You are on page 1of 176

‫دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنّقْلِ‬

‫أو‬
‫ح الَعْقُوْلِ‬
‫حيْحِ الَنْ ُقوْلِ ِلصَرِيْ ِ‬
‫ُموَافَقَةُ صَ ِ‬

‫شيخ السلم ابن تيمية‬

‫الزء التاسع‬
‫فصل‬
‫والقائلون بأن العرفة تصل بغي العقل يفسرون كلمهم بعن صحيح مثل ما ذكره الشريف أبو علي‬
‫بن أب موسى ف شرح الرشاد ف الفقه تصنيفه لا شرح عقيدته الختصرة الت ذكرها ف أول الرشاد ‪.‬‬
‫قال لا ذكر التوحيد الكلم بعد ذلك العرفة هل تدرك بالعقول أم بالسمع قال فالذي نذهب إليه قول‬
‫إمامنا إن معرفة الالق أنه ال ل تدرك إل بالسمع قال وقد اختلف أصحابنا ف ذلك على طريقي فقال القلون‬
‫منهم إن العرفة تدرك بالعقول مع اتفاقهم معنا أنا ل تدرك بجرد العقل قبل ورود السمع با ‪.‬‬
‫قال والدليل على أنا تدرك بالسمع وأنه ل مدخل للعقول فيها قبل ورود السمع با أن العقل ملوق‬
‫كالواس المس من البصر والسمع والشم واللمس والذاق ث القسوم منه يتفاضل اللق فيه يعلم ذلك كل‬
‫أحد ضرورة فإذا كان كذلك فاللمس ل يدرك به اللمس الراييح والشم ل يدرك به الشام الصوات ‪.‬‬
‫قال وجلة هذا أن ال ل يعل اللمس سبيل إل إدراك الراييح ول الشم سبيل إل إدراك السموعات‬
‫بل جعل كل واحد منهما سبيل لدراك ما خص به وإن كنا نوز أن يفعل ذلك ويعل العلم ف اليد والكلم‬
‫ف الرجل والنظر ف اللسان لن الواهر من جنس‬

‫واحد وإذا جاز قيام الرؤية ببعضها جاز بميعها ولكن ذلك ل يكون ف الدنيا إل لنب ليكون من‬
‫معجزاته ودليل تصوره كلم الذراع للنب وف الخرة إذا أنطق ال عز وجل الوارح بقوله يوم تشهد عليهم‬
‫ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون سورة النور ‪ 24‬وقالوا للودهم ل شهدت علينا قالوا أنطقنا ال‬
‫الذي أنطق كل شيء سورة فصلت ‪ 21‬وبقوله ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل با فاقرة سورة القيامة‬
‫‪ 24‬قال فيجوز أن يعل ال الظن يوم القيامة ف الوجوه العذبة كذلك العقل ل يعل ال له سبيل إل إدراك‬
‫السواد والبياض ول إل إدراك الشام والطعوم بل جعل ال له سبيل إل التمييز بي الوجودات وإل إدراك فهم‬
‫السمعيات والفرق بي السن منها والقبيح والباطل‬

‫منها والصحيح فإذا نظر إل الصنوعات الت ل سبيل للخلق إل مثلها ويعجز كل فاعل عنها وتقق‬
‫بصحة التمييز الركب فيه إذا أراد ال هدايته أن الحدثات ل تصنع نفسها علم أنا مفتقرة إل صانع غي أنه ل‬
‫يعرف من هو قبل ورود السمع فإذا ورد السمع بأن الصانع هو ال قبله العقل ووقع له فهم ف السمع وتقق‬
‫صحة الب وعرف ال من ناحية السمع ل من ناحية العقل لن العقل بجرده ل يعلم من الصانع قط وأكثر ما‬
‫ف بابه أن يقع به التمييز فيبقى أن يفعل الماد نفسه ويقضي بالشاهد على الغائب فأما أن يعرف من الصانع‬
‫فمحال إل من جهة السمع قال والدليل على صحة اعتبارنا أن ال خاطب العقلء بالعتبار فقال فاعتبوا يا‬
‫أول البصار سورة الشر ‪ 2‬يعن البصائر وقال إن ف ذلك لذكرى لن كان له قلب سورة ق ‪ 37‬أي‬
‫عقل وقال ليتذكر أولوا اللباب سورة ص ‪ 29‬فأمرهم باعتبار ما جعل لم سبيل إل اعتباره دون غيه ث‬
‫الدليل القاهر هو القاضي بصحة ما ذكرت أن ال عز وجل حجب عن اللق من اللئكة القربي والنبياء‬
‫والرسلي وسائر اللق أجعي معرفة ما هو ول يعل لم طريقا إل علم مائيته ول سبيل إل إدراك كيفيته جل‬
‫أن يدرك أو ياط به علما وتعال علوا كبيا ول ييطون به علما سورة طه ‪ 10‬فمنع من إحاطة العلم به فل‬
‫سبيل لحد إليه‬

‫وقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي سورة الشورى ‪ 11‬فنفى عن نفسه الشباه والمثال‬
‫فمنع من الستدلل عليه بالثلية كما منع الدليل على إدراك كيفيته أو علم ما هيته فهذا الذي ل سبيل للعقل‬
‫إل معرفته ول طريق له إل علمه ث كلف جل اسه سائر بريته وافترض على جيع الكلفي من خليقته علم‬
‫من هو ليعرف اللق معبودهم ويعلموا أمر إلهم وخالقهم فلما كلفهم ذلك نصب لم الدليل عليه سعا‬
‫ليتوصلوا به إل أداء ما افترض عليهم من عبادته وعلم ما كلفهم من معرفته علما منه جلت عظمته بأنه ل‬
‫طريق للعقل إل علم ذلك بال فقال تعال إنن أنا ال ل إله إل أنا فاعبدن سورة طه ‪ 14‬وقال ذلكم ال‬
‫ربكم سورة يونس ‪ 3‬وقال ال الذي خلقكم ث رزقكم ث ييتكم ث يييكم سورة الروم ‪ 40‬وقال هو ال‬
‫الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة هو الرحن الرحيم هو ال الذي ل إله إل هو اللك القدوس السلم‬
‫الؤمن الهيمن العزيز البار التكب سبحان ال عما يشركون هو ال الالق البارىء الصور له الساء السن‬
‫يسبح له ما ف السماوات والرض وهو العزيز الكيم سورة الشر ‪ 24 22‬قال ولو سألم قبل أن يسمعوا‬
‫باسه عن تأويل من خلقهم ما كان لم طريق إل علم ذلك لن الساء ل تسمع من جهة العقل‬

‫قال فثبت وتقرر بالدليل الذي ل يتمل إل ما ذكرناه ان ال العظيم ل يعرف ال من جهة السمع‬
‫لحاطة العلم أنه ل طريق للعقل بجرده إل معرفة هذه الساء ول إل معرفة السمى لو ل يرد السمع بذلك‬
‫ومدعى ذلك وموزه من ناحية العقل يعلم بطلن دعواه ضرورة وتكلم على قصة إبراهيم بكلم ليس هذا‬
‫موضعه إل أن قال والعرفة عندنا موهبة من ال وتقع استدلل ل اضطرارا لنا لو كانت تعلم بضرورة‬
‫لستوى فيها العقلء إل أن قال فثبت أن العرفة ل تقع إل من ناحية السمع على ما نقول إن ال ل يلى‬
‫خلقه ف وقت من الوقات ول ف عصر من العصار من يعرفه إليهم فتعرف إليهم على ألسنة رسله وأرسل‬
‫الرسل بالدعاء إليه والدللة عليه لكيل تسقط حجج ال وكان كل نب يعرف أمته معبودهم كقول نوح‬
‫لقومه يا قوم إن لكم نذير مبي أن اعبدوا ال سورة نوح ‪ 3‬وكقول شعيب يا قوم اعبدوا ال سورة‬
‫العراف ‪ 85‬وكذلك ف قصص غيهم من الرسل كل منهم يدي الدعوة لقومه فإذا قبض كان حكم شريعته‬
‫قائما ف حال الفترة إل أن ينسخها ال بإرسال نب آخر فيقوم الثان لمته ف التعريف والدعوة قيام الاضي‬
‫لمته فما أخلى ال اللق من سع يعرفونه به ويستدلون به على ربوبيته ومعرفة أسائه‬

‫قلت ففي هذا الكلم قد جعل العلم ثلثة أنواع أحدها هو الذي يعرف بالعقل والثان العرفة الت ل‬
‫تصل إل بالسمع والثالث ما ل سبيل إل معرفته ل بعقل ول بسمع فالول العرفة الطلقة الجملة بأن هذه‬
‫الحدثات الت يعجز عنها اللق ل بد لا من صانع ولكن هذه العرفة ل تفيد معرفة عينه ول أسائه فإن‬
‫الحدثات إنا تدل على فاعل ما مطلق من حيث الملة وكذلك سائر ما يذكر من الباهي القياسية فإنا تدل‬
‫على أمر مطلق كلي إذ كان البهان النطقي العقلي ل بد فيه من قضية كلية والنتيجة موقوفة على جيع‬
‫القدمات فإذا كان الدلول عليه ل تعرف عينه قبل الستدلل ل يدل هذا الدليل ال على أمر مطلق كلي‬
‫وإيضاح ذلك أنه إذا استدل بدوث الحدثات على أن له مدثا وبإمكان المكنات على أن هناك واجبا فإنه ل‬
‫يعرف إل وجود مدث واجب بنفسه وهذا معن كلي مطلق ل ينع تصور معناه من وقوع الشركة فيه فل‬
‫يكون ف ذلك معرفة عينه ولو وصف هذا بصفات مطلقة ل يرجه ذلك عن أن يكون مطلقا كليا ث إنه ضل‬
‫من ضل من الهمية نفاة الصفات من التفلسفة والعتزلة والتصوفة حيث أثبتوا وجودا واجبا قديا ث وصفوه‬
‫بصفات سلبية توجب امتناع تعينه وأنه ل يكون إل مطلقا وقد علم أن ما ل يكون إل مطلقا كليا ل يوجد إل‬
‫ف الذهان ل ف العيان فيكون ما أثبتوه ل وجود له ف الارج ومن العلوم الفرق بي كون الدليل ل يدل‬
‫على عينه وبي نفي تعينه‬

‫فإن من سلك النظر الصحيح علم أنه موجود معي متميز وإن كان دليله ل يدله على عينه بلف من‬
‫نفى تعينه وجعله مطلقا كليا أو قال ما يستلزم ذلك فإن هذا معطل له ف القيقة ومثال هذا من علم بالدليل‬
‫وجود نب مرسل أرسله ال إل خلقه ول يعلم عينه فهذا قد علمه علما مطلقا وأما من قال إن هذا النب إنا‬
‫يوجد مطلقا ل معينا فهذا قد نفى وجوده ف الارج فإذا تبي أن القياس العقلي البهان ل يفيد إل معرفة‬
‫مطلقة كلية فمعلوم أن أساءه ل تعرف إل بالسمع فبالسمع عرفت أساء ال وصفاته الت يوصف با من‬
‫الكلم ولول السمع لا سي ول ذكر ول حد ول مدح ول نعت ول وصف فإن كان هذا هو الذي أرادوه‬
‫بعرفة عينه ومن هو فل ريب أنه ل يصل إل بالسمع وإن أراد بذلك معرفة أخرى مثل العرفة بسائر نعوته‬
‫الت أخبت با الرسل فهذا أيضا يعلم بالسمع ومنها ما ل يعلم بجرد القياس العقلي ومنها ما قد تنازع الناس‬
‫هل يعلم بالعقل أم ل وأما معرفة عي السمى الوصوف الذي علم وجوده فهذا ف الخلوقات يعرف‬
‫بالحساس ظاهرا أو باطنا إما بالحساس بعينه أو بالحساس بصائصه فمن علم اسم شخص ونعوته أو اسم‬
‫أرض وحدودها فإنه يعرف عينها بالرؤية إما بخب يبه أن هذا العن هو الوصوف السمى وإما بأن يرى‬
‫اختصاص ذلك العي بتلك الساء والصفات قال تعال الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم‬
‫سورة البقرة ‪ 126‬فمن عرف نعوت النب الت نعت‬

‫با ف الكتب التقدمة ث رآه ورأى خصائصه علم أن هذا هو ذاك لعدم الشتراك ف تلك الصفات‬
‫وهذه العرفة قد تكون بشاهدة عينه كالذين شاهدوه وقد ل تكون بشاهدة عينه بل بطرق أخرى يعلم با أنه‬
‫هو كما يعلم أن القرآن تلقى عنه وأنه هاجر من مكة إل الدينة ومات با وأنه هو الذكور ف الذان وهو‬
‫الذي يسميه السملون ممدا رسول ال وهو صاحب هذه الشريعة الت عليها السلمون فهذه المور تعرف با‬
‫عينه من غي مشاهدة وكذلك قد تعرف عي خلفائه وأصحابه وغيهم من الناس وتعرف أقوالم وأفعالم‬
‫وغي ذلك من أحوالم معرفة معينة ل اشتراك فيها مع عدم العاينة لكن قد شوهد آحاد الناسي وعلم أن‬
‫هؤلء من هذا النوع ولكن ل يشهد ما يشبه النب وخلفاءه من كل وجه وإنا شوهد ما يشبههم من بعض‬
‫الوجوه فهذا القدر السمى يعلم بشاهدة نظيه وأما القدر الفارق فل بد أن يشارك غيه ف وصف آخر‬
‫فيعلم ما بينهما من القدر الشترك أيضا فالمور الغائبة ل يكن معرفتها ول التعريف با إل با بينها وبي‬
‫المور الشاهدة من الشابة لكن إذا عرف أنه ل شركة ف ذلك علم أنه واحد معي من علم بعض صفاته وإن‬
‫جوز فيه الشركة ل يعلم عي ذاك‬

‫ففي الملة معرفة عي من علم بعض صفاته قد يصل بالسماع وقد يصل بالعيان وقد يصل‬
‫بإلستدلل والعلم بالوصوف قد يعلم بطرق متعددة فمن علم نعت اللك ث رآه فقد يعلم عينه لا استقر عنده‬
‫من معرفة صفاته وقد يعلم ذلك بن يبه أن ذلك السمى الوصوف هو هذا العي ولذا إذا كان ف كتاب‬
‫الوقف ونوه حدود عقار وصفاته فقد تعلم الدود بالعاينة والستدلل بأن ل يدل ما يطابق تلك النعوت إل‬
‫هي وقد يعلم بالب والشهادة ما يشهد الشهود بأن الد السمى الوصوف هو هذا العي وإذا شهد الشهود‬
‫على مسمى منسوب وكتب بذلك حاكم إل حاكم آخر أو شهد شهود فرع على شهود أصل فإنه يعلم عي‬
‫السمى النسوب كمن شهد بنسبه ول يوجد له شريك فإن وجد له شريك ل تعلم عينه بالشهادة باسه ونسبه‬
‫وصار ذلك كاللية والنعت الشترك وهل يشهد بالتعيي بجرد اللية عند الاجة فيه نزاع بي الفقهاء وكما‬
‫أن معرفة عي الوصوف تصل بطرق فنفس العلم الول بصفته الختصة يصل بطرق والعلم بالعينة قد يكون‬
‫بالشاهدة الظاهرة وقد يكون بالشاهدة الباطنة وقد ل يكون إل لجرد الثار وما يبي الفرق بي العي‬
‫والطلق ما ذكره الفقهاء ف باب العيان الشاهدة والوصوفة فإن البيع قد يكون معينا وقد ل يكون والعي قد‬
‫يكون مشاهدا فهذا يصح بيعه بالجاع وقد يكون غائبا وفيه ثلثة أقوال مشهورة للعلماء وهي ثلث روايات‬
‫عن أحد أحدها أنه ل‬
‫يصح بيعه كظاهر الذهب الشافعي والثان يصح وصف أو ل يوصف كمذهب أب حنيفة والثالث‬
‫وهو مذهب مالك والشهور من مذهب أحد أنه يصح بالصفة ول يصح بدونا ولو تلف هذا البيع قبل‬
‫التمكن من قبضه بآفة ساوية انفسخ البيع فيه باتفاق العلماء ول يكن للمشتري الطالبة ببدله لن حقه تعي ف‬
‫عي معينة وأما البيع الطلق ف الذمة فمثل دين السلم فإنه أسلم ف شيء موصوف مطلق ول يعينه وهو بنلة‬
‫الثمن الطلق الذي ل يعي وبنلة الديون الت ثبتت مطلقة كالصداق وبدل القرض والجرة ونو ذلك ومثله‬
‫ف الواجبات الشرعية وجوب عي رقبة مطلقة ونو ذلك فهنا الواجب أمر مطلق ل يتعي بل لن هو عليه أن‬
‫يأت بأي عي من العيان إذا حصل به القصود ولو أتى بعي فتلف قبل التمكن من قبضه كان للمستحق‬
‫الطالبة بعي أخرى وهكذا قال الفقهاء ف الدي الطلق كهدي التمتع والقران والدي العي كما لو نذر‬
‫هديا بعينه فإن العي لو تلف بغي تفريط منه ل يكن عليه بدله بلف ما وجب ف الذمة فإنه لو عينه وتلف‬
‫كان عليه إبداله وكل موجود ف الارج فهو ف نفسه معي لكن العلم به قد يكون مع العلم بعينه وقد ل‬
‫يكون مع العلم بعينه كالبيع إذا كان مشاهدا فقد عرف الشتري عينه وإذا كان غائبا فهو معي ف نفسه‬
‫والشترى ل يعرف عينه وإنا يعرف منه أمرا مطلقا سواء كان ذلك الطلق ل يتمل سواه أو يتمله ويتمل‬
‫غيه فإنه قد يبيعه العبد أو الرض الت من‬

‫صفتها كذا وكذا ويصفها بصفات تيزها ل تتمل دخول غيها فيها وهذا بلف السلم فيه فإنه ل‬
‫يكون معينا ومت كان معينا بطل السلم كما لو أسلم ف ثن بستان بعينه أو زرع أرضا بعينها قبل بدو الصلح‬
‫كما جاء ذلك ف حديث مسند عن النب إذا تبي هذا فإذا عرف ثبوت مدث للحوادث واجب قدي وعلم‬
‫انتفاء الشركة فيه بأنه واحد ل شريك له ف اللق أو غي ذلك من خصائصه الت ل يوصف با اثنان مثل أنه‬
‫رب العالي وأنه على كل شيء قدير ونو ذلك فقد تعرف عينه بالعقل عرف أنه واحد معي ف نفس المر ل‬
‫شركة فيه فيطلب القلب حينئذ معرفة عينه بلف ما يكن الشركة فيه وإذا كان كذلك فقد يعترض العترض‬
‫على قول من قال إن عينه ل تعرف إل بالسمع ويقول التعيي حينئذ با جعل ال ف القلوب من ضرورة العرفة‬
‫والقصد والتوجه والشارة إل ما فوق السماوات فإنا مفطورة على أنه ليس فوق العال غيه ولذا كان‬
‫منكرو علو ال ومباينته لخلوقاته من الهمية اللولية أو النفاة للحلول والباينة ونوهم إنا يثبتون وجودا‬
‫مطلقا ل يعي ول يشار‬

‫إليه بل يقولون بل إشارة ول تعيي وهؤلء يثبتون وجودا مطلقا كليا ل يعينونه ل ببواطنهم ول‬
‫يظواهرهم ولذا يبقون ف حية واضطراب تارة يعلون حال ف الخلوقات ل يتص بشيء وتارة يسلبونه هذا‬
‫وهذا ويقولون الق ل يقيد ول يصص ول يقبل الشارة والتعيي ونو ذلك من العبارات الت مضمونا ف‬
‫القيقة نفي ثبوته ف الارج فإن كل موجود ف الارج فإنه متعي متميز عن غيه متص بصائصه الت ل‬
‫يشركه فيها غيه وهذا هو القيد ف اصطلحهم وهم يظنون أن ما ذكروه ثابت ف الارج لكنهم ضالون ف‬
‫ذلك وضللم كضلل ف أمور كثية ل توجد إل ف الذهان ظنونا ثابتة ف العيان ومن هنا ضل من ضل ف‬
‫مسألة العدوم هل هو شيء أم ل وف مسألة الحوال وف مسألة وجود الوجودات هل هو ما هيتها الثابتة ف‬
‫الارج أو غي ذلك والكلي الطبيعي هل هو ثابت ف الارج أم ل وجاع أمرهم أنم جعلوا المور العقلية‬
‫الت ل تكون ثابتة إل ف العقل كالطلقات الكلية ونوها أمورا موجودة ثابتة ف الارج وزعموا أن هذا هو‬
‫الغيب الذي أخبت به الرسل وذلك ضلل فإن الغيب الذي أخبت به الرسل هو ما يكن الحساس به ف‬
‫الملة ليس ما ل يكن الحساس به لكن مشاهدته والحساس به يكون بعد الوت وف الدار الخرة وهناك‬
‫الياة وتوابعها من الحساس والعمل أقوى وأكمل فإن الدار الخرة لي اليوان‬

‫فالرسل ل تفرق بي الغيب والشهادة بأن أحدها معقول والخر مسوس كما ظن ذلك من ظنه من‬
‫التفلسفة والهمية ومن شركهم ف بعض ذلك وإنا فرقت بأن أحدها مشهود الن والخر غائب عنا ل‬
‫نشهده الن ولذا ساه ال تعال غيبا قال تعال الذين يؤمنون بالغيب سورة البقرة ‪ 3‬ل يسمه معقول وقد‬
‫بسط الكلم على هذا ف موضعه والقصود هنا أن ما عرف وصفه تعرف عينه بوجه من وجوه الحساس إما‬
‫بذاته وإما ببعض خصائصه وال تعال يتص با فوق العال فالعباد يشيون إل ذلك ويعلمون أن خالق العال‬
‫هو الذي فوق العال ل يشركه ف ذلك أحد وهذا العلم قد يصل بالفطرة وقد يصل بالستدلل والقياس‬
‫وقد يصل بالسمع من الرسل كما أخبت بأن ال فوق العال ولذا قال فرعون يا هامان ابن ل صرحا لعلي‬
‫ابلغ السباب أسباب السماوات فأطلع إل إله موسى وإن لظنه كاذبا سورة غافر ‪ 37 36‬ولذا كان‬
‫معراج نبينا إل السماء وكذلك سائر ما تعرفه القلوب من خصائصه وقد يقال هو تعيي يكن حصوله بدون‬
‫السمع وذلك أن معرفة عينه بالشاهدة ل تصل ف الدنيا فلم يبق ال معرفة عينه بغي هذه الطريق كما يعرف‬
‫عي الرسول من ل يشاهده بعرفة ما يعرفه من خصائصه‬

‫وأما القائل إن عينه ل تعرف إل بالسمع فقد يقول إن ما حصل للقلوب من معرفة عينه إنا حصل‬
‫بالسمع والناس متنازعون ف كونه فوق العال هل هو من الصفات الت تعلم بالعقل كما هو قول أكثر السلف‬
‫والئمة وهو قول ابن كلب وابن كرام وآخر قول القاضي أب يعلى أو هو من الصفات السمعية الت ل تعلم‬
‫إل بالسمع كما هو قول كثي من أصحاب الشعري وهو أول قول القاضي أب يعلى وطائفة معه فابن أب‬
‫موسى وأمثاله قد يقولون بذا ويقولون ل نعلم ذلك إل بالسمع ويقولون ل نعلم أنه فوق السماء ال بالسمع‬
‫لكن كلمه أعم من ذلك وكلمهم يصح إذا فسر بأنواع من التعيي الت ل تعلم إل بالسمع كالصفات‬
‫البية أو فسر بأن السمع هو الذي أرشد العقول إل ما به يعلم التعيي وأنه لول إرشاد السمع ل يعلم ذلك‬
‫أو بأنه أراد بالتعيي معرفة الساء والصفات القولية الت يوصف ال با أو أراد بذلك أن كثيا من الناس أو‬
‫أكثرهم ل تصل لم معرفة شيء من التعيي إل بالسمع وكثي من يقول بوجوب النظر وأنه أول الواجبات‬
‫أو أول الواجبات العرفة يقولون مع ذلك إن العرفة ل تصل إل بالشرع كما ذكر ذلك أبو الفرج القدسي‬
‫وابنه عبد الوهاب وابن‬

‫درباس وغيهم كما قال من قال قبلهم إنا ل تصل إل بالشرع وهؤلء يريدون بالعقل الغريزة‬
‫ولوازمها من العلوم الت تصل لعامة العقلء وأن ذلك بجرده ل يوجب العرفة بل ل بد من أمر زائد على‬
‫ذلك كما قالوا ف استدللم إن العرفة لو كانت بالعقل لكان كل عاقل عارفا ولا وجد جاعة من العقلء‬
‫كفارا دل على أن العرفة ل تثبت بالعقل أل ترى أن ما يدرك بالضرورة ل يتلف أرباب النظر فيه وهذا إنا‬
‫ينفي العرفة اليانية وإل فعامة العقلء يقرون بالصانع وأيضا فهذا ينفي أن تكون العرفة اليانية ضرورية وهو‬
‫أيضا يوجب أن الطرق العقلية النظرية ل تفصل موارد الناع ول يصل عليها الجاع وهو كما قالوا فإن‬
‫الطرق القياسية العقلية النظرية وإن كان منها ما يفضي إل العلم فهي ل تفصل الناع بي أهل الرض تارة‬
‫لدقتها وغموضها وتارة لن النفوس قد تنازع ف القدمات الضرورية كما ينازع أكثر النظار ف كثي من‬
‫القدمات الضرورية ولذا ل يأمر ال عند التنازع إل بالرد إل الكتب النلة قال تعال كان الناس أمة واحدة‬
‫فبعث ال النبيي مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالق ليحكم بي الناس فيما اختلفوا‬

‫فيه سورة البقرة ‪ 213‬فجعل الاكم بي الناس فيما اختلفوا فيه الكتاب النل من السماء وقال تعال‬
‫يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر منكم فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال والرسول‬
‫سورة النساء ‪ 59‬فأمر عند التنازع بالرد إل ال والرسول ولذا قال هؤلء القررون لكون العرفة ل تصل‬
‫بجرد العقل ما قاله عبد الوهاب بن أب الفرج وغيه إنا نقول إن العرفة لو كانت بالعقل لوجب أن يكون‬
‫كل عاقل عارفا بال تعال ممعا على رأي واحد ف التوحيد ولا وجدنا جاعة من العقلء كفارا مع صحة‬
‫عقولم ودقة نظرهم دل على أن العرفة ل تصل بالعقل لن العقل حاسة من جلة الواس فالواس ل تتلف‬
‫ف مسوساتا أل ترى أن ما يدرك بالنظر من أسود وأحر وأخضر وأصفر وحيوان وحجر ل يتلف أرباب‬
‫النظر فيه فدل على أن معرفة ال حصلت بعن غي العقل لوجود الختلف ف العرفة والتفاق فيما طريقه‬
‫العقل والواس وتسمية هؤلء للعقل حاسة من الواس هو ما نازعهم فيه طوائف من أصحابم وغيهم كأب‬
‫السن بن الزاغون وغيه والناع ف ذلك عند التحقيق يرجع إل اللفظ ولذلك قالوا لو كان العقل علة ف‬
‫معرفة الباري لوجب أن تصل العرفة بوجوده وتعدم بعدمه كالنظورات تدرك بوجود البصر وتعدم معرفتها‬
‫ونظرها بعدم البصر وكذلك السموعات وسائر الحسوسات‬

‫ولا رأينا السلم يرتد عن السلم مع وجود عقله الذي كان به قبل الرتداد مؤمنا علمنا أن العرفة‬
‫حصلت له بغي ذلك وكذلك نرى الؤمن بال يذهب عقله ويكم بنونه وهو باق على العرفة مقر بالتوحيد‬
‫عارف بال وعقلء كثيون يكفرون بال ويشركون به فدل على أن العرفة مستفادة بعن غي العقل وهذا‬
‫الكلم يقتضي أن مرد الغريزة ولوازمها ل تستلزم العرفة الواجبة على العباد وهذا ما ل ينازع فيه أحد فإن‬
‫من يقول إن العرفة تصل بالعقل يقول إن أصل القرار بالصانع يصل بعلوم عقلية ولكن ليس ذلك هو جيع‬
‫العرفة الواجبة ول بجرد ذلك يصي مؤمنا وهذا العقل هو العقل الذي هو شرط ف المر والنهي وقد يراد‬
‫بالعقل ما تصل به النجاة كما قال تعال عن أهل النار وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب‬
‫السعي سورة اللك ‪ 10‬وقال تعال أم تسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إل كالنعام بل هم‬
‫أضل سبيل سورة الفرقان ‪ 44‬وقال تعال إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون سورة يوسف ‪ 2‬وقال‬
‫وتلك المثال نضربا للناس وما يعقلها إل العالون سورة العنكبوت ‪ 43‬وأمثال ذلك ف القرآن واحتجوا‬
‫على أن العرفة ل تصل بجرد العقل بقوله تعال وجعلنا لم سعا وأبصارا وأفئدة فما أغن عنهم سعهم ول‬
‫أبصارهم‬

‫ول أفئدتم من شيء إذ كانوا يحدون بآيات ال سورة الحقاف ‪ 26‬وهذه الية وأمثالا تدل على‬
‫أن السمع والبصار والفئدة ل تنفع صاحبها مع جحده بآيات ال فتبي أن العقل الذي هو مناط التكليف ل‬
‫يصل بجرده اليان النافع والعرفة النجية من عذاب ال وهذا العقل شرط ف العلم والتكليف ل موجب له‬
‫احتجوا أيضا با ذكروه عن النب أنه قال تعلموا العلم فإن تعليمه ل خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح‬
‫والبحث عنه جهاد وتعليمه لن ل يعلمه صدقة به يعرف ال ويعبد وبه يجد ال ويوحد هو إمام العمل والعمل‬
‫تابعه يرفع ال بالعلم أقواما فيجعلهم للناس قادة وأئمة يقتدى بم وينتهى إل رأيهم‬

‫قالوا فوجه الدليل قوله به يعرف ال ويعبد وهذا الكلم معروف عن معاذ بن جبل رضي ال عنه‬
‫رووه عنه بالسانيد العروفة وهو كلم حسن ولكن روايته مرفوعا فيه نظر وفيه أن ال يعرف ويعبد بالعلم ل‬
‫بجرد الغريزة العقلية وهذا صحيح ل ينازع فيه من يتصور ما يقول ومن يقول إن العرفة تصل بالعقل يقول‬
‫إنا تصل بعلوم عقلية أي يكن معرفة صحتها بنظر العقل ل يقول إن نفس العقل الذي هو الغريزة ولوازمها‬
‫يوجب حصول العرفة والعبادة وقد تنازع كثي من الناس ف مسمى العلم والعقل أيهما أشرف وأكثر ذلك‬
‫منازعات لفظية فإن العقل قد يراد به الغريزة وقد يراد به علم يصل بالغريزة وقد يراد به عمل بالعلم فإذا‬
‫أريد به علم كان أجدها من جنس الخر لكن قد يراد بالعلم الكلم الأثور عن العصوم فإنه قد ثبت أنه علم‬
‫لقوله فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم سورة آل عمران ‪ 61‬وأمثاله ويراد بالعقل الغريزة فهنا‬
‫يكون أحدها عي الخر ول ريب أن مسمى العلم بذا العتبار أشرف من مسمى العقل فإن مسمى العلم هنا‬
‫كلم ال تعال وكلم ال أشرف من الغريزة الت يشترك فيها السلم والكافر وأيضا فقد تسمى العلوم‬
‫السموعة عقل كما قيل‬

‫رأيت العقل عقلي فمطبوع ومسموع فل ينفع مسموع إذا ل يك مطبوع كما ل تنفع العي‬
‫وضوء الشمس منوع‬
‫وأما العمل بالعلم وهو جلب ما ينفع النسان ودفع ما يضره بالنظر ف العواقب فهذا هو الغلب‬
‫على مسمى العقل ف كلم السلف والئمة كالثار الروية ف فضائل العقل ومنه الديث الأثور عن النب وإن‬
‫كان مرسل إن ال يب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويب العقل الكامل عند حلول الشهوات وبذا‬
‫العتبار فالعقل يتضمن العلم والعلم جزء مسماه ومعلوم أن مموع العلم والعمل به أفضل من العلم الذي ل‬
‫يعمل به وهذا كما قال غي واحد من السلف ف مسمى الكمة كما قال مالك بن أنس الكمة معرفة الدين‬
‫والعمل به وكذلك قال الفضيل بن‬

‫عياض وابن قتيبة وغي واحد من السلف قال الشاعر وكيف يصح أن تدعى حكيما وأنت لكل ما‬
‫توى ركوب‬
‫وقال آخر ابدأ بنفسك فانها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم‬
‫وهذا العن موجود ف سائر اللسنة لكن لكل أمة حكمة بسبها كما أن لكل أمة دينا فاليونان لم‬
‫ما يسمونه حكمة وكذلك الند وأما حكمة أهل اللل فهي أجل من ذلك وما احتج به هؤلء أنم قالوا ل‬
‫يدرك بالعقل إل ما يكنفه العقل وييط به علما والباري سبحانه وتعال ل تدركه العقول ول تيط به لقوله‬
‫تعال ول ييطون بشيء من علمه إل با شاء سورة البقرة ‪ 255‬وقوله ول ييطون به علما سورة طه‬
‫‪ 110‬قال ذو النون الصري العقل عاجز ول يدل إل على عاجز فأما الربوبية فل سبيل إل كيفية إدراكها‬
‫بالعقول ليس هو إل الرضى والتسليم واليان والتصديق لكن هذا الكلم وما يشبهه إنا يقتضي أن معرفة‬
‫كنهه وحقيقته ل تدركه العقول وهذا هو الصحيح الذي عليه جاهي العلماء وإنا نازع ف ذلك طوائف من‬
‫متكلمي العتزلة ومن وافقهم ولذا كان السلف والئمة يذكرون أنم ل يعرفون كيفية صفاته كقولم‬
‫الستواء معلوم والكيف مهول وهذا الكيف الجهول هو‬
‫التأويل الذي ل يعلمه إل ال وهذا هو النوع الثالث من العلم الذي ذكر ابن أب موسى أن ال انفرد به‬
‫وقد قال ابن عباس التفسي أربعة أوجه تفسي تعرفة العرب من كلمها وتفسي ل يعذر أحد بهالته وتفسي‬
‫يعلمه العلماء وتفسي ل يعلمه إل ال من ادعى علمه فهو كاذب وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا‬
‫الوضع وبي أن لفظ التأويل لفظ مشترك بسب الصطلحات بي صرف اللفظ عن الحتمال الراجح إل‬
‫الرجوح وبي تفسي اللفظ وبيان معناه وبي القيقة الت هي نفس ما هو عليه ف الارج وأن التأويل بالعن‬
‫الثان كان السلف يعلمونه ويتكلمون به وبالعن الثالث انفرد ال به وأما بالعن الول فهو كتحريفات الهمية‬
‫الت أنكرها السلف وذموها وما احتج به هؤلء القدر وأن العلم واليان يصل للعبد بفضل ال ورحته قال‬
‫عبد الوهاب وأيضا فإن ال قال ف حق الؤمني أولئك كتب ف قلوبم اليان سورة الجادلة ‪ 58‬فاعلم أن‬
‫اليان من تفضله وكتبه ف القلوب فأي عمل للعقل بعد ذلك وإنا العقل بنلة القارىء للمكتوب فإن كان ف‬
‫القلب شيء مكتوب قرأه العقل كالسطور يدركه النظر وإذا ل يكن ف القلوب شيء مكتوب ل يفد العقل‬
‫فائدة قال ث نقول هل نال النبياء النبوة بعقولم أم بإصطفاء ال لم وإرساله إليهم اللئكة فإن قال بعقولم‬
‫فقد أكذبه ال تعال بقوله ال يصطفي من اللئكة رسل ومن الناس سورة‬

‫الج ‪ 75‬وإذا ثبت أن العقل ل يفد الرسالة والنبوة وإنا ذلك اختصاص من ال لم كذلك معرفة ال‬
‫واليان به ليس للعقل ف ذلك شيء وإنا العقل شرط ف التكليف والطاب بالشرع كالياة والوجود قال‬
‫والده أبو الفرج قال بعض أصحابنا عرف بنور الداية وقال غيه عرفنا نفسه بتعرفه والميع واحد قال وقد‬
‫روي ذلك عن جاعة من السلف الصال فسئل بعضهم أعرفت ال بحمد أم عرفت ال به فقال عرفت ال به‬
‫وعرفت ممدا بال ولو عرفت ال بحمد لكانت النة لحمد دون ال قلت هذه الطريقة تصلح أن تكون ردا‬
‫على القدرية من العتزلة ونوهم الذين يقولون إن ما يصل باختيار العبد من علم وعمل فإنه هو الذي أحدثه‬
‫بدون معونة من ال له ول هدى يسره له خصه به دون الكافر بل يعلون الؤمن والكافر سواء فيما فعل ال‬
‫بما من أسباب الداية حيث أرسل الرسول إليهما جيعا وخلق لكل منهم استطاعة يتمكن با من اليان‬
‫وأزاح علة كل منهما بل يقولون إنه يب عليه أن يفعل بكل منهما من اللطف الذي يؤمن به اختيارا كل ما‬
‫يقدر عليه فيفعل به الصلح ف دينه وأنه ليس ف القدور ما يؤمن به اختيار شيء ولكن الؤمنون كأب بكر‬
‫وعلي آمنا بأنفسهما والكفار كأب لب وأب جهل كفرا بأنفسهما من غي أن يتص ال الؤمن بأسباب‬
‫تقتضي إيانه ولذا قال لم الناس إذا كان المر كذلك وها مستويان ف أسباب اليان فلم اختص أحدها‬
‫بوجود اليان منه دون الخر وإذا قالوا بشيئته وقدرته قالوا لم إن كان للكافر مثل ذلك بطل‬
‫الختصاص وإن ل يكن له مثل ذلك كان الؤمن مصوصا بأسباب من الداية ل يصل مثلها للكافر وأيضا‬
‫فإن ال يسأل الدى إل الصراط الستقيم ف كل صلة والدى الشترك بي الؤمن والكافر قد فعله بل يب‬
‫عنده عليه فعله فما الطلوب بالدعاء بعد ذلك وأيضا فإن ال تعال قال واعلموا أن فيكم رسول ال لو‬
‫يطيعكم ف كثي من المر لعنتم ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق‬
‫والعصيان سورة الجرات ‪ 7‬الية فبي أنه حبب اليان إل الؤمني وزينه ف قلوبم وكره إليهم الكفر‬
‫والفسوق والعصيان والقدرية من العتزلة والشيعة تتأول ذلك بأنه حبب اليان إل كل مكلف وزينه با‬
‫أظهره من دلئل حسنه وكره الكفر با أظهره من دلئل قبحه فيقال لم أول الية وآخرها خطاب للمؤمني‬
‫بقوله واعلموا أن فيكم رسول ال لو يطيعكم ف كثي من المر لعنتم سورة الجرات ‪ 7‬وقال ف آخرها‬
‫أولئك هم الراشدون فبي أن الذين حبب إليهم اليان وكره إليهم الكفر هم الراشدون والكفار ليسوا‬
‫براشدين ولو كان قد فعل بالكفار كما فعل بم ل يصح أن يت عليهم با يشعر اختصاصهم به‬

‫كما قال ف أثناء السورة ينون عليك أن أسلموا قل ل تنوا علي إسلمكم بل ال ين عليكم أن‬
‫هداكم لليان إن كنتم صادقي سورة الجرات ‪ 17‬فلو كان الراد بالداية الداية الت يشترك فيها الؤمن‬
‫والكافر ل يقل إن كنتم صادقي فإن تلك حاصلة سواء كانوا صادقي ف قولم أمناء أو ل يكونوا صادقي‬
‫وهذا كقوله فهدى ال الذين آمنوا لا اختلفوا فيه من الق بإذنه سورة البقرة ‪ 213‬وأمثال ذلك ما يبي‬
‫اختصاص الؤمني بدي ليس للكفار كقوله فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يرد أن يضله‬
‫يعل صدره ضيقا حرجا سورة النعام ‪ 125‬وقوله فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضللة سورة العراف‬
‫‪ 30‬وقوله وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان ولكن جعلناه نورا‬
‫ندي به من نشاء من عبادنا سورة الشورى ‪ 52‬ومثل هذا ف القرآن كثي وليس هذا موضع بسط هذه‬
‫السألة ولكن القصود التنبيه على الأخذ فالعتزلة يقولون إن ما يصل بكسب العبد واختياره من العرفة ليس‬
‫ما جعله ال ف قلبه ويقولون إن العرفة الواجبة ل تكون ما يقذفها ال ف قلب العبد لن الواجب ل يكون إل‬
‫مقدورا للعبد ومقدورات العباد عندهم ل يفعلها ال ول يدثها ول له عليها قدرة وقد يقولون إنه ل يستحق‬
‫الثواب إل على مقدوره‬

‫ولذا يقول من يقول منهم إنه يتنع أن تكون ضرورية لنه حينئذ ل يستحق عليها الثواب لكن هنا‬
‫هم متنازعون فيه لمكان أن يكون الثواب على ما سوى ذلك كما أن الياة والقدرة على النظر والعلوم‬
‫الضرورية هي من خلق ال عندهم ول ثواب فيها ول أجر لا ولذا جوز أهل الثبات أن تقع العارف النظرية‬
‫ضرورية وبالعكس ولن ذلك ل يناف ما وعد ال به من الثواب عندهم بل يوز عندهم أن يعل ال ف قلب‬
‫العبد من معرفته ومبته ما يصل بغي كسبه ويثيبه عليه أعظم الثواب فالذين احتجوا من أهل السنة على أن‬
‫العرفة واليان تصل للعبد بفضل ال ورحته وهدايته وتعريفه ونو ذلك من العبارات يتضمن قولم إبطال‬
‫قول هؤلء القدرية وهذا صحيح لكن ليس ف ذلك ما يقتضي أن العرفة ل يكن أن تصل بنظر العقل كما‬
‫أنه ليس ف ذلك ما يقتضي أنا ل تصل بتعليم الرسول والعلماء والؤمني ودعائهم وبيانم واستدللم بل من‬
‫العلوم أن العلم يصل ف قلب العبد تارة با يسمعه من الناس من البيان والتعليم إما إرشادا إل الدليل العقلي‬
‫وإما إخبارا بالق الواقع وتصل تارة با يقذفه ف قلبه من النظر والعتبار والستدلل الذي ينعقد ف قلبه‬
‫كما يصل تارة بكسبه واستدلله ويصل تارة با يضطره ال إليه من العلم من غي اكتساب منه وإن‬

‫كان العلم الذي حصل باكتسابه ونظره وهو مضطر إليه ف آخر المر فل يكن العال العارف بعد‬
‫حصول العرفة ف قلبه بدليل أو غي دليل أن يدفع ذلك عن قلبه اللهم إل بأن يسعى فيما يوجب نسيانه وغفلته‬
‫عن ذلك العلم وقد ل يكنه تصيل الغفلة والنسيان وذلك أن ما كتبه ال ف قلوب الؤمني من اليان سواء‬
‫حصل بسبب من العبد كنظره واستدلله أو بسبب من غيه أو بدون ذلك هو والسباب الت با حصل بقضاء‬
‫ال وقدره وهي من نعمة ال على عبده فإن ال هو الذي من بالسباب والسببات فمن ظن أن العرفة واليان‬
‫يصل بجرد عقله ونظره واستدلله كما تقول القدرية كان ضال وهذا هو الذي أبطله هؤلء وقولم إن‬
‫العقل شرط ف التكليف والطاب كالوجود والياة كلم صحيح والشرط له مدخل ف حصول الشروط به‬
‫كما للحياة مدخل ف المور الشروطة با والعقل قد يراد به الغريزة وقد يراد به نوع من العلم ونوع من‬
‫العمل وكل هذه المور هي من المور العينة على حصول اليان ولذا يتفاضل الناس ف اليان بسب‬
‫تفاضلهم ف ذلك وأهل السنة ل ينكرون وجود ما خلقه ال من السباب ول يعلونا مستقلة بالثار بل‬
‫يعلمون أنه ما من سبب ملوق إل وحكمه متوقف على سبب آخر وله موانع تنع حكمه كما أن الشمس‬
‫سبب ف الشعاع وذلك موقوف على حصول السم القابل له وله مانع كالسحاب والسقف‬

‫وال خالق السباب كلها ودافع الوانع ولذا كان النب يقول ف خطبته من يهده ال فل مضل له ومن‬
‫يضلل فل هادي له كما قال تعال من يهد ال فهو الهتد ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا سورة الكهف‬
‫‪ 17‬وقال تعال من يهد ال فهو الهتدي ومن يضلل فأولئك هم الاسرون سورة العراف ‪ 178‬وقال تعال‬
‫ومن يهد ال فهو الهتد ومن يضلل فلن تد لم أولياء من دونه سورة السراء ‪ 97‬ولذا كان مذهب أهل‬
‫السنة أن ما يصل بالقلب من العلم وإن كان بكسب العبد ونظره واستدلله واستماعه ونو ذلك فإن ال‬
‫تعال هو الذي أثبت ذلك العلم ف قلبه وهو حاصل ف قلبه بفضل ال وإحسانه وفعله والقدرية ل يعلونه من‬
‫فعل ال بل يقولون هو متولد عن نظره كتولد الشبع عن الكل والري عن الشرب والرح عن الرح‬
‫فيجعلون هذه المور التولدات عن السباب الباشرة من فعل العبد فقط كما يقولون ف المور الباشرة‬

‫وقد عارضهم من ناقضهم من متكلمة الثبات فلم يعل للعبد فعل ول أثرا ف هذه التولدات بل‬
‫جعلها من ملوقات ال الت ل تدخل تت مقدور العباد ول فعلهم ول يعل للعبد فعل إل ما كان ف مل‬
‫قدرته وهو ما قام ببدنه دون ما خرج عن ذلك والقول الوسط أن هذه المور الت يقال لا التولدات حاصلة‬
‫بسبب فعل العبد وبالسباب الخرى الت يلقها ال فالشبع يصل بأكل العبد وابتلعه وبا جعله ال ف‬
‫النسان وف الغذاء من القوى العينة على حصول الشبع وكذلك الزهوق حاصل بفعل العبد وبا جعله ف‬
‫الحل من قبول النقطاع وهو سبحانه خالق للثر التولد عن هذين السببي اللذين أحدها فعل العبد وهو‬
‫خالق للسببي جيعا ولذا كان العبد مثابا على التولدات وال تعال يكتب له با عمل وقد ذكر الفعال‬
‫الباشرة والتولدة ف آيتي ف القرآن قال تعال ذلك بأنم ل يصيبهم ظمأ ول نصب ول ممصة ف سبيل ال‬
‫ول يطأون موطئا يغيظ الكفار ول ينالون من عدو نيل إل كتب لم به عمل صال سورة التوبة ‪ 120‬فهذه‬
‫المور كلها هي ما يسمونه متولدا فإن العطش والتعب والوع هو من التولدات وكذلك غي الكافر‬

‫وكذلك ما يصل فيهم من هزية ونقص نفوس وأموال وغي ذلك ث قال تعال ول ينفقون نفقة‬
‫صغية ول كبية ول يقطعون واديا إل كتب لم سورة التوبة ‪ 121‬فالنفاق وقطع الوادي عمل مباشر فقال‬
‫فيه إل كتب لم ول يقل به عمل صال وأما الوع والعطش والنصب وغيظ الكفار وما ينال منهم فهو من‬
‫التولدات فقال فيه إل كتب لم به عمل صال سورة التوبة ‪ 120‬فدل ذلك على أن عملهم سبب ف‬
‫حصول ذلك وإل فل يكتب للنسان عمل بدون سبب من عمله بل تكتب الثار لنا من أثر عمله قال‬
‫تعال نكتب ما قدموا وآثارهم سورة يس ‪ 12‬وقال ف الديث الصحيح إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل‬
‫من ثلث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صال يدعو له وقال ف الديث الصحيح من دعا إل هدي‬
‫كان له من الجر مثل أجور من اتبعه من غي أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إل‬

‫ضللة كان عليه من الوزر مثل أوزار من اتبعه من غي أن ينقص من أوزارهم شيئا ولذا كانت هذه‬
‫الت يسمونا التولدات يؤمر با تارة وينهى عنها أخرى كما قال تعال فإذا انسلخ الشهر الرم فاقتلوا‬
‫الشركي حيث وجدتوهم سورة التوبة ‪ 5‬وقال تعال إن تنصروا ال ينصركم سورة ممد ‪ 7‬وقال وإن‬
‫استنصروكم ف الدين فعليكم النصر سورة النفال ‪ 72‬وقال تعال قاتلوهم يعذبم ال بأيديكم ويزهم‬
‫وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمني سورة التوبة ‪ 14‬فأخب أنه هو العذب بأيدي الؤمني فهذا‬
‫مبسوط ف موضع آخر والقصود هنا أن القدرية لا كانت تزعم أن ما يصل من اليان ف القلب القلب ليس‬
‫من فعل ال بل هو من فعل العبد فقط وأنه خارج عن مقدور ال وعن ما من ال به على العبد كان ما ذكر‬
‫ردا عليهم وأما من أقر بأن ذلك كله من فضل ال وإحسانه وجعل ما يصل بالنظر والستدلل من فضل ال‬
‫وإحسانه فل حجة عليه إذا قال إنه بنظر العقل واستدلله قد يهدي ال العبد ويعل ف قلبه علما نافعا وقد‬
‫تنازع أهل الثبات ف اقتضاء النظر الصحيح للعلم هل هو‬

‫بطريق التضمن الذي يتنع الفكاكة عنه عقل أو بطريق إجراء ال العادة الت يكن نقضها وبكل حال‬
‫فالعبد مفتقر إل ال ف أن يهديه ويلهمه رشده وإذا حصل له علم بدليل عقلي فهو مفتقر إل ال ف أن يدث‬
‫ف قلبه تصور مقدمات ذلك الدليل ويمعها ف قلبه ث يدث العلم الذي حصل با وقد يكون الرجل من‬
‫أذكياء الناس وأحدهم نظرا ويعميه عن أظهر الشياء وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرا ويهديه لا‬
‫اختلف فيه من الق بإذنه فل حول ول قوة إل به فمن اتكل على نظره واستدلله أو عقله ومعرفته خذل‬
‫ولذا كان النب ف الحاديث الصحيحة كثيا ما يقول يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك ويقول ف يينه ل‬
‫ومقلب القلوب ويقول والذي نفسي بيده ويقول ما من قلب من قلوب العباد إل وهو بي إصبعي من أصابع‬
‫الرحن إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه‬

‫وكان إذا قام من الليل يقول اللهم رب جبيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والرض عال‬
‫الغيب أنت تكم بي عبادك فيما كانوا فيه يتلفون اهدن لا اختلف فيه من الق بإذنك إنك تدي من تشاء‬
‫إل صراط مستقيم وكان يقول هو وأصحابه ف ارتازهم اللهم لول أنت ما اهتدينا ول تصدقنا ول صلينا‬
‫فأنزلن سكينة علينا وثبت القدام إن لقينا‬
‫وهذا ف العلم كالرادات ف العمال فإن العبد مفتقر إل ال ف أن يبب إليه اليان ويبغض إليه‬
‫الكفر وإل فقد يعلم الق وهو ل يبه ول يريده فيكون من العاندين الاحدين قال تعال وجحدوا با‬
‫واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا سورة النمل ‪ 14‬وقال الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم‬
‫سورة البقرة ‪ 146‬فكما أن النسان فيما يكتسبه من العمال مفتقر إل ال متاج إل معونته فإنه ل حول ول‬
‫قوة إل به كذلك فيما يكتسبه من العلوم ومع هذا فليس لحد حجة على ال ف أن يدع ما أمر به من‬
‫السباب الت يصل با العلم النافع والعمل الصال ولكن الشأن ف‬

‫تعيي السباب فيذم من العتزلة أنم أحدثوا طرقا زعموا أن معرفة ال ل تصل إل با وزعموا أن‬
‫العرفة تب با بفعل العبد ل بفعل ال ومن الناس من قد يوافقهم على إحدى البدعتي دون الخرى وكثي‬
‫من الناس قد اختلف كلمه ف هذا الصل تارة يقول إن العرفة ل تصل إل بالنظر ويعل أول الواجبات النظر‬
‫أو العرفة الاصلة به وقد يعي طريق النظر كما فعل ذلك القاضي أبو يعلى ف العتمد موافقة للقاضي أب بكر‬
‫وأمثاله من الوافقي ف هذا الصل للمعتزلة وكما فعل ابن عقيل وابن الزاغون وغيهم ومن توابع ذلك أن‬
‫النظر الفيد للعلم ل يكون إل نظرا ف دليل والنظر الذي يوجبونه يكون نظرا فيما يعلم الناظر أنه دليل لنه لو‬
‫علم قبل النظر أنه دليل لعلم ثبوت الدلول وإذا كان عالا به ل يتج إل الستدلل عليه فيوجبون سلوك طريق‬
‫ل يعلم السالك أنا طريق ث إن القاضي أبا يعلى ف كتابه العروف بعيون السائل الذي صنفه ف اللف مع‬
‫العتزلة والشعرية ذكر ما يالف ذلك فقال مسألة مثبتو النبوات تصل لم العرفة بال بثبوت النبوة من غي‬
‫نظر واستدلل ف دلئل العقول خلفا للشعرية ف قولم ل تصل حت ننظر ونستدل بدلئل العقول دليلنا أن‬
‫النبوة إذا ثبتت بقيام العجز علمنا أن هناك مرسل أرسله إذ ل يكون هناك نب إل وهناك مرسل وإذا ثبت أن‬
‫هناك مرسل أغن ذلك عن النظر والستدلل ف دلئل العقول على إثباته ولنه لا ل يقف وجود العرفة على‬
‫النظر ف دلئل العقول بل وجبت بالشرع كذلك طريقها جاز أن يصل بالشرع دون دلئل‬

‫العقول ولن النب قال أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فإذا قالوها عصموا من دماءهم‬
‫وأموالم فحكم بصحة إيانم بالدعاء إل الشهادتي والجابة إليها من غي أن يوجد منهم نظر واستدلل قال‬
‫واحتج الخالف بأن ال أمر بالنظر والستدلل ف دلئله فقال تعال وف أنفسكم أفل تبصرون سورة‬
‫الذاريات ‪ 21‬وقال أفل ينظرون إل البل كيف خلقت سورة الغاشية ‪ 17‬وقال أو ل ينظروا ف ملكوت‬
‫السماوات والرض سورة العراف ‪ 185‬وقال أفلم ينظروا إل السماء فوقهم كيف بنيناها سورة ق ‪6‬‬
‫وقال قل انظروا ما ذا ف السماوات والرض سورة يونس ‪ 101‬وإذا أمر بذلك دل على أن النظر يثمر‬
‫العرفة قال والواب أنا ل ننع حصول العرفة به وإنا كلمنا هل تصل بغيه أم ل وقد دللنا على حصوله‬
‫بغيها من الوجه الذي ذكرنا ولقائل أن يقول أما قوله إن العرفة يوز حصولا بالشرع فهذا مسلم لكن‬
‫حصولا بالشرع على وجوه أحدها أن الشرع ينبه على الطريق العقلية الت با يعرف الصانع فتكون عقلية‬
‫شرعية‬

‫الثان أن العرفة النفصلة بأساء ال وصفاته الت با يصل اليان تصل بالشرع كقوله تعال ما كنت‬
‫تدري ما الكتاب ول اليان ولكن جعلناه نورا ندي به من نشاء من عبادنا سورة الشورى ‪ 52‬وقوله قل‬
‫إن ضللت فإنا أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحى إل رب سورة سبأ ‪ 50‬وقوله كتاب أنزلناه إليك‬
‫لتخرج الناس من الظلمات إل النور بإذن ربم سورة ابراهيم ‪ 1‬وأمثال ذلك من النصوص الت تبي أن ال‬
‫هدى العباد بكتابه النل على نبيه وأما كون مرد الوجوب بالشرع فل يدل على إمكان الصول بجرد‬
‫الشرع ونظي هذا استدلل طائفة كالشيخ أب الفرج الشيازي على أن وجوبا وحصولا بالشرع فقالوا ل‬
‫يلو إما أن تكون معرفة الباري وجبت أو حصلت بالشرع دون العقل أو بالعقل دون الشرع أو بما جيعا ل‬
‫يوز أن يكون ذلك بالعقل دون الشرع لا بينا ول يوز أن يكون بالشرع والعقل لنه ل يلو إما أن يكون ما‬
‫يعرف بالعقل يوجد ف الشرع أو ل يوجد ول يوز أن يقال ل يوجد ف الشرع لن ال تعال قال ما فرطنا‬
‫ف الكتاب من شيء سورة النعام ‪ 38‬وإذا كان موجودا ف الشرع فل حاجة بنا إل ذكر العقل فيقال هذه‬
‫الطريقة تفيد أن ذلك موجود ف الشرع ويستدل عل‬

‫ذلك بقوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء سورة النحل ‪ 89‬وقوله ولكن تصديق الذي بي‬
‫يديه وتفصيل كل شيء سورة يوسف ‪ 111‬وقوله اليوم أكملت لكم دينكم سورة الائدة ‪ 3‬ونو ذلك ما‬
‫فيه الستدلل بذلك أجود من الستدلل بقوله ما فرطنا ف الكتاب من شيء لن الكتاب هنا ف أشهر‬
‫القولي هو اللوح الحفوظ كما يدل عليه السياق ف قوله وما من دابة ف الرض ول طائر يطي بناحيه إل‬
‫أمم أمثالكم ما فرطنا ف الكتاب من شيء سورة النعام ‪ 38‬وإذا كان الشيء موجودا ف الشرع فذلك‬
‫يصل بأن يكون ف القرآن الدللة على الطرق العقلية والتنبيه عليها والبيان لا والرشاد إليها والقرآن ملن‬
‫من ذلك فتكون شرعية بعن أن الشرع هدى إليها عقلية بعن أنه يعرف صحتها بالعقل فقد جعت وصفي‬
‫الكمال وأيضا فإذا كان الشرع قد دل على شيء أو أوجبه وقدر أن ف العقل ما يوافق ذلك ل يضر ذلك‬
‫وإن كان قد يستغن عنه فل يطعن ف صحته للستغناء عنه وأما كون النب ل يطالب الناس بالنظر‬
‫والستدلل فهذا دليل قاطع على أن الواجب متأدى بدون الطرق الت أحدثها الناس وأبدعها‬

‫وأما الوجه الول وهو قوله إن النبوة إذا ثبتت بقيام العجز علم أن هناك مرسل أرسله لكون ثبوت‬
‫الرسالة يستلزم ثبوت الرسل فهذا ل بد فيه من تقدير وهذا الكلم الذي قاله من أن العلم بالرسول يتضمن‬
‫العلم بالرسل كلم صحيح فإن العلم بالضافة يستلزم العلم بالضاف والضاف إليه لكن العترض يقول له‬
‫العجزة ل تدل على الرسالة إل بعد العلم بإثبات الصانع ث يعلم بعد ذلك صدق الرسول إما لكون يرى‬
‫مرى التصديق والعلم بذلك ضرورى ف العادة واما لكون العجز العجز لو ل يدل على الصدق للزم عجز‬
‫الرب عن طريق يصدق به الرسول وإما لكون تصديق الكذاب قبيحا وهو منه عن فعل القبيح ونو ذلك من‬
‫الطرق الت سلكها من سلكها من أهل النظر القائلي بأن صدق الرسول ل يعرف ال بالعجزة والطريقان‬
‫الولن ها طريقا الشعري وأصحابه ومن وافقهم كالقاضي أب يعلى وأمثاله والثان هو طريق العتزلة ومن‬
‫وافقهم كأب الطاب وأمثاله وأما القائلون بأن صدق الرسول يعرف بطرق أخرى غي العجزة فل يتاجون‬
‫إل هذا وقد بسط الكلم على ذلك ف موضعه والقصود هنا أن قول القائل إن مثبت النبوات تصل لم معرفة‬
‫بال بثبوت النبوة من غي نظر واستدلل ف دلئل العقول وإنا ل ننع صحة النظر ول ننع حصول العرفة به‬
‫وإنا خلفنا هل يصل بغيه يتاج إل بيان حصول العرفة لثبت النبوات والقاضي ف هذا قد سلك مسلك‬
‫الطاب كما قد كتبنا كلمه‬

‫وقد قال إنا يثبت عندهم أمر التوحيد من وجوه أحدها ثبوت النبوات بالعجزات الت أوردها نبيهم‬
‫إل قوله فلما استقر ما شاهدوه من هذه المور ف أنفسهم وثبت ذلك ف عقولم صحت عندهم نبوته‬
‫وظهرت عن غيه بينونته ووجب تصديقه على ما أنبأهم عنه من الغيوب ودعاهم إليه من أمر وحدانية ال‬
‫وإثبات صفاته وإل ذلك ما وجدوه ف أنفسهم وف سائر الصنوعات من آثار الصنعة ودلئل الكمة الشاهدة‬
‫على أن لا صانعا حكيما عالا خبيا تام القدرة بالغ الكمة وقد نبههم الكتاب عليه ودعاهم إل تدبره وتأمله‬
‫والستدلل به على ثبوت ربوبيته إل آخر كلمه وهذا الكلم يكن تقريره بطرق أحدها بأن يقال القرار‬
‫بالصانع فطري ضروري ل يتاج إل نظر فإذا شوهدت العجزات أمكن أن يعلم با صدق الرسول الثان أن‬
‫يقال نفس العجزات يعلم با صدق الرسول التضمن إثبات مرسله لنا دالة بنفسها على ثبوت الصانع‬
‫الحدث لا وأنه أحدثها لتصديق الرسول وإن ل يكن قبل ذلك قد تقدم من العبد معرفة القرار بالصانع وقد‬
‫يقال إن قصة موسى من هذا الباب قا ل تعال‬

‫كل فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقول إنا رسول رب العالي أن أرسل معنا بن‬
‫إسرائيل قال أل نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سني وفعلت فعلتك الت فعلت وأنت من الكافرين قال‬
‫فعلتها إذا وأنا من الضالي ففررت منكم لا خفتكم فوهب ل رب حكما وجعلن من الرسلي وتلك نعمة‬
‫تنها على أن عبدت بن إسرائيل قال فرعون وما رب العالي قال رب السماوات والرض وما بينهما إن كنتم‬
‫موقني قال لن حوله أل تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الولي قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لجنون‬
‫قال رب الشرق والغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون قال لئن اتذت إلا غيي لجعلنك من السجوني قال‬
‫أو لو جئتك بشيء مبي قال فأت به إن كنت من الصادقي فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبي ونزع يده فإذا‬
‫هي بيضاء للناظرين قال للمل حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون‬
‫قالوا أرجه وأخاه وابعث ف الدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم فجمع السحرة ليقات يوم معلوم وقيل‬
‫للناس هل أنتم متمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبي فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لجرا‬
‫إن كنا نن الغالبي قال نعم وإنكم إذا لن القربي قال لم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالم وعصيهم‬
‫وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين‬
‫قالوا آمنا برب العالي رب موسى‬
‫وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيكم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لقطعن‬
‫أيديكم وأرجلكم من خلف ولصلبنكم أجعي قالوا ل ضي إنا إل ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا‬
‫خطايانا أن كنا أول الؤمني سورة الشعراء ‪ 51 15‬وف سورة طه فأتياه فقول إنا رسول ربك فأرسل معنا‬
‫بن إسرائيل ول تعذبم قد جئناك بآية من ربك والسلم على من اتبع الدى سورة طه ‪ 47‬إل آخر القصة‬
‫ففرعون كان منكرا للصانع مستفهما عنه استفهام إنكار سواء كان ف الباطن مقرا به أو ل يكن ث طلب من‬
‫موسى آية فأظهر آيته ودل با على إثبات إلية ربه وإثبات نبوته جيعا كما قال لئن اتذت إلا غيي‬
‫لجعلنك من السجوني قال أو لو جئتك بشيء مبي قال فأت به إن كنت من الصادقي فألقى عصاه فإذا هي‬
‫ثعبان مبي ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين سورة الشعراء ‪ 33 29‬ولذا قال السحرة لا عارضوا معجزته‬
‫بسحرهم فبطل سحرهم وتبي أن تلك آية ل يقدر عليها الخلوقي قالوا آمنا برب العالي رب موسى‬
‫وهارون سورة الشعراء ‪ 48 47‬فكان إيانم بال لا شاهدوا معجزة موسى فكانت العجزة مبينة للعلم‬
‫بالصانع وبصدق رسوله وذلك أن اليات الت يستدل با على ثبوت الصانع تدل العجزة‬

‫كدللتها وأعظم وإذا كانت دللتها على صدق الرسول معلومة بالضطرار كالثل الذي ضربوه ف أن‬
‫رجل لو تصدى بضرة ملك مطاع وقال إن كنت رسولك فانقض عادتك وقم ث اقعد ث قم ث اقعد فخرق‬
‫اللك عادته وفعل ما طلبه الدعى على وفق دعواه لعلم الاضرون بالضرورة أنه فعل ذلك تصديقا له فمن‬
‫العلوم أنه إذا تنازع رجلن هل داخل هذه الدار ناسخ يكتب خطا مليحا فأخذ الدعى ورقا أبيض ومعه شعر‬
‫قد صنعوه ف تلك الال ف ورقة أخرى وقال إن كان هناك ناسخ فلينسخ هذا الشعر ف هذه الورقة البيضاء‬
‫فأخرجت إليهم الورقة البيضاء وقد كتب فيها ذلك الشعر تيقنوا أن هناك من ينسخ فكذلك من نازع ف‬
‫إثبات صانع يقلب العادات ويغي العال عن نظامه فأظهر الدعى للرسالة العجز الدال على ذلك علم بالضرورة‬
‫ثبوت الصانع الذي يرق العادات ويغي العال عن نظامه العتاد وبالملة فانقلب العصا حية أمر يدل نفسه‬
‫على ثبوت صانع قدير عليم حكيم أعظم من دللة ما اعتيد من خلق النسان من نطفة فإذا كان ذلك يدل‬
‫بنفسه على إثبات الصانع فهذا أول وليس هذا موضع بسط هذا وإنا القصود التنبيه على أن العجزات قد‬
‫يعلم با ثبوت الصانع وصدق رسوله معا وما ذكرناه من كون القرار بالصانع فطري ضروري هو قول أكثر‬
‫الناس حت عامة فرق أهل الكلم قال بذلك طوائف منهم من العتزلة والشيعة وغيهم‬

‫وكون العرفة يكن حصولا بالضرورة ل ينازع فيه إل شذوذ من أهل الكلم ولكن نازع كثي منهم‬
‫ف الواقع وزعم أن الواقع أنا ل تصل لكثر الناس إل بالنظر وجهور الناس نازعوه ف هذا وقالوا بل هي‬
‫حاصلة لكثر الناس فطرة وضرورة وابن الزاغون من يقول بوجوب النظر وأن العرفة ل تصل إل به حت‬
‫قال فصل إذا قال القائل أنا أعتقد حدوث العال والتوحيد وصحة الدين وأقر بالنبوة ل بطريق النظر‬
‫والستدلل ول عن نظر ف حجة أو دليل لكن بطريق التقليد ف ذلك أو ما سوى ذلك ما ل يسند إل معرفة‬
‫ثابتة عن نظر ف حجة أو دليل بيث ينتهي الستدلل إل العلم الق فهذا ليس هو بؤمن ول نكم بأنه مؤمن‬
‫عند ال ول يثاب على هذا اليان بل هو معاقب ملوم على ترك ما أمر به من العلم بال وصحة الدين والنبوة‬
‫والنظر فيما يقتضي به النظر فيه إل معرفته بذلك بطريق اليقي قال وقالت طائفة هو مؤمن عندنا وعند ال إذا‬
‫صادف اعتقاده التوحيد والنبوة وما يب عليه اعتقاده من الق ف العارف الدينية سواء كان من يتهيأ له ذلك‬
‫بطريق القطع فيه بأدلته أو من ل يتهيأ له ذلك قال وقالت طائفة هو مؤمن ف الظاهر عندنا ول نعلم هل هو‬
‫مؤمن عند ال أم ل وقالت طائفة نكم بأنم مؤمنون ما ل يطر ببالم ما يالف ذلك من التشبيه واليز‬
‫وإبطال النبوات وأعراض‬

‫الشبه ف ذلك فإذا خطر لم شيء من ذلك وجب عليهم النظر والستدلل لدفعه وأن ل يتمكثوا ول‬
‫يتثبطوا عن النظر حت يصلوا إل عي الق الرافع للشبهة فإن ل يصلوا إل ذلك ل يؤدوا ما فرض عليهم من‬
‫اليان على حقه وإن عجزوا عن ذلك ل يكن عجزهم عذرا عن الوصول إل حقيقة الق قال وقالت طائفة‬
‫ل يب عليهم ذلك ويل لم البقاء على ما هم عليه وأن ل يعتقدوا ف ذلك شيئا مع القيام على السنة قال‬
‫والدللة عليه أنا قد قدمنا الدليل على وجوب معرفة ال وسائر العارف الدينية من التوحيد وصحة النبوة‬
‫والدين وبينا أن حقيقة العرفة إنا تكون بالعلم وأبطلنا أن يكون التقليد طريقا إل العلم وإنا يصل إل العلم به‬
‫واليقي فيه إذا خرج عن الشبهة العارضة الوجبة للشك الناقلة عن الق وإذا ثبت ذلك بالدلة التقدمة فمدعى‬
‫العرفة مع ترك النظر والستدلل الؤدي إل الدليل القاطع التوقف على حقيقة التوحيد والعارف الدينية مبطل‬
‫وإذا كان مبطل ف معرفته ل نكم بإيانه لن اليان ها هنا هو التصديق وإنا يصدق با يزول معه الشك‬
‫ويبأ من عهدة الشتباه وبسط الكلم ف ذلك على العادة العروفة وقد قال ف كتابه الكبي الذي ساه منهاج‬
‫الدى فصل ف معرفة ال وسائر معارف الدين كسبية وليست حاصة بطريق الضطرار قال وقال طوائف‬
‫منهم الاحظ وصال قبة وفضل‬

‫الرقاشي والصوفية وكثي من الشيعة معارف الدين كلها حاصلة بطريق الضرورة ث اختلفوا بعد ذلك‬
‫فقال طائفة منهم صال قبة إن ال جعل معارف دينه ضرورة يبتديها ويترعها ف قلوب البالغي من غي سبب‬
‫متقدم ول بث ول نظر وهو قول طائفة من الشيعة وقالت طائفة من الشيعة إن ال يترعها ف قلوب البالغي‬
‫لكن من الحال أن يفعلها فيهم إل بعد فكر ونظر يتقدمها ث يهب ال العرفة لن أحب كما يهب الولد عند‬
‫الوطء وقد يوز أن ل يهبها مع النظر كما ل يهب الولد مع الوطء وقالت طائفة من الشيعة اللق مضطرون‬
‫إل العارف بالسباب فإذا حصلت عن السباب كانوا متارين للمعرفة مضطرين اليها ف حال واحدة فيكون‬
‫مضطرا للسبب متارا للرادة وقال طائفة من العتزلة القائلي بأن العرفة ضرورة إن ال ل يترع شيئا من‬
‫أمور الدين والدنيا وعلومهما اختراعا ولكنها تدث من بعد الرادة وطباعا وأن ال خلق العباد وهيأهم‬
‫لكتساب الرادة وما يدث بعدها من نظر وغيه فهو واقع بالطبع وليس يضاف إل النسان إل على سبيل‬
‫الجاز والتساع قال وقالت طائفة من العتزلة منهم غيلن بن مروان إن‬

‫معرفة النسان لنفسه ومعرفة صانعه وأنه غيه يضطر النسان إليها بالطبع فأما باقي العارف الدينية‬
‫فكلها اكتساب قال وقالت طائفة منهم أبو الذيل العلف معرفة العلم والدليل الذي يدعو إل معرفة الصانع‬
‫اضطرار فأما ما يدث بعدها من علم فعام بالقياس فذلك علم اختيار واكتساب قال وقالت طائفة منهم بشر‬
‫بن العتمر معرفة النسان نفسه ليست من فعله ول من كسبه ول اضطرار إليها بل تترع له وتلق مترعه ف‬
‫قلبه وما يدرك بالواس من علوم الديانات وغيها اضطرار وما يعلم بالقياس اكتساب ويوز فيهما جيعا‬
‫الضطرار ويوز فيهما جيعا أن يكون اكتسابا قال وقالت طائفة من العتزلة الناس مضطرون إل ذلك على‬
‫كل حال وليس لم ف ذلك حيلة قال وقالت طائفة من العتزلة منهم الاحظ معرفة ال تقع ضرورة ف طباع‬
‫نامية عقب النظر والستدلل‬

‫قال وقالت البية ومتقدمهم جهم بن صفوان معرفة ال تقع باختيار ال ل باختيار العبد وبنوه على‬
‫مذهبهم ف الب قال ابن الزاغون وتفيد هذه السألة فائدة حكمية وهو أن القائل بعرفة ال واجبة بطريق‬
‫الكسب يقول إن ال يعاقب العبد على جهله بال وجهله بالدين واعتقاد الباطل وأما من قال إنا ضرورية فإنه‬
‫يقول فائدة ذلك أنه ل يوز أن يعذب ال الاهل على جهله وعلى أنه ل يكتسب العرفة لن ذلك ليس من‬
‫مقدوراته وإنا يعذبه على جحده وإنكاره لا عرفه إياه بطريق اضطراره له إليه‬
‫فصل وما ذكرناه من أن الرسل صلوات ال عليهم بينوا للناس الطرق العقلية ونبهوهم عليها وهدوهم‬
‫إليها كما أنه معلوم لنا فهو ما ذكره طوائف من أئمة الكلم والفلسفة وأعظم التكلمي العظمي للطرق‬
‫العقلية هم العتزلة فإنم يقولون كما أن العرفة ل تصل ابتداء إل بالعقل فإنم يقولون بأنا واجبة بالعقل بناء‬
‫على القول بأن العقل يعرف به الياب والتحري والتحسي والتقبيح وهذا الصل تنازع فيه التأخرون من‬
‫عامة الطوائف فلكل طائفة من أصحاب مالك والشافعي وأحد فيه قولن وأما النفية فالعروف عنهم القول‬
‫بتحسي العقول وتقبيحه ونقلوا ذلك عن أب حنيفة نفسه وإنه كان يوجب بالعقل معرفة ال تعال ولن‬
‫ولصحاب الديث والصوفية وغيهم ف هذا الصل نزاع ومن‬
‫القائلي بتحسي العقل وتقبيحه من أهل الديث أبو نصر السجزي وأبو القاسم سعد بن علي الزنان‬
‫وغيها وذكروا أن إنكار ذلك من بدع الشعري ا لت ل يسبق إليها ومن قال ذلك من أصحاب أحد أبو‬
‫السن التميمي وأبو الطاب وغيها بل ذكروا أن هذا قول جهور الناس وذكروا مع ذلك أن الرسل‬
‫أرشدت إل الطرق العقلية كما أمرت بالواجبات العقلية فهم مع قولم بتحسي العقل وتقبيحه يقولون إن‬
‫الرسل بينت ذلك ووكدته وهكذا مع قولم بأن العرفة تصل بالدلة العقلية يقولون إن الرسل بينت ذلك‬
‫ووكدته فما يعلم بالعقل من الدين هو عندهم جزء من الشرع والكتاب والسنة يأت على العقولت الدينية‬
‫عندهم قال أبو الطاب ف تهيده اختلف أصحابنا هل ف قضاء العقل حظر وإباحة وإياب وتسي وتقبيح‬
‫أم ل فقال أبو السن التميمي ف قضايا العقل ذلك حت ل يوز أن يرد الشرع بظر ما كان ف العقل واجبا‬
‫كشكر النعم والعدل والنصاف وأداء المانة ونو ذلك ول يوز أن يرد بإباحة ما كان ف العقل مظورا نو‬
‫الظلم والكذب وكفر النعمة واليانة وما أشبه ذلك‬

‫قال وإل هذا ذهب عامة أهل العلم من الفقهاء والتكلمي وعامة الفلسفة قال وقال شيخنا يعن‬
‫القاضي أبا يعلى ليس ف قضايا العقل ذلك وإنا يعلم ذلك من جهة الشرع وتعلق بقول أحد ف رواية عبدوس‬
‫بن مالك العطار ليس ف السنة قياس ول يضرب لا المثال ول تدرك بالعقول وإنا هو التباع قال أبو‬
‫الطاب وهذه الرواية إن صحت عنه فالراد به الحكام الشرعية الت سنها رسول ال وشرعها قلت قول أحد‬
‫ل تدركها العقول أي أن عقول الناس ل تدرك كل ما سنه رسول ال فإنا لو أدركت ذلك لكان علم الناس‬
‫كعلم الرسول ول يرد بذلك أن العقول ل تعرف شيئا أمر به وني عنه ففي هذا الكلم الرد ابتداء على من‬
‫جعل عقول الناس معيارا على السنة ليس فيه رد على من يعل العقول موافقة للسنة قال أبو الطاب وبذا‬
‫القول قالت الشعرية وطائفة من الجبة وهم الهمية قال وعلى هذا يرج وجوب معرفة ال هل هي واجبة‬
‫بالشرع حت لو ل يرد ما يلزم أحدا أن يؤمن بال وأن يعترف بوحدانيته ويوجب شكره أم ل فمن قال يب‬
‫بالشرع يقول ل يلزم شيء من ذلك لو ل يرد الشرع ومن قال بالول قال يب على كل عاقل اليان بال‬
‫والشكر له‬

‫ووجه ذلك أنه لو ل يكن ف العقل إياب وحظر ل يتمكن الفكر أن يستدل على أن ال سبحانه ل‬
‫يكذب خبه ول يؤيد الكذاب بالعجزة إذ ل وجه ف العقل لستقباحه وخروجه عن الكمة قبل الب عندهم‬
‫وإذا كان كذلك ل يأمن العاقل كون كل خب ورد عنه أنه كذب وكل معجزة رآها أن يكون قد أيد با‬
‫الكذاب التخرص وف ذلك ما ينع الخذ بب السماء والنقياد لعجزات النبوة الدالة على صدقها ولا وجب‬
‫اطراح هذا القول والعتقاد بأن ال جلت عظمته منه عن الكذب متعال عن تأييد التخرص بالعجزة ثبت أن‬
‫ذلك إنا قبح وحظر ف العقل وامتنع ف الكمة قلت هذه طريقة معروفة للقائلي بالتحسي والتقبيح العقليي‬
‫ويقولون إنم يعلمون بتلك أن ال منه عن أن يفعل القبيح كالكذب وتصديق الكاذب الدعي للنبوة بالعجزة‬
‫الدالة على صدقه وإن كان ذلك مكنا مقدورا له لكن ل يفعله لقبحه وخروجه عن الكمة وهم يقولون إنه‬
‫بذه الطريقة يعلم صدق النبياء والذين ينازعونم كالشعري وأصحابه وابن حامد والقاضي أب يعلى وابن‬
‫عقيل وابن الزاغون وغيهم يسلكون ف العرفة بتصديق النبياء غي هذه الطريق إما طريقة القدرة كما‬
‫سلكها الشعري ف أحد قوليه والقاضيان أبو بكر وأبو يعلى وغيها وهو أنه ل طريق إل تصديق النب غي‬
‫العجزة فلو ل تكن دالة على التصديق للزم عجز الباري عن تصديق الرسل‬

‫وإما طريقة الضرورة كما سلكها الشعري ف قوله الخر وأبو العال وطوائف أخر وإما غي ذلك من‬
‫الطرق الت بسط الكلم عليها ف غي هذا الوضع وليس القصود هنا بسط الكلم ف هذه السائل بل القصود‬
‫أن جيع الطوائف حت أئمة الكلم والفلسفة معترفون باشتمال ما جاءت به الرسل على الدلة الدالة على‬
‫معرفة ال وتصديق رسله كما سيأت ذكره ف كلم القائلي بالتحسي والتقبيح العقليي والفلسفة وغيهم‬
‫قال أبو الطاب دليل آخر أنه غي متنع أن يطر للعاقل أنه ل يلق نفسه ول خلقه من هو مثله من أبيه وأمه‬
‫إذ لو كانا قادرين على ذلك لكان هو أيضا قادرا وكانا يقدران على خلق غيه وهو يعلم أنما ليقدران فيعلم‬
‫أن له خالقا من غي جنسه خلقه وخلق أبويه ث يرى إنعامه عليه بإكماله وتسخي ما سخر له من الأكول‬
‫والشروب والنعام وغي ذلك كإقداره عليهم ويطر له أنه إن ل يعترف له بذلك ويشكره أنه يعاقبه وإذا‬
‫جوز ذلك وجب عليه ف عقله دفع الضرر والعقاب بالتزام الشكر فإن قيل كما يوز أن يطر له ما ذكرت‬
‫يوز أن يطر له أن له خالقا أنعم عليه وأنه غن عن شكره وجيع ما يتقرب به إليه وياف من تكلف له ذلك‬
‫أن يسخط عليه ويقول من أنت حت تقابلن بالشكر وتعتقد أنه جزاء نعمت وما أصنع بشكر مثلك ونو ذلك‬
‫وف هذا ما ينعه من التزام شيء من جهة عقله‬

‫قال والواب أن العاقل مع اعترافه بكمة خالقه ل يتوهم أنه يسخط على من شكره وتذلل له‬
‫وتضرع إليه وإن كان غنيا عن ذلك لن الذي بعثه على الشكر ليس هو اعتقاد حاجة خالقه إل الشكر ول‬
‫أن شكره يقومن بإزاء النعمة عليه فيمتنع لعلمه بغناه عن ذلك وإنا الباعث له حسن الشكر والتذلل والتعظيم‬
‫للمنعم من بدائه العقول والكيم ل يسخط ما هذا سبيله فإذا قد أمن عاقبة القدام على الشكر ول يأمن عاقبة‬
‫العقاب على تركه فيجب ف عقله توخي ذلك وصار مثال ذلك أن يقال للعاقل ف الطريق مفسدون يأخذون‬
‫الال ويقتلون النفس أو سباع تفترس الدمي ويقال له أنت ما معك قليل نذر والفسدون قد استغنوا با قد‬
‫أخذوا فلعلهم ل يعرضون لك أنفة من قلة مالك والسباع قد افترست جاعة فقد شبعوا فلعلهم ل يعرضون‬
‫لك فإن ف العقل يب عليه التوقف عن سلوك ذلك الطريق ل القدام عليه كذلك ها هنا قلت مضمون ذلك‬
‫أن العقل يوجب سلوك المن دون طريق الوف قال دليل ثالث أنه لو ل يكن ف قضاء العقول إلزام وحظر‬
‫لمكن العاقل أن ل يلزمه شيء أصل لنه مت قصد بالطاب سد سعه فلم يسمع الطاب‬

‫كما أخب ال عن قوم نوح وإن كلما دعوتم لتغفر لم جعلوا أصابعهم ف آذانم واستغشوا ثيابم‬
‫وأصروا واستكبوا استكبارا سورة نوح ‪ 7‬فلما علمنا أنه يوز بعقله أن يكون ف الب الذي خوطب به ناته‬
‫وسلمته من اللك وف العراض عنه بسد أذنه هلكه ودماره ثبت أن ف عقله وجوب الصغاء إل الب‬
‫وحظر العراض عنه وذلك وصية العقل ل السمع قال دليل رابع أن العقلء أجعوا على قبح الكذب والظلم‬
‫واليانة وكفران النعمة وحسن العدل والنصاف والصدق وشكر النعم من أقر منهم بالنبوة ومن جحدها‬
‫ولذا يرى الدهرية وأهل الطبائع ف ذلك كأهل الديان بل أكثر فدل على أنم استفادوا ذلك من العقل ل من‬
‫النبياء وإذا ثبت أن فيها تسينا وتقبيحا ثبت أن فيها حظرا وإباحة وقد صرح عليه السلم بذلك لا عرض‬
‫نفسه على القبائل دليل خامس أنا ند المد على الميل والذم على القبيح يلزمان مع وجود العقل ويسقطان‬
‫مع عدمه فلول أنه مقتض للحسن والقبح ل يكن لتخصيص العاقل بالذم على القبيح والدح على السن معن‬
‫وإذ قد وجدنا ذلك دل على أن ف العقل حظرا أو إلزاما دليل سادس أن التكليف مال إل مع العقل ولذا ل‬
‫يكلف الشرع شيئا إل بعد كمال عقولنا فدل على أن السمع يعلم بالعقول وإذا كان معلوما به والعقل متقدم‬
‫عليه ول تقف معرفته على الشرع استحال أن يقال طريق معرفة ال السمع وكيف يتصور ذلك ونن ل نعلم‬
‫وجوب النظر بقول الرسول حت نعلم أنه رسول ول نعلم أنه رسول‬

‫حت نعلم أنه مؤيد بالعجزة ول نعلم أنه مؤيد بالعجزة حت نعلم أن التأييد من ال سبحانه ول نعرف‬
‫التأييد من ال حت نعرفه ونعلم أنه ل يؤيد الكذاب العجزة ول نعرف ذلك إل بفهم العقل الذي هو نوع من‬
‫العلوم الضرورية فدل على أن معرفته سبحانه بالعقل دليل سابع لو ل تب معرفته بالعقل لوجب أن يوز‬
‫على ال أن ينهى عن معرفته وأن يأمر بكفره وعصيانه والور والكذب كما يوز أن ينسخ ما شاء من‬
‫السمعيات ويوجب ما كان قد نى عنه فلما ل يكن ذلك دل على أن ذلك غي ثابت بالسمع وإنا يثبت‬
‫بالعقل الذي ل يتغي ول يوز نكثه ونسخه دليل آخر أن ال وهب العقل وجعله كمال للدمي وإذا أغفل‬
‫النظر وضيع العقل إذا ل يقتبس منه خيا وإذا كان ل يقبح شيئا ول يسنه فوجوده وعدمه سيان وهذا ل‬
‫يقوله عاقل وأيضا يدل على ذلك عبارة ملخصه أن من وجد نفسه مؤثرا بآثار الصنعة مستغرقا ف أنواع‬
‫النعمة ل يستبعد أن يكون له صانع صنعه وتول تدبيه وأنعم عليه وأنه إن ل ينظر ف حقيقة ذلك ليتوصل إل‬
‫العتراف له والتزام شكره عوقب على ما أغفل من النظر وضيع من العتراف والشكر فإن العقل سيلزمه‬
‫النظر ل مالة إذ ل شيء أقرب إل النسان من النظر فدل على وجوبه بالعقل قلت هذه الدلة فيها للمنازعي‬
‫كلم يتاج معه إل فصل الطاب كما ذكر ف موضعه وهذه الطريقة الت سلكها أبو الطاب وغيه من أهل‬
‫النظر من العتزلة وغيهم بنوها على أن معرفة ال تصل‬

‫بالستدلل بنفس النسان ول يتاج مع ذلك إل إثبات حدوث الجسام كما سلك الشعري أيضا‬
‫هذه الطريقة قال ابو الطاب احتج الصم بظواهر الي كقوله تعال وما كنا معذبي حت نبعث رسول‬
‫سورة السراء ‪ 15‬ول يقل حت نعل عقول وقوله تعال رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال‬
‫حجة بعد الرسل سورة النساء ‪ 165‬ول يقل بعد العقل وقوله ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا‬
‫لول أرسلت إلينا رسول فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونزى سورة طه ‪ 134‬وغي ذلك من اليات فجعل‬
‫الجة والعذاب يتعلق بالرسل فثبت أنه ل يثبت بالعقول حجة ول عذاب وقال والواب أن ال بعث الرسل‬
‫يأمرون بالشرائع والحكام وينذرونم قرب الساعة ووقوع الزاء على العمال ويبشرونم على الطاعة وشكر‬
‫النعمة بدوام ومزيدها ف دار اللود ويوفونم على العصية بالعذاب الشديد ويكونوا شهودا على أعمالم‬
‫وقد قال تعال إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا سورة الفتح ‪ 8‬وقال فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد‬
‫وجئنا بك على هؤلء شهيدا سورة النساء ‪ 41‬وهذا بعد أن يعرفوا ال بعقولم ويردون الشبهات الؤدية إل‬
‫التعطيل‬

‫والتشبيه بالكمة الت جعل ال فيهم والنور العقلي الفرق بي الق والباطل وإل فنحن نعلم أن الفكر‬
‫إذا خطر بباله أن الكتاب لعله مترع متلق من جهة ملوق والرسول لعله متخرص متمخرق ل يرج ذلك من‬
‫قلبه الرجوع إل اليات والسنة وهو يتوهم فيها ما ذكرنا وإنا يرجع إليه بعد ما ثبت عنده حقيقة التوحيد‬
‫وصدق الرسول وأن القرآن كلم ال الذي ل يوز عليه الكذب وعرف مكم الكتاب من متشابه وعرف‬
‫طرق الخبار وما يب فيها فإنه يستغن حينئذ عن النظر بعقله قال فإن قيل هذا توهي لمر الرسل وجعلهم‬
‫ل يغنون ف التوحيد شيئا وإنا يفيد بعثهم ف الفروع وأنه ل فائدة ف اليات الت ذكر فيها التوحيد والدعوة‬
‫إليه ث قال والواب أنا نقول بل لم ف الصول أعظم فائدة لنم ينبهون العقول الغافلة ويدلون على الواضع‬
‫الحتاج إليها ف النظر ليسهل سبيل الوقوف عليها كما يسهل من يقرأ عليه الكتاب على التعلم بأن يدله على‬
‫الرموز ويبي له مواضع الجة والفائدة وإن كان ذلك ل يغنيه عن النظر ف الكتاب وقراءته وأيضا فإنه بعثهم‬
‫لتأكيد الجة فيؤكدون الجة على العباد كيل يقولوا خلقت لنا الشهوات وشغلتنا باللذ عن التفكر والتدبر‬
‫فغفلنا فقطع ال سبحانه حجتهم بالرسل‬
‫أل ترى أنه قال تعال أو ل نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير سورة فاطر ‪ 37‬فجعل‬
‫الجة عليهم طول العمر للتفكر والتذكر ث التدبر للتنبيه قلت فهؤلء الذين يقولون بوجوب العرفة بالعقل‬
‫وأنا ل تصل إل بالعقل ذكروا أن الرسل بينوا الدلة العقلية الت يستدل با الناظر كما نبهوا الغافل ووكدوا‬
‫الجة إذ كانوا ليسوا بدون من يتعلم الساب والطب والنجوم والفقه من كتب الصنفي ل تقليدا لم فيما‬
‫ذكروه لكن لنم يذكرون من الكلم ما يدله على الدلة الت يستدل با بعقله فهداية ال لعباده با أنزله من‬
‫الكتب وإرشاده لم إل الدلة الرشدة والطرق الوصلة الت يعمل الناظر فيها بعقله ما يؤدي إليه من العرفة‬
‫أعظم من كلم كل متكلم فإن خي الكلم كلم ال وخي الدي هدي ممد وأبو الطاب يتار ما يتاره‬
‫كثي من النفية أو أكثرهم مع من يقول ذلك من أهل الكلم من العتزلة وغيهم من أن الواجبات العقلية ل‬
‫يشترط فيها البلوغ بل تب قبل البلوغ بلف الواجبات الشرعية قال واحتج بأنه لو كان ف العقل إلزام‬
‫وحظر لوجب أن يكون لعرفة السن والقبح أصل ف أوائل العقول يترتب عليه ما سواه أل ترى أن للقدم‬
‫والدث فيها أصل ولو كان ذلك كذلك لكان من أنكر السن والقبح مكابرا لعقله مغالطا لنفسه لن جاحد‬
‫ما يثبت ف البدائة مكابر‬

‫قال والواب أن للحسن والقبح أصل ف بدائة العقول وهو علمنا بسن شكر النعم والنصاف‬
‫والعدل وقبح الكذب والور والظلم ومنكر ذلك مكابر لكافة العقلء إل أن من العقلء من قال ل أعرف‬
‫ذلك بضرورة العقل وإنا أعرفه بالنظر والب فذلك مقر بالسن والقبح ومدع غي طريق الماعة فيه فنتكلم‬
‫ف ذلك ونبي له أن الاهلية وعبدة الصنام ومن ل تبلغه الدعوة يعلم ذلك كما يعلمه أهل الديان فسقط أن‬
‫يكون طريقه إل العقل وعلى أن القدم والدوث لما أصل ف بدائة العقول ث اللف ف ذلك واقع ول يقال‬
‫إن مالفنا مكابر عقله واحتج بأنه أجع القائلون بأن ف العقل إلزاما وحظرا على أنه ل يلزم ول يظر إل بتنبيه‬
‫يرد عليه فإذا ثبت هذا قلنا يب أن يكون ذلك التنبيه بب الشرع ل الواطر لن الواطر يوز أن تكون من‬
‫اللك ومن الشيطان ومن ثوران الرة وما أشبه ذلك وإذا جاز ذلك فيها ل نلتفت إل تنبيهها والتفتنا إل ما‬
‫تؤثر به وهو خب الشرع فإذا عدم خب الشرع ثبت أنه ل إلزام ول حظر ف ذلك وقال والواب أنه ل بد أن‬
‫ينبه على معرفة حسن الشكر بطور النعمة بباله من منعم قصد الحسان إليه فإنه إذا خطر له نعمه عليه على‬
‫ما ذكرنا ألزمه عقله الشكر ل مالة سواء نبه على ذلك وسوسة أو إلام ولذلك مهما خطر بباله كفران النعمة‬
‫عرف قبحه ومهما خطر بباله أن القبيح ل يبعد أن يكون سببا للكه وعقابه وأن يكون ضده سببا‬
‫لنجاته فإنه يلزمه النظر ف ذلك سواء كانت الطرة من اللك أو من الشيطان فثبت أن التنبيه ل يقف‬
‫على خب السماء ث يلزم أن الدوث والقدم ل يكون إل بتنبيه ث ذلك خاطر عقلي ول يقال يقف على تنبيه‬
‫الشرع قال واحتج بأن المة أجعت أن التكليف يقف على البلوغ وليس العقل موصوفا بذلك من قبل أن‬
‫الغلم إذا احتلم فليس يستحدث عقل وإنا ذلك عقل قبل بلوغه فبان أن العقل ل يوجب شيئا ول يظره‬
‫وقال الواب أن الوقوف من التكليف على البلوغ هو تكليف الشرعيات خاصة فأما الحكام الستفادة بالعقل‬
‫فإنا تلزم النسان إذا استفاد من العقل ما يكنه أن يفعل به بي السن والقبيح فل نسلم ما ذكروه قلت هذا‬
‫الذي قاله هو قول كثي من النفية وأهل الكلم العتزلة وغيهم من القائلي بتحسي العقل وتقبيحه فإن هؤلء‬
‫لم ف الوجوب قبل البلوغ قولن وكثي من يقول بتحسي العقل وتقبيحه هم ونفاة ذلك من الطوائف الربعة‬
‫ينفون الوجوب قبل البلوغ وقد ذكر طائفة من مصنفي النفية ف كتبهم قالوا وجوب اليان بالعقل مروي‬
‫عن أب حنيفة وقد ذكر الاكم الشهيد ف النتقى‬

‫عن أب يوسف عن أب حنيفة أنه ل عذر لحد بالهل بالقه لا يرى من خلق السماوات والرض‬
‫وخلق نفسه وسائر خلق ربه قالوا ويروى عنه أنه قال لو ل يبعث ال رسول لوجب على اللق معرفته‬
‫بعقولم قالوا وعليه مشاينا من أهل السنة والماعة حت قال أبو منصور الاتريدي ف صب عاقل إنه يب عليه‬
‫معرفة ال وإن ل يبلغ النث قالوا وهو قول كثي من مشايخ العراق ومنهم من قال ل يب على الصب شيء‬
‫قبل البلوغ كما ل تب عليه العبادات البدنية بالتفاق قلت هذا الثان قول أكثر العلماء وإن كان القول‬
‫بالتحسي والتقبيح يقول به طوائف كثيون من أصحاب مالك والشافعي وأحد كما يقول به هؤلء النفية‬
‫وتنازع هؤلء الطوائف ف مسألة الظر والباحة وأن العيان قبل ورود الشرع هل هي على الظر أو الباحة‬
‫ل يصح إل على قول من يقول إنه بالعقل يعلم الظر والباحة وأما من قال إن العقل ل يعلم به ذلك ث قال‬
‫بأن هذه العيان قبل ورود الشرع على حظر أو إباحة فقد تناقض ف ذلك وقد رام منهم من تفطن لتناقضه أن‬
‫يمع بي قوليه فلم يتأت كقول طائفة إنه بعد الشرع علمنا به أن العيان كانت مظورة أو مباحة ونو ذلك‬
‫من القوال الضعيفة وليس هذا موضع بسط ذلك لكن القصود هنا أن الكثرين على انتفاء التكليف قبل‬
‫البلوغ لقوله رفع القلم عن الصب حت يتلم وعن الجنون حت يفيق وهو معروف ف السنن وغيها متلقى عند‬
‫الفقهاء بالقبول من‬

‫حديث علي وعائشة وغيها وأيضا فإن قتل الصب من أهل الرب ل يوز باتفاق العلماء وأيضا‬
‫فالناس مع تنازعهم ف أولد الكفار هل يدخلون النة أو النار أو يتوقف فيهم ل يفرق أحد علمناه بي الميز‬
‫وغيه بل النصوص عن أحد وغيه من أئمة السنة وهو الشهور عنهم الوقف فيهم وذهب طائفة إل أنم ف‬
‫النار كما اختاره القاضي أبو يعلى وغيه وذكروا أن أحد نص على ذلك وهو غلط عن أحد فإن النصوص‬
‫عنه أنه أجاب فيهم بواب النب ال أعلم با كانوا عاملي وهو ف الصحيحي من حديث أب هريرة وف‬
‫الصحيح أيضا من حديث ابن عباس لكن هذا الديث روى أيضا ف حديث يروى أن خدية سألته عن‬
‫أولدها من غيه فقال هم ف النار فقالت بل عمل فقال ال أعلم با كانوا عاملي فظن هؤلء أن أحد أفت با‬
‫ف حديث‬

‫خدية كما ذكر ذلك القاضي ف العتمد وهذا غلط على أحد فإن هذا الديث ضعيف بل موضوع‬
‫وأحد أجل من أن يعتمد على مثل هذا الديث والديث متناقض ينقض آخره أوله وذهبت طائفة إل أنم ف‬
‫النة كأب الفرج بن الوزي وغيه والذين قالوا بالوقف فسره بعضهم بأنه يدخل فريق منهم النة وفريق النار‬
‫بسب تكليفهم يوم القيامة كما جاء ف ذلك عدة آثار وهذا هو الذي حكاه الشعري عن أهل السنة‬
‫والديث وقد بسطنا هذا فيما تقدم والقصود هنا أنا ل نعلم من السلف من قال إنه فرق فيمن ل يبلغ بن‬
‫صنف وصنف ف القتل أو ف عقاب الخرة بل الفقهاء متفقون على أن العقوبات الت فيها إتلف كالقتل‬
‫والقطع ل تكون إل لبالغ لكن قد يمع بي هذا وهذا بأن يقال الث الوجب لعقاب الخرة مرفوع عمن ل‬
‫يبلغ وكذلك العقوبات الدنيوية الت فيها إتلف فأما التعزير بالضرب ونوه فلم يرفع عن الميز من الصبيان‬
‫بل قال النب مروهم بالصلة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم ف الضاجع فأمر بضربم على ترك‬
‫الواجب الشرعي الذي هو الصلة فضربم على الكذب والظلم أول وهذا ما ل يعلم بي العلماء فيه نزاع أن‬
‫الصب يؤذى على ما يفعله من القبائح وما يتركه من المور الت يتاج إليها ف مصلحته‬

‫وهذا الناع من لزوم الواجبات العقلية للمميزين عند من يقول بالياب العقلي نظي الناع ف‬
‫الواجبات الشرعية فإن أحد القولي ف مذهب المام أحد وهو اختيار أب بكر عبد العزيز أن الصلة تب‬
‫على ابن عشر وكذلك الصوم يب عليه إذا أطاقه وحينئذ فإياب أب الطاب وموافقيه للتوحيد أول من هذا‬
‫بل يقال لو ل يقل بالوجوب العقلي فإنه يب أن يقال إن الصب يب عليه القرار بالشهادتي قبل وجوب‬
‫الصلة عليه فإن وجوبما متقدم على وجوب الصلة بالتفاق وأما ما يب ف مال الصب من النفقات وقضاء‬
‫الديون وغيه والعشور والزكوات عند المهور الذين يوجبون الزكاة ف ماله فذلك ل يشترط فيه التمييز‬
‫باتفاق السلمي بل يب ذلك ف مال الجنون أيضا وف مال الطفل وللفقهاء ف إسلم الصب وردته وإحرامه‬
‫وغي ذلك من أقواله وأفعاله كلم معروف ليس هذا موضع بسطه وف ذلك من تناقض أقوال بعضهم‬
‫ورجحان بعض القوال على بعض ما ليس هذا موضعه وإنا القصود هنا أن أعظم الناس تعظيما للعقل هم‬
‫القائلون بأنه يوجب ويظر ويسن ويقبح كالعتزلة والكرامية والشيعة القائلي بذلك ومن وافقهم من طوائف‬
‫الفقهاء والعلماء وأما الفلسفة فالنقل عنهم متلف لتناقض كلمهم فالشهور عنهم أن العقل يسن ويقبح‬
‫كما نقله أبو الطاب عنهم ولكن كلمهم ف مبادىء النطق وقولم إن هذه القضايا من الشهورات ل من‬
‫البهانيات لا رأى الناس أنه يناقض ذلك صاروا‬

‫يكون عنهم أنم ل يقولون بتحسي العقل وتقبيحه كما نقله الرازي وغيه فإذا كان التكلمون‬
‫القائلون بتحسي العقل وتقبيحه وأنه ل طريق إل العرفة إل به وأنه يوجبها يعن على الميزين يقولون مع ذلك‬
‫إن الشرع بي هذه الطرق العقلية وأرشد إليها ودل الناس عليها ووكدها وقررها حت تت الجة به على‬
‫اللق فجعلوا ما جاء به الشرع متضمنا للمقصود بالعقل من غي عكس حت صارت العقليات النافعة جزء من‬
‫الشرع فكيف غيهم من طوائف أهل النظر وكذلك الفلسفة ذكروا ذلك كما ذكره أبو الوليد بن رشد‬
‫الفيد لا قسم الناس إل أربعة أصناف كما سيأت‬
‫فصل قد ذكرنا ما تيسر من طرق الناس ف العرفة بال ليعرف أن المر ف ذلك واسع وأن ما يتاج‬
‫الناس إل معرفته مثل اليان بال ورسوله فإن ال يوسع طرقه وييسرها وإن كان الناس متفاضلي ف ذلك‬
‫تفاضل عظيما وليس المر كما يظنه كثي من أهل الكلم من أن اليان بال ورسوله ل يصل إل بطريق‬
‫يعينونا وقد يكون الطأ الاصل با يناقض حقيقة اليان كما أن كثيا منهم يذكر أقوال متعددة والقول‬

‫الذي جاءت به الرسل وكان عليه سلف المة ل يذكره ول يعرفه وهذا موجود ف عامة الكتب‬
‫الصنفة ف القالت واللل والنحل مثل كتاب أب عيسى الوراق والنوبت وأب السن الشعري والشهرستان‬
‫تدهم يذكرون من أقوال اليهود والنصارى والفلسفة وغيهم من الكفار ومن أقوال الوارج والشيعة‬
‫والعتزلة والرجئة والكلبية والكرامية والجسمة والشوية أنواعا من القالت والقول الذي جاء به الرسول‬
‫وكان عليه الصحابة والتابعون وأئمة السلمي ل يعرفونه ول يذكرونه بل وكذلك ف كتب الدلة والجج‬
‫الت يتج با الصنف للقول الذي يقول إنه الق تدهم يذكرون ف الصل العظيم قولي أو ثلثة أو أربعة أو‬
‫أكثر من ذلك وينصرون أحدها ويكون كل ما ذكروه أقوال فاسدة مالفة للشرع والعقل والقول الذي جاء به‬
‫الرسول وهو الوافق لصحيح النقول وصريح العقول ل يعرفونه وليذكرونه فيبقى الناظر ف كتبهم حائرا ليس‬
‫فيما ذكروه ما يهديه ويشفيه ولكن قد يستفيد من رد بعضهم على بعض علمه ببطلن تلك القالت كلها‬
‫وهذا موجود ف عامة كتب أهل الكلم والفلسفة متقدميهم‬

‫ومتأخريهم إل كتب الرازي والمدي ونوها وليس فيها من أمهات الصول الكلية واللية القول‬
‫الذي هو الق بل تد كل ما يذكرونه من السائل وأقوال الناس فيها إما أن يكون الكل خطأ وإما أن يذكروا‬
‫القول الصواب من حيث الملة مثل إطلق القول بإثبات الصانع وأنه ل إله إل هو وأن ممدا رسول ال لكن‬
‫ل يعطون هذا القول حقه ل تصورا ول تصديقا فل يققون العن الثابت ف نفس المر من ذلك ول يذكرون‬
‫الدلة الدالة على الق وربا بسطوا الكلم ف بعض السائل الزئية الت ل ينتفع با وحدها بل قد ل يتاج‬
‫إليها واما الطالب العالية والقاصد السامية من معرفة ال تعال واليان به وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر‬
‫فل يعرفونه كما يب وكما أخب به الرسول ول يذكرون من ذلك ما يطابق صحيح النقول ول صريح‬
‫العقول وابن رشد الفيد واحد من هؤلء ولذا لا ذكر أصناف المة وجعلهم أربعة أقسام باطنية وحشوية‬
‫ومعتزلة وأشعرية جرى‬

‫ف ذلك على طريق أمثاله من أهل الكلم والفلسفة وهو قد نبه على كثي ما جاء به القرآن كما‬
‫سنذكره عنه لكن القصود أنه ف تقسيم المة ل يذكر القسم الذي كان عليه السلف والئمة وعليه خيارها‬
‫إل يوم القيامة لكنه صدق ف وصفه من ذكره بالتقصي من مقصود الشرع فإنه كما قال قال وذلك أنه يظهر‬
‫من غي ما آية من كتاب ال تعال أنه دعا الناس فيها إل التصديق بوجود الباري تعال بأدلة عقلية منصوص‬
‫عليها فيها مثل قوله تعال يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم اليات سورة البقرة‬
‫‪ 21‬ومثل قوله أف ال شك فاطر السماوات والرض سورة إبراهيم ‪ 10‬إل غي ذلك من اليات الواردة ف‬
‫هذا العن قال وليس لقائل أن يقول إنه لو كان واجبا على كل من آمن بال أن ل يصح إيانه إل من قبل‬
‫وقوفه على هذه الدلة‬

‫لكان النب ل يدعو أحدا إل السلم إل عرض عليه هذه الدلة فإن العرب كلها كانت تعترف بوجود‬
‫الباري سبحانه وتعال ولذلك قال تعال ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن ال سورة لقمان‬
‫‪ 25‬ول يتنع أن يوجد من الناس من يبلغ به فدامة الطبع وبلدة القرية إل أن ل يفهم شيئا من الدلة الشرعية‬
‫الت نصبها الشارع للجمهور وهذا فهو أقلى الوجود فإذا وجد ففرضه اليان بال من جهة السماع قال فهذه‬
‫حال الشوية مع ظاهر الشرع قال وأما الشعرية فإنم رأوا أن التصديق بوجود الباري تعال ل يكون إل‬
‫بالعقل لكن سلكوا ف ذلك طرقا ليست هي الطرق الشرعية الت نبه ال عليها ودعا الناس إل اليان به من‬
‫قبلها وذلك أن طريقتهم الشهورة انبنت على بيان أن العال مدث وانبن عندهم‬

‫حدوث العال على القول بتركيب الجسام من أجزاء ل تتجزأ وأن الزء الذي ل يتجزأ مدث وأن‬
‫الجسام مدثة بدوثه وطريقتهم الت سلكوا ف بيان حدوث الزء الذي ل يتجزأ وهو الذي يسمونه الوهر‬
‫الفرد وبالملة حدوث الجسام طريقة معتاصة تذهب على كثي من أهل الرياضة ف صناعة الدل فضل عن‬
‫المهور ومع ذلك فهي غي برهانية ول مفضية بيقي إل وجود الباري تعال وذلك أنه إذا فرضنا أن العال‬
‫مدث لزم كما يقولون أن يكون له ول بد فاعل مدث ولكن يعرض ف وجود هذا الحدث شك ليس ف قوة‬
‫صناعة الدل النفصال عنه وذلك أن هذا الحدث لسنا نقدر أن نعله أزليا ول مدثا أما كونه مدثا فلنه‬
‫يفتقر إل مدث وذلك الحدث إل مدث وير المر إل غي ناية وذلك مستحيل وأما كونه أزليا فإنه يب‬
‫أن يكون فعله التعلق بالفعولت أزليا فتكون الفعولت أزلية والادث يب أن يكون وجوده متعلقا بفعل‬
‫حادث اللهم إل لو سلموا أنه يوجد فعل حادث عن فاعل قدي‬

‫فإن الفعول ل بد أن يتعلق به فعل الفاعل وهم ل يسلمون ذلك فإن من أصولم أن القارن للحادث‬
‫حادث قلت من أصولم الت تلقوها عن العتزلة أن ما ل يسبق الوادث فهو حادث وهذا متفق عليه بي‬
‫العقلء إذا أريد به الادث بالشخص فإن ما ل يسبق الادث العي يب أن يكون حادثا وأما ما ل يسبق‬
‫نوع الادث فهو مل الناع بي الناس وعليه ينبن هذا الدليل وكثي من الناس ل ييز ف هذا القام بي ما هو‬
‫بعينه حادث وما تكون آحاد نوعه حادثة والنوع ل يزل حت أن كثيا من أهل الكلم إذا رأوا أن الركات‬
‫حادثة أو غيها من العراض اعتقدوا أن ما ل يسبق ذلك فهو حادث ول ييزوا بي ما ل يسبق الادث العي‬
‫وما ل يسبق النوع الدائم الذي آحاده حادثة فهو ل يسبق النوع وإن سبق كل واحد واحد من آحاده ولا‬
‫تفطن كثي من أهل الكلم للفرق أرادوا أن يثبتوا امتناع حوادث ل تتناهى بطريق التطبيق وما يشبهه كما قد‬
‫ذكر ذلك ف موضعه فهم ل يسلمون وجود حوادث ل أول لا عن فاعل قدي ويسلمون وجود فعل حادث‬
‫العي عن فاعل قدي وهو يقول الادث يب أن يكون وجوده متعلقا بفعل حادث ث ذلك الادث متعلق‬
‫بفعل حادث فيكون فعل حادث الفراد دائم النوع عن فاعل قدي فهو يقول ل يكن وجود‬

‫حادث عن فاعل أزل إل بفعل حادث الفراد دائم النوع وهم ل يسلمون ذلك قال وأيضا إن كان‬
‫الفاعل حينا يفعل وحينا ل يفعل وجب أن يكون هنالك علة صيته بإحدى الالتي أول منه بالخرى فلنسأل‬
‫أيضا ف تلك العلة مثل هذا السؤال وف علة العلة فيمر المر إل غي ناية قال وما يقوله التكلمون ف جواب‬
‫هذا من أن الفعل الادث كان بإرادة قدية ليس بنج ول ملص من هذا الشك لن الرادة غي الفعل التعلق‬
‫بالفعول وإذا كان الفعول حادثا فواجب أن يكون الفعل التعلق بإياده حادثا سواء فرضنا الرادة قدية أو‬
‫حادثة متقدمة على الفعل أو معه فكيفما كان فقد يلزمهم أن يوزوا على القدي أحد ثلثة أمور إما إرادة‬
‫حادثة وفعل حادث وإما فعل حادث وإرادة قدية وإما فعل قدي وإرادة قدية والادث ليس يكن أن يكون‬
‫عن فعل قدي بل واسطة إن سلمنا‬
‫لم أنه يوجد عن إرادة قدية ووضع الرادة نفسها هي الفعل التعلق بالفعول شيء ل يعقل وهو‬
‫كفرض مفعول بل فاعل فإن الفعل غي الفاعل وغي الفعول وغي الرادة والرادة هي شرط الفعل ل الفعل‬
‫وأيضا فهذه الرادة القدية يب أن تتعلق بعدم الادث دهرا ل ناية له اذ كان الادث معدوما دهرا ل ناية‬
‫له فهي ل تتعلق بالراد ف الوقت الذي اقتضت إياده إل بعد انقضاء دهر ل ناية له وما ل ناية له ل ينقضي‬
‫فيجب أن ل يرج هذا الراد إل الفعل أو ينقضي دهر ل ناية له وذلك متنع وهذا هو بعينه برهان التكلمي‬
‫الذي اعتمدوه ف حدوث دورات الفلك وأيضا فإن الرادة الت تتقدم الراد وتتعلق به بوقت مصوص دون‬
‫وقت لبد أن يدث فيها ف وقت إياد الراد عزم على الياد ل يكن قبل ذلك الوقت لنه إن ل يكن ف‬
‫الريد ف وقت الفعل قدر زائد على ما كانت عليه ف الوقت الذي اقتضت الرادة عدم الفعل وإل ل يكن‬
‫وجود ذلك الفعل عنه ف ذلك الوقت أول من عدمه وأيضا كيف يتعي وقت للحادث من غي أن يتقدمه‬
‫زمان ماض مدود الطرف إل ما ف هذا كله من التشغيب والشكوك العويصة الت‬

‫ل يلص منها العلماء الهرة بعلم الكلم والكمة فضل عن العامة ولو كلف المهور العلم من هذه‬
‫الطرق لكان من باب تكليف ما ل يطاق وأيضا فإن الطرق الت سلك هؤلء القوم ف حدوث العال قد‬
‫جعت هذين الوصفي معا أعن أن المهور ليس ف طباعهم قبولا ول هي مع هذا برهانية فليست تصلح ل‬
‫للعلماء ول للجمهور ونن ننبه ههنا على ذلك بعض التنبيه فنقول إن الطرق الت سلكوا ف ذلك طريقان‬
‫أحدها وهو الشهر الذي اعتمد عليها عامتهم ينبن على ثلث مقدمات هي بنلة الصول لا يرومونه من‬
‫إثبات حدوث العال إحداها أن الواهر ل تنفك عن العراض أي ل تلو منها والثانية أن العراض حادثة‬

‫والثالثة أن ما ل ينفك عن الوادث فهو حادث أعن ما ل يلو من الوادث فهو حادث فأما القدمة‬
‫الول وهي القائلة إن الوهر ل يعرى من العراض فإن عنوا الجسام الشار إليها القائمة بذاتا فهي مقدمة‬
‫صحيحة وإن عنوا بالوهر الزء الذي ل يتجزأ وهو الذي يريدونه بالوهر الفرد ففيها شك ليس باليسي‬
‫وذلك أن وجود جوهر غي منقسم ليس معروفا بنفسه وف وجوده أقاويل متضادة شديدة التعاند وليس ف قوة‬
‫صناعة الكلم تلخيص الق منها وإنا ذلك لصناعة البهان وأهل هذه الصناعة قليل جدا والدلئل الت‬
‫يستعملها الشعرية ف إثباته خطابية ف الكثر وذلك أن استدللم الشهور ف ذلك هو أنم يقولون إن من‬
‫العلومات الول أن الفيل مثل إنا يقولون فيه إنه أعظم من النملة من قبل زيادة أجزائه على أجزاء النملة وإذا‬
‫كان ذلك كذلك‬
‫فهو مؤلف من تلك الجزاء وليس هو واحدا بسيطا فإذا فسد السم فإليها ينحل وإذا تركب فمنها‬
‫يتركب وهذا الغلط إنا دخل عليهم من شبه الكمية النفصلة بالتصلة فظنوا أن ما يلزم ف النفصلة يلزم ف‬
‫التصلة وذلك إنا يصدق هذا ف العدد أعن أن نقول إن عددا أكثر من عدد من قبل كثرة الجزاء الوجودة‬
‫فيه أعن الوحدات واما الكم التصل فليس يصدق ذلك فيه ولذلك نقول ف الكم التصل إنه أعظم وأكب ول‬
‫نقول أكثر ونقول ف العدد إنه أكثر ول نقول إنه أكب وعلى هذا القول فتكون الشياء كلها أعدادا ول‬
‫يكون هناك عظم متصل أصل فتكون صناعة الندسة هي صناعة العدد بعينها ومن العروف بنفسه أن كل‬
‫عظم فإنه ينقسم بنصفي أعن العظام الثلثة الت هي الط والسطح والسم وأيضا فإن الكم التصل هو‬
‫الذي يكن أن يفرض عليه ف وسطه ناية يلتقي عندها طرفا القسمي جيعا وليس يكن ذلك ف العدد ولكن‬
‫يعارض هذا أيضا أن السم وسائر أجزاء الكم التصل يقبل‬

‫النقسام وكل منقسم فإما أن ينقسم إل شيء منقسم أو إل شيء غي منقسم فإن انقسم إل غي‬
‫منقسم فقد وجدنا الزء الذي ل ينقسم وإن انقسم إل منقسم عاد السؤال ف ذلك النقسم هل ينقسم إل‬
‫منقسم أو إل غي منقسم فإن انقسم إل منقسم إل غي النهاية كانت ف الشيء التناهي أجزاء ل ناية لا ومن‬
‫العلومات الول أن أجزاء التناهي متناهية قلت هذا الوضع هو الذي أوجب قول النظام ونوه بالطفرة وقول‬
‫طائفة من التفلسفة والتكلمي بقبول انقسام إل غي ناية بالقوة ل بالفعل وقد أجاب عن هذا طائفة من نفاة‬
‫الزء بأن كل ما يوجد فهو يقبل القسمة بعن امتياز شيء منه عن شيء وهي القسمة العقلية الفروضة لكن ل‬
‫يلزم وجود ما ل يتناهى من الجزاء لن الوجود إن قيل إنه ل يقبل القسمة بالفعل ل تكن فيه أجزاء ل تتناهى‬
‫وإن قيل إنه يقبلها بالفعل فإذا صغرت أجزاؤه فإنا تستحيل وتفسد وتفن كما تستحيل أجزاء الاء الصغار‬
‫هواء وإذا استحالت عند تناهي صغرها ل يلزم أن تكون باقية قابلة لنقسامات ل تتناهى ول يلزم وجود‬
‫أجزاء ل تتناهى‬

‫قال ومن الشكوك العتاصة الت تلزمهم أن يسألوا إذا حدث الزء الذي ل يتجزأ ما القابل لنفس‬
‫الدوث فإن الدوث عرض من العراض وإذا وجد الادث فقد ارتفع الدوث فإن من أصولم أن العراض‬
‫ل تفارق الواهر فيضطرهم المر إل أن يضعوا الدوث ف موجود ما وبوجود ما قلت من يقول إن‬
‫الحداث هو نفس الحدث والخلوق هو نفس اللق والفعول هو نفس الفعل كما هو قول الشعرية ل يسلم‬
‫أن الدوث عرض ول أن له مل فضل عن أن يكون وجوديا لكنه قد قدم إفساد هذا وأنه ل بد للمفعول من‬
‫فعل وحينئذ فيقال الحداث قائم بالفاعل الحدث وحدوث الادث ليس عرضا موجودا قائما بشيء غي‬
‫إحداث الحدث ويقال أيضا إن هذا ينبن على أن العدوم شيء وأن الاهيات ف الارج زائد على وجودها‬
‫وكلها باطل وبتقدير صحته فيكون الواب أن القابل للحدوث هو تلك الذوات والاهيات لكن هذا الذي‬
‫ذكره يتقرر بطريقة أصحابه الشهورة أن الادث‬

‫مسبوق بالمكان والمكان ل بد له من مل فل بد للمحدث من مل قال وأيضا فقد يسألون إن‬


‫كان الوجود يكون عن عدم فبم يتعلق فعل الفاعل فإنه ليس بي الوجود والعدم وسط عندهم وإذا كان‬
‫كذلك وكان فعل الفاعل ل يتعلق عندهم بالعدم ول يتعلق با وجد وفرغ من وجوده فقد ينبغي أن يتعلق‬
‫بذات متوسطة بي العدم والوجود وهذا الذي اضطر العتزلة إل أن قالت إن ف العدم ذاتا ما وهؤلء أيضا يعن‬
‫العتزلة يلزمهم أن يوجد ما ليس بوجود بالفعل موجودا بالفعل وكلتا الطائفتي يلزمهم أن يقولوا بوجود‬
‫اللء قلت هذا هو الشبهة الشهورة من أن فعل الفاعل وإحداث الحدث ونو ذلك إن قيل يتعلق بالشيء‬
‫وقت عدمه لزم كونه موجودا معدوما وإن قيل يتعلق به وقت وجوده لزم تصيل الاصل ووجوده مرتي‬

‫وجوابه أنه يتعلق به حي وجوده بعن أنه هو الذي يعله موجودا ل بعن أنه كان موجودا بدونه‬
‫فجعله هو أيضا موجودا قال فهذه الشكوك كما ترى ليس ف قوة صناعة الدل حلها فإذا يب أن ل يعل‬
‫هذا مبدأ لعرفة ال تعال وخاصة المهور فإن طريقة معرفة ال تعال أصح من هذا وأوضح على ما سنبي بعد‬
‫من قولنا قال وأما القدمة الثانية وهي القائلة إن جيع العراض مدثة فهي مقدمة مشكوك فيها وخفاء هذا‬
‫العن فيها كخفائه ف السم وذلك أنا شاهدنا بعض الجسام مدثة وكذلك بعض العراض فل فرق ف النقلة‬
‫من الشاهد ف كليهما إل الغائب فإن كان واجبا ف العراض أن ينقل حكم الشاهد منها إل الغائب أعن أن‬

‫نكم بالدوث على ما ل نشاهده منها قياسا على ما شاهدنا فقد يب أن يفعل مثل ذلك ف الجسام‬
‫ونستغن عن الستدلل بدوث العراض على حدوث الجسام وذلك أن السم السماوي وهو الشكوك ف‬
‫إلاقه بالشاهد الشك ف حدوث أعراضه كالشك ف حدوثه نفسه لنه ل يس حدوثه ل هو ول أعراضه‬
‫ولذلك ينبغي أن نعل الفحص عنه من أمر حركته وهي الطريق الت تفضي بالسالكي إل معرفة ال تبارك‬
‫وتعال بيقي قال وهي طريق الواص وهي الت خص با إبراهيم الليل عليه السلم ف قوله تعال وكذلك‬
‫نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض وليكون من الوقني سورة النعام ‪ 75‬لن الشك كله إنا هو ف‬
‫الجرام السماوية وأكثر النظار إنا انتهوا اليها واعتقدوا أنا آلة قلت قول هذا وأمثاله إن إبراهيم استدل‬
‫بطريق الركة هو من جنس قول أهل الكلم الذين يذمهم أصحابه وسلف المة إن إبراهيم استدل بطريق‬
‫الركة لكن هو يزعم أن طريقة الواص‬
‫طريقة أرسطو وأصحابه حيث استدلوا بالركة على أن حركة الفلك اختيارية وأنه يتحرك للتشبه‬
‫بوهر غي متحرك وأولئك التكلمون يقولون إن استدلل إبراهيم بالركة لكون التحرك يكون مدثا لمتناع‬
‫وجود حركات ل ناية لا وكل من الطائفتي تفسد طريقة الخرى وتبي تناقضها بالدلة العقلية وحقيقة‬
‫المر أن إبراهيم ل يسلك واحدة من الطريقي ول احتج بالركة بل بالفول الذي هو الغيب والحتجاب‬
‫كما قد بسط ف موضع آخر فالفل ل يستحق أن يعبد ولذا قال إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن‬
‫سورة الزخرف ‪ 27 26‬وقال إن وجهت وجهي للذي فطر السماوات والرض حنيفا وما أنا من الشركي‬
‫سورة النعام ‪ 79‬وقومه كانوا مقرين بالرب تعال لكن كانوا مشركي به فاستدل على ذم الشرك ل على‬
‫إثبات الصانع ولو كان القصود إثبات الصانع لكانت قصة إبراهيم حجة عليهم ل لم فإنه من حي بزغ‬
‫الكوكب والشمس والقمر إل أن أفلت كانت‬

‫متحركة ول ينف عنها الحبة ول تبأ منها كما تبأ ما يشركون لا أفلت فدل ذلك على أن حركتها‬
‫ل تكن منافية لقصود إبراهيم بل نافاه أفولا قال ابن رشد وأيضا فإن الزمان من العراض ويعسر تصور‬
‫حدوثه وذلك أن كل حادث فيجب أن يتقدمه العدم بالزمان فإن تقدم عدم الشيء على الشيء ل يتصور إل‬
‫من قبل الزمان وأيضا فالكان الذي يكون فيه العال إذا كان كل متكون فالكان سابق له يعسر تصور حدوثه‬
‫لنه إن كان خلء على رأي من يرى أن اللء هو الكان احتاج أن يتقدم حدوثه إن فرض حادثا خلء آخر‬
‫وإن كان الكان ناية السم الحيط بالتمكن على الرأي الثان لزم أن يكون ذلك السم ف مكان فيحتاج‬
‫ذلك السم إل السم وير المر إل غي ناية وهذه كلها شكوك عويصة وأدلتهم الت يرومون با بيان إبطال‬

‫قدم العراض إنا هي لزمة لن يقول بقدم ما يسن منه حادثا أعن من يضع أن جيع العراض غي‬
‫حادثة وذلك أنم يقولون إن العراض الت يظهر للحس أنا حادثة إن ل تكن حادثة فإما أن تكون منتقلة من‬
‫مل إل مل وإما أن تكون كامنة ف الحل الذي ظهرت فيه من قبل أن تظهر ث يبطلون هذين القسمي‬
‫فيظنون أنم قد بينوا أن جيع العراض حادثة وإنا بان من قولم أن ما يظهر من العراض حادثا فهو حادث‬
‫ول ما ل يظهر حدوثه ول ما يشك ف أمره مثل العراض الوجودة ف الجرام السماوية من حركاتا‬
‫وأشكالا وغي ذلك فتؤول أدلتهم على حدوث جيع العراض إل قياس الشاهد على الغائب وهو دليل‬
‫خطاب إل حيث النقلة معقولة بنفسها وذلك عند التيقن باستواء طبيعة الشاهد والغائب وأما القدمة الثالثة‬
‫وهي القائلة إن ما ل يلو من الوادث فهو حادث فهي مقدمة مشتركة السم وذلك أنا يكن أن تفهم على‬
‫معنيي أحدها ما ل يلو من‬
‫جنس الوادث ويلو من آحادها والثان ما ل يلو من واحد منها مصوص مشار إليه كأنك تقول ما‬
‫ل يلو من هذا السواد الشار إليه فهو مادي فأما هذا الفهوم الثان فهو صادق أعن ما ل يلو من عرض ما‬
‫يشار إليه وذلك أن العرض الادث يب بالضرورة أن يكون الوضوع له حادثا لنه إن كان قديا فقد خل‬
‫من ذلك العرض وقد كنا فرضناه ل يلو وهذا خلف ل يكن واما الفهوم الول وهو الذي يريدونه فليس‬
‫يلزم عنه حدوث الحل أعن الذي ل يلو من جنس الوادث لنه يكن أن يتصور الحل الواحد أعن السم‬
‫تتعاقب عليه أعراض غي متناهية إما متضادة وإما غي متضادة كأنك قلت حركات ل ناية لا وحركات‬
‫وسلوبات ل ناية لا كما يرى كثي من القدماء ف‬

‫العال أعن أنه يتكون واحدا بعد واحد ولذا لا شعر التأخرون من التكلمي بوهاء هذه القدمة راموا‬
‫شدها وتقويتها بأن بينوا ف زعمهم أنه ل يكن أن تتعاقب على مل واحد أعراض ل ناية لا وذلك أنم‬
‫زعموا أنه يب على هذا الوضع أن ليوجد ف الحل منها عرض ما مشار إليه إل وقد وجدت قبله أعراض ل‬
‫ناية لا وذلك يؤدي إل امتناع الوجود منها أعن الشار إليه لنه يلزم أل يوجد إل بعد انقضاء ما ل ناية له‬
‫ولا كان ما ل ناية له ل ينقضي وجب أل يوجد الشار إليه أعن الفروض موجودا مثال ذلك أن الركة‬
‫الوجودة اليوم للجرم السماوي إن كان قد وجد قبلها حركات ل ناية لا فقد كان يب أل يوجد ذلك‬
‫ومثلوا ذلك برجل قال لرجل ل أعطيك هذا الدينار حت أعطيك قبله دناني ل ناية لا قالوا فليس يكن أن‬
‫يعطيه ذلك الدينار الشار إليه أبدا قال وهذا التمثيل ليس بصحيح لن ف هذا التمثيل وضع‬

‫مبدأ وناية ووضع ما بينهما غي متناه لن قوله وقع ف زمان مدود وأعطاءه إياه يقع ف زمان مدود‬
‫فاشترط هو أن يعطيه الدينار ف زمان يكون بينه وبي ذلك الزمان الذي تكلم فيه أزمنة ل ناية لا وهي الت‬
‫يعطيه فيها دناني ل ناية لا وذلك مستحيل فهذا التمثيل بي أمره ل يشبه السألة المثل با وأما قولم إن ما‬
‫يوجد بعد وجود أشياء ل ناية لا ل يكن وجوده فليس بصادق من جيع الوجوه وذلك أن الشياء الت‬
‫بعضها قبل بعض توجد على نوين إما على جهة الدور وإما على جهة الستقامة فالت توجد على جهة الدور‬
‫الواجب فيها أن تكون غي متناهية إل أن يفرض فيها ما ينهيها مثال ذلك أنه إن كان شروق فقد كان‬
‫غروب وإن كان غروب فقد كان شروق فإن كان شروق فقد كان شروق وكذلك إن كان غيم فقد كان‬
‫بار صاعد من الرض وإن كان بار‬

‫صاعد من الرض فقد ابتلت الرض وإن كان قد ابتلت الرض فقد كان مطر وإن كان مطر فقد‬
‫كان غيم وأما الت تكون على استقامة مثل كون النسان من النسان وذلك النسان من إنسان آخر فإن هذا‬
‫إن كان بالذات ل يصح أن ير إل غي ناية لنه إذا ل يوجد الول من السباب ل يوجد الخر وإن كان‬
‫ذلك بالعرض مثل أن يكون النسان بالقيقة عن فاعل آخر غي النسان الذي هو الله وهو الصور له ويكون‬
‫الب إنا منلته منلة اللة من الصانع فليس يتنع إن وجد ذلك الفاعل يفعل فعل ل ناية له بالت غي متناهية‬
‫متبدلة أن يكون فعله لشخاص الناس على الدوام بأشخاص ل ناية لا أعن أنه يفعل البناء بالباء وإليه‬
‫الشارة ف قوله تعال أن اشكر ل ولوالديك سورة لقمان ‪ 14‬قلت مضمون هذا الكلم أن التسلسل ف‬
‫العلل متنع لن العلة يب وجودها عند وجود العلول وأما ف الشروط والثار مثل كون‬

‫الوالد شرطا ف وجود الولد ومثل كون الغيم شرطا ف وجود الطر فل يتنع وهذا فيه نزاع معروف‬
‫وقد ذكر ف غي هذا الوضع وليس ف هذا ما ينفع الفلسفة ف قولم بقدم الفلك وإنا غايته إبطال ما يقوله‬
‫من يقول بوجوب تناهي الوادث وقد تقدم غي مرة أن حجة الفلسفة باطلة على تقدير النقيضي فإنه إذا‬
‫امتنع وجود ما ل يتناهى بطل قولم وإن جاز وجوده ل يتنع أن يكون وجود الفلك متوقفا على حوادث‬
‫قبله وكل حادث مشروط با قبله كما يقولون هم ف الوادث الشهودة من الناسي والمطار كما ذكره بل‬
‫هذا يستلزم امتناع حدوث الوادث عن علة تامة مستلزمة لعلولا ويقتضي أنه يلزم من قولم أن ل يكون‬
‫للحوادث فاعل إذا كان كل حادث مشروطا بادث قبله والعلة التامة الستلزمة لعلولا يتنع عندهم وعند‬
‫غيهم أن يدث عنها شيء بوسط أو غي وسط لن ذلك يقتضي تأخر شيء من معلولتا فل تكون تامة بل‬
‫فيها إمكان ما بالقوة ل يرج إل الفعل وهو نقيض قولم قال ابن رشد وأيضا فإن قولم إن الركة الشار‬
‫إليها ل ترج إل وقد انقضت قبلها حركات ل ناية لا قول ل يسلمه الصوم فإن الصوم يقولون إنه ل‬
‫ينقضي إلما له ابتداء وما ل مبدأ له كما‬

‫نضعه نن فل انقضاء له وبذا ينكرون قولم إن ما وقع ف الاضي فقد دخل ف الوجود لن معن‬
‫دخل ف الوجود أنه تناهى وجوده وكمل ول يتناهى إل ما له ابتداء فأما ما ل يبتدىء فل يدخل ف الوجود‬
‫قلت لفظ النقضاء والقضاء قد يعن به الكمال والتمام كما قال تعال فإذا قضيت الصلة فانتشروا ف الرض‬
‫سورة المعة ‪ 10‬فإذا قضيتم مناسككم سورة البقرة ‪ 200‬ويقال قد انقضت هذه السنة وانقضى شهر‬
‫رمضان ونو ذلك فعلى هذا ل يكون النقضى الذي كمل وت إل ما له ابتداء إذ ما ل أول له ل يعقل كماله‬
‫وتامه وقد يعن بلفظ النقضاء النتهاء والضي والزوال فمعلوم أن الوادث الت كانت قبلها قد انقضت‬
‫ومضت وانتهت بعن أنا ل يبق منها شيء وعلى هذا فقول القائل كل حركة ل تكون حت يكون قبلها‬
‫حركات ل ناية لا معناه حت توجد قبلها حركات ل ابتداء لا ليس‬
‫الراد ل آخر لا بل الراد ليس لا ابتداء وهذا صحيح وهو أول السألة والنازع يقول إذا كانت‬
‫الركات ل أول لا فالعن أنه قد مضى ف الاضي ما ل ابتداء له كما يقال إنه سيوجد ف الستقبل ما ل‬
‫انتهاء له وهذا هو قوله فما الدليل على بطلن هذا فهنا اشتراك واشتباه ف اللفاظ والعان إذا ميزت ظهر‬
‫العن ولفظ الدخول ف الوجود قد يتناول ما كمل وجوده وما ل يكمل وجوده ويتناول ما وجد معا وما‬
‫وجد متعاقبا لكن قول القائل إن الاضي دخل ف الوجود دون الستقبل عند منازعة فرق ل تأثي له فإن أدلته‬
‫النافية المكان دوام ما ل يتناهى كالطابقة والشفع والوتر وغي ذلك يتناول المرين وهي باطلة ف أحدها‬
‫فيلزم بطلنا ف الخر ومن اعتقد صحتها مطلقا كأب الذيل والهم طردوها ف الاضي والستقبل وهو‬
‫خلف دين السلمي وغيهم من أهل اللل وهذا الذي يذكره هؤلء التفلسفة إنا يتوجه فيما مضى ول يبق‬
‫كالركات فأما النفوس النسانية الجتمعة إذا قالوا بأنه الن ف الوجود منها ما ل يتناهى وهو متمع وأن‬
‫ذلك ل يزال يزيد ل يكن ما ذكروه ف الركات متناول لذا ولذا فر ابن رشد من ذلك إل أن جعل النفوس‬
‫واحدة بالذات وشبهها بالضوء مع الشمس والضوء عرض وفساد هذا القول معلوم وليس هذا موضع بسطه‬

‫ولذا قال ابن رشد هنا وهذا كله ليس بينا ف هذا الوضع وإنا سقناه ليعرف أن ما توهم القوم من‬
‫هذه الشياء أنه برهان فليس برهانا ول هو من القاويل الت تليق بالمهور أعن الباهي البسيطة الت كلف‬
‫ال تعال با الميع من عباده اليان به قال فقد تبي لك من هذا أن هذه الطريقة ليست برهانية صناعية ول‬
‫شرعية وأيضا فإن خصماءهم ل يضعون قبل الدورة الشار إليها دورات ل‬

‫ناية لا لن من أصولم أن ما ل ناية له الائز الوجود هو الذي يوجد أبدا شيء خارج عنه أعن أنه‬
‫يكن أن يزاد عليه دائما فهم إنا يضعون أن قبل هذه الدورة الشار إليها دورة وقبل تلك الدورة دورة وذلك‬
‫إل غي ناية على التعاقب على مل واحد أي مت وجدت دورة وجدت قبلها ف الحل دورة وبعدها دورة‬
‫وأن هذا الرور إل غي ناية كالال ف الستقبل فإنا نقول إن بعد هذه الدورة دورة وبعدها دورة وذلك إل‬
‫غي ناية ول نقول إن بعد هذه الدورة دورات ل ناية لا فيلزم عن هذا أن يكون بعد الدورة الت كانت اليوم‬
‫بدة عشرة الف سنة دورات ل ناية لا وبعد الدورة الشار إليها الن فيكون ما ل ناية لا أعظم ما ل ناية‬
‫له وذلك مال وكذلك الال ف الدوار الاضية وقولم إن الفرق بي ما مضى وبي ما يأت أن ما يأت ل‬
‫يدخل ف‬

‫الوجود بعد وأن ما مضى قد انصرم وانقضى وما انصرم وانقضى فواجب أن يدخل ف الوجود فهو‬
‫متناه قول حق إل أن الوضع الذي يضعه خصماؤهم ف الدورات ليس بذه الصفة وذلك أنه إذا ل يكن هناك‬
‫حركة واجب أن تكون أول يستحيل أن تكون قبلها حركة فليس يب أن يكون ها هنا جلة هي أول جلة‬
‫دخلت ف الوجود ول جزء منها هو أول جزء دخل ف الوجود والذي دخل منها ف الوجود إنا هو شخص‬
‫واحد أو أشخاص متناهية إن كانت من الشياء الت يوجد منها أكثر من شخص واحد وذلك على جهة‬
‫التعاقب على مل واحد فمن أين يلزم ليت شعري إن كان الداخل منها ف الوجود إنا هو واحد وقبله واحد‬
‫أن يكون ها هنا جلة غي متناهية دخلت ف الوجود معا‬

‫والصل ف هذا كله أن ل يدخل ف الوجود إل ما انقضى وجوده وما انقضى وجوده ول ينقضي إل‬
‫ما ابتدى وجوده وإنا كان يلزم أن يدخل ف الوجود ما ل ناية له الاضي ف الوجود لو كان دخوله معا أعن‬
‫ما ل ناية له وأما الداخل فيه شخص فشخص على مل واحد وكأنك قلت على السم الدوري وليس هناك‬
‫أول فليس يب أن يكون ما دخل منها ف الوجود منحصرا أو متناهيا لن التناهي هو الذي يكن أن يزاد عليه‬
‫شيء وأي جلة فرضناها متناهية فإنه يكن أن يكون فيها جلة قبلها جلة أخرى وهذا هو حد ما ل ناية له‬
‫الائز الوجود أعن أن يكون أبدا يوجد شيء خارج عنه ويسألون كما أن تقدير وجود الباري سبحانه وتعال‬
‫ف الاضي غي متناه وكما أن تقدير وجوده ف الستقبل غي متناه وهذا معن قولنا ل يزل ول يزال هل تقدر‬
‫أفعاله ف الاضي متناهية أو غي متناهية‬

‫فإن قالوا غي متناهية كما هو ف الستقبل فقد اعترفوا بوجود ما ل ناية له ف الاضي على الشرط‬
‫الذي يوجد عليه ما ل ناية له أعن أن ل يوجد معا وأن ل ينقطع المكان وإن قالوا غي ذلك فقد أحالوا‬
‫على الوجود الزل أن تكون أفعاله أزلية ويلزمهم ذلك ف علمه بالادثات وإرادته لا فتكون معلوماته بالفعل‬
‫متناهية وكذا إرادته وبالقوة غي متناهية أما ف الاضي فمن قبل أنه ل يوز عندهم أن تكون أفعال ل ناية لا‬
‫وأما ف الستقبل فمن قبل أن ما ل ناية له إنا يوجد عندهم بالقوة وذلك شيء ل يقولونه فإن قالوا إراداته‬
‫ومعلوماته غي متناهية بالفعل فقد سلموا دخول ما ل ناية له بالفعل ف الوجود قال وهذا كله تشويش لعقائد‬
‫التشرعي وصد عن الغاية الت قصد با تعريفهم هذه الشياء وهو أن يكونوا مصممي ف هذه الشياء أخيارا‬
‫فإن من ليس بصمم العقيدة ف هذه ليس بي‬

‫قلت قول القائل هذا متناه أو غي متناه لفظ ممل يراد به ما ل يتناهى من أوله ول من آخره فل يكن‬
‫أن يزاد عليه وهذا هو مراد ابن رشد با ل يتناهى من أوله فقط أو من آخره فقط كالوادث الاضية إذا قيل ل‬
‫تتناهى فإنه ل ناية له من جهة البتداء بعن أنه ل ابتداء لا ولكن إذا قدر أنا انقضت اليوم فقد تناهت من‬
‫هذا الطرف قال ابن رشد فخصماء هؤلء التكلمي ل يقولون إن قبل هذه الدورة العينة دورات ل ناية لا‬
‫بالعن الول أي ليس لا أول ول آخر بل يعترفون أنه حينئذ يكون للدورات آخر وهذا عندهم هو الذي ل‬
‫يتناهى بالعن الخر وهو جائز عندهم قال لن من أصولم أن ما ل ناية له الائز الوجود هو الذي يوجد‬
‫أبدا شيء خارج عنه أعن أنه يكن أن يزاد عليه دائما قال فهم إنا يضعون أن قبل هذه الدورة الشار إليها‬
‫دورة‬

‫وقبل تلك الدورة دورة إل غي ناية على التعاقب على مل واحد كالال ف الستقبل فإنا نقول إن‬
‫بعد هذه الدورة دورة وبعد هذه الدورة دورة إل غي ناية ول نقول إن بعد هذه الدورة دورات ل ناية لا‬
‫فيلزم أن يكون بعد هذه الدورة بدة عشرة آلف سنة دورات ل ناية لا وبعد هذه الدورة دورات ل ناية لا‬
‫فيكون ما ل ناية له أعظم ما ل ناية له وذلك مال فمعن ما ل ناية له الذي جعل مقتضاه مال هو الذي ل‬
‫يقبل أن يزاد عليه وهو ما ل أول له ول آخر وأما إذا قيل وجد قبل هذه الدورة دورة وقبلها دورة إل غي‬
‫ناية فهنا إنا نفيت النهاية عن الانب الاضي دون الستقبل فل يطلق على الملة أنا ل تتناهى لنا تناهت‬
‫من أحد الانبي وإن كانت غي متناهية من الانب الخر فهو يسلم امتناع القضاء وجود ما ل يتناهى ف‬
‫الاضي إذا أريد به ما ل يتناهى من الانبي وما قدر متناهيا من أحدها فل يسلم امتناع انقضائه ول يطلق‬
‫عليه أنه ل يتناهى بل هو عنده قد تناهى لنه انقضى والتناهي‬

‫والنقضاء واحد لكن يقال فيه إنه وجد شيئا قبل شيء إل غي ناية فتكون النهاية مسلوبة عن ابتدائه‬
‫ل عن الانب الذي انتهى إليه ويقال ل يتناهى مقيدا ل مطلقا كما قال لن من أصولم أن ما ل ناية له‬
‫الائز وجوده هو الذي يوجد أبدا شيء خارج عنه أي يكن أن يزاد عليه دائما فهذا يسميه ما ل ناية له‬
‫الائز وجوده وهو أن يكون خارجا عنه شيء يكن أن يزاد عليه دائما هو إنا يقبل الزيادة من الهة الت‬
‫تناهى منها فهو متناه من أحد الطرفي غي متناه من الطرف الخر فلهذا جاز أن يقال ليس هو ما ل يتناهى‬
‫لتناهيه من جانب ويوز أن يقال هو ل يتناهى لعدم تناهيه من الانب الخر ولذا نقول إنه ل يدخل ف‬
‫الوجود إل ما انقضى وجوده وما انقضى ول ينقضي إل ما ابتدأ وجوده لنه إذا قدر أن الوادث دائمة ل‬
‫تزل ول تزال فلم تنقض وإنا يفرض النسان انقضاء الاضي فرضا وإنا النقضي ما ل يبق فيه شيء والوادث‬
‫إذا كانت مستمرة فما انقضت ول انتهت فما دخلت ف‬

‫الوجود والذي وجد ف الاضي فهو متناه ليس هو ما ل يتناهى وإنا يكون قد دخل ما ل يتناهى إذا‬
‫كان متنعا ف الوجود فيكون قد انقضى مع كونه غي متناه وهذا متنع فأما ما يوجد شيئا بعد شيء وهو ل‬
‫يزل ول يزال فهذا ليس يب أن يكون ما دخل منه ف الوجود منحصرا أو متناهيا لنه ل ينقض بل هو‬
‫متواصل الوجود والنقضى عنده ما انقطع وجوده ول يبق منه شيء وليست الوادث الستمرة كذلك فلفظ‬
‫انقضى وانتهى وانصرم ونو ذلك معناها متقارب فإذا قال التكلم الوادث الاضية قد انقضت فلو ل تكن‬
‫متناهية للزم انقضاء ما ل ناية له كان هذا تلبيسا فإنا إذا جعلت منقضية فإنا انقضت من جهتنا ل من البداية‬
‫ومن هذه الهة هي متناهية وأما من جهة البتداء فل انتهاء لا ول انقضاء وما ل يتناهى هو ما ل ينقضي ول‬
‫ينصرم فإذا قيل انصرم وانقضى ما ل يتناهى كان هذا تناقضا بينا والوادث الاضية ليس لا أول فإذا قدر أنا‬
‫انقضت فقد انتهت وانصرمت فل يطلق عليها أنا ل تتناهى مع تقدير أنا منقضية بل إذا قدر تناهيها فقد‬
‫انقضت وإن قدر استمرارها فلم تنقض وما ذكره ابن رشد كما أنه مبطل لقول من يقول بامتناع وجود ما ل‬

‫يتناهى ف الاضي والستقبل كما يقوله من يقوله من التكلمي فهو مبطل أيضا لقول إخوانه من‬
‫الفلسفة الذين يقولون بوجود ما ل يتناهى ول له أول ول آخر ف قديي متلفي كما يقولونه إن حركات‬
‫كل واحد من الفلك ل تتناهى ول لا بداية ول ناية مع أن إحدى الركات أكثر وأعظم من الخرى كما‬
‫يقولون إن القمر يتحرك ف كل شهر مرة والشمس ف كل سنة مرة والفلك الحيط ف كل يوم مرة فهو أعظم‬
‫مقدارا وأسرع حركة من فلك الشمس والقمر وغيها فإنه ميط بالميع فهو أعظم وهو يتحرك كل يوم‬
‫الركة الشرقية الت ترك با جيع الفلك وليس ف الفلك ما يتحرك كل يوم غيه فتكون حركته أكب‬
‫وأكثر من حركة سائر الفلك فلك الشمس والقمر وغيها فإن اليام أكثر عددا من الشهور والشهور أكثر‬
‫عددا من العوام ونفس التحرك كل يوم حركته أعظم مقدارا ما يتحرك ف الشهر والعام مع أن كل من هذه‬
‫الركات ليس لا أول ول آخر عندهم فيلزم من ذلك أن يكون ما ل يتناهى وليس له أول ول آخر كحركة‬
‫فلك القمر والشمس يقبل أن يزاد عليه أضعافا مضاعفة بل وجد ما هو بقدره أضعافا مضاعفة وهو حركة‬
‫الفلك الحيط فيكون ما ل يتناهى من‬

‫الانبي وليس له أول ول آخر أعظم ما ل يتناهى وليس له أول ول آخر وأكب منه وهذا هو الذي‬
‫بي ابن رشد وغيه من النظار أنه متنع ول يلزم هذا أئمة أهل اللل الذين قالوا إن الرب يفعل أفعال أو يقول‬
‫كلمات ل ناية لا ليس لا أول ول آخر فإن هؤلء يقولون ل قدي إل ال وحده وما سواه مدث ملوق فلم‬
‫يقم بغيه ول يصدر عن غيه ما ل يتناهى وإنا ذلك له وحده فلم يكن لغيه ما ل يتناهى من الطرفي ل أقل‬
‫ما له ول أكثر وذلك أن ابن رشد عنده ما ل يتناهى هو ما ل أول له ول آخر فما كان له منتهى ينتهي إليه‬
‫مدود فل بد أن يكون له مبدأ مدود فل يتناهى شيء ف النهاية إل وله مبدأ مدود ولذا قال وأيضا فإن‬
‫خصماءهم ل يضعون قبل الدورة الشار إليها دورات ل ناية لا لن من أصولم أن ما ل ناية له الائز‬
‫الوجود هو الذي يوجد أبدا شيء خارج عنه أعن أنه يكن أن يزاد عليه دائما إل قوله وقولم إن الفرق بي‬
‫ما مضى وبي ما يأت أن ما يأت ل يدخل ف الوجود بعد وأن ما مضى قد انقضى وانصرم وما انقضى وانصرم‬
‫فواجب أن يدخل ف الوجود فهو متناه فهو قول حق ومراده‬

‫بذلك أن الذي ينقضي وينصرم هو ما له مبتدأ وأما ما ل ابتداء له فل انتهاء له ولينقضي ول ينصرم‬
‫ولذا قال إل أن الوضع الذي يضعه خصماؤهم ف الدورات ليس بذه الصفة وذلك أنه إذا ل يكن هناك‬
‫حركة واجب أن تكون أول بيث يستحيل أن تكون قبلها حركة فليس يب أن يكون ها هنا جلة هي أول‬
‫جلة دخلت ف الوجود ول جزء منها هو أول جزء دخل ف الوجود والذي دخل منها ف الوجود إنا هو‬
‫شخص واحد أو أشخاص متناهية إن كانت من الشياء الت يوجد منها أكثر من شخص واحد إل قوله فمن‬
‫أين يلزم ليت شعري إن كان الداخل منها ف الوجود إنا هو واحد وقبله واحد أن يكون ها هنا جلة غي‬
‫متناهية دخلت ف الوجود معا قال والصل ف هذا كله أل يدخل ف الوجود إل ما انقضى وجوده وما‬
‫انقضى ول ينقضي إل ما ابتدأ وجوده إل قوله لن التناهي هو الذي يكن أن يزاد عليه شيء وأي جلة‬
‫فرضناها متناهية فإنه يكن أن يكون قبلها جلة أخرى وهذا هو حد ما ل يتناهى الائز الوجود‬

‫وقد قال قبل ذلك لن من أصولم أن ما ل ناية له الائز الوجود هو الذي يوجد أبدا شيء خارج‬
‫عنه أعن أنه يكن أن يزاد عليه دائما إل قوله ول نقول إن بعد هذه الدورة دورات ل ناية لا فيلزم من هذا‬
‫أن يكون بعد الدورة الت كانت اليوم بدة عشرة آلف سنة دورات ل ناية لا وبعد الدورة الشار إليها‬
‫دورات ل ناية لا فمن تدبر كلمه تبي له ما قلناه قلت فأما الكلم على إحاطة علم ال تعال بالكليات‬
‫والزئيات وإرادته فمذكور ف غي هذا الوضع وهذا الرجل قد أورد على هؤلء هذا السؤال العروف وهو‬
‫الذي أوقع أبا العال ف قوله بالسترسال وأن العلم ييط بأعيان الواهر وأنواع العراض ويسترسل على‬
‫أعيان العراض وهذا ليس هو قول من يقول بأنه يتعلق بالكليات فإن ذلك ل يفرق بي الواهر وأنواع‬
‫العراض وأعيانا ومن علم أن الكليات ل تكون كلية إل ف الذهن وأن كل موجود فإنه معي والفلك معينة‬
‫والعقول والنفوس عندهم معينة ونفسه القدسة معينة تبي له أن قول من يقول يعلم الكليات وأنه إنا يعلم‬
‫الزئيات‬

‫على وجه كلي مضمون كلمه أنه ل يعلم نفسه ول شيئا من الوجودات هذا وهم يقولون إنه مبدع‬
‫لا وسبب ف وجودها وأن العلم بالسبب يقتضي العلم بالسبب فقولم هذا يوجب علمه بنفسه وبكل موجود‬
‫وذلك يناقض هذا وهذا مبسوط ف موضعه وهذا الرجل أعن ابن رشد أراد أن يمع بي قولم هذا وبي‬
‫علمه بالزئيات فقال قول فيه من الية والتناقض ما هو مذكور ف موضعه والقصود هنا ذكر ما ناقض به‬
‫قول هؤلء التكلمي الذين يزعمون أن عقلياتم تعارض الكتاب والسنة وله أيضا من عقلياته الت يزعم أنا‬
‫تناقض ذلك ف الباطن ما هو مردود عليه بالعقل الصريح أيضا لكن من عرف كلم بعض هؤلء مع بعض‬
‫تبي له فساد كل ما يعارض به كل طائفة للنصوص النبوية وأنه ما من معقول يدعى معارضته لذلك إل وقد‬
‫نقضه أهل العقول با يتبي فساده فسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد ل رب‬
‫العالي سورة الصافات ‪ 182 180‬قال ابن رشد والول أن يقال لن وصل من المهور إل هذا‬

‫القدر من التشكك إن العال ليس هو موجودا واحدا وإنا هو أفعال ل متجددة ومتعاقبة فيمكن ف‬
‫العقل أن تكون هذه الفعال أزلية ويكن أن تكون مدثة إل أن الشرائع كلها قد وردت بأنا مدثة فيجب‬
‫التصديق بأحد الائزين الذي ورد به الشرع وأن يقال ف علمه وإرادته إنما غي مكيفي ول حادثي ول يلزم‬
‫فيهما الشك التقدم وإنا يلزم ف العلم الكيف الادث‬
‫فصل قال ابن رشد وأما الطريقة الثانية فهي الطريقة الت استنبطها أبو العال ف رسالته العروفة‬
‫بالنظامية ومبناها على مقدمتي إحداها أن العال بميع ما فيه جائز أن يكون على مقابل ما هو عليه حت‬
‫يكون من الائز مثل أن يكون أصغر ما هو وأكب ما هو عليه أو‬

‫شكل آخر غي الشكل الذي هو عليه أو عدد أجسامه غي العدد الذي هو عليه أو يكون حركة كل‬
‫متحرك منها إل جهة ضد الهة الت يتحرك إليها حت يكن ف الجر أن يتحرك إل فوق وف النار أن تتحرك‬
‫إل أسفل وف الركة الشرقية أن تكون غربية وف الغربية أن تكون شرقية والقدمة الثانية أن الائز مدث وله‬
‫مدث أي فاعل مدث صيه بأحد الائزين أول منه بالائز الخر قال فأما القدمة الول فهي خطابية ف‬
‫بادي الرأي وهي ف بعض أجزاء العال فظاهر كذبا بنفسها مثل كون النسان موجودا على خلقة غي هذه‬
‫اللقة الت هو عليها وف بعضه المر فيه مشكوك مثل كون الركة الشرقية غربية والغربية شرقية إذ كان ذلك‬
‫ليس معروفا بنفسه إذ كان يكن أن يكون ذلك لعلة غي بينة الوجود بنفسها أو تكون من العلل الفية على‬
‫النسان‬

‫ويشبه أن يكون ما يعرض للنسان ف أول المر عند النظر ف هذه الشياء شبيها با يعرض لن ينظر‬
‫ف أجزاء الصنوعات من غي أن يكون من أهل تلك الصنايع وذلك أن هذا الذي شأنه قد يسبق إل ظنه أن‬
‫كل ما ف تلك الصنوعات أو جلها مكن أن يكون على خلف ما هي عليه ويوجد على ذلك الصنوع ذلك‬
‫الفعل بعينه الذي صنع من أجله أعن غايته فل يكون ف ذلك الصنوع عند هذا موضع حكمة وأما الصانع‬
‫الذي يشارك الصانع ف شيء من علم ذلك فقد يرى أن المر بضد ذلك وأنه ليس ف الصنوع شيء إل‬
‫واجب ضروري أو ليكون به الصنوع أت وأفضل إن ل يكن ضروريا فيه وهذا هو معن الصناعة والظاهر أن‬
‫الخلوقات شبيهة ف هذا العن بالصنوع فسبحان اللق العظيم وهذه القدمة من جهة أنا خطابية قد تصلح‬
‫لقناع الميع ومن جهة أنا كاذبة ومبطلة لكمة الصانع فل تصلح لم وإنا صارت مبطلة للحكمة لن‬
‫الكمة ليست شيئا أكثر من معرفة‬

‫أسباب الشيء وإذا ل يكن للشيء أسباب ضرورية تقتضي وجوده على الصفة الت هو با ذلك النوع‬
‫موجودا فليس هنا معرفة يتص با الكيم الالق دون غيه كما أنه لو ل تكن أسباب ضرورية ف وجود‬
‫المور الصنوعة ل يكن هنالك صناعة أصل ول حكمة تنسب إل الصانع دون من ليس بصانع وأي حكمة‬
‫كانت تكون ف النسان لو كانت جيع أفعاله وأعماله يكن أن تتأتى بأي عضو اتفق أو بغي عضو حت يكون‬
‫البصار مثل يتأتى بالذان كما يتأتى بالعي والشم بالعي كما يتأتى بالنف وهذا كله إبطال للحكمة وإبطال‬
‫للمعن الذي سى به نفسه حكيما تعال وتقدست أساؤه عن ذلك قلت مضمون هذا الكلم إثبات ما ف‬
‫الوجودات من الكمة والغاية الناسبة لختصاص كل منها با خص به وأن ارتباط بعض المور ببعض قد‬
‫يكون شرطا ف الوجود وقد يكون شرطا ف الكمال وبإثبات هذا أخذ يطعن ف حجة أب العال وأمثاله من ل‬
‫يثبت إل مرد الشيئة الحضة الت تصص كل من الخلوقات بصفته وقدره فإن هذا هو قول طائفة من أهل‬
‫الكلم كالشعرية والظاهرية وطائفة من الفقهاء من أصحاب الئمة الربعة وأما المهور من السلمي‬

‫وغيهم فإنم مع أنم يثبتون مشيئة ال وإرادته يثبتون أيضا حكمته ورحته وهؤلء التفلسفة أنكروا‬
‫على الشعرية نفي الكمة الغائية وهم يلزمهم من التناقض ما هو أعظم من ذلك فإنم إذا أثبتوا الكمة الغائية‬
‫كما هو قول جهور السلمي فإنم يلزمهم أن يثبتوا الشيئة بطريق الول والحرى فإن من فعل الفعول لغاية‬
‫يريدها كان مريدا للمفعول بطريق الول والحرى فإذا كانوا مع هذا ينكرون الفاعل الختار ويقولون إنه‬
‫علة موجبة للمعلول بل إرادة كان هذا ف غاية التناقض ومن سلك طريقة أب العال ف هذا الدليل ل يتاج‬
‫إل أن ينفي الكمة بل يكنه إذا أثبت الكمة الرادة أن يثبت الرادة بطريق الول وحينئذ فالعال با فيه من‬
‫تصيصه ببعض الوجوه دون بعض دال على مشيئة فاعله وعلى حكمته أيضا ورحته التضمنة لنفعه وإحسانه‬
‫إل خلقه وإذا كان كذلك فقولنا إن ما سوى هذا الوجه جائز يراد به أنه جائز مكن من نفسه وأن الرب‬
‫قادر على غي هذا الوجه كما هو قادر عليه وذلك ل يناف أن تكون الشيئة والكمة خصصت بعض‬
‫المكنات القدورات دون بعض‬
‫فهذه القدمة الت ذكرها أبو العال مقدمة صحيحة ل ريب فيها وإنا الشأن ف تقرير القدمة الثانية‬
‫وقد ذكر الكلم عليها ف غي هذا الوضع وهو أن التخصص للممكنات ببعض الوجوه دون بعض هل يستلزم‬
‫حدوثها أم ل قال ابن رشد وقد ند ابن سينا يذعن إل هذه القدمة بوجه ما وذلك أنه يرى أن كل موجود‬
‫ما سوى الفاعل فهو إذا اعتب بذاته مكن وجائز وأن هذه الائزات صنفان صنف هو جائز باعتبار فاعله‬
‫وصنف هو واجب باعتبار فاعله مكن باعتبار ذاته وأن الواجب بميع الهات هو الفاعل الول قال وهذا‬
‫قول ف غاية السقوط وذلك أن المكن ف ذاته وف جوهره ليس يكن أن يكون ضروريا من جهة فاعله وإل‬
‫انقلبت طبيعة المكن إل طبيعة الضروري فإن قيل إنا نعن بكونه مكنا باعتبار ذاته أنه مت توهم فاعله مرتفعا‬
‫ارتفع هو قلنا هذا الرتفاع مستحيل لزم عن مستحيل وهو ارتفاع السبب الفاعل وليس هذا موضع الكلم‬
‫ف هذا الرجل ولكن‬

‫للحرص على الكلم معه ف الشياء الت اخترعها هذا الرجل استجزنا القول هنا معه قلت مراد ابن‬
‫رشد أن الفعول ل يكون قديا أزليا فإن الضروري عنده وعند عامة العقلء حت أرسطو وأتباعه وحت ابن‬
‫سينا وأتباعه وإن تناقضوا هو القدي الزل الذي يتنع عدمه ف الاضي والستقبل وهذا يتنع أن يكون مكنا‬
‫يقبل الوجود والعدم بل هذا ل يكون إل مدثا والحدث يتنع أن ينقلب قديا فلهذا قال المكن يتنع أن يكون‬
‫ضروريا وأما كون المكن الذي يكن وجوده وعدمه وهو الحدث يصي واجب الوجود بغيه فهذا ل ريب‬
‫فيه وما أظن ابن رشد ينازع ف هذا ولكن من التكلمي من ينازع ف هذا وهذا حق وإن قاله ابن سينا فليس‬
‫كل ما يقوله ابن سينا هو باطل بل مذهب أهل السنة أنه ما شاء ال كان فوجب وجوده وما ل يشأ ل يكن‬
‫فامتنع وجوده وهذا يوافق عليه جاهي اللق فإن هؤلء يقولون كل ما سوى ال ليس له من نفسه وجود‬
‫وهذا يعنون بكونه مكنا ل يعنون بذلك أنه يكن أن ل يوجد وإنا يقولون هو باعتبار نفسه ليستحق أن‬
‫يوجد ولكن باعتبار فاعله يب أن يوجد فهو واجب بغيه غي واجب بنفسه‬

‫ولم نزاع فيما أذا عدم هل يقولون عدم لعلم موجبه أو ل يعلل عدمه بل ليس له من نفسه وجود‬
‫وإنا وجوده بفاعله فإذا ل يفعله فاعل بقي على العدم الستمر هذا فيه نزاع وهو نزاع لفظي اعتباري وتقيق‬
‫المر أن عدم علته مستلزم لعدمه ل أن عدم علته فعل عدمه وأوجب عدمه ولكن يلزم من عدم علته عدمه‬
‫فإن أريد بالعلة ف عدمه الؤثر ف عدمه فعدمه الستمر ل يتاج إل مؤثر وإن أريد به الستلزم لعدمه فل ريب‬
‫أن عدم علته مستلزم لعدمه وهؤلء ل يقولون إن الائزات صنفان صنف هو جائز باعتبار فاعله وصنف هو‬
‫واجب باعتبار فاعله بل الائزات الوجودة كلها واجبة باعتبار فاعلها وما ل يوجد من الائزات فهو جائز‬
‫باعتبار نفسه وهو متنع لغيه فكما أن ما وجد من المكنات فهو واجب لغيه ل لنفسه فما ل يوجد منها‬
‫فهو متنع لغيه ل لنفسه فما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن فما شاء أن يكون فل بد أن يكون وليس هو‬
‫واجبا بنفسه ول له من نفسه وجوده بل ال مبدعه‬

‫وما ل يشأ ل يكن فإنه يتنع وجود شيء بدون مشيئة ال تعال وإن كان ال قادرا عليه وهو مكن ف‬
‫نفسه أي يكن أن يلقه ال لو شاء ال خلقه فهذا الباب كثي من الناع فيه لفظي وهم ل يعنون بكونه مكنا‬
‫باعتبار ذاته أنه مت توهم فاعله مرتفعا ارتفع هو ولكن ابن سينا وأتباعه الذين يقولون إن الفلك قدي أزل وهو‬
‫مع هذا مكن يعنون ذلك وأما عامة العقلء فيعنون بذلك أنه ل يوجد بنفسه وأنه باعتبار نفسه يكن أن‬
‫يوجد ويكن أل يوجد وما كان كذلك فهو مدث ولريب أنه مع هذا واجب بغيه حي وجوده ل قبل‬
‫وجوده يتنع ارتفاعه حي وجوده لمتناع ارتفاع فاعله ول يتنع ارتفاعه مطلقا إذ كان معدوما فوجد‬
‫فارتفاعه مستحيل حي وجوده لزم عن مستحيل والذي ينكره جهور العقلء ابن رشد وغيه على ابن سينا‬
‫ومن وافقه من التأخرين قولم بأن المكن الذي يقبل الوجود والعدم قد يكون قديا أزليا واجبا بغيه فهذا ما‬
‫ينكره المهور وقد ذكر ابن رشد أنه مالف لقول أرسطو ومتقدمي الفلسفة ولذا‬

‫لزم ابن سينا وموافقيه من التناقض ما ذكر بعضه الرازي وهم إذا حقق الكلم عليهم ف المكن فروا‬
‫إل إثبات المكان الستقبال وهو أنه يكن ف هذا الوجود أن يعدم ف الستقبل وف العدوم العي أن يوجد ف‬
‫الستقبل فيكون المكن وجوده وعدمه ل يكون إل مدثا وهذا قول جهور العقلء وكلمهم ف الليات وف‬
‫هذا المكن القدي الزل مضطرب غاية الضطراب كما ذكره ابن رشد وغيه وأما كلمهم فيه ف النطق‬
‫وغيه فوافقوا فيه سلفهم أرسطو وأتباعه وسائر العقلء وصرحوا بأن المكن الذي يكن وجوده ويكن عدمه‬
‫ل يكون إل مدثا مسبوقا بعدم نفسه وقسموا المكن إل أقسام كلها مدثة وجعلوا قسيم المكن العامي هو‬
‫الضروري الواجب وجوده وهو القدي الزل وصرحوا بأن ما كان قديا أزليا يتنع أن يقال إنه مكن يقبل‬
‫الوجود والعدم ومن صرح بذلك ابن سينا وأتباعه لا تكلموا ف الليات‬

‫وأحدثوا مذهبا ركبوه من مذهب سلفهم أرسطو وأتباعه ومن مذهب أهل الكلم العتزلة ونوهم‬
‫وقسموا الوجود إل واجب ومكن كما قسمه التكلمون إل قدي وحادث وهذا التقسيم ابتدعوه ل يذهب‬
‫إليه قدماء الفلسفة بل قدماؤهم قسموه إل جوهر وتسعة أعراض كما هو معروف ف كتاب قاطيغورياس‬
‫وجعلوا العلة الول من مقولة الوهر وهؤلء جعلوا هذه القسمة للممكن وقالوا الوجود إما واجب وإما‬
‫مكن والمكن ل بد له من واجب فيلزم ثبوت الواجب على التقديرين وظنوا أن هذه الطريقة الت ابتدعوها‬
‫ف إثبات رب العالي طريقة عظيمة وأنا غاية عقول العقلء وهي من أفسد الطرق ل تدل على إثبات مبدع‬
‫للعال ألبتة فإنم يتاجون إل حصر الوجود ف القسمي ث إل بيان أن المكن الذي جعلوه قسيم الواجب‬
‫يستلزم ثبوت الواجب الذي ادعوه وهذا متنع على طريقهم فإنم اذا قالوا الوجود إما أن يقبل العدم وإما أن‬
‫ل يقبله وما قبل العدم فهو المكن ول بد له من واجب قيل لم إن عنيتم با يقبل العدم الحدث كان مقتضى‬
‫الجة إثبات قدي مدث للمحدثات وهذا حق ولكن القدي عندكم قد يكون‬

‫واجبا وقد يكون مكنا فليس ف هذا ما يدل على إثبات واجب وإن قلتم إن المكن ل بد له من‬
‫واجب قيل لكم فمعلوم أن الحدث ل بد له من فاعل وأما ما جعلتموه قديا أزليا وسيتموه مكنا فهذا ليعلم‬
‫أنه يفتقر إل فاعل بل عامة العقلء يقولون إنه يتنع أن يكون لذا فاعل ولو قدر أن له فاعل لكان هذا ما يعلم‬
‫بنظر دقيق خفي فل يكن ان يكون إثبات واجب الوجود موقوفا على مثل هذه القدمة فإن قالوا نن قد‬
‫قررنا أنه مكن ول بد للممكن من واجب قيل أنتم جعلتموه مكنا قديا أزليا وهذا عند جهور العقلء جع‬
‫بي النقيضي وهو متنع والمتنع قد يلزمه حكم متنع وإنا موجب دليلكم ثبوت قدي أزل وهذا حق والقدي‬
‫الزل عندكم يكن أن يكون واجبا ويكن أن يكون مكنا وهذا المكن ل نعلم أنه يفتقر إل واجب فل يلزم‬
‫ثبوت الواجب الذي ادعيتموه كما ل يلزم ثبوت المكن الذي ادعيتموه وإن قلتم إذا قدر عدم هذا المكن‬
‫لزم ثبوت القسم الخر وهو الواجب لنصار الوجود ف الواجب والمكن كما بيناه قيل لكم كما ل يلزم‬
‫ثبوت هذا المكن فلم يثبت نفيه بل الشك حاصل وإن قدر انتفاؤه‬

‫فإذا ل يثبت وجود مكن بل واجب ل يكن ف هذا ما يدل على أن ف الوجود ما هو مكن وأمكن‬
‫أن يقال الوجود كله واجب كما يقوله من يقول بوحدة الوجود ويقول عي وجود ما يسمى مكنا ومدثا هو‬
‫عي وجود الواجب فصار حقيقة قولكم إن الوجود كله إما واجب وإما مكن هو نوعان قدي ومدث وهذا‬
‫الكلم ل فائدة فيه بل ليس فيه إل ذكر التقسيم والشك ف وجود الواجب أو إثبات واجب يعم الحدث‬
‫والقدي وهو باطل قطعا فليس فيه إل الزم بالباطل أو الشك ف الق أو يقولوا إن الوجود يكن أن يكون كله‬
‫واجبا ويكن أن يكون ليس فيه واجب بل هو إما مدث وإما قدي مكن ومعلوم أن كل القولي معلوم‬
‫الفساد بالضرورة وأن الوجود فيه حوادث كانت معدومة فوجدت وهذه مكنات وأنه ل بد لا من قدي أزل‬
‫والقدي الزل يب وجوده ويتنع أن يكون مكنا وهذا يبي أن كل ما سوى الواجب الوجود البدع فهو‬
‫مدث كائن بعد أن ل يكن وهذا كله يناقض ما قالوه ولذا يوجد ف بوث من سلك طريقهم كالرازي‬
‫والمدي من البحوث الضطربة ف الواجب والمكن والعلة والعلول ما ليس هذا موضع بسطه وقد تكلم عليه‬
‫ف غي هذا الوضع‬
‫فصل فإن قالوا نن إذا قلنا الوجود إما واجب ذاته ل تقبل العدم وإما مكن يقبل العدم وما كان‬
‫قابل للعدم فل بد له من واجب لزم ثبوت الواجب على التقديرين مع قطع النظر عن المكن هل يكون قديا‬
‫أم ل بل نفس تصور هذه القيقة وهو كونه يقبل العدم فيلزم افتقاره إل فاعل قيل هذا صحيح ولكن هذا‬
‫التقسيم ل يستلزم ثبوت القسمي ف الارج إن ل يبي ثبوت المكن ولكن يلزم ثبوت موجود ل يقبل العدم‬
‫على التقديرين وهذا ل يناقض قول القائل بأن الوجود واحد ل يقبل العدم وإنا يبطل قول هؤلء إذا بي أن‬
‫ف الوجود ما هو مكن يقبل العدم وليس ف مرد التقسيم ثبوت القسمي وإنا يثبت القسمان إذا ثبت أن ف‬
‫الوجود مكنا يقبل العدم وهذا المكن ل بد له من واجب وحينئذ فيكون استدلل بوجود المكن العلوم‬
‫إمكانه على القدي وهذا استدلل بالحدثات على القدي ل استدلل بالوجود من حيث هو وجود على وجود‬
‫الواجب كما ظن ابن سينا وأتباعه بأن الوجود من حيث هو‬

‫وجود إذا دل على وجود واجب ل يناقض ذلك أن يكون الوجود كله واجبا فإذا قال أنا أبي بعد‬
‫ذلك أن فيه مدثا قيل إذا بي ذلك ثبت أن فيه قديا ويكون الدليل على ثبوت القدي هو الوادث وهذه‬
‫طريقة صحيحة وهي تدل على إثبات قدي ل على ثبوت واجب له مفعول قدي لكن نفس الوجود يدل على‬
‫ثبوت موجود قدي واجب الوجود على كل تقدير ث يقال وليس الوجود كله واجبا قديا فإنا نشهد حدوث‬
‫الحدثات والحدث ليس بقدي وليس بواجب الوجود يتنع عدمه ول بمتنع الوجود يب عدمه فإن كان‬
‫موجودا تارة ومعدوما اخرى فعلم أنه يكن وجوده وعدمه وما كان هكذا فل بد له من فاعل قدي أزل يتنع‬
‫عدمه فثبت وجود الوجود القدي الزل من نفس الوجود ومن وجود الحدثات وثبت من وجود الحدثات‬
‫أنه ليس كل موجود قديا ول واجبا بل ثبت انقسام الوجود إل قدي واجب وإل مدث مكن بذه الطريق‬
‫وهي طريق الدوث وطريق المكان الذي ل يناقض الدوث بل يلزمه فأما المكان الذي ابتدعوه فل يثبت‬
‫هو بنفسه وليثبت به شيء ث الكلم ف تعيي القدي الواجب وأن السماوات مدثة له طرق‬

‫متعددة ضرورية ونظرية كما قد بسط ف موضع آخر وبي أن معرفة الصانع فطرية ضرورية معرفته‬
‫بعينه وأن السماوات والرض وما بينهما ملوقة له حادثة بعد أن ل تكن وأن كل مولود يولد على الفطرة وأن‬
‫ال خلق عباده حنفاء ولكن شياطي النس والن أفسدوا فطرة بعض الناس فعرض لم ما أزاحهم عن هذه‬
‫الفطرة ولذا قالت الرسل أف ال شك فاطر السماوات والرض سورة إبراهيم ‪ 10‬ولا قال فرعون لوسى‬
‫على سبيل النكار لا قال موسى إن رسول من رب العالي قال وما رب العالي سورة الشعراء ‪ 23‬قال له‬
‫موسى رب السماوات والرض وما بينهما إن كنتم موقني قال لن حوله أل تستمعون قال ربكم ورب‬
‫آبائكم الولي قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لجنون قال رب الشرق والغرب وما بينهما إن كنتم‬
‫تعقلون سورة الشعراء ‪ 28 24‬ولا قال لوسى وهارون فأتيا فرعون فقول إنا رسول رب العالي سورة‬
‫الشعراء ‪ 16‬قال ابن رشد وأما القدمة الثانية وهي القائلة إن الائز‬

‫مدث فهي مقدمة غي بينة بنفسها وقد اختلف فيها العلماء فأجاز أفلطون أن يكون شيئا جائزا أزليا‬
‫ومنعه أرسطو طاليس وهو مطلب عويص ول يتبي حقيقته إل لهل صناعة البهان وهم العلماء الذين خصهم‬
‫ال بعلمه وقرن شهادتم ف الكتاب العزيز بشهادته وشهادة ملئكته قلت أما دعواه أن العلماء الذكورين ف‬
‫القرآن هم إخوانه الفلسفة أهل النطق وأتباع اليونان فدعوى كاذبة فإنا نعلم بالضطرار من دين السلم أن‬
‫الذين أثن ال عليهم بالتوحيد ليس هم من الشركي الذين يعبدون الكواكب والوثان ويقولون بالسحر ول‬
‫من يقول بقدم الفلك ول من يقول قول يستلزم أن تكون الوادث حدثت بأنفسها ليس لا فاعل ونعلم‬
‫بالضطرار أن العلم بالتوحيد ليس موقوفا على ما انفردوا به ف النطق من الكلم ف الد والقياس با يالفهم‬
‫فيه أكثر الناس كتفريقهم بي الذاتيات والعرضية اللزمة للماهية وتفريقهم بي حقيقة العيان الوجودة الت‬
‫هي ماهيتها وبي نفس الوجود الذي هو المر الوجود وأمثال ذلك وهذا الذي ذكره من ينازع هذين فإنه‬
‫ينصر قول‬

‫أرسطو طاليس ويقول إن الائز وجوده وعدمه ل يكون إل مدثا وينكر على ابن سينا قوله بأن الائز‬
‫وجوده وعدمه يكون قديا أزليا وحكايته لذا عن أفلطون قد يقال إنه ل يصح فيما يثبته قديا من الواهر‬
‫العقلية كالدهر والادة واللء فإنه يقول بأنا جواهر عقلية قدية أزلية لكن القول مع ذلك بأنا جائزة مكنة‬
‫ونقل ذلك عنه فيه نظر وأما الفلك فالنقول عن أفلطون وغيه أنا مدثة فإن أرسطو طاليس يقول بقدم‬
‫الفلك والعقول والنفوس وهي على اصطلح هؤلء مكنة جائزة وعلى أصله يكون الائز المكن بنفسه أزليا‬
‫وهم ينقلون إن أول من قال من هؤلء بقدم العال هو أرسطو طاليس وهو صاحب التعاليم وأما القدماء‬
‫كأفلطون وغيه فلم يكونوا يقولون بقدم ذلك وإن كانوا يقولون أو كثي منهم بقدم أمور أخرى قد يلق‬
‫منها شيء آخر ويلق من ذلك شيء آخر إل أن ينتهي اللق إل هذا العال فهذا قول قدمائهم أو كثي منهم‬
‫وهو خي من قول أرسطو وأتباعه قال ابن رشد وأما أبو العال فإنه رام أن يبي هذه القدمة‬

‫بقدمات إحداها أن الائز ل بد له من مصص يعله بأحد الوصفي الائزين أول من الثان والثانية أن‬
‫هذا الخصص ل يكون إل مريدا والثالثة أن الوجود على الرادة حادث ث بي أن الائز يكون عن الرادة‬
‫أي عن فاعل مريد من قبل أن كل فعل فإما أن يكون عن الطبيعة وإما عن الرادة والطبيعة ليس يكون عنها‬
‫أحد الائزين التماثلي دون ماثلة مثال ذلك أن السقمونيا ليس تذب الصفراء الت ف الانب الين من البدن‬
‫دون الت ف اليسر وأما الرادة فهي الت تصص الشيء دون ماثلة ث أضاف إل هذه أن العال ياثل كونه ف‬
‫الوضع الذي خلق فيه من الو الذي خلق فيه يريد اللء لكونه ف غي ذلك الوضع من ذلك اللء فانتج‬
‫ذلك أن العال خلق عن إرادة‬

‫قال والقدمة القائلة إن الرادة هي الت تص أحد التماثلي صحيحة والقائلة إن العال ف حد ييط به‬
‫كاذبة أو غي بينة بنفسها ويلزم أيضا عن وضعه هذا اللء أمر شنيع عندهم وهو أن يكون قديا لنه إن كان‬
‫مدثا احتاج إل خلء قلت أما تسليمه أن الرادة تص أحد التماثلي فيناقض ما قد ذكر أول من أنه ل بد‬
‫ف الفعول من حكمة اقتضت وجوده دون الخر والرادة تتعلق بالفعول لعلم الريد با ف الفعول من تلك‬
‫الكمة الطلوبة ومن كان هذا قوله امتنع عنده تصيص أحد التماثلي بالرادة بل ل بد أن يتص أحدها بأمر‬
‫أوجب تعلق الرادة به وإل فمع التساوي يتنع أن يراد أحدها على هذا القول ومت سلم هذا أمكن أن يقال‬
‫إن مرد اختيار الفاعل وهي إرادته خصت الوجود بدهر دون دهر مع التماثل وبقدر دون قدر وبوصف دون‬
‫وصف واما منازعته ف أن العال ف حد ييط به فهم ل يتاجون أن يثبتوا أمرا وجوديا يكون العال فيه بل‬
‫هم يقولون إنا نعلم إمكان تيامنه وتياسره بالضرورة وإن كان ما وراءه عدم مض وتسمية ذلك موضعا كقول‬
‫القائل العال ف موضع ولفظ الوضع والكان واليز يراد به أمر موجود وأمر معدوم‬

‫قال ابن رشد وأما القدمة القائلة إن الرادة ل يكون عنها إل مراد حادث فلذلك شيء غي بي‬
‫وذلك أن الرادة الت هي بالفعل فهي مع فعل الراد نفسه لن الرادة من الضاف وقد تبي أنه إذا وجد أحد‬
‫الضافي بالفعل وجد الخر بالفعل مثل الب والبن وإذا وجد أحدها بالقوة وجد الخر بالقوة فإن كانت‬
‫الرادة الت بالفعل حادثة فالراد ل بد حادث وإن كانت الرادة الت بالفعل قدية فالراد الذي بالفعل قدي‬
‫وأما الرادة الت تتقدم الراد فهي الرادة الت بالقوة أعن الت ل يرج مرادها إل الفعل إذا ل يقترن بتلك‬
‫الرادة الفعل الوجب لدوث الراد ولذلك هو بي أنا إذا خرج مرادها للفعل أنا على نو من الوجود ل‬
‫تكن عليه قبل خروج مرادها إل الفعل إذ كانت هي السبب ف حدوث الراد بتوسط الفعل فإذا لو وضع‬
‫التكلمون أن الرادة حادثة لوجب أن يكون الراد مدثا ول بد قال والظاهر من الشرع أنه ل يتعمق هذا‬
‫التعمق مع المهور‬

‫ولذلك ل يصرح ل بإرادة قدية ول حادثة بل صرح با الظهر منه أن الرادة موجدة موجودات‬
‫حادثة وذلك قوله تعال إنا قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون سورة النحل ‪ 40‬وإنا كان ذلك‬
‫كذلك لن المهور ل يفهمون موجودات حادثة عن إرادة قدية بل الق أن الشرع ل يصرح ف الرادة ل‬
‫بدوث ول قدم لكون هذا من التشابات ف حق الكثر وليس بأيدي التكلمي برهان قطعي على استحالة‬
‫إرادة حادثة ف موجود قدي لن الصل الذي يعولون فيه على نفي قيام الرادة الادثة بحل قدي هي القدمة‬
‫الت بينا وهنها وهي أن ما ل يلو عن الوادث حادث وسنبي هذا العن بيانا أت عند القول ف الرادة قلت‬
‫الكلم ف الرادة وتعددها أو وحدة عينها أو نوعها أو عمومها أو خصوصها وقدمها أو حدوثها أو حدوث‬
‫نوعها أو عينها وتنازع الناس ف ذلك ليس هذا موضعه وهي من أعظم مارات النظار والقول فيها يشبه‬
‫القول ف الكلم ونوه لكن نفس تسليم‬

‫الرادة للمفعول يستلزم حدوثه بل تسليم كون الشيء مفعول يستلزم حدوثه فأما مفعول مراد أزل ل‬
‫يزل ول يزال مقارنا لفاعله الريد له الفاعل له بإرادة قدية وفعل قدي فهذا ما يعلم جهور العقلء فساده‬
‫بضرورة العقل وحينئذ فبتقدير أن يكون الباري ل يزل مريدا لن يفعل شيئا بعد شيء يكون كل ما سواه‬
‫حادثا كائنا بعد أن ل يكن وتكون الرادة قدية بعن أن نوعها قدي وإن كان كل من الحدثات مرادا بإرادة‬
‫حادثة قال فقد تبي لك من هذا كله أن الطرق الشهورة للشعرية ف السلوك إل معرفة ال تعال ليست طرقا‬
‫نظرية يقينية ول طرقا شرعية يقينية وذلك ظاهر لن تأمل أجناس الدلة النبهة ف الكتاب العزيز على هذا العن‬
‫أعن معرفة وجود الصانع تعال وذلك أن الطرق الشرعية إذا تؤملت وجدت ف الكثر قد جعت وصفي‬
‫أحدها أن تكون يقينية والثان أن تكون بسيطة غي‬

‫مركبة أعن قليلة القدمات فتكون نتائجها قريبة من القدمات الول قال ابن رشد وأما الصوفية‬
‫فطرقهم ف النظر ليست طرقا نظرية أعن مركبة من مقدمات وأقيسة وإنا يزعمون أن العرفة بال وبغيه من‬
‫الوجودات شيء يلقى ف النفس عند تريدها من العوارض الشهوانية وإقبالا بالفكرة على الطلوب ويتجون‬
‫لتصحيح هذا بظواهر من الشرع كثية ونن نقول إن هذه الطريقة وإن سلمنا وجودها فليست عامة للناس‬
‫با هم ناس ولو كانت هذه الطريقة هي القصودة بالناس لبطلت طريقة النظر ولكان وجودها ف النسان عبثا‬
‫مثل قوله تعال واتقوا ال ويعلمكم ال سورة البقرة ‪ 282‬ومثل قوله تعال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم‬
‫سبلنا سورة العنكبوت ‪ 69‬ومثل قوله ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا ال يعل لكم فرقانا سورة النفال ‪ 29‬إل‬
‫أشياء كثية يظن أنا عاضدة لذا العن‬

‫والقرآن كله دعاء إل النظر والعتبار وتنبيه على طرق النظر نعم لسنا ننكر أن إماتة الشهوات قد‬
‫تكون شرطا ف صحة النظر مثلما تكون الصحة شرطا ف صحة النظر ل أن إماتة الشهوات هي الت تفيد‬
‫العرفة بذاتا وإن كانت شرطا فيها كما أن الصحة شرط ف العلم وإن كانت ليست مفيدة له ومن هذه‬
‫الهة دعا الشارع إل هذه الطريقة وحث عليها ف جلة ما حث أعن على العمل ل أنا كافية بنفسها كما‬
‫ظن القوم بل إن كانت نافعة ف النظرية فعلى الوجه الذي بينا وهذا بي عند من أنصف واعتب المر بنفسه‬
‫قلت العمل الذي أصله حب ال تعال أمر الشرع به لنه مقصود ف نفسه وهو معي على حصول العلم النافع‬
‫كما أنه معي على حصول عمل آخر صال كما أن الشرع أمر بالعلم بال تعال لنه مقصود ف نفسه وهو‬
‫معي على العمل الصال وعلى علم آخر نافع‬

‫قال ابن رشد واما العتزلة فإنه ل يصل إلينا ف هذه الزيرة من كتبهم شيء نقف منه على طرقهم الت‬
‫سلكوها ف هذا العن ويشبه أن تكون طرقهم شيئا من جنس طرق الشعرية قلت طريق العتزلة هي الطريق‬
‫الت ذكرها عن الشعرية وإنا أخذها من أخذها من الشعرية عنهم والعتزلة هم الصل ف هذه الطريقة وعنهم‬
‫انتشرت وإليهم تضاف ولذا لا كان الشعري تارة يوافقهم وتارة يوافق السلف والئمة وأهل الديث والسنة‬
‫ذم هذه الطريقة كما تقدم ذكر كلمه ف ذلك فذمها وعابا موافقة للسلف والئمة ف ذلك وابن رشد رأى‬
‫ما رآه من كتب الشعرية فرأى اعتمادهم عليها فلذلك تكلم عليها وأفضل متأخري العتزلة هو أبو السي‬
‫البصري وعلى هذه الطريقة ف كتبه كلها يعتمد حت ف كتابه الذي ساه غرر الدلة‬

‫قال ف أوله إنا ذاكرون الغرض بذا الكتاب والنفعة به لكن إذا عرف النسان شرف النفعة وشرف‬
‫تلك الغرض صبت نفسه على تمل الشاق ف طلبها والجتهاد ف تصيلها فنقول إن الغرض به هو التوصل‬
‫بالدلة إل معرفة ال تعال ومعرفة ما يوز عليه وما ل يوز عليه من الصفات والفعال وصدق رسله وصحة‬
‫ما جاؤوا به قال وظاهر أن النفعة بذلك عظيمة شريفة من وجوه منها أن من عرف هذه الشياء بالدلة أمن‬
‫من أن يستزله غيه عنها ومنها أنه يكنه أن يرد غيه عن الضلل إليها ومنها أن يكون على ثقة ما يقدم عليه‬
‫ف معاده غي خائف من أن يكون على ضلل يوديه إل اللك قال وليس أحد يثق بصحة ما جاءت به الرسل‬
‫إل بعد العرفة بصدقهم ول تصل العرفة بصدقهم إل بالعجزات الت تيزهم عن غيهم وليس تدل العجزات‬
‫على صدقهم إل إذا صدرت من ل يفعل القبيح لكي يؤمن أن نصدق الكذابي وليس يؤمن أنه ل يفعل القبيح‬
‫إل إذا عرف أنه عال بقبحه عال باستغنائه عنه ول يعرف‬

‫غناءه إل بعد أن يعلم أنه غي جسم ول يعرف أنه غي جسم إل إذا عرف أنه قدي ول يعلم أنه عال‬
‫بكل قبيح إل إذا علم أنه عال بكل شيء ول يعلمه كذلك إل إذا علم أنه عال لذاته ول يعلمه كذلك إل إذا‬
‫علم أنه عال ول يعلم أنه يثيب ويعاقب إل إذا علم أنه قادر حي ول يعرف موصوفا بذه الصفات إل إذا‬
‫عرفت ذاته وإنا تعرف ذاته إذا استدل عليها بأفعاله لنا غي مشاهدة ول معروفة باضطرار ول طريق إليها إل‬
‫أفعاله فيجب ان نتكلم ف هذه الشياء لنعلم صحة ما جاءت به الرسل ونتمتثله فنكون آمني ف العاد ث قال‬
‫باب الدللة على مدث الجسام الدللة على مدث الجسام والواهر هي أن الجسام والواهر مدثة وكل‬
‫مدث فله مدث فللجسام إذا مدث قال وهذا الكلم يشتمل على أصلي أحدها قولنا إن السم ل يسبق‬
‫الركات والسكنات الحدثة والخر قولنا وكل ما ل يسبق الحدث فهو مدث فالول يشتمل على ثلث‬
‫دعاو إثبات الركة والسكون وأن السم ما سبقهما وأنما مدثان والصل الخر ل يشتمل إل على دعوى‬
‫واحدة وهو أن ما ل يسبق الحدث مدث فصارت الدعاوى أربعا ونن نبينها ليصح حدوث السم‬

‫قلت وهذه هي الدعاوى الربع الت ذكرها أبو العال ف أول الرشاد لكن جعل بدل الركات‬
‫والسكنات العراض ولكنه ل يقرر حدوث العراض إل بدوث الكوان ول يقرر ذلك إل بالجتماع‬
‫والفتراق وأما طريقة الركة والسكون الت اعتمدتا العتزلة فهي الت يعتمدها الرازي وهي أقوى ما سلكه‬
‫المدي وغيه حيث سلكوا طريقة العراض مطلقا بناء على أن العرض ل يبقى زماني فإن هذه أضعف‬
‫الطرق وطريقة الركة أقواها وطريقة الجتماع والفتراق بينهما وهي طريقة أب السن الشعري وطريقة‬
‫الكرامية وغيهم من يقول إنه جسم ث إن أبا السي احتج لذه الدعاوى الربع بنظي ما تقدم قال فإن قيل‬
‫فما الدليل على أن الركة غيه قيل لو كان ترك السم هو السم لكان إذا بطل ترك السم بطل السم‬
‫ولو كان ترك السم هو السم لكانت الدللة على ما حدث التحرك دللة على حدث السم فلو كان ترك‬
‫السم هو السم لكان أسهل ف الدللة على حدث السم‬

‫قلت هذا ينبن على أن ما ليس هو الشيء فهو غيه وهو قول العتزلة وأما الصفاتية فينازعونم ف هذا‬
‫ويقولون الصفة ل يطلق عليها إنا هي هو ول إنا غيه وأئمتهم ل يقولون ل هي هو ول هي غيه لن لفظ‬
‫الغي ممل وكثي منهم يقولون ل هي هو ول هي غيه لكن الستدلل يشي بأن تكون الركة ليست هي‬
‫السم وهي حادثة ويشي بأن يقال الغيان ما جاز مفارقة أحدها الخر بزمان أو مكان أو وجود والركة‬
‫تفارق السم بالوجود فإنه قد يكون موجودا ول حركة له لكن يقال ل نسلم أن كل جسم يوز أن يفارقه‬
‫نوع الركة بل قد تقارنه عي الركة وهم ل يدعون أن السم مستلزم لعي الركة والسكون بل لنوعها‬
‫قال أبو السي والدللة على استحالة سبق السم لنس الركة والسكون هي أنه لو سبقه لكان ل وقفا ول‬
‫مارا ول حاصل ف مكان مع أنه جرم متحيز والعلم باستحالة ذلك ضروري قال والدللة على حدوث‬
‫الركة والسكون هي أن كل حركة وسكون يوز عليهما العدم والقدي ل يوز عليه العدم وإنا قلنا يوز‬
‫العدم على السكنات والركات لنه ما من جسم متحرك إل ويكن أن يسكن أو يول من حركة إل حركة‬
‫كخروج الفلك من دورة إل‬
‫دورة وما من جسم ساكن إل ويكننا أن نركه إما بملته أو بأجزائه كالجسام العظام وإنا قلنا إن‬
‫القدي ل يوز عليه العدم لن القدي واجب الوجود ف كل حال وما وجب وجوده ف كل حال استحال‬
‫عدمه وإنا قلنا إنه واجب الوجود ف كل حال لنه موجود فيما ل يزل فإما أن يكون وجوده على طريق‬
‫الواز أو على طريق الوجوب فلو كان موجودا على طريق الواز ل يكن بالوجود أول منه بالعدم لول فاعل‬
‫ويستحيل أن يوجد القدي بالفاعل لن العقول من الفاعل هو الحصل للشيء عن عدم وليس للقدي حال عدم‬
‫فيخرجه فصح أن وجود القدي واجب وليس بأن يب وجوده ف حال أول من حال فصح أنه واجب الوجود‬
‫ف كل حال فاستحال عدمه ث قرر الصل الثان وهو الهم قال وإنا قلنا إن ما ل يسبق الحدث مدث لن‬
‫ما ل يسبق الحدث إذا كان موجودا فإنه ل يوجد قبله ووجد بعده أو معه فإذا ل يكن موجودا فصار موجودا‬
‫وهذه حقيقة الحدث فصح أن السم مدث قال فإن قيل ما أنكرت أن الوادث الاضية ل أول لا ول يلزم‬
‫حدث السم إذا ل يتقدمها قيل إذا كان كل واحد من الوادث له أول استحال أل يكون لميعها أول لنا‬
‫ليست سوى آحادها كما يستحيل أن يكون كل واحد من الزنج أسود ول يكونوا كلهم سودا‬

‫ولن كل واحد قد سبقه عدمه فلو كانت ل أول لا لكان ما مضى ما انفك من وجودها ول من‬
‫عدمها ول ينفصل السابق من السبوق قلت هذه القدمة هي الت نازعهم فيها النازعون كما تقدم ذكر بعض‬
‫طعن الطاعني فيها ف كلم الرازي وغيه وهؤلء يقولون ل نسلم أنه إذا كان لكل واحد منها أول أن يكون‬
‫لميعها أول كما أن كل واحد منها له آخر وليس لميعها آخر وكما أن كل واحد من العشرة عشر وليس‬
‫الجموع عشرا وكل واحد من أعضاء النسان عضو وليس الجموع عضوا وبالملة فليس كل ما يتصف به‬
‫كل فرد من الفراد يتصف به الجموع ف جيع الواضع بل تارة يتصف الجموع با يتصف به الفراد كما أنه‬
‫إذا كان كل جزء من الملة موجودا فالميع موجود وإن كان كل جزء من الجموع مكنا فالجموع مكن‬
‫وإذا كان كل جزء منها معدوما فالميع معدوم وتارة ل يكون كذلك كما تقدم فل بد من بيان أن مورد‬
‫الناع من أحد الصنفي وإل فدعوى ذلك هو أول السألة فدعوى ذلك مصادرة وتثيلهم بالزنج تثيل بأمر‬
‫جزئي ل يصل به القصود إل أن يعلم أن هذا مثل هذا‬

‫ولم عنه أجوبة النع والعارضة والفرق أما الانع فيقولون ل نسلم أن هذا مثل الزنج وأما العارضة‬
‫فيعارضون ذلك بعلمنا بأن كل حركة لا آخر وكل حادث له آخر وليس لكل الركات والوادث آخر وأن‬
‫كل عدد له ناية وليس للعداد ناية وأن كل واحدة من الخوات يباح التزوج با وليس المع بي الخوات‬
‫مباحا وكل واحد من أفراد العشرة واحد وهو ثلث الثلثة وربع الربعة وليست العشرة ثلث الثلثة ول ربع‬
‫الربعة وأن كل واحد من أجزاء الركب هو مفرد بشرط الركب ليس مفردا بسيطا وأن كل واحد من أجزاء‬
‫الدائرة جزء دائرة والدائرة ليست جزء دائرة وأن كل واحد من أجزاء الطر قطرة وليس الجموع قطرة فإنه‬
‫يفرق بي ما له مموع يكن أن يوصف با وصفت به الفراد وبي ما ليس له مموع يكن وصفه بذلك‬
‫ولريب أنا إذا عرضنا على عقولنا أن كل حركة مسبوقة بأخرى لزم أن يكون لكل حركة أول ول يلزم أن‬
‫يكون لنس الركات أول كما إذا عرضنا على عقولنا أن كل حركة ملحوقة بأخرى وأما إذا عرضنا على‬
‫عقولنا أن كل زني فهو أسود فإنا نعلم بالضرورة أن مموع الزنج سود وذلك لن الجموع غي كل واحد‬
‫واحد من الفراد فتارة يكن وصفه بصفات الفراد كما نقول عن الوادث الحدودة الطرفي إن مموعها‬
‫حادث كما أن كل واحد منها حادث‬

‫وتارة ل يكن وصفه بذلك اللفظ بل بصيغة المع فإن مموع السودان ل يقال فيه بنفس اللفظ أسود‬
‫ول يقال غي أسود بل يقال سود وسود صيغة جع فهي بعن قولنا كل زني أسود وإذا ل يكن الكم على‬
‫الجموع هو بلفظه الكم على الفراد كان نظي مثال الزنج وأما إذا اتد الكم فقد يكون حكم الجموع فيه‬
‫حكم الفراد وقد ل يكون فالول إذا قلنا كل مدث فهو ملوق أو فهو مكن أو كل مكن فهو مفتقر إل غي‬
‫مكن فإن ذلك يوجب أن يكون مموع الحدث ملوقا ومكنا ومموع المكن مفتقرا إل غي مكن لن هذا‬
‫الكم ثابت للجنس من حيث هو هو فيلزم ثبوته حيث تقق النس والنس يتحقق ف الجموع كتحققه ف‬
‫كل فرد فرد فطبيعة الحدث تستلزم كونه ملوقا مكنا وطبيعة المكن إذا وجد تستلزم الفتقار إل غي مكن‬
‫والطبيعة لزمة للمجموع فيستحيل وجود الطبيعة منفكة عن لزمها فل يكون مموع المكنات إل مفتقرا إل‬
‫غيه كما ل يكون كل فرد منها ال مفتقرا إل غيه ول يكون مموع الخلوقات إل حادثا ومكنا كما ل‬
‫يكون كل منها ال حادثا مكنا كذلك ف العن لكن من الجموع ما يكون اللفظ يتناول جنسه كما يتناول‬
‫الواحد‬

‫منه كلفظ الخلوق والحدث والمكن ومنه ما يكون لفظ الكثي فيه صيغة جع ل يستعمل ف الواحد‬
‫منه والزنج ليس لم مموع يكم عليه بأنه أسود أو ليس بأسود بل يقال مموعهم سود وذلك معن قولك‬
‫كل واحد منهم أسود ولكنه السود يتصف به الجموع من حيث هو مموع كما يتصف به كل واحد واحد‬
‫بلف اتصاف الجموع بكونه مدثا ومكنا ومفتقرا إل غيه فإن هذا الوصف يكن ثبوته للمجموع من‬
‫حيث هو مموع كما يثبت لكل فرد من أفراده والوادث إذا حكم على مموعها بأن له أول أو ليس له أول‬
‫فهو حكم على النس الجموع فإن علم أن جنس الادث ل يكون دائما متصل بل ل يكون إل بعد عدم‬
‫كما علم أن كل فرد فرد من أفراده كذلك كان هذا نظي الحدث والمكن لكن الناع ف هذا فإنا إذا عرضنا‬
‫على العقل الحدث عن عدم من حيث هو مع قطع النظر عن أفراده ومموعه هل يكون ملوقا مكنا جزم‬
‫العقل بأن ما كان ملوقا مدثا فإن كونه مدثا يستلزم كونه مكنا إذ لو ل يكن كذلك لزم كونه واجبا فل‬
‫يعدم أو متنعا فل يوجد والحدث كان معدوما وصار موجودا فطبيعته تناف الوجوب والمتناع ل فرق ف‬
‫ذلك بي الواحد والنس‬

‫وإذا عرضنا على العقل الادث مع قطع النظر عن أفراده وجنسه هل يستلزم أن يكون منتهيا منقطعا‬
‫له ابتداء أو ليستلزم ذلك بل يكن دوامه ل تد ف العقل ما يقضي بأن جنس الادث يب أن يكون منتهيا‬
‫له ابتداء وهذا الباب من تدبره تبي له الفرق بي تسلسل الؤثرات الفاعلت أنه متنع وبي تسلسل الثار أثرا‬
‫بعد أثر كما هو مبسوط ف غي هذا الوضع والقصود الفرق بي الزني وبي الادث وما يوضح ذلك أنا إذا‬
‫قلنا كل زني أسود ل يكن ف الزنج ما ليس بأسود لن هذا النفي يناقض ذلك الثبات وصدق أحد‬
‫التناقضي اللذين ل يرتفعان يوجب كذب الخر فإنا إذا قلنا بعض الزنج ليس بأسود كان مناقضا لقولنا كل‬
‫زني أسود فإذا ل يكن ف الزنج ما ليس بأسود لزم أن يكون جيعهم سودا وأما إذا قلنا كل حادث فله أول‬
‫فإنه يلزم أن ل يكون ف الوادث ما ليس له أول وهكذا عكس نقيضه‬

‫فيمتنع أن يكون حادث ليس له أول وهل يلزم من ذلك أن تكون جيع الوادث لا أول كما لزم أن‬
‫يكون جيع الزنج سودا هذا مل نزاع فيقال الفرق معلوم بي قولنا جيع الوادث لا أول بعن أن كل واحد‬
‫منها له أول وبي قولنا إن جنس الوادث لا أول بعن أن الوادث منقطعة غي دائمة ول مستمرة ول‬
‫متسلسلة فإن العقل يتصور أن كل واحد له أول وآخر وهي مع ذلك دائمة مستمرة فيمكنه الكم بأن كل‬
‫حادث له أول كما أن كل زني أسود وهو بعد ذلك ل يعلم هل هي دائمة أم هي منقطعة بل العلم بكون‬
‫الادث له أول هو العلم بأنه مسبوق بعدم وليس العلم بأن كل حادث هو مسبوق بعدم هو العلم بأنه كان‬
‫العدم مستمرا دائما حت حدث جنس الوادث بل يكن العقل أن يتصور أنه ما من حادث إل وقبله حادث‬
‫كما يتصور أنه ما من حادث إل وبعده حادث وما من عدد إل وبعده عدد وهو يعلم أن كل حادث فله أول‬
‫وكل منقض فله آخر وكل عدد فله حد ومنتهى وإن ل يكن لنس العدد حد ومنتهى وما يبي ذلك الفرق‬
‫أن كون الشخص أسود وأبيض صفة قائمة به ف حال وجوده فل يكن انتفاؤها عن النس الوجود مع قولنا‬
‫إن كل منهم أسود وأما كون الشيء حادثا أو مسبوقا بعدم أو موجودا‬

‫بعد أن ل يكن أو له أول فهو بنلة كونه ماضيا وملحوقا بعدم ومعدوم بعد ما كان وهذا يقتضي أن‬
‫كل من هذه المور ثابت لكل واحد من الادث والنقضي أما كون جنس النقضي انقطع فل يكون بعده‬
‫منقض أو كون جنس الوادث منقطعا فلم يكن قبل الوادث العينة شيء حادث فهذا نوع آخر والكم‬
‫على كل فرد فرد غي الكم على الجموع من حيث هو مموع ف النفي والثبات ففي النفي نفرق بي قوله‬
‫ل تأكل هذا ول هذا ول تأكل السمك وتشرب اللب إذ الول ني عن عن كل منهما والثان ني عن‬
‫جيعهما وكذلك إذا قال ما ضربت ل هذا ول هذا أو ل أضربما وعن نفي ضربما جيعا ولذا تنازع‬
‫الفقهاء فيمن حلف ل يفعل شيئا ففعل بعضه كما لو حلف ل آكل الرغيف فأكل بعضه ول يتنازعوا ف أنه لو‬
‫عن أكل جيعه ل ينث بأكل البعض وهذا كما ف قوله تعال وأن تمعوا بي الختي سورة النساء ‪23‬‬
‫وني النب أن تنكح الرأة على عمتها وخالتها فالمع بينهما منهي عنه فهذه وحدها مباحة وهذه وحدها‬
‫مباحة واجتماعهما ليس مباحا‬

‫وكذلك كل واحد من الضدين مقدور مكن وليس المع بينهما مقدورا مكنا وكذلك الائع إذا‬
‫حضرته أطعمة يكفيه كل منها فكل منها مباح له أكله ول يباح له أكل الجموع حت يبشم ويوت وكذلك‬
‫من قال لغيه خذ عبدا من عبيدي أو فرسا من خيلي كل منها مباح له وليس الجموع مباحا له فإذا قيل كل‬
‫من هذه مباح ل يستلزم أن يكون الجموع مباحا والقصود أن المور الت يتصف با كل واحد من الفراد‬
‫ثلثة أنواع أحدها ما ل يكن تصوره ف الجموع فل يقال هو ثابت ول منتف والثان ما يكن تصوره ف‬
‫الجموع وهذا قد يكون ثابتا كثبوت الفتقار إل الفاعل ف مموع المكنات والادثات وثبوت الل ف كل‬
‫من الجنبيات منفردة وف جع أربع وقد ل يكون ثابتا كثبوت النهاية ف أفراد الوادث النقضية ل ف‬
‫مموعها وثبوت الل ف كل من الختي ل ف مموعهما والفرق بي هذا وهذا أن الكم الذي ثبت للفراد‬
‫إن كان للمعن الذي يوجد ف الجموع ثبت له وإن ل يكن لذلك العن ل يلزم ثبوته له فكون الحدث مكنا‬
‫أو مفتقرا إل الفاعل ثبت لقيقة الدوث وهذا ثابت للفراد والجموع وكذلك افتقار المكن إل ما ليس‬
‫بمكن ثبت‬

‫لقيقة المكان فإن حقيقة المكن هو الذي ل يوجد إل بغيه ل بنفسه وهذه القيقة ل تفرق بي‬
‫الفراد وبي الجموع وأما كون الادث له أول أو الاضي له انتهاء فهذا يعلم ف كل حادث حادث وماض‬
‫ماض وأما كون هذا النس كذلك فالطبيعة تلزم كل واحد واحد وليس ف الارج مموع ثابت للحوادث‬
‫والاضيات حت يقال هل يكم لذلك الجموع بكم أفراده أم ل فإن أفراده موجودة على التعاقب وإذا قدر‬
‫حوادث متعاقبة ل يكن ف العلم بذا ما يوجب أن ل تكون دائمة لكن إذا قدر اجتماع حوادث ف آن واحد‬
‫أو كانت مدودة قيل إن هذا الجموع له ابتداء وإذا قدر اجتماع أمور منقضية أو مدودة الخر قيل لا انتهاء‬
‫وأما ما ل يكن اجتماعه ل من هذا ول من هذا فليس وجوده متمعا ف الارج وإنا يتمع أفراده ف الذهن ل‬
‫ف الارج يبي ذلك أن ما ل يوجد إل متعاقبا متتاليا إذا قيل إن كل واحد من أفراده يعقب فردا آخر ل يعلم‬
‫من ذلك أنه كله يعقب شيئا آخر إذا ل يكم على جنسه بأنه يعقب غي جنسه وإنا حكمنا على أفراد النس‬
‫بالتعاقب وكذلك إذا قلنا كل واحد من أفراده سبقه عدم ل يكم على النس بأنه سبقه عدم كما حكمنا‬
‫هناك على جنس الحدث بافتقاره إل الفاعل وعلى جنس المكن بافتقاره إل ما ليس بمكن أو إل الفاعل أو‬
‫الواجب ونو ذلك والكلم على هذا مبسوط ف موضعه‬

‫والقصود التنبيه على ما ذكره النازعون لب السي وغيه من القائلي بأن جنس الوادث متنع‬
‫دوامها من أهل السلم والسنة والفلسفة وغيهم وكذلك قوله كل واحد قد سبقه عدم فلو كانت ل أول‬
‫لا لكان ما مضى ما انفك من وجودها وعدمها ول ينفصل السابق من السبوق فإنم يقولون كل واحد‬
‫مسبوق بعدم نفسه ل بعدم جنسه فإذا كان النس ل أول له ل يلزم أن يقارنه عدمه بل يقارن كل فرد من‬
‫أفراده عدم غيه وهم يسلمون عدم كل واحد واحد كما يسلمون حدوثه فإن حدوثه مستلزم لعدمه لكنهم‬
‫ينازعون ف عدم النس وانتهائه وامتناع دوامه ف الزل كما ينازعون ف انتهائه وامتناع دوامه ف البد‬
‫وبالملة هذا الوضع هو من أعظم الصول الت ينبن عليها دليل العتزلة والهمية ومن وافقهم على حدوث‬
‫الجسام وتنبن عليه مسألة كلم ال تعال وفعله وخلقه للسماوات والرض ث استوائه على العرش وتكلمه‬
‫بالقرآن وغيه من الكلم وأئمة أهل الديث والسنة وطوائف من أهل النظر والكلم مع أئمة الفلسفة‬
‫تنازعهم ف هذا ث إنم والدهرية من الفلسفة اشتركوا ف أصل تفرعت عنه مقالتم وهو أن تسلسل‬
‫الوادث ودوامها يستلزم قدم العال بل قدم السماوات والفلك فقال الفريقان إذا قدر حادث بعد حادث إل‬
‫غي ناية كان العال قديا فتكون الفلك قدية‬

‫ث إن الفلسفة الدهرية كابن سينا وأمثاله قالوا تسلسل الوادث ودوامها واجب لن حدوث الادث‬
‫بدون سبب حادث متنع فيمتنع أن يكون جنسها حادثا بل سبب حادث وإذا كان لكل حادث سبب حادث‬
‫كان النس قديا فيكون العال قديا وأبو السي البصري وأمثاله من العتزلة ونوهم من أهل الكلم قالوا‬
‫تسلسل الوادث متنع لن كل حادث مسبوق بالعدم فيكون النس مسبوقا بالعدم فيلزم حدوث كل ما ل‬
‫يلو عن الوادث والجسام ل تلو من الوادث فتكون حادثة ونفس الصل الذي اشترك فيه الفريقان باطل‬
‫وهو أنه يلزم من إمكان تسلسل الوادث قدم الفلك أو قدم العال أو قدم شيء من العال والفلسفة الدهرية‬
‫أعظم إقرارا ببطلنه من العتزلة فإن تسلسل الوادث ودوامها ل يقتضي قدم أعيان شيء منها ول قدم‬
‫السماوات والفلك ول شيء من العال والفلسفة يسلمون أن تسلسل الوادث ليقتضي قدم شيء من اعيانا‬
‫وأن تسلسلها مكن بل واجب فيقال لم هب أن الوادث ل تزل تدث شيئا بعد شيء فمن أين لكم أن‬
‫الفلك قدية وهل جاز أن تكون حادثة بعد حوادث قبلها بل يقال هذا يبطل قولكم فإنا إذا كانت متسلسلة‬
‫امتنع أن تكون صادرة عن علة تامة موجبة فإن العلة التامة ل يتأخر عنها شيء من معلولا والوادث متأخرة‬
‫فيمتنع صدورها عن علة تامة بوسط أو بغي وسط‬

‫وهكذا يقول للمعتزلة منازعوهم يقولون أنتم مواقون لسائر السلمي وأهل اللل على أن ال خلق‬
‫السماوات والرض ف ستة أيام وأنه خالق كل شيء وأنه القدي وكل ما سواه مدث مسبوق بالعدم‬
‫ومقصودكم بالدلة بيان ذلك فأي حاجة لكم إل أن تسلموا للدهرية ما يستظهرون به عليكم وإذا جاز أن‬
‫يكون ال خلقها وأحدثها بأفعال أحدثها قبل ذلك وكل حادث مسبوق بادث مع أن ما سوى ال ملوق‬
‫مصنوع مفطور حصل مقصودكم وإذا كان ال تعال ل يزل متكلما إذا شاء أو فاعل لا يشاء ل يناقض هذا‬
‫كون العال ملوقا له فتكون السماوات والرض ملوقة ف ستة أيام كما أخبت بذلك الرسل وال خالق كل‬
‫شيء وكل ما سواه مدث مسبوق بالعدم ويقول لم منازعوهم أنتم أردت إثبات حدوث العال وإثبات‬
‫الصانع سبحانه با جعلتموه شرطا ف حدوثه بل وشرطا ف العلم بالصانع فكان ما ذكرتوه مناقضا لدوث‬
‫العال وللعلم بدوثه وللعلم بإثبات الصانع وذلك أنكم ظننتم أنه ل يتم حدوث السماوات إل بامتناع‬
‫حوادث ل أول لا وأن إحداث ال تعال لشيء من ملوقاته ل يكن إل إذا بقي من الزل إل حي أحدث‬
‫الحدثات ل يفعل شيئا من الفعال ول القوال بل ول كان يكنه عندكم الفعل الدائم ول أن تكون كلماته‬
‫دائمة ل ناية‬

‫لا ف الزل ث حي أحدثها هو على ما كان عليه قبل ذلك فحدث من غي تدد شيء أصل فلزمكم‬
‫القول بترجيح أحد طرف المكن بل مرجح وحدوث الوادث بل سبب ولزمكم تعطيل الصانع سبحانه‬
‫وجحده وسلبه القدرة التامة حيث سلبتم قدرته على جنس الكلم والفعل ف الزل وقلتم يب أن يكون‬
‫جنس كلمه حادثا بعد أن ل يكن بل أن يكون ملوقا ف غيه ل قائما بذاته أو أنه ل يتكلم بشيئته وقدرته‬
‫وقلتم ل يكنه أن يدث شيئا إن ل يتنع دوام الفعل منه فل يكون قادرا فاعل متكلما إل بشرط أن ل يكون‬
‫كان قادرا فاعل متكلما وقلتم ل يوز وجود الوادث إل بشرط أل يدث لا سبب حادث ول يترجح أحد‬
‫طرف المكن على الخر إل بشرط أل يكون هناك سبب يقتضي الرجحان فجعلتم شرط حدوث العال وسائر‬
‫أفعال ال وكلمه ما يكون نقيضه هو الشرط وبدلتم القضايا العقلية كما حرفتم الكتب اللية ومن هنا‬
‫طمعت الفلسفة فيكم وزادوا القضايا العقلية تبديل وإفسادا وزادوا ف الكتب اللية تريفا وإلادا وصار‬
‫أصل الصول عندكم الذي بنيتم عليه إثباتكم للصانع ولصفاته ولرسله وبه كفرت أو ضللتم من نازعكم من‬
‫أهل القبلة أتباع السلف والئمة ومن غي أهل القبلة هو قولكم إذا كان كل واحد من الوادث له أول‬
‫استحال أل يكون لجموعها أول لنا ليست سوى آحادها‬

‫والعقلء يفرقون بصريح عقولم بي الكم والب والوصف لكل واحد واحد وبي الكم والب‬
‫والوصف للمجموع ف مواضع كثية وأنتم تقولون بإثبات الوهر الفرد فكل واحد من أجزاء السم جوهر‬
‫فرد عندكم وليس السم جوهرا فردا بل الجموع من أفراد وقد ثبت للمجموع من الحكام ما ل يثبت‬
‫للفرد وبالعكس مموع النسان إنسان وليس كل عضو منه إنسان وكذلك كل من الشمس والقمر والشجر‬
‫والثمر وغي ذلك من الجسام الجتمعة لا حكم ووصف ل يثبت لجزائها والنسان حي سيع بصي متكلم‬
‫وليس كل واحد من أبعاضه كذلك فلم يب إذا كان النوع والجموع دائما باقيا أن يكون كل من أفراده‬
‫دائما والمور القدارية والعددية كالكرات والدوائر والطوط والثلثات والربعات واللوف والئات كلها‬
‫يثبت لجزائها من الكم ما ل يثبت لجموعها وبالعكس فإذا وصف الشيء بأنه دائم أو طويل أو متد ل يلزم‬
‫أن يكون كل واحد من أجزائه أو أفراده كذلك قال تعال ف النة أكلها دائم وظلها سورة الرعد ‪35‬‬
‫ومعلوم أن كل جزء من أجزاء الكل والظل يفن وينقضي والنس دائم ل يفن ول ينقضي ول توصف‬
‫الجزاء با وصف به الكل‬

‫قال تعال إن هذا لرزقنا ما له من نفاد سورة ص ‪ 54‬فأخب عن النس أنه ل ينفد وأن كل واحد‬
‫من أجزائه ينفد ويقال للزمان والركات ف الجسام إنا طويلة متدة ول يقال للصغي من أجزائها إنه طويل‬
‫متد فيكون الرب ل يزل متكلما إذا شاء أو ل يزل فاعل لا يشاء هو بعن كونه ل يزل متكلما فعال وبعن‬
‫دوام كلمه وفعاله ل يستلزم أن كل واحد من الفعال دائم ل يزل فإن قلتم الادث من حيث هو حادث‬
‫يقتضي أنه مسبوق بغيه كما أن المكن من حيث هو مكن يقتضي الفتقار إل غيه والحدث من حيث هو‬
‫مدث يقتضي الحتياج إل غيه فكما أن المكنات مفردها ومموعها يلزم أن تكون مفتقرة إل الفاعل‬
‫وكذلك الحدثات فكذلك الوادث مفردها ومموعها يقتضي أن تكون مسبوقة بالغي وهذا من جنس قولم‬
‫الركة من حيث هي تقتضي كونا مسبوقة بالغي لن أجزاءها متعاقبة ل متمعة قال لكم منازعوكم هذا‬
‫لفظ ممل مشتبه وعامة حججكم وحجج غيكم الباطلة مبناها على ألفاظ مملة متشابة مع إلغاء الفارق‬
‫ويأخذون اللفظ الجمل الشتبه من غي تييز لحد معنييه عن الخر فبالشتراك والشتباه ف اللفاظ والعان‬
‫ضل كثي من الناس‬
‫وذلك أن قولكم الادث من حيث هو يقتضي أنه مسبوق بغيه أو الركة من حيث هي تقتضي أن‬
‫تكون مسبوقة بالغي يقال لكم الادث الطلق ل وجود له إل ف الذهن ل ف الارج وإنا ف الارج‬
‫موجودات متعاقبة ليست متمعة ف وقت واحد كما تتمع المكنات والحدثات الحدودة والوجودات‬
‫والعدومات فليس ف الارج إل حادث بعد حادث فالكم إما على كل فرد فرد وإما على جلة مصورة وإما‬
‫على النس الدائم التعاقب فيقال لكم أتريدون بذلك أن كل حادث فل بد أن يكون مسبوقا بغيه أو أن‬
‫الوادث الحدودة ل بد أن تكون مسبوقة أو أن النس ل بد أن يكون مسبوقا أما الول والثان فل نزاع‬
‫فيهما وأما الثالث فيقال أتريدون به أن النس مسبوق بعدمه أم مسبوق بفاعله بعن أنه ل بد له من مدث‬
‫الثان مسلم والول مل الناع وكذلك ف الركة إن قلتم إن الركة العينة مسبوقة بأخرى أو بعدم فهذا ل‬
‫نزاع فيه وإن قلتم إن نوعها مسبوق بالعدم فهذا مل الناع وذلك أن من أعظم ما اعتمدوا عليه قولم الركة‬
‫من حيث هي حركة تتضمن السبوقية بالغي فإن الركة تول من حال إل حال فإحدى الالتي سابقة للحال‬
‫الخرى فل تعقل حركة إل مع سبق البعض على البعض وكل ما كان مسبوقا بغيه ل يكن أزليا فالركة‬

‫يتنع أن تكون أزلية فيقال لم قولكم الركة تستلزم السبوقية بالغي أتريدون بالغي سبق بعض أجزائها‬
‫على بعض وهو العن الذي دللتم عليه أم تريدون أنا مسبوقة بالعدم أم مسبوقة بالفاعل أما الول وهو الذي‬
‫دللتم عليه فإنه يقتضي نقيض قولكم وهو يقتضي أن الركة ل يزل نوعها موجودا لن كل ما هو حركة‬
‫مسبوق با هو حركة وكل حال تول إليه التحرك فهو مسبوق بال أخرى وتلك الال مسبوقة بأخرى فكان‬
‫ما ذكرتوه دليل على حدوث الركة كما أنه يدل على حدوث أعيان الركة وأجزائها فهو يدل على دوام‬
‫نوعها وهو نقيض قولكم فكان ما ذكرتوه حجة ف مل الناع إنا يدل على مواقع الجاع وهو ف مل‬
‫الناع حجة عليكم ل لكم وحينئذ فيقول النازع نن نقول بوجب دليلكم وهو حجة عليكم وإن أردت أن‬
‫مسمى الركة مسبوق بالعدم فلم تذكروا على هذا دليل أصل وهو مورد الناع وإن أردت أنه مسبوق‬
‫بالفاعل فهذا أيضا يراد به أن كل جزء منها مسبوق بالفاعل ويراد به أن جنسها سبقه الفاعل سبقا انفصاليا‬
‫وإن ل يقيموا دليل على هذا فكان ما ذهبتم إليه ل تقيموا دليل عليه وما أقمتم عليه دليل ل يدل على قولكم‬
‫بل على نقيضه ولذلك يقال لصومهم الفلسفة أنتم ل تقيموا دليل على قدم شيء من العال بل عامة ما‬
‫أقمتموه من الدلة يستلزم دوام الفاعلية وهذا يدل على نقيض قولكم فإنه يقتضي أنه ل يزل يفعل والفعول ل‬
‫يكون إل ما حدث عن عدم‬

‫وأما قدم شيء من العال فل دليل لكم عليه بل دليلكم يدل على نقيضه فإنه لو كان الفعول مقارنا‬
‫للفاعل لزم أل يدث ف العال شيء والطائفتان جيعا أصل قولا الكلم ف الركة فهؤلء يقولون يتنع أن‬
‫تكون الركة دائمة فل بد أن يكون جنس الركة حادثا عن غي سبب حادث وهؤلء يقولون بل جنس‬
‫الركة يتنع أن يكون حادثا فيمتنع أن تدث الركة ل من حركة والزمان مقدار الركة فيجب قدم نوعه ث‬
‫قالوا ول حركة فوق حركة الفلك ول قبلها ول زمان إل مقدار هذه الركة فتكون هذه الركة وزمانا‬
‫أزليي فيقال لم من أين لكم أنه ل حركة قبل حركة الفلك ول فوقها وهل هذا إل قول بل علم ونفي لا ل‬
‫تعلموا نفيه وتكذيب لا ل تيطوا بعلمه ولا يأتكم تأويله ث قولكم بأنه ل حركة إل هذه الركات مع أنه ل‬
‫أول لا ول آخر وهذا كذلك وهذا أكثر من ذلك بأضعاف مضاعفة قالوا فالسم يتنع أن يتحرك حركة ل‬
‫تتناهى كما ذكر ذلك أرسطو لن السم ينقسم فتكون حركة الزء مثل حركة الكل ل تتناهى وهذا متنع‬
‫يتنع أن يكون الزء مثل الكل قيل لم بل هذا الذي ذكره أرسطو وتلقيتموه بالقبول يدل على نقيض‬
‫مقصوده ومقصودكم فإن السم إذا قامت به حركة فحركة مموع السم أكب من حركة بعضه ف الكان‬
‫وهذا غي متنع عند أحد من العقلء فليس حركة الزء مثل حركة الكل ولكن كلها ل يتناهى‬

‫فيلزم أن يكون ما ل يتناهى بعضه أكثر من بعض ف الزمان وما ل يتناهى ل يكون شيء أكب منه‬
‫فهذا يدل على فساد قولكم لنكم تقولون إن حركة الحيط أعظم من الركة الختصة بفلك الشمس والقمر‬
‫وغيها وكلها ل يتناهى فهذا الذي ذكرتوه ف حركة السم الواحد يستلزم بطلن قولكم ف حركة‬
‫السمي وأما السم الواحد فإن قولكم فيه ينبن على أنه يتبعض وأن حركته متبعضة حت يقال إن بعضه‬
‫يساوي كله ف عدم النهاية وهذا متنع بل هي حركة واحدة ل أول لا ول آخر ول امتناع ف ذلك ويقال‬
‫للمتكلمي إن قلتم إنه مسبوق بالحرك بعن أنه ل بد للحركة من مرك فهذا أيضا مسلم لكن قولكم إن‬
‫الحرك ل يوز أن يرك شيئا حت تكون الركة متنعة عليه أول ث تصي مكنة من غي تدد شيء فتنقلب من‬
‫المتناع إل المكان من غي حدوث سبب أصل ول يوز أن يدث شيئا حت يدثه بل سبب حادث أصل‬
‫هذا هو الذي ينازعكم فيه جهور السلمي وغيهم ويقولون لكم ل يزل ال قادرا على الفعل والقدرة عليه مع‬
‫امتناع القدور جع بي النقيضي فإن القدرة على الشيء تستلزم إمكانه فكل ما هو مقدور للرب تعال فل بد‬
‫أن يكون مكنا ل متنعا ويقولون إذا قلتم ل يكن قادرا على الفعل ث صار قادرا لن الفعل ل يكن مكنا ث‬
‫صار مكنا فما الوجب لذا التجدد والتغي‬

‫فإن قلتم حدث ذلك بل سبب كان هذا أعجب من قولكم الول إذ كان القادر يصي قادرا بعد أن‬
‫ل يكن من غي تدد شيء أوجب قدرته وإن قلتم ما ذكره أبو السي العقول من الفاعل هو الحصل للشيء‬
‫عن عدم فيمتنع وجوده ف الزل قيل لكم إن الفاعل ل يكون فاعل حت يصل الشيء عن عدمه فل يكون‬
‫الفعل نفسه أو الفعول نفسه قديا لكن ل قلتم إنه يشترط ف الفعل العي عدم غيه ولو قلتم إنه ل يكون‬
‫فاعل لذه السماوات والرض حت ل يكون قبل ذلك فاعل أصل ول يكون فاعل حت يكون جنس الفعل‬
‫منه معدوما بل متنعا فهذا غي واجب ف العقول بل العقول يعقل أنه حصل الشيء عن عدم وإذا كان قبل‬
‫تصيله حصل غيه عن عدم وهم قد يقولون كان ف الزل قادرا على الفعل فيما ل يزل وهذا كلم متناقض‬
‫فإنه ف حال كونه قادرا ل يكن الفعل مكنا له عندهم فحقيقة قولم كان قادرا حي ل يكن قادرا فإن القادر‬
‫إنا يكون قادرا على ما يكنه دون ما ل يكنه فإذا كان الفعل ف الزل وهو الفعل الدائم أي الذي يدوم‬
‫جنسه غي مكن له ل يكن مقدورا له فل يكون قادرا عليه وهذا ما أنكره السلمون على هؤلء التكلمي‬
‫وكان هذا من أسباب لعنة بعضهم على النابر‬

‫ويقال لم مقصودكم الول نصر السلم والرد على مالفيه وليس ف كتاب ال ول سنة رسوله ول‬
‫عن أحد من السابقي الولي والتابعي لم بإحسان هذا القول الذي أحدثتموه وجعلتموه أصل دين السلمي‬
‫ليس فيه أن الرب ل يزل ل يفعل شيئا ول يتكلم بشيء ول يكنه ذلك ث إنه بعد تقدير أزمنة ل ناية لا فعل‬
‫وتكلم وأنه صار متمكنا من الفعل والكلم بعد أن ل يكن متمكنا بل القرآن والسنة وكلم الصحابة والتابعي‬
‫يناقض ما ذكرتوه فكان ما ابتدعتموه من الكلم الذي ادعيتم أنه أصل الدين مالفا للسمع والعقل ث إنه صار‬
‫من تقلدكم ينقل عن السلمي واليهود والنصارى أن هذا قولم ول يعرف هذا القول عن أحد من النبياء ول‬
‫أصحابم بل العروف عنهم يناقض ذلك ولكن الثابت عند النبياء أن كل ما سوى ال ملوق حادث بعد أن‬
‫ل يكن خلف قول الفلسفة الذين يقولون إن الفلك أو العقول أو النفوس أو شيئا غي ذلك ما سوى ال‬
‫قدي أزل ل يزل ول يزال ويقال قول القائل الفاعل هو الحصل للشيء عن عدم أتريد به الفاعل للشيء‬
‫الشار إليه أنه ل يكون فاعل له إل إذا حصله عن عدم أم تريد به أنه ل يكون الفاعل ف نفسه فاعل لشيء‬
‫حت تكون فاعليته متنعة ث صارت مكنة أما الول فمسلم والثان منوع وسبب ذلك الفرق بي الفعل ونوعه‬
‫فإذا ل يعقل فاعل لعن إل بعد عدمه ل يلزم أل يعقل كون الفاعل فاعل إل بعد أن ل يكن فاعل بل العقل ل‬
‫يعقل حدوث فاعلية بل سبب‬

‫قال أبو السي البصري فإذا ثبت حدوث العال فالدللة على أن له مدثا هي أنه ل يلو أن يكون‬
‫حدث وكان يوز أن ل يدث أو كان يب أن يدث فلو حدث مع وجوب أن يدث ل يكن بأن يدث ف‬
‫تلك الال أول من أن يدث من قبل فل يستقر حدوثه على حال إذ كان حدوثه واجبا ف نفسه وإن حدث‬
‫مع جواز أل يدث ل يكن بالدوث أول من أن ل يدث لول شيء اقتضى حدوثه ويستدل على أنه عال‬
‫قادر فصح قولنا قال واستدل شيوخنا على أن الجسام تتاج إل مدث بأن تصرفنا يتاج إل مدث لجل‬
‫أنه مدث فحدوث كل مدث يوجه إل مدث فإذا كانت الجسام مدثة احتاجت إل مدث والدللة على‬
‫حاجة تصرفنا إل مدث هو أنه لو حدث بنفسه من غي مدث لدث وإن كرهناه أو كنا منوعي منه فلما‬
‫وقع بسب قصدنا وانتفى بسب كراهتنا علمنا أنه متاج إلينا قال والدليل على أنه يتاج إلينا لجل حدوثه‬
‫أنه إما أن يتاج إلينا لدوثه أو لبقائه او لعدمه فلو احتاج إلينا لبقائه لوجب أل يبقى البناء إذا مات البان ول‬
‫يوز أن يتاج إلينا لعدمه لن تصرفنا كان معدوما قبل وجودنا وقبل كوننا قادرين فصح أنه يتاج إلينا‬
‫ليحدث ولن حدوثه هو التجدد بسب قصدنا وإرادتنا وهو الذي ل يتجدد إذا كرهناه فعلمنا أنه يتاج إلينا‬
‫لجل حدوثه قلت فهذا أصل أصول القوم الذي بنوا عليه دينهم الصحيح والفاسد فإن القرار بوجود الصانع‬
‫تعال وأنه حي عال قادر ونبوة‬

‫نبيه حق ل ريب فيه وأما نفيهم صفات الرب تعال ودعواهم أنه ل يتكلم بكلم قائم به ول يرى ل‬
‫ف الدنيا ول ف الخرة ونو ذلك فهو من دينهم الفاسد وهذه الطريقة هي الت سلكها ابن عقيل إذا مال إل‬
‫شيء من أقوال العتزلة فإنه كان قد أخذ عن أب علي بن الوليد وأب القاسم بن التبان وكانا من أصحاب أب‬
‫السي البصري ولذا يوجد ف كلمه نصر كلمهم تارة وإبطاله أخرى فإنه كان ذكيا كثي الكلم والتصنيف‬
‫فيوجد له من القالت التناقضة بسب اختلف حاله كما يوجد لب حامد والرازي وأب الفرج بن الوزي‬
‫وغيهم وابن الوزي يقتدى به فيما يدخل فيه من الكلم مثل كلمه ف منهاج الصول وف كف التشبيه‬
‫ونو ذلك ولذا يوجد ف كلم هؤلء من نفي الصفات البية ومنعهم أن تسمى اليات والحاديث آيات‬
‫الصفات وأحاديث الصفات بل آيات الضافات ونصوص الضافات ونو ذلك من الكلم الوافق لقوال‬
‫العتزلة ما يبي به أن الشعري وأئمة أصحابه من الثبتي للصفات البية ونو ذلك أقرب إل السنة والسلف‬
‫والئمة كأحد بن حنبل وغيه من كلم هؤلء الذين مالوا ف هذا إل طريقة العتزلة وهذه الطريقة الت‬
‫سلكها أبو السي ف إثبات أن الحدث ل بد له من مدث هي طريقة أب العال وابن عقيل ف كثي من‬
‫كلمهم وغيهم‬

‫والقاضي أبو بكر يذكر ما كان يشبهها ف الصلي من استدلله على افتقار الحدث إل مدث‬
‫بالتخصيص والستدلل على ذلك بالقياس والشعري أحسن استدلل منه مع أنم كلهم سلكوا سبيل العتزلة‬
‫ف هذا الصل وسلموا كلمهم وهي طريقة أثبتوا فيها اللي بالفي وأرادوا با إيضاح الواضح كمن يقرر‬
‫القضايا البديهية بقضايا نظرية يسندها إل قضايا أخرى بديهية وذلك أن العلم بأن الحدث ل بد له من مدث‬
‫أبي ف العقل من العلم بأن ما جاز حدوثه ل يكن بالدوث أول من أل يدث لول شيء اقتضى حدوثه وبأن‬
‫ما وجب حدوثه وجب ف كل حال فإن هذه القضايا وإن كانت حقا وهي ضرورية فالعلم بأن الحدث ل‬
‫بد له من مدث أبي منها والعقل يضطر إل التصديق بذه أعظم ما يضطر إل التصديق بتلك وتصور طرف‬
‫هذه القضية أبده ف العقل من تصور تلك ول تعرض هذه القضية وتلك على سليم الفطرة إل صدق بذه قبل‬
‫تلك وهذا كقول أب العال ومن وافقه على طريقه إذ أثبت حدوث العال فالادث جائز وجوده وكل وقت‬
‫صادفه وقوعه كان من الجوزات تقدمه عليه بأوقات ومن المكنات استئخار وجوده عن وقته بساعات فإذا‬
‫وقع الوجود الائز بدل عن استمرار العدم الجوز قضت العقول ببداهتها بافتقاره إل مصص خصصه بالوقوع‬
‫وذلك أرشدك‬

‫ال مستبي على الضرورة ل حاجة فيه إل سب الغي والتمسك فيه بسبيل النظر ث إذا وضح اقتضاء‬
‫الادث مصصا على الملة فل يلو ذلك الخصص من أن يكون موجبا وقوع الدوث بنلة العلة الوجبة‬
‫معلولا وإما أن تكون طبيعة كما صار إليه الطبائعيون وباطل أن يكون جاريا مرى العلل فإن العلة توجب‬
‫معلولا على القتران فلو قدر الخصص علة ل يل من أن تكون قدية أو حادثة فإن كانت قدية فيجب أن‬
‫يب وجود العال أزل وذلك يفضي إل القول بقدم العال وقد أقمنا الدللة على حدثه وإن كانت حادثة‬
‫افتقرت إل مصص ث يتسلسل القول ف مقتضى القتضى ومن زعم أن الخصص طبيعة فقد أحال فيما قال‬
‫فإن الطبيعة عند مثبتها توجب أثرها إذا ارتفعت الوانع فإن كانت الطبيعة قدية فلتقتض قدم العال وإن كانت‬
‫حادثة فلتكن مفتقرة إل مصص قال وإذا بطل أن يكون مصص العال علة أو طبيعة موجبة بنفسها ل على‬
‫اختيار فتعي بعد ذلك القطع بأن مصص الوادث فاعل لا على الختيار مصص إيقاعها ببعض الصفات‬
‫والوقات قلت فهذه الطريقة هي من جنس طريقة أب السي كما ترى وهي من جنس طريقة القاضي أب‬
‫بكر والقاضي أب يعلى وابن عقيل وغيهم ومعلوم لكل ذي فطرة سليمة أن العلم بأن الادث ل بد له من‬
‫مدث أبي من العلم بأن التخصيص ل بد له من مصص فإنه ليس التخصيص إل نوعا من الوادث فإنم ل‬
‫يريدون بذلك أن كل‬

‫تصيص سواء كان مدثا أو قديا ل بد له من مصص فاعل له على الختيار فإن القدي يتنع عندهم‬
‫أن يكون له فاعل فلم يبق إل التخصيص الادث فيكون العن أن كل تصيص حادث ل بد له من مصص‬
‫فاعل متار والتخصيص الادث إما أن يكون مساويا للحادث ف العموم والصوص أو يكون أخص منه فإن‬
‫كان مساويا له كان هذا بنلة أن يقال الفعول الادث والتجدد الادث وما أشبه ذلك وإن كان أخص منه‬
‫كان استدلل على أن كل مدث ل بد له من مدث لن هذا النوع من الادث ل بد له من مدث ث إن هذا‬
‫النوع هو الطلوب إثباته بالدليل فيكون استدلل على هذا النوع بالنس ث استدلل على النس بذلك النوع‬
‫فيكون استدلل بالشيء على نفسه لكن يقال من جهتهم التخصيص وإن كان مساويا للحدوث ف العموم‬
‫والصوص فجهة كونه تصيصا غي جهة كونه حدوثا وهم استدلوا با فيه من التخصيص وإن كان مشروطا‬
‫بالدوث على أنه ل بد له من مصص فيقال هذا صحيح لكن عليه سؤلن أحدها أن جهة كونه حدوثا أدل‬
‫على الحدث من جهة دللة كونه مصصا على الخصص فإنه لو قال لم قائل ل نسلم أن التخصيص ل بد له‬
‫من مصص ل يكن لم جواب إل ما هو دون جوابم لن قال ل نسلم أن الحدث ل بد له من مدث‬

‫وإذا كان قد قال إن ما جاز تقدمه وتأخره فإذا وقع وجوده بدل عن عدمه قضت العقول ببدائهها‬
‫بافتقاره إل مصص خصصه بالوقوع فلن يقال ما حدث بعد أن ل يكن فإن العقول تقضي ببدائهها بافتقاره‬
‫إل مدث أحدثه أول وأحرى فإن العلم بافتقار الحدث إل مدث أبي من العلم بافتقار الخصص إل‬
‫الخصص وافتقار ترجيح أحد طرف المكن على الخر إل مرجح السؤال الثان أن يقال لؤلء كلهم كأب‬
‫السي ومن وافقه هذه القدمة الت بنيتم عليها إثبات الصانع تعال تناقضتم فيها فإن حاصلها أن المكن ل‬
‫يترجح أحد طرفيه على الخر إل برجح أو ل يترجح وجوده على عدمه إل برجح فإن هؤلء يقولون اذا‬
‫حدث مع جواز ان يدث وان ل يدث ل يكن بالدوث اول من ان ل يكون والخرون يقولون إذا تصص‬
‫بوقت دون وقت مع تشابه الوقات أو بقدر دون دون قدر ل يكن تصيصه بأحدها أول من الخر إل‬
‫بخصص والول ينبن على أنه قد استوى بالنسبة إل ذاته الدوث وعدمه فيفتقر إل مرجح للحدوث والثان‬
‫ينبن على أن الزمنة والقادير والصفات مستوية فل بد من مصص يصص أحدها بالوقوع فيه وكل هذا‬
‫مبن على أن المرين التساويي ف المكان ل يترجح أحدها إل برجح وهذا حق ف نفسه لكنهم نقضوه‬
‫حيث قالوا إن هذه الحدثات والتخصيصات تقع بل سبب يقتضي حدوثها و ل اختصاصها‬

‫فإنم وإن أثبتوا فاعل لكن يقولون إن نسبة قدرته وإرادته إل جيع المكنات سواء وأنه حدثت‬
‫الوادث بل سبب حادث أصل بل حال الفاعل قبل الفعل وحي الفعل سواء ومعلوم أن هذا تصريح برجحان‬
‫المكن بل مرجح تام وهؤلء يقولون القادر الختار يرجح أحد مقدوريه على الخر بل مرجح وهذا هو‬
‫أصل قول القدرية وهو أصل قول الهمية البية فالقدرية أخرجوا به أفعال اليوان أن تكون ملوقة ل وقالوا‬
‫إن العبد قادر متار فترجح الفعل على الترك بل مرجح وقالوا إن ما أنعم ال به على أهل اليان والطاعة ما‬
‫يؤمنون به ويطيعون هو مثل ما أنعم به على أهل الكفر والعصية فإنه أرسل الرسل إل الصنفي وأقدر الصنفي‬
‫وأزاح علل الصنفي وفعل كل ما يكن من اللطف الذي يؤمن عنده الصنفان بنلة من أعطى ابنيه مال‬
‫بالسوية ث قالوا إن الؤمن فعل الطاعة من غي نعمة خصه ال با تعينه على اليان والكافر فعل الكفر من غي‬
‫سبب من ال وهذا القول مالف للشرع والعقل فإن ال بي ما خص به الؤمني من نعمة اليان ف غي‬
‫موضع كقوله تعال ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان‬
‫أولئك هم الراشدون سورة الجرات ‪ 7‬والقدرية يقولون إن هذا خطاب لميع اللق وليس المر كذلك‬
‫بل هو خطاب للمؤمني كما قال أولئك هم الراشدون‬

‫وكما قيل قبل ذلك يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بهالة فتصبحوا‬
‫على ما فعلتم نادمي واعلموا أن فيكم رسول ال لو يطيعكم ف كثي من المر لعنتم ولكن ال حبب إليكم‬
‫اليان وزينه ف قلوبكم سورة الجرات ‪ 7 6‬فهذا خطاب للمؤمني ل لميع الناس وأيضا فإن العبد إذا‬
‫كان قادرا على الطاعة والعصية فلو ل يدث سبب يوجب وقوع أحدها دون الخر للزم الترجيح بل مرجح‬
‫وذلك السبب إن كان من العبد فالقول فيه كالقول ف الفعل فل بد أن يكون السبب الادث الوجب‬
‫للترجيح من غي العبد والسبب الذي به وقعت الطاعة نعمة من ال خص با عبده الؤمن ث إن القدرية من‬
‫العتزلة وغيهم بنوا على هذا أن الرب ل يكن يتكلم ول يفعل ث خلق الكلم والفعولت بغي سبب اقتضى‬
‫الترجيح وأما الثبتون للقدر من الهمية ونوهم فخالفوهم ف فعل العبد وقالوا إنه ل يترجح أحد مقدوريه‬
‫على الخر إل برجح ووافقوهم ف فعل ال ولذا يوجد كلم الرازي ونوه من هؤلء متناقضا ف هذا الصل‬
‫فإذا ناظروا القدرية استدلوا على أن القادر ل يرجح مقدورا إل برجح وإذا أرادوا إثبات حدوث العال وردوا‬
‫على الدهرية بنوا ذلك على أن القادر يرجح أحد مقدوريه على الخر بل مرجح وقالوا إن ترجيح أحد طرف‬
‫المكن على الخر بغي مرجح يصح من القادر الختار ول يصح من العلة الوجبة وادعوا الفرق بي الوجب‬
‫بالذات وبي الفاعل بالختيار ف هذا الترجيح‬

‫وهذا حقيقة قول القدرية لكن جهم نفسه نفى كون العبد قادرا ونفى أن يكون له قدرة على فعل‬
‫وحينئذ إذا قال إن القادر الختار يرجح أحد مقدوريه بل مرجح ل ينتقض قوله بناء على أصله الفاسد‬
‫والشعري وغيه من يقول إن العبد كاسب وله قدرة ويقولون ليس بفاعل حقيقة ول لقدرته تأثي ف القدور‬
‫إن حصل فرق معنوي بي قولم وقول جهم احتاجوا إل الفرق بي فعل الرب وفعل العبد وإل كانوا مثل‬
‫جهم واما جهور الثبتي للقدر الذين يقولون للعبد قدرة وفعل وهذا قول السلف والئمة فعندهم أن العبد‬
‫فاعل قادر متار وهو ل يرجح أحد مقدوريه على الخر إل لرجح والرازي ييل إل قول هؤلء ويثبت للعبد‬
‫قدرة وداعيا وأن مموعهما يستلزم وجود الفعل فهؤلء الطوائف من الكلبية والكرامية والشعرية ومن‬
‫وافقهم من أهل الديث والفقه وغيهم وإن خالفوا العتزلة ف القدر فهم يشاركونم ف الصل الذي بن‬
‫أولئك قولم ف القدر عليه وهم يناظرون الفلسفة القائلي بالوجب بالذات وأهل الطبع القائلي بأن فاعل‬
‫العال علة تامة أزلية تستلزم معلولا وهذا القول أشد فسادا فإن حقيقة قول هؤلء أنه ليس لوادث العال‬
‫مدث كما أن حقيقة قول القدرية أنه ليس لفعل اليوان مدث فما قاله القدرية ف فعل اليوان قاله هؤلء ف‬
‫جيع حوادث العال‬

‫لن العلة التامة الستلزمة لعلولا ل يصدر عنها حادث ل بوسط ول بغي وسط فهؤلء شبهوا فعله‬
‫بفعل المادات مع تناقضهم وتقصيهم فيما جعلوه فعل المادات والقدرية شبهوا فعله بفعل اليوانات مع‬
‫تناقضهم وتقصيهم فيما جعلوه فعل اليوانات ث إن الثبتي للقدر من الكلبية وغيهم يالفون العتزلة ف‬
‫إثبات القدر وف بعض مسائل الصفات ويعلون الخصص هو الرادة القدية الت نسبتها إل جيع الرادات‬
‫سواء وقالوا إن من شأن الرادة أن تصص أحد الثلي عن الخر بل سبب ولذا بنوا أصولم على أن‬
‫التخصيص بأحد الوقتي ل بد له من مصص ث كلم أب السي وأمثاله أحذق من كلم هؤلء من وجه‬
‫وأنقص من وجه فإنه من حيث جعل نفس وجود الدوث بدل عن العدم مع جواز أن ل يدث دليل على‬
‫القتضى لدوثه كلمه أرجح من كلم من جعل الدليل هو التخصيص بوقت دون وقت فإن نفس الدوث‬
‫فيه من التخصيص ما يستغن به عن نسبة الادث إل الوقات وأما كونه أنقص فإنه متناقض من وجه آخر‬
‫وذلك أنه قال لو حدث مع وجوب أن يدث ل يكن بأن يدث ف تلك الال أول من أن يدث من قبل فل‬
‫يستقر حدوثه على حال إذ كان حدوثه واجبا فإنه بعد أن يتجاوز عن أن نفس الدوث يستلزم الحدث ولو‬
‫قدر واجبا يقال له إذا قدرت الدوث واجبا فلم ل يوز أن يكون حدوثه ف حال أول منه ف حال أخرى‬
‫ويكون واجبا ف تلك الال دون غيها‬

‫فإن قال لن الحوال مستوية قيل له الحوال مستوية سواء قدر أن الدوث واجب أو جائز فل بد‬
‫من مصص سواء قدر الدوث واجبا أو جائزا وإن قال إن الواجب ل يتص بال دون حال بلف الائز‬
‫قيل هذا حق فيما وجب بنفسه لكن ليس العلم به بأبي من العلم بكون الادث ل يدث بنفسه بل يتاج‬
‫ذلك إل مزيد بيان وإيضاح أكثر من هذا لنه قد تقدم تقريره بأن القدي واجب الوجود ف كل حال فإنه‬
‫موجود ف الزل فل يوز أن يكون وجوده على طريق الواز ول بالفاعل فتعي أن يكون واجبا ول يقرر أن‬
‫الواجب ل يتص بوقت دون وقت فإن قيل هذا بي معروف بنفسه معلوم بالضرورة قيل له إذا عرضنا على‬
‫عقول العقلء أن الواجب هل يكون واجبا ف وقت دون وقت وأن الادث هل يدث بنفسه كان ردهم لذا‬
‫الثان أعظم من ردهم لذاك فل يقرر البي بالخفى وأيضا فهذا أرجح من ذاك من وجه آخر وذلك أن‬
‫الفلسفة الدهرية الليي من التاخرين كابن سينا وغيه يقولون إن الواجب قد يكون قديا وهو واجب بغيه‬
‫فالواجب بغيه عندهم قد ل يكون مدثا مع كونه مفتقرا إل مصص موجب فإذا عرف افتقاره إل موجب ل‬
‫يلزم على قولم أن يكون له مدثا ول يقل أحد من هؤلء إن الحدث يكون بغي مدث ومن قال هذا فإنه ل‬
‫ينكر افتقار الخصص‬

‫إل مصص فحينئذ فمن أقر بالحدث أقر بالخصص من غي عكس وما دل على الحدث دل على‬
‫الخصص بالتفاق وف العكس نزاع وأيضا فلو نازعه منازع ف أن ما وجب حدوثه يوز أن يدث ف وقت‬
‫دون وقت وقال هذا كما تقول أنت إن القادر يصه بوقت دون وقت لحتاج إل جواب فإن قال القادر له‬
‫أن يرجح أحد مقدوريه بل مرجح كالائع والارب قال له العترض فهذا الترجيح واجب أو جائز فإن قال‬
‫واجب قال فلم اختص بوقت دون وقت وان قال جائز قال فحدوثه مع جواز أن ل يدث يفتقر إل ترجيح‬
‫آخر وإل ل يكن بالدوث أول وإن قال العلم بأن الواجب بنفسه ل يتص بزمان دون زمان ضروري قال‬
‫العترض والعلم بأن الادث ل بد له من مدث علم ضروري فإن زعم أن هذا ليس بضروري بل نظري‬
‫أمكن العترض أن يقابله ويقول العلم بأن الواجب ل يتص نظري ل ضروري والقصود هنا التنبيه على‬
‫أصول هؤلء الت هي عمدتم وعليها بنوا‬

‫دينهم الق وما أدخلوه فيه من البدع وأن ذلك إما أن يكون باطل وإما أن يكون حقا طولوه با ل‬
‫ينفع بل قد يضر واستدلوا على اللي بالفي بنلة من يد الشيء با هو أخفى منه وإذا كانت الدود‬
‫والدلة إنا يراد با البيان والتعريف والدللة والرشاد فإذا كان العروف العلوم ف الفطرة ويعل خفيا يستدل‬
‫عليه با هو أخفى منه أو يدفع ويذكر ما هو نقيضه ومالفه وكانت هذه طرق السلف والئمة الت دل عليها‬
‫الكتاب والسنة وهي الطرق الفطرية العقلية اليقينية الوافقة للنصوص اللية تبي أن من عارض تلك الطرق‬
‫الشرعية معقولا ومنقولا بثل هذه الطرق البدعية بل عدل عنها إليها كان ف ضلل مبي كما هو الواقع ف‬
‫الوجود وال يقول الق وهو يهدي السبيل وال يدعو إل دار السلم ويهدي من يشاء إل صراط مستقيم‬
‫سورة يونس ‪ 25‬وأما طريق شيوخ العتزلة الت ذكرها أبو السي وعدل عنها فهي أبعد وأطول والسولة‬
‫عليها أكثر كما ل يفى ذلك مع أن هذه الطرق ل تتضمن تتضمن كذبا ول باطل من جهة أنا إخبار‬
‫بالشيء على خلف ما هو عليه أو من جهة أنا قضايا كاذبة بل من جهة الستدلل على الشيء با هو أخفى‬
‫منه بلف كلمهم ف الترجيح بل مرجح والدوث بل سبب وإبطال دوام الوادث فإن منازعيهم يقولون‬
‫كلمهم ف ذلك‬

‫من نوع الكذب الباطل وإن ل يتعمدوا الكذب كسائر القالت الباطلة وهاتان الطريقتان اللتان‬
‫ذكرها أبو السي عنه وعن شيوخه ها اللتان اعتمد عليهما كثي من الثبتي للصفات الذين استدلوا بطريقة‬
‫العراض والركات على حدوث الجسام كالقاضي أب بكر والقاضي أب يعلى ف العتمد وغيها فإنم‬
‫سلكوا هذه الطريق فأثبتوا وجودها وأن الجسام ل تلو عنها وأنا ل تبقى زماني وأنا مدثة وأن ما ل يلو‬
‫منها فهو مدث لن الوادث لا أول وأبطلوا وجود ما ل يتناهى مطلقا وذكروا الناع ف ذلك مع معمر‬
‫والنظام وابن الراوندي وغيهم وأثبتوا ذلك بنظي ما تقدم من الجج وقالوا إن ما ل ينفك عن الوادث فهو‬
‫مدث وقالوا إذا ثبت أن ذلك مدث فل بد له من مدث أحدثه وصانع صنعه خلفا للملحدة ف نفي الصانع‬
‫قالوا والدللة عليه أن الحدث لو ل يتعلق بحدث ل تتعلق الكتابة‬

‫بكاتب ول الضرب بضارب لن ذلك كله يتعذر إذ استحالة مدث ل مدث له كاستحالة كتابة ل‬
‫كاتب لا فلو جاز وجود مدث ل مدث له لاز مدث ل إحداث له وذلك مال وهؤلء يقولون الحدث‬
‫عي الحداث فحقيقة قولم وجود مدث ل إحداث له وقد جعلوا هنا نفي هذا مقدمة معلومة يتج با قالوا‬
‫وأيضا فإنا نرى الوادث يتقدم بعضها بعضها ويتأخر بعضها عن بعض ولول أن مقدما قدم منها ما قدم وأخر‬
‫منها ما أخر ل يكن ما تقدم منها أول من أن يكون متأخرا وما تأخر أول من أن يكون متقدما فدل ذلك‬
‫على أن لا مقدما مدثا لا قدم منها ما قدم وأخر منها ما أخر ث ل يلو ذلك المر من أن يكون نفس‬
‫الادثات أو معن فيه أو ل نفسه ول معن فيه أو لاعل جعله فيستحيل أن يكون ذلك لنفسه لن نفسه هو‬
‫وجوده والشيء ل يوز أن يفعل نفسه ول يوز أن يكون لذاك العن لن ذاك العن ل بد أن يكون موجودا‬
‫إذ العدوم ليس له تأثي ف ذلك وإذا كان موجودا فل يلو من أن يكون قديا أو مدثا ل يوز أن يكون قديا‬
‫لنه لو كان قديا لوجب قدم السم الحدث وذلك باطل وإن كان مدثا فل بد أن يكون متقدما أو متأخرا‬
‫فإن كان كذلك مع جواز أن ل يكون متقدما لقدم موجبه فل يكون كذلك إل لعن آخر وذلك العن لعن‬
‫آخر إل غي ناية‬

‫ول يوز أن يكون كذلك ل لنفسه ول لعن ول لمر لن ذلك يؤدي إل أن ل يكون بالوجود ف‬
‫وقت أول من عدمه وبقائه على عدمه ولا علم أن اختصاصه بالوجود أول من عدمه بطل أن يكون كذلك‬
‫إل لمر وإذا بطلت هذه القسام علم أن هذه الوادث إنا اختصت ف الوجود ف أوقات معينة لاعل جعله‬
‫وأراد تقدي أحدها على الخر وتأخر بعضها عن بعض فثبت ما قلناه فهذا الذي ذكره القاضي أبو يعلى ومن‬
‫سلك هذه الطريقة كأب ممد ابن اللبان وقبلهما القاضي أبو بكر وغيهم هي من جنس ما تقدم وهؤلء‬
‫غالبهم إذا ذكروا طريقتهم ف حدوث الجسام بأن ما ل يسبق الوادث فهو حادث ذكروا ذلك مسلما كأنه‬
‫بي وإذا ذكروا مع ذلك أن الوادث يب تناهيها جعلوا ذلك بنلة السلم أو القدمة الضرورية تسوية بي‬
‫النوع وأشخاصه فيقولون مثل إذا أثبتوا حدوث العراض وأن السم مستلزم لا الوادث لا أول ابتدئت منه‬
‫خلفا لبن الراوندي وغيه من اللحدة والدللة على ذلك علمنا بأن معن الحدث أنه الوجود عن عدم‬
‫ومعن الوادث أنا موجودة عن عدم فلو كان فيها ما ل أول له لوجب أن يكون قديا وذلك فاسد لا بينا من‬
‫إقامة الدللة على حدوثها‬

‫والمع بي قولنا حوادث وأنه ل أول لا مناقضة ظاهرة ف اللفظ والعن وذلك باطل ث يقولون وإذا‬
‫ثبت ما ذكرنا من ثبوت العراض وحدوثها وأن الواهر ل تل منها ول تسبقها وجب أن تكون مدثة كهي‬
‫لن الواهر ل تلو من أن تكون موجودة معها أو بعدها أو قبلها فإذا بطل أن تكون الواهر موجودة قبل‬
‫وجود العراض وبطل أن توجد بعدها وجب أن تكون موجودة معها وثبت حدوثها كحدوث العراض فهذا‬
‫الذي يقوله هؤلء كالقاضيي ومن وافقهما على ذلك وهذا لفظ القاضي أب بكر والقاضي أب يعلى ونوها‬
‫والعترض على ذلك يقول إن موضع النع ل يقيموا عليه حجة وإنا قالوا معن الوادث أنا موجودة عن عدم‬
‫فلو كان فيها ما هو ل أول له لوجب أن يكون قديا وهم ل يقولون فيها ما ل اول له بل كل حادث له اول‬
‫عندهم وانا يقولون إن جنسها ل أول له بعن أنه ل يزل كل حادث قبله حادث وبعده حادث وحينئذ‬
‫فيقولون إنه ل مناقضة بي قولنا حوادث وقولنا ل أول لا لن معن قولنا حوادث أن كل واحد واحد منها‬
‫حادث بعد أن ل يكن ليس معناه أن جنسها حادث والذي ل أول له هو النس عندهم ل كل واحد واحد‬
‫فالذي أثبتوا له الدوث هو كل واحد واحد من العيان وتلك ل يثبتوا لشيء منها قدما ول قالوا ل أول‬
‫لشيء منها والذي قالوا ل أول له بل هو قدي هو النوع التعاقب وذلك ل يقولوا إنه حادث‬

‫ث إن هؤلء أيضا بعد ذلك يقررون ما يدعونه من امتناع حوادث ل أول لا ف ضمن دعواهم امتناع‬
‫وجود ما ل يتناهى فيسلكون طريقي طريقة تص الوادث التعاقبة تعم كل ما ل يتناهى فيقعدون قاعدة‬
‫فيقولون ل يوز وجود موجودات ل ناية لعددها سواء كانت قدية أو مدثة خلفا لعمر والنظام وابن‬
‫الراوندي وغيهم من اللحدة ف قولم يوز وجود ذوات مدثة ل ناية لا وخلفا للفلسفة ف قولم يوز‬
‫وجود جواهر قدية ل غاية لا ث يقولون والدليل على ذلك أن كل جلة من المل لو ضممنا إليها خسة‬
‫أجزاء لعلم ضرورة أنا زادت أو نقصت منها خسة أجزاء لعلم ضرورة أنا قد نقصت وإذا كان هذا كذلك‬
‫وجب أن تكون متناهية لواز قبول الزيادة والنقصان عليها لن كل ما تأتى فيه الزيادة والنقصان وجب أن‬
‫يكون متناهيا من جهة العدد الدليل على هذا العدودات لا ل تصح عليها الزيادة والنقصان استحال أن تكون‬
‫متناهية وإذا كان كذلك استحال وجود موجودات غي متناهية قدية كانت أو مدثة وليس لحد أن يقول‬
‫يلزمكم على هذا أن تقولوا إن معلومات الباري عز وجل أكثر من مقدوراته لن جيع مقدوراته معلومة وله‬
‫معلومات ل يصح أن تكون مقدورة وهي ذاته تعال وسائر صفاته‬
‫وسائر الباقيات والحالت الت ل يصح وجودها لن مقدورات الباري ومعلوماته على ضربي‬
‫موجودات ومعدومات فالوجودات من القدورات والعلومات كلها متناهية والعدومات منها غيمتناهية ول‬
‫يصح فيها الزيادة والنقصان وإذا كان المر على ما ذكرناه بطل ما قالوه فهذا الذي يذكره مثل هؤلء‬
‫كالقاضيي وابن اللبان أو غيهم وهذه الطريق هي طريق التطبيق ومبناها علىأن ما ل يتناهى ل يتفاضل‬
‫وعليها من الكلم والعتراض ما قد ذكر ف غي هذا الوضع إذ القصود هنا التنبيه على طرق الناس ف الصول‬
‫الت يقول القائل إنا تستلزم ما يالف النصوص ومنهم من يسلك ف دعوى امتناع دوام الوادث مسلك‬
‫الضرورة كما سلكه طوائف منهم أبو العال ف إرشاده الذي جعله إرشادا إل قواطع الدلة وجعل أصل‬
‫الصول الذي بن عليه جيع ما يذكره من أصول الدين الت با كفر أو بدع من خالفه هو دليل العراض‬
‫الذكور وسلك فيه مسلك من تقدمه من أهل الكلم السالكي طريق العتزلة ف تقرير ذلك وهو مبن على‬
‫أربعة أركان إثبات العراض ث إثبات حدوثها ث إثبات لزومها للجسم قال والصل الرابع يشتمل على‬
‫إيضاح استحالة حوادث ل أول لا‬

‫قال والعتناء بذا الركن حتم فإن إثبات العرض منه يزعزع جلة مذاهب اللحدة فأصل مقالتهم أن‬
‫العال ل يزل على ما هو عليه فلم تزل دورة الفلك قبل دورة إل غي أول ث ل تزل الوادث ف عال الكون‬
‫والفساد تتعاقب كذلك إل غي مفتتح فكل ولد مسبوق بوالد وكل زرع مسبوق ببذر وكل بيضة مسبوقة‬
‫بدجاجة فنقول موجب أصلكم يقضي بوجود حوادث ل ناية لعدادها ول غاية لحادها على التعاقب ف‬
‫الوجود وذلك معلوم بطلنه بأوائل العقول فإنا نفرض القول ف الدورة الت نن فيها ونقول من أصل اللحدة‬
‫أنه انقضى قبل الدورة الت نن فيها دورات ل ناية لا وما انتفت عنه النهاية يستحيل أن ينصرم بالواحد على‬
‫إثر الواحد فإذا تصرمت الدورات الت قبل هذه الدورة أذن انقضاؤها بتناهيها وهذا القدر كاف ف غرضنا‬
‫قلت وهذه الجة هي الت تقدم ذكر اعتراض كثي من النظار‬

‫عليها حت أتباع أب العال كالرازي والمدي والرموي وغيهم وهم ينازعونه ف قوله إن بطلن‬
‫ذلك معلوم بأوائل العقول ويقولون قد جوز ذلك طوائف متنوعة من العقلء الذين ل يتلقه بعضهم عن بعض‬
‫من أهل اللل السلمي واليهود والنصارى ومن الفلسفة الولي والخرين وغيهم بل قد يقولون إن هذا قول‬
‫النبياء وأتباعهم وفضلء الطوائف ل يريدون أن قدم العال هو قول النبياء بل يعلمون أن ال خلق السماوات‬
‫والرض وما بينهما ف ستة أيام كما أخبت به النبياء لكن يقولون ما زال ال تعال متكلما تكلم با شاء أو‬
‫ما زال فاعل يفعل بنفسه ما شاء أو ما زال يفعل الوادث شيئا بعد شيء أو نو ذلك من القالت الت‬
‫يقولون إنا موافقة لقول النبياء صلوات ال عليهم وأن أقوال النبياء ل تتم إل با وأما قدم الفلك ودوامها‬
‫فهو قول طائفة قليلة كأرسطو وأتباعه وقد نقل أرباب القالت أنه أول من قال بقدم ذلك من الفلسفة وأن‬
‫الفلسفة التقدمي كانوا على خلف قوله ف ذلك وقول أرسطو هذا وأتباعه هو من أقوال اللحدة الخالفي‬
‫للرسل فإن القوال الت تالف ما علم من نصوص النبياء هي من أقوال اللحدة ومن عارض نصوص النبياء‬
‫بعقله كان من اللحدة وأما القوال الت قالا الرسل أو قالت ما يستلزمها ول تقل نقيض ذلك فهذه ل‬
‫تضاف إل اللحدة بل من عارض نصوص النبياء بعقوله وادعى تقدي عقله على أقوال النبياء واستند ف‬
‫ذلك إل أصل اختلف فيه العقلء ول يوافقه عليه النبياء كان أقرب إل أقوال‬

‫أهل اللاد ولكن قد تشتبه على كثي من النظار فينصرون ما يظنونه من أقوال النبياء با يظنونه دليل‬
‫عقليا ويكون المر ف القيقة بالعكس ل القول من أقوال النبياء بل قد يكون مناقضا لا ول الدليل دليل‬
‫صحيحا ف العقل بل فاسدا فيخطئون ف العقل والسمع ويالفونما ظاني أنم موافقون للعقل والسمع وآية‬
‫ذلك مالفتهم لصرائح نصوص النبياء وما فطر ال عليه العقلء فمن خالف هذين كان مالفا للشرع والعقل‬
‫كما هو الواقع ف كثي من نفاة الصفات والفعال والقصود هنا أن العترضي على ما ذكر ف تناهي الوادث‬
‫يقولون ل يذكر على وجوب تناهيها دليل فإن عمدته قوله ما انتفت عنه النهاية يستحيل أن ينصرم بالواحد‬
‫على إثر الواحد فإذا تصرمت الوادث أذن انقضاؤها بتناهيها وهم يقولون لفظ النتهاء لفظ ممل أتريد به‬
‫النتهاء بعن أنه ل أول لا أو النتهاء بعن انقضاء ما مضى أما النتهاء بالعن الثان فإنم ل ينازعون فيه بل‬
‫يسلمون أن ما انتهى فقد انتهى لكن ل يسلمون أن الوادث انتهت بل يقولون ل تزل ول تزال فإن النتهاء‬
‫انقطاعها وانصرامها ونفادها وهي ل تنفد ول تنقطع وإن قيل الاضي قد وجد بلف الستقبل‬

‫قيل وجود ما وجد مع دوامها ل يوجب انتهاؤه فإن قيل فنحن نقدر أنا انتهت وفرغت قيل إذا‬
‫قدر تناهيها لزم تناهيها على هذا التقدير وقيل إن أريد بتناهيها أن ما مضى هو مدود بالد الفاصل بي‬
‫الاضي والستقبل وهذا انتهاء قيل هل أن هذا يسمى انتهاء لكن على هذا التقدير فهي منتهية من هذا الطرف‬
‫الذي انتهت إليه ل من الطرف الول الذي ل ابتداء له وعلى هذا فهؤلء ل ينازعون ف النتهاء بذا العن بل‬
‫يقولون كل ما مضى من الوادث فقد انتهى وانقضى وانصرم وفرغ وهذا هو الذي نفاه ال عن كلماته وعن‬
‫نعيم أهل النة كما قال تعال إن هذا لرزقنا ما له من نفاذ سورة ص ‪ 54‬وقال أكلها دائم وظلها سورة‬
‫الرعد ‪ 35‬وقال ل مقطوعة ول منوعة سورة الواقعة ‪ 33‬وقال قل لو كان البحر مدادا لكلمات رب لنفد‬
‫البحر قبل أن تنفد كلمات رب ولو جئنا بثله مددا سورة الكهف ‪ 109‬وأما عدم النتهاء بعن أنه ل ابتداء‬
‫لا فلم يذكر دليل على امتناعه فإن القائل إذا قال ما انتفت عنه النهاية بعن أنه ل ابتداء‬
‫له يستحيل أن ينصرم بالواحد على إثر الواحد فإن الوادث إذا انصرمت أذن انقضاؤها بتناهيها قيل‬
‫له انقضاؤها يؤذن بتناهيها من آخرها فالنتهاء والنصرام هنا معناها واحد فكأن القائل قال إذا انتهيت فقد‬
‫انتهيت وإذا انصرمت فقد انصرمت واما كون النقضاء والنتهاء من الخر يؤذن بأن لا مبدأ كان بعد أن ل‬
‫يكن فليس ف النتهاء ما يؤذن بدوث البتداء بل هذا هو رأس السألة وليس الطراد بالنتهاء هنا انقطاعها‬
‫بالكلية حت ل يوجد شيء منها بل الراد انتهاء ما مضى منها فإن ما انقطع بالكلية فعدم جنسه يكن أن يقال‬
‫إن له مبتدأ ولو كان قدي النس ل يعدم فإن ما وجب قدمه امتنع عدمه سواء كان شخصا أو نوعا وأما إذا‬
‫أريد بالنتهاء انتهاء ما مضى مع دوام النوع ف الستقبل فليس ف هذا النتهاء ما يستلزم أن يكون أوله مدودا‬
‫ومن العلوم أن العقل إذا قدر حوادث متوالية ل تزل ول تزال كان يعلم أن كل واحد منها قد انصرم وانصرم‬
‫ما قبله مع أنه قد قدر دوام هذا النوع كما يعلم أن كل واحد منها له أول ومع تقديره أنه ل أول لا فعلم أن‬
‫هذا التقدير ل يناف انصرام ما انصرم ول حدوث ما حدث وإذا ل يتناف هذا وهذا ل يكن ثبوت أحدها‬
‫دليل على انتفاء الخر فعلم أن ما ذكروه ل يناف جواز دوام الدوث‬

‫وقد عارضهم العترضون بالوادث الستقبلة وأوردوا سؤالم قالوا فإن قيل مقام أهل النان فيها‬
‫مؤبد مسرمد فإذا ل يبعد إثبات حوادث ل آخر لا ل يبعد إثبات حوادث ل أول لا قلنا الستحيل أن يدخل‬
‫ف الوجود ما ل يتناهى آحادا على التوال وليس ف توقع الوجود ف الستقبال والآل قضاء بوجود ما ل‬
‫يتناهى ويستحيل ان يدخل ف الوجود من مقدورات الباري تعال ما ل يصره عدد ول يصيه أمد والذي‬
‫يقق ذلك أن حقيقة الادث ما له أول وإثبات الوادث مع نفي الولية تناقض وليس ف حقيقة الادث أن‬
‫يكون له آخر وقد أجاب العترضون عن هذا الكلم بأن ما مضى دخل ف الوجود ث خرج فليس هو الساعة‬
‫داخل ف الوجود وما يستقبل سيدخل ف الوجود ث يرج فكلها ف الال ليس بداخل ف الوجود وكلها‬
‫ل بد من دخوله ف الوجود وخروجه منه فقد استوى هذا وهذا ف الدخول والروج وف العدم الن لكن‬
‫دخول هذا وخروجه ماض ودخول هذا وخروجه مستقبل وليس ف هذا الفرق ما ينع اشتراكهما فهما‬
‫اشتركا فيه ل سيما والضي والستقبال أمران إضافيان فما من‬

‫حادث إل ول بد أن يوصف بالضي والستقبال فيوصف بالضي باعتبار ما بعده ويوصف بالستقبال‬
‫باعتبار ما قبله فإذا نظر إل حادث معي فما قبله ماض وما بعده مستقبل وهكذا كل حادث وإذا كانت‬
‫الوادث الدائمة كل منها يوصف بالضي والستقبال ل يصح الفرق بينهما بذلك فإن من شرط الفرق‬
‫اختصاص أحد النوعي به وتأثيه ف الكم الذي فرق بينهما فيه لجله وكل المرين منتف هنا والدليل الدال‬
‫على انتفاء دوام الدوث يتناول هذا كتناول هذا فإما أن يصحا جيعا وإما أن يبطل جيعا ولذا كان من طرد‬
‫هذا الدليل وها إماما أهل الكلم نفاة الصفات الهم بن صفوان إمام الهمية وأبو الذيل العلف إمام العتزلة‬
‫كلها ينفي دوام الدوث ف الستقبل كما نفاه ف الاضي وإذا قال القائل الستحيل أن يدخل ف الوجود ما‬
‫ل يتناهى آحادا على التعاقب قيل له فالستقبلت تدخل ف الوجود وهي ل تتناهى أحادا على التعاقب لكن‬
‫ل تدخل بعد وذاك دخل ث خرج وقوله يستحيل أن يدخل ف الوجود من مقدورات الباري تعال ما ل‬
‫يصره عدد ول يصيه أمد هو مل الناع إذا قصره على الاضي وإن كان اللفظ عاما فهو خلف ما سلمه بل‬
‫هؤلء يقولون يب أن يدخل‬

‫ف الوجود من مقدورات الباري ما ل يتناهى وإل لزم أن يكون الرب ل يكن قادرا ث صار قادرا او‬
‫بالعكس من غي حدوث أمر أوجب انتقاله من القدرة إل العجز وبالعكس وهذا فيه سلب للرب صفة الكمال‬
‫وإثبات التغي بل سبب يقتضيه وذلك مالفة لصريح العقول والنقول ولذا كان ما أنكره السلمون على‬
‫هؤلء قولم إن الرب ف الزل ل يكن قادرا ث صار قادرا وهو ما استحل به السلمون لعنة بعض من أضيف‬
‫إليه ذلك من أهل الكلم ل سيما من يسلم أن الرب تعال ل يزل ول يزال موصوفا بصفات الكمال فإنه يب‬
‫أن يصفه بأنه ل يزل ول يزال قادرا والقدرة ل تكون إل على مكن فلزم إمكان فعله فيما ل يزل ول يزال‬
‫وقول القائل من هؤلء إنه كان قادرا ف الزل على ما ل يزل كلم متناقض فإنه يقال لم حي كان قادرا هل‬
‫كان الفعل مكنا فل بد أن يقولوا ل فإنه قولم فيقال لم كيف وصف بالقدرة مع امتناع شيء من القدور‬
‫فعلم أنه مع امتناع الفعل يتنع أن يقال إنه قادر على الفعل وأما قوله إثبات الوادث مع نفي الولية تناقض‬
‫فيقولون هو تناقض إذا نفى الولية عن نفس ما له أول وهو كل واحد واحد من الوادث أما إذا نفى الولية‬
‫عما ل تثبت له أولية وهو نوع الوادث ل يتناقض كما تقدم‬

‫ث قالوا ف الفرق بي الاضي والستقبل ما قاله أبو العال قال وضرب الحصلون لذلك مثالي ف‬
‫الوجهي قالوا مثال إثبات حوادث ل أول لا قبل كل حادث قول القائل لن ياطبه ل أعطيك درها إل‬
‫وأعطيك قبله دينارا ول أعطيك دينار إل وأعطيك قبله درها فل يتصور أن يعطى على حكم شرطه دينارا ول‬
‫درها ومثال ما ألزمونا أن يقول القائل ل أعطيك دينارا إل وأعطيك بعده درها ول أعطيك درها إل‬
‫وأعطيك بعده دينارا فيتصور منه أن يري على حكم الشرط فيقول العترضون هذا التمثيل ليس مطابقا‬
‫لسألتنا فإن قوله ل أعطيك حت أعطيك نفي للمضارع الستقبل إذا وجد قبله ماض فحق القياس الصحيح‬
‫والعتبار الستقيم أن يقال ما أعطيتك درها إل أعطيتك قبله دينارا ول أعطيتك دينارا إل أعطيتك قبله درها‬
‫فهذا إخبار أن كل ماض من الدراهم كان قبله دينار وكل دينار كان قبله درهم وهو نظي الوادث الاضية‬
‫الت قبل كل حادث منها حادث كما أن قوله ل أعطيك درها إل أعطيك بعده دينارا أو ل دينار إل وبعده‬
‫درهم هو نظي الوادث الستقبلة الت بعد كل حادث منها حادث فإن أمكن أن يصدق ف قوله ف الستقبل‬
‫أمكن أن يصدق ف‬

‫قوله ف الاضي وإن امتنع صدقه ف الاضي امتنع صدقه ف الستقبل إذ العقل ل يفرق بي هذا وهذا‬
‫ولكنه يفرق بي قوله ل أعطيك حت أعطيك وبي قوله ما أعطيتك إل وقد أعطيتك فإذا كان منتهى النظار‬
‫هو القياس العقلي والعتبار وهم ف القياس الذي جعلوه أصل أصول الدين يقيسون الشيء با يبي مفارقته إياه‬
‫ف عي الكم الذي سووا بينهما فيه علم أن ذلك قياس باطل وهذا من أعظم أصولم أو أعظم أصولم الذي‬
‫بنوا عليها نفيهم لا نفوه من أفعال الرب وصفاته وعارضوا بذلك ما أرسل به رسله من أنبائه وآياته وقوله ل‬
‫أعطيك حت أعطيك مثل قول ما أعطيتك حت أعطيتك فهنا نفى الاضي حت يوجد الاضي وهناك نفي‬
‫الستقبل حت يوجد الستقبل وكلها متنع فإنه نفي للشيء حت يوجد الشيء وحقيقته المع بي النقيضي‬
‫حت يعل الشيء موجودا معدما كما لو قيل ل يوجد هذا حت يوجد هو نفسه فيقتضي أن يكون وجوده قبل‬
‫وجوده بل ف حال عدمه فيكون قد جعل موجودا حال كونه معدوما وهذا متنع بي المتناع بلف قوله ما‬
‫أعطيتك إل وقد أعطيتك قبله ول أعطيك إل أعطيك بعده فإنه إثبات بعد كل عطاء عطاء وقبل كل عطاء‬
‫عطاء فهذا يتضمن إثبات بعد كل حادث مستقبل حادث مستقبل وقبل كل حادث ماض حادث ماض فأين‬
‫هذا من هذا‬

‫وليتدبر العاقل القياس العقلي ف هذا الباب فإنم قد سلموا أنه يوز أن يكون بعد كل حادث مستقبل‬
‫حادث مستقبل كما إذا قال ل أعطيك درها إل وأعطيك بعده دينارا واتفقوا على أنه ل يوز أن نقول ل‬
‫أعطيك درها حت أعطيك دينارا وتنازعوا هل يوز أن يكون قبل كل حادث ماض حادث ماض أم ل فمنهم‬
‫من منع ذلك وقال هذا مثل أن نقول ل أعطيك درها حت أعطيك دينارا ومنهم من جوز ذلك وقال ليس‬
‫هذا مثل هذا المتنع ولكن هذا نظي ذلك الائز وهو قوله ل أعطيك درها إل أعطيتك بعده دينارا فإن هذا‬
‫معناه أن يكون بعد كل حادث حادث وذاك معناه أن يكون قبل كل حادث حادث وهذا العن هو هذا‬
‫العن لكن هذا قدم اللفظ با بعد وهناك قدم التلفظ با قبل وأما من جهة العن فل فرق بينهما قالوا وأما‬
‫المتنع فنظيه أن نقول ما أعطيتك إل حت أعطيتك فهذا نظي قوله ل أعطيك حت أعطيك ليس نظيه ما‬
‫أعطيتك إل وقد أعطيتك قبله فهنا أصل متفق على جوازه وأصل متفق على امتناعه بل أصلن متفق على‬
‫امتناعهما وأصل متنازع فيه هل هو نظي هذا الائز أو نظي المتنعي ولذا كان الذين اتبعوا هؤلء التأخرين‬
‫كالرازي والمدي وغيها قد يتبي لم ضعف هذا الصل الذي بنوا عليه حدوث الجسام ويترجح عندهم‬
‫حجة من يقول بدوام فاعلية الباري تعال وهم يعلمون أن دين السلمي واليهود والنصارى أن ال خلق‬
‫السماوات‬

‫والرض ف ستة أيام وأن ال خالق كل شيء لكن قد ل يمعون بي ذلك وبي دوام فاعلية الباري‬
‫لكنهم ل يبنوا على ثبوت الفعال القائمة به القدورة الرادة له فيبقون دائرين بي مذهب الفلسفة الدهرية‬
‫القائلي بقدم الفلك معظمي لرسطو وأتباعه كابن سينا وبي مذهب أهل الكلم القائلي بتناهي الدوث‬
‫وربا رجحوا هذا تارة وهذا تارة حت قد يصي المر عندهم كأن دين السلمي ودين اللحدة عدل جهل أو‬
‫ربا مالوا أحيانا إل دين اللحدة حت قد يصنفون ف الشرك والسحر كعبادة الكواكب والصنام وأصل ذلك‬
‫نفيهم لا يب إثباته من فعل الرب تعال كما دل عليه النقول والعقول فإن هؤلء قد يثبتون أن الذين نفوا قيام‬
‫المور الختيارية بذات ال تعال وسوا ذلك نفي حلول الوادث به ليس لم على ذلك حجة صحيحة ل‬
‫عقلية ول سعية بل الذين نفوا ذلك من جيع الطوائف يلزمهم القول به فإذا كان هذا الصل ف العقول‬
‫ولزومه للطوائف ودللة الشرع عليه بذه القوة وبتقدير إبطاله يلزم ترجيح مذهب اللحدة البطلي شرعا‬
‫وعقل على أقوال الرسلي الثابتة شرعا وعقل أو تكاف السلمي أهل اليان وأهل اللاد تبي ما ترتب على‬
‫إنكار ذلك من الضلل والفساد ومصداق ذلك أن الرازي مثل إذا قرر ف مثل ناية العقول‬

‫وأمثالا من كتبه الكلمية تناهي الوادث واستوعبت ما ذكره أهل الكلم ف ذلك من الجج عارضه‬
‫إخوانه التكلمون فقدحوا فيها واحدة واحدة ث هو نفسه يقدح فيها ف مواضع من كتبه مثل الباحث الشرقية‬
‫والطالب العالية وغي ذلك ويبي أن دوام فاعلية الرب ما يب القول به كما ذكره ف الباحث الشرقية فإنه‬
‫قال ف بيان دوام فاعلية الباري اعلم أنا بينا أن واجب الوجود لذاته كما أنه واجب الوجود لذاته فهو واجب‬
‫الوجود من جيع جهاته وإذا كان كذلك وجب أن تدوم أفعاله بدوامه وبينا أيضا أن سبق العدم ليس بشرط‬
‫ف احتياج الفعل إل الفاعل وبينا ف باب الزمان أن الزمان ل يكن أن يكون له مبدأ زمان وحللنا فيه الشكوك‬
‫والشبه قال وأيضا العال غي متنع أن يكون دائم الوجود وما ل يتنع أن يكون دائم الوجود يب أن يكون‬
‫دائم الوجود فالعال يب أن يكون دائم الوجود أما الصغرى فقد مضى تقريرها وأما الكبى فهي أن الذي ل‬
‫يتنع أن يكون موجودا دائما لو كان جائز العدم لكان إما أن يكون عدمه مكنا دائما أو ل يكون دائما فإن ل‬
‫يكن‬

‫له إمكان العدم دائما كان ذلك المكان مدودا وإذا تعدى ذلك الد وجب فيه وجوده وامتنع عدمه‬
‫مع أن الحوال واحدة وهذا مال يبقى أنه إن كان عدمه مكنا فهو مكن العدم دائما وكل ما كان مكنا فإنه‬
‫إذا فرض موجودا أمكن أن يعرض منه كذب وأما الحال فل يعرض ألبتة إذا فرض معدوما لكن فرض هذا‬
‫العدم يعرض منه مال وبيانه هو أنا نفرض أن أحد طرف المكن وهو الوجود الدائم وجد وهو مع ذلك يقوى‬
‫على عدم الصورة دائما فل يتنع أن يقع ذلك المكن فإن استحال وقوعه ل يكن ذلك مكنا لكنه يستحيل مع‬
‫فرض وجوده دائما عدمه دائما وإل لكان الشيء ف زمان غي متناه معدوما وموجودا معا وهو مال نعم يكن‬
‫فرض عدمه بعد وجوده ولكن ذلك العدم غي دائم بل هو عدم متجدد وإذا كان هذا مال بالوضع ليس‬
‫بكذب غي مال بل هو مال فالكم على ما يكن وجوده دائما بأنه جائز العدم مال فإذا وجوده واجب وهو‬
‫الطلوب‬

‫قلت فهذه الجة مضمونا أن الفعل يكن أن يكون واجب الوجود فيجب أن يكون دائم الوجود‬
‫لنه لو ل يكن كذلك لكان مكن الوجود والعدم والقصود هنا أنه يكن دوام وجوده بغيه فيجب دوام‬
‫وجوده بغيه ل بنفسه إذ لو ل يب بنفسه ول بغيه بل أمكن عدمه لوجب أن يكن عدمه دائما إذ إمكان‬
‫عدمه ف حال دون حال مع تساوي الحوال مال وإمكان عدمه دائما يناف وجوبه بنفسه أو بغيه ف شيء‬
‫من الوقات فإنه لو وجب موجودا ف حال بنفسه أو بغيه ل يكن مكن العدم ف حال وجوبه وهو إذا كان‬
‫موجودا كان بغيه فيكون واجبا بالغي فإذا كان موجودا امتنع ف حال وجوده أن يكن عدمه فإذا قدر أنه‬
‫مكن العدم دائما بيث ل يب بنفسه ول بغيه امتنع أن يكون موجودا ف شيء من الحوال والتقدير أنه‬
‫مكن الوجود بل مكن دوام الوجود وإمكان الوجود يناف امتناع الوجود فما أمكن وجوده دائما امتنع عدمه‬
‫ونكتة الجة أن ما أمكن وجوده دائما يكون مع وجوده واجبا بغيه فإن المكن إن اقترن به ما يوجب‬
‫وجوده صار واجبا بغيه وإن ل يقترن به ما يوجب وجوده صار متنعا لغيه إذ المكن ل يصل إل عند‬
‫الرجح التام الذي يوجب وجوده إذ لو ل يب معه لكان مكنا وإذا كان مكنا ل يترجح وجوده على عدمه‬
‫إل برجح وهذا الوضع قد نازع فيه طوائف من العتزلة وغيهم من أهل الكلم طائفة يقولون إن القادر‬
‫يرجح أحد القدورين التماثلي بل‬

‫مرجح أصل كما يقول ذلك طوائف من الهمية والعتزلة ومن اتبعهم من أصناف التكلمي وهؤلء‬
‫يقولون عند وجود القدرة والداعي ل يب الفعل بل يكون جائز الوجود والعدم وطائفة من العتزلة والكرامية‬
‫يقولون بل عند وجود الرجح يكون الوجود راجحا على العدم من غي وجوب وهذا قول ممود الوارزمي‬
‫وابن اليصم الكرامي وغيها والقول الثالث هو قول طوائف من أهل السنة والعتزلة كأب السي أنه عند‬
‫وجودالقدرة التامة والداعي التام يب وجود القدور والقول الذي اختاره ممود يقول أصحابه إنه عند وجود‬
‫الرجح يكون المكن أول بالوجود منه بالعدم وإن ل ينته الترجيح إل حد الوجوب وجعلوا فعل القادر‬
‫الختار من هذا الوجه وبذا يناظرون الناس ف مسألة القدر ويناظرون الفلسفة ف مسألة حدوث العال لكن‬
‫الناس بينوا فساد قولم وذلك أنه إذا حصل مرجح وكان مع وجوده يكن وجود المكن ويكن عدمه فل بد‬
‫من ترجيح لحدها على الخر فإذا قيل جانب الوجود أقوى أو أضعف قيل قول القائل أقوى يريد به أنه مع‬
‫هذه القوة يكن وجوده وعدمه أو ل بد من وجوده فإن قال بالثان ثبت وجوبه عند الرجح‬

‫وإن قال بالول قيل له فإذا كان مع القوة يكن وجوده وعدمه فل بد من ترجيح وإل كان المكن‬
‫نوعي أو له حالن يصل فيها بغي مرجح وحال ل يصل فيها إل برجح والمكن ليس له من نفسه وجود‬
‫أصل بل وجوده مكن ول يصل إل بغيه فكل ما وصف بذه القيقة يتنع أن يوجد إل بغيه فما دام مكنا‬
‫ل يوجد إل بغيه وذلك الغي إذا كان يكن أن يفعل ويكن أن ل يفعل كان فعله مكنا والمكن ل يصل إل‬
‫بغيه وإذا قيل الغي هو القادر أو القادر الريد أو نو ذلك قيل مرد القادر الريد إذا كان معه وجود الفعل‬
‫تارة وعدمه أخرى كان مكنا فل بد له من مرجح وإل فإذا قدر استواء الال من كل وجه فل يترجح وإذا ل‬
‫يكن ترجيح لزم حصول المكن بل ترجيح مرجح وهو متنع وهذا الوضع هو الذي أنكره من أنكره من أئمة‬
‫السنة والديث ومن أئمة الفلسفة أيضا على من صار إليه من أهل الكلم العتزلة والكلبية كالشعرية وطائفة‬
‫من أصحاب أحد وغيه من الئمة وهو أصل قول ابن كلب ف مسألة القرآن الذي أنكره عليه المام أحد‬
‫وغيه من أئمة السنة وهو أصل شبهة الفلسفة ف مناظرتم لؤلء ف قدم العال وقد بسط ف موضعه وإذا‬
‫كان المكن نفسه إما واجبا بغيه وإما متنعا لغيه فما كان يكن دوام وجوده كان مع وجوده واجب الدوام‬
‫بغيه فيمتنع أن‬

‫يكون حينئذ مكن العدم والال هذه مع كونه واجب الدوام بغيه فكل ما أمكن وجوده بغيه وأمكن‬
‫دوامه امتنع مع وجوده عدمه وامتنع مع عدمه وجوده فإنه إذا ل يدم وجوده لزم أن ل يكون هناك ما يقتضي‬
‫وجوده أو ما يقتضي وجوده ف حال دون حال فإن مكن الوجود إنا يعدم لعدم مقتضيه فالعدم الدائم عدم‬
‫فيه مقتضى الوجود على سبيل الدوام والعدم الادث عدم فيه مقتضى الوجود ف تلك الال والراد أنه عدم‬
‫كمال القتضى ل أنه عدم كل شرط من شروط القتضاء بل عدم بعض الشروط كاف ف عدمه وعدم‬
‫القتضى ف حال دون حال مع تاثل الحوال منتف وعدمه دائما يوجب أنه يتنع وجوده دائما والتقدير أنه‬
‫فرض إمكان وجوده دائما ومادة هذه الجة مشاركة لادة الجة الت اعتمدوها ف قدم العال وهي أن‬
‫الدوث بدون سبب الدوث متنع ووجود القتضى التام ف الزل يستلزم وجود مقتضاه فإن الصل ف ذلك‬
‫أنه ل يتجدد شيء بدون سبب يقتضي التجدد فالنازع لم من أهل الكلم من العتزلة والشعرية ونوهم إما‬
‫أن يقول الفعل ف الزل متنع كما قاله طوائف منهم وإما أن يقول هو مكن لكن ل يصل ما به يوجد فكان‬
‫عدمه لفوات شرط التاد إذ التقسيم العقلي يوجب فيه أن يقال الفعل ف الزل إما مكن وإما‬

‫متنع وإذا كان مكنا فإما أن يصل مموع ما به يوجد وإما أن ل يصل فالتقدير الول أنه متنع‬
‫لستلزام تسلسل الوادث والثان أنه وإن قدر إمكانه لكن ل تتعلق به مشيئة الرب تعال أو قدرته أو ل يصل‬
‫تعلق العلم بوجوده قبل ذلك الزمن أو نو ذلك ما ل يوجد الفعل إل به فمن قال إن دوام الفعل متنع فقد‬
‫أبطلوا قوله كما ذكر ومن قال إنه مكن لكن ل يوجد تام شرطه قالوا له فهو قبل ذلك كان متنعا ث صار‬
‫مكنا بل موجودا مع تساوي الالي فيلزم الترجيح بل مرجح وإذا قال إنه مكن وما به يصل موجود قالوا‬
‫فيلزم وجوده ولا ذكر الرازي هذه الجة قال عمدة النكرين لذا امتناع حوادث ل أول لا وقد مضى القول‬
‫فيه ف باب الزمان فل نطول بذكره تطويلتم الارجة عن الصول والوضع الذي أحال فيه ذكر فيه الجج‬
‫الت احتج با هو وغيه على حدوث الزمان ولوازم ذلك من حدوث الركة والسم وأبطل ذلك كله فذكر‬
‫ما احتج به العتزلة والشعرية وما ذكره هو ف الربعي وناية العقول ف مسألة حدوث العال وأبطل ذلك كله‬
‫فركب لم‬

‫سبع حجج أولا الوادث الاضية تتطرق إليها الزيادة والنقصان وما كان كذلك فله بداية فللحوادث‬
‫الاضية بداية بيان الول بأربعة أوجه أحدها أن الوادث الاضية إل زمن الطوفان أقل من الوادث إل زماننا‬
‫بقدار ما بي الطوفان وزماننا الثانية أن الدورات الاضية إما أن تكون شفعا أو وترا وكيفما كان فهو ناقص‬
‫عن العدد الذي فوقه الثالث أن عودات القمر ل شك أنا أقل من عودات زحل والشتري الرابع أن الدورات‬
‫الاضية لو كانت غي متناهية لكانت البدان البشرية الاضية غي متناهية فكانت النفوس البشرية غي متناهية‬
‫لمتناع التناسخ فكانت النفوس البشرية الوجودة ف زماننا غي متناهية لوجوب بقاء النفس البشرية لكن عدد‬
‫النفوس الوجودة ف زماننا قابل للزيادة‬

‫والنقصان فهو متناه فالنفوس الت كانت موجودة ف زمان الطوفان ل شك أنا أقل عددا من عدد‬
‫النفوس إل زماننا وكل عدد يقبل الزيادة والنقصان فهو متناه فالنفوس الوجودة البشرية متناهية ث يستدل‬
‫بتناهيها على تناهي البدان وبتناهي البدان على تناهي الركات والتحركات وتناهي كل العال قال وأما‬
‫بيان أن كل عدد يقبل الزيادة والنقصان فهو متناه فقد زعموا أن العلم بذلك بديهي قال والجة الثانية لو‬
‫كانت الوادث الاضية غي متناهية لتوقف حدوث الادث اليومي على انقضاء ما ل ناية له وما يتوقف على‬
‫انقضاء ما ل ناية له استحال وجوده وكان يلزم أن ل يوجد الادث اليومي فلما وجد علمنا أن الوادث‬
‫الاضية متناهية قلت وهذه هي الت ذكرها من ذكرها من شيوخ العتزلة والشيعة وقد ذكرها أبو العال وأمثاله‬
‫من أئمة الكلم ‪.‬‬

‫والثالثة أن كل واحد واحد من الوادث إذا كان له أول وجب أن يكون للكل أول كما أن كل‬
‫واحد واحد من الزنج لا كان أسود وجب أن يكون الكل سودا قلت وهذه حجة أب السي البصري‬
‫وأمثاله من العتزلة والرابعة أن الوادث الاضية قد انتهت إلينا فلو كانت الوادث الاضية بل ناية لكان ما ل‬
‫ناية له متناهيا وذلك مال وهذا من جنس الثان والامسة أن الزل إما أن يكون قد وجد فيه حادث أو ل‬
‫يوجد والول مال لن ذلك الادث يكون مسبوقا بالعدم والزل ل يكون مسبوقا بالعدم وإن ل يوجد شيء‬
‫من الوادث ف الزل فقد أشرنا إل حالة ما كان شيء من الوادث هناك موجودا فإذا كل من الوادث‬
‫مسبوق بالعدم السادسة أن المور الاضية قد دخلت ف الوجود وما دخل ف الوجود فقد حصره الوجود وما‬
‫حصره الوجود كان متناهيا فالوادث الاضية يب أن تكون متناهية‬

‫السابعة أن كل واحد من الوادث مسبوق بعدم ل أول له فإذا فرضنا جسما قديا وفرضنا حوادث ل‬
‫أول لا لزم أن ل يكون ذلك السم متقدما ل على وجود تلك الوادث ول على عدمها ومال أن يكون‬
‫الشيء ل يتقدم أمورا ول يتقدم ما هو سابق على كل واحد واحد من تلك المور فيصي حكم السابق‬
‫والسبوق ف السبق والتقدم حكما واحدا ث قال قالت الفلسفة الواب عما ذكروه أول من وجوه ثلثة‬
‫الول الحكوم عليه بالزيادة والنقصان إما كل الوادث وإما كل واحد واحد منها والول مال لن الكل من‬
‫حيث هو كل غي موجود ل ف الارج ول ف الذهن على ما بيناه ف باب اللناية وما ل يكون موجودا امتنع‬
‫أن يكون موصوفا بالوصاف الثبوتية من الزيادة والنقصان وغيها لا بينا ف باب الوجود أن ما ل يكون ثابتا‬
‫ف نفسه ل يكن أن يكون موصوفا بالوصاف الثبوتية‬

‫قلت هذا كقولم الركة غي موجودة والصوت غي موجود والكلم غي موجود وهذا لفظ ممل‬
‫فإن أريد بالوجود ما تقترن أجزاؤه ف زمن واحد فهذا غي موجود وأما إن أريد ما هو أعم من ذلك بيث‬
‫يدخل فيه ما يوجد شيئا بعد شيء فهذا كله موجود وهو من حيث هو موجود شيئا بعد شيء ل موجود على‬
‫سبيل القتران الثان أنا بينا ف باب تناهي الجسام أن الشيء إذا كان متناهيا من جانب وغي متناه من جانب‬
‫آخر فإذا انضم إل الانب التناهي شيء حت ازداد هذا الانب فالزيادة إنا حصلت ف الانب التناهي ل ف‬
‫الانب الخر فل يلزم ان يصي الانب الخر متناهيا إل أن يقال إنا نفرض ف الذهن انطباق الانب التناهي‬
‫من الزائد على الانب التناهي من الناقص فل بد وأن يظهر التفاوت من الانب الخر ولكن إذا سلمنا لم‬
‫صحة هذا التطبيق فإنه ل يصح تطبيق طرف الزائد على طرف الناقص إل بوقوع فضلة عددية من الزائد ومع‬
‫ذلك فمن الحتمل أن يتد الزائد مع الناقص أبدا من غي أن ينقطع الناقص بل يبقى أبدا مع الزائد بتلك الفضلة‬
‫العددية الثالث معارضة ذلك بأمور أربعة أولا صحة حدوث‬

‫الوادث من الزل إل الطوفان أقل من صحتها من الزل إل زماننا هذا مع أنه ل يلزم تناهي الصحة‬
‫وثانيها صحة حدوث الوادث من الطوفان إل البد أكثر من صحة حدوثها من الن إل البد مع أنه ل يلزم‬
‫تناهي هذه الصحة ف جانب البد وثالثها تضعيف اللف مرارا غي متناهية أقل من تضعيف اللفي مرارا غي‬
‫متناهية ورابعها معلومات ال أكثر من مقدوراته مع أن تلك غي متناهية قال والواب عما ذكروه ثانيا يعن‬
‫الجة الثانية أنه إما أن يعن بالتوقف الذكور أن يكون أمران معدومان ف وقت وشرط وجود أحدها ف‬
‫الستقبل أن يوجد العدوم الخر قبله فإن كان المر على هذا فقد وجدنا أمرا معدوما ومن شرط وجوده أن‬
‫توجد أمور بغي ناية ف ترتيبها وكلها معدومة فيبتدي ف الوجود من وقت‬

‫ما اعتب هذا الشتراط فالذي يكون كذلك كان متنع الدوث ف الوجود وأما أن يعن بذا التوقف أنه‬
‫ل يوجد هذا الادث إل وقد وجد قبله ما ل ناية له ث ادعى أن التوقف بذا العن مال فهذا هو نفس‬
‫الطلوب فإن الناع ما وقع إل فيه والواب عما ذكروه ثالثا أنه ل يلزم من ثبوت الول لكل واحد ثبوت‬
‫الول للكل لن من الائز أن يكون حكم الكل مالفا لكم الحاد لن كل واحد من آحاد العشرة ليس‬
‫بعشرة والكل عشرة وكل واحد من الجزاء ليس بكل مع أن كلها كل وكل واحد من الوادث اليومية غي‬
‫مستغرق لكل اليوم مع أن مموعها مستغرق لكل اليوم بل نقول إن الكل من حيث هو كل يستحيل أن يكون‬
‫مساويا لزئه من حيث هو جزء وإل ل يكن أحدها كل والخر جزءا وأما الثال الواحد فل يكفي لنا ل‬
‫ندعي أن حكم الكلية يب أن يكون مالفا لكم الحاد حت يضرنا الثال الواحد بل نقول إن ذلك التساوي‬
‫قد يكون وقد ل يكون والمر فيه موقوف على البهان قال والواب عما ذكروه رابعا أن انتهاء الوادث‬
‫إلينا يقتضي ثبوت النهاية لا من الانب الذي يلينا وثبوت النهاية من أحد‬

‫الانبي ل يناف أن ل ناية لا من الانب الخر والدليل عليه الصحة فإنه ل بداية لا مع أنا قد تناهت‬
‫إلينا وكذلك حركات أهل النة ل ناية لا مع أنا ف جانب البداية لا ناية قال والواب عما ذكروه خامسا‬
‫وهو قولم الزل هل وجد فيه حادث أم ل فنقول الزل ليس حالة معينة بل هو عبارة عن نفي الولية‬
‫فالادث بالزمان الذي هو عبارة عن الشيء السبوق بالعدم يتنع وقوعه ف الزل فأما قولم لا ل يقع شيء‬
‫من الوادث ف الزل فقد أشرنا إل حالة ل يكن شيء من الوادث هناك موجود فنقول قد بينا أن الزل‬
‫ليس وقتا مصوصا حت يقال بأن ذلك الوقت قد خل عن الوادث بل الزل عبارة عن نفي الولية فقولنا‬
‫الزل ل يوجد فيه شيء من الوادث معناه أن نفي الولية ل يوجد فيه شيء من الوادث أي كل واحد من‬
‫الوادث مسبوق بالعدم فلم قلتم إنه لا كان كل واحد منها مسبوقا بالعدم وجب أن يكون الكل كذلك فإن‬
‫الناع ما وقع إل فيه والذي يسم مادة هذا الوهم معارضته بالصحة فنقول صحة‬

‫حدوث الوادث هل كانت حاصلة ف الزل أم ل فإن كانت حاصلة ف الزل أمكن حدوث حادث‬
‫أزل وذلك مال وإن ل تكن فللصحة مبدأ أول وهو مال ولا ل يكن هذا الكلم قادحا ف أن الصحة ل بداية‬
‫لا ل يكن قادحا ف هذه السألة قال والواب عما ذكروه سادسا وهو أن ما دخل ف الوجود فقد حصره‬
‫الوجود فهو أن الراد بالصر أن يكون للشيء طرف ونن نسلم أن الوادث مصورة من الانب الذي يلينا‬
‫أما ل قلتم إنه يلزم من ذلك أن تكون مصورة من الطرف الذي ل يلينا ث نعارض ذلك بصحة حدوث‬
‫الوادث والواب عما ذكروه سابعا من أنه ل يلزم أن ل ينفك السم عن حدوث الوادث وعدمها فنقول‬
‫إن عنيتم به أنه يكون موصوفا بوجود كل الوادث ويكون موصوفا بعدمها معا فذلك باطل لن الوادث‬
‫ليس لكلها وجود حت يكون السم موصوفا به وإن عنيتم به أنه ف كل واحد من الزمان يكون موصوفا‬
‫بواحد من تلك‬

‫الوادث فهو ف ذلك الوقت ليكون موصوفا بعدم ذلك الادث حت يلزم التناقض بل يكون موصوفا‬
‫بعدم سائر الوادث والتناقض إنا يلزم إذا كان الشيء موصوفا بالادث العي وبعدم ذلك الادث معا فأما أن‬
‫يكون ف ذلك الوقت موصوفا بوجوده وبعدم غيه فأي تناقض فيه قال هذا جلة ما قيل ف هذه السألة قلت‬
‫فهذا كلم الرازي ف هذا مع أنه من عادته ف الكتاب الذكور الذي صنفه ف الفلسفة وهو أكب كتبه ف ذلك‬
‫إذا تكن من القدح فيما يورده الفلسفة قدح فيه كما قدح ف قولم الواحد ل يصدر عنه إل واحد والشيء‬
‫الواحد ل يكون قابل وفاعل ونو ذلك ما يتوجه له القدح فيه وكما تقرر ما ذكره بزيادات وتكميلت ل‬
‫يذكروها هم إذا توجه له تقرير ذلك فإنه بسب ما يتوجه له من البحث والنظر ولذا كان تارة يعارض ما‬
‫ذكره الفلسفة با يناقضه من كلم التكلمي كما يعارض من الكتب الكلمية ما يذكره التكلمون با يذكره‬
‫ف مناقضة الفلسفة ويرجح ما يترجح له ف تلك الال وهو مع هذا ذكر هذه الجج الت هي عمد القائلي‬
‫بأن الوادث ل تدوم وعليها‬

‫بنوا حدوث السم وأبطلها كلها وذكر أدلة أولئك ف دوام فاعلية الرب تعال ول يبطلها وقد ذكر‬
‫أيضا حجج هؤلء ف دوام الزمان بكلم طويل ليس هذا موضع بسطه والقصود هنا أن من يريد هذا وأمثاله‬
‫من كلم هؤلء تبي له أن ما ذكره أئمتهم الشعرية وشيوخ أئمتهم العتزلة ف هذا الباب كان من تبي لم‬
‫فساده ث مع هذا ل يكنهم القدح ف أدلة الفلسفة إن ل يقروا با أنكروه من مدلول الكتاب والسنة الوافق‬
‫لصريح العقول فحينئذ يكنهم القول بالعقولت الصرية ويتبي لم أنا موافقة للمنقولت الصحيحة وليس ما‬
‫أمر ال به ورسوله ول ما يرتضيه عاقل أن تقابل الجج القوية بالعاندة والحد بل قول الصدق والتزام العدل‬
‫لزم عند جيع العقلء وأهل السلم واللل أحق بذلك من غيهم إذ هم ول المد أكمل الناس عقل وأتهم‬
‫إدراكا وأصحهم دينا وأشرفهم كتابا وأفضلهم نبيا وأحسنهم شريعة ومن العلوم ف دين السلم أن اليهود‬
‫والنصارى خي من الفلسفة الارجي عن اللل وأصح عقل ودينا ولذا كان خيار الصابئة من انتسب إل ملة‬
‫من اللل وقد اتفق أئمة الدين على إقرار اليهودي والنصارى بالزية وعلى حل ذبائحهم ونسائهم وإن خالف‬
‫ف ذلك أهل البدع وأما الفلسفة فإما أن يكونوا من الشركي وإما أن يكونوا من الجوس وإما أن يكونوا‬
‫من الصابئي وإما أن يكونوا منتسبي إل أهل اللل الثلث فمن كان من الشركي كما يذكر عن الفلسفة‬
‫اليونان ونوهم أو من الجوس كفلسفة الفرس ونوهم فاليهود والنصارى‬

‫خي منه ولذلك هم خي من فلسفة الصابئي والصابئون للعلماء فيهم طريقتان إحداها أنم هل يقرون‬
‫بالزية أم ل على قولي والثانية إنه يفصل المر فيهم فمن تدين بدين أهل الكتاب ألق بم وإل فل وهاتان‬
‫الطريقتان ف مذهب الشافعي وأحد وغيها والناع ف إقرارهم بالزية هو على قول من ل يقبل الزية إل‬
‫من الجوس وأهل الكتاب كقول الشافعي وأحد ف إحدى الروايتي وأما من يقر مشركي العجم بالزية كأب‬
‫حنيفة ومالك وأحد ف الرواية الخرى فهؤلء يتنازعون ف حل ذبائحهم ونسائهم ولذلك يتنازع ف ذلك من‬
‫يفرق بي الكتاب الذي دخل سلفه قبل النسخ والتبديل وبي الذين دخلوا بعد النسخ والتبديل كما هو قول‬
‫الشافعي وطائفة من أصحاب أحد بناء على أن أهل الكتاب العتبار فيهم بنسبتهم وهم من كان سلفهم‬
‫مستمسكي به قبل النسخ والتبديل لكن جهور العلماء كمالك وأب حنيفة وأحد ف النصوص عنه على أن‬
‫العتبار بنفس الرجل ل بنسبه كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجاع الصحابة والقصود هنا أنه من رجح‬
‫بعض أقوال الفلسفة الت يالفون فيها أقوال أهل اللل كان شرا من رجح بعض أقوال اليهود والنصارى على‬
‫أقوال السلمي وإذا كانت الطريق الت سلكها أهل طريقة العراض والتركيب‬

‫والختصاص من أهل الكلم يوجب أن يصلوا إل حد يرجحون فيه طريقة الفلسفة على طريقة‬
‫سلفهم من أهل الكلم علم بذلك أنم جعلوا دين سلفهم التكلمي أنقص من دين اليهود والنصارى بدرجتي‬
‫إن كانوا مسلمي وإن ل يكونوا مسلمي جعلوا قول الفلسفة اللحدين خيا من قول النبياء والرسلي فإنم‬
‫إذا رجحوا كلم الفلسفة على كلم سلفهم التكلمي مع اعتقادهم أن أقوال الفلسفة الناقضة لقول الرسول‬
‫باطلة وأن اليهود والنصارى خي من الفلسفة لزم الول وإن اعتقدوا أن قول الفلسفة خي من قول سلفهم‬
‫وقول سلفهم هو قول النبياء لزمهم أن يعلوا قول الفلسفة خي من قول النبياء فإن طردوا قولم لزمهم‬
‫ترجيح اليهود والنصارى على سلفهم أو ترجيح الفلسفة على النبياء ومن كان أقل علما وإيانا منهم مال‬
‫إل القول الثان ومن كان أعظم علما وإيانا كان ميله إل الول أهون عليه فإن الثان كفر ل حيلة فيه اللهم‬
‫إل أن يسلكوا مسلك القرامطة الباطنية فيدعون أن ما أظهرته النبياء من القوال والفعال إنا هو للجهال‬
‫والعامة دون الاصة وأن لذه القوال والعمال بواطن تالف ما أظهروه وحينئذ فهؤلء شر الطوائف هم شر‬
‫من اليهود والنصارى ومن الفلسفة الشركي القدماء الذين ل تقم عليهم حجة بكتاب منل ونب مرسل فإن‬
‫أولئك وإن كانوا ضالي فهؤلء شركوهم ف الضلل ولكن هؤلء حصل من حجة ال عليهم بكتابه ورسوله‬
‫ومن كفرهم‬

‫الذين يستحقون العقوبة عليه ما ل نعلمه من حال أولئك وإن كان أولئك قد بلغهم نبوة بعض النبياء‬
‫وأرسل إليهم رسول فليس هو مثل ممد بل نعلم قطعا أنم ل يأتم كتاب مثل القرآن ول رسول مثل ممد‬
‫ول شريعة كشريعته وكل من علم حاله يعلم بالضطرار من دينه أنه أخب أن ال خلق السماوات والرض ف‬
‫ستة أيام وأنه خالق كل شيء وأن هذه الفلك ليست قدية أزلية فالقائل بذلك مناقض لخباره وأخبار موسى‬
‫وغيها من الرسلي مناقضة ل يتمارى فيها من له معرفة بذلك وأي هذين الوجهي اختاره السالك فما فيه‬
‫متار وأصل هذا الضلل جهلهم بقيقة ما جاء به الرسول ونصرهم لا يظنونه جاء به با يظنونه من العقول‬
‫ومعارضتهم لا يعلم أنه جاء به با يظنونه من العقول وتوههم تعارض صحيح النقول وصريح العقول وهذا‬
‫هو الكلم الذي عابه السلف والئمة وأما أهل العرفة العالون بالعقول والنقول فل يقولون ف سلفهم ما هو‬
‫من لوازم قولم كما أنم ل يقولون ف النبياء ذلك بل يعلمون قطعا أن كلم النبياء هو الق وكل ما ناقضه‬
‫من قول متفلسف أو متكلم أو غيها فباطل وأنه ل يوز أن يكون ف العقل ما يناقض قول النبياء ول يوز‬
‫تعارض الدلة العلمية والسمعية والعقلية أبدا ويعلمون أن جنس‬

‫التكلمي أقرب إل العقول والنقول من جنس كلم الفلسفة وإن كان الفلسفة قد يصيبون أحيانا‬
‫كما أن جنس السلمي خي من جنس أهل الكتابي وإن كان قد يوجد ف أهل الكتاب من له عقل وصدق‬
‫وأمانة ل توجد ف كثي من النتسبي إل السلم كما قال تعال ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده‬
‫إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار ل يؤده إليك إل ما دمت عليه قائما سورة آل عمران ‪ 75‬وهم يعلمون مع‬
‫هذا أن كل من كان مؤمنا بنبوة ممد باطنا وظاهرا على الوجه الذي يرضاه ال فهو خي من كل كتاب لكن‬
‫من الظهرين للسلم من النافقي من يكون ف الخرة أشد عذابا من بعض اليهود والنصارى فإن النافقي ف‬
‫الدرك السفل من النار والسلم الظاهر يتناول الؤمن والنافق والسعداء ف الخرة هم الؤمنون دون النافقي‬
‫والنافقون وإن أجريت عليهم ف الدنيا أحكام السلم فما لم ف الخرة من خلف‬
‫فصل ونن نبي هنا ما ننصر به أهل الكلم الذين هم أقرب إل السلم والسنة من هؤلء الفلسفة‬
‫وإن كانوا ضالي فيما خالفوا به السنة وذلك من وجوه أحدها أن يقولوا لؤلء التفلسفة أنتم ادعيتم قدم‬
‫العال بناء على ما ذكرتوه من قدم الزمان ووجوب دوام فاعلية ال تعال ونو ذلك‬

‫ما غايتكم فيه إثبات دوام الوادث إذ ليس ف حججكم هذه وأمثالا ما يدل على قدم شيء من العال‬
‫ل السماوات الت أخب ال أنه خلقها والرض وما بينهما ف ستة أيام ول غي ذلك فيقولون لم الوادث إما‬
‫أن تكون لا بداية كما قلنا وإما أنه ل يب ذلك كما قلتم فإن كان الول بطل قولكم ولزم أن يكون‬
‫للحوادث ابتداء فبطل قولكم بأن حركات الفلك أزلية وهو الطلوب وإن كان الثان أمكن أن يكون‬
‫حدوث الفلك حركاته موقوفا على حوادث قبل ذلك كالوادث اليومية وتلك الوادث على حوادث أخرى‬
‫وهذا مطابق لا أخبت به الرسل من أن ال سبحانه خلق السماوات والرض وما بينهما ف ستة أيام وكان‬
‫عرشه على الاء ومطابق للخبار التضمنة أنه خلقها من الدخان والبخار الذي حصل من الاء وذلك كله‬
‫أسباب حادثة ومطابق لا أخب به ال من أنه خالق كل شيء وليس ف حججكم ما يناقض هذا الوجه الثان‬
‫أن يقال دوام فاعلية الرب تعال ودوام الوادث يكن معه أن تدوم الفعال الت تقوم بالرب بشيئته وقدرته‬
‫وتدث شيئا بعد شيء وأن تدث حوادث منفصلة شيئا بعد شيء وعلى كل من التقديرين فل يكون شيء‬
‫من العال قديا فلم قلتم إن المر ليس كذلك إن كان ما ذكرتوه صحيحا وإن كان باطل فهو أبعد وأبعد‬
‫فإن اعتذروا بأن واجب الوجود ل تقوم به الصفات والفعال كان الواب من وجوه‬

‫أحدها أن قولكم ف هذا أفسد من قولكم بدوام الوادث وحجتكم على ذلك ف غاية الفساد فإن‬
‫قلتم هؤلء التنازعون لنا من العتزلة والشعرية وغيهم يسلمون لنا هذا قيل لم هؤلء إنا سلموا لكم امتناع‬
‫قيام الفعال الرادة القدورة بذاته بناء على امتناع قيام الوادث به وإنا منعوا ذلك لن ذلك يفضي إل تعاقبها‬
‫عليه وإنا منعوا تعاقب الوادث على القدي لعتقادهم امتناع حوادث ل أول لا فإن كان هذا القول فاسدا ل‬
‫يكن لم دليل على نفي ذلك فيقولون لكم هذا الدليل إن كان صحيحا بطل قولكم ولزم أن الوادث لا‬
‫ابتداء وإن كان باطل بطل قولنا الذي بنينا عليه نفي الفعال وليس لكم على هذا التقدير أن تلزمونا بأن القدي‬
‫ل تقوم به الوادث بأنا إنا بنيناه على أصل يعتقدون فساده غاية ما ف هذا الباب أنكم تلزمونا التناقص‬
‫وتقولون يلزمكم إما القول بدوام الوادث وإما القول بواز قيامها بالقدي فنقول إن كان القول بدوامها هو‬
‫الق قبلناه وتركنا ذلك وكان ف ذلك لنا مصلحتان إحداها موافقة الدلة العقلية الت ذكرتوها على ذلك‬
‫والثانية موافقة النصوص اللية الت بدعنا بخالفتها إخواننا الؤمني‬

‫والقول الذي يمع لنا موافقة العقل والنقل خي من أن نوافقكم على قدم الفلك ونفي صفات ال‬
‫تعال فإن ف هذا من الكفر الخالف للشرع والفساد الخالف للعقل ما يتبي لن نظر فيه ل سيما والفلسفة ل‬
‫ينعون قيام الوادث والصفات بالقدي الزل ول كون السم قديا أزليا بل يوجبون ذلك كله ول دليل لم‬
‫على قدم جسم معي كالفلك ونوها الوجه الثالث أن يقال للفلسفة ما ذكرتوه من الدلة العقلية الوجبة‬
‫لدوام فاعلية الرب ودوام الدوث يدل على نقيض قولكم ل على وفقه فإن هذا يقتضي أن واجب الوجود ل‬
‫يزل يفعل ويدث الوادث وأنتم على قولكم يلزم أل يكون أحدث شيئا من الوادث وذلك لن الوجب‬
‫لذه الوادث التعاقبة إما أن يكون ثابتا ف الزل أو ل فإن كان الول لزم وجود كل من هذه الوادث ف‬
‫الزل وهو مال لن الوجب التام ل يتخلف عنه موجبه ومقتضاه وهم يقولون إن واجب الوجود علة تامة ل‬
‫يتخلف عنه شيء من معلوله فإذا كانت هذه الوادث التعاقبة معلولة بوسط أو بغي وسط لزم مقارنتها له لن‬
‫العلة التامة يقارنا معلولا ل يتخلف عنها وإذا امتنع أن يتخلف عنها معلولا فما تأخر عنها فليس معلول لا‬
‫فيلزم أنه ل يدث شيئا من الوادث ل بوسط ول بغي وسط وقولم بتسلسل الوادث لينفعهم والال هذه‬
‫إذا جعلوه علة تامة مستلزمة لعلولا لن التقدير على قولم أنه ليس له فعل قائم بذاته متجدد أصل ل خلق ول‬
‫استواء ول غي ذلك‬

‫ومعلوم أن الوادث الادثة هي متلفة الجناس متعاقبة ف الوجود فالجناس الادثة الختلفة إذا قدر‬
‫أن حال الفاعل لا ل يزل على حال واحدة ل يقوم به فعل ول وصف بل هو واحد بسيط امتنع أن يتلف‬
‫حاله ف الحداث وأن يدث شيئا بعد أن ل يكن أحدثه كما يقولون هم ذلك ويعلونه عمدتم ف قدم العال‬
‫وامتناع أن تدث عنه النواع الختلفة بواسطة أو غي واسطة مع بساطته أيضا كذلك فكيف إذا حدثت‬
‫النواع الختلفة الادثة شيئا بعد شيء وهو ف نفسه ل يتجدد له حال ول فعل ول حكم ول وصف ول‬
‫شيء من الشياء وهم أنكروا على التكلمي نفاة الفعل الختياري القائم به أن يدث عنه شيء بل سبب‬
‫حادث وقالوا إن هذا مالف لصريح العقل فيقال لم الباطل بعض قولكم وإذا كان حدوث بعض الوادث‬
‫عن هذا متنعا فحدوث الوادث الختلفة دائما عن علة تامة ل يدث فيها ول منها شيء أعظم امتناعا من‬
‫قول هؤلء وأيضا فالادث ل يدث حت يصل الفعل التام الحدث له والمكن ل يصل حت يصل‬
‫الوجب التام الرجح له والوجب التام يستلزم موجبه ومقتضاه فكل من الوادث المكنات ما حدث ووجد‬
‫حت حصل له الوجب التام وذلك الوجب التام ل بد له من موجب تام وهلم جرا فيلزم أن يصل لكل من‬
‫الوادث موجبات تامة ل ناية لا ف آن واحد وذلك تسلسل ف العلل والؤثرات وهو باطل باتفاق العقلء‬

‫وإنا لزم ذلك لن الوادث يتنع حدوثها عن العلة التامة القدية فإن العلة التامة القدية ل يتخلف‬
‫عنها معلولا والحدث يب أن تكون علته تامة عند حدوثه وهم يقولون بكل القولي فلزم من هذين القولي‬
‫أن واجب الوجود ل يدث شيئا من الوادث وأن الوادث ل مدث لا ويلزم أيضا وجود علل ومعلولت ل‬
‫ناية لا وفاعلي ل ناية لم وكل ذلك ما يعلمون هم وسائر العقلء فساده ول ملص لم عن هذا إل بأن‬
‫يقولوا بان واجب الوجود تقوم به الفعال الختيارية القدورة له وتقوم به الصفات وإذا قالوا ذلك بطل قولم‬
‫بنفي الصفات ووجوب قدم الفلك فعلم أن ما ذكروه من الجج الصحيحة الدالة على دوام فاعلية الرب‬
‫ودوام الدوث يدل على نقيض قولم ف أفعال الرب تعال وصفاته وعلى ضد قولم ف قدوم العال وتوحيد‬
‫واجب الوجود وهذا هو الطلوب وقد بسط ما يتعلق بذا الكلم ف موضع آخر والقصود هنا التنبيه على أن‬
‫كل ما تقيمه كل طائفة من الناس من الجج العقلية الت ل مطعن فيها فإنا إنا تدل على موافقة الكتاب‬
‫والسنة وإبطال ما خالف ذلك من أقوال أهل البدع متكلمهم ومتفلسفهم وال سبحانه أعلم وما يوضح هذا‬
‫أن عمدة الجة التقدمة ف دوام فاعليته من جنس الجة التقدمة لن منع حدوث الفعال القائمة به حيث‬
‫قالوا إن كل صفة تفرض لواجب الوجود فإن ذاته كافية ف حصولا أو ل حصولا‬

‫وإل لزم افتقاره إل سبب منفصل وذلك يقتضي إمكانه فيلزم من دوام حقيقته دوام تلك الصفة وهكذا‬
‫قال القائلون بقدم الفعل قالوا ذاته إما أن تكون كافية فيه وأما أن تكون متوقفة على غيه فإن كانت كافية فيه‬
‫لزم قدم الفعل لوجود موجبة التام ف الزل وإن ل تكن كافية فيه لزم افتقاره إل سبب منفصل وذلك يقتضي‬
‫إمكانه وهذا هو الذي يعتمدون عليه والواب عن هذا من وجوه أحدها أن يقال هذا يبطل قولكم ويرد‬
‫عليكم ف جيع الوادث فإن ذاته إن كانت كافية ف حدوث الوادث لزم قدمها وهو متنع وإن ل تكن كافية‬
‫لزم توقف الوادث على غي ذاته ث ذلك الشرط ف حدوث الوادث إن كانت ذاته كافية فيه لزم قدمه وإل‬
‫فالقول فيه كالقول ف الادث الشروط ومهما قدر من المكنات أمكن أن يقال حدوثه موقوف على حادث‬
‫قبله كما علم حدوثه من الحدثات وإذا قالوا مبدأ الدوث هو حركة الفلك والركة لذاتا تتجدد شيئا بعد‬
‫شيء وسبب ذلك تدد التصورات والرادات قيل هذا بعينه يبطل حجتكم فإن هذا الذي هو كذاته يتجدد‬
‫شيئا بعد شيء لو كان ذات واجب الوجود وحده كافية ف وجوده لزم مقارنته له ف الزل وهو متنع فعلم أن‬
‫ذاته ل تكفي ف وجود شيء منه بل كل منه مشروط با قبله وذاته ل توجب شيئا من الشروط‬
‫وإذا قيل الذات أوجبت وجوده متعاقبا دائما لزم أن يكون الواحد البسيط القدي الذي ل صفة له ول‬
‫فعل يوجب لذاته أمورا منفصلة عنه متعاقبة متلفة سواء كان بواسطة لزمة له أو بغي واسطة وهذا مع أنه‬
‫باطل ف ضرورة العقل فإنه ينقض أصولم ف تناسب الوجب والوجب ولزوم العلول للعلة التامة وأن الواجب‬
‫علة تامة ومن العلوم بصريح العقل أن العلول الوجب إذا كان حادثا شيئا فشيئا فل بد من حدوث أمر ف‬
‫علته الوجبة اقتضت ذلك وإل فالعلة الوجبة إذا كانت عند الادث الثان كما كانت عند الادث الول كان‬
‫تصيصها للول بالتقدم تصيصا بل مصص وكان ترجيح الول ترجيحا بل مرجح وأيضا فيمتنع أن تكون‬
‫الركات الادثة شيئا بعد شيء معلول علة تامة قدية أزلية يقارنا معلولا فإن العلة الزلية التامة يقارنا‬
‫معلولا والركات الادثة شيئا فشيئا ليس شيء منها مقارنا للعلة فامتنع أن يكون معلول لا وهذا بلف ما‬
‫إذا كان الفاعل يدث أفعاله القائمة به شيئا بعد شيء فإن ذاته واجبة الوجود بنفسها فل يتنع أن تكون‬
‫مستلزمة لدوام الفعل وأما الفعولت فكلها مكنة ليس فيها واجب بنفسه فامتنع أن يكون فيها ما يوجب‬
‫الفعل الدائم بل ذلك مستند إل الواجب بنفسه الثان أن يقال هذا إنا يصح فيما كان لزما لنفسه ف النفي‬
‫والثبات أما ما كان موقوفا على مشيئتته وقدرته كأفعاله فإنه يكون إذا شاءه ال ول يكون إذا ل يشأه وهم‬
‫ل يكنهم إقامة الدليل على أنه ل‬

‫يتعلق بشيئته وقدرته إل ببيان أنه لزم لذاته ول يكنهم بيان أنه لزم لذاته إل بنفي مشيئته وقدرته فل‬
‫تصح حجتهم فإن قالوا فتلك المور الت يقف عليها الفعل إن كانت قدية لزم قدمه وإل فل بد لدوثها من‬
‫سبب قيل هذا غايته أنه يب التسلسل ف الشروط والثار وذلك جائز عندكم ث نقول إن كان التسلسل ف‬
‫الشروط جائزا بطل هذا السؤال لواز تسلسل الشروط وإن كان متنعا بطل أيضا لوجوب كون جنس‬
‫الوادث مسبوقا بالعدم والثالث أن يقال أتعن بقولك ذاته كافية أنا مستلزمة لوجود اللزم ف الزل أم هي‬
‫كافية فيه وإن تأخر وجوده فإن عنيت الول انتقض عليك بالفعولت الادثة فإنه يلزمك إما قدمها وإما‬
‫افتقاره إل سبب منفصل إذا كان ما ل تكفي فيه الذات مفتقرا إل سبب منفصل وإن عنيت الثان كان حجة‬
‫عليك إذا كان ما تكفي فيه الذات يكن تأخره الرابع أن يقال قولك يفتقر إل سبب منفصل أتعن به سببا‬
‫يكون من فعل ال أو سببا ل يكون من فعله أما الول فل يلزم افتقاره إل غيه فإنه إذا كان هو فاعل‬
‫السباب وفاعلها يدث با فهو فاعل الميع وليس مفتقرا ف فعل إل غيه إل أن يعن به أنه ل يصل أحد‬
‫فعليه إل بشرط فعله الخر وهذا ليس فيه‬

‫افتقاره إل غيه ومن سى هذا افتقارا إل غيه فهو بنلة من قال إنه يفتقر إل صفته وقد ذكر غي‬
‫مرة أن هذا بنلة قول القائل إنه مفتقر إل نفسه وهذا إذا أطلق ل يناف ما وجب له من الغن بل هذا الغن‬
‫الذي ل يتصور غيه وإن عنيت بالسبب ما ل يكون من فعله لزمك أن كل ما ل تكفي الذات فيه ول هو‬
‫لزم لا ف الزل ل يوجد إل بشريك مع ال ليس من مفعولته وهذا مع أنه باطل بالجاع الذي توافقون‬
‫عليه أهل اللل فبطلنه معلوم بصريح العقل كما تقدم بيان بطلنه الامس أن يقال ما تعن بقولك ذاته كافية‬
‫ف ذلك أتعن به بالذات الجردة عن فعل يقوم با أم تعن به الذات الوصوفة بقيام الفعل با وأيهما عنيت بطل‬
‫قولك فإن عنيت الول لزم أن تكون الذات الجردة عن الفعل القائم با تفعل أمورا متلفة متعاقبة مع أن‬
‫حالا مع فعل الشيء هو حالا مع فعل خلفه ومع أن حالا بالنسبة إل وجود الفعول وعدمه سواء وهذا باطل‬
‫ث يقال إن جاز أن يكون هذا صحيحا جاز أن يكون حالا قبل الفعل وحي الفعل سواء فيمكن قول القائل‬
‫بأن الوادث لا أول وإن‬

‫ل يز أن يكون صحيحا بطل قولم بأن الوادث تصدر بواسطة أو بغي واسطة عن ذات ل يقم با‬
‫فعل وإن عنيت الثان فالذات الوصوفة بقيام الفعل با إذا قيل هي كافية ف الفعولت ل يلزم قدم الفعولت‬
‫لنا مشروطة بالفعل ول يلزم من ذلك افتقارها إل غيها لن فعلها الذي هو شرط ف الفعولت من لوازم‬
‫ذاتا كا أن صفاتا من لوازم ذاتا لكن قد يكون اللزم نوعا كالفعل التعاقب وقد يكون عينا كالياة الت ل‬
‫تزل ول تزال وهذه الجة هي الت يعتمد عليها أولوهم وآخروهم لكن يصرفون ألفاظها ومعانيها وذلك‬
‫كقول السهروردي القتول ف تلوياته فإنه قال واجب الوجود ل يصدر عنه شيء بعد أن ل يكن فإنه إن كان‬
‫الرجح هو نفسه أو على ما أخذ من صفاته وهو دائم فيجب دوام الترجيح ودوام وجود العلول وإن ل يفعل‬
‫ث فعل فل بد من حدوث ما ينبغي ف فعله أو عدم ما ل ينبغي ويعود الكلم إليه ول يقف فواجب الوجود ل‬
‫تسنح له إرادة وحال كل ما يتجدد حال ما لجله التجدد ف استدعاء مرجح حادث وليس قبل جيع الوجود‬

‫وقت يتوقف عليه الفعل ول يتاز ف العدم البحث حال يكون الول به أن يصدر عنه شيء أو بالشيء‬
‫أن يصل عنه فلو حصل فيه شيء بعد أن ل يكن لتغيت ذاته ولتسلسل الوادث فيها إل غي النهاية وهو‬
‫مال ففعله دائم وجواب هذا من وجوه أحدها أن يقال له ما تعن بقولك ل يصدر عنه بعد أن ل يكن إن‬
‫عنيت به أنه ل يصدر عنه شيء من أعيان الوادث بعد أن ل يكن ذلك الحدث فهذا باطل لوجهي أحدها‬
‫أن هذا خلف قولكم وقول أهل اللل فإن الوادث متجددة شيئا بعد شيء سواء صدرت عنه بواسطة أو بغي‬
‫واسطة وإذا قلتم الركة هي السبب فيها فكل جزء من أجزاء الركة صادر عنه بعد أن ل يكن الثان أن ما‬
‫ذكرته من الجة ل ينفي ذلك فإن كون ذاته تقتضي دوام الترجيح ل يوجب أن تقتضي دوام ترجيح كل‬
‫مكن ول كل مفعول بل يكفي أن توجب دوام ترجيح أمر ما كما تقولون أنتم إن الذي رجحه هو الفلك‬
‫والعناصر دون أعيان الوادث‬
‫وإن عنيت أنه ل يصدر عنه شيء بعد أن ل يكن شيء من الشياء صادرا عنه وهذا هو مراده فيقال‬
‫غاية ما ف هذا دوام فعله وحينئذ فهذا ل يستلزم دوام الفعول العي ل الفلك ول غيه بل يوز تعاقب الفعال‬
‫القائمة به وتعاقب الفعولت الحدثة شيئا بعد شيء على قولك وتعاقبها جيعا وعلى التقديرات الثلثة‬
‫فحدوث الفلك مكن فيبطل استدللك على قدمها الثان أن يقال حدوث الوادث النفصلة عنه شيئا بعد‬
‫شيء من غي فعل يقوم به إما أن يكون مكنا وإما أل يكون فإن ل يكن مكنا بطل قولكم بأن سبب الوادث‬
‫هو حركات الفلك وإن كان مكنا أمكن حدوث حوادث متعاقبة الفلك واحد منها كما أخبت بذلك‬
‫النبياء وهو قول قدماء الفلسفة وأساطينهم الثالث أن يقال دوام حدوث الوادث إما أن يكون متنعا أو‬
‫مكنا كما ذكرت فإن كان متنعا لزم حدوث الجسام وحركاتا ودخل ف ذلك الفلك وغيه وإن كان مكنا‬
‫ل يب أن يكون الفلك دائما بل يوز أن يكون حادثا بعد حوادث قبله كما تقدم الوجه الرابع أن يقال‬
‫قولكم إما أن يكون الرجح نفسه أو على ما أخذ من صفاته وهو دائم فيجب دوام الترجيح ودوام وجود‬
‫العلول وإن ل يفعل ث فعل فل بد من حدوث ما ينبغي لهل اللل هنا جوابان‬

‫أحدها قول من يقول إنه ل يزل يقوم به الفعل والكلم بقدرته ومشيئته وعلى هذا فيمكن دوام‬
‫الترجيح ول يب قدم شيء من الفعولت فضل عن قدم الفلك والواب الثان قول من يقول يتنع وجود‬
‫الفعول ف الزل وعلى هذا فإن قلت لؤلء إذا قلتم ل يفعل ث فعل فل بد من حدوث ما ينبغي فعله أو عدم‬
‫ما ل ينبغي ويعود الكلم إليه ول يقف قالوا فعل واجب الوجود لا فعله من الفعولت الختلفة الادثة إما أن‬
‫يوز صدوره عنه من غي فعل قائم به وإما أل يوز فإن ل يز ذلك بطل قولك وإن جاز ذلك فحالة حي‬
‫حدوث الطوفان كحاله حي إرسال ممد وقد وجد منه ف أحد الزماني من الفعولت ما ل يوجد ف الزمان‬
‫الخر مع تاثل حاله بالنسبة إل الزماني وإذا قيل إن ذلك لجل الوادث الختلفة كالركات الفلكية‬
‫والتصالت الكوكبية قيل الكلم ف الوادث الت أوجبت حدوث الطوفان كالقول ف الوادث حي البعث‬
‫وغيه من الوادث الختلفة فإذا كان الفاعل حاله ماثلة ف جيع الزمنة واللوازم عنه كذلك كان اختصاص‬
‫أحد الزماني با يالف الزمان الخر ترجيحا بل مرجح فإن كان ذلك جائزا جاز أن تدث عنه الوادث بعد‬
‫أن ل تكن‬

‫وإذا نسبت الوادث إل الركة الفلكية قيل إن كانت الركة الدائمة متماثلة لزم تاثل الوادث وإن‬
‫كانت متلفة كان قد اختص أحد الزماني با ل يوجد ف الزمان الخر بل قد يقال الفاعل إن قيل إنه يلزمه‬
‫مفعولت متلفة دائمة متعاقبة من غي فعل يقوم به ول صفة له كان ذلك ابعد ف العقل من أن يقال إنه فعل‬
‫مفعولت متلفة ف وقت دون وقت فإن هذا بعض ذاك فكان الحذور الذي ف هذا هو ف ذاك وزيادة الوجه‬
‫الامس أن يقال قولك وإن ل يفعل ث فعل فل بد من حدوث ما ينبغي فعله أو عدم ما ل ينبغي ويعود الكلم‬
‫إليه ول يقف غايته أنه يستلزم امتناع كونه صار فاعل بعد أن ل يكن وهذا لزم لك لكن نقول ل قلت إنه‬
‫ل يزل يفعل شيئا بعد شيء فإن قلت هذا يستلزم تسلسل الوادث وتسلسل الوادث شيئا بعد شيء جائز‬
‫عندكم فبتقدير أنه ل يزال يفعل شيئا بعد شيء كان كل ما سواه حادثا مع التسلسل الائز وذلك جائز عندك‬
‫وهو موجب دليلك فإن كان باطل بطل مذهبك وإن كان حقا فيقال ما الانع أن يفعل ما ل يكن فاعل‬
‫لدوث حادث وذلك موقوف على حادث آخر ل إل ناية وتكون تلك الوادث صادرة عنه ث يقال إما أن‬
‫يكون كل ما حدث يوز حدوثه بل فعل يقوم به أو ل بد من فعل يقوم به وعلى التقديرين ل يلزم صحة‬
‫قولك‬

‫فإن قلت مقصودي أنه ل يزل فاعل وقد حصل قيل ل يلزم أن يكون فاعل لفعول معي بل ول يلزم‬
‫أن يكون هو الفاعل على قولك فإنك توز حدوث جيع الوادث من غي أمر يدث فيه ومنه وعندك يدث‬
‫الادث الخالف لا قبله كالطوفان وغيه من غي أن يدث منه ما ل يكن حدث قبل ذلك فأنت توز حدوث‬
‫جيع الوادث من غي أن يدث منه شيء يص حادثا من الوادث الوجه السادس أن يقال قولك لو حصل‬
‫منه شيء بعد أن ل يكن لتغيت ذاته وتسلسل الوادث فيها إل غي ناية وهو مال ففعله دائم جوابه أن‬
‫يقال حصول الوادث النفصلة عنه إما أن يقف على حدوث شيء ف ذاته وإما أن ل يقف فإن ل يقف بطل‬
‫قولك لو حصل شيء بعد أن ل يصل شيء لتغيت ذاته وتسلسلت فيها الوادث فإنك توز أن تدث عنه‬
‫جيع الوادث من غي حدوث شيء ف ذاته فل يكون حدوث الوادث مستلزما لدوث شيء ف ذاته وإن‬
‫كان حدوث الوادث النفصلة متوقفا على حدوث شيء ف ذاته ل يكن ف ذلك بحذور فإن حدوث‬
‫الوادث مشهودة وأنت ل تذكر حجة على امتناع هذا العن ولكن أحدث امتناعه مسلما وتسميتك لذلك‬
‫تغيا ليس بجة عقلية فإن لفظ التغي مشترك وهنا ل يراد به الستحالة بل يراد به نفس الفعل أو التحول أو ما‬
‫يشبه ذلك وأنت ل دليل لك على انتفاء ذلك بل أنت توز على القدي أن يكون متغيا بذا العتبار وتوز‬
‫على القدي أن يكون مل للحوادث‬

‫وتقيق الكلم ف هذا الوضع أن التسلسل هنا يراد به شيئان أحدها التسلسل ف الفعل مطلقا‬
‫والثان التسلسل ف فعل شيء معي فالول أن يراد به أنه ل يدث شيئا من الشياء أصل حت يدث شيئا‬
‫فتكون حقيقة الكلم أنه ل يلق حت يلق ول يفعل حت يفعل ول يدث حت يدث وهذا متنع بالضرورة‬
‫وهذا ف القيقة دور وليس بتسلسل فإن معناه أنه ل يكون الشيء حت يكون الشيء فيلزم الميع بي‬
‫النقيضي فإنه إذا ل يوجد حت يوجد لزم أن يكون معدوما موجودا وأما إذا قيل ل يفعل شيئا إل بشرط‬
‫يقارنه ول يفعل ذلك الشرط إل بشرط يقارنه فهذا التسلسل ف تام التأثي وليس بتسلسل أمور متعاقبة وهذا‬
‫هو التسلسل ف تام التأثي والول تسلسل ف أصل التأثي وكلها متنع والول هو الذي ينبغي أن يراد بقول‬
‫القائل إذا ل يفعل ث فعل فل بد من حدوث شيء إما قدرة وإما إرادة وإما علم وإما أمر من المور ث القول‬
‫ف حدوث ذلك كالقول ف حدوث الول فإن هذا الثان أيضا ل يدث إل بدوث شيء يكون حادثا معه‬
‫فإن ما كان من تام التأثي فل بد أن يكون موجودا حي التأثي ل يكفي وجوده قبله وحينئذ فيمكن تصوير‬
‫هذه الجة على وجهي أحدها أن يقال ل يدث شيئا حت يدث شيئا ول يفعل شيئا‬

‫حت يفعل شيئا فإن حدوث الادث بل سبب حادث متنع والثان أن يقال ل يدث مفعول إل‬
‫بدوث قدرة أو إرادة أو علم أو نو ذلك ول يدث ذلك إل بدوث ما يوجب حدوثه فيلزم أن ل يدث‬
‫شيئا فإن هذا تسلسل ف تام التأثي والتسلسل ف تام التأثي كالتسلسل ف الؤثرين فكما أنه يتنع أن ل يكون‬
‫مؤثرا إل عن مؤثر ول يؤثر إل عن مؤثر وأنه يتنع وجود علل ومعلولت ل ناية لا فلذلك يتنع أن ل يتم‬
‫كون الشيء علة أو فاعل إل بوجود أمر ول يتم وجود ذلك التمام إل بوجود تام آخر إل غي ناية فهذا‬
‫أيضا متنع باتفاق العقلء وأما إذا قيل ل يوجد الشيء حت يوجد قبله شيء آخر ول يوجد ذلك الثان حت‬
‫يوجد قبله شيء آخر فهذا فيه الناع الشهور وهو تسلسل الثار العينة ل تسلسل ف أصل التأثي فيجب تصور‬
‫الفرق بي المرين وقد صور السهروردي هذه الجة ف كتابه السمى بكمة الشراق وهو الذي ذكر فيه‬
‫خلصة ما عنده ول يقلد فيه الشائي بل بي فيه خطأهم ف مواضع وذكر فيه طريقة فلسفة الفرس الجوس‬
‫والند كما أن ابن سينا ف كتابه السمى بالكمة الشرقية ذكر فيه بيان ما تبهن عنده وكذلك الرازي ف‬
‫الباحث الشرقيه فقال السهروردي نور النوار والنوار القاهرة يعن واجب‬

‫الوجود والعقول ل يصل منهم شيء بعد أن ل يصل إل على ما سنذكره فإن كل ما ل يتوقف على‬
‫غي شيء إذا وجد ذلك الشيء وجب أن يوجد وإل هو ما ل يتصور وجوده أو توقف على غيه فما كان هو‬
‫الذي يتوقف عليه وقد فرض أن التوقف عليه وهو مال وكل ما سوى نور النوار لا كان منه فل يتوقف على‬
‫غيه كما يتوقف شيء من أفعالنا على وقت أو زوال مانع أو وجود شرط فإن لذه مدخل ف أفعالنا ول وقت‬
‫مع نور النوار متقدم على جيع ما عدا نور النوار فإن نفس الوقت أيضا من الشياء الت هي غي نور النوار‬
‫فلما كان نور النوار وجيع ما يفرضه الصفاتية صفة دائمة فيدوم بدوامه ما فيه لعدم توقفه على أمر منتظر ول‬
‫يكن ف العدم البحث قرض تدد مع أن كل ما تدد يعود الكلم إليه فنور النوار والنوار القاهرة ظللا‬
‫وأضواؤها الجردة دائمة وقد علمت أن الشعاع الحسوس هو من الني ل الني من الشعاع وكلما يدوم الني‬
‫العظم يدوم الشعاع مع أنه منه‬

‫ث قال كل هيئة أي عرض ل يتصور ثباتا هى الركة وكل ما ل يكن زمانا ث حصل فهو حادث‬
‫وكل حادث إذا حدث شيء ما يتوقف عليه هو حادث إذ ل يقتضي الادث وجود نفسه إذ ل بد من مرجح‬
‫ف جيع المكنات ث مرجحه إن دام مع جيع ما له مدخل ف الترجيح لدام الشيء فلم يكن حادثا ولا كان‬
‫حادثا فشيء ما يتوقف عليه هذا الادث حادث ويعود الكلم إل ذلك الشيء فل بد من التسلسل والسلسلة‬
‫الغي التناهية متمعة وجودها مال فل بد من سلسلة غي متناهية ل تمع آحادها ول تنقطع وإل يعود الكلم‬
‫إل أول حادث بعد النقطاع فينبغي أن يكون ف الوجود حادث متجدد ل ينقطع وما يب فيه لاهيته التجدد‬
‫إنا هو الركة وذكر تام الكلم ف وجوب استمرار حركة دائمة وأنا حركة الفلك فيقال له عن هذا‬
‫أجوبة‬

‫أحدها أن يقال كل ما ل يتوقف على غي شيء إذا وجد ذلك الشيء وجب أن يوجد إل قوله وما‬
‫كان من نور النوار فل يتوقف على غيه إل آخره ما تعن بقولك ما كان من نور النوار تعن ال فل‬
‫يتوقف على غيه أتعن به أنه ل يتوقف على شيء منفصل عن ال أم تعن به ل يتوقف على فعل قائم بذات‬
‫الرب يفعله بشيئته وقدرته أما الول فل ينفعك لنه ل يلزم من كونه ل يتوقف على شيء منفصل عن ال أن‬
‫ل يتوقف على فعله الواقع بشيئته وقدرته وحينئذ فل يلزم قدمه بل إذا كان الفعل الراد القدور حادثا فالعلق‬
‫به أول أن يكون حادثا فإنه ل يكون قبله وما ل يسبق الوادث يب أن يكون حادثا وإن قلت إنه ل يتوقف‬
‫على فعل الرب القائم بنفسه فهذا مل الناع وأنت ل تذكر دليل على أن وجود المكنات ل يتوقف على فعل‬
‫الرب القائم بنفسه بل الدليل يوجب توقف العقولت على فعل الفاعل وتوقف العلول على اقتضاء العلة والعلة‬
‫شيء واقتضاؤها العلول شيء وإذا كانت العلة مشروطة با يقوم با بالشيئة والقدرة ل يصل الشروط قبل‬
‫الشرط وأنت ل تقم دليل على ثبوت علة مردة خالية عن شرط بل الدليل ينفي ذلك لنه يلزم من قدم هذه‬
‫العلة قدم معلولا ومعلول معلولا فإن العلة التامة ل يتأخر عنها شيء من معلولا وحينئذ فل يكون للحوادث‬
‫فاعل أصل وهذا من أبي المور العلوم فسادها بالضرورة‬

‫الوجه الثان أن يقال ما سوى ال هل يتوقف شيء منه على غيه أم ل فإن قلت بالثان لزم قدم جيع‬
‫المكنات الوجودة حت الوادث وهو مكابرة وإن توقف منه شيء على غيه بطل قولك ما سوى نور النوار‬
‫ل يتوقف على غيه وإيضاح ذلك بالوجه الثالث وهو أن يقال إذا قدر الغي الذي هو شرط هو من ال أيضا‬
‫وتوقف أحد الفعلي على الخر ل يكن ف ذلك مذور فإن ال جعل بعض الشياء شرطا ف وجود بعض غاية‬
‫ما ف هذا أن يقال هذا يقتضي التسلسل فيقال وهذا عندك جائز فل يتعي قدم شيء من الفلك ول غيها‬
‫الرابع أن يقال إن كان التسلسل باطل بطل مذهبك وإن كان جائزا بطلت حجتك الامس أن يقال أنت قد‬
‫أوجبت التسلسل ف الوادث بإياب حركة دائمة ل تنقطع وقلت أيضا فلما كان نور النوار وجيع ما‬
‫يفرضه الصفاتية صفة دائمة فيدوم بدوامه ما منه لعدم توقفه على أمر منتظر وإذا كان قولك وقول إخوانك‬
‫يتضمن هذا وهذا فيقال لكم الركة الدائمة إما أن تكون منه بواسطة أو بغي واسطة وإما أن ل تكون منه فإن‬
‫ل تكن منه لزم حدوث الوادث بدون واجب الوجود وهذا هو القول بدوث الوادث بل مدث وإن‬
‫كانت الركة منه بواسطة أو بغي واسطة وهو قولم‬

‫فيقال فحينئذ قد كان منه ما ل يدوم بدوامه فإن كل جزء من أجزاء الركة حادث وعندكم أنه‬
‫حدث عن تصور حادث وشوق حادث فهذه أمور من واجب الوجود وليست دائمة بدوامه فهذا ينقض‬
‫قولكم إن كان ما منه يدوم بدوامه ث أيضا من العلوم أن كل واحد من الوادث منه بواسطة أو غي واسطة‬
‫وهو كان بعد أن ل يكن ويعدم بعد أن كان فهو منه وليس مقارنا له ول دائما بدوامه فعلم بذلك أنه ل يب‬
‫ف كل ما كان منه أن يدوم بدوامه فل يب ف الفلك وغيه من العيان الشهودة أن تدوم بدوامه وهو‬
‫الطلوب وإذا قال الذي يدوم بدوامه هو جنس الفعال والفعولت أو جنس الوادث ل شيء بعينه قيل فهذا‬
‫يبطل حجتك على قدم شيء بعينه ويناقض أيضا مذهبك ف قدم شيء بعينه وقال ابن سينا ف إشاراته ف ذكر‬
‫هذه الجة تنبيه وجود العلول يتعلق بالعلة من حيث هي على الال الت با تكون علة من طبيعة أو إرادة أو‬
‫غي ذلك أيضا من أمور يتاج أن تكون من الارج ولا مدخل ف تتميم كون العلة علة بالفعل مثل اللة‬

‫كحاجة النجار إل القدوم أو الادة كحاجة النجار إل الشب أو العاون كحاجة النشار إل نشار‬
‫آخر أو وقت كحاجة الدمي إل الصيف أو الداعي كحاجة الكل إل الوع أو زوال مانع كحاجة الغسال‬
‫إل زوال الدجن وعدم العلول يتعلق بعدم كون العلة على الالة الت هي با علة بالفعل سواء كان ذاتا‬
‫موجودا على غي تلك الالة أو ل يكن موجودا أصل فإذا ل يكن شيء معوق من خارج وكان الفاعل بذاته‬
‫موجودا ولكن ليس لذاته علة توقف وجود العلول على وجود الالة الذكورة الت إذا وجدت كانت طبيعة أو‬
‫إرادة جازمة أو غي ذلك وجب وجود العلول وإن ل توجد وجب‬

‫عدمه وأيهما فرض أبدا كان ما بإزائه أبدا أو وقتا ما كان وقتا ما وإذا جاز أن يكون شيء متشابه‬
‫الال ف كل شيء وله معلول ل يبعد أن يب عنه سرورا فإن ل يسم هذا مفعول بسبب أن ل يتقدمه عدم‬
‫فل مضايقة ف الساء بعد ظهور العن فيقال له هذا كلم مقدر على شيء مضمونه أن العلة التامة الت ل‬
‫يقف اقتضاؤها على أمر منفصل عنها يلزم من وجودها وجود معلولا بلء بلف ما يتوقف اقتضاؤها على‬
‫أمور منفصلة كاللة والادة والداعي وغي ذلك وأنه إذا فرض شيء متشابه الال ف كل شيء وله معلول ل‬
‫يبعد أن يب عنه سرمدا لكن الشأن ف تقيق هذا القدر فإنه يقال لك هذا غايته أن يكون إبطال لقول من‬
‫يعل الرب خالقا للعال من غي حدوث سبب أصل وهذا قول طائفة من أهل الكلم النتسبي إل اللل وليس‬
‫هذا قول أئمة أهل اللل وجهورهم القائلي بأن ال خالق كل شيء وأنه خلق السماوات والرض ف ستة أيام‬
‫وإذا كان كذلك فهؤلء يلزمونك ويقولون هذه العلة الوصوفة هل يوز أن يصدر عنها بوسط أو بغي وسط‬
‫أمور متلفة حادثة أو ل يوز فإن ل توز ذلك بطل قولك ولزم أن ل يكون للحوادث فاعل وهو معلوم‬
‫الفساد بالضرورة وإن جوزت ذلك قيل لك فإذا كان الفاعل واحدا بسيطا‬

‫موجودا ل يتوقف فعله على شيء خارج عنه فلم وجدت عنه الختلفات ول تأخرت عنه الوادث فما‬
‫كان جوابك عن هذا كان جوابا لم عن الوادث وأول وأما من قال إن الواجب بنفسه تقوم به الفعال‬
‫التعلقة بقدرته ومشيئته فيقولون حدوث ما حدث يتوقف على تلك الفعال وإن كانت تلك الفعال موقوفة‬
‫على ما قبلها فإن التسلسل جائز عندك ث يقال إما أن يكون التسلسل جائزا وإما أن ل يكون فإن كان جائزا‬
‫أمكن أن تتسلسل الفعال الت يقف عليها وجود تلك الفعولت وإن ل يكن جائزا لزم حدوث جنس‬
‫الحدثات ويبطل القول بوادث ل أول لا وهو نقيض قولكم وأيضا قوله إذا جاز أن يكون شيء متشابه‬
‫الال ف كل شيء وله معلول ل يبعد أن يب عنه سرمدا فيقال له التشابه الال ل يلو إما أن يوز أن تصدر‬
‫عنه المور الختلفة الادثة بوسط أو بغي وسط وإما أن ل يوز فإن ل يز ذلك لزم أن ل تكون هذه‬
‫الوادث صادرة عن علة بسيطة ل بوسط ول بغي وسط وهذا يبطل قولم وحينئذ فإما أن يقال إن هذه‬
‫الوادث ل مدث لا وهو معلوم الفساد بالضرورة وإما أن يقال ليس الحدث مردا عن الصفات والفعال بل‬
‫له صفات وأفعال كما يقوله السلمون وهو الق وإن جاز أن تصدر الختلفات والحدثات عن بسيط أمكن‬
‫أن يدث عنه ما ل يكن حادثا عنه وحينئذ فل يلزم أن يكون معلول له لزما له قال الرازي ف شرح هذا‬
‫الكلم واعلم أن الغرض من هذا‬

‫الفصل التنبيه على الجة الت ل يزال القائلون بالقدم يتمسكون با ويعولون عليها وهي أن المور الت‬
‫تتم با مؤثرية الباري تعال ف العال إما أن تكون بأسرها أزلية وإما أن ل تكون والثان باطل إذ لو كان شيء‬
‫منها حادثا لفتقر حدوثه إل الؤثر والكلم ف كونه مؤثرا ف ذلك الخر كالكلم ف الول فيلزم التسلسل‬
‫وهو مال فإذا كل المور العتبة ف مؤثرية ال تعال ف العال أزلية وأيضا فمن الظاهر أن الؤثر مت حصل‬
‫مستجمعا جيع المور العتبة ف الؤثرية وجب أن يترتب الثر عليه لنه إن جاز تلف الثر عنه كان صدور‬
‫الثر عن العلة الستجمعة لميع تلك المور العتبة ف الؤثرية ول صدور عنها على السواء ولو كان كذلك‬
‫لا ترجح الصدور على أن ل صدور إل برجح آخر فلم تكن جيع المور العتبة ف الؤثرية حاصل قبل‬
‫حصول هذا الزائد وكنا قد فرضنا أن المر كذلك هذا خلف قال وإذا ثبتت القدمتان لزم من قدم الباري‬
‫قدم أفعاله هذا ترير هذه الجة‬

‫قال ولقائل أن يقول هذا الكلم إنا يلزم ف الوجب بالذات أما الفاعل الختار فل لحتمال أنه يقال‬
‫إنه كان ف الزل مريدا لحداث العال ف وقت دون وقت فإذا قالوا فلم أراد إحداثه ف ذلك الوقت دون ما‬
‫قبله وما بعده كان الكلم فيه طويل وهو مذكور ف سائر كتبنا على الستقصاء قلت هذا الواب الذي‬
‫أجاب به هو جواب كثي من أهل الكلم من العتزلة والكرامية والشعرية ومن وافقهم من الفقهاء اتباع الئمة‬
‫الربعة وغيهم وقد عرف الطعن ف هذا الواب وأنه يستلزم الترجيح بل مرجح وأن ما ذكر ف القسم الول‬
‫هو حصول الؤثرية التامة ف الزل مع تأخر الثر وأن مضمونه تلف الشيء عن موجبه التام كما قد بسط ف‬
‫موضعه وياب عن هذه الجة بوجوه أحدها قوله يلزم التسلسل وهو مال ليس كذلك فإن التسلسل جائز‬
‫عند من يقول بوجب هذه الجة فإن ذلك تسلسل ف الثار ل ف الؤثرات ول يصح القول بوجبها إل بذلك‬
‫فقولم التسلسل مال باطل على أصلهم وهذا الوضع ما يشتبه على كثي من الناس فإن التسلسل ف الثار تارة‬
‫يعن به التسلسل ف أعيان الثار مثل كونه فاعل لذا بعد هذا ولذا بعد هذا وأنه ل يفعل هذا إل بعد هذا ول‬
‫هذا إل بعد هذا وهلم جرا فهذا التسلسل جائز عند الفلسفة وعند أئمة أهل اللل أهل السنة والديث‬

‫وعلى هذا التقدير فقول القائل المور الت تتم با مؤثرية الباري ف العال إما أن تكون بأسرها أزلية‬
‫وإما أن ل تكون أتريد به الت يتم با مؤثريته ف كل واحد واحد من آحاد العال أو ف جلة العال إن أردت‬
‫الول ل تكن بأسرها أزلية وكان حدوث كل واحد منها مفتقرا إل حادث قبله وهذا التسلسل جائز عندهم‬
‫وإذا أردت الثان قيل لك ليس جلة العال متوقفا على أمور معينة حت يرد عليها هذا التقسيم بل بعض العال‬
‫يتوقف على أمور وبعض آخر يتوقف على أمور أخرى وكل بعض يتوقف على أمور حادثة وتلك المور‬
‫تتوقف على أمور أخرى ويلزم من ذلك التسلسل ف نوع الوادث وهو جائز عندكم وأما إن أريد بالتسلسل‬
‫ف الثار التسلسل ف جنس التأثي وهو أن يكون جنس التأثي متوقفا على جنس التأثي بيث ل يدث شيئا‬
‫حت يدث شيئا فهذا باطل ل ريب فيه وهو تسلسل ف تام كون الؤثر مؤثرا وهو من جنس التسلسل ف‬
‫الؤثر لكن بطلن هذا يستلزم أنه ل يفعل بعد أن ل يكن فاعل لشيء فيلزم دوام نوع الفاعلية ل دوام مفعول‬
‫معي وحينئذ فل يدل على قدم شيء من العال وهذا بي لن تدبره ويراد بالتسلسل معن ثالث وهو أن فاعليته‬
‫للحادث العي ل تصل حت يصل تام الؤثر لذا الادث العي فيلزم تسلسل الوادث ف الواحد وهذا متنع‬
‫أيضا باتفاق العقلء‬

‫فهذا تسلسل ف تام تأثي العن وذاك تسلسل ف أصل التأثي وكلها متنع باتفاق العقلء فتبي أن‬
‫حججهم الائلة الت أرعبت قلوب النظار ليس فيها ما يدل على قدم شيء من العال ألبتة فقولم بقدم شيء من‬
‫العال الفلك أو غيها قول بل حجة أصل بل هو قول باطل كما بي ف موضع آخر نعم هذه الجج إنا‬
‫أرعبت قلوب أهل الكلم البتدع الحدث ف السلم الذي هو كلم الهمية والقدرية ومن سلك سبيلهم من‬
‫الشعرية والكرامية ومن تبعهم أو قلدهم من التفقهة وغيهم فما ذكره الفلسفة إنا يبطل قول هؤلء الذين‬
‫زعموا أن الرب ل يزل معطل عن أن يفعل بشيئته أو يتكلم بشيئته ث يفعل أو يتكلم بشيئته من غي حدوث‬
‫شيء وهذا القول ما اتفق سلف المة وأئمتها على بطلنه فإذا ليس معهم حجة عقلية تناقض نصوص‬
‫الكتاب والسنة بل ول مذهب السلف والئمة وهو الطلوب وبا ذكرناه من الفرق بي التسلسل ف أصل‬
‫التأثي وتامه وبي التسلسل ف الثار يظهر صحة الدليل الذي احتج به غي واحد من أئمة السنة على أن كلم‬
‫ال غي ملوق مثل سفيان بن عيينة وبيان ذلك أنه إذا دل على أن ال ل يلق شيئا إل بكن فلو كانت كن‬
‫ملوقة لزم أن يلق بكن أخرى وتلك الثانية بثالثة‬

‫وذلك هو التسلسل المتنع باتفاق العقلء فإنه تسلسل ف أصل التأثي فإنه ل يلق شيئا إل بكن فإذا ل‬
‫يلق كن ل يلق شيئا ولو خلق كن لكان قد خلق بعض الخلوقات بغي كن فيلزم الدور المتنع وهو الستلزم‬
‫للجمع بي النقيضي وهو أن تكون موجودة معدومة وأيضا فإذا قدر أنه خلق الول بالثانية والثانية بالثالثة‬
‫وهلم جرا فل بد من وجود جيعها ف آن واحد فإن كل واحد منها شرط ف الثانية وهي من المور الوجودية‬
‫الشروطة ف التأثي فلبد أن تكون موجودة عند وجود الثر كالستطاعة والقدرة وحياة الفاعل وعلمه وسائر‬
‫شروط الفعل فإنا كلها ل بد من وجودها عند وجود الفعل ولذا اتفق أهل السنة الثبتون للقدر على أن‬
‫الستطاعة ل بد أن تكون مع الفعل وتنازعوا ف جواز وجودها قبلة ودوام وجودها إل حي الفعل ف حق‬
‫الخلوق على قولي وأما ف حق الالق فاتفقوا على بقائها ودوامها إل حي الفعل والصحيح الذي عليه‬
‫السلف وأئمة الفقهاء أنا تكون موجودة قبل الفعل وتبقى إل حي الفعل ولذا يوز عندهم وجود الستطاعة‬
‫بدون الفعل كما ف حق العصاة ولول هذا ل يكن أحد من كفر وعصى ال إل غي مستطيع لطاعة ال وهو‬
‫خلف الكتاب والسنة قال تعال ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل سورة آل عمران ‪97‬‬
‫وقال فاتقوا ال ما استطعتم سورة‬
‫التغابن ‪ 16‬وقال فمن ل يد فصيام شهرين متتابعي سورة النساء ‪ 92‬ومعلوم أنه ليس النفي هنا‬
‫استطاعة ل تكون إل مع الفعل فإنه قد يكون حينئذ معن الكلم فمن ل يفعل فعليه صيام شهرين متتابعي‬
‫وكذلك يكون المر بالتقوى لن اتقى ل لن ل يتق وإياب الج على من حج دون من ل يج وهذا باطل‬
‫فعلم أن الراد استطاعة توجد بدون الفعل وما كانت موجودة بدون الفعل أمكن وجودها قبله بطريق الول‬
‫وقد بي ف غي هذا الوضع أن تسلسل العلل والعلولت متنع بصريح العقل واتفاق العقلء وكذلك تسلسل‬
‫الفعل والفاعلي واللق والالقي فيمتنع أن يكون للخالق خالق وللخالق خالق إل غي ناية ولذا بي النب أن‬
‫هذا من وسوسة الشيطان فقال ف الديث الصحيح يأت الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا‬
‫حت يقول من خلق ال فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بال ولينته وف رواية أخرى ل يزال الناس يتساءلون‬
‫حت يقولوا هذا ال خلق اللق فمن خلق ال فإذا وجد ذلك أحدكم فليتعوذ بال ولينته وكذلك إذا قيل ل‬
‫يلق شيئا إن ل يلق كذا ول يلق كذا إن ل‬

‫يلق كذا كان هذا متنعا لنه منع وجود الالق بالكلية حت يوجد تام كونه مؤثرا وتام كونه مؤثرا‬
‫موقوف على تام آخر فيلزم أل يوجد تام كونه خالقا فيلزم أل يلق شيئا قط فإذا علم أنه ل يلق شيئا إل‬
‫بكن فلو كان كن ملوقا بكن أخرى وهلم جرا كان كل واحدة من ذلك با يصي خالقا ول يوجد شيء من‬
‫ذلك فيمتنع أن يصي خالقا وهذا بلف ما إذا قيل يلق هذا بكن وهذا قبله أو بعده بكن وهلم جرا فإن هذا‬
‫يقتضي أنه ل يوجد الثان إل بعد وجود الول والتوقف ها هنا على الشرط هو فعله لذا العي ل أصل الفعل‬
‫فلهذا كان ف هذا نزاع مشهور بلف الول ومعلوم أن الدلة العقلية ل تدل قط على قدم شيء من العال‬
‫وإنا غايتها أن تدل على دوام الفاعلية وامتناع كونه فاعل بعد أن ل يكن فإذا قالوا التسلسل باطل فإن عنوا‬
‫به تسلسل الثار ووجود شيء بعد شيء فهذا خلف قولم ول يقيموا دليل على بطلنه وإن أرادوا به‬
‫التسلسل الاص وهو التسلسل ف تام كون الفاعل فاعل فهذا مسلم أنه متنع لكن امتناعه ل يدل على فعله‬
‫لشيء معي بل على أصل الفعل وهذا ل ينفعهم بل يضرهم الوجه الثان أن يقال أما التسلسل ف أصل‬
‫الفاعلية فل ينفعهم وإنا فيه إبطال قول الهمية والقدرية وأما التسلسل ف الفعال العينة فإن كان جائزا ل‬
‫يصح احتجاجهم به بل تبطل الجة وإن كان متنعا‬

‫لزم أن يكون للحوادث أول فيبطل قول القائلي بقدم العال وإذا بطل هذا القول بطلت حجته‬
‫بالضرورة فيلزم بطلن هذه الجة على التقديرين وذلك يقتضي أنا فاسدة ف نفس المر الثالث أن يقال كل‬
‫حادث من الوادث الشهودة إما أن تكون مؤثريته حاصلة ف الزل وإما أل تكون فإن كان الول لزم‬
‫حصول الوادث عن الؤثر القدي من غي تدد شيء وبطلت الجة وإن كان الثان فحصول كمال الؤثرية‬
‫فيه بعد أن ل تكن أمر حادث فيقف كمال مؤثريته ف هذا الكمال وحينئذ فحال الفاعل إما أن يكون عند‬
‫كمال التأثي ف الادث الثان كحاله عند كمال التأثي ف الول وإما أل يكون فإن قدر الول لزم أن يدث‬
‫هذا الادث الثان والذي بعده والذي بعده من غي حدوث سبب أوجب هذا الدوث لن الذات الفاعلة‬
‫حالا عند الول كحالا عند الثان والثالث وحينئذ فإذا كانت عند الول ل تفعل الثان فعند الثان ل تفعل‬
‫الثالث لنه ل يتجدد ما يوجب حدوثه وأيضا فتخصيص أحد الادثي بالدوث دون الخر تصيص بل‬
‫مصص وترجيح بل مرجح بل نفس الدوث ف كل وقت ترجيح بل مرجح وإحداث بل مدث وأيضا‬
‫فالذات نفسها ليست موجبا تاما ف الزل لشيء من الوادث وهي ل تزل على ما كانت عليه فيلزم أل تكون‬
‫موجبة لشيء من الوادث ف البد وإل لزم الحداث بل سبب حادث‬

‫وهؤلء فروا من حدوث الوادث بعد أن ل تكن بل سبب وادعوا دوام حدوثها بل سبب فكان‬
‫الذي فروا إليه شرا من الذي فروا منه كالستجي من الرمضاء بالنار وأما إن قيل إن الفاعل نفسه تقوم به‬
‫إرادات وأفعال توجب تصيص كل وقت با أحدثه فيه كان هذا مبطل لجتهم إذ يكن والال هذه أن‬
‫يدث شيئا بعد شيء مع دوام فاعليته بل هذا مبطل لذهبهم فإن من تصور هذا الفاعل علم يقينا امتناع‬
‫مقارنة شيء من أفعاله ومفعولته له وعلم أن كل واحد من أفعاله ومفعولته ل يكون إل حادثا ل مساوقا له‬
‫أزل وأبدا وإن كان هذا معلوما ف كل ما يقدر أنه فاعل فهو فيما يقدر أنه فاعل بشيئته وقدرته وأفعاله تقوم‬
‫به أظهر وأظهر ث يقال إما أن يكون تسلسل كمال الؤثرات مكنا وإما أن يكون متنعا فإن كان متنعا لزم‬
‫حدوث كل ما سوى ال وأنه ل يكن فاعل ث صار فاعل وهو مبطل لقولم وإن كان مكنا ل يلزم إل دوام‬
‫كونه مؤثرا ف شيء بعد شيء وهذا ل حجة لم فيه بل هو مبطل لجتهم ومذهبهم كما تقدم والقول ف‬
‫الثان كالقول ف الول فيلزم التسلسل ف الثار وإذا كان ذلك لزما كان جائزا بطريق الول وإن كان جائزا‬
‫بطل القول بأنه مال فبطلت الجة‬

‫الوجه الرابع أن يقال حدوث الوادث من الؤثر القدي من غي تدد شيء إما أن يكون جائزا وإما أن‬
‫يكون متنعا فإن كان جائزا بطلت القدمة الثانية من الجة وإن كان متنعا لزم حدوث ما به يتم التأثي ف هذه‬
‫الوادث إذ لو ل يدث ما به يتم التأثي لكانت قد حدثت عن الؤثر القدي من غي تدد شيء والتقدير أنه‬
‫متنع ث القول ف حدوث ذلك التمام كالقول ف حدوث أثره ويلزم التسلسل ف الثار وذلك يبطل القول‬
‫بامتناع التسلسل مطلقا فإن كان هذا هو الراد ف القدمة كما يريده طائفة من يصوغ هذه الجة فهو متنع‬
‫وإن كان الراد به ما ينبغي أن يراد وهو التسلسل ف تام أصل التأثي فهذا إذا امتنع إنا يستلزم دوام كونه‬
‫فاعل ل فاعل لشيء معي وذلك ل ينفعهم بل يضرهم فيلزم فساد إحدى القدمتي على تقدير أحد النقيضي‬
‫وفساد الخرى على تقدير النقيض الخر ول بد من ثبوت أحد النقيضي فيلزم فساد إحدى القدمتي قطعا‬
‫فتفسد الجة الوجه الامس أن تقول قوله وإذا ثبتت القدمتان لزم من قدم الباري تعال قدم أفعاله أتعن به‬
‫جيع أفعاله أو فعل ما من أفعاله أم قدم نوع أفعاله أما الول فباطل قطعا لنه خلف الشاهدة وأما الثان فل‬
‫دليل ف الجة عليه فإنا ل تدل على قدم شيء معي ل فعل ول مفعول‬

‫وأما الثالث فل يفيد قدم السماوات لواز أن يكون هناك فعل قائم بالذات بعده فعل أو مفعول بعده‬
‫مفعول أو كلها وهذه الجة قد ذكرها المدي والبري وغيها وأجابوا عنها بالعارضة بالوادث اليومية‬
‫فقال المدي ف دقائق القائق ف الحتجاج لم لو كان ما وجد عن الواجب بذاته مدثا موجودا بعد العدم‬
‫فهو لذاته إما أن يكون واجبا أو متنعا أو مكنا القول بالوجوب متنع وإل لا كان معدوما والقول بالمتناع‬
‫متنع وإل لا وجد فلم يبق إل أن يكون مكنا لذاته وعند ذلك فحدوثه إن كان ل لحدث ومرجح فقد‬
‫ترجح أحد طرف المكن ل لرجح وهو مال وإن كان لحدث ومرجح فالرجح إما قدي أو حادث فإن كان‬
‫حادثا فالكلم فيه كالكلم ف الول والتسلسل والدور مال فلم يبق إل أن يكون الرجح قديا أو منتهيا إل‬
‫مرجح قدي والرجح القدي إما أن يكون قد تقق معه ف القدم كل ما ل بد منه ف الياد أو بقي شيء منتظر‬
‫فإن بقي شيء منتظر فالكلم ف حدوثه كالكلم ف الول ويلزم منه التسلسل أو الدور وهو متنع وإن كان‬
‫القسم الول فيلزم من قدم العلة قدم العلول وكذلك الكم فيما وجب عن الواجب بالواجب لذاته وقال‬
‫المدي ف الواب إنه يلزم منها وجود شيء من الوادث إذ‬

‫الكلم ف كل حادث يفرض بالنسبة إل علته كالكلم ف معلول واجب الوجود وهو خلف العقول‬
‫والحسوس وما هو الواب فيما اعترف به من الوادث فهو الواب فيما نن فيه ول بد من التفاتم ف ذلك‬
‫إل الرادة النفسانية وبيان انتفائها عن واجب الوجود وقد عرف ما فيه قلت قد يظنون أنم ييبون عن هذه‬
‫العارضة بأن الوادث اليومية مشروطة بادث بعد حادث وهذا يقتضي التسلسل ف الثار والتسلسل ف الثار‬
‫عندهم ليس بحال وحقيقة قولم إن الرجح القدي هو دائم الترجيح والوادث النفصلة عنه تدث شيئا بعد‬
‫شيء ث قد يعينون ذلك بركة الفلك فيقولون هي الادثة شيئا بعد شيء ومن حذق منهم كابن سينا علم أن‬
‫هذا جواب باطل وأن حدوث حادث بعد حادث عن القدي من غي تدد شيء متنع فادعى ما هو أفسد من‬
‫ذلك فقال إن الركة ل توجد شيئا بعد شيء وإنا هي شيء موجود دائما وأن ما يوجد شيئا بعد شيء ل‬
‫وجود له ف الارج بل ف الذهن وهذه مكابرة بينة قد بسط الكلم عليها ف شرح الصبهانية وقد اعترف‬
‫حذاقهم بأن حدوث الوادث شيئا بعد شيء عن ذات ل يقوم با حادث ما تنكره العقول وأما من اعترف‬
‫منهم بقيام المور الختيارية بذاته فيقال لم هذا أدل على حدوث الفعولت ويقال للطائفتي إذا جوزت ذلك‬
‫ل يكن لكم دليل على قدم شيء من العال فظهر بطلن حجتكم‬

‫لكن هذا الواب الذي عارض به هؤلء لولئك ل يكن أن يقال ف أول الوادث لنه ليس قبل أول‬
‫الوادث حادث يشترط ف الوادث الستقبلة فهذا فرق هؤلء الفلسفة بي ما يثبتونه من الوادث اليومية‬
‫الت تشاهد وما ينفونه من أن للحوادث أول ابتدأت منه وبذا يتبي بطلن قول الطائفتي هؤلء وهؤلء وأن‬
‫كل طائفة أقامت برهانا على بطلن قول الخرى ل على صحة قولا إذ ل يلزم من بطلن أحد القولي صحة‬
‫الخر إل إذا انصر الق فيهما وليس المر كذلك وذكرها المدي أيضا ف كتابه أبكار الفكار قال وجوابا‬
‫أنا باطلة من جهة أن الس والعيان والبهان شاهد بوجود حوادث كائنة بعد ما ل تكن وما ذكروه من‬
‫الشبهة يلزم منه امتناع وجود الوادث والقول بامتناع وجود الوادث متنع وكل دليل لزم عنه المتنع فهو‬
‫باطل ف نفسه وبيان اللزمة هو أن ما ذكروه من التردد والتقسيم ف حدوث العال بعينه لزم ف حدوث كل‬
‫حادث وكل ما هو جواب لم ف حدوث الوادث بعينه يكون جوابا ف القول بدوث العال بملته‬

‫وهذا الذي ذكره ييبون عنه با تقدم وهو أن هذه الجة إنا كانت حجة على من يقول ببطلن‬
‫التسلسل ف الثار من أهل الكلم وأما نن فنجوز التسلسل ف الثار فتكون الوادث موقوفة على حوادث‬
‫قبلها ل إل أول وهذا الواب منتف ف جلة العال لنه ليس قبله حادث نقف عليه عند الطائفتي وحقيقة‬
‫جوابم أن التسلسل الذي نفوه ف هذه الجة ليس هو التسلسل ف الوادث الت تدث شيئا بعد شيء فإنا ل‬
‫تدل على بطلن هذا وهم ل يقولون ببطلنه وإنا دلت على بطلن التسلسل ف تام كون الفاعل فاعل ومن‬
‫قال بكونه فاعل ل يقول بتوقف فاعليته على غيه ل حادث ول غي حادث فل يلزمهم هذا ونن قد ذكرنا‬
‫الجوبة القاطعة لذه الجة ف غي موضع من وجوه أحدها أن يقال إن كان التسلسل ف الثار متنعا لزم‬
‫القول بأن للحوادث أول وبطل الذهب فبطلت حجته وإن كان مكنا بطلت الجة لمكان دوام كونه فاعل‬
‫ليس بعد شيء مع أن كل ما سواه ملوق حادث هذا إذا أريد بالتسلسل المتنع تسلسل أصل الفاعلية وأما إذا‬
‫أريد تسلسل الثار فإنه يظهر بطلنا الثان أن يقال غاية الجة أنه ل بد لكل حادث أن يكون قبله حادث‬
‫وحينئذ فقد أخبت الرسل أن ال خلق السماوات والرض وما‬

‫بينهما ف ستة أيام وكان عرشه على الاء وجهور السلمي وغيهم على أن الخلوق ليس هو اللق بل‬
‫اللق قائم بذات ال فتكون السماوات والرض وما بينهما مدثة بوادث قبلها والوادث مدثة با يقوم بذات‬
‫ال من مقدوراته ومراداته سبحانه وتعال الثالث أن يقال إما أن تقولوا بأن كل ما صدر عن الواجب بذاته‬
‫لزم لذاته أو لزم للزم بذاته أو منه ما ليس بلزم بذاته فإن قلتم بالول كان مكابرة للحس ول يقل بذلك‬
‫أحد من الناس وهو الذي أنكره العارضون لم وجعلوه لزم حجتهم وإن قالوا إن منه ما ليس بلزم لواجب‬
‫الوجود ول لزم للزمه بل هو متأخر عنه فيقال فالسماوات والرض وما بينهما الذي أخبت به الرسل عن‬
‫ال أنه خلق ذلك ف ستة أيام ل ل يوز أن تكون من الوادث التأخرة كغي ذلك من الوادث والواب‬
‫الرابع أن يقال إذا كان العال صادرا عن علة مستلزمة له ل يتأخر عنها موجبها لزم أل يكون لشيء من‬
‫الوادث فاعل لن العلة التامة ل يتأخر عنها شيء من معلولا فل يكون شيء من الوادث معلول لا ول‬
‫لشيء من معلولتا فلزم أن تكون الوادث ل فاعل لا أو يكون فاعلها ليس هو بل يكون فاعل كل مدث‬
‫مدثا وهلم جرا ويلزم تسلسل الفاعلي وهذا مع اتفاق العقلء على فساده ففساده معلوم بالضرورة من وجوه‬
‫كثية كما بي ف غي هذا الوضع‬

‫فصل ومنشأ ضلل هاتي الطائفتي هو نفي صفات ال وأفعاله القائمة بنفسه فإنم لا نفوا ذلك ث‬
‫أرادوا إثبات صدور المكنات عنه مع ما يشاهدون من حدوثها ل يبق هناك ما يصلح أن يكون هو الرجح‬
‫لوجود المكنات إل لا شوهد حدوثه منها ول لغي ذلك وصارت التفلسفة تتج على هؤلء التكلمة‬
‫بالجج الت توجب تناقض قولم فيجيبوهم با يتضمن الترجيح بل مرجح مثل إسنادهم الترجيح إل القدرة أو‬
‫الرادة القدية الت ل اختصاص لا بوقت دون وقت فيقول لم أولئك إسناد التخصيص والترجيح إل مرجح‬
‫ل فرق بالنسبة إليه بي وقت دون وقت وبي مفعول ومفعول كإسناد التخصيص والترجيح إل ترجح الذات‬
‫الجردة عن الصفات لكن كل ما تتج به التفلسفة يلزمهم نظيه وما هو أشد فسادا منه فإن قولم أعظم‬
‫تناقضا من قول هؤلء التكلمي وما من مذور يلزم أولئك إل ويلزم التفلسفة ما هو مثله أو أعظم منه فإنم‬
‫يسندون وجود المكنات الختلفات كالفلك والعناصر وما يسمونه العقول والنفوس مع ما يتعاقب على ذلك‬
‫من الوادث الختلفات أيضا إل ذات مردة بسيطة ل صفة لا و ل فعل ويقولون انا ل تزل و ل تزل مردة‬
‫عن الصفات والفعال وهي مع ذلك ل تزال تصدر عنها المور الختلفة والحدثات الختلفة التعاقبة‬

‫وهذا ما يظهر فيه من الفساد والتناقض أعظم ما يظهر ف قول أولئك وإذا دفعوا ذلك با يعلونه‬
‫صادرا عن الول من اللزم لذاته كالعقل الول ولوازمه ل يكن هذا دافعا لا يلزم قولم من الفساد فإن ما‬
‫كان لزما لذاته مع وحدته يقال فيه ما يقال فيه من امتناع صدور المور الختلفة والوادث الدائمة عنه ولذا‬
‫ينتهون إل إثبات العقل الفعال ويقولون إنه صدر عنه فلك القمر ونفسه والعناصر الت تته مع اختلف‬
‫أنواعها وصفاتا وأقدارها وهو ف نفسه بسيط ث يقولون إنه بسبب حركات الفلك حصلت استعدادات‬
‫متلفة لا يفيض منه والكلم ف تلك الركات الختلفة كالكلم ف غيها فل بد لم من إسناد المور الختلفة‬
‫النواع والقدار والصفات والوادث الختلفة النواع والقدار والصفات إل ذات بسيطة مردة عن كل صفة‬
‫وفعل يقوم با مستلزمة لكل ما يصدر عنها وهذا فيه من التناقض والفساد أضعاف ما ف قول أولئك ومن‬
‫سلم من الفلسفة أن الرب تقوم به الصفات والفعال الختيارية فهؤلء حدوث كل ما سوى ال على قولم‬
‫أظهر وقدم شيء من العال على قولم أبعد ولذا كان القائلون بذا الصل من الساطي ل يعرف عنهم‬
‫القول بقدم صورة الفلك إذ أول من عرف عنه القول بقدم صورة الفلك هو‬

‫أرسطو لكن يكى عن بعضهم القول بقدم الادة وقد يريدون قدم جنسها ل قدم شيء معي ومنهم‬
‫من يقول بقدم شيء معي وأما أبو البكات فإنه من الثبتي للصفات والفعال القائمة بذاته وهو ل يقم حجة‬
‫على قدم شيء من العال وإنا أبطل قول من قال بأنه فعل بعد أن ل يفعل والذي تقتضيه حججه العقلية‬
‫الصحيحة وحجج سائر العقلء إنا هو موافق لا أخبت به الرسل ل مالف لا وكأن القول الوسط ل يعرفه‬
‫كما ل يعرفه الرازي وأمثاله ولو عرفوه لكان هو التصور عندهم دون غيه وإنا استطال ابن سينا وأمثاله من‬
‫الفلسفة الدهرية على أولئك با وافقوهم عليه من نفي الصفات ولذا تد ابن سينا يذكر قول إخوانه وقول‬
‫أولئك التكلمي فقط ومعلوم أن فساد أحد القولي ل يستلزم صحة القول الخر إل أن تنحصر القسمة فيهما‬
‫فأما إذا أمكن أن يكون هناك قول ثالث هو الق ل يلزم من فساد أحد القولي صحة القول الخر وهذا‬
‫مضمون ما ذكره ف كتبه وكلها وما ذكره سائر هؤلء التفلسفة وملخص ذلك ما ذكره ف الشارات الت‬
‫هي مصحف هؤلء الفلسفة قال أوهام وتنبيهات قال قوم إن هذا الشيء الحسوس موجود لذاته واجب‬
‫لنفسه لكن إذا تذكرت ما قيل ف‬

‫شرط واجب الوجود ل تد هذا الحسوس واجبا وتلوت قوله تعال ل أحب الفلي سورة النعام‬
‫‪ 76‬فإن الوى ف حظية المكان أفول ما قلت هذا القول هو قول الدهرية الحضة من الفلسفة وغيهم‬
‫الذين ينكرون صدور العال عن فاعل أو علة مستلزمة له وهو الذي أظهره فرعون وغيه وإليه يرجع عند‬
‫التحقيق قول القائلي بوحدة الوجود من قدماء الفلسفة ومن هؤلء الفلسفة الذين يدعون التحقيق والتوحيد‬
‫والعرفة كابن عرب وابن سبعي ونوها فإن هؤلء ل يثبتون موجودين متبايني أحدها أبدع الخر بل كل‬
‫وجود ف الوجود فهو الوجود الواجب عندهم ث لا رأوا أن الوجودات فيها اختلف وتفرق وفيها ما حدث‬
‫بعد وجوده احتاجوا إل أن يمعوا بي كون الوجود واحدا بالعي وبي ما يوجد فيه من التفرق والختلف‬
‫فتارة يقولون العيان ثابتة ف العدم ووجود الق فاض عليها فيجمعون بي كون العدوم شيئا ثابتا ف العدم‬
‫غنيا عن ال تعال كما قال ذلك من قاله من العتزلة والشيعة ويضمون إل ذلك أن وجوده وجود الالق تعال‬
‫وهذا ل يقله أحد من أهل اللل بل ول من الفلسفة الليي وهذا حقيقة قول ابن عرب وتارة يعلون‬
‫الواجب هو الوجود الطلق بشرط الطلق والعيان هي المكنات كما يقوله صاحبه القونوي وابن سينا‬
‫وأتباعه يقولون الوجود الواجب هو الطلق بشرط الطلق عن كل أمر ثبوت وهذا أفسد من ذاك فإن الطلق‬
‫بشرط إطلقه ل‬

‫وجود له ف الارج وبتقدير وجوده فهو يعم ما تته عموم النس والعرض العام والعال بشرط سلبه‬
‫عن كل أمر ثبوت هو وجود مقيد بالعدم وسلب الوجود وهذا أبعد عن الوجود من القيد بسلب الوجود‬
‫والعدم فإن ما قيد بانتفاء الوجود وبالعدم أقرب إل العدم والمتناع ما قيد بسلب الوجود والعدم ومع هذا‬
‫فهذا الطلق ليوجد إل بوجود العيان ل يتصور أن يكون مبدعا لا ول علة لا بل غايته أن يكون صفة لا أو‬
‫جزءا منها فيكون الوجود الواجب صفة للممكنات أو جزءا منها وما كان جزءا من المكن أو صفة له أول‬
‫أن يكون مكنا فإما أن ينفوه أو يعلوه متاجا إل الخلوقات والخلوقات مستغنية عنه وتارة يعلونه مع‬
‫المكنات كالادة ف الصورة أو الصورة ف الادة ونو ذلك ما يقوله ابن سبعي ونوه وتارة ل يثبتون شيئا‬
‫آخر بل هو عي الوجودات وهي أجزاء له وأبعاض كما قد يقوله التلمسان وأمثاله وهذا مض قول الدهرية‬
‫الحضة الذين يعلون هذا الحسوس واجبا بنفسه لكن طريقة ابن سينا وأتباعه ف الرد عليهم مبنية على أصله‬
‫ف توحيد واجب الوجود ونفي صفاته وهي طريقة ضعيفة كما قد بي فسادها ف غي هذا الوضع فل يكن‬
‫هؤلء الذين يسمون أنفسهم بالفلسفة اللية الرد على‬

‫أولئك الدهرية الطبيعية بثل هذه الطريق بل بيان كون الشاهدات ليست واجبة بنفسها بل مفتقرة إل‬
‫غيها يكن بوجوه كثية كما قد بسط ف موضعه إذ القصود هنا ذكر كلمه ف أفعال الرب تعال وما ذكره‬
‫ف قدم العال قال و قال آخرون بل هذا الوجود الحسوس معلول ث افترقوا فمنهم من زعم أن أصله وطينته‬
‫غي معلولي لكن صنعته معلولة وهؤلء فقد جعلوا ف الوجود واجبي وأنت خبي باستحالة ذلك ومنهم من‬
‫جعل واجب الوجود لضدين أو لعدة أشياء وجعل غي ذلك من ذلك وهؤلء ف حكم الذين قبلهم قلت‬
‫هؤلء كالجوس القائلي بأن العال له أصلن النور والظلمة وها قديان فإن هذا أحد قوليهم والخر أن الظلمة‬
‫مدثة والقائلون بالقدماء المسة كديقراطيس ومن اتبعه كابن زكريا الطبيب اللحد يقولون بقدم الباري‬
‫والنفس والادة والدهر واللء فهؤلء يعلون الواجب أكثر من واحد وهم مع هذا يقولون بأن أصله غي‬
‫معلول وطينته معلولة وأما من جعل البدع أكثر من اثني فهذا ل يعرف فقوله منهم من زعم أن أصله وطينته‬
‫معلولة يتناول هذا القول‬
‫كما يتناوله قول من جعل وجود الوجود لعدة أشياء وجعل غي ذلك من ذلك وقد يكى عن طائفة‬
‫من القدماء أنم قالوا كانت أجزاء العال مبثوثة ث إن الباري ألفها لكن هؤلء قد يقولون إنا معلولة عن‬
‫الواجب بنفسه فإن هذا القول الذي قاله أئمة الفلسفة وقدماؤهم وأساطينهم وهو ان مادة العال قدية وصنعته‬
‫مدثة ل يذكره بن سينا فإن هؤلء ل يقولون إن الادة غي معلولة بل يقولون هي مبدعة مفعولة للباري وهذا‬
‫القول الذي هو قول أئمة الفلسفة وأساطينهم ل يتعرض لكايته ول لرده وإبطاله وليس ف كلمه ما يبطله‬
‫وقد قالوا إن أول من قال بقدم صنعة العال من هؤلء الفلسفة هو أرسطو فهذا كلمه ف حكاية مذاهبهم‬
‫وأما رده القوال الت حكاها بامتناع وجود واجبي فهو بناء على نفي الصفات وهو توحيده الذي قد علم‬
‫فساده وبي ذلك ف غي هذا الوضع ث أخذ بعد ذلك ف ذكر مقالة من قال بدوث العال من نفاة الفعال‬
‫القائمة به ومن قال بقدمه فلم يذكر إل هذين القولي مع تلك القوال الثلثة فكان مموع ما ذكره خسة‬
‫أقوال قال الرازي ف شرح ذلك السألة العاشرة ف مذاهب أهل العلم ف إمكان العال وحدوثه ث ذكر كلم‬
‫ابن سينا وقال ف شرحه أقول أهل العال فريقان منهم من أثبت أكثر من واجب‬

‫وجود واحد ومنهم من ل يقل إل بالواجب الواحد أما الفريق الول فقد تزبوا إل ثلث فرق أحدها‬
‫الذين زعموا أن هذا العال الحسوس واجب لذاته على ما هو عليه من الشكل والقدار واليئة قال الشيخ‬
‫لكنك إذا تذكرت ما قيل ف شرط واجب الوجود ل تد هذا الحسوس واجبا ث استدل الرازي با يدل على‬
‫أن الجسام مكنة وقد ذكرت هذه الدلة وضعفها ف غي هذا الوضع ولذا قال الرازي لا ذكرها هذا‬
‫مموع ما يدل على أن الجسام مكنة وقد عرفت ما ف كل واحد منها القالة الثانية أن العال له ذات‬
‫وصفات فأما الذات فهي للجسام وهي واجبة لذواتا ومنهم من قال الذات هي اليول الت هى مل السمية‬
‫وهي واجبة لذاتا فأما الصفات وهي الشكل والقدار والتحيز والركة والسكون فكل ذلك من المكنات‬
‫قال وهذه القالة أيضا باطلة بالدلة الذكورة على فساد القدمة الول قال والقالة الثالثة أن هذا العال مكن‬
‫الوجود بذاته وصفاته لكن واجب الوجود مع ذلك أكثر من واحد ث هؤلء أيضا فرق منهم من أثبت إلي‬
‫واجبي لذاتيهما أحدها خي والخر‬

‫شرير ومنهم من قال خسة أشياء واجبة لذواتا الباري والنفس واليول والدهر واللء قال وفساد‬
‫هذه القاويل وأشباهها إنا يظهر بالدلة الذكورة على أن واجب الوجود يستحيل أن يكون أكثر من واحد‬
‫قلت فقد تداخلت القالتان ف كلمه كما تداخل ف كلم الخر وذلك أن من قال الجسام أو اليول الت هل‬
‫مل السميه واجبة لذاتا وصفاتا مكنة فهو من جنس من قال بمسة أشياء واجبة إذ كلها يقول إن الباري‬
‫أحدث التأليف والصنعة بلف من قال بإلي الي والشر فإنه يقول كلها فاعل وليس ف هذه القوال قول‬
‫من يعل وجوب الوجود لعدة أشياء وجعل ما سواها مفعول لا كما يقوله القائلون بالصلي النور والظلمة‬
‫من الجوس لكن القائلون بقدم النفس يقولون إنا أحبت اليول ول يكن تليصها منها إل بإحداث العال‬
‫والقائلون بقدم الادة فقط ل يقولون بذلك والقائلون بقدم اليول أو بعض الجسام أو نو ذلك ل يلزمهم‬
‫أن يقولوا إنا واجبة الوجود بنفسها بل قد يقولون إنا مبدعة مفعولة للواجب بنفسه وهذا الشهور عن قدماء‬
‫الفلسفة والرازي قد ذكر ف شرح الشارات من كتبه أن هؤلء يقولون إن الباري هو الواجب بذاته وأن‬
‫النفس وغيها معلولة له وذكر هنا‬

‫عنهم أنم يصفون الميع بوجوب الوجود وهذا تناقض ف نقل أقوالم ث إبطال هذه القوال بناء على‬
‫توحيدهم الذي مضمونه نفي الصفات لكان الواجب ل يكون إل واحدا قد عرف فساده قال الرازي فأما‬
‫القائلون بأن واجب الوجود واحد فقد اختلفوا على قولي منهم من قال إنه تعال ل يكن ف الزل فاعل ث‬
‫صار فيما ل يزال فاعل وهم الليون بأسرهم ومنهم من قال إنه كان ف الزل فاعل وهم أكثر الفلسفة قلت‬
‫القول الذي حكاه عن الليي بأسرهم هو قول طوائف من أهل الكلم الحدث منهم الذين ذمهم السلف‬
‫والئمة ول يعرف هذا القول عن نب مرسل ول أحد من الصحابة والتابعي وأئمة السلمي ل يقل أحد من‬
‫هؤلء إن ال ل يكن فاعل ث صار فاعل وإنا العروف عنهم ما جاء به الكتاب والسنة من أن ال رب كل‬
‫شيء ومليكه وخالقه فكل ما سواه ملوق حادث بعد أن ل يكن وهذا هو الذي نطق به الكتاب والسنة واتفق‬
‫عليه أهل اللل وكذلك نقله عن جهور الفلسفة إن ال ل يزل فاعل كلم ممل فجماهي الفلسفة ل يقولون‬
‫بقدم العال وأول من ظهر عنه منهم القول بقدمه هم أرسطو ول يلزم من قال إنه ل يزل فاعل أن يقول بقدم‬
‫شيء من العال إذ يكنه مع ذلك أن يقول ل يزل فاعل لشيء بعد شيء فكل ما سواه ملوق مدث وهو ل‬
‫يزل فاعل‬

‫وقد أخبت الرسل أن ال خلق السماوات والرض وما بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش وأن‬
‫ال كان ول يكن قبله شيء وكان حينئذ عرشه على الاء ث كتب ف الذكر كل شيء ث خلق السماوات‬
‫والرض وليس ف كتاب ال ول سنة رسوله ول قول أحد من السلف هذا القول الذي حكاه عن أهل اللل‬
‫كلهم بل صرح أئمة السلم بأن ال ل يزل متكلما إذا شاء قادرا على ما يشاء فاعل يقوم به الفعل الذي‬
‫يشاؤه بل وصرحوا أنه ل يزل فاعل وأن الي ل يكون إل فعال يقوم به الفعل ولفظ بعضهم أن الي ل‬
‫يكون إل متحركا وعبارة بعضهم كان مسنا فيما ل يزل عالا با ل يزل إل ما ل يزل وعبارة بعضهم كان‬
‫غفورا رحيما عزيزا حكيما ول يزل كذلك فنقل الرازي لقالة أهل اللل كنقل ابن سينا لقالت الفلسفة‬
‫فكل الرجلي ل يذكر ف هذا القام أقوال أئمة الفلسفة التقدمي الساطي ول أقوال النبياء والرسلي ومن‬
‫تبعهم من الصحابة والتابعي كأئمة السلمي وعلماء الدين بل هذه المسة القوال الت ذكرها هذان‬
‫وأتباعهما ليست قول هؤلء ول قول هؤلء ولذا كان جيع ما ذكروه من القوال الت ينصرونا ويزيفونا‬
‫أقوال يظهر فسادها وتناقضها‬

‫قال ابن سينا ومنهم من وافق على أن واجب الوجود واحد ث افترقوا فقال فريق منهم إنه ل يزل ول‬
‫وجود لشيء عنه ث ابتدأ وأراد وجود شيء عنه ولول هذا لكانت أحوال متجددة من أصناف شت ف الاضي‬
‫ل ناية لا موجودة بالفعل لن كل واحد منهما وجد فالكل وجد فيكون لا ل ناية له من أمور متعاقبة كلية‬
‫منحصرة ف الوجود قالوا وذلك مال وإن ل تكن كلية حاصرة لجزائها معا فإنا ف حكم ذلك وكيف يكن‬
‫أن تكون حال من هذه الحوال توصف بأنا ل تكون إل بعد ما ل ناية لا فيكون موقوفا على ما ل ناية له‬
‫فيقطع إليها ما ل ناية له ث كل وقت يتجدد يزداد عدد تلك الحوال وكيف يزداد عدد ما ل ناية له ومن‬
‫هؤلء من قال إن العال وجد حي كان أصلح لوجوده ومنهم من قال ل يكن وجوده إل حي وجد ومنهم‬
‫من قال ل يتعلق وجوده بي وشيء آخر بل بالفاعل ول يسأل عن ل فهؤلء هؤلء وبإزاء هؤلء قوم من‬
‫القائلي بوحدانية الول يقولون‬

‫إن واجب الوجود بذاته واجب الوجود ف جيع صفاته وأحواله الولية وإنه لن يتميز ف العدم الصريح‬
‫حال أول به فيها أل يوجد شيئا أو بالشياء أل توجد عنه أصل وحال بلفها ول يوز أن تسنح له إرادة‬
‫متجددة إل لداع ول أن تسنح جزافا وكذلك ل يوز أن تسنح طبيعة أو غي ذلك بل تدد حال وكيف‬
‫تسنح إرادة لال تددت وحال ما تدد كحال ما تهد له التجدد فيتجدد وإذا ل يكن تدد كانت حال ما ل‬
‫يتجدد شيء حال واحدة مستمرة على نج واحد وسواء جعلت التجدد لمر تيسر أو لمر زال مثل كحسن‬
‫من الفعل وقتا ما تيسر أو وقت معي أو غي ذلك ما عد أو لقبح كان يكون له أو كان قد زال أو عائق أو‬
‫غي ذلك كان فزال قالوا فإن كان الداعي إل تعطيل واجب الوجود عن إفاضة الي والوجود والوجود هو‬
‫كون العلول مسبوق العدم ل مالة فهذا الداعي‬

‫ضعيف قد انكشف لذى النصاف ضعفه على أنه قائم ف كل حال وليس ف حال أول بإياب السبق‬
‫من حال وأما كون العلول مكن الوجود ف نفسه واجب الوجود لغيه فليس يناقض كونه دائم الوجود بغيه‬
‫كما نبهت عليه وأما كون غي التناهي كل موجودا ككون كل واحد وقتا ما موجودا فهو توهم خطأ فليس‬
‫إذا صح على كل واحد حكمه صح على كل مصل وإل لكان يصح أن يقال الكل من غي التناهي يكن أن‬
‫يدخل ف الوجود لن كل واحد يكن أن يدخل ف الوجود فيحتمل المكان على الكل كما يمل على كل‬
‫واحد قالوا ول يزل غي التناهي من الحوال الت يذكرونا معدوما إل شيئا بعد شيء وغي التناهي العدوم‬
‫قد يكون فيه أقل وأكثر ول يثلم ذلك كونا غي متناهية ف العدم وأما توقف الواحد منها على أن يوجد قبله‬
‫ما ل ناية له‬

‫واحتياج شيء منها إل أن يقطع إليه ما ل ناية له فهو قول كاذب فإن معن قولنا توقف على كذا هو‬
‫أن الشيئي وصفا معا بالعدم والثان ل يكن يصح وجوده إل بعد وجود العلول الول وكذلك الحتياج ث ل‬
‫يكن البتة ول ف وقت من الوقات يصح أن يقال إن الخي كان متوقفا على وجود ما ل ناية له أو متاجا‬
‫إل أن يقطع إليه ما ل ناية له بل أي وقت فرضت وجدت بينه وبي كون الخي أشياء متناهية ففي جيع‬
‫الوقات هذه صفته ول سيما والميع عندكم وكل واحد واحد فإن عنيتم بذا التوقف أن هذا ل يوجد إل‬
‫بعد وجود أشياء كل واحد منها ف وقت آخر ل يكن أن يصى عددها وذلك مال فهذا نفس التنازع فيه أنه‬
‫مكن أو غي مكن فكيف يكون مقدمة ف إبطال نفسه أبأن يغي لفظها بتغي ل يتغي به العن قالوا فيجب من‬
‫اعتبار ما نبهنا عليه أن يكون الصانع الواجب الوجود غي متلف النسب إل الوقات والشياء الكائنة عنه‬
‫كونا أوليا‬

‫وما يلزم من ذلك العتبار لزوما ذاتيا إل ما يلزم من اختلفات تلزم عندها فيتبعها التغي فهذه هي‬
‫الذاهب وإليك العتبار بعقلك دون هواك بعد أن تعل واجب الوجود واحدا قلت والرازي قد شرح هذا‬
‫الكلم إل أن وصل إل آخره وهو قوله وإليك الختيار بعقلك دون هواك بعد أن تعل واجب الوجود واحدا‬
‫وقال فاعلم أن الغرض منه الوصية بالتصلب ف مسألة التوحيد ولكنه يكون كلما أجنبيا عن مسألة القدم‬
‫والدوث وإن كان الغرض منه إنا هي القدمة الت منها ما يظهر الق ف مسألة القدم والدوث فهو ضعيف‬
‫لن القول بوحدة واجب الوجود ل تأثي له ف ذلك أصل لن القائلي بالقدم يقولون ثبت إسناد المكنات‬
‫بأسرها إل الواجب بذاته فسواء كان الواجب واحدا أو أكثر من واحد لزم من كونه واجبا دوام آثاره وأفعاله‬
‫وأما القائلون بالدوث فل يتعلق شيء من أدلتهم بالتوحيد والتثنية فثبت أنه ل تعلق لسألة القدم والدوث‬
‫بسألة التوحيد‬

‫قلت لقائل أن يقول بل ابن سينا عرف أن قوله ل يتم إل با ادعاه من التوحيد الذي مضمونه نفي‬
‫صفات الرب وأفعاله القائمة بنفسه كما وافقه على ذلك من وافقه من العتزلة وبوافقتهم له على ذلك استطال‬
‫عليهم وظهر تناقض أقوالم وإن كان قوله أشد تناقضا من وجه آخر لكنه صار يتج على بطلن قولم با‬
‫اشتركوا هم وهو فيه من نفي صفات ال الذي هو أصل الهمية وهكذا هو المر فإن حجة القائلي بقدم‬
‫العال الت اعتمدها أرسطو طاليس وأتباعه كالفاراب وابن سينا وأمثالما ل تتم إل بنفي أفعال الرب القائمة‬
‫بنفسه بل وتبقى صفاته وإل فإذا نوزعوا ف هذا الصل بطلت حجتهم وإذا سلم لم هذا الصل صار لم‬
‫حجة على من سلمه لم كما أن عليهم حجة من جهة أخرى ولذا كان مآل القائلي بنفي أفعال الرب‬
‫الختيارية القائمة به ف مسألة قدم العال إما إل الية والتوقف وإما إل العاندة والسفسطة فيكونون إما ف‬
‫الشك وإما ف الفك ولذا كان الرازي يظهر منه التوقف ف هذه السألة ف منتهى بثه ونظره كما يظهر ف‬
‫الطالب العالية أو يرجح هذا القول تارة كما رجح القدم ف الباحث الشرقية وهذا تارة كما يرجح الدوث‬
‫ف الكتب الكلمية وابن سينا وصى بالصل التضمن نفي صفات الرب وأفعاله القائمة به ث ذكر القولي ف‬
‫قدم العال وحدوثه مع ترجيحه القدم مفوضا إل الناظر الختيار بعد إن يسلم الصل الذي به يتج على‬
‫القائلي بالدوث‬

‫ونن نبي إن شاء ال أن قوله مع تسليم نفي الصفات والفعال القائمة بال أشد فسادا وتناقضا من‬
‫قول القائلي بالدوث فإن كان ف قول هؤلء ما يناقض صريح العقل ففي قول أصحابه من مناقضة العقول‬
‫الصريح ما هو أشد من ذلك وذلك أنه إذا كانت الذات بسيطة ليس لا فعل يقوم با أصل بل كان امتناع‬
‫صدور المور الختلفة والادثة عنها بوسط أو بغي وسط دائما أشد امتناعا من صدور ذلك بعد أن ل يصدر‬
‫فإنه إن أمكن أن يدث عنها حادث بل سبب مدث منها أمكن حدوث الوادث عنها بعد أن ل تدث وإن‬
‫ل يكن كان حدوث الوادث الختلفة عنها بوسط أو غي وسط دائما من غي فعل منها هو أبعد ف المتناع‬
‫من صدور الختلفات عنها بعد أن ل تصدر ولذا كان أرسطو طاليس مقدم هؤلء ل يذكر علة فاعلة‬
‫لدوث الركة وإنا ذكر أن سبب الوادث الركة الفلكية وما يدث عنها وذكر لذلك علة غائية فذكر أن‬
‫كل متحرك فل بد له من مرك يركه وجعل الول يرك الفلك كما يرك المام القتدى به الشبه به للمأموم‬
‫القتدى التشبه وقد يشبه ذلك كما يرك العشوق لعاشقه ومعلوم أن هذا التحريك ليس هو بفعل من الحرك‬
‫ول قصد وتلك الركة حادثة بعد أن ل تكن فنسأل عن الفاعل لتلك الجسام المكنة فإن المكن وإن كان‬
‫قديا ل بد له من فاعل فما الفاعل لا ونسأل عن العلة الفاعلة لتلك الوادث فإن التحرك مكن فالحرك إذا‬
‫كان أمورا تدث ف ذاته كما يقولونه ف تصورات النفس الفلكية وشوقها قيل لم فما الحدث لتلك‬
‫التصورات والرادات شيئا بعد‬

‫شيء وهي أمور مكنة كانت بعد أن ل تكن وهي قائمة بمكن هو مفتقر إل غيه ليس بواجب بنفسه‬
‫معلوم أن الركة ل يكفي ف حدوثها العلة الغائية بل ل بد من العلة الفاعلية ومعلوم أن افتقار الفعل إل‬
‫الفاعل إن ل يكن مثل افتقاره إل الغاية ل يكن دونا بل العقل يعلم افتقار الفعل الادث إل الفاعل قبل علمه‬
‫بافتقاره إل الغاية وأرسطو وأتباعه إنا زعموا افتقاره إل الغاية النفصلة عنه ول يذكروا احتياجه إل الفاعل‬
‫النفصل عنه ومعلوم أن الوجب لدوث الركة يدثها شيئا بعد شيء فل بد له من مدث منفصل كما أنه‬
‫ل بد له من غاية منفصلة بطريق الول فإن جوز الجوز أن يكون هو الحدث لفعله من غي افتقار إل شيء‬
‫منفصل مع كونه مكنا فلنجوز أن يكون هو غاية لنفسه من غي افتقار إل شيء منفصل مع كونه مكنا وذلك‬
‫متنع عندهم وأيضا فمن العلوم أن المكن الذي ليس له شيء من نفسه بل ذاته نفسها من غيه يتنع أن‬
‫يكون شيء من أفعاله من نفسه بدون افتقاره ف ذلك إل غيه كما يتنع أن تكون صفاته وأبعاضه من نفسه‬
‫من غي افتقار ف ذلك إل غيه فإن ما به يعلم أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون بنفسه موجودا‬
‫يعلم أن سائر ما يصل له من الصفات والفعال ل تكون بنفسه فإن ما ل يوجد بنفسه بل بغيه كيف يكون‬
‫موجدا لغيه بنفسه بدون غيه‬

‫والكلم ف هذه السألة من جنس الكلم ف مسألة خلق أفعال العباد فكلما نعلم أن ال خالق أفعال‬
‫العباد نعلم أنه خالق حركات الفلك إذا قدر أنا اختيارية وإن قدر أنا غي اختيارية كان المر أول وأول فإن‬
‫القدرية تنازع ف الول ل تنازع ف الثان وليس لقائل أن يقول إن هؤلء الفلسفة كأرسطو وأتباعه قد‬
‫يسلكون ف حركات الفلك الختيارية مسلك القدرية الذين ل يقولون إن ال خالق أفعال العباد لنه يقال‬
‫أول ليس هذا مذهبهم بل عندهم أن أفعال اليوان وغي ذلك من المكنات صادرة عن واجب الوجود وهذا‬
‫هو الوجود ف كتب الذين نقلوا مذهبهم كابن سينا وأمثاله وأيضا فيقال لم إما أن توزوا على الي أن‬
‫يدث الفعال من غي سبب من خارج يقتضي حدوث تلك الفعال لست أعن من غي مقصود يدث بل من‬
‫غي مقتض للفعل وإما أل توزوه فإن ل توزوا على الي ذلك لزمكم أن الفلك الي عندكم ل تدث‬
‫حركته إل بسبب منفصل يكون مقتضيا لفعل الدوث ل يكفي أن يكون ذلك متشبها به ث القول ف حدوث‬
‫اقتضاء ذلك القتضى كالقول ف حدوث حركة الفلك فيلزم أن يكون فوق الفلك سبب فاعل للحوادث‬
‫وذلك يبطل قولم فإنه ليس عندهم فوق الفلك حركة ول فعل بوجه من الوجوه وإن جوزوا على الي أن‬
‫يدث الفعال بغي سبب حادث من غيه‬

‫ل يتنع حينئذ حدوث العال من الي بدون سبب حادث من غيه فذكر أرسطو طاليس ف كتاب ما‬
‫بعد الطبيعة وهو العلم اللي الذي هو أصل حكمتهم وناية فلسفتهم فيما حكاه عنه ثابت بن قرة فإنه قال ف‬
‫كتاب تلخيص ما أتى به أرسطو طاليس فيما بعد الطبيعة إن أرسطو طاليس يأت ف كتابه هذا بأقاويل فيها‬
‫إغماض يرمي فيها إل غرض واحد إذا وف حقه من الشرح والبيان قبل على هذه الهة ما جرى المر فيه‬
‫على صناعة البهان سوى ما جرء من ذلك مرى القناع وقال إنا عنون أرسطو كتابه هذا با بعد الطبيعة‬
‫لن قصده فيه البحث عن جوهر غي متحرك وغي قابل للشوق إل شيء خارج عن ذاته وقال إن الوهر‬
‫السمان كله الوجود مبتدأ لتكون إنا قوامه بطبيعته الاصة به وطبيعته الاصة به إنا قوامها بصورته الاصة‬
‫به وصورته الاصة به القومة لذاته إنا قوامها بركته الاصة به وكل متحرك بركة خاصة به فإنا يتحرك إل‬
‫تام وتام كل واحد من الشياء ملئم لطبيعته وموافق لا وكل متحرك إل ما لءمه ووافق‬

‫طبيعته فبالشوق والحبة والتوق منه إليه يتحرك والشيء التشوق إليه علة لركة التحرك إليه بالشوق‬
‫والشيء الشتاق معلول له من جهة تلك العلة وف تلك الركة وحركة كل واحد من الجسام فتنساق كلها‬
‫وترتفع إل مرك أول ل يتحرك كما بي أرسطو ذلك ف كتابه العروف بالسماع الطبيعي لنه وإن وجد‬
‫بعضها يرك بعضا فالتحرك القصى متحرك عن مرك غيمتحرك والحرك الول علة الصورة القومة لوهر‬
‫كل واحد من الشياء التحركة حركة خاصية فقوام جوهر كل واحد من الشياء التحركة ليس له ف ذاته‬
‫لكنه من الشيء الذي هو السبب الول ف حركته فيقال لم هب أن الركة الرادية ل تتصور إل بحبوب‬
‫منفصل عنها لكن إذا كان التحرك ليس واجبا بنفسه ل هو ول حركته فما الوجب له ولركته وأنتم ل‬
‫تعلوا الحرك الول مركا إل من جهة كونه مبوبا معشوقا ل من جهة أنه فعل شيئا أصل قال ثابت‬
‫وكذلك ما يقول أرسطو طاليس إن كل ما يتحرك فحركته بالشوق إل شيء والصورة الول فيما هو ف‬
‫الكون وفيما هو موجود الركة الاصة به فالحرك الول إذن هو البدأ والعلة ف وجود صورة الواهر‬
‫السمانية كلها وبقائها إذ كنا مت توهنا ارتفاع وجود الركة الطبيعية وإن شئت أن تقول القوى من كل‬
‫واحد من الجسام الت له فسد جوهره ل مالة‬

‫ث ذكر سؤال وجوابا مضمونه إن الوهر السمان ل قوام له إل بطبيعته الت قوامها بركته الاصة‬
‫به قال فإن ظن أحد أن هذا الوهر إذا قدرت صورته الطبيعية باطلة منه انل إل شيء آخر أبسط منه ليس‬
‫ف طبيعته حركة خاصة به فيكون حينئذ ف ذاته ل معلول لكن الركب فيه معلول فأرسطو طاليس يقول إن‬
‫هذا الظن باطل مال لن ذلك البسيط إنا يوجد حينئذ ف الوهم الفكري فقط فأما ف خاصة نفسه مفردا فل‬
‫وجود له بالقيقة ول قوام لذاته وليس بذا العن فقط يترك هذا الظن لكنه يرى أنه يوجد ف ذلك البسيط‬
‫الذي ينحل إليه الوهر السمان ف الوهم إذا توهنا فساد صورته تلك قبول صورة أخرى فهو معلول ف‬
‫ذلك القبول من الحرك الول فإن ظن ظان أنه معلول من جهة ذلك القبول فقط قلنا فإن أنزلنا إزالة ذلك‬
‫القبول نفسه منه أنه قد بطل وجب أن تبطل ذاته يعن فتفسد وتنحل طبيعته الت با هو حينئذ ما هو إذ كانت‬
‫ذاته تلك حينئذ إنا هي الت ف طبيعتها القبول فإن قيل أيضا إنا تنحل إل شيء آخر كان الواب فيه كما‬
‫أجبنا ف النلل الول وليس يكن أن ينحل هذا دائما إل ما ل ناية له قال فقد تبي من هذا أن كل جوهر‬
‫جسمان معلول ف جوهره ووجوده وبقائه للعلة الت هي البدأ الول بركة الميع قلت فهذا هو تقريرهم‬
‫لوجود العلة الول الت هي البدأ الذي‬

‫يسميه التأخرون واجب الوجود بذاته وهي طريقة التقدمي من الشائي وأما الطريقة الشهورة عند‬
‫التأخرين وهي الستدلل بطلق الوجود على الواجب فهذه هي الت سلكها ابن سينا ومتبعوه ث هذه طريقة‬
‫أرسطو وأتباعه الشائي مضمونا أن كل جسم ل يتقوم إل بطبيعته ول تتقوم طبيعته إل بركة إرادية ول‬
‫تتقوم تلك إل بحبوب معشوق ل يتحرك ث إن أرسطو أورد على نفسه سؤال بأنه يكن تقدير بطلن طبيعة‬
‫السم الاصة وبطلن حركته بانلله إل شيء أبسط منه فل يكون الحرك علة لذاته بل علة للتركيب فقط‬
‫وأجاب بأن البسيط إنا يوجد ف الذهن ل ف الارج وأجاب أتباعه بواب ثان وهو أنه يكون فيما انل إليه‬
‫قبول والقبول حركة وهذا الواب ساقط فإنه إذا قدر أن فيه قبول ل يب أن يكون ذلك حركة إرادية‬
‫شوقية وإذا ل تكن الركة إرادية شوقية ل يستلزم وجود مبوب بل يستلزم وجود فاعل مبدع وهم ل يثبتوا‬
‫ذلك وكذلك تقدير أرسطو تقدير فاسد فإنه إذا قدر أن الركة ل تتم إل بطبيعة تستلزم الركة الرادية مع‬
‫أن ف تقدير هذا كلما ليس هذا موضع بسطه لكن بتقدير أن هذا سلم له فغاية ما ف هذا أن يكون السم‬
‫التحرك بالرادة مفتقرا إل العشوق الذي هو غايته وأنه ل يتم وجوده إل به فيكون وجوده شرطا ف وجوده‬
‫بأن يقال ل قوام للجسم إل بطبيعته ول قوام لطبيعته إل بركته ول قوام لركته إل‬

‫بالحرك النفصل الذي هو مبوب معشوق فغاية ما ف هذا أنه ل بد من وجود مبوب معشوق ول‬
‫يكن وجود السم التحرك إل به لكن مرد الحبوب النفصل ل يكفي ف وجود السم المكن الذي ليس‬
‫بواجب بذاته ول ف وجود طبيعته ول ف وجود حركته الاصة به بل ل بد من أمر مبدع له ولركته‬
‫ولطبيعته وهم ل يذكروا احتياجه إل البدع لذلك ول دليل على وجود البدع لذلك كله بل اكتفوا بوجود‬
‫العشوق النفصل وهذا مقام يتبي فيه جهل هؤلء القوم وضللم لكل من تدبر نصوص كلمهم الوجود ف‬
‫كتبهم الذي نقله أصحابه عنهم فإنا نن ل نعرف لغة اليونان ول ينقل ذلك عنهم بإسناد يعرف رجاله ولكن‬
‫هذا نقل أئمة أصحابم الذين يعظمونم ويذبون عنهم بكل طريق وقد نقلوا ذلك إلينا وترجوه باللسان العرب‬
‫وذكروا أنم بينوه وأوضحوه وقدروه وقربوه إل أن تقبله العقول ول ترده فكيف إذا أخذ كلم أولئك على‬
‫وجهه فإنه يتبي فيه من الهل بال أعظم ما يتبي من كلم الحسني له ول ريب أن الفلسفة أتباع أرسطو‬
‫يقل جهلهم ويعظم علمهم بسب ما اتفق لم من السباب الت تصحح عقولم وأنظارهم فكل من كان‬
‫بالنبوات أعلم وإليها أقرب كان عقله ونظره أصح ولذا يوجد لبن سينا من الكلم ما هو خي من كلم‬
‫ثابت بن قرة ويوجد أب البكات صاحب العتب من الكلم ما هو خي من كلم ابن سينا وكلم أرسطو نفسه‬
‫دون كلم هؤلء كلهم ف الليات‬

‫ث إنم مع أنم ل يذكروا البدع للجسام المكنة التحركة اللهم إل أن يكون هؤلء قائلي بأن‬
‫الجسام الفلكية التحركة واجبة الوجود بنفسها وأنا مع ذلك مفتقرة إل الحرك الول وهذا حقيقة قول‬
‫أرسطو فهذا أعظم ف التناقض فإنه إذا قدر أن الجسام الفلكية واجبة الوجود بنفسها وهي متحركة حركة‬
‫تفتقر فيها إل غيها كان واجب الوجود متحركا مفتقرا ف حركته إل غيه وحينئذ فكونه متحركا ل يفتقر‬
‫ف حركته إل غيه أول فإنم حينئذ يكونون قد أثبتوا واجبا بنفسه ل يتحرك أصل وواجبا بنفسه يفتقر ف‬
‫الركة إل مبوب غيه ل قوام له إل به وحينئذ فإثبات واجب يتحرك ل يفقتر ف الركة إل غيه أول‬
‫بالمكان من هذا فإن كلها متحرك لكن هذا يفتقر إل غيه وهذا مستغن عنه وهم قد جعلوا على هذا‬
‫التقدير واجب الوجود بنفسه اثني واجبا ل يفتقر إل غيه وواجبا يفتقر إل غيه فإذا قدر واجبا يتحرك بنفسه‬
‫لنفسه من غي افتقار إل غيه كان أول بالواز ول يكن ف ذاك مذور إل لزمهم فيما أثبتوه ما هو أشد منه‬
‫وسيأت تام كلمهم ف ذلك وقولم إن السم ل يوز أن يتحرك بنفسه حركة ل ناية لا فهذا فصل وهنا‬
‫فصل ثان وهو أنم مع إثباتم لكون الفعل معلول إنا أثبتوه بكونه متاجا إل معشوق يكون هو مبدأ الركة‬
‫الرادية من جهة كونه غاية ل فاعل وليس ف هذا ما يدل على أن الفلك له علة مبدعة فاعلة له كما ل يفى‬
‫على عاقل‬

‫ث ادعوا أن ذلك العشوق الذي هو العلة الغائية ل يوز أن يكون متحركا ول له حركة أصل ومن‬
‫هنا قالوا بقدم العال إذ كان حدوث الحدثات يقتضي حركة يدث با فمنعوا حدوث الوادث عن العشوق‬
‫الذي سوه الحرك الول لئل يكون فيه تغي وحدوث الوادث عن علة ل تغي فيها متنع بصريح العقل‬
‫وكلمهم ف ذلك ف غاية التناقض وهذا منتهى نظر القوم وعلمهم وحكمهم فلما قال فقد تبي من هذا أن‬
‫كل جوهر جسمان معلول ف جوهره ووجوده وبقائه للعلة الت هي البدأ لركة الميع فهذا كلمهم قلت‬
‫وقد عرف أنه ل يبي إن سلم له ما ذكره من القدمات إل أنه ل بد للحركة من مرك ول يبي بعد أن الحرك‬
‫ليتحرك ول أن الحرك للجسام أمر منفصل عنها فقال ف بيان ذلك ولنه ليس يلزم أن يكون كل عدم‬
‫أقدم بالزمان من الوجود فيما علة وجوده شيء غيه ول كل النظام أقدم من النظام ول كل بسيط أقدم من‬
‫الركب لنه ليس كل ما كان تقدمه لغيه فإن قوام غيه به وبسببه أو وجود غيه عنه وجب أن يكون متقدمه‬
‫ف الزمان وكذلك ما يقول أرسطو طاليس إن الفضل ف البدأ الول ما يوجد المر عليه من أنه علة وجود‬
‫كل موجود وسبب بقاء كل باق منذ البد من غي أن يكون إنا صار كذلك ف زمان وبعد أن ل يكن‬
‫كذلك إذ ليس موجود ول شيء له بقاء إل به‬

‫وقال وذلك أنه ل يزل ول وجود ول قوام للفلك ولسائر الجسام الطبيعية إل بالبدأ الول يعن‬
‫الحرك الول إذ صورة كل واحد منها حركته الاصة به وحركته الاصة به هي القومة لوهره الت بارتفاعها‬
‫يرتفع وجوده فإذن الحرك الول علة وجود هذه الركة قال فهذا هو الفضل من أن تكون العلة الول علة‬
‫وجود العال ف زمان فيقال له أنت ل تذكر إل أنه ل وجود للجسم التحرك إل بركته وهذا إذا سلم لك ل‬
‫يدل على أنه مبدع وفاعل له أصل بل ول يثبت أن له غاية منفصلة عنه بل ادعيت ذلك دعوى نعم إذا ثبت‬
‫أن الركة إرادية فل بد لا من مراد أما أن كون الراد منفصل عن التحرك أو غي منفصل فهذا يتاج إل دليل‬
‫ثان ول تبينه ث إذا بينته يلزم افتقار التحركات إليه وكونه شرطا ف وجودها ل يقتضي كونه مبدعا لا وفاعل‬
‫لا إذ مرد العلة الغائية من هذه الهة ل تكون هي الفاعلة البدعة بالضرورة واتفاق العقلء وهم ل يدعوا‬
‫ذلك لكن لو قال قائل غيهم بواز أن يكون الول غاية وفاعل قلنا نعم لكن هذا ينقض ما بنوه من حيث‬
‫يكون فاعل للحوادث مبدعا لا وهم يأبون ذلك حيث يكون فيه جهتان جهة كونه مرادا مبوبا وجهة كونه‬
‫فاعل مبدعا وهذا إذا قيل إنه حق أفسد أصولم ومذهبهم والسلمون ل ينكرون أن يكون ال رب كل شيء‬
‫وإله فهو من‬

‫جهة كونه ربا هو الالق البدع الفاعل ومن جهة كونه إلا هو العبود الألوه الحبوب لكن هذا القول‬
‫الذي يقوله السلمون ينقض قولم ويبطله فثبت بطلن قولم على ما ذكروه وعلى ما يقوله السلمون فتبي‬
‫أن قوله إن الفضل ف الول ما يوجد المر عليه من أنه علة وجود كل موجود كلم مبن على مض الدعوى‬
‫والكذب أما الدعوى فإنه ادعى أن التحرك ل بد له من معشوق منفصل وأما الكذب فقوله إن ذلك هو‬
‫العلة وجود التحرك وإنا هو مرد شرط وغايته أن يكون جزءا من أجزاء العلة ف وجوده فهذا إذا سلمت‬
‫القدمات كلها وهو أن الفلك يتحرك بالرادة وأن التحرك بالرادة ل وجود له إل بركته وأن حركته ل بد‬
‫لا من معشوق منفصل ل يثبت إل مرد كون ذلك شرطا ف وجوده ل علة تامة لوجوده فكيف إذا قيل إن‬
‫القدمات الثلث باطلة كما هو مذكور ف موضعه ث قال فهذا هو الفضل من أن تكون العلة الول علة‬
‫وجود هذا العال ف زمان قال وكان يب من هذا أن الشياء الوجودة ل يكن لا بتة وجود ث أخرجت إل‬
‫الوجود فيلزم من ذلك أن يكون لوجود العال علة أخرى مشاركة للعلة الول فيه أو فوق العلة الول لنه إن‬
‫ل يكن للعلة الول ف إخراج العال إل الوجود أمر من المور ول ها هنا علة تعي أو تدعو العلة الول إل‬
‫إخراج العال إل الوجود غي ذاتا ول علة ترتبها‬
‫وتعوقها فليس لتأخر وجود العال عن وجود ذات العلة الول سبب يوجبه فكيف يكن أن يتأخر‬
‫وجود زمانا بل ناية ث يرج إل الوجود كحال من كان نائما فانتبه فيقال لؤلء الذين مثلهم كما قال عبد‬
‫ال بن عمر لا سأله بعض الناس عن الحرم يقتل البعوض انظروا إل هؤلء يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا‬
‫ابن بنت رسول ال وكما يقال عن بعض الناس إنه كان يزن بامرأة وهو صائم فقال لا غطي وجهك فقد‬
‫كره العلماء القبلة للصائم وكما يقال عن بعض النصارى إذ قال لبعض السلمي أنتم تقولون إن راعيا هو‬
‫رسول ال فيقال له أنتم تقولون إن جنينا ف بطن أمه هو ال ونظائر هذه المثال كثية الت ينكر فيها الرجل‬
‫شيئا وقد التزم ما هو أول بالنكار منه فإن هؤلء قالوا إذا كان العال مدثا بعد أن ل يكن لزم افتقار العال‬
‫إل شيء غي العلة الول وهم ل يذكروا أن العلة الول أبدعت العال أصل بل قولم مضمونه إن العال أبدعه‬
‫غيها أو هو واجب آخر بنفسه ليس هو مبدع ولكن هو متاج اليها احتياج الحب إل مبوبه وهم ل يثبتوا‬
‫هذا الحتياج إل بقدمات إذا حقق المر عليهم فيها ظهر جهلهم وتناقضهم فغاية ما أثبتوه ليس فيه أن العال‬
‫إبدا الول أصل مع أنم ينكرون على من جعله مدثا للعال لكون الادث يفتقر إل سبب حادث فهل يكون‬
‫أعظم تناقضا من مثل هذا القول‬

‫ث يقال الجسام التحركة إما أن تكون أو شيء منها واجب الوجود بذاته وإما أل تكون ول شيء‬
‫منها واجب الوجود بذاته فإن كان منها شيء واجب الوجود بذاته بطل ما أثبتوه من أن الواجب بنفسه وهو‬
‫العلة الول ل يكن أن يتحرك إذ كان على هذا التقدير قد قيل إن شيئا واجبا بنفسه وهو متحرك وعلى هذا‬
‫التقدير فل يبقى لم طريق إل إثبات مرك ل يتحرك إذا أمكن أن يكون الواجب بنفسه متحركا وإن ل يكن‬
‫ف الجسام التحركة ما هو واجب بنفسه فقد ثبت أن الفلك التحركة كلها مكنة مفتقرة إل واجب يكون‬
‫فاعل مبدعا لا سواء قيل إنا قدية أو حادثة فإن المكن ل بد له من فاعل سواء قيل بقدمه أو حدوثه إذ كان‬
‫ل يكون بنفسه ولو قيل إنه ل فاعل له ول مبدع كان واجبا بنفسه فالشيء إما أن يكون وجوده بنفسه وإما‬
‫أن يكون وجوده بغيه فالول هو المكن بنفسه والثان هو الواجب بنفسه وقد نازعهم من نازعهم ف أن‬
‫المكن ل يوز أن يقارن وجود الواجب بل ل بد من تأخره عنه لكن ليس مقصودنا ف هذا القام منازعتهم‬
‫ف ذلك بل نتكلم على تقدير ما يدعونه من أن المكن يقارن وجوده وجود الواجب مع كونه معلول موجبا‬
‫له صادرا عنه وهم يسمون الواجب علة ومبدعا وفاعل وقد يسمونه مدثا لكن هذه تسمية بعض من أظهر‬
‫السلم منهم لئل‬
‫يالف السلمي ف الظاهر كما فعل ذلك ابن سينا وغيه لكن بكل حال ل بد للممكن الذي ل‬
‫يوجد بنفسه من موجب يوجبه بل يوجب صفاته وحركاته ل يكفي ف وجوده مرد وجود مبوبه بل ل بد‬
‫من موجب لذاته وصفاته بل وموجب لنفس حبه ث إذا قيل إنه مب لشيء منفصل عنه لزم احتياجه إل‬
‫الحبوب وأما كون مرد الحبوب هو البدع له الوجب لذاته وصفاته وأفعاله من غي اقتضاء ول إياب ول‬
‫إبداع من الحبوب بل لحض كونه مبوبا فهذا ما يعرف ببديهة العقل فساده وهم وكل عاقل يفرق بي العلة‬
‫الغائية والعلة الفاعلة فالحبوب يقتضي ثبوت العلة الغائية ول بد من علة فاعلية فإن جعلوا الحبوب هو العلة‬
‫الفاعلية لزم كونه مبدعا له وهو الطلوب وحينئذ ياطبون على هذا التقدير با يبي فساد قولم وإن ل يعلوه‬
‫مبدعا له ل يكن لم دليل على إثبات علة فاعله لوجود العال وقيل لم افتقار المكن إل مبدع له ولصفته‬
‫ولركته أبي من افتقاره إل مبوب له قال ثابت بن قرة وأرسطو طاليس ليس ينكر هذا الرأي الجدد والظن‬
‫الذي يظنه كثي من الناس من أنه يلزم من رأى أرسطو أن العال أبدي أن يكون غي معلول ف جوهره لعلة‬
‫خارجة عنه ظن كاذب فيقال له الذين يظنون هذا يقولون إن هذا لزم لرسطو لنه ل يثبت أن العال معلول‬
‫بعلة فاعلة مبدعة له وإن كان مقارنا لا بل إنا‬

‫أثبت با ادعاه من القدمات أنه ل بد من مبوب يتحرك لجله وليس مرد كون الشيء مبوبا يوجب‬
‫أن يكون علة فاعلة مبدعة لحبه فلهذا ألزموه ذلك ث هذا اللزم له إن اعتقده وإن ل يعتقده يقتضي بطلن‬
‫قوله لنه إذا كان العال واجبا بنفسه ليس له مبدع مع كونه مفتقرا إل مبوب له كما يقول أرسطو لزم كون‬
‫الواجب بنفسه مفتقرا إل شيء منفصل عنه ف بعض صفاته وحينئذ فإذا قيل بأن الواجب البدع للعال مفتقر‬
‫إل شيء بعينه على إبداع العال ل يكن باطل على هذا القول الذي يلزم أرسطو وأيضا فعلى هذا التقدير إذا‬
‫كان الواجب بنفسه متحركا لغيه فلن يكون متحركا لنفسه أول وأحرى وأرسطو أبطل كون الول‬
‫متحركا بجج تنقض مذهبه قال ثابت وأرسطو طاليس يقول فإن كان المر كما يظن من رأى أن للعال‬
‫ابتداء زمانيا فما العلة الت أوجبت أو دعت إل إخراج العال إل الوجود بعد أن ل يكن موجودا زمانا بل ناية‬
‫وما هذه العلة الباعثة للعلة الول على ذلك وما كانت العلة الرتبة فيقال له هذا كله يبي فساد قولك فإنه‬
‫يقال إما أن يكون العال واجب الوجود بنفسه وإما أن يكون مكنا فإن كان واجبا بنفسه فما العلة الت‬
‫أوجبت أو دعت إل إحداث ما فيه من الوادث وحركته التحددة وتريكه لا يركه وما هذه العلة الباعثة‬
‫للواجب بنفسه على‬

‫ذلك وما كانت العلة الرتبة له عن إحداث الوادث التأخرة فإنه ل يزال تدث فيه أمور بعد أمور فما‬
‫الوجب لتأخر هذه الوادث بعد أن ل تكن حادثة فأي شيء أجاب به عن ذلك كان جوابا له فإن قال‬
‫ليستكمل الشروط الت با تتم الوادث فقد جوز أن يكون فعل الواجب الوجود ل يتم إل بشروط تدث‬
‫وحينئذ فيجوز أن يقال إن الوجب لتأخر فعله للعال لتتم شروط إحداثه للعال إذ كان فعل الواجب بنفسه‬
‫على هذا التقدير قد يتوقف على الشروط الت با يدث وإن قال إن العال مكن قيل له فل بد له من واجب‬
‫فعله وحينئذ فقد فعله على الوجه الذي هو عليه من تأخر الوادث فما الذى اوجب للفاعل ان يؤخر ما‬
‫حدث من الوادث وما الذي دعاه إل إخراج الوادث إل الوجود بعد أن ل تكن وما العلة الباعثة للفاعل إل‬
‫ذلك وأيضا فيقال لم إن كان مكنا صادرا عن الواجب فما الذي أوجب الول أن يفعله وما الذي دعاه إل‬
‫ذلك فإن قالوا مرد ذاته الجردة أوجبت ذلك قيل فإذا كانت موجبة لا يصدر عنها ل يقف شيء من فعلها‬
‫على غي الذات الجردة وجب اقتران كل ما صدر عنها با ووجب اقتران الصادر عن الصادر به فحينئذ ل‬
‫يتأخر شيء عن العال بل يكون كله‬

‫بميع أجزائه قديا ملزما للذات الجردة وهو خلف الس والشاهدة وأيضا فيقال له فعل الول إما‬
‫أن يقف على داع وإما أن ل يقف على داع فإن وقف على داع قيل لك ما الداعي الوجب لبداعه للعال‬
‫على ما هو عليه من المور الختلفة والادثة وإن ل يقف على داع جاز أن يدث ما حدث بل داع ول يب‬
‫أن يكون لفعله علة قال ثابت ويلزم أهل هذا الرأي أن يكون ف البدأ القصى الذي عنده يتناهى البد ف‬
‫ابتداء كل فعل ما هو بالقوة وما بالقوة ليس يرجه ما هو له بالقوة بغي علة داخلة عليه من خارج يصي‬
‫معلول لا ف تلك الهة لنه إن كان ليس لخراج ما هو له بالقوة إل الفعل سبب غي ذاته فيجب أن يكون‬
‫وجوب ذلك المر بالفعل مع وجود تلك الذات الخرجة له وذلك الشيء غي متأخر عن وجودها وإن كان‬
‫له سبب غي ذاته فإذن تكون العلة الول والبدأ الول ليس ببدأ أول على القيقة لنه يتاج حينئذ إن كانت‬
‫تلك حاله إل مبدأ آخر وأيضا فيلزم جوهر العلة الول وإن كان لا ما هو بالقوة حينا ل يرج إل الفعل حينا‬
‫تغي وهذا أمر قد أضرب عنه سائر القدماء فينبغي أن يسلم لرسطو طاليس أن العلة الول على غاية ما يكن‬
‫من التمام والكمال وكما أنه ليس يكن منه ف مادة من الواد أن تؤخرها الطبيعة لظة من غي أن يعمل منها‬
‫أجود ما ينعمل من مثلها ما ل يعتور ذلك شيء من خارج كذلك يرى أرسطو طاليس أن المر واجب ف‬
‫جلة أمر العال أي ف وجود جلته إذ كان بإمكانه ل يزل والمكان له بنلة الادة فيقال له جواب هذا من‬
‫وجوه‬

‫أحدها أن يقال خروج ما بالقوة إل الفعل إما أن يفتقر إل علة من خارج وإما أن ل يفتقر فإن ل‬
‫يفتقر بطل هذا الكلم وإن افتقر فإما أن يفتقر إل علة خارجة فاعلة أو علة غائية أو كلها والفتقار إل علة‬
‫غائية وحدها غي كاف لن ما بالقوة إذا ل يرج إل الفعل إل بعلة من خارج فل بد أن يكون علة لوجود‬
‫كونه فاعل وإل مرد الحبوب بدون ما به يفعل الحب مطلوبه ل يوجب وجود الفعل ولذا إذا كان الحب‬
‫غي قادر على الفعل ل يتحرك إل الحبوب وتركه إل الحبوب هو مكن ليس بمتنع ول واجب بنفسه‬
‫والمكن ل يترجح أحد طرفيه إل برجح تام يستلزم وجود المكن فل بد لفاعلية المكن من مرجح تام‬
‫الفاعلية وذلك هو الفعل إذ مرد الغاية ليس مرجحا تاما وإن افتقر خروج ما بالقوة إل الفعل إل علة من‬
‫خارج علة فاعله أو علة فاعلة وغائية قيل له فحركة الوهر السمان حينئذ تفتقر إل فاعل خارج عنها‬
‫وحينئذ فذاك الفاعل ل يكن فاعل لتلك الفاعلية ف الزل إذ لو كان كذلك للزم وجود جيع الركات‬
‫والوادث ف الزل لوجود فاعلها التام فتعي أنه صار فاعل لتلك الوادث بعد أن ل يكن فاعل فيلزم حينئذ‬
‫إذ جعل المكن مفتقرا إل علة خارجة أن تكون العلة صارت علة لفاعليته بعد أن ل تكن علة وهذا قد يستدل‬
‫به على العلية مطلقا سواء جعلت فاعلية أو غائية فإنه يقال كل ما حدث من الوادث فإنه يتنع وجود علته‬
‫التامة ف‬

‫الزل فإذن قد حدثت عليته علية الفاعل والغاية بعد أن ل تكن فيجب أن يكون الول قد صار علة‬
‫فاعلية وغائية بعد أن ل يكن لكل ما يدث على قولكم وهذا يبطل ما ذكرتوه فيه ث يقال إذا كان هذا‬
‫جائزا فيه جاز أن يكون حدوث الفلك لدوث علية حدوثها وأن تكون قبلها حوادث قائمة به أو منفصلة‬
‫عنه متعاقبة ليس فيها ما هو قدي بعينه الوجه الثان أن يقال ل قلت إن ما هو بالقوة ل يرجه فاعله بغي علة‬
‫منفصلة قوله لنه إن ل يكن لخراجه سبب غي ذاته فيجب أن يكون مقارنا للذات وإن كان له سبب غي‬
‫ذاته ل تكن العلة الول مبدأ أول على القيقة فيقال له وأنت ل تعل الول مبدأ لوجود ما سواه بعن أنه‬
‫فاعل له مبدع وإنا جعلته مبدأ بعن أنه مبوب معشوق ومرد كونه مبوبا معشوقا ل يوجب وجود الحب‬
‫وذاته وصفاته وأفعاله فليس الول على ما ذكروه وحده مبدأ بل ما ذكرته أبعد عن كونه مبدأ لن كونه فاعل‬
‫يتوقف فعله على شيء من غيه أقرب إل كونه مبدأ من كونه ليس إل مرد كونه مبوبا الثالث أن يقال ما‬
‫تعن بقولك إن كان ليس لخراجه سبب غي ذاته أتعن به ذاتا مردة عن فعل يقوم با أم ذاتا موصوفة بفعل‬
‫يقوم با‬

‫فإن عنيت الول كان اللزم أن الذات الجردة عن الفعل ليست مبدأ أول ول علة أول وهم يلتزمون‬
‫هذا فإن الذات الجردة من الفعل ل حقيقة لا عندهم وهم ينعون إن يكون الول كذلك وإن عنيت الثان ل‬
‫يلزم أن يكون البدأ الول ليس ببدأ أول لنه إذا كان مبدأ با هو عليه من صفاته وأفعاله الت ل يتاج فيها إل‬
‫غيه كان هو البدأ الول من غي احتياج إل غيه الوجه الرابع أن يقال العال إن كان واجب الوجود بنفسه‬
‫مع كونه مفتقرا إل مبوب كان واجب الوجود معلول من بعض الهات فجاز حينئذ أن يكون الحبوب‬
‫الول مع وجوب وجوده بنفسه من خارج ما يصي به فاعل فإن العال حينئذ واجب الوجود وله من خارج‬
‫ما به يصي فاعل وإن كان مكن الوجود بنفسه ل يوجد إل ببدع فاعل يبدعه فالبداع فعل من البدع وصنع‬
‫وأنت ل تعل الول إل مبوبا فقط وأيضا فإذا كان الول فاعل مبدعا للعال با فيه من المور الختلفة‬
‫الحدثة امتنع أن يكون صانعا بالفعل لا ف الزل لن ذلك يستلزم وجود كل من الحدثات ف الزل وهو‬
‫مكابرة للحس فيلزم أنه كان صانعا بالقوة ث صار صانعا بالفعل من غي سبب خارج عنه إذ الارج عنه كله‬
‫على هذا التقدير مكن مفعول له ففعله له لو توقف على تأثي فيه لزم الدور‬

‫ومن تدبر هذه الوجوه وما يناسبها تبي له فساد قول هؤلء ف رب العالي وأن الق ليس إل ما جاء‬
‫عن الرسلي بالعقل الصريح البي وأما قوله وأيضا فيلزم جوهر العلة الول تغي وهذا أضرب عنه القدماء‬
‫فجوابه من وجوه أحدها أن صدور التغي عن غي التغي إما أن يكون مكنا وإما أن يكون متنعا فإن كان‬
‫مكنا بطلت هذه الجة ث يوز أن يقال كان بيث ل يصدر عنه شيء ث صدر عنه شيء من غي تغي كما‬
‫يقول ذلك كثي من أهل النظر وإن كان متنعا قيل له فالعال التغي إما أن يكون صادرا عنه وإما أن ل يكون‬
‫فإن كان صادرا عنه لزم أن يكون متغيا وإن ل يكن صادرا عنه فهو إما واجب بنفسه وإما مكن فإن كان‬
‫واجبا بنفسه وهو مع ذلك متغي فقد لزم أن يكون الواجب بنفسه متغيا وإن كان مكنا بنفسه لزم أن يكون‬
‫المكن قد وجد بل موجب وهذا مع اتفاق العقلء على فساده فهو معلوم الفساد بالضرورة ث من جوز أن‬
‫يوجد المكن بل فاعل فلن يوز تغي الواجب أول وأحرى لن هذا فيه مصي ما ليس بشيء شيئا من غي‬
‫فاعل فلن يصي شيئا بفاعل متغي أول وأحرى الوجه الثان قولك هذا أمر أضرب عنه سائر القدماء لو كان‬

‫هذا النقل حقا ل ينفعك لنه ل حجة ف إضراب من ليس بعصوم وأنت لو احتج عليك متج‬
‫بنصوص النبياء وهو من يعتقد عصمتهم وقد قام الدليل عنده على ذلك ل تقبل حجته فلن ل يقبل منك‬
‫قول قوم توافقه أنت على عدم عصمتهم أول وأحرى فكيف وهذا النقل ليس صحيحا بل كثي من القدماء‬
‫ومن التأخرين جوزوا أن تقوم بالول أمور يشاؤها ويقدر عليها بل صرحوا بأنه متحرك وأنه تقوم به إرادات‬
‫حادثة وعلوم حادثة وغي ذلك كما تقدم فإن ل يبطل قولم بجة عقلية ل يكن ما ذكرته حجة الثالث أن‬
‫يقال ما تعن بالتغي أتعن به استحالته كاستحالة السم من صورة إل صورة أو تعن به كونه يفعل ما ل يكن‬
‫فاعل له فإن عنيت الول منعت القدمة الثانية فإن التحركات الت يرج منها ما بالقوة إل الفعل كالفلك ل‬
‫تستحيل صورتا بذلك وإن عنيت الثان قيل لك هذا ل يسمى تغيا أو ل نسميه تغيا وإذا سيته تغيا ل يكن‬
‫ف مرد تسميتك له ول تسميتنا له إذا وافقناك على التسمية ما ينع جوازه فإن مرد اللفاظ ل تثبت با‬
‫العان العقلية فلم قلت إن هذا العن متنع بل هذا هو نفس التنازع فيه لكن بدلت العبارة عنه أفبأن بدلت‬
‫العبارة عنه صادرت عليه وجعلته مقدمة ف إثبات نفسه ونن ل نعن بالتغي إل كونه يفعل ما ل يكن‬
‫فاعل الوجه الرابع أن يقال لك نن نشاهد حدوث الوادث وأنت تسمي ذلك إخراج ما بالقوة إل الفعل‬
‫فل بد حينئذ ف حدوث الوادث من إخراج ما بالقوة إل الفعل فمحدثها أخرج ما بالقوة إل الفعل‬
‫والحدث لحداثه الذي جعله يرج ما بالقوة إل الفعل كذلك وهلم جرا فإن قدرت مع هذا مدثا لفاعليته‬
‫غي مرج ما بالقوة ال الفعل بطلت حجتك وإن جعلت الول أخرج ما بالقوة إل الفعل بطل أيضا دليلك‬
‫وإن ادعيت أن بعض الفاعلي يرج ما بالقوة إل ما بالفعل دون الخر بطل دليلك فهو باطل على كل تقدير‬
‫وذلك أنه يلزمه أحد أمرين كلها يبطل قوله فإنه إن أثبت فاعل يرج ما بالقوة إل الفعل من غي سبب من‬
‫خارج أمكن أن يكون الول كذلك فبطل قوله وإن ل يوز أن يكون فاعل يرج ما بالقوة إل الفعل إل‬
‫بسبب من خارج لزمه أن يكون كل فاعل للحوادث ل يدث فاعليته إل بسبب أخرج ما بالقوة إل الفعل‬
‫فإن كان الول كذلك لزم التسلسل المتنع وإن ل يكن كذلك كان الول مرجا لا بالقوة إل الفعل من غي‬
‫سبب من خارج وذلك يبطل قوله‬

‫قال فينبغي أن يسلم لرسطو طاليس أن العلة الول على غاية ما يكن من التمام والكمال فيقال له‬
‫أول أرسطو ل يثبت علة أول مبدعة للعال ول فاعلة له وإنا أثبت علة غائية له ول يقم على ذلك دليل فهو‬
‫مع أنه ل يذكر إل جزء علة ل يقم عليه دليل فأي تام وكمال أثبته للعلة الول واما أهل الثبات فيقولون‬
‫نن نثبت للول غاية ما يكن من التمام والكمال با نثبته له من صفات الكمال وأفعاله سبحانه وتعال فنحن‬
‫أحق بوصفه بالكمال من وجوه ل تصر وإذا قال القائل فلم تأخر ما تأخر من مفعولته قلنا هو لزم على‬
‫القولي فل يتص بوابه ث يقال الوجب لذلك ما تقول أنت ف نظيه ف تأخر الوادث مثل استجماع‬
‫الشروط الت با يصلح كون الادث مفعول أو با يكن كونه مفعول فإن عدمه قبل ذلك قد يكون لعدم‬
‫المكان وقد يكون لعدم الكمة الوجبة تأخره إذ ل بد ف الفعل من القدرة التامة والرادة التامة الستلزمة‬
‫للحكمة وأما قوله كما أنه ليس يكن أن تؤخر الطبيعة فعلها ف الادة القابلة إل لعائق فكذلك المر ف العال‬
‫إذا كان بإمكانه ل يزل والمكان له بنلة الادة‬

‫فيقال أول أنت ل تثبت له فعل ول إبداعا بل الطبيعة عندك تفعل والول ل يثبت إل كونه مبوبا‬
‫للتشبه به وأثبت ذلك بل دليل ويقال لك ثانيا إن كان مرد المكان موجبا لكون المكن مقارنا للواجب لزم‬
‫أن يكون كل ما يكن وجوده أزليا وهذه مكابرة للحس والعقل فإن قلت إن بعض المكنات توقف على‬
‫شروط أو يكون له مانع قيل لك فحينئذ ما الانع أن يكون إبداع الول للعلل متوقفا على شروط أو له مانع‬
‫مع كونه الول ل يزل يفعل أفعال قائمة بنفسه أو مفعولت منفصلة عنه كما يقوله أساطي أصحابك من‬
‫الفلسفة التقدمي على أرسطو أو غيهم ويقال لك ثالثا إن كان العال واجبا لنفسه فقد تأخر كثي من أفعاله‬
‫فيلزم أن يتأخر ما يتأخر من فعل الواجب بنفسه وإن كان مكنا بنفسه ففاعله قد أخر كثيا ما فيه من الفعال‬
‫وعلى كل تقدير فقد تأخر عن الواجب بنفسه ما تأخر من مفعولته فعلم أنه ل يلزم مقارنة مفعولته كلها له‬
‫وإذا جاز تأخر ما يتأخر من مفعولته فلم ل يوز أن تكون الفلك من ذلك التأخر قال إل أن قوما يرون أنه‬
‫يب مع هذا أعن من وجوب وجود العال مع العلة الول أن ل يكون صنع إرادي للعلة الول ف وجود‬

‫العال كما ل صنع لا ف وجود جوهرها إذ كان وجود العال غي مكن تأخره عن وجود جوهر العلة‬
‫الول فيكون وجوده لزما اتباعه لوجود العلة الول فتكون العلة الول علة طبيعية للعال ومتممة له فيكون‬
‫القياس ف ذلك كالقياس فيما يفعله الفلك ويؤثره بطبيعته إذ وجود ذلك مع وجود جوهر الفلك ل سيما‬
‫وأرسطو طاليس يقول إن الحرك الول هو علة حركة كل ما ف الكون بالتشوق فالول على ظاهر المر أن‬
‫يكون الشيء التشوق إليه تشوق بهة طبيعته ل بإرادته لنه قد يكن أن يكون العشوق التشوق إليه نائما أو‬
‫غي ذي إرادة وهو يرك الشتاق إليه والعاشق له إل أنه ينبغي أن يترك أمر العلة الول ف جوهرها وسائر‬
‫أمورها على أفضل ما يكن أن يكون وجود شيء عليه فإذن ليس يؤثر جوهر هذه العلة أثرا وليفعل فعل‬
‫منقلبا عن قصدها وإرادتا ول دون إرادتا إذ ليس ف هذه الذات نقص يتاج فيه إل تام من خارج ول فوق‬
‫جوهرها أمر تقتبس منه ازديادا ف شيء من حاله ول يعرض لا أمر تتاج إل استدفاعه فجوهرها إذن ليس فيه‬
‫شوق إل شيء ول منافرة لشيء ول قبول لتغيي ول لدوث شأن متجدد له فليس يوجد إذن أمر يدث هذه‬
‫الذات بالطبع وبغي إرادة وليس يوجد إذن أمر يدعو هذه الذات إل حال أو شأن ليس هي البدأ الول له‬
‫والعلة فيه وبالملة فكل ما كان له ما هو بالطبع على الهة الطبيعية الت‬

‫بنحوها فإنه يلزم أن يوجد ف جوهره شوق بالطبع إل حال ل تلكها إرادته والشتاق معلول من جهة‬
‫شوقه للشيء الشوق له والشيء الشوق له مبدأ له ف ذلك الشوق ومن جهة أنه هو له علة تامية من جهة من‬
‫الهات وليس يليق هذا المر ألبتة بالبدأ الول ولكنه مبدأ لكل طبيعة ولكل شوق ولكل حركة هذا كلمه‬
‫ولقائل أن يقول هذا الكلم قد كشف فيه قوله ومذهبه وقد تبي ف ذلك من التناقض والفساد ما يطول ذكره‬
‫بالوصف والتعداد وذلك من وجوه أحدها قول أرسطو إن الحرك الول هو علة كل ما ف الكون بالتشوق‬
‫والتشوق إليه إنا تشوق بهة طبيعته ل إرادته ولنه قد يكون العشوق التشوق إليه نائما أو غي ذي إرادة‬
‫وهو يرك الشتاق إليه والعاشق له إل أنه ينبغي أن يترك أمر العلة الول ف جوهرها وسائر أمورها على أفضل‬
‫ما يكن أن يوجد شيء عليه فإذن ليس يؤثر أثرا ول يفعل فعل ل عن إرادتا ول بدون إرادتا إل آخر كلمه‬
‫فيقال له قد صرحتم ف كلمكم بأن الول ليس له فعل بإرادة ول بدون إرادة ول تأثي ف العال أصل إل من‬
‫جهة كونه معشوقا متشوقا إليه والعشوق التشوق إليه ل يب أن يكون شاعرا بالعاشق ول مريدا له ول قادرا‬
‫على فعل يفعله به بل المادات تب ويشتاق إليها كما‬

‫يشتاق الائع إل الطعام والعطشان إل الشراب والبدان إل الثياب والضاحي ف الشمس إل الظلل‬
‫ث إنكم مع هذا ل تذكروا على ذلك دليل صحيحا ولكن نن ناطبكم با أقررت به فيقال إذا كان بذه‬
‫الثابة ل يكن علة للعال ول مبدأ له ول فاعل له ول مؤثرا فيه أثرا فبطل قولكم إنه علة العلل وإنه البدأ الول‬
‫قولكم إنه علة طبيعية للعال ومتممة له غاية ما ف الباب أن العال يكون متاجا إليه من كونه مشتاقا إليه‬
‫والشيء الشتاق إليه ل يب أن يكون هو البدع الشتاق ول الفاعل له ول يكون مؤثرا فيه كما اعترفتم به‬
‫وكما هو معلوم لكل عاقل فإن كون الشيء علة غائية ل يستلزم أن يكون علة فاعلية ل سيما وإنا هو علية‬
‫من جهة أن الفلك يب التشبه به فهذا مع ما فيه من جحد وجود واجب الوجوب البدع للعال فيه من‬
‫تناقض قولكم ما قد تبي وسنبي إن شاء ال فرقهم بي العلة الول وبي العال القدي بأنه جسم وأن السم‬
‫ل تكون فيه قوة غي متناهية وما ذكروه ف ذلك الوجه الثان أن يقال هذا القول الذي قلتموه يبطل حجتكم‬
‫على قدم العال أيضا فإنه إذا ل يكن مؤثرا ف العال وعلة له ومبدأ ومركا له إل من جهة كونه مبوبا شائقا‬
‫معشوقا أمكن تأخر وجود العال عن وجوده فإن الشيء الشتاق إليه قد يتأخر عنه ما يشتاقه والشيء‬

‫الشتاق إليه هو مستلزم لوجود الشتاق بل المر بالعكس فالشتاق إليه غن عن الشتاق والشتاق متاج‬
‫إل الشتاق إليه وحينئذ فيمكن وجود الول للمشتاق إليه بدون وجود العال الشتاق ث بعد هذا يوجد العال‬
‫الشتاق ول يقدح ذلك ف كمال الشتاق إليه فإن قلتم فما الوجب لوجود العال بعد هذا قيل لكم هو‬
‫الوجب لوجوده قبل هذا على أصلكم فإنكم ل تثبتوا للعال مبدعا فاعل وحينئذ فل فرق بي تقدم وجوده‬
‫وبي تأخره إل أن تقولوا إنه واجب الوجود بنفسه وإذا قلتم إن العال مع احتياجه إل العشوق الغن عنه‬
‫واجب الوجود بنفسه كان قولكم أعظم تناقضا ونن نبي ذلك بالوجه الثالث فنقول إذا أثبتم للعال وعلته‬
‫العشوقة له الت يب التشبه با وتتحرك لستخراج ما فيه من اليون والوضاع لن ذلك غاية التشبه با فإما‬
‫أن تقولوا هذا واجب الوجود بنفسه أو تقولوا إن أحدها مكن بنفسه ل يوجد إل بالواجب بنفسه فإن قلتم‬
‫بالول ثبت أن العال الحتاج إل مبوبه واجب الوجود بنفسه مع كونه معلول من هذه الهة وكونه ذي إرادة‬
‫وشوق وكونه يؤثر آثارا ويفعل أفعال بالرادة‬
‫وقد قلتم إن هذا لو كان ف الول لكان نقصا يتاج فيه إل تام من خارج فقد أثبتم ف الواجب‬
‫بنفسه نقصا يتاج فيه إل تام من خارج فإن كان هذا جائزا ف الواجب بنفسه ل يتنع هذا ف الول العشوق‬
‫بل جاز مع وجوبه بنفسه أن يكون أيضا عاشقا مريدا مؤثرا فاعل فيه على أصلكم نقص يتاج فيه إل تام من‬
‫خارج وإذا كان هذا غي متنع ف الواجب بنفسه بطل ما ذكرتوه من امتناع ذلك عليه وأيضا فإذا جاز ذلك‬
‫عليه ل يكن أحدها بكونه عاشقا والخر معشوقا أول من العكس بل يكن أن يكون كلها مبا للخر‬
‫مشتاقا إليه وبتقدير أن يكون هو الحب للعال الريد له يكون هو الحدث لا فيه من الركات ث على هذا‬
‫التقدير ل يب أن تكون الفلك هي الواجبة بنفسها بل يكن أن يقال هناك واجب بنفسه غيها ث إن أحد‬
‫الواجبي أحدث الفلك لا حدث له من الشوق كما تقولون فيما يدث بركة الفلك وف الملة إذا قالوا إن‬
‫العال واجب الوجود بنفسه نقضوا كل ما ذكره ف البدأ الول ول يكن لم حجة على الطبيعية الذين ينكرون‬
‫الول والطبيعية الذين يقولون العال واجب بنفسه قولم أفسد من قول هؤلء الليي منهم كلهم كما قد بي‬
‫فساد قولم ف غي هذا الوضع‬

‫لكن فساد أقوالم يظهر من وجه آخر من غي التزام صحة قول الليي بل قول كل الطائفتي باطل‬
‫متناقض يعلم بطلنه وتناقضه بصريح العقل وإن قال هؤلء الليون إن العال مكن الوجود بنفسه فل بد أن‬
‫يكون هناك واجب هو علة فاعلة له ل يكفي ف وجوده ما هو مشتاق إليه فإن ما ل وجود له من نفسه ليس‬
‫له من نفسه ل صفة ول شوق ول حركة ول شيء من الشياء فل بد لكم من إثبات مبدع للممكن قبل‬
‫إثبات شوقه إل غيه ث يبقى النظر بعد ذلك ف قدمه وحدوثه نظرا ثانيا الوجه الرابع أن يقال قولم أول إن‬
‫قوما يرون أنه يب من هذا أي من وجوب وجود العال مع العلة الول أل يكون صنع إرادي للعلة الول ف‬
‫وجود العال كما ل صنع لا ف وجود جوهرها إذا كان وجود العال غي مكن تأخره عن وجود جوهر العلة‬
‫الول إل آخره فيقال لكم إرادة العلة الول إما أن يستلزم تأخر فعلها للعال أو يوز مع ذلك تقدم فعلها‬
‫للعال فإن كانت الرادة تستلزم تأخر الراد لزم تأخر العال الشتاق صاحب الرادة والشوق فإن العال عندكم‬
‫قدي له إرادة وشوق قدي فإن كان القدي ل يكون له شوق وإرادة بطل قولكم بقدم العال مع القول بشوقه‬

‫وإن كان القدي يكن أن يكون له إرادة وشوق أمكن أم يكون الول له إرادة وشوق مع قدمه وأن‬
‫يكون صانعا للعال صنعا إراديا وهذا أيضا يبطل قولكم الوجه الامس أن يقال القدي إما أن يوز أن يكون‬
‫له إرادة وإما أل يوز فإن ل يز امتنع كون العال قديا مريدا وحينئذ فل يبقى لكم حجة على إثبات البدأ‬
‫الول فإنكم إنا أثبتموه بأنه معشوق للعال التحرك بالرادة مع قدم العال فإذا امتنع كون القدي مريدا ل يلزم‬
‫أن يكون هناك معشوق قدي فل يبقى دليل على ثبوته وإن جاز أن يكون القدي مريدا جاز كون الول مريدا‬
‫وبطل قولكم إنه ل صنع إرادي للعلة الول فأنتم بي أمرين إما سلب الرادة عن العال القدي وإما إثباتا‬
‫للول القدي وأيهما قلتم بطل قولكم ببطل قولكم وسنتكلم إن شاء ال على فرقهم بل يقال ف الوجه‬
‫السادس إنكم لو أثبتم الرادة للول القدي وسلبتموها عن الفلك كما يقول ذلك من يقوله من أهل اللل كان‬
‫أقرب إل العقول من إثباتا للفلك ونفيها عن العلة الول فإن صريح العقل يعلم أن العلة والبدأ الول أول أن‬
‫يكون مريدا من العلول الثان فإن الفعل إن ل يستلزم إرادة ل تستلزم حركة الفلك إرادة وإن استلزم إرادة‬
‫فالعلة الفاعلة أول بالرادة من العلول الفعول أل ترى أن العلولت قد تكون جامدة كالعناصر والنباتات الت‬
‫ل إرادة لا‬

‫يبي ذلك أن الركات ثلثة الطبيعية والقسرية والرادية فالقسرية تابعة للقاسر والطبيعية ل تكون إل‬
‫إذا خرج السم عن مركزه فيميل بطبعه إل مركزه فكلها عارضة وإنا الركة الصلية هي الرادية وإذا‬
‫كان كذلك فالعلول الفعول يتاج إل إرادة فاعلة أعظم من حاجته إل كونه هو مريدا فإنه إذا كانت جيع‬
‫الركات مستندة إل الرادة فمن العلوم أن احتياجها إل إرادة الفاعل أعظم من احتياجها إل إرادة الفعول‬
‫فإن قالوا الفلك عندنا ليس بعلول عن واجب مبدع بل هو قدي واجب بنفسه كان ما يلزمهم على هذا‬
‫التقدير مثل جعل الواجب بنفسه جسما متحيزا تله الوادث مفتقرا إل علة يتشبه با وسائر اللوازم أعظم ما‬
‫فروا منه الوجه السابع أن يقال المكن ل يوجد إل بفاعل ويكن وجوده بدون كونه مشتاقا فوجوده مشروط‬
‫بالفاعل له ليس مشروطا بكونه مشتاقا فكيف يوز إثبات ما ل يتاج المكن ف وجوده إليه وإلغاء ما ل‬
‫يكون موجودا إل بوجوده الوجه الثامن أن يقال قولكم فتكون العلة الول علة طبيعية للعال ومتممة له‬
‫ويكون القياس ف ذلك كالقياس فيما يفعله الفلك ويؤثره بطبيعته أو وجوده ذلك مع وجود جوهر الفلك ل‬
‫سيما‬

‫وأرسطو يقول إن التحرك الول إنا يرك كل ما ف الكون بالشوق وهو شوق التحرك إليه إل آخره‬
‫فيقال هذا كلم متهافت متناقض وذلك أن ما يفعله الفلك ويؤثره بطبيعته هو عندكم مريد له مع أن وجوده‬
‫مع وجود الفلك وقد شبهتم فعل الول بفعل الفلك ث قلتم إن الول ليس له إرادة ول تأثي فهذا التمثيل‬
‫يناقض هذا التفريق الوجه التاسع أن يقال الفلك إما أن يكون فاعل بالرادة وإما أل يكون فإن كان الول‬
‫وهو قولكم ووجود فعله مع وجوده لزم أن يكون الفعل الرادي يوز مساوقته للفاعل وأل يتأخر عنه وهذا‬
‫يبطل قولكم إنه يب من وجوب وجود الفلك مع العلة الول أن يكون ل صنع إرادي للعلة الول ف وجود‬
‫العال فإنكم حينئذ أثبتم فاعل فعل إراديا مع كون فعله موجودا معه واما قولكم كما ل صنع لا ف وجود‬
‫جوهرها فهذا تثيل ساقط إل غاية فإن الواجب بنفسه ل يكون فاعل لنفسه وأما معلوله فل بد أن يكون‬
‫فاعل له فكيف يقال ل يفعل معلوله كما ل يفعل نفسه وإن ل يكن الفلك فاعل بالرادة بطل كونه مشتاقا‬
‫عاشقا وبطل ثبوت البدأ الول وحينئذ فيبطل ما بنيتم عليه ثبوت الول وقدم العال الوجه العاشر قولكم‬
‫ينبغي أن ينل أمر العلة الول ف جوهرها‬

‫وسائر أمورها على أفضل ما يكن أن يكون وجود شيء عليه كلم حق لكن أنتم من أبعد الناس عنه‬
‫فإنكم جعلتم أمر العلة الول من أنقص ما يكن أن يكون وجود شيء عليه بل جعلتموه أنقص من كل‬
‫موجود شبيها بالعدوم فإن الوجودات أقسام أعلها الذي يفعل غيه ول ينفعل عن غيه وهذا هو الذي يب‬
‫أن يكون عليه البدأ الول والقسم الثان الذي يفعل وينفعل كالنسان وثالثها الذي ينفعل ول يفعل كالماد‬
‫وأما ما ل يفعل ول ينفعل فهذا ل يكون إل معدوما وأنتم جعلتم الول ل يفعل شيئا ول ينفعل فإنكم قد قلتم‬
‫إنه ل يؤثر أثرا ول يفعل فعل ل عن إرادة ول دون الرادة وقلتم أيضا إنه ل ينفعل عن غيه وهذا حال‬
‫العدوم ووصفهم له بأنه معشوق ل يفيد فإن الحبوب العشوق من الوجودات ل بد أن يكون فاعل أو‬
‫منفعل وأما ما ل يفعل ول ينفعل فل يب ول يب ول حقيقة له فوصفتم الواجب الوجود البدع لكل ما‬
‫سواه با هو أنقص من صفات سائر الوجودات ول يتصف به إل العدومات الوجه الادي عشر أنكم قلتم‬
‫إن الحرك إنا يرك الفلك لكون الفلك مشتاقا إليه أي إل التشبه به وقلتم إن الشتاق إليه إنا ترك بهة‬
‫طبعية ل إرادية لنه قد يكن أن يكون العشوق التشوق إليه نائما أو غي ذي إرادة وهو يرك الشتاق إليه‬

‫والعاشق له إل أنه ينبغي أن يترك أمر العلة الول ف جوهرها وسائر أمورها على أفضل ما يكن أن‬
‫يكون وجود شيء عليه وأردت تنيهه أن يشبه بالنائم ونوه وأنتم وصفتموه بدون صفة النائم فإن الحبوب‬
‫الذي ل يشعر بحبه لنومه يكن أن يتنبه فيشعر به ويكن أن يب مبه ومن العلوم أن الحبوب الذي يكن‬
‫أن يعلم بحبه وأن يبه أكمل من النائم الذي ل يعلم به ول يبه وأنتم قد قلتم إنه ل يكن أن يكون منه مبة‬
‫لحبه ول أثر ول فعل من الفعال وقال أرسطو وأكثركم إنه ل شعور له بحبه بل قد يقولون إنه ل شعور له‬
‫بنفسه أيضا فهل هذا إل وصف له بدون صفة النائم ونوه من الناقصي الوجه الثان عشر أن يقال إذا نزل‬
‫أمر الول على أفضل ما يكن أن يكون وجود شيء عليه فمن العلوم أن الوجود إذا انقسم إل حي وميت‬
‫فالي أكمل من اليت وإذا قسم إل ما يقبل التصاف بالياة والوت وما ليقبل فالذي يكن اتصافه بذلك‬
‫كاليوان أكمل من ل يكن اتصافه بذلك كالماد وإذا قسم إل عال وجاهل وما ل يقبل ل هذا ول هذا‬
‫وقادر وعاجز وما ل يقبل ل هذا ول هذا كان ما يقبل واحدا منهما أكمل ما ل يقبل وما كان عالا قادرا‬
‫أكمل ما كان جاهل عاجزا ‪.‬‬
‫وإذا قسم إل ما يكون فاعل بالرادة وما يفعل بغي إرادة وما ل يفعل ل بذا ول بذا كان ما يفعل‬
‫بالرادة أكمل ما يفعل بدون إرادة وما يفعل بدون إرادة أكمل من ل فعل له وأنتم جعلتموه ل يفعل ل‬
‫بإرادة ول بدون إرادة الوجه الثالث عشر قولكم فإذن ل يؤثر جوهر هذه العلة أثرا ول يفعل فعل منقلبا عن‬
‫إرادتا وقصدها ول دون إرادتا إذ ليس ف هذه الذات نقص يتاج فيه إل تام من خارج ول فوق جوهرها‬
‫أمر يقتبس منه ازديادا ف شيء من حاله إل آخره فيقال لكم إذا قدر ذات لا فعل وتأثي بالرادة وذات ليس‬
‫لا فعل ول تأثي ل بإرادة ول بدونا شهد صريح العقل بأن الول أكمل ولذا كان اليوان أكمل من الماد‬
‫وقلتم أنتم إن حركة الفلك إرادية وإن ذلك أكمل من أن تكون حركته غي إرادية وإذا قدر مع هذا أن‬
‫التحرك بالرادة متاج إل تام من خارج وهو متحرك لطلب ذلك التمام فهو أكمل من الذي ل يقبل التمام‬
‫كالماد فإذا كان الول عندكم ل شعور له ول إرادة ول فعل بالرادة ول يكن أن يكون له شيء من ذلك‬
‫كان التحرك بالرادة لطلب تامه أكمل من هذا الناقص السلوب صفات الكمال الذي ل يكن اتصافه به‬
‫فالعميان والعرجان والصم والبكم العمي أكمل من هذا الول الذي فرضتموه والفلك أكمل منه بكثي وفيما‬
‫ذكرتوه من التناقض وغاية الفساد ما ل يصيه إل رب العباد الوجه الرابع عشر أن يقال العال إما أن يكون‬
‫واجبا بنفسه‬

‫وإما أن يكون مكنا فإن كان مكنا ل يوجد إل بواجب يبدعه ويفعله فيلزم إن يكون للول فعل وتأثي‬
‫وذلك مناقض ما ذكرتوه ث إذا قدر من يفعل بإرادة ومن يفعل بل إرادة فالفاعل بالرادة أكمل فيلزم أن‬
‫يكون فاعل له بالرادة حيث سلمتم أنه يب أن ينل أمره ف جوهره وسائر أموره على أفضل ما يكن أن‬
‫يكون وجود شيء عليه وإن كان العال واجب الوجود بنفسه مع كونه عندكم مفتقرا إل الول افتقار الشيء‬
‫إل من يتشبه به ويركه بالرادة حركة يصل با تامه أمكن أن يكون واجب الوجود يتحرك حركة إرادية‬
‫يتاج فيها إل تام من خارج فثبت أنه على تقدير إمكان العال بنفسه ووجوبه بنفسه يلزم أن يكون الواجب‬
‫بنفسه له فعل وتأثي وذلك ينقض ما ذكرتوه وإن وصفه بذلك أول من وصفه بكونه ل فعل له ول إرادة ول‬
‫تأثي ول يكن اتصافه بشيء من صفات الكمال الوجه الامس عشر أن يقال أنتم فررت من إثبات نوع من‬
‫النقص له فأثبتم له من النقائص ما يكون أنقص به من جيع الوجودات فإنكم فررت من كونه يفعل بإرادة‬
‫وبغي إرادة لن ذلك بزعمكم يستلزم نقصا يتاج فيه إل تام من خارج فيقال إذا قدر أنه ل علم له ول‬
‫قدرة ول حياة ول إرادة ول فعل ل بإرادة ول غي إرادة ول يؤثر شيئا أصل ول يتأثر عن شيء كان ما ف‬
‫الوجود أكمل منه فهذا منتهى كل نقص ومن كان فيه نقص يكنه إتامه من خارج كان خيا من العدم ومن‬
‫ل يكنه إتام نقصه‬
‫الوجه السادس عشر أن يقال ما هو النقص الذي نزهتموه عنه فإن النقص ل يعقل إل عدم كمال أو‬
‫وجود مناف لكمال فعدم العلم والياة والقدرة يسمى نقصا ووجود الصمم والبكم والرس الناف لذه‬
‫الصفات يسمى نقصا ث ما كان قابل للتصاف بصفات الكمال أكمل من ل يقبلها فإذا كان عندكم ل‬
‫متصفا با ول قابل للتصاف با كان هذا غاية ما يعقل من النقص فما النقص الذي نزهتموه عنه فإن قالوا‬
‫نزهناه عن طلب تامه من خارج فإن كون تامه ل يصل بسبب من خارج النقص فيقال لم هذا باطل من‬
‫وجوه أحدها أن هذا إن كان نقصا فما وصفتموه به من النقائص أعظم من هذا وأكثر الثان أن يقال فكون‬
‫تامه مكنا وهو طالب له أكمل من كونه ل يقبل التمام ول يطلبه الثالث ول قلتم إن هذا نقص فإن النقص‬
‫إنا يكون نقصا إذا عدم ما ينبغي وجوده أو ما يكن وجوده فإذا قدر أمر ل يكن وجوده ف الزل أو ل‬
‫يصلح وجوده ف الزل فلم قلتم إن عدم هذا نقص الرابع أن يقال ظنكم أن تامه يتاج إل سبب منفصل‬
‫غلط كما قد بسط ف موضع آخر فليس هو متاجا ف شيء من أفعاله فضل عن صفاته وذاته إل سبب خارج‬
‫عنه الوجه السابع عشر أن يقال ل قلتم إن الول إذا كان فاعل مؤثرا‬

‫بالرادة لزم أن يكون فيه نقص يتاج فيه إل تام من خارج فإن هذا إنا يلزم لو كان الحرك له شيئا‬
‫منفصل عنه أما إذا ل يكن مبدأ فعله إل منه ل يلزم أن يكون متاجا إل تام من خارج وأنتم ل تقيموا دليل‬
‫على أن كل فاعل بالرادة ل يكون مبدأ فعله إل بسبب من خارج بل ادعيتم هذا دعوى مردة ومن هنا يتبي‬
‫فساد أصل كلمهم فنقول فيه الوجه الثامن عشر أنتم لا ذكرت أن حركة الفلك إرادية قلتم إن التحرك‬
‫بالرادة ل يكون ال ببوب منفصل عنه ث انكم قلتم الول ل يتحرك بالرادة لئل يكون له مبوب منفصل‬
‫فنحتاج إليه ول تذكروا دليل على أن كل متحرك بالرادة يب أن يكون مفتقرا إل مبوب منفصل بل ذكرت‬
‫هذا دعوى مردة بنيتم عليها إثبات الول وبنيتم عليها امتناع كون الول مؤثر ويفعل بإرادة أو غي إرادة وإذا‬
‫ل يفعل بإرادة ول غي إرادة امتنع وجود المكنات فامتنعت حركتها بالرادة فامتنع احتياجها إل معشوق‬
‫فبطل دليلكم على إثبات الول فكان نفس دعواكم الت بنيتم عليها اثبات الول وسلب أفعاله ول تقيموا‬
‫عليها دليل هي بعينها تستلزم عدم دليلكم على ثبوت الول فتبي أنه ليس ف كلمكم ل إثبات للول ول‬
‫نفي لشي عنه الوجه التاسع عشر أن يقال ل قلتم إن كل فاعل بالرادة أو كل متحرك بالرادة يب أن‬
‫يكون متاجا إل مراد منفصل عنه غن عنه ول‬

‫تذكروا على هذا دليل ويقال لكم ل ل يوز أن يكون هو الراد الحبوب فيكون مبا لنفسه فهو‬
‫الحب وهو الحبوب أو يكون مريدا متاجا لا هو مفعول له فيكون هو الفاعل لا هو مراده فل يكون ف ذلك‬
‫احتياجه إل غيه وأنتم تقولون ما هو موجود ف كتبكم إن الول عاشق ومعشوق وعشق ولذيذ وملتذ‬
‫ومبتهج ومبتهج به فإذا جاز عندكم أن يكون مبا مبوبا مريدا مرادا فلم ل يوز أن يكون إذا فعل بالحبة‬
‫والرادة هو الحبوب الراد وعلى اصطلحكم هو العاشق العشوق وعلى هذا التقدير يبطل أصل كلمكم‬
‫ويكن وصفه بصفات الكمال وبالفعال الكاملة الرادية الت ل يفتقر فيها إل غيه ول يكون فيه نقص يتاج‬
‫فيه إل تام من خارج الوجه الوف عشرين أنكم تقولون إن العال ل يفعل لجل السافل وإن حركة الفلك‬
‫الرادية ل يوز أن تكون لجل السفليات لكن لزم حصول ما حصل عن حركته الرادية بالقصد الثان وإنا‬
‫مقصوده بركته الرادية التشبه بحبوبه العلى وإذا كان المر كذلك فلم ل يوز أن يكون الول هو الريد‬
‫والراد والحبوب والحب وهو ل يريد شيئا لجل شيء سواه ولكن مبته لنفسه وإرادته لا استلزم وجود‬
‫الفعولت كما قلتموه فيما صدر عن الفلك وإذا قيل هو فاعل باختياره وإرادته فعل يستلزم وجود‬
‫العلولت كان كما قلتم مثل ذلك ف حركة الفلك فهذا القول جاز على‬

‫أصولكم وهو أحق بالواز إن كانت أصولكم صحيحة ما قلتموه فيه من وصفه بغاية النقص فإذا‬
‫وصفتموه بذا كنتم قد وصفتموه بصفات الكمال مع رعاية أصولكم الت اعتقدت صحتها ول يكن ف هذا‬
‫مذور إل كان ف نفيه من الحذور ما هو أعظم منه الوجه الواحد والعشرون أن يقال قولكم فجوهرها ليس‬
‫فيه شوق إل شيء ول منافرة لشيء مضمونه أنا ل تب شيئا ول تبغضه فلم قلتم ذلك فإن قلتم إن الحب‬
‫البغض ل يب إل ما يتاج إليه غيه ول يبغض إل ما يتاج إل دفعه عن نفسه قيل لكم ول قلتم ذلك‬
‫والفلك عندكم يب بل يعشق وإذا كان يب شيئا فإنه يبغض زواله ومع هذا فهو عندكم ل ياف من شيء‬
‫منفصل ول يتاج إل دفع ضرر عن نفسه بل ول يوز عليه الفساد والنلل وهو مع هذا عاشق مب طالب‬
‫مشتاق فل يلزم من كونه مشتاقا أن يكون من يعرض له أمر يتاج إل استدفاعه وأما كون الب يوجب أن‬
‫يكون فوقه جوهر آخر يقتبس منه فهذا إنا يلزم إذا ل يكن قادرا على حصول مبوبه فأما إذا قدر أنه ليس ف‬
‫ذلك حاجة إل ما هو غن عنه ل يكن ف ذلك مذور الوجه الثان والعشرون أن يقال قولكم فجوهرها إذن‬
‫ليس فيه شوق إل شيء ول منافرة لشيء ول قبول لتغيي ول لدوث‬

‫شأن متجددة أمر ل يذكروا عليه حجة عقلية إل ما ذكرتوه من أن هذه الذات ليس فيها نقص يتاج‬
‫فيه إل تام من خارج ول فوقها ما تزداد منه ول يعرض لا ما يتاج دفعه فيقال لكم الوهر التحرك أهو‬
‫متاج إل شيء من خارج وفوقه ما يزداد منه ويعرض له ما يتاج إليه ف دفعه أم ليس كذلك فإن قلتم إنه‬
‫بذه الصفة وهو متحرك ل يكن ف ثبوت هذه الصفات ما ينع كون الوصوف متحركا فيجوز حينئذ على‬
‫الول أن يكون متحركا قابل لقيام المور الختيارية به كما يقبله الوهر التحرك إذ كان كلها مشتركا ف‬
‫هذه الصفات وإن قلتم ليس كذلك وإن الوهر التحرك يعرض له ما يدفعه عن نفسه قيل لكم ليس هذا‬
‫قولكم وبتقدير أن يعرض له فليس فوقه ما يدفع هذا عنه إذ عندكم ليس فوقه فاعل إنا فوقه مبوب ليس‬
‫بفاعل ول مؤثر ل بإرادة ول بدون إرادة وكذلك إن قلتم إنه يتاج إل تام من خارج أو فوقه جوهر يقتبس‬
‫منه زيادة قيل لكم فمن الذي يفيده الزيادة ويزيل عنه الاجة غيه فإن قلتم الول فالول عندكم ليس يؤثر‬
‫أثرا ول يفعل فعل ل عن إرادة ول عن غي إرادة وكونه مبوبا ل يقتضي أنه يفعل بالحب فعل‬

‫يزداد به إذا كان الفاعل للحب ف الحبوب الحرك له إل الحبوب ليس نفس الحبوب إذ كل عاقل‬
‫يعلم أن البز إذا أحبه الائع ل يفعل حركته ول قصده وكذلك العشوق الذي ل يشعر بعاشقه ليس منه فعل‬
‫ول حركة يزيد با الحب شيئا وإنا يضاف الفعل إليه كما يضاف إل الماد كما يقال أهلك الناس الدرهم‬
‫والدينار ويقال قتلن حب الال ويقال للذهب قاتول ويقال للدنيا غرارة خداعة مكارة ونو ذلك ما يضاف‬
‫إل ما تبه النفوس وتواه من غي فعل منه ول قصد فإنا يضاف الفعل إليه لنه كان بسببه ل أنه هو الحدث‬
‫لذلك الفعل ول الفاعل له ول البدع له وهذا متفق عليه بي العقلء وإذا كان كذلك فليس ف الوهر‬
‫السمان الفلكي إل من جنس ما جعلتموه ف الول وهو غن كغن الول ومع هذا فقد جاز عليه الركة‬
‫وقيام الوادث به فكذلك ف الول وإذا جاز أن يقال إن الفلك يتحرك بنفسه فلم ل يوز أن يقال إنه يشتاق‬
‫إل نفسه وإذا قيل إن الول هو مبوب مشتاق إليه فلم ل يوز أن يكون مبا لنفسه وحركته من الحبة لنفسه‬
‫وإذا قلتم إل أي شيء يتحرك قيل لكم والفلك إل أي شيء يتحرك فإذا قلتم لخراج ما ل يكن وجوده‬
‫دفعة عن اليون والوضاع قيل لكم ول ل يوز على هذا أن تقولوا إن الول يتحرك لخراج‬

‫ما ل يكن وجوده دفعة من أحواله وشئونه ث الوادث النفصلة تابعة لذلك كما قلتم مثل ذلك ف‬
‫الفلك الوجه الثالث والعشرون أن يقال قولكم ليس فيه شوق إل شيء ول منافرة لشيء أتريدون به أنه ليس‬
‫فيه حب لشيء أصل ل لنفسه ول لغيه ول بغض لشيء من الشياء وسيتم الب الباعث على الفعل شوقا أم‬
‫تريدون به ليس فيه شوق إل شيء مستغن عنه كما قلتموه ف الفلك فإن كان مرادكم الثان ل يضر هذا مع‬
‫أنكم ل تقيموا على هذا دليل ولو قيل لكم بل يوز أن يكون مشتاقا إل غيه وغيه مشتاق إليه ل يكنكم‬
‫الواب لنكم إن قلتم إن الفلك مكن بنفسه لزم أن يكون الول فاعل له ولزم أن يكون كالفلك وهو‬
‫عندكم ل يفعل ول يؤثر وإن كان الفلك واجبا كان الواجب موصوفا بالشوق إل غيه وأيضا فأنتم ل‬
‫تذكروا دليل على ثبوته فضل عن غناه إذ دليلكم ف ثبوته مبن على أن التحرك بالرادة ل تكون حركته إل‬
‫عن حب لغيه وهذا ل تقيموا عليه دليل وهو ل يتم حت يتنع كون الول فاعل بالرادة فإذا ل يكنكم ثبوته‬
‫حت يتنع كونه فاعل بالرادة ول يتنع كونه فاعل بالرادة حت يعلم ثبوته فإذا ل يثبت ل هذا ول هذا وإن‬
‫كان مرادكم الول فيقال لكم من أين علمتم أنه ل يكون مبا لنفسه ول لغيه‬
‫فإن قلتم إن الحب لغيه ناقص يتاج إل الغي كان جوابكم من أربعة أوجه أحدها أن يقال ل ل‬
‫يوز أن يكون مبا لنفسه ث مبته لغيه تبعا كما تقولون ف حب الفلك وإرادته بالقصد الول والقصد الثان‬
‫الثان أن يقال فلم ل يوز أن يكون مبا لغيه الذي هو مفعول مصنوع له وإذا كان مريدا كما هو مفعول‬
‫مصنوع له وهو مكن ل يكن ف ذلك إرادته ومبته إل لفعولته ومبتدعاته الت هي فقية إليه من كل وجه‬
‫فليس ف هذا افتقار إل شيء هو مستغن عنه بوجه من الوجوه ومعلوم أن هذا خي من قولكم إن الفلك ل‬
‫يتاج إليه إل من جهة كونه مبوبا فإن ذلك ف إثبات فقر الفلك إليه من كل وجه وهذا أبلغ ف الكمال‬
‫الثالث أن يقال ولو فرض مبا لغيه مريدا لغيه وذلك الغي أيضا متاج إليه لكونه ل يقوم إل به كان غاية ما‬
‫ف هذا أن يكون قوام كل منهما بالخر ومعلوم أن هذا وإن كان السلمون ينهون ال عنه فهو خي من‬
‫قولكم التضمن أن الفلك ليس له مبدع فاعل مع كونه متاجا إل مبوبه لن هذا يتضمن شيئي كل منهما‬
‫فاعل له وأحدها مب للخر أقرب إل العدل والمكان إن كان ذلك مكنا وإل فهو أقرب إل المتناع لن‬
‫كل القولي يتضمن إثبات شيئي ل فاعل لما وأحدها يتضمن أن الحب أحدها والخر مبوب والقول الثان‬
‫يتضمن أن كلها مب ومبوب‬

‫الوجه الرابع أن يقال الحب الريد لمور منفصلة عنه إذا كان قادرا عليها وهو يفعلها بسب مبته‬
‫وإرادته من غي مانع فلم قلتم إن هذا نقص أو ليس الوصوف بذا أكمل من الذي ل يب شيئا ول يريده ول‬
‫يقدر عليه وإذا شبه الول باليوان كان الثان مشبها بالماد والماد أنقص الوجه الرابع والعشرون أن يقال‬
‫إذا قدر موجودان أحدها مب مريد يفعل ما يريده وهو قادر على ذلك والثان ل يب شيئا ول يريده ول‬
‫يقدر على شيء مبوب مراد لكن غيه يبه كان إجاع العقلء أن الول أكمل من الثان فإن الثان شبيه بالبز‬
‫والاء واللباس والساكن الت يبها الناس ويريدونا والول شبه بالناس الذين يبون ذلك ومعلوم أن الثان‬
‫أنقص من الول والول أقرب إل الكمال فهؤلء فروا بزعمهم ما توهوه نقصا فوقعوا فيما هو أعظم نقصا‬
‫بل ريب وإيضاح هذا أن يقال إذا قسمنا الوجودات إل قسمي حي وميت وعال وجاهل وقادر وعاجز‬
‫وقادر على الفعل وغي قادر عليه بل قادر على الفعل والركة بإرادته ومبته ومن ل إرادة له ول قدرة له أو ل‬
‫فعل له ول حركة إل ما يريده ونو ذلك كان الول هو الوصوف بصفات الكمال دون الثان وأما مرد‬
‫كون الشيء مرادا مبوبا فليس بصفة كمال له إل أن يكون مبوبا لنفسه مرادا لذاته وهؤلء سلبوا الرب جيع‬
‫صفات الكمال ووصفوه بالنقائص ول يثبتوا له شيئا من الكمال إل مرد كونه‬
‫مبوبا ول يقيموا حجة على ذلك ول على أنه مبوب لنفسه فكان ما وصفوه به غاية النقص بل العدم‬
‫قال ثابت فليس يوجد إذن أمر يتذب هذه الذات بالطبع وبغي إرادة وليس يوجد إذن أمر يدعو هذه الذات‬
‫إل حال أو شأن ليس هي البدأ الول له والعلة فيه فيقال لم أول ل تقيموا دليل على شيء من ذلك فإنكم‬
‫ل تعلوها فاعل لشيء ول مؤثرا فيه أصل فليست مبدأ لشيء من الشياء ول علة له إل من كونا مبوبة فقط‬
‫وليس ف هذه الهة أنا تدث شيئا ول أنا تبدع شيئا وإذا كان كذلك فما الانع أن يكون غيها جاذبا لا‬
‫وداعيا لا إل شيء وما الانع أن تكون هي مبة لغيها وأنتم ل تذكروا على امتناع ذلك حجة أصل‬
‫والسلمون وغيهم من أهل اللل إذا نزهوا ال عن الاجة إل غيه فهم يثبتون أنه رب غيه ومليكه وخالقه‬
‫وأنتم ل تثبتوا أنه رب كل ما سواه ومليكه وخالقه وحينئذ فل دليل لكم على انتفاء الاجة عنه ل سيما مع‬
‫أنه يلزمكم أن تعلوا العال واجب الوجود بنفسه مع فقره إليه فيكون الواجب بنفسه فقيا إل غيه أو تعلوه‬
‫مكنا ل بد له من فاعل فيكون الول مبدعا فاعل لغيه والفاعل كما ذكروه يستلزم أن يكون له فعل وإرادة‬
‫وهذا نقيض قولم‬

‫ويقال لم ثانيا ل ل يوز أن يكون مفعولا الحتاج إليها هو الداعي الاذب وليس ف هذا افتقار إل‬
‫ما هو مستغن عنها وأنتم ل تقيموا دليل على انتفاء ذلك ويقال لم ثالثا ل ل يوز أن يكون هو البدأ لا‬
‫يفعله والداعي منه ل من غيه وهو الحب لنفسه وقد ذكر أئمتكم ف كتبهم أنه عاشق ومعشوق وعشق‬
‫ولذيذ وملتذ به قال وبالملة فكل ما كان له هو بالطبع على الهة الطبيعية الت يحوها فإنه يلزم أن يوجد ف‬
‫جوهره شوق بالطبع إل حال ل تلكها إرادته والشتاق معلول من جهة شوقه للشيء الشوق إليه والشيء‬
‫الشوق إليه مبدأ له ف ذلك الشوق ومن جهة أي هو له علة تامية من جهة من الهات وليس يليق هذا المر‬
‫ألبتة بالبدأ الول ولكنه مبدأ لكل طبيعة ولكل شوق ولكل حركة فيقال له الكلم على هذا من وجوه‬
‫الول قولكم إن الول مبدأ لكل طبيعة وكل شوق وكل حركة كلم مناقض لا ذكرتوه فإنكم ل تعلوه إل‬
‫مبوبا فقط ل فاعل مبدعا ول علة فاعلة ومرد كون الشيء مبوبا ل يوجب أن يفعل شيئا ف غيه وقد علم‬
‫الفرق بي العلة الفاعلة والغائية والثان قولكم إن الشتاق إليه علة للمشتاق فيقال لكم ول يتنع أن يكون مبا‬
‫لنفسه فهو الحب الحبوب‬

‫الثالث أن يقال ما الانع أن يكون مبا مريدا لا هو مفعول مصنوع له وليس ف هذا كونه معلول لغيه‬
‫لن ذلك الغي هو معلوله من كل وجه مفعول له بكل طريق متاج إليه بكل سبب وليس ف حب الشيء‬
‫وإرادته لثل ذلك نقص بل هذا من الكمال فإن من أراد ما هو مفعول له معلول له وهو قادر على ذلك الراد‬
‫الحبوب كان هذا غاية الكمال بلف من ل يفعل شيئا منفصل عنه ول يريده ول يقدر عليه بل ول يفعل‬
‫فعل قائما بنفسه بل هو كالماد الذي ليس له صفة كمال بل كالعدوم الرابع قولكم وليس يليق هذا البتة‬
‫بالبدأ الول كلم بل برهان وأنتم تدعون البهان والجة وقد ذكر هذا غيكم ل ترضوا أن تعلوا هذا‬
‫خطابة بل جعلتموه دون الطابة وأنتم تعلونه عمدة ف مثل هذا المر العظيم بل حجة أصل مع أنكم ل‬
‫تثبتوا إن الول مبدأ ول فاعل أصل إل بهة كونه مبوبا مع أنكم ل تقيموا على ذلك دليل الامس قوله كل‬
‫ما كان ما هو له الطبع عن الهة الت ينحوها فإنه يلزم أن يوجد ف جوهره شوق بالطبع إل حال ل تلكها‬
‫إرادته فيقال لم هذه قضية كلية ل يذكروا عليها دليل وغاية ما يستدلون به أن يقولوا وجدنا التحركات‬
‫بالرادة كذلك كاليوان فيقال لم وكذلك وجدت ذلك مكنا مفعول مصنوعا مفتقرا إل‬

‫فاعل مبدع فقولوا إن الول مكن مفعول مصنوع مفتقر إل فاعل مبدع فإن كان الدليل قد أثبت‬
‫موجودا واجبا بنفسه ل يفتقر إل غيه فإما أن يكون ذلك هو الفلك أو أمرا فوق الفلك فإن كان هو الفلك‬
‫وهو مشتاق إل حال ل تلكها إرادته بطل نفيكم لذا عن الواجب بنفسه وإن كان الواجب بنفسه امرا فوق‬
‫الفلك كان هو الفاعل للفلك البدع له وحينئذ فالفلك وما فيه متاج إليه من كل وجه فليس ف الوجود ما هو‬
‫خارج عن ملكه حت يقال إنه مشتاق إل ما تلكه إرادته السادس أن هذا الكلم إنا يصح أن لو كان ف‬
‫الوجود ما ل تلكه إرادة الول فأما إذا كان كل ما سواه كائنا بإرادته ومشيئته فليس ف الوجود شيء ل‬
‫تلكه إرادته وأنتم ل تقيموا دليل على امتناع إرادته وإذا كانت إرادته مكنة على هذا الوجه كما يقول‬
‫السلمون ما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن ل ينع أن يكون مريدا على هذا الوجه السابع أن يقال كونه‬
‫يفعل بالطبع أو نو ذلك ليست من عبارة السلمي فإذا كانوا يسمون كل ما يفعل فعل قائما بنفسه متحركا‬
‫بالطبع ل ننازعهم ف العن لكن نقول ل قلتم إن من كان فاعل يقوم به بإرادته مشتاق إل حال ل يلكها‬

‫فإذا سيتم كل ما كان كذلك فاعل بالطبع فلم قلتم إن كل ما كان كذلك مشتاق إل حال ل يلكها‬
‫فصل ث قال ابن رشد فإن قيل فإذ قد تبي أن هذه الطرق كلها ليست واحدة منها هي الطريقة‬
‫الشرعية الت دعا الشرع منها جيع الناس على اختلف فطرهم إل القرار بوجود الباري فما هي الطريق‬
‫الشرعية الت نبه الكتاب عليها وكان يعتمدها الصحابة قلنا الطرق الشرعية الت نبه الكتاب عليها ودعا الكل‬
‫من بابا إذا استقرىء الكتاب وجدت تنحصر ف جنسي أحدها طرق الوقوف على العناية بالنسان وخلق‬
‫جيع الوجودات من أجله وتسمى هذه دليل العناية‬

‫والطريق الثانية ما يظهر من اختراع جواهر الشياء الوجودات مثل اختراع الياة ف الماد‬
‫والدراكات المسة والعقل ولنسم هذا دليل الختراع اما الطريقة الول فتنبن على أصلي أحدها أن جيع‬
‫الوجودات الت ها هنا موافقة لوجود النسان والصل الثان أن هذه الوافقة هي ضرورة من قبل فاعل قاصد‬
‫لذلك مريد إذ ليس يكن أن تكون هذه الوافقة بالتفاق فأما كونا موافقة لوجود النسان فيحصل اليقي‬
‫بذلك بدليل موافقة الليل والنهار والشمس والقمر لوجود النسان وكذلك موافقة الزمنة الربعة له والكان‬
‫الذي هو فيه أيضا وهو الرض وكذلك أيضا يظهر موافقة كثي من اليوان له والنباتات والمادات‬
‫وجزئيات كثية مثل المطار والنار والبحار وما تمله‬

‫الرض والاء والواء والنار وكذلك أيضا تظهر العناية ف أعضاء النسان وأعضاء اليوان أعن كونا‬
‫موافقة لياته ووجوده وبالملة فمعرفة منافع الوجودات داخلة ف هذا النس ولذلك وجب على من أراد أن‬
‫يعرف ال تعال العرفة التامة أن يفحص عن صانع جيع الوجودات قال وأما دللة الختراع فيدخل فيها‬
‫وجود اليوان كله ووجود النبات ووجود السماوات وهذه الطريقة تنبن على أصلي موجودين بالقوة ف فطر‬
‫جيع الناس أحدها أن هذه الوجودات مترعة وهذا معروف بنفسه ف اليوان والنبات كما قال تعال إن‬
‫الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذباب ولو اجتمعوا له الية سورة الج ‪ 73‬فإنا نرى أجساما جادية ث‬
‫تدث فيها الياة فنعلم قطعا أن ها هنا موجدا للحياة ومنعما با وهو ال تبارك وتعال وأما السماوات فنعلم‬
‫من قبل حركاتا الت ل تفترق أنا مأمورة‬

‫بالعناية با هو ها هنا ومسخرة لنا والسخر الأمور مترع من قبل غيه ضرورة قلت هذا يبي بأن‬
‫حركات الفلك ليست من قبل أنفسها بل من مرك منفصل عنها حت يكون ذلك الحرك لا هو المر‬
‫السخر وهذا يتبي بوجوه مبسوطة ف غي هذا الوضع مثل أن يبي الحرك من جهة الفاعل والسبب ومن‬
‫جهة القصود والغاية أي أنا ل بد أن تقصد بركاتا شيئا منفصل عنها مثل ما يقول السلمون وغيهم من‬
‫أهل اللل إنا عابدة ل تعال ويقول التفلسفة كأرسطو وأتباعه إنا تقصد التشبه بالله على قدر الطاقة وعلى‬
‫القولي فتكون حركتها من جنس حركة الحب إل مبوبه والطالب إل مطلوبه وما كان له مراد منفصل عنه‬
‫مستغن عنه فهو متاج إل ما هو مستغن عنه ومن احتاج إل ما هو مستغن عنه ل يكن غنيا بنفسه بل يكون‬
‫مفتقرا إل ما هو منفصل عنه وهذا ل يكون واجب الوجود بنفسه بل يكون مكنا عبدا فقيا متاجا فتكون‬
‫السماوات مفتقرة مكنة ليست بواجبة والوجه الثان أن كل فلك فإنه يركه غيه من الفلك النفصلة عنه‬
‫فتكون حركته من غيه والفلك الحيط با الحرك لا ل يرك ول يؤثر ف غيه إل بعاونة غيه من المور‬
‫النفصلة عنه فليس هو وحده الحرك‬
‫لسائر أنواع حركاتا بل يب أن يكون الحرك غيه والتحركات النفصلة ليست منه وحده بل منه‬
‫ومن غيه فليس فيها ما هو مستقل بالتحريك وما كان مفتقرا إل غيه ل يكن واجبا بنفسه فل بد من مرك‬
‫منفصل عنها ومثل أن يقال ليس شي منها مستقل بصال السفليات والثار الادثة فيها بل إنا يصل ذلك‬
‫بأسباب منها اشتراكها ومنها أمور موجودة ف السفليات ليست من واحدة منها فكل واحد منها ل بد له من‬
‫شريك معاون له مانع يعوقه عن مقتضاه فل يتم أمره إل بشارك غن عنه وانتفاء مانع معارض له فيمتنع أن‬
‫يكون مبدعا لشريكه الغن عنه ولانعه الضاد له وأن يكون ما يصل من الصال الت ف العال السفلي بجرد‬
‫قصده وفعله فوجب أن يكون هناك ما يوجب فعله وحركته من غيه وذلك هو المر والتسخي لن الركة‬
‫إن كانت قسرية فلها قاسر وإن كانت طبيعية فالطبعية ل تكون إل إذا خرجت بالعي عن ملها فهي مقسورة‬
‫على الروج وإن كانت إرادية فالريد لثار ل يستقل با ول يصل إل بشاركة غيه ويتنع بعارضة غيه له‬
‫فيها هو مفتقر ف مقصوده إل غيه ويتنع أن يكون واجب الوجود بنفسه لن الواجب بنفسه ل يكون‬
‫مفتقرا إل غيه الستغن عنه بوجه من الوجوه إذ لو افتقر إل غيه بوجه من الوجوه ل يكن من ذلك الوجه‬
‫غنيا عن الغي بل مفتقرا إليه‬

‫ول يتم ذلك الوجه إل بذلك الغي الستغن عنه والريد لمر إذا ل يكن قادرا على تصيل مراده كان‬
‫عاجزا وكان فقيا إل ما به يصل مراده والفتقر إل ما يعجز عنه ل يكون واجبا بنفسه ول يكون كماله‬
‫حاصل به بل با هو مستغن عنه فهذه المور وغيها ما يستدل به على هذا الطلوب قال وأما الصل الثان‬
‫فهو أن كل مترع فله مترع فيصح من هذين الصلي أن للوجود فاعل مترعا له وف هذا النس دلئل كثية‬
‫على عدد الخترعات ولذلك كان واجبا على من أراد معرفة ال حق معرفته أن يعرف جواهر الشياء ليقف‬
‫على الختراع القيقي ف جيع الوجودات لن من ل يعرف حقيقة الشيء ل يعرف حقيقة الختراع وإل‬
‫هذا الشارة بقوله تعال أو ل ينظروا ف ملكوت السماوات والرض وما خلق ال من شيء سورة العراف‬
‫‪ 185‬وكذلك أيضا من تتبع معن الكمة ف موجود أعن معرفة السبب الذي من أجله خلق والغاية‬
‫القصودة به كان وقوفه على دليل العناية أت فهذان الدليلن ها دليل الشرع وأما أن اليات النبهة على الدلة‬
‫الفضية إل وجود الصانع‬

‫سبحانه ف الكتاب العزيز هي منحصرة ف هذين النسي من الدلة فذلك بي لن تأمل اليات الواردة‬
‫ف الكتاب العزيز ف هذا العن وذلك أن اليات الت ف الكتاب العزيز ف هذا العن إذا تصفحت وجدت‬
‫على ثلثة أنواع إما آيات تتضمن التنبيه على دللة العناية وإما آيات تتضمن التنبيه على دللة الختراع وإما‬
‫آيات تمع المرين من الدللة جيعا فأما اليات الت تتضمن دللة العناية فقط فمثل قوله تعال أل نعل‬
‫الرض مهادا والبال أوتادا سورة النبأ ‪ 7 6‬إل قوله وجنات ألفافا سورة النبأ ‪ 16‬ومثل قوله تعال‬
‫تبارك الذي جعل ف السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيا سورة الفرقان ‪ 61‬إل قوله أو أراد‬
‫شكورا سورة الفرقان ‪62‬‬

‫ومثل قوله فلينظر النسان إل طعامه اليات سورة عبس ‪ 24‬ومثل هذا كثي ف القرآن واما اليات‬
‫الت تضمنت دللة الختراع فقط فمثل قوله تعال فلينظر النسان مم خلق خلق من ماء دافق سورة الطارق‬
‫‪ 6‬ومثل قوله أفل ينظرون إل البل كيف خلقت سورة الغاشية ‪ 17‬الية ومثل قوله تعال يا أيها الناس‬
‫ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذبابا سورة الج ‪ 73‬ومن هذا قوله تعال‬
‫حكاية عن قول إبراهيم عليه السلم إن وجهت وجهي للذي فطر السماوات والرض حنيفا سورة النعام‬
‫‪ 79‬إل غي ذلك من اليات الت ل تصى وأما اليات الت تمع الدللتي فهي كثية أيضا بل هي الكثر‬
‫مثل قوله تعال يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من‬

‫قبلكم سورة البقرة ‪ 21‬إل قوله تعال فل تعلوا ل أندادا وأنتم تعلمون سورة البقرة ‪ 22‬وذلك‬
‫أن قوله الذي خلقكم والذين من قبلكم سورة البقرة ‪ 21‬تنبيه على دللة الختراع وقوله الذي جعل لكم‬
‫الرض فراشا والسماء بناء سورة البقرة ‪ 22‬تنبيه على دللة العناية ومثل قوله وآية لم الرض اليتة أحييناها‬
‫وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون سورة يس ‪ 33‬وقوله ويتفكرون ف خلق السماوات والرض ربنا ما‬
‫خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب النار سورة آل عمران ‪ 191‬وأكثر اليات الواردة ف هذا العن‬
‫يوجد فيها النوعان من الدلة قال فهذه الطريق هي الصراط الستقيم الت دعا ال الناس منه إل معرفة وجوده‬
‫ونبههم على ذلك با جعل ف فطرهم من إدراك هذا العن‬

‫وإل هذه الفطرة الول الغروزة ف طباع البشر الشارة بقوله تعال وإذ أخذ ربك من بن آدم من‬
‫ظهورهم ذرياتم وأشهدهم إل قوله قالوا بلى شهدنا سورة العراف ‪ 172‬ولذا يب على كل من كان‬
‫وكده طاعة ال تعال ف اليان به وامتثال ما جاءت به رسله أن يسلك هذه الطريقة حت يكون من العلماء‬
‫الذين يشهدون ل بربوبيته مع شهادته لنفسه وشهادة ملئكته له كما قال تعال شهد ال أنه ل إله إل هو‬
‫واللئكة وأولوا العلم قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الكيم سورة آل عمران ‪ 18‬قال ودللة الوجودات‬
‫من هاتي الهتي عليه هو التسبيح الشار إليه بقوله تعال وإن من شيء إل يسبح بمده ولكن ل تفقهون‬
‫تسبيحهم سورة السراء ‪ 44‬قلت ف هذه الية وآية أخذ اليثاق من الكلم ما ليس هذا موضعه وكذلك‬
‫دعواه انصار الطريق ف هذين النوعي‬
‫وقوله إن ف اليات ما يدل على العناية دون الختراع وغي ذلك كلم ليس هذا موضعه بل كل ما‬
‫دل على العناية دل على الختراع ولكن القصود هنا حكاية ما ذكره قال فقد بان من هذه الدلة أن الدللة‬
‫على وجود الصانع منحصرة ف هذين النسي دللة العناية ودللة الختراع قال وبي أن هاتي الطريقتي ها‬
‫بأعيانما طريقة الواص ويعن بالواص العلماء وطريقة المهور وإنا الختلف بي العرفتي ف التفضيل أعن‬
‫أن المهور يقتصرون من معرفة العناية والختراع على ما هو مدرك بالعرفة الول البنية على علم الس وأما‬
‫العلماء فيزيدون إل ما يدركون من هذه الشياء بالس ما يدرك بالبهان أعن من العناية والختراع حت لقد‬
‫قال بعض العلماء إن الذي أدرك العلماء من معرفة منافع أعضاء النسان واليوان هو قريب من عشرة آلف‬
‫منفعة‬

‫قال وإذا كان هذا هكذا فهذه الطريقة هي الطريقة الشرعية والفلسفية الكمية وهي الت جاءت با‬
‫الرسل ونزلت با الكتب والعلماء ليسوا يفضلون المهور ف هذين الستدللي من قبل الكثرة فقط بل من‬
‫قبل التعمق ف معرفة الشيء الواجب بنفسه فإن مثال المهور ف النظر إل الوجودات مثالم ف النظر إل‬
‫الصنوعات الت ليس عندهم علم بصنعها فإنم إنا يعرفون من أمرها أنا مصنوعات فقط وأن لا صانعا‬
‫موجودا ومثال العلماء ف ذلك مثال من نظر إل الصنوعات الت عنده علم ببعض صنعها وبوجه الكمة فيها‬
‫ول شك أن من حاله من العلم بالصنوعات هذه الال فهو أعلم بالصانع من جهة ما هو صانع من الذي ل‬
‫يعرف من تلك الصنوعات إل أنا مصنوعة فقط وأما مثال الدهرية ف هذا الذين جحدوا الصانع سبحانه‬
‫وتعال فمثال من أحس مصنوعات فلم يعرف أنا مصنوعات بل ينسب ما‬

‫رأى فيها من الصنعة إل التفاق والمر الذي يدث من ذاته قلت فهذا الرجل مع أنه من أعيان‬
‫الفلسفة العظمي لطريقتهم العتني بطريقة الفلسفة الشائي كأرسطو وأتباعه يبي أن الدلة العقلية الدالة‬
‫على إثبات الصانع مستغنية عما أحدثه العتزلة ومن وافقهم من الشعرية وغيهم من طريقة العراض ونوها‬
‫وأن الطرق الشرعية الت جاء با القرآن هي طرق برهانية تفيد العلم للعامة وللخاصة والاصة عنده يدخل‬
‫فيهم الفلسفة والطرق الت لولئك هي مع طولا وصعوبتها لتفيد العلم ل للعامة ولللخاصة هذا مع أنه ل‬
‫يقدر القرآن قدره ول يستوعب أنواع الطرق الت ف القرآن فإن القرآن قد اشتمل على بيان الطالب اللية‬
‫بأنواع من الطرق وأكمل الطرق كما قد بسط ف موضعه والذي قاله من أن هذه الطرق العتزلية كطريقة‬
‫العراض البنية على امتناع حوادث ل أول لا ل يبعث الرسول بدعوة اللق إليها ول كان سلف المة‬
‫يتوسلون با إل معرفة ال هو أمر معلوم بالضطرار لكل من كان عالا بأحوال الرسول وأصحابه والسلف‬
‫ولكل من تدبر القرآن والديث وكل متكلم فاضل كالشعري وغيه يعلم ذلك كما تقدم كلم الشعري‬
‫وأما كون هذه الطرق العتزلية كطريقة العراض والتركيب والختصاص هي برهانية أو ليست برهانية وهي‬
‫تفيد العلم أو ل‬

‫تفيده فهذا مايعلم بنظر العقل الصريح فمن كان ذكيا طالبا للحق عرف الق ف ذلك ولنا مقصودان‬
‫أحدها أن ما به يعلم ثبوت الصانع وصدق رسوله ل يتوقف على هذه الطرق العتزلية الهمية وهذه الطرق‬
‫هي الت يقال إنا عارضت الدلة الشرعية ويقال إن القدح فيها قدح ف أصل الشرع فإذا تبي أنا ليست أصل‬
‫للعلم بالشرع كما أنا ليست أصل لثبوته ف نفسه بالتفاق بطل قول من يزعم أن القدح ف هذه العقليات‬
‫قدح ف أصل الشرع وهو الطلوب والقصود الثان أن هذه العقليات العارضات للشرع باطلة ف نفسها وإن‬
‫ل نقل إنا أصل للعلم به وقد ذكرنا من قدح فضلء أهل الكلم والفلسفة فيها بالدلة العقلية ما يصل هذا‬
‫القصود فمن كان له نظر ثاقب ف هذه المور عرف حقيقة المر ومن كان ل يفهم بعض الدقيق من‬
‫كلمهم كفاه أن يعلم أن هؤلء النظار يقدح بعضهم ف أدلة بعض وأنم ل يتفقوا على مقدمتي عقليتي ول‬
‫مقدمات ول مقدمة واحدة يكن أن يستنتج منها دليل عقلي يصلح لعارضة أخبار الرسول بل إن اتفقوا على‬
‫مطلوب كاتفاق طائفة من أهل الكلم وطائفة من أهل الفلسفة على نفي العلو مثل فهؤلء يثبتون ذلك‬
‫وينفون التجسيم بدليل العراض والخرون يطعنون ف هذا الدليل ويثبتون فساده ف العقل وهؤلء يثبتون ذلك‬
‫بدليل نفي التركيب العقلي وأولئك يثبتون فساد هؤلء فصار هذا بنلة من ادعى حقا واقام عليه بينتي وكل‬
‫بينة تقدح ف الخرى وتقول‬

‫إنا كاذبة فيما شهدت به وتبدي ما يفسد شهادتا وأنا غي صادقة فل يكن ثبوت الق بذلك لنا إن‬
‫صدقنا كل منهما فيما شهدت به من الق وف فسق أولئك الشهود لزم أن ل تقبل شهادة أولئك الشهود فل‬
‫تقبل شهادة ل هؤلء ول هؤلء فل فيثبت الق وإن عينا إحدى البينتي بالقبول أو قبلنا شهادتما ف الق‬
‫دون جرح الخرى كان تكما مع أنه ما من مطلوب من الطالب إل وقد تنازع فيه أهل الكلم والفلسفة‬
‫جيعا فأهل الفلسفة متنازعون ف الهة وحلول الوادث وأهل الكلم متنازعون أيضا ف ذلك والثبتون من‬
‫هؤلء وهؤلء يقدحون ف أدلة النفاة بالقوادح العقلية وأهل السنة وإن كانوا يعرفون بعقولم من العان‬
‫الصحيحة نقيض ما يقوله النفاة فل يعبون عن صفات ال بعبارات مملة مبتدعة ول يطلقون القول بأن ال‬
‫جسم وأنه تلة الوادث وأنه مركب ول نو ذلك ول يطلقون من نفى ذلك ما يتناول نفي ما أثبته الرسول‬
‫ودلت العقول عليه بل يفسرون الجملت ويوضحون الشكلت ويبينون الحتملت ويتبعون اليات البينات‬
‫ويعلمون موافقة العقل الصريح للنقل الصحيح وهؤلء التفلسفة مثل هذا الرجل وأمثاله وإن وافقوا النفاة ف‬
‫الباطن ف بعض ما نفوه فهم معترفون بأن الشرع ل يرد بذلك ومبطلون‬
‫لدلة إخوانم النفاة ث يذكرون من أدلة النفي ما هو أضعف وأفسد ما ضعفوه وأفسدوه ونن نذكر‬
‫كلمه ف ذلك وذلك أنه لا تكلم على الطريق العقلية الشرعية ف إثبات الصانع تكلم أيضا على إثبات التوحيد‬
‫والصفات الثبوتية والسلبية والفعال فقال القول ف الوحدانية فإن قيل إذا كانت هذه الطريقة هي الطريقة‬
‫الشرعية ف معرفة وجود الصانع سبحانه فما طريقة معرفة وحدانيته الشرعية أيضا وهو معرفة أنه ل إله ال هو‬
‫فإن هذا النفي هو معن زائد على الياب الذي تضمنته هذه الكلمة والياب قد ثبت من القول التقدم فبماذا‬
‫يصح النفي قلنا أما نفي اللوهية عما سواه فإن طريق الشرع ف ذلك هي الطريق الت نص ال عليها ف كتابه‬

‫وذلك ف ثلث آيات إحداها قوله تعال لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة النبياء ‪22‬‬
‫والثانية قوله ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله با خلق ولعل بعضهم على بعض‬
‫سبحان ال عما يصفون سورة الؤمنون ‪ 91‬والثالثة قوله قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل‬
‫ذي العرش سبيل سورة السراء ‪ 42‬فأما الية الول فدللتها مغروزة ف الفطر بالطبع وذلك أنه من العلوم‬
‫بنفسه أنه إذا كان ملكان كل واحد منهما فعله فعل صاحبه أنه ليس يكن أن يكون عن تدبيها مدينة واحدة‬
‫لنه ليس يكون عن فاعلي من نوع واحد فعل واحد فيجب ضرورة إن فعل معا أن تفسد الدينة الواحدة إل‬
‫أن يكون أحدها يفعل ويبقى الخر عطل وذلك منتف ف صفة اللية فإنه مت اجتمع فعلن من نوع واحد‬
‫على مل واحد فسد الحل ضرورة أو تانع الفعل فإن الفعل الواحد ل يصدر إل عن واحد فهذا معن قوله‬
‫سبحانه لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة النبياء ‪22‬‬

‫قلت العلوم بنفسه أنه ل يكون الفعول الواحد بعينه فعل لفاعلي على سبيل الستقلل ول التعاون‬
‫ول يكون العلول الواحد بالعي معلول لعلتي مستقلتي ول متشاركتي وهذا ما ل ينازع فيه أحد من العقلء‬
‫بعد تصوره فإنه إذا كان أحدها مستقل به لزم أن يصل جيع الفعول العلول به وحده فلو قدر أن الخر‬
‫كذلك للزم أن يكون كل منهما فعله كله وحده وفعله له وحده ينفي أن يكون له شريك فيه فضل عن آخر‬
‫مستقل فيلزم المع بي النقيضي إثبات استقلل أحدها ونفى استقلله وإثبات تفرده به ونفى تفرده به وهذا‬
‫جع بي النقيضي ومن العلوم بنفسه أن عي الفعول الذي يفعله فاعل ل يشركه فيه غيه كما ل يستقل به‬
‫فإنه لو شرك فيه غيه ل يك مفعوله بل كان بعضه مفعوله وكان مفعول له ولغيه فيمتنع وقوع الشتراك فيما‬
‫هو مفعول لواحد ولذا كان العقول من الشتراك هو التعاون بأن يفعل كل منهما غي ما يفعله الخر‬
‫كالتعاوني على البناء هذا ينقل اللب وهذا يضعه أو على حل الشبة هذا يمل جانبا وهذا يمل جانبا‬
‫والخلوقات جيعها يعاون بعضها بعضا ف الفعال فليس ف الخلوقات ما يستقل بفعول ينفرد به بل ل بد له‬
‫من مشارك معاون مستغن عنه ث مع احتياجه إل الشارك له من يعارضه ويعوقه عن الفعل فل بد له من مانع‬
‫ينع التعارض العوق‬

‫وهذا ف كل ما يقال إنه مؤثر بالطبع أو بالختيار أو شيء آخر إن قدر ولذا ل يكن ف الخلوقات‬
‫واحد يصدر عنه وحده شيء أصل فل واحد يفعل وحده إل ال سبحانه وهذا ما يبي ضلل هؤلء التفلسفة‬
‫القائلي بأن الواحد ل يصدر عنه إل واحد وجعلوا هذه قضية كلية ليدرجوا فيها واجب الوجود ويقولوا ل‬
‫يصدر عنه إل واحد بسيط وهو ما يسمونه العقل فإن هذا القول وإن كان فساده معلوما من وجوه كثية‬
‫لكن القصود هنا أن هذه القضية الكلية ل تصدق ف موضع واحد غي مل الناع ومل الناع علم فيه أن‬
‫الفاعل واحد لكن ل يعلم فيه أنه ليفعل إل واحدا وأيضا فالوحدانية الت يستحق الرب أن يوصف با ليست‬
‫هي الوحدة الت يدعونا فإن تلك الوحدة الت يدعونا لتصدق إل على المتنع الذي ل يكن وجوده إل ف‬
‫الذهن ل ف الارج إذ يثبتون وجودا مطلقا أو مشروطا بسلب المور الثبوتية أو الثبوتية والعدمية وهذا ل‬
‫يكون إل ف الذهان كما قد قرروا ذلك ف منطقهم وهو معلوم بصريح العقل وقد بي هذا ف موضعه‬
‫والقصود هنا أنم ليعلمون واحدا يصدر عنه شيء غي ال تعال فإذا قالوا الشمس يصدر عنها الشعاع‬
‫فالشعاع ل يصل إل مع وجود جسم قابل له ينعكس عليه الشعاع فصار لوجوده سببان الشمس‬

‫والسم القابل لا ث له مانع وهو الجب الت تول بي الشمس وبي ما يقبل الشعاع وهكذا النور‬
‫الارج من السراج ونوه من النيان ل يصل إل بالنار وبسم يقبل انعكاس الشعاع عليه وارتفاع الجب‬
‫الائلة بينهما وكذلك تسخي النار وتبيد الاء وما يصل بالبز والاء من شبع وري وسائر الثار الاصلة‬
‫بالغذية والدوية وغي ذلك فإنه ل بد من النار ومن جسم يقبل أثرها وإل فالياقوت والسمندل ونو ذلك ل‬
‫ترقه النار وكذلك الغذاء ل ينفع إل بقوة قابلة لثره ف السم وأمثال ذلك كثية وكذلك الفاعل الختار‬
‫كالنسان فإن حركته الاصلة باختياره ل تصل إل بقوة من أعضائه يتاج إليها وليس هو الفاعل لعضائه‬
‫ول لقواها فهو متاج ف فعله إل أسباب خارجة عن قدرته وقد يصل ف بدنه من العوائق ما يعوقه عن‬
‫الركة هذا فعله ف نفسه فاما المور النفصلة عنه الت يقال إنا متولدة عن فعله فمن الناس من يقول ليست‬
‫مفعولة له بال بل هي مفعولة ل تعال كما يقول ذلك كثي من متكلمي الثبتي للقدر ومنهم من يقول بل‬
‫هو مفعول له على طريق التولد كما يقوله من يقوله من العتزلة ويكى عن بعضهم أنه قال ل فاعل لا بال‬
‫وحقيقة المر أن تلك قد اشترك فيها النسان والسبب النفصل‬
‫عنه فإنه إذا ضرب بجر فقد فعل الذف ووصول الجر إل منتهاه حصل بذا السبب وبسبب آخر‬
‫من الجر والواء وكذلك الشبع والري حصل بسبب أكله وشربه الذي هو فعله وبسبب ما ف الطعام‬
‫والشراب من قوة التغذية وما ف بدنه من قوة القبول لذلك وال خالق هذا كله وهذا ما يبي أنه ليس ف‬
‫الخلوقات ما يستقل بفعول أصل فالقلب الذي هو ملك البدن وإن كان منه تصدر الرادات الحركة‬
‫للعضاء فل يستقل بتحريك إل بشاركة العضاء وقواها كما تقدم وولة المور الدبرون للمدائن واليوش‬
‫ل يستقل أحدهم بفعول إن ل يكن له من يعينه عليه وإل فقوله وعمله أعراض قائمة به ل تاوزه وكل ما‬
‫يصدر خارجا عنه فمتوقف عن أسباب أخرى خارجة عن مل قدرته وفعله وهذا كله ما يبي عجز كل‬
‫ملوق عن الستقلل بفعول ما فل يكون شيء من الخلوقات ربا لشيء من الخلوقات ربوبية مطلقة أصل إذ‬
‫رب الشيء من يربه مطلقا من جيع جهاته وليس هذا إل ل رب العالي ولذا منع ف شريعتنا من إضافة‬
‫الرب إل الكلفي كما قال ل يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك ‪.‬‬
‫بلف إضافته إل غي الكلفي كقول النب لالك بن عوف الشمي أرب إبل أنت أم رب شاء وقولم‬
‫رب الثوب والدار فإنه ليس ف هذه الضافة ما يقتضي عبادة هذه المور لغي ال فإن هذا ل يكن فيها فإن‬
‫ال فطرها على أمر ل يتغي بلف الكلفي فإنم يكن أن يعبدوا غي ال كما عبد الشركون به من الن‬
‫والنس غيه فمنع من الضافة ف حقهم تقيقا للتوحيد الذي بعث ال به رسله وأنزل به كتبه ولذا ل يكن‬
‫شيء يستلزم وجود الفعولت إل مشيئة ال وحده فما شاء ال كان وإن ل يشأ ذلك غيه وما ل يشا ل‬
‫يكون ولو شاءه جيع اللق وإذا عرف أنه ليس ف الخلوقات ما هو مستقل بفعول ول معلول فليس ف‬
‫الخلوقات ما هو رب لغيه أصل بل فعل كل ملوق له فيه شريك وقد يكون له مانع وهذا ما يدل على‬
‫إثبات الصانع تعال ووحدانيته كما نبه عليه ف غي هذا الوضع والقصود هنا أنه من العلوم بنفسه أنه ل‬
‫يكون اثنان مستقلي بفعل ول يكون مفعول واحد قد فعله كل من الثني ول يكون نفس‬

‫مفعول الفاعل الواحد قد شاركه فيه غيه فحيث حصلت الشاركة ل يكن هناك مفعول واحد لفاعل‬
‫واحد فإن الوحدة تناقض الشركة ومفعولت الخلوقات ل بد فيها من الشتراك لكن ل يفعل أحد الشريكي‬
‫نفس فعل الخر فل تفعل اليد ما تفعله العي وليفعل الدماغ ما يفعله القلب وإن كان كل منها مفتقرا إل‬
‫غيه ف فعله فكذلك السفينة إذا كان فيها ربانان أو كان للقرية رئيسان أو للمدينة ملكان ل يكن أن يكون‬
‫فعل هذا هو نفس فعل هذا بل يفعل هذا شيئا وهذا شيئا وما يفعله كل منهما ل يفعله الخر فلهذا قال هذا‬
‫الرجل إنه ليس يكون عن فاعلي من نوع واحد فعل واحد وقوله من نوع واحد إن كان زيادة إيضاح وإل‬
‫فل حاجة إليه فإنه ل يكن أن يكون عن فاعلي فعل واحد سواء كان فعلهما نوعا واحدا أو نوعي متلفي‬
‫بل المتناع هنا أظهر وقوله مت اجتمع فعلن من نوع واحد على مل واحد فسد الحل ضرورة أو تانع‬
‫الفاعل فإن الفعل الواحد ل يصدر إل عن فاعل واحد فحقيقته أن يقال بل يتنع الفعل والال هذه فل يكن‬
‫وقوعه حت يقال إن الحل يفسد أو ل يفسد ولكن هو ظن كما ظن من ظن من التكلمي أن الله هو بعن‬
‫الرب وأن دللة الية على انتقاء إلي إنا دلت به على انتفاء ربي فقط وذلك يظهر بتقدير امتناع الفعل من‬
‫ربي‬

‫وسنبي إن شاء ال أن الية دلت على ما هو أكمل وأعظم من هذا وأن إثبات ربي للعال ل يذهب‬
‫إليه أحد من بن آدم ول أثبت أحد إلي متماثلي ول متساويي ف الصفات ول ف الفعال ول أثبت أحد‬
‫قديي متماثلي ول واجب الوجود متماثلي ولكن الشراك الذي وقع ف العال إنا وقع بعل بعض الخلوقات‬
‫ملوقة لغي ال ف اللية بعبادة غي ال تعال واتاذ الوسائط ودعائها والتقرب إليها كما فعل عباد الشمس‬
‫والقمر والكواكب والوثان وعباد النبياء واللئكة أو تاثيلهم ونو ذلك فأما إثبات خالقي للعال متماثلي‬
‫فلم يذهب إليه أحد من الدميي وقد قال تعال ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن ال سورة‬
‫لقمان ‪ 25‬وقال تعال قل لن الرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون ل قل أفل تذكرون قل من رب‬
‫السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون ل قل أفل تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يي ول‬
‫يار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون ل قل فأن تسحرون سورة الؤمنون ‪ 89 84‬وقال وما يؤمن أكثرهم‬
‫بال إل وهم مشركون سورة يوسف ‪ 106‬والرسل دعوا اللق إل توحيد اللية وذلك متضمن لتوحيد‬
‫الربوبية كما قال كل منهم لقومه اعبدوا ال ما لكم من إله غيه سورة العراف ‪59‬‬

‫وقال واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون سورة الزخرف ‪45‬‬
‫وقال وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون سورة النبياء ‪ 25‬وقال‬
‫ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت سورة النحل ‪ 36‬وإل فمجرد توحيد الربوبية‬
‫قد كان الشركون يقرون به وذلك وحده ل ينفع وهؤلء الذين يريدون تقرير الربوبية من أهل الكلم‬
‫والفلسفة يظنون أن هذا هو غاية التوحيد كما يظن ذلك من يظنه من الصوفية الذين يظنون أن الغاية هو الفناء‬
‫ف توحيد الربوبية وهذا من أعظم ما وقع فيه هؤلء وهؤلء من الهل بالتوحيد الذي بعث ال به الرسل‬
‫وأنزل به الكتب فإن هذا التوحيد الذي هو عندهم الغاية قد كان مشركو العرب يقرون به كما أخب ال‬
‫عنهم ولكن كثي من الطوائف قصر فيه مع إثباته لصله كالقدرية الذين يرجون أفعال اليوان عن قدرة ال‬
‫ومشيئته وخلقه ولزم قولم حدوث مدثات كثية بل مدث وأما الفلسفة القائلون بقدم العال فلزم قولم‬
‫أن الوادث جيعها ليس لا فاعل ث هم يعلون بعض مبدعات الرب هي الفاعلة لا سواه كما يزعمون مثل‬
‫ذلك ف العقل‬
‫ومشركو العرب كانوا خيا ف التوحيد من هؤلء فإن هؤلء غايتهم أن يثبتوا أسبابا لبعض‬
‫الوجودات لكن السباب ل تستقل بل تفتقر إل مشارك وانتفاء معارض وقد يثبتون أسبابا وعلل ل حقيقة لا‬
‫كالعقول الت يزعمون أنا أبدعت ما سواها وأما الجوس الثنوية فهم أشهر الناس قول بإلي لكن القوم‬
‫متفقون على أن الله الي الحمود هو النور الفاعل للخيات وأما الظلمة الت هي فاعل الشرور فلهم فيها‬
‫قولن أحدها أنه مدث حدث عن فكرة رديئة من النور وعلى هذا فتكون الظلمة مفعول للنور لكنهم جهال‬
‫أرادوا تنيه الرب عن فعل شر معي فجعلوه فاعل لصل الشر ووصفوه بالفكرة الرديئة الت هي من أعظم‬
‫النقائص وجعلوها سببا لدوث أصل الشر والقول الخر قولم إن الظلمة قدية كالنور فهؤلء أثبتوا قديي‬
‫لكن ل يعلوها متماثلي ول مشتركي ف الفعل بل يدحون أحدها ويذمون الخر ولذلك من قال من‬
‫اللحدة كمحمد بن زكريا الرازي الطبيب‬

‫وأمثاله الذين اتبعوا قول طائفة من اللحدة الفلسفة القائلي بالقدماء المسة الت هي واجب الوجود‬
‫والنفس واليول والدهر واللء وأن سبب حدوث العال أن النفس تعلقت باليول فلم يكن واجب الوجود‬
‫أن يلصها منها حت تتزج بالعال فتذوق ما فيه من الشرور وسبب قوله هذا القول أنه كان يقول بدوث‬
‫العال وطولب بسبب حدوثه فأثبت نوعا من الركات ساها الركة الفلتية وشبهها بالريح والصوت الذي‬
‫يرج من النسان بغي اختياره وجعل عشق ا لنفس للهيول من هذا الباب وظهر للناس جهله ف إلاده فإن‬
‫هذه الركة على أي وجه كانت حادثة بعد أن ل تكن فيسأل عن سبب حدوثها كما يسأل عن سبب‬
‫حدوث حركة أخرى فلم يتخلص بذا الهل من السؤال والقصود أن كثيا من أهل الشرك والضلل قد‬
‫يضيف وجود بعض المكنات أو حدوث بعض الوادث إل غي ال وكل من قال هذا لزمه حدوث الادث‬
‫بل سبب وهم مع شركهم وما يلزمهم من نوع تعطيل ف الربوبية ل يثبتون مع ال شريكا مساويا له ف أفعاله‬
‫ول ف صفاته‬

‫وأما إثبات السباب الت ل تستقل بالثر بل تفتقر إل مشارك معاون وانتفاء معارض مانع وجعلها‬
‫ملوقة ل فهذا هو الواقع الذي أخب به القرآن ودل عليه العيان والبهان وهو من دلئل التوحيد وآياته ليس‬
‫من الشرك بسبيل فإن ذلك ما يبي أنه ليس ف الخلوقات ما يستقل بفعول من الفعولت والقصود هنا أن‬
‫هؤلء اعتقدوا أن قوله لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة النبياء ‪ 22‬إنا يدل على نفي الشركة ف‬
‫الربوبية وهو أنه ليس للعال خالقان ث صار كل منهم يذكر طريقا ف ذلك فهذا الفيلسوف ابن رشد قرر هذا‬
‫التوحيد كما تقدم قال وأما قوله تعال إذا لذهب كل إله با خلق سورة الؤمنون ‪ 91‬فهذا رد منه على من‬
‫يضع آلة كثية متلفة الفعال وذلك أنه يعقل ف اللة الختلفة الفعال الت ل يكون بعضها مطيعا لبعض أن‬
‫ل يكون عنها موجود واحد بل موجودات كثية فكان يكون العال أكثر من واحد وهو معن قوله إذا لذهب‬
‫كل إله با خلق سورة الؤمنون ‪ 91‬ولا كان العال واحدا وجب أن ل يكون موجودا عن آلة كثية متفننة‬
‫الفعال قلت لا قرر أول امتناع ربي فعلهما واحد قرر امتناع أرباب تتلف‬

‫أفعالم فإن اختلف الفعال ينع أن يكون الفعول واحدا والعال واحدا وكلمه ف تفسي هذه الية‬
‫بذا من جنس كلمه ف تفسي تلك الية بذاك قال وأما قوله تعال لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا‬
‫إل ذي العرش سبيل سورة السراء ‪ 42‬فهي كالية الول أعن أنه برهان على امتناع إلي فعلهما واحد‬
‫ومعن هذه الية أنه لو كان فيهما آلة إل ال قادرة على إياد العال وخلقه غي الله الوجود حت تكون نسبته‬
‫من هذا العال نسبة الالق له لوجب أن يكون على العرش معه فكان يوجد موجودان متماثلن ينتسبان إل‬
‫مل واحد نسبة واحدة فإن الثلي ل ينتسبان إل مل واحد نسبة واحدة لنه إذا اتدت نسبته اتد النسوب‬
‫أعن ل يتمعان ف النسبة إل مل واحد كما ل يلن ف مل واحد إذا كانا ما شأنما أن يكونا بالحل وإن‬
‫كان المر ف نسبة الله إل العرش ضد هذه‬

‫النسبة أعن أن العرش يقوم به ل أنه يقوم بالعرش ولذلك قال وسع كرسيه السماوات والرض ول‬
‫يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم سورة البقرة ‪ 255‬قلت قد سلك ف هذه الية هذا السلك الذي ذكره‬
‫والية فيها قولن معروفان للمفسرين أحدها أن قوله لبتغوا إل ذي العرش سبيل سورة السراء ‪ 42‬أي‬
‫بالتقرب إليه والعبادة والسؤال له والثان بالمانعة والغالبة والول هو الصحيح فإنه قال لو كان معه آلة كما‬
‫يقولون سورة السراء ‪ 42‬وهم ل يكونوا يقولون إن آلتهم تانعه وتغالبه بلف قوله وما كان معه من إله‬
‫إذا لذهب كل إله با خلق ولعل بعضهم على بعض سورة الؤمنون ‪ 91‬فهذه ف اللة النفية ليس فيه أنا‬
‫تعلو على ال وأن الشركي يقولون ذلك وأيضا فقوله لبتغوا إل ذي العرش سبيل سورة السراء ‪ 42‬يدل‬
‫على ذلك فإنه قال تعال إن هذه تذكرة فمن شاء اتذ إل ربه سبيل سورة الزمل ‪ 19‬والراد به اتاذ السبيل‬
‫إل عبادته وطاعته بلف العكس فإنه قال فإن أطعنكم فل تبغوا عليهن سبيل سورة النساء ‪ 34‬ول يقل‬
‫إليهن سبيل وأيضا فاتاذ السبيل إليه مأمور به كقوله وابتغوا إليه الوسيلة سورة الائدة ‪ 35‬وقوله قل ادعوا‬
‫الذين زعمتم من دونه‬

‫فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم أقرب‬
‫ويرجون رحته ويافون عذابه سورة السراء ‪ 57 56‬فبي أن الذين يدعون من دون ال يطلبون إليه‬
‫الوسيلة فهذا مناسب لقوله لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل سورة السراء ‪42‬‬
‫وليس القصود هنا بسط الكلم على ذلك إذ القصود بيان ما ذكره ف طرق العتزلة ومن سلك سبيلهم من‬
‫الشعرية قال فهذا هو الدليل الذي بالطبع والشرع ف معرفة الوحدانية وإنا الفرق بي المهور وبي العلماء‬
‫ف هذا الدليل أن العلماء يعلمون من اتاد العال وكون أجزائه بعضها من أجل بعض بنلة السد الواحد أكثر‬
‫ما يعلمه المهور من ذلك ولذا العن الشارة بقوله تعال ف آخر الية سبحانه وتعال عما يقولون علوا‬
‫كبيا تسبح له السماوات السبع والرض ومن فيهن وإن من شيء إل يسبح بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم‬
‫إنه كان حليما غفورا سورة السراء ‪ 44 43‬قال وأما ما يتكلفه الشعرية يعن والعتزلة من‬

‫الدليل الذي يستنبطونه من هذه الية وهو الذي يسمونه دليل التمانع فشيء ليس يري مرى الدلة‬
‫الطبيعية ول الشرعية أما كونه ليس يري مرى الطبع فلن ما يقولون ف ذلك ليس برهانا وأما كونه ليس‬
‫شرعيا ل يري مرى الشرع فإن المهور ل يقدرون على فهم ما يقولون من ذلك فضل عن أن يقع لم به‬
‫إقناع وذلك أنم قالوا لو كانا اثني فأكثر لاز أن يتلفا وإذا اختلفا ل يل ذلك من ثلثة أقسام ل رابع لا‬
‫إما أن يتم مرادها جيعا وإما أن ل يتم مراد أحدها ويتم مراد الخر وإما أن ل يتم مراد واحد منهما قالوا‬
‫ويستحيل أن ل يتم مراد واحد منهما لنه لو كان المر كذلك لكان العال ل موجودا ول معدوما ويستحيل‬
‫أن يتم مرادها جيعا لنه كان يكون العال موجودا معدوما معا فلم يبق إل أن يتم مراد أحدها ويبطل مراد‬
‫الخر والذي بطلت إرادته عاجز والعاجز ليس بإله‬

‫قال ووجه الضعف ف هذا الدليل أنه كما يوز ف العقل أن يتلفا قياسا على الريدين ف الشاهد‬
‫كذلك يوز أن يتفقا وهو الليق باللية من الختلف وإذا اتفقا على صناعة العال كانا مثل الصانعي اتفقا‬
‫على صنع مصنوع ما وإذا كان هذا هكذا فل بد أن يقال إن أفعالم ولو اتفقا كانت تتعاوق لورودها على‬
‫مل واحد إل أن يقول قائل ولعل هذا يفعل بعضا والخر بعضا أو لعلهما يفعلن على الداولة إل أن هذا‬
‫التشكيك ل يليق بالمهور والواب ف هذا لن يشكك من الدليي ف هذا العن أن الذي يقدر على‬
‫اختراع البعض يقدر على اختراع الكل فيعود المر إل قدرتما على كل شيء فإما أن يتفقا وإما أن يتلفا‬
‫وكيفما كان يتعاوق الكل‬

‫وأما التداول فهو نقص ف حق كل واحد منهما والشبه أن لو كانا اثني أن يكون العال اثني فإذا‬
‫العال واحد فالفاعل واحد فإن الفعل الواحد إنا يوجد عن واحد فإذن ليس ينبغي أن يفهم من قوله ولعل‬
‫بعضهم على بعض سورة الؤمنون ‪ 91‬من جهة اختلف الفعال فقط بل من جهة اتفاقهما فإن الفعال‬
‫التفقة تتعاوق ف ورودها على الحل الواحد كما تتعاوق الفعال الختلفة قال وهذا هو الفرق بي ما فهمناه‬
‫نن من الية وما فهمه التكلمون وإن كان قد يوجد ف كلم أب العال إشارة إل هذا الذي قلناه قلت بل‬
‫الذي ذكره النظار عن التكلمي الذي سوه دليل التمانع برهان تام على مقصودهم وهو امتناع صدور العال‬
‫عن اثني وإن كان هذا هو توحيد الربوبية والقرآن يبي توحيد اللية وتوحيد الربوبية لكن القصود هنا أن‬
‫اعتراض هذا على دليل نظار التكلمي هو اعتراض مشهور قد ذكره غيه وظنوا أنه اعتراض قادح ف الدللة‬
‫كما ذكر ذلك المدي وغيه وحت ظن بعض الناس أن التوحيد إنا يعرف بالسمع وليس المر كما ظنه‬
‫هؤلء بل هو برهان صحيح عقلي كما قدره‬

‫فحول النظار وكما قد بسط الكلم عليه ف غي هذا الوضع وأفردت مصنفا للتوحيد وذلك أن هؤلء‬
‫النظار قالوا إذا قدر ربان متماثلن فإنه يوز اختلفهما فييد أحدها أن يفعل ضد مراد الخر وحينئذ إما أن‬
‫يصل مراد أحدها أو كلها أو ل يصل مراد واحد منهما والقسام الثلثة باطلة فيلزم انتفاء اللزوم أما‬
‫الول فلنه لو وجد مرادها للزم اجتماع الضدين وأن يكون الشيء الواحد حيا ميتا متحركا ساكنا قادرا‬
‫عاجزا إذا أراد أحدها أحد الضدين وأراد الخر الضد الخر وأما الثان فلنه إذا ل يصل مراد واحد منهما‬
‫لزم عجز كل منهما وذلك يناقض الربوبية وأيضا فإذا كان الحل ل يلو من أحدها لزم ارتفاع القسمي‬
‫التقابلي كالركة والسكون والياة والوت فيما ل يلو عن أحدها وإن نفذ مراد أحدها دون الخر كان‬
‫النافذ مراده هو الرب القادر والخر عاجزا ليس برب فل يكونان متماثلي‬

‫فلما قيل لم هذا إنا يلزم إذا اختلفت إرادتما فيجوز اتفاق إرادتما أجابوا بأنه إذا اتفقا ف الخرة‬
‫امتنع أن يكون نفس ما فعله أحدها نفس مفعول الخر فإن استقلل أحدها بالفعل والفعول ينع استقلل‬
‫الخر به بل ل بد أن يكون مفعول هذا متميزا عن مفعول هذا وهذا معن قوله تعال إذا لذهب كل إله با‬
‫خلق سورة الؤمنون ‪ 91‬وهذا متنع فإن العال مرتبط بعضه ببعض ارتباطا يوجب أن فاعل هذا ليس هو‬
‫مستغنيا عن فاعل الخر لحتياج بعض أجزاء العال إل بعض وأيضا فل بد أن يعلو بعضهم على بعض فإن ما‬
‫ذكرناه من جواز تانعهما إنا هو مبن على جواز اختلف إرادتما وذلك أمر لزم من لوازم كون كل منهما‬
‫قادرا فإنما إذا كانا قادرين لزم جواز اختلف الرادة وإن قدر أنه ل يوز اختلف الرادة بل يب اتفاق‬
‫الرادة كان ذلك أبلغ ف دللته على نفي قدرة كل واحد منهما فإنه إذا ل يز أن يريد أحدها ويفعل إل ما‬
‫يريده الخر ويفعله لزم أن ل يكون واحد منهما قادرا إل إذا جعله الخر قادرا ولزم أن ل يقدر أحدها إل‬
‫إذا ل يقدر الخر‬
‫وعلى التقديرين يلزم أن ل يكون واحد منهما قادرا فإنه إذا ل يكنه أن يريد ويفعل إل ما يريده‬
‫الخر ويفعله والخر كذلك وليس فوقهما أحد يعلهما قادرين مريدين ل يكن هذا قادرا مريدا حت يكون‬
‫الخر قادرا مريدا وحينئذ فإن كان كل منهما جعل الخر قادرا مريدا كان هذا دورا قبليا وهو دور ف‬
‫الفاعلي والعلل كما لو قيل ل يوجد هذا حت يوجد هذا ول يوجد هذا حت يوجد الخر فإن هذا مال متنع‬
‫ف صريح العقل ول ينازع العقلء ف امتناع ذلك وهذا يسمى الدور القبلي بلف ما إذا قيل ل يكون هذا‬
‫إل مع هذا ول هذا إل مع هذا كالمور التلزمة فإن هذا يسمى الدور العي القتران وذلك جائز كما إذا‬
‫قيل ذات الرب ل تكون إل مع صفاته اللزمة لا وصفاته اللزمة لا ل تكون إل مع ذاته وقيل ل تكون حياته‬
‫إل مع علمه ول علمه وحياته إل مع قدرته ونو ذلك فتبي أنه يتنع أن تكون قدرة كل منهما مستفادة من‬
‫قدرة الخر وإن قيل بل كل منهما قادر مريد من غي أن يستفيد أحدها ذلك من الخر وهو دور معي ل‬
‫قبلي كان هذا أيضا باطل فإنه حينئذ يب أن تكون قدرة كل منهما من لوازم ذاته فلزم أن صانع العال ل بد‬
‫أن يكون قادرا قدرة ل يتاج فيها إل غيه بل تكون من لوازم ذاته وهذا حق‬

‫وحينئذ فإذا قدر ربان لزم أن يكون كل منهما قادرا قدرة لزمة لذاته ل يتاج فيها إل غيه فيكون‬
‫الفعل بتلك القدرة مكنا فيلزم أن يكون الرب قادرا متمكنا من الفعل بجرد قدرته ل يتاج ف ذلك إل غيه‬
‫وحينئذ فيمتنع وجود ربي كل منهما كذلك لنه إذا كان كل منهما قادرا بنفسه على الفعل أمكنه أن يفعل‬
‫دون الخر وأمكن الخر أن يفعل دونه وهذا متنع فإنه إذا فعل أحدها شيئا امتنع أن يكون الخر فاعل له أو‬
‫شريكا فيه مع استقلل الول بفعله فيلزم عجز كل منهما عما يفعله الخر ويلزم أنه ل يكنه الفعل إن ل‬
‫يكنه الخر منه فل يفعله هو فيلزم أن يكون كل منهما عاجزا غي قادر على الفعل وقد تبي أنه ل بد أن‬
‫يكون كل منهما قادرا على الفعل فيلزم المع بي النقيضي ويلزم أيضا أنه ل يكون هذا قادرا إل إذا كان‬
‫الخر غي قادر فيلزم أن يكون كل منهما قادرا غي قادر وهذا جع ثان بي النقيضي فتبي أن الالق ل بد‬
‫أن يكون قادرا بنفسه على الستقلل بالفعل وهذا وحده برهان كاف وحينئذ فل بد أن يكون أحدها أقدر‬
‫من الخر فيلزم علو بعضهم على بعض‬

‫ولذا بي ال تعال ف كتابه أن كل واحد من ذهاب كل إله با خلق ومن علو بعضهم على بعض‬
‫برهان قاض بأنه ليس مع ال إله كما قال تعال ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله‬
‫با خلق ولعل بعضهم على بعض سورة الؤمنون ‪ 91‬فجعل هنا لزمي كل منهما يدل على انتفاء اللزوم‬
‫أحدها قوله إذا لذهب كل إله با خلق فإن الله ل بد أن يكون قادرا مستقل بالقدرة على الفعل ل يتاج‬
‫ف كونه قادرا إل غيه كما تقدم من أنه لو كانت قدرة أحدها يتاج فيها إل من يعله قادرا كان ذلك متنعا‬
‫فإن الذي يعله قادرا إن كان ملوقا له فهو الذي جعل الخلوق قادرا فلو كان الخلوق هو الذي جعله قادرا‬
‫كان هذا دورا متنعا كما يتنع أن يكون الخلوق خالقا للخالق وإن كان قديا واجبا بنفسه مثله كان القول‬
‫ف قدرته كالقول ف قدرة الخر فإن كانت قدرته من لوازم ذاته ل يتاج فيها إل غيه ثبت الدعى وإن كان‬
‫يتاج فيها إل غيه ل يكن قادرا حت يعله ذلك الخر قادرا وهذا دور متنع كما يتنع أن ل يكون أحدها‬
‫موجودا أو عالا حت يعله الخر موجودا وعالا فإنه حينئذ يكون كونه موجودا وقادرا وعالا مستفاد من‬
‫الخر ومفعول له فل يكون هذا حت يكونه هذا ول يكون هذا حت يكونه هذا فل يكون هذا ول هذا‬

‫وهذا أعظم امتناعا من أن يقال ل يكون الشيء حت يكون نفسه فإن ذلك يقتضي كون نفسه فاعلة‬
‫لنفسه ومتقدمة عليها وهذا وإن كان متنعا ف صريح العقل فكونه فاعل لفاعل نفسه ومتقدما على التقدم‬
‫على نفسه أبلغ ف المتناع فإذا كان يتنع أن ل يكون الواحد قادرا حت جعل نفسه قادرا فكون كل منهما‬
‫ل يكون قادرا حت يعله الخر قادرا أول بالمتناع وذلك أنه ل يعل نفسه قادرا حت يكون هو قادرا فيلزم‬
‫أن يكون حينئذ قادر غي قادر وكذلك يلزم إذا ل يكن أحدها قادرا أل يعل الخر أن يكون كل منهما‬
‫قادر غي قادر مرتي حي جعله معوله قادرا وحي جعله معوله قادرا ولا كان هذا من العال البديهية‬
‫الضرورية لن تصوره ل يتج إل تقرير وإذا كان ذلك الله لبد أن يكون قادرا على الستقلل بالفعل‬
‫فاستقلله بالفعل ينع أن يكون غيه فاعل له ومشاركا له فيه فيلزم أن ينفرد كل إله با خلق ل يتاج فيه إل‬
‫غيه وحينئذ يلزم أن ل يتاج ملوق هذا إل ملوق هذا لن ذلك يوجب حاجة كل منهما إل الخر وأنه ل‬
‫يقدر أن يفعل إل مع فعل الخر ويكون فعل كل منهما مستلزما لفعل الخر ملزوما له واللزوم ل يوجد‬

‫بدون لزمه فيلزم العجز عن النفراد بالفعل وذلك ينفي القدرة الت هي من لوازم الربوبية وأما‬
‫البهان الثان وهو لزوم علو بعضهم على بعض وذلك ينع إلية الغلوب فإنه يتنع أن يقدر أحدها على عي‬
‫مقدور الخر لن ذلك يستلزم أن يكون ما فعله أحدها يقدر الخر أن يفعله مع كونه فعل الول ويتنع أن‬
‫يكون كل منهما ل يقدر إل إذا مكنه الخر وأقدره فإن ذلك يستلزم أن ل يكون أحدها قادرا فيمتنع أن‬
‫يكون كل منهما قادرا على الستقلل ويتنع أن يكونا قادرين على مفعول واحد فيلزم حينئذ أن ل يوجد‬
‫مفعول واحد ل بطريق استقلل أحدها ول بطريق اشتراكهما فيه وذلك ينع أن يكون أحدها قادرا وكذلك‬
‫يتنع أن يكونا متماثلي ف القدرة فإنه إن أمكن كل منهما منع الخر من الفعل لزم امتناع الفعل وانتفاء‬
‫القدرة عن كل منهما وإن ل يكنه ذلك لزم أن ل يكون قادرا على ما يقدر عليه الخر إذ لو كان قادرا عليه‬
‫لمكنه فعله وذلك متنع وإذا ل يكن قادرا على ما يقدر عليه الخر ل تكن قدرته مثل قدرته فإن الثلي ها‬
‫اللذان يسد أحدها مسد الخر ويقوم مقامه وإذا امتنع تاثل القدرتي وجب كون احدها أقدر من الخر‬
‫وحينئذ فالقدر القوى يغلب الضعف وهذا معن قوله ولعل بعضهم على بعض سورة الؤمنون ‪91‬‬

‫فإن قيل قد أوردوا هنا سؤال معروفا أورده المدي وغيه وذكروا أنه ل جواب عنه وهو أنه يوز‬
‫أن يكون كل منهما قادرا بشرط أن ل يفعل الخر معه ول يقدح ذلك ف القدرة كما يكون هو قادرا على‬
‫أحد الضدين بشرط عدم الخر فإن اجتماع الضدين مال فالقدرة على فعل أحدها يناف القدرة على فعل‬
‫الخر معه ول يناف القدرة على فعل الخر حال عدمه بل كل من الضدين مقدور بشرط عدم الخر وهو‬
‫مقدور على سبيل البدل ل على سبيل المع فكذلك يقال ف القادرين كل منهما قادر على الفعل العي حال‬
‫عدم قدرة الخر عليه قيل هذا تشبيه باطل وذلك أن القادر على الضدين يفعل كل منهما بشيئته وإذا فعل‬
‫أحدها ل يكن عاجزا عن فعل الخر لكنه قادر عليه إن اختاره والمع بينهما متنع لذاته ليس بشيء وذلك‬
‫ل يناف القدرة بوجه من الوجوه فإن الفاعل لحد الضدين يتار هذا دون ذاك فلم يكن عدمه إل لكونه ل‬
‫يرده ل لن غيه منعه منه ول أن قدرته عاجزة عنه إذا أراد أن يفعله بلف القادر إذا قيل إنه ل يكنه الفعل‬
‫إل إذا أمكنه غيه ول يرد أن يفعل معه ولو أراد الخر أن يفعل ما فعله ل يقدر أن يفعله هو فإنه حينئذ ل‬
‫يكون قادرا بنفسه بل يكون غي قادر حت يكنه الخر ويتنع من أن يفعل ما يفعله وما يوضح هذا أن الالق‬
‫ل بد أن يكون قادرا وأن يكون قادرا بنفسه ل بقدرة استفادها من غيه ويتنع أن يكون معه آخر قادر‬

‫بنفسه فإن القادر ل بد أن يقدر أن يفعل وحده مفعول ل يشركه فيه غيه فإنه إذا كان ل يقدر إن ل‬
‫يعاونه غيه ل يكن قادرا بنفسه بل كان تام قدرته من ذلك العن له ويتنع أن يكون كل منهما ل يكون‬
‫قادرا إل بإعانة الخر فإن هذا بدون إعانة الخر ليس بقادر وهذا بدون إعانة الخر ليس بقادر فليس واحد‬
‫منهما قادر بنفسه ومن ل يكن قادرا بنفسه امتنع أن يعل غيه قادرا فإنه إذا ل يكن القادر قادرا بنفسه امتنع‬
‫أن يعل غيه قادرا بطريق الول فلو ل يكن ف الوجود من هو قادر بنفسه بعن أنه قادر على أن يستقل‬
‫بالفعل فيفعل وحده من غي شريك ومعي ل يكن ف الوجود حادث لمتناع وجود الوادث بدون القادر‬
‫بنفسه والوادث مشهودة دلت على وجود القادر بنفسه ويتنع أن يكون ف الوجود قادران على الستقلل‬
‫بالفعل بيث يكون كل منهما مستقل بالفعل وحده فإنه إذا قدر ذلك فحال ما يفعل أحدها الفعل يتنع أن‬
‫يكون الخر قادرا على ذلك الفعل بعينه فاعل له وحده فإنه إذا فعله أحدها وحده ل يكن له شريك فضل‬
‫عن أن يفعله غيه مستقل فتبي أنه حال ما يكون الشيء مقدورا لقادر مستقل أو مفول لفاعل مستقل ل‬
‫يكون مقدورا ول مفعول لخر مستقل فتبي أن ما يقدر عليه ويفعله القادر الستقل يتنع أن يقدر عليه غيه‬
‫ويفعله غيه بل يكون هذا عاجزا عما يفعله هذا ول يكون هذا قادرا‬
‫إل إذا مكنه الخر وخله يفعله فل يكون واحد منهما قادرا حت يعله الخر قادرا فل يكون واحد‬
‫منهما قادرا فتبي امتناع وجود قادرين مستقلي وتبي امتناع وجود الفعل بدون قادر مستقل وأنه ل يكفي‬
‫وجود قادر غي مستقل ول يوز وجود قادرين مستقلي فعلم أن القادر على اللق واحد ل يوز أن يكون‬
‫اثنان قادرين على اللق سواء اتفقا أو اختلفا وهو الطلوب وهذا أمر مستقر ف فطر بن آدم وعقولم وإن‬
‫تنوعت العبارات عنه وإن كان قد يتاج إذا تغيت فطرة أحدهم باشتباه اللفاظ والعان إل بسط وإيضاح‬
‫فإنم يعلمون أنه ل يتمع ملكان متساويان ف القدرة واللك إن ل يكن ملك هذا منفصل عن ملك هذا وإل‬
‫فإذا كان أحدها يتصرف فيما يتصرف فيه الخر امتنع أن يكون كل منهما قادرا مالكا لا يقدر عليه الخر‬
‫ويلكه لنه يب حينئذ أن يكون كل منهما قادرا على ما يقدر عليه الخر بل فاعل مدبرا لا يفعله الخر‬
‫ويدبره وذلك متنع فإن قدرة أحدها على الشيء وفعله له ينع أن يكون الخر قادرا عليه وفاعل له إل ف‬
‫حال عدم قدرة الخر وفعله فيمكن أن يفعله هذا إذا ل يفعله هذا ويقدر أحدها على فعله إذا ل يفعله الخر‬
‫فأما حال فعل الخر له فيمتنع أن يكون الخر فاعل له إذا أراد فعله وإذا امتنع كون أحدها فاعل له إذا أراده‬
‫امتنع كونه قادرا عليه فإن كونه قادرا عليه مع امتناع فعله له إذا أراده جع بي النقيضي فإن القادر هو الذي‬
‫يقدر على الشيء إذا أراد فعله فإذا كان‬

‫ل يقدر عليه إذا أراده ل يكن قادرا عليه فامتنع أن يكون الشيء قادرا على فعل ما يفعله غيه حال‬
‫كون الخر فاعل له ومفعول أحدها مقدور له وإذا كان حينئذ يتنع كون الخر فاعل له وذلك ينع كونه‬
‫قادرا عليه امتنع أن يكونا قادرين على مقدور واحد ف حال واحدة وفاعلي لفعول واحد ف حال واحد بل‬
‫ل يقدر أحدها على الفعل إل إذا تركه الخر يفعله وسكت عن فعله استقلل ومشاركة ولو أراد الخر أن‬
‫يفعله كان الخر غي قادر على فعله فصار الانع لحدها من القدرة على الفعل والستقلل به كون الخر‬
‫قادرا عليه فاعل له وذلك يوجب بطلن الربي من وجوه منها أن المنوع الذي منعه غيه ل يكون قادرا‬
‫بلف من ل يفعل الفعل لكونه هو ل يرده فإن هذا ل ينع قدرته على الخر فإذا كان الرجل قادرا على‬
‫القيام والقعود فاختار أحدها بدل عن الخر ل يكن عدم الخر لعجزه عنه بل لنه ل يرده وهو ل يريد‬
‫اجتماعهما ف حال واحدة لن ذلك متنع لنفسه ل لكونه غي قادر أو لكونه عاجزا عنه فإن المتنع بذاته ليس‬
‫بشيء يتصور وقوعه ولذا اتفق النظار على انه ليس بشىء فل يدخل ف قوله إن ال على كل شيء قدير‬
‫سورة البقرة ‪ 20‬بلف من كان ل يقدر أن يفعل فعل لن غيه فعله فإنه حينئذ يكون غي قادر على أن‬
‫يفعل مفعول ذلك ولو أراده‬
‫ولذا كان أحد اللكي غي قادر على أن يكون ملكا مع ملك غيه بل إنا يكون ملكا مع انتفاء ملك‬
‫غيه وأيضا فإنه إذا كان أحدها قادرا ول ينعه أن يكون قادرا فاعل للفعل إل كون الخر قادرا عليه فاعل‬
‫له لزم أن يكون كل منهما منوعا حال ما هو مانع وقادرا حال ما هو غي قادر فإن أحدها حينئذ ل ينعه من‬
‫الفعل العي إل كون الخر قادرا عليه فاعل له وذلك ل يكون قادرا فاعل إل إذا ل يكن منوعا ول يكون‬
‫منوعا إل إذا كان الانع قادرا فيلزم أل يكون هذا قادرا إل إذا كان غي قادر ول منوعا إل إذا كان غي منوع‬
‫ول فاعل إل إذا كان غي فاعل وذلك جع بي النقيضي وهذا كله بي ف فطر الناس فإنم يعلمون أن من‬
‫كان أميا أو متوليا على فعل أو إماما لقوم أو قاعدا ف مكان ل يقدر غيه أن يكون أميا أو متوليا أو إماما أو‬
‫فاعل حال كون الخر أميا أو متوليا أو إماما أو قاعدا فتبي أن القادر على الفعل ل يقدر حال فعل الخر له‬
‫ول حال قدرة الخر عليه أما قدرته حال فعل الخر فظاهر المتناع وأما حال قدرة الخر فل يكن أن يفعله‬
‫إل إذا سكت الخر عن فعله وتركه وحده يفعل وأما حال فعل الخر فل يكون قادرا فتبي أن اجتماع‬
‫قادرين بأنفسهما متنع لذاته ف فطر جيع الناس‬

‫وحينئذ فالقادر بنفسه هو واحد فيجب أن يكون الله العال الغالب وما سواه مقهور مغلوب وحينئذ‬
‫فل يكون الواحد قادرا إل إذا كان الخر غي قادر فإن كل منهما قادر حال عدم قدرة الخر فل يكون‬
‫أحدها قادرا إل مع كون الخر غي قادر وكل منهما قدرته من لوازم ذاته إن كان قادرا فيلزم من ذلك أن‬
‫يكون كل منهما ل يزال قادرا غي قادر فيلزم المع بي النقيضي وكذلك إذا قيل ل يكون أحدها قادرا إل‬
‫إذا جعله الخر قادرا أو مكنه الخر وامتنع من منعه فإنه يلزم أل يكون واحد منهما ادرا للدور المتنع وهو قد‬
‫جعل فاعل فيلزم اجتماع النقيضي فيلزم أل يكون كل واحد منهما قادرا مع وجوب كون الالق قادرا ويلزم‬
‫أن يكون كل منهما غي قادر مع كونه قادرا وهذا كله من المتنع بصريح العقل وهو لزم من إثبات ربي‬
‫قديي واجبي بأنفسهما فدل على امتناع ذلك وسواء قدر اتفاقهما على الفعل أو اختلفهما فيه فنفس كونما‬
‫قديي واجبي قادرين متنع ونفس كونما غي قادرين متنع ونفس اجتماع القدرة وعدمها متنع ونفس‬
‫اتفاقهما على مفعول واحد يستقل به كل منهما متنع ونفس الشتراك بأن يفعل هذا بعضه وهذا بعضه متنع‬
‫وحينئذ فل بد إن يكون أحدها هو القادر أو القدر فيعلو بعضهم‬

‫على بعض ول بد إذا كانا قادرين من أن يذهب كل إله با خلق فإن العال هو الله العبود فل يكون‬
‫معه إله بل يكون ما يقال إنه إله ملوكه وعابده وهم مقرون بذلك لكن بي لم فساد عبادة الخلوق والعابد‬
‫لغيه كما قال قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل سورة السراء ‪ 42‬وقال‬
‫قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل أولئك الذين يدعون يبتغون إل‬
‫ربم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه إن عذاب ربك كان مذورا سورة السراء ‪57 56‬‬
‫فإنه سبحانه ينهى عن الشرك الواقع وهو اتاذ ما سواه إلا وإن كان الشركون مقرين بأنه إله ملوق عابد‬
‫للله العظم ولذا يقول لو كان معه آلة كما يقولون سورة السراء ‪ 42‬وبي أيضا امتناع أن يكون معه‬
‫إله غن عنه بقوله ولعل بعضهم على بعض سورة الؤمنون ‪ 91‬وبقوله لذهب كل إله با خلق سورة‬
‫الؤمنون ‪ 91‬وهذه المور مبسوطة ف غي هذا الوضع وقد ذكرها العلماء ف كتبهم وكذلك ما ذكره هذا‬
‫الفيلسوف ذكره غي واحد من النظار وذكروا أنه بتقدير التفاق يتنع أن يكون مفعول أحدها هو مفعول‬
‫الخر والفعول الواحد ل يكون مفعول لفاعلي باتفاق العقلء لكن التقدير‬

‫الذي يتاج إل نفيه تقدير التعاون كما ذكر من فعل هذا البعض وهذا البعض وما ذكره من أن‬
‫التداول نقص هو موجود ف التبعيض فإن الشريكي قد يتهابان بالكان وقد يتهابان بالزمان وهذا التقدير قد‬
‫أبطلوه بوجوه منها أن هذا نقص ف حق كل واحد منهما يناف اللية ومنها أن كل منهما إن ل يكن قادرا‬
‫على الستقلل كان عاجزا وإن كان قادرا عليه وهو ل يكنه مع معاونة الخر كان منوعا من مقدوره وهو‬
‫مثل العجز وأشد وكذلك إن ل يكن قادرا على خلف مراد الخر كان عاجزا وإن كان قادرا ول يفعل إل‬
‫ما يوافق الخر فإن كان الفعل الخر مكنا ل مانع له من غيه أمكن تقديره ويعود دليل التمانع وإن ل يكن‬
‫مكنا لزم تعجيزه ومنعه بغيه وبالملة فالدلئل العقلية على هذا متعددة وإن كان من الناس من يزعم أن دليل‬
‫ذلك هو السمع لكن هذا الطلوب الذي أثبتوه هو متفق عليه بي العقلء ومقصود القرآن توحيد اللية وهو‬
‫مستلزم لا ذكروه من غي عكس ولذا قال تعال لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة النبياء ‪ 22‬فلم‬
‫يقل لو كان فيهما آلان بل القدر آلة غي الله‬

‫العلوم أنه إله فإنه ل ينازع أحد ف أن ال إله حق وإنا نازعوا هل يتخذ غيه إلا مع كونه ملوكا له‬
‫ولذا قال ضرب لكم مثل من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيانكم من شركاء ف ما رزقناكم فأنتم فيه‬
‫سواء تافونم كخيفتكم أنفسكم سورة الروم ‪ 28‬وقال تعال والذين اتذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إل‬
‫ليقربونا إل ال زلفى سورة الزمر ‪ 3‬وقال أم اتذوا من دون ال شفعاء قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا‬
‫وليعقلون قل ل الشفاعة جيعا له ملك السماوات والرض ث إليه ترجعون وإذا ذكر ال وحده اشأزت‬
‫قلوب الذين ل يؤمنون بالخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون سورة الزمر ‪ 45 43‬وقد بسط‬
‫الكلم على هذا ف موضعه والقصود هنا ما ذكره هذا قال ويدلك على أن الدليل الذي فهمه التكلمون من‬
‫الية ليس هو الدليل الذي تضمنته الية أن الحال الذي أفضى إليه دليلهم غي الحال الذى افضى اليه الدليل‬
‫الذكور ف الية وذلك أن الحال الذي أفضى إليه الدليل الذي زعموا أنه دليل الية هو أكثر من مال واحد‬
‫إذ قسموا المر إل ثلثة أقسام وليس ف الية تقسيم فدليلهم الذي‬

‫استعملوه هو الذي يعرفه أهل النطق بالشرطي النفصل ويعرفونه هم ف صناعتهم بدليل السب والتقسيم‬
‫والدليل الذي ف الية هو الذي يعرف ف صناعة النطق بالشرطي التصل وهو غي النفصل ومن نظر فيه أدن‬
‫نظر ف تلك الصناعة تبي له الفرق بي الدليلي وأيضا فإن الحالت الت أفضى إليها دليلهم غي الحال الذي‬
‫أفضى إليه دليل الكتاب وذلك أن الحال الذي أفضى إليه دليلهم هو أن يكون العال إما ل موجودا ول‬
‫معدوما وإما أن يكون موجودا ومعدوما وإما أن يكون الله عاجزا مغلوبا وهذه مستحيلت دائمة الستحالة‬
‫أكثر من واحد والحال الذي أفضى إليه دليل الكتاب ليس مستحيل على الدوام وإنا علقت الستحالة فيه ف‬
‫وقت مصوص وهو أن يوجد العال فاسدا ف وقت الوجود فكأنه قال لو كان فيهما آلة إل ال لوجد العال‬
‫فاسدا ف الن ث استثن أنه غي فاسد فوجب أل يكون هناك إله إل واحد قلت الفساد الذكور ف الية ل‬
‫يوقت بوقت مصوص والفساد ليس هو امتناع الوجود الذي يقدر عند تانع الفاعلي إذا أراد أحدها شيئا‬
‫وأراد الخر نقيضه ول هو أيضا امتناع الفعل الذي يقدر عن كون الفعول الواحد لفاعلي فإن هذا كله‬
‫يقتضي عدم الوجود‬

‫وأما الفساد فهو ضد الصلح كما قال تعال وإذا قيل لم ل تفسدوا ف الرض قالوا إنا نن‬
‫مصلحون سورة البقرة ‪ 11‬وقال تعال وقال موسى لخيه هارون اخلفن ف قومي وأصلح ول تتبع سبيل‬
‫الفسدين سورة العراف ‪ 142‬وقال ول تفسدوا ف الرض بعد إصلحها سورة العراف ‪ 56‬وقال‬
‫وإذا تول سعى ف الرض ليفسد فيها ويهلك الرث والنسل وال ل يب الفساد سورة البقرة ‪ 205‬وقال‬
‫من أجل ذلك كتبنا على بن إسرائيل أنه من قتل نفسا بغي نفس أو فساد ف الرض فكأنا قتل الناس جيعا‬
‫سورة الائدة ‪ 32‬وقالت اللئكة أتعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء سورة البقرة ‪ 30‬وقال تعال‬
‫إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله ويسعون ف الرض فسادا سورة الائدة ‪ 33‬وقال ولو اتبع الق‬
‫أهواءهم لفسدت السماوات والرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون سورة‬
‫الؤمنون ‪ 71‬وجاع الصلح للدميي هو طاعة ال ورسوله وهو فعل ما ينفعهم وترك ما يضرهم والفساد‬
‫بالعكس فصلح الشيء هو حصول كماله الذي به تصل سعادته وفساده بالعكس واللق صلحهم‬
‫وسعادتم‬
‫ف أن يكون ال هو معبودهم الذي تنتهي إليه مبتهم وإرادتم ويكون ذلك غاية الغايات وناية‬
‫النهايات ولذا كان كل عمل يعمل لغي ال ل ينفع صاحبه بل قد يضره وكانت أعمال الذين كفروا كرماد‬
‫اشتدت به الريح ف يوم عاصف ل يقدرون ما كسبوا على شيء سورة إبراهيم ‪ 18‬قال تعال وما خلقت‬
‫الن والنس إل ليعبدون سورة الذاريات ‪ 56‬فعبادته هي الغاية الت فيها صلحهم فإن النسان حارث هام‬
‫كما قال النب أصدق الساء الارث وهام والارث هو الكاسب والمام هو الذي يكثر الم الذي هو أول‬
‫الرادة فالنسان متحرك بالرادة وكل مريد ل بد له من مراد والذي يب أن يكون هو الراد القصود‬
‫بالركات هو ال فصلح النفوس وسعادتا وكمالا ف ذلك وهكذا العال العلوي أيضا والركات ثلثة‬
‫طبيعية وقسرية وإرادية لن الركة إما أن يكون مبدأها من التحرك وإما من غيه فما كان مبدؤها من غيه‬
‫فهي القسرية الكرهية وما كان مبدؤها من التحرك فإن كان على شعور منه فهي الرادية وإل فهي الطبيعية‬
‫والطبيعية ل تعرف إل إذا خرج الطبوع عن مركزه كصعود الجر‬

‫والاء إل فوق ففي طبعه الوى والنول فهي تابعة للقسرية فكل من الطبيعية والقسرية تابعة لغيها‬
‫فمبدأ الركات كلها هي الرادية وكل إرادة ل يكون ال هو الراد القصود بالقصد الول با كانت ضارة‬
‫لصاحبها مفسدة له غي نافعة ول مصلحة له وليس ما يستحق أن يكون هو الحبوب لذاته الراد لذاته‬
‫الطلوب لذاته العبود لذاته إل ال كما أنه ليس ما هو بنفسه مبدع خالق إل ال فكما أنه ل رب غيه فل إله‬
‫إل هو فليس ف الخلوقات ما يستقل بإبداع شيء حت يكون ربا له ولكن ث أسباب متعاونة ولا فاعل هو‬
‫سببها وكذلك ليس ف الخلوقات ما هو مستحق لن يكون الستقل بأن يكون هو العبود القصود الراد‬
‫بميع العمال بل إذا استحق أن يب ويراد فإنا يراد لغيه وله ما شاركه ف أن يب معه وكلها يب أن‬
‫يب ل ل يب واحد منهما لذاته إذ ليست ذاته هي الت يصل با كمال النفوس وصلحها وانتفاعها إذا‬
‫كانت هي الغاية الطلوبة وال فطر عباده على ذلك وهو أعظم من كونه فطرهم على حب الغذية الت‬
‫تصلحهم فإذا تناولوا غيها أفسدتم فإن ذلك وإن كان كذلك ففي المكن أن يعل ف غي ذلك ما يغذيهم‬
‫وأما كون الفطرة يكن أن تصلح على عبادة غي ال فهذا متنع لذاته كما يتنع لذاته‬

‫أن يكون للعال مبدع غي ال قال تعال فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت فطر الناس عليها ل‬
‫تبديل للق ال ذلك الدين القيم سورة الروم ‪ 30‬الية وف الصحيحي عن أب هريرة عن النب أنه قال كل‬
‫مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويجسانه كما تنتج البهيمة بيمة جعا هل تسون فيها من‬
‫جدعاء وف صحيح مسلم عن عياض بن حار عن النب أنه قال يقول ال إن خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم‬
‫الشياطي وحرمت عليهم ما أحللت لم وأمرتم أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا والفطر تعرف هذا أعظم‬
‫ما تعرف ما يلئمها من الطعام والشراب لكن قد يصل للفطرة نوع فساد فيفسد إدراكها كما يفسد‬
‫إدراكها إذا وجدت اللو مرا وهذا هو أعرف العروف الذي أمر ال الرسل أن تأمر به والشرك أنكر النكر‬
‫الذي أمرهم بالنهي عنه والشرك ل يغفره ال فإنه فساد ل يقبل الصلح ولذا وجب التفريق بي الب مع ال‬
‫والب ل فالول شرك والثان إيان قال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا يبونم كحب ال‬
‫والذين آمنوا أشد حبا ل سورة البقرة ‪ 165‬فليس لحد أن يب شيئا مع ال‬

‫وأما الب ل فقال تعال أحب إليكم من ال ورسوله سورة التوبة ‪ 24‬وقال ف الصحيح ثلث من‬
‫كن فيه وجد حلوة اليان من كان ال ورسوله أحب إليه ما سواها ومن كان يب الرء ل يبه إل ل ومن‬
‫كان يكره أن يرجع ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن يلقى ف النار وف الديث أوثق عرى اليان‬
‫الب ف ال والبغض ف ال ومن أحب ل وأبغض ل وأعطى ل ومنع ل فقد استكمل اليان وهذا حقيقة‬
‫قوله تعال وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل سورة النفال ‪ 39‬وف الصحيح عن النب‬
‫يقول ال أنا أغن الشركاء عن الشرك من عمل عمل أشرك فيه غيي فأنا منه بريء وهو كله للذي أشرك‬
‫فمكان الفعل الواحد متنع أن يكون من فاعلي مستقلي فيمتنع أن يكون الرادين مستقلي بالرادة فإن كون‬
‫هذا مستقل بكونه هو الراد الحبوب يناقض كون الخر كذلك ومت ل يكن الراد مستقل‬

‫بالرادة ل يكن هو الراد بل بعض الراد وما كان بعض الراد ل يصل به صلح النفوس وهو الراد‬
‫الذي ل يصلح التحرك بالرادة إل به فمن أراد غي ال بعمله امتنع أن يكون ال مراده بعمله ومن ل يكن ال‬
‫هو مراده ل يصل صلحه بل كان الاصل فساده بالشرك ل يغفر بلف ما دونه وأفضل الكلم قول ل إله‬
‫إل ال والله هو الذي يستحق أن تأله القلوب بالب والتعظيم والجلل والكرام والوف والرجاء فهو‬
‫بعن الألوه وهو العبود الذي يستحق أن يكون كذلك ولكن أهل الكلم الذين ظنوا أن التوحيد هو مرد‬
‫توحيد الربوبية وهو التصديق بأن ال وحده خالق الشياء اعتقدوا أن الله بعن الله اسم فاعل وأن اللية هي‬
‫القدرة على الختراع كما يقوله الشعري وغيه من يعلون أخص وصف الله القدرة على الختراع ومن‬
‫قال إن أخص وصف الله هو القدم كما يقوله من يقوله من العتزلة قال ما يناسب ذلك ف اللية وهكذا‬
‫غيهم وقد بسط الكلم على هذا ف موضعه والقصود هنا التنبيه على هذه المور وأن هؤلء غلطوا ف معرفة‬
‫حقيقة التوحيد وف الطرق الت بينها القرآن فظنوا أنه مرد اعتقاد أن العال له صانع واحد ومنهم من ضم إل‬
‫ذلك نفي الصفات أو بعضها فجعل نفي ذلك داخل ف مسمى التوحيد وإدخال هذا ف مسمى التوحيد ضلل‬
‫عظيم‬
‫وأما الول فل ريب أنه من التوحيد الواجب وهو القرار بأن خالق العال واحد لكنه هو بعض‬
‫الواجب وليس هو الواجب الذي به يرج النسان من الشراك إل التوحيد بل الشركون الذين ساهم ال‬
‫ورسوله مشركي وأخبت الرسل أن ال ل يغفر لم كانوا مقرين بأن ال خالق كل شيء فهذا أصل عظيم‬
‫يب على كل أحد أن يعرفه فإنه به يعرف التوحيد الذي هو رأس الدين وأصله وهؤلء قصروا ف معرفة‬
‫التوحيد ث أخذوا يثبتون ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة فلم تنازع ف هذا التوحيد أمة من المم وليست‬
‫الطرق الذكورة ف القرآن هي طرقهم كما أنه ليس مقصود القرآن هو مرد ما عرفوه من التوحيد قال ابن‬
‫رشد فقد تبي من هذا القول الطرق الت دعا الشرع من قبلها الناس إل القرار بوجود الباري تعال ونفي‬
‫اللية عما سواه وها العنيان اللذان تضمنتهما كلمة التوحيد أعن ل إله إل ال فمن نطق بذه الكلمة وصدق‬
‫بذين العنيي اللذين تضمنتهما بذه الطرق الت وصفنا فهو السلم القيقي الذي عقيدته العقيدة‬

‫السلمية ومن ل تكن عقيدته مبنية على هذه الدلة وإن صدق بذه والكلمة فهو مسلم مع السلم‬
‫القيقي باشتراك السم ث تكلم على الصفات الثبوتية فقال الفصل الثالث ف الصفات أما الوصاف الت‬
‫صرح الكتاب العزيز بوصف الصانع لوجود العال با فهي أوصاف الكمال الوجودة للنسان وهي سبعة العلم‬
‫والياة والقدرة والرادة والسمع والبصر والكلم أما العلم فقد نبه الكتاب على وجه الدللة عليه ف قوله‬
‫تعال أل يعلم من خلق وهو اللطيف البي سورة اللك ‪ 14‬ووجه الدللة أن الصنوع يدل من جهة‬
‫الترتيب الذي ف أجزائه أعن كون صنع بعضها من أجل بعض ومن جهة موافقة جيعها للمنفعة القصودة‬
‫لذلك الصنوع أنه ل يدث عن صانع هو طبيعة وإنا وجدت عن صانع رتب ما قبل الغاية لجل الغاية‬
‫فوجب أن يكون عالا به مثال ذلك أن النسان إذا نظر إل البيت فأدرك أن الساس إنا‬

‫صنع من أجل الائط وأن الائط من أجل السقف تبي أن البيت إنا وجد عن فاعل عال بصناعة البناء‬
‫وهذه الصفة هي صفة قدية إذ كان ل يوز عليه أن يتصف با وقتا ما لكن ليس ينبغي أن نتعمق ف هذا‬
‫فنقول ما يقوله التكلمون إنه يعلم الحدث ف وقت حدوثه بعلم قدي فإنه يلزم على هذا أن يكون العلم‬
‫بالحدث ف وقت وجوده وعدمه علما واحدا وهذا أمر غي معقول إذا كان العلم واجبا أن يكون تابعا‬
‫للموجود ولا كان الوجود تارة يوجد فعل وتارة يوجد قوة وجب أن يكون العلم بالوجودين متلفا إذ كان‬
‫ف وقت وجوده بالقوة غي وقت وجوده بالفعل وهذا يعن قول التكلمي شيء ل يصرح الشرع به بل الذي‬
‫صرح به خلفه وهو أنه يعلم الحدثات حي حدوثها كما قال تعال وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة‬
‫ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل ف كتاب مبي سورة النعام ‪59‬‬
‫فينبغي أن يوضع ف الشرع أنه عال بالشيء قبل أن يكون على أنه سيكون وعال بالشيء إذا كان‬
‫على أنه قد كان وعال با تلف أنه تلف ف وقت تلفه وهذا هو الذي تقتضيه أصول الشرع وإنا كان هكذا‬
‫لن المهور ل يفهمون من العال ف الشاهد غي هذا العن وليس عند التكلمي برهان يوجب أن يكون بغي‬
‫هذه الصفة إل أنم يقولون إن العلم التغي بتغي العلومات الوجودات هو مدث والباري تعال ل يقوم به‬
‫حادث لن ما ل ينفك عن الوادث زعموا أنه حادث قال وقد بينا نن كذب هذه القدمة فإذا الواجب أن‬
‫تقرر هذه القاعدة على ما وردت ول يقال إنه يعلم حدوث الادثات وفساد الفاسدات ل بعلم مدث ول‬
‫بعلم قدي فإن هذه بدعة ف السلم وما كان ربك نسيا سورة مري ‪ 64‬قال والذي يقال للخواص إن العلم‬
‫القدي ل يشبه علم‬

‫النسان الحدث فالذي يدركه النسان من تغاير العلم الحدث بالاضي والستقبل والاضر هو شيء‬
‫يص العلم الحدث وأما العلم القدي فيجب فيه اتاد هذه العلوم لن انتفاء العلم عنه با يدثه من هذه‬
‫الوجودات الثلثة مال فقد وقع اليقي بعلمه سبحانه با وانتفى التكييف إذ التكييف يوجب تشبيه العلم القدي‬
‫بالحدث قلت هذا الكلم من جنس ما حكاه عن التكلمي فإنه إذا اتد ف العلم القدي العلم بالاضي‬
‫والاضر والستقبل ول يكن هذا مغايرا لذا كان العلم بالوجود حال وجوده وحال عدمه واحدا وهذا مناقض‬
‫لا تقدمه من قوله يب أن يكون العلم بالوجودين متلفا غاية ما ف هذا الباب أن هذا الرجل يقول إن عدم‬
‫التغاير هو ثابت ف العلم القدي دون الحدث ول ريب أن أولئك التكلمي يقولون هذا ولكن يقولون لو‬
‫فرض بقاء العلم الادث لكان حكمه حكم القدي ويقولون إن هذا من باب حدوث النسب والضافات الت‬
‫ل توجب حدوث النسوب الضاف كالتيامن والتياسر وهكذا هذا يقول إنا تتجدد النسب والضافات وقد‬
‫ذكر ذلك ف مقالة له ف العلم لكن التكلمون خي منه لنم يقولون بعلمها‬

‫بعد وجودها إما بعلم زائد عند بعضهم وإما بذلك الول عند بعضهم واما هذا فل يثبت إل العلم‬
‫الذي هو سبب وجودها كما سيأت كلمه وهذا عندهم حكم يعم الواجب والقدي وهذا يقول بل ذلك حكم‬
‫يص الحدث وهو ل يأت على الفرق بجة إل مرد الدعوى وقد بي ذلك ف كلم أفرده ف مسألة العلم‬
‫وأراد أن ينتصر بذلك للفلسفة الذين قيل عنهم إنم يقولون إنه يعلم الكليات ول يعلم الزئيات إل على وجه‬
‫كلي فذكر أنم يقولون إنه يعلم الزئيات لكن على هذا الوجه فقال لن راسله لا فقتم بودة ذهنكم وكرم‬
‫طبعكم كثي من يتعاطى هذه العلوم وانتهى نظركم السديد إل أن وقفتم على الشك العارض ف العلم القدي‬
‫مع كونه متعلقا بالشياء الحدثة وجب علينا لكان الق ولكان إزالة الشك والشبهة عنكم أن تل هذا الشك‬
‫بعد أن نقول ف تقريره فإن ل يعرف الربط ل يقدر على‬
‫الل والشك يلزم هكذا إن كانت الشياء كلها ف علم ال تعال قبل أن تكون فهل هي ف علمه ف‬
‫حال كونا كما كانت عليه قبل أن توجد فإن قلنا إنا ف علم ال تعال ف حال وجودها على غي ما كانت‬
‫عليه ف علمه قبل أن توجد لزم أن يكون العلم القدي متغيا وأن تكون تكون إذا خرجت من العدم إل‬
‫الوجود فقد حدث هناك علم زائد وذلك مستحيل على العلم القدي وإن قلنا إن العلم القدي فيها واحد ف‬
‫الالي قيل فهل هي ف نفسها أعن الوجودات الادثة قبل أن توجد كما هي حي وجدت فيجب أن يقال‬
‫ليست ف نفسها قبل أن توجد كما هي حي وجدت وإل كان العدوم والوجود واحدا فإذا سلم الصم هذا‬
‫قيل له أفليس العلم القيقي هو معرفة الوجود على ما هو عليه‬

‫فإذا قال نعم قيل فيجب على هذا إذا اختلف الشيء ف نفسه أن يكون العلم به يتلف وإل فقد علم‬
‫على غي ما هو عليه فإذا يب أحد المرين إما أن يتلف العلم القدي ف نفسه أو تكون الوادث غي معلومة‬
‫وكل المرين مستحيل عليه سبحانه ويؤكد هذا الشك ما يظهر من حال النسان أعن من تعلق علمه‬
‫بالشياء العدومة على تقدير الوجود وتعلق علمه با إذا وجدت فإنه من البي بنفسه أن العلمي يتغايران وإل‬
‫كان جاهل بوجودها ف الوقت الذي وجدت فيه وليس ينجى من هذا ما جرت به عادة التكلمي ف الواب‬
‫عن هذا بأنه سبحانه يعلم الشياء قبل كونا على ما تكون عليه ف كونا من زمان ومكان وغي ذلك من‬
‫الصفة الختصة به بوجود موجود فإنه يقال لم إذا وجدت فهل حدث هناك تغي أو ل يدث وهو خروج‬
‫الشيء من العدم إل الوجود‬

‫فإن قالوا ل يدث فقد كابروا وإن قالوا حدث هنالك تغي قيل لم فهل حدوث هذا التغي معلوم‬
‫للقدي أم ل فيلزم الشك التقدم وبالملة فيعسر أن يتصور أن العلم بالشيء قبل أن يوجد وأن العلم به بعد أن‬
‫وجد علم واحد بعينه فهذا هو تقرير هذا الشك قال وقد رام المام أبو حامد الغزال حل هذا الشك ف كتابه‬
‫الوسوم بتهافت الفلسفة بشيء ليس فيه منتفع وذلك أنه قال قول معناه هذا وهو أنه زعم أن العلم والعلوم‬
‫من الضاف وكما أنه قد يتغي أحد التضايفي ول يتغي هذا الخر ف نفسه كذلك يشبه أن يعرض للشياء ف‬
‫علم ال سبحانه وتعال أعن أن تتغي ف أنفسها ول يتغي علمه سبحانه وتعال با‬

‫ومثال ذلك ف الضاف أنه قد تكون السطوانة الواحدة ينة زيد ث تعود يسرته وزيد بعد ل يتغي ف‬
‫نفسه قال وليس هذا بصادق فإن الضافة قد تغيت ف نفسها وذلك أن الضافة الت كانت ينة قد عادت‬
‫يسرة وإنا الذي ل يتغي موضع الضافة أعن الامل لا الذي هو زيد وإذا كان كذلك وكان العلم هو نفس‬
‫إضافة فقد يب أن يتغي عند تغي العلوم كما تتغي الضافة إضافه السطوانة إل زيد عند تغيها ف نفسها‬
‫وذلك إذا عادت يسرة بعد أن كانت ينة قال والذي ينحل به هذا الشك عندنا هو أن يعرف أن الال ف‬
‫العلم القدي مع الوجود بلف الال ف العلم الحدث مع‬

‫الوجود وذلك أن وجود الوجود هو علة وسبب لعلمنا والعلم القدي هو علة وسبب للموجود فلو‬
‫كان إذا وجد الوجود بعد أن ل يوجد فقد حدث ف العلم القدي علم زائد كما يدث ذلك ف العلم الحدث‬
‫للزم أن يكون العلم القدي معلول للموجود ل علة له فإذا وجب أن ل يدث هنالك تغي كما يدث ف العلم‬
‫الحدث وإنا أتى هذا الغلط من قياس العلم القدي على العلم الحدث وهو قياس الغائب على الشاهد وقد‬
‫عرف فساد هذا القياس وكما ل يدث ف الفاعل تغي عند وجود مفعول له أعن تغيا ل يكن قبل ذلك‬
‫كذلك ل يدث ف العلم القدي تغي عند حدوث مفعوله عنه فإذا قد انل هذا الشك ول يلزمنا أنه إذا ل‬
‫يدث هنالك تغي أعن ف العلم القدي فليس يعلم الوجود ف حي حدوثه على ما هو عليه وإنا لزم أنه ل‬
‫يعلمه بعلم مدث بل ل يعلمه إل بعلم قدي كما ظن أنه لزم من ذلك القول لن حدوث التغي ف‬

‫العلم عندنا بتغي الوجود إنا هو شرط ف العلم العلول عن الوجود وهو العلم الحدث فإذا العلم‬
‫القدي إنا يتعلق بالوجود على صفة غي الصفة الت يتعلق با العلم الحدث ل أنه غي متعلق أصل كما حكى‬
‫عن الفلسفة أنم لوضع هذا الشك قالوا إنه ل يعلم الزئيات وليس المر كما توهم عليهم بل يرون أنه ل‬
‫يعلم الزئيات بالعلم الحدث الذي من شرطه الدوث بدوثها ويعلمها بالعلم القدي الذي ليس من شرطه‬
‫الدوث بدوثها إذ كان علة لا ل معلول عنها كالال ف العلم الحدث وهذا هو غاية التنيه الذي يب أن‬
‫يعترف به فإنه إذا قد اضطر البهان إل أنه عال بالشياء من جهة أن صدورها عنه إنا هو من جهة أنه عال ل‬
‫من جهة أنه موجود فقط أو موجود بصفة كذا بل من جهة أنه عال كما قال تعال أل يعلم من خلق وهو‬
‫اللطيف البي سورة اللك ‪ 14‬وقد اضطر البهان إل أنه غي عال با بعلم هو على صفة العلم‬

‫بالحدث فواجب أن يكون هناك بالوجودات علم آخر ل يكفيف وهو العلم القدي قال وكيف يكن‬
‫أن يتصور أن الشائي من الكماء يرون أن العلم القدي ل ييط بالزئيات وهم يرون أنه سبب النذار ف‬
‫النامات والوحي وغي ذلك من أنواع اللامات قال فهذا ما ظهر لنا ف وجه هذا الشك وهو أمر ل مرية فيه‬
‫ول شك قلت لقائل أن يقول ليس فيما ذكره جواب وذلك أن تفريغه بي العلم القدي والعلم الحدث بأن‬
‫ذلك سبب للموجود وهذا سبب عنه هو قول تقوله طائفة من الفلسفة وقد عارضهم طائفة من التكلمي‬
‫فزعموا أن ليس ف العلم ما هو سبب لوجود الوجود بل العلم يطابق العلوم على ما هو عليه فل يكسبه صفة‬
‫ول يكتسب عنه صفة وأولئك يقولون علمه فعل وهؤلء ينعون ذلك والتحقيق أن كل من العلمي علم‬
‫الالق وعلم الخلوق ينقسم إل ما يكون له تأثي ف وجود معلومه وإل ما ل يكون كذلك فما ل يكون‬
‫كذلك علم ال بنفسه سبحانه فإن هذا العلم ليس سببا لذا الوجود فل يوز إطلق القول بأن ذلك العلم‬
‫سبب للوجود مطلقا‬

‫وكذلك علمنا بخلوقات ال الت ل أثر لنا فيها كالسماوات وأما الثان فعلم ال بخلوقاته فإن خلق‬
‫الخلوقات مشروط بالعلم با كما قال أليعلم من خلق سورة اللك ‪ 14‬فالعلم با شرط ف وجودها لكن‬
‫ليس هو وحده العلة ف وجودها بل ل بد من القدرة والشيئة ومن هنا ضل هؤلء التفلسفة فجعلوا مرد‬
‫العلم بنظام الخلوقات موجبا لوجودها ول يعلوا للقدرة والشيئة أثرا مع أن تأثي القدرة والشيئة ف ذلك‬
‫أظهر من تأثي العلم مع أنم متناقضون ف ذلك فإنم قد يثبتون العناية والشيئة تارة وينفونا تارة وعلم العبد‬
‫با يريد فعله من أفعاله هو أيضا شرط ف وجود العلوم فهذا العلم بذا الحدث شرط ف حصوله والعلوم تابع‬
‫للعلم الحدث هنا فليس وجود كل معلوم لنا هو علة وسببا لعلمنا مطلقا بل يفرق ف ذلك بي العلم النظري‬
‫والعلم العملي فبطل هذا الفرق ث يقال أيضا ل ريب أن الفاعل إذا أراد أن يفعل أمرا فعلم ما يريد أن يفعل‬
‫ل يكن هذا هو العلم بأنه سيكون فإنه ليس كل من تصور ما يريد أن يفعل يعلم أنه سيكون ما يريده بل‬
‫الواحد منا يتصور أشياء يريدها ول يعلم أنا تكون بل ل تكون ث إذا علم العال أن الشيء سيكون ث كان‬
‫علم أنه قد كان فهنا ف حقنا ثلثة علوم وهو إنا ذكر ف حق ال العلم الشروط ف الفعل وهو الذي ل‬
‫يكون الريد مريدا حت يصل ذلك العلم فإن الرادة مشروطة بتصور الراد‬

‫أما العلم بأن سيكون الراد فهذا ل يثبت بجرد ما ذكره فإن هذا علم خبي وذاك علم طلب ث إذا‬
‫ثبت هذا العلم جاء الشك وهو أنه هل يكون هذا العلم هو نفس العلم بوقوعه إذا وقع أم ل والتكلمون‬
‫تكلموا ف هذين العلمي وأرادوا جعل أحدها هو الخر فكانوا أقرب إل الصواب من جعل العلم با يريده‬
‫هو العلم بأن سيكون الراد وذلك هو العلم بأن قد كان فتبي أن طريقة التكلمي أقل إشكال وأقرب إل‬
‫الصواب وأيضا فيقال له العال با يريد أن يفعل إذا فعله علم أنه سيكون ث علم أن قد كان ل يرج بذلك‬
‫عن أن يكون العلم القدي شرطا ف وجود العلوم وهو من تام علة وجوده وإذا كانت نفسه مستلزمة لعلمه‬
‫بالوجود بشرط فعله لا كما ف سعه وبصره ل يكن شيء من أحواله معلول لغيه فقوله يلزم أن يكون العلم‬
‫القدي معلول للوجود ل علة له ليس بلزم وأما ما ذكره من نفي التغي فهو قد طعن ف دليل التكلمي على‬
‫نفيه ول يذكر هو دليل على نفيه فبقي نفيه له بل حجة أصل إل قوله يلزم أن يكون العلم القدي معلول‬
‫للوجود ل علة له وليس هذا بصحيح فإنه بتقدير تدد علم ثان ل يرج العلم الذي به كان الفاعل فاعل عن‬
‫أن يكون علة وأيضا فعلم ال لزم لذاته وهو الذي فعل الوجودات فإذا قيل‬
‫إن ذاته أوجبت له هذا العلم بشرط فعله ما فعل ل يكن ذلك موجبا لفتقاره ف العلم إل غيه وقوله‬
‫إنا أتى هذا من قياس الغائب على الشاهد فيقال جيع ما تذكره أنت وأصحابك والتكلمون ف هذا الباب ل‬
‫بد فيه من مقدمة كلية تتناول الغائب والشاهد ولول ما يوجد ف الشاهد من ذلك لا تصور من الغائب شيء‬
‫أصل فضل عن معرفة حكمه فإن أبطلت هذا بطل جيع كلمكم وأما قوله كما ل يدث ف الفاعل تغي عند‬
‫وجود مفعول له كذلك ف العلم عند حدوث مفعوله فيقال له أنت قد أبطلت دليل التكلمي على هذا‬
‫الصل الذي قاسوا عليه ول تذكر لك عليه دليل فإن أولئك بنوه على أن ما ل يسبق الوادث حادث وهذا‬
‫ثبت بطلنه فيجوز عندك أن تقوم الوادث بالقدي وإذا كان كذلك ل يتنع عندك أن يتجدد للفاعل القدي‬
‫عند فعله حال من الحوال بل أنت قد بينت ف غي موضع أنه ل يعقل صدور الوادث عن الحدث بدون‬
‫هذا وأما قوله ل يلزمنا إذا ل يدث هناك تغي أن ل يعلم الوجود ف حي حدوثه على ما هو عليه فيقال‬
‫هذا لك ألزم منه للمتكلمي لنك ألزمتهم أن العلم بأن ما سيكون قد كان ومعلوم أن العلم با نريد أن نفعل‬
‫ليس هو العلم بأن سيكون ول بأن قد كان‬

‫فإن نفيت علمه بأن ستكون الوجودات قبل وجودها وعلمه بأن قد كانت بعد وجودها كان هذا‬
‫أعظم عليك وإن جعلت ذلك هو نفس علمه با يريد فعله كان جعلهم العلم بالشيء قبل كونه واحدا أقرب‬
‫إل العقل وأما قوله حدوث التغي ف العلم عندما يتغي الوجود هو شرط ف العلم العلول عن الوجود وهو‬
‫الحدث فيقال له هذا ضعيف لوجهي أحدها أن ما ذكرته من الدليل ل يفرق الثان أنه يلزم علم العبد با‬
‫يريد أن يفعله فإنه متقدم على العلوم به الوجود وهو متغي فليس هو معلول عن الوجود فتبي أن كونه سببا‬
‫ف الوجود أو تابعا له ل ينع ما ذكر من التغي وعلم الرب تبارك وتعال ل يوز أن يكون مستفادا من شيء‬
‫من الوجودات فإن علمه من لوازم ذاته فعلم العبد يفتقر إل سبب يدثه وإل العلوم الذي هو الرب تعال أو‬
‫بعض ملوقاته وعلم الرب لزم له من جهة أن نفسه مستلزمة للعلم والعلوم إما نفسه القدسة وإما معلوماته‬
‫الت علمها قبل خلقها وهذه السألة مسألة تعلق صفاته بالخلوقات بعد وجودها تعلق العلم والسمع والبصر‬
‫ونو ذلك هي مسألة كبية والناس متفقون على تدد نسب وإضافات ل تقوم بذات الرب‬

‫وتنازعوا فيما يقوم بذات الرب وهذا كما تنازعوا ف الستواء ونوه هل هو مفعول للرب يدثه ف‬
‫الخلوقات من غي قيام أمر به أم يقوم به أمر على القولي فالكلبية والعتزلة ينفون أن يقوم بالرب شيء من‬
‫ذلك وأكثر أهل الديث وكثي من أهل الكلم يوزون ذلك وأما النسب والضافات فتتجدد باتفاقهم وابن‬
‫عقيل يسمي هذه النسب والضافات الحوال ولعله ساها بذلك كما يسمي غيه كونه عالا وقادرا حال‬
‫معللة بالعلم والقدرة كما هي طريقة القاضي أب بكر ومن وافقه كالقاضي أب يعلى وابن عقيل وغيها‬
‫وهؤلء يقولون تبعا لب هاشم إن الال ل موجودة ول معدومة وكذلك هذه النسب والضافات على قولم‬
‫أو أن يكون ابن عقيل شبه ذلك بالحوال الت يثبتها أبو هاشم وجعلها ل موجودة ول معدومة كذلك هذه‬
‫النسب والضافات ولهل الديث والتفسي والكلم وغيهم من الكلم ف هذه السألة ما هو معروف ولذا‬
‫صار طائفة من أهل الكلم كهشام بن الكم والهم وأب السي البصري والرازي وغيهم إل إثبات أمور‬
‫متجددة والكلم على هذا متعلق با ذكره ال ف القرآن ف غي موضع كقوله وما جعلنا القبلة الت كنت‬
‫عليها إل لنعلم من يتبع الرسول من ينقلب على عقبيه سورة البقرة ‪143‬‬

‫وقوله تعال أم حسبتم أن تدخلوا النة ولا يعلم ال الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين سورة آل‬
‫عمران ‪ 142‬وقوله وتلك اليام نداولا بي الناس وليعلم ال الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء سورة آل‬
‫عمران ‪ 140‬وقوله أو لا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أن هذا قل هو من عند أنفسكم سورة آل‬
‫عمران ‪ 165‬إل قوله فبإذن ال وليعلم الؤمني وليعلم الذين نافقوا سورة آل عمران ‪ 166 165‬الية‬
‫وقوله ث بعثناهم لنعلم أي الزبي أحصى لا لبثوا أمدا سورة الكهف ‪ 12‬وقوله ولقد فتنا الذين من قبلهم‬
‫فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي إل قوله وليعلمن ال الذين آمنوا وليعلمن النافقي سورة‬
‫العنكبوت ‪ 11 3‬وغي ذلك ف كتاب ال هذا مع اتفاق سلف المة وأئمتها على أن ال عال با سيكون قبل‬
‫أن يكون وقد نص الئمة عل أن من أنكر العلم القدي فهو كافر ومن هؤلء غلة القدرية الذين ينكرون‬
‫علمه بأفعال العباد قبل أن يعملوها والقائلون بالبداء من الرافضة ونوهم ‪.‬‬
‫وإنا السألة الدقيقة أنه عند وجود السموع والرئي والعلوم إذا سعه ورآه وعلمه موجودا فهل هذا‬
‫عي ما كان موجودا قبل وجود ذلك أو هناك معن زائد وأما قول من قال من الفلسفة إنه ل يعلم إل‬
‫الكليات فهذا من أخبث القوال وشرها ولذا ل يقل به أحد من طوائف اللة وهؤلء شر من النكرين للعلم‬
‫القدي من القدرية وغيهم وأما ما ذكره من أن الفلسفة ل يقولون إنه ل يعلم الزئيات بل يرون أنه ل‬
‫يعلمها بالعلم الحدث وإنكاره أن يكون الشاؤون من الفلسفة ينكرون علمه بزئيات العال فهذا يدل على‬
‫فرط تعصبه لؤلء الفلسفة بالباطل وعدم معرفته بتحقيق مذهبهم فإنه دائما يتعصب لرسطو صاحب التعاليم‬
‫النطقية واللية وكلمه ف مسألة العلم معروف مذكور ف كتابه ما بعد الطبيعة وقد ذكره بألفاظ أبو البكات‬
‫صاحب العتب وغيه ورد عليه أبو البكات مع تعظيمه له‬

‫وأرسطو ينكر علم الرب بشيء من الوادث مطلقا وكلمه ف ذلك وحججه من أفسد الكلم كما‬
‫سنذكره إن شاء ال ولكن ابن سينا وأمثاله زعموا أنه إنا يعلم الكليات والزئيات يعلمها على وجه كلي‬
‫وهؤلء فروا من وقوع التغي ف علمه وأما من قبل أرسطو من الشائي فل ريب أن ف كلمهم ما هو خي‬
‫وأقرب إل النبياء من كلم أرسطو ولذا نقل عنهم أنم كانوا يقولون بدوث الفلك وأن أرسطو أول من‬
‫قال بقدمها من الشائي وأما احتجاجه على إثبات علم الرب بالزئيات بالنذارات والنامات فاستدلل‬
‫ضعيف فإن ابن سينا وأمثاله يدعون أن ما يصل للنفوس البشرية من العلم والنذارات والنامات إنا هو من‬
‫فيض العقل الفعال والنفس الفلكية وإذا أرادوا أن يمعوا بي الشريعة والفلسفة قالوا إن النفس الفلكية هي‬
‫اللوح الحفوظ كما يوجد مثل ذلك ف كلم أب حامد ف كتاب الحياء والضنون وغي ذلك من كتبه وكما‬
‫يوجد ف كلم من سلك سبيله من الشيوخ التفلسفة التصوفة يذكرون اللوح الحفوظ ومرادهم به النفس‬
‫الفلكية ويدعون أن العارف قد يقرأ ما ف اللوح الحفوظ ويعلم ما فيه ومن علم دين السلم الذي بعث ال‬
‫به رسله علم أن هذا من أبعد المور عن دين السلم كما قد بسط ف موضع آخر إذ تنيهه هنا للفلسفة‬
‫الشائي عن أن يكون هذا كلمهم هو تعصب جسيم منه لم‬

‫وهذا نظر سيء ف نقل أقوال الناس وليس تقيق هذا من غرضنا هنا والفلسفة طوائف متفرقون ل‬
‫يمعهم قول ول مذهب بل هم متلفون أكثر من اختلف فرق اليهود والنصارى والجوس وكلم الشائي أن‬
‫الليات كلم قليل الفائدة وكثي منه بل حجة والنقل الذكور موجود ف كتب التبعي لم كابن سينا‬
‫وأضرابه وقد نظرت فيما نقل عنهم من القوال ف العلم فوجدتا عدة مقالت لكن من الناس من يكي عنهم‬
‫قولي أو ثلثة ومن الناس من ل يكي إل قول واحدا وقد وجدت أربعة مقالت منقولة عنهم صريا ف كتب‬
‫متعددة فنقل طائفة عنهم كالشهرستان وغيه ف العلم ثلث مقالت قالوا ذهب قدماء الفلسفة إل أنه عال‬
‫بذاته فقط ث من ضرورة علمه بذاته يلزم منه الوجودات وهي غي معلومة عنده أي ل صورة لا عنده على‬
‫التفصيل والجال وذهب قوم منهم إل أنه تعال يعلم الكليات دون الزئيات وذهب قوم إل أنه يعلم الكلي‬
‫والزئي جيعا على وجه ليتطرق إل علمه نقص وقصور‬

‫فهذا القول الثالث هو شبيه بالقول الذي اختاره ابن رشد وأما القول الثان والول فهما اللذان‬
‫حكاها الغزال عن الفلسفة قال منهم من قال ل يعلم إل ذاته ومنهم من يسلم أنه يعلم غي ذاته قال وهو‬
‫الذي اختاره ابن سينا فإنه زعم أنه يعلم الشياء كلها بنوع كلي ل يدخل تت الزمان ول يعلم الزئيات الت‬
‫يوجب تدد الحاطة با تغيا ف ذات العال وذكر الغزال أنم اتفقوا على أنه ل يعلم الزئيات النقسمة‬
‫بانقسام الزمان إل الكائن وما كان ويكون قال فمن ذهب منهم إل أنه ليعلم إل نفسه ل يفى فساد هذا‬
‫من مذهبه ومن ذهب منهم إل أنه يعلم غيه كما اختاره ابن سينا فقد زعم أنه يعلم الشياء علما كليا ل‬
‫يدخل تت الزمان ول يتلف بالاضي والستقبل والن ومع ذلك زعم أنه ل يعزب عن علمه مثقال ذرة ف‬
‫السماوات ول ف الرض إل أنه يعلم الزئيات بنوع كلي قلت ولب البكات صاحب العتب مقالة ف العلم‬
‫رد فيها على أرسطو ونصر فيها أنه يعلم الكليات والزئيات‬

‫وما ذكره ابن رشد عنهم من أنم يرون أن العلم سبب النذار بالزئيات فيقال أما الفلسفة الوجودة‬
‫ف كتب ابن سينا وأمثاله ففيها أن ذلك من العقل الفعال والنفس الفلكية وعندهم ذلك هو النذر بذلك‬
‫ويسمون ذلك اللوح الحفوظ ومن ذلك ينل عندهم الوحي على النبياء ومن ذلك كلم موسى وكثي من‬
‫التصوفة الذين سلكوا مسلكهم قد دخل ذلك ف كلمهم فإن كان فريق غي هؤلء التفلسفة يعل ذلك من‬
‫علم ال فل ريب أن من جعل ال منذرا لعباده بالزئيات لزم أن يكون عالا با فإن العلن بالشيء فرع على‬
‫العلم به وهذا ما يثبت القول الثالث الحكي عنهم وذكر أبو البكات ف معتبه القوال الثلثة قول من قال‬
‫ل يعلم إل ذاته وذكره عن أرسطو وذكر ألفاظه وابن رشد هو يعظم أرسطوا إل الغاية وهو من أعظم‬
‫الفلسفة عنده فكيف ينفي هذا القول عنهم وذكر أبو البكات قول ابن سينا وذكر عنهم القول الثالث وهو‬
‫أنه يعرف ذاته وسائر ملوقاته ف سائر الوقات على اختلف الالت ما هو كائن وما هو آت وهذا القول‬
‫ينع إل قولي أحدها القول الذي اختاره ابن رشد الذي قربه من التغي ول يب عنه والثان التزام هذا اللزم‬
‫وبيان أنه ليس بحذور وهذا قد اختاره أبو البكات كما يتاره طوائف من‬

‫التكلمي كأب السي والرازي وغيها وكما هو معن ما دل عليه الكتاب والسنة وذكره أئمة السنة‬
‫فصارت القوال للفلسفة ف علم ال أربعة أقوال بل خسة بل ستة بل سبعة وأكثر من ذلك القول الذي ذكره‬
‫ابن سينا والقول الذي اختاره ابن رشد والقول الذي اختاره أبو البكات وهذان القولن ها القولن اللذان‬
‫يقولما نظار السلمي وقول أرسطو وابن سينا فل يكن أن يقولما مسلم ولذا كان ذلك ما كفرهم به‬
‫الغزال وغيه فضل عن أئمة السلمي كمالك والشافعي وأحد فإنم كفروا غلة القدرية الذين أنكروا علمه‬
‫بالفعال الزئية قبل وجودها فكيف من أنكر علمه بالزئيات كلها قبل وجودها وبعد وجودها‬
‫وللسهروردي القتول قول آخر سنحكيه بعد إن شاء ال وكذلك للطوسي قول قريب منه مضمونه أن العلم‬
‫ليس صفة له بل هو نفس العلومات قال أبو البكات فأما معرفته وعلمه فقد اختلف فيه كثي من العلماء من‬
‫الحدثي والقدماء يعن علماء النظار من الفلسفة ل يعن به أتباع النبياء قال فقال قوم منهم إنه ل يعرف‬
‫ول يعلم سوى ذاته وصفاته الت له بذاته وقال آخرون بل يعرف ذاته وسائر ملوقاته ف‬

‫سائر الوقات على اختلف الالت فيما هو كائن وفيما هو آت وقال آخرون بل يعرف ذاته بذاته‬
‫والصفات الكلية من ملوقاته والذات الدائمة الوجود من معلولته ول يعرف الزئيات ول يعلم الكليات‬
‫الفاسدات التغيات الستحيلت ول شيئا من الوادث من الفعال والذات قال واشتهر القول بي التفلسفة‬
‫من القدماء بالذهب الول أعن تنيه الذات فقط وبي الحدثي القول الثالث وهو معرفة الكليات وضعفت‬
‫بينهم حجج القائلي بعرفة الزئيات لتدقيق النظر وتقرير أصول ل تتحرر وافقهم عليها السامعون فألزمهم‬
‫بتصديقهم من حيث ليشعرون قال ونن الن نقتص مذاهب الذين يقولون بأنه تعال ل يعرف الزئيات‬
‫وحججهم ث نشرع ف اعتبارها والنظر فيها وف مذهب القائلي بلفها ونري على العادة ف توفية كل‬
‫مذهب حجته‬

‫ما قيل وما ل يقل حت ينتهي النظر إل الجة الت ل مرد لا ول حجة تبطلها فنعرف الق فيها ث‬
‫قال الفصل الرابع عشر ف شرح كلم من قال إن ال ل ييط علما بالوجودات قال أرسطو طاليس ما هذه‬
‫حكايته فيما بعد الطبيعة فأما على أي جهة هو البدأ الول ففيه صعوبة فإنه إن كان عقل وهو ل يعقل‬
‫كالعال النائم فهذا مال وإن عقل افترى عقله ف القيقة لشيء غيه وليس جوهره معقوله لكن فيه قوة على‬
‫ذلك وبسب هذا ل يكون جوهرا فإن كان هذا الوهر بذه الصفة أعن أنه عقل فليس يلو أن يكون عاقل‬
‫لذاته أو لشيء آخر فإن كان عاقل لشيء آخر فل يلو أن يكون عقله دائما لشيء واحد أو لشياء كثية‬
‫فإن كان معقوله لشياء كثية فمعقوله على هذا منفصل عنه فيكون كماله إذن ل ف أن يعقل ذاته لكن ف‬
‫عقل شيء آخر أي شيء كان إل أنه من الحال أن يكون كماله بعقل غيه إذ كان جوهرا ف‬

‫الغاية من اللية والكرامة والعقل فل يتغي والتغي فيه انتقال إل النقص وهذا هو حركة ما فيكون هذا‬
‫العقل ليس عقل بالفعل لكن بالقوة وإذا كان هكذا فل مالة أنه يلزمه الكلل والتعب ف إيصال العقل‬
‫للمعقولت ومن بعد فإنه يصي فاضل بغيه كالعقل ف العقولت فيكون ذلك العقل ف نفسه ناقصا ويكمل‬
‫بعقولته وإذا كان هذا هكذا فيجب أن يهرب من هذا العتقاد وأن ل يبصر بعض الشياء أفضل من أن‬
‫يبصرها فكمال ذلك العقل إذ كان أفضل الكمالت يب أن يكون بذاته لا فإنا أفضل الوجودات وأكملها‬
‫وأشرف العقولت وهذا يوجد هكذا دائما دون تعرف أو حس أو رأي أو فكر فهذا ظاهر جدا فإنه إن كان‬
‫معقول هذا العقل غيه فإما أن يكون شيئا واحدا دائما أو يكون علمه با يعلمه واحدا بعد آخر وهذه المور‬
‫باليول غي الصورة فأما ف المور العقلية فطبيعة المر وكونه معقول شيء واحد فليس العقل فيها شيئا غي‬
‫العقول‬

‫وبالملة فجميع الشياء العرية عن اليول فمعن العقل والعقول فيها واحد قلت وقد صنف أبو‬
‫البكات مقالة ف العلم ذكر فيها نو ما ذكره ف العتب وقال وهذا القول هو الذي نقل عن أرسطو طاليس ف‬
‫مقالة اللم من كتابه العروف با بعد الطبيعة وقد تداولته العقلء وتصرفت فيه العقول وأكثر فيه الفسرون‬
‫والغرض منه ظاهر وهو إجلل البدأ الول عن أن يكون له كمال بغيه فيكون بذاته ناقصا بالقياس إل ذلك‬
‫الكمال وتكون له غيية بإدراك البصار وتغي بإدراك التغيات وتعب باتصال إدراكها وازدحامها وخروجه‬
‫من القوة إل الفعل فيفعلها قال وإذا كان هذا مفهوم الكلم قد لح عن كثب فل حاجة إل التطويل وهذا‬
‫قول إذا تتبع بطريقة النظر الحض ل يثبت له قدم فيه وساق كلمه عليه قال أبو البكات ف العتب وقد كان‬
‫أرسطو قال قبل هذا ما قصد به أن ينفى عنه أن تتجدد له الحوال وينع به تغيه من حال إل حال حت يكم‬
‫بذلك ف العلوم والعارف قال وليس يكن ف العلة الول أن تنفعل وجيع هذه هي‬

‫حركات توجد بآخره بعد الركة الكانية وجيع هذه هي بينة على هيئة على هذه الصفة ث ذكر‬
‫عبارة ابن سينا ف هذه السألة كما سنذكره وكلم أرسطو فيه أربعة أمور أحدها أن العلم بالغي يوجب‬
‫كونه كامل بغيه فأن ل يبصر بعض الشياء أول من أن يبصرها الثان أن علمه بالتغيات يوجب تعبه‬
‫وكلله الثالث أن هذا نوع من الركة يستلزم تقدم الركة الكانية الرابع أن علمه الشياء نوع حركة‬
‫يوجب كثرة العلوم فيكون هو لا كاليول للصورة ومدار الجج على أن العلم يوجب الكثرة والتغي‬
‫والستكمال بالعلوم قال أبو البكات الفصل الامس عشر ف اعتبار الجج النقولة عن أرسطو طاليس أما‬
‫قول أرسطو بأن تعقله للغي كمال يوجب له نقصا باعتبار ل كونه فيد بأن يقال فيه على طريق الدال الذي‬
‫يلزمه الذعان له وهو أن يقال إنك تعرفه مبدأ أول وخالق‬

‫الكل فنقول ف خلقه مثلما قلت ف تعقله فإن قلت اللق لزم عن ذاته قلنا والتعقل لزم عن ذاته وإن‬
‫قلت إن ذلك ينعه عنه حت ل يعل له به كمال أعن كونه يعقل الشياء قلنا فامنع هذا أيضا أعن كونه يلق‬
‫الشياء حت ل يكون له به كمال فبما ل يلق ل يكون خالق الخلوقات ومبدأ أول لا كما أنه با ل يعقل ل‬
‫يكون عاقل العقولت ولو با ل يعقل واحدا منها مثلما ل يلق واحدا منها فإن الذي لزم ف علم العلوم يلزم‬
‫مثله ف خلق الخلوقات أو إبداع البدع فإنه بقياس ل وجوده عنه ليس بالق ول مبدع فإن ل يوجب هذا‬
‫نقصا ل يوجب ذاك وإن أوجب ذاك فقد أوجب هذا وأجلله عن ذلك كإجلله عن هذا وقدرته عن هذا‬
‫كقدرته على ذاك فلم نزهته عن ذاك ول تنهه عن هذا ول خشيت عليه التعب ف أن يعقل ول تشه عليه ف‬
‫أن يفعل‬

‫قال فهذا جواب كاف ف رده على مذهب الجادلة قلت قوله على مذهب الجادلة يعن العارضة‬
‫والنقض الت تبطل حجة الستدل وتبي أنا فاسدة وإن ل يعلم حلها وذلك أن ما ذكره ف العلم يلزم مثله‬
‫بطريق الول ف الفعل فإنه من العلوم بصريح العقل أن كون الشيء مفعول دون كونه معلوما فإن الفعولت‬
‫دون الفاعل وليس كل معلوم دون العال فالنسان يعلم ما هو أكمل منه وليفعل ما هو أكمل منه فالفعول‬
‫يب أن يكون دون الفاعل ويب أن يكون الفاعل أكمل من الفعول ول يب مثل ذلك ف العال والعلوم بل‬
‫يوز أن يعلم العال ما هو أكمل منه وما ل يفتقر إليه بوجه من الوجوه وأما مفعوله فهو مفتقر إليه فإذا ل‬
‫يكن كون الشياء مفعولة له ما يوجب نقصا له وكمال با فأن ل يوجب كونا معلومة له نقصا له وكمال‬
‫با بطريق الول إذ كونا مفعولة أنقص لا من كونا معلومة له فإذا كانت فاعليته ل تتم إل با ول يكن ذلك‬
‫نقصا فأن ل تكون عاليته الت ل يتم إل با نقصا بطريق الول وذلك من وجوه أحدها أن كونا مفعولة‬
‫أنقص لا من كونا معلومة الثان أن لزوم الفعل له أول بأن يعل نقصا من لزوم العلم له الثالث إن استلزام‬
‫الفاعلية الفعول أول من استلزام العالية لوجود‬

‫العلوم فإن العال قد يعلم العلوم معدوما ويعلمه متنعا ويعلمه قبل وجوده وأما الفعل فل يكون إل لا‬
‫يوجد بالفعل ل لا يكون معدوما مع وجود الفعل وحينئذ فتوقف كونه فاعل على وجودها أول من توقف‬
‫كونه عالا على وجودها الرابع أنه إذا قيل فعله لا ل يوجب احتياجه إليها بل هي الحتاجة إليه من كل وجه‬
‫وكماله بفعله الذي هو من ذاته ل منها قيل وعلمه با ل يوجب حاجته إليها بوجه بل العال أغن عن العلوم‬
‫من الفاعل إل الفعول إذ ل يعقل ف الشاهد فاعل إل وهو متاج إل فعله بل ومفعوله ويوجد عال ل يفتقر‬
‫إل معلوماته بل ول إل علمه بكثي من العلومات وإن كان علمه با صفة كمال وجوده أكمل منه وإذا قدر‬
‫أن بعض الفعال ليتاج إليه بل هو صفة كمال قيل الفعل الختياري ل يكون إل بإرادة وحاجة النسان إل‬
‫وجود كل مراد مطلقا أعظم من حاجته إل العلم با يعلمه مطلقا وتعلق النفوس براداتا أعظم من تعلقها‬
‫بعلوماتا ولذا يقول بعض الناس ويكونه عن علي قيمة كل امرىء ما يسن ول يصح هذا عن علي ويقول‬
‫أهل العرفة قيمة كل امرىء ما يطلب فكمال النفوس ونقصها برادها أعظم من كمالا ونقصها بعلومها بل‬
‫نفس العلم بأي معلوم كان ل يوجب لا نقصا وأما إرادة بعض‬

‫الشياء فيوجب لا نقصا فإذا كان فعله لكل ما ف الوجود ل يوجب له نقصا فكيف يعلمه بذلك وإذا‬
‫كان فعله لا ل يوجب كونه متاجا إليها مستكمل با فكيف يوجب ذلك علمه با ونن نعلم أن كون‬
‫الفاعل ل يفعل بعض الشياء أكمل من فعلها وأما كونه ل يعلمها فل يعقل كونه نقصا إل إذا اقترن بالعلم ما‬
‫يذم ل أن نفس العلم يذم فإذا كان فعله لبعض الوجودات ليس أكمل من فعله لا كلها ول يكن أن ل يفعلها‬
‫أكمل من أن يفعلها فكيف يكون أن ل يبصرها أفضل من أن يبصرها وإذا قيل هو فاعل لبعضها بتوسط‬
‫بعض قيل كيفما قدرت وجود الفعل ونفي كونه نقصا كان تقدير وجود العلم ونفي كونه نقصا أول‬
‫وأحرى فإن قلت فعله للمفعول الول لزم لذاته وهلم جرا ول يكون نقصا قيل إن قدر أن هناك معلول‬
‫أول يلزمه فإن علمه بنفسه إذا كان يستلزم علمه بالعلول الول ولوازمه ل يكن نقصا بطريق الول وإذا قيل‬
‫إن ف التعقلت تعبا قيل من ل يتعب بالفعل فأن ليتعب بالعلم بطريق الول فكيف يعقل فاعل يفعل دائما‬
‫ول يتعب بالفعل فأن ل يتعب بالعلم بطريق الول فكيف يعقل فاعل يفعل دائما وليتعب بالفعل ولكن يتعب‬

‫بعلمه بالفعول مع كونه عقل والعقل الذي هو العلم أول به من الفعل وهم يعلمون وكل عاقل أن‬
‫نفس النسان ل يتعب بالعلم كما يتعب بالفعل وكذلك بدنه إذا قدر فعل ل يكون استحالة وتغيا فلن يقدر‬
‫علم به ل يكون استحالة وتغيا بطريق الول وإذا قدر فعل ل يوجب حركة مكانية فالعلم به أن ل يوجب‬
‫ذلك أول وأحرى ففي الملة كل ما توهم التوهم أنه نقص ف العلم مثل كونه استكمال بالغي أو كونه‬
‫تغيا أو كونه متعبا يلزمه مثله ف فعل ذلك لغي العلوم بطريق الول وإذا كان الفعل ل نقص فيه بل هو‬
‫كمال فكذلك للعلم وللغي الذكور هو مفعوله وملوقه الذي هو أبدعه فإذا قيل إن كماله به فليس كماله إل‬
‫بنفسه إذ هو البدع له فلم تفتقر نفسه إل غي نفسه ونن نعقل أن ما هو غن عنا علمنا به أكمل من أن ل‬
‫نعلمه وإن كان غنيا عنا فلو قدر أن ف الوجود ما ليس مفعول له كان أن يعلمه أكمل من أن ل يعلمه فكيف‬
‫إذا كان هو مفعوله وهل يقال إن من علم الشياء بعلوم متجددة بل علمها بعد وجودها أنقص من ل يعلمها‬
‫بال فكيف يكون من ل يعلمها قبل وجودها وبعد وجودها ولو سى مسم العلم بالتغيات تغيا وحركة‬
‫واستكمالت بالغي ومهما ساه من ذلك فإذا قيس من يعلم الشياء إل من ل يعلمها كان الول أكمل بكل‬
‫حال‬

‫ولذا كان النسان القابل للعلم أكمل من الماد وإن كان ف علمه من التغي والركة ما ليس ف‬
‫الماد وأيضا فمن يكن حيا حساسا يقدر على الركة أكمل من ل يكون كذلك وكلما كانت صفات‬
‫الكمال أكمل كان الوصوف أكمل فإن النسان أكمل من اليوان البهيم واليوان أكمل من المال وإن قدر‬
‫أن علمه وفعله مستلزم للحركة بل للحركة الكانية فهو أكمل من ل علم له ول يتحرك بإرادته فالتحرك‬
‫بإرادته أكمل من ل يكنه الركة البتة هذا هو العقول ف الوجودات وكلما تدبر النسان ونظر ف الدلة‬
‫العقولة تبي له أن ما ذكره عن أرسطو من الجج لنفي العلم من أفسد الجج بل هي الغاية ف الفساد وهي‬
‫مبنية على مقدمتي إحجاها أن العلم يستلزم أمورا والثانية أنه يب نفي تلك المور لكونا نقصا وهذا‬
‫باطل من وجوه منها العارضة با تقدم ومنها إن نفي العلم أعظم نقصا من تلك اللوازم فلو قدر أنا تتضمن‬
‫ما يسمونه نقصا لكان ما يتضمنه نفي العلم من النقص أعظم فل يوز التزام أعظم النقصي حذرا من أدناها‬
‫إذا قدر أن كلها قد جعله هؤلء نقصا‬
‫ومنها أن ما ذكره من القدمة الول اللزومية ما ينازعهم فيه كثي من الناس ومنها أن كون تلك‬
‫اللوازم نقصا ما ينازع فيه كثي من الناس ومنها أنه يستفصل عن الدود الذكورة ف القدمتي فإنا ألفاظ‬
‫مملة وحينئذ فل بد من منع اللزوم أو انتفاء اللزم فإما أن ل يسلم ما ذكروه عن اللزوم وإما أن ل يسلم ما‬
‫ذكروه من انتفاء اللزم ومنها بيان أن لوازم العلم كلها كمال ل نقص فيه بوجه من الوجوه ومنها أن ما‬
‫ذكره مبن على وجوب ثبوت الكمال للرب تعال وتنيهه عن النقص وهذا حق كما قررناه ف غي موضع‬
‫وبينا أن الكمال المكن وجوده الذي ل نقص فيه بوجه يب إثباته ل تعال وأن العلم من أعظم الكمالت‬
‫الذي ل نقص فيه بوجه وقد وجد العلم ف الوجود فثبوته له أول من ثبوته لغيه وأن العلم من حيث هو علم‬
‫ل يستلزم نقصا أصل ولكن النفوس الظالة إذا علمت بعض الشياء فقد تستعي بالعلم على الظلم والنفوس‬
‫الاهلة به إذا عرفت بعض القائق فقد يضرها معرفة تلك القائق فيحصل الضرر لا ف النفوس من الشر أما‬
‫القدس النه عن كل عيب فعلمه من تام كماله وهو ما يمد به ويثن به عليه ل يستلزم الذم والنقص بوجه‬
‫من الوجوه فكيف إذا علم وجود العال وامتناع وجوده بدون العلم وامتناع كونه فاعل لشيء إل مع علمه به‬
‫إل غي ذلك من الدلئل البهانية الثبتة لوجوب كونه تعال عليما بكل شيء‬

‫لكن نن ف هذا القام ف إبطال شبه النفاة ل ف بيان حجج الثبتي وما ذكره أبو البكات ف‬
‫العارضة بالفعل ف غاية السن فإن من ل يلزمه تعب ول نقص ف خلق الخلوقات فإن ل يلزمه ذلك ف علمه‬
‫با أول وأحرى وهذا ما يبي أن قول اليهود الذين وصفوه بالتعب لا خلق السماوات والرض ف ستة أيام‬
‫وأنه استراح بعد ذلك أقرب إل العقول من قول أرسطو وأتباعه الذين يقولون لو كان عالا بذا لتعب لكن‬
‫هذه العارضة مبنية على أنه علة فاعلة للعال سواء قيل إنه فاعل له بالرادة أو موجب له بذاته بل إرادة‬
‫وكونه مبدأ للعال هو ما اتفق عليه المم من الولي والخرين ووافقهم على ذلك أئمة أتباع الشائي كابن‬
‫سينا وأمثاله وأما أرسطو فليس ف كلمه إل أنه علة غائية بعن أن الفلك يتحرك للتشبه به ليس فيه أنه مبدع‬
‫العال وهذا وإن كان ف غاية الهل والكفر فكلمه ف علمه مبن على هذا وإبطال كلمه ف العلم مكن مع‬
‫تقدير هذا الصل الفاسد أيضا من وجوه فإن حقيقة قول أرسطو وأتباعه إن الرب ليس بالق ول عال وأول‬
‫ما أنزل ال على رسول ال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق النسان من علق اقرأ وربك الكرم الذي علم‬
‫بالقلم علم النسان ما ل يعلم سورة العلق ‪51‬‬

‫وكذلك قوله سبح اسم ربك العلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى سورة العلى ‪31‬‬
‫وقول موسى لفرعون ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ث هدى سورة طه ‪ 50‬وأمثال ذلك وهؤلء عندهم‬
‫ل يلق شيئا ول يعلم احدا بل هو ف نفسه ليس بعال فكيف يعلم غيه ويهديه قال أبو البكات فأما الواب‬
‫النظري البهان فهو أن نقول ليس كماله بفعله بل فعله بكماله وعن كماله ومن فعله عقله فعقله عن كماله‬
‫الذات الذي ل وجه لتصور النقص فيه ول القول به فإن النقص ف ذات البدأ الول غي متصور لنه واحد‬
‫والنقص إنا يتصور ف موضع الزيادة والنقصان والزيادة والنقصان معا إنا هي من صفات الكثرة والغيية حيث‬
‫تتصور ف الكثرة قلة وف الزيادة نقصان كل واحد بقياس الخر فاما حيث ل كثرة ول غيية بل وحدة مضة‬
‫فل يتصور نقص وكيف والنقص من الصفات الضافية حيث يقال نقص كذا كما يقال زاد كذا فالنقص‬
‫التصور ف الذات الحدية أي نقص يكون ونقص ماذا‬

‫يكون وكيف يتصور ل أقول كيف يقال فإن القائل قد يقول ما ل يتصوره لكن العال ل يعلم ما ل‬
‫يتصوره إثباتا ول نفيا فإن قيل إن النقص ها هنا متصور بقياس ذاته وهو أن ل يعقل كذا لول كذا العقول‬
‫أي ل يعقل لول العقول قلنا إن الكمال الذي له ليس هو بأن يعقل كل موجود بل كونه بيث يعقل كل‬
‫موجود فإن كان العقول موجودا عقله وإن فرض غي موجود لزمه فرض أن ل يعقله ل لنه ل يعقله أي ل‬
‫يقدر على عقله بل النقص من جانب العدم الفروض فكماله وقدرته له بذاته ويلزم عنهما ما له بالقياس إل‬
‫موجوداته فما كمل بإياد ملوقاته بل وجدت ملوقاته عن كماله وليس هذا القول ف البدأ الول فقط بل‬
‫وفينا أيضا فإنا لسنا نكمل بكل معقول بل إنا كمالنا بقدرتنا على أن نعقله وإنا نكمل با نعقله بالفعل حيث‬
‫نعقل بالفعل معقولت أشرف منا وذلك نوع آخر من الكمال فإن العقل له بذاته الكمال الذي هو قدرته على‬
‫أن يعقل وله به أن يعقل وذلك أمر له من ذاته عقل بالفعل أم ل يعقل وله كمال عرضي إضاف اكتساب با‬
‫يعقل معقولت هي أشرف‬

‫منه وذلك ليس للول إذ ليس أشرف منه ف الوجودات حت يشرف ويكمل بعقله له وليس إذا ارتفع‬
‫هذا عنه ارتفع ذاك فإن ذاك هو الول و الذى بالذات أعن كونه بيث يعقل وقدرته على أن يعقل فهو كماله‬
‫الذات الذي به شرف وجل وعل عما ل يعقل والخر هو الثان والذي بالعرض أعن كماله بعقولته وشرفه‬
‫با فإن كوننا بيث نعقل ما نعقله شرف لنا وكمال بالقياس إل ما ليس له ذلك وكثي من العقولت الت‬
‫نعقلها ل نشرف با وليس الشرف الاصل من الفعل هو الشرف الذي بالقدرة فإن الذي بالقدرة قبل الفعل‬
‫ومعه وبعده والذي بالفعل يصل مع الفعل وبه وبعده ول يكون قبله فما شرف ال بخلوقاته بل خلق بشرفه‬
‫أعن ما خلق فشرف بل شرف فخلق وكذلك ما علم فكمل بل كمل فعلم قلت ملخص هذا أن الكمال هو‬
‫الذي يب له أزل وأبدا وهو لزم ل يتجدد منه شيء وهو كونه بيث يفعل ويعقل ل نفس وجود الفعل‬
‫العي والعلم العي وهذا هو القدرة على الفعل والعقل وهذا له بذاته ل يتوقف على شيء من الوجودات‬
‫ولذا قال إن النقص غي متصور ف الذات الواحدة فإن النقص يستلزم التعدد ول تعدد هناك لكن قد يقال‬
‫على هذا إنه وإن كان الذات واحدة فإذا كانت الصفات متعددة كالقدرة والعلم أمكن تقدير أحدها دون‬
‫الخر فالكمال هو بوجود الميع والنقص معقول بعدم بعض ذلك‬

‫لكن ما قاله لزم لن ينفي الصفات من الهمية والفلسفة ويقدر ذاتا ل صفة لا أو وجودا مطلقا ل‬
‫يتص بامر فهذا ليعقل فيه كمال ول نقص وأرسطو من نفاة الصفات وقد قدر أنه يكمل تارة ول يكمل‬
‫أخرى وجعل أحد المرين أكمل له من الخر وأصحاب أرسطو يقولون هذا إنا يكن تقديره ف المور‬
‫الضافية والسلبية فيقال لم أما الضافات فإنا تتجدد عندكم فإن قلتم إنا كمال لزم أن يتجدد له الكمال‬
‫وهو خلف أصلكم وإن قلتم ليست بكمال بطل تقدير الكمال لمتناع تقدير النقصان ولكن قد يقال تقدير‬
‫النقصان ف الواحد السلوب الصفات غي متصور كما قال أبو البكات لكن يكن تقدير كمال منتظر ونفيه‬
‫وهو الذي نفاه أرسطو وأبو البكات جعل الكمال ف نفس القدرة اللزمة له ل فيما ينتظر لكن أبو البكات‬
‫من مثبتة الصفات فما ذكره وهو أن عدم إمكان النقص ف الواحد من كل وجه تقريرا لمتناع النقص عنه‬
‫وامتناعه بوجه كماله فيكون فعله عن كماله ويقال يكن الواب عن شبهة أرسطو من وجوه أخر غي ما‬
‫ذكره أبو البكات أحدها أن يقال العلم لزم لذاته أزل وأبدا ليس شيئا متجددا فل يتاج أن يقال كماله ف‬
‫أن يقدر على العقل كما قال أبو البكات‬

‫بل نفس العقل الذي هو العلم ف لغة السلمي أمر لزم لذاته كما قال أبو البكات ف القدرة‬
‫وحينئذ فليس كماله بغيه بل بعلمه الذي هو من لوازم ذاته الذي ل يزل ول يزال كما أن كماله بقدرته‬
‫كذلك وكون العلم متعلقا بغيه مثل كون القدرة متعلقة بغيه وكما أن القدرة صفة كمال ل يقدح فيها أنه‬
‫لبد لا من مقدور فالعلم كذلك وأول لنه يتعلق بنفسه ويتعلق بغيه والقدرة ل تكون قدرة إل على غيه‬
‫الوجه الثان أن ما ذكرناه من أن العيان الذين يتعلق بم العلم والقدرة هم ملوقاته الذين ل يشركه أحد ف‬
‫خلقهم وهم كلهم متاجون إليه ل إل غيه فما ف الوجود إل نفسه وملوقاته الت ل وجود لا إل بنفسه فلم‬
‫يكن تعلق صفاته بخلوقاته بأعظم من تعلق ذاته بم وكما أن تعلق ذاته بم هو من كماله ل من نقصه فتعلق‬
‫علمه وقدرته بم كذلك ومعلوم أن وجود ذاته دون لوازم ذاته متنع باتفاق العقلء فيمتنع عند السلمي‬
‫وجوده بدون علمه وقدرته وجاهي السلمي يقولون إن إرادته من لوازم ذاته سواء قالوا إنا واحدة بالعي أو‬
‫متعددة وإذا كانت إرادته من لوازم ذاته فيمتنع وجوده بدون وجود مراداته الت هي ملوقاته فإنه ما شاء ال‬
‫كان وما ل يشأ ل يكن والتفلسفة يقولون إن وجوده بدون وجود معلولته متنع ومع هذا‬
‫فلم يكن كونه ملزوما لغيه نقصا فكيف يكون كون علمه ملزوما للمعلوم نقصا مع أنه هو خالق‬
‫العلومات الوجه الثالث جواب من يقول إنه يعلم الشياء كلها بعلم قدي أزل وأنه ل يتجدد عند تدد‬
‫العلومات إل تعلق العلم با كما يقول ذلك كثي من أهل الكلم ومن اتبعهم من الفقهاء فهؤلء يقولون إن‬
‫العلم ل يقف على شيء أصل بل هو حاصل أزل وأبدا على وجه واحد الوجه الرابع جواب من يقول إنه‬
‫يعلم الشيء موجودا بعد أن علمه معدوما وأن هذا الثان فيه زيادة على الول فهؤلء يقولون ل يصل العلوم‬
‫والعلم الثان إل بقدرته ومشيئته فما استفاد شيئا من غيه ول كمل بغي نفسه ويقولون إن ما ل يكون إل‬
‫بشيئته وقدرته يتنع وجوده ف الزل ووجوده بقدرته ومشيئته أكمل من عدم وجوده فوجوده على هذه الال‬
‫هو غاية الكمال وعدم هذا الكمال هو النقص الذي يب تنيهه عنه فإنه كمال مكن الوجود ل نقص فيه‬
‫وكل ما كان كذلك كان واجبا له إذ لو ل يكن واجبا له لكان إما متنعا وهو خلف الفرض أو مكنا وحينئذ‬
‫فالقتضى له هو ذاته بلوازمها وقد وجد ذلك فيجب وجوده وإل فيكون متنعا وهو خلف الفرض وبذين‬
‫الوابي يزول ما يقدح به ف كلم أب البكات حيث جعل العقل بالفعل ليس كمال وإنا الكمال ف القدرة‬
‫عليه ول يعل الكمال إل ف عقل الفضل ل الدن فإن هذا ما نازع فيه ويقال ما كان كمال إذا كان بالقوة‬
‫فهو إذا صار بالفعل أكمل‬

‫وأكمل فكيف تكون القدرة على الفعل والعقل للشياء السيسة كمال ول يكون خروج القوة إل‬
‫الفعل ونفس فعلها وعقلها كمال ولكن يقال ما كان يتنع وجوده أزليا ول يكن أن يوجد إل حادثا ليس‬
‫الكمال إل ف إحداثه ل ف فعله ف الزل وإذا قدر أن علمه موجود ل يكن تققه إل بعد وجوده كان أن‬
‫يعلم موجودا بعد وجوده أكمل من أن ل يعلم موجودا وإن علم أنه سيوجد وأما قول أب البكات ما كمل‬
‫بفعله وعقله بل فعل وعقل بكماله فهو صحيح إذا أريد بالكمال ما هو أزل للذات ل يكن تدد شيء من‬
‫أفراده كما ل يتجد نوعه وأما إذا أريد بالكمال ما يتضمن جيع ما يكن وجوده من الكمال على الوجه‬
‫الذي يكن فيقال كماله بنفسه وذاته ونفسه تتضمن ما يقوم به من صفاته وأفعاله فلم يكمل بشيء مباين له‬
‫وما كان داخل ف مسمى اسه فليس هو مباينا له ول يطلق القول عليه بأنه مغاير له وحينئذ فكماله بذلك‬
‫مثل كماله بذاته وصفاته اللزمة وما كان حدوثه حيث تقتضي الكمة حدوثه على الوجه المكن فهو كمال‬
‫ف ذلك الوقت ل كمال ف غيه وذلك إنا حصل بنفسه ولا ل يصل بغيه ول لغيه وعلى هذا فإذا قيل لو‬
‫عقل لكمل به‬

‫يقال إن أردت بقولك كمل به أن ذلك بغي أعطاه الكمال فذلك باطل وإن أردت أنه لول ذلك الغي‬
‫لا وجد العلم به فيقال نعم وهذا ليضر لوجوه أحدها أنه هو الذي أوجد ذلك الغي وبقدرته ومشيئته وجد‬
‫هو ولوازمه فلم يكن ما حصل له حاصل إل به وحده الثان أنه لو قدر موجودا بغيه لكان أن يعلمه أكمل‬
‫من أن ل يعلمه الثالث إذا كان العلم بالغي مشروطا بالغي ولول الغي لا حصل والغي حاصل على التقديرين‬
‫علم أو ل يعلم فوجود الغي مع فوت الكمال الذي يكن معه هو النقص إذ النقص هو فوت ما يكن وجوده‬
‫ل ما ل يكن والعلم صفة كمال والعلم بكل شيء مكن فوجود هذا كمال وعدمه نقص قال أبو البكات‬
‫فأما القول بإياب الغيية فيه بإدراك الغيار والكثرة بكثرة الدركات فجوابه الحقق أنه ل يتكثر بذلك تكثرا‬
‫ف ذاته بل ف إضافاته ومناسباته وتلك ما ل تعيد الكثرة على هويته وذاته ول الوحدة الت أوجبت له وجوب‬
‫وجوده بذاته ومبدئيته الول الت با عرفناه وبسبها أوجبنا له ما اوجبنا وسلبنا عنه‬

‫ما سلبنا هي وحدة مدركاته ونسبته وإضافاته بل إنا هي وحدة حقيقته وذاته وهويته ول تعتقدن أن‬
‫الوحدة القولة ف صفات واجب الوجود بذاته قيلت على طريق التنيه بل لزمت بالبهان على مبدئيته الول‬
‫ووجوب وجوده بذاته والذي لزم عن ذلك ل يلزم إل ف حقيقته وذاته ل ف مدركاته ومضافاته فأما أن يتغي‬
‫بإدراك التغيات فذلك أمر إضاف ل معن ف نفس الذات وذلك ما ل تبطله الجة ول ينعه برهان ونفيه من‬
‫طريق التنيه والجلل ل وجه له بل التنيه من هذا التنيه والجلل من هذا الجلل أول قلت أرسطو إنا‬
‫اعتمد على نفي التغي إذا علم شيئا بعد شيء فأما كثرة العلومات مع قدم العلم فلم يتعرض له وكأنه عنده غي‬
‫مكن قال أبو البكات فأما الذي قيل ف منع التغي مطلقا حت ينع التغي ف العارف والعلوم فهو غي لزم ف‬
‫التغي مطلقا بل هو غي لزم ألبتة وإن لزم كان لزومه ف بعض تغيات الجسام مثل الرارة والبودة ف بعض‬
‫الوقات ل ف كل حال ووقت ول يلزم مثل ذلك ف النفوس الت تصها العرفة والعلم دون الجسام فإنه‬
‫يقول إن‬

‫كل تغي وانفعال فإنه يلزم أن يتحرك قبل ذلك التغي حركة مكانية قال أبو البكات وهذا مال فإن‬
‫النفوس تتجدد لا العارف والعلوم من غي أن تتحرك ف الكان على رأيه فإنه ل يعتقد فيها أنا تكون ف مكان‬
‫ألبتة فكيف أن تتحرك فيه وإنا ذلك للجسام ف بعض الذوات والحوال كالتسخن والتبد ول يلزم فيها أبدا‬
‫فإن الجر الكبي يسخن ول يصعد ويبد ول يهبط بل ول يتحرك من مكانه وإنا ذلك ما يصعد بالبخار من‬
‫الاء ويدخن من الرض من الجزاء الت هي كالباء دون غيها من الحجار الكبار الصلبة الت تمى حت‬
‫تصي بيث ترق وهي ف مكانا ل تتحرك والاء يسخن سخونة كثية وهو ف مكانه ل يتبخر وإنا تتبخر‬
‫منه بعض الجزاء ث تكون الركة الكانية بعد الستحالة ل قبلها كما قال إن جيع هذه هي حركات توجد‬
‫بأخرة بعد الركة الكانية‬
‫وفيما عدا ذلك فقد يسود السم ويبيض وهو ف مكانه ل يتحرك ول يتحرك قبل الستحالة ول‬
‫بعدها فما لزم هذا ف كل جسم بل ف بعض الجسام ول ف كل حال ووقت بل ف بعض الحوال والوقات‬
‫ول كان ذلك على طريق التقدم كما قال بل على طريق التبع ولو لزم ف التغيات السمانية لا لزم ف‬
‫التغيات النفسانية ولو لزم ف التغيات النفسانية أيضا لا لزم انتقال الكم فيه إل التغيات ف العارف والعلوم‬
‫والعزائم والرادات فالكم الزئي ل يلزم كليا ول يتعدى من البعض إل البعض وإل لكانت الشياء كلها‬
‫على حال واحدة وهو قدم هذا على كلمه ف العلم حت يري عليه الكم ف العرفة والعلم فاعتب بذا فإن‬
‫استقصى لذا القول البحث أمكن أن يرجع إل أصل ويصحح على وجه لكنه مع ذلك ل ينتصر به القول‬
‫الذي أبطلوا به معرفة ال وعلمه بالوادث فأما الصل الذي يرجع إليه باستقصاء النظر ف التأويل له فهو أن‬
‫يقال إن الشيء إذا تسخن بعد برده أو تبد بعد سخونة وتبيض‬

‫بعد سواد وتسود بعد بياض بسبب يقرب منه بعد بعد يؤثر فيه ذلك إما بركته إل السبب وإما بركة‬
‫السبب إليه فإن الاء يسخن بعدما كان باردا برارة النار مثل الت يقرب منها إما بركة النار إليه أو بركته هو‬
‫إليها كذلك البيض بعد اسوداده يتحرك إل السود أو يتحرك السود إليه فتتقدم الركة الكانية بذا البيان‬
‫سائر الركات وتتقدم الدورية الستمرة الدائمة على الستقيمة النقطعة ذات البداية والنهاية الحدودتي فهكذا‬
‫يصح أن يقال تتقدم الركة الدورية على سائر الركات والتغيات فيصح ذلك ف الجسام الداخلة تت‬
‫الكون والفساد بالتغيات الحدودة ف التكيفيات البصرة واللموسة والشكال والقادير وما يتبعها ويتعلق با‬
‫فأما ف النفوس والعقول وف ال تعال فل يلزم شيء من ذلك بذا البيان قال واعجب من هذا قوله بأنه يتعب‬
‫حيث قال وإذا كان هذا هكذا ل مالة إنه يلزمه الكلل والتعب من اتصال العقولت وهو القائل ف‬
‫[ كتاب ] السماء انا ل تتعب بدوام حركتها‬

‫التصلة لن طبعها ل يالف إرادتا فجعل علة التعب هناك مالفة الطبيعة للرادة وها هنا كثرة الفعال‬
‫واتصالا وكثرة الروج من القوة ال الفعل والقوة قوتان إستعداد وقدرة والستعداد إذا كمل بالروج ال‬
‫الفعل صار قدرة ث عن القدرة تصدر الفعال والت بعن الستعداد نقص يفتقر ال كمال والخرى كمال‬
‫تصدر عنه الفعال فهذه القوة من قبيل القدرة الدائمة القارة على حد ل ينقص ول يزيد وليست بعن‬
‫الستعداد الذي يرج ال كمال ولو كانت من هذا القبيل لا جاز ان يكم عليها بالتعب والكلل بل باللذة‬
‫والكمال فإن ما بالقوة يشتاق ال كماله الذي بالعفل ومن قبله تكون اللذة والسعادة والكلل والتعب إنا‬
‫يعرضان لنا ل من جهة اتصال أفعالنا ول من جهة ازدحامها بل من جهة تريك أعضائنا وأرواحنا بتقلبنا‬
‫وتفكرنا حركة تالف مقتضى الطبيعة الت ف جواهرنا كما نفاه عن السماء وليس ذلك من جهة اللف فإن‬
‫القوى التقاومة قد تتقاوم مدة‬

‫فل يعرض لا تعب كما لو فرضت مغناطيس علق حديدا زمانا [ فإنه ] ل يتعب ول تضعف تلك‬
‫القوة الاذبة ول يبطل ذلك التعلق ما ل يتجدد أمر من خارج بل لن الركة تل جوهر الروح منا أعن من‬
‫أعضائنا لتركيبها من لطيف وكثيف واللطيف عرضة للنلل والركة تسبب ذلك له فإذا انلت الروح الت‬
‫با تعلق القوة الحركة ضعفت القوة الحركة فينا وعجزت فيها تعبا وكلل وذلك إنا ارتفع عن السماء‬
‫لرتفاع التركيب والنلل ل لن الطبيعة ل تضاد الرادة فيها أو تضادها فإن ذلك هو سبب بعيد للتعب‬
‫والكلل والقريب هو ما ذكرناه فإذا ارتفع عن السماء لذلك فلم بالرى ان يرتفع عن ساء السماء وبسيط‬
‫البسائط الوحدان الذات قال فأما قوله فان ل يبصر بعض الشياء افضل من ان يبصرها فهو اشبه ما قاله من‬
‫الجج وأقربا ال التروج والقبول قبل التأمل وإنا ذلك يكون بالقياس إلينا على ضيق وسعنا وزماننا فيصح ان‬
‫[ يقال إن ] اشتغالنا بإبصار الفضل أول منه بالخس فأما إذا‬

‫كان الوسع بيث ل يشغل فيه إدراك الخس ول يعوق عن ادراك الفضل فل ث هذا السيس إنا هو‬
‫خسيس بالقياس إلينا أيضا وف أشياء مباينة لطباعنا منافرة لواسنا ل على الطلق وبالقياس ! ال كل‬
‫خساس فإن طعم العذرة ف فم النير كطعم العسل ف فم النسان وإذا نظرت ال الكل ل تد فيه خسيسا‬
‫تعر معرفته أو يضر علمه أو يكون ل إدراكه أول من إدراكه ل ف الروحانيات ول ف السمانيات ! ل ف‬
‫السماويات ول ف الرضيات كيف وما ف الرض وتت السماء ليس غي الستقصات الكائنة وما يتولد عنها‬
‫بامتزاجها وليس ف التزج منها سواها إل قوى ساوية وما منها ما يضر إدراكه أو تعر معرفته اللهم ال‬
‫لشخص ينافيه ويضاده ل على الطلق ومن عل عن الضادة والباينة فل يكون ذلك بالقياس إليه مكروها‬
‫فال تعال وملئكته أجل من ان ينالم الذى بضد أو مباين من‬

‫لون أو طعم أو رائحة فكيف وما ف الوجود ال ما صدر عنه تعال وما عنه وهو عنه بالقيقة فما ل‬
‫يأنف منه ان يلقه ويوجده ل يأنف منه ان يدركه وما ل يعره ف ان فعله ل يعره ف ان علمه ول له كيفية‬
‫تناسبه من لون او طعم او رائحة فيؤثرها وأخرى تباينه فيكرها فلم نتفع الن بالقضية الشنعة أعن القائلة فأن‬
‫ل يبصر بعض الشياء أفضل من أن يبصرها ث البصار ان كان عن عجز وضيق وسع فليس بأفضل من‬
‫البصار وان كان من نوع اللتفات والتقزز فذلك من الناف والؤذى وقد قلنا فيه قال وأما قوله فكمال ذلك‬
‫العقل اذ كان افضل الكمالت يب ان يكون بذاته فإنا افضل الوجودات واكملها واشرف العقولت فقول‬
‫صادق صحيح على الوجه الذى قلناه ل على الوجه‬

‫الذى يقصده من ان كماله بفعله الذى هو بعقل ذاته اذ قد سلم ان ذاته ف غاية الكمال والشرف‬
‫واللل فليس كمالا بفعل من الفعال ل بعقل ذاتا و ل بعقل غيها بل تعلقها لذاتا فعل شريف كامل صدر‬
‫عن شرف الذات وكمالا فكان كمال الفعل لكمال الذات ل كمال الذات لكمال الفعل وقد سبق هذا قال‬
‫واما قوله وهذا يوجد هكذا دائما من دون تعرف او حس او راى او تفكر فهذا ظاهر جدا فإن الدراك‬
‫والتعقل التام للمر القدي الدائم من العاقل التام القدي الدائم تام قدي دائم ل مالة وقوله فإنه ان كان معقول‬
‫هذا العقل غيه فإما ان يكون شيئا واحد ( دائما ) واما ان يكون علمه با يعلمه واحد بعد آخر فجوابه‬
‫( انه ) يعقل ذاته ويعقل غيه فيعقل الدائمات دائما ويعقل التجددات عقل قديا دائما من حيث قدمها‬
‫النوعى والادى والذى من جهة العلل الفاعلية والغائية فتعلقها ف تغيها على وفق تغيها و ل يكون ذلك‬
‫التغي فيه بل فيها وهو يعلقها كلها على ما هى عليه كما نعقل نن بعضها فنعلم عينها وانا ستكون‬
‫ومساوقتها وانا‬

‫كائنة ومعدومها بعد كونه وانه كان ل يضيق وسعه عن ذلك و ل يتغي به ول ينتقص ول يكمل بل‬
‫هوى له كما يشاء وعلى وفق قدرته وإرادته ف خلقه ل يتنع ذلك بجة ل من جهة التعجيز لنه مردود بدليل‬
‫اللق فقدرته على اللق دليل قدرته على العلم إذ هو خالق الكل واللق أكب ف القدرة من العلم وإذا ل‬
‫يصح التعجيز ف اللق فهو بأن ل يصح ف العلم أول وأحرى وكيف وأكثرهم يقولون ان علم ال هو قدرته‬
‫وقدرته وسعت كل شيء خلقا فل عجب ان يسع كل شيء علما ول بدليل التنيه فإنه ل تعره ول تضره‬
‫معرفته بشيء من خلقه ول ضد له فيه ول مباين وليس به كماله بل هو بكماله على كل ما قيل هذا مع أن‬
‫ف الواب مساعدة ما وال فلو فرضنا أن له به كمال على ما قيل ل يكن له ف ذلك نقص لن الكل منه وعنه‬
‫وكماله با منه وعنه فهو كماله بذاته ف القيقة والقول بأنه لول أشياء غيه ل يكن بال كذا من الكمال إنا‬
‫كان يكون له وجه لو كانت تلك المور ليست منه وعنه فأما وهي منه فل يضر لنه كأنه قال لوله أعن‬
‫لول ذاته ل يكن بال كذا لن‬

‫الرفع ف الفرض إنا يقع من جهة العلة الول الت ل يرتفع العلول ال بارتفاعها قلت فهذا من كلم‬
‫أب البكات على قول ارسطو وهو أقرب ال ترير النقل وجودة البحث ف هذا الباب من ابن رشد وابن رشد‬
‫أقرب ال جودة القول ف ذلك من ابن سينا مع غلوه ف تعظيم ارسطو وشيعته ‪.‬‬

You might also like