Professional Documents
Culture Documents
أو
ح الَعْقُوْلِ
حيْحِ الَنْ ُقوْلِ ِلصَرِيْ ِ
ُموَافَقَةُ صَ ِ
الزء التاسع
فصل
والقائلون بأن العرفة تصل بغي العقل يفسرون كلمهم بعن صحيح مثل ما ذكره الشريف أبو علي
بن أب موسى ف شرح الرشاد ف الفقه تصنيفه لا شرح عقيدته الختصرة الت ذكرها ف أول الرشاد .
قال لا ذكر التوحيد الكلم بعد ذلك العرفة هل تدرك بالعقول أم بالسمع قال فالذي نذهب إليه قول
إمامنا إن معرفة الالق أنه ال ل تدرك إل بالسمع قال وقد اختلف أصحابنا ف ذلك على طريقي فقال القلون
منهم إن العرفة تدرك بالعقول مع اتفاقهم معنا أنا ل تدرك بجرد العقل قبل ورود السمع با .
قال والدليل على أنا تدرك بالسمع وأنه ل مدخل للعقول فيها قبل ورود السمع با أن العقل ملوق
كالواس المس من البصر والسمع والشم واللمس والذاق ث القسوم منه يتفاضل اللق فيه يعلم ذلك كل
أحد ضرورة فإذا كان كذلك فاللمس ل يدرك به اللمس الراييح والشم ل يدرك به الشام الصوات .
قال وجلة هذا أن ال ل يعل اللمس سبيل إل إدراك الراييح ول الشم سبيل إل إدراك السموعات
بل جعل كل واحد منهما سبيل لدراك ما خص به وإن كنا نوز أن يفعل ذلك ويعل العلم ف اليد والكلم
ف الرجل والنظر ف اللسان لن الواهر من جنس
واحد وإذا جاز قيام الرؤية ببعضها جاز بميعها ولكن ذلك ل يكون ف الدنيا إل لنب ليكون من
معجزاته ودليل تصوره كلم الذراع للنب وف الخرة إذا أنطق ال عز وجل الوارح بقوله يوم تشهد عليهم
ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم با كانوا يعملون سورة النور 24وقالوا للودهم ل شهدت علينا قالوا أنطقنا ال
الذي أنطق كل شيء سورة فصلت 21وبقوله ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل با فاقرة سورة القيامة
24قال فيجوز أن يعل ال الظن يوم القيامة ف الوجوه العذبة كذلك العقل ل يعل ال له سبيل إل إدراك
السواد والبياض ول إل إدراك الشام والطعوم بل جعل ال له سبيل إل التمييز بي الوجودات وإل إدراك فهم
السمعيات والفرق بي السن منها والقبيح والباطل
منها والصحيح فإذا نظر إل الصنوعات الت ل سبيل للخلق إل مثلها ويعجز كل فاعل عنها وتقق
بصحة التمييز الركب فيه إذا أراد ال هدايته أن الحدثات ل تصنع نفسها علم أنا مفتقرة إل صانع غي أنه ل
يعرف من هو قبل ورود السمع فإذا ورد السمع بأن الصانع هو ال قبله العقل ووقع له فهم ف السمع وتقق
صحة الب وعرف ال من ناحية السمع ل من ناحية العقل لن العقل بجرده ل يعلم من الصانع قط وأكثر ما
ف بابه أن يقع به التمييز فيبقى أن يفعل الماد نفسه ويقضي بالشاهد على الغائب فأما أن يعرف من الصانع
فمحال إل من جهة السمع قال والدليل على صحة اعتبارنا أن ال خاطب العقلء بالعتبار فقال فاعتبوا يا
أول البصار سورة الشر 2يعن البصائر وقال إن ف ذلك لذكرى لن كان له قلب سورة ق 37أي
عقل وقال ليتذكر أولوا اللباب سورة ص 29فأمرهم باعتبار ما جعل لم سبيل إل اعتباره دون غيه ث
الدليل القاهر هو القاضي بصحة ما ذكرت أن ال عز وجل حجب عن اللق من اللئكة القربي والنبياء
والرسلي وسائر اللق أجعي معرفة ما هو ول يعل لم طريقا إل علم مائيته ول سبيل إل إدراك كيفيته جل
أن يدرك أو ياط به علما وتعال علوا كبيا ول ييطون به علما سورة طه 10فمنع من إحاطة العلم به فل
سبيل لحد إليه
وقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي سورة الشورى 11فنفى عن نفسه الشباه والمثال
فمنع من الستدلل عليه بالثلية كما منع الدليل على إدراك كيفيته أو علم ما هيته فهذا الذي ل سبيل للعقل
إل معرفته ول طريق له إل علمه ث كلف جل اسه سائر بريته وافترض على جيع الكلفي من خليقته علم
من هو ليعرف اللق معبودهم ويعلموا أمر إلهم وخالقهم فلما كلفهم ذلك نصب لم الدليل عليه سعا
ليتوصلوا به إل أداء ما افترض عليهم من عبادته وعلم ما كلفهم من معرفته علما منه جلت عظمته بأنه ل
طريق للعقل إل علم ذلك بال فقال تعال إنن أنا ال ل إله إل أنا فاعبدن سورة طه 14وقال ذلكم ال
ربكم سورة يونس 3وقال ال الذي خلقكم ث رزقكم ث ييتكم ث يييكم سورة الروم 40وقال هو ال
الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة هو الرحن الرحيم هو ال الذي ل إله إل هو اللك القدوس السلم
الؤمن الهيمن العزيز البار التكب سبحان ال عما يشركون هو ال الالق البارىء الصور له الساء السن
يسبح له ما ف السماوات والرض وهو العزيز الكيم سورة الشر 24 22قال ولو سألم قبل أن يسمعوا
باسه عن تأويل من خلقهم ما كان لم طريق إل علم ذلك لن الساء ل تسمع من جهة العقل
قال فثبت وتقرر بالدليل الذي ل يتمل إل ما ذكرناه ان ال العظيم ل يعرف ال من جهة السمع
لحاطة العلم أنه ل طريق للعقل بجرده إل معرفة هذه الساء ول إل معرفة السمى لو ل يرد السمع بذلك
ومدعى ذلك وموزه من ناحية العقل يعلم بطلن دعواه ضرورة وتكلم على قصة إبراهيم بكلم ليس هذا
موضعه إل أن قال والعرفة عندنا موهبة من ال وتقع استدلل ل اضطرارا لنا لو كانت تعلم بضرورة
لستوى فيها العقلء إل أن قال فثبت أن العرفة ل تقع إل من ناحية السمع على ما نقول إن ال ل يلى
خلقه ف وقت من الوقات ول ف عصر من العصار من يعرفه إليهم فتعرف إليهم على ألسنة رسله وأرسل
الرسل بالدعاء إليه والدللة عليه لكيل تسقط حجج ال وكان كل نب يعرف أمته معبودهم كقول نوح
لقومه يا قوم إن لكم نذير مبي أن اعبدوا ال سورة نوح 3وكقول شعيب يا قوم اعبدوا ال سورة
العراف 85وكذلك ف قصص غيهم من الرسل كل منهم يدي الدعوة لقومه فإذا قبض كان حكم شريعته
قائما ف حال الفترة إل أن ينسخها ال بإرسال نب آخر فيقوم الثان لمته ف التعريف والدعوة قيام الاضي
لمته فما أخلى ال اللق من سع يعرفونه به ويستدلون به على ربوبيته ومعرفة أسائه
قلت ففي هذا الكلم قد جعل العلم ثلثة أنواع أحدها هو الذي يعرف بالعقل والثان العرفة الت ل
تصل إل بالسمع والثالث ما ل سبيل إل معرفته ل بعقل ول بسمع فالول العرفة الطلقة الجملة بأن هذه
الحدثات الت يعجز عنها اللق ل بد لا من صانع ولكن هذه العرفة ل تفيد معرفة عينه ول أسائه فإن
الحدثات إنا تدل على فاعل ما مطلق من حيث الملة وكذلك سائر ما يذكر من الباهي القياسية فإنا تدل
على أمر مطلق كلي إذ كان البهان النطقي العقلي ل بد فيه من قضية كلية والنتيجة موقوفة على جيع
القدمات فإذا كان الدلول عليه ل تعرف عينه قبل الستدلل ل يدل هذا الدليل ال على أمر مطلق كلي
وإيضاح ذلك أنه إذا استدل بدوث الحدثات على أن له مدثا وبإمكان المكنات على أن هناك واجبا فإنه ل
يعرف إل وجود مدث واجب بنفسه وهذا معن كلي مطلق ل ينع تصور معناه من وقوع الشركة فيه فل
يكون ف ذلك معرفة عينه ولو وصف هذا بصفات مطلقة ل يرجه ذلك عن أن يكون مطلقا كليا ث إنه ضل
من ضل من الهمية نفاة الصفات من التفلسفة والعتزلة والتصوفة حيث أثبتوا وجودا واجبا قديا ث وصفوه
بصفات سلبية توجب امتناع تعينه وأنه ل يكون إل مطلقا وقد علم أن ما ل يكون إل مطلقا كليا ل يوجد إل
ف الذهان ل ف العيان فيكون ما أثبتوه ل وجود له ف الارج ومن العلوم الفرق بي كون الدليل ل يدل
على عينه وبي نفي تعينه
فإن من سلك النظر الصحيح علم أنه موجود معي متميز وإن كان دليله ل يدله على عينه بلف من
نفى تعينه وجعله مطلقا كليا أو قال ما يستلزم ذلك فإن هذا معطل له ف القيقة ومثال هذا من علم بالدليل
وجود نب مرسل أرسله ال إل خلقه ول يعلم عينه فهذا قد علمه علما مطلقا وأما من قال إن هذا النب إنا
يوجد مطلقا ل معينا فهذا قد نفى وجوده ف الارج فإذا تبي أن القياس العقلي البهان ل يفيد إل معرفة
مطلقة كلية فمعلوم أن أساءه ل تعرف إل بالسمع فبالسمع عرفت أساء ال وصفاته الت يوصف با من
الكلم ولول السمع لا سي ول ذكر ول حد ول مدح ول نعت ول وصف فإن كان هذا هو الذي أرادوه
بعرفة عينه ومن هو فل ريب أنه ل يصل إل بالسمع وإن أراد بذلك معرفة أخرى مثل العرفة بسائر نعوته
الت أخبت با الرسل فهذا أيضا يعلم بالسمع ومنها ما ل يعلم بجرد القياس العقلي ومنها ما قد تنازع الناس
هل يعلم بالعقل أم ل وأما معرفة عي السمى الوصوف الذي علم وجوده فهذا ف الخلوقات يعرف
بالحساس ظاهرا أو باطنا إما بالحساس بعينه أو بالحساس بصائصه فمن علم اسم شخص ونعوته أو اسم
أرض وحدودها فإنه يعرف عينها بالرؤية إما بخب يبه أن هذا العن هو الوصوف السمى وإما بأن يرى
اختصاص ذلك العي بتلك الساء والصفات قال تعال الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
سورة البقرة 126فمن عرف نعوت النب الت نعت
با ف الكتب التقدمة ث رآه ورأى خصائصه علم أن هذا هو ذاك لعدم الشتراك ف تلك الصفات
وهذه العرفة قد تكون بشاهدة عينه كالذين شاهدوه وقد ل تكون بشاهدة عينه بل بطرق أخرى يعلم با أنه
هو كما يعلم أن القرآن تلقى عنه وأنه هاجر من مكة إل الدينة ومات با وأنه هو الذكور ف الذان وهو
الذي يسميه السملون ممدا رسول ال وهو صاحب هذه الشريعة الت عليها السلمون فهذه المور تعرف با
عينه من غي مشاهدة وكذلك قد تعرف عي خلفائه وأصحابه وغيهم من الناس وتعرف أقوالم وأفعالم
وغي ذلك من أحوالم معرفة معينة ل اشتراك فيها مع عدم العاينة لكن قد شوهد آحاد الناسي وعلم أن
هؤلء من هذا النوع ولكن ل يشهد ما يشبه النب وخلفاءه من كل وجه وإنا شوهد ما يشبههم من بعض
الوجوه فهذا القدر السمى يعلم بشاهدة نظيه وأما القدر الفارق فل بد أن يشارك غيه ف وصف آخر
فيعلم ما بينهما من القدر الشترك أيضا فالمور الغائبة ل يكن معرفتها ول التعريف با إل با بينها وبي
المور الشاهدة من الشابة لكن إذا عرف أنه ل شركة ف ذلك علم أنه واحد معي من علم بعض صفاته وإن
جوز فيه الشركة ل يعلم عي ذاك
ففي الملة معرفة عي من علم بعض صفاته قد يصل بالسماع وقد يصل بالعيان وقد يصل
بإلستدلل والعلم بالوصوف قد يعلم بطرق متعددة فمن علم نعت اللك ث رآه فقد يعلم عينه لا استقر عنده
من معرفة صفاته وقد يعلم ذلك بن يبه أن ذلك السمى الوصوف هو هذا العي ولذا إذا كان ف كتاب
الوقف ونوه حدود عقار وصفاته فقد تعلم الدود بالعاينة والستدلل بأن ل يدل ما يطابق تلك النعوت إل
هي وقد يعلم بالب والشهادة ما يشهد الشهود بأن الد السمى الوصوف هو هذا العي وإذا شهد الشهود
على مسمى منسوب وكتب بذلك حاكم إل حاكم آخر أو شهد شهود فرع على شهود أصل فإنه يعلم عي
السمى النسوب كمن شهد بنسبه ول يوجد له شريك فإن وجد له شريك ل تعلم عينه بالشهادة باسه ونسبه
وصار ذلك كاللية والنعت الشترك وهل يشهد بالتعيي بجرد اللية عند الاجة فيه نزاع بي الفقهاء وكما
أن معرفة عي الوصوف تصل بطرق فنفس العلم الول بصفته الختصة يصل بطرق والعلم بالعينة قد يكون
بالشاهدة الظاهرة وقد يكون بالشاهدة الباطنة وقد ل يكون إل لجرد الثار وما يبي الفرق بي العي
والطلق ما ذكره الفقهاء ف باب العيان الشاهدة والوصوفة فإن البيع قد يكون معينا وقد ل يكون والعي قد
يكون مشاهدا فهذا يصح بيعه بالجاع وقد يكون غائبا وفيه ثلثة أقوال مشهورة للعلماء وهي ثلث روايات
عن أحد أحدها أنه ل
يصح بيعه كظاهر الذهب الشافعي والثان يصح وصف أو ل يوصف كمذهب أب حنيفة والثالث
وهو مذهب مالك والشهور من مذهب أحد أنه يصح بالصفة ول يصح بدونا ولو تلف هذا البيع قبل
التمكن من قبضه بآفة ساوية انفسخ البيع فيه باتفاق العلماء ول يكن للمشتري الطالبة ببدله لن حقه تعي ف
عي معينة وأما البيع الطلق ف الذمة فمثل دين السلم فإنه أسلم ف شيء موصوف مطلق ول يعينه وهو بنلة
الثمن الطلق الذي ل يعي وبنلة الديون الت ثبتت مطلقة كالصداق وبدل القرض والجرة ونو ذلك ومثله
ف الواجبات الشرعية وجوب عي رقبة مطلقة ونو ذلك فهنا الواجب أمر مطلق ل يتعي بل لن هو عليه أن
يأت بأي عي من العيان إذا حصل به القصود ولو أتى بعي فتلف قبل التمكن من قبضه كان للمستحق
الطالبة بعي أخرى وهكذا قال الفقهاء ف الدي الطلق كهدي التمتع والقران والدي العي كما لو نذر
هديا بعينه فإن العي لو تلف بغي تفريط منه ل يكن عليه بدله بلف ما وجب ف الذمة فإنه لو عينه وتلف
كان عليه إبداله وكل موجود ف الارج فهو ف نفسه معي لكن العلم به قد يكون مع العلم بعينه وقد ل
يكون مع العلم بعينه كالبيع إذا كان مشاهدا فقد عرف الشتري عينه وإذا كان غائبا فهو معي ف نفسه
والشترى ل يعرف عينه وإنا يعرف منه أمرا مطلقا سواء كان ذلك الطلق ل يتمل سواه أو يتمله ويتمل
غيه فإنه قد يبيعه العبد أو الرض الت من
صفتها كذا وكذا ويصفها بصفات تيزها ل تتمل دخول غيها فيها وهذا بلف السلم فيه فإنه ل
يكون معينا ومت كان معينا بطل السلم كما لو أسلم ف ثن بستان بعينه أو زرع أرضا بعينها قبل بدو الصلح
كما جاء ذلك ف حديث مسند عن النب إذا تبي هذا فإذا عرف ثبوت مدث للحوادث واجب قدي وعلم
انتفاء الشركة فيه بأنه واحد ل شريك له ف اللق أو غي ذلك من خصائصه الت ل يوصف با اثنان مثل أنه
رب العالي وأنه على كل شيء قدير ونو ذلك فقد تعرف عينه بالعقل عرف أنه واحد معي ف نفس المر ل
شركة فيه فيطلب القلب حينئذ معرفة عينه بلف ما يكن الشركة فيه وإذا كان كذلك فقد يعترض العترض
على قول من قال إن عينه ل تعرف إل بالسمع ويقول التعيي حينئذ با جعل ال ف القلوب من ضرورة العرفة
والقصد والتوجه والشارة إل ما فوق السماوات فإنا مفطورة على أنه ليس فوق العال غيه ولذا كان
منكرو علو ال ومباينته لخلوقاته من الهمية اللولية أو النفاة للحلول والباينة ونوهم إنا يثبتون وجودا
مطلقا ل يعي ول يشار
إليه بل يقولون بل إشارة ول تعيي وهؤلء يثبتون وجودا مطلقا كليا ل يعينونه ل ببواطنهم ول
يظواهرهم ولذا يبقون ف حية واضطراب تارة يعلون حال ف الخلوقات ل يتص بشيء وتارة يسلبونه هذا
وهذا ويقولون الق ل يقيد ول يصص ول يقبل الشارة والتعيي ونو ذلك من العبارات الت مضمونا ف
القيقة نفي ثبوته ف الارج فإن كل موجود ف الارج فإنه متعي متميز عن غيه متص بصائصه الت ل
يشركه فيها غيه وهذا هو القيد ف اصطلحهم وهم يظنون أن ما ذكروه ثابت ف الارج لكنهم ضالون ف
ذلك وضللم كضلل ف أمور كثية ل توجد إل ف الذهان ظنونا ثابتة ف العيان ومن هنا ضل من ضل ف
مسألة العدوم هل هو شيء أم ل وف مسألة الحوال وف مسألة وجود الوجودات هل هو ما هيتها الثابتة ف
الارج أو غي ذلك والكلي الطبيعي هل هو ثابت ف الارج أم ل وجاع أمرهم أنم جعلوا المور العقلية
الت ل تكون ثابتة إل ف العقل كالطلقات الكلية ونوها أمورا موجودة ثابتة ف الارج وزعموا أن هذا هو
الغيب الذي أخبت به الرسل وذلك ضلل فإن الغيب الذي أخبت به الرسل هو ما يكن الحساس به ف
الملة ليس ما ل يكن الحساس به لكن مشاهدته والحساس به يكون بعد الوت وف الدار الخرة وهناك
الياة وتوابعها من الحساس والعمل أقوى وأكمل فإن الدار الخرة لي اليوان
فالرسل ل تفرق بي الغيب والشهادة بأن أحدها معقول والخر مسوس كما ظن ذلك من ظنه من
التفلسفة والهمية ومن شركهم ف بعض ذلك وإنا فرقت بأن أحدها مشهود الن والخر غائب عنا ل
نشهده الن ولذا ساه ال تعال غيبا قال تعال الذين يؤمنون بالغيب سورة البقرة 3ل يسمه معقول وقد
بسط الكلم على هذا ف موضعه والقصود هنا أن ما عرف وصفه تعرف عينه بوجه من وجوه الحساس إما
بذاته وإما ببعض خصائصه وال تعال يتص با فوق العال فالعباد يشيون إل ذلك ويعلمون أن خالق العال
هو الذي فوق العال ل يشركه ف ذلك أحد وهذا العلم قد يصل بالفطرة وقد يصل بالستدلل والقياس
وقد يصل بالسمع من الرسل كما أخبت بأن ال فوق العال ولذا قال فرعون يا هامان ابن ل صرحا لعلي
ابلغ السباب أسباب السماوات فأطلع إل إله موسى وإن لظنه كاذبا سورة غافر 37 36ولذا كان
معراج نبينا إل السماء وكذلك سائر ما تعرفه القلوب من خصائصه وقد يقال هو تعيي يكن حصوله بدون
السمع وذلك أن معرفة عينه بالشاهدة ل تصل ف الدنيا فلم يبق ال معرفة عينه بغي هذه الطريق كما يعرف
عي الرسول من ل يشاهده بعرفة ما يعرفه من خصائصه
وأما القائل إن عينه ل تعرف إل بالسمع فقد يقول إن ما حصل للقلوب من معرفة عينه إنا حصل
بالسمع والناس متنازعون ف كونه فوق العال هل هو من الصفات الت تعلم بالعقل كما هو قول أكثر السلف
والئمة وهو قول ابن كلب وابن كرام وآخر قول القاضي أب يعلى أو هو من الصفات السمعية الت ل تعلم
إل بالسمع كما هو قول كثي من أصحاب الشعري وهو أول قول القاضي أب يعلى وطائفة معه فابن أب
موسى وأمثاله قد يقولون بذا ويقولون ل نعلم ذلك إل بالسمع ويقولون ل نعلم أنه فوق السماء ال بالسمع
لكن كلمه أعم من ذلك وكلمهم يصح إذا فسر بأنواع من التعيي الت ل تعلم إل بالسمع كالصفات
البية أو فسر بأن السمع هو الذي أرشد العقول إل ما به يعلم التعيي وأنه لول إرشاد السمع ل يعلم ذلك
أو بأنه أراد بالتعيي معرفة الساء والصفات القولية الت يوصف ال با أو أراد بذلك أن كثيا من الناس أو
أكثرهم ل تصل لم معرفة شيء من التعيي إل بالسمع وكثي من يقول بوجوب النظر وأنه أول الواجبات
أو أول الواجبات العرفة يقولون مع ذلك إن العرفة ل تصل إل بالشرع كما ذكر ذلك أبو الفرج القدسي
وابنه عبد الوهاب وابن
درباس وغيهم كما قال من قال قبلهم إنا ل تصل إل بالشرع وهؤلء يريدون بالعقل الغريزة
ولوازمها من العلوم الت تصل لعامة العقلء وأن ذلك بجرده ل يوجب العرفة بل ل بد من أمر زائد على
ذلك كما قالوا ف استدللم إن العرفة لو كانت بالعقل لكان كل عاقل عارفا ولا وجد جاعة من العقلء
كفارا دل على أن العرفة ل تثبت بالعقل أل ترى أن ما يدرك بالضرورة ل يتلف أرباب النظر فيه وهذا إنا
ينفي العرفة اليانية وإل فعامة العقلء يقرون بالصانع وأيضا فهذا ينفي أن تكون العرفة اليانية ضرورية وهو
أيضا يوجب أن الطرق العقلية النظرية ل تفصل موارد الناع ول يصل عليها الجاع وهو كما قالوا فإن
الطرق القياسية العقلية النظرية وإن كان منها ما يفضي إل العلم فهي ل تفصل الناع بي أهل الرض تارة
لدقتها وغموضها وتارة لن النفوس قد تنازع ف القدمات الضرورية كما ينازع أكثر النظار ف كثي من
القدمات الضرورية ولذا ل يأمر ال عند التنازع إل بالرد إل الكتب النلة قال تعال كان الناس أمة واحدة
فبعث ال النبيي مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالق ليحكم بي الناس فيما اختلفوا
فيه سورة البقرة 213فجعل الاكم بي الناس فيما اختلفوا فيه الكتاب النل من السماء وقال تعال
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ال وأطيعوا الرسول وأول المر منكم فإن تنازعتم ف شيء فردوه إل ال والرسول
سورة النساء 59فأمر عند التنازع بالرد إل ال والرسول ولذا قال هؤلء القررون لكون العرفة ل تصل
بجرد العقل ما قاله عبد الوهاب بن أب الفرج وغيه إنا نقول إن العرفة لو كانت بالعقل لوجب أن يكون
كل عاقل عارفا بال تعال ممعا على رأي واحد ف التوحيد ولا وجدنا جاعة من العقلء كفارا مع صحة
عقولم ودقة نظرهم دل على أن العرفة ل تصل بالعقل لن العقل حاسة من جلة الواس فالواس ل تتلف
ف مسوساتا أل ترى أن ما يدرك بالنظر من أسود وأحر وأخضر وأصفر وحيوان وحجر ل يتلف أرباب
النظر فيه فدل على أن معرفة ال حصلت بعن غي العقل لوجود الختلف ف العرفة والتفاق فيما طريقه
العقل والواس وتسمية هؤلء للعقل حاسة من الواس هو ما نازعهم فيه طوائف من أصحابم وغيهم كأب
السن بن الزاغون وغيه والناع ف ذلك عند التحقيق يرجع إل اللفظ ولذلك قالوا لو كان العقل علة ف
معرفة الباري لوجب أن تصل العرفة بوجوده وتعدم بعدمه كالنظورات تدرك بوجود البصر وتعدم معرفتها
ونظرها بعدم البصر وكذلك السموعات وسائر الحسوسات
ولا رأينا السلم يرتد عن السلم مع وجود عقله الذي كان به قبل الرتداد مؤمنا علمنا أن العرفة
حصلت له بغي ذلك وكذلك نرى الؤمن بال يذهب عقله ويكم بنونه وهو باق على العرفة مقر بالتوحيد
عارف بال وعقلء كثيون يكفرون بال ويشركون به فدل على أن العرفة مستفادة بعن غي العقل وهذا
الكلم يقتضي أن مرد الغريزة ولوازمها ل تستلزم العرفة الواجبة على العباد وهذا ما ل ينازع فيه أحد فإن
من يقول إن العرفة تصل بالعقل يقول إن أصل القرار بالصانع يصل بعلوم عقلية ولكن ليس ذلك هو جيع
العرفة الواجبة ول بجرد ذلك يصي مؤمنا وهذا العقل هو العقل الذي هو شرط ف المر والنهي وقد يراد
بالعقل ما تصل به النجاة كما قال تعال عن أهل النار وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا ف أصحاب
السعي سورة اللك 10وقال تعال أم تسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إل كالنعام بل هم
أضل سبيل سورة الفرقان 44وقال تعال إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون سورة يوسف 2وقال
وتلك المثال نضربا للناس وما يعقلها إل العالون سورة العنكبوت 43وأمثال ذلك ف القرآن واحتجوا
على أن العرفة ل تصل بجرد العقل بقوله تعال وجعلنا لم سعا وأبصارا وأفئدة فما أغن عنهم سعهم ول
أبصارهم
ول أفئدتم من شيء إذ كانوا يحدون بآيات ال سورة الحقاف 26وهذه الية وأمثالا تدل على
أن السمع والبصار والفئدة ل تنفع صاحبها مع جحده بآيات ال فتبي أن العقل الذي هو مناط التكليف ل
يصل بجرده اليان النافع والعرفة النجية من عذاب ال وهذا العقل شرط ف العلم والتكليف ل موجب له
احتجوا أيضا با ذكروه عن النب أنه قال تعلموا العلم فإن تعليمه ل خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح
والبحث عنه جهاد وتعليمه لن ل يعلمه صدقة به يعرف ال ويعبد وبه يجد ال ويوحد هو إمام العمل والعمل
تابعه يرفع ال بالعلم أقواما فيجعلهم للناس قادة وأئمة يقتدى بم وينتهى إل رأيهم
قالوا فوجه الدليل قوله به يعرف ال ويعبد وهذا الكلم معروف عن معاذ بن جبل رضي ال عنه
رووه عنه بالسانيد العروفة وهو كلم حسن ولكن روايته مرفوعا فيه نظر وفيه أن ال يعرف ويعبد بالعلم ل
بجرد الغريزة العقلية وهذا صحيح ل ينازع فيه من يتصور ما يقول ومن يقول إن العرفة تصل بالعقل يقول
إنا تصل بعلوم عقلية أي يكن معرفة صحتها بنظر العقل ل يقول إن نفس العقل الذي هو الغريزة ولوازمها
يوجب حصول العرفة والعبادة وقد تنازع كثي من الناس ف مسمى العلم والعقل أيهما أشرف وأكثر ذلك
منازعات لفظية فإن العقل قد يراد به الغريزة وقد يراد به علم يصل بالغريزة وقد يراد به عمل بالعلم فإذا
أريد به علم كان أجدها من جنس الخر لكن قد يراد بالعلم الكلم الأثور عن العصوم فإنه قد ثبت أنه علم
لقوله فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم سورة آل عمران 61وأمثاله ويراد بالعقل الغريزة فهنا
يكون أحدها عي الخر ول ريب أن مسمى العلم بذا العتبار أشرف من مسمى العقل فإن مسمى العلم هنا
كلم ال تعال وكلم ال أشرف من الغريزة الت يشترك فيها السلم والكافر وأيضا فقد تسمى العلوم
السموعة عقل كما قيل
رأيت العقل عقلي فمطبوع ومسموع فل ينفع مسموع إذا ل يك مطبوع كما ل تنفع العي
وضوء الشمس منوع
وأما العمل بالعلم وهو جلب ما ينفع النسان ودفع ما يضره بالنظر ف العواقب فهذا هو الغلب
على مسمى العقل ف كلم السلف والئمة كالثار الروية ف فضائل العقل ومنه الديث الأثور عن النب وإن
كان مرسل إن ال يب البصر النافذ عند ورود الشبهات ويب العقل الكامل عند حلول الشهوات وبذا
العتبار فالعقل يتضمن العلم والعلم جزء مسماه ومعلوم أن مموع العلم والعمل به أفضل من العلم الذي ل
يعمل به وهذا كما قال غي واحد من السلف ف مسمى الكمة كما قال مالك بن أنس الكمة معرفة الدين
والعمل به وكذلك قال الفضيل بن
عياض وابن قتيبة وغي واحد من السلف قال الشاعر وكيف يصح أن تدعى حكيما وأنت لكل ما
توى ركوب
وقال آخر ابدأ بنفسك فانها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
وهذا العن موجود ف سائر اللسنة لكن لكل أمة حكمة بسبها كما أن لكل أمة دينا فاليونان لم
ما يسمونه حكمة وكذلك الند وأما حكمة أهل اللل فهي أجل من ذلك وما احتج به هؤلء أنم قالوا ل
يدرك بالعقل إل ما يكنفه العقل وييط به علما والباري سبحانه وتعال ل تدركه العقول ول تيط به لقوله
تعال ول ييطون بشيء من علمه إل با شاء سورة البقرة 255وقوله ول ييطون به علما سورة طه
110قال ذو النون الصري العقل عاجز ول يدل إل على عاجز فأما الربوبية فل سبيل إل كيفية إدراكها
بالعقول ليس هو إل الرضى والتسليم واليان والتصديق لكن هذا الكلم وما يشبهه إنا يقتضي أن معرفة
كنهه وحقيقته ل تدركه العقول وهذا هو الصحيح الذي عليه جاهي العلماء وإنا نازع ف ذلك طوائف من
متكلمي العتزلة ومن وافقهم ولذا كان السلف والئمة يذكرون أنم ل يعرفون كيفية صفاته كقولم
الستواء معلوم والكيف مهول وهذا الكيف الجهول هو
التأويل الذي ل يعلمه إل ال وهذا هو النوع الثالث من العلم الذي ذكر ابن أب موسى أن ال انفرد به
وقد قال ابن عباس التفسي أربعة أوجه تفسي تعرفة العرب من كلمها وتفسي ل يعذر أحد بهالته وتفسي
يعلمه العلماء وتفسي ل يعلمه إل ال من ادعى علمه فهو كاذب وقد بسط الكلم على هذا ف غي هذا
الوضع وبي أن لفظ التأويل لفظ مشترك بسب الصطلحات بي صرف اللفظ عن الحتمال الراجح إل
الرجوح وبي تفسي اللفظ وبيان معناه وبي القيقة الت هي نفس ما هو عليه ف الارج وأن التأويل بالعن
الثان كان السلف يعلمونه ويتكلمون به وبالعن الثالث انفرد ال به وأما بالعن الول فهو كتحريفات الهمية
الت أنكرها السلف وذموها وما احتج به هؤلء القدر وأن العلم واليان يصل للعبد بفضل ال ورحته قال
عبد الوهاب وأيضا فإن ال قال ف حق الؤمني أولئك كتب ف قلوبم اليان سورة الجادلة 58فاعلم أن
اليان من تفضله وكتبه ف القلوب فأي عمل للعقل بعد ذلك وإنا العقل بنلة القارىء للمكتوب فإن كان ف
القلب شيء مكتوب قرأه العقل كالسطور يدركه النظر وإذا ل يكن ف القلوب شيء مكتوب ل يفد العقل
فائدة قال ث نقول هل نال النبياء النبوة بعقولم أم بإصطفاء ال لم وإرساله إليهم اللئكة فإن قال بعقولم
فقد أكذبه ال تعال بقوله ال يصطفي من اللئكة رسل ومن الناس سورة
الج 75وإذا ثبت أن العقل ل يفد الرسالة والنبوة وإنا ذلك اختصاص من ال لم كذلك معرفة ال
واليان به ليس للعقل ف ذلك شيء وإنا العقل شرط ف التكليف والطاب بالشرع كالياة والوجود قال
والده أبو الفرج قال بعض أصحابنا عرف بنور الداية وقال غيه عرفنا نفسه بتعرفه والميع واحد قال وقد
روي ذلك عن جاعة من السلف الصال فسئل بعضهم أعرفت ال بحمد أم عرفت ال به فقال عرفت ال به
وعرفت ممدا بال ولو عرفت ال بحمد لكانت النة لحمد دون ال قلت هذه الطريقة تصلح أن تكون ردا
على القدرية من العتزلة ونوهم الذين يقولون إن ما يصل باختيار العبد من علم وعمل فإنه هو الذي أحدثه
بدون معونة من ال له ول هدى يسره له خصه به دون الكافر بل يعلون الؤمن والكافر سواء فيما فعل ال
بما من أسباب الداية حيث أرسل الرسول إليهما جيعا وخلق لكل منهم استطاعة يتمكن با من اليان
وأزاح علة كل منهما بل يقولون إنه يب عليه أن يفعل بكل منهما من اللطف الذي يؤمن به اختيارا كل ما
يقدر عليه فيفعل به الصلح ف دينه وأنه ليس ف القدور ما يؤمن به اختيار شيء ولكن الؤمنون كأب بكر
وعلي آمنا بأنفسهما والكفار كأب لب وأب جهل كفرا بأنفسهما من غي أن يتص ال الؤمن بأسباب
تقتضي إيانه ولذا قال لم الناس إذا كان المر كذلك وها مستويان ف أسباب اليان فلم اختص أحدها
بوجود اليان منه دون الخر وإذا قالوا بشيئته وقدرته قالوا لم إن كان للكافر مثل ذلك بطل
الختصاص وإن ل يكن له مثل ذلك كان الؤمن مصوصا بأسباب من الداية ل يصل مثلها للكافر وأيضا
فإن ال يسأل الدى إل الصراط الستقيم ف كل صلة والدى الشترك بي الؤمن والكافر قد فعله بل يب
عنده عليه فعله فما الطلوب بالدعاء بعد ذلك وأيضا فإن ال تعال قال واعلموا أن فيكم رسول ال لو
يطيعكم ف كثي من المر لعنتم ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق
والعصيان سورة الجرات 7الية فبي أنه حبب اليان إل الؤمني وزينه ف قلوبم وكره إليهم الكفر
والفسوق والعصيان والقدرية من العتزلة والشيعة تتأول ذلك بأنه حبب اليان إل كل مكلف وزينه با
أظهره من دلئل حسنه وكره الكفر با أظهره من دلئل قبحه فيقال لم أول الية وآخرها خطاب للمؤمني
بقوله واعلموا أن فيكم رسول ال لو يطيعكم ف كثي من المر لعنتم سورة الجرات 7وقال ف آخرها
أولئك هم الراشدون فبي أن الذين حبب إليهم اليان وكره إليهم الكفر هم الراشدون والكفار ليسوا
براشدين ولو كان قد فعل بالكفار كما فعل بم ل يصح أن يت عليهم با يشعر اختصاصهم به
كما قال ف أثناء السورة ينون عليك أن أسلموا قل ل تنوا علي إسلمكم بل ال ين عليكم أن
هداكم لليان إن كنتم صادقي سورة الجرات 17فلو كان الراد بالداية الداية الت يشترك فيها الؤمن
والكافر ل يقل إن كنتم صادقي فإن تلك حاصلة سواء كانوا صادقي ف قولم أمناء أو ل يكونوا صادقي
وهذا كقوله فهدى ال الذين آمنوا لا اختلفوا فيه من الق بإذنه سورة البقرة 213وأمثال ذلك ما يبي
اختصاص الؤمني بدي ليس للكفار كقوله فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يرد أن يضله
يعل صدره ضيقا حرجا سورة النعام 125وقوله فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضللة سورة العراف
30وقوله وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ول اليان ولكن جعلناه نورا
ندي به من نشاء من عبادنا سورة الشورى 52ومثل هذا ف القرآن كثي وليس هذا موضع بسط هذه
السألة ولكن القصود التنبيه على الأخذ فالعتزلة يقولون إن ما يصل بكسب العبد واختياره من العرفة ليس
ما جعله ال ف قلبه ويقولون إن العرفة الواجبة ل تكون ما يقذفها ال ف قلب العبد لن الواجب ل يكون إل
مقدورا للعبد ومقدورات العباد عندهم ل يفعلها ال ول يدثها ول له عليها قدرة وقد يقولون إنه ل يستحق
الثواب إل على مقدوره
ولذا يقول من يقول منهم إنه يتنع أن تكون ضرورية لنه حينئذ ل يستحق عليها الثواب لكن هنا
هم متنازعون فيه لمكان أن يكون الثواب على ما سوى ذلك كما أن الياة والقدرة على النظر والعلوم
الضرورية هي من خلق ال عندهم ول ثواب فيها ول أجر لا ولذا جوز أهل الثبات أن تقع العارف النظرية
ضرورية وبالعكس ولن ذلك ل يناف ما وعد ال به من الثواب عندهم بل يوز عندهم أن يعل ال ف قلب
العبد من معرفته ومبته ما يصل بغي كسبه ويثيبه عليه أعظم الثواب فالذين احتجوا من أهل السنة على أن
العرفة واليان تصل للعبد بفضل ال ورحته وهدايته وتعريفه ونو ذلك من العبارات يتضمن قولم إبطال
قول هؤلء القدرية وهذا صحيح لكن ليس ف ذلك ما يقتضي أن العرفة ل يكن أن تصل بنظر العقل كما
أنه ليس ف ذلك ما يقتضي أنا ل تصل بتعليم الرسول والعلماء والؤمني ودعائهم وبيانم واستدللم بل من
العلوم أن العلم يصل ف قلب العبد تارة با يسمعه من الناس من البيان والتعليم إما إرشادا إل الدليل العقلي
وإما إخبارا بالق الواقع وتصل تارة با يقذفه ف قلبه من النظر والعتبار والستدلل الذي ينعقد ف قلبه
كما يصل تارة بكسبه واستدلله ويصل تارة با يضطره ال إليه من العلم من غي اكتساب منه وإن
كان العلم الذي حصل باكتسابه ونظره وهو مضطر إليه ف آخر المر فل يكن العال العارف بعد
حصول العرفة ف قلبه بدليل أو غي دليل أن يدفع ذلك عن قلبه اللهم إل بأن يسعى فيما يوجب نسيانه وغفلته
عن ذلك العلم وقد ل يكنه تصيل الغفلة والنسيان وذلك أن ما كتبه ال ف قلوب الؤمني من اليان سواء
حصل بسبب من العبد كنظره واستدلله أو بسبب من غيه أو بدون ذلك هو والسباب الت با حصل بقضاء
ال وقدره وهي من نعمة ال على عبده فإن ال هو الذي من بالسباب والسببات فمن ظن أن العرفة واليان
يصل بجرد عقله ونظره واستدلله كما تقول القدرية كان ضال وهذا هو الذي أبطله هؤلء وقولم إن
العقل شرط ف التكليف والطاب كالوجود والياة كلم صحيح والشرط له مدخل ف حصول الشروط به
كما للحياة مدخل ف المور الشروطة با والعقل قد يراد به الغريزة وقد يراد به نوع من العلم ونوع من
العمل وكل هذه المور هي من المور العينة على حصول اليان ولذا يتفاضل الناس ف اليان بسب
تفاضلهم ف ذلك وأهل السنة ل ينكرون وجود ما خلقه ال من السباب ول يعلونا مستقلة بالثار بل
يعلمون أنه ما من سبب ملوق إل وحكمه متوقف على سبب آخر وله موانع تنع حكمه كما أن الشمس
سبب ف الشعاع وذلك موقوف على حصول السم القابل له وله مانع كالسحاب والسقف
وال خالق السباب كلها ودافع الوانع ولذا كان النب يقول ف خطبته من يهده ال فل مضل له ومن
يضلل فل هادي له كما قال تعال من يهد ال فهو الهتد ومن يضلل فلن تد له وليا مرشدا سورة الكهف
17وقال تعال من يهد ال فهو الهتدي ومن يضلل فأولئك هم الاسرون سورة العراف 178وقال تعال
ومن يهد ال فهو الهتد ومن يضلل فلن تد لم أولياء من دونه سورة السراء 97ولذا كان مذهب أهل
السنة أن ما يصل بالقلب من العلم وإن كان بكسب العبد ونظره واستدلله واستماعه ونو ذلك فإن ال
تعال هو الذي أثبت ذلك العلم ف قلبه وهو حاصل ف قلبه بفضل ال وإحسانه وفعله والقدرية ل يعلونه من
فعل ال بل يقولون هو متولد عن نظره كتولد الشبع عن الكل والري عن الشرب والرح عن الرح
فيجعلون هذه المور التولدات عن السباب الباشرة من فعل العبد فقط كما يقولون ف المور الباشرة
وقد عارضهم من ناقضهم من متكلمة الثبات فلم يعل للعبد فعل ول أثرا ف هذه التولدات بل
جعلها من ملوقات ال الت ل تدخل تت مقدور العباد ول فعلهم ول يعل للعبد فعل إل ما كان ف مل
قدرته وهو ما قام ببدنه دون ما خرج عن ذلك والقول الوسط أن هذه المور الت يقال لا التولدات حاصلة
بسبب فعل العبد وبالسباب الخرى الت يلقها ال فالشبع يصل بأكل العبد وابتلعه وبا جعله ال ف
النسان وف الغذاء من القوى العينة على حصول الشبع وكذلك الزهوق حاصل بفعل العبد وبا جعله ف
الحل من قبول النقطاع وهو سبحانه خالق للثر التولد عن هذين السببي اللذين أحدها فعل العبد وهو
خالق للسببي جيعا ولذا كان العبد مثابا على التولدات وال تعال يكتب له با عمل وقد ذكر الفعال
الباشرة والتولدة ف آيتي ف القرآن قال تعال ذلك بأنم ل يصيبهم ظمأ ول نصب ول ممصة ف سبيل ال
ول يطأون موطئا يغيظ الكفار ول ينالون من عدو نيل إل كتب لم به عمل صال سورة التوبة 120فهذه
المور كلها هي ما يسمونه متولدا فإن العطش والتعب والوع هو من التولدات وكذلك غي الكافر
وكذلك ما يصل فيهم من هزية ونقص نفوس وأموال وغي ذلك ث قال تعال ول ينفقون نفقة
صغية ول كبية ول يقطعون واديا إل كتب لم سورة التوبة 121فالنفاق وقطع الوادي عمل مباشر فقال
فيه إل كتب لم ول يقل به عمل صال وأما الوع والعطش والنصب وغيظ الكفار وما ينال منهم فهو من
التولدات فقال فيه إل كتب لم به عمل صال سورة التوبة 120فدل ذلك على أن عملهم سبب ف
حصول ذلك وإل فل يكتب للنسان عمل بدون سبب من عمله بل تكتب الثار لنا من أثر عمله قال
تعال نكتب ما قدموا وآثارهم سورة يس 12وقال ف الديث الصحيح إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل
من ثلث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صال يدعو له وقال ف الديث الصحيح من دعا إل هدي
كان له من الجر مثل أجور من اتبعه من غي أن ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إل
ضللة كان عليه من الوزر مثل أوزار من اتبعه من غي أن ينقص من أوزارهم شيئا ولذا كانت هذه
الت يسمونا التولدات يؤمر با تارة وينهى عنها أخرى كما قال تعال فإذا انسلخ الشهر الرم فاقتلوا
الشركي حيث وجدتوهم سورة التوبة 5وقال تعال إن تنصروا ال ينصركم سورة ممد 7وقال وإن
استنصروكم ف الدين فعليكم النصر سورة النفال 72وقال تعال قاتلوهم يعذبم ال بأيديكم ويزهم
وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمني سورة التوبة 14فأخب أنه هو العذب بأيدي الؤمني فهذا
مبسوط ف موضع آخر والقصود هنا أن القدرية لا كانت تزعم أن ما يصل من اليان ف القلب القلب ليس
من فعل ال بل هو من فعل العبد فقط وأنه خارج عن مقدور ال وعن ما من ال به على العبد كان ما ذكر
ردا عليهم وأما من أقر بأن ذلك كله من فضل ال وإحسانه وجعل ما يصل بالنظر والستدلل من فضل ال
وإحسانه فل حجة عليه إذا قال إنه بنظر العقل واستدلله قد يهدي ال العبد ويعل ف قلبه علما نافعا وقد
تنازع أهل الثبات ف اقتضاء النظر الصحيح للعلم هل هو
بطريق التضمن الذي يتنع الفكاكة عنه عقل أو بطريق إجراء ال العادة الت يكن نقضها وبكل حال
فالعبد مفتقر إل ال ف أن يهديه ويلهمه رشده وإذا حصل له علم بدليل عقلي فهو مفتقر إل ال ف أن يدث
ف قلبه تصور مقدمات ذلك الدليل ويمعها ف قلبه ث يدث العلم الذي حصل با وقد يكون الرجل من
أذكياء الناس وأحدهم نظرا ويعميه عن أظهر الشياء وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرا ويهديه لا
اختلف فيه من الق بإذنه فل حول ول قوة إل به فمن اتكل على نظره واستدلله أو عقله ومعرفته خذل
ولذا كان النب ف الحاديث الصحيحة كثيا ما يقول يا مقلب القلوب ثبت قلب على دينك ويقول ف يينه ل
ومقلب القلوب ويقول والذي نفسي بيده ويقول ما من قلب من قلوب العباد إل وهو بي إصبعي من أصابع
الرحن إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه
وكان إذا قام من الليل يقول اللهم رب جبيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والرض عال
الغيب أنت تكم بي عبادك فيما كانوا فيه يتلفون اهدن لا اختلف فيه من الق بإذنك إنك تدي من تشاء
إل صراط مستقيم وكان يقول هو وأصحابه ف ارتازهم اللهم لول أنت ما اهتدينا ول تصدقنا ول صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت القدام إن لقينا
وهذا ف العلم كالرادات ف العمال فإن العبد مفتقر إل ال ف أن يبب إليه اليان ويبغض إليه
الكفر وإل فقد يعلم الق وهو ل يبه ول يريده فيكون من العاندين الاحدين قال تعال وجحدوا با
واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا سورة النمل 14وقال الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
سورة البقرة 146فكما أن النسان فيما يكتسبه من العمال مفتقر إل ال متاج إل معونته فإنه ل حول ول
قوة إل به كذلك فيما يكتسبه من العلوم ومع هذا فليس لحد حجة على ال ف أن يدع ما أمر به من
السباب الت يصل با العلم النافع والعمل الصال ولكن الشأن ف
تعيي السباب فيذم من العتزلة أنم أحدثوا طرقا زعموا أن معرفة ال ل تصل إل با وزعموا أن
العرفة تب با بفعل العبد ل بفعل ال ومن الناس من قد يوافقهم على إحدى البدعتي دون الخرى وكثي
من الناس قد اختلف كلمه ف هذا الصل تارة يقول إن العرفة ل تصل إل بالنظر ويعل أول الواجبات النظر
أو العرفة الاصلة به وقد يعي طريق النظر كما فعل ذلك القاضي أبو يعلى ف العتمد موافقة للقاضي أب بكر
وأمثاله من الوافقي ف هذا الصل للمعتزلة وكما فعل ابن عقيل وابن الزاغون وغيهم ومن توابع ذلك أن
النظر الفيد للعلم ل يكون إل نظرا ف دليل والنظر الذي يوجبونه يكون نظرا فيما يعلم الناظر أنه دليل لنه لو
علم قبل النظر أنه دليل لعلم ثبوت الدلول وإذا كان عالا به ل يتج إل الستدلل عليه فيوجبون سلوك طريق
ل يعلم السالك أنا طريق ث إن القاضي أبا يعلى ف كتابه العروف بعيون السائل الذي صنفه ف اللف مع
العتزلة والشعرية ذكر ما يالف ذلك فقال مسألة مثبتو النبوات تصل لم العرفة بال بثبوت النبوة من غي
نظر واستدلل ف دلئل العقول خلفا للشعرية ف قولم ل تصل حت ننظر ونستدل بدلئل العقول دليلنا أن
النبوة إذا ثبتت بقيام العجز علمنا أن هناك مرسل أرسله إذ ل يكون هناك نب إل وهناك مرسل وإذا ثبت أن
هناك مرسل أغن ذلك عن النظر والستدلل ف دلئل العقول على إثباته ولنه لا ل يقف وجود العرفة على
النظر ف دلئل العقول بل وجبت بالشرع كذلك طريقها جاز أن يصل بالشرع دون دلئل
العقول ولن النب قال أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فإذا قالوها عصموا من دماءهم
وأموالم فحكم بصحة إيانم بالدعاء إل الشهادتي والجابة إليها من غي أن يوجد منهم نظر واستدلل قال
واحتج الخالف بأن ال أمر بالنظر والستدلل ف دلئله فقال تعال وف أنفسكم أفل تبصرون سورة
الذاريات 21وقال أفل ينظرون إل البل كيف خلقت سورة الغاشية 17وقال أو ل ينظروا ف ملكوت
السماوات والرض سورة العراف 185وقال أفلم ينظروا إل السماء فوقهم كيف بنيناها سورة ق 6
وقال قل انظروا ما ذا ف السماوات والرض سورة يونس 101وإذا أمر بذلك دل على أن النظر يثمر
العرفة قال والواب أنا ل ننع حصول العرفة به وإنا كلمنا هل تصل بغيه أم ل وقد دللنا على حصوله
بغيها من الوجه الذي ذكرنا ولقائل أن يقول أما قوله إن العرفة يوز حصولا بالشرع فهذا مسلم لكن
حصولا بالشرع على وجوه أحدها أن الشرع ينبه على الطريق العقلية الت با يعرف الصانع فتكون عقلية
شرعية
الثان أن العرفة النفصلة بأساء ال وصفاته الت با يصل اليان تصل بالشرع كقوله تعال ما كنت
تدري ما الكتاب ول اليان ولكن جعلناه نورا ندي به من نشاء من عبادنا سورة الشورى 52وقوله قل
إن ضللت فإنا أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحى إل رب سورة سبأ 50وقوله كتاب أنزلناه إليك
لتخرج الناس من الظلمات إل النور بإذن ربم سورة ابراهيم 1وأمثال ذلك من النصوص الت تبي أن ال
هدى العباد بكتابه النل على نبيه وأما كون مرد الوجوب بالشرع فل يدل على إمكان الصول بجرد
الشرع ونظي هذا استدلل طائفة كالشيخ أب الفرج الشيازي على أن وجوبا وحصولا بالشرع فقالوا ل
يلو إما أن تكون معرفة الباري وجبت أو حصلت بالشرع دون العقل أو بالعقل دون الشرع أو بما جيعا ل
يوز أن يكون ذلك بالعقل دون الشرع لا بينا ول يوز أن يكون بالشرع والعقل لنه ل يلو إما أن يكون ما
يعرف بالعقل يوجد ف الشرع أو ل يوجد ول يوز أن يقال ل يوجد ف الشرع لن ال تعال قال ما فرطنا
ف الكتاب من شيء سورة النعام 38وإذا كان موجودا ف الشرع فل حاجة بنا إل ذكر العقل فيقال هذه
الطريقة تفيد أن ذلك موجود ف الشرع ويستدل عل
ذلك بقوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء سورة النحل 89وقوله ولكن تصديق الذي بي
يديه وتفصيل كل شيء سورة يوسف 111وقوله اليوم أكملت لكم دينكم سورة الائدة 3ونو ذلك ما
فيه الستدلل بذلك أجود من الستدلل بقوله ما فرطنا ف الكتاب من شيء لن الكتاب هنا ف أشهر
القولي هو اللوح الحفوظ كما يدل عليه السياق ف قوله وما من دابة ف الرض ول طائر يطي بناحيه إل
أمم أمثالكم ما فرطنا ف الكتاب من شيء سورة النعام 38وإذا كان الشيء موجودا ف الشرع فذلك
يصل بأن يكون ف القرآن الدللة على الطرق العقلية والتنبيه عليها والبيان لا والرشاد إليها والقرآن ملن
من ذلك فتكون شرعية بعن أن الشرع هدى إليها عقلية بعن أنه يعرف صحتها بالعقل فقد جعت وصفي
الكمال وأيضا فإذا كان الشرع قد دل على شيء أو أوجبه وقدر أن ف العقل ما يوافق ذلك ل يضر ذلك
وإن كان قد يستغن عنه فل يطعن ف صحته للستغناء عنه وأما كون النب ل يطالب الناس بالنظر
والستدلل فهذا دليل قاطع على أن الواجب متأدى بدون الطرق الت أحدثها الناس وأبدعها
وأما الوجه الول وهو قوله إن النبوة إذا ثبتت بقيام العجز علم أن هناك مرسل أرسله لكون ثبوت
الرسالة يستلزم ثبوت الرسل فهذا ل بد فيه من تقدير وهذا الكلم الذي قاله من أن العلم بالرسول يتضمن
العلم بالرسل كلم صحيح فإن العلم بالضافة يستلزم العلم بالضاف والضاف إليه لكن العترض يقول له
العجزة ل تدل على الرسالة إل بعد العلم بإثبات الصانع ث يعلم بعد ذلك صدق الرسول إما لكون يرى
مرى التصديق والعلم بذلك ضرورى ف العادة واما لكون العجز العجز لو ل يدل على الصدق للزم عجز
الرب عن طريق يصدق به الرسول وإما لكون تصديق الكذاب قبيحا وهو منه عن فعل القبيح ونو ذلك من
الطرق الت سلكها من سلكها من أهل النظر القائلي بأن صدق الرسول ل يعرف ال بالعجزة والطريقان
الولن ها طريقا الشعري وأصحابه ومن وافقهم كالقاضي أب يعلى وأمثاله والثان هو طريق العتزلة ومن
وافقهم كأب الطاب وأمثاله وأما القائلون بأن صدق الرسول يعرف بطرق أخرى غي العجزة فل يتاجون
إل هذا وقد بسط الكلم على ذلك ف موضعه والقصود هنا أن قول القائل إن مثبت النبوات تصل لم معرفة
بال بثبوت النبوة من غي نظر واستدلل ف دلئل العقول وإنا ل ننع صحة النظر ول ننع حصول العرفة به
وإنا خلفنا هل يصل بغيه يتاج إل بيان حصول العرفة لثبت النبوات والقاضي ف هذا قد سلك مسلك
الطاب كما قد كتبنا كلمه
وقد قال إنا يثبت عندهم أمر التوحيد من وجوه أحدها ثبوت النبوات بالعجزات الت أوردها نبيهم
إل قوله فلما استقر ما شاهدوه من هذه المور ف أنفسهم وثبت ذلك ف عقولم صحت عندهم نبوته
وظهرت عن غيه بينونته ووجب تصديقه على ما أنبأهم عنه من الغيوب ودعاهم إليه من أمر وحدانية ال
وإثبات صفاته وإل ذلك ما وجدوه ف أنفسهم وف سائر الصنوعات من آثار الصنعة ودلئل الكمة الشاهدة
على أن لا صانعا حكيما عالا خبيا تام القدرة بالغ الكمة وقد نبههم الكتاب عليه ودعاهم إل تدبره وتأمله
والستدلل به على ثبوت ربوبيته إل آخر كلمه وهذا الكلم يكن تقريره بطرق أحدها بأن يقال القرار
بالصانع فطري ضروري ل يتاج إل نظر فإذا شوهدت العجزات أمكن أن يعلم با صدق الرسول الثان أن
يقال نفس العجزات يعلم با صدق الرسول التضمن إثبات مرسله لنا دالة بنفسها على ثبوت الصانع
الحدث لا وأنه أحدثها لتصديق الرسول وإن ل يكن قبل ذلك قد تقدم من العبد معرفة القرار بالصانع وقد
يقال إن قصة موسى من هذا الباب قا ل تعال
كل فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقول إنا رسول رب العالي أن أرسل معنا بن
إسرائيل قال أل نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سني وفعلت فعلتك الت فعلت وأنت من الكافرين قال
فعلتها إذا وأنا من الضالي ففررت منكم لا خفتكم فوهب ل رب حكما وجعلن من الرسلي وتلك نعمة
تنها على أن عبدت بن إسرائيل قال فرعون وما رب العالي قال رب السماوات والرض وما بينهما إن كنتم
موقني قال لن حوله أل تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الولي قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لجنون
قال رب الشرق والغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون قال لئن اتذت إلا غيي لجعلنك من السجوني قال
أو لو جئتك بشيء مبي قال فأت به إن كنت من الصادقي فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبي ونزع يده فإذا
هي بيضاء للناظرين قال للمل حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون
قالوا أرجه وأخاه وابعث ف الدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم فجمع السحرة ليقات يوم معلوم وقيل
للناس هل أنتم متمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبي فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لجرا
إن كنا نن الغالبي قال نعم وإنكم إذا لن القربي قال لم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالم وعصيهم
وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين
قالوا آمنا برب العالي رب موسى
وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيكم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لقطعن
أيديكم وأرجلكم من خلف ولصلبنكم أجعي قالوا ل ضي إنا إل ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا
خطايانا أن كنا أول الؤمني سورة الشعراء 51 15وف سورة طه فأتياه فقول إنا رسول ربك فأرسل معنا
بن إسرائيل ول تعذبم قد جئناك بآية من ربك والسلم على من اتبع الدى سورة طه 47إل آخر القصة
ففرعون كان منكرا للصانع مستفهما عنه استفهام إنكار سواء كان ف الباطن مقرا به أو ل يكن ث طلب من
موسى آية فأظهر آيته ودل با على إثبات إلية ربه وإثبات نبوته جيعا كما قال لئن اتذت إلا غيي
لجعلنك من السجوني قال أو لو جئتك بشيء مبي قال فأت به إن كنت من الصادقي فألقى عصاه فإذا هي
ثعبان مبي ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين سورة الشعراء 33 29ولذا قال السحرة لا عارضوا معجزته
بسحرهم فبطل سحرهم وتبي أن تلك آية ل يقدر عليها الخلوقي قالوا آمنا برب العالي رب موسى
وهارون سورة الشعراء 48 47فكان إيانم بال لا شاهدوا معجزة موسى فكانت العجزة مبينة للعلم
بالصانع وبصدق رسوله وذلك أن اليات الت يستدل با على ثبوت الصانع تدل العجزة
كدللتها وأعظم وإذا كانت دللتها على صدق الرسول معلومة بالضطرار كالثل الذي ضربوه ف أن
رجل لو تصدى بضرة ملك مطاع وقال إن كنت رسولك فانقض عادتك وقم ث اقعد ث قم ث اقعد فخرق
اللك عادته وفعل ما طلبه الدعى على وفق دعواه لعلم الاضرون بالضرورة أنه فعل ذلك تصديقا له فمن
العلوم أنه إذا تنازع رجلن هل داخل هذه الدار ناسخ يكتب خطا مليحا فأخذ الدعى ورقا أبيض ومعه شعر
قد صنعوه ف تلك الال ف ورقة أخرى وقال إن كان هناك ناسخ فلينسخ هذا الشعر ف هذه الورقة البيضاء
فأخرجت إليهم الورقة البيضاء وقد كتب فيها ذلك الشعر تيقنوا أن هناك من ينسخ فكذلك من نازع ف
إثبات صانع يقلب العادات ويغي العال عن نظامه فأظهر الدعى للرسالة العجز الدال على ذلك علم بالضرورة
ثبوت الصانع الذي يرق العادات ويغي العال عن نظامه العتاد وبالملة فانقلب العصا حية أمر يدل نفسه
على ثبوت صانع قدير عليم حكيم أعظم من دللة ما اعتيد من خلق النسان من نطفة فإذا كان ذلك يدل
بنفسه على إثبات الصانع فهذا أول وليس هذا موضع بسط هذا وإنا القصود التنبيه على أن العجزات قد
يعلم با ثبوت الصانع وصدق رسوله معا وما ذكرناه من كون القرار بالصانع فطري ضروري هو قول أكثر
الناس حت عامة فرق أهل الكلم قال بذلك طوائف منهم من العتزلة والشيعة وغيهم
وكون العرفة يكن حصولا بالضرورة ل ينازع فيه إل شذوذ من أهل الكلم ولكن نازع كثي منهم
ف الواقع وزعم أن الواقع أنا ل تصل لكثر الناس إل بالنظر وجهور الناس نازعوه ف هذا وقالوا بل هي
حاصلة لكثر الناس فطرة وضرورة وابن الزاغون من يقول بوجوب النظر وأن العرفة ل تصل إل به حت
قال فصل إذا قال القائل أنا أعتقد حدوث العال والتوحيد وصحة الدين وأقر بالنبوة ل بطريق النظر
والستدلل ول عن نظر ف حجة أو دليل لكن بطريق التقليد ف ذلك أو ما سوى ذلك ما ل يسند إل معرفة
ثابتة عن نظر ف حجة أو دليل بيث ينتهي الستدلل إل العلم الق فهذا ليس هو بؤمن ول نكم بأنه مؤمن
عند ال ول يثاب على هذا اليان بل هو معاقب ملوم على ترك ما أمر به من العلم بال وصحة الدين والنبوة
والنظر فيما يقتضي به النظر فيه إل معرفته بذلك بطريق اليقي قال وقالت طائفة هو مؤمن عندنا وعند ال إذا
صادف اعتقاده التوحيد والنبوة وما يب عليه اعتقاده من الق ف العارف الدينية سواء كان من يتهيأ له ذلك
بطريق القطع فيه بأدلته أو من ل يتهيأ له ذلك قال وقالت طائفة هو مؤمن ف الظاهر عندنا ول نعلم هل هو
مؤمن عند ال أم ل وقالت طائفة نكم بأنم مؤمنون ما ل يطر ببالم ما يالف ذلك من التشبيه واليز
وإبطال النبوات وأعراض
الشبه ف ذلك فإذا خطر لم شيء من ذلك وجب عليهم النظر والستدلل لدفعه وأن ل يتمكثوا ول
يتثبطوا عن النظر حت يصلوا إل عي الق الرافع للشبهة فإن ل يصلوا إل ذلك ل يؤدوا ما فرض عليهم من
اليان على حقه وإن عجزوا عن ذلك ل يكن عجزهم عذرا عن الوصول إل حقيقة الق قال وقالت طائفة
ل يب عليهم ذلك ويل لم البقاء على ما هم عليه وأن ل يعتقدوا ف ذلك شيئا مع القيام على السنة قال
والدللة عليه أنا قد قدمنا الدليل على وجوب معرفة ال وسائر العارف الدينية من التوحيد وصحة النبوة
والدين وبينا أن حقيقة العرفة إنا تكون بالعلم وأبطلنا أن يكون التقليد طريقا إل العلم وإنا يصل إل العلم به
واليقي فيه إذا خرج عن الشبهة العارضة الوجبة للشك الناقلة عن الق وإذا ثبت ذلك بالدلة التقدمة فمدعى
العرفة مع ترك النظر والستدلل الؤدي إل الدليل القاطع التوقف على حقيقة التوحيد والعارف الدينية مبطل
وإذا كان مبطل ف معرفته ل نكم بإيانه لن اليان ها هنا هو التصديق وإنا يصدق با يزول معه الشك
ويبأ من عهدة الشتباه وبسط الكلم ف ذلك على العادة العروفة وقد قال ف كتابه الكبي الذي ساه منهاج
الدى فصل ف معرفة ال وسائر معارف الدين كسبية وليست حاصة بطريق الضطرار قال وقال طوائف
منهم الاحظ وصال قبة وفضل
الرقاشي والصوفية وكثي من الشيعة معارف الدين كلها حاصلة بطريق الضرورة ث اختلفوا بعد ذلك
فقال طائفة منهم صال قبة إن ال جعل معارف دينه ضرورة يبتديها ويترعها ف قلوب البالغي من غي سبب
متقدم ول بث ول نظر وهو قول طائفة من الشيعة وقالت طائفة من الشيعة إن ال يترعها ف قلوب البالغي
لكن من الحال أن يفعلها فيهم إل بعد فكر ونظر يتقدمها ث يهب ال العرفة لن أحب كما يهب الولد عند
الوطء وقد يوز أن ل يهبها مع النظر كما ل يهب الولد مع الوطء وقالت طائفة من الشيعة اللق مضطرون
إل العارف بالسباب فإذا حصلت عن السباب كانوا متارين للمعرفة مضطرين اليها ف حال واحدة فيكون
مضطرا للسبب متارا للرادة وقال طائفة من العتزلة القائلي بأن العرفة ضرورة إن ال ل يترع شيئا من
أمور الدين والدنيا وعلومهما اختراعا ولكنها تدث من بعد الرادة وطباعا وأن ال خلق العباد وهيأهم
لكتساب الرادة وما يدث بعدها من نظر وغيه فهو واقع بالطبع وليس يضاف إل النسان إل على سبيل
الجاز والتساع قال وقالت طائفة من العتزلة منهم غيلن بن مروان إن
معرفة النسان لنفسه ومعرفة صانعه وأنه غيه يضطر النسان إليها بالطبع فأما باقي العارف الدينية
فكلها اكتساب قال وقالت طائفة منهم أبو الذيل العلف معرفة العلم والدليل الذي يدعو إل معرفة الصانع
اضطرار فأما ما يدث بعدها من علم فعام بالقياس فذلك علم اختيار واكتساب قال وقالت طائفة منهم بشر
بن العتمر معرفة النسان نفسه ليست من فعله ول من كسبه ول اضطرار إليها بل تترع له وتلق مترعه ف
قلبه وما يدرك بالواس من علوم الديانات وغيها اضطرار وما يعلم بالقياس اكتساب ويوز فيهما جيعا
الضطرار ويوز فيهما جيعا أن يكون اكتسابا قال وقالت طائفة من العتزلة الناس مضطرون إل ذلك على
كل حال وليس لم ف ذلك حيلة قال وقالت طائفة من العتزلة منهم الاحظ معرفة ال تقع ضرورة ف طباع
نامية عقب النظر والستدلل
قال وقالت البية ومتقدمهم جهم بن صفوان معرفة ال تقع باختيار ال ل باختيار العبد وبنوه على
مذهبهم ف الب قال ابن الزاغون وتفيد هذه السألة فائدة حكمية وهو أن القائل بعرفة ال واجبة بطريق
الكسب يقول إن ال يعاقب العبد على جهله بال وجهله بالدين واعتقاد الباطل وأما من قال إنا ضرورية فإنه
يقول فائدة ذلك أنه ل يوز أن يعذب ال الاهل على جهله وعلى أنه ل يكتسب العرفة لن ذلك ليس من
مقدوراته وإنا يعذبه على جحده وإنكاره لا عرفه إياه بطريق اضطراره له إليه
فصل وما ذكرناه من أن الرسل صلوات ال عليهم بينوا للناس الطرق العقلية ونبهوهم عليها وهدوهم
إليها كما أنه معلوم لنا فهو ما ذكره طوائف من أئمة الكلم والفلسفة وأعظم التكلمي العظمي للطرق
العقلية هم العتزلة فإنم يقولون كما أن العرفة ل تصل ابتداء إل بالعقل فإنم يقولون بأنا واجبة بالعقل بناء
على القول بأن العقل يعرف به الياب والتحري والتحسي والتقبيح وهذا الصل تنازع فيه التأخرون من
عامة الطوائف فلكل طائفة من أصحاب مالك والشافعي وأحد فيه قولن وأما النفية فالعروف عنهم القول
بتحسي العقول وتقبيحه ونقلوا ذلك عن أب حنيفة نفسه وإنه كان يوجب بالعقل معرفة ال تعال ولن
ولصحاب الديث والصوفية وغيهم ف هذا الصل نزاع ومن
القائلي بتحسي العقل وتقبيحه من أهل الديث أبو نصر السجزي وأبو القاسم سعد بن علي الزنان
وغيها وذكروا أن إنكار ذلك من بدع الشعري ا لت ل يسبق إليها ومن قال ذلك من أصحاب أحد أبو
السن التميمي وأبو الطاب وغيها بل ذكروا أن هذا قول جهور الناس وذكروا مع ذلك أن الرسل
أرشدت إل الطرق العقلية كما أمرت بالواجبات العقلية فهم مع قولم بتحسي العقل وتقبيحه يقولون إن
الرسل بينت ذلك ووكدته وهكذا مع قولم بأن العرفة تصل بالدلة العقلية يقولون إن الرسل بينت ذلك
ووكدته فما يعلم بالعقل من الدين هو عندهم جزء من الشرع والكتاب والسنة يأت على العقولت الدينية
عندهم قال أبو الطاب ف تهيده اختلف أصحابنا هل ف قضاء العقل حظر وإباحة وإياب وتسي وتقبيح
أم ل فقال أبو السن التميمي ف قضايا العقل ذلك حت ل يوز أن يرد الشرع بظر ما كان ف العقل واجبا
كشكر النعم والعدل والنصاف وأداء المانة ونو ذلك ول يوز أن يرد بإباحة ما كان ف العقل مظورا نو
الظلم والكذب وكفر النعمة واليانة وما أشبه ذلك
قال وإل هذا ذهب عامة أهل العلم من الفقهاء والتكلمي وعامة الفلسفة قال وقال شيخنا يعن
القاضي أبا يعلى ليس ف قضايا العقل ذلك وإنا يعلم ذلك من جهة الشرع وتعلق بقول أحد ف رواية عبدوس
بن مالك العطار ليس ف السنة قياس ول يضرب لا المثال ول تدرك بالعقول وإنا هو التباع قال أبو
الطاب وهذه الرواية إن صحت عنه فالراد به الحكام الشرعية الت سنها رسول ال وشرعها قلت قول أحد
ل تدركها العقول أي أن عقول الناس ل تدرك كل ما سنه رسول ال فإنا لو أدركت ذلك لكان علم الناس
كعلم الرسول ول يرد بذلك أن العقول ل تعرف شيئا أمر به وني عنه ففي هذا الكلم الرد ابتداء على من
جعل عقول الناس معيارا على السنة ليس فيه رد على من يعل العقول موافقة للسنة قال أبو الطاب وبذا
القول قالت الشعرية وطائفة من الجبة وهم الهمية قال وعلى هذا يرج وجوب معرفة ال هل هي واجبة
بالشرع حت لو ل يرد ما يلزم أحدا أن يؤمن بال وأن يعترف بوحدانيته ويوجب شكره أم ل فمن قال يب
بالشرع يقول ل يلزم شيء من ذلك لو ل يرد الشرع ومن قال بالول قال يب على كل عاقل اليان بال
والشكر له
ووجه ذلك أنه لو ل يكن ف العقل إياب وحظر ل يتمكن الفكر أن يستدل على أن ال سبحانه ل
يكذب خبه ول يؤيد الكذاب بالعجزة إذ ل وجه ف العقل لستقباحه وخروجه عن الكمة قبل الب عندهم
وإذا كان كذلك ل يأمن العاقل كون كل خب ورد عنه أنه كذب وكل معجزة رآها أن يكون قد أيد با
الكذاب التخرص وف ذلك ما ينع الخذ بب السماء والنقياد لعجزات النبوة الدالة على صدقها ولا وجب
اطراح هذا القول والعتقاد بأن ال جلت عظمته منه عن الكذب متعال عن تأييد التخرص بالعجزة ثبت أن
ذلك إنا قبح وحظر ف العقل وامتنع ف الكمة قلت هذه طريقة معروفة للقائلي بالتحسي والتقبيح العقليي
ويقولون إنم يعلمون بتلك أن ال منه عن أن يفعل القبيح كالكذب وتصديق الكاذب الدعي للنبوة بالعجزة
الدالة على صدقه وإن كان ذلك مكنا مقدورا له لكن ل يفعله لقبحه وخروجه عن الكمة وهم يقولون إنه
بذه الطريقة يعلم صدق النبياء والذين ينازعونم كالشعري وأصحابه وابن حامد والقاضي أب يعلى وابن
عقيل وابن الزاغون وغيهم يسلكون ف العرفة بتصديق النبياء غي هذه الطريق إما طريقة القدرة كما
سلكها الشعري ف أحد قوليه والقاضيان أبو بكر وأبو يعلى وغيها وهو أنه ل طريق إل تصديق النب غي
العجزة فلو ل تكن دالة على التصديق للزم عجز الباري عن تصديق الرسل
وإما طريقة الضرورة كما سلكها الشعري ف قوله الخر وأبو العال وطوائف أخر وإما غي ذلك من
الطرق الت بسط الكلم عليها ف غي هذا الوضع وليس القصود هنا بسط الكلم ف هذه السائل بل القصود
أن جيع الطوائف حت أئمة الكلم والفلسفة معترفون باشتمال ما جاءت به الرسل على الدلة الدالة على
معرفة ال وتصديق رسله كما سيأت ذكره ف كلم القائلي بالتحسي والتقبيح العقليي والفلسفة وغيهم
قال أبو الطاب دليل آخر أنه غي متنع أن يطر للعاقل أنه ل يلق نفسه ول خلقه من هو مثله من أبيه وأمه
إذ لو كانا قادرين على ذلك لكان هو أيضا قادرا وكانا يقدران على خلق غيه وهو يعلم أنما ليقدران فيعلم
أن له خالقا من غي جنسه خلقه وخلق أبويه ث يرى إنعامه عليه بإكماله وتسخي ما سخر له من الأكول
والشروب والنعام وغي ذلك كإقداره عليهم ويطر له أنه إن ل يعترف له بذلك ويشكره أنه يعاقبه وإذا
جوز ذلك وجب عليه ف عقله دفع الضرر والعقاب بالتزام الشكر فإن قيل كما يوز أن يطر له ما ذكرت
يوز أن يطر له أن له خالقا أنعم عليه وأنه غن عن شكره وجيع ما يتقرب به إليه وياف من تكلف له ذلك
أن يسخط عليه ويقول من أنت حت تقابلن بالشكر وتعتقد أنه جزاء نعمت وما أصنع بشكر مثلك ونو ذلك
وف هذا ما ينعه من التزام شيء من جهة عقله
قال والواب أن العاقل مع اعترافه بكمة خالقه ل يتوهم أنه يسخط على من شكره وتذلل له
وتضرع إليه وإن كان غنيا عن ذلك لن الذي بعثه على الشكر ليس هو اعتقاد حاجة خالقه إل الشكر ول
أن شكره يقومن بإزاء النعمة عليه فيمتنع لعلمه بغناه عن ذلك وإنا الباعث له حسن الشكر والتذلل والتعظيم
للمنعم من بدائه العقول والكيم ل يسخط ما هذا سبيله فإذا قد أمن عاقبة القدام على الشكر ول يأمن عاقبة
العقاب على تركه فيجب ف عقله توخي ذلك وصار مثال ذلك أن يقال للعاقل ف الطريق مفسدون يأخذون
الال ويقتلون النفس أو سباع تفترس الدمي ويقال له أنت ما معك قليل نذر والفسدون قد استغنوا با قد
أخذوا فلعلهم ل يعرضون لك أنفة من قلة مالك والسباع قد افترست جاعة فقد شبعوا فلعلهم ل يعرضون
لك فإن ف العقل يب عليه التوقف عن سلوك ذلك الطريق ل القدام عليه كذلك ها هنا قلت مضمون ذلك
أن العقل يوجب سلوك المن دون طريق الوف قال دليل ثالث أنه لو ل يكن ف قضاء العقول إلزام وحظر
لمكن العاقل أن ل يلزمه شيء أصل لنه مت قصد بالطاب سد سعه فلم يسمع الطاب
كما أخب ال عن قوم نوح وإن كلما دعوتم لتغفر لم جعلوا أصابعهم ف آذانم واستغشوا ثيابم
وأصروا واستكبوا استكبارا سورة نوح 7فلما علمنا أنه يوز بعقله أن يكون ف الب الذي خوطب به ناته
وسلمته من اللك وف العراض عنه بسد أذنه هلكه ودماره ثبت أن ف عقله وجوب الصغاء إل الب
وحظر العراض عنه وذلك وصية العقل ل السمع قال دليل رابع أن العقلء أجعوا على قبح الكذب والظلم
واليانة وكفران النعمة وحسن العدل والنصاف والصدق وشكر النعم من أقر منهم بالنبوة ومن جحدها
ولذا يرى الدهرية وأهل الطبائع ف ذلك كأهل الديان بل أكثر فدل على أنم استفادوا ذلك من العقل ل من
النبياء وإذا ثبت أن فيها تسينا وتقبيحا ثبت أن فيها حظرا وإباحة وقد صرح عليه السلم بذلك لا عرض
نفسه على القبائل دليل خامس أنا ند المد على الميل والذم على القبيح يلزمان مع وجود العقل ويسقطان
مع عدمه فلول أنه مقتض للحسن والقبح ل يكن لتخصيص العاقل بالذم على القبيح والدح على السن معن
وإذ قد وجدنا ذلك دل على أن ف العقل حظرا أو إلزاما دليل سادس أن التكليف مال إل مع العقل ولذا ل
يكلف الشرع شيئا إل بعد كمال عقولنا فدل على أن السمع يعلم بالعقول وإذا كان معلوما به والعقل متقدم
عليه ول تقف معرفته على الشرع استحال أن يقال طريق معرفة ال السمع وكيف يتصور ذلك ونن ل نعلم
وجوب النظر بقول الرسول حت نعلم أنه رسول ول نعلم أنه رسول
حت نعلم أنه مؤيد بالعجزة ول نعلم أنه مؤيد بالعجزة حت نعلم أن التأييد من ال سبحانه ول نعرف
التأييد من ال حت نعرفه ونعلم أنه ل يؤيد الكذاب العجزة ول نعرف ذلك إل بفهم العقل الذي هو نوع من
العلوم الضرورية فدل على أن معرفته سبحانه بالعقل دليل سابع لو ل تب معرفته بالعقل لوجب أن يوز
على ال أن ينهى عن معرفته وأن يأمر بكفره وعصيانه والور والكذب كما يوز أن ينسخ ما شاء من
السمعيات ويوجب ما كان قد نى عنه فلما ل يكن ذلك دل على أن ذلك غي ثابت بالسمع وإنا يثبت
بالعقل الذي ل يتغي ول يوز نكثه ونسخه دليل آخر أن ال وهب العقل وجعله كمال للدمي وإذا أغفل
النظر وضيع العقل إذا ل يقتبس منه خيا وإذا كان ل يقبح شيئا ول يسنه فوجوده وعدمه سيان وهذا ل
يقوله عاقل وأيضا يدل على ذلك عبارة ملخصه أن من وجد نفسه مؤثرا بآثار الصنعة مستغرقا ف أنواع
النعمة ل يستبعد أن يكون له صانع صنعه وتول تدبيه وأنعم عليه وأنه إن ل ينظر ف حقيقة ذلك ليتوصل إل
العتراف له والتزام شكره عوقب على ما أغفل من النظر وضيع من العتراف والشكر فإن العقل سيلزمه
النظر ل مالة إذ ل شيء أقرب إل النسان من النظر فدل على وجوبه بالعقل قلت هذه الدلة فيها للمنازعي
كلم يتاج معه إل فصل الطاب كما ذكر ف موضعه وهذه الطريقة الت سلكها أبو الطاب وغيه من أهل
النظر من العتزلة وغيهم بنوها على أن معرفة ال تصل
بالستدلل بنفس النسان ول يتاج مع ذلك إل إثبات حدوث الجسام كما سلك الشعري أيضا
هذه الطريقة قال ابو الطاب احتج الصم بظواهر الي كقوله تعال وما كنا معذبي حت نبعث رسول
سورة السراء 15ول يقل حت نعل عقول وقوله تعال رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال
حجة بعد الرسل سورة النساء 165ول يقل بعد العقل وقوله ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا
لول أرسلت إلينا رسول فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونزى سورة طه 134وغي ذلك من اليات فجعل
الجة والعذاب يتعلق بالرسل فثبت أنه ل يثبت بالعقول حجة ول عذاب وقال والواب أن ال بعث الرسل
يأمرون بالشرائع والحكام وينذرونم قرب الساعة ووقوع الزاء على العمال ويبشرونم على الطاعة وشكر
النعمة بدوام ومزيدها ف دار اللود ويوفونم على العصية بالعذاب الشديد ويكونوا شهودا على أعمالم
وقد قال تعال إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا سورة الفتح 8وقال فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد
وجئنا بك على هؤلء شهيدا سورة النساء 41وهذا بعد أن يعرفوا ال بعقولم ويردون الشبهات الؤدية إل
التعطيل
والتشبيه بالكمة الت جعل ال فيهم والنور العقلي الفرق بي الق والباطل وإل فنحن نعلم أن الفكر
إذا خطر بباله أن الكتاب لعله مترع متلق من جهة ملوق والرسول لعله متخرص متمخرق ل يرج ذلك من
قلبه الرجوع إل اليات والسنة وهو يتوهم فيها ما ذكرنا وإنا يرجع إليه بعد ما ثبت عنده حقيقة التوحيد
وصدق الرسول وأن القرآن كلم ال الذي ل يوز عليه الكذب وعرف مكم الكتاب من متشابه وعرف
طرق الخبار وما يب فيها فإنه يستغن حينئذ عن النظر بعقله قال فإن قيل هذا توهي لمر الرسل وجعلهم
ل يغنون ف التوحيد شيئا وإنا يفيد بعثهم ف الفروع وأنه ل فائدة ف اليات الت ذكر فيها التوحيد والدعوة
إليه ث قال والواب أنا نقول بل لم ف الصول أعظم فائدة لنم ينبهون العقول الغافلة ويدلون على الواضع
الحتاج إليها ف النظر ليسهل سبيل الوقوف عليها كما يسهل من يقرأ عليه الكتاب على التعلم بأن يدله على
الرموز ويبي له مواضع الجة والفائدة وإن كان ذلك ل يغنيه عن النظر ف الكتاب وقراءته وأيضا فإنه بعثهم
لتأكيد الجة فيؤكدون الجة على العباد كيل يقولوا خلقت لنا الشهوات وشغلتنا باللذ عن التفكر والتدبر
فغفلنا فقطع ال سبحانه حجتهم بالرسل
أل ترى أنه قال تعال أو ل نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير سورة فاطر 37فجعل
الجة عليهم طول العمر للتفكر والتذكر ث التدبر للتنبيه قلت فهؤلء الذين يقولون بوجوب العرفة بالعقل
وأنا ل تصل إل بالعقل ذكروا أن الرسل بينوا الدلة العقلية الت يستدل با الناظر كما نبهوا الغافل ووكدوا
الجة إذ كانوا ليسوا بدون من يتعلم الساب والطب والنجوم والفقه من كتب الصنفي ل تقليدا لم فيما
ذكروه لكن لنم يذكرون من الكلم ما يدله على الدلة الت يستدل با بعقله فهداية ال لعباده با أنزله من
الكتب وإرشاده لم إل الدلة الرشدة والطرق الوصلة الت يعمل الناظر فيها بعقله ما يؤدي إليه من العرفة
أعظم من كلم كل متكلم فإن خي الكلم كلم ال وخي الدي هدي ممد وأبو الطاب يتار ما يتاره
كثي من النفية أو أكثرهم مع من يقول ذلك من أهل الكلم من العتزلة وغيهم من أن الواجبات العقلية ل
يشترط فيها البلوغ بل تب قبل البلوغ بلف الواجبات الشرعية قال واحتج بأنه لو كان ف العقل إلزام
وحظر لوجب أن يكون لعرفة السن والقبح أصل ف أوائل العقول يترتب عليه ما سواه أل ترى أن للقدم
والدث فيها أصل ولو كان ذلك كذلك لكان من أنكر السن والقبح مكابرا لعقله مغالطا لنفسه لن جاحد
ما يثبت ف البدائة مكابر
قال والواب أن للحسن والقبح أصل ف بدائة العقول وهو علمنا بسن شكر النعم والنصاف
والعدل وقبح الكذب والور والظلم ومنكر ذلك مكابر لكافة العقلء إل أن من العقلء من قال ل أعرف
ذلك بضرورة العقل وإنا أعرفه بالنظر والب فذلك مقر بالسن والقبح ومدع غي طريق الماعة فيه فنتكلم
ف ذلك ونبي له أن الاهلية وعبدة الصنام ومن ل تبلغه الدعوة يعلم ذلك كما يعلمه أهل الديان فسقط أن
يكون طريقه إل العقل وعلى أن القدم والدوث لما أصل ف بدائة العقول ث اللف ف ذلك واقع ول يقال
إن مالفنا مكابر عقله واحتج بأنه أجع القائلون بأن ف العقل إلزاما وحظرا على أنه ل يلزم ول يظر إل بتنبيه
يرد عليه فإذا ثبت هذا قلنا يب أن يكون ذلك التنبيه بب الشرع ل الواطر لن الواطر يوز أن تكون من
اللك ومن الشيطان ومن ثوران الرة وما أشبه ذلك وإذا جاز ذلك فيها ل نلتفت إل تنبيهها والتفتنا إل ما
تؤثر به وهو خب الشرع فإذا عدم خب الشرع ثبت أنه ل إلزام ول حظر ف ذلك وقال والواب أنه ل بد أن
ينبه على معرفة حسن الشكر بطور النعمة بباله من منعم قصد الحسان إليه فإنه إذا خطر له نعمه عليه على
ما ذكرنا ألزمه عقله الشكر ل مالة سواء نبه على ذلك وسوسة أو إلام ولذلك مهما خطر بباله كفران النعمة
عرف قبحه ومهما خطر بباله أن القبيح ل يبعد أن يكون سببا للكه وعقابه وأن يكون ضده سببا
لنجاته فإنه يلزمه النظر ف ذلك سواء كانت الطرة من اللك أو من الشيطان فثبت أن التنبيه ل يقف
على خب السماء ث يلزم أن الدوث والقدم ل يكون إل بتنبيه ث ذلك خاطر عقلي ول يقال يقف على تنبيه
الشرع قال واحتج بأن المة أجعت أن التكليف يقف على البلوغ وليس العقل موصوفا بذلك من قبل أن
الغلم إذا احتلم فليس يستحدث عقل وإنا ذلك عقل قبل بلوغه فبان أن العقل ل يوجب شيئا ول يظره
وقال الواب أن الوقوف من التكليف على البلوغ هو تكليف الشرعيات خاصة فأما الحكام الستفادة بالعقل
فإنا تلزم النسان إذا استفاد من العقل ما يكنه أن يفعل به بي السن والقبيح فل نسلم ما ذكروه قلت هذا
الذي قاله هو قول كثي من النفية وأهل الكلم العتزلة وغيهم من القائلي بتحسي العقل وتقبيحه فإن هؤلء
لم ف الوجوب قبل البلوغ قولن وكثي من يقول بتحسي العقل وتقبيحه هم ونفاة ذلك من الطوائف الربعة
ينفون الوجوب قبل البلوغ وقد ذكر طائفة من مصنفي النفية ف كتبهم قالوا وجوب اليان بالعقل مروي
عن أب حنيفة وقد ذكر الاكم الشهيد ف النتقى
عن أب يوسف عن أب حنيفة أنه ل عذر لحد بالهل بالقه لا يرى من خلق السماوات والرض
وخلق نفسه وسائر خلق ربه قالوا ويروى عنه أنه قال لو ل يبعث ال رسول لوجب على اللق معرفته
بعقولم قالوا وعليه مشاينا من أهل السنة والماعة حت قال أبو منصور الاتريدي ف صب عاقل إنه يب عليه
معرفة ال وإن ل يبلغ النث قالوا وهو قول كثي من مشايخ العراق ومنهم من قال ل يب على الصب شيء
قبل البلوغ كما ل تب عليه العبادات البدنية بالتفاق قلت هذا الثان قول أكثر العلماء وإن كان القول
بالتحسي والتقبيح يقول به طوائف كثيون من أصحاب مالك والشافعي وأحد كما يقول به هؤلء النفية
وتنازع هؤلء الطوائف ف مسألة الظر والباحة وأن العيان قبل ورود الشرع هل هي على الظر أو الباحة
ل يصح إل على قول من يقول إنه بالعقل يعلم الظر والباحة وأما من قال إن العقل ل يعلم به ذلك ث قال
بأن هذه العيان قبل ورود الشرع على حظر أو إباحة فقد تناقض ف ذلك وقد رام منهم من تفطن لتناقضه أن
يمع بي قوليه فلم يتأت كقول طائفة إنه بعد الشرع علمنا به أن العيان كانت مظورة أو مباحة ونو ذلك
من القوال الضعيفة وليس هذا موضع بسط ذلك لكن القصود هنا أن الكثرين على انتفاء التكليف قبل
البلوغ لقوله رفع القلم عن الصب حت يتلم وعن الجنون حت يفيق وهو معروف ف السنن وغيها متلقى عند
الفقهاء بالقبول من
حديث علي وعائشة وغيها وأيضا فإن قتل الصب من أهل الرب ل يوز باتفاق العلماء وأيضا
فالناس مع تنازعهم ف أولد الكفار هل يدخلون النة أو النار أو يتوقف فيهم ل يفرق أحد علمناه بي الميز
وغيه بل النصوص عن أحد وغيه من أئمة السنة وهو الشهور عنهم الوقف فيهم وذهب طائفة إل أنم ف
النار كما اختاره القاضي أبو يعلى وغيه وذكروا أن أحد نص على ذلك وهو غلط عن أحد فإن النصوص
عنه أنه أجاب فيهم بواب النب ال أعلم با كانوا عاملي وهو ف الصحيحي من حديث أب هريرة وف
الصحيح أيضا من حديث ابن عباس لكن هذا الديث روى أيضا ف حديث يروى أن خدية سألته عن
أولدها من غيه فقال هم ف النار فقالت بل عمل فقال ال أعلم با كانوا عاملي فظن هؤلء أن أحد أفت با
ف حديث
خدية كما ذكر ذلك القاضي ف العتمد وهذا غلط على أحد فإن هذا الديث ضعيف بل موضوع
وأحد أجل من أن يعتمد على مثل هذا الديث والديث متناقض ينقض آخره أوله وذهبت طائفة إل أنم ف
النة كأب الفرج بن الوزي وغيه والذين قالوا بالوقف فسره بعضهم بأنه يدخل فريق منهم النة وفريق النار
بسب تكليفهم يوم القيامة كما جاء ف ذلك عدة آثار وهذا هو الذي حكاه الشعري عن أهل السنة
والديث وقد بسطنا هذا فيما تقدم والقصود هنا أنا ل نعلم من السلف من قال إنه فرق فيمن ل يبلغ بن
صنف وصنف ف القتل أو ف عقاب الخرة بل الفقهاء متفقون على أن العقوبات الت فيها إتلف كالقتل
والقطع ل تكون إل لبالغ لكن قد يمع بي هذا وهذا بأن يقال الث الوجب لعقاب الخرة مرفوع عمن ل
يبلغ وكذلك العقوبات الدنيوية الت فيها إتلف فأما التعزير بالضرب ونوه فلم يرفع عن الميز من الصبيان
بل قال النب مروهم بالصلة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم ف الضاجع فأمر بضربم على ترك
الواجب الشرعي الذي هو الصلة فضربم على الكذب والظلم أول وهذا ما ل يعلم بي العلماء فيه نزاع أن
الصب يؤذى على ما يفعله من القبائح وما يتركه من المور الت يتاج إليها ف مصلحته
وهذا الناع من لزوم الواجبات العقلية للمميزين عند من يقول بالياب العقلي نظي الناع ف
الواجبات الشرعية فإن أحد القولي ف مذهب المام أحد وهو اختيار أب بكر عبد العزيز أن الصلة تب
على ابن عشر وكذلك الصوم يب عليه إذا أطاقه وحينئذ فإياب أب الطاب وموافقيه للتوحيد أول من هذا
بل يقال لو ل يقل بالوجوب العقلي فإنه يب أن يقال إن الصب يب عليه القرار بالشهادتي قبل وجوب
الصلة عليه فإن وجوبما متقدم على وجوب الصلة بالتفاق وأما ما يب ف مال الصب من النفقات وقضاء
الديون وغيه والعشور والزكوات عند المهور الذين يوجبون الزكاة ف ماله فذلك ل يشترط فيه التمييز
باتفاق السلمي بل يب ذلك ف مال الجنون أيضا وف مال الطفل وللفقهاء ف إسلم الصب وردته وإحرامه
وغي ذلك من أقواله وأفعاله كلم معروف ليس هذا موضع بسطه وف ذلك من تناقض أقوال بعضهم
ورجحان بعض القوال على بعض ما ليس هذا موضعه وإنا القصود هنا أن أعظم الناس تعظيما للعقل هم
القائلون بأنه يوجب ويظر ويسن ويقبح كالعتزلة والكرامية والشيعة القائلي بذلك ومن وافقهم من طوائف
الفقهاء والعلماء وأما الفلسفة فالنقل عنهم متلف لتناقض كلمهم فالشهور عنهم أن العقل يسن ويقبح
كما نقله أبو الطاب عنهم ولكن كلمهم ف مبادىء النطق وقولم إن هذه القضايا من الشهورات ل من
البهانيات لا رأى الناس أنه يناقض ذلك صاروا
يكون عنهم أنم ل يقولون بتحسي العقل وتقبيحه كما نقله الرازي وغيه فإذا كان التكلمون
القائلون بتحسي العقل وتقبيحه وأنه ل طريق إل العرفة إل به وأنه يوجبها يعن على الميزين يقولون مع ذلك
إن الشرع بي هذه الطرق العقلية وأرشد إليها ودل الناس عليها ووكدها وقررها حت تت الجة به على
اللق فجعلوا ما جاء به الشرع متضمنا للمقصود بالعقل من غي عكس حت صارت العقليات النافعة جزء من
الشرع فكيف غيهم من طوائف أهل النظر وكذلك الفلسفة ذكروا ذلك كما ذكره أبو الوليد بن رشد
الفيد لا قسم الناس إل أربعة أصناف كما سيأت
فصل قد ذكرنا ما تيسر من طرق الناس ف العرفة بال ليعرف أن المر ف ذلك واسع وأن ما يتاج
الناس إل معرفته مثل اليان بال ورسوله فإن ال يوسع طرقه وييسرها وإن كان الناس متفاضلي ف ذلك
تفاضل عظيما وليس المر كما يظنه كثي من أهل الكلم من أن اليان بال ورسوله ل يصل إل بطريق
يعينونا وقد يكون الطأ الاصل با يناقض حقيقة اليان كما أن كثيا منهم يذكر أقوال متعددة والقول
الذي جاءت به الرسل وكان عليه سلف المة ل يذكره ول يعرفه وهذا موجود ف عامة الكتب
الصنفة ف القالت واللل والنحل مثل كتاب أب عيسى الوراق والنوبت وأب السن الشعري والشهرستان
تدهم يذكرون من أقوال اليهود والنصارى والفلسفة وغيهم من الكفار ومن أقوال الوارج والشيعة
والعتزلة والرجئة والكلبية والكرامية والجسمة والشوية أنواعا من القالت والقول الذي جاء به الرسول
وكان عليه الصحابة والتابعون وأئمة السلمي ل يعرفونه ول يذكرونه بل وكذلك ف كتب الدلة والجج
الت يتج با الصنف للقول الذي يقول إنه الق تدهم يذكرون ف الصل العظيم قولي أو ثلثة أو أربعة أو
أكثر من ذلك وينصرون أحدها ويكون كل ما ذكروه أقوال فاسدة مالفة للشرع والعقل والقول الذي جاء به
الرسول وهو الوافق لصحيح النقول وصريح العقول ل يعرفونه وليذكرونه فيبقى الناظر ف كتبهم حائرا ليس
فيما ذكروه ما يهديه ويشفيه ولكن قد يستفيد من رد بعضهم على بعض علمه ببطلن تلك القالت كلها
وهذا موجود ف عامة كتب أهل الكلم والفلسفة متقدميهم
ومتأخريهم إل كتب الرازي والمدي ونوها وليس فيها من أمهات الصول الكلية واللية القول
الذي هو الق بل تد كل ما يذكرونه من السائل وأقوال الناس فيها إما أن يكون الكل خطأ وإما أن يذكروا
القول الصواب من حيث الملة مثل إطلق القول بإثبات الصانع وأنه ل إله إل هو وأن ممدا رسول ال لكن
ل يعطون هذا القول حقه ل تصورا ول تصديقا فل يققون العن الثابت ف نفس المر من ذلك ول يذكرون
الدلة الدالة على الق وربا بسطوا الكلم ف بعض السائل الزئية الت ل ينتفع با وحدها بل قد ل يتاج
إليها واما الطالب العالية والقاصد السامية من معرفة ال تعال واليان به وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر
فل يعرفونه كما يب وكما أخب به الرسول ول يذكرون من ذلك ما يطابق صحيح النقول ول صريح
العقول وابن رشد الفيد واحد من هؤلء ولذا لا ذكر أصناف المة وجعلهم أربعة أقسام باطنية وحشوية
ومعتزلة وأشعرية جرى
ف ذلك على طريق أمثاله من أهل الكلم والفلسفة وهو قد نبه على كثي ما جاء به القرآن كما
سنذكره عنه لكن القصود أنه ف تقسيم المة ل يذكر القسم الذي كان عليه السلف والئمة وعليه خيارها
إل يوم القيامة لكنه صدق ف وصفه من ذكره بالتقصي من مقصود الشرع فإنه كما قال قال وذلك أنه يظهر
من غي ما آية من كتاب ال تعال أنه دعا الناس فيها إل التصديق بوجود الباري تعال بأدلة عقلية منصوص
عليها فيها مثل قوله تعال يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم اليات سورة البقرة
21ومثل قوله أف ال شك فاطر السماوات والرض سورة إبراهيم 10إل غي ذلك من اليات الواردة ف
هذا العن قال وليس لقائل أن يقول إنه لو كان واجبا على كل من آمن بال أن ل يصح إيانه إل من قبل
وقوفه على هذه الدلة
لكان النب ل يدعو أحدا إل السلم إل عرض عليه هذه الدلة فإن العرب كلها كانت تعترف بوجود
الباري سبحانه وتعال ولذلك قال تعال ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن ال سورة لقمان
25ول يتنع أن يوجد من الناس من يبلغ به فدامة الطبع وبلدة القرية إل أن ل يفهم شيئا من الدلة الشرعية
الت نصبها الشارع للجمهور وهذا فهو أقلى الوجود فإذا وجد ففرضه اليان بال من جهة السماع قال فهذه
حال الشوية مع ظاهر الشرع قال وأما الشعرية فإنم رأوا أن التصديق بوجود الباري تعال ل يكون إل
بالعقل لكن سلكوا ف ذلك طرقا ليست هي الطرق الشرعية الت نبه ال عليها ودعا الناس إل اليان به من
قبلها وذلك أن طريقتهم الشهورة انبنت على بيان أن العال مدث وانبن عندهم
حدوث العال على القول بتركيب الجسام من أجزاء ل تتجزأ وأن الزء الذي ل يتجزأ مدث وأن
الجسام مدثة بدوثه وطريقتهم الت سلكوا ف بيان حدوث الزء الذي ل يتجزأ وهو الذي يسمونه الوهر
الفرد وبالملة حدوث الجسام طريقة معتاصة تذهب على كثي من أهل الرياضة ف صناعة الدل فضل عن
المهور ومع ذلك فهي غي برهانية ول مفضية بيقي إل وجود الباري تعال وذلك أنه إذا فرضنا أن العال
مدث لزم كما يقولون أن يكون له ول بد فاعل مدث ولكن يعرض ف وجود هذا الحدث شك ليس ف قوة
صناعة الدل النفصال عنه وذلك أن هذا الحدث لسنا نقدر أن نعله أزليا ول مدثا أما كونه مدثا فلنه
يفتقر إل مدث وذلك الحدث إل مدث وير المر إل غي ناية وذلك مستحيل وأما كونه أزليا فإنه يب
أن يكون فعله التعلق بالفعولت أزليا فتكون الفعولت أزلية والادث يب أن يكون وجوده متعلقا بفعل
حادث اللهم إل لو سلموا أنه يوجد فعل حادث عن فاعل قدي
فإن الفعول ل بد أن يتعلق به فعل الفاعل وهم ل يسلمون ذلك فإن من أصولم أن القارن للحادث
حادث قلت من أصولم الت تلقوها عن العتزلة أن ما ل يسبق الوادث فهو حادث وهذا متفق عليه بي
العقلء إذا أريد به الادث بالشخص فإن ما ل يسبق الادث العي يب أن يكون حادثا وأما ما ل يسبق
نوع الادث فهو مل الناع بي الناس وعليه ينبن هذا الدليل وكثي من الناس ل ييز ف هذا القام بي ما هو
بعينه حادث وما تكون آحاد نوعه حادثة والنوع ل يزل حت أن كثيا من أهل الكلم إذا رأوا أن الركات
حادثة أو غيها من العراض اعتقدوا أن ما ل يسبق ذلك فهو حادث ول ييزوا بي ما ل يسبق الادث العي
وما ل يسبق النوع الدائم الذي آحاده حادثة فهو ل يسبق النوع وإن سبق كل واحد واحد من آحاده ولا
تفطن كثي من أهل الكلم للفرق أرادوا أن يثبتوا امتناع حوادث ل تتناهى بطريق التطبيق وما يشبهه كما قد
ذكر ذلك ف موضعه فهم ل يسلمون وجود حوادث ل أول لا عن فاعل قدي ويسلمون وجود فعل حادث
العي عن فاعل قدي وهو يقول الادث يب أن يكون وجوده متعلقا بفعل حادث ث ذلك الادث متعلق
بفعل حادث فيكون فعل حادث الفراد دائم النوع عن فاعل قدي فهو يقول ل يكن وجود
حادث عن فاعل أزل إل بفعل حادث الفراد دائم النوع وهم ل يسلمون ذلك قال وأيضا إن كان
الفاعل حينا يفعل وحينا ل يفعل وجب أن يكون هنالك علة صيته بإحدى الالتي أول منه بالخرى فلنسأل
أيضا ف تلك العلة مثل هذا السؤال وف علة العلة فيمر المر إل غي ناية قال وما يقوله التكلمون ف جواب
هذا من أن الفعل الادث كان بإرادة قدية ليس بنج ول ملص من هذا الشك لن الرادة غي الفعل التعلق
بالفعول وإذا كان الفعول حادثا فواجب أن يكون الفعل التعلق بإياده حادثا سواء فرضنا الرادة قدية أو
حادثة متقدمة على الفعل أو معه فكيفما كان فقد يلزمهم أن يوزوا على القدي أحد ثلثة أمور إما إرادة
حادثة وفعل حادث وإما فعل حادث وإرادة قدية وإما فعل قدي وإرادة قدية والادث ليس يكن أن يكون
عن فعل قدي بل واسطة إن سلمنا
لم أنه يوجد عن إرادة قدية ووضع الرادة نفسها هي الفعل التعلق بالفعول شيء ل يعقل وهو
كفرض مفعول بل فاعل فإن الفعل غي الفاعل وغي الفعول وغي الرادة والرادة هي شرط الفعل ل الفعل
وأيضا فهذه الرادة القدية يب أن تتعلق بعدم الادث دهرا ل ناية له اذ كان الادث معدوما دهرا ل ناية
له فهي ل تتعلق بالراد ف الوقت الذي اقتضت إياده إل بعد انقضاء دهر ل ناية له وما ل ناية له ل ينقضي
فيجب أن ل يرج هذا الراد إل الفعل أو ينقضي دهر ل ناية له وذلك متنع وهذا هو بعينه برهان التكلمي
الذي اعتمدوه ف حدوث دورات الفلك وأيضا فإن الرادة الت تتقدم الراد وتتعلق به بوقت مصوص دون
وقت لبد أن يدث فيها ف وقت إياد الراد عزم على الياد ل يكن قبل ذلك الوقت لنه إن ل يكن ف
الريد ف وقت الفعل قدر زائد على ما كانت عليه ف الوقت الذي اقتضت الرادة عدم الفعل وإل ل يكن
وجود ذلك الفعل عنه ف ذلك الوقت أول من عدمه وأيضا كيف يتعي وقت للحادث من غي أن يتقدمه
زمان ماض مدود الطرف إل ما ف هذا كله من التشغيب والشكوك العويصة الت
ل يلص منها العلماء الهرة بعلم الكلم والكمة فضل عن العامة ولو كلف المهور العلم من هذه
الطرق لكان من باب تكليف ما ل يطاق وأيضا فإن الطرق الت سلك هؤلء القوم ف حدوث العال قد
جعت هذين الوصفي معا أعن أن المهور ليس ف طباعهم قبولا ول هي مع هذا برهانية فليست تصلح ل
للعلماء ول للجمهور ونن ننبه ههنا على ذلك بعض التنبيه فنقول إن الطرق الت سلكوا ف ذلك طريقان
أحدها وهو الشهر الذي اعتمد عليها عامتهم ينبن على ثلث مقدمات هي بنلة الصول لا يرومونه من
إثبات حدوث العال إحداها أن الواهر ل تنفك عن العراض أي ل تلو منها والثانية أن العراض حادثة
والثالثة أن ما ل ينفك عن الوادث فهو حادث أعن ما ل يلو من الوادث فهو حادث فأما القدمة
الول وهي القائلة إن الوهر ل يعرى من العراض فإن عنوا الجسام الشار إليها القائمة بذاتا فهي مقدمة
صحيحة وإن عنوا بالوهر الزء الذي ل يتجزأ وهو الذي يريدونه بالوهر الفرد ففيها شك ليس باليسي
وذلك أن وجود جوهر غي منقسم ليس معروفا بنفسه وف وجوده أقاويل متضادة شديدة التعاند وليس ف قوة
صناعة الكلم تلخيص الق منها وإنا ذلك لصناعة البهان وأهل هذه الصناعة قليل جدا والدلئل الت
يستعملها الشعرية ف إثباته خطابية ف الكثر وذلك أن استدللم الشهور ف ذلك هو أنم يقولون إن من
العلومات الول أن الفيل مثل إنا يقولون فيه إنه أعظم من النملة من قبل زيادة أجزائه على أجزاء النملة وإذا
كان ذلك كذلك
فهو مؤلف من تلك الجزاء وليس هو واحدا بسيطا فإذا فسد السم فإليها ينحل وإذا تركب فمنها
يتركب وهذا الغلط إنا دخل عليهم من شبه الكمية النفصلة بالتصلة فظنوا أن ما يلزم ف النفصلة يلزم ف
التصلة وذلك إنا يصدق هذا ف العدد أعن أن نقول إن عددا أكثر من عدد من قبل كثرة الجزاء الوجودة
فيه أعن الوحدات واما الكم التصل فليس يصدق ذلك فيه ولذلك نقول ف الكم التصل إنه أعظم وأكب ول
نقول أكثر ونقول ف العدد إنه أكثر ول نقول إنه أكب وعلى هذا القول فتكون الشياء كلها أعدادا ول
يكون هناك عظم متصل أصل فتكون صناعة الندسة هي صناعة العدد بعينها ومن العروف بنفسه أن كل
عظم فإنه ينقسم بنصفي أعن العظام الثلثة الت هي الط والسطح والسم وأيضا فإن الكم التصل هو
الذي يكن أن يفرض عليه ف وسطه ناية يلتقي عندها طرفا القسمي جيعا وليس يكن ذلك ف العدد ولكن
يعارض هذا أيضا أن السم وسائر أجزاء الكم التصل يقبل
النقسام وكل منقسم فإما أن ينقسم إل شيء منقسم أو إل شيء غي منقسم فإن انقسم إل غي
منقسم فقد وجدنا الزء الذي ل ينقسم وإن انقسم إل منقسم عاد السؤال ف ذلك النقسم هل ينقسم إل
منقسم أو إل غي منقسم فإن انقسم إل منقسم إل غي النهاية كانت ف الشيء التناهي أجزاء ل ناية لا ومن
العلومات الول أن أجزاء التناهي متناهية قلت هذا الوضع هو الذي أوجب قول النظام ونوه بالطفرة وقول
طائفة من التفلسفة والتكلمي بقبول انقسام إل غي ناية بالقوة ل بالفعل وقد أجاب عن هذا طائفة من نفاة
الزء بأن كل ما يوجد فهو يقبل القسمة بعن امتياز شيء منه عن شيء وهي القسمة العقلية الفروضة لكن ل
يلزم وجود ما ل يتناهى من الجزاء لن الوجود إن قيل إنه ل يقبل القسمة بالفعل ل تكن فيه أجزاء ل تتناهى
وإن قيل إنه يقبلها بالفعل فإذا صغرت أجزاؤه فإنا تستحيل وتفسد وتفن كما تستحيل أجزاء الاء الصغار
هواء وإذا استحالت عند تناهي صغرها ل يلزم أن تكون باقية قابلة لنقسامات ل تتناهى ول يلزم وجود
أجزاء ل تتناهى
قال ومن الشكوك العتاصة الت تلزمهم أن يسألوا إذا حدث الزء الذي ل يتجزأ ما القابل لنفس
الدوث فإن الدوث عرض من العراض وإذا وجد الادث فقد ارتفع الدوث فإن من أصولم أن العراض
ل تفارق الواهر فيضطرهم المر إل أن يضعوا الدوث ف موجود ما وبوجود ما قلت من يقول إن
الحداث هو نفس الحدث والخلوق هو نفس اللق والفعول هو نفس الفعل كما هو قول الشعرية ل يسلم
أن الدوث عرض ول أن له مل فضل عن أن يكون وجوديا لكنه قد قدم إفساد هذا وأنه ل بد للمفعول من
فعل وحينئذ فيقال الحداث قائم بالفاعل الحدث وحدوث الادث ليس عرضا موجودا قائما بشيء غي
إحداث الحدث ويقال أيضا إن هذا ينبن على أن العدوم شيء وأن الاهيات ف الارج زائد على وجودها
وكلها باطل وبتقدير صحته فيكون الواب أن القابل للحدوث هو تلك الذوات والاهيات لكن هذا الذي
ذكره يتقرر بطريقة أصحابه الشهورة أن الادث
وجوابه أنه يتعلق به حي وجوده بعن أنه هو الذي يعله موجودا ل بعن أنه كان موجودا بدونه
فجعله هو أيضا موجودا قال فهذه الشكوك كما ترى ليس ف قوة صناعة الدل حلها فإذا يب أن ل يعل
هذا مبدأ لعرفة ال تعال وخاصة المهور فإن طريقة معرفة ال تعال أصح من هذا وأوضح على ما سنبي بعد
من قولنا قال وأما القدمة الثانية وهي القائلة إن جيع العراض مدثة فهي مقدمة مشكوك فيها وخفاء هذا
العن فيها كخفائه ف السم وذلك أنا شاهدنا بعض الجسام مدثة وكذلك بعض العراض فل فرق ف النقلة
من الشاهد ف كليهما إل الغائب فإن كان واجبا ف العراض أن ينقل حكم الشاهد منها إل الغائب أعن أن
نكم بالدوث على ما ل نشاهده منها قياسا على ما شاهدنا فقد يب أن يفعل مثل ذلك ف الجسام
ونستغن عن الستدلل بدوث العراض على حدوث الجسام وذلك أن السم السماوي وهو الشكوك ف
إلاقه بالشاهد الشك ف حدوث أعراضه كالشك ف حدوثه نفسه لنه ل يس حدوثه ل هو ول أعراضه
ولذلك ينبغي أن نعل الفحص عنه من أمر حركته وهي الطريق الت تفضي بالسالكي إل معرفة ال تبارك
وتعال بيقي قال وهي طريق الواص وهي الت خص با إبراهيم الليل عليه السلم ف قوله تعال وكذلك
نري إبراهيم ملكوت السماوات والرض وليكون من الوقني سورة النعام 75لن الشك كله إنا هو ف
الجرام السماوية وأكثر النظار إنا انتهوا اليها واعتقدوا أنا آلة قلت قول هذا وأمثاله إن إبراهيم استدل
بطريق الركة هو من جنس قول أهل الكلم الذين يذمهم أصحابه وسلف المة إن إبراهيم استدل بطريق
الركة لكن هو يزعم أن طريقة الواص
طريقة أرسطو وأصحابه حيث استدلوا بالركة على أن حركة الفلك اختيارية وأنه يتحرك للتشبه
بوهر غي متحرك وأولئك التكلمون يقولون إن استدلل إبراهيم بالركة لكون التحرك يكون مدثا لمتناع
وجود حركات ل ناية لا وكل من الطائفتي تفسد طريقة الخرى وتبي تناقضها بالدلة العقلية وحقيقة
المر أن إبراهيم ل يسلك واحدة من الطريقي ول احتج بالركة بل بالفول الذي هو الغيب والحتجاب
كما قد بسط ف موضع آخر فالفل ل يستحق أن يعبد ولذا قال إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن
سورة الزخرف 27 26وقال إن وجهت وجهي للذي فطر السماوات والرض حنيفا وما أنا من الشركي
سورة النعام 79وقومه كانوا مقرين بالرب تعال لكن كانوا مشركي به فاستدل على ذم الشرك ل على
إثبات الصانع ولو كان القصود إثبات الصانع لكانت قصة إبراهيم حجة عليهم ل لم فإنه من حي بزغ
الكوكب والشمس والقمر إل أن أفلت كانت
متحركة ول ينف عنها الحبة ول تبأ منها كما تبأ ما يشركون لا أفلت فدل ذلك على أن حركتها
ل تكن منافية لقصود إبراهيم بل نافاه أفولا قال ابن رشد وأيضا فإن الزمان من العراض ويعسر تصور
حدوثه وذلك أن كل حادث فيجب أن يتقدمه العدم بالزمان فإن تقدم عدم الشيء على الشيء ل يتصور إل
من قبل الزمان وأيضا فالكان الذي يكون فيه العال إذا كان كل متكون فالكان سابق له يعسر تصور حدوثه
لنه إن كان خلء على رأي من يرى أن اللء هو الكان احتاج أن يتقدم حدوثه إن فرض حادثا خلء آخر
وإن كان الكان ناية السم الحيط بالتمكن على الرأي الثان لزم أن يكون ذلك السم ف مكان فيحتاج
ذلك السم إل السم وير المر إل غي ناية وهذه كلها شكوك عويصة وأدلتهم الت يرومون با بيان إبطال
قدم العراض إنا هي لزمة لن يقول بقدم ما يسن منه حادثا أعن من يضع أن جيع العراض غي
حادثة وذلك أنم يقولون إن العراض الت يظهر للحس أنا حادثة إن ل تكن حادثة فإما أن تكون منتقلة من
مل إل مل وإما أن تكون كامنة ف الحل الذي ظهرت فيه من قبل أن تظهر ث يبطلون هذين القسمي
فيظنون أنم قد بينوا أن جيع العراض حادثة وإنا بان من قولم أن ما يظهر من العراض حادثا فهو حادث
ول ما ل يظهر حدوثه ول ما يشك ف أمره مثل العراض الوجودة ف الجرام السماوية من حركاتا
وأشكالا وغي ذلك فتؤول أدلتهم على حدوث جيع العراض إل قياس الشاهد على الغائب وهو دليل
خطاب إل حيث النقلة معقولة بنفسها وذلك عند التيقن باستواء طبيعة الشاهد والغائب وأما القدمة الثالثة
وهي القائلة إن ما ل يلو من الوادث فهو حادث فهي مقدمة مشتركة السم وذلك أنا يكن أن تفهم على
معنيي أحدها ما ل يلو من
جنس الوادث ويلو من آحادها والثان ما ل يلو من واحد منها مصوص مشار إليه كأنك تقول ما
ل يلو من هذا السواد الشار إليه فهو مادي فأما هذا الفهوم الثان فهو صادق أعن ما ل يلو من عرض ما
يشار إليه وذلك أن العرض الادث يب بالضرورة أن يكون الوضوع له حادثا لنه إن كان قديا فقد خل
من ذلك العرض وقد كنا فرضناه ل يلو وهذا خلف ل يكن واما الفهوم الول وهو الذي يريدونه فليس
يلزم عنه حدوث الحل أعن الذي ل يلو من جنس الوادث لنه يكن أن يتصور الحل الواحد أعن السم
تتعاقب عليه أعراض غي متناهية إما متضادة وإما غي متضادة كأنك قلت حركات ل ناية لا وحركات
وسلوبات ل ناية لا كما يرى كثي من القدماء ف
العال أعن أنه يتكون واحدا بعد واحد ولذا لا شعر التأخرون من التكلمي بوهاء هذه القدمة راموا
شدها وتقويتها بأن بينوا ف زعمهم أنه ل يكن أن تتعاقب على مل واحد أعراض ل ناية لا وذلك أنم
زعموا أنه يب على هذا الوضع أن ليوجد ف الحل منها عرض ما مشار إليه إل وقد وجدت قبله أعراض ل
ناية لا وذلك يؤدي إل امتناع الوجود منها أعن الشار إليه لنه يلزم أل يوجد إل بعد انقضاء ما ل ناية له
ولا كان ما ل ناية له ل ينقضي وجب أل يوجد الشار إليه أعن الفروض موجودا مثال ذلك أن الركة
الوجودة اليوم للجرم السماوي إن كان قد وجد قبلها حركات ل ناية لا فقد كان يب أل يوجد ذلك
ومثلوا ذلك برجل قال لرجل ل أعطيك هذا الدينار حت أعطيك قبله دناني ل ناية لا قالوا فليس يكن أن
يعطيه ذلك الدينار الشار إليه أبدا قال وهذا التمثيل ليس بصحيح لن ف هذا التمثيل وضع
مبدأ وناية ووضع ما بينهما غي متناه لن قوله وقع ف زمان مدود وأعطاءه إياه يقع ف زمان مدود
فاشترط هو أن يعطيه الدينار ف زمان يكون بينه وبي ذلك الزمان الذي تكلم فيه أزمنة ل ناية لا وهي الت
يعطيه فيها دناني ل ناية لا وذلك مستحيل فهذا التمثيل بي أمره ل يشبه السألة المثل با وأما قولم إن ما
يوجد بعد وجود أشياء ل ناية لا ل يكن وجوده فليس بصادق من جيع الوجوه وذلك أن الشياء الت
بعضها قبل بعض توجد على نوين إما على جهة الدور وإما على جهة الستقامة فالت توجد على جهة الدور
الواجب فيها أن تكون غي متناهية إل أن يفرض فيها ما ينهيها مثال ذلك أنه إن كان شروق فقد كان
غروب وإن كان غروب فقد كان شروق فإن كان شروق فقد كان شروق وكذلك إن كان غيم فقد كان
بار صاعد من الرض وإن كان بار
صاعد من الرض فقد ابتلت الرض وإن كان قد ابتلت الرض فقد كان مطر وإن كان مطر فقد
كان غيم وأما الت تكون على استقامة مثل كون النسان من النسان وذلك النسان من إنسان آخر فإن هذا
إن كان بالذات ل يصح أن ير إل غي ناية لنه إذا ل يوجد الول من السباب ل يوجد الخر وإن كان
ذلك بالعرض مثل أن يكون النسان بالقيقة عن فاعل آخر غي النسان الذي هو الله وهو الصور له ويكون
الب إنا منلته منلة اللة من الصانع فليس يتنع إن وجد ذلك الفاعل يفعل فعل ل ناية له بالت غي متناهية
متبدلة أن يكون فعله لشخاص الناس على الدوام بأشخاص ل ناية لا أعن أنه يفعل البناء بالباء وإليه
الشارة ف قوله تعال أن اشكر ل ولوالديك سورة لقمان 14قلت مضمون هذا الكلم أن التسلسل ف
العلل متنع لن العلة يب وجودها عند وجود العلول وأما ف الشروط والثار مثل كون
الوالد شرطا ف وجود الولد ومثل كون الغيم شرطا ف وجود الطر فل يتنع وهذا فيه نزاع معروف
وقد ذكر ف غي هذا الوضع وليس ف هذا ما ينفع الفلسفة ف قولم بقدم الفلك وإنا غايته إبطال ما يقوله
من يقول بوجوب تناهي الوادث وقد تقدم غي مرة أن حجة الفلسفة باطلة على تقدير النقيضي فإنه إذا
امتنع وجود ما ل يتناهى بطل قولم وإن جاز وجوده ل يتنع أن يكون وجود الفلك متوقفا على حوادث
قبله وكل حادث مشروط با قبله كما يقولون هم ف الوادث الشهودة من الناسي والمطار كما ذكره بل
هذا يستلزم امتناع حدوث الوادث عن علة تامة مستلزمة لعلولا ويقتضي أنه يلزم من قولم أن ل يكون
للحوادث فاعل إذا كان كل حادث مشروطا بادث قبله والعلة التامة الستلزمة لعلولا يتنع عندهم وعند
غيهم أن يدث عنها شيء بوسط أو غي وسط لن ذلك يقتضي تأخر شيء من معلولتا فل تكون تامة بل
فيها إمكان ما بالقوة ل يرج إل الفعل وهو نقيض قولم قال ابن رشد وأيضا فإن قولم إن الركة الشار
إليها ل ترج إل وقد انقضت قبلها حركات ل ناية لا قول ل يسلمه الصوم فإن الصوم يقولون إنه ل
ينقضي إلما له ابتداء وما ل مبدأ له كما
نضعه نن فل انقضاء له وبذا ينكرون قولم إن ما وقع ف الاضي فقد دخل ف الوجود لن معن
دخل ف الوجود أنه تناهى وجوده وكمل ول يتناهى إل ما له ابتداء فأما ما ل يبتدىء فل يدخل ف الوجود
قلت لفظ النقضاء والقضاء قد يعن به الكمال والتمام كما قال تعال فإذا قضيت الصلة فانتشروا ف الرض
سورة المعة 10فإذا قضيتم مناسككم سورة البقرة 200ويقال قد انقضت هذه السنة وانقضى شهر
رمضان ونو ذلك فعلى هذا ل يكون النقضى الذي كمل وت إل ما له ابتداء إذ ما ل أول له ل يعقل كماله
وتامه وقد يعن بلفظ النقضاء النتهاء والضي والزوال فمعلوم أن الوادث الت كانت قبلها قد انقضت
ومضت وانتهت بعن أنا ل يبق منها شيء وعلى هذا فقول القائل كل حركة ل تكون حت يكون قبلها
حركات ل ناية لا معناه حت توجد قبلها حركات ل ابتداء لا ليس
الراد ل آخر لا بل الراد ليس لا ابتداء وهذا صحيح وهو أول السألة والنازع يقول إذا كانت
الركات ل أول لا فالعن أنه قد مضى ف الاضي ما ل ابتداء له كما يقال إنه سيوجد ف الستقبل ما ل
انتهاء له وهذا هو قوله فما الدليل على بطلن هذا فهنا اشتراك واشتباه ف اللفاظ والعان إذا ميزت ظهر
العن ولفظ الدخول ف الوجود قد يتناول ما كمل وجوده وما ل يكمل وجوده ويتناول ما وجد معا وما
وجد متعاقبا لكن قول القائل إن الاضي دخل ف الوجود دون الستقبل عند منازعة فرق ل تأثي له فإن أدلته
النافية المكان دوام ما ل يتناهى كالطابقة والشفع والوتر وغي ذلك يتناول المرين وهي باطلة ف أحدها
فيلزم بطلنا ف الخر ومن اعتقد صحتها مطلقا كأب الذيل والهم طردوها ف الاضي والستقبل وهو
خلف دين السلمي وغيهم من أهل اللل وهذا الذي يذكره هؤلء التفلسفة إنا يتوجه فيما مضى ول يبق
كالركات فأما النفوس النسانية الجتمعة إذا قالوا بأنه الن ف الوجود منها ما ل يتناهى وهو متمع وأن
ذلك ل يزال يزيد ل يكن ما ذكروه ف الركات متناول لذا ولذا فر ابن رشد من ذلك إل أن جعل النفوس
واحدة بالذات وشبهها بالضوء مع الشمس والضوء عرض وفساد هذا القول معلوم وليس هذا موضع بسطه
ولذا قال ابن رشد هنا وهذا كله ليس بينا ف هذا الوضع وإنا سقناه ليعرف أن ما توهم القوم من
هذه الشياء أنه برهان فليس برهانا ول هو من القاويل الت تليق بالمهور أعن الباهي البسيطة الت كلف
ال تعال با الميع من عباده اليان به قال فقد تبي لك من هذا أن هذه الطريقة ليست برهانية صناعية ول
شرعية وأيضا فإن خصماءهم ل يضعون قبل الدورة الشار إليها دورات ل
ناية لا لن من أصولم أن ما ل ناية له الائز الوجود هو الذي يوجد أبدا شيء خارج عنه أعن أنه
يكن أن يزاد عليه دائما فهم إنا يضعون أن قبل هذه الدورة الشار إليها دورة وقبل تلك الدورة دورة وذلك
إل غي ناية على التعاقب على مل واحد أي مت وجدت دورة وجدت قبلها ف الحل دورة وبعدها دورة
وأن هذا الرور إل غي ناية كالال ف الستقبل فإنا نقول إن بعد هذه الدورة دورة وبعدها دورة وذلك إل
غي ناية ول نقول إن بعد هذه الدورة دورات ل ناية لا فيلزم عن هذا أن يكون بعد الدورة الت كانت اليوم
بدة عشرة الف سنة دورات ل ناية لا وبعد الدورة الشار إليها الن فيكون ما ل ناية لا أعظم ما ل ناية
له وذلك مال وكذلك الال ف الدوار الاضية وقولم إن الفرق بي ما مضى وبي ما يأت أن ما يأت ل
يدخل ف
الوجود بعد وأن ما مضى قد انصرم وانقضى وما انصرم وانقضى فواجب أن يدخل ف الوجود فهو
متناه قول حق إل أن الوضع الذي يضعه خصماؤهم ف الدورات ليس بذه الصفة وذلك أنه إذا ل يكن هناك
حركة واجب أن تكون أول يستحيل أن تكون قبلها حركة فليس يب أن يكون ها هنا جلة هي أول جلة
دخلت ف الوجود ول جزء منها هو أول جزء دخل ف الوجود والذي دخل منها ف الوجود إنا هو شخص
واحد أو أشخاص متناهية إن كانت من الشياء الت يوجد منها أكثر من شخص واحد وذلك على جهة
التعاقب على مل واحد فمن أين يلزم ليت شعري إن كان الداخل منها ف الوجود إنا هو واحد وقبله واحد
أن يكون ها هنا جلة غي متناهية دخلت ف الوجود معا
والصل ف هذا كله أن ل يدخل ف الوجود إل ما انقضى وجوده وما انقضى وجوده ول ينقضي إل
ما ابتدى وجوده وإنا كان يلزم أن يدخل ف الوجود ما ل ناية له الاضي ف الوجود لو كان دخوله معا أعن
ما ل ناية له وأما الداخل فيه شخص فشخص على مل واحد وكأنك قلت على السم الدوري وليس هناك
أول فليس يب أن يكون ما دخل منها ف الوجود منحصرا أو متناهيا لن التناهي هو الذي يكن أن يزاد عليه
شيء وأي جلة فرضناها متناهية فإنه يكن أن يكون فيها جلة قبلها جلة أخرى وهذا هو حد ما ل ناية له
الائز الوجود أعن أن يكون أبدا يوجد شيء خارج عنه ويسألون كما أن تقدير وجود الباري سبحانه وتعال
ف الاضي غي متناه وكما أن تقدير وجوده ف الستقبل غي متناه وهذا معن قولنا ل يزل ول يزال هل تقدر
أفعاله ف الاضي متناهية أو غي متناهية
فإن قالوا غي متناهية كما هو ف الستقبل فقد اعترفوا بوجود ما ل ناية له ف الاضي على الشرط
الذي يوجد عليه ما ل ناية له أعن أن ل يوجد معا وأن ل ينقطع المكان وإن قالوا غي ذلك فقد أحالوا
على الوجود الزل أن تكون أفعاله أزلية ويلزمهم ذلك ف علمه بالادثات وإرادته لا فتكون معلوماته بالفعل
متناهية وكذا إرادته وبالقوة غي متناهية أما ف الاضي فمن قبل أنه ل يوز عندهم أن تكون أفعال ل ناية لا
وأما ف الستقبل فمن قبل أن ما ل ناية له إنا يوجد عندهم بالقوة وذلك شيء ل يقولونه فإن قالوا إراداته
ومعلوماته غي متناهية بالفعل فقد سلموا دخول ما ل ناية له بالفعل ف الوجود قال وهذا كله تشويش لعقائد
التشرعي وصد عن الغاية الت قصد با تعريفهم هذه الشياء وهو أن يكونوا مصممي ف هذه الشياء أخيارا
فإن من ليس بصمم العقيدة ف هذه ليس بي
قلت قول القائل هذا متناه أو غي متناه لفظ ممل يراد به ما ل يتناهى من أوله ول من آخره فل يكن
أن يزاد عليه وهذا هو مراد ابن رشد با ل يتناهى من أوله فقط أو من آخره فقط كالوادث الاضية إذا قيل ل
تتناهى فإنه ل ناية له من جهة البتداء بعن أنه ل ابتداء لا ولكن إذا قدر أنا انقضت اليوم فقد تناهت من
هذا الطرف قال ابن رشد فخصماء هؤلء التكلمي ل يقولون إن قبل هذه الدورة العينة دورات ل ناية لا
بالعن الول أي ليس لا أول ول آخر بل يعترفون أنه حينئذ يكون للدورات آخر وهذا عندهم هو الذي ل
يتناهى بالعن الخر وهو جائز عندهم قال لن من أصولم أن ما ل ناية له الائز الوجود هو الذي يوجد
أبدا شيء خارج عنه أعن أنه يكن أن يزاد عليه دائما قال فهم إنا يضعون أن قبل هذه الدورة الشار إليها
دورة
وقبل تلك الدورة دورة إل غي ناية على التعاقب على مل واحد كالال ف الستقبل فإنا نقول إن
بعد هذه الدورة دورة وبعد هذه الدورة دورة إل غي ناية ول نقول إن بعد هذه الدورة دورات ل ناية لا
فيلزم أن يكون بعد هذه الدورة بدة عشرة آلف سنة دورات ل ناية لا وبعد هذه الدورة دورات ل ناية لا
فيكون ما ل ناية له أعظم ما ل ناية له وذلك مال فمعن ما ل ناية له الذي جعل مقتضاه مال هو الذي ل
يقبل أن يزاد عليه وهو ما ل أول له ول آخر وأما إذا قيل وجد قبل هذه الدورة دورة وقبلها دورة إل غي
ناية فهنا إنا نفيت النهاية عن الانب الاضي دون الستقبل فل يطلق على الملة أنا ل تتناهى لنا تناهت
من أحد الانبي وإن كانت غي متناهية من الانب الخر فهو يسلم امتناع القضاء وجود ما ل يتناهى ف
الاضي إذا أريد به ما ل يتناهى من الانبي وما قدر متناهيا من أحدها فل يسلم امتناع انقضائه ول يطلق
عليه أنه ل يتناهى بل هو عنده قد تناهى لنه انقضى والتناهي
والنقضاء واحد لكن يقال فيه إنه وجد شيئا قبل شيء إل غي ناية فتكون النهاية مسلوبة عن ابتدائه
ل عن الانب الذي انتهى إليه ويقال ل يتناهى مقيدا ل مطلقا كما قال لن من أصولم أن ما ل ناية له
الائز وجوده هو الذي يوجد أبدا شيء خارج عنه أي يكن أن يزاد عليه دائما فهذا يسميه ما ل ناية له
الائز وجوده وهو أن يكون خارجا عنه شيء يكن أن يزاد عليه دائما هو إنا يقبل الزيادة من الهة الت
تناهى منها فهو متناه من أحد الطرفي غي متناه من الطرف الخر فلهذا جاز أن يقال ليس هو ما ل يتناهى
لتناهيه من جانب ويوز أن يقال هو ل يتناهى لعدم تناهيه من الانب الخر ولذا نقول إنه ل يدخل ف
الوجود إل ما انقضى وجوده وما انقضى ول ينقضي إل ما ابتدأ وجوده لنه إذا قدر أن الوادث دائمة ل
تزل ول تزال فلم تنقض وإنا يفرض النسان انقضاء الاضي فرضا وإنا النقضي ما ل يبق فيه شيء والوادث
إذا كانت مستمرة فما انقضت ول انتهت فما دخلت ف
الوجود والذي وجد ف الاضي فهو متناه ليس هو ما ل يتناهى وإنا يكون قد دخل ما ل يتناهى إذا
كان متنعا ف الوجود فيكون قد انقضى مع كونه غي متناه وهذا متنع فأما ما يوجد شيئا بعد شيء وهو ل
يزل ول يزال فهذا ليس يب أن يكون ما دخل منه ف الوجود منحصرا أو متناهيا لنه ل ينقض بل هو
متواصل الوجود والنقضى عنده ما انقطع وجوده ول يبق منه شيء وليست الوادث الستمرة كذلك فلفظ
انقضى وانتهى وانصرم ونو ذلك معناها متقارب فإذا قال التكلم الوادث الاضية قد انقضت فلو ل تكن
متناهية للزم انقضاء ما ل ناية له كان هذا تلبيسا فإنا إذا جعلت منقضية فإنا انقضت من جهتنا ل من البداية
ومن هذه الهة هي متناهية وأما من جهة البتداء فل انتهاء لا ول انقضاء وما ل يتناهى هو ما ل ينقضي ول
ينصرم فإذا قيل انصرم وانقضى ما ل يتناهى كان هذا تناقضا بينا والوادث الاضية ليس لا أول فإذا قدر أنا
انقضت فقد انتهت وانصرمت فل يطلق عليها أنا ل تتناهى مع تقدير أنا منقضية بل إذا قدر تناهيها فقد
انقضت وإن قدر استمرارها فلم تنقض وما ذكره ابن رشد كما أنه مبطل لقول من يقول بامتناع وجود ما ل
يتناهى ف الاضي والستقبل كما يقوله من يقوله من التكلمي فهو مبطل أيضا لقول إخوانه من
الفلسفة الذين يقولون بوجود ما ل يتناهى ول له أول ول آخر ف قديي متلفي كما يقولونه إن حركات
كل واحد من الفلك ل تتناهى ول لا بداية ول ناية مع أن إحدى الركات أكثر وأعظم من الخرى كما
يقولون إن القمر يتحرك ف كل شهر مرة والشمس ف كل سنة مرة والفلك الحيط ف كل يوم مرة فهو أعظم
مقدارا وأسرع حركة من فلك الشمس والقمر وغيها فإنه ميط بالميع فهو أعظم وهو يتحرك كل يوم
الركة الشرقية الت ترك با جيع الفلك وليس ف الفلك ما يتحرك كل يوم غيه فتكون حركته أكب
وأكثر من حركة سائر الفلك فلك الشمس والقمر وغيها فإن اليام أكثر عددا من الشهور والشهور أكثر
عددا من العوام ونفس التحرك كل يوم حركته أعظم مقدارا ما يتحرك ف الشهر والعام مع أن كل من هذه
الركات ليس لا أول ول آخر عندهم فيلزم من ذلك أن يكون ما ل يتناهى وليس له أول ول آخر كحركة
فلك القمر والشمس يقبل أن يزاد عليه أضعافا مضاعفة بل وجد ما هو بقدره أضعافا مضاعفة وهو حركة
الفلك الحيط فيكون ما ل يتناهى من
الانبي وليس له أول ول آخر أعظم ما ل يتناهى وليس له أول ول آخر وأكب منه وهذا هو الذي
بي ابن رشد وغيه من النظار أنه متنع ول يلزم هذا أئمة أهل اللل الذين قالوا إن الرب يفعل أفعال أو يقول
كلمات ل ناية لا ليس لا أول ول آخر فإن هؤلء يقولون ل قدي إل ال وحده وما سواه مدث ملوق فلم
يقم بغيه ول يصدر عن غيه ما ل يتناهى وإنا ذلك له وحده فلم يكن لغيه ما ل يتناهى من الطرفي ل أقل
ما له ول أكثر وذلك أن ابن رشد عنده ما ل يتناهى هو ما ل أول له ول آخر فما كان له منتهى ينتهي إليه
مدود فل بد أن يكون له مبدأ مدود فل يتناهى شيء ف النهاية إل وله مبدأ مدود ولذا قال وأيضا فإن
خصماءهم ل يضعون قبل الدورة الشار إليها دورات ل ناية لا لن من أصولم أن ما ل ناية له الائز
الوجود هو الذي يوجد أبدا شيء خارج عنه أعن أنه يكن أن يزاد عليه دائما إل قوله وقولم إن الفرق بي
ما مضى وبي ما يأت أن ما يأت ل يدخل ف الوجود بعد وأن ما مضى قد انقضى وانصرم وما انقضى وانصرم
فواجب أن يدخل ف الوجود فهو متناه فهو قول حق ومراده
بذلك أن الذي ينقضي وينصرم هو ما له مبتدأ وأما ما ل ابتداء له فل انتهاء له ولينقضي ول ينصرم
ولذا قال إل أن الوضع الذي يضعه خصماؤهم ف الدورات ليس بذه الصفة وذلك أنه إذا ل يكن هناك
حركة واجب أن تكون أول بيث يستحيل أن تكون قبلها حركة فليس يب أن يكون ها هنا جلة هي أول
جلة دخلت ف الوجود ول جزء منها هو أول جزء دخل ف الوجود والذي دخل منها ف الوجود إنا هو
شخص واحد أو أشخاص متناهية إن كانت من الشياء الت يوجد منها أكثر من شخص واحد إل قوله فمن
أين يلزم ليت شعري إن كان الداخل منها ف الوجود إنا هو واحد وقبله واحد أن يكون ها هنا جلة غي
متناهية دخلت ف الوجود معا قال والصل ف هذا كله أل يدخل ف الوجود إل ما انقضى وجوده وما
انقضى ول ينقضي إل ما ابتدأ وجوده إل قوله لن التناهي هو الذي يكن أن يزاد عليه شيء وأي جلة
فرضناها متناهية فإنه يكن أن يكون قبلها جلة أخرى وهذا هو حد ما ل يتناهى الائز الوجود
وقد قال قبل ذلك لن من أصولم أن ما ل ناية له الائز الوجود هو الذي يوجد أبدا شيء خارج
عنه أعن أنه يكن أن يزاد عليه دائما إل قوله ول نقول إن بعد هذه الدورة دورات ل ناية لا فيلزم من هذا
أن يكون بعد الدورة الت كانت اليوم بدة عشرة آلف سنة دورات ل ناية لا وبعد الدورة الشار إليها
دورات ل ناية لا فمن تدبر كلمه تبي له ما قلناه قلت فأما الكلم على إحاطة علم ال تعال بالكليات
والزئيات وإرادته فمذكور ف غي هذا الوضع وهذا الرجل قد أورد على هؤلء هذا السؤال العروف وهو
الذي أوقع أبا العال ف قوله بالسترسال وأن العلم ييط بأعيان الواهر وأنواع العراض ويسترسل على
أعيان العراض وهذا ليس هو قول من يقول بأنه يتعلق بالكليات فإن ذلك ل يفرق بي الواهر وأنواع
العراض وأعيانا ومن علم أن الكليات ل تكون كلية إل ف الذهن وأن كل موجود فإنه معي والفلك معينة
والعقول والنفوس عندهم معينة ونفسه القدسة معينة تبي له أن قول من يقول يعلم الكليات وأنه إنا يعلم
الزئيات
على وجه كلي مضمون كلمه أنه ل يعلم نفسه ول شيئا من الوجودات هذا وهم يقولون إنه مبدع
لا وسبب ف وجودها وأن العلم بالسبب يقتضي العلم بالسبب فقولم هذا يوجب علمه بنفسه وبكل موجود
وذلك يناقض هذا وهذا مبسوط ف موضعه وهذا الرجل أعن ابن رشد أراد أن يمع بي قولم هذا وبي
علمه بالزئيات فقال قول فيه من الية والتناقض ما هو مذكور ف موضعه والقصود هنا ذكر ما ناقض به
قول هؤلء التكلمي الذين يزعمون أن عقلياتم تعارض الكتاب والسنة وله أيضا من عقلياته الت يزعم أنا
تناقض ذلك ف الباطن ما هو مردود عليه بالعقل الصريح أيضا لكن من عرف كلم بعض هؤلء مع بعض
تبي له فساد كل ما يعارض به كل طائفة للنصوص النبوية وأنه ما من معقول يدعى معارضته لذلك إل وقد
نقضه أهل العقول با يتبي فساده فسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على الرسلي والمد ل رب
العالي سورة الصافات 182 180قال ابن رشد والول أن يقال لن وصل من المهور إل هذا
القدر من التشكك إن العال ليس هو موجودا واحدا وإنا هو أفعال ل متجددة ومتعاقبة فيمكن ف
العقل أن تكون هذه الفعال أزلية ويكن أن تكون مدثة إل أن الشرائع كلها قد وردت بأنا مدثة فيجب
التصديق بأحد الائزين الذي ورد به الشرع وأن يقال ف علمه وإرادته إنما غي مكيفي ول حادثي ول يلزم
فيهما الشك التقدم وإنا يلزم ف العلم الكيف الادث
فصل قال ابن رشد وأما الطريقة الثانية فهي الطريقة الت استنبطها أبو العال ف رسالته العروفة
بالنظامية ومبناها على مقدمتي إحداها أن العال بميع ما فيه جائز أن يكون على مقابل ما هو عليه حت
يكون من الائز مثل أن يكون أصغر ما هو وأكب ما هو عليه أو
شكل آخر غي الشكل الذي هو عليه أو عدد أجسامه غي العدد الذي هو عليه أو يكون حركة كل
متحرك منها إل جهة ضد الهة الت يتحرك إليها حت يكن ف الجر أن يتحرك إل فوق وف النار أن تتحرك
إل أسفل وف الركة الشرقية أن تكون غربية وف الغربية أن تكون شرقية والقدمة الثانية أن الائز مدث وله
مدث أي فاعل مدث صيه بأحد الائزين أول منه بالائز الخر قال فأما القدمة الول فهي خطابية ف
بادي الرأي وهي ف بعض أجزاء العال فظاهر كذبا بنفسها مثل كون النسان موجودا على خلقة غي هذه
اللقة الت هو عليها وف بعضه المر فيه مشكوك مثل كون الركة الشرقية غربية والغربية شرقية إذ كان ذلك
ليس معروفا بنفسه إذ كان يكن أن يكون ذلك لعلة غي بينة الوجود بنفسها أو تكون من العلل الفية على
النسان
ويشبه أن يكون ما يعرض للنسان ف أول المر عند النظر ف هذه الشياء شبيها با يعرض لن ينظر
ف أجزاء الصنوعات من غي أن يكون من أهل تلك الصنايع وذلك أن هذا الذي شأنه قد يسبق إل ظنه أن
كل ما ف تلك الصنوعات أو جلها مكن أن يكون على خلف ما هي عليه ويوجد على ذلك الصنوع ذلك
الفعل بعينه الذي صنع من أجله أعن غايته فل يكون ف ذلك الصنوع عند هذا موضع حكمة وأما الصانع
الذي يشارك الصانع ف شيء من علم ذلك فقد يرى أن المر بضد ذلك وأنه ليس ف الصنوع شيء إل
واجب ضروري أو ليكون به الصنوع أت وأفضل إن ل يكن ضروريا فيه وهذا هو معن الصناعة والظاهر أن
الخلوقات شبيهة ف هذا العن بالصنوع فسبحان اللق العظيم وهذه القدمة من جهة أنا خطابية قد تصلح
لقناع الميع ومن جهة أنا كاذبة ومبطلة لكمة الصانع فل تصلح لم وإنا صارت مبطلة للحكمة لن
الكمة ليست شيئا أكثر من معرفة
أسباب الشيء وإذا ل يكن للشيء أسباب ضرورية تقتضي وجوده على الصفة الت هو با ذلك النوع
موجودا فليس هنا معرفة يتص با الكيم الالق دون غيه كما أنه لو ل تكن أسباب ضرورية ف وجود
المور الصنوعة ل يكن هنالك صناعة أصل ول حكمة تنسب إل الصانع دون من ليس بصانع وأي حكمة
كانت تكون ف النسان لو كانت جيع أفعاله وأعماله يكن أن تتأتى بأي عضو اتفق أو بغي عضو حت يكون
البصار مثل يتأتى بالذان كما يتأتى بالعي والشم بالعي كما يتأتى بالنف وهذا كله إبطال للحكمة وإبطال
للمعن الذي سى به نفسه حكيما تعال وتقدست أساؤه عن ذلك قلت مضمون هذا الكلم إثبات ما ف
الوجودات من الكمة والغاية الناسبة لختصاص كل منها با خص به وأن ارتباط بعض المور ببعض قد
يكون شرطا ف الوجود وقد يكون شرطا ف الكمال وبإثبات هذا أخذ يطعن ف حجة أب العال وأمثاله من ل
يثبت إل مرد الشيئة الحضة الت تصص كل من الخلوقات بصفته وقدره فإن هذا هو قول طائفة من أهل
الكلم كالشعرية والظاهرية وطائفة من الفقهاء من أصحاب الئمة الربعة وأما المهور من السلمي
وغيهم فإنم مع أنم يثبتون مشيئة ال وإرادته يثبتون أيضا حكمته ورحته وهؤلء التفلسفة أنكروا
على الشعرية نفي الكمة الغائية وهم يلزمهم من التناقض ما هو أعظم من ذلك فإنم إذا أثبتوا الكمة الغائية
كما هو قول جهور السلمي فإنم يلزمهم أن يثبتوا الشيئة بطريق الول والحرى فإن من فعل الفعول لغاية
يريدها كان مريدا للمفعول بطريق الول والحرى فإذا كانوا مع هذا ينكرون الفاعل الختار ويقولون إنه
علة موجبة للمعلول بل إرادة كان هذا ف غاية التناقض ومن سلك طريقة أب العال ف هذا الدليل ل يتاج
إل أن ينفي الكمة بل يكنه إذا أثبت الكمة الرادة أن يثبت الرادة بطريق الول وحينئذ فالعال با فيه من
تصيصه ببعض الوجوه دون بعض دال على مشيئة فاعله وعلى حكمته أيضا ورحته التضمنة لنفعه وإحسانه
إل خلقه وإذا كان كذلك فقولنا إن ما سوى هذا الوجه جائز يراد به أنه جائز مكن من نفسه وأن الرب
قادر على غي هذا الوجه كما هو قادر عليه وذلك ل يناف أن تكون الشيئة والكمة خصصت بعض
المكنات القدورات دون بعض
فهذه القدمة الت ذكرها أبو العال مقدمة صحيحة ل ريب فيها وإنا الشأن ف تقرير القدمة الثانية
وقد ذكر الكلم عليها ف غي هذا الوضع وهو أن التخصص للممكنات ببعض الوجوه دون بعض هل يستلزم
حدوثها أم ل قال ابن رشد وقد ند ابن سينا يذعن إل هذه القدمة بوجه ما وذلك أنه يرى أن كل موجود
ما سوى الفاعل فهو إذا اعتب بذاته مكن وجائز وأن هذه الائزات صنفان صنف هو جائز باعتبار فاعله
وصنف هو واجب باعتبار فاعله مكن باعتبار ذاته وأن الواجب بميع الهات هو الفاعل الول قال وهذا
قول ف غاية السقوط وذلك أن المكن ف ذاته وف جوهره ليس يكن أن يكون ضروريا من جهة فاعله وإل
انقلبت طبيعة المكن إل طبيعة الضروري فإن قيل إنا نعن بكونه مكنا باعتبار ذاته أنه مت توهم فاعله مرتفعا
ارتفع هو قلنا هذا الرتفاع مستحيل لزم عن مستحيل وهو ارتفاع السبب الفاعل وليس هذا موضع الكلم
ف هذا الرجل ولكن
للحرص على الكلم معه ف الشياء الت اخترعها هذا الرجل استجزنا القول هنا معه قلت مراد ابن
رشد أن الفعول ل يكون قديا أزليا فإن الضروري عنده وعند عامة العقلء حت أرسطو وأتباعه وحت ابن
سينا وأتباعه وإن تناقضوا هو القدي الزل الذي يتنع عدمه ف الاضي والستقبل وهذا يتنع أن يكون مكنا
يقبل الوجود والعدم بل هذا ل يكون إل مدثا والحدث يتنع أن ينقلب قديا فلهذا قال المكن يتنع أن يكون
ضروريا وأما كون المكن الذي يكن وجوده وعدمه وهو الحدث يصي واجب الوجود بغيه فهذا ل ريب
فيه وما أظن ابن رشد ينازع ف هذا ولكن من التكلمي من ينازع ف هذا وهذا حق وإن قاله ابن سينا فليس
كل ما يقوله ابن سينا هو باطل بل مذهب أهل السنة أنه ما شاء ال كان فوجب وجوده وما ل يشأ ل يكن
فامتنع وجوده وهذا يوافق عليه جاهي اللق فإن هؤلء يقولون كل ما سوى ال ليس له من نفسه وجود
وهذا يعنون بكونه مكنا ل يعنون بذلك أنه يكن أن ل يوجد وإنا يقولون هو باعتبار نفسه ليستحق أن
يوجد ولكن باعتبار فاعله يب أن يوجد فهو واجب بغيه غي واجب بنفسه
ولم نزاع فيما أذا عدم هل يقولون عدم لعلم موجبه أو ل يعلل عدمه بل ليس له من نفسه وجود
وإنا وجوده بفاعله فإذا ل يفعله فاعل بقي على العدم الستمر هذا فيه نزاع وهو نزاع لفظي اعتباري وتقيق
المر أن عدم علته مستلزم لعدمه ل أن عدم علته فعل عدمه وأوجب عدمه ولكن يلزم من عدم علته عدمه
فإن أريد بالعلة ف عدمه الؤثر ف عدمه فعدمه الستمر ل يتاج إل مؤثر وإن أريد به الستلزم لعدمه فل ريب
أن عدم علته مستلزم لعدمه وهؤلء ل يقولون إن الائزات صنفان صنف هو جائز باعتبار فاعله وصنف هو
واجب باعتبار فاعله بل الائزات الوجودة كلها واجبة باعتبار فاعلها وما ل يوجد من الائزات فهو جائز
باعتبار نفسه وهو متنع لغيه فكما أن ما وجد من المكنات فهو واجب لغيه ل لنفسه فما ل يوجد منها
فهو متنع لغيه ل لنفسه فما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن فما شاء أن يكون فل بد أن يكون وليس هو
واجبا بنفسه ول له من نفسه وجوده بل ال مبدعه
وما ل يشأ ل يكن فإنه يتنع وجود شيء بدون مشيئة ال تعال وإن كان ال قادرا عليه وهو مكن ف
نفسه أي يكن أن يلقه ال لو شاء ال خلقه فهذا الباب كثي من الناع فيه لفظي وهم ل يعنون بكونه مكنا
باعتبار ذاته أنه مت توهم فاعله مرتفعا ارتفع هو ولكن ابن سينا وأتباعه الذين يقولون إن الفلك قدي أزل وهو
مع هذا مكن يعنون ذلك وأما عامة العقلء فيعنون بذلك أنه ل يوجد بنفسه وأنه باعتبار نفسه يكن أن
يوجد ويكن أل يوجد وما كان كذلك فهو مدث ولريب أنه مع هذا واجب بغيه حي وجوده ل قبل
وجوده يتنع ارتفاعه حي وجوده لمتناع ارتفاع فاعله ول يتنع ارتفاعه مطلقا إذ كان معدوما فوجد
فارتفاعه مستحيل حي وجوده لزم عن مستحيل والذي ينكره جهور العقلء ابن رشد وغيه على ابن سينا
ومن وافقه من التأخرين قولم بأن المكن الذي يقبل الوجود والعدم قد يكون قديا أزليا واجبا بغيه فهذا ما
ينكره المهور وقد ذكر ابن رشد أنه مالف لقول أرسطو ومتقدمي الفلسفة ولذا
لزم ابن سينا وموافقيه من التناقض ما ذكر بعضه الرازي وهم إذا حقق الكلم عليهم ف المكن فروا
إل إثبات المكان الستقبال وهو أنه يكن ف هذا الوجود أن يعدم ف الستقبل وف العدوم العي أن يوجد ف
الستقبل فيكون المكن وجوده وعدمه ل يكون إل مدثا وهذا قول جهور العقلء وكلمهم ف الليات وف
هذا المكن القدي الزل مضطرب غاية الضطراب كما ذكره ابن رشد وغيه وأما كلمهم فيه ف النطق
وغيه فوافقوا فيه سلفهم أرسطو وأتباعه وسائر العقلء وصرحوا بأن المكن الذي يكن وجوده ويكن عدمه
ل يكون إل مدثا مسبوقا بعدم نفسه وقسموا المكن إل أقسام كلها مدثة وجعلوا قسيم المكن العامي هو
الضروري الواجب وجوده وهو القدي الزل وصرحوا بأن ما كان قديا أزليا يتنع أن يقال إنه مكن يقبل
الوجود والعدم ومن صرح بذلك ابن سينا وأتباعه لا تكلموا ف الليات
وأحدثوا مذهبا ركبوه من مذهب سلفهم أرسطو وأتباعه ومن مذهب أهل الكلم العتزلة ونوهم
وقسموا الوجود إل واجب ومكن كما قسمه التكلمون إل قدي وحادث وهذا التقسيم ابتدعوه ل يذهب
إليه قدماء الفلسفة بل قدماؤهم قسموه إل جوهر وتسعة أعراض كما هو معروف ف كتاب قاطيغورياس
وجعلوا العلة الول من مقولة الوهر وهؤلء جعلوا هذه القسمة للممكن وقالوا الوجود إما واجب وإما
مكن والمكن ل بد له من واجب فيلزم ثبوت الواجب على التقديرين وظنوا أن هذه الطريقة الت ابتدعوها
ف إثبات رب العالي طريقة عظيمة وأنا غاية عقول العقلء وهي من أفسد الطرق ل تدل على إثبات مبدع
للعال ألبتة فإنم يتاجون إل حصر الوجود ف القسمي ث إل بيان أن المكن الذي جعلوه قسيم الواجب
يستلزم ثبوت الواجب الذي ادعوه وهذا متنع على طريقهم فإنم اذا قالوا الوجود إما أن يقبل العدم وإما أن
ل يقبله وما قبل العدم فهو المكن ول بد له من واجب قيل لم إن عنيتم با يقبل العدم الحدث كان مقتضى
الجة إثبات قدي مدث للمحدثات وهذا حق ولكن القدي عندكم قد يكون
واجبا وقد يكون مكنا فليس ف هذا ما يدل على إثبات واجب وإن قلتم إن المكن ل بد له من
واجب قيل لكم فمعلوم أن الحدث ل بد له من فاعل وأما ما جعلتموه قديا أزليا وسيتموه مكنا فهذا ليعلم
أنه يفتقر إل فاعل بل عامة العقلء يقولون إنه يتنع أن يكون لذا فاعل ولو قدر أن له فاعل لكان هذا ما يعلم
بنظر دقيق خفي فل يكن ان يكون إثبات واجب الوجود موقوفا على مثل هذه القدمة فإن قالوا نن قد
قررنا أنه مكن ول بد للممكن من واجب قيل أنتم جعلتموه مكنا قديا أزليا وهذا عند جهور العقلء جع
بي النقيضي وهو متنع والمتنع قد يلزمه حكم متنع وإنا موجب دليلكم ثبوت قدي أزل وهذا حق والقدي
الزل عندكم يكن أن يكون واجبا ويكن أن يكون مكنا وهذا المكن ل نعلم أنه يفتقر إل واجب فل يلزم
ثبوت الواجب الذي ادعيتموه كما ل يلزم ثبوت المكن الذي ادعيتموه وإن قلتم إذا قدر عدم هذا المكن
لزم ثبوت القسم الخر وهو الواجب لنصار الوجود ف الواجب والمكن كما بيناه قيل لكم كما ل يلزم
ثبوت هذا المكن فلم يثبت نفيه بل الشك حاصل وإن قدر انتفاؤه
فإذا ل يثبت وجود مكن بل واجب ل يكن ف هذا ما يدل على أن ف الوجود ما هو مكن وأمكن
أن يقال الوجود كله واجب كما يقوله من يقول بوحدة الوجود ويقول عي وجود ما يسمى مكنا ومدثا هو
عي وجود الواجب فصار حقيقة قولكم إن الوجود كله إما واجب وإما مكن هو نوعان قدي ومدث وهذا
الكلم ل فائدة فيه بل ليس فيه إل ذكر التقسيم والشك ف وجود الواجب أو إثبات واجب يعم الحدث
والقدي وهو باطل قطعا فليس فيه إل الزم بالباطل أو الشك ف الق أو يقولوا إن الوجود يكن أن يكون كله
واجبا ويكن أن يكون ليس فيه واجب بل هو إما مدث وإما قدي مكن ومعلوم أن كل القولي معلوم
الفساد بالضرورة وأن الوجود فيه حوادث كانت معدومة فوجدت وهذه مكنات وأنه ل بد لا من قدي أزل
والقدي الزل يب وجوده ويتنع أن يكون مكنا وهذا يبي أن كل ما سوى الواجب الوجود البدع فهو
مدث كائن بعد أن ل يكن وهذا كله يناقض ما قالوه ولذا يوجد ف بوث من سلك طريقهم كالرازي
والمدي من البحوث الضطربة ف الواجب والمكن والعلة والعلول ما ليس هذا موضع بسطه وقد تكلم عليه
ف غي هذا الوضع
فصل فإن قالوا نن إذا قلنا الوجود إما واجب ذاته ل تقبل العدم وإما مكن يقبل العدم وما كان
قابل للعدم فل بد له من واجب لزم ثبوت الواجب على التقديرين مع قطع النظر عن المكن هل يكون قديا
أم ل بل نفس تصور هذه القيقة وهو كونه يقبل العدم فيلزم افتقاره إل فاعل قيل هذا صحيح ولكن هذا
التقسيم ل يستلزم ثبوت القسمي ف الارج إن ل يبي ثبوت المكن ولكن يلزم ثبوت موجود ل يقبل العدم
على التقديرين وهذا ل يناقض قول القائل بأن الوجود واحد ل يقبل العدم وإنا يبطل قول هؤلء إذا بي أن
ف الوجود ما هو مكن يقبل العدم وليس ف مرد التقسيم ثبوت القسمي وإنا يثبت القسمان إذا ثبت أن ف
الوجود مكنا يقبل العدم وهذا المكن ل بد له من واجب وحينئذ فيكون استدلل بوجود المكن العلوم
إمكانه على القدي وهذا استدلل بالحدثات على القدي ل استدلل بالوجود من حيث هو وجود على وجود
الواجب كما ظن ابن سينا وأتباعه بأن الوجود من حيث هو
وجود إذا دل على وجود واجب ل يناقض ذلك أن يكون الوجود كله واجبا فإذا قال أنا أبي بعد
ذلك أن فيه مدثا قيل إذا بي ذلك ثبت أن فيه قديا ويكون الدليل على ثبوت القدي هو الوادث وهذه
طريقة صحيحة وهي تدل على إثبات قدي ل على ثبوت واجب له مفعول قدي لكن نفس الوجود يدل على
ثبوت موجود قدي واجب الوجود على كل تقدير ث يقال وليس الوجود كله واجبا قديا فإنا نشهد حدوث
الحدثات والحدث ليس بقدي وليس بواجب الوجود يتنع عدمه ول بمتنع الوجود يب عدمه فإن كان
موجودا تارة ومعدوما اخرى فعلم أنه يكن وجوده وعدمه وما كان هكذا فل بد له من فاعل قدي أزل يتنع
عدمه فثبت وجود الوجود القدي الزل من نفس الوجود ومن وجود الحدثات وثبت من وجود الحدثات
أنه ليس كل موجود قديا ول واجبا بل ثبت انقسام الوجود إل قدي واجب وإل مدث مكن بذه الطريق
وهي طريق الدوث وطريق المكان الذي ل يناقض الدوث بل يلزمه فأما المكان الذي ابتدعوه فل يثبت
هو بنفسه وليثبت به شيء ث الكلم ف تعيي القدي الواجب وأن السماوات مدثة له طرق
متعددة ضرورية ونظرية كما قد بسط ف موضع آخر وبي أن معرفة الصانع فطرية ضرورية معرفته
بعينه وأن السماوات والرض وما بينهما ملوقة له حادثة بعد أن ل تكن وأن كل مولود يولد على الفطرة وأن
ال خلق عباده حنفاء ولكن شياطي النس والن أفسدوا فطرة بعض الناس فعرض لم ما أزاحهم عن هذه
الفطرة ولذا قالت الرسل أف ال شك فاطر السماوات والرض سورة إبراهيم 10ولا قال فرعون لوسى
على سبيل النكار لا قال موسى إن رسول من رب العالي قال وما رب العالي سورة الشعراء 23قال له
موسى رب السماوات والرض وما بينهما إن كنتم موقني قال لن حوله أل تستمعون قال ربكم ورب
آبائكم الولي قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لجنون قال رب الشرق والغرب وما بينهما إن كنتم
تعقلون سورة الشعراء 28 24ولا قال لوسى وهارون فأتيا فرعون فقول إنا رسول رب العالي سورة
الشعراء 16قال ابن رشد وأما القدمة الثانية وهي القائلة إن الائز
مدث فهي مقدمة غي بينة بنفسها وقد اختلف فيها العلماء فأجاز أفلطون أن يكون شيئا جائزا أزليا
ومنعه أرسطو طاليس وهو مطلب عويص ول يتبي حقيقته إل لهل صناعة البهان وهم العلماء الذين خصهم
ال بعلمه وقرن شهادتم ف الكتاب العزيز بشهادته وشهادة ملئكته قلت أما دعواه أن العلماء الذكورين ف
القرآن هم إخوانه الفلسفة أهل النطق وأتباع اليونان فدعوى كاذبة فإنا نعلم بالضطرار من دين السلم أن
الذين أثن ال عليهم بالتوحيد ليس هم من الشركي الذين يعبدون الكواكب والوثان ويقولون بالسحر ول
من يقول بقدم الفلك ول من يقول قول يستلزم أن تكون الوادث حدثت بأنفسها ليس لا فاعل ونعلم
بالضطرار أن العلم بالتوحيد ليس موقوفا على ما انفردوا به ف النطق من الكلم ف الد والقياس با يالفهم
فيه أكثر الناس كتفريقهم بي الذاتيات والعرضية اللزمة للماهية وتفريقهم بي حقيقة العيان الوجودة الت
هي ماهيتها وبي نفس الوجود الذي هو المر الوجود وأمثال ذلك وهذا الذي ذكره من ينازع هذين فإنه
ينصر قول
أرسطو طاليس ويقول إن الائز وجوده وعدمه ل يكون إل مدثا وينكر على ابن سينا قوله بأن الائز
وجوده وعدمه يكون قديا أزليا وحكايته لذا عن أفلطون قد يقال إنه ل يصح فيما يثبته قديا من الواهر
العقلية كالدهر والادة واللء فإنه يقول بأنا جواهر عقلية قدية أزلية لكن القول مع ذلك بأنا جائزة مكنة
ونقل ذلك عنه فيه نظر وأما الفلك فالنقول عن أفلطون وغيه أنا مدثة فإن أرسطو طاليس يقول بقدم
الفلك والعقول والنفوس وهي على اصطلح هؤلء مكنة جائزة وعلى أصله يكون الائز المكن بنفسه أزليا
وهم ينقلون إن أول من قال من هؤلء بقدم العال هو أرسطو طاليس وهو صاحب التعاليم وأما القدماء
كأفلطون وغيه فلم يكونوا يقولون بقدم ذلك وإن كانوا يقولون أو كثي منهم بقدم أمور أخرى قد يلق
منها شيء آخر ويلق من ذلك شيء آخر إل أن ينتهي اللق إل هذا العال فهذا قول قدمائهم أو كثي منهم
وهو خي من قول أرسطو وأتباعه قال ابن رشد وأما أبو العال فإنه رام أن يبي هذه القدمة
بقدمات إحداها أن الائز ل بد له من مصص يعله بأحد الوصفي الائزين أول من الثان والثانية أن
هذا الخصص ل يكون إل مريدا والثالثة أن الوجود على الرادة حادث ث بي أن الائز يكون عن الرادة
أي عن فاعل مريد من قبل أن كل فعل فإما أن يكون عن الطبيعة وإما عن الرادة والطبيعة ليس يكون عنها
أحد الائزين التماثلي دون ماثلة مثال ذلك أن السقمونيا ليس تذب الصفراء الت ف الانب الين من البدن
دون الت ف اليسر وأما الرادة فهي الت تصص الشيء دون ماثلة ث أضاف إل هذه أن العال ياثل كونه ف
الوضع الذي خلق فيه من الو الذي خلق فيه يريد اللء لكونه ف غي ذلك الوضع من ذلك اللء فانتج
ذلك أن العال خلق عن إرادة
قال والقدمة القائلة إن الرادة هي الت تص أحد التماثلي صحيحة والقائلة إن العال ف حد ييط به
كاذبة أو غي بينة بنفسها ويلزم أيضا عن وضعه هذا اللء أمر شنيع عندهم وهو أن يكون قديا لنه إن كان
مدثا احتاج إل خلء قلت أما تسليمه أن الرادة تص أحد التماثلي فيناقض ما قد ذكر أول من أنه ل بد
ف الفعول من حكمة اقتضت وجوده دون الخر والرادة تتعلق بالفعول لعلم الريد با ف الفعول من تلك
الكمة الطلوبة ومن كان هذا قوله امتنع عنده تصيص أحد التماثلي بالرادة بل ل بد أن يتص أحدها بأمر
أوجب تعلق الرادة به وإل فمع التساوي يتنع أن يراد أحدها على هذا القول ومت سلم هذا أمكن أن يقال
إن مرد اختيار الفاعل وهي إرادته خصت الوجود بدهر دون دهر مع التماثل وبقدر دون قدر وبوصف دون
وصف واما منازعته ف أن العال ف حد ييط به فهم ل يتاجون أن يثبتوا أمرا وجوديا يكون العال فيه بل
هم يقولون إنا نعلم إمكان تيامنه وتياسره بالضرورة وإن كان ما وراءه عدم مض وتسمية ذلك موضعا كقول
القائل العال ف موضع ولفظ الوضع والكان واليز يراد به أمر موجود وأمر معدوم
قال ابن رشد وأما القدمة القائلة إن الرادة ل يكون عنها إل مراد حادث فلذلك شيء غي بي
وذلك أن الرادة الت هي بالفعل فهي مع فعل الراد نفسه لن الرادة من الضاف وقد تبي أنه إذا وجد أحد
الضافي بالفعل وجد الخر بالفعل مثل الب والبن وإذا وجد أحدها بالقوة وجد الخر بالقوة فإن كانت
الرادة الت بالفعل حادثة فالراد ل بد حادث وإن كانت الرادة الت بالفعل قدية فالراد الذي بالفعل قدي
وأما الرادة الت تتقدم الراد فهي الرادة الت بالقوة أعن الت ل يرج مرادها إل الفعل إذا ل يقترن بتلك
الرادة الفعل الوجب لدوث الراد ولذلك هو بي أنا إذا خرج مرادها للفعل أنا على نو من الوجود ل
تكن عليه قبل خروج مرادها إل الفعل إذ كانت هي السبب ف حدوث الراد بتوسط الفعل فإذا لو وضع
التكلمون أن الرادة حادثة لوجب أن يكون الراد مدثا ول بد قال والظاهر من الشرع أنه ل يتعمق هذا
التعمق مع المهور
ولذلك ل يصرح ل بإرادة قدية ول حادثة بل صرح با الظهر منه أن الرادة موجدة موجودات
حادثة وذلك قوله تعال إنا قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون سورة النحل 40وإنا كان ذلك
كذلك لن المهور ل يفهمون موجودات حادثة عن إرادة قدية بل الق أن الشرع ل يصرح ف الرادة ل
بدوث ول قدم لكون هذا من التشابات ف حق الكثر وليس بأيدي التكلمي برهان قطعي على استحالة
إرادة حادثة ف موجود قدي لن الصل الذي يعولون فيه على نفي قيام الرادة الادثة بحل قدي هي القدمة
الت بينا وهنها وهي أن ما ل يلو عن الوادث حادث وسنبي هذا العن بيانا أت عند القول ف الرادة قلت
الكلم ف الرادة وتعددها أو وحدة عينها أو نوعها أو عمومها أو خصوصها وقدمها أو حدوثها أو حدوث
نوعها أو عينها وتنازع الناس ف ذلك ليس هذا موضعه وهي من أعظم مارات النظار والقول فيها يشبه
القول ف الكلم ونوه لكن نفس تسليم
الرادة للمفعول يستلزم حدوثه بل تسليم كون الشيء مفعول يستلزم حدوثه فأما مفعول مراد أزل ل
يزل ول يزال مقارنا لفاعله الريد له الفاعل له بإرادة قدية وفعل قدي فهذا ما يعلم جهور العقلء فساده
بضرورة العقل وحينئذ فبتقدير أن يكون الباري ل يزل مريدا لن يفعل شيئا بعد شيء يكون كل ما سواه
حادثا كائنا بعد أن ل يكن وتكون الرادة قدية بعن أن نوعها قدي وإن كان كل من الحدثات مرادا بإرادة
حادثة قال فقد تبي لك من هذا كله أن الطرق الشهورة للشعرية ف السلوك إل معرفة ال تعال ليست طرقا
نظرية يقينية ول طرقا شرعية يقينية وذلك ظاهر لن تأمل أجناس الدلة النبهة ف الكتاب العزيز على هذا العن
أعن معرفة وجود الصانع تعال وذلك أن الطرق الشرعية إذا تؤملت وجدت ف الكثر قد جعت وصفي
أحدها أن تكون يقينية والثان أن تكون بسيطة غي
مركبة أعن قليلة القدمات فتكون نتائجها قريبة من القدمات الول قال ابن رشد وأما الصوفية
فطرقهم ف النظر ليست طرقا نظرية أعن مركبة من مقدمات وأقيسة وإنا يزعمون أن العرفة بال وبغيه من
الوجودات شيء يلقى ف النفس عند تريدها من العوارض الشهوانية وإقبالا بالفكرة على الطلوب ويتجون
لتصحيح هذا بظواهر من الشرع كثية ونن نقول إن هذه الطريقة وإن سلمنا وجودها فليست عامة للناس
با هم ناس ولو كانت هذه الطريقة هي القصودة بالناس لبطلت طريقة النظر ولكان وجودها ف النسان عبثا
مثل قوله تعال واتقوا ال ويعلمكم ال سورة البقرة 282ومثل قوله تعال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم
سبلنا سورة العنكبوت 69ومثل قوله ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا ال يعل لكم فرقانا سورة النفال 29إل
أشياء كثية يظن أنا عاضدة لذا العن
والقرآن كله دعاء إل النظر والعتبار وتنبيه على طرق النظر نعم لسنا ننكر أن إماتة الشهوات قد
تكون شرطا ف صحة النظر مثلما تكون الصحة شرطا ف صحة النظر ل أن إماتة الشهوات هي الت تفيد
العرفة بذاتا وإن كانت شرطا فيها كما أن الصحة شرط ف العلم وإن كانت ليست مفيدة له ومن هذه
الهة دعا الشارع إل هذه الطريقة وحث عليها ف جلة ما حث أعن على العمل ل أنا كافية بنفسها كما
ظن القوم بل إن كانت نافعة ف النظرية فعلى الوجه الذي بينا وهذا بي عند من أنصف واعتب المر بنفسه
قلت العمل الذي أصله حب ال تعال أمر الشرع به لنه مقصود ف نفسه وهو معي على حصول العلم النافع
كما أنه معي على حصول عمل آخر صال كما أن الشرع أمر بالعلم بال تعال لنه مقصود ف نفسه وهو
معي على العمل الصال وعلى علم آخر نافع
قال ابن رشد واما العتزلة فإنه ل يصل إلينا ف هذه الزيرة من كتبهم شيء نقف منه على طرقهم الت
سلكوها ف هذا العن ويشبه أن تكون طرقهم شيئا من جنس طرق الشعرية قلت طريق العتزلة هي الطريق
الت ذكرها عن الشعرية وإنا أخذها من أخذها من الشعرية عنهم والعتزلة هم الصل ف هذه الطريقة وعنهم
انتشرت وإليهم تضاف ولذا لا كان الشعري تارة يوافقهم وتارة يوافق السلف والئمة وأهل الديث والسنة
ذم هذه الطريقة كما تقدم ذكر كلمه ف ذلك فذمها وعابا موافقة للسلف والئمة ف ذلك وابن رشد رأى
ما رآه من كتب الشعرية فرأى اعتمادهم عليها فلذلك تكلم عليها وأفضل متأخري العتزلة هو أبو السي
البصري وعلى هذه الطريقة ف كتبه كلها يعتمد حت ف كتابه الذي ساه غرر الدلة
قال ف أوله إنا ذاكرون الغرض بذا الكتاب والنفعة به لكن إذا عرف النسان شرف النفعة وشرف
تلك الغرض صبت نفسه على تمل الشاق ف طلبها والجتهاد ف تصيلها فنقول إن الغرض به هو التوصل
بالدلة إل معرفة ال تعال ومعرفة ما يوز عليه وما ل يوز عليه من الصفات والفعال وصدق رسله وصحة
ما جاؤوا به قال وظاهر أن النفعة بذلك عظيمة شريفة من وجوه منها أن من عرف هذه الشياء بالدلة أمن
من أن يستزله غيه عنها ومنها أنه يكنه أن يرد غيه عن الضلل إليها ومنها أن يكون على ثقة ما يقدم عليه
ف معاده غي خائف من أن يكون على ضلل يوديه إل اللك قال وليس أحد يثق بصحة ما جاءت به الرسل
إل بعد العرفة بصدقهم ول تصل العرفة بصدقهم إل بالعجزات الت تيزهم عن غيهم وليس تدل العجزات
على صدقهم إل إذا صدرت من ل يفعل القبيح لكي يؤمن أن نصدق الكذابي وليس يؤمن أنه ل يفعل القبيح
إل إذا عرف أنه عال بقبحه عال باستغنائه عنه ول يعرف
غناءه إل بعد أن يعلم أنه غي جسم ول يعرف أنه غي جسم إل إذا عرف أنه قدي ول يعلم أنه عال
بكل قبيح إل إذا علم أنه عال بكل شيء ول يعلمه كذلك إل إذا علم أنه عال لذاته ول يعلمه كذلك إل إذا
علم أنه عال ول يعلم أنه يثيب ويعاقب إل إذا علم أنه قادر حي ول يعرف موصوفا بذه الصفات إل إذا
عرفت ذاته وإنا تعرف ذاته إذا استدل عليها بأفعاله لنا غي مشاهدة ول معروفة باضطرار ول طريق إليها إل
أفعاله فيجب ان نتكلم ف هذه الشياء لنعلم صحة ما جاءت به الرسل ونتمتثله فنكون آمني ف العاد ث قال
باب الدللة على مدث الجسام الدللة على مدث الجسام والواهر هي أن الجسام والواهر مدثة وكل
مدث فله مدث فللجسام إذا مدث قال وهذا الكلم يشتمل على أصلي أحدها قولنا إن السم ل يسبق
الركات والسكنات الحدثة والخر قولنا وكل ما ل يسبق الحدث فهو مدث فالول يشتمل على ثلث
دعاو إثبات الركة والسكون وأن السم ما سبقهما وأنما مدثان والصل الخر ل يشتمل إل على دعوى
واحدة وهو أن ما ل يسبق الحدث مدث فصارت الدعاوى أربعا ونن نبينها ليصح حدوث السم
قلت وهذه هي الدعاوى الربع الت ذكرها أبو العال ف أول الرشاد لكن جعل بدل الركات
والسكنات العراض ولكنه ل يقرر حدوث العراض إل بدوث الكوان ول يقرر ذلك إل بالجتماع
والفتراق وأما طريقة الركة والسكون الت اعتمدتا العتزلة فهي الت يعتمدها الرازي وهي أقوى ما سلكه
المدي وغيه حيث سلكوا طريقة العراض مطلقا بناء على أن العرض ل يبقى زماني فإن هذه أضعف
الطرق وطريقة الركة أقواها وطريقة الجتماع والفتراق بينهما وهي طريقة أب السن الشعري وطريقة
الكرامية وغيهم من يقول إنه جسم ث إن أبا السي احتج لذه الدعاوى الربع بنظي ما تقدم قال فإن قيل
فما الدليل على أن الركة غيه قيل لو كان ترك السم هو السم لكان إذا بطل ترك السم بطل السم
ولو كان ترك السم هو السم لكانت الدللة على ما حدث التحرك دللة على حدث السم فلو كان ترك
السم هو السم لكان أسهل ف الدللة على حدث السم
قلت هذا ينبن على أن ما ليس هو الشيء فهو غيه وهو قول العتزلة وأما الصفاتية فينازعونم ف هذا
ويقولون الصفة ل يطلق عليها إنا هي هو ول إنا غيه وأئمتهم ل يقولون ل هي هو ول هي غيه لن لفظ
الغي ممل وكثي منهم يقولون ل هي هو ول هي غيه لكن الستدلل يشي بأن تكون الركة ليست هي
السم وهي حادثة ويشي بأن يقال الغيان ما جاز مفارقة أحدها الخر بزمان أو مكان أو وجود والركة
تفارق السم بالوجود فإنه قد يكون موجودا ول حركة له لكن يقال ل نسلم أن كل جسم يوز أن يفارقه
نوع الركة بل قد تقارنه عي الركة وهم ل يدعون أن السم مستلزم لعي الركة والسكون بل لنوعها
قال أبو السي والدللة على استحالة سبق السم لنس الركة والسكون هي أنه لو سبقه لكان ل وقفا ول
مارا ول حاصل ف مكان مع أنه جرم متحيز والعلم باستحالة ذلك ضروري قال والدللة على حدوث
الركة والسكون هي أن كل حركة وسكون يوز عليهما العدم والقدي ل يوز عليه العدم وإنا قلنا يوز
العدم على السكنات والركات لنه ما من جسم متحرك إل ويكن أن يسكن أو يول من حركة إل حركة
كخروج الفلك من دورة إل
دورة وما من جسم ساكن إل ويكننا أن نركه إما بملته أو بأجزائه كالجسام العظام وإنا قلنا إن
القدي ل يوز عليه العدم لن القدي واجب الوجود ف كل حال وما وجب وجوده ف كل حال استحال
عدمه وإنا قلنا إنه واجب الوجود ف كل حال لنه موجود فيما ل يزل فإما أن يكون وجوده على طريق
الواز أو على طريق الوجوب فلو كان موجودا على طريق الواز ل يكن بالوجود أول منه بالعدم لول فاعل
ويستحيل أن يوجد القدي بالفاعل لن العقول من الفاعل هو الحصل للشيء عن عدم وليس للقدي حال عدم
فيخرجه فصح أن وجود القدي واجب وليس بأن يب وجوده ف حال أول من حال فصح أنه واجب الوجود
ف كل حال فاستحال عدمه ث قرر الصل الثان وهو الهم قال وإنا قلنا إن ما ل يسبق الحدث مدث لن
ما ل يسبق الحدث إذا كان موجودا فإنه ل يوجد قبله ووجد بعده أو معه فإذا ل يكن موجودا فصار موجودا
وهذه حقيقة الحدث فصح أن السم مدث قال فإن قيل ما أنكرت أن الوادث الاضية ل أول لا ول يلزم
حدث السم إذا ل يتقدمها قيل إذا كان كل واحد من الوادث له أول استحال أل يكون لميعها أول لنا
ليست سوى آحادها كما يستحيل أن يكون كل واحد من الزنج أسود ول يكونوا كلهم سودا
ولن كل واحد قد سبقه عدمه فلو كانت ل أول لا لكان ما مضى ما انفك من وجودها ول من
عدمها ول ينفصل السابق من السبوق قلت هذه القدمة هي الت نازعهم فيها النازعون كما تقدم ذكر بعض
طعن الطاعني فيها ف كلم الرازي وغيه وهؤلء يقولون ل نسلم أنه إذا كان لكل واحد منها أول أن يكون
لميعها أول كما أن كل واحد منها له آخر وليس لميعها آخر وكما أن كل واحد من العشرة عشر وليس
الجموع عشرا وكل واحد من أعضاء النسان عضو وليس الجموع عضوا وبالملة فليس كل ما يتصف به
كل فرد من الفراد يتصف به الجموع ف جيع الواضع بل تارة يتصف الجموع با يتصف به الفراد كما أنه
إذا كان كل جزء من الملة موجودا فالميع موجود وإن كان كل جزء من الجموع مكنا فالجموع مكن
وإذا كان كل جزء منها معدوما فالميع معدوم وتارة ل يكون كذلك كما تقدم فل بد من بيان أن مورد
الناع من أحد الصنفي وإل فدعوى ذلك هو أول السألة فدعوى ذلك مصادرة وتثيلهم بالزنج تثيل بأمر
جزئي ل يصل به القصود إل أن يعلم أن هذا مثل هذا
ولم عنه أجوبة النع والعارضة والفرق أما الانع فيقولون ل نسلم أن هذا مثل الزنج وأما العارضة
فيعارضون ذلك بعلمنا بأن كل حركة لا آخر وكل حادث له آخر وليس لكل الركات والوادث آخر وأن
كل عدد له ناية وليس للعداد ناية وأن كل واحدة من الخوات يباح التزوج با وليس المع بي الخوات
مباحا وكل واحد من أفراد العشرة واحد وهو ثلث الثلثة وربع الربعة وليست العشرة ثلث الثلثة ول ربع
الربعة وأن كل واحد من أجزاء الركب هو مفرد بشرط الركب ليس مفردا بسيطا وأن كل واحد من أجزاء
الدائرة جزء دائرة والدائرة ليست جزء دائرة وأن كل واحد من أجزاء الطر قطرة وليس الجموع قطرة فإنه
يفرق بي ما له مموع يكن أن يوصف با وصفت به الفراد وبي ما ليس له مموع يكن وصفه بذلك
ولريب أنا إذا عرضنا على عقولنا أن كل حركة مسبوقة بأخرى لزم أن يكون لكل حركة أول ول يلزم أن
يكون لنس الركات أول كما إذا عرضنا على عقولنا أن كل حركة ملحوقة بأخرى وأما إذا عرضنا على
عقولنا أن كل زني فهو أسود فإنا نعلم بالضرورة أن مموع الزنج سود وذلك لن الجموع غي كل واحد
واحد من الفراد فتارة يكن وصفه بصفات الفراد كما نقول عن الوادث الحدودة الطرفي إن مموعها
حادث كما أن كل واحد منها حادث
وتارة ل يكن وصفه بذلك اللفظ بل بصيغة المع فإن مموع السودان ل يقال فيه بنفس اللفظ أسود
ول يقال غي أسود بل يقال سود وسود صيغة جع فهي بعن قولنا كل زني أسود وإذا ل يكن الكم على
الجموع هو بلفظه الكم على الفراد كان نظي مثال الزنج وأما إذا اتد الكم فقد يكون حكم الجموع فيه
حكم الفراد وقد ل يكون فالول إذا قلنا كل مدث فهو ملوق أو فهو مكن أو كل مكن فهو مفتقر إل غي
مكن فإن ذلك يوجب أن يكون مموع الحدث ملوقا ومكنا ومموع المكن مفتقرا إل غي مكن لن هذا
الكم ثابت للجنس من حيث هو هو فيلزم ثبوته حيث تقق النس والنس يتحقق ف الجموع كتحققه ف
كل فرد فرد فطبيعة الحدث تستلزم كونه ملوقا مكنا وطبيعة المكن إذا وجد تستلزم الفتقار إل غي مكن
والطبيعة لزمة للمجموع فيستحيل وجود الطبيعة منفكة عن لزمها فل يكون مموع المكنات إل مفتقرا إل
غيه كما ل يكون كل فرد منها ال مفتقرا إل غيه ول يكون مموع الخلوقات إل حادثا ومكنا كما ل
يكون كل منها ال حادثا مكنا كذلك ف العن لكن من الجموع ما يكون اللفظ يتناول جنسه كما يتناول
الواحد
منه كلفظ الخلوق والحدث والمكن ومنه ما يكون لفظ الكثي فيه صيغة جع ل يستعمل ف الواحد
منه والزنج ليس لم مموع يكم عليه بأنه أسود أو ليس بأسود بل يقال مموعهم سود وذلك معن قولك
كل واحد منهم أسود ولكنه السود يتصف به الجموع من حيث هو مموع كما يتصف به كل واحد واحد
بلف اتصاف الجموع بكونه مدثا ومكنا ومفتقرا إل غيه فإن هذا الوصف يكن ثبوته للمجموع من
حيث هو مموع كما يثبت لكل فرد من أفراده والوادث إذا حكم على مموعها بأن له أول أو ليس له أول
فهو حكم على النس الجموع فإن علم أن جنس الادث ل يكون دائما متصل بل ل يكون إل بعد عدم
كما علم أن كل فرد فرد من أفراده كذلك كان هذا نظي الحدث والمكن لكن الناع ف هذا فإنا إذا عرضنا
على العقل الحدث عن عدم من حيث هو مع قطع النظر عن أفراده ومموعه هل يكون ملوقا مكنا جزم
العقل بأن ما كان ملوقا مدثا فإن كونه مدثا يستلزم كونه مكنا إذ لو ل يكن كذلك لزم كونه واجبا فل
يعدم أو متنعا فل يوجد والحدث كان معدوما وصار موجودا فطبيعته تناف الوجوب والمتناع ل فرق ف
ذلك بي الواحد والنس
وإذا عرضنا على العقل الادث مع قطع النظر عن أفراده وجنسه هل يستلزم أن يكون منتهيا منقطعا
له ابتداء أو ليستلزم ذلك بل يكن دوامه ل تد ف العقل ما يقضي بأن جنس الادث يب أن يكون منتهيا
له ابتداء وهذا الباب من تدبره تبي له الفرق بي تسلسل الؤثرات الفاعلت أنه متنع وبي تسلسل الثار أثرا
بعد أثر كما هو مبسوط ف غي هذا الوضع والقصود الفرق بي الزني وبي الادث وما يوضح ذلك أنا إذا
قلنا كل زني أسود ل يكن ف الزنج ما ليس بأسود لن هذا النفي يناقض ذلك الثبات وصدق أحد
التناقضي اللذين ل يرتفعان يوجب كذب الخر فإنا إذا قلنا بعض الزنج ليس بأسود كان مناقضا لقولنا كل
زني أسود فإذا ل يكن ف الزنج ما ليس بأسود لزم أن يكون جيعهم سودا وأما إذا قلنا كل حادث فله أول
فإنه يلزم أن ل يكون ف الوادث ما ليس له أول وهكذا عكس نقيضه
فيمتنع أن يكون حادث ليس له أول وهل يلزم من ذلك أن تكون جيع الوادث لا أول كما لزم أن
يكون جيع الزنج سودا هذا مل نزاع فيقال الفرق معلوم بي قولنا جيع الوادث لا أول بعن أن كل واحد
منها له أول وبي قولنا إن جنس الوادث لا أول بعن أن الوادث منقطعة غي دائمة ول مستمرة ول
متسلسلة فإن العقل يتصور أن كل واحد له أول وآخر وهي مع ذلك دائمة مستمرة فيمكنه الكم بأن كل
حادث له أول كما أن كل زني أسود وهو بعد ذلك ل يعلم هل هي دائمة أم هي منقطعة بل العلم بكون
الادث له أول هو العلم بأنه مسبوق بعدم وليس العلم بأن كل حادث هو مسبوق بعدم هو العلم بأنه كان
العدم مستمرا دائما حت حدث جنس الوادث بل يكن العقل أن يتصور أنه ما من حادث إل وقبله حادث
كما يتصور أنه ما من حادث إل وبعده حادث وما من عدد إل وبعده عدد وهو يعلم أن كل حادث فله أول
وكل منقض فله آخر وكل عدد فله حد ومنتهى وإن ل يكن لنس العدد حد ومنتهى وما يبي ذلك الفرق
أن كون الشخص أسود وأبيض صفة قائمة به ف حال وجوده فل يكن انتفاؤها عن النس الوجود مع قولنا
إن كل منهم أسود وأما كون الشيء حادثا أو مسبوقا بعدم أو موجودا
بعد أن ل يكن أو له أول فهو بنلة كونه ماضيا وملحوقا بعدم ومعدوم بعد ما كان وهذا يقتضي أن
كل من هذه المور ثابت لكل واحد من الادث والنقضي أما كون جنس النقضي انقطع فل يكون بعده
منقض أو كون جنس الوادث منقطعا فلم يكن قبل الوادث العينة شيء حادث فهذا نوع آخر والكم
على كل فرد فرد غي الكم على الجموع من حيث هو مموع ف النفي والثبات ففي النفي نفرق بي قوله
ل تأكل هذا ول هذا ول تأكل السمك وتشرب اللب إذ الول ني عن عن كل منهما والثان ني عن
جيعهما وكذلك إذا قال ما ضربت ل هذا ول هذا أو ل أضربما وعن نفي ضربما جيعا ولذا تنازع
الفقهاء فيمن حلف ل يفعل شيئا ففعل بعضه كما لو حلف ل آكل الرغيف فأكل بعضه ول يتنازعوا ف أنه لو
عن أكل جيعه ل ينث بأكل البعض وهذا كما ف قوله تعال وأن تمعوا بي الختي سورة النساء 23
وني النب أن تنكح الرأة على عمتها وخالتها فالمع بينهما منهي عنه فهذه وحدها مباحة وهذه وحدها
مباحة واجتماعهما ليس مباحا
وكذلك كل واحد من الضدين مقدور مكن وليس المع بينهما مقدورا مكنا وكذلك الائع إذا
حضرته أطعمة يكفيه كل منها فكل منها مباح له أكله ول يباح له أكل الجموع حت يبشم ويوت وكذلك
من قال لغيه خذ عبدا من عبيدي أو فرسا من خيلي كل منها مباح له وليس الجموع مباحا له فإذا قيل كل
من هذه مباح ل يستلزم أن يكون الجموع مباحا والقصود أن المور الت يتصف با كل واحد من الفراد
ثلثة أنواع أحدها ما ل يكن تصوره ف الجموع فل يقال هو ثابت ول منتف والثان ما يكن تصوره ف
الجموع وهذا قد يكون ثابتا كثبوت الفتقار إل الفاعل ف مموع المكنات والادثات وثبوت الل ف كل
من الجنبيات منفردة وف جع أربع وقد ل يكون ثابتا كثبوت النهاية ف أفراد الوادث النقضية ل ف
مموعها وثبوت الل ف كل من الختي ل ف مموعهما والفرق بي هذا وهذا أن الكم الذي ثبت للفراد
إن كان للمعن الذي يوجد ف الجموع ثبت له وإن ل يكن لذلك العن ل يلزم ثبوته له فكون الحدث مكنا
أو مفتقرا إل الفاعل ثبت لقيقة الدوث وهذا ثابت للفراد والجموع وكذلك افتقار المكن إل ما ليس
بمكن ثبت
لقيقة المكان فإن حقيقة المكن هو الذي ل يوجد إل بغيه ل بنفسه وهذه القيقة ل تفرق بي
الفراد وبي الجموع وأما كون الادث له أول أو الاضي له انتهاء فهذا يعلم ف كل حادث حادث وماض
ماض وأما كون هذا النس كذلك فالطبيعة تلزم كل واحد واحد وليس ف الارج مموع ثابت للحوادث
والاضيات حت يقال هل يكم لذلك الجموع بكم أفراده أم ل فإن أفراده موجودة على التعاقب وإذا قدر
حوادث متعاقبة ل يكن ف العلم بذا ما يوجب أن ل تكون دائمة لكن إذا قدر اجتماع حوادث ف آن واحد
أو كانت مدودة قيل إن هذا الجموع له ابتداء وإذا قدر اجتماع أمور منقضية أو مدودة الخر قيل لا انتهاء
وأما ما ل يكن اجتماعه ل من هذا ول من هذا فليس وجوده متمعا ف الارج وإنا يتمع أفراده ف الذهن ل
ف الارج يبي ذلك أن ما ل يوجد إل متعاقبا متتاليا إذا قيل إن كل واحد من أفراده يعقب فردا آخر ل يعلم
من ذلك أنه كله يعقب شيئا آخر إذا ل يكم على جنسه بأنه يعقب غي جنسه وإنا حكمنا على أفراد النس
بالتعاقب وكذلك إذا قلنا كل واحد من أفراده سبقه عدم ل يكم على النس بأنه سبقه عدم كما حكمنا
هناك على جنس الحدث بافتقاره إل الفاعل وعلى جنس المكن بافتقاره إل ما ليس بمكن أو إل الفاعل أو
الواجب ونو ذلك والكلم على هذا مبسوط ف موضعه
والقصود التنبيه على ما ذكره النازعون لب السي وغيه من القائلي بأن جنس الوادث متنع
دوامها من أهل السلم والسنة والفلسفة وغيهم وكذلك قوله كل واحد قد سبقه عدم فلو كانت ل أول
لا لكان ما مضى ما انفك من وجودها وعدمها ول ينفصل السابق من السبوق فإنم يقولون كل واحد
مسبوق بعدم نفسه ل بعدم جنسه فإذا كان النس ل أول له ل يلزم أن يقارنه عدمه بل يقارن كل فرد من
أفراده عدم غيه وهم يسلمون عدم كل واحد واحد كما يسلمون حدوثه فإن حدوثه مستلزم لعدمه لكنهم
ينازعون ف عدم النس وانتهائه وامتناع دوامه ف الزل كما ينازعون ف انتهائه وامتناع دوامه ف البد
وبالملة هذا الوضع هو من أعظم الصول الت ينبن عليها دليل العتزلة والهمية ومن وافقهم على حدوث
الجسام وتنبن عليه مسألة كلم ال تعال وفعله وخلقه للسماوات والرض ث استوائه على العرش وتكلمه
بالقرآن وغيه من الكلم وأئمة أهل الديث والسنة وطوائف من أهل النظر والكلم مع أئمة الفلسفة
تنازعهم ف هذا ث إنم والدهرية من الفلسفة اشتركوا ف أصل تفرعت عنه مقالتم وهو أن تسلسل
الوادث ودوامها يستلزم قدم العال بل قدم السماوات والفلك فقال الفريقان إذا قدر حادث بعد حادث إل
غي ناية كان العال قديا فتكون الفلك قدية
ث إن الفلسفة الدهرية كابن سينا وأمثاله قالوا تسلسل الوادث ودوامها واجب لن حدوث الادث
بدون سبب حادث متنع فيمتنع أن يكون جنسها حادثا بل سبب حادث وإذا كان لكل حادث سبب حادث
كان النس قديا فيكون العال قديا وأبو السي البصري وأمثاله من العتزلة ونوهم من أهل الكلم قالوا
تسلسل الوادث متنع لن كل حادث مسبوق بالعدم فيكون النس مسبوقا بالعدم فيلزم حدوث كل ما ل
يلو عن الوادث والجسام ل تلو من الوادث فتكون حادثة ونفس الصل الذي اشترك فيه الفريقان باطل
وهو أنه يلزم من إمكان تسلسل الوادث قدم الفلك أو قدم العال أو قدم شيء من العال والفلسفة الدهرية
أعظم إقرارا ببطلنه من العتزلة فإن تسلسل الوادث ودوامها ل يقتضي قدم أعيان شيء منها ول قدم
السماوات والفلك ول شيء من العال والفلسفة يسلمون أن تسلسل الوادث ليقتضي قدم شيء من اعيانا
وأن تسلسلها مكن بل واجب فيقال لم هب أن الوادث ل تزل تدث شيئا بعد شيء فمن أين لكم أن
الفلك قدية وهل جاز أن تكون حادثة بعد حوادث قبلها بل يقال هذا يبطل قولكم فإنا إذا كانت متسلسلة
امتنع أن تكون صادرة عن علة تامة موجبة فإن العلة التامة ل يتأخر عنها شيء من معلولا والوادث متأخرة
فيمتنع صدورها عن علة تامة بوسط أو بغي وسط
وهكذا يقول للمعتزلة منازعوهم يقولون أنتم مواقون لسائر السلمي وأهل اللل على أن ال خلق
السماوات والرض ف ستة أيام وأنه خالق كل شيء وأنه القدي وكل ما سواه مدث مسبوق بالعدم
ومقصودكم بالدلة بيان ذلك فأي حاجة لكم إل أن تسلموا للدهرية ما يستظهرون به عليكم وإذا جاز أن
يكون ال خلقها وأحدثها بأفعال أحدثها قبل ذلك وكل حادث مسبوق بادث مع أن ما سوى ال ملوق
مصنوع مفطور حصل مقصودكم وإذا كان ال تعال ل يزل متكلما إذا شاء أو فاعل لا يشاء ل يناقض هذا
كون العال ملوقا له فتكون السماوات والرض ملوقة ف ستة أيام كما أخبت بذلك الرسل وال خالق كل
شيء وكل ما سواه مدث مسبوق بالعدم ويقول لم منازعوهم أنتم أردت إثبات حدوث العال وإثبات
الصانع سبحانه با جعلتموه شرطا ف حدوثه بل وشرطا ف العلم بالصانع فكان ما ذكرتوه مناقضا لدوث
العال وللعلم بدوثه وللعلم بإثبات الصانع وذلك أنكم ظننتم أنه ل يتم حدوث السماوات إل بامتناع
حوادث ل أول لا وأن إحداث ال تعال لشيء من ملوقاته ل يكن إل إذا بقي من الزل إل حي أحدث
الحدثات ل يفعل شيئا من الفعال ول القوال بل ول كان يكنه عندكم الفعل الدائم ول أن تكون كلماته
دائمة ل ناية
لا ف الزل ث حي أحدثها هو على ما كان عليه قبل ذلك فحدث من غي تدد شيء أصل فلزمكم
القول بترجيح أحد طرف المكن بل مرجح وحدوث الوادث بل سبب ولزمكم تعطيل الصانع سبحانه
وجحده وسلبه القدرة التامة حيث سلبتم قدرته على جنس الكلم والفعل ف الزل وقلتم يب أن يكون
جنس كلمه حادثا بعد أن ل يكن بل أن يكون ملوقا ف غيه ل قائما بذاته أو أنه ل يتكلم بشيئته وقدرته
وقلتم ل يكنه أن يدث شيئا إن ل يتنع دوام الفعل منه فل يكون قادرا فاعل متكلما إل بشرط أن ل يكون
كان قادرا فاعل متكلما وقلتم ل يوز وجود الوادث إل بشرط أل يدث لا سبب حادث ول يترجح أحد
طرف المكن على الخر إل بشرط أل يكون هناك سبب يقتضي الرجحان فجعلتم شرط حدوث العال وسائر
أفعال ال وكلمه ما يكون نقيضه هو الشرط وبدلتم القضايا العقلية كما حرفتم الكتب اللية ومن هنا
طمعت الفلسفة فيكم وزادوا القضايا العقلية تبديل وإفسادا وزادوا ف الكتب اللية تريفا وإلادا وصار
أصل الصول عندكم الذي بنيتم عليه إثباتكم للصانع ولصفاته ولرسله وبه كفرت أو ضللتم من نازعكم من
أهل القبلة أتباع السلف والئمة ومن غي أهل القبلة هو قولكم إذا كان كل واحد من الوادث له أول
استحال أل يكون لجموعها أول لنا ليست سوى آحادها
والعقلء يفرقون بصريح عقولم بي الكم والب والوصف لكل واحد واحد وبي الكم والب
والوصف للمجموع ف مواضع كثية وأنتم تقولون بإثبات الوهر الفرد فكل واحد من أجزاء السم جوهر
فرد عندكم وليس السم جوهرا فردا بل الجموع من أفراد وقد ثبت للمجموع من الحكام ما ل يثبت
للفرد وبالعكس مموع النسان إنسان وليس كل عضو منه إنسان وكذلك كل من الشمس والقمر والشجر
والثمر وغي ذلك من الجسام الجتمعة لا حكم ووصف ل يثبت لجزائها والنسان حي سيع بصي متكلم
وليس كل واحد من أبعاضه كذلك فلم يب إذا كان النوع والجموع دائما باقيا أن يكون كل من أفراده
دائما والمور القدارية والعددية كالكرات والدوائر والطوط والثلثات والربعات واللوف والئات كلها
يثبت لجزائها من الكم ما ل يثبت لجموعها وبالعكس فإذا وصف الشيء بأنه دائم أو طويل أو متد ل يلزم
أن يكون كل واحد من أجزائه أو أفراده كذلك قال تعال ف النة أكلها دائم وظلها سورة الرعد 35
ومعلوم أن كل جزء من أجزاء الكل والظل يفن وينقضي والنس دائم ل يفن ول ينقضي ول توصف
الجزاء با وصف به الكل
قال تعال إن هذا لرزقنا ما له من نفاد سورة ص 54فأخب عن النس أنه ل ينفد وأن كل واحد
من أجزائه ينفد ويقال للزمان والركات ف الجسام إنا طويلة متدة ول يقال للصغي من أجزائها إنه طويل
متد فيكون الرب ل يزل متكلما إذا شاء أو ل يزل فاعل لا يشاء هو بعن كونه ل يزل متكلما فعال وبعن
دوام كلمه وفعاله ل يستلزم أن كل واحد من الفعال دائم ل يزل فإن قلتم الادث من حيث هو حادث
يقتضي أنه مسبوق بغيه كما أن المكن من حيث هو مكن يقتضي الفتقار إل غيه والحدث من حيث هو
مدث يقتضي الحتياج إل غيه فكما أن المكنات مفردها ومموعها يلزم أن تكون مفتقرة إل الفاعل
وكذلك الحدثات فكذلك الوادث مفردها ومموعها يقتضي أن تكون مسبوقة بالغي وهذا من جنس قولم
الركة من حيث هي تقتضي كونا مسبوقة بالغي لن أجزاءها متعاقبة ل متمعة قال لكم منازعوكم هذا
لفظ ممل مشتبه وعامة حججكم وحجج غيكم الباطلة مبناها على ألفاظ مملة متشابة مع إلغاء الفارق
ويأخذون اللفظ الجمل الشتبه من غي تييز لحد معنييه عن الخر فبالشتراك والشتباه ف اللفاظ والعان
ضل كثي من الناس
وذلك أن قولكم الادث من حيث هو يقتضي أنه مسبوق بغيه أو الركة من حيث هي تقتضي أن
تكون مسبوقة بالغي يقال لكم الادث الطلق ل وجود له إل ف الذهن ل ف الارج وإنا ف الارج
موجودات متعاقبة ليست متمعة ف وقت واحد كما تتمع المكنات والحدثات الحدودة والوجودات
والعدومات فليس ف الارج إل حادث بعد حادث فالكم إما على كل فرد فرد وإما على جلة مصورة وإما
على النس الدائم التعاقب فيقال لكم أتريدون بذلك أن كل حادث فل بد أن يكون مسبوقا بغيه أو أن
الوادث الحدودة ل بد أن تكون مسبوقة أو أن النس ل بد أن يكون مسبوقا أما الول والثان فل نزاع
فيهما وأما الثالث فيقال أتريدون به أن النس مسبوق بعدمه أم مسبوق بفاعله بعن أنه ل بد له من مدث
الثان مسلم والول مل الناع وكذلك ف الركة إن قلتم إن الركة العينة مسبوقة بأخرى أو بعدم فهذا ل
نزاع فيه وإن قلتم إن نوعها مسبوق بالعدم فهذا مل الناع وذلك أن من أعظم ما اعتمدوا عليه قولم الركة
من حيث هي حركة تتضمن السبوقية بالغي فإن الركة تول من حال إل حال فإحدى الالتي سابقة للحال
الخرى فل تعقل حركة إل مع سبق البعض على البعض وكل ما كان مسبوقا بغيه ل يكن أزليا فالركة
يتنع أن تكون أزلية فيقال لم قولكم الركة تستلزم السبوقية بالغي أتريدون بالغي سبق بعض أجزائها
على بعض وهو العن الذي دللتم عليه أم تريدون أنا مسبوقة بالعدم أم مسبوقة بالفاعل أما الول وهو الذي
دللتم عليه فإنه يقتضي نقيض قولكم وهو يقتضي أن الركة ل يزل نوعها موجودا لن كل ما هو حركة
مسبوق با هو حركة وكل حال تول إليه التحرك فهو مسبوق بال أخرى وتلك الال مسبوقة بأخرى فكان
ما ذكرتوه دليل على حدوث الركة كما أنه يدل على حدوث أعيان الركة وأجزائها فهو يدل على دوام
نوعها وهو نقيض قولكم فكان ما ذكرتوه حجة ف مل الناع إنا يدل على مواقع الجاع وهو ف مل
الناع حجة عليكم ل لكم وحينئذ فيقول النازع نن نقول بوجب دليلكم وهو حجة عليكم وإن أردت أن
مسمى الركة مسبوق بالعدم فلم تذكروا على هذا دليل أصل وهو مورد الناع وإن أردت أنه مسبوق
بالفاعل فهذا أيضا يراد به أن كل جزء منها مسبوق بالفاعل ويراد به أن جنسها سبقه الفاعل سبقا انفصاليا
وإن ل يقيموا دليل على هذا فكان ما ذهبتم إليه ل تقيموا دليل عليه وما أقمتم عليه دليل ل يدل على قولكم
بل على نقيضه ولذلك يقال لصومهم الفلسفة أنتم ل تقيموا دليل على قدم شيء من العال بل عامة ما
أقمتموه من الدلة يستلزم دوام الفاعلية وهذا يدل على نقيض قولكم فإنه يقتضي أنه ل يزل يفعل والفعول ل
يكون إل ما حدث عن عدم
وأما قدم شيء من العال فل دليل لكم عليه بل دليلكم يدل على نقيضه فإنه لو كان الفعول مقارنا
للفاعل لزم أل يدث ف العال شيء والطائفتان جيعا أصل قولا الكلم ف الركة فهؤلء يقولون يتنع أن
تكون الركة دائمة فل بد أن يكون جنس الركة حادثا عن غي سبب حادث وهؤلء يقولون بل جنس
الركة يتنع أن يكون حادثا فيمتنع أن تدث الركة ل من حركة والزمان مقدار الركة فيجب قدم نوعه ث
قالوا ول حركة فوق حركة الفلك ول قبلها ول زمان إل مقدار هذه الركة فتكون هذه الركة وزمانا
أزليي فيقال لم من أين لكم أنه ل حركة قبل حركة الفلك ول فوقها وهل هذا إل قول بل علم ونفي لا ل
تعلموا نفيه وتكذيب لا ل تيطوا بعلمه ولا يأتكم تأويله ث قولكم بأنه ل حركة إل هذه الركات مع أنه ل
أول لا ول آخر وهذا كذلك وهذا أكثر من ذلك بأضعاف مضاعفة قالوا فالسم يتنع أن يتحرك حركة ل
تتناهى كما ذكر ذلك أرسطو لن السم ينقسم فتكون حركة الزء مثل حركة الكل ل تتناهى وهذا متنع
يتنع أن يكون الزء مثل الكل قيل لم بل هذا الذي ذكره أرسطو وتلقيتموه بالقبول يدل على نقيض
مقصوده ومقصودكم فإن السم إذا قامت به حركة فحركة مموع السم أكب من حركة بعضه ف الكان
وهذا غي متنع عند أحد من العقلء فليس حركة الزء مثل حركة الكل ولكن كلها ل يتناهى
فيلزم أن يكون ما ل يتناهى بعضه أكثر من بعض ف الزمان وما ل يتناهى ل يكون شيء أكب منه
فهذا يدل على فساد قولكم لنكم تقولون إن حركة الحيط أعظم من الركة الختصة بفلك الشمس والقمر
وغيها وكلها ل يتناهى فهذا الذي ذكرتوه ف حركة السم الواحد يستلزم بطلن قولكم ف حركة
السمي وأما السم الواحد فإن قولكم فيه ينبن على أنه يتبعض وأن حركته متبعضة حت يقال إن بعضه
يساوي كله ف عدم النهاية وهذا متنع بل هي حركة واحدة ل أول لا ول آخر ول امتناع ف ذلك ويقال
للمتكلمي إن قلتم إنه مسبوق بالحرك بعن أنه ل بد للحركة من مرك فهذا أيضا مسلم لكن قولكم إن
الحرك ل يوز أن يرك شيئا حت تكون الركة متنعة عليه أول ث تصي مكنة من غي تدد شيء فتنقلب من
المتناع إل المكان من غي حدوث سبب أصل ول يوز أن يدث شيئا حت يدثه بل سبب حادث أصل
هذا هو الذي ينازعكم فيه جهور السلمي وغيهم ويقولون لكم ل يزل ال قادرا على الفعل والقدرة عليه مع
امتناع القدور جع بي النقيضي فإن القدرة على الشيء تستلزم إمكانه فكل ما هو مقدور للرب تعال فل بد
أن يكون مكنا ل متنعا ويقولون إذا قلتم ل يكن قادرا على الفعل ث صار قادرا لن الفعل ل يكن مكنا ث
صار مكنا فما الوجب لذا التجدد والتغي
فإن قلتم حدث ذلك بل سبب كان هذا أعجب من قولكم الول إذ كان القادر يصي قادرا بعد أن
ل يكن من غي تدد شيء أوجب قدرته وإن قلتم ما ذكره أبو السي العقول من الفاعل هو الحصل للشيء
عن عدم فيمتنع وجوده ف الزل قيل لكم إن الفاعل ل يكون فاعل حت يصل الشيء عن عدمه فل يكون
الفعل نفسه أو الفعول نفسه قديا لكن ل قلتم إنه يشترط ف الفعل العي عدم غيه ولو قلتم إنه ل يكون
فاعل لذه السماوات والرض حت ل يكون قبل ذلك فاعل أصل ول يكون فاعل حت يكون جنس الفعل
منه معدوما بل متنعا فهذا غي واجب ف العقول بل العقول يعقل أنه حصل الشيء عن عدم وإذا كان قبل
تصيله حصل غيه عن عدم وهم قد يقولون كان ف الزل قادرا على الفعل فيما ل يزل وهذا كلم متناقض
فإنه ف حال كونه قادرا ل يكن الفعل مكنا له عندهم فحقيقة قولم كان قادرا حي ل يكن قادرا فإن القادر
إنا يكون قادرا على ما يكنه دون ما ل يكنه فإذا كان الفعل ف الزل وهو الفعل الدائم أي الذي يدوم
جنسه غي مكن له ل يكن مقدورا له فل يكون قادرا عليه وهذا ما أنكره السلمون على هؤلء التكلمي
وكان هذا من أسباب لعنة بعضهم على النابر
ويقال لم مقصودكم الول نصر السلم والرد على مالفيه وليس ف كتاب ال ول سنة رسوله ول
عن أحد من السابقي الولي والتابعي لم بإحسان هذا القول الذي أحدثتموه وجعلتموه أصل دين السلمي
ليس فيه أن الرب ل يزل ل يفعل شيئا ول يتكلم بشيء ول يكنه ذلك ث إنه بعد تقدير أزمنة ل ناية لا فعل
وتكلم وأنه صار متمكنا من الفعل والكلم بعد أن ل يكن متمكنا بل القرآن والسنة وكلم الصحابة والتابعي
يناقض ما ذكرتوه فكان ما ابتدعتموه من الكلم الذي ادعيتم أنه أصل الدين مالفا للسمع والعقل ث إنه صار
من تقلدكم ينقل عن السلمي واليهود والنصارى أن هذا قولم ول يعرف هذا القول عن أحد من النبياء ول
أصحابم بل العروف عنهم يناقض ذلك ولكن الثابت عند النبياء أن كل ما سوى ال ملوق حادث بعد أن
ل يكن خلف قول الفلسفة الذين يقولون إن الفلك أو العقول أو النفوس أو شيئا غي ذلك ما سوى ال
قدي أزل ل يزل ول يزال ويقال قول القائل الفاعل هو الحصل للشيء عن عدم أتريد به الفاعل للشيء
الشار إليه أنه ل يكون فاعل له إل إذا حصله عن عدم أم تريد به أنه ل يكون الفاعل ف نفسه فاعل لشيء
حت تكون فاعليته متنعة ث صارت مكنة أما الول فمسلم والثان منوع وسبب ذلك الفرق بي الفعل ونوعه
فإذا ل يعقل فاعل لعن إل بعد عدمه ل يلزم أل يعقل كون الفاعل فاعل إل بعد أن ل يكن فاعل بل العقل ل
يعقل حدوث فاعلية بل سبب
قال أبو السي البصري فإذا ثبت حدوث العال فالدللة على أن له مدثا هي أنه ل يلو أن يكون
حدث وكان يوز أن ل يدث أو كان يب أن يدث فلو حدث مع وجوب أن يدث ل يكن بأن يدث ف
تلك الال أول من أن يدث من قبل فل يستقر حدوثه على حال إذ كان حدوثه واجبا ف نفسه وإن حدث
مع جواز أل يدث ل يكن بالدوث أول من أن ل يدث لول شيء اقتضى حدوثه ويستدل على أنه عال
قادر فصح قولنا قال واستدل شيوخنا على أن الجسام تتاج إل مدث بأن تصرفنا يتاج إل مدث لجل
أنه مدث فحدوث كل مدث يوجه إل مدث فإذا كانت الجسام مدثة احتاجت إل مدث والدللة على
حاجة تصرفنا إل مدث هو أنه لو حدث بنفسه من غي مدث لدث وإن كرهناه أو كنا منوعي منه فلما
وقع بسب قصدنا وانتفى بسب كراهتنا علمنا أنه متاج إلينا قال والدليل على أنه يتاج إلينا لجل حدوثه
أنه إما أن يتاج إلينا لدوثه أو لبقائه او لعدمه فلو احتاج إلينا لبقائه لوجب أل يبقى البناء إذا مات البان ول
يوز أن يتاج إلينا لعدمه لن تصرفنا كان معدوما قبل وجودنا وقبل كوننا قادرين فصح أنه يتاج إلينا
ليحدث ولن حدوثه هو التجدد بسب قصدنا وإرادتنا وهو الذي ل يتجدد إذا كرهناه فعلمنا أنه يتاج إلينا
لجل حدوثه قلت فهذا أصل أصول القوم الذي بنوا عليه دينهم الصحيح والفاسد فإن القرار بوجود الصانع
تعال وأنه حي عال قادر ونبوة
نبيه حق ل ريب فيه وأما نفيهم صفات الرب تعال ودعواهم أنه ل يتكلم بكلم قائم به ول يرى ل
ف الدنيا ول ف الخرة ونو ذلك فهو من دينهم الفاسد وهذه الطريقة هي الت سلكها ابن عقيل إذا مال إل
شيء من أقوال العتزلة فإنه كان قد أخذ عن أب علي بن الوليد وأب القاسم بن التبان وكانا من أصحاب أب
السي البصري ولذا يوجد ف كلمه نصر كلمهم تارة وإبطاله أخرى فإنه كان ذكيا كثي الكلم والتصنيف
فيوجد له من القالت التناقضة بسب اختلف حاله كما يوجد لب حامد والرازي وأب الفرج بن الوزي
وغيهم وابن الوزي يقتدى به فيما يدخل فيه من الكلم مثل كلمه ف منهاج الصول وف كف التشبيه
ونو ذلك ولذا يوجد ف كلم هؤلء من نفي الصفات البية ومنعهم أن تسمى اليات والحاديث آيات
الصفات وأحاديث الصفات بل آيات الضافات ونصوص الضافات ونو ذلك من الكلم الوافق لقوال
العتزلة ما يبي به أن الشعري وأئمة أصحابه من الثبتي للصفات البية ونو ذلك أقرب إل السنة والسلف
والئمة كأحد بن حنبل وغيه من كلم هؤلء الذين مالوا ف هذا إل طريقة العتزلة وهذه الطريقة الت
سلكها أبو السي ف إثبات أن الحدث ل بد له من مدث هي طريقة أب العال وابن عقيل ف كثي من
كلمهم وغيهم
والقاضي أبو بكر يذكر ما كان يشبهها ف الصلي من استدلله على افتقار الحدث إل مدث
بالتخصيص والستدلل على ذلك بالقياس والشعري أحسن استدلل منه مع أنم كلهم سلكوا سبيل العتزلة
ف هذا الصل وسلموا كلمهم وهي طريقة أثبتوا فيها اللي بالفي وأرادوا با إيضاح الواضح كمن يقرر
القضايا البديهية بقضايا نظرية يسندها إل قضايا أخرى بديهية وذلك أن العلم بأن الحدث ل بد له من مدث
أبي ف العقل من العلم بأن ما جاز حدوثه ل يكن بالدوث أول من أل يدث لول شيء اقتضى حدوثه وبأن
ما وجب حدوثه وجب ف كل حال فإن هذه القضايا وإن كانت حقا وهي ضرورية فالعلم بأن الحدث ل
بد له من مدث أبي منها والعقل يضطر إل التصديق بذه أعظم ما يضطر إل التصديق بتلك وتصور طرف
هذه القضية أبده ف العقل من تصور تلك ول تعرض هذه القضية وتلك على سليم الفطرة إل صدق بذه قبل
تلك وهذا كقول أب العال ومن وافقه على طريقه إذ أثبت حدوث العال فالادث جائز وجوده وكل وقت
صادفه وقوعه كان من الجوزات تقدمه عليه بأوقات ومن المكنات استئخار وجوده عن وقته بساعات فإذا
وقع الوجود الائز بدل عن استمرار العدم الجوز قضت العقول ببداهتها بافتقاره إل مصص خصصه بالوقوع
وذلك أرشدك
ال مستبي على الضرورة ل حاجة فيه إل سب الغي والتمسك فيه بسبيل النظر ث إذا وضح اقتضاء
الادث مصصا على الملة فل يلو ذلك الخصص من أن يكون موجبا وقوع الدوث بنلة العلة الوجبة
معلولا وإما أن تكون طبيعة كما صار إليه الطبائعيون وباطل أن يكون جاريا مرى العلل فإن العلة توجب
معلولا على القتران فلو قدر الخصص علة ل يل من أن تكون قدية أو حادثة فإن كانت قدية فيجب أن
يب وجود العال أزل وذلك يفضي إل القول بقدم العال وقد أقمنا الدللة على حدثه وإن كانت حادثة
افتقرت إل مصص ث يتسلسل القول ف مقتضى القتضى ومن زعم أن الخصص طبيعة فقد أحال فيما قال
فإن الطبيعة عند مثبتها توجب أثرها إذا ارتفعت الوانع فإن كانت الطبيعة قدية فلتقتض قدم العال وإن كانت
حادثة فلتكن مفتقرة إل مصص قال وإذا بطل أن يكون مصص العال علة أو طبيعة موجبة بنفسها ل على
اختيار فتعي بعد ذلك القطع بأن مصص الوادث فاعل لا على الختيار مصص إيقاعها ببعض الصفات
والوقات قلت فهذه الطريقة هي من جنس طريقة أب السي كما ترى وهي من جنس طريقة القاضي أب
بكر والقاضي أب يعلى وابن عقيل وغيهم ومعلوم لكل ذي فطرة سليمة أن العلم بأن الادث ل بد له من
مدث أبي من العلم بأن التخصيص ل بد له من مصص فإنه ليس التخصيص إل نوعا من الوادث فإنم ل
يريدون بذلك أن كل
تصيص سواء كان مدثا أو قديا ل بد له من مصص فاعل له على الختيار فإن القدي يتنع عندهم
أن يكون له فاعل فلم يبق إل التخصيص الادث فيكون العن أن كل تصيص حادث ل بد له من مصص
فاعل متار والتخصيص الادث إما أن يكون مساويا للحادث ف العموم والصوص أو يكون أخص منه فإن
كان مساويا له كان هذا بنلة أن يقال الفعول الادث والتجدد الادث وما أشبه ذلك وإن كان أخص منه
كان استدلل على أن كل مدث ل بد له من مدث لن هذا النوع من الادث ل بد له من مدث ث إن هذا
النوع هو الطلوب إثباته بالدليل فيكون استدلل على هذا النوع بالنس ث استدلل على النس بذلك النوع
فيكون استدلل بالشيء على نفسه لكن يقال من جهتهم التخصيص وإن كان مساويا للحدوث ف العموم
والصوص فجهة كونه تصيصا غي جهة كونه حدوثا وهم استدلوا با فيه من التخصيص وإن كان مشروطا
بالدوث على أنه ل بد له من مصص فيقال هذا صحيح لكن عليه سؤلن أحدها أن جهة كونه حدوثا أدل
على الحدث من جهة دللة كونه مصصا على الخصص فإنه لو قال لم قائل ل نسلم أن التخصيص ل بد له
من مصص ل يكن لم جواب إل ما هو دون جوابم لن قال ل نسلم أن الحدث ل بد له من مدث
وإذا كان قد قال إن ما جاز تقدمه وتأخره فإذا وقع وجوده بدل عن عدمه قضت العقول ببدائهها
بافتقاره إل مصص خصصه بالوقوع فلن يقال ما حدث بعد أن ل يكن فإن العقول تقضي ببدائهها بافتقاره
إل مدث أحدثه أول وأحرى فإن العلم بافتقار الحدث إل مدث أبي من العلم بافتقار الخصص إل
الخصص وافتقار ترجيح أحد طرف المكن على الخر إل مرجح السؤال الثان أن يقال لؤلء كلهم كأب
السي ومن وافقه هذه القدمة الت بنيتم عليها إثبات الصانع تعال تناقضتم فيها فإن حاصلها أن المكن ل
يترجح أحد طرفيه على الخر إل برجح أو ل يترجح وجوده على عدمه إل برجح فإن هؤلء يقولون اذا
حدث مع جواز ان يدث وان ل يدث ل يكن بالدوث اول من ان ل يكون والخرون يقولون إذا تصص
بوقت دون وقت مع تشابه الوقات أو بقدر دون دون قدر ل يكن تصيصه بأحدها أول من الخر إل
بخصص والول ينبن على أنه قد استوى بالنسبة إل ذاته الدوث وعدمه فيفتقر إل مرجح للحدوث والثان
ينبن على أن الزمنة والقادير والصفات مستوية فل بد من مصص يصص أحدها بالوقوع فيه وكل هذا
مبن على أن المرين التساويي ف المكان ل يترجح أحدها إل برجح وهذا حق ف نفسه لكنهم نقضوه
حيث قالوا إن هذه الحدثات والتخصيصات تقع بل سبب يقتضي حدوثها و ل اختصاصها
فإنم وإن أثبتوا فاعل لكن يقولون إن نسبة قدرته وإرادته إل جيع المكنات سواء وأنه حدثت
الوادث بل سبب حادث أصل بل حال الفاعل قبل الفعل وحي الفعل سواء ومعلوم أن هذا تصريح برجحان
المكن بل مرجح تام وهؤلء يقولون القادر الختار يرجح أحد مقدوريه على الخر بل مرجح وهذا هو
أصل قول القدرية وهو أصل قول الهمية البية فالقدرية أخرجوا به أفعال اليوان أن تكون ملوقة ل وقالوا
إن العبد قادر متار فترجح الفعل على الترك بل مرجح وقالوا إن ما أنعم ال به على أهل اليان والطاعة ما
يؤمنون به ويطيعون هو مثل ما أنعم به على أهل الكفر والعصية فإنه أرسل الرسل إل الصنفي وأقدر الصنفي
وأزاح علل الصنفي وفعل كل ما يكن من اللطف الذي يؤمن عنده الصنفان بنلة من أعطى ابنيه مال
بالسوية ث قالوا إن الؤمن فعل الطاعة من غي نعمة خصه ال با تعينه على اليان والكافر فعل الكفر من غي
سبب من ال وهذا القول مالف للشرع والعقل فإن ال بي ما خص به الؤمني من نعمة اليان ف غي
موضع كقوله تعال ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان
أولئك هم الراشدون سورة الجرات 7والقدرية يقولون إن هذا خطاب لميع اللق وليس المر كذلك
بل هو خطاب للمؤمني كما قال أولئك هم الراشدون
وكما قيل قبل ذلك يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بهالة فتصبحوا
على ما فعلتم نادمي واعلموا أن فيكم رسول ال لو يطيعكم ف كثي من المر لعنتم ولكن ال حبب إليكم
اليان وزينه ف قلوبكم سورة الجرات 7 6فهذا خطاب للمؤمني ل لميع الناس وأيضا فإن العبد إذا
كان قادرا على الطاعة والعصية فلو ل يدث سبب يوجب وقوع أحدها دون الخر للزم الترجيح بل مرجح
وذلك السبب إن كان من العبد فالقول فيه كالقول ف الفعل فل بد أن يكون السبب الادث الوجب
للترجيح من غي العبد والسبب الذي به وقعت الطاعة نعمة من ال خص با عبده الؤمن ث إن القدرية من
العتزلة وغيهم بنوا على هذا أن الرب ل يكن يتكلم ول يفعل ث خلق الكلم والفعولت بغي سبب اقتضى
الترجيح وأما الثبتون للقدر من الهمية ونوهم فخالفوهم ف فعل العبد وقالوا إنه ل يترجح أحد مقدوريه
على الخر إل برجح ووافقوهم ف فعل ال ولذا يوجد كلم الرازي ونوه من هؤلء متناقضا ف هذا الصل
فإذا ناظروا القدرية استدلوا على أن القادر ل يرجح مقدورا إل برجح وإذا أرادوا إثبات حدوث العال وردوا
على الدهرية بنوا ذلك على أن القادر يرجح أحد مقدوريه على الخر بل مرجح وقالوا إن ترجيح أحد طرف
المكن على الخر بغي مرجح يصح من القادر الختار ول يصح من العلة الوجبة وادعوا الفرق بي الوجب
بالذات وبي الفاعل بالختيار ف هذا الترجيح
وهذا حقيقة قول القدرية لكن جهم نفسه نفى كون العبد قادرا ونفى أن يكون له قدرة على فعل
وحينئذ إذا قال إن القادر الختار يرجح أحد مقدوريه بل مرجح ل ينتقض قوله بناء على أصله الفاسد
والشعري وغيه من يقول إن العبد كاسب وله قدرة ويقولون ليس بفاعل حقيقة ول لقدرته تأثي ف القدور
إن حصل فرق معنوي بي قولم وقول جهم احتاجوا إل الفرق بي فعل الرب وفعل العبد وإل كانوا مثل
جهم واما جهور الثبتي للقدر الذين يقولون للعبد قدرة وفعل وهذا قول السلف والئمة فعندهم أن العبد
فاعل قادر متار وهو ل يرجح أحد مقدوريه على الخر إل لرجح والرازي ييل إل قول هؤلء ويثبت للعبد
قدرة وداعيا وأن مموعهما يستلزم وجود الفعل فهؤلء الطوائف من الكلبية والكرامية والشعرية ومن
وافقهم من أهل الديث والفقه وغيهم وإن خالفوا العتزلة ف القدر فهم يشاركونم ف الصل الذي بن
أولئك قولم ف القدر عليه وهم يناظرون الفلسفة القائلي بالوجب بالذات وأهل الطبع القائلي بأن فاعل
العال علة تامة أزلية تستلزم معلولا وهذا القول أشد فسادا فإن حقيقة قول هؤلء أنه ليس لوادث العال
مدث كما أن حقيقة قول القدرية أنه ليس لفعل اليوان مدث فما قاله القدرية ف فعل اليوان قاله هؤلء ف
جيع حوادث العال
لن العلة التامة الستلزمة لعلولا ل يصدر عنها حادث ل بوسط ول بغي وسط فهؤلء شبهوا فعله
بفعل المادات مع تناقضهم وتقصيهم فيما جعلوه فعل المادات والقدرية شبهوا فعله بفعل اليوانات مع
تناقضهم وتقصيهم فيما جعلوه فعل اليوانات ث إن الثبتي للقدر من الكلبية وغيهم يالفون العتزلة ف
إثبات القدر وف بعض مسائل الصفات ويعلون الخصص هو الرادة القدية الت نسبتها إل جيع الرادات
سواء وقالوا إن من شأن الرادة أن تصص أحد الثلي عن الخر بل سبب ولذا بنوا أصولم على أن
التخصيص بأحد الوقتي ل بد له من مصص ث كلم أب السي وأمثاله أحذق من كلم هؤلء من وجه
وأنقص من وجه فإنه من حيث جعل نفس وجود الدوث بدل عن العدم مع جواز أن ل يدث دليل على
القتضى لدوثه كلمه أرجح من كلم من جعل الدليل هو التخصيص بوقت دون وقت فإن نفس الدوث
فيه من التخصيص ما يستغن به عن نسبة الادث إل الوقات وأما كونه أنقص فإنه متناقض من وجه آخر
وذلك أنه قال لو حدث مع وجوب أن يدث ل يكن بأن يدث ف تلك الال أول من أن يدث من قبل فل
يستقر حدوثه على حال إذ كان حدوثه واجبا فإنه بعد أن يتجاوز عن أن نفس الدوث يستلزم الحدث ولو
قدر واجبا يقال له إذا قدرت الدوث واجبا فلم ل يوز أن يكون حدوثه ف حال أول منه ف حال أخرى
ويكون واجبا ف تلك الال دون غيها
فإن قال لن الحوال مستوية قيل له الحوال مستوية سواء قدر أن الدوث واجب أو جائز فل بد
من مصص سواء قدر الدوث واجبا أو جائزا وإن قال إن الواجب ل يتص بال دون حال بلف الائز
قيل هذا حق فيما وجب بنفسه لكن ليس العلم به بأبي من العلم بكون الادث ل يدث بنفسه بل يتاج
ذلك إل مزيد بيان وإيضاح أكثر من هذا لنه قد تقدم تقريره بأن القدي واجب الوجود ف كل حال فإنه
موجود ف الزل فل يوز أن يكون وجوده على طريق الواز ول بالفاعل فتعي أن يكون واجبا ول يقرر أن
الواجب ل يتص بوقت دون وقت فإن قيل هذا بي معروف بنفسه معلوم بالضرورة قيل له إذا عرضنا على
عقول العقلء أن الواجب هل يكون واجبا ف وقت دون وقت وأن الادث هل يدث بنفسه كان ردهم لذا
الثان أعظم من ردهم لذاك فل يقرر البي بالخفى وأيضا فهذا أرجح من ذاك من وجه آخر وذلك أن
الفلسفة الدهرية الليي من التاخرين كابن سينا وغيه يقولون إن الواجب قد يكون قديا وهو واجب بغيه
فالواجب بغيه عندهم قد ل يكون مدثا مع كونه مفتقرا إل مصص موجب فإذا عرف افتقاره إل موجب ل
يلزم على قولم أن يكون له مدثا ول يقل أحد من هؤلء إن الحدث يكون بغي مدث ومن قال هذا فإنه ل
ينكر افتقار الخصص
إل مصص فحينئذ فمن أقر بالحدث أقر بالخصص من غي عكس وما دل على الحدث دل على
الخصص بالتفاق وف العكس نزاع وأيضا فلو نازعه منازع ف أن ما وجب حدوثه يوز أن يدث ف وقت
دون وقت وقال هذا كما تقول أنت إن القادر يصه بوقت دون وقت لحتاج إل جواب فإن قال القادر له
أن يرجح أحد مقدوريه بل مرجح كالائع والارب قال له العترض فهذا الترجيح واجب أو جائز فإن قال
واجب قال فلم اختص بوقت دون وقت وان قال جائز قال فحدوثه مع جواز أن ل يدث يفتقر إل ترجيح
آخر وإل ل يكن بالدوث أول وإن قال العلم بأن الواجب بنفسه ل يتص بزمان دون زمان ضروري قال
العترض والعلم بأن الادث ل بد له من مدث علم ضروري فإن زعم أن هذا ليس بضروري بل نظري
أمكن العترض أن يقابله ويقول العلم بأن الواجب ل يتص نظري ل ضروري والقصود هنا التنبيه على
أصول هؤلء الت هي عمدتم وعليها بنوا
دينهم الق وما أدخلوه فيه من البدع وأن ذلك إما أن يكون باطل وإما أن يكون حقا طولوه با ل
ينفع بل قد يضر واستدلوا على اللي بالفي بنلة من يد الشيء با هو أخفى منه وإذا كانت الدود
والدلة إنا يراد با البيان والتعريف والدللة والرشاد فإذا كان العروف العلوم ف الفطرة ويعل خفيا يستدل
عليه با هو أخفى منه أو يدفع ويذكر ما هو نقيضه ومالفه وكانت هذه طرق السلف والئمة الت دل عليها
الكتاب والسنة وهي الطرق الفطرية العقلية اليقينية الوافقة للنصوص اللية تبي أن من عارض تلك الطرق
الشرعية معقولا ومنقولا بثل هذه الطرق البدعية بل عدل عنها إليها كان ف ضلل مبي كما هو الواقع ف
الوجود وال يقول الق وهو يهدي السبيل وال يدعو إل دار السلم ويهدي من يشاء إل صراط مستقيم
سورة يونس 25وأما طريق شيوخ العتزلة الت ذكرها أبو السي وعدل عنها فهي أبعد وأطول والسولة
عليها أكثر كما ل يفى ذلك مع أن هذه الطرق ل تتضمن تتضمن كذبا ول باطل من جهة أنا إخبار
بالشيء على خلف ما هو عليه أو من جهة أنا قضايا كاذبة بل من جهة الستدلل على الشيء با هو أخفى
منه بلف كلمهم ف الترجيح بل مرجح والدوث بل سبب وإبطال دوام الوادث فإن منازعيهم يقولون
كلمهم ف ذلك
من نوع الكذب الباطل وإن ل يتعمدوا الكذب كسائر القالت الباطلة وهاتان الطريقتان اللتان
ذكرها أبو السي عنه وعن شيوخه ها اللتان اعتمد عليهما كثي من الثبتي للصفات الذين استدلوا بطريقة
العراض والركات على حدوث الجسام كالقاضي أب بكر والقاضي أب يعلى ف العتمد وغيها فإنم
سلكوا هذه الطريق فأثبتوا وجودها وأن الجسام ل تلو عنها وأنا ل تبقى زماني وأنا مدثة وأن ما ل يلو
منها فهو مدث لن الوادث لا أول وأبطلوا وجود ما ل يتناهى مطلقا وذكروا الناع ف ذلك مع معمر
والنظام وابن الراوندي وغيهم وأثبتوا ذلك بنظي ما تقدم من الجج وقالوا إن ما ل ينفك عن الوادث فهو
مدث وقالوا إذا ثبت أن ذلك مدث فل بد له من مدث أحدثه وصانع صنعه خلفا للملحدة ف نفي الصانع
قالوا والدللة عليه أن الحدث لو ل يتعلق بحدث ل تتعلق الكتابة
بكاتب ول الضرب بضارب لن ذلك كله يتعذر إذ استحالة مدث ل مدث له كاستحالة كتابة ل
كاتب لا فلو جاز وجود مدث ل مدث له لاز مدث ل إحداث له وذلك مال وهؤلء يقولون الحدث
عي الحداث فحقيقة قولم وجود مدث ل إحداث له وقد جعلوا هنا نفي هذا مقدمة معلومة يتج با قالوا
وأيضا فإنا نرى الوادث يتقدم بعضها بعضها ويتأخر بعضها عن بعض ولول أن مقدما قدم منها ما قدم وأخر
منها ما أخر ل يكن ما تقدم منها أول من أن يكون متأخرا وما تأخر أول من أن يكون متقدما فدل ذلك
على أن لا مقدما مدثا لا قدم منها ما قدم وأخر منها ما أخر ث ل يلو ذلك المر من أن يكون نفس
الادثات أو معن فيه أو ل نفسه ول معن فيه أو لاعل جعله فيستحيل أن يكون ذلك لنفسه لن نفسه هو
وجوده والشيء ل يوز أن يفعل نفسه ول يوز أن يكون لذاك العن لن ذاك العن ل بد أن يكون موجودا
إذ العدوم ليس له تأثي ف ذلك وإذا كان موجودا فل يلو من أن يكون قديا أو مدثا ل يوز أن يكون قديا
لنه لو كان قديا لوجب قدم السم الحدث وذلك باطل وإن كان مدثا فل بد أن يكون متقدما أو متأخرا
فإن كان كذلك مع جواز أن ل يكون متقدما لقدم موجبه فل يكون كذلك إل لعن آخر وذلك العن لعن
آخر إل غي ناية
ول يوز أن يكون كذلك ل لنفسه ول لعن ول لمر لن ذلك يؤدي إل أن ل يكون بالوجود ف
وقت أول من عدمه وبقائه على عدمه ولا علم أن اختصاصه بالوجود أول من عدمه بطل أن يكون كذلك
إل لمر وإذا بطلت هذه القسام علم أن هذه الوادث إنا اختصت ف الوجود ف أوقات معينة لاعل جعله
وأراد تقدي أحدها على الخر وتأخر بعضها عن بعض فثبت ما قلناه فهذا الذي ذكره القاضي أبو يعلى ومن
سلك هذه الطريقة كأب ممد ابن اللبان وقبلهما القاضي أبو بكر وغيهم هي من جنس ما تقدم وهؤلء
غالبهم إذا ذكروا طريقتهم ف حدوث الجسام بأن ما ل يسبق الوادث فهو حادث ذكروا ذلك مسلما كأنه
بي وإذا ذكروا مع ذلك أن الوادث يب تناهيها جعلوا ذلك بنلة السلم أو القدمة الضرورية تسوية بي
النوع وأشخاصه فيقولون مثل إذا أثبتوا حدوث العراض وأن السم مستلزم لا الوادث لا أول ابتدئت منه
خلفا لبن الراوندي وغيه من اللحدة والدللة على ذلك علمنا بأن معن الحدث أنه الوجود عن عدم
ومعن الوادث أنا موجودة عن عدم فلو كان فيها ما ل أول له لوجب أن يكون قديا وذلك فاسد لا بينا من
إقامة الدللة على حدوثها
والمع بي قولنا حوادث وأنه ل أول لا مناقضة ظاهرة ف اللفظ والعن وذلك باطل ث يقولون وإذا
ثبت ما ذكرنا من ثبوت العراض وحدوثها وأن الواهر ل تل منها ول تسبقها وجب أن تكون مدثة كهي
لن الواهر ل تلو من أن تكون موجودة معها أو بعدها أو قبلها فإذا بطل أن تكون الواهر موجودة قبل
وجود العراض وبطل أن توجد بعدها وجب أن تكون موجودة معها وثبت حدوثها كحدوث العراض فهذا
الذي يقوله هؤلء كالقاضيي ومن وافقهما على ذلك وهذا لفظ القاضي أب بكر والقاضي أب يعلى ونوها
والعترض على ذلك يقول إن موضع النع ل يقيموا عليه حجة وإنا قالوا معن الوادث أنا موجودة عن عدم
فلو كان فيها ما هو ل أول له لوجب أن يكون قديا وهم ل يقولون فيها ما ل اول له بل كل حادث له اول
عندهم وانا يقولون إن جنسها ل أول له بعن أنه ل يزل كل حادث قبله حادث وبعده حادث وحينئذ
فيقولون إنه ل مناقضة بي قولنا حوادث وقولنا ل أول لا لن معن قولنا حوادث أن كل واحد واحد منها
حادث بعد أن ل يكن ليس معناه أن جنسها حادث والذي ل أول له هو النس عندهم ل كل واحد واحد
فالذي أثبتوا له الدوث هو كل واحد واحد من العيان وتلك ل يثبتوا لشيء منها قدما ول قالوا ل أول
لشيء منها والذي قالوا ل أول له بل هو قدي هو النوع التعاقب وذلك ل يقولوا إنه حادث
ث إن هؤلء أيضا بعد ذلك يقررون ما يدعونه من امتناع حوادث ل أول لا ف ضمن دعواهم امتناع
وجود ما ل يتناهى فيسلكون طريقي طريقة تص الوادث التعاقبة تعم كل ما ل يتناهى فيقعدون قاعدة
فيقولون ل يوز وجود موجودات ل ناية لعددها سواء كانت قدية أو مدثة خلفا لعمر والنظام وابن
الراوندي وغيهم من اللحدة ف قولم يوز وجود ذوات مدثة ل ناية لا وخلفا للفلسفة ف قولم يوز
وجود جواهر قدية ل غاية لا ث يقولون والدليل على ذلك أن كل جلة من المل لو ضممنا إليها خسة
أجزاء لعلم ضرورة أنا زادت أو نقصت منها خسة أجزاء لعلم ضرورة أنا قد نقصت وإذا كان هذا كذلك
وجب أن تكون متناهية لواز قبول الزيادة والنقصان عليها لن كل ما تأتى فيه الزيادة والنقصان وجب أن
يكون متناهيا من جهة العدد الدليل على هذا العدودات لا ل تصح عليها الزيادة والنقصان استحال أن تكون
متناهية وإذا كان كذلك استحال وجود موجودات غي متناهية قدية كانت أو مدثة وليس لحد أن يقول
يلزمكم على هذا أن تقولوا إن معلومات الباري عز وجل أكثر من مقدوراته لن جيع مقدوراته معلومة وله
معلومات ل يصح أن تكون مقدورة وهي ذاته تعال وسائر صفاته
وسائر الباقيات والحالت الت ل يصح وجودها لن مقدورات الباري ومعلوماته على ضربي
موجودات ومعدومات فالوجودات من القدورات والعلومات كلها متناهية والعدومات منها غيمتناهية ول
يصح فيها الزيادة والنقصان وإذا كان المر على ما ذكرناه بطل ما قالوه فهذا الذي يذكره مثل هؤلء
كالقاضيي وابن اللبان أو غيهم وهذه الطريق هي طريق التطبيق ومبناها علىأن ما ل يتناهى ل يتفاضل
وعليها من الكلم والعتراض ما قد ذكر ف غي هذا الوضع إذ القصود هنا التنبيه على طرق الناس ف الصول
الت يقول القائل إنا تستلزم ما يالف النصوص ومنهم من يسلك ف دعوى امتناع دوام الوادث مسلك
الضرورة كما سلكه طوائف منهم أبو العال ف إرشاده الذي جعله إرشادا إل قواطع الدلة وجعل أصل
الصول الذي بن عليه جيع ما يذكره من أصول الدين الت با كفر أو بدع من خالفه هو دليل العراض
الذكور وسلك فيه مسلك من تقدمه من أهل الكلم السالكي طريق العتزلة ف تقرير ذلك وهو مبن على
أربعة أركان إثبات العراض ث إثبات حدوثها ث إثبات لزومها للجسم قال والصل الرابع يشتمل على
إيضاح استحالة حوادث ل أول لا
قال والعتناء بذا الركن حتم فإن إثبات العرض منه يزعزع جلة مذاهب اللحدة فأصل مقالتهم أن
العال ل يزل على ما هو عليه فلم تزل دورة الفلك قبل دورة إل غي أول ث ل تزل الوادث ف عال الكون
والفساد تتعاقب كذلك إل غي مفتتح فكل ولد مسبوق بوالد وكل زرع مسبوق ببذر وكل بيضة مسبوقة
بدجاجة فنقول موجب أصلكم يقضي بوجود حوادث ل ناية لعدادها ول غاية لحادها على التعاقب ف
الوجود وذلك معلوم بطلنه بأوائل العقول فإنا نفرض القول ف الدورة الت نن فيها ونقول من أصل اللحدة
أنه انقضى قبل الدورة الت نن فيها دورات ل ناية لا وما انتفت عنه النهاية يستحيل أن ينصرم بالواحد على
إثر الواحد فإذا تصرمت الدورات الت قبل هذه الدورة أذن انقضاؤها بتناهيها وهذا القدر كاف ف غرضنا
قلت وهذه الجة هي الت تقدم ذكر اعتراض كثي من النظار
عليها حت أتباع أب العال كالرازي والمدي والرموي وغيهم وهم ينازعونه ف قوله إن بطلن
ذلك معلوم بأوائل العقول ويقولون قد جوز ذلك طوائف متنوعة من العقلء الذين ل يتلقه بعضهم عن بعض
من أهل اللل السلمي واليهود والنصارى ومن الفلسفة الولي والخرين وغيهم بل قد يقولون إن هذا قول
النبياء وأتباعهم وفضلء الطوائف ل يريدون أن قدم العال هو قول النبياء بل يعلمون أن ال خلق السماوات
والرض وما بينهما ف ستة أيام كما أخبت به النبياء لكن يقولون ما زال ال تعال متكلما تكلم با شاء أو
ما زال فاعل يفعل بنفسه ما شاء أو ما زال يفعل الوادث شيئا بعد شيء أو نو ذلك من القالت الت
يقولون إنا موافقة لقول النبياء صلوات ال عليهم وأن أقوال النبياء ل تتم إل با وأما قدم الفلك ودوامها
فهو قول طائفة قليلة كأرسطو وأتباعه وقد نقل أرباب القالت أنه أول من قال بقدم ذلك من الفلسفة وأن
الفلسفة التقدمي كانوا على خلف قوله ف ذلك وقول أرسطو هذا وأتباعه هو من أقوال اللحدة الخالفي
للرسل فإن القوال الت تالف ما علم من نصوص النبياء هي من أقوال اللحدة ومن عارض نصوص النبياء
بعقله كان من اللحدة وأما القوال الت قالا الرسل أو قالت ما يستلزمها ول تقل نقيض ذلك فهذه ل
تضاف إل اللحدة بل من عارض نصوص النبياء بعقوله وادعى تقدي عقله على أقوال النبياء واستند ف
ذلك إل أصل اختلف فيه العقلء ول يوافقه عليه النبياء كان أقرب إل أقوال
أهل اللاد ولكن قد تشتبه على كثي من النظار فينصرون ما يظنونه من أقوال النبياء با يظنونه دليل
عقليا ويكون المر ف القيقة بالعكس ل القول من أقوال النبياء بل قد يكون مناقضا لا ول الدليل دليل
صحيحا ف العقل بل فاسدا فيخطئون ف العقل والسمع ويالفونما ظاني أنم موافقون للعقل والسمع وآية
ذلك مالفتهم لصرائح نصوص النبياء وما فطر ال عليه العقلء فمن خالف هذين كان مالفا للشرع والعقل
كما هو الواقع ف كثي من نفاة الصفات والفعال والقصود هنا أن العترضي على ما ذكر ف تناهي الوادث
يقولون ل يذكر على وجوب تناهيها دليل فإن عمدته قوله ما انتفت عنه النهاية يستحيل أن ينصرم بالواحد
على إثر الواحد فإذا تصرمت الوادث أذن انقضاؤها بتناهيها وهم يقولون لفظ النتهاء لفظ ممل أتريد به
النتهاء بعن أنه ل أول لا أو النتهاء بعن انقضاء ما مضى أما النتهاء بالعن الثان فإنم ل ينازعون فيه بل
يسلمون أن ما انتهى فقد انتهى لكن ل يسلمون أن الوادث انتهت بل يقولون ل تزل ول تزال فإن النتهاء
انقطاعها وانصرامها ونفادها وهي ل تنفد ول تنقطع وإن قيل الاضي قد وجد بلف الستقبل
قيل وجود ما وجد مع دوامها ل يوجب انتهاؤه فإن قيل فنحن نقدر أنا انتهت وفرغت قيل إذا
قدر تناهيها لزم تناهيها على هذا التقدير وقيل إن أريد بتناهيها أن ما مضى هو مدود بالد الفاصل بي
الاضي والستقبل وهذا انتهاء قيل هل أن هذا يسمى انتهاء لكن على هذا التقدير فهي منتهية من هذا الطرف
الذي انتهت إليه ل من الطرف الول الذي ل ابتداء له وعلى هذا فهؤلء ل ينازعون ف النتهاء بذا العن بل
يقولون كل ما مضى من الوادث فقد انتهى وانقضى وانصرم وفرغ وهذا هو الذي نفاه ال عن كلماته وعن
نعيم أهل النة كما قال تعال إن هذا لرزقنا ما له من نفاذ سورة ص 54وقال أكلها دائم وظلها سورة
الرعد 35وقال ل مقطوعة ول منوعة سورة الواقعة 33وقال قل لو كان البحر مدادا لكلمات رب لنفد
البحر قبل أن تنفد كلمات رب ولو جئنا بثله مددا سورة الكهف 109وأما عدم النتهاء بعن أنه ل ابتداء
لا فلم يذكر دليل على امتناعه فإن القائل إذا قال ما انتفت عنه النهاية بعن أنه ل ابتداء
له يستحيل أن ينصرم بالواحد على إثر الواحد فإن الوادث إذا انصرمت أذن انقضاؤها بتناهيها قيل
له انقضاؤها يؤذن بتناهيها من آخرها فالنتهاء والنصرام هنا معناها واحد فكأن القائل قال إذا انتهيت فقد
انتهيت وإذا انصرمت فقد انصرمت واما كون النقضاء والنتهاء من الخر يؤذن بأن لا مبدأ كان بعد أن ل
يكن فليس ف النتهاء ما يؤذن بدوث البتداء بل هذا هو رأس السألة وليس الطراد بالنتهاء هنا انقطاعها
بالكلية حت ل يوجد شيء منها بل الراد انتهاء ما مضى منها فإن ما انقطع بالكلية فعدم جنسه يكن أن يقال
إن له مبتدأ ولو كان قدي النس ل يعدم فإن ما وجب قدمه امتنع عدمه سواء كان شخصا أو نوعا وأما إذا
أريد بالنتهاء انتهاء ما مضى مع دوام النوع ف الستقبل فليس ف هذا النتهاء ما يستلزم أن يكون أوله مدودا
ومن العلوم أن العقل إذا قدر حوادث متوالية ل تزل ول تزال كان يعلم أن كل واحد منها قد انصرم وانصرم
ما قبله مع أنه قد قدر دوام هذا النوع كما يعلم أن كل واحد منها له أول ومع تقديره أنه ل أول لا فعلم أن
هذا التقدير ل يناف انصرام ما انصرم ول حدوث ما حدث وإذا ل يتناف هذا وهذا ل يكن ثبوت أحدها
دليل على انتفاء الخر فعلم أن ما ذكروه ل يناف جواز دوام الدوث
وقد عارضهم العترضون بالوادث الستقبلة وأوردوا سؤالم قالوا فإن قيل مقام أهل النان فيها
مؤبد مسرمد فإذا ل يبعد إثبات حوادث ل آخر لا ل يبعد إثبات حوادث ل أول لا قلنا الستحيل أن يدخل
ف الوجود ما ل يتناهى آحادا على التوال وليس ف توقع الوجود ف الستقبال والآل قضاء بوجود ما ل
يتناهى ويستحيل ان يدخل ف الوجود من مقدورات الباري تعال ما ل يصره عدد ول يصيه أمد والذي
يقق ذلك أن حقيقة الادث ما له أول وإثبات الوادث مع نفي الولية تناقض وليس ف حقيقة الادث أن
يكون له آخر وقد أجاب العترضون عن هذا الكلم بأن ما مضى دخل ف الوجود ث خرج فليس هو الساعة
داخل ف الوجود وما يستقبل سيدخل ف الوجود ث يرج فكلها ف الال ليس بداخل ف الوجود وكلها
ل بد من دخوله ف الوجود وخروجه منه فقد استوى هذا وهذا ف الدخول والروج وف العدم الن لكن
دخول هذا وخروجه ماض ودخول هذا وخروجه مستقبل وليس ف هذا الفرق ما ينع اشتراكهما فهما
اشتركا فيه ل سيما والضي والستقبال أمران إضافيان فما من
حادث إل ول بد أن يوصف بالضي والستقبال فيوصف بالضي باعتبار ما بعده ويوصف بالستقبال
باعتبار ما قبله فإذا نظر إل حادث معي فما قبله ماض وما بعده مستقبل وهكذا كل حادث وإذا كانت
الوادث الدائمة كل منها يوصف بالضي والستقبال ل يصح الفرق بينهما بذلك فإن من شرط الفرق
اختصاص أحد النوعي به وتأثيه ف الكم الذي فرق بينهما فيه لجله وكل المرين منتف هنا والدليل الدال
على انتفاء دوام الدوث يتناول هذا كتناول هذا فإما أن يصحا جيعا وإما أن يبطل جيعا ولذا كان من طرد
هذا الدليل وها إماما أهل الكلم نفاة الصفات الهم بن صفوان إمام الهمية وأبو الذيل العلف إمام العتزلة
كلها ينفي دوام الدوث ف الستقبل كما نفاه ف الاضي وإذا قال القائل الستحيل أن يدخل ف الوجود ما
ل يتناهى آحادا على التعاقب قيل له فالستقبلت تدخل ف الوجود وهي ل تتناهى أحادا على التعاقب لكن
ل تدخل بعد وذاك دخل ث خرج وقوله يستحيل أن يدخل ف الوجود من مقدورات الباري تعال ما ل
يصره عدد ول يصيه أمد هو مل الناع إذا قصره على الاضي وإن كان اللفظ عاما فهو خلف ما سلمه بل
هؤلء يقولون يب أن يدخل
ف الوجود من مقدورات الباري ما ل يتناهى وإل لزم أن يكون الرب ل يكن قادرا ث صار قادرا او
بالعكس من غي حدوث أمر أوجب انتقاله من القدرة إل العجز وبالعكس وهذا فيه سلب للرب صفة الكمال
وإثبات التغي بل سبب يقتضيه وذلك مالفة لصريح العقول والنقول ولذا كان ما أنكره السلمون على
هؤلء قولم إن الرب ف الزل ل يكن قادرا ث صار قادرا وهو ما استحل به السلمون لعنة بعض من أضيف
إليه ذلك من أهل الكلم ل سيما من يسلم أن الرب تعال ل يزل ول يزال موصوفا بصفات الكمال فإنه يب
أن يصفه بأنه ل يزل ول يزال قادرا والقدرة ل تكون إل على مكن فلزم إمكان فعله فيما ل يزل ول يزال
وقول القائل من هؤلء إنه كان قادرا ف الزل على ما ل يزل كلم متناقض فإنه يقال لم حي كان قادرا هل
كان الفعل مكنا فل بد أن يقولوا ل فإنه قولم فيقال لم كيف وصف بالقدرة مع امتناع شيء من القدور
فعلم أنه مع امتناع الفعل يتنع أن يقال إنه قادر على الفعل وأما قوله إثبات الوادث مع نفي الولية تناقض
فيقولون هو تناقض إذا نفى الولية عن نفس ما له أول وهو كل واحد واحد من الوادث أما إذا نفى الولية
عما ل تثبت له أولية وهو نوع الوادث ل يتناقض كما تقدم
ث قالوا ف الفرق بي الاضي والستقبل ما قاله أبو العال قال وضرب الحصلون لذلك مثالي ف
الوجهي قالوا مثال إثبات حوادث ل أول لا قبل كل حادث قول القائل لن ياطبه ل أعطيك درها إل
وأعطيك قبله دينارا ول أعطيك دينار إل وأعطيك قبله درها فل يتصور أن يعطى على حكم شرطه دينارا ول
درها ومثال ما ألزمونا أن يقول القائل ل أعطيك دينارا إل وأعطيك بعده درها ول أعطيك درها إل
وأعطيك بعده دينارا فيتصور منه أن يري على حكم الشرط فيقول العترضون هذا التمثيل ليس مطابقا
لسألتنا فإن قوله ل أعطيك حت أعطيك نفي للمضارع الستقبل إذا وجد قبله ماض فحق القياس الصحيح
والعتبار الستقيم أن يقال ما أعطيتك درها إل أعطيتك قبله دينارا ول أعطيتك دينارا إل أعطيتك قبله درها
فهذا إخبار أن كل ماض من الدراهم كان قبله دينار وكل دينار كان قبله درهم وهو نظي الوادث الاضية
الت قبل كل حادث منها حادث كما أن قوله ل أعطيك درها إل أعطيك بعده دينارا أو ل دينار إل وبعده
درهم هو نظي الوادث الستقبلة الت بعد كل حادث منها حادث فإن أمكن أن يصدق ف قوله ف الستقبل
أمكن أن يصدق ف
قوله ف الاضي وإن امتنع صدقه ف الاضي امتنع صدقه ف الستقبل إذ العقل ل يفرق بي هذا وهذا
ولكنه يفرق بي قوله ل أعطيك حت أعطيك وبي قوله ما أعطيتك إل وقد أعطيتك فإذا كان منتهى النظار
هو القياس العقلي والعتبار وهم ف القياس الذي جعلوه أصل أصول الدين يقيسون الشيء با يبي مفارقته إياه
ف عي الكم الذي سووا بينهما فيه علم أن ذلك قياس باطل وهذا من أعظم أصولم أو أعظم أصولم الذي
بنوا عليها نفيهم لا نفوه من أفعال الرب وصفاته وعارضوا بذلك ما أرسل به رسله من أنبائه وآياته وقوله ل
أعطيك حت أعطيك مثل قول ما أعطيتك حت أعطيتك فهنا نفى الاضي حت يوجد الاضي وهناك نفي
الستقبل حت يوجد الستقبل وكلها متنع فإنه نفي للشيء حت يوجد الشيء وحقيقته المع بي النقيضي
حت يعل الشيء موجودا معدما كما لو قيل ل يوجد هذا حت يوجد هو نفسه فيقتضي أن يكون وجوده قبل
وجوده بل ف حال عدمه فيكون قد جعل موجودا حال كونه معدوما وهذا متنع بي المتناع بلف قوله ما
أعطيتك إل وقد أعطيتك قبله ول أعطيك إل أعطيك بعده فإنه إثبات بعد كل عطاء عطاء وقبل كل عطاء
عطاء فهذا يتضمن إثبات بعد كل حادث مستقبل حادث مستقبل وقبل كل حادث ماض حادث ماض فأين
هذا من هذا
وليتدبر العاقل القياس العقلي ف هذا الباب فإنم قد سلموا أنه يوز أن يكون بعد كل حادث مستقبل
حادث مستقبل كما إذا قال ل أعطيك درها إل وأعطيك بعده دينارا واتفقوا على أنه ل يوز أن نقول ل
أعطيك درها حت أعطيك دينارا وتنازعوا هل يوز أن يكون قبل كل حادث ماض حادث ماض أم ل فمنهم
من منع ذلك وقال هذا مثل أن نقول ل أعطيك درها حت أعطيك دينارا ومنهم من جوز ذلك وقال ليس
هذا مثل هذا المتنع ولكن هذا نظي ذلك الائز وهو قوله ل أعطيك درها إل أعطيتك بعده دينارا فإن هذا
معناه أن يكون بعد كل حادث حادث وذاك معناه أن يكون قبل كل حادث حادث وهذا العن هو هذا
العن لكن هذا قدم اللفظ با بعد وهناك قدم التلفظ با قبل وأما من جهة العن فل فرق بينهما قالوا وأما
المتنع فنظيه أن نقول ما أعطيتك إل حت أعطيتك فهذا نظي قوله ل أعطيك حت أعطيك ليس نظيه ما
أعطيتك إل وقد أعطيتك قبله فهنا أصل متفق على جوازه وأصل متفق على امتناعه بل أصلن متفق على
امتناعهما وأصل متنازع فيه هل هو نظي هذا الائز أو نظي المتنعي ولذا كان الذين اتبعوا هؤلء التأخرين
كالرازي والمدي وغيها قد يتبي لم ضعف هذا الصل الذي بنوا عليه حدوث الجسام ويترجح عندهم
حجة من يقول بدوام فاعلية الباري تعال وهم يعلمون أن دين السلمي واليهود والنصارى أن ال خلق
السماوات
والرض ف ستة أيام وأن ال خالق كل شيء لكن قد ل يمعون بي ذلك وبي دوام فاعلية الباري
لكنهم ل يبنوا على ثبوت الفعال القائمة به القدورة الرادة له فيبقون دائرين بي مذهب الفلسفة الدهرية
القائلي بقدم الفلك معظمي لرسطو وأتباعه كابن سينا وبي مذهب أهل الكلم القائلي بتناهي الدوث
وربا رجحوا هذا تارة وهذا تارة حت قد يصي المر عندهم كأن دين السلمي ودين اللحدة عدل جهل أو
ربا مالوا أحيانا إل دين اللحدة حت قد يصنفون ف الشرك والسحر كعبادة الكواكب والصنام وأصل ذلك
نفيهم لا يب إثباته من فعل الرب تعال كما دل عليه النقول والعقول فإن هؤلء قد يثبتون أن الذين نفوا قيام
المور الختيارية بذات ال تعال وسوا ذلك نفي حلول الوادث به ليس لم على ذلك حجة صحيحة ل
عقلية ول سعية بل الذين نفوا ذلك من جيع الطوائف يلزمهم القول به فإذا كان هذا الصل ف العقول
ولزومه للطوائف ودللة الشرع عليه بذه القوة وبتقدير إبطاله يلزم ترجيح مذهب اللحدة البطلي شرعا
وعقل على أقوال الرسلي الثابتة شرعا وعقل أو تكاف السلمي أهل اليان وأهل اللاد تبي ما ترتب على
إنكار ذلك من الضلل والفساد ومصداق ذلك أن الرازي مثل إذا قرر ف مثل ناية العقول
وأمثالا من كتبه الكلمية تناهي الوادث واستوعبت ما ذكره أهل الكلم ف ذلك من الجج عارضه
إخوانه التكلمون فقدحوا فيها واحدة واحدة ث هو نفسه يقدح فيها ف مواضع من كتبه مثل الباحث الشرقية
والطالب العالية وغي ذلك ويبي أن دوام فاعلية الرب ما يب القول به كما ذكره ف الباحث الشرقية فإنه
قال ف بيان دوام فاعلية الباري اعلم أنا بينا أن واجب الوجود لذاته كما أنه واجب الوجود لذاته فهو واجب
الوجود من جيع جهاته وإذا كان كذلك وجب أن تدوم أفعاله بدوامه وبينا أيضا أن سبق العدم ليس بشرط
ف احتياج الفعل إل الفاعل وبينا ف باب الزمان أن الزمان ل يكن أن يكون له مبدأ زمان وحللنا فيه الشكوك
والشبه قال وأيضا العال غي متنع أن يكون دائم الوجود وما ل يتنع أن يكون دائم الوجود يب أن يكون
دائم الوجود فالعال يب أن يكون دائم الوجود أما الصغرى فقد مضى تقريرها وأما الكبى فهي أن الذي ل
يتنع أن يكون موجودا دائما لو كان جائز العدم لكان إما أن يكون عدمه مكنا دائما أو ل يكون دائما فإن ل
يكن
له إمكان العدم دائما كان ذلك المكان مدودا وإذا تعدى ذلك الد وجب فيه وجوده وامتنع عدمه
مع أن الحوال واحدة وهذا مال يبقى أنه إن كان عدمه مكنا فهو مكن العدم دائما وكل ما كان مكنا فإنه
إذا فرض موجودا أمكن أن يعرض منه كذب وأما الحال فل يعرض ألبتة إذا فرض معدوما لكن فرض هذا
العدم يعرض منه مال وبيانه هو أنا نفرض أن أحد طرف المكن وهو الوجود الدائم وجد وهو مع ذلك يقوى
على عدم الصورة دائما فل يتنع أن يقع ذلك المكن فإن استحال وقوعه ل يكن ذلك مكنا لكنه يستحيل مع
فرض وجوده دائما عدمه دائما وإل لكان الشيء ف زمان غي متناه معدوما وموجودا معا وهو مال نعم يكن
فرض عدمه بعد وجوده ولكن ذلك العدم غي دائم بل هو عدم متجدد وإذا كان هذا مال بالوضع ليس
بكذب غي مال بل هو مال فالكم على ما يكن وجوده دائما بأنه جائز العدم مال فإذا وجوده واجب وهو
الطلوب
قلت فهذه الجة مضمونا أن الفعل يكن أن يكون واجب الوجود فيجب أن يكون دائم الوجود
لنه لو ل يكن كذلك لكان مكن الوجود والعدم والقصود هنا أنه يكن دوام وجوده بغيه فيجب دوام
وجوده بغيه ل بنفسه إذ لو ل يب بنفسه ول بغيه بل أمكن عدمه لوجب أن يكن عدمه دائما إذ إمكان
عدمه ف حال دون حال مع تساوي الحوال مال وإمكان عدمه دائما يناف وجوبه بنفسه أو بغيه ف شيء
من الوقات فإنه لو وجب موجودا ف حال بنفسه أو بغيه ل يكن مكن العدم ف حال وجوبه وهو إذا كان
موجودا كان بغيه فيكون واجبا بالغي فإذا كان موجودا امتنع ف حال وجوده أن يكن عدمه فإذا قدر أنه
مكن العدم دائما بيث ل يب بنفسه ول بغيه امتنع أن يكون موجودا ف شيء من الحوال والتقدير أنه
مكن الوجود بل مكن دوام الوجود وإمكان الوجود يناف امتناع الوجود فما أمكن وجوده دائما امتنع عدمه
ونكتة الجة أن ما أمكن وجوده دائما يكون مع وجوده واجبا بغيه فإن المكن إن اقترن به ما يوجب
وجوده صار واجبا بغيه وإن ل يقترن به ما يوجب وجوده صار متنعا لغيه إذ المكن ل يصل إل عند
الرجح التام الذي يوجب وجوده إذ لو ل يب معه لكان مكنا وإذا كان مكنا ل يترجح وجوده على عدمه
إل برجح وهذا الوضع قد نازع فيه طوائف من العتزلة وغيهم من أهل الكلم طائفة يقولون إن القادر
يرجح أحد القدورين التماثلي بل
مرجح أصل كما يقول ذلك طوائف من الهمية والعتزلة ومن اتبعهم من أصناف التكلمي وهؤلء
يقولون عند وجود القدرة والداعي ل يب الفعل بل يكون جائز الوجود والعدم وطائفة من العتزلة والكرامية
يقولون بل عند وجود الرجح يكون الوجود راجحا على العدم من غي وجوب وهذا قول ممود الوارزمي
وابن اليصم الكرامي وغيها والقول الثالث هو قول طوائف من أهل السنة والعتزلة كأب السي أنه عند
وجودالقدرة التامة والداعي التام يب وجود القدور والقول الذي اختاره ممود يقول أصحابه إنه عند وجود
الرجح يكون المكن أول بالوجود منه بالعدم وإن ل ينته الترجيح إل حد الوجوب وجعلوا فعل القادر
الختار من هذا الوجه وبذا يناظرون الناس ف مسألة القدر ويناظرون الفلسفة ف مسألة حدوث العال لكن
الناس بينوا فساد قولم وذلك أنه إذا حصل مرجح وكان مع وجوده يكن وجود المكن ويكن عدمه فل بد
من ترجيح لحدها على الخر فإذا قيل جانب الوجود أقوى أو أضعف قيل قول القائل أقوى يريد به أنه مع
هذه القوة يكن وجوده وعدمه أو ل بد من وجوده فإن قال بالثان ثبت وجوبه عند الرجح
وإن قال بالول قيل له فإذا كان مع القوة يكن وجوده وعدمه فل بد من ترجيح وإل كان المكن
نوعي أو له حالن يصل فيها بغي مرجح وحال ل يصل فيها إل برجح والمكن ليس له من نفسه وجود
أصل بل وجوده مكن ول يصل إل بغيه فكل ما وصف بذه القيقة يتنع أن يوجد إل بغيه فما دام مكنا
ل يوجد إل بغيه وذلك الغي إذا كان يكن أن يفعل ويكن أن ل يفعل كان فعله مكنا والمكن ل يصل إل
بغيه وإذا قيل الغي هو القادر أو القادر الريد أو نو ذلك قيل مرد القادر الريد إذا كان معه وجود الفعل
تارة وعدمه أخرى كان مكنا فل بد له من مرجح وإل فإذا قدر استواء الال من كل وجه فل يترجح وإذا ل
يكن ترجيح لزم حصول المكن بل ترجيح مرجح وهو متنع وهذا الوضع هو الذي أنكره من أنكره من أئمة
السنة والديث ومن أئمة الفلسفة أيضا على من صار إليه من أهل الكلم العتزلة والكلبية كالشعرية وطائفة
من أصحاب أحد وغيه من الئمة وهو أصل قول ابن كلب ف مسألة القرآن الذي أنكره عليه المام أحد
وغيه من أئمة السنة وهو أصل شبهة الفلسفة ف مناظرتم لؤلء ف قدم العال وقد بسط ف موضعه وإذا
كان المكن نفسه إما واجبا بغيه وإما متنعا لغيه فما كان يكن دوام وجوده كان مع وجوده واجب الدوام
بغيه فيمتنع أن
يكون حينئذ مكن العدم والال هذه مع كونه واجب الدوام بغيه فكل ما أمكن وجوده بغيه وأمكن
دوامه امتنع مع وجوده عدمه وامتنع مع عدمه وجوده فإنه إذا ل يدم وجوده لزم أن ل يكون هناك ما يقتضي
وجوده أو ما يقتضي وجوده ف حال دون حال فإن مكن الوجود إنا يعدم لعدم مقتضيه فالعدم الدائم عدم
فيه مقتضى الوجود على سبيل الدوام والعدم الادث عدم فيه مقتضى الوجود ف تلك الال والراد أنه عدم
كمال القتضى ل أنه عدم كل شرط من شروط القتضاء بل عدم بعض الشروط كاف ف عدمه وعدم
القتضى ف حال دون حال مع تاثل الحوال منتف وعدمه دائما يوجب أنه يتنع وجوده دائما والتقدير أنه
فرض إمكان وجوده دائما ومادة هذه الجة مشاركة لادة الجة الت اعتمدوها ف قدم العال وهي أن
الدوث بدون سبب الدوث متنع ووجود القتضى التام ف الزل يستلزم وجود مقتضاه فإن الصل ف ذلك
أنه ل يتجدد شيء بدون سبب يقتضي التجدد فالنازع لم من أهل الكلم من العتزلة والشعرية ونوهم إما
أن يقول الفعل ف الزل متنع كما قاله طوائف منهم وإما أن يقول هو مكن لكن ل يصل ما به يوجد فكان
عدمه لفوات شرط التاد إذ التقسيم العقلي يوجب فيه أن يقال الفعل ف الزل إما مكن وإما
متنع وإذا كان مكنا فإما أن يصل مموع ما به يوجد وإما أن ل يصل فالتقدير الول أنه متنع
لستلزام تسلسل الوادث والثان أنه وإن قدر إمكانه لكن ل تتعلق به مشيئة الرب تعال أو قدرته أو ل يصل
تعلق العلم بوجوده قبل ذلك الزمن أو نو ذلك ما ل يوجد الفعل إل به فمن قال إن دوام الفعل متنع فقد
أبطلوا قوله كما ذكر ومن قال إنه مكن لكن ل يوجد تام شرطه قالوا له فهو قبل ذلك كان متنعا ث صار
مكنا بل موجودا مع تساوي الالي فيلزم الترجيح بل مرجح وإذا قال إنه مكن وما به يصل موجود قالوا
فيلزم وجوده ولا ذكر الرازي هذه الجة قال عمدة النكرين لذا امتناع حوادث ل أول لا وقد مضى القول
فيه ف باب الزمان فل نطول بذكره تطويلتم الارجة عن الصول والوضع الذي أحال فيه ذكر فيه الجج
الت احتج با هو وغيه على حدوث الزمان ولوازم ذلك من حدوث الركة والسم وأبطل ذلك كله فذكر
ما احتج به العتزلة والشعرية وما ذكره هو ف الربعي وناية العقول ف مسألة حدوث العال وأبطل ذلك كله
فركب لم
سبع حجج أولا الوادث الاضية تتطرق إليها الزيادة والنقصان وما كان كذلك فله بداية فللحوادث
الاضية بداية بيان الول بأربعة أوجه أحدها أن الوادث الاضية إل زمن الطوفان أقل من الوادث إل زماننا
بقدار ما بي الطوفان وزماننا الثانية أن الدورات الاضية إما أن تكون شفعا أو وترا وكيفما كان فهو ناقص
عن العدد الذي فوقه الثالث أن عودات القمر ل شك أنا أقل من عودات زحل والشتري الرابع أن الدورات
الاضية لو كانت غي متناهية لكانت البدان البشرية الاضية غي متناهية فكانت النفوس البشرية غي متناهية
لمتناع التناسخ فكانت النفوس البشرية الوجودة ف زماننا غي متناهية لوجوب بقاء النفس البشرية لكن عدد
النفوس الوجودة ف زماننا قابل للزيادة
والنقصان فهو متناه فالنفوس الت كانت موجودة ف زمان الطوفان ل شك أنا أقل عددا من عدد
النفوس إل زماننا وكل عدد يقبل الزيادة والنقصان فهو متناه فالنفوس الوجودة البشرية متناهية ث يستدل
بتناهيها على تناهي البدان وبتناهي البدان على تناهي الركات والتحركات وتناهي كل العال قال وأما
بيان أن كل عدد يقبل الزيادة والنقصان فهو متناه فقد زعموا أن العلم بذلك بديهي قال والجة الثانية لو
كانت الوادث الاضية غي متناهية لتوقف حدوث الادث اليومي على انقضاء ما ل ناية له وما يتوقف على
انقضاء ما ل ناية له استحال وجوده وكان يلزم أن ل يوجد الادث اليومي فلما وجد علمنا أن الوادث
الاضية متناهية قلت وهذه هي الت ذكرها من ذكرها من شيوخ العتزلة والشيعة وقد ذكرها أبو العال وأمثاله
من أئمة الكلم .
والثالثة أن كل واحد واحد من الوادث إذا كان له أول وجب أن يكون للكل أول كما أن كل
واحد واحد من الزنج لا كان أسود وجب أن يكون الكل سودا قلت وهذه حجة أب السي البصري
وأمثاله من العتزلة والرابعة أن الوادث الاضية قد انتهت إلينا فلو كانت الوادث الاضية بل ناية لكان ما ل
ناية له متناهيا وذلك مال وهذا من جنس الثان والامسة أن الزل إما أن يكون قد وجد فيه حادث أو ل
يوجد والول مال لن ذلك الادث يكون مسبوقا بالعدم والزل ل يكون مسبوقا بالعدم وإن ل يوجد شيء
من الوادث ف الزل فقد أشرنا إل حالة ما كان شيء من الوادث هناك موجودا فإذا كل من الوادث
مسبوق بالعدم السادسة أن المور الاضية قد دخلت ف الوجود وما دخل ف الوجود فقد حصره الوجود وما
حصره الوجود كان متناهيا فالوادث الاضية يب أن تكون متناهية
السابعة أن كل واحد من الوادث مسبوق بعدم ل أول له فإذا فرضنا جسما قديا وفرضنا حوادث ل
أول لا لزم أن ل يكون ذلك السم متقدما ل على وجود تلك الوادث ول على عدمها ومال أن يكون
الشيء ل يتقدم أمورا ول يتقدم ما هو سابق على كل واحد واحد من تلك المور فيصي حكم السابق
والسبوق ف السبق والتقدم حكما واحدا ث قال قالت الفلسفة الواب عما ذكروه أول من وجوه ثلثة
الول الحكوم عليه بالزيادة والنقصان إما كل الوادث وإما كل واحد واحد منها والول مال لن الكل من
حيث هو كل غي موجود ل ف الارج ول ف الذهن على ما بيناه ف باب اللناية وما ل يكون موجودا امتنع
أن يكون موصوفا بالوصاف الثبوتية من الزيادة والنقصان وغيها لا بينا ف باب الوجود أن ما ل يكون ثابتا
ف نفسه ل يكن أن يكون موصوفا بالوصاف الثبوتية
قلت هذا كقولم الركة غي موجودة والصوت غي موجود والكلم غي موجود وهذا لفظ ممل
فإن أريد بالوجود ما تقترن أجزاؤه ف زمن واحد فهذا غي موجود وأما إن أريد ما هو أعم من ذلك بيث
يدخل فيه ما يوجد شيئا بعد شيء فهذا كله موجود وهو من حيث هو موجود شيئا بعد شيء ل موجود على
سبيل القتران الثان أنا بينا ف باب تناهي الجسام أن الشيء إذا كان متناهيا من جانب وغي متناه من جانب
آخر فإذا انضم إل الانب التناهي شيء حت ازداد هذا الانب فالزيادة إنا حصلت ف الانب التناهي ل ف
الانب الخر فل يلزم ان يصي الانب الخر متناهيا إل أن يقال إنا نفرض ف الذهن انطباق الانب التناهي
من الزائد على الانب التناهي من الناقص فل بد وأن يظهر التفاوت من الانب الخر ولكن إذا سلمنا لم
صحة هذا التطبيق فإنه ل يصح تطبيق طرف الزائد على طرف الناقص إل بوقوع فضلة عددية من الزائد ومع
ذلك فمن الحتمل أن يتد الزائد مع الناقص أبدا من غي أن ينقطع الناقص بل يبقى أبدا مع الزائد بتلك الفضلة
العددية الثالث معارضة ذلك بأمور أربعة أولا صحة حدوث
الوادث من الزل إل الطوفان أقل من صحتها من الزل إل زماننا هذا مع أنه ل يلزم تناهي الصحة
وثانيها صحة حدوث الوادث من الطوفان إل البد أكثر من صحة حدوثها من الن إل البد مع أنه ل يلزم
تناهي هذه الصحة ف جانب البد وثالثها تضعيف اللف مرارا غي متناهية أقل من تضعيف اللفي مرارا غي
متناهية ورابعها معلومات ال أكثر من مقدوراته مع أن تلك غي متناهية قال والواب عما ذكروه ثانيا يعن
الجة الثانية أنه إما أن يعن بالتوقف الذكور أن يكون أمران معدومان ف وقت وشرط وجود أحدها ف
الستقبل أن يوجد العدوم الخر قبله فإن كان المر على هذا فقد وجدنا أمرا معدوما ومن شرط وجوده أن
توجد أمور بغي ناية ف ترتيبها وكلها معدومة فيبتدي ف الوجود من وقت
ما اعتب هذا الشتراط فالذي يكون كذلك كان متنع الدوث ف الوجود وأما أن يعن بذا التوقف أنه
ل يوجد هذا الادث إل وقد وجد قبله ما ل ناية له ث ادعى أن التوقف بذا العن مال فهذا هو نفس
الطلوب فإن الناع ما وقع إل فيه والواب عما ذكروه ثالثا أنه ل يلزم من ثبوت الول لكل واحد ثبوت
الول للكل لن من الائز أن يكون حكم الكل مالفا لكم الحاد لن كل واحد من آحاد العشرة ليس
بعشرة والكل عشرة وكل واحد من الجزاء ليس بكل مع أن كلها كل وكل واحد من الوادث اليومية غي
مستغرق لكل اليوم مع أن مموعها مستغرق لكل اليوم بل نقول إن الكل من حيث هو كل يستحيل أن يكون
مساويا لزئه من حيث هو جزء وإل ل يكن أحدها كل والخر جزءا وأما الثال الواحد فل يكفي لنا ل
ندعي أن حكم الكلية يب أن يكون مالفا لكم الحاد حت يضرنا الثال الواحد بل نقول إن ذلك التساوي
قد يكون وقد ل يكون والمر فيه موقوف على البهان قال والواب عما ذكروه رابعا أن انتهاء الوادث
إلينا يقتضي ثبوت النهاية لا من الانب الذي يلينا وثبوت النهاية من أحد
الانبي ل يناف أن ل ناية لا من الانب الخر والدليل عليه الصحة فإنه ل بداية لا مع أنا قد تناهت
إلينا وكذلك حركات أهل النة ل ناية لا مع أنا ف جانب البداية لا ناية قال والواب عما ذكروه خامسا
وهو قولم الزل هل وجد فيه حادث أم ل فنقول الزل ليس حالة معينة بل هو عبارة عن نفي الولية
فالادث بالزمان الذي هو عبارة عن الشيء السبوق بالعدم يتنع وقوعه ف الزل فأما قولم لا ل يقع شيء
من الوادث ف الزل فقد أشرنا إل حالة ل يكن شيء من الوادث هناك موجود فنقول قد بينا أن الزل
ليس وقتا مصوصا حت يقال بأن ذلك الوقت قد خل عن الوادث بل الزل عبارة عن نفي الولية فقولنا
الزل ل يوجد فيه شيء من الوادث معناه أن نفي الولية ل يوجد فيه شيء من الوادث أي كل واحد من
الوادث مسبوق بالعدم فلم قلتم إنه لا كان كل واحد منها مسبوقا بالعدم وجب أن يكون الكل كذلك فإن
الناع ما وقع إل فيه والذي يسم مادة هذا الوهم معارضته بالصحة فنقول صحة
حدوث الوادث هل كانت حاصلة ف الزل أم ل فإن كانت حاصلة ف الزل أمكن حدوث حادث
أزل وذلك مال وإن ل تكن فللصحة مبدأ أول وهو مال ولا ل يكن هذا الكلم قادحا ف أن الصحة ل بداية
لا ل يكن قادحا ف هذه السألة قال والواب عما ذكروه سادسا وهو أن ما دخل ف الوجود فقد حصره
الوجود فهو أن الراد بالصر أن يكون للشيء طرف ونن نسلم أن الوادث مصورة من الانب الذي يلينا
أما ل قلتم إنه يلزم من ذلك أن تكون مصورة من الطرف الذي ل يلينا ث نعارض ذلك بصحة حدوث
الوادث والواب عما ذكروه سابعا من أنه ل يلزم أن ل ينفك السم عن حدوث الوادث وعدمها فنقول
إن عنيتم به أنه يكون موصوفا بوجود كل الوادث ويكون موصوفا بعدمها معا فذلك باطل لن الوادث
ليس لكلها وجود حت يكون السم موصوفا به وإن عنيتم به أنه ف كل واحد من الزمان يكون موصوفا
بواحد من تلك
الوادث فهو ف ذلك الوقت ليكون موصوفا بعدم ذلك الادث حت يلزم التناقض بل يكون موصوفا
بعدم سائر الوادث والتناقض إنا يلزم إذا كان الشيء موصوفا بالادث العي وبعدم ذلك الادث معا فأما أن
يكون ف ذلك الوقت موصوفا بوجوده وبعدم غيه فأي تناقض فيه قال هذا جلة ما قيل ف هذه السألة قلت
فهذا كلم الرازي ف هذا مع أنه من عادته ف الكتاب الذكور الذي صنفه ف الفلسفة وهو أكب كتبه ف ذلك
إذا تكن من القدح فيما يورده الفلسفة قدح فيه كما قدح ف قولم الواحد ل يصدر عنه إل واحد والشيء
الواحد ل يكون قابل وفاعل ونو ذلك ما يتوجه له القدح فيه وكما تقرر ما ذكره بزيادات وتكميلت ل
يذكروها هم إذا توجه له تقرير ذلك فإنه بسب ما يتوجه له من البحث والنظر ولذا كان تارة يعارض ما
ذكره الفلسفة با يناقضه من كلم التكلمي كما يعارض من الكتب الكلمية ما يذكره التكلمون با يذكره
ف مناقضة الفلسفة ويرجح ما يترجح له ف تلك الال وهو مع هذا ذكر هذه الجج الت هي عمد القائلي
بأن الوادث ل تدوم وعليها
بنوا حدوث السم وأبطلها كلها وذكر أدلة أولئك ف دوام فاعلية الرب تعال ول يبطلها وقد ذكر
أيضا حجج هؤلء ف دوام الزمان بكلم طويل ليس هذا موضع بسطه والقصود هنا أن من يريد هذا وأمثاله
من كلم هؤلء تبي له أن ما ذكره أئمتهم الشعرية وشيوخ أئمتهم العتزلة ف هذا الباب كان من تبي لم
فساده ث مع هذا ل يكنهم القدح ف أدلة الفلسفة إن ل يقروا با أنكروه من مدلول الكتاب والسنة الوافق
لصريح العقول فحينئذ يكنهم القول بالعقولت الصرية ويتبي لم أنا موافقة للمنقولت الصحيحة وليس ما
أمر ال به ورسوله ول ما يرتضيه عاقل أن تقابل الجج القوية بالعاندة والحد بل قول الصدق والتزام العدل
لزم عند جيع العقلء وأهل السلم واللل أحق بذلك من غيهم إذ هم ول المد أكمل الناس عقل وأتهم
إدراكا وأصحهم دينا وأشرفهم كتابا وأفضلهم نبيا وأحسنهم شريعة ومن العلوم ف دين السلم أن اليهود
والنصارى خي من الفلسفة الارجي عن اللل وأصح عقل ودينا ولذا كان خيار الصابئة من انتسب إل ملة
من اللل وقد اتفق أئمة الدين على إقرار اليهودي والنصارى بالزية وعلى حل ذبائحهم ونسائهم وإن خالف
ف ذلك أهل البدع وأما الفلسفة فإما أن يكونوا من الشركي وإما أن يكونوا من الجوس وإما أن يكونوا
من الصابئي وإما أن يكونوا منتسبي إل أهل اللل الثلث فمن كان من الشركي كما يذكر عن الفلسفة
اليونان ونوهم أو من الجوس كفلسفة الفرس ونوهم فاليهود والنصارى
خي منه ولذلك هم خي من فلسفة الصابئي والصابئون للعلماء فيهم طريقتان إحداها أنم هل يقرون
بالزية أم ل على قولي والثانية إنه يفصل المر فيهم فمن تدين بدين أهل الكتاب ألق بم وإل فل وهاتان
الطريقتان ف مذهب الشافعي وأحد وغيها والناع ف إقرارهم بالزية هو على قول من ل يقبل الزية إل
من الجوس وأهل الكتاب كقول الشافعي وأحد ف إحدى الروايتي وأما من يقر مشركي العجم بالزية كأب
حنيفة ومالك وأحد ف الرواية الخرى فهؤلء يتنازعون ف حل ذبائحهم ونسائهم ولذلك يتنازع ف ذلك من
يفرق بي الكتاب الذي دخل سلفه قبل النسخ والتبديل وبي الذين دخلوا بعد النسخ والتبديل كما هو قول
الشافعي وطائفة من أصحاب أحد بناء على أن أهل الكتاب العتبار فيهم بنسبتهم وهم من كان سلفهم
مستمسكي به قبل النسخ والتبديل لكن جهور العلماء كمالك وأب حنيفة وأحد ف النصوص عنه على أن
العتبار بنفس الرجل ل بنسبه كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجاع الصحابة والقصود هنا أنه من رجح
بعض أقوال الفلسفة الت يالفون فيها أقوال أهل اللل كان شرا من رجح بعض أقوال اليهود والنصارى على
أقوال السلمي وإذا كانت الطريق الت سلكها أهل طريقة العراض والتركيب
والختصاص من أهل الكلم يوجب أن يصلوا إل حد يرجحون فيه طريقة الفلسفة على طريقة
سلفهم من أهل الكلم علم بذلك أنم جعلوا دين سلفهم التكلمي أنقص من دين اليهود والنصارى بدرجتي
إن كانوا مسلمي وإن ل يكونوا مسلمي جعلوا قول الفلسفة اللحدين خيا من قول النبياء والرسلي فإنم
إذا رجحوا كلم الفلسفة على كلم سلفهم التكلمي مع اعتقادهم أن أقوال الفلسفة الناقضة لقول الرسول
باطلة وأن اليهود والنصارى خي من الفلسفة لزم الول وإن اعتقدوا أن قول الفلسفة خي من قول سلفهم
وقول سلفهم هو قول النبياء لزمهم أن يعلوا قول الفلسفة خي من قول النبياء فإن طردوا قولم لزمهم
ترجيح اليهود والنصارى على سلفهم أو ترجيح الفلسفة على النبياء ومن كان أقل علما وإيانا منهم مال
إل القول الثان ومن كان أعظم علما وإيانا كان ميله إل الول أهون عليه فإن الثان كفر ل حيلة فيه اللهم
إل أن يسلكوا مسلك القرامطة الباطنية فيدعون أن ما أظهرته النبياء من القوال والفعال إنا هو للجهال
والعامة دون الاصة وأن لذه القوال والعمال بواطن تالف ما أظهروه وحينئذ فهؤلء شر الطوائف هم شر
من اليهود والنصارى ومن الفلسفة الشركي القدماء الذين ل تقم عليهم حجة بكتاب منل ونب مرسل فإن
أولئك وإن كانوا ضالي فهؤلء شركوهم ف الضلل ولكن هؤلء حصل من حجة ال عليهم بكتابه ورسوله
ومن كفرهم
الذين يستحقون العقوبة عليه ما ل نعلمه من حال أولئك وإن كان أولئك قد بلغهم نبوة بعض النبياء
وأرسل إليهم رسول فليس هو مثل ممد بل نعلم قطعا أنم ل يأتم كتاب مثل القرآن ول رسول مثل ممد
ول شريعة كشريعته وكل من علم حاله يعلم بالضطرار من دينه أنه أخب أن ال خلق السماوات والرض ف
ستة أيام وأنه خالق كل شيء وأن هذه الفلك ليست قدية أزلية فالقائل بذلك مناقض لخباره وأخبار موسى
وغيها من الرسلي مناقضة ل يتمارى فيها من له معرفة بذلك وأي هذين الوجهي اختاره السالك فما فيه
متار وأصل هذا الضلل جهلهم بقيقة ما جاء به الرسول ونصرهم لا يظنونه جاء به با يظنونه من العقول
ومعارضتهم لا يعلم أنه جاء به با يظنونه من العقول وتوههم تعارض صحيح النقول وصريح العقول وهذا
هو الكلم الذي عابه السلف والئمة وأما أهل العرفة العالون بالعقول والنقول فل يقولون ف سلفهم ما هو
من لوازم قولم كما أنم ل يقولون ف النبياء ذلك بل يعلمون قطعا أن كلم النبياء هو الق وكل ما ناقضه
من قول متفلسف أو متكلم أو غيها فباطل وأنه ل يوز أن يكون ف العقل ما يناقض قول النبياء ول يوز
تعارض الدلة العلمية والسمعية والعقلية أبدا ويعلمون أن جنس
التكلمي أقرب إل العقول والنقول من جنس كلم الفلسفة وإن كان الفلسفة قد يصيبون أحيانا
كما أن جنس السلمي خي من جنس أهل الكتابي وإن كان قد يوجد ف أهل الكتاب من له عقل وصدق
وأمانة ل توجد ف كثي من النتسبي إل السلم كما قال تعال ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده
إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار ل يؤده إليك إل ما دمت عليه قائما سورة آل عمران 75وهم يعلمون مع
هذا أن كل من كان مؤمنا بنبوة ممد باطنا وظاهرا على الوجه الذي يرضاه ال فهو خي من كل كتاب لكن
من الظهرين للسلم من النافقي من يكون ف الخرة أشد عذابا من بعض اليهود والنصارى فإن النافقي ف
الدرك السفل من النار والسلم الظاهر يتناول الؤمن والنافق والسعداء ف الخرة هم الؤمنون دون النافقي
والنافقون وإن أجريت عليهم ف الدنيا أحكام السلم فما لم ف الخرة من خلف
فصل ونن نبي هنا ما ننصر به أهل الكلم الذين هم أقرب إل السلم والسنة من هؤلء الفلسفة
وإن كانوا ضالي فيما خالفوا به السنة وذلك من وجوه أحدها أن يقولوا لؤلء التفلسفة أنتم ادعيتم قدم
العال بناء على ما ذكرتوه من قدم الزمان ووجوب دوام فاعلية ال تعال ونو ذلك
ما غايتكم فيه إثبات دوام الوادث إذ ليس ف حججكم هذه وأمثالا ما يدل على قدم شيء من العال
ل السماوات الت أخب ال أنه خلقها والرض وما بينهما ف ستة أيام ول غي ذلك فيقولون لم الوادث إما
أن تكون لا بداية كما قلنا وإما أنه ل يب ذلك كما قلتم فإن كان الول بطل قولكم ولزم أن يكون
للحوادث ابتداء فبطل قولكم بأن حركات الفلك أزلية وهو الطلوب وإن كان الثان أمكن أن يكون
حدوث الفلك حركاته موقوفا على حوادث قبل ذلك كالوادث اليومية وتلك الوادث على حوادث أخرى
وهذا مطابق لا أخبت به الرسل من أن ال سبحانه خلق السماوات والرض وما بينهما ف ستة أيام وكان
عرشه على الاء ومطابق للخبار التضمنة أنه خلقها من الدخان والبخار الذي حصل من الاء وذلك كله
أسباب حادثة ومطابق لا أخب به ال من أنه خالق كل شيء وليس ف حججكم ما يناقض هذا الوجه الثان
أن يقال دوام فاعلية الرب تعال ودوام الوادث يكن معه أن تدوم الفعال الت تقوم بالرب بشيئته وقدرته
وتدث شيئا بعد شيء وأن تدث حوادث منفصلة شيئا بعد شيء وعلى كل من التقديرين فل يكون شيء
من العال قديا فلم قلتم إن المر ليس كذلك إن كان ما ذكرتوه صحيحا وإن كان باطل فهو أبعد وأبعد
فإن اعتذروا بأن واجب الوجود ل تقوم به الصفات والفعال كان الواب من وجوه
أحدها أن قولكم ف هذا أفسد من قولكم بدوام الوادث وحجتكم على ذلك ف غاية الفساد فإن
قلتم هؤلء التنازعون لنا من العتزلة والشعرية وغيهم يسلمون لنا هذا قيل لم هؤلء إنا سلموا لكم امتناع
قيام الفعال الرادة القدورة بذاته بناء على امتناع قيام الوادث به وإنا منعوا ذلك لن ذلك يفضي إل تعاقبها
عليه وإنا منعوا تعاقب الوادث على القدي لعتقادهم امتناع حوادث ل أول لا فإن كان هذا القول فاسدا ل
يكن لم دليل على نفي ذلك فيقولون لكم هذا الدليل إن كان صحيحا بطل قولكم ولزم أن الوادث لا
ابتداء وإن كان باطل بطل قولنا الذي بنينا عليه نفي الفعال وليس لكم على هذا التقدير أن تلزمونا بأن القدي
ل تقوم به الوادث بأنا إنا بنيناه على أصل يعتقدون فساده غاية ما ف هذا الباب أنكم تلزمونا التناقص
وتقولون يلزمكم إما القول بدوام الوادث وإما القول بواز قيامها بالقدي فنقول إن كان القول بدوامها هو
الق قبلناه وتركنا ذلك وكان ف ذلك لنا مصلحتان إحداها موافقة الدلة العقلية الت ذكرتوها على ذلك
والثانية موافقة النصوص اللية الت بدعنا بخالفتها إخواننا الؤمني
والقول الذي يمع لنا موافقة العقل والنقل خي من أن نوافقكم على قدم الفلك ونفي صفات ال
تعال فإن ف هذا من الكفر الخالف للشرع والفساد الخالف للعقل ما يتبي لن نظر فيه ل سيما والفلسفة ل
ينعون قيام الوادث والصفات بالقدي الزل ول كون السم قديا أزليا بل يوجبون ذلك كله ول دليل لم
على قدم جسم معي كالفلك ونوها الوجه الثالث أن يقال للفلسفة ما ذكرتوه من الدلة العقلية الوجبة
لدوام فاعلية الرب ودوام الدوث يدل على نقيض قولكم ل على وفقه فإن هذا يقتضي أن واجب الوجود ل
يزل يفعل ويدث الوادث وأنتم على قولكم يلزم أل يكون أحدث شيئا من الوادث وذلك لن الوجب
لذه الوادث التعاقبة إما أن يكون ثابتا ف الزل أو ل فإن كان الول لزم وجود كل من هذه الوادث ف
الزل وهو مال لن الوجب التام ل يتخلف عنه موجبه ومقتضاه وهم يقولون إن واجب الوجود علة تامة ل
يتخلف عنه شيء من معلوله فإذا كانت هذه الوادث التعاقبة معلولة بوسط أو بغي وسط لزم مقارنتها له لن
العلة التامة يقارنا معلولا ل يتخلف عنها وإذا امتنع أن يتخلف عنها معلولا فما تأخر عنها فليس معلول لا
فيلزم أنه ل يدث شيئا من الوادث ل بوسط ول بغي وسط وقولم بتسلسل الوادث لينفعهم والال هذه
إذا جعلوه علة تامة مستلزمة لعلولا لن التقدير على قولم أنه ليس له فعل قائم بذاته متجدد أصل ل خلق ول
استواء ول غي ذلك
ومعلوم أن الوادث الادثة هي متلفة الجناس متعاقبة ف الوجود فالجناس الادثة الختلفة إذا قدر
أن حال الفاعل لا ل يزل على حال واحدة ل يقوم به فعل ول وصف بل هو واحد بسيط امتنع أن يتلف
حاله ف الحداث وأن يدث شيئا بعد أن ل يكن أحدثه كما يقولون هم ذلك ويعلونه عمدتم ف قدم العال
وامتناع أن تدث عنه النواع الختلفة بواسطة أو غي واسطة مع بساطته أيضا كذلك فكيف إذا حدثت
النواع الختلفة الادثة شيئا بعد شيء وهو ف نفسه ل يتجدد له حال ول فعل ول حكم ول وصف ول
شيء من الشياء وهم أنكروا على التكلمي نفاة الفعل الختياري القائم به أن يدث عنه شيء بل سبب
حادث وقالوا إن هذا مالف لصريح العقل فيقال لم الباطل بعض قولكم وإذا كان حدوث بعض الوادث
عن هذا متنعا فحدوث الوادث الختلفة دائما عن علة تامة ل يدث فيها ول منها شيء أعظم امتناعا من
قول هؤلء وأيضا فالادث ل يدث حت يصل الفعل التام الحدث له والمكن ل يصل حت يصل
الوجب التام الرجح له والوجب التام يستلزم موجبه ومقتضاه فكل من الوادث المكنات ما حدث ووجد
حت حصل له الوجب التام وذلك الوجب التام ل بد له من موجب تام وهلم جرا فيلزم أن يصل لكل من
الوادث موجبات تامة ل ناية لا ف آن واحد وذلك تسلسل ف العلل والؤثرات وهو باطل باتفاق العقلء
وإنا لزم ذلك لن الوادث يتنع حدوثها عن العلة التامة القدية فإن العلة التامة القدية ل يتخلف
عنها معلولا والحدث يب أن تكون علته تامة عند حدوثه وهم يقولون بكل القولي فلزم من هذين القولي
أن واجب الوجود ل يدث شيئا من الوادث وأن الوادث ل مدث لا ويلزم أيضا وجود علل ومعلولت ل
ناية لا وفاعلي ل ناية لم وكل ذلك ما يعلمون هم وسائر العقلء فساده ول ملص لم عن هذا إل بأن
يقولوا بان واجب الوجود تقوم به الفعال الختيارية القدورة له وتقوم به الصفات وإذا قالوا ذلك بطل قولم
بنفي الصفات ووجوب قدم الفلك فعلم أن ما ذكروه من الجج الصحيحة الدالة على دوام فاعلية الرب
ودوام الدوث يدل على نقيض قولم ف أفعال الرب تعال وصفاته وعلى ضد قولم ف قدوم العال وتوحيد
واجب الوجود وهذا هو الطلوب وقد بسط ما يتعلق بذا الكلم ف موضع آخر والقصود هنا التنبيه على أن
كل ما تقيمه كل طائفة من الناس من الجج العقلية الت ل مطعن فيها فإنا إنا تدل على موافقة الكتاب
والسنة وإبطال ما خالف ذلك من أقوال أهل البدع متكلمهم ومتفلسفهم وال سبحانه أعلم وما يوضح هذا
أن عمدة الجة التقدمة ف دوام فاعليته من جنس الجة التقدمة لن منع حدوث الفعال القائمة به حيث
قالوا إن كل صفة تفرض لواجب الوجود فإن ذاته كافية ف حصولا أو ل حصولا
وإل لزم افتقاره إل سبب منفصل وذلك يقتضي إمكانه فيلزم من دوام حقيقته دوام تلك الصفة وهكذا
قال القائلون بقدم الفعل قالوا ذاته إما أن تكون كافية فيه وأما أن تكون متوقفة على غيه فإن كانت كافية فيه
لزم قدم الفعل لوجود موجبة التام ف الزل وإن ل تكن كافية فيه لزم افتقاره إل سبب منفصل وذلك يقتضي
إمكانه وهذا هو الذي يعتمدون عليه والواب عن هذا من وجوه أحدها أن يقال هذا يبطل قولكم ويرد
عليكم ف جيع الوادث فإن ذاته إن كانت كافية ف حدوث الوادث لزم قدمها وهو متنع وإن ل تكن كافية
لزم توقف الوادث على غي ذاته ث ذلك الشرط ف حدوث الوادث إن كانت ذاته كافية فيه لزم قدمه وإل
فالقول فيه كالقول ف الادث الشروط ومهما قدر من المكنات أمكن أن يقال حدوثه موقوف على حادث
قبله كما علم حدوثه من الحدثات وإذا قالوا مبدأ الدوث هو حركة الفلك والركة لذاتا تتجدد شيئا بعد
شيء وسبب ذلك تدد التصورات والرادات قيل هذا بعينه يبطل حجتكم فإن هذا الذي هو كذاته يتجدد
شيئا بعد شيء لو كان ذات واجب الوجود وحده كافية ف وجوده لزم مقارنته له ف الزل وهو متنع فعلم أن
ذاته ل تكفي ف وجود شيء منه بل كل منه مشروط با قبله وذاته ل توجب شيئا من الشروط
وإذا قيل الذات أوجبت وجوده متعاقبا دائما لزم أن يكون الواحد البسيط القدي الذي ل صفة له ول
فعل يوجب لذاته أمورا منفصلة عنه متعاقبة متلفة سواء كان بواسطة لزمة له أو بغي واسطة وهذا مع أنه
باطل ف ضرورة العقل فإنه ينقض أصولم ف تناسب الوجب والوجب ولزوم العلول للعلة التامة وأن الواجب
علة تامة ومن العلوم بصريح العقل أن العلول الوجب إذا كان حادثا شيئا فشيئا فل بد من حدوث أمر ف
علته الوجبة اقتضت ذلك وإل فالعلة الوجبة إذا كانت عند الادث الثان كما كانت عند الادث الول كان
تصيصها للول بالتقدم تصيصا بل مصص وكان ترجيح الول ترجيحا بل مرجح وأيضا فيمتنع أن تكون
الركات الادثة شيئا بعد شيء معلول علة تامة قدية أزلية يقارنا معلولا فإن العلة الزلية التامة يقارنا
معلولا والركات الادثة شيئا فشيئا ليس شيء منها مقارنا للعلة فامتنع أن يكون معلول لا وهذا بلف ما
إذا كان الفاعل يدث أفعاله القائمة به شيئا بعد شيء فإن ذاته واجبة الوجود بنفسها فل يتنع أن تكون
مستلزمة لدوام الفعل وأما الفعولت فكلها مكنة ليس فيها واجب بنفسه فامتنع أن يكون فيها ما يوجب
الفعل الدائم بل ذلك مستند إل الواجب بنفسه الثان أن يقال هذا إنا يصح فيما كان لزما لنفسه ف النفي
والثبات أما ما كان موقوفا على مشيئتته وقدرته كأفعاله فإنه يكون إذا شاءه ال ول يكون إذا ل يشأه وهم
ل يكنهم إقامة الدليل على أنه ل
يتعلق بشيئته وقدرته إل ببيان أنه لزم لذاته ول يكنهم بيان أنه لزم لذاته إل بنفي مشيئته وقدرته فل
تصح حجتهم فإن قالوا فتلك المور الت يقف عليها الفعل إن كانت قدية لزم قدمه وإل فل بد لدوثها من
سبب قيل هذا غايته أنه يب التسلسل ف الشروط والثار وذلك جائز عندكم ث نقول إن كان التسلسل ف
الشروط جائزا بطل هذا السؤال لواز تسلسل الشروط وإن كان متنعا بطل أيضا لوجوب كون جنس
الوادث مسبوقا بالعدم والثالث أن يقال أتعن بقولك ذاته كافية أنا مستلزمة لوجود اللزم ف الزل أم هي
كافية فيه وإن تأخر وجوده فإن عنيت الول انتقض عليك بالفعولت الادثة فإنه يلزمك إما قدمها وإما
افتقاره إل سبب منفصل إذا كان ما ل تكفي فيه الذات مفتقرا إل سبب منفصل وإن عنيت الثان كان حجة
عليك إذا كان ما تكفي فيه الذات يكن تأخره الرابع أن يقال قولك يفتقر إل سبب منفصل أتعن به سببا
يكون من فعل ال أو سببا ل يكون من فعله أما الول فل يلزم افتقاره إل غيه فإنه إذا كان هو فاعل
السباب وفاعلها يدث با فهو فاعل الميع وليس مفتقرا ف فعل إل غيه إل أن يعن به أنه ل يصل أحد
فعليه إل بشرط فعله الخر وهذا ليس فيه
افتقاره إل غيه ومن سى هذا افتقارا إل غيه فهو بنلة من قال إنه يفتقر إل صفته وقد ذكر غي
مرة أن هذا بنلة قول القائل إنه مفتقر إل نفسه وهذا إذا أطلق ل يناف ما وجب له من الغن بل هذا الغن
الذي ل يتصور غيه وإن عنيت بالسبب ما ل يكون من فعله لزمك أن كل ما ل تكفي الذات فيه ول هو
لزم لا ف الزل ل يوجد إل بشريك مع ال ليس من مفعولته وهذا مع أنه باطل بالجاع الذي توافقون
عليه أهل اللل فبطلنه معلوم بصريح العقل كما تقدم بيان بطلنه الامس أن يقال ما تعن بقولك ذاته كافية
ف ذلك أتعن به بالذات الجردة عن فعل يقوم با أم تعن به الذات الوصوفة بقيام الفعل با وأيهما عنيت بطل
قولك فإن عنيت الول لزم أن تكون الذات الجردة عن الفعل القائم با تفعل أمورا متلفة متعاقبة مع أن
حالا مع فعل الشيء هو حالا مع فعل خلفه ومع أن حالا بالنسبة إل وجود الفعول وعدمه سواء وهذا باطل
ث يقال إن جاز أن يكون هذا صحيحا جاز أن يكون حالا قبل الفعل وحي الفعل سواء فيمكن قول القائل
بأن الوادث لا أول وإن
ل يز أن يكون صحيحا بطل قولم بأن الوادث تصدر بواسطة أو بغي واسطة عن ذات ل يقم با
فعل وإن عنيت الثان فالذات الوصوفة بقيام الفعل با إذا قيل هي كافية ف الفعولت ل يلزم قدم الفعولت
لنا مشروطة بالفعل ول يلزم من ذلك افتقارها إل غيها لن فعلها الذي هو شرط ف الفعولت من لوازم
ذاتا كا أن صفاتا من لوازم ذاتا لكن قد يكون اللزم نوعا كالفعل التعاقب وقد يكون عينا كالياة الت ل
تزل ول تزال وهذه الجة هي الت يعتمد عليها أولوهم وآخروهم لكن يصرفون ألفاظها ومعانيها وذلك
كقول السهروردي القتول ف تلوياته فإنه قال واجب الوجود ل يصدر عنه شيء بعد أن ل يكن فإنه إن كان
الرجح هو نفسه أو على ما أخذ من صفاته وهو دائم فيجب دوام الترجيح ودوام وجود العلول وإن ل يفعل
ث فعل فل بد من حدوث ما ينبغي ف فعله أو عدم ما ل ينبغي ويعود الكلم إليه ول يقف فواجب الوجود ل
تسنح له إرادة وحال كل ما يتجدد حال ما لجله التجدد ف استدعاء مرجح حادث وليس قبل جيع الوجود
وقت يتوقف عليه الفعل ول يتاز ف العدم البحث حال يكون الول به أن يصدر عنه شيء أو بالشيء
أن يصل عنه فلو حصل فيه شيء بعد أن ل يكن لتغيت ذاته ولتسلسل الوادث فيها إل غي النهاية وهو
مال ففعله دائم وجواب هذا من وجوه أحدها أن يقال له ما تعن بقولك ل يصدر عنه بعد أن ل يكن إن
عنيت به أنه ل يصدر عنه شيء من أعيان الوادث بعد أن ل يكن ذلك الحدث فهذا باطل لوجهي أحدها
أن هذا خلف قولكم وقول أهل اللل فإن الوادث متجددة شيئا بعد شيء سواء صدرت عنه بواسطة أو بغي
واسطة وإذا قلتم الركة هي السبب فيها فكل جزء من أجزاء الركة صادر عنه بعد أن ل يكن الثان أن ما
ذكرته من الجة ل ينفي ذلك فإن كون ذاته تقتضي دوام الترجيح ل يوجب أن تقتضي دوام ترجيح كل
مكن ول كل مفعول بل يكفي أن توجب دوام ترجيح أمر ما كما تقولون أنتم إن الذي رجحه هو الفلك
والعناصر دون أعيان الوادث
وإن عنيت أنه ل يصدر عنه شيء بعد أن ل يكن شيء من الشياء صادرا عنه وهذا هو مراده فيقال
غاية ما ف هذا دوام فعله وحينئذ فهذا ل يستلزم دوام الفعول العي ل الفلك ول غيه بل يوز تعاقب الفعال
القائمة به وتعاقب الفعولت الحدثة شيئا بعد شيء على قولك وتعاقبها جيعا وعلى التقديرات الثلثة
فحدوث الفلك مكن فيبطل استدللك على قدمها الثان أن يقال حدوث الوادث النفصلة عنه شيئا بعد
شيء من غي فعل يقوم به إما أن يكون مكنا وإما أل يكون فإن ل يكن مكنا بطل قولكم بأن سبب الوادث
هو حركات الفلك وإن كان مكنا أمكن حدوث حوادث متعاقبة الفلك واحد منها كما أخبت بذلك
النبياء وهو قول قدماء الفلسفة وأساطينهم الثالث أن يقال دوام حدوث الوادث إما أن يكون متنعا أو
مكنا كما ذكرت فإن كان متنعا لزم حدوث الجسام وحركاتا ودخل ف ذلك الفلك وغيه وإن كان مكنا
ل يب أن يكون الفلك دائما بل يوز أن يكون حادثا بعد حوادث قبله كما تقدم الوجه الرابع أن يقال
قولكم إما أن يكون الرجح نفسه أو على ما أخذ من صفاته وهو دائم فيجب دوام الترجيح ودوام وجود
العلول وإن ل يفعل ث فعل فل بد من حدوث ما ينبغي لهل اللل هنا جوابان
أحدها قول من يقول إنه ل يزل يقوم به الفعل والكلم بقدرته ومشيئته وعلى هذا فيمكن دوام
الترجيح ول يب قدم شيء من الفعولت فضل عن قدم الفلك والواب الثان قول من يقول يتنع وجود
الفعول ف الزل وعلى هذا فإن قلت لؤلء إذا قلتم ل يفعل ث فعل فل بد من حدوث ما ينبغي فعله أو عدم
ما ل ينبغي ويعود الكلم إليه ول يقف قالوا فعل واجب الوجود لا فعله من الفعولت الختلفة الادثة إما أن
يوز صدوره عنه من غي فعل قائم به وإما أل يوز فإن ل يز ذلك بطل قولك وإن جاز ذلك فحالة حي
حدوث الطوفان كحاله حي إرسال ممد وقد وجد منه ف أحد الزماني من الفعولت ما ل يوجد ف الزمان
الخر مع تاثل حاله بالنسبة إل الزماني وإذا قيل إن ذلك لجل الوادث الختلفة كالركات الفلكية
والتصالت الكوكبية قيل الكلم ف الوادث الت أوجبت حدوث الطوفان كالقول ف الوادث حي البعث
وغيه من الوادث الختلفة فإذا كان الفاعل حاله ماثلة ف جيع الزمنة واللوازم عنه كذلك كان اختصاص
أحد الزماني با يالف الزمان الخر ترجيحا بل مرجح فإن كان ذلك جائزا جاز أن تدث عنه الوادث بعد
أن ل تكن
وإذا نسبت الوادث إل الركة الفلكية قيل إن كانت الركة الدائمة متماثلة لزم تاثل الوادث وإن
كانت متلفة كان قد اختص أحد الزماني با ل يوجد ف الزمان الخر بل قد يقال الفاعل إن قيل إنه يلزمه
مفعولت متلفة دائمة متعاقبة من غي فعل يقوم به ول صفة له كان ذلك ابعد ف العقل من أن يقال إنه فعل
مفعولت متلفة ف وقت دون وقت فإن هذا بعض ذاك فكان الحذور الذي ف هذا هو ف ذاك وزيادة الوجه
الامس أن يقال قولك وإن ل يفعل ث فعل فل بد من حدوث ما ينبغي فعله أو عدم ما ل ينبغي ويعود الكلم
إليه ول يقف غايته أنه يستلزم امتناع كونه صار فاعل بعد أن ل يكن وهذا لزم لك لكن نقول ل قلت إنه
ل يزل يفعل شيئا بعد شيء فإن قلت هذا يستلزم تسلسل الوادث وتسلسل الوادث شيئا بعد شيء جائز
عندكم فبتقدير أنه ل يزال يفعل شيئا بعد شيء كان كل ما سواه حادثا مع التسلسل الائز وذلك جائز عندك
وهو موجب دليلك فإن كان باطل بطل مذهبك وإن كان حقا فيقال ما الانع أن يفعل ما ل يكن فاعل
لدوث حادث وذلك موقوف على حادث آخر ل إل ناية وتكون تلك الوادث صادرة عنه ث يقال إما أن
يكون كل ما حدث يوز حدوثه بل فعل يقوم به أو ل بد من فعل يقوم به وعلى التقديرين ل يلزم صحة
قولك
فإن قلت مقصودي أنه ل يزل فاعل وقد حصل قيل ل يلزم أن يكون فاعل لفعول معي بل ول يلزم
أن يكون هو الفاعل على قولك فإنك توز حدوث جيع الوادث من غي أمر يدث فيه ومنه وعندك يدث
الادث الخالف لا قبله كالطوفان وغيه من غي أن يدث منه ما ل يكن حدث قبل ذلك فأنت توز حدوث
جيع الوادث من غي أن يدث منه شيء يص حادثا من الوادث الوجه السادس أن يقال قولك لو حصل
منه شيء بعد أن ل يكن لتغيت ذاته وتسلسل الوادث فيها إل غي ناية وهو مال ففعله دائم جوابه أن
يقال حصول الوادث النفصلة عنه إما أن يقف على حدوث شيء ف ذاته وإما أن ل يقف فإن ل يقف بطل
قولك لو حصل شيء بعد أن ل يصل شيء لتغيت ذاته وتسلسلت فيها الوادث فإنك توز أن تدث عنه
جيع الوادث من غي حدوث شيء ف ذاته فل يكون حدوث الوادث مستلزما لدوث شيء ف ذاته وإن
كان حدوث الوادث النفصلة متوقفا على حدوث شيء ف ذاته ل يكن ف ذلك بحذور فإن حدوث
الوادث مشهودة وأنت ل تذكر حجة على امتناع هذا العن ولكن أحدث امتناعه مسلما وتسميتك لذلك
تغيا ليس بجة عقلية فإن لفظ التغي مشترك وهنا ل يراد به الستحالة بل يراد به نفس الفعل أو التحول أو ما
يشبه ذلك وأنت ل دليل لك على انتفاء ذلك بل أنت توز على القدي أن يكون متغيا بذا العتبار وتوز
على القدي أن يكون مل للحوادث
وتقيق الكلم ف هذا الوضع أن التسلسل هنا يراد به شيئان أحدها التسلسل ف الفعل مطلقا
والثان التسلسل ف فعل شيء معي فالول أن يراد به أنه ل يدث شيئا من الشياء أصل حت يدث شيئا
فتكون حقيقة الكلم أنه ل يلق حت يلق ول يفعل حت يفعل ول يدث حت يدث وهذا متنع بالضرورة
وهذا ف القيقة دور وليس بتسلسل فإن معناه أنه ل يكون الشيء حت يكون الشيء فيلزم الميع بي
النقيضي فإنه إذا ل يوجد حت يوجد لزم أن يكون معدوما موجودا وأما إذا قيل ل يفعل شيئا إل بشرط
يقارنه ول يفعل ذلك الشرط إل بشرط يقارنه فهذا التسلسل ف تام التأثي وليس بتسلسل أمور متعاقبة وهذا
هو التسلسل ف تام التأثي والول تسلسل ف أصل التأثي وكلها متنع والول هو الذي ينبغي أن يراد بقول
القائل إذا ل يفعل ث فعل فل بد من حدوث شيء إما قدرة وإما إرادة وإما علم وإما أمر من المور ث القول
ف حدوث ذلك كالقول ف حدوث الول فإن هذا الثان أيضا ل يدث إل بدوث شيء يكون حادثا معه
فإن ما كان من تام التأثي فل بد أن يكون موجودا حي التأثي ل يكفي وجوده قبله وحينئذ فيمكن تصوير
هذه الجة على وجهي أحدها أن يقال ل يدث شيئا حت يدث شيئا ول يفعل شيئا
حت يفعل شيئا فإن حدوث الادث بل سبب حادث متنع والثان أن يقال ل يدث مفعول إل
بدوث قدرة أو إرادة أو علم أو نو ذلك ول يدث ذلك إل بدوث ما يوجب حدوثه فيلزم أن ل يدث
شيئا فإن هذا تسلسل ف تام التأثي والتسلسل ف تام التأثي كالتسلسل ف الؤثرين فكما أنه يتنع أن ل يكون
مؤثرا إل عن مؤثر ول يؤثر إل عن مؤثر وأنه يتنع وجود علل ومعلولت ل ناية لا فلذلك يتنع أن ل يتم
كون الشيء علة أو فاعل إل بوجود أمر ول يتم وجود ذلك التمام إل بوجود تام آخر إل غي ناية فهذا
أيضا متنع باتفاق العقلء وأما إذا قيل ل يوجد الشيء حت يوجد قبله شيء آخر ول يوجد ذلك الثان حت
يوجد قبله شيء آخر فهذا فيه الناع الشهور وهو تسلسل الثار العينة ل تسلسل ف أصل التأثي فيجب تصور
الفرق بي المرين وقد صور السهروردي هذه الجة ف كتابه السمى بكمة الشراق وهو الذي ذكر فيه
خلصة ما عنده ول يقلد فيه الشائي بل بي فيه خطأهم ف مواضع وذكر فيه طريقة فلسفة الفرس الجوس
والند كما أن ابن سينا ف كتابه السمى بالكمة الشرقية ذكر فيه بيان ما تبهن عنده وكذلك الرازي ف
الباحث الشرقيه فقال السهروردي نور النوار والنوار القاهرة يعن واجب
الوجود والعقول ل يصل منهم شيء بعد أن ل يصل إل على ما سنذكره فإن كل ما ل يتوقف على
غي شيء إذا وجد ذلك الشيء وجب أن يوجد وإل هو ما ل يتصور وجوده أو توقف على غيه فما كان هو
الذي يتوقف عليه وقد فرض أن التوقف عليه وهو مال وكل ما سوى نور النوار لا كان منه فل يتوقف على
غيه كما يتوقف شيء من أفعالنا على وقت أو زوال مانع أو وجود شرط فإن لذه مدخل ف أفعالنا ول وقت
مع نور النوار متقدم على جيع ما عدا نور النوار فإن نفس الوقت أيضا من الشياء الت هي غي نور النوار
فلما كان نور النوار وجيع ما يفرضه الصفاتية صفة دائمة فيدوم بدوامه ما فيه لعدم توقفه على أمر منتظر ول
يكن ف العدم البحث قرض تدد مع أن كل ما تدد يعود الكلم إليه فنور النوار والنوار القاهرة ظللا
وأضواؤها الجردة دائمة وقد علمت أن الشعاع الحسوس هو من الني ل الني من الشعاع وكلما يدوم الني
العظم يدوم الشعاع مع أنه منه
ث قال كل هيئة أي عرض ل يتصور ثباتا هى الركة وكل ما ل يكن زمانا ث حصل فهو حادث
وكل حادث إذا حدث شيء ما يتوقف عليه هو حادث إذ ل يقتضي الادث وجود نفسه إذ ل بد من مرجح
ف جيع المكنات ث مرجحه إن دام مع جيع ما له مدخل ف الترجيح لدام الشيء فلم يكن حادثا ولا كان
حادثا فشيء ما يتوقف عليه هذا الادث حادث ويعود الكلم إل ذلك الشيء فل بد من التسلسل والسلسلة
الغي التناهية متمعة وجودها مال فل بد من سلسلة غي متناهية ل تمع آحادها ول تنقطع وإل يعود الكلم
إل أول حادث بعد النقطاع فينبغي أن يكون ف الوجود حادث متجدد ل ينقطع وما يب فيه لاهيته التجدد
إنا هو الركة وذكر تام الكلم ف وجوب استمرار حركة دائمة وأنا حركة الفلك فيقال له عن هذا
أجوبة
أحدها أن يقال كل ما ل يتوقف على غي شيء إذا وجد ذلك الشيء وجب أن يوجد إل قوله وما
كان من نور النوار فل يتوقف على غيه إل آخره ما تعن بقولك ما كان من نور النوار تعن ال فل
يتوقف على غيه أتعن به أنه ل يتوقف على شيء منفصل عن ال أم تعن به ل يتوقف على فعل قائم بذات
الرب يفعله بشيئته وقدرته أما الول فل ينفعك لنه ل يلزم من كونه ل يتوقف على شيء منفصل عن ال أن
ل يتوقف على فعله الواقع بشيئته وقدرته وحينئذ فل يلزم قدمه بل إذا كان الفعل الراد القدور حادثا فالعلق
به أول أن يكون حادثا فإنه ل يكون قبله وما ل يسبق الوادث يب أن يكون حادثا وإن قلت إنه ل يتوقف
على فعل الرب القائم بنفسه فهذا مل الناع وأنت ل تذكر دليل على أن وجود المكنات ل يتوقف على فعل
الرب القائم بنفسه بل الدليل يوجب توقف العقولت على فعل الفاعل وتوقف العلول على اقتضاء العلة والعلة
شيء واقتضاؤها العلول شيء وإذا كانت العلة مشروطة با يقوم با بالشيئة والقدرة ل يصل الشروط قبل
الشرط وأنت ل تقم دليل على ثبوت علة مردة خالية عن شرط بل الدليل ينفي ذلك لنه يلزم من قدم هذه
العلة قدم معلولا ومعلول معلولا فإن العلة التامة ل يتأخر عنها شيء من معلولا وحينئذ فل يكون للحوادث
فاعل أصل وهذا من أبي المور العلوم فسادها بالضرورة
الوجه الثان أن يقال ما سوى ال هل يتوقف شيء منه على غيه أم ل فإن قلت بالثان لزم قدم جيع
المكنات الوجودة حت الوادث وهو مكابرة وإن توقف منه شيء على غيه بطل قولك ما سوى نور النوار
ل يتوقف على غيه وإيضاح ذلك بالوجه الثالث وهو أن يقال إذا قدر الغي الذي هو شرط هو من ال أيضا
وتوقف أحد الفعلي على الخر ل يكن ف ذلك مذور فإن ال جعل بعض الشياء شرطا ف وجود بعض غاية
ما ف هذا أن يقال هذا يقتضي التسلسل فيقال وهذا عندك جائز فل يتعي قدم شيء من الفلك ول غيها
الرابع أن يقال إن كان التسلسل باطل بطل مذهبك وإن كان جائزا بطلت حجتك الامس أن يقال أنت قد
أوجبت التسلسل ف الوادث بإياب حركة دائمة ل تنقطع وقلت أيضا فلما كان نور النوار وجيع ما
يفرضه الصفاتية صفة دائمة فيدوم بدوامه ما منه لعدم توقفه على أمر منتظر وإذا كان قولك وقول إخوانك
يتضمن هذا وهذا فيقال لكم الركة الدائمة إما أن تكون منه بواسطة أو بغي واسطة وإما أن ل تكون منه فإن
ل تكن منه لزم حدوث الوادث بدون واجب الوجود وهذا هو القول بدوث الوادث بل مدث وإن
كانت الركة منه بواسطة أو بغي واسطة وهو قولم
فيقال فحينئذ قد كان منه ما ل يدوم بدوامه فإن كل جزء من أجزاء الركة حادث وعندكم أنه
حدث عن تصور حادث وشوق حادث فهذه أمور من واجب الوجود وليست دائمة بدوامه فهذا ينقض
قولكم إن كان ما منه يدوم بدوامه ث أيضا من العلوم أن كل واحد من الوادث منه بواسطة أو غي واسطة
وهو كان بعد أن ل يكن ويعدم بعد أن كان فهو منه وليس مقارنا له ول دائما بدوامه فعلم بذلك أنه ل يب
ف كل ما كان منه أن يدوم بدوامه فل يب ف الفلك وغيه من العيان الشهودة أن تدوم بدوامه وهو
الطلوب وإذا قال الذي يدوم بدوامه هو جنس الفعال والفعولت أو جنس الوادث ل شيء بعينه قيل فهذا
يبطل حجتك على قدم شيء بعينه ويناقض أيضا مذهبك ف قدم شيء بعينه وقال ابن سينا ف إشاراته ف ذكر
هذه الجة تنبيه وجود العلول يتعلق بالعلة من حيث هي على الال الت با تكون علة من طبيعة أو إرادة أو
غي ذلك أيضا من أمور يتاج أن تكون من الارج ولا مدخل ف تتميم كون العلة علة بالفعل مثل اللة
كحاجة النجار إل القدوم أو الادة كحاجة النجار إل الشب أو العاون كحاجة النشار إل نشار
آخر أو وقت كحاجة الدمي إل الصيف أو الداعي كحاجة الكل إل الوع أو زوال مانع كحاجة الغسال
إل زوال الدجن وعدم العلول يتعلق بعدم كون العلة على الالة الت هي با علة بالفعل سواء كان ذاتا
موجودا على غي تلك الالة أو ل يكن موجودا أصل فإذا ل يكن شيء معوق من خارج وكان الفاعل بذاته
موجودا ولكن ليس لذاته علة توقف وجود العلول على وجود الالة الذكورة الت إذا وجدت كانت طبيعة أو
إرادة جازمة أو غي ذلك وجب وجود العلول وإن ل توجد وجب
عدمه وأيهما فرض أبدا كان ما بإزائه أبدا أو وقتا ما كان وقتا ما وإذا جاز أن يكون شيء متشابه
الال ف كل شيء وله معلول ل يبعد أن يب عنه سرورا فإن ل يسم هذا مفعول بسبب أن ل يتقدمه عدم
فل مضايقة ف الساء بعد ظهور العن فيقال له هذا كلم مقدر على شيء مضمونه أن العلة التامة الت ل
يقف اقتضاؤها على أمر منفصل عنها يلزم من وجودها وجود معلولا بلء بلف ما يتوقف اقتضاؤها على
أمور منفصلة كاللة والادة والداعي وغي ذلك وأنه إذا فرض شيء متشابه الال ف كل شيء وله معلول ل
يبعد أن يب عنه سرمدا لكن الشأن ف تقيق هذا القدر فإنه يقال لك هذا غايته أن يكون إبطال لقول من
يعل الرب خالقا للعال من غي حدوث سبب أصل وهذا قول طائفة من أهل الكلم النتسبي إل اللل وليس
هذا قول أئمة أهل اللل وجهورهم القائلي بأن ال خالق كل شيء وأنه خلق السماوات والرض ف ستة أيام
وإذا كان كذلك فهؤلء يلزمونك ويقولون هذه العلة الوصوفة هل يوز أن يصدر عنها بوسط أو بغي وسط
أمور متلفة حادثة أو ل يوز فإن ل توز ذلك بطل قولك ولزم أن ل يكون للحوادث فاعل وهو معلوم
الفساد بالضرورة وإن جوزت ذلك قيل لك فإذا كان الفاعل واحدا بسيطا
موجودا ل يتوقف فعله على شيء خارج عنه فلم وجدت عنه الختلفات ول تأخرت عنه الوادث فما
كان جوابك عن هذا كان جوابا لم عن الوادث وأول وأما من قال إن الواجب بنفسه تقوم به الفعال
التعلقة بقدرته ومشيئته فيقولون حدوث ما حدث يتوقف على تلك الفعال وإن كانت تلك الفعال موقوفة
على ما قبلها فإن التسلسل جائز عندك ث يقال إما أن يكون التسلسل جائزا وإما أن ل يكون فإن كان جائزا
أمكن أن تتسلسل الفعال الت يقف عليها وجود تلك الفعولت وإن ل يكن جائزا لزم حدوث جنس
الحدثات ويبطل القول بوادث ل أول لا وهو نقيض قولكم وأيضا قوله إذا جاز أن يكون شيء متشابه
الال ف كل شيء وله معلول ل يبعد أن يب عنه سرمدا فيقال له التشابه الال ل يلو إما أن يوز أن تصدر
عنه المور الختلفة الادثة بوسط أو بغي وسط وإما أن ل يوز فإن ل يز ذلك لزم أن ل تكون هذه
الوادث صادرة عن علة بسيطة ل بوسط ول بغي وسط وهذا يبطل قولم وحينئذ فإما أن يقال إن هذه
الوادث ل مدث لا وهو معلوم الفساد بالضرورة وإما أن يقال ليس الحدث مردا عن الصفات والفعال بل
له صفات وأفعال كما يقوله السلمون وهو الق وإن جاز أن تصدر الختلفات والحدثات عن بسيط أمكن
أن يدث عنه ما ل يكن حادثا عنه وحينئذ فل يلزم أن يكون معلول له لزما له قال الرازي ف شرح هذا
الكلم واعلم أن الغرض من هذا
الفصل التنبيه على الجة الت ل يزال القائلون بالقدم يتمسكون با ويعولون عليها وهي أن المور الت
تتم با مؤثرية الباري تعال ف العال إما أن تكون بأسرها أزلية وإما أن ل تكون والثان باطل إذ لو كان شيء
منها حادثا لفتقر حدوثه إل الؤثر والكلم ف كونه مؤثرا ف ذلك الخر كالكلم ف الول فيلزم التسلسل
وهو مال فإذا كل المور العتبة ف مؤثرية ال تعال ف العال أزلية وأيضا فمن الظاهر أن الؤثر مت حصل
مستجمعا جيع المور العتبة ف الؤثرية وجب أن يترتب الثر عليه لنه إن جاز تلف الثر عنه كان صدور
الثر عن العلة الستجمعة لميع تلك المور العتبة ف الؤثرية ول صدور عنها على السواء ولو كان كذلك
لا ترجح الصدور على أن ل صدور إل برجح آخر فلم تكن جيع المور العتبة ف الؤثرية حاصل قبل
حصول هذا الزائد وكنا قد فرضنا أن المر كذلك هذا خلف قال وإذا ثبتت القدمتان لزم من قدم الباري
قدم أفعاله هذا ترير هذه الجة
قال ولقائل أن يقول هذا الكلم إنا يلزم ف الوجب بالذات أما الفاعل الختار فل لحتمال أنه يقال
إنه كان ف الزل مريدا لحداث العال ف وقت دون وقت فإذا قالوا فلم أراد إحداثه ف ذلك الوقت دون ما
قبله وما بعده كان الكلم فيه طويل وهو مذكور ف سائر كتبنا على الستقصاء قلت هذا الواب الذي
أجاب به هو جواب كثي من أهل الكلم من العتزلة والكرامية والشعرية ومن وافقهم من الفقهاء اتباع الئمة
الربعة وغيهم وقد عرف الطعن ف هذا الواب وأنه يستلزم الترجيح بل مرجح وأن ما ذكر ف القسم الول
هو حصول الؤثرية التامة ف الزل مع تأخر الثر وأن مضمونه تلف الشيء عن موجبه التام كما قد بسط ف
موضعه وياب عن هذه الجة بوجوه أحدها قوله يلزم التسلسل وهو مال ليس كذلك فإن التسلسل جائز
عند من يقول بوجب هذه الجة فإن ذلك تسلسل ف الثار ل ف الؤثرات ول يصح القول بوجبها إل بذلك
فقولم التسلسل مال باطل على أصلهم وهذا الوضع ما يشتبه على كثي من الناس فإن التسلسل ف الثار تارة
يعن به التسلسل ف أعيان الثار مثل كونه فاعل لذا بعد هذا ولذا بعد هذا وأنه ل يفعل هذا إل بعد هذا ول
هذا إل بعد هذا وهلم جرا فهذا التسلسل جائز عند الفلسفة وعند أئمة أهل اللل أهل السنة والديث
وعلى هذا التقدير فقول القائل المور الت تتم با مؤثرية الباري ف العال إما أن تكون بأسرها أزلية
وإما أن ل تكون أتريد به الت يتم با مؤثريته ف كل واحد واحد من آحاد العال أو ف جلة العال إن أردت
الول ل تكن بأسرها أزلية وكان حدوث كل واحد منها مفتقرا إل حادث قبله وهذا التسلسل جائز عندهم
وإذا أردت الثان قيل لك ليس جلة العال متوقفا على أمور معينة حت يرد عليها هذا التقسيم بل بعض العال
يتوقف على أمور وبعض آخر يتوقف على أمور أخرى وكل بعض يتوقف على أمور حادثة وتلك المور
تتوقف على أمور أخرى ويلزم من ذلك التسلسل ف نوع الوادث وهو جائز عندكم وأما إن أريد بالتسلسل
ف الثار التسلسل ف جنس التأثي وهو أن يكون جنس التأثي متوقفا على جنس التأثي بيث ل يدث شيئا
حت يدث شيئا فهذا باطل ل ريب فيه وهو تسلسل ف تام كون الؤثر مؤثرا وهو من جنس التسلسل ف
الؤثر لكن بطلن هذا يستلزم أنه ل يفعل بعد أن ل يكن فاعل لشيء فيلزم دوام نوع الفاعلية ل دوام مفعول
معي وحينئذ فل يدل على قدم شيء من العال وهذا بي لن تدبره ويراد بالتسلسل معن ثالث وهو أن فاعليته
للحادث العي ل تصل حت يصل تام الؤثر لذا الادث العي فيلزم تسلسل الوادث ف الواحد وهذا متنع
أيضا باتفاق العقلء
فهذا تسلسل ف تام تأثي العن وذاك تسلسل ف أصل التأثي وكلها متنع باتفاق العقلء فتبي أن
حججهم الائلة الت أرعبت قلوب النظار ليس فيها ما يدل على قدم شيء من العال ألبتة فقولم بقدم شيء من
العال الفلك أو غيها قول بل حجة أصل بل هو قول باطل كما بي ف موضع آخر نعم هذه الجج إنا
أرعبت قلوب أهل الكلم البتدع الحدث ف السلم الذي هو كلم الهمية والقدرية ومن سلك سبيلهم من
الشعرية والكرامية ومن تبعهم أو قلدهم من التفقهة وغيهم فما ذكره الفلسفة إنا يبطل قول هؤلء الذين
زعموا أن الرب ل يزل معطل عن أن يفعل بشيئته أو يتكلم بشيئته ث يفعل أو يتكلم بشيئته من غي حدوث
شيء وهذا القول ما اتفق سلف المة وأئمتها على بطلنه فإذا ليس معهم حجة عقلية تناقض نصوص
الكتاب والسنة بل ول مذهب السلف والئمة وهو الطلوب وبا ذكرناه من الفرق بي التسلسل ف أصل
التأثي وتامه وبي التسلسل ف الثار يظهر صحة الدليل الذي احتج به غي واحد من أئمة السنة على أن كلم
ال غي ملوق مثل سفيان بن عيينة وبيان ذلك أنه إذا دل على أن ال ل يلق شيئا إل بكن فلو كانت كن
ملوقة لزم أن يلق بكن أخرى وتلك الثانية بثالثة
وذلك هو التسلسل المتنع باتفاق العقلء فإنه تسلسل ف أصل التأثي فإنه ل يلق شيئا إل بكن فإذا ل
يلق كن ل يلق شيئا ولو خلق كن لكان قد خلق بعض الخلوقات بغي كن فيلزم الدور المتنع وهو الستلزم
للجمع بي النقيضي وهو أن تكون موجودة معدومة وأيضا فإذا قدر أنه خلق الول بالثانية والثانية بالثالثة
وهلم جرا فل بد من وجود جيعها ف آن واحد فإن كل واحد منها شرط ف الثانية وهي من المور الوجودية
الشروطة ف التأثي فلبد أن تكون موجودة عند وجود الثر كالستطاعة والقدرة وحياة الفاعل وعلمه وسائر
شروط الفعل فإنا كلها ل بد من وجودها عند وجود الفعل ولذا اتفق أهل السنة الثبتون للقدر على أن
الستطاعة ل بد أن تكون مع الفعل وتنازعوا ف جواز وجودها قبلة ودوام وجودها إل حي الفعل ف حق
الخلوق على قولي وأما ف حق الالق فاتفقوا على بقائها ودوامها إل حي الفعل والصحيح الذي عليه
السلف وأئمة الفقهاء أنا تكون موجودة قبل الفعل وتبقى إل حي الفعل ولذا يوز عندهم وجود الستطاعة
بدون الفعل كما ف حق العصاة ولول هذا ل يكن أحد من كفر وعصى ال إل غي مستطيع لطاعة ال وهو
خلف الكتاب والسنة قال تعال ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل سورة آل عمران 97
وقال فاتقوا ال ما استطعتم سورة
التغابن 16وقال فمن ل يد فصيام شهرين متتابعي سورة النساء 92ومعلوم أنه ليس النفي هنا
استطاعة ل تكون إل مع الفعل فإنه قد يكون حينئذ معن الكلم فمن ل يفعل فعليه صيام شهرين متتابعي
وكذلك يكون المر بالتقوى لن اتقى ل لن ل يتق وإياب الج على من حج دون من ل يج وهذا باطل
فعلم أن الراد استطاعة توجد بدون الفعل وما كانت موجودة بدون الفعل أمكن وجودها قبله بطريق الول
وقد بي ف غي هذا الوضع أن تسلسل العلل والعلولت متنع بصريح العقل واتفاق العقلء وكذلك تسلسل
الفعل والفاعلي واللق والالقي فيمتنع أن يكون للخالق خالق وللخالق خالق إل غي ناية ولذا بي النب أن
هذا من وسوسة الشيطان فقال ف الديث الصحيح يأت الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا
حت يقول من خلق ال فإذا وجد ذلك أحدكم فليستعذ بال ولينته وف رواية أخرى ل يزال الناس يتساءلون
حت يقولوا هذا ال خلق اللق فمن خلق ال فإذا وجد ذلك أحدكم فليتعوذ بال ولينته وكذلك إذا قيل ل
يلق شيئا إن ل يلق كذا ول يلق كذا إن ل
يلق كذا كان هذا متنعا لنه منع وجود الالق بالكلية حت يوجد تام كونه مؤثرا وتام كونه مؤثرا
موقوف على تام آخر فيلزم أل يوجد تام كونه خالقا فيلزم أل يلق شيئا قط فإذا علم أنه ل يلق شيئا إل
بكن فلو كان كن ملوقا بكن أخرى وهلم جرا كان كل واحدة من ذلك با يصي خالقا ول يوجد شيء من
ذلك فيمتنع أن يصي خالقا وهذا بلف ما إذا قيل يلق هذا بكن وهذا قبله أو بعده بكن وهلم جرا فإن هذا
يقتضي أنه ل يوجد الثان إل بعد وجود الول والتوقف ها هنا على الشرط هو فعله لذا العي ل أصل الفعل
فلهذا كان ف هذا نزاع مشهور بلف الول ومعلوم أن الدلة العقلية ل تدل قط على قدم شيء من العال
وإنا غايتها أن تدل على دوام الفاعلية وامتناع كونه فاعل بعد أن ل يكن فإذا قالوا التسلسل باطل فإن عنوا
به تسلسل الثار ووجود شيء بعد شيء فهذا خلف قولم ول يقيموا دليل على بطلنه وإن أرادوا به
التسلسل الاص وهو التسلسل ف تام كون الفاعل فاعل فهذا مسلم أنه متنع لكن امتناعه ل يدل على فعله
لشيء معي بل على أصل الفعل وهذا ل ينفعهم بل يضرهم الوجه الثان أن يقال أما التسلسل ف أصل
الفاعلية فل ينفعهم وإنا فيه إبطال قول الهمية والقدرية وأما التسلسل ف الفعال العينة فإن كان جائزا ل
يصح احتجاجهم به بل تبطل الجة وإن كان متنعا
لزم أن يكون للحوادث أول فيبطل قول القائلي بقدم العال وإذا بطل هذا القول بطلت حجته
بالضرورة فيلزم بطلن هذه الجة على التقديرين وذلك يقتضي أنا فاسدة ف نفس المر الثالث أن يقال كل
حادث من الوادث الشهودة إما أن تكون مؤثريته حاصلة ف الزل وإما أل تكون فإن كان الول لزم
حصول الوادث عن الؤثر القدي من غي تدد شيء وبطلت الجة وإن كان الثان فحصول كمال الؤثرية
فيه بعد أن ل تكن أمر حادث فيقف كمال مؤثريته ف هذا الكمال وحينئذ فحال الفاعل إما أن يكون عند
كمال التأثي ف الادث الثان كحاله عند كمال التأثي ف الول وإما أل يكون فإن قدر الول لزم أن يدث
هذا الادث الثان والذي بعده والذي بعده من غي حدوث سبب أوجب هذا الدوث لن الذات الفاعلة
حالا عند الول كحالا عند الثان والثالث وحينئذ فإذا كانت عند الول ل تفعل الثان فعند الثان ل تفعل
الثالث لنه ل يتجدد ما يوجب حدوثه وأيضا فتخصيص أحد الادثي بالدوث دون الخر تصيص بل
مصص وترجيح بل مرجح بل نفس الدوث ف كل وقت ترجيح بل مرجح وإحداث بل مدث وأيضا
فالذات نفسها ليست موجبا تاما ف الزل لشيء من الوادث وهي ل تزل على ما كانت عليه فيلزم أل تكون
موجبة لشيء من الوادث ف البد وإل لزم الحداث بل سبب حادث
وهؤلء فروا من حدوث الوادث بعد أن ل تكن بل سبب وادعوا دوام حدوثها بل سبب فكان
الذي فروا إليه شرا من الذي فروا منه كالستجي من الرمضاء بالنار وأما إن قيل إن الفاعل نفسه تقوم به
إرادات وأفعال توجب تصيص كل وقت با أحدثه فيه كان هذا مبطل لجتهم إذ يكن والال هذه أن
يدث شيئا بعد شيء مع دوام فاعليته بل هذا مبطل لذهبهم فإن من تصور هذا الفاعل علم يقينا امتناع
مقارنة شيء من أفعاله ومفعولته له وعلم أن كل واحد من أفعاله ومفعولته ل يكون إل حادثا ل مساوقا له
أزل وأبدا وإن كان هذا معلوما ف كل ما يقدر أنه فاعل فهو فيما يقدر أنه فاعل بشيئته وقدرته وأفعاله تقوم
به أظهر وأظهر ث يقال إما أن يكون تسلسل كمال الؤثرات مكنا وإما أن يكون متنعا فإن كان متنعا لزم
حدوث كل ما سوى ال وأنه ل يكن فاعل ث صار فاعل وهو مبطل لقولم وإن كان مكنا ل يلزم إل دوام
كونه مؤثرا ف شيء بعد شيء وهذا ل حجة لم فيه بل هو مبطل لجتهم ومذهبهم كما تقدم والقول ف
الثان كالقول ف الول فيلزم التسلسل ف الثار وإذا كان ذلك لزما كان جائزا بطريق الول وإن كان جائزا
بطل القول بأنه مال فبطلت الجة
الوجه الرابع أن يقال حدوث الوادث من الؤثر القدي من غي تدد شيء إما أن يكون جائزا وإما أن
يكون متنعا فإن كان جائزا بطلت القدمة الثانية من الجة وإن كان متنعا لزم حدوث ما به يتم التأثي ف هذه
الوادث إذ لو ل يدث ما به يتم التأثي لكانت قد حدثت عن الؤثر القدي من غي تدد شيء والتقدير أنه
متنع ث القول ف حدوث ذلك التمام كالقول ف حدوث أثره ويلزم التسلسل ف الثار وذلك يبطل القول
بامتناع التسلسل مطلقا فإن كان هذا هو الراد ف القدمة كما يريده طائفة من يصوغ هذه الجة فهو متنع
وإن كان الراد به ما ينبغي أن يراد وهو التسلسل ف تام أصل التأثي فهذا إذا امتنع إنا يستلزم دوام كونه
فاعل ل فاعل لشيء معي وذلك ل ينفعهم بل يضرهم فيلزم فساد إحدى القدمتي على تقدير أحد النقيضي
وفساد الخرى على تقدير النقيض الخر ول بد من ثبوت أحد النقيضي فيلزم فساد إحدى القدمتي قطعا
فتفسد الجة الوجه الامس أن تقول قوله وإذا ثبتت القدمتان لزم من قدم الباري تعال قدم أفعاله أتعن به
جيع أفعاله أو فعل ما من أفعاله أم قدم نوع أفعاله أما الول فباطل قطعا لنه خلف الشاهدة وأما الثان فل
دليل ف الجة عليه فإنا ل تدل على قدم شيء معي ل فعل ول مفعول
وأما الثالث فل يفيد قدم السماوات لواز أن يكون هناك فعل قائم بالذات بعده فعل أو مفعول بعده
مفعول أو كلها وهذه الجة قد ذكرها المدي والبري وغيها وأجابوا عنها بالعارضة بالوادث اليومية
فقال المدي ف دقائق القائق ف الحتجاج لم لو كان ما وجد عن الواجب بذاته مدثا موجودا بعد العدم
فهو لذاته إما أن يكون واجبا أو متنعا أو مكنا القول بالوجوب متنع وإل لا كان معدوما والقول بالمتناع
متنع وإل لا وجد فلم يبق إل أن يكون مكنا لذاته وعند ذلك فحدوثه إن كان ل لحدث ومرجح فقد
ترجح أحد طرف المكن ل لرجح وهو مال وإن كان لحدث ومرجح فالرجح إما قدي أو حادث فإن كان
حادثا فالكلم فيه كالكلم ف الول والتسلسل والدور مال فلم يبق إل أن يكون الرجح قديا أو منتهيا إل
مرجح قدي والرجح القدي إما أن يكون قد تقق معه ف القدم كل ما ل بد منه ف الياد أو بقي شيء منتظر
فإن بقي شيء منتظر فالكلم ف حدوثه كالكلم ف الول ويلزم منه التسلسل أو الدور وهو متنع وإن كان
القسم الول فيلزم من قدم العلة قدم العلول وكذلك الكم فيما وجب عن الواجب بالواجب لذاته وقال
المدي ف الواب إنه يلزم منها وجود شيء من الوادث إذ
الكلم ف كل حادث يفرض بالنسبة إل علته كالكلم ف معلول واجب الوجود وهو خلف العقول
والحسوس وما هو الواب فيما اعترف به من الوادث فهو الواب فيما نن فيه ول بد من التفاتم ف ذلك
إل الرادة النفسانية وبيان انتفائها عن واجب الوجود وقد عرف ما فيه قلت قد يظنون أنم ييبون عن هذه
العارضة بأن الوادث اليومية مشروطة بادث بعد حادث وهذا يقتضي التسلسل ف الثار والتسلسل ف الثار
عندهم ليس بحال وحقيقة قولم إن الرجح القدي هو دائم الترجيح والوادث النفصلة عنه تدث شيئا بعد
شيء ث قد يعينون ذلك بركة الفلك فيقولون هي الادثة شيئا بعد شيء ومن حذق منهم كابن سينا علم أن
هذا جواب باطل وأن حدوث حادث بعد حادث عن القدي من غي تدد شيء متنع فادعى ما هو أفسد من
ذلك فقال إن الركة ل توجد شيئا بعد شيء وإنا هي شيء موجود دائما وأن ما يوجد شيئا بعد شيء ل
وجود له ف الارج بل ف الذهن وهذه مكابرة بينة قد بسط الكلم عليها ف شرح الصبهانية وقد اعترف
حذاقهم بأن حدوث الوادث شيئا بعد شيء عن ذات ل يقوم با حادث ما تنكره العقول وأما من اعترف
منهم بقيام المور الختيارية بذاته فيقال لم هذا أدل على حدوث الفعولت ويقال للطائفتي إذا جوزت ذلك
ل يكن لكم دليل على قدم شيء من العال فظهر بطلن حجتكم
لكن هذا الواب الذي عارض به هؤلء لولئك ل يكن أن يقال ف أول الوادث لنه ليس قبل أول
الوادث حادث يشترط ف الوادث الستقبلة فهذا فرق هؤلء الفلسفة بي ما يثبتونه من الوادث اليومية
الت تشاهد وما ينفونه من أن للحوادث أول ابتدأت منه وبذا يتبي بطلن قول الطائفتي هؤلء وهؤلء وأن
كل طائفة أقامت برهانا على بطلن قول الخرى ل على صحة قولا إذ ل يلزم من بطلن أحد القولي صحة
الخر إل إذا انصر الق فيهما وليس المر كذلك وذكرها المدي أيضا ف كتابه أبكار الفكار قال وجوابا
أنا باطلة من جهة أن الس والعيان والبهان شاهد بوجود حوادث كائنة بعد ما ل تكن وما ذكروه من
الشبهة يلزم منه امتناع وجود الوادث والقول بامتناع وجود الوادث متنع وكل دليل لزم عنه المتنع فهو
باطل ف نفسه وبيان اللزمة هو أن ما ذكروه من التردد والتقسيم ف حدوث العال بعينه لزم ف حدوث كل
حادث وكل ما هو جواب لم ف حدوث الوادث بعينه يكون جوابا ف القول بدوث العال بملته
وهذا الذي ذكره ييبون عنه با تقدم وهو أن هذه الجة إنا كانت حجة على من يقول ببطلن
التسلسل ف الثار من أهل الكلم وأما نن فنجوز التسلسل ف الثار فتكون الوادث موقوفة على حوادث
قبلها ل إل أول وهذا الواب منتف ف جلة العال لنه ليس قبله حادث نقف عليه عند الطائفتي وحقيقة
جوابم أن التسلسل الذي نفوه ف هذه الجة ليس هو التسلسل ف الوادث الت تدث شيئا بعد شيء فإنا ل
تدل على بطلن هذا وهم ل يقولون ببطلنه وإنا دلت على بطلن التسلسل ف تام كون الفاعل فاعل ومن
قال بكونه فاعل ل يقول بتوقف فاعليته على غيه ل حادث ول غي حادث فل يلزمهم هذا ونن قد ذكرنا
الجوبة القاطعة لذه الجة ف غي موضع من وجوه أحدها أن يقال إن كان التسلسل ف الثار متنعا لزم
القول بأن للحوادث أول وبطل الذهب فبطلت حجته وإن كان مكنا بطلت الجة لمكان دوام كونه فاعل
ليس بعد شيء مع أن كل ما سواه ملوق حادث هذا إذا أريد بالتسلسل المتنع تسلسل أصل الفاعلية وأما إذا
أريد تسلسل الثار فإنه يظهر بطلنا الثان أن يقال غاية الجة أنه ل بد لكل حادث أن يكون قبله حادث
وحينئذ فقد أخبت الرسل أن ال خلق السماوات والرض وما
بينهما ف ستة أيام وكان عرشه على الاء وجهور السلمي وغيهم على أن الخلوق ليس هو اللق بل
اللق قائم بذات ال فتكون السماوات والرض وما بينهما مدثة بوادث قبلها والوادث مدثة با يقوم بذات
ال من مقدوراته ومراداته سبحانه وتعال الثالث أن يقال إما أن تقولوا بأن كل ما صدر عن الواجب بذاته
لزم لذاته أو لزم للزم بذاته أو منه ما ليس بلزم بذاته فإن قلتم بالول كان مكابرة للحس ول يقل بذلك
أحد من الناس وهو الذي أنكره العارضون لم وجعلوه لزم حجتهم وإن قالوا إن منه ما ليس بلزم لواجب
الوجود ول لزم للزمه بل هو متأخر عنه فيقال فالسماوات والرض وما بينهما الذي أخبت به الرسل عن
ال أنه خلق ذلك ف ستة أيام ل ل يوز أن تكون من الوادث التأخرة كغي ذلك من الوادث والواب
الرابع أن يقال إذا كان العال صادرا عن علة مستلزمة له ل يتأخر عنها موجبها لزم أل يكون لشيء من
الوادث فاعل لن العلة التامة ل يتأخر عنها شيء من معلولا فل يكون شيء من الوادث معلول لا ول
لشيء من معلولتا فلزم أن تكون الوادث ل فاعل لا أو يكون فاعلها ليس هو بل يكون فاعل كل مدث
مدثا وهلم جرا ويلزم تسلسل الفاعلي وهذا مع اتفاق العقلء على فساده ففساده معلوم بالضرورة من وجوه
كثية كما بي ف غي هذا الوضع
فصل ومنشأ ضلل هاتي الطائفتي هو نفي صفات ال وأفعاله القائمة بنفسه فإنم لا نفوا ذلك ث
أرادوا إثبات صدور المكنات عنه مع ما يشاهدون من حدوثها ل يبق هناك ما يصلح أن يكون هو الرجح
لوجود المكنات إل لا شوهد حدوثه منها ول لغي ذلك وصارت التفلسفة تتج على هؤلء التكلمة
بالجج الت توجب تناقض قولم فيجيبوهم با يتضمن الترجيح بل مرجح مثل إسنادهم الترجيح إل القدرة أو
الرادة القدية الت ل اختصاص لا بوقت دون وقت فيقول لم أولئك إسناد التخصيص والترجيح إل مرجح
ل فرق بالنسبة إليه بي وقت دون وقت وبي مفعول ومفعول كإسناد التخصيص والترجيح إل ترجح الذات
الجردة عن الصفات لكن كل ما تتج به التفلسفة يلزمهم نظيه وما هو أشد فسادا منه فإن قولم أعظم
تناقضا من قول هؤلء التكلمي وما من مذور يلزم أولئك إل ويلزم التفلسفة ما هو مثله أو أعظم منه فإنم
يسندون وجود المكنات الختلفات كالفلك والعناصر وما يسمونه العقول والنفوس مع ما يتعاقب على ذلك
من الوادث الختلفات أيضا إل ذات مردة بسيطة ل صفة لا و ل فعل ويقولون انا ل تزل و ل تزل مردة
عن الصفات والفعال وهي مع ذلك ل تزال تصدر عنها المور الختلفة والحدثات الختلفة التعاقبة
وهذا ما يظهر فيه من الفساد والتناقض أعظم ما يظهر ف قول أولئك وإذا دفعوا ذلك با يعلونه
صادرا عن الول من اللزم لذاته كالعقل الول ولوازمه ل يكن هذا دافعا لا يلزم قولم من الفساد فإن ما
كان لزما لذاته مع وحدته يقال فيه ما يقال فيه من امتناع صدور المور الختلفة والوادث الدائمة عنه ولذا
ينتهون إل إثبات العقل الفعال ويقولون إنه صدر عنه فلك القمر ونفسه والعناصر الت تته مع اختلف
أنواعها وصفاتا وأقدارها وهو ف نفسه بسيط ث يقولون إنه بسبب حركات الفلك حصلت استعدادات
متلفة لا يفيض منه والكلم ف تلك الركات الختلفة كالكلم ف غيها فل بد لم من إسناد المور الختلفة
النواع والقدار والصفات والوادث الختلفة النواع والقدار والصفات إل ذات بسيطة مردة عن كل صفة
وفعل يقوم با مستلزمة لكل ما يصدر عنها وهذا فيه من التناقض والفساد أضعاف ما ف قول أولئك ومن
سلم من الفلسفة أن الرب تقوم به الصفات والفعال الختيارية فهؤلء حدوث كل ما سوى ال على قولم
أظهر وقدم شيء من العال على قولم أبعد ولذا كان القائلون بذا الصل من الساطي ل يعرف عنهم
القول بقدم صورة الفلك إذ أول من عرف عنه القول بقدم صورة الفلك هو
أرسطو لكن يكى عن بعضهم القول بقدم الادة وقد يريدون قدم جنسها ل قدم شيء معي ومنهم
من يقول بقدم شيء معي وأما أبو البكات فإنه من الثبتي للصفات والفعال القائمة بذاته وهو ل يقم حجة
على قدم شيء من العال وإنا أبطل قول من قال بأنه فعل بعد أن ل يفعل والذي تقتضيه حججه العقلية
الصحيحة وحجج سائر العقلء إنا هو موافق لا أخبت به الرسل ل مالف لا وكأن القول الوسط ل يعرفه
كما ل يعرفه الرازي وأمثاله ولو عرفوه لكان هو التصور عندهم دون غيه وإنا استطال ابن سينا وأمثاله من
الفلسفة الدهرية على أولئك با وافقوهم عليه من نفي الصفات ولذا تد ابن سينا يذكر قول إخوانه وقول
أولئك التكلمي فقط ومعلوم أن فساد أحد القولي ل يستلزم صحة القول الخر إل أن تنحصر القسمة فيهما
فأما إذا أمكن أن يكون هناك قول ثالث هو الق ل يلزم من فساد أحد القولي صحة القول الخر وهذا
مضمون ما ذكره ف كتبه وكلها وما ذكره سائر هؤلء التفلسفة وملخص ذلك ما ذكره ف الشارات الت
هي مصحف هؤلء الفلسفة قال أوهام وتنبيهات قال قوم إن هذا الشيء الحسوس موجود لذاته واجب
لنفسه لكن إذا تذكرت ما قيل ف
شرط واجب الوجود ل تد هذا الحسوس واجبا وتلوت قوله تعال ل أحب الفلي سورة النعام
76فإن الوى ف حظية المكان أفول ما قلت هذا القول هو قول الدهرية الحضة من الفلسفة وغيهم
الذين ينكرون صدور العال عن فاعل أو علة مستلزمة له وهو الذي أظهره فرعون وغيه وإليه يرجع عند
التحقيق قول القائلي بوحدة الوجود من قدماء الفلسفة ومن هؤلء الفلسفة الذين يدعون التحقيق والتوحيد
والعرفة كابن عرب وابن سبعي ونوها فإن هؤلء ل يثبتون موجودين متبايني أحدها أبدع الخر بل كل
وجود ف الوجود فهو الوجود الواجب عندهم ث لا رأوا أن الوجودات فيها اختلف وتفرق وفيها ما حدث
بعد وجوده احتاجوا إل أن يمعوا بي كون الوجود واحدا بالعي وبي ما يوجد فيه من التفرق والختلف
فتارة يقولون العيان ثابتة ف العدم ووجود الق فاض عليها فيجمعون بي كون العدوم شيئا ثابتا ف العدم
غنيا عن ال تعال كما قال ذلك من قاله من العتزلة والشيعة ويضمون إل ذلك أن وجوده وجود الالق تعال
وهذا ل يقله أحد من أهل اللل بل ول من الفلسفة الليي وهذا حقيقة قول ابن عرب وتارة يعلون
الواجب هو الوجود الطلق بشرط الطلق والعيان هي المكنات كما يقوله صاحبه القونوي وابن سينا
وأتباعه يقولون الوجود الواجب هو الطلق بشرط الطلق عن كل أمر ثبوت وهذا أفسد من ذاك فإن الطلق
بشرط إطلقه ل
وجود له ف الارج وبتقدير وجوده فهو يعم ما تته عموم النس والعرض العام والعال بشرط سلبه
عن كل أمر ثبوت هو وجود مقيد بالعدم وسلب الوجود وهذا أبعد عن الوجود من القيد بسلب الوجود
والعدم فإن ما قيد بانتفاء الوجود وبالعدم أقرب إل العدم والمتناع ما قيد بسلب الوجود والعدم ومع هذا
فهذا الطلق ليوجد إل بوجود العيان ل يتصور أن يكون مبدعا لا ول علة لا بل غايته أن يكون صفة لا أو
جزءا منها فيكون الوجود الواجب صفة للممكنات أو جزءا منها وما كان جزءا من المكن أو صفة له أول
أن يكون مكنا فإما أن ينفوه أو يعلوه متاجا إل الخلوقات والخلوقات مستغنية عنه وتارة يعلونه مع
المكنات كالادة ف الصورة أو الصورة ف الادة ونو ذلك ما يقوله ابن سبعي ونوه وتارة ل يثبتون شيئا
آخر بل هو عي الوجودات وهي أجزاء له وأبعاض كما قد يقوله التلمسان وأمثاله وهذا مض قول الدهرية
الحضة الذين يعلون هذا الحسوس واجبا بنفسه لكن طريقة ابن سينا وأتباعه ف الرد عليهم مبنية على أصله
ف توحيد واجب الوجود ونفي صفاته وهي طريقة ضعيفة كما قد بي فسادها ف غي هذا الوضع فل يكن
هؤلء الذين يسمون أنفسهم بالفلسفة اللية الرد على
أولئك الدهرية الطبيعية بثل هذه الطريق بل بيان كون الشاهدات ليست واجبة بنفسها بل مفتقرة إل
غيها يكن بوجوه كثية كما قد بسط ف موضعه إذ القصود هنا ذكر كلمه ف أفعال الرب تعال وما ذكره
ف قدم العال قال و قال آخرون بل هذا الوجود الحسوس معلول ث افترقوا فمنهم من زعم أن أصله وطينته
غي معلولي لكن صنعته معلولة وهؤلء فقد جعلوا ف الوجود واجبي وأنت خبي باستحالة ذلك ومنهم من
جعل واجب الوجود لضدين أو لعدة أشياء وجعل غي ذلك من ذلك وهؤلء ف حكم الذين قبلهم قلت
هؤلء كالجوس القائلي بأن العال له أصلن النور والظلمة وها قديان فإن هذا أحد قوليهم والخر أن الظلمة
مدثة والقائلون بالقدماء المسة كديقراطيس ومن اتبعه كابن زكريا الطبيب اللحد يقولون بقدم الباري
والنفس والادة والدهر واللء فهؤلء يعلون الواجب أكثر من واحد وهم مع هذا يقولون بأن أصله غي
معلول وطينته معلولة وأما من جعل البدع أكثر من اثني فهذا ل يعرف فقوله منهم من زعم أن أصله وطينته
معلولة يتناول هذا القول
كما يتناوله قول من جعل وجود الوجود لعدة أشياء وجعل غي ذلك من ذلك وقد يكى عن طائفة
من القدماء أنم قالوا كانت أجزاء العال مبثوثة ث إن الباري ألفها لكن هؤلء قد يقولون إنا معلولة عن
الواجب بنفسه فإن هذا القول الذي قاله أئمة الفلسفة وقدماؤهم وأساطينهم وهو ان مادة العال قدية وصنعته
مدثة ل يذكره بن سينا فإن هؤلء ل يقولون إن الادة غي معلولة بل يقولون هي مبدعة مفعولة للباري وهذا
القول الذي هو قول أئمة الفلسفة وأساطينهم ل يتعرض لكايته ول لرده وإبطاله وليس ف كلمه ما يبطله
وقد قالوا إن أول من قال بقدم صنعة العال من هؤلء الفلسفة هو أرسطو فهذا كلمه ف حكاية مذاهبهم
وأما رده القوال الت حكاها بامتناع وجود واجبي فهو بناء على نفي الصفات وهو توحيده الذي قد علم
فساده وبي ذلك ف غي هذا الوضع ث أخذ بعد ذلك ف ذكر مقالة من قال بدوث العال من نفاة الفعال
القائمة به ومن قال بقدمه فلم يذكر إل هذين القولي مع تلك القوال الثلثة فكان مموع ما ذكره خسة
أقوال قال الرازي ف شرح ذلك السألة العاشرة ف مذاهب أهل العلم ف إمكان العال وحدوثه ث ذكر كلم
ابن سينا وقال ف شرحه أقول أهل العال فريقان منهم من أثبت أكثر من واجب
وجود واحد ومنهم من ل يقل إل بالواجب الواحد أما الفريق الول فقد تزبوا إل ثلث فرق أحدها
الذين زعموا أن هذا العال الحسوس واجب لذاته على ما هو عليه من الشكل والقدار واليئة قال الشيخ
لكنك إذا تذكرت ما قيل ف شرط واجب الوجود ل تد هذا الحسوس واجبا ث استدل الرازي با يدل على
أن الجسام مكنة وقد ذكرت هذه الدلة وضعفها ف غي هذا الوضع ولذا قال الرازي لا ذكرها هذا
مموع ما يدل على أن الجسام مكنة وقد عرفت ما ف كل واحد منها القالة الثانية أن العال له ذات
وصفات فأما الذات فهي للجسام وهي واجبة لذواتا ومنهم من قال الذات هي اليول الت هى مل السمية
وهي واجبة لذاتا فأما الصفات وهي الشكل والقدار والتحيز والركة والسكون فكل ذلك من المكنات
قال وهذه القالة أيضا باطلة بالدلة الذكورة على فساد القدمة الول قال والقالة الثالثة أن هذا العال مكن
الوجود بذاته وصفاته لكن واجب الوجود مع ذلك أكثر من واحد ث هؤلء أيضا فرق منهم من أثبت إلي
واجبي لذاتيهما أحدها خي والخر
شرير ومنهم من قال خسة أشياء واجبة لذواتا الباري والنفس واليول والدهر واللء قال وفساد
هذه القاويل وأشباهها إنا يظهر بالدلة الذكورة على أن واجب الوجود يستحيل أن يكون أكثر من واحد
قلت فقد تداخلت القالتان ف كلمه كما تداخل ف كلم الخر وذلك أن من قال الجسام أو اليول الت هل
مل السميه واجبة لذاتا وصفاتا مكنة فهو من جنس من قال بمسة أشياء واجبة إذ كلها يقول إن الباري
أحدث التأليف والصنعة بلف من قال بإلي الي والشر فإنه يقول كلها فاعل وليس ف هذه القوال قول
من يعل وجوب الوجود لعدة أشياء وجعل ما سواها مفعول لا كما يقوله القائلون بالصلي النور والظلمة
من الجوس لكن القائلون بقدم النفس يقولون إنا أحبت اليول ول يكن تليصها منها إل بإحداث العال
والقائلون بقدم الادة فقط ل يقولون بذلك والقائلون بقدم اليول أو بعض الجسام أو نو ذلك ل يلزمهم
أن يقولوا إنا واجبة الوجود بنفسها بل قد يقولون إنا مبدعة مفعولة للواجب بنفسه وهذا الشهور عن قدماء
الفلسفة والرازي قد ذكر ف شرح الشارات من كتبه أن هؤلء يقولون إن الباري هو الواجب بذاته وأن
النفس وغيها معلولة له وذكر هنا
عنهم أنم يصفون الميع بوجوب الوجود وهذا تناقض ف نقل أقوالم ث إبطال هذه القوال بناء على
توحيدهم الذي مضمونه نفي الصفات لكان الواجب ل يكون إل واحدا قد عرف فساده قال الرازي فأما
القائلون بأن واجب الوجود واحد فقد اختلفوا على قولي منهم من قال إنه تعال ل يكن ف الزل فاعل ث
صار فيما ل يزال فاعل وهم الليون بأسرهم ومنهم من قال إنه كان ف الزل فاعل وهم أكثر الفلسفة قلت
القول الذي حكاه عن الليي بأسرهم هو قول طوائف من أهل الكلم الحدث منهم الذين ذمهم السلف
والئمة ول يعرف هذا القول عن نب مرسل ول أحد من الصحابة والتابعي وأئمة السلمي ل يقل أحد من
هؤلء إن ال ل يكن فاعل ث صار فاعل وإنا العروف عنهم ما جاء به الكتاب والسنة من أن ال رب كل
شيء ومليكه وخالقه فكل ما سواه ملوق حادث بعد أن ل يكن وهذا هو الذي نطق به الكتاب والسنة واتفق
عليه أهل اللل وكذلك نقله عن جهور الفلسفة إن ال ل يزل فاعل كلم ممل فجماهي الفلسفة ل يقولون
بقدم العال وأول من ظهر عنه منهم القول بقدمه هم أرسطو ول يلزم من قال إنه ل يزل فاعل أن يقول بقدم
شيء من العال إذ يكنه مع ذلك أن يقول ل يزل فاعل لشيء بعد شيء فكل ما سواه ملوق مدث وهو ل
يزل فاعل
وقد أخبت الرسل أن ال خلق السماوات والرض وما بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش وأن
ال كان ول يكن قبله شيء وكان حينئذ عرشه على الاء ث كتب ف الذكر كل شيء ث خلق السماوات
والرض وليس ف كتاب ال ول سنة رسوله ول قول أحد من السلف هذا القول الذي حكاه عن أهل اللل
كلهم بل صرح أئمة السلم بأن ال ل يزل متكلما إذا شاء قادرا على ما يشاء فاعل يقوم به الفعل الذي
يشاؤه بل وصرحوا أنه ل يزل فاعل وأن الي ل يكون إل فعال يقوم به الفعل ولفظ بعضهم أن الي ل
يكون إل متحركا وعبارة بعضهم كان مسنا فيما ل يزل عالا با ل يزل إل ما ل يزل وعبارة بعضهم كان
غفورا رحيما عزيزا حكيما ول يزل كذلك فنقل الرازي لقالة أهل اللل كنقل ابن سينا لقالت الفلسفة
فكل الرجلي ل يذكر ف هذا القام أقوال أئمة الفلسفة التقدمي الساطي ول أقوال النبياء والرسلي ومن
تبعهم من الصحابة والتابعي كأئمة السلمي وعلماء الدين بل هذه المسة القوال الت ذكرها هذان
وأتباعهما ليست قول هؤلء ول قول هؤلء ولذا كان جيع ما ذكروه من القوال الت ينصرونا ويزيفونا
أقوال يظهر فسادها وتناقضها
قال ابن سينا ومنهم من وافق على أن واجب الوجود واحد ث افترقوا فقال فريق منهم إنه ل يزل ول
وجود لشيء عنه ث ابتدأ وأراد وجود شيء عنه ولول هذا لكانت أحوال متجددة من أصناف شت ف الاضي
ل ناية لا موجودة بالفعل لن كل واحد منهما وجد فالكل وجد فيكون لا ل ناية له من أمور متعاقبة كلية
منحصرة ف الوجود قالوا وذلك مال وإن ل تكن كلية حاصرة لجزائها معا فإنا ف حكم ذلك وكيف يكن
أن تكون حال من هذه الحوال توصف بأنا ل تكون إل بعد ما ل ناية لا فيكون موقوفا على ما ل ناية له
فيقطع إليها ما ل ناية له ث كل وقت يتجدد يزداد عدد تلك الحوال وكيف يزداد عدد ما ل ناية له ومن
هؤلء من قال إن العال وجد حي كان أصلح لوجوده ومنهم من قال ل يكن وجوده إل حي وجد ومنهم
من قال ل يتعلق وجوده بي وشيء آخر بل بالفاعل ول يسأل عن ل فهؤلء هؤلء وبإزاء هؤلء قوم من
القائلي بوحدانية الول يقولون
إن واجب الوجود بذاته واجب الوجود ف جيع صفاته وأحواله الولية وإنه لن يتميز ف العدم الصريح
حال أول به فيها أل يوجد شيئا أو بالشياء أل توجد عنه أصل وحال بلفها ول يوز أن تسنح له إرادة
متجددة إل لداع ول أن تسنح جزافا وكذلك ل يوز أن تسنح طبيعة أو غي ذلك بل تدد حال وكيف
تسنح إرادة لال تددت وحال ما تدد كحال ما تهد له التجدد فيتجدد وإذا ل يكن تدد كانت حال ما ل
يتجدد شيء حال واحدة مستمرة على نج واحد وسواء جعلت التجدد لمر تيسر أو لمر زال مثل كحسن
من الفعل وقتا ما تيسر أو وقت معي أو غي ذلك ما عد أو لقبح كان يكون له أو كان قد زال أو عائق أو
غي ذلك كان فزال قالوا فإن كان الداعي إل تعطيل واجب الوجود عن إفاضة الي والوجود والوجود هو
كون العلول مسبوق العدم ل مالة فهذا الداعي
ضعيف قد انكشف لذى النصاف ضعفه على أنه قائم ف كل حال وليس ف حال أول بإياب السبق
من حال وأما كون العلول مكن الوجود ف نفسه واجب الوجود لغيه فليس يناقض كونه دائم الوجود بغيه
كما نبهت عليه وأما كون غي التناهي كل موجودا ككون كل واحد وقتا ما موجودا فهو توهم خطأ فليس
إذا صح على كل واحد حكمه صح على كل مصل وإل لكان يصح أن يقال الكل من غي التناهي يكن أن
يدخل ف الوجود لن كل واحد يكن أن يدخل ف الوجود فيحتمل المكان على الكل كما يمل على كل
واحد قالوا ول يزل غي التناهي من الحوال الت يذكرونا معدوما إل شيئا بعد شيء وغي التناهي العدوم
قد يكون فيه أقل وأكثر ول يثلم ذلك كونا غي متناهية ف العدم وأما توقف الواحد منها على أن يوجد قبله
ما ل ناية له
واحتياج شيء منها إل أن يقطع إليه ما ل ناية له فهو قول كاذب فإن معن قولنا توقف على كذا هو
أن الشيئي وصفا معا بالعدم والثان ل يكن يصح وجوده إل بعد وجود العلول الول وكذلك الحتياج ث ل
يكن البتة ول ف وقت من الوقات يصح أن يقال إن الخي كان متوقفا على وجود ما ل ناية له أو متاجا
إل أن يقطع إليه ما ل ناية له بل أي وقت فرضت وجدت بينه وبي كون الخي أشياء متناهية ففي جيع
الوقات هذه صفته ول سيما والميع عندكم وكل واحد واحد فإن عنيتم بذا التوقف أن هذا ل يوجد إل
بعد وجود أشياء كل واحد منها ف وقت آخر ل يكن أن يصى عددها وذلك مال فهذا نفس التنازع فيه أنه
مكن أو غي مكن فكيف يكون مقدمة ف إبطال نفسه أبأن يغي لفظها بتغي ل يتغي به العن قالوا فيجب من
اعتبار ما نبهنا عليه أن يكون الصانع الواجب الوجود غي متلف النسب إل الوقات والشياء الكائنة عنه
كونا أوليا
وما يلزم من ذلك العتبار لزوما ذاتيا إل ما يلزم من اختلفات تلزم عندها فيتبعها التغي فهذه هي
الذاهب وإليك العتبار بعقلك دون هواك بعد أن تعل واجب الوجود واحدا قلت والرازي قد شرح هذا
الكلم إل أن وصل إل آخره وهو قوله وإليك الختيار بعقلك دون هواك بعد أن تعل واجب الوجود واحدا
وقال فاعلم أن الغرض منه الوصية بالتصلب ف مسألة التوحيد ولكنه يكون كلما أجنبيا عن مسألة القدم
والدوث وإن كان الغرض منه إنا هي القدمة الت منها ما يظهر الق ف مسألة القدم والدوث فهو ضعيف
لن القول بوحدة واجب الوجود ل تأثي له ف ذلك أصل لن القائلي بالقدم يقولون ثبت إسناد المكنات
بأسرها إل الواجب بذاته فسواء كان الواجب واحدا أو أكثر من واحد لزم من كونه واجبا دوام آثاره وأفعاله
وأما القائلون بالدوث فل يتعلق شيء من أدلتهم بالتوحيد والتثنية فثبت أنه ل تعلق لسألة القدم والدوث
بسألة التوحيد
قلت لقائل أن يقول بل ابن سينا عرف أن قوله ل يتم إل با ادعاه من التوحيد الذي مضمونه نفي
صفات الرب وأفعاله القائمة بنفسه كما وافقه على ذلك من وافقه من العتزلة وبوافقتهم له على ذلك استطال
عليهم وظهر تناقض أقوالم وإن كان قوله أشد تناقضا من وجه آخر لكنه صار يتج على بطلن قولم با
اشتركوا هم وهو فيه من نفي صفات ال الذي هو أصل الهمية وهكذا هو المر فإن حجة القائلي بقدم
العال الت اعتمدها أرسطو طاليس وأتباعه كالفاراب وابن سينا وأمثالما ل تتم إل بنفي أفعال الرب القائمة
بنفسه بل وتبقى صفاته وإل فإذا نوزعوا ف هذا الصل بطلت حجتهم وإذا سلم لم هذا الصل صار لم
حجة على من سلمه لم كما أن عليهم حجة من جهة أخرى ولذا كان مآل القائلي بنفي أفعال الرب
الختيارية القائمة به ف مسألة قدم العال إما إل الية والتوقف وإما إل العاندة والسفسطة فيكونون إما ف
الشك وإما ف الفك ولذا كان الرازي يظهر منه التوقف ف هذه السألة ف منتهى بثه ونظره كما يظهر ف
الطالب العالية أو يرجح هذا القول تارة كما رجح القدم ف الباحث الشرقية وهذا تارة كما يرجح الدوث
ف الكتب الكلمية وابن سينا وصى بالصل التضمن نفي صفات الرب وأفعاله القائمة به ث ذكر القولي ف
قدم العال وحدوثه مع ترجيحه القدم مفوضا إل الناظر الختيار بعد إن يسلم الصل الذي به يتج على
القائلي بالدوث
ونن نبي إن شاء ال أن قوله مع تسليم نفي الصفات والفعال القائمة بال أشد فسادا وتناقضا من
قول القائلي بالدوث فإن كان ف قول هؤلء ما يناقض صريح العقل ففي قول أصحابه من مناقضة العقول
الصريح ما هو أشد من ذلك وذلك أنه إذا كانت الذات بسيطة ليس لا فعل يقوم با أصل بل كان امتناع
صدور المور الختلفة والادثة عنها بوسط أو بغي وسط دائما أشد امتناعا من صدور ذلك بعد أن ل يصدر
فإنه إن أمكن أن يدث عنها حادث بل سبب مدث منها أمكن حدوث الوادث عنها بعد أن ل تدث وإن
ل يكن كان حدوث الوادث الختلفة عنها بوسط أو غي وسط دائما من غي فعل منها هو أبعد ف المتناع
من صدور الختلفات عنها بعد أن ل تصدر ولذا كان أرسطو طاليس مقدم هؤلء ل يذكر علة فاعلة
لدوث الركة وإنا ذكر أن سبب الوادث الركة الفلكية وما يدث عنها وذكر لذلك علة غائية فذكر أن
كل متحرك فل بد له من مرك يركه وجعل الول يرك الفلك كما يرك المام القتدى به الشبه به للمأموم
القتدى التشبه وقد يشبه ذلك كما يرك العشوق لعاشقه ومعلوم أن هذا التحريك ليس هو بفعل من الحرك
ول قصد وتلك الركة حادثة بعد أن ل تكن فنسأل عن الفاعل لتلك الجسام المكنة فإن المكن وإن كان
قديا ل بد له من فاعل فما الفاعل لا ونسأل عن العلة الفاعلة لتلك الوادث فإن التحرك مكن فالحرك إذا
كان أمورا تدث ف ذاته كما يقولونه ف تصورات النفس الفلكية وشوقها قيل لم فما الحدث لتلك
التصورات والرادات شيئا بعد
شيء وهي أمور مكنة كانت بعد أن ل تكن وهي قائمة بمكن هو مفتقر إل غيه ليس بواجب بنفسه
معلوم أن الركة ل يكفي ف حدوثها العلة الغائية بل ل بد من العلة الفاعلية ومعلوم أن افتقار الفعل إل
الفاعل إن ل يكن مثل افتقاره إل الغاية ل يكن دونا بل العقل يعلم افتقار الفعل الادث إل الفاعل قبل علمه
بافتقاره إل الغاية وأرسطو وأتباعه إنا زعموا افتقاره إل الغاية النفصلة عنه ول يذكروا احتياجه إل الفاعل
النفصل عنه ومعلوم أن الوجب لدوث الركة يدثها شيئا بعد شيء فل بد له من مدث منفصل كما أنه
ل بد له من غاية منفصلة بطريق الول فإن جوز الجوز أن يكون هو الحدث لفعله من غي افتقار إل شيء
منفصل مع كونه مكنا فلنجوز أن يكون هو غاية لنفسه من غي افتقار إل شيء منفصل مع كونه مكنا وذلك
متنع عندهم وأيضا فمن العلوم أن المكن الذي ليس له شيء من نفسه بل ذاته نفسها من غيه يتنع أن
يكون شيء من أفعاله من نفسه بدون افتقاره ف ذلك إل غيه كما يتنع أن تكون صفاته وأبعاضه من نفسه
من غي افتقار ف ذلك إل غيه فإن ما به يعلم أن المكن الذي يقبل الوجود والعدم ل يكون بنفسه موجودا
يعلم أن سائر ما يصل له من الصفات والفعال ل تكون بنفسه فإن ما ل يوجد بنفسه بل بغيه كيف يكون
موجدا لغيه بنفسه بدون غيه
والكلم ف هذه السألة من جنس الكلم ف مسألة خلق أفعال العباد فكلما نعلم أن ال خالق أفعال
العباد نعلم أنه خالق حركات الفلك إذا قدر أنا اختيارية وإن قدر أنا غي اختيارية كان المر أول وأول فإن
القدرية تنازع ف الول ل تنازع ف الثان وليس لقائل أن يقول إن هؤلء الفلسفة كأرسطو وأتباعه قد
يسلكون ف حركات الفلك الختيارية مسلك القدرية الذين ل يقولون إن ال خالق أفعال العباد لنه يقال
أول ليس هذا مذهبهم بل عندهم أن أفعال اليوان وغي ذلك من المكنات صادرة عن واجب الوجود وهذا
هو الوجود ف كتب الذين نقلوا مذهبهم كابن سينا وأمثاله وأيضا فيقال لم إما أن توزوا على الي أن
يدث الفعال من غي سبب من خارج يقتضي حدوث تلك الفعال لست أعن من غي مقصود يدث بل من
غي مقتض للفعل وإما أل توزوه فإن ل توزوا على الي ذلك لزمكم أن الفلك الي عندكم ل تدث
حركته إل بسبب منفصل يكون مقتضيا لفعل الدوث ل يكفي أن يكون ذلك متشبها به ث القول ف حدوث
اقتضاء ذلك القتضى كالقول ف حدوث حركة الفلك فيلزم أن يكون فوق الفلك سبب فاعل للحوادث
وذلك يبطل قولم فإنه ليس عندهم فوق الفلك حركة ول فعل بوجه من الوجوه وإن جوزوا على الي أن
يدث الفعال بغي سبب حادث من غيه
ل يتنع حينئذ حدوث العال من الي بدون سبب حادث من غيه فذكر أرسطو طاليس ف كتاب ما
بعد الطبيعة وهو العلم اللي الذي هو أصل حكمتهم وناية فلسفتهم فيما حكاه عنه ثابت بن قرة فإنه قال ف
كتاب تلخيص ما أتى به أرسطو طاليس فيما بعد الطبيعة إن أرسطو طاليس يأت ف كتابه هذا بأقاويل فيها
إغماض يرمي فيها إل غرض واحد إذا وف حقه من الشرح والبيان قبل على هذه الهة ما جرى المر فيه
على صناعة البهان سوى ما جرء من ذلك مرى القناع وقال إنا عنون أرسطو كتابه هذا با بعد الطبيعة
لن قصده فيه البحث عن جوهر غي متحرك وغي قابل للشوق إل شيء خارج عن ذاته وقال إن الوهر
السمان كله الوجود مبتدأ لتكون إنا قوامه بطبيعته الاصة به وطبيعته الاصة به إنا قوامها بصورته الاصة
به وصورته الاصة به القومة لذاته إنا قوامها بركته الاصة به وكل متحرك بركة خاصة به فإنا يتحرك إل
تام وتام كل واحد من الشياء ملئم لطبيعته وموافق لا وكل متحرك إل ما لءمه ووافق
طبيعته فبالشوق والحبة والتوق منه إليه يتحرك والشيء التشوق إليه علة لركة التحرك إليه بالشوق
والشيء الشتاق معلول له من جهة تلك العلة وف تلك الركة وحركة كل واحد من الجسام فتنساق كلها
وترتفع إل مرك أول ل يتحرك كما بي أرسطو ذلك ف كتابه العروف بالسماع الطبيعي لنه وإن وجد
بعضها يرك بعضا فالتحرك القصى متحرك عن مرك غيمتحرك والحرك الول علة الصورة القومة لوهر
كل واحد من الشياء التحركة حركة خاصية فقوام جوهر كل واحد من الشياء التحركة ليس له ف ذاته
لكنه من الشيء الذي هو السبب الول ف حركته فيقال لم هب أن الركة الرادية ل تتصور إل بحبوب
منفصل عنها لكن إذا كان التحرك ليس واجبا بنفسه ل هو ول حركته فما الوجب له ولركته وأنتم ل
تعلوا الحرك الول مركا إل من جهة كونه مبوبا معشوقا ل من جهة أنه فعل شيئا أصل قال ثابت
وكذلك ما يقول أرسطو طاليس إن كل ما يتحرك فحركته بالشوق إل شيء والصورة الول فيما هو ف
الكون وفيما هو موجود الركة الاصة به فالحرك الول إذن هو البدأ والعلة ف وجود صورة الواهر
السمانية كلها وبقائها إذ كنا مت توهنا ارتفاع وجود الركة الطبيعية وإن شئت أن تقول القوى من كل
واحد من الجسام الت له فسد جوهره ل مالة
ث ذكر سؤال وجوابا مضمونه إن الوهر السمان ل قوام له إل بطبيعته الت قوامها بركته الاصة
به قال فإن ظن أحد أن هذا الوهر إذا قدرت صورته الطبيعية باطلة منه انل إل شيء آخر أبسط منه ليس
ف طبيعته حركة خاصة به فيكون حينئذ ف ذاته ل معلول لكن الركب فيه معلول فأرسطو طاليس يقول إن
هذا الظن باطل مال لن ذلك البسيط إنا يوجد حينئذ ف الوهم الفكري فقط فأما ف خاصة نفسه مفردا فل
وجود له بالقيقة ول قوام لذاته وليس بذا العن فقط يترك هذا الظن لكنه يرى أنه يوجد ف ذلك البسيط
الذي ينحل إليه الوهر السمان ف الوهم إذا توهنا فساد صورته تلك قبول صورة أخرى فهو معلول ف
ذلك القبول من الحرك الول فإن ظن ظان أنه معلول من جهة ذلك القبول فقط قلنا فإن أنزلنا إزالة ذلك
القبول نفسه منه أنه قد بطل وجب أن تبطل ذاته يعن فتفسد وتنحل طبيعته الت با هو حينئذ ما هو إذ كانت
ذاته تلك حينئذ إنا هي الت ف طبيعتها القبول فإن قيل أيضا إنا تنحل إل شيء آخر كان الواب فيه كما
أجبنا ف النلل الول وليس يكن أن ينحل هذا دائما إل ما ل ناية له قال فقد تبي من هذا أن كل جوهر
جسمان معلول ف جوهره ووجوده وبقائه للعلة الت هي البدأ الول بركة الميع قلت فهذا هو تقريرهم
لوجود العلة الول الت هي البدأ الذي
يسميه التأخرون واجب الوجود بذاته وهي طريقة التقدمي من الشائي وأما الطريقة الشهورة عند
التأخرين وهي الستدلل بطلق الوجود على الواجب فهذه هي الت سلكها ابن سينا ومتبعوه ث هذه طريقة
أرسطو وأتباعه الشائي مضمونا أن كل جسم ل يتقوم إل بطبيعته ول تتقوم طبيعته إل بركة إرادية ول
تتقوم تلك إل بحبوب معشوق ل يتحرك ث إن أرسطو أورد على نفسه سؤال بأنه يكن تقدير بطلن طبيعة
السم الاصة وبطلن حركته بانلله إل شيء أبسط منه فل يكون الحرك علة لذاته بل علة للتركيب فقط
وأجاب بأن البسيط إنا يوجد ف الذهن ل ف الارج وأجاب أتباعه بواب ثان وهو أنه يكون فيما انل إليه
قبول والقبول حركة وهذا الواب ساقط فإنه إذا قدر أن فيه قبول ل يب أن يكون ذلك حركة إرادية
شوقية وإذا ل تكن الركة إرادية شوقية ل يستلزم وجود مبوب بل يستلزم وجود فاعل مبدع وهم ل يثبتوا
ذلك وكذلك تقدير أرسطو تقدير فاسد فإنه إذا قدر أن الركة ل تتم إل بطبيعة تستلزم الركة الرادية مع
أن ف تقدير هذا كلما ليس هذا موضع بسطه لكن بتقدير أن هذا سلم له فغاية ما ف هذا أن يكون السم
التحرك بالرادة مفتقرا إل العشوق الذي هو غايته وأنه ل يتم وجوده إل به فيكون وجوده شرطا ف وجوده
بأن يقال ل قوام للجسم إل بطبيعته ول قوام لطبيعته إل بركته ول قوام لركته إل
بالحرك النفصل الذي هو مبوب معشوق فغاية ما ف هذا أنه ل بد من وجود مبوب معشوق ول
يكن وجود السم التحرك إل به لكن مرد الحبوب النفصل ل يكفي ف وجود السم المكن الذي ليس
بواجب بذاته ول ف وجود طبيعته ول ف وجود حركته الاصة به بل ل بد من أمر مبدع له ولركته
ولطبيعته وهم ل يذكروا احتياجه إل البدع لذلك ول دليل على وجود البدع لذلك كله بل اكتفوا بوجود
العشوق النفصل وهذا مقام يتبي فيه جهل هؤلء القوم وضللم لكل من تدبر نصوص كلمهم الوجود ف
كتبهم الذي نقله أصحابه عنهم فإنا نن ل نعرف لغة اليونان ول ينقل ذلك عنهم بإسناد يعرف رجاله ولكن
هذا نقل أئمة أصحابم الذين يعظمونم ويذبون عنهم بكل طريق وقد نقلوا ذلك إلينا وترجوه باللسان العرب
وذكروا أنم بينوه وأوضحوه وقدروه وقربوه إل أن تقبله العقول ول ترده فكيف إذا أخذ كلم أولئك على
وجهه فإنه يتبي فيه من الهل بال أعظم ما يتبي من كلم الحسني له ول ريب أن الفلسفة أتباع أرسطو
يقل جهلهم ويعظم علمهم بسب ما اتفق لم من السباب الت تصحح عقولم وأنظارهم فكل من كان
بالنبوات أعلم وإليها أقرب كان عقله ونظره أصح ولذا يوجد لبن سينا من الكلم ما هو خي من كلم
ثابت بن قرة ويوجد أب البكات صاحب العتب من الكلم ما هو خي من كلم ابن سينا وكلم أرسطو نفسه
دون كلم هؤلء كلهم ف الليات
ث إنم مع أنم ل يذكروا البدع للجسام المكنة التحركة اللهم إل أن يكون هؤلء قائلي بأن
الجسام الفلكية التحركة واجبة الوجود بنفسها وأنا مع ذلك مفتقرة إل الحرك الول وهذا حقيقة قول
أرسطو فهذا أعظم ف التناقض فإنه إذا قدر أن الجسام الفلكية واجبة الوجود بنفسها وهي متحركة حركة
تفتقر فيها إل غيها كان واجب الوجود متحركا مفتقرا ف حركته إل غيه وحينئذ فكونه متحركا ل يفتقر
ف حركته إل غيه أول فإنم حينئذ يكونون قد أثبتوا واجبا بنفسه ل يتحرك أصل وواجبا بنفسه يفتقر ف
الركة إل مبوب غيه ل قوام له إل به وحينئذ فإثبات واجب يتحرك ل يفقتر ف الركة إل غيه أول
بالمكان من هذا فإن كلها متحرك لكن هذا يفتقر إل غيه وهذا مستغن عنه وهم قد جعلوا على هذا
التقدير واجب الوجود بنفسه اثني واجبا ل يفتقر إل غيه وواجبا يفتقر إل غيه فإذا قدر واجبا يتحرك بنفسه
لنفسه من غي افتقار إل غيه كان أول بالواز ول يكن ف ذاك مذور إل لزمهم فيما أثبتوه ما هو أشد منه
وسيأت تام كلمهم ف ذلك وقولم إن السم ل يوز أن يتحرك بنفسه حركة ل ناية لا فهذا فصل وهنا
فصل ثان وهو أنم مع إثباتم لكون الفعل معلول إنا أثبتوه بكونه متاجا إل معشوق يكون هو مبدأ الركة
الرادية من جهة كونه غاية ل فاعل وليس ف هذا ما يدل على أن الفلك له علة مبدعة فاعلة له كما ل يفى
على عاقل
ث ادعوا أن ذلك العشوق الذي هو العلة الغائية ل يوز أن يكون متحركا ول له حركة أصل ومن
هنا قالوا بقدم العال إذ كان حدوث الحدثات يقتضي حركة يدث با فمنعوا حدوث الوادث عن العشوق
الذي سوه الحرك الول لئل يكون فيه تغي وحدوث الوادث عن علة ل تغي فيها متنع بصريح العقل
وكلمهم ف ذلك ف غاية التناقض وهذا منتهى نظر القوم وعلمهم وحكمهم فلما قال فقد تبي من هذا أن
كل جوهر جسمان معلول ف جوهره ووجوده وبقائه للعلة الت هي البدأ لركة الميع فهذا كلمهم قلت
وقد عرف أنه ل يبي إن سلم له ما ذكره من القدمات إل أنه ل بد للحركة من مرك ول يبي بعد أن الحرك
ليتحرك ول أن الحرك للجسام أمر منفصل عنها فقال ف بيان ذلك ولنه ليس يلزم أن يكون كل عدم
أقدم بالزمان من الوجود فيما علة وجوده شيء غيه ول كل النظام أقدم من النظام ول كل بسيط أقدم من
الركب لنه ليس كل ما كان تقدمه لغيه فإن قوام غيه به وبسببه أو وجود غيه عنه وجب أن يكون متقدمه
ف الزمان وكذلك ما يقول أرسطو طاليس إن الفضل ف البدأ الول ما يوجد المر عليه من أنه علة وجود
كل موجود وسبب بقاء كل باق منذ البد من غي أن يكون إنا صار كذلك ف زمان وبعد أن ل يكن
كذلك إذ ليس موجود ول شيء له بقاء إل به
وقال وذلك أنه ل يزل ول وجود ول قوام للفلك ولسائر الجسام الطبيعية إل بالبدأ الول يعن
الحرك الول إذ صورة كل واحد منها حركته الاصة به وحركته الاصة به هي القومة لوهره الت بارتفاعها
يرتفع وجوده فإذن الحرك الول علة وجود هذه الركة قال فهذا هو الفضل من أن تكون العلة الول علة
وجود العال ف زمان فيقال له أنت ل تذكر إل أنه ل وجود للجسم التحرك إل بركته وهذا إذا سلم لك ل
يدل على أنه مبدع وفاعل له أصل بل ول يثبت أن له غاية منفصلة عنه بل ادعيت ذلك دعوى نعم إذا ثبت
أن الركة إرادية فل بد لا من مراد أما أن كون الراد منفصل عن التحرك أو غي منفصل فهذا يتاج إل دليل
ثان ول تبينه ث إذا بينته يلزم افتقار التحركات إليه وكونه شرطا ف وجودها ل يقتضي كونه مبدعا لا وفاعل
لا إذ مرد العلة الغائية من هذه الهة ل تكون هي الفاعلة البدعة بالضرورة واتفاق العقلء وهم ل يدعوا
ذلك لكن لو قال قائل غيهم بواز أن يكون الول غاية وفاعل قلنا نعم لكن هذا ينقض ما بنوه من حيث
يكون فاعل للحوادث مبدعا لا وهم يأبون ذلك حيث يكون فيه جهتان جهة كونه مرادا مبوبا وجهة كونه
فاعل مبدعا وهذا إذا قيل إنه حق أفسد أصولم ومذهبهم والسلمون ل ينكرون أن يكون ال رب كل شيء
وإله فهو من
جهة كونه ربا هو الالق البدع الفاعل ومن جهة كونه إلا هو العبود الألوه الحبوب لكن هذا القول
الذي يقوله السلمون ينقض قولم ويبطله فثبت بطلن قولم على ما ذكروه وعلى ما يقوله السلمون فتبي
أن قوله إن الفضل ف الول ما يوجد المر عليه من أنه علة وجود كل موجود كلم مبن على مض الدعوى
والكذب أما الدعوى فإنه ادعى أن التحرك ل بد له من معشوق منفصل وأما الكذب فقوله إن ذلك هو
العلة وجود التحرك وإنا هو مرد شرط وغايته أن يكون جزءا من أجزاء العلة ف وجوده فهذا إذا سلمت
القدمات كلها وهو أن الفلك يتحرك بالرادة وأن التحرك بالرادة ل وجود له إل بركته وأن حركته ل بد
لا من معشوق منفصل ل يثبت إل مرد كون ذلك شرطا ف وجوده ل علة تامة لوجوده فكيف إذا قيل إن
القدمات الثلث باطلة كما هو مذكور ف موضعه ث قال فهذا هو الفضل من أن تكون العلة الول علة
وجود هذا العال ف زمان قال وكان يب من هذا أن الشياء الوجودة ل يكن لا بتة وجود ث أخرجت إل
الوجود فيلزم من ذلك أن يكون لوجود العال علة أخرى مشاركة للعلة الول فيه أو فوق العلة الول لنه إن
ل يكن للعلة الول ف إخراج العال إل الوجود أمر من المور ول ها هنا علة تعي أو تدعو العلة الول إل
إخراج العال إل الوجود غي ذاتا ول علة ترتبها
وتعوقها فليس لتأخر وجود العال عن وجود ذات العلة الول سبب يوجبه فكيف يكن أن يتأخر
وجود زمانا بل ناية ث يرج إل الوجود كحال من كان نائما فانتبه فيقال لؤلء الذين مثلهم كما قال عبد
ال بن عمر لا سأله بعض الناس عن الحرم يقتل البعوض انظروا إل هؤلء يسألون عن دم البعوض وقد قتلوا
ابن بنت رسول ال وكما يقال عن بعض الناس إنه كان يزن بامرأة وهو صائم فقال لا غطي وجهك فقد
كره العلماء القبلة للصائم وكما يقال عن بعض النصارى إذ قال لبعض السلمي أنتم تقولون إن راعيا هو
رسول ال فيقال له أنتم تقولون إن جنينا ف بطن أمه هو ال ونظائر هذه المثال كثية الت ينكر فيها الرجل
شيئا وقد التزم ما هو أول بالنكار منه فإن هؤلء قالوا إذا كان العال مدثا بعد أن ل يكن لزم افتقار العال
إل شيء غي العلة الول وهم ل يذكروا أن العلة الول أبدعت العال أصل بل قولم مضمونه إن العال أبدعه
غيها أو هو واجب آخر بنفسه ليس هو مبدع ولكن هو متاج اليها احتياج الحب إل مبوبه وهم ل يثبتوا
هذا الحتياج إل بقدمات إذا حقق المر عليهم فيها ظهر جهلهم وتناقضهم فغاية ما أثبتوه ليس فيه أن العال
إبدا الول أصل مع أنم ينكرون على من جعله مدثا للعال لكون الادث يفتقر إل سبب حادث فهل يكون
أعظم تناقضا من مثل هذا القول
ث يقال الجسام التحركة إما أن تكون أو شيء منها واجب الوجود بذاته وإما أل تكون ول شيء
منها واجب الوجود بذاته فإن كان منها شيء واجب الوجود بذاته بطل ما أثبتوه من أن الواجب بنفسه وهو
العلة الول ل يكن أن يتحرك إذ كان على هذا التقدير قد قيل إن شيئا واجبا بنفسه وهو متحرك وعلى هذا
التقدير فل يبقى لم طريق إل إثبات مرك ل يتحرك إذا أمكن أن يكون الواجب بنفسه متحركا وإن ل يكن
ف الجسام التحركة ما هو واجب بنفسه فقد ثبت أن الفلك التحركة كلها مكنة مفتقرة إل واجب يكون
فاعل مبدعا لا سواء قيل إنا قدية أو حادثة فإن المكن ل بد له من فاعل سواء قيل بقدمه أو حدوثه إذ كان
ل يكون بنفسه ولو قيل إنه ل فاعل له ول مبدع كان واجبا بنفسه فالشيء إما أن يكون وجوده بنفسه وإما
أن يكون وجوده بغيه فالول هو المكن بنفسه والثان هو الواجب بنفسه وقد نازعهم من نازعهم ف أن
المكن ل يوز أن يقارن وجود الواجب بل ل بد من تأخره عنه لكن ليس مقصودنا ف هذا القام منازعتهم
ف ذلك بل نتكلم على تقدير ما يدعونه من أن المكن يقارن وجوده وجود الواجب مع كونه معلول موجبا
له صادرا عنه وهم يسمون الواجب علة ومبدعا وفاعل وقد يسمونه مدثا لكن هذه تسمية بعض من أظهر
السلم منهم لئل
يالف السلمي ف الظاهر كما فعل ذلك ابن سينا وغيه لكن بكل حال ل بد للممكن الذي ل
يوجد بنفسه من موجب يوجبه بل يوجب صفاته وحركاته ل يكفي ف وجوده مرد وجود مبوبه بل ل بد
من موجب لذاته وصفاته بل وموجب لنفس حبه ث إذا قيل إنه مب لشيء منفصل عنه لزم احتياجه إل
الحبوب وأما كون مرد الحبوب هو البدع له الوجب لذاته وصفاته وأفعاله من غي اقتضاء ول إياب ول
إبداع من الحبوب بل لحض كونه مبوبا فهذا ما يعرف ببديهة العقل فساده وهم وكل عاقل يفرق بي العلة
الغائية والعلة الفاعلة فالحبوب يقتضي ثبوت العلة الغائية ول بد من علة فاعلية فإن جعلوا الحبوب هو العلة
الفاعلية لزم كونه مبدعا له وهو الطلوب وحينئذ ياطبون على هذا التقدير با يبي فساد قولم وإن ل يعلوه
مبدعا له ل يكن لم دليل على إثبات علة فاعله لوجود العال وقيل لم افتقار المكن إل مبدع له ولصفته
ولركته أبي من افتقاره إل مبوب له قال ثابت بن قرة وأرسطو طاليس ليس ينكر هذا الرأي الجدد والظن
الذي يظنه كثي من الناس من أنه يلزم من رأى أرسطو أن العال أبدي أن يكون غي معلول ف جوهره لعلة
خارجة عنه ظن كاذب فيقال له الذين يظنون هذا يقولون إن هذا لزم لرسطو لنه ل يثبت أن العال معلول
بعلة فاعلة مبدعة له وإن كان مقارنا لا بل إنا
أثبت با ادعاه من القدمات أنه ل بد من مبوب يتحرك لجله وليس مرد كون الشيء مبوبا يوجب
أن يكون علة فاعلة مبدعة لحبه فلهذا ألزموه ذلك ث هذا اللزم له إن اعتقده وإن ل يعتقده يقتضي بطلن
قوله لنه إذا كان العال واجبا بنفسه ليس له مبدع مع كونه مفتقرا إل مبوب له كما يقول أرسطو لزم كون
الواجب بنفسه مفتقرا إل شيء منفصل عنه ف بعض صفاته وحينئذ فإذا قيل بأن الواجب البدع للعال مفتقر
إل شيء بعينه على إبداع العال ل يكن باطل على هذا القول الذي يلزم أرسطو وأيضا فعلى هذا التقدير إذا
كان الواجب بنفسه متحركا لغيه فلن يكون متحركا لنفسه أول وأحرى وأرسطو أبطل كون الول
متحركا بجج تنقض مذهبه قال ثابت وأرسطو طاليس يقول فإن كان المر كما يظن من رأى أن للعال
ابتداء زمانيا فما العلة الت أوجبت أو دعت إل إخراج العال إل الوجود بعد أن ل يكن موجودا زمانا بل ناية
وما هذه العلة الباعثة للعلة الول على ذلك وما كانت العلة الرتبة فيقال له هذا كله يبي فساد قولك فإنه
يقال إما أن يكون العال واجب الوجود بنفسه وإما أن يكون مكنا فإن كان واجبا بنفسه فما العلة الت
أوجبت أو دعت إل إحداث ما فيه من الوادث وحركته التحددة وتريكه لا يركه وما هذه العلة الباعثة
للواجب بنفسه على
ذلك وما كانت العلة الرتبة له عن إحداث الوادث التأخرة فإنه ل يزال تدث فيه أمور بعد أمور فما
الوجب لتأخر هذه الوادث بعد أن ل تكن حادثة فأي شيء أجاب به عن ذلك كان جوابا له فإن قال
ليستكمل الشروط الت با تتم الوادث فقد جوز أن يكون فعل الواجب الوجود ل يتم إل بشروط تدث
وحينئذ فيجوز أن يقال إن الوجب لتأخر فعله للعال لتتم شروط إحداثه للعال إذ كان فعل الواجب بنفسه
على هذا التقدير قد يتوقف على الشروط الت با يدث وإن قال إن العال مكن قيل له فل بد له من واجب
فعله وحينئذ فقد فعله على الوجه الذي هو عليه من تأخر الوادث فما الذى اوجب للفاعل ان يؤخر ما
حدث من الوادث وما الذي دعاه إل إخراج الوادث إل الوجود بعد أن ل تكن وما العلة الباعثة للفاعل إل
ذلك وأيضا فيقال لم إن كان مكنا صادرا عن الواجب فما الذي أوجب الول أن يفعله وما الذي دعاه إل
ذلك فإن قالوا مرد ذاته الجردة أوجبت ذلك قيل فإذا كانت موجبة لا يصدر عنها ل يقف شيء من فعلها
على غي الذات الجردة وجب اقتران كل ما صدر عنها با ووجب اقتران الصادر عن الصادر به فحينئذ ل
يتأخر شيء عن العال بل يكون كله
بميع أجزائه قديا ملزما للذات الجردة وهو خلف الس والشاهدة وأيضا فيقال له فعل الول إما
أن يقف على داع وإما أن ل يقف على داع فإن وقف على داع قيل لك ما الداعي الوجب لبداعه للعال
على ما هو عليه من المور الختلفة والادثة وإن ل يقف على داع جاز أن يدث ما حدث بل داع ول يب
أن يكون لفعله علة قال ثابت ويلزم أهل هذا الرأي أن يكون ف البدأ القصى الذي عنده يتناهى البد ف
ابتداء كل فعل ما هو بالقوة وما بالقوة ليس يرجه ما هو له بالقوة بغي علة داخلة عليه من خارج يصي
معلول لا ف تلك الهة لنه إن كان ليس لخراج ما هو له بالقوة إل الفعل سبب غي ذاته فيجب أن يكون
وجوب ذلك المر بالفعل مع وجود تلك الذات الخرجة له وذلك الشيء غي متأخر عن وجودها وإن كان
له سبب غي ذاته فإذن تكون العلة الول والبدأ الول ليس ببدأ أول على القيقة لنه يتاج حينئذ إن كانت
تلك حاله إل مبدأ آخر وأيضا فيلزم جوهر العلة الول وإن كان لا ما هو بالقوة حينا ل يرج إل الفعل حينا
تغي وهذا أمر قد أضرب عنه سائر القدماء فينبغي أن يسلم لرسطو طاليس أن العلة الول على غاية ما يكن
من التمام والكمال وكما أنه ليس يكن منه ف مادة من الواد أن تؤخرها الطبيعة لظة من غي أن يعمل منها
أجود ما ينعمل من مثلها ما ل يعتور ذلك شيء من خارج كذلك يرى أرسطو طاليس أن المر واجب ف
جلة أمر العال أي ف وجود جلته إذ كان بإمكانه ل يزل والمكان له بنلة الادة فيقال له جواب هذا من
وجوه
أحدها أن يقال خروج ما بالقوة إل الفعل إما أن يفتقر إل علة من خارج وإما أن ل يفتقر فإن ل
يفتقر بطل هذا الكلم وإن افتقر فإما أن يفتقر إل علة خارجة فاعلة أو علة غائية أو كلها والفتقار إل علة
غائية وحدها غي كاف لن ما بالقوة إذا ل يرج إل الفعل إل بعلة من خارج فل بد أن يكون علة لوجود
كونه فاعل وإل مرد الحبوب بدون ما به يفعل الحب مطلوبه ل يوجب وجود الفعل ولذا إذا كان الحب
غي قادر على الفعل ل يتحرك إل الحبوب وتركه إل الحبوب هو مكن ليس بمتنع ول واجب بنفسه
والمكن ل يترجح أحد طرفيه إل برجح تام يستلزم وجود المكن فل بد لفاعلية المكن من مرجح تام
الفاعلية وذلك هو الفعل إذ مرد الغاية ليس مرجحا تاما وإن افتقر خروج ما بالقوة إل الفعل إل علة من
خارج علة فاعله أو علة فاعلة وغائية قيل له فحركة الوهر السمان حينئذ تفتقر إل فاعل خارج عنها
وحينئذ فذاك الفاعل ل يكن فاعل لتلك الفاعلية ف الزل إذ لو كان كذلك للزم وجود جيع الركات
والوادث ف الزل لوجود فاعلها التام فتعي أنه صار فاعل لتلك الوادث بعد أن ل يكن فاعل فيلزم حينئذ
إذ جعل المكن مفتقرا إل علة خارجة أن تكون العلة صارت علة لفاعليته بعد أن ل تكن علة وهذا قد يستدل
به على العلية مطلقا سواء جعلت فاعلية أو غائية فإنه يقال كل ما حدث من الوادث فإنه يتنع وجود علته
التامة ف
الزل فإذن قد حدثت عليته علية الفاعل والغاية بعد أن ل تكن فيجب أن يكون الول قد صار علة
فاعلية وغائية بعد أن ل يكن لكل ما يدث على قولكم وهذا يبطل ما ذكرتوه فيه ث يقال إذا كان هذا
جائزا فيه جاز أن يكون حدوث الفلك لدوث علية حدوثها وأن تكون قبلها حوادث قائمة به أو منفصلة
عنه متعاقبة ليس فيها ما هو قدي بعينه الوجه الثان أن يقال ل قلت إن ما هو بالقوة ل يرجه فاعله بغي علة
منفصلة قوله لنه إن ل يكن لخراجه سبب غي ذاته فيجب أن يكون مقارنا للذات وإن كان له سبب غي
ذاته ل تكن العلة الول مبدأ أول على القيقة فيقال له وأنت ل تعل الول مبدأ لوجود ما سواه بعن أنه
فاعل له مبدع وإنا جعلته مبدأ بعن أنه مبوب معشوق ومرد كونه مبوبا معشوقا ل يوجب وجود الحب
وذاته وصفاته وأفعاله فليس الول على ما ذكروه وحده مبدأ بل ما ذكرته أبعد عن كونه مبدأ لن كونه فاعل
يتوقف فعله على شيء من غيه أقرب إل كونه مبدأ من كونه ليس إل مرد كونه مبوبا الثالث أن يقال ما
تعن بقولك إن كان ليس لخراجه سبب غي ذاته أتعن به ذاتا مردة عن فعل يقوم با أم ذاتا موصوفة بفعل
يقوم با
فإن عنيت الول كان اللزم أن الذات الجردة عن الفعل ليست مبدأ أول ول علة أول وهم يلتزمون
هذا فإن الذات الجردة من الفعل ل حقيقة لا عندهم وهم ينعون إن يكون الول كذلك وإن عنيت الثان ل
يلزم أن يكون البدأ الول ليس ببدأ أول لنه إذا كان مبدأ با هو عليه من صفاته وأفعاله الت ل يتاج فيها إل
غيه كان هو البدأ الول من غي احتياج إل غيه الوجه الرابع أن يقال العال إن كان واجب الوجود بنفسه
مع كونه مفتقرا إل مبوب كان واجب الوجود معلول من بعض الهات فجاز حينئذ أن يكون الحبوب
الول مع وجوب وجوده بنفسه من خارج ما يصي به فاعل فإن العال حينئذ واجب الوجود وله من خارج
ما به يصي فاعل وإن كان مكن الوجود بنفسه ل يوجد إل ببدع فاعل يبدعه فالبداع فعل من البدع وصنع
وأنت ل تعل الول إل مبوبا فقط وأيضا فإذا كان الول فاعل مبدعا للعال با فيه من المور الختلفة
الحدثة امتنع أن يكون صانعا بالفعل لا ف الزل لن ذلك يستلزم وجود كل من الحدثات ف الزل وهو
مكابرة للحس فيلزم أنه كان صانعا بالقوة ث صار صانعا بالفعل من غي سبب خارج عنه إذ الارج عنه كله
على هذا التقدير مكن مفعول له ففعله له لو توقف على تأثي فيه لزم الدور
ومن تدبر هذه الوجوه وما يناسبها تبي له فساد قول هؤلء ف رب العالي وأن الق ليس إل ما جاء
عن الرسلي بالعقل الصريح البي وأما قوله وأيضا فيلزم جوهر العلة الول تغي وهذا أضرب عنه القدماء
فجوابه من وجوه أحدها أن صدور التغي عن غي التغي إما أن يكون مكنا وإما أن يكون متنعا فإن كان
مكنا بطلت هذه الجة ث يوز أن يقال كان بيث ل يصدر عنه شيء ث صدر عنه شيء من غي تغي كما
يقول ذلك كثي من أهل النظر وإن كان متنعا قيل له فالعال التغي إما أن يكون صادرا عنه وإما أن ل يكون
فإن كان صادرا عنه لزم أن يكون متغيا وإن ل يكن صادرا عنه فهو إما واجب بنفسه وإما مكن فإن كان
واجبا بنفسه وهو مع ذلك متغي فقد لزم أن يكون الواجب بنفسه متغيا وإن كان مكنا بنفسه لزم أن يكون
المكن قد وجد بل موجب وهذا مع اتفاق العقلء على فساده فهو معلوم الفساد بالضرورة ث من جوز أن
يوجد المكن بل فاعل فلن يوز تغي الواجب أول وأحرى لن هذا فيه مصي ما ليس بشيء شيئا من غي
فاعل فلن يصي شيئا بفاعل متغي أول وأحرى الوجه الثان قولك هذا أمر أضرب عنه سائر القدماء لو كان
هذا النقل حقا ل ينفعك لنه ل حجة ف إضراب من ليس بعصوم وأنت لو احتج عليك متج
بنصوص النبياء وهو من يعتقد عصمتهم وقد قام الدليل عنده على ذلك ل تقبل حجته فلن ل يقبل منك
قول قوم توافقه أنت على عدم عصمتهم أول وأحرى فكيف وهذا النقل ليس صحيحا بل كثي من القدماء
ومن التأخرين جوزوا أن تقوم بالول أمور يشاؤها ويقدر عليها بل صرحوا بأنه متحرك وأنه تقوم به إرادات
حادثة وعلوم حادثة وغي ذلك كما تقدم فإن ل يبطل قولم بجة عقلية ل يكن ما ذكرته حجة الثالث أن
يقال ما تعن بالتغي أتعن به استحالته كاستحالة السم من صورة إل صورة أو تعن به كونه يفعل ما ل يكن
فاعل له فإن عنيت الول منعت القدمة الثانية فإن التحركات الت يرج منها ما بالقوة إل الفعل كالفلك ل
تستحيل صورتا بذلك وإن عنيت الثان قيل لك هذا ل يسمى تغيا أو ل نسميه تغيا وإذا سيته تغيا ل يكن
ف مرد تسميتك له ول تسميتنا له إذا وافقناك على التسمية ما ينع جوازه فإن مرد اللفاظ ل تثبت با
العان العقلية فلم قلت إن هذا العن متنع بل هذا هو نفس التنازع فيه لكن بدلت العبارة عنه أفبأن بدلت
العبارة عنه صادرت عليه وجعلته مقدمة ف إثبات نفسه ونن ل نعن بالتغي إل كونه يفعل ما ل يكن
فاعل الوجه الرابع أن يقال لك نن نشاهد حدوث الوادث وأنت تسمي ذلك إخراج ما بالقوة إل الفعل
فل بد حينئذ ف حدوث الوادث من إخراج ما بالقوة إل الفعل فمحدثها أخرج ما بالقوة إل الفعل
والحدث لحداثه الذي جعله يرج ما بالقوة إل الفعل كذلك وهلم جرا فإن قدرت مع هذا مدثا لفاعليته
غي مرج ما بالقوة ال الفعل بطلت حجتك وإن جعلت الول أخرج ما بالقوة إل الفعل بطل أيضا دليلك
وإن ادعيت أن بعض الفاعلي يرج ما بالقوة إل ما بالفعل دون الخر بطل دليلك فهو باطل على كل تقدير
وذلك أنه يلزمه أحد أمرين كلها يبطل قوله فإنه إن أثبت فاعل يرج ما بالقوة إل الفعل من غي سبب من
خارج أمكن أن يكون الول كذلك فبطل قوله وإن ل يوز أن يكون فاعل يرج ما بالقوة إل الفعل إل
بسبب من خارج لزمه أن يكون كل فاعل للحوادث ل يدث فاعليته إل بسبب أخرج ما بالقوة إل الفعل
فإن كان الول كذلك لزم التسلسل المتنع وإن ل يكن كذلك كان الول مرجا لا بالقوة إل الفعل من غي
سبب من خارج وذلك يبطل قوله
قال فينبغي أن يسلم لرسطو طاليس أن العلة الول على غاية ما يكن من التمام والكمال فيقال له
أول أرسطو ل يثبت علة أول مبدعة للعال ول فاعلة له وإنا أثبت علة غائية له ول يقم على ذلك دليل فهو
مع أنه ل يذكر إل جزء علة ل يقم عليه دليل فأي تام وكمال أثبته للعلة الول واما أهل الثبات فيقولون
نن نثبت للول غاية ما يكن من التمام والكمال با نثبته له من صفات الكمال وأفعاله سبحانه وتعال فنحن
أحق بوصفه بالكمال من وجوه ل تصر وإذا قال القائل فلم تأخر ما تأخر من مفعولته قلنا هو لزم على
القولي فل يتص بوابه ث يقال الوجب لذلك ما تقول أنت ف نظيه ف تأخر الوادث مثل استجماع
الشروط الت با يصلح كون الادث مفعول أو با يكن كونه مفعول فإن عدمه قبل ذلك قد يكون لعدم
المكان وقد يكون لعدم الكمة الوجبة تأخره إذ ل بد ف الفعل من القدرة التامة والرادة التامة الستلزمة
للحكمة وأما قوله كما أنه ليس يكن أن تؤخر الطبيعة فعلها ف الادة القابلة إل لعائق فكذلك المر ف العال
إذا كان بإمكانه ل يزل والمكان له بنلة الادة
فيقال أول أنت ل تثبت له فعل ول إبداعا بل الطبيعة عندك تفعل والول ل يثبت إل كونه مبوبا
للتشبه به وأثبت ذلك بل دليل ويقال لك ثانيا إن كان مرد المكان موجبا لكون المكن مقارنا للواجب لزم
أن يكون كل ما يكن وجوده أزليا وهذه مكابرة للحس والعقل فإن قلت إن بعض المكنات توقف على
شروط أو يكون له مانع قيل لك فحينئذ ما الانع أن يكون إبداع الول للعلل متوقفا على شروط أو له مانع
مع كونه الول ل يزل يفعل أفعال قائمة بنفسه أو مفعولت منفصلة عنه كما يقوله أساطي أصحابك من
الفلسفة التقدمي على أرسطو أو غيهم ويقال لك ثالثا إن كان العال واجبا لنفسه فقد تأخر كثي من أفعاله
فيلزم أن يتأخر ما يتأخر من فعل الواجب بنفسه وإن كان مكنا بنفسه ففاعله قد أخر كثيا ما فيه من الفعال
وعلى كل تقدير فقد تأخر عن الواجب بنفسه ما تأخر من مفعولته فعلم أنه ل يلزم مقارنة مفعولته كلها له
وإذا جاز تأخر ما يتأخر من مفعولته فلم ل يوز أن تكون الفلك من ذلك التأخر قال إل أن قوما يرون أنه
يب مع هذا أعن من وجوب وجود العال مع العلة الول أن ل يكون صنع إرادي للعلة الول ف وجود
العال كما ل صنع لا ف وجود جوهرها إذ كان وجود العال غي مكن تأخره عن وجود جوهر العلة
الول فيكون وجوده لزما اتباعه لوجود العلة الول فتكون العلة الول علة طبيعية للعال ومتممة له فيكون
القياس ف ذلك كالقياس فيما يفعله الفلك ويؤثره بطبيعته إذ وجود ذلك مع وجود جوهر الفلك ل سيما
وأرسطو طاليس يقول إن الحرك الول هو علة حركة كل ما ف الكون بالتشوق فالول على ظاهر المر أن
يكون الشيء التشوق إليه تشوق بهة طبيعته ل بإرادته لنه قد يكن أن يكون العشوق التشوق إليه نائما أو
غي ذي إرادة وهو يرك الشتاق إليه والعاشق له إل أنه ينبغي أن يترك أمر العلة الول ف جوهرها وسائر
أمورها على أفضل ما يكن أن يكون وجود شيء عليه فإذن ليس يؤثر جوهر هذه العلة أثرا وليفعل فعل
منقلبا عن قصدها وإرادتا ول دون إرادتا إذ ليس ف هذه الذات نقص يتاج فيه إل تام من خارج ول فوق
جوهرها أمر تقتبس منه ازديادا ف شيء من حاله ول يعرض لا أمر تتاج إل استدفاعه فجوهرها إذن ليس فيه
شوق إل شيء ول منافرة لشيء ول قبول لتغيي ول لدوث شأن متجدد له فليس يوجد إذن أمر يدث هذه
الذات بالطبع وبغي إرادة وليس يوجد إذن أمر يدعو هذه الذات إل حال أو شأن ليس هي البدأ الول له
والعلة فيه وبالملة فكل ما كان له ما هو بالطبع على الهة الطبيعية الت
بنحوها فإنه يلزم أن يوجد ف جوهره شوق بالطبع إل حال ل تلكها إرادته والشتاق معلول من جهة
شوقه للشيء الشوق له والشيء الشوق له مبدأ له ف ذلك الشوق ومن جهة أنه هو له علة تامية من جهة من
الهات وليس يليق هذا المر ألبتة بالبدأ الول ولكنه مبدأ لكل طبيعة ولكل شوق ولكل حركة هذا كلمه
ولقائل أن يقول هذا الكلم قد كشف فيه قوله ومذهبه وقد تبي ف ذلك من التناقض والفساد ما يطول ذكره
بالوصف والتعداد وذلك من وجوه أحدها قول أرسطو إن الحرك الول هو علة كل ما ف الكون بالتشوق
والتشوق إليه إنا تشوق بهة طبيعته ل إرادته ولنه قد يكون العشوق التشوق إليه نائما أو غي ذي إرادة
وهو يرك الشتاق إليه والعاشق له إل أنه ينبغي أن يترك أمر العلة الول ف جوهرها وسائر أمورها على أفضل
ما يكن أن يوجد شيء عليه فإذن ليس يؤثر أثرا ول يفعل فعل ل عن إرادتا ول بدون إرادتا إل آخر كلمه
فيقال له قد صرحتم ف كلمكم بأن الول ليس له فعل بإرادة ول بدون إرادة ول تأثي ف العال أصل إل من
جهة كونه معشوقا متشوقا إليه والعشوق التشوق إليه ل يب أن يكون شاعرا بالعاشق ول مريدا له ول قادرا
على فعل يفعله به بل المادات تب ويشتاق إليها كما
يشتاق الائع إل الطعام والعطشان إل الشراب والبدان إل الثياب والضاحي ف الشمس إل الظلل
ث إنكم مع هذا ل تذكروا على ذلك دليل صحيحا ولكن نن ناطبكم با أقررت به فيقال إذا كان بذه
الثابة ل يكن علة للعال ول مبدأ له ول فاعل له ول مؤثرا فيه أثرا فبطل قولكم إنه علة العلل وإنه البدأ الول
قولكم إنه علة طبيعية للعال ومتممة له غاية ما ف الباب أن العال يكون متاجا إليه من كونه مشتاقا إليه
والشيء الشتاق إليه ل يب أن يكون هو البدع الشتاق ول الفاعل له ول يكون مؤثرا فيه كما اعترفتم به
وكما هو معلوم لكل عاقل فإن كون الشيء علة غائية ل يستلزم أن يكون علة فاعلية ل سيما وإنا هو علية
من جهة أن الفلك يب التشبه به فهذا مع ما فيه من جحد وجود واجب الوجوب البدع للعال فيه من
تناقض قولكم ما قد تبي وسنبي إن شاء ال فرقهم بي العلة الول وبي العال القدي بأنه جسم وأن السم
ل تكون فيه قوة غي متناهية وما ذكروه ف ذلك الوجه الثان أن يقال هذا القول الذي قلتموه يبطل حجتكم
على قدم العال أيضا فإنه إذا ل يكن مؤثرا ف العال وعلة له ومبدأ ومركا له إل من جهة كونه مبوبا شائقا
معشوقا أمكن تأخر وجود العال عن وجوده فإن الشيء الشتاق إليه قد يتأخر عنه ما يشتاقه والشيء
الشتاق إليه هو مستلزم لوجود الشتاق بل المر بالعكس فالشتاق إليه غن عن الشتاق والشتاق متاج
إل الشتاق إليه وحينئذ فيمكن وجود الول للمشتاق إليه بدون وجود العال الشتاق ث بعد هذا يوجد العال
الشتاق ول يقدح ذلك ف كمال الشتاق إليه فإن قلتم فما الوجب لوجود العال بعد هذا قيل لكم هو
الوجب لوجوده قبل هذا على أصلكم فإنكم ل تثبتوا للعال مبدعا فاعل وحينئذ فل فرق بي تقدم وجوده
وبي تأخره إل أن تقولوا إنه واجب الوجود بنفسه وإذا قلتم إن العال مع احتياجه إل العشوق الغن عنه
واجب الوجود بنفسه كان قولكم أعظم تناقضا ونن نبي ذلك بالوجه الثالث فنقول إذا أثبتم للعال وعلته
العشوقة له الت يب التشبه با وتتحرك لستخراج ما فيه من اليون والوضاع لن ذلك غاية التشبه با فإما
أن تقولوا هذا واجب الوجود بنفسه أو تقولوا إن أحدها مكن بنفسه ل يوجد إل بالواجب بنفسه فإن قلتم
بالول ثبت أن العال الحتاج إل مبوبه واجب الوجود بنفسه مع كونه معلول من هذه الهة وكونه ذي إرادة
وشوق وكونه يؤثر آثارا ويفعل أفعال بالرادة
وقد قلتم إن هذا لو كان ف الول لكان نقصا يتاج فيه إل تام من خارج فقد أثبتم ف الواجب
بنفسه نقصا يتاج فيه إل تام من خارج فإن كان هذا جائزا ف الواجب بنفسه ل يتنع هذا ف الول العشوق
بل جاز مع وجوبه بنفسه أن يكون أيضا عاشقا مريدا مؤثرا فاعل فيه على أصلكم نقص يتاج فيه إل تام من
خارج وإذا كان هذا غي متنع ف الواجب بنفسه بطل ما ذكرتوه من امتناع ذلك عليه وأيضا فإذا جاز ذلك
عليه ل يكن أحدها بكونه عاشقا والخر معشوقا أول من العكس بل يكن أن يكون كلها مبا للخر
مشتاقا إليه وبتقدير أن يكون هو الحب للعال الريد له يكون هو الحدث لا فيه من الركات ث على هذا
التقدير ل يب أن تكون الفلك هي الواجبة بنفسها بل يكن أن يقال هناك واجب بنفسه غيها ث إن أحد
الواجبي أحدث الفلك لا حدث له من الشوق كما تقولون فيما يدث بركة الفلك وف الملة إذا قالوا إن
العال واجب الوجود بنفسه نقضوا كل ما ذكره ف البدأ الول ول يكن لم حجة على الطبيعية الذين ينكرون
الول والطبيعية الذين يقولون العال واجب بنفسه قولم أفسد من قول هؤلء الليي منهم كلهم كما قد بي
فساد قولم ف غي هذا الوضع
لكن فساد أقوالم يظهر من وجه آخر من غي التزام صحة قول الليي بل قول كل الطائفتي باطل
متناقض يعلم بطلنه وتناقضه بصريح العقل وإن قال هؤلء الليون إن العال مكن الوجود بنفسه فل بد أن
يكون هناك واجب هو علة فاعلة له ل يكفي ف وجوده ما هو مشتاق إليه فإن ما ل وجود له من نفسه ليس
له من نفسه ل صفة ول شوق ول حركة ول شيء من الشياء فل بد لكم من إثبات مبدع للممكن قبل
إثبات شوقه إل غيه ث يبقى النظر بعد ذلك ف قدمه وحدوثه نظرا ثانيا الوجه الرابع أن يقال قولم أول إن
قوما يرون أنه يب من هذا أي من وجوب وجود العال مع العلة الول أل يكون صنع إرادي للعلة الول ف
وجود العال كما ل صنع لا ف وجود جوهرها إذا كان وجود العال غي مكن تأخره عن وجود جوهر العلة
الول إل آخره فيقال لكم إرادة العلة الول إما أن يستلزم تأخر فعلها للعال أو يوز مع ذلك تقدم فعلها
للعال فإن كانت الرادة تستلزم تأخر الراد لزم تأخر العال الشتاق صاحب الرادة والشوق فإن العال عندكم
قدي له إرادة وشوق قدي فإن كان القدي ل يكون له شوق وإرادة بطل قولكم بقدم العال مع القول بشوقه
وإن كان القدي يكن أن يكون له إرادة وشوق أمكن أم يكون الول له إرادة وشوق مع قدمه وأن
يكون صانعا للعال صنعا إراديا وهذا أيضا يبطل قولكم الوجه الامس أن يقال القدي إما أن يوز أن يكون
له إرادة وإما أل يوز فإن ل يز امتنع كون العال قديا مريدا وحينئذ فل يبقى لكم حجة على إثبات البدأ
الول فإنكم إنا أثبتموه بأنه معشوق للعال التحرك بالرادة مع قدم العال فإذا امتنع كون القدي مريدا ل يلزم
أن يكون هناك معشوق قدي فل يبقى دليل على ثبوته وإن جاز أن يكون القدي مريدا جاز كون الول مريدا
وبطل قولكم إنه ل صنع إرادي للعلة الول فأنتم بي أمرين إما سلب الرادة عن العال القدي وإما إثباتا
للول القدي وأيهما قلتم بطل قولكم ببطل قولكم وسنتكلم إن شاء ال على فرقهم بل يقال ف الوجه
السادس إنكم لو أثبتم الرادة للول القدي وسلبتموها عن الفلك كما يقول ذلك من يقوله من أهل اللل كان
أقرب إل العقول من إثباتا للفلك ونفيها عن العلة الول فإن صريح العقل يعلم أن العلة والبدأ الول أول أن
يكون مريدا من العلول الثان فإن الفعل إن ل يستلزم إرادة ل تستلزم حركة الفلك إرادة وإن استلزم إرادة
فالعلة الفاعلة أول بالرادة من العلول الفعول أل ترى أن العلولت قد تكون جامدة كالعناصر والنباتات الت
ل إرادة لا
يبي ذلك أن الركات ثلثة الطبيعية والقسرية والرادية فالقسرية تابعة للقاسر والطبيعية ل تكون إل
إذا خرج السم عن مركزه فيميل بطبعه إل مركزه فكلها عارضة وإنا الركة الصلية هي الرادية وإذا
كان كذلك فالعلول الفعول يتاج إل إرادة فاعلة أعظم من حاجته إل كونه هو مريدا فإنه إذا كانت جيع
الركات مستندة إل الرادة فمن العلوم أن احتياجها إل إرادة الفاعل أعظم من احتياجها إل إرادة الفعول
فإن قالوا الفلك عندنا ليس بعلول عن واجب مبدع بل هو قدي واجب بنفسه كان ما يلزمهم على هذا
التقدير مثل جعل الواجب بنفسه جسما متحيزا تله الوادث مفتقرا إل علة يتشبه با وسائر اللوازم أعظم ما
فروا منه الوجه السابع أن يقال المكن ل يوجد إل بفاعل ويكن وجوده بدون كونه مشتاقا فوجوده مشروط
بالفاعل له ليس مشروطا بكونه مشتاقا فكيف يوز إثبات ما ل يتاج المكن ف وجوده إليه وإلغاء ما ل
يكون موجودا إل بوجوده الوجه الثامن أن يقال قولكم فتكون العلة الول علة طبيعية للعال ومتممة له
ويكون القياس ف ذلك كالقياس فيما يفعله الفلك ويؤثره بطبيعته أو وجوده ذلك مع وجود جوهر الفلك ل
سيما
وأرسطو يقول إن التحرك الول إنا يرك كل ما ف الكون بالشوق وهو شوق التحرك إليه إل آخره
فيقال هذا كلم متهافت متناقض وذلك أن ما يفعله الفلك ويؤثره بطبيعته هو عندكم مريد له مع أن وجوده
مع وجود الفلك وقد شبهتم فعل الول بفعل الفلك ث قلتم إن الول ليس له إرادة ول تأثي فهذا التمثيل
يناقض هذا التفريق الوجه التاسع أن يقال الفلك إما أن يكون فاعل بالرادة وإما أل يكون فإن كان الول
وهو قولكم ووجود فعله مع وجوده لزم أن يكون الفعل الرادي يوز مساوقته للفاعل وأل يتأخر عنه وهذا
يبطل قولكم إنه يب من وجوب وجود الفلك مع العلة الول أن يكون ل صنع إرادي للعلة الول ف وجود
العال فإنكم حينئذ أثبتم فاعل فعل إراديا مع كون فعله موجودا معه واما قولكم كما ل صنع لا ف وجود
جوهرها فهذا تثيل ساقط إل غاية فإن الواجب بنفسه ل يكون فاعل لنفسه وأما معلوله فل بد أن يكون
فاعل له فكيف يقال ل يفعل معلوله كما ل يفعل نفسه وإن ل يكن الفلك فاعل بالرادة بطل كونه مشتاقا
عاشقا وبطل ثبوت البدأ الول وحينئذ فيبطل ما بنيتم عليه ثبوت الول وقدم العال الوجه العاشر قولكم
ينبغي أن ينل أمر العلة الول ف جوهرها
وسائر أمورها على أفضل ما يكن أن يكون وجود شيء عليه كلم حق لكن أنتم من أبعد الناس عنه
فإنكم جعلتم أمر العلة الول من أنقص ما يكن أن يكون وجود شيء عليه بل جعلتموه أنقص من كل
موجود شبيها بالعدوم فإن الوجودات أقسام أعلها الذي يفعل غيه ول ينفعل عن غيه وهذا هو الذي يب
أن يكون عليه البدأ الول والقسم الثان الذي يفعل وينفعل كالنسان وثالثها الذي ينفعل ول يفعل كالماد
وأما ما ل يفعل ول ينفعل فهذا ل يكون إل معدوما وأنتم جعلتم الول ل يفعل شيئا ول ينفعل فإنكم قد قلتم
إنه ل يؤثر أثرا ول يفعل فعل ل عن إرادة ول دون الرادة وقلتم أيضا إنه ل ينفعل عن غيه وهذا حال
العدوم ووصفهم له بأنه معشوق ل يفيد فإن الحبوب العشوق من الوجودات ل بد أن يكون فاعل أو
منفعل وأما ما ل يفعل ول ينفعل فل يب ول يب ول حقيقة له فوصفتم الواجب الوجود البدع لكل ما
سواه با هو أنقص من صفات سائر الوجودات ول يتصف به إل العدومات الوجه الادي عشر أنكم قلتم
إن الحرك إنا يرك الفلك لكون الفلك مشتاقا إليه أي إل التشبه به وقلتم إن الشتاق إليه إنا ترك بهة
طبعية ل إرادية لنه قد يكن أن يكون العشوق التشوق إليه نائما أو غي ذي إرادة وهو يرك الشتاق إليه
والعاشق له إل أنه ينبغي أن يترك أمر العلة الول ف جوهرها وسائر أمورها على أفضل ما يكن أن
يكون وجود شيء عليه وأردت تنيهه أن يشبه بالنائم ونوه وأنتم وصفتموه بدون صفة النائم فإن الحبوب
الذي ل يشعر بحبه لنومه يكن أن يتنبه فيشعر به ويكن أن يب مبه ومن العلوم أن الحبوب الذي يكن
أن يعلم بحبه وأن يبه أكمل من النائم الذي ل يعلم به ول يبه وأنتم قد قلتم إنه ل يكن أن يكون منه مبة
لحبه ول أثر ول فعل من الفعال وقال أرسطو وأكثركم إنه ل شعور له بحبه بل قد يقولون إنه ل شعور له
بنفسه أيضا فهل هذا إل وصف له بدون صفة النائم ونوه من الناقصي الوجه الثان عشر أن يقال إذا نزل
أمر الول على أفضل ما يكن أن يكون وجود شيء عليه فمن العلوم أن الوجود إذا انقسم إل حي وميت
فالي أكمل من اليت وإذا قسم إل ما يقبل التصاف بالياة والوت وما ليقبل فالذي يكن اتصافه بذلك
كاليوان أكمل من ل يكن اتصافه بذلك كالماد وإذا قسم إل عال وجاهل وما ل يقبل ل هذا ول هذا
وقادر وعاجز وما ل يقبل ل هذا ول هذا كان ما يقبل واحدا منهما أكمل ما ل يقبل وما كان عالا قادرا
أكمل ما كان جاهل عاجزا .
وإذا قسم إل ما يكون فاعل بالرادة وما يفعل بغي إرادة وما ل يفعل ل بذا ول بذا كان ما يفعل
بالرادة أكمل ما يفعل بدون إرادة وما يفعل بدون إرادة أكمل من ل فعل له وأنتم جعلتموه ل يفعل ل
بإرادة ول بدون إرادة الوجه الثالث عشر قولكم فإذن ل يؤثر جوهر هذه العلة أثرا ول يفعل فعل منقلبا عن
إرادتا وقصدها ول دون إرادتا إذ ليس ف هذه الذات نقص يتاج فيه إل تام من خارج ول فوق جوهرها
أمر يقتبس منه ازديادا ف شيء من حاله إل آخره فيقال لكم إذا قدر ذات لا فعل وتأثي بالرادة وذات ليس
لا فعل ول تأثي ل بإرادة ول بدونا شهد صريح العقل بأن الول أكمل ولذا كان اليوان أكمل من الماد
وقلتم أنتم إن حركة الفلك إرادية وإن ذلك أكمل من أن تكون حركته غي إرادية وإذا قدر مع هذا أن
التحرك بالرادة متاج إل تام من خارج وهو متحرك لطلب ذلك التمام فهو أكمل من الذي ل يقبل التمام
كالماد فإذا كان الول عندكم ل شعور له ول إرادة ول فعل بالرادة ول يكن أن يكون له شيء من ذلك
كان التحرك بالرادة لطلب تامه أكمل من هذا الناقص السلوب صفات الكمال الذي ل يكن اتصافه به
فالعميان والعرجان والصم والبكم العمي أكمل من هذا الول الذي فرضتموه والفلك أكمل منه بكثي وفيما
ذكرتوه من التناقض وغاية الفساد ما ل يصيه إل رب العباد الوجه الرابع عشر أن يقال العال إما أن يكون
واجبا بنفسه
وإما أن يكون مكنا فإن كان مكنا ل يوجد إل بواجب يبدعه ويفعله فيلزم إن يكون للول فعل وتأثي
وذلك مناقض ما ذكرتوه ث إذا قدر من يفعل بإرادة ومن يفعل بل إرادة فالفاعل بالرادة أكمل فيلزم أن
يكون فاعل له بالرادة حيث سلمتم أنه يب أن ينل أمره ف جوهره وسائر أموره على أفضل ما يكن أن
يكون وجود شيء عليه وإن كان العال واجب الوجود بنفسه مع كونه عندكم مفتقرا إل الول افتقار الشيء
إل من يتشبه به ويركه بالرادة حركة يصل با تامه أمكن أن يكون واجب الوجود يتحرك حركة إرادية
يتاج فيها إل تام من خارج فثبت أنه على تقدير إمكان العال بنفسه ووجوبه بنفسه يلزم أن يكون الواجب
بنفسه له فعل وتأثي وذلك ينقض ما ذكرتوه وإن وصفه بذلك أول من وصفه بكونه ل فعل له ول إرادة ول
تأثي ول يكن اتصافه بشيء من صفات الكمال الوجه الامس عشر أن يقال أنتم فررت من إثبات نوع من
النقص له فأثبتم له من النقائص ما يكون أنقص به من جيع الوجودات فإنكم فررت من كونه يفعل بإرادة
وبغي إرادة لن ذلك بزعمكم يستلزم نقصا يتاج فيه إل تام من خارج فيقال إذا قدر أنه ل علم له ول
قدرة ول حياة ول إرادة ول فعل ل بإرادة ول غي إرادة ول يؤثر شيئا أصل ول يتأثر عن شيء كان ما ف
الوجود أكمل منه فهذا منتهى كل نقص ومن كان فيه نقص يكنه إتامه من خارج كان خيا من العدم ومن
ل يكنه إتام نقصه
الوجه السادس عشر أن يقال ما هو النقص الذي نزهتموه عنه فإن النقص ل يعقل إل عدم كمال أو
وجود مناف لكمال فعدم العلم والياة والقدرة يسمى نقصا ووجود الصمم والبكم والرس الناف لذه
الصفات يسمى نقصا ث ما كان قابل للتصاف بصفات الكمال أكمل من ل يقبلها فإذا كان عندكم ل
متصفا با ول قابل للتصاف با كان هذا غاية ما يعقل من النقص فما النقص الذي نزهتموه عنه فإن قالوا
نزهناه عن طلب تامه من خارج فإن كون تامه ل يصل بسبب من خارج النقص فيقال لم هذا باطل من
وجوه أحدها أن هذا إن كان نقصا فما وصفتموه به من النقائص أعظم من هذا وأكثر الثان أن يقال فكون
تامه مكنا وهو طالب له أكمل من كونه ل يقبل التمام ول يطلبه الثالث ول قلتم إن هذا نقص فإن النقص
إنا يكون نقصا إذا عدم ما ينبغي وجوده أو ما يكن وجوده فإذا قدر أمر ل يكن وجوده ف الزل أو ل
يصلح وجوده ف الزل فلم قلتم إن عدم هذا نقص الرابع أن يقال ظنكم أن تامه يتاج إل سبب منفصل
غلط كما قد بسط ف موضع آخر فليس هو متاجا ف شيء من أفعاله فضل عن صفاته وذاته إل سبب خارج
عنه الوجه السابع عشر أن يقال ل قلتم إن الول إذا كان فاعل مؤثرا
بالرادة لزم أن يكون فيه نقص يتاج فيه إل تام من خارج فإن هذا إنا يلزم لو كان الحرك له شيئا
منفصل عنه أما إذا ل يكن مبدأ فعله إل منه ل يلزم أن يكون متاجا إل تام من خارج وأنتم ل تقيموا دليل
على أن كل فاعل بالرادة ل يكون مبدأ فعله إل بسبب من خارج بل ادعيتم هذا دعوى مردة ومن هنا يتبي
فساد أصل كلمهم فنقول فيه الوجه الثامن عشر أنتم لا ذكرت أن حركة الفلك إرادية قلتم إن التحرك
بالرادة ل يكون ال ببوب منفصل عنه ث انكم قلتم الول ل يتحرك بالرادة لئل يكون له مبوب منفصل
فنحتاج إليه ول تذكروا دليل على أن كل متحرك بالرادة يب أن يكون مفتقرا إل مبوب منفصل بل ذكرت
هذا دعوى مردة بنيتم عليها إثبات الول وبنيتم عليها امتناع كون الول مؤثر ويفعل بإرادة أو غي إرادة وإذا
ل يفعل بإرادة ول غي إرادة امتنع وجود المكنات فامتنعت حركتها بالرادة فامتنع احتياجها إل معشوق
فبطل دليلكم على إثبات الول فكان نفس دعواكم الت بنيتم عليها اثبات الول وسلب أفعاله ول تقيموا
عليها دليل هي بعينها تستلزم عدم دليلكم على ثبوت الول فتبي أنه ليس ف كلمكم ل إثبات للول ول
نفي لشي عنه الوجه التاسع عشر أن يقال ل قلتم إن كل فاعل بالرادة أو كل متحرك بالرادة يب أن
يكون متاجا إل مراد منفصل عنه غن عنه ول
تذكروا على هذا دليل ويقال لكم ل ل يوز أن يكون هو الراد الحبوب فيكون مبا لنفسه فهو
الحب وهو الحبوب أو يكون مريدا متاجا لا هو مفعول له فيكون هو الفاعل لا هو مراده فل يكون ف ذلك
احتياجه إل غيه وأنتم تقولون ما هو موجود ف كتبكم إن الول عاشق ومعشوق وعشق ولذيذ وملتذ
ومبتهج ومبتهج به فإذا جاز عندكم أن يكون مبا مبوبا مريدا مرادا فلم ل يوز أن يكون إذا فعل بالحبة
والرادة هو الحبوب الراد وعلى اصطلحكم هو العاشق العشوق وعلى هذا التقدير يبطل أصل كلمكم
ويكن وصفه بصفات الكمال وبالفعال الكاملة الرادية الت ل يفتقر فيها إل غيه ول يكون فيه نقص يتاج
فيه إل تام من خارج الوجه الوف عشرين أنكم تقولون إن العال ل يفعل لجل السافل وإن حركة الفلك
الرادية ل يوز أن تكون لجل السفليات لكن لزم حصول ما حصل عن حركته الرادية بالقصد الثان وإنا
مقصوده بركته الرادية التشبه بحبوبه العلى وإذا كان المر كذلك فلم ل يوز أن يكون الول هو الريد
والراد والحبوب والحب وهو ل يريد شيئا لجل شيء سواه ولكن مبته لنفسه وإرادته لا استلزم وجود
الفعولت كما قلتموه فيما صدر عن الفلك وإذا قيل هو فاعل باختياره وإرادته فعل يستلزم وجود
العلولت كان كما قلتم مثل ذلك ف حركة الفلك فهذا القول جاز على
أصولكم وهو أحق بالواز إن كانت أصولكم صحيحة ما قلتموه فيه من وصفه بغاية النقص فإذا
وصفتموه بذا كنتم قد وصفتموه بصفات الكمال مع رعاية أصولكم الت اعتقدت صحتها ول يكن ف هذا
مذور إل كان ف نفيه من الحذور ما هو أعظم منه الوجه الواحد والعشرون أن يقال قولكم فجوهرها ليس
فيه شوق إل شيء ول منافرة لشيء مضمونه أنا ل تب شيئا ول تبغضه فلم قلتم ذلك فإن قلتم إن الحب
البغض ل يب إل ما يتاج إليه غيه ول يبغض إل ما يتاج إل دفعه عن نفسه قيل لكم ول قلتم ذلك
والفلك عندكم يب بل يعشق وإذا كان يب شيئا فإنه يبغض زواله ومع هذا فهو عندكم ل ياف من شيء
منفصل ول يتاج إل دفع ضرر عن نفسه بل ول يوز عليه الفساد والنلل وهو مع هذا عاشق مب طالب
مشتاق فل يلزم من كونه مشتاقا أن يكون من يعرض له أمر يتاج إل استدفاعه وأما كون الب يوجب أن
يكون فوقه جوهر آخر يقتبس منه فهذا إنا يلزم إذا ل يكن قادرا على حصول مبوبه فأما إذا قدر أنه ليس ف
ذلك حاجة إل ما هو غن عنه ل يكن ف ذلك مذور الوجه الثان والعشرون أن يقال قولكم فجوهرها إذن
ليس فيه شوق إل شيء ول منافرة لشيء ول قبول لتغيي ول لدوث
شأن متجددة أمر ل يذكروا عليه حجة عقلية إل ما ذكرتوه من أن هذه الذات ليس فيها نقص يتاج
فيه إل تام من خارج ول فوقها ما تزداد منه ول يعرض لا ما يتاج دفعه فيقال لكم الوهر التحرك أهو
متاج إل شيء من خارج وفوقه ما يزداد منه ويعرض له ما يتاج إليه ف دفعه أم ليس كذلك فإن قلتم إنه
بذه الصفة وهو متحرك ل يكن ف ثبوت هذه الصفات ما ينع كون الوصوف متحركا فيجوز حينئذ على
الول أن يكون متحركا قابل لقيام المور الختيارية به كما يقبله الوهر التحرك إذ كان كلها مشتركا ف
هذه الصفات وإن قلتم ليس كذلك وإن الوهر التحرك يعرض له ما يدفعه عن نفسه قيل لكم ليس هذا
قولكم وبتقدير أن يعرض له فليس فوقه ما يدفع هذا عنه إذ عندكم ليس فوقه فاعل إنا فوقه مبوب ليس
بفاعل ول مؤثر ل بإرادة ول بدون إرادة وكذلك إن قلتم إنه يتاج إل تام من خارج أو فوقه جوهر يقتبس
منه زيادة قيل لكم فمن الذي يفيده الزيادة ويزيل عنه الاجة غيه فإن قلتم الول فالول عندكم ليس يؤثر
أثرا ول يفعل فعل ل عن إرادة ول عن غي إرادة وكونه مبوبا ل يقتضي أنه يفعل بالحب فعل
يزداد به إذا كان الفاعل للحب ف الحبوب الحرك له إل الحبوب ليس نفس الحبوب إذ كل عاقل
يعلم أن البز إذا أحبه الائع ل يفعل حركته ول قصده وكذلك العشوق الذي ل يشعر بعاشقه ليس منه فعل
ول حركة يزيد با الحب شيئا وإنا يضاف الفعل إليه كما يضاف إل الماد كما يقال أهلك الناس الدرهم
والدينار ويقال قتلن حب الال ويقال للذهب قاتول ويقال للدنيا غرارة خداعة مكارة ونو ذلك ما يضاف
إل ما تبه النفوس وتواه من غي فعل منه ول قصد فإنا يضاف الفعل إليه لنه كان بسببه ل أنه هو الحدث
لذلك الفعل ول الفاعل له ول البدع له وهذا متفق عليه بي العقلء وإذا كان كذلك فليس ف الوهر
السمان الفلكي إل من جنس ما جعلتموه ف الول وهو غن كغن الول ومع هذا فقد جاز عليه الركة
وقيام الوادث به فكذلك ف الول وإذا جاز أن يقال إن الفلك يتحرك بنفسه فلم ل يوز أن يقال إنه يشتاق
إل نفسه وإذا قيل إن الول هو مبوب مشتاق إليه فلم ل يوز أن يكون مبا لنفسه وحركته من الحبة لنفسه
وإذا قلتم إل أي شيء يتحرك قيل لكم والفلك إل أي شيء يتحرك فإذا قلتم لخراج ما ل يكن وجوده
دفعة عن اليون والوضاع قيل لكم ول ل يوز على هذا أن تقولوا إن الول يتحرك لخراج
ما ل يكن وجوده دفعة من أحواله وشئونه ث الوادث النفصلة تابعة لذلك كما قلتم مثل ذلك ف
الفلك الوجه الثالث والعشرون أن يقال قولكم ليس فيه شوق إل شيء ول منافرة لشيء أتريدون به أنه ليس
فيه حب لشيء أصل ل لنفسه ول لغيه ول بغض لشيء من الشياء وسيتم الب الباعث على الفعل شوقا أم
تريدون به ليس فيه شوق إل شيء مستغن عنه كما قلتموه ف الفلك فإن كان مرادكم الثان ل يضر هذا مع
أنكم ل تقيموا على هذا دليل ولو قيل لكم بل يوز أن يكون مشتاقا إل غيه وغيه مشتاق إليه ل يكنكم
الواب لنكم إن قلتم إن الفلك مكن بنفسه لزم أن يكون الول فاعل له ولزم أن يكون كالفلك وهو
عندكم ل يفعل ول يؤثر وإن كان الفلك واجبا كان الواجب موصوفا بالشوق إل غيه وأيضا فأنتم ل
تذكروا دليل على ثبوته فضل عن غناه إذ دليلكم ف ثبوته مبن على أن التحرك بالرادة ل تكون حركته إل
عن حب لغيه وهذا ل تقيموا عليه دليل وهو ل يتم حت يتنع كون الول فاعل بالرادة فإذا ل يكنكم ثبوته
حت يتنع كونه فاعل بالرادة ول يتنع كونه فاعل بالرادة حت يعلم ثبوته فإذا ل يثبت ل هذا ول هذا وإن
كان مرادكم الول فيقال لكم من أين علمتم أنه ل يكون مبا لنفسه ول لغيه
فإن قلتم إن الحب لغيه ناقص يتاج إل الغي كان جوابكم من أربعة أوجه أحدها أن يقال ل ل
يوز أن يكون مبا لنفسه ث مبته لغيه تبعا كما تقولون ف حب الفلك وإرادته بالقصد الول والقصد الثان
الثان أن يقال فلم ل يوز أن يكون مبا لغيه الذي هو مفعول مصنوع له وإذا كان مريدا كما هو مفعول
مصنوع له وهو مكن ل يكن ف ذلك إرادته ومبته إل لفعولته ومبتدعاته الت هي فقية إليه من كل وجه
فليس ف هذا افتقار إل شيء هو مستغن عنه بوجه من الوجوه ومعلوم أن هذا خي من قولكم إن الفلك ل
يتاج إليه إل من جهة كونه مبوبا فإن ذلك ف إثبات فقر الفلك إليه من كل وجه وهذا أبلغ ف الكمال
الثالث أن يقال ولو فرض مبا لغيه مريدا لغيه وذلك الغي أيضا متاج إليه لكونه ل يقوم إل به كان غاية ما
ف هذا أن يكون قوام كل منهما بالخر ومعلوم أن هذا وإن كان السلمون ينهون ال عنه فهو خي من
قولكم التضمن أن الفلك ليس له مبدع فاعل مع كونه متاجا إل مبوبه لن هذا يتضمن شيئي كل منهما
فاعل له وأحدها مب للخر أقرب إل العدل والمكان إن كان ذلك مكنا وإل فهو أقرب إل المتناع لن
كل القولي يتضمن إثبات شيئي ل فاعل لما وأحدها يتضمن أن الحب أحدها والخر مبوب والقول الثان
يتضمن أن كلها مب ومبوب
الوجه الرابع أن يقال الحب الريد لمور منفصلة عنه إذا كان قادرا عليها وهو يفعلها بسب مبته
وإرادته من غي مانع فلم قلتم إن هذا نقص أو ليس الوصوف بذا أكمل من الذي ل يب شيئا ول يريده ول
يقدر عليه وإذا شبه الول باليوان كان الثان مشبها بالماد والماد أنقص الوجه الرابع والعشرون أن يقال
إذا قدر موجودان أحدها مب مريد يفعل ما يريده وهو قادر على ذلك والثان ل يب شيئا ول يريده ول
يقدر على شيء مبوب مراد لكن غيه يبه كان إجاع العقلء أن الول أكمل من الثان فإن الثان شبيه بالبز
والاء واللباس والساكن الت يبها الناس ويريدونا والول شبه بالناس الذين يبون ذلك ومعلوم أن الثان
أنقص من الول والول أقرب إل الكمال فهؤلء فروا بزعمهم ما توهوه نقصا فوقعوا فيما هو أعظم نقصا
بل ريب وإيضاح هذا أن يقال إذا قسمنا الوجودات إل قسمي حي وميت وعال وجاهل وقادر وعاجز
وقادر على الفعل وغي قادر عليه بل قادر على الفعل والركة بإرادته ومبته ومن ل إرادة له ول قدرة له أو ل
فعل له ول حركة إل ما يريده ونو ذلك كان الول هو الوصوف بصفات الكمال دون الثان وأما مرد
كون الشيء مرادا مبوبا فليس بصفة كمال له إل أن يكون مبوبا لنفسه مرادا لذاته وهؤلء سلبوا الرب جيع
صفات الكمال ووصفوه بالنقائص ول يثبتوا له شيئا من الكمال إل مرد كونه
مبوبا ول يقيموا حجة على ذلك ول على أنه مبوب لنفسه فكان ما وصفوه به غاية النقص بل العدم
قال ثابت فليس يوجد إذن أمر يتذب هذه الذات بالطبع وبغي إرادة وليس يوجد إذن أمر يدعو هذه الذات
إل حال أو شأن ليس هي البدأ الول له والعلة فيه فيقال لم أول ل تقيموا دليل على شيء من ذلك فإنكم
ل تعلوها فاعل لشيء ول مؤثرا فيه أصل فليست مبدأ لشيء من الشياء ول علة له إل من كونا مبوبة فقط
وليس ف هذه الهة أنا تدث شيئا ول أنا تبدع شيئا وإذا كان كذلك فما الانع أن يكون غيها جاذبا لا
وداعيا لا إل شيء وما الانع أن تكون هي مبة لغيها وأنتم ل تذكروا على امتناع ذلك حجة أصل
والسلمون وغيهم من أهل اللل إذا نزهوا ال عن الاجة إل غيه فهم يثبتون أنه رب غيه ومليكه وخالقه
وأنتم ل تثبتوا أنه رب كل ما سواه ومليكه وخالقه وحينئذ فل دليل لكم على انتفاء الاجة عنه ل سيما مع
أنه يلزمكم أن تعلوا العال واجب الوجود بنفسه مع فقره إليه فيكون الواجب بنفسه فقيا إل غيه أو تعلوه
مكنا ل بد له من فاعل فيكون الول مبدعا فاعل لغيه والفاعل كما ذكروه يستلزم أن يكون له فعل وإرادة
وهذا نقيض قولم
ويقال لم ثانيا ل ل يوز أن يكون مفعولا الحتاج إليها هو الداعي الاذب وليس ف هذا افتقار إل
ما هو مستغن عنها وأنتم ل تقيموا دليل على انتفاء ذلك ويقال لم ثالثا ل ل يوز أن يكون هو البدأ لا
يفعله والداعي منه ل من غيه وهو الحب لنفسه وقد ذكر أئمتكم ف كتبهم أنه عاشق ومعشوق وعشق
ولذيذ وملتذ به قال وبالملة فكل ما كان له هو بالطبع على الهة الطبيعية الت يحوها فإنه يلزم أن يوجد ف
جوهره شوق بالطبع إل حال ل تلكها إرادته والشتاق معلول من جهة شوقه للشيء الشوق إليه والشيء
الشوق إليه مبدأ له ف ذلك الشوق ومن جهة أي هو له علة تامية من جهة من الهات وليس يليق هذا المر
ألبتة بالبدأ الول ولكنه مبدأ لكل طبيعة ولكل شوق ولكل حركة فيقال له الكلم على هذا من وجوه
الول قولكم إن الول مبدأ لكل طبيعة وكل شوق وكل حركة كلم مناقض لا ذكرتوه فإنكم ل تعلوه إل
مبوبا فقط ل فاعل مبدعا ول علة فاعلة ومرد كون الشيء مبوبا ل يوجب أن يفعل شيئا ف غيه وقد علم
الفرق بي العلة الفاعلة والغائية والثان قولكم إن الشتاق إليه علة للمشتاق فيقال لكم ول يتنع أن يكون مبا
لنفسه فهو الحب الحبوب
الثالث أن يقال ما الانع أن يكون مبا مريدا لا هو مفعول مصنوع له وليس ف هذا كونه معلول لغيه
لن ذلك الغي هو معلوله من كل وجه مفعول له بكل طريق متاج إليه بكل سبب وليس ف حب الشيء
وإرادته لثل ذلك نقص بل هذا من الكمال فإن من أراد ما هو مفعول له معلول له وهو قادر على ذلك الراد
الحبوب كان هذا غاية الكمال بلف من ل يفعل شيئا منفصل عنه ول يريده ول يقدر عليه بل ول يفعل
فعل قائما بنفسه بل هو كالماد الذي ليس له صفة كمال بل كالعدوم الرابع قولكم وليس يليق هذا البتة
بالبدأ الول كلم بل برهان وأنتم تدعون البهان والجة وقد ذكر هذا غيكم ل ترضوا أن تعلوا هذا
خطابة بل جعلتموه دون الطابة وأنتم تعلونه عمدة ف مثل هذا المر العظيم بل حجة أصل مع أنكم ل
تثبتوا إن الول مبدأ ول فاعل أصل إل بهة كونه مبوبا مع أنكم ل تقيموا على ذلك دليل الامس قوله كل
ما كان ما هو له الطبع عن الهة الت ينحوها فإنه يلزم أن يوجد ف جوهره شوق بالطبع إل حال ل تلكها
إرادته فيقال لم هذه قضية كلية ل يذكروا عليها دليل وغاية ما يستدلون به أن يقولوا وجدنا التحركات
بالرادة كذلك كاليوان فيقال لم وكذلك وجدت ذلك مكنا مفعول مصنوعا مفتقرا إل
فاعل مبدع فقولوا إن الول مكن مفعول مصنوع مفتقر إل فاعل مبدع فإن كان الدليل قد أثبت
موجودا واجبا بنفسه ل يفتقر إل غيه فإما أن يكون ذلك هو الفلك أو أمرا فوق الفلك فإن كان هو الفلك
وهو مشتاق إل حال ل تلكها إرادته بطل نفيكم لذا عن الواجب بنفسه وإن كان الواجب بنفسه امرا فوق
الفلك كان هو الفاعل للفلك البدع له وحينئذ فالفلك وما فيه متاج إليه من كل وجه فليس ف الوجود ما هو
خارج عن ملكه حت يقال إنه مشتاق إل ما تلكه إرادته السادس أن هذا الكلم إنا يصح أن لو كان ف
الوجود ما ل تلكه إرادة الول فأما إذا كان كل ما سواه كائنا بإرادته ومشيئته فليس ف الوجود شيء ل
تلكه إرادته وأنتم ل تقيموا دليل على امتناع إرادته وإذا كانت إرادته مكنة على هذا الوجه كما يقول
السلمون ما شاء ال كان وما ل يشأ ل يكن ل ينع أن يكون مريدا على هذا الوجه السابع أن يقال كونه
يفعل بالطبع أو نو ذلك ليست من عبارة السلمي فإذا كانوا يسمون كل ما يفعل فعل قائما بنفسه متحركا
بالطبع ل ننازعهم ف العن لكن نقول ل قلتم إن من كان فاعل يقوم به بإرادته مشتاق إل حال ل يلكها
فإذا سيتم كل ما كان كذلك فاعل بالطبع فلم قلتم إن كل ما كان كذلك مشتاق إل حال ل يلكها
فصل ث قال ابن رشد فإن قيل فإذ قد تبي أن هذه الطرق كلها ليست واحدة منها هي الطريقة
الشرعية الت دعا الشرع منها جيع الناس على اختلف فطرهم إل القرار بوجود الباري فما هي الطريق
الشرعية الت نبه الكتاب عليها وكان يعتمدها الصحابة قلنا الطرق الشرعية الت نبه الكتاب عليها ودعا الكل
من بابا إذا استقرىء الكتاب وجدت تنحصر ف جنسي أحدها طرق الوقوف على العناية بالنسان وخلق
جيع الوجودات من أجله وتسمى هذه دليل العناية
والطريق الثانية ما يظهر من اختراع جواهر الشياء الوجودات مثل اختراع الياة ف الماد
والدراكات المسة والعقل ولنسم هذا دليل الختراع اما الطريقة الول فتنبن على أصلي أحدها أن جيع
الوجودات الت ها هنا موافقة لوجود النسان والصل الثان أن هذه الوافقة هي ضرورة من قبل فاعل قاصد
لذلك مريد إذ ليس يكن أن تكون هذه الوافقة بالتفاق فأما كونا موافقة لوجود النسان فيحصل اليقي
بذلك بدليل موافقة الليل والنهار والشمس والقمر لوجود النسان وكذلك موافقة الزمنة الربعة له والكان
الذي هو فيه أيضا وهو الرض وكذلك أيضا يظهر موافقة كثي من اليوان له والنباتات والمادات
وجزئيات كثية مثل المطار والنار والبحار وما تمله
الرض والاء والواء والنار وكذلك أيضا تظهر العناية ف أعضاء النسان وأعضاء اليوان أعن كونا
موافقة لياته ووجوده وبالملة فمعرفة منافع الوجودات داخلة ف هذا النس ولذلك وجب على من أراد أن
يعرف ال تعال العرفة التامة أن يفحص عن صانع جيع الوجودات قال وأما دللة الختراع فيدخل فيها
وجود اليوان كله ووجود النبات ووجود السماوات وهذه الطريقة تنبن على أصلي موجودين بالقوة ف فطر
جيع الناس أحدها أن هذه الوجودات مترعة وهذا معروف بنفسه ف اليوان والنبات كما قال تعال إن
الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذباب ولو اجتمعوا له الية سورة الج 73فإنا نرى أجساما جادية ث
تدث فيها الياة فنعلم قطعا أن ها هنا موجدا للحياة ومنعما با وهو ال تبارك وتعال وأما السماوات فنعلم
من قبل حركاتا الت ل تفترق أنا مأمورة
بالعناية با هو ها هنا ومسخرة لنا والسخر الأمور مترع من قبل غيه ضرورة قلت هذا يبي بأن
حركات الفلك ليست من قبل أنفسها بل من مرك منفصل عنها حت يكون ذلك الحرك لا هو المر
السخر وهذا يتبي بوجوه مبسوطة ف غي هذا الوضع مثل أن يبي الحرك من جهة الفاعل والسبب ومن
جهة القصود والغاية أي أنا ل بد أن تقصد بركاتا شيئا منفصل عنها مثل ما يقول السلمون وغيهم من
أهل اللل إنا عابدة ل تعال ويقول التفلسفة كأرسطو وأتباعه إنا تقصد التشبه بالله على قدر الطاقة وعلى
القولي فتكون حركتها من جنس حركة الحب إل مبوبه والطالب إل مطلوبه وما كان له مراد منفصل عنه
مستغن عنه فهو متاج إل ما هو مستغن عنه ومن احتاج إل ما هو مستغن عنه ل يكن غنيا بنفسه بل يكون
مفتقرا إل ما هو منفصل عنه وهذا ل يكون واجب الوجود بنفسه بل يكون مكنا عبدا فقيا متاجا فتكون
السماوات مفتقرة مكنة ليست بواجبة والوجه الثان أن كل فلك فإنه يركه غيه من الفلك النفصلة عنه
فتكون حركته من غيه والفلك الحيط با الحرك لا ل يرك ول يؤثر ف غيه إل بعاونة غيه من المور
النفصلة عنه فليس هو وحده الحرك
لسائر أنواع حركاتا بل يب أن يكون الحرك غيه والتحركات النفصلة ليست منه وحده بل منه
ومن غيه فليس فيها ما هو مستقل بالتحريك وما كان مفتقرا إل غيه ل يكن واجبا بنفسه فل بد من مرك
منفصل عنها ومثل أن يقال ليس شي منها مستقل بصال السفليات والثار الادثة فيها بل إنا يصل ذلك
بأسباب منها اشتراكها ومنها أمور موجودة ف السفليات ليست من واحدة منها فكل واحد منها ل بد له من
شريك معاون له مانع يعوقه عن مقتضاه فل يتم أمره إل بشارك غن عنه وانتفاء مانع معارض له فيمتنع أن
يكون مبدعا لشريكه الغن عنه ولانعه الضاد له وأن يكون ما يصل من الصال الت ف العال السفلي بجرد
قصده وفعله فوجب أن يكون هناك ما يوجب فعله وحركته من غيه وذلك هو المر والتسخي لن الركة
إن كانت قسرية فلها قاسر وإن كانت طبيعية فالطبعية ل تكون إل إذا خرجت بالعي عن ملها فهي مقسورة
على الروج وإن كانت إرادية فالريد لثار ل يستقل با ول يصل إل بشاركة غيه ويتنع بعارضة غيه له
فيها هو مفتقر ف مقصوده إل غيه ويتنع أن يكون واجب الوجود بنفسه لن الواجب بنفسه ل يكون
مفتقرا إل غيه الستغن عنه بوجه من الوجوه إذ لو افتقر إل غيه بوجه من الوجوه ل يكن من ذلك الوجه
غنيا عن الغي بل مفتقرا إليه
ول يتم ذلك الوجه إل بذلك الغي الستغن عنه والريد لمر إذا ل يكن قادرا على تصيل مراده كان
عاجزا وكان فقيا إل ما به يصل مراده والفتقر إل ما يعجز عنه ل يكون واجبا بنفسه ول يكون كماله
حاصل به بل با هو مستغن عنه فهذه المور وغيها ما يستدل به على هذا الطلوب قال وأما الصل الثان
فهو أن كل مترع فله مترع فيصح من هذين الصلي أن للوجود فاعل مترعا له وف هذا النس دلئل كثية
على عدد الخترعات ولذلك كان واجبا على من أراد معرفة ال حق معرفته أن يعرف جواهر الشياء ليقف
على الختراع القيقي ف جيع الوجودات لن من ل يعرف حقيقة الشيء ل يعرف حقيقة الختراع وإل
هذا الشارة بقوله تعال أو ل ينظروا ف ملكوت السماوات والرض وما خلق ال من شيء سورة العراف
185وكذلك أيضا من تتبع معن الكمة ف موجود أعن معرفة السبب الذي من أجله خلق والغاية
القصودة به كان وقوفه على دليل العناية أت فهذان الدليلن ها دليل الشرع وأما أن اليات النبهة على الدلة
الفضية إل وجود الصانع
سبحانه ف الكتاب العزيز هي منحصرة ف هذين النسي من الدلة فذلك بي لن تأمل اليات الواردة
ف الكتاب العزيز ف هذا العن وذلك أن اليات الت ف الكتاب العزيز ف هذا العن إذا تصفحت وجدت
على ثلثة أنواع إما آيات تتضمن التنبيه على دللة العناية وإما آيات تتضمن التنبيه على دللة الختراع وإما
آيات تمع المرين من الدللة جيعا فأما اليات الت تتضمن دللة العناية فقط فمثل قوله تعال أل نعل
الرض مهادا والبال أوتادا سورة النبأ 7 6إل قوله وجنات ألفافا سورة النبأ 16ومثل قوله تعال
تبارك الذي جعل ف السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيا سورة الفرقان 61إل قوله أو أراد
شكورا سورة الفرقان 62
ومثل قوله فلينظر النسان إل طعامه اليات سورة عبس 24ومثل هذا كثي ف القرآن واما اليات
الت تضمنت دللة الختراع فقط فمثل قوله تعال فلينظر النسان مم خلق خلق من ماء دافق سورة الطارق
6ومثل قوله أفل ينظرون إل البل كيف خلقت سورة الغاشية 17الية ومثل قوله تعال يا أيها الناس
ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذبابا سورة الج 73ومن هذا قوله تعال
حكاية عن قول إبراهيم عليه السلم إن وجهت وجهي للذي فطر السماوات والرض حنيفا سورة النعام
79إل غي ذلك من اليات الت ل تصى وأما اليات الت تمع الدللتي فهي كثية أيضا بل هي الكثر
مثل قوله تعال يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من
قبلكم سورة البقرة 21إل قوله تعال فل تعلوا ل أندادا وأنتم تعلمون سورة البقرة 22وذلك
أن قوله الذي خلقكم والذين من قبلكم سورة البقرة 21تنبيه على دللة الختراع وقوله الذي جعل لكم
الرض فراشا والسماء بناء سورة البقرة 22تنبيه على دللة العناية ومثل قوله وآية لم الرض اليتة أحييناها
وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون سورة يس 33وقوله ويتفكرون ف خلق السماوات والرض ربنا ما
خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب النار سورة آل عمران 191وأكثر اليات الواردة ف هذا العن
يوجد فيها النوعان من الدلة قال فهذه الطريق هي الصراط الستقيم الت دعا ال الناس منه إل معرفة وجوده
ونبههم على ذلك با جعل ف فطرهم من إدراك هذا العن
وإل هذه الفطرة الول الغروزة ف طباع البشر الشارة بقوله تعال وإذ أخذ ربك من بن آدم من
ظهورهم ذرياتم وأشهدهم إل قوله قالوا بلى شهدنا سورة العراف 172ولذا يب على كل من كان
وكده طاعة ال تعال ف اليان به وامتثال ما جاءت به رسله أن يسلك هذه الطريقة حت يكون من العلماء
الذين يشهدون ل بربوبيته مع شهادته لنفسه وشهادة ملئكته له كما قال تعال شهد ال أنه ل إله إل هو
واللئكة وأولوا العلم قائما بالقسط ل إله إل هو العزيز الكيم سورة آل عمران 18قال ودللة الوجودات
من هاتي الهتي عليه هو التسبيح الشار إليه بقوله تعال وإن من شيء إل يسبح بمده ولكن ل تفقهون
تسبيحهم سورة السراء 44قلت ف هذه الية وآية أخذ اليثاق من الكلم ما ليس هذا موضعه وكذلك
دعواه انصار الطريق ف هذين النوعي
وقوله إن ف اليات ما يدل على العناية دون الختراع وغي ذلك كلم ليس هذا موضعه بل كل ما
دل على العناية دل على الختراع ولكن القصود هنا حكاية ما ذكره قال فقد بان من هذه الدلة أن الدللة
على وجود الصانع منحصرة ف هذين النسي دللة العناية ودللة الختراع قال وبي أن هاتي الطريقتي ها
بأعيانما طريقة الواص ويعن بالواص العلماء وطريقة المهور وإنا الختلف بي العرفتي ف التفضيل أعن
أن المهور يقتصرون من معرفة العناية والختراع على ما هو مدرك بالعرفة الول البنية على علم الس وأما
العلماء فيزيدون إل ما يدركون من هذه الشياء بالس ما يدرك بالبهان أعن من العناية والختراع حت لقد
قال بعض العلماء إن الذي أدرك العلماء من معرفة منافع أعضاء النسان واليوان هو قريب من عشرة آلف
منفعة
قال وإذا كان هذا هكذا فهذه الطريقة هي الطريقة الشرعية والفلسفية الكمية وهي الت جاءت با
الرسل ونزلت با الكتب والعلماء ليسوا يفضلون المهور ف هذين الستدللي من قبل الكثرة فقط بل من
قبل التعمق ف معرفة الشيء الواجب بنفسه فإن مثال المهور ف النظر إل الوجودات مثالم ف النظر إل
الصنوعات الت ليس عندهم علم بصنعها فإنم إنا يعرفون من أمرها أنا مصنوعات فقط وأن لا صانعا
موجودا ومثال العلماء ف ذلك مثال من نظر إل الصنوعات الت عنده علم ببعض صنعها وبوجه الكمة فيها
ول شك أن من حاله من العلم بالصنوعات هذه الال فهو أعلم بالصانع من جهة ما هو صانع من الذي ل
يعرف من تلك الصنوعات إل أنا مصنوعة فقط وأما مثال الدهرية ف هذا الذين جحدوا الصانع سبحانه
وتعال فمثال من أحس مصنوعات فلم يعرف أنا مصنوعات بل ينسب ما
رأى فيها من الصنعة إل التفاق والمر الذي يدث من ذاته قلت فهذا الرجل مع أنه من أعيان
الفلسفة العظمي لطريقتهم العتني بطريقة الفلسفة الشائي كأرسطو وأتباعه يبي أن الدلة العقلية الدالة
على إثبات الصانع مستغنية عما أحدثه العتزلة ومن وافقهم من الشعرية وغيهم من طريقة العراض ونوها
وأن الطرق الشرعية الت جاء با القرآن هي طرق برهانية تفيد العلم للعامة وللخاصة والاصة عنده يدخل
فيهم الفلسفة والطرق الت لولئك هي مع طولا وصعوبتها لتفيد العلم ل للعامة ولللخاصة هذا مع أنه ل
يقدر القرآن قدره ول يستوعب أنواع الطرق الت ف القرآن فإن القرآن قد اشتمل على بيان الطالب اللية
بأنواع من الطرق وأكمل الطرق كما قد بسط ف موضعه والذي قاله من أن هذه الطرق العتزلية كطريقة
العراض البنية على امتناع حوادث ل أول لا ل يبعث الرسول بدعوة اللق إليها ول كان سلف المة
يتوسلون با إل معرفة ال هو أمر معلوم بالضطرار لكل من كان عالا بأحوال الرسول وأصحابه والسلف
ولكل من تدبر القرآن والديث وكل متكلم فاضل كالشعري وغيه يعلم ذلك كما تقدم كلم الشعري
وأما كون هذه الطرق العتزلية كطريقة العراض والتركيب والختصاص هي برهانية أو ليست برهانية وهي
تفيد العلم أو ل
تفيده فهذا مايعلم بنظر العقل الصريح فمن كان ذكيا طالبا للحق عرف الق ف ذلك ولنا مقصودان
أحدها أن ما به يعلم ثبوت الصانع وصدق رسوله ل يتوقف على هذه الطرق العتزلية الهمية وهذه الطرق
هي الت يقال إنا عارضت الدلة الشرعية ويقال إن القدح فيها قدح ف أصل الشرع فإذا تبي أنا ليست أصل
للعلم بالشرع كما أنا ليست أصل لثبوته ف نفسه بالتفاق بطل قول من يزعم أن القدح ف هذه العقليات
قدح ف أصل الشرع وهو الطلوب والقصود الثان أن هذه العقليات العارضات للشرع باطلة ف نفسها وإن
ل نقل إنا أصل للعلم به وقد ذكرنا من قدح فضلء أهل الكلم والفلسفة فيها بالدلة العقلية ما يصل هذا
القصود فمن كان له نظر ثاقب ف هذه المور عرف حقيقة المر ومن كان ل يفهم بعض الدقيق من
كلمهم كفاه أن يعلم أن هؤلء النظار يقدح بعضهم ف أدلة بعض وأنم ل يتفقوا على مقدمتي عقليتي ول
مقدمات ول مقدمة واحدة يكن أن يستنتج منها دليل عقلي يصلح لعارضة أخبار الرسول بل إن اتفقوا على
مطلوب كاتفاق طائفة من أهل الكلم وطائفة من أهل الفلسفة على نفي العلو مثل فهؤلء يثبتون ذلك
وينفون التجسيم بدليل العراض والخرون يطعنون ف هذا الدليل ويثبتون فساده ف العقل وهؤلء يثبتون ذلك
بدليل نفي التركيب العقلي وأولئك يثبتون فساد هؤلء فصار هذا بنلة من ادعى حقا واقام عليه بينتي وكل
بينة تقدح ف الخرى وتقول
إنا كاذبة فيما شهدت به وتبدي ما يفسد شهادتا وأنا غي صادقة فل يكن ثبوت الق بذلك لنا إن
صدقنا كل منهما فيما شهدت به من الق وف فسق أولئك الشهود لزم أن ل تقبل شهادة أولئك الشهود فل
تقبل شهادة ل هؤلء ول هؤلء فل فيثبت الق وإن عينا إحدى البينتي بالقبول أو قبلنا شهادتما ف الق
دون جرح الخرى كان تكما مع أنه ما من مطلوب من الطالب إل وقد تنازع فيه أهل الكلم والفلسفة
جيعا فأهل الفلسفة متنازعون ف الهة وحلول الوادث وأهل الكلم متنازعون أيضا ف ذلك والثبتون من
هؤلء وهؤلء يقدحون ف أدلة النفاة بالقوادح العقلية وأهل السنة وإن كانوا يعرفون بعقولم من العان
الصحيحة نقيض ما يقوله النفاة فل يعبون عن صفات ال بعبارات مملة مبتدعة ول يطلقون القول بأن ال
جسم وأنه تلة الوادث وأنه مركب ول نو ذلك ول يطلقون من نفى ذلك ما يتناول نفي ما أثبته الرسول
ودلت العقول عليه بل يفسرون الجملت ويوضحون الشكلت ويبينون الحتملت ويتبعون اليات البينات
ويعلمون موافقة العقل الصريح للنقل الصحيح وهؤلء التفلسفة مثل هذا الرجل وأمثاله وإن وافقوا النفاة ف
الباطن ف بعض ما نفوه فهم معترفون بأن الشرع ل يرد بذلك ومبطلون
لدلة إخوانم النفاة ث يذكرون من أدلة النفي ما هو أضعف وأفسد ما ضعفوه وأفسدوه ونن نذكر
كلمه ف ذلك وذلك أنه لا تكلم على الطريق العقلية الشرعية ف إثبات الصانع تكلم أيضا على إثبات التوحيد
والصفات الثبوتية والسلبية والفعال فقال القول ف الوحدانية فإن قيل إذا كانت هذه الطريقة هي الطريقة
الشرعية ف معرفة وجود الصانع سبحانه فما طريقة معرفة وحدانيته الشرعية أيضا وهو معرفة أنه ل إله ال هو
فإن هذا النفي هو معن زائد على الياب الذي تضمنته هذه الكلمة والياب قد ثبت من القول التقدم فبماذا
يصح النفي قلنا أما نفي اللوهية عما سواه فإن طريق الشرع ف ذلك هي الطريق الت نص ال عليها ف كتابه
وذلك ف ثلث آيات إحداها قوله تعال لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة النبياء 22
والثانية قوله ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله با خلق ولعل بعضهم على بعض
سبحان ال عما يصفون سورة الؤمنون 91والثالثة قوله قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل
ذي العرش سبيل سورة السراء 42فأما الية الول فدللتها مغروزة ف الفطر بالطبع وذلك أنه من العلوم
بنفسه أنه إذا كان ملكان كل واحد منهما فعله فعل صاحبه أنه ليس يكن أن يكون عن تدبيها مدينة واحدة
لنه ليس يكون عن فاعلي من نوع واحد فعل واحد فيجب ضرورة إن فعل معا أن تفسد الدينة الواحدة إل
أن يكون أحدها يفعل ويبقى الخر عطل وذلك منتف ف صفة اللية فإنه مت اجتمع فعلن من نوع واحد
على مل واحد فسد الحل ضرورة أو تانع الفعل فإن الفعل الواحد ل يصدر إل عن واحد فهذا معن قوله
سبحانه لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة النبياء 22
قلت العلوم بنفسه أنه ل يكون الفعول الواحد بعينه فعل لفاعلي على سبيل الستقلل ول التعاون
ول يكون العلول الواحد بالعي معلول لعلتي مستقلتي ول متشاركتي وهذا ما ل ينازع فيه أحد من العقلء
بعد تصوره فإنه إذا كان أحدها مستقل به لزم أن يصل جيع الفعول العلول به وحده فلو قدر أن الخر
كذلك للزم أن يكون كل منهما فعله كله وحده وفعله له وحده ينفي أن يكون له شريك فيه فضل عن آخر
مستقل فيلزم المع بي النقيضي إثبات استقلل أحدها ونفى استقلله وإثبات تفرده به ونفى تفرده به وهذا
جع بي النقيضي ومن العلوم بنفسه أن عي الفعول الذي يفعله فاعل ل يشركه فيه غيه كما ل يستقل به
فإنه لو شرك فيه غيه ل يك مفعوله بل كان بعضه مفعوله وكان مفعول له ولغيه فيمتنع وقوع الشتراك فيما
هو مفعول لواحد ولذا كان العقول من الشتراك هو التعاون بأن يفعل كل منهما غي ما يفعله الخر
كالتعاوني على البناء هذا ينقل اللب وهذا يضعه أو على حل الشبة هذا يمل جانبا وهذا يمل جانبا
والخلوقات جيعها يعاون بعضها بعضا ف الفعال فليس ف الخلوقات ما يستقل بفعول ينفرد به بل ل بد له
من مشارك معاون مستغن عنه ث مع احتياجه إل الشارك له من يعارضه ويعوقه عن الفعل فل بد له من مانع
ينع التعارض العوق
وهذا ف كل ما يقال إنه مؤثر بالطبع أو بالختيار أو شيء آخر إن قدر ولذا ل يكن ف الخلوقات
واحد يصدر عنه وحده شيء أصل فل واحد يفعل وحده إل ال سبحانه وهذا ما يبي ضلل هؤلء التفلسفة
القائلي بأن الواحد ل يصدر عنه إل واحد وجعلوا هذه قضية كلية ليدرجوا فيها واجب الوجود ويقولوا ل
يصدر عنه إل واحد بسيط وهو ما يسمونه العقل فإن هذا القول وإن كان فساده معلوما من وجوه كثية
لكن القصود هنا أن هذه القضية الكلية ل تصدق ف موضع واحد غي مل الناع ومل الناع علم فيه أن
الفاعل واحد لكن ل يعلم فيه أنه ليفعل إل واحدا وأيضا فالوحدانية الت يستحق الرب أن يوصف با ليست
هي الوحدة الت يدعونا فإن تلك الوحدة الت يدعونا لتصدق إل على المتنع الذي ل يكن وجوده إل ف
الذهن ل ف الارج إذ يثبتون وجودا مطلقا أو مشروطا بسلب المور الثبوتية أو الثبوتية والعدمية وهذا ل
يكون إل ف الذهان كما قد قرروا ذلك ف منطقهم وهو معلوم بصريح العقل وقد بي هذا ف موضعه
والقصود هنا أنم ليعلمون واحدا يصدر عنه شيء غي ال تعال فإذا قالوا الشمس يصدر عنها الشعاع
فالشعاع ل يصل إل مع وجود جسم قابل له ينعكس عليه الشعاع فصار لوجوده سببان الشمس
والسم القابل لا ث له مانع وهو الجب الت تول بي الشمس وبي ما يقبل الشعاع وهكذا النور
الارج من السراج ونوه من النيان ل يصل إل بالنار وبسم يقبل انعكاس الشعاع عليه وارتفاع الجب
الائلة بينهما وكذلك تسخي النار وتبيد الاء وما يصل بالبز والاء من شبع وري وسائر الثار الاصلة
بالغذية والدوية وغي ذلك فإنه ل بد من النار ومن جسم يقبل أثرها وإل فالياقوت والسمندل ونو ذلك ل
ترقه النار وكذلك الغذاء ل ينفع إل بقوة قابلة لثره ف السم وأمثال ذلك كثية وكذلك الفاعل الختار
كالنسان فإن حركته الاصلة باختياره ل تصل إل بقوة من أعضائه يتاج إليها وليس هو الفاعل لعضائه
ول لقواها فهو متاج ف فعله إل أسباب خارجة عن قدرته وقد يصل ف بدنه من العوائق ما يعوقه عن
الركة هذا فعله ف نفسه فاما المور النفصلة عنه الت يقال إنا متولدة عن فعله فمن الناس من يقول ليست
مفعولة له بال بل هي مفعولة ل تعال كما يقول ذلك كثي من متكلمي الثبتي للقدر ومنهم من يقول بل
هو مفعول له على طريق التولد كما يقوله من يقوله من العتزلة ويكى عن بعضهم أنه قال ل فاعل لا بال
وحقيقة المر أن تلك قد اشترك فيها النسان والسبب النفصل
عنه فإنه إذا ضرب بجر فقد فعل الذف ووصول الجر إل منتهاه حصل بذا السبب وبسبب آخر
من الجر والواء وكذلك الشبع والري حصل بسبب أكله وشربه الذي هو فعله وبسبب ما ف الطعام
والشراب من قوة التغذية وما ف بدنه من قوة القبول لذلك وال خالق هذا كله وهذا ما يبي أنه ليس ف
الخلوقات ما يستقل بفعول أصل فالقلب الذي هو ملك البدن وإن كان منه تصدر الرادات الحركة
للعضاء فل يستقل بتحريك إل بشاركة العضاء وقواها كما تقدم وولة المور الدبرون للمدائن واليوش
ل يستقل أحدهم بفعول إن ل يكن له من يعينه عليه وإل فقوله وعمله أعراض قائمة به ل تاوزه وكل ما
يصدر خارجا عنه فمتوقف عن أسباب أخرى خارجة عن مل قدرته وفعله وهذا كله ما يبي عجز كل
ملوق عن الستقلل بفعول ما فل يكون شيء من الخلوقات ربا لشيء من الخلوقات ربوبية مطلقة أصل إذ
رب الشيء من يربه مطلقا من جيع جهاته وليس هذا إل ل رب العالي ولذا منع ف شريعتنا من إضافة
الرب إل الكلفي كما قال ل يقل أحدكم اسق ربك أطعم ربك .
بلف إضافته إل غي الكلفي كقول النب لالك بن عوف الشمي أرب إبل أنت أم رب شاء وقولم
رب الثوب والدار فإنه ليس ف هذه الضافة ما يقتضي عبادة هذه المور لغي ال فإن هذا ل يكن فيها فإن
ال فطرها على أمر ل يتغي بلف الكلفي فإنم يكن أن يعبدوا غي ال كما عبد الشركون به من الن
والنس غيه فمنع من الضافة ف حقهم تقيقا للتوحيد الذي بعث ال به رسله وأنزل به كتبه ولذا ل يكن
شيء يستلزم وجود الفعولت إل مشيئة ال وحده فما شاء ال كان وإن ل يشأ ذلك غيه وما ل يشا ل
يكون ولو شاءه جيع اللق وإذا عرف أنه ليس ف الخلوقات ما هو مستقل بفعول ول معلول فليس ف
الخلوقات ما هو رب لغيه أصل بل فعل كل ملوق له فيه شريك وقد يكون له مانع وهذا ما يدل على
إثبات الصانع تعال ووحدانيته كما نبه عليه ف غي هذا الوضع والقصود هنا أنه من العلوم بنفسه أنه ل
يكون اثنان مستقلي بفعل ول يكون مفعول واحد قد فعله كل من الثني ول يكون نفس
مفعول الفاعل الواحد قد شاركه فيه غيه فحيث حصلت الشاركة ل يكن هناك مفعول واحد لفاعل
واحد فإن الوحدة تناقض الشركة ومفعولت الخلوقات ل بد فيها من الشتراك لكن ل يفعل أحد الشريكي
نفس فعل الخر فل تفعل اليد ما تفعله العي وليفعل الدماغ ما يفعله القلب وإن كان كل منها مفتقرا إل
غيه ف فعله فكذلك السفينة إذا كان فيها ربانان أو كان للقرية رئيسان أو للمدينة ملكان ل يكن أن يكون
فعل هذا هو نفس فعل هذا بل يفعل هذا شيئا وهذا شيئا وما يفعله كل منهما ل يفعله الخر فلهذا قال هذا
الرجل إنه ليس يكون عن فاعلي من نوع واحد فعل واحد وقوله من نوع واحد إن كان زيادة إيضاح وإل
فل حاجة إليه فإنه ل يكن أن يكون عن فاعلي فعل واحد سواء كان فعلهما نوعا واحدا أو نوعي متلفي
بل المتناع هنا أظهر وقوله مت اجتمع فعلن من نوع واحد على مل واحد فسد الحل ضرورة أو تانع
الفاعل فإن الفعل الواحد ل يصدر إل عن فاعل واحد فحقيقته أن يقال بل يتنع الفعل والال هذه فل يكن
وقوعه حت يقال إن الحل يفسد أو ل يفسد ولكن هو ظن كما ظن من ظن من التكلمي أن الله هو بعن
الرب وأن دللة الية على انتقاء إلي إنا دلت به على انتفاء ربي فقط وذلك يظهر بتقدير امتناع الفعل من
ربي
وسنبي إن شاء ال أن الية دلت على ما هو أكمل وأعظم من هذا وأن إثبات ربي للعال ل يذهب
إليه أحد من بن آدم ول أثبت أحد إلي متماثلي ول متساويي ف الصفات ول ف الفعال ول أثبت أحد
قديي متماثلي ول واجب الوجود متماثلي ولكن الشراك الذي وقع ف العال إنا وقع بعل بعض الخلوقات
ملوقة لغي ال ف اللية بعبادة غي ال تعال واتاذ الوسائط ودعائها والتقرب إليها كما فعل عباد الشمس
والقمر والكواكب والوثان وعباد النبياء واللئكة أو تاثيلهم ونو ذلك فأما إثبات خالقي للعال متماثلي
فلم يذهب إليه أحد من الدميي وقد قال تعال ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن ال سورة
لقمان 25وقال تعال قل لن الرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون ل قل أفل تذكرون قل من رب
السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون ل قل أفل تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يي ول
يار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون ل قل فأن تسحرون سورة الؤمنون 89 84وقال وما يؤمن أكثرهم
بال إل وهم مشركون سورة يوسف 106والرسل دعوا اللق إل توحيد اللية وذلك متضمن لتوحيد
الربوبية كما قال كل منهم لقومه اعبدوا ال ما لكم من إله غيه سورة العراف 59
وقال واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون سورة الزخرف 45
وقال وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون سورة النبياء 25وقال
ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت سورة النحل 36وإل فمجرد توحيد الربوبية
قد كان الشركون يقرون به وذلك وحده ل ينفع وهؤلء الذين يريدون تقرير الربوبية من أهل الكلم
والفلسفة يظنون أن هذا هو غاية التوحيد كما يظن ذلك من يظنه من الصوفية الذين يظنون أن الغاية هو الفناء
ف توحيد الربوبية وهذا من أعظم ما وقع فيه هؤلء وهؤلء من الهل بالتوحيد الذي بعث ال به الرسل
وأنزل به الكتب فإن هذا التوحيد الذي هو عندهم الغاية قد كان مشركو العرب يقرون به كما أخب ال
عنهم ولكن كثي من الطوائف قصر فيه مع إثباته لصله كالقدرية الذين يرجون أفعال اليوان عن قدرة ال
ومشيئته وخلقه ولزم قولم حدوث مدثات كثية بل مدث وأما الفلسفة القائلون بقدم العال فلزم قولم
أن الوادث جيعها ليس لا فاعل ث هم يعلون بعض مبدعات الرب هي الفاعلة لا سواه كما يزعمون مثل
ذلك ف العقل
ومشركو العرب كانوا خيا ف التوحيد من هؤلء فإن هؤلء غايتهم أن يثبتوا أسبابا لبعض
الوجودات لكن السباب ل تستقل بل تفتقر إل مشارك وانتفاء معارض وقد يثبتون أسبابا وعلل ل حقيقة لا
كالعقول الت يزعمون أنا أبدعت ما سواها وأما الجوس الثنوية فهم أشهر الناس قول بإلي لكن القوم
متفقون على أن الله الي الحمود هو النور الفاعل للخيات وأما الظلمة الت هي فاعل الشرور فلهم فيها
قولن أحدها أنه مدث حدث عن فكرة رديئة من النور وعلى هذا فتكون الظلمة مفعول للنور لكنهم جهال
أرادوا تنيه الرب عن فعل شر معي فجعلوه فاعل لصل الشر ووصفوه بالفكرة الرديئة الت هي من أعظم
النقائص وجعلوها سببا لدوث أصل الشر والقول الخر قولم إن الظلمة قدية كالنور فهؤلء أثبتوا قديي
لكن ل يعلوها متماثلي ول مشتركي ف الفعل بل يدحون أحدها ويذمون الخر ولذلك من قال من
اللحدة كمحمد بن زكريا الرازي الطبيب
وأمثاله الذين اتبعوا قول طائفة من اللحدة الفلسفة القائلي بالقدماء المسة الت هي واجب الوجود
والنفس واليول والدهر واللء وأن سبب حدوث العال أن النفس تعلقت باليول فلم يكن واجب الوجود
أن يلصها منها حت تتزج بالعال فتذوق ما فيه من الشرور وسبب قوله هذا القول أنه كان يقول بدوث
العال وطولب بسبب حدوثه فأثبت نوعا من الركات ساها الركة الفلتية وشبهها بالريح والصوت الذي
يرج من النسان بغي اختياره وجعل عشق ا لنفس للهيول من هذا الباب وظهر للناس جهله ف إلاده فإن
هذه الركة على أي وجه كانت حادثة بعد أن ل تكن فيسأل عن سبب حدوثها كما يسأل عن سبب
حدوث حركة أخرى فلم يتخلص بذا الهل من السؤال والقصود أن كثيا من أهل الشرك والضلل قد
يضيف وجود بعض المكنات أو حدوث بعض الوادث إل غي ال وكل من قال هذا لزمه حدوث الادث
بل سبب وهم مع شركهم وما يلزمهم من نوع تعطيل ف الربوبية ل يثبتون مع ال شريكا مساويا له ف أفعاله
ول ف صفاته
وأما إثبات السباب الت ل تستقل بالثر بل تفتقر إل مشارك معاون وانتفاء معارض مانع وجعلها
ملوقة ل فهذا هو الواقع الذي أخب به القرآن ودل عليه العيان والبهان وهو من دلئل التوحيد وآياته ليس
من الشرك بسبيل فإن ذلك ما يبي أنه ليس ف الخلوقات ما يستقل بفعول من الفعولت والقصود هنا أن
هؤلء اعتقدوا أن قوله لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة النبياء 22إنا يدل على نفي الشركة ف
الربوبية وهو أنه ليس للعال خالقان ث صار كل منهم يذكر طريقا ف ذلك فهذا الفيلسوف ابن رشد قرر هذا
التوحيد كما تقدم قال وأما قوله تعال إذا لذهب كل إله با خلق سورة الؤمنون 91فهذا رد منه على من
يضع آلة كثية متلفة الفعال وذلك أنه يعقل ف اللة الختلفة الفعال الت ل يكون بعضها مطيعا لبعض أن
ل يكون عنها موجود واحد بل موجودات كثية فكان يكون العال أكثر من واحد وهو معن قوله إذا لذهب
كل إله با خلق سورة الؤمنون 91ولا كان العال واحدا وجب أن ل يكون موجودا عن آلة كثية متفننة
الفعال قلت لا قرر أول امتناع ربي فعلهما واحد قرر امتناع أرباب تتلف
أفعالم فإن اختلف الفعال ينع أن يكون الفعول واحدا والعال واحدا وكلمه ف تفسي هذه الية
بذا من جنس كلمه ف تفسي تلك الية بذاك قال وأما قوله تعال لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا
إل ذي العرش سبيل سورة السراء 42فهي كالية الول أعن أنه برهان على امتناع إلي فعلهما واحد
ومعن هذه الية أنه لو كان فيهما آلة إل ال قادرة على إياد العال وخلقه غي الله الوجود حت تكون نسبته
من هذا العال نسبة الالق له لوجب أن يكون على العرش معه فكان يوجد موجودان متماثلن ينتسبان إل
مل واحد نسبة واحدة فإن الثلي ل ينتسبان إل مل واحد نسبة واحدة لنه إذا اتدت نسبته اتد النسوب
أعن ل يتمعان ف النسبة إل مل واحد كما ل يلن ف مل واحد إذا كانا ما شأنما أن يكونا بالحل وإن
كان المر ف نسبة الله إل العرش ضد هذه
النسبة أعن أن العرش يقوم به ل أنه يقوم بالعرش ولذلك قال وسع كرسيه السماوات والرض ول
يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم سورة البقرة 255قلت قد سلك ف هذه الية هذا السلك الذي ذكره
والية فيها قولن معروفان للمفسرين أحدها أن قوله لبتغوا إل ذي العرش سبيل سورة السراء 42أي
بالتقرب إليه والعبادة والسؤال له والثان بالمانعة والغالبة والول هو الصحيح فإنه قال لو كان معه آلة كما
يقولون سورة السراء 42وهم ل يكونوا يقولون إن آلتهم تانعه وتغالبه بلف قوله وما كان معه من إله
إذا لذهب كل إله با خلق ولعل بعضهم على بعض سورة الؤمنون 91فهذه ف اللة النفية ليس فيه أنا
تعلو على ال وأن الشركي يقولون ذلك وأيضا فقوله لبتغوا إل ذي العرش سبيل سورة السراء 42يدل
على ذلك فإنه قال تعال إن هذه تذكرة فمن شاء اتذ إل ربه سبيل سورة الزمل 19والراد به اتاذ السبيل
إل عبادته وطاعته بلف العكس فإنه قال فإن أطعنكم فل تبغوا عليهن سبيل سورة النساء 34ول يقل
إليهن سبيل وأيضا فاتاذ السبيل إليه مأمور به كقوله وابتغوا إليه الوسيلة سورة الائدة 35وقوله قل ادعوا
الذين زعمتم من دونه
فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم أقرب
ويرجون رحته ويافون عذابه سورة السراء 57 56فبي أن الذين يدعون من دون ال يطلبون إليه
الوسيلة فهذا مناسب لقوله لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل سورة السراء 42
وليس القصود هنا بسط الكلم على ذلك إذ القصود بيان ما ذكره ف طرق العتزلة ومن سلك سبيلهم من
الشعرية قال فهذا هو الدليل الذي بالطبع والشرع ف معرفة الوحدانية وإنا الفرق بي المهور وبي العلماء
ف هذا الدليل أن العلماء يعلمون من اتاد العال وكون أجزائه بعضها من أجل بعض بنلة السد الواحد أكثر
ما يعلمه المهور من ذلك ولذا العن الشارة بقوله تعال ف آخر الية سبحانه وتعال عما يقولون علوا
كبيا تسبح له السماوات السبع والرض ومن فيهن وإن من شيء إل يسبح بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم
إنه كان حليما غفورا سورة السراء 44 43قال وأما ما يتكلفه الشعرية يعن والعتزلة من
الدليل الذي يستنبطونه من هذه الية وهو الذي يسمونه دليل التمانع فشيء ليس يري مرى الدلة
الطبيعية ول الشرعية أما كونه ليس يري مرى الطبع فلن ما يقولون ف ذلك ليس برهانا وأما كونه ليس
شرعيا ل يري مرى الشرع فإن المهور ل يقدرون على فهم ما يقولون من ذلك فضل عن أن يقع لم به
إقناع وذلك أنم قالوا لو كانا اثني فأكثر لاز أن يتلفا وإذا اختلفا ل يل ذلك من ثلثة أقسام ل رابع لا
إما أن يتم مرادها جيعا وإما أن ل يتم مراد أحدها ويتم مراد الخر وإما أن ل يتم مراد واحد منهما قالوا
ويستحيل أن ل يتم مراد واحد منهما لنه لو كان المر كذلك لكان العال ل موجودا ول معدوما ويستحيل
أن يتم مرادها جيعا لنه كان يكون العال موجودا معدوما معا فلم يبق إل أن يتم مراد أحدها ويبطل مراد
الخر والذي بطلت إرادته عاجز والعاجز ليس بإله
قال ووجه الضعف ف هذا الدليل أنه كما يوز ف العقل أن يتلفا قياسا على الريدين ف الشاهد
كذلك يوز أن يتفقا وهو الليق باللية من الختلف وإذا اتفقا على صناعة العال كانا مثل الصانعي اتفقا
على صنع مصنوع ما وإذا كان هذا هكذا فل بد أن يقال إن أفعالم ولو اتفقا كانت تتعاوق لورودها على
مل واحد إل أن يقول قائل ولعل هذا يفعل بعضا والخر بعضا أو لعلهما يفعلن على الداولة إل أن هذا
التشكيك ل يليق بالمهور والواب ف هذا لن يشكك من الدليي ف هذا العن أن الذي يقدر على
اختراع البعض يقدر على اختراع الكل فيعود المر إل قدرتما على كل شيء فإما أن يتفقا وإما أن يتلفا
وكيفما كان يتعاوق الكل
وأما التداول فهو نقص ف حق كل واحد منهما والشبه أن لو كانا اثني أن يكون العال اثني فإذا
العال واحد فالفاعل واحد فإن الفعل الواحد إنا يوجد عن واحد فإذن ليس ينبغي أن يفهم من قوله ولعل
بعضهم على بعض سورة الؤمنون 91من جهة اختلف الفعال فقط بل من جهة اتفاقهما فإن الفعال
التفقة تتعاوق ف ورودها على الحل الواحد كما تتعاوق الفعال الختلفة قال وهذا هو الفرق بي ما فهمناه
نن من الية وما فهمه التكلمون وإن كان قد يوجد ف كلم أب العال إشارة إل هذا الذي قلناه قلت بل
الذي ذكره النظار عن التكلمي الذي سوه دليل التمانع برهان تام على مقصودهم وهو امتناع صدور العال
عن اثني وإن كان هذا هو توحيد الربوبية والقرآن يبي توحيد اللية وتوحيد الربوبية لكن القصود هنا أن
اعتراض هذا على دليل نظار التكلمي هو اعتراض مشهور قد ذكره غيه وظنوا أنه اعتراض قادح ف الدللة
كما ذكر ذلك المدي وغيه وحت ظن بعض الناس أن التوحيد إنا يعرف بالسمع وليس المر كما ظنه
هؤلء بل هو برهان صحيح عقلي كما قدره
فحول النظار وكما قد بسط الكلم عليه ف غي هذا الوضع وأفردت مصنفا للتوحيد وذلك أن هؤلء
النظار قالوا إذا قدر ربان متماثلن فإنه يوز اختلفهما فييد أحدها أن يفعل ضد مراد الخر وحينئذ إما أن
يصل مراد أحدها أو كلها أو ل يصل مراد واحد منهما والقسام الثلثة باطلة فيلزم انتفاء اللزوم أما
الول فلنه لو وجد مرادها للزم اجتماع الضدين وأن يكون الشيء الواحد حيا ميتا متحركا ساكنا قادرا
عاجزا إذا أراد أحدها أحد الضدين وأراد الخر الضد الخر وأما الثان فلنه إذا ل يصل مراد واحد منهما
لزم عجز كل منهما وذلك يناقض الربوبية وأيضا فإذا كان الحل ل يلو من أحدها لزم ارتفاع القسمي
التقابلي كالركة والسكون والياة والوت فيما ل يلو عن أحدها وإن نفذ مراد أحدها دون الخر كان
النافذ مراده هو الرب القادر والخر عاجزا ليس برب فل يكونان متماثلي
فلما قيل لم هذا إنا يلزم إذا اختلفت إرادتما فيجوز اتفاق إرادتما أجابوا بأنه إذا اتفقا ف الخرة
امتنع أن يكون نفس ما فعله أحدها نفس مفعول الخر فإن استقلل أحدها بالفعل والفعول ينع استقلل
الخر به بل ل بد أن يكون مفعول هذا متميزا عن مفعول هذا وهذا معن قوله تعال إذا لذهب كل إله با
خلق سورة الؤمنون 91وهذا متنع فإن العال مرتبط بعضه ببعض ارتباطا يوجب أن فاعل هذا ليس هو
مستغنيا عن فاعل الخر لحتياج بعض أجزاء العال إل بعض وأيضا فل بد أن يعلو بعضهم على بعض فإن ما
ذكرناه من جواز تانعهما إنا هو مبن على جواز اختلف إرادتما وذلك أمر لزم من لوازم كون كل منهما
قادرا فإنما إذا كانا قادرين لزم جواز اختلف الرادة وإن قدر أنه ل يوز اختلف الرادة بل يب اتفاق
الرادة كان ذلك أبلغ ف دللته على نفي قدرة كل واحد منهما فإنه إذا ل يز أن يريد أحدها ويفعل إل ما
يريده الخر ويفعله لزم أن ل يكون واحد منهما قادرا إل إذا جعله الخر قادرا ولزم أن ل يقدر أحدها إل
إذا ل يقدر الخر
وعلى التقديرين يلزم أن ل يكون واحد منهما قادرا فإنه إذا ل يكنه أن يريد ويفعل إل ما يريده
الخر ويفعله والخر كذلك وليس فوقهما أحد يعلهما قادرين مريدين ل يكن هذا قادرا مريدا حت يكون
الخر قادرا مريدا وحينئذ فإن كان كل منهما جعل الخر قادرا مريدا كان هذا دورا قبليا وهو دور ف
الفاعلي والعلل كما لو قيل ل يوجد هذا حت يوجد هذا ول يوجد هذا حت يوجد الخر فإن هذا مال متنع
ف صريح العقل ول ينازع العقلء ف امتناع ذلك وهذا يسمى الدور القبلي بلف ما إذا قيل ل يكون هذا
إل مع هذا ول هذا إل مع هذا كالمور التلزمة فإن هذا يسمى الدور العي القتران وذلك جائز كما إذا
قيل ذات الرب ل تكون إل مع صفاته اللزمة لا وصفاته اللزمة لا ل تكون إل مع ذاته وقيل ل تكون حياته
إل مع علمه ول علمه وحياته إل مع قدرته ونو ذلك فتبي أنه يتنع أن تكون قدرة كل منهما مستفادة من
قدرة الخر وإن قيل بل كل منهما قادر مريد من غي أن يستفيد أحدها ذلك من الخر وهو دور معي ل
قبلي كان هذا أيضا باطل فإنه حينئذ يب أن تكون قدرة كل منهما من لوازم ذاته فلزم أن صانع العال ل بد
أن يكون قادرا قدرة ل يتاج فيها إل غيه بل تكون من لوازم ذاته وهذا حق
وحينئذ فإذا قدر ربان لزم أن يكون كل منهما قادرا قدرة لزمة لذاته ل يتاج فيها إل غيه فيكون
الفعل بتلك القدرة مكنا فيلزم أن يكون الرب قادرا متمكنا من الفعل بجرد قدرته ل يتاج ف ذلك إل غيه
وحينئذ فيمتنع وجود ربي كل منهما كذلك لنه إذا كان كل منهما قادرا بنفسه على الفعل أمكنه أن يفعل
دون الخر وأمكن الخر أن يفعل دونه وهذا متنع فإنه إذا فعل أحدها شيئا امتنع أن يكون الخر فاعل له أو
شريكا فيه مع استقلل الول بفعله فيلزم عجز كل منهما عما يفعله الخر ويلزم أنه ل يكنه الفعل إن ل
يكنه الخر منه فل يفعله هو فيلزم أن يكون كل منهما عاجزا غي قادر على الفعل وقد تبي أنه ل بد أن
يكون كل منهما قادرا على الفعل فيلزم المع بي النقيضي ويلزم أيضا أنه ل يكون هذا قادرا إل إذا كان
الخر غي قادر فيلزم أن يكون كل منهما قادرا غي قادر وهذا جع ثان بي النقيضي فتبي أن الالق ل بد
أن يكون قادرا بنفسه على الستقلل بالفعل وهذا وحده برهان كاف وحينئذ فل بد أن يكون أحدها أقدر
من الخر فيلزم علو بعضهم على بعض
ولذا بي ال تعال ف كتابه أن كل واحد من ذهاب كل إله با خلق ومن علو بعضهم على بعض
برهان قاض بأنه ليس مع ال إله كما قال تعال ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله
با خلق ولعل بعضهم على بعض سورة الؤمنون 91فجعل هنا لزمي كل منهما يدل على انتفاء اللزوم
أحدها قوله إذا لذهب كل إله با خلق فإن الله ل بد أن يكون قادرا مستقل بالقدرة على الفعل ل يتاج
ف كونه قادرا إل غيه كما تقدم من أنه لو كانت قدرة أحدها يتاج فيها إل من يعله قادرا كان ذلك متنعا
فإن الذي يعله قادرا إن كان ملوقا له فهو الذي جعل الخلوق قادرا فلو كان الخلوق هو الذي جعله قادرا
كان هذا دورا متنعا كما يتنع أن يكون الخلوق خالقا للخالق وإن كان قديا واجبا بنفسه مثله كان القول
ف قدرته كالقول ف قدرة الخر فإن كانت قدرته من لوازم ذاته ل يتاج فيها إل غيه ثبت الدعى وإن كان
يتاج فيها إل غيه ل يكن قادرا حت يعله ذلك الخر قادرا وهذا دور متنع كما يتنع أن ل يكون أحدها
موجودا أو عالا حت يعله الخر موجودا وعالا فإنه حينئذ يكون كونه موجودا وقادرا وعالا مستفاد من
الخر ومفعول له فل يكون هذا حت يكونه هذا ول يكون هذا حت يكونه هذا فل يكون هذا ول هذا
وهذا أعظم امتناعا من أن يقال ل يكون الشيء حت يكون نفسه فإن ذلك يقتضي كون نفسه فاعلة
لنفسه ومتقدمة عليها وهذا وإن كان متنعا ف صريح العقل فكونه فاعل لفاعل نفسه ومتقدما على التقدم
على نفسه أبلغ ف المتناع فإذا كان يتنع أن ل يكون الواحد قادرا حت جعل نفسه قادرا فكون كل منهما
ل يكون قادرا حت يعله الخر قادرا أول بالمتناع وذلك أنه ل يعل نفسه قادرا حت يكون هو قادرا فيلزم
أن يكون حينئذ قادر غي قادر وكذلك يلزم إذا ل يكن أحدها قادرا أل يعل الخر أن يكون كل منهما
قادر غي قادر مرتي حي جعله معوله قادرا وحي جعله معوله قادرا ولا كان هذا من العال البديهية
الضرورية لن تصوره ل يتج إل تقرير وإذا كان ذلك الله لبد أن يكون قادرا على الستقلل بالفعل
فاستقلله بالفعل ينع أن يكون غيه فاعل له ومشاركا له فيه فيلزم أن ينفرد كل إله با خلق ل يتاج فيه إل
غيه وحينئذ يلزم أن ل يتاج ملوق هذا إل ملوق هذا لن ذلك يوجب حاجة كل منهما إل الخر وأنه ل
يقدر أن يفعل إل مع فعل الخر ويكون فعل كل منهما مستلزما لفعل الخر ملزوما له واللزوم ل يوجد
بدون لزمه فيلزم العجز عن النفراد بالفعل وذلك ينفي القدرة الت هي من لوازم الربوبية وأما
البهان الثان وهو لزوم علو بعضهم على بعض وذلك ينع إلية الغلوب فإنه يتنع أن يقدر أحدها على عي
مقدور الخر لن ذلك يستلزم أن يكون ما فعله أحدها يقدر الخر أن يفعله مع كونه فعل الول ويتنع أن
يكون كل منهما ل يقدر إل إذا مكنه الخر وأقدره فإن ذلك يستلزم أن ل يكون أحدها قادرا فيمتنع أن
يكون كل منهما قادرا على الستقلل ويتنع أن يكونا قادرين على مفعول واحد فيلزم حينئذ أن ل يوجد
مفعول واحد ل بطريق استقلل أحدها ول بطريق اشتراكهما فيه وذلك ينع أن يكون أحدها قادرا وكذلك
يتنع أن يكونا متماثلي ف القدرة فإنه إن أمكن كل منهما منع الخر من الفعل لزم امتناع الفعل وانتفاء
القدرة عن كل منهما وإن ل يكنه ذلك لزم أن ل يكون قادرا على ما يقدر عليه الخر إذ لو كان قادرا عليه
لمكنه فعله وذلك متنع وإذا ل يكن قادرا على ما يقدر عليه الخر ل تكن قدرته مثل قدرته فإن الثلي ها
اللذان يسد أحدها مسد الخر ويقوم مقامه وإذا امتنع تاثل القدرتي وجب كون احدها أقدر من الخر
وحينئذ فالقدر القوى يغلب الضعف وهذا معن قوله ولعل بعضهم على بعض سورة الؤمنون 91
فإن قيل قد أوردوا هنا سؤال معروفا أورده المدي وغيه وذكروا أنه ل جواب عنه وهو أنه يوز
أن يكون كل منهما قادرا بشرط أن ل يفعل الخر معه ول يقدح ذلك ف القدرة كما يكون هو قادرا على
أحد الضدين بشرط عدم الخر فإن اجتماع الضدين مال فالقدرة على فعل أحدها يناف القدرة على فعل
الخر معه ول يناف القدرة على فعل الخر حال عدمه بل كل من الضدين مقدور بشرط عدم الخر وهو
مقدور على سبيل البدل ل على سبيل المع فكذلك يقال ف القادرين كل منهما قادر على الفعل العي حال
عدم قدرة الخر عليه قيل هذا تشبيه باطل وذلك أن القادر على الضدين يفعل كل منهما بشيئته وإذا فعل
أحدها ل يكن عاجزا عن فعل الخر لكنه قادر عليه إن اختاره والمع بينهما متنع لذاته ليس بشيء وذلك
ل يناف القدرة بوجه من الوجوه فإن الفاعل لحد الضدين يتار هذا دون ذاك فلم يكن عدمه إل لكونه ل
يرده ل لن غيه منعه منه ول أن قدرته عاجزة عنه إذا أراد أن يفعله بلف القادر إذا قيل إنه ل يكنه الفعل
إل إذا أمكنه غيه ول يرد أن يفعل معه ولو أراد الخر أن يفعل ما فعله ل يقدر أن يفعله هو فإنه حينئذ ل
يكون قادرا بنفسه بل يكون غي قادر حت يكنه الخر ويتنع من أن يفعل ما يفعله وما يوضح هذا أن الالق
ل بد أن يكون قادرا وأن يكون قادرا بنفسه ل بقدرة استفادها من غيه ويتنع أن يكون معه آخر قادر
بنفسه فإن القادر ل بد أن يقدر أن يفعل وحده مفعول ل يشركه فيه غيه فإنه إذا كان ل يقدر إن ل
يعاونه غيه ل يكن قادرا بنفسه بل كان تام قدرته من ذلك العن له ويتنع أن يكون كل منهما ل يكون
قادرا إل بإعانة الخر فإن هذا بدون إعانة الخر ليس بقادر وهذا بدون إعانة الخر ليس بقادر فليس واحد
منهما قادر بنفسه ومن ل يكن قادرا بنفسه امتنع أن يعل غيه قادرا فإنه إذا ل يكن القادر قادرا بنفسه امتنع
أن يعل غيه قادرا بطريق الول فلو ل يكن ف الوجود من هو قادر بنفسه بعن أنه قادر على أن يستقل
بالفعل فيفعل وحده من غي شريك ومعي ل يكن ف الوجود حادث لمتناع وجود الوادث بدون القادر
بنفسه والوادث مشهودة دلت على وجود القادر بنفسه ويتنع أن يكون ف الوجود قادران على الستقلل
بالفعل بيث يكون كل منهما مستقل بالفعل وحده فإنه إذا قدر ذلك فحال ما يفعل أحدها الفعل يتنع أن
يكون الخر قادرا على ذلك الفعل بعينه فاعل له وحده فإنه إذا فعله أحدها وحده ل يكن له شريك فضل
عن أن يفعله غيه مستقل فتبي أنه حال ما يكون الشيء مقدورا لقادر مستقل أو مفول لفاعل مستقل ل
يكون مقدورا ول مفعول لخر مستقل فتبي أن ما يقدر عليه ويفعله القادر الستقل يتنع أن يقدر عليه غيه
ويفعله غيه بل يكون هذا عاجزا عما يفعله هذا ول يكون هذا قادرا
إل إذا مكنه الخر وخله يفعله فل يكون واحد منهما قادرا حت يعله الخر قادرا فل يكون واحد
منهما قادرا فتبي امتناع وجود قادرين مستقلي وتبي امتناع وجود الفعل بدون قادر مستقل وأنه ل يكفي
وجود قادر غي مستقل ول يوز وجود قادرين مستقلي فعلم أن القادر على اللق واحد ل يوز أن يكون
اثنان قادرين على اللق سواء اتفقا أو اختلفا وهو الطلوب وهذا أمر مستقر ف فطر بن آدم وعقولم وإن
تنوعت العبارات عنه وإن كان قد يتاج إذا تغيت فطرة أحدهم باشتباه اللفاظ والعان إل بسط وإيضاح
فإنم يعلمون أنه ل يتمع ملكان متساويان ف القدرة واللك إن ل يكن ملك هذا منفصل عن ملك هذا وإل
فإذا كان أحدها يتصرف فيما يتصرف فيه الخر امتنع أن يكون كل منهما قادرا مالكا لا يقدر عليه الخر
ويلكه لنه يب حينئذ أن يكون كل منهما قادرا على ما يقدر عليه الخر بل فاعل مدبرا لا يفعله الخر
ويدبره وذلك متنع فإن قدرة أحدها على الشيء وفعله له ينع أن يكون الخر قادرا عليه وفاعل له إل ف
حال عدم قدرة الخر وفعله فيمكن أن يفعله هذا إذا ل يفعله هذا ويقدر أحدها على فعله إذا ل يفعله الخر
فأما حال فعل الخر له فيمتنع أن يكون الخر فاعل له إذا أراد فعله وإذا امتنع كون أحدها فاعل له إذا أراده
امتنع كونه قادرا عليه فإن كونه قادرا عليه مع امتناع فعله له إذا أراده جع بي النقيضي فإن القادر هو الذي
يقدر على الشيء إذا أراد فعله فإذا كان
ل يقدر عليه إذا أراده ل يكن قادرا عليه فامتنع أن يكون الشيء قادرا على فعل ما يفعله غيه حال
كون الخر فاعل له ومفعول أحدها مقدور له وإذا كان حينئذ يتنع كون الخر فاعل له وذلك ينع كونه
قادرا عليه امتنع أن يكونا قادرين على مقدور واحد ف حال واحدة وفاعلي لفعول واحد ف حال واحد بل
ل يقدر أحدها على الفعل إل إذا تركه الخر يفعله وسكت عن فعله استقلل ومشاركة ولو أراد الخر أن
يفعله كان الخر غي قادر على فعله فصار الانع لحدها من القدرة على الفعل والستقلل به كون الخر
قادرا عليه فاعل له وذلك يوجب بطلن الربي من وجوه منها أن المنوع الذي منعه غيه ل يكون قادرا
بلف من ل يفعل الفعل لكونه هو ل يرده فإن هذا ل ينع قدرته على الخر فإذا كان الرجل قادرا على
القيام والقعود فاختار أحدها بدل عن الخر ل يكن عدم الخر لعجزه عنه بل لنه ل يرده وهو ل يريد
اجتماعهما ف حال واحدة لن ذلك متنع لنفسه ل لكونه غي قادر أو لكونه عاجزا عنه فإن المتنع بذاته ليس
بشيء يتصور وقوعه ولذا اتفق النظار على انه ليس بشىء فل يدخل ف قوله إن ال على كل شيء قدير
سورة البقرة 20بلف من كان ل يقدر أن يفعل فعل لن غيه فعله فإنه حينئذ يكون غي قادر على أن
يفعل مفعول ذلك ولو أراده
ولذا كان أحد اللكي غي قادر على أن يكون ملكا مع ملك غيه بل إنا يكون ملكا مع انتفاء ملك
غيه وأيضا فإنه إذا كان أحدها قادرا ول ينعه أن يكون قادرا فاعل للفعل إل كون الخر قادرا عليه فاعل
له لزم أن يكون كل منهما منوعا حال ما هو مانع وقادرا حال ما هو غي قادر فإن أحدها حينئذ ل ينعه من
الفعل العي إل كون الخر قادرا عليه فاعل له وذلك ل يكون قادرا فاعل إل إذا ل يكن منوعا ول يكون
منوعا إل إذا كان الانع قادرا فيلزم أل يكون هذا قادرا إل إذا كان غي قادر ول منوعا إل إذا كان غي منوع
ول فاعل إل إذا كان غي فاعل وذلك جع بي النقيضي وهذا كله بي ف فطر الناس فإنم يعلمون أن من
كان أميا أو متوليا على فعل أو إماما لقوم أو قاعدا ف مكان ل يقدر غيه أن يكون أميا أو متوليا أو إماما أو
فاعل حال كون الخر أميا أو متوليا أو إماما أو قاعدا فتبي أن القادر على الفعل ل يقدر حال فعل الخر له
ول حال قدرة الخر عليه أما قدرته حال فعل الخر فظاهر المتناع وأما حال قدرة الخر فل يكن أن يفعله
إل إذا سكت الخر عن فعله وتركه وحده يفعل وأما حال فعل الخر فل يكون قادرا فتبي أن اجتماع
قادرين بأنفسهما متنع لذاته ف فطر جيع الناس
وحينئذ فالقادر بنفسه هو واحد فيجب أن يكون الله العال الغالب وما سواه مقهور مغلوب وحينئذ
فل يكون الواحد قادرا إل إذا كان الخر غي قادر فإن كل منهما قادر حال عدم قدرة الخر فل يكون
أحدها قادرا إل مع كون الخر غي قادر وكل منهما قدرته من لوازم ذاته إن كان قادرا فيلزم من ذلك أن
يكون كل منهما ل يزال قادرا غي قادر فيلزم المع بي النقيضي وكذلك إذا قيل ل يكون أحدها قادرا إل
إذا جعله الخر قادرا أو مكنه الخر وامتنع من منعه فإنه يلزم أل يكون واحد منهما ادرا للدور المتنع وهو قد
جعل فاعل فيلزم اجتماع النقيضي فيلزم أل يكون كل واحد منهما قادرا مع وجوب كون الالق قادرا ويلزم
أن يكون كل منهما غي قادر مع كونه قادرا وهذا كله من المتنع بصريح العقل وهو لزم من إثبات ربي
قديي واجبي بأنفسهما فدل على امتناع ذلك وسواء قدر اتفاقهما على الفعل أو اختلفهما فيه فنفس كونما
قديي واجبي قادرين متنع ونفس كونما غي قادرين متنع ونفس اجتماع القدرة وعدمها متنع ونفس
اتفاقهما على مفعول واحد يستقل به كل منهما متنع ونفس الشتراك بأن يفعل هذا بعضه وهذا بعضه متنع
وحينئذ فل بد إن يكون أحدها هو القادر أو القدر فيعلو بعضهم
على بعض ول بد إذا كانا قادرين من أن يذهب كل إله با خلق فإن العال هو الله العبود فل يكون
معه إله بل يكون ما يقال إنه إله ملوكه وعابده وهم مقرون بذلك لكن بي لم فساد عبادة الخلوق والعابد
لغيه كما قال قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا إل ذي العرش سبيل سورة السراء 42وقال
قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل أولئك الذين يدعون يبتغون إل
ربم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه إن عذاب ربك كان مذورا سورة السراء 57 56
فإنه سبحانه ينهى عن الشرك الواقع وهو اتاذ ما سواه إلا وإن كان الشركون مقرين بأنه إله ملوق عابد
للله العظم ولذا يقول لو كان معه آلة كما يقولون سورة السراء 42وبي أيضا امتناع أن يكون معه
إله غن عنه بقوله ولعل بعضهم على بعض سورة الؤمنون 91وبقوله لذهب كل إله با خلق سورة
الؤمنون 91وهذه المور مبسوطة ف غي هذا الوضع وقد ذكرها العلماء ف كتبهم وكذلك ما ذكره هذا
الفيلسوف ذكره غي واحد من النظار وذكروا أنه بتقدير التفاق يتنع أن يكون مفعول أحدها هو مفعول
الخر والفعول الواحد ل يكون مفعول لفاعلي باتفاق العقلء لكن التقدير
الذي يتاج إل نفيه تقدير التعاون كما ذكر من فعل هذا البعض وهذا البعض وما ذكره من أن
التداول نقص هو موجود ف التبعيض فإن الشريكي قد يتهابان بالكان وقد يتهابان بالزمان وهذا التقدير قد
أبطلوه بوجوه منها أن هذا نقص ف حق كل واحد منهما يناف اللية ومنها أن كل منهما إن ل يكن قادرا
على الستقلل كان عاجزا وإن كان قادرا عليه وهو ل يكنه مع معاونة الخر كان منوعا من مقدوره وهو
مثل العجز وأشد وكذلك إن ل يكن قادرا على خلف مراد الخر كان عاجزا وإن كان قادرا ول يفعل إل
ما يوافق الخر فإن كان الفعل الخر مكنا ل مانع له من غيه أمكن تقديره ويعود دليل التمانع وإن ل يكن
مكنا لزم تعجيزه ومنعه بغيه وبالملة فالدلئل العقلية على هذا متعددة وإن كان من الناس من يزعم أن دليل
ذلك هو السمع لكن هذا الطلوب الذي أثبتوه هو متفق عليه بي العقلء ومقصود القرآن توحيد اللية وهو
مستلزم لا ذكروه من غي عكس ولذا قال تعال لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا سورة النبياء 22فلم
يقل لو كان فيهما آلان بل القدر آلة غي الله
العلوم أنه إله فإنه ل ينازع أحد ف أن ال إله حق وإنا نازعوا هل يتخذ غيه إلا مع كونه ملوكا له
ولذا قال ضرب لكم مثل من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيانكم من شركاء ف ما رزقناكم فأنتم فيه
سواء تافونم كخيفتكم أنفسكم سورة الروم 28وقال تعال والذين اتذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إل
ليقربونا إل ال زلفى سورة الزمر 3وقال أم اتذوا من دون ال شفعاء قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا
وليعقلون قل ل الشفاعة جيعا له ملك السماوات والرض ث إليه ترجعون وإذا ذكر ال وحده اشأزت
قلوب الذين ل يؤمنون بالخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون سورة الزمر 45 43وقد بسط
الكلم على هذا ف موضعه والقصود هنا ما ذكره هذا قال ويدلك على أن الدليل الذي فهمه التكلمون من
الية ليس هو الدليل الذي تضمنته الية أن الحال الذي أفضى إليه دليلهم غي الحال الذى افضى اليه الدليل
الذكور ف الية وذلك أن الحال الذي أفضى إليه الدليل الذي زعموا أنه دليل الية هو أكثر من مال واحد
إذ قسموا المر إل ثلثة أقسام وليس ف الية تقسيم فدليلهم الذي
استعملوه هو الذي يعرفه أهل النطق بالشرطي النفصل ويعرفونه هم ف صناعتهم بدليل السب والتقسيم
والدليل الذي ف الية هو الذي يعرف ف صناعة النطق بالشرطي التصل وهو غي النفصل ومن نظر فيه أدن
نظر ف تلك الصناعة تبي له الفرق بي الدليلي وأيضا فإن الحالت الت أفضى إليها دليلهم غي الحال الذي
أفضى إليه دليل الكتاب وذلك أن الحال الذي أفضى إليه دليلهم هو أن يكون العال إما ل موجودا ول
معدوما وإما أن يكون موجودا ومعدوما وإما أن يكون الله عاجزا مغلوبا وهذه مستحيلت دائمة الستحالة
أكثر من واحد والحال الذي أفضى إليه دليل الكتاب ليس مستحيل على الدوام وإنا علقت الستحالة فيه ف
وقت مصوص وهو أن يوجد العال فاسدا ف وقت الوجود فكأنه قال لو كان فيهما آلة إل ال لوجد العال
فاسدا ف الن ث استثن أنه غي فاسد فوجب أل يكون هناك إله إل واحد قلت الفساد الذكور ف الية ل
يوقت بوقت مصوص والفساد ليس هو امتناع الوجود الذي يقدر عند تانع الفاعلي إذا أراد أحدها شيئا
وأراد الخر نقيضه ول هو أيضا امتناع الفعل الذي يقدر عن كون الفعول الواحد لفاعلي فإن هذا كله
يقتضي عدم الوجود
وأما الفساد فهو ضد الصلح كما قال تعال وإذا قيل لم ل تفسدوا ف الرض قالوا إنا نن
مصلحون سورة البقرة 11وقال تعال وقال موسى لخيه هارون اخلفن ف قومي وأصلح ول تتبع سبيل
الفسدين سورة العراف 142وقال ول تفسدوا ف الرض بعد إصلحها سورة العراف 56وقال
وإذا تول سعى ف الرض ليفسد فيها ويهلك الرث والنسل وال ل يب الفساد سورة البقرة 205وقال
من أجل ذلك كتبنا على بن إسرائيل أنه من قتل نفسا بغي نفس أو فساد ف الرض فكأنا قتل الناس جيعا
سورة الائدة 32وقالت اللئكة أتعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء سورة البقرة 30وقال تعال
إنا جزاء الذين ياربون ال ورسوله ويسعون ف الرض فسادا سورة الائدة 33وقال ولو اتبع الق
أهواءهم لفسدت السماوات والرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون سورة
الؤمنون 71وجاع الصلح للدميي هو طاعة ال ورسوله وهو فعل ما ينفعهم وترك ما يضرهم والفساد
بالعكس فصلح الشيء هو حصول كماله الذي به تصل سعادته وفساده بالعكس واللق صلحهم
وسعادتم
ف أن يكون ال هو معبودهم الذي تنتهي إليه مبتهم وإرادتم ويكون ذلك غاية الغايات وناية
النهايات ولذا كان كل عمل يعمل لغي ال ل ينفع صاحبه بل قد يضره وكانت أعمال الذين كفروا كرماد
اشتدت به الريح ف يوم عاصف ل يقدرون ما كسبوا على شيء سورة إبراهيم 18قال تعال وما خلقت
الن والنس إل ليعبدون سورة الذاريات 56فعبادته هي الغاية الت فيها صلحهم فإن النسان حارث هام
كما قال النب أصدق الساء الارث وهام والارث هو الكاسب والمام هو الذي يكثر الم الذي هو أول
الرادة فالنسان متحرك بالرادة وكل مريد ل بد له من مراد والذي يب أن يكون هو الراد القصود
بالركات هو ال فصلح النفوس وسعادتا وكمالا ف ذلك وهكذا العال العلوي أيضا والركات ثلثة
طبيعية وقسرية وإرادية لن الركة إما أن يكون مبدأها من التحرك وإما من غيه فما كان مبدؤها من غيه
فهي القسرية الكرهية وما كان مبدؤها من التحرك فإن كان على شعور منه فهي الرادية وإل فهي الطبيعية
والطبيعية ل تعرف إل إذا خرج الطبوع عن مركزه كصعود الجر
والاء إل فوق ففي طبعه الوى والنول فهي تابعة للقسرية فكل من الطبيعية والقسرية تابعة لغيها
فمبدأ الركات كلها هي الرادية وكل إرادة ل يكون ال هو الراد القصود بالقصد الول با كانت ضارة
لصاحبها مفسدة له غي نافعة ول مصلحة له وليس ما يستحق أن يكون هو الحبوب لذاته الراد لذاته
الطلوب لذاته العبود لذاته إل ال كما أنه ليس ما هو بنفسه مبدع خالق إل ال فكما أنه ل رب غيه فل إله
إل هو فليس ف الخلوقات ما يستقل بإبداع شيء حت يكون ربا له ولكن ث أسباب متعاونة ولا فاعل هو
سببها وكذلك ليس ف الخلوقات ما هو مستحق لن يكون الستقل بأن يكون هو العبود القصود الراد
بميع العمال بل إذا استحق أن يب ويراد فإنا يراد لغيه وله ما شاركه ف أن يب معه وكلها يب أن
يب ل ل يب واحد منهما لذاته إذ ليست ذاته هي الت يصل با كمال النفوس وصلحها وانتفاعها إذا
كانت هي الغاية الطلوبة وال فطر عباده على ذلك وهو أعظم من كونه فطرهم على حب الغذية الت
تصلحهم فإذا تناولوا غيها أفسدتم فإن ذلك وإن كان كذلك ففي المكن أن يعل ف غي ذلك ما يغذيهم
وأما كون الفطرة يكن أن تصلح على عبادة غي ال فهذا متنع لذاته كما يتنع لذاته
أن يكون للعال مبدع غي ال قال تعال فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة ال الت فطر الناس عليها ل
تبديل للق ال ذلك الدين القيم سورة الروم 30الية وف الصحيحي عن أب هريرة عن النب أنه قال كل
مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويجسانه كما تنتج البهيمة بيمة جعا هل تسون فيها من
جدعاء وف صحيح مسلم عن عياض بن حار عن النب أنه قال يقول ال إن خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم
الشياطي وحرمت عليهم ما أحللت لم وأمرتم أن يشركوا ب ما ل أنزل به سلطانا والفطر تعرف هذا أعظم
ما تعرف ما يلئمها من الطعام والشراب لكن قد يصل للفطرة نوع فساد فيفسد إدراكها كما يفسد
إدراكها إذا وجدت اللو مرا وهذا هو أعرف العروف الذي أمر ال الرسل أن تأمر به والشرك أنكر النكر
الذي أمرهم بالنهي عنه والشرك ل يغفره ال فإنه فساد ل يقبل الصلح ولذا وجب التفريق بي الب مع ال
والب ل فالول شرك والثان إيان قال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا يبونم كحب ال
والذين آمنوا أشد حبا ل سورة البقرة 165فليس لحد أن يب شيئا مع ال
وأما الب ل فقال تعال أحب إليكم من ال ورسوله سورة التوبة 24وقال ف الصحيح ثلث من
كن فيه وجد حلوة اليان من كان ال ورسوله أحب إليه ما سواها ومن كان يب الرء ل يبه إل ل ومن
كان يكره أن يرجع ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن يلقى ف النار وف الديث أوثق عرى اليان
الب ف ال والبغض ف ال ومن أحب ل وأبغض ل وأعطى ل ومنع ل فقد استكمل اليان وهذا حقيقة
قوله تعال وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل سورة النفال 39وف الصحيح عن النب
يقول ال أنا أغن الشركاء عن الشرك من عمل عمل أشرك فيه غيي فأنا منه بريء وهو كله للذي أشرك
فمكان الفعل الواحد متنع أن يكون من فاعلي مستقلي فيمتنع أن يكون الرادين مستقلي بالرادة فإن كون
هذا مستقل بكونه هو الراد الحبوب يناقض كون الخر كذلك ومت ل يكن الراد مستقل
بالرادة ل يكن هو الراد بل بعض الراد وما كان بعض الراد ل يصل به صلح النفوس وهو الراد
الذي ل يصلح التحرك بالرادة إل به فمن أراد غي ال بعمله امتنع أن يكون ال مراده بعمله ومن ل يكن ال
هو مراده ل يصل صلحه بل كان الاصل فساده بالشرك ل يغفر بلف ما دونه وأفضل الكلم قول ل إله
إل ال والله هو الذي يستحق أن تأله القلوب بالب والتعظيم والجلل والكرام والوف والرجاء فهو
بعن الألوه وهو العبود الذي يستحق أن يكون كذلك ولكن أهل الكلم الذين ظنوا أن التوحيد هو مرد
توحيد الربوبية وهو التصديق بأن ال وحده خالق الشياء اعتقدوا أن الله بعن الله اسم فاعل وأن اللية هي
القدرة على الختراع كما يقوله الشعري وغيه من يعلون أخص وصف الله القدرة على الختراع ومن
قال إن أخص وصف الله هو القدم كما يقوله من يقوله من العتزلة قال ما يناسب ذلك ف اللية وهكذا
غيهم وقد بسط الكلم على هذا ف موضعه والقصود هنا التنبيه على هذه المور وأن هؤلء غلطوا ف معرفة
حقيقة التوحيد وف الطرق الت بينها القرآن فظنوا أنه مرد اعتقاد أن العال له صانع واحد ومنهم من ضم إل
ذلك نفي الصفات أو بعضها فجعل نفي ذلك داخل ف مسمى التوحيد وإدخال هذا ف مسمى التوحيد ضلل
عظيم
وأما الول فل ريب أنه من التوحيد الواجب وهو القرار بأن خالق العال واحد لكنه هو بعض
الواجب وليس هو الواجب الذي به يرج النسان من الشراك إل التوحيد بل الشركون الذين ساهم ال
ورسوله مشركي وأخبت الرسل أن ال ل يغفر لم كانوا مقرين بأن ال خالق كل شيء فهذا أصل عظيم
يب على كل أحد أن يعرفه فإنه به يعرف التوحيد الذي هو رأس الدين وأصله وهؤلء قصروا ف معرفة
التوحيد ث أخذوا يثبتون ذلك بأدلة وهي وإن كانت صحيحة فلم تنازع ف هذا التوحيد أمة من المم وليست
الطرق الذكورة ف القرآن هي طرقهم كما أنه ليس مقصود القرآن هو مرد ما عرفوه من التوحيد قال ابن
رشد فقد تبي من هذا القول الطرق الت دعا الشرع من قبلها الناس إل القرار بوجود الباري تعال ونفي
اللية عما سواه وها العنيان اللذان تضمنتهما كلمة التوحيد أعن ل إله إل ال فمن نطق بذه الكلمة وصدق
بذين العنيي اللذين تضمنتهما بذه الطرق الت وصفنا فهو السلم القيقي الذي عقيدته العقيدة
السلمية ومن ل تكن عقيدته مبنية على هذه الدلة وإن صدق بذه والكلمة فهو مسلم مع السلم
القيقي باشتراك السم ث تكلم على الصفات الثبوتية فقال الفصل الثالث ف الصفات أما الوصاف الت
صرح الكتاب العزيز بوصف الصانع لوجود العال با فهي أوصاف الكمال الوجودة للنسان وهي سبعة العلم
والياة والقدرة والرادة والسمع والبصر والكلم أما العلم فقد نبه الكتاب على وجه الدللة عليه ف قوله
تعال أل يعلم من خلق وهو اللطيف البي سورة اللك 14ووجه الدللة أن الصنوع يدل من جهة
الترتيب الذي ف أجزائه أعن كون صنع بعضها من أجل بعض ومن جهة موافقة جيعها للمنفعة القصودة
لذلك الصنوع أنه ل يدث عن صانع هو طبيعة وإنا وجدت عن صانع رتب ما قبل الغاية لجل الغاية
فوجب أن يكون عالا به مثال ذلك أن النسان إذا نظر إل البيت فأدرك أن الساس إنا
صنع من أجل الائط وأن الائط من أجل السقف تبي أن البيت إنا وجد عن فاعل عال بصناعة البناء
وهذه الصفة هي صفة قدية إذ كان ل يوز عليه أن يتصف با وقتا ما لكن ليس ينبغي أن نتعمق ف هذا
فنقول ما يقوله التكلمون إنه يعلم الحدث ف وقت حدوثه بعلم قدي فإنه يلزم على هذا أن يكون العلم
بالحدث ف وقت وجوده وعدمه علما واحدا وهذا أمر غي معقول إذا كان العلم واجبا أن يكون تابعا
للموجود ولا كان الوجود تارة يوجد فعل وتارة يوجد قوة وجب أن يكون العلم بالوجودين متلفا إذ كان
ف وقت وجوده بالقوة غي وقت وجوده بالفعل وهذا يعن قول التكلمي شيء ل يصرح الشرع به بل الذي
صرح به خلفه وهو أنه يعلم الحدثات حي حدوثها كما قال تعال وما تسقط من ورقة إل يعلمها ول حبة
ف ظلمات الرض ول رطب ول يابس إل ف كتاب مبي سورة النعام 59
فينبغي أن يوضع ف الشرع أنه عال بالشيء قبل أن يكون على أنه سيكون وعال بالشيء إذا كان
على أنه قد كان وعال با تلف أنه تلف ف وقت تلفه وهذا هو الذي تقتضيه أصول الشرع وإنا كان هكذا
لن المهور ل يفهمون من العال ف الشاهد غي هذا العن وليس عند التكلمي برهان يوجب أن يكون بغي
هذه الصفة إل أنم يقولون إن العلم التغي بتغي العلومات الوجودات هو مدث والباري تعال ل يقوم به
حادث لن ما ل ينفك عن الوادث زعموا أنه حادث قال وقد بينا نن كذب هذه القدمة فإذا الواجب أن
تقرر هذه القاعدة على ما وردت ول يقال إنه يعلم حدوث الادثات وفساد الفاسدات ل بعلم مدث ول
بعلم قدي فإن هذه بدعة ف السلم وما كان ربك نسيا سورة مري 64قال والذي يقال للخواص إن العلم
القدي ل يشبه علم
النسان الحدث فالذي يدركه النسان من تغاير العلم الحدث بالاضي والستقبل والاضر هو شيء
يص العلم الحدث وأما العلم القدي فيجب فيه اتاد هذه العلوم لن انتفاء العلم عنه با يدثه من هذه
الوجودات الثلثة مال فقد وقع اليقي بعلمه سبحانه با وانتفى التكييف إذ التكييف يوجب تشبيه العلم القدي
بالحدث قلت هذا الكلم من جنس ما حكاه عن التكلمي فإنه إذا اتد ف العلم القدي العلم بالاضي
والاضر والستقبل ول يكن هذا مغايرا لذا كان العلم بالوجود حال وجوده وحال عدمه واحدا وهذا مناقض
لا تقدمه من قوله يب أن يكون العلم بالوجودين متلفا غاية ما ف هذا الباب أن هذا الرجل يقول إن عدم
التغاير هو ثابت ف العلم القدي دون الحدث ول ريب أن أولئك التكلمي يقولون هذا ولكن يقولون لو
فرض بقاء العلم الادث لكان حكمه حكم القدي ويقولون إن هذا من باب حدوث النسب والضافات الت
ل توجب حدوث النسوب الضاف كالتيامن والتياسر وهكذا هذا يقول إنا تتجدد النسب والضافات وقد
ذكر ذلك ف مقالة له ف العلم لكن التكلمون خي منه لنم يقولون بعلمها
بعد وجودها إما بعلم زائد عند بعضهم وإما بذلك الول عند بعضهم واما هذا فل يثبت إل العلم
الذي هو سبب وجودها كما سيأت كلمه وهذا عندهم حكم يعم الواجب والقدي وهذا يقول بل ذلك حكم
يص الحدث وهو ل يأت على الفرق بجة إل مرد الدعوى وقد بي ذلك ف كلم أفرده ف مسألة العلم
وأراد أن ينتصر بذلك للفلسفة الذين قيل عنهم إنم يقولون إنه يعلم الكليات ول يعلم الزئيات إل على وجه
كلي فذكر أنم يقولون إنه يعلم الزئيات لكن على هذا الوجه فقال لن راسله لا فقتم بودة ذهنكم وكرم
طبعكم كثي من يتعاطى هذه العلوم وانتهى نظركم السديد إل أن وقفتم على الشك العارض ف العلم القدي
مع كونه متعلقا بالشياء الحدثة وجب علينا لكان الق ولكان إزالة الشك والشبهة عنكم أن تل هذا الشك
بعد أن نقول ف تقريره فإن ل يعرف الربط ل يقدر على
الل والشك يلزم هكذا إن كانت الشياء كلها ف علم ال تعال قبل أن تكون فهل هي ف علمه ف
حال كونا كما كانت عليه قبل أن توجد فإن قلنا إنا ف علم ال تعال ف حال وجودها على غي ما كانت
عليه ف علمه قبل أن توجد لزم أن يكون العلم القدي متغيا وأن تكون تكون إذا خرجت من العدم إل
الوجود فقد حدث هناك علم زائد وذلك مستحيل على العلم القدي وإن قلنا إن العلم القدي فيها واحد ف
الالي قيل فهل هي ف نفسها أعن الوجودات الادثة قبل أن توجد كما هي حي وجدت فيجب أن يقال
ليست ف نفسها قبل أن توجد كما هي حي وجدت وإل كان العدوم والوجود واحدا فإذا سلم الصم هذا
قيل له أفليس العلم القيقي هو معرفة الوجود على ما هو عليه
فإذا قال نعم قيل فيجب على هذا إذا اختلف الشيء ف نفسه أن يكون العلم به يتلف وإل فقد علم
على غي ما هو عليه فإذا يب أحد المرين إما أن يتلف العلم القدي ف نفسه أو تكون الوادث غي معلومة
وكل المرين مستحيل عليه سبحانه ويؤكد هذا الشك ما يظهر من حال النسان أعن من تعلق علمه
بالشياء العدومة على تقدير الوجود وتعلق علمه با إذا وجدت فإنه من البي بنفسه أن العلمي يتغايران وإل
كان جاهل بوجودها ف الوقت الذي وجدت فيه وليس ينجى من هذا ما جرت به عادة التكلمي ف الواب
عن هذا بأنه سبحانه يعلم الشياء قبل كونا على ما تكون عليه ف كونا من زمان ومكان وغي ذلك من
الصفة الختصة به بوجود موجود فإنه يقال لم إذا وجدت فهل حدث هناك تغي أو ل يدث وهو خروج
الشيء من العدم إل الوجود
فإن قالوا ل يدث فقد كابروا وإن قالوا حدث هنالك تغي قيل لم فهل حدوث هذا التغي معلوم
للقدي أم ل فيلزم الشك التقدم وبالملة فيعسر أن يتصور أن العلم بالشيء قبل أن يوجد وأن العلم به بعد أن
وجد علم واحد بعينه فهذا هو تقرير هذا الشك قال وقد رام المام أبو حامد الغزال حل هذا الشك ف كتابه
الوسوم بتهافت الفلسفة بشيء ليس فيه منتفع وذلك أنه قال قول معناه هذا وهو أنه زعم أن العلم والعلوم
من الضاف وكما أنه قد يتغي أحد التضايفي ول يتغي هذا الخر ف نفسه كذلك يشبه أن يعرض للشياء ف
علم ال سبحانه وتعال أعن أن تتغي ف أنفسها ول يتغي علمه سبحانه وتعال با
ومثال ذلك ف الضاف أنه قد تكون السطوانة الواحدة ينة زيد ث تعود يسرته وزيد بعد ل يتغي ف
نفسه قال وليس هذا بصادق فإن الضافة قد تغيت ف نفسها وذلك أن الضافة الت كانت ينة قد عادت
يسرة وإنا الذي ل يتغي موضع الضافة أعن الامل لا الذي هو زيد وإذا كان كذلك وكان العلم هو نفس
إضافة فقد يب أن يتغي عند تغي العلوم كما تتغي الضافة إضافه السطوانة إل زيد عند تغيها ف نفسها
وذلك إذا عادت يسرة بعد أن كانت ينة قال والذي ينحل به هذا الشك عندنا هو أن يعرف أن الال ف
العلم القدي مع الوجود بلف الال ف العلم الحدث مع
الوجود وذلك أن وجود الوجود هو علة وسبب لعلمنا والعلم القدي هو علة وسبب للموجود فلو
كان إذا وجد الوجود بعد أن ل يوجد فقد حدث ف العلم القدي علم زائد كما يدث ذلك ف العلم الحدث
للزم أن يكون العلم القدي معلول للموجود ل علة له فإذا وجب أن ل يدث هنالك تغي كما يدث ف العلم
الحدث وإنا أتى هذا الغلط من قياس العلم القدي على العلم الحدث وهو قياس الغائب على الشاهد وقد
عرف فساد هذا القياس وكما ل يدث ف الفاعل تغي عند وجود مفعول له أعن تغيا ل يكن قبل ذلك
كذلك ل يدث ف العلم القدي تغي عند حدوث مفعوله عنه فإذا قد انل هذا الشك ول يلزمنا أنه إذا ل
يدث هنالك تغي أعن ف العلم القدي فليس يعلم الوجود ف حي حدوثه على ما هو عليه وإنا لزم أنه ل
يعلمه بعلم مدث بل ل يعلمه إل بعلم قدي كما ظن أنه لزم من ذلك القول لن حدوث التغي ف
العلم عندنا بتغي الوجود إنا هو شرط ف العلم العلول عن الوجود وهو العلم الحدث فإذا العلم
القدي إنا يتعلق بالوجود على صفة غي الصفة الت يتعلق با العلم الحدث ل أنه غي متعلق أصل كما حكى
عن الفلسفة أنم لوضع هذا الشك قالوا إنه ل يعلم الزئيات وليس المر كما توهم عليهم بل يرون أنه ل
يعلم الزئيات بالعلم الحدث الذي من شرطه الدوث بدوثها ويعلمها بالعلم القدي الذي ليس من شرطه
الدوث بدوثها إذ كان علة لا ل معلول عنها كالال ف العلم الحدث وهذا هو غاية التنيه الذي يب أن
يعترف به فإنه إذا قد اضطر البهان إل أنه عال بالشياء من جهة أن صدورها عنه إنا هو من جهة أنه عال ل
من جهة أنه موجود فقط أو موجود بصفة كذا بل من جهة أنه عال كما قال تعال أل يعلم من خلق وهو
اللطيف البي سورة اللك 14وقد اضطر البهان إل أنه غي عال با بعلم هو على صفة العلم
بالحدث فواجب أن يكون هناك بالوجودات علم آخر ل يكفيف وهو العلم القدي قال وكيف يكن
أن يتصور أن الشائي من الكماء يرون أن العلم القدي ل ييط بالزئيات وهم يرون أنه سبب النذار ف
النامات والوحي وغي ذلك من أنواع اللامات قال فهذا ما ظهر لنا ف وجه هذا الشك وهو أمر ل مرية فيه
ول شك قلت لقائل أن يقول ليس فيما ذكره جواب وذلك أن تفريغه بي العلم القدي والعلم الحدث بأن
ذلك سبب للموجود وهذا سبب عنه هو قول تقوله طائفة من الفلسفة وقد عارضهم طائفة من التكلمي
فزعموا أن ليس ف العلم ما هو سبب لوجود الوجود بل العلم يطابق العلوم على ما هو عليه فل يكسبه صفة
ول يكتسب عنه صفة وأولئك يقولون علمه فعل وهؤلء ينعون ذلك والتحقيق أن كل من العلمي علم
الالق وعلم الخلوق ينقسم إل ما يكون له تأثي ف وجود معلومه وإل ما ل يكون كذلك فما ل يكون
كذلك علم ال بنفسه سبحانه فإن هذا العلم ليس سببا لذا الوجود فل يوز إطلق القول بأن ذلك العلم
سبب للوجود مطلقا
وكذلك علمنا بخلوقات ال الت ل أثر لنا فيها كالسماوات وأما الثان فعلم ال بخلوقاته فإن خلق
الخلوقات مشروط بالعلم با كما قال أليعلم من خلق سورة اللك 14فالعلم با شرط ف وجودها لكن
ليس هو وحده العلة ف وجودها بل ل بد من القدرة والشيئة ومن هنا ضل هؤلء التفلسفة فجعلوا مرد
العلم بنظام الخلوقات موجبا لوجودها ول يعلوا للقدرة والشيئة أثرا مع أن تأثي القدرة والشيئة ف ذلك
أظهر من تأثي العلم مع أنم متناقضون ف ذلك فإنم قد يثبتون العناية والشيئة تارة وينفونا تارة وعلم العبد
با يريد فعله من أفعاله هو أيضا شرط ف وجود العلوم فهذا العلم بذا الحدث شرط ف حصوله والعلوم تابع
للعلم الحدث هنا فليس وجود كل معلوم لنا هو علة وسببا لعلمنا مطلقا بل يفرق ف ذلك بي العلم النظري
والعلم العملي فبطل هذا الفرق ث يقال أيضا ل ريب أن الفاعل إذا أراد أن يفعل أمرا فعلم ما يريد أن يفعل
ل يكن هذا هو العلم بأنه سيكون فإنه ليس كل من تصور ما يريد أن يفعل يعلم أنه سيكون ما يريده بل
الواحد منا يتصور أشياء يريدها ول يعلم أنا تكون بل ل تكون ث إذا علم العال أن الشيء سيكون ث كان
علم أنه قد كان فهنا ف حقنا ثلثة علوم وهو إنا ذكر ف حق ال العلم الشروط ف الفعل وهو الذي ل
يكون الريد مريدا حت يصل ذلك العلم فإن الرادة مشروطة بتصور الراد
أما العلم بأن سيكون الراد فهذا ل يثبت بجرد ما ذكره فإن هذا علم خبي وذاك علم طلب ث إذا
ثبت هذا العلم جاء الشك وهو أنه هل يكون هذا العلم هو نفس العلم بوقوعه إذا وقع أم ل والتكلمون
تكلموا ف هذين العلمي وأرادوا جعل أحدها هو الخر فكانوا أقرب إل الصواب من جعل العلم با يريده
هو العلم بأن سيكون الراد وذلك هو العلم بأن قد كان فتبي أن طريقة التكلمي أقل إشكال وأقرب إل
الصواب وأيضا فيقال له العال با يريد أن يفعل إذا فعله علم أنه سيكون ث علم أن قد كان ل يرج بذلك
عن أن يكون العلم القدي شرطا ف وجود العلوم وهو من تام علة وجوده وإذا كانت نفسه مستلزمة لعلمه
بالوجود بشرط فعله لا كما ف سعه وبصره ل يكن شيء من أحواله معلول لغيه فقوله يلزم أن يكون العلم
القدي معلول للوجود ل علة له ليس بلزم وأما ما ذكره من نفي التغي فهو قد طعن ف دليل التكلمي على
نفيه ول يذكر هو دليل على نفيه فبقي نفيه له بل حجة أصل إل قوله يلزم أن يكون العلم القدي معلول
للوجود ل علة له وليس هذا بصحيح فإنه بتقدير تدد علم ثان ل يرج العلم الذي به كان الفاعل فاعل عن
أن يكون علة وأيضا فعلم ال لزم لذاته وهو الذي فعل الوجودات فإذا قيل
إن ذاته أوجبت له هذا العلم بشرط فعله ما فعل ل يكن ذلك موجبا لفتقاره ف العلم إل غيه وقوله
إنا أتى هذا من قياس الغائب على الشاهد فيقال جيع ما تذكره أنت وأصحابك والتكلمون ف هذا الباب ل
بد فيه من مقدمة كلية تتناول الغائب والشاهد ولول ما يوجد ف الشاهد من ذلك لا تصور من الغائب شيء
أصل فضل عن معرفة حكمه فإن أبطلت هذا بطل جيع كلمكم وأما قوله كما ل يدث ف الفاعل تغي عند
وجود مفعول له كذلك ف العلم عند حدوث مفعوله فيقال له أنت قد أبطلت دليل التكلمي على هذا
الصل الذي قاسوا عليه ول تذكر لك عليه دليل فإن أولئك بنوه على أن ما ل يسبق الوادث حادث وهذا
ثبت بطلنه فيجوز عندك أن تقوم الوادث بالقدي وإذا كان كذلك ل يتنع عندك أن يتجدد للفاعل القدي
عند فعله حال من الحوال بل أنت قد بينت ف غي موضع أنه ل يعقل صدور الوادث عن الحدث بدون
هذا وأما قوله ل يلزمنا إذا ل يدث هناك تغي أن ل يعلم الوجود ف حي حدوثه على ما هو عليه فيقال
هذا لك ألزم منه للمتكلمي لنك ألزمتهم أن العلم بأن ما سيكون قد كان ومعلوم أن العلم با نريد أن نفعل
ليس هو العلم بأن سيكون ول بأن قد كان
فإن نفيت علمه بأن ستكون الوجودات قبل وجودها وعلمه بأن قد كانت بعد وجودها كان هذا
أعظم عليك وإن جعلت ذلك هو نفس علمه با يريد فعله كان جعلهم العلم بالشيء قبل كونه واحدا أقرب
إل العقل وأما قوله حدوث التغي ف العلم عندما يتغي الوجود هو شرط ف العلم العلول عن الوجود وهو
الحدث فيقال له هذا ضعيف لوجهي أحدها أن ما ذكرته من الدليل ل يفرق الثان أنه يلزم علم العبد با
يريد أن يفعله فإنه متقدم على العلوم به الوجود وهو متغي فليس هو معلول عن الوجود فتبي أن كونه سببا
ف الوجود أو تابعا له ل ينع ما ذكر من التغي وعلم الرب تبارك وتعال ل يوز أن يكون مستفادا من شيء
من الوجودات فإن علمه من لوازم ذاته فعلم العبد يفتقر إل سبب يدثه وإل العلوم الذي هو الرب تعال أو
بعض ملوقاته وعلم الرب لزم له من جهة أن نفسه مستلزمة للعلم والعلوم إما نفسه القدسة وإما معلوماته
الت علمها قبل خلقها وهذه السألة مسألة تعلق صفاته بالخلوقات بعد وجودها تعلق العلم والسمع والبصر
ونو ذلك هي مسألة كبية والناس متفقون على تدد نسب وإضافات ل تقوم بذات الرب
وتنازعوا فيما يقوم بذات الرب وهذا كما تنازعوا ف الستواء ونوه هل هو مفعول للرب يدثه ف
الخلوقات من غي قيام أمر به أم يقوم به أمر على القولي فالكلبية والعتزلة ينفون أن يقوم بالرب شيء من
ذلك وأكثر أهل الديث وكثي من أهل الكلم يوزون ذلك وأما النسب والضافات فتتجدد باتفاقهم وابن
عقيل يسمي هذه النسب والضافات الحوال ولعله ساها بذلك كما يسمي غيه كونه عالا وقادرا حال
معللة بالعلم والقدرة كما هي طريقة القاضي أب بكر ومن وافقه كالقاضي أب يعلى وابن عقيل وغيها
وهؤلء يقولون تبعا لب هاشم إن الال ل موجودة ول معدومة وكذلك هذه النسب والضافات على قولم
أو أن يكون ابن عقيل شبه ذلك بالحوال الت يثبتها أبو هاشم وجعلها ل موجودة ول معدومة كذلك هذه
النسب والضافات ولهل الديث والتفسي والكلم وغيهم من الكلم ف هذه السألة ما هو معروف ولذا
صار طائفة من أهل الكلم كهشام بن الكم والهم وأب السي البصري والرازي وغيهم إل إثبات أمور
متجددة والكلم على هذا متعلق با ذكره ال ف القرآن ف غي موضع كقوله وما جعلنا القبلة الت كنت
عليها إل لنعلم من يتبع الرسول من ينقلب على عقبيه سورة البقرة 143
وقوله تعال أم حسبتم أن تدخلوا النة ولا يعلم ال الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين سورة آل
عمران 142وقوله وتلك اليام نداولا بي الناس وليعلم ال الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء سورة آل
عمران 140وقوله أو لا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أن هذا قل هو من عند أنفسكم سورة آل
عمران 165إل قوله فبإذن ال وليعلم الؤمني وليعلم الذين نافقوا سورة آل عمران 166 165الية
وقوله ث بعثناهم لنعلم أي الزبي أحصى لا لبثوا أمدا سورة الكهف 12وقوله ولقد فتنا الذين من قبلهم
فليعلمن ال الذين صدقوا وليعلمن الكاذبي إل قوله وليعلمن ال الذين آمنوا وليعلمن النافقي سورة
العنكبوت 11 3وغي ذلك ف كتاب ال هذا مع اتفاق سلف المة وأئمتها على أن ال عال با سيكون قبل
أن يكون وقد نص الئمة عل أن من أنكر العلم القدي فهو كافر ومن هؤلء غلة القدرية الذين ينكرون
علمه بأفعال العباد قبل أن يعملوها والقائلون بالبداء من الرافضة ونوهم .
وإنا السألة الدقيقة أنه عند وجود السموع والرئي والعلوم إذا سعه ورآه وعلمه موجودا فهل هذا
عي ما كان موجودا قبل وجود ذلك أو هناك معن زائد وأما قول من قال من الفلسفة إنه ل يعلم إل
الكليات فهذا من أخبث القوال وشرها ولذا ل يقل به أحد من طوائف اللة وهؤلء شر من النكرين للعلم
القدي من القدرية وغيهم وأما ما ذكره من أن الفلسفة ل يقولون إنه ل يعلم الزئيات بل يرون أنه ل
يعلمها بالعلم الحدث وإنكاره أن يكون الشاؤون من الفلسفة ينكرون علمه بزئيات العال فهذا يدل على
فرط تعصبه لؤلء الفلسفة بالباطل وعدم معرفته بتحقيق مذهبهم فإنه دائما يتعصب لرسطو صاحب التعاليم
النطقية واللية وكلمه ف مسألة العلم معروف مذكور ف كتابه ما بعد الطبيعة وقد ذكره بألفاظ أبو البكات
صاحب العتب وغيه ورد عليه أبو البكات مع تعظيمه له
وأرسطو ينكر علم الرب بشيء من الوادث مطلقا وكلمه ف ذلك وحججه من أفسد الكلم كما
سنذكره إن شاء ال ولكن ابن سينا وأمثاله زعموا أنه إنا يعلم الكليات والزئيات يعلمها على وجه كلي
وهؤلء فروا من وقوع التغي ف علمه وأما من قبل أرسطو من الشائي فل ريب أن ف كلمهم ما هو خي
وأقرب إل النبياء من كلم أرسطو ولذا نقل عنهم أنم كانوا يقولون بدوث الفلك وأن أرسطو أول من
قال بقدمها من الشائي وأما احتجاجه على إثبات علم الرب بالزئيات بالنذارات والنامات فاستدلل
ضعيف فإن ابن سينا وأمثاله يدعون أن ما يصل للنفوس البشرية من العلم والنذارات والنامات إنا هو من
فيض العقل الفعال والنفس الفلكية وإذا أرادوا أن يمعوا بي الشريعة والفلسفة قالوا إن النفس الفلكية هي
اللوح الحفوظ كما يوجد مثل ذلك ف كلم أب حامد ف كتاب الحياء والضنون وغي ذلك من كتبه وكما
يوجد ف كلم من سلك سبيله من الشيوخ التفلسفة التصوفة يذكرون اللوح الحفوظ ومرادهم به النفس
الفلكية ويدعون أن العارف قد يقرأ ما ف اللوح الحفوظ ويعلم ما فيه ومن علم دين السلم الذي بعث ال
به رسله علم أن هذا من أبعد المور عن دين السلم كما قد بسط ف موضع آخر إذ تنيهه هنا للفلسفة
الشائي عن أن يكون هذا كلمهم هو تعصب جسيم منه لم
وهذا نظر سيء ف نقل أقوال الناس وليس تقيق هذا من غرضنا هنا والفلسفة طوائف متفرقون ل
يمعهم قول ول مذهب بل هم متلفون أكثر من اختلف فرق اليهود والنصارى والجوس وكلم الشائي أن
الليات كلم قليل الفائدة وكثي منه بل حجة والنقل الذكور موجود ف كتب التبعي لم كابن سينا
وأضرابه وقد نظرت فيما نقل عنهم من القوال ف العلم فوجدتا عدة مقالت لكن من الناس من يكي عنهم
قولي أو ثلثة ومن الناس من ل يكي إل قول واحدا وقد وجدت أربعة مقالت منقولة عنهم صريا ف كتب
متعددة فنقل طائفة عنهم كالشهرستان وغيه ف العلم ثلث مقالت قالوا ذهب قدماء الفلسفة إل أنه عال
بذاته فقط ث من ضرورة علمه بذاته يلزم منه الوجودات وهي غي معلومة عنده أي ل صورة لا عنده على
التفصيل والجال وذهب قوم منهم إل أنه تعال يعلم الكليات دون الزئيات وذهب قوم إل أنه يعلم الكلي
والزئي جيعا على وجه ليتطرق إل علمه نقص وقصور
فهذا القول الثالث هو شبيه بالقول الذي اختاره ابن رشد وأما القول الثان والول فهما اللذان
حكاها الغزال عن الفلسفة قال منهم من قال ل يعلم إل ذاته ومنهم من يسلم أنه يعلم غي ذاته قال وهو
الذي اختاره ابن سينا فإنه زعم أنه يعلم الشياء كلها بنوع كلي ل يدخل تت الزمان ول يعلم الزئيات الت
يوجب تدد الحاطة با تغيا ف ذات العال وذكر الغزال أنم اتفقوا على أنه ل يعلم الزئيات النقسمة
بانقسام الزمان إل الكائن وما كان ويكون قال فمن ذهب منهم إل أنه ليعلم إل نفسه ل يفى فساد هذا
من مذهبه ومن ذهب منهم إل أنه يعلم غيه كما اختاره ابن سينا فقد زعم أنه يعلم الشياء علما كليا ل
يدخل تت الزمان ول يتلف بالاضي والستقبل والن ومع ذلك زعم أنه ل يعزب عن علمه مثقال ذرة ف
السماوات ول ف الرض إل أنه يعلم الزئيات بنوع كلي قلت ولب البكات صاحب العتب مقالة ف العلم
رد فيها على أرسطو ونصر فيها أنه يعلم الكليات والزئيات
وما ذكره ابن رشد عنهم من أنم يرون أن العلم سبب النذار بالزئيات فيقال أما الفلسفة الوجودة
ف كتب ابن سينا وأمثاله ففيها أن ذلك من العقل الفعال والنفس الفلكية وعندهم ذلك هو النذر بذلك
ويسمون ذلك اللوح الحفوظ ومن ذلك ينل عندهم الوحي على النبياء ومن ذلك كلم موسى وكثي من
التصوفة الذين سلكوا مسلكهم قد دخل ذلك ف كلمهم فإن كان فريق غي هؤلء التفلسفة يعل ذلك من
علم ال فل ريب أن من جعل ال منذرا لعباده بالزئيات لزم أن يكون عالا با فإن العلن بالشيء فرع على
العلم به وهذا ما يثبت القول الثالث الحكي عنهم وذكر أبو البكات ف معتبه القوال الثلثة قول من قال
ل يعلم إل ذاته وذكره عن أرسطو وذكر ألفاظه وابن رشد هو يعظم أرسطوا إل الغاية وهو من أعظم
الفلسفة عنده فكيف ينفي هذا القول عنهم وذكر أبو البكات قول ابن سينا وذكر عنهم القول الثالث وهو
أنه يعرف ذاته وسائر ملوقاته ف سائر الوقات على اختلف الالت ما هو كائن وما هو آت وهذا القول
ينع إل قولي أحدها القول الذي اختاره ابن رشد الذي قربه من التغي ول يب عنه والثان التزام هذا اللزم
وبيان أنه ليس بحذور وهذا قد اختاره أبو البكات كما يتاره طوائف من
التكلمي كأب السي والرازي وغيها وكما هو معن ما دل عليه الكتاب والسنة وذكره أئمة السنة
فصارت القوال للفلسفة ف علم ال أربعة أقوال بل خسة بل ستة بل سبعة وأكثر من ذلك القول الذي ذكره
ابن سينا والقول الذي اختاره ابن رشد والقول الذي اختاره أبو البكات وهذان القولن ها القولن اللذان
يقولما نظار السلمي وقول أرسطو وابن سينا فل يكن أن يقولما مسلم ولذا كان ذلك ما كفرهم به
الغزال وغيه فضل عن أئمة السلمي كمالك والشافعي وأحد فإنم كفروا غلة القدرية الذين أنكروا علمه
بالفعال الزئية قبل وجودها فكيف من أنكر علمه بالزئيات كلها قبل وجودها وبعد وجودها
وللسهروردي القتول قول آخر سنحكيه بعد إن شاء ال وكذلك للطوسي قول قريب منه مضمونه أن العلم
ليس صفة له بل هو نفس العلومات قال أبو البكات فأما معرفته وعلمه فقد اختلف فيه كثي من العلماء من
الحدثي والقدماء يعن علماء النظار من الفلسفة ل يعن به أتباع النبياء قال فقال قوم منهم إنه ل يعرف
ول يعلم سوى ذاته وصفاته الت له بذاته وقال آخرون بل يعرف ذاته وسائر ملوقاته ف
سائر الوقات على اختلف الالت فيما هو كائن وفيما هو آت وقال آخرون بل يعرف ذاته بذاته
والصفات الكلية من ملوقاته والذات الدائمة الوجود من معلولته ول يعرف الزئيات ول يعلم الكليات
الفاسدات التغيات الستحيلت ول شيئا من الوادث من الفعال والذات قال واشتهر القول بي التفلسفة
من القدماء بالذهب الول أعن تنيه الذات فقط وبي الحدثي القول الثالث وهو معرفة الكليات وضعفت
بينهم حجج القائلي بعرفة الزئيات لتدقيق النظر وتقرير أصول ل تتحرر وافقهم عليها السامعون فألزمهم
بتصديقهم من حيث ليشعرون قال ونن الن نقتص مذاهب الذين يقولون بأنه تعال ل يعرف الزئيات
وحججهم ث نشرع ف اعتبارها والنظر فيها وف مذهب القائلي بلفها ونري على العادة ف توفية كل
مذهب حجته
ما قيل وما ل يقل حت ينتهي النظر إل الجة الت ل مرد لا ول حجة تبطلها فنعرف الق فيها ث
قال الفصل الرابع عشر ف شرح كلم من قال إن ال ل ييط علما بالوجودات قال أرسطو طاليس ما هذه
حكايته فيما بعد الطبيعة فأما على أي جهة هو البدأ الول ففيه صعوبة فإنه إن كان عقل وهو ل يعقل
كالعال النائم فهذا مال وإن عقل افترى عقله ف القيقة لشيء غيه وليس جوهره معقوله لكن فيه قوة على
ذلك وبسب هذا ل يكون جوهرا فإن كان هذا الوهر بذه الصفة أعن أنه عقل فليس يلو أن يكون عاقل
لذاته أو لشيء آخر فإن كان عاقل لشيء آخر فل يلو أن يكون عقله دائما لشيء واحد أو لشياء كثية
فإن كان معقوله لشياء كثية فمعقوله على هذا منفصل عنه فيكون كماله إذن ل ف أن يعقل ذاته لكن ف
عقل شيء آخر أي شيء كان إل أنه من الحال أن يكون كماله بعقل غيه إذ كان جوهرا ف
الغاية من اللية والكرامة والعقل فل يتغي والتغي فيه انتقال إل النقص وهذا هو حركة ما فيكون هذا
العقل ليس عقل بالفعل لكن بالقوة وإذا كان هكذا فل مالة أنه يلزمه الكلل والتعب ف إيصال العقل
للمعقولت ومن بعد فإنه يصي فاضل بغيه كالعقل ف العقولت فيكون ذلك العقل ف نفسه ناقصا ويكمل
بعقولته وإذا كان هذا هكذا فيجب أن يهرب من هذا العتقاد وأن ل يبصر بعض الشياء أفضل من أن
يبصرها فكمال ذلك العقل إذ كان أفضل الكمالت يب أن يكون بذاته لا فإنا أفضل الوجودات وأكملها
وأشرف العقولت وهذا يوجد هكذا دائما دون تعرف أو حس أو رأي أو فكر فهذا ظاهر جدا فإنه إن كان
معقول هذا العقل غيه فإما أن يكون شيئا واحدا دائما أو يكون علمه با يعلمه واحدا بعد آخر وهذه المور
باليول غي الصورة فأما ف المور العقلية فطبيعة المر وكونه معقول شيء واحد فليس العقل فيها شيئا غي
العقول
وبالملة فجميع الشياء العرية عن اليول فمعن العقل والعقول فيها واحد قلت وقد صنف أبو
البكات مقالة ف العلم ذكر فيها نو ما ذكره ف العتب وقال وهذا القول هو الذي نقل عن أرسطو طاليس ف
مقالة اللم من كتابه العروف با بعد الطبيعة وقد تداولته العقلء وتصرفت فيه العقول وأكثر فيه الفسرون
والغرض منه ظاهر وهو إجلل البدأ الول عن أن يكون له كمال بغيه فيكون بذاته ناقصا بالقياس إل ذلك
الكمال وتكون له غيية بإدراك البصار وتغي بإدراك التغيات وتعب باتصال إدراكها وازدحامها وخروجه
من القوة إل الفعل فيفعلها قال وإذا كان هذا مفهوم الكلم قد لح عن كثب فل حاجة إل التطويل وهذا
قول إذا تتبع بطريقة النظر الحض ل يثبت له قدم فيه وساق كلمه عليه قال أبو البكات ف العتب وقد كان
أرسطو قال قبل هذا ما قصد به أن ينفى عنه أن تتجدد له الحوال وينع به تغيه من حال إل حال حت يكم
بذلك ف العلوم والعارف قال وليس يكن ف العلة الول أن تنفعل وجيع هذه هي
حركات توجد بآخره بعد الركة الكانية وجيع هذه هي بينة على هيئة على هذه الصفة ث ذكر
عبارة ابن سينا ف هذه السألة كما سنذكره وكلم أرسطو فيه أربعة أمور أحدها أن العلم بالغي يوجب
كونه كامل بغيه فأن ل يبصر بعض الشياء أول من أن يبصرها الثان أن علمه بالتغيات يوجب تعبه
وكلله الثالث أن هذا نوع من الركة يستلزم تقدم الركة الكانية الرابع أن علمه الشياء نوع حركة
يوجب كثرة العلوم فيكون هو لا كاليول للصورة ومدار الجج على أن العلم يوجب الكثرة والتغي
والستكمال بالعلوم قال أبو البكات الفصل الامس عشر ف اعتبار الجج النقولة عن أرسطو طاليس أما
قول أرسطو بأن تعقله للغي كمال يوجب له نقصا باعتبار ل كونه فيد بأن يقال فيه على طريق الدال الذي
يلزمه الذعان له وهو أن يقال إنك تعرفه مبدأ أول وخالق
الكل فنقول ف خلقه مثلما قلت ف تعقله فإن قلت اللق لزم عن ذاته قلنا والتعقل لزم عن ذاته وإن
قلت إن ذلك ينعه عنه حت ل يعل له به كمال أعن كونه يعقل الشياء قلنا فامنع هذا أيضا أعن كونه يلق
الشياء حت ل يكون له به كمال فبما ل يلق ل يكون خالق الخلوقات ومبدأ أول لا كما أنه با ل يعقل ل
يكون عاقل العقولت ولو با ل يعقل واحدا منها مثلما ل يلق واحدا منها فإن الذي لزم ف علم العلوم يلزم
مثله ف خلق الخلوقات أو إبداع البدع فإنه بقياس ل وجوده عنه ليس بالق ول مبدع فإن ل يوجب هذا
نقصا ل يوجب ذاك وإن أوجب ذاك فقد أوجب هذا وأجلله عن ذلك كإجلله عن هذا وقدرته عن هذا
كقدرته على ذاك فلم نزهته عن ذاك ول تنهه عن هذا ول خشيت عليه التعب ف أن يعقل ول تشه عليه ف
أن يفعل
قال فهذا جواب كاف ف رده على مذهب الجادلة قلت قوله على مذهب الجادلة يعن العارضة
والنقض الت تبطل حجة الستدل وتبي أنا فاسدة وإن ل يعلم حلها وذلك أن ما ذكره ف العلم يلزم مثله
بطريق الول ف الفعل فإنه من العلوم بصريح العقل أن كون الشيء مفعول دون كونه معلوما فإن الفعولت
دون الفاعل وليس كل معلوم دون العال فالنسان يعلم ما هو أكمل منه وليفعل ما هو أكمل منه فالفعول
يب أن يكون دون الفاعل ويب أن يكون الفاعل أكمل من الفعول ول يب مثل ذلك ف العال والعلوم بل
يوز أن يعلم العال ما هو أكمل منه وما ل يفتقر إليه بوجه من الوجوه وأما مفعوله فهو مفتقر إليه فإذا ل
يكن كون الشياء مفعولة له ما يوجب نقصا له وكمال با فأن ل يوجب كونا معلومة له نقصا له وكمال
با بطريق الول إذ كونا مفعولة أنقص لا من كونا معلومة له فإذا كانت فاعليته ل تتم إل با ول يكن ذلك
نقصا فأن ل تكون عاليته الت ل يتم إل با نقصا بطريق الول وذلك من وجوه أحدها أن كونا مفعولة
أنقص لا من كونا معلومة الثان أن لزوم الفعل له أول بأن يعل نقصا من لزوم العلم له الثالث إن استلزام
الفاعلية الفعول أول من استلزام العالية لوجود
العلوم فإن العال قد يعلم العلوم معدوما ويعلمه متنعا ويعلمه قبل وجوده وأما الفعل فل يكون إل لا
يوجد بالفعل ل لا يكون معدوما مع وجود الفعل وحينئذ فتوقف كونه فاعل على وجودها أول من توقف
كونه عالا على وجودها الرابع أنه إذا قيل فعله لا ل يوجب احتياجه إليها بل هي الحتاجة إليه من كل وجه
وكماله بفعله الذي هو من ذاته ل منها قيل وعلمه با ل يوجب حاجته إليها بوجه بل العال أغن عن العلوم
من الفاعل إل الفعول إذ ل يعقل ف الشاهد فاعل إل وهو متاج إل فعله بل ومفعوله ويوجد عال ل يفتقر
إل معلوماته بل ول إل علمه بكثي من العلومات وإن كان علمه با صفة كمال وجوده أكمل منه وإذا قدر
أن بعض الفعال ليتاج إليه بل هو صفة كمال قيل الفعل الختياري ل يكون إل بإرادة وحاجة النسان إل
وجود كل مراد مطلقا أعظم من حاجته إل العلم با يعلمه مطلقا وتعلق النفوس براداتا أعظم من تعلقها
بعلوماتا ولذا يقول بعض الناس ويكونه عن علي قيمة كل امرىء ما يسن ول يصح هذا عن علي ويقول
أهل العرفة قيمة كل امرىء ما يطلب فكمال النفوس ونقصها برادها أعظم من كمالا ونقصها بعلومها بل
نفس العلم بأي معلوم كان ل يوجب لا نقصا وأما إرادة بعض
الشياء فيوجب لا نقصا فإذا كان فعله لكل ما ف الوجود ل يوجب له نقصا فكيف يعلمه بذلك وإذا
كان فعله لا ل يوجب كونه متاجا إليها مستكمل با فكيف يوجب ذلك علمه با ونن نعلم أن كون
الفاعل ل يفعل بعض الشياء أكمل من فعلها وأما كونه ل يعلمها فل يعقل كونه نقصا إل إذا اقترن بالعلم ما
يذم ل أن نفس العلم يذم فإذا كان فعله لبعض الوجودات ليس أكمل من فعله لا كلها ول يكن أن ل يفعلها
أكمل من أن يفعلها فكيف يكون أن ل يبصرها أفضل من أن يبصرها وإذا قيل هو فاعل لبعضها بتوسط
بعض قيل كيفما قدرت وجود الفعل ونفي كونه نقصا كان تقدير وجود العلم ونفي كونه نقصا أول
وأحرى فإن قلت فعله للمفعول الول لزم لذاته وهلم جرا ول يكون نقصا قيل إن قدر أن هناك معلول
أول يلزمه فإن علمه بنفسه إذا كان يستلزم علمه بالعلول الول ولوازمه ل يكن نقصا بطريق الول وإذا قيل
إن ف التعقلت تعبا قيل من ل يتعب بالفعل فأن ليتعب بالعلم بطريق الول فكيف يعقل فاعل يفعل دائما
ول يتعب بالفعل فأن ل يتعب بالعلم بطريق الول فكيف يعقل فاعل يفعل دائما وليتعب بالفعل ولكن يتعب
بعلمه بالفعول مع كونه عقل والعقل الذي هو العلم أول به من الفعل وهم يعلمون وكل عاقل أن
نفس النسان ل يتعب بالعلم كما يتعب بالفعل وكذلك بدنه إذا قدر فعل ل يكون استحالة وتغيا فلن يقدر
علم به ل يكون استحالة وتغيا بطريق الول وإذا قدر فعل ل يوجب حركة مكانية فالعلم به أن ل يوجب
ذلك أول وأحرى ففي الملة كل ما توهم التوهم أنه نقص ف العلم مثل كونه استكمال بالغي أو كونه
تغيا أو كونه متعبا يلزمه مثله ف فعل ذلك لغي العلوم بطريق الول وإذا كان الفعل ل نقص فيه بل هو
كمال فكذلك للعلم وللغي الذكور هو مفعوله وملوقه الذي هو أبدعه فإذا قيل إن كماله به فليس كماله إل
بنفسه إذ هو البدع له فلم تفتقر نفسه إل غي نفسه ونن نعقل أن ما هو غن عنا علمنا به أكمل من أن ل
نعلمه وإن كان غنيا عنا فلو قدر أن ف الوجود ما ليس مفعول له كان أن يعلمه أكمل من أن ل يعلمه فكيف
إذا كان هو مفعوله وهل يقال إن من علم الشياء بعلوم متجددة بل علمها بعد وجودها أنقص من ل يعلمها
بال فكيف يكون من ل يعلمها قبل وجودها وبعد وجودها ولو سى مسم العلم بالتغيات تغيا وحركة
واستكمالت بالغي ومهما ساه من ذلك فإذا قيس من يعلم الشياء إل من ل يعلمها كان الول أكمل بكل
حال
ولذا كان النسان القابل للعلم أكمل من الماد وإن كان ف علمه من التغي والركة ما ليس ف
الماد وأيضا فمن يكن حيا حساسا يقدر على الركة أكمل من ل يكون كذلك وكلما كانت صفات
الكمال أكمل كان الوصوف أكمل فإن النسان أكمل من اليوان البهيم واليوان أكمل من المال وإن قدر
أن علمه وفعله مستلزم للحركة بل للحركة الكانية فهو أكمل من ل علم له ول يتحرك بإرادته فالتحرك
بإرادته أكمل من ل يكنه الركة البتة هذا هو العقول ف الوجودات وكلما تدبر النسان ونظر ف الدلة
العقولة تبي له أن ما ذكره عن أرسطو من الجج لنفي العلم من أفسد الجج بل هي الغاية ف الفساد وهي
مبنية على مقدمتي إحجاها أن العلم يستلزم أمورا والثانية أنه يب نفي تلك المور لكونا نقصا وهذا
باطل من وجوه منها العارضة با تقدم ومنها إن نفي العلم أعظم نقصا من تلك اللوازم فلو قدر أنا تتضمن
ما يسمونه نقصا لكان ما يتضمنه نفي العلم من النقص أعظم فل يوز التزام أعظم النقصي حذرا من أدناها
إذا قدر أن كلها قد جعله هؤلء نقصا
ومنها أن ما ذكره من القدمة الول اللزومية ما ينازعهم فيه كثي من الناس ومنها أن كون تلك
اللوازم نقصا ما ينازع فيه كثي من الناس ومنها أنه يستفصل عن الدود الذكورة ف القدمتي فإنا ألفاظ
مملة وحينئذ فل بد من منع اللزوم أو انتفاء اللزم فإما أن ل يسلم ما ذكروه عن اللزوم وإما أن ل يسلم ما
ذكروه من انتفاء اللزم ومنها بيان أن لوازم العلم كلها كمال ل نقص فيه بوجه من الوجوه ومنها أن ما
ذكره مبن على وجوب ثبوت الكمال للرب تعال وتنيهه عن النقص وهذا حق كما قررناه ف غي موضع
وبينا أن الكمال المكن وجوده الذي ل نقص فيه بوجه يب إثباته ل تعال وأن العلم من أعظم الكمالت
الذي ل نقص فيه بوجه وقد وجد العلم ف الوجود فثبوته له أول من ثبوته لغيه وأن العلم من حيث هو علم
ل يستلزم نقصا أصل ولكن النفوس الظالة إذا علمت بعض الشياء فقد تستعي بالعلم على الظلم والنفوس
الاهلة به إذا عرفت بعض القائق فقد يضرها معرفة تلك القائق فيحصل الضرر لا ف النفوس من الشر أما
القدس النه عن كل عيب فعلمه من تام كماله وهو ما يمد به ويثن به عليه ل يستلزم الذم والنقص بوجه
من الوجوه فكيف إذا علم وجود العال وامتناع وجوده بدون العلم وامتناع كونه فاعل لشيء إل مع علمه به
إل غي ذلك من الدلئل البهانية الثبتة لوجوب كونه تعال عليما بكل شيء
لكن نن ف هذا القام ف إبطال شبه النفاة ل ف بيان حجج الثبتي وما ذكره أبو البكات ف
العارضة بالفعل ف غاية السن فإن من ل يلزمه تعب ول نقص ف خلق الخلوقات فإن ل يلزمه ذلك ف علمه
با أول وأحرى وهذا ما يبي أن قول اليهود الذين وصفوه بالتعب لا خلق السماوات والرض ف ستة أيام
وأنه استراح بعد ذلك أقرب إل العقول من قول أرسطو وأتباعه الذين يقولون لو كان عالا بذا لتعب لكن
هذه العارضة مبنية على أنه علة فاعلة للعال سواء قيل إنه فاعل له بالرادة أو موجب له بذاته بل إرادة
وكونه مبدأ للعال هو ما اتفق عليه المم من الولي والخرين ووافقهم على ذلك أئمة أتباع الشائي كابن
سينا وأمثاله وأما أرسطو فليس ف كلمه إل أنه علة غائية بعن أن الفلك يتحرك للتشبه به ليس فيه أنه مبدع
العال وهذا وإن كان ف غاية الهل والكفر فكلمه ف علمه مبن على هذا وإبطال كلمه ف العلم مكن مع
تقدير هذا الصل الفاسد أيضا من وجوه فإن حقيقة قول أرسطو وأتباعه إن الرب ليس بالق ول عال وأول
ما أنزل ال على رسول ال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق النسان من علق اقرأ وربك الكرم الذي علم
بالقلم علم النسان ما ل يعلم سورة العلق 51
وكذلك قوله سبح اسم ربك العلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى سورة العلى 31
وقول موسى لفرعون ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ث هدى سورة طه 50وأمثال ذلك وهؤلء عندهم
ل يلق شيئا ول يعلم احدا بل هو ف نفسه ليس بعال فكيف يعلم غيه ويهديه قال أبو البكات فأما الواب
النظري البهان فهو أن نقول ليس كماله بفعله بل فعله بكماله وعن كماله ومن فعله عقله فعقله عن كماله
الذات الذي ل وجه لتصور النقص فيه ول القول به فإن النقص ف ذات البدأ الول غي متصور لنه واحد
والنقص إنا يتصور ف موضع الزيادة والنقصان والزيادة والنقصان معا إنا هي من صفات الكثرة والغيية حيث
تتصور ف الكثرة قلة وف الزيادة نقصان كل واحد بقياس الخر فاما حيث ل كثرة ول غيية بل وحدة مضة
فل يتصور نقص وكيف والنقص من الصفات الضافية حيث يقال نقص كذا كما يقال زاد كذا فالنقص
التصور ف الذات الحدية أي نقص يكون ونقص ماذا
يكون وكيف يتصور ل أقول كيف يقال فإن القائل قد يقول ما ل يتصوره لكن العال ل يعلم ما ل
يتصوره إثباتا ول نفيا فإن قيل إن النقص ها هنا متصور بقياس ذاته وهو أن ل يعقل كذا لول كذا العقول
أي ل يعقل لول العقول قلنا إن الكمال الذي له ليس هو بأن يعقل كل موجود بل كونه بيث يعقل كل
موجود فإن كان العقول موجودا عقله وإن فرض غي موجود لزمه فرض أن ل يعقله ل لنه ل يعقله أي ل
يقدر على عقله بل النقص من جانب العدم الفروض فكماله وقدرته له بذاته ويلزم عنهما ما له بالقياس إل
موجوداته فما كمل بإياد ملوقاته بل وجدت ملوقاته عن كماله وليس هذا القول ف البدأ الول فقط بل
وفينا أيضا فإنا لسنا نكمل بكل معقول بل إنا كمالنا بقدرتنا على أن نعقله وإنا نكمل با نعقله بالفعل حيث
نعقل بالفعل معقولت أشرف منا وذلك نوع آخر من الكمال فإن العقل له بذاته الكمال الذي هو قدرته على
أن يعقل وله به أن يعقل وذلك أمر له من ذاته عقل بالفعل أم ل يعقل وله كمال عرضي إضاف اكتساب با
يعقل معقولت هي أشرف
منه وذلك ليس للول إذ ليس أشرف منه ف الوجودات حت يشرف ويكمل بعقله له وليس إذا ارتفع
هذا عنه ارتفع ذاك فإن ذاك هو الول و الذى بالذات أعن كونه بيث يعقل وقدرته على أن يعقل فهو كماله
الذات الذي به شرف وجل وعل عما ل يعقل والخر هو الثان والذي بالعرض أعن كماله بعقولته وشرفه
با فإن كوننا بيث نعقل ما نعقله شرف لنا وكمال بالقياس إل ما ليس له ذلك وكثي من العقولت الت
نعقلها ل نشرف با وليس الشرف الاصل من الفعل هو الشرف الذي بالقدرة فإن الذي بالقدرة قبل الفعل
ومعه وبعده والذي بالفعل يصل مع الفعل وبه وبعده ول يكون قبله فما شرف ال بخلوقاته بل خلق بشرفه
أعن ما خلق فشرف بل شرف فخلق وكذلك ما علم فكمل بل كمل فعلم قلت ملخص هذا أن الكمال هو
الذي يب له أزل وأبدا وهو لزم ل يتجدد منه شيء وهو كونه بيث يفعل ويعقل ل نفس وجود الفعل
العي والعلم العي وهذا هو القدرة على الفعل والعقل وهذا له بذاته ل يتوقف على شيء من الوجودات
ولذا قال إن النقص غي متصور ف الذات الواحدة فإن النقص يستلزم التعدد ول تعدد هناك لكن قد يقال
على هذا إنه وإن كان الذات واحدة فإذا كانت الصفات متعددة كالقدرة والعلم أمكن تقدير أحدها دون
الخر فالكمال هو بوجود الميع والنقص معقول بعدم بعض ذلك
لكن ما قاله لزم لن ينفي الصفات من الهمية والفلسفة ويقدر ذاتا ل صفة لا أو وجودا مطلقا ل
يتص بامر فهذا ليعقل فيه كمال ول نقص وأرسطو من نفاة الصفات وقد قدر أنه يكمل تارة ول يكمل
أخرى وجعل أحد المرين أكمل له من الخر وأصحاب أرسطو يقولون هذا إنا يكن تقديره ف المور
الضافية والسلبية فيقال لم أما الضافات فإنا تتجدد عندكم فإن قلتم إنا كمال لزم أن يتجدد له الكمال
وهو خلف أصلكم وإن قلتم ليست بكمال بطل تقدير الكمال لمتناع تقدير النقصان ولكن قد يقال تقدير
النقصان ف الواحد السلوب الصفات غي متصور كما قال أبو البكات لكن يكن تقدير كمال منتظر ونفيه
وهو الذي نفاه أرسطو وأبو البكات جعل الكمال ف نفس القدرة اللزمة له ل فيما ينتظر لكن أبو البكات
من مثبتة الصفات فما ذكره وهو أن عدم إمكان النقص ف الواحد من كل وجه تقريرا لمتناع النقص عنه
وامتناعه بوجه كماله فيكون فعله عن كماله ويقال يكن الواب عن شبهة أرسطو من وجوه أخر غي ما
ذكره أبو البكات أحدها أن يقال العلم لزم لذاته أزل وأبدا ليس شيئا متجددا فل يتاج أن يقال كماله ف
أن يقدر على العقل كما قال أبو البكات
بل نفس العقل الذي هو العلم ف لغة السلمي أمر لزم لذاته كما قال أبو البكات ف القدرة
وحينئذ فليس كماله بغيه بل بعلمه الذي هو من لوازم ذاته الذي ل يزل ول يزال كما أن كماله بقدرته
كذلك وكون العلم متعلقا بغيه مثل كون القدرة متعلقة بغيه وكما أن القدرة صفة كمال ل يقدح فيها أنه
لبد لا من مقدور فالعلم كذلك وأول لنه يتعلق بنفسه ويتعلق بغيه والقدرة ل تكون قدرة إل على غيه
الوجه الثان أن ما ذكرناه من أن العيان الذين يتعلق بم العلم والقدرة هم ملوقاته الذين ل يشركه أحد ف
خلقهم وهم كلهم متاجون إليه ل إل غيه فما ف الوجود إل نفسه وملوقاته الت ل وجود لا إل بنفسه فلم
يكن تعلق صفاته بخلوقاته بأعظم من تعلق ذاته بم وكما أن تعلق ذاته بم هو من كماله ل من نقصه فتعلق
علمه وقدرته بم كذلك ومعلوم أن وجود ذاته دون لوازم ذاته متنع باتفاق العقلء فيمتنع عند السلمي
وجوده بدون علمه وقدرته وجاهي السلمي يقولون إن إرادته من لوازم ذاته سواء قالوا إنا واحدة بالعي أو
متعددة وإذا كانت إرادته من لوازم ذاته فيمتنع وجوده بدون وجود مراداته الت هي ملوقاته فإنه ما شاء ال
كان وما ل يشأ ل يكن والتفلسفة يقولون إن وجوده بدون وجود معلولته متنع ومع هذا
فلم يكن كونه ملزوما لغيه نقصا فكيف يكون كون علمه ملزوما للمعلوم نقصا مع أنه هو خالق
العلومات الوجه الثالث جواب من يقول إنه يعلم الشياء كلها بعلم قدي أزل وأنه ل يتجدد عند تدد
العلومات إل تعلق العلم با كما يقول ذلك كثي من أهل الكلم ومن اتبعهم من الفقهاء فهؤلء يقولون إن
العلم ل يقف على شيء أصل بل هو حاصل أزل وأبدا على وجه واحد الوجه الرابع جواب من يقول إنه
يعلم الشيء موجودا بعد أن علمه معدوما وأن هذا الثان فيه زيادة على الول فهؤلء يقولون ل يصل العلوم
والعلم الثان إل بقدرته ومشيئته فما استفاد شيئا من غيه ول كمل بغي نفسه ويقولون إن ما ل يكون إل
بشيئته وقدرته يتنع وجوده ف الزل ووجوده بقدرته ومشيئته أكمل من عدم وجوده فوجوده على هذه الال
هو غاية الكمال وعدم هذا الكمال هو النقص الذي يب تنيهه عنه فإنه كمال مكن الوجود ل نقص فيه
وكل ما كان كذلك كان واجبا له إذ لو ل يكن واجبا له لكان إما متنعا وهو خلف الفرض أو مكنا وحينئذ
فالقتضى له هو ذاته بلوازمها وقد وجد ذلك فيجب وجوده وإل فيكون متنعا وهو خلف الفرض وبذين
الوابي يزول ما يقدح به ف كلم أب البكات حيث جعل العقل بالفعل ليس كمال وإنا الكمال ف القدرة
عليه ول يعل الكمال إل ف عقل الفضل ل الدن فإن هذا ما نازع فيه ويقال ما كان كمال إذا كان بالقوة
فهو إذا صار بالفعل أكمل
وأكمل فكيف تكون القدرة على الفعل والعقل للشياء السيسة كمال ول يكون خروج القوة إل
الفعل ونفس فعلها وعقلها كمال ولكن يقال ما كان يتنع وجوده أزليا ول يكن أن يوجد إل حادثا ليس
الكمال إل ف إحداثه ل ف فعله ف الزل وإذا قدر أن علمه موجود ل يكن تققه إل بعد وجوده كان أن
يعلم موجودا بعد وجوده أكمل من أن ل يعلم موجودا وإن علم أنه سيوجد وأما قول أب البكات ما كمل
بفعله وعقله بل فعل وعقل بكماله فهو صحيح إذا أريد بالكمال ما هو أزل للذات ل يكن تدد شيء من
أفراده كما ل يتجد نوعه وأما إذا أريد بالكمال ما يتضمن جيع ما يكن وجوده من الكمال على الوجه
الذي يكن فيقال كماله بنفسه وذاته ونفسه تتضمن ما يقوم به من صفاته وأفعاله فلم يكمل بشيء مباين له
وما كان داخل ف مسمى اسه فليس هو مباينا له ول يطلق القول عليه بأنه مغاير له وحينئذ فكماله بذلك
مثل كماله بذاته وصفاته اللزمة وما كان حدوثه حيث تقتضي الكمة حدوثه على الوجه المكن فهو كمال
ف ذلك الوقت ل كمال ف غيه وذلك إنا حصل بنفسه ولا ل يصل بغيه ول لغيه وعلى هذا فإذا قيل لو
عقل لكمل به
يقال إن أردت بقولك كمل به أن ذلك بغي أعطاه الكمال فذلك باطل وإن أردت أنه لول ذلك الغي
لا وجد العلم به فيقال نعم وهذا ليضر لوجوه أحدها أنه هو الذي أوجد ذلك الغي وبقدرته ومشيئته وجد
هو ولوازمه فلم يكن ما حصل له حاصل إل به وحده الثان أنه لو قدر موجودا بغيه لكان أن يعلمه أكمل
من أن ل يعلمه الثالث إذا كان العلم بالغي مشروطا بالغي ولول الغي لا حصل والغي حاصل على التقديرين
علم أو ل يعلم فوجود الغي مع فوت الكمال الذي يكن معه هو النقص إذ النقص هو فوت ما يكن وجوده
ل ما ل يكن والعلم صفة كمال والعلم بكل شيء مكن فوجود هذا كمال وعدمه نقص قال أبو البكات
فأما القول بإياب الغيية فيه بإدراك الغيار والكثرة بكثرة الدركات فجوابه الحقق أنه ل يتكثر بذلك تكثرا
ف ذاته بل ف إضافاته ومناسباته وتلك ما ل تعيد الكثرة على هويته وذاته ول الوحدة الت أوجبت له وجوب
وجوده بذاته ومبدئيته الول الت با عرفناه وبسبها أوجبنا له ما اوجبنا وسلبنا عنه
ما سلبنا هي وحدة مدركاته ونسبته وإضافاته بل إنا هي وحدة حقيقته وذاته وهويته ول تعتقدن أن
الوحدة القولة ف صفات واجب الوجود بذاته قيلت على طريق التنيه بل لزمت بالبهان على مبدئيته الول
ووجوب وجوده بذاته والذي لزم عن ذلك ل يلزم إل ف حقيقته وذاته ل ف مدركاته ومضافاته فأما أن يتغي
بإدراك التغيات فذلك أمر إضاف ل معن ف نفس الذات وذلك ما ل تبطله الجة ول ينعه برهان ونفيه من
طريق التنيه والجلل ل وجه له بل التنيه من هذا التنيه والجلل من هذا الجلل أول قلت أرسطو إنا
اعتمد على نفي التغي إذا علم شيئا بعد شيء فأما كثرة العلومات مع قدم العلم فلم يتعرض له وكأنه عنده غي
مكن قال أبو البكات فأما الذي قيل ف منع التغي مطلقا حت ينع التغي ف العارف والعلوم فهو غي لزم ف
التغي مطلقا بل هو غي لزم ألبتة وإن لزم كان لزومه ف بعض تغيات الجسام مثل الرارة والبودة ف بعض
الوقات ل ف كل حال ووقت ول يلزم مثل ذلك ف النفوس الت تصها العرفة والعلم دون الجسام فإنه
يقول إن
كل تغي وانفعال فإنه يلزم أن يتحرك قبل ذلك التغي حركة مكانية قال أبو البكات وهذا مال فإن
النفوس تتجدد لا العارف والعلوم من غي أن تتحرك ف الكان على رأيه فإنه ل يعتقد فيها أنا تكون ف مكان
ألبتة فكيف أن تتحرك فيه وإنا ذلك للجسام ف بعض الذوات والحوال كالتسخن والتبد ول يلزم فيها أبدا
فإن الجر الكبي يسخن ول يصعد ويبد ول يهبط بل ول يتحرك من مكانه وإنا ذلك ما يصعد بالبخار من
الاء ويدخن من الرض من الجزاء الت هي كالباء دون غيها من الحجار الكبار الصلبة الت تمى حت
تصي بيث ترق وهي ف مكانا ل تتحرك والاء يسخن سخونة كثية وهو ف مكانه ل يتبخر وإنا تتبخر
منه بعض الجزاء ث تكون الركة الكانية بعد الستحالة ل قبلها كما قال إن جيع هذه هي حركات توجد
بأخرة بعد الركة الكانية
وفيما عدا ذلك فقد يسود السم ويبيض وهو ف مكانه ل يتحرك ول يتحرك قبل الستحالة ول
بعدها فما لزم هذا ف كل جسم بل ف بعض الجسام ول ف كل حال ووقت بل ف بعض الحوال والوقات
ول كان ذلك على طريق التقدم كما قال بل على طريق التبع ولو لزم ف التغيات السمانية لا لزم ف
التغيات النفسانية ولو لزم ف التغيات النفسانية أيضا لا لزم انتقال الكم فيه إل التغيات ف العارف والعلوم
والعزائم والرادات فالكم الزئي ل يلزم كليا ول يتعدى من البعض إل البعض وإل لكانت الشياء كلها
على حال واحدة وهو قدم هذا على كلمه ف العلم حت يري عليه الكم ف العرفة والعلم فاعتب بذا فإن
استقصى لذا القول البحث أمكن أن يرجع إل أصل ويصحح على وجه لكنه مع ذلك ل ينتصر به القول
الذي أبطلوا به معرفة ال وعلمه بالوادث فأما الصل الذي يرجع إليه باستقصاء النظر ف التأويل له فهو أن
يقال إن الشيء إذا تسخن بعد برده أو تبد بعد سخونة وتبيض
بعد سواد وتسود بعد بياض بسبب يقرب منه بعد بعد يؤثر فيه ذلك إما بركته إل السبب وإما بركة
السبب إليه فإن الاء يسخن بعدما كان باردا برارة النار مثل الت يقرب منها إما بركة النار إليه أو بركته هو
إليها كذلك البيض بعد اسوداده يتحرك إل السود أو يتحرك السود إليه فتتقدم الركة الكانية بذا البيان
سائر الركات وتتقدم الدورية الستمرة الدائمة على الستقيمة النقطعة ذات البداية والنهاية الحدودتي فهكذا
يصح أن يقال تتقدم الركة الدورية على سائر الركات والتغيات فيصح ذلك ف الجسام الداخلة تت
الكون والفساد بالتغيات الحدودة ف التكيفيات البصرة واللموسة والشكال والقادير وما يتبعها ويتعلق با
فأما ف النفوس والعقول وف ال تعال فل يلزم شيء من ذلك بذا البيان قال واعجب من هذا قوله بأنه يتعب
حيث قال وإذا كان هذا هكذا ل مالة إنه يلزمه الكلل والتعب من اتصال العقولت وهو القائل ف
[ كتاب ] السماء انا ل تتعب بدوام حركتها
التصلة لن طبعها ل يالف إرادتا فجعل علة التعب هناك مالفة الطبيعة للرادة وها هنا كثرة الفعال
واتصالا وكثرة الروج من القوة ال الفعل والقوة قوتان إستعداد وقدرة والستعداد إذا كمل بالروج ال
الفعل صار قدرة ث عن القدرة تصدر الفعال والت بعن الستعداد نقص يفتقر ال كمال والخرى كمال
تصدر عنه الفعال فهذه القوة من قبيل القدرة الدائمة القارة على حد ل ينقص ول يزيد وليست بعن
الستعداد الذي يرج ال كمال ولو كانت من هذا القبيل لا جاز ان يكم عليها بالتعب والكلل بل باللذة
والكمال فإن ما بالقوة يشتاق ال كماله الذي بالعفل ومن قبله تكون اللذة والسعادة والكلل والتعب إنا
يعرضان لنا ل من جهة اتصال أفعالنا ول من جهة ازدحامها بل من جهة تريك أعضائنا وأرواحنا بتقلبنا
وتفكرنا حركة تالف مقتضى الطبيعة الت ف جواهرنا كما نفاه عن السماء وليس ذلك من جهة اللف فإن
القوى التقاومة قد تتقاوم مدة
فل يعرض لا تعب كما لو فرضت مغناطيس علق حديدا زمانا [ فإنه ] ل يتعب ول تضعف تلك
القوة الاذبة ول يبطل ذلك التعلق ما ل يتجدد أمر من خارج بل لن الركة تل جوهر الروح منا أعن من
أعضائنا لتركيبها من لطيف وكثيف واللطيف عرضة للنلل والركة تسبب ذلك له فإذا انلت الروح الت
با تعلق القوة الحركة ضعفت القوة الحركة فينا وعجزت فيها تعبا وكلل وذلك إنا ارتفع عن السماء
لرتفاع التركيب والنلل ل لن الطبيعة ل تضاد الرادة فيها أو تضادها فإن ذلك هو سبب بعيد للتعب
والكلل والقريب هو ما ذكرناه فإذا ارتفع عن السماء لذلك فلم بالرى ان يرتفع عن ساء السماء وبسيط
البسائط الوحدان الذات قال فأما قوله فان ل يبصر بعض الشياء افضل من ان يبصرها فهو اشبه ما قاله من
الجج وأقربا ال التروج والقبول قبل التأمل وإنا ذلك يكون بالقياس إلينا على ضيق وسعنا وزماننا فيصح ان
[ يقال إن ] اشتغالنا بإبصار الفضل أول منه بالخس فأما إذا
كان الوسع بيث ل يشغل فيه إدراك الخس ول يعوق عن ادراك الفضل فل ث هذا السيس إنا هو
خسيس بالقياس إلينا أيضا وف أشياء مباينة لطباعنا منافرة لواسنا ل على الطلق وبالقياس ! ال كل
خساس فإن طعم العذرة ف فم النير كطعم العسل ف فم النسان وإذا نظرت ال الكل ل تد فيه خسيسا
تعر معرفته أو يضر علمه أو يكون ل إدراكه أول من إدراكه ل ف الروحانيات ول ف السمانيات ! ل ف
السماويات ول ف الرضيات كيف وما ف الرض وتت السماء ليس غي الستقصات الكائنة وما يتولد عنها
بامتزاجها وليس ف التزج منها سواها إل قوى ساوية وما منها ما يضر إدراكه أو تعر معرفته اللهم ال
لشخص ينافيه ويضاده ل على الطلق ومن عل عن الضادة والباينة فل يكون ذلك بالقياس إليه مكروها
فال تعال وملئكته أجل من ان ينالم الذى بضد أو مباين من
لون أو طعم أو رائحة فكيف وما ف الوجود ال ما صدر عنه تعال وما عنه وهو عنه بالقيقة فما ل
يأنف منه ان يلقه ويوجده ل يأنف منه ان يدركه وما ل يعره ف ان فعله ل يعره ف ان علمه ول له كيفية
تناسبه من لون او طعم او رائحة فيؤثرها وأخرى تباينه فيكرها فلم نتفع الن بالقضية الشنعة أعن القائلة فأن
ل يبصر بعض الشياء أفضل من أن يبصرها ث البصار ان كان عن عجز وضيق وسع فليس بأفضل من
البصار وان كان من نوع اللتفات والتقزز فذلك من الناف والؤذى وقد قلنا فيه قال وأما قوله فكمال ذلك
العقل اذ كان افضل الكمالت يب ان يكون بذاته فإنا افضل الوجودات واكملها واشرف العقولت فقول
صادق صحيح على الوجه الذى قلناه ل على الوجه
الذى يقصده من ان كماله بفعله الذى هو بعقل ذاته اذ قد سلم ان ذاته ف غاية الكمال والشرف
واللل فليس كمالا بفعل من الفعال ل بعقل ذاتا و ل بعقل غيها بل تعلقها لذاتا فعل شريف كامل صدر
عن شرف الذات وكمالا فكان كمال الفعل لكمال الذات ل كمال الذات لكمال الفعل وقد سبق هذا قال
واما قوله وهذا يوجد هكذا دائما من دون تعرف او حس او راى او تفكر فهذا ظاهر جدا فإن الدراك
والتعقل التام للمر القدي الدائم من العاقل التام القدي الدائم تام قدي دائم ل مالة وقوله فإنه ان كان معقول
هذا العقل غيه فإما ان يكون شيئا واحد ( دائما ) واما ان يكون علمه با يعلمه واحد بعد آخر فجوابه
( انه ) يعقل ذاته ويعقل غيه فيعقل الدائمات دائما ويعقل التجددات عقل قديا دائما من حيث قدمها
النوعى والادى والذى من جهة العلل الفاعلية والغائية فتعلقها ف تغيها على وفق تغيها و ل يكون ذلك
التغي فيه بل فيها وهو يعلقها كلها على ما هى عليه كما نعقل نن بعضها فنعلم عينها وانا ستكون
ومساوقتها وانا
كائنة ومعدومها بعد كونه وانه كان ل يضيق وسعه عن ذلك و ل يتغي به ول ينتقص ول يكمل بل
هوى له كما يشاء وعلى وفق قدرته وإرادته ف خلقه ل يتنع ذلك بجة ل من جهة التعجيز لنه مردود بدليل
اللق فقدرته على اللق دليل قدرته على العلم إذ هو خالق الكل واللق أكب ف القدرة من العلم وإذا ل
يصح التعجيز ف اللق فهو بأن ل يصح ف العلم أول وأحرى وكيف وأكثرهم يقولون ان علم ال هو قدرته
وقدرته وسعت كل شيء خلقا فل عجب ان يسع كل شيء علما ول بدليل التنيه فإنه ل تعره ول تضره
معرفته بشيء من خلقه ول ضد له فيه ول مباين وليس به كماله بل هو بكماله على كل ما قيل هذا مع أن
ف الواب مساعدة ما وال فلو فرضنا أن له به كمال على ما قيل ل يكن له ف ذلك نقص لن الكل منه وعنه
وكماله با منه وعنه فهو كماله بذاته ف القيقة والقول بأنه لول أشياء غيه ل يكن بال كذا من الكمال إنا
كان يكون له وجه لو كانت تلك المور ليست منه وعنه فأما وهي منه فل يضر لنه كأنه قال لوله أعن
لول ذاته ل يكن بال كذا لن
الرفع ف الفرض إنا يقع من جهة العلة الول الت ل يرتفع العلول ال بارتفاعها قلت فهذا من كلم
أب البكات على قول ارسطو وهو أقرب ال ترير النقل وجودة البحث ف هذا الباب من ابن رشد وابن رشد
أقرب ال جودة القول ف ذلك من ابن سينا مع غلوه ف تعظيم ارسطو وشيعته .