You are on page 1of 5

‫كيف يكون صومك نموذجياً‬

‫بقلم‪:‬محمد نجيب لطفي‬

‫مما لشك فيه أنك ـ أخي المسلم ـ تحب أن يكون صومك مقبولً ونموذجيا‪ .‬وهناك نصائح نقولها‬
‫ن ال ّذكْرَى تَنفَعُ ال ُم ْؤ ِمنِينَ)) [الذاريات‪.]55 :‬‬
‫للتذكرة (( َو َذكّرْ فَإ ّ‬
‫ومن هذه النصائح ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬يجب أن يكون صومك ل إيمانا واحتسابا‪ ،‬وفي ذلك الغفـران لذنوبك والتكفيـر لسيئاتك (من صـام‬
‫غ ِفرَ له ما تقدم من ذنبه)‪.‬‬
‫رمضان إيمانا واحتسابا ُ‬

‫‪-2‬يجب أن تصون جوارحك كلها عن المعاصي والثام حتى يكون صومك كامـلً ول يضيـع ثوابـه‬
‫وجزاؤه‪.‬‬

‫‪-3‬يجب المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد جماعة‪ ،‬وكذلك الكثار من النوافل لما للنوافل من‬
‫قيمة عظيمة في هذا الشهر المبارك‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب الكثار من قراءة القرآن ومــدارسـتـه وحفظه وتدبره في هذا الشهر المبارك؛ لن شهـر‬
‫ن هُـدًًى لّلنّاسِ َو َب ّينَاتٍ مّنَ ال ُهدَى وَالْ ُفرْقَانِ))‬
‫شهْرُ َر َمضَانَ اَلذِي أُنزِلَ فِي ِه القــرْآ ُ‬
‫القرآن هو(( َ‬
‫[البقرة‪.]185 :‬‬
‫‪ -5‬يجــب الكثار من التصدق والعطاء والبذل في هذا الشهر المبارك؛ لن الرسول العظم كان أجود‬
‫من الريح المرسلة في هذا الشهر المبارك‪.‬‬

‫‪ -6‬يجـــب المحافظة على صلة القيام؛ لنها من شعائـر هذا الشهـر المبـارك‪ ،‬ولما فيهـا مـن‬
‫محافـظة على سنة النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬ومن اجتمـاع المسلمين‪ ،‬ومن مدارسـة القـرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫‪ -7‬يـجـب البعد عن اللهـو ووسائله من أفلم هابطـة‪ ،‬وأغـان ساقطـة‪ ،‬ومسلسلت تافهـة‪ ،‬وكل‬
‫صـوارف وضيعة تافهة عن هذا الشهـر الكريـم وما فيـه من صلة وصيـام وقراءة وقيام وكل‬
‫جوانب الخير المباركة‪.‬‬

‫‪ -8‬ينبغي الســراع بالفطار وعدم تأخيره التزامـا بسنـة النبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ ،-‬وإشفاقـا‬
‫على النفس من تواصل الجوع والعطش‪ ،‬وأن يكون إفطـارك على الرطب أو التمـر أو المـاء‪ ،‬ثم‬
‫الصلة‪ ،‬ثم استكمال الفطار؛ وكل ذلك من سنة النبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬

‫‪ -9‬يتأكد اللتزام بالسحور قدر المكان (تسحروا فإن في السحور بركة) ولن السحور خاص بهذه المة‬
‫المباركة‪ ،‬والفضل تأخيره وعدم تقديمـه؛ لن ذلك هو الموافـق لسنـة النبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ووجبة السحور وجبة مباركة تعين الصائم على صومه‪.‬‬
‫‪ -10‬المحافظة على سـنـة العـتـكـاف إنْ كان ذلك ميسرا؛ لن العتكاف من سنن الصيام وسنن‬
‫هذا الشهر المبارك؛ وهو من الـسـنـن المهجورة المتروكة‪ .‬فحـافظ عليها ـ أخي المسلم ـ إن‬
‫كان ذلك في مقدورك للمحافظة على هذه الشعيرة الغالية العظيمة‪.‬‬

‫‪ -11‬البعد عن الشراهة في الفطار والسحور؛ لن ذلك بعيد عن مقاصد السلم‪ ،‬ولما يترتب على ذلك‬
‫من أضرار شرعية وبدنية‪ .‬ولما في ذلك من بعد عن مقاصد الصيام والسلم‪.‬‬

‫‪ -12‬يجب التأسي في كل فعـل وقـول واعتقـاد بالنبي ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬وصحابتـه الميامين‬
‫الكرام ـ رضي ال عنهم ـ حتى يكون ذلك أدعى للقبول‪.‬‬

‫نقل عن موقع مجلة البيان‬


‫ملحوظات على بعض الصائمين‬
‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي بعده‪ ..‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن الحديث في السطر التالية سيكون حول بعض الملحوظات على بعض الصائمين‪ ،‬كي يتجنبوها‪،‬‬
‫ويحذروها ؛ ليكون صومهم صحيحا تاما مقبولً‪ ،‬وليحصلوا على الفوائد المرجوة والبركات المتعددة من‬
‫شهرهم الكريم‪.‬‬
‫فمن الملحوظات على بعض الصائمين‪:‬‬
‫َت َبرّ ُمهُم من قدوم شهر رمضان‪ ،‬وتمنيهم سرعة انقضائه‪ ،‬فل تراهم يفرحون بقدومه‪ ،‬ول يخطر ببالهم‬
‫ن على ال وعلى الناس بالصيام‪.‬‬
‫فضائله وبركاته‪ .‬بل يستقبلونه بتوجع‪ ،‬وتحسر‪ ،‬فكأن الواحد منهم يم ّ‬
‫ومن كانت هذه حاله تراه سريع الغضب‪ ،‬كثير السخط لدنى سبب‪ ،‬فل يتحمل أدنى كلم‪ ،‬أو مفاوضة‪.‬‬
‫وهذا الصنيع معاكس لحكمة الصيام‪ ،‬منافٍ لهدي السلف الكرام؛ فقد كانوا يفرحون بمقدم رمضان‪ ،‬بل‬
‫كانوا يصومون في غير رمضان أياما في السبوع‪ ،‬أو أياما في الشهر يهذبون بها أنفسهم‪ ،‬ويتقربون بها‬
‫إلى ربهم‪ ،‬ويتدربون على أعباء حمل الرسالة‪ ،‬وتحقيق الحياة الكريمة الطيبة‪.‬‬
‫فأين حال أولئك المتبرمين من الشهر من حال سلفنا الصالح الذين طهروا مشارق الرض ومغاربها من‬
‫الشرك والظلم تطهيرا‪ ،‬وعمروها باليمان والعدل تعميرا!!‬
‫فحري بالمسلم أن يستقبل شهر رمضان بكل فرح وشوق‪ ،‬وأن يعقد العزم على صيامه وقيامه وملئه‬
‫بالعمال الصالحة‪ ،‬فإن أدرك الشهر وأتمّه أُعِين على فعل ما عزم به‪ ،‬وإن وافَته المنية كُتب له الجر‬
‫جمَعُونَ)ـ ـيونس‪58 :‬‬
‫خيْر ٌ ـ ِممّاـ ـَي ْ‬
‫حمَتِه ِ ـَف ِبذَلِك َ ـفَ ْليَ ْف َرحُواـ ـهُو َ ـ َ‬
‫بالنيةـ ـ(قُلْــبِ َفضْل ِ ـاللّه ِ ـ َو ِب َر ْ‬
‫جرُهُ عَلَى اللّهِ) النساء‪:‬من الية‬
‫خرُجْ مِنْ َب ْيتِهِ ُمهَاجِرا إِلَى اللّهِ َو َرسُولِهِ ُثمّ ُي ْد ِركْهُ ا ْلمَوْتُ فَ َقدْ َوقَعَ َأ ْ‬
‫( َومَنْ َي ْ‬
‫‪.100‬‬
‫ومما يلحظ على بعض الصائمين‪ :‬أنهم يصومون عن تقليد و مسايرة‪ ،‬فل يرون في الصيام أكثر من هذا‬
‫المعنى‪.‬‬
‫ول ريب في خطأ هؤلء‪ ،‬وقلة فقههم لمعنى الصيام؛ فواجب عليهم أن يصوموا عن إيمان واحتساب‪،‬‬
‫وتعظيم لشعائر ال‪ ،‬قال النبي –صلى ال عليه وسلم‪ -‬في الحديث المتفق عليه‪( :‬من صام رمضان إيمانا‬
‫واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه)‪.‬‬
‫ولهذا تجد الصائم عن إيمان بال وخشية وتعظيم له‪ ،‬واحتساب للجر عنده؛ تجده راضيا مرضيا مطمئن‬
‫النفس‪ ،‬منشرح الصدر‪ ،‬مسرورا بصيامه‪ ،‬شاكرا لربه الذي فسح له في عمره حتى بلّغه صيام هذا الشهر‪،‬‬
‫فل ترى من نفسه اضطرابا‪ ،‬ول في خلقه كزازة‪ ،‬ول في صدره ضيقا أو حرجا بل تجده من أوسع الناس‬
‫أفقا‪ ،‬وأشرحهم صدرا‪ ،‬وأقواهم روحا‪ ،‬وأحسنهم خلقا‪.‬‬
‫ومما يلحظ على بعض الصائمين‪ :‬قلة حرصهم على تطبيق السنة حال الفطار‪ ،‬فتراهم ل يبالون بالبداءة‬
‫بالرطب أو التمر أو الماء‪ ،‬فتراهم يؤثرون غيرها عليها مع وجودها أمامهم‪.‬‬
‫وهذا –وإن كان مجزئا– مخالف للسنة‪ ،‬فالسنة أن يفطر الصائم على رطب‪ ،‬أو تمر؛ فإن لم يجد حسا‬
‫حسوات من ماء؛ كما جاء ذلك عند المام أحمد‪ ،‬وأبو داود والترمذي‪.‬‬
‫هذا! وللبداءة بالرطب أو التمر والماء أثر عجيب‪ ،‬وبركات كثيرة‪ ,‬وتأثير على القلوب وتزكيتها‪ ,‬يدرك‬
‫ذلك الم ّتبِعون المقتدون الموفقون‪ ,‬مع ما في ذلك من الفائدة الطيبة الصحية؛ حيث ذكر الطباء أن الجسم‬
‫يمتص الموادّ السكرية في مدة خمس دقائق‪ ،‬فتـزول أعراض نقص السكر والماء؛ لن سكر الدم ينخفض‬
‫أثناء الصوم‪ ،‬فيؤدي إلى الشعور بالجوع والتوتر أحيانا‪ ،‬وسرعان ما يزول بتناول الرطب أو التمر ‪.‬‬
‫ومما يلحظ على بعض الصائمين‪:‬‬
‫تأخير الفطر بل عذر‪ ،‬وهذا مخالف للسنة؛ إذ السنة تعجيله‪ ،‬ول يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر‪،‬‬
‫وأخروا السحور كما قال –صلى ال عليه وسلم‪ -‬في الحديث المتفق عليه‪.‬‬
‫فإذا أخر الناس الفطر كان ذلك دليلً على زوال الخير عنهم؛ لنهم تركوا السنة التي تعود عليهم بالنفع‬
‫الديني وهو المتابعة‪ ،‬والدنيوي الذي هو حفظ أجسامهم بالطعام والشراب التي تتوق إليه أنفسهم‪.‬‬
‫ث م إ ن أح ب عبا د ال ـإلي ه أعجله م فطرا ـكم ا جا ء ف ي صحي ح اب ن خزيمة ‪ ،‬وسن ن الترمذي‪.‬ـ‬
‫ثم إن في تعجيل الفطر تمييزا لوقت العبادة عن غيره‪ ،‬قال –صلى ال عليه وسلم‪( : -‬إذا أقبل الليل من‬
‫ههنا‪ ،‬وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم) (رواه البخاري ومسلم)‪.‬‬
‫فذلك هو وقت الفطار الذي ل ينبغي لحد تأخيره عنه‪ ،‬بل يعاب بذلك التأخير‪.‬‬
‫فعلى الصائم أن يستحضر هذا المعنى‪ ،‬وأن يبادر إلى الفطار إذا تحقق غروب الشمس‪ ،‬ليحصل على‬
‫فضيلة التباع‪ ،‬وليدرك صلة المغرب مع الجماعة‪.‬‬
‫ومن الصائمين من يذهب إلى البيت الحرام طيلة الشهر‪ ،‬أو نصفه‪ ،‬أو أقل‪ ،‬ويدع أهله وأولده بل حسيب‬
‫ول رقيب‪ ،‬فيؤدي بذلك مندوبا ويترك مفروضا‪.‬‬
‫ومنهم من يصطحب معه أهله‪ ،‬وأولده إلى البيت الحرام‪ ،‬فيعتكف في المسجد أياما‪ ،‬ويدع أهله وأولده‬
‫يتجولون في السواق في مكة‪ ،‬متعرضين للفتنة ومعرضين غيرهم لها‪ ،‬مضيعين للفرائض غير مبالين‬
‫بحرمة المكان والزمان؛ فأولى لولئك الولياء‪ ،‬ثم أولى أن يرعوا من تحت أيديهم‪ ،‬ولو أدى بهم ذلك إلى‬
‫ترك العمرة والعتكاف‪.‬‬
‫ومن الملحوظات على بعض الصائمين‪:‬‬
‫أنهم ُي ْغفِلون تدريب أولدهم على الصيام‪ ،‬بل ربما منعوهم وهم قادرون‪ ،‬بل ربما منعوا البنت بحجة أنها صغيرة‬
‫لم تبلغ بعد‪ ,‬مع أنها ربما تكون قد بلغت‪ ،‬فعلمات البلوغ كثيرة وليست مقتصرة على السن فحسب‪.‬‬
‫ومن أخطاء بعض الصائمين‪:‬‬
‫تفويته صلة العشاء؛ لجل إدراك الصلة مع قارئ مجيد والولى لهذا أن يبكر بالمجيء‪ ،‬وإذا خشي‬
‫فوات صلة العشاء فليصلّها في أقرب مسجد؛ فهي أوجب وأفرض من صلة التراويح‪ ،‬بل إن صلة‬
‫التراويح نافلة في حقه‪.‬‬
‫ومما يلحظ على بعض الصائمات‪:‬‬
‫أنها تخرج إلى المسجد؛ لداء صلة العشاء‪ ،‬والتراويح متعطرة متجملة مبدية بعض زينتها‪ ،‬فتكون بذلك‬
‫عرضة لفتنة المسلمين في أشرف البقاع‪ ،‬وأشرف الزمنة؛ فواجب على المسلمة إذا أرادت الخروج إلى‬
‫المسجد أن تخرج تَفِل ًة بعيدة من الزينة والفتنة‪.‬‬
‫ومما يلحظ على بعض المسلمات في هذا الشهر الكريم‪ :‬أن الواحدة منهن تذهب إلى المسجد لداء صلة‬
‫التراويح‪ ،‬وربما أتى بعضهن والمام يصلي العشاء أو التراويح فل تدخل معه بل تنفرد وحدها وتأتي‬
‫بتحية المسجد‪ ,‬وربما أتى بعضهن والمام يصلي التراويح‪ ،‬وهي لم تصل العشاء فتدخل معه وتكمل‬
‫الصلة وتنصرف دون أن تؤدي صلة العشاء‪.‬‬
‫كل هذه المور جهل وخطأ‪ ،‬فعلى المرأة إذا دخلت والمام يصلي وقد فاتها شيء من الصلة أن تدخل مع‬
‫المام‪ ،‬وبعد أن يسلم المام تقوم هي وتأتي بما فاتها‪.‬‬
‫وإذا دخلت المسجد والصلة مقامة أو تقام فعليها أن تدخل في الصلة‪ ،‬ول يجوز لها أن تشرع في أداء‬
‫تحية المسجد؛ لنه إذا أقيمت الصلة فل صلة إل المكتوبة‪.‬‬
‫أما إذا حضرت والصلة لم تقم بعد؛ فل تجلس حتى تؤدي ركعتي تحية المسجد‪.‬‬
‫وإذا دخلت والمام قد شرع في صلة التراويح وهي لم تصل العشاء؛ فلتدخل معه بنية صلة العشاء‪ ،‬فإذا‬
‫سلم قامت وأتت بباقي الركعات‪.‬‬
‫ومما يلحظ على بعض النسوة –أيضا– أنهن يكثرن الكلم داخل المسجد‪ ,‬وربما رفعن الصوات‪ ،‬وآذين‬
‫من بجوارهن‪ ,‬وانشغالهن عن الذكر‪ ،‬أو الدعاء‪ ،‬أو قراءة القرآن‪ ،‬أو سماع المواعظ‪.‬‬
‫فعلى المرأة إذا حضرت إلى المسجد أن تلزم الدب‪ ،‬والسكينة‪ ،‬والحياء‪ ،‬وأن تشغل نفسها بما ينفعها‪.‬‬
‫هذا ما تيسر من الملحوظات في هذه العجالة؛ فنسأل ال أن يبصرنا بعيوبنا‪ ،‬وأن يعيننا على تلفيها‬
‫والخلص منها‪ ،‬إنه جواد كريم‪.‬‬
‫وصلى ال وسلم على نبينا محمد‪ ،‬وآله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫]‬ ‫[‬

‫‪www.Islamtoday.net‬‬

You might also like