You are on page 1of 248

‫تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬

‫(اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت)‬

‫الكتاب ‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‬


‫المؤلف ‪ :‬محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني ‪،‬‬
‫أبو الفيض ‪ ،‬الملقّب بمرتضى ‪ ،‬الزّبيدي‬
‫تحقيق مجموعة من المحققين‬
‫الناشر دار الهداية‬
‫عدد الجزاء ‪40 /‬‬
‫[ ترقيم الشاملة موافق للمطبوع ]‬

‫حظِ َيتْ عندَ َز ْوجِها ورُضِيتْ ‪.‬‬


‫حتْ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫ورَد َ‬
‫( و ) سدْحُ المرَأةِ أَيضا ‪ ( :‬أَن ُتكْثِر مِن وَلَدِها ) ‪.‬‬
‫( والسّادِحةُ ‪ :‬السّحابةُ الشّديدةُ ) الّتي َتصْرَع كلّ شيْءٍ ‪.‬‬
‫صبٌ ) ‪ ( .‬وسادِحٌ ‪ :‬قبيلةٌ ) قال أَبو ذُؤيب ‪:‬‬
‫خ ِ‬
‫( وفُلنٌ سادِحٌ ) ‪ ،‬أَي ( مُ ْ‬
‫وقد َأكْثَر الوَاشونَ بيْنِي وبيْنَه‬
‫غيّ ذُبْبَانَ سادِحُ‬
‫كمَا لمْ َي ِغبْ عن َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫رأَيته مُنْسدِحا ‪ :‬مُست ْلقِيا مُفَرّجا رِجْلَيه ؛ كذا في ( الَساس ) و ( اللّسان ) ‪ ،‬وسيأْتي هاذا للمصنّف‬
‫في ( سرح ) فليْ ْنظَر ‪.‬‬
‫سرح ‪ ( :‬السّرْح ‪ .‬المالُ السائِمُ ) ‪ .‬وعن اللّيث ‪ :‬السّرْحُ ‪ :‬المالُ يُسام في المَرْعَى من الَنعام ‪.‬‬
‫وقال غيره ‪ :‬ول يُسمّى من المالِ سَرْحا إِل ما ُي ْغدَى به ويُراحُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬السّرْحُ من المالِ ‪ :‬ما‬
‫سوْ ُم المالِ ‪ ،‬كالسّرُوحِ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬قال شيخنا ‪ :‬ظاهره أَنه‬
‫سَرَحَ عليك ‪ ( .‬و ) السّرْحُ أَيضا ‪َ ( :‬‬
‫مَصدَرُ المتعدّي ‪ ،‬والصّواب أَنه مصدرُ اللّز ِم كما اقتصاه القياس ‪ ( .‬و ) السّرْحُ ‪ ( :‬إِسَامَتُها ‪،‬‬
‫كالتّسْريحِ ) ‪ .‬يقال ‪ :‬سرَحتِ الماشيةُ َتسْرَحُ سَرْحا وسُروحا ‪ :‬سا َمتْ ‪ .‬وسَرّحَها هو ‪ :‬أَسامَها ‪،‬‬
‫يَتعدّى ول يت َعدّى ‪ .‬قال أَبو ذُؤيب ‪:‬‬
‫ن ل َيسْرَحُوا َنعَما‬
‫وكان مِثْلَيْنِ أَ ْ‬
‫حتْ مَواشِيهِ ْم وتَسْرِيحُ‬
‫حَ ْيثُ اسْترا َ‬
‫حدَها بل أَِلفٍ‬
‫سمْتُها ‪ ،‬وأَ ْهمَلْتُها ‪ ،‬وسَرحْتُها سَرْحا ‪ ،‬هاذه وَ ْ‬
‫حتُ الماشيةَ ‪ ،‬وأَ ْنفَشْتها ‪ ،‬وأَ َ‬
‫تقول ‪ :‬أَرَ ْ‬
‫ن وَحِينَ َتسْرَحُونَ } ( النحل ‪ ) 6 :‬قال ‪ :‬يقال ‪:‬‬
‫‪ .‬وقال أَبو الهَيثمِ في قوله تعالى ‪ { :‬حِينَ تُرِيحُو َ‬
‫حتُ الماسيةَ ‪ :‬أَي أَخرجتُها بالغَداةِ إِلى‬
‫سَ َر ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/461‬‬

‫ح المالُ نفسُه ‪ ،‬إِذا رَعَى بالغداةِ إِلى الضّحا ِء ويقال ‪ :‬سَ َرحْت أَنا سُروحا ‪ ،‬أَي‬
‫المرْعَى ‪ ،‬وسَرَ َ‬
‫غَ َد ْوتُ ‪ .‬وأَنشد لجرير ‪:‬‬
‫وإِذا غَدوْتَ َفصَبّحَ ْتكَ تَحيّةٌ‬
‫جلِ‬
‫سَ َب َقتْ سُرُوحَ الشّاحِجاتِ الحُ ّ‬
‫ظلّ فيه ‪ ،‬ويَنْبُت ب َنجْ ٍد في‬
‫طوَالٌ ‪ ،‬ل يُرْعَى ‪ ،‬وإِنما يُستَ َ‬
‫( و ) السّرْح ‪ ( :‬شَجَرٌ ) كِبَارٌ ( عِظَامٌ ) ِ‬
‫ل ول جَ َبلٍ ‪ ،‬ول يأْكلُه المالُ ِإلّ قَلِيلً ‪ ،‬له ثَمرٌ أَصفرُ ‪ ( ،‬أَو ) هو‬
‫ظ ول يَنبُت في رَم ٍ‬
‫سهْل والغَلْ ِ‬
‫ال ّ‬
‫شجَرٍ طَالَ ) ‪ .‬وقال أَبو حَنِيفَة ‪:‬‬
‫ش ْوكَ فيه ) ‪ ،‬والوَاحِدُ سَرْحةٌ ‪ ( ،‬أَو ) هو ( كلّ َ‬
‫( كلّ شَجرٍ ل َ‬
‫س في الصّيف ‪ ،‬ويَبنُون تحتَها البُيوتَ ‪ ،‬وظِلّها‬
‫حلّ تح َتهَا النّا ُ‬
‫السّرْحةُ ‪َ :‬دوْحةٌ ِمحْللٌ وَاسِعةٌ يَ ْ‬
‫صالحٌ ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫فيا سَ ْرحَةَ ال ّركْبانِ ظِّلكِ بارِدٌ‬
‫حلّ لوارِدِ‬
‫وما ُؤكِ عَ ْذبٌ ل يَ ِ‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬وأَخبرني أَعرابيّ قال ‪ :‬في السّرْحةِ عُبْ َرةٌ ‪ ،‬وهي دون الَ ْثلِ في الطّولِ ‪،‬‬
‫لفْنانِ ‪ .‬قال ‪ :‬وهي مائلة النّبْتَة أَبدا ‪ ،‬ومَيُْلهَا من بينِ جَميعِ الشّجَرِ‬
‫ط ُة ا َ‬
‫صغَارٌ ‪ ،‬وهي سَبْ َ‬
‫ووَرَقُها ِ‬
‫في شِقّ اليَمينِ ‪ .‬قال ‪ :‬ولم أَ ْبلُ على هاذا الَعرابيّ كَذِبا ‪ .‬ورُ ِويَ عن اللّيث قال ‪ :‬السّرْح ‪ :‬شَجرٌ‬
‫للَءِ في‬
‫للَءُ ‪ ،‬الواحدةُ سَ ْرحَةٌ ‪ .‬قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬هاذا غَلطٌ ‪ ،‬ليس السّرحُ من ا َ‬
‫ح ْملٌ ‪ ،‬وهي ا َ‬
‫له َ‬
‫شيْءٍ ‪ ،‬قال أَبو عُبيدٍ ‪ :‬السّرْحةُ ‪ :‬ضَ ْربٌ من الشّجَرِ ‪َ ،‬معْرُوفَةٌ ‪ .‬وأَنشد قولَ عنترةَ ‪:‬‬
‫طلٌ كأَنّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ‬
‫بَ َ‬
‫حذَى ِنعَالَ السّ ْبتِ ليس ب َتوْأْمِ‬
‫يُ ْ‬
‫جلَ‬
‫يَصفه بطولِ القَامَةِ ‪ .‬فقد بَيّن لك أَن السّرْحةَ من كِبار الشّجر ‪َ ،‬ألَ تَرَى أَنه شَبّه به الرّ ُ‬
‫حهَا )‬
‫عوْنَ سِرَا َ‬
‫حهَا ويَرْ َ‬
‫للَ ُء لَ شَاقَ له ول طُولَ ‪ .‬وفي حديثِ ظَبْيَانَ ‪ ( :‬يأْكلون مُلّ َ‬
‫لِطوله ‪ ،‬وا َ‬
‫حسَنُ العَسَالِيجِ ‪.‬‬
‫شجَرٌ َ‬
‫‪ .‬قال ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬السّرْحُ ‪ :‬كِبَار ال ّذ ْكوَانِ ‪ .‬وال ّذكْوانُ ‪َ :‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/462‬‬
‫( و ) السّرْحُ ‪ ( :‬فِنَاءُ الدّارِ ) ‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬فِنَاءُ البابِ ‪.‬‬
‫( و ) السّرْحُ ‪ ( :‬السّلْح ) ‪.‬‬
‫ح وتَسَرّحَ ‪:‬‬
‫( و ) السّرْح والسّرِيح ‪ ( :‬ا ْنفِجَارُ ال َب ْولِ ) وءدْرَارُه بعد احتباسه ‪ .‬وسَرّحَ عنه فا ْنسَرَ َ‬
‫فَرّجَ ‪ .‬ومنه حديث الحَسن ‪ ( :‬يا لها ِن ْعمَةً يعني الشّربَةَ من الماءِ تُشْرَب لَ ّذةً ‪ ،‬و َتخْرُجُ سُرُحا ) ‪،‬‬
‫سهْلً سَريعا ‪.‬‬
‫أَي َ‬
‫ت ما في صَدري صَرْحا ‪ ،‬أَي أَخْرجْتَه ‪.‬‬
‫ح ُ‬
‫ج ما في الصّدْر ) ‪ .‬يقال ‪ :‬سَرَ ْ‬
‫( و ) السّرْح ‪ ( :‬إِخْرَا ُ‬
‫ج وأَنشد ‪:‬‬
‫س ّميَ السّرْحُ سَرْحا لَنّه يُسْرَحُ فيَخْرُ ُ‬
‫وُ‬
‫ضبَ ُمكْ َتمِنْ‬
‫ل َ‬
‫وسَرَحْنَا ك ّ‬
‫( و ) السّرْح ‪ ( :‬الِرسالُ ) ‪ .‬يقال ‪ :‬سَرَحَ إِليه َرسُولً ‪ :‬أَي أَرسلَه ؛ كما في ( الَساس ) و‬
‫( ِفعْل الكلّ كمَنَع ) ِإلّ الَخير فإِنه استُعمِل فيه التشديد أَيضا ‪ .‬يقال سَرّحْت فلنا إِلى مَوضعِ‬
‫كذا ‪ ،‬إِذا أَرسلْته ‪ .‬والتّسْريح ‪ :‬إِرسالُك رسولً في حاجة سَرَاحا ؛ كما في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫عمْرِو بن أَبي السّرْح ؛‬
‫عمْرِو بنِ محمّدِ بن عبدِ ال بن َ‬
‫ن الَسود بن َ‬
‫سوَادِ ) ب ِ‬
‫عمْرو بنُ َ‬
‫(وَ‬
‫عمْرو بن السّرْحِ‬
‫عمْرِو بنِ عبدِ ال بن َ‬
‫عمْرِو بن السّرْحِ ) ‪ .‬وهو أَبو طاهرٍ أَحمدُ بن َ‬
‫( وأَحمدُ بنُ َ‬
‫عمَرُ ) بن أَبي الظّاهرِ ‪ ،‬حَ ّدثَ عن أَبيه وجدّه‬
‫‪ ،‬عن ابنِ عَيَيْنَة ‪ ،‬وعنه مُسل ٌم وأَبو داوود ؛ ( وابنه ُ‬
‫حدّث ( وحَفيدُه عبدُ ال ) بن عُمرَ بن أَحمدَ عن يُونُس بن عبدِ‬
‫؛ وولدُه أَبو الغَيْداق إِبراهِيمُ ‪َ ،‬‬
‫الَعْلَى ؛ قاله الذّهبيّ ‪ ( .‬السّ ْرحِيّون ‪ ،‬مُحَدّثون ) ‪.‬‬
‫سمّى ال عزّ‬
‫( وتَسْرِيحُ المرَأةِ ‪َ :‬تطْليقُها ‪ ،‬والسم ) سَرَاحٌ ( كسَحَابٍ ) ‪ ،‬مثلُ التّبْلِيغ والبلغِ و َ‬
‫جمِيلً } ( الَحزاب ‪ ) 49 :‬كما سمّاه طَلقا‬
‫وجلّ الطّلقَ سَرَحا ‪ ،‬فقال ‪ { :‬وَسَرّحُوهُنّ سَرَاحا َ‬
‫سمّاه الفِراقَ ؛ فهاذه‬
‫من طَلّق المَرَْأةَ ‪ ،‬و َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/463‬‬

‫ثلثةُ أَلفاظ تَجم ُع صَرِيحَ الطّلقِ الّذي ل يُدَيّنُ فيها المْطلّقُ بها إِذا أَنكرَ أَن يكون عنَى بها طَلَقا ؛‬
‫كذا في ( اللّسان ) ‪.‬‬
‫( و ) التّسّرَيحُ ‪ ( :‬التّسهيلُ ) وال ّتفْريجُ ‪ ،‬وقد سَرّحَ عنه فانْسَرَحَ ‪.‬‬
‫( و ) التّسْرِيحُ ‪ ( :‬حلّ الشّع ِر وإِرْسالُه ) قبلَ المَشْط ؛ كذا في ( الصّحاح ) ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪:‬‬
‫ص بعضِه من ب ْعضٍ بالمشْط ‪.‬‬
‫تَسْريحُ الشّعرِ ‪ :‬تَرْجِيلُه وتَخْلي ُ‬
‫سدِح ‪ ،‬وقد‬
‫( والمُنْسرِح ) من الرّجال ‪ ( :‬المُسْتَ ْلقِي ) على ظهْرِه ( ال ُمفَرّجُ ) بين ( ِرجْلَيْه ) كالمْنْ َ‬
‫تقدّم ‪.‬‬
‫خفِيفُ فيها ‪ ،‬وهو ( الخارِجُ من ثِيا ِبهِ ) ‪ ،‬قال‬
‫( و ) المُنْسرِحُ ‪ :‬المُتجرّد ‪ .‬وقيل ‪ :‬القَلِيلُ الثّيَابِ ال َ‬
‫رُؤبة ‪:‬‬
‫مُنْسَرِحٌ عنه ذَعاليبُ الخِرَقْ‬
‫خفّتِه ‪ ،‬وهو ( جِ ْنسٌ من العَرُوض ) َتفْعِيلُه ‪ :‬مُسْتفعلنْ‬
‫شعْرِ ل ِ‬
‫( و ) المُنْسَرِح ‪ :‬ضَ ْربٌ من ال ّ‬
‫سدّسُ الدّائرة ‪.‬‬
‫مفعولتُ مُسْتفعلُنْ ‪ ،‬ستْ مرّات ‪ .‬وقال شيخنا ‪ :‬وهو العاشر من البحُور ‪ ،‬مُ َ‬
‫( والسّرْياح ‪ ،‬كجِرْيالٍ ‪ :‬الطّويلُ ) من الرّجال ‪ ( .‬و ) السّرْياح ‪ ( :‬الجَراد و ) اسم ( كَلْب ‪ .‬وأُمّ‬
‫سِرْياحٍ ) ‪ :‬اسمُ ( امرأَة ) ‪ .‬مُشْتقّ منه ‪ .‬قال بعض أُمرا ِء مكّة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو ( دَرّاحُ بن زُرْعَةَ )‬
‫بن قَطَنِ بن الَعرفِ ( الضّبابيّ أَمر مكّةَ ) زِيدتْ شَرفا ‪:‬‬
‫إِذا أُمّ سِرْياحٍ غَ َدتْ في ظَعائِنٍ‬
‫جَوالِس َنجْدا فاضَتِ العِينُ َت ْدمَعُ‬
‫عمَرَ الزّا ِهدُ أَنّ ُأمّ سِرْياحٍ في غيرِ هاذا ال َم ْوضِع كُنْيَةُ الجَرَا َدةِ ‪.‬‬
‫قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬وذكر أَبو ُ‬
‫والسّرْياح ‪ :‬اسمُ الجراد ‪ .‬والجالِسُ ‪ :‬التي نَجْدا ‪ .‬قلت ‪ :‬وهاكذا في الغَرِيبَين للهَرويّ ‪.‬‬
‫ح ِكيَ عن ثعلب ‪ ،‬وليس منه على ثقَة ‪.‬‬
‫( والمَسْروحُ ‪ :‬الشّراب ) ُ‬
‫( وذو المَسْروحِ ‪ :‬ع ) ‪.‬‬
‫خصَف‬
‫( والسّرِيحةُ ‪ :‬السّيْرُ ) الّتي ( يُ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/464‬‬

‫شدّ في الرّسْغ ‪ ( .‬و )‬


‫خدَم ُة فوْقَ الرّسْغِ ‪ .‬والخَ َدمَةُ ‪ :‬سَيْرٌ يُ َ‬
‫شدّ به ال َ‬
‫بها ) ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الذي يُ َ‬
‫السّرِيحَة ‪ ( :‬الطّرِيقَةُ المُسْ َتطِيلَةُ من الدّمِ ) إِذا كَان سائلً ( و ) السّرِيحة ‪ ( :‬الطّريقَةُ الظّاهِرة من‬
‫حوَْلهَا ) وهي‬
‫شجَرا ممّا َ‬
‫الَرْض ) المُسْ َتوِيةُ ( الضّ ّيقَةُ ) ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ ( :‬وهي َأكْثَرُ ) نَبْتا و ( َ‬
‫عقَبَةً ‪( .‬‬
‫حوَْلهَا قَلِيلُ الشّجرِ ‪ ،‬ورُبما كانت َ‬
‫شجِيرةً ‪ ،‬وما َ‬
‫حوَْلهَا ‪ ،‬فترَاهَا مُسْ َتطِيلةً َ‬
‫مُش ِرفَةٌ على ما َ‬
‫طعَةُ من ال ّث ْوبِ ) المُتَمزّقِ ‪ ( ،‬ج ) أَي جمع السّرِيحة في ال ُكلّ ( سَرائِحُ ) ‪،‬‬
‫و ) السّرِيحةُ ‪ ( :‬القِ ْ‬
‫لوّل ‪.‬‬
‫وسَرِيحٌ في الَخير ‪ ،‬وسُرُوح في ا َ‬
‫( والمِسْرَح ‪ ،‬كمِنْبَر ‪ :‬المُشْط ) وهو المِرْجَل أَيضا ‪ ،‬لَنه آلة التّسريح والتّرجيل ‪.‬‬
‫عيِ ‪ ،‬وجمعه المَسَارِحُ ‪ .‬وفي‬
‫( و ) المَسْرَح ( بالفَتْح ‪ :‬المَرْعَى ) الّذي تَسْرَح فيه الدّوابّ للرّ ْ‬
‫س ْقيِ الَلبانِ ‪ ،‬أَي أَن‬
‫حديث أُمّ زرعٍ ( له إِبلٌ قَليلتُ ال َمسَارِحِ ) ‪ .‬قيل ‪ :‬تَصفه بكَثْرةِ الِطعامِ ‪ .‬و َ‬
‫ح في المَرَاعى ال َبعِي َد ِة ‪ ،‬ولكنها باركةٌ بفِنائه‬
‫إِبلَه على كَثْرَتِها ل تَغيبُ عن الحيّ ‪ ،‬ول تَسْرَ ُ‬
‫خوْفا من أَن يعنزِل به ضَيْفٌ وهي بعيدةٌ عازِبةٌ ‪.‬‬
‫ل ُيقَرّب لِلضّيفانِ من لَبنها ولحمِها ‪َ ،‬‬
‫( وفرَسٌ سَرِيحٌ ) كأَمير ‪ ( :‬عُ ْريٌ ‪ ،‬و ) خَ ْيلٌ ( سُرُحٌ ‪ ،‬بضمّتين ) ‪ ،‬أَي ( سرِيعٌ ‪ ،‬كالمُ ْنسَرِح ) ‪.‬‬
‫ح ومُنْسرِحةٌ في سَيْرِهَا ‪ ،‬أَي سَريعةٌ ‪ .‬قال الَعشى ‪:‬‬
‫يقال ‪ :‬ناقَةٌ سُرُ ٌ‬
‫بجُللةٍ سُرُحٍ كأَنّ بغَرْزِهَا‬
‫طيّ ظِلَلَها‬
‫هِرّا إِذا انْتَعل المَ ِ‬
‫وفي ( اللسان ) والسّرُوح والسّرُوحُ من الِبل ‪ :‬السّريعة المَشْي ‪ ( .‬وعَطاءٌ ) سُرُحٌ ‪ ( :‬بل َمطْل‬
‫سهْلة )‬
‫‪ .‬ومِشْيَةٌ ) سُرُحٌ ‪ ،‬بكسر الميم مثلُ سُجُحٍ ‪ ،‬أَي ( َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/465‬‬

‫ح ِملْ ‪ .‬و ) السّ ْرحَةُ ‪ :‬اسم ( كَلْب ) لهم ‪.‬‬


‫و ( السّ ْرحَة ‪ :‬الَتانُ ‪َ ،‬أدْ َر َكتْ ولم تَ ْ‬
‫عمَرَ بنِ سَعيد المُحدّث ) يَ ْروِي عن الزّهْ ِريّ ‪ ( .‬وأَما اسم الموضع فبالشّين‬
‫( و ) السّرْحة ‪ ( :‬جَدّ ُ‬
‫حفَ عليه ؛ هاكذا نبّه عليه ابنُ بَ ّريّ في حاشيته ‪ .‬ولكن في‬
‫جوْهريّ ) فإِنه تَص ّ‬
‫والجيم ‪ ،‬وغَلِطَ ال َ‬
‫المَراصِد واللّسان أَن س ْرحَةَ اسمُ َموْضعٍ ‪ ،‬كما قاله الجوهريّ ‪ .‬والذي بالشين والجيم موضعٌ آخرُ‬
‫‪ ( ،‬وكذالك في البيت الذي أَنشده ) للبيدٍ ‪:‬‬
‫ِلمَنْ طََللٌ تَضمّنَه أُثَالُ‬
‫( فَسْرْحةُ فالمَرَانةُ فالخَيَال ) ( والخَيَالُ بالخَاءِ واليَاءِ ) على ما هو مَضبوطٌ في سائر نُسخ‬
‫( الصّحاح ) ‪ ،‬وفي باب اللّم ( أَيضا ‪ ،‬تَصحيفٌ ) ‪ .‬ولكنْ صَرّحَ شُرّاحُ دِيوانِ لَبيدٍ وفسّروه‬
‫جهَيْن ‪ .‬قال الجوهَريّ في باب اللّم ‪ :‬الخَيَالُ ‪ :‬أَ ْرضٌ لبني َتغْلب قال شيخنا ‪ :‬وهو ُموَافِقٌ في‬
‫بالوَ ْ‬
‫ذالك لما ذكره أَبو عُبيدٍ البكْ ِريّ في معجمه والمراصد ‪ ،‬وغيره ‪ ( ،‬وإِنما هو بالحاءِ المهملة والباءِ‬
‫) الموحّدة ( لحِبَال ال ّرمْل ) ‪ ،‬كذا صوّبه بعضُ المحقّقين ‪ .‬ووجدته هاكذا في هامش ( الصّحاح )‬
‫بخطَ يُعتمد عليه ‪ .‬ووجدْت أَيضا فيه أَن الخَيَالَ بالخَاءِ المعجمة والتّحتية أَرضٌ لبني تَميم ‪.‬‬
‫( وقولُه ‪ :‬السّرْح ُة يقال لها ) نصّ عبارته ‪ :‬الوَاحِدَة سَرْحَةٌ ‪ ،‬يقال ‪ :‬هي ( اْلءُ ) ‪ ،‬على وَزْنِ‬
‫سمّى الءَ ) يُشبِه الزّيتونَ ‪.‬‬
‫العَاعِ ‪ ( ،‬غَلَطٌ أَيضا ‪ ،‬وليس السّ ْرحَةُ الءَ ) بنفسها ( وإِنما لها عِ َنبٌ يُ َ‬

‫( والسّرْحان ‪ ،‬بالكسر ) ِفعُلن من سَرَحَ يَسْرَح ‪ ( :‬الذّ ْئبُ ) ‪ .‬قال سيبويه ‪ :‬النّون زائدةٌ‬
‫( كالسّرُحال ) ‪ ،‬عند َي ْعقِوب ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫تَرَي رَذَايَا الكُومُ َفوْقَ الخَالِ‬
‫طمْللِ‬
‫عِيدا ل ُكلّ شَيْهمٍ ِ‬
‫والَعْوَرِ العَيْنِ مع السّرُحَالِ‬
‫والُنثَى بالهَاءِ ‪ ،‬والجمع كالجمع ‪ ،‬وقد‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/466‬‬

‫جمَع هاذه بالَلفِ والتّاءِ ؛ قاله الكسائيّ ‪ ( .‬و ) السّرْحانُ والسّيد ( ‪ :‬الَسد ) ‪ ،‬بلُغة ُهذَ ْيلٍ ‪ .‬قال‬
‫تُ ْ‬
‫أَبو المُثَلّم يَرْثِي صخْر ال َغيّ ‪:‬‬
‫حمّالُ أَ ْلوِيَة‬
‫هَبّاطُ َأوْدِيَةٍ َ‬
‫شهّادُ أَنْدِيةٍ سِرْحَانُ فِتْيانِ‬
‫َ‬
‫عمَارةَ بنِ حَرْب البُحْتُريّ ) الطّائيّ ‪ ( ،‬و ) اسم ( فَرَس‬
‫( و ) سِ ْرحَان ( كَ ْلبٌ ‪ ،‬و ) اسم ( فَرَس ُ‬
‫سطُه ‪ ،‬ج سَرَاحٍ ك َثمَانٍ ) قال‬
‫ح ْوضِ ‪ :‬وَ َ‬
‫مُحْرِزِ بنِ َنضَْلةَ ) الكِنَا ِنيّ ‪ ( .‬و ) السّرُحان ( من ال َ‬
‫ب وثَعالِي ‪،‬‬
‫حذَفوا آخرَه ‪ .‬انتهَى ‪ ،‬وسَراحِي ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬ثعَاِل ُ‬
‫شيخُنَا ‪ :‬أَي ف ُيعْرَب مَنقوصا كأَنهم َ‬
‫( وسِرَاحٌ ) وسِ ْرحَانٌ ( كضِباعٍ ) وضِ ْبعَانٍ قال الَزهريّ ‪ :‬ول أَعرِف لهما نَظيرا ‪،‬‬
‫طفَيل ‪:‬‬
‫( وسَراحِينُ ) ‪ ،‬وهو الجارِي على الَصل الّذي حكاه سيبويه ‪ .‬وأَنشد أَبو الهَيّثَم ل ُ‬
‫وخيلٍ كَأمْثَالِ السّرَاحه مَصونةٍ‬
‫ب ومُذْ َهبُ‬
‫َذخَائِرَ ما أَ ْبقَى الغُرَا ُ‬
‫لوّلُ ‪ ،‬والمراد بالسّرْحَان‬
‫( وذَنعبُ السّ ْرحَانِ ) الوَارِد في الحعدِيث ‪ :‬هو ( الفَجْرُ الكا ِذبُ ) ‪ ،‬أَي ا َ‬
‫هنا الذّئْب ‪ ،‬ويقال ‪ :‬الَسد ‪.‬‬
‫سمّي بشجرِ السّرحِ هُناك ‪ ،‬قُ ْربَ بَدْرٍ ‪،‬‬
‫( وذو السّرْح ‪ :‬وادٍ بين الحَرمَيْن ) ‪ ،‬زادهما ال شرفا ‪ُ ،‬‬
‫ووادٍ آخرُ نَجْديّ ‪.‬‬
‫سهْلً ) ‪ ،‬ومنه حديث الحَسن ‪ ( :‬يا لها ِن ْعمَةً يعنِي الشّرْبةَ‬
‫( وسَرِحَ ‪ ،‬كفرِحَ ‪ :‬خَرَجَ في ُأمْورِه َ‬
‫سهْلً سَريعا ‪.‬‬
‫( من ) الماءِ ُتشْرَب لَ ّذةً ‪ ،‬وتَخْرُج سُرُحا ) ‪ ،‬أَي َ‬
‫حمّد ‪ :‬عَلَمٌ ) ‪.‬‬
‫( ومُسَرّحٌ ‪ ،‬كمُ َ‬
‫( وبنو مُسَرّحٍ ‪ ،‬كمُحَدّث ‪َ :‬بطْنٌ ) ‪.‬‬
‫حضَرتْ وِل َدةَ الحَسَنِ بنِ عليّ ‪ ،‬أَورده المِ ّزيّ في‬
‫سوْ َدةُ بنتُ مِسْرَحٍ ‪ ،‬كمِنْبَرٍ ‪ ،‬صَحَابِيّةٌ ) ‪َ ،‬‬
‫(وَ‬
‫ترجمته ‪ ،‬وقيّد أَباها ابنُ ماكُول ‪ ( ،‬أَو هو ) مِشْرَحٌ ‪ ( ،‬بالشّين ) المعجمة ‪.‬‬
‫( و ) سَرَاحِ ‪ ،‬مبنيّا على الكس ِر ( كقَطَامِ ‪ :‬فَرَسٌ ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/467‬‬

‫عمَرَ ( بنِ شَاهِينَ ) الحَافظِ المشهور ‪.‬‬


‫ح ْفصٍ ) ُ‬
‫( وكَسَحَابٍ ‪ ،‬جَ ّد لَبي َ‬
‫( وكَكتّانٍ ‪ ،‬فَرَسُ المُحَلّقِ ) ‪ ،‬كمعظّم ‪ ( ،‬ابْن حَنْتَمٍ ) ‪ ،‬بالنون والمثنّاة الفوقيّة ‪ ،‬وسيأْتي ‪.‬‬
‫( وككُتُبٍ ‪ :‬ماءٌ لبني ال َعجّلَنِ ) ‪َ ،‬ذكَرَه ابن مُقْبِل ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ن القَاعِ من سُرُحٍ‬
‫قالتْ سُلَيمَى ببط ِ‬
‫( وسرْحٌ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ( عَلَمٌ ) قال الرّاعي ‪:‬‬
‫فَلوْ أَنّ حٍ ق اليومِ منكم إِقامةٌ‬
‫وإِنْ كان سَرْحٌ قد َمضَى فتَسَرّعَا‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬ويكون اسما لل َقوْمِ الّذِين لهم السّرْح ‪ ،‬كالحاضِرِ‬
‫السّارِحُ ‪ :‬يكون اسما للرّاعِي الّذي يَسْرَحُ الِب َ‬
‫والسّامِر ‪.‬‬
‫شيْءٌ يَروح ول يَسْرَح ‪ .‬قال اللّحْيَانيّ ‪ :‬وقد يكون في معنَى‬
‫وماله سارِحةٌ ول رائحة ‪ :‬أَي ماله َ‬
‫مالَه َقوْمٌ ‪.‬‬
‫سوَاءٌ ‪ :‬الماشيَةُ ‪ .‬وقال خالد بن جَنْبَة ‪ :‬السّارِحعة ‪:‬‬
‫ح والسّرْح والسّارحَة َ‬
‫وقال أَبو عُبَيْدٍ ‪ :‬السّارِ َ‬
‫جمَاعَة ‪.‬‬
‫الِبلُ والغَنَم ‪ .‬قال ‪ :‬والدّابّ ُة الوَاحِدَة ‪ .‬قال وهي أَيضا ال َ‬
‫سهْلً سُرُحا ‪.‬‬
‫جعَلْه َ‬
‫ووَلَدَتْه سُرُحا ‪ ،‬بضمّتين ‪ ،‬أَي في سُهولة ‪ .‬وفي الدّعاء ‪ ( :‬الّلهُمّ ا ْ‬
‫س ْهلٌ ‪.‬‬
‫شيْءٌ سَريحٌ ‪َ :‬‬
‫وَ‬
‫وا ْفعَلْ ذالك في سَرَاحٍ و َروَاحٍ ‪ ،‬أَي في سُهولة ‪.‬‬
‫عجَلةٍ ‪ .‬وَأمْرٌ سَريحٌ ‪ :‬مُعجّل ‪ ،‬والسم السّرَاحُ ‪ .‬والعرب‬
‫ول يكون ذالك ِإلّ في سَريحٍ ‪ ،‬أَي في َ‬
‫تقول ‪ :‬إِنّ خَيْ َركَ َلفِي سَرِيحٍ ‪ ،‬وإِن خَيْرك لَسَرِيحٌ ‪ ،‬وهو ضِدّ البَطِيءِ ‪.‬‬
‫ويقال ‪ :‬تَسرّح فُلنٌ من هذا المكانِ إِذا َذ َهبَ وخَرَجَ ‪.‬‬
‫جةِ‬
‫ومن الَمثال ‪ ( :‬السّرَاحُ من النّجَاح ) أَي إِذا لم َتقْدِر على َقضَاءِ حا َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/468‬‬

‫جلِ فأَيْئسْه فإِن ذالك عنده بمنزلةِ الَسعافِ ؛ كذا في ( الصّحاح ) ‪.‬‬
‫الرّ ُ‬
‫والمُسْتَرَاحُ ‪َ :‬م ْوضِعٌ بمِشَانَ ‪ ،‬وقَرْيةٌ بالشّام ‪.‬‬
‫وسَرْح ‪ ،‬بالفتح ‪ :‬عند ُبصْرَى ‪.‬‬
‫ومن المَجَاز ‪ :‬السّرْحَة ‪ :‬المَرَْأةُ ‪ ،‬قال حُميدُ بنُ َثوْرٍ ‪:‬‬
‫حةَ ماِلكٍ‬
‫أَبَى اللّهُ ِإلّ أَنّ سَرْ َ‬
‫على ُكلّ أَفنانِ ال ِعضَاهُ تَرُوقُ‬
‫كنَى بها عن امرَأةٍ ‪ .‬قال الَزهريّ َتكْنِى عن المَرَْأةِ بالسّرْحةِ النابِتَة على الماءِ ‪ .‬ومنه قوله ‪:‬‬
‫يا سَ ْرحَةَ المَاءِ قد سُ ّدتْ مَوارِ ُدهُ‬
‫َأمّا إِليكِ طريقٌ غيرُ مسدودِ‬
‫ن ما تكون ‪.‬‬
‫حسَ ُ‬
‫كَنَى بالسّرحةِ النّابتةِ على الماءِ عن المَرْأَة ‪ ،‬لَنها حينئذ أَ ْ‬
‫والمُنسرِح ‪ :‬اّلذِي انْسَرَحَ عنه وَبَرُه ‪.‬‬
‫ب والمَجيءِ ‪ .‬يَعنِي بالمِلَطِ الكَ ِتفَ ‪ ،‬وفي‬
‫وفي ( الصّحاح ) ‪ :‬ومِلَطٌ سُرُحُ الجَ ْنبِ ‪ :‬مُنْسَرِحٌ للذّهَا ِ‬
‫شمَيل ‪ :‬مِلطَا البَعيرِ ‪ :‬هما ال َعضُدانِ ‪.‬‬
‫( التهذيب ) ‪ :‬ال َعضُد ‪ .‬وقال ابن ُ‬
‫ن ونَحوُهما ‪.‬‬
‫شعْ ُر والكَتّا ُ‬
‫والمسْرحة ‪ :‬ما يُسرّح به ال ّ‬
‫والسّرائِحُ والسّرُح ‪ :‬نِعالُ الِبلِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬سُيورُ نِعاِلهَا ‪ ،‬كلّ سَيْ ٍر منها سَرِيحةٌ ‪ .‬وأَورده ابن السّيد‬
‫في كتاب ( الفَرْق ) ‪:‬‬
‫فَطِرْنَ بمُ ْنصُليِ في َي ْعمَلتٍ‬
‫َدوَامِي الَ ْيدِ يَخْ ِبطْن السّرِيحَا‬
‫ف الِبل ‪.‬‬
‫وقال السّهيليّ في ال ّروْض ‪ :‬السّريح شِبْهُ ال ّنعْل تُلْ َبسُه َأخْفا ُ‬
‫سهْلً ‪ ،‬قهو سَ ْيلٌ سارحٌ ‪.‬‬
‫وعن أَبي سعيد ‪ :‬سَرَحَ السّ ْيلُ يَسْرَح سَرْحا ‪ :‬إِذا جَرَى جَرْيا َ‬
‫عقِب به ‪ .‬وقال أَبو حَنيفَة ‪ :‬هي‬
‫س ْهمِ ‪ :‬ال َع َقبُ اّلذِي ُ‬
‫وسَرائحُ ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/469‬‬

‫ال َعقَبُ الّذي يُدْرَجُ على اللّيطِ ‪ ،‬واحدتُه سَرِيحةٌ ‪ .‬والسّرَائِحُ أَيضا آثارٌ فيه كآثارِ النّار ‪.‬‬
‫ومن المَجَاز ‪ :‬سَ َرحَه اللّهُ وسَرّحَه ‪ ،‬أَي َو ّفقَه ال تعالى ‪ .‬قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬هاطا حَرفٌ غريب ‪،‬‬
‫سمِعته بالحا ِء في المؤلّف عن الِياديّ ‪.‬‬
‫والمَسْرَحَانِ ‪ :‬خَشَبتَانِ ُتشَدّانِ في عُنُق الثّور الْدي ُيحْرَث به ‪ ،‬عن أَبي حَنيفَةَ ‪.‬‬
‫وفَرَسٌ سِرْيَاحٌ ‪ :‬سَريعٌ ‪ .‬قال ابن ُمقْبِل يَصف الخَيْل ‪:‬‬
‫ح و ُمقْرَبَةٍ‬
‫ن كلّ َأ ْهوَجَ سِرْيَا ٍ‬
‫مِ ْ‬
‫ومن المَجاز ‪ :‬هو َيسْرَح في أَعراضِ النّاسِ ‪َ :‬يغْتابُهم ‪.‬‬
‫حةَ ‪ :‬صَحَابيّ ‪ ،‬اسمه‬
‫وهو مُ ْنسَرٌ من ثياب الكَرَم ) ‪ ،‬أَي مُنْسَلخٌ ؛ كذا في ( الَساس ) ‪ .‬وأَبو سَرِي َ‬
‫صفّةِ ؛ قاله شيخنا ‪ .‬قلت ‪ :‬وقرأْت في مُعجم ابن ِف ْهدٍ ‪:‬‬
‫حفّاظ في أَ ْهلِ ال ّ‬
‫حُذيفةُ بنُ سعيد ؛ ذكره ال ُ‬
‫أَبو سَريحةَ ال ِغفَا ِريّ حُذَيْفةُ بن أَسيدٍ ‪ ،‬بايعَ تحت الشّجرةِ ‪ ،‬روَى عنه الْسودُ بن يَزيدَ ‪ .‬وأَبو‬
‫سِ ْرحَانَ وسُرَيْحَانَ ‪ :‬من كُنَاهم ‪ .‬وسُلَيمُ بنُ سَرْحٍ ‪ :‬من التّابعين ؛ كذا في ( تاريخ البخاريّ ) ‪.‬‬
‫سوَيدُ ابنُ سِرْحانَ ‪ ،‬عن المُغيرةِ ‪ ،‬وعنه إِيادُ بن َلقِيطٍ ‪.‬‬
‫وبخطّ أَبي ذَرّبالهامس ‪ :‬سَرْج ‪ ،‬بالجيم ‪ .‬و ُ‬
‫س َة مولى النبيّ صلى ال عليه وسلم‬
‫وأَبو سَرْحٍ أَو أَبو مَسْروح ‪ :‬كُنْيَة أَنَ َ‬
‫صوَاب فيه ‪ :‬سِرْيَاح ‪،‬‬
‫حتٌ للنّاقَةِ الكَرِيمةِ ) ‪ .‬قلت ‪ :‬ولعلّ ال ّ‬
‫سرتح ‪ ( :‬سِرْتَاحٌ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬نَ ْ‬
‫سهْلَةً‬
‫صفِ النّا َقةِ ‪ :‬ناقَةٌ سِرْياحٌ وسَرُوحٌ ‪ :‬إِذا كانت سَريعةً َ‬
‫بالمثنّاة التّحتية ‪ ،‬فإِنهم َأوْرَدُوا في و ْ‬
‫في السّيْر ‪.‬‬
‫سهْلَة ) ‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪:‬‬
‫( و ) َأمّا السّرْتاح فلم يذكروا فيه ِإلّ قولهم ‪ :‬هو ( الَرض المنْبَاتُ ال ّ‬
‫أَرضٌ سِرْتاحٌ ‪ :‬كريمةٌ ‪.‬‬
‫سرجح ‪ُ ( :‬همْ على سُرْجُوح ِة واحدة ‪ ،‬بالضّمّ ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/470‬‬

‫أَي اسْ َت َوتْ أَخْلقُهم ) ؛ ومثله في اللّسَان ‪.‬‬


‫سردح ‪ ( :‬السّرْدَحُ ‪ :‬الَرضُ ال ُمسْ َتوِيَةُ ) اللّيّ َنةُ ‪ .‬قال أَبو خَيْ َرةَ ‪ :‬السّرْدَحُ ‪ :‬أَماكِنُ مُسْ َتوِيَةٌ تُنْ ِبتُ‬
‫خطّابيّ ‪ :‬الصّرْدَحُ ‪ ،‬بالصّاد ‪ :‬هو المكانُ المُسْ َتوِي ‪ ،‬فَأمّا بالسين‬
‫ال ِعضَاهَ ‪ ،‬وهي لَيّ َنةٌ ‪ .‬وقال ال َ‬
‫غفَلَه ال ُمصَنّف ‪ ( .‬و )‬
‫فهو السّرْدَاحُ ‪ ،‬وهي الَ ْرضُ اللّيّنَة ‪ .‬وأَرضٌ سِرْدَاحٌ ‪ :‬بعي َدةٌ ‪ ،‬وهاذا قد أَ ْ‬
‫صيّ ) والعِجَْلةَ ‪ ،‬وهي السّرادِحُ ‪ .‬وأَنشد الَزهريّ‬
‫جمَةَ و ( ال ّن ِ‬
‫السّ ْردَحُ ‪ ( :‬ال َمكَانُ اللّيّن يُنْبِت ) النّ ْ‬
‫‪:‬‬
‫عَلَ ْيكَ سِ ْردَاحا من السّرَادِحِ‬
‫صيَ وَاضِحِ‬
‫عجْلَةٍ ‪ ،‬وذَا َن ِ‬
‫ذَا ِ‬
‫طوِيلة ‪ ،‬أَو الكريمة أَو العظيمةُ ‪ ،‬الَخير عن الفرّاءِ ‪ ( ،‬أَو‬
‫( والسّرْدَاح ) ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬النّاقَةُ ال ّ‬
‫صحَاح ) وغيرِه ‪ :‬الكثيرةُ اللّحْم ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫سمِينَةُ ) ‪ ،‬وفي ( ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫إِنْ تَ ْر َكبِ النّاحِ َيةَ الشّرْداحَا‬
‫( أَو القَويّةُ الشّدِي َدةُ التّامّةُ ) ‪ .‬وفي ( التّهذيب ) ‪ :‬وأَنشد الَصمعيّ ‪:‬‬
‫جمِيرٍ‬
‫حمَةِ ابنِ َ‬
‫وكأَنّي في فَ ْ‬
‫ب الُسَامعةِ السّرْداح‬
‫في ِنقَا ِ‬
‫الُسام ُة الَسدُ ‪ .‬ونِقَابُه ‪ :‬جِ ْلدُه ‪ .‬والسّرْدَاحُ ‪ :‬من َن ْعتِ ‪ ،‬وهو ال َق ِويّ الشّدِيدُ التامّ ‪،‬‬
‫حدَة )‬
‫جمَاعَةُ الطّلْحِ ‪ ،‬الوَا ِ‬
‫( كالسّرْدَاحَةِ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( .‬ج سَرادِحُ ‪ .‬و ) السّرْداح أَيضا ‪َ ( :‬‬
‫سِرْداحَةٌ ( بهاءٍ ) ‪.‬‬
‫( وسَرْ َدحَه ‪َ :‬أ ْهمَلَه ) ‪ ،‬وقد تَقدّم في الجيم ‪.‬‬
‫والسّرْداحُ ‪ :‬الضّخْم ؛ عن السّيرافيّ ‪.‬‬
‫سرفح ‪ ( :‬السّ ْرفَح ‪ :‬اسمُ شَيطَانٍ ) ‪ ،‬هكذا بالفاءِ على وزن جعفر ‪ ،‬وأَهمله كثيرون ‪.‬‬
‫ظهْرُ البيت ) إِذا كان‬
‫سطح ‪ ( :‬السّطْح ‪َ :‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/471‬‬

‫مُسْ َتوِيا ‪ ،‬لنْبِسَاطه ‪ ،‬وهو معروف ‪ ( ،‬وأَعْلَى كلّ شيْءٍ ) ‪ ،‬والجمع سُطُوحٌ ‪ ( .‬و ) السّطْح ‪:‬‬
‫سوَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬قَرْيَة بدمشقَ ‪ ،‬وسيأْتي ‪ .‬وتقدّم غُبَاغبٌ ‪ ( ،‬كان‬
‫غبٍ ) ‪ ،‬الكُ ْ‬
‫س َوةِ وغُبَا ِ‬
‫( ع بين الكُ ْ‬
‫حبَ النّاقَة ) ‪.‬‬
‫ش َعثِ الملقّب بقَ ْرمَط ( صا َ‬
‫ن الَ ْ‬
‫حمْدَانَ ب ِ‬
‫طيّ أَبي القاسِم ) ُنسِبُوا إِلى َ‬
‫فيه َو ْقعَ ٌة للقَ ْرمَ ِ‬
‫ضيَ اللّهُ‬
‫سطُوحٌ وسَطِيحٌ ‪ ( :‬بَسَطَه ) ‪ .‬وفي حديث عُمرَ َر ِ‬
‫سطَحَه يَسْطَحه ( كمَنَعه ) فهو مَ ْ‬
‫(و) َ‬
‫سطَح لك ) ‪ ،‬أَي أَ ْبسُطه حتى يَبْرُدَ ‪.‬‬
‫ط ِعمِيهم وأَنا أَ ْ‬
‫عنهُ ‪ :‬قال للمَرَْأةِ الّتي معها الصّبْيَان ‪َ ( :‬أ ْ‬
‫سطَحَه ‪ :‬إِذا ( صَرَعَه ) أَو صَرَعَه فبَسَطه على الَرص ‪ ،‬كما في ( اللّسَان ) ‪.‬‬
‫(و) َ‬
‫طحُه ‪َ ( :‬أضْجَعه ) ‪.‬‬
‫سطَحَه يَسْ َ‬
‫(و) َ‬
‫ح ومُنْسَطِحٌ ‪.‬‬
‫سطَحَ ‪ ،‬وهو سَطي ٌ‬
‫طحَه على قَفاه ُممْتَدّا ‪ ،‬فانْ َ‬
‫سطَحَه ‪ :‬بَ َ‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬ضَرَبَه ف َ‬
‫ومثلْه في ( ال ّتهْذِيب ) ‪ .‬وانْسَطحَ الرّجلُ ‪ :‬ام َتدّ على َقفَاه فلم يَتَحَرّك ‪.‬‬
‫سطِيحا ‪.‬‬
‫حهَا ) تَ ْ‬
‫سطْحا ‪ ( :‬كسَطّ َ‬
‫سطَحه َ‬
‫سطَحَ البَ ْيتَ يَ ْ‬
‫سوّاها ) ‪ .‬و َ‬
‫سطَحَ ( سُطوحَه َ‬
‫(و) َ‬
‫خلَ ‪ :‬أَرْسَلَه مع ُأمّه ) ‪.‬‬
‫سطَحَ ( السّ ْ‬
‫(و) َ‬
‫( والسّطِيحُ ‪ :‬القَتيلُ المُنْبسِطُ ) ‪ .‬وقال اللّيث ‪ :‬السّطِيحُ ‪ ( :‬كال َمسْطُوح ) ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫سطِيحَا‬
‫حَتّى يَرَاه وَجْهها َ‬
‫ض ْعفٍ ) وقد أَنكره شيخنا ‪ .‬وهو موجودٌ في‬
‫( و ) قيل ‪ :‬السّطِيح ‪ :‬هو ( المُنْبَسِط ال َبطِي ُء القِيَامِ ل َ‬
‫سطٌ ‪( ،‬‬
‫ُأمّهاتِ اللّغة ‪ .‬والسّطِيح أَيضا ‪ :‬اّلذِي يُولَد ضَعيفا ل َيقْدِر على القِيَا ِم والقُعودِ ‪ ،‬فهو أَبَدا مُن ِ‬
‫أَو ) السّطِيح ‪ :‬المُسْتَ ْلقِي على قَفاه من ( َزمَانَةٍ ) ‪.‬‬
‫صغِي َرةً وتكون‬
‫حدُهما بالخَر ‪ ،‬وتكون َ‬
‫( و ) السّطِيح ‪ ( :‬المَزادَة ) الّتي من أَدِيمَيْن قُوبلَ أَ َ‬
‫كبيرةً ‪ ( ،‬كالسّطيحةِ ) ‪ ،‬وهي من أَوانِي المِيَاهِ ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬أَنّ النبيّ صلى‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/472‬‬

‫علِيّا وفُلنا يَ ْبغِيَانِ المَاءَ ‪ ،‬فإِذا هما‬


‫سلَ َ‬
‫سفَارِه ‪ ،‬ف َفقَدُوا الماءَ ‪ ،‬فأَ ْر َ‬
‫ال عليه وسلم كان في بعض أَ ْ‬
‫سطِيحَتَيْنِ ) ‪ .‬قال ‪ :‬السّطِيحَةُ ‪ :‬المَزَا َدةُ تكون من جِ ْلدَيْنِ ‪ ،‬أَو المَزَا َدةُ أَكبَرُ مِنها ‪.‬‬
‫بامرَأةٍ بين َ‬
‫ع ِديّ بنِ مسعودِ‬
‫سطِيحٌ ‪ ( :‬كاهِنُ بني ذِ ْئبٍ ) ‪ ،‬كان يَ َت َكهّن في الجاهليّة ‪ ،‬واسمُه رَبِيعَةُ بنُ َ‬
‫(و) َ‬
‫غسّانَ ‪ .‬كان يُخبّر بمَ ْبعَثِ نبّينّ صلى ال عليه وسلم‬
‫بنِ مازِنِ ابنِ ذِ ْئبِ بن عَ ِديّ بنِ مازِنِ بنِ َ‬
‫س ّميَ بذالك لَنه‬
‫عاش ثلثَمائة سَنةٍ ‪ .‬ومات في أَيّامِ أَنو شِ ْروَانَ ‪ ،‬بعد َموْلِده صلى ال عليه وسلم ُ‬
‫صبٌ‬
‫س ّميَ بذالك لَنه لم يكن له بين مفاصِلِه َق َ‬
‫ضبَ َقعَدَ مُنْ َبسِطا ‪ ،‬فيما زَعَموا ‪ .‬وقيل ‪ُ :‬‬
‫غ ِ‬
‫كان إِذا َ‬
‫َت ْعمِده ‪ ،‬فكان أَبدا مُنْبَسِطا مُ ْنسَطحا على الَ ْرضِ ‪ ،‬ل يَقدِرُ على قِيام ول قُعودٍ ‪ ( .‬و ) يقال ‪ ( :‬مَا‬
‫عمْرِو بنِ ُنقَيْلَةَ الغَسّانيّ ؛ كذا في ( شَرْح‬
‫سوَى رَ ْأسِه ) ‪ .‬وهو خالُ عَبْد المَسِيحِ بنِ َ‬
‫عظْمٌ ِ‬
‫كان فيه َ‬
‫ك بكلّ‬
‫حصِي َرةٌ ‪ ،‬ويتكلّ ُ‬
‫طوَى َ‬
‫طوَى كما تُ ْ‬
‫المَواهبِ ) ‪ ،‬وفي ال ُمضَاف والمنسوب ‪ :‬أَنّ سَطِيحا كان يِ ْ‬
‫أُعْجُوبةِ ‪.‬‬
‫( و ) السّطّاح ( ك ّرمّان ‪ :‬نَ ْبتٌ ) ‪ ،‬والواحدة سُطّاحَةٌ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬السّطّاحَة ‪َ :‬بقْلَةٌ تَرْعَاهَا‬
‫سهْليّة وقيل ‪ :‬هي شَجرةٌ تَنْ ُبتُ في الدّيَارِ في‬
‫المَاشِشَة ‪ ،‬و ُتغْسَل بوَ َرقِها ال ّرؤُوس ‪ .‬وقيل ‪ :‬هي نَبْتَةٌ ُ‬
‫أَعْطَانِ المِيَاهِ مُتَسطّحَةً ‪ ،‬وهي قليلةٌ ‪ ،‬وليست فيها معنفعةٌ ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬السّطّاح ‪ ( :‬ما افْتَ َرشَ‬
‫سمُ ؛ عن أَبي حَنيفَة ‪.‬‬
‫من النصبَاتِ فانْ َبسَطَ ) ‪ ،‬ولم يَ ْ‬
‫جفّف ؛‬
‫سطَحُ ( كمِنْبَرٍ ) وتُفتح مِيمه ؛ قاله الجوْهَ ِريّ ‪ :‬مكانٌ ُمسْ َتوٍ يُ ْبسَطُ عليه ال ّتمْ ُر ويُ َ‬
‫( و ) المِ ْ‬
‫عمُودٌ للخِبَاءِ ) ‪.‬‬
‫كذا في الرّوض للسّهيليّ ‪ ،‬ويُسمّى ( الجَرِين ) ‪ ،‬يَمانِيَةٌ ‪ ( .‬و ) ال ِمسْطَح ‪َ ( :‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬أَن‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/473‬‬

‫ح َملَ بنَ مالكٍ للنّبيّ صلى ال عليه وسلم كُنتُ بين جَارِيَتَيْنِ لي ‪ ،‬فضر َبتْ إِحداهما الُخْرَى‬
‫َ‬
‫بمِسْطَح ‪ ،‬فأَ ْلقَتْ جَنينا مَيتا وماتَتْ ) ‪ .‬ف َقضَى َرسُولُ اللّهِ صلى ال عليه وسلمبِدِ َيةِ ال َمقْتُولةِ على‬
‫عوْفُ بن مالك ال ّنصْريّ ‪ .‬وفي حواشي ابن بَ ّريّ‬
‫ج َعلَ في الجَنينِ غُ ّرةً ) ‪ .‬وقال َ‬
‫عاقِلَ ِة القَاتِلَةِ ‪ ،‬و َ‬
‫ع ْوفٍ ‪:‬‬
‫‪ :‬مالكُ بن َ‬
‫تَع ّرضَ ضَ ْيطَارُو خُزاعةَ دُونَنا‬
‫سطَحا‬
‫وما خَيْ ُر ضَيْطَارٍ يُقلّب مِ ْ‬
‫سطَحٍ ‪ .‬والضّيْطار ‪ :‬الضّخْم الّذي ل غَنَاءَ عندَه ‪.‬‬
‫يقول ‪ :‬ليس له سِلحٌ ُيقَاتِل به غير مِ ْ‬
‫حجَا َرةِ ليَجْ َت ِمعَ فيها الماءُ ) ‪ .‬وفي ( ال ّتهْذِيب ) ‪:‬‬
‫صفَاةُ ُيحَاطُ عليها بال ِ‬
‫سطَح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫( و ) المِ ْ‬
‫سمَاءِ ‪ .‬قال ‪ :‬ورُبما خََلقَ ال عند‬
‫سطَحُ ‪ :‬صَفيحَةٌ عَرِيضةٌ من الصّخر ‪ ،‬يُحوّط عليها لِماءِ ال ّ‬
‫المِ ْ‬
‫حوْض ‪.‬‬
‫حوّط عليها بالحجارة ويُسْ َتقَى فيها للِبل ‪ ،‬شِبْه ال َ‬
‫صفَاةً مَلْسَاءَ مُس َتوِيةً فيُ َ‬
‫فَمه ال ّركِيّة َ‬
‫طهَ َرةٍ ليست‬
‫طحَةِ ‪ ،‬وهي به ِم ْ‬
‫سفَر ذِو جَ ْنبٍ واحدٍ ) كالمِسْ َ‬
‫سطَحُ ( كُوزٌ ) يُتّخذ ( لل ّ‬
‫( و ) المِ ْ‬
‫بمُربّعةٍ ‪.‬‬
‫سفّ ( من خُوصِ ال ّدوْمِ ) ‪ .‬ومنه قول تَميمِ بن ُمقْبِل ‪:‬‬
‫حصِيرٌ ) يُ َ‬
‫سطَحُ ‪َ ( :‬‬
‫( و ) المِ ْ‬
‫ل ْمعَزُ المَحْ ْزوّ آضَ كأَنّه‬
‫إِذا ا َ‬
‫سطَحُ‬
‫ظهِيرةِ مِ ْ‬
‫من الحَرّ في حَدّ ال ّ‬
‫حوَر ‪ ( ،‬و ) المسْطَح ‪ ( :‬مِقْلًى عَظِيمٌ للبُرّ ) ُيقْلَى‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬قال الفرّاءُ ‪ :‬هو ال ِمسْطَح والمِ ْ‬
‫شمَيْل ‪ .‬إِذا‬
‫خشَبَةُ ال ُمعَرّضة على دِعَامَتِي الكَرْمِ بالُطُر ) ‪ .‬قال ابن ُ‬
‫فيه ‪ ( .‬و ) المِسْطَح ‪ ( :‬ال َ‬
‫شعْبَةٌ ف ُتعَرّض‬
‫شعْبَتَانِ ‪ ،‬ثم تُؤخَذ ُ‬
‫حفَر لها في الَرض ‪ ،‬لكلّ دِعَامَة ُ‬
‫عمِدَ إِلى دَعَا ِئمَ يُ ْ‬
‫عُرّش الكرم ُ‬
‫جعَل على المَسَاطِحِ أُطُرٌ من أَدناها‬
‫سطَحَ ‪ ،‬ويُ ْ‬
‫خشَبَةُ ال ُمعَ ّرضَةُ المِ ْ‬
‫سمّى هاذه ال َ‬
‫على الدّعَامَتَيْنِ ‪ ،‬وتُ َ‬
‫إِلى أَقصاها ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/474‬‬

‫حوَر يُ ْبسَطُ به الخُبْزُ ) ‪.‬‬


‫( و ) المِسْطح ‪ ( :‬المِ ْ‬
‫ضيَ اللّهُ عنهُ‬
‫( و ) مِسْطَحُ ( بن أُثَاثَةَ ) بنِ عَبّادِ بنِ عبد ال ُمطّلِب بن عبدِ مَنَافٍ ( الصّحابيّ ) ‪َ ،‬ر ِ‬
‫‪ ،‬وُأمّه أُمّ مِسْطَحٍ ‪ُ :‬مطّلِبِيّة ‪.‬‬
‫سطّحٌ ‪ :‬مُسْ َتوٍ ‪.‬‬
‫سطْحٌ مُ َ‬
‫جدّا ) ‪ .‬و َ‬
‫سطٌ ِ‬
‫حمّد ‪ :‬مُنْبَ ِ‬
‫سطّحٌ ‪ ،‬كمُ َ‬
‫( وأَ ْنفٌ مُ َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫رَأَيْت الَ ْرضَ مَسَاطِحَ ‪ ،‬ل مَرْعَى بها ‪ ،‬شُ ّب َهتْ بالبُيُوت المَسطوحة ‪.‬‬
‫سطَ ‪.‬‬
‫سطَح ‪ :‬انْبَ َ‬
‫شيْءُ وانْ َ‬
‫وتَسَطّحَ ال ّ‬
‫لفُ َتسْنِيمه ‪.‬‬
‫وتَسْطِيحُ القَبْرِ ‪ :‬خِ َ‬
‫وسَطَحَ النّاقَةَ ‪ :‬أَناخَها ‪.‬‬
‫والمِسْطَاحُ ‪ :‬لُغة في المِسْطَح ‪ ،‬بمعنَى الجَرينِ ‪.‬‬
‫سطِحٍ ‪ .‬قريَة بمصْر ‪.‬‬
‫وأُمّ َ‬
‫سفْح ‪ :‬ع ) ‪ ،‬قال الَعش ‪:‬‬
‫سفح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫سفْحَ فالكثيبَ فذا قا‬
‫تَرْ َتعِي ال ّ‬
‫رٍ فَ َر ْوضَ القَطَا فدَاتَ الرّئالِ‬
‫سفَح فيه الماءُ ‪ ،‬وهو عُ ْرضُه ( ال ُمضْطجِع ‪،‬‬
‫سفْح ‪ ( :‬عُرْض الجَبَل ) حيث يَ ْ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬ال ّ‬
‫حضِيضُ ) ؛ كلّ ذالك أَقوالٌ مذكُو َرةٌ ‪ ( .‬ج سُفوحٌ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪.‬‬
‫أَو َأصْلُه ‪ ،‬أَو أَسفلُه ‪ ،‬أَو ال َ‬
‫سفَحْت الماءَ ‪ :‬أَه َرقْته ‪ .‬ويقال ‪:‬‬
‫س َفكْته ‪ .‬و َ‬
‫سفَحْت َدمَه ‪َ :‬‬
‫سفَحَ الدّمَ ‪ ،‬كمَنَع ‪ :‬أَراقَه ) وصَبّه ‪ .‬و َ‬
‫(وَ‬
‫سفَحَ الدّمُ‬
‫س ْفكٌ للدّماءِ ‪ .‬وفي حديث أَبي هِللٍ ‪ ( :‬فقُ ِتلَ على َرأْس الماءِ حتّى َ‬
‫بينهم سِفاحٌ ‪ .‬أَي َ‬
‫الماءَ ) ‪ .‬جاءَ تفسيرُه في الحديث أَنه غَطّى الماءَ ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬وهاذا ل يُلئم الّلغَةَ ‪ ،‬لَنّ‬
‫صبّ فيه‬
‫صبّ ‪ ،‬فيحتمل أَنه أَراد أَنّ الدّم غََلبَ الماءَ فاسْ َتهْلَكه ‪ ،‬كالِناءِ ال ُممْتَلِىء إِذا ُ‬
‫سفْح ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫صبّ الماءُ الّذي‬
‫صبّ فيه ‪ ،‬فكأَنه من كثَرةِ الدّم ا ْن َ‬
‫شيْءٌ أَثْقلُ ممّا فيه فإِنه َيخْرُج ممّا فيه بقَدْر ما ُ‬
‫َ‬
‫سفُوحا ‪ .‬و )‬
‫سفْحا و ُ‬
‫سفَحُه ( َ‬
‫سفَحَ ( ال ّد ْمعَ ‪ :‬أَرْسَلَه ) يَ ْ‬
‫كان في ذالك ال َموْضع ‪ ،‬فخََلفَه الدّمُ ‪ ( .‬و ) َ‬
‫سفُحا وسُفوحا‬
‫سفَحَ ( ال ّدمْعُ ) َنفْسُه ( َ‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/475‬‬

‫صبّ ) ‪ .‬قال الطّ ِرمْاح ‪:‬‬


‫سفَحَانا ) ‪ ،‬مح ّر َكةً ( ‪ :‬ان َ‬
‫وَ‬
‫ُمفَجّعةً ل َدفْعَ للضّيْمِ عِن َدهَا‬
‫سفَحِ‬
‫ن كلّ مَ ْ‬
‫سفَحَانِ ال ّدمْعِ م ْ‬
‫سوَى َ‬
‫ِ‬
‫ح ‪ ،‬ومَسفوحٌ ‪.‬‬
‫سفُوحٌ ‪ :‬سافِ ٌ‬
‫( وهو ) َدمْعٌ ( سافِحٌ ‪ ،‬ج سَوافِحُ ) و َدمْعُ َ‬
‫حةُ ) ‪ :‬الزّنَا و ( الفُجور ) ‪ .‬وفي ( ال ِمصْباح ) ‪ :‬المُسَافَحَة ‪:‬‬
‫سفَاح ‪ ،‬والمُسَافَ َ‬
‫( والتّسَافُح ‪ ،‬وال ّ‬
‫حصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ } ( النساء ‪:‬‬
‫صبّ ضائعا ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي التّنْزيل { مّ ْ‬
‫المُزانَاة ‪ ،‬لَنّ الماءَ ُي َ‬
‫صبّ ‪ .‬تقول ‪ :‬سافَحْتُه مُسافَحةً وسِفاحا‬
‫‪ ) 24‬و ( المائدة ‪ ) 50 :‬قال الزّجّاج ‪ :‬وأَصلُ ذالك من ال ّ‬
‫سفَاحٌ‬
‫صحِيحٍ ‪ .‬وفي الحديث ‪َ ( :‬أوّلُه ِ‬
‫جلٍ على الفُجُورِ من غير تَزْويجٍ َ‬
‫‪ ،‬وهو أَن ُتقِيمَ امرَأةٌ مع َر ُ‬
‫وآخرُه نِكاحٌ ) ‪ .‬وهي المرَأةُ تُسَافِحُ رجلً مدة ‪ ،‬قيكون بينهما اجتماع على فجُور ‪ ،‬ثم يَتَ َزوّجُها‬
‫س ّميَ الزّنا سِفاحا لَنّه كان عن‬
‫بعدَ ذالك ‪ .‬وكَ ِرهَ بعضُ الصّحَابَةِ ذالك ‪ ،‬وأَجازه أَكثرُهم قال ‪ :‬و ُ‬
‫س ّميَ الزّنَا سِفاحا لَنه‬
‫شيْءٌ ‪ .‬وقال غيرُه ‪ُ :‬‬
‫عقْدٍ ‪ ،‬كأَنّه بمنزلةِ الماءِ المَسفوح الّذي ل َيحْبِسه َ‬
‫غَيْرِ َ‬
‫حتْ‬
‫سفَح مَنْيَته أَي َد َفقَهَا بل حُ ْرمَةٍ أَبا َ‬
‫ج ‪ ،‬وكلّ واحد منهما َ‬
‫عقْدُ تَ ْزوِي ٍ‬
‫ليس َثمّ حُرْمةُ ِنكَاحٍ ول َ‬
‫طبَ الرّجلُ المَرَْأةَ قال ‪ :‬أَ ْنكِحيني ‪ ،‬فإِذا أَرادَ الزّنا قال ‪:‬‬
‫خَ‬‫َد ْف َقهَا ‪ .‬وكان أَهلُ الجاهليّة ‪ ،‬إِذا َ‬
‫سافِحيني ‪.‬‬
‫سفّاح ‪ ،‬ككَتّان ) ‪ :‬الرّجلُ ( ال ِمعْطاءُ ) ‪ ،‬مُشتقّ من ذالك ‪ ( ،‬و ) هو أَيضا الرّجلُ‬
‫( وال ّ‬
‫سفّاح ‪َ :‬لقَب أَمي ِر المؤمنينَ ( عبد ال‬
‫سفّاحٌ ‪ ،‬أَي قادِرٌ على الكلم ‪ ( .‬و ) ال ّ‬
‫( ال َفضِيحُ ) ‪ .‬ورجلٌ َ‬
‫ضيَ اللّهُ عنهم ‪َ ( ،‬أوّل خُلفاءِ بني العبّاس ) ‪،‬‬
‫بن محمّدِ ) بن عليّ بنِ عبدِ ال بنِ عبّاس ‪َ ،‬ر ِ‬
‫س للعربِ ) ‪.‬‬
‫سفّاحُ ( رئي ٌ‬
‫وآخِرُهم المُسْ َت ْعصِم بال المقتولُ ظُلْما ‪ ،‬وأَخبارُهم مشهورة ‪ ( .‬و ) ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/476‬‬

‫ج ْعفَر ‪.‬‬
‫حمَيْدِ بنِ َبحْدَل ) ‪ ،‬بالحاءِ المهملة ‪ ،‬على وزْن َ‬
‫سفّاح ‪ ( :‬سَ ْيفُ ُ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫سفْحٍ وهي أَيضا ( الصّخورُ اللّيّنَةُ ) المُتَزلّقة ‪.‬‬
‫سفُوح ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬جمْع َ‬
‫( وال ّ‬
‫سفِيحُ أَيضا ‪ ( :‬قِدْحٌ من ) ِقدَاحِ ( المَيْسِرِ ) ممّا (‬
‫سفِيح ‪ :‬الكِسَاءُ الغَلِيظُ ‪ .‬و ) من المَجَاز ‪ :‬ال ّ‬
‫( وال ّ‬
‫ستْ لها فُرُوضٌ ول‬
‫سفِيح ‪ :‬الرّا ِبعُ من القِدَاحِ ال ُغ ْفلِ ‪ ،‬الّتي لَيْ َ‬
‫ل َنصِيبَ له ) ‪ .‬وقال اللّحْيَانيّ ‪ :‬ال ّ‬
‫خلُ في‬
‫أَ ْنصِبَاءُ ‪ ،‬ول عليها غُرْمٌ ‪ ،‬وإِنما يُ َثقّل بها القِدَاحُ ا ّتقَاءَ الّت َهمَةِ ‪ .‬وقال في موضِعٍ آخَرَ ‪َ :‬يدْ ُ‬
‫ضعّف ‪ ،‬ثم المَنِيح ‪ ،‬ثم‬
‫قِدَاحِ المَيْسرِ قِداحٌ يُتكثّر بها كَرَاهَةَ الّت َهمَة ‪َ ،‬أوّلُها ال ُمصَدّر ‪ ،‬ثم ال ُم َ‬
‫سفِيح ‪ ،‬ليس َلهَا غُ ْن ٌم ول عليها غُرْمٌ ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫جعَل على البَعير ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫جوَالِقُ ) ‪ ،‬كالخُرْج ُي ْ‬
‫سفِيح ‪ ( :‬ال ُ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫يَنْجُو إِذا ما اضْط َربَ السّفيحانْ‬
‫نَجَاءَ ِه ْقلٍ جافلٍ بفَيْحَانْ‬
‫سفِحَ في الَرْض ومُدّ ‪ ،‬والواسِع ‪ ،‬والغَليظُ ) ‪ .‬وإِنه لمسقوحُ العُنُقِ ‪،‬‬
‫( والمَسْفوح ‪ :‬بَعيرٌ ) قد ( ُ‬
‫سفُوح ‪ ( :‬فَرَسُ‬
‫طوِيلُه غليظُه ‪ .‬ومن المَجَاز ‪ :‬جَملٌ مَسفوحُ الضّلُوعِ ‪ :‬ليس بكَزّهَا ‪ ( .‬و ) ال َم ْ‬
‫أَي َ‬
‫عمْرِو بن الحارِث ) ‪.‬‬
‫صَخْرِ بنِ َ‬
‫سفّحَ‬
‫جدِي عليه ‪ ،‬وقد َ‬
‫سفّح ) كمحدّث ‪ :‬يقال ل ُكلّ ( من عَملَ عملً ل يُ ْ‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬المُ َ‬
‫سفِيحا ) ‪ ،‬شُبّه بالقِدْح السّفيح ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫تَ ْ‬
‫سفّح‬
‫ولَطَاَلمَا أَرّ ْبتَ غَيرَ مُ َ‬
‫شفْتَ عن َقمَعِ الذّرَى بِحُسامِ‬
‫وكَ َ‬
‫ح َكمْتَ ‪.‬‬
‫قوله ‪ :‬أَرّبْت ‪ ،‬أَي َأ ْ‬
‫( و ) يقال ‪َ ( :‬أجْ َروْا سِفاحا ‪ ،‬أَي بغَيْرِ خَطَرٍ ) ‪.‬‬
‫( و ) من المَجَاز ‪ ( :‬ناقةٌ مَسْفوح ُة الِ ْبطِ ) ‪ ،‬أَي ( واسعَتُه ) ‪ ،‬وفي الَساس ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/477‬‬

‫سعَ ُتهَا ‪ .‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬


‫وا ِ‬
‫سفُوحَةِ الباطِ عُرْيَا َن ِة القَرَا‬
‫بمَ ْ‬
‫نِبَالٍ َتوَالِيها ِرحَابٍ جُنو ُبهَا‬
‫لصْلَعُ ) ُلغَة في القاف ‪ ،‬وسيأْتى قريبا ‪.‬‬
‫( والَسْفَح ) ‪ ،‬بالفَاءِ ( ‪ :‬ا َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ُيقَال لبن ال َب ِغيّ ‪ :‬ابنُ المُسَافِحة ‪ .‬وقال أَبو إِسحاقَ ‪ :‬ال ُمسَافِحَة ‪ :‬التي تَمتنِعُ عن الزّنَا ‪.‬‬
‫وللوَادِي مَسَافِحُ ‪َ :‬مصَابّ‬
‫سفَاحٌ ‪ :‬قِتالٌ أَو ُمعَاقَ َرةٌ ‪.‬‬
‫ومن المَجاز ‪ :‬بينهما ِ‬
‫لصْلَعُ ) ‪ ،‬وسيأْتي في الصّاد قريبا ‪.‬‬
‫سقَحَةُ ‪ ،‬محَرّكةً ‪ :‬الصَّلعَ ُة ‪ .‬والَسقَحُ ‪ :‬ا َ‬
‫سقح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫ح َملٍ ‪،‬‬
‫سلح ‪ ( :‬السّلَح ) ‪ ،‬بالكسر ( والسّلَح ‪ ،‬كعِ َنبٍ ) ‪ ،‬وضَبطه الفَيّوميّ في المِصباح ك َ‬
‫( والسّ ْلحَان ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬آلَةُ الحَرْب ) ‪ ،‬وفي ( المصباح ) ‪ :‬ما يُقاتلُ به في الحَرْب ويُدافع ‪ ( ،‬أَو‬
‫ضهُم ‪ ،‬ي َذكّر ( ويؤنّث ) ‪ ،‬والتّذكير أَعلَى ‪ ،‬لَنه‬
‫خصّه بع ُ‬
‫حَديدَ ُتهَا ) ‪ ،‬أَيما كانَ من الحَدِيدِ ؛ كذا َ‬
‫خصّ به‬
‫حمِرَة ورِدَا ٍء وأَرْدِيَةٍ ‪ ( .‬و ) ربما ُ‬
‫حمَا ٍر وأَ ْ‬
‫حةٍ ‪ ،‬وهو جمعُ المُذكّرِ ‪ ،‬مثل ِ‬
‫جمَعُ على َأسْلِ َ‬
‫يُ ْ‬
‫( السّ ْيفُ ) ‪ .‬قال الَزهَريّ ‪ :‬والسّيْف وَحدَه يُسمّى سِلحا ‪ ،‬قال الَعشى ‪:‬‬
‫ثَلثا وشهْرا ثُ ّم صَا َرتْ رَذِيّةً‬
‫طَلِيحَ سِفارٍ كالسّلح ال ُمفَرّدِ‬
‫َيعْنِي السّ ْيفَ وَحْده ‪ ( .‬و ) السّلحُ ( ال َقوْسُ بل وَترٍ ‪ .‬وال َعصَا ) تُسمّى سِلحا ‪ ،‬ومنه قولُ ابن‬
‫أَحمر ‪:‬‬
‫ستُ بعِرنَةٍ عرِك ‪ ،‬سلحي‬
‫ولَ ْ‬
‫حمَارَا‬
‫عَصا مَثْقُوبَةٌ تَقصُ ال ِ‬
‫حةٌ وسُلُحٌ وسُلْحانٌ ‪.‬‬
‫والجمْع َأسْل َ‬
‫( وتَسلّحَ ) الرّجلُ ‪ ( :‬لَبِسَه ) ‪ ،‬وهو مُتَسلّحٌ ‪.‬‬
‫( والمسْلَحة ‪ ،‬بالفتح ) ‪ :‬مثلُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/478‬‬

‫( ال ّثغْر ) والمَ ْرقَب ‪ ،‬وجمعُه المسَالِحُ ‪ ،‬وهي مواضعُ المخافةِ ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬كان أَدْنى مسالحِ‬
‫فارِس إِلى العَرَب العُذَيْب ) ‪ .‬قال بِشْرٌ ‪:‬‬
‫ب ُكلّ قِيادِ مُسْنِفةٍ عَنُودٍ‬
‫ح وال ِغوَارُ‬
‫أَضرّ بها المَسَالِ ُ‬
‫شمّاخُ ‪:‬‬
‫وقال ال ّ‬
‫تَذكّرتُها وهْنا وقدْ حال دُونِا‬
‫ح والجالُ‬
‫قُرَى أَذْرَبِيجان المَسَال ُ‬
‫ع ّدةٍ ‪ ،‬بموْضعِ َرصْدٍ ‪ ،‬قد ُوكّلوا به بإِزاءِ َثغْرٍ ‪،‬‬
‫( و ) المَسْلَحة أَيضا ‪ ( :‬القَوْمُ َذوُو سِلحٍ ) في ُ‬
‫سبَ شيخُنا ال ّتقْصيرَ إِلى المُصنّف ‪ ،‬وهو غيره لئقٍ ‪ ،‬ل َكوْنِ الّذِي استدركه‬
‫حيّ ‪ .‬ونَ َ‬
‫واحِدُهم مَسَْل ِ‬
‫سلَحَةً لَنّهم يكونون َذوِي سِلحٍ ‪ ،‬أَو لَنّهم يسكُنون‬
‫سمّوا مَ ْ‬
‫مفهو ٌم من كلمِه هاذا ‪ .‬وفي النهاية ‪ُ :‬‬
‫غفْلَةٍ ‪ ،‬فإِذا‬
‫المسَْلحَةَ ‪ ،‬وهي كال ّثغْ ِر والمَ ْر َقبِ ‪ ،‬يكون فيه أَقوامٌ يَ ْرقُبون العَ ُدوّ لئلّ يَطْ ُرقَهم على َ‬
‫خطَاطيفُ لهم بين أَيديهم‬
‫رَأوْه أَعَْلمُوا أَصحا َبهُم ليتَأهّبُوا له ‪ .‬وقال ابنُ شُميل ‪ :‬مَسْلحَةُ الجُنْدِ ‪َ :‬‬
‫يَ ْنفُضُون لهم الطّرِيقَ ‪ ،‬ويَتجَسّسون خبَر الع ُدوّ ‪ ،‬ويعْلمون عِلْمهم ‪ ،‬لئلّ َي ْهجُمَ عليهم ‪ ،‬ول يدَعُون‬
‫خلُ بلَدَ المسلمين ‪ ،‬وإِنْ جَاءَ جَيْشٌ أَنذَروا المُسلمين ‪.‬‬
‫واحدا من العدوّ يَ ْد ُ‬
‫( ورجلٌ سالِحٌ ‪ :‬ذو سِلَحٍ ) كقولهم تامِ ٌر ولبِنٌ ‪.‬‬
‫جوُ الرّقيقُ ‪.‬‬
‫جوُ ) ‪ ،‬ومثلُه في الصّحاح ‪ .‬وفي الهامش ‪ :‬صوابُه ‪ :‬النّ ْ‬
‫( و ) السّلَح ( كغُرَابٍ ‪ :‬النّ ْ‬
‫جلُ ( كمَنَع ) يَسْلَحُ سلْحا ‪ ( ،‬وَأصْلَحه ) غيرُه ‪.‬‬
‫( وقد سَلَحَ ) الرّ ُ‬
‫حشِياةُ تُسَلّح الِبلَ‬
‫ش الِبلَ ‪ .‬وهاذِه ال َ‬
‫( وناقةٌ سالِحٌ ‪ :‬سَلَحَت من ال َب ْقلِ ) وغيرِه ‪ .‬وسَلّحَ الحَشي ُ‬
‫تَسليحا ‪.‬‬
‫ش ّوةٌ حَبّا‬
‫سهِْليّ يَنْ ُبتُ ظَاهِرا ‪ ،‬وله وع َرقَةٌ د ِققَةٌ لطيفةٌ وسَ ِنفَةٌ مَحْ ُ‬
‫( والِسلِيحُ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( :‬نَ ْبتٌ ) ُ‬
‫حبّ الخَشْخاشِ ‪ ،‬وهو نباتِ مَطرِ‬
‫كَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/479‬‬

‫الصّيف ‪ُ ،‬يسْلِح الماشِ َيةَ ‪ ،‬الواحد إِسْلِيحة ‪َ ( :‬تغْزُر عليه الَلبانُ ) ‪ ،‬وفي نُسخة ‪ :‬تكثر ‪ ،‬بدل ‪:‬‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ .‬قالت أَعرابِيّةٌ ‪ ،‬وقيل لها ‪:‬‬
‫َتغْزُر ‪ ،‬وفي أُخرى ‪ :‬الِبل ‪ ،‬بدل ‪ :‬الَلبان ؛ وجمع بينهما ال َ‬
‫غ َو ٌة وصَرْيح ‪ ،‬وسَنَامٌ ِإطْرِيح ‪ .‬وقيل ‪ :‬هي َبقْلَةٌ‬
‫شجَ َرةُ أَبِيكِ ؟ فقالت ‪ :‬شَجَ َرةُ أَبي الِسْلِيحُ ‪ :‬رَ ْ‬
‫ما َ‬
‫ح الِبلُ إِذا استكث َرتْ منها ‪ .‬وقيل ‪ :‬هي عُشْبَةٌ تُشبِه‬
‫من أَحْرارِ ال ُبقُولِ ‪ ،‬تَنْ ُبتُ في الشّتَاءِ ‪َ ،‬تسْلَ ُ‬
‫ت الِسْليح ال ّرمْل وهمزة إِسْلِيح مُ ْلحِقة له‬
‫حقُوفِ ال ّر ْملِ قال أَبو زِياد ‪ :‬مَناب ُ‬
‫الجِ ْرجِيرَ ‪ ،‬تَنْبُت في ُ‬
‫طمِير ‪ ،‬بدليل ما انضاف إِليها من زيادة اليا ِء معها ‪ .‬هاذا مذهب أَبي عليّ ‪ .‬قال ابن جِنّي‬
‫ببناءِ ِق ْ‬
‫ج في ذلك بما انضاف‬
‫جفَافٍ أَتاؤُه للِلحاق بباب قِ ْرطَاسٍ ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ .‬واحت ّ‬
‫‪ :‬سأَلتُه يوما عن تِ ْ‬
‫إِليها من زيادة الَلف معها ‪ .‬قال ابن جِنّي ‪ :‬فعَلى هاذا يجوز أَن يكون ما جاء عنهم من باب‬
‫ح وإِسْلِيحٌ مُ ْلحَقا بباب شِنْظيرٍ وخِنْزير ‪.‬‬
‫ُأمْلُود وأَظفورٍ ملحقا بَسْلُوحٍ و ُدمْلوج ‪ ،‬وأَن يكون ِإطْرِي ٌ‬
‫عصَار وإِسْنَام ملْحقا بباب حِدْبارٍ وهِ ْلقَامٍ ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وي ْبعُد هاذا عندي ‪ ،‬لَنه يَلْزَم منه أَن يكون باب إِ ْ‬
‫ل ل يكون ملحقا ‪َ ،‬ألَ تَرَى أَنه في الَصل للمصدر نحو إِكرام وإِنعام ‪ ،‬وهاذا مصدر‬
‫وبابُ ِإفْعا ٍ‬
‫س ْمتِ ِفعْلِه غير مخالفٍ ‪ ،‬له ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ِف ْعلٍ غير مُلحَق ‪ ،‬فيجب أَن يكون المصدر في ذلك على َ‬
‫وكأَنّ هاذا ونَحْوه إِنّما ل يكون ملحَقا من قبلِ أَنّ ما زِيدَ على الزّيَادة الُولى في َأوّله إِنّما هو‬
‫ص ْوتِ به ‪،‬‬
‫حرفُ لينٍ ‪ ،‬وح ْرفُ اللّينِ ل يكون للِلحاق ‪ ،‬إِنما جِيءَ به لمعنًى ‪ ،‬وهو امتداد ال ّ‬
‫صلَ ‪ ،‬وبابُ المدّ إِنّما هو‬
‫ل ْ‬
‫ث الِلحاق ‪َ ،‬ألَ تَرَى أَنّك إِنما تُقابِل بالمُلحَق ا َ‬
‫وهاذا حديثٌ غيرُ حدي ِ‬
‫الزّيادة أَبدا ‪ .‬فالَمرانِ على ما ترَى في البُعد غايتانِ ؛ كذا في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫( و ) سَلِيح ( كجَرِيح ‪ :‬قَبِيلةٌ باليَمن ) ‪ ،‬هو سَلِيحُ بنُ حُ ْلوَانَ بن‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/480‬‬

‫عمْرٌ و ‪ ،‬وهو أَبو قَبِيلةٍ ‪ ،‬وإِخوته أَربعُ قبائلَ ‪َ :‬تغِْلبَ‬


‫عمْرَه بن الْحَافِ بن ُقضَاعَةَ ‪ .‬قلت ‪ :‬واسمه َ‬
‫َ‬
‫عمْرٍ و ‪.‬‬
‫غشَمَ ‪ ،‬ورَبّانَ ‪ ،‬وتزيدَ ‪ ،‬بني حُلْوانَ بن َ‬
‫الغَلْبَاءَ ‪ُ ،‬‬
‫( وسَيْلَحُونُ ) بالفتح ( ‪ :‬ة ) أَو مدينةٌ باليمن ‪ ،‬على ما في ال ُمغْرِب ( ول َتقُل ‪ :‬سالَحُونَ ) ‪ ،‬فإِنه‬
‫جعْه ‪ .‬وقال‬
‫ُلغَة العامّة ‪ ،‬بنصب النّون ورفعها ‪ .‬وقد ذُكر إِعرابه وما يَتعلّق به في ( نصب ) فرا ِ‬
‫ن ‪ :‬موضِعٌ ‪ ،‬يقال ‪ :‬هاذه سيَْلحُونُ ‪ ،‬وهاذه سيْلَحينُ ‪ ،‬وأَكثرُ ما يقال ‪ :‬هاذه سَيْلَحونَ‬
‫اللّيث ‪ :‬سَيَْلحِي ُ‬
‫‪ ،‬ورأَيت سَيْلَحِيْنَ ‪.‬‬
‫ك والسَّلفِ ‪ ( ،‬ج ) سِلْحانٌ ( كصِرْدَانٍ ) في‬
‫جلِ ‪ .‬مثلُ السَّل ِ‬
‫( والسّلَحُ ‪ ،‬كصُرَدٍ ) ‪ :‬وَلَدُ الحَ َ‬
‫جؤَيّةَ ‪:‬‬
‫عمْرو ل ُ‬
‫صُرَدٍ ‪ ،‬أَنشد أَبو َ‬
‫ع َدوْا‬
‫وتَتْ َبعُهُ غُبْرٌ إِذا ما عَدَا َ‬
‫ن يقُومُ‬
‫حجْلَى ُقمْنَ حِي َ‬
‫كسِلْحَانِ ِ‬
‫س ْلكَانٌ ‪.‬‬
‫وفي ( التّهذيب ) ‪ :‬السَّلحَةُ والسّلَكة ‪ :‬فَرْحُ الحجل ‪ ،‬وجمعُه سِلْحانٌ و ِ‬
‫( و ) عن ابن شُميل ‪ :‬السّلَح ( بالتّحْريك ‪ :‬ماءُ السّماءِ في الغُدْرانِ ) وحيث ما كان ‪ .‬يقال ‪ :‬ماءُ‬
‫العِدّ ‪ ،‬وماءُ السّلَحِ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬سمعْت العربَ تقول لماءِ السماءِ ‪ :‬ماءُ الكَرَعِ ‪ ،‬ولم أَسمع‬
‫السّلَح ‪.‬‬
‫عقْبَةَ بنِ ماِلكٍ ( َب َعثَ َرسُولُ اللّهِ صلى ال عليه‬
‫( وسَلّحْتُه السّ ْيفَ ) ‪ ،‬جاءَ ذالك في حديث ُ‬
‫عمَرَ رضي ال عنه‬
‫حتُ رَجلً منهم سَيفا ) ‪ ،‬أَي ( جَعلْتُه سِلحَه ) ‪ .‬وفي حديث ُ‬
‫وسلمسَرِيّةً فسَلّ ْ‬
‫طعِمٍ فسَلّحه إِيّاه ‪ .‬وفي حديث أُ َبيَ قال له ‪ ( :‬من‬
‫لما أُ ِتيَ بسَ ْيفِ الّن ْعمَانِ بنِ المُنْذِرِ دَعَا جُبَيْرَ بنَ مُ ْ‬
‫طفَيل ) ‪.‬‬
‫سَلّحَك هاذا القَوْسَ ؟ قال ‪ُ :‬‬
‫س َفلَ خَيْبَرَ ) ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬حَتّى يكون أَ ْبعَدَ مَساِلحِهم‬
‫( و ) سَلَح ( كسَحابٍ أَو قَطَامِ ‪ :‬ع أَ ْ‬
‫لبٍ مَنْ شَ ِربَ منه سَلَحَ ) ‪ .‬وحَقيقٌ‬
‫سَلَح ) ‪ ( .‬وماءٌ لبني كِ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/481‬‬

‫صفَةِ ماءُ أَكرى ‪.‬‬


‫أَن يكون بهاذه ال ّ‬
‫حكَى عنه أَنه ( بُنِي في ثَمانِين سَ َنةً ) وفي الرّوض‬
‫حصْنٌ كان باليَمن ) ُي ْ‬
‫( وسَلْحِينُ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ِ ( ،‬‬
‫‪ :‬بَيْنُونُ وسَلْحِينُ ‪ :‬مدينتانِ عظمتانِ عظيمتان خَرّبْهما أَرْياطُ ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫َبعْدَ بَينُونَ لعَينٌ ول أَثَرٌ‬
‫وبعدَ سَ ْلحِينَ يَبْنِي النّاسُ أَبياتَا‬
‫حيُ‬
‫سعْد ) بنِ َثعْلَبَةَ ‪ ( .‬و ) السّلْح ‪ُ ( :‬ربّ ُيدَْلكُ به ِن ْ‬
‫( و ) السّلْح ( ك ُقفْل ‪ :‬ماءٌ بالدّهْنَاءِ لبني َ‬
‫لصْلحه ‪.‬‬
‫سمْنِ ) ِ‬
‫ال ّ‬
‫( وقد سَلّح نِحْيَه تَسْليحا ) ‪ ،‬إِذا دََلكَه به ‪.‬‬
‫( ومُسَلّحَة ‪ ،‬ك ُمعَظّمة ‪ :‬ع ) قال ‪:‬‬
‫لهم يومُ الكُلبِ ويوم قَيس‬
‫حةِ المَزادَا‬
‫أَراقَ على المُسَلّ َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ب بهما عن َنفْسِه ‪ .‬قال الطّرمّاح يَذكر َثوْرا َيهُوزّ قَرْنَه‬
‫س ّميَ بذالك لَنه يَ ُذ ّ‬
‫سِلحُ الثّورِ ‪َ :‬روْقاه ‪ُ ،‬‬
‫طعَنها به ‪:‬‬
‫للكلب لي ْ‬
‫َيهُزّ سِلحا لمْ يَرِ ْثهَا كَلَلَةً‬
‫شكّ بها مِنها ُأصُولَ ال َمغَابِنِ‬
‫يَ ُ‬
‫إِنما عَنَى َر ْوقَيْه ‪.‬‬
‫سلِحتِها ‪ .‬قال النّمرُ بن َتوْلَب ‪:‬‬
‫سمِ َنتْ ‪ .‬وكذا تَسلّحت بأَ ْ‬
‫ومن المَجَاز ‪َ :‬أخَذَت الِبلُ سِلَحَها ‪ :‬إِذا َ‬
‫حهَا‬
‫أَيّامَ لمْ ت ْأخُذْ إِليّ سِل َ‬
‫إِبَلي بِجِلّ ِتهَا ول أَبْكارِهَا‬
‫حسُن في عَيْن صاحِبها‬
‫سمِينة تَ ْ‬
‫سمَن ‪ ،‬ولكن لمّا كانت ال ّ‬
‫قال ابن منظور ‪ :‬وليس السّلح اسما لل ّ‬
‫سمَنُ كأَنّه سِلحٌ لها ‪ ،‬إِذ َر َفعَ عنها النّحْرَ ‪ .‬وفي كتاب الفَرْق لبنِ‬
‫شفِقُ أَن يَ ْنحَرَهَا ‪ ،‬صار ال ّ‬
‫فيُ ْ‬
‫السيّد ‪ :‬يقال ‪ :‬لَن صاحبَها َيمْتَنِعُ من نَحْرِهَا ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/482‬‬

‫حسْ ِنهَا في عَيْنِه ‪ ،‬ولكثرةِ أَلبانها ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫لُ‬
‫ص ْوتَ سائلٍ‬
‫سمِعتْ آذانُها َ‬
‫إِذا َ‬
‫ختْ فلم تَ ْأخُذْ سِلحا ول نَبْلً‬
‫أَصا َ‬
‫وسبق في رمح مثل ذالك ‪.‬‬
‫حيّ ‪ :‬ال ُم َوكّل بال ّثغْرِ والمُ َؤمّر ‪.‬‬
‫والمَسْلَ ِ‬
‫والسّلْحُ ‪ :‬اسمٌ ِلذِي البَطْن ‪ .‬وقيل ‪َ :‬لمَا َرقّ منه ‪ ،‬ومن كلّ ذي َبطْنٍ ‪ .‬وجمْعه سُلُوحٌ وسُلْحَانٌ ‪.‬‬
‫قال الشّاعر فاستعاره لل َوطْواط ‪:‬‬
‫ح الوَطاوِطِ‬
‫كأَنّ ب ُر ْفغَ ْيهَا سُلو َ‬
‫ي في صفة رجل ‪:‬‬
‫وأَنشد ابن الَعراب ّ‬
‫ُممْتَلِئا ما تَحتَه سُ ْلحَانَا‬
‫سلَحُ من حُبَارَى ‪.‬‬
‫حةٌ ‪ ،‬تسميةٌ بالمصدر ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬هو أَ ْ‬
‫وفي ( المصباح ) ‪ :‬هو سَلْ َ‬
‫ل من مكّ َة والمَسَالِحُ ‪ :‬مواضِعُ ‪ ،‬وهي غير‬
‫وفي ( اللسان ) ‪ :‬والمَسْلَحُ ‪ :‬مَنْ ِزلٌ على أَرْبَعِ منَا ِز َ‬
‫التي تقدّمت ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬الغَرَب تُسمّي السّماكَ الرّامحَ ‪ :‬ذو السّلحِ ‪ ،‬والخرَ ‪ :‬الَعْزلَ ؛ وهاذا من الَساس‬
‫‪.‬‬
‫ضمّ ‪ :‬ج َبلٌ َأمْلَسُ ) ‪.‬‬
‫سلطح ‪ ( :‬السّلْطُح ‪ ،‬بال ّ‬
‫( و ) السّلطِحُ ( كعُلبِطٍ ‪ :‬العِرِيضُ ) ‪ ،‬قاله الَزهريّ ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫طحَا‬
‫ح الَبا ِ‬
‫سُلطِحٌ يُنَاطِ ُ‬
‫( و ) سُلطِحٌ ‪ ( :‬واد في دِيَارِ مُرَادٍ ) القبيلةِ المشهورة ‪.‬‬
‫( والسّلَ ْنطَح ) بالفتح ‪ ( ،‬والمُسْلَنْطِح ) بالضّم ‪ ( :‬ال َفضَا ُء الوَاسعُ ) ‪ ،‬وسيذكر في الصّاد المهملة ‪.‬‬

‫والسْلِنْطَاح ‪ :‬الطّولُ والعَ ْرضُ ‪ ،‬يقال ‪ :‬قد اسْلَ ْنطَحَ ‪ .‬قال ابن قَيْسِ ال ّرقَيّات ‪:‬‬
‫أَ ْنتَ ابنُ مُسْلَ ْنطِحِ البِطَاحِ ولم‬
‫طفْ عليك الحُ ِنيّ والوُلُجُ‬
‫َتعْ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/483‬‬

‫قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬الَصل السّلطح ‪ ،‬والنّون زائدةٌ ‪.‬‬


‫سكّ ِريّ ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫( والسَّلوْطَحُ ‪ :‬ع ) بالجزيرةِ ‪ ،‬موجودٌ في شعْرِ جَرير ‪ ،‬مفسّرا عن ال ّ‬
‫جَرّ الخليفةُ بالجنو ِد وأَنتمُ‬
‫ح والفُراتِ فُلُولُ‬
‫بين السَّل ْوطَ ِ‬
‫طحَةٌ ) ‪ ،‬أَي ( عَريضةٌ ) ‪.‬‬
‫( و ) يقال ‪ ( :‬جاريةٌ سَلْ َ‬
‫ظهْرِه ‪ .‬ورجلٌ مُسْلَنطِحٌ ‪ ،‬إِذا انْبسطَ واسْلَ ْنطَحَ أَيضا ‪َ :‬وقَعَ‬
‫( واسْلَنْطَحَ ) الرّجلُ ‪َ ( :‬وقَعَ على ) َ‬
‫شيْءُ ‪ :‬طالَ‬
‫سحَنْطَرَ ‪ ( .‬و ) اسْلَ ْنطَحَ ( الوادي ‪ :‬اتْسعَ ) ‪ .‬واسْلَنْطَحَ ال ّ‬
‫جهِهِ ) كا ْ‬
‫على ( وَ ْ‬
‫وعَ ُرضَ ؛ كما في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫سمْحا ) ‪ ،‬بفتح‬
‫سمُوحَةً ) ‪ ،‬بالضّم فيهما ( و َ‬
‫سمُوحا و ُ‬
‫سمَاحَةً و ُ‬
‫سمَاحا و َ‬
‫سمُحَ ‪ ،‬ككَ ُرمَ ‪َ ،‬‬
‫سمح ‪َ ( :‬‬
‫سمَاحا ‪ ،‬ككِتَابِ ) ‪ ،‬إِذا ( جادَ ) بما َلدَيْه ( وكَرُمَ ) قال شيخنا ‪ :‬المعروف في هاذا‬
‫فسكون ( و ِ‬
‫سمُح ‪ ،‬ككَرُم ‪ ،‬معناه‬
‫ح كمنَعَ ‪ ،‬وعليه اقْتَصرَ ابنُ القَطّاع وابنُ القوطِيّة وجماعةٌ ‪ .‬و َ‬
‫سمَ َ‬
‫الفعلِ أَنه َ‬
‫سمَاحَة ‪ ،‬كما في ( الصّحاح ) وغيره ‪ .‬فاقتصا ُر المص ّنفِ على الضّمّ ُقصُورٌ ‪.‬‬
‫صارَ من أَهلِ ال ّ‬
‫ل وأَئمّة الصّرْف وغيرُهم ‪ .‬انتهَى‬
‫ن الَثير وأَرباب الَفعا ِ‬
‫ي والفَيّوميّ واب ُ‬
‫وقد َذكَرهما معا الجوهر ّ‬
‫سمِحوا لعَبْدِي كإِسْماحِه إِلى‬
‫سمُحَ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬يقول ال تعالى ‪ ( :‬أَ ْ‬
‫سمَحَ ) ‪ُ ،‬لغَة في َ‬
‫( كأَ ْ‬
‫سمَح ‪ :‬إِذا جا َد وأَعْطَى عن كَ َرمٍ وسَخَاءٍ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إِنما ُيقَال في السّخَاءِ‬
‫ح وأَ ْ‬
‫سمَ َ‬
‫عِبَادي ) ‪ .‬يقال ‪َ :‬‬
‫سمَحَ لي فُلنٌ ‪:‬‬
‫سمَح فإِنما يقال في المُتَا َبعَة وال ْنقِياد ؛ والصّحيح الَول ‪ .‬و َ‬
‫سمَحَ ‪ ،‬وأَما أَ ْ‬
‫‪َ :‬‬
‫سمَحَ وسَامَح ‪ :‬وا َفقَني على المَطلوب ؛ أَنشد ثَعَلبٌ ‪:‬‬
‫سمَحَ لي بذالك يَسمَح سَماحةً ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫أَعطاني ‪ .‬و َ‬

‫حتْ‬
‫لو كُنتَ ُت ْعطِي حينَ تُسَألُ سام َ‬
‫لك ال ّنفْسُ واحْلوْلكَ ُكلّ خَليلِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/484‬‬

‫سمْح يُستعمَلُ‬
‫سمْحٌ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬كلمُه صريحٌ كالجوهريّ في أَن ال ّ‬
‫( فهو َ‬
‫ضخْمٌ ‪ .‬والّذي في ( المصباح ) أَنه َككَ ِتفٍ ‪،‬‬
‫سمُح بالضّمّ ‪ ،‬كضَخُم فهو َ‬
‫مصدرا وصِفَةً من َ‬
‫سمَيّح ) ‪ ،‬بتشديد‬
‫سمَيْحٌ ) ‪ ،‬على القياس ‪ ( ،‬و ُ‬
‫صغَيرُه ُ‬
‫وسكون الميم في الفاعل تخفيف ‪ ( .‬و َت ْ‬
‫الياءِ ‪ ،‬وقد أَنكره بعضٌ ‪.‬‬
‫جمْع مِسْماحٍ ) ‪ ،‬بالكسر ‪،‬‬
‫جمْع سَميحٍ ) كأَمير ‪ ( ،‬ومَسامِيحُ كأَنّه َ‬
‫سمَحاءُ ككُ َرمَاءَ ‪ ،‬كأَنّه َ‬
‫(وُ‬
‫سمَاحٌ ليسَ غَيرُ ) ‪ ،‬عن ثعلب ؛ كذا في ( الصّحاح ) ‪ .‬وفي‬
‫س َوةٌ ِ‬
‫سمَحٌ ومَسامِحُ ‪ ( ،‬ونِ ْ‬
‫ومِ ْ‬
‫س َمحَاءَ ‪ ،‬فيهما ؛ حكَى الَخيرَ الفارسيّ عن‬
‫سمَاحٍ و ُ‬
‫( المحكم ) و ( التهذيب ) ‪ :‬رجالٍ ونساءٍ ِ‬
‫سمْحٌ ‪ ،‬ورجال مَساميحُ ‪ ،‬ونساءٌ مَساميحُ ‪ .‬قال‬
‫سمَاحٌ ‪َ :‬‬
‫سمَحٌ ومِ ْ‬
‫سمِيحٌ ومِ ْ‬
‫أَحمدَ بنِ يَحيى ‪ .‬ورجل َ‬
‫جرير ‪:‬‬
‫سمَاحَةً‬
‫ح الوَليدُ َ‬
‫غََلبَ المَسامي َ‬
‫وكَفَى قُريشَ المُعضِلتِ وسَا َدهَا‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ل ُكفّ مَسامِحٍ‬
‫طاَ‬
‫فِي فِتحيَةٍ ُبسْ ِ‬
‫عن َد ال ِفضَالِ قَدِيمُهم لم يَدْثُرِ‬
‫س ْمحَة ‪ ( :‬القَوْسُ ال ُموَاتِيَةُ ) وهي ضِدّ الكَ ّزةِ ‪ .‬قال صَخْرُ‬
‫سمْحَة للواحدةِ ) من النّسَاءِ ( و ) ال ّ‬
‫( وال ّ‬
‫ال َغيّ ‪:‬‬
‫حمْ‬
‫سيّ زَا َرةَ َ‬
‫سمْحةٍ من قِ ِ‬
‫وَ‬
‫رَاءَ هَتوفٍ عِدادُهَا غَ ِردُ‬
‫ق ول شِ ّدةٌ ) ‪.‬‬
‫سمْحةُ ‪ ،‬هي ( المِلّةُ التي ما فيها ضِي ٌ‬
‫( و ) قولهم ‪ :‬الحَنِيفية ال ّ‬
‫سمّحٌ ‪ُ :‬ث ّقفَ حتّى لَن ‪( .‬‬
‫سمِيحُ ‪ ( :‬تَ ْثقِيفُ ال ّرمْحِ ) و ُرمْحٌ مُ َ‬
‫س ْهلُ ‪ ( .‬و ) التّ ْ‬
‫( والتّسْميح ‪ :‬السّيرُ ال ّ‬
‫شلُ بنُ عبدِ ال العَنْبَريّ ‪:‬‬
‫سمِيحُ ‪ ( :‬السّرْعَة ) ‪ .‬قال َن ْه َ‬
‫و ) التّ ْ‬
‫سمّحَ واجْتَابَ بلدا قِيّا‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/485‬‬

‫سهْل ‪ ( .‬و )‬
‫وأَورده الجوهريّ شاهدا على السّيْر ال ّ‬
‫سمّحَ ‪ :‬إِذا هَ َربَ ‪.‬‬
‫سمِيحُ ‪ ( :‬الهَ َربُ ) ‪ .‬وقد َ‬
‫التّ ْ‬
‫( والمُساهَلة ‪ :‬كالمُسامَحَة ) ‪ ،‬ف ُهمَا مُتقَارِبان وَزْنا ومَعنًى ‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬والمُسامَحة ‪:‬‬
‫المُساهَلَة في الطّعان والضّراب والعَ ْدوِ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ظعْنا بالوَشيج المُقوّمِ‬
‫حتُ َ‬
‫وسَامَ ْ‬
‫ن الفَرَج عن بعض الَعْرَابِ ‪،‬‬
‫سمَاحُ ( ككِتَابٍ ) كالسّبَاح ‪ ( :‬بُيُوتٌ من َأدَمٍ ) حكاه اب ُ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫وأَنشد ‪:‬‬
‫سمَاحِ‬
‫إِذا كان المَسَارِحُ كال ّ‬
‫سكَنٍ أَي مُتّسَعا ) ‪ ،‬كما قالوا ‪ :‬إِنّ فيه‬
‫سمَحا كمَ ْ‬
‫( و ) تقول العَربُ ‪ :‬عليك بالحقّ ( فإِنّ فيه لمَ ْ‬
‫حةً ‪ .‬وقال ابنُ مُقْبِل ‪:‬‬
‫َلمَنْدُو َ‬
‫سمَحٌ‬
‫حقّ مَ ْ‬
‫وإِني لَسْ َتحْيِي وفي ال َ‬
‫إِذا جَاءَ بَاغِي العُ ْرفِ أَنْ أَ َت َعذّرَا‬
‫ج ْعفَرِ بن أَبي طالبٍ ) الطّيَارِ ذي الجَنَاحَين رضي ال عنه ‪ ،‬وهاذا الفرس من‬
‫سمْحَةُ ‪ :‬فَرَسُ َ‬
‫(وَ‬
‫سلِ خَيلِ بني إِيادٍ ‪ ،‬وبيتُه مشهورٌ موجودٌ نَسْلُه إِلى النَ ‪.‬‬
‫نَ ْ‬
‫سعْدٍ ‪ ،‬وابنُ هِللٍ ‪ ،‬كلهما بالضّمّ ‪.‬‬
‫سمْحَةُ بنُ َ‬
‫(وُ‬
‫سمَيْحَة ‪ ،‬كجُحَيْنَة ‪ :‬بِئرٌ بالمدينة غَزيرة ) الماءِ قَديمةٌ ‪.‬‬
‫وُ‬
‫سمَاح رَبَاحٌ ) ‪ ،‬أَي المُساهَلَة في الَشياءِ‬
‫( وتَسامَحُوا ‪ :‬تَساهَلوا ) ‪ .‬وفي الحديث المشهور ( ار ّ‬
‫تُربِحُ صاحِبَها ‪.‬‬
‫حتْ كذالك ‪.‬‬
‫حتْ قَرُونَتُه ) وفي بعض النّسخ ‪ :‬قَرِينتُه أَي ( ذَّلتْ َنفْسُه ) وتا َبعَتْ ‪ ،‬وسامَ َ‬
‫سمَ َ‬
‫( وأَ ْ‬
‫ت وانْقادَت ‪.‬‬
‫ع ْ‬
‫حتْ قَرُونَتُه لذالك الَمر إِذا أَطا َ‬
‫س َم َ‬
‫سمَحتْ قَرِينتُه إِذا َذلّ واستقامَ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫ويقال ‪ :‬أَ ْ‬
‫صعَابٍ ) ‪.‬‬
‫سمَحت ( الدّابّةُ ‪ :‬لنَتْ ) وانْقا َدتْ ( َبعْدَ اسْ ِت ْ‬
‫( و ) أَ ْ‬
‫عقْ َدةَ فيه ) ‪ .‬ويقال ‪:‬‬
‫سمُوحةِ ‪ُ :‬مسْ َتوٍ لَيّنٌ ( ل ُ‬
‫حةِ وال ّ‬
‫سمْحٌ بيّنُ السّما َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬عُودٌ َ‬
‫ساجَةٌ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/486‬‬

‫حةٌ ‪ :‬قال أَبو حنيفة ‪ :‬وكلّ ما اس َت َوتْ نِبْتَتُه حتّى يكون ما بين طَ َرفَيْه منه ليس بأَ َدقّ مِن طَ َرفَ ْيهِ‬
‫سمْ َ‬
‫َ‬
‫سمْح ‪.‬‬
‫أَو أَحدِهما ‪ :‬فهو من ال ّ‬
‫حلّ بنُ خَليفةَ ‪:‬‬
‫سمْحِ ) ‪ :‬كحُنْ َيةُ ( خَادِم النّبيّ صلى ال عليه وسلم وموله ‪َ ،‬روَى عنه ُم ِ‬
‫( وأَبو ال ّ‬
‫سمْح ‪ ( :‬تَابِعيّ ‪ ،‬يُدْعَى عبدَ الرّحْمان ‪ ،‬ويلَقّب دَرّاجا ) ‪.‬‬
‫سلُ مِن َب ْولِ الجَارِيَة ) ‪ ( .‬و ) أَبو ال ّ‬
‫ُيغْ َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫سهّل له ‪.‬‬
‫سمَحَ بحاجَتِه ‪ ،‬وأَسْمح ‪َ :‬‬
‫سهّل فيه ‪ .‬وعن ابن الَعرابيّ ‪َ :‬‬
‫ح وتَسمّح ‪َ :‬فعَل شيئا ف َ‬
‫سمَ َ‬
‫َ‬
‫سمْحٌ َلمْحٌ ‪.‬‬
‫سمِيحٌ لمِيحٌ ‪ ،‬و َ‬
‫ويقال فُلنٌ َ‬
‫ضمْ ‪ :‬ال ُيمْنُ والبَ َركَةُ ) وأَنشد أَبو زيد ‪:‬‬
‫سنح ‪ ( :‬السّنْحُ ‪ ،‬بال ّ‬
‫َأقُول والطيرُ لَنَا سانِحٌ‬
‫سعُودْ‬
‫يَجْرِي لَنَا أَ ْيمَنُه بال ّ‬
‫( و ) السّنْح ‪ ( :‬ع قُ ْربَ ال َمدِينةِ ) المنوّرةِ ‪ ،‬على ساكِنها أَفضلُ الصّلةِ والسّل ِم ‪ ،‬ويقال فيه‬
‫سكَنُ ) أَميرِ‬
‫بضمّتينِ أَيضا ‪ .‬وفيه مَنَا ِزلُ بنِي الحا ِرثِ بن الخَزْرجِ من الَنصار ‪ ( ،‬كان به مَ ْ‬
‫المؤمنين ( أَبي بَكرٍ ) الصّدّيق ( رضي ال تعالى عنه ) ‪ ،‬لَنه كانت له َزوْجَةٌ من بني الحارث‬
‫بن الخَزْرَج ‪ ،‬الّذين كَانَ السّنحُ مَسكَنَهم ‪ ،‬وهي حَبِيبَةٌ أَو مُلَيْكةُ بنتُ خارِجَة ‪ ،‬وكان عندها يومَ‬
‫وَفاةِ النّبيّ صلى ال عليه وسلم كما في حديث الوفاة ‪ ( .‬ومنه ) ‪ ،‬أَي من هاذا الموضِع ( خُبَ ُيبُ‬
‫حيّ ) ‪.‬‬
‫بنُ عبد الرّحْمان السّنْ ِ‬
‫سجْحِ الطّرِيق‬
‫ضلّ عن سُنْحِ الطّرِيقِ ‪ ،‬و ُ‬
‫( و ) السّنْح ( من الطّرِيقِ ‪ :‬وعسَطُه ) ‪ .‬قال اللّحْيَانيّ ‪َ :‬‬
‫‪ :‬بمعنًى واحدٍ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬سَنَحَ لي رَ ْأيٌ ‪ ،‬كمَنَعَ ) ‪َ ،‬يسْنَحُ ( سُنُوحا ) ‪ ،‬بالضّمّ ( وسُنْحا ) ‪ ،‬بضمَ‬
‫فسكون‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/487‬‬
‫وسُنُحا ‪ ( ،‬بضمّتين ‪ ،‬إِذا ) ( عَ َرضَ ) لي ‪ ( .‬و ) سَنَح ( بكذا ) ‪ ،‬أَي ( عَ ّرضَ ) َتعْريضا ولَحَنَ‬
‫سوّارُ بنُ ُمضَرّب ‪:‬‬
‫( ولم يُصرّحْ ) ‪ .‬قال َ‬
‫حتُ بها‬
‫جةٍ دُونَ ُأخْرَى قد سَنَ ْ‬
‫وحَا َ‬
‫خفَيْتُ عُ ْنوَانَا‬
‫جعَلْ ُتهَا لِلّتي َأ ْ‬
‫َ‬
‫سكّيت ‪ ( .‬و ) سَنَحَ‬
‫( و ) سَنَحَ ( فُلنا عن رَأْيِه ) ‪ ،‬أَي ( صَ َرفَه ورَدّه ) عمّا أَرادَه ؛ قاله ابن ال ّ‬
‫شعْرُ لي ) َيسْنَحُ ‪ :‬عَ َرضَ لي أَو ( تَيسّر ‪ .‬و ) سَنَحه ( به ‪ ،‬وعليه ‪ :‬أَحْرَجه ) ‪ ،‬أَي‬
‫الرّ ْأيُ و ( ال ّ‬
‫ح لي‬
‫أَوقَعه في الحَرَجِ ‪ ،‬أَ ( و َأصَابَه بَشَرَ ‪ .‬و ) سَنَحَ عليه يَسْنَحُ سُنُوحا وسُنْحا وسُنُحا ‪ .‬وسَنَ َ‬
‫( الظّبيُ ) َيسْنَح ( سُنُوحا ) ‪ ،‬بالضّمّ إِذا مَرّ من مَيَاسِرِك إِلى مَيَامِنِك ‪ ،‬وهو ( ضِدّ بَرَحَ ‪ .‬و ) في‬
‫شؤْمِ ) ‪ .‬قال‬
‫( مجمع الَمثال ) للمَيْدَانيّ ‪ ( ( :‬مَنْ لي بالسانِحِ َبعْدَ البارِحِ ) ‪ ،‬أَي بالمُبا َركِ بعد ال ّ‬
‫لكَ مَيامِنَه ‪،‬‬
‫أَبو عُبيدةَ ‪ :‬سأَل يُونُسُ رُؤبَةَ وأَنا شاهِدٌ عن السّانِح والبارِح ‪ .‬فقال ‪ :‬السّانحُ ‪ :‬ما وَ ّ‬
‫عمْرٍ و الشّيبانيّ ‪ :‬ما جَاءَ عن َيمِينِك إِلى يسارِك ‪ ،‬وهو إِذا‬
‫والبَارِح ‪ :‬ما ولّك مَياسِره ‪ .‬وقال أَبو َ‬
‫ح ؛ و َولّكَ جانبَه الَيمنَ ‪ ،‬وهو وَحْشِيّه ‪ ،‬فهو بارِحٌ ‪.‬‬
‫لكَ جانِبَه الَيسرَ ‪ ،‬وهو إِنْسِيّه ‪ ،‬فهو سان ٌ‬
‫وَ ّ‬
‫قال ‪ :‬والسّانِحُ أَحسَنُ حالً من البَارِح عندهم في التّ َيمّن ‪ ،‬وبعضُهم يَتشاءَمُ بالسّانح ‪ .‬قال عمْرُو بنُ‬
‫َقمِيئةَ ‪:‬‬
‫وأَشْأَمُ طيرِ الزّاجِرِينَ سَنِيحُها‬
‫وقال الَعشى ‪:‬‬
‫أَجا َر ُهمَا بِشْرٌ مِن ال َم ْوتِ بعْدَما‬
‫جَرى لهما طَيْرُ السّنِيحِ بَأشْأَمِ‬
‫وقال أَبو مالكٍ ‪ :‬السّانِح يُتَب ّركُ به والبارِحُ يُتشاءَمُ به ‪ ،‬والجمعُ سَوانِحُ ‪ .‬وقال ابن بَ ّريّ ‪ :‬العرب‬
‫جدٍ‬
‫تختلِف في العِيَافة ‪ ،‬يعنِي في التّيمّنِ بِالسّانح والتشاؤُمِ بالبَارِحِ ‪ ،‬فأَ ْهلُ نَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/488‬‬

‫حجَازيّ ‪.‬‬
‫يَتَ َيمّنون بالسّانح ‪ ،‬وقد يَستعمِل النّجْ ِديّ لغةَ ال ِ‬
‫( والسّنِيحُ ) كَأمِيرٍ ‪ :‬هو ( السّانِح ) قال ‪:‬‬
‫جَرَى يومَ ُرحْنَا عامِدِينَ لَرْضِها‬
‫ح فقالَ القَوْم ‪ :‬مَرّ سَنيحُ‬
‫سَنِي ٌ‬
‫والجمع سُنُحٌ ‪ ،‬بضمّتين ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أَبِالسّنُحِ الميامنِ َأمّ ي َنحْسٍ‬
‫َتمُرّ بِه البَوارِحُ حين تَجْرِي‬
‫( و ) السّنِيح ‪ ( :‬الدّرّ ) ‪ ،‬قاله بعضُهم ‪ ،‬قال أَبو ُدوَادٍ يَذكُر نساءً ‪:‬‬
‫ح ول َيسْ‬
‫و َتغَالَيْنَ بالسّني ِ‬
‫غبّ الصّباحِ ما الَخبارُ‬
‫أَلْنَ ِ‬
‫عقْدٌ ‪ ،‬وجمعه سُنُحٌ‬
‫( أَو ) السّنِيح ( خَ ْيطُه ) اّلذِي يُنَظَم فيه الدّرّ ( قَ ْبلَ أَن يُ ْنظَم فيه ) فإِذا ُنظِمَ فهو ِ‬
‫حِليّ ) قاله بعضُهم ‪ ،‬واستشهد بقولِ أَبي ُدوَادٍ المتقدّم ِذكْرُه ‪.‬‬
‫‪ ( .‬و ) السّنيح ‪ ( :‬ال ُ‬
‫س ّموْا أَيضا سنْحا وسنيحا ‪.‬‬
‫( و ) سُنَيْحٌ ( كزُبَيْرٍ ‪ :‬اسمٌ ) ‪ .‬و َ‬
‫( و ) في النّوادر ‪ :‬يقال ‪ ( :‬اسْتَسْ َنحْتُه عن كذا ‪ ،‬وتَسَنّحْته ) ‪ ،‬بمعنَى ( اسْ َتفْحصْته ) ‪ ،‬وكذلك‬
‫اسْتَ ْنحَسْتُه عن كذا ‪ ،‬وتَنَحّسْته ‪.‬‬
‫( وسِنْحَانُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬مِخْلفٌ باليَمن ‪ .‬و ) سِنحَانُ ‪ ( :‬اسمٌ ) ‪.‬‬
‫( ويُقَال ‪ :‬تَسَنّحْ من الرّيحِ ‪ ،‬أَي اسْ َتذْر منها ) أَي اطْلُب منه الذّرَا ‪.‬‬
‫ضهِم ‪:‬‬
‫جلٌ سَنَحْنَحٌ ) ‪ ،‬أَي ( ل يَنَام اللّ ْيلَ ) ‪ ،‬وَأوْرَدَه ابن الَثير وذكرَ َق ْولَ بع ِ‬
‫( و ) يقال ‪َ ( :‬ر ُ‬
‫س ْعمَع ) وسيأْتي ِذكْره في موضعه ‪.‬‬
‫أَي ل أَنام اللّ ْيلَ أَبدا فأَنَا مُتَيقّظٌ ‪ ،‬ويُروَى ‪َ ( :‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/489‬‬

‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬


‫صلُ ‪ ،‬و ُر ِويَ بالجيم ‪ ،‬والخاءِ ‪ ،‬كما سيأَتي ‪.‬‬
‫ل ْ‬
‫السّنْح ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ا َ‬
‫ي وَأوْرَد بيتَ الَعشى ‪:‬‬
‫والسّنَاحُ ‪ ،‬بالكسر ‪َ :‬مصْدَرُ سانَحَ ‪ ،‬كسَنَحَ ؛ ذكرَه الجوهر ّ‬
‫جَ َرتْ لهُما طَيرُ السّنَاحِ بَِأشْأَمِ‬
‫والسّنُح ‪ ،‬بضمّتين ‪ :‬الظّباءُ المَيامِين ‪ ،‬والظّباءُ المَشَا ِئمُ ‪ ،‬على اختلفِ أَقوالِ العَرَب ‪ .‬قال ُزهَير ‪:‬‬

‫جَ َرتْ سُنُحا فقلتُ لها أَجِيزِي‬


‫َنوًى َمشْمولَةً فمَتَى الّلقَاءُ‬
‫خذَ بها ذاتَ الشّمالِ ‪ .‬وفي حديث عائشةَ رضي ال عنها‬
‫شمُولَة ‪ ،‬أَي شامِلَة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مشمولة ‪ :‬أُ ِ‬
‫مَ ْ‬
‫واعتراضِها بين يديه في الصلة قالت ‪َ ( :‬أكْ َرهُ أَن َأسْنَحَه ) ‪ ،‬أَي َأكْرَه أَن استقبِلَه ببَدنِي في‬
‫الصّلة ‪ .‬وفي حديث أَبي بكرٍ قال لُسامةَ ‪ ( :‬أَغِرْ عليهم غا َرةً سَنْحاءَ ) من سَنَحَ له الرّ ْأيُ ‪ :‬إِذا‬
‫سحّاءَ ‪ ،‬وقد ُذكِر في موضعه ‪.‬‬
‫اعتَ َرضَه ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬هاكذا جاءَ في رواية ‪ ،‬والمعروف ‪َ :‬‬
‫سنطح ‪ ( :‬السّ ْنطَاحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬الناقةُ الرّحِيبَةُ الفَرْجِ ) ‪ ،‬كذا في ( ال ّتهْذِيب ) ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫سمْحَاءَ مِنَ السّرَادِحِ‬
‫يَتْ َبعْنَ َ‬
‫عَ ْيهَلةً حَرْفا من السّنَاطِحِ‬
‫حيّ ) ‪!* .‬وساحَةُ‬
‫سوح ‪!* ( :‬السّاحَة ‪ :‬النّاحِيةُ ‪ ،‬و ) هي أَيضا ( َفضَاءٌ ) يكون ( بين دُورِ ال َ‬
‫الدّارِ ‪ :‬باحَتُها ‪ ( .‬ج *!سَاحٌ *!وسُوحٌ *!وسَاحَاتٌ ) ‪ ،‬الُولى عن كُراع ‪ .‬قال الجوهَ ِريّ ‪ :‬مثل‬
‫سوَ ْيحَةٌ ‪.‬‬
‫شبٍ ‪ .‬والتّصغير ُ‬
‫بَدَنَةٍ وبُدْنٍ ‪ ،‬وخَشَبَة وخُ ْ‬
‫سيح ‪ !*( :‬ساحَ الماءُ *!يَسيحُ *!سَيْحا *!وسَيَحَانا ) ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬إِذا ( جَرَى على وَجْ ِه الَرضِ ‪.‬‬
‫ظلّ ) ‪ ،‬أَي ( فاءَ ) ‪.‬‬
‫و ) ساح ( ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/490‬‬

‫( *!والسّيْحُ ‪ :‬الماءُ الجاري ‪ .‬و ) في ( التهذيب ) الماءُ ( الظاهِر ) الجارِي على وَجْهِ الَرض ‪،‬‬
‫ح الَرْض ‪ ،‬وجمْعه *!أَسْيَاحٌ ‪ ( .‬و )‬
‫وجمعه *!سُيُوحٌ ‪ .‬وماءٌ سَيحٌ وغَ ْيلٌ ‪ ،‬إِذا جَرَى على وَج ِ‬
‫السّيْح ‪ ( :‬الكِسَاءُ المُخطّطُ ) يُسْتَتَر به ويُفْتَرَش وقيل ‪ :‬هو ضَ ْربٌ من البُرودِ ‪ ،‬وجمْعه سُيوحٌ ‪.‬‬
‫وأَنشد ابن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫وإِنّي وإِنْ تُ ْنكَرْ سُيُوحُ عَباءَتي‬
‫شفَاءُ ال ّدقَى با ِبكْرَ أُمّ تَميمِ‬
‫ِ‬
‫( و ) *!سَيْحٌ ‪ ( :‬ماءٌ لبني حَسّان بنِ عَوفٍ ) ‪ ،‬وقال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫يا حَبّذَا سَيْحٌ إِذا الصّ ْيفُ الْ َت َهبْ‬
‫( و ) سَيْحٌ ‪ :‬اسم ( ثَلَثة َأوْدِ يَة باليَمامةِ ) ‪ ،‬بَأ ْقصَى العِرْض منها ‪ ،‬لل إِبراهِيمَ بن عَرَبيّ ‪.‬‬
‫حةُ ‪ ،‬بالكسر ‪!* ،‬والسّيُوحُ ) بالضّمّ ‪!* ( ،‬والسّ َيحَانُ ) ‪ ،‬مح ّر َكةً ‪ ( ،‬والسّ َيحَانُ ) ‪،‬‬
‫( *!والسّيَا َ‬
‫مح ّركَةً ‪!* ( ،‬والسّيْحُ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ( ‪ :‬الذّهابُ في الَرضِ للعِبَادة ) والتّرَهّب ؛ هاكذا في‬
‫لوّلين ‪ ،‬والظّاهر أَنّه‬
‫( اللسان ) ‪ :‬وغيره ‪ .‬وقولُ شيخنا ‪ :‬إِن قَيْدَ العِبَا َدةِ خََلتْ عنه أَكثرُ زُبُ ِر ا َ‬
‫حةِ فقطْ ‪ ،‬يعني ُمقَيّدا ‪ ،‬وأَما *!السّيُوح‬
‫حلّ تََأ ّملٍ ‪ .‬نَعمْ الّذي ذَكروه في معنى *!السّيَا َ‬
‫اصطلحٌ ‪َ ،‬م َ‬
‫ح فقالوا ‪ :‬إِنه مُطَلقُ الذّهَابِ في الَ ْرضِ ‪ ،‬سواءٌ كان للعِبادةِ أَو غيرِهَا ‪.‬‬
‫*!والسّيَحَانُ *!والسّيْ ُ‬
‫لمْصَارِ ‪،‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬ل *!سِيَاحَ َة في الِسلم ) ‪ .‬أَوردَه الجوهريّ ‪ ،‬وأَراد ُمفَا َرقَ َة ا َ‬
‫ب في الَرضِ ‪ ،‬وَأصْلُه من سَيْحِ الماءِ الجارِي ‪ ،‬فهو مجازٌ ‪ .‬وقال ابن الَثير ‪ :‬أَراد‬
‫والذّهَا َ‬
‫ج ُمعَةِ والجَماعَاتِ ‪ .‬قال ‪ :‬وقيل ‪ :‬أَراد اّلذِين‬
‫سكْنَى البَرارِي ‪ ،‬وتَ ْركَ شُهودِ ال ُ‬
‫مُفارَقَة الَمصار ‪ ،‬و ُ‬
‫سعَون في الَرض بالشّرّ وال ّنمِيمةِ والِفسادِ بين الناس ‪ ،‬وقد ساحَ ‪.‬‬
‫يَ ْ‬
‫ب في‬
‫( ومنه *!المَسيح ) عيسى ( بنُ مَريَم ) عليهما السّلم ‪ .‬وفي بعض الَقاويل ‪ ،‬كان يَذه ُ‬
‫صفّ قَدَميْه وصَلّى حتّى الصّباحِ ‪.‬‬
‫ل َ‬
‫الَرض ‪ ،‬فأَيْنَما أَد َركَه اللّ ْي ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/491‬‬

‫ل بمعنى فاعل ‪ ( .‬و ) قد ( ذَكرتُ في اشْتِقاقِه خ ْمسِين َق ْولً ) قال شيخُنَا‬


‫فإِذا كان كذالك فهو َم ْفعُو ٌ‬
‫‪ :‬كُّلهَا منقُولةٌ مبحوثٌ فيها أَنْكرَها الجماهيرُ وقالوا ‪ :‬إِ ّنمَا هي من طُرُق النّظ ِر في الَلْفاظ ‪ ،‬وِإلّ‬
‫فهو ليس من أَلفاظ العرب ‪ ،‬ول َوضَعتْه العرب لعيسى ‪ ،‬حتى يَ َتخَرّجَ على اشتقاقاتها وُلغَاتها‬
‫( في شَرْحِي لصَحيحِ البُخَا ِريّ ) المُسمّى بمنْح البارِي ( وغيرِه ) من المصنّفات ‪ .‬قال شيخُنَا ‪:‬‬
‫حجَ ٍر وقال ‪ :‬إِنه خَرجَ فيه عن شَرْح الَحاديث‬
‫وشَرْحُه هذا غريبٌ جدّا ‪ .‬وقد ذكره الحافَظُ ابنُ َ‬
‫المَطْلُوبِ من الشّرْح إِلى مَالتِ الشّيْخ ُمحْيِي الدّين بن عَرَ ِبيّ رَحمَه ‪ ،‬الخارِجةِ عن البحث ‪،‬‬
‫وتَوسّعَ فيها بما كان سَببا لطرْحِ الكِتَابِ وعدمِ اللتِفاتِ إِليه ‪ ،‬مع كثرةِ ما فِيه من الفوائد ‪ .‬بل بالغَ‬
‫الحافِظ في شَيْنِ الكِتَابِ وشَنَاعَته بما ذكر ‪.‬‬
‫لمّة ‪ .‬وقوله‬
‫جدِ ) وهو*! سِيَاحَة هاذه ا ُ‬
‫( و ) من المجاز ‪!* ( :‬السّائِح ‪ :‬الصّائمُ المُلزمُ للمَسا ِ‬
‫تعالى ‪ { :‬ا ْلحَامِدُونَ *!السّا ِئحُونَ } ( التوبة ‪ ) 112 :‬قال الزّجاج ‪ :‬السائحون في قول أَهل‬
‫التفسير واللّغة جميعا ‪ :‬الصائمون ‪ .‬قال ومَذْهَب الحَسنِ أَنّهم الّذين يُديمون الصّيا َم ‪ ،‬وهو ممّا في‬
‫ح لَنّ الذي *!يَسِيح متعبّدا يَسيح ول زاد معه ‪ ،‬إِنّما‬
‫الكُتُب الُول ‪ .‬وقيل ‪ :‬إِنما قيل للصائم ‪ :‬سائ ٌ‬
‫س ّميَ سائحا ‪ ،‬وسُئَل ابن عبّاس وابنُ‬
‫طعَم أَيضا ‪ ،‬فلِشَ َبهِ به ُ‬
‫يَطْعم إِذا َوجَدَ الزّادَ ‪ ،‬والصائمُ ل يَ ْ‬
‫مسعُودٍ عن السّائِحين ‪ ،‬فقال ‪ :‬هم الصّائمون ‪.‬‬
‫خطّط من الجرادِ ) ‪ ،‬الواحدة *!مُسَيّحَة ‪ .‬قال الَصمعيّ ‪ :‬إِذا صار‬
‫( *!والمُسيّح ) كمُعظّم ‪ ( :‬المُ َ‬
‫جمُ جَنَاحِه فذّلك الكُ ْتفَانُ‬
‫في الجراد خُطوطٌ سُودٌ وصُفْ ٌر وبِيضٌ فهو المُسَيّح ‪ ،‬فإِذا بعدَ حَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/492‬‬

‫شيَ ‪ .‬قال ‪ :‬فإِذَا ظَه َرتْ َأجْنحتُه وصار أَحمر إِلى الغُبْ َر ِة فهو ال َغوْغاءُ ‪،‬‬
‫لَنّه حينئذ ُيكَتّف الم ْ‬
‫الواحِدةُ غوْغَا َءةٌ وذالك حين يَموجُ بعضُه في بعْض ول يتوجّهُ جِهةً واحِ َدةً ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬هاذا‬
‫في رواية عمْرو بن َبحْرٍ ‪.‬‬
‫( و ) المُسيّح أَيضا ‪ :‬المُخَطّطُ ( من البُرُودِ ) ‪ .‬قال ابن شُميلٍ ‪!* :‬المُسيّحُ من العباءِ ‪ :‬الّذي فيه‬
‫ح *!ومُسَيّحَةٌ ؛ وما لم‬
‫سوْدَاءُ ليست بشَديدةِ السّوا ِد ‪ ،‬وكلّ عَبَاءَة سَيْ ٌ‬
‫جدَدٌ ‪ :‬واحدةٌ بيضاءُ ‪ ،‬وُأخْرَى َ‬
‫ُ‬
‫جدَدٌ فإِنّما هو كِساءٌ وليس بعَبَاءٍ ‪.‬‬
‫يكن ِ‬
‫( و ) من المَجَاز ‪ :‬في ( التهذيب ) ‪ :‬المُسيّح ( من الطّرِيق ‪ :‬المخبَيّن شَ َركُه ) ‪ ،‬محرّكةً ‪ ،‬هاكذا‬
‫هو مضبوطٌ في النّسخ ‪ ،‬وضبطه شيخنا بضمّتين ‪ ،‬ولْيُ ْنظَرْ ‪ ( ،‬لك طُ ُرقُه الصّغارُ ) ‪ ،‬وإِنما‬
‫*!سَيّحَه كثْ َرةُ شركِه ‪ ،‬شُبّهَ بالعَباءِ المُسيّح ‪.‬‬
‫صلُ بين ال َبطْنِ والجَ ْنبِ ) ‪ .‬وفي‬
‫حمَا ُر الوَحْشيّ لجُدّتِه الّتي َتفْ ِ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬المُسَيّحُ ‪ ( :‬ال ِ‬
‫عجِيزته ‪ .‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫( الَساس ) ‪ :‬والعَيْرُ مُسَيّحُ العجِي َزةِ ‪ ،‬للبَيَاضِ على َ‬
‫ُتهَاوِي بيَ الظّ ْلمَاءَ حَ ْرفٌ كأَنّها‬
‫*!مُسَيحُ أَطرافِ العَجِي َزةِ َأصْحَرُ‬
‫يَعنِي حِمارا وَحْشيّا شَبّهَ النّاقَةَ به ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪!* ( :‬سَيْحَانُ ) كرَيْحَان ‪ ( :‬نهْرٌ بالشّامِ ) بال َعوَاصِم من أَرضِ ال َمصِيصةِ ‪ ( ،‬و‬
‫) نَهرٌ ( آخَرُ بال َبصْ َر ِة ‪ ،‬ويقال ‪ :‬فيه *!ساحِينٌ ) ‪.‬‬
‫( و ) سَ ْيحَانُ ‪ :‬اسمُ وادٍ أَو ( ‪ :‬ة بال َب ْلقَاءِ ) من الشّام ‪ ( ،‬بها قَبْرُ ) سيّدنا ( مُوسَى ) الكَلِيمِ‬
‫( عليه ) وعلى نبِيّنا أَفضلُ الصّلة و ( السّلم ) ‪ ،‬وقد تَش ّر ْفتُ بزيارته ‪.‬‬
‫( *!وسَيْحُونُ ‪ :‬نَهرٌ بما وراءَ النهْر ) وَراءَ جَ ْيحُونَ ‪ ( ،‬ونَهرٌ بالهند ) مشهورٌ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪!* ( :‬المِسْياحُ ) بالكسر ‪ ( :‬مَنْ *!يَسيحُ بال َنمِيم ِة والشّرّ في الَرض ) والِفسادِ‬
‫بين النّاس ‪ .‬وفي حديث عليّ رضي ال عنه ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/493‬‬

‫ح ول بالمَذايِيع البُذُرِ ) يعني اّلذِين *!يَسِيحون في الَرض‬


‫( أُولئك ُأمّةُ الهُدَى ‪ ،‬لَيْسُوا *!بالمسايِي ِ‬
‫شمِرٌ ‪ !*:‬ال َمسَايِيحُ‬
‫بال ّنمِيمةِ والشّ ّر والِفسادِ بين النّاس ‪ .‬والمَذاييعُ ‪ :‬الّذين يُذيعُون ال َفوَاحِشَ ‪ .‬قال َ‬
‫خطُوطٌ ُمخْتَلِفةٌ‬
‫ليس من السّيَاحَة ‪ ،‬ولكنّه من *!التّسييحِ ‪!* ،‬والتّسيِيحُ في ال ّث ْوبِ أَن تكون فيه ُ‬
‫حوٍ وَاحدٍ ‪.‬‬
‫ليس من َن ْ‬
‫( *!وانْسَاحَ بالُه ‪ :‬اتّسعَ ) ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫ضمِيرَ ال ّنفْسِ إِيّاكِ بعدَما‬
‫ُأمَنّي َ‬
‫جعُني بَثّي فَيَنحسَاحُ بالُها‬
‫يُرَا ِ‬
‫( و ) *!انْسَاحَ ( ال ّثوْبُ ) وغيرُه ‪ ( :‬تَشقّقَ ) ‪ ،‬وكذّلك الصّبْح ‪ .‬وفي حديث الغار ‪:‬‬
‫حتِ الصّخرةُ ) ‪ :‬أَي ا ْن َد َف َعتْ وانش ّقتْ ‪ .‬منه *!ساحةُ الدّارِ ‪ .‬ويُ ْروَى بالخا ِء والصّاد ‪( .‬‬
‫( *!فانْسا َ‬
‫سمَن ) ‪ .‬وفي ( التهذيب ) عن ابن الَعْرَابِيّ ‪:‬‬
‫و ) انْسَاحَ ( َبطْنُه ‪ :‬كَبُرَ ) واتّسَعَ ( وَدَنَا من ال ّ‬
‫خمَ ودَنَا من الَرضِ ‪.‬‬
‫يقال لللَتَانِ ‪ :‬قد انْسَاحَ َبطْ ُنهَا وانْدَالَ ‪!* ،‬انْسِيَاحا ‪ ،‬إِذا ضَ ُ‬
‫( *!وأَسَاحَ ) فُلنٌ ( َنهْرا ) ‪ ،‬إِذا ( َأجْرَاهُ ) ‪ ،‬قال الفَرَزْدَق ‪:‬‬
‫حتُ بَحْرى‬
‫وكَمْ للمُسِْلمِينَ َأسَ ْ‬
‫بإِذنِ اللّهِ مِن نَه ٍر و َنهْر‬
‫( و ) *!أَساحَ ( الفَرسُ بذَنَبِه ) إِذا ( أَرْخاه ‪ .‬وغَلِطَ الجوهَ ِريّ ) فذكره بالشّين في أَشاح ‪.‬‬
‫ووجدْت في هامش الصّحاح ما َنصّه ‪ :‬قال الَزهريّ ‪ :‬الصّواب أَساحَ الفَرَسُ بذَنَبه ‪ ،‬إِذا أَ ْرخَاه ‪،‬‬
‫صغَانيّ ‪ .‬وجَزمَ غيرُ واحدٍ بأَنّه بالشّين على ما‬
‫بالسّينُ ‪ ،‬والشّينُ َتصْحِيفٌ ‪ .‬ومثْلُه في التكملة لل ّ‬
‫في ( الصّحاح ) ‪.‬‬
‫( وجَ َبلُ *!سَيّاحٍ ) بالِضافَة ( ككَتّانٍ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/494‬‬

‫حدّ بين الشّام والرّوم ) ‪ ،‬ذكره أَبو عُبَيْد البَك ِريّ ‪.‬‬
‫َ‬
‫لوْدِيَةُ الثّلثةُ الّتي تقدّم ِذكْرُها ‪.‬‬
‫( *!والسّيُوح بالضّمّ ‪ :‬ل ‪ ،‬بال َيمَامة ) ‪ ،‬وهي ا َ‬
‫حيّ ‪ ،‬بالكسر ‪ُ :‬محَ ّدثٌ ) ‪ ،‬من أَهل الموْصِل ‪،‬‬
‫( و ) أَبو منصورٍ ( مُسِْلمُ بنُ عليّ بنِ *!‪-‬السّي ِ‬
‫رَوى عن أَبي البَركاتِ بنِ حُميْد ؛ قاله ابن ُنقْطَة ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫حصَيْ ِنيّ ‪:‬‬
‫من ( اللسان ) ‪ :‬ويقال ‪ :‬أَساحَ الفَرَسُ َذكَرَه وأَسَابَه ‪ ،‬إِذا َأخْرَجه من قُنْبِه قال خَليفةُ ال ُ‬
‫ويقال ‪ :‬سَيّبَه وسيّحَه ‪ ،‬مثلُه ‪.‬‬
‫ومن ( الَساس ) ‪ :‬من المجاز ‪!* :‬وسَيّحَ فُلنٌ *!تسْيِيحا كَثّ َر كلمَه ‪.‬‬
‫سعْد ؛ كمذا في ( معجم البَكريّ ) ‪.‬‬
‫*!وسَيْحَانُ ‪ :‬ماءٌ لبني تَميم في دِيارِ بني َ‬
‫‪ ( 2‬فصل الشّين ) المعجمة مع الحاءِ المهملة ) ‪2‬‬
‫سكّن ‪ ،‬ج ى شحبَاحٌ وشُبُوحٌ ) ‪ .‬قال في ال ّتصْريف ‪:‬‬
‫خصُ ‪ ،‬ويُ َ‬
‫شبح ‪ ( :‬الشّبَح ‪ ،‬محرّكا ‪ :‬الشّ ْ‬
‫سمَا ُء الَشْباح ‪ :‬وهو ما أَدْ َركَتْه ال ّرؤْيةُ والحهسّ ؛ كذا في ( اللّسَان ) ‪ .‬وعبارة الَساس ‪:‬‬
‫أَ ْ‬
‫سمَاءُ أَعمال ‪ :‬وهي غَيْرُهَا ؛ وهو‬
‫والَسما ُء ضَرْبَانِ ‪ :‬أَسماءُ أَشْبَاح ‪ :‬وهي المُدْرَك بالحِسّ ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫ن وأَسماءُ ال َمعَاني ‪.‬‬
‫سمَا ُء الَعْيَا ِ‬
‫كقولهم ‪َ :‬أ ْ‬
‫عمْرٍ و ؛ ونقله الجوهريّ ‪.‬‬
‫( والشّبْحَانُ ‪ :‬الطّويلُ ) من الرّجَال ‪ ،‬عن أَبي َ‬
‫( ورَجلٌ شَبْحُ الذّراعَيْنِ ) ‪ ،‬بالتّسْكهين ‪ ( ،‬ومعشْبوحُهما ) ‪ ،‬أَي ( عَرِيضُهما ) أَو طَويلُهما ‪ .‬قال‬
‫ل ّولَ وفي ال ّنهَايَة في صفته‬
‫جوْزيّ ا َ‬
‫الجَللُ السّيوطيّ في ( الدّرّ النّثير ) ‪ :‬رّجّحَ الفارِسيّ وابنُ ال َ‬
‫صلى ال عليه وسلم أَنه‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/495‬‬

‫ض ُهمَا ‪ .‬وفي ِروَايَةٍ ‪ :‬كانَ شَبْحَ الذّراعَيْنِ ‪.‬‬


‫كان مَشْبُوحَ الذّراعَيْنِ ‪ ،‬أَي طويَل ُهمَا وقيل ‪ :‬عَرِي َ‬
‫( وقد شَبُحَ ) الرّجلُ ( ككَرُمَ ) ‪ ،‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫إِلى كلّ مَشْبُوحِ الذّراعينِ ‪ ،‬تُ ّتقَى‬
‫غمِ‬
‫شعْشاعٍ ‪ ،‬وأَبْ َيضَ فَدْ َ‬
‫به الحَ ْربُ ‪َ ،‬‬
‫شيْءٍ كان ‪ ( .‬و ) شَبَحَ ( الجِ ْلدَ ) ‪ ،‬وفي‬
‫شقّك َأيّ َ‬
‫( و ) شَبَحَ ( َكمَنَعَ ‪ :‬شَقّ ) رأْسَه ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو َ‬
‫( الَساس ) ‪ :‬الِهَابَ ‪َ ( :‬مدّه بين َأوْتَادٍ ) ‪ .‬وشَبَحَ الرّجلَ بينَ شَيْئينِ ‪ .‬والمَضروبُ يُشْبَحُ ‪ :‬إِذا مُدّ‬
‫للجَ ْلدِ ‪ .‬وشَ َبحَه َيشْبَحه ‪ :‬إِذَا َمدّه ليَجِْلدَه ‪ .‬وشَ َبحَه ‪ :‬مَدّه كال َمصْلوب ‪ .‬وفي حديث أَبي بكر رضي‬
‫شمْس على ال ّر ْمضَاءِ ليُعذّب ‪ .‬وفي‬
‫ال عنه ‪ ( :‬مرّ بِبِللٍ وقد شُبِحَ في ال ّرمْضاءِ ) ‪ ،‬أَي مُدّ في ال ّ‬
‫ح ُهمَا ‪ :‬مَدّهما ‪.‬‬
‫حديث الدّجّال ‪ ( :‬خُذوه فاشْبَحوه ) ‪ .‬وفي رواية ‪ :‬فشبّحوه ‪ ( .‬و ) شَبَحَ يَدَيْه يَشْب ُ‬
‫يقال ‪ :‬شَبَحَ ( الدّاعِي ) ‪ ،‬إِذا ( مدّ يدَه للدّعاءِ ) ‪ ،‬وقال جرير ‪:‬‬
‫ن صَلَواتِ رَبّك كُّلمَا‬
‫وعلَيْك مِ ْ‬
‫شَبَحَ الحجِيجُ المُلْبِدُون وغارُوا‬
‫خصُه من النّاس وغيرِهم من الخلْق ‪ .‬يقال ‪:‬‬
‫شْ‬‫( و ) شَبَحَ لك الشيْءُ ‪ :‬بَدَا ‪ .‬والشّبَحُ ‪ :‬ما بدا لك َ‬
‫شَبَحَ ( فُلنٌ لنا ‪ :‬مَ َثلَ ) ‪.‬‬
‫( والشّبْحُ ) بالتّسكين ( ويُحَرّك ‪ :‬الباب العالِي البِنَاءِ ) ‪.‬‬
‫( و ) يقال ‪َ :‬هَلكَ أَشْبَاحُ مالِه ‪ ( .‬أَشْبَاحُ مالِك ‪ :‬ما ُيعْرَف من الِبل والغنم وسائرِ المَواشي ) ‪.‬‬
‫وقال الشاعر ‪:‬‬
‫عقْرِ دارِنا‬
‫ول َتذْ َهبُ الَحْسَابُ من ُ‬
‫ولكنّ أَشْبَاحا من المالِ تَ ْذ َهبُ‬
‫( والمُشبّح ‪ ،‬ك ُمعَظّم ‪ :‬المقْشُور )‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/496‬‬

‫والمَنْحُوتُ ‪ ( .‬و ) المُشبّح ‪ ( :‬ال ِكسَا ُء ال َق ِويّ ) الشّدِيدِ ‪.‬‬


‫شيْءَ )‬
‫خصَين ( و ) شَبّحَ ( ال ّ‬
‫شْ‬‫جلُ ( تَشْبِحا ) ‪ ،‬إِذا ( كَبِرَ فرَأَى الشّبَحَ شَبَحيْن ) ‪َ ،‬‬
‫( وشَبّحَ ) الرّ ُ‬
‫جعَلَه عَرِيضا ) ‪ .‬وتَشْبِيحُه ‪َ :‬تعْرِيضُه ‪.‬‬
‫تَشْبيحا إِذا ( َ‬
‫( والشّبَحانِ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬خَشَبَتَا المِنْقَلَةِ ) ‪.‬‬
‫( والشّبائحُ ‪ :‬عِيدانٌ مَعروض ٌة في القتَب ) ‪.‬‬
‫( و ) شَبّاحٌ ‪ ( ،‬ككَتّانٍ ‪ :‬وادٍ بأَجَأَ ) أَحد جَبَْليْ طَيّىءٍ ذكْره ؛ َذكَرَه أَبو عُبيْد وغيره ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫شَ َبحْت العُودَ شَبحا ‪ ،‬إِذا َنحّته حتّى تُع ّرضَه ‪.‬‬
‫والمشبْوحُ ‪ :‬البَعيدُ ما بين المَنْكبَينِ ‪.‬‬
‫حةً ) ‪ ،‬أَي عُودا عودا ‪.‬‬
‫س ْقفَ بيتِي شَبْحةً شَبْ َ‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬فنَ َزعَ َ‬
‫والمُشّبحُ ‪ ،‬ك ُمعَظّم ‪ :‬نَوعٌ من السّمك ‪.‬‬
‫والشّبْحة ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬من الخَيْل ‪ ،‬معروفٌ ‪.‬‬
‫ومن المجَاز ‪ :‬تَشَبّحَ الحِرْبَاءُ على العُود ‪ :‬امْتَدّ ‪ ،‬والحِرْبَاءُ َتشَبّح على العود ‪ :‬تمُدّ يَد ْيهَا ؛ وهو‬
‫في ( الصّحاح ) و ( الَساس ) ‪ .‬وقد أَهمله المصنّف ‪ ،‬وهو غريب ‪.‬‬
‫شجح ‪ ) ( :‬ومما يستدرك عليه هنا ‪:‬‬
‫شجح ‪ ،‬بالشين والجيم والحاءِ ‪ .‬قال ابن بَ ّريّ في ترجمة ( عقق ) عند قول الجوهريّ ‪ :‬وال َعقْعقُ‬
‫ق الم ْوصِليّ أَن ال َع ْقعَق‬
‫‪ :‬طائ ٌر معروف ‪ ،‬قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬قال ابنُ خَالوَيْهِ ‪ :‬روَى ثَعلب عن إِسحا َ‬
‫يُقال له ‪ :‬الشّجَحَى ؛ كذا في ( اللّسَان ) ‪.‬‬
‫شحح (*! الشحّ ‪ ،‬مثلّثَةً ) ‪ :‬وذكرَ ابن‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/497‬‬

‫سكّيت فيه الكس َر والفِتحَ ‪ ،‬كما يأْتي في زرّ ‪ ،‬والضّمّ أَعلى ( ‪ :‬ال ُبخْل والحُ ْرصُ ) ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو‬
‫ال ّ‬
‫شدّ البُخْل ‪ ،‬وهو أَبْلَغ في الم ْنعِ من البُخْل ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال ُبخْل في أَفرا ِد الُمو ِر وآحادِهَا ‪!* ،‬والشّحّ‬
‫أَ َ‬
‫ح بالمالِ والمعروفِ ‪.‬‬
‫خلُ بالمال ‪ .‬والشّ ّ‬
‫عامّ ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال ُب ْ‬
‫حتَ بالكسر به وعليه *!تَشَحّ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬هاكذا هو مضبوطٌ عندنا ‪ ،‬ومثله في‬
‫شحِ ْ‬
‫وقد ( *! َ‬
‫جدَ في بعضِ النّسخ بالكسر ‪ ،‬وهو خَطَأٌ ‪ ،‬قال شيخنا ‪:‬‬
‫( الصّحاح ) ‪ ،‬وهو القياس ِإلّ ما شَ ّذ ‪ .‬ووُ ِ‬
‫سوَاءٌ ‪ ،‬والمعروف ال ّتفْرِقةُ بينهما ‪ ،‬فإِن الباءَ يتعدّى بها‬
‫قلت ‪ :‬ظاهِرهُ أَنّ تَعدِيَتَه بالحَ ْرفَيْنِ معناهما َ‬
‫حوِه ممّا يَجود به الِنسانُ ؛ و ( عَلَى ) يتعدّى بها‬
‫ل ونَ ْ‬
‫لما َيعِزّ عليه ول يريد أَن ُيعْطيَه من ما ٍ‬
‫للشّخْص الّذي ُي ْعطَى ‪ ،‬يقال ‪ :‬بخِل على فلن ‪ :‬إِذا منعَه فلم ُيعْطه مَطلوبَه ‪ .‬ولو حذف الواوَ‬
‫الواقعةَ بين قوله ‪ ( :‬به ) ‪ ،‬وقوله ‪ ( :‬عليه ) ‪ ،‬فقال وشحّ به عليه ‪ ،‬أَي بالمالِ على السائل أَو‬
‫ظهَ َر وأَجْرَى على الَشهَر ‪.‬‬
‫الطالبِ مَثلً ‪ ،‬لكان َأ ْ‬
‫ق ْلتُ ‪ :‬والّذي َذ َهبَ إِليه المصنّف من إِيرادِ الواو بينهما هو عبارة ( اللسان ) و ( المحكم ) و‬
‫( التهذيب ) ‪ ،‬غير أَن صاحِب اللّسان قال ‪ :‬وشَحّ بالشيْءِ وعليه ‪َ ،‬يشِحّ ‪ ،‬بكسر الشّين ‪ ،‬وكذالك‬
‫كلّ فَعيل من النّعوت إِذا كان ُمضَاعَفا على َف َعلَ َي ْفعِلُ ‪ ،‬مثل خَفيف وذَفيف وعَفيف ‪.‬‬
‫قلْت ‪ :‬وتقدّم للمصنّف في المقدّمة أَن ل يُتْبِعَ الماضِيَ بالمضارع ِإلّ إِذا كان من ح ّد ضَرَب ‪،‬‬
‫ححْت ) ‪ ،‬بالفتح ‪ !*( ،‬تَشُحّ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ( ،‬وتَشِحّ )‬
‫فليُنْظَر هنا ( و ) بعض العرب يقول ‪!* ( :‬شَ َ‬
‫ن فهو ضَنينٌ ‪ ،‬والقياس هو الَوّل ضَنّ يَضنّ ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬وتَحريرُ‬
‫‪ ،‬بالكسر ‪ .‬ومثله ضَنّ َيضَ ّ‬
‫ن الماضيَ فيه لُغتان ‪ :‬الكسرُ ‪ ،‬ول يكون‬
‫ضَبْط هاذا ال ِف ْعلِ وما ورد فيه من اللّغات ‪ :‬أَ ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/498‬‬

‫جهَانِ ‪ :‬الكسرُ على القياس ‪ ،‬لَنه مضعّف‬


‫ل ‪ ،‬والفتح ومضارِعُه فيه وَ ْ‬
‫ُمضَارِعه ِإلّ مفتوحا َك َم ّ‬
‫لزِمٌ ‪ ،‬وباب مضارِعه الكسْرُ ‪ ،‬على ما َتقَرّر في الصّ ْرفِ ‪ ،‬والضّم ( و ) هو شاذّ ‪ ،‬كما قاله ابنُ‬
‫ماِلكٍ وغيرُه ‪ ،‬وصَرّح به الفَيّوميّ في المصباح ‪ ،‬والجوهَ ِريّ في ( الصّحاح ) ‪ ،‬وغيرُ واحد من‬
‫أَرباب الَفعال ‪ .‬قلت وصرّح بذالك أَبو جعفر اللّبْليّ في ُبغْيَ ِة المالِ ‪ ،‬وَأكْثَ َر وَأفَادَ ‪.‬‬
‫حشَاحَانٌ‬
‫حشَاحٌ ‪!* ،‬وشَ ْ‬
‫ج ْعفَر ‪!* ( ،‬وشَ ْ‬
‫( وهو *!شَحَاحٌ ‪ ،‬كسَحَابٍ ‪!* ،‬وشَحيحٌ *!وشَحْشَحُ ) ‪ ،‬ك َ‬
‫شحّةٌ ‪!* ،‬وأَشِحّاءُ ) ‪ ،‬قال سيبويه ‪َ :‬أ ْفعِلَةٌ وَأ ْفعِلءُ إِنما‬
‫‪ .‬وقومٌ *!شِحَاحٌ ) ‪ ،‬بالكسر ‪!* ( ،‬وأَ ِ‬
‫خمِسَا َء ‪ ،‬ولكنه قد جاءع من الصّفة هاذا‬
‫س ِة وأَ ْ‬
‫خمِ َ‬
‫َيغْلِبانِ على فَعيلٍ اسما ‪ ،‬كأَرْ ِبعَة وأَرْ ِبعَاء ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫ل والغَنِيمَة ‪.‬‬
‫حوُه ‪ ،‬وقوله تعالى ‪!*(:‬أَشحة على الخير } ( الَحزاب ‪ ) 19 :‬أَي على الما ِ‬
‫ونَ ْ‬
‫حلُ التي ل نَبتَ فيها ‪ .‬قال مُلَيحٌ الهُذليّ ‪:‬‬
‫حشَح ‪ :‬الفَلَة الواسِعةُ ) البَعي َدةُ المَ ْ‬
‫( *!والشّ ْ‬
‫خدِي إِذَا مَا ظَلمُ اللّ ْيلِ َأ ْمكَ َنهَا‬
‫تَ ْ‬
‫شحْشَحٌ جَرَدُ‬
‫لةٌ َ‬
‫مِن السّرَى وفَ َ‬
‫شيْءِ ) الجَادّ فيه الماضي فيه ‪ ،‬يكون للذّكر والُنثى ‪ ،‬قال‬
‫ظبُ على ال ّ‬
‫( و ) *!الشّحْشَح ‪ ( :‬ال ُموَا ِ‬
‫الطّ ِرمّاح ‪:‬‬
‫خمْسِ عُلّقتْ‬
‫كأَنّ المَطايا لَ ْيلَةَ ال ِ‬
‫ِبوَثّابَةٍ تَ ْنضُو ال ّروَاسِمَ *!شَحْشَحِ‬
‫حشَاحِ ) ‪ ،‬بالفتح ‪.‬‬
‫(*! كالشّ ْ‬
‫شعْره ‪.‬‬
‫( و ) *!الشّحْشَح ‪ ( :‬السّيّىءُ الخُلُق ) ‪ ،‬أَوردَه ُنصَيبٌ في ِ‬
‫حشَحُ ( الخطيبُ البَلِيغُ ) ال َق ِويّ‬
‫( و ) من المجاز على ما هو المفهوم من َنصّ الجوهريّ ‪!* :‬الشّ ْ‬
‫ل ماضٍ في كلمٍ أَو‬
‫شحْشَحٌ *!وشحْشَاحٌ ‪ :‬ماضٍ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هما ك ّ‬
‫‪ .‬يقال ‪ :‬خَطِيبٌ *! َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/499‬‬
‫سَيْرٍ ‪ .‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫غ ْد َوةً حَتّى إِذا امْتَ ّدتِ الضّحَى‬
‫لَدُنْ ُ‬
‫شحَانُ المُكّلفُ‬
‫ث القَطِينَ *!الشّحْ َ‬
‫ح ّ‬
‫وَ‬
‫يعني الحا ِديَ ‪ .‬وفي حديث عَليّ أَنه رأَى رَجلً يَخطِب فقال ‪ ( :‬هاذا الخَطيبُ *!الشّحْشَحُ ) ‪،‬‬
‫ص ْعصَةُ بن صُوحانَ العَبْديّ ‪ ،‬وكان من‬
‫خطْبَةِ الماضِي فيها ‪ .‬قلْت ‪ :‬وذالك الرّجل َ‬
‫وهو الماهِر بال ُ‬
‫حشَحان ) ‪،‬‬
‫حشَاحِ *!والشّ ْ‬
‫حشَحُ ( الشّجَاعُ ‪ ،‬والغَيُورُ ) أَيضا ‪ ( ،‬كالشّ ْ‬
‫أَفصح الناس ‪ ( .‬و ) *!الشّ ْ‬
‫لوّل في ال ُكلّ ‪ ،‬والثاني في الثاني ‪.‬‬
‫اَ‬
‫شحْشَحٌ ‪.‬‬
‫صوْتِ ) ‪ ،‬وغُرَابٌ *! َ‬
‫( و ) *!الشّحْشَحُ ( من الغِرْبَانِ ‪ :‬الكَثِيرُ ال ّ‬
‫( و ) *!الشّحْشَحُ ( من الَ ْرضِ ‪ :‬ما ل يَسيل ِإلّ من مَطرٍ كثير ‪ !*،‬كالشّحَاحِ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( .‬و )‬
‫سهَا ‪ .‬وقال‬
‫الشّحَاحُ من الَرضِ أَيضا ‪ ( :‬الّذي َيسِيلُ من َأدْنَى مَطر ‪ ،‬كأَ ّنهَا*! تَشحّ على الماءُ بِ َنفْ ِ‬
‫ل ّولِ ‪،‬‬
‫صغَا ٌر لو صَبَبْت في إِحداهنّ قِرْبَةً أَسالتْه ‪ ،‬وهو من ا َ‬
‫شعَابٌ ِ‬
‫أَبو حَنيفةَ ‪!* :‬الشّحَاحُ ‪ِ :‬‬
‫( ضِدّ ) ‪.‬‬
‫حمَيْدٌ ‪:‬‬
‫حمُر ‪ :‬الخَفيف ) ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬سَحْسَحٌ ‪ ،‬قال ُ‬
‫( و )*! الشّحْشَحُ ( من ال ُ‬
‫حشَحٌ جائِزٌ‬
‫َتقَ ّدمَها *!شَ ْ‬
‫ِلمَاءٍ َقعِيرٍ يُرِيدُ القِرَى‬
‫حشَحُ ‪ ( :‬القَطَاةُ السّرَيعةُ ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬قَطاةٌ *!شَحْشَحٌ ‪،‬‬
‫جائزٌ ‪ :‬يَجوز إِلى الماءِ ‪ ( ،‬و ُيضَمّ ‪ ،‬و ) الشّ ْ‬
‫طوِيلُ ) القَ ِويّ ‪!* ( ،‬كالشّحْشَحانِ ) ‪ ،‬بالفتح ‪.‬‬
‫أَي سَريعةٌ ( و ) *!الشّحْشحُ ‪ ( :‬ال ّ‬
‫صوْتُ الصّرَد ) ‪ .‬قال مُلَيحٌ الهُذليّ ‪:‬‬
‫حذَ ُر ‪ ،‬و َ‬
‫حشَحَة ‪ :‬ال َ‬
‫( *!والشّ ْ‬
‫ل صَا ِدقَةٌ‬
‫ُمهْتَشّةٌ ِلدَليجِ اللّ ْي ِ‬
‫شحَة ‪ ( :‬تَردّدُ‬
‫حشَحَ الصّرَدُ ‪ ،‬إِذا صاتَ ‪ ( .‬و ) *!الشّحْ َ‬
‫شحْشَحَ الصّرَدُ *!وشَ ْ‬
‫َوقْعَ الهَجِيرِ ِإذَا ما َ‬
‫حشَحَ في الهدِيرِ ‪ ،‬إِذا لم‬
‫ال َبعِيرِ في الهَدِيرِ ) ‪ .‬وقد *!شَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/500‬‬

‫جوْهَريّ لسَلمة بن عبدِ ال العَ َد ِويّ ‪:‬‬


‫يُخِْلصْه ‪ .‬وأَنشد ال َ‬
‫شحَا‬
‫شحْ َ‬
‫فَرَدّد الهَدْرَ وما إِنْ َ‬
‫صفَحَا‬
‫يمِيل ع ْلخَدّيْنِ مَيْلً ُم ْ‬
‫حةُ ‪ ( :‬الطّيَرَانُ السّريعُ ) ‪ .‬ومنه ُأخِذَ ‪ :‬قَطاةٌ‬
‫حشَ َ‬
‫علَى الخدّين ‪ ،‬فح َذفَ ‪ ( .‬و ) الشّ ْ‬
‫أَي يَميل َ‬
‫شحْشَحٌ ‪.‬‬
‫َ‬
‫( و ) قولهم ‪ :‬ل *!مُشَاحّة في الِصطلح ‪ !*( ،‬المُشاحّةُ ) ‪ ،‬بتشديد الحاءِ ‪ ( :‬الضّهنّةُ ‪ .‬و )‬
‫قولهم ‪!* ( :‬تَشَاحّا على الَمرِ ) ‪ ،‬أَي تَنازَعَاه ( ل يُريدانِ ) أَي كلّ واحدٍ منهما ( أَن يَفوتَهما )‬
‫لمْرُ ‪ ( .‬و ) *!تَشاحّ ( ال َقوْمُ في الَمرِ ) وعليه ‪!* ( :‬شَحّ ) به ( َبضُهم على َب ْعضٍ )‬
‫ذالك ا َ‬
‫خصْمان في الجَ َدلِ كذالك ‪ ،‬وهو منه ‪ .‬وفُلنٌ يُشاحّ‬
‫وتَبَادَرُوا إِليه ( حَذَرَ َفوْتِه ) ‪!* .‬وتَشَاحّ ال َ‬
‫على فُلنٍ ‪ ،‬أَي يضَنّ به ‪.‬‬
‫ل في ُقوّتها ) ‪ .‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬في ُقوّته ‪.‬‬
‫حشَاحٌ ‪ :‬كأَنّها رَج ٌ‬
‫( وامرَأةٌ *!شَ ْ‬
‫حشَحُ ‪ ،‬كمُسَلْسَل ) ‪ :‬ال َبخِيلُ ( القَلِيلُ الخَيْرِ ) ‪.‬‬
‫( *!والمُشَ ْ‬
‫( و ) في ( الَساس ) ‪ :‬عن َنهَارٍ الضّبابيّ ‪ .‬و ( َأ ْوصَى في صِحّته *!وشِحّته ‪ ،‬أَي حَالتِه التي‬
‫يَشِحّ عليها ) ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬إِبلٌ *!شَحائحُ ) ‪ ،‬إِذا كَا َنتْ ( قَلِيلَة الدّرّ ) ‪.‬‬
‫( و ) منه أَيضا ‪ :‬قولهم ‪ ( :‬زَ ْندٌ شحَاحٌ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬إِذا كان ل يُورِي ‪ ( ،‬كأَنّه *!يَشِحّ بالنّار ) ‪.‬‬
‫وقال ابن هَرْمةَ ‪:‬‬
‫لكْرَمينَ‬
‫وإِنّس وتَ ْركِي نَدَى ا َ‬
‫وقَدْحِي بكفّيّ زَنْدا *!شَحاحَا‬
‫ضهَا في العَرَاءِ‬
‫كتارِكة بَ ْي َ‬
‫ومُلْبِسَةٍ بَ ْيضَ ُأخْرَى جَنَاحَا‬
‫جدّ فيه ‪ ،‬واش َت َغلَ بما ل يَل َزمُه ول منفعة له‬
‫ُيضْرَب مَثَلً لمن تَ َركَ ما يَجب عليه الهتمامُ به وال ِ‬
‫غمْر ) ‪،‬‬
‫فيه ‪ ( .‬ومَاءٌ *!شَحَاحٌ ) ‪ ،‬أَي ( َنكِدٌ غَيْرُ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/501‬‬

‫صمَانِ ‪ ،‬أَنشد ثعلب ‪:‬‬


‫خ ْ‬
‫مأْخُوذٌ من *! َتشَاحّ ال َ‬
‫َلقِيَتْ ناقَتي به وبَل ْقفٍ‬
‫شحَاحَا‬
‫بلعدا ُمجْدِبا وماءً *! َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫حةٌ ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫شحِي َ‬
‫قولهم ‪َ :‬نفْسٌ *!شَحّةٌ ‪ ،‬أَي *! َ‬
‫شحّةٌ‬
‫لِسَانُك َمعْسُولٌ ونَفْسُك *! َ‬
‫وعِنْدَ الثّرَيّا مِن صَدِيقِك مالُكا‬
‫سمِنَ ) ‪.‬‬
‫شدح ‪ ( :‬شدَحَ ‪ ،‬كمَنع ‪َ :‬‬
‫سحَة ‪( ،‬‬
‫حةٌ و ُركْحَةٌ ورُ ْدحَ ٌة وفُ ْ‬
‫حةٌ ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪ ،‬وبُدْ َ‬
‫شدْ َ‬
‫( و ) يقال ‪َ ( :‬لكَ عنه ) أَي عن الَمرِ ‪ُ ( ،‬‬
‫سعَ ٌة ومَنْدُوحَة ) ‪.‬‬
‫ح ومَشْدَحٌ ‪ ( ،‬أَي َ‬
‫ح ومُرْ َتكَ ٌ‬
‫ح ) ومُرْتَدَ ٌ‬
‫ومُشْتَدَ ٌ‬
‫يءٍ ) ‪.‬‬
‫سعُ من ُكلّ ش ْ‬
‫( والَشْدحُ ‪ :‬الوا ِ‬
‫ظهْرِه ( وفَرّجَ رِجْلَيْه ) ‪.‬‬
‫( وانْشَدَحَ ) الرّجلُ ا ْنشِدَاحا ‪ ،‬إِذا ( اسْتَ ْلقَى ) على َ‬
‫شوْدَحٌ ‪ :‬طَويلةٌ على ) وَجْه ( الَ ْرضِ ) ‪ .‬قال الطّ ِرمّاح ‪:‬‬
‫( وناقَةٌ َ‬
‫ط ْعتُ إِلى مَعروفِه مُ ْنكَرَا ِتهَا‬
‫قَ َ‬
‫شوْدَحِ‬
‫بفَتْلءِ َأمْرَارِ الذّراعَيْن َ‬
‫( َوكَلٌ شادِحٌ ) ورادِحٌ وسادِحٌ ‪ ،‬أَي ( واسِعٌ ) كثيرٌ ‪.‬‬
‫( والمَشْدَحُ ‪ :‬الحِرُ ) ‪ ،‬قال الَغَْلبُ ‪:‬‬
‫وَتَارةً ي ُكدّ إِنْ لم يَجْرَحِ‬
‫ك وكَيْنَ ‪ ،‬المَشْدَحِ‬
‫عُرْعُ َرةَ المُ ْت ِ‬
‫وهو المَشْرَح ‪ ،‬بالرّاءِ ‪ ،‬كما سيأْتي ‪.‬‬
‫شوْذَحُ من النّوق ‪ :‬الطّويلةُ على وَجْ ِه الَرْض ) ؛ عن كُراع ‪ ،‬حكاها في باب فَوعَل ‪.‬‬
‫شذح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫شفَ ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬شَرحَ فُلنٌ َأمْرَه ‪ ،‬أَي َأوْضَحَه ‪ .‬وشَرَحَ مَسْأَلةً مُشْكهلةً‬
‫شرح ‪ ( :‬شَرَحَ َكمَنع ‪ :‬كَ َ‬
‫طعَ ) اللّحْمَ عن العُضوِ َقطْعا ‪ .‬وقيل ‪َ :‬قطَعَ‬
‫‪ :‬بَيّنَها ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ ( .‬و ) شَرحَ ‪ ( :‬قَ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/502‬‬

‫شيْءَ َيشْرَحُه شَرْحا ‪( :‬‬


‫ظمِ قَطْعا ‪ ( ،‬كَشّرّحَ ) تَشْرِيحا ‪ ،‬في الَخير ‪ ( .‬و ) شَرَحَ ال ّ‬
‫حمَ على العَ ْ‬
‫اللّ ْ‬
‫حتُ الغَا ِمضَ ‪ ،‬إِذا‬
‫جوَاهرِ فقد شُرِحَ ‪ ،‬أَيضا ‪ ،‬تقول ‪ :‬شَرَ ْ‬
‫شفَ ‪ .‬وكُلّ ما فُتِحَ من ال َ‬
‫ن وكَ َ‬
‫فَتَحَ ) وبَيّ َ‬
‫فَسّرْتَه ‪ ،‬ومنه تَشْرِيحُ اللّحْمِ ‪ .‬قال الرّاجز ‪:‬‬
‫كم قد َأكَ ْلتُ كَبِدا وإِ ْنفَحَهْ‬
‫حهْ‬
‫ثم ادّخَ ْرتُ أَلْ َيةً مُشرّ َ‬
‫حفْظ ‪ ( .‬و ) شَرَحَ ( ال َبكْرَ ‪:‬‬
‫( و ) عن ابن الَعرا ِبيّ ‪ :‬الشّرْحُ ‪ :‬البَيَانُ و ( ال َفهْم ) والفَتْح وال ِ‬
‫حهَا ‪ :‬الّلهُذا ( جا َم َعهَا مُسْتَ ْلقِيَةً ) ‪ ،‬وعبارة اللّسان ‪ :‬وشَرَحَ جارِيَتَه ‪ ،‬إِذا سََلقَها‬
‫ضهَا ‪ ،‬أَو ) شَرَ َ‬
‫افْ َت ّ‬
‫على قَفَاهَا ثم غَشِيَها ‪ .‬قال ابن عبّاس ‪ ( :‬كان أَهلُ الكتاب ل يأْتون نِساءَهم ِإلّ على حَرْف ‪.‬‬
‫حيّ من قُرَيْش يَشْرَحون النّسَاءَ شَرْحا ) ‪ .‬وقد شَ َرحَها ‪ ،‬إِذا وَطِئها نائمةً على َقفَها ‪،‬‬
‫وكان هذا ال َ‬
‫وهو َمجَاز ‪.‬‬
‫شيْءَ ) مثل َقوْلِهم ‪ :‬شَرَحَ اللّ ُه صَدْرَه لقَبولِ الخَيْرِ يَشْ َرحُه شَرْحا‬
‫( و ) من المَجَاز ‪ :‬شَرَحَ ( ال ّ‬
‫سعَه ) لقَبولِ الحَقّ فاتّسعَ ‪ .‬وفي التنزيل { ‪ 028 . 6‬فمن يريد ا ‪ . .‬للسلم } (‬
‫فانْشَرحَ ‪ ،‬أَي ( وَ ّ‬
‫الَنعام ‪. ) 125 :‬‬
‫حمِ‬
‫طعَةُ من اللّ ْ‬
‫حمِ ‪ ،‬كالشّريحَةِ والشّرِيحِ ) ‪ .‬وقيل ‪ :‬الشّرِيحةُ ‪ :‬القِ ْ‬
‫طعَةُ من اللّ ْ‬
‫حةُ ‪ :‬القِ ْ‬
‫( والشّرْ َ‬
‫المُ َر ّفقَةُ ‪ .‬وكلّ سَمينٍ من اللّحْم ُممْتَدَ ‪ :‬فهو شَرِيحةٌ وشَرِيحٌ ؛ كذا في ( الصّحاح ) ‪ ( .‬و ) عن‬
‫حةً‬
‫شمَيل ‪ :‬الشّرْحَةُ ( من الظّبَاءِ ‪ :‬الّذي ُيجَاءُ به يابِسا كما هو لم ُيقَدّدْ ) ‪ .‬يقال ‪ :‬خُذْ لنا شَرْ َ‬
‫ابن ُ‬
‫حوٌ من التّشْرِيح ‪ ،‬وهو‬
‫حمٌ مَشْرُوحٌ ‪ ،‬وقد شَ َرحْته وشَرّحْته ‪ .‬وال ّتصْفيف َن ْ‬
‫من الظّباءِ ‪ ،‬وهو لَ ْ‬
‫جمْر ‪.‬‬
‫شفّ من ِرقّته ‪ ،‬ثم يُ ْرمَى على ال َ‬
‫حمِ حتى يَ ِ‬
‫تَرْقيقُ ال َبضْعةِ من اللّ ْ‬
‫( والمَشْرُوحُ ‪ :‬السّرَابُ ) عن ‪ ،‬ثعلب ‪ ،‬والسّين لغة ‪.‬‬
‫طتْ مَشْ َرحَها ‪،‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬غَ ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/503‬‬

‫( المَشْرَحُ ‪ :‬الحِرُ ) ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حتْ عَجِيزتُها ومَشْ َرحُها‬
‫قَرِ َ‬
‫من َنصّها دَأْبا على ال ُبهْرِ‬
‫( كالشّرَيحِ ) ‪ ،‬وأُراهُ على تَرخيمِ التّصغير ‪.‬‬
‫عقْبَةَ بنِ عامر ‪ ،‬لَيّنَه ابنُ حِبّانَ ؛ قاله‬
‫( و ) مِشْرَحٌ ( كمِنْبَرٍ ابنُ عَاهَانَ التّا ِب ِعيّ ) ‪ ،‬روَى عن ُ‬
‫ال ّذهَبيّ في الدّيوَان ‪.‬‬
‫ت ِولَدةَ الحَسَنِ بن عليّ ؛ أَوردَه المِ ّزيّ في ترجمته ‪،‬‬
‫حضَر ْ‬
‫ح صَحابّيةُ ) َ‬
‫سوْدَة بنت مِشْرَ ٍ‬
‫(وَ‬
‫( وقيل ‪ :‬بالسّين ) المهملة ‪ ،‬وهو الّذي قيّده الَميرُ ابن ماكول وغيره ؛ كذا في ( معجم ابنِ فهد )‬
‫‪.‬‬
‫( و ) قال أَبو عَمروٍ ‪ ( :‬الشّارِح ) ‪ :‬الحافظُ ‪ ،‬وهو في كلمِ أَهلِ ال َيمَن ( حا ِفظُ الزّ ْرعِ من‬
‫الطّيور ) وغيرِهَا ‪.‬‬
‫( وشَرَاحِيلُ ‪ :‬اسْمٌ ) كأَنه مُضافٌ إِلى إِيل ‪ ( ،‬و ُيقَال ‪ :‬شَرَاحِينُ ) أَيضا بإِبدالِ اللّم نُونا ‪ ،‬عن‬
‫يعقوبَ ؛ كذا في ( الصّحاح ) ‪.‬‬
‫ن وَ ْهبِ بن حاضرٍ ‪ ( :‬من بَني سَامَةَ بن ُل َؤيّ ) ‪ ،‬بَطْن ؛ كذا في‬
‫ع ّوةَ ) بنِ حُجَيّةَ ب ِ‬
‫حةُ بنُ َ‬
‫( وشَرْ َ‬
‫( التّبصير ) ‪.‬‬
‫( وبنو شَرْحٍ ‪ :‬بَطْنٌ ) ‪.‬‬
‫ضيَ ال عنه )‬
‫( و ) شُرَاحَةُ ‪ ( ،‬كسُرَاقَة ‪َ :‬ه ْمدَانِيّةٌ أَق ّرتْ بالزّنَا عند ) أَميرِ المؤمنين ( عليّ َر ِ‬
‫فرَجَمها ‪.‬‬
‫سهْلةَ ) شُرَاحَةُ ( المُحدّثةُ ) ‪.‬‬
‫( وأُمّ َ‬
‫( و ) شُرَيح وشَرّاحٌ ( كزُبَيْر وكَتّانٍ ‪ ،‬اسمانِ ) ‪ ،‬منهم شُرَيحُ بن الحارث القاضِي الكِنْ ِديّ ‪ ،‬حَليفٌ‬
‫لهم ‪ ،‬من بني رَا ِئضٍ ‪ ،‬كُنْيَته أَبو ُأمَيّةَ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أَبو عبد الرّحمن ‪ ،‬كان قائفا وشاعرا وقَاضِيا ‪،‬‬
‫عمَرَ بن الخطّاب ‪ ،‬ورَوى عنه الشّعبيّ ‪ ،‬مات سنة ‪ ، 78‬وهو ابنُ مائةٍ وعَشْرِ سنينَ ‪.‬‬
‫يَروِي عن ُ‬
‫وشُرَيْحُ بنُ هانِيءِ بنِ يَزيدَ بنِ َك ْعبٍ الحارِثيّ ‪ ،‬من أَهل اليمن ‪ ،‬عِدَادُه في أَهل الكوفَة ‪ ،‬يَ ْروِي‬
‫سجِسْتَانَ سنة ‪ ، 78‬وكان في‬
‫عن عليَ وعائشةَ ‪ ،‬روَى عنه ابنُه ال ِمقْدَامُ بنُ شُرَيْح ‪ ،‬قُتِل بِ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/504‬‬

‫حضْرَميّ الشّاميّ ‪ ،‬كُنيته أَبو الصّلْت ‪ ،‬يَ ْروِي‬


‫جَيش أَبي َبكْ َرةَ رضي ال عنه ‪ ،‬وشُرَيحُ بن عُبَيْدٍ ال َ‬
‫عن فضالةَ بن عُبي ٍد و ُمعَاوِيَةَ بنِ أَبي سفيانَ ‪ .‬وشُريحُ بنُ أَبي أَرْطَاةَ ‪ ،‬يَروي عن عائشةَ ‪ .‬وشُ َريْ‬
‫بن الن ْعمَانِ الصائِديّ من أَهل الكوفَة ‪ ،‬يروي عن عليّ ‪ .‬وشُريحُ بن سعيدٍ ‪ ،‬يَ ْروِي عن ال ّنوّاسِ بنِ‬
‫س َمعَانَ ‪ ،‬وعنه خالدُ بن َم ْعدَانَ ‪.‬‬
‫وأَبو محمّدٍ عبدُ الرّحمان بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بن أَبي شُرَيحٍ ) نِشبة إِلى جدّه ‪ ،‬وهو ( صاحب )‬
‫عدٍ ‪ ،‬وعنه أَبو بكر محمدُ بنُ‬
‫أَبي القاسم ( ال َب َغ ِويّ ) صاحب المعجم ‪ ،‬روى عنه وعن ابن صا ِ‬
‫عبدِ ال العمريّ وغيره ‪ ،‬توفّي سنة ‪. 390‬‬
‫حدّثانِ ) ‪.‬‬
‫وعبد ال بن محمّد ‪ ،‬وهِبَة ال بن عليّ ‪ ،‬الشّرَ ْيحِيّان ‪ ،‬مُ َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه من هذه المادة ‪.‬‬
‫ستُ ‪.‬‬
‫المَشْرَح الرّاشقُ ‪ :‬ال ْ‬
‫ومَشْرَحٌ ‪ :‬ل َقبُ َقوْمٍ باليَمن ‪.‬‬
‫و ( النّجَاحُ من الشّرَاحِ ) من الَمثال المشهورة ‪ ،‬أَورَده الميدانيّ وغيره ‪.‬‬
‫ومن المَجَاز ‪ :‬فلن يَشْرَحُ إِلى الدّنيا ‪ .‬وما لي أَراك تَشْرَح إِلى ُكلّ رِيبة ‪ :‬وهو إِظهارُ الرّغْبَة‬
‫علْمهم برَبّهم ؟‬
‫ن الَنبِيَاءُ يَش َرحُون إِلى الدّنيا مع ِ‬
‫فيها ‪ .‬وفي حديث الحسن ‪ ،‬قال له عَطاءٌ ‪ ( :‬أَكا َ‬
‫ك في خَلْقه ) ‪ .‬أَراد كانُوا يَنْ َبسِطُون إِليها ‪ ،‬ويَشْ َرحُون صُدُورَهم ‪،‬‬
‫فقال له َنعَمْ ‪ ،‬إِن ل تَرَا ِئ َ‬
‫ويَرْغَبُون في اقتنائها رَغبةً واسعةً ‪.‬‬
‫خوَيلد ‪ ،‬حاملُ ِلوَاءِ‬
‫عمْرُو بنُ ُ‬
‫عمْرٍ و ‪ ،‬وقيل ‪َ :‬‬
‫وأَبو شُرَيْحٍ الخُزاعيّ ال َكعْ ِبيّ ‪ ،‬واسمه خُويلدُ بنُ َ‬
‫قومِه يو َم الفَتْح ‪ .‬وأَبو شُرَيحٍ هانىءُ بنُ يَزيدَ ‪ ،‬جَدّ ال ِمقْدَامِ بن شُرَيْح ‪ ،‬له وِفادةٌ و ِروَايَةٌ ‪ .‬وأَبو‬
‫ح الَنصاريّ ‪ ،‬مُحدّثون ‪.‬‬
‫شُرَيْ ٍ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/505‬‬
‫عفَيْر ؛ ذكرَه الدّارقُطنيّ ‪.‬‬
‫سحَابٍ ‪ ،‬يَروِي عن خالدِ بنُ ُ‬
‫سعْدُ بنُ شَرَاحٍ ‪ ،‬ك َ‬
‫وَ‬
‫حةُ بنُ شُ َرحْبِيلَ ‪ ،‬بَطْنٌ من ذي رُعَينٍ ‪.‬‬
‫وشُرَا َ‬
‫جلُ‬
‫ضهَا ) ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ ( ،‬وهو الرّ ُ‬
‫ح القَدَمِ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬غَليظُها عَري ُ‬
‫جلٌ شِ ْردَا ُ‬
‫شردح ‪ ( :‬رَ ُ‬
‫طوِيلُ العَظيمُ من الِبلِ والنّسَاءِ ) ‪ ،‬كالسّ ْردَاح بالمهملة ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫خوُ ‪ ،‬وال ّ‬
‫اللّحيمُ الرّ ْ‬
‫ي ول ابن منظور ‪.‬‬
‫شرطح ‪ ( :‬المُشَ ْرطَح ‪ ،‬كمُسَرْهَد ؛ الذّا ِهبُ في الَرض ) ‪ ،‬لم يَذكرْه الجوهر ّ‬
‫حيّ ‪ .‬و ) الشّ ْرمَحُ أَيضا ‪ ( :‬الطّويلُ ) منهم‬
‫شرمح ‪ ( :‬الشّ ْرمَحُ ‪ :‬القَ ِويّ ) من الرّجال ‪ ( ،‬كالشّ ْرمَ ِ‬
‫خفَش ‪:‬‬
‫لْ‬‫‪ ،‬وأَنشد ا َ‬
‫فل تَذْهَبَنْ عيناكِ في كلّ شَ ْرمَحٍ‬
‫ل ْقصَرِينَ أَمازِ ُرهْ‬
‫ناَ‬
‫طوَالٍ فإِ ّ‬
‫ُ‬
‫( كالشّ َرمّح ‪ ،‬ك َعمَلّس ) ‪ ،‬وقال ‪:‬‬
‫أَظلّ علينا َب ْعدَ َقوْسَيْنِ بُرْدَه‬
‫عدَيْنِ شَ َرمّحُ‬
‫طوِيلُ السّا ِ‬
‫شمّ َ‬
‫أَ َ‬
‫جسْمِ ‪ .‬قال ابن‬
‫( ج شَرَامِحُ ‪ .‬و ) يقال ‪ ( :‬شَرَا ِمحَةٌ ) والشّ ْرمَحَةُ من النّسَاءِ ‪ :‬الطّويلةُ الخفيفةُ ال ِ‬
‫سمِ ‪ .‬وأَنشد ‪:‬‬
‫الَعرابيّ ‪ :‬هي الطّويلةُ الجِ ْ‬
‫والشّ ْرمَحَاتُ عن َدهَا ُقعُودُ‬
‫يقول ‪ :‬هي طويلةٌ حتّى إِن النّسَاءَ الشّرَامِحَ ل َيصِرْنَ قُعودا عندَهَا بالِضافَة إِليها ‪ ،‬وإِنْ كنّ قائِماتِ‬
‫‪.‬‬
‫( شِ ْرمَاحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬قَ ْلعَةٌ قُ ْربَ َنهَاوَنْدَ ) ‪.‬‬
‫شرمسح ‪ ( :‬شِ ِرمْسَاحُ ) بكسر الشّينِ والرّاءِ ‪ ،‬وسكون الميم ‪ ،‬ويقال فيه ‪ :‬شَا ْرمَساحُ بزيادة الَلف‬
‫‪ : ( :‬ة بمصر ) ‪ ،‬وقد دَخَلتُها ‪.‬‬

‫____________________‬

‫( ‪)6/506‬‬

‫ف القَ َدمَيْنِ ) ‪.‬‬


‫شرنفح ‪ ( :‬الشّرَ ْنفَح ) بالنون قبل الفاءِ ‪ :‬هو الرّجل ( الخَفي ُ‬
‫شطّحْ ‪ ،‬بالكسر وتشديد الطّاءِ ‪ :‬زَجْرٌ للعَرِيضِ من أَولدِ المَغزِ ) ‪ .‬لم يتعرّض لها ولمَا‬
‫شطح ‪ِ ( :‬‬
‫قَبْلَها أَكثرُ أَئمةّ الّلغَة ‪ ،‬وإِنما َذكَر بعضُ أَهلِ الصّرْف هاذا الّلفْطَ اّلذِي َذكَره المص ّنفُ في أَسماءِ‬
‫الَصواتِ ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬اشتهر بين المُتصوّفة الشّطَحاتُ ‪ .‬وهي في اصطلحهم عبارةٌ عن‬
‫شعُرون حينئذٍ‬
‫حقّ تعالى عليهم ‪ ،‬بحيث ل يَ ْ‬
‫كلمات َتصْدُر منهم في حالة الغَيْبوبةِ وغَلَبَةَ شُهودِ ال َ‬
‫ق ‪ ،‬كقول بعضهم ‪ :‬أَنا الحَقّ ‪ ،‬وليس في الجُبّة ِإلّ ال ‪ ،‬ونحو ذالك وذكر الِمام أَبو‬
‫حّ‬‫بغيرِ ال َ‬
‫سيّ في أَثنائه الشّطحَات ‪ :‬لم‬
‫الحَس اليُوسيّ شيخُ شيوخِنا في حاشِيتِه الكُبْرَى وقد ذكرَ الشّيْخ السّنو ِ‬
‫طحَات فيما رأَ ْيتُ من كُ ُتبِ الّلغَة كأَنّها عاميّة ‪ ،‬وتُستعمل في اصطلح التّصوّف‬
‫يقِفْ على لفظِ الشّ َ‬
‫‪.‬‬
‫شفّح ‪ ،‬كمُعظّم ؛ المحروم الذي ل يُصيب شيئا ) ‪.‬‬
‫شفح ‪ ( :‬المُ َ‬
‫شفَلّح ‪ ،‬ك َعمَلّس ) ‪ :‬الحِرُ الغَلِيظُ الحُرُوفِ ال ُمسْتَرْخِي ‪ .‬و ) قيل ‪ :‬هو من الرجّال‬
‫شفلح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫شفَتَيْنِ ) ؛ قاله أَبو زيد ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو ( المُسْتَرْخِيهما ‪ ،‬و ) من النساءِ‬
‫( الوَاسِعُ المِنْخَرَيْنِ ال َعظِيمُ ال ّ‬
‫سعَةُ ) المَتَاعِ ‪ .‬وأَنشد أَبو الهيثم ‪:‬‬
‫سكَتَيْنِ الوا ِ‬
‫خ َم ُة الَ ْ‬
‫‪ ( :‬المَرَْأةُ الضّ ْ‬
‫شفَلّحٍ‬
‫َل َعمْرُ الّتي جا َءتْ بكم من َ‬
‫سبِ َأهْلَبَا‬
‫ط الِ ْ‬
‫لَدَى َنسَيَ ْيهَا ساقِ َ‬
‫شفَلّحَةٌ ‪ :‬غَليظةٌ ‪ .‬ولِثَةٌ شَفلّحةٌ ‪ :‬كثيرةُ اللّحْمِ عَرِيضةٌ ‪.‬‬
‫شفَةٌ َ‬
‫وَ‬
‫شفَلّحَةٌ ‪ ،‬وإِنما هاذا تَشبيهٌ ‪ .‬وقال ابن شُميل ‪:‬‬
‫شفَلّح ‪َ ( :‬ثمَرُ الكَبَرِ ) إِذا َتفَتّحَ ‪ ،‬واحدتُه َ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫شفَلّحُ ‪ :‬شِ ْب ُه القِثاءِ يكون على الكَبَر ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/507‬‬

‫حتَ بكلّ حَ ْرفٍ شاةً ‪ ،‬و َثمَرتُه كرأْسِ‬


‫شفَلّح ‪ ( :‬شَجَرةٌ ‪ ،‬لسا ِقهَا أَربعةُ َأحْ ُرفٍ ‪ ،‬إِنْ شِئتَ ذَ َب ْ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫جيّ ) وحكاه كُرَاع ولم ُيحَلّه ‪.‬‬
‫زِنْ ِ‬
‫خلِ ) ‪ ،‬تَشبيها له ب َثمَرِ الكَبَرِ ‪.‬‬
‫شفَلّحُ ‪ ( :‬ما تَشقّقَ من بَلَحِ النّ ْ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫شقْحَة ) بالفتح ‪ ( :‬حَيَاءُ الكَلْ َبةِ ) ‪ ،‬قاله الفَرّاءُ ‪.‬‬
‫شقح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫شقْحَة ‪ ( :‬ال ُبسْرَة المُ َتغَيّرةُ إِلى‬
‫ك ال َقضِيبِ من ظَبْيَتها ‪ ( .‬و ) ال ّ‬
‫( وبالضّمّ ‪ :‬ظَبْيَتُها وقيل مَسْل ُ‬
‫شقْحة ‪.‬‬
‫حمْرَة قيل ‪ :‬هاذه ُ‬
‫حمْرة ‪ ،‬و ُيفْتَح ) ‪ ،‬لُغتانِ ‪ .‬قال الَصمعيّ ‪ :‬إِذا َتغَيّرَت ال ُبسْ َرةُ إِلى ال ُ‬
‫ال ُ‬
‫شقْرَة ) ‪.‬‬
‫شقْحَة ‪ ( :‬ال ّ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫شقَرٌ ) ‪ ،‬قاله أَبو حاتم ‪.‬‬
‫( والَشْقَح ) ‪ :‬الَحمرُ ( الَ ْ‬
‫شقْح‬
‫شقَحَنّة َ‬
‫شقْا ‪ :‬استخرَجَ ما فيها ‪ .‬ولَ ْ‬
‫جوْ َزةَ َ‬
‫شقَحَ ال َ‬
‫شقْحا ‪ ( :‬كَسَرَه ) ‪ .‬و َ‬
‫شقَحَه كم َنعَه ) ‪َ ،‬‬
‫(وَ‬
‫عمّارٍ ‪ :‬سمعَ رجلً‬
‫لكْسرَنّه وقيل ‪ :‬لَسْتَخْرِجنّ جميعَ ما عنده وفي حديث َ‬
‫جوْ َزةِ بالجَنْدَل ‪ ،‬أَي َ‬
‫ال َ‬
‫سبّ حَبيبةَ رسولِ ال صلى ال عليه وسلم اقعُدْ‬
‫سبّ عائشةَ ‪ ،‬فقال له بعد ما لكَزه َلكَزات ( أَأَنتَ تَ ُ‬
‫يَ ُ‬
‫شقُوح ‪ :‬ال َمكْسورُ أَو المُ َبعْد ؛ كذا في ( ال ّنهَاية ) ‪.‬‬
‫شقُوحا المَ ْ‬
‫مَنْبوحا َمقْبُوحا مَ ْ‬
‫شقَحَ ( الكَ ْلبُ ) شَقحا ‪ ،‬إِذا ( َر َفعَ رِجْلَه ليَبُول ) ‪.‬‬
‫(و) َ‬
‫شقْحُ ‪ :‬ال ُبعْدُ ؛ قاله أَبو زيد ‪.‬‬
‫( و ) ال ّ‬
‫شقَحَ‬
‫حمَ ّر واصْفَرّ ‪ .‬وقيل ‪ :‬إِذا اسفَرّ واحمَ ّر فقد أَ ْ‬
‫شقَحَ ( البُسْرُ ‪َ :‬لوّنَ ) وا ْ‬
‫شقَحَ ‪ :‬أَ ْبعَدَ ‪ .‬و ) أَ ْ‬
‫و ( أَ ْ‬
‫شقّح )‬
‫شقّحَ ) َتشْقيحا ‪ .‬وفي حديث البَيْع ‪َ ( :‬نهَى عن بَيْعِ ال ّثمَرِ حتّى ُي َ‬
‫‪ .‬وقيل ‪ :‬هو أَن يَحُْلوَ ‪ ( ،‬ك َ‬
‫شقِيحا ‪.‬‬
‫شقَاحا وتَ ْ‬
‫شقّحَت إِ ْ‬
‫حتْ و َ‬
‫شقَ َ‬
‫صفَرّ ‪ .‬يقال َأ ْ‬
‫حمَرّ أَو َي ْ‬
‫هو أَنّ َي ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/508‬‬

‫حمَر ‪:‬‬
‫شقِيح في غير النّخل ‪ .‬قال ابن َأ ْ‬
‫وقد يُسْ َت ْعمَل التّ ْ‬
‫كِنَانِيّة أَوتادُ َأطْنَابِ بَيْ ِتهَا‬
‫شقّحَا‬
‫أَراكٌ إِذا صافَتْ به المَرْدُ َ‬
‫خلُ ‪ :‬أَزْهَى ) ‪ .‬قال الَصمعيّ ‪ :‬وهو‬
‫شقَحَ ( النّ ْ‬
‫شقِيحَ في الَراك إِذا تََلوّن َثمَرُه ‪ ( .‬و ) َأ ْ‬
‫فجعل التّ ْ‬
‫ُلغَة أَهلِ الحِجَاز ‪.‬‬
‫شقْحَاءُ ‪ :‬غيرُ خالصَةِ البَيَاضِ ) ‪ ،‬بل هي مُلوّنة ‪.‬‬
‫( ورَغ َوةٌ َ‬
‫( و ) العرب تقول ‪ ( :‬قُبْحا ‪ ،‬إِتباعٌ أَو بمعنًى ) واحدِ ‪ ( ،‬ويُفْتَحَان ‪ ،‬وقَبِيحٌ شَقيحٌ ) ‪ .‬قال‬
‫شقِيحا ليس بإِتباعِ‬
‫شقْح من القُبْح ‪ .‬وقد َأ ْومَأَ سيبويه إِلى أَن َ‬
‫الَزهريّ ‪ :‬ول تكاد العرب تقول ال ّ‬
‫شقُوحا ‪ ،‬كذالك ) ‪.‬‬
‫شقَاحَة ‪ .‬و َقعَدَ َمقْبُوحا مَ ْ‬
‫شقِيحٌ و َدمِيمٌ ‪ ( ،‬وجاءَ بالقَبَاحَة وال ّ‬
‫فقال ‪ :‬وقالوا ‪َ :‬‬
‫شقَحَ اللّهُ فُلنا فهو مَشقوحٌ ‪ :‬مثل قَبَحَه ال فهو مَقبوحٌ ‪.‬‬
‫قال أَبو زيد ‪َ :‬‬
‫حةً ؛ قاله سيبويه ‪:‬‬
‫جةً ‪ :‬مثل ( قَبُح ) قَبَا َ‬
‫شقَا َ‬
‫شقُح ‪ ،‬ككَرُمَ ) ‪َ ،‬‬
‫(وَ‬
‫ستُ الكَلْبةِ ) ‪.‬‬
‫شقّاح ‪ ( :‬ا ْ‬
‫شقّاحُ ( ك ُرمّانٍ ‪ :‬نَ ْبتُ ) الكَبَرِ ‪ ( .‬و ) ال ّ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫شقِيحٌ ‪.‬‬
‫شقِيح ‪ :‬النّاقِهُ من المَرَض ) ‪ ،‬ولذالك قيل ‪ :‬فلنٌ قَبِيحٌ َ‬
‫( وال ّ‬
‫لبِ ‪َ :‬أدْبَارُهَا أَو َأشْدَا ُقهَا ) ‪.‬‬
‫شقَاحُ الكِ َ‬
‫( وأَ ْ‬
‫( و ) يقال ‪ ( :‬شَاقَحَه ) وشاقَاه وبَاذَاه ‪ :‬إِذا لسَنَه بالَذيّة و ( شا َتمَه ) ‪.‬‬
‫حمْراءُ ) ‪ ،‬نِسبَة‬
‫شقَحِيّة ) كعُرَنيّة ) ‪ ،‬أَي ( َ‬
‫طبَ ( حُلّةٌ ُ‬
‫خَ‬‫( و ) في الحديث ‪ ( :‬كان عَلَى حُ َييّ بنِ أَ ْ‬
‫حمْرة ‪.‬‬
‫شقْحة ‪ ،‬وهي البُسْرة المُتغيّرة إِلى ال ُ‬
‫إِلى ال ّ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫شقْح ‪ :‬الشّحّ ؛ عن أَبي زَيد ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫شقّحَ ‪.‬‬
‫حسُن بأَحْماله ‪ ،‬ك َ‬
‫خلُ ‪َ :‬‬
‫شقَحَ النّ ْ‬
‫وَ‬

‫____________________‬
‫( ‪)6/509‬‬

‫ش ْوكَحٌ ) ‪ ،‬قال شيخنا ‪ :‬والمراد به الجمع الّلغَويّ ‪.‬‬


‫ش ْوكَحَة ‪ :‬شِ ْبهُ رِتَاجِ البابِ ‪ ،‬ج َ‬
‫شكح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫حيّ المُحدّث ) يروي عن أَبي‬
‫عكْبَرَاءَ ‪ ،‬منها آدَمُ بن محمّد الشّلْ ِ‬
‫شلح ‪ ( :‬شِلْح ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ة قُ َربَ ُ‬
‫الفرج الَصبهانيّ صاحب ( الَغاني ) ‪ ،‬وعنه أَبو منصورٍ النّدِيمُ ؛ كذا في التّبْصير ‪ .‬وقال‬
‫ي في الَنساب ‪ :‬الشّلْحيّ ‪ ،‬بالفتح ‪ :‬أَبو القاسمِ آدمُ بن محمّدِ بنِ آ َدمَ بنِ مح ّمدِ بن الهَيْثم بن‬
‫البُلْبَيْس ّ‬
‫خفّاف وغيره ‪،‬‬
‫َتوْبَة ال ُعكْبَ ِريّ ال ُمعَدّل عن أَحمد بن سلمانَ النّجّاد وابن قانع ‪ ،‬وعنه أَبو طاهرٍ ال َ‬
‫تُوفّيَ ب ُعكْبَرَاءَ سنة ‪. 401‬‬
‫( والشّ ْلحَاءُ ‪ :‬السّ ْيفُ ) بلغةِ أَهلِ الشّحْر ‪ ،‬وهي بَأ ْقصَى اليَمن ‪ ،‬وقال ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬هو السّيْف (‬
‫حدِيدُ ‪ ،‬و ُي ْقصَر ‪ ،‬ج شُلْحٌ ) ‪ ،‬بضمّ فسكون ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬ما أُرَى الشّ ْلحَا َء والشّلْحَ عربيّةً‬
‫ال َ‬
‫صحيحةً ‪.‬‬
‫سوَادِيّةٌ ) ‪ .‬قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬سمعْت أَهلَ‬
‫( والتّشْلِيحُ ‪ :‬ال ّتعْرِ َيةُ ) ‪ ،‬قال ابن الَثير عن الهَ َر ِويّ ‪َ ( :‬‬
‫سوَاد يقولون ‪ :‬شُلّحَ فُلنٌ ‪ :‬إِذا خَرَجَ عليه ُقطّاعُ الطّرِيق فسَلَبوه ثِيَابَه وعَ ّروْه ‪ .‬قال وأَحْسبها‬
‫ال ّ‬
‫نَبَطيّة ‪.‬‬
‫حمّام ) ‪ .‬وفي ( المحكم ) ‪ :‬قال ابن دُريد َأمّا َق ْولُ العَامّة ‪ :‬شَلّحَه ‪،‬‬
‫والمُشَلّحُ ‪ ،‬كمعظّم ‪ :‬مَسْلَخُ ال َ‬
‫فل أَدري ما اشتِقاقه ‪.‬‬
‫والشّلُوح ‪ :‬طَوائفُ من البَرْبَر يَتكلّمون بأَلْسِ َنةٍ مختلِفة ‪ ،‬ومساكِنُهم بَأ ْقصَى بَوادي ال َمغْ ِربِ ‪.‬‬
‫سكَارَى ) ‪ ،‬قاله ابن الَعرابيّ ‪.‬‬
‫شنح ‪ ( :‬الشّنُح ‪ ،‬بضمّتين ‪ :‬ال ّ‬
‫( والشّنَاحيّ ‪ ،‬بالفتح ) والياءِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/510‬‬

‫المشدّدةِ للتأْكيدِ ل للنّسب كالَلْ َم ِعيّ ( ‪ :‬الجَسيمُ الطويلُ من الِبلِ ) ‪ ،‬قال الَزهريّ عن الليث ‪:‬‬
‫ج َملُ في َتمَامِ خَ ْلقِه ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫حيّ ‪ :‬يُ ْن َعتُ به ال َ‬
‫الشّنَا ِ‬
‫أَعَدّوا ُكلّ َي ْعمَلَةٍ َذمُولٍ‬
‫وأَعْيَسَ با ِزلٍ قَطِمٍ شَنَاحِي‬
‫حيّ ‪ :‬الطّويل ‪ .‬ويقال ‪:‬‬
‫وقال ابن الَعرابيّ ‪ :‬الشّنُح ‪ ،‬بضمّتين ‪ :‬الطّوال ‪ .‬وقال الَصمعيّ الشّنَا ِ‬
‫هو شَنَاحٌ ‪ ،‬كما تَرَى ‪ ( ،‬كالشّنَاحِ ‪ ،‬والشّنَاحِيَة ‪ ،‬مخفّفةً ) ‪ ،‬حُ ِذفَت الياءُ من شَنَاحٍ مع التّنوين‬
‫طوِيلُ الجَسيمُ ‪،‬‬
‫حيّ والشّناحِ َيةُ من الِبل ‪ :‬ال ّ‬
‫لجتماع السّاكِنين ‪ .‬وقال ابن سيده ‪ :‬الشّنَاحُ والشّنَا ِ‬
‫والُنثى شَنَاحِيَةٌ ل غَيرُ ‪.‬‬
‫( وشَنّحَ عليه تَشْنيحا ‪ :‬شَنّعَ ) ‪ ،‬بقَلْب العينِ حَاءٍ كالرّبَع والرّبَحِ وقد تقدّم في َأوّل الفصل ‪.‬‬
‫( و َبكْرٌ شَنَاح ‪ ،‬كثَمان ) ‪ ،‬إِشارةٌ إِلى سقوطِ الياءِ ‪ ( :‬فَ ِتيّ ) ‪ ،‬وكذالك َبكْ َرةٌ شَنَاحِ َيةٌ ‪ :‬طويلٌ ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫طوِيل ‪ .‬قال الَزهريّ‬
‫صَقْر شانِحٌ ‪ ،‬أَي مُتَطا ِولٌ في طَيَرانه ؛ عن الزّجّاج ‪ .‬قال ‪ :‬ومنه اشتقاقُ ال ّ‬
‫ت منها على ثِقةً ؛ كذا في ( اللّسَان ) ‪.‬‬
‫‪ :‬ولس ُ‬
‫شوِيحا ‪ :‬أَ ْنكَرَ ) ‪ ،‬وأَهمله ابن منظور والجوهريّ ‪.‬‬
‫شوّحَ ) على الَمر ( *!تَ ْ‬
‫شوح ‪َ !* ( :‬‬
‫سهْليّ يُتّخَذ من بعضِه ال َمكَانِس ‪ ،‬وهو من الَمرَارِ ‪ ،‬له‬
‫شيح ‪!* ( :‬الشّيحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬نَ ْبتٌ ) ُ‬
‫طعْمٌ مُرّ ‪ ،‬وهو مَرْعًى للخَيْل وال َنعَم ‪ ،‬ومَنَابتُه القيعَانُ والرّياضُ قال ‪:‬‬
‫رائحةٌ طَيّبة و َ‬
‫في زاهرِ ال ّر ْوضِ ُيغَطّي *!الشّيحا‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/511‬‬

‫وجمعه *!شِيحانٌ ‪ .‬قال ‪:‬‬


‫سفّةٍ‬
‫ن القُرَى من مُ ِ‬
‫يَلوذُ *!بِشِيحا ِ‬
‫شآمِيَةٍ أَو َنفْحِ َنكْبَا َء صَ ْرصَرِ‬
‫حتِ الَ ْرضُ ) ‪ ،‬إِذا أَنْبَتَتْه ‪.‬‬
‫( وقد *!أَشا َ‬
‫( و ) *!الشّيح ‪ ( :‬بُرْدٌ َيمَ ِنيّ ) ‪.‬‬
‫ح ول*! ُمشَيّح ‪،‬‬
‫خطّط ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬ليس في البُرُود والثّيَاب *!شِي ٌ‬
‫*!والمُشَيّح ‪ :‬هو المُ َ‬
‫ح والمُسيّحُ بالسّين والياءِ في باب الثّياب ؛ وقد ذُكر‬
‫بالشين معجمةً من َفوْق ‪ ،‬والصّواب ‪ :‬السّيْ ُ‬
‫ذالك في موضعه ‪.‬‬
‫جمْع شِياحٌ ‪!* ( ،‬كالشّائح *!والمُشيح )‬
‫( و ) *!الشّيحُ ‪ ( :‬الجادّ في الُمورِ ) في ُلغَةِ ُهذَيْل ‪ ،‬وال َ‬
‫عمّه ويَصف مواقفَه في الحَرْب ‪:‬‬
‫‪ .‬قال أَبو ُذؤْيبٍ الهُذَليّ يَرْثي َرجُلً من بني َ‬
‫وَزَعْ َتهُمُ حتّى إِذا ما تَبَدّدُوا‬
‫حتْ َأوْجُهٌ وكُشُوحُ‬
‫سِرَاعا َولَ َ‬
‫بَدَ ْرتَ إِلى أُولَهُمُ فسَ َبقْ َتهُمْ‬
‫حتَ ق ْبلَ ال َيوْمِ إِنّك *!شِيحُ‬
‫وشَايَ ْ‬
‫ل ْفوَه ‪:‬‬
‫وقال ا َ‬
‫شهَدٌ‬
‫وب َروْضَةِ السّلّنِ مِنّا مَ ْ‬
‫عظُمَ الثّبَا‬
‫والخَ ْيلُ *!شا ِئحَةٌ وقد َ‬
‫حذِر ) ‪.‬‬
‫( و ) *!الشّيح ‪ ( :‬ال َ‬
‫لوْس‬
‫( وقد *!شاحَ *!وأَشاحَ على حَاجتِه ) ‪ ،‬وقال ابن الَعرابيّ ‪!* :‬الِشاحَةُ ‪ :‬الحَذَرُ ‪ :‬وأَنشد َ‬
‫‪:‬‬
‫ث ل تَ ْنفَ ُع الِشاحَةُ مِنْ‬
‫في حَ ْي ُ‬
‫َأمْر لِمنْ قد ُيحَا ِولُ البِدَعَا‬
‫عةٌ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪:‬‬
‫ت ‪ ،‬ومُحاوَلَتُه َد ْفعَه بِدْ َ‬
‫خ ْوفُ لمَن حاولَ أَن يَ ْدفَع المو َ‬
‫*!والِشاحَةُ الحَذَرُ وال َ‬
‫حذِرُ بغير جِدَ *!مُشِيحا ‪ .‬وقولُ الشاعر ‪:‬‬
‫ول يكون ال َ‬
‫ح على الفَلةِ ف َتعْتَلِيها‬
‫تُشَي ُ‬
‫ق الوَضينُ‬
‫ع القَدْر ِإذْ قَِل َ‬
‫ب َبوْ ِ‬
‫أَي تُدِيمُ السّيْر ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/512‬‬

‫جدّ ‪ .‬وقال ابن الِطْنابَة ‪:‬‬


‫*!والمُشِيح ‪ :‬المُ ِ‬
‫وِإقْدَامهي على ال َمكْرُوهِ َنفْسي‬
‫طلِ *!المُشيحِ‬
‫وضَرْبي هامَةَ البَ َ‬
‫ح وأَشاحَ ‪ :‬بمعنَى حَذِرَ ‪.‬‬
‫حةً *!وشِيَاحا ) ‪ .‬ورجلٌ *!شائِحٌ ‪ :‬حَذِرٌ ‪!* .‬وشايَ َ‬
‫( *!وشايَحَ *!مُشَايَ َ‬
‫سوْداءِ العِجْليّ ‪:‬‬
‫ي لَبي ال ّ‬
‫جوْهر ّ‬
‫وأَنشد ال َ‬
‫س ِمعْنَ الرّزّ منْ رَبَاحِ‬
‫إِذا َ‬
‫*! شَا َيحْنَ مِنه أَيّما شِيَاحِ‬
‫حذِرٌ ‪ .‬وأَنشد ‪:‬‬
‫حذِرْنَ ‪ .‬وَرَبَاح ‪ :‬اسمُ رَاعٍ ‪ .‬وتقول ‪ :‬إِنه *!لمُشيحٌ ‪ :‬حا ِزمٌ َ‬
‫أَي َ‬
‫َأمُرّ *!مُشِيحا َمعِي فِتحيةٌ‬
‫فمِن بين ُمؤْ ٍد ومن حاسرِ‬
‫( والشائِح ‪ :‬الغَبُور ‪!* ،‬كالشّ ْيحَان ‪ ،‬بالفتح ) ‪ ،‬لحَذَره على حُ َرمِه ‪ ،‬وأَنشد المفضّل ‪:‬‬
‫لما اسْ َتمَرّ بها *!شَ ْيحَانُ مُبْتَجِحٌ‬
‫بالبَيْنِ عنك بها يَرْآك شَنْآنَا‬
‫عمْرٍ و ‪ ( .‬وهو ) ‪ ،‬أَي *!الشّ ْيحَان ‪ ( :‬الطّويلُ ) الحَسَنُ الطّولِ‬
‫والفتح من رواية أَبي سعي ٍد وأَبي َ‬
‫‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫*!مُشِيحٌ فوق *!شَ ْيحَانٍ‬
‫يَدُورُ كأَنّه كَِلبُ‬
‫شمِ ٌر وأَبو محمد ‪ .‬كذا في هامش ( الصّحاح ) ‪ ( .‬و )‬
‫( و ُيكْسَر ) ‪ ،‬قال الَزهريّ ‪ :‬وهاكذا رواه َ‬
‫عدْوا ) ‪ ،‬أَراد السّرعةَ ‪ ( .‬و )‬
‫جمْبَةَ ‪!* :‬الشّيْحَانُ ‪ ( :‬الذي يَ َت َهمّس َ‬
‫نقل الَزهريّ عن خالد بن َ‬
‫حوَاَليِ‬
‫*!الشّ ْيحَان أَيضا ‪ ( :‬الفَرَسُ الشّدِيدُ ال ّنفَسِ ) ‪ .‬وناقَةٌ *!شَ ْيحَانةٌ ‪ ،‬أَي سَرِيعةٌ ‪ ( ،‬وجَ َبلٌ عالٍ َ‬
‫القُدْس ) ‪.‬‬
‫شيْءٍ ) ‪ .‬ورجلٌ *!شائِحٌ ‪ :‬حَذِرٌ جادّ ‪.‬‬
‫( *!والشّيَاحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬القَحْطُ ‪ ،‬والجِذارُ ‪ ،‬والجِدّ في كلّ َ‬

‫( *!والشّيحةُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ما َءةٌ شَرْقيّ فَيْدٍ ) ‪ ،‬بينهما يومٌ وليلةٌ ‪ ،‬وبينها وبين النّباجِ أَربعٌ ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫هي‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/513‬‬

‫ببطن ال ّرمّة ‪ .‬وقيل ‪ :‬بالحَزْنِ ديار يَرْبُوع ‪ .‬وقيل ‪ :‬بالخاءِ المعجمة ‪ ( .‬و ) *!الشّيحةُ ( ‪ :‬ة ‪،‬‬
‫صغِيرٍ ‪ ( ،‬وعبد المُحْسن بنُ مح ّمدِ ) بن عليّ‬
‫سفُ بن أَسْبَاط ) ‪ ،‬ورَفيقه محمّدُ بن َ‬
‫بحَلَب ‪ ،‬منها يُو ُ‬
‫حدّث ) ‪ ،‬كُنْيَته أَبو منصورٍ ‪ ،‬كَ َتبَ الحديثَ بالشّام ومصر والعراق ‪ ،‬وحَدّث ‪ ،‬مات‬
‫( التاجر المُ َ‬
‫سمَعه الحديثَ ‪ ،‬وأَعتَقه ‪ ،‬فُنسِبع إِليه هاكذا‬
‫سنة ‪ 489‬؛ ( وموله َبدْر ) كُنْيته أَبو النّجْمِ رُوميّ ‪ ،‬أَ ْ‬
‫ذكرَه الحافظ أَبو سَعد ‪ ،‬وروى عنه ؛ ( وابنه محمّد بن بَدرٍ ) من شُيوخ ال ُم َوفّق عبدِ الّلطِيف ؛‬
‫( و ) أَبو العبّاس ( أَحمدُ بنُ سعيدِ بنِ حسنٍ ) ‪ ،‬أَبي الفرج أَحمدَ بنِ محمّ ٍد القَزّازي ‪ ،‬وأَبي الطّيّب‬
‫سهْل ) الَنطاكيّ ‪ ،‬روَى عن مُطَيّن وطَبقتِه ‪،‬‬
‫بن غَلْبُون ؛ ( و ) أَبو عليّ ( أَحمدُ بن محمّد بن َ‬
‫عمَرَ بنِ‬
‫وعنه عَليّ بنُ إِبراهِيمَ بنِ عبد ال الَنطاكيّ ‪ ،‬وعلَءُ الدّين عليّ بن محمدِ بن إِبراهيمَ بنِ ُ‬
‫خليل البغداديّ الصّوفيّ ‪ ( .‬المُحَدّثون *!الشّيحِيّون ) ‪ .‬وفاته مسعودٌ أَخو عبد المحسن المذكور ‪،‬‬
‫روَى عنه أَبو الرّضا أَحمدُ بنُ بدْرِ بنِ عبد المحسن ؛ وكذالك أَبو الحُسين عبدُ ال بنُ أَحمدَ بنِ‬
‫سعيدِ بنِ الحسنِ *!‪-‬الشّيحيّ ‪ ،‬خالُ عبدِ المحسن المذكور ‪ ،‬روى القراآتِ عن أَبي الحسن بن‬
‫الحَماميّ ‪.‬‬
‫( *!والمَشْيُوحاءُ ‪ ،‬و ُي ْقصَر ‪ :‬مَنْ ِبتُ الشّيحِ ) ‪ ،‬أَي الَرضُ الّتي تُنْ ِبتُ الشّيحَ ‪ .‬قال أَبو حَنيفَةَ ‪ :‬إِذَا‬
‫كَثُر نَبَاتُه بمكانٍ قيل ‪ :‬هاذه *!مشيوحاءُ ‪ .‬وهاكذا في ( التّهذيب ) عن أَبي عُبَ ْيدٍ عن الَصمعيّ ‪.‬‬
‫ضلُ بن سََلمَةَ في كتابه الّذي ردّ فيه على صاحب العين ؛ كذا في هامش ‪.‬‬
‫وأَنكَره المف ّ‬
‫( الصّحاح ) ‪ ،‬ونقل السّهيليّ في ( الرّوض ) عن أَبي حنيفةَ في كتاب ( النبات ) ‪ :‬أَن مَشْيُوحَاءَ‬
‫اسمٌ للشّيحِ الكثيرِ ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬وسبق الكلم على مَفْعول َء ووقوعِه جمعا وماله من النظائر في‬
‫علج ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/514‬‬

‫قلت ‪ :‬ويُنْظَر في هاذا مع ما أَسلفناه من النقل ويُتَأ ّملْ ‪.‬‬


‫( و ) يُقال ‪ ( :‬هم في *!مَشْيوحاءَ ) من َأمْرهم ‪ ،‬وعليه اقتصرَ الجوْهريّ ‪!* ( ،‬ومَشِيحَى من‬
‫َأمْرِهم ) هاكذا مقصورا ‪ .‬وذكره ابنُ مالك في التّسهيل في الَوزان الممدودة ( أَي في أَمرٍ‬
‫يَبْتَدِرُونه ) ‪ ،‬هاكذا في ( الصّحاح ) ‪ ( ،‬أَو في اختلطٍ ) ‪ ،‬وهاكذا في ( اللّسان ) ‪ .‬وفي ( شرح‬
‫طفَةٍ َأمْشَاجٍ ‪ ،‬ووزنُه َفعِيل ُء ل َمفْعِلءُ ‪ .‬قال‬
‫الكافية ) لبن مالك قال ‪ :‬وعلى هاذا فهو بالجيم من نُ ْ‬
‫شيخُنا ‪ :‬حُكمُه عليه بأَنه بالجيم ‪ ،‬إِنْ كان لمجردِ تفسيرِه بالختلط ‪ ،‬ففيه نَظَرٌ ؛ وإِن كان ل َعدَمِ‬
‫وُرودِه بالحاءِ المهملة بمعنى الختلطِ كما هو ظاهرٌ ‪ ،‬فل إِشكال ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وقد صَحّ وروده بالحاءِ المهمل ِة بمعنَى الختلطِ ‪ ،‬كما هو في ( اللّسان ) وغيره ‪ ،‬فكلمُ‬
‫ابنِ مالكٍ محلّ َنظَرٍ وتَأمّلٍ ‪ .‬وقال ابنُ أُمّ قاسمٍ وغيرُه ‪ ،‬تبعا للشّيْخ أَبي خَيّانَ في شروحهم على‬
‫التّسهيل ‪ :‬ال َقوْمُ في مَشِيحَاءَ من أَمرهم ‪ ،‬أَي في جِدَ وعَزْمٍ ‪.‬‬
‫( *!وشَايَحَ ‪ :‬قا َتلَ ) ‪ ،‬كذا في ( التّهذيب ) ‪ ،‬وأَنشد ‪.‬‬
‫ت قبلَ اليومِ إِنك شِيحُ‬
‫ح َ‬
‫*!وشايَ ْ‬
‫ج َملٍ مُشِيح ) وقال الفرّاءُ ‪ :‬المُشيحُ‬
‫( *!والمُشِيحِ ) ‪ :‬الجادّ المُسرِع ‪ .‬وفي حديثِ سَطيحٍ ( علَى َ‬
‫ظهْرِه ) ‪ .‬وبه‬
‫جهَيْنِ ‪ ( :‬ال ُمقْ ِبلُ عليك ) ‪ ،‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬إِليك ‪ ( ،‬والمانِعُ لما وراءَ َ‬
‫على وَ ْ‬
‫ن الَثير حديث ‪ ( :‬ا ّتقُوا النّا َر ولو بشِقّ َتمْ َرةٍ ‪ .‬ثم أَعْرَض *!وأَشاحَ ) أَو بمعنى الحَذَر‬
‫فسّر اب ُ‬
‫حذِرَ النّارَ كأَنّه نَظَر إِليها أَو جَ ّد على الِيصاءِ باتّقائِها ‪ ،‬أَو أَقبلَ إِليك‬
‫والجِدّ في الُمور ‪ ،‬أَي َ‬
‫بخِطابه ‪.‬‬
‫جهِه *!وأَشاحَ ‪ ،‬أَي‬
‫ض بوَ ْ‬
‫شيْءِ ‪َ :‬نحّاه ‪ .‬وقال ابن الَعرابيّ ‪ :‬أَعْ َر َ‬
‫جهِه عن ال ّ‬
‫ح بوَ ْ‬
‫وقيل ‪!* :‬أَشا َ‬
‫جهَه‬
‫ل وَ ْ‬
‫جُ‬‫جدّ في الِعراض ‪ .‬وقال غيرُه ‪ :‬وإِذَا َنحّى الرّ ُ‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/515‬‬

‫جهِه ‪.‬‬
‫ح بوَ ْ‬
‫عن وَهَجٍ أَصابَه وعن َأذًى ‪ ،‬قيل ‪!* :‬أَشَا َ‬
‫صمِ ُمضَايَقَةً ) ‪ ،‬وهاذَا عن ابن الَعْرَابيّ ‪ .‬وقد *!شَيّحَ ‪:‬‬
‫خ ْ‬
‫( *!والتّشْيِيح ‪ :‬التّحْذيرُ والنّظَرُ إِلى ال َ‬
‫صمِه فضايَقَه ‪.‬‬
‫خ ْ‬
‫إِذا َنظَرَ إِلى َ‬
‫( وذو *!الشّيح ‪ :‬ع باليمامَةِ ) ‪ ،‬إِن لم يكن ُمصَحّفا من السّين المهملةِ ‪ ( ،‬و ) موضِعٌ آخرُ‬
‫( بالجَزيرة ) ‪.‬‬
‫( وذاتُ *!الشّيحِ ‪ :‬ع في ديارِ بني يَرْبُوع ) بالحَزْن ‪.‬‬
‫جوْهَ ِريّ ) وإِنما‬
‫حفَ ال َ‬
‫ح الفَرسُ بذَنَبِه ) ‪ :‬إِذا أَرْخَاه ؛ نقله الَزهريّ عن الليث ‪ ( ،‬وصَ ّ‬
‫( *!وأَشَا َ‬
‫خذَخ من كتاب ) العين تَصنيف ( اللّيْث ) ‪.‬‬
‫صوَاب بالسين المهملة ؛ قاله أَبو منصور ‪ ( ،‬وإِنما أَ َ‬
‫ال ّ‬
‫حكَم على ما في كتاب ( الليث ) أَنه َتصْحِيف ِإلّ بثَبتٍ ‪.‬‬
‫قال شيخُنَا ‪ :‬ول يُ ْ‬
‫والمصنّف قَلّدَ الصّاغانيّ ‪ ،‬وسَ َبقَه أَبو منصور ‪.‬‬
‫حصْنٌ بال َيمَن ) ‪،‬‬
‫ح َمدَ ‪ِ :‬‬
‫( *!وأَشْيَحُ ‪ ،‬كأَ ْ‬
‫‪ ( 2‬فصل الصّاد ) المهملة مع الحاء المهملة ) ‪2‬‬
‫صبح ‪ ( :‬الصّبْح ) ‪ ،‬بالضّم ( ‪ :‬الفَجْر ‪ ،‬أَو َأ ّولُ ال ّنهَارِ ‪ ،‬ج َأصْباحٌ ‪ ،‬وهو الصّبِيحة ؛ والصّبَاح )‬
‫ن المفعول مما زاد على‬
‫لصْباحُ ) بالكسر ‪ ( ،‬وال ُمصْبَحُ ‪ ،‬ك ُمكْرَم ) ‪ ،‬لَ ّ‬
‫نقيض المسَاءِ ‪ ( .‬وا ِ‬
‫الثلثة كاسم المفعول ‪ .‬قال ال عزّ وجلّ ‪ 029 . 6 { :‬فالق الصباح } ( الَنعام ‪ ) 96 :‬قال‬
‫جمْع المَسَا ِء والصّبْح ‪ .‬قال ‪ :‬ومِثْله الَبكار‬
‫لصْباحُ ‪ ،‬فهو َ‬
‫لمْسَا ُء وا َ‬
‫الفرّاءُ ‪ :‬إِذا قيل ‪ :‬ا َ‬
‫والِبْكار ‪ ،‬وقال الشّاعر ‪:‬‬
‫َأفْنَى رِيَاحا و َذوِي رِيَاحِ‬
‫لمْساءِ والِ َءصْباحِ‬
‫خاَ‬
‫تَناسُ ُ‬
‫وحكىَ اللّحْيَانيّ ‪ :‬تقول العرب‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/516‬‬

‫إِذا تَطيّروا من الِنسان وغيرِه ‪ :‬صَبَاحُ اللّهِ ل صَباحُك ‪ ،‬قال ‪ :‬وإِنْ شِئتَ َنصَبْتَ ‪.‬‬
‫( وَأصْبَحَ ‪ :‬دَخَل فيه ) ‪ ،‬أَي الصّبْحِ ‪ ،‬كما يقال ‪َ :‬أمْسَى ‪ ،‬إِذا دخل في المَسَاءِ ‪ .‬وفي الحديث ‪:‬‬
‫( َأصْبِحوا بالصّبح فإِنه أَعظمُ للَجْر ) ‪ ،‬أَي صَلّوها عند طُلوع الصّبحِ ‪ .‬وفي التّنْزِيل ‪. 6 { :‬‬
‫‪ 029‬وانكم لتمرون عليهم مصبحين } ( الصافات ‪ ( ) 137 :‬و ) َأصْبَحَ ‪ ( :‬ب َمعْنَي صارَ ) ‪ .‬قال‬
‫خفَى ‪.‬‬
‫ل لَنّ ( بمعنى ) مُسْتَدْرك كما ل يَ ْ‬
‫طوِي ٌ‬
‫شيخُنا فيه َت ْ‬
‫قال سيبويه ‪َ :‬أصْبَحْنا وَأمْسَيْنا ‪ ،‬أَي صِرْنَا في حينِ ذاك ‪ .‬وَأصْبَحَ فلنٌ عالِما ‪ :‬صار ‪.‬‬
‫ع ْم صَباحا ) ‪ ،‬وهو تَحيّةُ الجاهليّة ‪ ،‬أَو قال ‪ :‬صَبّحكَ اللّهُ‬
‫( وصَبّحَهم ) َتصْبيحا ‪ ( :‬قال لهم ‪ِ :‬‬
‫بالخَيْر ‪ ( .‬و ) صَبّحَهم ‪ ( :‬أَتاهم صَبَاحا ‪ ،‬كصَبَحهم ‪ ،‬كمَنَعَ ) ‪ .‬قال أَبو عَدْنَان ‪ :‬الفَرْق بين‬
‫صَبَحْنَا وصَبّحْنَا أَنه ُيقَال ‪ :‬صَبّحْنا بلدَ كذا وكذا ‪ ،‬وصَبّحْنَا فُلنا ‪ ،‬فهاذه مشدّدة ؛ وصَبَحْنَا أَهَْلهَا‬
‫خَيرا أَو شَرّا ‪ .‬وقال النّابغة ‪:‬‬
‫وصَبّحَه فَلْجا فل زَالَ َكعْبُه‬
‫على ُكلّ مَنْ عادَى منَ النّاسِ عَالِيَا‬
‫ويقال ‪ :‬صَبّحه بكذا ‪ ،‬ومَسّاه بكذا ‪ ،‬كلّ ذالك جائز ‪ .‬قال ُبجِير بن ُزهَير المُزَنّي ‪ ،‬وكان َأسْلَمَ ‪:‬‬
‫صَبَحْنَا ُهمْ بأَلفٍ من سُلَيْمٍ‬
‫ن وَافِي‬
‫وسَبْعٍ من بني عُ ْثمَا َ‬
‫مهناه أَتَيْنَاهم صَبَاحا بأَلف رَجلٍ من بني سُلَيم ‪ .‬وقال الراجز ‪:‬‬
‫ن صَ َبحْنَا عامِرا في دَارِها‬
‫نَحْ ُ‬
‫جُرْدا َتعَادَى طَ َر َفيْ َنهَارِهَا‬
‫شمّاخ ‪:‬‬
‫يريد أَتَيْنَاهَا صَباحا بخَيْل جُرْد ‪ .‬وقال ال ّ‬
‫شكُو بعَيْنٍ ما َأ َكلّ ِركَا َبهَا‬
‫وتَ ْ‬
‫وقِيلَ المُنَادِي ‪ :‬أَصبَحَ القَوْمُ أَدْلِجى‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/517‬‬

‫قال الَزهريّ ‪ :‬يَسأَل السّتئلُ عن هشذا البَيت فيقول ‪ :‬الِدْلجُ ‪ :‬سَيرُ اللّيل ‪ ،‬فكيف يقول ‪ :‬أَصبحَ‬
‫جعْه ‪.‬‬
‫القومُ ‪ ،‬وهو يَأْمر بالِدلج ؟ وقد تقدّم الجواب في ( دلج ) فرا ِ‬
‫سقَاهم صَبُوحا ) من لَبنٍ ‪َ ،‬يصْبَحُهم صَبْحا ‪ ،‬وصَبّحهم َتصْبيحا ‪ ،‬كذالك ‪.‬‬
‫حهُم ‪َ ( :‬‬
‫( و ) صَبَ َ‬
‫( وهو ) ‪ ،‬أَي الصّبوحُ ‪ ( :‬ما حِِلبَ من اللّبنِ بالغَدَاةِ ) ‪ ،‬أَو ما شُ ِربَ بالغَدَاةِ فما دُونَ القائِلةِ ‪.‬‬
‫و ِفعْلُك الصْطِباحُ ‪.‬‬
‫غ ْد َوةً ‪ ،‬وهو خِلفُ الغَبُوق ‪.‬‬
‫( و ) الصّبُوحُ أَيضا ‪ :‬كلّ ما ُأ ِكلَ أَو شُ ِربَ ُ‬
‫والصّبُوح ‪ ( :‬ما َأصْبَحَ عندَهُم من شَرَابٍ ) فشَرِبوه ‪.‬‬
‫( و ) الصّبُوح ‪ ( :‬النّاقَةُ ُتحْلَب صَبَاحا ) ‪ ،‬حكاه اللّحْيَانيّ وأَبو الهَيثم ‪ .‬وقولُ شَ ُيخِنا إِنه غريبٌ‬
‫محلّ نَظرٍ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬هاذا ( يومُ الصّبَاحِ ) ‪ ،‬وَلقِيتُهم غَدَاةَ الصّبَاحِ ‪ :‬وهو ( يَومُ الغَا َرةِ ) ‪ ،‬قال‬
‫الَعشي ‪:‬‬
‫ف الَ ْلفَ إِذْ أُ ْرسَِلتْ‬
‫ع ُ‬
‫به تَرْ ُ‬
‫غَدَاةَ الصّبَاحِ ِإذَا ال ّنقْعُ ثارَا‬
‫يقول ‪ :‬بهاذا الفَرَسِ يَتقدّم صاحبُه الَلْفَ من الخَيْل يَومَ الغَا َرةِ ‪ .‬والعرب تقول إِذا َنذِ َرتْ بغا َرةٍ من‬
‫سمّون يومَ الغَارةِ يَومَ‬
‫جمَعَ بالنداءِ العالي ‪ .‬ويُ َ‬
‫حيّ أَ ْ‬
‫جؤُهم صَبَاحا ‪ :‬يا صَبَاحَاه ‪ :‬يُتْذِونَ ال َ‬
‫الخَيْل َتفْ َ‬
‫الصّبَاحِ ‪ ،‬لَنّهم َأكْثَر ما ُيغِيرون عندَ الصّباح ‪.‬‬
‫( والصّبْحَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬نوْمُ ال َغدَاةِ ‪ ،‬و ُيفْتَح ) ‪ ،‬وقد كَرِهه بعضُهم ‪ .‬وفي الحديث أَنه َنهَى عن‬
‫سبِ ‪ .‬وفي حديث أُمّ زَ ْرعٍ ‪،‬‬
‫الصّبْحَة ‪ ،‬وهي النّومُ َأ ّولَ ال ّنهَار ‪ ،‬لَنه وَقتُ ال ّذكْرِ ثم َو ْقتُ طََلبِ الكَ ْ‬
‫أَنها قالت ‪ ( :‬وعندَه أَقول فل ُأقَبّح ‪ ،‬وأَ ْرقُد فأَتَصبّح ) ‪ .‬أَرادتْ أَنها َمكْفِيّ ٌة فهي تَنعام الصّ ْبحَة ‪.‬‬
‫غ ْد َوةً ) ‪.‬‬
‫( و ) الصّبْحَة ‪ ( :‬ما َتعَلّ ْلتَ به ُ‬
‫( وقد َتصَبّحَ ) ‪ :‬إِذا نام بالغَدَاةِ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/518‬‬

‫سقَيْتهم‬
‫حتُ القَوْمَ ‪ِ :‬إذَا َ‬
‫جوَة ) ‪ ،‬هو َت َف ّعلَ من صَ َب ْ‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬مَنْ تصبّحَ بسَ ْبعِ َتمْرَاتٍ عَ ْ‬
‫حمْ َرةِ ‪ ،‬أَو َلوْنٌ‬
‫سوَادٌ إِلى ال ُ‬
‫الصّبُوحَ ‪ ،‬وصَبّحت ‪ ،‬التّشديد لُغة فيه ‪ ( .‬و ) الصّبْحَة والصّبَحَ ‪َ ( :‬‬
‫سهَيليّ بأَن الصّبْحةَ بياضٌ غيرُ‬
‫صهْبَةِ ) ‪ ،‬وجَ َزمَ ال ّ‬
‫شهْبَةِ ) قَرِيبٌ منها ( أَو إِلى ال ّ‬
‫َيضْرِب إِلى ال ّ‬
‫حمْ َرةِ في الشّعر ‪.‬‬
‫ش ّدةُ ال ُ‬
‫خالص ‪ .‬وقال اللّيث ‪ :‬الصّبَح ‪ِ :‬‬
‫شمِرٌ عن‬
‫صهَب ‪ .‬وروَى َ‬
‫ل ْ‬
‫لصْبَح قَريبٌ من ا َ‬
‫( وهو َأصْبَحُ ‪ .‬وهي صَبْحاءُ ) ‪ .‬وعن اللّيث ‪ :‬ا َ‬
‫حمْ َرةٌ ‪.‬‬
‫شعْرَه ُ‬
‫أَبي َنصْرٍ قال ‪ :‬في الشّعر الصّبْحَ ُة والمُ ْلحَة ‪ .‬ورجل صْبَحُ اللّحْيَةِ ‪ :‬الّذي تَعلو َ‬
‫حمْرةٌ ‪ .‬وفي حديث المُلَعنة ‪ ( :‬إِنْ جاءتْ به‬
‫شمِرٌ ‪ :‬الَصْبَحُ ‪ :‬الّذي يكون في سَوادِ شَع ِرهِ ُ‬
‫وقال َ‬
‫لصْبَح ‪ .‬قال‬
‫حمْرةِ الشّعرِ ‪ .‬ومنه صُبْحُ النّهارِ ‪ ،‬مُش َتقّ من ا َ‬
‫لصْبَح ‪ :‬الشّديدُ ُ‬
‫صهَب ) ‪ ،‬ا َ‬
‫َأصْبَحَ َأ ْ‬
‫ل ّولِ في َأ ّولِ‬
‫شفَق ا َ‬
‫حمْ َرةِ قليلً ‪ ،‬كأَنّها َلوْنُ ال ّ‬
‫الَزهريّ ‪ :‬وَلوْنُ الصّبْح الصّادقِ َيضْرِب إِلى ال ُ‬
‫اللّيْل ‪.‬‬
‫سيِ خامسةٍ ‪ ( ،‬و ُيكْسَر ‪ ،‬أَي ِلصَبَاحِ خمسةِ أَيامٍ‬
‫( وأَتَيْتُه ِلصُبْحِ خامسةٍ ) ‪ ،‬بالضّم ‪ ،‬كما َتقُول ‪ِ :‬لمُ ْ‬
‫)‪.‬‬
‫سةَ عَشَرَ ‪ ،‬ومنهم من يُضيفُه ‪ِ ،‬إلّ‬
‫خمْ َ‬
‫وحكَى سيبويه ‪ :‬أَتَيتُه صَبَاحَ مَسَاءِ ‪ .‬من العرب مَن يَبْنيه ك َ‬
‫في حَدّ الحالِ أَو الظّرف ‪.‬‬
‫( وأَتيْتُه ذَا صَبَاحٍ ‪ ،‬وذا صَبُوحٍ ‪ ،‬أَي ُبكْ َرةً ) ‪ .‬قال سيبويه ‪ ( :‬ل يُستعمل ِإلّ ظَرْفا ) ‪ .‬وهو‬
‫ظَ ْرفٌ غيرُ مُتمكّنٍ ‪ .‬وقد جاءَ في ُلغَةٍ لخَ ْثعَم ( اسما ) قال أَنَسُ بنُ ُنهَيْك ‪ ،‬منهم ‪:‬‬
‫ع َز ْمتُ على إِقامة ذِي صَبَاحٍ‬
‫سوّ ُد معنْ يَسُودُ‬
‫لمْرٍ مَا ُي َ‬
‫َ‬
‫جلٍ‬
‫لم يستعمله ظَرْفا ‪ .‬قال سيبويه ‪ :‬هي ُلغَةٌ لخَ ْثعَم ‪ .‬ووَجدْت في هامش ( الصّحاح ) ‪ :‬البيتُ لر ُ‬
‫من خَ ْثعَم‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/519‬‬

‫قالَهُ على ُلغَته ‪ ،‬لَنّه جَرّ ذا صباحٍ ‪ ،‬وهو ظَ ْرفٌ ل يَت َمكّن ‪ ،‬والظّرُوف الّتي ل تَتمكّن ل تُجَ ّر ول‬
‫ضطَرّ إِليه شاعرٌ ‪ .‬يُريد ‪ :‬عَ َزمْت على‬
‫تُ ْرفَع ‪ ،‬ول يجوز ذالك ِإلّ في لغة قومٍ من خَ ْثعَم أَو ُي ْ‬
‫سوّد مَنْ‬
‫الِقامةِ إِلى َوقْتِ الصّباح ‪ ،‬لَنّى َوجَدْت الرّ ْأيَ والحَ ْزمَ يُوجبانِ ذالك ‪ .‬ثم قال ‪ :‬لشيْءٍ ما يُ َ‬
‫جمِيل ِة والُمورِ المحمودةِ‬
‫خصَالِ ال َ‬
‫يَسود ‪ :‬يقول ‪ :‬إِنّ الذي يُسوّده قَومُه ل يُسوّدُ ِإلّ لشيْءٍ من ال ِ‬
‫سوّدُوه من َأجْلها ؛ كذا قاله ابن السّيرافيّ ‪.‬‬
‫رآهَا قَومُه فيه ف َ‬
‫ن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫ت صُبْحَةٍ وذا صَبُوح ‪ ،‬أَي حِين َأصْبَحَ ‪ ،‬وحين شَ ِربَ الصّبُوحَ ‪ .‬وعن اب ِ‬
‫ولقيتُه ذا َ‬
‫أَتَيتُه ذاتَ الصّبُوحِ ‪ ،‬وذَات الغَبُوق ‪ ،‬إِذا أَتَاه غُ ْد َوةً وعَشِيّةً ؛ وذَا صَبَاحٍ ‪ ،‬وذَا مَساءٍ ؛ وذَاتَ‬
‫ن وأَعْوامٍ ‪.‬‬
‫ال ّزمَيْنِ ‪ ،‬وذاتَ ال ُعوَيْمِ ‪ ،‬أَي منذُ ثلثةِ أَ ْزمَا ٍ‬
‫جلٌ َأصْبَحُ ‪ ،‬كذالك ‪.‬‬
‫سدُ ) ‪ ،‬بَيّنُ الصّبَحِ ‪ .‬و َر ُ‬
‫( والَصبَحُ ‪ :‬الَ َ‬
‫حمْ َرةٍ خِ ْلقَةً ) أَيّا كانَ ‪ ( ،‬وقد اصْبَاحّ ) اصْبِيحَاحَا ‪،‬‬
‫شعْرٌ يَخْلِطه بياضٌ ب ُ‬
‫لصْبَح ‪َ ( :‬‬
‫(و)اَ‬
‫حةً ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪.‬‬
‫ح صَبَحا ) ‪ ،‬محرّك ًة ( وصُبْ َ‬
‫( وصَبِحَ كفَرِ َ‬
‫ح و َوقْتُه ) ‪ ،‬وعبارة الصّحاح ‪ :‬وال َمصْبَح ‪ ،‬بالفتخ ‪:‬‬
‫لصْبَا ِ‬
‫( وال ُمصْبَح ‪ ،‬ك ُمكْرَم ‪ :‬موضِ ُع ا ِ‬
‫ت الِصباحِ أَيضا ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫ح ‪ ،‬و َوقْ ُ‬
‫َموْضِع الِصبا ِ‬
‫حمْدِ وحيثُ ُيمْسِي‬
‫ب َمصْبَحِ ال َ‬
‫ضمّ المِيم ‪.‬‬
‫ح لقِيلَ ‪ُ :‬مصْبَح ‪ ،‬ب َ‬
‫صلِ الفِعْل قبلَ أَن يُزاد فيه ‪ ،‬ولو بُ ِنيَ على َأصْبَ َ‬
‫وهاذا مَبنيّ على َأ ْ‬
‫انتهى ‪ .‬وفي بعض النّسخ ‪ ،‬بعد قوله ‪ :‬ك ِمكْرَم ‪ ( :‬وكمَذْهَب ) وهو الصّواب إِن شاء ال تعالى ‪.‬‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬ال ُمصْبَح ‪ :‬المَوضِع اّلذِي ُيصْبَح فيه ‪ ،‬وال ُممْسَي ‪ :‬ال َمكَان الّذي ُيمْسَى فيه ‪ .‬ومنه‬
‫قوله ‪:‬‬
‫قَرِيبةُ ال ُمصْبَحِ من ُممْسَاها‬
‫( وال ِمصْبَاح ‪ :‬السّرَاج ) ‪ ،‬وهو‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/520‬‬

‫ل الفَتِيلةِ َمجَازا مشهورا ؛ قاله‬


‫قُرْطُه الّذِي تَراه في القِنْدِيل وغيرِه ‪ .‬وقد ُيطْلَق السّرَاجُ على مَح ّ‬
‫شيخُنَا ‪ .‬وقال أَبو ِذؤَيب الهُذليّ ‪:‬‬
‫َأمِنْك بَرْقٌ أَبيتُ اللّيلَ أَ ْرقُبُه‬
‫كأَنّهْ في عِراضِ الشّامِ ِمصْبَاحُ‬
‫ح وإِنْ أُثِيرَ ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫( و ) ال ِمصْبَاح من الِبل ‪ :‬الذّي يَبْرُك في ُمعَرّسه فلَ يَنْهض حتّى ُيصْبِ َ‬
‫ال ِمصْبَاح ‪ ( :‬النّاقَةُ ) الّتي ( ْتصْبِح في مَبْ َر ِكهَا ) ل تَرْعَى ( حتّى يَرتفِعَ ال ّنهَارُ ) ‪ ،‬وهو مّما‬
‫ج ْمعُه مَصابِيحُ ‪ .‬أَنشد ابن السيّد في الفَرْق ‪:‬‬
‫سمَنِها ‪َ ،‬‬
‫يُسْتَحبّ من الِبل ‪ ،‬وذالك ( ل ُقوّ ِتهَا ) و ِ‬
‫َمصَابِيحُ لَيستْ بالّلوَاتِي يَقودُهَا‬
‫نُجو ٌم ول بالفلتِ الدّواِلكِ‬
‫( و ) ال ِمصْباح ‪ ( :‬السّنَانُ العِرِيض ) وأَسِنّ ٌة صَبَاحِيّة ‪ ( .‬و ) ال ِمصْباح ‪َ ( :‬قدَحٌ كَبِيرٌ ) ‪ ،‬عن‬
‫شمّاخ ‪:‬‬
‫أَبي حَنيفةَ ‪ ( ،‬كال ِمصْبَح كمِنْبَر ) ‪ ،‬في الَربعة ‪ .‬وعلى الثّاني قولُ المُزَرّد أَخي ال ّ‬
‫ضَرَ ْبتُ له بالسّ ْيفِ َك ْومَاءٍ ِمصْبَحا‬
‫عقِيرُ‬
‫فشُ ّبتْ عليها النّا ُر فهْي َ‬
‫( والصّبُوحَةُ ‪ :‬النّا َقةُ المَحْلُوبةُ بالغَداةِ ‪ ،‬كالصّبوحِ ) ‪ ،‬عن اللّحْيَانيّ ‪ .‬وقد َتقَدّم ِدكْرُ الصّبُوح آنِفا ‪.‬‬
‫ولو قال هناك ‪ :‬كالصّبُوحة ‪ ،‬سَِلمَ من التّكرار ‪ .‬وحكَى اللّحْيَانيّ عن العرب ‪ :‬هاذه صَبُوحِى‬
‫وصَبُوحَتِي ‪.‬‬
‫جمَالُ ) ‪ ،‬هاكذا فَسّره غي ُر واحدٍ من الَئمّة ‪ ،‬وقَيّده بعضُ فقهاءِ الّلغَة بأَنه الجَمالُ‬
‫( والصّبَاحَةُ ‪ :‬ال َ‬
‫في الوَجْهِ خاصّةً ‪ .‬ونقل شيخنا عن أَبي منصور ‪ :‬الصّبَاحةُ في ال َوجْ ِه وال َوضَا َءةُ في البَشَرَة ‪،‬‬
‫والجَمال في الَ ْنفِ والحَلوةُ في العَيْن ‪ ،‬والمعلحَ ُة في الفَمِ ‪ ،‬والظّ ْرفُ في اللّسان ‪ ،‬والرّشاقَ ُة في‬
‫شمَائل ‪ ،‬وكَمالُ الحُسْنِ في الشّعرِ ‪.‬‬
‫القَدّ ‪ ،‬واللّبَاقة في ال ّ‬
‫ق وأَنارَ ؛ كذا في المصباح ‪ ( .‬فهو‬
‫ح ككَرُمَ ) صَبَاحَةً ‪َ :‬أشْرَ َ‬
‫وقد ( صَبُ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/521‬‬

‫ح ‪ ،‬وصَبْحانُ ‪،‬‬
‫صَبِيحٌ ‪ ،‬وصْبَاحٌ ) ‪ ،‬نقله الجوهَ ِريّ عن الكِسَائيّ ‪ ،‬واقتصر عليهما ‪ ( ،‬وصُبّا ٌ‬
‫كشَريفٍ وغُرَابٍ و ُرمّانٍ وسكْرَانَ ) ‪ ،‬وافقَ الّذِين يقولون ُفعَالٌ الّذِين يقولون َفعِيلٌ ‪ ،‬لعْتقَابِهما‬
‫صفِيّة ‪.‬‬
‫كثيرا ‪ ،‬والُنثَى فيهما بالهاءِ والجمع صِبَاحٌ ‪ .‬وافقَ مُ َذكّرَه في التكسير ‪ ،‬لتفاقهما في ال َو ْ‬
‫جهِ ‪.‬‬
‫وقال اللّيث ‪ :‬الصّبِيح ‪ :‬ال َوضِي ُء الوَ ْ‬
‫ل صَبَحَانٌ ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ُ :‬يعَجّل الصّبُوحَ ) ‪ ،‬وهو ما اصْطُبِحَ بالغَدَاةِ حارّا ‪.‬‬
‫( وَرَج ٌ‬
‫ث المع ْب َعثِ‬
‫( و ) قَ ّربْ َتصْبِيحَنَا ‪ .‬وقَ ّربَ إِلى الضّيُوفِ َتصَابِيحَهم ‪ ( ،‬ال ّتصْبِيحُ الغَدَاءُ ) وفي حدي ِ‬
‫( أَنّ النبيّ صلى ال عليه وسلمكان يَتِيما في حجْرِ أَبي طالبٍ ‪ ،‬وكان يُق ّربِ إِلى الصّبْيَن َتصْبِيحُهم‬
‫فيَخْتَلسون و َي ُكفّ ) وهو ( اسمٌ بُ ِنيَ على َت ْفعِيلٍ ) ‪ ،‬مثل التّرْعِيب للسّنامِ المُنْقَطع ‪ ،‬والتّنّبِيت اسمٌ‬
‫لما يَنْبُت من الغرَاس ‪ ،‬والتّ ْنوِير اسمٌ ل َنوْر الشّجر ‪.‬‬
‫لصْبَحِيّة ‪ ( ،‬نسْبَةٌ‬
‫سوْطُ ) ‪ ،‬وهي السّيَاطُ ا َ‬
‫لصْبَحيّ ‪ :‬ال ّ‬
‫لصْبَحِيّة ‪ ( .‬ا َ‬
‫( و ) يقال ‪ :‬صُ ّبتْ عليهم ا َ‬
‫حمْيَر ؛ قاله أَبو عُبي َدةَ ‪ .‬وذو َأصْبَحَ هاذا ‪ ،‬قِيلَ ‪ :‬هو‬
‫إِلى ذي َأصْبَحَ ‪ ،‬لمَِلكٍ من مُلوكِ اليَمنِ ) من ِ‬
‫الحارثُ بنُ عَوفِ بنِ زَيدِ بن سَ َددِ بن زُرْع َة وقال ابن حزْم هو ذو َأصْبَحَ ماِلكُ بن زَيد بن ال َغوْث‬
‫لكْرَمِ عالِمِ المدينة ( ماِلكِ‬
‫لقْ َد ِم وال ُهمَا ِم ا َ‬
‫من وَلدِ سَبإٍ الَصغرِ ‪ ( ،‬من َأجْدَاد ) سيّدنا ( الِمام ) ا َ‬
‫حيّ الحمْيَريّ ‪،‬‬
‫ن الَصبَ ِ‬
‫عمْرِو بن الحا ِرثِ بن غَ ْيمَا َ‬
‫لقْ َربُ أَبو عامرِ بنُ َ‬
‫جدّه ا َ‬
‫بنِ أَنَسٍ ) الفقيهِ ‪ ،‬و َ‬
‫تابِعيّ ‪ .‬وذكر الحازميّ في كتاب ( النّسب ) ‪ :‬أَن ذا َأصْبَحَ من َكهْلَنَ ‪ ،‬وأَنّ منهم الِمامَ مالكا ‪.‬‬
‫حمْيَر ‪ ،‬على الصْحِيح ‪ ،‬خلفا للجوهَريّ ‪ ،‬كما سيأْتي ‪.‬‬
‫ل ّولُ ‪ ،‬لَنّ َكهْلنَ أَخو ِ‬
‫والمشهور هو ا َ‬
‫( واصْطَبَحَ ‪ :‬أَسْرَجَ ) ‪ ،‬كَأصْبَحَ ؛ وهاذا من الَساس ‪ .‬والشّم ُع ممّا‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/522‬‬

‫ُيصْطَبَح به ‪ ،‬أَي يُسْرَجُ به ‪ ( .‬و ) اصْطَبَحَ ‪ ( :‬شَ ِربَ الصّبُوحَ ) وصَبَحه َيصْبَحُه صَبْحا ‪ :‬سقاه‬
‫شكُريّ ‪:‬‬
‫صطَبِحٌ ) ‪ ،‬وقال قُرْط بن ال ّتوْأَم اليَ ْ‬
‫صَبُوحا ( فهو ُم ْ‬
‫سمَاءَ َيعْشُوه و َيصْبَحُه‬
‫كانَ ابنُ أَ ْ‬
‫خلِ دُرّارِ‬
‫مِن هَجْم ِة كفَسِيلِ النّ ْ‬
‫طعَة من الِبل ‪ .‬ودُرّار ‪ :‬من صِفَتها ‪ .‬وفي الحديث ‪:‬‬
‫عشَاءً ‪ .‬وال َهجْمةُ ‪ :‬القِ ْ‬
‫طعِمه ِ‬
‫َيعْشُوه ‪ :‬يُ ْ‬
‫حطِ‬
‫ن بقَدْرِ ما يَشْرَبُه الصّبيّ ُبكْ َرةً من الجَدْب والقَ ْ‬
‫( وما لَنا صَ ِبيّ َيصْطَبِح ) ‪ ،‬أَي ليس لنا لَبَ ٌ‬
‫َفضْلً عن الكثير ( و ) اصْطَبَحَ واغْتَ َبقَ ‪ ،‬وهو ( صَبْحانُ ) وغَ ْبقَانُ ‪ .‬ومن َأمْثَالِهم السّائِ َر ِة في‬
‫شمِرٌ ‪ :‬هاكذا قال ابن الَعْرَابيّ ‪ .‬قال‬
‫َوصْف الكَذّابِ قولهم ‪َ ( :‬أكْ َذبُ من الخِذِ الصّبْحانِ ) ‪ .‬قال َ‬
‫حوَار الّذي قد شَ ِربَ فَر ِويَ ‪ ،‬فإِذا أَردتَ أَن تَسْ َتدِرّ به ُأمّه لم يَش َربْ لرِيّه دِرّتَها ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وهو ال ُ‬
‫ويقال أَيضا ‪َ ( :‬أكْ َذبُ من الَخِيذِ الصّبْحانِ ) ‪ .‬قال ‪ :‬أَبو عَدنَانَ ‪ :‬الَخيذُ ‪ :‬الَسيرُ ‪ .‬والصّبْحَانُ ‪:‬‬
‫الّذِي قد اصْطَبَحَ فَ َر ِويَ ‪ .‬قال ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬هو رَجلٌ كان عند قَو ٍم فصَبَحوه حتى َن َهضَ عنهم‬
‫شاخِصا ‪ ،‬فأَخَذَه َقوْمٌ وقالوا ‪ :‬دُلّنا على حيث كُنْت ‪ .‬فقال ‪ :‬إِنما ِبتّ بال َقفْر ‪ ،‬فبينما هم كذالك إِذا‬
‫َقعَدَ يَبول ‪ .‬فعَلِموا أَنّه بات قَرِيبا عند َقوْمٍ ‪ .‬فاستدلّوا به عليهم واسْتَبَاحُوهم ‪.‬‬
‫وال َمصْدَر الصّبَح ‪ ،‬بالتحريك ‪.‬‬
‫شحُومِ المَيْتَة ‪ ( :‬ويَسْتَصبِحُ بها‬
‫( واسْ َتصْبَحَ ) بال ِمصْبَح ‪ ( :‬اسْ َتسْرَجَ ) به ‪ .‬وفي حديث جابرٍ في ُ‬
‫شعِلون بها سُرُجَهم ‪ ( .‬والصّبَاحِيّة ‪ ،‬بالضمّ ‪ :‬الَسِ َنةُ العَرِيضَةُ ) ‪ .‬وأَسِنّةٌ‬
‫النّاسُ ) ‪ ،‬أَي يُ ْ‬
‫سبَ ‪.‬‬
‫صُباحِيّةٌ ‪ ،‬قال ابن سِيدَه ‪ :‬ل أَدري إِلمَ نُ ِ‬
‫( والصّبْحَاءُ ) ‪ :‬الوَاضِحَة الجَبينِ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/523‬‬

‫( و ) الصّبْحَا ُء والمُصبّح ( ك ُمحَ ّدثٍ ‪ :‬فَرَسانِ ) لهم ‪.‬‬


‫حمْ َرةٌ ‪ .‬قال أَبو‬
‫لصْبحِ ‪ :‬الّذي تَعلو شَعرَه ُ‬
‫حمْ َرةِ ) ‪ ،‬م ْأخُوذٌ من ا َ‬
‫شدِيدُ ال ُ‬
‫حيّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬‬
‫( ودَ ٌم صُبَا ِ‬
‫زُبَيد ‪:‬‬
‫شقَرَا‬
‫ج ْوفِ أَ ْ‬
‫حيَ من ال َ‬
‫ط صُبَا ِ‬
‫عَبي ٍ‬
‫شعْلَ ُة القِنْديل ) ‪.‬‬
‫( والصّبَاحُ ) بالضّمّ ( ُ‬
‫( وبنو صُبَاحٍ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬بُطونٌ ‪ .‬منها ( َبطْنٌ ) في عبد القَيْس ‪ ،‬وهو صُبَاحُ بن ُلكَيْزِ بن َأ ْفصَى‬
‫عذْ َرةَ ‪.‬‬
‫ن في ضَبّةَ ‪ .‬وبَطنٌ في غَ ِنيَ ‪ .‬وبطن في ُ‬
‫بن عبد القَيْس ‪ ،‬أَخو شَنّ بن ُلكَيْز ‪ .‬وبَطْ ٌ‬
‫حمْيَر ) ‪ ،‬وهو غَيْرُ ( ذُو َأصْبَحَ ) ‪.‬‬
‫( وذو صُبَاح ‪ :‬ع ‪ ،‬وقَيْل من ) َأقْيَالِ ( ِ‬
‫( وصُبَاحٌ وصُبْحٌ ماءَانِ حِيَالَ ) ‪ ،‬أَي حِذَاءَ ( َنمَلَي ) ‪ ،‬مُح ّركَةً ‪.‬‬
‫لمَامِ ( ُزفَرَ الفَقِيهِ ) ‪.‬‬
‫( و ) صَبَاحٌ ( كسحَابٍ ابنُ الهُذَ ْيلِ أَخو ) ا ِ‬
‫( و ) صَبَاحُ ( بنُ خاقَانَ ‪ ،‬كَرِيمٌ ) جَوادٌ امْتَدَحه إِسحاقُ النّديم ‪.‬‬
‫( و ) صُبَاحٌ ‪ ( ،‬كغُرابٍ ‪ ،‬ابنُ طَرِيفٍ ‪ ،‬جاهِليّ ) من بني رَبيعةَ ؛ كذا قاله أَئمّة الَنسابِ ‪ .‬قال‬
‫عمْرِو بن‬
‫الحافظُ ابن حجَرٍ ‪ :‬وليس كذالك ‪ ،‬بل هو ضَ ّبيّ ‪ ،‬هو صُبَاحُ بنُ طَرِيفِ بنِ زيدِ بنِ َ‬
‫عامِرِ بنِ رَبيعةَ بنِ َك ْعبِ بن َثعْلَبةَ بن سَعد بن ضَبّةَ ‪ ،‬يُنْسَب إِليه جماعةٌ ‪ ،‬منهم عبدُ الحَارث بنُ‬
‫ص ْفوَانَ بن صُبَاحٍ ‪ ،‬وفَدَ على النّبيّ صلى ال عليه وسلمفسمّاه عبدَ ال ‪.‬‬
‫زَيد بن َ‬
‫( والصّبَحُ ‪ ،‬محركةً ‪ :‬بَرِيقُ الحَدِيدِ ) وغيرِه ‪.‬‬
‫( وأُ ّم صُبْح ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪ ،‬من أَعلمِ ( َمكّة ) المش ّرفَة ‪ ،‬زِي َدتْ شَرَفا ‪.‬‬
‫ت ال َقوْمَ المَاءَ َتصْبِيحا ) ‪ :‬إِذا‬
‫ح ُ‬
‫( و ) في ( التّهذيبِ ) ‪ :‬وال ّتصْبَيحُ على وُجُوهٍ ‪ ،‬يقال ‪ ( :‬صَبّ ْ‬
‫( سَرَ ْيتَ بهم‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/524‬‬

‫حتى َأوْرَدَ ْتهُم إِيّاه ) ‪ ،‬أَي الماءَ ( صَباحا ) ‪ ،‬ومنه قوله ‪:‬‬
‫َوصَبّحتُهم ماءً ِبفَ ْيفَاءَ َقفْرةٍ‬
‫وقد حَلّقَ النّجْمُ ال َيمَانيّ فاسْ َتوَى‬
‫أَرادَ سَرَ ْيتُ بهم حتّى انتهيتُ بهم إِلى ذالك الماءِ ‪ .‬وتقول ‪ :‬صَبّحتُ القَومَ َتصْبِيحا ‪ ،‬إِذا أَتَيتَهم مع‬
‫الصّبَاح ‪ .‬ومنه قولُ عَنْتَرةَ يَصف خَيْلً ‪:‬‬
‫جفَارَ عَوابِسا‬
‫وغَدا َة صَبّحْنَ ال ِ‬
‫ش ْعثٌ شُ ّزبُ‬
‫َتهْدِي أَوائلَهنّ ُ‬
‫سقِيْتهم الصّبُوحَ‬
‫ت ال َقوْمَ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫ح ُ‬
‫جفَارَ صَبَاحا ‪ ،‬يعني خَيْلً عليها فُرْسانُها ‪ .‬ويقال ‪ :‬صَبّ ْ‬
‫أَي أَتَيْنَ ال ِ‬
‫‪ .‬انتهت عبارةُ التّهذيب ‪ .‬وقد تقدّم المَعنيان الَخيرَانِ في َأوّل المَادّة ‪ ،‬ولم يزل دأَب المصنّف في‬
‫تَقطيعِ الكلمِ المُوجِب لسِنَام المَلمِ ‪ ،‬عَفا عَنّا وعنه المَلِك العَلم ‪ ،‬فإِنه لو ذَكر هاذه عند أَخواتِها‬
‫كان َأمْ َثلَ لطرِيقَتِه الّتي اختارها ‪.‬‬
‫غفْلتِك‬
‫( و ) من المَجَاز ‪ :‬يقال للرّجل يُنبّهُ من سِ َنةِ ال َغفْلَةِ ‪َ ( :‬أصْبِحْ ) يا رَجلُ ‪ ( ،‬أَي انْتَبِهْ ) من َ‬
‫‪ ( ،‬وأَ ْبصِرْ رُشْدَك ) وما ُيصْلِحُك ‪ .‬وقال رؤْبة ‪.‬‬
‫َأصْبِحْ َفمَا مِنْ بَشَرٍ مَأْرُوشِ‬
‫جوْف اللّيْل ؛ كذا‬
‫أَي بَشَرٍ مَعيبٍ ‪ .‬و ُيقَال للنّائم ‪َ :‬أصْبِحْ ‪ ،‬أَي اسْتيقِظْ ‪ .‬وَأصْبَحُوا ‪ :‬استَيقَظُوا في َ‬
‫في الَساس ‪.‬‬
‫حقّ الصّابِحُ ) ‪ ،‬وهو ( البَيّنُ ) الظّاهِرُ الّذِي ل غُبَارَ عليه ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز أَيضا ‪ ( :‬ال َ‬
‫حضَنِيه ‪.‬‬
‫ق ‪ ،‬ومَ َ‬
‫وكذَا َقوْلُهم صَبَحَني فُلنٌ الحَ ّ‬
‫( وصَبْحَةُ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( :‬قَ ْل َعةٌ بدِيارِ َبكْرٍ ) ‪ ،‬بين آمِدَ َومّيّافَا ِرقِينَ ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫قولهم ‪ :‬صَبّحَك اللّهُ بخيرٍ ‪ ،‬إِذا دَعَا له ‪.‬‬
‫وأَتَيْتُه ُأصْبُوحَ َة كلّ يومٍ ‪ ،‬وُأمْسِيّ َة كلّ يومٍ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/525‬‬

‫شمّاخ ‪.‬‬
‫وَأصْبَحَ القَوْمُ ‪ :‬دَنَا َو ْقتُ دُخولِهم في الصّبَاح ‪ .‬وبه فُسّر قولُ ال ّ‬
‫والصّبُوح ‪ :‬كلّ ما ُأ ِكلَ أَو شُ ِربَ غُدّوةً ‪ ،‬وهو خِلفُ الغَبوقِ ‪ .‬وحكَى الَزهريّ عن اللّيث ‪:‬‬
‫خمْرُ ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫الصّبُوحُ ‪ :‬ال َ‬
‫ح معي‬
‫علَى الصّبْو ِ‬
‫ولَقَدْ غَ َد ّوتُ َ‬
‫شَ ْربٌ كِرامٌ مِن بَني رُ ْهمِ‬
‫جمْعُ صَبْوحٍ ‪ ،‬بمعنى لَبَنِ الغَدَاةِ ‪.‬‬
‫والصّبَائح في َق ْولِ أَبي لَ ْيلَى الَعْرَابيّ ‪َ :‬‬
‫خمْرٍ ‪ .‬ومنه قول طَرَفة ‪:‬‬
‫وصَبَحتُ فُلنا ‪ :‬أَي ناوَلْتُه صَبُوحا من لَبَنٍ أَو َ‬
‫حكَ كأْسا َروِيّةً‬
‫متَى تَأْتِنِي َأصْبَ ْ‬
‫أَي أَس ِقكَ ‪.‬‬
‫ج ْمجِم ول ُيصَرّحُ ‪ .‬وقد ُيضْ َربُ أَيضا لمن يُورِي عن‬
‫ن صَبُوحٍ تُ َرقّقُ ) لمَن يُ َ‬
‫وفي المَثَل ‪ ( :‬أَعَ ْ‬
‫شعْ ِبيّ أَن‬
‫جبُ بكلمٍ يُلطّفه ‪ .‬و ُروِيَ عن ال ّ‬
‫طبِ العَظيمِ بكِنايةٍ عنه ‪ ،‬ولمن يُوجِب عليك ما ل َي ِ‬
‫خ ْ‬
‫ال َ‬
‫ن صَبُوحٍ تُرقّق ‪ ،‬حَ ُرمَت عليه امرأَتُه‬
‫شعْبيّ ‪ ( :‬أَعَ ْ‬
‫رَجلً سأَله عن رَجل قَ ّبلَ أَمّ امرأَتِه ‪ ،‬فقال له ال ّ‬
‫شعْ ِبيّ أَنه كَنَى بتقبيله إِيّاهَا عن جِماعِها ‪.‬‬
‫) ظنّ ال ّ‬
‫سكْرَى ‪ .‬وفي مجمع الَمثال ‪:‬‬
‫سكْرانَ و َ‬
‫ل صَبْحَانُ ‪ ،‬وامرَأ ٌة صَبْحَى ‪ :‬شَرِبَا الصّبُوحَ ‪ ،‬مثل َ‬
‫جٌ‬‫ور ُ‬
‫ونَاقَة صَبْحَى ‪ :‬حُِلبَ لَبنُها ‪ ،‬ذكرَه في الصّاد ‪ .‬انتهى ‪.‬‬
‫وصَبُوحُ النّاقَةِ وصُبْحَتُها ‪ :‬قَدْرُ ما ُيحْتَلَب منها صُبْحا ‪.‬‬
‫وصَبَحَ ال َقوْمَ شَرّا ‪ :‬جاءَهُم به صَبَاحا ‪ .‬وصَبَحَتْهم الخَ ْيلُ وصَبّحَتْهم ‪ :‬جاءَ ْتهُم صُبْحا ‪.‬‬
‫ويا صَبَاحَاه ‪ :‬يقولها المُ ْنذِر ‪.‬‬
‫سقَاهَا غُ ْد َوةً ‪.‬‬
‫وصَبَحَ الِبلَ َيصْبَحُها صَبْحا ‪َ .‬‬
‫سقِيها صَبَاحا ‪.‬‬
‫والصابِحُ ‪ :‬الّذِي َيصْبَحُ إِبلَه الماءَ ‪ ،‬أَي َي ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/526‬‬

‫ومنه قول أَبي زُبَيْد ‪:‬‬


‫جوْزاءُ‬
‫حِينَ لحعتْ للصّابِحِ ال َ‬
‫حةَ ‪ ،‬وليست بناجِعةٍ عند العَرَب ‪ .‬و َو ْقتُ الوِرْدِ المحمود عندهم‬
‫سمّيها العربُ الصّبْ َ‬
‫سقْيَةُ تُ َ‬
‫وتلك ال ّ‬
‫مع الضّحا ِء الَكبرِ ‪.‬‬
‫سقِيها صَبَاحا‬
‫وفي حديث جَرِير ‪ :‬و ( ل َيحْسِر صابِحُها ) ‪ ،‬أَي ل َي ِكلّ ول َيعْيَا ‪ ،‬وهو الّذي يَ ْ‬
‫لَنه يُورِدها ماءً ظاهرا على وجْه الَرض ‪.‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬فَأصْبِحى سِرَاجَك ) أَي َأصْلِحيها ‪ .‬وفي حديث يحيَى بن زكريّا عليهما السّلم ‪:‬‬
‫خدُم بيتَ ال َمقْدِس نَهارا و ُيصْبِح فيه لَيْلً ) ‪ ،‬أَي يُسْرِج السّرَاجَ ‪.‬‬
‫( كان يَ ْ‬
‫لقْدَاحُ الّتي ُيصْطَبَح بها ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫والمِصابِيح ‪ :‬ا َ‬
‫طهَا‬
‫ح وَسْ َ‬
‫سعَى بالمَصابي ِ‬
‫ُن ِهلّ ونَ ْ‬
‫جمَعُ‬
‫لها َأمْرُ حَ ْزمٍ ل يُفرّقُ مُ ْ‬
‫لمُ ال َكوَاكب‬
‫ومَصَابِيحُ النّجُومِ ‪ :‬أَعْ َ‬
‫ح وَيَتَحَاسَنُ ‪.‬‬
‫وفُلنٌ يَ َتصَابَ ُ‬
‫ومن المَجَاز ‪ :‬رأَيْت ال َمصَابِيحَ تَزْهَ ُر في وَجْهه ‪.‬‬
‫ب الوَحْشِ َمجَازَانِ ؛ كذا في الَساس ‪.‬‬
‫خطَا ُ‬
‫وفي مَ َثلٍ ‪َ ( :‬أصْبِحْ لَ ْيلُ ) ‪ .‬ومُخَاطبةُ اللّ ْيلِ و ِ‬
‫سحَابٍ وزُبَيْر وكَتّانٍ‬
‫سمّت صُبْحا وصَبَاحا وصُبَيحا وصَبّاحا وصَبِيحا ومَصْبَحا ‪ ،‬ك ُق ْفلٍ و َ‬
‫وقد َ‬
‫سكَن ‪.‬‬
‫وَأمِير ومَ ْ‬
‫سوَ ُد صُبْحٌ ‪ ،‬تأْكيدٌ ؛ قاله الزّمخشريّ ‪.‬‬
‫وأَ ْ‬
‫صحّابة ‪.‬‬
‫شكَوال في ال ّ‬
‫وصَبَاحٌ ‪ :‬مولَى العبّاسِ بن عبد المُطّلب ؛ ذَكرَه ابنُ بَ ْ‬
‫جهّز لبَدْ ٍر فمَرِض ‪ .‬وعبد ال بن صُبَيْحٍ ‪ :‬تابعيّ ‪ ،‬روَى عنه محمّد‬
‫وصُبَيحٌ ‪ :‬مولى أَبي أُحَيْحةَ ‪َ ،‬ت َ‬
‫بنّ إِسحاقَ ‪.‬‬
‫وصُبَيحَةُ بنُ الحارث القُرشيّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/527‬‬

‫التّيْميّ ‪ :‬من مُسِْلمَ ِة الفَتْح ‪ .‬وبنو صْبْحِ بنِ ذُ ْهلِ بنِ شَيبانَ ‪ ،‬قبيلةٌ ‪ .‬وبنو صُبْحِ بنِ ذُ ْهلِ بنِ ماِلكِ‬
‫ن ضَبّةَ ‪َ ،‬فخِذٌ ‪.‬‬
‫س ْعدِ ب ِ‬
‫بن بَكرِ بن َ‬
‫ت القُشَيْريّ ‪.‬‬
‫وصَبَاحُ بنُ ثاب ٍ‬
‫ح ‪ .‬وصُبَيْحُ بنُ‬
‫وصُبَيْحٌ ‪ :‬مَولَى زَيدِ بنِ أَ ْرقَ َم ‪ .‬وصُبَيْح بن عمي َر َة ‪ .‬وصُبَيْحٌ مَولَى عبدِ ال بن رَبَا ٍ‬
‫عبدِ ال العَبْسيّ ‪ ،‬تابعيّون ‪.‬‬
‫سلَم ‪ ،‬في عَنَزةَ ‪.‬‬
‫ضمّ ‪ :‬ابنُ َنهْدِ بن زَيدٍ ‪ ،‬في قُضاع َة ‪ ،‬وصُبَاحُ بنُ عَبِيلِ بنِ أَ ْ‬
‫وصُبَاحٌ ‪ ،‬بال ّ‬
‫حيّ ‪ ،‬يأْتي للمصنّف في خير مع وَهمٍ ‪.‬‬
‫وصُبَاحُ بنُ ُلكَيزٍ في عبد القَيْس ‪ ،‬منهم أَبو خَيْ َرةً الصبَا ِ‬
‫سعْدِ ُهذَي ٍم صُبَاحُ بنُ قَيْسِ بنِ عامرِ بنِ‬
‫وصُبَاحُ بن ظَبْيَانَ في نَسبِ جَميلٍ صاحبِ بُثَيْ َنةَ ‪ .‬وفي َ‬
‫هُذَيم ‪.‬‬
‫وصُبْحُ بنُ َمعْ َبدِ بنِ عَ ِديَ في طَيّىءٍ ‪.‬‬
‫وصَبّاحٌ كشدّادٍ ابنُ محمّدِ بن صَبّاحٍ ‪ ،‬عن ال ُمعَافَى بن سُلَيْمانَ ‪.‬‬
‫صحح ‪!* ( :‬الصّحّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪!* ،‬والصّحّةُ ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬وقد وَردتْ مصادرُ على ُف ْعلٍ ‪ ،‬و ِفعْلَةٍ ‪،‬‬
‫ل والقِلّة ‪ ،‬وال ّذلّ والذّلّة ؛ قاله شيخنا ‪!* ( ،‬والصّحَاحُ ‪،‬‬
‫بالكسر ‪ ،‬في أَلفاظ هاذا منها ‪ ،‬وكالقُ ّ‬
‫بالفتح ) ‪ ،‬الثّلثة بمعنَى ( ذَهَاب المَ َرضِ ) ‪ .‬وقد *!صَحّ فُلنٌ من عِلّتِه ‪ ( ،‬و ) هو أَيضا‬
‫س ْقمِه ‪.‬‬
‫( البَرَا َء ُة من كلّ عَ ْيبٍ ) ورَ ْببٍ ‪ .‬وحكَى ابنُ دُريد عن أَبي عُبَيْ َدةَ ‪ :‬كان ذالك في صُحّه و ُ‬
‫سقَم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ومن كلمهم ‪ :‬ما َأقْ َربَ الصّحَاحَ من ال ّ‬
‫ح الَدِيمِ‬
‫وقد ( *!صَحّ *! َيصِحّ ) *!صِحّةً ‪ ( ،‬فهو *!صَحِيحٌ ‪!* ،‬وصَحَاحٌ ) ‪ .‬بالفَتْح ‪!* .‬وصَحِي ُ‬
‫ح الَديمِ ‪ :‬ب َمعْنًى ‪ ،‬أَي غي ُر مقطوعٍ ‪ .‬وفي الحديث ‪ُ ( :‬يقَاسِم ابنُ آدَمَ أَهلَ النّارِ قِسْمةً‬
‫‪!* ،‬وصَحَا ُ‬
‫صفُها‬
‫سمَةً *!صَحيحةً ‪ ،‬فله ِن ْ‬
‫*!صَحَاحا ) ‪ ،‬يعني قابيلَ اّلذِي قَ َتلَ أَخاه هابيلَ ‪ ،‬يعني أَنه يُقاسِمهم قِ ْ‬
‫صفُها ‪!* .‬الصّحَاحُ ‪،‬‬
‫ولهم ِن ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/528‬‬

‫طوَالٍ‬
‫ح *!وصَحَاحٌ ‪ ،‬ويجوز أَن يكون الضّمّ ك ُ‬
‫صحِي ٌ‬
‫بالفتح ‪ :‬بمنَى *!الصّحيحِ ‪ .‬يقال ‪ :‬دِرْهَمٌ *! َ‬
‫في طَويل ‪ ،‬ومنهم من يرويهِ بالكسر ‪ ،‬ول َوجْهَ له ‪.‬‬
‫صحَاحٍ ) بالكسر ‪!* ( ،‬وَأصِحّاءَ ) ‪ ،‬فيهما ‪ ،‬وامرَأةٌ‬
‫ح *!وصَحِيحٌ ‪ ( ،‬من قومٍ *! ِ‬
‫جلٌ *!صَحَا ٌ‬
‫ورَ ُ‬
‫ح ( وصَحَائِحَ ) ‪.‬‬
‫س َوةِ *!صِحَا ٍ‬
‫*!صَحِيحةٌ ‪ ،‬من نِ ْ‬
‫صحِيحا كان هو أَو مَريضا‬
‫ل فهو *!صَحِيحٌ ‪!* ( :‬صَحّ أَهلُه وماشِيَتُه ) ‪َ !* ،‬‬
‫( *!وَأصَحّ ) الرّج ُ‬
‫‪!* .‬وَأصَحّ القَومُ ‪ ،‬وهم ُمصِحّون ‪ ،‬إِذا كانتْ قد َأصَابتْ أَموالَهم عاهةٌ ثم ارتفعتْ ‪ .‬وفي الحديث‬
‫‪ ( :‬ل يُورِد ال ُممْرِض على *!ال ُمصِحّ ) ‪ .‬أَي ل يُو ِردُ مَنْ إِبلُه مَ ْرضَى على مَنْ إِبلُه صِحَاحٌ ‪ ،‬ول‬
‫عدَ ْتهَا‬
‫ظهَرَ بمال ال ُممْرِض فَيظُنّ أَ ّنهَا أَ ْ‬
‫ظهَ َر بمالِ ال ُمصِحّ ما َ‬
‫يَسقيها معها ‪ ،‬كأَنّه كَره ذالك أَنْ َي ْ‬
‫فيأْثَمَ بذالك ‪ .‬وقد قال صلى ال عليه وسلم ( ل عَ ْدوَى ) ‪.‬‬
‫( و ) َأصَحّ ( اللّهُ تَعالَى فُلنا ) وصَحّحه ‪ ( :‬أَزالَ مَ َرضَه ) ‪.‬‬
‫صوْمُ *! َمصَحّةٌ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬و ُيكْسَر الصّا ُد ) والفتح أَعْلَى ‪( ،‬‬
‫( و ) وَرَ َد في بعضِ الثار ‪ ( :‬ال ّ‬
‫أَي *! ُيصَحّ به ) مَبنيّا للمجهول ‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬أَي *! ُيصَحّ عليه ‪ ،‬هو َم ْفعَلَةٌ من *!الصّحّةِ‬
‫سفَر أَيضا َمصَحّة ‪.‬‬
‫‪ :‬العافيةِ ‪ .‬وهو كقوله في الحديث الخَر ‪ ( :‬صُومُوا *! َتصِحّوا ) ‪ .‬وال ّ‬
‫حصَحَانُ ) ‪ ،‬كلّه ( ‪ :‬ما اسْ َتوَى من الَ ْرضِ ) وجَرِدَ ‪،‬‬
‫حصَح *!والصّحْصاحُ *!والصّ ْ‬
‫( *!والصّ ْ‬
‫حصًى صِغارٍ ‪ .‬ونثل‬
‫حصَحُ ‪ :‬الَ ْرضُ الجَرداءُ المُسْتويةِ ذاتُ َ‬
‫جمْعُ ا*!لصّحاصِحُ ‪!* .‬والصّ ْ‬
‫وال َ‬
‫حصَحُ ‪ :‬الَ ْرضُ المَلْسَاءُ ‪ .‬انتهَى ‪ .‬وأَرض*! صَحاصِحُ‬
‫شيخنا عن السّهيليّ في ال ّر ْوضٌ ‪!* :‬الصّ ْ‬
‫حصَحانٌ ‪ :‬ليس بها شَي ٌء ول شَج ٌر ول قَرَارٌ للماءِ ‪ .‬قال أَبو منصور ‪ :‬وقَلّما تكون إِل في‬
‫*!وصَ ْ‬
‫سَنَدِ واد أَو جَ َبلٍ قريبٍ من سَ َندِ واد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/529‬‬

‫والصّحراءُ َأشَدّ اسْ ِتوَاءً منها ‪ ،‬قال الرّاجز ‪:‬‬


‫تَراه *!بالصّحاصِحِ السّمالقِ‬
‫جفْنِ السّلحِ الدّالقِ‬
‫كالسّيفِ من َ‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫طعْنا من ِنصَابِ عَ ْرفَجِ‬
‫وكم قَ َ‬
‫حصَحانٍ قُ ُذفٍ مُخَرّجِ‬
‫*!وصَ ْ‬
‫سفِينِ ال ُمخْرَجِ‬
‫به الرّاذَايَا كال ّ‬
‫و ِنصَابُ العَ ْرفَج ‪ :‬ناحِيَته ‪ .‬والقُ ُذفُ ‪ :‬الّتي ل مَرْتَعَ بها ‪ .‬والمُخرّجُ ‪ :‬الّذي لم ُيصِبْه مَطرٌ ‪ ،‬أَرضٌ‬
‫شخُوصِ السّفن ‪ .‬وَأمّا شاهد *!الصحصاح فقوله ‪:‬‬
‫مُخرّجَةٌ ‪ .‬فشَبّه شُخوصَ الِبلِ الحَسْرَى ب ُ‬
‫ق في الصّحْصاحِ‬
‫ن الوَ ْد ُ‬
‫حيثُ ارْ َثعَ ّ‬
‫حصَحٍ ) ‪ .‬وفي حديث ابن‬
‫طعْنا إِليك من كذا وكذا وتَنوفة*! صَ ْ‬
‫جهَيش ‪ ( :‬وكائِنْ َق َ‬
‫وفي حديث ُ‬
‫حصَحةِ فأَخطَأَت اسْتُه‬
‫حفَرَ *!بالصّ ْ‬
‫ن ثعلبٍ َ‬
‫الزّبير ‪ ،‬لمّا أَتاه قتلُ الضّحّاك ‪ ،‬قال ‪ ( :‬إِن َثعَْلبَ ب َ‬
‫حفْ َرةَ ) ‪.‬‬
‫ال ُ‬
‫سهُل ) ولم يُوطَأْ ‪ ،‬قال ابن مُقْبِل يَصف ناقةً ‪:‬‬
‫( *!وصَحَاحُ الطّريقِ ‪ ،‬بالفتح ‪ :‬ما اشْ َتدّ منه ولم يَ ْ‬
‫ج َهتُ َوجْهَ الطّريقِ تَ َيمّمتْ‬
‫إِذا وا َ‬
‫سهّلَ‬
‫*!صَحَاحَ الطّرِيقِ عِ ّزةً أَنْ تَ َ‬
‫حصَ ‪.‬‬
‫حصْ َ‬
‫لمْرُ ‪ :‬تَبَيّنَ ) ‪ ،‬مثل َ‬
‫حصَحَ ا َ‬
‫( *!وصَ ْ‬
‫حصِحُ ‪:‬‬
‫حصِحُ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬الرّجل ( الصّحيحُ ال َموَ ّدةِ ‪ .‬و ) من المَجاز ‪!* :‬ال ُمصَ ْ‬
‫( *!وال ُمصَ ْ‬
‫( مَنْ يأْتي بالَباطيل ) ‪.‬‬
‫حصَحٌ ‪ ( :‬والدُ مُحْرِزٍ أَحدِ بني تَ ْيمِ اللّهِ بنِ َثعْلَبَةَ ) بنِ‬
‫( *!وصَحْصحٌ ‪ :‬ع بال َبحْرَيْن ‪ .‬و ) *!صَ ْ‬
‫حصَحٌ‬
‫حصَحٌ ‪ ( :‬أَبو َقوْم من تَيْم ‪ .‬و ) صَ ْ‬
‫ص ْعبِ بنِ عليّ بنِ بكرِ بنِ وائِل ‪ ( .‬و ) صَ ْ‬
‫ن َ‬
‫عُكابَةَ ب ِ‬
‫طيّءٍ ) ‪.‬‬
‫‪ ( :‬أَبو َقوْمٍ من َ‬
‫ب وتَ ْدمُرَ ) ‪.‬‬
‫حصَحانُ ‪ :‬ع ) شَديدُ البَرْدِ ( بين حََل َ‬
‫( *!والصّ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/530‬‬

‫ب الوقَائِعِ المشهورة ‪.‬‬


‫ح ِ‬
‫سدِ بنِ الرّهِيص الطّائيّ ) صا ِ‬
‫س لَ َ‬
‫( والصّحيح ‪ :‬فَرَ ٌ‬
‫ق الُمورِ‬
‫حصُوحٌ ‪ ،‬بضمّهما ) ‪ ،‬إِذا كان ( يَتَتَبّع َدقَائ َ‬
‫ح *!وصُ ْ‬
‫حصُ ٌ‬
‫( و ) يقال ‪ ( :‬رَجلٌ *!صُ ْ‬
‫حصِيها و َيعَْلمُها ) ‪.‬‬
‫فيُ ْ‬
‫صلَ لها ‪( ،‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬التّرّهَاتُ *!الصّحاصِحُ ) ل سَدائ َد ول صَحائِح ‪ :‬أَي أَباطِيل ل َأ ْ‬
‫و ) مثله ( بالِضافَة ) أَيضا ‪ .‬وكذلك التّرّهاتُ البَسابِسُ ‪ ،‬و ( َمعْنَاه الباطِل ) ‪ .‬وهما بالِضافَة‬
‫جوَد ‪ .‬قال البن ُمقْبِل ‪:‬‬
‫أَ ْ‬
‫وما ِذكْرُه دَ ْهمَاءَ بعدَ مَزَارِهَا‬
‫بِنَجْرَانَ ِإلّ التّرّهاتُ *!الصّحاصِحُ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫*!اسْ َتصَحّ فُلنٌ من عِلّتِه ‪ :‬إِذا بَرِىءَ قال الَعشى ‪:‬‬
‫سقِيمٌ فَلَئِنْ‬
‫أَمْ كما قالوا َ‬
‫سقَامَ عنه *!واسْ َتصَحّ‬
‫ض الَ ْ‬
‫َنفَ َ‬
‫ح ما تقول ‪ ،‬وهو مَجَاز ‪.‬‬
‫وأَنا *!أَسْ َتصِ ّ‬
‫ل والَسْقَامُ ‪.‬‬
‫لوْبَاءِ ‪ ،‬صحيحَةٌ ل وَبَاءَ فيها ‪ ،‬ول َتكْثُرُ فيها العَِل ُ‬
‫وأَ ْرضٌ *! َمصَحّةٌ ‪ :‬بَريئةٌ من ا َ‬
‫جعَله صَحِيحا ‪.‬‬
‫شيْءَ ‪َ :‬‬
‫*!وصَحّ ال ّ‬
‫خطَأَه ‪.‬‬
‫حتَ َ‬
‫سقِيما فَأصْلَ ْ‬
‫حتُ الكِتَابَ والحِسَابَ *! َتصْحِيحا ‪ِ :‬إذَا كَانَ َ‬
‫*!وصَحّ ْ‬
‫ححْتُه ‪ ،‬أَي وَجدْتُه صَحِيحا ‪.‬‬
‫وأَتيتُ فلنا *!فَأصْ َ‬
‫شعْرِ ‪ :‬ما سَلِمَ من ال ّنقْص ‪ .‬وقيل ‪ :‬كلّ ما ُي ْمكِن فيه الزّحافُ فَسِلمَ منه فهو‬
‫والصّحِيحُ من ال ّ‬
‫علَلً في الَعارِيض‬
‫صفٍ يَسَْلمُ كم الَشياءِ الّتي تقَع ِ‬
‫ح ‪ :‬كلّ آخِرِ ِن ْ‬
‫صحيحٌ ‪ .‬وقيل ‪ :‬الصّحي ُ‬
‫شوِ ‪.‬‬
‫ب ‪ ،‬ول َتقَعُ في الحَ ْ‬
‫والضّرو ِ‬
‫حصِح في قول مُلَيحٍ الهُذليّ ‪:‬‬
‫*!وال ُمصَ ْ‬
‫فحُ ّبكَ لَيْلَى حينَ تَدْنُو َزمَانَةٌ‬
‫حصِحُ‬
‫ويَلْحاكَ في لَيْلَى العَريفُ *!ال ُمصَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/531‬‬

‫قيل ‪ :‬أَراد النّاصحَ ‪ ،‬كأَنّه *!المُصحّحُ ‪ ،‬فكَرِه ال ّتضْعيفَ ‪.‬‬


‫حتْ شَهادتُه ‪ .‬وصَحّ له عليه كذا ‪ ،‬وصَحّ قَولُه ؛‬
‫حقّه ‪!* .‬وصَ ّ‬
‫ومن المجاز ‪ :‬صَحّ عند القاضي َ‬
‫كذا في الَساس ‪.‬‬
‫صدح ‪ ( :‬صَدَحَ الرّجلُ والطّائ ُر كمَنَعَ ) َيصْدَحُ ( صَدْحا ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ( ،‬وصُدَاحا ) كغُرَابٍ‬
‫ك والغُرابُ ‪ :‬صاحَ ‪ .‬واسم الفاعل منه صَدّاحَ ‪.‬‬
‫‪َ ( :‬رفَ َع صوتَه بغناءٍ ) أَو غيرِه ‪ .‬وصَدَحَ الدّي ُ‬
‫واسم الفاعل منه صَدّاحٌ ‪ .‬قال لبيد ‪:‬‬
‫وقَيْنَ ِة ومِزْهَ ٍر صَدّاحِ‬
‫حمَيْدُ بن َثوْر ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫مُطوّقةٌ خِطْبَاءُ َتصْدَحُ كُّلمَا‬
‫جمَا‬
‫دَنَا الصّيفُ وانْزَاحَ الرّبيعُ فأَنْ َ‬
‫حدّتُه ‪ .‬وال ِفعْل كال ِفعْل ‪ ،‬وال َمصْدَرُ كالمعصْدَر ‪.‬‬
‫ص ْوتِ و ِ‬
‫ش ّدةُ ال ّ‬
‫والصّدْحُ أَيضا ‪ِ :‬‬
‫والقَيْنَةُ الصّادِحَة ‪ :‬ال ُمغَنّيَة ‪.‬‬
‫( والصّيْدَح ) ‪ ،‬كصَقيْلٍ ( والصّدُوح ) ‪ ،‬كصَبُورٍ ‪ ( ،‬والصّيْداح وال ِمصْدَح ‪ :‬الصّيّاحُ الصّ ّيتُ ) ‪،‬‬
‫ص ْوتِ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫أَي الشّدِيدُ ال ّ‬
‫وذُعِ َرتْ من زَاجِرٍ وحُواح‬
‫مُلزِمٍ آثا َرهَا صَيْداحِ‬
‫ص ْوتَ ‪ .‬قال ( أَبو ) النّجم ‪:‬‬
‫حمَارُ ‪ ،‬وهو صَدُوحٌ ‪َ :‬‬
‫وصَدَحَ ال ِ‬
‫مُحَشْرِجا َومَ ّرةً صَدُوحَا‬
‫ب ونَحوِهما ‪.‬‬
‫ص ْوتِ الدّيك والغُرَا ِ‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬قال اللّيث ‪ :‬الصّدْح ‪ :‬من شِ ْد ِة َ‬
‫لوّل ‪ ( :‬خَرَ َزةٌ للتّأْخِيذِ ) ‪ .‬وفي (‬
‫( والصّدْحَة ‪ ،‬وبالضّمّ ‪ ،‬وبالتحريك ) واقتصر الجوهَ ِريّ على ا َ‬
‫الصّحاح ) ‪ :‬خَرَ َزةٌ ُيؤَخّذ بها الرّجَالُ ‪ . .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬خَرَ َزةٌ يُسْ َتعْطَف بها الرّجَالُ ‪ .‬وقال‬
‫اللّحيانيّ ‪ :‬هي خَرزةٌ تُؤخّذُ بها النّساءُ الرّجالَ ‪.‬‬
‫( والصّدَحُ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬العَلَمُ ) ‪ ،‬والمَكانِ الخالي ‪ ( ،‬و ) في ( التّهذيب ) ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/532‬‬

‫صدْحانٌ ‪ ( .‬و ) الصّدَح ‪َ ( .‬ثمَرةٌ‬


‫حجَارةِ ) ‪ ،‬جمع ( ها ) ِ‬
‫ل َكمَةُ الّصغيرةُ الصّلْبةُ ال ِ‬
‫الصّدَحُ ‪ ( :‬ا َ‬
‫حمْرتُه تَض ِربُ إِلى السّواد ؛ قاله انْنُ شُميلٍ ‪ ( .‬و )‬
‫حمْ َرةً من العُنّابِ ) وأَنْشَزُ منه قليلً ‪ ،‬و ُ‬
‫شدّ ُ‬
‫أَ َ‬
‫سوَدُ ‪ ،‬ج صَدْحانٌ ‪،‬‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬الصّدَحُ ‪ ( :‬الَ ْ‬
‫حكَى اب ُ‬
‫الصّدَحُ ‪ ( :‬حَجَرٌ عَريضٌ ‪ .‬و ) َ‬
‫بالكسر ) ‪.‬‬
‫( والَصْدَح ‪ :‬الَسدُ ) ‪ ،‬لزِئَيرِه ‪.‬‬
‫( وصَيْدَحُ ) ‪ :‬اسمُ ( ناقَة ذي ال ّرمّة ) الشّاعرِ المشهورِ ‪ ،‬وفيها يقول ‪:‬‬
‫س ِم ْعتُ ‪ :‬النّاسُ يَنْتَجعونَ غَيْثا‬
‫َ‬
‫للَ‬
‫فقلتُ لصَيْدَحَ انْتَجِعي بِ َ‬
‫وفي ( الصّحاحِ ) ‪ ( :‬رَأَيتُ النّاس ) ‪ ،‬بدل ‪ ( :‬سمعْت ) ‪ ،‬والنّاس مرفوعٌ ‪ .‬قال أَبو سهْل ‪ :‬هاكذا‬
‫بخطّ الجَوهريّ ‪ ،‬وصَحّحَ عليه ‪ ،‬والمحفوظ ‪ ( :‬سمعتُ النّاس ) ‪ .‬ووَجدْت في الهامش لبن‬
‫القَطّاع ‪ :‬يُ ْروَى هاذا البيت ب َرفْع النّاس و َنصْبه بعد ( سمعت ) فالنّصب ظاهر ‪ ،‬وأَما الرّفع فعَلَى‬
‫ج َملُ ‪ ،‬وتقديرُ المنَى ‪ :‬س ِم ْعتُ‬
‫حكَاية ‪ ،‬لَنّ سمعْت فِعل غير مؤثّر ‪ ،‬فجازَ أَن ُيعَلّق و َتقَعَ بعدَه ال ُ‬
‫ال ِ‬
‫مَنْ يقول ‪ :‬الناسُ يَنْ َتجِعون غَيْثا ‪ .‬وأَما مع رأَيت فل َيصِحّ ذلك ‪.‬‬
‫صوْب ) ‪.‬‬
‫( وهو ) أَي الصّيْدَح أَيضا ‪ ( :‬الفَرَسُ الشّدِيدُ ال ّ‬
‫ح ‪ ،‬ومِزْهَ ٌر صَدّاحٌ ؛ كذا في الَساس ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬عيْنَةٌ صادِحةٌ ‪ ،‬وحَادٍ صَيْدَ ٌ‬
‫ضخْما طويلً في السّماءِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو ( ال َقصْر ) ‪،‬‬
‫صرح ‪ ( :‬الصّرْحُ ) ‪ :‬بيتٌ واحدٌ يُبْنَى مُ ْنفَرِدا َ‬
‫قاله ال ّزجّاج ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬هو ( كلّ بِناءٍ عالٍ ) مرتفِع ‪ .‬وفي التنزيل ‪ 029 . 6 { :‬انه صرح ‪.‬‬
‫جمْع صُرُوحٌ ‪ .‬قال أَبو ُذؤَيب ‪:‬‬
‫‪ .‬قوارير } ( النمل ‪ ) 44 :‬وال َ‬
‫عَلى طُ ُرقٍ كنُحُورِ الظّبَا‬
‫سبُ آرَا َمهُنّ الصّرُوحَا‬
‫ءِ َتحْ َ‬
‫وقال بعضُ ال ُمفَسّرِين ‪ :‬الصّرْحُ ‪ :‬بَلطٌ اتّخذَ لِب ْلقِيسَ من َقوَارِيرَ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/533‬‬

‫خذَه‬
‫ختَ َنصّرَ ) الجَبّارِ المشهورِ ( قُ ْربَ با ِبلَ ) بالعِراق ‪ ،‬كان اتّ َ‬
‫( و ) الصّرْح ‪َ ( :‬قصْرٌ لبُ ْ‬
‫لتَجبّره وعِنَادِه ‪ ،‬وقِصّتُه مشهورةٌ ‪.‬‬
‫حضُ ( الخَاِلصُ من ُكلّ شيْءٍ ) ‪ .‬ومنهم من قَيّدَه بالَبيضِ ‪،‬‬
‫( و ) الصّرَحُ ( بالّتحْرِيك ) ‪ :‬المَ ْ‬
‫وأَنشد للمُتنخّل الهُذليّ ‪:‬‬
‫جمَهمْ‬
‫َتعْلُو السيوفُ بأَ ْيدِينا جَما ِ‬
‫ل ْمعَزِ الصّرَحُ‬
‫كما يُفلّق مَ ْروُ ا َ‬
‫شهَدا به على الخالص ‪ ،‬من غير تقييد ‪،‬‬
‫وأَورَ َد الَزهريّ والجوهَ ِريّ هاذا البيتَ مُسْتَ ْ‬
‫( كالصّريحِ ) كأَميرٍ ( والصّرَاح ‪ ،‬بالفتح والضّمّ ) ‪ ،‬والكشر أَفصح ‪ ( .‬والسمُ الصّراحةُ بالفتح ‪،‬‬
‫( والصّرُوحةُ ) ‪ .‬بالضّمّ ‪.‬‬
‫( وصَرُحَ َنسَبُه ‪ ،‬ككَرُمَ ‪ :‬خَُلصَ ) ‪ ،‬وكذا كلّ شُيءٍ ‪.‬‬
‫وكُلّ خالص ‪ :‬صَرِيحٌ ‪ ( ،‬وهو ) أَي الرّجلُ الخاِلصُ النّسبِ ‪ ( :‬صَريحٌ من ) َقوْم ( صُرَحاءَ ) ‪،‬‬
‫جمَع الرّجالُ‬
‫حضُ ‪ ،‬ويُ ْ‬
‫علَى ‪ ( .‬و ) في ( التهذيب ) ‪ :‬والصّريح من الرّجال والخيلِ ‪ :‬ال َم ْ‬
‫وهي أَ ْ‬
‫س صَريحٌ من خَيلِ ( صَرَائِحَ ) ‪.‬‬
‫على صُرَحاءَ ‪ ،‬والخَ ْيلُ على الصّرائِحِ يقال ‪ :‬فَرَ ٌ‬
‫جهَةً ‪ .‬والسمُ )‬
‫( و ) يقال ‪ ( :‬شَ َتمَه ُمصَارَحةً ) وصُراحا ‪ ،‬بالضّمّ والكسر ‪ ،‬أَي ) ِكفَاحا و ( ُموَا َ‬
‫الصّرَاحُ بالضّمّ ‪ ( ،‬كغُرَاب ) ‪ .‬ويقال ‪َ :‬لقِيته ُمصَارَحَ ًة ‪ ،‬وصُرَاحا ‪ ،‬وصِرَاحا وكِفَاحا ‪ :‬بمعنًى‬
‫واحدٍ ‪ ،‬إِذا لقِيته ُموَاجهةً ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫قد كنتُ أَنذَ ْرتُ أَخا مَنّاحِ‬
‫عمْرٌ و عُ ْرضَةُ الصّرَاحِ‬
‫عمْرا وَ َ‬
‫َ‬
‫شبْ ) ‪ ،‬أَي خاِلصَةٌ لم ُتخْلَطْ ( بمِزاجٍ ) ‪ ،‬هاكذا في النّسخد‬
‫( وكأْسٌ صُرَاحٌ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ : ( :‬لم ُت َ‬
‫وفي بعضها ‪ :‬بمِزْجٍ ‪.‬‬
‫( وال ّتصْريحُ ‪ :‬خِلفُ ال ّتعْريضِ ) يقال ‪ :‬صَرّح فُلنٌ بما في َنفْسه َتصْرِيحا ‪ :‬إِذا أَبداه ‪ ( .‬و )‬
‫ال ّتصْريح ‪ ( :‬تَبْيِين الَمرِ ‪ ،‬كالصّرْحِ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/534‬‬

‫ظهَرَه ‪ .‬وفي حديث ابن‬


‫شيْ َء وصَرّحَه وَأصْرَحه ‪ ،‬إِذا بَيّنه وأَ ْ‬
‫( والِصْرَاحِ ) ‪ .‬يقال ‪ :‬صَرَحَ ال ّ‬
‫حلّ شِرَاءُ النّخْل ؟ قال ‪ :‬حين يُصرّحُ ‪ ،‬قيل ‪ :‬وما ال ّتصْريح ؟ قال ‪ :‬حين‬
‫عباس ‪ ( :‬سُ ِئلَ متَى يَ ِ‬
‫صوَاب ‪ :‬يُصوّح ‪ ،‬بالواو ‪،‬‬
‫يَسْتَبِينُ الحُ ْلوُ من المُرّ ) ‪ .‬قال الخَطّابيّ ‪ :‬هاكذا يُ ْروَى و ُيفَسّر ‪ ،‬وال ّ‬
‫جدّان ‪ .‬وجِ ْلدَانٍ ) أَي أَ ْبدَى الرّجلُ َأ ْقصَى ما‬
‫حتْ ب ِ‬
‫وسيُ ْذكَر في موضعه ‪ .‬ومن أَمثالهم ‪ ( :‬صَرّ َ‬
‫ن ‪ .‬ومن ذلك المَثَل ( عندَ‬
‫حقّ ‪َ ،‬وصَرّحَ ‪ ،‬إِذَا با َ‬
‫يُريدُه ‪ ( .‬و ) نُسخة ‪ :‬الحَقّ ‪ ،‬يقال ‪ :‬ا ْنصَرَح ال َ‬
‫ال ّتصْريح تَسْتَرِيح ) ‪ .‬وهو في ( مجمع الَمثال ) للمَيْدانيّ ‪ ( ،‬لزِمٌ ) و ( مُتَعدَ ‪ .‬و ) ال ّتصْرِيح‬
‫خَلصَتْ ‪ .‬قال الَعشى ‪:‬‬
‫خمْرِ ‪ :‬ذَهَابُ زَبَدِهَا ) وقد صَرّحَت ‪ ،‬إِذا انْجَلَى زَ َبدُهَا ف َ‬
‫( في ال َ‬
‫حمْرةٍ‬
‫شفُ عن ُ‬
‫ُكمَيتا تَك ّ‬
‫إِذا صرّحتْ بعدَ إِزْبا ِدهَا‬
‫حتْ َب ْعدَ تهدا ٍر وإِزْبادٍ ‪ .‬و َتصَرّحَ الزّبَدُ عنها ‪ :‬ا ْنجَلَى فَخََلصَ ‪ ( .‬و ) تقول ‪:‬‬
‫يقول ‪ :‬قد صَرّ َ‬
‫ت وصارتْ صَريحةً ) ‪ ،‬أَي حاِلصَةً في الشّدّة ‪ .‬وكذالك تقول ‪:‬‬
‫حلُ ‪ ،‬أَي َأجْدَ َب ْ‬
‫حتْ كَ ْ‬
‫( صَرّ َ‬
‫ظهَ َرتْ خدُوبَتُها ‪ .‬قال سَلَمنَةُ بن جَنْدَل ‪:‬‬
‫صَرّحَت السّ َنةُ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫حلٌ ‪ ،‬بيوتُهمُ‬
‫َقوْمٌ إِذا صَرّحتْ كَ ْ‬
‫مَ ْأوَى الضّيُوفِ ومَأْوَى كلّ قُرْضوبِ‬
‫( و ) صَرّحَ ( الرّامي ) َتصْرِيحا ‪ ،‬إِذا ( َرمَى ولمْ ُيصِب ) الهَ َدفَ ‪.‬‬
‫( وال ِمصْراح ) بالكسر ‪ ( :‬النّا َقةُ ل تُرْغِي ) ؛ كذا في ( التهذيب ) ‪ .‬وفي ( المحكم ) وغيره ‪:‬‬
‫غ َوةِ خالصةُ اللّبن ‪.‬‬
‫ناقَةٌ ِمصْراحٌ ‪ :‬قليلةُ الرّ ْ‬
‫خمْر ) ‪ ،‬قال ابن دُرَيد ‪ :‬ول أَدرِي ما‬
‫( والصّراحِيّة ) ‪ ،‬بالضّ ّم وتشديد المثناة التّحتيّة ‪ ( :‬آنِيَةٌ لل َ‬
‫صِحّتُه ‪.‬‬
‫( والصّرَاحِيَة ( بالتّخفيف ) مع‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/535‬‬
‫خمْ ُر نفْسها ( الخالِصةُ ) ‪ ،‬أَي من غيرِ مَزْجٍ ‪ ( .‬و ) كذالك ( من الكلماتِ الخالصةُ ) ‪.‬‬
‫الضّم ‪ :‬ال َ‬
‫حيّ ‪ ،‬كالصّراحِ ‪ ،‬بالكسرِ أَيضا ‪ ،‬أَي بَيّنٌ‬
‫ب صُرَا ِ‬
‫وكَ ِذبٌ صُرَاحيَةٌ ‪ ( ،‬كالصّرَاحِ ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪ .‬وكَ ِذ ٌ‬
‫يَعرِفه النّاسُ ‪.‬‬
‫( ويومٌ ُمصَرّحٌ ‪ ،‬كمُحَ ّدثِ ) ‪ ،‬أَي ( بل سَحابٍ ) ‪ ،‬وهو في شعر الطّ ِرمّاح ‪ ،‬في قوله يَصف ذِئبا‬
‫‪:‬‬
‫طخَا َءةٍ‬
‫ظلّ َ‬
‫إِذا امْ َتلّ َي ْهوِي قُلْت ِ‬
‫ذَرَى الرّيحُ في أَعْقابِ َيوْمٍ مُصرّحِ‬
‫امْ َتلّ ‪ :‬عَدَا ‪ .‬وطَخَا َءةٌ ‪ :‬سَحَا َبةٌ خفيفةٌ ‪ .‬أَي ذَرَاهُ الرّيحُ في َيوْمٍ ُمصْحٍ ‪ .‬شَبّهَ الذّئبَ في عَ ْدوِه في‬
‫الَرض بسحابةٍ خفيفةٍ في ناحيةٍ من نواحِي السّماءِ ‪.‬‬
‫ش ْمسُه ؛ كما في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫سحَابُه وأَضا َءتْ َ‬
‫وصَرّحَ ال ّنهَارُ ‪ :‬ذَ َهبَ َ‬
‫حقّ ‪ ( :‬بانَ ) وا ْنكَشفَ ‪.‬‬
‫( وا ْنصَرَحَ ) ال َ‬
‫ظهَرَه ‪ ( ،‬كصَرّح ) مُشدّدا ومُخفّفا ‪ .‬وأَنشد أَبو زِياد ‪:‬‬
‫( وصَارَحَ بما في نفسِه ‪ :‬أَبْداه ) وَأ ْ‬
‫لكْنُو عَنْ قَذُورَ بغَيْرِهَا‬
‫وإِني َ‬
‫وأُعْ ِربُ َأحْيانا بها فأُصارِحُ‬
‫حدِرا تَ ْرمِي بك العِيسُ غُرْبَةً‬
‫َأمُنْ َ‬
‫صعِدةً بَرْحٌ لعَيْنَيك بارِحُ‬
‫ومُ ْ‬
‫حلٌ من خَيل العرب ‪ ،‬وهو ( فَرَسُ عَبْدِ َيغُوثَ بنِ حَ ْربٍ ‪ ،‬وآخَرُ لبني‬
‫( والصّريح ‪ ،‬كجَريحٍ ) ‪َ :‬ف ْ‬
‫خمٍ ) ‪.‬‬
‫شلٍ ‪ ،‬وآخر للَ ْ‬
‫َنهْ َ‬
‫جبٍ ‪ .‬وقال َأوْسُ بنُ غَ ْلفَاءَ الهُجَيْميّ ‪:‬‬
‫وبللم ‪ :‬اسمُ فَحْل مُنْ ِ‬
‫ومِ ْركَض ٌة صَرِيحيّ أَبُوها‬
‫يُهابُ لها الغُلم ُة والغُلمُ‬
‫طفَيل ‪:‬‬
‫وقال ُ‬
‫حقٌ‬
‫عَنَاجِيحُ فيهنّ الصّريحُ ول ِ‬
‫َمغَاوِيرُ فيها للَريبِ ُم َعقّبُ‬
‫حلِ فصارَت له اسما ‪.‬‬
‫ويُ ْروَى ‪ ( :‬مِنْ آلِ الصّرِيح وأَعْوَجٍ ‪ ،‬غَلَبَت الصّفة على هاذا الفَ ْ‬
‫( و ) صُرّاحٌ ( ك ُرمّانٍ ‪ :‬طائرٌ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/536‬‬
‫ح ْكمُه أَنه ( ُي ْؤكَل ) ‪.‬‬
‫كالجُ ْن َدبِ ) ‪ ،‬و ُ‬
‫حصْنٌ ) باليَمن ( بنَاه الجِنّ ل ِب ْلقِيسَ ) بأَمر سيّدنا سُليمانَ عليه السّلمُ ‪،‬‬
‫( وصِرْوَاحٌ ‪ ،‬بالكسر ‪ِ :‬‬
‫ف واللّم ‪.‬‬
‫وهو في ( الصّحاح ) معرّف بالَل ِ‬
‫( والصّمارِحُ بالضمّ ‪ :‬الخالِص ) ‪ .‬من كلّ شيْءٍ ‪ ،‬والميم زائدةٌ ‪ ،‬ويُ ْروَى عن أَبي عمرو ‪:‬‬
‫صمَادِح ‪ ،‬بالدّال ‪ .‬قال الجوهريّ ‪ :‬ول أَظنّه محفوظا ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫ج صَرْحَةً بَرْحةَ بالفتح في آخرِهما ‪،‬‬
‫( وخَرَجَ لهم صَرْحَةً بَ ْرحَةً ‪ ،‬أَي بارِزا لهُمْ ‪ .‬وإِنّ خُرُو َ‬
‫وبالتّنوين معا ( َلكَثيرٌ ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫لمْرِ صُرَاحِيَةً ‪ ،‬أَي خالِصا ‪.‬‬
‫قولهم ‪ :‬أَتاه با َ‬
‫غ َوةِ خالصٌ ‪ .‬وفي المثل ‪:‬‬
‫ولَبنٌ صَريحٌ ‪ :‬ساكِنٌ الرّ ْ‬
‫بَرَزَ الصّرِيحُ بجانبِ المَتْنِ‬
‫غ َوةٌ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬يقال للّبنِ‬
‫ل صَرِيحٌ ‪ :‬خالصٌ ليس عليه رَ ْ‬
‫ُيضْرَب للَمرِ اّلذِي َوضَح ‪ .‬وبَ ْو ٌ‬
‫غوَة ‪ .‬قال أَبو النّجم ‪:‬‬
‫وال َبوْلِ ‪ :‬صَرِيحٌ ‪ ،‬إِذا لم يكن فيِ ر ْ‬
‫يَسُوفُ من أَبوالِها الصّريحَا‬
‫حضُه ‪.‬‬
‫وصَريحُ الّنصْحِ ‪َ :‬م ْ‬
‫ومن المجاز ‪ :‬شَرّ صُرَاحٌ ‪.‬‬
‫شفَ ؛ كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫حضِه ‪ ،‬أَي انكَ َ‬
‫وصَرّحَ الحَقّ عن مَ ْ‬
‫وكَ ِذبٌ صُ ْرحَانٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬أَي خاِلصٌ ؛ عن اللّحْيَانيّ ‪.‬‬
‫خضْرةً ‪ .‬والصّرَاحُ ‪:‬‬
‫سمْ َرةً من مائه و ُ‬
‫والصّرَاحُ ‪ :‬اللّبنُ ال ّرقِيقُ الّذِي ُأكْثِ َر ماؤُه فتَرَى في َب ْعضِ ُ‬
‫عَرَقُ الدّابّةِ يكون في اليَدِ ‪ :‬كذا حكاه كُراع ‪ ،‬بالرّاءِ ‪ ،‬والمعروف ‪ :‬الصّماح ‪.‬‬
‫ويقال ‪ :‬هاذه صَرْحَةُ الدّارِ ‪ ،‬وقَارِعَتُها ‪ ،‬أَي ساحَتُها وعَ ْرصَتها ‪ .‬وقيل ‪ :‬الصّرْحَة مَتْنٌ من‬
‫ظهَ َر ‪ .‬يقال‬
‫الَرْض مُسْ َتوٍ ‪ .‬والصّ ْرحَةُ من الَرْض مُسْ َتوٍ ‪ .‬والصّرْحَةُ من الَرض ‪ :‬ما اسْ َتوَى و َ‬
‫‪ :‬هم في صَ ْرحَةِ المِرْبَدِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/537‬‬

‫حسَنا ‪.‬‬
‫ظهَ َر فهو صَرْحَةٌ َبعْدَ أَن يكون مُستوِيا َ‬
‫ظهَرَ ‪ ،‬وإِنْ لم يَ ْ‬
‫وصَرْحَةِ الدّارِ ‪ :‬وهو ما اسْ َتوَى و َ‬
‫قال ‪ :‬وهو الصّحراءُ ‪ ،‬فيما زعم أَبو أَسَْلمَ ‪ ،‬وأَنشد للرّاعي ‪:‬‬
‫كأَنها حين فاضَ الماءُ واخْتَلَفتْ‬
‫فَتْخاءُ لحَ لَها بالصّرْحَةِ الذّيبُ‬
‫ص ْقعَاءُ ‪ ،‬بدل ‪:‬‬
‫وفي ( هامش الصّحاح ) أَن البَيْت للنّعمان بن بشير يصف فَرسا ‪ .‬وفي نُسخة ‪َ :‬‬
‫فتخاءَ ‪.‬‬
‫والصّرْحَةُ أَيضا ‪ :‬موضعٌ ‪.‬‬
‫والصّريحان ‪ :‬قبيلةٌ ‪.‬‬
‫لمْلَسُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو المكانُ‬
‫س ُع ا َ‬
‫ج ْعفَرٍ وسِرْدابٍ ‪ :‬المكانُ المُسْ َتوِي ) الوا ِ‬
‫صردح ‪ ( :‬الصّرْدَح ‪ ،‬ك َ‬
‫جمِعوا في صَرْدَحٍ ‪ ،‬يَ ْنفُذُهُم‬
‫الصّ ْلبُ ‪ .‬وفي حديث ( أَنَسٍ ) ‪ ( :‬رَأَ ْيتُ النّاسَ في إِمارةِ أَبي بَكرٍ ُ‬
‫ح الَ ْرضُ المَلْسَاءُ ‪ ،‬وجمْعها صَرَادِحُ ‪.‬‬
‫ص ْوتُ ) ‪ .‬قال ‪ :‬الصّرْدَ ُ‬
‫س ِمعُهم ال ّ‬
‫ال َبصَ ُر ويُ ْ‬
‫حةُ ‪ :‬الصّحراءُ الّتي ل تُنْ ِبتُ ‪ ،‬وهي غََلظٌ من الَ ْرضِ مُس َتوٍ ‪.‬‬
‫والصّرْدَ َ‬
‫شيْءَ فيها ‪ .‬وعن ابن شُميل ‪ :‬الصّرْدَاحُ ‪ :‬الصّحراءُ الّتي‬
‫وعن كُراع ‪ :‬الصّرْداحُ ‪ :‬الفَلةُ الّتي ل َ‬
‫شجَرَ بها ‪.‬‬
‫ل شَجَرَ بها ول نَ ْبتَ ‪ .‬وعن أَبي عَمرٍ و ‪ :‬هي الَرضُ البا ِبسَةُ الّتي ل َ‬
‫ي ) وصُمَادِحيّ ‪ ( ،‬بالضّمّ ) فيهما ( ‪ :‬شَدِيدٌ بَيّنٌ ) ‪ ،‬وسيأْتي ‪.‬‬
‫ب صُرادِح ّ‬
‫( وضَرْ ٌ‬
‫صرطح ‪ ) ( :‬ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫الصّرْطَح ‪ :‬ال َمكَانُ الصّ ْلبُ ‪ ،‬وكذالك الطّ ْرطَاح ؛ والسين لغة ‪.‬‬
‫ص ْوتِ ‪ ،‬وهو أَيضا الشديدُ‬
‫صرفح ‪ ( :‬الصّرَنْفَح ‪ :‬الصّيّاحُ ) ‪ ،‬أَي الشّدِيدُ ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/538‬‬

‫خصُومةِ ‪ ،‬كالصّرَ ْنقَح ‪ .‬وصَرّحَ ثعلبٌ أَن المعروف إِنما هو بالفاءِ ‪.‬‬
‫ال ُ‬
‫خ َدعُ ‪ ،‬ول يُطْمعَ‬
‫صرقح ‪ ( :‬الصّرَنْقَح ‪ :‬الشّديدُ الشّكيمةِ ) من الرّجال ‪ ( ،‬اّلذِي ) له عَزيمةٌ ( ل يُ ْ‬
‫فيما عندَه ) ‪ ،‬كذا في ( التّهذيب ) ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬الصّرَ ْنقَحُ ( ‪ :‬الظّريفُ ) ‪ .‬وقال ثعلب ‪:‬‬
‫شعْرٍ له‬
‫ص ْوتِ ‪ .‬وأَنشد ِلجِرَانِ ال َعوْ ِد في َوصْف نِساءٍ َذكَرَهنّ في ِ‬
‫الصّرَ ْنقَحُ ‪ :‬الشّديدُ الخُصوم ِة وال ّ‬
‫‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫سوَانِ مَنْ ِهيَ َروْضةٌ‬
‫إِنّ من النّ ْ‬
‫َتهِيجُ الرّيَاضُ قبلَها و َتصَوّحُ‬
‫غلّ ُمقْ َفلٌ ما َي ُفكّه‬
‫ومنهنّ ُ‬
‫حوَ ِذيّ الصّرَ ْنقَحُ‬
‫ل الَ ْ‬
‫من النّاسِ ِإ ّ‬
‫شمِ ٌر ‪ :‬ويقال ‪ :‬صَرَ ْنقَح ‪ ،‬وصَلَنْقَحُ ‪ ،‬بالرّاءِ‬
‫حشَحَانُ الصّرَنْقَحُ ‪ .‬قال َ‬
‫وفي ( التهذيب ) ‪ِ :‬إلّ الشّ ْ‬
‫واللّمِ ‪ ،‬والصّرَنْقح أَيضا ‪ :‬الماضي الجَرِيءُ ‪ .‬والمُحْتَالُ ‪.‬‬
‫عيٌ ) ‪ ،‬بكس الرّاءِ ‪ ،‬أَي ما‬
‫سعَة ( ليس بها رِ ْ‬
‫صطح ‪ ( :‬ال ِمصْطَح ‪ ،‬كمِنْبَرٍ ‪ :‬الصّحْرَاءُ ) الوَا ِ‬
‫سوّونَه لدَوسِ الحَصيدِ فيه ) ‪ ،‬وهاذه مما استدرَك ال ُمصَنّف ‪.‬‬
‫ب ( ومكانٌ يُ َ‬
‫تَرعاه الدّوا ّ‬
‫صفْحَةِ ‪ .‬وفي حديث‬
‫شيْءٍ ‪ ( :‬الجانبُ ) وصَفْحَاه ‪ :‬جانِباه ‪ ،‬كال ّ‬
‫صفْح ) من كلّ َ‬
‫صفح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫حجَرا للمَسْرُبةِ ) ‪ ،‬أَي جَانِبَي المَخْرَجِ ‪ ( .‬و ) الصّفْح ( من‬
‫صفْحَيْن و َ‬
‫حجَرَيْن لل ّ‬
‫السْتِنْجاءِ ‪َ ( :‬‬
‫جهِ ‪،‬‬
‫صفْح ( منك ‪ :‬جَنْ ُبكِ ‪ .‬و ) الصّفْحُ ( من الوَ ْ‬
‫صفَاحٌ ‪ ( .‬و ) ال ّ‬
‫جعُه ) والجمْ ُع ِ‬
‫الجَ َبلِ ‪ُ :‬مضْ َ‬
‫ي الفَتْحَ إِلى‬
‫جوْهر ّ‬
‫سبَ ال َ‬
‫والسّ ْيفِ ‪ :‬عُ ْرضُه ) ‪ ،‬بضم العين وسكون الرّاء ‪ ( ،‬و ُيضَمّ ) فيهما ‪ .‬ونَ َ‬
‫جهِه ‪ ،‬وصَفْحِه ‪،‬‬
‫صفْحِ وَ ْ‬
‫العَامّة ‪ .‬يقال نَظَرَ إِليه ب ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/539‬‬

‫صفْحَتَا‬
‫صفَاحٌ بالكسر ‪ ،‬وَأصْفاحٌ ‪ .‬و َ‬
‫صفْح السّيْف ‪ ،‬وصَفْحِهِ ‪ ( .‬و ) ج ‪ِ ،‬‬
‫أَي بعُ ْرضِه ‪ .‬وضَرَبه ب ُ‬
‫جهَاه ‪ ( .‬و ) َأمّا قولُ بشْرٍ ‪:‬‬
‫السّ ْيفِ ‪ :‬وَ ْ‬
‫صفْحٍ بالجِبَاهِ مُِلمّةٌ‬
‫َرضِيع ُة َ‬
‫شهّرُ‬
‫لها بَلَقٌ َفوْقَ الرّؤوسِ مُ َ‬
‫فهو اسم ( َرجُل من بني كَلْب ) ابنِ وَبْرَة ‪ ،‬وله حديثٌ عند العرب ‪ .‬ففي ( الصّحاح ) أَنه جاوَرَ‬
‫ختُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ‬
‫غدْرَ ُتكُم بزَيْدِ بن ضَبّا َء الَسَديّ أُ ْ‬
‫غدْرا ‪ .‬يقول ‪َ :‬‬
‫َقوْما من بني عامِ ٍر فقَتَلُوه َ‬
‫الكَلْبيّ ‪.‬‬
‫صفْحا ‪ ،‬إِذا‬
‫صفْحا ‪ .‬يقال ‪ :‬ضَرَ ْبتُ عن فُلن َ‬
‫ح َ‬
‫صفَ ُ‬
‫صفَحَ ( َكمَنَعَ ‪ :‬أَعْ َرضَ وتَ َركَ ) ‪َ ،‬ي ْ‬
‫(و) َ‬
‫ضتَ عنه وتَ َركْته ‪ .‬ومن المَجَاز ‪ 030 . 6 { :‬اءَفنضرب عنكم ‪ . .‬صفحا } ( الزخرف ‪5 :‬‬
‫أَعْ َر ْ‬
‫صفْحَ ‪ ،‬وضَ ْربُ ال ّذكْرِ َردّه وكَفّه ‪،‬‬
‫ن معنى قوله أَ ُنعْ ِرضُ عنكم ال ّ‬
‫) منصوب على ال َمصْدر ‪ ،‬لَ ّ‬
‫وقد َأضْ َربَ عن كذا ‪ ،‬أَي َكفّ عنه وتَ َركَه ‪.‬‬
‫عفَا ) ‪.‬‬
‫صفّاحٌ ‪َ ( :‬‬
‫صفُوحٌ و َ‬
‫صفْحا ‪ :‬أَعْ َرضَ عن ذَنْبه ‪ .‬وهو َ‬
‫صفَح َ‬
‫صفَحَ ( عنه ) َي ْ‬
‫(و) َ‬
‫خذْه به ‪.‬‬
‫حتُ عن ذَ ْنبِ فُلنٍ ‪ ،‬وأَعْ َرضْت عنه ‪ ،‬فلم ُأؤَا ِ‬
‫وصَفَ ْ‬
‫ح ْوضِ ) إِذا ( َأمّرَها عليه ) إِمرارا ‪.‬‬
‫صفَحَ ( الِ ِبلَ على ال َ‬
‫(و) َ‬
‫صفَحه صَفْحا ‪ ( :‬رَدّه ) ومنعَه ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫صفَحَ ( السّائلَ ) عن حاجتِه َي ْ‬
‫(و) َ‬
‫ومَنْ ُيكْثِرِ التّسْآلَ يا حُرّ ل يَ َزلْ‬
‫ق و ُيصْفَحُ‬
‫ُي َمقّتُ في عينِ الصّدِي ِ‬
‫ن في حاجةٍ فَأصْفَحْتُه عنها إِصفاحا ‪ ،‬إِذَا طَلَبَها َفمَ َنعْته ‪ .‬وفي‬
‫( كَأصْفَحَه ) ‪ .‬يقال ‪ :‬أَتاني فُل ٌ‬
‫صفَحْتُموه ) ‪ ،‬أَي خيّب ُتمُوه ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬يقال‬
‫سلَمة ‪َ ( :‬لعَلّه َوقَفَ على بابِكم سا ِئلٌ فَأ ْ‬
‫حديث أُمّ َ‬
‫صفَحْتُه ‪،‬‬
‫‪َ :‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/540‬‬

‫صفَحه ‪ ( :‬ضَرَبَه ) به‬


‫إِذَا أَعْطَيْته ‪ ،‬وَأصْفَحْتُه ‪ ،‬إِذا حَ َرمْته ‪ ( .‬و ) صَفَحَه ( بالسّيفِ ) وَأ ْ‬
‫( ُمصْفَحا ) ك ُمكْرَم ‪ ( ،‬أَي بعُ ْرضِه ) ‪ .‬وقال الطّ ِرمّاح ‪:‬‬
‫عجْلَى كأَنّها‬
‫ت وَ ْهيَ َ‬
‫فلمّا تَنا َه ْ‬
‫صفَحِ‬
‫حدّه غيْرُ ُم ْ‬
‫علَى حَ ْرفِ سَ ْيفِ َ‬
‫وضَرَبه بالس ْيفِ ُمصْفَحا ومَصْفوحا ‪ .‬عن ابن الَعْرَابيّ ‪ ،‬أَي مَعرّضا ‪ .‬وفي حديث سعدِ بن‬
‫صفَحَه بالسّيفِ ‪ ،‬إِذَا‬
‫ج ْدتُ معها رَجلً لضَرَبْتُه بالسّيفِ غيرَ ُمصْفح ) ‪ .‬يقال ‪َ :‬أ ْ‬
‫عُبَادةَ ‪ ( :‬ولو وَ َ‬
‫صفِحٌ بالسّيفِ ‪ ( ،‬والسّ ْيفُ ) ُمصْفَحٌ ‪ ،‬يُ ْروَيانِ معا ‪ .‬وسيْقً‬
‫ضَرَبه بعُ ْرضِه دونَ حَدّه ‪ ،‬فهو ُم ْ‬
‫صفَحْتُه ‪.‬‬
‫ح و ُمصَفّحٌ ‪ :‬عَرِيضٌ ‪ .‬وتقول ‪ :‬وَجْهُ هاذَا السّ ْيفِ ُمصْفَحٌ ‪ ،‬أَي عَريض ‪ ،‬من َأ ْ‬
‫ُمصْفَ ٌ‬
‫صفَحَاتٍ ) ‪ .‬يقول ‪َ :‬نضْرِبكم بحَدّها ل‬
‫خوَارج ‪ ( :‬لَ َنضْرِبَنّكم بالسّيُوف غيرَ ُم ْ‬
‫وقال رَجلٌ من ال َ‬
‫بعُرْضها ‪.‬‬
‫ن ومَتَى كان ‪.‬‬
‫سقَا َأيّ شَرابٍ كا َ‬
‫صفَحُه صَفْحا ‪َ ( :‬‬
‫صفَحَ ( فُلنا ) َي ْ‬
‫(و) َ‬
‫جعَلَه عَريضا ) ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫شيْءَ ‪َ :‬‬
‫( و ) صَفح ( ال ّ‬
‫ح للقِنّ ِة وَجْها جَأْبَا‬
‫َيصْفَ ُ‬
‫صَفْحَ ذِرَاعَيْهِ ل َعظْمٍ كَلْبَا‬
‫سطَهما و ُيصَيّرَ ال َعظْمَ بَيْنَهما لِيَ ْأكُله ‪ .‬وهاذا‬
‫صفْحَ كَ ْلبٍ ذِرَاعيه ‪ ،‬فقَلَب ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو أَن يب ُ‬
‫أَراد َ‬
‫البيتُ أَور ِد الَزهريّ ‪ ،‬قال ‪ :‬وأَنشد أَبو الهيثم ‪ ،‬و َذكَرَه ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬وصَفَ حبْلً عَرّضه فاتِلُه حين‬
‫صفْحَ ذِراعيْه ‪ ،‬أَي كما يَبْسُط‬
‫جهَانِ ‪ ،‬فهو َمصْفوحٌ ‪ ،‬أَي عريضٌ ‪ .‬قال ‪ :‬وقولُه ‪َ :‬‬
‫فَتَله فصارَ لَه وَ ْ‬
‫صبَ كلْبا على ال ّتفْسِيرِ ‪.‬‬
‫الكلبُ ذِراعيه على ع ْرقٍ ُيوَتّده على الَ ْرضِ بذِراعيْه يَتَع ّرقُه ‪ .‬و َن َ‬
‫جلٌ مُصفّحُ الرّأْسِ ‪ ،‬أَي عَريضُها ‪ ( .‬و ) صَفَحَ ( القَوم )‬
‫( كصّفحَه ) َتصْفيحا ‪ .‬ومنه قولهم ‪َ :‬ر ُ‬
‫ضهَا ) ‪،‬‬
‫صَفْحا ‪ ( ،‬و ) كذا ( وَ َرقَ ال ُمصْحفِ ) ‪ ،‬إِذا ( عَ َر َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/541‬‬

‫صفَحَ ( في الَمرِ ) إِذا ( نَظر )‬


‫وفي نسخَة ‪ :‬عَرَضهما ‪ ،‬وهي الصّواب ‪ ( ،‬واحِدا واحِدا ‪ .‬و ) َ‬
‫صفَحَه ‪َ :‬نظَرَ فيه ‪ .‬وقال اللّيث ‪ :‬وصَفح ال َقوْمَ‬
‫لمْرَ َو َ‬
‫صفّحَ ا َ‬
‫صفّحَ ) ‪ ،‬يقال ‪َ :‬ت َ‬
‫فيه ‪ ( ،‬كَ َت َ‬
‫ح وُجُوهَهم وتَصفّحها ‪ :‬نَظَرَها مُتعرّفا لها ‪.‬‬
‫ن ‪ .‬وصَفَ َ‬
‫و َتصَفّحُهم ‪ :‬نَظَر إِليهم طَالبا لِنسا ٍ‬
‫ت وُجو َه ال َقوْمِ ‪ ،‬إِذا تَأمّ ْلتَ وُجوهَهم تَنظُرُ إِلى حِلَهم وصُوَرِهم وتَتَعرّفُ َأمْرَهم ‪ .‬وأَنشد‬
‫ح ُ‬
‫وتَصفّ ْ‬
‫ابن الَعْرَابيّ ‪:‬‬
‫حمُولَ للسّلمِ بنظْرَة‬
‫صَفحْنَا ال ُ‬
‫جبِ‬
‫حوَا ِ‬
‫ل َو ْمؤُها بال َ‬
‫فلمّ َيكُ ِإ ّ‬
‫صفَحَاته ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪:‬‬
‫شيْءَ ‪ ،‬إِذا َنظَرْت في َ‬
‫صفّحْت ال ّ‬
‫أَي تَصفّحْنا وُجوهَ الرّكاب و َت َ‬
‫حوَالِهم وفي خِللِهم ‪ ،‬هل يَرَى فُلنا ‪.‬‬
‫صفَحَاتِه ‪ :‬والقَوْمَ ‪َ :‬نظَرَ في أَ ْ‬
‫تَصفّحَه ‪ :‬تََأمّله و َنظَرَ في َ‬
‫خفَاجيّ في العِناية في أَثْنَا ِء القِتَال ‪ :‬التّصفّحُ ‪ :‬التَّأ ّملُ ل مُطَْلقُ النّظَرِ ‪ ،‬كما‬
‫لمْرَ ‪ .‬قال ال َ‬
‫حاَ‬
‫و َتصَفّ َ‬
‫في ( القاموس ) قال شيخُنا ‪ :‬قلت ‪ :‬إِن النّظر هو التَأمّل ‪ ،‬كما صَرّح به في قولهم ‪ :‬فيه َنظَرٌ ‪،‬‬
‫ونَحْو ‪ ،‬فل مُنافاةَ ‪.‬‬
‫صفَحَت‬
‫صوَابُ ‪ ( .‬و ) َ‬
‫ظهَرَ ال ّ‬
‫قلت ‪ :‬وبما َأوْرَدْنَا من الّنصُوصِ المتقدّمِ ِذكْرُهَا يَ ّتضِحُ الحقّ ويَ ْ‬
‫صفُوحا ) بالضّمّ ‪ ( :‬ذَ َهبَ لَبنُها ) َووَلّى ‪ ،‬وكذلك الشّاةُ ‪ ( ،‬فهي صافِحٌ ) ‪ .‬قال‬
‫( النّاقَةُ ) َتصْفَح ( ُ‬
‫ت وَلَدَهَا فغَرَ َزتْ وذَ َهبَ لَبَ ُنهَا ‪.‬‬
‫ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬الصّافحُ ‪ :‬النّاقَةُ الّتي َفقَ َد ْ‬
‫صفْحَ َكفّه في‬
‫جلُ ُيصَافِحُ الرّجلَ ‪ :‬إِذا َوضَ َع ُ‬
‫خذُ باليَدِ ‪ ،‬كال ّتصَافُح ) ‪ .‬والرّ ُ‬
‫( والمُصافحَةُ ‪ :‬الَ ْ‬
‫جهَاهُما ‪ .‬ومنه حديث ‪ ( :‬ال ُمصَافَحَة عندَ الّلقَاءِ ‪ ) :‬وهي مُفاعَلة‬
‫صُفْحِ َكفّه ‪ ،‬وصُفْحَا كَفّيْهمَا ‪ :‬وَ ْ‬
‫ف وإِقبال الوَجْهِ على الوجْهِ ؛ كذا في ( اللّسَان ) و ( الَساس ) و‬
‫صفْحِ ال َكفّ بالك ّ‬
‫ق ُ‬
‫من إِلْصا ِ‬
‫( ال ّتهْذِيب ) ‪ ،‬فل يُلْ َتفَت إِلى مَنْ زَعَمَ أَن ال ُمصَافَحَة غيرُ عربيّ ‪.‬‬
‫( و ) ملئكةُ ( الصّفيح ) الَعْلَى ‪ :‬هو من أَسماءِ ( السّماءِ ) ‪ .‬وفي حديث‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/542‬‬

‫ح وصَفِيحةٌ ‪.‬‬
‫ح الَعْلَى من مََلكُوتِه ) ‪ ( .‬ووَجْه كلّ شيْءٍ عَريضٍ ) ‪ :‬صَفي ٌ‬
‫عَِليَ وعمّار ‪ ( :‬الصّفِي ُ‬
‫صفَح‬
‫شيْءٍ ‪ ( ،‬ويُشدّد ) ‪ ،‬وهو الَكثر ‪ ( .‬و ) ال ُم ْ‬
‫ح ك ُمكْرَم ‪ :‬العَرِيضُ ) من كلّ َ‬
‫( وال ُمصْفَ ُ‬
‫صفَحُ من‬
‫ح ُدوَتُه ‪ ( .‬و ) ال ُم ْ‬
‫ظهَ َرتْ َقمَ ْ‬
‫طمَأَنّ جَنْبَا رَأْسِه ونَتَأَ جَبِينُه ) فخَ َرجَت و َ‬
‫إِصفاحا ‪ ( :‬الّذِي ا ْ‬
‫السّيوف ‪ ( :‬ال ُممَالُ ) وال ُمصَابي الّذي يُح ّرفُ على حَدّه إِذا ضُربَ به ‪ ،‬ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن‬
‫صفَح ‪ ( :‬ال َمقْلوبُ ) ‪ .‬يقال ‪ :‬قَلَ ْبتُ السّ ْيفَ وَأصْفَحْتُه وَصَابَيْتُه‬
‫ُي ْغمِدُوه ‪ ( .‬و ) قال ابن بُزُرْج ‪ :‬ال ُم ْ‬
‫ل ال َقصَبَةِ ) المُسْ َتوِيها بالجَ ْبهَة ‪ ( .‬و )‬
‫صفَح ( من الُنوف ‪ :‬ال ُمعْتَ ِد ُ‬
‫‪ :‬بمعنًى واحدٍ ‪ ( .‬و ) ال ُم ْ‬
‫ل صُدْغَيْهِ حتّى طالَ ) ‪ ،‬وفي نسخة ‪ :‬فطالَ ( ما بينَ‬
‫ضغُوطُ من قِ َب ِ‬
‫ال ُمصْفَح ( من ال ّرؤُوسِ ‪ :‬ال َم ْ‬
‫صفَحُ ِإصْفاحا ‪ .‬وهو اّلذِي مُسِحَ جَنْبَا رَأْسِه‬
‫جَ ْبهَتِه وقَفاه ) ‪ .‬وقال أَبو زيدٍ ‪ :‬من الرّؤوس ال ُم ْ‬
‫سيّ ‪.‬‬
‫حدُوتُه ‪ ،‬والَرْأَس ‪ :‬مِ ْثلُ ال ُمصْفَح ‪ ،‬ول يقال ‪ :‬رُؤا ِ‬
‫ظهَ َرتْ َقمَ ْ‬
‫ونَتَأَجَبينُه ‪ ،‬فخرَجَ ‪ ،‬و َ‬
‫صفَحٌ على الحقّ‬
‫حقّ ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬قَ ْلبُ ال ُم ْؤمِنِ ُم ْ‬
‫صفَحُ ( من القُلوب ) ال ُممَالُ عن ال َ‬
‫( و ) ال ُم ْ‬
‫صفْحَه ‪ ،‬أَي جانِبَه عليه ‪ .‬وقوله ‪ ( :‬ما اجْ َتمَعَ ) مأْخوذٌ من‬
‫ل َ‬
‫ج َع َ‬
‫) أَي مُمالٌ عليه ‪ ،‬كأَنّه قد َ‬
‫حديثِ حُذَيفةَ أَنه قال ‪ ( :‬القُلُوبُ أَربعةٌ ‪ :‬فقَلْبٌ أَغَْلفُ ‪ ،‬فذاِلكَ قَ ْلبُ الكافرِ ؛ وقَ ْلبٌ مَ ْنكُوسٌ ‪ ،‬فذالك‬
‫قَ ْلبٌ رَجَعَ إِلى الكُفْر بعد الِيمان ؛ وقَ ْلبٌ أَجْ َردُ مِ ْثلُ السرَاجِ يُ ْزهِر ‪ ،‬فذالك قَ ْلبُ ال ُم ْؤمِن ؛ وقَ ْلبٌ‬
‫ب ‪ ،‬ومَ َثلُ‬
‫ل الِيمان فيه كمَثَل َبقْلَةٍ يُمهدّهَا الماءُ العَ ْذ ُ‬
‫ُمصْفَحٌ اجْتَمع ( فيه الِيمانُ وال ّنفَاقُ ) ) ( َفمَ َث ُ‬
‫غَلبَ ) ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬ال ُمصْفَح ‪ :‬الذي‬
‫حةٍ ُيمِدّها القَيْحُ والدّ ُم ‪ ،‬وهو لَيّهما َ‬
‫ال ّنفَاقِ فيه كمَ َثلِ قَرْ َ‬
‫جهُه‬
‫شيْ ٍء وَ ْ‬
‫ح كلّ َ‬
‫ل الِيمانِ بوجهٍ ‪ ،‬وصَفْ ُ‬
‫جهَانِ ‪ ،‬يَ ْلقَى أَ ْهلَ ال ُكفْ ِر بوَجْهٍ ‪ ،‬وأَ ْه َ‬
‫له وَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/543‬‬

‫جهٍ‬
‫جهَيْنِ ‪ :‬الذِي يأْتي هؤلءِ ِبوَ ْ‬
‫وناحِيَتُه ‪ .‬وهو َمعْنَى الحدِيثِ الخَرِ ‪ ( :‬شَرّ الرّجَالِ ذو الوَ ْ‬
‫حذَ ْيفَةُ قَ ْلبَ المُنَافقِ اّلذِي يأْتي الكخفّارَ بوَجْهِ ‪ ،‬وأَ ْهلَ‬
‫وهاؤُل ِء ب َوجْهٍ ) ‪ .‬وهو المنافِق ‪ .‬وج َعلَ ُ‬
‫جهَيْنِ ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وقال شَمرٌ فيما قرَ ْأتُ بخَطّه ‪ :‬القَ ْلبُ ال ُمصْفَح ‪،‬‬
‫الِيمانِ ب َوجْهٍ آخَرَ ‪ ،‬ذا وَ ْ‬
‫غلّ ‪ ،‬الّذي ليس بخاِلصِ الدّينِ ‪.‬‬
‫جعُ الّذِي فيه ِ‬
‫زَعَمَ خالِدٌ أَنه ال ُمضْ َ‬
‫ن ؟ وكيف‬
‫قلْت ‪ :‬فإِذا تَأمّلْت ما تََلوْنا عليك عَرَفتَ أَن قول شيخنا رحمه ال تعالى ‪ :‬كيف يَجتمعا ِ‬
‫ق والِيمانُ لفظانِ إِسلميّانِ ؟ فتَأ ّملْ فإِنه غيرُ ُمحَرّر ‪،‬‬
‫َيكُون مِ ْثلُ هاذا من كلم العرب ‪ ،‬والنفا ُ‬
‫انتهى َنشَأَ من عَدَم اطّلعه على نصوص العُلمَاءِ في بابِه ‪.‬‬
‫صفَحٌ ‪ ( :‬السّادِسُ من سهَامِ المَيْسِرِ ) ‪ ،‬ويقال له ‪ :‬المُسْ ِبلُ ‪ ،‬أَيضا ‪ .‬وقال أَبو عُبيد ‪ :‬من‬
‫( و ) ال ُم ْ‬
‫ح وال ُمعَلّى ‪.‬‬
‫أَسماءِ ِقدَاحِ المَيْسِرِ ال ُمصْفَ ُ‬
‫حسَنُ ) ‪ ،‬اللّحْيَانيّ ‪.‬‬
‫س ْهلُ ال َ‬
‫صفَح ( من الوُجوه ‪ :‬ال ّ‬
‫( و ) ال ُم ْ‬
‫صفُوح مِن صفات ال تعالى‬
‫( والصّفُوحُ ‪ :‬الكَرِيمُ ) ‪ ،‬لَنّه َيصْفَح عمّن جَنَى عليه ‪ ( .‬و ) َأمّا ال ّ‬
‫فمعناه ( الع ُفوّ ) عن ذُنوبِ العِبَاد ‪ُ ،‬معْرِضا عن مُجازاتِهم بال ُعقُوبةِ َتكَرّما ‪ ( .‬و ) الصّفوحُ في‬
‫صفُ امرَأةً‬
‫حدُهما ضِ ّد الخَرِ ‪ .‬قال كُثَيّرٌ َي ِ‬
‫َن ْعتِ ( المَرْأَة ‪ :‬ال ُمعْ ِرضَةُ الصّا ّدةُ الهاجِ َرةُ ) ‪ ،‬فأَ ْ‬
‫ضتْ عنه ‪:‬‬
‫أَعْ َر َ‬
‫صَفُوحا فمَا تَ ْلقَاكَ ِإلّ بَخِيلةً‬
‫فمَنْ َملّ منها ذالك ال َوصْلَ مَلّت‬
‫سمَحَ ِإلّ بصَفْحَتِها ) ‪.‬‬
‫( كأَ ّنهَا ل َت ْ‬
‫صفَائِحُ ‪ ( :‬ع ‪ .‬و ) الصّفَائحُ ( من‬
‫صفِيحَةٌ ‪ ( .‬و ) ال ّ‬
‫( والصّفَائِحُ ‪ :‬قَبَائلُ الرّأْسِ ) ‪ ،‬واحِدتُها َ‬
‫البابِ ‪ :‬أَ ْلوَاحُه ‪ .‬و ) قولهم ‪ :‬اسْ َتلّوا الصّفائحَ ‪ ،‬أَي ( السّيوف العَرِيضَة ) ‪ ،‬واحدتُها صَفيحةٌ ‪.‬‬
‫وقوُلهُم ‪ :‬كأَ ّنهَا‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/544‬‬

‫حدِ ‪ .‬يقال ‪ُ :‬وضِعتْ‬


‫ح ُد كالوَا ِ‬
‫حةٌ َيمَانِيَة ‪ ( .‬و ) الصّفائْح ‪ ( :‬حِجَا َرةٌ عِرَاضٌ ِرقَاقٌ ) ‪ .‬والوَا ِ‬
‫صَفِي َ‬
‫صفّاح أَيضا من الحجَارةِ‬
‫صفّاح ‪ ،‬ك ُرمّانِ ) ‪ ،‬وهو العَريض ‪ .‬وال ّ‬
‫على القَبْرِ الصّفَائِحُ ‪ ( ،‬كال ّ‬
‫حوِهما‬
‫ح ونَ ْ‬
‫صفّالحَةٌ ‪ ،‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬وكلّ عريضِ من حِجارةٍ أَو َلوْ ٍ‬
‫كالصّفّائحِ ‪ ،‬الواحد ُة ُ‬
‫حةٌ والجمع صُفّاح ؛ وصَفِيحةٌ والجمْعُ صَفَائِحُ ‪ .‬ومنه قول النّابِغة ‪:‬‬
‫صُفّا َ‬
‫حبِ‬
‫ويُوقِدْنَ بالصّفّاحِ نارَ الحُبَا ِ‬
‫ي ‪ :‬ويقال للحجَارةِ العَرِيضَةِ ‪ :‬صَفائِحُ ‪ ،‬واحِدتُها صَفيح ٌة وصَفيحٌ ‪ .‬قال لَبيد ‪:‬‬
‫قال الَزهر ّ‬
‫صمّا ‪َ ،‬روَا‬
‫وصَفَائِحا ُ‬
‫سدّدْنَ الغُضونَا‬
‫سِيها يُ َ‬
‫( وهو ) قال شيخُنا ‪ :‬هكذا بالتّذكير في سائِر النّسخ ‪ ،‬والَوْلَى ‪ :‬وهي ( الِبلُ الّتي عَظُمتْ‬
‫أَسْ ِنمَ ُتهَا ) ‪ ،‬فكاد سَنامُ النّاقَةِ ي ْأخُذُ قَرَاها ‪ ،‬وهو مجازٌ ‪ ،‬أَنشد ابن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫وصُفّاحَةٍ مِ ْثلِ الفَنِيقِ مَنَحْ ُتهَا‬
‫ح ْوبٍ جَنّبَتْه أَقارِبُهْ‬
‫عِيَالَ ابنِ َ‬
‫ت وصَفافِيحُ ) ‪.‬‬
‫صفّاحَا ٌ‬
‫ح ْوبٍ رَجلٌ مَجودٌ ُمحْتَاجٌ ‪ ( .‬ج ُ‬
‫صفّاحة ‪ ،‬لصَلَبتها ‪ .‬وابْنُ َ‬
‫شَبّه النّاقةَ بال ّ‬
‫صفّاح ( ‪ :‬ع قُ ْربَ ذَ ْر َوةَ ) ‪ ،‬في ديار غَطفانَ بَأكْنَافِ الحِجازِ لبني مُ ّرةَ ‪.‬‬
‫( و ) ال ّ‬
‫ظمَة ال ُمصَرّاة ) ‪.‬‬
‫( والمُصفّحَة ‪ ،‬كمع ّ‬
‫صفّحَةُ ‪( :‬‬
‫صوّاةٌ ومُصَرّبَة ‪ :‬بمعنًى واحدٍ ‪ ( .‬و ) ال ُم َ‬
‫وفي ( التهذيب ) ‪ :‬ناقَةٌ مُصفّح ٌة و ُمصَرّاةٌ ومُ َ‬
‫صفّحَاتٌ ) ‪ .‬وقيل ال ُمصَفّحاتُ ‪ :‬السّيوفُ العَريضةُ ‪ .‬وقال لَبيد يَصف سَحابا‬
‫السّيْف ‪ ،‬و ُيكْسَر ج ُم َ‬
‫‪:‬‬
‫كأَنّ مُصفّحاتٍ في ذُرَاه‬
‫وأَنْواحا عليهنّ المَآلِي‬
‫قال الَزهريّ ‪ :‬شَبّهَ البَ ْرقَ في ظُلْمة‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/545‬‬

‫حتْ حين طُ ِب َعتْ ‪،‬‬


‫صفّ َ‬
‫السّحَابِ بسيوفٍ عِرَاض ‪ .‬وقال ابن سيده ‪ :‬المُصفّحَاتُ ‪ :‬السّيوفُ ‪ ،‬لَنها ُ‬
‫شفَ الغَ ْيثِ إِذا لَمعَ منه البَ ْرقُ‬
‫و َتصْفيحُها َتعْرِيضُها ومَطْلُها ‪ .‬ويُروَى بكسر الفاءِ ‪ ،‬كأَنّه شَبّهَ َتكَ ّ‬
‫ص ّفقْن بأَ ْيدِيهِنّ ‪ .‬قلت ‪ :‬هاكذا عبارة‬
‫فا ْنفَرَجَ ثمّ الْتعقَى بعْدَ خُبخوّه بتصفيحِ النّساءِ إِذا َ‬
‫( الصّحاحِ ) ‪ ،‬وصَوَابه ‪ :‬الغَيْم ‪ ،‬بدل ‪ :‬الغَيْث ‪ .‬ويُعلَم من هاذا أَن المصفّحات على رواية الكسر‬
‫من المجاز ‪ ،‬فتَأ ّملْ ‪.‬‬
‫صفِيحُ للنّساءِ ) ‪ .‬ويُرْوَى‬
‫( وال ّتصْفيحُ ) مثلُ ( ال ّتصْفيق ) ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬التّسْبِيح للرّجال وال ّت ْ‬
‫صفْحَةِ ال َكفّ الُخْرَى‬
‫ن الَثير ‪ :‬هو من ضَ ْربِ َ‬
‫أَيضا بالقاف ‪ .‬يقال ‪ :‬صَفّحَ بيديه وصَفّقَ ‪ .‬قال اب ُ‬
‫سهَا الِمامُ يُن ّبهِه المأْمومُ ‪ ،‬إِن كان رَجلً قال ‪ :‬سُ ْبحَانَ ال ‪ ،‬وإِن كانت امرَأةً ضَرَبَتْ‬
‫‪ ،‬يعني ِإذَا َ‬
‫ع َوضَ الكلمِ ‪ .‬وروى بَيْت لبيد ‪:‬‬
‫َكفّهَا على َك ّفهَا الُخْرَى ‪ِ ،‬‬
‫كأَنّ مُصفّحاتٍ في ذُراهُ‬
‫جَعلَ المُصفّحَاتِ نِساءً يُصفّقن بأَ ْيدِيهنّ في مأْ َتمٍ ‪ ،‬شبّهَ صَوتَ الرّعدِ بتصفِيقِهنّ ‪ .‬ومَنْ رواه ‪:‬‬
‫مصفّحاتٍ ‪ ،‬أَراد بها السّيوفَ العَرِيضةَ ‪ ،‬شَبّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها ‪.‬‬
‫صفَحٌ ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ ،‬أَي عُ ْرضٌ ) ‪ ،‬بسكون الراءِ ‪ ( ،‬فاحِشٌ )‬
‫( و ) قال ابن الَعرابيّ ( في جَبْهتِه َ‬
‫‪ .‬وفي حديث ابنِ الحَنَفيّة ‪ ،‬أَنه َذكَرَ رَجلً ُمصْفَحَ الرّأْسِ ‪ ،‬أَي عَرِيضه ‪.‬‬
‫( ومنه إِبراهِي ُم الَصفحُ مُؤذّنُ المَدينةِ ) ‪ ،‬على ساكنها أَفضلُ الصّلةِ والسّلم ‪ .‬قال شيخنا ‪:‬‬
‫الَصفح ُمؤَذّن المدينة ‪ ،‬يَ ْروِي عن أَبي هُرَيْ َرةَ ‪ ،‬وعنه ابنُه إِبراهيمُ ؛ قاله ابن حِبّانَ ‪ .‬فالصّواب‬
‫لصْفَحِ ‪.‬‬
‫ناَ‬
‫إِبراهيمُ ب ُ‬
‫( والصّفَاحُ ‪ ،‬كِكتَا ‪ ،‬و ُيكْرَه في الخَ ْيلِ ‪ :‬شَبِيهٌ بالمَسْحَة في عُ ْرضِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/546‬‬

‫صفَاحُ ‪ ( :‬جِبَالٌ تُتاخِمُ ) ‪ ،‬أَي تُقابِل ( ُن ْعمَانَ ) ‪ ،‬بفتح النون ‪ :‬جَبَل‬


‫خدّ ُيفْرِط بها اتّساعُه ‪ .‬و ) ال ّ‬
‫ال َ‬
‫ن وأَ ْنصَابِ الحَرَم يَسْ َرةَ الدّاخلِ إِلى‬
‫بين َمكّةَ والطّا ِئفِ ‪ .‬وفي الحديث ِذكْرُه ‪ ،‬وهو موضعٌ بين حُنَيْ ٍ‬
‫مكّةَ ‪.‬‬
‫صفَحٌ ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫( وَأصْفَحَه ‪ :‬قَلَبَه ) فهو ُم ْ‬
‫( وال ُمصَافِحُ ‪ :‬مَن يَزْنِي بكلّ امرََأةٍ حُ ّرةٍ أَو َأ َمةٍ ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ح وَجْهِ ‪ ،‬عن اللّحْيَانيّ ‪.‬‬
‫صفْ ِ‬
‫صفَاحا ‪ ،‬أَي استقبَلَه ب َ‬
‫َلقِيَه ِ‬
‫ل في‬
‫خدّه ول مائ ٍ‬
‫حةَ َ‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬غيرَ ُمقْنِعٍ رَأْسَه ول صافِحٍ بخَدّه ) ‪ ،‬أَي غير مُبْرِ ٍز صَفْ َ‬
‫شقّيْن ‪.‬‬
‫أَحدِ ال ّ‬
‫جلْدِه ‪.‬‬
‫وصَفيحَةُ الوَجْهِ ‪ :‬بَشَ َرةُ ِ‬
‫صفْحَةُ الرّجُل ‪:‬‬
‫والصّفْحَانِ من الكَتِف ‪ :‬ما ا ْنحَدَرَ عن العَيْن من جانِبَ ْي ِهمَا ‪ ،‬والجمْع صِفاحٌ ‪ ،‬و َ‬
‫عُ ْرضُ صَدْرِه ‪ .‬والصفاح ‪.‬‬
‫صفَحَ له عنه ‪.‬‬
‫صفَحه ذَنْبَه ‪ :‬اسْ َت ْغفَره إِيّاه وطََلبَ أَن َي ْ‬
‫واسْ َت ْ‬
‫شفَه ‪.‬‬
‫صفْحَتَه ‪ :‬كا َ‬
‫ومن المجازِ ‪ :‬أَ ْبدَى له َ‬
‫صقَحُ‬
‫صقْحَاءُ ‪ .‬والسم ال ّ‬
‫صقَحَ ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ :‬الصّلَعُ ‪ .‬وال ّنعْت َأصْقَحُ ‪ ،‬و ) هي ( َ‬
‫صقح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫مح ّركَةً ) والصّقْحَة بالضّمّ ‪ ،‬وهي لُغة يمانِيَةٌ ‪.‬‬
‫لمّةِ ول يُوصَف به الَنبياءُ والرّسلُ‬
‫صلح ‪ ( :‬الصّلَح ‪ :‬ضِدّ الفَسَادِ ) وقد يُوصف به آحادُ ا ُ‬
‫عليهم السّلمُ ‪ .‬قال شيخُنَا ‪ :‬وخاَلفَ في ذالك السّبْكيّ وصَحّحَ أَنهم يُوصَفون به ‪ ،‬وهو اّلذِي‬
‫شفَاءِ )‬
‫شهَابُ في مَواضِعَ من ( شَرْحِ ال ّ‬
‫صَحّحَه جَماعةٌ ‪ ،‬و َنقَلَه ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/547‬‬

‫( كالصّلُوح ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ .‬وأَنشد أَبو زيد ‪:‬‬


‫َفكَ ْيفَ بَأطْرَافِي إِذا ما شَ َتمْتَني‬
‫ن صُلُوحُ‬
‫وما َب ْعدَ شَ ْت ِم الوَالِدَيْ ِ‬
‫وقد ( صَلَحَ كَمنَعَ ) ‪ ،‬وهي َأ ْفصَحُ ‪ ،‬لَنّها على القِيَاس ‪ ،‬وقد أَهملَها الجوهريّ ‪ ( ،‬وكَرُمَ ) ‪،‬‬
‫حكاها الفرّاءُ عن أَصحابه ؛ كما في ( الصّحاح ) ‪ .‬وفي ( اللّسَان ) ‪ :‬قال ابن دُرَيْد ‪ :‬وليس صَلُحَ‬
‫شهُورَة ‪ ،‬وهي صَلَحَ ك َنصَر َيصْلَح و َيصْلُح ‪ ،‬صَلَحا وصُلُوحا ‪،‬‬
‫بثَبتٍ وأَغفل المُصنّف الّل َغةَ المَ ْ‬
‫ي في الَفعال وغي ُر واحد ‪.‬‬
‫طّ‬‫ي والفَيّوميّ وابن القَطّاع والسّ َرقُس ِ‬
‫وقد َذكَرها الجَوهر ّ‬
‫ح وصَلِيحٌ ) ‪ ،‬الَخيرة عن ابن الَعرابيّ ‪ .‬وهو ُمصْلِحٌ في أُمورِه‬
‫( وهو صِلْحٌ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬وصالِ ٌ‬
‫وأَعمالِه ‪ .‬وقد َأصْلَحه اللّهُ تعالى ‪ .‬والجمع صُلَحا ُء وصُلُوحٌ ‪.‬‬
‫شيْءَ بعدَ فَساده ‪ :‬أَقامَه ‪ ( .‬و ) من المجَاز ‪َ :‬أصْلَحَ‬
‫سدَه ) ‪ ،‬وقد َأصْلَحَ ال ّ‬
‫ضدّ َأفْ َ‬
‫( وَأصْلَحه ‪ِ :‬‬
‫( إِليه ‪ ،‬أَحْسَن ) ‪ .‬يقال ‪َ :‬أصْلَحَ الدّابَةَ ‪ :‬إِذَا أَحْسَنَ إِليها فصَلَحتْ ‪ .‬وفي ( التّهذيب ) ‪ :‬تقول ‪:‬‬
‫حسَنَ إِليها و َت َعهّدَها‬
‫حتُ إِلى الدّابّةِ ‪ ،‬إِذا أَحْسنْت إِليها ‪ .‬وعبارة الَساس ‪ :‬وَأصْلَحَ إِلى دابّته ‪ :‬أَ ْ‬
‫َأصْلَ ْ‬
‫‪.‬‬
‫ح القوْمِ بينهما ‪ ،‬وهو ( السّ ْلمِ ) بكسر‬
‫( و ) يقال ‪َ :‬وقَعَ بينهما صُلْحٌ ‪ ( .‬الصّلْح ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪ :‬تصالُ ُ‬
‫عةٍ ) مُتصالِحِين ‪ .‬يقال ‪:‬‬
‫جمَا َ‬
‫السين المهملة وفتحها ‪ ،‬يُ َذكّر ( ويُؤنّث ‪ .‬و ) الصّلْح أَيضا ‪ ( :‬اسمُ َ‬
‫هم لنا صُلْحٌ ‪ ،‬أَي مُصالِحون ‪.‬‬
‫( و ) هو من أَهل َنهْرِ فَمِ الصّلْح ‪ ( ،‬بالكسر ) ‪ ،‬هاكذا قَيّدوه ‪ ،‬وعِبارة ال ّز َمخْشَ ِريّ تُشِيرَ إِلى‬
‫الضّمّ ‪ ،‬وهو ( َنهْرٌ بمَيْسانَ ) ‪ ،‬بفتح الميم ‪ .‬ومنه عليّ بن الحَسنِ بنِ عليّ بنِ ُمعَاذٍ الصّلْحيّ ‪،‬‬
‫راوي تاريخِ وَاسِطَ ‪.‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/548‬‬

‫( و ) قد ( صَالَحه ُمصَالح ًة ‪ ،‬وصِلَحا ) ‪ ،‬بالكسر على القياس ‪ .‬قال ِبشْر بن أَبي خازِم ‪:‬‬
‫يَسُومونَ الصّلحَ بذَاتِ َكهْفٍ‬
‫وما فيها لهم سَلَعٌ وقَارُ‬
‫قوله ‪ :‬وما فيها ‪ .‬أَي وما في ال ُمصَالحة ‪ ،‬ولذالك أَ ّنثَ الصّلح ‪ .‬وهاكذا أَورده ابنُ السّيد في‬
‫الفَرْق ‪ .‬واصْطلحَا واصّالَحَا ) مشددة الصادِ ‪ ،‬قَلَبوا التّاءَ صادا ‪ ،‬وادغَموها في الصّاد ‪،‬‬
‫( و َتصَالَحا واصْتَلَحَا ) بِالتاءِ بَدل الطّاء ‪ :‬كلّ ذالك بمعنًى واحدٍ ‪.‬‬
‫سجَات الَساس ‪ :‬كيف ل يكون من أَهل الصّلح ‪ ،‬مَنْ هو من أَهل الصّلح ‪ ،‬مَنْ هو‬
‫( و ) من َ‬
‫من أَهْل ( صلَح ‪ ،‬كقَطَامِ ) ‪ ،‬يجوز أَن يكون من الصّلْح ‪ ،‬لقوله عز وجلّ { حَرَما ءامِنا }‬
‫( القصص ‪ ) 57 :‬ويجوز أَن يكون من الصّلح ‪ ( ،‬وقد ُيصْرَف ) ‪ :‬من أَسماءِ ( َمكّة ) شَ ّرفَها‬
‫حضْرَميّ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو للحارثِ بن ُأمَيّة ‪:‬‬
‫ال تعالى ‪ .‬قال حَ ْربُ بنُ ُأمَيّةَ يخَاطبُ أَبا َمطَرٍ ال َ‬
‫أَبا مَطَرٍ هَلُمّ إِلى صَلحٍ‬
‫ف َتكْفِيك النّدَامَى من قُرَيْشِ‬
‫طهُم و َتعِيشُ فيهم‬
‫سَ‬‫وتَ ْأمَنُ و َ‬
‫أَبا مَطَر هُدِيَت بخَيْرِ عَيْشِ‬
‫سكُنُ بَلْ َدةً عَ ّزتْ َلقَاحا‬
‫وتَ ْ‬
‫وتَ ْأمَنُ أَنْ يَزُو َركَ َربّ جَيْشِ‬
‫شعْ ِر صَ ْرفُ صَلَح ‪ > . ،‬قال ‪ :‬والَصلُ فيها أَن تكون مَبنيّةً‬
‫وقال ابن بَ ّريّ ‪ :‬الشّاهِد في هذا ال ّ‬
‫كقَطامِ ‪ .‬وَأمّا الشاهدُ على صَلَحِ ‪ ،‬بالكسر من غير صَ ْرفِ ‪ ،‬فقول الخَرِ ‪ ( :‬سقط ‪:‬‬
‫لم يستكن لتهدد وتنمر‬
‫يعني خبيب بن عدي ‪.‬‬
‫( و ) رأى المام ( المصلحة ) في كذا ‪ ( ،‬واحدة المصالح ) ‪ ،‬أي الصلح ‪ .‬ونظر في مصالح‬
‫الناس ‪ .‬وهم من أهل المصالح ل المفاسد ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/549‬‬
‫( واستصلح ‪ :‬نقيض استفسد ) ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬هذا يصلح لك ‪ ،‬كينصر ‪ ،‬أب من باتيك ) ؛ هذا نص عبارة الجوهري ‪.‬‬
‫والبابة ‪ :‬النوع ‪ ،‬وقد تقدم ‪.‬‬
‫( وروح بن صلح ‪ :‬محدث ) ‪.‬‬
‫( وصالحان ‪ :‬محلة بأصبهان ) ‪ .‬منها أبو ذر محمد بن إبرهيم بن علي الواعظ ‪ ،‬عن أبي الشيخ‬
‫الحافظ وغيره ‪ ،‬وعنه حفيده أبو بكر محمد ابن علي ‪ ،‬توفي سنة ‪ . 440‬ومفتي أصبهان أبو عبد‬
‫ال أحمد بن محمد ابن أيوب الصالحاني ‪ ،‬ولده أبو محمد عبد ال ‪ ،‬حدث عن ابن منده ‪ ،‬وعنه‬
‫ابن مردويه ‪.‬‬
‫( والصالحية ‪ :‬ة قرب الرهى ) ‪ ،‬من إنشاء الملك الصالح ‪ ( .‬و ) الصالحية ‪ ( :‬محلة ببغداد ‪ ،‬و‬
‫‪ :‬ة ‪ ،‬بها وبظاهر دمشق ‪ ،‬و ‪ :‬ة ‪ ،‬بمصر ) نسبتا إلى الملك الصالح صلح الدين يوسف بن‬
‫أيوب والد الملوك سلطان مصر والشام ‪.‬‬
‫( وسموا صلخا ) كسحاب ( وصلحا ) ‪ ،‬بالضم ( ومصلحا ) ‪ ،‬كمحسن ‪ ( ،‬وصليحا ‪ ،‬كزبير )‬
‫‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫قوم صلوح ‪ :‬متصالحون ‪ ،‬كأنهم وصفوا بالمصدر ‪.‬‬
‫ومطرة صالحة ‪ ،‬أي كثيرة ‪ ،‬من باب الكناية ‪ .‬ومنه قول ابن جني ‪ :‬أبدلت الياء من الواو إبدال‬
‫صالحا ‪ ،‬أي كثيرا ‪.‬‬
‫وصلحية الشيء ‪ ،‬مخففة كطواعية ‪ :‬مصدر صلح ‪ ،‬وليس في كلمهم فعالية مشددة ؛ كذا نقلوه‬
‫‪.‬‬
‫وصلحت حال فلن ‪.‬‬
‫وهو على حالة صالحة ‪ .‬وأتتنى صالحة من فلن ‪ ) .‬ول تُعدّ صالحَاتُه وحَسناتُه ‪.‬‬
‫ل قومِه في الحجْر ‪،‬‬
‫وصالحٌ النبيّ عليه السّلم من مشاهير الَنبياءِ ‪ ،‬كانت منا ِز ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/550‬‬

‫وهو بين تَبوكَ والحِجازِ ‪.‬‬


‫والصْطِلحُ ‪ :‬اتّفاقُ طائفةِ مَخصوصةٍ على َأمْرٍ مخصوص ؛ قاله الخَفاجيّ ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬هاذا َأدِيمٌ َيصْلُحُ للنّعل ‪.‬‬
‫حدّثون ‪ ،‬نسبة إِلى جَدّهم ‪.‬‬
‫والصّالِحِيّون ‪ :‬مُ َ‬
‫حيّ ‪ :‬ملوكُ اليَمن ‪.‬‬
‫وبنو الصّلَ ْي ِ‬
‫وجَعفرُ بنُ أَحمدَ بن صُلَيحٍ الصّلَحيّ بضَمّ الصّاد وفتح اللّم ‪ :‬مُحدّث ‪.‬‬
‫س َمكٌ طويلٌ دَقيقٌ ) ‪.‬‬
‫سقِنْطار ‪َ :‬‬
‫صلبح ‪ ( :‬الصّلِنْباحُ ) ‪ ،‬بتقديم النّون على الموحّدةِ ( ك ِ‬
‫حجَرُ العَرِيض ) ‪ ،‬رواه الَزهريّ عن اللّيث ‪ ( .‬وجَاري ٌة صَلْ َدحَةٌ‬
‫صلدح ‪ ( :‬الصّلْدَح ‪ ،‬كجَعفرٍ ‪ :‬ال َ‬
‫‪ :‬عَريضةٌ ) ‪.‬‬
‫جلَنْدَحةٌ ‪ :‬شديدةٌ ‪ ،‬و ( صَلَ ْندَحَةٌ ) ‪ ،‬بفتح الصّا ِد واللّم ‪ ( ،‬و ُيضَمّ‬
‫( و ) عن ابن دُريد ‪ ( :‬نا َقةٌ ) َ‬
‫الصّادُ ) خاصّةً ‪ ( :‬صُلْبَةٌ ) ‪ ،‬وهي ( خاصّةٌ بالِناثِ ) دونَ ال ّذكُورِ ‪.‬‬
‫( والصَّلوْدَحُ ‪ :‬الصّ ْلبُ الشّديدُ ) ‪.‬‬
‫لوّل اقتصرَ أَئمةُ اللّغة ‪.‬‬
‫وعلى ا َ‬
‫صلطح ‪ ( :‬الصّلْطَحُ ‪ :‬الضّخْمُ ‪ ،‬وبهاءٍ ‪ :‬العَريضةُ ) من النّساءِ ‪.‬‬
‫س َعتْ ) ‪ ،‬قال طُرَيْح ‪:‬‬
‫حتِ ال َبطْحَاءُ ‪ :‬اتّ َ‬
‫( واصْلَنْطَ َ‬
‫أَ ْنتَ ابنُ ُمصْلَنْطِحِ ال ِبطَاحِ ولمْ‬
‫طفْ عليك الحُ ِنيّ والوُلُجُ‬
‫َتعْ ِ‬
‫طحَاءِ ‪ ( .‬وال ُمصَلْطَح ) والصّلَطِح ‪ ،‬كمُسَرْ َهدٍ وعُلبِطٍ‬
‫يَمدَحه بأَنّه من صَميمِ قُرَيْشٍ وهم أَهلُ البَ ْ‬
‫صلٌ ُمصَلْطَحٌ ‪ ،‬أَي عَريضٌ ‪ .‬ومَكَان صُلطِحٌ ‪ ،‬أَي عَريضٌ ‪ ( .‬و ) منه‬
‫‪ :‬العَريضُ ) ‪ ،‬يقال ‪َ :‬ن ْ‬
‫قول الساجِع ‪ ( :‬صُلطحٌ بُلطحٌ ) ‪ ،‬بُلطِحٌ ‪ ( ،‬إِتْبَاعُ ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/551‬‬

‫( والصَّلوْطَحُ ‪ :‬ع ) ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫حمُولُهمُ‬
‫إِني ِبعَيْنِي ِإذَا َأ ّمتْ ُ‬
‫ح ل يَ ْنظُرْنَ مَنْ تَ ِبعَا‬
‫بَطْنَ الصَّلوْطَ ِ‬
‫صلفح ‪ ،‬صلقح ‪ ( :‬صَ ْلفَحَ الدّرا ِهمَ ‪ :‬قَلَبَها ) ‪ ،‬هاذه الما ّدةُ في سائر النّسخِ هاكذا بالفاءِ بعد اللّم ‪،‬‬
‫وصاحبُ اللسان أَوردَها بالقاف بدل الفاءِ ‪.‬‬
‫والصّلفِحُ ‪ :‬الدّرا ِهمُ ‪ ،‬عن كُرَاع ‪ ( ،‬بل واحدِ ) ‪.‬‬
‫( وال ُمصَلْفَح ‪ :‬العَرِيضُ من الرّؤوسِ ) ‪ ،‬اللّم زائدةٌ ‪ ،‬وقد تقدّم في صفح ‪.‬‬
‫( والصّلَنْفَح الصّيّاح ) أَي الشديد الصّوت ‪ ،‬وكذالك الُنثى بغير هاءٍ ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬إِنها‬
‫َلصَلَ ْنفَحةُ الصّوتِ صُمادِحيّةٌ ‪ ،‬فأَدْخَل الهاءَ ؛ كذا في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫شمِرٌ ‪ .‬وقد‬
‫صلقح ‪ ( :‬الصّلَنْقَح ) ‪ ،‬بالقافِ ‪ :‬الرّجلُ ( الشّديدُ الشّكيمةِ ) ‪ ،‬الّذي له عَزيمةٌ ؛ قاله َ‬
‫تقدّم في صرنقح ‪ ( ،‬أَو ) الصّلَ ْنقَح ‪ :‬هو ( الظّرِيفُ ) ‪.‬‬
‫لمِ ‪ ( :‬حَلَقه ) ‪،‬‬
‫صلمح ‪ ( :‬صَ ْلمَحَ رَ ْأسَه ) ‪ ،‬بزيادة ال ّ‬
‫( و ) من ذلك قولهم ‪ ( :‬جارِيَةٌ ُمصَ ْلمَحةُ الرأْسِ ‪ :‬زَعْرَاءُ ) ل شَعرَ برأْسها ‪ .‬وهاذه المادّة مُلحقة‬
‫بما بَعدها لكون أَنّ اللمَ زائ َدةٌ على الصّواب ‪.‬‬
‫صمَحَه الصّ ْيفُ ‪ ،‬كمَنَ َع وضَ َربَ ‪ :‬أَذابَ دِماغَه بحَرّه ) ‪ ،‬أَي بشِدّة حَرّه ‪ ،‬كذا هو َنصّ‬
‫صمح ‪َ ( :‬‬
‫عِبَا َرةِ اللّيث ‪ .‬قال الطّ ِرمّاح يَصف كانِسا من البَقرِ ‪:‬‬
‫يَذِيلُ إِذا نَسَمَ الَبْرَدَانِ‬
‫ويُخْدِرُ بالصّ ّرةِ الصامِحَهْ‬
‫صمَحُه‬
‫صمَحَتْه الشّمسُ َت ْ‬
‫ش ّدةِ حَرّها ‪ .‬و َ‬
‫والصّرّة ‪ :‬شِ ّدةُ الحَ ّر والصّامِحةُ ‪ :‬الّتي ُتؤْلِمُ الدّماغَ ب ِ‬
‫صمْحا ‪ :‬إِذا اشتدّ عليه حَرّهَا حتّى‬
‫و َتصْمِحُه َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/552‬‬

‫كادَت تُذِيبُ دِماغَه ‪ .‬قال أَبو زُبَيد الطّائيّ ‪:‬‬


‫سمُومٍ كأَنّها َلفْحُ نَارٍ‬
‫مِن َ‬
‫ظهِي َرةٌ غَرّاءُ‬
‫صمَحَتْها َ‬
‫َ‬
‫صمَحُه ‪ ،‬إِذا ( أَغَْلظَ له في‬
‫صمَحَه َي ْ‬
‫صمْحا ‪ ( :‬ضَرَبَه ) به ‪ ( .‬و ) َ‬
‫سوْطِ ) َ‬
‫صمَحَه ( بال ّ‬
‫(و) َ‬
‫حوِهَا ) ‪ ،‬بدل ‪ ( :‬وغيرِها ) قال أَبو وَجْ َزةَ ‪:‬‬
‫ل ّمهَات ‪ ( :‬و َن ْ‬
‫المسأَلة وغيرِهَا ) ‪ .‬وفي بعض ا ُ‬
‫صمّاحُونَ ُركْنَ ال ُمصَامِحِ‬
‫زِبَنّونَ َ‬
‫يقول ‪ :‬مَن شادّهم شادّوه فغَلَبوه ‪.‬‬
‫صمَاحُ ( كغُرابٍ ‪ :‬العَرَقُ المُنْتِنُ ) ‪ .‬وقيل ‪ :‬خُ ْبثُ الرّائحةِ من العَرَق ‪ ( ،‬و ) هو‬
‫( و ) ال ّ‬
‫( الصّنَانُ ) وأَنشد ‪:‬‬
‫شهَى إِلى ال ّنفْ‬
‫سَاكِنَاتُ ال َعقِيقِ أَ ْ‬
‫شقِ‬
‫س مِن السّاكناتِ دُورَ ِدمَ ْ‬
‫يَتضوّعْنَ لو تَضمّخْنَ بالمِسْ‬
‫صمَاحا كأَنّه رِيحُ مَ ْرقِ‬
‫ك ُ‬
‫ِ‬
‫صمَاحُ ‪ ( :‬ال َكيّ ) ‪ ،‬عن‬
‫حكِم دِبَاغُه ‪ ،‬وهو الِهابُ المُنْتِنُ ‪ ( .‬و ) ال ّ‬
‫المَرْقُ ‪ :‬الجِلْد الّذِي لم يَسْ َت ْ‬
‫كُراع ‪ .‬قال ال َعجّاج ‪:‬‬
‫ذُوقِي ‪ ،‬عُقيْدُ ‪َ ،‬و ْقعَةَ السّلَحِ‬
‫صمَاحِ‬
‫والدّاءُ قدْ ُيطَْلبُ بال ّ‬
‫ي ‪ .‬يقول‬
‫ويروَى ‪ ( :‬يُبْرَأُ ) وعُقَيْد ‪ :‬قبيلةٌ من بَجِيل َة في بكرِ بنِ وا ِئلٍ ‪ .‬وقوله بالصّماحِ ‪ ،‬أَي بالكَ ّ‬
‫شمْسُ ‪ ،‬إِذا آل َمتْ‬
‫صمَحَتْه ال ّ‬
‫صمَاح ‪ :‬أُخِذَ من قولهم ‪َ :‬‬
‫‪ :‬آخِرُ الدّواءِ ال َكيّ ‪ .‬قال أَبو منصور ‪ :‬وال ّ‬
‫صمَاحِ ‪ ،‬وهو الصّنانُ ‪.‬‬
‫حيّ ) بالضّمّ وياءِ النّسْبَة ‪ ،‬مأْخوذٌ من ال ّ‬
‫دماغَه بشِ ّدةِ حَرّهَا ‪ ( ،‬كالصّما ِ‬
‫ن الوَبْرِ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪.‬‬
‫صمَاحُ ‪ ( :‬دَاّبةٌ دُو َ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫جلِ َتدَاوِيا ) ‪.‬‬
‫شقّ الرّ ْ‬
‫حمَةٌ تُذَابُ فتُوضَع على َ‬
‫شْ‬‫صمَاح ‪َ ( :‬‬
‫( و ) ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/553‬‬

‫صمْحَا َءةٌ وحِزْبَاءةٌ ‪ .‬وفي‬


‫صمْحاءُ ( كحِرْباءَ ‪ :‬الَرضُ الغَليظةُ ) كالحِزْبَاءِ ‪ ،‬واحِدتُها ِ‬
‫( و ) ال ّ‬
‫( الصّحاح ) ‪ ( :‬الصّلْبة ) ‪ ،‬بدل ( الغليظة ) ‪.‬‬
‫ف ولضّرْبِ )‬
‫س الَبطالِ بال ّنقْ ِ‬
‫صمَحُ ‪ :‬الشّجَاعُ ) الّذي ( يَتَعمّد ُرؤُو َ‬
‫ل ْ‬
‫( و ) عن أَبي عَمرٍ و ‪ ( :‬ا َ‬
‫بشجاعته ‪.‬‬
‫ص ْومَحَانُ ‪ :‬ع ) قال ‪:‬‬
‫ص ْومَحٌ و ( َ‬
‫(و) َ‬
‫و َيوْمٌ بالمَجَا َز ِة والكَلَنْدَى‬
‫ص ْومَحانِ‬
‫ن ضَ ْنكَ و َ‬
‫ويومٌ بي َ‬
‫هاذا كلّها مواضِع ‪.‬‬
‫حيّ ‪ :‬الرّجلُ الشّدِيدُ ) ‪ ،‬كذا في ( الصّحاح ) ‪ ( ،‬ال ُمجْتَم ُع الَلْواحِ )‬
‫حمَ ِ‬
‫صمَ ْ‬
‫حمَح ‪ ،‬وال ّ‬
‫صمَ ْ‬
‫( وال ّ‬
‫ن والَربعينَ ‪ .‬ومثلُه في ال ّروْض الُنف‬
‫وكذالك ال ّد َم ْك َمكُ ‪ .‬قال ‪ :‬وهو في السّنّ ما بين الثّلثي َ‬
‫حفِظَ حُجّةٌ على من لم يَحفظْ ‪ ( .‬و )‬
‫ي ‪ .‬ول عِبْرةَ بإِنكار شيخنا عليه في التّحديد ‪ ،‬فمَنْ َ‬
‫سهَيْل ّ‬
‫لل ّ‬
‫لصْلَعُ ‪ .‬و ) قيل ‪ :‬هو ( ال َمحْلُوقُ‬
‫قال الجَرْميّ ‪ :‬هو الغِليظُ ( ال َقصِير ‪ .‬و ) قيل ‪ :‬هو القصيرُ ( ا َ‬
‫ي ‪ .‬والُنثَى من كلّ ذالك بالهاءِ ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫الرّأْس ) ‪ ،‬عن السّيرَاف ّ‬
‫حمَحَةٌ ل َتشْ َتكِي الدّهْرَ رَ ْأسَها‬
‫صمَ ْ‬
‫َ‬
‫ولو َنكَزَ ْتهَا حَيّ ٌة لَبَّلتِ‬
‫ن والّلم ‪.‬‬
‫شدِيدٌ ‪ ،‬وهو َفعَ ْل َعلٌ ‪ ،‬كُرّرَ فيه العَي ُ‬
‫حمَحٌ ‪ ،‬أَي َأصْلَعُ غَليظٌ َ‬
‫ص َم ْ‬
‫س َ‬
‫وقال ‪ :‬ثعلب ‪ :‬رأْ ٌ‬
‫حمَح زائدة ‪ ،‬وذالك أَنّها‬
‫صمَ ْ‬
‫حمَحُ ‪ :‬شديدٌ َق ِويّ ‪ .‬قال ابن جِنّي ‪ :‬الحا ُء الُولى من َ‬
‫صمَ ْ‬
‫وبَعيرٌ َ‬
‫فاصلة بين العَينين ‪ ،‬والعَينانِ متَى اجت َمعَتَا في كلم ِة واحدة َمفْصولً بينهما ‪ ،‬فل يكون الحَرفُ‬
‫خفَيْفَد ‪ .‬وقد ثَ َبتَ أَن‬
‫عقَنْقَل وسُللَم و َ‬
‫الفاصلُ بينهما ِإلّ زائدا ‪ ،‬نحو عَ َثوْثَل و َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/554‬‬

‫حمَح هما الزائدتانِ ‪ ،‬والميمَ‬


‫صمَ ْ‬
‫لوّلَتَين في َ‬
‫العَين الُولَى هي الزّائدةُ ‪ ،‬فثبتَ إِذن أَنّ الميمَ والحا َء ا َ‬
‫والحاءَ الَخيرتَيْنِ هما الَصلّيتَان ‪ ،‬فاع ِرفْ ذالك ؛ كذا في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫صمُوحا ‪ .‬قال أَبو النّجم ‪:‬‬
‫ح ُ‬
‫صمَ َ‬
‫صمُوحٌ ) ‪ ،‬كصَبورٍ ‪ ،‬أَي ( شَديدٌ ) ‪ ،‬وقد َ‬
‫( وحافِ ٌر َ‬
‫شكّى الحافِرَ الصّموحَا‬
‫ل يَ َت َ‬
‫حصَى مَلْتُوحَا‬
‫جهَا بال َ‬
‫يلَ ْتعْنَ و ْ‬
‫صمُوحٌ ‪ :‬شَدِيدُ ال َوقْعِ ‪ ،‬عن كُراع ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬حافِ ٌر َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫صمَوحٌ ‪ :‬حا ّرةُ ُمغَيّرة ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫س َ‬
‫شمْ ٌ‬
‫َ‬
‫س صَموحٌ وحَرُورٌ كالّل َهبْ‬
‫شم ٌ‬
‫صمَحَة في اسم النّجاشيّ ‪ ،‬وإِن‬
‫صمْحَة أَوَأ ْ‬
‫ح وصامحُ ‪ :‬شَدِ ْيدُ الحَرّ ‪ .‬واستدرك شيخُنَا َ‬
‫صمُو ٌ‬
‫ويَومٌ َ‬
‫كان المشهور أَصحمَةَ ‪ ،‬كما يأْتي في الميم ‪.‬‬
‫صمْدَحَ َي ْومُنا ‪ :‬اشْ َتدّ حَرّه ) ‪.‬‬
‫صمدح ‪َ ( :‬‬
‫صمَادِحيّ ) ‪ ،‬بياءِ النّسبةِ ‪،‬‬
‫سمَيْ َدعٍ ‪ :‬ال َيوْمُ الحَارّ ‪ ،‬والصّ ْلبُ الشّدِيدُ ‪ ،‬كال ّ‬
‫صمَيْدَحُ ‪ ،‬ك َ‬
‫( و ) منه ( ال ّ‬
‫ي وصُمادِحٌ وصَمَيْدَحٌ شَديدٌ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫حّ‬‫ضمّهما ) ‪ .‬وصَ ْوتٌ صُمادِ ِ‬
‫( والصّمادِحُ ‪ ،‬ب َ‬
‫صمَيْ َدحَا‬
‫صوْتَها ال ّ‬
‫ع ِد ْمتُ َ‬
‫مَالِي َ‬
‫شيْءٍ ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫صمَادحُ ‪ :‬الشّدِي ُد من كلّ َ‬
‫عمْرٍ و ‪ :‬ال ّ‬
‫وقال أَبو َ‬
‫صمَادِحَا‬
‫فَشَامَ فيها ِمذْلَغا ُ‬
‫صمَادِحيٌ ‪ :‬شَديدٌ بيّنٌ ‪ ( .‬وهما ) أَن‬
‫يو ُ‬
‫صمَيْدَحٌ ‪ :‬صُ ْلبٌ شَدي ٌد ‪ .‬وضَ ْربٌ صُرَادِح ٌ‬
‫ورَجل َ‬
‫ص من كلّ شيْءٍ ) ‪ ،‬عن أَبي عَمرٍ و ‪ .‬قال الَزهريّ سمعْت‬
‫ي والصّمادِحُ ‪ ( :‬الخَاِل ُ‬
‫الصّمادِح ّ‬
‫ق صُمادحٌ الجَ َربَ ‪.‬‬
‫شكّ فيها ‪ ،‬أَبَثْرٌ أَم جَ َربٌ ‪ :‬هاذا خَا ٌ‬
‫أَعْرَابِيّا يقول ل ُنقْبَةِ جَ َربٍ حَد َثتْ ب َبعِيرٍ ف ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/555‬‬

‫صمَيْدَح ‪:‬‬
‫( والصّمادِحُ ‪ :‬الَسَدُ ) ‪ :‬لِشدّته وصَلبته ‪ ( .‬ومن الطّرِيقِ ‪ :‬واضِحه ) البَيّنُ ‪ .‬وال ّ‬
‫خَلصَ ‪ .‬وبنو صُمادِحٍ ‪ ،‬من أَعْيَانِ‬
‫ك وَ َ‬
‫الخيار ؛ عن ابن الَعرابيّ ‪ .‬ونَبِي ٌذ صُمادِحيّ ‪ :‬قد أَدْ َر َ‬
‫سبُ الصّما ِدحِيّة من مُتَنَزّهات الدّنيا بالَندلس ‪.‬‬
‫الَندلُس ووُزرائِها ‪ ،‬وإِليهم تُنْ َ‬
‫حجَرُ العَريضُ ) ‪ .‬النّون زائدةٌ ‪ ،‬وقد تقدّم في ( صدح ) بعَيْنِه ‪ ،‬فإِيرادُه‬
‫صندح ‪ ( :‬الصّنْدَحُ ‪ :‬ال َ‬
‫خفَى ‪.‬‬
‫هنا غير لئق ‪ ،‬كما ل َي ْ‬
‫صنبح ‪ ( :‬صُنابِحٌ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ( :‬أَبو َبطْنٍ ) من مُرَاد ‪ .‬والنّون زائدةٌ ‪ .‬وقد ذكره الجوهريّ في (‬
‫ن القَطّاعِ في زيادتها الخلفَ ‪.‬‬
‫صبح ) فهو غير مُسْتَدْرَك على الجوهَ ِريّ كما قَبْلَه ‪ .‬وحكى اب ُ‬
‫حجَرٍ في الِصابَة ‪.‬‬
‫عسّالٍ الصّحَا ِبيّ ) ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ .‬تَ ْرجَمه الحافظ ابن َ‬
‫صفْوَانُ بنُ َ‬
‫( منهم َ‬
‫خضْرَم ‪ ،‬ذكره ابن حِبّان ‪ ( .‬وصُنابِحُ‬
‫عسّالٍ تابِعيّ ُم َ‬
‫عسَيْلَةَ بنِ َ‬
‫وابنُ ابنِ أَخيه عبدُ الرحمانِ بنُ ُ‬
‫حمَسيّ ال َبجَليّ ( صَحَابيّ آخَرُ ) ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ ،‬كُوفيّ ‪ ،‬روَى عنه قيسُ بن‬
‫ن الَعْسَرِ ) الَ ْ‬
‫بُ‬
‫حوْض ) ‪.‬‬
‫أَبي حازمٍ وَحدَه أَنه سَمعَ النّبيّ صلى ال عليه وسلميقول ‪ ( :‬إِني فَرَطُكم على ال َ‬
‫والحديث صحيحٌ في جزءِ الجَالبريّ ‪.‬‬
‫صوْحُ ‪ ،‬بالفتح والضّمّ ) ‪ ،‬لغتان صحيحتانِ ‪ ،‬والفتح عن ابن الَعرابيّ ‪ ( :‬حائطُ‬
‫صوح ‪!* ( :‬ال ّ‬
‫ل يقول ‪ :‬ل إِلهَ ِإلّ اللّهُ ‪ ،‬فلمّا مات‬
‫الوادي ) ‪ .‬وفي الحديث ( أَن مُحلّمَ بن جَثّامةَ اللّيْثيْ قَ َتلَ رَج ً‬
‫سفَلُ الجَ َبلِ‬
‫صوْحَيْنِ فَأكَلتْه السّبَاعُ ) ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬هو ( َأ ْ‬
‫هو َدفَنُوه فلفظَتْه الَرضُ ‪ ،‬فأَ ْلقَتْه بين *! َ‬
‫صوْحَيْنِ ‪ :‬أَي بين‬
‫جهُه القائمُ ) تَراه ( كأَنّه حائطٌ ) ‪ .‬وأَ ْلقَوْه بين *!ال ّ‬
‫‪ ،‬أَو وَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/556‬‬

‫الجَبَلَيْنِ ‪ .‬فَأمّا ما أَنشده بعضهم ‪:‬‬


‫شكْسٍ طَرِيقُه‬
‫شكّ ال ّث ّوبِ َ‬
‫ش ْعبٍ ك َ‬
‫وِ‬
‫ج صُوحَيْه عِذَابٌ مَحاصِرُ‬
‫مدَارِ ُ‬
‫سفْتُه باللّ ْيلِ لم َيهْدِني له‬
‫َتعَ ّ‬
‫شهَدْ له ال ّن ْعتَ خابِرُ‬
‫دَلِيلٌ ولم َي ْ‬
‫شكّ ال ّث ْوبِ ‪ ،‬وهي طريقةُ خِيَاطتِه ‪ ،‬لستواءِ‬
‫صغَرِه ‪ ،‬ومَثّلَه ب َ‬
‫شعْب ل ِ‬
‫جعَله كال ّ‬
‫فإِنّما عَنَى فَما قَبّله ف َ‬
‫لضْرَاسِ *!‪-‬‬
‫ج َعلَ رِيقه كالماءِ ‪ ،‬وناحِيَ َتيِ ا َ‬
‫حسْنِ اصْطفَافِها وتَراصُفِها و َ‬
‫مَنابِت َأضْراسِه و ُ‬
‫ي الوَادِي ‪.‬‬
‫حِ‬‫كصُو َ‬
‫شقّقُ ) في الشّعرِ وغيرِه ‪!* ( ،‬كال ْنصِياح ) ‪ .‬يقال ‪!* :‬ا ْنصَاحَ ال ّث ْوبُ‬
‫( *!وال ّتصَوّحُ ‪ :‬التّ َ‬
‫حتْ جِبَالُنا ) ‪ ،‬أَي‬
‫سقَاءِ ( الّل ُهمّ *!ا ْنصَا َ‬
‫شقّقَ من قِبَل َنفْسِه ‪ .‬وفي حديث السْتِ ْ‬
‫*!ا ْنصِياحا ‪ :‬إِذا تَ َ‬
‫ج ّفتْ ل َعدَمِ ال َمطَرِ ‪ .‬وفي حديث ابن الزّبير ‪ ( ( :‬فهو ) *!يَ ْنصَاحُ عليكم ِبوَا ِبلِ البَلَيَا ) ‪،‬‬
‫تَشقّقتْ و َ‬
‫شقّ ‪.‬‬
‫أَي يَنْ َ‬
‫جفُوفُ‬
‫صوّحَه ال ُ‬
‫صوّحُ ‪ ( :‬تَنَاثُرُ الشّعرِ ) وتَش ّققُه مِن قِ َبلِ َنفْسِه ‪ .‬وقد َ‬
‫( و ) *!ال ّت َ‬
‫صوّحَ ‪ .‬وقد صَيّحَتْه الرّيحُ والحَرّ‬
‫شبُ ونحوُهما ‪ ،‬لُغة في*! َت َ‬
‫( *!كالتّصيّحِ ) ‪ ،‬وكذالك ال َب ْقلُ والخَ َ‬
‫شيْءُ ‪ :‬تَكسّ َر وتَشقّقَ ‪!* .‬وصَيّحْتُه أَنا ‪ ( .‬و )‬
‫صوّحَتْه ‪!* .‬و َتصَيّحَ ال ّ‬
‫شمْسُ ‪ ،‬مثل *! َ‬
‫وال ّ‬
‫*!التّصوّحُ ‪ ( :‬أَن يَيْبَسَ ال َب ْقلُ من أَعْلهُ ) وفيه نُ ُد ّوةٌ ‪ ،‬قال الرّاعي ‪:‬‬
‫شمَالَ وآذَ َنتْ‬
‫وحارَ َبتِ الهَ ْيفُ ال ّ‬
‫مَذَا ِنبُ منها اللّدْنُ والمُتصوّحُ‬
‫ل *!وصَوّحَ تَمّ يُبْسُه ‪.‬‬
‫صوّحَ ال َبقْ ُ‬
‫جفِيفُ ) ‪ .‬في ا ( اللّسَان ) ‪ :‬يقال ‪َ !* :‬ت َ‬
‫( *!وال ّتصْوِيحُ ‪ :‬التّ ْ‬
‫صوّحَ ‪:‬‬
‫ح البقلُ غيرَ متع َد بمعنَى َت َ‬
‫وقيل ‪ :‬إِذا أَصابتْه آف ٌة ويَبِسَ ‪ .‬قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬وقد جاءَ صَوّ َ‬
‫إِذا يَ ِبسَ ‪ ،‬وعليه قولُ أَبي عليَ البصير ‪.‬‬
‫شعَ ّرتْ‬
‫ولكِنّ البلدَ إِذا ا ْق َ‬
‫عيَ الهَشِيمُ‬
‫وصَوّحَ نَبْ ُتهَا رُ ِ‬
‫*!وصَوّحَتْه الرّيحُ ‪ :‬أَيْ َبسَتْه ‪ .‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫*!وصَوّحَ ال َب ْقلَ نَئّاجٌ تَجِيءُ به‬
‫هَ ْيفٌ يَمانِيَ ٌة في مَرّها َن َكبُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/557‬‬

‫صوّحَ ‪.‬‬
‫شقّ قيل ‪ :‬قد *! َت َ‬
‫س وانْ َ‬
‫وقال الَصمعيّ ‪ :‬إِذا َتهَيّأَ النّبَاتُ لليُبْسِ قيل ‪ :‬قد اقْطَارّ ‪ ،‬فإِذا يَبِ َ‬
‫صوّحه من يُ ْبسِه َزمَانَ الحَرّ ‪ ،‬ل مِن آفةً تُصيبُه ‪ .‬وفي الحديث ( َنهَى عن‬
‫قال الَزهري ‪!* :‬و َت َ‬
‫ن صَلَحُه‬
‫ن صَلَحُه وجَيّدُه ) ‪ ،‬أَي قبلَ أَن يَسْتَبِي َ‬
‫خلِ قبلَ أَن *!يُصوّح ) ‪ ،‬أَي قبلَ أَن َيسْتَبِي َ‬
‫بَيْعِ النّ ْ‬
‫وجَيّدُه من َردِيئِه ‪ .‬ويُ ْروَى بالرّاءِ ‪ ،‬وقد تقدّمَ ‪ .‬وفي حديث عليّ ‪ ( :‬فَبادِروا العِلْمَ من قَ ْبلِ‬
‫صوِيحِ نَبْتِه ) ‪.‬‬
‫*! َت ْ‬
‫جصّ ) ‪ ،‬بكسر الجيم ‪ .‬قال الَزهريّ عن الفرّاءِ قال ‪-!* :‬‬
‫( *!والصّوَاح ‪ ،‬كغُرَابٍ ‪ :‬ال ِ‬
‫جصّ ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫صوَاح ‪ ،‬وهو ال ِ‬
‫حيّ ‪ :‬مأْخوذٌ من *!ال ّ‬
‫صوَا ِ‬
‫ال ّ‬
‫جَلَبْنَا الخَ ْيلَ مِن تَثْلِيثَ حتّى‬
‫صوَاحَا‬
‫جهَا *! ُ‬
‫كأَنّ على مَنَاسِ ِ‬
‫صوَاح ‪ ،‬وهو الجصّ ‪.‬‬
‫هكذا رواه ابنُ خالَويه منصوبا ‪ ،‬قال ‪ :‬شَبّه عَ َرقَ الخَ ْيلِ لمّا ابْ َيضّ بال ّ‬
‫صوَاحُ أَيضا ‪ ( :‬عَرَقُ الخَيلِ ) ‪ .‬وأَنشد الَصمعيّ ‪:‬‬
‫( و ) *!ال ّ‬
‫جَلَبْنَا الخَ ْيلَ دامِ َيةً كُلهَا‬
‫صوَاحُ‬
‫يُسَنّ على سَنا ِبكِها *!ال ّ‬
‫صوَاح ‪ ( :‬مَا‬
‫لوّل من التّهذيب ‪ ( .‬و ) *!ال ّ‬
‫وفي رواية ‪ :‬يَسيل ؛ كذا في ( الصّحاح ) ‪ ،‬والبيت ا َ‬
‫خ َوةُ‬
‫صوَاح ‪ ( :‬الرّ ْ‬
‫شهَابُ ‪ ( .‬و ) ال ّ‬
‫غََلبَ عليه الماءُ من اللّبَنِ ) ؛ قاله أَبو سعيدٍ ‪ ،‬وهو الضّيَاحُ وال ّ‬
‫جفّ فَيَتناثَر ؛‬
‫خلِ ) حين يَ ِ‬
‫صوَاح ‪ ( :‬طَلْعُ النّ ْ‬
‫ج َوةُ ( من الَ ْرضِ ‪ .‬و ) ال ّ‬
‫) ‪ ،‬وفي ( اللّسَان ) ‪ :‬النّ ْ‬
‫عن أَبي حَنيفةَ ‪.‬‬
‫( و ) تقول ‪ :‬هاذه السّاحة كأَنّها ( *!الصّاحَة ) ‪ :‬وهي ( أَ ْرضٌ ل تُنْبِت شيئا أَبدا ) ‪ ،‬أَي ل خَيْرَ‬
‫فيها ‪.‬‬
‫صوّاحة ( ك ُرمّانة ‪ :‬ما تَشقّقَ من الشّعرِ و ) ما ( تَناثَر ) منه ‪ ،‬وكذا من الصّوف ‪.‬‬
‫( و ) *!ال ّ‬
‫( و ) من المَجاز ‪!* ( :‬ا ْنصَاحَ ال َقمَرُ ) *!ا ْنصِياحا ‪ ،‬إِذا ( اسْتَنَارَ ) ‪!* .‬وا ْنصَاحَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/558‬‬

‫الفَجْرُ والبرْقُ ‪ :‬أَضاءَ ‪ .‬وأَصلُه النْشِقاق ‪.‬‬


‫ض والقِيعانُ‬
‫( *!والمُ ْنصَاحُ ) في قول عَبيدٍ يَصف مَطرا قد ملَ الوِهَا َد والقَراراتِفَأصْبَحَ ال ّر ْو ُ‬
‫مُتْرَعَةً‬
‫ق منها ومُنْصاحِ‬
‫ما بَيْن مُرْتَتِ ٍ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬ويروَى ‪:‬‬
‫ن الَعْرَابيّ قال َ‬
‫جهِ ( الَ ْرضِ ) كذا رواه اب ُ‬
‫هو ( الفَائِض الجارِي على ) وَ ْ‬
‫( مُرتفِقٍ ) ‪ ،‬وهو ال ُممْتَلِيءُ ‪ .‬والمرْتتِق من النباتِ ‪ :‬الّذي لم يَخرُجْ َنوْرُه وزَهْرُه من َأ ْكمَامِه ‪.‬‬
‫ظهَرَ زَهْرُه ‪ .‬و ُر ِويَ عن أَبي َتمّام الَسَديّ أَنه أَنشده ‪:‬‬
‫*!والمُنْصاحُ ‪ :‬اّلذِي قد َ‬
‫ق منها ومِنْ طَاحِي‬
‫من بَيْنِ مُرْتفِ ٍ‬
‫والطّاحِي ‪ :‬الّذِي فاضَ وسالَ وذَ َهبَ ‪.‬‬
‫( *!وصاحَاتُ ‪ :‬جِبالٌ بالسّراةِ ) ‪.‬‬
‫( *!وصاحَتَانِ ‪ :‬ع ) ‪.‬‬
‫( *!وصَاحَةُ ) ‪َ :‬موْضعٌ ‪ ،‬و ( جَ َبلٌ ) ‪ .‬قال ِبشْر بن أَبي خازم ‪:‬‬
‫خذُولٍ‬
‫تَع ّرضَ جَأْبَةِ المِدْرَى َ‬
‫ِبصَاحَةَ في َأسِرّ ِتهَا السّلَمُ‬
‫عقِيقِ المَدِي َنةِ ) وقد جاءَ ِذكْرُهَا في‬
‫حمْرٌ قُ ْربَ َ‬
‫( و ) قال ابن الَثير ‪ !*:‬الصّاحَةُ ( ِهضَابٌ ُ‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫س َعفِ )‬
‫جلُ ‪ ( .‬ونَخْلَةٌ *!صُوحَا َنةٌ ‪ :‬كَ ّزةُ ال ّ‬
‫س ّميَ الرّ ُ‬
‫( *!والصّوحَانُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬اليا ِبسُ ) ‪ ،‬وبه ُ‬
‫يابِستُه ‪.‬‬
‫شقّ ‪.‬‬
‫ش َققْتُه ‪!* ،‬فانْصاحَ ) ‪ ،‬أَي انْ َ‬
‫( *!وصُحْتُه ) *!َأصُوحُه ‪ ،‬أَي ( َ‬
‫حجَرِ بنِ الحا ِرثِ أَبو‬
‫( وبنو *!صُوحانَ ‪ ،‬من ) بني ( عب ِد القَيْس ) ‪ .‬وزَيْدُ بن *!صُوحَانَ بنِ َ‬
‫سليمانَ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أَبو عائشةَ ‪ ،‬أَسلَمَ في عهد النّبيّ صلى ال عليه وسلم وله تَرجمةٌ حَسنةٌ ‪ .‬وأَخوه‬
‫ن صُوحَانَ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ص ْعصَةُ بن صُوحانَ ‪ ،‬وسَيْحانُ ب ُ‬
‫َ‬
‫جمَلِي‬
‫قَتَ ْلتُ عِلْبَاءَ وهِنْدَ ال َ‬
‫وابْنا *!لصُوحانَ على دِينِ عَلِي‬

‫____________________‬

‫( ‪)6/559‬‬

‫صيح ‪!* ( :‬الصّيْحُ ‪!* ،‬والصّيَحَةُ ‪!* ،‬والصّياحُ ‪ ،‬بالكسر والضّمّ ‪!* ،‬والصّيْحَانُ ‪ ،‬محرّكةً ‪:‬‬
‫صوّتَ‬
‫ح *!وصَيّحَ ‪َ :‬‬
‫ص ْوتُ كلّ شيْءٍ إِذا اشتدّ ‪ .‬وقد *!صَاحَ *! َيصِي ُ‬
‫صوْتُ ) ‪ .‬وفي التّهذيب ‪َ :‬‬
‫ال ّ‬
‫( بَأ ْقصَى الطّاقَةِ ) ‪ ،‬يكون ذالك في النّاسِ وغيرِهم ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫شقّتِ ال َعصَا‬
‫*!وصَاحَ غُرَابُ البَيْنِ وا ْن َ‬
‫صوَانِعُ‬
‫ق الَدِيمَ ال ّ‬
‫شٌ‬‫( ببَيْنٍ كما َ‬
‫وقال ال ُهذَليّ ‪:‬‬
‫ل صَارةٍ )‬
‫ُيصَيّح بالَسْحَا ِر في ك ّ‬
‫كما ناشدَ الذّمّ ال َكفِيلَ ال ُمعَاهدُ‬
‫ح ال َقوْ ُم بعضُهم ببعْض ) ‪ .‬وقد *!صايَحَه *!وصايَح به‬
‫( *!وال ُمصَايَحة *!وال ّتصَايُحُ ‪ :‬أَن *!يَصي َ‬
‫‪ :‬نَادَاه ‪.‬‬
‫وصحْ لي بفُلنٍ ‪ :‬ادْعُه لِي ‪ ( .‬و ) من المجاز ‪!* ( :‬صَاحتِ النّخَْلةُ ‪ :‬طاَلتْ ) ‪ .‬ويقال ‪ :‬بأَ ْرضِ‬
‫شجَ ٌر صَاحَ ‪ ( .‬و ) من المجاز ‪ :‬صَاحَ ( العُنْقودُ ) *! َيصِيحُ ‪ :‬وفي بعض النّسخ َأ ِكمّتِه ‪،‬‬
‫فُلنٍ َ‬
‫غضّ ) ‪ .‬وقول ُرؤْبة ‪:‬‬
‫وهي الَكمام ( وطال ‪ ،‬وهو ) في ذالك ( َ‬
‫كالكَ ْرمِخ إِذا نَادَى من الكافورِ‬
‫إِنما أَراد*! صَاح ‪ :‬فيما زعم أَبو حَنيفة ‪.‬‬
‫( *!وصِيحَ بهم ) ‪ ،‬إِذا ( فَزِعوا ‪ .‬و ) صِيحَ ‪ ( :‬فيهم ) ( إِذا ( هَلَكوا ) ‪ .‬وقال امرُؤ القيس ‪:‬‬
‫َدعْ عَ ْنكَ َنهْبا صِيحَ في حَجَرَاتِه‬
‫وَلكِنْ حَديثٌ مَا حَدِيثُ الرّواحلِ‬
‫ح ُة ) ( المؤمنون ‪ ) 41 :‬يعني‬
‫( و ) قول ال عزّ وجلّ { ‪ 031 . 6‬فاءَخذتهم } ( *!الصّيْ َ‬
‫حيّ بها ‪.‬‬
‫حةُ أَيضا ‪ :‬الغَا َرةُ إِذا فُوجِيءَ ال َ‬
‫( العَذَاب ) ‪!* .‬والصّيْ َ‬
‫( *!والصّائِحةُ ‪!* :‬صَ ْيحَةُ المَنَاحَةِ ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬ما يَنتظِرون ِإلّ مثل صَيْحَة‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/560‬‬

‫الحُبْلَى ‪ ،‬أَي شَرّا سُيعاجِلهم ‪.‬‬


‫ح ول َنفْرٍ ) ‪ ،‬بفتح فسكون‬
‫ضبَ من غيرِ *!صَيْ ٍ‬
‫غ ِ‬
‫سكّيت ‪ :‬يقال ‪َ ( :‬‬
‫( و ) من المَجَاز ‪ :‬عن ابن ال ّ‬
‫فيهما ‪ ،‬أَي من غيرِ شيْءٍ *!صِيحَ به ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ج َعلُ اللّهَ جُنّةً‬
‫كَذُوبٌ َمحُولٌ َي ْ‬
‫لَيمانِهِ مِنْ غَيْرِ *!صَيْحٍ ول َنفْرِ‬
‫ح وَ َنفْرٍ ‪ .‬الصّيْحُ ‪ :‬الصّياحُ ‪.‬‬
‫ل كلّ صَيْ ٍ‬
‫ل ول كَثِيرٍ ) ‪ .‬ويقال أَيضا ‪ :‬لَقيتُه قَ ْب َ‬
‫( أَي ) من غيرِ ( قَلِي ٍ‬
‫وال ّنفْرُ ‪ :‬ال ّتفَرّقُ ‪ ،‬وذالك إِذا َلقِيتَه قبلَ طُلوعِ الفَجْرِ ؛ كذا في َأمْثَال الميدانيّ ‪.‬‬
‫شيْءُ ‪ :‬تَكسّرَ ‪ ،‬و ( البَقلُ ) ‪ ،‬م ْثلُ ( *!تَصوّحَ ) ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫( *!وتَصيّحَ ) ال ّ‬
‫صوّحَتْه ) وَلوّحَتْه ‪ :‬إِذا أَ ْذوَتْه وآذَتْه ‪ ،‬كما في ( النّوادر ) ‪.‬‬
‫شمْسُ ) و ( *! َ‬
‫( *!وصَيّحَتْه ال ّ‬
‫غمْدُ السّ ْيفِ ) ‪ ،‬إِذا ( تَشقّقَ ) ‪ ،‬كما تقول ‪ :‬تَدَاعَى البُنْيَانُ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪َ ( :‬تصَايَحَ ِ‬
‫سلٌ ) ‪ ،‬بالكسر‬
‫عطْرٌ أَو غِ ْ‬
‫( و ) من المَجاز ‪ :‬غَسَلتْ رأْسَها *!بالصّيّاح ‪!* ( .‬الصّيّاح ‪ ،‬ككَتّان ‪ِ :‬‬
‫خلٌ بال َيمَامةِ )‬
‫جتْ له رِيحَة ‪ ( .‬و ) الصّيّاح ‪ ( :‬عَلَمٌ ‪ .‬و ِبهَاءٍ نَ ْ‬
‫عّ‬‫حوِه ‪ ،‬كقولِهم ‪َ :‬‬
‫خلُوق ونَ ْ‬
‫‪ ،‬من ال َ‬
‫‪.‬‬
‫( *!والصّيْحَانيّ ) ‪ :‬ضَ ْربٌ ( من َتمْرَ المدينةِ ) ‪ ،‬على ساكنها أَفضلُ الصّلة والسّلم ‪ .‬قال‬
‫سبَ إِلى *!صَيْحَانَ ) ‪ ،‬اسمٍ ( لكَبْش كان يُرْبَط إِليها )‬
‫ضغَةِ ‪ُ ( ،‬ن ِ‬
‫الَزهريّ ‪ :‬هو أَسو ُد صُ ْلبُ ال َم ْم َ‬
‫سبَ إِلى صَيْحَانَ ؛ ( أَو اسمُ الكَبْشِ الصّيّاحُ ) ‪،‬‬
‫‪ ،‬أَي إِلى تِلْك النّخلةِ ‪ ،‬فأَ ْثمَ َرتْ َتمْرا*! صَيْحَانِيّا فنُ ِ‬
‫سبِ كصَنْعَا ِنيّ ) في صَنْعاءَ ‪.‬‬
‫ككتّان ‪ ( ،‬وه مِنَ َتغْييرات النّ َ‬
‫‪ ( 2‬فصل الضّاد ) المعجمة مع الحاءِ المهملة ) ‪2‬‬
‫ل كمَنَعَ ) ‪،‬‬
‫ضبح ‪ ( :‬ضَبَحَ الخَ ْي ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/561‬‬

‫لوْلَى ‪ :‬ضَ َبحَت الخَ ْيلُ ‪ ،‬في عَ ْدوِهَا َتضْبَحُ ( ضَبْحا ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪،‬‬
‫هاكذا في سائر النسخ ‪ ،‬وا َ‬
‫حمْحمةً ) ‪ .‬وقيل ‪َ :‬تضْبَح ‪:‬‬
‫صهِيلٍ ول َ‬
‫صوْتا ليس ب َ‬
‫س َم َعتْ من َأ ْفوَاهِا َ‬
‫( وضُبَاحا ) بالضّمّ ‪ ( :‬أَ ْ‬
‫سهَا إِذا عَ َدوْنَ ‪ ،‬قال عَنْتَرةُ ‪:‬‬
‫صوْتُ أَ ْنفَا ِ‬
‫حمُ ‪ ،‬وهو َ‬
‫تَنْ ِ‬
‫والخَ ْيلُ َتعْلَمُ حينَ َتضْ‬
‫بَحُ في حِيَاضِ ال َم ْوتِ ضَ ْبحَا‬
‫صهِيلُ ‪.‬‬
‫والضّبَاحُ ‪ :‬ال ّ‬
‫ت ضَبْحا }‬
‫عدْوا ( دونَ ال ّتقْرِيبِ ) ‪ .‬وفي التنزيل ‪ { :‬وَا ْلعَادِيَا ِ‬
‫حتْ ‪ ،‬إِذا ( عَ َدتْ ) َ‬
‫( أَو ) ضَبَ َ‬
‫ي في‬
‫جوْهَ ِر ّ‬
‫( العاديات ‪ ) 1 :‬كان ابن عبّاسٍ يقول ‪ :‬هي الخَيْل َتضْبَحُ ‪ .‬وهاذَا ال َقوْلُ قَ ّدمَه ال َ‬
‫ل ضَبْحا ‪ :‬مثل ضَ َب َعتْ ‪ ،‬وهو السّيْر ‪ .‬وكان‬
‫الصّجاح ‪ ،‬و َنقَلَه عن أَبي عُبي َدةَ ‪ ،‬قال ‪ :‬ضَبَحَت الخَ ْي ُ‬
‫عليّ ِرضْوَانُ ال عليه يقول ‪ :‬هي الِبلُ تَذهَب إِلى َو ْقعَةِ بدْرٍ ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما كان معنا يومئذ ِإلّ‬
‫ظهَرُ عند أَهلِ العِلْم ‪ .‬قال ابن عبّاس رضي ال‬
‫فرسٌ كان عليه ال ِمقْدَادُ ‪ ،‬والضّبْح في الخيل َأ ْ‬
‫جعَل‬
‫جعَلها للِبلِ َ‬
‫حتْ دَابّةٌ قَطّ ِإلّ كَ ْلبٌ أَو فَرَسٌ ‪ .‬وقال بعضُ أَهلِ الّلغَةِ ‪ :‬من َ‬
‫عنهما ‪ :‬ما ضَبَ َ‬
‫ت ضَ ُبعَ ْيهَا في السّيْرِ ‪.‬‬
‫ضَبْحا بمعنى ( ضَبْعا ) يقال ‪ :‬ضَبَحَت النّاقَةُ في سَيْرِها وضَبَعتْ ‪ ،‬إِذا مَ ّد ْ‬
‫س ضَ ُبعَيْه إِذا عَدَا حتّى كأَنّه على الَ ْرضِ طُولً ‪،‬‬
‫ل لَبي عُبَيْدةَ ‪ :‬هو أَن َي ُم ّد الفَر ُ‬
‫وفي كِتَاب الخَ ْي ِ‬
‫ت وضَ َب َعتْ ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫ح ْ‬
‫يقال ‪ :‬ضَبَ َ‬
‫إِنّ الجِيَادَ الضّابحاتِ في العدَدْ‬
‫وقال السّهيليّ في ( الرّوض ) ‪ :‬الضّبْح َنفَسُ الخَ ْيلِ والِبلِ إِذا أَعْ َيتْ ‪.‬‬
‫( و ) ضَبَحَت ( النّارُ ) والشّمسُ ( الشيْءَ ) كالعُودِ والقِدْحِ واللّحمِ وغيرِهَا َتضْبَحُه ضَبْحا ‪:‬‬
‫( غيّرَتْه ) وَلوّحَتْه ‪ .‬وفي ( ال ّتهْذِيب ) ‪ :‬غَيّ َرتْ َلوْنَه وقيل ‪ :‬ضَبَحَتْه النمّارُ ‪ :‬غَيّرَتْه ( ولم تُبَالِغْ )‬
‫‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬ضَبَحَ العُودَ بالنّارِ َيضْبَحُه ضَبْحا ‪َ :‬أحْرَقَ شيئا من أَعالِيه ‪ ،‬وكذالك اللّحْم‬
‫وغيره ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/562‬‬

‫وفي التّهذيب ‪ :‬وكذالك حِجَارةُ القَدّاحةِ إِذا طَل َعتْ كأَ ّنهَا مُتحرّقةٌ َمضْبوحةٌ ‪ .‬وضَبَحَ القِدْحَ بالنّارِ ‪:‬‬
‫َلوّحَه ‪.‬‬
‫ح و َمضْبوحٌ ‪ :‬مُلوّحٌ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ح ضَبِي ٌ‬
‫وقُدْ ٌ‬
‫حوَا َرهُ‬
‫وأَصفرَ َمضْبوحٍ َنظَ ْرتُ ِ‬
‫ج ِمدِ‬
‫عَلَى النّارِ واسْ َتوْدَعْتُه كَفّ مُ ْ‬
‫عوَجٌ ُثقّفَ بالنّار حتى َيسْ َت ِويَ ( فا ْنضَبَحَ ) انْضباحا ‪.‬‬
‫َأصْفر ‪ِ :‬قدْح ‪ ،‬وذالك أَنّ القِدْح إِذا كان فيه َ‬
‫سوَاد قليلً ‪.‬‬
‫ويقال ‪ :‬ا ْنضَبَحَ َلوْنُه ‪ ،‬إِذا َتغَيّرَ إِلى ال ّ‬
‫( والضّبْح ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ال ّرمَادُ ) ‪ ،‬لتَغيّرِ َلوْنِه ‪.‬‬
‫س ِم ْعتُ ِإلّ نُباحَ‬
‫ص ْوتُ ال ّثعَْلبِ ) ‪ ،‬نقله الَزه ِريّ عن الليث ‪ .‬تقول ‪ :‬ما َ‬
‫( و ) ضُبَاحٌ ( كغُرَابٍ ‪َ :‬‬
‫الَكالِب وضُبَاحَ الثّعالب ‪ .‬وفي حديث ابن الزّبير ‪ ( :‬قا َتلَ اللّهُ فخلنا ‪ ،‬ضَبَحَ ضَبْحَةَ ال ّثعَْلبِ وقَبعَ‬
‫سوَدُ من الحَيّاتِ والبُو ُم والصّدَى والثّعلبُ‬
‫ب والَ ْ‬
‫ح الَرْ َن ُ‬
‫قَ ْبعَ َة القُ ْنفُذِ ) ‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬ضَبَ َ‬
‫صوّت ‪ ،‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫والقَوْسُ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫سمْعُ مُجْتَازِ َركْ ِبهَا‬
‫سَبَارِيتَ يَخْلُو َ‬
‫صوْتِ ِإلّ مِن ضُبَاحِ ال ّثعَاِلبِ‬
‫مِنَ ال ّ‬
‫ح ضُبَاحا ‪ .‬ومنه قول العَجّاج ‪:‬‬
‫والهامُ َتضْبَ ُ‬
‫مِنْ ضابِحِ الهَا ِم وبُوحٍ َبوّامْ‬
‫( و ) ضُبَاحٌ ( ‪ :‬ع ‪ .‬ومُحدّث ) ‪ ،‬وفي نسخةِ ‪ :‬واسمٌ ‪.‬‬
‫( وال َمضْبُوحةُ ‪ :‬حِجار ُة القَدّاحَةِ ) الّتي كأَنّها مُحتَرِقةٌ ‪.‬‬
‫وال َمضْبوحُ ‪ :‬حَجَرُ الحَرّة ‪ ،‬لسَوادِه ‪.‬‬
‫حمّدِ بنِ‬
‫شوَ ْيعَرِ مُ َ‬
‫( والضّبِيحُ ) ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ :‬اسمُ ( َأفْرَاسٍ ) ‪ :‬للرّيبِ بنِ شَريقٍ ‪ ،‬كأَميرٍ ‪ ( ،‬ولل ّ‬
‫ج ْع َفيّ ‪ ( ،‬وللحازُوقِ ) ‪ ،‬بالحاءِ المهملة ‪ ،‬فاعُول من حزق ( الحَنَفيّ الخارِجيّ ) ‪،‬‬
‫حمْرَانَ ) ال ُ‬
‫ُ‬
‫ج ْعفِيّ ) ‪ ،‬ولِدَاوُودَ بن مُ َتمّم ) بن‬
‫سعَرِ ) ‪ ،‬وفي نسخة ‪ :‬الَسْعد ( ال ُ‬
‫رَثَتْه ابنتُه ‪ ،‬وسيأْتي ‪ ( ،‬وللَ ْ‬
‫ُنوَيْرَة ‪.‬‬
‫( و ) ضُبَيحٌ ‪ ( ،‬كزُبَير ‪ :‬فَرَسان‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/563‬‬

‫خوّاتِ بنِ جُبَيرٍ ) الصّحابيّ ‪.‬‬


‫حمَامٍ ‪ ،‬ول َ‬
‫حصَيْنِ بن ُ‬
‫لل ُ‬
‫( وضَبْحٌ بالفتح ) فسكون ‪ ،‬اسم ( الموضع الّذي يَ ْدفَع منه َأوَا ِئلُ النّاس من عَرَفاتٍ ) ‪.‬‬
‫( و ) ضَبّاحٌ ( كشَدّادٍ ابنُ إِسماعيلَ الكُوفيّ ‪ ،‬و ) ضَبّاحُ ( بنُ محمّدِ بنِ عليَ ‪ ،‬مُحدّثانِ ) ‪.‬‬
‫عمِلَت فيها النّارُ ) فغَيّ َرتْ َلوْنَها ‪.‬‬
‫( والضّبْحاءُ ‪ :‬القَوْسُ وقد َ‬
‫صوّتَت ‪ .‬أَنشد أَبو حَنيفةَ ‪:‬‬
‫حتْ َتضْبَح ضَبْحا ‪َ :‬‬
‫وقد ضَبَ َ‬
‫جَنّانَة من نَشَمٍ أَو َتوْلَبِ‬
‫ف ضُبَاحَ الثّعلبِ‬
‫َتضْبَحُ في ال َك ّ‬
‫( والمُضابَحةُ ‪ :‬المُقابَحة والمُكافَحَة ) والمُدَافَعةُ عنك ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ضوَابِحُ ‪ ،‬وهو في شِعر أَبي طَالِب ‪:‬‬
‫ال ّ‬
‫ح كلّ َيوْمٍ‬
‫فإِنّي والضّواب ِ‬
‫صوْتَه بالقرَا َءةِ ‪ ،‬وهو جمْعٌ شاذّ في صفة الدَميّ ‪ ،‬ك َفوَارسَ ‪.‬‬
‫جمع ضابِحٍ ‪ ،‬يريد القَسَمَ بمن َرفَ َع َ‬

‫ح ضُبَاحا ‪ :‬نَبَحَ ‪ .‬وفي حديث أَبي هُرَيْرَة ‪َ ( :‬تعِسَ عبدُ الدّينار والدّرْهم ‪ ،‬الْذي إِنْ‬
‫وضَبَحَ َيضْبَ ُ‬
‫صمَ عن‬
‫ح وكَلَحَ ) ‪ .‬قال ابن قُتيبة ‪ :‬معنى ضَبَح ‪ :‬صَاحَ وخَا َ‬
‫ح وضَبَح ‪ ،‬وإِنْ مُنِع قَبَ َ‬
‫طيَ مَدَ َ‬
‫أُعْ ِ‬
‫ُمعْطِيه ‪ ،‬وهاذا كما يقال ‪ :‬فلنٌ يَنْبَح دُونَك ‪ ،‬ذَ َهبَ إِلى الستعارة ‪.‬‬
‫ب والضّبْيُ ‪ :‬الشّيءُ ‪.‬‬
‫ض ْ‬
‫وعن أَبي حَنيفةَ ‪ :‬ال ّ‬
‫وال َمضَابِحُ وال َمضَابِي ‪ :‬ال َمقَالِي ‪.‬‬
‫وضُبَيحٌ و َمضْبوحٌ ‪ :‬اسمانِ ‪.‬‬
‫لمّهات ‪ ،‬وفي بعض النّسخ‬
‫حضَحَ السّرَابُ ) ‪ ،‬بالسين المهملة ‪ ،‬هاكذا في ا ُ‬
‫ضحح ‪!* ( :‬ضَ ْ‬
‫حضَحَ ) ‪.‬‬
‫بالشّين المعجمة ‪ ( :‬تَ َرقْ َرقَ ‪ !*،‬ك َتضَ ْ‬
‫ضوْءُها ) إِذا اسْ َت ْمكَن من‬
‫شمْسُ ‪ .‬و ) قيل ‪ :‬هو ( َ‬
‫( و ) من المجاز ‪!* ( :‬الضّحّ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ال ّ‬
‫الَ ْرضِ ‪ .‬وفي الحديث ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/564‬‬

‫ظلّ‬
‫س و ِنصْفُه في ال ّ‬
‫شمْ ِ‬
‫صفُه في ال ّ‬
‫ظلّ فإِنه َمقْعَدُ الشّيْطَانِ ) ‪ ،‬أَي ِن ْ‬
‫( ل َيقْعُدَنّ أَحدُكم بين الضّحّ وال ّ‬
‫‪ .‬قال ذو ال ّرمّة يَصفُ الحِرْباءَ ‪:‬‬
‫ب الَعْلَى وراحَ كأَنّه‬
‫غَدا َأ ْك َه َ‬
‫خضَرُ‬
‫مِنَ الضّحّ واسْتقبالِه الشّمس أَ ْ‬
‫ظلّ ‪ ،‬وهو نُورُ‬
‫شمْس ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ :‬قال أَبو الهيثم ‪ :‬الضّحّ ‪َ :‬نقِيضُ ال ّ‬
‫أَي واستقباله عَيْنَ ال ّ‬
‫سمَاءِ َيطْلُع ويغْرُب ‪،‬‬
‫شمْس هو النّور الّذي في ال ّ‬
‫ج ِه الَ ْرضِ ‪ ،‬وال ّ‬
‫شمْسِ الّذي في السّماءِ على وَ ْ‬
‫ال ّ‬
‫ح ‪ .‬وروى الَزهريّ عن أَبي الهَيْثم أَنه قال ‪ :‬الضّحّ كان في‬
‫ضوْؤه على الَرْض *!فضِ ّ‬
‫وَأمّا َ‬
‫حذِفت الواو ‪ ،‬وزِي َدتْ حاءٌ مع الحاءِ الَصليّة ‪ ،‬فقِيل ‪!* :‬الضّحّ ‪ .‬قال‬
‫الَصل ال ِوضْح ‪ ،‬ف ُ‬
‫حيُ ‪ ،‬من ضَحِيَت الشّمسُ ‪ ( .‬و ) الضّحّ ‪ ( :‬البرَازُ )‬
‫الَزهريّ ‪ :‬والصّواب أَن أَصله الضّ ْ‬
‫جمْ َع لكلّ‬
‫شمْسُ ) ‪ .‬ول َ‬
‫الظّاهرُ ( من الَرض ) للشّمس ‪ ( .‬و ) الضّحّ أَيضا ‪ ( :‬ما أَصابَتْه ال ّ‬
‫شيْءٍ من ذالك ؛ كما نقله ال ِفهْريّ في ( شَرْح الفصيح ) ( ومنه ) من المجاز ‪ ( :‬جاءَ ) فُلنٌ‬
‫َ‬
‫( *!بالضّحّ والرّيحِ ) إِذا جاءَ بالمال الكثيرِ ( ول َت ُقلْ ‪!* :‬بالضّيحِ ) والرّيح ‪ ،‬في هاذا المعنى ‪،‬‬
‫فإِنه ليس بشيْءٍ وقد نسبه الجوهريّ إِلى العامّة وقد جَزمَ ثَعلب في ( الفصيح ) ِإلّ أَبا زيدٍ فإِنه قد‬
‫شمْسُ ‪،‬‬
‫حكاه بالتّخفيف ‪ ،‬ونقله محمّدُ بنُ حَبانٍ ‪ .‬وقال ابن التّيّانيّ عن كُراع ‪!* :‬الضّيحُ أَيضا ‪ :‬ال ّ‬
‫شمْش ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫ض ْوؤُهَا ‪ ،‬ويقال ‪ :‬ما بَرَزَ لل ّ‬
‫وهو َ‬
‫شمْسُ في اللّجّةِ ذاتِ الضّيحِ‬
‫وال ّ‬
‫وقال أَبو مِسْحل في ( نوادِرِه ) ‪ :‬اس ُت ْعمِل فُلنٌ على الضّيح والرّيحِ أَي جاءَ ( بما طَلَعتْ عليه‬
‫س وما جَ َرتْ عليه الرّيحُ ) ‪ .‬وفي حديث أَبي خَيْثَمة ‪ ( :‬يكونُ َرسُولُ ال صلى ال عليه‬
‫شمْ ُ‬
‫ال ّ‬
‫ظلّ ؟ ) أَي يكون بارِزا لحرّ الشّمسِ وهُبوبِ الرّياح ‪ .‬قال‬
‫وسلم في *!الضّحّ والرّيح ‪ ،‬وأَنا في ال ّ‬
‫الهَرويّ ‪ :‬أَراد كَثْرة الخَ ْيلِ والجَيْش ‪ .‬وفي الحديث ( لوْ مات َك ْعبٌ عن الضّحّ والرّيح َلوَرِثَه‬
‫شمْسُ وجَ َرتْ عليه‬
‫الزّبيرُ ) ‪ .‬أَراد لومات عمّا طََل َعتْ عليه ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/565‬‬

‫الرّيحُ ‪ ،‬كَنَى بهما عن كَثرةِ المالِ وكان النّبيّ صلى ال عليه وسلمقد آخَى بين الزّبير و َكعْب بنِ‬
‫ن الَثير ‪ :‬ويُ ْروَى ‪ ( :‬عن *!الضّيح والرّيح ) ‪.‬‬
‫مالكِ ‪ .‬قال اب ُ‬
‫حضَحِ ) ‪.‬‬
‫حلُ مثْلُه ‪!* ( ،‬كالضّ ْ‬
‫حضَاح ‪ :‬الماءُ اليَسير ) يكون في الغَدِير وغيرِه ‪ ،‬والضّ ْ‬
‫( *!والضّ ْ‬
‫شمِرٌ لساعِدة ‪:‬‬
‫وأَنشد َ‬
‫واسْتَدْبروا ُكلّ *!ضَحْضاحٍ مُ َدفّئةٍ‬
‫حصَنَاتِ وَأوْزَاعا من الصّرَمِ‬
‫والمُ ْ‬
‫( أَو ) هو الماءُ ( إِلى ال َكعْبَيْنِ ‪ ،‬أَو ) إِلى ( أَ ْنصَافِ السّوقِ ‪ ،‬أَو ) هو ( ما ل غَ َرقَ فيه ) ول له‬
‫حضَاح ‪ ( :‬الكثِير ‪ ،‬بلُغة ُهذَ ْيلٍ ) ‪ ،‬ل َيعْرفها غيرُهم ‪ ،‬قاله خالدُ بن كُلثوم ‪،‬‬
‫غمْرٌ ( و ) *!الضّ ْ‬
‫َ‬
‫حضَاحٌ ‪ :‬كثيرةٌ ‪ .‬وقال‬
‫ل ضَ ْ‬
‫حضَاحٌ ‪ ،‬وإِب ٌ‬
‫يقال ‪ :‬عنده إِبلٌ ضَحْضاحٌ ‪ ،‬قال الَصمعيّ ‪ :‬غَ َنمٌ *!ضَ ْ‬
‫الَصمعيّ ‪ :‬هي المُنْتشرَة على وَجهِ الَرْض ‪ ،‬ومنه قوله ‪:‬‬
‫تُرى بُيُوتٌ وتُرَى ِرمَاحُ‬
‫ضحْضاحُ‬
‫وغَنَمٌ مُرَنّمٌ *! َ‬
‫ل على كلّ حالٍ ‪.‬‬
‫قال الَصمعيّ ‪ :‬هو القلي ُ‬
‫حضُح ) بالضّمّ ( جَ ْريُ السّرابِ ) ‪.‬‬
‫حضَحُ ) بالفَتْ ‪ ( ،‬والضّ ْ‬
‫حضَحَة ‪!* ،‬والضّ ْ‬
‫( *!والضّ ْ‬
‫ظهَرَ ‪.‬‬
‫حضَحَ ) الَمرُ ‪ ( :‬تَبَيّنَ ) و َ‬
‫( *!وضَ ْ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫غمَرَات‬
‫ب ال َقعْرِ ‪ .‬وفي الحديث الّذي يُ ْروَى في أَبي طالب ‪ ( :‬وجَدْتُهُ فِي َ‬
‫حضَاحٌ ‪ :‬قَري ُ‬
‫ماءٌ *!ضَ ْ‬
‫ضحْضاح ) ‪ .‬وفي رواية ‪ :‬في ضَحْضاحٍ مِن نَارٍ َيغْلِي منه ِدمَاغُه ‪.‬‬
‫مِنَ النّارِ فأَخْ َرجْتُه إِلى َ‬
‫حضَاح في الَصلِ ‪ :‬مارَقّ من الما ِء على وَجْهِ الَرضِ ما يبلغُ ال َكعْبينِ ‪ ،‬فاستعارَه للنّار ‪.‬‬
‫الضّ ْ‬

‫____________________‬

‫( ‪)6/566‬‬
‫ضرح ‪ ( :‬ضَرَحَه ‪ ،‬كمنَعه ‪َ :‬د َفعَه ونَحّاه ) ‪ ،‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬الضّرْحُ ‪ :‬أَنْ يُؤخَذَ شيْءٌ فيُ ْرمَى‬
‫ن ضَرَحَه َد َفعَه ب ِرجْلِه خاصّةً ؛ َنقَلَه شيخُنا ‪ .‬وعبارة‬
‫به في نَاحِ َيةٍ وزاد في شرْح أَمالي القالي أَ ّ‬
‫( الصّحاح ) ( والَساس ) و ( اللسان ) تفيد أَنّ الضّرْحَ هو ال ّدفْعُ مطلقا ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫فَلمْا أَن أَتَيْنَ على ُأضَاخٍ‬
‫حصَاهُ أَشْتَاتا عِزِينَا‬
‫ضَرَحْنَ َ‬
‫حهَا وأَلْقاها ) عَنّي لئلّ يَشهدوا عليّ بباطلٍ ‪.‬‬
‫شهَا َدةَ فُلنٍ عَنّي ‪ :‬جَرَ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬ضَرَحَ ( َ‬
‫حتْ ) وفي نُسخة ‪ :‬كضَرَح‬
‫ح ضَرْحا ‪َ ( :‬رمَحتْ ‪ ،‬كضَرَ َ‬
‫حتِ ( الدّابّةُ ب ِرجْلِها ) َتضْرَ ُ‬
‫( و ) ضَرَ َ‬
‫( ضِرَاحا ككَتَب كِتَابا ) ؛ وهاذا عن سيبويهِ ‪ ( ،‬وهي ضَروحٌ ) ‪ .‬قال العجّاج ‪:‬‬
‫وفي الدّهاسِ ِمضْبَ ٍر ضَرُوحِ‬
‫وفي ( اللّسان ) ‪ :‬الضّرُوحُ ‪ :‬الفَرَسُ ال ّنفُوحُ وفي ( اللسان ) ‪ :‬الضّرُوحُ ‪ :‬الفَرَسُ النّفوحُ ب ِرجْلِه ‪،‬‬
‫وفيها ضِرَاحٌ ‪ ،‬بالكسر وقيل ضرْحُ الخَ ْيلِ بأَيْدِيهَا ‪ ،‬و َرمْحُها بأَ ْرجُِلهَا ‪ ( .‬و ) ضَرَحَ ‪ ،‬كمنَعَ‬
‫حفْرُ ‪ .‬وفي حديثِ َدفْنِ النّبيّ صلى ال‬
‫ق وال َ‬
‫( للمَيتِ ‪ :‬حفَر له ضَريحا ) ‪ ،‬عن الضّرْحِ ‪ ،‬وهو الشّ ّ‬
‫لحِ ِد والضّارِحِ ‪ ،‬فأَ ّيهُما سَ َبقَ تَ َركْنَاه ) ‪.‬‬
‫سلُ إِلى ال ّ‬
‫عليه وسلم ( نُر ِ‬
‫حتْ ‪.‬‬
‫س َدتْ ‪ ،‬و ) قد ( أَض َرحْتُها ) حتّى ضَرَ َ‬
‫ق ضُرُوحا ) وضَرْحا ‪ ( :‬كَ َ‬
‫( و ) ضَرَحَت ( السّو ْ‬
‫جلُ الفاسِدُ ) ‪ ،‬قاله المُؤرّج ‪ .‬ومنه َأضْ َرحْت فُلنا ‪ ،‬أَي َأفْسدْته ‪ ( .‬و )‬
‫( والضّرَحُ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬الرّ ُ‬
‫ح وضَرَحٌ‬
‫طوَ ٌ‬
‫ح و َنفَحٌ و َ‬
‫قال عَرّام ‪ ( :‬نِيّ ٌة ضَرحٌ ) وطَرَحٌ ‪ ،‬أَي ( بَعيدة ) ‪ .‬وقال غيره ‪ :‬نِيّةٌ نزَ ٌ‬
‫طمَحٌ وطَرَحٌ ‪ ،‬أَي بَعي َدةٌ ‪ .‬وأَحالَ ذالك على نوادر الَعرابِ ‪.‬‬
‫ومَصَح و َ‬
‫( و ) ضَرَاحِ ‪ ،‬عنه ( كقَطامِ أَي اضْرَحْ ) ‪ ،‬أَي أَب ِعدْ ‪ ،‬وهو اسمُ ِف ْعلٍ كنَزَالِ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/567‬‬

‫( والضّرِيحُ ‪ :‬ال َبعِيدُ ) َفعِيل بمعنَى َم ْفعُول ‪ :‬قال أَبو ذؤَيب ‪:‬‬
‫سَلمْتُهُ‬
‫عصَانِي الفُؤادُ فأَ ْ‬
‫َ‬
‫ولَمْ َأكُ ِممّا عَنا ُه ضَرِيحَا‬
‫شقّا ‪.‬‬
‫شقّ في الَرض َ‬
‫( و ) َنوّرَ اللّ ُه ضُريحَه ‪ .‬الضّرِيحُ ‪ ( :‬القَبْرُ ) كلّه ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬لَنّه يُ َ‬
‫ق في وَسَطِه )‬
‫سطِيح ‪َ ( :‬أ ْوفَى على الضّرِيح ) ‪ ( .‬أَو ) الضّريح ‪ ( :‬الشّ ّ‬
‫وفي حديث َ‬
‫كالضّرِيحَة ‪ ،‬واللّحْدُ ‪ :‬في الجانِب ؛ كذا في ( التهذيب ) في ( لحد ) ‪ ( ،‬أَو ) الضّريح ‪ :‬قَبْرٌ ( بل‬
‫لَحْد ) ‪.‬‬
‫خفَى أَنه مع ما قبله تكرارٌ ‪.‬‬
‫حفَرَ له ‪ .‬ول يَ ْ‬
‫( وقد ضَرَحَ ) للمَيتِ َيضْرَحُ ( ضَرْحا ) ‪ ،‬إِذا َ‬
‫( والضّرَاحُ كغُرَابٍ ) ‪ ،‬ويُروَى ‪ :‬الضّريح ‪ :‬بَ ْيتٌ في السّماءِ مُقا ِبلَ الكَعبةِ في الَرض ‪ ،‬قيل ‪ :‬هو‬
‫( البَ ْيتُ ال َم ْعمُورُ ) ؛ عن ابن عبّاس رضي ال عنهما ‪ ،‬من المُضارَحةِ ‪ :‬وهي ال ُمقَابَلةُ‬
‫وال ُمضَارَعة ‪ .‬وقد جاءَ ِذكْرُه في حديث عليَ ومُجاهد ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬ومن رواه بالصّاد فقد‬
‫حفَ ‪ .‬واختُلِف في مَحَلّه ‪ :‬فقيل ‪ :‬إِنه ( في السّماءِ الرّابعةِ ) ‪ .‬ومثلُه في تفسير القَاضي ‪ ،‬في‬
‫صَ ّ‬
‫آل عمران ‪ .‬وجاءَ من وَجْهٍ مَرفوعا عن أَنَس رضي ال عنه ‪ ،‬ومن وجْهٍ آخَرَ عن محمّدِ بنِ عبّادِ‬
‫حفّاظ بأَنّه في السّماءِ السّابعةِ ‪،‬‬
‫بنِ جَفرٍ وعليه اعتم َد المصنّف والقاضي ‪ .‬وجَ َزمَ جماعةٌ من ال ُ‬
‫بغير خلف ‪ .‬وبه جَزَم الحافظُ ابنُ حَجرٍ في ( فتْحِ الباري ) ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو في السماءِ السا ِدسَة ‪.‬‬
‫سمَا ِء الُولَى ‪ .‬أَقوالٌ ذَكرَهَا شيخُنا في شَرْحه ‪.‬‬
‫حتَ العَرْشِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬في ال ّ‬
‫وقيل ‪ :‬ت ْ‬
‫سهْمِ ) ‪ ،‬عن أَبي حَنيفة ‪.‬‬
‫حفْزِ و ( ال ّدفْعِ لل ّ‬
‫( و َقوْسٌ ضَرُوحٌ ‪ :‬شديدةُ ) ال َ‬
‫( وضارَحَه ) و ( سَابّه ورَاماه ) ‪ ،‬واحدٌ ‪ ( .‬و ) ضَارَحَه ‪ ( :‬قارَبَه ) وضَارَعَه ‪.‬‬
‫( والضّرْحُ ) بالفتح ‪ ( :‬الجِلْد ) ‪.‬‬
‫( وَأضْرَحَ ) الرّجلُ ‪َ ( :‬أ ْفسَدَ ‪ ،‬و ) للسّوقُ ‪َ ( :‬أ ْكسَدَ ‪ ،‬و ) َدفَعَ ‪ ،‬و ( أَ ْبعَدَ ) ‪.‬‬
‫صقْرُ‬
‫حيّ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫( وال َمضْرَ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/568‬‬

‫حيّ ‪ :‬النّسْرُ ‪ ،‬وبجناحَيْه شِبْهُ طَ َرفِ ذَ َنبِ النّاقَةِ‬


‫طوِيلُ الجَنَاحِ ) وهو كَريمٌ ‪ .‬وفي ال ِكفَايَة ‪ :‬ال َمضْرَ ِ‬
‫ال ّ‬
‫‪ ،‬وما عليه من الهُلْب ‪ .‬قال طَ َر َفةُ ‪:‬‬
‫حيَ تَك ّنفَا‬
‫حيْ َمضْ َر ِ‬
‫كأَنّ جَنا َ‬
‫شكّا في العَسيبِ بمِسْ َردِ‬
‫حفَافَيْهِ ُ‬
‫ِ‬
‫صقْر ‪ ( ،‬كال َمضْرَح ‪ ،‬بغير يا ٍء ‪ ،‬والَوّل ) أَكثرُ ‪.‬‬
‫شَبّهَ ذَنعب النّاقَةِ في طُوله وضُ ُفوّه بجَنعاحعيِ ال ّ‬
‫قال ‪:‬‬
‫ن وَافَاه القَطَا ُم المضْرَحُ‬
‫كالرّعْ ِ‬
‫صقْرُ والقُطَاميّ ‪ ،‬واحدٌ ‪ ( .‬و ) من المجاز ‪ :‬فلنٌ‬
‫ي وال ّ‬
‫حّ‬‫ج َدلُ وال َمضْرَ ِ‬
‫قال أَبُو عُبَيْد ‪ :‬الَ ْ‬
‫حضْرَميّ ‪ ،‬وهو ( السّيّد الكريمُ )‬
‫ي ‪ ،‬ومَرّ بي من قُريش َمضْرَحيّ ‪ ،‬عيه بُرْدٌ َ‬
‫أَرْيَحهيّ َمضْرَح ّ‬
‫حكَم يمدَح مُعاويةَ ‪.‬‬
‫السّ ِريّ عَتِيقُ النّجَارِ ‪ .‬قال عبد الرّحمان بن ال َ‬
‫حيَ‬
‫بأَبْ َيضَ مِن ُأمَيّةَ َمضْرَ َ‬
‫كأَنّ جَبِي َنهُ سَ ْيفٌ نَصيعُ‬
‫( و ) ال َمضْرَحيّ أَيضا ‪ ( :‬الَبْيَض من كلّ شيْءٍ ) ‪ .‬يقال ‪َ :‬نسْرٌ َمضْرَحيّ ‪ ( .‬و ) ال َمضْرَحيّ ‪:‬‬
‫طوِيلُ ) ‪ ،‬مَجازا ‪ ( .‬و ) ال َمضْرَحيّ ‪ ( :‬اسم ) رَجلٍ كم شُهرائِهم ‪ ،‬ويقال ‪ :‬اسمُه عامِرٌ ‪،‬‬
‫( ال ّ‬
‫والمَضرحيّ لَقبُه ‪.‬‬
‫( وعَ ْرفَجَةُ بنُ ضُرَيحٍ ‪ ،‬كزُبَير ‪ ،‬أَو هو بالشّين ) المعجمة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ابنُ طُرَيْحِ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ابنُ‬
‫شَرِيك ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ابن ذَرِيْغ ( صَحابيّ ) ‪ ،‬روَى عنه ُقطْبَةُ بن مالكٍ وزِيادُ بنُ علَقةَ ‪ ،‬وأَبو يعقُوبَ‬
‫‪.‬‬
‫( وشيْءٌ ُمضْطَرَحٌ ) ‪ ،‬على صِيغ ِة المفعول ‪ ،‬أَي ( مَ ْر ِميّ في ناحِية ) ‪ .‬وقد ضَرَحَه ‪ .‬ومنه‬
‫قولهم ‪ :‬اضْطَرَحوا مُلنا ‪ .‬أَي ‪ :‬رَموْه في ناحي ٍة ‪ .‬والعامّة تقول ‪ :‬اطّرَحُوه ‪َ ،‬يظُنّونه من‬
‫الطّرْح ‪ ،‬وإِنما هو من الضّرْح ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ .‬وجائِزٌ أَن يكون اطّرحوه افْتِعالً من الطّرْح ‪،‬‬
‫قُلِبت التّاءُ طاءً ‪ ،‬ثمّ أَدغِمت الضّاد فيها ‪ ،‬فقيل ‪ :‬اطّرَحَ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/569‬‬

‫شدّا ٍد ومُح ّدثٍ ) ‪.‬‬


‫س ّموْا ضارِحا ‪ ،‬وضَرّاحا ومُضرّحا ‪ ،‬ك َ‬
‫(وَ‬
‫( وضَرِيحةُ ) ‪ ،‬كسفينةٍ ( ‪ :‬ع ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫الضّرْح والضّرْج ‪ ،‬بالحاء والجيم ‪ :‬الشّقّ ‪.‬‬
‫شقّ ‪.‬‬
‫شيْءُ وانْضرَجَ ‪ ،‬إِذا انْ َ‬
‫وقد ا ْنضَرح ال ّ‬
‫شقّ فقد ضُرِحَ ‪ .‬قال ذ ال ّرمّة ‪:‬‬
‫وكلّ ما ُ‬
‫ضَرحْنَ البُرُودَ عن تَرَا ِئبِ حُ ّرةٍ‬
‫وعن أَعيُنٍ قَتّلْنَنَا كلّ مَقْ َتلِ‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬قال أَبو عمرو في هاذا البَيتِ ‪ :‬ضَرَحْن البُرود ‪ ،‬أَي أَلْقيْنَ ‪ ،‬ومن رَواه بالجيم‬
‫شقَقْن ‪ ،‬وفي ذالك تَغايُرٌ ‪.‬‬
‫فمعناه َ‬
‫وقد ضَرَحَ ‪ .‬تباعد ‪.‬‬
‫وانْضرَحَ ما بينَ القَوْمِ مثل ا ْنضَرَجَ ‪ ،‬إِذا تَباعَدَ ما بينهم ‪.‬‬
‫ع ٌد ووَحْشَةٌ ‪.‬‬
‫ويبني وبينهم ضَرَحٌ ‪ ،‬أَي تَبَا ُ‬
‫والنْضرَاحُ ‪ :‬التّساع ‪.‬‬
‫والمضَارِحُ ‪ :‬مَواضِ ُع معروفةٌ ‪.‬‬
‫وضرِيحٌ ‪ ،‬كأَمير ‪ ،‬و َمضْرَحيّ ‪ ،‬اسمانِ ‪.‬‬
‫واستدرك شيخنا المَضارِح للثّيابِ التي يَتَبذّل فيها الرّال ‪ .‬وأَنشد قول كُثيّر ‪.‬‬
‫ستْ لهنّ مَضارِحُ‬
‫بأْثْوابِهِ لَي َ‬
‫َنقْلً عن كتاب الفَرْق لبن السيّد ‪ .‬قلت ‪ :‬هو تَصحيفٌ ‪ ،‬والصّواب ‪ :‬المَضارِح ‪ ،‬بالجيم ‪ ،‬وهي‬
‫الثّياب الخُلْقان ‪ ،‬وقد تَقدّم في موضعه ‪.‬‬
‫ضوْحِ‬
‫ي في الَساس مادّة ضوح ‪ ،‬وذكر منها ‪َ :‬أخَذُوا في *! َ‬
‫ضوح ‪ :‬واستدرك هنا الزّمخشر ّ‬
‫ضوَاحٍ من الكلمِ يَموجُ عليّ‬
‫الوَادي ‪ ،‬وَأضْواح الَوْديَة ‪ :‬محانيها و َمكَاسِرُها ‪ .‬وركبني اليوْمَ *!بَأ ْ‬
‫بها ‪.‬‬

‫____________________‬

‫( ‪)6/570‬‬

‫ق الممْزوجُ ) الكثيرُ‬
‫ضوح و ضيح ‪!* ( :‬الضّيْحُ ‪ :‬العَسلُ ‪ ،‬وال ُم ْقلُ إِذا َنضِجَ ‪ ،‬واللّبَنُ ال ّرقِي ُ‬
‫شمِرٌ ‪:‬‬
‫الماءِ ؛ في ( التهذيب ) ‪ :‬وأَنشدَ َ‬
‫قد عَلِمتْ يَو َم وَرَدْنا سَيْحَا‬
‫خوَيْها المَيْحَا‬
‫أَنّي كَفَ ْيتُ أَ َ‬
‫سقّيَانِي *!الضّيْحَا‬
‫حضَا و َ‬
‫فامْتَ َ‬
‫وقال الَصمعيّ ‪ :‬إِذا كُثرَ الماءُ في اللّبَن فهو *!الضّيْحُ ‪!* ( ،‬كالضّيَاح ‪ ،‬بالفَتْح ) ‪ .‬قال شيخنا ‪:‬‬
‫ذكْ ُر الفَتْح مستَدرَك ‪ .‬قال خالدُ بن مالك الهُذليّ ‪:‬‬
‫ظلّ ال ُمصْ ِرمُونَ لَهمْ سُجودا‬
‫يَ َ‬
‫سقَ عِنْ َدهُ ُم ضَياحُ‬
‫وَلوْ َلمْ يُ ْ‬
‫جدّحُ وقد *!ضَاحَه *!ضَيْحا ‪.‬‬
‫صبّ فيه الماءُ ثم يُ َ‬
‫وفي ( التهذيب ) ‪!* :‬الضّيوحُ ‪ :‬اللّبَنُ الخاثِرُ ُي َ‬
‫سقَيْتُه إِيّاه ) أَي*! الضّيْح ‪!* ،‬فتَضيّحَ ‪.‬‬
‫ضوّحْتُه ‪َ :‬‬
‫( *!وضَيّحْتُه *!و َ‬
‫صبّ فيه الماءُ ثم ُيجَدّحُ ‪!* :‬ضياحٌ ‪!* ،‬ومُضيّحٌ ‪ .‬وقد تَضيّح ‪ .‬وقال‬
‫وكذا كلّ دَواءٍ أَو سمَ ُي َ‬
‫الَزهريّ عن اللّيث ‪ :‬ول يُسمّى ضَيَاحا ِإلّ اللّبن ‪!* .‬وتَضيّحه ‪ :‬تَزيّدُه ‪ .‬قال ‪!* :‬والضّيَاحُ‬
‫*!والضّيْحُ عند العرب ‪ :‬أَنْ يُصبّ الماءُ على اللّبن حتى يَرِقٌ ‪ ،‬سواءٌ كان اللّبنُ حليبا أَو رائبا ‪.‬‬
‫ضوّحْ لي لُبيْنَةً ‪ ،‬ولم يقلْ ‪!* :‬ضَيّحْ ‪ .‬قال ‪ :‬وهاذا مما أَعَْلمْتُك‬
‫قال ‪ :‬وسمعْتُ أَعرابِيّا يقول ‪َ !* :‬‬
‫ح ّوضَه و َتوّهه وتَ ّيهَه ‪.‬‬
‫أَنّهم ُيدْخِلُون أَحد حَ ْر َفيِ اللّينِ على الخَرِ ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬حَ ّيضَه ‪ ،‬و َ‬
‫( و )*! ضَيّحْت ( اللّبنَ ) ‪ ،‬إِذا ( مَ َزجْته بالماءِ ) حتى صار ضَيْحا ‪!* ( ،‬كضِحْتُه ) ‪ .‬قال ابن‬
‫دريد ‪ :‬إِنه مُماتٌ ‪.‬‬
‫( *!والضّيحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬الضّحّ ) ‪ ،‬ونسبَه ابن دريد إِلى العامّة ‪ ،‬وهو غير معروف وقد تقدّم في‬
‫كلم المصنّف ( و ) *!الضّيح ‪ ( :‬إِتْباعٌ للرّيح ) في قولهم ‪ :‬جاءَ بالرّيح *!والضّيح ‪ .‬فإِذا ُأفْرِد‬
‫لم يكن له معنًى ؛ قاله أَبو زيد ‪ ،‬ونقله اللّيث ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/571‬‬

‫صبّ فيه الماءِ وجُدّح ‪ ( .‬و ) *! َتضَيّحَ ( الرّجلُ‬


‫( *!و َتضَيّح اللّبنُ ‪ :‬صار *!ضَيَاحا ) وذالك إِذا ُ‬
‫) ‪ ،‬إِذا ( شَرِبه ) ‪.‬‬
‫( *!والضّاحةُ ‪ :‬ال َبصَرُ أَو العيْنُ ) ‪.‬‬
‫( وعَيْشٌ *!مضْيُوحٌ ‪َ :‬ممْذوقٌ ) ‪ ،‬أَي ممزوجٌ ‪ ،‬وهو مجاز ‪.‬‬
‫( و ) *!ضَيّاح ( ككَتّان ‪ :‬اسمٌ ) ‪.‬‬
‫ن ضَيّاحٍ ‪ُ ،‬محَ ّدثٌ ) يَروِي عن الضّحّاكِ بنِ مُزاحمٍ ‪ .‬وحكَى عب ُد الغنيّ في والده‬
‫( ومحمّد ب ُ‬
‫لوّل ؛ قاله الحافظ في التّبصير ‪.‬‬
‫التّخفيفَ مع كس ِر ا َ‬
‫( وأَبو *!الضّيّاح الَنصاريّ ‪ ،‬الّن ْعمَانُ بنُ ثابت ) بنِ الّن ْعمَانِ بنِ ثا ِبتِ بن امرِىءِ القَيْسِ ‪،‬‬
‫ت ‪ .‬وقال‬
‫عمَيْر بن ثاب ِ‬
‫لوْس ‪ ،‬قُتِل بخَيْبَر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو كُنْيَةُ ُ‬
‫( صَحابيّ بَدْ ِريّ ) من الَنصارِ من ا َ‬
‫الحافظُ ابن حَجر ‪ :‬وحكاه المُسْ َت ْغفَريّ بالتّخفيف ‪.‬‬
‫( *!والمُتَضيّحُ ‪ :‬مَنْ يَ ِردُ الح ْوضَ بعدما شُرِب َأكُثَرُه وب ِقيَ شيْءٌ مختِلطٌ بغَيرِه ) ‪ ،‬وهو مجاز ‪،‬‬
‫صلَ إِليه ‪ ،‬صادقا كان‬
‫تَشْبِيها باللّبن المخلوطِ بالماءِ ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬مَنْ لم َيقْ َبلِ ال ُعذْر ممّن تَن ّ‬
‫ح ْوصَ ِإلّ *!مُتَضيّحا ) ‪ .‬قال أَبو الهيثم ‪ :‬هو اّلذِي يَجيءُ آخِر النّاس في‬
‫أَو كاذِبا ‪ ،‬لم يرِدْ عليّ ال َ‬
‫الوِرْدِ ؛ حكاه الهرويّ في الغريبين ‪ .‬وقال ابن الَثير ‪ :‬معناه أَي متأَخّرا عن الوارِدين ‪ ،‬يَجيءُ‬
‫بعدما شَرِبُوا ماءَ الح ْوضِ ِإلّ أَقلّه ‪ ،‬فيبْقى َكدِرا مختلِطا بغيرِه ‪.‬‬
‫حتْ بِلدُنَا ) ‪ :‬أَي خََلتْ‬
‫( *!وضاحتِ البلدُ ‪ :‬خََلتْ ) ‪ .‬وفي دعاءِ السْتِسقاءِ ‪ ( :‬الّلهُمّ *!ضَا َ‬
‫جدْبا ‪.‬‬
‫َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫سقَتْه‬
‫ضيَ اللّهُ عنهُ ‪ ( :‬ف َ‬
‫*!الضّيْحَةُ ‪ ،‬أَي الشّرْبةُ من *!الضّيْحِ ‪ ،‬وقد جاء في حديث أَبي بكرٍ َر ِ‬
‫خشَريّ في الَساس ‪.‬‬
‫ح *!والضّيَاحَ ‪ :‬المَ ْذقَ ؛ عن ال ّزمَ ْ‬
‫*!ضَيْحَةً حا ِمضَةً ) ‪ .‬وسقاه *!الضّيْ َ‬
‫‪ ( 2‬فصل الطّاء ) مع الحاء ) ‪2‬‬
‫طبح ‪ ( :‬المُطَبّح ‪ ،‬ك ُمعَظّم ‪ :‬السّمينُ ) ‪ ،‬عن كُراع ‪.‬‬

‫____________________‬
‫( ‪)6/572‬‬

‫سطَه *!فا ْنطَحّ ‪ .‬قال ‪:‬‬


‫طحّه *!طَحّا ‪ :‬إِذا بَ َ‬
‫سطُ ) ‪!* .‬طَحّه *!يَ ُ‬
‫طحح ‪!* ( :‬الطّحّ ‪ :‬البَ ْ‬
‫قد َركِبتْ مُنْبسِطا *!مُنْطَحّا‬
‫حتَ المِلْحَا‬
‫حسِبَهُ ت ْ‬
‫تَ ْ‬
‫سحَجه ‪ .‬قال‬
‫عقِبَكَ على شيْءٍ ثم تَ ْ‬
‫سحَجَ الشيْءَ بعَقِبِك ) ‪ ،‬أَو أَن َتضَع َ‬
‫( و ) الطّحّ ‪ ( :‬أَنْ تَ ْ‬
‫حقٌ بباب َفهْلن و َفعْلَى ‪ ،‬وهو السّحْج ‪.‬‬
‫طحّانُ ‪َ :‬فعْلنُ من *!الطّحّ ‪ ،‬مُلْ َ‬
‫الكِسائيّ ‪َ !* :‬‬
‫شيْءَ ‪ ،‬إِذا ( كَسَرَه ) إِهلكا ‪ ( .‬و ) *!طحْطحَه ‪ :‬إِذا ( فرّقَ ) هُ ‪ .‬قال اللّيث ‪:‬‬
‫حطَحَ ) ال ّ‬
‫( *!وطَ ْ‬
‫*!الطّحْطَحة ‪َ :‬تفْرِيقُ الشيْءِ إِهلكا ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫ف ُيمْسِي نابِذا سُلْطَانَ َقسْرٍ‬
‫حطَحَه الغُرُوبُ‬
‫شمْسِ *!طَ ْ‬
‫كضَوْءِ ال ّ‬
‫حطَاحا ‪ ،‬بكسر الطّاءِ ‪ ،‬إِذا‬
‫حطَحةً *!وطِ ْ‬
‫حطَحَ بهم *!طَ ْ‬
‫خطَخَه ‪ ،‬بالخاءِ ‪ ( .‬و ) طَ ْ‬
‫ويُروَى ‪ :‬طَ ْ‬
‫طحْطَحَ في‬
‫عمْرو عن أَبيه قال ‪ :‬يقال ‪َ !* :‬‬
‫( بَدّدَ ) ُهمْ ( إِهْلكا ‪ .‬و ) روَى أَبو العبّاس عن َ‬
‫طهْطه وكَ ْت َكتَ وكَ ْدكَ َد وكَ ْركَرَ ‪.‬‬
‫طخْطَخَ و َ‬
‫ضحِكا دُونا ) مثلِ َ‬
‫حكِه ‪ ،‬إِذا ( ضَحِك َ‬
‫ضَ ِ‬
‫طحْرِيَةٌ ؛ عن اللّحْيانيّ ‪ ( .‬أَبو ) ما‬
‫( وما عليه *!طحْطِحةٌ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬أَي شيْءٌ ) كما تقول ‪ِ :‬‬
‫حطِحةٌ ‪ ،‬أَي ( شَعرٌ ) ؛ عن أَبي زيد ‪.‬‬
‫على رأْسه *!طِ ْ‬
‫سقَطَه و َرمَاهُ ) ‪.‬‬
‫( *!وأَطَحّه ) ‪ ،‬بتشديد الطّاءِ ‪ ( :‬أَ ْ‬
‫سدُ ) ‪ ،‬من ذلك ‪.‬‬
‫( *!والطّحْطَاحُ ) ‪ ،‬بالفتح ( ‪ :‬الَ َ‬
‫( *!والطّحُحُ ‪ ،‬بضمّتين ‪ :‬المَساحِج ) ؛ عن ابن الَعرابيّ ‪.‬‬
‫طحّه طحّا ‪.‬‬
‫سطَ ) ‪ .‬وقد َ‬
‫شيْءُ ‪ ( :‬انْبَ َ‬
‫( *!وانْطَحّ ) ال ّ‬
‫( *!والمِطَحّة ‪ ،‬كمِذَبّة ‪ُ :‬مؤَخّرُ ظِ ْلفِ الشّاةِ ) ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ .‬وتحتَ الظّ ْلفِ في موضِعِ‬
‫سحَجُ بها الَرضَ ) ‪ ،‬قاله أَحمدُ‬
‫عظَي ٌم كالفَلَكة ‪ ( ،‬أَو ) هي ( هَنع ٌة كالفََلكَةِ فِي ِرجْلِها تَ ْ‬
‫طحّة ُ‬
‫*!المِ َ‬
‫بن يحيى ؛ كذا في ( اللّسان ) ‪.‬‬

‫____________________‬

‫( ‪)6/573‬‬

‫طرح ‪ ( :‬طَ َرحَه وبه ‪ ،‬كمنعَ ) ‪ ،‬يَطْ َرحُه طَرْحا ‪ ( :‬رَماه ‪ ،‬وأَبعدَه ) ‪ ،‬قاله ابن سيده ‪ ،‬كاطّرَحه )‬
‫‪ ،‬بتشديد الطّاءِ ‪ ،‬من باب الفتعال ‪ ( ،‬وطَرّحَه ) تَطْرِيحا ‪ ،‬أَنشد ثعلب ‪:‬‬
‫تَنَحّ يا عَسِيفُ عن مَقامِها‬
‫وطَرّحِ الدّ ْلوَ إِلى غُلمِها‬
‫وقال الجوهريّ والزمخشريّ ‪ :‬طَرّحَه تَطْرِيحا ‪َ :‬أكْثَرَ من طَرْحِه ‪.‬‬
‫( والطّرْحَ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬و ) الطّرّح ( كقُبّرٍ والطّرِيحُ ) كَأمِيرٍ ( ‪ :‬المَطْروح ) ل حاج َة لَحدٍ فيه ‪.‬‬
‫وفي الَساس ‪ :‬شيءٌ طُرّحٌ ‪ :‬مطروحٌ ‪.‬‬
‫خذَ ‪.‬‬
‫( و ) لو باتَ مَتَاعُك طُرْحا ما أُ ِ‬
‫طوَارِحُ ‪ ،‬أَي بَعيدَة ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬دِيَارٌ َ‬
‫عقْبَةٌ طَرُوحٌ‬
‫و ( الطّرَحُ ‪ ،‬محرّكةً ) ‪ :‬ال ُبعْد ‪ ،‬و ( المكانُ البَعيدُ ‪ ،‬كالطّرُوح ) ‪ ،‬كصَبُورِ ‪ .‬يقال ‪ُ :‬‬
‫‪ ( .‬و ) مثله ( الطّرَاحُ ) كسَحَابٍ ‪ ( .‬نيّةٌ طَرَحٌ ) ‪ ،‬محرّكةً ( ‪ :‬بعيدة ) ‪ ،‬هاذه عبارةُ التّهديبِ ‪.‬‬
‫وفي غيرِه ‪ :‬نِيّةٌ طَرُوحٍ ‪ ،‬كصَبورٍ ‪.‬‬
‫سهْم ‪.‬‬
‫حفْزِ لل ّ‬
‫سيّ ‪ :‬الضّرُوحُ ) ‪ ،‬أَي شديدةُ ال َ‬
‫( و ) من المجاز ‪َ :‬قوْسٌ طَرُوحٌ ‪ ( .‬الطّرُوحُ من القِ ِ‬
‫س ْهمِها ‪ .‬قال أَبو حَنيفَةَ ‪ :‬هي أَ ْبعَدُ القيَاسِ‬
‫سهْمِ ‪ ،‬يبعُدُ ذَهابُ َ‬
‫وقيل َقوْسٌ طَرُوحٌ ‪ :‬بعيدةُ َم ْوقِعِ ال ّ‬
‫جلُ الظّ ِبيَ أَن يَرُوح ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫سهْم ‪ .‬قال ‪ :‬تقول ‪ :‬طَرُوحٌ مَرُوح ‪ُ ،‬ت ْع ِ‬
‫َم ْوقِعَ َ‬
‫سهْما صِيغَةً يَثْرَبِيّةً‬
‫وسِتّينَ َ‬
‫وقَوْسا طَرُوحَ النّ ْبلِ غَيرَ لَبَاثِ‬
‫( و ) الطّرُوحُ ( من النّخْل ‪ :‬الطّويلةُ العَرَاجِينِ ) ‪ .‬وقيل ‪َ :‬نخْلَةٌ طَرُوحٌ ‪َ :‬بعِي َد ُة الَعْلَى من‬
‫جلُ الّذِي إِذا جَامَعَ‬
‫جمْع طُرُحٌ ‪ ،‬بضمّتين ‪ ( .‬و ) من المجاز ‪ :‬الطّرُوحُ ‪ ( :‬الرّ ُ‬
‫سفَلِ ‪ ،‬وال َ‬
‫الَ ْ‬
‫أَحْ َبلَ ) ‪ .‬ومن ذالك قول أَعرابيّة ‪ :‬إِنّ َزوْجي َلطَروحٌ ؛ رواه الَزهريّ عن اللّحيانيّ ‪.‬‬
‫طوّلَه ‪ .‬وقيل ‪َ :‬ر َفعَه‬
‫شيْءَ َتطْريحا ‪َ :‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬طَرّحَ ) ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/574‬‬

‫جدّا ‪ ،‬قال‬
‫طوّلَه ) ِ‬
‫ص بعضُهم به البنَاءَ ‪ ،‬فقال ‪ :‬طَرّحَ ( بَناءَه َتطْريحا ) ‪ ،‬إِذا ( َ‬
‫خ ّ‬
‫وأَعْلَه ‪ .‬و َ‬
‫الجوهريّ ‪ ( :‬كطَ ْرمَحَه ) ‪ ،‬والميم زائدة ‪.‬‬
‫شجَرةُ أَبِي‬
‫شقّيْه ‪ .‬ومنه قَولُ تِلك الَعْرَابيّةِ َ‬
‫( وسَنَامٌ ِإطْرِيحٌ ) بالكسر ‪ ( :‬طَويلٌ ) مائلٌ في َأحَد ِ‬
‫الِسْليح ‪ ،‬رَغْوة وصَرِيح ‪ ،‬وسَنامٌ ِإطْريح ‪ .‬حكاه أَبو حَنيفَةَ ‪ ،‬وهو الّذي ذَ َهبَ طَرْحا ‪ ،‬بسكون‬
‫الرّاءِ ‪ ،‬ولم يُفسّره ‪ ،‬وأَظنّه طَرَحا ‪ ،‬أَي ُبعْدا ‪ ،‬لَنه إِذا طالَ تَباعَدَ أَعْلَه من مَرْكزِه ؛ كذا في‬
‫( اللّسان ) ‪.‬‬
‫ح كمِنْبر ‪ :‬بعيدُ النّظَر ) ‪ ،‬كطَرِيح ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬طَ ْرفٌ مِطْرَ ٌ‬
‫واطْرَحْ ‪ :‬ا ْنظُرْ ‪ ،‬من ذالك ‪.‬‬
‫حلٌ ) مِطْرَحٌ ‪َ ( :‬بعِيدُ َم ْوقِعِ الماءِ‬
‫طوِيلٌ ‪ .‬و َف ْ‬
‫( و ) من المجاز أَيضا ‪ُ ( :‬رمْحٌ مِطْرَحٌ ) كمِنْبَر ‪َ ( :‬‬
‫من ) ‪ ،‬وفي نسخة ‪ :‬في ( الرّحِم ) ‪.‬‬
‫جلُ كفَرِحَ ‪ :‬ساءَ خُُلقُه ) ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ ( :‬و ) طَرِحَ ‪ ،‬إِذا ( تَ َنعّمَ تَ َنعّما‬
‫( وطَرِحَ الرّ ُ‬
‫واسِعا ) ‪.‬‬
‫حةً مَلِيحةً ‪ ( .‬الطّرْحَةُ ‪ :‬الطّيْلَسانُ ) ‪.‬‬
‫( و ) رأَيْت عليه طَرْ َ‬
‫عدَا ‪.‬‬
‫( و ) التّطّرِيح ‪ُ :‬بعْدُ قَدْرِ الفَرسِ إِذا َ‬
‫ضعْف ‪.‬‬
‫شيِ ذي الكَلَل ) وال ّ‬
‫يقال ‪ ( :‬مَشَى مُتَطَرَحا ) ‪ ،‬أَي متساقِطا ( كمَ ْ‬
‫س ّموْا طَرَاحا ) ‪ ،‬كسَحعابَ هاكذا عندنا ‪ ،‬وفي ُأخْرَى ‪ :‬كشدّاد ( ومَطْرُوحا ‪ ،‬ومُطَرّحا ك ُمعَظّم‬
‫(وَ‬
‫‪ ،‬وطُرَيْحا كزُبَيْر ) ‪.‬‬
‫حمٍ‬
‫شدِيدٌ ‪ .‬وأَنشد الَصمعيّ لمُزا ِ‬
‫حيّ ‪ ،‬بالضّمّ ) أَي ‪ ( :‬بعيدٌ ) ‪ .‬وقيل ‪َ :‬‬
‫( و ) يقال ‪ ( :‬سَيْرٌ طُرَا ِ‬
‫ال ُعقَيليّ ‪:‬‬
‫حيَ تَرَى من َنجَائه‬
‫بسَيْرٍ طُرَا ِ‬
‫جوْنِ تَنْبعُ‬
‫جُلُودَ ال َمهْارَى بالنّدَى ال َ‬
‫حةٌ الكلمِ ) ‪ :‬وهو ( م ) ‪ ،‬أَي معروفٌ ‪ .‬يقال ‪ :‬طَرَحَ عليه المسأَلةَ ‪،‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬مُطَارَ َ‬
‫إِذا أَ ْلقَاهَا ‪ ،‬قال ابن سيده ‪ :‬وأُراه ُموَلّدا ‪.‬‬
‫والُطْرُوحَة ‪ :‬المسأَلة َتطْرَحُها ‪.‬‬
‫( وطَرْحانُ ) ‪ ،‬بالفتح ( ‪ :‬ع قُ ْربَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/575‬‬

‫الصّ ْيمَرَة ) ‪ ،‬بنواحِي البَصرةِ ‪،‬‬


‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ح كمفْرَش ‪ .‬ومن‬
‫طَرَحَ له الوِسا َدةَ ‪ :‬أَلْقاها ‪ ،‬وطَ َرحُوا لهم المَطَارِحَ ‪ :‬ال َمفَارِشَ ‪ ،‬الواحد مطْرَ ٌ‬
‫حكَ إِلى هاذه البلد ‪ ،‬وما طَ َرحَك هاذا المَطْرَحَ ‪ :‬ما َأ ْو َق َعكَ فيما أَنت فيه ‪.‬‬
‫المَجَاز ‪ :‬ما طَرَ َ‬
‫وتَطارَحُوا ‪ :‬أَلقَى بعضُهم المَسائلَ على َب ْعضِ ‪.‬‬
‫حتْ به ال ّنوَى ُكلّ َمطْرَحٍ ‪ ،‬إِذا نََأتْ بِه ‪ .‬وطَرَحَ به الدّهْ ُر كلّ مِطْرَحٍ ‪ :‬إِذا نَأَى عن أَهْلِه‬
‫وطَرَ َ‬
‫وعَشيرتِه ‪.‬‬
‫واطّرِحْ هاذا الحَدِيثَ ‪.‬‬
‫وقَ ْولٌ مُطّرَحٌ ‪ :‬ل يُلتفَت إِليه ‪.‬‬
‫وإِبل مَطارِحُ ‪ :‬سِراعٌ ‪.‬‬
‫وأَصابه َزمَنٌ طَرُوحٌ ‪ :‬يَ ْرمِي بأَهْله المَرا ِميَ ‪.‬‬
‫شحَه ) ‪ .‬قال أَبو زيد ‪ :‬هاذا الحرف في‬
‫شحَة ‪ :‬السْتِرْخا ُء ‪ .‬وضَربَه حتّى طَرْ َ‬
‫طرشح ‪ ( :‬الطّرْ َ‬
‫كتاب ( الجمهرةِ ) لبن دُرَيْد مع غيره ‪ ،‬وما وَجدْتُه لَحد من الثّقات ‪ ،‬وينبغِي للناظِر أَن َيفْحَص‬
‫جدْه لِثِقة كان منه على رِيبةٍ وحَذَرٍ ؛ كذا‬
‫حقَه بالرّباعيّ ‪ ،‬وما لم يَ ِ‬
‫‪ .‬فما وَجَدَه لِمامٍ مَوثوقٍ به أَلْ َ‬
‫في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫حسَبه مقلبوا‬
‫طرمح ‪ ( :‬الطّ ْرمُوح ‪ ،‬كزُنْبُور ‪ :‬الطّويلُ ) كالطّ ِرمّاح والطّرْحُومِ ‪ .‬قال ابن دُريد ‪ :‬أَ ْ‬
‫طوِيلُ‬
‫سبِ المَشهورِ ) المر َتفِعِ ال ّذكْر ‪ ،‬وهو أَيضا ال ّ‬
‫‪ ( .‬وكسِ ِنمّارٍ ) ‪ ،‬في بني فُلنٍ ‪ : ( :‬العالِي النّ َ‬
‫‪ .‬وأَنشدوا ‪:‬‬
‫ُمعْتَدِل الهادِي طِ ِرمّاح ال َعصَبْ‬
‫ول يَكاد يوجَد في الكلمِ على مِثال ‪ِ ( :‬فعِلّل ) ِإلّ هاذا ‪ ،‬وقولهم ‪ :‬السّجِلّط ‪ :‬لضَ ْربٍ من‬
‫عجَميّ أَيضا ‪ ( .‬و ) الطّ ِرمّاح‬
‫لطُس ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬سِ ِنمّار ‪ ،‬وهو أَ ْ‬
‫النّبَات ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو بالرّوميّة سِجِ ّ‬
‫ح في‬
‫طمَ َ‬
‫ح في الَمرِ ) ‪ ،‬قال أَبو زيد ‪ :‬إِنك لَطِ ِرمّاحٌ ‪ .‬وإِنهما لطِ ِرمّاحَانِ ‪ ،‬وذاك إِذا َ‬
‫( الطامِ ُ‬
‫ل الَعرابيّ ‪ :‬الطّ ِرمّاحُ ‪:‬‬
‫لمْرِ ‪ .‬وعن أَبي ال َعمَيْ َث ِ‬
‫اَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/576‬‬

‫هو الرّافعُ ر ْأسَه َزهْوا ‪ .‬وقد حصلَ من شيخنا هنا تصحيف أَعرَضنا عن ِذكْره ‪.‬‬
‫جهْم ‪ ( :‬الشّاعر ‪ ،‬و ) شاعِرٌ ( آخَرُ ) ‪.‬‬
‫ج ْهمِ ) ‪ ،‬وفي نُسخةِ ‪ :‬أَبو ال َ‬
‫( و ) الطّ ْرمّاح ( بن ال َ‬
‫حكِيمِ ‪ ،‬وُلِدَ‬
‫حكَمُ بن َ‬
‫حكِيمٍ ‪ُ ،‬يكْنَى أَبا ضَبّة ‪ ،‬ويقال ‪ :‬اسمه َ‬
‫المشهور بهاذا السمِ هو الطّ ِرمّاح بن َ‬
‫بالشّام ‪ ،‬وانتقَل إِلى الكُوفَة ‪ .‬قال الجاحظ ‪ :‬كان يُؤ ّدبُ الَطفالَ ‪ ،‬فيخرجون من عنده كأَنّما جالَسُوا‬
‫العلماءَ ‪.‬‬
‫طوِ ) ‪ ،‬والميم زائدةٌ على ما ذَهَب إِليه ابن القَطّاع ‪.‬‬
‫خ ْ‬
‫( والطّ ْرمَح ‪ :‬البعيدُ ال َ‬
‫( والطّ ّرمَحَانِيّة ‪ :‬التّكبّر ) ‪ .‬ومِشْيَةٌ طَ ْر َمحَانِيّة ‪ ،‬إِذا كَان فيها زَ ْهوٌ ‪.‬‬
‫طوّلَه ) وعَلّه و َر َفعَه ‪ .‬في ( الصّحاح ) ‪ :‬والميم زائدةٌ ‪ .‬وقال َيصِف إِبلً‬
‫( وطَ ْرمَحَ بِنَاءَه ‪َ :‬‬
‫شبُ أَرضٍ نَ َبتَ ب َنوْ ِء الَسَدِ ‪:‬‬
‫شحْما عُ ْ‬
‫مَلَها َ‬
‫حوَى ِلوَالِدةٍ‬
‫طَ ْرمَحَ َأ ْقطَارَهَا َأ ْ‬
‫سبُ‬
‫حلُ للضّرْغَامِ يَنْ َت ِ‬
‫صَحْما َء والفَ ْ‬
‫حكِيمٍ ‪ ،‬انتهَى ‪ .‬قلت ‪ :‬هو في معاني الشّعر للُشْنا ْندَانيّ ‪ ،‬لم يُسمّ قائلَه ‪،‬‬
‫س ّميَ الطّ ِرمّاح بن َ‬
‫ومنه ُ‬
‫وبعده ‪:‬‬
‫حمََلتْ‬
‫شطْرُ ما َ‬
‫فلِلنّدَى المُ َتوَلّي َ‬
‫جبُ‬
‫عَ‬‫ولِلّذِي هي فيه عا ِنكٌ َ‬
‫س ْودَاءَ ‪ ،‬يعني الّحَابَة ؛‬
‫حمَاءَ ‪ :‬أَي َ‬
‫طْ‬‫صوَاب ‪َ :‬‬
‫حمَاءَ ) ‪ ،‬هاكذا َروَاه ابنُ القَطّاع ‪ ،‬وال ّ‬
‫وقولُه ‪ ( :‬صَ ْ‬
‫كذا في هامش نُسخة ( الصّحاح ) ‪.‬‬
‫طفُوحا ‪ :‬امتلَ وارْتَفَع ) حتّى َيفِيض ‪.‬‬
‫طفْحا و ُ‬
‫طفَحُ ( َ‬
‫طفَحَ الِناءُ ‪َ ،‬كمَنَع ) ‪ ،‬والنّهرُ ‪ ،‬يَ ْ‬
‫طفح ‪َ ( :‬‬
‫حوْضٌ طافِحٌ ‪.‬‬
‫ونهرٌ و َ‬
‫طفّحَه )‬
‫طفْحا ‪ ( ،‬و َ‬
‫طفَحَه ) َ‬
‫(وَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/577‬‬

‫طفَحَه ) ‪ :‬مَلَه حتّى ارتفع ‪.‬‬


‫تَطْفيحا ‪ ( ،‬وأَ ْ‬
‫عقْلُه ‪ :‬ارتفعَ ‪.‬‬
‫طفَحَ َ‬
‫وَ‬
‫ق والملنُ ‪ ،‬واحدٌ ‪.‬‬
‫ورأَيتُه طافِحا ‪ ،‬أَي ممتلِئا ‪ .‬وفي ( التّهذيب ) عن أَبي عُبيد ‪ :‬الطافِحُ والدّهَا ُ‬
‫سكْرانُ طافَحٌ ) ‪ ،‬أَي أَنّ الشراب قد ملَه‬
‫قال ‪ :‬والطافحُ ‪ :‬الممتلِىءُ المرتفعُ ‪ ( .‬ومنه ) قيل ‪َ ( :‬‬
‫طفَحَ السّكرانُ فهو طافحٌ ‪ ،‬أَي ملَه الشّرَابُ ‪ .‬وقال الَزهريّ‬
‫حتّى ارتَفعَ ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬ويقال ‪َ :‬‬
‫سكْرا ‪ :‬طافِحٌ ‪.‬‬
‫خمْر حتّى يَمتَلىءَ ُ‬
‫‪ :‬يقال لّلذِي يَش َربُ ال َ‬
‫طفَحَةُ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ِ ( :‬مغُرفةٌ ) وهو ِك ْفكِير بالفارِسيّة ‪ ( ،‬ت ْأخُذ طُفاح َة القِدْرِ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪،‬‬
‫( والمِ ْ‬
‫( أَي زَبَدها ) ‪.‬‬
‫طفَحَ فوْقَ الشيءِ كَزبَدِ القِدْرِ ‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬وكلّ ما علَ ‪:‬‬
‫طفَاحة ‪ :‬ما َ‬
‫وفي ( الصّحاح ) ‪ :‬ال ّ‬
‫حةٌ ‪ ،‬كَزَب ِد القِدْر وما علَ منها ‪.‬‬
‫طُفا َ‬
‫طفَاحَ َتهَا ‪.‬‬
‫طفَحَ القِدْر كافْتَعلَ ) ‪َ :‬أخَذَ ُ‬
‫( وقد ا ّ‬
‫جوَانبِه ) الماءُ ‪.‬‬
‫طفْحانُ ) ‪ :‬مَلنُ ( يفِيضُ مِن َ‬
‫( وإِناءٌ َ‬
‫( و َقصْعَةٌ ط ْفحَى ) ‪ :‬مَلنَةٌ ‪.‬‬
‫طفّاحَ ُة القوائِم ) ‪ ،‬أَي ( سريعتُها ) ‪ .‬وقال ابن أَحْمرَ ‪:‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬نَاقَةٌ َ‬
‫طفّاحةُ الرّجْلَيْنِ مَيْلعَةٌ‬
‫َ‬
‫سُرُحُ المِلطِ بعيد ُة القَدْرِ‬
‫غفِرَ له وإِنْ كان‬
‫( و ) في ( التّهذيب ) في ترجمة طحف ‪ :‬وفي الحديث ‪ ( :‬من قال كذا وكذا ُ‬
‫طفَح ) ‪ ،‬أَي‬
‫طفَاحُ الَرضِ ) ذُنُوبا ) ‪ ( ،‬بالكسر ) ‪ ،‬أَي ( مِ ْلؤُها ‪ ،‬أَي أَن تمتلِىءَ حتى َت ْ‬
‫عليه ( ِ‬
‫طفَاحَة القِدْرِ ‪.‬‬
‫تفيض ‪ .‬قيل ‪ :‬ومنه ُأخِطَ ُ‬
‫ضتْ وَأكْثَ َرتْ ‪.‬‬
‫ت كمَنَعَ بالولَد وََلدَتْه لِتمَامٍ ) ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬فا َ‬
‫ح ْ‬
‫( و ) من المَجَاز ‪ ( :‬طفَ َ‬
‫(و)‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/578‬‬

‫ط َعتْ بها ) ؛ كذا نصّ ( الصّحاح ) ‪.‬‬


‫حوَهَا ‪ ،‬إِذا ( سَ َ‬
‫طفَحَت ( الرّيحُ القُطْنَة ) ونَ ْ‬
‫َ‬
‫طفَحْ عنّي ) ‪ ،‬أَي ( اذْ َهبْ ) ‪.‬‬
‫( و ) يقال ‪ ( :‬ا ْ‬
‫( والطّا ِفحَةُ ‪ :‬اليَا ِبسَةُ ‪ ،‬ومنه ) قولهم ‪ُ ( :‬ركْبَةٌ طا ِفحَةٌ ‪ :‬للّتي ل َيقْدِر صاحِ ُبهَا أَن َيقْبِضَها ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫طفَح ‪ :‬إِذا عَدَا ‪ .‬وقال المُتَنَخّل يَصف المُنْهزِمين‬
‫طفَحَ يَ ْ‬
‫عن الْصمعيّ ‪ :‬الطّافِح ‪ :‬الّذِي َيعْدُو ‪ :‬وقد َ‬
‫‪:‬‬
‫حفّانٍ مُنفّ َرةً‬
‫كانُوا نَعا ِئمَ َ‬
‫طفَحُوا‬
‫ُمعْطَ الحُلوقِ إِذا ما أُدْ ِركُوا َ‬
‫أَي ذَهَبُوا في الَ ْرضِ َيعْدُون ‪.‬‬
‫طفِيحُ ‪ ،‬كإِ ْزمِيل ‪ :‬قَرْيَة بمصْر ‪.‬‬
‫وإِ ْ‬
‫ش ْوكٌ‬
‫سمُ َرةِ ‪ .‬ولها َ‬
‫حجَازِيّة ‪ ،‬جَناتُها كجَنَاةِ ال ّ‬
‫عظَامٌ ) ‪ِ ،‬‬
‫طلح ‪ ( :‬الطّلْح ) بفتح فسكون ‪ ( :‬شَجَرٌ ِ‬
‫صمْغا ‪ .‬وقال‬
‫جوَدُهَا َ‬
‫شوْكا وَأصْلَ ُبهَا عُودا وأَ ْ‬
‫ظمُ ال ِعضَاهِ َ‬
‫لوْدِيَةِ ‪ ،‬وهي أَعْ َ‬
‫ناَ‬
‫ن ‪ ،‬ومَنابِ ُتهَا بُطُو ُ‬
‫حجَ ُ‬
‫أَ ْ‬
‫ن ‪ ،‬ووَصفَه بهاذه الصّفةِ ‪ ،‬وقال ‪ :‬قال ابن شُميل ‪:‬‬
‫الَزهري ‪ :‬قال الليث ‪ :‬الطّلْحُ ‪ :‬شَجَرُ أُمّ غَيْلَ َ‬
‫س والِبلُ ‪ ،‬ووَ َرقُها قليلٌ ‪ ،‬ولها أَغصانٌ طِوالٌ‬
‫ظلّ بها النّا ُ‬
‫ظلّ يَسْ َت ِ‬
‫طوِيلةٌ ‪ ،‬لها ِ‬
‫الطّلْح ‪ :‬شَجرةٌ َ‬
‫ش ْوكٌ كثيرٌ من سُلّءِ النّخل ‪ ،‬ولها ساقٌ عَظيمة ل تَلتقِي عليه يدُ الرّجُل ‪ ،‬وهي ُأمّ‬
‫عِظَامٌ ‪ ،‬ولها َ‬
‫ظمُ ال ِعضَاهِ ‪ ،‬وَأكْثَرُه وَرَقا‬
‫حدَة طَ ْلحَةٌ ‪ .‬وقال أَبو حَنِيفَةَ ‪ :‬الطّلْحُ ‪ :‬أَع َ‬
‫غَيْلنَ ‪ ،‬تَنْ ُبتُ في الجَبَل ‪ ،‬الوا ِ‬
‫شوْكته حَرَارةٌ‬
‫ش ْوكِ َأذًى ‪ ،‬وليس ل َ‬
‫ش ْوكُه من أَقلّ ال ّ‬
‫طوَالٌ ‪ ،‬و َ‬
‫ك ضِخَامٌ ِ‬
‫ش ْو ٌ‬
‫خضْ َرةٌ ‪ ،‬وله َ‬
‫‪ ،‬وأَشدّه ُ‬
‫في الرّجْل ‪ ،‬وله بَ َرمَةٌ طَيّبَةُ الرّيحِ ‪ ،‬وليس في ال ِعضَاهِ أَكثرُ صَمغا منه ول َأضْخم ‪ ،‬ول يَن ُبتُ ِإلّ‬
‫س ّميَ الرّجلُ ‪ ( ،‬كالطّلَح ‪ ،‬ككِتَابٍ ) ‪،‬‬
‫حةٌ ‪ .‬وبها ُ‬
‫خصْبة ‪ .‬واحدتها طَلْ َ‬
‫في أَرضٍ غَلِيظَةٍ شَدِيدةٍ ِ‬
‫قال ‪:‬‬
‫إِنّي زعيمٌ يا نُويْ‬
‫قةُ إِنْ نج ْوتِ من الزّواحْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/579‬‬
‫لدَ قو‬
‫أَنْ َتهْبطينَ بِ َ‬
‫مٍ يَرْتَعون مِن الطّلحْ‬
‫ويقال ‪ :‬إِن الطّلَحَ ‪ :‬جمْعُ طَلْحةٍ ‪ .‬قال ابن سيده ‪ :‬ج ْمعُها عند سيبويه طُلهوحٌ ‪ ،‬كصَخْرةٍ‬
‫وصُخورٍ ‪ ،‬وطِلَحٌ ‪ ،‬شَبّهوه ب َقصْعَة وقِصاعٍ ‪ ،‬ويُجْمٍ ع الطّلْح على أَطْلح ‪.‬‬
‫( وإِبلٌ طُلحِّيةٌ ) ‪ ،‬بالكسر ( ويُضَمّ ) ‪ ،‬على غير قِياسٍ ‪ ،‬كما في ( الصّحاح ) إِذا كانت‬
‫لحِيّة ‪ ،‬لغة في طِلَحيّة ‪،‬‬
‫( تَرْعاهَا ) أَي الطّلَح ‪ .‬ووجدْت في هامِش ( الصّحاح ) ما َنصّه ‪ :‬طُ َ‬
‫حدِ ِإلّ أَن‬
‫جمْعا كما قال ‪ ،‬لَن الجمعَ إِذا نُسب إِليه ُردّ إِلى الوَا ِ‬
‫ول يَنبغي أَن تكون نِسْبَةً إِلى طِلَح َ‬
‫يُسمّى به شيءٌ فاعَْلمْه ‪ ( .‬و ) إِبلٌ ( طَلِح ٌة ‪ ،‬كفَرِحَة ‪ ،‬وطَلَحى ) مثل حبَاجَى كما في ( الصّحاح‬
‫) إِذا كانتْ ( َتشْ َتكِي ُبطُونَها منها ) ‪ ،‬أَي من َأ ْكلِ الطّلَحِ ‪ .‬وقد طَِلحَت ‪ ،‬بالكسر طَلَحا ‪ .‬وأَنكرَ‬
‫أَبو سعيد ‪ :‬إِبلٌ طَلَحَى ‪ ،‬إِذا َأكَلَت الطّلْحَ ‪ .‬قال ‪ :‬والطّلَحى ‪ :‬هي الكَالّة ال ُمعْيِيَة ‪ .‬قال ‪ :‬ول‬
‫ح الِبلَ ‪ ،‬لَنّ رَعْي الطّلْحِ ناجعٌ فيها ‪.‬‬
‫ُيمْرِض الطّلْ ُ‬
‫ث الضمير هنا وفيما سبقَ باعتبارِ‬
‫( وأَ ْرضٌ طَلِحةٌ ) ‪ ،‬كفَرِحة ‪ ( :‬كَثيرتُها ) ‪ ،‬على النّسب ‪ .‬وتأْني ُ‬
‫شجَرةٌ ‪ ،‬أَو اسمُ جِنْسٍ جمْعيّ ‪ ،‬ويجوز فيه الوَجهانِ ؛ قاله شيخنا ‪.‬‬
‫أَنّها َ‬
‫سكّيت في الِبدال ‪ ،‬وهو‬
‫( و ) في ( المحكم ) ‪ :‬الطّلْح ‪ :‬لغة في ( الطّلْع ) بالعين ‪ ،‬ذكره ابن ال ّ‬
‫في ( الصّحاح ) ‪ .‬وقوله تعالى ‪ { :‬وَطَلْحٍ مّنضُودٍ } ( الواقعة ‪ ) 29 :‬فُسّر بأَنه الطّلْع ‪ ( ،‬و )‬
‫ق في‬
‫فُسّر بأَنه ( ال َموْز ) ‪ .‬قال ‪ :‬وهاذا غير معروف في اللّغة ‪ .‬وفي ( التّهذِيب ) قال أَبو إِسحا َ‬
‫قوله تعالى ‪ { :‬وَطَلْحٍ مّنضُودٍ } ‪ :‬جاء في التفسير أَنه شجَرُ المَوزِ ‪ ،‬وجازَ أَن‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/580‬‬

‫يكونَ عُ ِنيَ به شَجَرُ أُمّ غَيْلَنَ ‪ ،‬لَنّ له َنوْرا طيّب الرا ِئحَةِ جدّا ‪ ،‬فخُوطِبوا به ‪ ،‬ووُعِدُوا بما‬
‫يُحبّون مثلَه ِإلّ أَن َفضْلَه على ما في الدّنّيا ك َفضْلِ سائرِ ما في الجّنّة على سائرِ ما في الدّنْيا ‪.‬‬
‫ح وَجّ وحُسْنُه فقيل هم ‪ :‬وطَلْح م ّنضُود ‪.‬‬
‫وقال مُجاهِدٌ ‪ :‬أَعْج َبهُم طَلْ ُ‬
‫لحَةُ ‪ :‬الِعْيَاءُ‬
‫ج ْوفِ من الطّعام ) ‪ ،‬والّذِي في ( المحكم ) ‪ :‬الطّلْحُ والطّ َ‬
‫( و ) الطّلْح ‪ ( :‬الخالِي ال َ‬
‫سفَر ‪ ( .‬وقد طُلِح كفَرِح وعُنِيَ ) ‪.‬‬
‫سقُوط من ال ّ‬
‫وال ّ‬
‫( و ) الطّلْحُ ‪ ( :‬ما بقِيَ في الحَوض من الماءِ الكَدِرِ ) ‪.‬‬
‫( والطّلْحيّة ‪ ،‬للورقَة من القِرْطَاسِ ‪ُ ،‬موَلّدةٌ ) ‪.‬‬
‫حةً ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬إِذا ( أَعْيا )‬
‫سكّيت ‪ ( :‬طَلَحَ البَعيرُ ) كمَنَعَ يَطْلَح ( طَلْحا وطَلَ َ‬
‫( و ) عن ابن ال ّ‬
‫للُ‬
‫ل ‪ ،‬ومِثْلُه في أَبي ( المحكم ) ‪ .‬وفي ( التهذيب ) عن أَبي زيد ‪ .‬قال ‪ :‬إِذا َأضَرّه الكَ َ‬
‫وكَ ّ‬
‫والِعياءُ قيلَ ‪ :‬طَلَحَ َيطْلَح طَلْحا ‪.‬‬
‫جهَدَه ‪ ( ،‬كأَطْلَحَه وطَلّحَه ) َتطْليحا ( فيهما ) ‪ .‬وفي‬
‫( و ) طَلَحَ ( زَيْدٌ بَعيرَه ‪ :‬أَ ْتعَبه ) وأَ ْ‬
‫شمِر يقال ‪ :‬سارَ على النّاقَةِ حَتّى طَلَحَها وطَلّحَها ‪.‬‬
‫( التهذيب ) عن َ‬
‫( و ) ‪ ،‬أَي البعير ‪ ( ،‬طَلْحٌ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬وطِلْح ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( ،‬وطَلِيحٌ ) ‪ ،‬كأَميرٍ ‪ ،‬وطَلِح كَكتِف‬
‫الَخيرة في ( اللسان ) ( وناقةٌ طِ ْلحَة ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( ،‬وطَلِيحةٌ ) قال شيخنا ‪ :‬المعروف تَجرّدُهما‬
‫طحْن وقَتِيل ( وطِلْحٌ ) ‪ ،‬بالكسر ( وطَالحٌ ) ‪ ،‬بالكسر ( وطَالحٌ )‬
‫من الها ِء لَنهما بمعنَى المفعولِ ك ِ‬
‫سفَر ‪،‬‬
‫سفَرِ ‪ ،‬ورَجيعُ َ‬
‫سفَرٍ ‪ ،‬وطِلْحُ َ‬
‫‪ ،‬الَخيرة عن ابن الَعرابيّ ‪ .‬وحُكيَ عنه أَيضا ‪ :‬إِنه َلطَليحُ َ‬
‫سفَر ‪ ،‬بمعنًى واحدٍ ‪ ،‬وقال اللّيث ‪ .‬بَعيرٌ طَلِيحٌ وناقةٌ طَلِيحٌ ‪ ( .‬و ) في ( التهذيب ) ‪ :‬يقال‬
‫ورَذِيّةُ َ‬
‫طلْحَى ‪،‬‬
‫ج َهدَها السّيْرُ وهَزَلَها ‪ ( .‬إِبل طُلّحٌ ‪ ،‬ك ُركّعٍ ‪ ،‬وطَلئِحُ ) و َ‬
‫‪ :‬ناقةٌ طَليحُ أَسْفارٍ ‪ :‬إِذا َ‬
‫الَخيرة على غير قياس لَ ّنهَا بمعنَى فاعلَة ولكنها شُ ّبهَت بمَرِيضَة ‪ ،‬وقد ُيقْتاس ذالك‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/581‬‬

‫للرّجل ‪ .‬وجمع الطّلْح أَطْلحٌ ( وطِلَح ) ‪.‬‬


‫لمْرينِ ‪:‬‬
‫ف َ‬
‫( و ) من كلم العرب ‪ ( :‬راكبُ النّاقَةِ طَليحانِ ‪ ،‬أَي هو والنّاقَةُ ) ‪ ،‬حُذِف المعطو ُ‬
‫أَحدهما تَقدّم ِذكْرِ النّاقَة ‪ ،‬والشّيءُ إِذا تَقدّمَ َدلّ على ما هو مثلُه ‪ .‬ومثلُه مِنْ تَقدّمَ َدلّ على ما هو‬
‫حجَرَ فَانفَجَ َرتْ مِنْهُ }‬
‫مثلُه ‪ .‬ومثلُه مِنْ حَ ْذفِ المعطوف قوله عزّ وجلّ ‪َ { :‬فقُلْنَا اضْرِب ّب َعصَاكَ الْ َ‬
‫( البقرة ‪ ) 60 :‬أَي فضَرَب فا ْنفَجَ َرتْ ‪ .‬فَحَذَف ( فَضرب ) وهو معطوف على قوله ‪َ :‬فقُلنا ‪.‬‬
‫وكذالك قولُ ال ّتغْلَبيّ ‪:‬‬
‫سخِينَا‬
‫طهَا َ‬
‫إِذَا مَا المَاءُ خالَ َ‬
‫أَي فشَرِبْناها سَخِينَا ‪ .‬فإِن قلت ‪ :‬فهلّ كان التقديرُ على حَذْف المعطوفِ عليه ‪ ،‬أَي الناق ُة وراكبُ‬
‫جهَينِ ‪ :‬أَحدهما أَنّ الحذفَ اتّساعٌ ‪ ،‬والتّساع بابُهُ آخرُ‬
‫الناقة طَليحانِ ؟ قيل ‪ :‬ل ُبعْدِ ذالك من وَ ْ‬
‫الكلم وَأوْسَطُه ‪ ،‬ل صَدْرُه وَأوّله ‪َ ،‬ألَ تَرَى أَنّ مَن اتّسَع بزيادة كان حَشْوا أَو آخرا ل ُيجِيزُها‬
‫َأ ّولً ؛ والخَرُ أَنه لو كانَ تقديرُه ‪ ( :‬النّاقَة ورَاكب النّاقةِ طليحانِ ) لكان قد حذفَ حرّف العَطف ‪،‬‬
‫حكَى منه أَبو عثمانَ ‪ :‬أَك ْلتُ خُبزا سَمكا َتمْرا ؛ والخَر أَن‬
‫وبَقِي المعطوف به ‪ ،‬وهاذا شاذّ ‪ ،‬إِنما َ‬
‫يكون الكل ُم محمولً على حَذْف ال ُمضَاف ‪ ،‬أَي راكبُ النّاقةِ أَحدُ طَلِيحَيْن ‪ ،‬فحذَف ال ُمضَافَ ‪،‬‬
‫خلَ‬
‫حوِ ل َد ْ‬
‫وأَقام المضافَ إِليه مُقامَه ؛ كذا في اللّسَان ‪ .‬وَأمّا شيخُنا فإِنه قال ‪ :‬هاذه من مسائلِ النّ ْ‬
‫لها في الّلغَة ‪ .‬وس َكتَ على ذالك ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز قولهم ‪ :‬يَلْزم لُ ُزمَ ( الطّلْح ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬هو ( القُرَادُ ‪ ،‬كالطّلِيحِ ) ‪ ،‬كأَميرٍ ‪.‬‬
‫وعبارةُ ( الصّحاح ) ‪ :‬ورُبما قيل للقُرَاد ‪ :‬طِلْحٌ وطَليحٌ ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬هو ( ال َمهْزول ) ‪ ،‬كذا في‬
‫( مُخ َتصَر العَيْن ) للزّبيديّ ‪ .‬قال الطّ ِرمّاح ‪:‬‬
‫شفَرِهَا‬
‫وقَدْ َلوَى أَ ْنفَه بمِ ْ‬
‫جسَ ُدهْ‬
‫طلْحُ قَرَائيمَ شاحبٌ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/582‬‬

‫وقيل ‪ :‬الطّلْح ‪ :‬ال َعظِيمُ من القِرْدَانِ ‪ .‬وفي قصيدة كعب بن زهير ‪:‬‬
‫سهُ‬
‫وجِلْ ُدهَا مِنْ أَطُومٍ ل ُيؤَيّ ُ‬
‫طِلْحٌ ِبضَاحِيةِ المَتْنَيْنِ مَهزولُ‬
‫أَي ل يُؤثّر القُرَادُ في جِلْ ِدهَا لمَلسَتِه ( و ) قول الحُطيئة ‪:‬‬
‫ش َعثُ الرّأْسِ خَ ْلفَها‬
‫إِذا نَامَ طِلْحٌ أَ ْ‬
‫هَدَاهُ لها أَنْفاسُها و َزفِيرُها‬
‫قيل ‪ :‬الطّلْح هنا ‪ :‬القُرَادُ ‪ .‬وقيل ‪ ( :‬الرّاعِي ال ُمعْيِي ) ‪ .‬يقول ‪ :‬إِنّ هاذه الِبلَ تَت َنفّس من البِطْنَة‬
‫تَ ْنفّسا شَديدا ‪ ،‬فيقول ‪ :‬إِذا نامَ راعيها عنها ونَ ّدتْ تَنفّستْ فوقَعَ عليها وإِن َبعُدت ‪ .‬وعبارة‬
‫الجوهريّ ‪ :‬والطّلْح ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ال ُمعْيِي من الِبل وغيرِهَا ‪ ،‬يَستوِي فيه الذّكر والُنْثَى ‪ ،‬والجمْع‬
‫أَطْلحٌ ‪ .‬قال الحَطيئةُ ‪ ،‬وذكرَ إِبلً وراع َيهَا ‪:‬‬
‫إِذا نام طُلْحٌ ‪ . . .‬إِلخ‬
‫ح مالٍ ) بالكسر ‪ ،‬أَي ( إِزاؤُه ) ‪ ،‬وهو اللّزِم له ولرِعايَته كما يَلْزَم‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬هو طِلْ ُ‬
‫الطّلْحُ ‪ ،‬وهو القُرادُ ‪ ،‬كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫( و ) من ذالك أَيضا ‪ :‬هو ( طِلْحُ نِساءٍ ) ‪ ،‬إِذا كان ( يَتْ َب ُعهُنّ ) كثيرا ‪.‬‬
‫( و ) الطّلَحَ بالفتح ‪ ،‬كذا في ( الصّحاح ) ‪ ،‬والصوابُ ( بالتّحريك ) كما للمصنّف ( ‪ :‬ال ّن ْعمَة )‬
‫عن أَبي عَمرٍ و ‪ ،‬وأَنشد للَعشى ‪:‬‬
‫كمْ رَأَينا مِن مُلوكٍ هََلكُوا‬
‫عمْرا بِطَلَحْ‬
‫ورَأَيْنَا المَ ْلكَ َ‬
‫قاعِدا ُيجْبَى إِليه خَرْجُه‬
‫كلّ ما بَيْنَ عُمان فالمَلَحْ‬
‫عمْرَو بن هِنْد ‪ ( .‬و ) يقال ‪ :‬طَلَحٌ ( ‪ :‬ع ) ‪ ،‬وهو المراد هنا ‪،‬‬
‫قال ابنَ بَ ّريّ ‪ :‬يريد بعَمرٍ و هاذا َ‬
‫عمْرا ‪ ،‬وكان مَسكنُه بموضع يقال له‬
‫سكّيت ‪ .‬وقال غيره ‪ :‬أَتى الَعشى َ‬
‫حكا ُه الَزهريّ عن ابن ال ّ‬
‫عمْ ٌر و مَلكا ناعما ‪ ،‬فاجتزأَ الشّاعر‬
‫طلَحْ ‪ ،‬وكان َ‬
‫ذو َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/583‬‬

‫بذِكر طَلَح دَليلً على النّعمَة ‪ ،‬وعلى طَرْح ( ذي ) منه ‪.‬‬


‫( و ) من المجاز ‪ :‬طَلَح فلنٌ ‪َ :‬فسَدَ ‪ .‬وهو طالِحٌ بَيّنُ ( الطّلَح ‪ :‬ضِدّ الصّلحِ ) ‪ .‬وقال بعضهم‬
‫‪ :‬رجلٌ طالِحٌ ‪ :‬أَي فاسدٌ ل خَيْرَ فيه ‪.‬‬
‫ي ال َف ْقعَسيّ كان ُيعَدّ بأَلفِ فارسٍ ثم تَنَبّأَ‬
‫خوَيْلِد ) بنِ َن ْو َفلِ بنِ َنضْل َة الَسَد ّ‬
‫( والطّلَ ْيحَتَانُ طُلَ ْيحَةُ بنُ ُ‬
‫ثم أَسلَمَ وحَسُنَ إِسلمُه ‪ ( ،‬وأَخُوه ) ‪ ،‬على ال ّتغْليب ‪.‬‬
‫سمّى النّبي صلى ال عليه وسلم أَباه‬
‫( و ) روَى الَزهريّ بسندِه عن موسى بن طَلْحةَ أَنه ( َ‬
‫سعْدِ بن تَيْم التّيْميّ (‬
‫صخْرِ بنِ عَامِرِ بن َكعْب بن َ‬
‫( طَ ْلحَةَ بن عُبَيْدِ ال ) بن مُسافِعِ بنِ عِياضِ بن َ‬
‫حةَ الخَيْرِ ) ‪ .‬جزمَ به كثيرٌ من أَهلِ السّيَرَ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إِن هاذا في غَزْوة بدْر ‪ ،‬كما نقلَه‬
‫يومَ ُأحُدٍ طَلْ َ‬
‫ح َة الفَيّاض ؛ ويومَ حُنَيْن‬
‫سهَيْليّ في ( الرّوض ) ؛ ( ويومَ غَ ْز َوةِ ذات العُشَيْرة ) مُصغّرا ( ‪ :‬طَلْ َ‬
‫ال ّ‬
‫‪ :‬طَ ْلحَةَ الجُودِ ) ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬ظاهرُ المصنّف أَنّ هاذه الَلقاءَ ‪ ،‬كلّها لطَ ْلحَةَ رضي ال عنه ‪،‬‬
‫سمّاهَا واحدٌ ‪ .‬وفي التواريخ أَنها أَلقابٌ َلطَلَحَاتٍ آخرينَ ‪ ،‬كما سيأْتي ‪.‬‬
‫وأَن مُ َ‬
‫سعْدِ بن تَيْمٍ ‪ ( :‬صحابيّ تَيْميّ ) ‪ ،‬كُنْيته‬
‫ن ك ْعبِ بن َ‬
‫عمْرِو ب ِ‬
‫( وطَ ْلحَةُ بن عُبَ ْيدِ ال بن عُ ْثمَانَ ) بن َ‬
‫لوّل ‪ ،‬وصَوّبوا أَنه هو ل غيره ‪ .‬انتهَى ‪.‬‬
‫أَبو محمّدٍ ‪ ،‬من العَشَرةِ ‪ .‬قال شيخُنَا ظاهرُه أَنه غي ُر ا َ‬
‫قلت ‪ :‬والصّواب أَنه غيرُ الَوّل ‪ ،‬كما عَرفت من أَنسابِهم ‪ .‬وحكَى الَزهَ ِريّ عن ابن الَعرابيّ‬
‫طلْحةَ بنِ عُبَيد ال ‪ :‬طَ ْلحَةُ الخيْر ‪ ،‬وكان من أَجْوادِ العرب ‪ ،‬وممن قال له النّبيّ‬
‫قال ‪ :‬كان ُيقَال ل َ‬
‫جبَ ) ‪.‬‬
‫صلى ال عليه وسلميومَ ُأحُد ( إِنه قد َأوْ َ‬
‫( و ) طَ ْلحَةُ ( بن عُبيد ال بن خََلفٍ ) الخُزَاعيّ ‪ ،‬كُنْيته أَبُو حَرْب ‪ ،‬وَلقَبُه ( طَلْحَةُ الطّلحَاتِ ) ‪.‬‬
‫صوَابُ طَلْحةُ بنُ‬
‫ورأَيْت في بعضِ نُسخِ الصّحاح بخطّ من يُوثَق به ‪ :‬ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/584‬‬

‫س ّميَ طَ ْلحَةَ الطَّلحَاتِ‬


‫عبد ال ‪ .‬قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬ذَكرَ ابن الَعرابيّ في طََلحَةَ َهذَا ( أَنه ) إِنما ُ‬
‫حةَ بن أَبي طَ ْلحَةَ ) زاد الَزهريّ ( بن عبد مَنَاف ) ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫صفِيّةُ بنتُ الحارثِ بن طَلْ َ‬
‫( لَنّ ُأمّه َ‬
‫وأَخوها أَيضا طَلْحَةُ بنُ الحارث ‪ .‬فقد تَك ّنفَه هؤلءِ الطَّلحَاتُ ‪ ،‬كما تَرَى ‪ .‬ومِثْلُه في شرحِ أَبياتِ‬
‫س ّميَ به لَنّ ُأمّه‬
‫حسَيْن عليّ بنِ أَحمدَ السّلميّ ‪ُ :‬‬
‫ن لَبي ال ُ‬
‫الِيضاح ‪ .‬وفي تاريخ وُلةِ خُرَاسا َ‬
‫صفِيّة بنتُ عبد ال بن عَبّاد بن عَبّاد بن‬
‫طلْحَة ‪ .‬وفي الرّياض ال ّنضِرة أَن ُأمّه َ‬
‫طَلحَةُ بنْت أَبي َ‬
‫حضْرَميّ ‪ ،‬أَسَل َمتْ ‪ .‬وقال ابن الَثير ‪ :‬قيل ‪ :‬إِنه‬
‫حضْرَميّ ‪ ،‬أُخت العَلءِ بن ال َ‬
‫مالك بن رَبِيعةَ ال َ‬
‫س ّميَ طَلْحة ‪،‬‬
‫سعَيْنِ ‪ ،‬فوُلِد لكلَ منهم ولدّ ‪ ،‬ف ُ‬
‫جَمعَ بين مائةِ عَربيَ وعربيّةٍ بِال َمهْ ِر والعَطَاءِ الوا ِ‬
‫فأُضيفَ إِليهم ‪ .‬وفي ( شواهِد الرّضى ) ‪ :‬لَنه فاق في الجود خَمسةَ أَجواد ‪ ،‬اسمُ كلّ واحد منهم‬
‫حةُ الدّراهمِ ‪ ،‬وطَلْحَةُ النّدَى ‪.‬‬
‫طلْحَةُ الجُودِ ‪ ،‬وطَلْ َ‬
‫طَلْحةُ ‪ ،‬وهم طَ ْلحَةُ الخَيْرِ ‪ ،‬وطَلْحَةُ الفَيّاضُ ‪ ،‬و َ‬
‫طلْحَةُ ؛ كذا في ( شرْحِ المُفصّل لبن الحاجِب ) ‪ .‬وفي‬
‫وقيل ‪ :‬كان في أَجدادِه جمَاعَةٌ اسم كلَ َ‬
‫طوَاطِ ‪ :‬الطّلحَاتُ ستّة ‪ :‬وهم طَلْحةُ بن عُبيد ال التّيْميّ ‪ :‬وهو طَلْحةُ‬
‫كتاب ( الغُرَر ) لِبراهِي َم ال َو ْ‬
‫حةُ بن عبدِ ال‬
‫عمَر بن عبد ال بن َم ْعمَرٍ التّيْميّ ‪ :‬وهو طَلحةُ الجُود ‪ ،‬وطل َ‬
‫الفياضّ ‪ .‬وطَلحةُ بن ُ‬
‫حسَن بن‬
‫طلْحَةُ النّدَى ‪ ،‬وطَلحةُ بن ال َ‬
‫عوْف ‪ :‬وهو َ‬
‫ع ْوفٍ الزّهْريّ ابن أَخي عبد الرّحمان بن َ‬
‫بن َ‬
‫عليّ بن أَبي طالبٍ ‪ :‬وهو طَ ْلحَةُ الخَيْرِ ‪ ،‬وطَلحةُ بنُ عبد الرحمان بن أَبي بكرٍ ‪ :‬ويسمّى طَلحَةَ‬
‫الدّراهمِ ‪ ،‬وطَلحةُ بن عبد ال بن خََلفٍ الخُزاعيّ ‪ :‬وهو سادسهم المشهور بطَ ْلحَة الطّلَحاتِ ‪ .‬قلْت‬
‫حةِ‬
‫حةِ النّدَى بالمدينةِ ‪ ،‬وقبرُ طَلْ َ‬
‫‪ :‬ومثلُه كلم ابن بَ ّريّ ‪ .‬وقَبْرُ طَلْ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/585‬‬

‫سجِسْتَانَ ‪ .‬وفيه يقول ابن قَيْسِ ال ّرقَيّات ‪:‬‬


‫الطّلحاتِ ب ِ‬
‫حمَ اللّهُ أَعْظُما َدفَنُوها‬
‫رَ ِ‬
‫سجِسْتَانَ طَلْحَةَ الطّلحاتِ‬
‫بِ‬
‫سجِسْتَان من قِ َبلِ سالمِ بن زيادِ بن‬
‫والنّحاة كثيرا ما يُنشدونه في البَدل وغيرِه ‪ .‬كان واليا على ِ‬
‫ن وائلٍ البليغُ المشهور في طَلْحةِ الطّلحاتِ ‪:‬‬
‫أُميّة والِي خُراسانَ ‪ .‬وفي ( المستقصى ) ‪ :‬قال سحْبا ُ‬

‫يا طلْحُ ‪َ ،‬أكْرم منْ مَشَى‬


‫حسبا وأَعْطَاهُم لتالِدْ‬
‫مِنْك العطاءُ فأَعْطِني‬
‫وعَليّ م ْدحُك في المَشا ِهدْ‬
‫ح ّكمَه ‪ ،‬فقال ‪ :‬فَرسُك الوَرْدُ ‪ ،‬و َقصْرُك بزَرنْجَ ‪ ،‬وغُلمك الخبّازُ ‪ ،‬وعَشرةُ آلفِ دِرْهم ‪ .‬فقَال‬
‫فَ‬
‫طَلْحةُ ‪ُ :‬أفَ لك ‪ ،‬لم تَسْأَلْني على قَدْرِي ‪ ،‬وإِنما سأَلتني على َقدْرِك وقَدْرِ قَبيلتِك باهِلةَ ‪ .‬واللّ ِه لو‬
‫ل وقال ‪ :‬واللّهِ ما رأَيتُ مسأََلةَ‬
‫س وقصْرٍ وغُل ٍم لي لَعْطيْتُكه ‪ .‬ثم أَمر له بما سَأ َ‬
‫سأَلتني كلّ فَر ٍ‬
‫ُمكّمٍ َألَم منها ‪.‬‬
‫( وطَلْح ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ( :‬ع بين المدينة ) ‪ ،‬على ساكِ ِنهَا أَفضلُ الصّلة والسّلم ( و ) بين‬
‫( بَدْرٍ ) القَرْيةِ المعروفةِ ‪.‬‬
‫( وطَلْحُ الغَبَا ِريّ ) ‪ ،‬بفتح الغَين المعجمة ( ‪ :‬ع لبني سِنْبِس ) ‪ ،‬بكسر السين المهملة ‪ ،‬لقبيلةٍ من‬
‫بني طّيىءٍ ‪.‬‬
‫ح فهو الموضعُ الّذي ذكَره‬
‫ضعَانِ ‪َ ،‬أمّا ذو طَلَ ٍ‬
‫( وذو طَلَحٍ محرّك ًة ) ومَطْلَحٌ ‪ ،‬كمَسْكن ‪َ ،‬موْ ِ‬
‫خطّاب رضي ال تعالى عنه ‪:‬‬
‫عمَرَ بن ال َ‬
‫الحُطيئ ُة فقال وهو يخاطب ُ‬
‫لفْرَاخٍ بذِي طَلَحٍ‬
‫ماذَا تقولُ َ‬
‫شجَرُ‬
‫صلِ ل مَاءٌ ول َ‬
‫حمْرِ الحَوا ِ‬
‫ُ‬
‫أَلْق ْيتَ كاسِ َب ُهمْ في َقعْرِ ُمظْلمةٍ‬
‫عمَرُ‬
‫غفِرْ عليكَ سلمُ اللّهِ يا ُ‬
‫فا ْ‬
‫حجَاز ) ‪.‬‬
‫( و ) طُلَيْحٌ ( كزُبَيْرٍ ‪ :‬ع بال ِ‬
‫( ومَطْلُوحُ ‪ :‬ة لبَجيلَةَ ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/586‬‬

‫ضمّ ‪ :‬لقب ( َرجُل من بني ودِيعةَ بنِ تَيْمِ اللّهِ ‪ .‬و ) ذُو طُلوحٍ ( ‪ :‬ع ) بين‬
‫( وذو طُلُوحٍ ) بال ّ‬
‫ال َيمَامَ ِة ومكّةَ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬طَلّحَ عليه ) أَي على غَرِيمِه ( تَطليحا ) ‪ ،‬إِذا ( أَلَحّ ) عليه حتّى أَ ْنصَبه ؛‬
‫كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ح في المالِ ‪ :‬الظّالم ‪.‬‬
‫من ( التّهذيب ) ‪ :‬قال الَزهريّ ‪ :‬ال ُمطّلِح في الكلمِ ‪ :‬ال َبهّاتُ ‪ .‬والمُطّلِ ُ‬
‫والطّلُحُ ‪ :‬ال ّتعِبُون ‪ .‬والطّلْحُ الرّعاةُ ‪.‬‬
‫وأَبو طَلْحَة زيدُ بنُ س ْهلٍ ‪ ،‬صَحابيّ مشهورٌ ‪ ،‬وهو القائل ‪:‬‬
‫سمِي زَ ْيدْ‬
‫أَنا أَبو طَلْحة وا ْ‬
‫وكلّ َيوْمٍ في سِلحِي صَيْد‬
‫وأُمّ طَلْحَةَ ‪ :‬كُنْيَ ُة ال َقمْلةِ ‪.‬‬
‫حةُ ال ّدوْمِ ‪َ :‬موْضعٌ ‪ .‬قال المُجاشِعيّ ‪:‬‬
‫وطَلْ َ‬
‫شهْبَيْن‬
‫حيّ بَيْن ال ّ‬
‫حيّ دِيَارَ ال َ‬
‫َ‬
‫حةِ ال ّدوْمِ وقد َت َعفّيْنْ‬
‫وطَلْ َ‬
‫ووادي الطّلح ‪ :‬من مُتنَزّهاتِ الَندَلس ‪ ،‬في شَ ْر ِقيّ إِشْبِيلِ َيةَ ‪ ،‬مُل َتفّ الَشجار ‪ ،‬كثيرُ اتَرنّ ِم الَطيارِ‬
‫‪.‬‬
‫ف بفَاس ‪ ،‬استدركه شيخنا ‪.‬‬
‫سةَ ‪ ،‬ومنهم طَوائ ُ‬
‫حةَ ‪ :‬قَبِيلَةٌ من سِجِلْما َ‬
‫وبنو طَلْ َ‬
‫حةَ من الصّحابة غَير اّلذِين ُذكِرُوا ثلثةَ عشر رَجلً ‪ ،‬مذكورون في التّجريد‬
‫والمُس ّموْن بطَلْ َ‬
‫للذّهبيّ ‪.‬‬
‫وطَلَحٌ ‪ ،‬مح ّركَ ًة ‪ :‬موضِعٌ دون الطائِف لبني مُحْرِزٍ ‪.‬‬
‫لفِحُ ‪ :‬العِرَاضُ ) ‪.‬‬
‫طلفح ‪ ( :‬الطّ َ‬
‫( وبالضّمّ ‪ :‬المُخّ الرّقيقِ ) ‪.‬‬
‫( وطَ ْلفَحهُ ) ‪ ،‬أَي الخُبْ َز وفَلْطَحَه ‪ :‬إِذا ( أَ َرقّه ) وبَسطَه ‪ .‬ومنه حديث عبد ال ‪ :‬إِذا ضَنّوا عليك‬
‫خلَ عليك الُمراءُ بالرّقاقَة الّتي هي من طعام المُت َرفِينَ‬
‫بالمُطَ ْلفَحة ف ُكلْ رَغِيفَك ) ‪ ،‬أَي إِذا بَ ِ‬
‫والَغنِيَاءِ فاقْنَعْ برَغيفِك ‪ ،‬وقال بعض المتأَخّرين ‪ :‬أَراد بالمُط ْلفَحَةِ الدّراهمَ ‪ .‬والَ ّولُ أَشْبَهُ كذا في‬
‫( اللّسان ) ‪.‬‬
‫( والطّلَ ْنفَح ‪ ،‬ك َغضَنْفَرٍ ‪ :‬الجائعُ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/587‬‬

‫و ) يقال ‪ ( :‬ال ُمعْيِى ال ّت ِعبُ ) ‪ .‬وقال رجلٌ من بني الحِرْماز ‪:‬‬


‫و ُنصْبِح بالغداةِ أَتَرّ شيْءٍ‬
‫شيّ طَلَ ْنفَحِينَا‬
‫و ُنمْسِي بال َع ِ‬
‫طمَحَ َبصَرُه إِليه ‪ ،‬كمَنَعَ ‪ :‬ارْتَفعَ ) ‪ .‬وفي حديث قَيْلَة ؛ ( كُنتُ إِذا رَأَ ْيتُ رَجلً ذا ِقشْرٍ‬
‫طمح ‪َ ( :‬‬
‫طمَحتْ عيناه ) ‪ ( .‬و )‬
‫طمَحَ بَصري إِليه ) ‪ ،‬أَي امتَدّ وعَل ‪ .‬وفي آخَرَ ‪ ( :‬فخَرّ إِلى الَ ْرضِ ف َ‬
‫َ‬
‫طمَحُ إِلى‬
‫حتْ ‪ ،‬فهي طامِحٌ ) ‪ ،‬أَي َت ْ‬
‫جمَ َ‬
‫جهَا ‪ :‬مثل ( َ‬
‫طمَحتِ ( المَرَْأةُ ) على َز ْو ِ‬
‫من المجاز ‪َ :‬‬
‫عمْرٍ و الشّيبانيّ ‪ :‬الطامِحُ من النّسَاءِ ‪ :‬الّتي تُ ْب ِغضُ زَوجَها‬
‫الرّجال ‪ .‬وروَى الَزهريّ عن أَبي َ‬
‫وتَنْظُر إِلى غيرِه ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫َبغَى ال ُودّ من مَطْروفةِ العَيْنِ طامِحِ‬
‫حتْ ‪.‬‬
‫طمَ َ‬
‫طمَحتْ بِعيْنِها ‪ :‬إِذا َر َمتْ ببصرِهَا إِلى الرجُل ‪ :‬وإِذا رَفعتْ َبصَرَهَا يقال ‪َ :‬‬
‫قال ‪ :‬و َ‬
‫طمَحَ ( به )‬
‫جهَا ‪ .‬ونساءٌ طَوامِحُ ‪ ( .‬و ) َ‬
‫حةٌ ‪ :‬تُكثِر نَظَرَها يمينا وشِمالً إِلى غيرِ َز ْو ِ‬
‫طمّا َ‬
‫وامرَأةٌ َ‬
‫‪ :‬إِذا ( ذَ َهبَ ) به ‪ .‬قال ابن ُمقْبِل ‪:‬‬
‫عوَامٍ َرفِيعٍ َقذَالُهُ‬
‫ُقوَيْرِحِ أَ ْ‬
‫طمَحُ‬
‫ل وال َك ْهلُ َي ْ‬
‫ظلّ بِبَزّ ال َك ْه ِ‬
‫يَ َ‬
‫طمَحَ ( في الطّلبِ ‪ :‬أَ ْب َعدَ ) ‪ ،‬ونسَبَه‬
‫طمَح ‪ ،‬أَي َيجْرِي ويَذْهَب بال َكهْل وَبَزّه ‪ ( .‬و ) َ‬
‫قال ‪ :‬يَ ْ‬
‫الجوهَ ِريّ إِلى ال َبعْض ‪.‬‬
‫ط في تكبّر‬
‫( وكُلّ مر َتفِعٍ ‪ :‬طامِحٌ ) ‪ ،‬هاذا نصّ الجوهريّ ‪ .‬وفي ( التّهذيب ) ‪ :‬وكلّ مرتفعٍ ُمفْرِ ٍ‬
‫طَامِحٌ ‪ ،‬وذالك لرتفاعه ‪.‬‬
‫شيْءِ ‪.‬‬
‫شخَص ‪ .‬وقيل ‪َ :‬رمَى به إِلى ال ّ‬
‫طمَحُ طمْحا ‪َ :‬‬
‫( و ) طَمح ببصرِه َي ْ‬
‫طمَحَ ) فُلنٌ ( َبصَرَه ‪َ :‬ر َفعَه ) ‪.‬‬
‫و ( أَ ْ‬
‫طمَاحا ‪،‬‬
‫طمَحُ ِ‬
‫( و ) الطّماح ( ككِتَابٍ ‪ :‬النّشُوزُ ) ‪ ،‬وقد طَمحتِ المرَأةُ تَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/588‬‬

‫جمَاح ) ‪.‬‬
‫طمَاحُ ‪ :‬مثل ( ال ِ‬
‫وهي طامِحٌ ‪ :‬نَشَ َزتْ ببعْلِها ‪ ( .‬و ) قال اليَزِيدِي ‪ :‬ال ّ‬
‫طمُوحا ‪ :‬رفَع رَأْسَه في ع ْدوِه رافِعا َبصَرَه ‪.‬‬
‫طمَاحا و ُ‬
‫( و ) طمَح الفَرَسُ يطْمحُ ِ‬
‫طمَاحٌ ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫طمُوحُه ‪ ،‬أَي مُرْ َت ِفعُه ‪ .‬وفيه ِ‬
‫وفَرَسٌ طامِحُ الطّ ّرفِ ‪ :‬طامِحُ ال َبصَرِ و َ‬
‫طوِيلٍ طَامِحِ الطّرفِ‬
‫َ‬
‫إِلى مَفْزَعَةِ الكَ ْلبِ‬
‫طمِيحا ‪ :‬إِذا ( رفعَ يَدَيه ) ‪.‬‬
‫( و ) قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬يقال ‪ :‬طمّحَ الفَرَسُ ت ْ‬
‫طمّحَ ( ببوْلِه ) وبالشيْءِ ‪ ( :‬رماه في الهواءِ ) ‪ .‬ويقال ‪ :‬طمّح َبوْلَهُ ‪ :‬بالَهُ في‬
‫( و ) من المجاز ‪َ :‬‬
‫طمّحْت ( به ) تطميحا ‪.‬‬
‫الهَواءِ ‪ .‬وفي ( ال ّتهْذِيب ) ‪ :‬إِذا َرمَيت بشيْءٍ في الهَواءِ قلت ‪َ :‬‬
‫ظمْخُ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( :‬للشّجَرِ ) ‪ ،‬الصّواب فيه أَنه ( بالظّاءِ والخاءِ المعجمتينِ ) ‪ ،‬كما سيأْتي‬
‫( وال ّ‬
‫‪ ( .‬وغَلِط ) الصاحب ( بنُ عَبّادِ ) في المحيط ‪.‬‬
‫طمَح ‪ ،‬مح ّر َكةً ‪ :‬قبيلةٌ ) من العرب ‪ .‬وفي ( اللسان ) أَنه ُبطَينٌ ‪.‬‬
‫( وبنو ال ّ‬
‫خفّفَ‬
‫طمَحَاتُ الدّهْرِ ‪ ،‬محرّك ًة ومُسكّنةً ‪ :‬شَدائدُه ) ‪ .‬قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬ورُبما ُ‬
‫( و ) من المجاز ‪َ ( :‬‬
‫‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫حضَؤها‬
‫باتتْ ُهمُومِي في الصّدْرِ َت ْ‬
‫ط ْمحَاتُ دَهْرٍ ما كُ ْنتُ أَدْرَؤها‬
‫َ‬
‫سكّن الميم ضَرُورَة ‪ .‬قال الَزه ِريّ ‪ ( :‬ما ) هنا صِلَة ‪.‬‬
‫طمَحَانِ القَيْنِيّ ‪ ،‬مح ّر َكةً ‪ :‬شاعرٌ ) ‪ ،‬واسمه حَ ْنظَلةُ بنُ شَرْقيّ ‪.‬‬
‫( وأَبو ال ّ‬
‫طمّاح ‪ ،‬ككتّان ‪ :‬الشّرِه ) ‪ ،‬وال َبعِيدُ الطّرْف ‪ ( ،‬و ) من أَسْماءِ العرب ‪ ،‬واسم ( َرجُل من )‬
‫( وال ّ‬
‫بني ( أَسَدٍ َبعَثوه إِلى قَ ْيصَرَ ) ملكِ الرّومِ ( فَمحلَ بامرى ِء القَيْسِ ) ‪ ،‬أَي َمكَرَ به وخَدَعه‬
‫____________________‬
‫( ‪)6/589‬‬

‫سمّ ) ‪ .‬قال ال ُكمَيْت ‪:‬‬


‫( حتّى ُ‬
‫طمَحْنا لمرى ِء القَيْس بعدَما‬
‫ونَحْن َ‬
‫طمّاحِ نكْبا على َن ْكبِ‬
‫رجَ المُ ْلكَ بال ّ‬
‫سمِيراءَ ) ‪ ،‬من مَنْزلِ حاجّ الكُوفةِ ‪.‬‬
‫طمّاحِيّة ) ‪ ،‬بالتشديد ( ‪ :‬ماءٌ شَرْقيّ َ‬
‫( وال ّ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫طمَاح ‪ :‬الكِبْرُ والفَخْرُ ‪ ،‬لرتفاعِ صاحبِه ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫سوْم ‪ :‬إِذا اسْتَامَ بسِلْعته وتباعَدَ عن الحقّ ‪ ،‬عن اللّحْيانيّ ‪.‬‬
‫وَطمَح الرّجلُ في ال ّ‬
‫طمُوحُ الماءِ ‪ :‬مرتفعةُ الجُمةِ ‪ ،‬وهو ما اجتَمعَ‬
‫طمُوحُ ال َموْجِ ‪ :‬مُرْ َت ِفعُه ‪ .‬وبئرٌ َ‬
‫ومن المجاز ‪َ :‬بحْرٌ َ‬
‫مِن مائها ‪ ،‬أَنشد ثعلب في صِفة بئرٍ ‪:‬‬
‫طمُوح الجَمّ‬
‫عادِيّة الجُولِ َ‬
‫حجَرٍ ه ْرشَمّ‬
‫جِي َبتْ بجَوفِ َ‬
‫تُبْ َذلُ للجَا ِر ولبْنِ ال َعمّ‬
‫ن كالَصَمّ‬
‫إِذا الشّرِيب كا َ‬
‫سمِ َنتْ ) ‪ .‬وقيل طَ ِنحَت ‪ ،‬بالحاءُ ‪:‬‬
‫ش َمتُ و َ‬
‫ل كفَرِحَ ) طَنَحا وطَنِخَت ‪َ ( :‬ب ِ‬
‫حتِ الِب ُ‬
‫طنح ‪ ( :‬طَ ِن َ‬
‫ش َمتْ ؛ حكي ذالك الَزهَرِي عن الَصمعيّ ‪ .‬وقال ‪ ( :‬و )‬
‫سمِنَت وطَنِخَت ‪ ،‬بالخاءِ معجمةً ‪ :‬بَ ِ‬
‫َ‬
‫جعَلهما واحدا ‪.‬‬
‫غيرُه يَ ْ‬
‫سحَاب ‪ :‬ة ب ِمصْر ) ‪ ،‬وأُريتها في المنام وقائلٌ يقول لي ‪ :‬هي طَناج ‪ ،‬بالجيم ‪.‬‬
‫( وطَنَاحُ ‪ ،‬ك َ‬
‫طوْحا ‪َ ( :‬هَلكَ ‪ ،‬أَو أَشْ َرفَ على الهَلك ‪ .‬و ) كلّ‬
‫طوح ‪!* ( :‬طاحَ *!يَطُوح *!ويَطِيحُ ) *! َ‬
‫سقَط ‪.‬‬
‫طوْحا *!وطَيْحا ‪ ،‬لغتانِ ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬طاحَ ( َ‬
‫شيْءٍ ( ذَ َهبَ ) وفَ ِنيَ ‪ :‬فقد طاحَ *!يَطِيح *! َ‬
‫و ) كذالك إِذا ( تَاه في الَرْض ) ‪.‬‬
‫طوّحَ ) في البلد ‪ ،‬أَي ( توّهَه ) وذَ َهبَ به ‪ ( ،‬فَ َرمَى‬
‫طوّحَه ) هو ‪!* ،‬وطوّح به ‪!* ( ،‬فَ َت َ‬
‫( *!و َ‬
‫هو بنفسِه ها هُنا وها هنا ) ‪.‬‬
‫طوَائحُ ) ‪ :‬أَي ( قَ َذفَتْه القَوا ِذفُ ) ‪ ،‬ومثله *!أَطاحَتْه‬
‫طوّحَتْه *!ال ّ‬
‫( و ) قولهم ‪َ !* ( :‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/590‬‬
‫*!المَطَاوِحُ ‪ .‬وأَنشد سيبويه ‪:‬‬
‫خصُومَة‬
‫لِيُ َبكَ يَزِيدُ ‪ ،‬ضا ِرعٌ ِل ُ‬
‫طوَائِحُ‬
‫ط ممّا *! ُتطِيحُ *!ال ّ‬
‫ومُخْتَبِ ٌ‬
‫( ول يقال ‪!* :‬المُطوّحات ‪ ،‬وهو نادرٌ ) ‪ ،‬كقوله تعالى ‪ 033 . 6 { :‬واءَرسلنا الرياح لواقح } (‬
‫الحجر ‪ ) 22 :‬على أَحد التّأْويلين ؛ كذا في ( الصّحاح ) ‪ .‬ونقل شيخُنا عن الخفاجيّ في العِناية ‪،‬‬
‫قال يُونس ‪!* :‬الطّوائِحُ ‪ :‬جمع *!مُطِيحة ‪ ،‬على خِلف القياس ‪ ،‬من *!الِطاحة بمعنَى الِذهابِ‬
‫والِهلك ‪.‬‬
‫طوّحَه ‪َ ( :‬بعَثَه إِلى أَرضٍ ل يجِيءُ ) ‪ ،‬وفي نُسخة ‪ :‬ل‬
‫( *!وطوّحَه ‪ :‬ضَرَبه بالعصا ‪ .‬و ) َ‬
‫يَرجع ( منها ) ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ولكنّ البُعوثَ جَرَت عَلَيْنا‬
‫طوِيحٍ وغُرْمِ‬
‫َفصِرْنا بين *!تَ ْ‬
‫طوّحَ ( بزَيدٍ ‪ :‬حمَلَه على‬
‫طوّحَ ( به َألْقاه في ال َهوَاءِ ‪ .‬و ) *! َ‬
‫( و ) *!طوّحَه ‪ :‬أَهَْلكَه ‪!* .‬و َ‬
‫رُكوبُ َمفَازةٍ ُمهْلِكةٍ ) ‪ ،‬أَي يُخاف فيها هلكُه ‪ .‬قال أَبو النّجم ‪:‬‬
‫طوِيحَا‬
‫*!يُطوّح الهادِي به*! تَ ْ‬
‫( والمِطْواحُ ‪ :‬العصَا ) ‪ ،‬آلةِ *!الطّيْح وهو الهَلك ‪.‬‬
‫طوَحٌ ) ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ :‬بَعيدةٌ ) ‪.‬‬
‫( ونِيّةٌ *! َ‬
‫( و ) *!أَطاحتْه ( *!المَطاوِحُ ) ‪ ،‬أَي ( المقا ِذفُ ) ‪.‬‬
‫( *!وتَطاوحتْ بهم ال ّنوَى ) أَي ( ترا َمتْ ) ‪!* ،‬و َتطَاوح ‪ :‬تَرَامَى ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫فَأمّا واح ٌد ف َكفَاكَ مِنّي‬
‫حهَا أَيادِي‬
‫فمَنْ لِيَدٍ *!تُطاوِ ُ‬
‫ك واحدا فإِذا كَثُرت الَيادِي فل طاقَةَ لي بها ‪.‬‬
‫أَي تُرامِي بها ‪ ،‬أَي َأ ْكفِي َ‬
‫شيْءٍ ‪َ :‬أفْنَا ُه وأَ ْذهَبه ) ‪ .‬وعن ابن الَعرابيّ ‪!* :‬أَطاحَ‬
‫( *!وأَطاحَ شَعرَه ‪ :‬أَسْقطه ‪ .‬و ) أَطاحَ ( ال ّ‬
‫طوّحَه ‪ ،‬أَي أَهلَكه ‪.‬‬
‫مالَه ‪!* ،‬و َ‬
‫( *!وطَاوَحَه ) *!مُطَاوحَةً ‪ ( :‬رَامَاه ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/591‬‬

‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬


‫*!الطّائح ‪ :‬الهاِلكُ المُشْ ِرفُ على الهَلَك ‪.‬‬
‫طوّحَ به في الَرْض ‪ ،‬أَي ذُ ِهبَ به ‪.‬‬
‫طوّحُ ‪ ،‬كمعظّمٍ ‪ :‬الّذي *! ُ‬
‫*!والمُ َ‬
‫*!وتَطوّحَ ‪ ،‬إِذا ذَ َهبَ وجَاءَ في الهواءِ ‪ .‬قال ذو ال ّرمّة يَصف رَجُلً على البعير في النّومِ‬
‫*!يَتَطوّح ‪ ،‬أَي َيجِيء ويَذ َهبُ في الهوَاءِ ‪:‬‬
‫شوَانَ مِن كأْسِ النّعاسِ كأَنّه‬
‫ونَ ْ‬
‫شطُونَةٍ *!يَتَطوّحِ‬
‫ن في مَ ْ‬
‫بحَبْلَيْ ِ‬
‫طوّحْتُه‬
‫طوّحَ ب َثوْبِه ‪َ :‬رمَى به في َمهْلَكةٍ ‪ .‬وطَيّحَ به ‪ ،‬مثله ‪ .‬وقال الفرّا ُء يقال ‪!* :‬طَيّحْتُه *!و َ‬
‫*!و َ‬
‫‪ ،‬وتضَ ّوعَ رِيحُه وتَضيّعَ ‪ ،‬والمَيَاثِق وال َموَاثِق ‪.‬‬
‫شيْءَ *!وطَيّحَه ( ‪ :‬ضَ ّيعَه ) ‪.‬‬
‫طوّحَ ال ّ‬
‫*!و َ‬
‫لمْرِ وبالضّربِ ‪ :‬تَنازَعوه ‪.‬‬
‫*!وتطاوحوه با َ‬
‫سقَطَ ‪.‬‬
‫طوّحَ في البِئر ‪َ :‬‬
‫والدّ ْلوُ *!تَ َ‬
‫طيح ‪!* ( :‬الطّيْحُ ‪ :‬خشَ َب ُة الفَدّانِ التي في َأصْله ) ‪.‬‬
‫( و ) عن أَبي سعيد ‪ ( :‬أَصابتْهم *!طَيْحةٌ ‪ ،‬أَي أُمورٌ فَ ّر َقتْ بينهم ) ‪ .‬وكان ذالك في زَمنِ‬
‫*!الطّيْحةِ ‪ .‬وطوّحَتْهم *!طَيْحاتُ ‪ :‬أَهَْلكَتْهم خُطوبٌ ‪ .‬و َذهَبتْ َأ ْموَالُهم طَ ْيحَاتٍ ‪ ،‬أَي متفرّقةً بعيدةً‬
‫‪.‬‬
‫( *!وَطيّحَ ب َثوْبِه ‪َ :‬رمَى به في َمضِيعةٍ ) أَي َمهْلَكة ‪ ،‬لغة في طَوحَ ‪ ،‬وقد تقدّم ‪ ( .‬و ) *!طَيّح‬
‫طوّحَه ‪ ،‬لغتانِ ‪.‬‬
‫شيْءَ ‪ :‬ضَيّعه ) ‪ ،‬ك َ‬
‫طوّحَه ‪ ( .‬و ) *!طَيّحَ ( ال ّ‬
‫( فلنا ‪َ :‬توّهَه ) ك َ‬
‫طوّحَه ‪ ( :‬أَ ْهَلكَه ‪ ،‬ووايّة يائيّة ) ‪ .‬قال سيبويه في‬
‫( و ) عن ابن الَعرابيّ ‪!* ( :‬أَطاحَ مالَه ) و َ‬
‫*!طاح *! َيطِيح ‪ :‬إِنه َفعِلَ َي ْفعِل لَن َفعَل َيفْعِل ل يكون في بَناتِ الواو كراهِيَةَ اللْتباسِ ببَناتِ‬
‫الياءِ ‪ ،‬كما أَن َفعَلَ َي ْفعُل ل يكون في بَنات الياءِ كَراهِيَةُ اللْتباس ببَناتِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)6/592‬‬

‫سبُ‬
‫حِ‬‫جدُوا فعِل َي ْفعِل في الصّحيح كحسِب ي ْ‬
‫عدَما البَتّةَ ‪ ،‬وو َ‬
‫الواوِ أَيضا ؛ فلما كان ذالك َ‬
‫حمَلُوا طاحَ يطِيح على ذالك ‪ .‬وله نظائرُ ‪ ،‬كتَاهَ يَتِيه‬
‫وأَخواتها ‪ ،‬وفي المعتلّ كَولِيَ يَلِي وأَخواته ‪َ ،‬‬
‫طوّحَه و َتوّهَه ‪ ،‬ومَاهتِ ال ّركِيّ ُة موْها ‪ .‬وَأمّا مَن قال ‪:‬‬
‫‪ ،‬ومَاهَ َيمِيه ‪ ،‬وهاذا كلّه فيمن لم َي ُقلْ ِإلّ َ‬
‫*!طَيّحَه وتَ ّيهَه وما َهتِ ال ّركِيّةُ مَيْها ‪ ،‬فقد ُكفِينا القولَ في لُغته ‪ ،‬لَن طاحَ َيطِيح وأَخواته على هاذه‬
‫اللّغةِ من بناتِ اليا ِء كباعَ يَبِيع ونحوها ؛ كذا في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫( *!والمُطَيّح ‪ ،‬كمُعظّم ‪ :‬الفاسِدُ ) ‪ .‬قلْت ‪ :‬وقد تقدّم في ( طبح ) بالموحّدة ‪ ،‬فهو تكرارٌ أَو‬
‫تصحيف ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫طاحَ به فَرسُه ‪ :‬إِذا َمضَى يَطِيح *!طَيحا ( وذالك ) ك َذهَابِ السّهم بسُرْعَةٍ ‪ ( .‬و ) يقال ‪ :‬أَينَ‬
‫طُيّح بك ؟ ‪ :‬أَي أَين ُذ ِهبَ بك ‪ .‬قال الجَديّ يَذكُر فَرسا ‪:‬‬
‫*!يَطِيحُ بالفَارِسِ ال ُمدَجّجِ ذي الْ‬
‫َقوْنَسِ حتّى َيغِيبَ في القَتَمِ‬
‫و ( كَفّا طَائِحَة ) ‪ :‬أَي طائرةً من ِمعْصَمها ‪ :‬جاءَ ذلك في حديث أَبي هُريرةَ في اليَرْموك ‪.‬‬
‫وما كانت إِل مَزْحَة طاحَ بها لِساني ‪ ،‬أَي ذَهبَ بها ‪.‬‬

‫____________________‬

‫( ‪)6/593‬‬

‫‪ ( 2‬فصل الفاء ) مع الحاء المهملة ) ‪2‬‬


‫حتْ ‪ ،‬شُدّد‬
‫ضدّ أَغلقَ ‪َ ،‬كفَتّح ) الَبوابَ فا ْنفَتَ َ‬
‫فتح ‪ ( :‬فَتَحَ ) البَابَ ( َكمَنَعَ ) َيفْتَحُه فَتْحا فانفتحَ ‪ِ ( :‬‬
‫للكثرة ‪.‬‬
‫ح وتَفتّحَ ‪.‬‬
‫( وافتَتَحَ ) البَابَ ‪ ،‬وفَتّحه فانفتَ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬الفَتْح ‪ :‬الماءُ ) المفتّح إِلى الَرْض ليُسقَى به ‪ .‬وعن أَبي حنيفَةَ ‪ :‬هو الماءُ (‬
‫الجَارِي ) على َوجْه الَرْض ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ ( :‬الفَتْح ‪ :‬ال ّنهْر ‪ .‬وجاءَ في الحديث ‪ ( :‬ما‬
‫سقِيَ بالفَتْح ففيه العُشْرُ ) المعني ما فُتِح إِليه ماءِ ال ّنهْر فَتْحا من الزّروع والنّخِيل‬
‫س ِقيَ فَتْحا ومَا ُ‬
‫ُ‬
‫ففيه العُشْر ‪ .‬والفَتْح ‪ :‬الماءُ َيجْرِي من عَيْنٍ أَو غيرها ‪ ( .‬و ) الفَتْح ‪ ( :‬ال ّنصْرُ ) ‪ .‬وفي حديث‬
‫حذَيْبِيَة ‪ ( :‬أَهو قَتُح ؟ ) أَي َنصْرٌ ‪ .‬وفي قوله تعالى ‪َ { :‬فقَدْ جَآءكُمُ ا ْلفَتْحُ } ( الَنفال ‪ ) 19 :‬أَي‬
‫ال ُ‬
‫ال ّنصْر ( كالفَتَاحَةِ ) بالفتح ‪ ،‬وهو الّنصْرة ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬الفَتْح ‪ ،‬وهو الّنصْرة ‪.‬‬
‫والمجاز ‪ :‬الفَتْح ‪ ( :‬افْتِتَاحُ دارِ الحَرْب ) ‪ .‬وجمعه فُتوحٌ ‪ .‬وفَتَحَ المسلمون دارَ ال ُكفْر ‪ .‬والفَتْح ‪( :‬‬
‫خضْراء ) ِإلّ أَنّه أَحمرُ خُلوٌ مُ َدحْرَح يأْكله الناس ‪.‬‬
‫َثمَرٌ للنّبْع يُشبهُ الحَبّةَ ال َ‬
‫س ِميّ ) وقيل ‪َ :‬أ ّولُ المطرِ مُطلقا ‪ ،‬وجمْعه فَتُوح ‪ ،‬بفتح‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬الفَتْح ‪َ ( :‬أوّلُ مَطَرِ الوَ ْ‬
‫الفاءٍ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫كأَنّ تَحْتِي مُخْلِفا قَرُوحا‬
‫رَعَى غُيُوثَ ال َعهْ ِد والفَتُوحَا‬
‫وهو الفَتْحَةُ أَيضا ‪ .‬ومن ذلك قولهم فَتَحَ اللّهُ فِنُوحا كثيرةً ‪ ،‬إِذا ُمطِرُوا ‪ .‬وأَصابت الآضَ فُتوحٌ ‪.‬‬
‫ويومٌ مُنْفَتِحَ بالماءِ ‪.‬‬
‫سهْم ‪ .‬وجمعُه‬
‫( و ) الفَتْح ‪ ( :‬مَجْرَى السّنْخ ) ‪ ،‬بالكسْر ‪ ( ،‬من القِدْحِ ) ‪ ،‬أَي مُ َركّب ال ّنصْل من ال ّ‬
‫فُتوح ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/5‬‬

‫صمَيْنِ ) ‪ .‬وقد فَتحَ الحاكمُ بينهم ‪ ،‬إِذا‬


‫خ ْ‬
‫حكْمُ بينَ ال َ‬
‫حمَير ‪ ( :‬ال ُ‬
‫( و ) من الماجز ‪ :‬الفَتْح في لغة ِ‬
‫حكَمَ ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ ( :‬الفَتْحُ ‪ :‬أَن تَحكُم بين َقوْمٍ َيخْتَصمونَ إِليكَ ‪ ،‬كما قال سبحانَه ‪ { :‬رَبّنَا‬
‫َ‬
‫ق وَأَنتَ خَيْرُ ا ْلفَاتِحِينَ } ( الَعراف ‪ ( ) 89 :‬كالفُتَاحَةِ بالكسرِ والضمّ )‬
‫حّ‬‫افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ َق ْومِنَا بِالْ َ‬
‫ي الفِتَاحَةَ ‪،‬‬
‫‪ .‬يقال ‪ :‬ما َأحْسَنَ فُتاحَتَه ‪ ،‬أَي حُكومته ‪ .‬وبينهما فُتَاحاتٌ أَي خصُومات ‪ .‬وفلنٌ وَِل َ‬
‫ج ْعفِيّ ‪:‬‬
‫سعَرُ ال ُ‬
‫بالكسر ‪ ،‬وهي وليَةُ القضاءِ ‪ .‬وقال الَ ْ‬
‫عمْرا رَسُولً‬
‫َألَ مَنْ مُبْلِغٌ َ‬
‫فَإِنّي عَنْ فُتَاحَتِكمْ غَ ِنيّ‬
‫( والفُتُحُ بضمّتَيْنِ ‪ :‬البابُ الواسعُ ال َمفْتُوحُ ) ‪ ( .‬و ) الفُتُحُ ( من القواريرِ ‪ :‬الواسِعةُ الرأْس ) ‪.‬‬
‫ل بمعنَى‬
‫صمَا ٌم ول غِلفٌ ) لَنّها حنيئذٍ مفتوحة ‪ ،‬وهو ُف ُع ٌ‬
‫( و ) قال الكسائيّ ‪ ( :‬مَا لَيْسَ لها ِ‬
‫مفعول ‪.‬‬
‫صعَالِيكِ المهاجِرِين ) أَي‬
‫( والسْتِفْتَاحُ ‪ :‬السْتِنْصار ) ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬أَنّه كَان َيسْ َتفْتِحُ ِب َ‬
‫يَستنصر بِهم ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪ 001 . 7 { :‬ان تستفتحوا ‪ . .‬الفتح } ( الَنفال ‪ ، ) 29 :‬قاله‬
‫الزّجّاج ‪ .‬ويجوز أَن يكون معناه إِن تَس َت ْقضُوا فقد جا َءكُم القَضاءُ ‪ .‬وقد جاءَ التفسي ُر المعنَيَيْنِ‬
‫جميعا ‪.‬‬
‫واسْ َتفْتَحَ اللّهَ على فلنٍ ‪ :‬سََألَه النّصرَ عليه ‪.‬‬
‫( و ) الستفتاحُ ‪ ( :‬الفتِتَاحُ ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬اس َتفْتَحْت الشيْ َء وافتَتحْتُه ‪ ،‬وجاءَ يَستفتِح البابَ ‪.‬‬
‫جوْهَ ِريّ ‪:‬‬
‫( والمِفْتَاحُ ) ‪ :‬مِفتاحُ الباب ‪ ،‬وهو ( آَل ُة الفَتْح ) ‪ ،‬أَي كلّ ما فُتِح به الشيْءُ ‪ .‬قال ال َ‬
‫لوّلِ ‪،‬‬
‫وكلّ مُسْ َتغَْلقٍ ‪ ( .‬كالمِفتحِ ) ‪ ،‬قال سِيبَويْهِ ‪ :‬هذا الضّرْب ممّا يُعتمل مكسو َر ا َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/6‬‬

‫ح ومَفاتِحُ أَيضا ‪ .‬قال الَخفش ‪ :‬هو مثلُ قولهم ‪َ :‬أمَانِي‬


‫كانت فيه الهاءُ أَو لم تكَن ‪ .‬والجمع مَفَاتِي ُ‬
‫وأَمانيّ ‪ ،‬يخفّف ويشدّد ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬أُوتِيتُ َمفَاتِيحَ الكَلِم ) وفي رواية ‪ ( :‬مَفاتِح ) هما جمعُ‬
‫ِمفْتَاحٍ و ِمفْتَح ‪ ،‬وهما في الَصل ممّا يُتوصّل به إِلى استخراج ال ُمغْلقات التي يتعذّر الوصولُ‬
‫إِليها ‪ ،‬فأَخْبَرَ أَنه أُو ِتيَ مفاتيحَ الكلمِ وهو ما َيسّرَ اللّهُ له من البَلغة والفصاحة وال ُوصُولِ إِلى‬
‫ت والَلفاظ التي أُغِلقَتْ على غيره وتعذّرتْ عليه‬
‫حكَم ‪ ،‬ومحاسن العِبارا ِ‬
‫غوا ِمضِ المعاني وبدائع ال ِ‬
‫سهُل عليه الوصولُ إِليه ‪.‬‬
‫‪ .‬ومَن كان في يده مفاتِيح شيْءٍ مخزونٍ َ‬
‫سمَةٌ ) ‪ ،‬أَي عَلَمة ‪ ( ،‬في الفَخِ ِذ والعُ ُنقِ ) من ال َبعِير على هَيْئه ‪.‬‬
‫( و ) ال ِمفْتاح ‪ِ ( :‬‬
‫ي ‪ :‬وكلّ خِزَانَةٍ كانَت ِلصِ ْنفٍ من الَشيا ِء فهي‬
‫سكَنٍ ‪ :‬الخِزَا َنةُ ) ‪ ،‬قال الَزهَ ِر ّ‬
‫( و ) ال َمفْتَحَ ‪َ ( ،‬كمَ ْ‬
‫َمفْتَحٌ ‪.‬‬
‫( و ) ال َمفْتَحُ أَيضا ( الكَنْ ُز والمَخْزِنُ ) ‪ .‬وقوله تعالى ‪ 001 . 7 { :‬ما ان مفاتحه ‪ . .‬القوة }‬
‫( القصص ‪ . ) 76 :‬قيل ‪ :‬هي الكُنُوزُ والخَزَائنُ ‪ .‬قال الزّجّاج ‪ُ :‬روِي أَن خَزائِنه مَفاتِحُه ‪.‬‬
‫ي ‪ :‬والَشبَه‬
‫ورُوي عن أَبي صالحٍ قال ‪ :‬ما في الخزائن مِن مالٍ تَنُوءُ به ال ُعصْبةُ ‪ .‬قال الَزهر ّ‬
‫في التفسير أَنّ مفاتحَه خزائنُ مالِه ‪ ،‬وال أَعلم بما أَراد ‪ .‬قال ‪ :‬وقال الليث ‪ :‬جمع ال ِمفْتَاحِ الذي‬
‫ُيفْتَح به ال ِمغْلَقُ مَفاتيحُ ‪ ،‬وجمع ال َمفْتَحِ ‪ :‬الخزانةِ ال َمفَاتِحُ ‪ .‬وجاءَ في التفسير أَيضا أَنّ َمفَاتِحه‬
‫لصْبع ‪ ،‬وكانت تُح َملُ على سَ ْبعِين َبغْلً أَو ستّين ‪ .‬قال ‪ :‬وهاذا ليس‬
‫كانت من جُلودٍ على مقدا ِر ا ِ‬
‫ي وروَى الَزهريّ عن أَبي رزِين قال ‪ :‬مَفاتحُه ‪ :‬خَزائنُه ‪ ،‬إِنْ كَان لَكافِيا مِفتاحٌ واحدٌ خَزائنَ‬
‫بقو ّ‬
‫الكوفةِ ‪ ،‬إِنّما مَفاتحُه المالُ ‪.‬‬
‫( وفَاتَحَ ) الرّجلُ امرأَتَه ‪ ( :‬جامَعَ ‪ .‬و ) من المجاز ‪ :‬فاتحَ ( ‪ :‬قَاضَي ) وحاكم ‪ ،‬مُفاتح ًة وفِتَاحا‬
‫‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/7‬‬

‫ضيَ اللّهُ عنهُما ‪ ( :‬ما كُ ْنتُ َأدْرِي ما َق ْولُ اللّهِ عزّ وجلّ ‪ { :‬رَبّنَا افْتَحْ‬
‫وفي حديث ابن عباس َر ِ‬
‫بَيْنَنَا وَبَيْنَ َق ْومِنَا } ( الَعراف ‪ ) 89 :‬حتى سمعْت بنتَ ذي يَزَن تقول لزوجها ‪ :‬تعال أَفاتِحْك ‪،‬‬
‫أَي أُحاكمْك ) ‪ .‬ومنه ‪ :‬ل ُتفَاتِحُوا أَهل القَدَرِ ‪ .‬أَي ل تُحَاكِموهم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل تَبْدؤُوهم بالمجَادلةِ‬
‫والمناظَرة ‪ ( .‬و ) يقال ( تفَاتحَا كَلما بينهما ) ‪ ،‬إِذا ( َتخَافتَا دُونَ النّاسِ ) ‪.‬‬
‫عدَا ضطصظ ) وهي أَربعة أَحرف‬
‫( والحُروفُ المُنْفتِحَةُ ) هِي التي ُيحْتَاج فيها ِلفَتْحِ الح َنكِ ( ما َ‬
‫فإِنّها مُطبقة ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز قول الَعرابِيّة لزوجِها ‪ :‬بيني وبينك ( الفتّاح ) ‪ ،‬ككَتّان ‪ ،‬وهو ( الحاكمُ ) ‪،‬‬
‫بلغة حِمير ‪.‬‬
‫شيْءَ ‪َ :‬أوّله ) ‪.‬‬
‫( وفاتِحَةُ ال ّ‬
‫( و ) في ( التهذيب ) عن ابن بُزُرْج ‪ ( :‬الفَتْحَى ‪ ،‬كسكْرى ‪ :‬الرّيح ) ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫َأكُلّهم ل بَاركُ اللّهُ فِيهِمُ‬
‫جبُ‬
‫إِذَا ُذكِرت فَتْحى مِنَ البَيْعِ عا ِ‬
‫فَتْحَى على َفعْلَى ‪.‬‬
‫( والفَتُوح كصَبُور ‪َ :‬أوّلُ ال َمطَر الوَسْميّ ) ‪.‬‬
‫ن الفَتوحَ بالفتح ‪ ،‬جمْع الفَتْح بمعنَى المطرِ ‪ .‬وقد أَنكر ذالك شيخنا‬
‫وقد تقدّم النقل عن اللّسان أَ ّ‬
‫وشَدّد فيه وقال ‪ :‬ل قائِلع به ‪ ،‬ول يُعرَف في العربيّة جمع َف ْعلٍ ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬على َفعُول ‪ ،‬بالفتحِ ‪،‬‬
‫بل ل يُعرف في أَوزان الجُموع فَعول بالفتح مطلقا ‪.‬‬
‫حلِيل ) ‪ ،‬وفي بعض النسخ ‪ :‬الَحاليل ‪ ( ،‬وقد‬
‫سعَ ُة الِ ْ‬
‫( و ) من المجازِ الفتُوح ‪ ( :‬النّاقَة الوا ِ‬
‫ح ْلبِ شاةٍ‬
‫حتْ ‪ ،‬كمَنَع ‪ ،‬وَأفْتَحتْ ) بمعنًى ‪ ،‬والنّزورُ مثلُ الفَتوح ‪ ،‬وفي حديث أَبي ذَرَ ‪َ ( :‬قدْر َ‬
‫فَتَ َ‬
‫فَتُوحٍ ) ‪ .‬ونُوقٌ فُتُحٌ ‪ ( .‬والفُتْحَة بالضّم ‪َ :‬تفَتّحُ الِنسانِ بما عِندَه من مِلْك وأَدَب ) ‪ .‬وفي نُسخة ‪:‬‬
‫ظهَرتَها‬
‫من مالٍ ‪ ،‬بدل مِلْك ‪ ( ،‬يَتَطَا َولُ ) أَي يتَفاخر ( به ) ‪ ،‬تقول ‪ :‬ما هاذِه الفُتْحَة الّتي أَ ْ‬
‫وتَفتّحْت بها علينا ‪ .‬قال ابن دُريد ‪ :‬ول أَحسبه عربيّا ‪.‬‬
‫( و ) فَتّاح ( ككَتّان ‪ :‬طائرٌ ) أَسودُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/8‬‬

‫ف ولم )‬
‫يُكثُر تحريكَ ذَنَبهِ ‪ ،‬أَبيضُ أَصلِ الذّنَب من تَحتِه ‪ ،‬ومنها أَحمر ( ج فَتَاتِيحُ ‪ ،‬بغير أَل ٍ‬
‫هاكذا في النّسخ ‪ ،‬وهو غير ظاهر ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬هاذا غير جارٍ على قواعدِ العَرب ‪ ،‬فإِنّه ل مانِعَ‬
‫من ُدخُول ال على جمع من الجموع ‪ ،‬فتَأمّل ‪ .‬قلت ‪ :‬ولعل الصواب ‪ :‬بغير أَلفٍ وتاءٍ ‪ ،‬كما في (‬
‫اللسان ) وغيره ‪ ،‬أَي ول يُجمع بالَلف والتاءِ ‪ ،‬وقد اشتبه على المصنّف ‪.‬‬
‫( والفُتَاحِية ‪ ،‬بالضمّ ‪ ،‬مخففة ‪ :‬طارٌ آخَرُ ) مُمشّق بحمرة ‪ ،‬وفي نسخ ( اللسان ) وغيرِه من‬
‫لمّهات ‪ :‬والفُتَاحة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬من غير زيادة الياءِ بعد الحاءِ ‪.‬‬
‫اُ‬
‫سمَان ) ‪،‬‬
‫ق مفاتِيحَاتٌ ‪ِ :‬‬
‫( ونَاقَ ٌة مفَاتِيحُ ) ‪ ،‬قال شيخنا ‪ :‬هو مما ل نظير له في المفردات ( وأَينُ ٌ‬
‫حكاها السّيرافيّ ‪.‬‬
‫سوَرِ ) ‪ .‬وقرأَ فاتِحةَ السّورةِ وخا ِتمَتها ‪ ،‬أَي‬
‫( و ) من المجاز ( فَواتِحُ الفُرْآنِ ) ‪ ،‬هي ( أَوائِل ال ّ‬
‫َأوّلها وآخرها ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ح الَكمّةِ عن‬
‫شيْءٍ فقد انفتَحَ عنه وتَفتّحَ ‪ .‬وتَفتّ ُ‬
‫ال ِمفْتَحُ ‪ ،‬كمنْبر ‪ :‬قناةُ الما ِء ‪ .‬و ُكلّ ما انكشفَ عن َ‬
‫ال ّنوْر ‪ :‬تش ّققُها ‪ .‬ويَومُ الفتْح يَو ُم القِيامَة ‪ ،‬قاله مُجاهد ‪.‬‬
‫ن ومَصدرا ميميّا ‪ ،‬وهي لغة شائعة‬
‫والمُفْتتَحُ ‪ ،‬بصِيغَة اسم المفعول ‪ ،‬ويكون اسمَ زَمان ومكا ٍ‬
‫فصيحة ‪ ،‬كذا في شرح دِيباجة الكَشّاف للمصنّف ‪ ،‬قال ‪ :‬وَأمّا المُخْتَتَم فغير فَصيحةٍ ‪ ،‬وأَشاء إِليه‬
‫الخفاجيّ في العناية ‪.‬‬
‫وبيت فتاح ‪ :‬واسع ‪ ،‬كما في الفائق ‪.‬‬
‫حكُومَ ُة كالفِتَاح ‪ ،‬بالكسر ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬الفُتُوحة ال ُ‬
‫ويقال للقاضي ‪ :‬الفَتّاح ‪ ،‬لَنّه يفتح مواضَعَ الحقّ ‪.‬‬
‫ي ‪ :‬والفتّاح في صفةِ ال تعالى ‪ :‬الحاكِم ‪ .‬وفي التنزيل ‪ { :‬وَ ُهوَ ا ْلفَتّاحُ ا ْلعَلِيمُ } ( سبأَ‬
‫قال الَزهر ّ‬
‫‪ . ) 26 :‬وقال ابن الَثير ‪ :‬هو الذي يفتح أَبوابَ الرّزق والرّحمة لعباده ‪.‬‬
‫والفاتِحُ ‪ :‬الحاكِمُ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/9‬‬

‫وفَتَحَ عليه ‪ :‬عَّلمَه وع ّرفَه ‪ ،‬وقد فُسّرَ به قولُه تعالى ‪ 001 . 7 { :‬اءَتحدثونهم بما ‪ . .‬عليكم }‬
‫لمَامُ فافْتَحْ عليه ‪.‬‬
‫كاِ‬
‫حَ‬‫( البقرة ‪ ) 76 :‬ومنه الفَتْح على القارىء ‪ ،‬إِذا أُرْتج عليه ‪ .‬وإِذا اسْ َتفْتَ َ‬
‫والفَتْح ‪ :‬الرّزْق اّلذِي يَفتَح اللّهُ به ‪ ،‬وجمْعه فُتُوحٌ ‪.‬‬
‫وفاتَحَ الرّجلَ ‪ :‬سَا َومَه ولم ُيعْطِه شيْئا ‪ ،‬فإِن أَعطاهُ قيل فَا َتكَه ‪ ،‬حكاه ابن الَعْرَابيّ ‪.‬‬
‫وافتتَاحُ الصّلةِ ‪ :‬التكبيرةُ الُولَى ‪.‬‬
‫ن ‪ .‬والفَتْحُ ‪ :‬أَن َتفْتَحَ عَلَى من يَس َتقْرِئك ‪.‬‬
‫ح ُة القُرآ ِ‬
‫وأُمّ الكِتابِ ‪ :‬فاتِ َ‬
‫وفُتِحَ على فُلنٍ ‪ :‬جُ ّد وَأقْبََلتْ عليه الدّنْيَا ‪.‬‬
‫ي ل عَلى فلن ‪.‬‬
‫وافْتَحْ سِرّك عََل ّ‬
‫ومَا َأحْسَنَ ما افتُتِحَ عامُنَا به ‪ ،‬إِذا ظَهرتْ َأمَا َرةُ الخصْب ‪.‬‬
‫ج ‪ .‬وكلّ ذالك مَجاز ‪.‬‬
‫و َذ و َققْتُ افْتتاح الخَرا ِ‬
‫حثِ ) ‪ ،‬ككَتِف ‪ ( ،‬وَزْنا ومعنًى ‪ .‬ج أَفثاحٌ ) ‪ ،‬وقد تقدّم في فحث فراجعه ‪.‬‬
‫ح كالفَ ِ‬
‫فثح ‪ ( :‬الفَثِ ُ‬
‫فجح ‪ ( :‬الفُجْحُ بالضمّ ‪ :‬قبيلةٌ أَبوهم اسمه َفجُوح ‪ ،‬كصَبور ) ‪.‬‬
‫ح الَفعَى ‪ :‬صَوتُها مِن فيها ) ‪ .‬والكَشِيش ‪ :‬صَوتها من جِلْدها ‪ ( ،‬ك َتفْحَاحِها ) ‪،‬‬
‫فحح ‪ ( :‬فَحِي ُ‬
‫حفِيف من جِلْدها ‪ ،‬والفَحِيح مِن فِيها ‪.‬‬
‫حفّ ‪ .‬وال َ‬
‫ح وتَ ِ‬
‫بالفتح ‪ ( ،‬وفَحّها ) ‪ ،‬وقال الَصمعيّ ‪َ :‬تفِ ّ‬
‫ح و َتفِحّ ) ‪ ،‬بالضّمّ والكسر ‪َ ،‬فحّا وفَحِيحا ‪ ،‬وهو صَوْتها من فيها ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو تَح ّككُ‬
‫( وهي َتفُ ّ‬
‫خصّ به بعضُهم أُنثَى الَساوِدِ ‪.‬‬
‫جِ ْلدِها ب ْعضِه ببعض ‪ .‬وع ّم بعضُهم به جميعَ الحيّات ‪ .‬و َ‬
‫ن من المضاعف لزما فالمستقبل منه يجيءّ عَلَى يَفعِل ‪ ،‬بالكسر ‪،‬‬
‫وفي ( الصحاح ) ‪ :‬و ُكلّ ما كا َ‬
‫ِإلّ سبعةَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/10‬‬

‫ل ويَشحّ ويجدّ في الَمر ‪ ،‬ويَصدّ أَي َيضِجّ ‪ ،‬ويَجمّ من‬


‫أَحرفٍ جاءَت بالضمّ والكسر ‪ ،‬وهي يَع ّ‬
‫لفْعَى تَفحّ ‪ ،‬والفَرَس تَشبّ ‪ .‬وما كان متعدّيا فمستقبلُه يجيءُ بالضمّ ‪ِ ،‬إلّ خمسةَ أَحرفٍ‬
‫جمَام ‪ ،‬وا َ‬
‫ال ِ‬
‫شيّءَ يَرمّه ‪ .‬ومثله‬
‫شيْ َء ويَنمّ الحديثَ ‪ ،‬ورَمّ ال َ‬
‫ضمّ والكسر ‪ ،‬وهي تَشدّه وتَعلّه ويَبتّ ال ّ‬
‫جاءَت بال ّ‬
‫في كتب التصريف ‪.‬‬
‫( والفُحُحُ ‪ ،‬بضمّتين ‪ :‬الَفاعِي الهائجَةُ ) المُرِزّة من أَصوَاتِ أَفواهِها ‪ ( .‬و ) عن ابن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫حفَ ‪ ،‬إِذا ضاقَتْ مَعيشتُه ‪،‬‬
‫حفْ َ‬
‫حفَحَ ) الرّجلُ ‪ ،‬إِذا ( صَحّحَ المَو ّد َة وأَخَلصَها ) ‪ ،‬و َ‬
‫يقال ‪َ ( :‬ف ْ‬
‫ص ْوتِ في الحعلْق‬
‫صوْتِه ) ‪ .‬والفَحفَحة ‪ :‬تَردّدُ ال ّ‬
‫حةٌ في َ‬
‫جلُ ؛ ( أَخذْته بُ ّ‬
‫حفَحَ الرّ ُ‬
‫وسيأْتي ‪ ( .‬و ) فَ ْ‬
‫حفَحَ الرّجلُ إِذا (‬
‫حفَاحٌ ) ‪ ،‬وهو الَبحّ ‪ ،‬زا َد الَزهَ ِريّ ‪ :‬من الرّجالِ ( و ) فَ ْ‬
‫شَبيهٌ بالبّحّة ‪ ( .‬فهو َف ْ‬
‫ح ُة الفُ ْلفُلِ‬
‫َنفَخَ في َنوْمهِ ‪َ ،‬كفَحّ ) َيفِحّ فَحيحا ‪ .‬قال ابن دريد ‪ :‬هو على التّشبيه بفَحِيح الَفعَى ‪ ( .‬وفُ ّ‬
‫حفَاح ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( :‬اسمُ َنهْرٍ في الجنّة ) ‪ ،‬كذا في ( الصّحاح ) ‪.‬‬
‫‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬حَرَارَتُه ) ‪ ( .‬والفَ ْ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫الفَحْفحَةُ ‪ :‬الكلم ‪ ،‬عن كُرَاع ورَجلٌ فَحفاحٌ ‪ :‬مُتكلّم ‪ ،‬وقيل هو الكثيرُ الكلمِ ‪.‬‬
‫واستدرك شيخنا ‪:‬‬
‫فَحفحة هُذيل ‪ ،‬وهي جَعلُهم الحاءَ المهملةَ عَينا ‪ ،‬نقلها السّيُوطيّ في المزهر والقتراح ‪.‬‬
‫حمْل ‪ ( ،‬كمَنَعَ ) ‪َ ،‬يفْدَحه فَدْحا ‪ ( :‬أَ ْثقَلَهُ ) فهو فادِحٌ ‪ ،‬وذاك‬
‫فدح ‪ ( :‬فَدَحَه الدّيْنُ ) والَمْرُ وال ِ‬
‫نل‬
‫َمفْدُوحٌ ‪ .‬وفي حديث ابن جُريج أَنّ رسول ال صلى ال عليه وسلم ( وعَلَي المُسْلمِينَ أَ ْ‬
‫عقْل ) ‪ .‬قال أَبو عُبَيْد ‪ :‬هو الذي فَ َدحَه الدّيْنُ ‪ ،‬أَي أَثقلَه ‪.‬‬
‫يَتْ ُركُوا في الِسْلمِ مَفْدُوحا في فِداءٍ أَو َ‬
‫وفي حديث غيره ‪ُ ( :‬مفْرَحا ) ‪ ،‬بالرّاءِ ‪ ،‬فَأمّا قَول‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/11‬‬

‫بعضهم في المفعولِ ُمفْدِح فل وجه له ؛ لَنّا ل نَعلم أَفدحَ ‪.‬‬


‫( وفَوادِحُ الدّهْرِ ‪ :‬خُطوبُه ) وشدائدُه ‪.‬‬
‫صعْبا ) ‪.‬‬
‫لمْرَ واسْ َتفْدَحَه ‪ :‬وَجَده فادِحا ‪ ،‬أَي مُثْقِلً ) ‪ ،‬كمُحسن ‪َ ( ،‬‬
‫حاَ‬
‫( وَأفْد َ‬
‫واستفدحه ‪ :‬استثقله ‪.‬‬
‫( والفادِحَة ‪ :‬النّازلةُ ) والخَطْب ‪ .‬تقول ‪ :‬نزلَ به أَمرٌ فادحٌ ‪ ،‬إِذا غَالَه وبهظه ‪ .‬ولم يُسمعْ أَفدحَه‬
‫الدّينُ ممن يُوثق بعربيّته ‪ .‬كذا في ( الصحاح ) ‪.‬‬
‫حتِ النّاقَةُ ) ‪ ،‬بالذّال المعجمة بين الفاءِ والحاءِ المهملة ‪ ( ،‬وانفَذحَت ) ‪ ،‬إِذا ( تَفاجّت‬
‫فذح ‪ ( :‬تَفذّ َ‬
‫ف في‬
‫ل الَزهريّ ‪ :‬لم أَسمع هاذا الحَرف لغير ابن دُريد ‪ ،‬والمعرو ُ‬
‫لِتَبولَ ) ‪ .‬وليست بثبْت قا َ‬
‫ت وتَفشّحت ‪ ،‬بالجيم والحاءِ ‪.‬‬
‫كلمهم بهاذا المعنى تفشّج ْ‬
‫فرح ‪ ( :‬الفرَحُ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬السّرُورُ ) ‪ ،‬وفي ( اللّسان ) ‪ :‬نقيض الحزن ‪ .‬وقال ثعلب ‪ :‬هو أَن‬
‫خفّةً ‪ .‬وفي المفردات ‪ :‬الفَرحُ هو انشراحُ الصّدر بل ّذةٍ عاجلةٍ غير آجلة ‪ ،‬وذالك في‬
‫يَجدَ في قلْبه ِ‬
‫ل وآجلً ‪ .‬قال‬
‫اللّذات البدنيّة الدّنيويّة ‪ .‬والسّرور هو انشراحُ الصّدرِ بلذّة فيها طُمأْنينةُ الصّدرِ عاج ً‬
‫‪ :‬وقد يُسمّى الفرحُ سُرُورا ‪ ،‬وعكسه ‪ ( .‬و ) الفَرَح ‪ :‬الَشَر و ( البطَر ) ‪ .‬وقوله تعالى ‪. 7 { :‬‬
‫‪ 001‬ل تفرح ان ‪ . .‬الفرحين } ( القصص ‪ ) 76 :‬قال الزّجّاجُ ‪ :‬معناه وال أَعلم ل تفْرح بكثرة‬
‫المال في الدّنْيا ‪ ،‬لَنّ الذي يفرح بالمال يصرِفه في غيرِ أَمرِ الخرةِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬ل َتفْرحْ ‪ :‬ل تأْشر‬
‫والمعنيانِ متقاربانِ ‪ ،‬لَنّه إِذا سُرّ ربّما َأشِرَ ‪.‬‬
‫و ( فَرِحَ ) الرّجلُ كعَِلمَ ( فهو فَرِحٌ ) ‪ ،‬ككَتِف ‪ ( ،‬وفَرُحٌ ) ‪ ،‬بضمّ الراءِ ‪ ،‬هاكذا في النّسخ ‪،‬‬
‫لمّهات ‪ ،‬وفي بعضها ( فَرُوحٌ ) كصبور ‪ ( ،‬ومَفروحٌ ) ‪،‬‬
‫ومثله في ( اللّسانِ ) وغيرِه من ا ُ‬
‫سكَارَى ( وفَرْحَى )‬
‫كلهما عن ابنِ جنّي ‪ ( ،‬وفارِحٌ وفَرْحَانُ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬وهم فَرَاحَى ) ك َ‬
‫بالقصْر ‪ ( .‬وامرَأةٌ فَرِح ٌة وفَرْحَى‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/12‬‬

‫حقّه ‪ ( .‬و ) قد ( َأفْ َرحَهُ ) أَفراحا ( وفَرّحه ) تَفريحا ‪ .‬يقال ‪:‬‬


‫وفَرْحَانةٌ ) ‪ ،‬قال ابن سيده ‪ :‬ول أَ ُ‬
‫ح وفَرحانُ ‪.‬‬
‫فلنٌ إِنْ مسّه خيرٌ ِمفْرا ٌ‬
‫( والمِفْرَاحُ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬الذي َيفْرَح كلّما سَرّه الدّهرُ ‪ ،‬وهو ( الكثيرُ الفَرَحِ ) ‪.‬‬
‫( و ) يقال ‪ :‬لك عندي فُرْحةٌ ‪ ( ،‬الفُرْحَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬المَسرّة ) والبُشّرَى ‪ ( .‬ويفتح ‪ .‬و ) الفُرْحَة‬
‫أَيضا ( ما ُيعْطِيه المُفرّحُ لك ) أَو يُثيبه مكافَأةً له ‪.‬‬
‫ح بفتح الرّاءِ ) ‪ :‬المثقلُ بالدّينِ ‪،‬‬
‫شيْءُ والدّينُ ( أَثقله ) ‪ ،‬والهمزة للسّلب ‪ ( .‬وال ُمفْرَ ُ‬
‫( وأَفرحَه ) ال ّ‬
‫وأَنشد أَبو عُبيدة لَبيهسٍ العُذْريّ ‪:‬‬
‫لءَ صا َد َفتْ‬
‫ت الِخِ ّ‬
‫إِذا أَنتَ أَكث ْر َ‬
‫بِهمْ حاجَةٌ بعضَ الذي أَنتَ مانِعُ‬
‫إِذا أَنتَ لم تَبْرَحْ ُتؤَدّي أَمانةً‬
‫وتَحملُ أُخْرَى أَفرَح ْتكَ الودائعُ‬
‫والمُفْرَح ‪ ( :‬ال ُمحْتَاجُ ال َمغْلُوب ) ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو ( ال َفقِيرُ ) الذي ل مال له ‪ .‬وفي الحديث أَنّ النبيّ‬
‫صلى ال عليه وسلمقال ‪ ( :‬ل يُترك في الِسلم ُمفْرحٌ ) ‪ .‬قال أَبو عُبيد ‪ :‬المفْرَح هو الّذي أَثقلَه‬
‫ن والغُ ْرمُ ول يجِد قضاءَه ‪ ،‬وقيل أَثقلَ الدّينُ ظَهره ‪ .‬وفي ( التهذيب ) و ( الصحاح ) ‪ .‬كان (‬
‫الدّي ُ‬
‫في ) الكتاب الذي كتبه سيّدُنا رسول ال صلى ال عليه وسلمبين المهاجرين والَنصار ( أَن ل‬
‫ع ْقلٍ أَو فِداءٍ ) ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وال ُمفْرح ‪ :‬المفدوحُ ‪.‬‬
‫يَتْركوا ُمفْرَحا حتّى يُعينوه على ما كان من َ‬
‫وكذالك الَصمعيّ قال ‪ :‬هو الذي أَثقلَه الدّين ‪ .‬يقول ‪ُ :‬ي ْفضَى عنه ديْنُه من بَيتِ المال ول يُتْرَك‬
‫مدِينا ‪ .‬وأَنكر قوْلهم ُمفْرَج ‪ ،‬بالجيم ‪ .‬قال الَزْه ِريّ ‪ :‬من قال مُفْرح فهو الذي أَثقلَه العِيالُ وإِنْ لم‬
‫ب ول ولءٌ ) ‪ .‬وروَى بعضُهم هاذه بالجيم ‪،‬‬
‫يكن مُدانا ‪ ( .‬و ) المُفْرح ‪ ( :‬الذي ل يُعرَف له نَس ٌ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/13‬‬

‫وقد تقدّم في مَحلّه أَنه هو الذي ل عَشيرة له ‪ ( .‬و ) ال ُمفْرح أَيضا ‪ ( :‬القَتِيلُ يُوجد بين القرْيتَين )‬
‫‪ ،‬و ُروِيَت بالجيم أَيضا ‪.‬‬
‫( والفَرْحانة ‪ :‬الكمَْأةُ البَيْضاءُ ) ‪ ،‬عن كُراع ‪ ،‬قال ابن سِيده ‪ :‬والذي رَويْنَاه بالقاف ‪ .‬قلت ‪:‬‬
‫وسيأْتي في محلّه إِن شاءَ ال تعالى ‪.‬‬
‫طبّ ‪ ،‬وهو من‬
‫( والمُفَرّح ‪ :‬دواءٌ م ) أَي معروف ‪ ،‬مُركّب من أَجزاءٍ مذكورةٍ في كتب ال ّ‬
‫المعاجين النافعة ‪.‬‬
‫فرسح ‪ ( :‬الفرْساحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬الَرض العرِيضة الواسعة ) ‪ ،‬رواه الَزهريّ عن أَبي زيد ‪ ،‬وقال‬
‫‪ :‬هاكذا أَقرأَنيه الِياديّ ‪ .‬وقال شَمرٌ ‪ :‬هاذا تصحيف ‪ ،‬والصّواب الفرْشَاح ‪ ،‬بالشين المعجمة ‪،‬‬
‫من فَرشَح في جِلْسته ‪ ،‬ثم قال الَزهريّ ‪ :‬هاذا الحرف من الجمهرة ‪ ،‬ولم أَجدْه لَحد من الثّقات ‪،‬‬
‫فل ُيفْحص عنه ‪.‬‬
‫فرشح ‪ ( :‬الفِرْشاحُ ) ‪ ،‬بالمعجمة ‪ ،‬هي ( الفِرْساح ) ‪ ،‬بالمهملة ‪ ،‬وهي الَرض العريضة الواسعة‬
‫‪.‬‬
‫سمِجة الكبيرةُ ‪ ،‬وكذَا النّاقةُ ) ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫( و ) الفِرْشاح من النّساءِ ‪ ( :‬المرَأةُ ال ّ‬
‫لمّكمْ‬
‫سقَي ُتكُ ُم الفِرْشاحَ نَأْسا ُ‬
‫َ‬
‫ب العقاربِ‬
‫تَدبّون للموْلَى دَبِي َ‬
‫سطُ ) المُنبطِحُ ( من الحوافِر ) ‪ .‬قال أَبو النّجْم في صِفة الحافرِ ‪:‬‬
‫( و ) الفِرْشاح ( ‪ :‬المُنب ِ‬
‫بكلّ وَ ْأبٍ للحصى رضّاحِ‬
‫ليس ب ُمصْطرَ ول فرشاحِ‬
‫( و ) الفرْشاح ‪ ( :‬سَحابٌ ل مطَرَ فيه ‪ .‬و ) الفرْشَاح ‪ ( :‬الَرْض ) الواسعةُ ( العرِيضةُ ) ‪ ،‬وقد‬
‫تقدّم ذالك في َأوّل المادّة ‪ ،‬فهو تكرار ‪ ،‬كما ل يخفى ‪ ( .‬و َتفَرْشَحَت النّاقةُ ) ‪ ،‬هاكذا في النسخ ‪،‬‬
‫وفي بعضها ‪ :‬وفَرْشَحَت النّاقَةُ ‪ ،‬ومثله في ( الصّحاح ) ( ‪ :‬تَفحّجتْ للحَلْب ) ‪ .‬وفَرطَشتْ للْبَول ‪.‬‬

‫( وفَرشَحَ ) الرّجلُ ( فَرْشَحةً‬


‫____________________‬

‫( ‪)7/14‬‬

‫وفَرْشَحَى ‪ :‬وَ َثبَ ) وثْبا متقارِبا ‪ ،‬وقد تقدّم في الحاءِ أَيضا ‪ ( .‬أَو ) فَرشَحَ ‪ ،‬إِذا ( قَعدَ مُسْتَرْخِيا‬
‫سوَاءً ‪ ( .‬أَو ) فَرشَحَ إِذا َقعَد و ( فَتَحَ ) ما ( بينَ‬
‫فأَلصقَ فَخذيْهِ بالَرْض ) ‪ ،‬كالفَرْشَطةِ َ‬
‫رِجْلَيْه ) ‪ ،‬قاله اللّحْيَانيّ ‪ .‬وقال أَبو عُبيد ‪ :‬الفَرْشَحة ‪ :‬أَن َيفْرِش بين رِجْلَيْه ويُباعِدَ إِحداهما من‬
‫جدّا وهو قائم ‪،‬‬
‫الُخرَى ‪ .‬وقال الكسائي ‪ :‬فَرشَحَ الرّجلُ في صَلته ‪ ،‬وهو أَن يُفحّجَ بين رِجْلَيْه ِ‬
‫ومنه حَديث ابن عُمر ‪ ( :‬أَنّه كان ل يُفرْشِح ِرجْلَيْه في الصّلة ول يُلْصقهما ‪ ،‬وكلن بين ذالك ) ‪.‬‬

‫( والفرْشح ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ال ّذكَر ) وهو مَجاز ‪.‬‬


‫ح و ُمفَرْطَحٌ ‪ ،‬كمُسَرهدٍ ‪ ،‬هاكذا‬
‫سطَه ‪ ،‬كفَلْطحه ‪ ( ،‬ورأْسٌ فِرْطا ٌ‬
‫فرطح ‪ ( :‬فَرَطحه ‪ :‬عَ ّرضَه ) وبَ َ‬
‫سهْو ‪ ،‬والصّواب ُمفَلْطَح باللم ) ‪ ،‬أَي ( عَرِيضٌ ) ‪ .‬قال شيخنا‬
‫قال الجوهريّ ) بالراءِ ‪ ( ،‬وهو َ‬
‫وقد سقطت هاذه العبارة من بعض النّسخ ‪ ،‬وهو الصّواب ‪ ،‬فإِنه يقال بالرّاءِ وباللم ‪ ،‬كما في‬
‫غير ديوان والراءُ تُقارِض الّلمَ ‪ ،‬كما عُرِف في مُصنّفات الِبدال ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫وفي ( اللسانِ ) وأَنشد لبن أَحمر ال َبجَليّ يَصف حيّةً ذَكرا ‪:‬‬
‫خُِل َقتْ لَها ِزمُه عِزِينَ ورأْسُه‬
‫الكقُرْص فُرطِحَ من طَحينِ شَعيرِ‬
‫قال ابنَ ب ّريّ ‪ :‬صوابه فُلْطحَ باللم ‪ ،‬قال ‪ :‬وكَذالك أَنشهد المديّ انتهى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬فالمصنّف تابعٌ لبنِ بَ ّريَ في رَدّه على الجوهريّ ‪.‬‬
‫فرفح ‪ ( :‬الفَ ْرفَح ) ‪ ،‬بالفاءَين ‪ ،‬هاكذا في‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/15‬‬

‫النّسخ التي بأَيدينا ‪ ،‬وفي ( اللّسَان ) بالفاءِ ثم القافِ ‪ ( :‬الَرْضُ الم ْلسَاءُ ) ‪ ،‬هاكذا فسّرَه غيرُ‬
‫واحد من أَئمةِ اللغة ‪.‬‬
‫عدُ مَا بَيْن الَلْيَتَيْنِ ) ‪ ،‬من كُرَاع ‪.‬‬
‫فركح ‪ ( :‬الفَ ْركَحَة ‪ :‬تبا ُ‬
‫( والفِرْكَاحُ ) ‪ ،‬بالكسرِ ( وال ُمفَرْكَح ) كمُسَرهَد ‪ ( :‬مَن ارتفعَ مِذْ َروَا اسْتِه وخَرَجَ دُبُرُه ) ‪ .‬وأَنشد‬
‫‪:‬‬
‫جاءَت به مُف ْركَحا فِ ْركَاحَا‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫بنو الفركَاح قبيلةُ بالشّأْم ‪.‬‬
‫سعَة ) الواسعة في الَرض ( و ) قد ( فَسُحَ‬
‫فسح ‪ ( :‬الفُسْحة ‪ ،‬بالضمّ ) ‪ ،‬والفُسَاحة ‪ ( :‬ال ّ‬
‫المكانُ ‪ ،‬ككَرُم ) ‪َ ،‬فسَاحةً ‪.‬‬
‫ح صَدرُه ‪ :‬انشرَحَ‬
‫( وَأفْسحَ ‪ ،‬وتَفسّحَ ‪ ،‬وانفسَحَ ) طَ ْرفُه ‪ ،‬إِذا لم يَ ُردّه شيءٌ عن ُبعْد النّظر ‪ .‬وانفس َ‬
‫طوَالٍ ‪ .‬وفي حديث ُأمّ زرْع ‪ :‬و ( بيتها ُفسَاحٌ ) ‪ ،‬أَي‬
‫ح وفُسَاحٌ ) ‪ .‬مثل طَويل و ُ‬
‫‪ ( .‬فهو فَسِي ٌ‬
‫واسع ‪ ،‬ويروَى ( فَيّاح ) بمعناه ‪.‬‬
‫( و ) منزلٌ َفسِيح ‪ ،‬ومجلس ( َفسِحٌ ) ‪ ،‬على َف ِعلٍ ‪ ( ،‬وفُسْحُم ) ‪ :‬واسعُ ‪ ،‬والميم زائدة ‪.‬‬
‫( وفَسَحَ له ) في المجلس ‪ ( ،‬كمَنَعَ ) ‪َ ،‬يفْسَح فَسْحا وفُسُوحا ( وَسّحَ ) له ‪ ( ،‬كَتفسّحَ ) ‪ .‬وفي‬
‫التنزيل ‪ 001 . 7 { :‬اذا قيل لكم ‪ . .‬ا لكم } ( المجادلة ‪. ) 11 :‬‬
‫والقَوْم يَتفسّحون ‪ ،‬إِذا َمكَنُوا ‪.‬‬
‫سحُمٌ ‪ :‬واسعُ الصّدْرِ ) ‪ ،‬والميم زائدة ‪ ،‬وفي صفة سيّدنا رسول ال صلى ال‬
‫ح وفُ ْ‬
‫( ورَجلٌ فُسُ ٌ‬
‫سعَة صَدْره ‪ .‬وحكَى اللّحْيَانيّ ‪ :‬فلنٌ‬
‫عليه وسلم ( فَسِيحُ ما بينَ المَ ْنكِبَينِ ) ‪ ،‬أَي بَعيدُ ما بَيْنَهما ِل َ‬
‫ابنُ فُسحُمٍ ‪ .‬وقال ‪ :‬نُرَى أَنّه من الفُسْحَة والنفساحِ ‪ ،‬قال ‪ :‬ول َأدْرِي ما هاذا ‪.‬‬
‫سفَر ) ‪ ،‬إِذا‬
‫جوَاز ) ‪ ،‬يقال ( فَسَحَ له الَميرُ في ال ّ‬
‫( والفَسْح بالفَتْح ‪ :‬شِبْه ال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/16‬‬

‫طوِ كالفَيْسَحي ) ‪.‬‬


‫خ ْ‬
‫( كَ َتبَ له الفسْحَ ‪ .‬وهو ) أَي الفَسْحُ ( أَيضا ‪ :‬مُسَاعَ َدةُ ال َ‬
‫شمْلَةَ يقول لخرّازٍ كان َيخْرِز له قِرْبَةً ‪،‬‬
‫عقَيل يُسمّى َ‬
‫وفي ( التهذيب ) ‪ :‬سَمعْت أَعرابيّا من بني ُ‬
‫فقال له ‪ ( :‬إِذا خَر ْزتَ فأَفسِحِ الخُطَا لئلّ يَنخرمَ الخَرْزُ ‪ .‬يقُول ‪ :‬باعِدْ بين الخُرْزَتينِ ‪.‬‬
‫( و ) قال الفرّاءُ ‪ :‬قرأَ النّاسُ { ‪ 001 . 7‬تفسحوا ‪ ،‬بغير اءَلف ‪ ،‬وقراءَها الحسن ‪ :‬تفاسحوا ‪،‬‬
‫باءَلف ‪ ،‬قال ‪ :‬و } ع > ‪ ( 2‬تفاسَحوا ) وتَفسّحُوا متقاربٌ في المعنى ‪ ،‬أَي‬
‫فشح ‪ ( :‬فَشَحَ ‪ ،‬كمنَعَ ) ‪ ،‬وفَشَج ‪ ،‬إِذا ( فَرّجَ ما بين ِرجْلَيْه ) ‪ ،‬بالحاءِ والجيم ‪ ،‬رواه ثعلبٌ عن‬
‫ل ‪ ،‬كفَشّحَ ) َتفْشِيحا ‪ ( ،‬فيهما ) ‪ ،‬بالحاءِ والجيم ‪ ،‬عن ثعلبٍ‬
‫ابن الَعْرَابيّ ( و ) فَشَح ( عنه ‪ :‬عَ َد َ‬
‫أَيضا ‪.‬‬
‫شحَت ‪ ( :‬تَفاجّت ) لِتبولَ‬
‫( وتَفشّحَت النَاقةُ كانْفشحتْ ) وفَ ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/17‬‬

‫قال حسّان ‪:‬‬


‫حتِ‬
‫إِ ّنكِ لو صاحَبْتِنَا مَ ِذ ْ‬
‫حتِ‬
‫شْ‬‫ح ّككِ الحِ ْنوَانِ فانْف َ‬
‫وَ‬
‫شحَت ‪ ،‬إِذا بق َيتْ كذالك ِلوَجعٍ ‪.‬‬
‫وقيل انف َ‬
‫ق وأَهلُ النّظَر ‪ :‬مدارُ‬
‫ح وال َفصَاحَة ‪ :‬البَيَان ) ‪ .‬قال شيخُنا ‪ :‬قال أَئمّةُ الشتقا ِ‬
‫فصح ‪ ( :‬الفَصْ ُ‬
‫ظهُور ‪ .‬وقال أَئمّة المعاني والبيان ‪ :‬حيث َذكَر أَهل اللغة ال َفصَاحَةَ‬
‫تركيب الفَصاحةِ على ال ّ‬
‫فمُرادهم بها كثرةُ الستعمال ‪ ،‬كما أَشار إِليه الشّهابٍ في العِناية في هود ‪ ،‬وأَ ّنهُمْ قد يستعملونها‬
‫مُرَادِفةً للبلغة ‪ ،‬كما دلّ عليه الستعمالُ ‪ ،‬يقال ‪ :‬ما كان فَصيحا ولقد ( َفصُحَ ‪ ،‬ككرُمَ ) ‪،‬‬
‫َفصَاحةً ‪ ( ،‬فهو فَصيحٌ ) ‪ ،‬وهو البيّن في ( اللّسَان ) و ( البَلَغَةِ ) ‪.‬‬
‫عدْل‬
‫ومن المجاز ‪ :‬لسان فصِيحٌ ‪ ،‬أَي طَ ْلقٌ ‪ ( .‬و ) رجل ( َفصُح ) ‪ ،‬على البمالغة ‪ ،‬كزيد َ‬
‫( من ) قَومٍ ( ُفصْحا َء و ِفصَاحٍ و ُفصُحٍ ) ‪ ،‬بضمتين ‪ .‬قال شيبويه ‪ :‬كسّروه تكسيرَ السم ‪ ،‬نحو‬
‫ح و َفصَائحَ ‪ .‬أَو الّلفْظ ال َفصِيح ‪ :‬ما يُدَركُ‬
‫س َوةٍ ( َفصَا ٍ‬
‫حةٌ ‪ ،‬من ) ِن ْ‬
‫َقضِيب و ُقضُب ‪ ( .‬وهي فصِي َ‬
‫سمْع ) ‪.‬‬
‫حسْنُه بال ّ‬
‫ُ‬
‫( و ) من المجاز ‪َ ( :‬فصُحَ الَعجميّ ‪ ،‬ككَرُم ) ‪ ،‬فَصاحةً ‪ ،‬إِذا ( تكلّمَ بالعَربيّة و ُفهِم عَنْه ‪ ،‬أَو )‬
‫َفصُحَ ‪ ( :‬كَان عربياّ فازداد فصاحَةً ) ‪ ،‬وفي المصباح جادت لغتُه فلم يْحن ‪ ( ،‬كتفصّحَ ) ‪.‬‬
‫وتَفَاصحَ ‪ :‬تكلّف الفَصَاحة ‪ ،‬والتّفصّحُ ‪ :‬استعمالُ الفصاحَة ‪ ،‬وقيل التّشبّه بالفُصحاءِ ‪ ،‬وهاذا نحو‬
‫قولهم ‪ :‬التحلّم هو إِظهار الحِلْم ‪ .‬وال َفصِيح ‪ :‬المنطلق اللّسَان في القول ‪ ،‬الذي يعرفُ جيّدَ الكلم‬
‫من رديئة ‪ ( .‬و ) قد ( أَفصحَ ) ‪ ،‬إِذا ( تكلّم بالفَصاحةِ ) ‪ .‬وأَفصح الكل َم وأَفصح به ‪ ،‬وأَفصَح‬
‫ن وأَسْ َرعَ وأَبطأَ ‪ ،‬إِنّما‬
‫ل واكت َفوْا بالفعل ‪ ،‬مثل أَحْس َ‬
‫ل ال َق ْولَ ‪ .‬فلمّا كثُر وعُرِفَ أَضمرُوا القو َ‬
‫جُ‬‫الر ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/18‬‬

‫شعْر في َوصْف العُجْم أَفصحَ ‪ ،‬يريد به بيَان‬


‫هو أَحسنَ الشي َء وأَسرعَ ( العملَ ) وقد يجيءُ في ال ّ‬
‫القوْل وإِن كان بغير العَربيّة ‪ ،‬كقول أَبي النّجْم ‪.‬‬
‫جمَ في آذانها فَصيحَا‬
‫أَع َ‬
‫يعني صَوتَ الحمارِ ‪ ،‬أَنّه أَعج ُم وهو في آذان الُتن َفصِيحٌ بيّنٌ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ،‬في ( التهذيب ) عن ابن شُميل ‪ :‬هاذا ( يومٌ ِفصْحٌ ) ‪ ،‬كما تَرى ‪ ،‬الفِصْحُ‬
‫حوُ من القُرّ ‪ ( ،‬و ) يومٌ ( مُفصِحٌ ‪ :‬بل غي ٍم ول قُرّ ) ‪ ،‬ونُفصح من شِتَائِنَا ‪:‬‬
‫( بالكسر ) ‪ :‬الصّ ْ‬
‫نتخلّص ‪ .‬وكذالك أَفصَيْنَا من هاذا القُرّ ‪ ،‬أَي خرجْنَا منه ‪ ،‬وقد َأ ْفصَى ي ْومُنا وَأ ْفصَى القُرّ ‪ِ ،‬إذَا‬
‫ذَهبَ ‪.‬‬
‫غوَتَه ) ‪ ،‬فهو مُفصِحٌ ‪ ( ،‬كفصّحَ ) ‪ ،‬هاكذا عندنا ‪ ،‬بالتشديد ‪ ،‬ومثله في (‬
‫( وأَفصح اللّبنُ ذَه َبتْ رَ ُ‬
‫الَساس ) ‪ ،‬وفي بعض ككَرُمِ ‪ ،‬ثلثيّا ‪ ،‬وعليه اقتصر الجوهريّ في ( الصّحاح ) ‪ ،‬ونصّه ‪:‬‬
‫غ َوةُ ‪ ،‬قال َنضْلَةُ السّلَميّ ‪:‬‬
‫و َفصُحَ اللّبنُ ‪ ،‬إِذا أُخِذتْ عن الرّ ْ‬
‫رَأَوهُ فازد َر ْوهُ و ْهوَ خِرْقٌ‬
‫ل القَبِيحُ‬
‫ويَنْفَعُ أَهلَه الرّج ُ‬
‫شوْا َمصَالَتَه علَ ْي ِهمْ‬
‫فلَمْ َيخْ َ‬
‫ن الفَصيحُ‬
‫حتَ الرّغْوةِ اللّبَ ُ‬
‫وتَ ْ‬
‫ويُروَى ‪ :‬اللّبنُ الصّريح ‪ ( .‬أَو ) أَفصحَ اللّبَنُ ‪ ( :‬انقطعَ اللّبَأُ عنه ) ‪ ،‬وعليه اقتص َر في‬
‫( اللّسَان ) ‪.‬‬
‫( و ) أَفصَحَت ( الشّاةُ ‪ :‬خََلصَ لبنُها ) ‪ ،‬وكذالك الناقَةُ ‪ .‬وقال اللّحْيَانيّ ‪ :‬أَفصحَت الشّاهُ ‪ ،‬إِذا‬
‫س ّميَ اللّبنُ ِفصْحا و َفصِيحا ‪ ،‬وفي ( الَساس ) فصح ‪:‬‬
‫انقطعَ لِ َبؤُهَا وجاءَ اللّبَنُ ب ْعدُ ‪ .‬ور ّبمَا ُ‬
‫ن الَعرابيّ ‪ ،‬قال ‪ :‬وقال‬
‫صفَا ) ‪ ،‬حكاه اب ُ‬
‫سقَاهمْ لَبَنا َفصِيحا ‪ ( .‬و ) أَفصحَ ( ال َب ْولُ ) كأَنّه ( َ‬
‫َ‬
‫رجلٌ من غَنيّ مَ ِرضَ ‪ :‬قد أَقصحَ َبوْلِى اليو َم وكان َأمِس مِثلَ الحِنّاءِ ‪ .‬ولم يُفسّره ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬أَفصحَ ( النّصارَى ‪ :‬جاءَ ِفصْحُهم ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬أَي عِيدُهم )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/19‬‬

‫وهو َنوْرُوزُهم ومُعَيّدُهم ‪ ،‬وهو إِذا أَفطَروا وأَكلوا اللّحمَ ‪ ،‬ومثله في ( المصباح ) ‪ ،‬وقال ابن‬
‫حمَ‬
‫لوّل ‪ ،‬مما تفتحه العَامّة ‪ :‬وهو ِفصْحُ النّصارَى ‪ ،‬إِذا َأكَلوا اللّ ْ‬
‫سكّيت في باب ما هو مكسور ا َ‬
‫ال ّ‬
‫حمْولِ ‪ .‬وأَفصَح ال ّنصَارَى ‪ ،‬بالَلف ‪ :‬أَفطروا ‪ ،‬من ال َفصْح‬
‫ح ْملِ و ُ‬
‫وَأفْطَرُوا ‪ .‬والجمع ُفصُوحٌ ك ِ‬
‫وهو عِيدُهم مثلُ عِيد المسلمين ‪ ،‬وصَومُهم ثماني ٌة وأَربعون يوما ‪ ،‬ويو ُم الَحدِ الكانِئنُ بعد ذالك‬
‫هو العِيد ‪.‬‬
‫( من ) المجاز ‪ ،‬شَرِبْنَا حتّى أَفصحَ ( الصّبْحُ ) ‪ ،‬أَي بدا ضَ ْوؤُه و ( استبانَ ‪ .‬و ) أَفصحَ لك‬
‫ح ) ‪ ،‬وكلّ واضِحٍ ُم ْفصِحٌ ‪.‬‬
‫شيْءُ ‪َ :‬وضَ َ‬
‫جمْجِم ‪ ( .‬و ) أَفصحَ ( ال ّ‬
‫جلُ ‪ :‬بيّنَ ) ولم ُي َ‬
‫( الرّ ُ‬
‫ضوْؤه ) ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪َ :‬فضَحَك ‪.‬‬
‫حكَ الصّبْحُ ) ‪ ،‬أَي ( بانَ لكَ وغَلَبَك َ‬
‫( و ) يقال ‪ :‬قد ( َفصَ َ‬
‫حكَى اللّحْيَانيّ ‪ :‬فصَحَه الصّبْحُ ‪َ :‬هجَمَ عَلَيْه ‪.‬‬
‫وَ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ت ما يقول في َأ ّولِ ما يَتَكلّم ‪ .‬وأَفصحَ الَغتمُ ‪ ،‬إِذا‬
‫أَفصحَ الصّبيّ في مَنْطقة إِفصاحا ‪ ،‬إِذا ف ِهمْ َ‬
‫لمَه بعد غُ ْتمَتهِ ‪ .‬وأَفصحَ عن الشيءَ إِفصاحا ‪ ،‬إِذا بَيّنه وكَشَفه ‪ ،‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬إِذا‬
‫َف ِهمْتَ ك َ‬
‫جمَ ) أَراد بالفصيح بني آدم ‪،‬‬
‫ح وأَع َ‬
‫عفِرَ َلهُ ِبعَددِ كلّ فَصي ٍ‬
‫خصَه ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وفي الحديث ‪ُ ( :‬‬
‫لَ ْ‬
‫ح وصا ِمتٌ ‪.‬‬
‫وبالَعجم البهائمَ ‪ .‬وكذا قولهم ‪ :‬له مالٌ فصي ٌ‬
‫والفصيح في كلم العَامّة ‪ :‬ال ُمعْرَب ‪.‬‬
‫وأَفصحَ الرّجلُ من كذا ‪ ،‬إِذا خَرَجَ منه ‪ ،‬كذا في ( الصّحَاح ) ‪.‬‬
‫شفَ مَسَاوِيَه ) ‪ .‬يَفضَحه َفضْحا ‪ ،‬وهو فِعل مجاوِ ٌز من الفاضح إِلى‬
‫فضح ‪َ ( :‬فصَحَه كم َنعَه ‪ :‬كَ َ‬
‫المفضوح ‪ ( ،‬فافْتضَحَ ) ‪ ،‬إِذَا َر ِكبَ َأمْرا سيّئا فاش َتهَرَ به ‪ ( .‬والسم ال َفضِيَ ُة وال ُفضُوحُ ) ‪ ،‬ك ُقعُود‬
‫‪ ( ،‬والفُضُوحَة ) ‪ ،‬بزيادة الهاءِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/20‬‬

‫( بضمّهما ‪ ،‬وال َفضَاحَة ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬وال ِفضَاح ‪ ،‬بالكسر ) ‪.‬‬


‫ي الفاضِح ) ‪.‬‬
‫ظمَأُ الفادِح أَ ْهوَنُ من ال ّر ّ‬
‫ورجلٌ َفضّاحٌ وفَضُوحٌ ‪ :‬يَفضَح النّاسَ ‪ .‬وفي مثل ( ال ّ‬
‫وفي حديثٍ ( ُفضُوحُ الدّنْيَا أَ ْهوَنُ مِنْ ُفضُوحِ الخِرة ) وتقول ‪ :‬إِذا كان العُذْر واضحا كان العِتَابُ‬
‫فاضِحا ‪.‬‬
‫لفْضَحُ ‪ :‬الَب َيضُ ل شديدا ) في البياض ‪ .‬قال ابنُ ُمقْبل ‪:‬‬
‫( وا َ‬
‫فأَضحَى له جُ ْلبٌ بَأكْنَافِ شُ ْرمَةٍ‬
‫سمَاكيّ من الوَبْلِ أَفضَحُ‬
‫أَجَشّ ِ‬
‫سمَاكيّ ‪ :‬الذي مُطِرَ‬
‫الجِلْب ‪ :‬السّحَاب ‪ ،‬وشُرْمة ‪ :‬موضع ‪ .‬والَجشّ ‪ :‬الذي في رَعْدِه غِلظٌ ‪ .‬وال ّ‬
‫سمَاك ‪ .‬والف ْعلُ منه ( َفضِحَ كَفَرِحَ ‪ ،‬والسم الفُضْحَة ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪ ،‬وقيل ال ُفضْحَة وال ُفضْح ‪:‬‬
‫ب َنوْءِ ال ّ‬
‫ح وفَضحاءُ ‪.‬‬
‫حلَةٍ يخالِطهَا لَونٌ قَبيح يكون في أَلوان الِبل والحَمام ‪ ،‬وال َن ْعتُ أَفض ُ‬
‫غُبْرَة في طُ ْ‬
‫سدُ ) ‪ ،‬لَِلوْنه ‪ ( ،‬و ) كذالك ( البَعير ) ‪ ،‬وذالك من َفضَح الّلوْنِ ‪ .‬قال أَبو‬
‫( و ) الَفضَح ‪ ( :‬الَ َ‬
‫عمْرٍ و ‪ :‬سأَ ْلتُ أَعرابِيّا عن الَفضح فقال ‪ .‬هو لَونُ اللّحْمِ المطبوخِ ‪.‬‬
‫َ‬
‫( و ) من المجاز ( أَفضحَ الصّبحُ ) ‪ ،‬إِذا ( بدَا ) واستنارَ ‪ ( ،‬كفَضّحَ ) ‪ ،‬مشدّدا ‪ ،‬وفي بعض‬
‫حمَ ّر واصفَرّ ) ‪ ،‬قال أَبو ذؤَيبٍ الهذليّ ‪:‬‬
‫خلُ ‪ :‬ا ْ‬
‫النسخ مخفّفا ‪ ( .‬و ) أَفضحَ ( النّ ْ‬
‫حيّ غادِيَةً‬
‫حمُولَ ال َ‬
‫يا َهلْ رَأَ ْيتَ ُ‬
‫كالنّخل زَيّنَها يَنْ ٌع وِإفْضاحُ‬
‫حكَ ) ‪ ،‬بالصاد‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬يقال للنام وقتَ الصّبَاح ‪َ ( :‬فضَحَك الصّبْحُ ) فقُمْ ‪ ،‬أَي ( َفصَ َ‬
‫شهَرَك ‪.‬‬
‫المهملة ‪ ،‬معناه أَنّ الصّبْحَ قد استَنَا َر وتَبَيّنَ حتّى بَيّنَك لمن يَرَاكَ و َ‬
‫شغَلتْ عائشةُ بللً حتّى َفضَحَه‬
‫وفي النهاية ‪ :‬في الحديث ‪ ( :‬أَنّ بِللً أَتَى ليُؤذنه بالصّبْح ف َ‬
‫فالصّبْحُ ) أَي ‪َ :‬دهَمته ُفضْحَةُ الصّبْح ‪ ،‬وهي‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/21‬‬

‫جدّا ظَهرتْ‬
‫ضوْئه ‪ ،‬وقيل معناه أَنّه لما تَبيّنَ الصّبْح ِ‬
‫ضحَه ‪ :‬كَشفَه وبَيّنه للَعْيُن ب َ‬
‫بياضُه وقيل َف َ‬
‫غفْلَتُه عن ال َو ْقتِ فصارَ كما يَفتضِح بعَ ْيبٍ ظهرَ منه ‪.‬‬
‫َ‬
‫حمْ َرةٌ ) ‪ ،‬لستنارته ‪.‬‬
‫( والصّبْحُ الفَضَحُ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬ما َتعْلُوه ُ‬
‫حمْ َرةٌ ) ‪ ،‬لستنارته ‪.‬‬
‫( والصّبْحُ الفَضَحُ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬ما َتعْلُوه ُ‬
‫ح في المالِ ) إِذا كان ( سيّىء القيامِ عليه ) ‪ ،‬بعدم المحافظة له ‪.‬‬
‫( و ) يقال ( هو َفضِي ٌ‬
‫( ويقال لل ُم ْفضِحِ ) الذي اشتهرَ بسوءٍ ‪ ( :‬يا َفضُوحُ ) ‪ ،‬كصَبُور ‪.‬‬
‫( وفاضِحَةُ ‪ :‬ع ) بين جبَالِ ضَرِيّةَ ‪ ،‬وقيل هو بالجيم ‪.‬‬
‫ب مكّة ) عند أَبي قُبيسٍ كان النّاس يَخرجون إِليه لحاجتهم ‪ ( .‬وواد بالشّر ْيفِ‬
‫( وفاضَحٌ ‪ :‬ع قُر َ‬
‫جدٍ ) قُ ْربَ المدينةِ المش ّرفَة ‪ .‬وجبلٌ قُربَ رِيم ‪.‬‬
‫بنَ ْ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫أَفضحَ البُسْرُ إِذا بدَت الحُمرةُ فيه ‪ .‬وسُئل بعض الفقهاءِ عن َفضِيح البُسْ ِر فقال ‪ :‬ليس بال َفضِيح ‪،‬‬
‫سكِرَ منْه ‪.‬‬
‫ولكنّه الفضُوح ‪ .‬أَراد أَنّه يُسكِر فيفضح شاربَه إِذا َ‬
‫واف َتضَحْنَا فيك ‪ :‬فرّطْنَا في زيارتك وتفقّدِك ‪.‬‬
‫وأَرادُوا أَن يتناصَحوا فتفاضَحوا ‪.‬‬
‫وتَفَاضَحَ المُرْتَجِزانِ ‪ ،‬وفاضحَ أَحدُهما الخرَ ‪.‬‬
‫ضوْأَهَا فلم يَتبيّنْ ‪ ،‬وكذا الصّبْح ‪.‬‬
‫ح ال َقمَرُ النّجومَ ‪ :‬غَلَب ضَوؤُه َ‬
‫ومن المجاز ‪َ .‬فضَ َ‬
‫جعَلَه عَرِيضا ) ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫فطح ‪ ( :‬فَطَحَه ‪ ،‬كمَ َنعَه ) ‪َ ،‬فطْحا ( ‪َ :‬‬
‫َمفْطُوحةُ السّيَتَينِ تُوبعَ بَرْيُها‬
‫سقِ‬
‫سفَا ِ‬
‫صَفْرَاءُ ذاتُ أَسِ ّرةٍ و َ‬
‫ظهْرَه َيفْطَحُه فَطْحا ( ضَرَبَه‬
‫كذا في ( الصّحاح ) ‪ ( ،‬كفَطّحه ) تَفطيحا ‪ ( ،‬و ) فَطَحَ ( بال َعصَا ) َ‬
‫طحَت ( المَرَْأةُ بالوَلَدِ ‪َ :‬ر َمتْ ) به ‪ ( .‬و ) فَطَحَ العُودَ وغَيْرَه ‪ ،‬كالحديدِ ‪ ،‬فَطْحا ‪،‬‬
‫بها ‪ ،‬و ) فَ َ‬
‫وفَطّحه تَفطيحا ‪ ( :‬بَرَاه وعَ ّرضَه ) ‪ :‬يقال َفطَحْت الحَديدةَ‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/22‬‬

‫إِذا عَ ّرضْتها وسَويْتها ِبمْسحاةٍ أَو ِمعْزَقٍ أَو غيرِه ‪ .‬قال جرير ‪:‬‬
‫هو القَيْنُ وابنُ القَيْنِ ل قَيْنَ مِثْلُه‬
‫ل الَدَاهِمِ‬
‫ِلفَطْحِ المَسَاحِي أَو لجَ ْد ِ‬
‫( والفَطَح محّركةً ‪ :‬عِ َرضٌ ) في وَسط ( الرّأْسِ والَرنَبةِ ) حتّى يَلْتَزِقَ بالوَجْه ‪ ،‬كالثّور الَفطحِ ‪.‬‬
‫قال أَبو النّجْم يَصفُ الهَامَةَ ‪:‬‬
‫قَ ْبصَاءَ لم ُتفْطَحْ ولم ُتكَ ّتلِ‬
‫ح ومُفطّح ‪ :‬عريضٌ ‪.‬‬
‫ن الفَطَحِ ‪ .‬والتّفطيحُ مثله ‪ .‬ورأْسٌ أَفط ُ‬
‫ورجل أَفطحُ ‪ :‬عريضُ الرأْسِ بَيّ ُ‬
‫طحَاءُ ‪.‬‬
‫وأَرنبةٌ فَ ْ‬
‫( والَفطَحُ ‪ :‬الثّور ‪ ،‬لذالك ) ‪ ،‬صِفة غالبة ‪ ،‬باللم على الصواب ‪ ،‬وفي بعض النّسخ ‪ ( :‬كذلك )‬
‫‪ ،‬بالكاف ‪ ،‬وهو خطأٌ ( و ) الَفطحُ ( ‪ :‬الَف َدعُ ) ‪ ،‬بالعين المهملة وسيأْتي ‪ ( .‬و ) الَفطحُ‬
‫حمْيِها ‪.‬‬
‫( الحِرْباءُ ) الذي تصهر الشّمسُ ظَهرَه ولونَه فيَبيضّ من َ‬
‫خمَةُ البَطْنِ ) عريضةُ الَضلع ‪.‬‬
‫( ونَاقَةٌ فَطُوحٌ ) كصَبور ( ضَ ْ‬
‫( وفَطِحَ النّخلُ كفَرِحَ ‪َ :‬لقِحَ ) ‪ ،‬عن كُراع ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫صفْح ‪.‬‬
‫سطِ من ال َقوْس ‪ ،‬كالفَرِيص ِة وال ّ‬
‫الفَطحاءُ ‪ ،‬للمَوضِع المُنْبَ ِ‬
‫خصّه بالكلم ‪ ،‬قاله الَزهريّ ‪ ( .‬و َفقَحَ الجِ ْروُ ) ‪،‬‬
‫فقح ‪ ( :‬ال ّتفَقّح ‪ :‬التّفتّح ) مطلقا ‪ ،‬ومنهم مَن َ‬
‫بكسر الجِيم وسكون الرّاءِ ولدُ الكَلْب ‪َ ،‬ي ْفقَح َفقْحا ‪ ( ،‬كمنَع ‪ :‬فَتَح عَيْنَيْهِ َأ ّولَ ما َيفْتَح وهو صَغيرٌ )‬
‫صصَ ‪ .‬وص ْأصَأَ إِذا لم َيفْتَح عَيْنَيْه ‪َ ( .‬ك َفقّحَ ) َتفْقِيحا ‪ .‬قال أَبو عُبيد ‪ :‬وفي حديث عُبيد‬
‫ج ّ‬
‫‪ ،‬ومثله َ‬
‫جحْش أَنّه تَنصّرَ بعد إِسلمه فقيل له في ذالك فقال ‪ ( :‬إِنّا َفقّحْنا وصَأْصَأْتُم ) أَي َوضَحَ لنا‬
‫ال بن َ‬
‫الحقّ وعَشِيتم عنه ‪ .‬وقال ابن بَ ّريّ ‪ :‬أَي أَبصَرْنا رُشدَنَا ولم تُ ْبصِرُوا ‪ ،‬وهو مستعار ‪ ( .‬و ) َفقَحَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/23‬‬

‫شيْءَ ) يَفقَحُه‬
‫( فلنا ‪ :‬أَصابَ فَقْحَتَه ) أَي ‪ ،‬دُبرَه ‪ ،‬وسيأْتي الكلمُ علَ ْيهِ قريبا ‪ ( .‬و ) َفقَحَ ( ال ّ‬
‫سفّ الدّواءُ ) ‪ ،‬يمانِيَة ‪ ( .‬و ) َفقَحَ ( النّبَاتُ ‪ :‬أَزهَى وأَزهَرَ ‪ .‬وَ ) ال ُفقّاحُ ‪،‬‬
‫سفّهُ كما يُ َ‬
‫َفقْحا ( ‪َ :‬‬
‫حوَانِ في النّبَات والمَنْبَت ‪ ،‬واحدته ُفقّاحةٌ وهي من نَبات ال ّر ْملِ ‪،‬‬
‫لقْ ُ‬
‫( ك ُرمّانٍ ‪ :‬عُشْبَةٌ ) نحو ا ُ‬
‫ح َمصِيص ( أَو )‬
‫وقيل ال ُفقّاحُ أَشَدّ انضمامَ زَهْر من الُقحوان ‪ ،‬يَلْزَق به التّراب كما يَلْ َزقُ بال َ‬
‫الفُقّاح ( َنوْ ُر الِ ْذخِرِ ) ‪ ،‬قال الَزهَريّ ‪ :‬الفُقّاح من ال ِعطْر ‪ .‬وقد يُجعَل في الدّواءِ ‪ ،‬يقال له ُفقّاحُ‬
‫الِذْخِر ‪ ،‬وهو من الحشيش ‪ .‬وقال أَيضا ‪ :‬هو َنوْ ُر الِ ْذخِر إِذا تَفتّح بُرْعومُه ‪ .‬وكلّ نَو ٍر تفَتّح فقد‬
‫َتفَقّحَ ‪ ،‬وكذالك الوَرْدُ وما أَشبَهه من بَراعيمِ الَنوارِ ‪ .‬و َتفَقّحَت الوَ ْر َدةُ ‪ :‬تفتّحَت ( أَو ) هو ( مِنْ‬
‫كلّ نبت ‪َ :‬زهْرُه ) حين يَنفتِحُ على َأيّ لَونٍ كان ‪ ( ،‬كال َفقْحَة ) ‪ ،‬بفَتْح فسكون ‪ .‬قال عاصمُ بنُ‬
‫مَنظو ٍر الَسديّ ‪:‬‬
‫حةٌ َنوّ َرتْ‬
‫كأَنّك فُقّا َ‬
‫مع الصّبْح في طَرَف الحائرِ‬
‫خلْقِ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ،‬عن كُراع ‪.‬‬
‫( و ) الفُقّاحُ ( مِنَ النّسَاءِ ‪ :‬الحَسَنةُ ال َ‬
‫سعُها ) ‪ ،‬أَي واسعُ حَ ْلقَةِ الدّبرِ‬
‫( والفَقْحَة ) ‪ ،‬بفتح فسكون معروفة ‪ ،‬قيل هي ( حَ ْلقَةُ الدّبُرِ ‪ ،‬أَو وا ِ‬
‫حلْقةِ الدّب ِر ‪ ،‬ول قائلَ به ‪،‬‬
‫ن ال َفقْحَة هي الواسعُ َ‬
‫‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬وهاذه عبارةٌ قَِلقَة ‪ ،‬لَنّ ظاهرَه أَ ّ‬
‫وإِنّما المراد أَنّ الفَقْحَة فيها قولنِ ‪ ،‬فقيلَ ‪ :‬هي حَلْقةُ الدّبر مطلقا ‪ ،‬وقيل هي خَ ْلقَة الدّبرِ الواسِعةُ ‪،‬‬
‫سعُ ‪،‬‬
‫وكأَنّه أَضاف الصّفة إِلى الموصوف ‪ ،‬فتَأ ّملْ ‪ ،‬انتهى ‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬وقيل الدّبُرُ الوا ِ‬
‫ج ْمعِها ‪ ،‬ثم كثُرَ حتّى سمّي كلّ دُبر َفقْحَة ‪ ( .‬ج ِفقَاحٌ ) قال جرير ‪:‬‬
‫وقيل هيَ الدّبُر ب ُ‬
‫ض َعتْ فِقاحُ بني نُميرٍ‬
‫ولوْ ُو ِ‬
‫عَلَى خَ َبثِ الحديدِ إِذا َلذَابَا‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/24‬‬

‫شمّيَت بذالك ‪ ،‬لتّساعها ‪ ( ،‬و ) ال َفقْحَة ‪:‬‬


‫حةِ ) يَمانِيَة ‪ُ ،‬‬
‫( و ) الفَقْحة ( ‪ :‬رَاحَةُ ال َيدِ ‪ ،‬كالفَقَا َ‬
‫ل الِحرامِ ) ‪ ،‬يمانيَة ‪.‬‬
‫( مِنْدِي ُ‬
‫جعَلُوا ظُهورَهُم إِلى ظُهورِهِم ) ‪ ،‬كما تقول ‪َ :‬تقَابَلوا وتظَاهَروا ‪.‬‬
‫( وتَفَاقَحُوا ) ‪ ،‬إِذا ( َ‬
‫( وهو مُتَ َفقّحٌ للشّرّ ) ‪ ،‬أَي ( متهَيّىءُ ) له ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ن وَرَقهِ وب َدتْ أَطرافُه ‪.‬‬
‫فقّحَ الشّجَرُ ‪ :‬انْش ّقتْ عُيو ُ‬
‫ن الوَرْدِ حينَ هَمّ أَن يَتفتّحَ ‪.‬‬
‫وعلى فُلنٍ حُلّةٌ ُفقّاحِيّة ‪ ،‬وهي على َلوْ ِ‬
‫فلح ‪ ( :‬الفَلحُ ‪ ،‬مح ّر َك ًة ‪ ،‬والفَلَحُ ‪ :‬ال َفوْزُ ) بما ُيغْتبَط به وفيه صَلحُ الحال ‪ ( .‬والنّجاةُ ‪ ،‬والبَقاءُ‬
‫في ) النّعيم ‪ ،‬و ( الخَيرِ ) ‪ .‬وفي حديث أَبي الدّحداح ( بشّرك اللّهُ بخَير وفَلَحٍ ) أَي َبقَا ِء و َفوْزٍ ‪،‬‬
‫وهو مقصورٌ من الفَلح ‪ ،‬وقولهم ‪ :‬ل َأ ْف َعلُ ذالك فَلحَ الدّهْرِ ‪ ،‬أَي بقاءَه ‪ .‬وقال الشاعر ‪:‬‬
‫ولكنْ لَيس في الدّنْيَا فَلَحُ‬
‫سكّيت ‪ :‬الفَلَحُ والفَلحُ ‪ :‬البقاءُ ‪ ،‬قال الَعشى ‪:‬‬
‫أَي بقاءٌ ‪ ،‬وفي ( التهذيب ) عن ابن ال ّ‬
‫حيَ يا َلقَومٍ مِنْ فَلَحْ‬
‫ولئن كنّا ك َقوْمٍ َهلَكوا ما ِل َ‬
‫وقال عَديّ ‪:‬‬
‫ثمّ بع َد الفَلَحِ والرّش ِد والِ‬
‫مّ ِة وَارَ ْتهُم هُنَاكَ القُبورُ‬
‫سعْديّ ‪:‬‬
‫وقال الَضبطُ بن قُرَيعٍ ال ّ‬
‫سعَهْ‬
‫لكلّ هَمَ من ال ُهمُومِ َ‬
‫ح معَهْ‬
‫سيُ والصّبْحُ ل فَلَ َ‬
‫والمُ ْ‬
‫حيّ على الفَلَح ) ‪ ،‬يعني هَُلمّ على‬
‫يقول ‪ :‬ليس مع كرّ اللّيلِ وال ّنهَارِ بقاءٌ ‪ .‬وفي حديث الَذان ‪َ ( :‬‬
‫ن الَثير ‪ :‬وهو من أَفلَحَ ‪ ،‬كَالنّجَاح‬
‫بَقاءِ الخَير ‪ .‬وقيل ‪َ :‬أسْ ِرعْ إِلى الفَوزِ بالبقاءِ الدّائمِ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫من أَنجَحَ ‪ ،‬أَي هَُلمّوا إِلى‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/25‬‬

‫جمَاعَة ‪.‬‬
‫سَببِ البقاءِ في الجَنّة والفَوْزِ بها وهو الصّلة في ال َ‬
‫قلت ‪ :‬فليس في كلم العرب كلّه أَجمعُ من لفظَةِ الفلحِ لخي َرىِ الدّنيا والخرة ‪ ،‬كما قاله أَئمّةُ‬
‫اللّسَان ‪ ( .‬و ) في الحديث ‪ ( :‬صَلّينا مع رسول ال صلى ال عليه وسلمحتّى خَشِينَا أَن َيفُوتَنا‬
‫الفَلحُ ) أَي ( السّحورُ ) ‪ ،‬كالفَلَح ؛ لبقاءِ غَنَائِه ‪ .‬وعبارة ( الَساس ) و ( الصّحاح ) ‪ ( :‬لَنّ به‬
‫بقاءَ الصّوم ‪ ،‬وأَصلُ الفَلحِ ال َبقَاءُ ) ‪.‬‬
‫ح وما يُشاركه كَالفَلْق والفَلْد والفلْ ِذ ونحو ذالك يَ ُدلّ‬
‫( والفَلْح ‪ :‬الشّقّ ) والقَطْع ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬الفَلْ ُ‬
‫ق والفَتْح ‪ ،‬كما في الكشّاف ‪ ،‬وصَرّحَ به الرّاغبُ وغيره ‪ .‬وهو بناءً على ما عليه قُدماءُ‬
‫على الشّ ّ‬
‫أَهلِ الّلغَة من أَنّ المشاركةَ في أَكثرِ الحروف اشتقاقٌ يدور عليه معنَى الما ّدةِ ‪ ،‬فيتّحد أَصلُ مَعناهَا‬
‫ويتغايَرُ في َبعْض الوُجوه ‪ ،‬كما هو صَني ُع صَاحبِ التهذيب والعَيْن وغيرهما ‪ .‬انتهَى المقصود‬
‫منه ‪.‬‬
‫شقّه ‪ ( .‬و ) الفَلْح ‪ ( :‬ال َمكْر ) ‪ ،‬كالتفليح ‪ ،‬ويأْتي قريبا ‪ ( .‬و ) الفَلْح ( ‪:‬‬
‫وفَلَحَ رَأْسَه فَلْحا ‪َ :‬‬
‫طمَئنّ إِليك فيقول لك ِبعْ لِي عَبْدا أَو مَتاعا أَو اشْتره‬
‫جشُ في البَيْع ) ‪ ،‬وقد فَلحَ به ‪ ،‬وذالك أَن يَ ْ‬
‫النّ ْ‬
‫لي ‪ ،‬فتأْتى التجارَ فتَشتريه بالغَل ِء وتَبيع بال َوكْس وتُصيب من التاجر ‪ .‬وهو الفَلّح ‪ .‬وفي‬
‫( التهذيب ) ‪ :‬والفَلْح النّجْشُ ‪ ،‬وهو زيادة المكْتَرِي ليَزيدَ غيرُه ف َيغُرّ به ‪ ( ،‬كالفَلَحة ) بالفتح ‪ .‬و‬
‫( فِعلُ الكلّ ) فَلَحَ ‪ ( ،‬كمَنَع ) ‪ ،‬يفلَح فَلْحا ‪.‬‬
‫ق الفَلَحةُ‬
‫شقّها ‪ ،‬واسم ذالك الشّ ّ‬
‫( و ) الفَلَحُ ( محرّكةً ‪ :‬شَقّ في الشّفةِ ) ‪ .‬وقد فَلحها يَفلَحها فَلْحا َ‬
‫مثل القَطَعة ‪ .‬وقيل ‪ :‬الفَلَحُ ‪ :‬شَقّ في وَسطها دون العَلَم ‪ .‬وقيل هو تَشقّقٌ في الشّفةِ واسترخاءٌ‬
‫جلٌ‬
‫شفَاهَ الزّنْج ‪َ ،‬ر ُ‬
‫وضِخَم ‪ ،‬كما ُيصِيب ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/26‬‬

‫سفْلَى ) ‪ ،‬فإِذا كَان في العُلْيَا فهو‬


‫شقّ في الشّفة ( ال ّ‬
‫ح وامرَأةٌ فلْحاءُ ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ :‬الفَلَح ‪َ :‬‬
‫َأفْل ُ‬
‫عَلَمٌ ‪.‬‬
‫( والفَلّح ‪ :‬المَلّح ) ‪ ،‬وهو الذي يَخدُمُ السّفنَ ‪.‬‬
‫لكّار ) ‪ ،‬لَنّه يَفلَحُ‬
‫شقّها للحَرْث ‪ ( .‬و ) الفَلّح ‪ ( :‬ا َ‬
‫َوفَلحَ الَرْض للزّراعة َيفْلَحها فَلْحا ‪ ،‬إِذا َ‬
‫الَ ْرضَ ‪ ،‬أَي يَشقّها ‪ ،‬وحرْفتُه الفِلَحَة ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬وأَحْسَبُك من فَلّحَة اليمن ‪ ،‬وهم‬
‫لكّار ‪،‬‬
‫لكَرَة ‪ ،‬لَنّهم يَفلحون الَرضَ ( أَي ) يَشقّونها ‪ ( .‬و ) الفَلّح ‪ ( :‬ال ُمكَارِي ) ‪ ،‬تشبيها با َ‬
‫اَ‬
‫عمْرِو بنِ أَحمرَ الباهليّ ‪:‬‬
‫ومنه قولُ َ‬
‫طلٌ تكِيلُ الزّيتَ فيه‬
‫لهَا رِ ْ‬
‫وفَلّحٌ يَسوقُ لها حمَارَا‬
‫كذا في ( التهذيب ) ‪.‬‬
‫( و ) قال ال تعالى ‪ 002 . 7 { :‬قد اءَفلح المؤمنون } ( المؤمنون ‪ ) 1 :‬أَي ‪ُ :‬أصِيرُوا إِلى‬
‫الفَلَح ‪ .‬قال الَزه ِريّ ‪ :‬وإِ ّنمَا قيل لَهل الجَّنةِ ُمفْلِحُونَ ل َفوْزِهم ببَقاءِ الَبدِ ‪ .‬وقال أَبو إِسحاق في‬
‫قوله عزّ وجلّ ‪ 002 . 7 { :‬اءَولئك هم المفلحون } ( الَعراف ‪ُ ) 157 :‬يقَال لكلّ مَن أَصابَ‬
‫ح ‪ .‬وقول عَبِيد ‪:‬‬
‫خَيْرا مُفل ٌ‬
‫َأفْلِحْ بما شِ ْئتَ فقد يُبلَغ بال‬
‫ع الَريُب‬
‫ّن ْوكِ وقد يُخَ ّد ُ‬
‫حمْق فَقد يُرْزَق الَحمقُ‬
‫ع ْقلٍ و ُ‬
‫عشْ بما شِ ْئتَ من َ‬
‫ظفَرْ ‪ .‬وفي ( التهذيب ) يقول ِ‬
‫معناه فُزْ وَا ْ‬
‫ويُحرَمُ العاقلُ ‪.‬‬
‫ظفِرَ بِا ْلمُ ْلكِ‬
‫وقال اللّيْث في قولِه تعالى ‪ 002 . 7 { :‬وقد اءَفلح ‪ . .‬استعلى } ( طه ‪ ) 64 :‬أَي ‪َ :‬‬
‫مَن غََلبَ ‪.‬‬
‫طلْحة بن‬
‫شيْءِ ‪ :‬عاشَ به ) ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬المعروف أَنّه رباعيّ لزم ‪ ،‬وقرأَ َ‬
‫وأَفلَحَ ( بال ّ‬
‫عمْرو بن عُبيد { ‪ 002 . 7‬قد افلح المؤمنون } بالبناءِ للمفعول ‪ ،‬حكاه الشيخ أَبو‬
‫ُمصَرّف ؛ و َ‬
‫حَيّان في البحر ‪ ،‬ونقله في العناية وبَسَطه ‪.‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/27‬‬

‫( والتّفليح ‪ :‬الستهزا ُء وال َمكْرُ ) ‪ ،‬وقد فَلّحَ بهم تَفليحا ‪َ :‬مكَ َر وقال غيرَ الحقّ ‪ .‬وقال أَعرابيّ ‪ :‬قد‬
‫فلّحوا به ‪ ،‬أَي مَكرُوا ‪.‬‬
‫( و ) قال ابن سِيده ‪ ( :‬الفَلَحةُ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬القَرَاحُ من الَرضِ ) الذي اس ُتقّ للزّرْع ‪ ،‬عن أَبي‬
‫حنيفة ‪ ،‬وأَنشد لحسّان ‪:‬‬
‫دَعُوا فََلحَات الشّام قد حَالَ دُو َنهَا‬
‫ض الَواركِ‬
‫طعَانٌ كَأَفوَاهِ المَخَا ِ‬
‫ِ‬
‫َيعْنِي المَزا ِرعَ ‪ .‬ومن رواه ‪ ( :‬فَلَجات الشأْم ) بالجيم ‪ ،‬فمعناه ما اشتُقّ من الَرض للدّبار ‪ ،‬كلّ‬
‫ذلك قول أَبي حنيفة ‪ ،‬كذا في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫( والفَلِيحة ‪ :‬سَ ِنفَةُ المَرْخِ إِذا انشقّت ) ‪ ،‬ويروَى بالجيم ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫( ومن أَلفاظ ) الجاهليّة في ( الطّلق ) قال شيخنا ‪ :‬أَي الدّالّة عليه بالكنايَة ‪ .‬لَنّه لَ يَلزم معَه ِإلّ‬
‫بمقارنَة النّيّة ‪ ،‬كما عرف في الفروع ‪ ( :‬اس َتفْلِحِي بَأمْ ِركِ ) ‪ ،‬أَي فُوزى به ‪ .‬وفي حديث ابن‬
‫مسعود أَنّه قال ‪ :‬إِذا قال الرجلُ لمرأَتهِ استفلِحِي بَأمْرِك ‪ ،‬فَقَبِلَتْه ‪ ،‬فواحدةٌ بائنة ‪ .‬قال أَبو عُبَيْدَة ‪:‬‬
‫معناه اظفَرِي بأَمرِك ‪ ،‬واسْتَبِدّي بأَمرك ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬وهو مَ ْروِيّ بالجيم أَيضا ‪ .‬وقد تقدّمت‬
‫خشَ ِريّ ‪ ،‬عند قوله تعالى ‪002 . 7 { :‬‬
‫جهَيْن ضَ َبطَه البَيضَاويّ تَ َبعَا لل ّزمَ ْ‬
‫الِشارة في مَحلّه ‪ ،‬وبالوَ ْ‬
‫اولئك هم المفلحون } ( الَعراف ‪. ) 157 :‬‬
‫لكّار ‪.‬‬
‫( والفَلَحَة ‪ ،‬بالفتح ) ‪ ،‬وضبطَه صاحب اللسان بالكسر ‪ ( :‬الحِرَاثة ) ‪ ،‬وهي حِ ْرفَة ا َ‬
‫شقُوقٌ ) من البَرد ‪ .‬ويُروَى بالجيم أَيضا ‪.‬‬
‫جلِه فُلُوحٌ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬أَي ( ُ‬
‫( و ) يقال ‪ :‬فُلنٌ ( في رِ ْ‬

‫ق والقَطْع ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬


‫( و ) الفَلْحُ ‪ :‬الشّ ّ‬
‫حصَحُ‬
‫قد عَِل َمتْ خَ ْيُلكَ أَنّى الصّ ْ‬
‫حدِيدِ ُيفْلَحُ‬
‫إِنّ ( الحَدِيدَ بال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/28‬‬

‫طعْته ‪.‬‬
‫ق ويُقْطَع ) ‪ .‬وأَورَد الَزهريّ هاذا البيتَ شاهدا مع فَلَحْت الحَديدَ إِذا َق َ‬
‫شّ‬‫أَي يُ َ‬
‫ح َمدَ أَسماءٌ ) ‪.‬‬
‫حسِن ‪ ( ،‬وكَسَحَاب وزُبَي ٍر وأَ ْ‬
‫( ومُفْلِح ) ‪ :‬كم ْ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫قَومٌ أَفلحٌ ‪ :‬فائزُون ‪ ،‬قال ابن سيده ‪ :‬ل أَعرفُ له واحدا ‪ .‬وأَنشد ‪:‬‬
‫بَادُوا فلم َتكُ أُول ُهمْ كآخِرِ ِهمْ‬
‫و َهلْ يُ َثمّرُ أَفلحٌ بَأفْلحِ‬
‫سهِم )‬
‫أَي قَّلمَا ُي ْعقِبُ السّلفُ الصالحُ ِإلّ الخََلفَ الصّالِحَ ‪ .‬وفي الحديث ( كلّ قَومٍ على َمفْلَحةٍ من أَنفُ ِ‬
‫وهي مَفعَلَة من الفَلَح ‪ ،‬وهو مِثْل قوله تعالى ‪ُ { :‬كلّ حِ ْزبٍ ِبمَا لَدَ ْي ِهمْ فَرِحُونَ } ( المؤمنون ‪53 :‬‬
‫) و ( الروم ‪. ) 32 :‬‬
‫شفَة السّفلَى ‪ .‬وفي حديث ك ْعبٍ ‪ ( :‬المرَأةُ إِذا‬
‫والفَلَحَة ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬مَوضِعُ الفَلَح وهو الشّقّ في ال ّ‬
‫خطّابيّ‬
‫شفَت ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬قال ال َ‬
‫ت و َتقَ ّ‬
‫ت وتنكّبَتِ الزّينة ) أَي تَشقّق ْ‬
‫ح ْ‬
‫جهَا َتفَلّ َ‬
‫غابَ عنها ‪َ :‬زوْ ُ‬
‫‪ :‬أُراه َتقَلّحَت ‪ ،‬بالقاف ‪ ،‬من القَلَح وهو الصّفرة الّتي تعلو الَسنانَ ‪.‬‬
‫سيّ يَُلقْب الفَلحاءَ ‪ ،‬لفَلَحَة كانت به ‪ ،‬وإِنّما ذَهبوا إِلى تأْنِيث الشّفة ‪ ،‬قال شُرَيحُ بنُ‬
‫وكان عنترةُ العَبْ ِ‬
‫سعَدَ التّغلبيّ ‪:‬‬
‫بُجَيرِ بنِ أَ ْ‬
‫سوْءِ أَذلّةٌ‬
‫ولوْ أَنّ َقوْمِي َقوْمُ َ‬
‫عصْيَدُ‬
‫عوْفٍ و ِ‬
‫ع ْوفُ بنُ َ‬
‫لَخْرَجَني َ‬
‫لمّا‬
‫وعَنْتَ َرةُ الفلْحَاءُ جاءَ مُ َ‬
‫عمَايةَ أَسودُ‬
‫كأَنّهُ فِنْدٌ مِنْ َ‬
‫صفَة لتأْنِيثِ السم ‪ .‬قال الشّيخ ابن بَ ّريّ ‪ :‬كان شُرَيْح قال هاذه ال َقصِيدةَ بسَبب ح ْربٍ كانت‬
‫أَ ّنثَ ال ّ‬
‫عمَايةُ ‪ :‬جَبلٌ‬
‫خصِ من الجَبل ‪ .‬و َ‬
‫بينه وبين بني مُ ّرةَ بنِ فَزارة وَعَبْس ‪ .‬والفِنْ ُد القِطْعة العظيمةُ الشّ ْ‬
‫ث الفَلحاءِ إِتباعٌ‬
‫لمَته وهي الدّ ْرعُ ‪ .‬قال ‪ :‬وذكَرَ النحويّون أَن تأْني َ‬
‫س ْ‬
‫عظيمٌ ‪ .‬والمُلَمُ ‪ :‬الذي قد ل ِب َ‬
‫لتأْنيث لفْظ عنت َرةَ ‪ .‬قال ابن منظور ‪ :‬ورأَ ْيتُ في بعض حواشي نُسخ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/29‬‬

‫حصْنِ بن حُذَيفةَ أَو‬


‫عصْي ٌد لقبُ ِ‬
‫الُصول الّتي نَقلْت منها ما صُورته ‪ :‬في الجمهرة لبن دريدٍ ‪ِ .‬‬
‫حصْن ‪.‬‬
‫عُيينةَ بنِ ِ‬
‫ن والقَ َدمَينِ ‪ :‬أَصابَه فيها تَشقّقٌ من البَردِ ‪.‬‬
‫شفَةِ واليَدي ِ‬
‫ورجلٌ مُتفلّحُ ال ّ‬
‫والفَيْلحَانيّ ‪ :‬تِينٌ أْودُ يَلِي الطّبّارَ في ال ِكبَ ‪ ،‬وهو يَتقلّع إِذا بَلغَ ‪ ،‬شديدُ السّوادِ ‪ ،‬حكاه أَبو حنيفة ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وهو جَيّدُ الزبيبِ ‪ .‬يعني بالزّبيب يابسَه ‪.‬‬
‫حضْ َرمِيّ‬
‫فلدح ‪ ( :‬الفَلَنْدَحُ ‪ :‬الغَلِيظُ ) ال ّثقِيلُ ‪ ،‬ولم يَذكره صاحبِ اللسان ‪ ( .‬و ) الفَلَنْدَح ‪ ( :‬والدُ َ‬
‫شجّع تشجيعا ‪ ( ،‬الشّاعر ) ‪.‬‬
‫جعِيّ ) ‪ ،‬على صيغة اسم الفاعل ‪ ،‬من َ‬
‫شّ‬‫المُ َ‬
‫شيْءٍ عرّضتَه فقد فَ ْلطَحتَه ‪ .‬وعن أَبي الفَرَج‬
‫سطَه وَعَ ّرضَه ) ‪ .‬وكلّ َ‬
‫ح القُ ْرصَ ‪ :‬بَ َ‬
‫فلطح ‪ ( :‬فَلْطَ َ‬
‫ن ك ْعبٍ ‪ ،‬يَصف حَّيةً ‪:‬‬
‫ص وفَلْطَحه ‪ ،‬وأَنشد لرجل من بَلحارث ب ِ‬
‫فَرْطَح القُ ْر َ‬
‫جعَِلتْ َلهَا ِزمُه عِزِينَ ورأْسُه‬
‫ُ‬
‫شعِيرِ‬
‫طحِينِ َ‬
‫الكفُرْص فُ ْلطِحَ من َ‬
‫وقد تقدّم هاذا البيتُ بعينه في فرطح بالرّاءِ ‪ ،‬وذكَرَه الَزهريّ باللم ‪.‬‬
‫ش ْوكَةٌ‬
‫حةٌ لها َ‬
‫سعٌ ‪ ،‬وفي حديث القِيَامَةِ ( عليهِ حَسكَةٌ ُمفَلْطَ َ‬
‫وعن ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬رَغيفٌ مُفلْطَح ‪ .‬وا ِ‬
‫عقِيفَة ) ‪ .‬ال ُمفَلْطَح ‪ :‬الذي فيه عِ َرضٌ واتّسَاع ‪.‬‬
‫َ‬
‫( ورَأْس فِلْطَاحٌ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( ،‬و ُمفَلْطَح ) ‪ ،‬أَي ( عَريضٌ ) ‪ .‬ذكَرَ ابن بَ ّريّ في ترجمة فرطح‬
‫قال ‪ :‬هاذا الحَرفُ أَعنِي قولَه ُمفَلْطَح ‪ ،‬الصحيح فيه عند المح ّققِين من أَهل اللغة أَنّه مُفلْطح ‪،‬‬
‫باللم ‪.‬‬
‫وفي الخبر أَن الحسن البصريّ مرّ على باب ابنِ هُبَيْرةَ وعليه القُرّاء ‪ ،‬فسلّمَ ثمّ قال ‪ :‬ما لِي أَراكم‬
‫حلَقتم ُرؤُوسَكم ‪ ،‬و َقصّرْتم أَكمامَكم ‪،‬‬
‫شوَارِبَكم ‪ ،‬و َ‬
‫جُلوسا ‪ ،‬قد أَحفَيتُم َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/30‬‬

‫ضحَكم ال ‪.‬‬
‫وفَلطحْتُم نِعالكم ‪ ،‬فضختم القُرّاءَ َف َ‬
‫خطّابيّ ‪ ،‬هي ال ّرقَاقة الّتي قد‬
‫طحَة ) ‪ ،‬قال ال َ‬
‫وفي حديث ابن مسعود ‪ ( :‬إِذا ضَنّوا عليه بالمُفَلْ َ‬
‫ط ْلفَحة ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫سطَت ‪ ،‬وقال غيره ‪ :‬هي الدّراهم ‪ ،‬ويُروَى المُ َ‬
‫طحَت ‪ ،‬أَي بُ ِ‬
‫فُل ِ‬
‫( وفِلْطَاحٌ ‪ :‬ع ) ‪.‬‬
‫جمَعَ ) ‪.‬‬
‫جلُ ( ما في الِنَاءِ ) ‪ ،‬إِذا ( شَرِبَه أَو أَكلَه َأ ْ‬
‫فلقح ‪ ( :‬فَ ْلقَحَ ) الرّ ُ‬
‫حيّ ) ‪ ،‬إِذا كَان ( َيضْحَك في وُجوهِ النّاس ‪ .‬و ) يقال أَيضا ‪ :‬فلنٌ ( يَ َتفَلْقَحُ أَي‬
‫( وَرَجُل فَ ْلقَ ِ‬
‫يستبشر إِليهم ) ‪ .‬وهاذه المادة لم يذكرها ابن منظُور في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫فنح ‪ ( :‬فَنَح الفَرَسُ من الماءِ ‪ ،‬كمَنَع ‪ :‬شَ ِربَ دونَ ال ّريّ ) ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫والَخْذُ بالغَبُوق والصّبُوحِ‬
‫مُبَرّدٌ ِل ِمقَْأبٍ فَنُوحِ‬
‫ال ِمقْأَب ‪ :‬كَثيرُ الشّرْب ‪.‬‬
‫فنطح ‪ ( :‬فَنْطَحٌ ) ‪ .‬كجعفر ‪ ( ،‬اسمٌ ) ‪ ،‬وفي بعض النُسخ بالضّمّ ‪.‬‬
‫سكُ ) *!يَفوح *!ويفِيح ( *! َفوْحا *!وفُؤُوحا *!و َفوَحَانا ) ‪ ،‬محرّكةً ‪،‬‬
‫فوح ‪!* ( :‬فَاحَ المِ ْ‬
‫جدَانُك الرّيحَ الطّيّبة‬
‫ح وِ ْ‬
‫( *!وفَيْحا *!وفَيَحانا ‪ :‬انْ َتشَ َرتْ رَائحتُه ) والمادّة واويّة ويائيّة ‪!* ،‬والفَوْ ُ‬
‫‪ ( .‬ول يقال في ) الرّائحة ( الكَرِيهةِ ) ‪ ،‬على الصواب ‪ ،‬كما في ( المصباحِ ) و ( الَساس )‬
‫والنوادر ‪ ( .‬أَو عامّ ) في الرّائحتين ‪ ،‬وهو مَرجوحٌ ‪!* .‬وفاح الطّيبُ *!يَفوح *! َفوْحا ‪ ،‬إِذا‬
‫حتْ رِيحُه وفَاخَت بمعنًى ‪ .‬وقال أَبو زيد ‪!* :‬ال َفوْح من الرّيح‬
‫تَضوّع ‪ ،‬وقال الفرّاءُ ‪!* :‬فا َ‬
‫والفَوخ ‪ ،‬إِذا كان لها صَوتٌ ‪.‬‬
‫( و ) *!فاحَت ( القِدْرُ ‪ :‬غََلتْ ) *! َتفِيحُ *!و َتفُوح ‪ ،‬وقد أَخرَجه مُخْرَج التّشْبِيه ‪ ،‬أَي كأَنّه نارُ‬
‫جَهنّمَ في حَرّها ‪!* ( .‬وأَفحْتُها ) أَنا ‪ .‬وذكره ابن منظور في الياءِ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/31‬‬

‫حتْ ) ‪ ،‬أَي قَ َذ َفتْ ( بالدّمِ ) ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪:‬‬


‫( و ) *!فاحَت ( الشّجّةُ ) *! َتفِيح *!فَيْحا ‪َ ( :‬نفَ َ‬
‫حهُ ‪ :‬هَرَاقَه )‬
‫صبّ ‪!* ( .‬وأَفا َ‬
‫فارَت بالدّم الكثير ‪ .‬وفاح الدّمُ فَيْحا *!وفَيَحَانا وهو *!فاحٍ ‪ :‬ا ْن َ‬
‫ب الَعْلَمُ ‪ ،‬وهو جاهليّ ‪:‬‬
‫س َفكَه ‪ .‬ودَمٌ *! ُمفَاحٌ ‪ :‬سائلٌ ‪ ،‬قال أَبو حَ ْر ٍ‬
‫وَ‬
‫جحْجَاجَا‬
‫نحنُ قَتَلْنَا المِلكَ ال َ‬
‫ولمْ نَ َدعْ لِسارِحٍ مُرَاحَا‬
‫ِإلّ دِبَارا أَو دَما *!مُفاحَا‬
‫لفْيَح *!والفَيّاح ‪ :‬كلّ موضعٍ واسعٍ ‪ ،‬يقال ‪:‬‬
‫سعَة والنتشار ‪!* .‬وا َ‬
‫( و ) *!الفَيْح *!والفَيَحُ ‪ :‬ال ّ‬
‫( بحرٌ *!َأفْيَحُ ) بَيّنُ *!الفَيَحِ ‪ .‬وفي ( المصباح ) ‪ :‬وادٍ *!َأفْيَحُ ‪ ،‬على غير قياس ‪ ( .‬و ) بَحرٌ‬
‫( *!فيّاحٌ بَيّنُ *!الفَيَحِ ‪ :‬واسعٌ ) ‪ ،‬وال َفعْل منه *!فاحَ *! َيفَاحُ *!فَيْحا ‪ ،‬وقِيَاسه*! فَيِحَ *! َيفْيَحُ ‪.‬‬
‫وفي حديث أُمّ زَ ْرعٍ ‪ ( :‬وبَي ُتهَا *!فَياحٌ ) ‪ ،‬أَي واسعٌ ‪ ،‬رواه أَبو عُبيد مشدّدا ‪ .‬وقال غيره ‪:‬‬
‫صوَابُ التخفيفُ ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫ح كقَطَامِ اسمٌ للغارَة ‪ .‬و ) كان يقال للغارَة‬
‫سعَت ‪!* ( .‬فَيَا ِ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬فاحَت الغا َرةُ ‪ :‬اتّ َ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬فِيحِى‬
‫سعَت ‪ .‬وقال َ‬
‫في الجاهلِيّة ( *!‪-‬فِيحِى *!فيَاحِ ) ‪ ،‬وطالك إِذَا َد َفعَت الخَيلُ المُغيرةُ فاتّ َ‬
‫( أَي اتّسِعي ) عليهم وتفَ ّرقِي ‪ .‬قال غَ ِنيّ بن مالك ‪:‬‬
‫دَفعْنا الخَ ْيلَ شائلةً عليهمْ‬
‫وقُلْنا بالضّحَى فِيحِى فَيَاحِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/32‬‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬قولهم للغَا َرةِ ‪ ،‬فيحِى فَيَاحِ ‪ ،‬الغَا َرةُ هِي الخَيْل المُغي َرةُ تُصبّح حَيّا نازلين ‪ ،‬فإِذا‬
‫سعُوا وانتَشرُوا‬
‫أَغارَت على ناحيةٍ من الحيّ تحرّزَ عُظْمُ الحيّ ولجئُوا إِلى وَزَرٍ يَلوذُونَ ‪ ،‬وإِذا اتّ َ‬
‫عةٌ‬
‫ح لَنّها جما َ‬
‫سمّاها فَيَا ِ‬
‫جمَعَ ‪ .‬ومعنَى فِيحِى ‪ :‬انتشرِي أَيّتها الخَ ْيلُ المغيرةُ ‪ .‬و َ‬
‫حيّ أَ ْ‬
‫أَحرزُوا ال َ‬
‫مؤنّثة ‪ ،‬خَرجَت مَخْرَجَ َقطَامِ وحَذا ِم وكَسَابِ ‪.‬‬
‫س َعةُ من الدّورِ ) والرّيَاض ‪ ( .‬و ) *!الفَيْحَاءُ ‪ ( :‬حَسَاءٌ مُ َتوْ َبلٌ ) ‪ ،‬أَي حَسَاءٌ‬
‫( *!والفَيْحَاءُ ‪ :‬الوَا ِ‬
‫مع َتوَا ِبلَ ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه في هذه المادة ‪:‬‬
‫سطُوعِه ‪!* .‬و َفوْحُ الحَ ْيضِ ‪ُ :‬معْظَمه وَأوّلُه ‪.‬‬
‫*! َفوْحُ الحَرّ ‪ :‬شِ ّدةُ ُ‬
‫حتْ أَنوارُه ‪.‬‬
‫جعَات الَساس ‪ :‬نَزلْنا في ُبسْتانٍ تَناوَحت أَطيارُه *!وتَفاو َ‬
‫ومن شَ َ‬
‫طعْنةٌ *!فَيّاحةٌ ‪ .‬ورجلٌ *!فَيّاحٌ ‪ :‬فَيّاضٌ َنفّاحٌ كَثيرُ العَطَايا ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪َ :‬‬
‫وذَكرَه صاحب النهاية في الياءِ‬
‫س َعةِ البِلَدِ ) ‪.‬‬
‫صبُ الرّبِيعِ في َ‬
‫خ ْ‬
‫فيح ‪!* ( :‬الفَيْح *!والفُيُوحُ ) ‪ ،‬ك ُقعُود ‪ِ ( :‬‬
‫والجمْع *!فُيُوحٌ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫تَرْعَى السّحَابَ ال َع ْهدَ *!والفُيُوحَا‬
‫ي والفُتوحا بالتّا ِء ‪ .‬والفَتْح والفُتُوح من الَمطارِ ‪ .‬قال ‪ :‬وهاذا‬
‫قال الَزهريّ ‪ :‬رواه ابنُ الَعراب ّ‬
‫هو الصحيح ‪ ،‬وقد ُذكِرَ في مكانه ‪.‬‬
‫حةٌ ) ‪ ،‬إِذا كَانَت ( ضَخمةَ الضّ ْرعِ غَزِيرةَ اللّبَنِ ) ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬ناقةٌ *!فَيّا َ‬
‫حةَ ال ّرفُودَا‬
‫قد َتمْنَحُ *!الفَيّا َ‬
‫صعُودَا‬
‫تَحسِ ُبهَا حالبَةً َ‬
‫( *!وفَيْحَانُ ‪ :‬ع ) كثي ُر الوُحوشِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/33‬‬

‫لفْيَح ‪ :‬قال الرّاعِي ‪:‬‬


‫سعْد ) ‪ ،‬بين الحِجاز والشأْم ‪َ ،‬فعْلنُ من *!ا َ‬
‫( في ديار بنِي َ‬
‫أَو رَعْلَةٌ من َقطَا *!فَيْحَانَ حَلَها‬
‫عَن ماءِ يَثْرِ َبةَ الشّبّاكُ وال ّرصَدُ‬
‫( *!وفَيْحَةُ ) ‪ :‬موضع ( في ديارِ مُزَينَةَ ) ‪.‬‬
‫( *!وفَيْحُونةُ ‪ :‬اسمُ امرَأةٍ ) لها ِذكْرٌ ‪.‬‬
‫ظهِي َرةِ ‪ :‬أَبْ ِردْ ) ‪ ،‬أَي َأ ِقمْ حتّى يَسكُنَ عنك النّهارُ ويَبرد ‪ .‬وقال ابنُ الَعرابيّ‬
‫( *!وَأفِحْ عنك من ال ّ‬
‫ق وأَهْرِىء ‪ ،‬وأَبِخْ وبخْبح وَأفِخ ‪ ،‬إِذا أَمرْتَه بالِبراد ‪ ،‬قال‬
‫ظهِيرة ‪ ،‬وأَهْرِ ْ‬
‫‪ :‬يقال ‪ :‬أَ ِرقْ عنك من ال ّ‬
‫ابن سيده ‪ :‬وهي واويّة ويائيّة ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫جهَنّمَ ) وهو‬
‫سطَعَ وهَاجَ ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬شِ ّدةُ القَيْظ مِنْ فَيحُ َ‬
‫*!فاحَ الحَرّ *!يَفِيح *!فَيْحا ‪َ :‬‬
‫مَجا ٌز ‪ ،‬واويّة ويائيّة ‪ ،‬وفي الَساس أَنه مأْخُوذ من فاحَت الشّجّةُ ‪ ،‬وعن أَبي زيد ‪ :‬يقال لو مَلَكتُ‬
‫( الدّنيا ) لفَيّحْتها في يومٍ ‪ ،‬أَي أَنفقْتها وفَ ّرقْتها في يو ٍم واحد ‪.‬‬
‫‪ ( 2‬فصل القاف ) مع الحاءِ المهملة ) ‪2‬‬
‫ح ككَرُمَ ) َيقْبُح‬
‫حسْن ) ‪ ،‬يكون في الصّورة وال ِفعْل ‪ ( ،‬ويُفتح ‪ .‬قَبُ َ‬
‫ضدّ ال ُ‬
‫قبح ‪ ( :‬القُبْح ‪ ،‬بالضّمّ ‪ِ :‬‬
‫( قُبْحا ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ( ،‬وقَبْحا ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬وقُبَاحا ) ‪ ،‬كغُرَاب ‪ ( ،‬وقُبُوحا ) ‪ ،‬كقعود ‪ ( ،‬وقَبَاحَةً )‬
‫ح وقَبَاحَى و ) امرَأةٌ ( قَ ْبحَى‬
‫‪ ،‬كسَحَا َبةٍ ‪ ( ،‬وقُبُوحَةً ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ( .‬فهو قَبيحٌ من ) قَوم ( قِبَا ٍ‬
‫ح وقِبَاحٍ ) ‪.‬‬
‫وقبِيحةٌ مِن ) نِسوةٍ ( قَبَائ َ‬
‫( وقَبحهُ اللّهُ ) قَبْحا وقُبُوحا ‪ :‬أَقصَاه و ( نَحّاه ) وباعَدَه ( عَن الخَيْر ) كلّه ‪ ،‬كقُبُوحِ الكَ ْلبِ‬
‫والخنْزير ‪ .‬قاله أَبو زيد ‪ .‬وفي القرآنِ { وَ َيوْمَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/34‬‬

‫القِيَامَةِ هُمْ مّنَ ا ْل َمقْبُوحِينَ } ( القصص ‪ ) 42 :‬أَي المبَعدينَ عن كلّ خَيْر ‪ .‬وعن ابن عبّاس ‪ :‬أَي‬
‫صوَرٍ قبِيحةٍ ‪ ( .‬فهو َمقْبُوحٌ ) ‪ .‬وقال ابن سِيدَه ‪ :‬المقبوح ‪ :‬الذي يُ َر ّد ويَخسأُ ‪ .‬والمنبوح‬
‫من َذوِي ُ‬
‫ضيَ‬
‫عمّار أَنّه قال لرَجلٍ نالَ بِحضْرته من عائشةَ َر ِ‬
‫‪ :‬الذي ُيضْرَب لهُ م َثلُ الكَ ْلبِ ‪ ،‬و ُر ِويَ عن َ‬
‫شقُوحا مَنبوحا ) ‪ ،‬أَراد هاذا المعنَى ‪.‬‬
‫اللّهُ عنها ‪ ( :‬اس ُكتْ َمقْبُوحا َم ْ‬
‫حهَا ) ‪ ،‬وفي ( الَساسِ ) ‪:‬‬
‫( و ) قَبَحَ ( البَثْرةَ ‪َ :‬فضَخَها ) ‪ ،‬بالخاءِ المعجمة ‪ ( ،‬حتّى يَخْرُجَ قَيْ ُ‬
‫جهَا ‪ ،‬وعن ابن الَعرْرابيّ ‪ :‬يقال ‪ :‬قد اسْ َت ْك َمتَ العُرّ فاقبَحْه ‪ .‬العُرّ ‪ :‬البَثْرَة ‪،‬‬
‫عصَرهَا ق ْبلَ ُنضْ ِ‬
‫َ‬
‫واسْ ِت ْكمَاتُه ‪ :‬اقترابُه للنفِقَارِ ‪.‬‬
‫( و ) قَبَحَ ( البَ ْيضَةَ ‪َ :‬كسَرهَا ) ‪ .‬وكلّ شيْءٍ كسَرْتَه فقد قَبَحْته ‪.‬‬
‫شقْحا ‪ ،‬وهاذا إِتباعٌ ‪ .‬وسيأْتي ( في‬
‫شقْحا ) ‪ ،‬بالضّ ّم فيهما ‪ ،‬وقَبْحا له و َ‬
‫( و ) قالوا ‪ ( :‬قُبْحا له و ُ‬
‫شقح ) قريبا إِن شاءَ ال تعالى ‪.‬‬
‫( وأَقبَحَ ) فلنٌ ‪ ( :‬أَتَى بقَبيح ) ‪.‬‬
‫( واستَنْبَحه ) ‪ :‬رآه قبيحا ‪ ،‬وهو ( ضدّ استحسَنه ) ‪.‬‬
‫ع ِملَ ‪ .‬و ( قَبّحَ عليه ِفعْلَه تَقبِيحا ) ‪ ،‬إِذا ( بَيّنَ قُبْحَه ) ‪ .‬وفي‬
‫جهَه ‪ :‬أَنكرَ عليه ما َ‬
‫( و ) قَبّح له َو ْ‬
‫ي وكَرامتِي عليه ‪.‬‬
‫حديث أُمّ زَرْع ( َفعِنده أَقول فل ُأقَبّح ) ‪ ،‬أَي ل يردّ عليّ قَولي لميْلِه إِل ّ‬
‫ق ‪ ،‬والِبرةُ ‪ :‬عُظَيمٌ آخَرُ رَأَسُه كبيرٌ‬
‫عظْمِ ) المِ ْرفَ ِ‬
‫( و ) في ( التهذيب ) ‪ ( :‬القَبِيح ‪ :‬طَ َرفُ َ‬
‫ظمِ ( ال َعضُ ِد ممّا يَلِي المِ ْر َفقَ ) ‪ ،‬والذي‬
‫وبَقيّتهُ َدقِيقٌ مُلزّز بالقَبيح ‪ ،‬وقال غيرُه ‪ :‬القَبِيحُ طَ َرفُ عَ ْ‬
‫حمِه ‪ .‬وقال الفَرّاءُ ‪ :‬أَسفلُ ال َعضُدِ القبيحُ ‪ ،‬وأَعلهَا الحَسَنُ ‪.‬‬
‫سمّى الحَسَنَ ‪ ،‬لِكثرةِ َل ْ‬
‫يلِي الم ْن ِكبَ ُي َ‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬ضَ َربَ حَسَنَه وقَبِيحَه ‪ .‬وقيل ‪ :‬القَبِيحانِ الطّرَفانِ ال ّدقِيقَانِ اللّذَانِ في ُرؤُوس‬
‫الذّرَاعينِ ‪ .‬ويقال لطَرفِ الذرّاع الِبرةُ ‪ ( .‬أَو ) القَبيحُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/35‬‬

‫ق والفَخِذ ) ؛ وهما قَبِيحانِ ‪ ،‬قال أَبو النّجم ‪:‬‬


‫( مُل َتقَى السّا ِ‬
‫حيث تُلقِي الِبرةُ القَبِيحَا‬
‫( كالقَبَاحِ كسَحاب ) ‪ ،‬وقال أَبو عُبيد ‪ :‬يقال ل َعظْم السّاعدِ ممّا يلِي النّصفَ منه إِلى المِ ْرفَق ‪ :‬ك ‪2‬‬
‫سْرُ قَبيحٍ قال ‪:‬‬
‫ولوْ كُنتَ عَيْرا كُ ْنتَ عَيْرَ مَذَلّةٍ‬
‫ولو كُ ْنتَ كِسْرا كنتَ كِسْر قَبِيحِ‬
‫وإِ ّنمَا هجاه بذالك لَنّه أَقلّ العِظامِ مُشَاشا ‪ ،‬وهو أَشرعُ العِظامِ انكسارا ‪ ،‬وهو ل يَنجبِر أَبدا ‪.‬‬
‫وقوله كسْر قبيحٍ ‪ ،‬هو من إِضافة الشيّءِ إِلى نفْسه ‪ ،‬لَنّ ذالك العظْم يقال له كِسْر ‪.‬‬
‫( و ) القُبّاحُ ( ك ُرمّان ‪ :‬ال ّدبّ ) الهَرِم ‪.‬‬
‫( و ) في النوادر ‪ ( :‬ال ُمقَابحَة ) وال ُمكَابَحةُ ‪ ( :‬المُشَاتمة ) ‪.‬‬
‫سعَ ُة الِحليل ) ‪.‬‬
‫خبِ ) ‪ ،‬أَي ( وا ِ‬
‫( و ) في الَساس ‪ ( :‬ناقَةٌ قَبيحةُ الشّ ْ‬
‫( وقَبْحَانُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬مَحَلّة بال َبصْرَة ) قريبةٌ من سُو ِقهَا الكبير ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫قَبحه ال ‪ :‬صَيّرَه قَبيحا ‪ ،‬قال الحُطيئةُ ‪.‬‬
‫خصَه‬
‫شْ‬‫ك وَجْها قَبّحَ اللّهُ َ‬
‫أَرَى ل َ‬
‫ج ٍه وقُبّحَ حاملُه‬
‫فقُبّحَ مِن وَ ْ‬
‫ح وهو‬
‫جهَه ‪ ،‬مخفّفةً ‪ ،‬والمعنَى ‪ :‬قلت له ‪ :‬قَ َبحَهُ اللّهُ ‪ ،‬من القَبْ ِ‬
‫وعن أَبي عَمرٍ و ‪ :‬ق َبحْت له وَ ْ‬
‫صوّره ‪ ،‬وحكَى‬
‫جهَ ) ‪ ،‬معناه ل َتقُولوا إِنّه قَبيح ‪ ،‬فإِنّ ال َ‬
‫الِبعادُ ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬ل ُتقَبّحُوا الوَ ْ‬
‫اللّحْيَانيّ ‪ :‬اقبُحْ إِن كُنْت قابحا ‪ .‬وإِنّه لقَبيحٌ ‪ ،‬وما هُو بقابحٍ فوق ما قبح ‪ .‬قال ‪ :‬وكذالك يفعلون‬
‫في هاذه الحروف إِذا أَرادَت اف َعلْ ذاك إِن كنت تريد أَن تفعل ‪ .‬وفي حديث أَبي هُريرة ‪ ( :‬إِنْ‬
‫ك ‪ .‬والعرب تقول ‪ :‬قَبَحَه اللّ ُه وُأمّا َزمَعتْ به ‪ .‬أَي‬
‫ح وكَلَحَ ) أَي قال له ‪ :‬قَبَحَ اللّ ُه وَج َه َ‬
‫مُنِعَ قَبّ َ‬
‫أَ ْبعَده اللّ ُه وأَبْع َد والِدَتَه ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/36‬‬

‫والمَقَابح ‪ :‬ما يُسْ َتقْبَح من الَخْلق ‪ .‬وال َممَادِح ‪ :‬ما ُيسْتَحسَن منها ‪.‬‬
‫قحح ‪!* ( :‬القُحّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬الخاِلصُ من الّلؤْ ِم والكَرَمِ و ) من ( كلّ شيْءٍ ) ‪ ،‬كأَنّه خاِلصٌ فيه ‪.‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫ل أَبتغى سَ ْيبَ اللّئيم القُحّ‬
‫يَاكدُ من َنحْنَحةٍ وأَحّ‬
‫ق الَبحّ‬
‫سعَالَ الشّ ِر ِ‬
‫يَحكِي ُ‬
‫( و ) القُحّ ‪ ،‬أَيضا ‪ ( :‬الجَافِي في النّاس وغيرهم ) ‪ ،‬وهاذا قَول اللّيث ‪ ( .‬و ) من ذالك ( ال ِبطّيخ‬
‫النّيءُ ) الذي لم يَنضَجْ ‪ ،‬يقال له *!قُحّ ‪ .‬وقيل ‪ :‬القُحّ البِطّيخ آخِرَ ما يَكون ‪ ( .‬وقد *!قَحّ )‬
‫ح وفي قوله لل ِبطّيخَة‬
‫*! َيقُحّ ( *!قُحوحَةً ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬أَخطأَ الّليث في تفسير الفُ ّ‬
‫التي لت تَنضَج إِنّها *!لقُحّ ‪ ،‬وهاذا تصحيفٌ ‪ .‬قال ‪ :‬وصوابه الفِجّ بالفَا ِء والجيم ‪ ،‬يقال ذالك لكلّ‬
‫َثمَرٍ لم يَ ْنضَجْ ‪.‬‬
‫حضٌ خالصٌ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الّذي لم يَ ْدخُل الَمصارَ‬
‫( وأَعْرَابيّ *!قُحّ *!وقُحَاحٌ ‪ ،‬بضمّهمَا ) ‪َ :‬م ْ‬
‫حضٌ ‪،‬‬
‫ولم يَختلِط بأَهِلهَا ‪ .‬وقد وَرَدَ في الحديث ‪ ( :‬وعَرَبيّة *!قُحّة ) ‪ .‬وقال ابن دُرَيْد ‪ :‬قُحّ ‪َ :‬م ْ‬
‫حضٌ خالصٌ ‪،‬‬
‫خصّ أَعرابِيّا من غيرِه ‪ ،‬وأَعرَابٌ *!أَقحاحٌ ‪ ،‬والُنثَى قُحّةٌ ‪ .‬وعَبدٌ قُحّ ‪ :‬مَ ْ‬
‫فلم َي ُ‬
‫( بَيّن *!القَحَاحَ ِة *!والقُحُوحةِ ) ‪ ،‬خالصُ العُبُوديّة ‪ .‬وقالوا ‪ :‬عَربيّ كُحّ وعَرِبيّة كُحّةٌ ‪ ،‬الكاف في‬
‫كُحَ بدلٌ من القاف في قُحَ ‪ ،‬لقولهم ‪ :‬أَقحاحٌ ‪ ،‬ولم يقولوا ‪ :‬أَكحاح ‪ .‬يقال ‪ :‬فلنٌ من *!قُحّ العَرب‬
‫سكّيت وغيره ‪.‬‬
‫صمِيمهم ‪ ،‬قال ذالك ابن ال ّ‬
‫وكُحّهم ‪ ،‬أَي من َ‬
‫ح الَمرِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬فصّه وخاِلصُه وأَصلُه ) ‪ ،‬وهاذا عن كُرَاع ‪ .‬يقال ‪ :‬صار إِلى‬
‫( *!وقُحَا ٌ‬
‫جهْدك ‪ .‬وحكَى‬
‫لمْر ‪ ،‬أَي أَصلِه وخالِصه ‪ .‬ولَضطَرّنّك إِلى *!قُحَاحِك ‪ ،‬أَي إِلى َ‬
‫حاَ‬
‫*!قُحَا ِ‬
‫الَزهريّ عن ابن الَعرابيّ ‪ :‬لَضطَرّنّك إِلى ُقحَاحِك أَي إِلى َأصْلك ‪ .‬وقال ابن بُزُرْج ‪ :‬واللّهِ لقد‬
‫َوقَعتُ *!بقُحَاح‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/37‬‬
‫خفَى عليه شيءٌ منه ‪.‬‬
‫قُرّك ‪ ،‬ووَ َق ْعتُ بقُرّك ‪ ،‬وهو أَن يَعلم عِ ْلمَه كُلّه ول يَ ْ‬
‫ك القِرْدِ ) يقال له‬
‫حُ‬‫ص ْوتِ في الحَلْق ) ‪ ،‬وهو شَبيهٌ بالبُحّة ‪ ( .‬وضَ ِ‬
‫حقَحَة ‪ :‬تَردّد ال ّ‬
‫( *!والقَ ْ‬
‫حقَحَ ُة ‪ ،‬وصَوتُه الخَنْخَنَةُ ‪.‬‬
‫*!القَ ْ‬
‫خوْرَانِ ‪.‬‬
‫ظمُ المُطِيف ) ‪ ،‬أَي المُحيط ( بالدّبُرِ ) ‪ ،‬وقيل هو ما أَحاطَ بال َ‬
‫ضمّ ‪ :‬العَ ْ‬
‫حقُح ‪ ،‬بال ّ‬
‫( *!والقُ ْ‬
‫خوْرانِ ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬هو مُلْ َتقَى الوَ ِركَيْن من باطنٍ ‪ ،‬وقيل هو داخل بين الوَ ِركَيْن وهو مُطِيف بال َ‬
‫ق ال َقبّ شيئا‬
‫جبِ في طِبَاقِ الوَ ِركَيْن فو َ‬
‫س َفلُ العَ ْ‬
‫صعُص ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو أَ ْ‬
‫ح وال ُع ْ‬
‫حقُ ِ‬
‫والخَورَانُ بينَ *!القُ ْ‬
‫‪.‬‬
‫صعُص ‪ .‬قال‬
‫شيْ ٍء ‪ ،‬ومُلْ َتقَاه من ظاهرِ ال ُع ْ‬
‫حقُح ليس من طَ َرفِ الصّلْب في َ‬
‫وفي ( التهذيب ) *!القُ ْ‬
‫صعُصُ‬
‫حقُحُ ‪ُ :‬مجْتَمع الوَركينِ ‪ ،‬وال ُع ْ‬
‫جبُ ‪ ،‬وأَسفلُه الذّنَب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬القُ ْ‬
‫‪ :‬وأَعلَى ال ُعصْعُص العَ ْ‬
‫خوْنُ هو الدّبُر ‪.‬‬
‫جبُ ‪ .‬وال َ‬
‫طَ َرفُ الصّ ْلبِ الباطِنُ ‪ ،‬وطَ َرفُه الظّاهرُ العَ ْ‬
‫حقُح ‪ ( :‬ع ) ‪.‬‬
‫( و ) القُ ْ‬
‫حقَحٌ ‪ :‬شَديدٌ ) ‪.‬‬
‫حقَاحٌ و ُمقَ ْ‬
‫( وقَ َربٌ ) مح ّركَةً ( َق ْ‬
‫( *!والقَحِيح فوقَ ال َعبّ والجَ ْرعِ ) ‪ ،‬ومثله في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫ش ويُ ْنصَلَ ) ‪ .‬وقال أَبو حنيفة ‪ :‬القدْح ‪ :‬العُودُ إِذا بَلَغَ‬
‫سهْمُ قَ ْبلَ أَنْ يُرَا َ‬
‫قدح ‪ ( :‬القِدْحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ال ّ‬
‫فَشُذّب عنه ال ُغصْنُ وقُطِع على مِقدارِ النّبْل الذي يُراد من الطّول وال ِقصَر ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪:‬‬
‫سهْمِ ‪ .‬و ( ج قِدَاحٌ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( .‬و ) قِدْحُ المَيْسرِ ‪ ،‬والجمع ( َأقْدُحٌ ) وَأقْدَاحٌ‬
‫القِدْح قِدْحُ ال ّ‬
‫( وَأقَادِيحُ ) ‪ ،‬الَخيرة جمْعُ الجمْعِ ‪ .‬قال أَبو ذُؤيبٍ َيصِف إِبلً ‪:‬‬
‫َأمّا أُولتُ الذّرَى منْها فعاصِبةٌ‬
‫لقَادِيحُ‬
‫تَجُول بينَ مَنَاقِيهَا ا َ‬
‫والكَثِير قِدَاحٌ ‪.‬‬
‫وفي حديثِ أَبي رافعٍ ‪ ( :‬كُ ْنتُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/38‬‬

‫جمْع‬
‫سهَامَ التي كانُوا يَستقسمون أَو الذي يُرمَى به عن ال َقوْس ‪ ،‬وقيل هو َ‬
‫أَعمل الَقدَاحَ ) أَي ال ّ‬
‫قَدَحٍ وهو الذي يُؤكَل فيه ‪.‬‬
‫سهْمِ أَو‬
‫ل القِدْحِ أَو ال ّرقِيم ) أَي مثْل ال ّ‬
‫عهَا مث َ‬
‫سوّى الصّفوفَ حَتّى يَدَ َ‬
‫وفي خديث آخَرَ ‪ ( :‬أَنّه كان يُ َ‬
‫سطْرِ الكِتابة ‪.‬‬
‫َ‬
‫وفي حديث أَبي هُريرَة ‪ ( :‬فشَرِ ْبتُ حَتّى اسْ َتوَى بَطْنِى فصَارَ كالقِدْحِ ) ‪ ،‬أَي انتصبَ بما حَصلَ‬
‫ظهْره من الخُُلوّ ‪.‬‬
‫سهْم بعد أَن كان َلصِقَ ب َ‬
‫فيه من اللّبَنِ وصار كال ّ‬
‫عصُر ‪.‬‬
‫( و ) القَدَح ( فَرسٌ َلغِ ِنيّ ) بن أَ ْ‬
‫( و ) القَدَحُ ‪ ( ،‬بالتحريك ‪ :‬آن َيةٌ ) للشّرْب معروفَة ‪ .‬قال أَبو عُبيد ‪ ( :‬تُروِى الرّجُلَين ) وليس‬
‫ح ‪ .‬ومُتّخِ ُذهُ َقدّاحٌ ‪،‬‬
‫صغَا َر والكِبَارَ ) منها ‪ ( ،‬ج أَقدا ٌ‬
‫لذالك وَقتٌ ‪ ( ،‬أَو ) هو ( اسمٌ يَجمَع ال ّ‬
‫وصَنَعْته القِدَاحةُ ) ‪.‬‬
‫طعَنَ ) ‪ ،‬وهو مَجَاز ‪ .‬ومنه قول الجُلَيح يهجو‬
‫( وقَدَحَ فيه ) ‪ ،‬أَي في َنسَبِهِ ( َكمَنَعَ ) ‪ ،‬إِذا ( َ‬
‫شمّاخَ ‪:‬‬
‫ال ّ‬
‫شمّاخُ ل َتمْدَحْ ِبعِ ْرضِك واقْتصِدْ‬
‫أَ َ‬
‫فأَ ْنتَ ام ُرؤٌ زَ ْندَاكَ للمُتقادِحِ‬
‫ح معناه ‪ ،‬فأَ ْنتَ مثْل زَنْدٍ من شَجَرٍ مُتقادِحٍ ‪ ،‬أَي رِخْو العِيدَانِ‬
‫سبَ َيصِ ّ‬
‫ب لك ول نَ َ‬
‫س َ‬
‫أَي ل حَ َ‬
‫ك بعضُه بعْضا فالْتهبَ نارا ‪ ،‬فإِذا قُدِحَ به لم ْنفَعة لم يُورِ شَيئا ‪.‬‬
‫حّ‬‫ضعِيفِها إِذَا حَرّكتْه الرّيحُ َ‬
‫َ‬
‫وقَدَحَ في عِ ْرضِ أَخيه َيقْدَح قدْحا ‪ :‬عابَه ‪ ( .‬و ) قدَحَ ( في القِدْح ) َيقْدَح ‪ ،‬وذالك إِيذا ( خَ َرقَه ) ‪،‬‬
‫صلِ ‪ ،‬وذلكَ الخَرْقُ هو ال َمقْدَح ‪ ( .‬و ) قَدَحَ ( بالزّنْدِ ) َيقْدَحُ َقدْحا ( رام الِيراءَ‬
‫أَي السّهمَ بسِنْخ ال ّن ْ‬
‫به ‪ ،‬كاقتَدَحَ ) اقتداحا ‪.‬‬
‫حدِيدَتُه ) التي ُيقْدَحُ‬
‫( والمِقْدَحُ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( ،‬والقَدّاح ) ككَتّان ‪ ( ،‬والمِقْدَاحُ ) ‪ ،‬والمِقْ َدحَة ‪ ،‬كلّه ( َ‬
‫بها ‪ ( ،‬و )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/39‬‬

‫حجَرُه ) الذي يُقدَح به النّارُ ‪ ،‬وقال الَزهريّ ‪ :‬القَدّاح ‪ :‬الحَجر الذي‬


‫ح والقَدّاحة ‪َ :‬‬
‫قيل ‪ ( :‬القَدّا ُ‬
‫يُورَى منه النّار ‪ .‬والقَدْحُ ‪َ :‬قدْحُك بالزّ ْندِ وبالقَدّاح لتُو ِريَ ‪ .‬وعن الَصمعيّ ‪ :‬يقال للّذي يُضرَب‬
‫فتَخْرُج منه النّارُ ‪ :‬قَدّاحة ‪.‬‬
‫عمٍ عنه ‪ ( .‬ال ِمقْدَحُ )‬
‫( و ) في مَثلٍ ‪ ( :‬سَتَأْتِيكَ بما في َقعْرِهَا المِقْدَحة ) ‪ ،‬أَي يَظهر لك ما أَنت َ‬
‫والمِقْدحة ( ‪ :‬ال ِمغْرَفة ) ‪ .‬وقال جرير ‪:‬‬
‫إِذا ِقدْرُنَا يوما عن النّار أُنزِلتْ‬
‫لنَا ِمقْدحٌ منها وللجار ِمقْدَحُ‬
‫( والقَدْحُ والقادِحُ ‪ِ :‬إكَالٌ يَقه في الشّج ِر والَسنانِ ) ‪ .‬والقَادِحُ ‪ :‬العَفَن ‪ ،‬وكلهما صِفةٌ غالبةٌ ‪ .‬قال‬
‫الَصمعيّ ‪ :‬يقال َوقَع القَادَحُ في خعشَبَةِ بَيتِه ‪ ،‬يعنِي الكِل ‪ ،‬وقد قُدِحَ في السّنّ والشّجرة وقُ ِدحَا‬
‫قَدْحا ‪ .‬وقَدَحَ الدّودُ في الَسنانِ والشّجَرِ قدْحا ‪ ،‬وهو تَأ ّكلٌ يَقه فيه ‪.‬‬
‫( و ) القادح ‪ ( :‬الصّ ْدعُ في العُودِ ) ‪ ،‬والسّوادُ الّذي يَظهر في الَسنان ‪ ،‬قال جَميل ‪:‬‬
‫َرمَى اللّهُ في عَيْ َنيْ بُثَيْ َنةَ بالقَذَى‬
‫وفي الغُرّ من أَنيابها بال َقوَادِحِ‬
‫ويقال ‪ :‬عُودٌ قد قُدِحَ فيه ‪ ،‬إِذا َوقَعَ فيهِ القادحُ ‪ ( .‬والقادِحَة ‪ :‬الدّودة ) الّتي تَأْكل السّنّ والشّجَرَ ‪،‬‬
‫عتْ في أَسنانه القَوادِحُ ‪.‬‬
‫تقول ‪ :‬قد أَسر َ‬
‫( و ) القُدْحَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ما اق ُتدِحَ ‪ ،‬يقال ‪ ،‬أَعطِني ( قُ ْدحَة من المَرَق ) ‪ ،‬أَي ( غُ ْرفَة منه ) ‪،‬‬
‫وبالفَتْح المَرّة الواحد ُة من الفعْل ‪.‬‬
‫لقْدَحِ ) ‪ .‬قال الشاعر‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬هو أَطْيَشُ من ( القَدُوح ) ‪ ،‬كصَبور ‪ ،‬هو ( الذّبَاب ‪ ،‬كا َ‬
‫‪:‬‬
‫ولَنتَ أَطْيشُ حين َت ْغدُو سَادرا‬
‫ح الَقدَحِ‬
‫رَعِشَ الجَنَانِ من القَدُو ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/40‬‬

‫ح ‪ ،‬ول تراهُ ِإلّ وكأَنّه َيقْدح بيديه ‪ ،‬كما قال عَنترةُ ‪:‬‬
‫وكلّ ذبابٍ َأ ْقدَ ُ‬
‫حكّ ذِراعَهُ بذِراعِهِ‬
‫هَزِجا يَ ُ‬
‫لجْذَمِ‬
‫قَدْحَ ال ُم ِكبّ على الزّنَا ِد ا َ‬
‫( و ) القَدْوح أَيضا ‪ ( :‬ال ّر ِكيّ ُتغْرَف ) وفي نسخة ‪ :‬تُغتَرف ( باليَد ) ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬بِئرٌ‬
‫قَدُوحٌ ‪ :‬ل يُؤخَذ ماؤها ِإلّ غُ ْرفَةً ‪.‬‬
‫ج ْهدٍ ) ‪ .‬وفي حديث ُأمّ زرع ( َتقْدَحُ قِدْرا‬
‫( والقَدِيحُ ‪ :‬المَرَق ‪ ،‬أَو ما يَ ْبقَى في أَسفل القِدْرِ ف ُيغْرَف ب َ‬
‫ل القِدْر َيقْدَحه‬
‫وتَنصِب أُخرَى ) أَي تَغرِف ‪ .‬يقال قَدَحَ القِدْرَ إِذا غَ َرفَ ما فيها ‪ .‬وقَدَحَ ما في أَسف ِ‬
‫جهْد ‪ .‬قال النّابغة الذّبيانيّ ‪:‬‬
‫ح وقَدِيح ‪ ،‬إِذا غَرَفه ب َ‬
‫قَدْحا فهو مَقدو ٌ‬
‫لمَاءُ يَبْتدِرْن قَدِيحَها‬
‫لاِ‬
‫ظّ‬‫يَ َ‬
‫كما ابتد َرتْ كَ ْلبٌ مِيَاهَ قُراقر‬
‫وقبله ‪:‬‬
‫بقيّة قِدْرٍ من ُقدُورٍ ُتوُرِثتْ‬
‫للِ الجُلَحِ كابِرا بعد كابِر‬
‫س ْعدِ هُذَ ْيمٍ وليس لكَ ْلبٍ ‪.‬‬
‫س ْعدٌ ) ‪ .‬وقُرَاقِرُ هو ل َ‬
‫ورواه أَبو عُبيد ‪ ( :‬كما ابتَدَ َرتْ َ‬
‫ضمّرَه ‪ .‬وخَيلٌ ُمقَدّحَةٌ على صيغة‬
‫ضمِي ُر الفَرَسِ ) ‪ ،‬وقد قَدّحَه ‪َ :‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬ال ّتقْدِيح ‪َ :‬ت ْ‬
‫غؤُورُ العَيْنِ ‪ ،‬كالقَدْح )‬
‫ضمّرَت ‪ُ ،‬ف ِعلَ ذالك بها ‪ ( .‬و ) التّقديح ‪ُ ( :‬‬
‫اسم المفعول ‪ :‬ضامرةٌ كَأَ ّنهَا ُ‬
‫حتْ ‪ :‬غَا َرتْ ‪ ،‬فهي مُقدّحةٌ ‪ .‬وخَيلٌ مُقدّحَة ‪ :‬غائرةُ العُيُون ‪.‬‬
‫حتْ عَينُه وقَدّ َ‬
‫‪ ،‬يقال قَ َد َ‬
‫( والقِدْحَة ‪ ،‬بِالكسر ‪ ) :‬مشتقّ ( من اقتداحِ النّاس ) بالزّند ‪ ،‬قاله اللّ ْيثِ ( و ) القَ ْدحَةُ ( بالفَتْح‬
‫حةَ ظُل َم ٍة كما‬
‫ج َعلَ لِلنّاسِ قَدْ َ‬
‫ح َدةِ من ال َف ْعلِ ‪ ( ،‬ومنه ) في الحديث ‪ ( :‬لو شَاءَ اللّهُ ل َ‬
‫للمَرّة ) الوَا ِ‬
‫حةَ نُورٍ ) ‪ ( .‬والقدّاح ‪ ،‬ككَتّانِ ) ‪َ :‬نوْرُ النّبَاتِ‬
‫جَعلَ َلهُم َقدْ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/41‬‬

‫ق ْبلَ أَن يَ َتفَتّح ‪ ،‬اس ٌم كالقَذّاف ‪ .‬وقيل ‪ :‬هي ( أَطرافُ النّ ْبتِ ) من الوَرقِ ( ال َغضّ ‪ .‬و ) قال‬
‫خصَةٌ ) ‪ ،‬أَي‬
‫الَزهريّ ‪ :‬القَدّاحُ ‪ : ( :‬أَرْآدٌ ) جمع رِئْد ‪ ،‬وهو فَرْخُ الشجَر ‪ ،‬كما سيأْتي ( َر ْ‬
‫صفِصة ) ‪ ،‬عِراقِيّة ‪ .‬والواحدَة قَدّاحةٌ ‪.‬‬
‫ناعِمة ‪ ( ،‬من ال ِف ْ‬
‫( و ) القَدّاح ( ‪ :‬ع في دِيَار ) بني ( تَميم ) ‪.‬‬
‫لمْرَ ‪ :‬دَبّرَه ) ونَظَرَ فِيه ‪،‬‬
‫( واقتدح المَ َرقَ و ) قَدَحه ‪ ( :‬غَ َرفَه ) بال ِمقْدَحة ‪ ( .‬و ) اقتدَح ( ا َ‬
‫( والس ُم القِ ْدحَة ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬قال عَمرُو بنُ العاصِ ‪:‬‬
‫يا قَا َتلَ اللّ ُه وَرْدَانا وقَدْحَتَه‬
‫أَبْدَى لَعم ُركَ ما في ال ّنفْسِ وَرْدَانُ‬
‫وَرْدَانُ ‪ :‬غُلمٌ ل َعمْرو بن العاص ‪ ،‬استشاره في أَمر عليّ رضي ال عنه وَأمْرِ معاوِيَةَ إِلى‬
‫يَذهَب ‪ ،‬فأَجابه وَرْدانُ بما كان في نفْسه ‪ ،‬وقال له ‪ :‬الخِرةُ مع عليّ والدّنيا مع مُعاويَة ‪ ،‬وما‬
‫ت ‪ ،‬ومَنْ رواه ‪ ( :‬وقَدْحَتَه ) ‪ ،‬أَراد به مَ ّر ًة واحدةً‬
‫أَراك تَخْتَار عَلَى الدّنيا ‪ ،‬فقالَ عَمرٌ و هاذا البَي َ‬
‫‪ .‬وقال ابن الَثير في شَرْحه ‪ :‬القِدْحَة ‪ :‬اسمُ الضّ ْربِ بال ِمقْ َدحَة ‪ ،‬والقَ ْدحَةُ المَ ّرةُ ‪ .‬ضَرَ َبهَا مَثلً‬
‫لستخراجه بالنّظَر حقيق َة الَمر ‪.‬‬
‫حمْيَريّةِ ‪.‬‬
‫لقْيَال ا ْل ِ‬
‫( وذُو ُمقَيْدِحَانَ ابن َأ ْلهَانَ ‪ :‬قَ ْيلٌ ) من ا َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ومن أَمثالهم ( اقْدَحْ ب ِدفْلَى في مَرْخ ) يُضرَب للرّجل الَديب الَريب ‪ ،‬قاله أَبو زَيد ‪ .‬قال‬
‫خ قال الَزهَريّ ‪ :‬وزِنَادُ الدّفلَى والمَرْخِ كثيرةُ النّارِ ل َتصْلِد ‪.‬‬
‫الَزهَريّ ‪ :‬وزِنَادُ الدّفلَي والمَرْ ِ‬
‫ك في قَلْبه‬
‫شّ‬‫شيْءُ في صدْرِي أَثّرَ ‪ ،‬من ذالك ‪ .‬وفي حديث عليّ كرّم ال وَجهَه ‪َ ( :‬يقْدَح ال ّ‬
‫وقَدَحَ ال ّ‬
‫سمَ قِ ْدحِه ) أَي قال الحقّ‬
‫صدَقني وَ ْ‬
‫بَأ ّولِ عا ِرضَة من شُ ْبهَة ) ‪ .‬وهو من ذالك ‪ .‬ويقال في مَثلٍ ‪َ ( :‬‬
‫‪ ،‬قاله أَبو زيد ‪ .‬ويقولون ‪ ( :‬أَ ْبصِ ْر وَسْمَ ِقدْحك ) ‪ ،‬أَي اعْ ِرفْ نَفسَك ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫ولكنْ رَ ْهطُ ُأمّك من شُتَيمٍ‬
‫ك في القِدَاحِ‬
‫حَ‬‫وَسْمَ ِقدْ ِ‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/42‬‬

‫شيْءٍ يكرهُه ‪َ .‬روَى الَزهريّ عن ابن‬


‫ع ِملَ في َ‬
‫غشّه و َ‬
‫ومن المجاز ‪ :‬قَدَحَ في سَاقِ أَخيه ‪ ،‬إِذَا َ‬
‫ن ويَقْدَح في سَاقه ‪ ،‬قال ‪ :‬وال َعضُد ‪ :‬أَهلُ بَيته ‪ .‬وساقُه‬
‫عضُد فل ٍ‬
‫ن ي ُفتّ في َ‬
‫الَعرابيّ ‪ :‬تقول ‪ :‬فُل ٌ‬
‫ع ال َقوَادِحِ في ساقِ الشّجَرَة ‪.‬‬
‫‪َ :‬نفْسُه ‪ .‬قال ال ّز َمخْشَ ِريّ ‪ :‬وهو مستعارٌ من ُوقُو ِ‬
‫جعْدٌ‬
‫حلِ ‪ :‬عِيدانُه ‪ ،‬ل واحدَ لها ‪ .‬قال بِشرُ بن أَبي خازم ‪ :‬لها قَرَدٌ كجَ ْثوِ النّمل َ‬
‫وقُدُوحُ الرّ ْ‬
‫َت َعضّ بها العَراقِي والقُدُوحُ‬
‫جعَلُوني كقَدَح الرّاكبِ ) أَي ل تُؤخّروني في ال ّذكْر ‪ ،‬لَنّ الراكب ُيعَلّق قَ َدحَه‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬ل تَ ْ‬
‫في آخرِ َرحْلِه عند فَراغه مِن تَرْحالِه ويجعُله خلْفه ‪ ،‬كما قال حَسّان ‪:‬‬
‫ح الفَرْدُ‬
‫كما نِيطَ خَ ْلفَ الرّاكبِ القَدَ ُ‬
‫سدَ ‪ .‬وقحَ خِتَامَ الخابِيَة قَدْحا ‪َ :‬فضّهُ ‪ ،‬قال لبيد ‪:‬‬
‫حتُ العَيْنَ ‪ ،‬إِذا أَخرَجْت منها الماءَ الفا ِ‬
‫وقَدَ ْ‬
‫أَغلى السّبَاءَ ب ُكلّ َأ ْدكَنَ عاتِقٍ‬
‫ت و ُفضّ خِتَامُها‬
‫ح ْ‬
‫جوْنةٍ ُقدِ َ‬
‫أَو َ‬
‫وفي المثل ‪ ( :‬هاذا ماءٌ ل يَنَام قادِحُ ) إِذا ُوصِف بالقلّة ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬قا َدحَه ‪ :‬ناظَرَه ‪ ،‬وتَقادَحَا ‪ ،‬وجَ َرتْ بَيْ َن ُهمَا مُقادَحةٌ ‪ :‬مُقاذَعَةٌ ‪ ،‬من القَدْح بمعنَى‬
‫الطّعن ‪ .‬ومن الَمثال ‪َ ( :‬أضِيءْ لي أَقدَحْ لك ) ‪ ،‬أَي كُنْ لي َأكُنْ لك ‪.‬‬
‫حسْن الَثر ‪.‬‬
‫وفي ( المضاف ) للثعالبيّ ‪ :‬قِدْحُ ابن ُمقْ ِبلٍ ُيضْرَب مَثلً في ُ‬
‫ودارة القَدّاح ‪ :‬موضع ‪ ،‬عن كُراع ‪ ،‬وهو من دِيارِ تميم ‪ ،‬وسيأْتي ‪.‬‬
‫حهُ ‪ :‬شا َتمَه ) وقَابَحَه ‪ ،‬قال الَزهريّ خاصّةً ‪ :‬قال ابن الفَرَج ‪ :‬سمعت خَليفةَ‬
‫قذح ‪ ( :‬قَاذَ َ‬
‫حصَينيّ قال ‪ :‬يقال ‪:‬‬
‫ال ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/43‬‬

‫ال ُمقَاذَحة والمُقاذَعة ‪ :‬المُشَاتمة ‪.‬‬


‫( و ) يقال ( َتقَذّحَ له بشَرَ ) ‪ ،‬إِذا ( َتشَرّرَ ) ‪ ،‬وسيأْتي ‪.‬‬
‫ن و ( ممّا‬
‫ح ونَحوِه ) مما يَجْرَحُ البَدَ َ‬
‫عضّ السّل ِ‬
‫قرح ‪ ( :‬القَرْحُ ) ‪ ،‬بالفتحِ ( ويضمّ ) لغتان ( ‪َ :‬‬
‫يَخْرُجُ ‪ ،‬بالبَدَن ‪ .‬أَو ) القَرْح ( بالفَتْح ‪ :‬الثَا ُر وبالضّم ‪ ،‬الَلَمُ ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬به قُرْح من قَرْح ‪ ،‬أَي‬
‫ن القُرْحَ أََلمُها ‪ ،‬وقال الفرّاءُ‬
‫أَلَمٌ من جِراحَ ٍة ‪ ،‬وقالَ يعقوب ‪ :‬كأَنّ القَرْح الجِرَاحَاتُ بأَعْيَانها وكأَ ّ‬
‫في قوله تعالى ‪ 003 . 7 { :‬ان يمسسكم قرح } ( آل عمران ‪ ) 140 :‬و ( قُرْح ) قال ‪ :‬وأَكثَرُ‬
‫جهْد ‪ ،‬والوَجْد والوُجْد ‪ .‬وفي حديثِ ُأحُدٍ ‪7 { :‬‬
‫جهْد وال ُ‬
‫القرّاءِ على فَتح القافِ ‪ ،‬قال ‪ :‬وهو مِثْل ال َ‬
‫‪ 003 .‬من بعد ما اءَصابهم القرح } ( آل عمران ‪ ) 172 :‬وهو بالفَتْح والضّم ‪ :‬الجرْحُ ‪ ،‬وقيل‬
‫هو بالض ّم الس ُم ‪ ،‬وبالفَتْح المصدَر ‪ .‬أَرادَ ما نَاَلهُم من القَتْل والهَزيمةِ يومئذٍ ‪.‬‬
‫سمّيَت الجِرَاحاتُ قَرْحا بالمصدر ‪ ،‬قاله‬
‫( و ) قَرَحَ ( كمَنَع ‪ :‬جَرَحَ ) ‪َ ،‬يقْرَحُه قَرْحا ‪ .‬وقيل ‪ُ :‬‬
‫الزّجّاج ‪.‬‬
‫سمِعَ ‪ :‬خَرَجَت به القُرُوحُ ) يَقرَح قَرَحا فه قَرِيحٌ ‪.‬‬
‫جلِ ‪ ( ،‬كَ َ‬
‫( و ) قَرِحَ جِ ْلدُ الر ُ‬
‫( والقَرِيح ‪ :‬الجَرِيحُ ) ‪ ،‬مِن قَومٍ قَرْحَى وقَرَاحَى وقد قَرَحَه ‪ ،‬إِذا جَ َرحَه ‪ .‬وفي حديث جابرٍ ( كنا‬
‫حتْ من َأكْل الخَبَط ‪ .‬قال قال المُتنَخّل الهذَلي‬
‫حتْ أَشداقُنا ) ‪ ،‬أَي تَجرّ َ‬
‫نَخْتَبط بقِسِيّنا ونَأكُل حتّى قَ ِر َ‬
‫‪:‬‬
‫طهُمُ‬
‫سَ‬‫حلّ وَ ْ‬
‫ل ُيسِْلمُون قَرِيحا َ‬
‫شوُونَ مَن قَ َرحُوا‬
‫َيوْمَ الّلقَا ِء ول يُ ْ‬
‫قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬معناه ل ُيسْلِمون من جُرِحَ منهم لَعدائهم ‪ ،‬و ( ل يُشوُون من قَرَحوا ‪ ،‬أَي ) ول‬
‫يُخطِئون في َر ْميِ أَعدائِهم ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/44‬‬

‫( والمقروح ‪ :‬مَن به قُرُوحٌ ) ‪.‬‬


‫والقَرْحَة واحد ُة القَرْحِ والقُرُوحِ ‪ ( .‬والقَرْحُ ) أَيضا ( ‪ :‬البَثْر ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ِ ( ،‬إذَا تَرامَى إِلى‬
‫شدِيدٌ ُيهِْلكُ ) ‪ ،‬ونصّ عبارة اللّيث ‪ :‬يََأخُذُ ( الفُصْلَنَ ) ‪،‬‬
‫فَسادٍ ‪ .‬و ) قال اللّيْث ‪ :‬القَرْح ( ‪ :‬جَ َربٌ َ‬
‫بالضّم ‪ ،‬جمع َفصِيل ‪ ،‬أَي فل تَكاد تَنجو ‪ .‬وفَصِيلٌ مَقروح ‪ .‬قال أَبو النّجم ‪:‬‬
‫ل القَارِحَ ال َمقْرُوحَا‬
‫يَحْكى ال َفصِي َ‬
‫( وَأقْرَحُوا ‪ :‬أَصابَ ) مَواشِيَهم أَو ( إِبلَهم ذالك ) ‪ ،‬أَي القَرْحُ ‪.‬‬
‫وقَرِحَ قَ ْلبُ الرّجلِ من الحزنِ ‪ ( ،‬وأَقرَحَه اللّهُ ) ‪ ،‬قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬الذي قَالَه الليث من أَنّ القَرْحَ‬
‫جَ َربٌ شديدٌ ي ْأخُذ الفُصْلنَ غِلطٌ ‪ ،‬إِنما القَرْحَة داءٌ يأْخُذ البَعير ف َيهْدَل مِشْفرُه منه ‪ .‬قالَ البَعيث ‪:‬‬
‫لبِ نساءَنا‬
‫ونَحْنُ مَ َنعْنَا بالكُ َ‬
‫بضَ ْربٍ كَأ ْفوَاهِ ال ُمقَرّحةِ الهُ ْدلِ‬
‫وقْرِحَ البعيرُ فهوَ َمقْرُوح وقَرِيح ‪ ،‬إِذا أَصابَتْه القَرْحة ‪ ،‬وقَرّحت الِبلُ فهي مُقرّحَة ‪ ،‬والقَرْحَة‬
‫ليست من الجَرب في شيْءٍ ‪ ،‬وسيأْتي لذالك بقيّة ‪.‬‬
‫( و ) في ( التهذيب ) ‪ ( :‬القُرْحَة بالضّمّ ) الغُرّة في وَسطِ الجَ َبةِ ‪ ،‬و ( في وَجْ ِه الفَرَسِ ) ما‬
‫( دونَ الغُرّة ) ‪ .‬وقيل ‪ :‬القُرْحَة ‪ :‬كلّ بياضٍ يكون في وَجْهِ الفرَس ثم يَنقطِع قبلَ أَن يَبُلغَ‬
‫المَرْسِنَ ‪ ،‬وتُنْسَب القُرْة إِلى خِ ْلقَتِها في الستِدارةِ ‪ ،‬والتّثليثِ والتربِيع ‪ ،‬والستِطالَة والقِلّة ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫صغُرَت الغُ ّر ُة فهي القُرْحَة ‪ ،‬وأَنشد الَزهريّ ‪:‬‬
‫إِذا َ‬
‫تُبارِي قُرْحَةً مِثلَ الْ‬
‫وَتيرةِ لم َتكُن َمغْدَا‬
‫طعْنُ وال ّر ْميُ ‪ .‬وال َمغْد ‪ :‬النّتْف ‪.‬‬
‫صغِي َرةُ يُتعلّم عليها ال ّ‬
‫يَصف فَرسا أُنثَى ‪ .‬والوتيرة ‪ :‬الحَ ْلقَة ال ّ‬
‫أَخبرَ أَنّ قُرْحَ َتهَا جِبِلّةٌ لَم تَحدُث عن عِلَجِ نَ ْتفٍ ‪ ،‬وقَالَ أَبو عُبَيْدة الغُرّة ما فوق الدّرهم ‪ ،‬والقُرْحة‬
‫قَدْرُ الدّرهم فما دُونَه ‪ .‬وقال ال ّنضْر ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/45‬‬

‫القُرْحَة بين عَيْنَي الفَرِس مثلُ الدّرهم الصغِير ‪ .‬وما كان أَقرَحَ ولقد قَرِحَ يَقرَحُ قَرَحا ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ( َروْضَةٌ قَ ْرحَاءُ ‪ :‬فيها ) ‪ ،‬أَي في وَسطها ( ُنوّا َرةٌ بَ ْيضَاءُ ) ‪ ،‬قال ذُو ال ّرمّة‬
‫يَصف رَوضةً ‪.‬‬
‫حوّاءُ قَ ْرحَاءُ أَشراطِيّة وَك َفتْ‬
‫َ‬
‫حفّتْها البَراعيمُ‬
‫فيها الذّهَابُ و َ‬
‫وقيل القَرحاءُ ‪ :‬التي بَدَا نَبْ ُنهَا ‪.‬‬
‫ض صغَارٌ َذوَاتُ ُرؤُوسٍ ك ُرؤُوس الفُطْرِ ‪ ،‬قال أَبو‬
‫( والقُرْحَانُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ضَ ْربٌ من ال َكمَْأةِ ) بِي ٌ‬
‫النّجم ‪.‬‬
‫َأ ْوقَر الطّهرَ إِليّ الجَانِي‬
‫حمْ ٍر ومن قُرْحَانِ‬
‫مِنْ َكمَْأةٍ ُ‬
‫حدُ َأقْرَحُ أَو قُرْحَا َنةٌ ‪ ( .‬و ) القُرْحَانُ ( من الِبل ‪ :‬ما لم يَجْ َربْ ) أَي لم ُيصِبْه جَ َربٌ ( قطّ‬
‫( الوَا ِ‬
‫‪ .‬و ) القُرْحَان ( من الصّبْيَة ‪ :‬مَنْ لم ُيجَدّرْ ) ‪ ،‬أَي لم يَمسّه القَرْحُ ‪ ،‬وهو الجُدَ ِريّ ‪ ،‬وكأَنّه‬
‫الخاِلصُ من ذالك ‪ ( ،‬الواحد ) والثنان ( والجميع ) والمذكّر والمؤنّث ( سَواءٌ ) ‪ ،‬إِبلٌ قُرْحَانٌ ‪،‬‬
‫عمَرَ رضي ال عنه ) ( أَنّ أَصحَابَ رسُول ال‬
‫وصَبيّ قُرْحَانٌ ‪ ( ،‬وفي حديث ) أَمير المؤمنين ( ُ‬
‫صلى ال عليه وسلمقَ ِدمُوا معه الشّا َم وبها الطّاعُونُ ‪ ،‬وقيل له ‪ :‬إِنّ مَعك من أَصحاب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلمقُرْحَانٌ ‪ ،‬فل ُتدْخِ ْلهُمْ على هاذا الطّاعُونِ ) ‪ ،‬أَي لم يُصبهم داءٌ قَ ْبلَ هاذا ‪ .‬قال‬
‫شمِرٌ ‪ :‬قُرحَان ‪ ،‬إِن شِئتَ َنوّنت وإِن شِئت لم تُ َنوّن ‪ .‬وقد جمعَه بعضُهم بالواو والنون ‪ .‬وأَوردهُ‬
‫َ‬
‫الجوهريّ حديثا عن عُمرَ رضي ال عنه حينَ أَرادَ أَن يَدخل الشامَ وهي تَستعِر طاعونا ‪ ،‬فقيل له‬
‫خ ْلهَا ) ‪،‬‬
‫‪ ( :‬إِنّ ( مَنْ ) معك من أَصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ( قُرْحانُونَ ) فل تَدْ ُ‬
‫وهي ( ُلغَيّة ) ‪ ،‬وفي ( المختار ) و ( اللسان ) و ( الصّحاح ) و ( الَساس ) ‪ :‬وهي لغة متروكة‬
‫‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/46‬‬

‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬أَنت قُرحانٌ ) مما قُ ِرحْت به ‪ :‬أَي بَريءٌ ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬أَنت قُرحانٌ‬
‫حيّ ) ‪ ،‬أَي ( خارج ) ‪ ،‬وأَنشد قول جرير ‪:‬‬
‫( من هاذا الَمر وقُرَا ِ‬
‫يُدَافِعُ عَنك ْم كلّ يومِ عَظيمةٍ‬
‫حيّ بسِيفِ الكَواظِمِ‬
‫وأَنت قُرَا ِ‬
‫حيّ ‪ .‬و ) في ( التهذيب ) قال بعضهم ‪ :‬القُرْحان‬
‫( و ) القُرْحَان ‪ ( :‬مَنْ لم يَشهَد الحَربَ ‪ ،‬كالقُرَا ِ‬
‫حصْبَة ‪ ،‬والقُرْحانُ أَيضا ‪ ( :‬مَنْ مَسّه القُرُوحُ ) ‪ ،‬وهو ( ضِدّ‬
‫جدَ ِريّ ول َ‬
‫‪ :‬مَن لم يَمسّه قَرْحٌ ول ُ‬
‫) ‪ ،‬يُ َذكّر ( ويؤنّث ) ‪.‬‬
‫حةً ‪ .‬أَي‬
‫جهَه ) ‪ .‬وَلقِيَهُ مُقَارَ َ‬
‫( و ) من المجازِ ‪ ( :‬قَرَحَه بالحقّ ‪ :‬استقبَلَه به ) ‪ ( ،‬وقَارَحَه ‪ :‬وا َ‬
‫ِكفَاحا ومُوَاجَهةً ‪.‬‬
‫( والقَارِح من ذِي الحافِر بمنزلة البازِل من الِبل ) ‪ .‬في ( الصّحاح ) ‪ :‬كلّ ذِي حافِرٍ َيقْرَح ‪،‬‬
‫خفّ يَبْزُل وكلّ ذي ظِ ْلفٍ َيصْلَغ ‪ .‬قال الَعشَى في الفَرس ‪:‬‬
‫وكلّ ذي ُ‬
‫طمِرةٍ‬
‫والقارِحِ ال َعدّا وكلّ ِ‬
‫طوِيلِ َقذَالَها‬
‫ل تستطيع يَدُ ال ّ‬
‫( ج قَوارِحُ وقخرّحٌ ) ‪ ،‬كسُركّر ‪ ( ،‬ومقَارِيحُ ) قال أَبو ذؤيب ‪:‬‬
‫جَاوَزْتُه حينَ ل َيمْشِي ب َعقْوَتِه‬
‫ب المقارِيحُ‬
‫ب والقُ ّ‬
‫ل المقانِي ُ‬
‫ِإ ّ‬
‫قال ابن جنّي ‪ :‬هاذا من ( شَاذّ ) الجَمع ‪ ،‬يعني أَن يكسّر فاعلٌ على مَفاعيل ‪ ،‬وهو في القياس‬
‫كأَنّه جمْع ِمقْرَاح كمِذكَار ومِئناث ‪ ،‬ومَذاكير ومَآنيث ‪ ( ،‬وهي ) ‪ ،‬أَي الَنثى ‪ ( ،‬قارِحٌ‬
‫وقَارِحة ) ‪ ،‬وهي بغير هاءٍ أَعلَى ‪ ،‬قال الَزهَريّ ‪ :‬ول يقال قا ِرحَة ‪.‬‬
‫جلَ ) َيقْرَح ( قُرُوحا وقَرَحا ) ‪ ،‬الَخيرة محرّكة ‪ ،‬وفيه اللّف‬
‫خِ‬‫ح الفَرسُ ‪َ ،‬كمَنَع و َ‬
‫وقد ( قَرَ َ‬
‫والنّشْر المُرَتّب ‪ ( .‬وَأقْرَحَ ) ‪ ،‬بالَلف ‪ .‬هاكذا حكاه‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/47‬‬

‫اللّحْيانيّ ‪ ،‬وهي لغة رديئة ‪ ،‬وقيل ضَعيفة مهجورة ‪ ،‬ففي ( الصّحاح ) وغيره ‪ :‬الفَرسُ في السّنَة‬
‫حوْليّ ‪ ،‬ثم جَ َذعٌ ‪ ،‬ثم ثَ ِنيّ ‪ ،‬ثم رَبَاعٌ ‪ ،‬ثم قارِحٌ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو في الثانية فِ ْلوٌ ‪ ،‬وفي الثالثة‬
‫الُولى َ‬
‫حدَهَا بغير أَلف ‪.‬‬
‫ج َذعٌ ‪ .‬يقال ‪َ :‬أجْ َذعَ ا ْلمُه ُر وأَثنَى وأَرْبَعَ ‪ ،‬وقَرَحَ ‪ ،‬هاذه وَ ْ‬
‫َ‬
‫خمْس‬
‫( وقَارِحُه ‪ :‬سِنّه اّلذِي ) قد ( صَارَ به قارحا ‪ ،‬وقُرُوحُه انتهاءُ سِنّه ) ‪ ،‬وإِنّما تنتهِي في َ‬
‫سنين ‪ ( ،‬أَو ) قُرُوحُه ‪ُ ( :‬وقُوعُ السّنّ التي تَلِي الرّبَاعِيَة ) ‪ .‬وقَد قَرَحَ ‪ ،‬إِذا أَ ْلقَى أَقصَى أَسنانِه ‪.‬‬
‫وليس قُرُوحُه بِنَباتِه ‪ .‬وله أَربعُ أَسنانٍ يَتح ّولُ من بعْضها إِلى بعض ‪ :‬يكون جَذَعا ‪ ،‬ثم ثَنِيّا ‪ ،‬ثم‬
‫سقَطَت ربَاعِ َي ُة الفَرسِ‬
‫رَبَاعِيا ثم قارِحا ‪ ،‬وقد قَرَحَ نابُه ‪ .‬وقال الَزهريّ عن ابن الَعرابيّ ‪ :‬إِذا َ‬
‫ن فهو رَبَاعٌ ‪ ،‬وذالك إِذا استَ َتمّ الرابعَةَ ‪ .‬فإِذا حانَ قُرُوحُه س َقطَت السّنّ الّتي تلِي‬
‫ونَ َبتَ مكانَها سِ ّ‬
‫ن ولَ نَبَاتُ سِنَ ‪ .‬قال ‪ :‬وإِذا‬
‫سقُوطُ سِ َ‬
‫ت مكَنَها نابُه ‪ ،‬وهو قارِحُه ‪ ،‬وليس بعد القُرُوح ُ‬
‫رَبَاعِيَتَه ونَ َب َ‬
‫س َة فقَدْ قَرِحَ ‪.‬‬
‫خلَ الفَرَسُ في السادِسةِ واستَتمّ الخَامِ َ‬
‫َد َ‬
‫سوِيقٍ وغَيْرِه ) ‪،‬‬
‫( والقَرَاحُ ‪ ،‬كسحَاب ‪ :‬الماءُ ) الذي ( ل ُيخَالِطُه ُثفْل ) ‪ ،‬بضمَ فسكون ‪ ( ،‬من َ‬
‫طعَامِ ‪ .‬قال جريرٌ ‪:‬‬
‫وهو الماءُ اّلذِي يُشْرَب إِثْرَ ال ّ‬
‫ُتعَلّل وهْي ساغِ َبةٌ بَنِيهَا‬
‫بأَ ْنفَاسٍ من الشّبِمِ القَرَاحِ‬
‫وفي الحديث ( جِلْف الخُبْزِ والماء القَرَاح ) هو الماء اّلذِي لم يخالِطْه شيْءٌ يُطيّب به ‪ ،‬كالعَسَل‬
‫والتَمر والزّبِيبِ ‪ ( .‬و ) القَرَاحُ ‪ ( :‬الخاِلصُ ‪ ،‬كالقَرِيح ) ‪ ،‬قاله أَبو حنيفةَ ‪ ،‬وأَنشد قَولَ طَرفَةَ ‪:‬‬
‫ومِنْ قَ ْر َقفٍ شِي َبتْ بماءٍ قَرِيحْ‬
‫ويروى ( قَدِيح ) ‪ ،‬أَي ُمغْتَرف ‪.‬‬
‫( و ) القَرَاحُ ‪ ( :‬الَ ْرضُ ) البارز الظاهر الذي ( ل مَا َء بها ول شجر )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/48‬‬

‫ل وَأقْذِلة ‪ .‬ويقال ‪ :‬هو جمعُ قريح ‪ ،‬كقَفيز‬


‫حةٌ ) ‪ ،‬كقَذا ٍ‬
‫ولم يَختلط بشيْءٍ ‪ ،‬قال الَزهريّ ‪ ( :‬ج أَقرِ َ‬
‫طعَة على حِيَاِلهَا من مَنَابتِ النّخْل وغير ذالك ‪ .‬وقال‬
‫ن كلّ ِق ْ‬
‫وأَقفِزةٍ ‪ ( .‬أَو ) القَرَاحُ من الَ َرضِي َ‬
‫أَبو حنيفة ‪ :‬القَرَاح ‪ :‬الَرضُ ( المُخَّلصَة للزّرع والغَرْسِ ) وقيل القَراحُ المَزْرَعَةُ الّتي لَيْسَ عليها‬
‫شجَرٌ ولم يَختلِطْ بها‬
‫بِنا ٌء ول فيها شَجرٌ ‪ ( ،‬كالقِرْوَاح ) ‪ ،‬وهو الفَضاءُ من الَرض التي ليس بها َ‬
‫ح والقِرْحِيَاءِ ‪ ،‬بكسرهنّ ) ‪ .‬قال ابنُ شُميل ‪ :‬القِ ْروَاحُ جََلدٌ‬
‫شيْءٌ ‪ ،‬عن ابن الَعْرَابيّ ‪ ( ،‬والقِرْيَا ِ‬
‫ظهْرُه مُستوٍ ‪ ،‬ول يستَقرّ فيه ماءٌ ِإلّ‬
‫سكُ فيه الماءُ ‪ ،‬وفيه إِشرافٌ ‪ ،‬و َ‬
‫من الَرض َوقَاعٌ ل يَستمْ ِ‬
‫سالَ عنه يَمينا وشِمالً ‪.‬‬
‫( و ) القَرَاحِ ( أَربعُ َمحَالٌ ببغدادَ ) ‪.‬‬
‫( والقِرْوَاحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬الناقَة الطّويل ُة ال َقوَائِمِ ) ‪ ،‬قال الَصمعيّ ‪ :‬قلْت لَعرابيّ ‪ :‬ما النّاقَةُ‬
‫خلَة الطويلةُ ) الجَرْداءُ‬
‫القِ ْروَاح ؟ قال ‪ :‬التي كأَنّها َتمْشِي على أَ ْرمَاح ‪ ( .‬و ) القِ ْروَاح ‪ ( :‬النّ ْ‬
‫سوَيْدِ بن الصّامِت‬
‫( المَلْسَاءُ ) ‪ ،‬أَي التي ا ْنجَرد كَرَبُها وطاَلتْ ‪ ( ،‬ج قَرَاوِيحُ ) ‪ ،‬وَأمّا في قولِ ُ‬
‫الَنصارِيّ ‪:‬‬
‫ن ومَا دَيْنِي عَلي ُكمْ ب َمغْرَمٍ‬
‫أَدِي ُ‬
‫ولكنْ عَلى الشّمّ الجِلَ ِد القَرَاوِحِ‬
‫حقّه القَرَاوِيح ‪ ،‬فاضطُرّ فحَذفَ ‪.‬‬
‫وكان َ‬
‫( و ) عن أَبي عَمرٍ و ‪ :‬القِ ْروَاحُ ( ‪ :‬الجَمل يَعافُ الشّ ْربَ مع الكِبَار ‪ ،‬فإِذا جاءَ ) الدّهْداهُ ‪ ،‬وهي‬
‫صغَارُ ‪ ،‬شَ ِربَ َم َعهَا ) ‪ ،‬وفي نشخة ‪ :‬معهنّ ‪.‬‬
‫( ال ّ‬
‫( و ) القِ ْروَاح أَيضا ‪ ( :‬البارزُ الْذِي ل يَستُرُه من السّماءُ شَيءٌ ) ‪ ،‬وقيلَ هو الَ ْرضُ البارزةُ‬
‫شمْش ‪ ،‬قال عَبيدٌ ‪:‬‬
‫لل ّ‬
‫جوَته كمَنْ ب َع ْقوَتِه‬
‫فمَنْ بنَ ْ‬
‫ن كمَنْ َي ْمشِي بقِرْواحِ‬
‫ولمُسْ َتكِ ّ‬
‫حيّ بالضّمّ ‪ :‬من لَزِمَ القَرْيَة )‬
‫( والقُرَا ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/49‬‬

‫و ( ل يَخرُج إِلى البادِيَة ) ‪ .‬قال جَرير ‪:‬‬


‫يُدَافِع عَنكمْ ُكلّ يَومِ عَظيمةٍ‬
‫حيّ بِسِيفِ ال َكوَاظِمِ‬
‫وأَ ْنتَ قُرَا ِ‬
‫حيّ ‪ :‬منسوبٌ إِلى قُرَاحٍ وهو اسمُ مَوضِع ‪ ،‬قال الَزهَريّ ‪ :‬هي قريةٌ على شَاطِىء‬
‫وقيل قُرَا ِ‬
‫البَحْر ‪ ،‬نَسَبَه إِلَ ْيهَا ‪.‬‬
‫حتِ‬
‫ن وَتَرِهَا ) ‪ ( .‬و ) قَ َر َ‬
‫سدُ ‪ ،‬كالقَرْحَانِ ‪ ،‬و ) القارِح ‪ ( :‬ال َقوْسُ البائنةُ عَ ْ‬
‫( والقارِحُ ‪ :‬الَ َ‬
‫حمُْلهَا‬
‫حلُ ‪ ،‬فإِذَا اسْتَبَانَ َ‬
‫عهَا الفَ ْ‬
‫حمْلُها ) ‪ .‬قال ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬هي قارحٌ أَيّامَ َيقْرَ ُ‬
‫( النّاقَةُ ‪ :‬استَبَانَ َ‬
‫حتْ‬
‫فهي خَِلفَةٌ ‪ ،‬ثم لَ تزال خَِلفَةً حتّى تَ ْدخُل في حَدّ التّعشير ‪ .‬وعن اللّيث ‪ :‬ناقةٌ قارِحٌ ‪ ( ،‬وقد قَرَ َ‬
‫ح ْملُ في بَطْنهَا ‪ .‬وقال أَبو‬
‫حمْلً ولم تُ َبشّر بذَنَبها حتّى يَستَبِينَ ال َ‬
‫قُرُوحا ) بالضّمّ ‪ ،‬إِذا لم َيظُنّوا بها َ‬
‫ح ْملُ بها قارِحٌ ‪ .‬وقال غيرُه ‪ :‬فَرَسٌ قَارِحٌ ‪:‬‬
‫ح ْملُ النّاقَ ِة ولم تُ ْلقِه فَهي حينَ يَستَبِينُ ال َ‬
‫عُبَيْد ‪ :‬إِذا َتمّ َ‬
‫جمْع َقوَارِحُ‬
‫شعّ َر والقَارِح ‪ :‬الناقةُ َأ ّولَ ما تَحمِل ‪ ،‬وال َ‬
‫حمْلها أَو أَكثَرَ حتى َ‬
‫قا َمتْ أَربعين يوما مِن َ‬
‫وقُرّحٌ ‪ ،‬وقد قَرَحَت َتقْرَحُ قُرُوحا وقِرَاحا ‪ .‬وقيل القُرُوحِ َأ ْولَ ما تَشولُ بذَنَ ِبهَا ‪ ،‬وقيلَ إِذا تمّ حَمُلهَا‬
‫حمُْلهَا ‪ .‬وعبارةُ ال ُكلّ متقاربةٌ ‪.‬‬
‫حهَا حتّى يَسْتعبِين َ‬
‫شعِرُ بَلقَا ِ‬
‫ح ‪ ،‬وقيلَ هي الّتي ل ُت ْ‬
‫فهي قَارِ ٌ‬
‫حفَر ( كالقُرْحِ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬قال‬
‫( والقَرِيحة ‪َ :‬أ ّولُ ماءٍ يُتَنبَط ) ‪ ،‬أَي ُيخْرَج ( من البِئر ) حين ُت ْ‬
‫ابن هَرْمةَ ‪:‬‬
‫فإِنّك كالقَريحةِ حين ُت ْمهَى‬
‫شَروبُ ا ْلمَاءِ ثم َتعُودُ مَأْجَا‬
‫المأْج ‪ :‬المِلْح ‪ ،‬ورواه أَبو عبيد ( بالقريحةِ ) ‪ ،‬وهو خطأٌ كذا في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/50‬‬

‫ومنه قولهم ‪ :‬لفلنٍ قَرِيحَةٌ جَيّدة ‪ ،‬يراد استبناطُ العِلْم بجَودةِ الطّبع ‪ .‬قال شيخْنا ‪ :‬وهي ُقوّة تستنبطُ‬
‫بها المعقولت ‪ ،‬وهو مجازٌ صرّحَ به غي ُر واحد ‪ .‬وقال أَوس ‪:‬‬
‫على حَينَ أَنْ جَدّ ال ّذكَا ُء وأَد َر َكتْ‬
‫سيٍ مِنْ شَرِيحٍ ُم َغمّمِ‬
‫قَريحَةُ حِ ْ‬
‫سيٍ ‪ ،‬يعني سَعرَ ابنِه‬
‫جدّ ذَكائي ‪ ،‬أَي كبِرْت وأَسننْت ‪ ،‬وأَدْرَك من ابني قريحةُ حِ ْ‬
‫يقول ‪ :‬حسنَ َ‬
‫شُريحِ بن َأوْس ‪ ،‬شَبّهه بما ل يَ ْنقَطِع ول ُيغَضغَض ‪ُ ،‬م َغمّم ‪ ،‬أَي ُمغْرِق ‪.‬‬
‫شيْءٍ ) وباكُورَتُه ‪ ،‬وهو مجاز ‪ ( .‬و )‬
‫( و ) قَريحَة الشّباب ‪َ :‬أوّلُه ‪ ،‬وقيل هي ( َأ ّولُ ُكلّ َ‬
‫القَرِيحَة ( مِنك ‪ :‬طَ ْبعُك ) الذي جُبِ ْلتَ عليه لَنّه َأوّل خِلقتك ووقع في كلم بعضهم أَنّها الخاطر‬
‫والذّهْن ‪.‬‬
‫شيْءِ ) ‪ .‬وهو في قُرْح سِنّه ‪ ،‬أَي َأوّلها ‪ .‬قال ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬قلت‬
‫( والقُرْحُ ‪ ،‬بالضّم ‪َ :‬أ ّولُ ال ّ‬
‫لَعرابيّ ‪ :‬كم أَتَى عليك ؟ فقال ‪ :‬أَنا في قُرْحِ الثلثين ‪ .‬يقال ‪ :‬فلنٌ في قُرْحِ الَربعين ‪ ،‬أَي في‬
‫َأوّلها ‪ ( ،‬و ) القُرْحُ ‪ ( :‬ثلثُ ليالٍ ) َأوّل ( الشهْرِ ) ‪ ،‬ومنهم من ضبطَه كصُرَدٍ ‪ .‬نقلَه شيخنا ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ( القتراحُ ‪ :‬ارتِجالُ الكَلم ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬اقتَرَحَ خُطْبَتَه ‪ ،‬أَي ارتَجلَها ‪ ( .‬و )‬
‫القتراحُ ‪ ( :‬استنباطُ الشيْءِ من غير سَماعٍ ) ‪ .‬وفي ( حاشية الكشّاف ) للجرْجانيّ ‪ :‬هو السّؤال‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬يقال اقترحْتُه ‪،‬‬
‫بلَ َروِيّةٍ ‪ ( .‬و ) القتراحُ ‪ ( :‬الجتباءُ والختِبَارُ ) ‪ .‬قال اب ُ‬
‫خوّصته ‪ ،‬وخّلمْته واخْتََلمْته واس َتخَْلصْته واسْ َتمَيْتُهِ كلّه بمعنَى اخترْته ‪ .‬ومنه يقال ‪:‬‬
‫واجتبَيْته ‪ ،‬و َ‬
‫ص ْوتَ كذا وكذا ‪ ،‬أَي اختاره ‪ ( .‬و ) القْتراح ‪ ( :‬ابتِدَاعُ ) َأ ّولِ ( الشيْءِ ) تَبتدعُه‬
‫اقترحَ عليه َ‬
‫وتَقترِحه من ذاتِ َنفْسك من غير أَن تَسمعَه ‪ .‬وقد اقتَرحَه ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ .‬واقتُرِحَ السّهمُ‬
‫وقُرِحَ ‪ :‬بُدىءَ عَملُه ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬وأَنا َأ ّولُ مَن اقترحَ مَودّة فُلنٍ ‪ ،‬أَي َأ ّولُ مَن اتّخذَه‬
‫صَديقا ‪ ،‬وهو مَجاز ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/51‬‬

‫( و ) القتراحُ ‪ ( :‬التّحكّم ) ‪ ،‬ويُعدّى بعَلَى ‪ ،‬يقال ‪ :‬اقتَرَحَ عليه بكذا ‪ :‬تَحكّمَ وسَألَ من غير َروِيّة‬
‫يءٍ ما مِن شَخصٍ ما بالتّحكّم ‪.‬‬
‫‪ .‬وعبارةُ البَ ْيهَقيّ في ( التاج ) ‪ :‬القتراحُ طَلبُ ش ْ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬القتراح ‪ُ : ( :‬ركُوبُ ال َبعِيرِ قَبل أَنْ يُر َكبَ ) ‪ ،‬وقد اقتَ َرحَه ‪.‬‬
‫( والقَرِيح ‪ :‬السّحَابَة َأ ّولَ ما تَ ْنشَأُ ) ‪.‬‬
‫( و ) القَرِيح ‪ ( :‬الخاِلصُ ) ‪ ،‬كالقَرَاح ‪ ،‬قاله أَبو حَنِيفة ‪ .‬وأَنشد أَبو ذؤيب ‪:‬‬
‫عهْدِ كاهلٍ‬
‫وإِنّ غُلما نِيلَ في َ‬
‫سمْه ِريّ قَرِيحُ‬
‫صلِ ال ّ‬
‫لَطِ ْرفٌ ك َن ْ‬
‫ع ْه ٌد وميقاٌ ‪.‬‬
‫ع ْهدِ كاهلٍ ‪ ،‬أَي له َ‬
‫نِيلَ ‪ ،‬أَي قُ ِتلَ ‪ .‬في َ‬
‫ب القُرَشيّ ‪.‬‬
‫خلِ في نَسبِ سَا َمةَ بنِ ُل َؤيّ ) بن غَال ٍ‬
‫( و ) القَرِيحُ ( بن المُن ّ‬
‫( و ) القَرِيحُ ( من السّحَابَ ِة ماؤُهَا ) حِينَ يَنزِل ‪ .‬قال ابن مُقبل ‪:‬‬
‫وكأَ ّنمَا اصطبَحتْ قَرِيحَ سَحابة‬
‫وقال الطّ ِرمّاح ‪:‬‬
‫شمْنَ قرِيحَ الخَرِيفِ‬
‫ظَعائن ِ‬
‫مِن الَنْجُمِ الفُرْغِ والذّابحَهْ‬
‫حجْرٍ الشاعر الكِنديّ ‪ ( ،‬لَنّ قَ ْيصَرَ ) ملكَ الرّوم‬
‫( وذُو القُرُوحِ ‪ ) :‬ل َقبٌ ( امرِىء القَيْس ) بن ُ‬
‫جسَدُه فماتَ ) ‪.‬‬
‫( أَلْبَسَه ) ‪ ،‬وفي نسخة ‪ :‬ب َعثَ إِليه ( قَميصا مَسْموما ) فلَبِسه ( فتَقرّحَ ) منه ( َ‬
‫قال شيخُنا ‪ :‬وهاذا هو المشهور الذي عليه الجمهور ‪ ،‬وفي ( شرْح شواهد المغني ) للحافظ جَلل‬
‫الدين السيوطيّ أَنّه ذو الفُرُوج بالفا ِء والجيم ‪ ،‬لَنّه لم يُخلّف ِإلّ البناتِ ‪ .‬وقد أَخرجَ ابن عساكر‬
‫عن ابن الكَلبيّ قال ‪ ( :‬أَتى قَومٌ رسولَ ال صلى ال عليه وسلمفسأَلُوه عَنْ أَشَرِ النّاسِ ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫حسّانا ‪ ،‬فأَتوه فسَأَلُوه فقال ‪ :‬ذُو الفُرُوج ) ‪.‬‬
‫ائتُوا َ‬
‫خفَاجةَ ) الشّاعر ‪.‬‬
‫( وذُو القرْح ‪َ :‬كعْبُ بنُ َ‬
‫( والقَرْحَاءُ ‪ :‬فَرَسَانِ ) لهُم ‪.‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/52‬‬

‫( و ) عن أَبي عُبيدة ‪ :‬القُرَاحِ ( كغُرَاب ‪ :‬سِيفُ ) بكسر السين المهملة ( القطِيفِ ) ‪ ،‬وأَنشد‬
‫للنّابغة ‪:‬‬
‫قُرَاحِيّة أَ ْل َوتْ بِليفٍ كأَ ّنهَا‬
‫لصٍ طارَ عنها تَواجِرُ‬
‫عفَاءُ قِ َ‬
‫ِ‬
‫وقال جرير ‪:‬‬
‫ظعِائنَ لم يَدِنّ مع ال ّنصَارى‬
‫َ‬
‫ك القُرَاحِ‬
‫س َم ُ‬
‫ول َيدْرِينَ ما َ‬
‫وقال غيره ‪ :‬هو سِيفُ البَحرِ مُطلقا ‪ ( .‬و ‪ :‬ة ) بالبَحرَين ‪ .‬وفي نسخة ( و ‪ :‬ع ‪ ) ،‬أَي واسمُ‬
‫مَوضِع ‪.‬‬
‫( والقُرَيْحاءُ ‪ ،‬كبُتَيْراءَ ‪ :‬هَنَةٌ َتكُونُ في بَطْن الفَرَسِ كرأْس الرّجُل ) ومثله في ( التهذيب ) و‬
‫حصَى ) ‪.‬‬
‫( اللسان ) ‪ .‬قال ‪ ( :‬و ) هي ( من ال َبعِيرِ لَثّاطَةُ ال َ‬
‫ح َة الوَسْميّ ‪َ :‬أوّلَه ‪،‬‬
‫( و ) عن أَبي زيد ‪ ( :‬قُرْحَة الرّبيعِ أَو الشّتَاءِ بالضّمّ ‪َ :‬أوّلُه ) ‪ .‬وَأصَبْنا قُر َ‬
‫وهو مَجازٌ في الَساس ‪.‬‬
‫( و ) يقال ( طَرِيقٌ َمقْرُوحٌ ‪ ) :‬قد ( أْثّرَ فيه فصَارَ مَلحُوبا ) بَيّنا موطوءًا ‪.‬‬
‫( والمقرّحة ‪َ :‬أ ّولُ الِرْطاب ) ‪ ،‬وذالك إِذا ظهرَت القُرُوح ‪ ( .‬و ) ال ُمقَرّحة ( من الِبل ‪ .‬بها‬
‫قُرُوحٌ في أَفواهِيهَا فتَهدّلتْ لذالك مَشافرُهَا ) ‪ ،‬واسمُ ذالك الدّا ِء القُرْحةُ ‪ ،‬بالضم ونَسبُه الَزهريّ‬
‫إِلى اللّيث ‪ ،‬وهو الصواب ‪ .‬قال ال َبعِيث ‪:‬‬
‫لبِ نِسَاءَنَا‬
‫ونَحْنُ مَ َنعْنَا بالكُ َ‬
‫ِبضَ ْربٍ كَأ ْفوَاهِ ال ُمقَرّحَة الهُ ْدلِ‬
‫عمْرَو بنَ‬
‫سكّيت ‪ ،‬قال ‪ :‬وإِنّما سَ َرقَ البَعيثُ هاذا المعنَى من َ‬
‫ومثله في إِصلح المنطق لبن ال ّ‬
‫شَأْس ‪:‬‬
‫وأَسْيَا ُفهُمْ آثَارُهنّ كأَّنهَا‬
‫مَسافِرُ قَرْحَى في مبَارِكها هُ ْدلُ‬
‫ت فقال ‪:‬‬
‫وأَخذه الكُمي ُ‬
‫يُشَبّهُ في الهامِ آثارُهَا‬
‫مَشافِرَ قَرْحَى أَكلْنَ البَرِيرَا‬
‫ل فهي‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬قرّحَت الِب ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/53‬‬

‫ُمقَرّحة ‪ ،‬والقَرْحَة ليستْ من الجَرب في شيْءٍ ‪.‬‬


‫حفَر في مَوضعٍ ل يوجَد فيه الماءُ ) ‪ ،‬أَو لم يُحفَرُ‬
‫( وقَرَحَ ) الرّجلُ ( بِئرا ‪ ،‬كمنَعَ ‪ ،‬واقْتَرَحها ‪َ :‬‬
‫فيه ‪ ،‬فكأَنّه ابتَدَعها ‪.‬‬
‫ش ْعبٌ ‪.‬‬
‫سوَا َءةَ من طيّىءٍ ‪ ،‬ويقال ‪ :‬الَقارحُ أَيضا ‪ ،‬وهو ِ‬
‫( وَأقْرُحٌ ‪ ،‬بضمّ الرّاءِ ‪ :‬ع ) لبني ُ‬
‫( وقِرْحِيَاءُ ) ‪ ،‬بالكسر ( ‪ :‬ع ) آخَرُ ‪.‬‬
‫( وذُو القَرْحَى ) سُوقٌ ( ِبوَادِي القُرَى ) ‪ .‬وقد جاءَ في الحديث ذِكر قُرْح ‪ ،‬بضمّ القاف وسكون‬
‫الحاءِ وقد ‪ ،‬يُحرّك في الشّعر ‪ :‬سُوقُ وادِي القُرَى ‪ ،‬صلّى به رسولُ ال صلى ال عليه وسلموبنَى‬
‫به مَسْجدا ‪ .‬وَأمّا قول الشّاعر ‪:‬‬
‫حُ ِبسْن في قُرْحٍ وفي دَارَاتها‬
‫سَبْعَ ليالٍ غيرَ مَلوفاتها‬
‫فهو اسم وادِي القُرَى ‪ .‬كذا في ( لسان العرب ) ‪.‬‬
‫( والقُرَاحِيتَانِ بالضّمِ ‪ :‬الخَاصِرتان ‪.‬‬
‫ح وتَقدّحَ ‪.‬‬
‫( وتَقَرّحَ له ) بالشّرّ ‪ ،‬إِذا ( َتهَيّأَ ) ‪ ،‬مثل َتقَدّ َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه في هاذه المادة ‪:‬‬
‫شيْءٍ يَخرُج من البَقل الذي يَنبت في‬
‫التّقرِيح ‪َ :‬أوّل نَبَاتِ العَرفَجِ ‪ .‬وقال أَبو حنيفةَ ‪ :‬التقريحُ َأ ّولُ َ‬
‫ظهُورُ عُودِه ‪ .‬وقال رجلٌ لخَرَ ‪ :‬ما مَطَرُ أَرضِك ؟‬
‫حبّ ‪ .‬وتَقريحُ الب ْقلِ ‪ :‬نباتُ َأصْلِه ‪ ،‬وهو ُ‬
‫ال َ‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬ويَنْبُت‬
‫س وثَرْدٌ ‪ ،‬يَدُرّ َبقْلُه ول ُيقَرّح َأصْلُه ‪ .‬ثم قال اب ُ‬
‫فقال ‪ :‬مُ َركّكة فيها ضُرُو ٌ‬
‫ال َب ْقلُ حينَئذٍ ُمقْتَرِحا صُلْبا ‪ .‬وكان ينبغِي أَن يكون مُقَرّحا ‪ِ ،‬إلّ أَن يكون اقتَرَحَ ُلغَ ًة في قَرّحَ ‪ .‬وقال‬
‫يجوز أَن يكون قولُه ُمقْتَرِحا ‪ ،‬أَي منتصِبا قائما على َأصْلِه ‪ .‬وقال ابن الَعرابيّ ‪ :‬ل ُيقَرّح ال َب ْقلُ‬
‫ضعِيفٍ قَد ِر َوضَحِ‬
‫ِإلّ مِن قَدْر الذّراع من ماءِ المَطر ‪ ،‬فما زاد ‪ .‬قال ‪ :‬ويَذُرّ ال َبقْلُ منَ مَط ٍر َ‬
‫ال َكفّ ‪.‬‬
‫شمٌ ُمقَرّحٌ ‪ُ :‬مغَرّزٌ بالِبرةِ ‪ .‬و َتقْريحُ‬
‫شوِيكُ ‪ ،‬ووَ ْ‬
‫والتّقريح ‪ :‬التّ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/54‬‬
‫الَرضِ ‪ :‬ابتداءُ نَبا ِتهَا ‪.‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬خَيْرُ الخَيْل الَقرَحُ المجّل ) ‪ ،‬هو ما كان في جَبْهتِه غُرّة ‪.‬‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬فَرسٌ أَقرَحُ ‪ :‬أَغَرّ ‪ ،‬وخَ ْيلٌ قُرْحٌ ‪ .‬ومن المجاز ‪َ :‬تفَرّى الدّجَى عن وَجْهِ‬
‫َأقْرَحَ ‪ ،‬وهو الصّبح ‪ ،‬لَنّه بياضٌ في سَواد ‪ .‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫شقّه‬
‫وَسُوجٌ إِذا اللّ ْيلُ الخُدَا ِريّ َ‬
‫عن ال ّركْب مَعرُوفُ السّماوةِ َأقْرَحُ‬
‫يعني الفجْرَ والصّبْحَ ‪.‬‬
‫والقَرْحَاءُ ‪ :‬ال ّر ْوضَة التي َبدَأَ نَبْ ُتهَا ‪ .‬و َهضْبَةٌ قِ ْروَاحٌ ‪ :‬مَلْسَاءُ جَ ْردَاءُ طويلةٌ ‪.‬‬
‫حتْ سِنّ الصّبيّ َهمّت بالنّبَات ‪ ،‬فإِذا خَ َرجَت قيل ‪ :‬غَرّرَت ‪.‬‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬قَرّ َ‬
‫وهو قُ ْرحَةُ أَصحابِه ‪ :‬غُرّتهم ‪ ،‬وهو مجاز ‪.‬‬
‫وبنو قَرِيح ‪ ،‬كأَمير ‪ :‬حيّ ‪.‬‬
‫وقُرْحَانُ ‪ :‬اسمُ كَلْب ‪.‬‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬ول ذُبابَ ِإلّ وهو أَقرَحُ ‪ ،‬كما ل بَعيرَ إِل وهو أَعلَمُ ‪.‬‬
‫قردح ‪ ( :‬القُرْدُح بالضّم ‪ :‬ضَ ْربٌ من البُرُود ‪ ،‬ويُفتَح ‪ .‬و ) في ( التهذيب ) في الرّباعيّ القُرْدُح‬
‫( ‪ :‬القِرْدُ الضّخْم كالقُرْدُوحِ ) ‪ .‬بالضّمّ ‪.‬‬
‫طَلبُ ) إِليهِ أَو يُطلَب ( مِنْه ‪ .‬و ) عن ابن الَعرابيّ ‪ :‬القَرْ َدحَةُ ‪:‬‬
‫جلُ ‪َ ( :‬أقَرّ بما يُ ْ‬
‫( وقَرْدَحَ ) ال ّر ُ‬
‫الِقرارُ على الضّيم ‪ ،‬والصّبْرُ على ال ّذلّ ‪ .‬وقَد قَ ْردَحَ ‪ ،‬إِذا ( تَذَلّل ) وتَصاغَرَ ‪ ،‬وهو مُقَرْدِحٌ ‪.‬‬
‫خطّ ُة ضَيْ ٍم ل‬
‫قال ‪ :‬وأَوصَى عبدُ ال بن خازِم بَنهيه عند مَوته فقال ‪ :‬يا بَنيّ ‪ ،‬إِذا أَصابتْكم ُ‬
‫تُطِيقُون َوقْعَها َفقَرْدِحُوا لها فإِنّ اضطرابَكم منه أَشدّ لِرُسوخِكم فيه ‪ .‬وقال الفرّاءُ ‪ :‬القَرْدَحةُ ال ّذلّ ‪.‬‬

‫جوْزة في حَلْق‬
‫يءٌ ناتىءٌ ( كال َ‬
‫( والقُرْدُوحَة والقُرْدُوحَة ‪ ،‬بضمّهما ) ‪ :‬ش ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/55‬‬

‫المُرَا ِهقِ ) ‪ ،‬وهو عَلمةُ بُلوغِه ‪.‬‬


‫سكَيْت ‪ ،‬وهو ( العاشِرُ من خَ ْيلِ‬
‫س ّميَ ( الذي يَجىءُ َبعْدَ ) ال ّ‬
‫( والمُقَرْدِحُ ) ‪ :‬المتصاغِر ؛ ومنهُ ُ‬
‫الحَلْبة ) ‪ ،‬وقد تَقدّم ِذكْر أَسمائها ‪.‬‬
‫( اقْرَندَحَ لي ‪َ :‬تجَنّى عليّ ‪ .‬والمُقْرَنْدِحُ ‪ :‬المس َتعِدّ للشّرّ ) المتهيّىء له ‪ .‬وهاذِه المادّة مما استدركه‬
‫على الجوهَريّ ‪ ،‬ولم يَذكرها ابن منظور ‪ ،‬والنون والَلف زائدتان ‪.‬‬
‫شجَرٌ ) ‪ ،‬واحدته قُرْ ُزحَة ‪ ( .‬و ) قُرزُحٌ اسم‬
‫قرزح ‪ ( :‬القُرْزُحُ ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪ ،‬كالقُرزُوحِ ‪َ ( :‬‬
‫( فرس ‪ .‬و ) القُرْزُحُ ‪ ( :‬لِباسٌ كان لنسائهم ) أَي الَعراب ‪ ،‬كنّ يَل َبسْنَه ‪.‬‬
‫( و ) القُرْزُحَة ‪ ( ،‬بهاءٍ ‪ ،‬المرَأ ُة القَصيرةُ وال ّدمِيمةُ ) أَي القبيحة الخِ ْلقَةِ ‪ .‬والجمْع القَرازِحُ ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫خوَا ِملِ دَّلهَا‬


‫عَبْلَةُ ل َدلّ ال َ‬
‫ح القَرَارحِ‬
‫ي القِبَا ِ‬
‫ول زِ ّيهَا ِز ّ‬
‫( و ) القُرْزُحَة ( َبقْلَةٌ ) ‪ ،‬عن كراع ‪ ،‬ولم ُيحَلّها ‪ ( .‬و ) عن أَبي حنيفة ‪ :‬القُرْزُحَة ‪ ( :‬شُجَيْ َرةٌ )‬
‫حبّ أَسودُ ‪.‬‬
‫جعْدةٌ لها َ‬
‫َ‬
‫ب وَثْبا مُتقارِبا ) ‪ ،‬كفَرْشَحَ ‪ .‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫جلُ ‪ ( :‬وَ َث َ‬
‫قرشح ‪ ( :‬قَرْشَحَ ) الرّ ُ‬
‫صلِ ) ‪ ،‬شامِيّة ‪ ( .‬و ) القِزْح ‪ ( :‬التّا َبلُ ) ‪ ،‬بفتح الموحّدة ‪،‬‬
‫قزح ‪ ( :‬القِزْحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬بَزْرُ ال َب َ‬
‫الذي يُطرَح في القِدْرِ ‪ ،‬كال َكمّون والكُزْبَرَة ‪ ( ،‬ويُفتَحُ ) ‪ ،‬أَي في الَخير ‪ ،‬وجمعهما َأقْزاحٌ ‪،‬‬
‫( وبائعه قَزّاحٌ ) ‪ .‬وعن ابن الَعرابيّ ‪ :‬هو القِزْح والقَزْح ‪ ،‬والفِحَا والفَحَا ‪.‬‬
‫جعَلَه فيها ) وطَرَحَ فيها الَبَازيرَ ‪ ،‬كما يقال فَحّاهَا‬
‫( وقَزَحَ القِدْرَ ‪ ،‬كمَنَعَ ‪ ،‬وقَزّحَها ) تَقزيحا ‪َ ( :‬‬
‫‪ .‬وفي الحديث ( وإِنْ قَزّحَه ومَلّحَه ) ‪ ،‬أَي َتوْبَلَه ‪ ،‬مِن القِزْح ‪.‬‬
‫( ومَلِيحٌ قَزِيحٌ إِتباعٌ ) ‪ ،‬قال‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/56‬‬

‫شيخنا وهو قولٌ مرجوح ‪ ،‬والصواب أَنّ كلّ واحدٍ منهما أُريد منه معناه الموضوعُ له ‪ ،‬ففي‬
‫ل ‪ ،‬والقَزِيح من القِزْح ‪ ،‬والِتباع يَقتضِي التأْكي َد وأَن الثانيَ لَيْسَ له‬
‫( اللسان ) ‪ :‬المليحُ من ال ِم ْ‬
‫معنًى مست ِقلّ به ‪ ،‬وليس كذالك ‪.‬‬
‫( والمِقْزَحةُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬نحوٌ ) ‪ ،‬وفي بعض النسخ ‪ :‬نوعٌ ( من ال ِممْلَحَةِ ) ‪ ،‬قال شيخنا ‪ :‬وجوّزَ‬
‫بعضهم في ميمه الفَتحَ ‪ ،‬كالموضع ‪.‬‬
‫جمُوع التي ل وَاحدَ لهَا ‪.‬‬
‫( وال ّتقَازِيح ‪ :‬الَبازِيرُ ) ‪ ،‬من ال ُ‬
‫( وتَقْزِيحُ الحَدِيثِ ‪ :‬تَزْيينُه ) وتَحْسينه وتَتميمُه ‪ ،‬من غير أَن يَكذبَ فيه ‪ ،‬وهو مَجاز ‪.‬‬
‫سمِعَ ) َيقْزَح في اللغتين جميعا ( قَزْحا ) ‪ ،‬بالفتح ‪،‬‬
‫( وقَزَحَ الكَ ْلبُ ب َبوِْلهِ ) وقَزِحَ ‪َ ( ،‬كمَنَعَ و َ‬
‫( وقُزُوحا ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬بالَ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬رَفعَ ِرجْلَه وبالَ ‪ ،‬وقِيلَ ‪َ :‬رمَى به ورَشّه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو إِذا (‬
‫أَرسَلَه َدفْعا ) ‪ ،‬بفتْح فسكون ‪ ،‬وفي بعض النّسخ بض َم ففتح ‪.‬‬
‫( و ) عن أَبي زيدٍ ‪ :‬قَ َزحَت ( القِدْرُ قَزْحا ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ( ،‬وقَزَحَانا ) ‪ ،‬محرّكةً ‪ .‬إِذا‬
‫ج منها ) ‪.‬‬
‫( َأقْطَ َرتْ ما خَرَ َ‬
‫( والقَزْحُ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪َ ( :‬ب ْولُ الكَ ْلبِ ) ‪ ،‬وقد قَزَح ‪ ،‬إِذا بالَ ( وبالكسْر ‪ :‬خُرْءُ الحَيّةِ ) ‪،‬‬
‫جمْعه أَقزاحٌ ‪.‬‬
‫صلَ الشّجَرةِ ) فهي‬
‫( وقَزَحَ ) ‪ ،‬هاكَذَا هو مضبوطٌ عندنا بالتخفيف ‪ ،‬والصواب بالتشديد ‪َ ( ،‬أ ْ‬
‫ت الكلبُ والسّبَاعُ بأَبوالِها عليها ‪ .‬وسيأْتي ‪.‬‬
‫ُمقَزّحة ‪َ ( :‬بوّلَه ) ‪ ،‬والشّجَرةُ المقزّحَة التي قَزّح ِ‬
‫سمَاءِ أَيامَ‬
‫( و َقوْسُ قُزَحَ ‪ ،‬ك ُزفَرَ ) ‪ ،‬وفي بعض النّسخ كصُرَدٍ ‪ :‬طَرائقُ مُتقوّسَة تَبدو في ال ّ‬
‫خضْرة ‪ ،‬وهو غير َمصْروف ‪ ،‬ول ُي ْفصَل‬
‫حمْ َر ٍة وصُفْرة و ُ‬
‫غبّ المطرِ ب ُ‬
‫الرّبيع ‪ ،‬زاد الَزهريّ ‪ِ :‬‬
‫قُزَحُ من قَوسٍ ‪ ،‬ل يقال ‪ :‬تََأ ّملْ قُزَحَ فَما أَبينَ َقوْسَه ‪ .‬وفي الحديث عن ابن وفي الحديث عن ابن‬
‫عَبّاس ‪ ( :‬ل َتقُولوا قُزَحَ ‪ ،‬فإِنّ قُزَحَ اسمُ شَيطانٍ ‪ ،‬وقولوا َقوْس اللّهِ عزّ وجلّ )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/57‬‬

‫سوِيلها للنّاس وتَحسينها إِليهم المعاصِيَ ‪ ،‬من التّقزيح وهو التّحسين ‪ ،‬وقيل ‪( :‬‬
‫سمّيَت ) لتَ ْ‬
‫قيل ‪ُ ( :‬‬
‫خضْرَة ) ‪ ،‬وهي الَ ْلوَان‬
‫حمْرَة و ُ‬
‫صفْرةٍ و ُ‬
‫ضمّ ) ‪ ،‬اسم ( للطّرِيقة من ُ‬
‫لتَلوّنِها ‪ ،‬من القُزْحَةِ ‪ ،‬بال ّ‬
‫الّتي في ال َقوْس ‪ ( .‬أَو لرتفاعِها ‪ ،‬مِن قَزَحَ ) الشيءُ ‪ ،‬إِذا ( ارتفَعَ ) ‪ ،‬كأَنّه كَرِه ما كانُوا عليه‬
‫من عاداتِ الجاهليّة وأَنْ ُيقَال ‪َ ،‬قوْسُ اللّهِ ‪ ،‬فيُ ْرفَع قَدْرُهَا كما ُيقَال ‪ :‬بيتُ ال ‪.‬‬
‫سعْرٌ قازِحٌ ) ‪ ،‬أَي ( غالٍ ) ‪.‬‬
‫( ومنه ‪ِ :‬‬
‫وقالوا ‪َ :‬قوْسُ اللّهِ أَمانٌ من الغَرَق ‪ .‬وفي ( التهذيب ) عن أَبي عَمرو ‪ :‬القُسْطَانُ ‪َ :‬قوْسُ قُزَحَ ‪،‬‬
‫حلَ‬
‫وسيأْتي في ‪ :‬قسط ‪ .‬وسُئل أَبو العَبّاسِ عن صَرْفِ قُزَح فقال ‪ :‬مَن جَعله اسمَ شيطانٍ أَلحقَه ب ُز َ‬
‫سحَاب ) ‪ ،‬وبه‬
‫حلُ ‪ ،‬للمع ِرفَة والعَدْل ‪ ( ،‬أَو قُزَحُ اسمُ مََلكٍ ُم َوكّلٍ بال ّ‬
‫‪ .‬وقال المبرّد ‪ :‬ل يَنصرفُ ُز َ‬
‫عمَر ل ينصرفَ في المعرفَةِ‬
‫قال ثعلب ‪ ،‬فإِذا كان هاكذا أَلحقْته ب ُعمَرَ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬و ُ‬
‫ويَنصرف في النّكرة ‪ ( ،‬أَو ) قُزَحُ ‪ ( :‬اسمُ مَلِك من مُلوك العجم ‪ ،‬أُضيفَت َقوْسُ إِلى أَحَدهما )‬
‫أَي إِلى مََلكٍ أَ مَِلكٍ ‪ .‬وهاذا القَوْل الَخير غريبٌ جدّا ‪ ،‬واستبعدَه شيخُنَا ‪ ،‬ولم أَجدْه في كتاب ولم‬
‫يذكر القولَ المشهورَ أَنّ قُزَح اسمُ شَيْطَانٍ ‪.‬‬
‫ومن الغريب ‪ ،‬قال الدميريّ في المسائل المنثورة ‪ :‬إِنّ قولهم َقوْسُ قُرَح بالحاءِ خطٌأ ‪ ،‬والصواب‬
‫قَوسُ قُ َزعَ ‪ ،‬بالعين ‪ ،‬لَنّ قزَع هو السّحَاب ‪ ،‬نقله شيخُنا ‪.‬‬
‫( و ) في ( المصباح ) و ( اللسان ) والعُباب قُزَحُ اسمُ ( جَ َبلٍ بِالمُزْدَِلفَة ) ‪ ،‬وهو القَرْنُ الذي يَقف‬
‫عنده الِمامُ بها ‪ ،‬ل يَنصرِف ‪ ،‬للعَدْل والعلميّة ‪ .‬يقال أُضيفَت ال َقوْسُ إِليه ‪ ،‬لَنّه َأوّل ما ظهرتْ‬
‫فَوقَه في الجاهليّة ‪ .‬ولم ُيشِر إِليه المصنّف ‪ ،‬وقد ُر ِويَ ‪ ،‬ذالك في بعض التفاسِير نقلً عن بعضهم‬
‫‪.‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/58‬‬

‫( والقازِحُ ال ّذكَرُ الصّ ْلبُ ) ‪ ،‬صفةٌ غالبة ‪.‬‬


‫شعَبا كثيرةً ) ‪.‬‬
‫ش ّعبَ ُ‬
‫( وتَقَزّح النّبَاتُ ) والشّجَرُ ‪ ،‬إِذا ( تَ َ‬
‫شجَرِ البَرّ ‪ ،‬له أَغصانٌ قُصارٌ ‪.‬‬
‫شجَرٌ يُشْبِه التّينَ ) مِن غريبِ َ‬
‫( و ) من ذالك ( المُقَزّح ك ُمعَظّم ‪َ :‬‬
‫شعَبا‬
‫وفي الحديث ‪َ ( :‬نهَى عن الصّلة خَ ْلفَ الشّجَر ِة المقزّحَة ) ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هي التي تَشعّبتْ ُ‬
‫لبُ والسّباعُ بأَبوالِها عليها ‪.‬‬
‫كَثيرةً ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أَرا َد بها كلّ شجرةٍ قَزّحتُ الكِ َ‬
‫( و ) قُزَاحٌ ( كغُرَابٍ ‪ :‬مَ َرضٌ ُيصِيب الغَنَم ‪ .‬و ) قال أَبو َوجْ َزةَ ‪:‬‬
‫جهَلونَ وصَارِخٌ‬
‫لهم حاضرٌ ل ُي ْ‬
‫كسَيحلِ الغَوادِي تَر َتمِي بالقَوازِحِ‬
‫قال الَزهريّ ‪َ ( :‬قوَازِحُ الماءِ ُنفّاخاتُه ) التي تَنتفِخ فتَذهب ‪.‬‬
‫شعَبا ( كبُرْثنِ الكَ ْلبِ ) ‪ ،‬وهو اسمٌ كالتّمتين‬
‫ش ّعبُ ) ُ‬
‫شجَ َرةٍ يَتَ َ‬
‫( والتّقزيح ‪ :‬شيءٌ عَلَى رأْسِ نَ ْبتٍ أَو َ‬
‫حتْ ‪.‬‬
‫والتّنْبيت ‪ .‬وقد قَزّ َ‬
‫حةً ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬وقُسُوحَةً ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ( :‬صَُلبَ ‪ .‬و )‬
‫قسح ‪ ( :‬قَسَحَ ) الشّيءُ ‪َ ( ،‬كمَنَعَ ‪ ،‬قَسَا َ‬
‫لفْعال ‪ ،‬وفي‬
‫جلُ ) ‪ :‬أَنعظَ أَو ( كَثُرَ إِنعاظُه ) ‪َ ،‬يقْسَح قُسُوحا ‪ ( ،‬كَأ ْقسَحَ ) ‪ ،‬من باب ا ِ‬
‫قَسَحَ ( ال ّر ُ‬
‫ح ومَقسوحٌ ‪ ،‬هاذه حِكايةُ أَهل‬
‫بعض النّسخ ( كاتقتسح ) ‪ ،‬من باب الفتعال ‪ .‬وهو قاسِحٌ وقسّا ٌ‬
‫علٍ ‪،‬‬
‫اللّغة ‪ .‬قال ابن سيده ‪ :‬ول أَدرِي للفظِ مفعولٍ هنا وَجْها ‪ِ ،‬إلّ أَن يكونَ موضوعا مَوضِع فا ِ‬
‫كقوله تعالى ‪ 004 . 7 { :‬كان وعده ماءَتيا } ( مريم ‪ ) 61 :‬أَي آتيا ‪.‬‬
‫( و ) قَسَحَ ( الحَ ْبلَ ‪ :‬فَتلَه ) ‪.‬‬
‫شدّته ‪.‬‬
‫( والقَسَح ‪ ،‬مح ّركَةً ) والقُسُوح والقُسَاحُ ( ‪ :‬اليُبْس ‪ ،‬أَبو بَقيّةُ الِنعاظِ ) ‪ ،‬أَو ِ‬
‫س صُلْب ‪.‬‬
‫( و ) في ( التهذيب ) ‪ ( :‬إِنّه لقُسَاحٌ مَسقوحٌ ) ‪ :‬ياب ٌ‬
‫حهُ ‪ :‬يابَسَه ) ‪.‬‬
‫( وقاسَ َ‬
‫( وثَوبٌ قاسِحٌ ‪ :‬غليظٌ ) ‪ .‬و ُرمْحٌ قاسِحٌ ‪ :‬صُلبٌ شديدٌ ‪.‬‬

‫____________________‬

‫( ‪)7/59‬‬
‫قشح ‪ ( :‬قَشَاحِ ‪ ،‬كقَطَام ‪ :‬الضّبُعُ ‪ .‬و ) يقال ‪َ :‬ث ْوبٌ قاشِحٌ ) ‪ ،‬أَي ( قاسحٌ ) ‪ ،‬بالسين ‪ ،‬لغةٌ فيه ‪.‬‬
‫( والقُشَاحُ ‪ ،‬كغُرَابٍ ‪ :‬اليابِسُ ) ‪ ،‬كالقُسَاح بالسين ‪ .‬وهاذه المادّة تَركَها الجوهريّ وابنُ منظور ‪.‬‬
‫قفح ‪ ( :‬قَفَحَه ‪ ،‬كمَنعَه ‪ :‬كَرِهَه ) وتَ َركَه ‪ ( .‬و ) في ( التهذيب ) ‪َ :‬قفَحَ فلنٌ عن الشيءِ مِثْل‬
‫طعَام ) وغيرِه ‪ ( :‬امْتَنَعَ ) عنه ‪ .‬و َقفَحَت َنفْسُ عن الطّعام ‪ ،‬إِذا تَ َركَه ‪ .‬وقال شَمرٌ ‪َ :‬نفْسٌ‬
‫( ال ّ‬
‫قافِحةٌ ‪ ،‬أَي تارِكة ‪.‬‬
‫( و ) عن ابن دريدٍ ‪َ :‬قفَحَ ( الشيْءَ ) إِذا ( اسْ َتفّه كما يُس َتفّ الدّواءُ ) ‪.‬‬
‫( والقَفِيحَة ) هي ( الزّبّدة تُحْلَب عليها الشّاةِ ) ‪.‬‬
‫ش ّعبُ مِ ْنهَا ) ‪.‬‬
‫شعُوبا ) فيها كثيرةً ( تَ َت َ‬
‫جةٌ َقفْحَاءُ ‪ ،‬وهي أَن تَرَى ُ‬
‫( وعَجا َ‬
‫صفْرةٌ ) تَعلو ( الَسْنَانَ ) في النّاس وغيرِهِم ‪ .‬وقيل هو أَن تَكثُر على‬
‫قلح ‪ ( :‬القَلَحُ ‪ ،‬مح ّر َكةً ‪ُ :‬‬
‫ن َووَسَخٌ يَ ْركَبها من‬
‫صفْرة في الَسنا ِ‬
‫ن و َتغْلُظَ ثم تَسوَدّ أَو تَخضرّ ‪ .‬وقال أَبو عُبيدٍ ‪ :‬هو ُ‬
‫الَسنا ِ‬
‫شمِرٌ الحَبِ ْر صُفْ َر ٌة في الَسنان ‪ ،‬فإِذا كثُرَت وغَلخظَت واسودّت‬
‫سوَاكِ ‪ .‬وقال َ‬
‫طُولِ تَ ْركِ ال ّ‬
‫ن الِنسانِ ‪،‬‬
‫واخضَرّت فهو القَلَح ‪ .‬ومن الغريب ما نقله شيخُنا عن بعضهم ‪ :‬القَلَح صُفرةُ أَسنا ِ‬
‫ن الِبل ‪ ( ،‬كالقُلَح ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وإِطلقُه يُوهِم الفتحَ ‪ ،‬وهو غيرُ سديدٍ ‪ .‬قال‬
‫خضْرةُ أَسنا ِ‬
‫وُ‬
‫ح ‪ ،‬كفَرِحَ ) ‪ ،‬قَلَحا ‪ .‬والمرَأةُ قَلْحَاءُ ‪،‬‬
‫الَزهريّ ‪ :‬وهو اللّطَاخ الذي يَلْزَق بال ّثغْر ‪ .‬وقد ( قَلِ َ‬
‫ج ْم ُعهَا قُلْحٌ ‪ .‬قال الَعشى ‪:‬‬
‫وَ‬
‫قد بَنَى اللّؤمُ عليهم بَيْتَه‬
‫وفَشَا فيهم مع اللّؤ ِم القَلَحْ‬
‫عوْدٌ ) ‪ ،‬بفتح العين المهملة‬
‫وقَلّحَ الرّجلَ وال َبعِيرَ ‪ :‬عالَجَ قََلحَهما ‪ ( .‬و ) من ذالك ( قولهم ‪َ :‬‬
‫وسكون‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/60‬‬

‫الواو ( ُيقَلّح ‪ ،‬أَي تُ َنقّى أَسنانُه و ُتعَالَج من القَلَح ) ‪ ،‬وهو ( من باب قَرّدت البَعيرَ ) نَزعْت عنه‬
‫جلَ ‪ ،‬إِذا ُقمْت عليه في مَرَضه ‪ ،‬وطَنّيتُ البَعيرَ ‪ ،‬إِذا عالَجْته من طَنَاه ‪.‬‬
‫قُرَادَه ‪ ،‬ومَرّضت الرّ ُ‬
‫فالتّفعيلُ للِزالةِ ‪.‬‬
‫شمِرٌ ‪.‬‬
‫ح كفَرِحَ ‪ ،‬قالَه َ‬
‫( والقِلْحُ بالكسر ‪ :‬ال ّث ْوبُ الوَسخُ ) ‪ ،‬وللمُتَلَبّس به قَلِ َ‬
‫جعَل ) ‪ ،‬لقَذَر في فِيه ‪،‬‬
‫حمَارُ المُسنّ ‪ .‬و ) قال ابن سِيده ‪ ( :‬الَقلَحُ ال ُ‬
‫( و ) القَلْحُ ( بالفتح ‪ :‬ال ِ‬
‫صفةٌ غالبةٌ ‪.‬‬
‫( و ) الَقلَحُ ( بنُ بَسّام البُخَاريّ ‪ ،‬مح ّدثٌ ) يَ ْروِي عن محمّد بن سَلّم البِيكَنْ ِديّ ‪ ( .‬وعاصمُ بن‬
‫ثا ِبتِ بن أَبي الَقلَح ) ‪ ،‬هاكذا في النّسخ المصحّحة ‪ ،‬و َوقَع في بعضها بغير الكُنْيَة وهو خَطَأٌ ؛‬
‫( صحابيّ ) ‪ ،‬كانَ َيضْرِب الَعناقَ بين يدَيه صلى ال عليه وسلم‬
‫سبَ فيها في الجَدْب ) وتَرقّعها في‬
‫( و ) في ( النوادر ) ‪َ ( :‬تقَلّحَ ) فُلنٌ ( البِلَدَ ) تعقلّحا ‪ ( :‬تك ّ‬
‫الخصْب ‪.‬‬
‫( والقِلْحَمّ ) ‪ ،‬بالكسر ( المُسِنّ ) ‪ ،‬و ( موضِعه ) حرف ( الميم ) ‪ ،‬وسيأْتي البيان هناك إِن شاء‬
‫ال تعالى ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ما ورد في الحديث عن كعب ‪ ( :‬أَنّ المرَأةَ إِذَا غَابَ َز ْوجُها تقلّحت ) أَي تَوسّخت ثِيابُها ولم تَت َعهّد‬
‫َنفْسَها وثِيابَها بالتنظيف ‪ .‬ويروَى بالفَاءِ ‪ ،‬وقد ُذكِرَ في موضِعه ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬رَجلٌ مُقلّح ‪ ،‬أَي مُذلّل مجرّب ‪ ،‬كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫قلفح ‪ ( :‬قَ ْلفَحه ‪ :‬أَكله أَجمع ) ‪.‬‬
‫ن الِنضاجِ إِلى الكتناز ‪،‬‬
‫قمح ‪ ( :‬ال َقمْح ‪ :‬البُرّ ) حينَ َيجْرِي ال ّدقِيقُ في السّنْبُل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬من لدُ ِ‬
‫وهي لُغة شامِيّة ‪ ،‬وأَهل الحجاز قد تَكّلمُوا بها ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/61‬‬

‫لوّل ‪ ،‬كما في‬


‫وقد تَكرّر ِذكْرُه في الحديث ‪ ،‬وقيلَ ُل َغةٌ قِبطيّة ‪ ،‬نقله شيخنا ‪ ،‬والصواب ا َ‬
‫( المصباح ) وغيره ‪.‬‬
‫حهُ أَيضا ‪َ :‬أخَذَه‬
‫سوِيقَ ( ‪ ،‬اس َتفّه ‪ ،‬كاقْ َتمَحَه ) واقتم َ‬
‫س ِمعَه ) ‪ ،‬أَي ال ّ‬
‫( و ) ال َقمْح مَصدرُ ( َقمِحَه ‪ ،‬ك َ‬
‫في رَاحَتِه فََلطَعه ‪ ،‬كذا في ( الَساس ) و ( اللسان ) ‪.‬‬
‫جوَارِش ) ‪ ،‬بضمّ الجيم ‪ ،‬هاكذا في النّسخ ‪ ،‬وفي بعضها بزيادة النون في آخره ‪.‬‬
‫( والقَمِيحَة ‪ :‬ال ُ‬
‫سفُوفُ من السّويق وغيره ‪.‬‬
‫والقَمِيحة أَيضا ‪ :‬ال ّ‬
‫حمَةُ ‪ِ ( :‬ملْ ُء الفَمِ منه ) ‪ ،‬أَي من السّويقِ أَو من‬
‫( و ) السمُ ( القُمْحَة ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪ ،‬كالّل ْقمَة ‪ .‬والقُ ْ‬
‫الماءِ ‪ ،‬كما صَرّح به غيرُ واحد ‪.‬‬
‫( والقُمّحَانُ ‪ ،‬كعُنْفُوان وتُفتَح الميم ) ‪ ،‬وهي رواية البصرّيين في قول النّابغة التي ‪ ( :‬الوَرْسُ )‬
‫عفَرَانُ ‪،‬‬
‫خمْرَ ) ‪ ،‬وهو زَبَ ُدهَا ‪ ( ،‬و ) قيل ‪ :‬هو ( الزّ ْ‬
‫أَو الذّرِيرةُ َنفْسُها ‪ ( ،‬أَو كالذّرِيرة يَعلو ال َ‬
‫لهُ‬
‫خوَا ِتمُه عَ َ‬
‫ضتْ َ‬
‫وكال ُقمْحَة ‪ ،‬بالضّ ّم في ال ُكلّ ) ‪ ،‬وقيل هو طِيبٌ ‪ .‬قال النّابغة ‪ :‬إِذا ُف ّ‬
‫س ال ُقمّحَانِ من ال ُمدَامِ‬
‫يَبِي ُ‬
‫علَ ْيهَا بَيَاضا يَ َت َغشّاها مِ ْثلَ الذّرِيرةِ ‪.‬‬
‫خمْر العَتِيقةِ رَأَيتَ َ‬
‫حبّ من حِنبَاب ال َ‬
‫يقول ‪ :‬إِذا فُتِحَ رَأْسُ ال ُ‬
‫شعَرَاءِ َذكَ َر ال ُقمّحَان غَيْرَ النّا ِبغَة ‪ .‬قال ‪ :‬وكان النالبغةُ يأْتِي‬
‫قَال أَبو حنيفةَ ‪ :‬ل أَعلم أَحدا من ال ّ‬
‫س ويَسمع منهم ‪ ،‬وبها جَماعةُ الشعراءِ ‪.‬‬
‫المدينةَ ويُنْشِد بها النّا َ‬
‫( و ) في ( الصحاح ) و ( الَساس ) و ( اللسان ) نقلً عن أَبي عُبَ ْيدٍ ‪َ ( :‬قمَحَ ال َبعِيرُ ُقمُوحا ) ‪،‬‬
‫ح ْوضِ وامتَنَعَ مِن الشّرْب ) رِيّا ‪ ( ،‬كت َقمّحَ وا ْن َقمَحَ )‬
‫و َقمَه َيقْمَه ُقمُوها ‪ ،‬إِذا ( َرفَعَ رأْسه عند ال َ‬
‫لخِيرَة من ( الَساس ) و ( اللسان ) ‪.‬‬
‫وقَامَحَ ‪ ،‬ا َ‬
‫قال أَبو زيد ‪ :‬ت َقمّحَ فُلنٌ من الماءِ ‪ ،‬إِذا شَرِب الماءَ وهو مُتكا ِرهٌ ‪ ( ،‬فهو ) بعيرٌ ( قامِحٌ ) ‪ ،‬يقال‬
‫حتْ‬
‫‪ :‬شَرِب فت َقمّحَ وانقمَحَ بمعنًى ‪ .‬و ( ج ) ُقمّحٌ ( كَ ُركّه ‪ .‬و ) قد ( قَا َم َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/62‬‬

‫إِبلُك ) ‪ ،‬إِذا ( وَرَ َدتْ فلم َتشْ َربْ ) و َر َفعَتْ رؤُوسَها ( لِداءٍ ) يكون بها ( أَو ‪ ،‬بَرْد ) ماءٍ ‪ ،‬أَوريَ‬
‫حةٌ ) و ِقمَاحٌ ‪ ،‬على طَرْح الزائدِ ‪ .‬قال بِشْرُ‬
‫أَو عِلّة ‪ ( .‬وهي ناقةٌ مُقَامِحٌ ) ‪ ،‬بغير هاءٍ ( وإِبلٌ مُقامِ َ‬
‫بن أَبي خازمٍ يَذكر سَفينةً و ُركْبانَها ‪:‬‬
‫جوَانِبها ُقعُودٌ‬
‫ونَحْنُ على َ‬
‫ل ال ِقمَاحِ‬
‫ف كالِب ِ‬
‫َن ُغضّ الطّ ْر َ‬
‫غصّ َبصَرَه ) ‪ ،‬قاله الزّجّاج ‪ ،‬ورواه‬
‫( و ) من المجاز ‪َ ( :‬أ ْقمَحَ ) الرّجلُ ‪ ،‬إِذا ( َرفَع رأْسَه و َ‬
‫سََلمَةُ عن الفرّاءِ ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪ 004 . 7 { :‬فهي الى الءَذقان ‪ . .‬مقمحون } ( يس ‪) 8 :‬‬
‫وفي حديث عليَ كرّم ال وَجهَه ‪ ،‬قال له النّبيّ صلى ال عليه وسلم ( سَ َتقْ َدمُ على ال أَنتَ وشِيعَتُك‬
‫غضَابا مُقمَحِين ) ثمّ جمَعَ يدَه إِلى عُنقِه يُريهم كيف‬
‫راضينَ مَ ْرضِيّين ‪ ،‬ويَقْ َدمُ عليك عَ ُدوّك ِ‬
‫غضّ البَصر ‪.‬‬
‫الِقماحُ ‪ ،‬وهو َرفْعُ الرأْسِ و َ‬
‫ضعُه ‪ ،‬فكأَنّه ضِدّ ‪.‬‬
‫شمَخَ ) وَ َرفَعَ رأْسَه ل يكاد َي َ‬
‫( و ) َأ ْقمَحَ ( بأَ ْنفِهِ ‪َ :‬‬
‫( و ) أَقمَحَ ( السّنْ ُبلُ ‪ :‬جَرَى فيه ال ّدقِيقُ ) ‪ ،‬تقول ‪ :‬قد جَرَى القمْحُ في السّنبُل وقد َأمَحَ البُرّ ‪ .‬قال‬
‫ج و َنضِجَ ‪.‬‬
‫الَزهَ ِريّ وقد أَنضَ َ‬
‫ل الَسِيرَ ) ‪ ،‬إِذا ( تَ َركَ رأْسَه مَرفُوعا لضِيقِه ) ‪ ،‬فهو ُم ْقمَح ‪،‬‬
‫( و ) من المجاز ‪َ :‬أمَحَ ( ال ُغ ّ‬
‫وذالك إِذا لم يَترُكه عَمودُ ال ُغلّ الذي يَنخُس َذقَ َنهُ أَن ُيطَأْطىء ر ْأسَه ‪ ،‬كما في ( الَساس ) ‪ .‬وقال‬
‫ابن الَثير ‪ :‬قوله تعالى ‪ 004 . 7 { :‬فهي الى الءَذقان } ( هي كِنايةٌ عن الَيدِي ل عنِ‬
‫ق وهو مُقاربٌ للذّقن ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وأَراد عزّ‬
‫ن والعُنُ َ‬
‫جعَل اليدَ تلى الذّق َ‬
‫الَعناقِ ‪ ،‬لَنّ ال ُغلّ يَ ْ‬
‫وجلّ أَنّ أَيديَهم لما غُّلتْ عند أَعناقهم رَفعَت الَغللُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/63‬‬
‫صعُدا كالِبل الرّافعةِ رُءُوسها ‪.‬‬
‫أَذقَانَهم ورؤُسَهم ُ‬
‫شهْرَا الكانُونِ ‪ ،‬لَنّهما ُيكْرَه فيهما شُ ْربُ الماءُ ِإلّ عَلَى ثْفلٍ ‪،‬‬
‫شهْرَا ُقمَاحٍ ‪ ،‬ككِتَاب وغُرَابِ ) ‪َ :‬‬
‫(وَ‬
‫قال مالك بن خالدٍ الهُذَليّ ‪:‬‬
‫فَتًى ما ابْنُ الَغرّ إِذَا شَ َتوْنَا‬
‫شهْ َريْ ُقمَاحٍ‬
‫حبّ الزّادُ في َ‬
‫وُ‬
‫ل فيهما ُتقَامِحُ عن الماءِ فل تَشْربُه ‪ .‬قال الَزهريّ ‪:‬‬
‫س ّميَ بذالك لَنّ الِ ِب َ‬
‫ُروِي بالوَجهين ‪ ،‬وقيل ُ‬
‫ن الِبل‬
‫سمّيا بذالك ِلكَرَاهَة كلّ ذي كَبِد شُ ْربَ الماءِ فيهما ‪ ،‬ولَ ّ‬
‫شدّ ما َيكُونُ من البَرْدِ ) ‪َ ،‬‬
‫ُهمَا ( أَ َ‬
‫ن ومِلْحَانُ ‪.‬‬
‫شهْ َريْ قُماح ‪ :‬شَيْبَا ُ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬يقال ل َ‬
‫ل تَشرب فيهما ِإلّ تعذيرا ‪ ،‬وقال َ‬
‫ح ُد َوةِ‬
‫ن ال َقمَ ْ‬
‫( والقمْحَى وال ِقمْحَاة ‪ ،‬بكسرِهما ‪ :‬الفَسْشَةُ ) ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬و ( وال ِقمْحَانَةُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ما بي َ‬
‫ونُقْ َر ِة ال َقفَا ) ‪.‬‬
‫جبُ له ) ‪ .‬كما يفعل‬
‫( و ) من المجاز ( َقمّحَهُ تَقميحا ) ‪ ،‬إِذا ( د َفعَه بالقَليل عَنْ كثيرٍ ) مما ( يَ ِ‬
‫شيْ ٍء ويَستأْثر عليه بالغَنيمَة ‪ .‬كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫الَميرُ الظالمُ بمن َيغْزُو معه ‪ ،‬يَ ْرضَخُه أَدنى َ‬

‫جوْفه أَو غيرِ ذالك ممّا‬


‫( والقامِحُ ‪ :‬الكَا ِرعُ للما ِء لَيّةِ عِلّةٍ كانت ) ‪ ،‬كالعِيافة له أَو قِلّة ُث ْفلٍ في َ‬
‫ذكرَ ‪.‬‬
‫( و ) عن الَزهريّ ‪ :‬قال الليث ‪ :‬القامِح ( من الِبلِ ما اشْتَدّ عَطشُه حتّى فَتَرَ شَديدا ) ‪ .‬وبَعيرٌ‬
‫مُقمَحٌ وقد َقمَحَ َي ْقمَحٌ منشِدّة العَطش قُموحا ‪ ،‬وَأقْمحَه العَطشُ فهو مُقمَح ‪ .‬قال ال تعالى ‪. 7 { :‬‬
‫‪ 004‬فهي الى الءَذقان ‪ . .‬مقمحون } ‪ :‬خاشعون ل يَر َفعُون أَبصارَهم ‪.‬‬
‫ي ‪ :‬كلّ ما قالَه اللّيث في تفسير القامح وال ُمقَامِح ‪ ،‬وفي تفسير قوله عزّ وجلّ { َفهُم‬
‫قال الَزهر ّ‬
‫ّمقْمَحُونَ } فهو خَطأٌ ‪ ،‬وأَهل العربيّة والتفسيرِ على غيرِه ‪ .‬فَأمّا المُقامِح فإِنّه ُر ِويَ عن الَصمعيّ‬
‫ح وناقَةٌ‬
‫أَنه قال ‪ :‬بعيرٌ ُمقَامِحٌ وناقَةٌ مُقَامِحٌ ‪ ،‬إِذَا َرفَعَ رأْسَه عن الَصمعيّ أَنه قال ‪ :‬بعيرٌ ُمقَامِ ٌ‬
‫ُمقَامِحٌ ‪ِ ،‬إذَا َرفَعَ ر ْأسَه عن‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/64‬‬

‫ح ْوضِ ولم َيشْ َربْ وجمعه قِماحٌ ‪ .‬و ُر ِويَ عن الَصمعيّ أَنّه قال ‪ :‬ال ّت َقمّح ‪ :‬كراهَةُ الشّرْب قال ‪:‬‬
‫ال َ‬
‫وأَما قوله تعالى ‪َ { :‬فهُم ّم ْقمَحُونَ } فإِنّ سَلمةَ روَى عن الفرّاءِ أَنه قال ‪ :‬ال ُم ْقمَح الغاضّ بصرَه بعد‬
‫َرفْعِ رأْسه ‪ .‬وقد مرّ شيءٌ منه ‪.‬‬
‫( واقْ َتمَحَ ‪ ،‬البُرّ ‪ :‬صار َقمْا َنضْيجا ) هكذا في سائر النسخ ‪ ،‬والذي في ( اللسان ) وغيره ‪ :‬أَقمَحَ‬
‫البُرّ ‪ ،‬كما تقول أَنضَجَ ‪ ،‬صَرّحَ به الَزهريّ وغيرُه ‪ ،‬فلينظر ذالك ‪.‬‬
‫( و ) اقتَمحَ ( النّبِيذَ ) والشّرَابَ واللّبنَ والماءَ ‪ ( :‬شَرِبَه ) ك َقمِحَه ‪.‬‬
‫سوِيقَ قمْحا‬
‫وقال ابن شُميل ‪ :‬إِنّ فُلنا ل َقمُوحٌ للنّبِيذ ‪ ،‬أَي شَرُوبٌ له ‪ .‬وإِنّه لقَحُوفٌ للنّبيذ ‪ .‬و َقمِحَ ال ّ‬
‫سفّ ‪ .‬وفي الحديث ( أَنّه كانَ إِذا‬
‫‪ ،‬وَأمّا الخُبْز والتّمر فل يقال فيهما َقمِحَ ‪ ،‬إِنّما ُيقَال ال َقمْحُ فيما ُي َ‬
‫اش َتكَى َت َقمّحَ َكفّا من حَبّةِ السّوداءِ ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ي الفاضِح ) ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وهاذا خلفُ‬
‫قال اللّيْث ‪ :‬يقال في م َثلٍ ( الظمأُ القامح خيرٌ من ال ّر ّ‬
‫ي الفاضِح ) ومعناهُ العطش‬
‫ما سمِعناه من العرب ‪ ،‬والمسموع منهم الظمأُ الفادِحُ خير من ال ّر ّ‬
‫الشّاقّ خيرٌ من ِريَ يَفضَح صاحبَه ‪.‬‬
‫وقال أَبو عُبَيْدٍ في قول أُمّ زَرْع ‪ ( :‬وعِندَه َأقُولُ فل ُأقَبّح ‪ ،‬وأَش َربُ فأَتقمّح ) ‪ ،‬أَي أَروَى حتّى‬
‫سهَا ‪ .‬ويُروَى بالنّون ‪ .‬قال الَزهَريّ ‪:‬‬
‫أَ َدعَ الشّرْبع ‪ ، .‬أَرا َدتْ أَ ّنهَا تَشْرب حتّى تروَى وتَ ْرفَعَ رَأْ َ‬
‫وَأصْل الت َقمّح في الماءِ ‪ ،‬فاستعارَتْه للّبَنِ ‪ ،‬أَرادَت أَ ّنهَا تَ ْروَى من اللبَن حتى تَرفَع ر ْأسَها عن‬
‫شُرْبِه كما َي ْف َعلُ ال َبعِيرُ إِذا ك ِرعَ شُ ْربَ الماءِ ‪.‬‬
‫حةً من كلٍ ‪ :‬شيْئا من اليابِس تَسْ َتفّه ‪.‬‬
‫ومن الَساس في المجاز ‪ :‬قولهم ‪ :‬وما أَصابَت الِبلُ ِإلّ َقمِي َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/65‬‬

‫صعِيد ‪.‬‬
‫والقَمْحَة َنهْرٌ َأ ّولَ هَجَرَ ‪ .‬وال َقمْحَة ‪ :‬قَرْيَة بال ّ‬
‫طفَه ) حتّى يصيرَ ( كال ِمحْجَن‬
‫قنح ‪ ( :‬قَنَحَه ) ‪ ،‬أَي العُودَ والغُصنَ ( كم َنعَه ) َيقْنَحُ قَنْحا ‪ ،‬إِذا ( عَ َ‬
‫) ‪ ،‬أَي الصّولَجان ‪ .‬وهو القُنّاح والقُنّاحة ‪.‬‬
‫( و ) قَنَحَ ( الشّا ِربُ ) َيقْنَح قَنححا ( َر ِويَ فَ َرفَعَ رَ ْأسَهُ رِيّا و َتكَا َرهِ عَلَى الشّرْب ‪ ،‬كَ َتقَنّحَ ) ‪،‬‬
‫والَخيرة أَعلى ‪ .‬وقال أَبو حَنِيفَة ‪ :‬قَنَحَ من الشّرَاب َيقْنَحُ قَنْحا ‪َ :‬تمَزّ َزهُ ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬تقنّحْت‬
‫من الشراب تقنحا قال ‪ :‬وهو الغالب على كلمهم ‪ .‬وقال أَبو الصّقر ‪ :‬قَنَحْت أَقنَح قَنْحا ‪ .‬وفي‬
‫ب وأَتم ّهلُ فيه ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو الشّرْب ‪ :‬بعد ال ّريّ‬
‫حديث أُمّ زرْع ( وأَشْ َربُ فأَتَقنّح ) أَي أَقطَع الشّر َ‬
‫طوَالَ النّحويّ عن معنى قولها ( فأَتقَنّح ) فقال أَبو‬
‫شمِرٌ ‪ :‬سمعت أَبا عُبيد يسأَل أَبا عبدِ ال ال ّ‬
‫‪ .‬قال َ‬
‫عبدِ ال ‪ :‬أَظنّها تُريد أَش َربُ قليلً قليلً ‪ .‬قال شَمهرٌ ‪ :‬فقلْت ‪ :‬ليس التفسير هاكذا ‪ ،‬ولكنّ التّقنّح‬
‫شمِ ٌر وهو‬
‫أَن تَشرَب فوق ال ّريّ ‪ ،‬وهو حرفٌ رُويَ عن أَبي زيد ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وهو كما قال َ‬
‫التّقنّح والتّرَنّح ‪ ،‬سم ْعتُ ذالك من أَعراب بنِي أَسَد ‪ .‬وفي بعض النّسخ ( كقَنّحَ ) ‪ ،‬والُولَى أَعلَى ‪.‬‬

‫( و في ( التهذيب ) ‪ :‬قَنَحْ ( الباب ) فهو َمقْنُوح ( نحتَ خشَ َب ًة ور َفعَه بها ) ‪ .‬تقول للنّجّار ‪ :‬اقنَحْ‬
‫بَابَ دارِنَا ‪ ،‬فيَصنَع ذالك ‪ ( .‬كَأقْنَحَه ‪ .‬و ) تِلك الخش َبةُ هي ( القُنّاحة ‪ ،‬كال ّرمّانة ) ‪ ،‬وعن ابن‬
‫الَعرابيّ ‪ :‬يقال لِدَ َروَنْدِ البابِ النّجَاف والنّجْرانُ ‪ ،‬وِلمَتْرَسِه القُنّاحُ ‪ .‬وِلعَتبَتِهِ ال ّن ْهضَ ُة ‪ .‬وفي كتاب‬
‫حوَهَا ‪ ،‬ويُمسّيها الفُرْسُ قانه ‪ .‬قال ابن سيده‬
‫عضَا َدةَ بابِك ون ْ‬
‫شدّ بها ِ‬
‫حةً تَ ُ‬
‫العين ‪ :‬القِنْح ‪ :‬اتّخاذُك قُنّا َ‬
‫‪ :‬ول أَدرِي كيف ذالك ‪ ،‬لَنّ تعبيرَه عنه ليس بحَسنٍ ‪ .‬قال ‪ :‬وعندي أَن القِنْح هنا‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/66‬‬

‫لغة في القُنّاح ‪ .‬وفي ( الصّحاح ) ‪ :‬القُنّاحَة بالضمّ مُشدّدة ‪ِ ( :‬مفْتاحٌ ُم ْعوَجّ طوِيلٌ ‪ ،‬وقَنّحتُ البابَ‬
‫حتَ ذالك عليه ) ‪.‬‬
‫َتقْنِيحا ) إِذا ( َأصْل ْ‬
‫قوح ‪!* ( :‬قاحَ الجُرْحُ *! َيقُوحُ ) ‪ :‬انْتَبَرَ ‪ ،‬و ( صَارَت فيه ال ِم ّدةُ ) ‪ ،‬وسيُذكَر في الياءِ ‪،‬‬
‫( *!كتقَوّح ) ‪.‬‬
‫( و ) قاحَ ( البَ ْيتَ ) *! َقوْحا ( ‪ :‬كَ َنسَه ) ‪ ،‬لغة في حَاقَه ‪ ،‬عن كُرَاع ‪!* ،‬ك َقوّحَه ‪.‬‬
‫صمّم على المنْع بعد السّؤال ) ‪ ،‬ولكنّه‬
‫جلُ ‪ ،‬إِذا ( َ‬
‫( و ) عن ابن الَعرابيّ ‪َ!* ( :‬أقَاحَ ) الرّ ُ‬
‫َذكَرَه في الياءِ ‪.‬‬
‫( و ) رُوى عن عُمرَ أَنه قال ‪ ( :‬مَنْ مَلَ عَيْنَيْه من *!قاحة بيت قبل أن بوذن لهِ َفقَدْ فَجَرَ ) ‪،‬‬
‫حةُ الدّارِ‬
‫ي يقول ‪ :‬هذا با َ‬
‫( *!القَاحَةُ ‪ :‬السّاحَة ) ‪ ،‬قال ابنُ الفرج ‪ :‬س ِمعْت أَبا ال ِمقْدَام السّلَم ّ‬
‫ب ولزِق ‪ ،‬ونَبِيثة البِئرِ ونَقِيثتها ‪ ،‬عاقَبَت القافُ الباءَ ‪ .‬وقال ابنُ‬
‫*! َوقَاحَتها ‪ .‬ومثلُه طِينٌ لزِ ٌ‬
‫طهَا ‪.‬‬
‫سُ‬‫شظِيظا ‪ .‬قال ‪ :‬قَالحَةُ الدّارِ ‪ :‬وَ َ‬
‫زِياد ‪ :‬مرَ ْرتُ على َد ْوقَ َرةً فرأَيْت في قَاحَتها دَعْلَجا َ‬
‫حةٍ‬
‫طتْ بِهِ ‪ ( .‬ج *!قُوحٌ ) ‪ ،‬مثل سَا َ‬
‫جوَالِق ‪ .‬والدّوقَرَة ‪ :‬أَرضٌ َنقِيّة بين جِبَالٍ أَحا َ‬
‫والدّعْلَج ‪ :‬ال ُ‬
‫وسُوحٍ ‪ ،‬ولبَة ولُوب ‪ ،‬وقارةٍ وقُورٍ ‪ .‬وعن ابن الَعرابي ‪ :‬القُوح ‪ :‬الَ َرضُون التي ل تُنبِت شيئا‬
‫‪.‬‬
‫جمَ *!بالقَاحَ ِة وهو‬
‫( و ) في ( النهاية ) ‪ ،‬في الحديث ( أَنّ رسول ال صلى ال عليه وسلم احْتَ َ‬
‫صائم ) ‪ ،‬هو اسمُ ( ع بقُ ْربِ المدينةِ ) على ثلثِ مَراحلَ مِنها ‪ .‬وفي التوشيح ‪ :‬على مِيلٍ من‬
‫سقْيَا ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫طهَا دَمٌ ) ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الصّديد الّذي كأَنّه الماءُ وفيه‬
‫قيح ‪!* ( :‬القَيْح ‪ :‬المِدّة ) الخَالِصة ( ل ُيخَالِ ُ‬
‫شكْلَةُ دَمٍ ‪!* ( .‬قَاحَ الجُرْحُ *!يَقِيحُ ) قَيْحا ( كقاحَ يَقوح ‪ ،‬وقَيّحَ ) الجُرْحُ ( كقاحَ يَقوح ‪ ،‬وقَيّحَ )‬
‫ُ‬
‫الجُرْحُ ( وتَقَيّحَ ) و َتقَوّحَ ( وَأقَاحَ ) ‪ .‬قال ابن سيدَه ‪ :‬الكلمة ( واويّة ) و ( يائيّة ) ‪.‬‬

‫____________________‬
‫( ‪)7/67‬‬

‫‪ ( 2‬فصل الكاف ) مع الحاءِ المهملة ) ‪2‬‬


‫حهَا كَبْحا ‪ .‬ويقال‬
‫ف ) ول َتجْ ِريَ ‪َ ،‬يكْبَ ُ‬
‫ج َذبَ لِجَا َمهَا ) ‪ ،‬وضَرَب فاهَا بِهِ ( لِ َتقِ َ‬
‫كبح‪ (:‬كَبَحَ الدّابَة ‪َ :‬‬
‫شكِسِ ‪ .‬وفي حديث الِفاضَة من عرفات ‪ ( :‬وهو َيكْبَحُ‬
‫ص ْعبِ الشّرِس ِإلّ باللّجَام ال ّ‬
‫‪ :‬ليس كَبْحُ ال ّ‬
‫جمَاح‬
‫سهَا إِليك وأَنت راكبٌ ومَ َنعْ َتهَا من ال ِ‬
‫جذَ ْبتَ رأْ َ‬
‫حتُ الدّابّةَ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫راحِلَته ) ‪ ،‬وهو من ذالك ‪ .‬كَبَ ْ‬
‫حفَت على مُلّ عِليّ قارىء في النامُوس فقال ‪:‬‬
‫وسُرْعَةِ السّيرِ ‪ .‬هاذه عِبَارةُ ال ّنهَايَةِ ‪ ،‬وقد تَص ّ‬
‫عتِ السّيْرَ ) بدل ( وسُرْعَة السّير ) ‪ ،‬وجعلَ بين العبارتين مُباي َنةً ‪ .‬وقد تَك ّفلَ شيخنا ب َردّه‬
‫( وأَسْر َ‬
‫‪ ( .‬كأَكبَحَها ) ‪ ،‬وهاذه عن يعقُوبَ ‪ .‬وعبارة الجوهريّ ‪ :‬يقال ‪َ :‬أ ْكمَحْ ُتهَا وَأ ْكفَحْتها وكَبَحتها ‪ ،‬هاذه‬
‫وحدَها عن الَصمعيّ بل أَلف ‪.‬‬
‫( و ) كَبَحَه ( السّيْف ‪ :‬ضَ َربَ ) ‪ ،‬وهو ضَ ْربٌ في اللّحْم دون العَظْم ‪.‬‬
‫سهْمَ ‪ ،‬إِذا أَصابَ‬
‫جةِ ) ‪ ،‬وكَبَحَ الحائطُ ال ّ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬كَبَحَ ( فُلنا ) كَبْحا ‪َ ( :‬ردّه عن الحا َ‬
‫صكّه ‪.‬‬
‫الحائطَ حين ُر ِميَ به ورَدّه عن وَجْهه ولَم يَرْتَزّ فِيه ‪ .‬وكَبَحَ الحَجرُ حافِرَ الدّابّة ‪َ :‬‬
‫صلِ أَسوَدُ ‪ ،‬أَو هو الرّخْبينُ ) ‪ ،‬بفَتْح فسكون وكَسْر الموَحّدة ‪.‬‬
‫( والكُبْح ‪ ،‬بالضمّ ‪ :‬نَوعٌ من ال َم ْ‬
‫( وإِنّه لمُكبحٌ ‪ ،‬ك ُمعَظّم ومُكْرَم ‪ :‬شامخٌ ) عالٍ ‪ ( ،‬وقد ُأكْبِح ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬إِذا كان كذالك ) ‪.‬‬
‫( وكَابَحَه ‪ :‬شا َتمَه ) وقَابَحَه ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬الكابِحُ ‪ :‬ما ) وفي نسخة ( التهذيب ) ‪ :‬من ( استقبَلَك ممّا يُتَطيّرُ منه ) من‬
‫تَيْس وغَيرِه ‪ ،‬وهو النّطِيح ‪ ،‬لَنه يَكبَحه عن وَجْهه ‪ .‬و ( ج كَوابحُ ) ‪ ،‬قال ال َبعِيث ‪:‬‬
‫و ُمغْتدياتٌ بالنّحوس َكوَابِحُ‬

‫____________________‬

‫( ‪)7/68‬‬

‫سفَتْ عليه‬
‫كتح ‪ ( :‬كَتَحَ الطّعامَ كَمنَع ‪َ :‬أ َكلَ ) منه ( حتّى شَبِع ‪ .‬و ) كتَحَت ( الرّيحُ فُلنا ‪َ :‬‬
‫التّرَابَ ‪ ،‬أَو نازعَتْهُ ثِيَابَه ) ‪ .‬وفي نسخَة ( َثوْبَه مثل كثَحته بالمثلّثة ‪ ،‬كما سيأْتي ‪.‬‬
‫( و ) كتحَ ( الدّبَى الَ ْرضَ ‪َ :‬أ َكلَ ما عَلَ ْيهَا ) من نبات أَو شَجَرٍ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫َلهُمْ أَشدّ عَلي ُكمْ َيوْمَ ذالكُمُ‬
‫من ال َكوَاتحِ من ذاك الدّبَى السّودِ‬
‫شيْءُ ُيصِيب الجِ ْلدَ ف ُيؤَثّر فيه ) ‪ ،‬دون الكَدْح‬
‫حصَى ‪ .‬و ) الكَتْحُ ‪ ( :‬ال ّ‬
‫( والكَتْح ‪ :‬دُونَ الكَدْحِ من ال َ‬
‫سمَه بما أَثّرَ فيه ‪ .‬قال أَبو النّجم يَصف حَميرا ‪:‬‬
‫‪ ،‬وكَتَحَه كَتْحا ‪َ :‬رمَى جِ ْ‬
‫حصَى َمكْتُوحَا‬
‫ن وَجْها بِال َ‬
‫يكتَحْ َ‬
‫ومَ ّرةً بحافرٍ مَكبوحَا‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫الكُتّيْح ‪ ،‬مُشدّدا مُصغّرا ‪ :‬اسمُ نَبْت ‪.‬‬
‫كثح ‪ ( :‬الكَ ْثحَة من النّاس ‪ :‬جماعَةٌ غيرُ كَثِي َرةٍ ) ‪ ،‬من ال ّنوَادِر ‪ ،‬كال َكفْحة ‪.‬‬
‫( وتَكاثَحُوا بالسّيُوف ‪َ :‬تكَافَحُوا ) ‪ ،‬الثاءُ لغة في الفَاءِ ‪.‬‬
‫شفَ ) ‪ ،‬عربيّ صحيحٌ خلفا للبعض ‪.‬‬
‫جلُ ثوبَه ( عن اسْتِه كمَنَعَ ‪ :‬كَ َ‬
‫( وكَثَحَ ) الرّ ُ‬
‫سفَتْه ) أَو نازَعَتْه ثَوبَه ‪ ،‬ككتَحته ‪ ،‬وقد تقدّم ‪ ( ،‬ككثّح )‬
‫( و ) كَثَحَت ( الرّيحُ عليه التّرابَ ‪َ :‬‬
‫شفَ ‪ ( .‬و ) قال المفضّل ‪ .‬كَثَحَ ( من المالِ ما شَاءَ ) ‪ ،‬مثل ( كَسَحَ ) ‪ ،‬وسيأْتي‬
‫تَكثيحا ؛ إِذا كَ َ‬
‫حصَى ) وبالتّراب ‪ ،‬أَي ( َتضَ ّربَ‬
‫ج َمعَه وفَ ّرقَه ) ‪ ،‬كأَنّه ( ضِدّ ‪ .‬و َتكَثّح بال َ‬
‫شيْءَ ‪َ :‬‬
‫( و ) كَثَحَ ( ال ّ‬
‫به ) ‪.‬‬
‫كحح ‪!* ( :‬الكُحّ ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪ :‬الخالِص من كلّ شيْءٍ ‪ ،‬مثل ( القُحّ ) ‪ ،‬يقال ( عَرَبيّ *!كُحّ )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/69‬‬

‫وأَعرابٌ *!َأكْحاحٌ ‪ ،‬إِذا كانُوا خُلصَاءَ ‪ ( :‬وعَرَبيّةٌ *!كُحّةٌ ) ‪ ،‬كقُحّة ‪ ،‬وعبدٌ *!كُحّ خالصُ العُبُودَة‬
‫ن الكاف في كلّ ذالك ب َدلٌ عن القاف ‪ .‬قلت ‪ :‬وقد تقدّم في القاف ‪.‬‬
‫‪ .‬وزع َم يعقوبُ أَ ّ‬
‫( وأُمّ كُحّةَ ) ‪ ،‬بالضّم ‪ ( :‬امرَأةٌ نَزَلَت في شَأْ ِنهَا الفَرَا ِئضُ ) ‪ ،‬ولها ِذكْر في تفسير قوله تعالى ‪{ :‬‬
‫لّلرّجَالِ نَص ِيبٌ ّممّا تَ َركَ } ( النساء ‪ ) 7 :‬في النّسَاءِ ‪.‬‬
‫سمْسِمٍ ) ‪ ،‬من الِبل وال َبقَر والشّاءِ ‪ :‬الهَ ِرمَةُ التي ل ُتمْسِك ُلعَا َبهَا ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫( *!والكَحْكح كهُدْ ُهدٍ و ِ‬
‫حقُح ‪،‬‬
‫هي التي قد َأكَِلتْ أَسنانُها ‪ ،‬وهي أَيضا ( ال َعجُوز الهَ ِرمَة والنّاقَة المُسِنّة ) ‪ ،‬وناقَة ُق ْ‬
‫حكُح ‪ ،‬وعَزُومٌ وعَوْزَمٌ ‪ ،‬إِذا هَ ِر َمتْ ‪.‬‬
‫*!وكُ ْ‬
‫لكَحّ ‪ :‬الذي ل سِنّ له ‪.‬‬
‫*!وا َ‬
‫( *!والكُحُحُ ‪ ،‬بضمّتين ‪ :‬العَجائزُ الهَ ِرمَاتُ ) المُسِنّات ‪ .‬وفي ( التهذيب ) إِذا َأسَنّت الناقَةُ وذَهبَت‬
‫حكِح وعِ ْلهِز ( وهِرْهِر ) ودِ ْردِح ‪ .‬كدح ‪ ( :‬كَدَحَ في ال َع َملِ كمَعَ‬
‫أَسنانُها فهي ضِرْزِ ٌم ولِطِْلطٌ *! َوكِ ْ‬
‫س ْعيُ ‪ ،‬والحِرْص ‪ ،‬وال ّدؤُوب في‬
‫سعَى ) يَكدَح َكدْحا ‪ ،‬وقال أَبو إِسحاق ‪ :‬ال َكدْحُ في الّلغَة ‪ ،‬ال ّ‬
‫‪َ :‬‬
‫العمل في بابِ الدّنيا والخرةِ ‪ .‬قال ابن ُمقْبِل ‪:‬‬
‫ن فمِ ْن ُهمَا‬
‫وما الدّهْرُ ِإلّ تارَتا ِ‬
‫ت وأُخْرَى أَبتغِي العَيْشَ َأ ْكدَحُ‬
‫َأمُو ُ‬
‫أَي تارةً أَسعَى في طَلب العَيْش وأَدأَب ‪.‬‬
‫ع ِملَ ل َنفْسه خَيْرا أَو شَرّا ) ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ 004 . 7 { :‬انك كادح ‪.‬‬
‫ح الِنسانُ ‪َ ( :‬‬
‫( و ) كَدَ َ‬
‫‪ .‬كدحا } ( النشقاق ‪ . ) 6 :‬قال الجوهَ ِريّ ‪ ،‬أَي تَسعَى ‪ ( .‬و ) َكدَحَ ‪ ( :‬كَدّ ) ‪ ،‬وهو يَكدَح في‬
‫ح َوجْهَ فُلنٍ ‪ ،‬إِذا‬
‫خدَشَ ‪ ،‬أَو ) كَدَ َ‬
‫ي ٌء فكَحَ ( وَجْهه ) ‪ ،‬أَي ( َ‬
‫كذَا ‪ ،‬أَي َي ُكدّ ‪ ( ،‬و ) أَصابه ش ْ‬
‫جهَ َأمْره ‪ ،‬إِذا‬
‫ح وَ ْ‬
‫ع ِملَ به ما يَشِينُه ‪ ،‬ككَدّحَه ) تَكديحا فتَكدّحَ ‪ ،‬خَ َدشَه فتَخدّشَ ‪ ( .‬أَو ) كدَ َ‬
‫( َ‬
‫( َأفَسَده ‪ .‬و ) كَدَحَ ( ِلعِيَالِه ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/70‬‬

‫سبَ ‪ ،‬كاكتَدَحَ ) ‪ ،‬أَي اك َتسَب ‪ .‬قال الَغَْلبُ العِجليّ ‪:‬‬


‫كَ َ‬
‫أَبو عِيالٍ يَكدَحُ ال َمكَادحَا‬
‫شعْرَه ) به ‪.‬‬
‫( و ) كَدَحَ ( ر ْأسَه بالمُشْط ‪ :‬فَرّجَ َ‬
‫خدْش ‪ ( .‬ج‬
‫( و ) قولهم ‪ ( :‬بهِ كَدْحٌ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ،‬أَي ( خَدْش ) ‪ ،‬وقيل الكَدْح أَكبرُ من ال َ‬
‫خمُوشا ‪ ،‬أَو‬
‫خدُوشا ‪ ،‬أَو ُ‬
‫كُدُوحٌ ) ‪ .‬وفي الحديثِ ‪ ( :‬مَنْ سَألَ وهو غنيّ جاءَت مَسْأَلتُه َيوْ َم القِيَامة ُ‬
‫ض فهو‬
‫ع َ‬
‫خدْش أَو َ‬
‫جهِه ) ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬الكُدُوحُ ‪ :‬الخُدُوش ‪ ،‬و ُكلّ أَثَرٍ من َ‬
‫كُدُوحا في وَ ْ‬
‫س ّميَ به الَثَرُ ‪.‬‬
‫كَدْحٌ ‪ ،‬ويَجُوز أَن يكون مَصدرا ُ‬
‫( و َتكَدّحَ الجِلْدُ ‪ :‬تَخدّشَ ) ‪َ .‬و َوقَع من السّطْح فتَكدّحَ ‪ ،‬أَي تَكسّرَ ‪ .‬وتُب َدلُ الها ُء من كلّ ذالك ‪.‬‬
‫حمَار‬
‫ضضٌ ) وقال أَبو عُبيدٍ ‪ :‬الكُدُوحُ ‪ :‬آثارُ الخُدُوشِ ‪ ،‬ومنه قيل لل ِ‬
‫ح كمُعظّم ‪ُ :‬م َع ّ‬
‫حمَارٌ مُكدّ ٌ‬
‫(وِ‬
‫ضضْنَه ‪ .‬وأَنشَد ‪:‬‬
‫حمُرَ يُع ّ‬
‫الوَحْشيّ ُمكَدّحٌ ‪ ،‬لَنّ ال ُ‬
‫حتْ‬
‫ح ْولَ ُمكَدّمٍ قد كَدّ َ‬
‫يمْسونَ َ‬
‫ح ْملُ حَناتِ ٍم وقِللِ‬
‫مَتْنَيهِ َ‬
‫( وكَوْدَحٌ ) كجَوهرٍ ( اسمُ ) رجُل ‪.‬‬
‫كدرح ‪ ( :‬كِدْرَاحٌ ‪ ،‬بالكسر ) ‪ :‬اسم ( ع ) ‪ ،‬والصواب أَنّه كِرداحٌ ‪.‬‬
‫حصَى والتّرَاب ) ‪ ،‬لغة في كدَحَتْه بالمهمَلَة ‪ ،‬مثل ك َتحَته‬
‫كذح ‪ ( :‬كَ َذحَتْه الرّيحُ ‪ ،‬كمَ َنعَهُ ‪َ :‬رمَتْه بال َ‬
‫‪ ،‬بالمثنّاة الفوقيّة ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫كرح ‪ ( :‬الكِرْح ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬بَيتُ الرّاهبِ ‪ .‬ج َأكْراحٌ ) ( والكارِحُ وبهاءٍ ) كالكارُهَة ‪ ( :‬حَلْقُ‬
‫ض ما يكونُ في الحَلْق منه ‪ .‬قال ابنُ دُريد ‪ :‬أَحسب ذالك ‪.‬‬
‫الِنسان ) أَو بَع ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/71‬‬
‫( والُكَيْرَاحُ ) ‪ ،‬بالضمّ ‪ :‬بيوتٌ ‪ ،‬و ( مواضِعُ تَخرُجُ إِليها ال ّنصَارَى في ) بعضِ ( أَعيادِهِم ) ‪،‬‬
‫وهو معروف قال ‪:‬‬
‫لكَيراحِ‬
‫تاُ‬
‫يا دَيْرَ حَنّة مِنْ ذا ِ‬
‫ستُ بالصّاحِي‬
‫مَنْ َيصْحُ عَ ْنكِ فإِنّي َل ْ‬
‫ع ْدوٌ‬
‫كربح ‪ ( :‬كَرْبَحَه ‪ :‬صَرَعَه ‪ ،‬أَو الكَرْ َبحَة ‪ :‬الشّدّ المُتَثاقِلُ ) كالكَرمَحة ‪ ( ،‬و ) الكَرْ َبحَة ؛ ( َ‬
‫دُونَ الكَرْدَحةِ ) والكَرْ َدمَ ِة ‪ ،‬ول ُيكَ ْردِم ِإلّ الحما ُر والبغلُ ‪.‬‬
‫ح في مِشْيتِه ) وكَرْتَحَ ‪ ،‬إِذا ( مَرّ مَرّا‬
‫كرتح ‪ ( :‬كَرْتَحَه ) ‪ ،‬بالمثناة الفوقية ( ‪ :‬صَرَعَه ‪ .‬و َتكَرْتَ َ‬
‫سريعا ) وأَسرعَ ‪.‬‬
‫جلُ الصّ ْلبُ ) ‪.‬‬
‫لوّل والثالث ‪ ( :‬العَجُوز ‪ ،‬والرّ ُ‬
‫كردح ‪ ( :‬الكُرْدِحُ ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬أَي كسر ا َ‬
‫شيِ ‪ ( ،‬والسم ) منه ( الكَرْ َدحَة ) ‪ ،‬وهو‬
‫( والكِرْدَاحُ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( :‬السّريعُ العَ ْدوِ ) المتقا ِربُ الم ْ‬
‫س ْعيٌ في بُطءٍ‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬وهو َ‬
‫ع ْدوِه ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫طوِ المجتهدِ في َ‬
‫من عَ ْد ِو القَصيرِ المتقارِب الخَ ْ‬
‫وقد كَرْدَحَ ‪.‬‬
‫( والكُرْدَاح ‪ ،‬بالضّم ‪ :‬ال َقصِيرُ ) ‪.‬‬
‫سقَطَ من السّطْح ( ف َتكَرْدَحَ ) ‪ ،‬أَي ( َتدَحْرَجَ ) ‪ ،‬والهاء لغة فيه ‪ ( .‬و )‬
‫( و ) عن الَصمعيّ ‪َ :‬‬
‫مثله ( َتكَرْتَح ) بالتّاءِ المثنّاة الفوقيّة ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫( وكَرْدَحَه ‪ :‬صَرَعَه ) ‪ ،‬مثل كَرْبَحَه ‪.‬‬
‫ط ٌة وإِسراعٌ ‪ ،‬كالكَرْتَحةِ‬
‫شيِ ) فيه قَ ْرمَ َ‬
‫( والكَرْدَحَاءُ ) ‪ ،‬بالمدّ ( وقياسُه ال َقصْرُ ‪ :‬ضَ ْربٌ من المَ ْ‬
‫والكَ ْرمَحَةِ ‪.‬‬
‫وكَرْدَحَ ‪ ،‬إِذا عَدَا على جَ ْنبٍ وَاحد ‪.‬‬
‫( وال ُمكَرْدَح ‪ :‬بفتح الدّال ‪ :‬المتذلّل المتصاغِرُ ) ‪.‬‬
‫والكِرْدَاح مَوضعٌ ‪ ،‬وهو الصواب ‪.‬‬

‫____________________‬

‫( ‪)7/72‬‬

‫خ ْلقَةِ ‪.‬‬
‫شوّه ) ال ِ‬
‫كرفح ‪ ( :‬ال ُمكَ ْرفَح ‪ :‬المُ َ‬
‫كرمح ‪ ( :‬الكَ ْرمَحَة ‪ :‬الكَرْبَحَة ) ‪ ،‬المِيم مقلوبةٌ عن الباءِ ‪ ،‬وهو دُون الكَرْدَمة ‪ .‬قال أَبو عَمرٍ و ‪:‬‬
‫كَ ْرمَحْنَا في آثا ِر القَوم ‪ ،‬أَي ع َدوْنَا عَ ْدوَ المتثاقِل ‪.‬‬
‫ح الَ ْرضَ ‪:‬‬
‫كسح ‪ ( :‬كسَحَ ) غلبَ ْيتَ والبئرَ ‪ ( ،‬كمَنَع ) يَكسَحُ كَسْحا ( ‪ :‬كَنَسَ ‪ .‬و ) كسَحَت ( الرّي ُ‬
‫ق َرتْ عَ ْنهَا التّرَابَ ) ‪.‬‬
‫خذُوا ماَلهُمْ كلّه ) ‪ .‬ويقال ‪ :‬أَتينا بني‬
‫سحُوهُم ) ‪ ،‬أَي ( أَ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬أَغارُوا عليهم ( فاكت َ‬
‫فُلنٍ فاكتَسحْنا مالَهم ‪ ،‬أَي لم نُبْقِ لهم شيئا ‪.‬‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬وكَسَحَ فُلَلنٌ من مالِي ما شاءَ ‪.‬‬
‫ح بمعنًى واحد ‪.‬‬
‫ح وكَثَ َ‬
‫وفي ( اللسان ) ‪ :‬قال المفضّل ‪ :‬كَسَ َ‬
‫لوّلِ ‪ ،‬كانت الهاءُ فيه‬
‫( وال ِمكْسَحَة ‪ :‬ال ِمكْنسة ) ‪ .‬قال سيبويه ‪ :‬هاذا الضّرْب ممّا يُع َتمَل مكسو َر ا َ‬
‫أَو لم تَكن ‪ .‬وفي ( الصّحاح ) ‪ :‬ال ِمكْسَحَة ما ُيكْنَس به الثّلْجُ وغيرُه ‪.‬‬
‫حةُ البيتِ ‪ :‬ما كُسِحَ‬
‫( و ) قال ابن سيده ‪ ( :‬الكُسَاحَة ‪ :‬الكُنَاسَة ) ‪ ،‬بضمّهما ‪ .‬وقال اللّحْيَانيّ كُسَا َ‬
‫ب مجموعٌ ُكسِحَ بالمِكسَح ‪.‬‬
‫ي بعضُه على بعضٍ ‪ .‬والكُسَاحة ‪ :‬تُرا ٌ‬
‫من التّراب فأُ ْلقِ َ‬
‫( و ) الكُسَاحَ ُة والكُسَاحُ ‪ ( :‬ال ّزمَانَة في اليَدَيْنِ والرّجْلَيْن ) ‪ ،‬وأَكثَرُ ما يُسْ َت ْعمَل في الرّجْلَيْن ‪ .‬وقال‬
‫ح كفَرِحَ ) كَسَحا ‪ ( ،‬وهو‬
‫الَزهريّ ‪ :‬الكَسَحُ ‪ :‬ث َقلٌ في إِحدَى الرّجلين إِذا مَشَى جَرّها جَرّا ‪ ( .‬كَس َ‬
‫أَكسَح وكَسْحَان وكَسيحٌ ) كأَميرٍ ( وكَسَيْح ) ‪ ،‬كزُبَيْر ‪ ( .‬و ) قال أَبو سَعيد ‪ ( :‬الكُسَاح ) ‪ ،‬بالضّمّ‬
‫ج َملٌ مَكسوحٌ ل يَمشِي من شِدّة الظّلْعِ ‪ ( .‬و ) قال أَيضا ‪ :‬العُودُ ( المكسّح ) ‪،‬‬
‫‪ ( :‬داءٌ للِبلِ ) ‪َ ،‬‬
‫كمُعظّم ‪ ،‬أَي ( ال ُمقَشّر )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/73‬‬

‫سوّى ‪ .‬ومنه قول الطّرمّاح ‪:‬‬


‫المُ َ‬
‫جدِيِلهَا‬
‫ضلَ َ‬
‫جمَاليّةٍ تغتالُ ف َ‬
‫ُ‬
‫صقْب الطّائفيّ المُكسّحِ‬
‫حك َ‬
‫شَنَا ٍ‬
‫وإِعجام السين لغةٌ فيه ‪.‬‬
‫سهَا ‪.‬‬
‫( والكَسِيح ) ‪ ،‬كَأمِير ‪ ( :‬العاجز ) إِذا مَشى ‪ ،‬كأَنّه يَكحسَح الَ ْرضَ أَي يَكنُ ُ‬
‫حمْرَانٍ ‪.‬‬
‫حمَرَ و ُ‬
‫( و ) قيل ‪ ( :‬الَكحسَحُ ‪ :‬الَعرَجُ ‪ ،‬وال ُم ْقعَدُ ) أَيضا ‪ ( .‬ج ‪ُ ،‬كسْحَانٌ ) بالضمّ كأَ ْ‬
‫عمَر سُئل عن مال الصّدَقة فقال ‪ ( :‬إِ ّنهَا شَ ّر مالٍ ‪ ،‬إِ ّنمَا هي مالُ ال ُكسْحَانِ‬
‫وفي حديث ابن ُ‬
‫ل لَهل ال ّزمَانةِ ‪.‬‬
‫والعُورانِ ( ‪ ،‬ومعنٍ ى الحديثِ أَنّه كَ ِرهَ الصدقةَ ِإ ّ‬
‫سخْنَاهُمْ عَلَى َمكَانَ ِتهِمْ } ( يس ‪ ) 67 :‬أَي‬
‫وفي حَدِيث قَتَا َدةَ في تفسير قوله تعالى ‪ { :‬وََلوْ نَشَآء َلمَ َ‬
‫حمْرٍ ‪.‬‬
‫حمَرَ و ُ‬
‫جعلناهم كُسْحا يعنِي مُقعَدِين ‪ ،‬جمع َأكْسَح كَأ ْ‬
‫( وال ُمكَاسَحَة ‪ :‬المُشَارَبَة ) ‪ ،‬هاكذا في النُسخ غالبا ‪ ،‬وفي بعض الُمهات ‪ :‬المُشَارّة ( الشّدي َدةُ ) ‪،‬‬
‫فليُرَاجَع ‪.‬‬
‫( و ) الكَسِحُ ‪ ( ،‬كالكَتِف ‪ :‬مَنْ تَس َتعِينُه ول ُيعِينُك ) ل َعجْزه ‪.‬‬
‫( و ) يقال ‪ :‬فلنٌ ( ما أَكسَحَه ) ‪ ،‬أَي ( ما أَ ْثقَله ‪ .‬و ) يقال ( جَملٌ َمكْسُوحٌ ) إِذا كان ( به ظَلْع‬
‫شَدِيدٌ ) ‪ ،‬وقد تقدّم أَنه تَتمّ ٌة من قول أَبي سعيد اللّغويّ ‪.‬‬
‫جلُ ‪.‬‬
‫( والكَسْحُ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ( :‬العَجْز ) من دَاءٍ يأْخُذ في الَوراكِ فتَضعف له الرّ ْ‬
‫حفْصيّ ‪ :‬هو‬
‫( و ُمكَسّحَة ‪ ،‬كمعَظمة ‪ ،‬بالسين والشين ‪ ،‬ويُفتحان ويُكسران ‪ :‬ع ) بال َيمَامَةِ ‪ ،‬قال ال َ‬
‫شيّ ‪ .‬قال زِياد بن مُنقِدٍ ال َعدَويّ ‪:‬‬
‫خلٌ في جَزْع الوادِي قَريبا من ُأ َ‬
‫نَ ْ‬
‫شعْ ِريَ عن جَنْ َبيْ ُمكَشّحةٍ‬
‫يا ليت ِ‬
‫وحيثُ يُبْنَى من الحِنّاءَة الُطُمُ‬
‫عن الشاءَة هل زَالتْ مَخا ِرمُها‬
‫وهل تغيّرَ من آرامِها إِرَمُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/74‬‬

‫كذا في ( معجم ياقوت ) ‪.‬‬


‫كشح ‪ ( :‬الكَشْحُ ‪ :‬ما بين الخاصرَة إِلى الضّلَعِ الخَ ْلفِ ) ‪ ،‬وهو من لدُنِ السّرّة إِلى المَنْن ‪ ،‬قال‬
‫طرَفة ‪:‬‬
‫شحِي ِبطَانَةً‬
‫ت ل يَن َفكّ كَ ْ‬
‫وآلي ُ‬
‫ب َعضْبٍ َرقِيقِ الشّفرتين مُهنّدِ‬
‫قال الَزهريّ ‪ :‬هما كَشْحَانِ ‪ ،‬وهو َم ْوقِع السّيفِ من المُتقلّد ‪ ،‬وفي حديث سعْد ‪ ( :‬إِنّ أَميرَكم هاذا‬
‫خصْرَين ‪.‬‬
‫شحَيْن ) ‪ ،‬أَي دَقيقُ ال َ‬
‫الَهضَمُ الكَ ْ‬
‫شحَانِ جانِبَا البَطْنِ من ظَاه ٍر وباطنٍ ‪ ،‬وهما من الخَيْل كذالك ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫قال ابن سيده ‪ :‬وقيل الكَ ْ‬
‫خصْرُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو الحَشَى ‪ .‬والكَشْح ‪ :‬أَحدُ جانِ َبيِ‬
‫حجَبة إِلى الِبطِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو ال َ‬
‫الكَشْحُ ما بين ال َ‬
‫س ّميَ بذالك ل ُوقُوعه عليه ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬كما قيل‬
‫الوِشَاح ‪ .‬وقيل ‪ :‬إِنّ الكَشْح من الجِسم إِنّما ُ‬
‫حقْوُ ‪.‬‬
‫للِزارِ ال َ‬
‫طوَى كَشْحَه على الَمر ‪ :‬أَضمَرَه وسَتَره ) ‪ ،‬هو نصّ عبارة الجوهريّ ‪،‬‬
‫( و ) من المجاز ‪َ ( :‬‬
‫ب القَاطعُ الرّحمِ ‪،‬‬
‫شحَه على أَمرٍ ‪ :‬استمرّ عليه ‪ ،‬وكذالك الذّاه ُ‬
‫طوَى كَ ْ‬
‫وفي ( اللسان ) وغيرِه ‪َ :‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫طوَى كَشْحا خليلُك والجَنَاحَا‬
‫َ‬
‫غدَا صُرَاحَا‬
‫لِبَيْنٍ مِنْك ثُمّ َ‬
‫ضغْنٍ ‪ ،‬إِذا أَضمَرَه ‪ .‬قال ُزهَير ‪:‬‬
‫طوَى كَشْحا على ِ‬
‫وَ َ‬
‫طوَى كَشْحا على مُسْ َتكِنّةٍ‬
‫وكان َ‬
‫فل ُهوَ أَبدَاهَا ولمْ يَتَجمْجَمِ‬
‫طعَنِي ) وعَادَاني ‪ .‬ومنه قول الَعشى ‪:‬‬
‫شحَة ( عَنّي ) ‪ ،‬إِذا ( قَ َ‬
‫طوَى كَ ْ‬
‫(و) َ‬
‫طوَى كَشْحا وَأبّ ليَ ْذهَبَا‬
‫وكان َ‬
‫طوَى كَشْحا ‪ ،‬أَي عَزَمَ على َأمْر واستَم ّرتْ عَزيمتُه ‪ ،‬ويقال‬
‫قال الَزهَريّ ‪ :‬يحتملِ قوله ‪ :‬وكان َ‬
‫طوَى‬
‫‪َ :‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/75‬‬

‫كَشْحه عنه ‪ ،‬إِذا أَع َرضَ عنه ‪.‬‬


‫( و ) الكَشْحُ ‪ ( :‬الوَ َدعُ ) ‪ .‬و ( ج ) كلّ ذالك ( ُكشُوحٌ ) ‪ ،‬ل يُكسّر ِإلّ عليه ‪ .‬قال أَبو ُذؤَيب ‪:‬‬
‫كأَنّ اللظّباءَ كُشُوحُ النّسا‬
‫طفُونَ فَوقَ ذُرَاه جُنُوحَا‬
‫يَ ْ‬
‫سكّريّ جامعُ أَشعار الهُذلّيين ‪ :‬الكَشْح وِشَاحٌ من وَ َدعٍ ‪ ،‬فأَرادَ ‪ :‬كأَنّ الظباءَ في‬
‫قال أَبو سعيد ال ّ‬
‫طفُون فوقَ ذُرَا الماءِ ‪ .‬وجُنُوحٌ ‪ :‬مائلة ‪ .‬شبّهَ الظّباءَ وقد ارتفَعنَ في هاذَا السّيْل‬
‫بياضها َو َدعٌ ‪َ .‬ي ْ‬
‫لوْشِحَةُ ُت ْعمَل من وَ َدعٍ أَبيضَ ‪.‬‬
‫ن الوَ َدعُ ‪ .‬ثم قال ‪ :‬وكانت ا َ‬
‫بكُشوحِ النّسَاءِ عليه ّ‬
‫( و ) الكَشَحُ ( بالتّحْرِيك ‪ :‬دا ٌء في الكَشْحِ ) ‪ ،‬أَي الخاصرة ‪ ( ،‬يُكوَى منه ‪ ،‬أَو ) هو ( ذاتُ‬
‫شكَا كَشْحَه ‪ ( .‬و ) قد ( كُشِحَ ‪ ،‬كعُ ِنيَ ) ‪ ،‬كَشْحا ‪ ،‬إِذا ( ُكوِيَ منه ‪،‬‬
‫الجَنْب ) ‪ .‬وكَشحَ كشَحا ‪َ :‬‬
‫حمَسَ ‪ ،‬واسمه هُبَيْ َرةُ بنِ‬
‫س ّميَ ( المكشوح المُرَا ِديّ ) حِلْفا ‪ ،‬ونَسَبُه في َبجِيلَةَ ثمّ في بني َأ ْ‬
‫ومنه ) ُ‬
‫حمَس‬
‫عمْرِو بن عامرِ بن عليّ بن أَسلمَ بن َأ ْ‬
‫هِللٍ ‪ ،‬ويقال ‪ :‬عب ُد يغوثَ بن هُبيرةَ بنِ الحارثِ بن َ‬
‫س ّميَ مكشوحا‬
‫بن ال َغوْث بن أَنمارٍ ‪ ،‬وهو والدُ بَجيلةَ وخَ ْثعَم ‪ .‬وفي ( الرّوض الُنف ) ‪ :‬وإِ ّنمَا ُ‬
‫شحِه‬
‫ب في كَ ْ‬
‫لَنّه ضُرِب بسَيف على كَشْحه ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬ويمكن الجمع بينهما بأَنّه لما أَثي َ‬
‫ن الِسلم ‪.‬‬
‫سيّ ‪ ،‬من فُرْسَا ِ‬
‫شدّاد ‪ ،‬قاتلُ الَسودِ العَنْ ِ‬
‫بالسّيْف عالَجوه بال َكيّ ‪ .‬وابنُه قَيْسٌ ويُكنَى أَبا َ‬
‫سمَ بالكِشَاح في أَسفلِ الضّلُوعِ‬
‫س َمةٌ في الكَشْحِ ) ‪ .‬ورجلٌ مكشوحٌ ‪ :‬و ُ‬
‫( و ) الكِشَاحُ ‪ ( ،‬ككِتَاب ‪ِ :‬‬
‫سمَه هنالك ‪ .‬التشديدُ عن كُرَاع ‪.‬‬
‫‪ .‬وكَشَحَ البعي َر ‪ ،‬وكَشّحَه ‪ :‬وَ َ‬
‫شحِه‬
‫طوِي العَدَاوةَ في كَ ْ‬
‫( والكاشِحُ ‪ :‬مُضمِرُ العَداوةِ ) المتولّي عنك بوُدّه ‪ .‬والعَ ُد ّو المب ِغضُ كأَنّه يَ ْ‬
‫‪ ،‬أَو كأَنْه يُولِيك كَشْحَه و ُيعْرِض عنك ب َوجْهه ‪ .‬والسمُ ال ُكشَاحَة ‪ .‬وفي الحَدِيث ‪ ( :‬أَفضلُ الصّدَقةِ‬
‫على ذِي الرّحِمِ الكاشحِ )‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/76‬‬

‫لكَ كَشْحَه وأَعْ َرضَ عنك ‪ .‬وقيل ‪ :‬لَنه يَخبَأُ العَدَا َوةَ‬
‫س ّميَ ال َع ُدوّ كاشحا لَنّه َو ّ‬
‫قال ابن الَثير ‪ :‬و ُ‬
‫في َكشْحِه وفيه كَبِدُه والكَبدُ بَيتُ العَدَا َوةِ وال َب ْغضَاءِ ‪ .‬ومنه قيل لل َع ُدوّ أَسودُ الكَبِدِ ‪ ،‬كأَنّ العَدَاوَة‬
‫أَح َرقَت الكَبِدَ ‪.‬‬
‫سدَه ( ككَاشَحَه ) مُكاشَح ًة وكِشَاحا ‪.‬‬
‫( وكَشَحَ له بالعَداوَة ‪ :‬عَادَاه ) وفا َ‬
‫( و ) كَشَحَ ( ال َقوْمَ ‪ :‬فَ ّرقَهم ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬مَرّ فُلنٌ َيكْشَحُ القَوْ َم ويَشُلّهم ويَشحَ ُنهُم ‪ ،‬أَي ُيفَرّقهم‬
‫ويَطْرُدهم ‪.‬‬
‫حتِ ( الدّابّةُ ) ‪ ،‬إِذا ( أَدخَلتْ ذَنَ َبهَا بين ِرجْلَيْها ) ‪ .‬وأَنشد ‪:‬‬
‫( و ) كشَ َ‬
‫حتْ إِلى أَطبَائِها‬
‫شَ‬‫يَ ْأوِي إِذا كَ َ‬
‫سََلبُ العَسِيبِ كأَنّه ذُعْلُوقُ‬
‫( و ) كَشَحَ ( البَ ْيتَ ‪ :‬كَنَسَه ) ‪ ،‬لغةٌ في المهملة ‪.‬‬
‫( و ) في الَساس ‪َ :‬توَشّحَها و ( تكَشّحَها ‪ :‬جَا َم َعهَا ) و َتغَشّاها ‪.‬‬
‫( وال ِمكْشَاحُ ‪ :‬الفَأْس ) ‪ ،‬وقيل ‪ :‬منه الكاشِح ‪ ،‬قاله المفضّل ‪.‬‬
‫ش ّميَ المكشوح المُرَاديّ ‪ ،‬على ما أَسَلفْنا عن‬
‫( و ) ال ِمكْشَاح ‪ ( :‬خَدّ السّ ْيفِ كال ِمكْشَح ) ‪ ،‬ومنهُ ُ‬
‫كتاب الرّوض ‪.‬‬
‫( وال ّتكْشِيح ‪ :‬ال ّتقْشير ) والتّسْويه ‪ ،‬لغة في المهملة ‪ ( .‬و ) التّكشِيح ‪ ( :‬ال َكيّ على الكَشْح ) بالنّار‬
‫‪ ،‬وقد تقدّمَ أَنّه عن كراع ‪ .‬ومن إِبلٌ ُمكَشّحَة ‪.‬‬
‫( والكَشُوحُ ‪ ،‬كصَبور ‪ ،‬من السّيوف السّ ْبعَة الّتي أَهدَتها بِ ْلقِيسُ إِلى ) سيّدنا ( سُليمانَ عليه )‬
‫س مالِ النّدِيمِ لبن حبيب قال ‪ :‬هي ذو الفَقَار‬
‫وعلى نبيّنا الصّلةُ و ( السّلم ) ‪ ،‬نقل شيخُنَا عن رأْ ِ‬
‫حمَار ‪ ،‬وذُو النّون ‪ ،‬والكَشُوح ‪.‬‬
‫خذَم ورَسُوب وضِرْس ال ِ‬
‫‪ ،‬والصّمصامة ‪ ،‬ومُ ْ‬
‫( وكَشَحُوا عَن الماءِ وانكشَحُوا ) ‪ ،‬إِذا َذهَبوا عنه و ( َتفَرّقوا ) ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ :‬كَشَحَ عن‬
‫الماءِ ‪ ،‬إِذا َأدْبرَ عنه ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬ولمّا رآني‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/77‬‬

‫كَشَحَ ‪ ،‬أَي أَدبَ َر وَولّى بكَشْحه ‪ .‬وكَشَحَ الظّلمُ ‪ ،‬و ( وكَشَح ) الضوءُ أَدبرَ ‪ .‬وهذا مجازٌ ‪.‬‬
‫( ومُكشّحَةُ ) ‪ ،‬بضمّ فتشديد الشّين ‪ :‬اسم موضعٍ باليمامة ‪ ،‬وقد مرّ ( في كسح ) ‪ ،‬والصواب‬
‫ِذكْره هنا ‪ ،‬كما صرّح به ياقُوت في ( المعجم ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫الكُشَاحَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬المُقاطعة ‪.‬‬
‫وكَشَحَ العُودَ كَشْحا ‪ :‬قَشَرَه ‪.‬‬
‫وكَشَحَ الطائرُ ‪ :‬صَدَرَ مُسرِعا ‪.‬‬
‫ن في كَشْحِه ‪.‬‬
‫طعَ َ‬
‫وكَشَحَه ‪َ :‬‬
‫والكَشْحَانُ ‪ :‬القَرْنانُ ‪ ،‬أَو َردَه الفُقها ُء ول إِخالُه عَربيّا ‪ ،‬قاله شيخنا نقلً عن بعضهم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وهو خطأُ والصوابُ بالخاءِ المعجمة ‪ ،‬وسيأْتي في محلّه إِن شاءَ ال تعالى ‪.‬‬
‫حهَا مُواجَهةً ‪ ( .‬والضّجِيع )‬
‫كفح ‪ ( :‬ال َكفِيحُ ‪ :‬الكُفءُ ) والنّدِيد ‪ ( ،‬وزَوْجُ المَرَْأةِ ) ‪ِ ،‬ل َكوْنه يُكاف ُ‬
‫غفْلَة ‪.‬‬
‫لها ‪ ،‬كما في ( الَساس ) ‪ ( .‬والضّيْف المفاجىءُ ) على َ‬
‫سوَد ) المتَغيّر ‪ .‬وكفَحْته َكفْحا كَلوّحْته ‪.‬‬
‫( والَ ْكفَح ‪ :‬الَ ْ‬
‫( وكَفَحَه ‪َ ،‬كمَ َنعَه ‪ :‬كَشَف عنه غِطاءَه ) ‪ ،‬ككَشَحَه وكَثَحَه ‪.‬‬
‫( و ) َكفَحَه ( بالعَصا ) َكفْحا ‪ ( :‬ضَرَبَه ) بها ‪ .‬وقال الفرّاءُ ‪ :‬كفَحْته بالعصا ‪ ،‬أَي ضَرَبْته ‪،‬‬
‫شمِرٌ ‪َ :‬كفَخْته ‪ ،‬بالخَاءِ المعجمة ‪ .‬وقال الَزهريّ كفَحْته بالعصا والسّيْف ‪ ،‬إِذَا‬
‫بالحاءِ ‪ .‬وقال َ‬
‫ح ‪ .‬وكفَخْته بالعصا ‪ ،‬إِذا ضَرَبْته ل غَيرُ ‪.‬‬
‫ضَرَبْتهُ ُموَاجعةً ‪ ،‬صحي ٌ‬
‫حهَا باللّجَامِ كَفْحا‬
‫( و ) َكفَحَ ( ِلجَامَ الدّابّة ) َكفْحا ‪ ( .‬جَذَبَه ) ‪ .‬وعبارة التّهذيب والمحكم ‪ :‬كفَ َ‬
‫جذَ َبهَا ‪ ( ،‬كَأكْفَحَه ) ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ :‬أَكفَحَ الدّابّةَ ِإكْفاحا تَلقّى فاهَا باللّجَام‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/78‬‬

‫يضرِبُه به لِتَلْ َتقِمَه ‪ ،‬وهو من قولهم ‪َ :‬لقِيتُه كِفَاحا ‪ ،‬أَي اس َتقُبَلْتُه َكفّةَ َكفّةَ ‪.‬‬
‫غفْلَة ‪َ ( ،‬ككَافَحَها ‪،‬‬
‫حهَا ‪ ( :‬قَبّلَها فَجْأَة ) ‪ ،‬أَي َ‬
‫جهَه و ) َكفَحَ ( المرَأةَ ) َي ْكفَ ُ‬
‫( و ) َكفَحَ ( فُلنا ‪ :‬وَا َ‬
‫فيهما ) ‪ ،‬أَي في تقبيل المرَأةِ والمواجهة ‪ ،‬وقول شيخنا إِنّ هاذه عبارةٌ قَِلقَة غيرُ مُحرّرةٍ ليس‬
‫بسديدٍ ‪ ،‬بل هي في غاي ِة ال ُوضْوح والبَيَانِ ‪ ،‬فإِنه أَشارَ بقوله ( فيهما ) إِلى الوجهَين ‪ ،‬ففي‬
‫( المحكم ) و ( المَشَارقِ ) و ( التهذيب ) ‪ :‬ال ُمكَافَحَة مُصا َدفَةُ الوَجْهِ بال َوجْهِ مفاجَأةً ‪َ ،‬كفَحَهُ َكفْحا‬
‫وكافَحَه ( مُكافح ًة وكِفَاحا ) ‪َ :‬لقِيَهُ مُواجهة ‪ ،‬وَلقِيَه َكفْحا ومُكافح ًة وكِفاحا ‪ ،‬أَي ُموَاجهةً ‪ ،‬جاء‬
‫ظ ال ِفعْل ‪ ،‬قال ابن سيده ‪ :‬وهو موقوفٌ عند سيبويه مطّرِدٌ عند غيرِه ‪.‬‬
‫المصدرُ فيه على غير لف ِ‬
‫وأَنشد الَزهريّ ‪:‬‬
‫أَعا ِذلُ مَن تُك َتبْ له النّارُ يَ ْل َقهَا‬
‫س َعدِ‬
‫ِكفَاحا ومن ُيكْ َتبْ له الخُ ْلدُ يَ ْ‬
‫والمكافَحَة في الحَرْل ‪ :‬ال ُمضَارَبةُ تِ ْلقَا َء الوُجُوهِ ‪ .‬وفي النهاية في الحديثِ أَنّه قال لحسّان ( ل تَزَالُ‬
‫حتَ عَنْ رسول ال ) ‪ ،‬ال ُمكَافَحة ‪ :‬ال ُمضَارَبة والمُدَا َفعَة تِ ْلقَا َء الوَجْه ‪،‬‬
‫ح القُدُسِ ما كَافَ ْ‬
‫ُمؤَيّدا برُو ِ‬
‫ت ‪ ،‬وهو بمعناه وفي ( الصحاح ) ‪ :‬كافَحُوهُم ‪ ،‬إِذا اس َتقْبَلُوهم في الحرْب ب ُوجُوهِهم‬
‫ح َ‬
‫ويُ ْروَى نَافَ ْ‬
‫ليس دونَها تُرْسٌ ول غَيْرُه ‪ .‬وفي حديث جابر ‪ ( :‬إِنّ ال كلّمَ أَباك ِكفَاحا ) أَي ُموَاجَهةً ليس‬
‫بينهما حجابٌ ول رَسولٌ ‪ .‬وقال الَزهريّ في حديث أَبي هريرةَ ‪ ( :‬أَنّه سُ ِئلَ ‪ :‬أَتُقبّل وأَنتَ‬
‫حهَا ) ‪ ،‬أَي أَتمكّن من تَقبيلها وأَس َت ْوفِيه من غير اختلسٍ ‪ ،‬من المكافحة ‪،‬‬
‫صائم ؟ فقال ‪ :‬نع ْم وَأكْفَ ُ‬
‫حفُها ) قال أَبو عُبَيْد ‪ :‬فمن َروَاه وأَكفَحُها أَراد‬
‫وهي ُمصَادَف ُة الوَجْهِ ‪ .‬وبعضهم يرويه ‪ ( :‬وأَق َ‬
‫بال َكفْح الّلقَاءَ والمباشَ َرةَ للجِلْد ؛ وكلّ مَن واجَهتَه وَلقِيتَه َكفّةَ كَفّةَ فقد كا َفحْته ِكفَاحا ومُكافحةً ‪ ،‬ومن‬
‫حفَ الرّجلُ ما في الِناءِ ‪ ،‬إِذا‬
‫ح ُفهَا ) أَراد شُ ْربَ الرّيق ‪ ،‬من َق َ‬
‫رواه ( وأَق َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/79‬‬

‫شَ ِربَ ما فيه ‪ .‬وإِذا عَلِمتَ ذالك ظَهرَ لك وُضوحُ عبارته و َدفْعُ التعا ُرضِ بين عبارة ال ّنهَايَة‬
‫والقاموس على ما ادّعَى القارى في الناموس ‪ .‬وال تعالى أَعلمه‬
‫شمَيْا ( في ) تفسير الحديث‬
‫لقْدَام ‪ ( ،‬و ) قال ابن ُ‬
‫جلَ وجَبُنَ ) عن ا ِ‬
‫سمِعَ ‪ :‬خَ ِ‬
‫( و ) َكفِحَ عنه ( كَ َ‬
‫ن ) ونصّ عبارتِه ‪ :‬أَي كثيرا من الَشيا ِء في‬
‫حمّدا ِكفَاحا ) أَي ( أَشياءَ كثي َرةً مِ ْ‬
‫‪ ( :‬أَعْطَ ْيتُ ُم َ‬
‫( الدّنْيَا والخرة ) ‪ ( .‬وأَكفَحْتُه عنّي ‪ :‬ر َددْتُه ) عن الِقدام عَليّ ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ال َكفْحَةُ من النّاسِ ‪ :‬جماعةٌ ليست بكثيرة ‪ ،‬كالكَثْحة ‪ ،‬كذا في ( النوادر ) ‪.‬‬
‫وكَفَحَتْه السّمائمُ كَفْحا ‪َ :‬لوّحَتْه‬
‫سمُومُ ‪ .‬وال ُمكَافِحُ ‪ :‬المباشِرُ‬
‫ح الَمواجِ ‪ .‬وكافَحَتْه ال ّ‬
‫وتَكافَحُوا ‪ ،‬و َتكَافَحَت الَمواجُ ‪ .‬وبَحْرٌ مُتكافِ ُ‬
‫ح بعضُها بعْضا ‪.‬‬
‫سمَائمُ أَنفُسُها ‪َ :‬كفَ َ‬
‫حتِ ال ّ‬
‫ح الُمورَ ‪ ،‬إِذا باشَرَها بنفْسِه ‪ .‬وتكفّ َ‬
‫بنفْسِه ‪ ،‬وفُلنٌ يكافِ ُ‬
‫قال جَن َدلُ ابن المثنّى الحارثيّ ‪:‬‬
‫فَرّجَ عنها حََلقَ الرّتائجِ‬
‫سمَائِ ِم الَواجِجِ‬
‫ت َكفّحُ ال ّ‬
‫أَراد الَواجّ ‪ ،‬ف َفكّ التّضعيفَ للضّرورة ‪.‬‬
‫وكافَحَه بما ساءَه ‪.‬‬
‫سمُومِ َلفْح ‪ ،‬ومن الحَرُور َكفْح ‪.‬‬
‫وأَصابَه من ال ّ‬
‫والمكافَحَة ‪ :‬ال ّدفْعُ بالحُجّة ‪ ،‬تَشبيها بالسّيف ونحوِه ‪ .‬وهاذه استدركها شيخُنَا نقلً مِنْ مُفردات‬
‫الرّاغب ‪.‬‬
‫ح كمَنَعَ ) َيكْلَح ( كُلُوحا وكُلَحا ) ‪ ،‬بضمّهما ‪ ،‬إِذا ( تَكشّرَ في عُبُوس ) ‪ .‬وقال ابن‬
‫كلح ‪ ( :‬كلَ َ‬
‫سيده ‪ :‬الكُلوحُ والكُلَحُ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/80‬‬

‫بُ ُد ّو الْسنانِ عند العُبُوس ‪ ( .‬كتَكلّحَ ) وأَنشد ثعلب ‪:‬‬


‫سغَبا‬
‫وَلوَى ال ّتكَلّحَ يَشتِكى َ‬
‫س ْغبِ‬
‫وأَنا ابنُ بَدْرٍ قاتِل ال ّ‬
‫( وَأكْلَحَ ) واكَْلوّحَ وهاذه من ( الَساس ) ( وَأكَْلحْتُه ) ‪ .‬قال لبيدٌ يَصف السّهام ‪:‬‬
‫َر َقمِيّات عليها نا ِهضٌ‬
‫ق منها والَ َيلْ‬
‫ح الَ ْروَ ُ‬
‫ُيكْلَ ُ‬
‫قال الَزهريّ ‪ ( :‬و ) سمعتُ أَعرابيّا يقول لجَملٍ يَرْغو وقد كشَرَ عن أَنيابه ‪ .‬قَبَحَ اللّهُ كَلَحَتَه ‪،‬‬
‫حوَالَيْه ) ‪،‬‬
‫يعنِي فمَهُ ‪ ،‬ومن المجاز قولهم ‪ ( :‬ما َأقْبَحَ كََلحَتَه ) وجَلَحَتَه ‪ ( ،‬مح ّركَةً ‪ ،‬أَي َفمَه و َ‬
‫خشَريّ ‪.‬‬
‫قاله ابن سِيده وال ّزمَ ْ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬أَصابَ ْتهُمْ سَنةٌ كُلَحٌ ‪ .‬الكُلَح ( كغُرَابٍ و َقطَامِ ‪ :‬السّنَةُ المُجدِبة ) ‪ .‬قال لبيد ‪:‬‬
‫كانَ غِيَاثَ المُ ْر ِملِ ال ُممْتاحِ‬
‫عصْمَةً في ال ّزمَن الكُلَحِ‬
‫وِ‬
‫جوْهر ‪ :‬الرّجُل ( القَبِيحُ ‪ .‬و ) من المجاز ( َتكَلّحَ ) ‪ ،‬إِذا ( تَبسّمَ ‪ .‬و ) منه ‪ :‬تكَلّحَ‬
‫( وال َكوْلَحُ ) ‪ ،‬ك َ‬
‫( البَرْقُ ) ‪ ،‬إِذا ( تَتَابَعَ ) ‪ .‬و َتكَلّحُ البرقِ ‪َ .‬دوَامُه واستِسْرارُه في الغَمامةِ البيضاءِ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬دِهْرٌ كالِحٌ ) وكُلَحٌ ‪ ،‬قال الَزهريّ ‪ :‬أَي ( شديد ‪ .‬و ) المُكالحَة ‪ :‬المُشَارّة‬
‫‪.‬‬
‫ح ال َقمَرُ ‪ :‬لم َيعْ ِدلْ عن المَنْ ِزلِ ) بل استَتَر في ال َغمَامة ‪.‬‬
‫و ( كالَ َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫شفَتُه عن أَسنانِه نحْو ما تَرَى من رؤُوس الغَنَم إِذا بَرزَت الَسنانُ‬
‫صتْ َ‬
‫الكالِح ‪ :‬الذي قد قَل َ‬
‫شفَاهُ ‪ ،‬قاله أَبو إِسحاق الزجّاجيّ ‪ ،‬وبه فسّر قوله تعالى ‪ { :‬تَ ْلفَحُ ُوجُو َههُمُ النّا ُر وَ ُهمْ‬
‫وتَشمّرَت ال ّ‬
‫فِيهَا كَالِحُونَ } ( المؤمنون ‪. ) 104 :‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/81‬‬
‫والبَلءُ ال ُمكْلِح الذي ُيكْلِحُ النّاسَ بشِدّته ‪ ،‬جاء ذالك في حديث عليّ ‪.‬‬
‫ح في وَجْهِ الصّبيّ والمجنونِ فَزّعَه ‪ .‬واستدرَك‬
‫جهَه ‪ :‬عَبّسَه ‪ .‬وكَلّ َ‬
‫ح وَ ْ‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬كَلّ َ‬
‫شيخنا الكَلَحَة ‪ ،‬وقال ‪َ :‬فسّرَها جماعةٌ بالهَمّ ‪ .‬وكلّحَه الَمرُ ‪َ :‬همّه ‪ ،‬وهو غريبٌ في الدواوين ‪.‬‬
‫حفَ على شيخنا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الصواب أَنّه َأكْلَحه الهَمّ ‪ ،‬وقد تَص ّ‬
‫سخَت‬
‫جذِيمةَ ماءٌ يقال له كلح ‪ ،‬وهو شَرُوبٌ عليه تَخلٌ َب ْعلٌ قد رَ َ‬
‫قال الَزهَرِي ‪ :‬وفي بَ ْيضَاءِ بني َ‬
‫عُرُوقُها في الماءِ ‪.‬‬
‫سمٌ ) ‪.‬‬
‫شيِ ) ( وكَلْتَحٌ ا ْ‬
‫كلتح ‪ ( :‬الكَلْ َتحَة ضَ ْربٌ من الم ْ‬
‫ورَجلٌ كَلْتَحٌ ‪ :‬أَحمقُ ‪.‬‬
‫شيِ ‪.‬‬
‫كلدح ‪ ( :‬الكَلْ َدحَة ) هو ( الكَلْتَحَة ) ‪ ،‬لضَ ْربٍ من المَ ْ‬
‫( والكَلْدَح ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬وضَبطَه بعضٌ بالكسر ( ‪ :‬الصّ ْلبُ ‪ ،‬والعَجُوزْ ) ‪.‬‬
‫كلمح ‪ ( :‬الكِ ْلمِح ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬التّرَاب ) يقال ‪ِ :‬بفِيهِ الكِ ْلمِحُ ‪ ،‬وسيذكر في كلحم ‪.‬‬
‫جذَبْتَه‬
‫حهَا ) ‪ ،‬قال ابن سيده ‪ :‬كمَحْت الدّابّةَ باللّجَام َكمْحا ‪ ،‬إِذا َ‬
‫كمح ‪َ ( :‬كمَحَ الدّابّةَ وأَكمَحَها ‪ :‬كَبَ َ‬
‫صبَ رأْسُه ‪ .‬ومنه قَول ذي ال ّرمّة ‪:‬‬
‫إِليك ل َت ِقفَ ول تَجْ ِريَ ‪ ،‬وَأ ْكمَحَه ‪ ،‬إِذَا جَ َذبَ عِنَانَه حتى يَن َت ِ‬
‫جوْزِها‬
‫َتمُورُ بضَ ْبعَ ْيهَا وتَ ْرمِي ب َ‬
‫حذَارا من الِيعاد والرّأْسُ ُم ْكمَحُ‬
‫ِ‬
‫ل ‪ .‬وقال ‪ :‬كمَحَه وأَكمَحَه ‪ ،‬وكَبَحَه وَأكْ َبحَه‬
‫ويُروى ( تَموجُ ذِرَاعاهَا ) وعزَاه أَبو عُبيد لبن ُمقْب ٍ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/82‬‬

‫خ ْو ِفهَا من ضَرْبه‬
‫بمعنًى ‪ ،‬وأَراد الشاع ُر بقَوله الِيعاد ضَرْبَه له بالسّوط ‪ ،‬فهي تَجتهِد في العَ ْدوِ ل َ‬
‫ورأْسُها ُم ْكمَح ‪ ،‬ولَو تَ َركَ ر ْأسَها لكان عَ ْدوُهَا أَشدّ ‪.‬‬
‫( و ) في ( الصحاح ) ‪ ( :‬أَكمَحَ الكَرْمُ ) إِذا ( تحَ ّركَ للِيرَاقِ ) ‪ .‬ونقلَ الَزهريّ عن الطّائفيّ ‪:‬‬
‫لكْماحُ ‪ .‬وال ّزمَعُ ‪ :‬الُبَنُ في‬
‫ضتْ وخَرجَ عليها مِثلُ القُطْن ‪ ،‬وذالك ا ِ‬
‫أَكمَحَت ال ّزمَعة إِذا ما ابْي ّ‬
‫مَخَارِجِ العَنعاقيدِ ‪.‬‬
‫( وال َكوْمَح ) ‪ ،‬كجَوهر ‪ ،‬ويُضمّ ‪ ،‬هو الرّجلُ ( العَظي ُم الَلْيَتينِ ) ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫أَشْ َبهَهُ فجاءَ ِرخْوا َك ْومَحَا‬
‫ولم َيجِىء ذا أَلْيتنِ َكوْمَحَا‬
‫لمُه ) ‪ .‬قال ابن دُريد ‪:‬‬
‫( و ) ال َك ْومَح من الرّجَال أَيضا ‪ ( :‬مَن َتمْلُ فَاهُ أَسناُنهُ حتّى َيغُْلظَ كَ َ‬
‫ب الْنانِ في الفَمِ حَتّى كأَنّ فاه قد ضَاقَ بأَسْنَانه ‪ .‬وفَمٌ َك ْومَحٌ ‪ :‬ضاقَ مِن‬
‫ال َك ْومَح ‪ :‬الرّجلُ المُتَرَا ِك ُ‬
‫كَثرةِ أَسنانِه ووَرَمِ لِثَاتِه ‪.‬‬
‫( والكَ ْيمُومُ ‪ :‬المُشْ ِرفُ ) زَهْوا ‪ ( .‬و ) الكَ ْيمُوح والكِيحُ ‪ ( :‬التّرَابُ ) ‪ ،‬قاله أَبو زيد ‪ ،‬والعرب‬
‫ث في فِيه ال َك ْومَحَ ‪ .‬يَعنون التّرَابَ ‪ .‬وأَنشدَ ‪:‬‬
‫ح ُ‬
‫تقول ‪ :‬ا ْ‬
‫ج القُلخَ واحْشُ فاه ال َك ْومَحَا‬
‫اهْ ُ‬
‫تُرْبا فأَ ْهلٌ هوَ أَنْ ُيقَلّحَا‬
‫( و ) أَكمَحَ الرّجُل ‪َ :‬رفَعَ رَأْسَه من الزّهْو ‪ ،‬كأَكمَخَ ‪ ،‬عن اللّحْيَانيّ ‪ ،‬والحَاءُ أَعلَى ‪ ،‬وإِنّه ل ُم ْكمَحٌ‬
‫و ُمكْبَحٌ ‪ ( ،‬ال ُم ْكمَح ‪ ،‬ك ُمكْرَمٍ ‪ :‬الشّامِخ ) ‪ ،‬ومثله ال ُمكْبَح ‪ ( .‬وقد أُكمِحَ ) وأُكبِحَ ( على ما لم يُسمّ‬
‫فاعلُه ) ‪ ،‬إِذا كان كذالك ‪.‬‬
‫( والمكامِيحُ مِن الِبل ‪ :‬ال َمقَارِيبُ ) في السّير ‪.‬‬
‫( وال َكوْمَحانُ ) ‪ :‬موضعٌ ‪ .‬قال ابنُ ُمقْبل َيصِف السّحَابَ ‪:‬‬
‫أَناخَ ب َر ْملِ ال َك ْومَحَينِ إِناخةَ ال‬
‫َيمَانِي قِلصا حَطّ عَنهنّ َأ ْكوُرَا‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬هنا ( حَبْلنِ ) ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/83‬‬

‫بالحاءِ المهملة ‪ ( .‬من ) حِبَال ( الرّملِ ) ‪ .‬وأَنشد البَيتَ ‪ ( ،‬م ) أَي معرُوفانِ ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫الكَومَحُ ‪ :‬الفَيْشَلَةُ ‪.‬‬
‫كنتح ‪ ( :‬الكَنْتَح ‪ ،‬كجعفرٍ ‪ :‬الَحمق ) ‪ ،‬مثل الكلْتَح والكَنْثَح ‪.‬‬
‫كنثح ‪ ( :‬الكَنْثَحُ ) ‪ ،‬بالثاءِ المثلّثَة هو ( الكَنْتَح ) ‪ ،‬بالمثنّاة الفَوقيّة ‪ ،‬وهو الَحمق ‪.‬‬
‫صلُ ) وال َمعْدِن ‪ ( ،‬كالكِنْسِيح ) ‪.‬‬
‫ل ْ‬
‫كنسح ‪ ( :‬الكِنْسِح ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ا َ‬
‫كوح ‪!* ( :‬كاحَهُ *! َكوْحا ‪ :‬قاتَلَه فغَلَبَه ‪ !*،‬ككَاوَحَه ) ‪ ،‬وعبارة المحكم ‪!* :‬كاوَحَه *!فكَاحَه‬
‫حتُ فُلنا *!مُكاوَحَةً ‪ ،‬إِذا قاتلْتهُ فغلَبْته ‪ ( .‬و )‬
‫*! َكوْحا ‪ :‬قاتلَه فغَلبَه ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪!* :‬كاوَ ْ‬
‫حهُ ) *!ِإكَاحةً ‪ ،‬إِذا غَلَبَه ‪!* .‬وَأكَاحَ زَيْدا ‪:‬‬
‫عن ابن الَعرابيّ ( *! َكوّحَهُ ) *!تَكويحا ( *!وَأكَا َ‬
‫أَهَلكَه ‪ ( .‬و ) كاحَه*! َكوْحا ‪ ( :‬غَطّه في ماءٍ أَو تُرابٍ ‪!* .‬وكَوّحَه ) *!تكويحا ‪َ ( :‬أذَلّه ) ‪.‬‬
‫*!وكوّحَ الزّمامُ ال َبعِيرَ ‪ ،‬إِذَا ذلّلَه ‪ .‬وقال الشاعِر ‪:‬‬
‫إِذَا رَامَ َبغْيا أَو مِرَاحا أَقامَه‬
‫ِزمَامٌ بمَثْنَاهُ خِشَاشٌ ُم َكوّحُ‬
‫( و ) *! َكوّحَه ‪ ،‬إِذا ( َردّه ) ‪ .‬وقال الَزهَ ِريّ ‪ :‬التّكويح ‪ :‬التّغليب ‪ .‬وأَنشد أَبو عَمرو ‪:‬‬
‫خصْم ذي ال ّتعَدّي‬
‫أَعْ َددْته لل َ‬
‫جهْد‬
‫َكوّحْته مِنك بدُونِ ال َ‬
‫خصُومة ‪.‬‬
‫( و ) في ( الَساس ) ‪ ( .‬كَاوَحَه ) ‪ ،‬إِذا ( شَا َتمَه وجَاهَ َرهُ ) بال ُ‬
‫( و ) رأَيْتهما *!يَتكاوَحَانِ ‪ ،‬وقد ( *! َتكَاوَحَا ) ‪ ،‬أَي ( تَمارَسَا ) و َتعَالَجَا ( في الشّرّ بينهما ) ‪.‬‬
‫( و ) قال ابن سِيده ‪!* ( :‬الكَاح ‪ :‬عُ ْرضُ الجَبَل ‪ ،‬كالكِيحِ ‪ ،‬بالكسر ) ‪ .‬وقال غيره ‪ :‬عُ ْرضُ‬
‫سفْحُ سَنَدِه ‪ ( .‬ج )‬
‫سفْحُه و َ‬
‫الجَبل ‪ ،‬وأَغَْلظُه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/84‬‬

‫*!أَكواحٌ ‪ .‬قال ابنُ سيده ‪ :‬وإِنما ذَكرْته هنا لظهور الواو في التكسير ‪ .‬وجمع *!الكِيح ( *!َأكْياحٌ‬
‫*!وكُيُوحٌ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ .‬ونقل الَزهريّ عن الَصمعيّ ‪ :‬الكِيح ‪ :‬ناحيةُ الجَ َبلِ ‪ .‬قال ‪ :‬والوادي رُبّما‬
‫كان له*! كِيحٌ إِذا كان في حَ ْرفٍ غليظٍ ‪ ،‬فحَ ْرفُه *!كِيحُه ‪ ،‬ول ُيعَدّ *!الكِيحُ ِإلّ ما كان مِن أَصَلبِ‬
‫الحجار ِة وأَخشنِها ‪ ،‬وكلّ س َندِ جَبلٍ غليظٍ *!كِيحٌ ‪ .‬والجماعة *!الكِيحَةُ ‪.‬‬
‫ح مالٍ ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬أَي ( إِزاؤُه ‪ .‬وما *!أَكاحَهُ ‪ :‬ما أَعْطَاه ‪.‬‬
‫( وهو *!كِوَا ُ‬
‫كيح ‪!* ( :‬الكَيَحَ محرّكةً ‪ :‬الخُشُون ُة والغِلَظ ‪ .‬و ) عن الليث ‪ ( :‬أَسْنانٌ *!كِيحٌ ‪ ،‬بالكسر ) ‪.‬‬
‫وأَنشد ‪:‬‬
‫ب القِ ْلقِلِ‬
‫ح ّ‬
‫ذَا حَ َنكٍ *!كِيحٍ ك َ‬
‫س ّميَ سَنَدُ الجَ َبلِ كِيحا لغَِلظِه‬
‫( *!وكِيحٌ *!َأكْيَحُ ‪ :‬خَشِنٌ غليظٌ ‪ ،‬كَ َيوْمٍ أَ َي ْومَ ) ‪ ،‬تأْكيدٌ ‪ .‬وإِنّما ُ‬
‫وخُشونَتِه ‪.‬‬
‫( وما *!كاحَ فيه السّيفُ وما *!أَكاحَ ‪ ،‬كما حَاكَ ) ‪ ،‬وسيأْتي في الكاف إِن شاءَ ال تعالى ‪.‬‬
‫( *!وَأكَاحَهُ ‪َ :‬أهَْلكَه ) ‪ ،‬وذكره الَزهريّ في الواو ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫‪ ( 2‬فصل اللم ) مع الحاءِ المهلمة ) ‪2‬‬
‫س ّميَ ( رَجلٌ‬
‫لبح ‪ ( :‬اللّبَحُ ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ :‬الشجاعةُ ) ‪ ،‬نقلَه الَزهريّ عن ابن الَعرابيّ ‪ ( ،‬و ) به ُ‬
‫شعُوبُ من لَبَحٍ فعاش أَيّاما ) ( و‬
‫له ِذكْرٌ في ) كُتبِ ( الحديث ) والسّيَر ‪ ،‬ومنه الخبرُ ‪ ( :‬تَباعَدَت َ‬
‫) اللّبَح ‪ ( :‬الشّيْخُ المُسِنّ ) ‪.‬‬
‫ح ولَبّحَ ) ‪ ،‬ذكرَ الَفعالَ ولم يَتعرّض لمعانيها ‪ ،‬مع أَنّ قِياسَ التحريكفيه‬
‫و ( لبَحَ كمنع ‪ ،‬وأَلبَ َ‬
‫حدّ فَرِحَ ‪ ،‬فتَأمّل ‪.‬‬
‫يقتضي أَن يكون ِفعْله من َ‬
‫( و ) لُباحٌ ( كغُرابٍ ‪ :‬ع ) ‪.‬‬
‫لتح ‪ ( :‬لَ َتحَه ‪ ،‬كمَ َنعَه ) ‪َ ،‬يلْتَحُه لَتْحا ‪:‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/85‬‬

‫حصَى فأَثّر فيه ) من غير جَرْح شديدٍ ‪ .‬قال أَبو النّجم يَصف عَانَةً‬
‫جسَدَه بال َ‬
‫( ضَ َربَ وَجهَه أَو َ‬
‫جهِه ‪:‬‬
‫حصَى في وَ ْ‬
‫سحَُلهَا وهي تعدُو وتُثِير ال َ‬
‫طَ َردَهَا مِ ْ‬
‫حصَى مَلْتوحا‬
‫ن َوجْها بال َ‬
‫يَلْتَحْ َ‬
‫( أَو ) لَتَحَخ ‪َ ( :‬فقَأَ عَيْنَه ) بضَرْبِها ( و ) روى عن أَبي الهَيْثَم أَنّه قال ‪ :‬لَتَحه ( ب َبصَرِه ‪َ :‬رمَاهُ‬
‫به ) ‪ ،‬حكاه عن أَبِي الحسن الَعرابيّ الكِل ِبيّ ‪ ،‬وكان فصيحا ‪.‬‬
‫ح وهي مَلتوحةٌ ‪ ( .‬و ) لَتَحَ‬
‫( و ) لَتَحَ ( جارِيَتَه ) لَتْحا ‪ ،‬إِذا َنكَحَها و ( جا َم َعهَا ) ‪ ،‬وهو لتِ ٌ‬
‫سدِ أَو عَينٍ ‪.‬‬
‫جهِ أَو جَ َ‬
‫خذَه ‪ .‬و ) لَتَحَ ( ب َي ِد ِه ضَرَبَه بها ) على وَ ْ‬
‫( فُلنا ‪ :‬ما تَرك عنده شيئا ِإلّ أَ َ‬
‫( و ) لَتِحَ ‪َ ( ،‬كفَرِحَ ‪ :‬جَاعَ ‪ .‬وال ّنعْت لَتْحَانُ ‪ ،‬و ) هي ( لَتْحَى ‪ .‬و ) في ( التهذيب ) عن ابن‬
‫الَعرابيّ ‪ ( :‬هو رجلٌ لتحٌ ولْتَاحٌ كغُرَاب ‪ ،‬ولُتَحَة ك ُهمَزة ‪ ،‬ولَتِحٌ ككَ ِتفٍ ‪ :‬عا ِقلٌ دَاهِيَة ) ‪ .‬وقَومٌ‬
‫لِتَاحٌ ‪ ،‬وهو ال ُعقَلءُ من الرّحال الدّهاةُ ‪.‬‬
‫شعْرا منه ‪ ،‬أَي َأ ْوقَعُ على ال َمعَانِي ) وفي بعض النّسخ ‪ :‬على العنَى ‪.‬‬
‫( و ) يقال ‪ ( :‬هو َألْتَحُ ِ‬
‫س َفلِ البِئر ) والجبلِ كأَنّه‬
‫شيْءٌ ) يكون ( في أَ ْ‬
‫لجح ‪ ( :‬اللّجْحُ ‪ ،‬بالضّم ) ‪ ،‬بالجيم قبل الحاءِ ‪َ ( :‬‬
‫شمِرٌ ‪:‬‬
‫حلِ ) ‪ ،‬كاللّحْج بالحاءِ قبل الجيم ‪ ،‬قال َ‬
‫َنقْبٌ ‪ ( .‬و ) شي ٌء يكون في أَسفلِ ( الوادِي كالدّ ْ‬
‫بادٍ َنوَاحِيه شَطون اللّجْحِ‬
‫قال الَزهريّ ‪ :‬والقصيدة على الحاءِ ‪ ،‬قال ‪ :‬وأَصله اللّحج ‪ ،‬الحاءُ قبل الجيم فقَلَب ‪.‬‬
‫ص في العَيْنِ ‪ ،‬أَو ال َغ َمصُ ) ‪ ،‬بالغين مح ّر َكةً ‪ ( .‬وعَيْرُ العَينِ )‬
‫خ ُ‬
‫( و ) اللّجَحُ ‪ ( ،‬بالتحريك ‪ :‬اللّ َ‬
‫بفتح العين المهملة‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/86‬‬

‫وسكون المثنّاة التّحتيّة ‪ ،‬وفي بعض النّسخ بضمّ العين وسكون الموحّدة وخو خطأٌ ( الّذي يَنْ ُبتُ‬
‫حجِها ‪ .‬والجمع من كلّ ذالك أَلجاحٌ ‪.‬‬
‫جبُ على حَرْفه ) ‪ ،‬وهو كفّتها ‪ ،‬كلُ ْ‬
‫الحا ِ‬
‫حفَ ) بمعنًى واحدٍ ‪ ( .‬و ) *!أَلَحّ ( السّحابُ ‪ :‬دامَ‬
‫لحح ‪!* ( :‬أَلَحّ في السّؤال ) مثل ( أَلْ َ‬
‫مَطَرُه ) ‪ ،‬قال امرؤُ القيس ‪:‬‬
‫دِيَارٌ لسَ ْلمَى عافِياتٌ بِذي خَالِ‬
‫أَلحّ عليها كلّ أَسحَمَ هَطّالِ‬
‫وسَحابٌ *!مِلْحاحٌ ‪ :‬دائمٌ ‪!* ،‬وأَلَحّ السّحَابُ بالمكان ‪ :‬أَقامَ به ‪ ،‬مثْل َأَلثّ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬أَلحّ ( الجَملُ ‪ :‬حَرَنَ ) ولَزِمَ مكانَه فلم يَبْرَح كما يَبْرَحُ الفَرَسُ ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫حتْ على ُركْبَانها الخُورُ‬
‫َكمَا *!أَل ّ‬
‫وكذا أَلحّت النّاقَةُ ‪ .‬وقال الَصمعيّ حَرَنَ الدّابّةُ ‪!* ،‬وأَلَحّ الجَملُ ‪ ،‬وخَلَت النّاقَةٌ ‪ ( .‬و ) أَجاز‬
‫حدَيْبِيَة ‪ ( :‬فركبَ ناقَتَه ف َزجَرَها المُسِلمُون‬
‫لتْ ) ‪ .‬وفي حديث ال ُ‬
‫غَيْ ُر الَصمعيّ أَلَحّت ( الناقَة خَ َ‬
‫*!فأَلحّت ) ‪ ،‬أَي ل ِزمَت مكا َنهَا ؛ من أَلَحّ بالشْيءِ ‪ ،‬إِذا ل ِزمَه وَأصَرّ عليه ‪.‬‬
‫ت ) وكلّ َبطِيءٍ *!مِلْحاحٌ ‪ ،‬ودابّةٌ *!مُلِحّ ‪ ،‬إِذا بَ َركَ ثَ َبتَ ولم‬
‫طيّ ‪ :‬كَّلتْ فأَبطََأ ْ‬
‫( و ) أَلحّت ( المَ ِ‬
‫يَنْب ِعثْ ‪.‬‬
‫ظهْرَها ) ‪ ،‬قال البَعيث المُجاشعيّ ‪:‬‬
‫عقَرَ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ !*:‬أَلَحّ ( القَ َتبُ ‪َ :‬‬
‫أَلَدّ إِذا لقَ ْيتُ قَوما بخُطّةٍ‬
‫عقَرْ‬
‫أَلَحّ على َأكْتَا ِفهِمْ قَ َتبٌ ُ‬
‫صلْ منه حتّى ُيؤَثّرَ‬
‫صمٍ لم يَنف ِ‬
‫خ ْ‬
‫ف نفْسَه بالحِذْق في المخاصَم ِة وأَنّه إِذا عَِلقَ ب َ‬
‫قال ابن بَ ّريّ ‪َ :‬وصَ َ‬
‫ظهْرِ الدّابّة ‪.‬‬
‫كما ُيؤَثّرُ القَتَبُ في َ‬
‫ظهْرِ البَعير ف َيعْقرُه ‪ ،‬وكذالك هو من الرّحَال والسّرُوجِ ‪،‬‬
‫( وهو ) ‪ ،‬أَي القَتَب ‪ ( ،‬ملْحَاحٌ ) يَلزَق ب َ‬
‫وهو مَجاز‬
‫( *!ولَحَْلحُوا ‪ :‬لم يَبْ َرحُوا َمكَا َنهُمْ ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/87‬‬

‫*!كتلَحَْلحُوا ) ‪ .‬قال ابن ُمقْبِل ‪:‬‬


‫ظعَنُوا قدْ أُتِي ُتمُ‬
‫حيَ إِذا قِيلَ ا ْ‬
‫بِ َ‬
‫أَقامُوا على أَ ْثقَالِهمْ *!وتََلحْلحُوا‬
‫يريد أَنهم شُجعانٌ لَ يَزْولون عن َموْضعِهم الّذي هم فيه إِذا قيل لهم أُتِيتم ‪ِ ،‬ثقَةً منهم بأَنْفسهم ‪.‬‬
‫ويقول الَعرابيّ ‪ ،‬إِذا سُئِل ما َفعَل القَومُ ‪!* :‬تََلحَْلحُوا ‪ ،‬أَي ثَبَتوا ‪ ،‬ويقال *!تَلَحَْلحُوا ‪ ،‬أَي تفرّقوا‬
‫عتْ علَى زَوجِها بعدَ كِبَرِه ‪:‬‬
‫‪ .‬وأَنشد الفَرّا ُء لمرَأةٍ دَ َ‬
‫تَقول وَرْيا كُلّما تَ َنحْنحَا‬
‫شَيخا إِذا قلّبتَه تََلحْلَحَا‬
‫أَرادت ‪ :‬تَحلْحَل فقَلبت ‪ ،‬أَرا َدتْ أَنّ أَعضَاءَه قد تف ّرقَت من الكِبَر ‪.‬‬
‫ضعَتْ‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬أَنّ ناقة رسولِ ال صلى ال عليه وسلم *!تَلَحْلَحت عندَ بَيتِ أَبي أَيّوبَ و َو َ‬
‫جِرَانَها ) ‪ ،‬أَي أَقامَت وثَب َتتْ ‪.‬‬
‫ص َقتْ بال ّر َمصِ ) وقيل ‪َ :‬لحَحُها ‪ :‬لُزُوقُ أَجفانِها لكَثْ َرةِ ال ّدمُوعِ ‪ ،‬وهو‬
‫سمِعَ ‪َ :‬ل ِ‬
‫حتْ عَيْنُه ك َ‬
‫( *!ولَحِ َ‬
‫أَحَد الَحرُف الَتي أُخْ ِرجَت على الَصل من هاذا الضّرْب ‪ ،‬مُنبّهة على أَصِلهَا و َدلِيلً على َأوّلِيّة‬
‫حالِها ‪ .‬والِدغامُ ُلغَة ‪ .‬وقال الَزهريّ عن ابن السّكيّت قال ‪ :‬كلّ ما كان على َفعَِلتْ ساكنة التاءِ‬
‫صمّت المرَأةُ وأَشْباهها ‪ِ ،‬إلّ أَحْرُفا جاءَت نوادِرَ في إِظهار‬
‫من َذوَات التّضعيف فهو مُدْغم ‪ ،‬نحو َ‬
‫ت وضَبِبَ البََلدُ ‪ :‬إِذَا كَثُرَ‬
‫صكِ َك ْ‬
‫صقَت ‪ ،‬ومَشِشَت الدّابّ ُة ‪ ،‬و َ‬
‫حتْ عَينُه ‪ ،‬إِذا الت َ‬
‫ال ّتضْعيف ‪ ،‬وهي لحِ َ‬
‫سقَاءُ إِذا تغيّرتْ رِيحه ‪ ،‬وقَطِطَ شَعرُه ‪.‬‬
‫ضبَابُه ‪ ،‬وأَِللَ ال ّ‬
‫حتُ عينُه كََلخّت ‪ :‬كثُرَ دُموعُها وغلُظَت أَجفانُها ‪.‬‬
‫ولَ ّ‬
‫( و َمكَانٌ *!لحّ *!ولَحِحٌ ‪ ،‬ككَ ِتفٍ ‪ ،‬ولَحْلَحٌ ‪ :‬ضَيّقٌ ) ‪ .‬و ُر ِويَ ‪ :‬مكانٌ لخّ ‪ ،‬بالمعجمة ‪ .‬ووَادٍ‬
‫شبٌ يَلْزَق شَجرِه بب ْعضٍ ‪ .‬وفي حديث ابن عبّاس في قصّة إِسماعيلَ عليه السلمُ وُأمّه‬
‫لحّ ‪ :‬أَ ِ‬
‫هَاجَرَ وإِسكانِ إِبراهيم إِيّاهما مكّةَ ‪ ( ،‬والوادِي يومئذٍ لحّ )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/88‬‬

‫حجَر ‪ .‬أَي كثيرُ الشّجر ‪ .‬وروي شمِرٌ ( والوادي يومئذٍ لخّ ) بالخَاءِ‬
‫أَي ضَيّقٌ مُل َتفّ بالشجَر وال َ‬
‫المعجمة ‪ ،‬وسيأْتي ذِكره ‪.‬‬
‫عمَ *!لحّ ) ‪ ،‬في النكرة بالكسر ‪ ،‬لَنه َنعْت للعمّ‬
‫عمّي *!لَحاّ ) ‪ ،‬في المعرفة ‪ ( ،‬وابنُ َ‬
‫( وهو ابنُ َ‬
‫سبِ ) ‪ ،‬ونَصبَ لحّا على الحَال لَنّ ما قبله معرفة ‪ ،‬والواحد والثنان والجمِيعُ‬
‫‪ ،‬أَي ( لصِقُ النّ َ‬
‫عمَ لحَ ولحّا ‪ ،‬وهما ابنَا خالةٍ ‪،‬‬
‫والمؤنّث في هاذا سواءٌ بمنزلةِ الواحد ‪ .‬وقال اللّحيانيّ ‪ :‬هما ابنَا َ‬
‫ل وامرََأةٌ ‪.‬‬
‫ول يقال هما ابنا خالٍ لحّا ول ابنَا عمّةٍ لحّا ‪ ،‬لَنهما مُفترقانِ ‪ ،‬إِذ هما رَج ٌ‬
‫ت القَرَابَةُ بينَنا لَحّا ) ‪ ،‬إِذا دَ َنتْ ‪ ( ،‬فإِن لم يَكن ) ابنُ العَمّ ( لحّا‬
‫ح ِ‬
‫( و ) عن أَبي سعيد ‪!* ( :‬ل ّ‬
‫وكان رجلً من العَشِيرَة قلتَ ) ‪ :‬هو ( ابن عَمّ الكَللةِ وابنُ عمَ كلل ٌة ) وكَلّت َت ِكلّ كَلَلةً ‪ ،‬إِذا‬
‫تَباعَدَت ‪.‬‬
‫( وخُبْ َزةٌ ) *!َلحّةٌ و ( *!َلحْلَحةٌ ) *!ولَحْلَحٌ ‪ ( :‬يابِسةٌ ) ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫حَتّى أَتَتْنَا بقُرَيصٍ لَحلَحِ‬
‫ومَ ْذقَ ٍة كقُ ْربِ كَبْشٍ َأمْلَحِ‬
‫حلِ‬
‫( *!والمُلَحْلَح ‪ ،‬كمُحمّد ) ‪ .‬وفي نسخةٍ ‪ :‬كمُسَلْسَل ‪ ،‬وهو الصواب ‪ ( :‬السّيّدُ ) ‪ ،‬كالمُحَ ْل َ‬
‫وسيأْتي ‪.‬‬
‫صوَاب ‪،‬‬
‫ضمّ هو ال ّ‬
‫( *!واللّحُوح ‪ ،‬بالضّمّ ) لغة عَربيّةٌ ل ُموَلّدة على ما زَعمَه شيخُنَا ‪ ،‬وكونه يال ّ‬
‫ف ‪ ،‬ول نظَرَ فيه كما ذَهب إِليه شيخُنا ‪ ( :‬شِبْهُ خُبْزِ‬
‫والمسموع من أَفواهِ ال ّثقَات خَلَفا عن سََل ٍ‬
‫ل لفْظ شبْه مستدرَكا ‪ ( ،‬يُؤكَلُ باللّبَن ) غالبا ‪ ،‬وقد يُؤكل‬
‫ج َع َ‬
‫القَطائِف ) ل عَيْنُه كما ظنّه شيخنا ‪ ،‬و َ‬
‫مَثرُودا في مَرَقِ اللّحْم نادِرا ‪ ( ،‬و ُي ْعمَل بال َيمَنِ ) ‪ ،‬وهو غالبُ طَعامه أَهلِ ِتهَامَةَ ‪ ،‬حتّى ل يُعرَف‬
‫في غيرِه من البلد ‪ .‬وقول شيخنا إِنّه شاعَ بالحجاز أَكثَرَ من ال َيمَن ‪ ،‬تَحَا ُملٌ منه في غير محلّه ‪،‬‬
‫بل اشتبهَ عليه الحال‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/89‬‬

‫ظهُورِه ‪ ،‬ولذالك اقتصَرَ على استعماله‬


‫فجعله القَطَائفَ بعينِه فاحتاجَ إِلى ت ْأوِيل ‪ ،‬وكأَنّه يُريد َأوّل ُ‬
‫ل وأَكثَر أَنواعا ‪ .‬انْظر هاذا مع الشتهار‬
‫باللّبَن ‪ ،‬وفي اليمن ‪ ،‬فإِنّه في الحجاز أَكثرُ استعما ً‬
‫المتعارَف عند أَهل المعرفةِ أَنّ *!اللّحُوحَ من خَواصّ أَرضِ اليمن ل يَكاد يُوجد في غَيره ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫سؤَالُه إِيّاه كالّلصق به ‪ .‬وقيل ‪ :‬أَلحّ على الشيْءِ ‪ :‬أَق َبلَ عليه ول يَفتُرُ‬
‫أَلَحّ في الشيْءِ ‪ :‬كثُرَ ُ‬
‫عنه ‪ ،‬وهو الِلْحاح ‪ ،‬وكلّه من اللّزُوق ‪.‬‬
‫ظبَ ‪.‬‬
‫ل في التقاضِي ‪ ،‬إِذا وَ َ‬
‫ورَجلٌ *!مِلْحاحٌ ‪ :‬مُديمٌ للطّلَب ‪ ،‬وأَلَحّ الرّج ُ‬
‫ورَحًى *!مِلْحاحٌ علَى ما يَطحَنُهُ ‪ .‬والمُلِحّ ‪ :‬الذي يَقوم من الِعياءِ فلَ يَبْرَحُ ‪.‬‬
‫طحَه ) ‪ ،‬وكأَنّ الطّاءَ‬
‫لدح ‪ ( :‬لَ َدحَه ‪ ،‬كمَ َنعَه ‪ :‬ضَرَبَه بيده ‪ ،‬و ) قال الَزهري ‪ :‬والمعروف ( لَ َ‬
‫والدال تعاقبَا في هاذا الحرْف‬
‫لزح ‪ ( :‬التّلزّحُ ‪ :‬تحَّلبُ فِيكَ ) ‪ ،‬أَي َفمِك ( مِنْ َأ ْكلِ ُرمّانةٍ أَو ِإجّاصَة ) تَشهّيا لذالك ‪.‬‬
‫طحَهُ ‪ ،‬كم َنعَهُ ‪ :‬ضَرَبَهُ ببَطْنِ َكفّهِ ) ‪ ،‬كَلطَخَه ‪ ( ،‬أَو ) َلطَحَه ‪ ،‬إِذا ضرَبَه ( ضَرْبا ليّنا‬
‫لطح ‪ ( :‬لَ َ‬
‫ن الكفّ ‪ ،‬كذا في ( الصّحاح ) ‪ .‬قال ‪ ( :‬و ) يقال ‪َ :‬لطَحَ ( به ) ‪ ،‬إِذا ( ضَ َربَ‬
‫ظهْر ) ببط ِ‬
‫على ال ّ‬
‫طحَه ‪ :‬ضَرَبَه بيَدِه مَنشور ًة ضَرْبا غيرَ شديدٍ ‪ ،‬وفي ( التهذيب ) اللّطْح‬
‫به الَرضَ ) ‪ .‬وقيل ‪ :‬لَ َ‬
‫جلَ بالَرْض ‪ ،‬قال ‪ :‬وهو الضّ ْربُ ليس بالشّديدِ ببَطْن‬
‫حتُ الرّ ْ‬
‫طْ‬‫كالضّرْب باليَد ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬لَ َ‬
‫ال َكفّ ونحوِه ‪ .‬ومنه حديث ابن عبّاس أَنّ النبيّ صلى ال عليه وسلمكانَ يَ ْلطَحُ أَفخاذَ أُغيِْلمَةِ بني‬
‫جمْ َرةَ ال َعقَبَةِ حتّى تَطْلُع الشّمسُ ) ‪.‬‬
‫ي ل تَ ْرمُوا َ‬
‫عبد المطّلب لَيلةَ المزدَلِفة ويقول ‪ ( :‬أَبَ ِن ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/90‬‬

‫حكّ ولم يَبْقَ له أَثَرٌ ) ‪ .‬ومثله في ( التهذيب ) و ( المحكم ) ‪.‬‬


‫جفّ و ُ‬
‫( واللّطْح كاللّطْخ إِذا َ‬
‫لفح ‪َ ( :‬لفَحَهُ بالسّ ْيفِ ‪ ،‬كَم َنعَه ‪ :‬ضَرَبَه ) به َلفْحةً ‪ :‬ضَرْبَةً خفيفَةً ‪ ( .‬و ) في ( الصّحاح ) ‪:‬‬
‫حتِ ( النّارُ بحرّهَا ) وكذا السّمومُ ‪ ( :‬أَحر َقتْ ) ‪ .‬وفي التنزيل ‪ { :‬تَ ْلفَحُ ُوجُو َههُمُ النّارُ }‬
‫لف َ‬
‫( المؤمنون ‪ ) 104 :‬قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬لفَحَتْه النّارُ إِذا أَصابَت أَعلَى جَسَدِه فَأخْ َرقَتْه ‪ .‬وفي ( العُباب‬
‫) و ( المحكم ) ‪ :‬لفَحَتْه النّارُ تَلفَحه ( َلفْحا ) ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ( ،‬وَلفَحَانا ) ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬أَصابَت‬
‫ح وتَ ْنفَح‬
‫جهَه ‪ .‬وقال الزّجّاج في ذالك ‪ :‬تَ ْلفَ ُ‬
‫ت وَ ْ‬
‫ح ْ‬
‫جهِه ؛ ِإلّ أَنّ ال ّنفْح أَعظَمُ تأْثيرا منه ‪ ،‬وكذالك لف َ‬
‫وَ ْ‬
‫بمعنًى واحدٍ ‪ِ ،‬إلّ أَنّ ال ّنفْح أَعظمُ تأْثيرا منه ‪ .‬قال أَبو منصور ‪ :‬ومّما يُؤيّد قولَه تعالى ‪ { :‬وَلَئِن‬
‫حةٌ مّنْ عَذَابِ رَ ّبكَ } ( الَنبياء ‪ . ) 46 :‬وفي حديث الكسوف ‪ ( :‬تَأَخّ ْرتُ مخَا َفةَ أَن‬
‫مّسّ ْتهُمْ َنفْ َ‬
‫سمُومُ تَلفَح الِنسانَ ‪ .‬ولَفحَتْه السّمومُ َلفْحا ‪:‬‬
‫ُيصِيبَنِي مِن َلفْحها ) ‪ ،‬لفْحُ النّار ‪ :‬حَرّهَا ووَ َهجُها ‪ .‬وال ّ‬
‫شدَ أَبو العَالية ‪:‬‬
‫سمُومٍ ‪ .‬والنّفْح ل ُكلّ بارِد وأَن َ‬
‫جهَه ‪ .‬وأَصابَه َلفْحٌ من حَرُورٍ و َ‬
‫قابَلتْ وَ ْ‬
‫ما أَنتِ يا َبغْدَادُ ِإلّ سَلْحُ‬
‫إِذَا َي ُهبّ مَطَرٌ أَو َنفْحُ‬
‫ج َففْتِ فتُرَابٌ بَرْحُ‬
‫وإِنْ َ‬
‫بَرْح ‪ :‬خالصٌ دَقيقٌ ‪.‬‬
‫( و ) الّلفّاح ( كَ ْرمّان ‪ :‬نَ ْبتٌ ) َيقْطِينيّ َأصْفَرُ ‪ ( ،‬م ‪ ،‬يُشْبه الباذنجانَ ) طَ ّيبُ الرائحةِ ‪ ،‬قال ابنُ‬
‫صفَرّ ‪.‬‬
‫دُريد ‪ :‬ل أَدري ما صِحّتُه ‪ .‬وفي ( الصّحَاح ) ‪ :‬الّلفّاح هاذا الذي يُشَمّ شَبيهٌ بالباذنْجَان إِذا ا ْ‬
‫( و ) الّلفّاح ‪َ ( :‬ثمَ َرةُ اليَبْرُوحِ ) ‪ ،‬بتقديم المثنّاة التحتيّة على الموحّدة ‪ ،‬ل على ما زعمَه شيخُنَا‬
‫فإِنّه تصحيفٌ في نُسخته ‪ ،‬وقد تقَدّمت الِشارة بذالك في برح ‪ ،‬وتقدّم أَيضا تحقيقُ معناه ‪ ،‬فراجعْه‬
‫إِنْ شئت ‪.‬‬
‫سمِعَ ) تَ ْلقَح‬
‫لقح ‪ ( :‬لقَحَت النّاقَةُ ك َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/91‬‬

‫حمُْلهَا‬
‫حمََلتْ ‪ ،‬فإِذا اسْتبانَ َ‬
‫( َلقْحا ) ‪ ،‬بفتْح فسكون ‪ ( ،‬وَلقَحا ‪ ،‬محرّكة ‪ ،‬وَلقَاحا ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬إِذا َ‬
‫قيل ‪ :‬استَبانَ َلقَاحُها ‪ .‬وقال ابن الَعرابيّ ‪ :‬قَرَحَت تَقرَحُ قُرُوحا ‪ ،‬وَلقِحَت َت ْلقَح َلقَاحا وَلقْحا ‪:‬‬
‫جهَين ‪ .‬وروي عن ابن عبّاسٍ‬
‫( قَبِلَت الِّلقَاحَ ) ‪ ،‬بالكسر والفتح معا ‪ ،‬كما ضُبط في نُسختنا بالوَ ْ‬
‫( أَنه سُئل عن رجُل كانت له امرأَتان أَرضَعتْ إِحداهما غُلما ‪ ،‬وأَرضعت الُخرى جاريةٍ ‪ ،‬هل‬
‫حمَلَتَا منه‬
‫ح واحدٌ ) ‪ .‬قال الليث ‪ :‬أَراد أَن ما َء الفَحْل الذي َ‬
‫يتزوّج الغُلم الجارية ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬الّلقَا ُ‬
‫ضعَانِ‬
‫حلِ ‪ ،‬فصار المُ ْر َ‬
‫ضعَها كان أَصلُه ما َء الفّ ْ‬
‫ت كلّ واحد ٍة منهما مُ ْر َ‬
‫واحدٌ ‪ ،‬فاللّبَن الّذِي أَرضع ْ‬
‫جهِما ‪ ،‬لَنّه كان أَلقحَهما ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬ويحتمل أَن يكون اللّقاح في حديث ابن‬
‫وَلدَيْن لزو ِ‬
‫عباس معناه الِلقاح ‪ ،‬يقال أَلقَحَ الفَحلُ النّاقةَ إِلقاحا وَلقَاحا ‪ ،‬فالِلقاحُ مصدرٌ حقيقيّ ‪ ،‬واللّقاحُ اسمٌ‬
‫لما يقوم مَقَامع المصدرِ ‪ ،‬كقولك أَعطَى عطا ًء وإِعْطا ًء وأَصلَح صَلَحا وإِصلحا ‪ ،‬وأَنبتَ نباتا‬
‫وإِنباتا ‪ ( .‬فهي ) ناقَةٌ ( لقِحٌ ) وقارِحٌ يومَ تَحمِل ‪ ،‬فإِذا استبانَ حَمُلهَا فهي خَِلفَةٌ قاله ‪ ،‬ابن‬
‫ح كقُبّرٍ ‪ ( ،‬ولَقُوحٌ ) ‪ ،‬كصَبور ( مِنْ ) إِبلٍ ( ُلقُحٍ ) ‪،‬‬
‫الَعرابيّ ‪ ( ،‬مِنْ ) إِبلٍ ( َلوَاقحَ ) ولُقّ ٍ‬
‫بضمتين ‪.‬‬
‫( و ) الّلقَاحُ ( كسَحاب ‪ :‬ما تُ ْلقَح به النّخَْلةُ ‪ ،‬وطَلْعُ الفُحّالِ ) ‪ ،‬بضمّ فتشديد ‪ ،‬وهو َمجَاز ‪.‬‬
‫سمّيَت بنو حنيفةَ بالّلقَاح ‪ ،‬وإِيّاهم عَنَى سعدُ بنُ ناشبٍ ‪:‬‬
‫حيّ ) الّلقَاح ‪ ،‬وال َقوْمُ الّلقَاح ومنه ُ‬
‫( وال َ‬
‫بِئُسَ الخلئفُ بَعدَنا‬
‫شكُرَ والّلقَاحُ‬
‫أَولدُ يِ ْ‬
‫جعْه ( الذين ل يَدِينُون للمُلوك ) ولم يُملَكوا ‪ ( ،‬أَو لم ُيصِ ْبهُم في الجاهِليّة‬
‫وقد تقدّم في برح فرا ِ‬
‫ن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫سِباءٌ ) أَنشد اب ُ‬
‫ك والَنباءُ تَ ْنمِي‬
‫ل َعمْرُ أَبي َ‬
‫حيّ في الجُلّى رِيَاحُ‬
‫لَ ِنعْمَ ال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/92‬‬

‫أَ ْبوَا دِينَ المُلُوكِ فهم َلقَاحٌ‬


‫إِذَا هِيجُوا إِلى ح ْربٍ َأشَاحُوا‬
‫حلَ ‪ .‬وليس‬
‫حتْ لم ُتطَاوِع الفَ ْ‬
‫حيّ اللّقاح مشتقّ من َلقَاح النّاقَةِ ‪ :‬لَنّ النّاقة إِذَا َلقِ َ‬
‫وقال ثعلب ‪ :‬ال َ‬
‫بقَويّ ‪.‬‬
‫( و ) في ( الصّحاح ) ‪ :‬الّلقَاحُ ‪َ ( .‬ككِتَاب ‪ :‬الِبلُ ) بأَعْيَانها ‪ ( .‬والّلقُوح ‪ ،‬كصَبُورٍ واحِدتُها ‪،‬‬
‫جهَا‬
‫جتْ َلقُوحٌ ) َأ ّولَ نتَا ِ‬
‫ص وقِلَص ‪ ( ،‬أَو ) النّاقَة ( الّتي نُ ِت َ‬
‫و ) هي ( النّاقَةُ الحَلُوبُ ) ‪ ،‬مثل قَلُو ٍ‬
‫شهْرَين أَو ) إِلى ( ثلثةٍ ‪ ،‬ثم ) َيقَعَ عنها اسمُ الّلقُوح ‪ ،‬فيقال ( هي لَبُون ) ‪ .‬وعبارة‬
‫( إِلى َ‬
‫( الصّحاح ) ‪ :‬ثم هي لَبونٌ بعد ذالك ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬الّلقَاح ( ‪ :‬الّنفُوس ) وهي ( جمْع ِلقْحَة ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬قال الَزهَ ِريّ ‪ :‬قال‬
‫شَمهرٌ ‪ :‬وتقول العرب ‪ :‬إِنّ لي ِلقْحَةً ُتخْبِرني عن ِلقَاحِ النّاسِ ‪ .‬يقول ‪ :‬نفْسِي تُخْبرني فتصْدُقني‬
‫عن نُفوس النّاس ‪ ،‬إِن َأحْبَ ْبتُ لهُم خَيرا أَحبّوا لِي خعيْرا وإِنْ أَحبَبت لهم شَرّا أَحبّوا لِي شَرّا ‪،‬‬
‫ومثله في ( الَساس ) ‪ .‬وقال يزيد بن ك ُثوَة ‪ :‬ال َمعْنَى أَنّى أَعرِف إِلى ما يصير إِليه ِلقَاحُ الناسِ بما‬
‫أَرى من ِلقْحَتي ‪ :‬يقال عند التأْكيد للبصيرِ بخاصّ أُمورِ النّاسِ وعَوامّها ‪.‬‬
‫حلِ ) من الِبل أَو الخيل ‪ ،‬هاذا هو الَصل ‪ ،‬ثم استُعير في النّساءِ‬
‫( و ) اللّقاح ‪ :‬اسمُ ( ما ِء الفَ ْ‬
‫شمِرٌ وغيرُه من أَهل العربيّة ‪.‬‬
‫حمَلَت ‪ :‬قال ذالك َ‬
‫فيقال ‪َ :‬لقِحَت ‪ِ ،‬إذَا َ‬
‫ضيَ لها‬
‫( والّلقْحَةُ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬النّاقَةُ من حين يَسمَن سَنا ُم وَلدِهَا ‪ ،‬ل يَزال ذالك اس َمهَا حتّى تَم ِ‬
‫سهَيْل وقيل ‪ :‬الّلقْحَة هي ( الّلقُوح ) ‪ ،‬أَي الحَلُوب‬
‫سبعَةُ أَشهر ويُفصَل وَلدُهَا ‪ ،‬وذالك عند طُلوع ُ‬
‫الغَزي َرةُ اللّبنِ ‪ ( ،‬ويفتح ) ‪ ،‬ول يُوصفُ به ‪ ،‬ولكن يقال ِلقْحةُ فُلنٍ ‪ ،‬قال الَزهريّ ‪ :‬فإِذا جَعلْتَه‬
‫نعْتا قُلْت ‪ :‬ناقَةٌ َلقُوحٌ ‪ .‬قال ‪ :‬ول يقال ‪ :‬ناقةٌ ِلقْحَةٌ ِإلّ أَنّك تقول هاذه ِلقْحَةُ فُلنٍ ( ج ِلقَحٌ ) ‪،‬‬
‫لوّلُ هو القيَاسُ ‪ ،‬وَأمّا الثاني فقال‬
‫بكسر ففتح ‪ ( ،‬وِلقَاحٌ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬ا َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/93‬‬

‫جفْرَة وجِفار قال ‪ :‬وقالوا‬


‫ل كما كَسّروا ُفعْلة عليه ‪ ،‬حتّى قالوا ُ‬
‫سيبويه ‪ :‬كَسرُوا ِفعْلَة على ِفعَا ٍ‬
‫ِلقَاحانِ أَسودَانِ ‪ ،‬جعلوها بمنزلة قولهم إِبلنِ ‪ :‬أَل تَرَى أَنّهم يقولون ِلقَاحَ ٌة واحدة ‪ ،‬كما يقولون‬
‫طعَة واحدة ‪ .‬قال ‪ :‬وهو في الِبل أَقوَى لَنّه ل يُكسّر عليه شيءٌ ‪.‬‬
‫قِ ْ‬
‫شمَيْل ‪ :‬يقال ِلقْحَ ٌة وِلقَحٌ ‪ ،‬وَلقُوحٌ ‪ .‬وَلقَائحُ ‪ .‬والّلقَاحُ َذوَاتُ الَلبانِ من النّوق ‪ ،‬واح ُدهَا‬
‫وقال ابن ُ‬
‫ح وِلقْحَة ‪ .‬قال عديّ بن زيد ‪:‬‬
‫َلقُو ٌ‬
‫مَن يكُنْ ذَا ِلقَحٍ رَاخِيَاتٍ‬
‫شعِيرَا‬
‫فِلقَاحِي ما َتذُوقُ ال ّ‬
‫للِ فَسِيلٍ‬
‫حوَابٍ في ظِ َ‬
‫بلْ َ‬
‫مُلِئتْ أَجْوافُهنّ عَصيرَا‬
‫( و ) الّلقْحَة واللّقْحَة ‪ ( :‬ال ُعقَابُ ) الطّائرُ المعوف ‪ ( .‬و ) الّلقْحَة والّلقْحَةُ ‪ ( :‬الغُرَاب ‪ .‬و )‬
‫الّلقْحَة والّلقْحَة في قول الشاعر ‪:‬‬
‫ولقدْ تَقيّلَ صاحبي مِن ِلقْحَةٍ‬
‫طعَمُ‬
‫ل ولح ْمهَا ل ُي ْ‬
‫حّ‬‫لَبَنا يَ ِ‬
‫ب القَيْل ‪ ( ،‬وهو‬
‫حةً لتصحّ له الُحجِيّة ‪ .‬وتَقَيّل ‪ :‬شَ ِر َ‬
‫ضعَة ) ‪ .‬وجعلها ِلقْ َ‬
‫عَنَى بها ( المرأَة المُ ْر ِ‬
‫صفِ ال ّنهَار ) ‪.‬‬
‫شُ ْربُ ِن ْ‬
‫( والّلقَح ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬الحَ َبلُ ) ‪ .‬يقال امرَأةٌ سَريعةُ الّلقَحِ ‪ .‬وقد يُستعمل ذالك في كلّ أُنثَى ‪ ،‬فإِنّا أَن‬
‫يكون أَصلً ‪ ،‬وِإمّا أَن يكون مستعارا ‪ ( .‬و ) الّلقَح أَيضا ‪ ( :‬اسمُ ما أُخِذ من الفَحْل ) ‪ ،‬وفي‬
‫لمّهات ‪ :‬الفِحَال ( ليُدَسّ في الخَر ) ‪.‬‬
‫بعض ا ُ‬
‫والِلقَاحُ والتّلقيح ‪ :‬أَن يَ َدعَ الكَافُورَ ‪ ،‬وهو وِعاءُ طَلْع النّخْل ‪ ،‬لَيلتَينِ أَو ثلثا بعد انْفلقه ثمّ يَأَخذَ‬
‫شمْرَخَ‬
‫شمْرَاخا من الفُحّال ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وأَجوَدُه ما عَتُقَ كانَ من عَامِ َأوّل ‪ ،‬في ُدسّونَ ذالك ال ّ‬
‫ِ‬
‫ج ْوفِ الطّ ْلعَةِ ‪ ،‬وذالك بقَدرٍ ‪ .‬قال ‪ :‬ول يفعل ذالك ِإلّ رَجلٌ عالمٌ بِما يَفعَل منه ‪ ،‬لَنّه إِن كان‬
‫في َ‬
‫جاهِلً فَأكْثَرَ منه أَح َرقَ الكَافُورَ فأَفسدَه ‪ ،‬وإِنْ أَقلّ منه صارَ الكافُورُ كثيرَ الصّيصاءِ ‪ ،‬يعنِي‬
‫بالصّيصاءِ ما ل َنوَى له ‪ .‬وإِن لم يَفعل‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/94‬‬

‫ذالك بالنّخلة لم يُنتَفع بطَ ْلعِها ذالك العامَ ‪.‬‬


‫لقِح أَيضا‬
‫لقِح ‪ :‬الفُحول ‪ ،‬جمع مُ ْلقِحٍ ) ‪ ،‬بكسر القاف ‪ ( .‬و ) المَ َ‬
‫( و ) في ( الصّحاح ) ‪ ( :‬المَ َ‬
‫لقِيح ‪:‬‬
‫‪ ( :‬الِناث التي في بُطونِها أَولدُهَا ‪ ،‬جمع مُ ْلقَحَة ‪ ،‬بفتح القاف ‪ .‬و ) قد يقال ‪ ( :‬المَ َ‬
‫ل ّمهَات ‪ .‬و ) ُن ِهيَ عن أَولد المَلقيح وأَولد ال َمضَامين في المُبَايَعة ‪ ،‬لَنّهم كانوا يَتَبَا َيعُون أَولدَ‬
‫اُ‬
‫لمّهات ‪ ،‬والمَضامِينُ في‬
‫لقِيحُ في بُطون ا ُ‬
‫ت وأَصلب الباءِ ‪ .‬والمَ َ‬
‫لمّها ِ‬
‫الشّاءِ في بطون ا ُ‬
‫لمّهاتِ ( من الَجِنّة ‪ .‬أَو )‬
‫َأصْلب الباءِ ‪ .‬وقال أَبو عُبيدٍ ‪ :‬المَلَقيح ‪ ( :‬ما في بُطونها ) أَي ا ُ‬
‫ظهُورِ الجمَال الفُحولِ ) ‪ُ .‬ر ِويَ عن سعيدِ بن المسيّب أَنّه قال ‪ ( :‬ل رِبَا في‬
‫المَلَقيحُ ‪ ( :‬ما في ُ‬
‫الحَ َيوَانِ ‪ ،‬وإِنّما ُن ِهيَ عن الحيوانِ عن ثَلث ‪ :‬عن ال َمضَامين والمَلقيح وحَ َبلِ الحَبَلَةِ ) ‪ .‬قال سعيد‬
‫ظهُورِ الجِمال ‪ ،‬وال َمضَامِينِ ما في بُطون الِناث ‪ .‬قال المُزَنّي ‪ :‬وأَنا أَحفَظ أَنّ‬
‫فالملقِيح ما في ُ‬
‫ظهُور الجِمال ‪ ،‬والمَلَقيح ما في بُطونِ الِناث ‪ .‬قال المُزَنيّ ‪:‬‬
‫الشافعيّ يقول ‪ :‬ال َمضَامِينُ مَا في ُ‬
‫وأَعَلمْت بقولِه عبدَ الملك بنَ هِشَامٍ ‪ ،‬فأَنشدني شاهدا له من شِعر العرب ‪:‬‬
‫ن المضامينَ التي في الصّلْب‬
‫إِ ّ‬
‫ح ْدبِ‬
‫ظهُور ال ُ‬
‫مَا َء الفُحُول في ال ّ‬
‫ج ْهدَ اللّزْب‬
‫س بمغْنٍ عنك ُ‬
‫لي َ‬
‫وأَنشدَ في الملقيح ‪:‬‬
‫مَنّيْتَنِي مَلقِحا في الَبطُنِ‬
‫تُنْتَجُ ما تَ ْلقَحُ َبعْدَ أَزمُنِ‬
‫جمْعُ مَ ْلقُوحةٍ ) ‪ .‬قال ابن الَعرابيّ ‪ :‬إِذَا كَان في َبطْنِ‬
‫قال الَزهريّ ‪ :‬و َهذَا هو الصّواب ‪َ ( .‬‬
‫ضوَامِنُ ‪ ،‬والّذي في بطْنها مَلقُوحٌ ومَ ْلقُوحةٌ ‪.‬‬
‫ن ‪ ،‬وهي مضامِينُ و َ‬
‫ح ْملٌ فهي ِمضْمانٌ وضامِ ٌ‬
‫النّاقةِ َ‬
‫ومعنى المَلْقوحِ ‪ :‬المحمولُ ‪ ،‬واللّقح ‪ :‬الحا ِملُ ‪ .‬وقال أَبو عُبَيْد ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/95‬‬

‫واحدةُ الملقِيحِ مَ ْلقُوحةٌ ‪ ،‬من قولهم ُلقِحَت ‪ ،‬كالمَحْمومِ من حُمّ ‪ ،‬والمجنون من جُنّ ‪ ،‬وأَنشد‬
‫الَصمعيّ ‪:‬‬
‫وعِ َدةِ العامِ وعا ٍم قابلِ‬
‫حةً في بطن نابٍ حائلِ‬
‫مَلقُو َ‬
‫حةٌ فيما يُظهِرُ لي صاحِبُها ‪ ،‬وإِنّما ُأ ّمهَا حائلٌ ‪ .‬قال فَالملقُوحُ هي الَجِنّة التي في‬
‫يقول ‪ :‬هي مَلقو َ‬
‫بطونِها ‪ ،‬وأَما ال َمضَامينُ فما في أَصلب الفُحول ‪ ،‬وكانُوا يَبيعُون الجَنينَ في بطْن الناقةِ ‪،‬‬
‫ويَبيعون ما َيضْ ِربُ الفَحلُ في عامِهِ أَو في أَعوامٍ ‪ ،‬كذا في ( لسان العرب ) ‪.‬‬
‫حلُ ( ولم َتكُنْ ) كَذالك‬
‫حتِ النّاقَةُ ) ‪ ،‬إِذا شَلتْ بذَنَبها و ( أَ َرتْ أَنّها لقِحٌ ) لئلّ يدْ ُن َو منها الفَ ْ‬
‫( وتَلقّ َ‬
‫‪.‬‬
‫حتْ ( يَداه ) ‪ ،‬إِذَا ( أَشا َر بهما‬
‫( و ) تَلقّحَ ( زيدٌ ‪َ :‬تجَنّى عليّ ما لم ُأذْنِبْه ‪ .‬و ) من المجاز ‪ :‬تَلقّ َ‬
‫في التّكلّم ) ‪ ،‬تشبيها بالنّاقَة إِذا شاَلتْ بذَنَبِها ‪ .‬وأَنشد ‪:‬‬
‫تََلقّحُ أَيْديهمْ كأَنّ زَبِيبَهم‬
‫زَبِيبُ الفُحُولِ الصّيدِ وهي تََلمّحُ‬
‫خطِيب إِذَا زَ ّببَ‬
‫ظهَر في صامِ ِغيِ ال َ‬
‫أَي أَنهم ُيشِيرُون بأَيديهم ِإذَا خَطَبُوا ‪ .‬والزّبِيب شِبْه الزّبَد َي ْ‬
‫شِ ْدقَاه ‪.‬‬
‫شمْراخِ الفُحّالِ في وِعاءِ الطّلْع ‪ ،‬وقد تقدّم ‪ ،‬وهو‬
‫حهَا ) وهو دَسّ ِ‬
‫( وإِلقاح النّخْلةِ وتَلْقيحُها ‪َ :‬لقْ ُ‬
‫مَجاز ‪ ،‬فإِنّ َأصْل اّلقَاح للِبل ‪ .‬يقال ‪َ :‬لقَحوا َنخْلَهم وأَلْقحوها ‪ .‬وجاءَنا زمَنُ اللّقاح ‪ ،‬أَي التلقيح ‪.‬‬
‫وقد َلقّحْت النّخيلَ تَلقِيحا ‪.‬‬
‫حمِل‬
‫شيْءٍ َي ْ‬
‫حتِ الرّيَاحُ الشّجرَ ) والسّحابَ ونحوَ ذالك في كلّ َ‬
‫( و ) من المجاز أَيضا ‪ ( :‬أَلقَ َ‬
‫( فهيَ ‪َ ،‬لوَاقِحُ ) ‪ ،‬وهي الرّياح التي تَحمِل النّدَى ثمّ َتمُجّه في السّحابِ ‪ ،‬فإِذا اج َتمَعَ في السّحَاب‬
‫صارَ مَطَرا ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬إِنّما هي ( مَلقحُ ) ‪ .‬فَأمّا قولهم ‪ :‬لواقحُ ‪ ،‬فعلَى‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/96‬‬

‫حذفِ الزائد ‪ ،‬قال ال تعالى ‪ { :‬الرّيَاحَ َلوَاقِحَ } ( الحجر ‪ ) 22 :‬قال ابن جنّي ‪ :‬قياسُه مَلقِح ‪،‬‬
‫حتْ فَهي لقحٌ ‪ ،‬فإِذا َلقِحَت ف َزكَت أَلْقحَت‬
‫لَنّ الرّيح تَ ْلقَح السّحابَ ‪ .‬وقد يجوز أَن يكون على َلقِ َ‬
‫سحَابَ ‪ ،‬فيكون هاذا مما اك ُتفِيَ فيه بالسّبَب عن المُسبّب ‪ ،‬قاله ابن سيده ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬قرأَها حمزةُ { َلوَاقِحَ } فهو بيّن ‪ ،‬ولكن يقال إِ ّنمَا الرّيحُ مُلقِحَة تُلقِح الشّج َر فكيفَ‬
‫ح بمرورِهَا على التّراب‬
‫قيل لوَاقح ؟ ففي ذالك معْنيانِ ‪ :‬أَحدهما أَنْ تجعل الرّيح هي التي تَ ْلقَ ُ‬
‫ح لقحٌ ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬ناق ٌة لقِحٌ ‪ ،‬ويَشهد ‪ ،‬على ذالك أَنّه‬
‫والما ِء ‪ ،‬فيكون فيها الّلقَاح ‪ ،‬فيقال ‪ :‬رِي ٌ‬
‫صفُها بالّلقْح وإِن كانت‬
‫َوصَفَ رِيحَ العذابِ بال َعقِيم ‪ ،‬فجعلها عَقيما ِإذْ لم تُلفِح ‪ .‬والوجهُ الخر ‪َ :‬و ْ‬
‫تُ ْلقِح ‪ ،‬كما قيل لَ ْيلٌ نائم ‪ ،‬والنومُ فيه ‪ ،‬وسرّ كات ٌم ‪ ،‬وكما قيل المَبرو ُز والمَختوم ‪ ،‬فجعله مَبروزا‬
‫ح لقحٌ ‪ ،‬أَي ذات‬
‫ولم يقل مُبرَزا فجاز مفعول ل ُمفْعَل كما جاز فاعلٌ لمُفعِل ‪ .‬وقال أَبو الهيثم ‪ :‬ري ٌ‬
‫ح ول‬
‫لِقاحٍ ‪ ،‬كما يقال دِرْهم وازِنٌ ‪ ،‬أَي ذو وَزْن ‪ ،‬ورجل رامِحٌ وسائفٌ ونا ِبلٌ ‪ ،‬ول يقال َرمَ َ‬
‫ف ول نَ َبلَ ‪ ،‬يراد ذو سيفٍ وذو نَبْل وذو ُرمْح ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬ومعنى قوله ‪006 . 7 { :‬‬
‫سَا َ‬
‫ب وتقلّبَهُ‬
‫ح لقِحا لَنّها تحمِل الما َء والسحا َ‬
‫واءَرسلنا الرياح لواقح } ‪ ،‬أَي حَوامل ‪ ،‬جَعلَ الري َ‬
‫وتُصرّفه ثم تَستَدرّه ‪ ،‬فالرّياح لَواقحُ ‪ ،‬أَي حَوا ِملُ على هاذا المعنَى ‪ .‬ومنه قول أَبي وَجْ َزةَ ‪:‬‬
‫شوَى مِنهنّ في مَسَك‬
‫حتّى سََلكْنَ ال ّ‬
‫جوّابةِ الفاقِ ِمهْدَاجِ‬
‫سلِ َ‬
‫من نَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/97‬‬

‫ن في مَسَك ‪ ،‬أَي فيما صارع كال َمسَك ولَيديها ‪ .‬ثم‬


‫شوَاهنّ ‪ ،‬أَي قوائمه ّ‬
‫سََلكْن يعني الُتن ‪ ،‬أَدخلْن َ‬
‫ج َعلَ الماءَ للرّيح كالوَلد ‪ ،‬لَنّها حمَلَتْه ‪ .‬وممّا يحقّق‬
‫جعل ذالك الماءَ من نَسْل رِيحٍ َتجُوب البلدَ ‪ .‬ف َ‬
‫حمَتِهِ حَتّى إِذَآ َأقَّلتْ سَحَابًا ِثقَالً } (‬
‫سلُ الرّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ َي َدىْ رَ ْ‬
‫ذالك قولُه تعالى ‪ { :‬وَ ُهوَ الّذِى يُرْ ِ‬
‫ح بمعنَى ذي َلقْح ‪،‬‬
‫حمَلَت ‪ .‬فعلَى هاذَا المعنَى ل يحتاج إِلى أَن يكون لق ٌ‬
‫الَعراف ‪ ) 57 :‬أَي َ‬
‫ح ول ُيقَال مَلقحُ ‪ ،‬وهو من‬
‫ولكنّها تَحمل السّحابَ في الماءِ ‪ .‬قال الجوهريّ ريَاحٌ لَواق ُ‬
‫ل وهي في نفْسها لقحٌ ‪ ،‬كأَنّ الرّياح‬
‫( النوادر ) ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬الَصْل فيه مُلقِحَة ‪ ،‬ولكنها ل تُلقِح ِإ ّ‬
‫ب وفيها خَي ٌر وصلَ ذالك إِليه ‪.‬‬
‫حتْ بخَير ‪ ،‬فإِذا أَنشأَت السّحا َ‬
‫َلقِ َ‬
‫قال ابن سيده ‪ :‬ورِيحٌ لقِحٌ ‪ ،‬على النّسب ‪ ،‬تَلقَح الشّجَرُ عنها ‪ ،‬كما قالوا في ضدّه ‪ :‬عَقيمٌ ‪.‬‬
‫ب لقِحٌ على المَثَل ) بالُنْثَى الحامل ‪ .‬وقال الَعشى ‪:‬‬
‫( وحَ ْر ٌ‬
‫شهْبَاءُ لقِحُ‬
‫شمّرَت بالنّاسِ َ‬
‫إِذا َ‬
‫عوَانٌ شد يدٌ َهمْزُهَا وأَظلّت‬
‫َ‬
‫عضّتْه ‪.‬‬
‫يقال َهمَزَتْه بنابٍ ‪ ،‬أَي َ‬
‫حتِ النّخَْلةُ ) أَي ( آنَ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬يقال للنخلَةِ ‪ :‬الواحدة ‪َ :‬لقِحَت ‪ ،‬بالتخفيف ‪ .‬و ( استَ ْلقَ َ‬
‫لها أَنْ تُ ْلقَحَ ‪ .‬و ) في ( الَساس ) ‪ :‬ومن المجاز ( رَجلٌ مُلقّح ) كمُعظّم ‪ ،‬أَي ( مُجرّب ) منقّح‬
‫مُهذّب ‪.‬‬
‫شقِيحٌ َلقِيحٌ ‪ ،‬إِتباعٌ ) ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫(وَ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫حةُ ‪ ،‬وهي النّاقة القَريبةُ ال َعهْدِ بالنّتاج ‪.‬‬
‫ِنعْمَ المِنْحةُ الّلقْ َ‬
‫والّلقَح ‪ :‬إِنبات الَرَضين المجدِبة ‪ .‬قال يصف سحابا ‪:‬‬
‫َلقَحَ العِجَافُ له ِلسَابعِ سَ ْب َعةِ‬
‫فشَرِبْنَ بعْدَ تَحَّلؤٍ فَ َروِينا‬
‫يقولُ ‪ :‬قَبِلَت الَرَضونَ ماءَ السحابِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/98‬‬

‫خ َفتْ َلقَحا وَلقَاحا ‪ .‬قال‬


‫كما تَقبَلُ الناقةُ ما َء الفَحْل ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وأَسَرّت النا َقةُ َلقَحا وََلقَاحا ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫غَيلنُ ‪:‬‬
‫أَسَرّت َلقَاحا بعدَ ما كانَ رَاضَها‬
‫س وفيها عِ ّز ٌة ومَيَاسِرُ‬
‫فِرَا ٌ‬
‫حتْ شاَلتْ بذَنَبها و َزمّت بأَ ْن ِفهَا واستكبَرَت ‪،‬‬
‫أَس ّرتْ أَي كَ َت َمتْ ولم يُبشّر به ‪ ،‬وذالك أَنّ النّاقَة إِذا َلقِ َ‬
‫ضعُفُ م ّر ًة وتَ ِدلّ‬
‫ن ‪ .‬والمعنَى أَنها َت ْ‬
‫حهَا ‪ ،‬وهاذه لم تَفعلِ من هاذا شيئا ‪ .‬ومَيَاسِرُ ‪ :‬لِي ٌ‬
‫فبَانَ َلقَ ُ‬
‫أُخرى ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ط َوتْ َلقَحا مِثْل السّرار فَبشّرتْ‬
‫َ‬
‫سحَمَ رَيّانِ ال َعشِيّةِ مُسْ َبلِ‬
‫بأَ ْ‬
‫مثل السّرار ‪ ،‬أَي مثل الهِلل في السّرار ‪ .‬وقيل ‪ :‬إِذا نُتِجَت بعضُ الِبل ولم يُنْتَج بعضٌ ‪ ،‬فوضَعَ‬
‫بعضُها ولَم َيضَ ْع بعضُها فهي عِشَار ‪ ،‬فإِذا نُتِجتْ كّلهَا و َوضَعت فهي لِقاحٌ ‪ .‬و ( َأدِرّوا ِلقْحَةَ‬
‫عمَر ‪ ،‬المراد بها الفَيْ ُء والخَرَاجُ الذي منه عَطاؤُهم وما فُ ِرضَ لهم ‪.‬‬
‫المسلِمينَ ) في حديث ُ‬
‫وإِدرارُه ‪ :‬جِبَايَتُه وتَحَلّبه ( وجَمعُه مع العَ ْدلِ في أَهل الفَيْءِ ‪ ،‬وهو مجاز ‪ .‬واللّواقح ‪ :‬السّياطُ ‪.‬‬
‫قال ِلصّ يخاطب ِلصّا ‪:‬‬
‫وَيْحَك يا عَلْقمةَ بنَ ماعِزِ‬
‫هل لكَ في الّلوَاقِح الحَرائزِ‬
‫وهو مَجاز ‪ .‬وفي حديث ُرقْيَة العَيْنِ ‪ ( :‬أَعُوذُ بك من شَرّ ُكلّ مُ ْلقِح ومُخْ ِبلٍ ) ‪ .‬المُ ْلقِح ‪ :‬الذي يُولَد‬
‫حلُ الناقةَ ِإذَا أَولَدَها ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬في ترجمة‬
‫له ‪ ،‬وال ُمخْبِل الذي ل يُولَد له ‪ ،‬من أَلقَحَ الفَ ْ‬
‫صمعر ‪ :‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫ص ْمعَرِيّةٌ‬
‫أَحَّيةُ وادٍ َنغْ َر ٌة َ‬
‫ث لوَاقِحُ‬
‫حبّ إِليكْم أَمْ ثَل ٌ‬
‫أَ َ‬
‫قال ‪ :‬أَرادَ باللّواقحِ العَقا ِربَ ‪.‬‬
‫عقْلَه ‪ .‬والنّظرُ في عَواقبِ الُمورِ تَلقيحُ العقولِ ‪ .‬وأَ ْلقَحَ بينهم‬
‫ومن المجاز ‪ :‬جَرّب الُمورَ فََلقّحَت َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/99‬‬

‫شرّا ‪ :‬سَدّاه وتَسبّب له ويقال اتّقِ ال ول تُ ْلقِح سِلْعتَك باليْمان ‪.‬‬


‫حهُ ‪ ،‬كم َنعَه ) يَ ْل َكحُه َلكْحا ‪َ ( :‬وكَزَه ‪ ،‬أَو ) َلكَحَه ‪ ،‬إِذا ( ضَرَبَه ) بيده ( شَبِيا به ) ‪،‬‬
‫لكح ‪َ ( :‬لكَ َ‬
‫أَي بالوكْز ‪ ،‬قال الَزهريّ ‪:‬‬
‫يَ ْلهَزُه طوْرا وطَورا يَلكَحُ‬
‫حتّى تَراه مائلً يُرَنّحُ‬
‫لمح ‪َ ( :‬لمَحَ إِليه ‪َ ،‬كمَنَع ) ‪ ،‬يَ ْلمَحُ َلمْحا ( ‪ :‬اخْتَلَسَ النّظرَ ‪ ،‬كأَلْمحَ ) ‪ ،‬أَي أَبصرَ بنَظرٍ خَفيفٍ ‪.‬‬
‫وقال بعضهم ‪َ :‬لمَحَ َنظَرَ ‪ ،‬وأَ ْلمَحَه هو ‪ ،‬والَوّل أَصحّ ‪ .‬وفي ( النّهاية ) ‪ :‬الّلمْحُ ‪ .‬سُرْعةُ إِبصارِ‬
‫شيْءِ كالّلمْءِ ‪ ،‬بالهمز ‪ .‬والّل ْمحَة ‪ :‬الّنظْرة بالعَجَلَة ‪ ،‬وقيل ل يكون الّلمْح ِإلّ من َبعِيدٍ ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫جمُ ‪َ :‬ل َمعَا ) ‪ ،‬يَلمَحَانِ ( َلمْحا وَلمَحَانا ) ‪ ،‬محرّكةً في الثاني ‪،‬‬
‫( و ) َلمَحَ ( البَ ْرقُ والنّ ْ‬
‫ح وَلمُوحٌ‬
‫( وتَ ْلمَاحا ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬تَفعال من َلمْح ال َبصَرِ ‪ .‬وَلمَحَه ب َبصَرِه ‪ ( .‬وهو ) أَي البَرقُ ( لم ٌ‬
‫) ‪ ،‬كصَبورٍ ( وَلمّاحٌ ) ‪ ،‬ككتّان ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫في عارض ك ُمضِىءِ الصّبح لمّاحِ‬
‫( وأَ ْلمَحَهُ ‪ :‬جَعلَه ) ممن ( يَ ْلمَحُ ) ‪ .‬وفي ( الصّحاح ) ‪َ :‬ل َمحَه وأَلمَحَه والْ َتمَحَه ‪ ،‬إِذا أَبصَرَه ب َنظَرٍ‬
‫خفِيفٍ ‪ .‬والسم الّلمْحَة ‪.‬‬
‫َ‬
‫ج ِههَا ) إِ ْلمَاحا ‪ ،‬إِذا ( أَمك َنتْ مِن أَنْ يُ ْلمَحَ ‪ ،‬تَف َعلُ‬
‫حتِ ( المَرَأةُ مِنْ وَ ْ‬
‫( و ) في ( التهذيب ) ‪ :‬أَ ْل َم َ‬
‫ذالك الحسناءُ تُرِى ) ‪ ،‬بضَمّ حرْف المضارَعة ‪ ،‬أَي تُظهِر ( مَحَاسِنَها ) مَنْ يَتصدّى لها ( ثُمّ‬
‫تُخفِيهَا ) ‪ ،‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫خذُودٍ أَسِيلةٍ‬
‫وأَلمحْنَ َلمْحا مِن ُ‬
‫شفّ ا ْل َمعَاطِسُ‬
‫ِروَاءٍ خَلَ ما أَنْ تَ ِ‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬لُرِيَنّك َلمْحا باصرا ) ‪ ،‬أَي ( َأمْرا واضِحا ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/100‬‬

‫حةَ البَرقِ ‪ ،‬وفي فلنٍ َلمْحةٌ من أَبيه ‪،‬‬


‫( والمَلمِحُ ‪ :‬المَشَابِه ) ‪ .‬قال الجوهَ ِريّ ‪ :‬تقول ‪ :‬رأَيت َلمْ َ‬
‫ن الوَجه‬
‫ح الِنسانِ ‪ ( :‬مَا َبدَا من مَحاسِ ِ‬
‫لمِحُ من أَبيه ‪ ،‬أَي مَشَا ِبهُ ‪ ( .‬و ) مَلمِ ُ‬
‫ثم قالوا ‪ :‬فيه مَ َ‬
‫حةِ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬نادرٌ ) على غير قياس ‪ ،‬ولم‬
‫ومَساوِيه ) ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو ما يُلمحُ منه ‪ ( ،‬ج ْمعُ َلمْ َ‬
‫يقولوا ‪ :‬مَ ْلمَحة ‪ .‬قال ابن سِيده ‪ :‬قال ابن جنّي اسْ َتغْ ُنوْا بلَمحَة عن واحدِ مَلمِحَ ‪.‬‬
‫صقُور ال ّذكِيّة ) ‪ ،‬قاله ابن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫( و ) في ( التهذيب ) ‪ :‬الّلمّاح ( ك ُرمّان ‪ :‬ال ّ‬
‫حيّ ) من الرّجال ‪ ( :‬مَنْ يَ ْلمَحُ كَثيرا ‪.‬‬
‫( والَ ْلمَ ِ‬
‫وال ُتمِحَ ‪َ ،‬بصَرُه ) بالبنا ِء للمفعُول ‪ ( :‬ذُ ِهبَ به ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫من المجاز أَبيضُ َلمّاحٌ ‪َ :‬يقَقٌ ‪ ،‬كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫طفَيْه ‪ .‬لوح ‪!* ( :‬الّلوْح ‪ :‬كلّ‬
‫طفَيه ‪ ،‬وهو المُعجَب بنَفسه النّاظ ُر في ع ْ‬
‫واستدرك شيخنا لمِحُ ع ْ‬
‫عظْما ) ‪ ،‬ومثله في ( المحكم ) و ( التهذيب ) ‪ ( .‬ج *!أَلْواحٌ ‪،‬‬
‫صَفيحةٍ عَرِيضةٍ ‪ ،‬خَشَبا أَو َ‬
‫لوِيحُ جج ) أَي جمْع الجمْعِ ‪ ،‬قال سيبويه ‪ :‬لم يُكسّر هاذا الضّ ْربُ على أَف ُعلٍ كَرَاهيَةَ الضّمّ‬
‫*!وأَ َ‬
‫على الواو ‪.‬‬
‫( و ) الّلوْح ‪ ( :‬الكَتِف إِذا كُ ِتبَ عليها ) كذا في ( التهذيب ) ‪.‬‬
‫ك الفَتحَ فيه ِإلّ‬
‫حِ‬‫( و ) الّلوْح ‪ ( :‬الهَواءُ ) بين السما ِء والَرْض ‪ ( ،‬والضّمّ أَعلَى ) ‪ ،‬ولم يَ ْ‬
‫اللّحْيَانيّ ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫ظلّ بنَا يَخُوتُ‬
‫لِطائرٍ َ‬
‫يَنْصبّ في اللّوحِ فما َيفُوتُ‬
‫سكَاكُ بالضمّ هو‬
‫سكَاكِ ‪ ،‬وال ّ‬
‫ويقال ‪ :‬ل أَف َعلُ ذالك ولو نَ َز ْوتَ في اللّوح ‪ ،‬أَي ولو نَ َزوْت في ال ّ‬
‫سمَاءِ ‪.‬‬
‫الهواءُ الذي يُلقِي أَعنانَ ال ّ‬
‫خ ِفيَ عنه ‪.‬‬
‫حةً ‪ :‬رآهُ ثمّ َ‬
‫( و ) الّلوْح ‪ ( :‬ال َنظْرَة ‪ ،‬كالّلمْحَة ) ‪!* .‬ولَحَه بِبصَرِه *!َلوْ َ‬

‫____________________‬

‫( ‪)7/101‬‬

‫( و ) الّلوْح ‪ :‬أَخفّ ( العَطش ) ‪ ،‬وعمّ به بعضُهم جِنسَ العَطشِ ‪ .‬وقال اللّحْيا ِنيّ ‪ :‬الّلوْح ‪ :‬سُرعةُ‬
‫العطشِ ( *!كاللّوحِ *!والّلوَاح *!والّلؤُوح ‪ ،‬بضمهنّ ) ‪ ،‬الَخيرة عن اللّحْيانيّ ( *!والّلوَحانِ ‪،‬‬
‫محرّكةً ‪!* ،‬واللتِيَاحِ ) ‪ .‬وقد *!لَحَ *!يَلُوحُ ‪!* ،‬والْتَاحَ ‪.‬‬
‫( *!وَألَحَ ) النّجمُ ‪ ( :‬بَدَا ) وأَضاءَ وتَلْلَ ‪ ،‬كلَحَ ‪ ( .‬و ) َألَحَ ( البَ ْرقُ ‪َ :‬أ ْو َمضَ ) ‪ ،‬فهو‬
‫*!مُلِيحٌ ‪ .‬وقيل ‪َ!* :‬ألَحَ ‪ :‬أَضاءَ ما حَولَه ‪ .‬قال أَبو ُذؤَيب ‪:‬‬
‫رَأَ ْيتُ وأَهْلِي بِوادِي الرّجي‬
‫حوِ قَيْلةَ برْقا *!مُلِيحَا‬
‫عِ مِن ن ْ‬
‫( *!كلَح ) *!يَلوح *!لَوحا *!وُلؤُوحا *!ولَوَحَانا ‪ ( .‬و ) قال المتلمّسُ ‪:‬‬
‫جعُوا‬
‫سهَ ْيلٌ ) بَع َدمَا َه َ‬
‫وقد *!َألَحَ ( ُ‬
‫كأَنّه ضَرَمٌ بال َكفّ مَقبوسُ‬
‫جلُ‬
‫للَ ‪ .‬و ) من المجاز ‪َ :‬ألَحَ ( الرّ ُ‬
‫سهَيْل ‪ ،‬إِذا بدَا وأَلحَ ‪ ،‬إِذا ( تَ ْ‬
‫سكّيت ‪ :‬يقال لَحَ ال ّ‬
‫قال ابن ال ّ‬
‫) من الشيْءِ *!يُلِيح *!ِإلَحَةً كأَشاحَ ‪ ( :‬خافَ ) وأَشفَقَ ( وحاذَرَ ) ‪ ،‬وفي بعض الُصول ( حَذِرَ‬
‫) ثلثيا ‪ .‬وفي حديث المغيرة ‪ ( :‬أَ َتحِْلفُ عِنْدَ مِنْبر رسُولِ اللّهِ صلى ال عليه وسلم *!فأَلحَ مِنَ‬
‫ال َيمِينِ ) ‪ ،‬أَي أَشفَقَ وخافَ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬أَلحَ ( ِبسَ ْيفِهِ ‪َ :‬لمَعَ به ) وحَ ّركَه ‪!* ( ،‬كََلوّحَ ) *!تَ ْلوِيحا ‪.‬‬
‫( و ) *!أَلحَ ( فُلَنا ‪ :‬أَهَلكَه ) يُلِيحه إِلحةً ‪.‬‬
‫طوِيلُ ‪ ،‬والضّامرُ ) ‪ ،‬وكذالك الُنثَى ‪ :‬امرَأةٌ *!مِ ْلوَاحٌ ‪ .‬ودَاّبةٌ ‪ ،‬مِ ْلوَاحٌ ‪ ،‬إِذا‬
‫( *!والمِ ْلوَاحُ ‪ :‬ال ّ‬
‫ضمْرِ ‪ ( .‬و ) المِ ْلوَاحُ ‪ ( :‬المرَأةُ السّريعةُ الهُزَالِ ) وج ْمعُه مَلوِيحُ ‪ ،‬قال ابنُ ُمقْبل ‪:‬‬
‫كان سريعَ ال ّ‬

‫ف ل صُبُرٌ‬
‫بِيضٌ *!مَلَويحُ الصّي ِ‬
‫على ال َهوَان ول سُو ٌد ول ُنكُعُ‬
‫( و ) المِ ْلوَاح ‪ ( :‬العَظِيم الَ ْلوَاحِ ) ‪ ،‬والَلواحُ من الجَسد ‪ :‬كلّ عَظمٍ فيه عِ َرضٌ قال ‪:‬‬
‫يَتْ َبعْنَ إِثْر بازلٍ مِ ْلوَاحِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/102‬‬

‫وبَعيرٌ مِ ْلوَاحٌ ورَجلٌ مِ ْلوَاحٌ ‪ .‬وقال شَم ٌر وأَبو الهيثم ‪ :‬المِلْواحُ هو الجَيّدُ الَلْواحِ العَظي ُمهَا ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫عضُداه ‪ ( .‬و ) المِ ْلوَاحُ ‪ ( :‬سَيفُ عَمرو بن أَبي سَلَمةَ ) ‪ ،‬وهو مَجاز ‪،‬‬
‫أَ ْلوَاحُه ذِرَاعاه وساقاه و َ‬
‫شدّ ) في ( رِجْلِها ) صُوفةٌ‬
‫طشَانِ ‪ ( .‬و ) المِ ْلوَاحُ ‪ ( :‬البُومَة ) تُخَيّط عَيْنُها و ( تُ َ‬
‫تَشبيها بالعَ ْ‬
‫سوداءُ ‪ ،‬ويُجعَل له مَرْبَأ ٌة ويَرتَبىءُ الصّائ ُد في القُتْرة ( ليُصادَ بها البازِي ) ‪ ،‬وذالك أَنْ ُيطِيرَهَا‬
‫صقْر أَو البازِي سقَطَ عليه فأَخذَه الصائدُ ‪ .‬فالبُومَة وما وما يَلِيها‬
‫سَاعةً بعد ساعةٍ ‪ ،‬فإِذا رآه ال ّ‬
‫تُسمّى *!مِ ْلوَاحا ‪.‬‬
‫( و ) المِ ْلوَاح من الدّوابّ ‪ ( :‬السّريعُ ال َعطَشِ ) ‪ ،‬قاله أَبو عُبيد ‪!* ( .‬كالمِ ْلوَاحِ ) ‪ ،‬مثلِ مِنْبرٍ ‪( ،‬‬
‫*!والمِلْياحِ ) ‪ ،‬الَخيرة عن ابن الَعرابيّ ‪ .‬فَأمّا *!مِ ْلوَاحٌ فعلى القياس ‪ ،‬وَأمّا *!مِلْيَاحٌ فنادرٌ ‪.‬‬
‫قال ابن سيده ‪ :‬وكأَنّ هاذه الواوَ إِنّما قُلبتْ يا ًء لقُرْب الكَسرةِ ‪ ،‬كأَ ّنهُم تَوهّموا الكَسرةَ في لم مِلواح‬
‫حتى كأَنّه*! ِلوَاحٌ ‪ ،‬فانقلَبَت الوَاوُ ياءً لذالك ‪.‬‬
‫سقْ ُم والحُزْن يَلُوحُه‬
‫( وإِبلٌ *!َل ْوحَى ) أَي ( عَطْشَى ‪!* ،‬ولَحَه العَطَشُ أَو السّفرُ ) والبَرْدُ وال ّ‬
‫َلوْحا ‪ ( :‬غَيّرَه ) وَأضْمَرَه ‪ .‬وأَنشد ‪:‬‬
‫ولم يَلُحها حَزَنٌ على ابْ ُنمِ‬
‫سهُمِ‬
‫خ ول َأبٍ فتَ ْ‬
‫ول أَ ٍ‬
‫( *!كلوّحَه ) *!تَلويحا ‪ .‬وقالوا ‪!* :‬التّ ْلوِيح هو تَغيير لونِ الجِلْد من مُلقَاةِ حَرّ النّارِ أَو الشّمس ‪.‬‬
‫جهَه ‪.‬‬
‫ت وَ ْ‬
‫س َفعَ ْ‬
‫شمْسُ ‪ :‬غَيّرتْه و َ‬
‫صلٌ *!مَُلوّحٌ ‪ .‬وَلوّحتْه ال ّ‬
‫وقِدْحٌ *!مَُلوّح ‪ُ :‬مغَيّر بالنّار ‪ ،‬وكذّلك َن ْ‬
‫حهُ‬
‫جلْدَ حتّى تُسوّدَه ‪ .‬يقال لَ َ‬
‫وقالَ ال ّزجّاج ‪َ { :‬لوّاحَةٌ لّلْبَشَرِ } ( المدثر ‪ ) 29 :‬أَي تحرِق ال ِ‬
‫*!وَلوّحَه ‪.‬‬
‫حوِه ) مثل السّنَانِ ‪ .‬قال ابن سيده ‪!* :‬والَلْواحُ ‪ :‬ما‬
‫( وأَلوَاحُ السّلحِ ‪ :‬ما يَلُوح مِنه ‪ ،‬كالسّ ْيفِ ون ْ‬
‫لَحَ من السّلح ‪ ،‬وَأكْثرُ ما يُعنَى بذالك‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/103‬‬

‫السيوفُ لبَياضِها ‪ .‬قال عمرو بن أَحمرَ الباهليّ ‪:‬‬


‫ح و ُتضْ‬
‫ُتمْسى كأَلْواحِ السّل ِ‬
‫حِي كال َمهَاةِ صَبِيحَةَ القَطْرِ‬
‫شبٍ ‪ ،‬يُرَاد بذالك‬
‫قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬وقيل في أَلوَاحِ السّلحِ إِ ّنهَا أَجفانُ السّيوفِ ‪ ،‬لَنّ غِلفَها من خَ َ‬
‫ضمْرُهَا ‪ ،‬و ُتصْبِح كأَ ّنهَا َمهَاةٌ صبيح َة القَطْر ‪ ،‬وذالك‬
‫ضمُورُهَا ‪ ،‬يقول ُت ْمسِي ضامرةً ل َيضُرّهَا ُ‬
‫ُ‬
‫أَحسنُ لها وأَسْ َرعُ لعَ ْدوِهَا ‪.‬‬
‫سفَر ‪ .‬واسم ( سَيفِ ثابتِ بن قَيْسٍ )‬
‫شمْس أَو ال ّ‬
‫( والمَُلوّحُ كمُعظّم ) ‪ :‬المُغيّر بالنّار أَو ال ّ‬
‫جدّ قَبَاثِ بنِ أَشْيمَ الكِنانيّ ‪.‬‬
‫الَنصاريّ ‪ ( .‬واسْم والدِ َفضَالَة ‪ ،‬له ِذكْرٌ في ( شرْح الشّفاءِ ) ‪َ .‬‬
‫حتُ إِلى كذا أَلُواح ‪ :‬إِذا نظَرْت إِلى نارٍ بعيدة ‪ .‬قال الَعشى ‪:‬‬
‫( *!ولُحْتُه ‪ :‬أَبصَرْتُه ) ‪!* .‬ولُ ْ‬
‫حتْ عُيونٌ كَثيرةٌ‬
‫ل َعمْرِي لقدْ *!ل َ‬
‫ضوْءِ نارٍ في َيفَاعٍ تُحَرّقُ‬
‫إِلى َ‬
‫أَي نَظَرتْ ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬وأَنشدوا ‪:‬‬
‫وَأصْفَر من ضَربِ دارِ المُلوكِ‬
‫ج ْعفَرَا‬
‫جهِهِ َ‬
‫تَلوح علَى َو ْ‬
‫قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬هو من لحَ ‪ ،‬إِذا رأَى وأَبصر ‪ ،‬أَي تُ ْبصِر وتَرَى على وَجْهِ الدّينار جَعفَرا ‪ ،‬أَي‬
‫مرسوما فيه ‪ ،‬وهو ظاه ٌر ل غُبارَ عَلَيْه ‪ .‬قال ‪ :‬و ُر ِويَ ( يَلوحُ ) بالتّحتية ‪ ،‬وهو يحتاج إِلى ت ْأوِيل‬
‫وتقديرِ فِعلٍ ناصِب لجعفر ‪ ،‬نحو اقصدُوا جعفرا ‪ ،‬وشِبْهه ‪ .‬وقد استوفاه الجَلل السّيُوطيّ في‬
‫أَواخ ِر الَشباه والنظائر النّحوية ‪.‬‬
‫لمْر ‪.‬‬
‫( *!واسْتلحَ ) الرّجلُ ‪ ،‬إِذا ( تَبصّرَ ) في ا َ‬
‫سكُه ) ‪،‬‬
‫( و ) قولهمْ ‪َ!* ( ،‬لوّحِ الصّ ِبيّ ) ‪ ،‬معناه ( قُتْه ) بالضّمّ ‪ ،‬أَمرٌ من قَاتَ يقوتُ ( ما يُم ِ‬
‫وفي نُسخة بما يُمسكه ‪.‬‬
‫( *!والمُلْتَاحُ ) ‪ ،‬بالضّمّ ( ‪ :‬الم َتغَيّر ) من الشّمس أَو من السّفر أَو غير ذالك ‪.‬‬
‫( *!واللّيَاحُ ‪ ،‬كسَحاب وكِتَابٍ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/104‬‬

‫شمْسُ بيضاءُ ‪.‬‬


‫الصّبْحُ ) لِبياضه ‪ .‬وَلقِيتُه *!بِلِيَاحٍ ‪ ،‬إِذَا َلقِيتَه عندَ ال َعصْرِ وال ّ‬
‫حمْ َزةَ ) بن عبد‬
‫( و ) اللّيَاحُ واللّيَاحُ ( ‪ :‬ال ّثوْرُ الوَحشيّ ) ‪ ،‬لبياضه ‪ ( .‬و ) الِلّيَاحُ ( ‪ :‬سَيفٌ ل َ‬
‫المطّلب ( رضي ال تعالى عنه ) ‪ ،‬ومنه قوله ‪.‬‬
‫قَد ذاقَ عُ ْثمَانُ يوم الجَرّ من أُحُدٍ‬
‫َوقْعَ الِلّياح فَأوْدَى وهو مَذمومُ‬
‫ض من كل‬
‫ظهَرَ ‪ ( .‬و ) الِلّيَاحُ ‪ ( :‬الَبي ُ‬
‫قال ابن الَثير ‪ :‬هو من لَح يَلوح *!لِيَاحا ‪ِ ،‬إذَا بَدَا و َ‬
‫ق ويَلَق ‪ ( :‬ناصعٌ ) ‪ ،‬وذالك ِإذَا‬
‫شيْءٍ ‪ .‬و ) من المجاز يُقال ‪ ( :‬أَبْيضُ *!لِيَاحٌ ) بالوَجهين ‪ ،‬و َيقَ ٌ‬
‫َ‬
‫بُولِغَ في وَصْفه بالبياض ‪ .‬وفي نسختنا ‪ :‬لماح ‪ ،‬بالميم بدل لياح بالتّحتيّة ‪ ،‬وهو صحيحٌ في بابه ‪،‬‬
‫وقد َتقَدّم استدراكُه ‪ ،‬وَأمّا هُنَا فليس ِإلّ بالّتحْتِيّة ‪.‬‬
‫قال الفرّاءُ ‪ :‬إِ ّنمَا صَارَت الواو في لِيَاح ياءً لنكسار ما قبلَها ‪ .‬وأَنشد ‪:‬‬
‫خفّاقٌ حَشَاهُ‬
‫أَقبّ البَطْنِ َ‬
‫ُيضِيءُ اللّ ْيلَ كالقَمَرِ اللّيَاحِ‬
‫عيّ يمدح زُهيرَ بنَ الَغَرّ ‪ .‬اللّيَاح الَبيضُ المتلْلىء ‪.‬‬
‫قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬البَيت لمالك بن خالدٍ الخُنَا ِ‬
‫خفّة ‪.‬‬
‫وقال الفَارسيّ ‪ :‬وَأمّا لَيَاحٌ ‪ ،‬يغِني كسَحابٍ فشاذّ ‪ :‬انقلبت واوه ياءً لغير عِلّة ِإلّ طَلبَ ال ِ‬
‫حمَاه ) ‪ ،‬قال جِرَانُ ال َعوْدِ ‪ ،‬واسمه عامر بن الحارث ‪:‬‬
‫( *!ولوّحَهُ ) بالنّار تَلويحا ( َأ ْ‬
‫عقَنْبَاةٌ كأَنّ وَظِي َفهَا‬
‫عقَابٌ َ‬
‫ُ‬
‫وخُرْطَومَها الَعلَى بنارٍ *!مَُلوّحُ‬
‫( و ) لَحَ الشّ ْيبُ يَلوحُ في َرأْسه ‪ :‬بدَا ‪!* ،‬ولوّحَ ( الشّ ْيبُ فُلنا ) غَيّره ‪ ،‬وذالك إِذا ( بَ ّيضَه ) ‪.‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫ك القَتيرُ‬
‫حَ‬‫من بعْد ما *!لوّ َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/105‬‬

‫وقال الَعشى ‪:‬‬


‫فلَئِنْ لحَ في ال ّذؤَابَة شَ ْيبٌ‬
‫يَا لَ َبكْ ٍر وأَ ْنكَرَتْني ال َغوَانِي‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫حفُوظ ‪ ،‬وهو في اليَة مُستو َدعُ مَشِئاتِ ال تعالى ‪ ،‬وإِ ّنمَا هو على المَ َثلِ ‪ :‬وفي‬
‫الّلوْحُ ‪ ،‬الّلوْحُ المَ ْ‬
‫قوله تعالى ‪ 6{ :‬وكتبنا له في *!الَلواح } ( الَعراف ‪ ) 145 :‬قال ال ّزجّاج ‪ :‬قيل ‪ :‬كانَا‬
‫*!َلوْحَيْن ‪ ،‬ويجوز في الّلغَة أَن يقال *!لّلوْحينِ أَلواحٌ ‪.‬‬
‫وَلوْحُ الكَ ِتفِ ‪ :‬مَا مَلُسَ منها عنْد مُنقَطَ عَيْرِهَا من أَعلها ‪.‬‬
‫لوِحٌ ‪ ،‬وهُو الضّامر‬
‫قال ابن الَثير ‪ :‬وفي أَسماءِ دَوابّه صلى ال عليه وسلمأَنّ اسمَ فَرسِه *!مُ َ‬
‫سمَن ‪ ،‬والسّرِيعُ العطَشِ ‪ ،‬والعظي ُم الَلوَاحِ ‪.‬‬
‫الّذي ل يَ ْ‬
‫ن و َوضَحَ ‪ ،‬كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬لحَ لي أَمرُك *!وتَلوّحَ ‪ :‬با َ‬
‫ظهَر ‪.‬‬
‫ح *!ومُلِيحٌ ‪ ،‬إِذَا بَرَزَ و َ‬
‫ل وأَلحَ ‪ ،‬فهو *!لئ ٌ‬
‫وقاتل أَبو عُبَيْدٍ ‪ :‬لحَ ‪ ،‬الرّج ُ‬
‫*!ولَوائحُ الشيْءُ ‪ :‬ما يَبدو منه وتَظهرُ عَلمَتُه عليه ‪ .‬وأَنشد يعقوب في المقلوب قَول خُفاف بن‬
‫نَدْبَةَ ‪.‬‬
‫فإِنّا تَ َريْ رَأْسي َتغَيّرَ لَونُه‬
‫حتْ *!‪-‬لَواحِي الشّ ْيبِ في كلّ َمفْرِقِ‬
‫ولَ َ‬
‫قال ‪ :‬أَراد لَوائح ‪.‬‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬نَظَرْت إِلى َلوَائِحه وأَلْواحِه ‪ ،‬إِلى ظَواهِره ‪.‬‬
‫ومن المجاز أَلحَ ب َثوْبه وَلوّحَ به ‪ ،‬الَخيرة عن اللّحْيَا ِنيّ ‪َ :‬أخَذَ طَ َرفَه ب َيدِه من مكانٍ بعيدٍ ثم أَدارَه‬
‫حبّ أَن يَراه ‪ :‬وكلّ من َلمَعَ بشيْ ٍء وأَظهرَه فقد لحَ به ‪ ،‬وَلوّح وأَلحَ ‪ ،‬وهما‬
‫وَلمَع به ليُرِيَه مَن يُ ِ‬
‫أَقلّ ‪.‬‬
‫ط وال َعصَا ‪ :‬عَلَه بها فضَرَبه ‪.‬‬
‫*!وَلوّحَه بالسّيْف والسّو ِ‬
‫وفي ( الَساس ) من المجاز ‪َ :‬لوّحْتُه‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/106‬‬
‫بعَصا أَو ِنعْل ‪ :‬عََلوْتُه ‪!* ،‬وَلوّحَ لِلكَلْب بِرَغَيفٍ فَتبِعه ‪.‬‬
‫حقّي ‪َ :‬ذ َهبَ به ‪ .‬وقُلتُ له قَولً فما َألَحَ منه ‪ ،‬أَي ما استحَى ‪!* .‬وأَلحَ على الشيْءِ ‪:‬‬
‫وأَلح ب َ‬
‫اعْ َتمَدَ ‪.‬‬
‫وفي ( الَساسِ ) ‪ :‬ومن المجاز ‪ :‬لم يَبْقَ منه ِإلّ *!الَلْواحُ ‪ ،‬وهي العِظَامُ العِرَاضُ للمَهزول ‪.‬‬
‫‪ ( 2‬فصل الميمِ ) مع الحاءِ المهملة ) ‪2‬‬
‫عكَ رِشاءَ‬
‫متح ‪ ( :‬مَتحَ الماءَ كمَنَعَ ) ‪َ ،‬يمْتَحه مَتْحا ‪ ( :‬نَزَعَه ) ‪ .‬وفي ( اللسان ) ‪ :‬المَتْح ‪ :‬نَزْ ُ‬
‫الدّلوِ َتمُدّ بيَدٍ وتأْخُذ بيَدٍ على ر ْأسِ البِئر ‪ .‬مَتَحَ الدّ ْلوَ َيمْتَحها مَتْحا ومَتَحَ بها ‪ .‬وقيل ‪ :‬المَتْح كالنّزْع‬
‫‪ ،‬غيرَ أَنّ المَتْح بالقَامَة وهي ال َبكَ َرةِ ‪.‬‬
‫وفي ( الصّحاح ) ‪ :‬الماتِح المُس َتقِي ‪ ،‬وكذالك المَتُوح ‪.‬‬
‫ومَتَحَ الدّ ْلوَ مَتْحا ‪ ،‬إِذَا جَذَبَها مُسْ َتقِيما لها ‪ .‬ومَاحَها َيمِيحها ‪ ،‬إِذَا مَلَها من َأسْفلِ البِئرِ ‪ .‬وتقول‬
‫ستِ الماتِح ) ‪ ،‬يعني أَن الماتحَ فوقَ المائح ‪ ،‬فالمائحُ يرَى‬
‫العَربُ ‪ ( :‬هو أَبصَرُ من المائح با ْ‬
‫ح ويَرَى اسْتَه ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬وعندهم من الضوابط ‪ :‬الَعلَى للَعْلَى ‪ ،‬والَسفل للَسفَل ‪.‬‬
‫المات َ‬
‫طعَه ) من‬
‫( و ) متَحَه مَتْحا ‪ ،‬إِذا ( صَرَعَه وقََلعَه ‪ .‬و ) قال أَبو سعيد مَتحَ الشّي َء ومَتَخَه ‪ ،‬إِذا ( قَ َ‬
‫َأصْله ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬مَتَحَ ( النّهارُ ) ‪ ،‬إِذا ( ارتفَعَ ) وامتدّ ‪ ،‬لُغة في مَتَعَ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/107‬‬

‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬بِئرٌ مَتُوحٌ ) ‪ ،‬كصَبُور ‪ ،‬يُمتَح منها ‪ ،‬أَي ( ُي َم ّد منها بِاليَدَينِ على ال َبكَرَة )‬
‫نَزْعا ‪ .‬وقيل ‪ :‬قَرِيبةُ المَنْ َزعِ ‪ ،‬كأَنّها َتمْتَح ‪ ،‬بنفْسَها ‪ ،‬كما في ( الَساس ) والجمْعُ مُتُحٌ ‪.‬‬
‫( وعُقْبَةٌ مَتُوحٌ ) ‪ ،‬أَي ( بعي َدةٌ ) ‪ ،‬وبيننا فَرْسَخٌ مَتحا ‪ ،‬أَي مَدّا ‪ .‬وفَرْسخٌ ماتِح ومَتّاحٌ ‪ :‬ممتَدّ ‪.‬‬
‫وفي ( التهذيب ) ‪ :‬مَدّادٌ ‪.‬‬
‫سفَر الذِي تُقصَر فيه الصّل ُة فقال ‪ ( :‬ل‬
‫ح ككَتّان ‪ :‬طوِيلٌ ) ‪ .‬وسُئلَ ابنُ عبّاسٍ عن ال ّ‬
‫( ولَيلٌ مَتّا ٌ‬
‫ُتقْصَرُ ِإلّ في َيوْمٍ مَتّاحٍ إِلى اللّيل ) ‪ ،‬أَراد ل تُقصَر الصّلةُ ِإلّ في مَسيرةِ يومٍ يَمتَدّ فيه السّيْرُ إِلى‬
‫السماءُ بلَ وَتيرةٍ ول نُزُولٍ ‪ .‬قال الَصمعيّ ‪ :‬يقال مَتَحَ النّهارُ ومَتَحَ اللّيلُ ‪ .‬إِذا طال ‪ ،‬ويومٌ مَتّاحٌ‬
‫‪ :‬طويلٌ تامّ ‪ ،‬يقال ذالك لنَهار الصّيف ولَيلِ الشّتا ِء ومَتَح النّهارُ ‪ ،‬إِذا طالَ وامتدّ وكذالك أَمتَحَ ‪،‬‬
‫وكذالك اللّ ْيلُ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ( فَرَسٌ مَتّاحٌ ) ‪ :‬طَويلٌ ( مَدّادٌ ) ‪ ،‬أَي في السّير ‪ ،‬كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫( و ) روَى أَبو تُرابٍ عن بعْض العرب ‪ :‬انتَتَحتُ الشّيءَ و ( امْتَتَحْتُه ‪ :‬انْتزَعْتُه ) ‪ ،‬بمعنًى‬
‫واحد ‪ ،‬كذا في ( التهذيب ) في ترجمة نتح ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ( الِبِلُ تَ َتمَتّحُ في سَيْرها ) أَي ( تَتَروّحُ بأَيْدِيهَا ) ‪ .‬وفي بعض النّسخ ‪ ،‬تَرَاوَحُ ‪.‬‬
‫وزاد في ( الَساس ) ‪ :‬كتَرَاوُح َي َديْ جا ِذبِ الرّشاءِ ‪ ،‬قال ذو الرمة ‪:‬‬
‫لَيدِي ال َمهَارَى خَ ْلفَها مُ َتمَتّحُ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫رَجلٌ ماتحٌ ‪ ،‬ورجالٌ مُتّاحٌ ‪ ،‬وبعيرٌ ماتحٌ ‪ ،‬وجمالٌ مَواتِحُ ‪ .‬ومنه قَول ذي ال ّرمّة ‪:‬‬
‫ذمَامُ الرّكايَا أَ ْنكَزَ ْتهَا ال َموَاتحُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/108‬‬

‫ومتَحِ الخمسينَ ‪ :‬قاربها ‪ ،‬والخاءُ أَعلى ‪ .‬وفي حديث أُ َبيّ ‪ ( :‬فلم أَرَ الرّجالَ مَتَحتْ أَعناقَها إِلى‬
‫حهَا إِليه ) ‪ ،‬أَي مَ ّدتْ أَعنا َقهَا نحوَه ‪ .‬وقوله مُتُوحها ‪ ،‬مصدرٌ غيرُ جاءٍ على ِفعْله ‪ ،‬أَو‬
‫شيْءٍ مُتُو َ‬
‫شكُورِ وال ُكفُور ‪.‬‬
‫يكون كال ّ‬
‫حتْ به ُأمّه ‪ ،‬أَي قَ َذ َفتْ به ‪.‬‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬من المجاز ‪ :‬وبئْسَ ما مَ َت َ‬
‫مجح ‪ ( :‬مَجَحَ ‪َ ،‬كمَنَع ) وفَرِح ‪ ،‬كما في ( اللسان ) ‪ ،‬مَحْجا ومَجَحا ‪ ،‬الَخيرَة محرّكة ‪َ ( :‬تكَبّرَ )‬
‫وافتَخَرَ ‪ ( ،‬ك َتمَجّحَ ) وتَبَجّحَ ‪ ( ،‬وهو مَجّاحٌ ) بَجّاحٌ بما ل يَملِك ‪ ،‬يَمانية ‪.‬‬
‫سهَيْليّ في حديث‬
‫( و ) مِجَاحٌ ( ككِتَاب ‪ :‬فَرسُ ماِلكِ بن عَوفٍ ال ّنضْريّ ) ‪ ،‬واسمُ موضع ذكَرَه ال ّ‬
‫الهِجْرَة ‪ ،‬قاله شيخنا ‪ ( .‬و ) اسمُ فَرَسِ ( أَبي جهلِ بن هِشامٍ ) المخزوميّ ‪.‬‬
‫( ومَجِحْت ) ‪ ،‬أَي َبذِخْت ‪.‬‬
‫خضَها ‪ ،‬وهو مستدرك عليه من ( اللسان ) ‪.‬‬
‫خضْ َ‬
‫( ) ومَجِحَ الدّلوَ بُلغَتيه في البئر ‪َ :‬‬
‫محح ‪!* ( :‬المَحّ ‪ :‬الثّوبُ ) الخَلَق ( البالِي ) *!كا ْلمَاحّ ‪ ( .‬وقد *!مَحّ *! َيمُحّ ) كشَدّ َيشُدّ ‪ ( ،‬و )‬
‫ن صَحيحتانِ ‪ ،‬خِلفا لشيخنا ‪ ،‬فإِنّه ادّعى في الثانية الشّذُوذَ ‪َ !* ( ،‬محّا‬
‫ح ) كفَرّ َيفِرّ ‪ ،‬لُغتا ِ‬
‫مَحّ ( َيمِ ّ‬
‫*!ومَحَحا ) ‪ ،‬مح ّركَةً ‪!* ( ،‬ومُحوحا ) ‪ ،‬بالضمّ ‪!* ،‬وَأمَحّ *!يُمحّ ‪ ،‬إِذا أَخَْلقَ وكذالك الدارُ إِذا‬
‫عفَتْ ‪ .‬وأَنشدَ ‪:‬‬
‫َ‬
‫خلُقَ الجَديدُ‬
‫َألَ يا قَ ْيلَ قد َ‬
‫ح وما يَبيدُ‬
‫وحُ ّبكِ ما ُيمِ ّ‬
‫وهاذا قد ذَكرَها الزّمخشريّ في ( الَساس ) ‪ ،‬وابن منظور في ( اللّسان ) ‪.‬‬
‫صفْ َرةُ البَيْض *!كا ْل ُمحّة ) ‪ .‬قال ابنُ‬
‫*!والمُحّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬خاُلصِ كلّ شيْءٍ ‪ ( ،‬و ) *!المُحّ ‪ُ ( :‬‬
‫جوْهَ ٌر والصّفرةُ عَ َرضٌ ‪ ،‬ول يُعبّر بالعَرَض‬
‫سَيِده ‪ :‬وإِنّما يُريدُون َفصّ البَيْضةِ ‪ ،‬لَنّ المُحّ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/109‬‬

‫صفْرةً ‪ .‬قال ‪ :‬وهاذا ما ل أَعرِفه ‪،‬‬


‫سمّت مُحّ البَيض ِة ُ‬
‫جوْهر ‪ ،‬الّلهُمّ ِإلّ أَن تكون العربُ قد َ‬
‫عن ال َ‬
‫وإِن كانت العامّة قد أُولِعتْ بذالك ‪ .‬أَنش َد الَزْهَ ِريّ لعبد ال بن الزّ َبعْرَى ‪:‬‬
‫كا َنتْ قُرَيْشٌ بَيْض ًة فتفَلّ َقتْ‬
‫*!فالمُحّ خاِلصُها لعَبْدِ مَنَافِ‬
‫شمَيْل ‪ .‬قال ‪ :‬ومنهم من قال *!المُحّة ‪:‬‬
‫( أَو ما في البَ ْيضِ كلّه ) من أَصفَرَ وأَبيضَ ‪ ،‬قاله ابن ُ‬
‫صفْراءُ ‪ ،‬والغِ ْرقِىءُ ‪ :‬البَياضُ الّذي يُؤكَل ‪ .‬وقال أَبو عَمرو ‪ :‬يقال لبياضِ البَ ْيضِ الّذي يُؤكَل ‪:‬‬
‫ال ّ‬
‫الحُ ‪ ،‬ولصُفرته الماحُ ‪ ،‬وسيأْتي ‪.‬‬
‫ك بقَولِ ِه ول‬
‫( و ) *!المُحَاحُ ( كغُرَابٍ ‪ :‬الجُوحُ ‪ .‬و ) *!المَحّاح ( ككتّان ‪ :‬الكَذّاب ‪ ،‬ومَنْ يُرضي َ‬
‫ِف ْعلَ ) ‪ ،‬وفي ( التهذيب ) يُرضِي النّاسَ بكلمه ول ِف ْعلَ ( لَه ) ‪ ،‬وهو ال َكذُوب وقيل هو الكَذّاب‬
‫الّذي ل َيصْ ُدقُك أَثَره ‪َ ،‬ي ْكذِبك من أَينَ جاءَ ‪ ،‬قال ابن دُرَيْد ‪َ :‬أحْسبهم َر َووْا هاذه الكلمةَ عن أَبي‬
‫ش ‪ .‬ويقال *!مَحّ الكَذّاب *! َيمُحّ *!مَحَاحَةً ‪.‬‬
‫خطّاب الَخف ِ‬
‫ال َ‬
‫ح ْمضِ ) ‪ .‬يقال أَ ْرضٌ *! َمحَاحٌ ‪.‬‬
‫( و ) *!المَحَاحُ ‪ ( ،‬كسَحَاب ) ‪ ،‬من ( الَرْض ‪ :‬القَليلةُ ال َ‬
‫حمَاح ) *!والمُحَامِح ‪ ( :‬الخَفيف النّ ِزقُ ) ككَ ِتفٍ ‪ ،‬وفي نسخة ‪ :‬النّذْل ( و )‬
‫ح *!والمَ ْ‬
‫حمَ ُ‬
‫( *!والمَ ْ‬
‫قيل ‪ :‬هو ( الضّيّقُ البَخيلُ ) ‪.‬‬
‫سمِينُ ) ‪ ،‬كالَبَحّ ‪.‬‬
‫( والَمَخّ ‪ :‬ال ّ‬
‫حمَحَ فُلَنا ) ‪ ،‬إِذا ( أَخَْلصَ َموَدّتَه ) ‪.‬‬
‫( و ) في ( التهذيب ) ‪ ( :‬مَ ْ‬
‫حمَاحِ ) ‪ ،‬بالكِسْرِ ‪،‬‬
‫ضعُها ) ‪!* ( .‬ومَ ْ‬
‫حتِ ( المَرَْأةُ ‪ :‬دنا َو ْ‬
‫حمَ َ‬
‫حمَحَ ‪ :‬تَبَحْبَحَ ‪ .‬و ) *!مَ ْ‬
‫( *!و َتمَ ْ‬
‫بمعنَى ( َبحْبَاحِ ) ‪ .‬قال اللّحْيانيّ ‪ :‬وزعم الكسائيّ أَنّه سمعَ َرجُلً من بني عامِ ٍر يقول ‪ :‬إِذا قيلَ لنا‬
‫حمَاحِ ‪ ،‬أَي لم يَبْقَ شيءٌ ‪.‬‬
‫أَ َبقِي عندكم شيءٌ قلْنا ‪ :‬مَ ْ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫*!مَحّ الكِتَابُ *!وأَمحّ ‪ ،‬أَي دَرَسَ ‪.‬‬

‫____________________‬

‫( ‪)7/110‬‬
‫مدح ‪ ( :‬مَ َدحَه ) ‪ ،‬كمَ َنعَه يَمدَحُه ( مَدْحا ومِدْحةً ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬هاذا قولُ بعضهم ‪ ،‬والصّحيح أَنّ‬
‫المَدْحَ المصدَرُ ‪ ،‬والمِدْحَة السمُ ‪ ،‬والجمع مِدَحٌ ( ‪ :‬أَحسَنَ الثّنَاءَ عَلَيْه ) ‪ ،‬ونقيضُه الهِجَاءُ ‪ .‬وقال‬
‫ق وفقهاءُ اللّغة ‪ :‬ال َمدْح بمعنَى ال َوصْف بالجميلِ ‪ ،‬يقابلُه الذّمّ و ‪ :‬بمعنى‬
‫شيخنا ‪ :‬قال أَئمّة الشتقا ِ‬
‫عَدّ المآثر ‪ ،‬ويقابلُه ال َهجْو ‪ ،‬ونقله السيّد الجُرجانيّ في ( حاشية الكشّاف ) ‪ ( .‬كمَدّحَه ) تَمديحا ‪،‬‬
‫( وامْتَدحَه و َتمَدّحه ) ‪ .‬وفي ( المصباح ) ‪ :‬مَدَحْتُه مَدْحا ‪ ،‬كنَفعَ ‪ :‬أَثنَيتُ عليه بما فيه من الصّفات‬
‫حمْد ‪ .‬قال الخطيب التّبريزيّ ‪:‬‬
‫الجميلةِ خ ْلقِيّة كانت أَو اختياريّة ‪ ،‬ولهذا كان ال َمدْحُ أَعَمّ من ال َ‬
‫شكْرَه ( ومَدهْتُه مَدْها‬
‫سعْت ُ‬
‫سعَت ‪ .‬فَكأَنّ معنَى مَدحْته ‪ :‬وَ ّ‬
‫ت الَرضُ إِذا اتّ َ‬
‫ح ِ‬
‫المدح من قولهم انْمدَ َ‬
‫مِثلُه ) وعن الخيل بالحاءِ للغائب وبالهاءِ للحاضر ‪ ،‬وقال السّرقُسْطيّ ‪ :‬يقال إِنّ المَ ْدهَ في صِفَة‬
‫ل والهَيْئة ل غير ‪ ،‬نقله شيخُنا ‪.‬‬
‫الحا ِ‬
‫شعْر ‪ ( .‬ج )‬
‫لمْدوحَة ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ( :‬ما يُمدَح به ) من ال ّ‬
‫( والمَدِيح ‪ ،‬والمِ ْدحَة ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( ،‬وا ُ‬
‫ث وأَحاديثُ ‪ .‬قال أَبو ذؤيب ‪:‬‬
‫مَدِيحٍ فعلَى غيرِ قياس ‪ ،‬ونَظيره حَدي ٌ‬
‫حيَ أَنشَ َرتْ أَحَدا‬
‫لو أَنّ مِ ْدحَة َ‬
‫أَحْيَا أَبوّ َتكِ الشّ ّم الَماديحُ‬
‫وهي رواية الَصمعيّ على الصّواب كما قاله ابن ب ّريّ ‪:‬‬
‫( و ) رجل ( ُممَدّحٌ كمحمّد ) ‪ ،‬أَي ( مَمدوحٌ جِدّا ) ‪ ،‬و ُممْتَدَحٌ كذالك ‪.‬‬
‫جلُ ‪ ،‬إِذا ( تَكّلفَ أَنْ ُي ْمدَحَ ) وقَرّظَ نفسَه وأَثنَى عليها ‪ ( .‬و ) تَمدّحَ الرّجلُ ‪:‬‬
‫( و َتمَدّح ) الرّ ُ‬
‫سعَتَا ) ‪ ،‬ثَنّى الضميرَ نَظرا‬
‫حتِ ( الَ ْرضُ والخاصِرَة ‪ :‬اتّ َ‬
‫( افْتَخَ َر وتَشَبّعَ بما لَيْسَ عِ ْندَه ‪ .‬و ) تَمدّ َ‬
‫إِلى الَرض والخاصرة ‪ ،‬ل كما‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/111‬‬

‫ن كلّ شخْص له خاصرتانِ ‪ ،‬فكأَنّه قصدَ الجِنْس ‪ ،‬فَأمّا تمدّحَت‬


‫زَعمَه شيخنا أَنّه ثَنّاه اعتمادا على أَ ّ‬
‫الَرضُ فعلى البَدل من تندّحت وانْتَ َدحَت ‪ .‬و َتمَدّحَت خوَاضِرُ الماشيةِ ‪ :‬اتّسعَت شِبَعا ‪ ،‬مِثْل تَ َندّحَت‬
‫‪ .‬في ( الصّحاح ) ‪ :‬قال الرّاعِي َيصِف فرسا ‪.‬‬
‫سقَيْنَاهَا ال َعكِيسَ َتمَدّحتْ‬
‫فلمّا َ‬
‫خَواصِرُهَا وازْدَادَ رَشْحا وَرِيدُها‬
‫شعْر للرّاعي يَصف امرَأةً طَ َرقَتْه وطَلَبَت منه القِرَى‬
‫يُروَى بالدّال والذّالِ جميعا ‪ .‬قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬ال ّ‬
‫ت ‪ .‬ووَهِمَ الجوهريّ في قوله‬
‫حتْ ) بتَشديد الميم ( كا ّدكَر ْ‬
‫حتْ وامّ َد َ‬
‫‪ ،‬وليس يَصفُ فَرَسا ‪ ( .‬كامتَ َد َ‬
‫حتْ ) ‪ .‬نصّ عبارةِ الجوهَرِي ‪ :‬امْدَحّ بَطْنُه لُغة في انْدَحّ ‪،‬‬
‫ام َدحّت ) ‪ ،‬بتشديد الحاءِ ( لغة في ا ْندَ ّ‬
‫وأَقرّه عليه الصاغَانيّ وابن بَ ّريّ وغيرهما مع كثرة انتقادهما لكَلمه ‪ ،‬وهما هما ‪ ،‬منع تحريفِ‬
‫كلمه عن مواضعه كما صرّح به شيخنا ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫رَجلٌ مادِحٌ من قَوم مُدّحٍ ‪.‬‬
‫وال َممَادِح ‪ :‬ضِدّ المَقابِح ‪.‬‬
‫سعَت ‪ .‬ومَا َدحَه و َتمَا َدحُوا ‪ ،‬ويقال ‪ :‬التّمادُح التّذابحُ ‪ .‬والعرب تَتَمدّح بالسّخاءِ ‪.‬‬
‫وا ْنمَدَحَت ‪ :‬اتّ َ‬
‫سلُ جُلّنارِ ال َمظّ ) ‪ ،‬وهو ال ّرمّان البَ ّريُ ‪.‬‬
‫عَ‬‫مذح ‪ ( :‬المَذَح محرّكةً ‪َ :‬‬
‫سمَنِه ‪ ،‬كذا في ( النّاموسِ ) ‪ .‬وفي (‬
‫ك الفَخذَين ) من الماضِي ِإذَا مَشَى ل ِ‬
‫( و ) المَذَحُ ‪ ( :‬اصْطكا ُ‬
‫جتْ إِحداهما بالُخرَى ‪ .‬ومَذِحَ الرّجلُ َيمْذَحَ‬
‫سحَ َ‬
‫اللّسان ) ‪ :‬المَذَح الْتِواءٌ في الفَخذَين ِإذَا مَشَى انْ َ‬
‫ط ّكتْ فَخذاه والْ َتوَتَا حتّى َتسَحّجَا ومَذِحَت فَخذَاه ‪ .‬قال الشّاعر ‪:‬‬
‫صَ‬‫مَذَحا ‪ ،‬إِذا ا ْ‬
‫حتِ‬
‫إِ ّنكِ لو صاحَبْتِنَا مَ ِذ ْ‬
‫حتِ‬
‫شْ‬‫ح ّككِ الحِنْوانِ فا ْنفَ َ‬
‫وَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/112‬‬

‫طكّت فَخذاه‬
‫شقَ مَشَقا ‪ ،‬وإِذا اص َ‬
‫سحِجَا قيل ‪ :‬مَ ِ‬
‫جلِ حتّى يَنْ َ‬
‫طكّت أَلْيَتَا الرّ ُ‬
‫وقال الَصمعيّ ‪ِ :‬إذَا اصْ َ‬
‫قيلَ ‪ :‬مَذِحَ َيمْذَح َمذَحا ‪ ،‬ورجلٌ أَمذَحُ بَيّنُ المَذَحِ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مَذِحَ للذي تصطكّ فخِذاه إِذَا مَشَى ‪.‬‬
‫حكّة في الَفخاذ ‪ ،‬وأَكثرُ ما يَعرِض للسّمين من الرّجَال ‪.‬‬
‫والمَذَح في شِعر الَعشء ‪َ ،‬فسّروه بال ُ‬
‫وكان عبدُ ال بن عَمرٍ و َأمْذَحَ ‪ ( .‬أَو ) المَذَحُ ( ‪ :‬احتراقُ ما بين ال ّر ْفغَيْن والَلْيتَيْنِ ) ‪ .‬وقد‬
‫شيْءٍ ) ‪،‬‬
‫خصْيَةِ لحتِكاكِها ب َ‬
‫شقّقُ ال ُ‬
‫مَذِحَت الضّأْنُ َمذَخا عَ ِر َقتْ َأ ْفخَاذُها ‪ ( .‬و ) المَذَحُ أَيضا ‪َ ( :‬ت َ‬
‫وقيل ‪ :‬ال َمذَح ‪ :‬أَنْ َيحْ َتكّ الشّيءُ بالشْيءِ فيتَشقّق ‪ .‬قال ابن سيده ‪ :‬وأُرَى ذالك في الحيوانِ خاصّةً‬
‫‪.‬‬
‫( والَمْذَحُ ‪ :‬المُنْتِن ‪ .‬و ) من ذالك قَولهم ‪ ( :‬ما َأمْذَحَ رِيحَهُ ) ‪ ،‬أَي ما أَنْتنَ ‪.‬‬
‫( وتَمذّحَه ‪ :‬ام َتصّه ) ‪.‬‬
‫( و ) تَمذّحَت ( خاصِرتاه ‪ :‬ان َتفَخَتا رِيّا ) ‪ .‬قال الرّاعي ‪:‬‬
‫حتْ‬
‫سقَيْنَاهَا ال َعكِيسَ تَمذّ َ‬
‫فلما َ‬
‫خَواصِرُهَا وازداد رَشْحا وَرِيدُها‬
‫حتْ من ال ّريّ ‪ ،‬وقد سبق ‪.‬‬
‫وال ّتمَذّح ‪ :‬التّمدّد ‪ ،‬يقال ‪ :‬شَرِب حتّى تَمذّحَت خاصِرَتُه ‪ ،‬أَي انتف َ‬
‫ح ‪ ،‬كفَرِحَ ‪ :‬أَشِ َر وبَطِرَ ) ‪ ،‬والثلثةُ أَلفاظٌ مترادفةٌ ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪ِ { :‬بمَا كُنتُمْ‬
‫مرح ‪ ( :‬مَرِ َ‬
‫ق وَ ِبمَا كُنتُمْ َتمْ َرحُونَ } ( غافر ‪ ) 75 :‬وفي المفردَاتِ ‪ :‬المَرَحَ ‪:‬‬
‫حّ‬‫َتفْرَحُونَ فِى الْ ْرضِ ِبغَيْرِ الْ َ‬
‫شِ ّدةُ الفَرَحِ والتّوسّع فيه ‪.‬‬
‫( و ) مَرِحَ ( ‪ :‬اخْتَالَ ) ‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪َ { :‬ولَ َتمْشِ فِى الْ ْرضِ مَرَحًا } ( الِسراء ‪) 37 :‬‬
‫أَي متبختِرا ُمخْتَالً ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/113‬‬

‫( و ) مَرِحَ مَرَحا ‪َ ( :‬نشِطَ ) ‪ .‬في ( الصحاح ) و ( المصباح ) ‪ :‬المَرَحُ ‪ :‬شِدّة الفَرَحِ ‪ ،‬والنّشاط‬
‫خفّ ‪ ،‬قاله ابن الَثير ‪ .‬وَأمْرَحَه غيرُه ‪ ( .‬والسم )‬
‫حتّى يُجاوِزَ َقدْرَه ‪ ( ،‬و ) مَرِحَ مَرَحا ‪ ،‬إِذَا َ‬
‫مرَاحٌ ‪ ( ،‬ككِتَاب ‪ ،‬وهو مَرِحٌ ) ‪ ،‬ككَتِف ( ومِرّيحٌ ‪ ،‬كسكّين ‪ ،‬مِنْ ) َقوْم ( مَ ْرحَى ومَرَاحَى ) ‪،‬‬
‫كلهما جمْع مَرِحٍ ‪ ( ،‬ومِرّيحينَ ) ‪ ،‬جمْع مِرّيح ‪ ،‬ول يُكسّر ‪.‬‬
‫( وفرَسٌ ِممْرَحٌ ومِمْراحٌ ) بكسرهما ( ومَرُوحٌ ) ‪ ،‬كصَبورٍ ‪ :‬نَشِيطٌ ‪ ( ،‬و ) قد ( َأمْرَحَهُ الكَلُ ) ‪،‬‬
‫ح ومَرُوحٌ ‪ ،‬كذالك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وناقَةٌ ِممْرَا ٌ‬
‫طوِي الفَلَ بمَرُوحٍ لَحمُهازِيَم‬
‫تَ ْ‬
‫وقال الَعشى يَصف ناقة ‪:‬‬
‫حتْ حُ ّر ًة كقَنطَرةِ الرو‬
‫مَرِ َ‬
‫مي َتفْرِى الهَجِيرَ بالِرْقالِ‬
‫خفّة ‪.‬‬
‫( والمَرَحَانُ ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ :‬الفَرَحُ ) وال ِ‬
‫ض ُعفَت ‪ ( .‬و ) المَرَحَانُ ‪:‬‬
‫ضعْف ) ‪ ،‬وقد مَ ِرحَت العَينُ مَرَحَانا ‪َ :‬‬
‫( و ) قيل ‪ :‬المَرَحَان ( ‪ :‬ال ّ‬
‫ش ّدةُ سَيَلنِ العَيْن وفَسَادُها ) وهَ َيجَانُها ‪ ،‬قال النّابغة الجعديّ ‪:‬‬
‫( ِ‬
‫حتْ به‬
‫كأَنّ قذًى بالعَيْنِ قد مَرِ َ‬
‫وما حَاجة الُخْرَى إِلى المَرَحَان‬
‫حتْ ) ‪ ،‬إِذا أَسبَلَت ال ّدمْ َع ‪ ،‬والمعنَى أَنّه لمّا بكَى أَِلمَت عينُه فصارَت كأَ ّنهَا‬
‫ت ‪ ،‬كفَرِ َ‬
‫ح ْ‬
‫وقد ( مَرِ َ‬
‫قَذِيَةٌ ‪ ،‬ولما أَدامَ ال ُبكَاءَ قَذِيَت الُخْرَى ‪ ،‬وهاذا كقول الخَر ‪.‬‬
‫َب َكتْ عَيْ ِنيَ ال ُيمْنَى فَلمّا زَجَرتُها‬
‫ج ْهلِ بعد الحِلْم أَسبَلَتَا َمعَا‬
‫عن ال َ‬
‫ع ِديّ بن زيد ‪:‬‬
‫شمِرٌ ‪ :‬المَرَح ‪ :‬خُرُوجُ ال ّدمْعِ إِذا كَثُر ‪ ،‬وقال َ‬
‫وقال َ‬
‫ح وَبْلُه يَسُحّ سُبُوبَ ال‬
‫مَرِ ٌ‬
‫ماءِ سَحا كأَنّه م ْنحُورُ‬
‫جتْ ‪.‬‬
‫حتْ عَيْنُه مَ َرحَانا ‪ :‬فَسَ َدتْ وهَا َ‬
‫وعَينٌ مِمرَاحٌ ‪ :‬سرِيعَةُ البُكا ِء ‪ .‬ومَرِ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/114‬‬

‫( و ) من المجاز ‪َ ( :‬قوْسٌ مَرُوحٌ ) كصَبُور ‪َ ( :‬يمْرَح رَاؤُوهَا ) تَعجّبا ( لحْسْنِها ) إِذا قَلّبُوها ‪،‬‬
‫سهْ َم ‪ .‬تقول العرب ( طَرُوحٌ مَرُوح ‪ُ ،‬ت ْعجِل الظّ ْبيَ أَن يَرُوح‬
‫وقيل ‪ :‬هي التي َتمْرَح في إِرسالِها ال ّ‬
‫) ‪ ( .‬أَو ) قوسٌ مَرُوحٌ ( كأَنّ بها مَرَحا لحُسْنِ إِرْسَالها السّهمَ ) ‪ ،‬كذا في ( الصحاح ) ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬مَرِحَت الَ ْرضُ بالنّبَات مَرَحا ‪ :‬أَخ َرجَتْه ‪.‬‬
‫ن الَ ْرضِ ‪ :‬السّرِيعَةُ النّبَاتِ ) حِين يُصي ُبهَا المطرُ ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬ال ِممْرَاحُ من‬
‫و ( الممْرَاحُ مِ َ‬
‫الَ ْرضِ ‪ :‬الّتي حاَلتْ سَنَةً فلم َتمْرَحْ بنَبَاتها ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز الممْرَاحُ ( من العَيْن ‪ :‬الغَزِي َرةُ ال ّدمْعِ ) ‪.‬‬
‫( ومَرْحَى ) مَرّ ذِكرُه ( في برح ) قال أَبو عمرِو بنُ العلءِ ‪ :‬إِذا َرمَى الرّجلُ فأَصابَ قيل ‪:‬‬
‫مَرْحَى لَه ‪ ،‬وهو تَعجبٌ من جَودةِ َرمْيِه ‪ .‬وقال أُميّة بن أَبي عائذ ‪:‬‬
‫ص وصِدْقا يَقُ‬
‫ُيصِيب القَني َ‬
‫ول مَ ْرحَى وأَ ْيحَى إِذا ما يُوالِي‬
‫وإِذا أَخطأَ قيل له ‪ :‬بَرْحَى ‪.‬‬
‫ي وأَنشد‬
‫( و ) مَرْحَى ‪ ( :‬اسمُ ناقةِ عَ ْبدِ ال بن الزّبِيرِ ) ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ ( ،‬الشاعر ) ‪ ،‬عن ابن الَعراب ّ‬
‫‪:‬‬
‫ستْ وهي ساكنةٌ‬
‫ما بالُ مَرْحَى قَد امْ َ‬
‫شكّى إِليّ الَينَ والنّجَدَا‬
‫با َتتْ تَ َ‬
‫ل ّمهَات من ال َغفَى‬
‫طعَامِ من ال َعفَا ) ‪ ،‬هاكذا في سائر النّسخ ‪ ،‬وفي بعض ا ُ‬
‫( والتّمرِيحُ ‪ :‬تَ ْنقِيَةُ ال ّ‬
‫( ب ) المَحاوِقِ ‪ ،‬أَي ( ال َمكَانِس ) ‪.‬‬
‫( و ) التّمريح ‪َ ( :‬تدْهِينُ الجِلد ) ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫سَ َرتْ في رَيلٍ ذِي أَدَاوَى مَنُوطَةٍ‬
‫بلَبّاتها مَدبوغَةٍ لم تُمرّحِ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬التّمريح ‪َ ( :‬ملْءُ المَزَادَة الجَديدةِ مَاءً ل َيذْ َهبَ مَرَحُها‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/115‬‬
‫سدّ عُيُونُها ) ول يسيلَ منها شيءٌ ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ :‬هو أَن تُؤخَذ المَزادةُ َأ ّولَ ما تُخرَز‬
‫أَي لتَنْ َ‬
‫فتملَ ماءً حتّى تَمتلِىء خُرُوزْهَا وتَنتفِخ ‪ ،‬والسمُ المَرَحُ ‪ ،‬وقد مَرِحَت مَرَحَانا ‪ .‬وقال أَبو حنيفَة ‪:‬‬
‫ب القِرْبة الجديدة بإِ ْذخِرٍ أَو‬
‫سكُ الماءَ ‪ .‬وعن ابن الَعرابيّ ‪ :‬التمريح ‪ :‬تَطِي ُ‬
‫حةٌ ‪ :‬ل ُتمْ ِ‬
‫مزَا َدةٌ مَرِ َ‬
‫ت القِربةَ ‪ :‬شَرّبتُها ‪.‬‬
‫ح ُ‬
‫ب ‪ .‬ومَرّ ْ‬
‫ن فهو التّشرِي ُ‬
‫شِيحٍ ‪ ،‬فإِذا طُيّبَت بطِي ٍ‬
‫خ َذتْ من لفْظ المَرْحَى ل من‬
‫( و ) من الماجز التّمريحُ ‪ ( :‬أَنْ َتصِير إِلى مَرْحَى الحَ ْربِ ‪ ،‬أُ ِ‬
‫الشتقاق ) ‪ ،‬لَنّ التّمريح مَزيدٌ ‪ ،‬فل يكون مشتقّا من المجرّد ‪ ،‬والَخْذ أَوسَعُ دائرةً من الستقاق ‪.‬‬

‫( َومَرَحَيّا ‪ ،‬مح ّر َكةً ‪ ) :‬زَجْرٌ ‪ ،‬عن السّيرافيّ ‪ ،‬يقال ( للرّامِي ) عند إِصابته ‪َ ( ،‬كمَرْحَى ) ‪ ،‬وقد‬
‫مَرّ قريبا ‪.‬‬
‫( و ) مَرَحَيّا ‪ ( :‬ع ) ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬كَرْمٌ مُمرّحٌ ‪ ،‬كمعظّم ‪ :‬مُ ْثمِرٌ أَو ُمعَرّشٌ ) على دَعَائمه ‪.‬‬
‫( و ) مُرَيحٌ ( كزُبَير ‪ُ :‬أطُمٌ بالمدينة لبني قَيْ ُنقَاع ) ‪ ،‬كذا في ( معجم أَبي عُبيد البَكريّ ) ‪.‬‬
‫شعَابٍ يَنظُ َر بعضُها إِلى بعضٍ ) ‪ ،‬يجيءُ سَ ْيُلهَا من دا َءةَ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫لثُ ِ‬
‫( و ) مِرَاحٌ ‪ ( ،‬ككِتَابٍ ‪ :‬ثَ َ‬
‫سحَيمٍ‬
‫تَركْنا بالمِرَاحِ وذي ُ‬
‫أَبا حَيّان في َنفَرٍ مَنَاقِي‬
‫حلّ الذي يُخْزَن فيه ذالك ‪.‬‬
‫( والمِرْحَة ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬الَنْبارُ من الزبِيبِ وغَيْرِه ) ‪ ،‬وهو المَ َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ال ّتمْراحَة ‪ ،‬من أَبنِيَة المبالغةِ ‪ ،‬من المَرَح وهو النّشَاط ‪ ،‬وقد جاءَ ِذكْره في حديث عليّ كذا في‬
‫النّهاية ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/116‬‬

‫سمّيَت بذالك لَ ّنهَا َتمْرَحُ في الِناءِ قال عُما َرةُ ‪:‬‬


‫خمْر ‪ُ ،‬‬
‫وعن ابن سيده ‪ :‬المَرُوح ‪ :‬ال َ‬
‫مِن عُقارٍ عِنْد المِزَاجِ مَرُوحِ‬
‫وقول أَبي ُذؤَيب )‬
‫ُمصَفّقةٌ ُمصَفّاةٌ عُقارٌ‬
‫شآمِيَةٌ إِذا جُلِ َيتْ مَرُوحُ‬
‫أَي لها مِرَاحٌ في الرّأْس وسَورَة َيمْرَح مَنْ يشربُها ‪.‬‬
‫شمَاسَه و ُمهْرٌ ُممَرّحٌ ‪:‬‬
‫ومَرِحَ الزّ ْرعُ َيمْرَح مَرَحا ‪ :‬خرَجَ سْنبُلُه ومَرّحَ ُمهْرَه ‪ :‬ليّنَه وأَزالَ مَ َرحَه و ِ‬
‫مُذَّللٌ ‪.‬‬
‫حتْ عَيْنُه بقَذَاها ‪َ :‬ر َمتْ به ‪ :‬ومَرِحَ السّحَابُ ‪َ :‬أسْ َبلَ المطَرَ ‪ .‬ول َتمْرَحْ‬
‫ومن المجاز ‪ :‬مَرِ َ‬
‫بعِ ْرضِك ‪ :‬ل تُع ّرضْه ‪.‬‬
‫صمَامِ ‪ ،‬يُراد به الدّاهِيَة ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫صمّي َ‬
‫ومن أَمثالهم ‪ :‬مَرْحَى مَرَاحِ ‪ ،‬ك َ‬
‫عمْرا ووَلّى‬
‫صوْته َ‬
‫فأَسمَ َع َ‬
‫وأَيْقَنَ أَنّه مَرْحَى مَرَاحِ‬
‫حةً ‪ ،‬بضمّهما ) وقد ضبط بالكسر في َأوّلهما‬
‫ح كمَنَع ) َيمْزَح ( مَزْحا ومُزَاحا ومُزَا َ‬
‫مزح ‪ ( :‬مَزَ َ‬
‫أَيضا وضَبَطَ الفيّوميّ ثانيهما ككَرَامَة ‪ ( ،‬وهما ) أَي المُزَاح والمراحَة ( اسمانِ ) للمصدَر ( ‪:‬‬
‫عبَ ) ‪ ،‬هاكذا فسّروه ‪ .‬وفي ( المحكم ) ‪ :‬المَزْح نَقيضُ الجِدّ ‪ .‬ونقل شيخُنَا عن بعضِ أَهل‬
‫دَ َ‬
‫جهَةِ التَّلطّف والس ِتعْطَافَ دونَ أَذِيّة ‪ ،‬حتّى َيخْرُجَ الستهزاءُ‬
‫سطَة إِلى الغَيْرِ على ِ‬
‫الغَرِيب أَنّه المُبَا َ‬
‫خلّ بالمرُو َء ِة وال َوقَارِ ‪ ،‬والتن ّزهُ‬
‫والسّخَرية ‪ .‬وقد قَال الَئمة ‪ :‬الِكثارُ منه والخُرُوجُ عن الحدّ مُ ِ‬
‫خلّ بالسّنّةِ والسّيرةِ النّ َبوِيّة الم ْأمُورِ باتّباعها والقتداءِ ‪ ،‬وخي ُر الُمور‬
‫عنه بالمَ ّر ِة والتق ّبضُ ُم ِ‬
‫َأوْسطُها ‪.‬‬
‫ح ًة ومِزَاحا ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬استدرَكه بالضّبْط لِزالة الِبهام بينه وبين ما قبلَه ‪.‬‬
‫( ومَازَحَه مُمازَ َ‬
‫وإِيّاك واِلمُزاح ‪ ،‬ضبط بالكسر والضّمّ ‪.‬‬
‫جلٌ مَزّاحٌ ‪.‬‬
‫( و َتمَزَحَا ) ‪َ :‬تدَاعَبَا ‪ ،‬ور ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/117‬‬

‫( والِمزاحُ ‪َ :‬تعْرِيشُ الكَرْمِ ) ‪ ،‬حكاه أَبو حنيفة ‪.‬‬


‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬مَزّحَ العِ َنبُ تَمزيحا ‪َ :‬لوّنَ ) ‪ ،‬وكذالك السّنبلُ ‪ ( .‬و ) مَزّحَ ( الكَرْمُ ‪:‬‬
‫أَثْمرَ ‪ ،‬أَو الصواب بالجيم ) ‪ ،‬وقد تقدّم ‪ ،‬وأَورده الزمخشريّ وغيره هنا ‪.‬‬
‫( والمَزْحُ ‪ :‬السّنْبُل ) ‪. :‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫( المُزّحُ من الرّجَال ‪ :‬الخارجون من طَبْع الثّقلءِ ) المُتميّزُون من طبع ال ُبغَضاءِ ‪ ،‬قاله الَزهريّ‬
‫‪.‬‬
‫ومُنْيَةُ مَزّاحٍ ‪ ،‬ككتّان ‪ ،‬قَرية بمصر من الدّقهليّة ‪ ،‬نُسب إِليها أَبو العزائم سُلطانُ بنُ أَحمدَ بن‬
‫إِسماعيلَ ‪ُ ،‬مقّرِىءُ الدّيارِ المصريّة وعالمُها ‪ ،‬حدّثنا عنه شيوخُ مشايخِ مشايخِنا ‪.‬‬
‫خ لَذهابِه )‬
‫شيْءِ السّائلِ ) أَ ( و المُتَلطّ ِ‬
‫مسح ‪ ( :‬المَسْحُ ‪ ،‬كالمَنْع ‪ :‬إِمرارُ ) كَ ( ال َيدَ على ال ّ‬
‫سحِك رأْسَك من الماءِ وجَبِينَك من الرّشْح ‪ ( ،‬كالتّمسيحِ وال ّتمَسّح ) ‪َ ،‬مسَحه يَمسَحه‬
‫بذالك ‪ ،‬كمَ ْ‬
‫مَسْحا ‪ ،‬ومسّحَه ‪ ،‬وتَمسّح منه وبه ‪ .‬وفي حديث فرَسِ المُرَابطِ ( أَنّ عََلفَه و َروْثَهُ ومَسْحا عنهُ ‪،‬‬
‫في مِيزَانه ) يُرِيدُ مَسْحَ التّرَابِ عنه وتَنظيفَ جِلْدِه ‪ .‬وفي ( لسان العرب ) ‪ :‬وقوله تعالى ‪. 7 { :‬‬
‫ب فقال ‪ :‬نزَل القُرآنُ ‪،‬‬
‫‪ 007‬وامسحوا برؤوسكم ‪ . .‬الى الكعبين } ( المائدة ‪ ) 6 :‬فسّره قعل ٌ‬
‫جوَا ِر ‪ .‬وقال‬
‫خفَض ( أَرجُلِكم ) فهو على ال ِ‬
‫بالمَسْح والسّنّةُ بالغسْل ‪ ،‬وقال بعضُ أَهلِ الّلغَة ‪ :‬من َ‬
‫جوَارِ ل يجوز في كتابِ ال عزّ وجلّ ‪ ،‬وإِنّما يجوز ذالك فِي‬
‫أَبو إِسحاق النّحوي ‪ :‬الخ ْفضُ على ال ِ‬
‫سلٌ أَنّ المسحَ‬
‫شعْر ‪ ،‬ولكنّ المَسْحَ على هاذه القراء ِة كالغَسْل ‪ .‬وممّا يَدلّ على أَنّهُ غَ ْ‬
‫ضَرورة ال ّ‬
‫على الرّجْل لو كانَ مَسْحا كمَسْحِ الرّأْس لَم َيجُزْ تَحديدُه إِلى ال َكعْبَيْن كما جاز التحديدُ في اليَديْن‬
‫سكُمْ } بغير تحديد في القرآن ‪ ،‬وكذلك في‬
‫إِلى المرافق ‪ ،‬قال ال عزّ وجلّ ‪ { :‬وَامْسَحُواْ بِ ُرؤُو ِ‬
‫التّيمّمِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/118‬‬

‫{ ‪ 007 . 7‬فامسحوا بوجوهكم واءَيديكم منه } ( المائدة ‪ ) 6 :‬من غير تَحديد ‪ ،‬فهاذا كلّه يُوجِب‬
‫سلَ الرّجلين ‪ .‬وَأمّا مَن قرأَ { ‪ 007 . 7‬واءَرجلكم } فهو على وَجهَين ‪ :‬أَحدهما أَنّ فيه تَقديما‬
‫غَ ْ‬
‫ق وأَرجُلَكم إِلى الكَعبين ( وامْسحُوا‬
‫غسِلُوا وُجُوهَكم وأَيديَكم إِلى المَراف ِ‬
‫وتأْخيرا ‪ ،‬كأَنّه قال ‪ :‬فا ْ‬
‫ب ُرؤُوسكم ‪ ،‬فقدّ َم وَأخّ َر ليكون الوضُو ُء وِلءً شيئا بعد شيْءٍ ‪ .‬وفيه قولٌ آخَر ‪ ،‬كأَنّه أَراد ‪:‬‬
‫واغسلوا أَرْجُلَكم إِلى الكعبين ) لَنّ قَوله إِلى ال َكعْبَيْنِ قد َدلّ على ذالك كما وصَفْنَا ‪ ،‬ويُنسَق‬
‫بالغَسْل ‪ ،‬كما قَال الشاعر ‪:‬‬
‫غدَا‬
‫يا لَ ْيتَ َزوْجَك قد َ‬
‫مُ َتقَلّدا سيْفا و ُرمْحَا‬
‫المعنى متقلّدا سيفا وحاملً رُمحا ‪.‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬أَنّه تَمسّ َه وصَلّى ) أَي تَوضّأَ ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬يقال للرّجل إِذا َت َوضّأَ ‪ :‬قد‬
‫ح يكون مَسْحا باليَد وغَسْلً ‪ .‬ونقل شيخُنا هاذه العبارةَ بالختصار ثم أَتبعها بكلم‬
‫َتمَسّح ‪ ،‬والمسْ ُ‬
‫أَبي زيد وابن قُتيبة ما نصّه ‪ :‬قال أَبو زيد ‪ :‬المَسْحُ في كلم العرب يكون إِصابَةَ البَللِ ‪ ،‬ويكون‬
‫حتُ بالماءِ ‪ ،‬إِذا اغُتس ْلتُ ‪ ،‬وقال ابن قُتيبةَ‬
‫حتُ يَدي بالماءِ ‪ ،‬إِذا غَسَلْتُها ‪ ،‬وتَمسّ ْ‬
‫غَسْلً ‪ُ ،‬يقَال مَسَ ْ‬
‫أَيضا ‪ :‬كان رسولُ ال صلى ال عليه وسلميَتوضّأُ بِمدَ ‪ ،‬فكان َيمْسح بالماءِ يدَيْه ورِجْلَيْه وهو لها‬
‫جلِ‬
‫ح الَر ُ‬
‫غاسلٌ قال ‪ :‬ومنه قولُه تعالى ‪ 007 . 7 { :‬وامسحوا برؤوسكم واءَرجلكم } المراد بمسْ ِ‬
‫غَسْلُها ‪ .‬ويستدلّ ِبمَسْحه صلى ال عليه وسلمرِجلَيْه بأَنّ ِفعْلَه مُبيّن بأَنّ المسحَ مُسْ َت ْعمَل في‬
‫المَعنيَينِ المذكُورَيْن ‪ ،‬إِذ لو لم ُي َقلْ بذالك لَزِم القولُ بأَنّ فِعلَه عليه السلم بطرِيقِ الحاد ناسخٌ‬
‫للكتاب ‪ ،‬وهو مُمتنعٌ ‪ .‬وعلى هاذا فالمسْحُ مُشتركٌ بين مَعنيين ‪ ،‬فإِن جاز إِطلقُ الّلفْظ ِة الواحدَة‬
‫وإِرادةُ كلَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/119‬‬

‫مَعنَييها إِن كَانت مُشتركةً أَو حَقيقةً في َأحَدِهما مَجازا في الخر ‪ ،‬كما هو قولُ الشافِعيّ ‪ ،‬فل كَلَمَ‬
‫سلِ ‪.‬‬
‫جلِكم مع إِرادة الغَ ْ‬
‫‪ .‬وإِنْ قيل بالمَنْع فالعا ِملُ محذُوفٌ ‪ ،‬والتّقدير ‪ :‬وامْسَحوا بأَرْ ْ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬المَسْحُ ‪ ( :‬ال َق ْولُ الحَسَنُ ) من الرّجُل ‪ ،‬وهو في ذالك ( ممّن َيخْدَعُك به ) ‪.‬‬
‫مَسَحَه بالمعروف ‪ ،‬أَي بالمعروف من القوْل وليس معه إِعطاءٌ ‪ ،‬قاله ال ّنصْر بن شُميل ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫س ّميَ المَسيح الدّجّال ‪ ،‬لَنّه َيخْدَع بقوله ول إِعطاءَ ‪ ( .‬كالتّمسيح ‪ .‬و ) المَسْحُ ( المَشْطُ ) ‪.‬‬
‫وبه ُ‬
‫س ّميَ المسيحُ الدّجّال ‪ ،‬لَنّه يُزَيّن ظاهرَه و ُيمَوّهُه بالَكاذيب‬
‫شطَةُ ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫حةُ ‪ :‬الما ِ‬
‫والماسِ َ‬
‫عضُ َدهُ ‪ :‬قَطَعهما ‪.‬‬
‫والزّخارِف ‪ ( .‬و ) من المجاز ‪ :‬المَسْحُ ‪ ( :‬القَطْع ) ‪ :‬وقد َمسَحَ عُ ُنقَه و َ‬
‫س ّميَ‬
‫وفي ( اللسان ) ‪ :‬مَسَحَ عُ ُنقَه وبها ‪ ،‬يَمسَحُ مَسْحا ‪ :‬ضَرَبها ‪ ،‬وقيل قَطَعها ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫المَسيحُ الدّجّال ‪ ،‬لَنّه يضرِب أَعناقَ الّذِين ل يَنقادون له ‪ .‬وقوله تعالى ‪ 007 . 7 { :‬ردوها علي‬
‫فطفق ‪ . .‬والءَعناق } ( ص ‪ ) 33 :‬يُفسّر بهما جميعا ‪ .‬وروَى الَزهَ ِريّ عن ثعلب أَنّه قيل له ‪:‬‬
‫حهَا يُبَرّك عليها فأَنكره أَبو العبّاس وقال ‪ :‬ليس بشيْءٍ ‪ .‬قيل له ‪ :‬فأَيْش هو‬
‫قال ُقطْرب ‪َ :‬يمْسَ ُ‬
‫عندَك ؟ فقال ‪ :‬قال الفرّاءُ وغيرُه ‪َ :‬يضْرِب أَعناقَها وسُوقعها ‪ ،‬لَ ّنهَا كانَت سَ َببَ ذَنْبه ‪ .‬قال‬
‫الَزهريّ ‪ :‬ونحْو ذالك قال الزّجاجُ ‪ ،‬قال ‪ :‬ولم يَضرِب سُوقَها ول أَعنا َقهَا ِإلّ وقد أَباحَ اللّهُ له‬
‫ذالك ‪ ،‬لَنْه ل يَجعلُ التوْبَةَ من الذّنبِ ِبذَ ْنبٍ عَظيمٍ ‪ .‬قال ‪ :‬وقال ‪ :‬قَومٌ إِنّه مَسَحَ أَعْنَاقَها وسُوقَها‬
‫شغَْلهَا إِيّاه عن ِذكْرِ ال ‪ ،‬وإِنّما قال ذالك قَو ٌم لَنّ قتْلَها كان‬
‫بالماءِ ب َيدِه ‪ .‬قال ‪ :‬وهاذا ليس يُشبِه َ‬
‫عندهم مُ ْنكَرا ‪ ،‬وما أَباحه اللّهُ فليس بِمنْكر ‪ ،‬وجائزٌ أَن يُبيحَ ذالك لِسليمانَ عليه السّل ُم في َوقْتِه‬
‫ن الَثير ‪ :‬وفي حديث سُليمانَ عليه السلمُ ‪:‬‬
‫ويَحْظُرُه في هاذَا الو ْقتِ ‪ .‬قال اب ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/120‬‬

‫{ ‪ 007 . 7‬فطفق مسحا بالسوق والءَعناق } قيل ‪ :‬ضَ َربُ أَعنا َقهَا وعَ ْرقَ َبهَا ‪ .‬يقال ‪ :‬مَسَحَه‬
‫طعَه ‪ .‬وقال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬
‫بالسّيْف ‪ ،‬أَي ضَرَبَه ‪ ،‬ومَسَحه بالسّيف ‪ :‬ق َ‬
‫ومُستَامَةٍ تُسْتامُ و ْهيَ َرخِيصةٌ‬
‫ت الَيادِي و ُتمْسَحُ‬
‫تُباعُ بسَاحا ِ‬
‫ُتمْسَح أَي ُتقْطَع ‪ :‬والماسِح ‪ :‬القَتّال ‪.‬‬
‫شيْءَ مُبَارَكا أَو مَ ْلعُونا ) ‪ .‬قال المُنذ ِريّ ‪ :‬قلت لَبي الهَيْثَم ‪:‬‬
‫( و ) المَسْح ‪ ( :‬أَنْ يَخْلُق اللّهُ ال َ‬
‫س ّميَ الدّجّالُ مَسيحا لَنّه ممسوحُ العَيْنِ ‪،‬‬
‫س ّميَ مَسِيحا لَنهُ مُسِحَ بالبَرَكة ‪ ،‬و ُ‬
‫بَلغَني أَنّ عيسى إِ ّنمَا ُ‬
‫فأَنْكرَه وقال ‪ :‬إِ ّنمَا المسيح ( ضِدّ ) المسيح ‪ ،‬يقالُ مَسَحه ال ‪ ،‬أَي خلَقه خَلْقا مُبارَكا حَسَنا ‪،‬‬
‫خلْقا قَبيحا ملعونا ‪.‬‬
‫ومسَحَه اللّهُ أَي خََلقَه َ‬
‫عمْرٍ الداني ‪ ،‬وهو‬
‫ي ‪ :‬ونقلَه عنه أَبو َ‬
‫قلت ‪ :‬وهاذا الذي أَنكره أَبو الهَيثم قد قاله أَبو الحسن القابس ّ‬
‫الوَجه الثاني والثالث ‪ .‬وقَولُ أَبي الهيثم الرابعُ والخامس ‪.‬‬
‫س ّميَ المَسيح الدجّال لكونه َأكْذبَ خ ْلقِ اللّهِ ‪ ،‬وهو الوَجْه‬
‫( و ) المَسْح ‪ ( :‬الكَ ِذبُ ) ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫السادس ‪ ( ،‬كال ّتمْسَاح ‪ ،‬بالفتح ) ‪ ،‬أَنشد اب ُ‬
‫قَد غََلبَ النّاسَ بنو الطمّاحِ‬
‫لفْك والتّكذَابِ والتّمساحِ‬
‫با ِ‬
‫ن الَنباريّ في شرح المَقامات ‪ :‬كلّ ما ورَدَ عن العرب من‬
‫وفي المزهر للجلل ‪ ،‬قال سَلَمةُ ب ُ‬
‫المصادر على تَفعال فهو بفتح التّاءِ ‪ِ ،‬إلّ لفظتينِ ‪ :‬تِبْيَان وتِ ْلقَاء ‪ .‬وقال أَبو جعفر النّحّاسُ في‬
‫شرح المُعّلقَات ‪ :‬ليس في كلم العرب اسمٌ على تِفعالٍ ِإلّ أَربعة أَسماءٍ وخامسٌ مختلَف فيه ‪ ،‬يقال‬
‫تِبْيَان ‪ ،‬ولقِلدةِ المرَأةِ ‪ِ :‬ت ْقصَارُ ‪ ،‬و ِتعْشَا ٌر وتِبْرَك مَوضعانِ ‪ ،‬والخامس ِتمْساحٌ ‪ ،‬و َتمْسَحٌ أَكثرُ‬
‫وأَفصحُ ‪ .‬كذَا نقله شيخنا ‪ .‬فكلم ابن الَنباريّ في المصدرَين ‪ ،‬وكلم ابن النّحّاس في الَسماءِ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/121‬‬

‫( و ) من المجاز المَسْحُ ( ‪ :‬الضّ ْربُ ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬مَسَحَه بالسّيْف ‪ :‬أَي ضَرَبَه ‪ .‬وقوله تعالى ‪7 { :‬‬
‫‪ 007 .‬فطفق مسحا ‪ . .‬والءَعناق } ‪ ،‬قيل ‪ :‬ضَرَب أَعْنَاقَها وعَ ْرقَبَها ‪ ،‬وقد تقدّم قريبا ‪ .‬و منه ‪:‬‬
‫مَسَحَ أَطرافَ الكَتَا ِئبِ ِبسَيْفه ‪.‬‬
‫س ّميَ ‪ ،‬كذا َذكَره المصنّف في ( البصائر )‬
‫وقال الَزهَرِي ‪ :‬المَسيح ‪ :‬الماسح ‪ ،‬وهو القتال ‪ ،‬وبه ُ‬
‫ح بمعْنى القَطْع ‪ ،‬وهو ال َوجْه السابع ‪.‬‬
‫‪ .‬قلت ‪ :‬وهو قريبٌ في المَسْ ِ‬
‫حهَا ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز المَسْحُ ‪ ( :‬الجِماع ) وقد مَسَحَها َمسْحا ‪ ،‬ومتَنَها مَتْنا ‪َ :‬نكَ َ‬
‫ح الَ ْرضَ مَسْحا ومسَاحَةً ‪:‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬المَسْحُ ‪ ( :‬الذّرْع كالمِسَاحَة ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬يقال مَسَ َ‬
‫عهَا ‪ ،‬وهو مَسّاحٌ ‪.‬‬
‫ذَرَ َ‬
‫( و ) المَسْح ‪ ( :‬أَنْ تَسي َر الِبِل يَومَها ) ‪ ،‬يقال مَسَحَت الِبل الَ ْرضَ يَومَها دَأْبا ‪ ،‬أَي سا َرتْ فيها‬
‫سحْتها‬
‫سَيرا شَديدا ‪ ( .‬و ) مَسْحُ الناقَة أَيضا ( أَن تُ ْتعِبَها وتُدْبِرَهَا وتهزِلَهَا ‪ ،‬كال ّتمْسيح ) ‪ ،‬يقال مَ َ‬
‫ومَسّحْتها ‪ ،‬قاله الَزهري ‪ ،‬وهو مَجاز ‪.‬‬
‫( و ) المِسْحُ ( بالكسر ‪ :‬البَلَسُ ) بكسر الموحّدة وتفتح ‪َ ،‬ث ْوبٌ من الشّعرِ غليظٌ ‪ ،‬كذا في‬
‫( التهذيب ) ‪ .‬وجمعه بُلُسٌ ‪ ،‬وسيأْتي في السين ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه سمّي المسيحُ الدّجال ‪ ،‬لِذُلّه و َهوَانِهِ‬
‫س الَسودَ‬
‫س ّميَ كلمة اللّهِ أَيضا للبْسه البَل َ‬
‫وابتذاله ‪ ،‬كالمسْح الذي ُيفْرَش في البَيْت ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫تَقشفا ‪ .‬فهما وَجْهانِ ذَكرَهما المصنّف في ( البصائر ) ‪.‬‬
‫س ّميَ المسيح ‪ ،‬لَنّه ساِلكُها ‪ ،‬قاله المصنّف في‬
‫( و ) المِسْح ‪ ( :‬الجا ّدةُ ) من الَرض ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫( البصائر ) ‪ ( .‬ج ُمسُوحٌ ) ‪ ،‬وهو الجْمع الكثيرُ ‪ ،‬وفي القليل أَمساحٌ ‪ .‬قال أَبو ُذؤَيب ‪:‬‬
‫ثمّ شَرِبْن بنَبْط والجِمالُ كأَ‬
‫نّ الرّشْحَ منهن بااباطِ أَمساحُ‬
‫سوَدّ جْلودُهَا على العَرَق ‪ ،‬كأَ ّنهَا مُسوحٌ ‪ .‬ونَبْط ‪ :‬موضعٌ ‪.‬‬
‫قال السكّريّ ‪ :‬يقول تَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/122‬‬

‫( و ) المَسَحُ ( بالتحريك ‪ :‬احتراقُ باطنِ ال ّركْبَة لخشونة الثّوبِ ) ‪ ،‬وفي نسخة ‪ :‬من خُشْنَة ال ّثوْب‬
‫لخْرَى ‪ ،‬فيَحدُث لذالك‬
‫ناُ‬
‫طكَاكُ الرّبْلَتَيْنِ ) ‪ ،‬هو مس باطنِ إِحدَى الفَخذيْنِ باط َ‬
‫صِ‬‫‪ ( .‬أَو ) هو ( ا ْ‬
‫ن الفَخذِ ‪ ،‬كما سيأْتي ‪ .‬وفي بعض‬
‫مَشَقٌ وتَشقّقٌ ‪ ،‬والرّبْلَة بالفتح وسكون الموحّدةِ وفتحها ‪ :‬باط ُ‬
‫النّسخ ( الرّكبتَين ) وهو خطأٌ ‪ .‬قال أَبو زيد ‪ :‬إِذا كان إِحدى رَبْلَ َتيِ الرّجلِ ُتصِيب الُخرَى قيل ‪.‬‬
‫سحَاءُ ) ‪ ،‬رَسْحاءُ ‪ ،‬وقَوم‬
‫مَشق مَشَقا ‪ .‬ومَسحَ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬مَسَحا ‪ ( ،‬وال ّن ْعتُ َأمْسَحُ ‪ ،‬و ) هي ( مَ ْ‬
‫مُسْحٌ رُسْحٌ ‪ .‬وقال الَخطل ‪:‬‬
‫سمُ العَمائمِ ُمسْحٌ ل لُحومَ ل ُهمْ‬
‫دُ ْ‬
‫إِذا أَحَسّوا بشَخْص نابىء أَسدُوا‬
‫وفي حديث اللّعان أَنّ النبيّ صلى ال عليه وسلمقال في وَلدِ الملعَنَة ‪ ( :‬إِنْ جا َءتْ به َممْسُوحَ‬
‫س ّميَ المسيحُ الدّجّال ‪،‬‬
‫ظمِ ولم َيعْظُما ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬الّذي لَ ِز َقتْ أَلْيَتاه بالعَ ْ‬
‫الَلْيتيْن ) ‪ ،‬قال َ‬
‫لَنّه معيوب بكلّ عَيبٍ قبيحٍ ‪.‬‬
‫( والمَسِيحُ ‪ :‬عِسَى ) بن مَرْيم ( صَلّى ال ) َتعَالى ( عَلَيْه ) وعلى نبيّنَا ( وسَلّم ‪ ،‬لبَ َركَتِهِ ) ‪ ،‬أَي‬
‫لَنّه مُسحَ بالبَ َركَة ‪ ،‬قاله شَمرٌ ‪ ،‬وقد أَنكرَه أَبو الهيثَمِ ‪ ،‬كما سيأْتي ‪ ،‬أَو لَنّ جبريلَ مَسَحه‬
‫بالبَركة ‪ ،‬وهو قوله تعالى ‪ 007 . 7 { :‬وجعلني مباركا اءَينما كنت } ( مريم ‪ ) 31 :‬ولَنّ ال‬
‫س ّميَ عيسَى‬
‫مَسَحَ عنه الذّنوبَ ‪ .‬وهاذانِ القَولنِ من كتاب دلئل النوّة لَبي ُنعَيم ‪ :‬وقال الرّاغب ‪ُ :‬‬
‫جهْل والشّ َرهِ والحِرْص وسائر الَخلقِ الذميمة ‪ ،‬كما‬
‫سحَت عنه ال ُق ّوةُ الذّميمةُ من ال َ‬
‫بالمسيح لَنّه مُ ِ‬
‫سحَت عنه ال ُقوّة المحمودة من العِلْم وال َع ْقلِ والحلْم والَخْلق الحَميدة ‪ ( .‬و َذكَرْت في‬
‫أَنّ الدّجّال مُ ِ‬
‫ق الَنوَارِ ) النّ َبوِيّة للصاغَانيّ ‪ .‬وشَرحُه المسمّى بشوارِقِ‬
‫اشتقاقه خَمسين قَولً في شَرْحى ل َمشَارِ ِ‬
‫الَسْرَارِ العليّة ‪ ،‬وليس بمَشارِقِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/123‬‬

‫القاضي عياضٍ ‪ ،‬كما تَو ّهمَه بعضٌ ‪ .‬وسبق للمصنّف كل ٌم مثل هذا في ساح ‪ ،‬وذَكرَ هناك أَنّه‬
‫أَوردَهَا في شرْحه لصحيح البخاريّ ‪ ،‬فلعلّله المراد في قوله ( وغَيْ ِرهِ ) كما ل يَخفَى ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وقد أَوصلَه المصنّف في بصائر ذوي التمييز في لطائف كتاب ال العزيز ‪ ،‬مجلدان ‪ ،‬إِلى‬
‫ستّة وخمسين قولً ‪ ،‬منها ما هو مذكور هنا في أَثناءِ المادّة ‪ ،‬وقد أَشرْنا إِليه ‪ ،‬ومنها ما لم يَذكره‬
‫‪ .‬وتأْليف هاذا الكِتاب بعد تأْليف القاموس ‪ ،‬لَني رأَيتُه قد أَحالَ في بعض مواضِعه عليه ‪ .‬قال‬
‫فيه ‪ :‬واخُتلِف في اشتقاق المسيح ‪ ،‬في صِفة نَ ِبيّ ال وكلَمته عيسَى ‪ ،‬وفي صِفةِ عدوّ ال ال ّدجّال‬
‫أَخزاه ال ‪ ،‬على َأقْوالٍ كثيرة تنِيف على خمسين قولً ‪ .‬وقَال ابن دِحْ َيةَ الحافظُ في كتابه ( مَجمع‬
‫ن والمَغرِبَين ) ‪ :‬فيها ثلثَةٌ وعشرون قَولً ‪ ،‬ولم أَرَ مَنْ جَمعها قَبْلي‬
‫البحرين في فوائد المَشرقَيْ ِ‬
‫ل ‪ ،‬ولقِيَ الرّجَال ‪ .‬انتهى نص ابن دِح َيهَ ‪.‬‬
‫حلَ وجا َ‬
‫ممّن رَ َ‬
‫حسَنة والَقوالِ البديعة ‪ ،‬فت ّمتْ‬
‫ضفْت إِلى ما ذكَره الحافظ من الوجوه ال َ‬
‫قال ‪ :‬الفَيْروز آباذي ‪ :‬فَأ َ‬
‫بها خمسون وَجْها ‪ .‬وبيانه أَنّ العلماءَ اختلفوا في اللفظة ‪ ،‬هل هي عربيّة أَم ل ‪ ،‬فقال بعضهم ‪:‬‬
‫سريانيّة ‪ ،‬وأَصُلهَا مَشيخا ‪ ،‬بالشين المعجمة ‪ ،‬فعرّبتها العرب ‪ ،‬وكذا ينطِق بها اليهود ‪ ،‬قاله أَبو‬
‫لوّل ‪ .‬والذين قالوا إِنّها عربيّة اختلفوا في مادّتها ‪ ،‬فقيل ‪ :‬من سيح ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫عُبيد ‪ ،‬وهاذا القول ا َ‬
‫لوّلون َمفْعل ‪ ،‬من ساح يسيح ‪ ،‬لَنّه يَسِيح في بُلدَانِ الدّنْيا وَأقْطَا ِرهَا‬
‫من مسح ‪ ،‬ثم اختلفوا ‪ ،‬فقال ا َ‬
‫سكِنَت اليا ُء ونُقِلتْ حَركَتها إِلى السين ‪ ،‬لستثقالهم الكسرةَ على الياءِ‬
‫جميعِها ‪َ ،‬أصُلها مَسْيِح فأُ ْ‬
‫وهاذا القولُ الثاني ‪ ،‬وقال الخرون ‪ :‬مَسيحٌ مُشتقّ من مَسَحَ ‪ ،‬إِذا سارَ في الَرض وقَطَعها ‪،‬‬
‫فَعيل بمعنَى فاعِل ‪ .‬والفريق بين هاذا وما قبله أَنّ هاذا يَختصّ بقَطْع الَرضِ وذاك بقَطْع جميعِ‬
‫البلدِ ‪ ،‬وهاذا الثالث ‪ ،‬ثم سَر َد الَقوالَ كّلهَا ‪ ،‬ونحن قد‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/124‬‬
‫أَشرْنا إِليها هنا على طريق الستيفاءِ ممزوجَ ًة مع قول المصنّق في الشّرْح ‪ ،‬وما لم َنجِدْ لها‬
‫مناسَبَة ذكرناهَا في المستدركات لِجل تَتميم المقصود وتَعميم الفائدة ‪.‬‬
‫ل مقيّدا فيقال المَسيحُ الدّجّالد ‪ ،‬وعند‬
‫ش ْؤمِهِ ) ‪ ،‬ول يجوز إِطلقُه عليه ِإ ّ‬
‫( و ) المَسِيح ‪ ( :‬الدّجّالُ ل ُ‬
‫حقّقه بعضُ العلماءِ ‪ ( .‬أَو ُهوَ ) ‪ ،‬أَي الدّجّال ‪،‬‬
‫الِطلق إِنما يَنصرف لعيسَى عليه السلمُ ‪ ،‬كما َ‬
‫سكّينٍ ) ‪ ،‬رواه بعض المحَدّثين ‪ .‬قال ابن الَثير ‪ :‬قال أَبو الهَيثم ‪ :‬إِنّه الذي مُسِحَ‬
‫مِسّيح ( كَ ِ‬
‫ش ّوهِ ‪ .‬قال ‪ :‬وليس بشيْءٍ ‪.‬‬
‫خَ ْلقُه ‪ ،‬أَي ُ‬
‫سمّيَ عيسَى عليه‬
‫طعَةُ من ال ِفضّةِ ) ‪ ،‬عن الَصمعيّ ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبهُ ُ‬
‫( و ) المَسِيح والمَسِيحة ‪ ( :‬القِ ْ‬
‫ن وَجْهه ‪ .‬ذكرَه ابن السّيد في الفرق ‪ .‬وقال سَلَمة بن الخُرشُب يصف فرسا ‪:‬‬
‫حسْ ِ‬
‫السلمُ ل ُ‬
‫َتعَادَى من قَوائمها ثَلثٌ‬
‫حجِيلٍ وَوَاحدةٌ بَهيمُ‬
‫بتَ ْ‬
‫ي وَرِقٍ عليها‬
‫كأَنّ مَسِيحَت ْ‬
‫َن َمتْ قُ ْرطَيهما أُذُنٌ خذِيمُ‬
‫ستْ صفيحَةَ ِفضّةٍ من حُسْن لوّ ِنهَا وبَرِيقها ‪ ،‬وقوله َن َمتْ قُرْطَيهما‬
‫سكّيت ‪ :‬يقول كأَ ّنمَا أُلبِ َ‬
‫قال ابن ال ّ‬
‫ن ال ِفضّة مما تُتّخذ للحَ ْليِ ‪،‬‬
‫‪ ،‬أَي َن َمتِ القُرطَين اللّذَيْنِ من المَسِيحتَين ‪ ،‬أَي َر َفعَتْهما ‪ ،‬وأَراد أَ ّ‬
‫وذالك أَصفَى لها ‪.‬‬
‫( و ) المَسيح ‪ ( :‬العَرَقُ ) ‪ :‬قال لبيد ‪:‬‬
‫جمَانِ المُث ّقبِ‬
‫فَرَاشُ المَسِيحِ كال ُ‬
‫صبّ ‪ .‬قال الرّاجز ‪:‬‬
‫س ّميَ العَرقُ مَسِيحا لَنّه ُيمْسَح إِذا ُ‬
‫وقال الَزهريّ ‪ُ :‬‬
‫يا رِ ّيهَا وقد بَدَا مَسِيحى‬
‫واب َتلّ َثوْبَايَ من ال ّنضِيحِ‬
‫خصّه المصنّف في ( البصائر ) بعَرق الخَيْل ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫وَ‬
‫وذا الجِيَادُ ِفضْنَ بالمَسيحِ‬
‫س ّميَ المسيحُ ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وبه ُ‬
‫( و ) المَسِيح ‪ ( :‬الصّدّيقُ )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/125‬‬

‫ي ‪ ،‬والَصمعيّ ‪ ،‬وابنُ الَعرابيّ ‪،‬‬


‫ش ّميَ عسَى عليه السلمُ ‪ ،‬قاله إِبراهيم النّخَع ّ‬
‫بالعبرانيّة ‪ ،‬وبه ُ‬
‫س ّميَ بذالك لصِ ْدقِه ‪ .‬ورواه أَبو الهيثم كذالك ‪ ،‬ونقله عنه الَزهريّ ‪ .‬قال أَبو بكر‬
‫قال ابن سيده ‪ُ :‬‬
‫‪ :‬واللّغويّون ل يعرفون هاذا ‪ .‬قال ‪ :‬ولعلّ هاذا كان يُسْ َت ْعمَل في بعض الَزمان فَدَرَسَ فيما دَرَسَ‬
‫من الكلم قال ‪ :‬وقال الكسائيّ ‪ :‬وقد دَرَسَ من كلم العرب كثيرٌ ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬أُعرِب اسمُ‬
‫المسيحِ في القرآن على مَسيح ‪ ،‬وهو في التوراة مَشيحا فعُرّب وغَيّر ‪ ،‬كما قيل موسَى وأَصلُه‬
‫مُوسى ‪.‬‬
‫لطْلَسُ ) ‪ ،‬هاكذا في ( الصّحاح ) و‬
‫( و ) من المجاز عن الَصمعيّ ‪ :‬المعسيح ( الدّرْهَ ُم ا َ‬
‫سمّي المسيحُ ‪،‬‬
‫( الَساس ) ‪ ،‬وهو الذي ل َنقْشَ عليه ‪ .‬وفي بعض النسخ ( الَملس ) قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫جهِه َممْسُوحٌ ‪.‬‬
‫ي وَ ْ‬
‫وهو مناسبٌ للَعورِ الدّجّال ‪ِ ،‬إذْ َأحَدُ ش ّق ْ‬
‫س ّميَ عيسى عليه السّلم ‪ ،‬لَنّه خَرَجَ من‬
‫( و ) المَسِيح ‪ ( :‬ال َممْسُوح بم ْثلِ الدّهْنِ ) ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫بطْنِ ُأمّه مَمسوحا بالدّهْن أَو كأَنّه مَمسوحُ الرّ ْأسِ ‪ ،‬أَو مُسِح عندَ وِلدته بالدّهْن ‪ ،‬فهي ثل َثةُ َأوْجه‬
‫أَشار إِليها المصنّف في ( البصائر ) ‪.‬‬
‫س ّميَ عيسى عليه السلم ‪ ،‬لَنّه مُسِح‬
‫( و ) المسيح أَيضا ‪ :‬الممسوحُ ( بالبَ َركَةِ ) ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫بالبَ َركَةِ ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫شؤْمِ ) ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ش ّميَ الدّجّال ‪.‬‬
‫( و ) المَسِيح ‪ :‬الممسوح ( بال ّ‬
‫س ّميَ عليه السلمُ ‪ ،‬لَنّه‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬المَسيح هو الرجل ( الكثيرُ السّيَاحَة ) ‪ ،‬قيل وبه ُ‬
‫جوَلنه في الَرض ‪ .‬وقال ابن سيده ‪:‬‬
‫س ّميَ بذالك ل َ‬
‫ح الَرضَ بالسّياحَةِ ‪ .‬وقال ابن السّيد ‪ُ :‬‬
‫مَسَ َ‬
‫لَنّه كان سائحا في الَرض ل يستقر ‪ ( ،‬كالمِسّيحِ ‪ ،‬كسكّينٍ ) ‪ ،‬راجعٌ للذي يليه ‪ ،‬وهو يصلُح أَن‬
‫ل منهما‬
‫يكون تَسميةً لعيسى عليه السلم ‪ ،‬كما يَصلح لتَسمية الدّجّال ‪ ،‬لَنّ ك ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/126‬‬

‫يَسِيح في الَرض دَفعةً ‪ ،‬كما هو معلوم ‪ ،‬وإِنْ كانَ كَلمُ المصنّق يُوهِمُ أَنّ المشدّد يَختص بالدجّال‬
‫جوّز السيوطي الَمرَينِ في التوشيح ‪ ،‬نقله شيخنا ‪.‬‬
‫‪ ،‬كما مرّ ‪ .‬فقد َ‬
‫حهَا ‪ ،‬إِذا‬
‫حهَا يَمسَ ُ‬
‫سَ‬‫جمَاعِ ‪ ،‬كالمَاسِحِ ‪ ) ،‬وقد مَ َ‬
‫جلُ ( الكَثِيرُ ال ِ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬المَسِيح ‪ :‬الرّ ُ‬
‫س ّميَ المسيح ال ّدجّال ‪ ،‬قاله ابن فارس ‪.‬‬
‫حهَا ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫َنكَ َ‬
‫ن ول‬
‫جهِه عَي ٌ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬المعسيح هو الرّجل ( ال َممْسُوحُ الوَجْهِ ) ‪ ،‬ليس على أَحَد ش ّقيْ وَ ْ‬
‫س ّميَ بذالك لَنّه ممسوح العَينِ ‪ .‬وقال‬
‫جبٌ ‪ ،‬والمسيحُ ال ّدجّالُ منه على هاذه الصّفة ‪ ،‬وقيل ُ‬
‫حا ِ‬
‫س ّميَ الدّجّالُ ‪ .‬ونحوَ ذلك ( قال أَبو عَبيد ) ‪.‬‬
‫الَزهريّ ‪ :‬المسيح ‪ :‬الَعورُ ‪ ،‬وبه ُ‬
‫ل الَخْشَنُ ) ‪ ،‬لكونه ُيمْسَح به الوَجْهُ ‪ ،‬أَو لكونه يُمسِك الوَسَخَ ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه‬
‫( و ) المَسِيحُ ‪ ( :‬المِنْدِي ُ‬
‫س ّميَ المَسِيح الدّجّالُ ‪ ،‬لتّساخه بدَرَن ال ُكفْرِ والشّرْك ‪ ،‬قاله المصنّف ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ح ‪ ،‬والممْسَحِ ) وأَنشد ‪:‬‬
‫( و ) المَسيح ‪ ( :‬الكذّاب ‪ ،‬كالماسِ ِ‬
‫إِنّي إِذَا عَنّ ِمعَن مِتْيَحُ‬
‫ذَا َنخْوةِ أَو جَ َدلٍ بَلَ ْندَحُ‬
‫أَو كَيْذُبَانٌ مَلَذانٌ ِممْسَح‬
‫لمْسَحِ ‪.‬‬
‫( وال ّتمْسَحِ ) ‪ ،‬وهاذا عن اللّحْيَانيّ ‪ ( ،‬بكسر َأوّلهما ) ‪ ،‬وا َ‬
‫حصًى صِغارٍ ) ل نَبَاتَ فيها ‪ ،‬والجمْعُ‬
‫( و ) عن ابن سيده ‪ ( :‬ال َمسْحَاءُ ‪ :‬الَرض المسْ َتوِيَةُ ذاتُ َ‬
‫ح َومَسَاحى غُلّب فكُسّر تكسيرَ الَسما ِء ‪ .‬ومكانٌ َأمْسَحُ ‪ ( .‬و )‬
‫مَسَا ٍ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/127‬‬

‫شمَيل ‪ :‬المَسحاءُ ‪ :‬قِطعةٌ من الَرض مُستوِيَةٌ جَرداءُ‬


‫سحَاءُ ) ‪ .‬قال ابن ُ‬
‫المَسْحاءُ ( ‪ :‬الَ ْرضُ الرّ ْ‬
‫حصَى ‪ ،‬ليس فيها شج ٌر ول نَبْت ‪ ،‬غَليظةٌ جََلدٌ ‪ ،‬تَضرِب إِلى الصّلَبة ‪ ،‬مثْل صَ ْرحَةِ‬
‫كثيرةُ ال َ‬
‫س ّميَ المَسيحُ الدّجّال ‪ ،‬ل َعدَمِ خَيْرِه‬
‫سهَْل ٍة ‪ .‬ومكانٌ أَمسحُ ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ت ب ُقفّ ول َ‬
‫المِرْبَدِ ‪ ،‬وليس ْ‬
‫وعِظَ ِم ضَيْرِه ‪ ،‬قاله المصنّف في ( البصائر ) ‪.‬‬
‫وقال الفرّا ُء يقال مَرَرْت بخَرِيقٍ من الَرض بين مَسْحاوَيْنِ ‪ .‬والخَرِيقُ ‪ :‬الَرض الّتى َتوَسّطَها‬
‫النّبَاتُ ‪.‬‬
‫حفَاءُ ‪ :‬السّوداءُ ‪.‬‬
‫حمْرَاءُ ) ‪ ،‬والوَ ْ‬
‫( و ) قال أَبو عَمرٍ و ‪ :‬المَسْحاءُ ‪ ( :‬الَ ْرضُ ال َ‬
‫ح القَدَمِ ‪ .‬وفي صفَة‬
‫خ َمصَ لها ) ‪ ،‬ورَجلٌ أَمسَ ُ‬
‫( و ) المعسْحَاءُ ‪ ( :‬المَرَْأةُ ) َق َدمُها مُس َتوِية ( ل أَ ْ‬
‫ح القَ َدمَين ) ‪ ،‬أَراد أَنَهما مَلْساوان لَيّنتان ليس فيهما تَكسّ ٌر ول‬
‫النّبيّ صلى ال عليه وسلم ( مَسِي ُ‬
‫س ّميَ المسيحُ عيسَى ‪ ،‬لَنّه لم يعكن لرِجْله‬
‫شقَاقٌ ‪ ،‬إِذا أَصابَهما الماءُ نَبَا عنهما ‪ .‬قِيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ُ‬
‫ضيَ اللّهُ عنهُما ‪.‬‬
‫خ َمصُ ‪ ،‬نُقل ذالك عن ابن عبّاس َر ِ‬
‫أَ ْ‬
‫حجْمٌ ‪ .‬و ) المسحاءُ ‪ ( :‬ال َعوْرَاءُ ) ‪ .‬والّذي في‬
‫سحَاءُ ‪ :‬المرَأةُ ( التي مَا لِ َثدْيَ ْيهَا َ‬
‫( و ) المَ ْ‬
‫خقَاءُ‬
‫سحَاءُ ‪ ( :‬البَ ْ‬
‫س ّميَ المسيحُ ال ّدجّال ‪ ( .‬و ) المَ ْ‬
‫( التهذيب ) ‪ :‬ال َمسِيح ‪ :‬الَعورُ ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫الّتي ل تكون عَيْنُها مَُلوّزَة ) ‪ ،‬هاكذا عندنا في النّسخ بالميم واللم والزّاي ‪ ،‬وفي بعض الُمهات (‬
‫حدَة وشدّ اللّم وبعد الواوِ راءٌ ‪ ( .‬و ) المَسْحَاءُ ‪ ( :‬السّيّا َرةُ في سِياحَتِهت )‬
‫بِّلوْرة ) بكسر المو ّ‬
‫خصِيصُ المرَأةِ بِهاذِه المعانَي‬
‫والرّجلُ َأمْسحُ ‪ ( .‬و ) المَسْحَاءُ ‪ ( :‬الكَذّابة ) ‪ ،‬والرّجلُ َأمْسحُ ‪ ،‬وتَ ْ‬
‫ف الِناث على الذّكور خلفُ القاعدة ‪ ،‬كما صرّحَ به‬
‫لوّلين غير ظاهر ‪ ،‬وإِحالةُ َأوْصا ِ‬
‫غير ا َ‬
‫شيخنا ‪.‬‬
‫سحَا إِذا ( تَبَا َيعَا ف َتصَافَقَا ) وتحَالَفا ‪:‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬تَماسَحَا ) ‪ ،‬إِذا ( َتصَا َدقَا ‪َ ،‬أوْ ) تَما َ‬
‫( ومَاسَحَا ) ‪ ،‬إِذا ( لَيَنَا فِي ال َقوْلِ غِشّا ) ‪ ،‬أَي والقُلوب غير صافِيَةِ ‪ ،‬وهو المُدَاراةُ ‪.‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)7/128‬‬

‫س ّميَ المسيحُ الدّجّال ‪ ،‬كذا في (‬


‫ضبَ فمَاسَحْتُه حتّى لَنَ ‪ ،‬أَي دَارَيْته ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫غ ِ‬
‫ومنه قولهم ‪َ :‬‬
‫المحكم ) ‪ .‬قال المصنّف في ( البصائر ) ‪ :‬لَنّه يقول خلف ما يُضمِر ‪.‬‬
‫( وال ّتمْسَحُ ) وال ّتمْساح ‪ ،‬بكسرهما ‪ ،‬من الرجال ‪ ( :‬المارِدُ الخَبِيثُ ) ‪ ،‬والكَذّاب الّذِي ل َيصْدُق‬
‫أَثَرَه ‪َ ،‬يكْذِبك من حيث جاءَ ‪ ( .‬و ) ال ّتمْسَحُ ‪ ( :‬المُدَاهِنُ ) المُدارِي الذي يُليِنُك بالقَولِ وهو‬
‫ش ويُدَاهِنُ ‪.‬‬
‫َيغُشّك ‪ .‬قيلَ ‪ :‬وبه س ّميَ المسيح ال ّدجّال ‪ ،‬لَنّه َيغُ ّ‬
‫حفَاةِ ضَخْمٌ ) ‪ ،‬وطوله نحو خَمسةِ‬
‫خلْقٌ كالسّلَ ْ‬
‫( و ) التّمسَح كأَنّه مقصورٌ من ( ال ّتمْسَاح ‪ ،‬وهو َ‬
‫ع وأَقلّ من ذالك يَخطف الِنسانَ وال َبقَرَ ويَغوص به في الماءِ فيأْكله ‪ ،‬وهو من دوابّ البحر‬
‫أَذر ٍ‬
‫( َيكُونُ بنِيلِ ِمصْرَ وب َنهْرِ َمهْرَانَ ) ‪ ،‬وهو نهر السّند ‪ .‬وبهاذا استدلّوا أَن بينهُما اتّصالً ‪ ،‬على ما‬
‫س ّميَ المسيح الدجّال ‪ ،‬لضَررِه وإِيذائه ‪ ،‬قاله المصنّف في‬
‫حقّقه أَهلُ التاريخ ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫َ‬
‫( البصائر ) ‪.‬‬
‫حةُ ‪ :‬ال ّذؤَا َبةُ ) ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هي ما تُرِك من الشّعر فلم يُعالَج بدُهْن ول بشيْءٍ ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫( والمَسِي َ‬
‫جبِ ‪ ،‬يَتصعّدُ حتى يكون دون اليافُوخِ ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫س الِنسانِ ‪ :‬ما بين الُذُنِ والحا ِ‬
‫المَسِيحَة من رأْ ِ‬
‫جلِ إِلى أُذنِه من جَوانِب شَعرِه ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫هو ما َو َقعَتْ عليه يدُ الرّ ُ‬
‫مَسائح َفوْ َديْ رَأْسِه مُسْ َبغِلّةٌ‬
‫حمّ خِلََلهَا‬
‫ن الَ َ‬
‫سكُ دَارِي َ‬
‫جَرَى مِ ْ‬
‫ل الَزهريّ عن الَصمعيّ ‪ :‬المسائحُ ‪ :‬الشّعرُ ‪ .‬وقال‬
‫ح ‪ :‬موضِعُ يدِ الماسِح ‪ .‬ونق َ‬
‫وقيل ‪ :‬المسائِ ُ‬
‫خلَ عليه وهو‬
‫عمّار ( أَنّه د َ‬
‫حتَ من شَعرك في خَدّك ورأْسِك ‪ ،‬وفي حديث َ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬وهِي ما مَس ْ‬
‫َ‬
‫س ّميَ المسيحُ‬
‫يُرجّل مَسائِحَ من شَعره ) ‪ ،‬قيل هي الذّوائبُ وشَعرُ جانِ َبيِ الرأْس قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ظهْر ‪ ،‬قاله‬
‫الدّجال ‪ ،‬لَنّه يأْتِي آخِرَ ال ّزمَانِ ‪ ،‬تَشبِيها بالذّوائب ‪ ،‬وهي ما نَزلَ من الشّعرِ على ال ّ‬
‫المصنّف في ( البصائر ) ‪.‬‬
‫( و ) المَسِيحة ‪ ( :‬ال َقوْسُ ) الجَيّدة ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/129‬‬

‫( ج مَسَائحُ ) قال أَبو الهَيثم الثّعلبيّ ‪:‬‬


‫لَنَا مَسَائحُ زُو ٌر في مَرا ِكضِها‬
‫ن ول َرقَقُ‬
‫ن ولَيْسَ ِبهَا وَهْ ٌ‬
‫لِي ٌ‬
‫س ّميَ المَسيح عيسَى ‪ ،‬ل ُقوّته وشِدّته واعتِدَالِه و َتعْدَلته ‪ ،‬كذا قاله المصنّف في ( البصائر‬
‫قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫)‪.‬‬
‫ظهْرَانِ ) ‪.‬‬
‫( و ) المَسِيحة ‪ ( :‬وادٍ قُ ْربَ مَرّ ال ّ‬
‫حةُ مُ ْلكٍ ‪ .‬أَي أَثر ظاهرٌ منه ‪.‬‬
‫جمَالٍ ) ‪ ،‬ومَسْ َ‬
‫سحَةٌ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬منْ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬عَلَيْهِ مَ ْ‬
‫ق وكَرَمٍ ‪ ،‬ول يقال ذالك ِإلّ في‬
‫حةُ عِتْ ٍ‬
‫حةُ جَمال ومَسْ َ‬
‫قال شَمرٌ العرب تقول ‪ :‬هاذا رجلٌ عليه مَسْ َ‬
‫حةُ قُبحٍ ‪ .‬وقد مُسِحَ بالعِتْق والكَرمِ َمسْحا ‪ .‬قال ال ُكمَيْت ‪:‬‬
‫المدح ‪ .‬قال ‪ :‬ول يقال عليه مَسْ َ‬
‫سحَةٌ‬
‫خوَا ِدمُ َأ ْكفَاءٌ عليهنّ مَ ْ‬
‫َ‬
‫من العِتْق أَ ْبدَاها بَنَانٌ ومَحْجِرُ‬
‫سمَنٍ ‪ ،‬نقله الَزهريّ عن العرب ‪ ،‬أَي ( شَيءٌ مِنْهُ ) ‪.‬‬
‫( أَو ) به َمسْحَةٌ ( من هُزَالٍ ) و ِ‬
‫ضيَ‬
‫سحَةِ جَرِيرُ بنُ عبْدِ ال ) ابن جابرِ بنِ ماِلكِ بنِ ال ّنضْر أَبو عَمرٍ و ( البَجَليّ ) َر ِ‬
‫( وذُو المَ ْ‬
‫اللّهُ عنهُ ‪ .‬وفي الحديث عن إِسماعيلَ بن قَيْسٍ قال ‪ :‬س ِمعْت جَريرا يقول ما رآني رَسُول ال‬
‫صلى ال عليه وسلممنذ أَسَل ْمتُ ِإلّ تَبسّ َم في وَجْهي ‪ ،‬قال ‪ :‬ويَطْلُع عليكم رَجلٌ من خيارٍ ذي َيمَنٍ‬
‫سحَةُ مُلْك ‪ .‬وهاذا الحديثُ في النّهايَة لبن الَثير ( يَطلُعُ عليكم مِن هاذا الفَجّ رَجلٌ‬
‫جهِه مَ ْ‬
‫على وَ ْ‬
‫سحَةُ مُ ْلكٍ ) فَطَلَع جَريرُ بنُ عبد ال ‪ ،‬كذا في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫من خَير ذي َيمَنٍ ‪ ،‬عليه مع ْ‬
‫ح في الَرض مُسُوحا إِذا َذ َهبَ ‪،‬‬
‫( و ) عن أَبي عُبيد ( المُسُوحُ ‪ :‬الذّهَابُ في الَرض ) ‪ ،‬وقد مَسَ َ‬
‫س ّميَ المسيحُ الدّجّال ‪.‬‬
‫والصاد لغة فيه ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫( و َتلّ ماسِحٍ ‪ :‬ع بقِنّسْرِينَ ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/130‬‬

‫غمْده ‪ ،‬إِذا ( اسْتَلّهُ ) ‪.‬‬


‫( وامْتَسَحَ السّ ْيفَ ) من ِ‬
‫سفِينةِ ) وجمْعه الَماسيحُ ‪.‬‬
‫طوِيلَةٍ في ال ّ‬
‫( والُمْسُوحُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ُ :‬كلّ خَشَ َبةٍ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬هو يَ َتمَسّحُ بِه ) ‪ ،‬كأَنّه يَ َتقَ ّربُ إِلى ال تعالى بالدّ ُنوّ منه ‪ ،‬ويَتمَسّحُ بثَوبه أَي‬
‫س ّميَ المسيُ عيسَى ‪ ،‬قاله الَزهريّ ‪.‬‬
‫ُيمِرّ َثوْبَه على الَبدانِ فَيتقرّب به إِلى ال تعالى ‪ .‬قيلَ وبه ُ‬
‫س ّميَ‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬فُلنٌ يتمسّح أَي ل شيءَ َمعَهُ ‪ ،‬كأَنّه َيمْسَحُ ذِراعَيْهِ ) ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ل لِفلسهِ عن كل خَي ٍر وبَركة ‪.‬‬
‫المسيحُ الدّجّا ُ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫مَسَحَ ال عَنك ما بكَ ‪ ،‬أَي أَذ َهبَ ‪ ،‬وقد جاءَ في حديث الدّعاءِ للمرض ‪.‬‬
‫ق الِبطَ من غير أَن َيعْ ُركَه عَرْكا شديدا ‪ .‬وإِذا أَصابَ‬
‫والماسِحُ من الضّاغِطِ ‪ ،‬إِذَا مَسَحَ المُرْف ُ‬
‫المِ ْرفَقُ طَ َرفَ كِ ْركِرةِ البَعيرِ فَأ ْدمَاه قيل ‪ :‬بل حَازّ ‪ ،‬وإِن لم يُ ْدمِه قيل ‪ :‬بل ماسِحٌ ‪ ،‬كذا في‬
‫( الصّحاح ) ‪.‬‬
‫صيّ مَمسوحٌ ‪ ،‬إِذا سُلِ َتتْ مَذاكِيرهُ ‪.‬‬
‫خ ِ‬
‫وَ‬
‫س ّميَ المسيح‬
‫س ّميَ في ذَ َنبِ ال ُعقَابِ قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫والمَسَحُ ‪َ :‬ن ْقضٌ و ِقصَرٌ في ذَ َنبِ ال ُعقَابِ قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫س ّميَ به لن ْنصِه و ِقصَر مُدّته ‪.‬‬
‫ال ّدجّال ‪ ،‬ذكرَه المصنّف في البصائر ‪ ،‬كأَنّه ُ‬
‫لكْمهِ‬
‫س ّميَ المسيح لَنّه كان يَمسَح بيدِه على العَليل وا َ‬
‫عضُدٌ مَمسوحَةٌ ‪ :‬قليلةُ اللّحْمِ ؛ وقيل ‪ُ :‬‬
‫وَ‬
‫والَبرصِ فيُبْرِئه بإِذن ال تعالى ‪ .‬ورُويَ عن ابنّ عبّاس أَنّه كان ل يَمسَح بيده ذا عاهَةٍ ِإلّ بَرَأَ ‪.‬‬
‫ي في‬
‫خصّه ال به ‪ ،‬ولمَسْحِ زكرِيّا إِيّاه ‪ ،‬قاله أَبو إِسحاق الحرب ّ‬
‫سمّيَ عيسى مَسيحا اسمٌ َ‬
‫وقيل ‪ُ :‬‬
‫غَريبهِ الكبير ‪ .‬ورُ ِويَ عن أَبي الهَيثم أَنّه قَال ‪ :‬المسيح ابن مريَمَ الصّدّيق ‪ ،‬وضِدّ الصّدّيق المسيحُ‬
‫الدّجّال ‪ ،‬أَي الضّلّيل الكَذّاب ‪ ،‬خلقَ ال المَسِيحين ‪ ،‬أَحدُهما ضِدّ الخَر ‪ ،‬فكان المسيح ابن مَريمِ‬
‫يُبْرِى ُء الَكمَ َه والَبرص ويُحيِي الموتَى بإِذن ال ‪ ،‬وكذالك الدجّال ُيحِيي الميتَ بإِذن ال ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/131‬‬

‫حيّ ويُنشِىء السّحَابَ ويُنْبِت النّباتَ بإِذن ال ‪ ،‬فهما مَسيحانِ ‪ .‬وفي الحديث ( َأمّا مَسيح‬
‫ويُميت ال َ‬
‫الضّلل ِة فكَذَا ) ‪ ،‬فدلّ هاذا الحديث على أَنّ عيسى مَسِيحِ ال ُهدَى ‪ ،‬وأَنّ ال ّدجّال مَسيحُ الضّللةِ ‪.‬‬
‫لمْسحُ من المَفَاوِز كالَمْلسِ ‪.‬‬
‫والَمْسحُ من الَرض المستوِي ‪ ،‬والجمْع الَماسِح ‪ .‬وقال اللّيث ‪ :‬ا َ‬
‫سمّيَ المسِيح ال ّدجّال ‪ ،‬على قول ‪.‬‬
‫والماسِحُ ‪ :‬القَتّال ‪ ،‬قاله الَزهريّ ؛ وبه ُ‬
‫والشيءُ الممسوح ‪ :‬القَبيحُ المشئُوم المُغيّر عن خِلْقته ‪.‬‬
‫سمّي المسيحُ ال ّدجّال ‪ ،‬لَنّه يَذْرَع الَرضَ بِسَيْره فيها ‪.‬‬
‫والمَسيح ‪ :‬الذّراع ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫س ّميَ المسيح الدّجّال لخُبثِه وسُرْعَةِ سَيرِه ووُثُوبِه ‪.‬‬
‫والَمسحُ ‪ :‬الذّئب الَزلّ المسرِع ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ومن المجاز في حديث أَبي بكر ( أَغِرْ عَلَ ْيهِمْ غارةً مَسْحاءَ ) هو َفعْلءُ من مَسَحَهم يَمسَحهم ‪ ،‬إِذا‬
‫مَرّ بهم مَرّا خَفيفا ل ُيقِيم فيه عندَهم ‪.‬‬
‫س ّميَ المسيح ‪،‬‬
‫ت الِبلُ الَرضَ ‪ :‬سارَت فيها سَيْرا شَدِيدا ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ح ِ‬
‫سَ‬‫وفي ( المحكم ) ‪ :‬مَ َ‬
‫سمّيَ الدّجّال ‪،‬‬
‫لِسُرْعَة سَيرِه ‪ .‬والمسيحُ أَيضا الضّلّيل ‪ ،‬ضدّ الصّدّيق ‪ ،‬وهو من الَضداد ‪ ،‬وبه ُ‬
‫لضللتِه ‪ ،‬قاله أَبو الهيثم ‪.‬‬
‫س ّميَ الدّجّال ‪ ،‬كأَنّه لُوحِظَ فيه أَنّ‬
‫ض ّعفَها ‪ .‬وقيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ويقال ‪ :‬مَسَحَ النّا َقةَ ‪ ،‬إِذا هَزَلَها وأَدْبرَهَا و َ‬
‫مُنْ َتهَى أَمرِه إِلى الهلكِ والدّبَارِ ‪.‬‬
‫شهْرِه سُيوفَ ال َب ْغيِ وال ُعدْوانِ‬
‫س ّميَ ال ّدجّال ‪ ،‬ل َ‬
‫غمْدِه ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫ويقال ‪ :‬مَسَح سَيفَه ‪ ،‬إِذا سَلّه من ِ‬
‫‪.‬‬
‫جهِه ‪ ،‬والمسيحُ هو الحسَنُ الوجْهِ الجميلُ ‪.‬‬
‫حسْن وَ ْ‬
‫سمّيَ المسيحُ عيسَى ل ُ‬
‫وقيل ‪ُ :‬‬
‫عمَر المُطرّز ‪ :‬المَسِيح السّيْف ‪ .‬وقال غيره ‪ :‬المَسيح ال ُمكَارِي ‪ .‬وقال ُقطْرُب ‪ :‬يقال‬
‫وقال أَبو ُ‬
‫مَسَحَ الشيءَ ‪ ،‬إِذا قال له ‪ :‬با َركَ ال عليك ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/132‬‬

‫غبِ ) ‪ُ :‬ر ِويَ أَن الدجّال كان مَمسوحَ ال ُيمْنَى ‪ ،‬وأَن عِيسى كان ممسوحَ‬
‫وفي ( مفردات الرا ِ‬
‫اليُسْرَى ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫سمّيَ المسيح لَنّه كان يمشِي على الما ِء كمَشْيِه على الَرض ‪ .‬وقيل المسيح ‪ :‬الملِك ‪.‬‬
‫وقيل ‪ُ :‬‬
‫وهاذان القولن من العَيْنيّ في تفسيره ‪ .‬وقيل ‪ :‬لمّا مشَى عيسَى على الماءُ قال له الحَواريّون ‪ :‬بمَ‬
‫بََلغْت ؟ قال ‪ :‬تَرَكتُ الدّنْيَا لَهلِها فاستوَى عندِي بَرّ الدّنيا وبَحْرُهَا ‪ .‬كذا في ( البصائر ) ‪.‬‬
‫سعِيدٍ ‪ :‬في بعض الَخبار ( نَ ْرجُو ال ّنصْر على مَنْ خاَلفَنا ‪ ،‬ومَسْحَةَ ال ّنقْمَةِ على مَن‬
‫وعن أَبي َ‬
‫سعَى ) ‪ .‬مَسْحتها ‪ :‬آيتُها وحِلْيَتُها ‪ .‬وقيل ‪ :‬معناه أَنّ أَعناقهم ُت ْمسَح ‪ ،‬أَي تُقطف ‪.‬‬
‫َ‬
‫لمَاسيح ‪ ،‬وهي السّبَاسِب المُلْس ‪.‬‬
‫وسِرْنَا في ا َ‬
‫ومن من المجاز تَمسّحَ للصّلةِ ‪ :‬تَوضَّأ وفي الحديث ‪ ( :‬أَنّه تَمسّح وصلّى ) أَي تَوضّأَ ‪ .‬قال ابن‬
‫جلِ إِذا تَوضأَ ‪ :‬قد تَمسّحَ ‪.‬‬
‫الَثِير ‪ :‬يقال للر ُ‬
‫ح يكونُ مَسْحا بال َيدِ وغَسْلً ‪.‬‬
‫والمَسْ ُ‬
‫ومَسْحُ البَيت ‪ :‬الطّوافُ ‪.‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬تَمسّحُوا بالَ ْرضِ فإِنّها ِبكُم بَ ّرةٌ ) ‪ ،‬أَراد به التّ َيمّمَ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أَرادَ مُباشرةَ تُرابها‬
‫بالجبَاةِ في السّجود من غير حائلٍ ‪.‬‬
‫والخَ ْيلُ َتمْسَح الَرضَ بحَوافرها ‪.‬‬
‫سحَه ‪ :‬عاهَدَه ‪.‬‬
‫وماسَحَه ‪ :‬صافَحَه ‪ ،‬والْت َقوْا فتمَاسَحُوا ‪ :‬تصَافَحوا ‪ .‬وما َ‬
‫ب على الَطرافِ ال َممْسُوحةِ ‪.‬‬
‫ح ال َقوْمَ قَتْلً ‪ :‬أَثْخنَ فيهم ‪ .‬ومَسَحَ َأطْرافَ الكَتائب بسَيفِه ‪ .‬وكَتَ َ‬
‫ومَسَ َ‬
‫وكلّ ذالك من المجاز ‪.‬‬
‫وماسُوحُ ‪ :‬قَريةٌ من قُرَى حسبان‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/133‬‬
‫من الشّام نُسب إِليها جَماعةٌ من المحدّثين ‪.‬‬
‫حبَ السّ ِريّ ‪ ،‬وسَمعَ ذا‬
‫وأَبو عليّ أَحمد بن عليّ المُسُوحيّ بالضّمّ ‪ ،‬من كبار مشايخ الصّوفِيّة ص ِ‬
‫النّون ‪ ،‬وعنه جَعفرٌ الخلديّ ‪.‬‬
‫وتميم بن مُسَيح ‪ ،‬كزُبير ‪ ،‬يروِي عن عليّ رضي ال عنه ‪ ،‬وعنه ذُهْل بن َأوْس ‪.‬‬
‫وعبد العزيز بن مُسَيح ‪ ،‬روَى حديثَ قَتَادَة ‪.‬‬
‫مَشح ‪ ( :‬ال َمشَحُ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬اصطِكاكُ الرّبْلَتين ) ‪ ،‬قد تقدّم ضبْط هاذه اللفْظة ‪ ،‬وسيأْتي في‬
‫موضعه أَيضا إِن شَاء ال تعالى ‪ ( ،‬أَو ) هو ( احتراقُ باطِن الرّكبةِ لخُشونةِ ال ّث ْوبِ ) ‪ ،‬أَو هو أَن‬
‫ق وتَشقّق ‪ .‬وقد مَشَح ‪ ،‬لغة في‬
‫ن الُخرَى ‪ ،‬فيَحدُث لذّلك َمشَ ٌ‬
‫يمسّ باطنُ إِحدَى الفَخِذَين باطِ َ‬
‫المهملة وقد تقدّم ‪.‬‬
‫سمَاءُ ‪َ :‬تقَشّعَ عنها السّحَابُ ) ‪.‬‬
‫شحَت ( ال ّ‬
‫صعُبَتْ ‪ .‬و ) َأمْ َ‬
‫تو َ‬
‫حتِ السّنَةُ ‪َ :‬أجْدَ َب ْ‬
‫( وَأمْشَ َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫عُما َرةُ بن عامر بن مَشِيح بن الَعور ‪ ،‬كأَميرٍ له صُحبة ‪.‬‬
‫شيْءِ ‪ ( ،‬كمنَع ) يَمصَحُ َمصْحا و ( ُمصُوحا ‪ :‬ذَ َهبَ ) ‪ .‬وكذا َمصَحَ الشيءُ‬
‫مصح ‪َ ( :‬مصَحَ ) بال ّ‬
‫ب ( وانقَطَع ) ‪ .‬وكذَا َمصَحَ في الَ ْرضِ َمصْحا ‪ :‬ذَهَب ‪ .‬قال ابن سيده ‪ :‬والسّينُ لغة ‪( .‬‬
‫‪ ،‬إِذا ذَ َه َ‬
‫والثّ ْديُ ) ‪ ،‬هاكذا في الُصول المصحّحة بالثاءِ المثلّثَة والدال المهملة ‪ ،‬و ( ‪َ :‬رشَحَ ) ‪ ،‬بالشّين‬
‫المعجمة والحاءِ المهملة ‪ ،‬وفي بعضِ الُصول ( رَسَخ ) بالسين المهملة والخاءِ المعجمة ‪ .‬والذي‬
‫لمّهات ‪ :‬و َمصَحَ النّدَى ‪ ،‬هاكذا بالنون والدال يَمصَح ُمصُوحا ‪ :‬رَسَخَ‬
‫في ( اللسان ) وغيره من ا ُ‬
‫خ في الَرض ‪ .‬فيحتمل أَن يكون كل ُم المصنف‬
‫في الثّرَى ‪ :‬ومَصَحَ الثّرَى ُمصُوحا ‪ ،‬إِذا رسَ َ‬
‫مُصحّفا عن الثّرَى ‪ ،‬أَو عن‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/134‬‬

‫حتْ ( َأشَاعِ ُر الفَرَسِ ) ‪ ،‬إِذا ( رَسَختْ ُأصُولُها ) ‪ ،‬وهو‬


‫النّدَى ‪ .‬وذ َهبَ ورَسَخَ ( ضِدّ ‪ .‬و ) َمصَ َ‬
‫قول الشاعر ‪:‬‬
‫شوَى ماصِحَةٌ أَشاعِ ُرهْ‬
‫عَ ْبلُ ال ّ‬
‫معناه ‪ :‬رَسَخَت أُصولُ الَشاعرِ ( فَأمِ َنتْ أَن تُنْتَف ) أَو تَنْحصّ ‪.‬‬
‫( و ) َمصَحَ ( ال َث ْوبُ ‪َ :‬أخَْلقَ ) ودَرَسَ ‪.‬‬
‫( و ) َمصَحَ ( النّبَاتُ ‪ :‬وَلّى َلوْنُ زَهْرِه ) ‪ .‬و َمصَح الزّهْرُ ُمصُوحا ‪ :‬ولّى لونُه ‪ ،‬عن أَبي حَنيفَةَ ‪.‬‬
‫وأَنشد ‪:‬‬
‫سيّ كأَنّه‬
‫ُيكْسَيْنَ َرقْمَ الفَارِ ِ‬
‫زَهْرٌ تَتابَعَ َلوْنُه لم َي ْمصَحِ‬
‫شيْءَ ‪َ :‬ذ َهبَ به ) ‪ ،‬والّذي في‬
‫ظلّ ) ُمصُوحا ‪َ ( :‬قصُرِ ‪ .‬و ) َمصَحَ ( ال ّ‬
‫( و ) َمصَحَ ( ال ّ‬
‫شيْءِ ‪ :‬ذَهَ ْبتُ به ‪ .‬قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬هاذا يَدلّ على غلطِ ال ّنضْر بن شُميل‬
‫( الصّحاح ) ‪َ :‬مصَحْت بال ّ‬
‫ح بمعنى ذَ َهبَ ل يَتعَدّى ِإلّ بالبَاءِ ‪،‬‬
‫في قوله ‪ :‬مصَحَ اللّهُ ما بك ‪ ،‬بالصاد ‪ ،‬ووَجْهُ غَلطِه أَنّ َمصَ َ‬
‫أَو بال َهمْزة ‪ ،‬فيقال َمصَحْت به ‪ ،‬أَو أَمصَحْتُه ‪ ،‬بمعنى َأذْهَبْته ‪ .‬قال ‪ :‬والصواب في ذالك ما رَواه‬
‫طهّرَك من الذّنُوب ‪،‬‬
‫غسَلَك و َ‬
‫الهَرويّ في الغَريبَين قال ‪ :‬ويقال ‪ :‬مَسَحَ ال ما بك ‪ ،‬بالسين ‪ ،‬أَي َ‬
‫ولو كان بالصّاد لقال ‪ :‬مصَحَ ال بما بِك أَو َأ ْمصَحَ اللّهُ ما بكَ ‪.‬‬
‫( و ) مصَحَ الضّ ْرعُ ُمصُوحا ‪ :‬غَرَزَ و َذ َهبَ لَبَنُه ‪ .‬و َمصَحَ ( لَبَنُ النّاقَةِ ) ‪ :‬وَلّى و ( ذَ َهبَ )‬
‫ك َمصَعَ ُمصُوعا ‪.‬‬
‫( و ) َمصَح ( اللّهُ تعالَى مَرضَك ) ‪ .‬ونصّ عبارةِ ابن سيده ‪ :‬ما بك َمصْحا ( ‪ :‬أَذهبَهُ ‪َ ،‬كمّحَهُ )‬
‫تَمصيحا ‪.‬‬
‫لمّهات الّلغَوية أَنّ َمصَحَ‬
‫ظلّ النا ِقصُ الرّقيقُ ‪ .‬وقد َمصِحَ كفَرِحَ ) ‪ .‬والذي في ا ُ‬
‫( والَ ْمصَحُ ‪ :‬ال ّ‬
‫ظلّ من باب ( مَنَعَ ‪ ،‬فليُ ْنظَرْ مَع قول المصنّف هاذا ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫ك وهو‬
‫سِ‬‫( و ) مما استدركَ المصنّفُ على الجوهريّ ‪ ( :‬المُصاحَات كغُرَابَاتٍ ‪ :‬مُسُوكُ ) جمْع مَ ْ‬
‫الجِ ْلدُ ( ال ُفصْلنِ ) بالضّمّ ‪ ،‬جمْع‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/135‬‬

‫َفصِيلٍ ‪ :‬ولَد الناقَةِ ( ُتحْشَى بالتّبْنِ ) ف ُتطْرَ للنّاقَة لتَظُ ّنهَا وَلَدَهَا ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫عفَتْ ‪ .‬والدّارُ َت ْمصَحُ‬
‫َمصَحَ الكِتَابُ َي ْمصَحُ ُمصُوحا ‪ :‬دَ َرسَ أَو قَا َربَ ذالك ‪ ،‬و َمصَحَت الدّارُ ‪َ :‬‬
‫أَي تعدرُس ‪ .‬قال الطّ ِرمّاح ‪:‬‬
‫حهْ‬
‫سلِ ال ّدمَنَ المَاصِ َ‬
‫ِقفَا َن َ‬
‫حهْ‬
‫و َهلْ ِهيَ إِن سُئَِلتْ بائ َ‬
‫ح في الَرضِ َمصْحا ‪ ،‬ذَهَب ‪ .‬قال ابن سيده ‪ :‬والسين لغة ‪.‬‬
‫ومَصَ َ‬
‫مضح ‪َ ( :‬مضَحَ عِ ْرضَه ‪ ،‬كمنَعَ ) ‪ ،‬يَمضَحه َمضْحا ( ‪ :‬شانَه ) وعَابَه ‪ ( ،‬كَأ ْمضَحَ ) ِإمْضاحا ‪،‬‬
‫كذا عن الُمويّ ‪ .‬وأَنشَدَ للفرزدق يُخاطب ال ّنوَارَ امرأَتَه ‪:‬‬
‫حتِ عِ ْرضِي في الحياةِ وشِنْتِني‬
‫وأَمضَ ْ‬
‫وَأ ْوقَدتِ لي نَارا بكلّ مَكانِ‬
‫عمْ ٍر وفي َمضَح ‪ ،‬لبكْرِ بن زَي ٍد القُشريّ ‪:‬‬
‫قال الَزهَريّ ‪ :‬وأَنشدنا أَبو َ‬
‫ل تَمضَحنْ عِ ْرضِي فأَنّي ماضِحُ‬
‫عِ ْرضَك إِنّ شا َتمْتَني وقادحُ‬
‫يُريدُ أَنّه يُهلِك مَن شاتَمه ويَفعلُ به ما ُيؤَدّي إِلى عَطَبهِ ‪ ،‬كالقَادِح في الشّجَ َرةِ ‪.‬‬
‫( و ) قال شُجاعٌ ‪َ :‬مضَحَ ( عنه ) و َنضَحَ ‪َ ( :‬ذبّ ) ودفَعَ ‪.‬‬
‫( و ) في ( نوادر الَعراب ) ‪َ :‬مضَحتِ ( الِبلُ ) و َنضَحَت و َرفَضت ‪ ،‬إِذا ( ان َتشَ َرتْ ‪ .‬و )‬
‫شمْسُ ) و َنضَحَت ‪ ،‬إِذا ( انتَشَرَ‬
‫ضحَت ( ال ّ‬
‫حتْ ) ‪ ،‬ك َنضَحَت ‪ ( .‬و ) َم َ‬
‫حتِ ( المزَا َدةُ ‪َ :‬رشَ َ‬
‫َمضَ َ‬
‫شعَاعُها ) على الَرْض ‪.‬‬
‫ُ‬
‫طوِيلُ الجَنَاحِ ‪ .‬وفي الكفاية ‪:‬‬
‫صقْرُ ) ال ّ‬
‫حيّ ) ‪ ،‬والَخير أَكثر ( ‪ :‬ال ّ‬
‫مضرح ‪ ( :‬ال َمضْرَحُ وال َمضْرَ ِ‬
‫ل وال َمضْرحيّ والصّقْ ُر والقُطَا ِميّ واحدٌ ‪ .‬وقد مَرّ‬
‫حيّ ‪ :‬النّسْر ‪ ،‬وقال أَبو عُبيدٍ ‪ :‬الَج َد ُ‬
‫ال َمضْرَ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/136‬‬

‫جعْه ‪ .‬وإِ ّنمَا أَعاده هنا نظرا إِلى أَصالة المي ِم في قول بعض أَهل الّل َغةِ ‪،‬‬
‫للمصنّف في ضَرح فرا ِ‬
‫وتقدّم لنا الكلم هناك ‪.‬‬
‫مطح ‪ ( :‬مَطَحَه كم َنعَه ‪ :‬ضَرَبَه ب َيدِه ) ‪ ،‬يمْطَحه َمطْحا ‪ ،‬وربما كُنيَ به عن النّكاح ‪.‬‬
‫( و ) مَطَحَ ( المرَأةَ ‪ :‬جَا َم َعهَا ) ‪ .‬قال الَزهَريّ ‪َ :‬أمّا الضّ ْربُ باليد مَبسوطَةً فهو البَطْح ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وما أَعرِف ال َمطْح ‪ِ ،‬إلّ أَن تكون الباءُ أُبدِلت ميما ‪.‬‬
‫ح الوَادِي ‪ :‬ار َتفَعَ وكَثُ َر ماؤُه ) وسالَ سَيْلً عريضا ‪ ،‬كتَبطّحَ وتَمطّحَ ‪.‬‬
‫( وامتَطَ َ‬
‫طعَامُ ‪ ( :‬وقد يُذكّر ) ‪،‬‬
‫ملح ‪ ( :‬المِلْح ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬م ) ‪ ،‬أَي معروف ‪ ،‬وهو ما يُطيّب به ال ّ‬
‫شعْب‬
‫والتّأْنِيث فيه أَكثَرُ ‪ ،‬كذا في العُبَاب ‪ .‬وتصغيرِ مُلَيْحَة ‪ .‬وقال الفَيّوميّ ‪ :‬جمْعها مِلحٌ ك ِ‬
‫وشعاب ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز المِلح ‪ ( :‬ال ّرضَاعُ ) وقد ُروِي فيه الفَتْحُ أَيضا ‪ ،‬كذا في ( المحكم ) ‪ ،‬ونقله‬
‫طمَحَان ‪ ،‬وكا َنتْ له‬
‫ضعَت ‪َ ،‬تمْلَح و َتمْلُح ‪ .‬وقال أَبو ال ّ‬
‫( اللسان ) ‪ ،‬وقد مَلَحَت فُنةُ لفُلنٍ ‪ ،‬إِذا أَ ْر َ‬
‫سقِي َقوْما من أَلبانها ثم إِنّهم أَغاروا عليها فأَخذُوها ‪:‬‬
‫إِ ِبلٌ يَ ْ‬
‫وإِنّي لَرجُو مِ ْلحَها في بُطونِكمْ‬
‫طتْ مِنْ جِلْدِ أَش َعثَ أَغْبَرَا‬
‫وما َبسَ َ‬
‫عوْا ما شَرِبْتم من أَلبان هاذه الِبل ‪،‬‬
‫وذالك أَنّه كَان نَزل عليه َقوْمٌ فَأَخذُوا إِبلَه فقال ‪ :‬أَرجو أَن تَر َ‬
‫سمِنُوا منها ‪.‬‬
‫طتْ منْ جُلُودِ قَومٍ كأَنّ جلُودَهم قد يَبِست ف َ‬
‫وما َبسَ َ‬
‫وفي حديث َوفْدِ َهوَازِنَ ‪ ( :‬أَنّهم كلّموا رسول ال صلى ال عليه وسلمفي سَ ْبيِ عشائرِهم فقال‬
‫شمِرٍ أَو للنّعمان بن المنذِر ثم نَزلَ مَنزِلَك‬
‫خَطيبُهم ‪ :‬إِنّا لو كُنّا مََلحْنا للحارِث بن أَبي َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/137‬‬

‫حفَظْ ذالك ‪ .‬قال الَصمعيّ في قوله مَلَحْنَا ‪ ،‬أَي‬


‫حفِظَ ذالك لنا وأَنت خيرُ المكْفُولِين ‪ ،‬فا ْ‬
‫هذا منّا ل َ‬
‫ضعْنا لهما ‪ .‬وإِ ّنمَا قال ال َهوَازِنيّ ذالك لَنّ رَسُولَ ال صلى ال عليه وسلمكان مُسْتَ ْرضَعا فيهم ‪،‬‬
‫أَ ْر َ‬
‫ضعَتْه حَليمةُ السّعدِيّة ‪.‬‬
‫أَ ْر َ‬
‫( و ) المِلْح ‪ ( :‬العِلْم ‪ .‬و ) ا ْلمِلْح أَيضا ( العَُلمَاءُ ) ‪ ،‬هاكذا في ( اللسان ) وذكَرَهما ابن خالَويه‬
‫في كتاب ( الجامِع للمشترك ) ‪ ،‬والقَزّازُ في ( كتابه الجامع ) ‪.‬‬
‫لحَة ) ‪ ،‬وقد مَلُح يَملُحُ مُلُوح ًة ومَلحةً ومِلحا ‪ ،‬أَي‬
‫حسْنُ ‪ ،‬من ( المَ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬المِلْح ال ُ‬
‫حسُن ‪ .‬ذكرَه صاحب المُوعب واللّبْليّ في ( شرح الفصيح ) ‪ ،‬والقَزّاز في ( الجامع ) ‪.‬‬
‫َ‬
‫حمُ ) ‪ .‬وفي ( التهذيب )‬
‫ج َعلَ فيها شيئا من مِلْح ‪ ،‬وهو ( الشّ ْ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬مَلَحَ القِدْرَ إِذا َ‬
‫عن أَبي عَمرٍ و ‪َ :‬أمْلَحْت القِدْرَ ‪ ،‬بِالَلف ‪ ،‬إِذا جَع ْلتَ فيها شيئا من شَحْمٍ ‪.‬‬
‫سمَنُ ) القليل ‪ ،‬وضبطَه شيخنا بفتْح السين وسكون الميم ‪ ،‬وجعلَه مع ما‬
‫( و ) المِلْح أَيضا ( ‪ :‬ال ّ‬
‫ن ‪ ،‬والصواب ما ذَكرْناه ‪ .‬وأَملَح البعيرُ ‪ِ ،‬إذَا‬
‫قبله عطْف تفسيرٍ ثمّ قال ‪ :‬وقد يقال إِنّهما مُتغَايرا ِ‬
‫ن القَومُ‬
‫سمِنَ ‪ .‬ويقال ‪ :‬كان رَبيعُنا مَملوحا ‪ .‬وكذالك إِذا أَلْبَ َ‬
‫ح َملَ الشّحْمَ ‪ ،‬ومُلِحَ فهو مملوح ‪ ،‬إِذا َ‬
‫َ‬
‫سمِ َنتْ قليلً ‪ ،‬عن الُموي ومنه قَول عُ ْر َوةَ بن‬
‫حتِ النّا َقةُ ‪َ :‬‬
‫سمَنُوا ‪ ( ،‬كال ّتمَلّحِ وال ّتمْلِيحِ ) وقد مَلّ َ‬
‫وأَ ْ‬
‫الوَرْد ‪:‬‬
‫َأ َقمْنَا بها حِينا وأَكثرُ زَادِنا‬
‫حمٍ مِن جَزورٍ ُممَلّحِ‬
‫َبقِيّةُ لَ ْ‬
‫والذي في ( البصائر ) ‪:‬‬
‫عَشيّةَ رُحْنَا سائرين وزادُنا‬
‫إِلخ ‪ ،‬وجَزور مُملّح فيها بقيّة‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/138‬‬

‫ن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫سمَنٍ ‪ ،‬وأَنشد اب ُ‬
‫من ِ‬
‫ورَدّ جازِرُهمْ حَرفا مصهّرةً‬
‫س منها وفي الرّجْلَينِ َتمْليحُ‬
‫في الرأْ ِ‬
‫سمَنُ في اللّسَان‬
‫شحْمَ لها ِإلّ في عَيْنِها وسُلمَاهَا ‪ .‬قال ‪َ :‬أوّل ما يَبْدأُ ال ّ‬
‫ن ‪ :‬يقول ‪ :‬ل َ‬
‫سمَ ٌ‬
‫أَي ِ‬
‫ل كمَلّحَت ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو مَقلوبٌ عن‬
‫لمَى والعَيْن ‪ .‬وتَملّحتِ الِب ُ‬
‫والكَرِش ‪ ،‬وآخِرُ ما يَبقَى في السّ َ‬
‫سمِنَت ‪ ،‬وهو قَول ابنِ الَعرابيّ ‪ .‬قال ابن سيده ‪ :‬ول أَرى للقَلْب هنا وَجْها ‪ .‬وأَرى‬
‫تَحّلمَت أَي َ‬
‫سمِنَت ‪ ،‬وهو مَجاز ‪.‬‬
‫مَلَحَت النّاقةُ بالتخفيف لغة في مَلّحَت ‪ .‬وتملّحَت الضّبابُ كَتحَّلمَت أَي َ‬
‫طمَحان المتقدّم‬
‫حةِ ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬وأَنشد أَبو سعيدٍ قَولَ أَبي ال ّ‬
‫( و ) المِلْح ‪ ( :‬الحُ ْرمَة والذّمامُ ‪ ،‬كا ْلمِلْ َ‬
‫ح ومِلْحةٌ ‪ ،‬إِذا كان بينهما حُ ْرمَةٌ ‪ ،‬كما‬
‫ن وفُلنٍ مِلْ ٌ‬
‫‪ ،‬وفَسّره بالحُرْمة والذّمام ‪ .‬ويقال بين فُل ٍ‬
‫غدْ ِركُم بها ‪ .‬قال أَبو العَباس ‪ :‬العرب‬
‫خذَكم ال بحُ ْرمَةِ صاحِبها و َ‬
‫سيأْتي ‪ .‬فقال ‪ :‬أَرجُو أَن يَأْ ُ‬
‫تُعظّم َأمْرَ المِلْحِ والنّارِ وال ّرمَادِ ‪.‬‬
‫صفٌ وما ُذكِرَ قبلَه كلّها أَسماءٌ ‪ .‬يقال ماءٌ‬
‫( و ) المِلْحُ ‪ ( :‬ضِدّ العَ ْذبِ مِنَ الما ُء كالمَلِيحِ ) ‪ ،‬هاذا َو ْ‬
‫عذْبا ثم مَلُحَ يقال ‪:‬‬
‫ح ‪ .‬ول يقال ‪ :‬مالِحٌ ِإلّ في لغة رَديئة ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ ،‬فإِن كان الماءُ َ‬
‫مِلْ ٌ‬
‫ح كمِلْح ‪ .‬وإِذا وَصفتَ الشيْءَ بما فيه من‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬ماءٌ مالِ ٌ‬
‫حةٌ ‪ .‬وحكَى اب ُ‬
‫َأمْلَح ‪ .‬و َبقْلَةٌ مال َ‬
‫س َمكٌ مالِحٌ ‪ ،‬وبَقْلَةٌ مالِحةٌ ‪ .‬قال ابن سِيده ‪ :‬وفي حديث عُثمان رضي ال عنه ‪:‬‬
‫لمُلُوحَة قلت ‪َ :‬‬
‫( وأَنا أَشْ َربُ ماءَ المِلْح ) ‪ ،‬أَي الشّدِيد المُلُوحَ ِة قال الَزهَ ِريّ عن أَبي العباس ‪ :‬إِنّه سمع ابنَ‬
‫الَعرابيّ قال ‪ :‬ماءٌ ُأجَاجٌ ‪ ،‬و ُقعَاعٌ ‪ ،‬وزُعَاقٌ ‪ ،‬وحُرَاقٌ وماءٌ َيفْقَأُ عينَ الطّائر ‪ ،‬وهو الماءُ المالِحُ‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬وأَنشدنا ‪:‬‬
‫عقّهُ‬
‫ع ْذبُ الماءِ ما أَ َ‬
‫بَحْرُك َ‬
‫سقَهُ‬
‫رَ ّبكَ والمحرُومُ مَن لمْ يُ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/139‬‬

‫أَرادَ ‪ :‬ما َأ َقعّه ‪ .‬من ال ُقعَا ‪ ،‬وهو الما ُء المهلْح َفقََلبَ ‪.‬‬
‫قال ابن شُميل ‪ :‬قال يونس ‪ :‬لم أَسمع أَحدا من العرب يقول ‪ :‬ماءٌ مالحٌ ‪ .‬ويقال ‪ :‬سَمكٌ مالِحٌ ‪،‬‬
‫ي ‪ :‬ول يقال مالِحٌ ‪ .‬قال ‪ :‬وقال أَبو ال ّدقَيْش ‪:‬‬
‫ح ومملوحٌ ‪ .‬قال الجوهَ ِر ّ‬
‫س َمكٌ مَلي ٌ‬
‫وأَحسنُ منهما َ‬
‫ن ُوجِدَ في كلم العرب قليلً ُلغَةٌ ل تُنْك ‪ .‬قال‬
‫ح ومِلْح ‪ .‬قال أَبو منصور ؛ هاذا وإِ ْ‬
‫يقال ماءٌ مال ٌ‬
‫ابن بَريّ ‪ :‬قد جاءَ المالح في أَشعَار الفُصحا ِء ‪ ،‬كقول الَغلب العِجْليّ يَصف أُتُنا وحِمارا ‪:‬‬
‫تَهالُه من كَرْبهِنّ كالحَا‬
‫وافْتَرّ صابا ونَشُوقا ماِلحَا‬
‫وقال غَسّانُ السّلِيطيّ ‪:‬‬
‫غذَاهنّ الحَليبُ ولم يَكنْ‬
‫وبِيّ ِ‬
‫غِذَاهُنّ نِينَانٌ من البحرِ مالِحُ‬
‫حبّ إِلينا مِنْ أُناسٍ ِبقَرْيَةٍ‬
‫أَ َ‬
‫َيمُوجُون َموْجَ ال َبحْرِ والبَحْرُ جَامِحُ‬
‫وقال عُمر بن أَبي رَبيعةَ ‪:‬‬
‫ولو تفََلتْ في البَحْر وال َبحْرُ مالحٌ‬
‫عذْبَا‬
‫أَصبَحَ ماءُ ال َبحْرِ من ري ِقهَا َ‬
‫ن الَعْرَابيّ ‪ :‬يقال شيْءٌ مالِحٌ ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬حا ِمضٌ ‪ .‬قال ابنَ بَ ّريّ ‪ :‬وقال أَبو‬
‫قال ‪ :‬وقال اب ُ‬
‫ي ‪ :‬ووَجْهُ جَوازِ هاذا من جِهة العَربيّة أَن‬
‫ح ْمضُ ‪ :‬المالِحُ من الشّجَر ‪ .‬قال ابن بَ ّر ّ‬
‫الجَرّاح ‪ :‬ال َ‬
‫يكون على النّسَب ‪ ،‬مثل قولهم ماءٌ دا ِفقٌ ‪ ،‬أَي ذو َدفْق ‪ ،‬وكذلك ماءٌ مالح ‪ ،‬أَي ذو مِلح ‪ ،‬وكما‬
‫ع ‪ .‬قال ‪ :‬ول يكون هاذا جاريا على‬
‫يقال ‪ :‬رَجلٌ تا ِرسٌ ‪ ،‬أَي ذو تُرْسٍ ‪ ،‬ودَا ِرعٌ ‪ ،‬أَي ذو دِ ْر ٍ‬
‫ح ومَلِيحٌ و َممْلُوح ( و ُممَلّح ) وكَرِ َه بعضُهم مَلِيحا ومالِحا ‪ ،‬ولم‬
‫س َمكٌ مالِ ٌ‬
‫ال ِفعْل ‪ .‬وقال ابن سيدَه ‪ :‬و َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/140‬‬

‫يَرَ بَ ْيتَ ‪ .‬عُذَافرٍ حُجّة ‪ ،‬وهو قوله ‪:‬‬


‫لو شاءَ رَبّي لم أَكنْ كَرِيّا‬
‫ش ْعفَرَ المَطِيّا‬
‫سقْ َ‬
‫ولم أَ ُ‬
‫َبصَريّةَ ت َزوّجتْ َبصْرِيّا‬
‫طعِمها المالِحَ والطّرِيّا‬
‫يُ ْ‬
‫( وَأمْلَحَ ) الرّجلُ ‪ ( :‬وَ َردَه ) ‪ ،‬أَي ماءً مِلْحا ‪ ( ،‬ج مِ ْلحَةٌ ) ‪ ،‬بزيادة الها ِء ( ومِلَحٌ ) بالكسر ‪،‬‬
‫شعَاب ‪ ( ،‬وَأمْلَحٌ ) ‪ ،‬كتُرْب وأَتْراب ‪ ( ،‬ومِلَحٌ ) ‪ ،‬بكسر ففتْح ‪ ،‬وقد يقال َأمْواهٌ مِلْحٌ‬
‫شعْب و ِ‬
‫كِ‬
‫و َركِيّةٌ مِلْحةٌ ‪ .‬وقد ( مَلُحَ ) الماءُ ‪ ( ،‬ككرُمَ ) ‪ ،‬وهي لُغةُ أَهلِ العالية ‪ ( .‬ومَنَعَ ) ‪ ،‬عن ابن‬
‫ي لَهل الحِجاز ‪ ،‬وذكرَها الجوهَ ِريّ‬
‫الَعرابيّ ونقله ابن سيد وابن القطّاع ( و َنصَرَ ‪ ،‬نسبَها الفيّوم ّ‬
‫وغيرُ واحدٍ ‪ ( ،‬مُلُوحَةً ) ‪ ،‬بالضّم ‪ ( ،‬ومَلَحَةً ) مصْدَريّ باب كَ ُر َم ‪ ،‬ومُلُوحا ‪ ،‬مصْد باب منَع‬
‫كقَعَدَ ُقعُودا ‪ ،‬ذكرَه الجوهَريّ والفيّوميّ ‪.‬‬
‫ح ًة ومَلَحَ ًة ومِلْحا ‪ .‬فهاذِه ثلثةُ مصادرَ ‪ :‬الَوّل هو الجاري‬
‫ح ككَرُمَ ) ‪َ ،‬يمْلُح مُلُو َ‬
‫( والحُسْنُ مَلُ َ‬
‫ح ومُلَحٌ ) ‪ ،‬كغُرَاب ‪،‬‬
‫على القِيَاس ‪ ،‬والثاني هو الَكثير فيه ‪ ،‬والثالث أَقلّها ‪ ( .‬فهو مَلِي ٌ‬
‫( ومُلّحٌ ) ‪ ،‬بالتشديد ‪ ،‬وهو َأمْلَحُ من المَليح ‪ ،‬كذا في ( التهذيب ) ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫جهْمٍ حَسَنٍ مُلّحِ‬
‫َتمْشِي ب َ‬
‫جمّ حتّى َهمّ بالصّياحِ‬
‫أَ َ‬
‫َيعْنِي فَرْجعها ‪ ،‬وهاذا المثال لمّا أَرادوا المبالغَة قالوا ُفعّال ‪ ،‬فَزادوا في لفظِه لِزيادة معناه ‪ ،‬مكثل‬
‫كَريم وكُرّام ‪ ،‬وكَبير وكُبّار ‪ ( .‬ج ) أَي جمع المليح ( مِلَحٌ ) ‪ ،‬بالكسر ‪ ( ،‬وَأمْلَحٌ ) ‪ ،‬كلهما‬
‫عن أَبي عمرٍ و ‪ ،‬مثل شَريف وأَشراف ‪ ،‬وكَريم وكِرَام ‪ ( .‬و ) جمع مُلَح ومُلّحٍ ( مُلَحُونَ‬
‫ومُلّحُونَ ‪ ،‬وهما جمْعا سلمة ‪ ،‬والُنْثَى مَليحَة ‪.‬‬
‫حهُ ) أَي عِ ْرضَه ‪ ( ،‬كمَ َنعَه ‪ :‬اغْتَابَه ) ووقَعَ فيه ( و )‬
‫( و ) في ( الَساس ) ‪ :‬من المجاز ( مَلَ َ‬
‫مَلَحَ ( الطاّئرُ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/141‬‬

‫خفَقانِه بِجَنَاحَيْهِ ) ‪ .‬قال ‪:‬‬


‫كَثُرَ سُرْعَةُ َ‬
‫مَلْحَ الصّقورِ تحتَ دَجْنٍ ُمغِينِ‬
‫ب ول‬
‫قال أَبو حاتم ‪ :‬قلْت للَصمعيّ ‪ :‬أَتُرَاه مَقلوبا من الّلمْح ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬إِ ّنمَا يقال َلمَحَ الكَوكَ ُ‬
‫ح ‪ ،‬فلو كان مقلوبا لجَاز أَن يقال مَلَح ‪.‬‬
‫يقال مَلَ َ‬
‫خذُ شعرِها وصُوفِها‬
‫سمَطَها ) ‪ ،‬فهي مَملُوحة ‪ ،‬كَملّحها تَمليحا ‪ ،‬وَتَمليحُها ‪ :‬أَ ْ‬
‫( و ) مَلَحَ ( الشّاةَ ‪َ :‬‬
‫حكِم ُنضْجُها ) قال ابن الَثير ‪:‬‬
‫عمْرو بن حُريث ( عَنَاقٌ قد أُجيدَ تمليِحُها وُأ ْ‬
‫بالماءِ ‪ .‬وفي حديث َ‬
‫سمِينها ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫حهَا َت ْ‬
‫سمْطُ ‪ ،‬وقيل تَمليِ ُ‬
‫التّمليح هنا ال ّ‬
‫ح ويَملُح ‪ ،‬وهو مجاز ‪.‬‬
‫ضعَه ) َيمْلَ ُ‬
‫( و ) مَلَحَ ( الوَلَدَ ‪ :‬أَ ْر َ‬
‫ح ‪ .‬ويقال سَمكٌ مالحٌ ‪.‬‬
‫ك ) ومَلّحَه فهو مملوحٌ مُملّح مَلي ٌ‬
‫س َم َ‬
‫( و ) مَلَحَ ( ال ّ‬
‫حهُ ‪،‬‬
‫( و ) مَلَحَ ( القِدْرَ ) يَمَلحُه مَلْحا ‪ ( :‬طَرَحَ فيه المِلْح ) بقَدْر ‪ .‬كذا في ( الصّحاح ) ‪ ( ،‬كمَلَ َ‬
‫ن فصيحتان ‪ .‬وفاتَه مَلّحه تَمليحا ‪ ،‬وذالك إِذا أَكثَرَ مِلْحَه فأَفسدَه‬
‫كضَرَبَه ) َيمْلِحَه مَلْحا ‪ ،‬فهما لغتا ِ‬
‫ح بمعنًى واحدٍ ‪ .‬ثم إِنّ الموجود في النّسخ كّلهَا تذكيرُ‬
‫ح وَأمْلَ َ‬
‫ح ومعلّ َ‬
‫ونقل ابن سِيدَه عنس يبويه مَلَ َ‬
‫صوَابُ أَن يقول ‪:‬‬
‫جلَ فكان ال ّ‬
‫الضّمير ‪ ،‬والمقرّر عندهُم أَنّ أَسما َء القُدورِ كّلهَا ُمؤَنّثَة ِإلّ المِرْ َ‬
‫حهَا ‪ ،‬أَشارَ إِليه شيخُنَا ‪.‬‬
‫كملَ َ‬
‫ح والمِلْحُ أَكثرُ ‪ ،‬وذالك إِذَا‬
‫ط َع َمهَا سَ َبخَةَ المِلْح ) ‪ .‬وهو تُرَابٌ ومِلْ ٌ‬
‫( و ) مَلَحَ ( المَاشِ َيةَ ) مَلْحا ( أَ ْ‬
‫حهَا تَمليحا ‪.‬‬
‫ح ْمضِ فأَط َع َمهَا ‪ ،‬كمَلّ َ‬
‫لم تَقدِرْ على ال َ‬
‫جلِ الدّابّة ‪ .‬وقد مَلِحَ مَلَحا ‪ ،‬وهو ( وَرَمٌ في عُ ْرقُوبِ‬
‫( والمَلَحُ ‪ ،‬مح ّركَةً ) ‪ :‬داءٌ وعَ ْيبٌ في رِ ْ‬
‫الفَرَسِ ) دونَ الجد ‪ ،‬فإِذا اش َت ّد فهو الجَ َرذُ ‪.‬‬
‫سوَادِ الكُوفَةِ مَوضعٌ يقال له مَلَحٌ ‪.‬‬
‫جعْدةَ بال َيمَامَةِ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ب َ‬
‫( و ) المَلَح ‪ ( :‬ع ) من دِيار بني َ‬
‫سكّريّ ‪ :‬معلَحٌ ‪ :‬ماءٌ لبنِي العَ َدوِيّة ‪ ،‬ذكَر ذالك في شرح قول جرير ‪:‬‬
‫وقال ال ّ‬
‫ُيهْدِي السّل َم لَهْل ال َغوْرِ من مَلَحِ‬
‫هَ ْيهَاتَ مِن مَلَحٍ بال َغوْر مُهدَانَا‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/142‬‬

‫كذا في ( المعجم ) ‪ ( .‬وَأمْلَحَ الماءُ ‪ :‬صارَ مِلْحا ‪ .‬و ) قد ( كَانَ عَذْبا ) ‪ ،‬عَن ابن الَعرابّي ‪.‬‬
‫حتْ هي ‪ :‬وَ َر َدتْ ماءً مِلْحا ‪ ( .‬و ) أَملحَ‬
‫سقَاهَا إِيّاه ) ‪ ،‬أَي ماءً ملْحا ‪ ،‬وأَمَل َ‬
‫ح الِبلَ ‪َ ( :‬‬
‫( و ) َأمْلَ َ‬
‫حهَا ‪ ،‬كمَلّحَها ) تَمليحا ‪ ،‬قال أَبو منصور ‪ :‬وهو الكلمُ الجيّد ‪:‬‬
‫( القِدْرَ ‪ :‬كثّر مِ ْل َ‬
‫( والمَلّحة مشدّدةً ‪ :‬مَنْبِتُه ) ‪ ،‬كال َبقّالة لمنْبت الب ْقلِ ‪ ( ،‬كال َممْلَحةِ ) ‪ ،‬بفتح الميم ‪ ،‬هاكذا هو‬
‫جعَل فيه المِلْح ‪ ،‬وضَبطه الزمخشري في الَساس بالكسر ( والمَلّحُ ) ‪،‬‬
‫مضبوطٌ عندنا ‪ ،‬وهو ما ُي ْ‬
‫ككَتّاب ( ‪ :‬با ِئعُه ‪ ،‬أَو ) هو ( صاحِبُه ) ‪ ،‬حكاه ابن الَعرابيّ ‪ .‬وأَنشد ‪:‬‬
‫ت كلّ عشيّةٍ‬
‫حتّى تَرَى الحُجُرَا ُ‬
‫حوَْلهَا ك ُمعَرّسِ المَلّحِ‬
‫ما َ‬
‫( كالمُ َتمَلّحِ ) ‪ ،‬وهو مَتَ َزوّده أَو تاجِرُه ‪ .‬قال ابنُ مُقبِل يَصف سَحابا ‪:‬‬
‫تَرَى كلّ وادٍ سَال فيه كأَنّما‬
‫أَناخَ عليه رَاكبٌ مُ َتمَلّحُ‬
‫سفِينة ‪ ،‬لملزَمتِه الماءَ المِلْحَ ‪ ( .‬و ) هو‬
‫( و ) المَلّح ( ‪ :‬النّو ِتيّ ) ‪ .‬وفي ( التهذيب ) صاحبُ ال ّ‬
‫أَيضا ( مُ َت َعهّدُ ال ّنهْرِ ) ‪ ،‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬البَحر ‪ ( ،‬ل ُيصْلِحَ ُفوّهَتَه ) ‪ ،‬وأَصله من ذالك ‪،‬‬
‫سفّانُ مَلّحا لمعالَجته‬
‫( وصَ ْنعَتُه المِلَحة ‪ ،‬بالكسر ‪ .‬والمَلّحِيّة ) ‪ ،‬بالفتح والتشديد وقيل ‪ :‬س ّميَ ال ّ‬
‫الماءَ المِلْح بإِجراءِ السّفنِ فيه ‪ .‬وأَنشد الَزهَ ِريّ للَعْشى ‪:‬‬
‫حهَا وَسْطَها‬
‫َتكَافَأَ مَلّ ُ‬
‫خ ْوفِ ‪َ ،‬كوَثََلهَا َيلْتَزِمْ‬
‫مِن ال َ‬
‫حهَا ‪ ،‬قال الَزهريّ عن الليث ‪ :‬المُلّح‬
‫عوْنَ سَرَا َ‬
‫حهَا ‪ ،‬ويَر َ‬
‫( و ) في حديث ظَبْيَانَ ( ي ْأكُلون مُلّ َ‬
‫حمْض ‪ .‬وأَنشدَ ‪:‬‬
‫( ك ُرمّان ) من ال َ‬
‫يَخْ ِبطْنَ مُلّحا كذَاوِي القَ ْر َملِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/143‬‬
‫غصّةٌ فيها مُلوحةٌ ‪،‬‬
‫وقال أَبو منصور ‪ :‬المُلّح من بقول الرّياض ‪ ،‬الواحدة مُلّحَةٌ ‪ ،‬وهي بَقلةٌ َ‬
‫حمُوض ذات ُقضُب ووَرَقٍ ‪ ،‬مَنْبتُها‬
‫مَنابِتُها القِيعَانُ وفي ( المحكم ) ‪ :‬المُلّحة ‪ :‬عُشْبة من ال ُ‬
‫طعْمِ ناجعةٌ في المال ‪ ،‬وحكى ابن الَعرابيّ عن أَبي ال ُمجِيب الرّبَعي في‬
‫القَفَافُ ‪ ،‬وهي مالحةُ ال ّ‬
‫َوصْفه َر ْوضَةً ‪ ( :‬رأَيتُها تَ ْندَى من ُب ْهمَى وصُوفَانةٍ ( ويَنَم ٍة ) ومُلّحَة و َن َهقَةٍ ‪ .‬ونقلَ ابن سيده عن‬
‫حبّ يُجمَع كما يُجمع‬
‫حمْرَة ‪ ،‬يُؤكَل مع اللّبَن ‪ ،‬وله َ‬
‫ت ) مثل القُلّم فيه ُ‬
‫أَبي حَنيفة ‪ ،‬المُلّح ( نَ ْب ٌ‬
‫طعْم ‪ .‬وقال مَ ّرةً ‪ :‬المُلّحُ ‪ :‬عُ ْنقُودُ‬
‫س ّميَ مُلّجا لِّلوْنِ ل لل ّ‬
‫ال َفثّ ويُهبَز فيُؤكَل ‪ ،‬قال ‪ :‬وأَحسبه ُ‬
‫حمْض‬
‫ح ومالحٌ لل َ‬
‫طعْمه ‪ ،‬كأَنّ فيه من حَرارته مِلْحا ويقال ‪ :‬نَ ْبتٌ مِلْ ٌ‬
‫س ّميَ ِل َ‬
‫الكَبَاثِ من الَرَاكِ ‪ُ ،‬‬
‫حمْض ‪.‬‬
‫ح ومالحٌ لل َ‬
‫ويقال ‪ :‬نَ ْبتٌ مِلْ ٌ‬
‫سمّيَ‬
‫سفِينَةُ ) ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ ،‬قال ‪ :‬وبه ُ‬
‫( و ) المِلَح ‪ ( ،‬ككِتَابٍ ‪ :‬الرّيحُ تَجْرِي بها ال ّ‬
‫المَلّح مَلّحا ‪.‬‬
‫ج َعلَ رأْسه فِي مِلَحٍ وعَّلقَه ) ‪ ،‬المِلَحُ ‪:‬‬
‫سعْدٍ َ‬
‫عمَرَ بنَ َ‬
‫( و ) في الحديث ( أَنّ المختارَ لمّا قتلَ ُ‬
‫لةُ ) قال ابن سيده هناك ‪ :‬وأُراه مقلوبا من الوَلِيحة الغِرَارةُ ‪ ،‬والمِلَح المخلةُ ‪ .‬قال ابن‬
‫( المِخْ َ‬
‫سيده هناك ‪ :‬وأُراه مقلوبا من الوَليحة ‪ ،‬إِذا لم أَست ِدلّ به على ميمه أَهي زائدةٌ أَم أَصلٌ ‪ ،‬وحمُلهَا‬
‫على الزّيادة أَكثرُ ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬هو ( سِنَانُ ال ّرمْحِ ) ‪.‬‬
‫ن الَعرابيّ ‪ ( :‬و ) المِلَحُ ‪ ( :‬السّتْرَة ) ‪.‬‬
‫قال اب ُ‬
‫شمَالِ ) ‪.‬‬
‫ع ِقبَ ال ّ‬
‫( و ) المِلَحُ ‪ ( :‬أَنْ َت ُهبّ الجَنُوبُ َ‬
‫( و ) المِلَحُ ( بَرْدُ الَرْضِ حينَ يَنْ ِزلُ الغَ ْيثُ ) ‪.‬‬
‫( و ) عن الليث ‪ :‬المِلَحُ ‪ :‬ال ّرضَاعُ ‪ .‬وقال غيرُه ‪ ( :‬المُرَاضَعةُ ) ‪ ،‬مصدر مَالح مُماَلحَةً ‪،‬‬
‫وسيأْتي ما يتعلّق به في الممالحة ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/144‬‬

‫جةُ حَيَاءِ النّاقةِ ) إِذا اشتكَت ‪ ،‬ف ُت ْؤخَذ خِ ْرقَ ٌة ويُطْلَى عليها َدوَاءٌ ثم تُ ْلصَق‬
‫( و ) المِلَح ‪ُ ( :‬معَالَ َ‬
‫على الحَياءِ فيبرأُ ‪ ،‬كذا في ( التهذيب ) ‪.‬‬
‫( و ) المِلَحُ ‪ ( :‬المِيَاهُ المِلْح ) هاكذا في النّسخِ ‪ ،‬وهو نصّ عبارة التهذيب ‪.‬‬
‫حيّ كغُرَابِيّ ) ‪ ،‬عن ابن سيده ‪ ( ،‬وقد يشدّد ) ‪ ،‬حكاه أَبو حنيفة ‪ ،‬وهي قليلة ‪ ( :‬عِ َنبٌ‬
‫( والمُلَ ِ‬
‫طوِيلٌ ) ‪ ،‬أَي في حَبّه طُولٌ ‪ ،‬وهو من المُلْحَة ‪.‬‬
‫أَبْ َيضُ َ‬
‫( وقال أَبو قَيس بنُ الَسْلت ) ‪.‬‬
‫وقد لحَ في الصّبْح الثّريّا كما تَرَى‬
‫لحِيّةٍ حينَ َنوّرَا‬
‫ك ْنقُودِ مُ ّ‬
‫سبَ إِلى المُلّح وإِنما المُلّح في الطّعم ‪.‬‬
‫وقال أَبو حنيفَة إِ ّنمَا نُ ِ‬
‫ن الَرَاكِ‬
‫حيّ ( مِ َ‬
‫صغَارٌ َأمْلَحُ صا ِدقُ الحَلو ِة ويُزَ ّببُ ( و ) المُلَ ِ‬
‫حيّ ( َن ْوعٌ مِن التّين ) ِ‬
‫( و ) المُلَ ِ‬
‫شهْبَةٌ ) ‪ ،‬قاله أَبو حنيفةَ ‪ ،‬وأَنشدَ لمُزاحمٍ ال ُعقَيْلي ‪:‬‬
‫حمْ َرةٌ و ُ‬
‫‪ :‬ما فيه بَياضٌ و ُ‬
‫حوَى الطّرّتَين خَل َلهَا‬
‫فمَا أُمّ َأ ْ‬
‫حيّ من المَ ْردِ َلهَا‬
‫ِبقُرّى مُلَ ِ‬
‫( والمَلْحَة ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( :‬لُجّةُ البَحْرِ ‪ .‬و ) ُر ِويَ عن ابن عبّاس أَنّ قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫خصَالٍ ‪ :‬المُ ْلحَة ‪ ،‬وَالمهابَة ‪ ،‬والمحبّة ) ‪ .‬المُ ْلحَة ( بالضّمّ ‪:‬‬
‫عليه وسلم ( الصّادقُ يُعطَى ثلثَ ِ‬
‫سمِنْت ‪ .‬فكأَنّه يريد ال َفضْلَ‬
‫ال َمهَابَةُ والبَ َركَةُ ) ‪ .‬قال ابن سيده ‪ :‬أُراه من قولهم ‪ :‬تملّحَت الِبلُ َ‬
‫والزّيَا َدةَ ‪ .‬ثم إِنّ الذي في ُأ ّمهَاتِ اللّغة أَن المُلْحة هي البَرَكةُ ‪ ،‬وَأمّا ال َمهَابة فهي من َلفْظِ الحديث‬
‫كما عَرَفت ‪ ،‬وليس بتفسير للمُلْحَةِ فتَأمّلْ ‪.‬‬
‫ح َدةُ المُلَحِ من الَحادِيثِ ) ‪ ،‬وهي‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬طْ ِرفْنَا بمُ ْلحَةِ من مُلَحِك ‪ .‬المُلْحَة ‪ ( :‬وا ِ‬
‫حةٌ‬
‫الكَلِمة المَليحة وقيل ‪ :‬القَبيحة ‪ ،‬وبهما فُسّر قولُ عائشةَ رضي ال عنها ‪ُ ( :‬ردّوها عليّ ‪ ،‬مُلْ َ‬
‫في النّارِ اغْسِلوا عنّي أَثَرها بالماءِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/145‬‬

‫والسّدْر ) ‪ .‬قال الَصمعيّ ‪َ :‬بَل ْغتُ بالعُلْم ونِ ْلتُ بالمُلح ‪.‬‬
‫ح ْفصِ‬
‫ي الَديب المُلَحيّ راوي نسخةِ ابنِ عَ َرفَةَ ‪ ،‬وأَبو َ‬
‫ح ِو ّ‬
‫صفّار النّ ْ‬
‫وأَبو عليّ إِسماعيل بنُ محمّد ال ّ‬
‫حيّ ‪ . .‬قال الحافظ ابنُ حَجر ‪ :‬وأَش َعبُ الطْامِعُ أَيضا يُعرَف بذالك ‪،‬‬
‫بنُ شاهينَ يعرف بابنِ المُلَ ِ‬
‫قال ‪ :‬وهؤُلءِ نسِبُوا إِلى ِروَايَةِ اللّطَائِف والمُلَح ‪.‬‬
‫سوَادٌ ‪ ،‬كالمَلَحِ ‪،‬‬
‫( و ) من المجاز المُلْحَة من الَلوَان ( بَيَاضٌ ) يَشوبُه ‪ ،‬أَي ( ُيخِالِطُه َ‬
‫مُح ّركَةً ) ‪ ،‬تقول في الصّفة ‪ ( :‬كَبْشٌ َأمْلَحُ ) بَيّنُ المُ ْلحَ ِة والمَلَحِ ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬الَملَحُ الَبَلقُ‬
‫ف ونَحوه كان فيه بَياضٌ وسَوادٌ ‪ ،‬فهو َأمْلَحُ ‪ .‬وفي‬
‫سوَا ٍد وبَيَاضٍ ‪ .‬وقال غيرُه ‪ :‬كلّ شَ ٍر وصُو ٍ‬
‫بَ‬
‫الحديث ( أَنّ رَسُولَ ال صلى ال عليه وسلمأُ ِتيَ بكَبشَيْن أَمَلحَيْنِ فذَبحَهما ) ‪ .‬وفي ( التهذيب )‬
‫شمَطَاءُ سَودَاءُ تَ ْنفُذُهَا شَع َرةٌ بَيضاءُ ‪. .‬‬
‫( ضَحّى بكَبْشين َأمَْلحَيْنِ ) ( و َنعْجَةٌ مَلْحَاءُ ) ‪َ :‬‬
‫( و ) وقال الكِسائيّ وأَبو زيد وغيرهما ‪ :‬الَملحُ ‪ :‬الذِي فيه بَياضٌ وسَوادٌ ويكون البَياضُ أَكثرَ ‪.‬‬
‫و ( قد امْلَحّ ) الكَبشُ ( امْلِحاحا ) ‪ .‬صار َأمْلَحَ ‪ .‬ويقال كَبشٌ َأمْلَحُ ‪ ،‬إِذا كان شَعرُه خَلِيسا ‪.‬‬
‫شدّ الزّ َرقِ ) حتّى َيضْرِب إِلى البَيَاض ‪ ،‬وقد مَلِحَ مَلَحا وامْلَحّ امْلِحَاحا‬
‫( و ) المُلْحَة أَيضا ‪َ ( :‬‬
‫وَأمْلَحَ ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬الزّ ْرقَة إِذا اشت ّدتْ حتَى تَضربَ إِلى البَياض قيل ‪ :‬هو َأمْلَحُ العَيْن ‪.‬‬
‫حةُ ‪ ( ،‬بالكَسْر ) ‪ :‬اسم ( رَجُل ‪ .‬و ) مِ ْلحَةُ الجَرْميّ ( شاعرٌ ) من شُعرائهم ‪.‬‬
‫( و ) مِلْ َ‬
‫س ّميَ بذالك لبْ ِيضَاضِه ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬مِلْحَانُ ‪ ،‬بالكسر ) اسمُ شَهرِ ( جُمادَى الخِرَة ) ‪ُ ،‬‬
‫قال الكُميت ‪:‬‬
‫حمْرا جُنُوبُها‬
‫ستِ الفاقُ ُ‬
‫إِذَا أَم َ‬
‫ش َهبُ‬
‫لشَيْبَانَ أَو مِ ْلحَانَ واليومُ أَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/146‬‬

‫سمّيَ بذالك لبياضِ‬


‫لوّل ( و ) مِلْحَانُ ( ‪ :‬الكانُونُ الثّاني ‪ُ ،‬‬
‫جمَادَى الُولَى ‪ ،‬وقيل كانُونُ ا َ‬
‫شَيْبَانُ ‪ُ :‬‬
‫عمْرِو بن أَبي عَمرٍ و ‪ :‬شِيبَانُ ‪ ،‬بكسر الشين ‪ .‬ومِلْحَانُ من الَيّامِ ِإذَا‬
‫ج ‪ .‬ونقل الَزهريّ عن َ‬
‫الثّل ِ‬
‫صقِيع ‪ .‬وفي ( الصّحاح ) ‪ :‬يقال لبعض شُهور الشّتَاءِ مِلْحان ‪ ،‬لِبياضِ ثَ ْلجِه‬
‫ابْ َيضّت الَرضُ من ال ّ‬
‫‪.‬‬
‫حفَاشَ ‪ ( .‬و ) مِلْحَانُ ( جَ َبلٌ بدِيارِ‬
‫لفٌ بال َيمَنِ ) مشهورٌ ‪ ،‬يُضاف إِلى ُ‬
‫( و ) مِلْحَانُ ‪ ( :‬مُخْ َ‬
‫حمْيَر ‪ ،‬وإِليه‬
‫سدَدِ بن ِ‬
‫ع ْوفِ بن مالكِ بن زيد بن َ‬
‫سُلَيمٍ ) بالحجاز ‪ .‬وقال ابن الحائك ‪ :‬مِلْحَانُ بنُ َ‬
‫جمِ ‪ ،‬واسمُ الجَبلِ رَيْشَانُ فيما َأحْسب ‪ .‬كذا في‬
‫طلّ على ِتهَامَ َة وال َمهْ َ‬
‫يُنْسَب جَ َبلُ مِ ْلحَانَ المُ ِ‬
‫( المعجم ) ‪.‬‬
‫خضْرا ‪ ( .‬و ) المَ ْلحَاءُ من البَعير ‪ :‬ال ِفقْرُ الّتي‬
‫ط وَ َرقُها ) وبَقِيتْ عِيدَ ُنهَا ُ‬
‫سقَ َ‬
‫( والمَلْحَاءُ ‪ :‬شَجَ َرةٌ َ‬
‫عليها السّنا ُم ‪ ،‬ويقال ‪ :‬هي ما بينَ السّنَامِ إِلى ال َعجُزِ ‪ ،‬وقيل ( لَحْمٌ في الصّ ْلبِ ) مُستَبطِنٌ ( مِنَ‬
‫الكا ِهلِ إِلى العَجُزِ ) ‪ .‬قال العجّاج ‪:‬‬
‫ظمِ‬
‫مَوصولةُ المَ ْلحَا ِء في مُستع َ‬
‫حضِه مَُلكّمِ‬
‫وكَ َفلٍ من نَ ْ‬
‫وقول الشّاعر ‪:‬‬
‫ب ومَرّوا‬
‫َر َفعُوا رَا َيةَ الضّرَا ِ‬
‫ل يُبَالُون فارِسَ المَلْحَاءِ‬
‫ل والعَجُزِ‬
‫حمِ ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ :‬الملحَاءُ بين الكاه ِ‬
‫يعني بفارِسِ الملحاءِ ما علَى السّنَامِ من الشّ ْ‬
‫حتَ السّنَامِ والجمع مَلْحاوَاتٌ ‪.‬‬
‫وهي من البَعير ما تَ ْ‬
‫ن في كَتيبةٍ مَ ْلحَاءَ ‪ ،‬المَلْحَاءُ ‪ ( :‬الكَتِيبَةُ ) البَ ْيضَاءُ ( العَظِيمَةُ ) ‪ ،‬قال‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬أَق َبلَ فُل ٌ‬
‫حسّان بن رَبِيعَةَ الطائيّ ‪:‬‬
‫وأَنّا َنضْ ِربُ المَ ْلحَاءَ حَتّى‬
‫شهُودُ‬
‫تُوّليَ والسّيُوفُ لَنَا ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/147‬‬

‫ت للِ المُنْذِرِ ) من مُلُوك الشامِ ‪ ،‬وهما كَتيبتانِ ‪ ،‬إِحداهما هاذه ‪،‬‬


‫( و ) المَلْحَاءُ ‪ ( :‬كَتِيبَةٌ كَا َن ْ‬
‫س الَسديّ ‪:‬‬
‫شهْبَاءُ ‪ .‬قال عَمرُو بن شأْ ٍ‬
‫والثانية ال ّ‬
‫خمِ بعدما‬
‫ُيفْلّقْن رَأْسَ الكَو َكبِ الضّ ْ‬
‫تَدُورُ رَحَى المَ ْلحَا ِء في الَمر ذي البَ ْزلِ‬
‫حفْصيّ ‪ .‬وهو من قُرَى الخَرْج بها ‪.‬‬
‫( و ) مَلْحاءُ ( ‪ :‬وَادٍ بال َيمَامَةِ ) من أَعظم َأوْدِيَتها ‪ .‬وقال ال َ‬
‫كذَا في ( المعجم ) ‪.‬‬
‫علَى ُركْبَتِهِ ) ‪ ،‬هاكذا بالِفرادِ في النّسخ ‪ ،‬والصّواب ( على‬
‫( و ) من المجاز فُلنٌ ( مِلْحُه َ‬
‫ي ل وعفَاءَ‬
‫ُركْبَتَيْه ) بالتثنية كما في ُأمّهاتِ الّلغَة كّلهَا ‪ .‬واختُلف في تفسيره على أَقوالٍ ثلثةٍ ‪َ ( ،‬أ ْ‬
‫لوّل ‪ .‬قال مِسكِينٌ الدّارِميّ ‪:‬‬
‫له ) ‪ ،‬وهو القول ا َ‬
‫س َوةٍ‬
‫ل تُل ْمهَا إِنّها مِن ِن ْ‬
‫حهَا موضوعةٌ فوقَ ال ّر َكبْ‬
‫مِلْ ُ‬
‫قال ابن الَعرابيّ ‪ :‬هاذه قليلةُ الوفاءِ ‪ .‬قال ‪ :‬والعرب تَحلِف بالمِلْح والماءِ تعظيما لهما ‪ .‬وفي‬
‫( التهذيب ) في معنَى المثل ‪ :‬أَي مضيّعٌ لحقّ الرّضاعِ غير حافِظٍ له ‪ ،‬فأَدْنَى شيءٍ ينْسِيه ِذمَامه ‪،‬‬
‫ن ) ‪ .‬وهو القول الثاني ‪ ،‬قال‬
‫كما أَنّ الذي َيضَع المِلْحَ على رُكبتَيه أَدْنَى شيءٍ يُبدّده ‪ ( .‬أَو سَمي ٌ‬
‫سمَنُ الزّنْج في‬
‫ح ُمهَا ها هُنا ‪ ،‬و ِ‬
‫شْ‬‫الَصمعيّ في معنى البيتِ السابق ‪ ( :‬هاذه زنْجيّة ‪ ،‬وا ْلمِلْح َ‬
‫غضَبِه ) ‪ ،‬وهو القول الثالث ‪ .‬وقال‬
‫شمِرٌ ‪ :‬الشّحم يُسمّى مِلْحا ‪ ( .‬أَو حَدِيدٌ في َ‬
‫أَفخاذها ‪ .‬وقال َ‬
‫الَزهريّ ‪ :‬أَي سَيّىء الخُلُقِ َيغَضب من أَدنَى شي ٍء كما أَنّ المِلْحَ عَلَى ال ّركْبَة يَتَ َبدّد من أَدنى شيْءٍ‬
‫خصَام ‪ ،‬كأَنّ طُولَ مُجاثاتِه ومُصاكّته ال ّر َكبَ قَرّحَ ُركْبتَيه ‪ ،‬فهو‬
‫‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬أَي كثير ال ِ‬
‫َيضَعُ المِلْحَ عليهما يُدَاوِيهما ‪.‬‬
‫ح و َممْلُوحٌ و ُممَلّحٌ ) وكره بعضهم مَلِيحا ومالحا ‪،‬‬
‫س َمكٌ ) مالحٌ و ( مَلي ٌ‬
‫( و ) في ( المحكم ) ‪َ ( :‬‬
‫حجّةً ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫ولم يَر بَيتَ عُذَافرٍ ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/148‬‬
‫جعَلً ‪:‬‬
‫( وقَليبٌ مَليحٌ ‪ :‬ماؤُه مهلْحٌ ) ‪ .‬وأَقلِبَةٌ مِلَحٌ ‪ ،‬قال عَنترةُ يَصف ُ‬
‫كأَنّ ُمؤَشّرَ ال َعضُدَين حَجْلً‬
‫خدُوجا بينَ َأقْلِ َبةٍ مِلَحِ‬
‫َ‬
‫حهُ ) ‪ ،‬إِذا ( عَ ّدهُ مَلِحيا ) ويقال وَجدَه مليحا ‪.‬‬
‫( واسْ َتمْلَ َ‬
‫( وذَاتُ المِلْح ‪ .‬ع ) قال الَخطل ‪:‬‬
‫ِبمُرْتَجِزٍ دَانِي الرّبَانِ كأَنّه‬
‫عَلى ذَات مِلْح ُمقْسِمٌ ما يَرِيمُها‬
‫خوَارِ ال ّريّ ) ‪ ،‬على فراسِخَ يَسي َرةٍ ‪ ،‬والعَجم يُسمّونه دِه‬
‫( و َقصْرُ المِلْح ) مَوضع آخَرُ ( قُ ْربَ ُ‬
‫نَمك ‪.‬‬
‫عمَرَ عب ُد الواحدِ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي القاسمِ الهَ َر ِويّ‬
‫( و ) مُلَيْحٌ ‪ ( ،‬كزُبَيرٍ ‪ :‬قَريةٌ ِبهَرَاةَ ) ‪ ،‬منها أَبو ُ‬
‫س ْمعَانَ النّيسابوريّ وغيره ‪.‬‬
‫ح ّدثَ عن أَبي منصورٍ مُح ّمدٍ بنِ محمدِ بنِ ِ‬
‫‪َ ،‬‬
‫جمّاع‬
‫عمْرٌ و هو ُ‬
‫عمْرِو بنِ ربِيعَةَ ‪ ،‬و َ‬
‫حيّ مِنْ خُزَاعَةَ ) ‪ ،‬وهم بنو مُلَيح بن َ‬
‫( و ) بَنو مُلَيح ‪َ ( :‬‬
‫خُزَاعَة ‪.‬‬
‫( وُأمَيْلحُ ‪ :‬ماءٌ لبني رَبِيعَةِ الجُوعِ ) هو رَبِيعَةُ بنُ ماِلكِ بنِ زَيدِ مَناة ‪ ( .‬و ‪ :‬ع ) في بلدِ ُهذَيْل‬
‫كانت به ومةٌ ‪ .‬قال المتنخّل ‪:‬‬
‫شهِدُوا‬
‫ل يَ ْنسَإِ ال مِنّا َمعْشَرا َ‬
‫ح ل غَابُوا ول جَ َرحُوا‬
‫لمِيلِ ِ‬
‫َيوْ َم ا ُ‬
‫سفّو َدةَ ‪ :‬ة بحََلبَ كَبِي َرةٌ ) ‪ ،‬كذا في ( المعجم ) ‪.‬‬
‫( والمَلّوحَةُ ك َ‬
‫جهَيْنَةَ ‪ :‬ع ) في بلد بني تَميم ‪ ،‬وكان به يوْمٌ بين بني يَرْبوع وبِسْطَام بن قَيسٍ‬
‫حةُ ‪ ( ،‬ك ُ‬
‫( و ) مُلَيْ َ‬
‫طيّءٍ ‪ ،‬وبه آباءٌ كثيرةٌ وطَلْح ‪.‬‬
‫حدِ جَبََليْ َ‬
‫الشّيْبَانيّ ‪ .‬واسمُ جبَل في غَر ِبيّ سَ ْلمَى أَ َ‬
‫ح ومِلْحَةٌ ) ‪ ،‬بكسرهما ‪ ،‬أَي ( حُ ْرمَةٌ ) و ِذمَامٌ ( وحِ ْلفٌ ) ‪،‬‬
‫( و ) من المجاز يقال ‪ ( :‬بينهما مِلْ ٌ‬
‫ِبكَسْر فسكون ‪ .‬وفي بعض النّسخ بفتح فكسر مضبوطا بالقَلم ‪ .‬والعرب‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/149‬‬

‫تَحلِف بالمِلْح والماءِ تعظيما لهما ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬


‫خلَطَ كَذِبا بحقَ ) ‪ ،‬كارْتَثَأَ ‪ .‬قاله أَبو الهيثم ‪ ،‬وقالوا إِنّ‬
‫جلُ ‪ ،‬إِذا ( َ‬
‫( و ) منه أَيضا ( امتَلحَ ) الرّ ُ‬
‫خلِص الصّدق ‪.‬‬
‫فلنا يَمتَذِق ‪ ،‬إِذا كانَ كَذوبا ‪ ،‬و َيمْتَلِح ‪ ،‬إِذا كان ل يُ ْ‬
‫( والَمْلَحُ ) ‪ ،‬بالفتح ( ‪ :‬ع ) ‪ ،‬قال طَ َر َفةُ بنُ العَبد ‪:‬‬
‫عفَا مِن آلِ لَيْلَى السّهْ‬
‫َ‬
‫بُ فالَمْلَحُ فال َغمْرُ‬
‫وقال أَبو ذؤيب ‪:‬‬
‫سدْرٍ فَأمْلحُ‬
‫عمْ ٍر و َبطْنُ مَرٍ فأَج ‪ :‬زاعُ الرّجِيع فَذُو ِ‬
‫َأصْبَحَ مِن أُمّ َ‬
‫شيْءٍ مَلِيحٍ ) ‪ ،‬وقال اللّيْث أَملَح ‪ :‬جاءَ بكلمةٍ مَليحةٍ ‪.‬‬
‫( ومَلّحَ الشّاعِرُ ) إِذا ( أَتَى ب َ‬
‫سمِ َنتْ قَلِيلً ) ‪ ،‬وقال ابن الَعرابيّ ‪ .‬جَزورٌ مُملّح ‪ :‬فيها‬
‫( و ) مَلّحَ ( الجَزُورُ ) فهي مُملّح ‪َ ( :‬‬
‫سمَن ‪.‬‬
‫بقيّة من ِ‬
‫صغّرُوا ال ِف ْعلَ وهم يريدون الصّفة حتّى كَأَ ّنهُم قَالُوا‬
‫( و ) في ( التهذيب ) ( ُيقَال ‪ :‬ما ُأمَيْلِحَهُ ) ف َ‬
‫صغّرْ من ال ِفعْلِ غيرُه و ) غيرُ قولهم ( ما ُأحَيْسِ َنهُ ) وقال بعضهم ‪ :‬وما ُأحَيْله ‪.‬‬
‫مَُليْ ‪ ( ،‬ولم ُي َ‬
‫قال شيخُنَا ‪ :‬وهو مبنيّ على مذهَب البصريّين الّذين يَج ِزمُون بفِعلِيّة أَفعَل في التّعجّب ‪َ .‬أمّا‬
‫الكوفيّون الذين يَقولون باسميّته فإِنّهم يُجوّزُون َتصْغيرَه مطلقا ‪ ،‬ويَقيسون ما لم يَرِ ْد على ما وَرد ‪،‬‬
‫ويَستدلّون بالتصغير على السميّة ‪ ،‬على ما بُيّن في العربيّة ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫طوْنَ لَنا‬
‫يا ما أُميلِحَ غِزْلنا عَ َ‬
‫سمُرِ‬
‫مِنْ هاؤُلَيّاءِ بعيْنَ الضّالِ وال ّ‬
‫حضَ ِريّ ويقال اسمه الحسين بن عبد الرحمنا ‪ ،‬ويُروَى‬
‫البيت لعِليّ بن أَحمدَ الغَرِيبيّ وهو َ‬
‫للمجنون ‪ ،‬وقبله ‪:‬‬
‫ت القَاعِ قُلْت لنا‬
‫بِاللّهِ يا ظَبَيا ِ‬
‫لَيْليَ مِنكنّ أَم لَيلَى من البشَرِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/150‬‬

‫( و ) من المجاز ‪ :‬مالَحْت فُلنا مُمالَحة ( ال ُممَالَحةُ ‪ ،‬ال ُموَاكَلَةُ ‪ .‬و ) فلنٌ يحفظ حُرمَةَ ال ُممَالَحة ‪،‬‬
‫ضعَةُ ) ‪ .‬قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬قال أَبو القاسم‬
‫لمّهات الّل َغوِية ‪ :‬المُرا َ‬
‫وهي ( ال ّرضَاعُ ) ‪ .‬وفي ( ا ُ‬
‫لل‬
‫جيّ ل يَصحّ أَن يقال تَمالَحَ الرّجلنِ ‪ ،‬إِذا َرضَ َع كلّ واحدٍ منهما صاحِبَه ‪ ،‬هذا محا ٌ‬
‫الزّجّا ِ‬
‫يكون ‪ ،‬وإِ ّنمَا المِلْح رَضاعُ الصّ ِبيّ المرَأةَ ‪ ،‬وهاذا ما ل تَصحّ فيه ال ُمفَاعلةُ ‪ ،‬فالمُمالحة لفظةٌ ُموَلّ َدةٌ‬
‫وليستْ من كلم العرب ‪ .‬قال ول يصَحّ أَن يكون بمعنًى ال ُموَاكَلة يكون مأْخوذا من المِلْح ‪ ،‬لَنّ‬
‫جهُ فسادِ هاذَا القَولِ أَنّ المُفاعَلَةَ إِنما تكون مأْخُو َذةً من مصدرٍ ‪،‬‬
‫الطّعامَ ل يَخْلُو من المِلْح ‪ .‬ووَ ْ‬
‫مثل ال ُمضَارَبَة والمُقاتلة ‪ ،‬ول تكون مأْخُو َذةً من الَسماءِ غير المصادِرِ ‪َ .‬ألَ تَرَى أَنّه ل َيحْسُن‬
‫أَن يُقال في الِثنين إِذا أَكلَ خُبزا ‪ :‬بينهما ُمخَابَزة ‪ ،‬ول إِذا أَكلَ لَحما ‪ :‬بينهما مُلحَمة ‪.‬‬
‫( ومِلْحتانِ ‪ ،‬بالكسر ) ‪ ،‬تَثنيَة مهلْحةَ ‪ ( ،‬مِنْ َأوْدِ َي ِة القَبَلِيّة ) ‪ ،‬عن جار ال الزّمخشريّ عن عَُليَ ‪.‬‬
‫كذا في ( المعجم ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه من هذه المادة ‪:‬‬
‫ن الَعرابيّ ‪:‬‬
‫جلْدَ واللّحْمَ َيمْلَحه مَلْحا فهو مَملوحٌ ‪ ،‬أَنشد اب ُ‬
‫مَلَحَ ال ِ‬
‫ح وَ ِهيَ الرّموحُ‬
‫تُشْلِي ال ّرمُو َ‬
‫حَ ْرفٌ كأَنّ غُبْرَها مملُوحُ‬
‫وقال أَبو ُذؤَيب ‪:‬‬
‫يَسْتنّ في عُ ُرضِ الصّحراءِ فائِ ُرهُ‬
‫ط الَهْدابِ مَملوحُ‬
‫كأَنّه سَ ِب ُ‬
‫يَعنِي البحرَ ‪ ،‬شَبّه السّرَابَ به ‪.‬‬
‫وأَملَحَ الِبلَ ‪ :‬سَقاها ماءً مِلْحا ‪ .‬وأَمِلحْنِي ب َنفْسك ‪ :‬زيّنّي ‪ .‬وفي ( التهذيب ) ‪ :‬سأَل رَجلٌ آخَرَ‬
‫حبّ أَن ُتمْلِحَني عند فُلنٌ ب َنفْسِك ‪ ،‬أَي تُزيّنَني وتُطْرِيَني ‪ .‬وقال أَبو ذُبيانَ بنُ الرّعْبَل ‪:‬‬
‫فقال ‪ُ :‬أ ِ‬
‫أَب َغضُ الشّيُوخِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/151‬‬

‫سوّ ‪ .‬كذا في ( الصّحاح ) ‪.‬‬


‫س ّو الفَ ُ‬
‫لمْلَحُ الحَ ُ‬
‫لقَلحُ ا َ‬
‫إِلى ا َ‬
‫وفي حديث خَبّابٍ ( لكنّ حَمزةَ لم يَكن له ِإلّ َنمِ َرةٌ مَلْحاءُ ) ‪ ،‬أَي بُ ْردَة فيها خطوطٌ سُو ٌد وبِيضٌ ‪.‬‬

‫جتُ في بُرْدَين وأَنا مُسبِلُهما ‪ ،‬فالتفتّ فإِذا رسولُ ال صلى ال‬


‫ومنه حديث عُبَيْد بن خالدٍ ‪ ( :‬خَ َر ْ‬
‫س َوةٌ ) ‪.‬‬
‫ك فيّ أُ ْ‬
‫ن كانت مَلْحَاءَ ‪ ،‬أَماَل َ‬
‫عليه وسلم فقلت ‪ :‬إِنّما هي مَ ْلحَاءُ ‪ .‬قال وإِ ْ‬
‫سوَادَ ‪.‬‬
‫والمُلْحَة والمعَحُ في جميع شَعرِ الجَسَد من الِنسان وكلّ شيْءٍ ‪ :‬بَياضٌ يَعلو ال ّ‬
‫وقال الفرّاءُ ‪ :‬المليحُ ‪ :‬الحَليم والرّاسِب ‪.‬‬
‫حةً من‬
‫ب المالُ مُلْ َ‬
‫ومن المجاز ‪ :‬يقال ‪َ :‬أصَبْنا مُلْحَةً من الرّبيع ‪ ،‬أَي شيئا يَسِيرا منه ‪ .‬وأَصا َ‬
‫الرّبِيع ‪ :‬لم يَس َت ْمكِنْ منه فنَالَ منه شَيْئا يَسِيرا ‪.‬‬
‫والمِلْحُ ‪ :‬اللّبَنُ ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ ،‬وذكره ابن السيّد في المثلّث ‪ .‬والمِلح ‪ :‬البَ َركَة ‪ ،‬يقال ؛ ل‬
‫يُبَارِك ال فيه ول يُملّح ‪ ،‬قاله ابن الَنبا ِريّ ‪ .‬وقال ابنُ بُزُرج ‪ :‬مَلَحَ ال فيه فهو مَملوحٌ فيه ‪ ،‬أَي‬
‫مُبَا َركٌ له في عَيشه ومالِه ‪.‬‬
‫والمُلْحَة ‪ ،‬بالضّمْ ‪ ،‬موضع ‪ ،‬كذا في ( المعجم ) ‪.‬‬
‫ضعَة والرّضعتَان ‪ ،‬فَأمّا بالجيم فهو ال َمصّة ‪،‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬ل تُحَرّم المَ ْلحَ ُة والمَلْحَتَانِ ) أَي ال ّر ْ‬
‫وقد تقدّمت ومَلِيح ‪ ،‬كأَميرٍ ‪ :‬ماءٌ بال َيمَامَةِ لبني التّيْمِ ‪ ،‬عن أَبي حَفصةَ ‪ ،‬كذا في ( المعجم ) ‪.‬‬
‫حكّ المِلْحَ على حَ َن ِكهَا ‪.‬‬
‫ومَلّحَ الماشيةَ تَمليحا ‪َ :‬‬
‫والَملَحانِ ‪ :‬مَوضعٌ ‪ .‬قال جَرير ‪:‬‬
‫حصَى‬
‫جوَاشِنَها ال َ‬
‫كأَنّ سَلِيطا في َ‬
‫ن َوقِيرُها‬
‫حلّ بين الَملَحَي ِ‬
‫إِذَا َ‬
‫وفي معجم أَبي عُبيد ‪ :‬الَملَحانِ ‪ :‬ماءَانِ لضَبّةَ بُلغَاط ‪ ،‬وُلغَاط وادٍ لضَبّةَ ‪ .‬وال َممَالح في دِيار كَ ْلبٍ‬
‫‪ ،‬فيها َر ْوضَةٌ ‪ ،‬كذا في ( المعجم ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/152‬‬

‫ويقال للنّدَى الّذي يَسقُط باللّيلِ على ال َبقْل َأمْلَحُ ‪ ،‬لبَياضِه ‪ .‬قال الرّاعي يَصف إِبلً ‪.‬‬
‫حدّ الرّبيعِ وجَارُهَا‬
‫َأقَا َمتْ به َ‬
‫س ْل َوةٍ مَسّى به اللّ ْيلُ َأمْلَحُ‬
‫أَخو َ‬
‫يعنِي النّدَى ‪ .‬يقول ‪ :‬أَقامَت بذالك المَوضِع أَيَامَ الرّبِيعِ ‪ ،‬فما دامَ النّدَى فهو في سَلْوةٍ من العَيْش ‪.‬‬
‫عمَر بنِ عثمانَ النّاشريّ قاضي الجَنَدِ ‪،‬‬
‫وال ِممْلحُ ‪ :‬قَريةٌ بزَبِيدَ ‪ ،‬إِليها نُسِب القاضي أَبو بكرِ بنُ ُ‬
‫توفّيَ بها سنة ‪. 760‬‬
‫ومن المجاز ‪ :‬له حَركاتٌ مُستملَحَة ‪ .‬وفُلنٌ يَتَظَرّف ويَ َتمَلّح ‪.‬‬
‫ومَلِيحُ بن الجَرّاح أَخو َوكِيعٍ ‪.‬‬
‫وحَرَامُ بن مَلْحَانَ ‪ ،‬بالفتح والكسر ‪ :‬خالُ أَنسِ بن مالكٍ ‪.‬‬
‫شحَذَانِ المُ ْنصُل ) للمتصافِيَيْنِ ( ظاهرا ) المُتضادّين باطِنا ‪ ،‬أَورده‬
‫وفي أَمثالهم ‪ُ ( :‬ممَالِحَانِ يَ ْ‬
‫الميدانيّ ‪.‬‬
‫والمِلْح ‪ :‬اسمُ ماءٍ لبني فَزارةَ ‪ ،‬استدركه شَيخُنا نقلً عن أَبي جعفر اللّيْليّ في ( شرح الفصيح ) ‪،‬‬
‫وأَنشد للنّابغة ‪:‬‬
‫طعِمتْ‬
‫حتّى استغا َثتْ بأَ ْهلِ المِلْح ما َ‬
‫طعْمَ َنوْمٍ غيرَ تَ ْأوِيبِ‬
‫في مَنزلٍ َ‬
‫ح موضعٌ بخُراسانَ ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وفي ( المعجم ) ‪ :‬المِلْ ُ‬
‫شوَيعرُ الكِنَا ِنيّ ‪:‬‬
‫والمِلَح ‪ ،‬ككِتاب ‪ :‬مَوضع ‪ ،‬قال ال ّ‬
‫فسائلْ ج ْعفَرا وبنى أَبيها‬
‫خفَةَ والمِلَحِ‬
‫طْ‬‫بَنَى البَزَرَي بِ ِ‬
‫وأَبو الحسن عليّ بن محمّد البغداديّ الشاعر المِلْحيّ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬إِلى بَيع المِلْحِ ‪ ،‬رَوى عنه أَبو‬
‫محمّد الجوهريّ ‪.‬‬
‫والمِلْحِيّة ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬قَرْيَةٌ بَأدْنَى الصّعيد من مصر ‪ ،‬ذاتُ نَخيل ‪ ،‬وقد رأَيتُها ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/153‬‬

‫والمِلْحِيّة ‪ :‬قومٌ خَرجوا على المستنصِر العَل ِويّ صاحب مصر ‪ ،‬ولهم ِقصّة ‪.‬‬
‫ومُلَيحُ بن الهُون ‪ :‬بَطنٌ ‪.‬‬
‫ح ّدثَ ‪ .‬وإِبراهيم بن مُلَيْحِ السَّل ِميّ ‪ ،‬له ِذكْر ‪ .‬وفاطمة بنْت َنعْجةَ بن‬
‫ويُوسف بن الحسن بن مُلَيحٍ ‪َ ،‬‬
‫مُلَيْح الخُزَاعِيّة هي ُأمّ سعيدِ بن زيدٍ أَحدِ العَشر َة ‪ .‬ومُلَيْح بن طَرِيفٍ شاعر ‪ .‬ومسعود بن رَبِيعَة‬
‫سبَ إِلى بني مُلَيْح بن الهُون ‪.‬‬
‫المُلَحي الصَحابيّ ُن ِ‬
‫حهُ ) الشّاةَ والنّاقَةَ ( كَم َنعَه وضَرَبَه ) يَمنَحه و َيمْنِحُه ‪ :‬أَعارَه إِيّاهَا ‪ ،‬وذكره الفَرّا ُء في‬
‫منح ‪ ( :‬مَنَ َ‬
‫عطَاهُ ‪ ،‬والسمُ المِ ْنحَة ‪،‬‬
‫باب بَفعَل ويَفعِل ‪ .‬ومَنَحَه مالً ‪ :‬وَهَبَه ‪ .‬ومَنَحَه ‪ :‬أَقرَضه ‪ .‬ومَنَحَه ‪ ( :‬أَ ْ‬
‫بالكسر ) ‪ ،‬وهي ال َعطِيّة ‪ ،‬كذا في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫( و ) قال اللّحْيَانيّ ‪ ( :‬مَ َنحَه النّاقَةَ ‪ :‬ج َعلَ له وَبَرَهَا ولَبَ َنهَا ووَلدَها ‪ .‬وهي المِنْحَة ) ‪ ،‬بالكسر‬
‫حةُ ِإلّ ال ُمعَارةَ للّبن ‪ .‬خَاصّ ًة والمِنْحَة مَ ْن َفعَتُه إِيّاه بما يَمنحه ‪.‬‬
‫( والمَنِيحة ) ‪ .‬قال ‪ :‬ول تكون المَنِي َ‬
‫وفي ( الصّحاح ) ‪ :‬والمَنيحة ‪ :‬مِنْحَة اللّبَنِ ‪ ،‬كالنّاقةِ أَو الشاةِ تُعطِيها غيرَك يَحتَلِبها ثم يَ ُردّها عليك‬
‫‪.‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬هلْ مِن أَحدٍ َيمْنَحُ مِنْ إِبِلهِ ناقَةً أَ ْهلَ بَيتٍ ل دَرّ لهُمْ ) ‪ .‬وفي الحديث ‪ ( :‬ويَرْعَى‬
‫عليها مِنْحَةً مِنْ لُبْنٍ ) أَي غنم فيها لبَنٌ ‪ ،‬وقد تقع المِنحَةُ على الهِبَة مطلقا ل قَرْضا ول عارِيّةً ‪،‬‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬مَنْ مَنَحَه المشركون أَرْضا فل أَ ْرضَ له ‪ ،‬لَنّ من أَعَارَه مُش ِركٌ أَرضا لِيزرَها‬
‫فإِنّ خَرَاجَها على صاحِبها المُشْ ِركِ ل يُسقِط الخَراجَ عنه منْحَتُه إِيّاهَا ال ُمسْلِ َم ‪ ،‬ول يكون على‬
‫جهَا ‪.‬‬
‫المُسْلِم خرَا ُ‬
‫شيْءٍ فقد مَ َنحْتَه إِيّاه ‪ ،‬كما َتمْنَح المرَأةُ‬
‫وقيل ‪ :‬كلّ شيْءٍ تَقصِد به َقصْدَ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/154‬‬
‫سوَيْد بن كُراع ‪.‬‬
‫ج َههَا المِرآةَ ‪ ،‬كَقول ُ‬
‫وَ ْ‬
‫تمنَحُ المِرآ َة وَجْها واضِحا‬
‫حوِ ار َتفَعْ‬
‫س في الصّ ْ‬
‫شمْ ِ‬
‫مِثلَ قَرْنِ ال ّ‬
‫قال ‪ :‬ثعلب ‪ :‬معناه تُعطِي من حُسْنَها المرآةَ ‪.‬‬
‫ح َة وَرِقٍ أَو مَنَحَ لَبَنا كان َكعِ ْتقِ َرقَبَة ) وفي النهاية ‪ ( :‬كان كعِ ْدلِ‬
‫وفي الحديث ‪ ( :‬مَنْ مَنَحَ مِنْ َ‬
‫ق القَ ْرضُ ‪ :‬وقال أَبو عُبيد ‪ :‬المِنْحة عند العرب على‬
‫َرقَبة ) قال أَحمد بن حَنبل ‪ :‬مِنْحَةُ الوَرِ ِ‬
‫طيَ الرّجلُ صاحبَه المالَ هِبَةً أَو صِلَةً فيَكونَ له ‪ ،‬وَأمّا المِنحة الُخرَى فأَن‬
‫مَعنَيين ‪ :‬أَحدهما أَن يُع ِ‬
‫َيمْنَحَ الرّجلُ أَخاه نَاقَةً أَو شاةً يَحلُبها زَمانا وأَيّاما ثم يَردّها ‪ ،‬وهو تأْويل قوله في الحديث الخَر ‪:‬‬
‫( المِنْحَة مردُو َدةٌ والعارِيّةُ ُمؤَدّاةٌ ) ‪.‬‬
‫المِنْحة أَيضا تكون في الَرض ‪ ،‬وقد تقدّم ‪.‬‬
‫عطِيّتَه ) ‪ .‬وقال أَبو عُبيد ‪ :‬استَ ْر َفدَه ‪.‬‬
‫( واسْ َتمْنَحَه ‪ :‬طَلبَ ) مِنْحتَه ‪ ،‬أَي ( َ‬
‫( والمَنِيحُ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ :‬قِدْحٌ بل َنصِيبٍ ) ‪ ،‬قال اللّحْيَانيّ ‪ : :‬هو الثالِث من القِداحِ ال ُغ ْفلِ التي لَ ْيسَت‬
‫لها فُ ُرضٌ ول أَنصِباءُ ‪ .‬ول عليها غُرْم ‪ ،‬وإِنما يُثقّل بها القِدَاحُ ( كَراه َيةَ التّهمَةِ ‪ .‬اللحيّانيّ ‪:‬‬
‫المَنِيح ‪َ :‬أحَ ُد القِدَاحِ ) الَربعةِ التي ليس له غُنْم ول غُرْم ‪َ ،‬أوّلها المُصدّر ‪ ،‬ثم المُضعّف ‪ ،‬ثم‬
‫سفِيح ‪ ( .‬و ) قيل ‪ :‬المَنِيح ‪ ( :‬قِدْحٌ يُستعارُ تَ َيمّنا ب َفوْ ِزهِ ) ‪ .‬قال ابن مُقْبل ‪:‬‬
‫المَنِيح ‪ ،‬ثم ال ّ‬
‫إِذا امْتَ َنحَتْه من َمعَدّ عِصابَةٌ‬
‫غَدَا رَبّه قَ ْبلَ ال ُمفِيضِينَ َيقْدَحُ‬
‫يقول ‪ :‬إِذا استعارُوا هاذا القِدْحَ غَدَا صاحِبُه َيقْدَحُ النّارَ لتَيقّنِه بفَوزِه ‪ .‬وهاذا هو المَنِيحُ المستعارُ ‪.‬‬
‫وَأمّا قَوله ‪:‬‬
‫َف َمهْلً يا ُقضَاعُ فل تَكونِي‬
‫مَنِيحا في قِدَاحِ َي َديْ مُجِيلِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/155‬‬

‫فإِنّه أَراد بالمَنِيح الذي ل غُ ْنمَ له ول غُرْمَ عليه ‪.‬‬


‫سهْمٍ مع‬
‫وأَما حديث جابِر ‪ ( :‬كُنتُ مَنِيحَ أَصحابي َيوْمَ بَدْرٍ ) ‪ ،‬فمعناه أَي لم َأكُنْ ممن ُيضْرَب له ب َ‬
‫سهْم لّل ْغوِ الذي ل فَوزَ له ول خُسْرَ عليه ‪ ( .‬أَو ) المَنيح‬
‫صغْرِي ‪ ،‬فكنت بمنزلةِ ال ّ‬
‫المجاهدِين ل ِ‬
‫سهَامِ المَيسِر ممّا ل َنصِيبَ له ‪ِ ،‬إلّ أَنْ‬
‫سهْمٌ من ِ‬
‫سهْمٌ ) ‪ .‬ونصّ ( الصّحاح ) ‪ :‬المَنِيح ‪َ .‬‬
‫( قِدْحٌ له َ‬
‫ُيمْنَح صاحبُه شيئا ‪.‬‬
‫( و ) المَنِيحُ ‪ ( :‬فَرَسُ القُرَيْم أَخي بني تَيْم ‪ .‬و ) المَنِيح أَيضا ‪ ( :‬فَرسُ قَيس بن مَسعُود الشّيْبَانيّ‬
‫‪ .‬و ) المَنِيحَة ( بهاءٍ فَرسُ دِثارِ بن َف ْقعَسٍ ) الَسَديّ ‪.‬‬
‫ي وقال ‪ :‬قال‬
‫حسِن ‪ ،‬وذكَره الَزْهَ ِريّ عن الكِسَائ ّ‬
‫جهَا ‪ ،‬وهي ُممْنِحٌ ) كمُ ْ‬
‫حتِ النّاقَةُ ‪ :‬دَنَا نَتَا ُ‬
‫( وأَمنَ َ‬
‫حتْ بهاذا المعنَى ‪ .‬قال أَبو منصور ‪ :‬وهاذا صحيحٌ بهاذا المعنَى ول‬
‫شمِرٌ ‪ :‬ل أَعْرِف َأمْنَ َ‬
‫َ‬
‫شمِرٍ إِيّاه ‪.‬‬
‫َيضُرّة ‪ ،‬إِنْكارُ َ‬
‫( و ) من المجاز المَنُوح و ( ال ُممَانِحُ ) مثْل المُجالِح ‪ ،‬وهي ( نَاقَةٌ يَ ْبقَى لبَ ُنهَا ) ‪ ،‬أَي تدِ ّر في‬
‫حتْ مِنَاحا و ُممَانَحةً ‪ ( .‬و ) منه‬
‫ب الَلبَانِ ) من غيرها ‪ .‬ونُوقٌ َممَانِحُ ‪ ،‬وقد مان َ‬
‫الشّتَاءِ ( َبعْدَ ذَهَا ِ‬
‫ن الَنْطَارِ ‪ :‬ما ل يَنقَطع ) ‪ ،‬وكذالك من الرّيَاح غي ُثهَا ‪.‬‬
‫أَيضا ال ُممَانِحُ ( مِ َ‬
‫ط َعمْتُه‬
‫ت المالَ ‪َ :‬أ ْ‬
‫ح ُ‬
‫ح مالً ) ‪ ،‬بالبِنَا ِء للمفعول ‪ ،‬إِذا ( رُ ِزقَه ‪ ،‬و َتمَنّ ْ‬
‫خذَ العَطَاءَ ‪ .‬وامْتُنِ َ‬
‫( وامْتَنَح ‪ :‬أَ َ‬
‫غَيرِي ‪ ،‬ومنه حديث أُمّ زَرعٍ ) في الصحيحين ‪ ( ( :‬وآ ُكلُ فأَ َتمَنّحُ ) ) أَي أُطعِم غيرِي ‪ ،‬تَف ّعلٌ من‬
‫المَنْح ‪ :‬العَطيّة ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪.‬‬
‫عهَا ) فلم تَنقطِع ‪.‬‬
‫حتِ العَيْنُ ) ‪ ،‬إِذا ( ا ّتصََلتْ ُدمُو ُ‬
‫( و ) منه أَيضا ‪ ( :‬مَا َن َ‬
‫س ّموْا مانِحا ومَنّاحا ومَنِيحا ) ‪ .‬قال عبدُ ال بن الزّبِيرِ يَهجو طَيّئا ‪:‬‬
‫(وَ‬
‫ونَحْنُ قَتَلْنَا بالمَنيحِ أَخاكُمُ‬
‫َوكِيعا ول يُوفِي من الفَرَسِ ال َب ْغلُ‬
‫المَنِيح هنا ‪ :‬رَجلٌ من بني أَسَدٍ من بني مالكٍ ‪ ،‬أَدخل الَلفَ واللم‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/156‬‬

‫فيه وإِنْ كَانَ علَما ‪ ،‬لَنّ أَصلَه الصّفَة ‪.‬‬


‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ح نفّاحٌ ‪ ،‬أَي كَثيرُ العَطَايَا ‪ .‬وفلنٌ ُيعْطِي المَنَائِح والمِنَح ‪ ،‬أَي ال َعطَايا ‪ .‬والمُمانَحَة‬
‫فلنٌ مَنّاحٌ مَيّا ٌ‬
‫‪ :‬المُرَافَ َدةُ ب ِعطَاءٍ ‪.‬‬
‫ومن المَجَاز ‪ :‬مُنِحَت الَرضُ ( وامْتُنحَت ) القِطَا َر ؛ كلّ ذلك من الَساس ‪.‬‬
‫ومَنِيحٌ ‪ ،‬كَأمِير ‪ :‬جَ َبلٌ لبني سَعدٍ بالدّهناءِ ‪.‬‬
‫والمَنِيحَة واحدةُ المنَائح من قُرَى دِمشقَ بالغُوطَة ‪ ،‬إِليها يُنسَب أَبو العبّاس الوليدُ بن عبد الملِك بن‬
‫سعْد بن عُبَاد َة الَنصاريّ ‪،‬‬
‫شهَدٌ يقال له قَبْرُ َ‬
‫حيّ ‪َ ،‬روَى وحَدّث ‪ .‬وبها مَ ْ‬
‫خالد بن يَزيدَ المَنِي ِ‬
‫والصّحِيح أَنّ سعدا مات بالمدينة ‪ ،‬كذا في ( المعجم ) ‪.‬‬
‫شيِ ) في رَ ْهوَجَةٍ حَسَ َنةٍ ‪ .‬وقد *!مَاحَ *! َيمِيحُ *!مَيْحا ‪،‬‬
‫حسَنٌ من المَ ْ‬
‫ميح ‪ !*( :‬المَيْح ‪ :‬ضَ ْربٌ َ‬
‫شيِ ( البَطّةَ ) ‪ ،‬كذا في‬
‫شيٌ ) كمَ ْ‬
‫إِذا تتبَختَر ‪ ،‬وهو مَجاز ‪!* ( ،‬كالمَيْحُوحَة ‪ .‬و ) هو ( مَ ْ‬
‫( التهذيب ) ‪ .‬قال رُؤبَة ‪:‬‬
‫ن كلّ *!ميّاحٍ تَراه هَيكلَ‬
‫مِ ْ‬
‫حةٍ ‪ .‬وفي‬
‫خلَ البِئرَ فتَملَ الدّ ْلوَ لِقلّة مائِها ) ‪ .‬ورجلٌ *!مائحٌ من قَومٍ ما َ‬
‫( و ) *!المَيْح ‪ ( :‬أَنْ تَد ُ‬
‫ل ماؤُها قال ‪ :‬فنَزلْنا فيها سِتّةً *!ماحَةً ) ‪ .‬وأَنشد أَبو‬
‫حديث جابرٍ ‪ ( :‬أَنهم وَرَدُوا بِئرا َذمّة قلي ً‬
‫عُبيدة ‪:‬‬
‫يا أَ ّيهَا المائح دَ ْلوِي دُو َنكَا‬
‫ح َمدُونكَا‬
‫إِنّي رأَيتُ الناسَ يَ ْ‬
‫والعرب تقول ‪ ( :‬هو أَبصَرُ من المائح باستِ الماتح ) َتعْنِي أَن الماتحَ فوق المائح ‪ ،‬والمائحُ يرَى‬
‫ح ويَرَى اسْتَه ‪.‬‬
‫المات َ‬
‫( و ) *!المَيْح يَجْري َمجْرَى ( المَ ْن َفعَة ) ‪ .‬وكلّ من أَعطَى مَعروفا فقد مَاحَ ‪ ،‬وهو مجاز ‪.‬‬
‫( و ) عن ابن الَعرابيّ ‪!* :‬الميحْ ‪ ( :‬السْتِيَاكُ ) ‪ ،‬وقد*! ماحَ فاه بالسّواكِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/157‬‬

‫س ّوكَه ‪ .‬وهو مَجاز ‪ .‬قال ‪:‬‬


‫*! َيمِيح *!مَيْحا إِذا شاصَه و َ‬
‫َيمِيح بعُودِ الضّ ْروِ إِغْريضَ َبغْشَةٍ‬
‫جَلَ ظَ ْلمَهُ من دُونِ أَن يُ َت َه ّممَا‬
‫سوَاك ‪،‬‬
‫( و ) قيل المَيْح ( الم ْهوَاكُ ) بنفْسِه ‪ ( ،‬و ) قيل هو ( اسْ ِتخْرَاجِ الرّيقِ بِه ) ‪ ،‬أَي بالمِ ْ‬
‫وقال الرّاعي ‪:‬‬
‫جعَةٍ‬
‫وعَذْب الكَرَى يَشفِي الصّدَى بَعدَ َه ْ‬
‫ظلّةِ مائحُ‬
‫له من عُرُوقِ المُست َ‬
‫ك لَنّجه َيمِيح الرّيقَ كما َيمِيح الّذي يَنزِل في القَلِيب فيغْرِف الماءَ في الدّلو ‪.‬‬
‫سوَا َ‬
‫عنى *!بالمائح ال ّ‬
‫وعَنَى بالمستظَلّة الَراكَةَ ‪ ،‬فهو مَجاز ‪.‬‬
‫ش َفعْتُ له ‪ ( .‬و ) من‬
‫شفَاعة ) ‪ .‬يقال *!مِحْتُه عند السّلْطَان ‪َ :‬‬
‫( و ) من المجاز أَيضا المَيْحُ ‪ ( :‬ال ّ‬
‫المجاز أَيضا المَيْح ‪ ( :‬الِعْطاءُ ) ‪ ،‬وقد ماحَه مَيْحا أَعطَاه ‪!* ( ،‬كالمْتِيَاحِ *!والمِيَاحة ‪،‬‬
‫بالكسرِ ) ‪ ( ،‬وقد *!ماحَ *! َيمِيحُ في ال ُكلّ ) ‪!* ،‬فالمتياحُ افتِعالٌ من *!المَيْح ‪ ،‬والسائلُ *!مُمتَاحٌ‬
‫*!ومُستمِيحٌ ‪ ،‬والمسؤُول *!مُس َتمَاحٌ ‪ .‬وقيل ‪!* :‬امْتاحَ الماءَ من البِئرِ حقيقَةٌ ‪!* ،‬وامتاحَه ‪:‬‬
‫استعطاه ‪ ،‬مَجَازٌ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬ما َيلَ السّلطانَ و ( *!مَا َيحَه ‪ :‬خَالطَه ) ‪ ،‬وكذالك النّساءَ ‪.‬‬
‫( *!والمَاحَة ‪ :‬السّاحَة ) ‪ ،‬لُغةٌ في البَاحة ‪.‬‬
‫( *!والمَاحُ ‪ :‬صُفْرةُ البَ ْيضِ أَو بياضُه ) ‪ ،‬عن أَبي عمرٍ و ‪ ،‬وقد تقدّم في محح ‪.‬‬
‫( *!والمِيحُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬الشّيصُ من النّخْل ) ‪ ،‬وهو الرّدِيءُ منه ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪!* ( :‬التّميّح ‪ :‬ال ّت َكفّؤ ) ‪ .‬وقد مَرّ فُلنٌ *!يَتَميّح ‪ ،‬أَي يَتَبَختَر ويَتميّل ويَنظر في‬
‫ظِلّه ‪ ،‬كما في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫عقْبَةَ بنِ سَالمٍ ‪ .‬و ) من المجاز ‪َ !*( :‬تمَايَحَ )‬
‫( و ) *!مَيّاحٌ ‪ ( ،‬ككتّان ) ‪ :‬اسمٌ ‪ ،‬واسمُ ( فَرِس ُ‬
‫ال ُغصْنُ والسّكرانُ ‪َ ( :‬تمَا َيلَ ) *!كمَيّحَ ‪!* ،‬وتَميّحَ ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ( *!اسْ َتمَحْتُه ‪ ) :‬استَعطَيْته ‪ ،‬أَي ( سَأَلتُهُ العَطَاءَ ‪ ،‬أَو )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/158‬‬

‫شفَعَ لي ) عند السّلْطَان ‪.‬‬


‫اس َتمَحْته ( ‪ :‬سأَلتُه أَنْ َي ْ‬
‫حتِ الشّمسُ ِذفْرَى ال َبعِيرِ ‪ :‬استَدَرّت عَ َرقَه ) ‪ .‬قال‬
‫ح َوىَ ‪!* .‬وامتا َ‬
‫( والمائح ‪ :‬فَرس مِردَاسِ بن ُ‬
‫سوَة يَذكر ناقتَه و ُمعَذّرَها ‪:‬‬
‫ابنُ فَ ْ‬
‫سهََلتْ‬
‫إِذا امْتَاحَ حَرّ الشّمس ِذفْرَاهُ الشّمس ِذفْرَاهُ أَ ْ‬
‫بَأصْفَرَ منها قاطِرا ُكلّ َمقْطَرِ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫*!مَاحَت الرّيحُ الشّجَرَة ‪ :‬أَمالَتْها ‪ .‬قال المَرّا ُر الَسَديّ ‪:‬‬
‫حتْ مُزَعْزِعَةٌ بغَيلٍ‬
‫كما ما َ‬
‫َيكَادُ ب َب ْعضِه َب ْعضٌ َيمِيلُ‬
‫ضلَ ‪!* ،‬وامتاحَ فُلنٌ فُلنا ‪ ،‬إِذا أَتَاه يَطلُب َفضْلَه ‪.‬‬
‫وماحَ ‪ ،‬إِذا أَف َ‬
‫ل صَخْرِ ال َغيّ ‪:‬‬
‫ن في قَو ِ‬
‫وما َيحْ َ‬
‫كأَنّ َبوَانِيَهُ بالمَلَ‬
‫جمَ *!مايَحْنَ رِيفَا‬
‫سفَائِنُ أَعْ َ‬
‫َ‬
‫حمَلْنَ من الرّيف ‪ .‬هاذا تَفسيره ‪.‬‬
‫سكّ ِريّ ‪ :‬أَي*! امتَحْنَ ‪ ،‬أَي َ‬
‫قال ال ّ‬
‫*!وامْتَاحَه الح ّر وال َع َملُ ‪ :‬عَ ّرقَه ‪ ،‬وهو مَجاز ‪.‬‬
‫والمائح في قَول العُجَيْرِ السّلوليّ ‪:‬‬
‫ولِي مائحٌ لم يُورَدِ الماءُ قَبْلَه‬
‫شطَانُ ال ّدلَءِ كَثيرُ‬
‫يُعلّي وأَ ْ‬
‫ن لَنّه يَميح من قَلْبِه ‪ .‬وعَنَى بالماءِ الكَلمَ ‪ .‬وأَشطانُ الدّلءِ ‪ ،‬أَي أَسبابُ الكل ِم كمثيٌ‬
‫عَنَى به اللّسَا َ‬
‫صمَهم فغَلَبَهم أَو قا َومَهم ‪ ،‬فهو َمجَاز ‪.‬‬
‫لدَيه ‪ ،‬غير مُتعذّر عليه ‪ .‬وإِنّما َيصِف خُصوما خا َ‬
‫ح ٌة و ُممَالحةٌ ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ ،‬كما في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫وبيني وبَينَه *! ُممَايَ َ‬
‫*!ومَيّاحُ بنُ سَرِيعٍ ‪ ،‬ككَتّانٍ ‪ ،‬عن مُجاهد ‪.‬‬
‫وأَبو حَامدٍ محمّدُ بن هارُونَ بنِ عبد ال بن مَيّاحٍ ال َبعْرَانيّ *!‪-‬المَيّاحيّ ‪ ،‬روَى عنه الدا َر ُقطْنيّ‬
‫وغيره ‪.‬‬

‫____________________‬

‫( ‪)7/159‬‬

‫‪ ( 2‬فصل النون ) مع الحاءِ المهملة ) ‪2‬‬


‫ب ) ‪ ،‬وهو المعروفُ وصرّحَ به الجَماهيرُ ‪ ( .‬و ) في ( الصّحاح ) ‪ :‬وربّما‬
‫نبح ‪ ( :‬نَبَحَ الكَ ْل ُ‬
‫جهَةِ القِلّة ‪ ،‬وهو مَجاز كما في الَساس ( و )‬
‫قالوا نَبَحَ ( الظّ ْبيُ والتّيْسُ ) عنْد السّفادِ ‪ ،‬أَي على ِ‬
‫ح ويَنْبِح ( نَبْحا ) ‪ ،‬بفتح فسكون‬
‫كذا نَبَحَ ( الحَيّةُ ) ‪ ،‬كلّ ذالك ( كمَنَ َع وضَ َربَ ) ‪ ،‬إِذا صَوّت ‪ ،‬يَنْبَ ُ‬
‫صهِيلٍ و ُبغَامٍ‬
‫‪ ( ،‬ونَبِيحا ) ‪ ،‬كأَمير ‪ ( ،‬ونُبَاحا ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬كلهما مشهورٌ في الَصوات ‪ ،‬ك َ‬
‫وضُبِط أَيضا بالكَسر كما في ( الَساس ) و ( اللسان ) ‪ .‬وفاتَه النّبُوح ‪ ،‬بالضّمّ ( وتَنْبَاحا ) بالفتح‬
‫للمبالغةِ والتّكثيرِ ‪.‬‬
‫ش ْعبُ‬
‫ش َعبٌ نَبَحُ ‪ .‬قال أَبو منصور ‪ :‬والصّوَابُ ال ّ‬
‫ن ونَ َبتَ لقُرُونه ُ‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬الظّ ْبيُ إِذا َأسَ ّ‬
‫سفَادِ يَنبَحُ ‪ ،‬والحَيّة تَنْبَح في بعضِ أَصوا ِتهَا‬
‫ش َعبَ قَرْنَاه ‪ .‬والتّيس عند ال ّ‬
‫شعَب وهو الذي انْ َ‬
‫جمع الَ ْ‬
‫‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫خذُ فيه الحَيّةَ النّبُوحَا‬
‫يأْ ُ‬
‫( وأَنْبَحْتُه ) ‪ :‬جَعلْته يَنْبَحُ ‪ .‬قال عَبْدُ بنُ حَبِيبٍ الهذَليّ ‪:‬‬
‫فأَنْبَحْنَا الكِلبَ فَو ّركَتْنَا‬
‫للَ الدّارِ دَامِيَةَ العُجُوبِ‬
‫خِ َ‬
‫صوْتَه على مِثلِ‬
‫ن في َمضَلّةٍ فأَخْرَجَ َ‬
‫وأَنْبَحْته و ( استَنْبحتُه ) بمعنًى ‪ .‬يقال استَنبح الكَ ْلبَ ‪ ،‬إِذَا كا َ‬
‫نُباحِ الكَلْب ‪ ،‬ليسمعَه الكَ ْلبُ فيتو ّهمَه كَلْبا فيَنبَح ‪ ،‬فيَست ِدلّ بنُبَاحِه‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/160‬‬

‫فيهت ِديَ ‪ .‬قال الَخطل يهجو جريرا ‪:‬‬


‫ل ْقوَامُ كَلْ َبهُمُ‬
‫حاَ‬
‫قَومٌ إِذا استنْبَ َ‬
‫لمّهِمْ بُولِي على النّارِ‬
‫قالوا ُ‬
‫حيّ ‪ ( ،‬النّبُوحُ ) ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ( :‬ضَجّة القَوْ ِم وأَصوَاتُ كِل ِبهِم ) ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬س ِم ْعتُ نُبوحَ ال َ‬
‫زاد في ( الَساس ) ‪ :‬وغيرِهَا ‪ .‬قال أَبو ُذؤَيب ‪:‬‬
‫بأَطْ َيبَ من مُقبّلِها إِذَا ما‬
‫دَنَا العَيّوقُ واكتَتَمَ النّبُوحُ‬
‫( و ) النّبُوح ‪ ( :‬الجماعَةُ الكَثِيرةُ ) من النّاس ‪ .‬قال الجوهريّ ‪ :‬ث ّم ُوضِعَ مَوضِعَ الكثْرةِ والعِزّ ‪.‬‬
‫قال الَخطلُ ‪:‬‬
‫إِنّ العرَارَة والنّبُوحَ لِدَا ِرمٍ‬
‫والعِزّ عن َد تكا ُملِ الَحسابِ‬
‫وهاذا البيتُ أَورده ابن سيده وغيرُه ‪:‬‬
‫إِنّ العَرَا َرةَ والنّبُوحَ لِدَارم‬
‫والمُستخفّ أَخوهُم الَثقالَ‬
‫وقال ابن بَ ّريّ ‪ :‬عن البيت الذي أَورده الجوهَ ِريّ ‪ :‬إِنّه للطّ ِرمّاح قال ‪ :‬وليس للَخطل كما ذكره‬
‫ي ‪ ،‬وصواب إِنشاده ( والنّبوحَ لطَيّىء ) وقبله ‪:‬‬
‫الجوهَر ّ‬
‫يا أَ ّيهَا الرّجلُ المفاخِرُ طَيّئا‬
‫أَغْرَ ْبتَ نفْسَك أَيّما إِغْرابِ‬
‫ل فهو ما أَوردَه ابن سيده ‪ ،‬وبعده ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬وأَنّا بَيت الَخط ِ‬
‫المانِعين الماءَ حتّى َيشْرَبُوا‬
‫سمُوه سِجَالَ‬
‫عفَوَاتِه ويُق ّ‬
‫َ‬
‫حمْلها ‪ ،‬كذا في‬
‫ل الُمورِ الثّقال التي يَجِز غَيرُهم عن َ‬
‫ح ْم ِ‬
‫عدَدهم و َ‬
‫مَدَح الَخطلُ بني دَارِم بكثرةِ َ‬
‫وفي ( اللسان ) ‪.‬‬
‫جهَه ‪( .‬‬
‫( و ) النّبّاح ( ككَتّان ‪ :‬والدُ عامرٍ ُمؤَذّنِ عليّ ) بن أَبي طالبٍ ( رضي ال عنه ) وكرّ َم َو ْ‬
‫صغَارٌ بِيضٌ َمكّيّة ) ‪ ،‬أَي يُجاءُ‬
‫ف ِ‬
‫صغَارٌ ‪ .‬وعبارة ( التهذيب ) ( منَا ِق ُ‬
‫ض ِ‬
‫و ) النّبّاحُ ‪ :‬صَ َدفٌ بي ٌ‬
‫بها مِن مكة ( تُجعَل في القَلئدِ )‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/161‬‬

‫ح وتُ ْدفَع بها العَيْن ‪ ( ،‬واحدته بِهاءٍ ‪ ،‬وأَبو النّبّاح مح ّمدُ بنُ صالحٍ ‪ ،‬مح ّدثٌ ) ‪.‬‬
‫والوُشُ ِ‬
‫( و ) النّبّاحُ ( ك ُرمّان ‪ :‬ال ُهدْهُدُ الكثيرةُ القَ ْرقَرةِ ) ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ .‬وقد نَبَحَ الهُدْ ُهدُ يَنْبَح نُبَاحا‬
‫صوْتُه ‪ ،‬وهو مَجاز ‪.‬‬
‫ن فغَلُظ َ‬
‫‪ ،‬إِذا أَسَ ّ‬
‫س َودِ ) يَنبَح نُباحَ الجَ ْروِ ‪.‬‬
‫ص ْوتُ الَ ْ‬
‫( و ) قال أَبو خَيْرةٍ ‪ :‬النّبَاح ( كغُرَابٍ ‪َ :‬‬
‫حةُ ) ‪ .‬وعن ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬النّبّاح ‪ :‬الظّبيُ‬
‫( و ) قال أَبو عَمرٍ و ‪ ( :‬النّبْحَاءُ ‪ :‬الظّبْ َيةُ الصّيّا َ‬
‫الكَثِيرُ الصّياحِ ‪.‬‬
‫( وذُو نُبَاحٍ ) ‪ ،‬بالضمّ ‪ ( ،‬حَ ْزمٌ مِن الشّرَبّة قُ ْربَ تَ ْيمَنَ ‪ ،‬وهي َهضْبَة من ديارٍ فَزَا َرةَ ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫ك ْلبٌ نابحٌ ونَبّاحُ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫مالكَ ل تَنْبَحُ يا كَ ْلبَ ال ّدوْم‬
‫قد كُنتَ نبّاحا فمَالك ال َيوْم‬
‫ح ونُبّحٌ‬
‫قال ابن سيده ‪ :‬هؤلءِ هومٌ انتظروا قَوما فانتظرُوا نُباحَ الكَ ْلبِ ليُنذِرَ بهم ‪ .‬وكِلبٌ َنوَاب ُ‬
‫صوْت ‪ ،‬عن اللّحْيَانيّ ‪ .‬ورجل مَنبوحٌ ُيضْ َربُ له م َثلُ الكَلْب‬
‫حيّ ‪ :‬ضَخمُ ال ّ‬
‫ونُبُوحٌ ‪ .‬وكَلبٌ نُبَا ِ‬
‫س ُكتْ‬
‫ويُشبّه بِه ‪ ،‬ومنه حديث عمّار رضي ال عنه فيمن تناوَل من عائشة رضي ال عنها ‪ ( :‬ا ْ‬
‫َمقْبُوحا مشقوحا مَنبوحا ) حكاه الهرويّ في الغريبين ‪ .‬والمَنْبُوح ‪ :‬المشتوم ‪ ،‬يقال نَبحتْنِي كِل ُبكَ ‪،‬‬
‫حقَتُنِي شَتائ ُمكَ ‪.‬‬
‫أَي لَ ِ‬
‫حتْ عليه ونَابَحَه ‪.‬‬
‫وفي ( التهذيب ) ‪ :‬نَبَحَهُ الكَ ْلبُ ونَبَ َ‬
‫ضعْفه ل يُع َتدّ به ول ُيكَلّم بخَيْ ٍر ول شَرَ ‪.‬‬
‫ن َ‬
‫وفي م َثلٍ ‪ ( :‬فُلنٌ ل ُي َعوَى ول يُنْبَح ) ‪ ،‬يقول ‪ :‬مِ ْ‬
‫حكِيَت بالجيم ‪.‬‬
‫صوْت ‪ ،‬وقد ُ‬
‫جلٌ نَبّاحٌ ‪ :‬شديدُ ال ّ‬
‫ور ُ‬
‫ومن المجاز نَبَحَ الشّاعرُ ‪ ،‬إِذا هَجَا ‪ ،‬كما في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/162‬‬

‫والنّوابحُ ‪ :‬مَوضعٌ ‪ ،‬قال َمعْنُ بن أَوس ‪:‬‬


‫إِذَا ِهيَ حَّلتْ كَرْبَلَءَ فََلعْلَعا‬
‫جوْزَ العُذَيب دُونَها فالنّوا ِبحَا‬
‫فَ َ‬
‫واستدرك شيخُنا نُبَيحا الغنَويّ كزُبير ‪ ،‬من التابِعين ‪.‬‬
‫نتح ‪ ( :‬النّتْح ) ‪ ،‬بالمثنّاة الفوقيّة السّاكنة ( ‪ :‬العَرَق ) ‪ .‬وفي ( الصّحاح ) ‪ :‬الرّشْح ‪ ( .‬و ) قيل ‪:‬‬
‫( خُرُوجُه ) ‪ ،‬أَي العَرقِ ( مِن الجِلْدِ ‪ ،‬كالنّتُوحِ ) بالضّم ‪ ،‬نَتَحَ يَنْتَحِ نَتْحا ونُتُوحا ( و ) النّتْح‬
‫حيِ ) ‪ .‬يقال ‪ :‬نَتَحَ النّحيُ ‪ ،‬إِذا رَشَحَ بالسّمن ونَتَحَت المَزا َدةُ نَتْحا‬
‫والنّتُوحُ ‪ :‬خُرُوج ( الدّسَم مِنَ النّ ْ‬
‫ونُتُوحا ‪ ( .‬و ) كذا خُرُوجُ ( النّ ِديّ ) ضبطه في نسختنا النّ ِديّ ‪ ،‬كأَمير فليُنظر ( من الثّرَى ) ‪.‬‬
‫وقال الَزْهَ ِريّ ‪ .‬النّتْح ‪ :‬خُرُوجُ العَرَقِ من أُصول الشّعرِ ‪ ( .‬نَتَح هو ‪ ،‬كضَ َربَ ‪ ،‬لزِمٌ ‪ ( ،‬ونَتَحَه‬
‫الحَرّ ) وغيرُه ‪ ،‬متعدَ ‪.‬‬
‫صمُوغُ الَشجارِ ) ‪ ،‬ول يقال نُتُوعٌ كما في ( الصّحاح ) ‪ ،‬أَي على ما‬
‫( والنّتُوحُ ) ‪ ،‬بِالضّمّ ‪ُ ( .‬‬
‫صمْغ وزْنا‬
‫اشته َر على الَلْسنة ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬ثُمّ يُحتاج إِلى النظرِ في مفْرده ‪ ،‬هل هو نَتْح ك َ‬
‫ومعنًى ‪ ،‬أَو غير ذلك ‪.‬‬
‫ستُ ) ‪ ،‬ومثله في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫( والمِنْتَحَة ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ال ْ‬
‫( وانتَاحَ ‪ ،‬مالَهُ َمعْنًى ) مناسبٌ لهاذه المادّة ل أَنه بِناءٌ مهمَل من َأصْله على ما قرّره شيخنا ‪،‬‬
‫ل منهما مادّة‬
‫فيلزم عليه أَن يقال ما المانع من أَن يكون افتعال من ال ّنوْح أَو من النّيح ‪ ،‬فإِنّ ك ّ‬
‫لثَ غََلطَاتٍ ) بناءً على ما‬
‫واردةٌ لها معان ‪ ،‬فتَأ ّملْ ‪ ( .‬وغَلِطَ الجَوهريّ ) رحمه ال تعالى ( ثَ َ‬
‫خلٌ ) ‪ ،‬ول‬
‫َأصّلَه ‪ ( ،‬أَحدها ‪ :‬أَن التّ ْركِيب صحيح ) ليس فيه حَ ْرفُ عِلّة ‪َ ( ،‬فمَا للنتِيَاحِ فيه مَ ْد َ‬
‫ح ل معنَى له ) ‪ ،‬أَي في هاذا‬
‫يكونُ ُمطَاوعا لنَتَحَ أَيضا كما هو ظاهر ( ثانيها ‪ :‬أَنّ النتيا َ‬
‫التركيب ‪ ،‬ل مُطلقا كما توهّمه بعضٌ ‪ ( .‬ثالثُها ‪ :‬أَنّ الرّواية‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/163‬‬

‫شقْشِقة ‪:‬‬
‫في الرجز ) لذِي الرّمة ( المُستشهَد به ) يصفَ بَعيرا يَهدِر في ال ّ‬
‫( َرقْشَاءَ تَنْتَاح ‪ ،‬الّلغَامَ المُزْبِدَا )‬
‫َد ّووَ فيها رِزّه وأَرْعَدَا‬
‫إِ ّنمَا ه ( َتمْتَاح بالميم ل بالنون ) ‪ ،‬ومعناه ( أَي تُ ْلقِي الّلغَامَ ) ‪ .‬قال شيخنا ‪ :‬ولم يَتعقّبه ابن بَ ّريّ‬
‫في الحواشي ‪ ،‬ول تعرّض للرّجز شارحُ الشواهِدِ ‪ ،‬كعادته في إِهمال المهمّات ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ولم يَتعقّبْه ابنُ منظورٍ أَيضا مع كمال تتبّعه لما استُدرِك على الجوهريّ ‪ .‬ونصّ عبارة‬
‫الجوهريّ ‪ :‬والنتياح مثْل النّتْح ‪ ،‬قال ذو ال ّرمّة ‪ . . .‬الخ ‪ .‬ويوجد في بعْض نُسخه ‪ :‬النتتاحُ ‪،‬‬
‫ي لَنّهم صَرّحُوا أَن رواية ل‬
‫بفَوقِيّتَين ‪ .‬وقد يقال إِنّ رِواي َة المصنّف ل تَقدَح في رِواية الجوهر ّ‬
‫صحّت وورَ َدتْ عن الثّقات ‪ ،‬كما صرّح به ابنُ‬
‫تَقدَح في رِواية ‪ ،‬ول تُ َردّ روايَةٌ بُأخْرَى لو َ‬
‫الَنباريّ في أُصوله وابن السّرّاج ‪ ،‬وأَيّده ابنُ هِشام ‪ .‬ويمكن أَن يقال إِنّ نون تنتاح بدل عن الميم‬
‫ن الَلفَ ليست بمبدَلة ‪ ،‬كما هو دعوَى المصنّف ‪ ،‬بل هي أَلف إِشباع زِيدتْ‬
‫‪ ،‬وهو كثير ‪ ،‬أَو أَ ّ‬
‫للوزْنِ ‪ ،‬قاله شيخنا ‪.‬‬
‫( واليَنْتُوحُ ‪ ،‬ك َيعْسُوبٍ ‪ :‬طائرٌ ) أَق َرعُ الرأْسِ يكون في ال ّر ْملِ ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫جلْد ‪ .‬ونَتَح ِذفْرَى البعيرِ يَنْتِح عَرَقا ‪ ،‬إِذَا سارَ في يومٍ صا ِئفٍ شديدِ‬
‫مَنَاتِحُ العَرَق ‪َ :‬مخَارِجُه من ال ِ‬
‫الحَرّ فقَطرَ ِذفْرَياه عَرَقا ‪.‬‬
‫وفي ( التهذيب ) ‪َ :‬روَى أَبو أَيّوبَ عن بعضه العرب ‪ :‬امتتحْت الشيْءَ وانتَتَحْتُه وانتزَعْته ‪،‬‬
‫حدٍ ‪.‬‬
‫بمعنًى وا ِ‬
‫وقال شيخنا ‪ :‬النّتْح ‪ :‬سَيَلَنُ الدّمعِ ‪.‬‬
‫حمِيت ‪ ،‬إِذا كانَ سمينا ‪.‬‬
‫ح ‪ .‬ومن المَجاز ‪ :‬فلن يَنْتَحُ نَتْحَ ال َ‬
‫حيٌ نَتّاحٌ ‪َ :‬رشّا ٌ‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬نِ ْ‬
‫حتِ‬
‫جَ‬‫شيْ ِء ) وال َفوْزُ ‪ .‬وقد ( نَ َ‬
‫ظفَرُ بال ّ‬
‫نجح ‪ ( :‬النّجَاح ‪ ،‬بالفتْح ‪ ،‬والنّجْحُ بالضّمّ ‪ :‬ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/164‬‬

‫س َعفَه بإِدرا ِكهَا ‪.‬‬


‫حهَا اللّهُ تعالى ) ‪ :‬أَ ْ‬
‫حتْ ) وأَنجحْ ُتهَا لك ‪ ( .‬وأَنجَ َ‬
‫الحاجَةُ ‪ ،‬كمَنَعَ ‪ ،‬وأَنْجَ َ‬
‫حتُ‬
‫( وأَنجَحَ زَ ْيدٌ ‪ :‬صارَ ذا نجْحٍ ‪ .‬وهو مُنْجِحٌ ‪ ،‬مِنْ ) قومٍ ( مَنَاجِيحَ ومَنَاجِحَ ) ‪ .‬وقد أَنجَ ْ‬
‫حَاجتَه ‪ ،‬إِذا قضيْتها له ‪ .‬وفي خطبة عائشة رضي ال عنها ‪ ( :‬وأَنْجَحَ ِإذْ أَكدَيْتُم ) ‪.‬‬
‫جعَات الَساس ‪ :‬وبال‬
‫حهَا ) ‪ ،‬إِذا ( تَنَجّزَها ) ‪ ،‬ونَجَحتْ هي ‪ .‬ومن سَ َ‬
‫جَ‬‫جةَ واستَنْ َ‬
‫( وتَنَجّجَ الحا َ‬
‫أَتَفتِحُ ‪ ،‬وإِيّاه أَستَنْجِحُ ‪.‬‬
‫( والنّجِيحُ ‪ :‬الصّوابُ مِنَ الرّ ْأيِ و ) النّجيحُ ‪ ( :‬المُ ْنجِحُ من النّاس ) ‪ ،‬أَي مُنْجِحُ الحاجاتِ ‪ ،‬قال‬
‫َأوْسٌ ‪:‬‬
‫جوَادٌ أَخو مَ ْأقِطٍ‬
‫نَجِيحٌ َ‬
‫ِنقَابٌ يُح ّدثُ بالغائب‬
‫جلٌ مُنْجِح ‪ :‬ذو نُجْح ‪.‬‬
‫وفي ( الَساس ) ‪ :‬ر ُ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬النّجيح ‪ ( :‬الشّدِيدُ مِن السّيْر ) ‪ ،‬يقال ‪ :‬سارَ فلنٌ سَيرا َنجِيحا ‪ ،‬أَي وَشيكا ‪،‬‬
‫ح ونَجِيحٌ ‪ :‬وَشِيكٌ ‪ .‬وكذلك المكانُ ‪ .‬و َنهْضٌ نَجِيحٌ مُجِدْ ‪ .‬قال أَبو خِراشٍ‬
‫( كالنّاجِحِ ) ‪ ،‬سَيرٌ ناج ٌ‬
‫الهُذَليّ ‪:‬‬
‫ُيقَرّبُه ال ّن ْهضُ النّجُيحُ ِلمَا بِهِ‬
‫ومنه بُ ُدوّ تار ًة ومُثُولُ‬
‫حجَت ) عليه ( َأحْلمُه ) ‪ ،‬قال‬
‫س ُهلَ ‪ ،‬فهوَ ناجحٌ ‪ .‬و ) من المجاز ‪ ( :‬تَنَا َ‬
‫( ونَجَحَ َأمْ ُرهُ ‪ :‬تَ َيسّرَ و َ‬
‫ابن سيده أَي ( تَتَا َب َعتْ بصِدْقٍ ) ‪ ،‬أَو تَتابَ َع صِد ُقهَا ‪ ،‬وقال غيره ‪ :‬يقال ذالك للنّائم إِذا تَتاب ْعتُ عليهِ‬
‫ُرؤْيَا صِدْقٍ ‪.‬‬
‫حسِن ‪ ،‬ونُجْحا ‪ ،‬بِالضّم ‪،‬‬
‫سمّوا نَجِيحا ) ‪ ،‬كَأمِير ‪ ( ،‬ونُجَيحا ) ‪ ،‬كزُبَير ‪ ( ،‬ومُنْجِحا ) ‪ ،‬كمُ ْ‬
‫(وَ‬
‫( ونَجَاحا ) كسَحاب ‪.‬‬
‫ح ّدثٌ مكّيّ ‪.‬‬
‫( وعبد ال بن أَبي َنجِيح ) ‪ ،‬كَأمِير ‪ ،‬مُ َ‬
‫( والنّجَاحَة ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( :‬الصّبْر ) ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/165‬‬

‫( و ) يقال ‪َ ( :‬نفْسٌ َنجِيحةٌ ‪ :‬صابِرةٌ ) ‪ ،‬وما َنفْسي عنه بنَجِيحَة ‪ ،‬أَي بصابرة ‪.‬‬
‫شيْءٍ غَلَبك فقد أَنجَحَ بك ‪،‬‬
‫ك ) ‪ ،‬وكلّ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬يقال ‪ ( .‬أَنجَحَ بك ) الباطلُ ‪ ،‬أَي ( غَلَ َب َ‬
‫ظفِرَ بك ‪.‬‬
‫حتَ به ) ‪ .‬وفي ( الَساس ) ‪ :‬إِذا ُر ْمتَ الباطلَ أَنجَحَ بك ‪ ،‬أَي غل َبكَ و َ‬
‫جْ‬‫( فإِذا غَلَبْتَه فأَنْ َ‬

‫وبنو نجاحٍ ‪ :‬قَبيلةٌ باليمن ‪.‬‬


‫وأَبو بكرٍ محمّد بن العَباس بن نَجُيحٍ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ ،‬البَزّاز البغداديّ ‪ ،‬مُحدّث ‪ ،‬روَى عنه أَبو عليّ بن‬
‫شاذاتَ ‪ ،‬وتوفّي سنة ‪. 345‬‬
‫ج ْوفِه ‪ !*،‬كنَحْنَحَ‬
‫صوْتُه في َ‬
‫نحح ‪!* ( :‬نَحّ *!يَنِحّ *!نَحِيحا ) ‪ .‬من ح ّد ضَ َربَ ‪ ( :‬تَرَدّ َد َ‬
‫سعَال ‪ ،‬وهي‬
‫حةُ ‪!* :‬التّ َنحْنُحُ ‪ ،‬وهو أَسهلُ من ال ّ‬
‫*!وتَنَحْنَحَ ) ‪ .‬قال الَزهريّ عن الليث ‪!* :‬النّحْنَ َ‬
‫عِلّةُ ال َبخِيل ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫يَكاد من َنحْنَحةٍ وأَحّ‬
‫ق الَبَحّ‬
‫يَحكِي سُعالَ الشّر ِ‬
‫ج َملَ يَ ُنحّه ‪ ،‬بالضّمّ ) ‪َ !* ،‬نحّا ‪ ( :‬حَثّه ) ‪.‬‬
‫( و ) نَحّ ( ال َ‬
‫( *!ونَحنَحَه ) ‪ ،‬إِذا ( رَدّه َردّا قَبِيحا ) ‪ ،‬ونصّ عباراتهم ‪!* :‬ونَحْنَحَ السائلَ ‪ :‬رَدّه َردّا قَبيحا ‪.‬‬
‫خشَى أَن يكون هاذا مصحّفا عن النّجَاحَة ‪ ،‬بالجيم ‪ ،‬وقد تقدّم ‪،‬‬
‫( *!والنّحَاحَة ‪ :‬الصّبْر ) ‪ .‬أَنا أَ ْ‬
‫فإِنّي لم أَ َر واحدا ذكرَه من المصنفين ‪ ( .‬و ) *!النّحَاحَة ( ‪ :‬السّخَاءُ ‪ ،‬والبُخْل ‪ ،‬ضدّ ‪ .‬و ) من‬
‫ج ْعفَر ‪ ،‬وقيل من الجموع‬
‫حةُ ) بمعنى ( البُخَلءِ ) اللّئام ‪ .‬قيل ‪ :‬جمْع *! َنحْنَح ‪ ،‬ك َ‬
‫ذالك (*! النّحَانِ َ‬
‫التي ل واحدَ لها ‪.‬‬
‫جلٌ ( شَحِيحٌ *! َنحِيحٌ ) ‪ ،‬أَي بخيل ‪ ( ،‬إِتْبَاعٌ ) ‪ ،‬كأَنّه إِذا سُئل اع َتلّ كَراهَةً للعطاءِ فردّدَ‬
‫( و ) رَ ُ‬
‫َنفْسه لذالك ‪.‬‬
‫قال شيخنا ‪ :‬ودَعوى الِتباع بناءً على أَنّ هاذه المادّة لم تَر ْد بمعنَى ال ُبخْل ‪ ،‬وَأمّا على ما حكَاه‬
‫المصنّف من وُرود *!النّحَاحة بمعنى ال ُبخْل فصَوّبوا أَنّه تأْكيدٌ بالمُرادف ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/166‬‬
‫( *!ونُحَيْح بن عَبدِ ال ‪ ،‬كزُبَير ‪ ،‬من بني ) مُجَاشِع بن ( دَارم ‪ ،‬جاهليّ ) ‪ ،‬وقيّدَه الشاطبيّ‬
‫بالجيم بعد النّون ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو نُجَيحُ بن ُثعَالَةَ بن حَرَامِ بن مجاشعٍ ‪ ،‬كذا في ( التبصير ) للحافظ‬
‫ابن حجر ‪.‬‬
‫( و ) قولهم ‪ ( :‬ما أَنا *!ب َنحْنَحِ ال ّنفْسِ عَنْ كذا ‪ ،‬كنَفْ َنفٍ ) ‪ ،‬أَي ( ما أَنا ِبطَ ّيبِ ال ّنفْسِ عَنْه ) ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫*!النّحْ َنحَة ‪ :‬صَوتُ الجَرْع من الحَلْق ‪ ،‬يقال منه ‪ :‬تَ َنحْنَحَ الرّجلُ ‪ ،‬من كُراع ‪ .‬قال ابن سيده ‪:‬‬
‫حةُ ‪ :‬أَن يكرّرَ قَولَ ‪:‬‬
‫ستُ منه على ثِقة ‪ ،‬وأُراهَا بالخَاءِ ‪ .‬قال ‪ :‬وقال بعض اللّغويين ‪!* :‬النّحْنَ َ‬
‫ول ْ‬
‫نَحْ نَحْ ‪ ،‬مُسْتَ ْروِحا ‪ ،‬كما أَن ال َمقْرُور إِذا تَ َنفّسَ في أَصابعه مُست ْدفِئا فقال ‪ :‬كَهْ كَهْ ‪ ،‬اشتُقّ منه‬
‫صوْت ‪ .‬كذا في ( اللسان ) ‪.‬‬
‫المصدر ثمّ الفِعل ‪ ،‬فقيل َك ْهكَهَ َك ْهكَةً ‪ ،‬فاشتقّوا من ال ّ‬
‫ندح ‪ ( :‬النّدْحُ ) ‪ ،‬بالفتح ( و ُيضَمّ ‪ :‬الكَثْرة ) ‪ .‬قال العَجّاج ‪:‬‬
‫صِيدٌ تَسَامَى وُرّما رِقا ُبهَا‬
‫طمٍ قَبقَا ُبهَا‬
‫ح وَ ْهمٍ قَ ِ‬
‫بِنَدْ ِ‬
‫سعَ من الَرضِ كالنّدْحَة‬
‫سعَ ُة ) والفُسْحَة ‪ ( .‬و ) النّدْحُ ‪ ( :‬ما اتّ َ‬
‫( و ) النّدْح والنّدْح ‪ ( :‬ال ّ‬
‫سعَةُ ‪ .‬وقالوا ‪ :‬لي عن‬
‫ك لفي نَ ْدحَةٍ من الَمر ‪ ( ،‬والمَنْدُوحةِ ) منه ‪ ،‬أَي َ‬
‫حةِ ) ‪ .‬تقول ‪ :‬إِ ّن َ‬
‫والنّدْ َ‬
‫هاذا الَمرِ مَندوحَةٌ ‪ ،‬أَي مُتّسَعٌ ‪ ( .‬والمُنْتَدَحِ ) ‪ .‬يقال ‪ :‬لي عنه منْدُوحَ ٌة ومُنتَدَحٌ ‪ ،‬أَي سَعةٌ ‪ .‬وفي‬
‫ي ‪ :‬ول‬
‫حصَين ‪ ( .‬إِنْ في المعَارِيضِ لمَندوحَةً عن الكَذِب ) ‪ .‬قال الجوهَ ِر ّ‬
‫عمْرانَ بن ال ُ‬
‫حديث ِ‬
‫جلَ عن الضطرار إِلى‬
‫تقُلْ ممدوحة ‪ ،‬يعني أَنّ في ال ّتعْرِيض بال َقوْل من التّساع ما يُغنِي الرّ ُ‬
‫ح ِكيَ عن أَبي عُبيدٍ أَنه قال في مندوحةٍ ‪ ،‬من‬
‫صفُور في ال ُممْتِع ‪ُ :‬‬
‫ع ْ‬
‫حضِ ‪ .‬وقال ابن ُ‬
‫الكذب المَ ْ‬
‫حةٌ ‪ ،‬أَي مُتّسَع ‪ :‬إِنّها‬
‫قولك ‪ :‬ما لي عنه مَندُو َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/167‬‬

‫ح انف َعلَ ‪ ،‬ونونَه زائدة ‪ ،‬ومندوحةٌ مفعولةٌ ‪ ،‬ونُونُه أَصليّة‬


‫مشتقّةٌ من اندَاحَ ‪ ،‬وذلك فاسدٌ ‪ .‬لَنّ اندا َ‬
‫‪ ،‬إِذ لو كانت زائدةً لكانت مَ ْن ُفعْاَة ‪ ،‬وهو بناءٌ لم يَثبتْ في كِلمهم ‪ ،‬فهو عبى هاذا مشتقّ من النّدْح‬
‫سعَة ‪ ،‬وقال غيره ‪ :‬المَندُوحَة بفتح الميمِ ‪،‬‬
‫‪ ( ،‬و ) هو ( سَ َندُ الجَ َبلِ ) وجانِبُه وطَ َرفُه ‪ ،‬وهو إِلى ال ّ‬
‫ح ٌة ومُنْتَدَحٌ ‪ ،‬أَي‬
‫وضمّها َلحْنٌ ‪ .‬وفي كتاب ( لحنِ ال َعوَامّ ) للزّبي ِديّ ‪ :‬يقال ‪ :‬له عن هاذَا مَنْدُو َ‬
‫حتِ الغَنَ ُم في مَرَابِضها ‪ .‬وقال أَبو عبيدٍ ‪ :‬المندوحة الفُسْحَة‬
‫مُتّسَع ‪ ،‬وهو النّذح أَيضا ‪ ،‬من انت َد َ‬
‫سعَة ‪ ،‬ومنه اندَاحَ َبطْنُه ‪ ،‬أَي انتفخَ ‪ ،‬وان َدحَى لغةٌ فيه ‪ .‬وهو غَلطٌ مِن أَبي عُبَيْد ‪ ،‬لَنّ نونَه‬
‫وال ّ‬
‫سعَة ‪ ( .‬ج ) أَي جمع النّدْحِ والنّدْحِ‬
‫أَصليّة ‪ ،‬ونون انداح زائدة ‪ ،‬واشتقاقه من ال ّدوْح وهو ال ّ‬
‫سهَيْليّ ‪ :‬وقد ُتحْذَف اليا ُء ضرورةً ‪ .‬قال شيخُنَا ‪:‬‬
‫جمْع المندُوحَة مَنَادِيحُ ‪ ،‬قال ال ّ‬
‫( أَنْداحٌ ) ‪ .‬و َ‬
‫سعَة ‪ ،‬كما في منهاجِ البلغاءِ لحازمٍ ‪ ،‬وكتاب ( الضّرائر لبن عصفور ) ‪.‬‬
‫ومِثْلُه جائز في ال ّ‬
‫شيْءُ ترَاهُ منْ َبعِيدٍ ) ‪.‬‬
‫( و ) النّدْحُ ‪ ( ،‬بالكَسْر ‪ :‬ال ّثقْل ‪ ،‬وال ّ‬
‫سعَه ) ‪ ،‬كنَدّحَه تَنديحا ‪ .‬وهاذَا من ( الَساس ) ‪ ( ،‬ومنه قَول أُمّ سَلمةَ لعائشةَ‬
‫( ونَدَحَه كمنَعه ‪ :‬وَ ّ‬
‫جمَ َع القُرْآنُ ذَيْلَك فَلَ تَنْ َدحِيهِ ‪ .‬أَي ل‬
‫ضيَ اللّهُ عنهُما ) حينَ أَرادت الخُروجَ إِلى البصرة ‪ ( :‬قَدْ َ‬
‫َر ِ‬
‫ُتوَسّعيه ) ول ُتفَرّقيه ( بخُروجِك إِلى البصرة ) ‪ ،‬والهاءُ للذّيل ‪ ،‬ويُروَى ‪ :‬ل تَ ْبدَحيه ‪ .‬بالباءِ ‪ ،‬أَي‬
‫ن َولَ تَبَرّجْنَ }‬
‫ل َتفْتَحِيه ‪ ،‬من ال َبدْح وهو العَلنيَة ‪ ،‬أَرادتْ قولَه تعالى ‪َ { :‬وقَرْنَ فِى بُيُو ِتكُ ّ‬
‫( الَحزاب ‪ ) 33 :‬وقال الَزهريّ ‪ :‬من قاله بالباءِ ذ َهبَ إِلى ال َبدَاح ‪ ،‬وهو ما اتّسَعَ من الَرْض‬
‫ومن قاله بالنّون ذ َهبَ به إِلى النّدْح وهو السّعة ‪.‬‬
‫جهَي َنةَ ) القبيلةِ المشهورة ‪.‬‬
‫( وبنُو مُنَادِحٍ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬بطْنٌ ) صغِير ( من ُ‬
‫ن ) ومِثله في‬
‫حتِ الغَ َنمُ مِ ْ‬
‫( وتَنَدّ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/168‬‬

‫ضهَا )‬
‫( الصّحاح ) ‪ ،‬وفي بعض النسخ ( في ) وهو الموافق لِلُصول الصحيحة ( مَرَا ِب ِ‬
‫حتْ ‪.‬‬
‫س َعتْ مِن البِطْنَة ) ‪ ،‬كانت َد َ‬
‫حهَا ‪ ( :‬تَ َبدّ َدتْ ) وانتَشَ َرتْ ( واتّ َ‬
‫ومَسَارِ ِ‬
‫س ّموْا نادِحا ) ومُنَادِحا ‪.‬‬
‫(وَ‬
‫سعَ من البِطْ َنةِ ‪َ ( :‬م ْوضِعه دحح ) وقد َتقَدّم ‪ ( ،‬وغَلِطَ‬
‫( وانْدَحّ ) بطْنُ فلنٍ ( اندِحَاحا ‪ ) :‬اتّ َ‬
‫جوْهَ ِريّ ) في إِيراده هنا ‪.‬‬
‫ال َ‬
‫سمَنٍ كان ذالك أَو عِّلةٍ ‪ ( ،‬مَوضِعه دوح ) ‪،‬‬
‫( وانْدَاحَ ) بطنه ( اندِيَاحا ) ‪ ،‬إِذا انتفخَ وتدلّى ‪ ،‬من ِ‬
‫وقد تقدّم أَيضا ‪ ( ،‬وغَلِط ) الجوهَرِي ( أَيضا رحمه ال تعالى ) في إِيراده هُنَا ‪.‬‬
‫قُلت ‪ :‬ووجدت في هامِش نسخة ( الصّحاح ) منقولً من خطّ أَبي زكريّا ‪ :‬اندَحّ بَطنُه انْدحاحا ‪،‬‬
‫وانْدَاحَ اندياحا بابهما المضاعف والمعتلّ ‪ ،‬وقد ذكرهما في بابهما على الصّحة ‪ ،‬وء ّنمَا جم َعهُما‬
‫هنا لتقارب معانيهما ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫ح وانداحَ استطرادا ‪ ،‬لتقارِب الموادّ في الّلفْظ واتفاقهما‬
‫قال شيخنا ‪ :‬وإِنّما ذكر الجوهريّ هنا اندَ ّ‬
‫ضعُه ‪ ،‬وإِنما‬
‫في المعنَى والدّليل على ذالك أَنّه ذكرهما في محلّهما ‪ ،‬فهو لم ي ّدعِ أَنّ هاذا مو ِ‬
‫أَعادهما استطرادا على عادة قدماءِ أَئمّةِ الّلغَة ‪ ،‬كما في العين كثيرا ‪ ،‬وفي مواضِعَ من‬
‫ط ول شَططَ ‪.‬‬
‫( التهذيب ) وغيره ‪ ،‬فل غََل َ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫أَرضٌ مَندوحة ‪ :‬واسعةٌ بَعيدة ‪ .‬وفي حديث الحجّاج ( وادٍ نادِحٌ ) ‪ ،‬أَي واسعٌ ‪.‬‬
‫والمَنادِحُ ‪ :‬ال َمفَاوِز ‪ ،‬كما في ( الصّحاح ) ‪.‬‬
‫سعَتها لبَيْضها ‪ ،‬كما في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫حصَت أُفحوصةً وو ّ‬
‫وندَحَت النّعامَةُ أُندُوحَةً ‪ :‬فَ َ‬
‫وفي الرّوض ‪ :‬نا َدحَه ‪ :‬كاثَرَه ‪.‬‬
‫وفي ( مجمع الَمثال ) ( أَتْ َربَ فَ َندَحَ ) ‪ ،‬أَي صارَ مالُه كالتّرَابِ فوسّعَ عَيشَه وبذّرَ مالَه ‪ ،‬نقله‬
‫شيخنا ‪.‬‬
‫نزح ‪ ( :‬نَزَحَ ) الشيْءُ ‪ ( ،‬كمَنَ َع وضَ َربَ ) يَنْزَح ويَنْزِحُ ( نَزْحا ) إِذا ( َب ُعدَ ) ‪ ،‬كانْتَزَحَ انتِزَاحا ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/169‬‬

‫حتْ ِهيَ )‬
‫حهَا ‪ .‬ونَزَ َ‬
‫( و ) نَزَحَ ( البِئرَ ) يعنزَحها نَزْحا ( ‪ :‬اسْ َتقَى ماءَهَا حَتّى يَ ْنفَدَ أَو َي ِقلّ ‪ ،‬كأَنْزَ َ‬
‫‪ ،‬أَي البِرُ والدّارُ تَنْزَحُ ( نَزْحا ) ونُزُوحا ( فهي نازِحٌ ونُزُحٌ ) ‪ ،‬بضمّتين ‪ ( ،‬ونَزُوحٌ ) ‪ ،‬كصَبورٍ‬
‫‪ ( ،‬في ال ُبعْد والبِئْرِ ) ‪ ،‬فهو لز ٌم ومُتعدّ ‪ .‬وشيءٌ نُزُحٌ ونازِحٌ ‪ :‬بعيدٌ ‪ ،‬أَنشدَ ثعلب ‪:‬‬
‫إِن المَذَلّة مَنْ ِزلٌ نُزُحٌ‬
‫عَن دارِ َقوْمكِ فاتْرُكي شَ ْتمِى‬
‫صحَاح ) ‪ :‬بِئر نَزُوحٌ ‪ :‬قَليلةُ الماءِ ‪ ،‬و َركَايَا نُزُحٌ ‪.‬‬
‫وفي ( ال ّ‬
‫وفي حديث ابن المسيّب قال لقَتَادَة ‪ ( :‬ارحلْ عنّي فلقد نَ َزحْتَني ) ‪ ،‬أَي أَنفَ ْدتَ ما عِندِي ‪.‬‬
‫( والنّزَحُ ‪ ،‬مح ّركَة ‪ :‬الماءُ ال َكدِرُ ‪ ،‬و ) النّزَح أَيضا ‪ ( :‬البِئرُ ) الّتي ( نُزِحَ أَكثرُ ما ِئهَا ) ‪ ،‬كذا في‬
‫( الصّحاح ) ‪ ،‬قال الراجز ‪:‬‬
‫ضفُوفِ‬
‫ل َيسْ َتقِي في النّزَحِ ال َم ْ‬
‫ِإلّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ‬
‫وعِبَارَة ال ّنهَايَة ‪ :‬التي ُأخِذَ مَاؤْهَا ‪.‬‬
‫ل بمعنَى فاعل‬
‫سطِيح ‪ ( :‬عبدُ المَسِيِح ‪ ،‬جاءَ من بَلدٍ نَزيح ) فَعي ٌ‬
‫( والنّزِيحُ ‪ :‬ال َبعِيد ) ‪ ،‬وفي حديث َ‬
‫‪.‬‬
‫( والمِنْزَحَة ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬الدّ ْلوُ ) يُنزَح بها الماءُ ( وشِبهُها ) ‪.‬‬
‫( وهو ِبمُنْتَزَحٍ ) من كذَا ‪ ،‬أَي ( بِ ُب ْعدٍ ) منه ‪ ( ،‬و ) قد ( نُزِحَ بهِ ‪ ،‬كعُنِى ‪َ :‬ب ُعدَ عَنْ دِيَارِه غَي َبةً‬
‫بعي َدةً ) ‪ ،‬وأَنشد الَصمعيّ للنّابغة ‪:‬‬
‫ومَن يُنزَحْ به ل بُدّ يَوما‬
‫يَجِيءُ به َن ِعيّ أَو َبشِيرُ‬
‫( و َقوْمٌ مَنَازِيحُ ) وإِ ِبلٌ مَنَازيحُ ‪ ،‬من بلدٍ بعيدة ‪ .‬قال ابن سِيدَه ‪ :‬وقول أَبي ذؤَيب ‪:‬‬
‫وصَرّحَ الموتُ عن غُ ْلبٍ كأَ ّنهُمُ‬
‫جُ ْربٌ يُدَافِعها السّاقِي مَنَازِيحُ‬
‫إِنّما هو جمْع مِنزاحٍ ‪ ،‬وهي التي تأْتي إِلى الماءِ مِن ُبعْد ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/170‬‬

‫حتْ ) مِياهُ ( آبارهم ‪ .‬ومحمّدُ بنُ نازحٍ ‪،‬‬


‫ح ال َقوْمُ ‪ ( :‬نَزَ َ‬
‫( ونَزَحَ القَوْمُ ) ‪ ،‬وفي بعض النسخ ‪ :‬أَنزَ َ‬
‫مح ّدثٌ ‪ ،‬روَى عن اللّيْث بن سعدٍ ) ‪ ،‬ذكره الَمير والحافظ ابن حجر ‪.‬‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ :‬قال ابنُ هُ ْرمَة يَرثِي ابنَه ) ‪:‬‬
‫( و َقوْلُ ال َ‬
‫فأَنتَ مِنَ الغوائِل حِين تُرمَى‬
‫ومِن ذَمّ الرّجَالِ بمُنْتزَاحٍ‬
‫س ْهوٌ ) منه ‪ ( ،‬وإِ ّنمَا يَمدَحُ‬
‫ي فتولّدَت الُف ‪ ،‬هاكذا في ( اللسان ) وغيره ‪ ،‬وهو ( َ‬
‫أَشبعَ فَتحَةَ الزّا ِ‬
‫القاضِيَ جَعفَرَ بنَ سُلَ ْيمَانَ ) بن عليّ الهاشميّ ‪ .‬ووج ْدتُ في هامش نُسخة ( الصّحاح ) مما وُجد‬
‫س ْهلٍ ‪ ،‬أَنّ البَيتَ من قصيدةٍ مَدَحَ بهَا َب ْعضَ القُرشيّين ‪ ،‬مَن اسمُه محمّد ‪ ،‬وكان قاضِيا‬
‫بخطّ أَبي َ‬
‫لجعفرِ بن سُليمانَ بن عليّ ‪ ،‬وفيها ‪:‬‬
‫حوِي يَدَاهُ‬
‫رأَيتُ محمّدا َت ْ‬
‫َمفَازَ الخَارِجَاتِ من القِدَاحِ‬
‫فليُنظَرْ هاذا مع قول المصنّف ومع قول شيخنا ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ل سهْو ‪ ،‬فإِنّ القصيدة مشتملة على الَمرَين رِثَاءِ الولد ومَدح جَعفر ‪ ،‬فل منافاة ول سهو ‪.‬‬

‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬


‫ح ول يَنْزَحُ ‪ ،‬أَي ل يَ ْنفَدُ ‪.‬‬
‫أَنْزَحَه ‪ ،‬وماءٌ ل يَنْزِ ُ‬
‫ومن المجاز ‪ :‬أَنت من الذمّ بمُنْتَزَح ‪ .‬ويقال ‪ :‬شَ ّركَ سُرُحٌ ‪ ،‬وخَيْرُك نُزُحٌ ‪ ،‬أَي قليل ‪ ،‬كما في‬
‫( الَساس ) ‪.‬‬
‫نسح ‪ ( :‬النّسْحُ ) ‪ ،‬بالفتح ‪ ( ،‬والنّسَاح ‪ ،‬كغُرَابِ ‪ :‬ما َتحَاتّ عن ال ّتمْرِ مِنْ قِشْرِه وفُتَاتِ َأ ْقمَاعِه‬
‫سفَل الوِعَاءِ ) ‪،‬‬
‫ونَحوِهما ) ‪ ،‬وفي نسخة ونحو ذالك ‪ ،‬وهي الموافقة للُصول ( ِممّا يَ ْبقَى ) في ( أَ ْ‬
‫كذا عن اللّيْث ‪.‬‬
‫( و ) قال الجوهريّ ‪َ ( :‬نسَحَ التّرَابَ ‪ ،‬كمَنَعَ ‪َ :‬أذْرَاهُ ) ‪ ،‬كطا نقله في ( اللّسان ) ‪ .‬وهاذه المادّة‬
‫حمْرة بناءً على أَ ّنهَا من الزيادات على‬
‫مكتوبة في نسختنا بال ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/171‬‬

‫الجوْهَ ِريْ ‪ ،‬فلينظر هاذَا ‪.‬‬


‫طمِعَ ) ‪.‬‬
‫( و ) نَسِحَ الرّجلُ ‪ ( ،‬كفَرِحَ ) ‪ ،‬نَسَحا ( َ‬
‫( والمِنْسَاحُ ) ‪ ،‬بالكسر ( شَيءٌ يُنْسَحُ به التّرَابُ ‪ ،‬أَي ُيذْرَى ) ‪ ،‬هاكذا في النّسخ عندنا ‪ ،‬وفي‬
‫بعضها ( يدفع به التّرَاب أَو يُذْرَى ) ‪ ،‬وفي بعض منها ( يُدفَع به التّرَاب ويُذْرَى به ) ‪.‬‬
‫ب وكِتَاب ) ‪ ،‬الفتح عن العِمرانيّ ‪ ،‬والكسر رواه الَزهَ ِريّ ( ‪ :‬وَادٍ بال َيمَامة‬
‫( و ) نَسَاحٌ ‪ ( ،‬كسَحَا ٍ‬
‫) لل وزان من بني عامر ‪ ،‬قاله نصرٌ ‪ .‬وقيل ‪ :‬وادٍ يَقسِم عارضَ اليمامَةِ ‪ ،‬أَكثرُ أَهلِه ال ّنمِرُ بنُ‬
‫قَاسِطٍ ‪ .‬ونَسَاحٌ أَيضا مَوضعٌ أَظنّه بالحجاز ‪ ،‬وذكرَه الحفَصيّ في نواحِي اليمامَةِ ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو وادٍ‬
‫‪ ،‬وعن ثعلب أَنّه جَ َبلٌ ‪ ،‬وأَنشدَ ‪:‬‬
‫يُوعِد خَيْرا وهْو بالزّحزاحِ‬
‫أَبعَدُ مِن رَهوَة مِنْ َنسَاحِ‬
‫سكّريّ ( وله يَومٌ ‪ ،‬م ) أَي معروف ‪.‬‬
‫ومثله قال ال ّ‬
‫ح ‪ ،‬كمصغّر َنسِيحٍ ‪ :‬وادٍ آخَرُ بها ) أَي باليمامةِ ‪.‬‬
‫( ونُسَيّ ٌ‬
‫وقال الَزهريّ ‪ :‬ما ذكرَه اللّيْث في النسخ لم أَسمعْه لغيره ‪ ،‬قال ‪ :‬وأَرجو أَن يكون محفوظا ‪.‬‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫مما نقَله شيخنا عن القاضي أَبي بكْرِ بن العربيّ في عا ِرضَته فإِنّه قال ‪ :‬نَسجْت ال ّث ْوبَ بالجِيم ‪:‬‬
‫حتّ القِدْرَ حتّى يَصير وِعَاءً ضابطا‬
‫ج َمعْت خُيوطَه حتّى يتمّ ثَوبا ‪ ،‬ونَسحْت بالحَاءِ المهملة ‪ ،‬إِذا َن َ‬
‫لما يُطْرَحُ فيه من طعامٍ وشرابٍ ‪.‬‬
‫نشح ‪ ( :‬نَشَحَ ) الشّاربُ ‪ ( ،‬كمنَعَ ) ‪ ،‬يَنشَح ( نَشْحا ) ‪ ،‬بفتح وسكون ‪ ( ،‬ونُشُوحا ) ‪ ،‬بالضّمّ‬
‫وانتَشَحَ ‪ ،‬إِذا ( شَ ِربَ ) شُرْبا‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/172‬‬

‫قليلً ( دُونَ ال ّريّ ) ‪ ،‬قال ذو ال ّرمّة ‪:‬‬


‫ح ْقبُ لم ُي ْقصَعْ صَرائرُها‬
‫فانْصاعتِ ال ُ‬
‫ي ول هِيمُ‬
‫شحْنَ فل ِر ّ‬
‫وقد نَ َ‬
‫( أَو ) نَشَح ‪ ،‬إِذا شَربَ ( حَتّى امْتَلَ ) ‪ ،‬فهو ( ضدّ ‪ .‬و ) نَشَحَ َبعِيرَه ‪ :‬سقاه ماءً قليلً ‪ ،‬ونشَحَ‬
‫( الخَ ْيلَ ‪ :‬سقاها ما َيفْثَأُ ) ‪ ،‬أَي يكسر ( غُلّتَها ) ‪ ،‬قال الَزهريّ ‪ :‬وسم ْعتُ أَعرابِيّا يقول لَصحابه‬
‫سقْيا َيفْثَأُ غُلّتَها وإِنْ لم يُرْوهَا ‪ .‬قال الرّاعِي يذكر ماءً‬
‫‪َ :‬ألَ وانْشَحُوا خَيلَكم نَشْحا ‪ ،‬أَي اسقُوهَا َ‬
‫ورَدَه ‪:‬‬
‫حتُ بها عَنْسا تَجَافَى َأظَّلهَا‬
‫شْ‬‫نَ َ‬
‫ل ما َوقَ ْتهَا السّرَائحُ‬
‫لكْمِ ِإ ّ‬
‫عن ا ُ‬
‫( والنّشُوحُ َكصَبور ‪ :‬الما ُء القليلُ ) وأَنشد الجوهريّ ‪:‬‬
‫حتّى إِذا ما غَيّ َبتْ نَشُوحَا‬
‫جوَا َفهَا شرَابا غيّبَتْه فيه ‪.‬‬
‫وهو قولُ أَبي النّجْم يَصف الحمُر ‪ ،‬ومعناه ‪ :‬أَي أَ ْدخَلَت أَ ْ‬
‫سكَارَى ) ‪ ،‬قال شيخُنَا يُنظرُ ما ُمفْرَدُه ‪ ،‬أَو ل مُفرَدَ له ‪.‬‬
‫( والنّشُحُ ‪ ،‬بضمّتَيْن ‪ :‬ال ّ‬
‫ن مفرَدَه نَشُوحٌ ‪ ،‬لما عُرِف مما تقدّم من معنى قولِ أَبِي النّجم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬الذي يظهر أَ ّ‬
‫سقَاءٌ نَشّاحٌ ) ‪ ،‬ككَتّانٍ ‪ ،‬أَي رَشّاحٌ ( ُممْتلىءٌ َنضّاحٌ ) ‪.‬‬
‫(وِ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫النّشْحُ العَرَق ‪ ،‬عن كُراع ‪.‬‬
‫ضيَ اللّهُ عنهُ ‪.‬‬
‫ت الَخذَ منه ‪ ،‬وقد وَرد ذالك في حديث أَبي بكْرٍ َر ِ‬
‫ج ْهدِي ‪َ :‬أقْلَ ْل ُ‬
‫ت المالَ ُ‬
‫ح ُ‬
‫ونَشَ ْ‬

‫____________________‬

‫( ‪)7/173‬‬

‫صحُهُ ‪ ( ،‬و ) نصَحَ ( َلهُ ‪ ،‬كم َنعَه ) وباللم أَعلَى ‪ ،‬كما صرّح به الجوهريّ‬
‫نصح ‪َ ( :‬نصَحَه ) ين َ‬
‫وغيره ‪ ،‬وهي اللّغة ال ُفصْحَى ‪ .‬قال أَبو جعفر ال ِفهْ ِريّ في شرح ( الفصيح ) ‪ :‬الَصل في َنصَحَ‬
‫أَن يَ َتعَدّى هاكذا بحرفِ الجرّ ‪ ،‬ثم يُ َتوَسّع في حذْف حرْف الجرّ فيصِل الفعلُ بنفْسه ‪ .‬فتقول ‪:‬‬
‫ب ل تكاد تقول َنصَحْتُك ‪ ،‬إِ ّنمَا‬
‫نَصحْت زيدا ‪ .‬وقال الفَرّا ُء في كتاب ( المصادر له ) ‪ :‬العر ُ‬
‫حتُ لك ‪ ،‬وقد يقولون نَصحْتُك يريدون نَصحْت لك ‪ .‬قال النابغة ‪:‬‬
‫ن نعصَ ْ‬
‫يقولو َ‬
‫َنصَحتُ بعنِي عَوفٍ فلم يَتقَبّلوا‬
‫رَسُولِي ولَم تَنْجَح إِليهم وَسَائِلي‬
‫وقال ابنُ دُرُسْتويْه ‪ :‬هو يَت َعدّى إِلى مفعولٍ واحدٍ ‪ ،‬نحْو قَولك نَصحْت زيدا ‪ ،‬وإِذا دخلَت الّلمُ‬
‫صارَ يَتعدّى إِلى اثنين ‪ ،‬فتقول ‪ :‬نَصحْت لزيدٍ رَأَيَه ‪ .‬وقد يُحذَف المفعول ِإذَا ُفهِم المعنَى ‪ ،‬فتقول‬
‫‪ :‬نَصحْت لزيدٍ ‪ ،‬وأَنت تريد نَصحْت لزيدٍ رَأْيَه ‪ ،‬وتحْذف ح ْرفَ الجرّ من المفعول الثاني ‪،‬‬
‫حتُ زيدا رأْيَه ‪ .‬قال أَبو جعفر ‪ :‬وما قاله ابنُ‬
‫فيَتَعدّى الفِعل بنفسه إِليهما جميعا ‪ ،‬فتقول ‪ . .‬نص ْ‬
‫دُرُسْتويه من أَنّ نَصحْت يَتعدّى إِلى اثنين أَحدهما بنفْسه والثاني بحرْف الجرّ ‪ ،‬نحْو نصَحْت لزيدٍ‬
‫سمِع في مَوضع ما ‪ ،‬وفي عدم‬
‫عوَى ‪ ،‬وهو ُمطَالَب بإِثباتها ‪ ،‬ولو كان يَتعدّى إِلى اثنين ل ُ‬
‫رأْيَه ‪ ،‬دَ ْ‬
‫سماعه دليلٌ على بُطلنه ‪ .‬قال شيخُنا رحمه ال تعالى ‪ :‬وهو كلمٌ ظاهرٌ ‪ ،‬وابن دُ ُرسْتويه كثيرا‬
‫ما يَرتكِب م ْثلَ هاذه التمحّلت ‪ :‬وقد َذكَر مثْل هاذا في شكر وقال ‪ :‬تقديره شكَرْت ن ْعمَته ‪ .‬وأَطالَ‬
‫في تقريره ( ُنصْحا ) بضمّ فسكون ‪ ( ،‬و َنصَاحَةً ) ‪ ،‬كَسَحَابة ‪ ،‬و ِنصَاحَةً ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬أَوردَه‬
‫ب الَفعال ‪،‬‬
‫صاحبُ ( اللّسان ) ‪ ( ،‬و َنصَاحِيَةً ) ‪َ ،‬ككَرَاهِيَة ‪ ،‬و ُنصُوحا ‪ ،‬بالضّم ‪ ،‬حكاه أَربا ُ‬
‫ح و َنصِيحٌ ‪ ،‬من ) قَوم ( ُنصّحٍ )‬
‫و َنصْحا ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ،‬أَورَده صاحب ( اللّسان ) ‪ ( .‬وهو ناص ٌ‬
‫‪ ،‬بضمّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/174‬‬

‫فتشديدِ ( و ُنصّاح ) ‪ ،‬كُرمّان ‪ ،‬و ُنصَحاءَ ‪.‬‬


‫صتُ وصَ َدقْت ‪ ،‬و ( السمُ ال ّنصِيحَة ) ‪.‬‬
‫حتُ له نَصيحتي ُنصُوحا ‪ ،‬أَي أَخَل ْ‬
‫( و ) يقال ‪َ :‬نصَ ْ‬
‫قال شيخنا ‪ :‬الَكثر من أَئمّة الشتقاق على أَنّ الّنصْح تَصفية العَسلِ وخِياطة الثّوبِ ‪ ،‬ثم استُعمِل‬
‫في ضدّ الغِشّ ‪ ،‬وفي الِخلصِ والصدق كالتّوبةِ ال ّنصُوحِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬الّنصْحُ وال ّنصِيح ُة والمُنَاصَحةُ‬
‫‪ :‬إِرادةُ الخَيْرِ للغَي ِر وإِ ْرسَادُه له ‪ ،‬وهي كلمةٌ جام ٌع لِرادةِ الخَيْر ‪ .‬وفي النهاية ‪ :‬ال ّنصِيحَة كلمةٌ‬
‫يُعبّر بها عن جُملةٍ ‪ ،‬هي إِرادة الخيرِ للمَنصوح له ‪ ،‬وليس ُيمْكن أَن يُعبّر عَن هاذا المعنَى بكلمةٍ‬
‫حظّ للمَنصوح‬
‫حةُ كلمةٌ جامع ٌة معنَاهَا حِيازةُ ال َ‬
‫واحدة تَجمَع مَعناه غيرها ‪ .‬وقال الخَطّابيّ ‪ :‬ال ّنصِي َ‬
‫له ‪ .‬قال ‪ :‬ويقال هو من َوجِي ِز الَسماءِ ومخ َتصَر الكلمِ ‪ ،‬وأَنّه ليس في كلم العرب كلمةٌ مفردة‬
‫تُسْتَوفَى بها العِبَارَة عن معنَى هاذه الكَلمة ‪ ،‬كما قالوا في الفَلَح ‪ .‬وفي شَرْح الفصيح للّبْليّ ‪:‬‬
‫النّصيحة ‪ :‬الِرشادُ إِلى ما فيه صَلحُ المنصوحِ له ‪ ،‬ول كيون ِإلّ قَولً ‪ ،‬فإِن اس ُت ْعمِل في غَير‬
‫القَول كان مجازا ‪ .‬والّنصْح ‪َ :‬ب ْذلُ الجتها ِد في المَشُورةِ ‪ ،‬وهو النّصيحَة أَيضا ‪ ،‬عن صاحِب‬
‫الجَامع ‪ .‬هاذا زبدةُ كلمهم في النّصيحة انتهى ‪.‬‬
‫قلْت ‪ :‬وهاذا الّذي نقله شيخُنَا من أَنّ النّصح تَصفيةُ العسَل عند الَكثرِ ‪ ،‬قد رَدّه المصنّف في‬
‫( البصائر ) وقال ‪ :‬الّنصْح ‪ :‬الخلوص مُطلقا ‪ ،‬ول تَقييد له بالعَسلِ ول بغَيره ‪ .‬وقال في محلَ‬
‫آخرَ ‪ :‬ال ّنصِيحة كلمةٌ جَامعَةٌ ‪ ،‬مُشتقّة من مادّة نصح الموضوعة لمعنيَينِ ‪ :‬أَحدهما الخُلوص‬
‫وال ّنقَاء ‪ ،‬والثاني اللْتئامُ وال ّرفَاءُ ‪ ،‬إِلى آخِرِ ما قال ‪.‬‬
‫يءٍ خََلصَ فقد َنصَحَ ‪.‬‬
‫ص ) ‪ ،‬وكلّ ش ْ‬
‫( و َنصَحَ ) الشيْءُ ( ‪ :‬خََل َ‬
‫( و ) من المجاز ‪َ :‬نصَحَ الخيّاطُ ( ال ّث ْوبَ ) والقَمِيصَ ‪ ( :‬خَاطَهُ ) ‪ ،‬يَ ْنصَحه َنصْحا ‪ ،‬أَو أَ ْنعَمَ‬
‫حهُ ‪ .‬و ) َنصَحَ الرّجلُ ( ال ّريّ ) َنصْحا ‪ ،‬إِذا ( شَ ِربَ حَتّى َر ِويَ ) ‪ .‬وفي‬
‫خِياطَتَه ‪ ( ،‬كَتَ َنصّ َ‬
‫بعض‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/175‬‬

‫لمّهات ( حتى يَ ْروَى ) قال ‪:‬‬


‫اُ‬
‫هاذَا مقامهي لك حتّى تَ ْنصَحِي‬
‫رِيّا وتَجْتَازِي بَلطَ الْبطَحِ‬
‫ويُروَى ( حتّى تَ ْنضَحى ) بالضاد المعجمة ‪ ،‬وليس بالعالي ‪.‬‬
‫صلَ نَبْتُه فلم يكُنْ فيه‬
‫سقَاه حتّى ا ّت َ‬
‫( و ) من المجاز قال النضْر ‪َ :‬نصَحَ ( الغَ ْيثُ البََلدَ ) َنصْحا ( ‪َ :‬‬
‫َفضَا ٌء ) ول خََللٌ ‪ .‬وقال غيرُه ‪َ :‬نصَحَ الغَ ْيثُ البِل َد و َنصَرَهَا بمعنًى واحدٍ ‪.‬‬
‫جلٌ ناصحُ الجَ ْيبِ ‪َ ) :‬نقِيّ الصّدْرِ ناصِحُ القلب ‪ ( ،‬ل غِشّ فِيه ) ‪.‬‬
‫( و ) من المجا َز قولُهم ‪ ( :‬ر ُ‬
‫وفي ( الجامع للقزّاز ) ‪ :‬الّنصْحُ ‪ :‬الجتهادُ في المَشُو َرةِ ‪ ،‬وقد يستعار فيقال ‪ :‬فلنٌ ناصحُ الجَ ْيبِ‬
‫ح القَ ْلبِ ‪ ،‬ليس في قَلْبه غِشّ ‪ .‬وقيل ‪ :‬ناصِحُ الجعيبِ مثل قولهم ‪ :‬طاهرُ ال ّثوْب ‪ ،‬وكلّه‬
‫‪ ،‬أَي ناصِ ُ‬
‫على المثَل ‪ .‬قال النابغة ‪:‬‬
‫أَبْلِغِ الحَا ِرثَ بنَ هِ ْندٍ بأَنّي‬
‫ناصِحُ الحَ ْيبِ باذلٌ لل ّثوَاب‬
‫سلِ ‪ ،‬أَي ماذِيّه ‪ .‬و ( النّاصح ‪ :‬العَسَل الخاِلصُ ) ‪ .‬وفي‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬سقاني ناصِحَ العَ َ‬
‫( الصّحاح ) عن الَصمعيّ ‪ :‬هو الخَاِلصُ من العَسَل وغيرِهَا ‪ ،‬مثْل الناصِع ‪ .‬ووجدْت في هامشه‬
‫سلَ و ُتؤَنّثه ‪ ،‬والتأْنِيث أَكثرُ ‪ ،‬كذا قال الَزهريّ في كتابه ‪ ،‬انتهى ‪ .‬قال‬
‫ما َنصّه ‪ :‬العربُ تُذكّر الع َ‬
‫جؤَيّة الهذليّ َيصِف رَجلً مَزَجَ عَسَلً صافيا بماءٍ حتّى تَفرّق فيه ‪:‬‬
‫ساعدة بن ُ‬
‫طهَا بأَبيضَ نَاصحٍ‬
‫فأَزالَ مُفرِ َ‬
‫من ماءِ أَ ْلهَاب بهنّ التّأَْلبُ‬
‫وقال أَبو عمرو ‪ :‬النّاصِح ‪ :‬النصاصِعُ في بيت ساعدةَ ‪ .‬قال ‪ :‬وقال النّضرُ أَرادَ أَنّه فَ ْرقَ بين‬
‫خاِلصِها ورَديئها بأَبيضَ ُمفْرَط ‪ ،‬أَي بماءِ غدِي ٍر مملوءٍ ‪.‬‬
‫حيّ ) ‪ .‬وقميصٌ منصوحٌ و ( آخَرُ ) مُ ْنصَاحٌ ‪.‬‬
‫( و ) الناصِح ( الخَيّاطُ ‪ ،‬كال ّنصّاح والنّاصِ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/176‬‬
‫سوَيدِ بن شَدّادٍ ) ‪.‬‬
‫( و ) الناصِح ‪ ( :‬فَرَسُ الحَارث بن مَرَاغَةَ َأوْ َفضَالَةَ بنِ هِنْد ‪ ،‬وفَرَسُ ُ‬
‫س ّميَ الرّجلُ ِنصَاحا ‪.‬‬
‫حكَ ‪ .‬ال ّنصَاح ( ككِتَابٍ ‪ :‬الخَ ْيطُ ) ‪ ،‬وبه ُ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬صَّلبْ ِنصَا َ‬
‫( والسّ ْلكُ ) ُيخَاط به ‪ ( ،‬ج ُنصُحٌ ) بضمتين ‪ ( ،‬و ِنصَاحةٌ ) ‪ ،‬الكسرة في الجميع غير الكسرة في‬
‫الواحد ‪ ،‬والَلف فيه غير الَلف ‪ ،‬والهاءُ لتأْنيثِ الجميعِ ‪.‬‬
‫ي يقوله بفتح فتشديد ‪ ،‬قاله الحافظ‬
‫( و ) ِنصَاحٌ ‪ ( :‬والدُ شَيْبَة القارِىء ) ‪ ،‬وكان أَبو سعد الِدريس ّ‬
‫ابن حجر ‪.‬‬
‫( والمِ ْنصَحَةُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬المِخْ َيطَة كالمِ ْنصَح ) ‪ ،‬بغير ها ٍء ‪ ،‬وهي الِبرة ‪ ،‬فإِذا غُلظَت فهي‬
‫الشّعيرة ‪.‬‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬المُتَ َنصّحُ ‪ :‬المتَ َرقّعُ ) كلهما على صيغ ِة المفعولِ ‪ .‬ويقولُون ‪ :‬في ثوبِه‬
‫مُتَنّحَ لمَنْ يُصلِحه ‪ ،‬أَي موضِعُ إِصلحٍ وخِيَاطةٍ ‪ ،‬كما ُيقَال إِنّ فيه مُتَرقّعا ‪ .‬قال ابن ُمقْبل ‪:‬‬
‫ويُرعَدُ إِرعادَ الهَجِينِ أَضاعَه‬
‫شمْرُجُ المُتَنصّح‬
‫شمَالِ ال ّ‬
‫غَدَاةَ ال ّ‬
‫( و ) قال أَبو عمرٍ و ‪ :‬المُتَ َنصّحُ ( ‪ :‬المُخَيّطُ جيّدا ) ‪ ،‬وأَنشد بيت ابن ُمقْبل ‪.‬‬
‫حتْ َنصْحا ‪ ،‬قاله أَبو زيدٍ ‪ .‬وحكى ابنُ‬
‫( و ) من المجاز ‪ ( :‬أَ ْرضٌ مَنصوحةٌ ‪ :‬مَجُو َدةٌ ) ‪ُ ،‬نصِ َ‬
‫الَعرابيّ ‪ :‬أَرضٌ مَنصوحة ‪ ( :‬مُ ّتصِلة ) بالغَيْث كما يُنصَح الثّوبُ ‪ .‬قال ابن سيده ‪ :‬وهاذه عبارةٌ‬
‫ج َوبَ التي بين‬
‫رَدِيئة ‪ ،‬إِ ّنمَا المنصوحَة الَرضُ المتّصلةُ ( النّبَاتِ ) بعضه ببعضٍ ‪ ،‬كأَنّ تلك ال ُ‬
‫أَشخاصِ النّبَاتِ خِيطَت حتّى اتّصلَ بعضُها ببعض ‪.‬‬
‫ح الِبلَ ‪:‬‬
‫حتِ الِبلُ الشّ ْربَ تَنصَح ُنصُوحا ‪ :‬صَ َدقَتْه ‪ .‬و ( أَ ْنصَ َ‬
‫( و ) من المجاز ‪َ :‬نصَ َ‬
‫أَ ْروَاهَا ) ‪ ،‬عن ابن‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/177‬‬

‫الَعرابيّ ‪ ،‬كما في ( الصحاح ) ‪ ( .‬وال ّنصَاحات كجُمالتٍ ‪ :‬الجُلودُ ) ‪ ،‬قال الَعشى ‪:‬‬
‫فتَرَى القَوْمَ نَشَاوَى كُّلهُمْ‬
‫مِثْلَما مُ ّدتْ ِنصَاحاتُ الرّبَحْ‬
‫قال الَزهريّ ‪ :‬أَراد بالرّبَح الرّبَ َع في قول بعضهم ‪ .‬وقال ابن سيده ‪ :‬الرّبَح من أَولد الغَنَم ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬هو الطائرُ الّذي يُسمّى بالفارسية زَاغ ( و ) قال المؤرّج ‪ :‬ال ّنصَاحاتُ ( ‪ :‬حِبَالتٌ يُج َعلُ‬
‫عدّة حِبَالٍ‬
‫ل فيعمَل ِ‬
‫صبُ ف ُيصَادُ بها القُرُودُ ) ‪ .‬وذالك أَنّهم إِذا أَرادوا صَيْدَهَا يَعمِد رَج ٌ‬
‫ق وتُ ْن َ‬
‫لها حََل ٌ‬
‫ل منها ‪ ،‬والقُرُود تَنظُرُ إِليه من فوقِ الجَبَل ‪ ،‬ثم يَتنحّى الحابلُ فتنزلُ‬
‫ثم يأْخذ قِرْدا فيجعله في حَ ْب ٍ‬
‫القُرُودُ فتدخلُ في الحِبَالِ وهو ينظر إِليها من حيث ل تراه ثم ينزل إِليها فيأْخذ ما نَشب في الحِبال‬
‫‪ .‬وبه فسّر بعضُهم قول الَعشى ‪ ،‬والرّبَح القِرْد ‪ ،‬أَصلها الرّبّاح وقد تقدّم ‪.‬‬
‫( و ) ال ّنصَاحَات ‪ ( :‬جِبَالٌ بالسّرَاة ) ‪.‬‬
‫و ( ال ّنصْحاءُ ) ‪ ،‬بفتح فسكون ( ‪ :‬ع ) ( و ) مِ ْنصَحٌ ( كمِنْبَرٍ ‪ :‬د ) ‪ ،‬والذي في ( المعجم ) أَنّه‬
‫سكُونيّ ‪:‬‬
‫وادٍ بتهامة ورا َء مكّة ‪ .‬قال امرؤ القيسِ بن عابسٍ ال ّ‬
‫شعْرِي َهلْ أَرَى الوَرْدَ مَ ّرةً‬
‫َألَ لَ ْيتَ ِ‬
‫يُطَالِب سِرْبا مُوكَلً ِب ِغوَارِ‬
‫أَمامَ رَعيلٍ أَو ب َر ْوضَةِ مِ ْنصَحٍ‬
‫صوَارِ‬
‫جلَ ُ‬
‫أُبادرُ أَنعاما وِإ ْ‬
‫( وا ْلمَ ْنصَحيّةُ ‪ ،‬بالفتح ) وباءِ النّسبة ( ماءٌ ب ِتهَامَةَ ) لبني ُهذَيْل ‪.‬‬
‫سكَنٍ ‪ :‬ع )‬
‫( و ) مَ ْنصَحٌ ‪ ( ،‬كمَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/178‬‬

‫أَخ ُر والصواب في هاذا أَن يكون بالضاد المعجمة كما سيأْتي ‪.‬‬
‫( وتَ َنصّحَ ) الرّجلُ ‪ ،‬إِذا ( تَشَبّه بالّنصَحاءِ ‪ ،‬وانْ َتصَحَ ) فلنٌ ( قَبِلَهُ ) أَي الّنصْحَ ‪ .‬وفي‬
‫( اللسان ) ‪ :‬انتصِحْ كِتَابَ ال ‪ ،‬أَي اقْ َبلْ ُنصْحَه ‪ .‬وأَنشدوا ‪:‬‬
‫تقولُ انْ َتصِحْني إِنّني لك ناصِحٌ‬
‫وما أَنا إِنْ خبّرْ ُتهَا بأَمينِ‬
‫قال ابن بَ ّريّ ‪ :‬هاذا وَهَمٌ ‪ ،‬لَنّ انْ َتصَح بمعنَى ق ِبلَ النصيحةَ ل يَتعدّى لَنّه مطاوعُ نَصحتُه‬
‫فان َتصَح ‪ ،‬كما َتقُول َردْدُته فارْتَدّ ‪ ،‬وسدَدْته فاستَدّ ‪ ،‬ومدَدْته فامتدّ ‪ ،‬فَأمّا انتصَحْتُه بمعنَى اتّخذْته‬
‫خذْني ناصحا‬
‫صحْني إِنّني لك ناصح ‪ ،‬بمعنَى اتّ ِ‬
‫نِصيحا فهو متعدَ إِلى مفعول ‪ ،‬فيكون قوله انت ِ‬
‫لك ‪ ،‬ومنه قولهم ‪ :‬ل أُريد منك ُنصْحا ول انْ ِتصَاحا ‪ ،‬أَي ل أُريد منك أَن تَ ْنصَحنِي ول أَن‬
‫صحْته ‪ ،‬والنتصاح‬
‫تتّخذني َنصِيحا ‪ ،‬فهاذا هو الفَرْق بين النّصح والنتصاح ‪ .‬والّنصْح مصدر َن َ‬
‫مصدر ان َتصَحْتُه أَي اتخذْتُه نَصيحا ‪ ،‬أَو قَبِلْت ال ّنصِيحَةَ ‪ ،‬فقد صار للنتصاح معنيانِ ‪.‬‬
‫حتْ َتوْبَتُهُ ُنصُوحا ‪ ( ،‬ال ّتوْبَةُ ال ّنصُوحُ ) هي ( الصّادقةُ ) ‪ .‬قال أَبو زيد ‪:‬‬
‫( و ) مِن المجازِ ‪َ :‬نصَ َ‬
‫خطْته ‪ ،‬اعتبارا بقوله‬
‫َنصَحْته أَي صَ َدقْته ‪ .‬وقال الجوهَ ِريّ ‪ :‬هو م ْأخُوذ من َنصَحْت ال ّث ْوبَ ‪ ،‬إِذا ِ‬
‫ق ‪ ،‬ومن استغفَرَ ال َرفَأَ ) ‪ ( .‬أَو ) ال ّتوْبة النّصوح ‪:‬‬
‫صلى ال عليه وسلم ( من اغتابَ خَ َر َ‬
‫ن ل يَرجِعَ ) العَبْدُ ( إِلى ما تَابَ عَنْهُ ) ‪ .‬وفي حديث أَ َبيّ ‪ ( :‬سأَلتُ الّنبيّ صلى‬
‫الخَاِلصَة وهي ( أَ ْ‬
‫صةُ التي ل ُيعَاوِدُ َب ْعدَها الذّنْب ) ‪ .‬وفَعولٌ من‬
‫ال عليه وسلمعن التّوبَة ال ّنصُوح فقال ‪ :‬هي الخاِل َ‬
‫ن الِنسانَ بالغَ في ُنصْح نفْسِه بها ‪ .‬وقال أَبو إِسحاقَ‬
‫أَبنية المبالغة ‪ ،‬يَقع على الذّكر والُنثَى ‪ ،‬فكأَ ّ‬
‫ع ) ول يُحدّث َنفْسَه إِذا تَاب‬
‫‪َ :‬توْبَة َنصُوحٌ ‪ :‬بَالغةٌ في الّنصْح ‪ ( ،‬أَو ) هي ( أَن ل يَ ْن ِويَ الرّجُو َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)7/179‬‬

‫من ذالك الذّنب ال َعوْدَ إِليه أَبدا ‪ .‬قال الفرّاءُ ‪ :‬قرأَ أَهل المدينة { ّنصُوحا } ( التحريم ‪ ) 8 :‬بفتح‬
‫النّون ‪ ،‬و ُذكِرَ عن عاصِمٍ بضمّ النّون ‪ .‬فالذين قَ َرءُوا بالفتح جعلوه من صفة التّوبَة ‪ ،‬والذين قرءُوا‬
‫بالضّمّ أَرادوا المصدر مثل القُعود ‪ .‬وقال المفضّل ‪ :‬بات عَزُوبا وعُزُوبا ‪ ،‬وعَرُوسا وعُرُوسا ‪.‬‬
‫س ّموْا ناصِحا و َنصِيحا ) و َنصّاحا ‪.‬‬
‫(وَ‬
‫( ) ومما يستدرك عليه ‪:‬‬
‫انتصَح ‪ :‬ضِدّ اغتشّ ‪ .‬ومنه قول الشاعر ‪:‬‬
‫َألَ ُربّ مَن َتغْ َتشّه لك ناصِحٌ‬
‫ومُنتصِحٍ بادٍ عليكَ غوائلُه‬
‫َتغْتَشّه ‪ :‬تعتدّه غاشّا لك ‪ .‬وتَنصِحه ‪ :‬تَعتدّه ناصحا لك ‪.‬‬
‫واستنصَحَه ‪ :‬عَدّه نَصيحا ‪.‬‬
‫والتّنصّح ‪ :‬كثرةُ الّنصْح ‪ .‬ومنه قول أَكثَمٍ بن صَيفيّ ‪ ( :‬إِيّاكم وكَثرةَ التّنصّح فإِنّه يُورِث الّت َهمَة )‬
‫‪.‬‬
‫حةً ‪.‬‬
‫ونَاصَحَه مُناصَ َ‬
‫ومن المجاز غُي ُوثٌ نواصِحُ ‪ :‬مُترادِفةٌ ‪ ،‬كما في ( الَساس ) ‪.‬‬
‫ضحُهُ ) ‪ ،‬بالكسر َنضْحا ‪َ ( :‬رشّه ) ‪ ،‬وقيل رَشّه رَشّا خَفيفا ‪ .‬قال‬
‫نضح ‪َ ( :‬نضَحَ البَ ْيتَ يَ ْن ِ‬
‫حتُ عليه الماءَ َنضْحا ‪ ،‬وأَصابَهُ َنضْحٌ من كذا ‪ .‬وقال ابن الَعرابيّ ‪ :‬ال ّنضْح ما‬
‫الَصمعيّ ‪َ :‬نضَ ْ‬
‫ك معْتمِدا ‪ .‬والنّاقَةُ تَنضَح ب َبوْلها ‪ ،‬وال ّنضْخُ ما كانَ على‬
‫كان على اعتماد ‪ ،‬وهو ما َنضْحتَه بيَ ِد َ‬
‫غَير اعتمادٍ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هما لُغتان بمعنًى واحدٍ وكلّه رَشّ ‪ .‬وحكَى الَزهريّ عن اللّيْث ‪ :‬ال ّنضْح‬
‫كَال ّنضْخِ ر ّبمَا ‪ ،‬ا ّتفَقَا ور ّبمَا اختلفا ‪ ،‬وسيأْتي ‪.‬‬
‫سكّنَه ) ‪ ،‬أَو رَشّه فذَ َهبَ به ‪ ،‬أَو كاد‬
‫عطَشَه ) يَ ْنضِحُه ‪ :‬بَلّه و ( َ‬
‫( و ) من المجاز ‪ :‬نضَحَ الماءُ ( َ‬
‫أَن يَذهب به ‪ ( ،‬و ) َنضَحَ ال ّريّ َنضْحا ‪َ ( :‬ر ِويَ أَو شَرِب دُونَ ال ّريّ ‪ ،‬ضِدّ ) ‪ .‬وفي‬
‫( التهذيب ) ‪ :‬نضَحَ الما ُء المالَ يَنضِحُه ‪ :‬ذَ َهبَ بعطَشه أَو قَا َربَ ذالك ‪ .‬قال شيخُنا ‪ :‬قضيّة كلم‬
‫المصنّف كالجوهريّ أَنّ َنضَحَ‬
‫____________________‬
)7/180 (

You might also like