Professional Documents
Culture Documents
كتاب :
عقيلت الجبل
تاليف:
الستاذ /عبدالرحمن بن زيد السويداء
المقدمة
والقصيم وحائل حتى انتهى دورهم قبل حوالي خمسين عاما ،وكلي أمل أن يقوم من كل
منطقة من الحساء والعارض والجوف من يبرز دور العقيلت فيها حتى تترابط هذه الحلقات
وتصبح جهدا متكاملً يظهر الدور الذي قامت به هذه الفئة من خدمات جليلة خلل بضعة
قرون بكل نشاط وجدية وتفان وأمانة وإخلص على جزء من رقعة أرضنا الحبيبة المملكة
العربية السعودية ،فإذا كان هذا الجهد المتواضع الذي أقدمه وافيا بالغرض فهذا من توفيق
ال ،وإن لم يكن فحسبي أنني أسهمت بتقديم ما استطعت وأبرزت فكرة تخمرت في ذهني
منذ سنين ،وال المستعان.
عبدالرحمن السويداء
16/1/1416هـ
أولً :العقيلت:
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-1أساس التسمية:
العقيلت واحدهم عقيلي والجمع عقيلت وجمع الجمع عقيل وهم فئة من قبائل عربية
متحضرة في أغلبهم يدخل معهم أعداد من القبائل العربية المتنقلة ،تربط بينهم مصالح
مشتركة ،يعملون أينما وجدوا هذه المصلحة ،في أي نشاط من أنشطة الحياة المختلفة ،فهم
يعملون بالتجارة بمختلف السلع ،كما يعملون بمختلف المرافق التي يحصلون منها على
فائدة ،كما يقومون بعملية نقل البضائع والمسافرين والحجاج وغير ذلك من المهام التي
تعود عليهم بالنفع ول تتنافى مع دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وأخلقهم العربية الصيلة ،وقد
تباينت الراء في سبب تسميتهم بالعقيلت ،فمن قائل بأن التسمية كانت لها جذور تاريخية
تمتد حتى القرن الرابع الهجري الحادي عشر الميلدي ومنهم من يرى بأن هذه التسمية
بدأت من منتصف القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلدي ،ومنهم من يرى أنها
بعد ذلك ،ومن يرى قدم التسمية ،يعزو التسمية إلى قبيلة عقيل التي انطلقت منها هذه الفئة
باتجاه إلى العراق والشام ومصر ،ومن يرى أنها في القرن الثاني عشر يجعل منطلق
التسمية من العراق في عهد الحكم التركي عندما كان أفراد هذه الفئة يرتدون "الغترة
والعقال" أثناء عملهم في الجيش العثماني بالعراق على خلف العثمانيين الذين يرتدون
الطربوش ،أما الرأي الثالث فيرى أن التسمية مشتقة من عقلهم البل بالعقل وغير ذلك من
التعليلت ،ولو ألقينا نظرة على بعض التفصيل لهذه الراء لكان ذلك أجدى وأنفع.
-1فصاحب الرأي الول يقول :كان بنو عقيل( )1أهل الشوكة والحضارة على البراري في
عهد العيونيين من عبد القيس ،في القرن السابع الهجري ومن مرتكزاته التاريخية ما يلي:
-1بنو عقيل تعمر البحرين (الحساء) وما بين العراق والحجاز أي جميع أطراف نجد
الشمالية الشرقية.
-2أن عقيل لها سيادة القوافل وخفارة الطرق خلل سبعة قرون.
-4أنها أي عقيل ذات مشاركة في السلطة تارة وذات حكم مستقل تارة أخرى إلى نهاية
رأس اللف الهجري.
-5أن من عاش في بلد يحكمها العقيليون سبعة قرون فمن المستبعد أل ينسب إلى جنسية
دولته ،فنسبة عقيلي نسبة الرعية إلى قبيلة الراعي.
-6أن العقيليين أهل إبل وخيل وتجارة ومن المستبعد أن تلحظ هذه الحرفة المشتركة في
التسمية اللغوية.
-7أن العقيلت أطلقت فيما بعد اللف أي بعد انقراض الدولة العقيلية ،وقد شاع في
الستفاضة الخاطئة أن بني خالد عقيليون فل يستبعد بأن يقال أن كل من جاء من تلك
الصقاع فهو عقيلي وإن كانت السرة الحاكمة خالدية ،ويلحظ أن تجارة العقيلت من أهل
نجد التي كانت فيما مضى مقاطعة عقيلية قد غمرت شمال الجزيرة والشام والعراق ثم مصر
بتجارتها ،كما يلحظ أن العقيلت أخلط من السر والقبائل والنسبة رعوية وليست قبلية،
فلهذا يرجح أحد معنيين :أن العقيلي نسبة رعوية لدويلت عقيلية ،وإن لم تكن من قبيلة
واحدة ،أو أن العقيلت على التشبيه ببني عقيل ذوي التجارة من أهل تلك البلد والعقيلت
ليست من إطلق أهل نجد وإنما إطلق غيرهم عليهم(.)2
وفي بداية عهد الخلفة العباسية كان العراق مملوءا بالعقيليين وهاجر بطن منهم وسكنوا
البطحاء أو البطائح في منطقة البصرة وشعبة من بني عقيل التي حكمت الموصل من بين
ظهرانيهم وامتدت بلد العقيليين من بغداد إلى حلب وكان آخر حاكم من العقيليين هو علي
بن مسلم الذي دام حكمه على الموصل حتى عام 489هـ 1095م(.)3
وجاء في كتاب مسالك البصار لبن فضل ال العمري بتفصيل أكثر فقد قال :خرج بنو عقيل
من البحرين إلى العراق حيث ملكوا الكوفة والبلد الفراتية وأصبحوا رعايا لبني حمدان
الذين كانوا يحكمون الموصل ثم غلبت عقيل الحمدانيين على الموصل عام 380هـ 990م
وكان بعضهم في حوران والبثنية تزعمهم ظالم بن موهوب العقيلي ،واسس أبو الداود محمد
بن المسيب العقيلي الدولة العقيلية في الموصل وقد اشتهر من ملوكها في الفترة -386
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
وبنو خفاجة من عقيل احتفظوا بدللة القوافل وحراستها حتى عام 727هـ 1327م يشتغلون
أدلء على القوافل التي تأخذ طريقها من العراق إلى الشام واليمن والجزيرة العربية ،يقول
الرحالة ابن بطوطة في كتاب تحفة النضار في غرائب المصار من عام 732-725هـ-
1331-1324م سافرت إلى البصرة صحبة رفقة كبيرة من عرب العقيلت وهم أهل تلك
البلد ولهم شوكة عظيمة وبأس شديد ول سبيل للسفر لتلك القطار إل في صحبتهم فأكثرية
جمالً على يد أمير تلك القافلة وهو سامر بن دراج الخفاجي(.)5
وأصبحت قيادة القوافل وخفارتها وحراستها وبيع البل وجلب البضائع من نصيب بني خالد
طوال فترة حكمهم التي دامت من عام 1080حتى 1208هـ 1793-1169 /م بل إن كل
التقارير تشير بوضوح إلى بني خالد ومسئوليتهم عن حماية القوافل ومسئولية أميرهم في
تعيين رئيس القافلة التي تخرج من الحساء وتمر بالزبير وتنتهي إلى الشام ،وبما أن بني
عقيل القدامى اشتهروا في العراق منذ بداية سيطرتهم على البحرين بما فيها الحساء ثم ما
كان بعدئذ من إقامتهم المارة في العراق ولهذا أصبح العراقيون يشيرون إلى كل وافد من
شبه الجزيرة العربية بهذا اللفظ عقيلي(.)6
عاش العقيلت مجموعة متجانسة حتى اعتقد بعضهم أنهم يرجعون إلى نسب واحد ،وما ذلك
العتقاد بصحيح ،وإذا صح التعبير فهم مجموعة عسكرية اقتصادية متجانسة تأثرت بكل ما
اعترى المنطقة من خير وضير ،عملوا في التجارة التي هي قلب المن ورئته فقد أورد ابن
سند البصري :أن العقيلت فئة من أهل نجد المعروفين بعقيل ،أما سليمان فائق بك فيقول إن
عشيرة العقيلت تتكون من فرقتين الولى من نجد وهم "القصيمات" والثانية وإن كان أصلها
من نجد إل أنها ترجع إلى شمر الجربا ،أما "موريزي" 1224هـ1809 /م فيقول إن لفظ
العقيلي يطلق على الجندي العامل في حراسة قوافل المسافرين عبر الصحراء أو عبر
أراضي دجلة والفرات ،أما "داوتي" فيعرف العقيلت بقوله :بأن عقيل كانت مهنة لهؤلء
الجماعة ولم تكن رابطة نسب ول دم ،وأنها كانت الجندية والحراسة ،ولعل هذا يؤكد بشكل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ل لبس فيه ول غموض بأن عقيل مهنة ول تدل على نسب فالرجل يكون مزارعا وابنه
عقيلي ،و ُتعّرفُ المخابرات البريطانية العقيلت بقولها :إن العقيلت ليسوا قبيلة ولكنها
منظمة لها طبيعة الرابطة أو الهيئة أو التجمع حول تنظيم معين وليس لهم ارتباط بقبيلة
عقيل القديمة من أهل الشمال التي يدعى المنتفق انحدارهم منها ،إذ يبدو أن تلك القبيلة
انتهت كوحدة ،أما عقيل الحاليون فهم من حواضر عرب نجد أو من بدو الحساء والعارض
والقصيم وجبل شمر أما الحضر من بني تميم وبني خالد نجد والقصيم فهم أكثر فئة تفي
بأهداف هذه الجماعة ،أما عبدالكريم أبا الخيل فيقول :إن العقيلي لقب يطلقه أهل العراق
عامة بلفظ "العكيلي" وأهل بغداد خاصة على كل عربي أصله من البادية نزح من نجد وتوطن
العراق وأوكل إليه أمر تسيير القوافل التجارية وهدايتها وحمايتها بين حواضر العراق
وبوادي الجزيرة العربية وذلك لما له من خبرة في معرفة سبلها ومجاهلها ولما له من
عصبية عشائرية تحميه وتحمي معه القافلة التي يكون فيها فتسير في الصحراء آمنة
مطمئنة(.)7
أما إبراهيم المسلم فيقول :العقيلت اسم أطلق على جماعة من أهل القصيم تجارا للمواشي
من البل والخيل اتخذوا من الشام ومصر والعراق سكنا لهم يروحون ويغدون بقوافلهم ،ولم
يكونوا بتكويناتهم التي عرفوا بها ينتمون إلى قبيلة عربية واحدة وإنما خليط من القبائل
العربية التي تحضرت وسكنت منطقة القصيم والبلد المجاورة لها يجتمعون حول كلمة
عقيل( ،)8ويقول الدكتور عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم بأن هذه الجماعة ويعني العقيلت
تنظيم عثماني إقامه ولة بغداد لضبط شئون القادمين إلى تلك المدينة من حواضر نجد
المختلفة اعتبارا من منتصف القرن الثاني عشر الهجري 1160هـ الثامن عشر الميلدي
1750م ولما كان أهل القصيم أكثر النازحين من نجد إلى العراق عددا علقت بهم التسمية
واشتهر بها فريق منهم دون سواهم(.)9
أما الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي أحد العقيلت فيقول :العقيلت تسمية أطلقت على
النجديين الذين سكنوا شمال العراق حيث استعان بهم العثمانيون ضد البادية واستخدموهم
كقوة عسكرية ،وكان شعار الدولة العثمانية "الطربوش" وشعار العقيلت "الغترة والعقال"
ومن العقال جاءتهم التسمية.
وعلى هذا فمن قائل بان التسمية كانت للعقال الذي يعصبون به رؤوسهم والذي ميزهم عن
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
غيرهم من جنود العراق التراك وهذه الشارة لم تكن في العراق لسواهم ،والرأي الثاني أن
التسمية لحقت بهم من بني عقيل الذين اشتهروا قبل هذا بتجارة الخيل والبل ودخل
العقيلت تحت هذا المسمى بنسبة المهنة نفسها ويرى البعض ترجيح الرأي الول والبعض
ترجيح الرأي الثاني.
وأرى أن ترجيح الرأي الثاني أقرب للصواب طالما أن هذه التسمية قد لزمت هذه المهنة
طيلة تلك المدة منذ عدة قرون اعتبارا من القرن الرابع أو الخامس الهجري ومرورا بالقرن
الثامن الذي أشار إليه ابن بطوطة والقرن التاسع الذي أشار إليه العمري وتمتد حتى القرن
العاشر فالقرن الثاني عشر الهجري عندما حلت سلطة بني خالد محل العقيليين وبدأت تنظيم
القوافل وحمايتها ورعايتها من مهامهم وذلك قبل أن يستعمل اللفظ من قبل السلطات
العثمانية بالعراق وجاءت التسمية العثمانية لتمييز جنودها العرب المستخدمين في صفوف
قواتها ولم تكن التسمية نابعة من فراغ كما أشارت إلى ذلك بعض الراء بان كل من يأتي
من ناحية الجزيرة العربية أو باديتها يسمى عقيليا ،ولهذا فالتسمية لها جذور تاريخية
اعتمدت عليها وربما جاءت التسميات اللحقة مستندة عليها لن "العقال" الذي يلبس فوق
الرأس كان يسمى "معصب" أو "عصابة" حتى عهد قريب وإنما العقال الصحيح هو الذي يعقل
فيه البعير ،وإذا كان العثمانيون قد ميزوا جنودهم العرب بلبس "العقال والغترة" باعتبارها
أشياء ألفوها في بيئتهم وذلك بتمييزهم عمن يلبسون "الطربوش" من جنودهم التراك فهذا
أمر طارئ انطلقت منه التسمية لهذه الفئة من العسكريين غير أن هذا ل ينطبق بالضرورة
على أصحاب المهن الخرى من تجار وناقلين وموردين ومصدرين ولو كان المر كذلك
لصارت التسمية لولئك الذين يعملون في السلك العسكري فقط لكن التسمية كانت أعمق من
هذا ،فهي عميقة الجذور وتشمل الفئات المشار إليها آنفا من تجارة ونقل وغيره وهؤلء
الذين سماهم العثمانيون فئة قليلة وطارئة ل تشمل العديد من القطاعات التي يشغلها
العقيلت في مختلف جوانب الحياة التي تتضح في مادة هذا الكتاب ،وخلصة القول أن اسم
العقيلت له جذور تاريخية قديمة نابعة من المهنة التي كانت تعمل بها قبيلة عقيل ثم من
جاء بعدها ويعمل بنفس العمل حتى عرفوا بهذه التسمية وما التسمية العثمانية إل جزء
لحق من التسمية الشائعة والمتعارف عليها في القطر العراقي ثم امتد إلى القطار العربية
الخرى التي مارس العقيلت نشاطهم فيها عبر مئات السنين.
- 2وقت العقيلت:
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
يمتد الوقت الذي شغلت فيه هذه الفئة التي سميت بها فيما بعد إلى بضعة قرون خلت وبلغت
عنفوان قوتها في القرون العاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر ونصف القرن
الرابع عشر الهجرية حيث توقف نشاطها تماما عام 1370هـ 1950 /م حينما حلت
السيارات محل البل والخيل في الحياة العامة والمواصلت والنقل في البلد العربية وبالذات
بين بلدان الجزيرة العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وبين القطار العربية
المجاورة ،وبنظرة إلى بداية أصحاب هذه المهنة التي كانت في البداية تقوم بها قبيلة بعينها
ثم أصبح فيما بعد لفرع من هذه القبيلة شوكة في شرق الجزيرة العربية زادت عمق
التسمية وبقيت هذه السلطة العقيلية عدة قرون من الزمن أضفت على التسمية وصبغتها
بصبغة اشمل فأصبح أهل القطر الكثر التصاقا بهذه السلطة يطلقون على كل من جاءهم من
هذه الناحية لقب عقيلي ثم ورثت هذه السلطة سلطة أخرى وإن لم تكن عقيلية مائة بالمائة
إل أنه انسحب عليها من حيث التسمية العامة ما انسحب على سابقتها وعندما استخدمت
شريحة من هذه الفئة في قوة التراك العسكرية وما صاحب ذلك من الحداث التي اشتركوا
فيها سواء فيما يتعلق بالنزاعات والصراعات الداخلية بين الولة العثمانيين أنفسهم أو فيما
دار بين تلك الفئات والقبائل العربية المتصارعة داخل العراق أو في الحداث التي جرت بين
العثمانيين والفرس كما سنرى ذلك في مكانه لحقا ،وما كان لهذه الفئة من مواقف مميزة،
وما ابله أفرادها من بلء حسن ،كان لهذه المواقف دوي هائل في الوساط التي عايشت
هذه الحداث مما جعلهم يطلقون هذه التسمية بصوت قوي مدوي على هذه الفئة التي واكبت
تلك الحداث مما جعل تسمية هذه الشريحة تغطي على الشرائح الخرى التي تقوم بعمليات
التجارة والنقل العام بين الجزيرة العربية والقطار العربية المجاورة لها ،بل تعدت مهمتهم
هذا الحيز المحدود إلى ربط التجارة العالمية بين الشرق والغرب عبر موانئ الخليج العربي
وموانئ شرق البحر البيض المتوسط ،وهم الذين يقومون بعملية النقل عبر اليابسة وذلك
قبل حفر قناة السويس استمر هذا الزدهار بأيدي العقيلت ردحا من الزمن ،كما لعبوا دورا
مهما إبان انتقال الغرب إلى الشرق في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين الثامن
عشر والتاسع عشر الميلديين سواء فيما يتعلق بنقل التجارة العالمية أو نقل الرواد الوائل
من مكتشفين ومستشرقين وتجار ،كما واكب تواجدهم على الساحة فترة اندفاع الطماع
الستعمارية الغربية نحو الشرق من برتغاليين وإنجليز وهولنديين وفرنسيين فلعب العقيلت
دورا مهما في هذا الجانب سلبا كان أو إيجابا وسنرى ذلك في مكانه لحقا وبدأ دورهم
يتناقص في عد تنازلي بعد حفر قناة السويس وانحسار التجارة العالمية عبر الممر القاري
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الذي كانوا يشغلونه واقتصر نشاطهم على التجارة الداخلية من الجزيرة العربية وإليها
وبعض الخدمات التي بقيت لهم في القطار العربية التي ل تزال ترزح تحت سلطة التراك
حتى إذا قامت الحرب العالمية الولى انتهى دورهم من هذا الجانب كما جاءت عملية اقتسام
القطار العربية التي كانوا يمارسون نشاطهم بها بين كل من بريطانيا وفرنسا واصطناع
كيان اليهود في فلسطين ووضع الحدود بين القطار العربية مما عرقل مسيرتهم وكلفهم
الكثير من الجهد والمال ومحدودية الحركة ثم جاءت قاصمة الظهر بالنسبة لهم وهي
استخدام وسائل النقل الحديثة من سيارات وطائرات بين الجزيرة العربية والقطار المجاورة
واستغناء الناس عن استخدام الحيوانات في النقل والركوب والجر والحرث وبذلك وضع آخر
العقيلت عصا الترحال حوالي عام 1370هـ 1950م بعد رحلت متوالية وخدمات متصلة
استمرت قرابة ثمانية قرون.
-3فئات العقيلت:
ينقسم العقيلت إلى عدة فئات سواء من حيث حجم التجارة التي يتعاملون بها أو كبر
قوافلهم واستعداداتهم وخدماتهم وهم في الغالب يتكونون من ثلث مستويات:
أ -المستوى الكبير سواء في حجم التجارة أو حجم القوافل وهؤلء الذين تصل قوافلهم إلى
ما بين 400-300رعية من البل والرعية من البل تتكون من 81أو 91بعيرا والخيل ما
بين 200-100رأس وتصل أعداد ما تحتويه الحملة إلى ثلثة آلف من البل والخيل أو أن
تكون قوافلهم التجارية التي تصل إلى 400-300شراع أو خيمة والشراع لخبرة تتكون من
10-6أشخاص وتحتاج مثل هذه القوافل الكبيرة إلى آلف الشخاص الذين يصحبون مثل
هذه القوافل من حراسة مسلحة وعاملين بمختلف شئون القافلة من رعيان للبل ومساعدين
وأدلء ومعرفين وطلئع أو "قلوطا" ومن يقومون بخدمة هؤلء الرجال من إعداد الطعام
ونصب الخيام وتحميل الحمال وإنزالها وغير ذلك من مهام هذه القافلة ومثل هذه القوافل
الكبيرة تحتاج إلى وقت طويل من العداد والتجهيز والترتيب ومسيرها يكون بطيئا فقد
يستغرق إعداد القافلة ومسيرها ووصولها إلى هدفها حوالي ستة أشهر أي أن مثل هذه
القوافل تتحرك مرتين في السنة للقافلة الواحدة والتاجر أو الناقل الواحد خلل السنة.
ب -القوافل المتوسطة وهي التي يكون حجمها أصغر من الولى وتتراوح ما بين -100
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
300رعية من البل والخيل أو ما بين 300-100شراع وتكون حاجتها من الرجال أقل من
حاجة الولى لمختلف الخدمات وحركتها أسرع إذ ل تحتاج في إعدادها وترتيبها سوى وقت
قصير ومثل هذه القافلة يمكن أن تتحرك من ثلث إلى أربع مرات في السنة سواء فيما
يتعلق بتجارة المواشي أو التجارة العادية أو النقل وتمتاز القوافل المتوسطة بسرعة الحركة
ويملكها في الغالب التجار والناقلين متوسطي المستوى وأحيانا يلجأ إليها التجار والناقلون
الكبار تبعا للضرورة ومتطلبات الوضع.
ج -القوافل الصغيرة وهذه التي تتكون من أقل من 100رعية أو 100شراع وهذه تتطلب
أقل من سابقتيها وتمتاز بسرعة الحركة وتستخدم عادة في الظروف المستعجلة على الغلب
وذلك عندما ترتفع أسعار سلعة معينة أو يرد سلعة جديدة أو عندما ترتفع أسعار البل أو
الخيال في مكان ما ،فإن العقيلت يسارعون لهتبال تلك الفرصة والفوز بمكاسبها ،أو عندما
تكون البضاعة المنقولة مما خف حملة وغلى ثمنه وتتحرك مثل هذه القوافل الصغيرة في
السنة من 6-5مرات.
د -توجد فئة رابعة أصغر من سابقاتها وقد تتكون من قوافل صغيرة لعدد من التجار أو
الناقلين تجمع مع بعضها لتكون قافلة واحدة وذلك من أجل اختصار وتجميع رجال الحماية
المسلحة والخدمات الخرى وتكون في الغالب لصغار التجار أو الناقلين الذين يشتركون فيما
بينهم في تسيير مثل هذه القافلة تمشيا مع أوضاعهم ومجاراة لظروفهم وغالبا ما تكون مثل
هذه القوافل تحت إدارة أصحابها أنفسهم بالضافة إلى من يستعينون بهم من رفاقهم
وأقاربهم وقد يدخل في مثل هذه القوافل الصغيرة من يملك البعيرين والثلثة يذهب معها
ل لبضاعة يملكها غيره وشيئا فشيئا تتكون
بحملها سواء لكونه تاجرا لبضاعة يملكها أو ناق ً
وتنمو إمكانية هذا الصغير فيبلغ درجة المتوسطين ثم يبلغ درجة التجار الكبار ،مثل هذا
المستوى من القوافل يكثر انتشاره وهو بداية النطلق ،وهو بمثابة التعليم البتدائي
للمرحلة الكاديمية.
-4مناطق تحركاتهم:
تنطلق قوافل العقيلت الرئيسة من عدة مدن في الجزيرة العربية وخارجها متجهة إلى
منطقة الهلل الخصيب في العراق والشام وفلسطين ومصر والسودان ،وأول ما بدأت هذه
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
القوافل العقيلية من شرق الجزيرة العربية من مينائي العقير والقطيف ومن مدينة الحساء
ثم توسع هذا المتداد غربا ليشمل مدينة الرياض في منطقة اليمامة ومدينة شقراء في
الوشم ومدينة المجمعة والزلفي في سدير ثم مدينة بريدة ومدينة عنيزة في القصيم ثم مدينة
حائل بمنطقة جبل شمر ثم داخل الجزيرة العربية عدا المدينتين الكريمتين المقدستين مكة
المكرمة والمدينة المنورة أما خارج الجزيرة العربية فأهم منطلقاتهم مدينة الزبير ومدينة
البصرة وهذه النطلقات تتجه إلى بغداد والموصل والنجف بالعراق ودمشق وحلب بسوريا
وعمان والزرقا بشرق الردن وحيفا ويافا وغزة ورفح بفلسطين وبلبيس والزقازيق والكرية
وحلمية الزيتون وإمبابة بمصر والبيض وأم درمان بالسودان تنطلق القوافل بحركة دائبة
بين أقطار الوطن العربي في هذه البقعة دون حدود سياسية أو عوائق مصطنعة وتكون
شبكة متواصة لتسويق العداد الهائلة من الثروة الحيوانية في الجزيرة العربية من نجائب
البل وكرائم الخيل وأصائلها وعرابها ،والعودة بالسلع من تلك الجزاء من الوطن العربي
إلى مهد العروبة في قلب الجزيرة العربية ،وبعض هذه القوافل يكون انطلقها مرهون بوقت
معين كالقوافل التي تنطلق من موانئ الخليج العربي يكون لها موسم معين حينما تأتي
السفن من موانئ شبه القارة الهندية وغيرها من بلدان الشرق القصى تحدوها الرياح
الموسمية مع الخليج العربي في موسم معين من السنة عند هبوب تلك الرياح وذلك عندما
كانت تلك السفن الشرعية تسير بفعل الرياح قبل عصر البخار والنفط وعند وصول تلك
السفن إلى موانئ الخليج العربي تنشط تلك القوافل لنقل المنتجات الشرقية إلى موانئ البحر
البيض المتوسط عبر مدن شرق الجزيرة العربية ومدن العراق والشام ثم تعود تلك السفن
إلى شبه القارة الهندية وموانئ الشرق محملة بالبضائع التي أحضرها العقيلت على ظهور
إبلهم من منتجات البلدان العربية والبلدان الوروبية وتعود بها إلى الشرق أما القوافل التي
تنطلق في الصيف وذلك لجلب البل السمان التي رعت عشب الربيع وتسويق المنتجات
الحيوانية الخرى كالسمن والقط وغيره كما تنطلق في فصل الخريف لجلب المؤن من تمور
وحبوب وملبس شتوية وغيرها ،هذه الحركة الدائبة على مدار السنة تخف حينا وتنشط
أحيانا تعتبر حلقة وصل بين أجزاء الوطن العربي قبل أن يعبث به الستعمار ويقسمه إلى
تلك الحدود المصطنعة وقبل أن يغرس فيه بذرته الخبيثة في قلب فلسطين ،كانت تلك الحركة
ل تتوقف وإن كان ينتابها فترات نشاط وركود إل أنها دائمة فما أن تنتهي تلك القوافل من
ل إذا نقلت البضائع القادمة من الشرق إلى
موسم حتى تأخذ استعدادها لموسم آخر فمث ً
الغرب أخذت تنقل البضائع القادمة من الغرب إلى الشرق إذا وجدت أحمالها أو جزء كبير
منها جاهز للشحن وكذا الحال بالنسبة للرحلة العكسية ،وينطبق ذلك بالنسبة للرحلت
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الداخلية في الجزيرة العربية فإنه ل يكاد ينتهي موسم الربيع حتى يعقبه موسم الصيف
والخريف ثم الشتاء وهكذا فالحركة دائمة دؤوب على هذه الطرق على مدار السنة.
-5أسباب تكوينهم:
لم يكن للعقيلت في بداية أمرهم كما يفهم من مسماهم عند اكتمال تكوينهم مراكز معينة
وأوقات معينة ،بل كان انطلقهم من المواقع التي تتواجد فيها قبيلة عقيل أو كانت تشغلها
من شرق شبه الجزيرة العربية تمتد إلى البصرة ومنها إلى شمال العراق والموصل ،وكان
جل تركيزهم على البراري الواقعة بين هذه الحواضر ،واستمر هذا الوضع حتى ورث
الخالديون هذه المهمة من العقيليين ،ورغم أن الدور الخالدي استمر ما يقارب 130سنة إل
أن التسمية بقيت على ما هي عليه للعقيليين للذين ل يدركون حقيقة المر من سكان القطر
العراقي الذي انطلقت منه التسمية في وقت لحق كما يرى البعض ،هذا القطر الذي يحتوي
الكثير من عناصر هذه الفئة ،ثم طرأت على الجزيرة العربية ظروف معينة أدت إلى هجرات
جماعية نتيجة لكوارث طبيعية وتغيرات وتفاعلت سياسية فقد ذكر الشيخ إبراهيم بن صالح
ابن عيسى في كتابه بعض الحوادث الواقعة في نجد أنه في عام 1135هـ 1723 /م حدث
قحط عظيم هلكت فيه البوادي وغارت البار وجل أهل سدير للبصرة والزبير ،كما ذكر في
موقع آخر في عام 1181هـ 1767 /م والتي تلتها جل كثير من الناس إلى الزبير والبصرة
والكويت نتيجة القحط المعروف بـ"سوقة" وقد واكب قيام الدعوة الصلحية في نجد في
النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلدي نزوح الكثير من أسر
منطقة سدير وحريملء إلى الزبير على طرف إقليم العراق وبنوا لهم في بادئ المر بيوتا
من قصب وكانت الرئاسة فيهم ليحيا بن زهير ويذكر "سونز" في عام 1188هـ 1774 /م
أن النجديين العاملين بالقوافل يأتون إلى بغداد في مجموعات متتالية ،ويقضي أفراد هذه
المجموعات ثلث سنوات في خدمة القوافل ثم يرجعون إلى بلدهم بالمال اللزم للزواج
وبناء السرة ويحل محلهم جماعة أخرى جديدة منهم ،تأتي ومعها أعداد كبيرة من البل
لخدمة المدينة.
وبعد الضطرابات السياسية التي حصلت في نجد في القرن الثالث عشر الهجري الثامن
عشر الميلدي نزح أكثر المعارضين من نجد إلى العراق وأقاموا في الزبير والبصرة وبغداد
وعن استقرارهم في تلك المناطق عاملين بالجندية والتجارة يقول "بيبوز" إن الزبير قد
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
أصبحت بفضل الذين هربوا من نجد أو أجلوا عنها في هذا الوقت بلدة لها شأنها بعد أن
كانت قرية مغمورة على حدود البصرة ،فقد استقر الحال بالعقيلت استقرارا جعلهم يشعرون
بأن العراق بلد ثاني يقصدونه للرتزاق وتحسين مستويات حياتهم المعيشية وتأهيلهم لما
هو أفضل وقد أدت حروب إبراهيم باشا في نجد من عام 1233-1226هـ 1811م1818-م
إلى نزوح الكثير من النجديين الموالين لل سعود إلى العراق واستقرارهم في البصرة
والزبير وبغداد وانخراط بعض هؤلء في وظائف العقيلت وفي عهد المام عبدالعزيز بن
محمد وابنه سعود كان على إمارة القصيم حجيلت بن حمد آل أبو عليان وقد أخذه التراك
إلى المدينة المنورة حيث توفي هناك عام 1234هـ 1719 /م وقد اضطر أبناؤه إلى الهجرة
إلى الشام بزعامة كبيرهم عمير بن حجيلن بن حمد وانضموا للمهاجرين الذين سبقوهم من
رجالت نجد المعروفين باسم عقيل وكونوا التجارة بين العراق والشام ومصر وفي سنة
1310هـ1892 -م سكن الفارون الذين جلوا أو أجلوا من القصيم ومن بينهم آل مهنا وآل
سليم والشاعر العوني واطمأنوا في الكويت ودمشق لجئين هناك ونتيجة لهذه التبدلت خرج
الكثير من أهل نجد في شبه هجرات جماعية بحثا عن مصادر العيش مثل استخراج اللؤلؤ
والعمل في حراسة القوافل والنضمام إلى الجيوش العثمانية وإغراءاتها المادية ،وخلل
القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين ازدهرت بغداد بفعل هؤلء المهاجرين العرب
الذين كونوا قوافل التجارة من بغداد إلى الشام والبصرة والكويت ،من هذه النصوص
التاريخية السابقة تتضح لنا السباب التي أدت إلى تكوين المرحلة الخيرة من أصحاب مهنة
العقيلت ،فبعد أن كانت مهمة قبيلة بعينها ثم صارت من مهمة فرع من فروع هذه القبيلة
كان له شوكة وسلطة ثم ورث هذه المهمة من ورثها بعد مرحلتها الولى كما مر بنا من
الحوادث الطبيعية والحداث السياسية تكونت المرحلة الثانية التي عرفت بها هذه الفئة حتى
انتهى دورها وكان نواة هذه المرحلة في الزبير والبصرة ثم في بغداد ،فالزبير كما هو
معروف تقع في واد غربي البصرة يقال له قديما وادي النساء ثم سمى وادي السباع وحين
قبر هناك الزبير بن العوام رضي ال عنه عام 36هـ سميت المنطقة باسمه ولما ملك
العثمانيون العراق أقاموا مسجدا عند قبر الزبير ثم أقام السلطان سليم الثاني عام 979هـ /
1689م قبة في المكان ما لبث الناس أن توافدوا عليها يسكنون بقربها ثم أصبح الزبير
بوابة نجد على العراق وهي منطقة وسط بين الصحراء وأرض السواد ووسط بين البادية
والحاضرة ،من هذه البلدة بالضافة إلى البصرة انطلقت نواة العقيلت في مرحلتهم الخيرة
وصارت تنمو شيئا فشيئا بحكم الهجرات الجماعية التي تصل إليها من نجد حتى أصبحت
مدينة لها وزنها وثقلها ولعبت دورا كبيرا في التجارة العالمية وفي توجيه القوافل التجارية
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
بين العراق والشام بالضافة إلى البصرة وبغداد والنجف وسوق الشيوخ التي استقر بها
أعداد كبيرة من النجديين وكان لتلك الحوادث والحداث المنوه عنها في بداية هذه الفقرة
دور كبير في تكوين هذه النقاط الجديدة لتجمع العقيلت فضلً عن دافع طلب الرزق من
الذين يذهبون لفترة من الزمن ثم يعودون إلى أهلهم ومعهم ما حصلوا من مكاسب وتجارة.
- 6تنظيمات العقيلت:
يتمتع العقيلت بتنظيمات هيكلية من منطلق المهمات التي يقومون بها ،فلكل نشاط من
أنشطتهم تنظيمه الخاص ،وهذه التنظيمات وإن لم تكن مكتوبة إل أنها متوارثة ومتناقلة
بينهم يأخذها الخلف عن السلف مشافهة ،فالقافلة التي تنتقل من نقطة إلى أخرى لها تنظيم
خاص يتكون من أمير القافلة الذي يرجع إليه مهام معينة كدللة الطريق وملحظة البل
والخيل ورعيها إن كانت القافلة من قوافل بيع المواشي ،أو فرق تحميل الحمال وتنزيلها أو
فرقة "الثاية" وهي الموكول إليها الخيام والمتعة وإعداد الطعام والقهوة وفرقة "القلوط" وهم
طلئع القافلة أو عينها التي تسبقها لتطمئن إلى أمن الطريق وفرقة "الملحيق" وهي التي
تكون في مؤخرة القافلة مع الرعيان لحث المتأخر من القافلة و "خبر" أو فرق الحراسة
المسلحة التي تنقسم بدورها إلى أربعة أقسام قسم عن يمين القافلة والخر عن يسارها
وثالث أمامها ورابع خلفها ،و "خبرة" أو فرقة المعرفين من أفراد القبائل التي ستمر القافلة
بأراضيها أثناء عبورها إلى المعرفين من أفراد القبائل التي ستمر القافلة بأراضيها أثناء
عبورها إلى غير ذلك من الهيكل التنظيمي للقافلة الذي سنرى في مكان آخر من الكتاب
تفصيلت عنه وهناك أيضا تنظيم للبيع والشراء في السوق وتنظيم شبه قضائي وهو الذي
يتولى النظر في المور موضع الختلف ويحل الشكالت التي تحدث بين العقيلت أنفسهم
أو بين العقيلت وبين من يبيع عليهم أو يشتري منهم وأحكام هذا التنظيم غالبا ما تكون
مستقاة من أحكام الشريعة السلمية أو ما هو متعارف عليه بين القبائل العربية من العادات
والعراف والتقاليد وغالبا تكون الحكام بالتراضي بين الطرفين المختلفين وتفض في حينها
من قبل هذه التنظيمات التي تكون بصحبة القافلة ونادرا ما يحتاج العقيلت للمداعاة
القضائية إل في أمور يستعصي حلها على المجلس القضائي أو العرفي ،ويروى أن أحد
العقيلت لم يرضه الحكم الذي صدر عن هذا المجلس فدعى خصمه إلى القاضي الشرعي
وذكر له موضوعه الذي لم يستطع قضاء العقيلت أن يصل فيه إلى حل يقنعه وذكر للقاضي
ما توصل إليه العقيلي ،فقال له القاضي هذا هو حل موضوعك وليس لك عندي من حل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
شرعي إل ما توصل إليه الرجل يعني قاضي العقيلت وهو ل يسمى مجلس قضاء وإنما
يسمى المجلس العرفي لحل المشاكل الصغيرة حسب ما تم التعارف عليه مما تكون جذوره
ومنبعه من الشريعة السلمية هذه التنظيمات التي يتمتع بها العقيلت لكل شأن من
شئونهم ،وفوق هذا فإن لكل عقيلت منطقة رئيس يكون على أمرائهم ورؤسائهم يعودون
إليه في شئونهم وهو بدوره يمثلهم لدى السلطات الحاكمة في البلد الذي يحلون فيه ويحل
مشاكلهم أو يحصل على حقوقهم لدى تلك السلطات أو يتكلم باسمهم عندما يكون هناك أمر
يتعلق بالعقيلت ،فقد ذكر ابن عيسى في حوادث عام 1258هـ 1840/م أنه كان لعقيل
رؤساء متعددون بحسب مناطقهم التي نزحوا منها فهناك سليمان الغنام من أهل العارض في
بغداد وهو من أهل ثادق ،ورئيس عقيل أهل القصيم علي السليمان الخالدي وهو من آل
جناح من بني خالد قتله وإلى بغداد محمد نجيب باشا عام 1258هـ يتضح دور رؤساء
العقيلت في دور العقيلت العسكري في فصل لحق من هذا الكتاب ،هذه التنظيمات المختلفة
دقيقة للغاية يتمسك بها العقيلت أشد التمسك وإن لم تكن مكتوبة كما أشرنا إلى ذلك آنفا إل
أنها تسري مسرى الحكام الشرعية أو النظام والقانون المدون في كل أمر من المور ،غير
أنها مرنة تخضع للظروف الطارئة من أمنية وسياسية وتجارية لتحقيق المصلحة المشتركة.
كأي مهنة من المهن طبيعي أن يحصل التنافس ليس بين أفرادها ومجموعاتها فحسب بل
بين أمرائها ورؤسائها الذين يتنافسون على المصلحة المادية والمركز القيادي ،كل فئة تريد
الحق لها ،ويرجع بعض هذا الخلف إلى التنافس القتصادي بين بعض العقيلت الذين
يؤجرون الحجاج وتعهدون بحراستهم وتأمينهم بقوافلهم وبين زعماء آل رشيد الذين عملوا
أيضا بقيادة قوافل الحجاج في العراق وما وراء النهر ،هذا الختلف والتنافس ينشط حينا
ويفتر حينا آخر تبعا للقوى المسيطرة على الساحة يومذاك ،وكان عقيلت شمر أقرب إلى
المام فصل بن تركي آل سعود من عقيلت القصيم المؤثرين في منطقتهم بما لهم من ثروة
وجاه ،ويبدو أن العلقة الحميمة التي ربطت بين دولة المام فيصل بن تركي آل سعود
بالرياض وأمراء حائل والروابط العضوية بين العراق الذي يحكمه العثمانيون ومنطقة شمر
سواء من حيث القرب في رقعة الرض أو امتداد القبيلة إلى العراق في شبه الجزيرة
الفراتية وشرقها هذه العوامل قد تداخلت لتقوى أمراء أسرة آل الرشيد في العراق حيث نرى
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
المير متعب بن عبدال آل الرشيد عام 1275هـ 1859 /م يحاول أن يتولى إمارة الحج
بدلً من مهنا الصالح الحسن ،وتدخل حينئذ أحمد الرواف أحد كبار العقيلت لحسم هذا المر
الذي أصبح نزاعا مستشرقيا فاشترى حقوق مهنا من إمارة القوافل وكان الصراع على هذا
ل إلى آل الرشيد ثم
المر قائما يومذاك بين أسرتي آل مهنا وآل أبي عليان الكثر مي ً
تضعضعت من الناحية الرسمية أسرة آل مهنا ،من هذا المنطلق صار آل الرشيد أنفسهم
يتولون إمارة الحج العراقي وحراسته دون عقيلت القصيم وذلك لفترة طويلة استمرت طيلة
حكمهم الذي دام حوالي قرن من الزمن عام 1340-1250هـ1921-1834 /م ولم يكتفوا
بقيادة قوافل الحجاج بل صارت لهم الغلبة في نقل المتاجر وسيطروا عليها ،سواء قاموا
بذلك بأنفسهم أو وكلوا ذلك إلى من ينيبونهم عنهم لداء هذه المهمة ،غير أن المر لم يدم
دون منغصات ففي فترة الحرب العالمية الولى 1337-1333هـ 1918-1914 /م قاسى
عقيلت شمر أكثر من عقيلت القصيم من مشاكل هذا الحرب حيث حاول البريطانيون منع
سلع العراق من الوصول إلى المنطقة التي أعلنت انحيازها للعثمانيين وحرضت بعض قبائل
عنزة كيل يتركوا القوافل الشمرية تمر من الشام باتجاه حائل بسلم وذلك بعرقلة مسيرها أو
محاولة الستيلء عليها في هذا الوقت الذي تدخلت الدول الكبرى يومذاك ومنها بريطانيا
وفرنسا اللتين كان لهما مطامعهما الستعمارية في المنطقة ،من هذه النقطة بدأت الكفة تميل
شيئا فشيئا لصالح عقيلت منطقة القصيم حتى حصلوا على نصيب السد من هذه المهنة
فرجحت كفتهم حتى انتهى دور العقيلت نهائيا عام 1370هـ1950-م.
المرتبة الولى وذلك لكثرتها وكثافة أعدادها ،تليها بالدرجة الثانية الخيول وذلك لعزتها
وسمو مكانتها عند أصحابها ،سيما وأنها قلعة العربي كما هو معروف فالعرب الرحل لم
يتخذوا السوار والقلع ،وإنما كانت قلعة العربي صهوة جواده كما قال حميد بن الجمال
الهللي:
ونحن ناس بأرض ل حصون لها * * * إل السنة والجرد المغاوير
وسوره إبله التي تقيه هجمات العداء من هذا المنطلق كان ما يجلب نسبة أقل من البل،
فإذا جلبت البل باللف كانت الخيول بالمئات وربما ل يجلب الخيول إل من مستوى الدرجة
الثانية وذلك لشدة شح العربي بجواده ،لكن رغم ذلك فإن العقيلت يجلبون أيضا من عراب
الخيل ولكن بنسبة أقل ،تأتي الغنام وهي الضأن النجدي خاصة في المرتبة الثالثة ،هذه
المهمة التي قد شرع بها العقيلت منذ وقت قديم فقد أورد ابن فضل ال العمري قوله :وأما
البحرين (يقصد الحساء) فإنهم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار يجلبون جياد الخيل
وكرام المهارى واللؤلؤ وأمتعة العراق والهند ،ويرجعون بأنواع الحباء والنعام والقماش
والسكر وغير ذلك ،ولهم متاجر رابحة وواصلهم إلى الهند ل ينقطع وبلدهم ما بين العراق
والحجاز (هذا الكلم في القرن الثامن والتاسع الهجريين) ،وكانت تجارة البل نجدية،
وتجارها نجديون ،وقد خدم العقيلت بإبلهم القتصاد العراقي والمواصلت والتصالت
العراقية ،ولم تكن لهل العراق إبل كثيرة فاستعاضوا عنها بإبل نجد ،وتستخدم البل لعدد من
الغراض كالنقل والركوب وأعمال الفلحة وتستهلك لحومها للكل ،أما الخيول فتستخدم
للحروب والركوب في المواكب وغيرها استمر هذا الوضع طيلة هذه القرون ثم جاءت الدول
الغربية واقتربت من المنطقة العربية وبدأت تشتري من هذه الحيوانات وعلى سبيل المثال ل
الحصر فقد اشترت بريطانيا في عام 1273هـ1856/م من هذه المنطقة 28000رأس
ثمانية وعشرين ألف رأس من البل والخيول والبغال وذلك لغرض النقل في الجيش
البريطاني ويشتد الطلب على هذه الحيوانات في أوقات الحروب ففي الحرب العالمية الولى
عام 1333هـ 1914 /م جلب إلى دمشق وحدها ما بين 400 -300رعية خلل سنة
واحدة تتراوح أعدادها ما بين 32000 - 24000رأس من البل وعلى مدى سنوات الحرب
التي دامت أربع سنوات حتى عام 1337هـ 1918 /ويوجد أسواق مشهورة لبيع البل في
القطار العربية المجاورة كالزبير والبصرة وبغداد والنجف والحلة والعمارة والسماوة
والموصل في العراق ودير الزور والغوطة وعذراء وحوران في سوريا ورأس العين
والزرقاء وعمان بالردن وعرابة وطولكرم ونابلس وجنين وعربة واللد وغزة وبئر السبع
ودير البلح وخان يونس بفلسطين ورفح والعريش وأبو حماد وأبو كبير والزقازيق وشبين
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الكوم وبلبيس والمطرية وإمبابة بمصر والبيض وأم درمان بالسودان ،هذه التجارة كانت
عامرة على مدى بضعة قرون من الزمن وقام بمهامها العقيلت فاستفادوا وأفادوا وكانوا
حلقة الوصل بين تلك القطار.
-2التجارة العامة:
من المهام الرئيسة التي يقوم بها العقيلت هي التجارة العامة وهي على ثلث مستويات:
-1الول أن تكون القافلة بكاملها للتاجر نفسه وهو الذي يتولى مع مساعديه تجهيزها
وقيادة القافلة بنفسه أو من يوكله نيابة عنه ممن يثق به ويعتمد عليه كما يعتمد على نفسه
وتكون مثل هذه القافلة تحمل صنفا واحدا من البضائع أو تحمل عدة أصناع حسب متطلبات
السوق وقد كان لهؤلء التجار من العقيلت مكانة مرموقة استمر التجار النجديون الذين
اكتسبوا مالً وشهرة يغشون مدن العالم المزدهرة في الشرق والغرب ويجتمعون
بالشخصيات المؤثرة في مجالت القتصاد والسياسة والثقافة في المناطق التي يغشونها مثل
ستانبول -فينا -باريس -مصر -بومباي -حيدر أباد -دكن يشترون منها البضائع المتعددة
الصناف والكميات.
-2الثاني أن تكون القافلة لثنين أو ثلثة من التجار ويتولى قيادتها أحدهم أو أكثر من
واحد وربما كلهم وغالبا ما تكون مثل هذه القافلة وسابقتها ممن يتاجرون بسلع رئيسة
وعلى مستوى كبير ومثل هؤلء التجار يجهزون السلع ويبيعونها بالجملة والتجزئة.
-3الثالث أن تكون القافلة لعدد من التجار كل له فيها مجموعة من البل يتاجر فيها بما
يريد من البضائع وفي مثل هذه القافلة يتولى قيادتها واحد منهم كأمير عليهم يختارونه من
بينهم يفوضون أمرهم إليه يتصرف باسمهم حتى تصل القافلة إلى غايتها ،وتكون مصاريف
مثل هذا النوع من القوافل موزعة بنسبة حصة كل تاجر من هذه البل ومثل هذا النوع من
القوافل يكثر فيها التنافس بين التجار وخاصة في حالة العودة من الحواضر العربية نظرا
لكثرة أصناف البضائع هناك ،ويغلب على هذه الفئة أو المستوى من القوافل عند عودتها أن
يكون بيع تجارها بالتجزئة نظرا لكونها لعدد من التجار فكل واحد يبيع ما أحضر من بضاعة
بنفسه بالسعر الذي يرتضيه.
ويكثر في مثل هذه القافلة التجار الصغار الذين يأخذون ما يسمونه "بضاعة" حيث يأخذ
التاجر المبتدئ من التاجر الكبير أو العريق شيئا من المال ليتاجر به بحيث يكون الربح
بينهما مناصفة ورأس المال للتاجر الكبير وشيئا فشيئا تزداد كمية هذه "البضاعة" أي المال
حتى ينتعش هذا التاجر الصغير ويلحق بالمستوى المتوسط من التجار وربما أخذ "بضاعة"
على مستواه حتى يصبح من التجار الكبار ذوي الثروة والجاه وهكذا.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ومثل هذه السلع التي يتاجر بها هؤلء التجار من العقيلت على مختلف مستوياتهم من عدة
أمصار فإن كانت من الجزيرة العربية إلى القطار العربية الخرى فغالبا ما تكون من
الحيوانات الحية كالخيل والبل والضأن من الغنم كما سبقت الشارة إلى ذلك أو من
المنتجات الحيوانية كالسمن والقط والمنسوجات الصوفية الغليظة والجلود المدبوغة وغيرها
من السلع التي تتوفر بأسواق حواضر الجزيرة العربية وإن كانت البضائع من موانئ الخليج
العربي من العقير والقطيف وعينين "الجبيل" والكويت والبصرة من المنتجات الهندية
والبنغالية وغيرها من بضائع الشرق السيوي فغالبا ما تكون من التوابل الهندية من حب
الهال "الهيل" والقرنفل والزنجبيل والقهوة وزهور الكاشيا والكراوية والمسك والعود والعنبر
والثياب القطنية والحريرية والشيلن القطنية والصوفية والمنسوجات المختلفة والسجاد
والتمور بأنواعها والصمغ وبعض العشاب الطبية والكركم والكافور والنيلة والزعفران
والتبغ والحديد والنحاس والرصاص والقصدير واللؤلؤ والصداف وأنواع الخرز والشموع
والللئ والجواهر والمرجان والعقيق والحجار الكريمة الخرى أما القوافل الواردة من
العراق أو عن طريقه مما وراء النهر وفارس عن طريق البصرة وبغداد والنجف فإنها غالبا
ما تحمل بالضافة إلى ما سبق الرز العراقي "ال ّتمّن" بأنواعه ودرجاته المختلفة والشيلن
الصوفية والعباءات والقطائف الثخينة والتبغ وغير ذلك أما القوافل العائدة من الشام
وفلسطين فإنها تحمل بالضافة إلى المنتجات الشامية والفلسطينية البضائع الوروبية
المختلفة ويكون مصدر هذه البضائع حلب ودمشق وحيفا ويافا وغزة وعمان مثل الذهب
والفضة والنحاس والمصاغات والمشغولت الخاصة بهذه المعادن للزينة والواني المنزلية
من زجاجية وخزفية ونحاسية ومعدنية بأنواعها والدلل والهاونات النحاسية "النجور"
والكيمياويات من زرنيخ وكبريت وغيرها إضافة إلى الزيوت النباتية كالزيتون والمسابح
والعقود والخرز والنظارات المكبرة "درابيل" والصناعات الزجاجية والمرايا المختلفة الشكال
واللوان وأنواع من التبغ المصنع وأقمشة المخمل والحرير والدمقس والدوية والقمح
والشعير والعدس والذرة الشامية والملبس الصوفية والفراء والعباءات والبسط والقطائف
الرومية والخيوط الحريرية "البريسم" والثياب الحريرية النسائية "ورسى" والثياب الصوفية
الرجالية وملبس "الزبون" و"الصاية" وغيرها من البضائع ،أما ما يأتي من مصر فالقطن
والقمشة القطنية الفاخرة والسجاد والعسل والفول والدوية والورق والتبغ وغيره مما
يكون من المنتجات المصرية أو مما ورد للموانئ المصرية من أوروبا وغيرها من بلدان
المغرب العربي ،هذه الصناف التي تعد باللف وقد أتينا بنماذج من أسمائها وهي كثيرة
جدا لكن الشارة تكفي عن العبارة هي التي ينقلها هؤلء التجار من العقيلت بين موانئ
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الخليج العربي في الشرق وموانئ البحر البيض المتوسط والبحر الحمر في الغرب وبين
الحواضر العربية في كل من الكويت والعراق والشام وفلسطين ومصر والسودان وبين
حواضر الجزيرة العربية كالجوف وحائل وبريدة وعنيزة والزلفي وشقراء والمجمعة
والرياض والحساء في وسط وشرق الجزيرة بالضافة إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة
وينبع والطائف وجدة في غرب الجزيرة العربية هذه الحواضر التي ترتادها قوافل العقيلت
صادرة منها حينا وواردة إليها أحيانا بمختلف البضائع والسلع وكما أشرنا آنفا من شدة
التنافس بين تجار العقيلت من الفئة الثالثة فإن كل واحد منهم يحاول أل يعرف أصحابه ما
اشتراه من السوق من العديد من أصناف البضائع وذلك من أجل أن يكسب السوق إذا عادوا
إلى بلدانهم وقد جاء هذا ببضاعة جديدة أو صنف يختلف عن الصنف الذي جلبه رفاقه هذا
النوع من التنافس البريء يمد السوق بسلع جديدة ونادرة ،وبمثل هذا التنافس تزداد أرباح
هؤلء التجار الصغار الذين يحضرون تلك البضائع النادرة خاصة من الشياء الصغيرة التي
ل تكاد تبين ويكثر هذا التنافس بين التجار الصغار من فئة المستوى الثالث من القوافل أما
المستوى الول والثاني باعتبارهم يحضرون كميات كبيرة من السلع أو السلعة الواحدة فإنهم
ل يخشون المنافسة من التجار الصغار وعادة ما يتاجر هؤلء بالمواد الستهلكية الرئيسة
وبكميات كبيرة نسبيا ل يقدر على جلبها غيرهم وبأرباحها القليلة نسبيا ل يقدم أحد من
التجار الصغار على المنافسة ،ومثل هؤلء التجار الكبار يتعهدون للسلطات المحلية لتموين
الحملت والغزوات بالطعمة والملبس وغيرها كما يمونون السوق المحلية بالمواد الغذائية
من الحبوب كالقمح والشعير والذرة والتمور والرز وغيرها من الطعمة أو بالمواد والسلع
الرئيسة كالملبس الشتوية بكميات كبيرة تفي بحاجة السوق في وقت الشتاء وغير ذلك من
السلع التي تحتاج إلى كميات كبيرة.
-3النقل العام:
من المهام المميزة التي قام بها العقيلت النقل العام وينقسم النقل العام إلى ثلث مستويات
هي الخرى:
-1مستوى يملكه شخص واحد ويكون من المتعهدين الكبار الذين يملكون أعدادا كبيرة من
البل بعددها وتجهيزاتها واستعدادها ويتعهدون في نقل البضائع الكثيرة ،وهؤلء يمثلهم في
وقتنا الحاضر شركات النقل الكبرى التي تتولى العمال الكبيرة وكانوا بدورهم يتولون مثل
هذه المهام الكبيرة وتكون مراكزهم على الخطوط الطويلة والعامرة كالطريق الصحراوي بين
موانئ الخليج العربي وموانئ البحر البيض المتوسط أو بين البصرة ومكة المكرمة أو ما
بين دمشق وعمان والمدينة المنورة ومكة المكرمة وذلك لنقل مئات اللف من الحجاج عبر
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
أغراض أخرى ،وفي منتصف القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلدي حصلت
متغيرات إقليمية وعالمية دفعت بالعقيلت إلى الصدارة ،وورث العقيلت منذ ذلك الحين قيادة
القوافل وريادتها وحراستها والشراف عليها وغطوا بعد ذلك نشاط بني خالد في هذه
الحقبة ،وقد ثبت في هذه الفترة للعقيلت دورهم في قيادة القوافل والضطلع بمهام الترحيل
وربط هذه الفترة من التاريخ العثماني بين الشرق والغرب وأصبحوا جزءا من شرايين
التجارة العالمية بين العراق والشام ،تقول المخابرات البريطانية عن عام 1334هـ /
1916م أن البل هي الناقل الساسي في شبه الجزيرة العربية كلها حيث لم تعرف الجزيرة
العربية السيارات بعد فهي لم تستعمل إل مرة واحدة حول حائل عام 1335هـ1917 /م
حيث أرسلها العثمانيون هدية لل الرشيد في حائل ولهذا تبقى البل هي الوسيلة الوحيدة
للنقل حيث تستعمل الذلول للركوب وغالبا ما تكون من النياق بينما تقوم الجمال بحمل
الثقال وأخفها وأسرعها التي تأتي من عمان .ازدهرت بالتالي تربية المواشي من البل ،
وذلك لسد حاجة القوافل واستمرت القوافل الكبيرة بقيادة أناس كثيرون منهم على سبيل
المثال ل الحصر ،عمر الحجيلن وإبراهيم الرشيد ومحمد الرشودي وموسى الرواف
وسليمان الغنام وعلى بن سليمان الخالدي وغيرهم الذين تعهدوا بنقل تجارة الشرق من
بغداد إلى الشام وتجارة الغرب من أنطاكية وحلب ودمشق إلى بغداد وأنحاء من الجزيرة
العربية وموانئ الخليج العربي ،ومن هنا ندرك أن العقيلت لم يقتصر دورهم على تجارة
المواشي من البل والخيل وإنما كان لهم دور كبير في تنمية التجارة بين بلدانهم والقطار
ل عن قيامهم بمهام التجارة العالمية كما أشرنا إلى ذلك آنفا ،وقد تأثر
العربية المجاورة فض ً
العقيلت كناقلين عالميين بأحداث العالم وكانت بداية النهاية للعقيلت كناقلين عالميين الثورة
الكبرى في عالم المواصلت البحرية والبرية والجوية في عصر البخار ثم النفط وحفر قناة
السويس وافتتاحها بين البحر الحمر والبحر البيض المتوسط وتحول هؤلء النجديين إلى
ناقلين محليين وبدأت قوافل العقيلت بين البصرة والزبير ونجد لنقل السلع الهندية
والوروبية إلى قلب الجزيرة العربية ولم يبق لعقيلت شمر والقصيم دور مباشر في نقل
التجارة العالمية إل في تجارة الخيل والبل وبذلك توقف الطريق الصحراوي الذي كان يربط
بين العراق وسوريا وتراجع العقيلت إلى طرق أخرى نشطت بكساد الطريق الصحراوي
المشار إليه هذه الطرق التجارية المحلية بين نجد والشام والعراق مباشرة.
-4نقل الحجاج:
يعتبر نقل الحجاج وحمايتهم وضمان أدائهم فريضة الحج ثم العودة بهم إلى أماكن انطلقهم
من مكان تجمعهم في بغداد والبصرة والكويت ودمشق إحدى مهام العقيلت الرئيسة ،فقد
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
عانى حجاج العراق وأصفهان وتلك الصقاع لكثير من المشاكل على طريق الحج الكوفي
والبصري منذ القرن الثالث الهجري ،فقد نكبوا نكبات مؤلمة على أيدي القرامطة وقطاع
الطرق من العراب وفي كثير من السنوات يتوقف الحج العراقي وبلد ما وراء النهرين
الذين يأتون مع نفس الطريق بسبب مخافة الطرق وما يجري عليها ،وإذا نظرنا إليها من
واقع التاريخ نجد أن:
-1في سنة 294هـ906 /م أغار زوكرويه القرمطي على جماعة من بني أسد في زبالة
ولقي قافلة خرسانية وكتب من نجا من حجاج القافلة الثانية إلى رؤساء القافلة الثالثة
يعلمونهم عن القرامطة ويأمرونهم بالتحذير والعدول عن الجادة نحو واسط والبصرة أو
الرجوع إلى فيد والمدينة المنورة إلى أن تأتيهم جيوش السلطان فلم يسمعوا ولم يقيموا
وكان القرامطة قد طموا البار والبرك بالجيف والتراب والحجارة بواقصة والثعلبية والعقبة
وغيرها من المناهل في جميع طريقهم وأقام بالهبير ينتظر القافلة الثالثة فساروا وصاد فوه
هناك فقاتلهم زكرويه ثلثة أيام وهو على غير ماء فاستسلموا لشدة العطش فوضع فيهم
السيف وقتلهم عن آخرهم وجمع القتلى كالتل وأرسل خلف من هرب يبذل لهم المان ،وكان
نساء القرامطة يطفن بالماء بين القتلى يعرضن عليهم الماء فمن كلمهن قتلنه فقيل أن عدة
القتلى بلغوا عشرين ألفا ولم بنج إل من كان بين القتلى فلم يفطن له فنجا وهرب عند
انشغال القرامطة بالقتل والنهب فكان من مات من هؤلء عطشا أكثر ممن سلم من الهاربين
وكان مبلغ ما أخذه القرامطة من هذه القافلة ألفي ألف دينار أي مليوني دينار من الذهب.
-2في سنة 312هـ923 /م اعترض أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي الحاج عند
عودتهم من مكة بعد انقضاء الحج بالهبير (قرب زرود شرق الجفر) في المحرم فأوقع
بقافلة تقدمت ،فيها معظم الحجاج وكان فيهم خلق كثير من أهل بغداد وغيرهم فنهبهم
واتصل الخبر بباقي الحجاج وهم بفيد فاقاموا بها حتى فنى زادهم وكان أمير الحاج يومئذ
أبو الهيجاء عبدال بن أحمد بن أبي بكر بن حمدان فأشار على الحاج بالعودة إلى وادي
القرى وأنهم ل يقيمون بفيد فاستطالوا الطريق ولم يقبلوا ومضوا فأوقع بهم القرامطة
واسروا أبا الهيجاء ومن كان معه من القواد فأخذ أبو طاهر جمال الحاج جميعها وما أراد
من المتعة والموال والنساء والصبيان وعاد بهم إلى بلده هجر (الحساء) وترك الحاج في
مواضعهم فمات أكثرهم جوعا وعطشا من حر الشمس وقد أخذ القرامطة من الموال مال
يحصى.
-3في سنة 379هـ989 /م اعترض على الحاج الصيفر محمد بن حسين بن حماد ودفع
القرمطي وطلب من الحاج ما يأخذه القرمطي فاستنصره أحمد بن محمد العلوي إلى حين
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
عودة الحاج من مكة فانصرف وعاد ونزل الثعلبية إلى أن وافى الحاج واستوفى منهم المال.
-5في سنة 384هـ994 /م خرج الحاج العراقي حتى بلغ الهبير والثعلبية فاعترضهم
الصيفر وصدهم عن الطريق ومنعهم الجواز وحاربهم وقال إن الدنانير التي أرسلها
السلطان عام أول كانت دراهم مطلية وأريد العوض عنها فل أفرج عن الطريق حتى آخذ من
الحاج رسم سنتين وطالت المخاطبة والمراسلة إلى أن ضاق الوقت على الحاج ولم يكن لهم
طاقة فعادوا.
-6في سنة 386هـ 996 /م خاطب الحاكم (صاحب مصر) ابن الجراح أمير طيء
فاعترض الحاج فلطفهم الشريف الرضي وأخوه المرتضي وترك سبيلهم ثم منعهم بعدها
وحمل أبو النجم بدر بن حسنويه وكان أمير الخيل خمسة آلف دينار من وجوه القوافل من
خرسان لتدفع إلى الصيفر عوضا عما كان يجبى له من الحاج في كل سنة وجعل ذلك رسما
زاد فيه من بعده حتى بلغ 9200دينار ذهب وواصل ذلك حتى وفاته.
-7في سنة 393هـ 1002 /م رجع ركب الحج العراقي خوفا من ابن الجراح الطائي
فدخلوا بغداد قبل العيد ،أما ركب البصرة فقد أجازه بنو زغب الهلليون ،وقال ابن الجوزي
إنهم أخذوا منهم ما قيمته ألف ألف دينار (أي مليون).
-8في سنة 397هـ 1007 /م رجع الحج العراقي من الثعلبية وواقصة لن ابن الجراح
الطائي منعهم من المسير ليأخذ منهم مالً فضاق عليهم الوقت فعادوا إلى الكوفة ولم يحجوا.
-9في سنة 398هـ1007 /م أجاز بنو زغب الهلليون حاج البصرة ستمائة رجل أخذوا
منهم زيادة عن ألف ألف دينار (مليون)
-10في سنة 412هـ 1021م تقدم السلطان محمود سبكتكين إلى قاضي القضاة في مملكته
أبي محمد المناضحي للتأهب للحج وأعطاه ثلثمائة ألف دينار واجتمع خلق عظيم من
خراسان فلما بلغوا فيد بذل المناضحي للطائيين خمسة آلف دينار فلم يقنعوا وصمموا العزم
على أخذ الحاج وكان مقدمهم يقال له حماد بن عدي النبهاني وكان جبارا فركب فرسه
وعليه درعه وسلمه وجال جولة يرهب بها وكان في السمرقنديين شاب يعرف بابن
يوصيف يعرف بجودة الرماية فرمى حماد بسهم فوصل إلى قلبه فسقط ميتا وتفرق أصحابه.
-11في سنة 544هـ 1149 /م خرج على الحاج العرب من بني زعب (من سليم) بين مكة
والمدينة فقاتلوهم وظهر عجز (قيماز) قائد الحاج فطلب لنفسه أمانا واستولى بنو زعب
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
السلميين على الحاج وأخذوا من الموال والبل والثياب مال يحصى وأخذوا من الدنانير
ألوفا كثيرة وهرب من نجا من الحاج على أقدامهم في البرية فماتوا من الجوع والعطش(
.)10
نكتفي بهذا القدر من الحداث التي وقعت على طريق الحج الكوفي والبصري والتي كانت
مؤلمة ومروعة ومؤسفة في حق المسلمين وجاء العقيلت ليساهموا مساهمة إيجابية في
رفع تلك الكوارث التي تحل بالحجاج مقابل نفقة مادية ضئيلة مع ضمان سلمة الرواح من
القتل والسبي والموت عطشا والضياع في المهالك كما رأينا فنظم العقيلت قوافلهم التي
تتولى نقل الحاج على ثلث مستويات كما في قوافل النقل العام بحيث تكون:
-1قافلة كبيرة يملكها شخص واحد على مستوى جيد من الستعداد والتأهيل أو تتولها
السلطات الحاكمة مثل سلطة بني خالد في الحساء أو سلطة آل مهنا وآل أبي عليان في
القصيم أو سلطة آل الرشيد في حائل ويكون حجم مثل هذه القافلة كبير جدا ينقل عشرات
اللف من الحجاج.
-2قافلة متوسطة ويملكها شخص واحد أو عدة أشخاص ويتولى قيادتها واحد منهم أو
أكثر وتكون مثل هذه القافلة أكثر مرونة من سابقتها وذلك لعناية أصحابها بإبلهم ومعداتهم
واستبدال ما هزل منها أو تلف من معدات الحمل وغير ذلك مما يستلزم سرعة التغيير من
أجل راحة الحاج.
-3قافلة صغيرة نسبيا يملكها العديد من الشخاص كل واحد يساهم في مجموعة من البل
بمعداتها وهم من صغار الملك وتكون قيادتها لواحد يختارونه منهم ومثل هذه القافلة تمتاز
بالمرونة والعناية كسابقتها لن الفراد الذين يملكونها في دور النمو ويحرصون أشد
الحرص على العناية بإبلهم وصيانة معدات النقل في سبيل راحة حجاجهم هذه القوافل التي
تولى العقيلت قيادتها والعناية بها ،فقد أعد لكل حاج الهودج أو المحمل الذي يركب فيه
ويأخذ راحته على ظهر البعير الذي يسير به الهوينى طيلة هذه المسافة من مكان انطلق ا
4لحاج من مدينة المشهد (النجف) أو البصرة إلى حائل -المدينة المنورة -مكة المكرمة ثم
العودة مع نفس الطريق إل أن الذي يزور المدينة في البداية ل يرجع إليها مرة ثانية ولكل
قافلة من هذه القوافل علم أو أعلم (بيرق أو بيارق) تميز القافلة عن غيرها ويهتدي بها
الحاج ويتبع كل علم ما بين 6000-4000حاج يتكونون من عدد من المجموعات (خُبَرْ)
وكل (خُبْرَة) تتكون من 10-6أشخاص وقد حصلت منافسة بين رؤساء هذه القوافل
ووصلت الصراعات بين آل عليان وآل مهنا بالقصيم على نقل الحجاج من بغداد إلى مكة
إلى جانب القوافل التي يتزعمها آل الرشيد في حائل كما رأينا ،هذا النقل يكون له عائد
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
مادي وسياسي كان آل الرشيد يستفيدون منه يقول المعاصرون :كان مهنا الصالح المهنا قد
اكتسب ثقة الولة في بغداد والبصرة وتمكن من أن يترأس قوافل الحجاج منافسا لل الرشيد
وكانت قوافله عام 1265هـ1849 /م تصل عدد البل فيها إلى 50000بعيرا خمسين ألف
وحرس يصل إلى عدد إلى 20000عشرين ألف رجل مقسم إلى أربع مجموعات المجموعة
الولى من الحرس تسير في مقدمة القافلة ومن خلفها أمير الحج الذي تعينه الدولة ثم
حرسه الخاص ثم أمير القافلة ثم حرسه الخاص والمجموعة الثانية والثالثة على ميمنة
القافلة وميسرتها والرابعة تسير في المؤخرة وعند استراحة القافلة في وقت المضحى
(تناول طعام الغداء) والمعشى (تناول طعام العشاء) تقوم مجموعتان من الربع مجموعات
بحراسة البل وهي ترعى وتستريح المجموعتان الخريان لتقوم في الحراسة في وقت
المعشى ،وقد عرف المعاصرون قوافل الحاج من البصرة وعلى رئاستها آل الرشيد من حكام
شمر وقام بعض رجال القصيم مثل مهنا الصالح المهنا ومحمد الرواف وقاسم الرواف
وأحمد الرواف ومن أهل حائل المير متعب بن عبدال الرشيد وأحمد السعيد وخدام بن
صالح الفايز وأحمد الخريصي وغيرهم كمتعهدين ومشرفين لقوافل نقل الحجاج من بغداد –
البصرة -الكويت -مكة المكرمة -المدينة المنورة وهم المسئولون عن تأمين البل ومعدات
الرحلة كالخيام والثاث والمواد الغذائية وحماية القوافل وحراستها وذلك حتى يعود الحاج
إلى بلدهم.
وليس من المستبعد أن يكون آل الرشيد قد ساهموا في زيادة التوتر بين آل العليان الذين
تولوا إمارة القصيم ولهم السيادة السياسية وبين آل مهنا ومعهم الكثير من رجالت القصيم
ولهم رئاسة قوافل الحجاج وقوافل التجارة مما أفقدهم دورهم الرئيس الذي كان يتمثل في
رئاسة القوافل التي تدر عليهم عائدا مجزيا إلى جانب صداقة الولة التراك في البصرة
وبغداد ففي حدود عام 1275هـ1859 /م حصل تنافس بين مهنا الصالح الحسن المهنا
ومتعب بن عبدال الرشيد حول قوافل الحجاج فقد سافر متعب إلى بغداد يعرض خدماته
لتكوين قافلة لنقل الحجاج مدعيا لمير الحج العراقي ووكلء الحجاج في بغداد أن مهنا
الصالح لن يأتي هذا العام ليرأس القوافل فصدق الوكلء وبدأوا يسجلون أسماء حجاجهم
لدى متعب بن رشيد وسافر مهنا إلى بغداد كعادته ولم يكن يعلم بما حدث وحين علم الوكلء
بوصوله قاموا بسحب المبالغ التي دفعوها وحدث نزاع بينهم كاد أن يؤدي إلى اقتتال فتدخل
أحمد الرواف لحسم النزاع فيما بينهم واشترى حقوق مهنا من رئاسة القوافل التي يدفعها
الولة في البصرة وبغداد(.)11
وكان العقيلت بقوافلهم الكبيرة والمتوسطة والصغيرة يتعهدون بنقل الحجاج ولهم تنظيماتهم
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الخاصة بحيث تأتي المسيرة الرئيسة لحجاج تتبعها شرطة (الصيال) ويسير في إثر الجميع
وعلى مسافة نحو ميلين من المسيرة فيلق من عقيل يحرسون مؤخرة القافلة ،وإذا نزلت
القافلة شكل عرب العقيلت دائرة حولها لتأمينها من التعديات المفاجئة ،أما عن أسعار النقل
فإن متعهد نقل الحجاج من النجف بالعراق إلى مكة المكرمة فالنجف ثانيا مقابل ستة
جنيهات ذهب عثمانية بالضافة إلى جنيه ونصف الجنيه رسم لمارة حائل وعندما تحدث
الفنلندي والين في كتابه "قصة رحلة إلى المدينة ومكة عام 1845م عن دخل أمارة الرشيد
في تلك الفترة قال :ومنها ما كان من المبالغ التي تفرض على القوافل المارة بالمنطقة للحج
أو التجارة وذلك مقابل مرافقتها وحمايتها وتسهيل أمورها" ويمثل هذا الدخل حوالي ربع
دخل المارة.
بالضافة إلى إتاوات الطريق التي تدفع خارج نطاق إمارة حائل بالقرب من مكة المكرمة
والمدينة المنورة ومصاريف الحاج على نفسه هذا نموذج من أسعار النقل من النجف إلى
مكة وبالعكس وهو الذي استطعنا الحصول عليه مما بين أيدينا من المصادر أما من البصرة
إلى مكة أو من دمشق إلى مكة وبالعكس فلم نعثر لسعاره على شيء في تلك الفترة المشار
إليها.
-5الحدرات:
هذا النوع من قوافل التموين ،وإن لم يكن من صميم عمل العقيلت مئة بالمئة إل أن لبعض
العقيلت إسهاما فيه من حيث الحماية والدللة والتعريف في الطرق التي يرتادونها كما أن
اختصاصها من اختصاص العقيلت وعملهم ،هذه القوافل تسمى بـ "الحدرات" واحدها
"حدرة" أو "بالهبيط" أو "بالكيل" واسمها مشتق من النحدار أ ,الهبوط للسواق إلى موانئ
الخليج العربي كالحساء والقطيف وعينين "الجبيل" والكويت والعراق لمدينة البصرة والزبير
والسماوة وبغداد والنجف وقد تذهب غربا إلى موانئ البحر الحمر مثل ينبع ورابغ ومكة
والمدينة كما تتجه إلى الشام في بعض الحيان لجلب الحبوب ،وتخص البادية والقرى أكثر
من غيرهم وتهتم بالمواد التموينية الطعمة بصفة رئيسة كالتمور والحبوب وأصناف
الطعمة الخرى ،وللحدرات انطلقتان رئيستان أحدهما في موسم جداد التمر للكتيال من
هذه المادة الغذائية الهامة ،والثانية عند الكتيال من الحبوب بعد تصفية حبوب زرع الشتاء
أي في آخر فصل الربيع وبداية فصل الصيف بالضافة إلى رحلت متفرقة أخرى كلما دعت
الحاجة إلى ذلك في مدة ل تقل عن شهرين أو بمعنى آخر لها معدل من ثمان إلى ست
رحلت في السنة بما في ذلك الرحلتان الرئيستان ،ويقوم بهذه الرحلت أبناء البادية أو
أبناء القرى أنفسهم حيث يتولون ترتيب هذه القوافل وقيادتها وحمايتها من نقطة انطلقها
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
إلى هدفها ثم عودتها ثانية ولها من الترتيب والتنظيم ما للقوافل آنفة الذكر إل أن الذين
يشرفون عليها أهلها في الغالب وأحيانا يحتاجون إلى الستعانة برجال من عقيل إذا كانت
هذه القوافل ستخترق المنطقة التي يعتبر العقيلت لهم جاه فيها فيعبرونها بمعرفتهم
وحمايتهم حتى تصل إلى هدفها وتعود إلى نقطة انطلقها أما إذا كانت تحركاتها في مناطق
داخلية فإن أهلها هم الذين يتولون حراستها وإرشادها وقيادتها ،وغالبا ما يحصل لمثل هذه
القوافل نهب وسلب من قبل أعداء متربصين بهذه القبيلة أو تلك أو أهل هذا البلد أو ذاك
سواء كان هذا العدو سلطة حاكمة أو قبيلة معادية أو من قطاع الطرق ولنا من التاريخ
نماذج تدل على مثل هذه العتداءات لم نر مثلها في قوافل عقيل حسبما اطلعنا عليه من
مصادر ومثال ذلك ما حدث عام 856هـ1452 /م حين أخذت قبيلة الفضول قافلة كبيرة
لقبيلة عنزة على العارض وفي عام 876هـ1471 /م أخذت قبيلة آل مغيرة قافلة كبيرة
لهل نجد خارجة من الحساء قرب مورد "أبا الجفان" إلى الشرق عن مدينة الرياض وفي
عام 879هـ 1474 /م أخذت قبيلة آل كثير وقبيلة العوازم (آل عطاء) وقبيلة زغب من بني
هلل قافلة كبيرة لهل نجد على اللصافة وهي خارجة من البصرة وفي هام 885هـ/
1480م أخذت قبيلة آل كثير قافلة لقبيلة عنزة في الوشم وفي السنة نفسها أخذت قبيلة آل
مغيرة قافلة لقبيلة الدواسر خارجة من الحساء وفي عام 889هـ1484 /م أخذت قبيلة
سبيع وقبيلة الدواسر قافلة كبيرة لقبيلة عنزة خارجة من الحساء وذلك في الدهنا وقتل
شيخ القافلة مانع بن جلود من الصقور من عنزة كما قتل ماضي بن صلل من الدواسر وفي
عام 894هـ1488 /م أخذت قبيلة عنزة قافلة لقبيلة الفضول في سدير وفي عام 934هـ/
1532م أخذت قبيلة آل مغيرة وقبيلة آل كثير وكلهما من طئ قافلة لهل الخرج قادمة من
الحساء بقرب الخرج( )12وفي سبيع قوافل قبيلة عنزة على اللصافة وكانوا قد اكتالوا من
البصرة وفي عام 965هـ 1557 /م غزا الشريف حسن بن أبي نمي بن بركات طائفة قبيلة
من بني لم وكانوا قد أخذوا قافلة من الحج سنة 962هـ فظفر بآل الظفير وقبض على
شيخهم (أبو ذراع) وفي عام 976هـ1568 /م أخذت قبيلة الدواسر قوافل الفضول في
العرمة وهي خارجة من الحساء قتل فيها فلح بن مصيخ من شيوخ الفضول( ،)13هذه
نماذج تمثل القليل من كثير من تلك العتداءات على القوافل المحلية مما حصلنا عليه من
المصادر التي بين أيدينا على فئة الحدرات ،ومن الملحظ أن هذه العتداءات تقع في
معظمها في الطرق الداخلية من مراكز التموين والمناطق التي تقيم بها هذه القبيلة أو تلك،
هذه الظاهرة ل نجد مثيلً لها في المناطق التي ترتادها قوافل العقيلت الرئيسة بين الجزيرة
العربية والحواضر العربية الخرى سوى ما أحدثته قبيلة الشرارات على قوافل العقيلت من
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
أهل القصيم ،ولعل السبب الكامن وراء هذه العتداءات على قوافل التموين مرده إلى الثارات
الموجودة بين تلك القبائل بحيث تحاول كل قبيلة إضعاف القبيلة المناوئة لها بمثل هذه
الغارات والخذ مما تتعرض لمثله قوافل العقيلت حتى في داخل الجزيرة العربية التي حدثت
فيها تلك التعديات.
وإذا نظرنا لتلك القوافل فإننا نجدها تنقسم إلى ثلثة مستويات:
-1مستوى كبير ويمثل القافلة الكبيرة الرئيسة التي تنطلق مرتين في السنة لحضار التمور
والحبوب وهذه تكون لفرع القبيلة الذين يضمهم حي واحد بما فيهم شيخ ذلك الفرع من
القبيلة ويكون لكل فرد من هذه القبيلة اشتراك في هذه القافلة حسب مقدرته فكل يرسل معها
بعير أو مجموعة من البل قد يصاحبها بنفسه حيث يحضر من التمر والحب ما يكفيه سنة
كاملة أو نصف سنة على القل كل على مقدار حجم أسرته أو مقدار حجم وجاهته وما يأتيه
من الضيوف وتتراوح البل في مثل هذه القافلة ما بين 1000-300بعير تحمل ما بين
2000-600كيس من الطعام من التمر أو الحب على مختلف أصنافه وأنواعه.
-2مستوى متوسط وهو ما يتراوح عدد البل فيه من 300-100بعير ويحمل ما بين
600-200كيس من الطعام ومثل هذا المستوى تتكون عناصره من أفراد القبيلة الذين
يرتادون مناطق التموين والحوار لغرض المتيار والتجار وجلب السلع التي يتطلبها سكان
الحي أو من الذين ينفد ما عندهم من الطعام بسرعة بسبب إطعامهم للضيوف ورواد بيوتهم
مثل شيوخ القبائل والعشائر وأمراء القرى ومن لهم مكانتهم الجتماعية في القبيلة أو البلدة
أو القرية فهؤلء دائما في حاجة إلى المداد المستمر.
-3المستوى الثالث هي القوافل الصغيرة التي تقل البل فيها عن 100بعير وهذه تتخذ
للمداد السريع سواء بالطعام أو غيره كالقهوة و "الهيل" والقرنفل ونحوه فهذا المستوى معد
للطوارئ عندما يحتاج الشيخ أو المير لشيء من متطلبات الحياة ويلتئم إليه من له حاجة
طارئة ثم تتكون هذه القافلة وتهبط أو تنحدر إلى مراكز التموين لتحضر السلع المطلوبة
على عجل ،وفي الغالب فإن أبناء البادية ل يكثرون من إحضار الطعمة إل إذا خافوا من
ارتفاع السعار وذلك لكونهم كثيري التنقل فيتورطون بنقل الطعام من مكان إلى آخر ،سيما
وأنهم بدو رحل فإن نقلوه معهم أثقل عليهم مع ما معهم من أمتعة وأجهدهم في النقل ول
يستطيعون تركه ولذلك فهم يميلون إلى التزود بالطعام عدة مرات في السنة إل التمر فإنه
في موسمه الوحيد ،أو أنهم يلجأون إلى رفاقهم من الحضر حيث يستودعونهم ما يزيد عن
نفقتهم من الطعام فيما يسمى "الحضار" ويترددون على رفاقهم الحضر للخذ من هذا الطعام
المودع لديهم بقد حاجتهم سواء أكان ذلك تمرا أو حبوبا أو أقطا.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-1التصدير:
كان العقيلت يقومون بدور شركات التصدير في الدول المتقدمة في الوقت الحاضر حيث
يقومون بتصدير السلع الرائجة في أسواق القطار العربية التي يرتادونها وعلى رأس هذه
السلع الخيل والبل ،وهي سلع لها أهمية كبرى في الحروب والركوب والمواصلت والنقل
واستهلك لحوم البل خاصة كما أنها تستخدم في الحقل الزراعي للحرث ودرس الزرع
وتصفية الحبوب ،ومعروف عن البل النجدية وإبل شمال الجزيرة من الضخامة والقوة
سواء ما استخدم منها للحمل أو الركوب أو الجر أو غير ذلك ،والغرض من البل التي تحمل
الثقال والتجارة الخرى التي تجلب للعراق لستعمال الجيوش في مختلف العصور من
عصور الممالك واليوبيين حتى العصور العثمانية في كل من مصر والشام والعراق والتي
تجلب لتلك المناطق أو التي تنحر وتؤكل لحومها وكانت سوريا تستعمل تلك البل كما
تستعملها العراق وعربستان في الغراض الزراعية بالضافة إلى كونها وسائل نقل
ويستهلك البعض منها للطعام أما في مصر فإلى جانب تلك الغراض يستهلك عددا كبير منها
للطعام وتتميز إبل الجزيرة العربية بميزات ل توجد في غيرها ويعرف هذه الميزات أصحاب
التجربة ،فالبعير الحجازي يشتريه سكان المدن والقرى الجبلية في فلسطين والشام والبعير
العنزي يشتريه سكان جنوب فلسطين والبعير النجدي يشتريه الفلح المصري في شمال
الدلتا والبعير العماني يشتريه البدو من سكان سناء ،والقبائل التي يتعامل معها العقيلت
ويصدرون إبلها في هذه التجارة هم الرولة ،والفدعان ،العمارات ،والسبعة من عنزة وتمتاز
إبلهم بكبر الحجم وقوة التحمل أما بنو صخر والحويطات فلديهم إبل لكنها أقل من سابقتها،
وفي نجد إبل شمر الجبل بفروعها المتعددة وعتيبة بفروعها المتعددة وقحطان والدواسر
وسبيع وتمتاز إبل قحطان عن غيرها ،كما تمتلك بعض بطون قبيلة حرب مثل بني سالم
وبني علي أعدادا جيدة من البل ،أما في شرق الجزيرة فتشتهر قبيلة العجمان وآل مرة
بتربية البل أما المناصير الذين تقع بلدهم إلى الجنوب من آل مرة فلديهم كذلك أعداد جيدة
من البل وهناك البل العمانية التي تستعمل للركوب يليها البل الشرارية التي تتخذ للركوب
وهي بعد العمانية ،كما يوجد بعض قبائل أخرى مثل مطير وبني رشيد وغيرهم من القبائل
لكن العداد التي يشتريها العقيلت منهم أقل من سابقيهم.
تأتي الخيل من حيث العدد فيما يصدر منها إلى تلك القطار وهي تستخدم للحروب والركوب
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
كما مر بنا في فقرة سابقة ويصدر الفائض عن حاجة القبائل من هذا الحيوان مع العقيلت
إلى تلك القطار العربية لعداد جيدة ،يقول بوركهارت :ويتراوح سعر الحصار في سوريا
بين 120-10جنيها ولن البريطانيين في بغداد والبصرة يشترون الخيل العربية ويرسلونها
إلى الهند ارتفعت أثمانها كثيرا ،وقد اشترى قنصل هولندا الراحل في حلب السيد ماسيك عام
ل لنابليون ثمن كل جواد منها يتراوح بين
1808م 1230/هـ أكثر من عشرين جوادا أصي ً
90-80جنيها ويندر أن تباع فرس عربية أقل من 60جنيها ،وغالبا ما وصل ما يدفعه البدو
أنفسهم ثمنا لفرس مشهورة إلى 200جنيه وربما ارتفع هذا الثمن إلى اكثر ن 500جنيه.
والسلعة الثالثة هي الغنام النجدية من الضأن المتميز عن غيره بكبر الحجم وغزارة وطول
الصوف ولذة الحم وتصدر من هذا الحيوان أعدادا هائلة كل سنة إلى كل من العراق وسوريا
وفلسطين لستهلك لحومه وتأتي السلعة الرابعة التي يصدر العقيلت وهي مشتقات اللبان
وعلى رأسها القط والسمن الذي يجمعونه في فصل الربيع ويخزنونه إلى موسم الخريف
حينما يحتاج إليه الناس قبل الحصول على السمن الجديد ثم ينقلونه في قوافل تحمل القافلة
الواحدة إلى ثلثين طنا من السمن يقدر ثمنها بألفي جنيه استرليني كما قدر ذلك أحد التجار
النجليز وتتجه هذه القوافل إلى العراق والشام ومصر ومكة المكرمة والمدينة المنورة في
الجزيرة العربية يقول أحد الرحالة "داوتي" الذي رافق إحدى هذه القوافل من مدينة عنيزة
إلى الحجاز في عام 1296هـ1879 /م وكان حمل هذه القافلة من السمن خاصة بأربعين
تاجرا من العيان يرافقون تجارتهم على البل وعددا آخر من سائقي البل يقطعون المسافة
سيرا على القدام وينقل السمن بالنحي الكبيرة ينصب لها الخيام عند اشتداد الحرارة وتظل
بها حتى ل تنضح "الجروم" النحي ،ويقع تعيين أمير هذه القافلة على زامل بن سليم أمير
عنيزة آنذاك وكان على المسافر أن يدفع للمير ريالً عن كل بعير بمثل هذه القافلة ،هذا
نموذج من قوافل بيع السمن التي يصدرها العقيلت والتي أورد معلومات عنها هذا الرحالة
الذي رافق الرحلة مع أنه يوجد آلف القوافل من هذا النوع على مر السنين لكن لم يهيئ
ال من يكتب عنها على اعتبار أنها أمر عادي ،أما البل فإن العقيلت يشترونها في بداية
فصل الصيف والخريف بعد انقضاء فصل الربيع أو آخره حيث يجوب العقيلت بادية شبه
الجزيرة العربية فيخرجون إلى بادية شمر وعنزة والظفير وحرب وعتيبة وقحطان حتى
يصلون في تجوالهم إلى قبائل مرة والمناصير جنوب الحساء والعجمان وجنوبا إلى الدواسر
وشمالً إلى مطير ويعودون بهذه البل إلى مراكز تجمعاتهم ويتركونها ترعى ويعتنون بها
حتى موسم الشتاء وسبب شرائهم لها بعد فصل الربيع حيث تكون سمينة بعد رعيها أعشاب
الربيع وإمكانية المحافظة على حالتها من السمن حتى فصل الشتاء ليبيعونها بالثمان التي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
تدر عليهم الربح ولم يقتصر المر على العقيلت في شراء البل فإن التجار الكبار في
القطار العربية الخرى يخرجون بدورهم إلى البادية ويشترون البل وقد تعامل عدد من
التجار الدمشقيين مع شيوخ شمر وباديتها مثل عبدة وسنجارة ومع ولد علي من عنزة
وكانوا يعبرون النفود إلى شمر ويعود هؤلء التجار في صحبة رفيق من شمر ذلك في عهد
المير محمد بن عبدال الرشيد 1315-1287هـ أما عن أسعار البل فقد جاء بأحد تقارير
المخابرات البريطانية عام 1334هـ 1916 /م ما يلي:
كان متوسط سعر البعير المشترى من القبائل 8ليرات ذهب تركية يضاف إلى ذلك ليرة
واحدة تكاليف أخرى ويباع البعير في دمشق بمبلغ عشر ليرات ذهبية تركية فيعطى البعير
ربحا صافيا قدره ليرة تركي ذهبية واحدة .هذا نموذج مما كتب عن السعار فقد تزيد وقد
تنقص على مر العصور حسب العرض والطلب ،وقد استمر الوضع على هذا الحال حتى عام
1337هـ1919 /م حين صدر أمر – جللة الملك (عبدالعزيز بن سعود رحمه ال إلى أميره
في بريده فهد بن معمر رحمه ال يطلب منه منع العقيلت من التصدير إلى الحجاز ،وفي
عام 1368هـ 1948 /م أصدر الملك عبدالعزيز إلى أميره في القصيم المير عبدال الفيصل
يحظر تصدير البل وأبلغ هذا المر إلى أمراء المراكز الشمالية منهم المير عبدالعزيز بن
أحمد السديري رحمه ال أمير القريات ،ثم جاء الشيخ عبدال السليمان الحمدان رحمه ال
وزير مالية الملك عبدالعزيز فاشترى الفائض من البل عند بعض التجار والجماعات وذلك
لبقاء هذه الثروة الحيوانية الهامة داخل المملكة بعد انتفاء الحاجة إليها في القطار العربية
الخرى وكانت أهم أسواق تجميع البل للتصدير في الجزيرة العربية المملكة العربية
السعودية من الشرق إلى الغرب كما يلي :الحساء -الرياض -شقراء -المجمعة -الزلفي-
بريدة -عنيزة -حائل -الجوف وأهم مراكز بيعها في القطار العربية الخرى في العراق:
الحلة -العمارة -السماوة -الموصل -النجف -بغداد وفي سوريا :دير الزور -الغوطة-
عذراء -حوران -وفي الردن :الزرقاء -عمان وفي فلسطين :طولكرم -جنين -اللد-
غزة -بئر السبع -دير البلح -خان يونس -بيسان -عربة -كفر ياسين -الفارعة-
نابلس -الرملة -بيت جبرين ،فسوق غزة يومي الخميس والجمعة ،ودير البلح يوم السبت
وخان يونس يوم الحد ،وبئر السبع يوم الثنين والثلثاء ،وغزة من أكبر تجمع العقيلت
بفلسطين تتفرع منها أسواق كثيرة وسوق بئر سبع من السواق الكبيرة في جنوب فلسطين
وفيه تجمعات للعقيلت وبيوت لهم أما في مصر فالقنطرة الشرقية وفيها تجمع للعقيلت
ووكلء للتجار وفيها تحجر البل القادمة من الشرق لجراء الكشف البطري عليها
(الكورنتينا) ويقوم الوكلء بترتيب عبور البل قناة السويس بعد حفرها بواسطة المعديات
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
وتحمل المعدية 80رأسا من البل إلى القنطرة الغربية ،وفي الزقازيق سوق كبير للعقيلت
وسوقها يومي الثنين والثلثاء ،وشبين الكوم وسوقها يوم الربعاء وبلبيس سوقها كبير
وفيه تجمع كبير للعقيلت وسوقها يوم الخميس والجمعة ،وإمبابة وفيها سوق كبير يجتمع
فيه العقيلت الذين استوطنوا مصر لتجارة البل والخيول وسوقها يوم الخميس والجمعة
والسبت ،هذا الوضع الذي كان سائدا في آخر دور العقيلت أما عبر القرون المتتابعة قبل
حفر قناة السويس ووجود العوائق الخرى فإن الصورة فيها بعض الختلف ،هذا فيما
يتعلق بتجارة البل والخيول والسمن والغنم وما يصدر منها إلى أسواق الحواضر العربية
في أقطار الوطن العربي السلمي الخرى أما القوافل المحلية "الحدرات" فإنها تصدر بضائع
أخرى غير هذه فمن السلع التي تصدرها مشتقات اللبان من السمن والقط والمنسوجات
الصوفية الثخينة كالسياح والوعية الصوفية فرده أو "عدلة" المعدة للحمال من النسيج
الصوفي السود الثخين والصوف الخام والجلود المدبوغة المعدة كأوعية لنقل الماء قرب
والجلود النيئة المعدة للدباغة وخيوط النسيج الصوفي الجاهز على مختلف الحجام
والمنسوجات الوبرية الناعمة المتقنة الصنع بالزخارف والنقوش الرائعة وبعض
المصنوعات الخشبية الظريفة التي برعت بصنعها بعض المدن في الجزيرة العربية مثل
الحساء وبريدة وحائل وجبة والجوف إلى جانب منتجات عديدة أخرى وأعشاب وحشائش
تستعمل للدوية كالشيح والعبيثران والقيصوم وغيره.
-2الستيراد:
للعقيلت دور كبير في استيراد السلع ،فهم يقومون بدور الشركات المستوردة الن،
ولبعضهم امتياز في توريد بعض السلع مثل دور بعض الوكلء لبعض السلع في وقتنا
الحاضر كنوع من القطائف ونوع من العبي والعطور والسلح وغير ذلك من السلع يقومون
باستيراد بضائع الشرق من موانئ الخليج العربي والبضائع الفريقية من موانئ البحر
الحمر ومكة والمدينة ومن مصر أيضا ومن موانئ البحر البيض المتوسط ومدن الشام
ومصر للبضائع الوربية إضافة إلى بضائع تلك القطار من المدن العراقية بضائع العراق
وسلع بلد ما وراء النهرين ،يستوردون هذه البضائع صغيرها وكبيرها إلى السواق المحلية
فمن بضائع الشرق التوابل والبهارات بأنواعها قهوة "هيل" حب الهال قرنفل ،زنجبيل،
زعفران ،فلفل أسود ،وأحمر ،حبة حلوة ،كمون ،كركم ،محلب ،حلب ،الحبة السوداء ،شب،
كافور ،صبر ،حلتيت ،مرة ،زاج ،وأعشاب دوائية ومعادن دوائية وكيماويات دوائية
كالكبريت البيض والصفر والنشادر والرصاص والقصدير والزرنيخ والعطور بأنواعها من
عود سائل وخشب وعنبر وورد سائل ومجفف وزباد ومسك والقمشة النسائية القطنية
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والكتانية والحريرية والصوفية والشال الهندي والحبال الليفية كالمرس والكنبار وأوعية
الخيش على مختلف الحجام والواني الصينية وغير ذلك أصناف كثيرة أما السلع المستوردة
مما وراء النهرين والعراق فالكتان والحرير والشيلن والزعفران والعصفر والفيروز
والمرجان والحجار الكريمة التي تشتهر بها بلدان تلك الناحية ومن القطر العراقي القطائف
الصوفية الثخينة الناعمة والعباءات الوبرية السمراء والعباءات السعدونية المخططة والعقل
والشيلن الصوفية والتمور الطري والمجفف من نوع "الصقعي" ويستورد منه كميات كبيرة
نظرا لمكانية نقله بالحمال على البل والرز العراقي "التمن" بدرجاته المختلفة وألوانه
البيض والحمر والحنطة بمختلف أصنافها والدبس والدلل البغدادية وغيرها ومن موانئ
البحر البيض المتوسط مدن الشام السلع الشامية والوربية على مختلف أصنافها فمن الشام
الحنطة والعدس والدلل "رسلن" وأدوات صنع القهوة وتحميصها من الهاونات "النجور
النحاسية" والمحاميس وغيرها وأواني الشرب النحاسية وأواني تسخين الماء "السمورات"
والملبس الرجالية "الزبونات" واحدها زبون "والصايات" واحدها صاية والصدريات والفراء
والشال الصوفي والملبس النسائية الحريرية "الورسي" والعباءات النسائية والخمرة
النسائية والحذية والدوية بأصنافها والقطائف "الرومية" التركية والمرايا والزجاج والواني
الزجاجية والخزفية والنحاسية كالقدور بأحجامها والصواني والصحائف النحاسية والنشادر
والرصاص والقصدير والكبريت بألوانه البيض والسود والصفر والفواكه المجففة
كالمشمش والتين وغير ذلك أما مصر فإلى جانب القمشة القطنية الجيدة والدوية والعقاقير
الطبية والعشاب الطبية وغيرها كثير ومن موانئ البحر الحمر ومكة والمدينة فمنتجات
الشرق الفريقي كالصموغ بأنواعها والتوابل الفريقية واللبان بأنواعه والخرز والملبس
النسائية والرجالية والمصاغات الذهبية والفضية والواني النحاسية والخزفية والمعدنية
الواردة من جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا هذه الصناف تعد باللف كان يستوردها
العقيلت من تلك الماكن ويجلبونها إلى السوق المحلية ليوفروا تلك السلع أمام المستهلك
مقابل أرباح مجزية لهم جعلتهم يثابرون على هذه المهنة ويتحملون المشاق في السفار
الطويلة التي تدوم شهورا وهم في بطون الصحاري تحت مختلف الظروف المناخية
والمنية.
-3انعاش السوق المحلية:
كان للعقيلت دور مهم في إنعاش السوق المحلية بعملية حركة البيع والشراء فقد كانت
الفرق منهم تجوب مختلف السواق الرئيسة في الجزيرة العربية لشراء السلع كل في مجال
اختصاصه فتجار البل والخيول ل يكتفون بأسواق المراكز الرئيسة والمدن وإنما يظهرون
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
إلى مضارب البادية كما رأينا في فصل سابق فيضربون خيامهم في مكان بارز عند هذا
الحي أو ذاك ويشترون منهم البل حتى يؤلفون منها أذوادا ورعايا ثم يرسلونها إلى أماكن
تجمعاتهم في النقاط الرئيسة حتى إذا جمعوا العداد الكافية انطلقوا بها إلى أسواق البيع في
القطار العربية المجاورة ويبقى ممثلوهم أو من ينوب عنهم يتجولون في السواق المحلية
متنقلين بين أحياء القبائل في مواطن قبيلة شمر وعنزة والظفير وبني رشيد والشرارات
وبني عطية وبني صخر ومطير وعتيبة وقحطان ومرة وبني هاجر والعوازم وسبيع وغيرهم
من القبائل كذلك كان الحال بالنسبة للخيل وينسحب هذا الجراء على بقية السلع الخرى
السمن والقط والمنسوجات وغيرها ،وكان العقيلت أول من أدخل سلع الرفاهية ومنتجات
الحضارة إلى القليم وربما لقى بعضهم المشاكل في هذا الصدد ففي حوادث عام 1280هـ/
1863م أحضر أحد العقيلت ساعة للقصيم فأنكرها بعضهم ووشى به بعضهم إلى المير
حسن بن مهنا واتهموه أنه يحمل صنما وذلك لعدم إدراكهم لماهيتها.
بهذه الحركة الدائبة على مدار أيام السنة في كل موسم يشترون ما يتوفر في السوق من
سلع فيحصل النتعاش للسوق بما يشترى منها وما يجلب إليها من السلع التي يقوم
العقيلت إلى جانب التجار المحليين بشرائها كما يقومون بتسويق البضائع التي يشترونها
من كبار الموردين من العقيلت حيث يمتصون من السواق البضائع والسلع المنتجة محليا
والزائدة عن حاجة السوق وينقلونها إلى أماكن تكون بحاجة إليها ويزجون في هذه السوق
بالسلع التي أحضروها من أماكن أخرى أو من خارج المنطقة من إحدى القطار العربية
المجاورة ولذلك فإن لقدوم القوافل التي يتاجر بها العقيلت وقع خاص في نفوس الناس
ولها تأثير واضح في السوق المحلية حيث ترتفع مؤشرات البيع والشراء وتنخفض
مؤشرات السعار مع المنافسة بين التجار المحليين الذين قد يلجأ بعضهم إلى محاولة احتكار
بعض السلع أو التحكم في أسعارها في الفترات التي تكون قوافل العقيلت الرئيسة في
طريقها إلى السواق أو أنها غادرتها قبل فترة كما أن لولوج العقيلت أو ممثليهم إلى
مضارب البادية وأحيائها داخل الصحراء أثر طيب في نفوس السكان المحليين وخاصة ممن
يبيعون البل والخيول والغنام وغيرها حيث يجدون من يبيعون الفائض من إنتاجهم عليه،
أو ما يقضون به حاجتهم ممن يأتونهم في مضاربهم وأحيائهم ويشترون منهم ،كما أن
لشيخ القبيلة أو عقيدها مصلحة مادية من ولوج العقيلت حي أو أحياء قبيلته حيث يدفع
التاجر العقيلي لشيخ القبيلة ريا ًل واحدا أو أكثر على كل رأس من البل أو الخيل يشتريه من
هذا الحي يقول "موزل" وللمير أو الشيخ نصف مجيدية أو مجيدية واحدة (0.45من الدولر)
أو (0.90من الدولر) عن كل بعير يباع ثم يوسم البعير المبتاع عندئذ بسمة عقيل (وسم
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
عقيل) ويترك ليرعى مع غيره في القطيع ويستأجر العقيلي شبانا من القبيلة يرافقون
العقيلي إلى أماكن بعيدة مثل مصر ،وعند عودتهم يطفقون يتحدون عن العجائب التي
شاهدوها أو تعلموها في رحلتهم ،فإن اشترى العقيلي إبلً في البر الداخلي مكث مع القطعان
المبتاعة أسابيع عديدة أو حتى شهورا مع القبيلة نفسها منتظرا انتقالها إلى المناطق
المأهولة.
وفي هذا الطار فإن شيخ القبيلة يتعاون مع العقيلي ويضمن له المان على نفسه وماله
مادام في أراضي هذه القبيلة ليس ذلك فحسب وإنما يتدخل بعضهم في موضوع البيع
والشراء حيث يستأنس العقيلي برأي رئيس القبيلة الذي تكون خيمته أو خيامه قريبة من
بيت شيخ القبيلة في الغلب العم فإذا عرض عليه البائع السلعة وطلب لها ثمنا اعتقده
العقيلي ثمنا مرتفعا طلب رأي الشيخ الذي يتدخل غالبا لصالح العقيلي فيحث البائع على
التنازل عن بعض السعر لتتم البيعة وهذه العملية بدورها يستفيد منها الشيخ ذاته وأشهر
أسر عقيل أسرة آل بسام ولهم بيوتات تجارية في البصرة وبومبي في الهند وأسرة آل
عيسى ويقيمون بدمشق ويتاجرون بصفة رئيسة مع قبيلتي عنزة والحويطات ،ويأخذ التاجر
العقيلي مالً من تاجر الجملة ليبتاع به إبلً من قبيلة بعينها فيسوق البل التي يبتاعها إلى
مصر أو البصرة بحيث يأخذ الخير ثلثيه أو نصفه وإن اتفقا على أن يكون لتاجر الجملة
ثلثي الربح فعليه أن يتحمل مجمل الخسارة التي قد تنتج عن الصفقة وفي الحالة الخرى
يشتركان في الخسارة بالتساوي ويمضي العقيلي ومعه رسائل تزكيه لمير القبيلة التي يريد
البتياع منها أو شيخها وبعد تسليمه الرسائل والهدايا التي أرسلها تاجر الجملة لولئك
الوجهاء ينصب خيامه أما في معسكر المير أو إن سمح له في معسكر أحد الشيوخ .ليس
هذا فحسب وإنما يكون في الغالبية طعام العقيلي وشرابه أثناء إقامته في الحي بجوار الشيخ
يكون في بيت الشيخ نفسه إل أن يكونوا مجموعة كبيرة فإنهم ينحازون لوحدهم ويقتصر
ذلك على تناول القهوة والضيافة أول ليلة من وصولهم ،وشيخ المخيم الذي نصب التاجر
عنده هو مضيفة فيما يتعلق بحمايته كضيف ولكنه ل يطعمه أو يأويه ،فيأتي البدو بإبلهم
إلى خيامه ويبيعونها بثمن نقد ،ويبيعونها مقايضة ببضائع في حالة ما إذا كان التاجر قد
جلب معه أسلحة أو ذخيرة ،أو أي سلع أخرى هذا التعاون المصلحي بين العقيلي وشيخ
القبيلة ينسحب على أفراد هذه القبيلة كلهم باعتبار أن شيخهم سيستفيد من هذه العملية
فيحصل التعاون ويأمن العقيلي عن نفسه وماله ،وما من شك في أن العقيلت إضافة إلى
إنعاشهم السوق المحلية بالبيع والشراء وأخذ السلع الزائدة عن الحاجة وتوفير السلع
الناقصة فإن لهم دور اجتماعي وثقافي بارز يتمثل في تجمع رجال الحي عند الشيخ بمعية
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
العقيلي الذي جاب المصار وعرف مختلف القطار ،ولبد أنهم يستفيدون من أحاديثه عما
رآه بتلك الديار ،وقد يخلط هذه الحديث ضرب من القصص والشعار التي تتحدث عن كل
جانب والتي سترى نماذج منها في فقرات لحقة ،كما قد يعرفون منه السعار والطرق
والموارد وغيرها مما يفيدهم ،وفي تجمعات العقيلت في المراكز الرئيسة تحصل عملية
البيع والشراء فيما بينهم في مختلف السلع تبعا لظروف السوق والوضاع التي تكتنف كل
منهم ويدخل في هذه العملية التجار المحليون الذين يشترون من كبار التجار من العقيلت ما
قد تسنح الفرصة بشرائه من السلع المجلوبة وربما جاء العكس فقد يشتري العقيلت ما
جمعه التجار المحليون من السلع المحلية المتوفرة عندهم لغرض تصديرها إلى القطار
الخرى كالسمن وغيره بهذه الحركة النشطة التي يقوم بها العقيلت في السوق المحلية من
عملية البيع والشراء وتناول المصالح يحصل انتعاش للسوق المحلية وتزداد فعالية النتاج
وتستمر عملية الستهلك لهذه السلع المجلوبة بواسطة هذه الفئة من التجار التي تنافس في
أغلب الحيان التجار المحليين وتزيد من حركتهم وحيويتهم وفعاليتهم.
-4توفير السلع المختلفة:
قام العقيلت عبر قرون عديدة متعاقبة بتوفير السلع المختلفة التي يجلبونها من مختلف
الصقاع ويوفرونها في السوق المحلية حيث يعيش المجتمع في قطاعات متعددة كقطاع
الزراعة والرعي والمهن المساندة لهذين القطاعين كالتجارة المحلية والمهن المختلفة وليس
لدى الكثير من السكان المقدرة على ما يقوم به العقيلت من مهمة السفار وتجشم
المصاعب والخطار وجلب السلع من مختلف المصار والقطار العربية وتوفيرها للناس
مباشرة ،أو بواسطة التجار المحليين الذين يتولون تسويقها في القرى والرياف ومضارب
البادية ،كما أن الفئة الخامسة من القوافل وهي الحدرات تعتبر الشريان الرئيس الذي يغذي
أفراد المجتمع بما يزخه من دفقات متتابعة من الطعمة والشربة واللبسة ومختلف
الحتياجات الضرورية والكمالية كما رأينا ذلك في موضعه حيث تعتبر مثل تلك القوافل
الممول والممون الرئيس للسوق المحلية ،وكما هو حاصل في يومنا هذا فإن العقيلت تجري
بينهم منافسة شديدة لجلب الجديد من السلع إلى السواق وذلك للفوز بقصب السبق وجني
الفوائد الكبيرة من هذه السلع التي تدخل السوق لول مرة وخاصة ما يتعلق بالملبس
والشياء الكمالية أو الجديد من الطعمة حيث يتنافس المتنافسون في هذا المجال ،وقد يخفي
بعضهم عن بعض ماهية السلع التي جلبها معه ،لئل يعلم رفاقه بها فيشترون مثلها وبذلك
ينافسونه في بيع هذه السلعة أو تلك ،وقد يشتري البعض السلعة الجديدة فيسرع بها إلى
السوق يسري الليل ويجري النهار فيقطع المسافة التي يقطعها عادة في شهر بمدة عشرة
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
أيام حتى يصل إلى السوق قبل أن يجلبها أحد قبله ،هذه الحيوية في التنافس مما يجعل
السلع تتوفر في السوق بصفة مستمرة ووضع متجدد مما يجعل للسلعة الجديدة صدى واسعا
تتناقله الفواه ويحمله الركبان من مكان إلى آخر مما يجعل التجار المحليين يهرعون إلى
السوق للحصول على أي كمية أو قدر من هذه السلعة الجديدة ول يقتصر ذلك على السلع
التي تأتي من المصار خارج الجزيرة العربية وإنما يشمل المنتجات المحلية النادرة فإذا
شحت سلعة من السلع في مكان ما وهي متواجدة في مكان آخر فإنهم سرعان ما يهرعون
إلى ذلك المكان للحصول على كمية أو عدد من هذه السلعة لينقلوها إلى المكان المحتاج،
هذه الحيوية أو "الديناميكية" التي يقوم بها العقيلت لتوفير السلع بالسوق المحلية هي التي
ضمنت لهم الرباح التي شجعتهم على تجشم الخطار وقطع المسافات الطويلة التي تعد
بآلف من الكيال بين الحواضر العربية والعواصم العالمية وحواضر شبه الجزيرة العربية
مما جعلت الكثير من العقيلت يغيبون عن أهلهم وأبنائهم وذويهم مددا طويلة تصل إلى
بضعة أشهر وربما إلى بضع سنين مما تحول معه تربية البناء والقيام بشئونهم إلى عواتق
المهات تلك النساء اللواتي لعبن دورا هاما في هذه الحقبة من الزمن كما سنرى ذلك في
مكان آخر من هذا الكتاب ،هذا الجهاد المتواصل من العقيلت في سبيل توفير السلع
للسواق تلك السلع التي مرت بنا أسماؤها في فقرة سابقة كان الهدف من وراء توفيرها
الربح أولً واكتساب السمعة الطيبة ثانيا واكتساب لقمة العيش الحلل لهم ولبنائهم ثالثا
جعلت منهم فئة فعالة لها وزنها في المجتمع المحلي ولها قيمتها في القطار العربية
المجاورة ولها ميزاتها في القطار العالمية الملصقة ،ولو تصور الواحد منا هذه القوافل
ذات العداد الكثيفة خارجة من الجزيرة العربية وقادمة إليها بأعداد كبيرة من البل والخيل
والرجال على مدى الشهور والعوام والقرون بحركة دؤوب وسعي متواصل لدرك المكانة
التي كان العقيلت يحتلونها منذ قرون ولنتفى لديه ما كان يظن بأن هذه الجزيرة كانت
معزولة عن بقية القطار العربية وأنها أقرب ما تكون إلى المكان المجهول الذي ل يرتاده
أحد وأن من ارتاده يعتبر من المكتشفين والرواد وهو على العكس وكان عامرا بالحركة
الدائبة من رأس الخليج العربي حتى رأس البحر الحمر قبل وبعد حفر قناة السويس ذهابا
وإيابا.
- 5تأمين السيولة النقدية:
من السهامات التي قام بها العقيلت لخدمة السوق المحلية جلب العملت الذهبية والفضية
والنحاسية المضروبة في القطار العربية المجاورة وخارجها لنني لم أطلع حتى الن على
أي عملة ضربت في وسط الجزيرة العربية أو شرقها منذ بضعة قرون ،عدا عملة نحاسية
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
مستطيلة الشكل لم أرها وإنما ذكرتها بعض المصادر تسمى "الطويلة" وما عدا ذلك فإن
السوق كان يعتمد على العملت التي ترد من الخارج ،وكان العقيلت من يجلبون هذه
العملت الذهبية والفضية والنحاسية ثم الورقية في آخر عهدهم ،كانوا يحضرون هذه
العملت من تلك المصار فيشترون بها المنتجات المحلية والحيوانات كالبل والخيول
وغيرها من السلع ثم يجلبونها إلى تلك القطار فكثرت العملت المختلفة في أيدي الناس
أثمانا لما يبيعونه من السلع على العقيلت وغيرهم وقد تغلب على كل منطقة عملة القطر
الذي يواليها فكثرت بيد الناس هذه العملة لكثرة ما يرد منها على هذا الجزء أو ذاك ،فشرق
نجد والمنطقة والمحاذية للخليج العربي تكثر فيها من العملت الر والتومان الفارسي
والروبية والنة الهندية والنقود التركية العراقية وفي غرب نجد مما يلي الحجاز تكثر فيه
العملت المملوكية المصرية ثم التركية المصرية ،وفي شمال نجد تكثر العملت المصرية
والتركية ،وهذه الكثرة من العملت ليس معناها أنه ل توجد عملت أخرى مما يوجد في
الجزء الخر ولكن هذه الكثرة بحكم الجوار وكثرة الحتكاك بهذا القطر أو ذاك غير أن هناك
عملتان رئيستان في القرنين الثاني عشر والثلث عشر والنصف الول من القرن الرابع عشر
الهجرية هما الليرة الذهبية العثمانية "النيرة العصملي" والر الفضي "الفرانسي" أو
"الشوشي" وهو ر الملكة "ماري تريزا" ملكة النمسا واسمه في المصور "فرانسوا" وهو
زوجها بشعره المرسل حتى سمي "شوشي" من هذه الصورة "شوشة" أي شعر مرسل
منفوش وقد استعمل هذا الر في الجزيرة العربية منذ عام 1166هـ1752 /م حتى حدود
عام 1925 /1345م حين أصدرت المملكة العربية السعودية الر الفضي السعودي والجنيه
الذهبي السعودي بعد ذلك ثم تبع ذلك إصدار العملت الورقية ،ومن العملت التي كانت ترد
إلى المنطقة منذ القرن التاسع الهجري "الدينار" الشرفي وهو نقد ذهبي مملوكي مصري
و"المحلّق" وهو نقد فضي مملوكي مصري "والمؤيدي" وهو نقد فضي مملوكي مصري ,
"الناصرية" وهي دنانير ذهبية مملوكية مصرية و"التوروزية" وهي دراهم فضية مملوكية
سورية و"الخيرية" وهو نقد ذهبي تركي عراقي و"إسلم بولي" عتيق نقد ذهبي تركي عراقي
و"إسلم بولي سليمي" نقد ذهبي تركي عراقي و"إسلم بولي مصطفى" نقد ذهبي تركي
عراقي و"شامي" نقد فضي تركي عراقي ثلث ر فرانسي" ،شوشي" نقد فضي تركي عراقي
و "غازي" نقد ذهبي عراقي "وربعية" نقد ذهبي تركي و"زر" نقد ذهبي تركي و"أحمر" نقد
تركي ذهبي و"محمدية" نقد نيكل تركي و"متليك" نقد تركي نحاسي تركي و"آقجة" نقد تركي
نحاسي ،و"بشلق" أو "بيشلية" نقد نحاسي تركي ،و"بارة" نقد نحاسي تركي و"سعدية" نقد
ذهبي مصري و"جنيه" نقد ذهبي مصري و"زهراوي" نقد فضي سوري فلسطيني و"سحتوت"
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
نقد نحاسي سوري فلسطيني و"روبية" نقد فضي هندي و"آنة" نقد نيكل هندي و"تومان" نقد
ذهبي إيراني و"ر" نقد إيراني فضي و"شاهي" أو "شاهية" نقد نحاسي إيراني و"بقشة" نقد
فضي يمني و"طويلة" نقد نحاسي سعودي في الدور الول للدولة السعودية و"نيرة" نقد ذهبي
إنجليزي و"شلن" نقد فضي إنجليزي بالضافة إلى النقد العماني الذي ضرب في مسقط ،هذه
جملة العملت التي كانت رائجة في أسواق الجزيرة العربية من سواحل الخليج العربي حتى
سواحل البحر الحمر والتي ساهم العقيلت بجلبها وتداولها في السوق المحلية وإن كان
اشهرها كما نوهنا إليه سابقا الليرة العثمانية الذهبية والر الفرانسي والروبية الهندية في
البداية ثم جاءت الليرة النجليزية "النيرة" والدنانير العراقية الورقية ،ونظرا لما يكتنف
السعار من مخاطر الطريق سيما والنقود ذهبية وفضية ذات حجم كبير وثقل وخطر فادح
فيما لو سلبها قطاع الطرق فقد اتخذ العقيلت إزاء هذه الخطوة عملية التحويل فعملوا ما
يشبه المصارف "البنوك" الحالية في المراكز الرئيسة داخل الجزيرة العربية وخارجها وذلك
في عملية التحويل في كل من الحساء والقطيف والرياض وشقراء وبريدة وعنيزة وحائل
والجوف والمدينة المنورة والكويت والزبير والبصرة وبغداد والقنطرة وبلبيس والمطرية
بحيث يضع التاجر ما معه من نقود في أي نقطة من هذه النقاط ويأخذ عليها حوالة إلى آخر
يتعامل معه رفيقة هذا ثم يسافر بهذه الحوالة ويستلم نقوده الذهبية أو الفضية من المكان
المتجه إليه وبذلك أحدث العقيلت انتعاشا للحركة المصرفية إن لم يكونوا أول من أوجد مثل
هذه الشبكة المصرفية في المنطقة قبل أن تبدأ المصارف "البنوك" الحالية ،هذا بالضافة إلى
ما ينقله العقيلت من النقود في حملتهم بحيث يحفظونها بأكياس داخل أحمال الطعام
والسلع الخرى حتى ل تكون عرضة للسرقة كما يخفونها بطريقتهم الخاصة عندما يريدون
تهريبها مخافة الجمارك وغيرها ،بهذا نرى ما كان للعقيلت من أثر فعال في توفير النقود
وإنعاش أو إيجاد بذرة المصارف في المنطقة في وقت مبكر قبل أن تصبح شركات مساهمة
في كل قطر وهم بذلك من أهم دعامات القتصاد آنذاك.
-1الشتراك في الحروب:
لم يبرز دور العقيلت الحربي إل في القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلدي حين
استعان بهم الولة العثمانيون لمقاومة الغزوات الفارسية الموجهة للعراق ،أو قمع انتفاضات
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
بعض القبائل العربية داخل العراق ضد الحكم التركي كما ورد في المصادر التي اطلعت عليها
وذلك حين استقر عرب نجد في الحواضر العراقية شكل هؤلء الوافدون العمود الفقري
لكتائب العثمانيين المحلية التي تجند في المدن ،لنهم لم يكن لهم ارتباط مع القبائل العربية
العراقية مثل قبائل زبيد والخزاعل وكعب وبني لم وبني خالد ورغم علقتهم الطيبة مع كل
من قبائل المنتفق والعبيد وعنزة وشمر فقد ازدهر العقيلت وثبتت سمعتهم كجند مدربين في
فترة حكم المماليك التراك العثمانيين للعراق وذلك منذ عهد حسن باشا من عام
1116/1136هـ – 1723/ 1704م ثم من بعده ابنه أحمد حسن باشا من 1136/1160هـ
1723/1747 -م ففي عهد السلطان أحمد حسن خان دارت رحى الحرب بين العثمانيين
والفرس وتغلب العثمانيون على الفرس وانتهت بمعاهدة تمت في 12رجب 1144هـ 10/
يناير 1732م وكان للعقيلت دورهم في هذه الجيوش ثم نقض الفرس التفاق وزحفوا
بجيوشهم بقيادة نادر شاه في 8رجب 1156هـ 28آب أغسطس 1743م على البصرة
واحتلوها وهاجموا القرنة والحلة وبغداد والموصل وكركوك ودمروا ضريح طلحة والزبيرن
وقد أحدثت حروب نادر شاه في هذه المنطقة تحولت سكانية واقتصادية عميقة في منطقة
الخليج باسره حيث عمرت الزبارة بقطر بعد خراب البصرة من الناس الفارين من البصرة
تحت ضغط الحتلل من هؤلء الفارين وقبيل ذلك تحالفت عشائر شمر الجزيرة في هذه
الفترة مع اليرانيين وأمدتهم بالدلء مما حمل العثمانيين إلى تأديب هذه العشائر في عدة
حملت في الفترة الواقعة بين عامي 1134/1160هـ 1747 /1722 -م وكانت فرق عقيل
أهل نجد تقف سدا منيعا أمام أطماع الفرس وجاءت أحداث 1192هـ 1777م تؤكد دور
عقيل في حماية بغداد حينما قام صراع بين عبدال باشا والي بغداد وبين حسين باشا والي
كركوك فاجتمع أهل بغداد ومعهم عقيل أهل نجد ومحمد الشاوي شيخ قبيلة العبيد وقومه
يتدبرون أمرهم وفوض أهل بغداد فرقة عقيل أهل نجد بين الفريقين المتحاربين وتمكن رجال
عقيل من فرض الهدنة على المتحاربين لمدة شهر حتى يحضر الوالي حسن باشا في تعيين
وال جديد ،وجاء في أحداث 1201هـ 1786/م واشتد الصراع حول الحكم في بغداد ولكن
عرب نجد المعروفين بعقيل صدوا الغزاة عن بغداد وحفظوا الجانب الغربي منها فشكرهم
الوزير حسن باشا على ذلك وكافأ أكابرهم على غيرتهم وهمتهم ،وأورد المؤرخ إبراهيم بن
صالح بن عيسى في حوادث 1258هـ 1842م أنه قتل سليمان الغنام رئيس عقيل أهل
العارض في بغداد وهو من أهل ثادق وفي هذه السنة قتل كذلك علي السليمان الخالدي
رئيس عقيل أهل القصيم قتله محمد نجيب باشا والي بغداد.
كما نجد سياقا آخر للحداث فقد قامت عشائر بني كعب بمساعدة اليرانيين واستخدم التراك
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
النجديين لحربهم يقول السويدي :فجمع عليهم أهل البصرة والنجادا من قصبة الزبير ،ولعل
ثبات النجديين في حرب الكعوب أدى إلى تثبيت سمعتهم كجنود يعتمد عليهم ،وقد أثبتت
الحوادث اللحقة ترحيب المماليك العثمانيين بهؤلء الوافدين واعتمادهم عليهم ،وقد ثبت
العقيلت مع أهل البصرة فلم تتمكن عشائر الكعوب "من سليم" من دخولها.
وحينما احتدم النزاع بين الولة التراك فيمن يتولى بغداد اتفق الطرفان على تحكيم سليمان
بن عبدال الشاوي شيخ قبيلة العبيد ولما عمت الفوضى بغداد تدخلت فئة من أهل نجد
المعبر عنهم بعقيل واتصلوا بالشاوي وطلبوا منه أن يتولى الحراسة في بغداد حتى يأتي هذا
البلد وال ،فذهب أناس من النجادا إلى العداء وقالوا :قد طلبتم متاريسكم ومتاريسهم حتى
يأتي الوالي الجديد ،وممن يكون التعدي صرنا مع القبيل الخر فرضوا بذلك ،فأخذ النجادا
أهبتهم وسلحهم وكانو نحو سبعمئة رجل وجلسوا فيما ذكروا ،وهكذا دخل العقيلت بين
الفئتين المتحاربتين وقالوا :نحن للفئة المخالفة وسكنت الفتنة حتى وصل الفرمان المؤرخ
في ربيع الول عام 1192هـ 1776م بتوليه حسن باشا "إيالة" بغداد ،بذا أفلح العقيلت في
المحافظة على النظام وسيطروا على بغداد شهرا كاملً فصانوا العرض والمال وحموا الديار
واكتسبوا في أول مهمة لهم في بغداد سمعة طيبة أهلتهم فيما بعد يكونوا يد الشرعية القوية
التي تضرب بها كل العابثين والخارجين عن القانون.
وعندما شكل حسن باشا جيشا من أربع فرق جعل أحدها فرقة عشيرة العبيد بقيادة محمد
الشاوي والثانية من عقيل بقيادة رئيسهم واثنين من التراك ،وقد ازداد في هذه الفترة
اعتماد التراك على الجند العربي حيث جرى التنسيق مع الشيخ سليمان بن عبدال الشاوي
شيخ قبيلة العبيد وآل محمد شيوخ شمر الجربا وتولى العقيلت في هذه المرحلة الدفاع عن
بغداد غير أنه في عام 1200هـ1785-م ثار سليمان بن عبدال الشاوي شيخ العبيد على
العثمانيين فتصدى له العقيلت وردوا جموع الشاوي بخسائر كبيرة وقد استعان بإخوانه من
رؤساء العبيد وحقق عام 1201هـ 1786م بعض النتصارات وحاصر بغداد ،لكن عسكر
الشاوي انكسر عندما تصدى له عرب نجد المعروفين بعقيل وصدوه عن بغداد وحفظوا
الجانب الغربي "الكرخ" حتى انكسروا ورجع متقهقرا ليس له مأوى ،وقد كثر اعتماد سليمان
الكبير على الجند العربي يصفة عامة وعلى العقيلت بصفة خاصة يقول الرحالة الفرنسي
"أوليفر" 1210هـ 1796م إن حرس الباشا يضم أربعة آلف راكب وألفي راجل ،وكان
الباشا أحمد أغا مدينا للعقيلت بمنصبه ،فهم الفئة المسلحة التي ثبتت تحت لوائه تمسكا
بالشرعية وتعصبا لهل السنة ،وكانوا أوثق جنود الباشا المحليين رفعوه إلى سدة الحكم
على أطراف سيوفهم.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
وقد استمر العقيلت على إخلصهم لعلي باشا الذي استمر خمسة أعوام من عام -1217
1222هـ –1807-1802م غير أنه في أواخر ربيع الول من عام 1223هـ 1808م انحاز
العقيلت لسليمان باشا وخاضوا حروبه واستبسلوا في الدفاع عنه ،أما في جمادى الخرة
عام 1225هـ يونيه 1810م حينما وصل المندوب السلطاني إلى بغداد ومعه حملة مؤلفة
من عشائر شمر وفي مقدمتها فارس بن محمد الجربا وعشائر العبيد وفي مقدمتها سليمان
بن عبدال الشاوي ،وعلي بن محمد الطائي وطاهر بن حسن الطائي أمير شمامك وكاد
الوالي أن يقع في أيدي أعدائه في 22شوال 1225هـ 29اكتوبر 1810م لول معاضدة
الجبور الخالديين ومعهم العقيلت النجديين ،كان بنيّة بن قرينيس الجربا من المعاونين
لسعيد باشا وذلك لما بين عمه فارس بن محمد الجربا والعبيد ورئيسهم قاسم بن محمد
الشاوي من المشاكل والضغائن وتكون حلف كبير لمساندة الباشا ضد بنية بن قرينيس
الجربا منهم الدريعي الرويلي العنزي وحمود بن ثامر المنتفق فخرج عسكر الوزير سعيد
باشا ورئيسهم قاسم بن محمد الشاوي ومعه عفاريت عقيل النجديين وهم عسكر الوزير
آنذاك فأسكتوا الشغب وانكسر العصاة بفضل استبسال جماعة سعيد من العقيلت وغيرهم،
وكان عدد العرب في جيش سليمان باشا الصغير يمثلون نصف الجيوش حيث بلغ عددهم
20000عشرين ألف من 40000أربعين ألفا من الجنود حسب إحصاء الرحالة الفرنسي
"دبريه" وهناك ما يفيد بأن أكثر من نصف القوة العاملة في عهد سليمان باشا الصغير في
الجندية بالعراق عربية الهوية ،ويقول "هيود" لم يجرؤ المماليك على مهاجمة سعيد باشا
وذلك خشية العقيلت الذين كانوا معه وكان لهم جلد في الحرب وثبات على أهوالها.
وقد أفاد العقيلت بصفة خاصة من سياسة العفاءات المالية وقد استخدم داود باشا
الجماعات العربية المكلفة بالخدمة العسكرية مثل العقيلت في تأديب العشائر المتمردة حينما
كثرت تعديات القبائل راح داود باشا يرميهم دائما بالعقيلت الذين كانوا يهاجمون القلع
فتسقط لهم مما اضطر العدو أن يفر هاربا أمام جند العقيلت وبهذه السياسة القوية انتظمت
القبائل تحت راية داود ،وكان العقيلت في جيش داود أبرز جنده المنفذين لسياسته ،فقد
تصدى العقيلت في جيش داود باشا أيضا للمؤامرات الفارسية وأبطلوها بقوة السلح،
ويلحظ أن العقيلت قد أبلوا بلء حسنا في هذه الفترة بالدفاع عن بغداد ضد الفرس ،وكانت
لهم مواقف مشرفة حيث أن عسكر العقيلت وهم صفوف المشاة غالبا ،فقد كانت أعدادهم
في صفوف الجندية تزيد أو تنقص حسب الحاجة ،إل أن متوسطها في الوقات العادية يبلغ
نحوا من ثمانية آلف جندي وكانت بنادقهم من نوع ذات الفتيل ،وعندما عزل الوالي داود
وأحل علي باشا مكانه ،ورفض داود تنفيذ المر قدم علي باشا وفي ركابه صفوق بن فارس
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الجربا شيخ شمر وصالح الزهير شيخ الزبير وسليمان الغنام شيخ العقيلت ،وتقدم صفوق
بعشائر شمر وبعض عقيلت الغنام تجاه بغداد ،وانبرى لهم العقيلت التابعون لداود باشا
الذين يؤازرون داود ،والعقيلت قسمان عقيلت القصيم الذين يؤازرون داود وعقيلت شمر
ومن معهم وهم الذين يناؤون داود برئاسة سليمان الغنام بحيث صاروا وجها لوجه مع
بعضهم البعض ،أما عقيلت القصيم الذين تعهدوا بحماية داود حتى اللحظات الخيرة فقد
تجمعوا وخرجوا من بغداد يوم دخول علي باشا إليها ،وقد كان الكرخ الواقع في الضفة
الغربية لنهر دجلة تحت سيطرة عقيلت القصيم ولما كانت موارد العقيلت ترتكز أساسا
على قيادة القوافل وتجارة البل والخيول والخدمات العسكرية التي يقدمونها للولة أراد علي
رضا باشا أن يوجه لهم ضربة قاصمة فحرمهم من هذه الموارد وأسندها رسميا إلى شمر
الجربا وفي عام 1248هـ 1832م وصلت إلى بغداد قافلة ضخمة كانت تحت حماية عقيلت
القصيم ورفض هؤلء العقيلت تسليم البضائع إلى أصحابها ما لم يقرهم الوالي على
امتيازاتهم القديمة ويسمح لهم بالسكن داخل أسوار المدينة فاضطر علي باشا أن ينزل عند
شروطهم وبدأوا وكأنهم سادة الموقف ،وفي عام 1250هـ 1834م طلب علي باشا من
العقيلت أن يرحلوا من المدينة فاستجاب شيخ العقيلت لكنه طلب المان من الباشا أثناء
النسحاب ،ورفض شيخ زبيد الموالي للباشا ،وسرت بين أتباعه أنه قتل ،فهرع العقيلت
إلى السلح وقطعوا جسر القوارب الذي يربط حيهم بأحياء بغداد ،صرف الباشا شيخ
العقيلت دون أن يناله بسوء واستمر القتال بين الفريقين ودخل الميدان ضد العقيلت خيالة
عشائر زبيد ،ودافع العقيلت عن الكرخ بيتا بيتا ودارت معارك دموية في الشوارع وفي
الصباح تم إجلء العقيلت عن الحي ،ويقول ابن بشر في حوادث 1253هـ 1837م سار
علي باشا العراق بعسكر عظيم قيل أن عددهم بلغ سبعين ألفا من عقيل وغيرهم إلى
المحمرة لمحاربة الشيعة ،أما إبراهيم بن صالح بن عيسى فقد ذكر في حوادث 1258هـ
1842م كما نوهنا عن ذلك آنفا أن محمد نجيب باشا والي بغداد قد قتل سليمان الغنام رحمه
ال رئيس عقيل أهل العارض في بغداد وهو من أهالي ثادق كما قتل في نفس السنة علي
السليمان آل جناح من بني خالد رحمه ال رئيس عقيل أهل القصيم .وقد شهد عام
1259هـ 1843م نزوحا من عقيلت شمر الذين كانوا في بغداد حين قتل نجيب باشا في
أواخر السنة الماضية سليمان الغنام الذي كان يرأس عقيلت شمر بحجة تلكؤه في المثول
أمامه عقب وصوله إلى مقر الباشوية لتسلم أعمال منصبه ،بهذا فقد عقيل شمر ما تبقى لهم
من أعمال درك وخفارة كانت لهم في عهد الوالي السابق علي رضا باشا ،وقد بدأ عقيلت
شمر يعودون إلى بلدهم في الجزيرة العربية التي أخذت تزدهر سياسيا وتنشط عسكريا
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الشريف تماما ،وحينما خرجت جيوش فيصل بن الحسين إلى الشام كان العقيلت هم قوام
تلك الجيوش وكان فيصل يستأنس برأي شيوخهم يقول "لورنس" حين كان فيصل في وادي
الوحيدي وهو في طريقه لحتلل الوجه ألقى ابن دخيل أحد شيوخ عقيل نظرة على الميدان
واتجاه الزحف ثم أمر رجال عقيل بأن يتوزعوا على أجنحة تحيط بنا من خلفنا ويمننا
ويسارنا بانتشار يبلغ 300ياردة عمقا وقد قام الرجال بتنفيذ هذه المناورة على أحسن وجه
وعمل العقيلت على عرقلة خطوط المدادات العثمانية وقاموا بنسف خط حديد المدينة من
عدة مواضع ،وعندما تلقى الخصمان وجها لوجه في وادي (أثم) خرج العقيلت بقيادة
ناصر بن دغيثر صفوفا متراصة وساروا مكشوفين في وسط الوادي فتوقف الجانبان عن
إطلق النار ،وقد سار العقيلت تحت لواء فيصل وقائده "لورنس" وقد تمكنت كتائب الثورة
العربية من احتلل دمشق في أواخر ذي الحجة عام 1336هـ أواخر أيلول سبتمبر 1918م
ورفعت الريات العربية فوق المباني وذلك قبل وصول القوات الحليفة بقيادة "اللنبي"( )14في
الحرب العالمية الولى ،وقد ساند بعض العقيلت الملك عبدالعزيز في عدة مواقع في القصيم
وغيره إبان توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية وذلك عندما استنهضهم الشاعر محمد
بن عبدال العوني بقصيدته المشهورة "الخلوج" فجاءوا من الشام والكويت ويجد القارئ
تفصيلت ذلك في كتب التاريخ مما ل يتسع المجال لذكره هنا.
أما حرب الميدان في دمشق ،والميدان أخذ اسمه من ميدان سباق الخيل وأكثر سكان الميدان
يرجعون في أصلهم إلى العقيلت ،والميدان عبارة عن ذراع جنوبي طويل يتفرع من مدينة
دمشق تحيط به واحات النخيل من ناحية وتسكنه بالضافة إلى النجديين جاليات أخرى ،وقد
خرج الثوار من الميدان على الحتلل الفرنسي وبذلك يدخل الميدان وأهله في الثورة يوم
14شوال 1344هـ 26نيسان أبريل 1926م وأصدر القائد الفرنسي "فالييه" بيانا جاء فيه
"على أهل الميدان أن يدفعوا غرامة قدرها ألف جنيه ذهبا ،وتلك الغرامة التي فرضت عليهم
في 15آذار مارس 1926م بواسطة الحاكم العسكري لمنطقة دمشق ،وإل فستقطع عنهم
إمدادات المياه من عين فيجه ،ولما لم يدفعوا قامت الطائرات الفرنسية في 25شوال
1344هـ 7أيار مايو 1926م بقصف منطقة الميدان بالقذائف واستمرت الحرائق مشتعلة
لمدة ثلثة أيام حتى أتت على كل شيء في الميدان .وحينما نشبت الحرب مع اليهود على
أرض فلسطين اشترك العقيلت بحصة السد مع من جاء وانضم إليهم من المتطوعين من
حواضر وبادية الجزيرة العربية فيما سمي "بجيش النقاذ" التابع لجامعة الدول العربية وقد
تركز العقيلت في الفوج السعودي واشتركوا في عدد كبير من المعارك أثبتت المصادر التي
بين يدي الن أكثر من عشرين معركة دفع الكثيرون منهم حياتهم شهداء في هذه المعارك
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والكثير منهم أصيب بإصابات برئ منها وبعضهم أصيب بإصابات أفقدته الحياة السوية إما
ببتر رجله أو يده أو أقعدته عن المشي أو أفقدته شعوره مما سنراه في آخر هذه الفقرة ،أما
المعارك التي اشتركوا فيها حسبما اطلعت عليه من المصادر مرتبة حسب تسلسلها الزمني
فهي على النحو التالي:
-1معركة زرعين يوم 16/12/1947م1367-هـ.
-2معركة الزراعة يوم 16/2/1948م1368-هـ
-3معركة اللد يوم 16/2/1948م1368-هـ
-4معركة حيفا يوم 12/3/1948م1368-هـ.
-5معركة يافا يوم 15/3/1948م1368-هـ.
-6معركة باب الواد يوم 10/4/1948م1368-هـ
-7معركة رأس العين يوم 7/4/1948م1368-هـ.
-8معركة القدس يوم 21/4/1948م1368-هـ.
-9معركة كفر عانة يوم 28/4/1948م1368-هـ.
-10معركة بيت جبن يوم 30/4/1948م1368-هـ.
-11معركة عكا يوم 1/5/1948م1368-هـ.
-12معركة صفد يوم 9/5/1948م1368-هـ.
-13معركة علبون يوم 11/5/1948م1368-هـ.
-14معركة الحدباء يوم 15/5/1948م1368-هـ.
-15معركة الشيخ جراح يوم 17/5/1948م1368-هـ.
-16معركة البرة 23/5/1948م1368-هـ.
-17معركة المالكية 6/6/1948م1368-هـ.
-18معركة السيروان 15/6/1948م1368-هـ.
-19معركة تل الريش يوم 16/6/1948م1368-هـ.
-20معركة الرملة يوم 11/7/1948م1368-هـ.
-21معركة الشجرة يوم 16/7/1948م1368-هـ.
-22معركة المنارة يوم 25/8/1948م1368-هـ.
-23معركة النقب يوم 18/10/1948م1368-هـ.
وغير ذلك من معارك وقد تسعفني المصادر فيما بعد لضافتها مفصلة وقد استشهد في هذه
المعارك حسب ما حصلت عليه من المصادر التي بين يدي نحو مئة وستين شخصا160
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
رحمهم ال وأسكنهم فسيح جناته وربما كان العدد أكثر من ذلك وإنما هذا ما تم تسجيله
بهذه المصادر ،أما من أصيبوا بعاهات مستديمة فهم أربعة منهم الشيخ علي بن سليمان
العريفي رحمه ال من أهل حائل حيث قطعت رجله اليمنى ،وحمد بن معيتق الحربي رحمه
ال فقدت يده اليمنى ،وعبيد بن ناصر الرشيدي رحمه ال أصيب بشلل في الدماغ ،ومسفر
بن راشد الجهني رحمه ال أصيب بعطب رجليه معا وبقي مقعدا طول حياته أما أسماء
الشهداء فهي مرتبة في موضعها في آخر الكتاب.
-3استيراد السلح:
ومن المهام التي قام بها العقيلت بعد أن استعمل السلح الناري البنادق والمسدسات
بأنواعها توريد هذا السلح ،سيما بعد أن استعمله بعضهم عندما كانوا جنودا في السلطة
العثمانية واستعمله حراسهم في القوافل التي يسيرونها ،ومع أن هذا السلح قد وجد قبل
ذلك بحوالي قرنين من الزمان أي في القرن التاسع والعاشر الهجريين السادس عشر
الميلدي ومعظمه من البنادق ذات الفتيل ،إل أنه يعتبر في ذلك الوقت ثورة صناعية في
عالم السلح بعد أن كان القتال يتم بالسلح التقليدي السيف والرمح والنبال ،وأول إشارة
للسلح الناري حسبما اطلعت عليه من المصادر ما ذكره الشيخ عبدال بن محمد البسام في
كتابه الذي ل يزال مخطوطا وذلك ما ذكره في حوادث 897هـ 1491م عندما حدث النزاع
بين أهل المجمعة وأهل حرمة وحدث بينهم رمي بالبنادق من بعيد وأصيب من أهل المجمعة
ثلثة رجال ومن أهل حرمة اثنان وفي حوادث 937هـ 1530م عندما أغار آل نبهان من
آل كثير على أهل العيينة وأخذوا أغنامهم ففزع عليهم أهل العيينة وطوقوهم في الحيسية
وحصل بينهم رمي بالبنادق من بعيد فقتل ثنيان بن جاسر آل نبهان فانهزم الغزو وفي
حوادث عام 996هـ 1587م عندما أغارت سبيع على أهل العيينة فأخذوا أغنامهم ففزعوا
ولحقوهم في وادي لبن فحصل بينهم رمي بالبنادق وصار "بواردية" أهل العيينة يحمون
قومهم ،هذه الحوادث الثلث جرت في أواخر القرن التاسع والقرن العاشر بطوله تدل على
أن السلح الناري موجود عند الحضر بصفة رئيسة وعندما انخرط بعض العقيلت بالجندية
العثمانية في نهاية القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلدي عرفوه أكثر وتدربوا
على استعماله جيدا وجلبوه معهم إلى الجزيرة العربية بأنواعه وما دخل عليه من تطوير
فأول ما استعمل بصفة رئيسة نوع ذات الفتيل التي تعبأ بالبارود والذخيرة ثم ورد نوع
مطور اسمه "المقمع" أو "القبسون" وهي أفضل من سابقتها ثم ورد نوع "السليمي" وهي
بداية السلح الناري ذات القذيفة المعدة سلفا ،هذا النوع من السلح ل تبعد الرمية فنوع
ذات الفتيل أبعد منها مرمى لكنها أي السليمي بها تطوير وهي القذيفة المعدة مسبقا وقد
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
هم قادة القوافل وأدلؤها وحرفة تنظيم القوافل كانت قصرا عليهم دون سواهم ،ووجود
العقيلت في أية قافلة يعطيها حق المرور البري ويبعد عنها كل شك في أية نوايا عدوانية،
ونادرا ما تتعرض قوافلهم للنهب من البدو الذين يعترفون بنسب العقيلت العربي الخالص
وتحدرهم من السللة العرقية نفسها التي ينحدرون منها في نجد ،من هذا المنطلق نجد أن
كافة القبائل العربية تعترف بالعقيلت كناقلين للتجارة ومن ثم فإنهم ل يعترضونهم خاصة
وأن العقيلت يدركون القواعد المرعية بين القبائل ول يتجاوزونها ويسيرون وفق العرف
السائد في طرق الصحراء وبين قبائلها وجماعاتها ،وكما سبقت الشارة إلى ذلك فإن القوافل
عدة أنواع منها قوافل تجارة البل والخيل وقوافل التجارة العامة وقوافل النقل وقوافل
التموين "الحدرات" وقوافل الحجاج وفي زمن بني خالد كان هناك عدة أنواع من القوافل
منها قافلة سنوية تحت إشرافهم وحمايتهم بمن يمثلهم من العقيلت وتنطلق من الحساء
إلى حلب ويتضاعف حجم تلك القافلة أثناء الطريق نتيجة لنضمام المسافرين وناقلي
البضائع والتجار وتختص القافلة بتجارة البل والخيول التي يقدر عدد ما يصدر منها إلى
بلد الشام والعراق ومصر سنويا باللف ،النوع الثاني هي البضائع التي تتجه من موانئ
الخليج العربي من الزبارة أو الكويت أو البصرة إلى حلب أو بغداد والتي تتميز بكبر حجمها
كما سبقت الشارة إلى ذلك في موضع آخر وتنقل بواسطتها البضائع القادمة من الشرق أو
من الغرب النوع الثالث هي القوافل المحلية التي تتجه من الحساء إلى داخل الجزيرة
العربية مغربة إلى نجد ومتجهة إلى الجنوب والرابع هي قوافل نقل الحجاج التي يتولى
العقيلت من بني خالد نقلهم من موانئ الخليج العربي إلى مكة المكرمة كالكويت الذي أسسه
بنو خالد في القرن الحادي عشر الهجري وكان الهدف من تأسيسه عدة أغراض منها نقل
الحجاج من بلد فارس عبره ،فقد أجمعت المصادر الكويتية على أن بني خالد هم الذين
أسسوا الكويت مع اختلف في تاريخ التأسيس والرجح أنه في حوالي النصف الثاني من
القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلدي وقد بدأت حصنا صغيرا لحد شيوخ بني
خالد قيل أنه براك بن غرير وقيل عقيل ،وذلك بغرض تخزين المؤن والذخائر اللزمة
لقامته المؤقتة في الراضي المجاورة لها وعند غزواته شمالً لبوادي في جنوب العراق
وليكون مركزا لستقبال الحجاج اليرانيين ومن ثم نقلهم إلى مكة المكرمة وقد وضع الزعيم
الخالدي في هذا الحصن حامية صغيرة برئاسة أحد أتباعه ثم استقرت بجوار هذا الحصن
بعض السر الخالدية كعائلتي المصيبيح والبورسلي ثم تكونت بعد ذلك شيئا فشيئا حتى
جاءها العتوب واستقروا بها ،أما في عهد الدولة السعودية الولى من عام -1160
1233هـ1817-1747 -م وخاصة عهد المام سعود بن عبدالعزيز بن محمد فقد حصل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
استقرار وأمنت القوافل بدرجة ملحوظة لمدة حوالي عشر سنوات من عام 1229-1218هـ
مما كان له أثر كبير على مسير قوافل العقيلت الخارجية والمحلية.
وفي القرن الثالث عشر الهجري الثامن عشر الميلدي تمكن عقيلت شمر من طريق الحج
العراقي الذي يسير فيه حجاج العجم وذلك لعدم وجود عوائق قبلية أو معارضة عشائرية،
وقد ثبت لل الرشيد طوال فترة حكمهم خفارة هذا الطريق والسيطرة عليه (للفترة من
1340-1253هـ1921-1839-م تقريبا) وقيادة قوافل الحج واعترفت لهم السلطات
العثمانية بهذا المر لن غالبية عقيلتهم منهم كما أن معظم الراضي التي يمرون عليها
خاضعة لقبيلتهم وسلطانهم يقول مؤلف كتاب نجديون وراء الحدود ص .217رجع الكثير
من عقيلت شمر ودخلو تحت لواء عقيلي سابق هو عبد ال بن علي بن رشيد ولم يكن ابن
رشيد في هذا الوقت يعمل لحساب العثمانيين وإن التقت مصلحته معهم وإنما كان حاكما شبه
مستقل ،أو قل زعامة وطنية لها شأنها لم تأت إلى الحكم بمساعدة أو مساندة عثمانية ،فإذا
كان القائد شمريا ل علقة له بالعثمانيين إل بذل الولء انتفت الحاجة إلى الشارة إلى عقيل
التي عادة ما يسمى العثمانيون في العراق شيخها .وقال"لويس موزل" وقد تتعرض القطعان
التابعة لعقيل للطلب على أيدي مغيرين غرباء تماما كقطعان أفراد القبيلة التي يصادف
مرورهم بها ولذلك فإن لعقيل في كل عشيرة كبيرة أخاهم الذي يدفعون له" يخيه" من أربع
إلى خمس ليرات تركية ( 22.5-18دولر ) وراحلة جيدة وعباءتين أو ثلث حسنة الشكل
وهذا الخ ملزم بأن يعيد إليهم كل بعير يسرقه فرد من عشيرته ولعقيل أخوه لدى الرولة
وولد علي والفخاذ التالية ابن مشهور وابن درعان وابن جندل وابن مجيد وابن معجل وابن
حمد الوليد عي أو الوهبي وإن جلب الدولة في إحدى غاراتها إبل عليها سمة عقيل "وسمهم
" وليس ثمة عقيلي مقيم معهم ساق الخ هذه البل وأدخلها في قطيعة وانتظر إلى أن يأتي
عقيلي يطالب بها وهكذا ترعى عين الخ عقيل حتى في غيابهم (عينه وراهم).
وبالضافة إلى وجود الخ من القبائل التي تمر بها قوافل العقيلت هناك خفارة مسلحة
ترافق القافلة كما رأينا ذلك في موضعه ،ومكانة الخ تتركز في منع أية غارة من أفراد هذه
القبيلة وليس له أمر على القبائل التي سيمرون بها ومن ثم تأخذ كل قافلة أخا لهم من كل
قبيلة سيمرون عليها فإذا كانت القافلة ستمر في أراضي قبيلة شمر أو بطن من بطونها أو
قبيلة عنزة أو بطن من بطونها أو قبيلة الشرارات أو بطن من بطونها أو قبيلة بني عطية
أو بطن من بطونها أو قبيلة بني صخر أو بطن من بطونها إلى غير ذلك من القبائل فإنهم
يأخذون من كل قبيلة أو بطن سيمرون بأراضيه أخا أو معرفا يمنعهم اعتداء أفراد قبيلته
بالضافة إلى الخفارة المشار إليها وبذلك يكون مجموعة من أفراد تلك القبائل أو البطون
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ينتفعون من تلك القوافل التي تمر بأراضيهم بالضافة إلى الهدايا التي يهديها رؤساء تلك
القوافل إلى أمراء وشيوخ وزعماء وعقداء تلك القبائل والبطون والفخاذ والعشائر التي
يمرون عليها وبالطبع فكل هذه التكاليف محسوبة ومحملة على أرباح البضائع التي تتكون
منها القافلة أو على أجرة نقل تلك البضائع أو أجرة نقل الحجاج وغيرهم .
-5نشاطات أخرى :
لم يكتف العقيلت بالنشاطات السابقة من عسكرية ونقل وخفارة وتجارة وغيرها ،بل شاركوا
في أمور أخرى منها أعمال الفلحة في كل من العراق والشام وفلسطين وأعمال البناء كما
كان لهم باع طويل في تربية الخيول والشتراك في حلبات السباق في مصر في الزمة
المتأخرة أيام حكم أسرة الخيدوي في مصر من عهد محمد علي باشا ومن جاء بعده فإن
العقيلت قد شاركوا مشاركة فعالة كمربين للخيول وأصحاب اصطبلت تضم المئات منها
وكمدربين في كل من الحلمية والمطرية وعين شمس واحتل منهم أشخاص في مجلس إدارة
جمعية سباق الخيل مصر وتواجدهم في لجان وهيئات سباق الخيول يعطي عمقا آخر لصالة
الجذور في القدم بالخيل التي كانت تعتبر قلعته الحصينة المتحركة كما قال حميد الجمال
الهللي:
ونحن ناس بأرضٍ ل حصون لها * * * إل السنة والجرد المغاوير
فل غرو أن أحفاد هذا الشاعر يعتنون بالجواد العربي أقصى العناية في كل زمان ومكان،
وهكذا نجد أن العقيلت قد أولوا هذا الجواد العناية التي يستحقها إلى جانب هذا النشاط
المميز فقد عمل العقيلت بعد تكوين المملكة العربية السعودية وكلء للحكومة وبعضهم قد
وصل إلى رتبة قنصل أو سفير ،هذا الجانب السياسي الذي ظهر على السطح كانت له جذور
عميقة في عهد آل رشيد وقبلهم عهد آل عريعر ،ليس هذا فحسب بل إن العقيلت قد
اشتركوا في حفر قناة السويس من عام 1879-1863-1297-1279م متعهدين للبل
والخيول في نقل المدادات والتموين وقد كافأهم الخديوي إسماعيل بإقطاعهم أرضا في عين
شمس والمطرية وحلمية الزيتون أقاموا عليها بيوتا لهم واصطبلت لتربية الخيل ،كما كون
العقيلت من أهل القصيم وغيرهم فرقة العمال للعمل في حفر قناة السويس عند بدء حفرها.
وقد وقع عبء كبير من حفر قناة السويس على البل وكان البل التي يجلبها العقيلت من
شبه الجزيرة العربية ذات دور كبير في إنجاز هذا العمل وكان العقيلت أهلً لتحمل هذا
العبء ،حيث عملوا جنبا إلى جنب مع إخوانهم أهل مصر في المداد والتموين كما شاركوا
مشاركة فعالة كعمال ورؤساء عمال ،وقام الكثير منهم بالحفر والبناء ،وقد ذكر "دواتي" عند
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
زيارته لعنيزة أنه التقى بمجموعة ممن اشتركوا في حفر قناة السويس منهم علي الفايز
وصالح السليمان وإبراهيم الجطيلي وغيرهم ولم يقتصر دورهم على هذا الجانب وإنما
اشتركوا في كل عمل من حفر وبناء وحراسة ودوريات وخفارة أثناء حفر القناة حتى تم
افتتاحها.
ومن المؤكد أن البريد النجليزي ل يزال في أيدي عقيل يحملون حقيبته من بغداد إلى دمشق
في ثمانية أيام ،ومن الجدير بالذكر أن العقيلت عرقلوا خطط نابليون بونابرت لغزو الهند
عندما كان في مصر في نهاية القرن الثامن عشر الميلدي حيث حالوا دون نقل رسائله إلى
شيوخ المنطقة وحكامها يقول (ليارد) في عام 1301هـ1884 /م بأن أفراد العقيلت في
العراق كانوا يستخدمون بصفة رئيسة في نقل البريد عبر بلد ما بين النهرين وأنه كان
بالبصرة متعهد للبريد على صهوات الجياد القوية التي اعتادت أن تسير في ذلك الدرب
خفافا ،تسير تلك الرحلة بمحاذاة النهر ،حتى إذا احتاج الساعي ومن معه إلى الماء نزلوا
إلى النهر وتزودوا منه ثم يمموا صوب الصحراء مرة أخرى وكانت الرحلة تتم ليلً ،وكانوا
يأوون نهارا إلى بعض القرى التي تضم سكانا من العقيلت النجديين كالسماوة وغيرها ،أو
القرى المشكلة بصفة عامة من العقيلت النجديين دون غيرهم ،وكان محمد بن داود من
أبرز شيوخ العقيلت المتعهدين في هذه المهنة بتلك اليام ،هكذا رأينا الدور الذي قام به
العقيلت في حقل من حقول المواصلت وهو البريد سواء فيما يتعلق بالبريد الخارجي
الدولي أو البريد الخارجي من الجزيرة العربية والوارد إليها من نجد بالذات والحساء
وإيصاله إلى القطار العربية الخرى أو ما قاموا به من خدمة للبريد بين الشام والعراق
وفلسطين ومصر أو ما قدموه من خدمة للبريد العالمي بين الدول الغربية ومستعمراتها في
الشرق القصى فضلً عن الجانب السياسي المتعلق بمهمة البريد ،ذلك أنهم حالوا بين
نابليون وأطماعه التوسعية في غزو الهند عندما غزا مصر في أواخر القرن الثامن عشر
الميلدي وحاول تمهيد الطريق أمام جيوشه عبر الطريق الصحراوي من شمال الجزيرة
العربية وجنوب العراق حتى يصل إلى موانئ الخليج فأرسل رسائل إلى شيوخ تلك المناطق
لكن العقيلت حالوا دون إيصال تلك الرسائل إلى أصحابها وبذلك قضوا على تلك الحلم
التي كانت تراود مخيلة نابليون بغزو الشرق ،أما فيما يتعلق بالبريد المحلي بين مدن
الجزيرة العربية من الحساء والعقير والقطيف والكويت شرقا إلى الرياض وشقراء
والمجمعة والزلفي وبريدة وعنيزة وحائل والجوف والمدينة المنورة ومكة المكرمة وينبع
وما ترتبط به من المدن العربية الخرى كالزبير والبصرة والنجف وبغداد وهيت والحلة
وحلب ودمشق وبيروت وأدنه واستانبول وعمان والقدس وحيفا ويافا وغزة ودير البلح
وبئر السبع وخان يونس والقنطرة شرق والقنطرة غرب وبلبيس والقاهرة وحلمية الزيتون
والمطرية وإمبابة والبيض وأم درمان وغير ذلك من المدن والبلدان فهي من المهمات التي
تولها العقيلت ويأتي البريد لدى العقيلت على درجتين درجة رسمية وهذا يأخذ العقيلت
عليه أجرا وتكون مهمتهم الساسية توصيل هذا البريد في الوقت المحدد ويوزعونه توزيعا
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
رسميا حيث يسلم المرسل إليه بنفسه ،ودرجة عادية وهذا بالمجان وتكون مهمته ثانوية
حيث أن العقيلت يذهبون لغير هذا الهدف ويحملون معهم الرسائل الخاصة بين التجار
والمواطنين بحيث توضع تلك الرسائل الواردة لهذه المدينة أو تلك عند أحد وكلء العقيلت
المعتمدين ويضعها هذا العقيلي المعتمد في سلة بمكان بارز في دكانه وكل من له رسالة
يأتي فيأخذها وكل من يعرف صاحب رسالة يأخذها ويوصلها إليه كل ذلك يتم بالمجان ومن
باب المعروف والطرق الحبية ،أما إذا كانت الرسالة مهمة أو بها حوالة فإن العقيلي يوصلها
إلى صاحبها وقد يأخذ عليها أجرة وقد ل يأخذ عليها وغالبا ما تكون من باب المعروف
بينهم ،ولم تكن هناك طوابع بريد في ذلك الوقت ول حتى مغلفات إل إذا كانت مهمة رسمية
فإنه في الغالب يكون لها حرز يحول دون كشف مضمونها ،أما الرسائل العادية فغالبا ما
تكون ورقة ملفوفة مكتوب اسم صاحبها على آخر طياتها ويسهل فضها وقراءتها ثم طيها
من جديد لكن مروءة الناس وشهامتهم تمنعهم من الطلع على رسائل ل تخصهم فل يطلع
النسان إل على الرسالة التي تخصه ومن العيب عليه أن يطلع على رسائل الخرين فكانت
الرسالة تبقى مدة طويلة في متناول أيدي الناس ومع ذلك فنادرا ما تمتد إليها يد من يقرأها
وهي ل تخصه.
-2نقل الرسائل الشفهية:
لم يقتصر دور العقيلت على نقل الرسائل البريدية المكتوبة وإنما شمل حتى الرسائل
الشفهية وهي إما أن تكون على هيئة وصايا خاصة تنقل من شخص إلى آخر ،وإما أن
يكون فيها نوعا من السرية ويخشى عليها أن كتبت في رسالة أن تفض الرسالة وتقرأ أو
خشية أن تتسرب سريتها عن طريق من يكتب الرسالة أو يقرأها على صاحبها سيما وأن
الناس كان أكثرهم ل يقرءون ول يكتبون وكانت الرسائل كما أسلفنا ل تغلف فيخشى أن تنال
الرسالة يد متطفل فيفضها ويطلع على هذا السر فلذلك تكون الرسائل الشفهية من مرسلها
إلى رأس العقيلي إلى من أرسلت إليه وتكون مثل هذه الرسائل بين الب وأبنائه الغائبين أو
بين المهات وأبنائهن الذين طالت غيبتهم أو بين الخ وأخيه أو بين الخت وأخيها أو
إخوانها أو بين الزوجات وأزواجهن الغائبين لطلب لقمة العيش خاصة إذا طالت الغيبة أو
بين الحباب أو بين الشباب وفتيات أحلمهم الذين يرغبون الزواج منهن بعد العودة إن كن
على ما يتوقعون مثل هذه المور الخاصة جدا والسرية جدا ل تنفع فيها كتابة الرسائل التي
تكشف أو يتسرب منها أي معلومات وعند ذلك تكون المصيبة أو الكارثة خاصة في الحالت
الخيرة سيما وأن العادات والتقاليد والعراف في نجد لها أحكام صارمة في مثل هذه المور
مما يضطر من أراد أن يبعث هذه الرسالة الخاصة أو السرية على أل يعلم بها أحد غير
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الموصى أو ناقل الرسالة وصاحبي العلقة ،وغالبا ما تكون الرسائل الشفهية مختصرة
ومركزة قد تكون من بضع كلمات ،وقد تقتصر على كلمة واحدة مثل كلمة "أقبل" أو "تعال"
وقد تكون رمزا كأن تقول الزوجة لزوجها "طال غيابك" أو تقول "حنت البل" أو "عطش
الزرع" أو تقول فتاة لمن ترجو غيبته "إن كان له رغبة فينا مثلما لنا رغبة فيه فل يتأخر"
أو تقول أم لخطيب ابنتها بالرمز "استوى العنب" أو "أتمر النخل" وغير ذلك من الجمل
والرموز التي يفهمها الطرفان وليس فيها من التفاصيل ما يمكن أن تخصبه اللسن فيما لو
تسرب شيء منه وقد تكون الرسائل الشفهية سرية للغاية سواء فيما يتعلق بالمن أو
المور التجارية والرباح أو البضائع التي يتم استيرادها خاصة فيما إذا كانت تلك البضائع
أو السلع التي أحضرها هذا التاجر وأراد الستزادة من هذه السلعة دون أن يفصح عن
كنهها فإنه يوصي هذا العقيلي إلى مندوبه أو من يمثله هناك بكلمات أو رموز هي بمثابة
"الشفرة" يفهمها ويتمشى بموجبها وليس لمثل هذه الرسائل أجر في الغلب إنما يؤديها
العقيلت من باب خدمة مجتمعهم اللهم إذا استثنينا بعض الحالت المهمة والمستعجلة التي
يدفع صاحبها بطوعه واختياره أجرة معينة لهذا العقيلي على أن يوصل هذه الرسالة
الشفهية إلى الشخص حال وصوله إلى ذلك المكان أو يعرج عليه في طريقه أو يبحث عنه
حتى يجده ويبلغه الرسالة فهذا أمر خاص أما باقي المور فإنها ل تعدو أن تكون عادية إذا
وصل العقيلت إلى هذا البلد التم حولهم الناس يسألون عن أخبارهم وأخبار أهليهم وديارهم
وفيما إذا كان لحدهم وصاة أو رسالة شفهية أو لحد رفاقه ليخبره بالحضور إلى ذلك
العقيلي ليخبره بفحوى الرسالة ،هذه أمور تجري في كل محطة ينزل بها العقيلت ويبلغون
تلك الرسائل والوصايا لصحابها أو من ينوب عنهم سواء كانت هذه القوافل قادمة من
الجزيرة العربية أو من القطار العربية المجاورة والعقيلي بدوره إذا وصل سأل عن الشخص
المرسل إليه الرسالة الشفهية وطلب حضوره ليبلغه رسالته إن لم يجده مع أولئك الوافدين
إلى المكان والجدير بالذكر أن مثل هذه الرسائل وبالذات الخاصة منها ل يبوح بها أصحابها
لنقلها إل من يريدون إل للرجال الثقات الرزناء من العقيلت الذين يوثق بهم ول يفشون
أسرار من أفضوا إليهم برسائلهم إلى الغير وقد أدى العقيلت خدمة مجانية جلى في هذا
الجانب حيث نقلوا الرسائل الشفهية عبر مئات السنين.
-3نقل الخبار:
يعتبر العقيلت من أهم ناقلي الخبار الشفهية فهم بمثابة الوكالت العالمية في وقتنا
الحاضر ،وخاصة أخبار القطار العربية المجاورة العراق الشام فلسطين الردن مصر الكويت
فمنهم يستقي من الركبان والمسافرين الخبار بمختلف أغراضها وعلى رأسها أسعار البل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والخيل وبقية المواشي فأول ما يأخذ الركبان من العقيلت أخبار السعار التي ينقلونها
بدورهم إلى الناس ،ومن الخبار السياسية عن الوليات وتعيين الولة ،العثمانيين وعزلهم
وما يرافق ذلك من تغييرات بالضافة إلى الخبار الجتماعية حسبما شاهدوا هناك من أخبار
تلفت النظر فيروونها ،ففي ذلك الوقت لم تكن المخترعات الحديثة من مذياع (راديو) وتلفاز
(تلفزيون) وهاتف (تلفون) ومبرقة (تلغراف) وطابع (تلكس) ولقط (فاكس) قد ظهرت على
الوجود وإنما كان مستقى الخبار إما من البريد المكتوب الذي ينقله العقيلت أو الخبار
الشفهية التي يروونها أو ينقله المسافرون والركبان عنهم من الخبار ،هذه المصادر التي
يعتمد عليها الناس في معرفة ما يدور حولهم من أحداث المنطقة ،ويبقى الخبر فترة من
الزمن حتى يصل من مصدره ،كما يدخل في الخبار تأثير العوامل النفسية لناقلي الخبار
ممن يروونها بحيث يدخل فيها عامل المبالغة والتهويل أو الواقعية والصدق أو ما تميل إليه
هوى النفس للناقل كأن يكون الخبر يمس مصالح معينة لفئة من الفئات أو لقبيلة من القبائل
فيحاول هذا العقيلي أو ذاك التقليل من وقع الخبر أو كتمانه وقد يكون في صدر هذا الراوي
أمر ما على من هم مصدر الخبر فيشيعه ويضخمه ويكبره ،وتتعدد الخبار ومشاربها
وأغراضها ،فأخبار التجارة يهتم بها التجار ،وأخبار الحروب يهتم بها من ليس لديهم عمل
ويودون النخراط مع أولئك المحاربين لعله أن يصيب مغنما أو يجد عملً منتظما في السلك
العسكري ،وأخبار العقيلت الذين سافروا من أهلهم منذ مدة طويلة ،ول تقتصر الخبار التي
ينقلها العقيلت على الخبار المحضة وإنما يتخللها نوع من القصص والحكايات والداب
الشفهية سواء ما كان منها من أحداث حقيقية أو ما يمزجها من الخيال والساطير التي
تروى هنا وهناك مثل هذه الحكايات والقصص تشغل جانبا من أحاديث المجالس والمنتديات
عما شاهده فلن بالشام أو ما جرى لعلن بالعراق وما حدث لزيد في فلسطين ،أو ما فعله
عبيد في مصر مما يغذي مجالس السمر التي تتم كل ليلة ،سيما وأنه ل يوجد يومئذ أي
وسيلة من وسائل التسلية إل ما يدور في مجالس السمر من تلك الخبار والحاديث التي
يتبادلها السمار نقلً عن المسافرين أو العقيلت ،وقد يكون من بين تلك الحكايات ما هو
حقيقي مائة في المائة أوله أساس من الواقع والحقيقة أو يشوبه الخيال مما ينسجه الرواة
حول وقع القصة ،فهذا الجانب الدبي الشفهي المروي عن العقيلت من الذي سينفيه أو
يكذبه ،خاصة من أناس لم يخرجوا عن دائرة بلدانهم أو مضارب أحيائهم ،وبالخص إذا كان
راوي الخبر أو الحكاية أو القصة هناك فبهره الوضع الذي وقع عليه نظره لول وهلة وجاء
منتفخ الوداج وهو يروي ما شاهد أو سمع أو ما لمس ،ويكون للقصص العاطفية وقع
مؤثر في نفوس الشبان ومن لم يسبق لهم السفر إلى تلك القطار ،سيما إذا علمنا أن هناك
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
بعض الختلف في المفاهيم والعادات والتقاليد بين قطر وبين تلك القطار وبين نجد ،وشبه
الجزيرة العربية عموما ،مما يكون له وقع خاص لدى المستمع والمتلقي ،وهكذا نرى أن
العقيلت كانوا يقومون بنقل الخبار الشفهية المدعومة بالدب الشفهي من قصص وحكايات
وأشعار وغير ذلك مما عمر الساحة الدبية يومذاك.
-4اصطحاب المسافرين:
بالضافة إلى الخدمات التي مر ذكرها كان العقيلت يصطحبون المسافرين سواء من كان
منهم بأجر كما مر بنا من عهد الرحالة العربي ابن بطوطة عام 732-725هـ-1325-
1333م إلى نقل المستشرقين والرواد الغربيين في القرنين الثاني عشر والثالث عشر
الهجريين الثامن عشر والتاسع عشر الميلديين بينهم من أبقى لنا وصفا لرحلتهم مع
العقيلت من موانئ البحر البيض المتوسط أو حواضر الشام إلى موانئ الخليج العربي عبر
الطريق الصحراوي وكانوا ينقلون مثل هؤلء المسافرين ويتعهدونهم بالمركب المريح
والشراب المشروع والحماية من أي اعتداء كما رأينا ذلك في مكان آخر وذلك مقابل أجر
معلوم يجري التفاق عليه ،أما من يصاحبهم من الجزيرة العربية إلى القطار العربية
الخرى أو من قطر عربي إلى قطر عربي آخر فغالبا ما يكون ذلك بالمجان ،حيث أن معظم
من يذهب معهم يمثلون من يبحثون عن لقمة العيش في تلك القطار ،والغالب أن يكون
طعامهم وشرابهم أثناء الرحلة على حساب العقيلت ،وقد يستعين بهم العقيلت أثناء الرحلة
بمثابة الرعيان والجراء (الصبيان) أو رجال الحراسة وغير ذلك من مهام الرحلة ويدفعون
لهم أجورا مثل غيرهم حتى إذا وصلوا إلى هناك ذهبوا لشأنهم ،ويمموا صوب هدفهم
ويذهب الشبان بصحبة العقيلت إلى العراق للنخراط في الجيش العثماني أيام كان
العثمانيون يجثمون على كاهل القطر العراقي يمكث الشبان مع العقيلت العسكر بضع
سنوات حتى يحصل الواحد منهم على ما يكفيه للزواج وفتح بيت الزوجية ،أو ما يوفي ما
عليه أو على والده من ديون ثم يعود إلى أهله ،وبعد أن احتلت الدول الستعمارية الغربية
القطار العربية بعد الحرب العالمية الولى 1336هـ 1918 /م حين احتلت فرنسا سوريا
ولبنان واحتلت بريطانيا العراق وفلسطين وشرق الردن ومصر والسودان صار العقيلت
يذهبون إلى سوريا للنخراط في جيش الهجانة وفي الردن في الجيش العربي الردني
بقيادة القائد النجليزي (جلوب) أو "أبو حنيك" فكثير من الشبان كان يصحب العقيلت
وينخرط بالعسكرية في تلك الجهات مع العقيلت الذين تحتضنهم تلك الجهات ،ليس هذه
الفئات فحسب ،بل يصاحب العقيلت حتى أولئك الذين لهم اتجاهات أخرى كأن يبحث عن
عمل في مجال التجارة أو الزراعة وغيرها ،والسبب في ذهاب المسافرين مع العقيلت هي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
دواعي المن أثناء الرحلة ومن هؤلء المسافرين من يكون لديهم معدات السفر من الزاد
وغيره وإنما يصحبون العقيلت من أجل المان فقط وقد صاحب العقيلت أعداد كبيرة منهم
من رجع بعد تحصيله المال اللزم لقضاء حاجته ومنهم من بقي هناك وتزوج بتلك القطار
وأنجب وبقي هو وذريته هناك ،ومن بقايا العقيلت ومن سافر معهم تجمعات في عدد من
المدن في القطار العربية كالزرقاء في الردن ودير الزور في سوريا وغزة في فلسطين مما
سنتعرض له في فقرة لحقة إضافة إلى من تناثروا في مدن القطار العربية الخرى ليطرقوا
باب الرزق هناك أو أن يكون لهم مقاصد معينة كطلب العلم فإن العلماء الذين ذهبوا لتلقي
العلم في دمشق وبالزهر قد سافروا مع العقيلت وعادوا معهم بعد تلقيهم التعليم منذ
منتصف القرن الثامن الهجري السادس عشر الميلدي أمثال الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة
والشيخ حسن بن علي البسام والشيخ زامل بن سلطان الخطيب والشيخ محمد بن إبراهيم
بن حميدان والشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرهم كثير بالضافة إلى من تضطره ظروف
معينة فيجلون نهائيا عن الجزيرة العربية ويذهب إلى أحد تلك القطار فيختفي ويقضي بقية
حياته هناك ول أحد يقف له على أثر كأن يكون عليه جرم أو دم أو حصل له مضايقة من
أقاربه وغير ذلك من ظروف الحياة الصعبة التي تجعله يعاف أهله وموطنه ويذهب إلى تلك
القطار.
-5القيام بمهام المخابرات:
من المهام التي قام بها العقيلت في ذلك الوقت القيام بدور المخابرات الدولية والتحكم فيها
بحيث استفادوا مما يمكن الستفادة منه دون المساس بمصلحة قومهم ،أما ما كان يمس
مصلحة العرب والمسلمين فقد ركنوه جانبا بحيث وظفوا عملهم في هذا الجانب بما يخدم
مصلحتهم الخاصة وما يخدم المصلحة العامة ،وذلك حين نقلوا إلى بريطانيا أخبار غزو
نابليون لمصر في نهاية القرن الثامن عشر الميلدي 1212هـ 1797 /م وذلك في بداية
التدخل الغربي في أنحاء الوطن العربي ،فقد كانت حكومة الشركة البريطانية في الهند تتلقى
أهم معارك مصر عن طريق البصرة وذلك عن طريق رسلهم واستخباراتهم من عرب
العقيلت الذين نشطوا في المنطقة ،ومما يدل على إيجابية دور العقيلت في هذا الجانب أنهم
رفضوا التعاون مع نابليون بونابرت عندما كان في مصر وتوصيل رسله إلى الدرعية
عاصمة الدولة السعودية الولى وذلك حرصا منهم على عدم فتح الطريق لقوة وافدة ل
يدركون من أمرها شيئا غير أنهم رأوا ما فعلت بمصر فحالوا بينها وبين التوسع في أجزاء
أخرى من الوطن العربي وعلى الخص الجزيرة العربية ،كما أنهم قد حالوا بين نابليون
وبين تحقيق أهدافه بغزو الهند عن طريق شمال الجزيرة العربية وذلك بالحيلولة دون
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
وصول رسله وكتبه إلى مشايخ القبائل والعشائر العربية في هذه المنطقة ومشايخ المارات
العربية على ساحل الخليج العربي وبهذا فإن دورهم في عملية المخابرات كان دورا انتقائيا
ينفذون منه ما يريدون ويدعون مال يخدم المصلحة الوطنية العامة ،فهم بذلك قد أدوا دورا
مهما خدموا من خلله المنطقة واستفادوا ماديا من خلل الدور الذي لعبوه في هذا الجانب
بين فرنسا وبريطانيا.
-1أدوات الركوب:
تتكون أدوات الركوب والحمل على البل من الشدة والخروج والحدائج والمسامات والوثور
ولكل أداة من هذه الدوات شكلها الخاص ووظيفتها فالشداد بأنواعه العقيلي وهو الصغير
اللطيف (الوذف) والجباوي الرشيق
الطويل والعادي الطويل العريض والخرج بأنواعه العقيلي وهو اللطيف (الوذف) قليل
العثاكيل و"الدلل" قصيرها والحساوي وهو أكبر من العقيلي وأكثر وأطول في العثاكيل
والشمالي وهو الكبير طويل العثاكيل كثيرها بحيث تتدلى إلى ما تحت ركب المطية ،والميركة
وهي حشوة من جلد لين مدبوغ تلتف حول غرابة الشداد المامية وبها عثاكيل من سيور
الجلد مجدولة ،وقد وضعت ليتأرك عليها الراكب لراحة إحدى رجليه حول غرابة الشداد،
والدويرع وهو نسيج صوفي أو من الجلد مزركش يكون تحت الميركة على أعلى كاهل
المطية وأعلى رقبتها وبه عثاكيل تتدلى إلى أسفل من نفس النسيج ،ويكون الشداد على
جسم بدون حشوة مثلما في المسامة وإنما يكون تحته نسيج خفيف أو حشوة تسمى البدد أو
البداد ليقي المطية سطوة ظلف الشداد وإذا كان هناك رديف فهناك حشوة تسمى الحصيرة
تشد في خلف الشداد تقي الرديف ظهر المطية وتسنده عن النزلق ،والهودج بأحجامه
الثلثة الكبير والوسط والصغير الذي يسمى الباصرة ،وللهودج حنايا تحمل الظلة ويكون له
وقاء على ظهر البعير ،والمحمل ويكون من جزأين على جانبي البعير وتحته "وثر" يقي ظهر
البعير وأجنابه أما أدوات الحمل فهي الميسامة أو الغبيط أو المسامة وتعد للحمال الثقيلة،
والحدجة أو الحداجة وهي للحمال القل ثقلً ولكل من هذين النوعين حشوتين على أعلى
ظهر البعير من أن تلحها ظلف المسامة أو الحداجة مع ثقل الحمل وإليك أيها القارئ الكريم
وصفا لكل أداة على حدة:
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-1الشداد :أو الكور أو النجيرة كلها مسمى واحد غير أن النجيرة أصغر قليلً ولها بروز من
الداخل .وهي أداة مصنوعة من ألواح الخشب حسب قالب معين بحيث يتناسب وتكوين جسم
البعير سعة وضيقا وهو مكون من أربع ظلف كل ظلفتين مأسورتين لوحدهما برأس واحد
أسطواني وبرأسه أكرة هذا الجزء المرتفع يسمى غرابة الشداد المامية والخلفية ويكون
ارتفاعه ما بين 40-30سم وأكثر من ذلك وأقل ،وأسفل الظلفتين ينفرج عن زاوية تتراوح
ما بين 5140-100وأقل من ذلك وأكثر حسب حجم ظهر البعير ويكون أسفل الظلفتين
عريضا يترواح عرضه ما بين 25-15سم أملسا من الداخل بحيث يأتي على جنبي البعير
الماميتان والخلفيتان ويترك بينهما مسافة تتراوح ما بين 70-50سم بحيث يعطي لسنام
المطية حرية فل يضغط عليه تأتي أربعة أعصية مفلطحة من الخشب تسمى "المصاليب" كل
اثنين في جهة أو جانب من الشداد بحيث يكون طرف أحد العصيين على كتف أحد الظلفتين
والطرف الخر قرب قاعدة الظلفة الثانية والعصا الخر يأتي بالعكس بحيث يتعاقب العصيان
في فرض بمنتصف كل منهما يزيد من تماسكهما مع السر ،ويؤسر الشداد وتشد أجزاءه
المشار إليها أما بالقد وهو جلد البعير النيئ أو بعصب رقبة البعير وظهره ذو اللون الصفر
الذي يسمى "الجلمد" وهو المفضل لدى الكثيرين وذلك لنه أهش من القد فلو سقط الشداد
عن المطية أمكن للجملد أن ينكر ويسلم خشب الشداد دون تلف بخلف القد الذي قد يتكسر
الشداد دون أن يتكسر هو ول تخرج الشدة بأنواعها المشار إليها آنفا عن هذا الطار إل أن
الشداد العقيلي المنسوب إلى العقيلت يكون أظرف من سواه ول يحمل على الشداد الحمال
وإنما هو معد للركوب إل إذا كان من نوع النجيرة فالشداد يكون من خشب الثل والنجيرة
تكون من خشب الطلح لنها يوضع لها أكتاف من الداخل بخلف الشداد وهي أصغر من
الشداد الذي ل أكتاف له قليلً ويمتاز الشداد الجباوي نسبة إلى مدينة جبة الذي يقول فيها
الشاعر:
ِوشْدَيّدَهْ صِنْ ْع أ َهلْ جِ ّب ْة * * * ما يثني الوَرْكْ َركّاب ْه
ويكون تحت الشداد حشوة ظريفة تسمى البدد وتجمع على أبداد تقي جسم البعير من ظلفات
الشداد وهي عبارة عن كيس صوفي محشي بشيء لين ومتى ضمرت إحدى جوانبه عوضت
بما يعيد توازنها.
ويشد الشداد على المطية بالحبال التية:
( )1البطان وهو حبل يشد من مقدمة بطن البعير وأسفل الصدر مما يلي الكركرة أو الزور
وذلك لتثبيت الشداد على ظهر البعير.
( )2الحقب ويشد على حقو البعير في أسفل بطنه من أمام وركيه وذلك لكي يمنع الشداد من
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-3المحمل والمحمل يكون من شقين على هيئة قفصين مفتوحي العلى يكون على هيئة
مثلث قائم الزاوية رأس الزاوية إلى أسفل وقاعدته إلى أعلى مفتوحة وقد يكون على هيئة
نصف المعين رأسه إلى أسفل وفتحته إلى أعلى ويربط على ظهر البعير حبال قوية متينة
بشظاظين فوق عصاءين مثبتين على الوثر الذي يكون على ظهر البعير تحت شقي الهودج
والغرض من العصاءين توزيع ثقل الحمل على ظهر البعير ويكون بكل شق من شقي
المحمل أماكن لعصي أربعة ترتفع حوالي 150-100سم وذلك لتثبت مظلة فوق هذه العصي
لتقي من يركبون في المحمل حرارة الشمس أو المطر وقد يسدل من فوق هذه المظلة نسيج
يقي من بداخله لفحات البرد أو الهجير وأكثر ما يركب بالمحمل الحجاج بحيث يوضع على
كل بعير راكبين وينقل به أحيانا بعض البضائع والسلع كالسمن في أنحيته أو صفائح "القاز"
والزيت وغيرها أو الواني الزجاجية القابلة للكسر وغير ذلك ويشد المحمل على البعير
بثلثة حبال مثل الشداد إل الحبل الثالث يكون في ذنب البعير ليمسك الوثر حتى ل ينزلق إلى
المام أثناء بروك البعير بحمله ويوضع في شقي المحمل في حالة ركوب أناس فيه من
الفرش ما يقيهم صلبة الخشب المصنوع منه المحمل والمحامل على أنواع منها المعد لحمل
الركاب وهو ما أشرت إليه ومنها ما هو أصغر وهو المعد للحمال الخرى والبضائع
المومى إليها.
-4الميسامة أو المسامة أو الغبيط وكلها لمسمى واحد وهي شبيهة بالشداد غير أنها أقل
إتقانا منه في الصنعة وأطول أجزاءا وأقل عرضا في ظلفها ولها رأسان بارزان يرتفعان
من 20-10سم وعصيها الربعة مبرومة ولها أطراف طويلة من أعلى وتكون قوية بحيث
يعلق بأطرافها فردتي الحمل بعراها كل عروة من هذه العرى تدخل بطرف من أطراف
العصي أو المصاليب المسامة وبين المصاليب توجد العصفورة وهي عقفة تؤسر على رأس
المسامة للحمل وإذا كانت الحمال ثقيلة ل تتحملها عصي المسامة تثبت برأسي المسامة
البارزتين أو تشظ عليهما بالشظاظ وتشد المسامة على البعير بالبطان واللبب والثفر وهو
الحبل الذي يثبت الوثر بذنب البعير وتؤسر الميسامة غالبا بالقد المتين خاصة من رقبة
البعير ويحمل على المسامة أو الغبيط الحمال الثقيلة.
-5الحدجة أو الحداجة وهي شبيهة بقتب السنى صغيرة ذات ظلف أربع ورأسين صغيرين
وعصيين يؤسران في أعلها على كتفي الظلف الربع بحيث يمسكان بالظلف من أعلى
والغرض منها أن تكون فوق حشية الوثر تقي ظهر البعير التقاء عرى الفردتين أو
الغرارتين حين التقائهما بالشظاظين وتربط الحداجة على ظهر البعير بالبطان واللبب والثفر.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-6الوثر وهو كيس مستطيل من النسيج الصوفي الخشن الغليظ السود بطول مقدمة ظهر
البعير من الجانبين يثنى على ظهر البعير من خلف السنام حتى رأس كتفي البعير وهو أغلظ
من الوسادة يقارب مطاط عجلة السيارة المنفوخ جيدا ،تكون ثنيته من الخلف وطرفاه إلى
المام ويحشى هذا النسيج أو الوثر بالتبن أو بأعواد الحشائش اللينة كالنصي والغرز والثمام
وغيره وأحيانا بالرمث ويوضع على البعير ليقيه ما يوضع عليه من أشدة كالمسامة
والحداجة والهودج والمحمل وروايا الماء وغير ذلك من الحمال ويشدد على ظهر البعير
ويخاط في طرفيه ومثناته بعد وضع فتحة فيه للسنام بالضافة إلى حبل يربط بذيل البعير
يسمى الثفر وغالبا ما يبطن الجزء الذي يوالي ظهر البعير بنسيج ناعم حتى ل يؤذي ظهر
البعير وعندما ما يجوع البعير قد يلجأ صاحبه إلى إعطائه من حشوة الوثر الذي على ظهره
في حالة انعدام العلف ،ولذلك يضرب به المثل فيقال عادت البل إلى أوثارها أي وصل المر
إلى أقصى منتهاه.
"-7القلوة" وهي حجر أو جسم صلب خشبة ونحوها مكورة أو قريبة من ذلك يصر عليها في
زاوية المزادة أو الفردة أو العدلة ونحوها يربط عليها بحبل قوي أو شريط من الليف وغيره
ليكون منها بمثابة عروة لهذه العدلة والفردة أو عوضا عنها وهي بحجم كلية الشاة أو أكبر
منها.
-8الشظاظ :يجمع على أشظة وهو عود مدبب الرأس بطول ما بين 15-10سم يوضع في
إحدى عروتي الفردة بعد مداخلتها مع الثانية إذا قرنتا على البعير أو يقرن بالشظاظ الواحد
العروتين وبالثاني العروتين الخريين أو بأعلى نسيج الوعاء وإذا ما أريد إنزال الحمل جذب
هذا العود فانفلتت عروتا الفردة كما تستعمل الشظة في عروتي المحمل إذا كان من ذوات
العرى والمثل يقول "على قلوة وشظاظ" أي أننا على أتم الستعداد للنطلق.
- 2أدوات البل:
تتكون الدوات الخاصة بالبل من عدة عناصر يتم بواسطتها التحكم بالبعير وفق ما يريد
راكبه ومن هذه الشياء:
-1الرسان واحدها رسن وهو ما يقاد به البعير ويتحكم فيه بواسطته ويتكون من حبل
مجدول من ثلثة أو أربعة أفرع مضفورة ويتكون الرسن من الجزاء التية أولها الخطم
وهو ما يلف حول خطم البعير أو أنفه ويتكون إما من الحبل المجدول أو المفتول أو يكون
من الحبل المنسوج من عدة فروع عريض بحوالي 3سم وهذا الجزء من أجل طواعية
البعير ،والجزء الثاني هو العذار وهو الجزء الذي يلف حول خلفية راس البعير ويكون في
الغالب عريضا من 5-3سم منسوجا بشكل جيد فيه زخارف ونقوش من مختلف اللوان وقد
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
يكون عاديا بدون زخارف وموضعه على مؤخرة رأس المطية وفوق خديها الجزء الثالث
وهو مقود الرسن الحبل المجدول من خيوط ملونة زاهية ويتراوح طوله ما بين 2-1متر
وبرأسه عثكول كبير من الخيوط الزاهية اللوان وقبيل طرفه بحوالي نصف متر هناك شبه
عقد بنفس الجدل لتساعد الراكب على مسك الرسن جيدا حتى ل ينملص من يده فيما لو
عصت مطيته وعند مجمع هذه الجزاء الثلثة يكون هناك حلقتين أو ثلث حلقات من حديد
تجمع هذه الجزاء الثلثة تسمى قراريص الرسن ويتدلى من هذا التجمع ومن العذار عثاكيل
صغيرة زاهية اللوان تكون على خلفية الرأس معلقة بالعذار وحتى قراريص الرسن توضع
هذه العثاكيل للزينة.
-2الشكائم واحدها شكيمة وهي حبل عادي قوي مجدول إما من الصوف أو شعر الماعز أو
من ليف النخل وله أجزاء الرسن الثلثة الخطام والعذار والمقود ،والشكيمة تخلو من جوانب
وعناصر الزينة يقاد بها البعير ويتم التحكم فيه وأكثر ما تستعمل الشكيمة لقيادة البل
الصعبة التي لم تروض أو البل التي يراد أن تسلك طريقا ل تريده والغرض من العذار حتى
ل يفسخ البعير الشكيمة أو الرسن كما أن الغرض من الخطام هو تسخير البعير والحد من
صلفه وعنفوانه.
-3العقل ،واحدها عقال وهو حبل من صوف أو شعر أو وبر أو ليف أو مادة أخرى متينة
يتراوح طوله ما بين 70-50سم مجدول من ثلثة فروع أو أقل أو أكثر يكون بأحد طرفيه
عقدة يلوى عليها طرفه أثناء عقل البعير وهو ربطه مع يده مثنية أثناء بروكه على الرض
بحيث يبقى باركا في مكانه ل يريمه وأحيانا ل يكفي البعير عقالً واحدا ،فقد يقوم وإحدى
يديه معقولة ،ولذلك تعقل يداه معا وقد يزحف وهو معقول اليدين لزيادة المان تعقل إحدى
رجليه ،والعقل ل يستغنى عنها أبدا يكون مع راكب المطية عدد من العقل ومع الحملة أو
القافلة أعداد كبيرة من العقل بمعدل عقالين لكل بعير وبعض البل يكون هادئا يكفيه عقال
واحد وبعضها يكون جفولً ل يكفيه إل الثني بالعقال مع كلتا يديه ،ويكنى عن قوة البعير
بقولهم يثور بالعقال إذا كان قويا وسمينا وإذا لم يكن مع صاحب المطية عقال لها عقلها
بطرف رسنها أو شكيمتها ،ومن عقال البعير ولدت كلمة اعتقال ،ومعتقلت.
-4الهجر واحدها هجار وهو ما يربط به البعير ويهجر وذلك بربط يده ورجله من أسفل
الذراع والساق مما يلي الرسغ من جهة واحدة بطول معقول يتراوح ما بين 1.5-1متر
بحيث يستطيع البعير أن يمشي ويرعى ول يستطيع الجري والهروب بطريقة سريعة كما
يتخذ الهجار للجمل الفحل ليمنعه من ضرب طروقته وهي أنثاه الناقة حيث يعوقه الهجار من
الوثوب عليها وقد يكون الهجار معد لهذا الغرض بطول معين وله عروتان مع طرفيه تقرن
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
كل عروة بعضو من أعضاء البعير وقد يكون حبلً عاديا من الصوف أو الشعر أو من ليف
النخل وإذا كان البعير صعبا وضع فيه قياد وهجار حتى يقل عنفوانه.
-5القيود ،واحدها قيد وهو حبل يقيد به البعير مع يديه من أسفل ذراعيه مما فوق مفصل
الرسغ ويكون إما من حبال الليف معد لهذا الغرض له عروتان بكل طرف عروة تقرن على
ل عاديا من الصوف أو الشعر أو الوبر أو غيره من المواد المتينة
ذراع البعير وقد يكون حب ً
يقيد فيه البعير مع يديه ويترك ما بينهما مسافة حوالي 50سم أو أطول من ذلك أو أقصر
بحيث يعطى البعير حرية المشي بخطى قصيرة وذلك من أجل الرعي ول يستطيع المشي
السريع فضلً عن الجري.
-6الحبال الضافية وتستخدم هذه الحبال لعدة أغراض منها اتخاذ ما يسمى "التعضيد"
للبعير وهو رباط يربط به البعير مع يديه من أسفل عضديه من فوق الركبتين وهو بمثابة
القيد لكنه أكثر حرية من القيد ويمنعه من الجري والهروب ،ومنها رباط "التفقير" وهو حبل
يربط حول حقو البعير من خلف بطنه وأمام وركيه ويربط بإحدى يديه مع العضد بحيث
يعطى البعير حرية المشي بدرجة أكثر من التعضيد يمشي ويرعى ولكنه ل يستطيع الهروب
والجري السريع ،ومنها رباط "الحجز" أو الحجاز وهو رباط يربط به البعير وهو بارك من
أسفل ساقي رجليه ويلف حول مؤخرة ظهره بمكان مركب الرديف أو مردف البعير فهو في
هذه الحالة ل يستطيع النهوض من مبركه حتى ولو لم يكن معقول اليدين وإن كان معقول
اليدين ل يستطيع أن يتحرك إطلقا ويستعمل القيد والحجاز للبعير الصعب في حالة ترويضه
إذا كان صعبا أو البعير الشرود أو البعير الهائج.
-3أدوات السقي:
يولي العقيلت وغيرهم ممن يضربون بطن الصحراء في أسفارهم عناية خاصة بأدوات
الماء ،كيف ل وهو شريان الحياة الذي ل تستقر الحياة إل به ،فإن أهم ما يعتنون به هو
أدوات الماء سواء في نقله أو استخراجه من أعماق البار بجوف الرض أو ما يسكب به
عند خروجه بالدلء ليرتووا منه ويسقون ركابهم وأنعامهم ،ولم تختلف الدوات التي كانت
تستعمل لهذا الغرض منذ آلف السنين فقد بقيت كما هي إلى أن انتهى دور العقيلت لم
يتغير منها شيء ولم يدخل عليها جديد فهي القربة والراوية والدلو والرشاء والمحالة
والقامة والحوض والقتب وفيما يلي تفصيل ذلك:
-1القربة :تجمع على قرب وهي من جلد الغنم المدبوغ والمدهون مخروزة من أسفل ومع
مكان الرجلين عروة الرجلين عروة ومع مكان اليدين عروة أخرى ومكان الرقبة هي فوهة
القربة التي منها يحقن الماء ويسكب ويتم ربطها بوكاء من خيط مربوط بعروة اليدين وذلك
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
حتى ل يخرج منها الماء وبهذه القربة على مختلف احجامها ومسمياتها ينقل الماء ويبرد
للشرب وغيره والصغيرة من القربة تسمى الشكوة والقديمة منها تسمى شنة وتطلق الشكوة
على الصغيرة من قربة الماءوالصغيرة من صميل اللبن وتجمع الشكوة على شكاء وكل هذه
اللفاظ فصيحة.
-2الروايا :أو الروي مفرها راوية وهي بمثابة القربة ولكنها أكبر منها وتختلف عنها في
الشكل وهي مصنوعة من جلود البل المدبوغة وأكبر من القرب أو ما يساوي نصف حمل
البعير أي أن البعير المعد لنقل الماء يحمل راويتين وتستخدم الروايا أو الروي لنقل الماء
للمسافات الطويلة في المظامئ أو إذا كانت القافلة معها خيل تحتاج إلى الماء أكثر من البل
حين تحتاج كل فرس من راوتين إلى أربع روايا حسب بعد المسافة وقربها كما تستخدم
الروايا في حالة قطع المسافات الطويلة في "الحولت" لستخدام الماء لرجال القافلة للشرب
وغيره ومن اسم الراوية اشتق اسم راوية الخبار والحاديث والشعار وغيرها إذا كان
يحتوي على الكثير من هذه المور فلن راوية تشبيها له على الراوية حسبما أطلقها العرب.
-3الرشية :واحدها رشاء وهو حبل غليظ مجدول من ثلثة فروع إما أن يكون من ليف
النخل أو أن يكون من المرس أو حبال الكتان الذي يرد من الهند يطول الرشاء ويقصر
حسب عمق الموارد وقصرها ،تلك الموارد التي ستمر بها القافلة ،وأحيانا يوصل الرشاء
برشاء آخر عندما تكون البئر عميقة .وبهذا الرشاء يمتح ويستخرج الماء بالدلو من أعماق
البار في جوف الرض وإذا كانت البئر عميقة جدا يجر وسط الرشاء بالرض قبل أن تخرج
الدلو سمي مثل هذه البئر بالجرور ،وعلى ما يخرجه الرشاء من الماء يعتمد المسافرون.
-4المحال ،واحدها محالة وتكون في الغالب من الحجم الصغير أي "محالة بدو" كما تسمى
وتختلف عن محالة الحضر الكبيرة ،وتمتاز الصغيرة بأنها خفيفة المنقل وتؤدي نفس
الغرض وهي بكرة اسطوانية ذات أسنان قصيرة محكمة لها فلك يجري فيه الرشاء ولها قب
اسطواني في مركزه ثقب يدخل فيه المحور الذي تدور عليه المحالة وغالبا ما يكون محور
مثل هذا النوع من المحال من قضبان الحديد التي تسمى "مخاطر" واحدها "مخطر" هذه
المحالة يتراوح قطرها ما بين 50-35سم مصنوعة من الخشب بطريقة محكمة وقد تكون
أكبر من هذا الحجم وأصغر وتثبت المحالة برأس خشبة تسمى القامة.
-5القامة ،تجمع على قامات وهي عبارة عن خشبتين بطول واحد يتراوح طولهما ما بين
4-3أمتار وقد تزيد عن ذلك أو تنقص حسب وضع البئر وعمقه وقوة حافته حيث يتم
تثبيت الخشبتين في الرض ويمسك بينهما بمسامير حديدية أو حبال تربط بها ويكون
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
بطرفهما المرفوع فوق البئر فتحة تثبت بها المحالة بقضيب حديدي من خلل ثقبين
متوازيين برأس الخشبتين وأحيانا تكون القامة خشبة واحدة بطرفها فرعين "شغنتين" من
نفس الخشبة يثبت فيهما المحالة ويتم متح الدلو من فوق المحالة المثبتة برأس القامة
وتنصب القامة على حافة البئر وأحيانا يكون على البئر الواحد عددا من القامات إذا كانت
القافلة كبيرة وتحتاج إلى مزيد من الماء أو عليها زحمة من الورود.
-6الدلء ،واحدها دلو وهي وعاء جلدي على هيئة قبة مقلوبة أو نصف كرة فتحتها إلى
أعلى وتكون الدلء من جلود الغنم والبل المدبوغة والمدهونة وعلى فوهتها عرقاة هي
عبارة عن خشبتين متقاطعتين من النصف تحفظان فوهة الدلو مفتوحة وهي على عدة
أحجام منها الحجم الكبير الذي ل تخرجه غير البل وهي غالبا ما تكون من جلود البل أو
البقر ويليها الحجم المتوسط وهو ما يمتح على البل أو بواسطة المتح اليدوي للرجال
والحجم الصغير وهو القلص وغالبا ما يمتحه الرجل على اليد وبهذه الدلء يستخرج الماء
من أعماق البار.
-7القتاب واحدها قتب وهو مصنوع من ألواح الخشب شبيه بالحدجة أو الحداجة يتكون
من أربع ظلف وعصا يمسكان أكتاف الظلف من تحت خشبة تجمع الظلفتين تسمى
"الدخاش" ويسميان مصاليب القتب وعصاءين آخرين يمسكان كل ظلفتين من جهة واحدة
من القتب من اليمين والشمال من أسفلهما يسميان "زنافير" القتب ،ويدخل طرف الرشا من
بين ظلفتي القتب من الجانب من اليمين أو الشمال حسب وضع المنحاة على البئر الذي
سيخرج منه البعير الماء ويثبت طرف الرشاء في طرفي العصاءين المثبتة في أعلى القتب
من جهته المامية ويشد القتب على البعير في ثلثة حبال البطان وهو حبل عريض يلف
حول بطن البعير مما يلي الصدر من خلف الزور أو الكركرة وذلك ليثبت القتب على ظهر
البعير والحبل الثاني هو السناف أو اللبب وهو حبل عريض يثبت على نحر البعير من عند
أصل رقبته وفوق كتفيه ليمنع القتب من النزلق إلى الخلف عند تصديرة البعير بالدلو
والحبل الثالث هو الحقب وهو حبل يلف حول حقو البعير ومؤخرة بطنه بحيث يمنع القتب
من النزلق في حالة عودة البعير في أدناة الدلو إلى الماء ،ويكون تحت القتب المرشحة.
-8المرشحة وهي حشوة مستطيلة الشكل تأتي على ظهر البعير تحت القتب وهي مكونة
من النسيج الصوفي الخشن ومبطنة مما يلي ظهر البعير من قماش لين ترشح عنه العرق
ح القتب على ظهره ويكون موضع
ومن هنا جاءت التسمية والمرشحة تقي البعير من َل ّ
القتب في مقدمة السنام إلى رأس الكاهل والمرشحة تحشى بالتبن أو القش أو يضاف إليها
طبقات من النسيج الصوفي بحيث تقي البعير تأثير القتب عليه.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-9الحياض ،واحدها حوض وهو وعاء مصنوع من جلد البعير المدبوغ والمدهون يمثل
نصف كرة فوهتها إلى أعلى وقعرها إلى أسفل يقوم على أربع أو ست حنايا من أغصان
الشجار الطيعة للحني حيث تحنى وهي رطبة ثم يثبت عليها الجلد على الهيئة المشار إليها
ل يقوم على
وأحيانا يكون الحوض على هيئة مربع يقوم على أربع قواعد وقد يكون مستطي ً
أربع أو ست قواعد ويوضع الحوض أو الحياض قرب فوهة البئر بحيث يسكب فيها الماء
الذي يخرج دفعات متتابعة حتى ترتوي المواشي ومن هذا الحوض تمل القرب والروايا.
-10المحاور ،جمع محور وهي من قضبان الحديد بسماكة من 16-14مم كانت من
صناعات الحدادين وطول هذه القضبان التي تسمى "مخاطر" جمع "مخطر" 60-40سم وهي
التي تدور عليها المحالة على واحد منها يدخل من ثقب بالمحالة وثقبين بالقامة سبقت
الشارة إليهما ثم يتم استخراج الماء على المحالة القائمة على هذا المحور.
-4أدوات الراحة:
القائم بالرحلت الصحراوية الشاقة لبد له أن يأخذ قسطا من الراحة بين المرحلة والخرى
ولبد لفترة الراحة من متطلباتها لتتم هذه الراحة فيها أو عليها أما القوافل الخاصة بالتجار
ففيها وسائل الراحة أكثر حيث يأخذ التجار معهم في الغالب خيامهم وأسرتهم ومناضدهم
ومقاعدهم وأدوات المطبخ والسفرة خاصة للتجار الجانب والرحالة ومن في مستواهم،
ولذلك فقد حسب العقيلت حسابا لهذا الجانب واتخذوا الترتيبات اللزمة ومن مستلزمات
الراحة والوقاية.
-1الخيام أو الشرع واحدها خيمة أو شراع وغالبا تكون الخيام من الحجم المتوسط أو
الصغير مراعاة لعملية الحمل عدا أمير القافلة الذي قد تكون خيمته مميزة كبيرة وأحيانا
يقرن له أكثر من خيمة ليكون جزء منها مجلس الرجال ،والخيمة كما هو معروف تتكون
من:
أ -قبة الخيمة :أو سقفها وهو الجزء الدائري أو المربع أو المستطيل الذي يعلو الرواق
ويقي من بداخله أشعة الشمس صيفا والمطر شتاءً وبأطراف القبة تثبت الطناب التي تشدها
إلى الرض.
ب -الرواق وهو الجزء الواقف الذي يحيط الخيمة على أي شكل كان وبه العمدة التي
ترفع الخيمة وأحيانا تكون العمدة منفصلة عنها وبالرواق فتحات بمثابة النوافذ والبواب
تفتح عند الحاجة والرواق يقي من في داخل الخيمة من لسعات البرد شتاء ومن لفحات
السموم والهواء الحار صيفا ويعتبر سترا لمن يقيم بداخل الخيمة.
ج -العمدة وهي عماد الخيمة المنصوبة من الخشب أو عصي الخيزران وقصب الماء وهي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
التي ترفع الخيمة يتوسطها أطول عمود فيها يسمى الواسط ولول أعمدة الخيمة لما اعتبرت
الخيمة ذات قيمة ولما حصلت منها الفائدة المطلوبة وفي العمدة أطوال متفاوتة فعمود أو
أعمدة الوسط تكون أطول من أعمدة الجوانب التي تلي الرواق وقد يكون عمود أو أعمدة
الواسط من عدة أجزاء وفي رأسه العلوي قرص دائري أو مربع أو مثمن وأحيانا يكون هذا
القرص مثبت في جسم الخيمة ،وعماد الخيمة واسطها وتساعده أعمدة العوارض كما قال
الشعر الشعبي:
احتموا بيتكم ل ينهدم كله * * * ل وقع واسطه ما تنفع أطنابه
د -الطناب واحدها طنب وهي الحبال التي تشد الخيمة إلى الرض وتمسكها عند ارتفاعها
وتكون في الغالب من حبال القطن وقد تكون من حبال الصوف أو الشعر أو الوبر أو الكتان
المرس أو من حبال ليف النخيل وغير ذلك من المواد التي تتخذ منها الحبال.
هـ ـ الوتاد واحدها وتد وقد تكون من الخشب أو من قضبان الحديد معقوفة الرأس على
هيئة حلقة ،ووظيفتها تشد بها أطناب الخيمة وتكون مثبتة حول الخيمة بأبعاد معقولة تشد
بها الطناب شيئا فشيئا حتى تستقيم الخيمة على الوضع المتوازن.
و -موقعه أو مطرقة أو "كابون" كما يسميه البعض لتثبت الوتاد في الرض عند نصب
الخيمة وتقلع بها عند تقويضها ونزعها.
-2الفرش ،واحدها فراش وهو ما يتخذ للجلوس عليه أثناء الراحة بالنهار والنوم عليه في
الليل ،وغالبا ما يكون من المنسوجات الصوفية أو الوبرية من البسط و "السياح" والقطائف
والعدول واحدها عدل وغير ذلك من المفروشات ،ول يهتم العقيلت بالفراش ول يعتنون
بالمخدات والوسائد كثيرا فأي جسم لين يمكن اتخاذه مخده ،بل وحتى الجسام الصلبة يوضع
عليها ما يقي الرأس وينام عليها مثل طرف فردة الحمل إذا كانت الرض لينة فإن الكثير من
العقيلت ينامون على الرض ويتوسدون كومة من التراب بمثابة مخدة خاصة في ليالي
الربيع والصيف والخريف لنهم عودوا أنفسهم على ذلك.
-3الغطية واحدها غطاء وهو الدثار ويكون العناية به في فصل الشتاء والربيع وتكون
الغطية في الغالب من المنسوجات الصوفية والوبرية المشار إليها آنفا تساعد هذه الغطية
ما يرتديه النسان من الملبس الصوفية والقطنية كالجبب والعباءات والفراء و "البيادي"
واحدها بيدى وغير ذلك مما يرتديه النسان ويقيه لسعات البرد.
-5أدوات القهوة:
بعد انتشار عادة شرب القهوة بين الناس الذي حصل في القرن العاشر الهجري السادس
عشر ميلدي وما بعده وكانت في بداية المر غير نشطة ثم بلغ الهتمام بها ذروته في
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجريين التاسع عشر والعشرين الميلديين ،ولم يكن
العقيلت بمنأى عن هذا الهتمام ،فقد كانت القهوة رفيق السفر الذي ل يستغنى عنه وقد
اسندها في السنوات الخيرة الشاي لكنها هي صاحبة المكانة الولى عند الرجال عامة
والمسافرين من العقيلت وغيرهم خاصة فقد خصص لها العقيلت مكانة مرموقة،
وخصصوا شخصا لصنعها لرجال القافلة وإدارتها عليهم وعلى رأسهم أمير القافلة ،كما
أعدوا لها الواني الخاصة بصنعها وإدارتها ونقلها في حالة السفر المتواصل "المحال" ولو
نظرنا إلى الدوات والواني التي تصنع بها القهوة لوجدناها:
-1محماسة القهوة وهي الداة والواني التي تحمس وتحمص بها القهوة وهي أداة حديدية
على هيئة دائرة مقعرة لها مقبض طويل أو "عصا" من نفس الحديدة بطول يتراوح ما بين
1.5-1متر ولها يد من قضيب حديد طرفه مفلطح بشكل دائري رقيق يحرك حب القهوة
أثناء تقليبه على النار داخل جسم المحماسة المقعر وتربط اليد من طرفها بطرف المحماسة
بسلسلة مناسبة تربط بها المحماسة مع يدها.
-2الهاون أو "النجر" ويتكون من المعدن خفيف الحمل كالمحماس أو الخشب وغيره وهو
الذي تسحق به القهوة بعد تحميصها أو حمسها ويتكون النجر من جسم اسطواني مقعر
بفوهة كافية لستيعاب كمية القهوة المراد سحقها ودقها وله يد تدق فيها القهوة من نفس
معدن النحاس أو الحديد.
-3الدلل واحدها دلة وعادة تكون الدلل مجموعة ما بين 3-5-4في الحوال العادية مثل
حالة الستقرار لكن في حالة السفر يختصر هذا العدد بحيث يقتصر على اثنيتين على الكثر
واحدة تغلى بها القهوة وتسمى "مطباخة" والثانية تبهر بها وتسمى "مبهارة" وبعض الحيان
يكتفى بدلة واحدة تجمع بين المهمتين الغلي والتبهير في وقت واحد نظرا لحالة السفر
والتنقل.
-4فناجين القهوة وهي فناجين من الصيني صغيرة الحجم بمقدار قبضة اليد رشيق جميل
الشكل تصب فيه القهوة بكمية قليلة ل تتجاوز سدس الفنجان أو أقل من ذلك فيرتشفها
الرجال ارتشافاَ وهي حارة من هذه الفناجين ،وبعضهم يقتصر على ما يصب في الفنجان
بكمية قليلة بمقدار رشفة واحدة ،أو "شفة" واحدة في كل مرة ،ولدارة القهوة وارتشافها
عادات وتقاليد ليس هذا محلها ومن أراد الطلع على المزيد فيما يختص بالقهوة وصنعها
وإدارتها وغير ذلك فعليه الطلع على كتابنا "القهوة العربية وما قيل فيها من الشعر الصادر
عام 1990-1410م.
-5الصلعة وهي وعاء فخاري مدهون من الداخل والخارج له غطاء محكم من فوهته
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الضيقة وتسكب في هذا الوعاء القهوة الجاهزة للشرب ثم يحكم الغطاء وتنقل أثناء السفر
وعند الحاجة إلى القهوة أثناء السفر المتواصل "الحولة" تسكب هذه القهوة بالدلة وتسخن
على النار ثم تشرب ويعاد الزائد منها في الصلعة مرة ثانية وهي بمثابة ما يسمى في
الوقت الحاضر "الترمس" لكنها ل تحتفظ بالحرارة أو البرودة فيما تحويه مدة طويلة.
-6تتكون القهوة كما هو معروف من حب القهوة المحمص والمسحوق مضافا إليه البهار
من حب الهال "الهيل" والقرنفل والزعفران وغيره.
-7أدوات الشاي وتتكون من:
الباريق واحدها إبريق وهو وعاء من المعدن أو الصاج المدهون وعادة يكون عدد هذه
الباريق احدهما يغلى فيه الماء ويسمى "مفواح" والثاني يوضع فيه الشاي والسكر ويسمى
"مصباب" غير أنه في حالة السفر يقتصر هذا العدد إلى إبريق واحد يغلى فيه الماء ويوضع
فيه الشاي والسكر وكان هذا المشروب يسمى "السكر"كما كان يسمى "الحلو" وغالبا ما يكون
إبريق السفر أسود اللون وذلك لتعرضه للنار.
-8الكاسات ،واحدها كأس أو كاسة وتسمى "بيالة" ولم تكن بهذه الشكال التي نراها بها
اليوم ،فقد كانت مصنوعة بشكل بدائي من الزجاج غير النقي وأحيانا تكون من المعدن على
هيئة كأس يشرب به الشاي وذلك لنها تتحمل تحركات السفر ،ولم يكن الشاي منتشرا ،كما
هو اليوم بل إنه قليل ول يصنع إل لنسان مرموق أو له مكانة أو ضيف عزيز أو تاجر كبير
أما بقية الناس فقد ل يذوقه إل نادرا مثل ذاك الذي ذاقه ابن عمه من وراء الخيشة عندما
كان مع عقيل في طرفة موجودة بمحلها والسكر الذي يستعملونه من القوالب التي تكون
بكتل كبيرة نوعا ما تسمى "محاقين السكر"واحدها محقان لن الكتلة تأتي على هيئة محقن
أو محقان الماء.
-9أحيانا يستخدم الحليب الطازج الطبيعي بدلً من الشاي حيث يغلى الحليب ويحلى بالسكر
ويشرب يضاف إليه في فصل الشتاء الزنجبيل المسحوق وغير ذلك من الفادية الحارة
كالفلفل السود المسحوق خاصة في أيام البرد أو كنوع من العلج لمن أصيب بأمراض
صدرية كالزكام وغيره.
-6أدوات الطبخ:
يقتصر العقيلت في أواني الطبخ على الواني الضرورية جدا من قدور وصحاف وصواني
ومغارف تفي بالغرض لطبخ الطعام وغرفه وتقديمه للكلين وأحيانا تستعمل النية لكثر من
غرض ،فيأخذون ما تتطلبه القدور من كراسي حديد تقوم مقام الثافي "الهوادي" في حالة
نزولهم في أرض ليس فيها حجارة ويستخدم منها كلما خف حمله ووفى بالغرض المطلوب
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ويتولى الطباخ ومساعده ما يسمى "بالثاية" وهي المطبخ وما يتعلق به والقهوة
ومستلزماتها وكل ما يتبع ذلك من مواد تموينية من كميات الطعام كالتمور والطحين من
دقيق القمح وجريش القمح الصلب "اللقيمي" والرز العراقي "التمن" والكليجا السكر المعجون
بشيء من السمن مع الماء ثم الشوي على النار وهي بمثابة الخبز الجاهز للتناول في أي
وقت حتى والناس على ظهور ركابهم خاصة إذا كانوا في سفر متواصل في "المحالت" التي
ل يتسنى لرجال القافلة أن يستريحوا ويقوم طباخهم بإعداد الطعام لهم ومثل استعمال
"الكليجا" التي يسميها الرواد الغربيون الذين رافقوا تلك القوافل بالخبز الجاف مثل هذه
المادة مادة أخرى تسمى "الشعثاء" وهي من القط المجروش والتمر منزوع النوى مع قليل
من السمن ومعمول على هيئة كتل صغيرة بمثابة قبضة اليد وهي جاهزة في أي وقت
وتعطى مادة غذائية جيدة مثل سابقتها وربما زادت عليها هذا بالضافة إلى السمن الحيواني
من الضأن والماعز الذي تحتاج القافلة لكميات ل بأس بها ويسمى السمن الدام "أو اليدام"
تحتاج القافلة من هذا الطعمة إلى كميات تكفي لرجالها في ذهابهم وإيابهم وقد تصل إلى
عشرات الحمال بالنسبة للقوافل الكبيرة ،ولو ألقينا نظر على أدوات المطبخ التي يصحبها
العقيلت في رحلتهم المتواصلة على مدار السنة لوجدناها تتكون بصفة رئيسة من:
-1القدور بمختلف أحجامها حسب حجم القافلة قلة وكثرة فإذا كانت القافلة كبيرة يتراوح
عدد رجالها ما بين 2000-1000رجل أو أكثر وجدت معهم من القدور الكبيرة وتتوزع إلى
عدد من الفرق أو "الخبر" وإن كانت القافلة متوسطة العدد ما بين 1000-500رجل كانت
القدور والواني أصغر من ذلك وإذا كانت القافلة صغيرة من 500شخص فما دون ذلك
ينعكس على أوانيها مع أواني وقدور أخرى لمختلف أغراض القلي والطبخ.
-2الصحاف والصواني التي يقدم بها الطعام للكلين وتتمشى بأحجامها مع أحجام سابقتها
حيث يقدم لكل "خبرة" فرقة الطعام الذي يكفيهم من هذه القدور الملى بالطعام ول يهتمون
كثيرا باللحوم إل ما تيسر من صيد البر أثناء المسير من الظباء والمها والرانب وغيرها
وإذا تعذر وجود اللحم فإنهم يستغنون عنه بالسمن يأتدمون به وأحيانا يأتدمون باللبن أو
المرق دون الحاجة إلى اللحم ،فإذا حصل لهم السمن أغناهم عما سواه من اللحوم وغيرها.
-3المغارف وهي ما يغرف به الطعام من القدور وغالبا ما تكون مصنوعة من الخشب أو
من المعدن ولها أحجام مختلفة حسب الحاجة إليها.
-4الكراسي أو "المراكيب" وهي التي تؤثف عليها القدور في حالة عدم وجود الحجارة
الوافية بالغرض أما إذا وجدت الحجارة فهي أفضل للقدور كأثافي ،الكراسي مصنوعة من
قضبان الحديد الفولذ حتى ل تتأثر بحرارة النار مع طول الستعمال.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-5عدد من أواني الشرب "الطياس" واحدها طاس أو طاسة وتستخدم هذه لمختلف
الغراض عند الطبخ ،إلى غير ذلك من الدوات الضرورية لطبخ الطعام وتقديمه وتقديم
الماء واللبن وغيره.
-1حجم القافلة:
تختلف متطلبات القافلة من الرجال تبعا لكبر القافلة وصغرها فإذا كانت القافلة كبيرة احتاجت
إلى أعداد كثيرة من الرجال من الحراس ورجال الخدمات للتحميل والتنزيل وإذا كانت القافلة
تجارية يغلب عليها الحمال ،أما إذا كانت القافلة من تجار البل والخيول فإن الخدمات فيها
تنصب على الرعيان ومن يقومون بعملية السقي فقافلة تتكون 700-500خيمة أو شراع
يتكون حرس القافلة من 600-400رجل وعدد مماثل من الرجال للخدمات وقافلة تتكون من
400-300خيمة تحتاج من الحرس إلى عدد يتراوح ما بين 400-200رجل وعدد مماثل
للخدمات وكلما ارتفع عدد الخيام في القافلة احتاجت إلى حراس أكثر ويقل هذا العدد طرديا
كلما انخفض عدد الخيام ،أما بالنسبة للقوافل التي بضاعتها البل والخيول فإنها تقسم إلى
رعايا فقافلة تتكون من 300-200رعية وتتكون الرعية حسب التقسيم من 91-81رأسا من
البل منها 80أو 90رأس من البل العادية والعدد الفردي تكون "القعدة" وهي مطية الراعي
ففي مثل هذه القافلة تحتاج من الرعيان و"الملحيق" و"الخوياء" أو الحرس إلى عدد يتراوح
ما بين 600-400رجل وكلما زادت عدد رعايا القافلة من البل ارتفع عدد الرجال الذين
تحتاجهم غير أن الخيول تحتاج إلى رجال أكثر وذلك لحاجتها إلى الماء وتتراوح رعايا
الخيل من 200-100فرس فإنها تحتاج إلى ضعف عدد الرجال والبل التي تحمل الماء
للخيل في "المحالت" أي الرحلت المتواصلة ويحمل الماء للخيل في الروايا على ظهور
البل ،مع مراعاة أن سير القوافل التي معها خيول يكون بطيئا نظرا لقصر المسافة التي
تقطعها الخيل يوميا ولحاجتها إلى الماء ولذلك فإن التجار ينتظرون هبوب الرياح الموسمية
في البحار الهندية وفي هذا الوقت يقوم تجار الخيل ورعاتها بدفعها عبر المسارات الشمالة
ويقطعون بها سبع عشرة مرحلة حتى يصلوا بها إلى الكويت ،ويسوقون معهم في رحلتهم
إبلً تحمل لهم ولخيولهم مياه الشرب التي يحتاجونها للخيل من الموارد التي يمرون عليها،
وبذلك يتضح أن القوافل التي تكون تجارتها الخيول هي أصعب من التي معها البل نظرا لن
البل تتحمل الظمأ والسير لمسافات طويلة دون الحاجة إلى الماء من الخيل ،كذلك تختلف
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
القافلة التي تحمل البضائع عن القوافل التي تحمل الحجاج الذين تتراوح قوافلهم ما بين
3000 – 2000فرد وقد تزيد عن ذلك فمثل هذه القافلة الكبيرة تحتاج إلى حوالي نصف
هذا العدد من رجال الخدمات الذين يعملون في التحميل والتنزيل والسقيا على الموارد ،فإذا
تصورنا أن مع هذه القافلة حوالي ثلثة آلف بعير فما هو المورد الذي يكفيهم من الماء إل
أن يكون ذلك على مراحل وتستمر عملية السقي بالليل والنهار على مدار الساعة بحيث
تروي إبل القافلة ويأخذ الرجال ما يحتاجون من الماء في قربهم ورواياهم كما أن هذه
القوافل الكبيرة تحتاج إلى العديد من الحراس ،أما القوافل التجارية فإن الجند المرافقين
للقافلة يتناسب طرديا مع مقدار المتعة التي ينقلونها وتبعا لقيمتها حيث تتحمل هذه القيمة
تكاليف الحراس ومصاريفهم وغالبا ما يكون لحمل كل بعير من القماش رجل مسلح واحد
يحرسه أما إذا كان المتاع المحمول من السكر أو البن وما إلى ذلك من السلع الدنى سعرا
فيقوم كل عقيلي بحراسة بعيرين ول يقل عدد الحراس المصاحبين لقوافل التجارة عن مئة
حارس بالضافة إلى شيوخهم يضاف إلى ذلك عدد كبير من الرجال يعرفون بالجمالة
مهمتهم العناية بالبل وتتراوح أعداد البل في قوافل السلع ما بين 5000-1200بعير وغالبا
ما يكون ثلث هذا العدد محملً بالسلع وثلثه الخر لركوب التجار والمسافرين والثلث الخير
للحمال مما يخص رجال القافلة من خيم وأواني وأطعمة وغيرها.
-2شيخ أو أمير القافلة:
لقوافل العقيلت من الترتيب والتنظيم ما يكفل لها النجاح وبلوغ الهدف المنشود ،فحين يتم
تحديد موعد الرحلة يقوم رجال العقيلت البارزين في الرحلة بانتخاب أو اختيار شيخ أو
أمير القافلة الذي تسير القافلة بإمرته ويطيع الجميع أوامر هذا الشيخ وينقادون لها
منصاعين دون توان أو اعتراض إل إذا طلب منهم المشورة في أمر من المور وإل فإنهم
يظهرون له كل احترام ولديه صلحيات واسعة على هذه الرحلة ورجالها أثناء هذا المشوار
وهو يتحمل ما يترتب على تصرفه من تبعات وعادة ل يكون أمير الرحلة أو شيخها إل من
الرجال المجربين الذين يتمتعون بالرزانة والحكمة والحنكة والخلق الحسنة والحزم
والروية والشجاعة وغير ذلك من الخصال التي تؤهلهم للقيادة ،أما التجار الجانب فإنهم
يزورون شيخ القافلة ويتحفونه بهدايا صغيرة من قماش أو غيره ثم يتفقون معه على
تكاليف النقل والمبلغ الذي يدفعونه عن حمل كل بعير من السلع والمبالغ التي يدفعونها عن
ترحيل أشخاصهم وخدمهم والمرافقين معهم ومن ثم يقوم الشيخ ومجلسه بتقدير المصاريف
اللزمة للرحلة والعداد المطلوبة من الجمال والحرس والمرافقين وتقدير أجورهم ورسوم
المرور وتكاليف الهدايا التي تدفع لشيوخ القبائل التي يعبرون أراضيها أو يمرون عند
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
حدودها ،وبمعنى أخر يعدون ميزانية الرحلة من كل شيء وقد قدرت "الخاوة" أو ضريبة
الصحراء في إحدى القوافل بين بغداد وحلب عام 1187هـ 1774م بخمسة قروش عن حمل
كل بعير وقد أداها التجار إلى الشيخ المسئول عن القافلة الذي أداها بدوره إلى شيوخ
القبائل كل حسب حصته بمقدار حقه من الرض التي تمر بها القافلة ويكون صندوق الرحلة
تحت إشراف أمير القافلة المباشر يجمع فيه مصاريف الرحلة حيث يأخذ المير من كل تاجر
من تجار العقيلت مبلغا من المال على كل رأس من البل أو الخيل وتجمع هذه المبالغ في
صندوق يسمى "الدّ ّبةْ" يصرف منه المير أجور حراس القافلة و"خاوات" القبائل والهدايا التي
يقدمها لرؤساء القبائل وأجور الدلء وأجور الرفق الذين يرافقون القافلة من القبائل التي
يعبرون أراضيها أو يمرون بالقرب من حدودها بحيث يعطى هذا الرفيق ما يرضيه من
الملبس بالقدر المعقول بالضافة إلى "الخاوة" التي تدفع لشيخ القبيلة والهدايا التي تهدى
إليه من كل قافلة من هذه القوافل التي تمر بأرضه ،وكذلك يصرف من الصندوق آنف الذكر
الرسوم المترتبة على البل في تعديتها على الجسور من فوق النهار وأجور نقلها على
المعديات عبر قناة السويس بعد حفرها ،وقد قدر العثمانيون رسوما جمركية معلومة حيث
يأخذون من مواطني المبراطورية العثمانية رسوما جمركية قدرها %8وعلى الجانب
بنسبة أقل من ذلك حيث ل تتجاوز %3وتحسب الرسوم على الصادر والوارد من البضائع
جميعها ،ومعلوم أن القطار العربية كانت منذ القرن العاشر الهجري حتى صدر القرن الرابع
عشر الهجري ترزح تحت كابوس الحكم العثماني قبل أن يجثم على صدرها المستعمر
الغربي من إنجليز وفرنسيين ،هكذا نرى أمير أو شيخ القافلة يقوم بمهمات ليست سهلة من
إدارة شئون القافلة والهتمام بالحراسة والتعامل مع شيوخ القبائل لكسب ودهم والتفاهم مع
أصحاب الموارد التي تمر بها القافلة وتنسيق ورود قافلته على الماء وتقديم الهدايا لصحاب
الماء وترتيب أمر الورود فيما لو وجد على الماء قوافل لعقيلت آخرين وما إذا كان الماء
كافيا لهؤلء وأولئك أو يجب أن يتعدوه إلى مورد آخر أوفر منه ماء وغير ذلك من المهام
التي توكل إليه كل هذا يقوم أمير أو شيخ القافلة دون أي مقابل إل لمجرد أنه أمير أو شيخ
القافلة فيكتفي بالسمعة فقط.
-3الرجال المسلحون:
يتناسب عدد الرجال المسلحين مع حجم القافلة كما سبق إيضاح ذلك في مكان آخر فكلما
كانت القافلة كبيرة احتاجت إلى عدد أكبر من الرجال المسلحين وكلما كانت القافلة ستمر في
مناطق خطرة احتاجت لعدد أوفر من الرجال المسلحين ،كذلك يعتمد على نوع البضائع إن
كانت القافلة بها سلع ثمينة تكون عرضة لطماع الطامعين فتكون حاجتها إلى حراسة
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
مشددة أكثر أما في المور العادية فإن المر يكون أهون بحيث يخصص لكل بعيرين رجل
واحد يحرسه ،وهؤلء العقيلت الذين يتخذون حرسا للقوافل غالبا ما يكونون من الشباب
والكهول الخفيفين الشجعان الذين لهم معرفة بالتردد مع تلك الطرق ويعرفون عادات وتقاليد
ونفسيات تلك القبائل التي سيمرون بأرضها وطبائع أفرادها ،ويتم التفاق معهم في كل رحلة
على أجر معين بحيث يكون هذا الجر خارجا عن المصاريف أثناء الطريق من الكل
والشرب ويتم التفاق على الجر إما ذهابا وعودة أو ذهابا فقط وتتراوح الجور بالنقود
الفضية كالر "الفرنسي" أو إحدى العملت الخرى المذكورة في مكان آخر من هذا الكتاب
فقد بلغت الجرة من القصيم إلى عمان للفرد 15ريالً "فرنسيا" وبلغت أجرة الرجل من حائل
إلى عمان 12ريالً "فرنسيا" كما أن الجرة إذا كانت بالشهر تتراوح ما بين 8-5ريالت
والرحلة قد تبلغ أكثر من شهر وقد يكون هذا العقيلي مع رفيقه العقيلي الخر مدة طويلة
بأجر أفضل من ذلك إذا عرفه عن كثب وعرف أخلقه وهكذا تزيد الجرة أو تنقص حسب
وجود العرض والطلب وكفاءة الشخص ونوعية الحملة أما القوافل التي تكون البضاعة فيها
البل أو الخيل فإنها بحاجة إلى رجال الخدمات أكثر من حاجتها إلى رجال الحراسة المسلحة
ذلك أن البل أخف حركة من قافلة الحمال وبذلك تقطع المسافة لو سيقت بوقت أسرع كما
أن الخيل تحتاج إلى خدمات أكثر خاصة فيما يتعلق بسيرها وحذوها وتعهدها بالماء والعليق
وهؤلء الرجال المسلحون يؤمن لهم السلح من قبل التجار الكبار أو أصحاب القوافل
الكبيرة من كبار الناقلين أما أصحاب القوافل المتوسطة والصغيرة فغالبا ما يؤمن العقيلي
سلحه بنفسه غير أن صاحب القافلة يؤمن لهم الذخيرة أو يعطيهم مبالغ معينة ليشتري كل
واحد منهم ذخيرة بندقيته خاصة عندما تعددت أنواع البنادق في الفترة الخيرة ويتكون
سلح العقيلي من مصاحبي القوافل من السيف والرمح والنبال في أول عهدهم وبعد استخدام
السلح الناري أصبح العقيلي أول من يقتني هذا السلح ،ويتكون السلح الناري من
المسدس أو البندقية الصغيرة والبندقية الكبيرة ذات الفتيل بالضافة إلى السلح البيض وهو
الخنجر أو السكين التي ل تفارق حزام بطنه ،والذخيرة للبندقية ذات الفتيل هو ملح البارود
وكريات القصدير وفتائل الشعال وزناد القدح وخرق إشعال النار وقطعة من حجر الصوان
وكل رجل مسلح يحوي حزامه على هذه العناصر ويجهزها ويستعملها في أسرع وقت
ممكن ،هذه الذخيرة كانت لذات الفتيل والبندقية التي جاءت بعدها وهي مطورة منها تسمى
ل انظر فقرة السلحة أما عندما تطورت البندقية إلى ذات الذخيرة
"القبسون" أو "المقمع" فض ً
المستقلة مثل "السليمي" وذات الصبع و "الريفل" ثم "العصملي" ثم "الشرفا" فقد تغيرت
الذخيرة وأصبحت على هيئة أصابع تسمى "فشق" أو "جبخان" أو "قفوش" وأصبح الرجل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
المسلح يتمنطق بحزام مرصوص بقذائف من ذخيرة السلحة التي تم الكلم عنها في مكان
آخر من هذا الكتاب وبواسطة العقيلت المسلحين زاد انتشارها وتداولها بأيدي الناس في
الجزيرة العربية.
-4الدلء والمعرفون:
من العناصر المهمة في رجال القافلة الدلء الذين يعرفون مسالك الطريق خاصة في
الصحراء التي ل يوجد بها معالم واضحة أو في رمال النفود التي تنعدم فيها العلم والجبال
ل وبالخص في الليالي التي تكون فيها السماء ملبدة بالغيوم أو يكون
خاصة في السرى لي ً
هناك قتام وغبار على الجو يحجب رؤية النجوم التي يستدل بها سراة القوافل تحت جنح
الظلم ،في هذه الحوال الجوية تقع على عاتق الدليل مسئولية القافلة بكاملها بأن يهديها
ويدلها إلى الطريق الصحيح ويوصلها إلى موارد المياه أو أن يضيعها ويؤدي بها إلى
المهلكة وقد تحدث أوضاع غير الطروف الطبيعية المشار إليها بأن يكون هناك خطر على
هذا الطريق المعروف من غزو قد كمنوا للقافلة من غير رجال القبيلة التي يمرون بأرضها،
فيضطر أمير القافلة إلى تغيير مسارها إلى طريق آخر ليتجنب هذا الخطر ،وهنا تأتي أهمية
الدليل حيث يكون لديه مجموعة من الخيارات لسلوك أكثر من طريق يوصل القافلة إلى
الطريق المن دون أن يعرضها كذلك الخطر الكامن لها أو أن تكون لدى أمير القافلة خطة
بتجنب مراكز تحصيل الرسوم فيضرب طريقا مغايرا للطريق المعروف ليتحاشى دفع الرسوم
وهنا يبرز دور الدليل ،فالدليل مهم جدا للقافلة وعليه اعتماد كبير ،ومع أن العقيلت بكثرة
ترددهم مع الطريق قد عرفوه شبرا شبرا لكن قد تكون قوافل جديدة أو أمراؤها وشيوخها
يضربون هذا الطريق أو ذاك لول مرة بالضافة إلى الظروف المشار إليها آنفا ويمتاز
العقيلت بدقة الحدس وصواب الرؤية ومعرفة الرض بأعلمها من الجبال والهضاب
والقارات والحزون والحزوم والدوية أو معالمها الفارقة التي توضع على الطريق والشجار
وغير ذلك ،ليس هذا فحسب بل إنهم يعرفون وجهة السير ليلً ونهارا ،ففي النهار
يسترشدون بالشمس أما في الليل فيستدلون بالنجوم والكواكب وفي مقدمة هذه النجوم النجم
القطبي أو "الجدي" وبنات نعش أو ما يسمى بالنجم الشمالي بالضافة إلى النجوم الخرى
كالثريا والجوزاء والشعرى وسهيل في الشتاء أما في الصيف فيستدلون بالضافة إلى الجدي
بالسماكين وخاصة السماك الرامح أو الرقيب والنسرين والعقرب وقلبها النير وغير ذلك من
النجوم التي يستدلون بها وفوق ذلك بعض الدلء يعرف حتى تراب الرض التي يمرون بها
باللمس والرائحة وقد اشتهر عدد منهم في هذا المجال وبمجرد أن يأخذ قبضة يده من تراب
الرض ويفركه بكفه ثم يشم رائحته يقول نحن في الرض الفلنية أو يستدل عليها بالنبت
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والشجيرات التي تنبتها تلك الرض وهكذا نرى أهمية الدليل في القافلة فهو بمثابة البوصلة
لبحار السفينة وتحتاج كل قافلة إلى دليل واحد وربما أكثر من واحد ويعطى الدليل من الجر
ما يرضيه ويجعله يستمر مع هذه القافلة أو تلك.
الفئة الثانية من هذه العناصر هم فئة المعرفين وهم رجال لهم مكانتهم في قبائلهم إما أن
يكونوا ممن لهم علقة بشيخ القبيلة أو من يرشحهم شيخ القبيلة أو من يثبتون لشيخ
القبيلة فعاليتهم وحذقهم وإثبات جدارتهم وبالطبع شيخ القبيلة مستفيد من وجود أحد أفراد
قبيلته مع هذه القافلة أو تلك لن هذا الفرد يجلب للشيخ المزيد من الهدايا بالضافة إلى
"التاوة" التي يحصل عليها الشيخ ولهذا فإن وجود المعرفين من القبائل في قوافل العقيلت
له مردود مادي ومعنوي لكل الجانبين ،فالمعرف نفسه مستفيد ماديا بالجرة التي يقبضها
ويعطى جزءا منها شيخ القبيلة ومعنويا بمكانته بين أفراد القافلة والقبيلة مستفيدة ماديا بما
يصل إلى شيخها من هدايا وأموال ومعنويا بشعور من يعبرون أراضيها أنهم في كيان تلك
القبيلة وتحت مظلة شيخها ومعرفة أحد أفرادها أما العقيلت فهم أيضا مستفيدون ماديا
بضمان مرور بضائعهم وممتلكاتهم وأرواحهم بأمان وسلم ومعنويا بأنهم على علقة طيبة
مع مجموعة من شيوخ هذه القبائل التي يمرون بأراضيها عشرات المرات في السنة وتكون
علقتهم مع بعضهم حميمة وهو يعتبرون أن ما يدفعونه من أموال لهذه القبائل سواء كان
ذلك لشيوخها أو معرفيها هي مبالغ ضئيلة تحتسب من ضمن المصاريف وتحمل على تلك
البضائع ثم تضاف بعدها الرباح الصافية ،وعند دخوله أراضي القبيلة يرفع المعرف أو
الرفيق من هذه القبيلة علما معينا إو إشارة معينة تخص هذه القبيلة ويعرفها أفرادها
وعندئذ ل أحد يعترض هذه القافلة ،وإن اقترب من هذه القافلة أحد فإن هذا المعرف أو
الرفيق ينادي بأعلى صوته أن هذه القافلة تحت معرفة فلن الفلني ومن ثم يكف من أقدم
على هذه القافلة ويتراجع ،ونادرا ما تتعرض قوافل العقيلت للسطو بسبب وجود هؤلء
"الرفق" أو المعرفين من أبرز القبائل التي تنزل في تلك الصحاري أو على أطرافها كما أنهم
يحتفون بشيوخ القبائل ويقدمون لهم الهدايا كما تقدم ،ويتخذ الرفقاء من كل قبائل شمر
وعنزة والشرارات والحويطات وبني عطية وبني صخر والظفير ومطير وغيرهم من القبائل
وتحتاج كل قافلة إلى معرف واحد من كل قبيلة ،فإذا تصورنا عدد هذه القوافل التي تجوب
تلك الصحاري ذاهبة وآيبة على مدار السنة أدركنا مدى الحيوية والتفاعل والمصلحة
المشتركة التي تجري على أرضية هذه المنطقة الحيوية.
-5رجال الخدمات الخرى:
ل غنى للقافلة عن رجال الخدمات الذين تدور على خدماتهم أعمال القافلة ،ولذلك فالعقيلت
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
يولون هذا الجانب اهتماما خاصا لما له من أهمية لنهم عصب القافلة الذي يشد هيكلها
والقوة الفعالة التي تبعث فيها الحيوية والحركة وبدونهم فلن تبرح القافلة مكانها فهم الذين
يشدون أحمال البضائع على البل وينزلونها عنها وهم الذين يتولون سياق البل ورعيها كما
يتولون أداء الخدمات لرجال القافلة من نصب الخيام وتقويضها عند الرحيل وتحميلها
وإعداد القهوة والشاي وإعداد الطعام وغير ذلك من الخدمات ولهذا نجد فئاتهم تنقسم إلى ما
يلي:
-1الرعيان :واحدهم راعي وهم الذين يتولون رعي البل والهتمام بها وإيرادها على
الموارد وعزل كل رعية لوحدها كما يتولون رعي الغنم والعناية بقطعانها وريها.
" -2الملحيق" واحدهم "ملحاق" وهم الذين يساعدون الرعاة في تجميع البل وإلحاق
المتخلف منها بالمتقدم ويكون مكانهم في الغالب في مؤخرة الرعايا وعلى جوانبها للحاق
المتخلف وإعادة الناد منها والراعي يكون في مقدمتها.
" -3القلوط" أو السبور وهم بمثابة رجال الستطلع يرسلهم أمير القافلة أمام القافلة قبل
انطلقها ليستطلعوا ويسبروا الطريق ويكتشفون ما إذا كان هناك مخاطر في الطريق أو أي
معلومات عن الطريق المراد سلوكه أو المورد المقصود وروده ثم يعودون ليخبروا المير
بما رأوه أو سمعوه قبل انطلق القافلة.
-4الجمالين واحدهم جمال وهم الذين يتولون تحميل البل عند انطلقها وإنزال الحمال
عنها عند بروكها للراحة أو القامة والعناية بالبل وأدوات الحمل من أشدة وحدائج
ومسامات وهوادج ومحامل وأوثار وتفقد هذه الدوات وما إذا كانت هذه الدوات وحبالها
جيدة وإصلحها وصيانتها وعلج آثارها في البل وغير ذلك مما يتعلق بعملية التحميل
والتنزيل ونصب الخيام وتقويضها ولفها ثم تحميلها.
-5الرواة ،واحدهم راوي وهم الذين يتولون نقل الماء لفراد القافلة وخاصة القوافل التي
تجارتها الخيل فإن الرواة يمثلون الثقل في عدد رجال القافلة ،أما في القوافل العادية فهم
الذين يقومون بمتح الماء من البار وسقي البل وتأمين القافلة بالماء في الروايا.
-6أصحاب القهوة "القهوجي" وهم الذين يتولون صنع القهوة وإدارتها وأحيانا يكون من
كل فرقة أو مجموعة فرق واحد منهم يصنع لهم القهوة ويديرها عليهم.
-7الطباخون وهم الذين يقومون بإعداد الطعام لرجال القافلة أو لكبر عدد منهم ويسمى
الطباخون وأصحاب القهوة رجال "الثاية" وعند الطباخين أوعية الطعام ومصروف القافلة
ورئيسهم مسئول عن ذلك.
-8إمام وخطيب القافلة ومهمته الذان وأداء الصلوات برجال القافلة وتبصيرهم في أمور
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
دينهم كما يقع عليه العبء الكبر في تقريب وجهات النظر بين الطرفين المختلفين في البيع
والشراء في حالة اختلفهم ومدى شرعية البيع من عدمه كما يقوم بتدوين المبايعات
والعقود والرسائل التي يكتبها أمير القافلة إن كان هذا ل يجيد القراءة والكتابة.
-9الرسل أو المندوبون ويسمون "المناجيب" أو "المناديب" وهم الذين يكلفهم أمير القافلة
إلى من أمامه من شيوخ القبائل أو المشرفين على موارد المياه ،وذلك لتنسيق ورود القافلة
في اليوم المحدد أو ليصال رسائله إلى شيوخ القبائل فيما لو حصل أي إشكال مع أفراد من
هذه القبيلة أو سوء تفاهم حول موضوع معين.
-10الحدادين ويرافق الحدادون القافلة التي معها خيل بصفة خاصة ويكون حداد واحد أو
أكثر حسب حجم القافلة وذلك لحذاء الخيل عندما تمر بأرض خشنة ويصيبها الحفى أو
ملحظة حذاء الخيل كلما نسعت وتآكلت استبدلها ومن الملحظ بصفة عامة أنه ليس هناك
اختصاص من هذه الختصاصات ل يقوم صاحبه إل بما وكل إليه فبإمكان أي عقيلي أن يقوم
بأي عمل يوكل إليه وتطلب منه عمله ليس بأمير القافلة فحسب بل انطلقا من روح التعاون
والتكاتف والتفاني للوصول إلى الهدف المنشود.
ثامنا :الطرق:
محتفظة بالماء داخلها مدة طويلة إن كانت جيدة الجلد صلبة وذلك عندما يكونون مضطرين
إلى قطع مسافات عبر النفود في وقت الصيف لي طارئ يطرأ عليهم ويضعون لهذه القرب
إشارة يعرفونها هم وحدهم وذلك تحسبا لما قد يحدث لهم من ظروف عدم توفر الموارد،
خشية أن يهلكوا من العطش ،وتستمر هذه الرحلت لمتابعة الموارد الواحد بعد الخر وهكذا
دواليك ولو نظرنا إلى الطريق الصيفي من حائل إلى عمان بالردن التي كانت تسمى
"الغربية" لكان هناك عدة طرق تنطلق من حائل متجهة إلى الغرب ثم إلى الشمال الغربي
حسب ما أفادني به الرواة وهي كما يلي:
أولً :طريق حائل إلى عمان صيفا:
-1حائل -قصر العشروات – موقق – الحيزا – فرحة -مشاش هاضل – مغيرا – باير –
الثميد -عمان.
-2حائل -قصر العشروات – موقق – الخبة -العويد -فرحة – المشاش – العفية –
الهوج – مليح -أبو ثنية (محال) بسيطاء – عرفجا -وادي السرحان – الثميد -عمان.
-3حائل -قصر العشروات – موقق – الفيضة – ثليثوة – حزابا – عرنان – الحيزا –
المشاش – مغيرا – باير – الثميد -أم كور – عرفجا -وادي السرحان – النباج –
المعاصر – قراقر – الهزيم – القريات – النبك -العمري -عمان.
-4حائل -قصر العشروات – موقق – العسافية -أم كور – عرفجا -وادي السرحان –
النباج – المعاصر -قراقر – الهزيم – القريات – النبك – العمري -عمان.
-5حائل -قصر العشروات – موقق – حبران – المسيجيد – هدانيا – الحيزا – فرحة –
مغيرا – النبك – القريات – العمري -عمان.
-6حائل -قصر العشروات – موقق – الرمادة – العويد (يقع شمال جبل المسمى وغرب
جبل حبران) فرحة (بالنفود) – العافية – ميقوع -موارد وادي السرحان وهي صبيحا –
شفار – الجراوي – عرفجا -النبك (أبو قصر) شيبة – الرديفة – النباج – المحيضر –
الحصاة – الرديفة – جماجم – الناصفة – قراقر -أبو نخلة (القريات) النبك – العمري -
عمان.
ثانيا :طريق حائل إلى النجف بالعراق صيفا على النحو التالي:
-1حائل – التيم – الحيانية – لوقة – الشبكة – العيون -النجف.
-2حائل – التيم – الطواء – الحيانية – الصليب – الحزل – الليفة – الشبكة -النجف
(وكل هذه الموارد محال على الربع) وقد يمر البعض على موارد – البريت -واللصف.
-3حائل – الشعيبات – الخاصرة – خضراء – لينة – السلمان -النجف (السلمان في
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الراضي العراقية وفيه مركز لتسجيل القادمين ،والمغادرين للعراق" وهناك من سالكي هذا
الطريق من يمر على مورد -اللعاعة ما بين مورد السلمان والصفاوي ومورد الجلل الذي
يمتاز بعذوبة مائه وعمقه "40بوعا" 80مترا وكذلك مورد الشبرم الذي يقع إلى الشرق عن
طريق زبيدة وأقرب موقع لهن من الشمال الغربي واقصة.
ثالثا :طريق حائل الكويت:
-1حائل – الخاصرة – بقعاء – تربة – البدع – خضراء – لينة – الحيانية – السلمان
-حفر الباطن – الرقعي -العيون.
-2حائل – تربة -حفر الباطن -الرقعي -الكويت وهذا الطريق محال.
رابعا :طريق بريدة عمان:
-1بريدة – القرعاء – الجفر – زرود -بدع خضراء – الحيانية – عذفاء – سكاكه
-المرير (بوادي السرحان) -ريق البنات -العين البيضاء (بأعلى وادي السرحان) العمى
(محال) وهو داخل الراضي الردنية ومن الجدير بالذكر أن مورد الشويحطية بضواحي
سكاكه يعتبر ملتقى البل والقوافل الواردة من القصيم أو العراق أو حائل وأحيانا يكون
اللقاء على مورد (صوير) الواقع إلى الشرق عن سكاكه أو مورد قرقر إلى الغرب عن
الجوف.
-2بريدة – قصيباء – زرود -الحجرة – الحيانية – عذفاء – الجوف – قارا -وادي
السرحان -بموارده المتعددة المذكورة آنفا ثم القريات – النبك -العمري.
الطريق من القصيم إلى الكويت:
-1بريدة – الزلفي – جراب – الرطاوية -أم الجماجم -حفر الباطن -الجهراء.
وطريق الزلفي يسلك نفس الموارد – جراب – الرطاوية -أم الجماجم -حفر الباطن
-الجهراء.
وطريق المجمعة – الرطاوية -أم الجماجم -حفر الباطن -الجهراء.
وطريق الرياض إلى الحساء -الرياض حفر العتك -الحساء.
-2الطرق التي يسلكونها شتاء:
تعتبر الطرق التي يسلكها العقيلت شتاء أقصر مسافة حيث يتبعون الطريق القصير أي
قصدا أو رأسا من نقطة النطلق حتى الغاية المقصودة دون التقيد بالمرور على الموارد
التي يمرون عليها في رحلت الصيف وأول الخريف بحيث ل يمرون إلى على الموارد التي
في طريقهم لخذ مياه الشرب فقط وذلك لستغناء البل عن الماء فترة طويلة فضلً عن أن
فصل الشتاء والربيع موسم نزول المطار وحتى مياه الشرب يمكن أن يستغنوا عن مياه
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
البار والموارد بمياه المطار المتوفرة في المصانع والمصامد والغدران والخبارى التي تبقى
بعد نزول المطر فضلً عن أن مسار الرحلة في هذين الفصلين من السنة تتسم بميزات
أخرى منها استمتاع البل بالرعي بما تضرب عليه في طريقها من المراعي الجيدة فمثل هذه
الرحلت يغلب عليها طابع رحلة الرعي أكثر منها رحلة جادة كما في الصيف خاصة إذا
كانت البضاعة المجلوبة من الجزيرة العربية من البل أو الخيل أو كانت الحمال من
البضائع التي ل خشية عليها فيما لو أصابها المطر فإن مثل هذه القوافل يسير أصحابها
حتى إذا وجدوا المرعى الجيد مكثوا فيه بضعة أيام حتى ترعى البل ويزداد سمنها سمنا أو
تعوض ما نقص من سمنها أثناء رحلتها ،أما إذا كانت البضائع المحملة مما يتأثر بالمطر
كأن تكون من السكر أو القمشة وما شابه ذلك فإن أمير القافلة يحاول تحاشي مواسم
المطار والوصول ببضائعه في أسرع وقت ممكن كما أن الرحلت الشتوية يمكن أن تسلك
المناطق الرملية حيث أن رمال النفود إذا مطرت أصبحت صلبة تسير عليها البل والخيل
وكأنها أرض صلبة عادية دون أن تغوص فيها أخفافها أو حوافرها وبذلك يسهل سلوك
الطرق الرملية التي يستحيل سلوكها في فصل الصيف والخريف وبذلك تصبح الرحلت أكثر
سهولة وأسرع في المسار خلل رمال النفود الكبير ورمال الدهناء ونفود السر ونفود
الثويرات وغيرها من النفاد المترامية في أنحاء الجزيرة العربية في شمالها وشرقها
ووسطها كما أن موضوع الماء ومتابعة الموارد وما يحصل عليها من ازدحامات كل هذه
المور تسقط من حسابات العقيلت في رحلتهم الشتوية والربيعية وبذلك يقطعون مسافات
شاسعة في نصف المدة التي كانوا يمضونها في فصل الصيف ،ونتيجة لذلك تتوفر السلع
المستوردة في هذين الفصلين نظرا لكثرة ما يستورد منها للسباب آنفة الذكر ولذلك نلحظ
أن الخطوط الطويلة من الحساء إلى حلب عن طريق شمال شبه الجزيرة العربية أكثر وقت
تسلكها فيه القوافل في فصلي الشتاء والربيع كما نجد أن الرحلت من شقراء والمجمعة
والزلفي وبريدة إلى مصر عن طريق حائل تنشط في هذين الفصلين ولو ألقينا نظرة على
هذه الطرق لوجدناها كالتي:
أولً :طريق حائل الشام:
-1حائل – جبة – رقيعان – حنا – طريف – الزرقاء – الرصيفة -عمان.
-2حائل – قنا – الشقيق -دومة الجندل – العسافية – القريات – سحاب – الجاكورة –
عمان -وادي السرب -شونة ابن عدوان – أريحا -الشطبة.
-3حائل – قنا – جبة -خباري المصطبغة – ميقوع – النبك – القريات – الحديثة –
العمري -عمان.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
يستعجلون بها وإن كانت خفيفة أو يخشى عليها من الخراب مع طول الوقت ،أو تكون
البضاعة المجلوبة جديدة ويريد تجار العقيلت الفوز بطرحها في السواق بسرعة خشية
المنافسة فإنهم يسرعون بها قدر المكان ويسلكون أقصر الطرق الموصلة إليها ومن الجدير
بالذكر أن حمل البعير المكون من فردتين من البضائع يتراوح ثقله ما بين 270-260رطلً
أو 135-130رطل أي 250كيلً بأي حال من الحوال على أن البعير الذي يحمل شخصا
يؤخذ عنه عادة نصف إيجار البعير الذي يحمل السلع ،العامل الرابع وقت انطلق الرحلة فإن
كانت في وقت الصيف الذي يخشى معه العطش وقلة المرعى للبل فإنهم يسرعون في قطع
المسافة بقدر استطاعتهم وإن كانت الرحلة في زمن الربيع واعتدال الجو في الخريف فإنهم
يسيرون ببطء لتناول البل من المرعى ما يزيدها قوة وسمنا ،الخامس :المان والخوف فإن
كانت الطرق التي سيسلكونها آمنة فإنهم يسيرون طبيعيا دون تخوف أو تغيير وجهة السير
وإن كانت الطريق مخيفة فإن هاجس الخوف يجعلهم يحثون القافلة ويسلكون طريقا مغايرا
للطريق المعتاد ،وقد يتجشمون مناطق وعرة وطرق موحشة مظمئة في سبيل سلمتهم،
وغير ذلك من العوامل التي تتحكم في الرحلة ،غير أنهم بصفة عامة يغتنمون استثمار
الوقت والستفادة منه بقدر المكان فهم تجار يريدون استغلل كل دقيقة من وقتهم للستفادة
منها إذا استثنينا من ذلك تجار البل والخيول الذين يحاولون مسايرة بضاعتهم بما ل
يضرها والحرص على ما ينفعها من ارتياد المراعي الجيدة في الطريق والمكوث فيها فترة
كافية بحيث تسمن البل و"تستصنع" الخيل في هذه المراعي ثم ينتقلون بعد ذلك إلى مراعي
أخرى حتى يصلوا إلى هدفهم ومواشيهم من البل والخيل على أحسن حال وأجمل منظر
وتتراوح مدة الرحلت ما بين ثلثة أشهر إلى شهرين إلى شهر في القوافل الكبيرة والثقيلة
الحمل أما تجار الخيل والبل فقد تصل مدة الرحلة إلى أربعة أشهر أو أقل قليلً أو أكثر
يسيرا وقد تصل مدة الرحلة للقوافل السريعة ما بين شهر إلى عشرين يوما وربما أقل من
خسة عشر يوما في حالة الخوف أو وقت الحر أو إذا كانت البضائع جديدة ويريدون اغتنام
الفرصة في طرحها في السواق قبل توريدها من تاجر آخر ،وقد حدثني الشاعر محمد بن
عبدال الجريفاني وهو أحد العقيلت المشهورين بمنطقة حائل في الونة الخيرة فقال :لقد
قطعنا الطريق من البصرة إلى حائل على النحو التالي من البصرة إلى الجهراء يومين مسيرا
عاديا ومن الجهراء إلى حفر الباطن ثلثة أيام (محال) ومن حفر الباطن إلى مورد البشوك
يوم وليلتين وصبح اليوم الثاني ومن البشوك إلى الزبيرة يومين ومن الزبيرة إلى زرود
يومين ومن زرود إلى الصدير يومين ومن الصدير إلى حائل يومين فتكون مدة الرحلة من
البصرة إلى حائل 15يوما وقال عن الطريق من حائل إلى عمان الطريق الشتوي من حائل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
إلى جبة ثلثة أيام ومن جبة إلى الشقيق يومين ومن الشقيق إلى الجوف ثلثة أيام ومن
الجوف إلى النبك أربعة أيام (محال) ومن النبك إلى العمري ثلثة أيام ومن العمري إلى
عمان يوم وليلة فتكون مدة الرحلة ستة عشر يوما ،ومعلوم أنه قد تزيد المدة قليلً وقد
تنقص ،هذا مثال للرحلت السريعة أما الرحلت البطيئة فتكون مدتها أطول كما مر بنا آنفا.
شبكة الطرق:
ارتبطت شبه الجزيرة العربية الم مع القطار العربية الخرى المجاورة بشبكة طرق حيوية
كثيفة منذ القدم ،وكان للعقيلت دور مهم في شغل هذه الطرق وإحيائها أثناء فترة تواجدهم
على الساحة ول يدرك أهمية هذا الجانب إل من عاصره وخبره فإذا علمنا أن هذه الطرق
الرئيسة تنطلق من شرق ووسط وشمال شبه الجزيرة العربية متجهة إلى الشمال والشمال
الشرقي والشمال الغربي والغرب من نقاط النطلق الرئيسة من العقير وعينين "الجبيل"
والقطيف وهجر (الحساء) والرياض وشقراء والمجمعة والزلفي وعنيزة وبريدة وحائل
وتيماء والجوف إلى كل من الكويت والزبير والبصرة والسماوة والحلة والعمارة وسوق
الشيوخ والنجف وبغداد والموصل وعمان والزرقاء ودمشق وعذراء وحوران والغوطة ودير
الزور وحلب وبيروت ورأس العين والقدس وحيفا ويافا وغزة وخان يونس وطولكرم وجنين
واللد وبئر السبع ودير البلح ورفح والعريش وبلبيس وأبو كبير والزقازيق وشبين الكوم
والمطرية وإمبابة والقاهرة والبيض وأم درمان وغيرها وبعض هذه الطرق يحاذي الخليج
العربي والبعض يشطح عنه فاريا كبد الصحراء يسير على الموارد المتواجدة على أديم هذه
الرمال الشاسعة ،ولو القينا نظرة عليها للفيناها تشبه الشرايين المتشابكة المتعاقبة التي
تنقل معين الحياة من وإلى تلك القطار وهي في ذات الوقت تعتبر بمثابة الوشائج القوية
المتينة التي تربط هذه القطار بعضها ببعض يوم كان النسان ينطلق من أي نقطة في
الجزيرة العربية ل يرده إل الكويت أو الزبير أو البصرة أو بغداد أو دمشق أو حلب أو
القدس أو حيفا أو يافا أو القاهرة أو أي مدينة أخرى دون أن يحسب أي حساب لي شيء،
ول يحمل وثيقة ول جواز سفر ،كان ذلك قبل أن يتدخل الستعمار الغربي ويضع بيننا هذه
الحدود والحواجز المصطنعة وقبل أن يغرس بذرته الخبيثة في أرض فلسطين التي سوف
تقتلعها العزيمة الجادة والتصميم المحدد واليمان الصادق القوي لتخلص ثالث الحرمين
ل إن
ل أو آج ً
الشريفين من براثن التلمود الحاقد وتعود القدس إلى حظيرة السلم إن عاج ً
شاء ال ،هذه الطرق التي كانت تمثل تلك الروابط التاريخية عبر القرون المتعاقبة والتي
كان العقيلت يشغلونها فترة تواجدهم وللقارئ الكريم أن يتصور تلك القوافل المنطلقة من
تلك النقاط السابق ذكرها وكل قافلة تتراوح البل فيها ما بين 1000-100بعير وقد تصل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
عام وما يجنيه هؤلء المتعهدون من أموال لقاء نقل الحجاج وتأمينهم وخدمتهم حتى يؤدوا
فريضة الحج ،أما الثغور البحرية فتتمثل أهميتها في الناحية التجارية فإن الطرق الداخلية
ذات أهمية عظمى هي الخرى وقد عمل العقيلت عليها بكل حيوية ونشاط طيلة فترة
تواجدهم ،وخلصة القول إن شبكة هذه الطرق الداخلية والخارجية وحيويتها تنفي نفيا قاطعا
العتقاد السائد عند البعض بأن شبه الجزيرة العربية كانت في شبه عزلة ل ينفذ إليها أحد
وأن من نفذ إليها فكأنه اكتشف عالمَا مجهولً كانت مثل هذه العتقادات سائدة عند الكثير
من الوروبيين فالمر ليس كما يظنون وشبكة الطرق البرية المصاحبة لهذا الكلم أكبر
برهان على ذلك.
-6عبور النهار:
يتجنب العقيلت النهار الموجودة في طريقهم بقدر المكان والنهار التي تعترض سبيلهم
هي نهر الفرات ونهر دجلة وشط العرب ونهر الردن ونهر النيل فإذا كانت على تلك النهار
معابر وجسور يعبرون عليها فإن المر يهون حيث تعبر قوافلهم وإبلهم وخيولهم فوق هذه
الجسور دون عناء إل ما قد يدفعونه من ضرائب أو رسوم لهذه الجسور لكن المر يكمن
عندما تنعدم مثل هذه الجسور خاصة على نهر الردن وبالذات عند فيضان النهر وزيادة
منسوب مائه بعد فصل الربيع فإن العقيلت بحاجة إلى من يعبر قوافلهم وخاصة إذا كانت
من البل والخيل ،فالخيل تسبح ول تحتاج إلى جهد كبير عند عبور هذا النهر خاصة إذا
قادها جواد جريء سبوح فإنها تتبعه بكل قوة ونشاط حتى تعبر النهر لكن الشكال يكمن في
البل التي تحتاج إلى من يبحث لها عن الماكن التي يقل فيها عمق الماء عند مفارش النهر
ومتسعاته وهذه الماكن قد حلتها قبائل النصيرات الذين يسكنون على الضفة الغربية لنهر
الردن ويشاركون في مهمة عبور البل والخيل من هذه الماكن مقابل مبلغ من المال على
كل رأس وبعد عبور البل والخيل تنصب الخيام هناك ثم يبدأ العقيلت لجلب البل والخيل
إلى السواق في فلسطين على دفعات ،أما في العراق فإن البل والخيول تعبر فوق جسور
على كل من شط العرب أو نهري دجلة والفرات ودفع رسوم رمزية لقاء هذا العبور وغالبا
ما تكون الطرق التي يسلكها العقيلت محاذية للنهار ول تجتازها إل للضرورة القصوى
وعند ذلك يتحمل العقيلت ما يدفعونه من رسوم لهذه الجسور ومن أشهر المعابر على نهر
الفرات معبر "دواس" الذي أشار إليه المير عبدال بن رشيد رحمه ال بقوله:
تعاطن المعبار من عند دواس * * * وأنا على الخابور مالي مطية
وغير ذلك ،أما في مصر فالمر مثله في العراق حيث تعبر البل والخيول من فوق النيل إلى
غرب النهر عبر جسور مقامة هناك مقابل أجور رمزية وغالبا ما تكون أسواق الخيول
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والبل إلى الشرق من النهر ول تعبر غربا إل لغرض الرعي هذه النهار على قلتها في هذا
الجزء من الوطن العربي إل أنها تمثل إحدى العوائق الطبيعية التي تؤثر في حركة التجارة
في هذه الحيوانات حيث أن عبور هذه العداد الكبيرة من البل والخيول في كل يوم تقريبا
يحتاج إلى ترتيب معين للوقت الذي يسمح فيه لعبور هذه الحيوانات وغالبا ما يكون العبور
في آخر الليل عندما تخف الحركة على هذه الجسور من المارة وحتى الساعات الولى من
صباح اليوم التالي في مجموعات متتابعة معقولة العدد،بحيث ل يؤثر عبورها دفعة واحدة
سلبيا على تلك الجسور ،وإذا كانت العداد من هذه البل والخيول باللف فإن عبورها على
تلك الجسور محدودة الطاقة يحتاج إلى عدة أيام وهذا بطبيعة الحال مما يؤثر في عملية
التسويق كما يزيد من المصاريف المترتبة على هذا النوع من التجارة وبالتالي يقلل من
أرباحها كما أن عملية العبور سباحة كما في نهر الردن يعرض التاجر للخسارة إذا غرق
شيء من هذه البل أو الخيول أثناء العبور ،نظرا لن هذه الحيوانات التي عاشت في
الصحراء يصعب عليها عبور هذه النهار العميقة سباحة ،فإذا كانت تجفل من الماء القليل
وتفزع منه فكيف إذا دفعت إلى ماء قد يصل ارتفاعه في بعض الحيان إلى ما يقارب مترين
ولول دفع هذه البل وحشرها على النهر وضربها بالعصي لما عبرت ،ولكن إذا تقدمها بعير
جريء نشيط تبعته وقد يعثر ما يعثر ويسقط في الماء فيجرفه التيار ويغرق فإذا نفق بعير
بالغرق أصبح ثمنه خسارة على صاحب المال ،أما الخيل فهي أقل خطرا من البل ،حيث أن
الخيل تسبح في الماء ول يغرق منها إل الهزيل العجف أو المسن وعلى الرغم من هذه
العوائق الطبيعية فإن العقيلت قد قهروها وسيطروا عليها بقوة إرادتهم وصلبة عزيمتهم
وبعد غايتهم.
-7عبور البحار:
لم يقتحم العقيلت البحر في رحلتهم إل ماكان ضروريا وذلك بعد حفر قناة السويس
واستخدامها كممر مائي يفصل القارة الفريقية عن القارة السيوية بعد عام 1297هـ
1879م أي في بداية القرن الرابع عشر الهجري حتى انتهاء دورهم ،وبالطبع فإن مصر في
الجزء الفريقي غرب قناة السويس والطريق منها وإليها عبر هذه القناة بالضافة إلى
العبور من فوق شط العرب ورأس الخليج باتجاه عربستان والمحمرة والمارات العربية في
تلك الناحية التي كانت ترتبط بعلقات وثيقة مع أجزاء العالم العربي الخرى قبل أن تستولي
عليها إيران وتجثم على صدرها فكان الطريق من تلك النواحي وإليها وإلى ما وراءها من
بلد فارس وتلك الصقاب يحتاج إلى عبور البحار ،وكانت الهوار التي في جنوب العراق
تمثل عائقا طبيعيا للعقيلت خاصة أصحاب البل والخيول نظرا لما تمثله من الوخامة
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والمناطق الضحلة لكنهم يتجنبونه قدر المكان مراعاة لصحة وسلمة أنعامهم اللهم إل
للعبور إلى شرق الشط فكانت البل والخيول تعبر إلى تلك الناحية فوق سفن تنقلها إلى
الجانب الشرقي وقليل منها يعبر فوق الجسور ومن ثم تأخذ طريقها إلى تلك الجهات أما
على قناة السويس فقد كانت تعبر القناة في معديات كبيرة تنقلها من القنطرة الشرقية التي
يتجمع فيها العقيلت ويتم التأكد من سلمة البل من المراض بعد حجرها في المركز
الصحي (الكرنتينا) ومن ثم يتم ترتيب نقلها إلى القنطرة الغربية على دفعات حيث تحمل
المعدية الواحدة حوالي ثمانين رأسا من البل أو الخيل وبعد عبور إبل وخيل كل عقيلي
يسير بها إلى السواق التي تباع فيها أو إلى الصطبلت التي تستريح فيها والمذكورة في
فقرة أسواق البيع في موضع آخر من هذا الكتاب هذا مجمل احتكاك العقيلت بالبحار وبهذا
يتضح أن علقة العقيلت بالصحراء أكثر من علقتهم بالبحار والنهار إل ما تدعو الضرورة
إليه.
-1في العراق:
بحكم موقع العراق الجغرافي من شبه الجزيرة العربية وبحكم ما يشد هذا القطر من الواصر
والروابط الخوية بين القبائل العربية التي تعيش في الجزيرة العربية وفروعها التي نزحت
للقطر العراقي الشقيق كان ذلك منذ أمد بعيد قبل مباشرة العقيلت نشاطهم بأزمنة سحيقة
أي منذ أكثر من خمسة آلف سنة ،وبعد أن أصبح للعقيلت نشاطهم المعروف ،وقد مر بنا
في فصل سابق الدور الذي لعبه العقيلت في العراق في القرنين الثاني والثالث عشر
الهجريين إبان الحكم العثماني للعراق ،وما تدفق على العراق من موجات بشرية واكبت قيام
الحركة الصلحية في نجد مما نتج عنه انتعاش الزبير حتى أصبحت مدينة مزدهرة بفضل
ال ثم بفضل من وفد إليها من أبناء الجزيرة العربية الذين كان معظمهم من العقيلت،
وبالضافة إلى ما حصل في نجد فيما أشير إليه آنفا فقد اضطرت سنوات الجدب نزوح
زخات أخرى من الطاقة البشرية في سنوات متعاقبة فاستوطن بعض هذه المجموعات في
الزبير واستوطن البعض الخر المدن العراقية الخرى كالبصرة والحلة والعمارة والنجف
وسوق الشيوخ وكربلء وبغداد والموصل وفي النصف الثاني من القرن الثالث عشر إبان
ضعف الدولة السعودية الثانية ونشوء إمارة الرشيد في حائل وبسط سلطانها على معظم نجد
لحقت موجات أخرى إلى الزبير والبصرة وبغداد والموصل وغيرها من المدن العراقية من
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
هذه الزخات المتتابعة من الطاقة البشرية أصبحت قناة العقيلت صلبة قوية وعملوا بجد
وإخلص في الكثير من التخصصات التي تلئم معرفتهم ،ولعبوا دورا هاما في الحداث
الجارية على ساحة القطر العراقي كما مر بنا في فقرات سابقة وكان ل ثم لهم الفضل الكبر
في صد هجمات الطامعين من فرس وغيرهم بغية السيطرة على الجزاء الجنوبية الشرقية
من القطر العراقي كالبصرة والزبير وما والهما وبالرجوع إلى الفصل الخامس من هذا
الكتاب يتضح لنا صحة ما أشير إليه وقد تمركز العقيلت بشكل رئيس في كل من الزبير
والبصرة وبغداد وتكاد أن تكون مدينة الزبير مدينة العقيلت الولى ومن آثارهم بها مسجد
الرواف ،بالضافة إلى مراكز مهمة في البصرة ،وما منطقة الكرخ في مدينة بغداد إل منطقة
يتكون معظم سكانها من العقيلت وقد تولوا حمايتها والدفاع عنها فترات طويلة حتى
اشتهرت عند البغداديين بلقب "صوب عقيل" أي جهة العقيلت يتضح ذلك بالعودة إلى فصل
دور العقيلت العسكري ،بالضافة إلى ما سبق ،هناك تواجد فاعل في كل من مدينة النجف
أو "المشهد" وفي السماوة وفي سوق الشيوخ الذي ل يزال به حتى الن بقايا من العقيلت،
وكما ذكرت آنفا للروابط القبلية التي تربط بين سكان شبه الجزيرة العربية والقبائل العربية
التي تستوطن الراضي العراقية أهمية خاصة مثل قبيلة شمر بفرعيها شمر الجزيرة وشمر
طوقة وقبيلة عنزة وقبيلة الجبور من بني خالد وقبيلة الظفير وغيرهم من القبائل التي لها
جذور في الجزيرة العربية وفروع هناك هذه الروابط والواصر إذا ما أضيفت إلى المصالح
القتصادية والتجارية المشتركة التي كان العقيلت ينشدونها ويسعون حثيثا للحصول عليها
مضافا إلى ذلك التصاق الموقع الجغرافي بين شمال شبه الجزيرة العربية والراضي العراقية
حيث بقوا فيها وتأقلموا مع أهلها وأصبحوا عراقيين مع مر الزمن وجزء آخر منهم عادوا
إلى أهلهم وذويهم في الجزيرة العربية عندما قام كيان المملكة العربية السعودية عند
منتصف القرن الرابع عشر الهجري القرن العشرين الميلدي أي بعد عام 1350هـ
والبعض الخر ل يزال باقيا هناك يود العودة إلى أهله دون جدوى غير أنه من الملحظ أنه
قد عادت أعداد كبيرة من أهل الزبير بالذات في السنوات الخيرة.
-2في سوريا:
ل يقل تواجد العقيلت في سوريا عن مثيله في العراق وإن لم تكن الرض متجاورة ،إل أنه
بحكم كون سوريا هي قلب الشام كان ذلك قبل التقسيمات الستعمارية التي قسمت الوطن
العربي ومزقته تلك المزق وجعلت من الشام لوحده أربعة كيانات سوريا والردن ولبنان
وفلسطين ومع هذا فقد بقيت الشام مرتاد وموئل أعداد كبيرة من العقيلت الذين اتخذوا من
الغوطة وهي الميدان في مدينة دمشق مرتكزا لهم وأقاموا في كل من حوران وعذرا ودير
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الزور وحلب نقاط تجمع أخرى وبلغ الطمئنان من التجار الدمشقيين إلى الخروج مع
العقيلت وولوج أراضي الجزيرة العربية لشراء البل والخيول من أبناء القبائل العربية
مباشرة وتأليفها ثم العودة بها إلى الشام ،وبعد استقرار العقيلت بالشام حصل التحام
وامتزاج جعل العقيلت يساهمون مساهمة فعالة في أحداث الشام لمدة طويلة منذ أن خيم
الحكم التركي على تلك البلد في مطلع القرن العاشر الهجري إلى أن حصلت المؤامرة
الستعمارية الكبرى بعد الحرب العالمية الولى وسقوط السلطة التركية واقتسام القطار
العربية بين الدول الستعمارية الرئيسة آنذاك وصار الشام من نصيب فرنسا فاشترك
العقيلت في المقاومة حتى معركة ميسلون وموقعة الميدان التي أبلى العقيلت فيهما بلء
حسنا كما هو موضح في موضع آخر من الكتاب ،لم يكتف العقيلت بالحداث السياسية
والعسكرية فحسب بل كان بيدهم تسيير عصب الحياة يومذاك وهي التجارة حيث قاموا بربط
الشرق السيوي بالغرب الوربي عبر الراضي السورية حيث كانت التجارة الدولية تمر مع
الخط الرئيس الموصل بين موانئ الخليج العربي كالبصرة والكويت وتتجه إلى الشمال
الغربي عبر الراضي العراقية فالراضي السورية من الزاوية الشمالية الشرقية لتتجه إلى
حلب ومن ثم إلى موانئ البحر البيض المتوسط حيث السفن الوربية ،وبالعكس حيث تتجه
القوافل من الغرب إلى الشرق عبر هذا الخط ولذلك كان لتمركز العقيلت في دير الزور ما
يبرره حيث يمر بقربه ذلك الخط أو الخط الثاني وهو الذي يتجه من موانئ الخليج المشار
إليها مضافا إليها العقير والقطيف وتتجه إلى الغرب مباشرة فتصل إلى دمشق ومن ثم إلى
ميناء بيروت وصيدا فإن تواجد العقيلت على هذا الخط قد تمركز في كل من حوران
وبصرى والغوطة والميدان بمدينة دمشق وقد لعب العقيلت دورا مهما في الحياة القتصادية
السورية حيث بلغت فعاليتهم أن كانت معظم المواشي وهي البل والخيول التي كانت عصب
الحياة في عملية النقل بأيديهم وذلك قبل وجود اللة كالسكك الحديدية وغيرها بالضافة إلى
ما يتمتعون به من سمعة عالمية في النقل العام عبر الصحراء العربية وما يتصفون به من
كريم الخلق التي جعلتهم محل الثقة بالنسبة للتجار الشاميين فقد كان للعقيلت تواجد فعال
وكثافة في العدد فرضت احترامهم على إخوانهم الشاميين وأوحت بالتخوف والتوجس من
المستعمرين الفرنسيين ذلك بعد ان انخرط عدد كبير من العقيلت في الجيش العربي
السوري في بداية المر بسلح الهجانة ثم في الجيش نفسه ،لذلك نجد المستعمر الفرنسي
قد ركز بدرجة رئيسة في حربه على الحي الذي يسكنه العقيلت وهو حي الميدان فصار
يقصفه بالطائرات والقنابل وذلك لما لقيه فيه من عنف المقاومة عند احتلله ولذلك ركز
عليه كما هو موضح في مكان آخر من هذا الكتاب ،من هذا نرى أن تواجد العقيلت في
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
سوريا قد تركز على عدة أماكن دمشق بغوطتها وميدانها ودير الزور وحوران وعذراء وقد
زرت دير الزور بنفسي عام 1392هـ 1972م ورأيت أعدادا كبيرة من بقايا العقيلت هناك،
بالضافة إلى ما يربط سوريا بالجزيرة العربية من روابط وأواصر بين قبائلها المتمثلة في
قبيلة عنزة بفروعها المختلفة وقبيلة شمر الجزيرة أو شمر الجربا وقبيلة الجبور من بني
خالد وقبيلة الظفير وقبيلة العوازم وغيرها من القبائل الخرى هذه الروابط جعلت من سوريا
ثاني قطر عربي بعد العراق يرتبط بالجزيرة العربية بفضل تواجد العقيلت فيه وممارسة
نشاطهم أيام تواجدهم على الساحة.
-3الردن:
يعطي تقارب الموقع والتصاقه آثارا إيجابية في تواجد العقيلت ،حيث أن أراضي شرق
الردن هي الملصقة لراضي شبه الجزيرة العربية وبمعنى آخر تعتبر جزء منها وخاصة
في أجزائها الجنوبية وعلى اعتبار معان والكرك والزرقا وعمان أولى مدن الشام مما يلي
شبه الجزيرة العربية فليس بعد مدينة الجوف في شمال الجزيرة العربية سوى مدينة عمان
وليس بعد موارد وادي السرحان سوى مورد العمري في الراضي الردنية فضلً عن
الرتباط القبلي بين بوادي شبه الجزيرة العربية مثل قبائل شمر وعنزه والرولة من عنزة
والجبور من بني خالد والحويطات وبني عطية والشرارات والعوازم وبني صخر والظفير
وغيرهم ،هذه القبائل التي تكون بعض فروعها في أرض الجزيرة وبعضها في الردن
والمناطق الموالية له ومناطق الرعي مشتركة بين هذه القبائل إذا ما أضفنا المصالح
المشتركة المتبادلة بين العقيلت وسكان هذه المدن الموجودة في أدنى الراضي الشامية قبل
التقسيمات الخيرة عندما كانت عمان بمثابة القبلة للعقيلت ،إليها يتجهون عند طلب الرزق
ويسمونها "الغربية" في ذلك الوقت عندما كانت نجد ل يوجد بها من الرزق إل ما ينقب من
الصخر في أعمال الرض وكانت عمان بوابة الشام فإذا وصل الواحد إلى عمان وصل إلى
الشام ،وبعد تقسيم الشام إلى هذه الكيانات بعد الحرب العالمية الولى وحصول النجليز على
فلسطين وشرق الردن لعبت عمان دورا هاما في استقطاب أكبر عدد ممكن من العقيلت
حيث انتزعت هذا الدور من بغداد فاتجه العقيلت في المجال التجاري أو طالب العمل في
عهد حكومة النتداب البريطاني وممثله "جلوب" أو "أبو حنيك" كما يسميه البعض فقد كان
العقيلت يأتونه مجموعات ووحدانا وكان ذلك النجليزي المحنك ينتقي من أبناء القبائل
العربية الذين يفدون إلى عمان من الجزيرة العربية ينتقي منهم الصفوة الممتازة أجساما
وقيافة وجرأة وشجاعة للجيش العربي الردني فأوجد بذلك قاعدة جيدة حيث يعتبر الجيش
العربي الردني من أفضل الجيوش في الوطن العربي شكلً وأجساما وتدريبا وتقنية لفترة
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
من الزمن وكانت لبنته الولى من العقيلت الذين يفدون من الجزيرة العربية ومن القبائل
العربية التي تقطن الراضي الردنية ،أما الجانب القتصادي فعلى اعتبار أن الراضي
الردنية قريبة الشبه من أراضي شبه الجزيرة العربية فقد كانت بالنسبة للجزيرة العربية
بوابة الشام كما أشير إلى ذلك آنفا هذه الميزات جعلت من عمان ملتقى القوافل الواردة من
سوريا وفلسطين ومصر والعراق والجزيرة العربية ومنها تتفرع هذه الطرق وتضرب
القوافل التجاهات المختلفة ،سواء أكانت قوافل تجارة المواشي كالبل والخيل والغنام أو
تجارة السلع الخرى ،ومن هنا فقد كان للردن أهمية خاصة وقد تركز العقيلت بدرجة
رئيسة بعمان والزرقاء ،وإربد والرمثا والبلقا والكرك ومعان والعقبة ول تزال لهم بقايا في
الزرقاء قد زرتهم بنفسي عام 1386هـ 1966م فوجدت منهم أعدادا كثيرة وقد كان
للعقيلت دور إيجابي بارز في الحياة القتصادية حيث كانوا يتولون عملية النقل بين سوريا
وفلسطين ومصر والعراق والجزيرة العربية سواء أكانوا ناقلين كما مر بنا أم تجار للمواشي
والسلع المختلفة أو أفراد في القوات المسلحة وقوة لحراسة القوافل والحدود فيما يسمى
جيش الهجانة غير من هم في الجيش النظامي وكان جيش الهجانة لهم زي خاص "دشن"
أي مظهر معين في اللباس والركاب اقتبسوا أكثر معالمه وترتيباته من العقيلت واستمروا
على ذلك حتى حل محلهم أبناء القبائل الردنية حين عاد هؤلء العقيلت إلى أوطانهم
واستقر منهم من استقر في المدن والرياف.
-4فلسطين:
يعتبر تواجد العقيلت في فلسطين امتدادا لتواجدهم في الردن وسوريا فكل القطار الثلثة
بالضافة إلى لبنان كان يطلق عليها الشام غير أن التواجد في فلسطين يمثل ركيزة مهمة
ذلك أن فلسطين تعتبر من أكبر السواق التجارية في منطقة الشام حيث يوجد بها العديد من
السواق في كل من القدس ونابلس وغزة وخان يونس وبئر سبع ورفح وعسقلن واللد
والرملة ومجدل عين وغيرها ،كما أن فيها بيت المقدس في مدينة القدس القبلة الولى
للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين والتي تمثل للعقيلت وهم العرب المسلمون جانبا مهما
من الناحية الدينية حيث تعتبر زيارة المسجد والصلة فيه من المور المهمة واللزمة لكل
عقيلي يأتي إلى تلك البقاع كما تمثل مدينة القدس من الناحية التجارية مصدرا لكثير من
السلع المصنوعة محليا أو السلع المستوردة عن طريق موانئ فلسطين على البحر البيض
المتوسط حيفا ويافا وعكا فمن القدس ينقل العقيلت معظم ما يشترونه من السلع الفلسطينية
وهي بمثابة حلب بالنسبة لسوريا ،كما أن القدس سوق يجلب إليها العقيلت ما يحضرونه
من سلع القطار الخرى سواء من داخل الجزيرة العربية أو خارجها كما أن المدن
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الفلسطينية كانت مركزا لمن يبحث عن عمل من العقيلت حيث تكثر فيها أعمال الفلحة وما
يتعلق بها لن فلسطين بلد زراعي من الطراز الول وبلد خيرات وفيرة لذلك يجد العقيلت
فرص العمل كثيرة وقد حدثني مثل من يزاول العمال الحرة بقوله :كان هناك تجمعا عماليا
في كل من حيفا ويافا والقدس يوجد فيه مجموعات من العمال من العقيلت وغيرهم الذين
يجيدون أعمال الفلحة ول يرغبون في كثرة التنقل والتجوال حتى يكون الواحد منهم راس
مال يستطيع المتاجرة فيه مع العقيلت الذين يجوبون الفاق ،هذا بالضافة إلى الرتباط
العضوي بين قبائل هذا القطر وقبائل شبه الجزيرة العربية من مثل قبيلة بلى وبني عطية
والشرارات والعوازم ،والحويطات في الجنوب وبني صخر والجبور من بني خالد وعنزة
والظفير في شمال فلسطين مما يلي سوريا والردن ،هذه الوشائج التي تربط هذا القطر من
أقطار العالم العربي بالقطار المجاورة الخرى مما يجعل العقيلي ل يشعر بالغربة أو الحرج
في مدن هذا القطر ،وقد بقي هذا التواجد منذ أول ظهور للعقيلت حتى ما بعد الحرب
العالمية الثانية حين أفاد الشيخ رشاد الشواء أن العقيلت الذين بقوا في غزة وحدها خمسة
آلف نفس هذا بعد انتهاء دورهم أما عندما كانوا نشطين فكان يفوق هذا العدد بكثير ،ومن
نافل القول أن تواجد العقيلت في المدن الفلسطينية قبل غرس الغرب بذرته الخبيثة على
أرض فلسطين كان مهما وفعالً فقد كان تواجدهم يعتبر بمثابة عصب الحياة التجارية وبصفة
خاصة في مجال النقل وجلب السلع وعلى الخص البل والخيول من الجزيرة العربية حيث
يعتمد الفلح الفلسطيني عليها في حرث أرضه في المناطق السهلة ونقل منتجاته في
المناطق الجبلية الوعرة على البل التي يجلبها العقيلت من الجزيرة العربية وحيث أن
الجنوب الفلسطيني أرض صحراوية تقطنها القبائل العربية التي يوجد بعضها في الجزيرة
العربية والبعض في هذا الجزء فليس بمستغرب أن يحدث هذا التلحم والتواصل بين
العقيلت وهذه القبائل العربية السيوية والقطار العربية الفريقية مصر وما بعدها وذلك قبل
حفر قناة السويس وربما بعدها ولذلك فل غنى للعقيلت من الستقرار في فلسطين وإيجاد
التواجد لهم على هذا الطريق الحيوي الهام حيث تركزوا في كل من غزة وخان يونس
والقدس وبئر السبع وغيرها.
-5مصر:
ما من شك في أن تواجد العقيلت في مصر يعد أمرا حيويا لهم باعتبار مصر أحد القطار
العربية الفريقية الملصقة لفلسطين والتي يرتبطون بها بعلقات تجارية منذ نشأت العقيلت
الولى ول أدل على ذلك مما تحدث به ابن فضل ال العمري من أعلم القرن الثامن الهجري
وذكر أن بني عقيل كانوا يجلبون إلى مصر نجائب البل وكرائم الخيل كما مر بنا في فصل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
سابق وذلك في العهد المملوكي ،ذلك أن التاريخ التجاري الضارب في القدم بين مصر
والعقيلت في أول تكويناتهم وربما كان قبل ذلك ما هو خارج عن موضوعنا ويدخل في
زاوية التاريخ ،فإذا تعتبر مصر سوقا تجاريا يقصدها العقيلت ببضاعتهم المجلوبة من
الجزيرة العربية أو من القطار الشرقية من الهند وجنوب شرق آسيا التي ينقلونها من
موانئ الخليج العربي عبر الطريق الصحراوي حيث كانت مصر بمثابة الجسر لهذه البضائع
إلى أوربا من التوابل والفاوية والبهارات سواء ما كان منها عن طريق موانئ البحر الحمر
وينقلها العقيلت أو يساهمون في نقلها إلى موانئ البحر البيض المتوسط كالسكندرية
وذلك قبل حفر قناة السويس أو ما ينقل العقيلت من موانئ الخليج كما مر بنا آنفا ،كما كان
للعقيلت مشاركة فعالة في عملية حفر قناة السويس سواء بالتموين بالبل وغيرها أو
المشاركة في العمل ،إذ والحالة كذلك فلبد من تواجد للعقيلت في أنحاء مختلفة من مصر،
كما أن مصر تعتبر البوابة الفريقية على البر السيوي والبوابة السيوية على البر الفريقي
ومن خلل هذه البوابة يعبر الذاهبون والقادمون لداء فريضة الحج من المسلمين في
الماكن المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة من مصر والقطار العربية الفريقية أو
القطار السلمية الفريقية وكذلك من يذهبون لزيارة بيت المقدس من المسلمين ومن يحج
إلى بيت المقدس من غير المسلمين الكل يعبر من خلل هذه البوابة ذهابا وإيابا ليس ذلك
فحسب ولكن هناك روابط وثيقة بين قبائل الجزيرة العربية وبين القبائل العربية التي
استقرت في مصر أو عبرتها إلى القطار العربية المجاورة مثل قبائل بني هلل وبني جشم
وبني سليم وبني تميم وطيئ التي عبرت إليها واستقر بعضها في مصر وتحضرت وبعض
من عبر من قبيلة طيء في القرن السادس الهجري واستقر بمصر وتحضر أو ما أعقب ذلك
في العصور القريبة من قبيلة حرب وبني رشيد والعوازم وجهينة وبلى الذين استقر بعضهم
في مصر والبعض الخر تجاوزها إلى السودان وغيرها من القطار العربية فكان للعقيلت
تواجد مستمر منذ القدم فقد كان منهم طلب علم بالزهر وتجارا على طريق القوافل
ومتعهدين لنقل الحجاج ومحاربين في صفوف جيش محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا في
الشام وفي العصور المتأخرة إبان حفر قناة السويس وما بعدها نال العقيلت مكانة رفيعة
لدى الحكام التراك واللبان في مصر ونالوا حضوتهم حيث منحوهم الراضي التي أقاموا
عليها بيوتهم في كل من بلبيس ،والزقازيق ،والمطرية ،وحلمية الزيتون ،والصالحية ،وأبو
كبير ،وأبو حماد ،وكفر نصار ،وامبابة ،ومصر الجديدة ،وذلك لقامة أسواق تجارية وتربية
خيولهم ومراكز انطلق قوافلهم للنقل داخل مصر وخارجها قبل إيجاد القطارات فيها
بالضافة إلى القنطرة شرق والقنطرة غرب ،في هذه المراكز ثبت تواجد العقيلت الفعال،
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ويعتبر العقيلت من ازدهرت على أيديهم حلبة سباق الخيل في مصر في عهد محمد علي
باشا وأبنائه وأحفاده من الحكام اللبان الذين حكموا مصر إلى آخر سللتهم عند نهاية دور
العقيلت وشغل العقيلت دورا مهما في تربية الخيول وتكاثرها في مصر وممن ساهم في
هذا المجال السيد محمود باشا رئيس وزراء مصر وحنفي باشا وهما من العقيلت من أولد
سليم من قبيلة حرب ومحمد الشواربي باشا الذي ل يزال اسمه يطلق على أحد شوارع
القاهرة القديمة الرئيسة هو من قبيلة حرب أيضا وغير ذلك كثير إضافة إلى علقة الدم
والدين التي تربط أبناء هذا القطر بأبناء القطار العربية الخرى ،إذا فتواجد العقيلت كان له
أهمية كبيرة في مصر ول تزال حتى الن أسر كبيرة من العقيلت تعيش في مصر بعد
انتهاء دور العقيلت في وقتنا الراهن.
-6في السودان:
يعتبر هذا القطر العربي الشقيق آخر قطر عربي وصل إليه العقيلت في القارة الفريقية
أثناء تواجدهم حسبما اطلعت عليه من المصادر إذ أنهم حسب علمي الن لم يتجهوا غربا
إلى المغرب أو أن هناك فئة تماثلهم يقومون بالعمال التي يقومون بها في أقطار المغرب
العربي بحيث تصل خدماتهم ونشاطاتهم بين المغرب العربي وبين مصر ،خاصة فيما يتعلق
بنقل الحجاج ومصاحبتهم وخدمتهم ،أما العقيلت محل البحث فإن مداهم ينتهي في السودان
حسب معلوماتي حتى الن ففي هذا القطر امتداد للرتباط بمصر من حيث العلقات التجارية
والخدمات التجارية إضافة إلى أنه بلد يمتاز بالمراعي الجيدة ويقوم سكانه بتربية الحيوانات
ومنها البل بشكل رئيس حيث تمتاز البل السودانية بالمتانة وقوة التحمل والصبر على
الجواء الحارة لنها تربت في جو حار وإن كانت أجسامها أصغر من أجسام البل النجدية
وخاصة ما يجلب من شمالها إبل عنزة وشمر ،إل أن البل السودانية شديدة التحمل صبورة
على العمل ،هذه الخاصية أضافت مزية إغراء للعقيلت بحيث يختصرون بعض الطريق
الطويل من الجزيرة العربية لشراء البل ويشترونها من السودان بالتعاون مع التجار
السودانيين ورؤساء القبائل السودانية يؤلفون هذه البل ويجلبونها إلى مصر والقطار
الخرى من باب التنويع في البل النجدية والحجازية والسودانية ولهذا الغرض فقد تواجد
العقيلت في المدن الرئيسة قواعد القاليم مثل أم درمان والنهود والبيض وإمبادر وغيرها
ل عمن يجوبون البراري يشترون البل من القبائل السودانية ويؤلفونها ثم يدفعونها إلى
فض ً
المراكز الرئيسة ومن ثم ترسل إلى أسواق البيع فكان لهذا الجانب أهمية خاصة بحيث يخدم
القتصاد السوداني ويوفر على الفرد جلب حيواناته بنفسه كما يخدم في الوقت ذاته للتاجر
العقيلي بما يوفره له من مسافة الطريق الشاسعة التي يقطعها في قلب الجزيرة العربية
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-1غارات الطامعين:
في وقت تضعف فيه السلطة القوية المسيطرة تارة وتنعدم تارة أخرى وتتواجد بدرجات
متفاوتة من القوة والضعف يطمع الطامعون بانتهاز الفرص المتاحة الثمينة من تلك القوافل
التي تحمل البضائع المغرية والسلع الثمينة فل يتركون سانحة إل اهتبلوها ،إل أن يمنعهم
من ذلك مانع سواء أكانت سلطة قوية يخشون فتكها ويتحاشون تنكيلها أو تحكم ذلك أعراف
وتقاليد وعادات القبائل التي تقطن تلك المساحات الشاسعة من الصحراء وتعتبرها ملكا لها
وتتمثل هذه الجراءات القبلية بما مر بنا من موضوع المعرفين والتاوات والضرائب التي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
تدفعها تلك القوافل لشيوخ القبائل والمعرفين أو الهدايا التي يحصل عليها الرؤساء والشيوخ
من رؤساء وأمراء القوافل ،وإذا كانت السلطة قوية كما رأينا في سلطة العقيليين وسلطة
بني خالد في الحساء والسلطة السعودية في الدرعية ثم في الرياض والسلطة الرشيدية في
حائل ،إذا كانت هذه السلطة في حالة قوة فإنها تمنع أولئك الطامعين من تحقيق أطماعهم
وتوقفهم عند حدهم ،لكن تلك السلطات يأتي عليها دور لم تكن قوية بما فيه الكفاية نظرا
لتفاوت الحكام في قوتهم وضعفهم وقوة السلطة وضعفها ووجود الضطرابات فيها ،وحين
ينعدم المن وقوة السلطان نفسه ويعتمد النسان على حماية نفسه بنفسه في مثل هذه
الحوال يحصل لقوافل العقيلت ما يزعجها من الغارات عليها من قبل جهات مناوئة لهذه
القبيلة التي تمر القافلة بأراضيها حتى يخفروا ذمتها ضاربين بعرض الحائط ضمانة معرفيها
بأراضيها ووجاهة شيخها ،وقد يأتي أولئك الغزاة من قبيلة بعيدة فيستولون على تلك
القوافل ويقتلون من يقف في طريقهم من رجال تلك القوافل وخاصة إذا كانت قوافل يقل فيها
الرجال المسلحون ،أو كان هؤلء الغزاة أكثر منهم عددا أو أقوى عدة وعتادا أو كمنوا لهم
قرب موارد المياه وجاءت القوافل ظمآنة والناس عطشى وفاجأهم أولئك الطامعون قبيل
ورودهم الماء ،فإنهم بل شك سوف يتغلبون عليهم إل أن ينصرهم ال من عنده ،وقد يكون
لهذه الغارات على القوافل في أرض هذه القبيلة أو تلك من قبل ثأرات وإحن مع شيخ هذه
القبيلة أو القبيلة نفسها ويريدون هضم حقه والحط من قدره ومكانته بين القبائل الخرى،
وقد يكون هذا الجراء ناتج عن ضعف هذه القبيلة والستهانة بقدرها من قبيلة هي أقوى
منها وتمثل هذه الغارات والغزوات الكبيرة بين قبيلة وأخرى كما أسلفنا كما تمثل قطاع
الطرق ذوي الطماع المحدودة الذين يكتفون بالقوافل الصغيرة أو بجزء من القافلة الكبيرة
أو المتوسطة من يتطرفون به أو ينهبونه في غفلة من حراسة القافلة وأكثر ما يأتي إغارة
قطاع الطرق بالليل عندما يهجع الناس ويخلدون إلى الراحة والنوم وإذا ندّ بعير أو عدة إبل
من القافلة فإنهم يأخذونه ويهربون به أو يخاتلون الحراس ورجال القافلة ويراقبونهم حتى
إذا ناموا اختطفوا ما يستطيعون اختطافه ،يحدث هذا في المناطق البعيدة عن السلطة
الحاكمة والتي ل تصلها أخبار هذه الفعلة إل وقد وصل مرتكبها إلى مأمنه وأدرك مبتغاه،
كان مثل هذا العمل يحدث في حواشي أراضي شبه الجزيرة العربية وعلى مشارف الراضي
العراقية والردنية والسورية بحيث ل تستطيع السلطة في أي قطر من هذه القطار ضبط
مثل هذه الحوادث في الماكن النائية عن مركزها سيما وأن المواصلت يومذاك كانت على
البل ،فمتى يصل الخبر ومتى تصل قوة الردع أو الحملة إن كان هناك قوة إلى مكان
الحادث ،هذه الحوادث كانت مما يزعج العقيلت ويؤثر في حركاتهم ويسبب لهم بعض
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الخسائر ولكن رغم هذا فقد ثبتوا له واستعدوا أتم استعداد وشقوا طريقهم بكل إصرار وعناد
وقوة حتى وصلوا إلى هدفهم وبلغوا غايتهم.
-2موارد المياه:
تمثل موارد المياه شريان الحياة الرئيس للعقيلت وغيرهم خاصة في فصلي الصيف
والخريف فهي التي تتحكم بمسارات قوافلهم ويترتب عليها طول الرحلت وقصرها وكم
تستغرق الرحلة من الوقت وغير ذلك مما رايناه في فصل الطرق حيث يكون مسير القافلة
عاديا عند تقارب الموارد "محال" عند تباعدهم ،كما قد يكون معتدلً عند توالي المناهل
ومعوجا متعرجا عند تناثرها ،تسير القافلة تبعا لمناهل الماء أينما سارت ،أحيانا يمتد
الطريق لمسافة مضاعفة واتجاهات منحرفة عن التجاه الصحيح كأن يكون التجاه شمالً
فتتجه القافلة شرقا وغربا وربما جنوبا وذلك لمتابعة هذه الموارد ،وليت المر يتوقف عند
هذا الحد ،ولكنه يتعداه إلى ما هو أهم فمن المنغصات التي تواجه العقيلت حول هذه المناهل
إمكانية كمون الخطر حولها ،فغالبا ما يترصد قطاع الطرق والطامعون بهذه القوافل أو بجزء
منها حول هذه الموارد أو عليها أو في الطريق إليها أو في الطريق منها ولذلك نرى أمير
القافلة أو رئيسها إذا اقترب من المنهل أرسل من قبله طليعة يسمون السبور أو "القلوط"
ليسبروا هذا الطريق ويروا ما إذا كان آمنا أم ل ،يستقطعون الثر ليتأكدوا أن الطريق ليس
عليه ما يخيف ،فإن رأوه كذلك وردوا إلى المنهل وإن أوجسوا خيفة فإنهم يجتنبونه مع
طريق آخر إلى مورد غيره إن كان يقربهم مورد بديل وإن لم يكن هناك غيره ول مناص
من سلوك هذا الطريق تدبروا المر وأرسل المير مفرزة لتستطلع حقيقة الخطر ويتم تدارك
المر بالتفاهم مع مصدره كما أن من مهمات فرقة الستطلع أو "القلوط" ليروا من على
البئر من الناس الواردين ومدى مكثهم على المورد فأحيانا يكون المورد خاليا من الوراد
وأحيانا أخرى يكون عليه ورد قليل وأحيانا ثالثة يكون أعدادا غفيرة من الناس وأعداد هائلة
من البل تصل إلى آلف ففي مثل هذه الحالة الخيرة يتم التنسيق مع صاحب المورد على
اساس أن يأخذوا دورهم وإن لم يكن للمورد من يشرف عليه يتم التنسيق مع الوراد على
أساس أن يأخذوا دورهم قبل من سيأتي بعدهم وعند ذلك يتأخرون بعض الوقت حتى يقترب
دورهم للورود وذلك تجنبا للربكة واختلط البال ،وإذا كان هناك من يشرف على هذه
الموارد فإن رئيس القافلة يرسل إليه بعض الهدايا من أجل تسهيل عملية الورود ،هذه
الترتيبات تتم على الموارد ،فإذا جاء دور القافلة للورود فإن رجالها يهبون كلهم بالتساعد
والتساند من أجل إيراد إبلهم أو خيلهم وملء الروايا والقرب وكل أوعية الماء ومتى شربت
البل أول مرة ثم استراحت "عطنت" ثم وردت للمرة الثانية استراحت مرة أخرى ثم وردت
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
للمرة الثالثة حيث تأخذ رغبتها من الماء ثم تصدر عن الماء وأحيانا تبقى على الماء يوما
كاملً وربما يومين أو أكثر إذا كانت إبل القافلة كثيرة العدد باللف ويتم سقي البل بواسطة
السانية أو السواني التي تنزف الماء وتخرجه من البئر بالدلو كما سبقت الشارة إلى ذلك
في فصل سابق ويتم السقي في النهار والليل في وقت الزمات والزدحام على المياه في
فصل الصيف ،وأحيانا يكون المورد من النوع الذي يحتاج إلى غرف بالدلو لملئها فينزل
الرجل أو الرجلن أو الرجال داخل البئر أو الدحل يغرفون الماء ويمل كل واحد دلوه التي
تخرج الماء من البئر لسقي البل يعقبهم غيرهم إذا تعب الواحد منهم أثناء عملية السقي
التي تكون متعبة إذا كانت البل كثيرة العدد بالمئات أو اللف وأحيانا يحصل اختلفات حول
الماء ودور كل واحد ويحصل اللغط والمشادات الكلمية وربما المضاربات وقد يحصل قتل
إذا لم تتصرف الحكمة والعقل في مثل هذا الموقف وأكثر ما تحصل هذه المشاكل في فصل
الصيف والخريف أما في فصل الشتاء والربيع فتنتفي هذه المنغصات حول المياه.
-3العوامل الطبيعية:
تلعب العوامل الطبيعية في تقلبات الجو من برد قارس وحر مرهق وسقوط المطار والسيول
الجارفة والثلوج والبرد وهبوب العواصف الرملية وغير ذلك من العوامل الطبيعية تمثل
عوائق مهمة في مسير قوافل العقيلت في هذه المنطقة الصحراوية فقد رأينا في فقرة
سابقة أثر حرارة الجو في الصيف مما يجبر القوافل إلى تتبع الموارد وملزمة مسير
المناهل التي يشربون منها في الوقت الذي ل تحتاج القوافل لهذه الطرق في فصلي الشتاء
والربيع فتقصر المسافات وتختصر الطرق ،وفي المقابل نجد في فصل الشتاء من المنغصات
اشتداد موجات البرد والعواصف الثلجية كلما اقتربنا من الراضي الشامية بيد أن البرد
والعواصف في أغلب الحيان أشد قساوة من العواصف الثلجية فكانت القوافل في هذا الفصل
ل لقساوة برد الصحراء ويقتصر سيرها على النهار القصير بطبيعة الحال
تتجنب السرى لي ً
كما أن البل تحتاج إلى المزيد من العلف الذي يدفئها في الوقت الذي قد ل يتوفر في كل
أرض إضافة إلى ذلك فإن نزول المطار وجريان السيول في الودية يعيق مسيرة تلك
القوافل ليس هذا فحسب بل إن نزول المطار قد يتلف بعض السلع ويخرب بعضها الخر
ويؤثر على البعض الثالث فتضطر هذه القوافل أن تبقى في ملذ يحمي تلك السلع من
المطار أما إذا نزل عليها المطر وهي خارج المكان الذي يحميها فل شك أن بعض السلع
تالف ل محالة أو متأثر على اقل تقدير كالسكر والقمشة وما في حكمها أما إذا كان المطر
بردا فإنه كذلك يؤثر حتى على البل والناس ،هذه العوامل الطبيعية التي تعصف بتلك القوافل
في فصلي الشتاء والربيع وخاصة في آخره الذي يسمى "الصيف" وهو 50يوما وتكثر فيه
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
المطار الثلجية البرد والسيول الجارفة أما أول فصل الربيع والذي يسمى "السماك" وهو
40يوما فهو أقل خطرا هذا فضلً عن فيضان النهار في المناطق التي يوجد بها أنهار قرب
دجلة والفرات واليرموك والنيل فإن فيضان النهر وزيادته عن مجراه العادي حتى يصل إلى
المسارات التي يسلكونها عائقا لقوافلهم وإبلهم وسرعة مرورها ،أما في فصل الصيف
الحقيقي أو القيظ فإن من معوقاته العواصف الرملية الحارة المصحوبة بالتربة والتي يدوم
هبوبها أحيانا باليومين والثلثة وربما تزيد عن ذلك وتنقص وأحيانا تدفن الرمال التي
تثيرها تلك العواصف الحمال وتمنع الرؤية حتى إلى مسافات قريبة وقد أخبرني أكثر من
واحد أن بعض العواصف الرملية يدوم هبوبها من يومين إلى ثلثة أيام وفي هذه الحالة
فإنهم يجمعون البل وينيخونها ويعقلونها ويجيدون عقلها ويضعون عنها أحمالها فيجعلونها
تستدبر الرياح وأحيانا يدوم هبوب هذه الرياح يوم ونصف وإذا زاد هبوبها قد تدفن الحمال
وقد يدفن الرمل أجزاء من جسم البعير البارك لكن بعد سكون العاصفة تطلق عقل البل
فتنهض من مباركها نافضة ما عليها من رمل وغبار ،هذه العواصف التي تهب على القوافل
فجأة خاصة في المناطق القريبة من النفود والكثبان الرملية وإذا كانت البل أحمالها عليها
فإنها تجمع وتناخ ويجاد عقلها وتكون بمثابة الذرى للرعيان الذين يكونون في وسطها
للنتباه لها حتى ل تضيع أثناء العاصفة الرملية ،هذه العوامل الطبيعية المشار إليها غير
أنها لم تقف حائلً بينهم وبين تحقيق أهدافهم ولم تكن سدا منيعا يصعب عليهم اجتيازه بل
على العكس فإنهم قد تصدوا لها وقاوموها وشقوا طريقهم خللها عبر مئات السنين وحققوا
أغراضهم ووصلوا إلى أهدافهم ومع أنها كانت تعوقهم وتؤخرهم بعض الوقت غير أن
صلبة الرادة عندهم وقوة التصميم جعلتهم ينتصرون على هذه العوامل الطبيعية مثلها مثل
العوامل المصطنعة التي أوجدها النسان نفسه والتي تتضمنها الفقرة اللحقة.
-4الحدود السياسية:
لم تكن الحدود التي نشاهدها اليوم بين القطار العربية موجودة قبل تدخل الستعمار الغربي
في الوطن العربي وبعد الحرب العالمية الولى من عام 1337-1333هـ1918-1914/م
وما أعقب هذه الحرب من سقوط الحكم التركي واقتسام أقطار الوطن العربي السلمي بين
الدول الستعمارية الغربية الرئيسة آنذاك بريطانيا وفرنسا وإيطاليا حيث وضعت بريطانيا
يدها على العراق وشرق الردن وفلسطين ومصر والسودان وإمارات الخليج العربي ،ولو
أن كل من مصر وإمارات الخليج وجنوب الجزيرة سبقت هذا التاريخ بدور رمزي وصار من
نصيب فرنسا سوريا ولبنان ،فقد رسخت هذه الدول الستعمارية لهذه القطار وكان الناس
قبل ذلك يسيرون بين هذه القطار دون حدود أو حواجز ،تخرج القوافل من بين هذه القطار
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ول حاجز يحول بينها ول حدود تميزها صحيح أن هناك حدود قطرية معنوية يعرف الناس
من خللها إن كانوا في العراق أو في سوريا أو مصر من خلل مدنه وسكانه بما في هذه
المدن من معالم وأعلم كالنهار والجبال والبحار وغير ذلك لكن ل توجد حدود مادية خطت
على الورق أولً ثم جسدت على طبيعة الرض بإشارات وعلمات وحرس حدود ونقاط عبور
ومراكز نفتيش وغير ذلك مما هو ثابت الن في الحدود السياسية ،هذه الحدود أوجدت
إرباكا لقوافل العقيلت التي كانت تسرح وتمرح وتعبر من أي مكان تريده ويناسبها فصارت
ل تعبر إل مع نقاط معينة محصورة مما سبب لها عائقا يحد من حركاتها ويجعلها عرضة
للزدحام على هذه المعابر كما يعرضها لليقاف والمنع أحيانا والتفتيش أحيانا أخرى خاصة
والمر فيها صار بأمر دولة أجنبية وقبل وضع هذه الحدود السياسية فقد اكتفى الحكام
التراك الذين جثم حكمهم على صدر البلد العربية أربعة قرون ،اقتصر هؤلء على تعيين
مراكز لجباية الضرائب حول المدن الرئيسة وما عدا ذلك فقد كانت القطار مفتوحة على
بعضها حتى مع القطار التي لم يسيطر عليها التراك مثل منطقة نجد ،وما من شك فإن قيام
هذه الحدود التي قامت على أساس مفاوضات بين أقطاب المستعمرين الجدد من ناحية وبين
هذا المستعمر والهيئات والسلطات المحلية كما حدث بين فرنسا وبريطانيا التي رسمت
الحدود بين كل من سوريا والعراق وشرق الردن وفلسطين ومصر أما ما يخص السلطات
المحلية فكما جرى بين بريطانيا ودول إمارات الخليج العربي كالكويت وقطر والمملكة
العربية السعودية هذه الحدود قامت في بعض الحيان على أساس المر الواقع أو الحتلل
وأحيانا أخرى على أساس التفاوض بموجب وثائق بسط نفوذ قديمة قبل هذا التاريخ وقد
أوجد المستعمر النجليزي بالذات بخبثه وكيده وخسته بؤرا للختلف في هذه الحدود ل
تزال تنبعث منها الخلفات بين الحين والخر بين هذه القطار حتى وقتنا الحاضر كل هذه
الجراءات وقعت بعد تصفية الممتلكات التركية في القطار التي كانت تركيا تسمى "بالرجل
المريض" الذي اقتسموا تركته بعد تحجيمه وإعادته إلى حجمه المناسب في نظرهم في
الراضي التركية فقط وأعطوه جزءا من الراضي السورية المتمثلة في لواء السكندرون
هذه الحدود قد أوجدت للعقيلت عائقا اصطناعيا حد من سرعة تحركاتهم وأفقدتهم حرية
العبور من أي طريق يريدونه كما أنه أثر في عملية تحجيم القوافل حسب استيعاب الممرات
المعدة للعبور مما اضطر بعضهم إلى تجنب تلك النقاط حيث يصبحون عرضة للمطاردة
والخطر عند الدخول إلى القطر مرة أخرى إل لمن يؤذن لهم بالدخول ،هذا فيما يخص
القوافل أما ما يخص الشخاص فقد أوجد هذا الصنيع البغيض التفرقة بين أجزاء الوطن
العربي الواحد وبذروا الحزازات والفوارق بحيث أصبح هناك سوري ولبناني وعراقي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
وأردني وسعودي وكويتي وقطري وإماراتي وعماني ومصري وسوداني وفلسطيني ويمني
وحتم على كل فرد أل يدخل إلى أي قطر من قطر آخر إل بوثيقة عبور أو جواز سفر
وتأشيرات دخول وخروج ومدة إقامة وغير ذلك من الجراءات التي لم تكن موجودة من قبل
فحدت هذه الجراءات من دخول الشخاص من بلد إلى آخر وكان من المسببات التي قلصت
دور العقيلت ثم أدت إلى زواله تماما بعد الحرب العالمية الثانية.
-5الضرائب:
بالضافة إلى ما يدفعه العقيلت من التاوات والهدايا لشيوخ القبائل ومعرفيها الذين مر بنا
ذكرهم في فقرات سابقة تأتي الضرائب والرسوم التي تؤخذ على هذه البضائع منها ما يمر
مرورا فيستحق الرسوم أو ما يورد للبلد أو القطر فيكون المستحق عليه ضريبة وقد أثرت
الضرائب والرسوم على مسار العقيلت وعلى أسعار بضائعهم وأثرت على ما يجنونه من
أرباح ،وإن كانت مثل هذه الضرائب في الحقيقة ل يؤثر على العقيلت أنفسهم بقدر ما تؤثر
على المستهلك أولً وأخيرا ،إذا أخذنا بعين العتبار أن العقيلت يضعون سعر السلعة
الساسي ويضيفون إليه سعر التكاليف من مصاريف القافلة والتاوات وأقيام الهدايا
والرسوم والضرائب ثم يضيفون إليها ما يناسبهم من أرباح كل حسب قناعته أو طمعه ثم
تحدد قيمة السلعة على هذا الساس فيكون المستهلك هو الذي يدفع كل ما يترتب على هذا
ويتحمله ،ولكن حدث أحيانا أن يحصل تنافس في السوق خاصة في سوق البل والخيل ،إما
بورود أعداد كبيرة منها أو بسبب قلة الطلب عليها أو بسبب هزالها خاصة في أيام المحل
عندما تكون الرض مجدبة فتكون كل هذه المصاريف أو جزء منها على حساب أرباح
العقيلت ،وقد تتعرض أرباح العقيلت لهزة عنيفة عندما تنفق وتهلك أعداد من هذه
الحيوانات بالغرق في السيول والنهار أو عندما تتعرض لي نوع من مؤثرات العوامل
الطبيعية الخرى أو تتلف البضاعة كالسكر في حالة هطول المطار عليه والقافلة في الطريق
أو عندما تكون التجارة من السوائل كالسمن والدبس والعسل وتتعرض لتشقق أوعيتها أو
تنضح فتنقص كميتها أو تكون من "القاز" "الكيروسين" فيتسرب من الصفائح أو يتبخر من
شدة حرارة الشمس وارتجاجة في الصفائح على ظهور البل أو تكون من البضائع القابلة
للكسر كالزجاج والمرايا والواني الخزفية عند نقلها وتحركها على البل وغير ذلك من
العوارض التي تصيب العقيلي بخسائر مؤثرة وأحيانا تكون خسائر فادحة وقاصمة لظهره،
وفوق هذا لبد له من دفع الرسوم والضرائب في حالة وجود هذه السلع ،أو جزء منها،
ولذلك تجد بعض العقيلت يتهربون من دفع هذه الضرائب والرسوم وكان العثمانيون
يأخذون من مواطني المبراطورية العثمانية رسوما جمركية قدرها %8أما الجانب فإنهم
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
يدفعون رسوما جمركية أقل مقدارها %3من قيمة البضائع وتحسب على الصادر والوارد
على حد سواء ،هذا في العهد العثماني الذي دام قرابة أربعة قرون واخذ شطرا مهما من
دور العقيلت الذين امتد وجودهم منذ القرن السابع أو الثامن الهجري وحتى منتصف القرن
الرابع عشر الهجري كما مر بنا في فترة سابقة ،وبعد أن حصلت الحدود والمراكز في
الثلثين سنة الخيرة من وجود العقيلت أصبح هناك تفاوت في قيمة هذه الرسوم الجمركية
وتتراوح ما بين 2-1ر "فرانسي" على الرأس الواحدة والجمرك على البعير الواحد
3ريالت (فرانسي)أما الخيل فالرسوم عليها من 4-2ريالت (فرانسي) والجمرك 6ريالت
(فرانسي) لكل رأس من الخيل ،حيث تدفع الرسوم للعبور في البلد الذي لن تباع فيه هذه
الحيوانات أما الجمرك فتدفع في البلد الذي ستباع فيه البل والخيول ،وبالطبع فإن مقدار
هذه الرسوم والجمارك تؤثر على مكاسب العقيلت ولكن رغم هذا فقد استطاع العقيلت
التغلب على هذه العوائق والنطلق بمسيرتهم التي امتدت لقرون عديدة متلحقة واثبتوا
جدارتهم في هذا المسار الذي أدوا فيه مهمتهم وقاموا بها خير قيام خلل تلك الحقاب
الماضية حتى انتهى دورهم أخيرا.
-6الغتراب ودور المرأة:
من المعوقات التي صاحبت رحلة العقيلت طول الغياب عن الهل والوطن الم بما يترك من
سلبيات على السرة ،فليس الغياب عن الهل زمن الرحلة التي تدوم بضعة أشهر فحسب
ولكن الغتراب لمدة أطول من ذلك وتعد بالسنوات ،فهناك مئات بل آلف الحكايات التي
تتحدث عن اغتراب العقيلت منها على سبيل المثال ل الحصر ذلك العقيلي الذي سافر وابنه
حمل في بطن أمه ولم يعد هذا العقيلي إل ويستقبله ابنه وقد نبت الشعر في وجهه
وعارضيه أي مدة تقرب من عقدين من الزمن ومنها ذلك العقيلي الذي ترك زوجته وهي
حامل وجاءه ابنه في الشام ومعه رعية من البل قد جلبها حيث أصبح هذا البن عقيلي مثل
أبيه ولم يره أبوه إل بعد أن قدم إليه ،ومنهم ذلك العقيلي الذي غاب واغترب عن أهله
حوالي ثلثين سنة ولما عاد بما حصل عليه من مال من النقود الذهبية والفضية وقرب بلده
سطا عليه مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق وسلبوه ما معه من نقود ،فعرج على مورد
ماء بأحد أطراف بلدته ليمل قربته بالماء بعد أن عزم على العودة من حيث أتى دون أن
يواجه أهله ،فصادف رجلً من أهل بلدته يعرفه ولما سأله عن خبره روى له ما جرى عليه
وما صمم على فعله من العودة إلى الشام ولما قال له :أل تمر ببلدك لتسلم على أهلك وأمك،
ما زاد هذا العقيلي على أن قال" :غيرها لطلبه" أي غير هذه المرة فذهب قوله مثلً سائرا
وعاد إلى الغتراب مرة أخرى لنه ل يريد أن يأتي إلى أهله بعد كل هذه الغيبة وهو صفر
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
اليدين ،وغير ذلك من القصص التي تمل مئات الصفحات ،وعبء الغتراب بالنسبة للعقيلت
يقع على عاتق المرأة بالدرجة الولى خاصة إذا كانت هذه المرأة ربة أطفال حيث يقع عل
كاهلها مسئولية كبيرة هي مسئولية تربيتهم وهي من أشق المسئوليات في غياب الب تماما
بالضافة إلى مسئولية معيشتهم في وقت تصعب فيه لقمة العيش ويشق تحصيلها على
الرجال الذين يكدحون بسواعدهم وينزفون من عرقهم في سبيل الحصول عليها فضلً عن
المرأة التي ل حول لها ول طول في تحصيلها اللهم إل ما تحصل عليه مما يرسله إليها
زوجها بين الحين والخر فتبدأ باقتصاده على نفسها وأولدها إلى حين يأتيها مدد آخر بعد
فترة من الزمن ،فكانت المرأة والحالة هذه تنزل إلى ميدان العمل بما يناسب قوتها وما تتقنه
من مهارات مهنية كأن تساعد زوجات الفلحين في أعمال المزرعة من تهيئة العلف
ودقها للسواني أو عملية الحصاد وتنقية الحب أو قطف الثمار وجني التمور وغير ذلك من
أعمال بأجر معين تتقاضاه ممن تعمل عندهم لتستعين به على شئون حياتها مع أطفالها ،أو
أن تجني العشاب في موسم الربيع وتحفظها وتخزينها في غرف تبيعها على الفلحين
عندما يحتاجون إلى ذلك وتستعين بأثمان هذا المحصول على مصاريف أطفالها ،أو أن تجني
العشاب ذات الحبوب التي تؤكل مثل شجيرات الفث "السمح" وشجيرات الدعاع هذه النواع
من العشاب لها حبوب ذات قيمة غذائية جيدة تصنع منها بعد طحنها الطعمة التي تقوم
مقام الحبوب الخرى من قمح وشعير وغيره ،تجمع هذه الحبوب وتخزنها للحاجة إليها
وبعضهن تجيد بالضافة إلى ذلك أعما ًل يدوية أخرى كالخياطة والغزل والحياكة وصنع
المنسوجات الصوفية والوبرية أو دبغ الجلود أو صنع المشغولت الجلدية أو صنع السفيف
والوعية من خوص النخيل وغير ذلك من العمال المهنية النافعة للفرد والمجتمع والتي
تكسب المرأة من ريعها ما يساعد على نفقتها مع أولدها ،بالضافة إلى يرسله إليها
ل فتؤمن نفقاتها مع أولدها دون اللتفات
زوجها ،وبعضهم تعتمد على نفسها اعتمادا كام ً
إلى يرسله لها زوجها ،والبعض منهن تسند ظهر زوجها فتنمي له ثروة من ذاتها وتدعم
زوجها وهو في غربته بما تنميه من الحيوانات وما تتاجر به مع بنات جنسها ،هذا الكلم
بالنسبة لزوجات العقيلت من الطبقة الدنيا من المبتدئين أو الذين يعملون بالجور المحدودة
أما الطبقة الوسطى والعليا من كبار العقيلت فإن زوجاتهم يؤمن لهن كل ما يلزم من
مصاريف أثناء غياب أزواجهن سواء فيما يتركونه لهن من نفقات أو ما يرسلونه أثناء
غيابهم وما عليهن سوى تدبير هذه النفقات والقتصاد فيها بقدر ومقدار أما موضوع تربية
ل يقع على عواتقهن في كل الطبقات من العقيلت يساعدهن في ذلك
الولد فإن العبء كام ً
إما أبو العقيلي أو أخوه أو أحد أقاربه خاصة فيما يتعلق بالذكور إذا شبوا على الطوق
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
وأصبحت الم ل تستطيع في بعض الحيان أن توجههم الوجهة السليمة ،وكثير من أبناء
العقيلت قد التصقوا بأمهاتهم في عهد الطفولة والصبا أكثر من التصاقهم بآبائهم الذين
يغابون عنهم بالشهور والسنين ،لكن تلك المهات كن على مستوى مسئولية المومة
والتربية السليمة الصالحة ،حيث تغرس الم في نفوس أبنائها الجانب الديني ومكارم الخلق
وسمات الرجولة ونزعة الجد والجتهاد والطموحات المؤدية إلى بناء المجد والتنافس
والسعي إلى الفضل بمنافسة الخرين بالضافة إلى نفحات الب الذي ما إن يعود من سفره
إل ويتفقد شئون أبنائه ويتسمع إلى أخبارهم ويسأل عن سلوكياتهم ثم يوجههم الوجهة
السليمة ثم يتابع ذلك في السفرات القادمة ،أما معاناة الزوجات من غياب أزواجهن من
الناحية العاطفية فهي أليمة حقا ،حين يغاب العقيلي عن زوجته الشهور المتعاقبة بل قد تمتد
إلى السنوات والزوجة تعاني من وقع الغربة والبين صابرة حينا متصبرة أحيانا أخرى
محافظة على نفسها وشرفها وأبنائها وأموال زوجها في سبيل الحفاظ على بنية البيت
متماسكة إلى حين عودة الزوج وبعده ،وكثير منهن قد بنين بيوتا وربين أجيالً يفتخر بهم
الوطن حين أصبحوا رجا ًل بما تعنيه هذه الكلمة من القوة والسداد والمكانة وبهذا نرى أن
زوجات العقيلت قد تحملن الكثير من العباء أثناء غياب أزواجهن لتحصيل لقمة العيش
وساندن ظهورهم وخففن من معاناتهم أثناء الغتراب بسد مكانهم والنيابة عنهم في العمال
التي من المفروض أن يقوموا بها وبوجود تلك الزوجات المخلصات خلفهم قد خففن عنهم
العبء وأزحن عنهم العوائق ومهدن لهم الطريق التي سلكوها حتى وصلوا إلى غايتهم
وحققوا أحلمهم ،كما أن العقيلي المغترب يكافح من أجل الحصول على لقمة العيش يصارع
تيار الحياة العاتي فإنه كذلك كان يعاني من آلم الغتراب فيما يتعلق بأولده وزوجه لكن
ظروف الحياة أجبرته على ذلك فبقي يصارع تيارها ويكابد مشاقها ليحقق هدفه الذي وضعه
نصب عينيه حتى بلغ ما بلغ في هذه المهنة التي اختارها لنفسه أو وجد نفسه مضطرا على
ولوجها لعدم وجود فرص للحصول على لقمة العيش سواها.
-1الشجاعة:
يتمتع العقيلت بقسط وافر من الشجاعة والجسارة عندما يصل المر إلى مجابهة العداء
وجها لوجه ،ذلك أنه بحكم احتكاكهم بالقبائل التي يمرون عبر أراضيها وحكم مواجهتهم
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
للمشاكل التي تعترضهم أثناء هذه الرحلت المتكررة عبر السنوات الطويلة التي أكسبتهم
القوة والصلبة وثبات الجأش والشجاعة والقدام لمجابهة ما قد يعترضهم أو يعرض
قوافلهم وأموالهم للخطر من الطامعين بتلك الموال سواء أكانوا من الغزاة الطامعين أو
قطاع الطرق المتربصين الذين يعترضون هذه القوافل ،وتتفاوت درجة الشجاعة بين شخص
وآخر من العقيلت كما قسمها ال سبحانه وتعالى ،لكن بصفة عامة فإنهم يتصفون
بالشجاعة والقدام والجسارة ،وليس أدل على ذلك من اختراقهم تلك الصحاري الشاسعة بما
يوجد بها من المخاطر والمشاق والمتاعب والعوائق البشرية والطبيعية والحيوانية حينا
يقطعون هذه البيد الشاسعة المهلكة بالنهار تحت حرارة الشمس ولهيب السماء وغبار
العواصف الرملية وحينا آخر يقطعون تلك المفازات الموحشة التي ل تخلو من السباع
والضواري تحت جنح الظلم الدامس في حالة تغييرهم الطريق فيما لو شعروا بخطر محدق
يكتنف الطريق التي يسلكونها ،فهم بذلك يقتحمون الهوال في مجاهل الصحراء التي
يخترقونها بقلوب ثابتة وخطوات راسخة ووثبات جادة ،فالواحد منهم يسير في هذه
الصحاري ثابت الجنان جاد الخطوات إلى الغاية التي يريد الوصول إليها ،ل يتقيدون في
وقت معين للمسير متى أحسوا بالخطر ،يسيرون في أول الليل أو منتصفه أو آخره حتى
يتجاوزوا منطقة الخطر الذي قد يعرض أنفسهم وقوافلهم ينفذون ذلك وقلوبهم ثابتة على
شجاعتها إذا جد الجد وحصلت المواجهة لكن تداركهم للخطار المحدقة خير من الوقوع
فيها ،وبقدر ما يجابهون الطامعين في قوافلهم فهم يجابهون العوامل الطبيعية بكل جرءة
وإقدام ،ل تحول العواصف الرملية دون اجتيازهم مجاهل الطريق ،ول تعوق السيول الجارفة
مسيرتهم متى رأوا أن الوقت مناسب للعبور ،ول تؤثر العواصف الثلجية كثيرا على رحلتهم
وإن عاقتها بعض الوقت لكنهم يتغلبون عليها ،يكابدون المشاق وينتصرون عليها ولم
يقتصر المر على الشجاعة المعهودة بالفعل فإن لديهم كذلك الشجاعة الدبية حيث يواجهون
من يعارضهم بصراحة ووضوح وصدق عما يجب أن يقال حتى ولو كان هذا المعترض في
طريقهم ذو سلطة أو جاه ،وليس أدل على ذلك من سقوط بعضهم قتلى بغدر الولة التراك
أيام الحكم التركي حينما واجهوا هؤلء التراك بعين الحقيقة التي ل يريدها أولئك الحكام
التراك ويرغبون بد ًل عنها المجاملت والتزلف بالكلم الذي يدغدغ مشاعر أولئك الحكام
وعندما واجههم العقيلت بشجاعتهم المعهودة ما كان منهم إل أن قبضوا عليهم وقتلوهم
صبرا كما حدث عام 1258هـ – 1842م حين قتل سليمان الغنام رئيس عقيل أهل العارض
وقتل علي السليمان الخالدي رئيس عقيل أهل القصيم الذي قتله محمد نجيب باشا وإلى بغداد
من أجل أنه قال كلمة الحق دون محاباة أو مجاملة أما الذين قتلوا وهم يدافعون عن قوافلهم
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
فهم كثير جدا بما ل يمكن حصره كما أن لموقفهم عندما قطعوا الجسور وهم في حي الكرخ
ببغداد عندما تسربت إليهم أخبار من أن رئيسهم قد قتله الوالي بد ًل من مقابلته فعمدوا إلى
قطع الجسور بين الكرخ والرصافة وسيطروا على ما تحت أيديهم من المدينة حتى تأكد لهم
أن رئيسهم لم يمس بأذى وقد أشير إلى ذلك آنفا مما يدل شجاعتهم ،وتنعكس شجاعة
العقيلت وإقدامهم على استمرار قوافلهم عبر تلك المفازات الشاسعة عدة قرون رغم ما في
هذه البيد المترامية من المخاطر التي مر ذكرها وبهذه الشجاعة الذاتية والمكتسبة من
تجارب الحياة التي يتحلى بها العقيلي استمر تدفق قوافلهم في مختلف التجاهات داخل
الجزيرة العربية وخارجها في القطار العربية المجاورة في الهلل الخصيب وما جاوره من
أقطار.
-2الكرم:
ل غرو أن يشتهر العقيلت بالكرم ،فهم أو غالبيتهم من نجد منبع الكرم فضلً عن أنهم
يجوبون مناطق يتمسك سكانها بسجية الكرم العربي ويكاد الكرم أن يتجسد في أنحاء
الجزيرة العربية بصفة عامة ل يستثنى من ذلك جزء على جزء .كما تضفي شمولية الكرم
العربي على أقطار الوطن العربي دون استثناء بنسب متفاوتة ،لكن من عاش في الصحراء
أو قريب منها يختلف عمن عاش على السواحل وقرب البحار والنهار حيث الطبيعة بتلك
الماكن قد يجد النسان أي إنسان ما يأكله ويسد رمقه ويستبقي حياته من صيد البحر
والنهار وما ينمو حولها من أشجار وثمار أما من يعيش في كبد الصحراء وبطون البراري
فإنه ل يجد ما يدفع عنه غائلة الجوع ويبقى على حياته إل أن يطرق بيت شعر يجده في
جوف هذه الصحراء ويستضيف أهله ولذلك تجد سكان هذه الصحاري قد انغرست في
نفوسهم وسرت مع دمائهم سجية الكرم بطريقة ل إرادية حيث يتوقف على ذلك حياة أو
موت النسان وتكاد أن تكون في بدايتها تبادل منفعة ومصلحة ثم أصبحت سجية جُ ِبلَ عليها
العربي وعرف بها وعرفت به منذ قرون سحيقة وصارت عنده بمثابة أحد أركان شخصيته
وأخلقه المميزة تأسره بمثلها النسانية التي تجعل إكرام الضيف من السمات التي يتحلى بها
العربي أينما حل وحيثما رحل ،فهو بتقديم ما يملك من طعام وشراب لنسان محتاج في
جوف هذه البراري قد ساهم إنسانيا في إنقاذ حياة هذا النسان بالدرجة الولى ،وقدم له من
الخدمات من المأوى والدفء ما خفف عنه تعب السفر ووعثائه وأمده بطاقة جديدة تدفعه
إلى مواصلة رحلته لبلوغ هدفه وما دام النسان في هذه البقعة قد تعود على هذا العمل
النساني ونشأ عليه وتخلق بهذه السجية فل أقل بأن يسلك العقيلت هذا المسلك المشرف،
كيف ل وهم أحفاد ذلك الجواد الكريم حامل لواء الكرم العربي حاتم بن عبدال الطائي الذي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
يقوم لغلمه:
ح صر
أوقد فإن الليل ليلٌ قر * * * والريح ياواقد ري ٌ
عسى يرى نارك من يمر * * * إن جلبت ضيفا فأنت حر
هذا الخلق الفطري النبيل جبل عليه العقيلت في حلهم وترحالهم فبيوتهم في أماكن تجمعهم
مقاصد الزوار والمحتاجين وطالبي الرفد والغرثى ومخيماتهم أثناء رحلت قوافلهم مآل من
أخذ منه الجوع والعطش مأخذه حيث يجدون فيها الشبع والري ،هذا فضلً عما يصرفونه
على مرافقيهم وما ينفحونهم به من الهبات والعطايا وما يبادلون به شيوخ القبائل من
التحف والهدايا وبسبب هذه السجية قد أحبهم الناس كل على قدر استفادته منهم ،ول غرو
في ذلك فالكرم قد يغسل الكثير من أوضار النفوس وينظف القلوب من الوشاب ويمسح
مواطن الضغائن ويسمح الخواطر ويستبدل الكره بالمحبة والحقد بالتسامح ويذيب ما في
النفوس من رواسب الحتاك ،ول شك أن هذه السجية قد خدمت العقيلت وسهلت الكثير من
طرقهم وأزالت ما يعترض هذه الطرق من العوائق وليس المر مقتصرا على الكرم المادي
من تقديم الطعام والشراب والنقود والملبس والهدايا وغيرها ولكن هناك ما هو أهم من ذلك
أل وهو كرم الخلق الذي يتمثل بالجانب النساني المهم حيث يجد الضيف أو القاصد
الترحيب والبتسامة على الجبين التي سنتكلم عنها مفصلة في فقرات لحقة.
-3المانة:
تعتبر المانة إحدى ركائز التجارة الرئيسة التي تقوم عليها التجارة الناجحة ،وبدون المانة
فمهما ازدهرت التجارة فإن مصيرها إلى الفشل ،وليست المانة مقصورة على التجارة
لوحدها ولكنها على جميع متطلبات الحياة بل ومجرى حياة النسان بكاملها لكنها بالنسبة
للتجارة شيء أساسي ،ذلك لن التعاملت التجارية الصحيحة ل تقوم إل عليها ،فالعقيلي
بحكم عمله في التجارة والنقل تمثل المانة لديه أحد عوامل نجاحه الرئيسة إذ أنه يتعامل مع
مختلف الطبقات من التجار والمواطنين ،ولما لم تكن الكتابة والتدوين منتشرة في ذلك الوقت
بدرجة كافية فإن التعامل يتم بالمانة ،يعطي الرجل العقيلي مبلغا من المال إما ليتاجر به مع
تجارته أو ليحضر له شيئا معينا بما يسمى "سفر" فيقضي هذا حاجة رفيقة بكل أمانة ودقة،
وقد يكون مع العقيلي في صندوقه الذي يحمل به نقوده أو مزادته أموالً للعديد من الناس
كل مال شخص موجود في صرة لوحده بعضهم يكتب عليه اسم صاحبه والبعض الخر
يعرفه بعلمة مميزة فيحضر له ما راد بكل أمانة ،وقد شهد للعقيلت بالمانة من رافقهم في
رحلتهم من مختلف المم والديان رحالة كانوا أم تجارا ،وحكايات أمانة العقيلت كثيرة جدا
وكنماذج حية لتكون شاهدا على ما أشرنا إليه في أحد اليام جاء الشيخ إبراهيم بن ناصر
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الضبعان رحمه ال وهو أحد العقيلت المتعهدين لنقل الحجاج قاصدا رفيقه الشيخ فالح بن
إبراهيم اليوسف رحمه ال ليقترض منه بعض النقود وذلك لشراء حاجته من البل لنقل
الحجاج فوافى رفيقه فالح مصعدا الشارع يريد فتح دكانه وأخبره بحاجته ،فما كان من فالح
إل أن أعطاه مفتاح خزنته وقال له :إنها داخل الغرفة وهذا مفتاح الخزنة فافتحها وخذ ما
تريد من النقود وأعد إلي المفتاح ،ذهب إبراهيم وأخذ حاجته ولم يسأله فالح كم أخذت وبعد
بضعة أيام جاء إبراهيم ومعه المبلغ الذي أخذه فأعطاه فالح المفتاح مرة أخرى قائلً له :من
فضلك أعد المبلغ إلى مكانه لنني مشغول الن بمن عندي لم يكن هذا قصده ،لكنه لم يرد
أن يشعر رفيقه بأنه عرف المبلغ الذي أخذه ،أخذ إبراهيم المفتاح وأعاد المبلغ إلى مكانه
وأحضر المفتاح دون أن يسأله فالح كم أخذت وكم أعدت ودونما يفصح إبراهيم عن مقدار
ما أخذ وما أعاد ،وعندما انصرف سأله رفاقه عن المر فأخبرهم بالقصة فقال أحدهم :كيف
تعطيه مفاتيح خزينتك وبها أموالك ول تدري كم أخذ ول كم أعاد فما زاد فالح أن قال :لقد
أمنته أولً وأمنته أخيرا ول أشك أنه عند أمانتي له ،وحادثة ثانية فقد كان الشيخ عيسى بن
عبدال القفاري رحمه ال وأخيه إبراهيم بن عبدال القفاري مشتركين مع الشيخ عبدالكريم
بن صالح السالم البنيان رحمه ال في تجارة فاشتروا ثمانين بعيرا وبقي عند عيسى مبلغ
2000ر (فرانسي) في بيته وكان المبلغ كبيرا ،وحملها ليودعها في دكان الشيخ عبدالكريم
فوجده مغلقا دكانه فأودعها عند الشيخ محسن بن خلف الغصاب رحمه ال لنها ثقيلة الحمل
على أساس أنه سيودعها من يوم غد عند الشيخ عبدالكريم وفي اليوم التالي نسي عيسى
أنه وضع الدراهم عند محسن بن خلف الغصاب وجاء إلى الشيخ عبدالكريم فقال له أعطني
اللفي ر التي أتيتك بها أمس فلم يشأ الشيخ عبدالكريم أن يكذب رفيقه وأيقن أنه واهم في
المر فلعله أن ينتبه ويتذكر أو أنه بنفسه قد نسي الموضوع فما كان منه إل أن نقد عيسى
مبلغ 2000ر (فرانسي) خرج بها عيسى واشترى بها زيادة إبل وبعد مضي ثلثة أيام مرّ
عيسى من عند دكان الشيخ محسن بن خلف الغصاب فناداه محسن وقال له :أما تريد
دراهمك التي وضعتها عندي منذ ثلثة أيام؟ عند ذلك ذكر عيسى المر فحمل المبلغ إلى
رفيقه عبدالكريم واعتذر إليه وقال له :لماذا لم تنبهني على ذلك أو تعارضني فلعلي أفطن
لمن أودعتها عنده؟ فقال له عبدالكريم :لو عارضتك وأنكرت عليك قد ل يدرك الناس ذلك
وربما اتهموني بالتلعب والخيانة لن المال بيننا مشترك وكل يوم تأتي إلي بمبالغ مماثلة،
وقصة ثالثة وهي أن زيد بن مبارك القريشي رحمه ال قد أعطى إبراهيم بن عبدال القفاري
ناقة يذهب بها مع قافلته ليحضر عليها كيل لبيته وأعطاه مبلغ عشرين ريا ًل (فرانسيا) وبعد
أن سارت القافلة بيومين طرأ على زيد أن يلحق بالقافلة بنفسه ومعه خمسة من البل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
وبالفعل لحق بالقافلة وأثناء استراحة القافلة أخرج زيد ستة جنيهات ذهب و 100ر
(فرانسي) يريد أن يعطيها إبراهيم ليضعها في "مقفلته" وهي المزادة التي توضع فيها النقود
لكن زيدا وضع هذه النقود عند محط راحلته وسهى عنها وقام إلى المجموعة الذين كانوا
ل ثم نهضوا مبكرين مع أذان الفجر تحت غلس الليل
عند النار وسمروا ثم نام القوم قلي ً
فأدوا الصلة وساروا إلى هدفهم وعندما وصلوا إلى مدينة النجف "المشهد" بالعراق قال زيد
لبراهيم :أعطني المبلغ الذي أعطيتك فبحث إبراهيم عن المبلغ في صرائر النقود فلم يجد
لزيد سوى 20ر مكتوب على صرتها اسمه ،لكن زيدا قال إنني أعطيتك ستة جنيهات ذهب
و 100ر بمراحنا بالمكان الفلني ،فما كان من إبراهيم الذي ل يملك مثل هذا المبلغ إل أن
اقترض من التاجر الذي يتعاملون معه في المشهد الذي يدعى "عبد شنون" المبلغ المطلوب
وأعطاه لرفيقه زيد وكأن شيئا لم يكن وفي طريق عودتهم بعد حوالي شهر مروا في طريقهم
بكامل القافلة بما فيهم الشيخ زيد على مراحهم تلك الليلة المعلومة لخذ حاجة قد نسوها
هناك وجاءوا بقرب مبرك مطية زيد في تلك الليلة فوجدوا النقود في مكانها كما هي ستة
جنيهات ذهب و 100ر فرانسي فأخذها زيد وسلمها لبراهيم وهو يعتذر إليه وعندما قال
له :لماذا وافقتني على إعطائي المبلغ فورا قال له رفيقه إبراهيم :أنا أمين هذه القافلة كلها
وأمانتي أعز علي وأغلى من أن يتفوه أحد بكلم يمس سمعتي وأمانتي وإل فإنني متأكد من
أنك لم تعطني شيئا غير ما أعطيتني في حائل وهي 20ريالً ،هذه النماذج الثلثة من مئات
بل آلف القصص التي تحدث في مجال المانة مما قد ل يتسع المجال لذكره ،فالمانة كانت
إحدى الركائز التي يعتز بها العقيلي وهي من مقومات شخصيته ومن أمانة العقيلي ترسخ
الثقة فيه من التجار الذين يتعاملون معه في بلده الم وفي القطار العربية التي يتاجر فيها
وليس المر مقتصرا على تعامله مع التجار ولكن يتعداهم إلى المواطنين أنفسهم فهذه
المانة هي رأس ماله الذي يتاجر به وموضع الثقة فيه أينما حل وحثما رحل.
-4الصدق :
الصدق والمانة صنوان متلزمان ل ينفرد أحدهما عن الخر ،قال أحد المؤرخين :لم تعرف
المنطقة العربية عن العقيلت إل الصدق والخلص في العمل وقد شهد للعقيلت من رافقهم
ل عن المسلمين شهد هؤلء للعقيلت بحسن
من النصارى واليهود رحالة كانوا أم تجارا فض ً
الخلق وبالعقل الراجح والذكاء المتقد والشجاعة والمانة والصدق وغير ذلك من صفات
المسلم الحق والعربي الصميم ،وتصف بلنت :العقيلي فرحان الذي رافقها وزوجها أثناء
رحلتهم إلى نجد في مطلع القرن الرابع عشر ووصولهم إلى حائل فتقول :إنه أحسن العاملين
ل للثقة لصدقه وإخلصه .ويصف زوجها :زايد بقوله:
معهم أخلقا وأعلهم همة وأكثرهم أه ً
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ذلك البدوي الذي دخل في خدمتنا بأنه رجل خيال أخلق وذكاء دفاق وهو شأنه شأن بدو
نجد شاعر بالسليقة صادق فيما يقول وهو مثلهم مغرم في رحلتهم عبر الصحراء ،فلمسوا
منهم أخلق المسلم الحق الصادق في قوله وفعله المخلص لعمله وما التزم به المين على
ما أتمن عليه من أموال الناس ول غرابة في ذلك فتعاليم ديننا السلمي الحنيف تحث على
اللتزام بمثل هذه الخلق السامية وأخلقنا العربية الصيلة تعتبر منبعا ثرا لمثل هذه
الخلق الحميدة فالصدق في القول من صفات العربي منذ الزل ،يقول الحق ولو على نفسه
ثم جاء السلم الحنيف وعزز هذه الفضيلة وأشاد بها ورفع من قدرها وجعلها إحدى ركائزه
وامتدح الصدق والصادقين في آيات كريمات تفوق الحصر ولهذا فل غرو من أن يصبح
العقيلت وهم من العرب المسلمين أن يصبحوا صادقين وبهذا الصدق في القول والفعل
كسبوا ثقة الناس ،كسبوا ثقة من يتعاملون معهم تجاريا ومن يتعاملون معهم محاربين
ومدافعين كما حصل لهم مع الولة التراك وثقة من يستعينون بهم على حراسة قوافلهم التي
تحمل الموال الطائلة وثقة من يعبرون معهم أحشاء الصحراء من الرواد الجانب من تجار
ومكتشفين وثقة الحجاج الذين يحملونهم عبر تلك المسافات الشاسعة الجرداء دون حماية
من أحد سواهم ،وثقة المواطنين أنفسهم الذين يتعاملون معهم في التجارة وغيرها ،كل هذا
حصل بسبب الصدق الذي اتصف به العقيلت ،فالواحد منهم إذا قال قولً التزم به ،لذلك
فإنهم يأنفون من الكذب ويحاربونه ويستنقصون الرجل الذي يتصف بالكذب ويستبعدونه من
قوافلهم ويتخلصون منه بأي وسيلة ولذلك فإن هذا الجانب وأعني الصدق مهم جدا يحرص
العقيلي كل الحرص على أل يصدر منه أي حديث كاذب حتى لو خسر الكثير من ماله حتى ل
يؤثر عنه أنه كاذب فيضر ذلك بسمعته وهي أغلى ما لديه وتعتبر إحدى ركائز تجارته
ورأس ماله الذي يتاجر به ،فبدون الصدق والمانة والخلص ل يمكن لي إنسان أن ينجح
في عمله أيا كان فم بالك بالعقيلي الذي تتنوع خدماته للخرين من تجارة إلى حراسة إلى
مناصرة وغير ذلك من الخدمات التي يكتسب العقيلي منها لقمة العيش أو ينمي بها تجارته
ويزيد رأسماله فل مناص والحال كذلك من التزام الصدق في القول والجد والخلص في
العمل مما جعل حتى الجانب يضعون كامل ثقتهم بالعقيلت لصدقهم وإخلصهم ويروى أن
القائد النجليزي "جلوب" أو "أبو حنيك" عندما كانت بريطانيا باسطة نفوذها على الردن ل
يتخذ حرسه الخاص وحرس المواقع الحساسة والمناطق المهمة إل من العقيلت وذلك بسبب
صدقهم وإخلصهم وتفانيهم لدرجة الستماتة في أداء واجباتهم على الوجه الكمل ،ومن قبل
هذا النجليزي الحكام التراك للسبب نفسه ويتضح ذلك في الفصل الخاص بهذا الجانب من
هذا الكتاب فالصدق ميزة من مميزات العقيلت وكان أحد أسباب نجاحهم في عملهم خلل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
صعب بسب رمال النفود وفي طريق العودة بعد المغرب في ذلك اليوم الصيفي الحار لمحت
ل قد أوشك
على نور السيارة سمارة ترتفع وتنخفض فاقتربت إليها وعلى الفور رأيت رج ً
على الهلك من شدة العطش فنزلت إليه وبدات أقطر في حلقه حتى عادت إليه الحياة وإذا
هو خليف الشمري الذي هربت زوجته منه تريد أهلها في مدينة موقق وجاء على أثرها
ونفذ ما معه من الماء في الحال ركب يوسف سيارته وأمضيا تلك الليلة بطولها يبحثان عن
الزوجة التي ربما لقت نفس المصير لكنهما وجداها عند أحد أحياء العرب بالقرب من تلعة
شوط وبعد إصلح أمر الرجل وزوجته أعادهما يوسف إلى بيتهما ورفض أن يقبل أي أجرة
أو جزاء عن ذلك .وأمثال هذه القصص كثير تمل الصفحات من إنقاذ النفوس من الهلك
سواء أكان ذلك بفعل العطش أو بسبب الجوع أو بسبب الضيم والقهر في بعض المواقف
تدفع النسان مروءته إلى إنقاذ هذا النسان والعقيلت يتصفون بالمروءة لكثرة تعاملهم مع
غيرهم في رحلتهم بقوافلهم التي تجوب تلك الصحاري والقفار والفيافي المهلكة وحالة
كهذه لبد أن يكون لهم من المروءة النصيب الوافر وبسبب ما لديهم من هذا الجانب فقد
نجحت مسيرتهم خلل تلك القرون.
-6اليثار:
اليثار على النفس أمر اشتهر به العرب منذ زمن بعيد وما قصة كعب بن أمامة اليادي
الذي أعطى حصته من الماء لرفيقه النمري ومات هو عطشا هذه القصة ليست غائبة عن
الذهان ،وغيرها آلف القصص المشابهة لها ولكنها للسف الشديد لم تدون ،والعقيلت
الذين يجوبون تلك الفيافي الشاسعة لبد وأنهم قد واجهوا الكثير من المواقف المشابهة
لقصة كعب ورفيقه النمري فقد كانوا يدفنون قرب الماء تحت الكثبان الرملية ويضعون
حولها علمات يعرفونها من باب الحتياط لمثل تلك المواقف التي تصبح قطرة الماء ل تقدر
بثمن ويكون شرب الماء في مثل هذه الحالة بالحصة وبمقدار معين يضعون حصاة في الناء
ويصبون الماء حتى تنغمر هذه الحصاة ويشرب كل واحد منهم هذا المقدار بالسوية ،وهنا
تبرز سجية اليثار على النفس حين يمنح الواحد منهم حصته لرفيقه إذا كان شيخا كبيرا أو
له وضع خاص وينطبق هذا المر على الطعام لكن الطعام أقل خطرا من الماء سيما في تلك
المهالك والمظامئ ويتصف العقيلت بهذه الصفة اليثار على النفس من شيخ القافلة أو
رئيسها إلى أدنى واحد في تنظيمها يقول أحد الرواد الوربيين الذين رافقوا العقيلت في
أسفارهم :الفقراء من العقيلت قانعون والثرياء غير مبذرين فل يظهر الثراء في لباسهم
ول في أية ناحية من نواحي حياتهم يسير المرافقون منهم للبل حفاة دون سراويل
وصدورهم عارية يقطعون الطريق كله مشيا على القدام ويمد شيخ القافلة عقيلته طول
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
فترة الرحلة .يتحف الشيخ هذه المجموعة بـ"البلو" وهو الرز المطبوخ مع السمن مرة في
اليوم كما يمدهم الشيخ بكسر الخبز الجاف (يقصد الكليجا) والبصل بجعلونه في جيوب
ن لهم ذلك فالرفاهية أمر غريب
ثيابهم يأكلون منه خلل مسيرتهم الشاقة الطويلة كلما ع ّ
على الصحراء وساكنيها الذين ل يدينون برزقهم إل لخالقهم وليس هناك فرق كبير في
السلوك والمظهر بين شيخ القافلة وأدنى الجمالين المرافقين لهم وكلهم فخور بهويته
العربية ،هذا الكلم من رجل أوربي يدل على بساطة حياة العقيلت فل شيخ القافلة يتميز
عن غيره من رجالها بشيء ظاهر فكلهم متساوون مظهريا في عين ذلك الوربي وما خفي
عنه أعظم من درجة اليثار ،كل واحد منهم قد يؤثر رفاقه على نفسه في الكل والشرب
والمنفعة ،ومن هذا المنطلق تتساوى النفوس ومن قصص اليثار أن الشيخ عبدالعزيز بن
سليمان العريفي كان أول ما تصل قافلته القادمة من العراق إلى حائل تحمل الطعمة وكان
صاع الرز العراقي "التمن" يساوي الشيء الكثير كان هذا العقيلي يعمد رأسا إلى حمل بعير
كامل من أجود أنواع التمن الذي أحضرته قافلته ويوزعه على جيرانه وعلى المحتاجين
ممن يعرف من أقاربه وغيرهم كل بقدر حجم عائلته وصادف ذات مرة أن وصلت القافلة
وهو غائب فتم توزيع حمل بعير ولكن من نوع أقل جودة فلما حضر وعلم بذلك بكى ،وعاد
فوزع حملً آخر من النوع الجيد الذي اعتاد توزيعه ،هذا من باب اليثار والحسان إلى
الفقراء الساغبين الذين هم بحاجة ماسة إلى لقمة العيش وغيره كثير ممن هم على شاكلته
وإنما أوردت ذلك على سبيل الستشهاد ،هذه النماذج التي سقت شيئا منها وبقي الكثير
الكثير لم يدون مما يمتاز به العقيلت من اليثار على النفس مثل مراعاة أن يركب الكبير أو
الصغير أو المريض أو المرأة والشاب أو الفتى يسير على قدميه ،ومنها تقديم الطعام أو
الشراب للكبر سنا وإيجاد الراحة له وغير ذلك من المور التي تحكمها وتنظمها عادات
العقيلت وتقاليدهم وترتكز على محور اليثار على النفس في المأكل والمشرب والمركب
والمجلس وغيرها وبذلك كانت لهم مكانتهم التي احتلوها بفضل هذه الميزة.
-7حسن النية:
حسن النية هي منافات الشك واستبعاد حدوثه وأخذ المور حسب النية التي يقطع عليها
القلب ،وقد جاء في الثر "على قدر نياتكم ترزقون" أو ما معناه ويقول المثل" "النية مطية"
وقال الشاعر الشعبي إبراهيم الداوودي:
النون نيتك الذي في ضامرك * * * تسري وهي تضرب لك المصباح
من هذا المنطلق اتصف العقيلت بحسن النية وصفاء الطوية لم يذكر في تاريخ العقيلت
الطويل أن واحدا منهم نقض اتفاقا أو حل بيعا حتى لو كلفه ذلك خسارة كبيرة في الوقت
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والجهد والمال ،هذه صفة من صفاتهم فهم رجال يسيرون على نياتهم يحترمون كلمتهم ل
يتراجع الواحد منهم عن موقفه البناء ،يعتبر الكلمة التي قالها أقوى من أي ميثاق وألزم من
أية اتفاقية يوقع عليها ،ولذلك فإن الكلمة الواحدة من أحدهم تعد بمثابة التفاق يلتزم بها
اشد اللتزام يحترمها غاية الحترام يشتري الواحد منهم الصفقة الكبيرة من التجارة أو يقوم
بتسيير قافلة كبيرة تحتوي على آلف الفراد بكلمة من تاجر دونما أية مكاتبة أو تدوين،
يبيعون ويشترون بمئات اللف من الجنيهات الذهبية والريالت الفضية يحصلون على أرباح
مجزية ويتحملون خسائر فادحة بمجرد كلم غير مكتوب يسهل التراجع عنه والروغان
والزوغان منه لكنهم ل يفعلون ذلك استنادا إلى نياتهم المتينة الصادقة من كل غش
ويراقبون ربهم ويخشون سطوته لمن أخلف النية أو خان ،فالنفس البشرية ل أحد يزكيها
من الزلل ،فقد يوجد من بين العقيلت من لديه بعض النحراف لكن سرعان ما ينكشف أمره
ويصبح منبوذا بين رفاقه في هذا الوسط الذي يمتاز بهذه الظاهرة الجيدة وبسبب حسن
نياتهم أمكنهم التعامل مع مختلف المستويات في مجتمع البادية الذي تسود فيه روح القبلية
والمية وهي عدم القراءة والكتابة ،وإنما وثائق الكتابة بينهم هي تلك الكلمة التي ينطق بها
اللسان وترسخ جذورها في القلب ،كما أن بإمكانهم التعامل مع من يجيد القراءة والكتابة
وهذا أحد الرواد الغربيين الذي سافر أكثر من مرة مع العقيلت يقول "دزني" :كنت متخوفا
عندما سافرت مع العقيلت لول مرة فلم أسر معهم إل بعد أن دونت اتفاقا مترجما دونته
بنفسي ووقع عليه رئيس القافلة دون اكتراث وعاملوني معاملة أحسن مما جاء في التفاق
وصار التفاق ل قيمة له وصرت في المرات التالية أسافر معهم دون اتفاق فأجد بنفسي
منهم المعاملة الحسنة والحترام المتوقع وفوق ما أتوقع وهذا عائد إلى طبيعتهم وحسن
نيتهم ،وقال غربي آخر :ما كان أشد عجبي عندما رأيت رئيس قافلة ضخمة تعدادها حوالي
ثلثة آلف بعير وهو ل يقرأ ول يكتب ومع هذا يجيد ضبط أموالها ويعطي كل ذي حق حقه
غير منقوص .وحسن النية يرتكز على مراقبة ال عز وجل والخوف من العقوبة لمن غير
نيته أو حاد عن طريق الصواب فالمسلم الحق دائما يجعل ال نصب عينيه يراقبه في جميع
أعماله وأقواله وهؤلء نشأوا على فطرة السلم ولم يتعلموا طرق المراوغة والحتيال أو
قلب النية والتراجع عما قطع عليه قلب الواحد منهم وذلك بفضل ال ثم بفضل الفطرة التي
جبلوا عليها وبفضل البيئة التي نشأوا فيها والمجال الذي تعاملوا فيه وبهذه الصفة شقوا
طريقهم ونجحوا في تجارتهم وتعاملهم مع الخرين في مختلف القطار العربية التي عملوا
فيها حتى اشتهروا بهذه الصفة وهذا نموذج مما حصلت فيه حسن النية حينما كان العقيلي
سليمان بن إبراهيم العميم رحمه ال في مدينة حائل إبان الحرب العالمية الولى عام
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
1337 -1333هـ1918 -1914-م قبيل اندلع الحرب بيوم أو يومين مر عليه في دكانه
أحد العراقيين المقيمين في مدينة حائل آنذاك "المشاهدة" واحدهم "مشهدي" نسبة إلى مدينة
النجف أو "المشهد" مر هذا المشهدي على سليمان وسام منه عدة أصناف من لفافات
القماش "طاقات" بسعر كذا واستمرت المساومة بينهما حتى دفع المشهدي سعرا نوى
سليمان أن يبيعه به عليه لكنه لم ينطق بكلمة البيع غادر المشهدي دكان سليمان وبعد ثلثة
أيام أو أربعة بعد اندلع الحرب ارتفعت أسعار السلع كلها بما في ذلك القماش أضعافا
مضاعفة ومر المشهدي من عند دكان رفيقه فناداه وقال له :لقد نويت بيعك القماش بالسعر
الذي سمته فيه فقال المشهدي :صحيح أنني سمت منك ذلك قبل أربعة أيام والن قامت
الحرب وارتفعت أقيام السلع وزاد سعره إلى أضعاف ما كان عليه يقول ذلك وهو يحسب
رفيقه ل يعرف هذا ،لكن رفيقه قال :أعلم ذلك ولكني نويت البيع عليك حين كنت بدكاني
ولذلك لم أتصرف بالقماش والمال مالك إن أردته وإن لم ترده فهذا أمر آخر فأخذ المشهدي
القماش بسعره الذي سامه فيه قبل ارتفاع قيمة السلع وهكذا نرى ثبات العقيلت على حسن
النية غير أنهم لم يسلموا من بعض المقالب ولكن نادرا ما يحصل لهم مثل هذه المقالب لن
من يتعاملون معهم يخشون عاقبة ذلك لستمرار تعاملهم معهم اللهم إذا حصل مثل هذا الفخ
لمرة واحدة من رجل ل يتعامل مع العقيلت الذين يتمسكون بصفة حسن النية في تعاملتهم.
-8الثقة بالنفس:
الثقة بالنفس عماد نجاح النسان في أموره الحياتية وثقته بالخرين سر نجاحه في التعامل
معهم وثقته بال وهي أساس كل أعماله ،فإذا كان النسان واثقا بربه عز وجل فإن ال
سيوفقه في أعماله كما جاء في الحديث الشريف" :أنا عند حسن ظن عبدي بي" أو ما في
معناه ،وإذا وثق بالخرين من منطلق ثقته بنفسه مع توفيق ال له جزاء حسن ظنه فيه فإن
النجاح سيكون حليفه بإذن ال من هذه المور التي جعلها العقيلت نصب أعينهم في
تعاملتهم التجارية والخدمات التي قاموا بها طيلة فترة تواجدهم على الساحة لبضعة قرون
فكان الواحد منهم يتكلم عن ثقة وصدق ويأخذ كلم رفيقه عن ثقة بأن ما قاله هو عين
الحقيقة التي ل ينافيها شيء آخر فكانت المبادلت التجارية تدل على الثقة يقول أحدهم
الكلمة الصادقة المليئة بالثقة والعتزاز بالنفس يبيع الصفقة الكبيرة أو يشتريها بكلمة ثقة
حتى لو ترتب على هذه الكلمة الخسارة الفادحة أو قاصمة الظهر ل يزوغ عنها ول يروغ
بل يتحمل ما يترتب على كلمه ،يذكر أحدهم عشرات أو مئات البل لبيع ويصفها بألوانها
وأحوالها وأسنانها وسمنها وهزلها فيشتريها منه رفيقه دون أن يراها وغنما يأخذها حسب
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الثقة بكلم رفيقه وعند معاينتها يجدها كما وصفها رفيقه إن لم تكن أحسن مما وصف يأخذ
النصح من رفيقه بشراء حاجة أو سلوك طريق أو تجنبه واثقا من كلم رفيقه الذي يؤمن
إيمانا تاما أنه لن يخدعه إل ما ندر وهذا ل حكم له ،أما الغالبية منهم فإن كلم الواحد منهم
يمثل الثقة بعينها التي ل يحيد عنها أحد ،يأخذ أحدهم من رفيقه المبلغ من المال ويسأل
رفيقه عن مقداره فإن قال له إنه كذا أخذه دون أن يعده واعتبر كلم رفيقه صحيحا ،وإن
قال ل أعلم كم هي وعليك أن تعدها فعدها اعتبر صاحب المال الول كلم رفيقه ل شائبة
فيه ،وما مر علينا من القصص التي جرت على العقيلت في حوادث سابقة تعطي البرهان
القاطع على صحة ما نقول ،فلو أن الشيخ فالح بن إبراهيم اليوسف لم يثق برفيقه إبراهيم
بن ناصر الضبعان رحمهما ال لما أعطاه مفتاح خزنته التي يوجد بها الكثير من النقود وقال
له :خذ حاجتك دون أن يسأله عن مقدار حاجته أو أن يكتب عليه كتابة أو وثيقة وعندما
أعاد المبلغ أعطاه ذات المفتاح وقال له :أعد ما أخذت إلى مكانه دون أن يسأله عن مقدار
ل ولكن تجنبا لحراج رفيقه
ما أخذ ومقدار ما أعاد ولم يكن تعلله بالنشغال هو النشغال فع َ
ل عند محل ثقته فيه ،ولو لم يكن الشيخ عبدالكريم بن صالح السالم رحمه
وحتى يكون فع ً
ال واثقا من كلم رفيقه عيسى بن عبدال القفاري رحمه ال لما أعطاه مبلغ الـ 2000ر
فرانسي لمجرد أنه طلب منه هذا المبلغ ولول ثقة الشيخ إبراهيم بن عبدال القفاري بكلم
رفيقه زيد بن مبارك القريشي رحمه ال لما أعطاه الجنيهات الذهبية والريالت الفضية كما
مر بنا في قصص سابقة في فقرة المانة وهذه القصص تعتبر نماذج لتلك الثقة التي كان
يتصف بها أولئك الرجال وهناك مئات بل آلف القصص من هذا القبيل التي ل يتسع المجال
لذكرها وربما كان هناك ما هو أعمق منها وأكثر غرابة ،فقلما يكتب العقيلت بين بعضهم
البعض اتفاقيات أو تعهدات تجارية أو ما بينهم وبين من يتعاملون معهم وإنما يأخذون معظم
أمورهم حسب الثقة المتبادلة سواء أكان ذلك في التجارة أو النقل أو الخدمات ،حتى أن
الرواد الغربيين من مستشرقين وتجار وغيرهم حينما عرفوا هذه الصفة عندهم لم يعودا
يهتمون بكتابة مثل تلك التفاقيات والتعهدات إل إذا كان ذلك لول مرة قبل أن يتعاملوا معهم
وحينما عرفوا حقيقة أمرهم صاروا يذهبون معهم ويعودون دون تعهدات ويكاد ينطبق هذا
المر على الحجاج فقد كانت ثقتهم بناقليهم كبيرة اشتهر عدد كبير منهم بهذا الجانب وتعالم
به الحجاج فكانوا يأتون إلى أولئك الشخاص من باب الثقة بهم وهكذا نجد العقيلت قد
نجحوا في مجالت عملهم بالثقة وحسن النية وهذا ل ينفي وجود بعض الشواذ ولكنها قليلة
لدرجة تصل إلى الندرة.
-9الحذر:
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الحذر من متطلبات النسان وخاصة من يعبرون الصحاري والقفار ،ليس الحذر من الوحوش
المفترسة بقدر الحذر من النسان ذي النفس المتوحشة الذي يتسم بالخلق الشريرة
فيغتصب حقوق الخرين وربما استباح دماءهم ،ولهذا فالحذر من أهم متطلبات النسان
عامة والعقيلت بصفة خاصة ولهذا نجدهم رغم أخلقهم الطيبة بينهم وبين من يعرفون إل
أنهم حذرين أشد الحذر من الغرباء وذلك للمحافظة على أرواحهم وأموالهم وممتلكاتهم
وأموال من اتمنوهم على أموالهم ،ورغم أنهم يتحركون بقوافل كبيرة أو متوسطة أو صغيرة
إل أنهم يضعون الحذر نصب أينهم سواء في الطريق الذي يسلكونه أو الشخاص الذين
يرافقونهم أو الفراد الذين يسيرون بمحاذاتهم ،فإنه من تكوين رجال القافلة الساسي كما
مر بنا عناصر الحذر وهم رجال الطلئع أو السبور أو "القلوط" وهم الذين يسبرون الطريق
الذي ستسلكه القافلة ليروا ما إذا كان آمنا وخاليا من قطاع الطرق أو غزوات السلب
والنهب ،هؤلء الرجال يمثلون عن القافلة الحذرة التي تحرص أشد الحرص على أمان
مسير القافلة وسلمة رفاقهم وضمان أموالهم وما دام في القافلة تلك العيون التي تراقب
طريق القافلة أثناء سيرها وتكون أمامها مسافة كافية لتقاء أي خطر يكمن في الطريق
فيتخذ رئيس القافلة حذره قبل الوقوع فيه فيعمد إلى الجراءات الكفيلة بتفاديه ،سواء
بتجنب الطريق كله إن كان هذا الخطر غزوا كبيرا من قبيلة معادية غير القبائل التي يوجد
لها معرفين مع القافلة ،أو إذا كان الخطر مجموعة أفراد من قطاع الطرق يمكن التغلب
عليهم أو إقناعهم ولم تقتصر حراسة القوافل على هؤلء الفئة ،بل إن الحراسة تكون عن
يمين القافلة ويسارها وأمامها وخلفها كما مر بنا وتستمر الحراسة في الليل عند مبيت
القافلة أو راحتها ،هذا الحذر فيما يتعلق بالقافلة ،أما الحذر عن تعامل العقيلت مع من
يتخذونهم حراسا ومرافقين فإنهم يختبرونهم ليعرفوا درجة حذرهم وحذقهم ونباهتهم قبل أن
يتخذوا منهم رجالً لحراستهم أو مرافقتهم ،ومتى عرفوهم ووثقوا بهم أصبحوا من رجالهم
تحت التجربة لعدة سفرات حتى يثقوا بهم تماما ومن ثم يصبحوا من حراسهم ومرافقيهم
على الدوام ويدفعون لهم أجورا طيبة وقد حدثني الشيخ يوسف بن صالح السويطي عن مثل
هذا الختبار ،قال في أول عملي مع العقيلت كنت شابا في مقتبل العمر لم يطر شاربي
فعرض علي عقيلي أن أصاحبه ضمن رجال قافلته إلى عمان وذهبنا إلى منزله وكانت إبله
مناخة ومعقلة في ساحة أمام منزله منها الخلفات المعدة للحليب ومنها الركاب المعدة
للركوب ومنها "الزمّل" المعدة لحمل الثقال ،وبعد أن تناولنا طعام العشاء قال لي عليك أن
تنام عند البل في الساحة حتى الصباح ،فاضطجعت بمكان مرتفع أستطيع منه مراقبة البل
كلها وهجعت الناس وبعد منتصف الليل ،رأيت شخصا يتسلل إلى البل تحت جنح الظلم
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ل لتحقق ماذا سيفعل ،وبعد لحظات عمد إلى إحدى النياق وحل عقالها وأثارها
فمكثت قلي ً
من مبركها فأسرعت إليه وإذا معه إناء يريد أن يحلب فيه الناقة وهو يحاول أن يحل
صرارها فقلت له :مكانك ماذا تفعل ،وتقدمت منه على حذر ،عند ذلك قال" :عفيت ولدي" أي
عافاك ال ،وإذا هو العقيلي نفسه صاحب البل يريد أن يختبر حذري ومدى انتباهي لبله،
وعند ذلك أناخ الناقة وتوليت عقلها ومن ثم قفل عائدا إلى منزله وعدت إلى مكاني بقيت
فيه يقظان نائم ،بمثل هذا الختبار المبدئي للفرد والفراد العاملين مع العقيلت فما بالك
بالتجار وأصحاب الخدمات الذين يتعاملون معهم فإذا اطمأن إليه حاز على ثقته وتقديره،
وعلى هذا فإن العقيلت يأخذون بالحذر في طريقهم التي يسلكونها بما أعدوا لها من عدة
وفي من يتعاملون معه باختبارهم أثناء التعامل معهم.
-10حسن التعامل:
حسن التعامل إحدى الركائز الساسية لنجاح التجارة وغيرها من شئون الحياة ولذلك نرى
العقيلت اتخذوها مقصدهم بدافع ديني وأخلقي فقد ورد في الحديث الشريف عن الرسول
صلى ال عليه وسلم قوله" :المسلم سمح إذا باع سمح إذا اشترى سمح إذا قضى سمح إذا
اقتضى" ومن منطوق هذا الحديث كانت السماحة تمثل معظم تعاملتهم التجارية والخدمات
التي يقومون بها ،فالسماحة والصدق من سمات حسن التعامل الذي نجح بسببه العقيلت
إضافة إلى المزايا الخرى ،كان الواحد منهم إذا باع على رفيقه وهو يثق به ل يطالبه أن
يسدد له ماله حاضرا إن لم يكن عنده ما يكفي وإن سدده شيئا من حقه وبقي عليه شيء
فإنه ل يضيق عليه من أجل تسديده في الحال بل يمهله فترة حتى تتيسر أموره ولو بعد
حين ،وإذا حصل لرفيقه خسارة ما ،في نائبة من نوائب الدهر فإنه يمهله حتى يستعيد
عافيته ويعوض عن خسارته وربما سامحه عن جزء من حقه وربما عن حقه كاملً ،وإذا
كان هذا العقيلي متاجرا بمال رفيقه العقيلي الخر على الطريقة المعروفة عندهم "بالبضاعة"
وهي أن يأخذ العقيلي المبتدئ من العقيلي التاجر الكبير شيئا من المال ويتاجر له بنفسه
وعلى مسئوليته على أن يكون الربح مقاسمة بالنصف فيما بينهما وراس المال لصاحبه،
فمن التاجر الكبير المال ومن العقيلي الصغير الجهد والحركة فإذا حصل أن العقيلي المبتدئ
تعثر في طريقه ووثق التاجر الكبير إنما حصل ليس بسوء تصرف رفيقه أو إضاعة ماله أو
التفريط به وإنما حصل بسبب تقلبات السوق رغما عن التاجر المبتدئ ،فإن رفيقه الكبير
يعطيه مالً آخر ينجح ويرد عليه ماله الول ويستمر في المال الثاني في طريق نجاحه حتى
يصبح في عداد التجار الكبار ومثال على ذلك ما فعل عبيد بن عبدال المسلماني برفيقه علي
بن سعد الزرقا عندما كان هذا الخير بالشام ومرض وخسر جل ما معه في العلج فأرسل
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
لرفيقه قصيدته التي يجد القارئ منها أبياتا في مكان آخر من هذا الكتاب ومطلعها:
سار القلم بالحبر وابديت المثال * * * قلته وأنا عند الطبيب المداوي
فأمده عبيد بمال آخر يتاجر به حتى استعاد وضعه ونجح في تجارته ورد المال لصاحبه،
ذلك قليل من كثير وإنما أوردت هذا المثل كنموذج لثبات صحة ما أشرت إليه آنفا ،هذا فيما
يتعلق بتعاملهم مع بعضهم البعض أما ما يتعلق بتعاملهم مع الخرين من غير العقيلت فل
يقل تسامحا عن تعاملهم مع بعضهم ،ذلك أنهم يتعاملون مع تجار كبار مقيمين في عواصم
القطار العربية ومع قبائل مختلفة يشترون منهم البل بأعداد كبيرة والخيل بأعداد طيبة كما
يتعاملون مع أولئك التجار الكبار بنقل تجارتهم من مكان إلى آخر ويقومون بنقل أعداد
كثيرة من الحجاج من مكان انطلقهم في العراق والشام إلى الماكن المقدسة لداء فريضة
الحج ثم العودة بهم إلى بلدانهم وينقلون التجار والرواد والمستشرقين كما مر بنا إلى أنحاء
متعددة من أقطار الوطن العربي ويقومون بخدمة السلطات التي تستعين بهم لداء خدمة لها
سواء في المجال الحربي أو غيره فيؤدون هذه الخدمات بإخلص وتفاني جاعلين نصب
أعينهم المعاملة الحسنة من تلك الطراف ما أمكن ،ولهذا فإن نجاحهم يعزى إلى ما يتمتعون
به من أخلق سامية سبق تفصيلها في الفقرات السابقة وكان آخرها هذه الفقرة وهي مسك
الختام المتمثلة في حسن التعامل مع الخرين سواء أكانوا من العقيلت أو من غيرهم خلل
فترة تواجدهم على الساحة ،ول تزال بقايا بصماتهم الخلقية منطبقة على من كان لهم
احتكاك بهم أو ساروا على نهجهم في الجزيرة العربية أو خارجها وقد وجدت مرة تاجرا في
حي الحسين بالقاهرة وعندما تجاذبنا الحديث وعرف أني من نجد قفزت من عينية دمعتان
وهو يجر زفرة عميقة ويقول :أنت يا بني من بلد العقيلت الذين يتصفون بالخلق الكريمة
والمعاملة الحسنة ،فقد كنت مع أبي ألذي يتعامل معهم وكان الرجل في العقد الثامن من
عمره ،هكذا ترك العقيلت بصماتهم الخلقية ومضوا وكانوا زهرة من زهرات وقتهم.
-1ثقافتهم:
بحكم الستعداد الفطري للعقيلت وذكائهم فقد حصلوا على قدر من الثقافة التي تجاري
وقتهم ولو أن من تعلم منهم فإنما درس القرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية ،لكن نظرا
لحتكاكهم بسكان الحواضر الكبرى في القطار العربية التي تعتبر مهد الثقافة العربية
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
السلمية منذ القدم وبحكم تعامل العقيلت مع تجار وحجاج من الحضارات الخرى فقد ظهر
أن من العقيلت مثقفون ثقافة عامة جعلت عند الواحد منهم معلومات كافية تؤهله للتعامل
مع أولئك القوام الذين يحتك بهم ،وفوق المعلومات التي استقوا منها حصيلة طيبة كان
فيهم عدد كبير ممن يتكلمون اللغات المختلفة للقوام الذين يتعاملون معهم كاللغة الردية
والفارسية والكردية والتركية والنجليزية والفرنسية واليطالية وغيرها وكانت هذه الحصيلة
كافية لن يتفاوض التاجر العقيلي مع التجار الخرين بلغتهم في المصار التي يتعاملون مع
تجارها مثل مدينة بومبي وحيدر آباد وشيراز واسطنبول وروما وباريس ولندن وغيرها من
المدن العالمية سواء في مجال التجارة أو النقل العام أو نقل الحجاج فكان الكثير من
العقيلت يتقنون التحدث بلغة القوم الذين يتعاملون معهم كالحجاج من شمال الهند والسند
وفارس الذين يأتي حجاجهم عن طريق البر ويمرون عبر العراق مع طريق الحج البصري
أو الكوفي الذي يمر إلى الشرق من مدينة حائل كما اكتسب العقيلت الذين عملوا مع الحكام
التراك اللغة التركية وأتقنوها أثناء عملهم معهم الذي استمر قرابة مائة وخمسين سنة
أتقنوا هذه اللغة تحدثا وربما كتابة بحكم عملهم وربما كان لوجود بعض الكلمات الفارسية
والتركية في اللهجة النجدية مما جلبه العقيلت معهم من تلك القطار ومثال ذلك من اللغة
الفارسية "الدروازة" وهي البوابة "والدريشة" وهي الشباك و "خوش" و "خوب" يمعنى جيد و
"خوب دري" بمعنى جيد جدا ومثال اللغة التركية "التفق" وهي ذخيرة البندقية أو السلح و
"التفاق" وهو الرامي و"القهوجي" وهو عامل القهوة "السفرجي" وهو من يقدم الطعام ومن
اللغة الهندية "الكشتة" وهي النزهة وغير هذه الكلمات كثير وربما ذلك بحكم الحتكاك
بالتجار والحجاج لكن الولى عندي أرجح وكانت اللغات التي اكتسبوها من تجار تلك البلدان
هي لغة محادثة بحكم اختلطهم بأولئك القوام استفادوا من التفاهم مع أولئك القوم واتخذوا
أعمالهم وأدوا خدماتهم غير أن ذلك لم يكن على حساب لغتهم العربية أو لهجاتهم المحلية
فقد كانوا يصطحبون مع قوافلهم شيوخا يؤمونهم في الصلوات الخمس ويرشدونهم في أمور
دينهم ويفتونهم في المور الشرعية ويحلون مواضيعهم القضائية وفق الشريعة السلمية
إذا احتاجوا إلى ذلك وقلما يحتاجون إليهم لعدم وصول المر معهم إلى هذا الحد ،وهناك فئة
من العقيلت لديهم عمق ثقافي واطلع واسع على الثقافة العربية السلمية وثقافات المم
الخرى مما يقرءونه من الكتب أثناء استراحاتهم في رحلتهم الطويلة فهناك من يقرأ الكتاب
وهو على ظهر مطيته وهناك من يقرأ إذا استراحت القافلة سيما إذا كانت استراحة طويلة
تمتد بضعة أيام وربما شهر وأكثر عندما يجدون مرعى طيبا لبلهم يريدونها أن تستفيد منه
ونسمن فيكون الكتاب رفيق العقيلي يقضي معه وقتا طيبا ،ورغم أن طباعة الكتب لم تكن
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
منتشرة في ذلك الوقت بدرجة كافية إل أنهم كانوا يعتمدون على ما يطبع في مصر بمطابع
بولق أو بيروت-لبنان وما يطبع في ليدن بهولندا بالضافة إلى المخطوطات التي يشترونها
من عند الوراقين في كل من دمشق وبغداد والبصرة والقدس والقاهرة يتداولون الكتاب
القارئ بعد الخر فالعقيلت إجمالً على درجة طيبة من الثقافة العامة نسبة إلى غيرهم وذلك
بحكم احتكاكهم بالخرين من أقطار عربية متعددة وأقطار ذات ثقافات مختلفة ممن يتعاملون
معهم وإن لم يظهر فيهم مثقف بارز أو شاعر بالفصحى حسبما اطلعت عليه من مصادر أما
شعرهم الشعبي فكثير وسنورد نماذج منه في فقرة لحقة وأكثرهم يقرءون ويكتبون باللغة
العربية وبعضهم بلغات غير العربية تبعا للقوام الذين يتعاملون معهم أما لغة التخاطب
فيجيدها كثير منهم بحيث يستطيعون أن يتفاوضوا مع كبار التجار في العواصم العالمية كما
رأينا ذلك في فقرة سابقة.
– 2أسماء الشخاص:
أسماء العقيلت أكثر من أن تحصر في صفحات قليلة ،لكن الكثير من السماء اندثرت لقدم
العهد أو النسيان فحصيلة حوالي سبعة قرون من نشاط العقيلت ليست بالفترة اليسيرة سيما
وأنه ل يوجد سجلت تحتوي على أسمائهم يمكن الرجوع إليها والتعويل على محتواها ،لكن
ما يدرك كله ل يترك كله ،فقد جمعنا من العقيلت أنفسهم ومن كبار السن الذين يذكرون
أسماء بعضهم ومن بعض الشبان النابهين الذين لهم اهتمام بهذا الجانب ولديهم أسماء قد
استقوها من كبار السن عن العقيلت وهذه حصيلة ما توصلت إليه من السماء وأغلبهم من
مدينة حائل بالضافة إلى كل من مدينة بقعاء ومدينة الروضة ومدينة الغزالة ومدينة موقق
ومدينة جبة وما حول هذه المدن من البلدات والقرى والبادية ،وربما حصلت على أسماء
ل في الطبعات التالية للكتاب ولكي يسهل
إضافية فيما بعد يمكن إدراجها في محلها مستقب ً
على القارئ العثور على ما يريد من هذه السماء وهي كما يلي - :
-إبراهيم بن عبدال الفرج
-إبراهيم بن رشيد الرشيد
-إبراهيم بن عبدالكريم العبيدا
-إبراهيم بن ناصر الحميد
-إبراهيم بن ناصر الضبعان
-إبراهيم بن صالح المشعان
-إبراهيم بن عبدال الهدلق
-إبراهيم بن صالح الزيد
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
– 3أسماء الشهداء:
اشترك العقيلت في الكثير من الحروب في القطار العربية العراق والشام وفلسطين ومصر
كما مر بنا في فقرات الكتاب وما يهمنا في هذا المجال هي الحروب التي كان هدفها طرد
المستعمر ودحره في القطار العربية مثل وقعة ميسلون في سوريا ومساندة عرابي في
مصر ومقاومة الحتلل اليهودي في فلسطين فضلً عما حصل لهم من معارك طاحنة في
العراق أثناء الحكم التركي سواء كان ذلك ضد الفرس أو ما بين الحكام التراك أنفسهم كما
رأينا ذلك في مكانه ،وللسف الشديد أنني لم أحصل على أسماء الشهداء من العقيلت في
سوريا ومصر وكل ما حصلت عليه هو بعض أسماء الشهداء الذين سقطوا على أرض
فلسطين من العقيلت ومن التم عليهم من المتطوعين من الجزيرة العربية والمملكة العربية
السعودية بالذات وسموا رسميا بالمتطوعين ،وليست هذه كل أسمائهم فهم أكثر من ذلك
بكثير لكن هذا ما استطعت الحصول عليه الن وربما حصلت فيما بعد على أسماء ممن
استشهدوا في موقعة ميسلون أو مواقع عرابي أو تكملة عن فلسطين فأضيفها في طبعة
قادمة إن شاء ال وليسهل على القارئ الوصول إلى السم الذي يريد رتبت السماء على
حروف الهجاء كسابقتها وهي كالتي ومن أراد الستزادة فيما يتعلق بالسماء والمواقع
فيمكنه الرجوع إلى كتاب "سجل الشرف" للشيخ فهد المارك والجزء الثالث من كتابنا "جذوع
وفروع" ،وهذه أسماء الشهداء في فلسطين.
-أحمد بن إبراهيم العاصمي
-أحمد بن عتيق الغامدي
-أحمد بن عبدال الحربي
-أحمد عبدالرحمن المطيري
-أحمد بن بري الغامدي
-أحمد بن رده المالكي
-بندر بن هادي المطيري
-تركي بن ناهض الجهني
-حامد بن مخلف الشمري
-حبيب بن إبراهيم الحربي
-حسن بن محمد الزهراني
-حسن بن محمد العسيري
-حسن بن سعيد العمري
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
( )78يااهل الركاب منين لوين باغين * * * أنتم عليكم لنج لشي خافي
( )79ل انتم عقيلت عليكم سعادين * * * ول أنتم صويطات عليكم كفافي
( )80إنتم طروش الحق ما انتم خفيين * * * يما خذويتوا من بطون لطاف
وقال محيسن الريشاني الرويلي رحمه ال:
( )81با راكب حمرا من الني تبني * * * ومرودم غير الدفوف السنامي
ق وشامي
ق جذبني * * * مر باعها ما بين شر ٍ
( )82ترعى زهر نوار بر ٍ
( )83هات العقيلي وانسفه فوق زبني * * * وافرق نحرها يم وجه اليمامي
وقال شارع آخر:
( )84نبي نسير وجبة الظهر لعقيل * * * ياما سعد وال نصينا السناني
( )85دفاقة البن الحمر خالطة هيل * * * تلقى الرغيف مطرق بالصياني
( )86اللي يخوضون الفيافي على الخيل * * * كم ديرةٍ هاموا عسيره وهاني
وقال علي بن سعد الزرقا رحمه ال من قصيدة له:
( )87يركب على حمرا بنا تهذل اهذال * * * من فوقها واحلوا حس الحداوي
( )88قطم الفخوذ اللي بنا تقطع اللل * * * مامون ٍة خرجه صخيف حساوي
( )89يا هديب ياللي للملزيم شيال * * * يامنوتي من بد كل المناوي
- 5ما قيل فيهم من المثال:
المثال خلصة تجارب الشعوب ونتائج معاناتهم فرسموا الجملة التي تختصر الكثير من
الكلم ،وقد قيل في العقيلت الكثير من المثال نقتطف منها هذه النماذج المحدودة كعينة
وهي قليل من كثير:
" -1حب الشام ل يقتلك" يقال أن صبيا كان مستندا بجانب أمه ذات مساء تحدثه ويحدثها
عن آماله وطموحاته عندما يكبر ويصير رجلً ،فقال لها أنني عندما أكبر سأذهب إلى الشام
وآتيك بأحمال كثيرة من حب الشام الذي تعطيني منه القليل لقضمه ،وعندما آتيك بتلك
الحمال فسوف أقضم منها وأقضم فما كان من الم إل أن لكدته بمرفقها وهي تقول له" :أبك
حب الشام ل يقتلك"!! فذهب مثلً لمر لم يعد كونه حلما لم يتحقق بعد.
" -2يطالع مناير مصر" اعتاد عقيلي على الحياة في مصر وعندما عاد إلى أهله في نجد
ومكث عندهم فترة من الزمن حن إلى الحياة في مصر فقال لمه ذات يوم وهو فوق أكمة
مرتفعة أو فوق سطح المنزل وكأنه ينظر إلى مكان بعيد ..ل إله إل ال ،فقالت له أمه ،ماذا
تطالع يا بني؟ فقال إنني أطالع مناير مصر ،أي أنه عازم على الذهاب إلى هناك فذهب قوله
مثلً سائرا يضرب للمر يرى منه مال يرى.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
" -3على قلوة وشظاظ" القلوة هناة أو خشبة أو حجر بمقدار الكف المقبوضة أو أصغر قليلً
توضع في أعلى زاوية فرده البعير من فوهتها العليا وتربط عليها عروة الفردة حتى تتحمل
ما في داخلها عندما تحمل على البعير والشظاظ عود بطول الفتر أو الشبر تقرن به عروتي
الفردتين فوق ظهر البعير وإذا جهزت الحمال ولم يبق إل شبك العرى وشظها فيعتبر كل
شيء جاهز ،ويضرب المثل للسرعة ودرجة الستعداد القصوى فيقال "على قلوة وشظاظ" أي
بأقصى حالت التأهيب.
" -4بني عقيل" عقيل يمارسون الكثير من العمال بما في ذلك البناء لكنهم غير متخصصين
فيه بدرجة رئيسة ويقال إن مجموعة من رجال عقيل مروا على أحد الفلحين فقال لهم أل
تبنون لي هذا الجدار الساقط من "كتره" أي كتل الجدار المنهار قالوا :بلى واتفقوا على
السعر وبنوا الجدار بناء دمشقة أي غير متقن فل تستغربوا كلمة دمشقة فهي فصيحة واسم
ل على وشك السقوط ،وهنا أمسكه
مدينة دمشق بالشام مشتق منها ،فرأوا أن الجدار مائ ً
مجموعة منهم من الجانب الخر حيث ل يراهم الفلح وذهب مجموعة منهم وأخذوا الجرة
المتفق عليها من الفلح ،وعند ذلك ابتعد الرجال عن الجدار فسقط مرة ثانية ويضرب المثل
لرداءة العمل فيقال "بني عقيل".
" -5الشام شامك ليامن الدهر ضامك" كانت بلد الشام وغيرها هي المكان الذي يجعله طالب
الرزق نصب عينيه عندما تضيق البلد بأهلها بفعل الجدب وشح الرزاق فكان الكثير مع
الناس يذهبون مع عقيل إلى القطار العربية ليجدوا على القل ما يسد الرمق من لقمة
ل عن أن يجد الواحد من الثروة ما يعود به إلى أهله ولذلك أطلق المثل أحد
العيش فض ً
المحتاجين وفي الوقت الراهن الية منعكسة الن بفضل ال فالناس تأتي من تلك القطار إلى
المملكة العربية السعودية لطلب الرزق.
" -6الهند هندك ليا قضى ما عندك" هذا المثل شبيه بسابقه مع اختلف وجهة طالب الرزق
إلى الهند ،فقد كانت بلد الهند والسند مقصد الكثير ممن تحكم عليهم ظروف قاسية في وقت
مضى مثلما يحصل الن لسكان الهند وغيرها الذين يفدون إلى هذه البلد ،وقد أطلق المثل
من كان يقاسي تلك الظروف القاسية.
" -7جاب الجمل وما حمل" يضرب هذا المثل لمن جاء بالمر كله مرة واحدة فلم يبق منه
شيئا.
" -8غيرها الطبة" يحكى أن أحد العقيلت تغرب إلى الشام لمدة 25سنة متواصلة وحصل
على ما حصل عليه من مال وعاد إلى أهله وعندما أشرف على بلده سطا عليه قطاع الطرق
وسلبوه حصيلة عمره ،ولم يتركوا له غير قربة الماء وشيئا من الطعام فمر في الليل ببئر
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
في طرف بلدته ليمل قربته حيث صادف شخصا يعرفه ،ولكنه أخبر هذا الشخص أنه لن
يذهب إلى أهله وإنما سيعود من حيث أتى إلى الشام وأنه خجل من أن يأتي إلى أهله بعد كل
هذه الغيبة الطويلة خالي الوفاض وعندما ذكره هذا الرجل بأن يمر على أهله ويسلم عليهم
بما فيهم والدته العجوز التي تنتظر عودته على أحر من الجمر لم يزد هذا العقيلي إل أن
قال" :غيرها الطبة" فذهب قوله مثلً سائرا للمر تعزف عنه وتتحاشاه.
"-9ما عنده بالجنطي" الجنطي حزام جلدي عريض يشبه "الكمر" في الوقت الحاضر بداخله
وتجاويف توضع فيها النقود الفضية والذهبية يحزمه النسان على وسطه ليحفظ به نقوده
ويدل المثل على الثقة المطلقة بالشخص المحدث عنه بأن ما عنده من مال مضمون وكأنه
داخل مثاني الحزام.
" -10كثر الدراهم يودعنك سنافي" هذا المثل شطر من بيت شعر قاله أحد الشعراء منذ زمن
بعيد والبيت يقول:
كثر الدراهم يودعنك سنافي * * * شف يا عملهن مسندي بابن رواف
وأسرة الرواف من أهل بريدة بالقصيم وهم من أشهر العقيلت وقد ذكر لهذه السرة في
الكتاب وعلى رأسها الشيخ أحمد الرواف الذي فض النزاع بين آل مهنا أمراء قوافل الحجاج
والمير متعب بن عبدال الرشيد في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري ،فضلً
انظر فصل التنافس ،ويعني المثل أن المال عصب الحياة الذي يسند الظهر وبهذا نكتفي بهذه
القمشة الخفية من المثال.
-6ما حدث لهم من طرائف:
طرائف العقيلت كثيرة أكثر من أن تحصى حيث تحدث لكل مجموعة من الطرائف في كل
سفرة من سفراتهم أو رحلة من رحلتهم ،وحسبنا من القلدة ما أحاط بالعنق كما يقول
المثل العربي حسبنا أن نورد نماذج من هذه الطرائف.
*يقال أن رجلً قال لرفيق له" :يا زين السكر زيناه" قال له رفيقه وهل ذقت السكر حتى
تتمطق وترشف ريقك؟ فقال ل ،ولكن ابن عمي قد ذاقه من وراء الخيشة زمان كان مع
عقيل!!.
*عمل الشيخ هندي بن سلمة الشمري مع العقيلت فترة طويلة ،وقد أخبرني أنه في إحدى
الرحلت كان مرافقا للعقيلي عبدالكريم النصرال ونزل بالبئر يغرف بالدلو على السانية في
بئر الحيانية إلى الشمال الشرقي عن مدينة حائل وكانت البل كثيرة العدد فبقي داخل البئر
يومين بلياليهن يعني 48ساعة من العمل المتواصل.
*كان بعض العقيلت وهم قلة نادرة ممن يخادع رفاقه فيما يشتريه من بضائع وذلك من
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
باب المنافسة يقال أن أحدهم عندما كانوا بالكويت يشترون بضائع ليخرجون بها إلى نجد
سأله رفاقه عن البضاعة التي سوف يأخذها معه فقال إنني سأشتري "قاز" "كيروسين" في
صفائح وكانوا يحضرونه من الكويت وذلك لغرض الضاءة وكانت سوق هذا النوع من
السلع تنشط في الشتاء وتفتر في الصيف والوقت الذي كانوا فيه باستقبال الصيف وقد
أحضر على عيون رفاقه من تاجر رفيق له عددا من صفائح "القاز" ووضعها في البيت الذي
يسكنون فيه مؤقتا حتى يغادروا المدينة فيأخذها رفيقه مرة ثانية وخدع أصحابه بهذه
الطريقة فاشترى معظمهم صفائح "قاز" خاصة الذين كانوا بدور المعة من العقيلت الجدد
وعندما خرجوا من المدينة بأحمالهم من "القاز" خرج هو بأحمال من القماش الصيفي
النسائي والرجالي وخيوط الحرير "البرسيم" وغيره من البضائع التي تناسب السوق في
الصيف فاكتشف أصحابه أنه خدعهم وفاز عليهم بثمرة الحملة وخسر الذين اشتروا "القاز".
*كان لكل حاضرة من حواضر نجد ميزة خاصة ،واهتمام ينوع من البضائع والسلع ،فمدينة
يهتم أكثر عقيلتها باستيراد المفروشات من البسط والقطائف وغيرها ،ومدينة أخرى يهتم
معظم عقيلتها بالملبس الرجالية والنسائية مثل العبي "والزبنوات" و "الصايات" والعقل،
وثياب النساء المطرزة وغيرها أو ما يسمى "هدم" ومدينة ثالثة غالبية عقيلتها بالقهوة
وأوانيها وبهاراتها وما إلى ذلك ،وهكذا في كل مدينة .والتجار في الحواضر العربية يأخذون
لمثل هذا المر أهبته وأهميته فكل أهل صنف يتباشرون إذا "طب" أي وصل أهل صنفهم
لنهم يبيعون من بضائعهم كميات كبيرة ويقال أن أحد تجار العقيلت في إحدى الحواضر
العربية قيل له "طب" أي وصل أهل البلد الفلني ،فقال :بشر أهل "الزل" القطائف ونحوها
وفي اليوم الثاني قيل له :لقد "طب" أهل البلد الفلني قال :بشر أهل القهوة ،وفي اليوم
الثالث قيل له "طب" أهل البلد الفلني فقال :بشر أهل "الهدم" وفي اليوم الرابع قيل له "طب"
أهل البلد الفلني فقال بشر أهل سوق الغناء والمغنيات.
*كان بعض العقيلت يتهربون من دفع الجمارك على الحدود وفي إحدى السنوات منعت
السلطة في ذلك القطر خروج الذهب من الجنيهات الذهبية ،وجاء عقيلي ومعه كمية كبيرة
من الجنيهات يصعب إخفاؤها لكثرتها وليس معه إل إبل بدون أحمال ولما اقترب من الحدود
عمد إلى الجنيهات التي معه وأناخ ناقة مسنة معه وصار يعلفها إياها في كتل من التمر
فيفتح فم الناقة ويعلفها إياها لتجرعها دون أن تعلكها حتى وضع كامل الكمية ،التي معه من
الجنيهات ثم اقتفى إبله مسرعا وعبر بها الحدود حيث خضع لتفتيش دقيق ولم يعثروا معه
على شيء وعندما اجتاز مركز التفتيش ودخل حدود البلد المن عمد إلى الناقة ونحرها
واستخرج الجنيهات من كرشها دون نقص أو تأثر.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
*روى لي الشيخ صالح بن علي الصمعاني وهو من عقيلت منطقة القصيم قال حينما صدر
أمر جللة الملك عبدالعزيز رحمه ال بعدم تصدير البل إلى خارج المملكة واستعد الشيخ
عبدال السليمان الحمدان رحمه ال وزير المالية يومذاك بشراء كل البل التي مع العقيلت
كنا على مشارف العراق وتبلغنا بالبرقية التي نقلت مضمونها إلينا الدورية السعودية عدنا
على الفور ،وما علمنا إل والدورية العراقية تلحقنا بأفرادها المسلحين والسيارة التي عليها
الرشاش مدعين أننا اجتزنا الحدود العراقية ولم ندفع جمرك البل وكنا ثلثة معنا ثلث
رعايا من البل كل رعية سبعين بعيرا ،فقدمنا إبلنا أمامنا ومررنا ببيت شعر كبير فاعترضنا
صاحبه ودعانا لتناول القهوة فاعتذرنا إليه لكنه لزم علينا فأخبرناه بواقعنا فزاد إصراره
ولزم علينا أكثر فحللنا ضيوفا عنده وما كدنا نصل إلى البيت حتى وقف رجال الدورية فرحب
بهم صاحب البيت وقدم لهم القهوة وقدم لنا طعام الغداء وكذلك هم وعندما انتهوا من الغداء
كلموه في المر فقال لهم هؤلء ضيوفي ومن المستحيل أن تمسوهم بسوء ووال إن من
مسهم بسوء سيرى ما يكره ،فقالوا له :لكنهم مخالفين للقانون وعليهم دفع الجمرك ،فقال:
لو أمسكتم بهم قبل أن يصلوا إلى بيتي لكان لكم شانكم بهم أما الن بعد أن وصلوا إلى بيتي
وذاقوا طعامي فهم في وجهي ووال لن تمسوهم بسوء فاذهبوا راشدين في سبيلكم واتركوا
ضيوفي ،ولم يكتف بذلك بل أرسل معنا أحد رجاله ومعنا إبلنا كاملة حتى بلغنا مأمننا في
الراضي السعودية ذلك الرجل هو الشيخ وبدان بن سعدون أحد شيوخ المنتفق جزاه ال
خيرا ورحمه إن كان ميتا.
كان أبناء سطام بن شعلن الرويلي العنزي خالد وطراد كل واحد منها في بيت مستقل بقرب
بيت والدهم ،فنزل بجانب طراد تاجر إبل عقيلي يشتري البل ممن يجلبها من أفراد الفريق،
وذات يوم نزل بجانب بيت خالد ضيف من الضيوف ،فعرف بعيرا له عند التاجر العقيلي
وطلبه منه فأبى العقيلي الذي اشتراه من رجل جلبه مع مجموعة إبل واشتد النزاع بينهما،
هذا مصر على أخذ بعيره والعقيلي متمسك بالبعير فقام طراد بن سطام بن شعلن ينافح مع
جاره العقيلي وصار خالد بن سطام بن شعلن يحامي مع ضيفه واشتد اللغط بينهما واحتدم
النزاع ووصل المر إلى قرب استخدام السلح بين الخوين في غيبة التفكير والعقل كما
يحدث للبعض وكان أبوهما غائبا عن الحي في ذلك اليوم وانضم إلى كل من الخوين أعوانه
وتواعد الخوان الميدان في الصباح لحسم الموقف على ظهور الخيل وكان الشاعر خلف بن
زويد الشمري ناز ًل بجوار الشيخ سطام بن شعلن ولما علم بما جرى بادر بقصيدة جيدة
تتكون من 30بيتا حلت النزاع بين الخوين في تلك الليلة ،ولما حضر والدهما من الغد وعلم
بما جرى كافأ أبا زويد على ما فعل ومطلع القصيدة:
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والخيلء بما يميزه عن غيره من الركبان هذه الصفة أخذها عن العقيلت جيش أو قوة
الهجانة في الجيش العربي الردني ومن شاهد رجال هذه القوة على ركابهم الزاهية
بخروجها وعثاكيلها (دللها) يرى نصب عينيه فرقة من ركبان عقيل يسمون هذه الهيئة
بالعقل "الميالة" واللباس المميز وعصى الخيزران بالهيئة العقيلية أو هيئة عقيل وغير ذلك
ما التصق بأسمائهم من المور التي تحتاج إلى بحث مستفيض.
-8اصطلحاتهم:
يستخدم العقيلت مصطلحات عامة وسائدة في القطار التي يرتادونها وإن كان بعضها خاصا
بهم ،والبعض الخر موجود منذ أقدم العصور من موروثات العرب الوائل وجل تلك السماء
والكلمات إن لم تكن كلها فصيحة ل غبار عليها ومن هذه المصطلحات ما هو مستحدث،
ومع كثرة هذه المصطلحات التي ل نستطيع اللمام بها في هذه العجالة إل أننا نجتزئ منها
ما يلي:
غرّبوا :تعني السفر إلى الشام مغربين.
الغربية :وتعني جهة الشام ويقصد بها على الخص عمان.
شرّقوا :وتعني عودتهم إلى الجزيرة العربية مشرقين.
عدوّا :وتعني عبروا نهر الردن أو نهر النيل أو قناة السويس بعد حفرها أو نهر الفرات.
مضحّي :مكان الستراحة والقامة ضحى لتناول الغداء.
معشّي :وتعني الستراحة والقامة مساء لتناول طعام العشاء.
إبل مصدرة :أي أنها وردت الماء وارتوت وصدرت منه.
إبل عازبة :البل إذا تركت ترعى في المفلى لعدة أيام.
الرّبع :من إظماء البل وهو أن ترد البل لليوم الرابع وقيل ثلث ليال وأربعة أيام.
الخِمس :من إظماء البل وهو أن ترد البل الماء لليوم الخامس وقيل ترعى ثلثة أيام وترد
الرابع.
غِبْ :وهو أن تشرب البل يوما وترعى يوما.
جلب :البل والخيل والغنم تجلب للسوق للبيع.
رحول :الناقة متوسطة السن تعد للركوب والحمل قبل أن يفطرنا بها.
فاطر :الناقة الكبيرة التي فطر نابها.
هرش :الجمل المسن الكبير.
زمل :جمع زامل أو زاملة وهو الجمل المعد لنقل الحمال الثقيلة.
بكرة :البكرة والبكر الفتية من النياق.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
ميسم :أداة من قضيب الحديد يحمى في النار وتوسم بها البل والغنم وغيرها.
صميل :وعاء اللبن.
شكوة :وعاء اللبن والماء الصغير.
قربة :وعاء نقل الماء وتبريده بأحجام مختلفة.
راوية :وعاء كبير لنقل الماء.
ثاية :يطلق على جميع احتياجات الشراع أو الخيمة من الفرش والمواد الغذائية وغيرها.
مقام :خشبة يستخرج عليها الماء من البئر فضلً انظر تفصيلً عنها بمكانها.
رشا :حبل تخرج به الدلو المليئة بالماء من البئر.
حوض :إناء مصنوع من الجلد يصب به الماء وتشرب به البل وغيرها.
شداد :الرحل المصنوع للركوب على ظهر المطية.
مسامة :الرحل المصنوع لنقل الحمال الثقيلة.
الغبيط :الرحل المصنوع لنقل الحمال ذات الحجم الكبير.
حداجة :نوع من الشدة لنقل الحمال.
قتب :نوع من الشدة للسني.
ميركة :حشوة توضع فوق مقدمة الشداد لراحة الراكب.
مزودة :أو مزادة وعاء توضع فيه المتعة والملبس.
جراب :وعاء جلدي يوضع فيه بعض المتعة.
سفرة :وعاء جلدي يوضع فيه التمر الرطب وغيره.
خرج :وعاءين على ظهر المطية توضع فيهما المتعة.
عدل :أو فردة حمل وعاء مصنوع من الصوف توضع فيه الحمال.
بضاعة :مال يأخذه تاجر مبتدئ من تاجر مقتدر انظر تفصيله في مكانه.
صدرية :جبة بدون أكمام على الصدر والظهر.
زبون :ثوب مشقوق طولً من المام انظر ذلك في فقرة الملبس.
صاية :من نفس النوع مع اختلف القماش وهي أخف من الزبون.
نسرية :الهواء الذي يهب من الشمال الشرقي من مطلع النسر الواقع شديد البرودة.
هيف :الرياح الجنوبية وتكون حارة صيفا.
النكباء :الرياح الشمالية الغربية شديدة وقوية.
خطيطة :أثر السابة من المطر وتكثر في مطر الوسمي.
باكورة :عصا من الخيزران معقوفة الرأس.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
المدن العربية في كل من عمان ودمشق وبغداد والبصرة والزبير والنجف والكويت وغزة
وبلبيس والقاهرة وأم درمان والمدينة المنورة وحائل والجوف وبريدة وعنيزة ومكة
المكرمة وشقراء والحساء والمجمعة والزلفي وكان العقيلت أول من بدأ بنواة هذه
المصارف "البنوك" في القطار العربية كان الواحد يودع نقوده في عمان عند أحد كبار
التجار ويأخذ حوالة على أي قطر يريد التوجه إليه ليأخذ نقوده من تاجر آخر في ذلك البلد
مثلما يجري الن في المصارف الحديثة وكانت النقود في ذلك الحين من الذهب والفضة التي
يصعب حملها ويخاف من يحملها على نفسه فيأخذ عليها حوالة من هذا البلد إلى ذلك ومن
أمثلة التجار الكبار أو وكلء العقيلت الذين لهم فروع في مدن أخرى ففي دمشق مثلً هناك
عبدال الحليسي وعبدالعزيز الحجيلن ومنصور الجربوع وعلي الفضل وغيرهم وفي غزة
سليمان المهنا ومحمد الرميحي وعبدالعزيز العبيد وإبراهيم الفالح وغيرهم وفي مصر
القنطرة شرق صالح الحليسي وسليمان البراك وجلوي الصقعبي وغيرهم وفي أم درمان
عبدالعزيز الحجيلن وعبدالعزيز المجيدل ومحمد الصمعاني وغيرهم ولم يقتصر تعامل
العقيلت في هذا المجال على التجار من العقيلت النجديين وإنما هناك بيوتات عربية مالية
في القطار العربية الخرى فعلى سبيل المثال ل الحصر هناك في العراق بيت الجعفري وبيت
القدوري وفي سوريا بيت عمر هاشم وبيت ذياب وبيت البيكي وغيرهم وفي عمان بيت
الشومان هذا في مجال الصرافة أما العلقات التجارية والوكالت فإن هناك الكثير من
الوكالت الكبيرة التي يمتد تاريخها من زمن العقيلت بين القطار العربية لول أن تعصف
بها بين الحين والخر الزوابع السياسية في السنوات الخيرة هذه بعض بصماتهم السكانية
والقتصادية وهناك بصمات أخرى ل يتسع المجال لذكرها في هذا الحيز الضيق وتحتاج إلى
بحث أعمق وأشمل.
- 10انتهاء دورهم:
بعد أ أدى العقيلت هذا الدور الهام الذي لعبوه على مسرح الحداث في مختلف المجالت
كما مر بنا في فصول الكتاب وفقراته خلل بضعة قرون من الزمن بدا دورهم يتقلص شيئا
فشيئا حتى وصلوا إلى نهايته وأهم العوامل التي أدت إلى هذا المر عوامل سياسية وتقنية
واقتصادية ومن هذه العوامل:
-1تحديد الحدود التي وضعها المستعمر وقسم بها الوطن العربي إلى دويلت ضعيفة
بعضها بقي تحت سيطرته مدة طويلة وشدد على تلك الحدود بحيث ل يعبرها من قطر إلى
قطر إل من يحمل جواز سفر وقد يحتاج إلى تأشيرة دخول مسبقة وتأشيرة خروج وغير
ذلك من الجراءات المعقدة التي أصبحت فيما بعد حجر عثرة في طريق العقيلت ،تلك
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
الطريق التي كانوا يسلكونها بدون عوائق ثم أصبحوا ل يجتازونها إل تحت هذه الجراءات
بعد انتهاء الحرب العالمية الولى واقتسام البلد العربية بين دول المحور الغربي بريطانيا
وفرنسا وإيطاليا ثم ترسخ ذلك بشكل أكثر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة الغرب
للمانيا.
-2احتلل اليهود عام 1948م1368-هـ لجزاء من فلسطين ظلما وعدوانا بمساعدة
ومساندة الدول الغربية والشرقية دون استثناء وفق مؤامرة يهودية صهيونية دولية محكمة
وإن كان بعض الدول الغربية يتميز عن البعض الخر بجانب معين هذا الجزء المحتل من
فلسطين يمتد على طول شاطئ البحر البيض المتوسط حتى خليج العقبة على البحر الحمر
ويقطع الطريق ما ببين القطار العربية وفلسطين ومصر وأصبح عقبة كأداة في طريق
العقيلت يصعب عبورها مما كان له كبير الثر على إنهاء دورهم.
-3عوامل تقنية وهي الستغناء عن البل والخيول التي كانت تمثل عصب الحياة
والستعاضة عنها بالسيارات والطائرات والقطارات للركوب والنقل واستخدام اللة في
الزراعة والري وغيرها بدلً من البل والخيول مما أفقد العقيلت هذه التجارة الرائجة منذ
قبل التاريخ عبر آلف السنين حين حلت اللة محلها في مختلف شئون الحياة.
-4توارد المخترعات الحديثة من أجهزة التصال التي اختصرت الوقت واستخدام الطائرات
في السفار والنقل مما اختصر المسافات ويسر على الناس عملية النتقال فقاربت البلدان
وخففت تكلفة السفر فصارت الكرة الرضية بكاملها فضلً عن جزء منها وهو أقطار العالم
العربي صارت هذه الكرة في عصر القمار الصناعية بمثابة القرية الصغيرة التي ل يخفى
شيء منها في وقتنا الحاضر.
-5عوامل اقتصادية منها استغناء النسان عن استخدام الحيوانات كما أسلفنا وبذلك قلت
القيمة القتصادية للبل والخيل ولم يعد يقتنيها أحد إل على نطاق ضيق جدا في الرياف
والمناطق الجبلية التي يصعب على السيارات الوصول إليها كما يقتنيها فئة من المترفين
لغرض السباق.
-6القفزة الهائلة في أطر التجارة العالمية بعد تطور النقل البحري على السفن الضخمة
ل عن النقل الجوي للبضائع الخفيفة الوزن الغالية الثمن بالضافة إلى
التي تعمل بالنفط فض ً
الساليب التجارية الخرى.
-7تطور الصناعات وكثرة المنتجات الصناعية بمليين الصناف تحتاج إلى سرعة
التصريف والتسويق وإيصال الجديد منها أولً بأول في أسرع وقت إلى السواق العالمية.
هذه السباب وغيرها كان لها دور مؤثر على النتهاء دور العقيلت التجاري والقتصادي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والحربي والجتماعي الذي أدوه بأمانة وإخلص وتفان منقطع النظير ،فجزاهم ال خير
الجزاء لقاء ما قدموه لمتهم العربية المسلمة وللمسلمين كافة خلل بضعة قرون.
-11شرح أبيات الشعر الشعبي لمن ل يدرك معناها:
-1اللي :التي ،عوص :جمع عوصاء الناقة طويلة الرقبة والظهر فصيحة.
يقول إن سبب ما صار لرجلك هو من كثرة ما مشيت عليها وقد خبرت ذلك بنفسي عندما
كنت تسري وتجري على تلك النجائب العوص من البل الكريمة.
-2سرى :السرى السير بالليل فصيحة.
يقول كم يوم سرت فيه بالنهار وسريت في الليل وكم كابدت من مصاعب الحياة وشقائها
وكم جرى لك من هموم في سبيل الحصول على لقمة العيش الكريمة.
-3انشد :اسأل ،الصوان أرض منبسطة خشنة التضاريس بها حجر الصوان الذي يقدح به
الزناد وتخرج منه النار بظهر الطبيق من الشمال ،الحوصا إلى الشمال من الطبيق ،الطبيق
جبال شمال جو مغيرا غرب وادي السرحان ،يقول عليك إذا أردت تصديق ما أقول أن تسأل
تلك المعالم التي طالما مررت بها روحة وجيئة في أسفارك.
-4ترى :اعلم صواب :إصابة مؤثرة ببندقية وغيرها.
يقول :إن كثرة أسفارك وترددك على مثل تلك المواضع هي التي أثرت برجلك وإل فرجلك لم
تصب باذى ول كنت شيخا كبيرا.
-5يقول :إنه مما يبعث على العجب أن هناك رجال قد صبغ الشيب لحاهم من كثرة ما
تداهمهم الخطار ،أما أنت فقد غزا الشيب ركبتك قبل أن يغزو شعر لحيتك.
-6شعل :جمع أشعل أو شعلء وهي الوضحا مشوبة بحمرة يهادون يجفلن من أظلتهن
يركب الشاعر أهل ركائب للبحث عن ابنيه "سيف وشوردي" الذين ذهبا مع عقيل وأطال
المدة عليه وذلك لطلب الرزق بالشام تلك الركاب اللواتي كلهن على لون واحد وهو اللون
الشعل وكأنهن أخوات.
-7حوفوا تفقدوا ركابكم ،تمدون :تنطلقون ،المعاليق :ما يعلق على المطية من المتاع،
والماء جاهزات إذا عزمتم النطلق فتفقدوا لوازمكم وعلقوا على ركابكم لوازم السفر التي
تحتاجونها.
-8الجدي :النجم القطبي المعروف والنعايم :الدب الكبر أو بنات نعش التي تدور حول
الجدي يوجه الشاعر الركب إلى جهة الشمال باتجاه الجدي وعلمته النجوم التي تدور
حوله.
-9مدوا :انطلقوا ،التيم :مورد تحول إلى هجرة في النفود إلى الشمال عن حائل ثم أصبحت
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-29هلباج :الهلباج والهلباجة الرجل البليد الردئ فصيحة ،خوية :رفيقة ،الفرجة :طول
السفر تقل :كأنه ،نباح :كلب.
يفتخر الشاعر بنفسه فيقول إنني لست هلباجة ينافر رفيقه فإذا طالت عليه مسافة السفر
أكثر على رفيقه من لغط الكلم وكأنه الكلب النابح.
-30تقللوا :ساروا أساسها فصيح ،أكوار :جمع كور وهو الشداد فصيحة ،الكليف ما
يلزمها.
يقول الشاعر إن إولء الركب من عقيل الذين فوق أكوار تلك الركاب التي اكتمل ما عليها
من مستلزمات السفر.
-31الهجن :الركاب فصيحة ،بشوفها :برؤيتها فصيحة الصل ،الحداوي :جمع حداء نوع
من الغناء على البل فصيحة ،السفايف :عثاكيل الخرج المتدلية إلى الرض بألوانها الزاهية.
يقول إن هذه الركاب عندما انطلقت بتلك الهيئة الكاملة فإنها تطرب من يشتاق لرؤية الركاب
وعليها الركبان يرددون أحدياتهم وأغانيهم تتراقص عثاكيل الخرج تحتها.
-32صرمت :انطلقت مسرعة فصيحة ،كدري القطا ،نوع من القطا وهو الجون والكدري
لونه بغبرة فصيحة.
يقول إنني قد شبهت تلك الركاب عندما انطلقت بكم مثل توثب القطا الكدري في سرعته
واجتماعه.
-33ريضوها :تأنوا بعض الوقت فصيحة ،النضا :الركاب جمع نضو فصيحة.
يقول بعد أن وصفها بتلك الصفات المغرية من فضلكم أريضولي بعض الوقت ولو أن
التريض لهل الركاب المنطلقين غير مستحب ولكن لحملكم رسالة مني.
-34العراف :صاحب المعرفة ،وش انت :أي شيء أنت ،شايف :ترى .
يقول استمعوا مني ما سأقوله وأوجهه لصاحب المعرفة فيكم وأسأله ماذا يرى في هذا الكلم
الذي سأحمل الركب إياه.
-35وافي الخال :كامل الحسب والنسب ،حجة :حول ،طرس :ورقة فصيحة تودونه:
توصلونه فصيحة ،عديم الوصايف :الذي ل أحد يماثله أو يشابهه.
يقول إن ما أحملكم إياه أيها الركب هو شيء خفيف فهي رسالة مكتوبة على الورق
توصلونها إلى تلك التي ل يوجد من يشبه أوصافها.
-36طويل الثلج :يقصد جبل الشيخ الواقع إلى الجنوب الغربي عن دمشق بالشام ،نبي:
نريد ،نسوي :نطبخ فصيحة الصل من التسوية وهي التحسين والبداع "خلق فسوى".
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
يقول الشاعر لرفيقه إننا قد وصلنا لهذا الجبل الشم الذي ل يفارق الثلج قمته ولذا سمي
جبل الشيخ فأين نريد أن نجهز عشاءنا.
-37العقيلت أكثر ما يسكنون في الغوطة والميدان جزء منها وهذا موضع غابات وتدفق
مياه ولبد والحالة هذه أن يكون فيه تلك الحشرات التي ذكرها وهو متعود على جو
الصحراء.
-38الغل :غلء السعار في بلدنا التي جئنا منها في نجد ،مير :لكن ،المصاري :النقود
يقول إننا ما جئنا لهذه الديار إل مضطرين تحت ضغط غلء السعار وارتكام الديون علينا
وقلة النقود التي جئنا في سبيل الحصول عليها.
-39يتألم هذا الشاعر المودع لركب عقيل إذا ساروا وجاء الناس يودعونهم ويقول واعزتا
لمن شاهد هذا الموقف ويبدو أنه شعر امرأة.
-40المنسف :صحفة كبيرة يقدم بها الطعام ويرمز إلى الكرم.
يقول الشاعر إن مسيرهم يهدف إلى العز والجاه بالسيف وهو رمز الحرب والقوة والمنسف
وهو رمز الكرم والبذل.
-41قالة :اشتباك أو مشكلة أو معركة.
يقول كم من معركة خاضها العقيلت بسيوفهم ضد أعدائهم حتى ارتفع عزهم وانتصروا على
خصومهم بحد السيف.
-42مومي :سريع الجري ،ثفن :جمع ثفنة وهي ما على المرفقين والزور والفخذين
فصيحة ،الكوع :المرفق ،وتباعد الثفن من علمات الجودة.
يوصي الشاعر راكب تلك المطية التي تتمتع بصفات طيبة من تباعد ثفن المرفقين عن ثفنة
الزور وهي من علمات الجودة والسرعة والنجابة.
-43خله :اتركه فصيحة ،يذبك يجتاز فصيحة ،الحزوم :جمع حزم وهو أكبر من الحزن
فصيحة ل طال :إذا طال.
يقول اترك هذا الحر المطية يقطع ويجتاز الحزوم والحزون فإنه يعجبك جريه كلما طالت
الفرجة وبعدت المسافة.
-44شفاتي :ما أنا حريص على رؤيته ،زبونه :مقصده ،ملفاه :من يؤول إليه فصيحة
الصل.
يقول أن هذه المطية ستكون صبح اليوم الرابع عند من أنا حريص على رؤيته وهو المسمى
عبدال الصالح فهو منتهى تلك المطية والتي ستؤول إليه.
-45إليا :إذا ،لفيته :أتيت إليه ليلً فصيحة ،بالهواداة :بالهوادة والتؤدة والروية يقول إذا
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
وصلت إلى عبدال فبلغه سلمي وقل له يبحث عن صاحبي بالهدوء والروية حتى يجده.
-46مشكاي :يا من اشتكي إليه ،جاني :جاءني.
يقول قل لرفيقي عبدال إن صاحبي المشار إليه قد أتاني طيفه وأنا نائم وأسقاني من خمر
ثغره الذائب فارتويت من شفتيه.
-47سيف :شاطئ فصيحة ،أتحله :أراه.
يقول إنني عندما انتهيت من النوم وجدت أن ما حدث هو حلم ل حقيقة وأن الحقيقة أنني
وراء سيف البحر ل أراه ول يراني.
-48بهومي :إبهامي.
يقول إنني عندما انتبهت ورأيت أن المر عبارة عن حلم لم أزد على أن عضضت على
إبهامي يدي ندما وصفقت بكفي من شدة فراقة.
-49عمان :المعروفة في شرق جنوب الجزيرة العربية-البقوم :القبيلة العربية المعروفة
يقول لرفيقه عبدال عليك أن تبحث عن محبوبتي تلك في منطقة عمان أرض قبيلة البقوم
وأنا سأكفيك الجهة التي أنا فيها أرض مصر ونابلس بفلسطين وقراها.
-50لما لموم :قاطبة.
يقول وعليك أن تبحث عنها مع العرب الرحل النازلين حول موارد المياه في فصل الصيف
أو القيظ وستجدهم قد تجمعوا هناك على المناهل.
-51الرقوم ثلث نقط مثل نقاط الثاء وهو رمز للوشم الذي كانت تستعمله النساء،
الوضيحي :المها أو بقرة الوحشي فصيحة ،حلياه :أوصافها.
يقول إن من علمات محبوبته أن بها وشم ثلث رقوم وأنها مثل عنق المهاة.
-52حذفت اسم المعنى تجنبا للحرج يشيله :يثيره ويدعوه فصيحة ،ليا :إذا ،السلق :جمع
سلوق فصيحة.
يقول الشاعر أنني وكلت أمر كلب الصيد الخاص بي إلى ذلك الرجل حيث أنه يعرف طبائع
كلب الصيد وترتاح إليه.
-53يقلقس :يدعوه بكلمات يأتي إذا سمعها مثل :قس ،قس ،تس ،تس ،أبو عتابة :حركات
مرحة تدل على الفرحة والسرور والحبور .يقول إنه يعالجهن ويداعبهن فيرتحن لوجوده
ويظهرن له علمات المرح والسرور.
-54يكسر :يحنيه ،الربابة :أداة الطرب المعروفة.
يقول إن تلك الكلب إذا رأته ارتاحت له وبدأ بعضها يلعب وبعضها يظهر حركات تدل على
المرح والسرور ومنها أن يحني ذيله مثل قوس الربابة.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
يقول إن هذا الشاعر الذي قال الدعابة السابقة لم يجد من يستقبله سواك ولول وجودكم
الكريم لذهب وصار بخارا أو سرابا بقيعة.
-59دور إبحث ،ياقف بباب :يداوم بها ويعمل.
يقول لعلك أيها المير تبحث له عن وظيفة يعمل بها ويداوم على ممارستها.
-60الحازم منطقة عند القريات ،حاش :احتوى فصيحة ،خله :اجعله.
يقول ل تعجزك أيها المير تلك الوظيفة فإن هناك منطقة الحازم وواديه وما فيه من الكلب
ل بها يجود عددها ويضبط حسابها فإنه جدير بها.
اجعله موك ً
-61تراه :اعلم أنه ،شاطر :مقتدر وبارع ،عذاريب :عيوب.
يقول أنه جدير بأن يشغل تلك الوظيفة فل يفوتك أن تكل إليه أمور تلك الكلب والسلق وهي
كلب الصيد لنه يعرف عيوبها ومميزاتها.
-62طرشة :السفرة ،صادوف :مصادفة ،قلعوا :أبعدوا ،هلله ،ابنة عمه ومحبوبته نقتطف
من هذه القصيدة الطويلة الرائعة ما يختص بالسفر والقصيدة كاملة مع شرحها بكتابنا من
شعراء الجبل العاميين يقول إن سفرتي مع الحضر ويعني العقيلت جاءت مصادفة بدون
تخطيط مني وقد أبعدوا بي ونأيت عنك يا هللة.
-63مصروف :فائدة ،يم :جهة فصيحة ،يافا :المدينة المشهورة بفلسطين ،المداريج:
منطقة بتلك الجهات.
يقول أنني قد أتعبت نفسي بتلك الجهات البعيدة على غير فائدة توازي قربي منك ولكن
غربتي هي من أجل تحصيل المهر لعود وأتزوجك.
-64رخي :وهو ابن عم الشاعر ،راف جبل إلى الشمال الغربي عن الجوف ،التنف منطقة
إلى الشمال الغربي عن الجوف على طريق الجوف عمان.
يشتكي الشاعر إلى ابن عمه بعد محبوبته عنه بسبب سفره مع العقيلت وأن بينه وبينها
تلك المسافات الشاسعة .
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-65طوف :نامي مرتفع كثير ومتغطرف ،خب :مثاني النفود فصيحة ،المرابيب جبيلت إلى
الجنوب الغربي عن مدينة جبة منها السطحية بها ورد ماء ،وضحية ،وكتيفة ،وعراف وفيها
مورد ماء ،ولقيمين مدهاله :مآله وموهلة ومرابعه.
ل يسع الشاعر إل أن يدعو للرض التي تقطنها محبوبته بالغيث بحيث تنبت العشاب
وتغيف في خب جبة وما حولها لتنعم مع أهلها في ذلك الربيع.
-66أشوف :أرى فصيحة ،الربوع :الجماعة فصيحة ،متوازين على مستوى واحد ل فرق
بينهم فصيحة ،عقب :بعد العقيلي :نوع من الشدة سبقت الشارة إليه ،المسامة نوع أيضا
أشير إليه.
يقول إنني أرى الناس وقد تغيرت أوضاعهم بفعل الظرف الذي ألم بهم فل فرق بينهم
فأصحاب الجاه والناس العاديين صاروا في مستوى واحد وكل ركب بعد العقيلي على
المسامة التي تنقل عليها الحمال.
-67الوسم العلمة أو الحز أو الكي فصيحة ،المحوص :جمع محص وهو الحبل القوي
الشديد الفتل فصيحة الركية البئر القصيرة فصيحة.
يقول الشاعر أن الذي يشغل قلبه وقد حز في نفسه كما تحز المحوص والحبال تلك الصخور
التي يطوى بها جال تلك الركية أو البئر.
-68الغوش الشباب أو الرجال الشجعان والكلمة أصلها كنعاني ،الضمير يعني الركائب.
يقول الشاعر أن ما حز في نفسه وآلمه وضيق صدره أن أولئك الرجال الذين مروا عليه في
أصيل ذلك اليوم وسروا من عنده على تلك النجايب التي تشبه انحناء القواس من الضمر
وبوده لو كان معهم.
-69تعاطن :تجاذبن وعبرن ،دواس موقع جسر يجتاز نهر الفرات سبقت الشارة إليه،
والخابور :نهر بالعراق.
يقول أن تلك النجائب يمتطيها أولئك الرجال النشطين قد عبرن نهر الفرات من معبر دواس
وهو جالس بقرب نهر الخابور ل يوجد لديه مطية يمتطيها ويرافق صحبه.
-70العزوة :ما يعتزى به فصيحة.
يقول الشاعر أن لكل قبيلة أو عشيرة وربما عائلة أو فرد عزوة يعتزى بها فإذا اعتزى كل
بعزوته فإنني أعتزي بالعزوة الشمرية التي هي عزوة قبيلته.
-71الوجد التألم مما يجد فصيحة ،الجلل :مورد سبق ذكره ،واهج :شدة الحر فصيحة.
يقول الشاعر أن وجدي على زوجتي التي فقدتها مثل وجد ذلك الظمآن الذي وصل إلى ذلك
المورد في شدة حر الصيف وليس معه رشاء يستقي فيه فبقي ظمآنا.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-72الشبرم :مورد سبقت الشارة إليه ،هايق :أطل ورأى بعد قعر البئر يواصل الشاعر ذكر
وجده بوجد من ورد مورد الشبرم ولم يجد عليه أحد يمكن أن يستقي بدلوه والماء بعيد عنه
فقد ضاع فكره عندما رأى عمق البئر.
-73الجوف :دومة الجندل ،الجوبة :المنطقة المحيطة به والمنخفضة عما حولها ،لما:
عندما ،التغريب :الذهاب إلى الغربية عمان وما وراءها.
يقول الشاعر ما أحلى عندما نصل إلى الجوف في طريقنا للذهاب إلى الغربية وذلك لننا
قطعنا من الطريق خلل رمال النفود.
-74كور :شداد فصيحة ،منجوبة :مختارة ،محاقيب موضع الحقب شابت من كثر الشد.
يتمنى الشاعر أن يركب على شداد مطية مختارة مما قد شاب موضع الحقب منها.
-75الهرش :الجمل المسن ،زمل :الجمال المعدة للحمل ،المعازيب جمع معزب وهو صاحب
المال يقول أن هذه المطية خير من ركوب الجمل المسن ونكون مع إبل صاحب المال أو
رئيس القافلة.
-76سوق السبع :أي سوق بئر السبع بفلسطين سبقت الشارة إليه.
يقول الشاعر إن كل قد أدركه العيد عند أهله فاستأنس بقضاء أيام العيد بين أهله وأحبابه
أما أنا فقد عيدت في سوق بئر السبع متكدر النفس.
-77ممهونة الخامس :جملة ذم وتأفف ،أسوقه وأعرضها للبيع.
يقول أن البل النحسة قد بسلت في يدي وأبت أن تباع وكم حاولت بيعها لعود إلى أهلي
وأعيد عندهم ولكن بدون جدوى.
-78باغين :مريدين ،لنج :هيئة أو شكل.
يقول هذا الشاعر الذي يختصر ويخيل إليه أنه رأى ركابا عليها رجال من أين أتيتم وإلى أين
تريدون فإن لكم هيئة تختلف عما رأيت.
-79عقيلت :من عقيل ،سعادين :عباءات سعدونية ،صويطات :أي من آل سويط أمراء
الظفير ،كفافي :جمع كفيه وكانت من لباس السويطات مثل الغترة.
يقول الشاعر إن هيئتكم تختلف فل أنتم من العقيلت الذين يلبسون العباءات السعدونية ول
أنتم من السويط الذين يلبسون الكفافي فمن أنتم إذا؟
-80طروش :مسافرين ،الحق :الموت ،بطون لطاف :أي الجميلت ناحلت الخصور من
الشابات والنساء يقول إ
نكم بل شك ملئكة الموت ولستم بخافين وياما أخذتم من الشباب والشابات الجميلت ذوات
الوساط المهضومة.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-81الني :الشحم يكتنز بالسنام ،مرودم :تراكم الشحم في سنامها ،الدفوف :جانبي السنام.
ينادي الشاعر راكب تلك المطية السمينة التي اكتنز الشحم في سنامها وجانبيه.
-82يقول إن تلك المطية قد رعت أعشاب وأزهار تلك الرض المربعة الخصبة التي رأيت
بروق السحائب التي تمطر عليها ولفت نظري ذلك البرق.
-83انسفه ضعه :إفرق نحرها :وجهها ،يم جهة فصيحة ،اليمام :المقصود جهة الجنوب.
يقول أحضر الشداد العقيلي وضعه عليها ثم لذ بكورها وضع نحرها جهة المقصود الذي
سأرسلك إليه.
-84نبي :نريد ،وجبة الظهر :وقت الظهر ،يا إما سعد :أن نظفر بخير ،السنان :الرمح.
يقول إننا سوف نذهب إلى مكان تواجد العقيلت في وقت الظهيرة حينما ينتهون من عملية
البيع والشراء فإما وجدنا عندهم ما نريد أو حربنا معهم.
-85دفاقة :مقدمة ،مطرق :مقدم وعليه السمن الذي يدهن به وهو رمز للكرم.
يقول إن العقيلت يقدمون لمن يأتيهم القهوة العربية المبهرة بالهيل وفوق هذا يقدمون
الطعام في تلك الصواني الكبيرة فيأكل منه الكلون.
-86اللي :الذين ،الفيافي :جمع فيفاء :الرض الواسعة فصيحة ،ديرة" بلد فصيحة.
يقول أولئك العقيلت الذين يخوضون ويقطعون الفيافي على ظهور خيولهم وإبلهم وكم بلد
يعتقد بأنه يعسر الوصول إليه لكن العقيلت وصلوا إليه وهان أمره عليهم.
-87حمرا :يعني المطية ،الحداوي :جمع أحدية فصيحة الصل.
يقول إن ذلك الراكب أو المندوب يركب مثل تلك المطية التي تسرع في جريها ومن فوقها ما
أجمل أصوات الحديات التي يرددها الركبان.
-88قطم :قصيرة الفخذين ،وهي ميزة جيدة من حيث متانة المطية ،اللي :التي ،اللل:
السراب فصيحة ،صخيف :غير عريض ،حساوي صناعة الحساء.
يقول إن ميزات تلك المطية التي تقطع بنا تلك الرض التي يتراقص ويتموج فيها السراب
وهي مأمونة الجري وعليها خرج ظريف من صنع الحساء.
-89هديب :لقب لجمل يحمل ما يوضع عليه ويكنى به عن الرجل الذي يتحمل المهمات،
الملزيم :اللزم من المهمات ،شيال :حامل ،منوتي :ما أتمنى ،بد :من بين.
ينادي الشاعر رفيقه ويصفه بالكناية بأنه حمال الثقال ويفديه بنفسه ويقول يا أمنيتي
الوحيدة من بين ما أتمنى أن أراك.
-90يفتتح الشاعر هذه القصيدة بدعائه لربه عز وجل وهو عالم ما تخفى الصدور من
أسرار ونوازع ولن يستطيع مخلوق أن يخفي أو يجحد عن ربه شيئا.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-91وخلف ذا :أي وبعد ذلك ،مذعار :من الذعر وهي سريعة الجفول فصيحة القربة:
وعاء الماء فصيحة ،بعد أن فرغ الشاعر التفت إلى الموضوع للدخول فيه فأرسل مندوبه
على تلك الناقة التي يجفلها أقل شيء وهي خفيفة الحمل ليس عليها إل القربة متاع راكبها.
-92تلفى :تصل فصيحة ،خالد :خالد بن سطام بن شعلن رحمه ال ،وكاده :بالتأكيد.
ينادي الشاعر خالدا أن تلقى نصائحه أذنا صاغية منه وأن يرى آثار القبول على وجهه.
-93تعبار :اعتبار ،يما :حتى ،مقاده طريقها يوصي الشاعر خالدا بالصبر وقوة الحتمال
مبينا له أن الصبر ل يهضم حقه ول ينقص من اعتباره حتى تتضح الطريق السليمة.
-94يا صار :إذا صار ،يتابع الشاعر إيضاح الموقف فيقول إذا كان ضيفك أخطأ على جار
أخيك فإن العرف السائد يعفيك من اللئمة ويجتاز المحذور فجارك وضيف أخيك ل يجب أن
يسببا القطيعة.
-95رداة العقل :ضعف التفكير يلوم الشاعر المعنيين بالمر ويؤنب كل واحد مذكرا إياه أن
كل ما حدث عائد إلى قصر النظر ،وكل ما حدث ويحدث هو بسب أطماع الدنيا.
قائمة المصادر:
-1أخلق الرولة :لويس موزل ،ترجمة الدكتور محمد بن سليمان السديس-ط 1414 1هـ
1994م /جامعة الملك سعود.
-2الخبار النجدية :محمد بن عمر الفاخري ،تحقيق د .عبدال بن يوسف الشبل ،جامعة
المام محمد بن سعود.
-3من أخبار نجد والحجاز /تاريخ الجبرتي :محمد بن أديب غالب ،ط 1395 1هـ 1975م،
دار اليمامة –الرياض.
-4البل في الشعر الجاهلي :د .أنور عليان أبو سليم -ط 1403هـ 1983م /دار العلوم –
الرياض.
-5البل :سليمان الفنس الشراري –ص 1412هـ 1962م ،طبرجل – الجوف.
-6اللف سنة الغامضة من تاريخ نجد :عبدالرحمن بن زيد السويداء – ط 1413هـ
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
والفنون -الرياض.
-27الزبير :عبدال ناصر الزير1416/1995 ،م -دار المجد -دمشق.
-28سجل الشرف :فهد المارك -ط 1385هـ 1965م ،مؤسسة المعارف -بيروت.
-29شذى الند في تاريخ نجد :مطلق بن صالح المطلق ،مخطوطة.
-30طرق التجارة الدولية :نوال حمزة الصيرفي ،ط 1393هـ 1973م القاهرة.
-31العماد في علوم الخيل :مهند الغبرة1413 ،هـ 1993م ،دار طلس -دمشق.
-32العقيلت :إبراهيم المسلم ،ط 1409 2هـ 1989م ،مكتبة العقيلت -الرياض.
-33العلقة بين الدولة السعودية الولى والكويت :د .عبدال بن صالح العثيمين ،ط 2
1411هـ – 1991م.
-34قلب جزيرة العرب :فؤاد حمزة ،ط 1388 2هـ 1968م ،مكتبة النصر الحديثة-
الرياض.
-35قبيلة العوازم :عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد ،ط 1391هـ 1971م.
-36قبيلة الشرارات :عبدال قاسم النواق ،ط 1415هـ 1994م.
-37قصة رحلة إلى المدينة ومكة :المستشرق والين 1845م.
-38كتاب الخيل :عبدال بن محمد الكلبي ط 1406هـ 1986م -دار العرب السلمي-
بيروت.
-39مسالك البصار :أحمد بن يحى العمري ،تحقيق دورو تياكرافوسكي ،ط 1406 1هـ
1986م ،بيروت -لبنان.
-40معلمة التراث الردني :روكس بن زايد العزيزي ،ط 1403هـ 1983م ،وزارة الثقافة
الردنية.
-41المناسك وطرق الحج :أبي إسحاق الحربي ،تحقيق حمد الجاسر ،ط 1389هـ 1969م،
دار اليمامة -الرياض.
-42مسائل في تاريخ الجزيرة العربية ،أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ،ط 1413، 2هـ
1993م ،دار الكتاب السعودي -الرياض.
-43من شعراء الجبل العاميين :عبدالرحمن بن زيد السويداء ،ط 1409هـ 1989م ،دار
السويداء -الرياض.
-44من حديث بوركهارت :ترجمة د .عبدال صالح العثيمين ،ط 1411هـ 1991م ،دار
التوبة -الرياض.
-45نشأة أمارة آل الرشيد :د .عبدال بن صالح العثيمين ،ط 1412هـ – 1991م.
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-46نجديون وراء الحدود :د .عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم ،ط 1410هـ 1990-م.
-47النقود العربية السلمية :الب انستانس الكرملي ،مكتبة الثقافة الدينية -القاهرة.
-48نمر بن قبلن العدوان :روكس بن زايد العزيزي.
قائمة أسماء الرواة سواء أكانوا من العقيلت أنفسهم أو ممن يذكرون أسمائهم أو ممن لهم
اهتمام بهذا الموضوع وزودوني بأسماء مما دونوه عن غيرهم:
إبراهيم بن عبدال القفاري
إبراهيم بن علي العبدالمنعم
• أحمد بن فهد العريفي
حمود بن محمد النافع
رجاء بن عادي الرمالي
• زيد بنى عبدالرحمن السويداء
سعود بن عبدال الجلعود
العيد سعود بن محمد
سعيد بن فهيد الهمزاني
صالح بن سعد العصفور
الصمعاني صالح بن علي
عاشق بن فهيد الفهيد
عبدالرحمن بن عبدال السويداء
• عبدالرحمن بن زيد الجارال
عبدالعزيز بن عبدالمحسن الرخيص
بن رشيد الرديعان عبدالعزيز
عبدالعزيز بن عبدالكريم الزرقان
العميم عبدال بن فهد
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-ابن دخيل
-ابن الجراح الطائي
-أبي محمد المناضحي
-أحمد بن يحيى بن عطوة
-أحمد عرابي
-أحمد الرواف
-أحمد حسن باشا
-أحمد حسن خان
-أحمد أغا
-أوليفر
-بدر بن حسنوية
-بشير بن نصار التميمي
-بنية من قرينيس الجربا
-جلوي الصقعبي
" -جلوب" "أبو حنيك"
-جوهان لودفج بوركهارت
-حمود بن ثامر المنتفق
-حمد بن عتيق الحربي
-حميد الجمال الهللي
-حجيلن بن حمد آل أبو عليان
-حسن بن علي البسام
-حسن بن آبي نمي
-حسن باشا
-حسين باشا
-حنفي محمد باشا
-خالد بن سطام بن شعلن
-خلف بن زويد الشمري
-داود باشا
-داوتي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-دزني
-دوبريه
-رشاد الشواء
-زامل بن سلطان الخطيب
-زامل بن سليم
-زكروية القرمطي
-زين بن الحسين الشريف
-سطام بن شعلن الرويلي
-سعود بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود
-سعيد باشا
-سليمان بن ناصر الوشمي
-سليمان باشا الكبير
-سليمان باشا الصغير
-سليمان الغنام
-سليمان فايق
-سليمان البراك
-سليم الثاني
-سليمان المهنا
-سونز
-صالح الزهير
-صالح السليمان
-صالح بن عيسى المنتفق
-صالح البلع
-صالح الحليسي
-صفوق بن فارس الجربا
-طاهر بن حسن الطائي
-طراد بن سطام بن شعلن
-طلحة بن العوام
-ظالم بن موهوب العقيلي
مكتبة قصيمي نت لروائع الكتب عقيلت الجبل
-محمد بن داود
-محمد الرميحي
-محمد محمود باشا
-محمد الشواربي باشا
-محمد الصمعاني
-محمود سبكتكين
-محسن بن خلف الغصاب
-مسلم بن قريش العقيلي
-مسفر بن راشد الجهني
-منصور بن راشد المنتفق
-موسى الرواف
-مهنا الصالح المهنا
-موزل
-نابليون بونابرت
-ناصر الدغيثر
-نامق باشا
-نادر شاه
-نيبوز
-وبدان بن سعدون المنتفق
-هيود
-يحيا بن زهير