You are on page 1of 187

‫تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬

‫(اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت)‬

‫الكتاب ‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‬


‫المؤلف ‪ :‬محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني ‪،‬‬
‫أبو الفيض ‪ ،‬الملقّب بمرتضى ‪ ،‬الزّبيدي‬
‫تحقيق مجموعة من المحققين‬
‫الناشر دار الهداية‬
‫عدد الجزاء ‪40 /‬‬
‫[ ترقيم الشاملة موافق للمطبوع ]‬

‫والعُسْ َرةُ ‪ ،‬بالضمّ ‪ ،‬وال َمعْسَ َرةُ ‪ ،‬بفتح السين ‪ ،‬وال َمعْسُرَة ‪ ،‬بضمّ السين ‪ ،‬والعُسْرَى ‪ ،‬كبُشْرَى ‪:‬‬
‫خِلفُ المَيْسَر ِة وهي الُمورُ التي َتعْسُر ول تَتَيَسّرُ ‪ .‬واليُسْرَى ‪ :‬ما اسْتَ ْيسَر منها ‪ .‬والعُسْ َرىِ ‪:‬‬
‫تأْنِيثُ الَعْسَرِ من الُمور ‪ .‬وفي التّنْزِيل ‪ :‬وإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَة فَ َنظِ َرةٌ إِلَى مَيْسَرَة ‪ .‬والعُسْ َرةُ ‪ :‬قِلّةُ‬
‫ذاتِ ال َيدِ ‪ ،‬وكذلك الِعْسَارُ ‪ .‬وقوله عزّ وجلّ ‪ :‬فَسَنُ َيسّ ُرهُ لِلعُسْرَى ‪ .‬قالوا ‪ :‬ال ُعسْرى العَذاب‬
‫والَمْرُ العَسِير ‪ .‬قال الفرّاءُ ‪ :‬وإِطلقُ التّيْسير فيه من باب قوله تعالى ‪ :‬فَ َبشّرْهُمْ ِب َعذَابٍ أَليمٍ ‪ .‬وقد‬
‫عسْرا ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وعَسَا َرةً ‪،‬‬
‫عَسِ َر الَم ُر ‪ ،‬كفَرِحَ ‪ ،‬عَسَرا فهو عَسِرٌ ‪ ،‬وعَسُرَ ‪ ،‬ككَرُمَ ‪َ ،‬يعْسُرُ ُ‬
‫عسِرٌ وعَسِي ٌر وأَعْسَرُ ‪ :‬شَدِيدٌ ذو عُسْرٍ ‪ .‬قال ال تَعالَى في‬
‫سيٌ ر ‪ :‬الْتاثُ ‪ .‬ويَومٌ َ‬
‫بالفَتْح ‪ ،‬فهو عَ ِ‬
‫شؤْمٌ ‪،‬‬
‫صِفَة َيوْم القِيَامة ‪ :‬فَذِلكَ َي ْومَئذ َيوْمٌ عَسِير ‪ .‬عَلَى الكَافِرينَ غَيْرُ َيسِيرٍ ‪ .‬أَو َيوْمٌ أَعْسَر ‪ُ :‬‬
‫شؤُوم ‪ ،‬بزيادة الميم ‪ .‬قال َم ْعقِلٌ الهُ َذِلىّ ‪ ( % :‬ورُحْنا‬
‫هكذا في النّسَخ ‪ ،‬وفي بعض الُصولِ ‪ :‬مَ ْ‬
‫ظلّ َلهُمْ يَومٌ من الشّرّ أَعْسَرُ ) ‪ %‬أَراد أَنّه مَشْؤومٌ ‪ ،‬هكذا فَسّروه ‪.‬‬
‫بقوْمٍ من َبدَالَة قُرّنُوا ‪ %‬و َ‬
‫جةٌ عَسِرٌ وعَسِيرٌ ‪ :‬مُ َتعَسّ َرةُ ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪ ،‬والذي في اللسان ‪ :‬وحاجةٌ عَسِيرٌ وعَسِي َرةٌ ‪:‬‬
‫وحا َ‬
‫مُ َتعَسّ َرةٌ ‪ .‬وأَنشد َثعْلب ‪ ( % :‬قد أَنْ َتحِى للحاجَةِ العَسِير ‪ %‬إِذِ الشّبَابُ لَيّنُ الكُسُورِ ) ‪ %‬قال ‪:‬‬
‫لمْرُ ‪ ،‬و َتعَاسَر ‪ ،‬واسْ َتعْسَر ‪ :‬اشْتَدّ والْ َتوَى‬
‫ىاَ‬
‫معناه ‪ :‬للحاجَةِ التي َتعْسَرُ على غَيْرِي ‪ .‬و َتعَسّرَ عل ّ‬
‫وصار عَسيرا ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/29‬‬
‫عسَارا‬
‫عسْ َر ٍة وقِلّةِ ذات َي ٍد ‪ .‬وقيلَ ‪ :‬افْ َتقَرَ ‪ .‬وحكَى كُرَاع ‪ :‬أَعْسَرَ إِ ْ‬
‫وأَعْسَ َر فهو ُمعْسِرٌ ‪ :‬صار ذا ُ‬
‫س ُم ‪ .‬ويقال ‪ :‬اسْ َتعْسَ َرهُ ‪ ،‬إِذا طََلبَ‬
‫وعُسْرا ‪ ،‬والصحيح أَنّ الِعْسَارَ ال َمصْدَر ‪ ،‬وأَنّ العُسْ َرةَ ال ْ‬
‫َمعْسُورَه ‪ .‬وعَسَرَ الغَرِيمَ َيعْسُ ُرهُ ‪ ،‬بالض ّم و َيعْسِ ُرهُ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬عَسْرا ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬طََلبَ مِنْه الدّيْنَ‬
‫عسَارا ‪ ،‬إِذا طالبه كذلك ‪.‬‬
‫خذَه على عُسْ َرةٍ ولم يَ ْرفُق به إلى مَيْسَرَتِه ‪ ،‬كأَعْسَ َرهُ إِ ْ‬
‫على عُسْ َر ٍة وأَ َ‬
‫شكِسٌ ‪ ،‬وقد عاسَ َرهُ قال ‪ ( % :‬بِشْرٌ أَبو مَرْوانَ‬
‫جلٌ عَسِرٌ ‪ ،‬ككَتِف ‪ ،‬بَيّنُ العَسَرِ ‪ ،‬مُحَرّكةً ‪َ :‬‬
‫ورَ ُ‬
‫إِنْ عاسَرْ َتهُ ‪ %‬عَسِرٌ وعِنْد يَسَارِه مَيْسُورُ ) ‪ %‬وأَعْسَ َرتِ المَرَْأةُ ‪ :‬عَسُرَ عليها ِولَدُهَا ‪ ،‬كعَسَ َرتْ ‪،‬‬
‫عىَ لها‬
‫عىَ عليها قيل ‪ :‬أَعْسَ َرتْ وآنَ َثتْ ‪ ،‬وإِذا دُ ِ‬
‫شبَ وََلدُهَا عند الوِلَ َدةِ ‪ ،‬وإِذا دُ ِ‬
‫وكذا الناقَةُ إِذا َن ِ‬
‫ضعَتْ َذكَرا وتَيَسّرَ عليها الوِلدُ قاله الليث ‪ :‬وعَسَرَ الزّمانُ اشْتَدّ‬
‫ت وأَ ْذكَ َرتْ ‪ ،‬أَي َو َ‬
‫قيل ‪ :‬أَيْسَ َر ْ‬
‫علينا ‪ .‬وعَسَرَ عليه ‪ :‬ضَيّق ‪ ،‬حكاها سيبويه ‪.‬‬
‫عسْرا ‪ :‬خاَلفَه ‪ ،‬كعَسّر َتعْسِيرا ‪ .‬وتَعسّر‬
‫وعَسَر عليه ما فِي ال َبطْنِ ‪َ :‬لمْ يَخْرُجْ ‪ .‬وعَسَرَ عليه ُ‬
‫ال َقوْلُ ‪) ،‬‬
‫هكذا في سائر النّسخ بالقاف والواو واللم ‪ ،‬والصّواب ‪ :‬وتَعسّر الغَ ْزلُ بالغين والزاي ‪ :‬التَبَسَ فلم‬
‫ُيقْدَرْ على تَخْلِيصِهِ ‪ ،‬والغين ال ُمعْجَمة لغة فيه ‪ ،‬كذا في كِتَاب اللّيْث ‪ ،‬و َنقَلَه الَزهريّ ‪ ،‬وسَّلمَه‬
‫وصَحّحَهُ من كلمِ العرب ‪ ،‬ثم رأَيتُ في التكملة‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/30‬‬

‫لمْرُ و َتعَسّر ‪ ،‬إِذا صارَ عَسِيرا ‪ ،‬فَأمّا الغَ ْزلُ إِذَا الْتَ َبسَ فلم ُيقْدَرْ على‬
‫للصاغانيّ قال ‪ :‬واسْ َتعْسَر ا َ‬
‫عسَرُ‬
‫جلٌ أَ ْ‬
‫تَخْلِيصِه فيُقَالُ فيه ‪ :‬تَغسّر ‪ ،‬بالغَيْن المعجمة ‪ ،‬ول يُقال بالعَيْن ال ُم ْهمَلَة إِل تجشّما ‪ .‬و َر ُ‬
‫عسْرَاءُ ‪،‬‬
‫شمَالِ خاصّة ‪ :‬فهو أَعسَرُ بَيّنُ العَسَرِ ‪ ،‬وهي َ‬
‫عمِل بال ّ‬
‫يَسَرٌ ‪َ :‬ي ْع َملُ بِيَدَ ْيهِ جمِيعا ‪ .‬فإِنْ َ‬
‫سمٌ‬
‫وقد عَسَ َرتْ ‪ ،‬بالفَتْح عَسَرا ‪ ،‬بالتّحْرِيك ‪ ،‬هكذا هو َمضْبُوط في سائر النّسَخ ‪ .‬قال ‪َ ( %‬لهَا مَنْ ِ‬
‫عسَرُ ‪ ،‬وامرَأةٌ‬
‫جلٌ أَ ْ‬
‫حصَى مِنْ خَ ْلفِه خَ ْذفُ أَعْسَرَا ) ‪ %‬ويقال ‪َ :‬ر ُ‬
‫خفّهُ ‪ %‬كَأَنّ ال َ‬
‫مِ ْثلُ المَحا َرةِ ُ‬
‫شمَالِه ما َي ْعمَلُه غيرُه ب َيمِينِه ‪.‬‬
‫شمُِلهِما ‪ ،‬و َي ْع َملُ كلّ واحد منهما ب ِ‬
‫عَسْراءُ ‪ ،‬إِذا كا َنتْ ُقوّ ُتهُما في َأ ْ‬
‫ويقال للمرأَة ‪ :‬عَسْرَاءُ يَسَ َرةٌ ‪ :‬إِذا كانت َت ْعمَل بِ َيدَ ْيهَا جميعا ‪ ،‬ول يقال ‪ :‬أَعْسَرُ أَيْسَرُ ‪ ،‬ول عَسْرَاءُ‬
‫يَسْرَاءُ للُنْثَى ‪ ،‬وعلى هذا كلمُ العَرَب ‪ .‬وفي حديثِ رافِعِ بنِ سالِم ‪ ،‬وفينا َقوْمٌ عُسْرَانٌ يَنْزِعُون‬
‫سوَدَ وسُودانٍ ‪ .‬يقال ‪ :‬لَيْسَ شئٌ أَشَدّ‬
‫شدِيدا ‪ :‬وهو جمعُ أَعْسَرَ ‪ :‬الذي َي ْعمَل بيَده اليسْرَى ‪ ،‬كأَ ْ‬
‫نَزْعا َ‬
‫ث الَعْسَر ‪ :‬ال َيدُ‬
‫حدِيثُ الزّهْ ِريّ كان َيدّعِم على عَسْرَائهِ العَسْرَاءُ ‪ ،‬تأْنِي ُ‬
‫َرمْيا من الَعْسَرِ ‪ .‬ومنه َ‬
‫العَسْرَاءُ ويحتمل أَنّه كانَ أَعسَرَ ‪ .‬وعَسَرَنِي فلنٌ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬وعَسّرَنِي ‪ ،‬بالتّشْدِيد ‪ ،‬هكذا في النّسَخ‬
‫لوّلُ من باب عَلِم والثاني من كَ َتبَ َيعْسِرُني عَسْرا ‪ ،‬إِذا جاءَ عن‬
‫‪ ،‬وفي بعض الُصول ‪ :‬ا َ‬
‫طهَما و َركِبَها ‪ .‬ونَاقَةٌ‬
‫خَ‬‫يَسارِي ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬اعْ َتسَرَ فلنٌ النّاقَةَ ‪ ،‬إِذا َأخَذَها رَيْضا قَ ْبلَ أَنْ تُذَّللَ ف َ‬
‫ح ِملَ عليها ولم تُلَيّنْ قَ ْبلُ ‪.‬‬
‫عَسِيرٌ ‪ :‬اعُْتسِرَت من الِبِلِ ف ُركِ َبتْ ‪ ،‬أَو ُ‬
‫وهذا على حَ ْذفِ الزائد ‪ .‬وكذلك ناقَةٌ عَيْسَرٌ وعَوْسَرَا َنةٌ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/31‬‬

‫وعَيْسَرَانَةٌ ‪ :‬قد فُعلَ بها ذلك ‪ .‬والبعِيرُ عَسِيرٌ وعَيْسُرانٌ ‪ ،‬بضمّ السّين ‪ ،‬وعَيْسُرانيّ ‪ ،‬بفَتْح السّين‬
‫وضَمّها ‪ .‬وقال اللّيث ‪ :‬العَيْسَرانِيّة والعَيْسُرَانِيّة من النُوقِ ‪ :‬التي تُ ْر َكبُ قَ ْبلَ أَنْ تُرَاضَ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وال ّذكَرُ عَيْسَرانٌ وعَيْسُرانٌ ‪ .‬قال الَزْهَريّ ‪ :‬وكلم العَرَب على غَيْرِ ما قَالَ اللّ ْيثُ ‪ ،‬هكذا َنقَلَه‬
‫الصاغانيّفي ال ّت ْكمِلة ‪ .‬والّذي في اللّسان ‪ :‬قال الَزْه ِريّ ‪ :‬وزَعَمَ اللّ ْيثُ أَنّ ال َعوْسَرانِيّ َة والعَيْسَرانِيّةَ‬
‫عوْسَرانيّ ‪ .‬والعَسِيرُ ‪:‬‬
‫من النّوقِ ‪ . .‬إلى آخر ما ذكرَه كما قَ ّدمْنا ‪ .‬قلت ‪ :‬وفي الصّحاح ‪ :‬وج َملٌ َ‬
‫ل الَزْهريّ ‪ ،‬وفي‬
‫ح ِملْ سَنَتَها ‪ ،‬هكذا قال اللّيْث ‪ ،‬ومِثْلُه َنقَ َ‬
‫طتْ في عامِها فلم َت ْ‬
‫الناقَةُ الّتي قد اعْتا َ‬
‫جهُولِ ‪ ،‬قال‬
‫لصُولِ ‪ :‬هي العَسِيرَة ‪ ،‬بالهاءِ ‪ .‬وقد أَعْسَ َرتْ إِعْسارا ‪ ،‬وعُسِ َرتْ ‪ ،‬مَبنيا للمَ ْ‬
‫بعض ا ُ‬
‫شمْللِ ) ‪ %‬قال الَزهريّ ‪:‬‬
‫الَعْشَى ‪ ( % ) :‬وعَسِيرٍ َأدْماءَ حادِ َرةِ ال َعيْ ‪ %‬نِ خَنُوفٍ عَيْرانَةٍ ِ‬
‫ن الِ ِبلِ عند العرب ‪ :‬الّتِي اعُتسِ َرتْ‬
‫وتفسيرُ اللّ ْيثُ للعَسِير بما َتقَدّم غيرُ صحِيح ‪ ،‬والعَسير مِ َ‬
‫سكّيت ‪.‬‬
‫ضتْ ‪ :‬وكذا فَسّ َر ُه الَصمعيّ ‪ .‬وكذلك قاله ابنُ ال ّ‬
‫ف ُركِ َبتْ ولم تكنْ ذُلّلتْ قَ ْبلَ ذلك ول رِي َ‬
‫عسْرا ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬وعَسَرانا ‪ ،‬مُحَرّكةً ‪ ،‬وهي عاسِرٌ‬
‫وعَسَ َرتِ النّاقَةُ َتعْسِرُ ‪ ،‬من حَدّ ضَ َربَ ‪َ ،‬‬
‫ع ْدوِهَا ‪ .‬قال الَعْشَى ‪ ( % :‬بناجِ َيةٍ كأَتانِ ال ّثمِيلِ ‪ُ %‬ت َقضّى السّرَى‬
‫وعَسِيرٌ ‪ ،‬إِذا َر َف َعتْ ذَنَبَها في َ‬
‫عسِيرَا ) ‪ %‬وعَسَ َرتْ ‪ ،‬وهي عاسِرٌ ‪َ :‬ر َف َعتْ ذَنَ َبهَا َب ْعدَ الّلقَاحِ ‪ .‬والعَسْرُ ‪ :‬أَنْ َتعْسِرَ النّاقةُ‬
‫بَعدَ أَيْنٍ َ‬
‫بذنَ ِبهَا ‪ ،‬أَي َتشُولَ به ‪ ،‬يُقالُ ‪ :‬عسَ َرتُ به َتعْسِرُ عَسْرا ‪ .‬والعَسَرانُ ‪ :‬أَنْ َتشُولَ النّاقةُ بذَن ِبهَا لتُ ِرىَ‬
‫حلَ أَ ّنهَا لقِحٌ ‪ ،‬وإِذَا لَمْ تعْسِر وذَنّ َبتْ به فهِي غَيْ ُر لقِح ‪ .‬والعَسْرَاءُ من العِقْبَانِ ‪ :‬الّتي في‬
‫الفَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/32‬‬

‫ب الَيْسَرِ َأكْثَرُ من الَيْمنِ‬


‫شهَا مِنَ الجَا ِن ِ‬
‫عسْراءُ ‪ ،‬هي التي رِي ُ‬
‫عقَابٌ َ‬
‫جَناحِها قَوادِم بِيضٌ ‪ .‬وقِيل ‪ُ :‬‬
‫عمّى عَلَيْه ال َم ْوتُ يَأْتي‬
‫جؤَيّة ‪ ( % :‬و َ‬
‫ع َدةُ بنُ ُ‬
‫‪ .‬وقِيل ‪ :‬ال َعسْراءُ ‪ :‬القَا ِد َمةُ البَيْضاءُ ‪ ،‬قال سا ِ‬
‫ب ومِ ْنهَبُ ) ‪ %‬هكذا أَنْش َدهُ ابنُ دُرَيْد ‪ ،‬كالعَسَرةِ ‪ُ ،‬محَرّكةً ‪ .‬ومنه‬
‫ن كعَسْرَاء العُقَا ِ‬
‫طرِيقَهُ ‪ %‬سِنَا ٌ‬
‫حمّدِ‬
‫حسَنِ عَِليّ بنِ مُ َ‬
‫عسْراءُ ‪ ،‬إِذا كان في يَ ِدهَا قَوادِمُ بِيضٌ ‪ .‬والعَسْرَاءُ ‪ُ :‬أمّ أَبِي ال َ‬
‫عقَابٌ َ‬
‫ُيقَالُ ‪ُ :‬‬
‫جوْ ِزيّ ‪ :‬هو موْلىً لِبَنِي مُعاوِيَةَ ابنِ‬
‫بنِ عِيسى الخَيّاط ال ِمصْ ِريّ المُرَا ِديّ ‪ ،‬يُع َرفُ بها ‪ ،‬قال ابنُ ال َ‬
‫خديج ‪ ،‬ح ّدثَ عن محمّد بن هِشَامِ بنِ أَبي خَيْرَة ‪ ،‬ضعِيفٌ ‪ .‬وقال الذّهبيّ في الدّيوان ‪ :‬واهٍ ‪ .‬وقال‬
‫شيْ ٍء ول تجُوزُ الرّوايَةُ عنه ‪ .‬وقال الحافِظُ ‪ :‬ماتَ بعد العِشْرِينَ وثلثمائة ‪.‬‬
‫ن ماكُولَ ‪ :‬لَيْسَ ب َ‬
‫اب ُ‬
‫سحَاءً إِذا‬
‫سكْرَى و ُيضَمّ ‪َ :‬بقْلَةٌ ‪ ،‬وقال أَبو حَنِيفَة ‪ :‬هي َبقْلَة تكونُ أَذَ َنةً ‪ ،‬ثم تكون ِ‬
‫والعَسْرَى ‪ ،‬ك َ‬
‫ل ضَنَانَةً ‪%‬‬
‫ستْ ‪ ،‬قال الشاعِرُ ‪ ( % :‬وما مَنَعاهَا الماءَ ِإ ّ‬
‫الْ َتوَت ‪ ،‬ثم َتكُونُ عَسْرَى وعُسْرَى إِذا يَبِ َ‬
‫خدّدَا ) ‪ %‬قال الصاغانيّ ‪ :‬يقول ‪ :‬مَنعاها الماءَ بُخْلً بالكَلِ ‪ ،‬لَنّها‬
‫ش ْو ُكهَا َقدْ تَ َ‬
‫بأَطْرَافِ عَسْرَى َ‬
‫إِذا شَرِ َبتْ رَعَت ‪ ،‬وإِذا كانت عِطَاشا لَمْ تَلْ َتفِت إلى المَرْعَى وهذا هو َمعْنَى َق ْولِ النّبيّ صلّى ال‬
‫جهّز جَيْش ال ُعسْ َرةِ فَلَهُ‬
‫ضلٌ الكَلِ ‪ .‬وفي الحَدِيث ‪ :‬مَنْ َ‬
‫ضلُ المَاءِ ل ُيمْنَعَ به َف ْ‬
‫عليه وسلم ‪ :‬ل ُيمْنَع َف ْ‬
‫حمَارّة القَيْظِ ‪،‬‬
‫س ّمىَ به لَنّهم نُدِبُوا إِليها في َ‬
‫الجَنّة ‪ :‬هو بالضمّ ‪ ،‬جَيْشُ تَبُوكَ ‪ .‬قال ابنُ عَ َرفَةَ ‪ُ :‬‬
‫علَيْهم وغَلُظ ‪ ،‬وكان إِبّانَ إِيناعِ ال ّثمَرَة ‪ .‬قال ‪ :‬وإِنّما ضُربَ المَ َثلُ بجَيْش ال ُعسْرَة لَنّ‬
‫فعَسُر ذلك َ‬
‫النبيّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/33‬‬

‫ضعَةَ‬
‫صلّى ال عليه وسلّم لم َيغْزُ ) قَبْلَه في عَدَدِ مِثْلِه ‪ ،‬لَنّ أَصحابَهُ َيوْمَ بَدْرٍ كانوا ثلثمَائة و ِب ْ‬
‫خمْسَمائةِ ‪ ،‬و َيوْ َم الفَتْح عَشَ َرةَ آلفٍ ‪ ،‬و َيوْمَ حُنَيْن‬
‫عَشَر ‪ ،‬ويومَ ُأحُدٍ سَ ْبعَمائة ‪ ،‬و َيوْمَ خَيْبَر أَلْفا و َ‬
‫اثْ َنيْ عَشَرَ أَلْفا ‪ ،‬و َيوْمَ تَبُوك ثلثينَ أَلْفا ‪ .‬والعِسْر ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬قَبِيلة من الجنّ ‪ ،‬وبه فَسّ َر بعضُهم‬
‫سكُ القُتَارَا ) ‪ %‬أَو العِسْرُ أَرضٌ‬
‫حمَرَ ‪ ( % :‬وفِتيانٍ كجِنّةِ آلِ عِسْرٍ ‪ %‬إِذا لَمْ َيعْ ِدلِ ال ِم ْ‬
‫قولَ بنِ َأ ْ‬
‫سكُنُو َنهَا ‪ ،‬وقد ُتفْتح ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬وقال ابنُ دُرَيْد ‪ :‬العَيْسُرانُ مِثَال هَيْجُمان ‪ :‬نَ ْبتٌ ‪ .‬وقال‬
‫يْ‬
‫ضهُم في إِثْرِ َب ْعضٍ ‪.‬‬
‫سكَارَى ‪ ،‬أَي َب ْع ُ‬
‫شمَ ْيلٍ ‪ :‬جاؤُوا عُسَارَيَاتٍ وعُسَارَى ‪ ،‬مثال ُ‬
‫ابنُ ُ‬
‫حدُ العُسَارَيَات عُسَارَى مثل حُبَارَى وحُبَارَيَات ‪ .‬والعَسِيرُ ‪ ،‬كَأمِير ‪ ،‬هكذا‬
‫قال الصاغانيّ ‪ :‬ووا ِ‬
‫حبُ اللّسَان ‪ ،‬فل يُلْ َتفَت إلى ضبط النّسخ كُلّها مصغّرا ‪ :‬كانَت بئْرا بالمَدِينَة‬
‫ضَبَطه الصاغانيّ وصا ِ‬
‫ي صَلّى الُ تعالى عَليْه‬
‫سمّاها النب ّ‬
‫‪ ،‬على ساكِنها أفضلُ الصلة والسلم ‪ ،‬لَبي ُأمَيّةَ المَخْزُوميّ ‪ ،‬فَ َ‬
‫عوْسَرَانِيّة ‪ ،‬إِذا كان مِنْ دَأْ ِبهَا َتعْسِيرُ‬
‫وسَلّم اليَسِي َرةَ ‪ ،‬بفتح التّحتيّة وكسْر السين ‪َ ،‬تفَا ُؤلً ‪ .‬ونَاقَةٌ َ‬
‫ع َدتْ و َر ْفعُهُ ‪ ،‬ومنه َق ْولُ الطّ ِرمّاح‬
‫ذَنَ ِبهَا ‪ ،‬هكذا في ال ّت ْكمِلَة ‪ ،‬وفي نسخة اللّسَان ‪َ :‬تكْسِيرُ ذَنَ ِبهَا ِإذَا َ‬
‫ف ال َفضِيضِ َأيّ انْتِفاضِ ) ‪ %‬ال َفضِيضُ ‪ :‬المَاءُ‬
‫عوْسَرَانِيّةٌ إِذَا انْ َت َفضَ الخِمْ ‪ %‬سُ نِطَا َ‬
‫‪َ (%:‬‬
‫خمْسِ ‪ .‬ونقل‬
‫ظمْئِها في ال َ‬
‫شهَا وآخِرِ ِ‬
‫عطَ ِ‬
‫السائلُ ‪ ،‬أَراد أَ ّنهَا تَ ْرفَع ذَنَ َبهَا من النّشَاط ‪ ،‬و َتعْدُو بعد َ‬
‫سكّيت ‪ :‬ذهَبُوا عُسَارَيَاتٍ وعُشَارَياتٍ ‪ ،‬أَي ذَهَبُوا أَيَا ِديَ سَبَا مُ َتفَ ّرقِين في ُكلّ‬
‫الصاغانيّ عن ابنِ ال ّ‬
‫وَجْهٍ ‪ .‬ورجلٌ ِمعْسَرٌ ‪ ،‬كمِنْبَرٍ ‪ :‬مُ َقعّطٌ على‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/34‬‬
‫غَرِيمه ‪ ،‬كذا في التهذيب وال ّت ْكمِلَةِ ‪.‬‬
‫ل وَلَدِه ‪ :‬أَخَذَ منه كَرْها ‪ ،‬من الْعْتِسَار ‪ ،‬وهو الق ِتصَا ُر والقَهْرُ ‪ ،‬ويُ ْروَى‬
‫جلُ من ما ِ‬
‫واعْتسَرَ الر ُ‬
‫عمَر َيعْتَسِرُ الوالِ ُد من مال وَلَدِه ‪ ،‬أَي يَ ْأخُذُه وهو كا ِرهٌ ‪ .‬هكذا رَواه ال ّنضْرُ‬
‫بالصّادِ ‪ .‬وفي حديث ُ‬
‫في هذا الحديث بالسينِ ‪ ،‬وقال ‪ :‬معناه ‪ :‬و ُهوَ كا ِرهٌ ‪ ،‬وأَنشد ‪ُ :‬معْتَسِر الصّرْمِ أَو م ِذلّ ‪ .‬وغَ ْز َوةُ‬
‫ح ‪ .‬وممّا‬
‫ذي العُسَيْرَة معروفَة ‪ُ ،‬روِى بالسين وبالشّين ‪ ،‬وبِالَخير أَعْ َرفُ ‪ ،‬وقال الصاغانيّ ‪َ :‬أصَ ّ‬
‫يُسْتَدْرَك عليه ‪ :‬يقال ‪ :‬بََلغْت َمعْسُورَ فُلنٍ ‪ ،‬إِذا لم تَ ْرفُقْ به ‪ .‬واعْتسَ ْرتُ الكلَمَ ‪ ،‬إِذا اقْ َتضَبْتَه قَ ْبلَ‬
‫جعْ ِديّ ‪ ( % :‬فذَرْ ذا وعَدّ إِلى غيرِه ‪ %‬فشَرّ المَقالةِ ما ُيعْتَسَرْ ) ‪%‬‬
‫أَن تُ َزوّرَه و ُتهَيّئه ‪ ،‬وقال ال َ‬
‫قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وهذا من اعْتِسَارِ البعِير ورُكوبِه قبل َتذْليل ِه ‪ .‬ومثله قولُ الزمخشريّ ‪ ،‬وهو مجاز‬
‫‪ .‬وتَعاسَرَ البَ ّيعَانِ ‪َ :‬لمْ يَ ّتفِقَا ‪ .‬وكذلك ال ّزوْجَانِ ‪ .‬وفي التّنْزيل ‪ :‬وإِنْ َتعَاسَرْتُمْ فَسَتُ ْرضِعُ لَهُ ) أُخْرَى‬
‫عسَرُ ‪ :‬بجَناحِه من يَسَارِه بَياضٌ ‪ .‬والمعاسَ َر ُة والتعَاسُر ‪ :‬ضِدّ المُيَاسَ َرةِ والتّيَاسُر ‪.‬‬
‫حمَامٌ أَ ْ‬
‫‪.‬وَ‬
‫عدْوهَا وتكْسِرُ‬
‫خذْتَها من الِبِل ‪ .‬وال َعوَاسِرُ ‪ :‬الذّئاب التي َت ْعسِرُ في َ‬
‫وعَسَ ْرتُ الناقَةَ عَسْرا ‪ ،‬إِذا أَ َ‬
‫أَذْنا َبهَا من النّشَاط ‪ .‬ومنه قولُ الشّاعِرِ ‪ِ ( % :‬إلّ عَواسِ ُر كالقِدَاحِ ُمعِي َدةٌ ‪ %‬باللّ ْيلِ َموْرِدَ أَيّمٍ‬
‫حيّ ‪.‬‬
‫سعِيدٍ الرّيَا ِ‬
‫مُت َغضّبِ ) ‪ %‬والعَسْرْاءُ ‪ :‬بنتُ جَرِيرِ بنِ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/35‬‬

‫عسَ َر ُه وقَسَرَه واحدٌ ‪ .‬والعُسُرُ ‪ ،‬بضمّتْين ‪ :‬أَصحابُ‬


‫واعْتسَرَه مثلُ اقْتَسَرَه ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪َ :‬‬
‫البترِيّة في ال ّتقَاضِي وال َعمَل ‪ ،‬نقله الصاغانيّ عن بن الَعْرَا ِبيّ ‪ .‬وعِسْر ‪ :‬موضعٌ في أَ ْرضِ ال َيمَنِ‬
‫عمُونَ أَنّه مَجَنّة ‪ ،‬وبه فَسّرُوا َقوْل زُهَيْر ‪ ( % :‬كَأَنّ عَلَ ْي ِهمُ بِجُنُوبِ عِسْرٍ ‪ %‬غَماما َيسْ َت ِهلّ‬
‫يَزْ ُ‬
‫ويَسْتطِيرُ ) ‪ %‬قلتُ ‪ :‬هكذا استدرَكه الصاغانِيّ ‪ ،‬وهو بعَيْنه الموضِعُ الذي ذكره المُصنّف ‪ .‬وقال‬
‫الصاغانيّ أَيضا ‪ :‬والعُسْرُ ‪ُ :‬لعْبَةٌ ‪ ،‬وهِي أَنْ يَ ْنصِبُوا خشبَ ًة ويَ ْرمُوا من غَ ْل َوةِ بُأخْرَى ‪ ،‬فمَنْ‬
‫سمَاحُهُ وضاق‬
‫عسَا َرةً وعَسْرا وعُسْرا ‪ :‬قلّ َ‬
‫جلُ َ‬
‫أَصا َبهَا َقمَرَ ‪ .‬وفي كتاب ابنِ القطّاع ‪ :‬وعَسُرَ الرّ ُ‬
‫صعِي ِد الَعْلى ‪ .‬ع س ب ر العُسْبُرُ ‪،‬‬
‫جلُ بيَدِه ‪َ :‬ر َفعَها ‪ .‬والعُسَيرَات ‪ :‬قبيلةٌ بال ّ‬
‫خُُلقُه ‪ .‬وعَسَرَ الرّ ُ‬
‫كقُنْفْذٍ ‪ :‬ال ّنمِر ‪ ،‬وهي بهاءٍ ‪ ،‬قاله الليث ‪ .‬والعُسْبُورُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬والعُسْبُو َرةُ ‪ِ ،‬بهَاءٍ ‪ :‬وَلَدُ الكَ ْلبِ من‬
‫ج ْمعُه عَسابِرُ ‪ .‬وقال‬
‫الذّئْ َبةِ ‪ .‬والعِسْبَارُ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬والعِسْبَا َرةُ بِهاءٍ ‪ :‬وَلَدُ الضّبُعِ من الذّ ْئبِ و َ‬
‫الجوْهريّ ‪ :‬العِسْبَا َرةُ ‪ :‬وَلَد الضّبُع ‪ ،‬ال ّذكَ ُر والُنْثَى فيه سَواءٌ ‪ .‬والعِسْبَارُ وَلَدُ الذّئبِ ‪ ،‬فَأمّا قولُ‬
‫علِ والعَسَابِرْ ) ‪%‬‬
‫جمّعَ المُ َتفَ ّرقُو ‪ %‬نَ من الفَرَا ِ‬
‫ال ُكمَيْت ‪ ( % :‬وتَ َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/36‬‬

‫عسْبَار ‪ ،‬وحُ ِذفَت الياءُ للضّرُورَة ‪ .‬قال ابنُ‬


‫جمْعَ ِ‬
‫جمْعَ العُسْبُر ‪ ،‬وهو ال ّنمِر ‪ ،‬وقد يكونُ َ‬
‫فقد يكونُ َ‬
‫بَحْر ‪َ :‬رمَاهُمْ بأَ ّنهُم أَخْلطٌ ُمعَ ْلهَجُونَ ‪ .‬وفي بعضِ النّسَخِ ‪ :‬أَو وََلدُ الذّئبِ ‪ .‬والعُسْبُ َر ُة والعُسْبُو َرةُ ‪:‬‬
‫الناقَةُ السّريعةُ النّجِيبَة ‪ ،‬وأَنشدَ اللّيْث ‪َ ( % :‬لقَدْ أُرا ِنيَ والَيّامُ ُت ْعجِبُنِي ‪ %‬والمُ ْقفِرَاتُ ِبهَا الخُورُ‬
‫العَسابِيرُ ) ‪ %‬وقال الَزهريّ ‪ :‬والصحيح ‪ :‬العُ ْبسُورَة ‪ ،‬بتقديم الباءِ على السّين في َن ْعتِ الناقَة ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وكذلك َروَاهُ أَبو عُبَيْد عن أَصحابِه ‪ .‬وقال ابنُ سِيدَه ‪ :‬ناقَةٌ عُسْبُرٌ وعُسْبُورٌ ‪ :‬شَدِي َدةٌ سَرِيعَةٌ‬
‫صفُور وجَماعةٍ من أَئمّة الصّرْفِ ‪ :‬إِنّ السّينَ فيها‬
‫ع ْ‬
‫‪ .‬وقال شيخُنَا نقلً عن أَبي حَيّانَ وابنِ ُ‬
‫زائدةٌ ‪ ،‬لَنّ المُرَادَ ) أَنّها سَرِيعَةُ العُبُور ‪ ،‬زِي َدتْ فيها السّين للِلْحاقِ ب ُعصْفُور ‪ ،‬وهو الذي صَرّحَ‬
‫ن القَطّاع وغَيْرُه ‪.‬‬
‫اب ُ‬
‫سجُورُ ‪ :‬الناقَةُ‬
‫ن القَطّاع ‪ ،‬فلي ْنظَر ‪ .‬ع س ج ر العَيْ َ‬
‫جدْه في كتاب ال ّتهْذيب لب ِ‬
‫انتهى ‪ .‬قُ ْلتُ ‪ :‬ولم أَ ِ‬
‫سبِ ‪ .‬وقيل ‪ِ :‬هيَ الّتِي لم تُنْتَج َقطّ ‪ ،‬و ُهوَ‬
‫الصّلْبَة ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هي السّرِيعَةُ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هي الكَرِيمَةُ النّ َ‬
‫سحَر ‪ :‬نَظَر نَظَرا‬
‫سجُورا ع س ح ر عَ ْ‬
‫سعْلة عَيْ َ‬
‫سمّيَت ال ّ‬
‫َأ ْقوَى لها ‪ .‬والعَسْجَ َرةُ ‪ :‬الخُ ْبثُ ‪ .‬ومنه ُ‬
‫شَدِيدا ‪ ،‬هكذا بالمِدَا ِد الَحْمرِ في سائِرِ النّسخ ‪ ،‬وهو بالحاءِ بعد السّين ‪ ،‬والصّوابُ أَنّه بالجِيمِ ‪.‬‬
‫ي وَجْه مَيّزَ بين المادّتَيْن وفَرّقهما و ُهمَا‬
‫ومثلُه في اللّسَان ‪ ،‬وفي التكملة للصاغانيّ ‪ ،‬فل أَدْرِي بَأ ّ‬
‫جلُ ‪َ :‬نظَر نَظَرا شَدِيدا ‪ ،‬وأَيضا أَسْ َرعَ ‪ ،‬ومنه اشتِقاقُ‬
‫سجَر الر ُ‬
‫ن القَطّاع ‪ :‬عَ ْ‬
‫واحدٌ ففي ال ّتهْذِيب لب ِ‬
‫ناقة عَيْسَجور ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/37‬‬

‫حقّ بأَن يُتّبع ‪.‬‬


‫حقّ أَ َ‬
‫انتهى ‪ .‬قلتُ ‪ :‬فارْتفَ َع الِشكالُ وال َ‬
‫ت الِبلُ اسْ َتمَ ّرتْ في سَيْرِهَا وهذا أَيضا ضَبَطُوه بالجِيم ‪ ،‬وهو الصّوابُ ‪ .‬وقالوا ‪ :‬إِ ِبلٌ‬
‫وعَسْحَر ِ‬
‫ج ْعفَر ‪ :‬المِلْح ‪ ،‬وهذا‬
‫سحَر ‪ ،‬ك َ‬
‫سحَر اللّحْمَ ‪ :‬مَلّحه والعَ ْ‬
‫عَسَاجِيرُ وهي المُتتا ِبعَة في سَيْرها ‪ .‬وعَ ْ‬
‫صوَاب أَنه بالجِيم ‪ ،‬قاله الصاغَا ِنيّ ‪ ،‬ومثله‬
‫سحَر ع ‪ ،‬ال ّ‬
‫أَيضا ضبَطُوه بالجِيم على الصّوابِ ‪ .‬وعَ ْ‬
‫في مُعجَم أَبي عُبَيْد ال َبكْ ِريّ ‪ ،‬وزاد أَنه قُ ْربَ َمكّة ‪ .‬والعَسحَرة ‪ ،‬بهاءٍ ‪ :‬الخُ ْبثُ قالوا ‪ :‬الصّوابُ أَنّه‬
‫سعْلة عَ ْيسَجُورا لخُبثها ‪ .‬وقد خالَف المصنّف هنا أَئمّة اللغة من غير‬
‫سمّيت ال ّ‬
‫بالجِيم ‪ ،‬ومنه ُ‬
‫وَجْه ‪ ،‬فليُ َتفَطّن له ‪.‬‬
‫سقِ ٌر كمُتَ َدحْرِج ‪ ،‬وهو الجَ ْلدُ‬
‫جلٌ مُ َتعْ ْ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ .‬وقال المؤرّخ ‪َ :‬ر ُ‬
‫سفِر ‪ ،‬أَهمله ال َ‬
‫ع س ق ر المُ َتعَ ْ‬
‫الصّبورُ وأَنشد ‪ :‬وصِ ْرتَ مَ ْلهُودا بِقاعٍ قَ ْرقَرِ يَجْرِي عَلَ ْيكَ المُورُ بال ّتهَرْهُرِ ياَلكَ من قُنْبُرة وقُنْبُرِ‬
‫سقُرِ أَي صَبْر وجَلدَة ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬ول أَدْرِي مَنْ َروَى عن ال ُمؤَرّخ‬
‫كُ ْنتَ عَلَى الَيّامِ في َتعَ ْ‬
‫جوْهَ ِريّ إِيّاهُ ل َكوْنِه لم َيصِحّ عنده ‪ .‬وقال الصاغانيّ ‪:‬‬
‫ول أَ ِثقُ به ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وهذا سببُ عدَمِ ِذكْرِ ال َ‬
‫شكَر ‪،‬‬
‫سيّ ‪ ،‬عُ ّربَ ‪ ،‬وأَصلُه َل ْ‬
‫جمْعُ ‪ ،‬فا ِر ِ‬
‫وكأَنّه مقلوب من التّقعْسُر ‪ .‬ع س ك ر العَسكَرُ ‪ :‬ال َ‬
‫سكَرٌ من‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ إِنّه الكَثِيرُ من ُكلّ شيْءٍ ‪ .‬يقال عَ ْ‬
‫ش و َيقْرُبُ منه قول اب ِ‬
‫ويُرِيدُون به الجَيْ َ‬
‫سكَرُ الرجلِ‬
‫رِجال ومالٍ وخَيْل وكِلبٍ وقال الَزهريّ ‪ :‬عَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/38‬‬

‫سكَ ُرهْ عَشْرُ شِيَاه‬


‫عظِيم ُتؤْجَ ُرهْ ُتعِينُ مِسْكينا قليلً عَ ْ‬
‫جَماعَةُ مالِه و َن َعمِه ‪ ،‬وأَنشد ‪َ :‬هلْ لكَ في أَجْرٍ َ‬
‫جلُ قَلِيلَ المَاشيَة يقال ‪:‬‬
‫حضُ ُر ْه وفي التكملة ‪ ،‬وإِذا كان الرّ ُ‬
‫س ْمعُه و َبصَ ُرهْ قد حَ ّدثَ ال ّنفْسَ ب ِمصْرٍ يَ ْ‬
‫َ‬
‫سكَرُ ُمقْ ِبلٌ‬
‫شكَر ‪ ،‬كما تقدّم ‪ .‬قال ثعلب ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬العَ ْ‬
‫سكَر ‪ ،‬قيل ‪ :‬إِنّه فارِسيّ أَصله لَ ْ‬
‫إِنّه لقَلِيلُ العَ ْ‬
‫لفْرادُ على‬
‫جمْع على جَماعَتِهم ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وعِنْدِي ا ِ‬
‫ومُقْبِلُون ‪ ،‬فال ّتوْحِيد على الشّخْص ‪ ،‬وال َ‬
‫سكَرةٍ من‬
‫ظلّ في عَ ْ‬
‫جمْعُ على ال َمعْنَى ‪ .‬والعَسْكرَة ‪ :‬الشِدّة والجَ ْدبُ ‪ ،‬قال طَرَفة ‪َ ( % :‬‬
‫الّلفْظ ‪ ،‬وال َ‬
‫سكَرَيْن ‪.‬‬
‫ش ِه ْدتُ العَ ْ‬
‫شدّة من حُ ّبهَا ‪ .‬وفي الَساس َ‬
‫شحْطَ مَزارِ المُ ّدكِرْ ) ‪ %‬أَي في ِ‬
‫حُبّها ‪ %‬ونََأتْ َ‬
‫سكَرُ‬
‫سكَر ‪ُ :‬مجْ َتمَعُ الجَيْشِ ‪ .‬وعَ ْ‬
‫سكَرانِ عَ َرفَةُ ومِنىً ‪ ،‬كأَنّه لتجمّع الناسِ فيهما ‪ .‬والعَ ْ‬
‫قالوا ‪ :‬العَ ْ‬
‫اللّ ْيلِ ‪ :‬ظُ ْلمَتُه ‪ .‬وقد عَسْكرَ اللّ ْيلُ ‪ ) :‬تَرَا َك َمتْ ظُ ْلمَتُه ‪ ،‬وأَنشدوا ‪ :‬ق ْد وَرَ َدتْ خَ ْيلُ بَني ال َعجّاجِ كأَ ّنهَا‬
‫جلُ‬
‫سكَرَ الرّ ُ‬
‫ج ّمعُوا ‪ ،‬أَو َو َقعُوا في شِدّة أَو جَ ْدبٍ ‪ .‬وعَ ْ‬
‫سكَرَ القَوْمُ بالمَكانِ ‪ :‬تَ َ‬
‫سكَرُ لَ ْيلٍ دَاجِ وعَ ْ‬
‫عَ ْ‬
‫سكَرُ ‪َ :‬محَلّة بن ْيسَابُورَ ُنسِب إِليها جَماعةٌ من‬
‫سكَ ٌر بفتح الكاف ‪ .‬وعَ ْ‬
‫سكِ ٌر وال َم ْوضِع ُمعَ ْ‬
‫فهو ُمعَ ْ‬
‫حدّثِين ‪.‬‬
‫المُ َ‬
‫حمّد‬
‫ي والحَسَنُ بنُ َرشِيقٍ الحافظُ أَبو ُم َ‬
‫سكَر ّ‬
‫حمّد بن عَليّ العَ ْ‬
‫وعَسْكرُ ‪ :‬مَحَلّة ب ِمصْرَ ‪ ،‬منها ُم َ‬
‫سكَرِيّان ال ِمصْرِيّان ‪َ ،‬روَى الَخِيرُ عن النّسَائّي وعنه الدّار ُقطْنيّ وعَ ْبدُ الغَ ِنيّ تُو ّفيَ سنة‬
‫الع ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/39‬‬

‫سكَرُ ‪ :‬مَحَلّةٌ بال َبصْرَة‬


‫جمَاعَةٌ من المُحَثّين ‪ .‬وعَ ْ‬
‫سبَ إِليها َ‬
‫سكَرُ ال ّرمْلَةِ ‪َ :‬محَلّةٌ بال ّرمَْلةِ نُ ِ‬
‫وعَ ْ‬
‫سكَرُ ُمكْرَم ‪ :‬د ‪ ،‬بخُوزِسْتَانَ بَيْنَ تُسْتََر‬
‫جعْفر ‪ .‬وعَ ْ‬
‫سكَرِ أَبي َ‬
‫ورُصافةِ َبغْدَادَ ‪ ،‬كانَت ُتعْرَف بعَ ْ‬
‫سكَ ِريّ‬
‫ورا َمهُرْمُزَ ‪ ،‬وهو ُمعَ ّربُ لَشكر ‪ ،‬منه الحسين بنُ عَبْدِ ال ال َعسْك ِريّ والحَسَنُ بنُ عَبْد ال العَ ْ‬
‫سكَرِ الزّيْتُون ‪ ،‬هكذا ضَبَطه الصاغا ِنيّ‬
‫سكَرٌ ‪ :‬ع ‪ ،‬بِنابُلُسَ ‪ ،‬ويُعرَف ب َع ْ‬
‫الَدِيبانِ الشّاعِران ‪ .‬وعَ ْ‬
‫وغيرُه ‪ ،‬وتَ ِبعَهم المصنّف وهكذا هو المَشْهور على أَ ْلسِنَةِ َأ ْهلِ نَابُلس ‪ .‬وقال الحافِظُ في التّبْصير ‪:‬‬
‫سيّ إِلى إِحدى‬
‫حمّد بن خََلفِ بن مح ّمدِ مُسْلِم العسْك ِريّ النابُلُ ِ‬
‫سبَ إِليه أَبا القاَسم مُ َ‬
‫هو بالضّمّ ‪ ،‬ونَ َ‬
‫طبُ عَبْدُ الكَرِيمِ‬
‫حدّث عن سِبْط السّلَفىّ ‪ ،‬قال ‪ :‬هكذا ضَبَطَه القُ ْ‬
‫قُرى نابُلُس ‪ ،‬كانَ َنقِيبَ الحَنَابِلَة ‪َ ،‬‬
‫حصْنٌ بالقَرْيَتَيْن ‪.‬‬
‫سكَ ُر القَرْيَتَيْن ‪ِ :‬‬
‫الحَلَ ِبيّ في تارِيخه ‪ ،‬وقال ‪ :‬سَم ْعتُ منه ‪ .‬وعَ ْ‬
‫سكَرُ ‪ :‬اسْمُ سُرّ مَنْ‬
‫خطّة بها ‪ ،‬والثانِيَةُ من قُرَاها ‪ .‬وعَ ْ‬
‫سكَرُ ‪ :‬ة ب ِمصْرَ أَيضا والُولَى هي ال ِ‬
‫وعَ ْ‬
‫سكَ َر فمُرَادُه سُرّ مَنْ رَأَى لَنّ ال ُمعْتَصِمَ بَنَاهَا‬
‫ن القَرّابِ العَ ْ‬
‫رَأَى ‪ .‬قال ابنُ خَّلكَانَ ‪ :‬متى َذكَرَ اب ُ‬
‫جعْفَرٍ‬
‫ن الِمامان أَبو الحَسَنِ عَِليّ بنُ مُحمّدِ بنِ عَِليّ بنِ مُوسَى ابنِ َ‬
‫سكَرِيّا ِ‬
‫سبَ العَ ْ‬
‫سكَرِه ‪ ،‬وإِليه ُن ِ‬
‫لعَ ْ‬
‫ضيَ ال عنهم ‪ ،‬يقال له ‪ :‬الثالثُ ‪ ،‬والهادِي ‪ ،‬وال ّت ِقيّ ‪ ،‬والدّلِيلُ ‪ ،‬والنّجِيبُ ‪ ،‬وُلِدَ‬
‫الصادقِ ‪َ ،‬ر ِ‬
‫شهُر ‪ ،‬فإِنّه ُت ُو ّفىَ بِسُرّ مَنْ رَأَى سنة ‪ ،‬ودُفن‬
‫بالمدينة سنة ‪ ،‬وعاشَ إِحْدَى وأَرْ َبعِين سَنَةً وسَ ْبعَةَ َأ ْ‬
‫بِدارِه بها َووَلَدُه‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/40‬‬

‫حمّدٍ الحَسَنُ الهادِي وُلِدَ بالمدينة سنة و ُت ُوفّيَ سنة ‪ ،‬وماتَا بهَا ودُفنَا بهَا ‪ ،‬فلِذَا نُسِبَا إِلَ ْيهَا‬
‫الِمامُ أَبو مُ َ‬
‫ج ْعفَرِ المَ ْنصُور ‪َ :‬موْضعان ب َبغْدَادَ ‪ ،‬الثانِي هو ال ّرصَافَة ‪.‬‬
‫سكَرُ أَبِي َ‬
‫سكَرُ ال َمهْديّ ‪ ،‬وعَ ْ‬
‫‪ .‬وعَ ْ‬
‫شقِ الش ْأمِ ‪ ،‬منهم الحَافظ صاحبُ‬
‫سكَرٌ وعَسَاكِرُ ‪ :‬اسمانِ ‪ ،‬من الثانِي بَنُو عَسَاكِر أَ ِئمّة الفَنّ ب ِدمَ ْ‬
‫وعَ ْ‬
‫حلُ إِليه ‪ ،‬وغيرهم ‪ .‬وممّا يُستدرك عليه ‪ :‬عَساكِرُ الهَمّ ‪ :‬ما َر ِكبَ َب ْعضُه َبعْضا‬
‫التاريخ الذي يُرْ َ‬
‫ح مصْر ‪ ،‬وذَكَره ابنُ يونُسَ ‪ ،‬وضَبَطُوه‬
‫سكُر ال َمهْريّ ‪ ،‬له ِوفَا َدةٌ ‪ ،‬وشَهدَ ) فَتْ َ‬
‫وتَتَابَع ‪ .‬وبِرْحُ بن عُ ْ‬
‫سكَر‬
‫والِدَه كقُنْفُذ ‪ ،‬قال ابنُ يونُسَ ‪ :‬هكذا رأَيتُه بخطّ ابنِ َلهِيعَةَ ‪ ،‬كذا في التبصير للحافظ ‪ .‬والعَ ْ‬
‫سكَر ‪ :‬موضعانِ ‪ ،‬الَخير من أَعْمال تِِلمْسَانَ ‪ .‬ع ش ر ‪ .‬العَشَرَة ‪ُ ،‬محَرّكة ‪َ :‬أ ّولُ ال ُعقُودِ ‪،‬‬
‫وال ُمعَ ْ‬
‫س َوةٍ ‪ ،‬وعَشَ َرةُ رجَال ‪،‬‬
‫عشْر نِ ْ‬
‫عدّ بها المؤنّث ‪ ،‬فبالفَتْح ‪ ،‬تقول ‪ ،‬تقول ‪َ :‬‬
‫وإِذَا جُرّدَت من الهاءِ ‪ ،‬و ُ‬
‫فإِذا جاوَ ْزتَ ال ِعشْرِينَ اسْ َتوَى المُ َذكّر وال ُمؤَنّث فقلتَ ‪ :‬عِشْرُونَ َرجُلً ‪ ،‬وعِشْرُونَ امرَأةً ‪ .‬وما كان‬
‫حقُه فيما واحِ ُدهُ مُ َذكّر ‪ ،‬وتُحْذَف فيها واحِدُه ُمؤَنّث ‪ .‬فإِذا جاوَ ْزتَ‬
‫من الثّلَثَة إِلى ال َعشَرَة فالهاءُ تَ ْل َ‬
‫حقْ َتهَا في‬
‫العَشَ َرةَ أَنّ ْثتَ المُذكّرَ وذكّ ْرتَ المُؤنّث ‪ ،‬وحَ َذ ْفتَ الهاءَ في ال ُم َذكّر في العَشَرَة ‪ ،‬وأَلْ َ‬
‫سمَيْنِ اسْما واحِدا مَبْنِيّا‬
‫جعَ ْلتَ ال ْ‬
‫حتَ الشّين ‪ ،‬و َ‬
‫سعَةَ عَشَرَ ‪ ،‬وفَتَ ْ‬
‫الصدّرِْفيما بَيْنَ ثَلثَة عَشَرَ إِلى تِ ْ‬
‫سكَ ْنتَ‬
‫ح ْذفْتَها مِن الصدْر ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫حقَتَ الهاءَ في ال َعجُز ‪ ،‬و ِ‬
‫على الفَتْح ‪ .‬فإِذا صِ ْرتَ إِلى ال ُمؤَنّث أَ ْل َ‬
‫عشْرَة ‪ ،‬وإِنْ شِ ْئتَ كَسْرَتَها ‪ ،‬كذا في اللّسان ‪.‬‬
‫الشّين من َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/41‬‬
‫ومن الشّا ّذ في القرَاءَة فا ْنفَجَ َرتْ مِنْه اثْنَتَا عَش َرةَ عَيْنا ‪ .‬بفتح الشّين ‪ .‬قال ابنُ جِنّى ‪ :‬ووَجْهُ ذلك أَنّ‬
‫أَ ْلفَاظ العَدَد ُتغَيّرُ كثيرا في حدّ التّ ْركِيب ‪ ،‬أَل تَرَاهُم قالُوا في ال َبسِيط واحد ‪ ،‬وأَحد ‪ ،‬ثم قالُوا في‬
‫عشْرُون ‪ .‬ومن ذلك َقوْلُهم ‪:‬‬
‫حدَى عَشْرَة وقالُوا عَشْرٌ وعَشَرَة ثم قالُوا في التركيب ‪ِ :‬‬
‫التركيب ‪ :‬إِ ْ‬
‫ج َمعُوا بين َلفْظ ال ُمؤَنّث والمُ َذكّر في التّرْكيب ‪،‬‬
‫سعِين ‪ ،‬ف َ‬
‫ثَلثُون ‪ ،‬فما َب ْعدَها من ال ُعقُودِ إلى التّ ْ‬
‫حدَى عَشِ َرةَ امْرََأةً ‪ ،‬بكَسْرِ الشّين ‪،‬‬
‫سقُوطُ الهاءِ للتَأْنِيث ‪ .‬وتقولُ ‪ :‬إِ ْ‬
‫والوَاوُ للتّ ْذكِيرِ وكذلك أُخْ ُتهَا ‪ ،‬و ُ‬
‫ن لَهْل الحِجَاز ‪ ،‬قال الَزْه ِريّ‬
‫سكِي ُ‬
‫سكّ ْنتَ ‪ ،‬إِلى تِسْعَ عَشْ َرةَ ‪ ،‬والكَسْ ُر لَهْل نَجْد ‪ ،‬والتّ ْ‬
‫وإِنْ شِ ْئتَ َ‬
‫عمَشِ أَنّه قَرَأَ‬
‫حوِ والّلغَةِ ل َيعْ ِرفُون فَتْح الشّين في هذا ال َموْضع ‪ .‬و ُر ِوىَ عن الَ ْ‬
‫‪ :‬وأَهلُ النّ ْ‬
‫طعْناهُم اثْنَ َتيْ عَشرَة ‪ .‬بفتح الشين ‪ .‬قال ‪ :‬وقد قَرَأَ القُرّاءُ بفتح الشّين وكَسْرِها ‪ ،‬وأَ ْهلُ الّلغَة ل‬
‫وقَ ّ‬
‫سكّن العَيْنَ فيقول ‪:‬‬
‫سكّيت ‪ :‬ومِن العَ َربِ من ُي َ‬
‫حدَ عَشَرَ ل غَيْر ‪ .‬قال ابنُ ال ّ‬
‫َيعْ ِرفُونه ‪ ،‬وللمذكّر أَ َ‬
‫سكّن لسكُون الَلِف‬
‫عشَر فإِنّ العَيْن ل تُ َ‬
‫عشَر ‪ ،‬إِل اثْ َنيْ َ‬
‫سعَةَ ْ‬
‫سكّنها إِلى تِ ْ‬
‫حدَ عْشَرَ ‪ ،‬وكذلك ي َ‬
‫أَ َ‬
‫س ُم وكَثُرَت حَرَكاتُه ‪ .‬والعدد مَ ْنصُوبٌ‬
‫سكّنُوا العَيْنَ َلمّا طالَ ال ْ‬
‫خفَشُ ‪ :‬إِنّما َ‬
‫والياءِ قَبْلَها ‪ .‬وقال الَ ْ‬
‫خفْضِ ‪ِ ،‬إلّ اثْ َنيْ عَشَر ‪ ،‬فإِنّ اثْنَْي‬
‫صبِ وال َ‬
‫سعَةَ عَشَرَ ‪ ،‬في ال ّرفْع وال ّن ْ‬
‫ما بَيْن أَحََد عَشَرَ إِلى ِت ْ‬
‫عشَر َيعْشِرُ‬
‫عشْرا ‪َ :‬أخَذَ واحِدا من عَشَرَة ‪ .‬أَو َ‬
‫واثْنَ َتيْ ُيعْرَبان لَنهما على هِجَاءَين ‪ .‬وعَشَرَ َيعْشِرُ َ‬
‫سعَة ‪ ،‬هكذا في اللّسَان ‪ .‬وعَشَرَ القَوْمَ َيعْشِ ُرهُم ‪ ،‬بال َكسْرِ ‪ ،‬عَشْرا ‪:‬‬
‫‪ :‬زا َد واحِدا على ِت ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/42‬‬

‫صارَ عاشِرَهُم ‪ ،‬وكان عاشِرَ عَشَ َرةٍ ‪ ،‬أَي َكمّلَهم عَشَ َرةً ب َنفْسه ‪ .‬وقد خََلطَ المُصنّف هُنا بين‬
‫ِفعَْليِ )‬
‫حدّ ضرب والذي في كتب الفعال‬
‫لوّل من َ‬
‫ناَ‬
‫البَابَيْنِ ‪ .‬والّذِي صَرّحَ به شُرّاح الفَصيح وغَيْرُهم أَ ّ‬
‫خمَسَ ‪ ،‬كما سيأْتي ‪ .‬وقد‬
‫ح ّد ضَرَب ‪ ،‬قِياسا على نَظائرِه من رَ َبعَ و َ‬
‫أنه من حدِ كَ َتبَ ‪ ،‬والثاني من َ‬
‫أَشار لذلك البَدْرُ القَرافِيّ في حاشِيَته ‪ ،‬وتَ ِبعَهُ شَ ْيخُنا مُنبّها على ذلك ‪ ،‬مُ َتحَامِلً عليه َأشَدّ َتحَا ُملٍ ‪.‬‬
‫و َثوْبٌ عُشَاريّ ‪ ،‬بالضّم ‪ :‬طولُه عَشَ َرةُ أَذْرعٍ ‪ .‬والعاشُوراءُ ‪ ،‬قال شَيْخُنا ‪ :‬قلتُ ‪ :‬المَعروف تَجَرّدُه‬
‫من ال والعَشُوراءُ ‪َ ،‬ممْدُودان و ُي ْقصَرانِ ‪ ،‬والعاشُورُ ‪ :‬عاشِرُ ال ُمحَرّ ِم قال الَزهريّ ‪ :‬ولم أَسمَع‬
‫في أَمثلة الَسمَاءِ اسما على فاعُولءَ ِإلّ َأحْرُفا قليلة ‪ .‬قال ابنُ بُزُرْج ‪ :‬الضّارُورَاءُ ‪ :‬الضّرّاءُ ‪،‬‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ :‬الخَابُورَاءُ ‪ :‬موضعٌ ‪ .‬وقد‬
‫للُ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫والسّارُورَاءُ ‪ :‬السّرّاءُ ‪ ،‬والدّالُولءُ ‪ :‬ال ّد َ‬
‫ج ْمهَرة ‪ :‬ليس لهم‬
‫حقَ به تاسُوعاءُ ‪ .‬قلتُ فهذه الَ ْلفَاظ يُسْ َتدْرَك بها على ابنِ دُرَيْد حيث قال في ال َ‬
‫أُلْ ِ‬
‫فاعُولءُ غير عاشُوراءَ ل ثا ِنيَ له ‪ ،‬قال شيخُنَا ‪ :‬ويُسْ َتدْرَك عليهم حاضُوراءُ ‪ ،‬وزاد ابنُ خاَلوَيْهِ‬
‫ن يكونَ التاسِعُ‬
‫لصُومَنّ التاسعَ ‪ ،‬فقال ‪ :‬يحتمل أَ ْ‬
‫ث َ‬
‫سعُه ‪ ،‬وبه َأ ّولَ المُزَنيّ الحدي َ‬
‫سامُوعاءَ ‪ .‬أَو تا ِ‬
‫عشْر الوِرْد أَ ّنهَا تسعةُ أَيّام ‪ ،‬وهو الذي حَكاه اللّ ْيثُ‬
‫هو العاشَِر ‪ ،‬قال الزهريّ ‪ :‬كأَنّه تََأ ّولَ فيه ِ‬
‫عشَرَتَان ‪ ،‬أَي عَشَ َرةٌ مُضافَة إلى‬
‫عن الخَلِيل ‪ ،‬وليس بِ َبعِيد عن الصّواب ‪ .‬والعِشْرُون ‪ ،‬بالكَسْر ‪َ :‬‬
‫ج ْمعِ العَشَرَة لَنّه ل دَلِيلَ على ذلك ‪ ،‬وكَسَرُوا َأوَّلهَا لعِلّة‬
‫جمْع ‪ ،‬وليس ب َ‬
‫مِثْلها ‪ُ ،‬وضِعت على لفظ ال َ‬
‫ب الواوِ ياءً للّتِي بعدها فتُدغم ‪.‬‬
‫ض ْفتَ أَسقطتَ النّون ‪ ،‬قلتَ ‪ :‬هذه عشْرُوكَ وعِشْ ِريّ ‪ ،‬بقَلْ ِ‬
‫‪ .‬فإِذا َأ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/43‬‬

‫عشْرينَ ‪ ،‬نادرٌ للفَرْقِ الذي بَيْنَه وبين عَشَ ْرتُ ‪.‬‬


‫جعَلَه ِ‬
‫وعَشْرَنَه ‪َ :‬‬
‫والعَشِير ‪ :‬جُ ْزءٌ من عَشَرة أَجزاءٍ ‪ ،‬كال ِمعْشَار ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬الَخِيرُ عن قطْرُب ‪ ،‬نقله الجوهريّ في‬
‫ر ب ع والعُشْرُ ‪ ،‬بالضّم ‪ ،‬والعَشِي ُر والعُشْرُ واحدٌ ‪ ،‬مِ ْثلُ ال ّثمِينِ والثّمنِ ‪ ،‬والسّدِيسِ والسّدسِ ‪،‬‬
‫ج ْمعُه أَعْشِراءُ ‪ ،‬مثل‬
‫عشُورٌ وأَعْشارٌ ‪ .‬وأَما العَشِيرُ ف َ‬
‫يَطّرد هذان البِنَاءاَن في جميع الكُسورِ ‪ ،‬ج ُ‬
‫سعَةُ أَعْشراءِ الرّزْقِ في التّجَارَة ‪ .‬والعَشِيرُ ‪ :‬القَرِيبُ ‪،‬‬
‫َنصِيب وأَ ْنصِباءَ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬تِ ْ‬
‫والصّدِيقُ ج عُشَراءُ ‪ .‬وعَشِيرُ المَرَْأةِ ‪ :‬ال ّزوْج لَنّه ُيعَاشِرُهَا وتُعاشرُه ‪ .‬وبه فُسّر الحديث ‪ :‬لَ ّنهُنّ‬
‫ق والمُصادِق ‪ .‬وبه فُسّر قولُه تعالَى‬
‫ن و َيكْفُرْنَ العَشِيرَ ‪ .‬والعَشِيرُ ‪ :‬ال ُمعَاشِرُ ‪ ،‬كالصّدِي ِ‬
‫ُيكْثِرْنَ الّلعْ َ‬
‫لصُول ‪:‬‬
‫‪ :‬لَبئْسَ ال َموْلَى ولَبئْس العَشِيرُ ‪ .‬والعَشِيرُ في حِسابِ مِسَاحَ ِة الَ ْرضِ وفي بعض ا ُ‬
‫صوْتُ الضّبُعِ ‪ .‬غيرُ مُشْتَقّ ‪.‬‬
‫عشْرُ الجَرِيب ‪ .‬والعَشِيرُ ‪َ :‬‬
‫عشْ ُر ال َقفِيزِ ‪ ،‬وال َقفِيزُ ‪ُ :‬‬
‫الَ ْرضِينَ ‪ُ :‬‬
‫حدّ كَ َتبَ ‪ ،‬كما َتقَدّم آنِفا ‪ ،‬عَشْرا ‪ ،‬بالفَتْح‬
‫وعَشَرَهُمْ َيعْشرُهُمْ ‪ ،‬مُقْ َتضَى اصطلحه أَن يكونَ من َ‬
‫على الصّواب ‪ ،‬ورَجّحَ شيخُنَا الضّمّ ‪ ،‬و َنقَلَه عن شُروح ال َفصِيح ‪ ،‬وعُشُورا ‪ ،‬كقُعُودٍ ‪ ،‬وعَشّ َرهُمْ‬
‫خفَى أَنّ في قوله ‪:‬‬
‫عشْرَ ) َأمْواِلهِم وعَشَرَ المَالَ َنفْسَه وعَشّرَه ‪ ،‬كذلك ‪ .‬ول َي ْ‬
‫َتعْشيرا ‪َ :‬أخَذ ُ‬
‫عشَرَة ‪ ،‬تكرارٌ ‪ ،‬فإِنّ َأخْذَ‬
‫عَشَرَهُم َيعْشرُهُم ‪ ،‬إِلى آخره ‪ ،‬مع ماسَبَق ‪ .‬وعَشَرَ ‪َ :‬أخَذَ وَاحدا من َ‬
‫وَاحِدٍ من عَشَ َرةٍ هو َأخْذُ ال ُعشْرِ بعَيْنِه ‪ ،‬أَشار لذلك ال َبدْ ُر القَرَا ِفيّ في حاشيته ‪ ،‬وتَ ِبعَهُ شيخُنَا ‪ .‬وهو‬
‫حدُ ال َموَاضِعِ التي لم يُحرّر فيها‬
‫أَ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/44‬‬

‫عشَرَة ‪ ،‬وقد‬
‫ك واحِدا من َ‬
‫المصنّف َتحْرِيرا شافِيا ‪ .‬والصّوابُ في العِبَارَة هكذا ‪ :‬والعَشْرُ ‪ :‬أَخْ ُذ َ‬
‫خذَ عُشْرَ أَموالِم ‪ ،‬وعَشَرَهُمْ َيعْشِرُهُم ‪ :‬كان عاشِرَ ُهمْ أَو كمّلَهم عَشَ َرةً‬
‫عَشَ َرهُ ‪ .‬وعَشَرَهُم عَشْرا ‪ :‬أَ َ‬
‫عمُوا ‪ .‬و َق ْولُ البَدِْر في تصويبِ عِبَارَة ال ُمصَنّف مع‬
‫ب َنفْسِه ‪ .‬ول تَنا ُقضَ في عِبَارَة ال ُمصَنّف كما زَ َ‬
‫لوّل لزِمٌ ‪ ،‬والثا ِنيَ مُ َتعَدّ وكذا قولُه ‪ :‬ويُقَالُ ‪ :‬العُشُورُ ‪ُ :‬ن ْقصَانٌ ‪ ،‬وال ّتعْشِير ‪ :‬زيادة وإِ ْتمَامٌ‬
‫ناَ‬
‫أَ ّ‬
‫عمَرَ لبن هُبَيْ َرةَ ‪،‬‬
‫حلّ نَظَر ‪ ،‬فتََأمّل ‪ .‬والعَشّارُ قا ِبضُه ‪ ،‬وكذلك العاشِ ُر ‪ .‬ومنه قولُ عِيسَى بنِ ُ‬
‫مَ َ‬
‫عشّارُوك ‪ .‬وفي‬
‫وهو ُيضْ َربُ بين َيدَيْه بالسّياط ‪ :‬تالِ إِنْ كانت ِإلّ أُثَيّابا في أُسَيْفاطٍ قَ َبضَها َ‬
‫ن وَجَدْتُم مَنْ يَأْخُذ العُشْرَ على ما كانَ ي ْأخُذه أَهلُ الجاهِليّة‬
‫الحديث ‪ :‬إِنْ َلقِيتُمْ عاشِرا فاقْتُلُوه ‪ ،‬أَي إِ ْ‬
‫خ َذهُ مُسْتحِلً وتارِكا فَ ْرضَ ال‬
‫مُقيما على دينِه فاقْتُلُوه ‪ ،‬لكُفْرِه أَو لسْتِحْلله لذلك إِن كان مُسْلِما وأَ َ‬
‫جمِيلٌ ‪ .‬وقد عَشَرَ‬
‫حسَنٌ َ‬
‫وهو رُ ْبعُ العُشْرِ ‪ ،‬فَأمّا مَنْ َي ْعشُرُهم على ما فَرَض ال سبحانَه وتعالَى ف َ‬
‫سمّى آخِذُ ذلك عاشِرا ‪ ،‬لِضافة ما يَ ْأخُذُه‬
‫جماعَةٌ من الصّحابَة للنبيّ والخُلَفاءِ بعدَه ‪ .‬فيحوزُ أَنْ يُ َ‬
‫سمَاءُ ‪ ،‬وعُشْر أَموالِ أَ ْهلِ ال ّذمّة‬
‫سقَتْه ال ّ‬
‫جمِيعَه ‪ ،‬وهو زكاء ما َ‬
‫إِلى العُشْرِ ‪ ،‬كَ ْيفَ وهو يَأْخُذُ العُشْرِ َ‬
‫عشَ ْرتُ مالَه أَعْشُرُه عُشْرا ‪ ،‬فأَنا عاشِرٌ ‪ ،‬وعَشّرْتُه ‪ ،‬فأَنا ُمعَشّرٌ وعَشّارٌ ‪:‬‬
‫في التّجَارات ‪ .‬يقال ‪َ :‬‬
‫حمُولٌ على هذا التَ ْأوِيل ‪ .‬وفي‬
‫عقُوبَة العَشّار فمَ ْ‬
‫ل ما وَرَدَ في الحديث من ُ‬
‫عشْرَه ‪ .‬وك ّ‬
‫إِذا أَخَ ْذتَ ُ‬
‫ن ول ُيعْشَرْن ‪ :‬أَي ل ُيؤْخَذ العُشْر من حَلْيِهنّ ‪ .‬والعِشْر ‪ ،‬بالكسر ‪:‬‬
‫الحديث ‪ :‬النّسَا ُء ل ُيحْشَرْ َ‬
‫وِرْ ُد الِ ِبلِ اليَومَ العاشِرَ ‪ ،‬وهو الذي أَطْ َبقُوا عليه ‪ ،‬أَو العِشْرُ في حِسَابِ العَرَب اليوم التاسع كما‬
‫شمْس العُلُوم‬
‫في َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/45‬‬

‫نقلً عن الخّلِيل ‪ ،‬قال ‪ :‬وذلك أَنّهم يَحْبِسُونَها عن الماءِ تِسْعَ لَيالٍ و َثمَانِيَةَ أَيّام ‪ ،‬ثم تُورَدُ في ال َيوْمِ‬
‫لوّل ‪.‬‬
‫التاسعِ ‪ ،‬وهو ال َيوْمُ العَاشِرُ من الوِرْ ِد ا َ‬
‫وفي اللسان ‪ :‬العِشْر ‪ :‬وِ ْر ُد الِبلِ ال َيوْمَ العَاشِرَ ‪ .‬وفي حِسابهم ‪ :‬العِشْرُ ‪ :‬التاسِعُ ‪ .‬فإِذا جاوَزُوهَا‬
‫ظ ْمؤُهَا عِشْرَانِ ‪ .‬والِ ِبلُ في كلّ ذلك عَواشِرُ ‪ ،‬أَي تَرِدُ الماءَ عِشْرا ‪ ،‬وكذلك ال ّثوَامِنُ‬
‫بمِثِْلهَا ف ِ‬
‫ت الِ ِبلُ في ُكلّ يَوم قيل ‪ :‬قد وَرَدتْ ِرفْها ‪ ،‬فإِذا‬
‫س ‪ .‬وقال الَصمعيّ إِذا وَرَ َد ِ‬
‫والسّوابِعُ والخَوام ُ‬
‫وَرَ َدتْ يوما و َيوْما ل ‪ ،‬قيل ‪ :‬وَرَ َدتْ غِبّا ‪ ،‬فإِذا ارْ َت َف َعتْ عن ال ِغبّ فالظّ ْمءُ الرّبْعُ ‪ ،‬وليس في الوِرْد‬
‫سمِيَةُ وِرْدٍ ‪ ،‬ولكنْ ُيقَال ‪ :‬هي تَ ِردُ عِشْرا وغِبّا‬
‫خمْس إِلى العِشْر ‪ ،‬فإِذا زادت فليس لها تَ ْ‬
‫ثِ ْلثٌ ‪ ،‬ثم ال ِ‬
‫‪)،‬‬
‫ظ ْمؤُها عِشْرانِ ‪ .‬فإِذَا جاوَ َزتَ ال ِعشْرين فهيَ‬
‫وعِشْرا ورِبْعا ‪ ،‬إِلى العِشْرِين ‪ ،‬فيُقالُ حينئذ ‪ِ :‬‬
‫جَوا ِزئُ ‪ .‬وفي الصّحاح ‪ :‬والعِشْرُ ‪ :‬ما بَيْن الوِرْدَيْن ‪ ،‬وهي َثمَانِيَةُ أَيّام ‪ ،‬لَنّها تَ ِردُ ال َيوْمَ العاشِرَ ‪.‬‬

‫سمٌ ِإلّ في ال ِعشْرِين ‪ ،‬فإِذا وَرَ َدتْ َيوْمَ‬


‫ظمَاءُ كلّها بالكسر ‪ ،‬وليس لها بعد ال ِعشْر ا ْ‬
‫وكذلك الَ ْ‬
‫عشَرَ َيوْما ‪ ،‬فإِذا جاوَزَت العِشْرَيْن فليس لها تَسْميَةٌ ‪،‬‬
‫عشْرانِ ‪ ،‬وهو ثمانِيَةَ َ‬
‫ظ ْمؤُهَا ِ‬
‫العِشْرِينَ قيل ‪ِ :‬‬
‫جوَازئ ‪ .‬انتهى ‪ .‬ومثله قال أَبو مَ ْنصُورٍ ال ّثعَالِ ِبيّ وصَرّح به غيرُه ‪ ،‬ووجدتُ في َهوَامِشِ‬
‫وهي َ‬
‫خ القَامُوس في هذا الموضِع مُؤاخَذاتٌ للوزير الفاضِل محمّد راغب باشا ‪ ،‬سامَحَه ال‬
‫بعضِ ُنسَ ِ‬
‫سبُ‬
‫وعَفا عنه ‪ ،‬منها ‪ :‬ادّعاؤُه أَنّ الصّواب في ال ِعشْر هو وُرُو ُد الِ ِبلِ اليومَ العاشِرَ ‪ ،‬لَنّه الَنْ َ‬
‫حقّقه‬
‫ن الوِرْدَ على ما َ‬
‫بالشْ ِتقَاق ‪ .‬والجَوابُ عنه أَنّ الصّواب أَنّه ل مُنافاةَ بين القَوْلَيْن ‪ ،‬لَ ّ‬
‫حقَ اليومَ باللّيْلَةِ ‪ ،‬ومن لم َيعْتَبِرْ‬
‫الجوهريّ وغيرُه َثمَانِيَة أَيّام أَو مع لَيْلَة ‪ ،‬فمَنِ اعْتَبَر الزّيادةَ أَلْ َ‬
‫ج َعلَ اللّيَْلةَ كالزّيا َدةِ ‪ .‬وبه ُيجَابُ عن الجوهريّ أَيضا ‪ ،‬حيث لم يَ ْذكُر‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/46‬‬

‫لمْرِ حِينَ‬
‫قاَ‬
‫لوّل ل َعدَمِ مُنافاتِه مع الثّانِي ‪ .‬فتَأمّل ‪ .‬وكنت في سابِ ِ‬
‫ال َقوْلَ الثّا ِنيّ ‪ ،‬فكأَنّه اكْ َتفَى با َ‬
‫جوِبَةَ عنها ‪ ،‬ليس هذا محلّ سَ ْردِهَا ‪ .‬ولِهذَا‬
‫ضمّن الَ ْ‬
‫اطّلعتُ على مُؤاخَذَاتِه كتبتُ رسالةً صغيرةً تَ َت َ‬
‫لقْرَبِ مذكور ‪ ،‬أَي ول َكوْنِ العِشْرِ التاسِعَ لم ُيقَل ‪ :‬عِشْرِيْنِ ‪ ،‬أَي‬
‫قال شَيْخُنَا ‪ :‬الِشارة تعو ُد َ‬
‫عشْرِيْنِ ل ثَلَثَة ‪ ،‬هكذا في‬
‫مُثَ ّنىً ‪ ،‬فلو كان ال ِعشْرُ العاشِرَ لقالوا ‪ :‬عِشْرَانِ ‪ ،‬مُثَنّىً ‪ ،‬لَنّ فيه ِ‬
‫عشْرينَ بَلفْظِ‬
‫النّسَخ المُتَدَاوَلَة ‪ .‬وقال بعضُ الَفاضِل ‪ :‬ولعلّ الصّوابَ ‪ :‬ولِهذا لم َيقُولُوا ‪ .‬وقالوا ‪ِ :‬‬
‫عشَرَ‬
‫سعَةَ َ‬
‫حقِيقا والتا ِ‬
‫عشَرَ َيوْما عِشْرِينَ َت ْ‬
‫جعَلُوا ثَمانِيَةَ َ‬
‫جمْع ‪ ،‬فليس اسْما للعاشِرِ بل للتاسع ‪َ ،‬‬
‫ال َ‬
‫ج َمعُوه بذلك وإِنْ‬
‫عشْرِينَ ‪َ ،‬‬
‫والعِشْرِينَ طائفةً من الوِرْد ‪ ،‬أَي العِشْر الثالث ‪ ،‬فقالُوا بهذا العْتِبَار ‪ِ :‬‬
‫ن و َبعْض الثالثِ سائغٌ شائعٌ ‪ ،‬كقوله تعالى ‪ :‬الحَجّ‬
‫جمْع على الثْنَيْ ِ‬
‫لم يكن فيه ثلثة ‪ .‬وِإطْلق ال َ‬
‫شهُرٌ َمعْلُومَاتٌ ‪ .‬فلفظ العِشْرين في العَدَدِ مأَخوذ من ال ِعشْر الذي هو وِرْدِ الِبِل خاصّة ‪،‬‬
‫أَ ْ‬
‫حقّقَه شيخُنَا ‪.‬‬
‫واستعماله في مطلق العَدَد فَ ْرعٌ عنه ‪ ،‬فهو من اسْ ِت ْعمَال ال ُمقَيّد في ال ُمطْلَق بل قَيْد َ‬
‫عشْرُونَ فمأْخُوذٌ من َأظْما ِء الِ ِبلِ ‪ ،‬أَرادوا عِشْرا وعِشْرا‬
‫ج ْمهَرة ابنِ دُرَيْد ‪ :‬وَأمّا قولُهم ِ‬
‫وفي َ‬
‫ج َمعُوا ‪ ،‬وذلك أَن الِبِلَ تضرْعَى‬
‫جعَلُوها ثَلثَةَ أَعْشَار ف َ‬
‫و َبعْضَ عِشْرٍ ثالثٍ ‪ .‬فلمّا جاءَ ال َب ْعضُ َ‬
‫سِتَةّ أَيّام ‪ ،‬وتقرب يَومَيْن ‪ ،‬وتَرِدُ في التاسعِ ‪ ،‬وكذا العِشْر الثاني ف ُهمَا َثمَانِيَةَ عَشَرَ َيوْما ‪ ،‬و َبقِيَ‬
‫ظمَاءِ ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي اللسان ‪ :‬قال الليث‬
‫َي ْومَانِ من الثالِث فأَقامُوهما ُمقَامَ عِشْر والعِشْرُ ‪ :‬آخِ ُر الَ ْ‬
‫سعَةُ أَيّام ‪.‬‬
‫‪ :‬قلتُ للخَلِيل ‪ :‬مَا َمعْنَى العِشْرين قال ‪ :‬جماعة عِشْر ‪ ،‬قلتُ ‪ :‬فال ِعشْر كم يكون قال ‪ :‬تِ ْ‬
‫قُ ْلتُ ‪ :‬فعِشْرُون ليس )‬
‫ج َمعْتَه‬
‫ن و َي ْومَان ‪ .‬قال ‪ :‬لمّا كان من ال ِعشْر الثّالِث َيوْمان َ‬
‫عشْرَا ِ‬
‫ب َتمَامِ ‪ ،‬إِ ّنمَا هو ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/47‬‬

‫بالعِشْرِينَ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وإِنْ لم يَسْ َتوْعِب الجِ ْزءَ الثالثَ قال ‪َ :‬نعَمْ ‪ ،‬أَل تَرَى قولَ أَبي حَنيفَة ‪ :‬إِذا طَلّقها‬
‫جعَُلهَا ثَلثا ‪ ،‬وإِنّما من الطّ ْلقَةِ الثَالِثَةِ فيه جزءٌ ‪ ،‬فالعِشْرُونَ هذا‬
‫تَطْلِيقَتَيْن وعُشْرَ َتطْلِيقَة ‪ ،‬فإِنّه َي ْ‬
‫ن بعضَ التطليقةِ تطليقةٌ تامّة ‪ ،‬ول يكونُ َب ْعضُ العِشْر‬
‫قِيَاسُه ‪ .‬قلتُ ‪ :‬ل ُيشْبهُ العِشْرُ التطليقةَ ‪ ،‬لَ ّ‬
‫صفَ َتطْلِيقَةً أَو جُزْءا من مائة َتطْلِيقَة‬
‫عِشْرا كامِلً ‪ ،‬أَل تَرَى أَنّه لو قال لمْرَأَته ‪ :‬أَنْت طالشقٌ ِن ْ‬
‫صفُ العِشْر وثُلثُ العِشْرِ عشْرا كاملً ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال شَيْخُنا ‪ :‬هذا‬
‫كانت َتطْلِيقَةً تامّ ًة ‪ ،‬ول يكونُ ِن ْ‬
‫الّذِي َأوْرَده اللّ ْيثُ على شَيِْخه ظاهرٌ في القَدْحِ في القيَاسِ ‪ ،‬بهذا الفَرْقِ الذِي أَشارَ ِإلَيْه بَيْنَ ال َمقِيس‬
‫صلِ أَو الفَرْع أَو إِلَ ْي ِهمَا ‪ .‬والَصَحّ أَنّه قادحُ عند‬
‫ل ْ‬
‫والمَقِيسِ عَلَيْه ‪ ،‬وهو يرجه إِلى ال ُمعَا َرضَة في ا َ‬
‫خلُ الّلغَةَ ‪ ،‬أَي‬
‫أَرْبابِ الُصول ‪َ .‬أمّا أَ ْهلُ العَرَبِيّة فَلهُم فيه كَلمٌ ‪ .‬والصَحِيح أَنّ القيَاسَ عندهم ل َيدْ ُ‬
‫ل ُت ْوضَع قِياسا كما حققته في شَرْح القْتِراح وغَيْرِه من أُصولِ العَرَبِيّة ‪ .‬أَما ِذكْرُ مِ ْثلِ هذا ِل ُمجَرّدِ‬
‫سمِيَةُ جُزءِ الّتطْليقة َتطْلِيَقةً ليس من الّلغَة في‬
‫ن والِيضاح كما فعلَ الخَليلُ فل َيضُرّ اتّفاقا ‪ .‬وتَ ْ‬
‫البَيَا ِ‬
‫ح َدهُ ‪.‬‬
‫خصُوصِيّةٌ للِمام أَبِي حَنيفَ َة وَ ْ‬
‫صطِلحُ الفقهاءِ ‪ ،‬وإِجماعُهم عليه ‪ ،‬ل ُ‬
‫شيْءٍ ‪ ،‬إِ ّنمَا هو ا ْ‬
‫حوِه ‪ ،‬فكلّ فَرْدِ من َأجْزائه أَو أَجزاءِ‬
‫ق ونَ ْ‬
‫ح َكمُوا بذلك َلمّا عُلمَ أَنّ الطّلقَ ل يَ َتجَزّأُ ‪ ،‬كالعِتْ ِ‬
‫وإِ ّنمَا َ‬
‫صوّر‬
‫ُمفْرَدِه عا ِملٌ ُمعْتَبَرٌ للحْتِياط ‪ ،‬كما حُرّرَ في ُمصَ ّنفَاتِ الفقْه ‪ .‬وأَما جُ ْزءٌ من الوِرْد فهو مُ َت َ‬
‫ظاهِرٌ ‪ ،‬كجزءِ ما َيقْبَلُ التّجْزِئَةَ ‪ ،‬كجُ ْزءٍ من عَشَرَة ومنْ أَرْ َبعَة ومِنْ عشْرِينَ مَثَلً ومن ُكلّ عَدَد ‪.‬‬
‫ن الفُ َقهَاءَ في إِطْلق‬
‫شهُر َمعْلُوماتٌ ‪ .‬كما أَ ّ‬
‫فمُرادُ الخَلِيلِ أَنّهم َأطَْلقُوا ال ُكلّ على الجُزْءِ ‪ ،‬ك الحَجّ أَ ْ‬
‫طلِيقَة يُرِيدُون مِ ْثلَ ذلك ‪ ،‬لَنّ بعض التّطْليقة جُزْ ٌء منها ‪ ،‬فمهما‬
‫صفِ التّطْلِيقَة على التّ ْ‬
‫ن ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/48‬‬

‫طلِيقَةِ لزما وفي غَيْرها لَيْس كذلك ‪ ،‬فل يَلْزَم ما‬


‫صلَ أُرِيدَ به التّطْلِيقة الكاملَة ‪ ،‬وإِنْ كان في التّ ْ‬
‫ح َ‬
‫َ‬
‫خفَى ‪ .‬وِإلّ فَأَيْن َوضْعُ الّلغَةِ‬
‫َف ِهمَه اللّ ْيثُ وعا َرضَ به من القَدْح في ال ِمقْيَاس مُطْلَقا كما ل َي ْ‬
‫شمْسِ العُلُوم ‪ :‬ويقال إِ ّنمَا كُسِرَت‬
‫ع ال ِفقْهِ لَئِمّته وال أَعلم ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي َ‬
‫حكَامُها من َأوْضا ِ‬
‫وأَ ْ‬
‫عشْرينَ‬
‫حوِه إِلى الثمانين ‪ ،‬لَنّ ِ‬
‫العَيْنُ في عِشْرينَ ‪ ،‬وفُتِح َأ ّولُ باقي الَعْدادِ مثل ثَلثِينَ وأَرْ َبعِين و َن ْ‬
‫سعَة ‪.‬‬
‫من عَشَرَة بمنزلة اثْنَيْنِ من واحِد ‪ ،‬ف َدلّ على ذلك كَسْرُ َأوّل ستّينَ وتسْعينَ لَنّه يقال سِتّ ٌة وتِ ْ‬

‫قلتُ ‪ :‬وهكذا صرّح به ابنُ دريد ‪ .‬قال شيخُنا ‪ :‬ثمّ كلمُ ابنِ دريد وغيرِه صَرِيحٌ في أَنّ العشْرِينَ‬
‫ج ْمعِه بما َذكَرُوه من التّ ْأوِيلت ‪ ،‬وكلمُ‬
‫الّذي هو العَدَدُ ال ُمعَيّنُ مأْخوذٌ من عِشْ ِر الِبِل َبعْدَ َ‬
‫ي وأَكثرِ أَ ْهلِ الّلغَة أَنّ العِشْرينَ اس ٌم موضوعٌ لهذا العَدَدِ ‪ ،‬وليس )‬
‫ي وال ُمصَنّف والفَيّومِ ّ‬
‫جوْهَ ِر ّ‬
‫ال َ‬
‫جمْعٍ َلعَشَ َر ٍة ول لِعشْرٍ ول َلغْير ذلك ‪ ،‬فتََأ ّملْ ذلك ‪ ،‬فإِنّه عندي الصّوابُ الجَارِي على َقوَاعِدِ َبقِيّة‬
‫بَ‬
‫ال ُعقُود ‪ ،‬فل يُخْرَجُ به وَحْدَه عن نَظَائره ‪ .‬ووَجْهُ كَسْرِ َأوّلِه ومُخَاَلفَتُه لَنْظَارِه مَرّ شَرْحُه ‪.‬‬
‫ج َمعُوه و َنقَلُوه لِ ْل َعدَدِ ال َم ْذكُور ‪ .‬يَ ْبقَى ما‬
‫ظمَاءِ اسْ ِت ْعمَالً آخَرَ ‪َ ،‬‬
‫وكأَ ّنهُم استعملوا العِشْرِين في الَ ْ‬
‫لمَةِ وقد يقال ‪ :‬إِ ْلحَاقُه بالعِشْرِينَ الموضوع لل َعدَد المذكور وال أَعْلَم ‪.‬‬
‫جمْعَ سَ َ‬
‫ج ْمعِه َ‬
‫وَجْهُ َ‬
‫عوَاشِرُ ‪ .‬وعَوَاشرُ‬
‫عشْرا ‪ .‬وهذه إِبلٌ َ‬
‫عوَاشرُ ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬أَعْشَرَ الرّجلُ ‪ :‬إِذا وَرَ َدتْ إِبلِهُ ِ‬
‫والِبلُ ‪َ :‬‬
‫عشَارَ عُشَارَ ‪،‬‬
‫القُرْآنِ ‪ :‬اليُ التي يَتِمّ بها ال َعشْرُ ‪ .‬وعُشَارُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬معْدُولٌ من عَشَ َرةٍ وجاؤُوا ُ‬
‫عشَ َرةً ‪ ،‬كما تقول ‪ :‬جَاؤُوا أُحَادَ أُحادَ ‪ ،‬وثُنَاءَ ثُنَاءَ ‪،‬‬
‫و َمعْشَرَ َمعْشَرَ وعُشَا َر و َمعْشَرَ ‪ ،‬أَي عَشَ َرةً َ‬
‫لثَ‬
‫سمَعْ َأكْثَر مِنْ أُحا َد وثُنَا َء وثُ َ‬
‫ومَثْنَى مَثْنَى ‪ .‬قال أَبو عُبَيْد ‪ :‬ولم ُي ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/49‬‬

‫عشَارَا )‬
‫خصَالً ُ‬
‫ورُبَاعَ ِإلّ في َقوْل الكمَ َيتْ ‪ ( % :‬فَلَمْ يَسْتَرِيثُوكَ حَتّى َر َميْ ‪ %‬تَ َف ْوقَ الرّجَالِ ِ‬
‫‪ %‬كذا في الصحاح ‪ .‬وقال الصاغانيّ ‪ :‬والرّجال ‪ ،‬بالّلم تصحيفٌ ‪ ،‬والرواية فوقَ الرّجاءِ ‪،‬‬
‫ط وَاضِحٌ ‪ ،‬كما ُيعْلَمُ من مبادي العَربِيّة ‪،‬‬
‫عشَا َر و َمعْشَرَ غَلَ ٌ‬
‫ويُ ْروَى ‪ :‬خِللً ‪ .‬قال شيخُنَا ‪َ :‬تكْرار ُ‬
‫غفَل ضَبْطَه اعْتمادا على‬
‫عشَارَ ُمفْرَ ٌد معناه عَشَرَة ‪ ،‬عَشَرَة ‪ ،‬ومَعْشَرَ كذلك ‪ ،‬مثْل مَثْنَى وقد أَ ْ‬
‫لَنّ ُ‬
‫حكَم‬
‫شهْرَة ‪ ،‬وغَلِطَ في الِتْيَانِ به ُمكَرّرا كمُفَسّره ‪ .‬قلتُ ‪ :‬الذي ذكره ال ُمصَنف بعَيْنه عِبا َرةُ المُ ْ‬
‫ال ّ‬
‫جهَيْن ‪ .‬وفي التكملة ‪ :‬جا َء ال َقوْمُ َمعْشَرَ َمعْشَرَ ‪ ،‬أَي عَشَ َرةً عَشَ َرةً ‪،‬‬
‫واللّسان ‪ ،‬وفيهما جَوا ُز الوَ ْ‬
‫حمَارُ َتعْشيرا‬
‫ح َد ‪ ،‬ومَثْنَى مَثْنَى وكَفَى لِل ُمصَنّف قُدْوة بهَؤلءِ ‪ ،‬فَتََأمّل وعَشّرَ ال ِ‬
‫كما تقول ‪َ :‬موْحَدَ َموْ َ‬
‫‪ :‬تابَعَ ال ّنهِيقَ عَشْرا ووَالى بين عشْرِ تَ ْرجِيعَات في َنهِيقه ‪ ،‬فهو مُعشّرٌ ‪ ،‬و َنهِيقُه يُقال له ال ّتعْشيرُ ‪.‬‬
‫حمَارٍ إِنّني لَجَزُوعُ ) ‪%‬‬
‫خشْيَةِ الرّدَى ‪ُ %‬نهَاقَ ِ‬
‫قال عُ ْر َوةُ بنُ الوَرْد ‪ ( % :‬وإِنّي وإِنْ عَشَ ْرتُ منْ َ‬
‫ض وَبَا ٍء ‪ ،‬و َوضَع يَدَه خَ ْلفَ أُذُنِه فَ َنهَقَ عَشْرَ َنهَقَات‬
‫جلَ إِذا وَرَدَ أَ ْر َ‬
‫عمُونَ أَن الرّ ُ‬
‫ومعناه ‪ :‬أَ ّنهُم يَزْ ُ‬
‫خلَها ‪َ ،‬أمِنَ من الوَبَاءِ ‪ .‬ويُ ْروَى ‪ :‬وإِنّي وإِنْ عَشّ ْرتُ في أَرْض ماِلكٍ ‪ .‬وعَشّرَ‬
‫حمَار ‪ ،‬ثم دَ َ‬
‫َنهِيقَ ال ِ‬
‫الغُرَابُ َتعْشِيرا ‪َ :‬نعَقَ كذلك ‪ ،‬أَي عَشْرَ َنعْقَات ‪ ،‬من غَيْرِ أَن ُيشْتَقّ من ال َعشَرة ‪ ،‬وكذلك عَشّرَ‬
‫حمِْلهَا عَشَ َرةُ‬
‫الحمَارُ ‪ .‬والعُشَرَاءُ ‪ ،‬بضم العَين وفَتْح الشين َممْدُودَة ‪ ،‬من النّوق ‪ :‬التي َمضَى ِل َ‬
‫حلِ ‪ ،‬كما في العِناية أَو ثمانِ َي ٌة والَ ّولُ َأوْلَى ل َمكَان َلفْظه ‪،‬‬
‫شهُرٍ بعد طُرُوقِ الفَ ْ‬
‫أَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/50‬‬

‫ضعَتْ لِ َتمَامِ سَنَ ٍة فهي عُشَرَاءُ أَيضا على ذلك ‪ ،‬وقِيلَ ‪:‬‬
‫سمَها حَتّى َتضَعَ ‪ ،‬فِإذَا َو َ‬
‫ول يَزالُ ذلك ا ْ‬
‫ج ْمعُها عُوذٌ َأوْ ِهيَ من الِ ِبلِ كالّنفَسَاءِ من النّسَاءِ ‪ .‬قال شيخُنَا ‪:‬‬
‫ض َعتْ فهي عائِذٌ ‪ :‬و َ‬
‫إِذَا َو َ‬
‫والعُشَرَاءُ نظير أَوزانِ )‬
‫ل قوُلهُم ‪ :‬امْرََأةٌ ُنفَساءُ ‪ ،‬انتهى ‪ .‬وفي اللسان ‪ :‬ويقال ‪:‬‬
‫جمُوعِ ‪ ،‬ول َنظِيرَ َلهَا في ال ُمفْرَداتِ ِإ ّ‬
‫ال ُ‬
‫عشَرَاوَيْنِ ‪.‬‬
‫صعَة بنُ ناجِيَةَ ‪ :‬اشتريتُ َموْءُو َدةً بناقَتَيْنِ ُ‬
‫ص ْع َ‬
‫ناقَتانِ عُشْرَاوَانِ ‪ .‬وفي الحديث قال َ‬
‫ل والِبل‬
‫عشْرَاءُ ‪ ،‬وَأكْثَرُ ما ُيطْلَق على الخَ ْي ِ‬
‫ن الَثير ‪ :‬قد اتّسِعَ في هذا حتّى قِيلَ ِل ُكلّ حامِل ُ‬
‫قال اب ُ‬
‫جمْعُ‬
‫ض ‪ ،‬ومُرادُه َ‬
‫‪ .‬ج عُشَرَاوَاتٌ ‪ ،‬يُبْ ِدلُون من َهمْ َزةِ التّأْنِيث واَوا ‪ .‬قال شيخُنَا ‪ :‬وقد أَ ْنكَرَه بع ٌ‬
‫السّلَمة ‪ .‬وعِشَارٌ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬كَسّروه على ذلك ‪ ،‬كما قالُوا ‪ :‬رُ َب َعةٌ ورُ َبعَاتٌ ورِبَاعٌ ‪ ،‬أَجْ َروْا ُفعَلءَ‬
‫مُجْرَى ُفعَلَة ‪ ،‬شَبّهوها بها ‪ ،‬لَنّ البِنَا َء واح ٌد ‪ ،‬ولَنّ آخِرَه علمةُ التَأْنِيث ‪ .‬وفي المصْباح ‪:‬‬
‫س ‪ ،‬ول ثاِلثَ لهما ‪ .‬انتهى ‪ .‬وقال َثعْلَب ‪ :‬ال ِعشَار من الِبِل‬
‫عشَا ٌر ‪ ،‬ومِثْلُه ُنفَسَا ُء ونفَا ٌ‬
‫جمْعُ ِ‬
‫وال َ‬
‫عطَّلتْ قال الفَرّاءُ ‪ُ :‬لقّحُ‬
‫شهَرٍ ‪ .‬وبه فُسّر قولُه تعالى ‪ :‬وِإذَا العِشَارُ ُ‬
‫الّتي قد أَتَى عليها عَشَ َرةُ أَ ْ‬
‫ل القِيَامَة ‪ .‬أَو العِشَارُ ‪ :‬اسمٌ‬
‫عطّلَتَها أَهْلُها لشْتِغالهم بأَ ْنفُسِهم ‪ ،‬ول ُي َعطّلُها َق ْومُهَا ِإلّ في حا ِ‬
‫ال ِبلِ َ‬
‫عمّةٍ لكَ يا‬
‫جهَا ‪ ،‬قال الفَرَزْدَق ‪َ ( % :‬كمْ َ‬
‫َيقَعُ على النّوقِ حَتّى يُنْتَجَ َب ْعضُها و َب ْعضُها يُنْ َتظَر نِتَا ُ‬
‫جَرِيرُ وخَالَةٍ ‪َ %‬فدْعاءَ قَدْ حَلَ َبتْ عََلىّ عِشَارِي ) ‪ %‬قال بعضُهم ‪ :‬وليس للعِشَارِ لَبَنٌ ‪ ،‬وإِ ّنمَا‬
‫سهَا عند‬
‫ن ما تكونُ الِبِل وأَ ْنفَ ُ‬
‫حسَ ُ‬
‫عشَارا لَ ّنهَا حديثةُ ال َعهْدِ بالنّتَاج وقد َوضَ َعتْ َأوْلدَهَا ‪ .‬وأَ ْ‬
‫سمّاهَا ِ‬
‫َ‬
‫أَهْلِها إِذا كانت عِشَارا ‪ .‬وعَشّرَت الناقةُ َتعْشِيرا‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/51‬‬

‫حبُ ال ِمصْباح ‪ .‬وأَعْشَ َرتْ أَيضا ‪ :‬أَتَى‬


‫لوّل اقتصر صا ِ‬
‫عشَرا َء ‪ .‬وعلى ا َ‬
‫وأَعْشَ َرتْ ‪ :‬صارَت ُ‬
‫شهُرٍ من نِتاجِها ‪ .‬وناقَةٌ ِمعْشَارٌ ‪َ :‬يغْزُرُ لَبَ ُنهَا لَياليَ تُنْتَج ‪ .‬و َن َعتَ أَعْرَابيّ ناقةً فقال ‪:‬‬
‫عليها عَشْرُ َأ ْ‬
‫جمْع ‪ ،‬كما قالوا ‪ُ :‬رمْحٌ َأ ْقصَادٌ ‪ .‬قال‬
‫شكَارٌ ِمغْبَارٌ ‪ .‬وقَ ْلبٌ أَعْشَارٌ ‪ ،‬جاءَ على بِنَاءِ ال َ‬
‫إِ ّنهَا ِمعْشَارٌ مِ ْ‬
‫س ْهمَيْك في أَعْشَارِ قَ ْلبٍ ُمقْتّلِ )‬
‫امْرُؤ القَيس في عَشِيقَته ‪ ( % :‬وما ذَ َر َفتْ عَيْنَاكِ ِإلّ ل َتقْدَحي ‪ %‬ب َ‬
‫ب القُدُورُ ‪ .‬وذكرَ فيه ثعلب َق ْولً آخَرَ ‪ ،‬قال الزهريّ ‪:‬‬
‫ش َع ُ‬
‫ش ِعبَ كما تُ ْ‬
‫‪ %‬أَراد أَنّ قَلْبَه ُكسّرَ ثُمّ ُ‬
‫س ْه َميْ قِداحِ المَيْسر ‪ ،‬وهما‬
‫س ْهمَيْك هنا َ‬
‫جبُ إِلىّ من هذا ال َقوْل ‪ ،‬وذلك أَنه أَراد بقوله ‪َ :‬‬
‫وهو أَعْ َ‬
‫جلُ بهما غَلَب على جَزُورِ‬
‫المُعلّى وال ّرقِيبُ ‪ ،‬فلِ ْل ُمعَلّى سبعةُ أَنْصباءَ ‪ ،‬وللرّقيب ثَل َثةٌ ‪ ،‬فإِذَا فازَ الرّ ُ‬
‫عشَ َرةِ أَجزاءٍ ‪ ،‬فال َمعْنَى أَ ّنهَا‬
‫طمَعْ غَيْرُه في شيْءٍ منها ‪ .‬وهي تَ ْنقَسِمُ على َ‬
‫المَيْسِر كُّلهَا ‪ ،‬ولم يَ ْ‬
‫س ْهمَانِ ‪ ،‬فغَلَبَتْه على قَلْبِه كُلّه ‪ ،‬وفَتنَتْه َفمََلكَتْه ‪ .‬وقَدَحٌ‬
‫ضَرَ َبتْ بسِهامِها عَلَى قَلْبِه فخَرَج لها ال ّ‬
‫ت القَدَحَ َتعْشِيرا ‪ ،‬إِذا‬
‫أَعْشَارٌ ‪ ،‬وقِدْرٌ أَعْشَارٌ ‪ ،‬وقُدُورٌ أَعَاشيرُ ‪ُ :‬مكَسّ َرةٌ على عَشْرِ ِقطَعٍ ‪ .‬وعَشّ ْر ُ‬
‫عشَ َرةٌ أَو عَشْ ٌر ‪ .‬وقيلَ ‪ :‬قِدْرٌ‬
‫حمُِلهَا ِإلّ َ‬
‫عظِيمَةٌ ل يَ ْ‬
‫كَسّرْتَه فصَيّرْتَه أَعْشَارا ‪ .‬أَو ِقدْرٌ أَعْشَارٌ ‪َ :‬‬
‫أَعْشَارٌ ‪ :‬مُ َتكَسّرَة ‪ ،‬فلم )‬
‫جعَلُوا ُكلّ‬
‫جمِع ‪ ،‬كأَ ّنهُم َ‬
‫يشْ َتقّ من شيْءٍ ‪ ،‬وقال اللّحْيَا ِنيّ ‪ِ :‬قدْرٌ أَعْشَار ‪ ،‬من الوَاحد الذي فُرّق ثم ُ‬
‫طعَةٌ تَ ْنكَسِر منها ‪ ،‬أَي من القِدْر ومِنَ القَدَح ومِنْ ُكلّ شيْءٍ‬
‫جُ ْزءٍ منه عُشْرا ‪ .‬والعِشْر ‪ ،‬بالكَسْر ‪ِ :‬ق ْ‬
‫طعَ ُة من كلّ شيْءٍ ‪،‬‬
‫عشَارٌ ‪ ،‬كالعُشَارَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬وهي القِ ْ‬
‫جمْعُ أَ ْ‬
‫عشْرِ قِطَع ‪ ،‬وال َ‬
‫طعَةٌ من َ‬
‫كأَنّها ق ْ‬
‫عشَارَاتٌ ‪ .‬وقال‬
‫جمْعُ ُ‬
‫وال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/52‬‬

‫حاتمٌ يَ ْذكُر طَيّئا و َتفَرّ َقهُمْ ‪ :‬فصُارُوا عُشَارَاتٍ ب ُكلّ مَكانِ ‪ .‬قال الصاغانيّ ‪ :‬هكذا رواه لحاتِمٍ ولم‬
‫شعْره ‪ .‬والعِشْ َرةُ ‪ ،‬بهاءٍ ‪ :‬المُخَالطةَ ‪ ،‬يقال ‪ :‬عاشَرَه ُمعَاشَ َرةً ‪ ،‬و َتعَاشَرُوا‬
‫جدْه في ديوَانِ ِ‬
‫أَ ِ‬
‫ع ْهدِ حَبِيبٍ ُمعْتَشِر ) ‪%‬‬
‫طتْ َنوَاها مَ ّرةً ‪َ %‬لعَلَى َ‬
‫شّ‬‫واعْتَشَرُوا ‪ :‬تَخاَلطُوا ‪ ،‬قال طَ َرفَةُ ‪ ( % :‬ولَئِنْ َ‬
‫ط والفَرِيق ‪ .‬وعَشِي َرةُ الرّجُل ‪ :‬بَنُو أَبيه الَدْ َنوْن أَو قَبِيلَتُه ‪ ،‬كال َعشِيرِ ‪،‬‬
‫جمْعا كالخَلِي ِ‬
‫جَعلَ الحَبيبَ َ‬
‫شمَيْل ‪:‬‬
‫جمْعَ السّلمة ‪ .‬قال ابنُ ُ‬
‫جمَع َ‬
‫حسَنِ ‪ :‬ولم ُي ْ‬
‫بل هاءٍ ج عَشائِرُ ‪ ،‬قال أَبو عليّ ‪ :‬قال أَبو ال َ‬
‫جمَاعَةُ مِن‬
‫عمْرِو بنِ َتمِيم ‪ .‬وفي ال ِمصْباح أَنّ العَشِيرَة ال َ‬
‫العَشِي َرةُ ‪ :‬العامّة ‪ ،‬مثلُ بنِي َتمِيمٍ ‪ ،‬وبَني َ‬
‫خذِه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬من ال ِعشْرَة ‪ ،‬أَي ال ُمعَاشَرَة ‪ ،‬لَنها من شَأْنِهم ‪ ،‬أَو من العَشَرَة‬
‫الناس ‪ ،‬واخْتُِلفَ في مَأْ َ‬
‫عقْدَ نَسبِهم ك َعقْدِ ال َعشَرَة ‪ ،‬قاله شَيخُنا ‪.‬‬
‫عدَ ٌد كا ِملٌ ‪ ،‬أَو لَنّ َ‬
‫‪ :‬الذي هو العددُ ِلكَمالِهم ‪ ،‬لَنّها َ‬
‫سمّ َيتْ لِبُلُوغها غا َيةَ الكَثْ َرةِ‬
‫جمَاعَةُ العَظِيمَةُ ‪ُ ،‬‬
‫ضهُم بأَنّه ال َ‬
‫جمَاعَةُ ‪ ،‬وقَيّدَه بع ُ‬
‫سكَن ‪ :‬ال َ‬
‫وال َمعْشَرُ ‪ ،‬كمَ ْ‬
‫‪ ،‬لَنّ العَشَ َرةَ هو العَ َد ُد الكاملُ الكَثِيرُ الذي ل عددَ َبعْدَه ِإلّ و ُهوَ مُ َر ّكبٌ ِممّا فيه من الحاد كَأَحَدَ‬
‫حلّ ال َعشَرَة الذي هو الكَثْ َرةُ‬
‫عشَرَتان وثَلَثَةٌ ‪ ،‬فكأَنّ ال َمعْشَرَ مَ َ‬
‫عشْرُونَ وثَلثُونَ ‪ :‬أَي َ‬
‫عَشَرَ ‪ ،‬وكذا ِ‬
‫جلِ ‪ .‬وقال الَزْهَريّ ‪ :‬ال َمعْشَرُ وال ّنفَرُ‬
‫الكاملَة ‪ ،‬فَتََأمّل قاله شيخُنَا ‪ .‬وقِيل ‪ :‬ال َمعْشَرُ ‪َ :‬أ ْهلُ الرّ ُ‬
‫جمْعُ ‪ ،‬ل واحِدَ لهم من َلفْظِهم ‪ ،‬للرّجالِ دُونَ النساءِ ‪ ،‬والعَشِيرَة أَيضا‬
‫والقَوْمُ والرّ ْهطُ ‪ :‬معناه ال َ‬
‫للرّجالِ ‪ ،‬والعالَمُ أَيضا للرّجَالِ دُونَ النّسَاءِ ‪ .‬وقال اللّ ْيثُ ‪ :‬ال َمعْشَ ُر ‪ :‬كل‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/53‬‬

‫جمْعُ ال َمعَاشِرُ ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬


‫ن ‪ ،‬و َمعْشَر المُشْرِكينَ ‪ .‬وال َ‬
‫حدٌ ‪ ،‬نحو َمعْشَر ال ُمسْلِمي َ‬
‫ّ جَماعَةٍ َأمْرُهُم وا ِ‬
‫ن الِضافَةَ‬
‫ن والِنْسِ ‪ ،‬قال شيخُنَا ‪ :‬وَلكِ ّ‬
‫ن والِنْسُ ‪ ،‬وفي التنزيل يَا َمعْشَرَ الجِ ّ‬
‫ال َمعْشَرُ ‪ :‬الجِ ّ‬
‫ن والِنْسُ ‪ ،‬فتََأ ّملْ ‪ .‬ويَبْقَى النّظَرُ في ‪ :‬يا‬
‫َتقْتَضِي ال ُمغَايَرَة ‪ ،‬وفيه أَنّ التقدير يا َمعْشَرا هُمُ الج ّ‬
‫حقِيقات القَرا ِفيّ في الحاشِيَة ‪ .‬وفي حَديث‬
‫َمعْشَرَ الجِنّ دُونَ إِنْس ‪ ،‬فتَدبّر ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وهو من تَ ْ‬
‫شجَرٌ فيه‬
‫حمّدَ بنَ مَسَْلمَةَ بارَزَه ‪ ،‬فدخَلتْ بينهما شَجَ َرةٌ من شَجَر ال ُعشَر ‪ ،‬كصُرَد ‪َ ،‬‬
‫مَرْحَب أَنّ مُ َ‬
‫حشَى في المَخادّ ل ُنعُومَته ‪ .‬وقال أَبو حَنيفَة ‪:‬‬
‫جوَدَ منه ‪ ،‬ويُ ْ‬
‫ق ‪ ،‬مثل القُطْنِ لم َيقْتَدِح الناسُ في َأ ْ‬
‫حُرّا ٌ‬
‫صمْغٌ حُ ْلوٌ ‪ ،‬وهو عَرِيضُ الوَرَق ‪ ،‬يَنْبُت‬
‫العُشَر ‪ :‬من ال ِعضَاه ‪ ،‬وهو من كِبَارِ الشّجَرِ ‪ ،‬وله َ‬
‫سكّرُ ال ُعشَر ‪،‬‬
‫سكّرٌ ‪ ،‬م ‪ ) ،‬أَي َمعْرُوفٌ ُيقَال له ‪ُ :‬‬
‫شعَبه ُ‬
‫صعُدا في السّماءِ ‪ ،‬ويَخْرُج من زَهْرِه و ُ‬
‫ُ‬
‫جمَال التي َت ْهدِرُ فيها ‪ ،‬وله َنوْرٌ‬
‫شقَائقُ ال ِ‬
‫سكّ ِرهِ شَيءٌ من مَرَارَة ويَخْرُجُ له ُنفّاخٌ كَأَنّها َ‬
‫وفيه أَي في ُ‬
‫عمَير ‪ :‬قُ ْرصٌ بُ ّريّ‬
‫مثل َنوْر ال ّدفْلَى مُشْ َربٌ مُشْرِقٌ حَسَنُ المَنْظَر ‪ ،‬وله َثمَرٌ ‪ .‬وفي حديث ابن ُ‬
‫شجَر ‪ .‬قال ذو ال ّرمّةِ يَصف الظّليم ‪% :‬‬
‫بلَبَنٍ عُشَ ِريّ ‪ :‬أَي لَبَنُ إِبلٍ تُرْعى العُشَرَ ‪ ،‬وهو هذا ال َ‬
‫جبُ ) ‪ %‬الواحِدَة عُشَرَة ‪ ،‬ول‬
‫سمَاكانِ من عُشَرٍ ‪ %‬صَقْبانِ لم يَ َتقَشّرْ عنهما النّ َ‬
‫( كأَنّ رِجْلَ ْيهِ مِ ْ‬
‫سمَاءِ ‪ .‬وبنو العُشَراءِ ‪َ :‬قوْمٌ من فَزَا َرةَ ‪ ،‬وهُمْ من بَني‬
‫جمَعَ بالتّا ِء لقلّة ُفعَلة في الَ ْ‬
‫يُكسّر ِإلّ أَنْ ُي ْ‬
‫س ّمىَ بالعُشَرَاءِ مَنْظورُ بنُ زَبّانَ بن سَيّار بن‬
‫عمْرُو بنُ جابر ‪ ،‬وإِ ّنمَا ُ‬
‫مازِن بن فَزَا َرةَ ‪ ،‬واسمهُ َ‬
‫طفَيْل وعَ ْل َقمَةُ بن‬
‫العُشَراءِ ‪ .‬وهَرِمُ بنُ ُقطْبَةَ بن سَيّار الذي تَحاكَم إِليه عامرُ بنُ ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/54‬‬

‫عُلثَةَ ‪ .‬ومنهم حَلْحََلةُ بنُ قَيْس بن الَشْ َيمِ بنِ سَيّار ‪ ،‬وغَيْرُهم ‪ .‬وأَبو العُشَرَاءِ ‪ :‬أُسَامَةُ بنُ مالك ‪،‬‬
‫ويُقَال ‪ :‬عُطَا ِردُ بنُ بِلِزٍ الدّارِميّ ‪ :‬تا ِب ِعيّ مشهور ‪ .‬قال ال ُبخَاريّ ‪ :‬في حَدِيثهِ وسَماعه من أَبيه‬
‫واسْمه َنظَرٌ قاله الذّهبيّ في الدّيوان ‪ .‬وزَبّانُ بال ُموَحّ َدةِ ككَتّان ‪ ،‬ابنُ سَيّارِ بنِ العُشَرَاءِ ‪ :‬شاعِرٌ ‪،‬‬
‫خفَى ‪.‬‬
‫وهو أَبو مَ ْنظُور الذي َتقَدّمَ ذشكْرُه ‪ .‬فلو قالَ ‪ :‬ومنهم زَبّانُ ‪ ،‬كان َأحْسنَ ‪ ،‬كما ل يَ ْ‬
‫خفِيف اللم المفتوحَة ‪ .‬وعَشُورَاءُ بالمَدّ ‪ ،‬وعِشَا ٌر و ِتعْشَارٌ ‪ ،‬بكَسْرِهِما‬
‫والعُشَرَاءُ ‪ :‬القُلَةُ ‪ ،‬بالضم وتَ ْ‬
‫لخِيرُ بالدّهْناء ‪ .‬وقيلَ ‪ :‬هو ماءٌ ‪ .‬قال النا ِبغَة ‪ :‬غَلَبُوا على خَ ْبتٍ إِلى ِت ْعشَارِ ‪.‬‬
‫‪ ،‬أَسماءُ َموَاضعَ ‪ ،‬ا َ‬

‫وقال الشاعرُ ‪ ( % :‬لَنا إِ ِبلٌ لم َتعْرِف الذّعْرَ بينَها ‪ %‬ب ِتعْشارَ مَرْعَاها قَسا َفصَرَا ِئمُهْ ) ‪ %‬وقال‬
‫لكَابرُ ) ‪%‬‬
‫ىاَ‬
‫ت َوفَاءً لم يَرَ الناسُ مثْلَه ‪ %‬ب ِتعْشَارَ إِذ تَحْبُو إَِل ّ‬
‫حمْرَاءَ الضّبّىّ ‪َ ( % :‬وفَ ْي ُ‬
‫بدْرُ بن َ‬
‫عشَ َرةٌ نابِتَةٌ ‪ ،‬قال عَنْتَ َر ُة في َوصْفِ الظّلِيم ‪% :‬‬
‫صمّانِ َمعْرُوفٌ ‪ ،‬فيه ُ‬
‫وذُو العُشَيْرَة ‪ :‬ع بال ّ‬
‫لصْلمِ ) ‪ %‬وذو ال ُعشَيْرَة ‪ :‬ع‬
‫لاَ‬
‫طوِي ِ‬
‫ص ْعلٍ َيعُودُ بذِي العُشَيْ َرةِ بَ ْيضَهُ ‪ %‬كالعَبْد ذي الفَ ْروِ ال َ‬
‫( َ‬
‫بناح َيةِ يَنْبُعَ ‪ ،‬من مَنازل الحاجّ ‪ ،‬غَ ْزوَتُها م ‪ ،‬أَي معروفَ ٌة ‪ ،‬ويقال فيه العُشَيرُ ‪ ،‬بغير هاءٍ أَيضا ‪،‬‬
‫وضُبطَ بالسّين ال ُم ْهمَلَة أَيضا ‪ ،‬وقد َتقَدّم ‪ .‬والعُشَيْ َرةُ ُمصَغّرا ‪ :‬ة ‪ ،‬بال َيمَامَةِ ‪.‬‬
‫وعاشِ َرةُ ‪ :‬عَلَمٌ للضّبُع ‪ ،‬ج عاشِرَاتٌ قاله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/55‬‬

‫عشَارا ‪َ ،‬أوْرَدَ ُهمَا الصاغانيّ ‪ ،‬واستشهد‬


‫جتْ إِبِلُه ‪ ،‬ومن صا َرتْ إِبلُه ِ‬
‫وال ُمعَشّر ‪ ،‬كمُحَدّث ‪ :‬من أُنْ ِت َ‬
‫عمْرو ‪ ( % :‬حََل ْفتُ َلهُم بال حَ ْلفَ َة صادِقٍ ‪َ %‬يمِينا ومَنْ ل يَتّقِ ال َيفْجُرِ )‬
‫للثانِي بقَ ْولِ مَقّاسِ بن َ‬
‫‪ ( % ) %‬لَ َيخْتَلِطَنّ العَامَ رَاعٍ مُجَ ّنبٌ ‪ %‬إِذا ما تَلقَيْنَا براعٍ ُمعَشّرِ ) ‪ %‬قال ‪ :‬المُجنّب ‪ :‬الذي‬
‫خذُ إِبَِلكُم فيَخْتَلِط َب ْعضُها ب َبعْض ‪.‬‬
‫لَيْسَ في إِبِلِه لَبَنٌ ‪ .‬يقول ‪ :‬ليس لَنا لَبَنٌ ‪ ،‬فنحن ُنغِيرُ عليكم فنَأْ ُ‬
‫ح َمقُ ‪ ،‬قال الَزْهَريّ ‪ :‬لم يَ ْروِه لي ِثقَةٌ أَعْتَمده ‪.‬‬
‫شمَيْل ‪ :‬الَعْشَرُ ‪ :‬الَ ْ‬
‫وعن ابن ُ‬
‫خصَرَ ‪.‬‬
‫خفَى لو قال فيما َتقَدّم ‪ :‬والعُشَراءُ ‪ :‬القُلَةُ ‪ ،‬كال ُعوَيْشِراءِ ‪ ،‬كان َأ ْ‬
‫وال ُعوَيْشِرَاءُ ‪ :‬القُلَةُ ‪ ،‬ول يَ ْ‬

‫سكّيت ‪ :‬يقال ‪َ :‬ذهَبُوا عُشَارَيَاتٍ وعُسَارَيَاتٍ بالشّينِ والسّين ‪ ،‬إِذا ذَهَبُوا أَيَا ِديَ سَبَا‬
‫وقال ابنُ ال ّ‬
‫حدُ العُشَارَيَات عُشَارَى ‪ ،‬مثل حُبَارَى وحُبَارَيَات ‪ .‬والعَاشِ َرةُ ‪ :‬حَ ْلقَة‬
‫ن في ُكلّ َوجْهٍ ‪ .‬ووا ِ‬
‫مُتفرّقِي َ‬
‫ظةٌ ُموَلّدَة ‪ ،‬صَرّح به ابنُ مَنْظُور والصّاغَانِيّ ‪ .‬والعُشْرُ ‪،‬‬
‫حفِ ‪ ،‬وهي َلفْ َ‬
‫عوَاشِرِ المُص َ‬
‫ال ّتعْشِير من َ‬
‫ش ْولِ‬
‫بالضّمّ ‪ :‬النّوقُ التي تُنْ ِزلُ الدّ ّر َة القَلِيلَةَ من غير أَنْ تَجْ َتمِعَ قال الشاعر ‪ ( % :‬حَلُوبٌ ل ُعشْرِ ال ّ‬
‫لضْيافِ قَ ْبلَ التَّأ ّملِ ) ‪ %‬وأَعْشَارُ الجَزُورِ ‪ :‬الَ ْنصِباءُ ‪ ،‬وهي تَ ْنقَسِم‬
‫في لَ ْيلَةِ الصّبَا ‪ %‬سَريعٌ إِلى ا َ‬
‫عشَارشيّ ‪ ،‬بالضمّ ‪:‬‬
‫صلٌ في مَحَلّه ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرك عليه ‪ :‬غُلمٌ ُ‬
‫على سَ ْبعَةِ َأجْزاءٍ ‪ ،‬كما هو ُم َف ّ‬
‫ضمّتين ‪ :‬لغ ٌة في العُشْرِ ‪.‬‬
‫ن ‪ ،‬والُنْثَى بالهَاءِ ‪ .‬والعُشُرُ ‪ ،‬ب َ‬
‫ابنُ عَشْرِ سِنِي َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/56‬‬

‫جمْعُ‬
‫وجمع العُشْرِ العُشُو ُر والَعْشَار ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬ال ِمعْشَارُ ‪ :‬عُشْرُ العُشْرِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬إِنّ ال ِمعْشارَ َ‬
‫عشْرِ‬
‫جمْعُ ال ُعشْر ‪ ،‬وعَلَى هذا فيكونُ ال ِمعْشَا ُر واحدا من الَلْف ‪ ،‬لَنّه عُشْرُ ُ‬
‫العَشِيرِ ‪ ،‬والعَشِيرُ َ‬
‫جلُ ‪ :‬وَرَ َدتْ إِبِلُه العِشْر ‪.‬‬
‫عشَرَ الرّ ُ‬
‫العُشْرِ قاله شيخُنَا ‪ .‬والعاشِرُ ‪ :‬قَا ِبضُ العُشْرِ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫جعَلْتُه عَشَ َرةً ‪ .‬وأَعْشَرُوا ‪ :‬صارُوا في عَشْر ذي‬
‫عشَرةً ‪ .‬وأَعْشَ ْرتُ العَ َددَ ‪َ :‬‬
‫وأَعْشَرُوا ‪ :‬صارُوا َ‬
‫حجّة ‪ ،‬كذا في ال ّتهْذِيب لبنِ القَطّاع ‪ .‬وفي الّلسَان ‪ :‬ويُقَال ‪ :‬أَعْشَرْنا مُ ْنذُ لم نَلْتَقِ ‪ ،‬أَي أَتَى عَلَيْنَا‬
‫ال ِ‬
‫حكَى اللّحْيَا ِنيّ ‪ :‬الّل ُهمّ عَشّرْ خُطَايَ ‪ :‬أَي‬
‫شهَرْنا ‪ .‬و َ‬
‫عَشْرُ لَيالٍ ‪ .‬زادَ في الَساسِ ‪ :‬كما ُيقَال ‪َ :‬أ ْ‬
‫ط َوةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ ‪ .‬ومثلُه في الَساس ‪ .‬وامْرََأةٌ ُمعْشرٌ ‪ :‬مُ ِتمّ ‪ ،‬على الستعارَة ‪.‬‬
‫اك ُتبْ ِل ُكلّ خَ ْ‬
‫والعَشَائِرُ ‪ :‬الظّبَاءُ الحَدِيثاتُ ال َعهْد بالنّتَاج ‪ .‬قال لَبِيدٌ َي ْذكُر مَرْتَعا ‪َ ( % :‬ه َملٌ عَشَائِرُه عَلَى أَولَدِها‬
‫جمْعُ عِشَارٍ ‪،‬‬
‫‪ %‬من راشِحٍ مُ َت َق ّوبٍ وفَطِيمِ ) ‪ %‬قال الزهريّ ‪ :‬كأَنّ العَشَائِرَ هُنَا في هذا ال َمعْنَى َ‬
‫حبّ قَلْبَه ‪ِ ،‬إذَا‬
‫جمَا ِئلُ ‪ ،‬وحِبَالٌ وحَبَا ِئلُ ‪ .‬وعَشّرَ ال ُ‬
‫جمَالٌ و َ‬
‫جمْعِ ‪ ،‬كما ُيقَال ‪ِ :‬‬
‫ج ْمعُ ال َ‬
‫وعَشَائِرُ هو َ‬
‫طغَى بِها‬
‫َأضْنَاهُ ‪ .‬وال َعوَاشِرُ ‪َ :‬قوَادِمُ رِيشِ الطائِرِ ‪ ،‬وكذلك الَعْشَارُ ‪ ،‬قال الَعشى ‪ ( % :‬وإِذَا ما َ‬
‫شهْر ‪ :‬عُشَرُ ‪ ،‬وهي‬
‫الجَ ْريُ فال ِعقْ ‪ %‬بانُ َت ْهوِي َكوَاسش َر الَعْشَارِ ) ‪ %‬ويقال لِثَلَث من لَيَالِي ال ّ‬
‫بعد التّسَعِ ‪ .‬وكان أَبو عُبَيْ َدةَ يُ ْبطِل التّسَ َع والعُشَرَ ِإلّ ) أَشياءَ منه معروفة ‪ ،‬حكَى ذلك عنه أَبو‬
‫عُبَيْد كذا في اللّسَان ‪.‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/57‬‬

‫سعَةً وزِ ْدتَ واحِدا حتى َتمّت العَشَ َرةُ ‪ .‬والطّا ِئفِيّون يقولون ‪:‬‬
‫وعَشّ ْرتُ القَومَ َت ْعشِيرا ‪ ،‬إِذا كانُوا ِت ْ‬
‫ح َقبُ‬
‫ض وأَعْرَ ُم وأَ ْ‬
‫ق وَأمْشَ ُر وأَبْ َي ُ‬
‫سوَ ُد وَأصْدَأُ وأَبْرَ ُ‬
‫حمَ ُر وَأصْفَ ُر وأَغْبَ ُر وأَ ْ‬
‫مِن أَ ْلوَانَ ال َبقَرِ الَهِْليّ َأ ْ‬
‫ن والعُ ُنقِ‬
‫سوَدُ العَيْ ِ‬
‫لصْدَأُ ‪ :‬الَ ْ‬
‫لوْشَحُ ‪ ،‬فا َ‬
‫سىّ وذُو الشّرَرِ ‪ ،‬والَعْصَ ُم ‪ ،‬وا َ‬
‫وَأكْلَفُ وعُشَرُ وعِرْ ِ‬
‫خضَرَ ‪ .‬وأَما‬
‫سىّ ‪ :‬الَ ْ‬
‫حمْرَة ‪ .‬والعِرْ ِ‬
‫حمَرُ ‪ :‬والعُشَرُ ‪ :‬المُرقّعُ بالبَيَاض وال ُ‬
‫ظهْرِ ‪ ،‬وسائرُ جَسَده أَ ْ‬
‫وال ّ‬
‫س ْعدُ العَشِي َرةِ أَبو‬
‫حدٍ ‪ ،‬في صَدْرِه وعُنُقه ُلمَعٌ على غَيْر َلوْنه ‪ .‬و َ‬
‫ذُو الشّرَرِ ‪ ،‬فالّذِي على لَوءنٍ وا ِ‬
‫سعْدَ‬
‫س ّمىَ َ‬
‫س ْعدُ بن مَ ْذحِج ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقال ابنُ الكَلْ ِبيّ في أَ ْنسَاب العَرَب ‪ :‬إِ ّنمَا ُ‬
‫قَبِيلَةٍ من اليمَن وهو َ‬
‫جلٍ ‪ .‬وعَشَائِرُ وعِشْرُونَ ‪،‬‬
‫العَشِي َر ِة لَنّه لم َي ُمتْ حتّى َر ِكبَ َمعَهُ من وَلَ ِد وَلَ ِد وَلَدِه ثَلثُمائة رَ ُ‬
‫وعَشِي َرةُ ‪ ،‬وعَشُورَى ‪ ،‬مَواضِعُ ‪.‬‬
‫ش ْعبٌ لهُذيل قُ ْربَ َمكّة عند نَخَْلةَ‬
‫حصْنٌ بالَنْدَلُس ‪ .‬وعُشَرُ ك ُزفَرَ ‪ :‬وَادٍ بالحِجَاز ‪ ،‬وقيل ‪ِ :‬‬
‫وعَشَرُ ‪ِ :‬‬
‫عشَرَ ‪ :‬وَادٍ بين ال َبصْرَة و َمكّة ‪ ،‬من دِيَارِ تَميم ‪ُ ،‬ثمّ لبَني مازِنِ بن مَالِك بن‬
‫ال َيمَانِيَةِ ‪ .‬وذو ُ‬
‫ث مشهور ‪ .‬وأَبو َمعْشَرٍ‬
‫عمْرو ‪ ،‬وأَيضا وادٍ في َنجْد ‪ .‬وأَبو طاِلبٍ ال ُعشَا ِريّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ُ ،‬محَ ّد ٌ‬
‫َ‬
‫س ِويّ َبطْنٌ كَبِيرٌ بأَذْرَبيجانَ ‪.‬‬
‫حسَنِ بنِ عَِليّ المُو َ‬
‫خيّ فََل ِكيّ َمعْرُوف ونِظَامُ الدّين عاشُورُ بنُ َ‬
‫البَلْ ِ‬
‫طيّ أَحدُ مَشايخ ِمصْرَ ‪ ،‬أَخذ عن دَاوُودَ بنِ مُ ْرهَف‬
‫سعُود بن أَبي العَشائر الباذبينيّ الواسِ ِ‬
‫وأَبو ال ّ‬
‫حدّث عن أَبِي عَِليّ‬
‫حمّد بن عاشِرٍ ‪َ ،‬‬
‫حمّد عاشرُ بنُ ُم َ‬
‫القُرَشيّ ال ّتفِهْ ِنيّ ال َمعْرُوف بالَعْزَب ‪ .‬وأَبو مُ َ‬
‫الصّ َد ِفيّ ‪ ،‬وعن ُه الِمامُ الشّاطِ ِبيّ المُقرِي ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/58‬‬

‫حمّدِ‬
‫سيّ ‪ ،‬حَدّث عن أَبي عَبْدِ ال مُ َ‬
‫حمَدَ بنِ عاشِ ٍر الَنْدَلُ ِ‬
‫حمّدٍ عب ُد الوَاحِدِ بنُ َأ ْ‬
‫والفَقِيهُ النّظّارُ أَبُو مُ َ‬
‫سعُودٍ‬
‫سعِيدِ بنِ مَ ْ‬
‫ج ْمعَةَ َ‬
‫حمّدِ بنِ القاضِي ‪ ،‬وأَبِي ُ‬
‫حمَدَ ابنِ ُم َ‬
‫ح َمدَ التّجِيبيّ ‪ ،‬وأَبي العَبّاسِ َأ ْ‬
‫بنِ أَ ْ‬
‫حمّد‬
‫ي ومُ َ‬
‫شيّ ‪ ،‬وعن القَصّار وابْنِ أَبي النّعيم وأَبِي النّجاءِ السّ ْنهُو ِريّ ‪ ،‬وعبدِ ال الدّنوشَ ِر ّ‬
‫الماغُو ِ‬
‫حدّث عنه شيخُ مَشايخِ شُيوخِنَا إِمام ال َمغْرِب أَبو البَرَكات عَ ْبدُ القادِر‬
‫بن يَحْيَى الغَ ّزيّ وغَيْرِهم ‪َ ،‬‬
‫جلٍ ‪ :‬الّشَدِيدُ الخَ ْلقِ ال َعظِيمُ مِنْ‬
‫سفَرْ َ‬
‫سيّ ‪َ ،‬رضِيَ ال عنهم ‪.‬ع ش ز ر ‪ .‬العَشَنْزَر ‪ ،‬ك َ‬
‫بن عَِليّ الفا ِ‬
‫طعْنا نافِذا عَشَنْزَرَا ‪.‬‬
‫كلّ شئٍ ‪ ،‬قال الشاعر ‪ :‬ضَرْبا و َ‬
‫جوَاعِرُهَا ثَمانٍ ‪ُ %‬فوَيْقَ زِعَاعِها وَشْمٌ‬
‫عشَنْزَ َرةً َ‬
‫ل الَعْلَمُ ‪َ ( % :‬‬
‫وهي بهاءٍ ‪ ،‬قال حَبِيبُ بن عَبْدِ ا ِ‬
‫شوْزَن من الرِجال ‪ :‬الشّدِيد ‪.‬‬
‫حجُولُ ) ‪ %‬أَرادَ بالعَشَنْزَرَة الضّبُعَ ‪ .‬وقال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬العَشَنْزَ ُر والعَ َ‬
‫ُ‬
‫عمْرو لَبِي الزّحْف الكُلَيْبيّ ‪ :‬ودُونَ لَيْلَى‬
‫وسَيْرٌ عَشَنْزَرٌ ‪ :‬شَدِيدٌ ‪ .‬والعَشَنْزَرُ ‪ :‬الشّدِيدُ ‪ .‬أَنشد أَبو َ‬
‫عشَنْزَرٌ ‪:‬‬
‫سهُ العَشْنزَ ُر وقيل ‪ :‬قَ َربٌ َ‬
‫ج ْدبُ المُنَدّى عَنْ َهوَانَا أَ ْزوَرُ يُ ْنضِى المَطَايَا خمْ ُ‬
‫س َمهْدَرُ َ‬
‫بَلَدٌ َ‬
‫مُ ْت ِعبٌ ‪ .‬وضَبُعٌ عَشَنْزَ َرةٌ ‪ :‬سَيّئة الخُُلقِ ‪ ،‬كذا في الّلسَان ‪ .‬ع ص ر ‪.‬‬
‫ضمّتَيْن ‪ ،‬وهذه عن اللّحْيَانيّ ‪ .‬وقال امْ ُرؤُ القَيْس ‪ :‬و َهلْ َي ِعمَنْ‬
‫شهُرُهَا الفَتْح ‪ ،‬وب َ‬
‫العصْرُ ‪ ،‬مُثَلّثةً ‪َ ،‬أ ْ‬
‫مَنْ كان في ال ُعصُرِ الخَالِي ‪: .‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/59‬‬

‫شهَابُ في‬
‫حدُودَة ‪ ،‬تَحْ َتوِي على ُأمَمٍ تَ ْنقَرِض با ْنقِراضِهِم ‪ ،‬قاله ال ّ‬
‫الدّهْرُ ‪ ،‬وهو ُكلّ مُ ّدةٍ ُممْتَ ّدةٍ غَيْرِ مَ ْ‬
‫ن الِنْسَانَ َلفِى خُسْرٍ‬
‫شرح الشفاءِ ‪ ،‬ونَقَلَه شيخُنَا ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وبه فَسّر الفَرّا ُء قولَهُ تعالى ‪ :‬وال َعصْرِ إِ ّ‬
‫ضمّتَيْن ‪ .‬قال العَجّاج ‪ ( % :‬وال َعصْرِ قَ ْبلَ هذه‬
‫عصُرٌ ‪ ،‬الَخِير ب َ‬
‫عصُرٌ و ُ‬
‫عصُورٌ وأَ ْ‬
‫عصَارٌ و ُ‬
‫‪ .‬ج أَ ْ‬
‫حمَ ْيدُ بنُ َثوْرٍ‬
‫ال ُعصُورِ ‪ُ %‬مجَرّسَاتٍ غِ ّرةَ الغَرِيرِ ‪ % ) .‬والعَصْرُ ‪ :‬ال َيوْمُ ‪ .‬وال َعصْرُ ‪ :‬اللّيْلَةُ قال ُ‬
‫‪ ( % :‬ولَنْ يَلْ َبثَ ال َعصْرانِ َيوْ ٌم ولَيْلَةٌ ‪ %‬إِذا طَلَبَا أَنْ ُيدْ ِركَا ما تَ َي ّممَا ) ‪ %‬وفي الحديث حافظْ على‬
‫ن لَنّهما َي َقعَان في طَ َر َفيِ ال َعصْرَيْنِ‬
‫ال َعصْرَيْنِ يريد صَل َة الفَجْ ِر وصَلةَ ال َعصْر ‪ ،‬سمّا ُهمَا ال َعصْرَيْ ِ‬
‫س وال َقمَر ‪.‬‬
‫شمْ ِ‬
‫سمَيْنِ على الخَرِ ‪ ،‬كال َقمَرَيْنِ لل َ‬
‫غّلبَ َأحَدَ ال ْ‬
‫‪ ،‬وهُما اللّ ْيلُ والنّهارُ ‪ ،‬والَشْبَهُ أَنّهُ َ‬
‫سمّ َيتْ ‪،‬‬
‫س ‪ .‬وصَلةُ ال َعصْرِ مُضافَةٌ إلى ذلك الوقت ‪ ،‬وبه ُ‬
‫شمْ ِ‬
‫حمِرارِ ال ّ‬
‫شىّ إِلى ا ْ‬
‫وال َعصْرُ ‪ :‬العَ ِ‬
‫ح ِة الُولَى الغَنِيمَ ُة والَجْرُ )‬
‫عمْرُو َقدْ َقصُرَ ال َعصْرُ ‪ %‬وفي ال ّروْ َ‬
‫قال الشاعر ‪ ( % :‬تَ َروّحْ بِنا يا َ‬
‫‪)%‬‬
‫وقال أَبو العَبّاس ‪ :‬الصّلةُ الوُسْطَى ‪ :‬صَلةُ ال َعصْرِ ‪ ،‬وذلك لَنّها بَيْنَ صَلتَيِ ال ّنهَا ِر وصَلَ َتيِ‬
‫اللّيْل ‪ ،‬ويُحَرّك ف ُيقَال ‪ :‬صَلةُ ال َعصَر ‪ ،‬نقله الصاغانيّ عن ابن دُريد ‪ .‬وال َعصْرُ ‪ :‬الغَدَاة ‪،‬‬
‫شىّ ‪ ،‬وأنشد ‪% :‬‬
‫ويُسْ َت ْعمَل غالِبا فيما جاءَ مُثَ ّنىً ‪ .‬قال ابنُالسكّيّت ‪ :‬ويقال ‪ :‬ال َعصْرانِ ‪ :‬ال َغدَا ُة والعَ ِ‬
‫ن والَنْفُ راغِمُ ) ‪ %‬يقول ‪ :‬إذا جاءَني‬
‫( وَأمْطُلُهُ ال َعصْرَيْنِ حَتّى َيمَلّني ‪ %‬ويَ ْرضَى ب ِنصْفِ الدّيْ ِ‬
‫عدْتُه‬
‫َأ ّولَ ال ّنهَار وَ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/60‬‬

‫صفٍ الدّيْن‬
‫آخِرَه ‪ .‬هكذا أَنشده الجوهريّ ‪ ،‬وقال الصاغانيّ ‪ :‬والصّوابُ في الرّوايَة ‪ :‬ويَ ْرضَى ب ِن ْ‬
‫في غَيْرِ نائلِ ‪.‬‬
‫شعْرُ لعَبْد ال بن الزّبِي ِر الَسَديّ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬حا ِفظْ على ال َعصْرَيْنِ ‪ :‬يُرِيد صَل َة الفَجْر‬
‫وال ِ‬
‫وصَلَةَ ال َعصْرِ ‪ .‬وفي حديثِ عَليّ رَضيَ ال عنه ‪َ :‬ذكّرْهُم بأَيّام ال ‪ ،‬واجْلسْ لهم ال َعصْرَيْن ‪َ ،‬أيْ‬
‫سكَ‬
‫غصَنَك أَي ما حَبَ َ‬
‫ك وثَبَ َركَ و َ‬
‫عصَركَ وما شَجَ َر َ‬
‫ُبكْ َرةً وعَشيّا ‪ .‬وال َعصْرُ ‪ :‬الحَبْسُ ‪ ،‬يقال ‪ :‬ما َ‬
‫ت صَلةُ ال َعصْ ِر لَنّها ُت ْعصَر أَي ُتحْبَسُ عن الُولَى ‪ .‬وال َعصْرُ ‪ :‬الرّهْطُ‬
‫سمّ َي ْ‬
‫ومَ َنعَكَ ‪ .‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫عصَبَتُه ‪.‬‬
‫جلِ ‪َ :‬‬
‫عصْرُ الرّ ُ‬
‫عصْرُك ‪ ،‬أَي رَهْطُك وعَشِيرَ ُتكُ ‪ .‬وقيل ‪َ :‬‬
‫والعَشي َرةُ ‪ ،‬يقال ‪َ :‬توَلّى َ‬
‫وال َعصْرُ ‪ :‬المَطَرُ من ال ُم ْعصِراتِ ‪ ،‬وبه فُسّر بَ ْيتُ ِذيِ ال ّرمّة ‪ ( % :‬تَ َبسّمُ َلمْحَ البَ ْرقِ عن مُ َت َوضّحٍ‬
‫لكْثَ ُر والَعْرَف في ِروَايَة البيتِ ‪ :‬شَافَ أَلْو َنهَا‬
‫‪ %‬ك َنوْر الَقاحِي شافَ أَ ْلوَانَها ال َعصْرُ ) ‪ %‬وا َ‬
‫ص َدقَةِ ‪.‬‬
‫عصَرْتَهُ ‪ ،‬ومنه ُأخِذَ اعْ ِتصَارُ ال َ‬
‫س و ُكلّ شيْءٍ مَ َنعْتَه فقد َ‬
‫القَطْر ‪ .‬وال َعصْرُ ‪ :‬المَنْ ُع والحَبْ ُ‬
‫لضْداد صَرّحَ به ابنُ‬
‫عصَرَه َي ْعصِ ُرهُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬أَعْطَاهُ ‪ ،‬فهُما من ا َ‬
‫وال َعصْرُ أَيضا ‪ :‬العَطِيّةُ ‪َ .‬‬
‫غفَلَه ال ُمصَنّف ‪.‬‬
‫القَطّاع في كتاب التهذيب ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫حدٌ ‪َ %‬ي ْعصِرُ فينا كالّذي َت ْعصِرْ ) ‪ %‬وقال أَبو عُبَيْد ‪:‬‬
‫وقال طَ َرفَةُ ‪َ ( % :‬لوْ كانَ في َأمْلكِنَا أَ َ‬
‫سعِيد‬
‫َمعْنَاه يَتّخِذُ فينا الَياديَ ‪ .‬وقال غيرُه ‪ :‬أَي ُي ْعطِينا كالذي ُت ْعطِى ‪ .‬وكان أَبو َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/61‬‬

‫يَ ْروِيه ‪ُ :‬ي ْعصَر فينا كالذي ُي ْعصَر ‪ ،‬أَي يُصابُ منه ‪ ،‬وأَ ْنكَرَ َن ْعصِر ‪ .‬وال َعصَرُ ‪ ،‬بالتّحْريك ‪:‬‬
‫عصَرٌ ‪ ،‬كال ُعصْرِ‬
‫حصّن به فهو َ‬
‫حصْنٍ يُتَ َ‬
‫ي ‪ :‬وكُلّ ِ‬
‫المَلْجَُأ والمَ ْنجَاةُ ‪ ،‬قال أَبو عُبَيْدة ‪ .‬وقال الدّي َنوَ ِر ّ‬
‫ت وأَسْرَى ال َقوْمُ آخِرَ‬
‫‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وال ُم َعصّر ‪ ،‬ك ُمعَظّم ‪ ،‬وال ُعصْ َر ِة وال ُمعْ َتصَرِ ‪ .‬قال لَبِيدُ ‪ ( % :‬فَبَا َ‬
‫ن َوقّافا بِدَارِ ُم َعصّرِ ) ‪ %‬وقال أَبُو زُبَيْد ‪ ( % ) :‬صادِيا يَسْ َتغِيثُ غَيْرَ ُمغَاثٍ ‪%‬‬
‫لَيْلِهمْ ‪ %‬وما كا َ‬
‫عصْ َرهَ المَنْجُودِ ) ‪ %‬أَي كان مَ ْلجَأَ ال َمكْرُوبِ ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬الَخيران َذكَرَ ُهمَا‬
‫ولقَدْ كَانَ ُ‬
‫حمَرَ ‪ ( % :‬يًدْعُونَ جا َرهُمُ و ِذمّتَهُ ‪ %‬عَلَها وما‬
‫الصاغانيّ في التكملة ‪ .‬وفي اللسان ‪ :‬قال ابنُ أَ ْ‬
‫عصُر ‪ ،‬فخفّف ‪ ،‬وهو المَلْجَأُ ‪ .‬قلتُ فال ُعصْر الذي ذكره‬
‫عصْرِ ) ‪ %‬أَراد ‪ :‬من ُ‬
‫يَدْعُونَ منْ ُ‬
‫ضمّتين ‪ ،‬فتَأمّل ‪ .‬وال َعصَرُ ‪ :‬الغُبَارُ‬
‫عصُر ‪ ،‬ب َ‬
‫خفّف من ُ‬
‫ال ُمصَنّف تَبَعا للصاغانيّ إِنّما هو مُ َ‬
‫الشّديدُ ‪ ،‬كال َعصَرَة ‪ ،‬وال ِعصَارِ ‪ ،‬ككِتَابٍ ‪.‬‬
‫عصَرَت المَرَْأةُ ‪:‬‬
‫عصَرَ أَيضا ‪ :‬كَأ ْقصَ َر ‪ .‬ومن المَجاز ‪ :‬أَ ْ‬
‫جلُ ‪َ :‬دخَل في ال َعصْرِ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫عصَرَ الرّ ُ‬
‫وأَ ْ‬
‫عصَ َرتْ ‪ ،‬كأَ ّنهَا َدخََلتْ‬
‫ضتْ ‪ ،‬يقال ‪ :‬أَ ْ‬
‫عصْرَ شَبابِها وأَدْ َر َكتْ ‪ ،‬وقِيل ‪َ :‬أ ّولَ ما أَدْ َر َكتْ وحا َ‬
‫بََل َغتْ َ‬
‫عصْرَ شَبابِها ‪ .‬قال مَ ْنصُورُ بن مَرْ َث ِد الَسَ ِديّ ‪ ،‬كما جاء في اللّسَان ‪ ،‬ويقال لمَنْظُور بنِ حَبّةَ ‪،‬‬
‫َ‬
‫عصَ َرتْ َأوْ‬
‫سفَوانَ دارُها ‪َ %‬تمْشِي ال ُهوَيْنَا ساقطا إِزارُها ) ‪ %‬قد أَ ْ‬
‫كما في ال ّت ْكمِلَة ‪ ( % :‬جَارِ َيةٌ ب َ‬
‫عصَرتْ ‪َ :‬دخََلتْ في‬
‫قَدْ دَنَا إِعصارُهَا أَو أَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/62‬‬
‫عصَارَ في الجَارِيَة كالمُرَا َهقَة في الغُلم ‪ُ ،‬ر ِوىَ ذلك عن‬
‫الحَ ْيضِ ‪ ،‬أَو قَارَبَت الحَ ْيضَ ‪ ،‬لَنّ الِ ْ‬
‫عصَرت ‪ :‬رَا َهقَتْ العِشْرِينَ ‪ ،‬أَو هي الّتي قد وَلَ َدتْ ‪ ،‬وهذه أَزْديّةٌ ‪ ،‬أَو‬
‫ث الَعرا ِبيّ ‪ ،‬أَو أَ ْ‬
‫أَبي ال َغوْ ِ‬
‫ضتْ ‪ ،‬ك َعصّرَتْ ‪ ،‬في ال ُكلّ ‪،‬‬
‫طمِ َثتْ ‪ ،‬أَي حا َ‬
‫عصَرا سَاعَةَ َ‬
‫ج َعلُ لها َ‬
‫ستْ في البَيْت ‪ُ ،‬ي ْ‬
‫هي التي حُبِ َ‬
‫عصَرَت‬
‫َتعْصيرا ‪ ،‬هكذا هو َمضْبُوطٌ في سائرِ النّسَخ ‪ ،‬وفي نُسْخَة ال ّتهْذيب لبن القَطّاع ‪ :‬وأَ ْ‬
‫عصَرَتْ ُلغَةٌ فيه ‪ ،‬هكذا هو َمضْبُوطٌ بالتّخْفيف ‪ .‬وهي ُم ْعصِرٌ ‪ ،‬وقال ابنُ‬
‫الجارِ َيةُ ‪ :‬بََل َغتْ ‪ ،‬و َ‬
‫عصَارُها ‪.‬‬
‫دُرَيْد ‪ُ :‬م ْعصِ َرةٌ ‪ ،‬بالهاءِ ‪ ،‬وأَنشد َقوْلَ منظُورِ بن حَبّة السابق ‪ُ :‬معْصِ َرةٌ َأ ْوقَدْ دَنَا إِ ْ‬
‫سمّيَت ال ُم ْعصِر‬
‫عصَرَت ‪ .‬ج مَعاصِرُ و َمعَاصِيرُ وقيل ‪ُ :‬‬
‫قال الصاغانيّ ‪ :‬وفي رَجَزِه ‪ :‬قد أَ ْ‬
‫ت و َت َوضّأَتْ ‪،‬‬
‫شهَد ْ‬
‫عصَرَت الجار َي ُة وأَ ْ‬
‫ع ويقال ‪ :‬أَ ْ‬
‫جمَا ِ‬
‫ل ْنعِصارِ َدمِ حَ ْيضِها ونُزُولِ ماءِ تَريبَتها لل ِ‬
‫إِذا أَدْ َر َكتْ ‪ .‬قال اللّيْث ‪ :‬ويُقال للجارِيَة إِذا حَ ُر َمتْ عليها الصّلةُ ورََأتْ في َنفْسَها زِيَا َدةَ الشّبابِ ‪:‬‬
‫عصْرَهَا‬
‫عصْ َرةَ شَبَابِها وإِدْراكِها ‪ ،‬و ُيقَال ‪ :‬بََلغَت َ‬
‫عصَ َرتْ ‪ ،‬فهي ُم ْعصِرٌ ‪ :‬بََل َغتْ ُ‬
‫قد أَ ْ‬
‫عصُورَهَا ‪ ،‬وأَنشد ‪ :‬وفَ ّنقَها المَرَاضِ ُع وال ُعصُورُ ‪) .‬‬
‫وُ‬
‫جتْ تَ ْنظُرُ إِليه من حُسْنة ‪ .‬قال‬
‫وفي حديثِ ابن عَبّاس ‪ :‬كانَ إِذا َقدِمَ دِحْيَةُ لم يَ ْبقَ ُم ْعصِرٌ ِإلّ خَرَ َ‬
‫خصّ المُعصِرَ بال ّذكْر‬
‫حمِها ‪ .‬وإِ ّنمَا َ‬
‫ض ل ْن ِعصَارِ َر ِ‬
‫ابن الَثير ‪ :‬ال ُم ْعصِرُ ‪ :‬الجارِ َيةُ َأ ّولَ ما َتحِي ُ‬
‫سلٌ‬
‫عَ‬‫ح َو ُه ممّا له دُهْنٌ أَو شَرابٌ أَو َ‬
‫ب ونَ ْ‬
‫عصَرَ العِ َن َ‬
‫للمُبَاَلغَةِ في خُرُوج غَيْرِهَا من النّسَاءِ ‪ .‬و َ‬
‫عصِيرٌ ‪،‬‬
‫عصْرا ‪ ،‬فهو َم ْعصُورٌ و َ‬
‫َي ْعصِرُه ‪ ،‬بالكسر ‪َ ،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/63‬‬

‫عصْرَ ذلك ب َنفْسِهِ ‪ ،‬ك َعصّره َت ْعصِيرا ‪ ،‬أَيضا ‪،‬‬


‫عصَ َرهُ ‪ :‬وَِلىَ َ‬
‫واعْ َتصَ َرهُ ‪ :‬اسْتَخْرَج ما فيه ‪ .‬أَو َ‬
‫خ َذهُ ‪ .‬وقد ا ْن َعصَر‬
‫عصِيرا ‪ :‬اتّ َ‬
‫عصِرَ له خاصّةً ‪ .‬واعْ َتصَرَ َ‬
‫كما نقله الصاغانيّ ‪ .‬واعْ َتصَره ‪ ،‬إِذا ُ‬
‫عصَا ُرهُ ‪ ،‬بغير هاءٍ ‪ ،‬وعَصيرُه ‪ :‬ما تحّلبَ منه إِذا‬
‫شيْءِ ‪ ،‬بالضّمّ و ُ‬
‫عصَارَتُه ‪ ،‬أَي ال ّ‬
‫و َتعَصّرَ ‪ .‬و ُ‬
‫عصَا َرةَ حِنّاءٍ مَعا وصَبيبِ ) ‪%‬‬
‫عصَرْتَه ‪ ،‬قال الشاعر ‪ ( % :‬كأَنّ العَذَارَى َقدْ خََلطْنَ لِلمّتِى ‪ُ %‬‬
‫َ‬
‫شيْءٍ‬
‫عصَارُه ك ُعصَارِ ) ‪ %‬و ُكلّ َ‬
‫شمْسُه ‪ %‬وأَنَي فَلَيْسَ ُ‬
‫وقال آخَرُ ‪ ( % :‬حَتّى إِذَا ما أَ ْنضَجَتْهُ َ‬
‫عصِي ِرهِ ‪ %‬إِلى سَرَارِ‬
‫عصِيرٌ ‪ ،‬قال الراجز ‪ ( % :‬وصارَ باقي الجُزءِ من َ‬
‫عصِرَ ماؤُه فهو َ‬
‫ُ‬
‫عصَا َرةٍ ‪ .‬وال ُعصَا َرةُ أَيضا ‪ :‬ما َبقِيَ من الّثفْل بعد‬
‫جمْعُ ُ‬
‫الَ ْرضِ أَو ُقعُو ِرهِ ) ‪ %‬وقيل ‪ :‬ال ُعصَارُ ‪ِ :‬‬
‫ال َعصْرِ وال َمعْصَ َرةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪َ :‬م ْوضِعُه أَي ال َعصْر ‪ .‬وال ِمعْصَرُ ‪ ،‬كمِنْبَر ‪ :‬ما ُي ْعصَرُ فيه العِ َنبُ ‪،‬‬
‫ب ماؤُه ‪ .‬وال َعوَاصِرُ ‪ :‬ثَلثةُ‬
‫ج َعلُ فيه الشيْءُ ف ُي ْعصَرُ حتّى يَتحَّل َ‬
‫كال ِم ْعصَرَة ‪ .‬وال ِم ْعصَارُ ‪ :‬الذي ُي ْ‬
‫جعَلُون بعضَها َفوْق بعضٍ ‪ .‬ومن المَجاز ‪ :‬ال ُم ْعصِرَاتُ ‪ :‬السحَا ِئبُ فيها‬
‫حجَارٍ ُي ْعصَر بها العِ َنبُ يَ ْ‬
‫أَ ْ‬
‫المَطَر ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال ُم ْعصِراتُ ‪ :‬السحَا ِئبُ ُتعْ َتصَر بال َمطَر ‪ .‬وفي التّنْزِيل ‪ :‬وأَنْزَلْنَا منَ ال ُم ْعصِرَاتِ‬
‫مَاءً َثجّاجا ‪ .‬وقال أَبو إِسحاق ‪ :‬ال ُم ْعصِراتُ ‪ :‬السّحَائبُ ‪ ،‬لَنّها ُت ْعصِرُ الماءَ ‪ ،‬وقيل ‪ُ :‬م ْعصِراتٌ‬
‫كما يقال ‪َ :‬أجْنَى الز ْرعُ إِذا صار إِلى أَن ُيجْنَى وكذلك صار السّحابُ إِلى أَنْ ُي ْمطِر ‪ ،‬ف ُي ُعصِر ‪.‬‬
‫وقال البَعيثُ في ال ُم ْعصِرات ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/64‬‬

‫لقْحُوان تَشُوفُهُ ‪ %‬ذِهَابُ الصّبَا وال ُم ْعصِرَاتُ‬


‫جعَلَها سَحائبَ ذواتِ المَطَر ‪ ( % :‬وذِي أُشُ ٍر كا ُ‬
‫فَ‬
‫الدّوالِحُ ) ‪ %‬والدّوالحُ ‪ :‬من َنعْت السّحابِ ل من َن ْعتِ الرّياح ‪ ،‬وهي التي أَ ْثقََلهَا الما ُء فهي َتدْلحُ ‪،‬‬
‫ضهُمْ فِيه‬
‫عصِرُوا ‪ُ :‬أ ْمطِرُوا ‪ ،‬وبذلك قرَأ بع ُ‬
‫لمْطار ‪ .‬وأُ ْ‬
‫شيَ المُ ْثقَلِ ‪ .‬والذّهَاب ‪ :‬ا َ‬
‫أَي َتمْشِي مَ ْ‬
‫عصِرُوا أَيضا ‪ُ :‬أمْطِرُوا ‪ ،‬ومنه‬
‫س وفِيهِ ُي ْعصَرُون ‪ .‬أَي ُيمْطَرُون ‪ .‬وقال ابن القَطّاع ‪ :‬و ُ‬
‫ُيغَاثُ النّا ُ‬
‫قراءَة ُي ْعصَرُون أَي ُيمْطَرُون ‪ .‬انتهى ‪ .‬ومَنْ قَرَأَ َي ْعصِرون قال أَبو ال َغوْث ‪ :‬أَراد يَسْ َتغِلّون ‪ ،‬وهو‬
‫عصْرِ العِ َنبِ )‬
‫من َ‬
‫والزّ ْيتِ ‪ .‬وقُرِئ وفيه َت ْعصِرُون من ال َعصْرِ أَيضا ‪ .‬وقال أَبو عُبَيْدَة ‪ .‬هو من ال َعصَرِ ‪ ،‬وهو‬
‫المَنْجَاةُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال ُم ْعصِرُ ‪ :‬السّحَابَةُ التي قد آنَ َلهَا أَنْ َتصُبّ ‪ .‬قال َثعْلَب ‪ :‬وجارِيَةٌ ُم ْعصِرٌ ‪ ،‬منه‬
‫‪ ،‬وليس ب َقوِىّ ‪ .‬وقال الفَرّاءُ ‪ :‬السّحَابَةُ ال ُمعْصِرُ ‪ :‬التي تَ َتحَلّب بالمَطَر ‪ ،‬وَلمّا تَجْتَمعْ ‪ ،‬مثْل‬
‫حضْ ‪ .‬وقال أَبو حنيفة ‪ :‬وقال َقوْمٌ ‪ :‬إِنّ ال ُم ْعصِرَاتِ‬
‫الجارِيَة ال ُم ْعصِر قد كا َدتْ َتحِيضُ وَلمّا َت ِ‬
‫س ْهكَ‬
‫ش َهدُوا بقول الشاعر ‪ ( % :‬وكأَنّ ُ‬
‫ج والغُبَارُ ‪ ،‬واسْت ْ‬
‫ت الَعَاصير ‪ ،‬وهو الرّهَ ُ‬
‫الرّياحُ ذَوا ُ‬
‫خلِ ) ‪ %‬و ُر ِوىَ عن ابن عَبّاس أَنّه قال ‪:‬‬
‫ب الفَدَا ِفدِ وال ّنقَاعَ بمُنْ ُ‬
‫سوْنَها ‪ %‬تُ ْر َ‬
‫ال ُم ْعصِرَاتِ كَ َ‬
‫ن معنى مِنْ في قوله من ال ُم ْعصِرَات َمعْنَى الباءِ ‪ ،‬كأَنّه قال ‪:‬‬
‫عمُوا أَ ّ‬
‫ال ُم ْعصِرَات ‪ :‬الرّياحُ ‪ .‬وزَ َ‬
‫وأَنْزَلْنا بال ُم ْعصِرات ماءً َثجّاجا ‪ .‬وقيل ‪ :‬بل ال ُم ْعصِراتُ ‪ :‬الغُيُوم أَ ْنفُسُها ‪ .‬قال الَزْهريّ ‪ :‬وقَ ْولُ‬
‫ستْ من‬
‫ن الَعاصِيرَ من الرّياح لَيْ َ‬
‫ل لَ ّ‬
‫جّ‬‫من فَسّر ال ُم ْعصِرات بالسّحابِ َأشْبَهُ بما أَرَادَ الُ عَزّ و َ‬
‫رِيَاحِ المَطَرِ ‪ ،‬وقد ذكر ال تعالَى أَنّه يُنْزِل منها ماءً ثَجّاجا ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/65‬‬

‫عصَارٌ‬
‫والِعْصَارُ ‪ :‬الرّيح تُثيرُ السّحَابَ ‪ ،‬أَو هي الّتي فيها نارٌ ‪ ،‬مذكّر ‪ .‬وفي التّنْزِيل ‪ :‬فَأصَا َبهَا إِ ْ‬
‫عصَارُ ‪ :‬رِيحٌ تُثِير سَحابا ذاتُ رَعْد وبَرْقٍ أَو الِعْصارُ ‪ :‬الرّياحُ ‪:‬‬
‫فيه نَارٌ فاحْتَ َر َقتْ وقيل ‪ :‬الِ ْ‬
‫سمّيهَا الناسُ‬
‫حوِ السّماءِ وهي التي تُ َ‬
‫ض وتُثِيرُ الغُبَارَ ‪ :‬وتَرْتَفعُ كال َعمُودِ ِإلَى َن ْ‬
‫التي َت ُهبّ من الَ ْر ِ‬
‫عصَارٌ ‪ ،‬حَتّى َت ُهبّ كذلك بشِدّة ‪ ،‬قاله الزّجّاجُ ‪ ،‬أَو‬
‫شدِي َدةٌ ‪ ،‬ل ُيقَال لها ‪ :‬إِ ْ‬
‫ال ّزوْ َبعَة ‪ ،‬وهي رِيحٌ َ‬
‫جدّ‬
‫شمّاخ ‪ِ ( % :‬إذَا ما َ‬
‫عصَارُ ‪ :‬الرّيحُ الّتِي فيها ال ِعصَارُ ‪ ،‬ككِتَاب ‪ ،‬وهو الغُبَارُ الشّدِيدُ ‪ ،‬قال ال ّ‬
‫الِ ْ‬
‫عصَارا ) ‪ %‬وقال أَبُو زَيْدٍ ‪ :‬الِعْصَارُ ‪ :‬الرّيحُ التي‬
‫واسْتَ ْذكَى عَلَ ْيهَا ‪ %‬أَثَرْنَ عَلَيْه من رَهَجٍ ِ‬
‫صمَعيّ ‪ ( % :‬وبَيْنَما المَرْءُ في الَحْيَاءِ‬
‫ل ْ‬
‫عصَارِ أَعَاصِيرُ ‪ ،‬وأَنشد ا َ‬
‫جمْ ُع الِ ْ‬
‫سطَعُ في السّماءِ ‪ .‬و َ‬
‫تَ ْ‬
‫حدِيثُ أَبي هُرَيْ َرةَ‬
‫ُمغْتَبِطٌ ‪ %‬إِذا ُهوَ ال ّرمْسُ َت ْعفُوهُ الَعَاصيرُ ) ‪ %‬كال َعصَ َرةِ ‪ ،‬مُحَرّكةً ‪ ،‬ومنه َ‬
‫عصَارٌ ‪ .‬فقال ‪ :‬أَيْنَ‬
‫عصَ َرةٌ ‪ .‬وفي ِروَايَة ‪ :‬إِ ْ‬
‫ضيَ ال عنه ‪ :‬أَنّ امْرََأةً مَرّت بهِ مُ َتطّيَبةً ِبذَيْلها َ‬
‫َر ِ‬
‫سحْبِها ‪ .‬وبعضُهم يَرْويه ‪:‬‬
‫سجِدَ أَرادَ الغُبَارَ أَنّه ثارَ من َ‬
‫تُرِيدينَ يا َأمَةَ الجَبّار فقالَتْ ‪ :‬أُرِيدُ المَ ْ‬
‫عصَرةٌ ‪ :‬غَبَ َرةٌ من كثْرة الطّيب ‪ .‬ومن ال َمجَاز ‪:‬‬
‫عصْرَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ .‬وفي الَساس ‪ :‬ولِذَيلها َ‬
‫ُ‬
‫العْتِصار ‪ :‬انْ ِتجَاعُ العَطِيّة ‪ ،‬هكذا في سائر النّسَخ ‪ ،‬والصّوابُ ‪ :‬ارْتِجاعُ العَطيّة ‪ .‬ففي اللّسَان ‪:‬‬
‫جهَيْن ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬اعْ َتصَ ْرتُ من فُلنٍ شَيْئا ‪ ،‬إِذا َأصَبْتَه منه ‪ ،‬والخَرُ أَنْ َتقُولَ ‪:‬‬
‫العْ ِتصَارُ على وَ ْ‬
‫ج ْعتُ فيها ‪) ،‬‬
‫عطِيّةً فاعْ َتصَرْتُها ‪ ،‬أَي رَ َ‬
‫أَعْطَيْت فُلنا َ‬
‫ف وَأكْرَمُ ) ‪%‬‬
‫ع ّ‬
‫شيْءٍ َمضَى فاعْ َتصَرْتُهُ ‪ %‬ولَلنّحْلَةُ الُولَى أَ َ‬
‫وأَنشد ‪ ( % :‬نَ ِد ْمتُ على َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/66‬‬

‫شعْبيّ َيعْ َتصِر الوالِ ُد على وَلَده في مالِه ‪ .‬قال ابنُ‬


‫حدِيثُ ال ّ‬
‫ج َعهَا ‪ .‬ومنهُ َ‬
‫واعْ َتصَرَ العَطِيّةَ ‪ :‬ارْتَ َ‬
‫عدّاه بعَلَى لَنّه في َمعْنَى يَرْجِع عَلَيْه و َيعُودُ عَلَيْه ‪ .‬والعْتِصَارُ أَيضا ‪ :‬أَنْ َي َغصّ‬
‫الَثِير ‪ :‬وإِ ّنمَا َ‬
‫إِنسانٌ بالطّعام ف َيعْ َتصِرَ بالمَاءِ ‪ ،‬أَي يَشْرَبَه قليلً قليلً ليُسِيغَهُ ‪ ،‬قال عَديّ بنُ زَيْد ‪َ ( % :‬لوْ ِبغَيْرِ‬
‫ت كال َغصّانِ بالمَاءِ اعْتصَارِي ) ‪ %‬والعْتصَارُ ‪ :‬أَنْ تُخْرِجَ من الِنسان‬
‫المَاءِ حَ ْلقِي شَ ِرقٌ ‪ %‬كُ ْن ُ‬
‫مالً بغُ ْرمٍ أَو ِبغَيْرِه من الوُجُوهِ ‪ ،‬قال ‪ :‬فمَنّ واسْتَ ْبقَى ولَمْ َيعْ َتصِرْ ‪.‬‬
‫خلَ عليه بما عنْ َدهُ ‪ ،‬والعْتصَارُ ‪ :‬المَنْعُ ‪ ،‬ومنه‬
‫خلُ ‪ ،‬يقال ‪ :‬اعْ َتصَرَ عَلَيْه ‪ :‬بَ ِ‬
‫والعْتصَار ‪ :‬ال ُب ْ‬
‫عطَاهُ ‪ ،‬ولَيْس للوَلَد أَن‬
‫عمَرَ رَضيَ ال عنه ‪ :‬أَنّه َقضَى أَنّ الوالِدَ َيعْ َتصِ ُر وَلَ َدهُ فيمَا أَ ْ‬
‫حدِيثُ ُ‬
‫َ‬
‫عطَا ِء و َيمْ َنعَه إِيّا ُه ‪ ،‬و ُكلّ‬
‫َيعْ َتصِرَ من والده ‪ ،‬ل َفضْلِ الوالِد عَلَى الوَلَد ‪ :‬أَي َلهُ أَنْ يَحْ ِبسَه عن الِ ْ‬
‫شيْءٍ مَ َنعْتَه وحَ َبسْتَه فقد اعْ َتصَرْتَه ‪ ،‬ومن المَجَاز ‪ :‬العْتصارُ ‪ :‬اللْتِجاءُ ‪ ،‬كال ّت َعصّر ‪ ،‬وال َعصْرِ ‪،‬‬
‫َ‬
‫عصَ َر و َت َعصّر ‪ ،‬إِذا َلجَأَ إِلَيْه ولذَ به ‪ ،‬وكذلك عاصَ َرهُ ‪ ،‬كما في الَسَاس ‪ .‬ومن‬
‫وقد اعْ َتصَرَ به و َ‬
‫حمَرَ ‪ ( % :‬وإِ ّنمَا العَيْشُ‬
‫خذَ ‪ .‬قال ابْنُ َأ ْ‬
‫شيْءٍ ‪ :‬أَ َ‬
‫خذُ ‪ ،‬وقد اعْ َتصَرَ من ال ّ‬
‫المَجَازِ ‪ :‬العْ ِتصَارُ ‪ :‬الَ ْ‬
‫ل مالَ‬
‫جِ‬‫خذٌ ‪ .‬وقال العْتريفيّ ‪ :‬العْ ِتصَارُ ‪َ :‬أخْذُ الرّ ُ‬
‫برُبّانهِ ‪ %‬وأَ ْنتَ من َأفْنَانِه ُمعْ َتصِرْ ) ‪ %‬أَي آ ِ‬
‫ن مالَ فُلنٍ ‪ِ ،‬إلّ أَنْ َيكُونَ قَريبا لَهُ‬
‫وَلَدِه لِ َنفْسِه أَو إِبقاؤُه على وََلدِه ‪ .‬قال ‪ :‬ول ُيقَالُ ‪ :‬اعْ َتصَرَ فل ٌ‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬ويُقَالُ لِ ْلغُلمِ أَيضا ‪ :‬اعْ َتصَ َر مالَ أَبِيه ‪ ،‬إِذَا َأخَذَه ‪.‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/67‬‬

‫جلٌ كَرِيمُ ال َم ْعصَر ‪ ،‬ك َمقْعَد ‪ ،‬وال ُمعْتَصَرِ ‪ ،‬وال ُعصَا َرةِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬أَي‬
‫ومن المَجَاز ‪َ :‬قوُْلهُم ‪َ :‬ر ُ‬
‫جَوادٌ عنْد المَسَْألَةِ كَريمٌ ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬مَنيعُ ال ُمعْ َتصَرِ ‪ ،‬أَي مَنيعُ المَ ْلجَِإ ‪ .‬ومن المَجَاز ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬فُلنٌ‬
‫كَرِيمُ ال َعصْرِ هكذا في النّسخ ‪ ،‬والصّوابُ ‪ :‬كريم ال َعصِيرِ ‪ ،‬كَأمِير ‪ ،‬كما هو في اللّسَان والتّكملة ‪،‬‬
‫صهْبَاءَ حُ ّرةٍ ‪ِ %‬ل َعوْهَجَ أَو للدّاِعريّ‬
‫ل َ‬
‫سبِ ‪ ،‬قال الفَرَزْدَقُ ‪َ ( % :‬تجَرّدَ منها ُك ّ‬
‫أَي كَرِيمُ النّ َ‬
‫عصّرَ الزّ ْرعُ َت ْعصِيرا ‪ :‬نَبَ َتتْ َأ ْكمَامُ سُنْبُلِه ‪ ،‬كأَنّه مَأْخُوذٌ من ال َعصَر‬
‫عصِيرُهَا ) ‪ %‬ومن المَجاز ‪َ :‬‬
‫َ‬
‫‪ ،‬الذي هو المَلْجَُأ والحِرْز ‪ ،‬عن أَبي حَنيفَةَ ‪ ،‬أَي تَحرّزَ في غُُلفِه ‪ .‬وَأوْعيَةُ السّنْبل ‪َ :‬أخْبِيَتُه ولَفا ِئفُه‬
‫عصَرَ ‪ :‬الزّ ْرعُ ‪:‬‬
‫عصَرٌ ‪ .‬وفي التكملة ‪َ :‬‬
‫حصّن به فهو َ‬
‫حصْن يُتَ َ‬
‫وأَغْشِيتُه وَأ ِكمّتُه وقَنَا ِبعُه وكلّ ِ‬
‫صار في ) َأكْمامِه ‪ ،‬هكذا ضبطه بالتّخْفيف ‪ .‬وال ُمعْ َتصَرُ ‪ :‬الهَرَ ُم وال ُعمُرُ ‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪،‬‬
‫وأَنشد ‪ ( % :‬أَدْ َر ْكتُ ُمعْ َتصَرِي وأَدْ َركَنِي ‪ %‬حِلْمي ويَسّرَ قائدي َنعْلِى ) ‪ %‬هكذا فَسّره بال ُعمُرِ‬
‫والهَرَمِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬معناهُ ما كانَ في الشّبَابِ من الّلهْو َأدْ َركْتُه وَل َهوْتُ به ‪ ،‬يَذْ َهبُ إِلى العْ ِتصَارِ‬
‫عصُرُ ‪ :‬أَبو قبِيلَة‬
‫شيْ ِء والَخْذُ مِنْه ‪ .‬والَ ّولُ أَحْسَنُ ‪ .‬و َيعْصُرُ ‪ ،‬كيَ ْنصُرُ ‪ ،‬أَو أَ ْ‬
‫الذي هو الِصابَةُ لل َ‬
‫ل وَأقْ ُتلُ و ُيقَال ل َي ْعصُرَ‬
‫سعْد ابن قَيْس عَيْلَنَ ‪ ،‬ل يَ ْنصَرفُ لَنّه مثلُ َيقْ ُت ُ‬
‫سمُه مُنَبّهُ بنُ َ‬
‫من قَيْس ‪ ،‬وا ْ‬
‫عصُرَ ‪ ،‬وُأمّه باهَلُة‬
‫سعْد مَناةَ بن ماِلكِ بنِ أَ ْ‬
‫‪ :‬الصّادِحانِ ‪ ،‬قاله ابنُ الكَلْ ِبيّ منها باهِلَةُ ‪ ،‬و ُهمْ بنو َ‬
‫س ْعدِ العَشِيرَة من َمذْحِج ‪ ،‬وبها ُيعْ َرفُونَ ‪ :‬قال سيبويْه ‪ :‬وقالُوا ‪ :‬باهِلَةُ بنُ‬
‫صعْب بن َ‬
‫ب ْنتُ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/68‬‬

‫عصْر ‪ ،‬وَأمّا َي ْعصُ ُر فعضلَى بَ َدلِ الياءِ من الهَمزة ‪ ،‬ويَشهَدُ بذلِك ما‬
‫جمْع َ‬
‫س ّميَ ب َ‬
‫عصُر ‪ ،‬وإِنّما ُ‬
‫أَ ْ‬
‫س ّميَ بذلك ل َقوْله ‪ ( % :‬أَبُ َنىّ إِنّ أَباك غَيّرَ َلوْنَهُ ‪ %‬كَرّ اللّيَالِي‬
‫وَرَدَ به الخبَرُ ‪ ،‬من أَنّه إنما ُ‬
‫ع ْوصَرٌ‬
‫س ٌم ‪ ،‬والواوُ زائ َدةٌ ‪ .‬و َ‬
‫عصُرِ ) ‪ %‬وال َع ْوصَ َرةُ ‪ ،‬وفي التّكملَة ‪ :‬وعَ ْوصَ َرةُ ‪ :‬ا ْ‬
‫واخْتلفُ الَ ْ‬
‫جوْهَر وحَيْدَر ‪ ،‬وعَ ْنصَرٌ بالنّون َبدَل التّحْتيّة ‪ :‬مَواضِعُ ‪ ،‬والّذي في اللّسَان ‪:‬‬
‫وعَ ْيصَرٌ ‪ ،‬ك َ‬
‫عصَ ْنصَرٌ ‪ ،‬كُلّه َم ْوضِع ‪ ،‬فَلْيُتََأمّل وال ِعصَارُ ‪ ،‬ككِتَاب ‪ :‬الفُسَاءُ ‪ ،‬وهو‬
‫عصَ ْيصَرٌ و َ‬
‫صوْصَرٌ و َ‬
‫ع َ‬
‫َ‬
‫عصَ َرتْ به الرّيحُ مِنَ التّرَاب في ال َهوَاءِ ‪ .‬قال الفَرَزْدق ‪ ( % :‬إِذا َت َعشّى عَتِيقَ‬
‫مَجاز ‪ ،‬وَأصْلُه ما َ‬
‫عصَارٌ ذو َأضَامِيمِ ) ‪ %‬وعصَارٌ ‪ :‬مِخْلفٌ بال َيمَن ‪ ،‬وقال‬
‫حتَ الخَميلِ ِ‬
‫ال ّتمْرِ قَامَ َلهُ ‪َ %‬ت ْ‬
‫عصَارٍ من الدّهْرِ ‪ ،‬أَي حين ‪ ،‬هكذا في‬
‫الصاغانيّ ‪ :‬من َمخَاليف الطائف ‪ .‬و ُيقَالُ ‪ :‬جَاءَ على ِ‬
‫اللّسَان وال ّت ْكمِلَة ‪ .‬وفي حَديث خَيْبَر ‪ :‬سََلكَ رسُولُ ال ‪ ،‬صلّى ال عَلَيْه وسلّم ‪ ،‬في مَسيره إِلَ ْيهَا‬
‫ن الَثيرِ بالتّحْرِيك ‪،‬‬
‫عصْر ُهوَ بالكَسْر ‪ ،‬هكذا ضَبَطَه الصاغانيّ في ال َتكْملَة ‪ ،‬وضَبَطَه اب ُ‬
‫عَلَى ِ‬
‫ومثلُه في ُم ْعجَم أَبي عُبَيْدٍ ‪ :‬جَ َبلٌ بين المَدينَة الشريفَة ووَادِي الفُرْعِ ‪ ،‬وعنْدَه مَسْج ٌد صَلّى فيه‬
‫شجَ َرةٌ كَبِي َرةٌ ‪َ ،‬أوْرَدَه الصاغانيّ ‪.‬‬
‫رَسُولُ ال ‪ ،‬صَلّى ال عليه وسلّم ‪ .‬وال َعصْ َرةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪َ :‬‬
‫حسَنَ ‪ ،‬وقد نَ ّبهْنا عَلَيْه هُناك ‪ ،‬وَأوْرَدَنا‬
‫وال ُعصْ َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬المَنْجاة ‪ .‬ولو َذكَره عند نَظَائِره َلكَانَ أَ ْ‬
‫له شاهِدا ‪ .‬وقال أبو زَيْد ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬جاءَ فُلنٌ لكن لم يَجِئ ل ُعصْرٍ ‪ ،‬بالضّ ّم ولَيْسَ في َنصّ أَبي زَيْد‬
‫جئْ حينَ المَجئِ ‪ ،‬و ُيقَال‬
‫َلفْظَة لكِنْ ‪ :‬لم َي ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/69‬‬

‫أَ ْيضَا ‪ :‬نَامَ فلنٌ وما نامَ ل ُعصْرٍ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬هكذا في النّسَخ ‪ ،‬والّذِي في َنصّ أَبي زَيْد ‪ :‬ما نام‬
‫عصْرا ‪ ،‬وهكذا نقله صاحبُ اللّسَان والصاغانيّ وغَيْرُهما ‪ :‬أَي لم َيكَد يَنا ُم ‪ .‬و ُمقْ َتضَى عِبَارَة‬
‫ُ‬
‫ن يكونَ بالفَتْح في ال ُكلّ فإِنّه )‬
‫الَساس أَ ْ‬
‫عصْرا أَو ِل َعصْر ‪ ،‬أَي في وقت‬
‫عصْرا وِل َعصْر ‪ ،‬أَي في َوقْته ‪ ،‬ونام فُلنٌ ولم يَنَم َ‬
‫قال ‪ :‬ما َفعَلْتُه َ‬
‫ويوم وقد تقدّم لل ُمصَنّف في َأوّل المَادّة أَنّ ال َعصْرَ بالفَتْح يُطَلقُ على ال َوقْتِ وال َيوْم ‪ ،‬و ُيؤَيّده أَيضا‬
‫قولُ قَتَا َدةَ ‪ :‬هي ساعةٌ من ساعاتِ ال ّنهَار ‪ ،‬فَتََأ ّملْ ‪ .‬وفي الحَديث أَنّه صلّى ال تعالَى عليه وسَلّم‬
‫ل الفَجْر ل َيعْ َتصِرَ ُمعْتصِرُهم أَرادَ الّذي يُريدُ أَنْ َيضْربَ الغائِطَ ‪ ،‬وهو قاضي‬
‫َأمَرَ بِللً أَنْ ُيؤَذّنَ قَ ْب َ‬
‫الحاجَة لَيَتََأ ّهبَ للصّلةِ قبلَ دُخول َوقْتِها فكَنَى عَنْهُ بال ُمعْ َتصِرِ ‪ِ ،‬إمّا مِنَ ال َعصْرِ أَو ال َعصَر ‪ :‬وهو‬
‫عصَرٍ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬قَبِيلَةٌ من عَبْدِ القَيْس بن َأ ْفصَى ‪ ،‬منهم مَرْجُومٌ‬
‫خفَى ‪ .‬وبَنُو َ‬
‫المَلْجَُأ والمُسْ َت ْ‬
‫شهَاب ‪ ،‬وكان من َأشْرَاف عَبْد القَيْسِ‬
‫ال َعصَ ِريّ ‪ ،‬بالجِيم ‪ ،‬واسمُه عامِرُ بن مُرّ بن عَبْدِ قَيْسِ بن ِ‬
‫في الجاهِلِيّة ‪ ،‬قاله الحافِظ ‪ .‬وقال ابنُ الكَلْ ِبيّ ‪ :‬وكان المُتََلمّسُ قد مَدَح مَ ْرجُوما ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وابنُه‬
‫جمَل في أَرْ َبعَةِ آلف ‪ ،‬فصارَ معَ عَليّ َرضِيَ ال‬
‫عمْرُو بنُ مَرْجُوم َأحَ ُد الَشراف ‪ ،‬ساقَ يومَ ال َ‬
‫َ‬
‫عمْرُو بنُ المَ ْرجُوم العَبْديّ ‪ ،‬قَدِ َم في َوفْد عَبْد القَيْس ‪ ،‬قاله‬
‫عنه ‪ .‬وفي ُمعْجَم الصّحَابَة لبْنِ َفهْد ‪َ :‬‬
‫سعْد ‪ ،‬واسمُ أَبيه عَبْدُ قَيْس بنُ عمْروٍ ‪ ،‬فانْظُرْ هذا مع كلم الحافظِ ‪ .‬وفي أَنْسَاب ابن الكَلْبيّ‬
‫ابنُ َ‬
‫عمْرَو بنَ مَرْجُوم هذا من بَني جَذِيمَةَ بن‬
‫أَنّ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/70‬‬

‫عمْرِو بن وَديعَة بن ُلكَيْزِ بن َأ ْفصَى بنِ عَبْد القَيْس ‪.‬‬


‫عوْف بن أَنْمارِ ابنِ َ‬
‫عوْفِ بنِ َبكْر بن َ‬
‫ِ َ‬
‫شهَر ‪ ،‬والثاني َأ ْفصَح ‪ ،‬هكذا صَرّح به‬
‫لوّل َأ ْ‬
‫والعُ ْنصُرُ ‪ ،‬بضم العَيْن والصاد و ُتفْتَحُ الصادُ ‪ ،‬ا َ‬
‫سبُ ‪ ،‬يقال ‪ :‬فُلنٌ كَرِيمُ العُ ْنصُر ‪ ،‬كما يُقال ‪ :‬كَرِيمُ ال َعصِير ‪ .‬وهذا‬
‫حَ‬‫لصْلُ وال َ‬
‫شفَاءِ ‪ :‬ا َ‬
‫شُرّاح ال ّ‬
‫يَ ُدلّ على أنَ النّونَ زائدةٌ ‪ ،‬وإِليه َذهَب الجوهريّ ‪.‬‬
‫سفَرْجَل ‪ :‬جَ َبلٌ وقال ابن‬
‫ضعّفُوه ‪ .‬وعَصَ ْنصَرٌ ‪ ،‬ك َ‬
‫ومنهم مَن جَزَم بَأصَالَتهَا ‪ .‬قال شيخُنَا ‪ :‬وقد َ‬
‫ي كما في اللّسان واستَدْركه شيخُنَا ‪ ،‬وهو‬
‫خمَاس ّ‬
‫دريد ‪ :‬اسمُ َم ْوضِع ‪ .‬وذكره الَزْهَ ِريّ في ال ُ‬
‫سمُ طائِر صغير ‪ ،‬لم يَ ْذكُره ‪ ،‬فهو مُسْ َتدْرَك عليه ‪ .‬وممّا‬
‫موجودٌ في الكِتَاب ‪َ .‬نعَ ْم قولُه ‪ :‬وا ْ‬
‫عصَ َرتْ ‪ :‬جاءَت‬
‫ح وأَ ْ‬
‫عصَرَت الرّي ُ‬
‫عصْرا ‪ ،‬أَي بَطِيئا ‪ .‬و َ‬
‫يستدرك عليه ‪ :‬يقال ‪ :‬جاءَ فلنٌ َ‬
‫بالِعصَار ‪ ،‬قاله الصاغانيّ ‪ .‬ويقولون ‪ :‬ل َأ ْف َعلُ ذلك ما دام للزّ ْيتِ عاصرٌ ‪َ .‬يذْهَبُونَ به إِلى الَبَدِ‬
‫عصَا َرةَ أَ ْرضِي ‪َ :‬أخَذَ غَلّتها ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ ،‬قاله الزمخشريّ ‪ .‬ومنه قراءَة مَنْ قَرَأَ وفيه‬
‫‪ .‬واشْ َتفّ ُ‬
‫عصْر العِنَب والزّ ْيتِ ‪ .‬وقُ ِرئّ وفيه ت ْعصِرُون‬
‫َي ْعصِرُونَ قال أَبو الغوْث ‪ ،‬أَي َيسْ َتغِلّونَ ‪ ،‬وهو من َ‬
‫ي وقيل ‪:‬‬
‫‪ ،‬من ال َعصَر مُحَرّكة ‪ ،‬وهو المَ ْلجَأُ ‪ ،‬أَي تَلْ َتجِئُوون قاله اللّيث ‪ ،‬وقد أَ ْنكَرَه الَزْهَ ِر ّ‬
‫عصْرٌ َمصْرٌ ‪،‬‬
‫صبِ ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬إِنّ الخَيْر بهذا البََلدِ َ‬
‫خ ْ‬
‫َي ْعصِرُون ‪ :‬يَنْجون من البل ِء ويعتصمون بال ِ‬
‫أَي ُيقَلّل و ُيقَطَع ‪.‬‬
‫جدَة )‬
‫جلِ يَ ْلقَى قِرْنَه في النّ ْ‬
‫عصَارا ‪ُ .‬يضْرَب للرّ ُ‬
‫ومن أَمثالِ العَرَب ‪ :‬إِن كُ ْنتَ رِيحَا فقد لَ قَيْت إِ ْ‬
‫والبَسَالَةِ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/71‬‬

‫خصَ فيها ِإلّ للشّيْخِ ال َم ْعقُوف‬


‫وفي حديث القاسم ‪ :‬أَنّه سُئلَ عن ال ُعصْرَة للمَرْأَة ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل أَعْلَم ُر ّ‬
‫س لَحَدٍ‬
‫المُنْحَنِي ‪ .‬ال ُعصْ َرةُ هنا ‪ :‬مَنْعُ البِ ْنتِ من التّزْويج ‪ ،‬وهو من العْ ِتصَار ‪ :‬المَنْع ‪ ،‬أَرادَ لَ ْي َ‬
‫خدَامها ‪.‬‬
‫ع َقفُ ‪ ،‬له ب ْنتٌ ‪ ،‬وهو ُمضْطَرّ إِلى استِ ْ‬
‫مَنْعُ امرأَة من التَ ْزوِيج ِإلّ شَيْخٌ كبير أَ ْ‬
‫عصْرَتَه‬
‫خذَ ُ‬
‫عصْ َرهَ ال َعطَاءِ ‪ ،‬أَي َثوَابَه ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬أَ َ‬
‫واعْ َتصَر مالَه ‪ :‬اسْ َتخْرَجَه من يدِه ‪ .‬وفلنٌ َأخَذ ُ‬
‫شيْءَ َنفْسَه ‪ .‬والعَاصِرُ وال َعصُورُ ‪ :‬الذي َيعْ َتصِر و َي ْعصِرُ من مال وَلَدِه شَيئا بغير إِذْنِه ‪.‬‬
‫‪ ،‬أَي ال ّ‬
‫جلُ ‪ ،‬إِذا َتعَسّر ‪ .‬وال َعصّارُ ‪:‬‬
‫ويُقَال ‪ :‬فلنٌ عَاصرٌ ‪ ،‬إِذا كانَ ُممْسِكا أَو قَليلَ الخَير ‪ .‬و َت َعصّر الرّ ُ‬
‫ي ‪ :‬ويقال ‪:‬‬
‫المَِلكُ المَلْجأُ ‪ .‬وال ُعصْرَةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ال َموَالي الدّنْيَةُ دُونَ مَنْ سوَاهُم ‪ .‬قال الَزهر ّ‬
‫عصَ ُر ول أَ ْبصَرُ ‪،‬‬
‫عصَرٌ ول َبصَرٌ ‪ ،‬بالتّحْرِيك ‪ ،‬ول أَ ْ‬
‫ُقصْ َرةٌ ‪ ،‬بهذا ال َمعْنَى ‪ .‬ويقال ‪ :‬ما بينهما َ‬
‫عطَشا ‪.‬‬
‫ن و َمعْصُورُ اللِسَانِ ‪ ،‬أَي يابسٌ َ‬
‫أَي ما بَيْنَهما َموَ ّدةٌ ول قَرَابَةٌ ‪ .‬ويقال ‪َ :‬مقْصُورُ الطّيْلَسا ِ‬
‫حيْ‬
‫عطَشا ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬قال الطّ ِرمّاح ‪ ( % :‬يَ ُبلّ ب َم ْعصُورٍ جَنا َ‬
‫وال َمعْصُورُ ‪ :‬اللّسان اليابس َ‬
‫جدْب ‪ ،‬قاله َثعْلَب ‪ ،‬وأَنشد ‪ :‬أَيّامَ‬
‫ضَئيلَةٍ ‪ %‬أَفاوِيقَ منها هَلّ ٌة و ُنقُوعُ ) ‪ %‬وعامَ ال َمعَاصير ‪ :‬عامُ ال َ‬
‫جدْب ‪ .‬قال ابنِ‬
‫أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصِيرِ ‪ .‬فَسّره فقال ‪ :‬بَلَغ الوَسَخُ إِلى َمعَاصِمي ‪ ،‬وهذا من ال َ‬
‫سِيدَه ‪ :‬ول َأدْرِي ما هذا التفسير وال َعصَرَة ‪ ،‬محركةً ‪َ :‬فوْحةُ الطّيبِ ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وال ِعصَار ‪،‬‬
‫بالكسر ‪ :‬مصدر‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/72‬‬

‫عصْ َرهُ ‪ .‬قاله‬


‫عصْ ٍر واحد ‪ ،‬أَو أَدرَكتُ َ‬
‫عصَارا ‪ ،‬أَي كنتُ أَنا و ُهوَ في َ‬
‫عاصَ ْرتُ فلنا ُمعَاصَ َرةً و ِ‬
‫عصَا َرةُ‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬قلت ‪ :‬ومنه قولهم ‪ :‬المُعاصَرَة مُعاصَرَة ‪ ،‬وال ُمعَاصِرُ ل يُنَاصِر ‪ .‬ووَلَدُ فلنٍ ُ‬
‫عصَارَاتِ الكَرَم ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬واعْ َتصَرْتُ به وعاصَرْتُه ‪ُ :‬ل ْذتُ به واسْ َتغَ ْثتُ ‪ ،‬كما‬
‫كَرَمٍ ‪ ،‬ومن ُ‬
‫عصْ َرةً ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬أَي كا َدتْ‬
‫في الساس ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬ويقولون ‪َ :‬بلّ المَطَرُ ثِيابَه حتىّ صا َرتْ ُ‬
‫أَنْ ُت ْعصَر ‪ .‬وال َعصْرُ ‪ :‬ال َم ْعصُور ‪ .‬وعُصا َرةُ الشيءِ ‪ :‬نُقايَتُه ‪ .‬واعْ َتصَرَ ال َغصّانُ بالما ِء ‪ .‬وتقول‬
‫‪ :‬وَعْدُه إِعْصارٌ وليس بعده إِحضارٌ بل إِعصار ‪ .‬و َت َعصّر ‪َ :‬بكَى ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وقال الصاغانيّ‬
‫عمْرو ‪ :‬العُ ْنصُر ‪ :‬الداهيَةُ ‪ .‬وقال بعضُهم ‪ :‬العُ ْنصُر ‪ :‬ال ِهمّة ‪ ،‬والحاجَة ‪ .‬قال البَعيث ‪:‬‬
‫‪ :‬قال أَبو َ‬
‫‪َ ( %‬ألَ راحَ بالرّهْن الخَليطُ َفهَجّرَا ‪ %‬ولم تقضِ من بين العَشّياتِ عُ ْنصُرَا ) ‪ %‬وال َم ْعصَ َرةُ ‪:‬‬
‫أَرْبَعُ قُرىً ب ِمصْرَ ‪ ،‬بال ُبحَيْرَة والجِيزَة والفَيّوم وال ِبهْنَسا ‪ .‬وعصْر بن الرّبيع ‪َ :‬بطْنٌ من بَِلىّ ‪،‬‬
‫س ْمعَانيّ ‪ .‬واستدرك شَ ْيخُنا ‪ :‬ال َعصْرانِ ‪) ،‬‬
‫سكُون الصادِ ‪ ،‬نقله الحافظُ عن ال ّ‬
‫بتثليث العَيْن و ُ‬
‫غفَلَهُ‬
‫و َذكَر معناهُ ‪ :‬الغَدَا ُة والعَشىّ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬اللّ ْيلُ وال ّنهَارُ ‪ ،‬نقلً عن الفَرْق لبْنِ السّيدِ وقال ‪ :‬أَ ْ‬
‫ال ُمصَ ّنفُ َت ْقصِيرا ‪ ،‬مع أَنّه َموْجُودٌ في الصحاح ‪ .‬قُ ْلتُ ‪ :‬لم ُي ْغفِلْه ال ُمصَنّف فإِنّه َذكَرَ ال َيوْمَ واللّيْلَة ‪،‬‬
‫ي والغَداةُ ‪ ،‬وزاد أَنّه في َمعْنَى العَشىّ قد‬
‫ل منهما العضصْرُ ‪ ،‬وكذلك العَش ّ‬
‫ق على ك ّ‬
‫طلَ ُ‬
‫وأَنّه يُ ْ‬
‫يُحَرّك أَيضا ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/73‬‬

‫شمْسَيْن‬
‫ولَمْ يَأْت بصيغَة المُثَنّى كما أَتى بها غَيْرُه إِشارةً إِلى أَنّه ليس فيه َمعْنَى ال َتغْليب كما في ال ّ‬
‫غفَل شيخُنَا عن هذه الّنكْتَة ‪ ،‬وتَفطّنَ لها صاحبُ القامُوس ‪ ،‬وهو عَجِيبٌ منه ‪،‬‬
‫وال ُعمَريْن ‪ .‬وقد َ‬
‫ش ِقيّ ‪،‬‬
‫حهُ ال تَعالَى وعَفا عنه ‪ .‬والعَصّارُ ‪ ،‬ككَتّان ‪ :‬لَقبُ جماعَة ‪ ،‬منهم القاسمُ بن عِيسَى ال ّدمَ ْ‬
‫سامَ َ‬
‫حسَنِ عليّ بنُ عبد الرّحيمِ الّلغَويّ ‪،‬‬
‫شمُ بن يُونُس ‪ ،‬وأَبو ال َ‬
‫وهارُونُ بنُ كامِل ال َبصْ ِريّ ‪ ،‬وها ِ‬
‫حسَن ‪ ،‬وعبدُ الِ بنُ محمّد‬
‫حمّدُ بنُ عبد ال بن ال َ‬
‫ي ‪ ،‬ومُ ْ‬
‫حمَيْد المَادَرائ ّ‬
‫ومحمّد بنُ عَ ْب ِد الوَهّابِ بن ُ‬
‫حمّد بنِ العبّاسِ‬
‫حمَدُ بنُ ُم َ‬
‫عمْرو الجُ ْرجَا ِنيّ وعليّ بنُ محمّد بن عيسَى بنِ سَ ْيفٍ الجُرْجانيّ ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫بن َ‬
‫حفِي ُدهُ محمّدُ بنُ عبد ال بن‬
‫الجُ ْرجَاني ‪ ،‬وإِبراهيمُ بنُ مُوسَى الجُرْجا ِنيّ ‪ ،‬وابنُه إِسحَاقُ ‪ ،‬و َ‬
‫سحَاقَ ‪ ،‬و َفهْدُ بنُ الحا ِرثِ بنِ مِرْداس العَرْعَريّ ‪ ،‬ويَحْيَى بنُ ِهشَام ‪ ،‬وغيرهم ‪.‬‬
‫إِ ْ‬
‫و ُن ْعمَانُ بن عصْر بال َكسْر وقِيلَ بالفَتْح البَلَويّ بَدْريّ ‪ ،‬وقد اخْتُلِف في اسمِ والِدِه كثيرا ‪ .‬وابنُ أَبي‬
‫صفُر ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬نَباتٌ سُلفَتُه الجِرْيالُ ‪ ،‬وهي‬
‫عصْرُونَ ال َم ْوصِِليّ مشهورٌ ‪ .‬ع ص ف ر ‪ .‬ال ُع ْ‬
‫َ‬
‫شيْ ٌء وبَزْرُه‬
‫ُمعَرّبة ‪ ،‬قاله الَزْه ِريّ ‪ ،‬ومن خواصّه أَنّهُ ُيهَ ّرئُ اللّحْمَ الغَلِيظَ إِذا طُرِحَ منه فيه َ‬
‫ي ‪ ،‬وكِلهُما‬
‫صفُرُ ‪ :‬هذا الذي يُصبَغُ به ‪ ،‬منه رِيفيّ ‪ ،‬ومنه بَ ّر ّ‬
‫القِرْطِم كزِبْرِج ‪ .‬وفي المحكم ‪ :‬ال ُع ْ‬
‫صفُورُ بالضّمّ ‪ :‬طائِرٌ‬
‫عصْفَرَ َثوْبَهُ ‪ :‬صَ َبغَه به ‪ ،‬ف َت َعصْفَرَ ‪ .‬وال ُع ْ‬
‫يَنْ ُبتُ بأَ ْرضِ العَرَب ‪ .‬وقد َ‬
‫معروفٌ ‪َ ،‬ذكَرٌ ‪ ،‬وهي بهاءٍ ‪ ،‬قال شَيْخُنَا ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/74‬‬

‫شهْرَة ‪ ،‬وقِيل ‪ :‬الضّم إِ ّنمَا هو مشهورٌ طَرْدا لِلْبَابِ ‪،‬‬


‫َتقَرّر أَنّه من باب ُفعْلُل ‪ ،‬فإِطلقُه بِناءً على ال ّ‬
‫حكَى ابنُ‬
‫صفُورُ بالضّمّ ‪ ،‬و َ‬
‫حفّظ ‪ :‬ال ُع ْ‬
‫حكَى أَنّه ُيفْتَحُ في ُلغَةٍ ‪ .‬وفي شرح ِكفَايَة المُ َت َ‬
‫وأَنّ ابنَ رَشِيقٍ َ‬
‫شوَاذّ أَنّه ُيفْتَحُ في ُلغَة ‪ ،‬والفَتْحُ غَيْرُ َمعْرُوفٍ عند أَ ْهلِ الصّناعَة ‪ ،‬إِذ َفعْلُول‬
‫رَشِيقٍ في الغَرَائبِ وال ّ‬
‫صفُورُ ‪:‬‬
‫عصَى وفَرّ ‪ .‬انتهى ‪ .‬وال ُع ْ‬
‫صفُورا لَنّه َ‬
‫ع ْ‬
‫س ّمىَ ُ‬
‫حمْ َزةُ ‪ُ :‬‬
‫َمفْقُودٌ في الكَل ِم ال َفصِيح ‪ .‬قال َ‬
‫الجَرَادُ ال ّذكَرُ ‪.‬‬
‫خشَبَاتٍ فيه ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪ .‬وفي اللسان ‪ :‬فيها ‪،‬‬
‫جمَعُ أَطرَافَ َ‬
‫وال ُعصْفُورُ ‪ :‬خَشَ َبةٌ في ال َهوْدَج تَ ْ‬
‫لحْنَاءِ‬
‫شدّ بها ُرؤُوسُ ا َ‬
‫حلِ يُ َ‬
‫عصْفور الِكافِ ‪ ،‬أَو الخَشَبَاتُ التي َتكُونُ في الرّ ْ‬
‫وزاد ‪ :‬وهي كهَيْئة ُ‬
‫عصْفُورُ الِكاف ‪ :‬عُ ْرصُوفُه ‪ ،‬على‬
‫لقْتابِ ‪ .‬و ُ‬
‫ساَ‬
‫شدّ به ُرؤُو ُ‬
‫شبُ الذي تُ َ‬
‫خَ‬‫‪ .‬وال ُعصْفور أَيضا ‪ :‬ال َ‬
‫س القَ َتبِ‬
‫جمَعُ َرأْ َ‬
‫ج ْمهَرة ‪ :‬هي المَسَامِيرُ التي تَ ْ‬
‫جمْعُ العَرَاصِيفُ ‪ .‬وقال ابنُ دُرَيْدِ في ال َ‬
‫القَلْب ‪ ،‬وال َ‬
‫‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي الحَدِيث ‪ :‬قد حُ ّر َمتِ المَدِينَةُ أَنْ ُت ْعضَدَ أَو تُخْ َبطَ ِإلّ ِل ُعصْفُورِ قَ َتبٍ أَو َمسَدِ َمحَالَةٍ أَو‬
‫عصَافِي ُر القَ َتبِ‬
‫عصَافيرُ ‪ .‬و َ‬
‫حدُ عِيدَانِه ‪ ،‬وجمعُه َ‬
‫صفُو ُر القَ َتبِ ‪ :‬أَ َ‬
‫ع ْ‬
‫ن الَثير ‪ُ :‬‬
‫عصَا حَدي َدةٍ ‪ .‬قال اب ُ‬
‫َ‬
‫شدُودَانِ بال َعقَب أَو‬
‫جعَلْن بَيْنَ رُؤوُس َأحْنا ِء القَ َتبِ ‪ ،‬في رَأْس ُكلّ حِ ْن ٍو وَتِدانِ مَ ْ‬
‫‪ :‬أَربعةُ أَوتادٍ يُ ْ‬
‫ظمٌ‬
‫صلُ مَنْ ِبتِ الناصيَةِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو عَ ْ‬
‫صفُورُ ‪َ :‬أ ْ‬
‫بجُلود الِبِل ‪ ،‬فيه الظّلِفاتُ ‪ .‬وفي المحكم ‪ :‬ال ُع ْ‬
‫حتَ ناصِيَةِ‬
‫عصْفُورَان ‪َ ،‬يمْنَ ًة ويَسْ َرةً ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو ال ُعظَيْمُ الّذي تَ ْ‬
‫ناتئٌ في جَبينِ الفرَسِ و ُهمَا ُ‬
‫الفَرَسِ بَيْنَ العَيْنين وال ُعصْفُورُ ‪ :‬قُطَ ْيعَةٌ من ال ّدمَاغ تحت فَرْخِ الدّماغ كَأَنّه بائنٌ بَيْنَهما جُلَ ْي َدةٌ‬
‫َتفْصِلُها‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/75‬‬
‫صفُورُ ‪:‬‬
‫عصْفو ِرهِ ) ‪ %‬وال ُع ْ‬
‫وأَنشد ‪ ( % :‬ضَرْبا يُزِيلُ الهامَ عن سَري ِرهِ ‪ %‬عن أُمّ فَرْخِ الرّأْسِ أَو ُ‬
‫طمَ ‪ .‬وال ُعصْفُورُ ‪ :‬الكِتَابُ ‪َ ،‬أوْرَدَه الصاغانيّ ‪.‬‬
‫شمْرَاخ السّائلُ من غُ ّر ِة الفَرَس ل يَ ْبلُغ الخَ ْ‬
‫ال ّ‬
‫سفِينَة ‪ .‬وال ُعصْفور ‪ :‬المَِلكُ ‪ .‬وال ُعصْفور ‪ :‬السّيّد ‪ُ ،‬كلّ ذلك أَورده‬
‫سمَار ال ّ‬
‫وال ُعصْفور ‪ :‬مِ ْ‬
‫س ّميَ به لَنّه له صُو َرةٌ‬
‫سمّى ‪ :‬مَنْ رأَى مِثْلِي ‪ ،‬وإِ ّنمَا ُ‬
‫الصاغانيّ في ال ّتكْملَة ‪ .‬والعَصافيرُ ‪ :‬شَجرٌ يُ َ‬
‫ي ‪ .‬ومن )‬
‫صوْ َرةٌ كصُو َرةِ ال ُعصْفُور ‪ ،‬كَثي َرةٌ بفارِسَ ذكره الزهر ّ‬
‫كال َعصَافِير ‪ ،‬وفي التكملة ‪ :‬له ُ‬
‫ل ْمعَاءِ ‪ .‬و ُيقَال‬
‫ضفَا ِدعُ َبطْنِه وهي عبارةٌ عن ا َ‬
‫ت َ‬
‫عصَافِيرُ َبطْنِه ‪ ،‬كما ُيقَال ‪َ :‬نقّ ْ‬
‫َأمْثالهم ‪َ :‬ن ّقتْ َ‬
‫عصَافِيرُ بَطْنِك ‪ُ ،‬كلّ ذلك إِذا جاعَ ‪ ،‬وهو كِنَايَة ‪ .‬و َت َعصْفَرَت العُنُقُ ‪،‬‬
‫أَيضا ‪ :‬ل تَ ْأ ُكلْ حَتّى تَطيرَ َ‬
‫ص ْعفَرت ‪ ،‬بتقديم الصاد على العين ‪ ،‬وقد‬
‫إِذا الْ َتوَتْ ‪ ،‬هكذا َذكَ َر ُه الَزْهَريّ ‪ ،‬وقال ابنُ دريد ‪َ :‬ت َ‬
‫شهُور ‪ ،‬من‬
‫سفَ ال ّثقَفيّ أَخى الحَجّاجِ المَ ْ‬
‫حمّدِ بنِ يُو ُ‬
‫تقدّمت الِشَا َرةُ له ‪ .‬وال ُعصْفُ ِريّ ‪ :‬اسمُ فَرَس ُم َ‬
‫عمْروٍ الباهِليّ ‪ ،‬وكان‬
‫عوَجَ ‪ ،‬وكانَ الحَرُونُ ِل ُمسْلمِ بن َ‬
‫نَسْل الحَرُون بن الخُزَزِ ابنِ الوَثِيميّ بن أَ ْ‬
‫من أَ ْبصَرِ الناسِ بالخَيْل ‪ ،‬ولذا ُلقّب بالسّائسِ ‪ ،‬اشْتراهُ بأَ ْلفِ دِينَارٍ ‪ ،‬سَبَقَ الناسَ َدهْرا ل يَ َتعَلّق به‬
‫شعَراءِ َلمّا رَأَى غَلَبَةَ مُسْلم على السَ ْبقِ ‪% :‬‬
‫فَرَسٌ ‪ ،‬ثم افْتَحَلَه فلم يُنْتَج ِإلّ سَابِقا ‪ .‬وقال بعضُ ال ّ‬
‫ح ‪ %‬وما‬
‫خوَى مُ ْلكُها ‪ %‬فإِنّ الخِلفة في باهِلَهْ ) ‪ ( % %‬لِ َربّ الحَرُونِ أَبِي صالِ ٍ‬
‫( إِذا ما قُريشٌ َ‬
‫تِ ْلكَ بالسّنّةِ العادَِلةْ ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/76‬‬

‫فلمّا ماتَ ُمسْل ٌم ووَرَدَ الحَجّاجُ أَخَذ البُطَيْنَ ابن الحَرُون من قُتَيْبَةَ بنِ مُسْلِم ‪ .‬وإِن شاءَ ال تعالَى‬
‫سنأْتي على ِذكْرِ الحَرُون ونَسَبِه وأَصالَته في ح ر ن أَكثر ممّا ذكرنا هنا ‪ ،‬وبال التوفيق ‪.‬‬
‫عمْرو ‪ ،‬ونقله عنه الصاغانيّ والزهريّ ‪ .‬وفي‬
‫ج َملٌ ذُو سَنَامَيْنِ ‪ ،‬قاله أَبو َ‬
‫وال ُعصْفُوريّ ‪َ :‬‬
‫الصّحاح ‪ :‬عَصافِيرُ المُ ْنذِرِ ‪ :‬إِ ِبلٌ كَا َنتْ للمُلُوكِ نَجائبُ ‪ ،‬وفي ال ّتهْذِيب ُر ِوىَ أَنّ الّن ْعمَانَ أَمرَ‬
‫عصَافِيرِه ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬أَظُنّه أَرادَ ‪ :‬من فَتَايَا نُوقِه ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪:‬‬
‫للنا ِبغَةِ بمائةِ ناقَةٍ من َ‬
‫حسَ ْدتُ َأحَدا‬
‫حسّانُ بنُ ثابِت ‪ :‬فما َ‬
‫كان للنّعمان بنِ المُنْذِر نَجائبُ ُيقَالُ لها عَصافِيرُ الّن ْعمَان ‪ .‬قال َ‬
‫حسَدِي للنّا ِبغَة حِينَ َأمَرَ له الّن ْعمَانُ بنُ المُنْذِر بمائةِ ناقَة برِيشِها من عصَافِيرِه وجامٍ وآنِية من‬
‫ِفضّةٍ ‪ .‬قولُه ‪ :‬بِرِيشِها ‪ :‬كانَ عَلْيَها رِيشٌ لِ ُيعْلَمَ أَ ّنهَا من عَطَايَا المُلُوك ‪ ،‬كذا في اللّسَان وال ُعصَ ْيفِرَةُ‬
‫صفُرَة ‪ ،‬على التّشْبِيه ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪ :‬ال ُعصْفورُ‬
‫ع ْ‬
‫صغِيرُ ُ‬
‫صفَرُ الزّهْرِ ‪ ،‬كأَنّه َت ْ‬
‫ل ْ‬
‫ىاَ‬
‫‪ :‬الخِي ِر ّ‬
‫عصَافِيرُ‬
‫لمْثَال ‪ :‬طا َرتْ َ‬
‫ب ‪ .‬ومن ا َ‬
‫ص ِ‬
‫‪ :‬الوَلَدُ ‪ ،‬يمانِ َيةٌ ‪ .‬وال َعصَافِيرُ ‪ :‬ما على السّنَاسِنِ من ال َع َ‬
‫حمُودِ بنِ أَبِي َبكْرِ بنِ‬
‫صفُورٍ ‪ :‬من قُرَى ِمصْر ‪ .‬وأَبو َبكْرِ بن مَ ْ‬
‫ع ْ‬
‫رَأْسِه ‪ ،‬كنايَة عن الكِبْ ِر ‪ .‬ومُنْيَةُ ُ‬
‫ش ِقيّ الشا ِف ِعيّ الشهيرُ بال ُعصْفو ِريّ ‪ ،‬الَدِيبُ الشاعِر ‪ ،‬وُلِدَ ب ِد َمشْقَ ‪،‬‬
‫ضلِ ال ُعمَ ِريّ ال ّدمَ ْ‬
‫أَبي الفَ ْ‬
‫شعْرٍ ‪ُ ،‬ت ُو ّفىَ ببُولق سنة‬
‫شمْسِ البابِِليّ ‪ ،‬وله دِيوانُ ِ‬
‫حلَ إِلى ِمصْرَ وتَوطّنها ‪ ،‬وَأخَذَ بها عن ال ّ‬
‫ورَ َ‬
‫عصَيْفِيرٌ ‪َ :‬ل َقبُ أَحَدِ َأوْلِياءِ ِمصْرَ ‪ ،‬سَيّدي‬
‫و ُدفِن بتُرْبَةِ الشيخ فَرَجٍ ‪ .‬حَدّثَنا عنه شُيوخ مَشَا ِيخِنا ‪ .‬و ُ‬
‫حمّدِ بنِ‬
‫عصْفُورٌ ‪َ :‬لقَبُ عليّ بنِ مُ َ‬
‫شعْرِيّة ‪ .‬و ُ‬
‫إِبراهِيمَ المَ ْدفُونِ بباب ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/77‬‬

‫شمْسِ السّخَا ِويّ الحافِظ‬


‫شقَيّ القاهِ ِريّ ‪ ،‬كذا رَأَيْتُه في ذَيْل تاريخ ِمصْرَ لل ّ‬
‫عَبْدِ ال ّنصِيرِ السّخَا ِويّ ال ّدمَ ْ‬
‫‪ .‬وجَزِي َرةُ )‬
‫جمَاعِ ‪ ،‬أَورده الَزْهَ ِريّ في تركيب ر ج ل‬
‫جلُ الكَثِيرُ ال ِ‬
‫العُصفُور ‪ ،‬بالبُحَيْرَة ‪ .‬وال ُعصْفُو ِريّ ‪ :‬الرّ ُ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ هو الدّولبُ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ ،‬وقال اللّ ْيثُ واب ُ‬
‫صفُورٍ ‪ ،‬أَهمله ال َ‬
‫صمُور ‪ ،‬ك ُع ْ‬
‫‪ .‬ع ص م ر ‪ .‬ال ُع ْ‬
‫جمْعُ ال َعصَامِيرُ ‪ ،‬والضّادُ ُلغَةُ فيه ‪ .‬ع ض ب ر ‪ .‬ال َعضَوْبَرُ ‪،‬‬
‫ص ْعمُورِ ‪ ،‬وال َ‬
‫َأوْ دَ ْلوُه ‪ ،‬كال ّ‬
‫حبُ اللّسَان ول غَيْرُهما ‪ ،‬وضُبط في بعضِ‬
‫ي ول صا ِ‬
‫كصَنْوْبَرٍ ‪َ ،‬أ ْهمَلُوه ‪ ،‬فلم يَ ْذكُرْه الصاغان ّ‬
‫النّسخ بالضاد المعجمة ‪ .‬وقد سقَطَت هذه الما ّدةُ من َأكْثَرِ النّسَخ ال ُمصَحّحة ووُجِدَت في َبعْضها ‪.‬‬
‫صخْ َرةٌ عَظِيمَةٌ‬
‫ضوْبَرُ ‪َ :‬‬
‫حقَةٌ ‪ :‬وهو الضّخْمُ الجَسِيمُ العَظِيمُ ‪ .‬وال َع َ‬
‫وَأكْثَرُ ما تُوجَدُ بالهامِش كأَ ّنهَا مُ ْل َ‬
‫ضوْبَرَ ٌة ‪ ،‬و ُمقْتَضَى‬
‫ع َ‬
‫ضوْبَرُ ‪َ :‬ذكَرُ الذّئْبَةِ ‪ ،‬وهي ‪ ،‬أَي الُنْثَى ‪َ ،‬‬
‫ُتكْسَرُ بها الصّخورُ ‪ .‬وال َع َ‬
‫اصطلحه أَنْ َيقُولَ ‪ :‬وهي بهاءٍ ‪ .‬وال ِعضْبَارَة ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬حَجَرُ الرّحَى ‪ ،‬وصَخْ َرةٌ َي ْقصُرُ القَصّارُ‬
‫عضْبَ َرةً ‪ :‬اسْتَأسَدَ ‪ ،‬وسَيَأْتي في حَرف الغيْنِ مع الراءِ ‪ :‬ال َغضْبَر ‪،‬‬
‫ال ّث ْوبَ عليها ‪ .‬وعَضْبَرَ الك ْلبُ َ‬
‫حيّ من‬
‫وال َغضَابِر ‪ ،‬وهو الغَلِيظُ الشّدِيد ‪ ،‬فلعلَه يكون ال َعضَوْبَر مَأْخُوذا منه ‪.‬ع ض ر ‪ .‬ال َعضْرُ ‪َ :‬‬
‫عضْ َرةً ‪ ،‬أَي خَبَرا ‪ ،‬قاله‬
‫س ِم ْعتُ َ‬
‫ال َيمَنِ ‪ ،‬وقد أَ ْهمَله الجوهَريّ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو اسمُ َم ْوضِعٍ ‪ .‬و َ‬
‫عمْروٍ ‪ :‬العاضِرُ ‪ :‬المانِعُ ‪ ،‬وكذلك الغاضِرُ ‪ ،‬بالعَيْن والغَيْن ‪ ،‬وسيأْتي ‪.‬‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬وقال أَبو َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/78‬‬

‫ضمّرُ ‪ ،‬ك َعمَلّسٍ ‪ ،‬أَهمله‬


‫عضَرَ ِبكَلِمةٍ ‪ :‬باحَ بها ‪ ،‬قاله الصاغانيّ ‪ .‬ع ض م ر ‪.‬ال َع َ‬
‫وقال زائ َدةُ ‪َ :‬‬
‫ي والصاغَانيّ ‪ .‬وفي الّلسَان ‪ :‬أَنّه البَخِيلُ الضّيّقُ ‪ .‬وال ُعضْمُور ‪ ،‬بالضمّ ‪ :‬الدّولبُ ‪ ،‬وهو‬
‫الجوهر ّ‬
‫صمُو ِر كما قِيل ‪ .‬ع ط ر العِطْر ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬الطّيبُ وهو اسمٌ جامعٌ له ‪،‬‬
‫صحِيفِ ال ُع ْ‬
‫ُلغَةٌ ‪ ،‬وليس ب َت ْ‬
‫ج عُطُورٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ .‬والعاطِرُ ‪ :‬ال َعطِرُ ‪ .‬وقال ابنُ الَعْرَابِيّ ‪ :‬العَاطِرُ ‪ :‬مُحِبّهُ ‪ ،‬وج عُطُرٌ ‪،‬‬
‫ضمّتَيْنِ ‪ .‬والعَطّارُ ‪ :‬با ِئعُه ‪ .‬وال َعطّارُ ‪ :‬فَرَسُ ساِلمِ بن وا ِبصَ َة الَسَديّ ‪ .‬والعِطَارَة ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪:‬‬
‫ِب َ‬
‫جلٌ عَطِرٌ ‪ ،‬ككَ ِتفٍ ‪ ،‬وامرَأةٌ عَطِ َر ٌة و ِمعْطَا َر ٌة و ُمعَطّ َر ٌة ومُتَعطّرَة ‪ ،‬وكِل ُهمَا ِمعْطِيرٌ‬
‫حِ ْرفَتُه ‪ .‬ورَ ُ‬
‫ب و ُيكْثِرانِ منه ‪ .‬و ِمعْطَا ٌر و ِمعْطا َرةٌ ‪ ،‬إِذا كانَ من عادَتها ‪ ،‬قال‬
‫سهَما بالطّي ِ‬
‫و ِمعْطَارٌ ‪ :‬يَ َت َعهّدانِ أَ ْنفُ َ‬
‫س َمعِي يا جا َرهْ ) ‪ %‬قال اللّحْيَانيّ ‪ :‬ما كانَ على‬
‫طفْلَةً ِمعْطَا َرهْ ‪ %‬إِيّاكِ أَعْنِي فا ْ‬
‫خوْدا َ‬
‫‪ ( % :‬عُلّقَ َ‬
‫ب والمُجْتمَعَ عليه ‪ :‬بغير هاءٍ في المُ َذكّر وال ُمؤَنّث ‪ِ ،‬إلّ َأحْرُفا جا َءتْ َنوَادِرَ ‪،‬‬
‫ِمفْعَالٍ فإِنّ كلمَ العَ َر ِ‬
‫عطِرٌ ‪ ،‬وامرَأةٌ عَطِ َرةٌ ‪ :‬إِذا كانا طَيّ َبيْ رِيحِ الجِ ْرمِ ‪،‬‬
‫جلٌ َ‬
‫قِيلَ فيها بالهاءِ وسيأْتي ِذكْرُها ‪ .‬وقِيل ‪ :‬رَ ُ‬
‫عطَرا ‪َ :‬تطّيبتْ ‪ .‬وناقَةٌ ِمعْطَا ٌر و ُمعْطِرٌ ‪:‬‬
‫وإِنْ لم يَ َت َعطّرَا ‪ .‬وعَطِ َرتِ المَرَْأةُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪َ ،‬تعْطَر َ‬
‫شَدِي َد ٌة ونُوقٌ ُمعْطرَاتٌ ‪ .‬وقيل ‪ :‬ناقَةٌ ‪ُ ،‬معْطِرٌ ‪ :‬حَسَ َنةٌ كأَنّ على َأوْبَارِها صِبْغا من حُسْنها ‪ ،‬قال‬
‫المَرّار بنُ مُ ْنقِذ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/79‬‬

‫حمْرَاءُ‬
‫سدِ ) ‪ %‬وناقةٌ ِم ْعطِيرٌ ‪َ :‬‬
‫حصَى َمغْ َرةٍ أَلوانُها كالمَجا ِ‬
‫حمْرا ُمعَطِرَاتٍ كأَ ّنهَا ‪َ %‬‬
‫‪ِ ( %‬هجَانا و ُ‬
‫طَيّبةُ العَ ْرفِ ‪ ،‬هكذا في النّسَخ بالفاءِ ‪ ،‬وفي اللّسان وغيره ‪ :‬العَرَق ‪ ،‬بالقاف مُحَرّكة ‪ ،‬أَنشد أَبو‬
‫حَنِيفَة ‪َ :‬كوْماءُ ِمعْطِيرٌ كََلوْنِ ال َبهْ َرمِ ‪ .‬وناقَةٌ عَطّا َرةٌ ‪ ،‬بالتّشْدِيد ‪ ،‬وعَطِ َر ٌة ‪ ،‬كفَرِحَة ‪ ،‬و ِمعْطَا َرةٌ‬
‫عطِ َرةٌ ومِعْطَا َرةٌ ومُعْطِ َر ُة و ِمعْطَارُ‬
‫حسْنِها ‪ ،‬أَو ناقَةٌ َ‬
‫وتاجِ َرةٌ ‪ :‬نا ِفقَةٌ في السّوق تَبِيعُ َنفْسَها لِ ُ‬
‫وعِ ْرمِسٌ ‪ ،‬أَي كَرِيمَةٌ ‪ .‬قال الزهريّ ‪ :‬وقر ْأتُ في كِتاب المَعانِي للباهِليّ ‪ ( % :‬أَ ْبكِي على‬
‫صغْرَا ُهمَا ) ‪ %‬وصالِغٌ ُمعْطَ ِرةٌ كُبْراهُما ‪.‬‬
‫حجَ ٍر ُ‬
‫ظلّ َ‬
‫عَنْزَيْنِ ل أَنْسَاهُما ‪ %‬كَأَنّ ِ‬
‫ظلّ حَجَ ٍر لَنّها‬
‫عمْروٌ ‪ :‬مأْخوذٌ من ال ِعطْر ‪ ،‬وجعل الُخْرَى ِ‬
‫حمْرَاءُ ‪ .‬قال َ‬
‫قال ‪ُ :‬معْطَ َرةٌ ‪ :‬هي ال َ‬
‫عمْروٍ ‪َ :‬تعَطّ َرتِ المَرَْأ ُة وتَأَطّ َرتْ ‪َ :‬أقَا َمتْ عِنْدَ ‪ ،‬وفي اللسَان والتكملة ‪ :‬في‬
‫سوْدَاءُ ‪ .‬وقال أَبو َ‬
‫َ‬
‫حدِيثُ ‪ :‬كَانَ صَلّى ال عَلَيْه وسَلّمَ يَك َرهُ َت َعطّرَ النّسَا ِء وتَشَ ّب َههُنّ )‬
‫بَيْت أَ َبوَ ْيهَا ولم تَتَ َزوّج ‪ .‬ومنه ال َ‬
‫عطْرُ الرّجالِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬أَي َتعَطَّلهُنّ من الحَ ْليِ‬
‫ظهَرُ رِيحُه كما يَظْهرُ ِ‬
‫بالرّجالِ ‪ :‬أَرادَ العِطْرَ الذي َت ْ‬
‫سمَرَها ‪ ،‬كأَنّه كَ ِرهَ أَن‬
‫س َملَ عَيْنَهُ و َ‬
‫خضَاب ‪ ،‬وهو إِبدالٌ ‪ ،‬واللمُ والراءُ يَ َتعَاقَبان ‪ ،‬كما يُقال ‪َ :‬‬
‫وال ِ‬
‫عطّرِي ‪ ،‬هكَذا في سائِرِ‬
‫ح ْلىَ عَلَ ْيهَا ‪ .‬وقال أَبو عُبَيْ َدةَ ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬بَطْنِي َ‬
‫تكونَ المَرَْأةُ عُطُلً ‪ ،‬ل َ‬
‫النّسَخِ ‪ ،‬والّذِي في ُأ ّمهَاتِ اللّغةِ ‪ :‬أَعْطِرِي وسائِرِي َفذَرِي قال الصاغانيّ ‪ :‬يقال ذلك ِلمَنْ ُيعْطِيكَ‬
‫ما ل َتحْتَاجُ إِلَيْه ومَ َنعَك ما َتحْتَاجُ إِليه ‪ ،‬وقد َتقَدّم تفصيله في س أ ر ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/80‬‬

‫ن ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرك عليه ‪:‬‬


‫وعُطَيْرٌ ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪ ،‬وعُطْرَانُ كعُ ْثمَانَ ‪ ،‬وفي بعض النّسَخ بالفتح ‪ ،‬اسمَا ِ‬
‫سوَاكِ ‪ .‬واسْ َتعْطَرَت المرَأةُ ‪ :‬اسْ َت ْعمَلت‬
‫امْرََأةٌ عَطِرةٌ َمطِ َرةٌ ‪َ :‬بضّةٌ َمضّةٌ ‪ .‬والمَطِ َرةُ ‪ :‬الكَثِي َرةُ ال ّ‬
‫العِطْرَ ‪ ،‬وهو الطّيب ‪.‬‬
‫س َوةٍ‬
‫عطَرُ العَ َربِ ‪ ،‬أَي َأطْيَبُها عِطْرا ‪ .‬ومَرَرْتُ بنِ ْ‬
‫ن الَشْ َرفِ ‪ :‬وعِنْدِي أَ ْ‬
‫وفي حَدِيث َك ْعبِ ب ِ‬
‫عطّارٌ ‪ :‬ماهِ ٌر في العِطَارَة ‪ ،‬قاله الزمخشريّ ‪ .‬وال ِمعْطِيرُ ‪ :‬ال َعطّار ‪:‬‬
‫جلٌ َ‬
‫مَعاطِيرَ وعَطِرَاتٍ ‪ .‬ورَ ُ‬
‫يَتْ َبعْنَ جَأْبا كمُ ُدقّ ال ِمعْطِيرْ ‪ .‬والعَطّارُ َل َقبُ جماعَةِ من ال ُمحَدّثِين منهم أَبان ‪ ،‬ودَاوُودُ بنُ عَبْد‬
‫صيّ ‪ ،‬وجَماعة ‪.‬‬
‫ح ْم ِ‬
‫سعِيِدٍ ال ِ‬
‫ن ‪ ،‬ومَرْحُومُ بنُ عبد العَزِيزِ ‪ ،‬ومحمّدُ بن َمخْلَدٍ ‪ ،‬و َيحْيَى بن َ‬
‫الرّحْم ِ‬
‫شيْءَ ‪ ،‬كفَرِح ‪ ،‬أَهْمله‬
‫جلُ ال ّ‬
‫ومُنْيَةُ العَطّار ‪ :‬قر َيةٌ ب ِمصْرَ ‪ ،‬وقد َدخَلْ ُتهَسا ‪ .‬ع ظ رعَظِرَ الرّ ُ‬
‫عمْروٍ ‪ ،‬معناه كَرِ َههُ واشْتَدّ عليه ‪ .‬ول يَكادُون يَ َتكَّلمُون به ‪ ،‬ول ُيصَ ّرفُون‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ ،‬وقال أَبو َ‬
‫ال َ‬
‫ل ُه ‪ .‬مقتضى سِياقِه أَنْ يكونَ من بابِ فَرِحَ ‪ ،‬وليس كَذِلكَ ‪ ،‬بل هو‬
‫سقَاءَ ‪ :‬مَ َ‬
‫منه ِفعْلً ‪ .‬وعَظَرَ ال ّ‬
‫من بابِ ضَرَب ‪ ،‬وضَبَطَهُ الصاغانيّ بالفَتْح أَيضا ‪ .‬وقال أَبو الجَرّاحِ ‪ :‬أَعْظَ َرهُ الشّرَابُ ‪ ،‬إِذا َكظّه‬
‫عظُرٌ ‪،‬‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ :‬ال َعظُور كصَبُورٍ ‪ :‬ال ُممْتَلئُ من َأيّ شَرَاب كانَ ‪ ،‬ج ُ‬
‫ج ْوفِه ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫وثَ ُقلَ في َ‬
‫بضمتين ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/81‬‬

‫شمِرٌ ‪ :‬العَظَا ِريّ ‪ ،‬بالفَتْح‬


‫والعِظَا َرةُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬المْتِلءُ منه ‪ ،‬أَي من الشّرَاب ‪ ،‬كالعِظارِ ‪ .‬وقال َ‬
‫ي كالعُ ْنجُدِ ) ‪ %‬ال َعمَلّس‬
‫حذْلِهِ ‪ُ %‬رؤُوسُ العَظَا ِر ّ‬
‫غدَا كال َعمَلّسِ في ُ‬
‫‪ُ :‬ذكُورُ الجَرَادِ ‪ ،‬وأَنشد ‪َ ( % :‬‬
‫حجْ َرةُ إِزارِه ‪ .‬والعُنْجُد ‪ :‬الزّبيب ‪ .‬والعِظْيَرّ ‪ ،‬كإِ ْر َدبّ ‪ ،‬ووَزَنَه الصاغانيّ‬
‫حذْلُه ‪ُ :‬‬
‫‪ :‬الذّئْب ‪ .‬و ُ‬
‫عمْرو ‪ .‬وقال‬
‫حلٍ ‪ ،‬وقد يُخفّفُ ‪ُ ،‬لغَة ‪َ ،‬نقَلَه الصاغا ِنيّ ‪ :‬القَصِيرُ من الرّجَالِ ‪ ،‬قاله أَبو َ‬
‫بجِ ْردَ ْ‬
‫ظلّ‬
‫لصْمَعيّ العِظْيَرّ ‪ :‬ال َق ِويّ الغَلِيظُ ‪ ،‬وأَنشد ‪ُ ( % :‬تطَلّحُ ال ِعظْيَرّ ذا الّل ْوثِ الضّ ِبثْ ‪ %‬حتى َي َ‬
‫اَ‬
‫عضَاءِ‬
‫خفَاءِ المُ ْنجَ ِئثْ ) ‪ %‬المُنجِئث ‪ :‬المصروع المُ ْلقَى ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال ِعظْيَرّ ‪ :‬الكَزّ المُ َتقَا ِربُ الَ ْ‬
‫كال ِ‬
‫وقيل ‪ :‬هو السّ ّيئُ الخُُلقِ ‪) ،‬‬
‫شيْءَ واشْ َتدّ عليه ‪ ،‬كما َتقَدّم ‪.‬‬
‫جلُ ‪ ،‬إِذا كَرِه ال ّ‬
‫وهو اسمٌ ُمشْتَقّ من ِف ْعلٍ ُأمِيت ‪ :‬عَظِرَ الرّ ُ‬
‫خةٍ ‪ :‬الناقَةُ اللقِحُ ‪ ،‬والحا ِئلُ ‪ ،‬ضِدّ ‪ ،‬صَرّح به الصاغا ِنيّ ‪ ،‬قال ‪ :‬وقد يكونُ‬
‫والعَظِرَة ‪ ،‬كزَنِ َ‬
‫بالناقَة عِ ْرقُ العَظَرِ مُحَ ّركَة ‪ ،‬ف ُيقْطَعُ فتَ ْلقَحُ ‪ ،‬كذا في التكملة ‪ .‬وممّا يُسْتَدْرك عليه ‪ :‬عُظَيْرٌ‬
‫والعَظْ ِرةُ ‪ :‬ماءَانِ للضّبابِ ‪ .‬ع ف ر ‪ .‬ال َعفَر ‪ ،‬مُحَرّكةً ‪ :‬ظاهِرُ التّرَاب ‪ ،‬وقد يُسكّن ‪ ،‬ومِثْلُه في‬
‫عفَر‬
‫الَساسِ ‪ .‬وقال ابنُ دُرَيد ‪ :‬ال َعفْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬التّرَاب ‪ ،‬مِ ْثلُ ال َعفَر بالتّحْرِيك ‪ .‬ويقال ‪ :‬ما عَلَى َ‬
‫عفَار ‪.‬‬
‫جهِها ‪ .‬ج أَ ْ‬
‫الَ ْرضِ مِثْلُه ‪ ،‬أَي ما عَلَى وَ ْ‬
‫سقَى ف َيصْلُحُ عَلَى‬
‫سقَى فِيها حَتّى َيعْطَشَ ثم ُي ْ‬
‫سقِيَها الزّ ْرعُ ثم يُتْ َركُ أَيّاما ل ُي ْ‬
‫سقْيَةٍ ُ‬
‫والعَفَر ‪َ :‬أ ّولُ َ‬
‫خضْراواتِه ‪ ،‬وكذلك النّخْل‬
‫ذلك ‪ ،‬وَأكْثرُ ما ُي ْفعَل ذلك بخِلْف الصّ ْيفِ و َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/82‬‬

‫حبّ ‪.‬‬
‫سقَوا الزّ ْرعَ َبعْد طَرْحِ ال َ‬
‫عفْرا ‪ ،‬إِذا َ‬
‫عفَرَ الناسُ َيعْفِرُون َ‬
‫ُلغَةٌ َيمَانِيَة ‪ .‬وقال أَبو حنيفة ‪َ :‬‬
‫شمْسِ أَيضا ‪ ،‬كذا قاله‬
‫سهَام ‪ ،‬كغُرابٍ ‪ ،‬الّذي ُيقَال له ‪ُ :‬مخَاطُ الشّيْطَانِ ‪ ،‬ويكونُ من ال ّ‬
‫والعَفَرُ ‪ :‬ال ّ‬
‫عفّ َرهُ َتعْفِيرا ‪ ،‬فا ْن َعفَرَ و َتعَفّر ‪ :‬مَرّغَهُ‬
‫عفْرا ‪ ،‬و َ‬
‫عفَرَه في التّرَابِ َي ْعفِرُه ‪ ،‬بالكَسْر ‪َ ،‬‬
‫الصاغا ِنيّ ‪ .‬و َ‬
‫ظهُرِكم يُرِيد به سُجُو َد ُه في‬
‫جهَهُ بَيْنَ أَ ْ‬
‫حمّ ٌد وَ ْ‬
‫ج ْهلٍ ‪َ :‬هلْ ُيعَفّرُ مُ َ‬
‫فيه َأوْ َدسّهُ ‪ .‬وفي حديثِ أَبِي َ‬
‫جهَه في التّراب يريد ِإذْللَه ‪.‬‬
‫ب ولِذِلكَ قال في آخِرِه ‪ :‬لَطَأَنّ عَلَى َرقَبَتِه ‪ ،‬أَو لُعفّرَنّ وَ ْ‬
‫التّرا ِ‬
‫ب ‪ ،‬و ُمعَفّرُه ‪ .‬وال َمعْفورُ ‪ :‬المُتَ ّربُ ال ُمعَفّر بالتّرابِ ‪ .‬وفي قصيد‬
‫ويُقَال ‪ :‬هو مُ ْن َعفِرُ ال َوجْهِ في التّرا ِ‬
‫عفَ َرهُ ‪:‬‬
‫ن ال َقوْمِ َم ْعفُورٌ خَرَاديلُ ) ‪ %‬و َ‬
‫حمٌ مِ َ‬
‫شهُما ‪ %‬لَ ْ‬
‫ح ُم ضِرْغامَيْنِ عَ ْي ُ‬
‫َك ْعبٍ ‪َ ( % :‬يغْدُو فَيَلْ َ‬
‫سدُ فاعْ َتفَرَه ‪ ،‬أَي افْتَرَسَ ُه وضَ َربَ به‬
‫عفْرا ‪ ،‬كاعْ َتفَ َرهُ ‪ُ ،‬يقَال ‪َ :‬أخَذَه الَ َ‬
‫ضَ َربَ به الَ ْرضَ ‪َ ،‬‬
‫ض َعفُ‬
‫حمْ َرةٌ ‪ ،‬قِصا ُر الَعْنَاقِ ‪ ،‬وهي َأ ْ‬
‫عفَرُ مِنَ الظّباءِ ‪ :‬ما َيعْلُو بَيَاضَه ُ‬
‫الَ ْرضَ ف َمغَثَه ‪ .‬والَ ْ‬
‫حمْ َر ٌة وَأقْرَابُهُ بِيضٌ ‪ .‬وقال أَبو زيد ‪ :‬من الظّبَاءِ ال ُعفْرُ ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫الظّبَاءِ عَدْوا ‪َ ،‬أوْ اّلذِي في سَرَاتِه ُ‬
‫حمْرٌ ‪ .‬أَو الَعْفَرُ ‪ :‬الَبْ َيضُ ‪ ،‬ولَيْسَ بالشّدِيدِ‬
‫ف وصَلبَ َة الَ ْرضِ ‪ ،‬وهي ُ‬
‫ن ال ِقفَا َ‬
‫سكُ ُ‬
‫هي التي تَ ْ‬
‫عفَرا ‪ ،‬والسْمُ ال ُعفْ َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وهي‬
‫عفِرَ ‪ ،‬كفَرِحَ َ‬
‫عفْرٌ ‪َ ،‬‬
‫عفْرَاءُ وهُنّ ُ‬
‫البَيَاضِ الناصِعِ ‪ ،‬و ِهيَ َ‬
‫عفْ َرةَ إِبْطَيْه‬
‫عضُدَيْه حَتّى يَرَى مَنْ خَ ْلفَه ُ‬
‫سجَدَ جافَي َ‬
‫غُبْ َرةٌ في بَيَاضِ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬أَنّه كان إِذا َ‬
‫‪ .‬قال أَبُو زي ٍد والَصمعيّ ‪ :‬ال ُعفْ َرةُ ‪ :‬بَيَاضٌ ‪ ،‬ولكِنْ لَيْسَ بالبَيَاضِ الناصِعِ الشّدِيد ‪ ،‬ولكِنّه كَلوْنِ‬
‫عفْرٌ ‪ ،‬إِذا‬
‫جهُها ‪ .‬ومنه قيلَ للظّباءِ ‪ُ :‬‬
‫عفَرِ الَرْض ‪ ،‬و ُه َو وَ ْ‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/83‬‬

‫عفَرُ ‪ :‬الثّرِيدُ المُبَ ّيضُ مأْخوذ من ال ُعفْرة ‪،‬‬


‫سمّ َيتْ ب َعفَ ِر الَ ْرضِ والَ ْ‬
‫كانَت َأ ْلوَا ُنهَا كذلك ‪ ،‬وإِ ّنمَا ُ‬
‫ن الَ ْرضِ وقد تَعافَرَ ‪ .‬ومن ) كَل ِمهِم ‪ :‬حَتّى َتعَافَرَ مِن َنفْثِها ‪ ،‬أَي تَبْ َيضّ ‪ .‬والعَفْراءُ ‪:‬‬
‫وهي َلوْ ُ‬
‫سوْداوَيْن ‪ .‬وما‬
‫حبّ إِلى ال من دَمِ َ‬
‫عفْرَاءَ أَ َ‬
‫لضْحِيّة ‪ :‬لَ َدمُ َ‬
‫البَيْضاءُ ‪ .‬وفي حديث أَبي هُرَيْرَة في ا ُ‬
‫عفْرَاءُ ‪ :‬خاِلصَةُ البيَاضِ ‪.‬‬
‫عِ َزةٌ َ‬
‫عفْرَاءُ ‪ :‬بَ ْيضَاءُ لَمْ تُوطَأْ ‪ .‬وفي الحدِيث ‪ُ :‬يحْشَرُ الناسُ َيوْ َم القِيَامَة على أَ ْرضٍ بَ ْيضَاءَ‬
‫وأَ ْرضٌ َ‬
‫عفْرَاءُ ‪ :‬اسمُ أَ ْرضٍ ِبعَيْ ِنهَا ‪ .‬وعَفْرَاءُ ‪ :‬قَ ْل َع ٌة بفِلَسْطِين الشَأْمِ ‪ .‬وعَفْرَاءُ اسمُ امْرََأةٍ ‪.‬‬
‫عفْرَاءَ ‪ .‬و َ‬
‫َ‬
‫شهْر ‪ :‬السا ِب َع ُة والثامِنَةُ‬
‫عفْرَاءَ ‪ :‬ع بالشامِ قُ ْربَ َنوَى والعُفْر ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬من لَيالِي ال ّ‬
‫و َقصْرُ َ‬
‫سعَةُ ‪ ،‬وذلك لِبَيَاضِ القَمَر ‪ .‬وقال ثعلب العُفْر منها ‪ :‬البِيضُ ‪ ،‬ولم ُيعَيّن ‪ .‬وقال أَبو رِزْمةَ ‪:‬‬
‫والتّا ِ‬
‫عفْرُ اللّيَالِي‬
‫ل كال َهوَادي ) ‪ %‬وفي الحديث ‪ :‬ليس ُ‬
‫عفُرُ اللّيَالِي كالدّ آدِي ‪ %‬ول َتوَالِى الخَي ِ‬
‫‪ ( %‬ما ُ‬
‫كالدّ آدِي ‪ ،‬أَي اللّيَالِي ال ُم ْقمِرَة كالسّودِ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هو مَ َثلٌ ‪ .‬والعُفْرُ ‪ ،‬بالضّمّ كذا ُي ْفهَمُ من سِيَاقِه‬
‫جعَ وجَلُد ‪ ،‬فليُنْظَر ‪:‬‬
‫عفِرٌ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬شَ ُ‬
‫عفَا َر ًة فهو َ‬
‫عفُرَ ‪ ،‬بالضمّ ‪َ ،‬‬
‫ن القَطّاع ‪َ :‬‬
‫ورأَ ْيتُ في كتاب اب ِ‬
‫عفَارٌ وعِفَارٌ ‪ ،‬الَخِيرُ‬
‫عفَرْنَي ‪ ،‬ج أَ ْ‬
‫الشّجَاعُ الجَ ْلدُ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬الغَلِيظُ الشّدِيدُ ‪ ،‬قِيل ‪ :‬ومنه أَسَدٌ َ‬
‫شكُو التّبُولَ َنصِيرُ ) ‪%‬‬
‫سعْدٍ َفمَا ِبهِ ‪ %‬لمُسْ َتصْرِخٍ َي ْ‬
‫عفَارِ َ‬
‫جوْفُ من أَ ْ‬
‫بالكَسْر ‪ .‬قال ‪ ( % :‬خَلَ ال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/84‬‬

‫والعُفْرُ ‪ِ :‬رمَالٌ بالبَادِ َيةِ بِبِلدِ قَيْسٍ ‪ ،‬كذا في ال ّت ْكمِلَةِ ‪ ،‬وفي المعجم ‪ ،‬بَلَدٌ ِلقَيْسٍ بالعالِيَة ‪ .‬وعَفّرَ‬
‫سِلهَا‬
‫سلِ غَ َن ِمهَا وإِبِلهَا ورَ َ‬
‫ش َكتْ إِلَيْهِ قِلّةَ نَ ْ‬
‫َت ْعفِيرا ‪ :‬خَلَطَ سُودَ غَ َنمِه بعُفْر ‪ ،‬ومنه الحَدِيثُ ‪ :‬أَنّ امْرََأةً َ‬
‫عفْر ‪،‬‬
‫خلِطيها بغَنَمٍ ُ‬
‫عفّرِى أَي ا ْ‬
‫‪ ،‬وأَنّ ماَلهَا ل يَ ْزكُو ‪ .‬فقال ‪ :‬ما أَ ْلوَا ُنهَا قالت ‪ :‬سُودٌ ‪ .‬فقال ‪َ :‬‬
‫وقيل ‪ :‬أَي اسْتَبْدِلي أَغْنَاما بِيضا ‪ ،‬فإِنّ البَ َركَةَ فيها ‪ .‬وفي الَساسِ ‪ :‬و ُهذَ ْيلٌ ُمعْفِرُون ‪ ،‬أَي غَنمُهم‬
‫ط َعتْ عنه‬
‫عفّرَت ال َوحْشِيّ ُة وََلدَهَا ُت َعفّرُه ‪ :‬قَ َ‬
‫عفْرٌ ‪ ،‬وليس في العَ َربِ قَبِيلَةٌ ُمعْفِ َرةٌ غَيْرُها ‪ .‬و َ‬
‫ُ‬
‫طعَتْه عن‬
‫الرّضاعَ َيوْما أَو َي ْومَيْن ثُمّ إِذا خا َفتْ أَن َيضُرّه ذلك رَدّته إِلى الرّضاع أَيّاما ثمّ قَ َ‬
‫ال ّرضَاعِ إِرا َد ًة للفِطَامِ ‪َ ،‬ت ْفعَل ذلك مَرّاتٍ حتّى يَسْ َتمِرّ عليه وهذا هو ال ّت ْعفِي ُر ‪ .‬والوَلَدُ ُم َعفّر ‪.‬‬
‫سيّ ‪ ،‬وأَنشَدَ‬
‫وحكَاهُ أَبو عُبَيْد في المَرَْأةِ والناقَة ‪ ،‬قال أَبو عُبَيْد ‪ :‬والُمّ َت ْفعَلُ مِ ْثلَ ذلك بوَلَدِها الِنْ ِ‬
‫سبُ ما ُيمَنّ‬
‫حشِيّ ًة ووَلَدَهَا ‪ِ ( % :‬ل ُم َعفّرٍ َقهْدٍ تَنَا َزعَ شِ ْل َوهُ ‪ %‬غُبْسٌ َكوَا ِ‬
‫بَ ْيتَ لَبِيدٍ َي ْذكُرُ َبقَ َرةً وَ ْ‬
‫طَعامُها ) ‪ %‬قال الزهريّ ‪ :‬وقِيل في َتفْسِير ال ُم َعفّر ‪ ،‬في بيت لَبِيد ‪ :‬إِنّه وََلدُهَا الذي افْتَرَسَهُ‬
‫الذّئابُ الغُبْسُ ‪ ،‬فَعفّرَتْه في التّرابِ ‪ ،‬أَي مَرّغَتْه ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا عندي أَشْبَ ُه بمعنَى البَ ْيتِ ‪ .‬قال‬
‫شيْءٍ من التّراب تَ ْنفِيرا للصّ ِبيّ ‪.‬‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ :‬وال ّت ْعفِيرُ في الفِطَام ‪ :‬أَنْ َت ْمسَح المَرَْأةُ ثَدْيَها ب َ‬
‫ال َ‬
‫وال َيعْفُورُ ‪ :‬ظَ ْبيٌ بَِلوْنِ ال َعفَر ‪) ،‬‬
‫شفُ ‪.‬‬
‫وهو التّرَاب ‪ ،‬أَو عامّ في الظّبَاءِ ‪ ،‬و ُتضَمّ اليا ُء ‪ ،‬والُنْثَى َي ْعفُو َرةٌ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬ال َي ْعفُورُ ‪ :‬الخِ ْ‬
‫ن الَثِير ‪ :‬وهو وََلدُ ال َبقَ َرةِ الوَحْشِيّةِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬تَيْسُ الظّبَاءِ ‪ .‬والجمع اليَعافِيرُ ‪ ،‬والياءُ زائدةٌ ‪.‬‬
‫قال اب ُ‬

‫وال َيعْفُور أَيضا ‪:‬‬


‫____________________‬

‫( ‪)13/85‬‬

‫جمَةٌ و َيعْفُورٌ وخُدْ َر ٌة ‪ .‬وقولُ طَرفة ‪:‬‬


‫خمْسَة التي يُقالُ لها ‪ :‬سُ ْد َفةٌ وسُ ْتفَةٌ وهَ ْ‬
‫جُ ْزءٌ من أَجْزاءِ اللّ ْيلِ ال َ‬
‫خصِ إِنسان مِ ْثلِ ال َيعْفُورِ ‪،‬‬
‫‪ ( %‬جَا َزتِ البِيدَ إِلَى أَ ْرحُلِنَا ‪ %‬آخِرَ اللّ ْيلِ ب َي ْعفُورٍ خَدِرْ ) ‪ %‬أَراد بشَ ْ‬
‫خدِرُ ‪،‬‬
‫خدِرُ ‪ ،‬على هذا ‪ ،‬المُتخَّلفُ عن القَطِيع وقيل ‪ :‬أَراد بال َي ْعفُور الجُزْءَ من أَجْزَاءِ اللّيْل ‪ ،‬فال َ‬
‫فال َ‬
‫على هذا ‪ ،‬المُظِْلمُ ‪ ،‬كذا في الّلسَان ‪ .‬و َيعْفُورُ ‪ ،‬بل لمٍ ‪ :‬حِمارٌ للنّ ِبيّ صلّى ال تعالَى عليه وسَلّم‬
‫خضُور ‪،‬‬
‫خضَر ‪َ :‬ي ْ‬
‫س ّميَ َي ْعفُورا ل َكوْنِه من ال ُعفْرَة ‪ ،‬كما ُيقَال في أَ ْ‬
‫صارَ إِلَيْه من خَيْبَر ‪ ،‬قِيلَ ‪ُ :‬‬
‫حكَى الَزْهَ ِريّ عن ابن الَعْرَا ِبيّ ‪:‬‬
‫سمّي به تَشْبِيها في عَ ْدوِه بال َي ْعفُورِ ‪ ،‬وهو الظّ ْبيُ ‪ .‬و َ‬
‫وقيل ‪ُ :‬‬
‫خفِيفِ ‪ :‬فِ ْلوٌ ‪ .‬و َيعْفُورٌ وهِنْبِرٌ ‪ ،‬وزِهْلِقٌ ‪ .‬يُ ْروَي أَنّه أَخْبَرَ النّ ِبيّ صلّى ال عَلَيْه وسلّم‬
‫ُيقَال لِ ْلحِمار ال َ‬
‫حقّق أ َنهّ لمّا مات النبيّ صلّى ال تعالى عليه‬
‫حمَارِ العُزَيْرِ ‪ ،‬وأَنّه آخِرُ ذُرّيّتِه ‪ .‬وقد تَ َ‬
‫سلِ ِ‬
‫بأَنّه مِنْ َن ْ‬
‫ي صَلّى ال َتعَالىَ عليه وسلّم ‪ ،‬كما في شُرُوح الشّفاءِ‬
‫وسلّم تَردّى في بِئْرٍ ‪ ،‬فماتَ حُزْنا على النب ّ‬
‫عفَيْرٌ ‪ ،‬كزُبَيْرِ كما وَرَد في‬
‫وغيرَها ‪ .‬و َنقَلَ خُلصَة كلمِهم ال ّدمِيريّ في حَياةِ الحَيَوان ‪ ،‬أَو هو ُ‬
‫ف في‬
‫حمَا َرهُ صلّى ال تعالَى عليه وسلّم اختُِل َ‬
‫حدِيث ‪ ،‬قال شَيْخُنا ‪ :‬هذا الكَل ُم صَرِيحٌ في أَنّ ِ‬
‫ال َ‬
‫حمَارَيْنِ له صلّى‬
‫عفَيْرٌ ‪ .‬وهذا كلمٌ غَيْرُ ُمحَرّ ٍر بل كِل ُهمَا كانا ِ‬
‫اسْمه ‪ ،‬فقيل ‪َ :‬ي ْعفُورٌ ‪ ،‬وقيل ‪ُ :‬‬
‫ال تعالَى عليه وسلّم ‪ .‬فقد سَ َبقَ أَنّ َي ْعفُورا صارَ إِليه صلّى ال تعالَى عليه وسلّم من خَيْبَر ‪،‬‬
‫وعُفَيْرٌ أَ ْهدَاه له صلّى ال عليه وسلّم المُ َق ْوقِسُ ‪ .‬وقِيل ‪ :‬إِنّ َي ْعفُورا هو اّلذِي أَهْدَاهُ له ال ُم َق ْوقِسُ‬
‫عفَيْرٌ هو الّذِي أَ ْهدَاه له ال ُمقَ ْوقِسُ ‪ ،‬و َي ْعفُورٌ أَهداه له‬
‫عمْروٍ ‪ ،‬وقِيل ‪ُ :‬‬
‫وعُفَيْرا أَ ْهدَاهُ له فَ ْر َوةُ بنُ َ‬
‫س ّمىً واحِد ‪ ،‬و َقوْلُ غَيْرِه إِنّه واحِدٌ اختُِلفَ في‬
‫سمَانِ ِلمُ َ‬
‫عمْرو ‪ .‬و َق ْولُ عَ ْبدُوس إِنّهما ا ْ‬
‫فَ ْر َوةُ ابن َ‬
‫سمِه ‪ ،‬وقد رَدّوه‬
‫اْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/86‬‬

‫جمَة ‪ ،‬وصَرّحُوا ب َتغْلِيطهِ‬


‫عفَيْرا بالغَيْن ال ُمعْ َ‬
‫حمَه ال ‪ ،‬فضَبَطَ ُ‬
‫ب القاضِي عِياضٌ َر ِ‬
‫و َتعَقّبوه ‪ .‬وأَغْرَ َ‬
‫صغِيرُ تَ ْرخِي ٍم لَعْفرَ ‪ ،‬من ال ُعفْرَة ‪ ،‬وهي الغُبْ َر ُة وَلوْن‬
‫عفَيْرٌ َت ْ‬
‫في ذلك انتهى ‪ .‬وفي اللّسانِ ‪ُ :‬‬
‫صغِيرُه غَيْرَ مُرَخّمٍ أُعَ ْيفِر كأُسَ ْيوِد ‪ .‬ومن المَجاز‬
‫سوَيْد ‪ ،‬و َت ْ‬
‫سوَد ‪ُ :‬‬
‫صغِيرِ أَ ْ‬
‫التّراب ‪ ،‬كما قالُوا في َت ْ‬
‫عفِرّ ‪،‬‬
‫عفْرِيَ ٌة و ِنفْرِيَةٌ ‪ ،‬وعِفْرِيتٌ ‪ ،‬بكَسْرِهِنّ ‪ ،‬بَيّنُ ال َعفَا َرةِ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬و ِ‬
‫عفْرٌ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬و ِ‬
‫جلٌ ِ‬
‫‪ :‬رَ ُ‬
‫عفَرْنِيَةٌ ‪،‬‬
‫شدّ َدةِ ‪ ،‬ونقله الصاغانيّ ‪ ،‬و ُ‬
‫عفِ ّرىّ ‪ ،‬بالكسر والياءِ المُ ْ‬
‫شمِرٍ ‪ ،‬و ِ‬
‫طمِرّ ‪ ،‬وهذه عن َ‬
‫كِ‬
‫عمِلَةٍ ‪َ ،‬نقَلَه الصاغانيّ ‪ ،‬أَيضا وعُفَارِيَةٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪) ،‬‬
‫كقُذَ ْ‬
‫عفْرِينٌ‬
‫هو في اللّسان ‪ ،‬وذكره الزمخشريّ أَيضا ‪ ،‬بَيّنُ العَفَا َرةِ ‪ ،‬بالفَتْح وهو الخُ ْبثُ والشّ ْيطَنَة ‪ ،‬و ِ‬
‫عفَرْنَي ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬عن اللّيْث ‪ ،‬أَي خَبِيثٌ مُ ْنكَرٌ داهٍ شَرّيرٌ‬
‫وعِفْرّينٌ ‪ ،‬بكَسْ ِرهِما ‪ ،‬عن الّلحْيَانيّ ‪ ،‬وَ َ‬
‫مُتَشَيْطِنٌ ‪ .‬قال جَرِيرٌ ‪ ( % :‬قَرَ ْنتُ الظاِلمِين بمَ ْرمَرِيسٍ ‪ %‬يَ ِذلّ لها العُفَارِيَةُ المَرِيدُ ) ‪ %‬قال‬
‫سكّ ْنتَ اليا َء صَيّرت الهاءَ تاءً ‪،‬‬
‫عفْرِيتٌ ‪ ،‬وهم العَفارِيَ ُة وال َعفَارِيتُ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫عفْرِيَةٌ و ِ‬
‫الخَلِيلُ ‪ :‬شَيْطَانٌ ِ‬
‫سوّمٌ في‬
‫عفْرِيَةٍ ‪ُ %‬م َ‬
‫وإِذَا حَ ّركْتَها فالتاءُ هاءٌ في ال َوقْف ‪ .‬قال ذُو ال ّرمّةِ ‪ ( % :‬كأَنّه َك ْو َكبٌ في إِثْرِ ِ‬
‫عفَارٍ ‪ ،‬كقَوْلهم‬
‫ج ْمعُه َ‬
‫عفْرِيَة ف َ‬
‫ضبُ ) ‪ %‬والعِفْرِيَةُ ‪ :‬الداهِ َيةُ ‪ .‬وقال الفَرّاءُ ‪ :‬مَنْ قال ِ‬
‫سوَادِ اللّ ْيلِ مُ ْن َق ِ‬
‫َ‬
‫عفَارِيتُ ‪ .‬وقال غَيْرُه ‪ :‬يقال‬
‫عفْرِيتٌ ‪ ،‬فجمعه َ‬
‫غ ومَن قال ‪ِ :‬‬
‫طوَاغِيتُ وطَوا ٍ‬
‫جمْع الطاغُوتُ ‪َ :‬‬
‫في َ‬
‫عفْرِيتٌ ِنفْرِيتٌ ‪ ،‬وعِفْرِيَةٌ ِنفْرِيَةٌ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬إِنّ ال تَعالَى‬
‫‪ :‬فلن ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/87‬‬

‫يُ ْب ِغضُ العِفْرِيَةَ ال ّنفْرِيَةَ الّذِي ل يُرْزَأُ في أَهْل ول مَال قيل ‪ :‬هو الدّاهِي الخَبِيثُ الشّرّيرُ ‪ ،‬ومنه‬
‫جمُوعُ المَنُوعُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬الظّلُوم ‪ .‬وقال ال ّز َمخْشَ ِريّ ‪ :‬ال ِعفْ ُر والعِفْريَةُ‬
‫ال ِعفْرِيتُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو ال َ‬
‫عفَارِيَة للِلحاق‬
‫عفْرِيَةٍ و ُ‬
‫ت والعُفَارِيَةُ ‪ :‬القَ ِويّ المُتَشَ ْيطِن الذي َي ْعفِرُ قِرْنَه ‪ ،‬والياءُ في ِ‬
‫والعِفْرِي ُ‬
‫عفْرِيت للِلحاق بقِنْدِيل ‪ .‬وممّا َوضَعَ به ابنُ‬
‫بشرِ ْذ َمةٍ وعُذَافِ َرهٍ ‪ ،‬والهَاءُ فيهما للمبالغة ‪ ،‬والتاءُ في ِ‬
‫جعَل الياءَ َأصْلً ‪،‬‬
‫سِيدَه من أَبِي عُبَ ْي ٍد القَاسِم بن سَلّم َقوْلُه في ال ُمصَنّفِ ‪ :‬ال ِعفْرِيَةُ مثال ِفعْلِلَة ‪ ،‬ف َ‬
‫عفْرِيتٌ منَ الجِنّ أَنَا آتِيكَ بِ ِه قال‬
‫ت الَرْ َبعَةِ ‪ .‬وفي التنزيل ‪ :‬قَالَ ِ‬
‫واليا ُء ل تكونُ أَصلً في بَنَا ِ‬
‫شدّدُ راؤُه مع كَسْ ِر الفَاءِ ‪ ،‬حكاهما اللّحْيَا ِنيّ ‪:‬‬
‫الزّجّاجُ ‪ :‬ال ِعفْريتُ منَ الرّجَال ‪ ،‬وكذا ال ِعفْرِينُ ‪ ،‬وتُ َ‬
‫لمْرِ المُبَالغُ فيه مع دَهاءٍ وخُبْث ‪ .‬وقال ال ُمصَنّف في البصائر ‪ :‬ال ِعفْرِيتُ من الجِنّ ‪:‬‬
‫النافِ ُذ في ا َ‬
‫عفْرِيتٌ ِنفْرِيتٌ ‪ ،‬إِتْبَاعا ‪ .‬وقد‬
‫العارِمُ الخَبِيثُ ‪ ،‬ويُسْ َت ْعمَل في الِنسان اسْ ِتعَارةَ الشّ ْيطَانِ له ‪ُ ،‬يقَال ‪ِ :‬‬
‫صلِ في حالِ الشْ ِتقَاقِ َت ْوفِيَةً لل َمعْنَى ودَللَةً عليه‬
‫ل ْ‬
‫حمّلُوا فيه تَ ْبقِيَةَ الزائد مع ا َ‬
‫َت َعفْرَتَ ‪ ،‬وهذا ِممّا َت َ‬
‫عفِرّ ‪ ،‬بتشديد الراءِ ‪ ،‬ورِجَالٌ‬
‫جلٌ ِ‬
‫عفِ ّرةٌ ‪ ،‬ورَ ُ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬امْرََأةٌ ِ‬
‫عفْرِيتَةٌ ‪ ،‬حكاه اللّحْيَا ِنيّ ‪ .‬وقال َ‬
‫‪ .‬وهي ِ‬
‫لءَ‬
‫عفِ ّرةٍ ‪ %‬ثَجْ َ‬
‫صفَة ‪ ( % :‬وضِبِ ّرةٍ مِ ْثلِ الَتَان ِ‬
‫حمُو َدةِ ال ّ‬
‫عفِرّونَ ‪ .‬وأَنشد في صفةِ امرَأةٍ غَيْرِ َم ْ‬
‫ِ‬
‫عفَارِيَةٌ‬
‫عفْرِيتُ و ُ‬
‫عفْرٌ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬وعِفْرِيَةٌ ‪ ،‬كزِبْ ِرجَةٍ ‪ ،‬و ِ‬
‫خوَاصِرٍ ما َتشْبَعُ ) ‪ %‬و ُيقَال ‪َ :‬أسَدٌ ِ‬
‫ذاتِ َ‬
‫شدِيدٌ‬
‫سفَرْجَل ‪َ :‬‬
‫عفَرْنَي ‪َ ،‬فعَلْنَي ‪ ،‬والنون والَلف فيه للِلحاق ب َ‬
‫طمِرّ و َ‬
‫‪ ،‬وهذه بالضّمّ ‪ ،‬وعِفِرّ ‪ ،‬ك ِ‬
‫عفَرْنَي ‪) ،‬‬
‫عظِيمٌ ‪ ،‬ولَ ُب َؤةٌ َ‬
‫َق ِويّ َ‬
‫شدِي َدةٌ ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫كذلك ‪ ،‬لل ّذكَ ِر والُنْثَى ‪ ،‬أَي َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/88‬‬

‫عفَرْناةٌ ‪ ،‬إِذا كانت جَرِيئَيْن ‪ِ ،‬إمّا أَنْ َيكُونَ من العَفَرِ الذي هو التّرَاب ‪ ،‬أَو من‬
‫عفَرْنَي ‪ ،‬ولَبُؤةٌ َ‬
‫سدٌ َ‬
‫أَ َ‬
‫ن يكونَ من ال ُق ّوةِ والجَلَد ‪ .‬وعِفِرّينُ ‪ ،‬بالكَسْر وتشديد الراءِ ‪:‬‬
‫ال َعفْرِ الذي هو العْ ِتفَارُ ‪ ،‬وِإمّا أَ ْ‬
‫حكَم ويقال ‪ :‬إِنّه لَشْجَعُ من لَ ْيثِ‬
‫عمْروٍ ‪ :‬اسمُ بَلَد ‪ ،‬نقله صاحبُ المُ ْ‬
‫ي وأَبو َ‬
‫صمَ ِع ّ‬
‫ل ْ‬
‫مَأْسَ َد ٌة ‪ .‬وقال ا َ‬
‫حكَايَةِ المَ َثلِ ‪ ،‬واخْتََلفَا في ال ّتفْسِير ‪ :‬فقال أَبو‬
‫عمْرو ‪ ،‬في ِ‬
‫ي وأَبو َ‬
‫ص َمعِ ّ‬
‫ل ْ‬
‫عفِرّينَ ‪ ،‬هكذا قال ا َ‬
‫ِ‬
‫سهْل في أُصولِ الحِيطانِ تُدوّرُ‬
‫عفِرّينَ ‪ُ :‬دوَيْبّ ٌة يكون مَأْواها التّرَاب ال ّ‬
‫عمْروٍ ‪ :‬هو الَسَد ‪ .‬ولَ ْيثُ ِ‬
‫َ‬
‫صعُدا ‪ ،‬وهو من المُثُل التي لم َيجِ ْدهَا‬
‫ج ْوفِها ‪ ،‬فإِذا هِيجَت َر َمتْ بالتّراب ُ‬
‫ُدوّا َرةً ثمّ تَنْدَسّ في َ‬
‫عفِرّينَ ‪ :‬دَابّةٌ كالحِرْباءِ يَ َتعَرّض للرّا ِكبِ ‪ ،‬قاله أَبو عمرو ‪ .‬وروَى أَبو حاتِم عن‬
‫سِي َبوَيه ‪ ،‬أَو لَ ْيثُ ِ‬
‫خمْسِين ‪ .‬ويقال‬
‫جلُ الكا ِملُ ابنُ ال َ‬
‫عفِرّينَ ‪ :‬الرّ ُ‬
‫حدّى الرا ِكبَ و َيضْ ِربُ بذَنَبِه ‪ .‬ولَ ْيثُ ِ‬
‫لصْ َم ِعيّ ‪ :‬يَتَ َ‬
‫اَ‬
‫سعَى السّاعِينَ ‪ ،‬وابنُ‬
‫‪ :‬ابنُ عَشْرٍ َلعّابٌ بالقُلِينَ ‪ ،‬وابنُ عِشْرِيِنَ باغِي نِسينَ ‪ ،‬وابنُ الثّلثِينَ َأ ْ‬
‫عفِرّينَ وابن السّتّين ُمؤْنِسُ الجَلِيسينَ ‪ ،‬وابْنُ‬
‫طشِين ‪ ،‬وابنُ الخَمسين لَ ْيثُ ِ‬
‫ش الَبْ َ‬
‫الَرْ َبعِينَ أَ ْبطَ ُ‬
‫سعِينَ واحِدُ الَرْذَلِينَ ‪ ،‬وابنُ‬
‫حكَمُ الحاكِمينَ ‪ ،‬وابنُ الثّمانِينَ أَسْ َرعُ الحاسِبينَ ‪ ،‬وابنُ التّ ْ‬
‫السّ ْبعِين َأ ْ‬
‫ن ول إِنْسٌ ‪.‬‬
‫جلٌ ول امْرََأةٌ ‪ ،‬ول جِ ّ‬
‫المائِة لحا ‪ ،‬ولسا ‪ ،‬يقولُ ‪ :‬ل َر ُ‬
‫عفْرَاهُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪:‬‬
‫عفْرِيَةُ الدّيكِ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ ،‬و َ‬
‫عفِرّينَ أَيضا ‪ :‬الضابِطُ القَ ِويّ ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ .‬و ِ‬
‫ولَ ْيثُ ِ‬
‫رِيشُ عُ ُنقِهِ ‪ ،‬كال ُعفْرَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬و ُيقَال ‪ :‬ال ِعفْرِيَةُ مِ ْنكَ ‪ :‬شَعرُ القَفَا ‪ ،‬ومِنَ الدّابّةِ ‪ :‬شَعرُ الناصِيةِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/89‬‬

‫وقِيلَ ِهيَ من الِنْسَانِ شَعرُ الناصِيَة ‪ ،‬ومن الدّابّة شَع ُر ال َقفَا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ال ِعفْرِيَة ‪ :‬الشّعراتُ النابتة‬
‫شعْرِرْنَ عِ ْن َد الفَ َزعِ ‪ ،‬كالعِفْرات بالكَسرِ ‪ ،‬وال ُعفَرْنِيَةِ كبَُلهْنِيَة ‪ ،‬الَخير عن‬
‫سطِ الرّأْسِ َيقْ َ‬
‫في وَ َ‬
‫الصاغانيّ ‪.‬‬
‫سدِ والدّيك وغَيْرِهما ‪،‬‬
‫شعْ َر ُة ال َقفَا من الَ َ‬
‫وقيل ‪ :‬ال ُعفْ َرةُ بالض ّم وال ِعفْرِيَ ُة وال ِعفْراةُ ‪ ،‬بكسرهما ‪َ :‬‬
‫غضْبانَ ‪.‬‬
‫عفْرِيَتهُ ‪ ،‬إِذا جاءَ َ‬
‫وهي التي يُردّدُهَا إِلى يَافُوخِه عند الهِرَاش ‪ ،‬يقال ‪ :‬جاءَ فُلنٌ نافِشا ِ‬
‫طمَ ِع والحِرْص ‪.‬‬
‫عفْريَتَهُ وعِفْرَاتَهُ ‪ ،‬أَي ناشِرا شَع َرهُ من ال ّ‬
‫قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬يقال ‪ :‬جاءَ ناشِرا ِ‬
‫حلُ ‪ ،‬و ُيضَمّ ‪َ ،‬أوْ عامّ ‪ ،‬أَو وَلَدُها ‪ .‬ومن المَجاز ‪ :‬ال ُعفُرُ ‪،‬‬
‫والعِفْرُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪َ :‬ذكَرُ الخَنَازِي ِر الفَ ْ‬
‫شهْرُ ‪ ،‬أَو ال ُبعْدُ ‪ ،‬أَو قِلّةُ الزّيارة ‪ .‬و ِب ُكلّ من ذلك فُسرّ قولُهم‬
‫ضمّتَيْن ‪ :‬الحِينُ وطُولُ ال َعهْدِ ‪ ،‬أَو ال ّ‬
‫ب َ‬
‫سكّنُ ‪ .‬قال جَرِيرٌ ‪ ( % :‬دِيَارَ جَميعِ‬
‫عفُرٍ ‪ .‬ويُ َ‬
‫عفُر ‪ ،‬وما َأ ْلقَاهُ ِإلّ عَنْ ُ‬
‫‪ :‬فلنٌ ما يَأْتِينا ِإلّ عن ُ‬
‫عفْرِ ) ‪ %‬وأَنشد ابنُ الَعْرَابِيّ ‪ ( % :‬إِنّ‬
‫الصّالحِينَ بذِي السّدْرِ ‪ %‬أَبِينِي لَنا إِنّ التّحِيّةَ عن ُ‬
‫عمَسا جِ ْلدَ ال ّنمِرْ ) ‪ ( % ) %‬فلَئنْ طَ ْأطَ ْأتُ فِي قَتِْل ِهمُ ‪%‬‬
‫شقِرْ ‪ %‬لَ ِبسُوا لِي َ‬
‫جمِيعا مِنْ َ‬
‫أَخْوالِي َ‬
‫خوَالِي ‪ ،‬لَ ّنهُم وإِنْ كانُوا َأقْرِبَاءَ فلَيْسُوا في‬
‫عفُرْ ) ‪ %‬أَي عن ُبعْدٍ من َأ ْ‬
‫لَ ُتهَاضَنّ عِظَامِي عَنْ ُ‬
‫ط َه ِوىّ ‪ .‬وأَما قولُ المَرّار ‪:‬‬
‫ل الَعْمامِ ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬وأُرَى البَيتَ ِلضَبّابِ بن واقِدٍ ال ّ‬
‫القُ ْربِ مِ ْث َ‬
‫عفْرِ ) ‪ %‬وكان َهجَرَ أَخاهُ‬
‫عفُرٍ منْ عَنْ تَنَا ٍء وإِ ّنمَا ‪ %‬تَدَانَى ال َهوَى مِنْ عَنْ تَنَاءٍ وعن ُ‬
‫‪ ( %‬على ُ‬
‫عفْرٍ ‪ ،‬أَي‬
‫في الحَبْس بال َمدِينة ‪ ،‬فيقولُ ‪ :‬هَجَ ْرتُ أَخِي على ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/90‬‬
‫حيّ والقَرَابَاتِ ‪ ،‬أَي ونحن غُرَباءُ ‪ ،‬ولم يكن يَنْ َبغِي لِي أَنْ أَ ْهجُرَه ‪ ،‬ونَحْنُ على هذه‬
‫على ُبعْد من ال َ‬
‫عفَارِ شَرّ ‪ ،‬أَي عاثُورِه ‪ ،‬عن الفَرّاءِ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هي على‬
‫الحَالَة ‪ .‬ويقال ‪َ :‬وقَعَ في عَافُورِ شَرّ ‪ ،‬و َ‬
‫شدّة ‪.‬‬
‫البَدَل ‪ ،‬أَي في ِ‬
‫خلَ ‪ :‬فَ َرغَ من تَ ْلقِيحه ‪ ،‬وقد ُر ِوىَ بالقَاف ‪.‬‬
‫عفَرَ النّ ْ‬
‫ل وِإصْلحُه ‪ .‬و َ‬
‫خِ‬‫سحَابٍ ‪ :‬تَ ْلقِيحُ النّ ْ‬
‫والعَفَارُ ‪ ،‬ك َ‬

‫سقْي أَرْ َبعِين‬


‫خلُ َب ْعدَ ال ّ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ :‬ال َعفَارُ ‪ :‬أَنْ يُتْ َركَ النّ ْ‬
‫ن الَثِير ‪ :‬وهو خطأٌ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫قال اب ُ‬
‫سقَى ‪ .‬قال ‪ :‬وهو من‬
‫سقَى ثمّ يُتْرَك إِلى أَنْ َيعْطَشَ ‪ ،‬ثمّ يُ ْ‬
‫حمْلُها ‪ ،‬ثمّ ُي ْ‬
‫سقَى لئلّ يَنْ َت ِفضَ َ‬
‫َيوْما ل يُ ْ‬
‫شهَرُ منه بالقَاف ‪ .‬وال َعفَارُ‬
‫طمَتْه ‪ .‬ويقال ‪ :‬كُنّا في ال َعفَارِ ‪ ،‬وهو بالفَاءِ أَ ْ‬
‫َت ْعفِيرِ ال َوحْشِيّة وََلدَها إِذَا فَ َ‬
‫غصَانِه ف ُيقْتَدَحُ به ‪ .‬قال أَبو حنيفة ‪ :‬أَخبرني بعضُ أَعْراب‬
‫سوّى من أَ ْ‬
‫خذُ منه الزّنادُ ‪ ،‬يَ َ‬
‫شجَرٌ يُتّ َ‬
‫‪َ :‬‬
‫شجَ َرةُ غُبَيْراءَ ‪،‬‬
‫شكّ أَ ّنهَا َ‬
‫السّرَاة أَنّ ال َعفَار شَبِيهٌ بشجرة الغُبَيْرَاءِ الصغِيرة ‪ ،‬إِذَا رَأَيْتَها من َبعِيد لم َت ُ‬
‫عفَا َرةٌ ‪ .‬وقيل في قوله تعالى‬
‫خوّارٌ ‪ ،‬ولذلك جادَ للزّنادِ واحِدَتُه َ‬
‫و َنوْرُها أَيضا ك َنوْرِهَا ‪ ،‬وهو شجرٌ َ‬
‫خ وال َعفَارُ ‪ ،‬وهما شَجَرَتانِ فيهما نارٌ‬
‫‪َ :‬أفَرَأَيْتُمُ النّارَ الّتِي تُورُونَ ‪ .‬أَ أَنْتُمْ أَ ْنشَأْتُمْ شَجَرَ َتهَا إِ ّنهَا المَرْ ُ‬
‫ليس في غيرهما من الشّجَرِ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وقد رَأَيْتُهما في البادِيَة ‪ ،‬والعَ َربُ َتضْرب بهما‬
‫خ وال َعفَارُ ‪ .‬أَي كثُ َرتْ فيهما‬
‫جدَ المَرْ ُ‬
‫المَ َثلَ في الشّرَف العالِي فتقولُ ‪ :‬في ُكلّ الشّجَرِ نارٌ ‪ ،‬واسْ َتمْ َ‬
‫جدَ ‪ :‬اسْ َتكْثَر ‪ ،‬وذلك أَنّ هاتَيْنِ الشّجَرَتَيْن من َأكْثَرِ الشّجَرِ نارا ‪،‬‬
‫على ما فِي سائر الشّجَرِ ‪ ،‬واسْ َتمْ َ‬
‫وزِنَادُهما أَسْ َرعُ الزّنا ِد وَرْيا ‪ ،‬والعُنّاب من َأ َقلّ الشّجَرِ نارا ‪ .‬وفي‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/91‬‬

‫المَثَل ‪ :‬اقْدَحْ ب َعقَار أَو مَرْخ ‪ ،‬ثمّ اشْ ُددْ إِنْ شِ ْئتَ أو أَرْخ ‪ ،‬وقد ُذكِر في م ر خ ‪ .‬وفي م ج د و‬
‫جمْعُ عَفارةٍ ‪.‬‬
‫َ‬
‫خفَى ‪ .‬وعَفَارٌ ‪ :‬ع بَيْنَ‬
‫سبُ باصطلحِه ‪ :‬وهي ِبهَاءٍ ‪ ،‬أَو واحِدتُه بِهاءٍ ‪ ،‬كمال يَ ْ‬
‫بالهَاءِ ‪ ،‬وكان الَنْ َ‬
‫ستَ من أَرْدَافِ‬
‫حجْرٍ ‪ .‬فقال ‪ :‬أَتُ ْر ِدفُنِي قال ‪َ :‬ل ْ‬
‫حبَ ُمعَاويَةُ وا ِئلَ بن ُ‬
‫َمكّةَ والطا ِئفِ ‪ ،‬وهُنَاك صَ ِ‬
‫جفِيفُه كذلك ‪ .‬وال َعفِيرُ‬
‫شمْسِ ‪ .‬و َتعْفِيرُه ‪َ :‬ت ْ‬
‫جفّف على ال ّر ْملِ في ال ّ‬
‫حمٌ ُي َ‬
‫المُلُوك ‪ .‬والعَفِيرُ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ :‬لَ ْ‬
‫عفِيرٌ‬
‫عفِيرٌ ل يَُلتّ بإِدامٍ ‪ ،‬كال َعفَارِ ‪ ،‬كسَحابٍ ‪ .‬وكذلك خُبْزٌ َ‬
‫سوِيقٌ َ‬
‫سوِيقُ المَلْتُوتُ بل ُأدْم ‪ .‬و َ‬
‫‪ :‬ال ّ‬
‫شيْءَ )‬
‫عفِيرا ‪ ،‬أَي ل َ‬
‫عفَارا و َ‬
‫وعَفَارٌ ‪ :‬ل يَُلتّ بأُدْم ‪ ،‬عن ابن الَعْرَا ِبيّ ‪ُ .‬يقَالُ ‪َ :‬أ َكلَ خُبْزا َقفَارا و َ‬

‫عفْ َرةِ البَ ْردِ وعُفُرّتِه ‪،‬‬


‫معه ‪ .‬وال َعفَارُ لغةٌ في القَفَارِ ‪ ،‬وهو الخُبْزُ بل أُدْم ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬جاءَنا في ُ‬
‫عفَا ِريّ ‪،‬‬
‫صلٌ ُ‬
‫ضمّهما ‪ ،‬أَي َأوّله ‪ .‬وعُفْ َرةُ الحَرّ وعُفُرّتهُ ‪ :‬لغة في ُأفُ ّرةِ الحرّ ‪ ،‬أَي شِدّته ‪ .‬و َن ْ‬
‫ب َ‬
‫ي ‪ .‬و َمعَافِرُ ‪:‬‬
‫بالضمّ ‪ :‬جَيّ ٌد ‪ .‬و َمعَافِرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬د ‪ ،‬بال َيمَنِ ‪ .‬نَزَل فيه َمعَافِرُ بنُ أُدّ قاله الزمخشر ّ‬
‫حيّ من َهمْدانَ ‪ ،‬والمِيمُ زائدة ‪ ،‬ل يَنْص ِرفُ في َمعْ ِرفَة ول َنكِ َرةٍ ‪ ،‬لَنّه جاءَ على مِثَال ما ل‬
‫أَبو َ‬
‫حدِهِما أَي البَلَد أَو القَبِيلَة تُنْسَب الثّيابُ ال َمعَافِرِيّةُ ‪ ،‬ويُقَال ‪َ :‬ث ْوبٌ‬
‫جمْع ‪ .‬وإِلى أَ َ‬
‫يَ ْنصَرِف من ال َ‬
‫َمعَافِريّ ‪ ،‬فتص ِرفُه ‪ ،‬لَنّك أَدخلْت عليه ياءَ النّسْبَة ‪ ،‬ولم َتكُنْ في الواحِد ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬بُرْدٌ‬
‫َمعَافِريّ ‪ :‬منسوب إِلى َمعَافِرِ ال َيمَنِ ‪ ،‬ثم صار اسما لها ِبغَيْرِ نِسْبَة ‪ ،‬ف ُيقَال َمعَافِرُ ‪ .‬وقال سِي َبوَيْه ‪:‬‬
‫جمْع ‪ ،‬لَنّ َمعَافِر‬
‫سبَ على ال َ‬
‫مَعافِرُ بن مُرّ ‪ .‬فيما يَزْعُمون ‪َ ،‬أخُو َتمِيمِ بنِ مُرّ ‪ .‬قال ‪ :‬ونُ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/92‬‬

‫ي وضِبَابيّ ‪ ،‬فَأمّا‬
‫جلٍ من بني كِلب أَو من الضّباب ‪ :‬كِلبِ ّ‬
‫َ اسمٌ لشيْ ٍء واحِدٍ ‪ ،‬كما تقول لِ َر ُ‬
‫سجِ ِديّ ‪ ،‬وكذلِك‬
‫سبِ إِلى مَساجِ َد ‪ ،‬تقولُ ‪ :‬مَ ْ‬
‫حدٍ كالنّ َ‬
‫جمَاعَة فإِنّما تُوقِع النّسَب عَلَى وا ِ‬
‫النّسَب إِلى ال َ‬
‫ما أَشْ َبهَهُ ‪.‬‬
‫ول ُتضَمّ المِيم ‪ .‬وإِ ّنمَا هو َمعَافِرُ ‪ ،‬غير مَنْسُوب ‪ .‬وال ُمعَافِرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬كما هو في الصحاح ‪:‬‬
‫جمْعُ َرفِيقٍ ‪ .‬وفي الَساس ‪ :‬هو الّذِي‬
‫الّذِي َيمْشِي مع ال ّرفَقِ فيَنَالُ َفضَْلهُم ‪ .‬وال ّرفَق بالض ّم ففَتْح ‪َ :‬‬
‫َيمْشِي مع الرّفاق يَنالُ من َفضْلِهم ‪ .‬ومنه قولُهم ‪ :‬لبُدّ للمُسَافِرِ ‪ ،‬مِنْ َمعُونةِ ال ُمعَافِر ‪ ،‬وهو مَجازٌ‬
‫‪.‬‬
‫جلٌ ُمعَافِ ِريّ ‪َ :‬يمْشِي مع ال ّر َفقِ ‪ ،‬قال ابنُ دُرَيْد ‪ :‬ل أَدْرِي أَعَرَ ِبيّ هو َأمْ ل ‪.‬‬
‫وفي اللّسَان ‪ :‬رَ ُ‬
‫ج ْعلِ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬زاد في الَساسِ ‪ :‬لَنّه َيعْفِرُها ‪ .‬وهو‬
‫والعَفِي َرةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ُ :‬دحْرُوجَةُ ال ُ‬
‫مَجاز ‪.‬‬
‫لخْلطُ من الناسِ ‪.‬‬
‫والعُفُ ّرةُ ‪ ،‬بضم العَيْنِ والفا ِء وتَشْديد الراءِ ‪ ،‬والّذي في ال ّت ْكمِلَة ‪ :‬ال ُعفُرّ ‪ :‬ا َ‬
‫جلُ الخَبِيثُ ‪ ،‬وهو أَيضا الَسَدُ ‪ِ ،‬لقُوّتِ ِه كال ِعفَرْنِ ‪ ،‬كهِزْبْرٍ ‪ ،‬كذا في التكملَة ‪ .‬ويقال‬
‫والعَفَ ْرفَرَة ‪ :‬الرّ ُ‬
‫عفَرَ له ‪ ،‬أَي‬
‫عوِيصَ فيه ‪ ،‬و َنصّ التكملة ‪ :‬وقد جاءَ بكلمٍ ل َ‬
‫عفَرَ فيه ‪ ،‬بالفتْح ‪ ،‬أَي ل َ‬
‫‪ :‬كَلمٌ ل َ‬
‫عقَدٌ بنواحِي ال َعقِيق بالمدينَة المُشَرّفة ‪ ،‬كذا في‬
‫عوِيصَ فيه ‪ .‬وعُفَارَيَاتٌ ‪ ،‬بالضّمّ وفتح الراءِ ‪ُ :‬‬
‫ل َ‬
‫عفَرْبَلَ ‪ ،‬مُحَرّكة ‪ :‬د ‪ ،‬قُ ْربَ بَيْسَانَ ‪ ،‬هكذا في التّكملة ‪ ،‬ويُوجَد في بعضِ النّسَخ ‪:‬‬
‫التكملة ‪ .‬و َ‬
‫عفَيْرٌ ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪ :‬اسمُ رَجُل‬
‫ن ‪ .‬والُولَى الصّوابُ ‪ .‬و ُ‬
‫وعَفَرْ ‪ :‬بلد قُرْب بَيْسا َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/93‬‬
‫عفَرَ ‪.‬‬
‫صغِير تَ ْرخِيمِ أَ ْ‬
‫وهو َت ْ‬
‫جهَيْنَةَ ‪ ،‬ذكره الصاغانيّ ‪ .‬ومن ال َمجَازِ ‪ :‬ال ُعفْرُ ‪ ،‬بالضم ‪ ،‬وال َم ْعفُو َرةُ ‪:‬‬
‫وعُفَيْرٌ ‪ :‬فَرَسٌ كان ل ُ‬
‫سمّيَت باسم الشّجَر ‪ ،‬قال‬
‫عفَا َرةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬امْرََأةٌ ُ‬
‫لخِيرَة َنقَلها الصاغانيّ ‪ .‬و َ‬
‫السّوقُ الكاسِ َدةُ ‪ ،‬ا َ‬
‫سحَابٍ ‪،‬‬
‫عفَارا ‪ ،‬ك َ‬
‫سمّوا َ‬
‫عفَا َرهْ ‪ %‬يا جارَتَا ما أَ ْنتِ جا َرهْ ) ‪ %‬و َ‬
‫الَعْشَى ‪ ( % :‬با َنتْ لتَحْزُنَنا َ‬
‫عفْرَاءَ ‪ ،‬بالفَتْح ) َممْدُودا ‪ .‬ومنهم ُمعَاذٌ‬
‫خفَى أَنّه مع ما قبله َتكْرارٌ ‪ ،‬و َ‬
‫وعُفَيْرا ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪ ،‬ول يَ ْ‬
‫عفْرَاءَ ‪ ،‬وهِي ُأمّه ‪.‬‬
‫ع ْوفٌ بنو الحارِث بن ِرفَاعَةَ النّجّا ِريّ ‪ ،‬ال َمعْرُوف ُكلّ منهم بابْنِ َ‬
‫و ُمعَوّذٌ و َ‬
‫شهِدُوا بَدْرا ‪.‬‬
‫عفْرَاءُ بِ ْنتُ عُبَ ْيدِ بنِ َثعْلَبَةَ النّجّارِيّة ‪ ،‬لها صُحْبَةٌ ‪ ،‬وَأوْلدُهَا َ‬
‫وهي َ‬
‫حكَماءِ الجَاهِلِيّة ‪ ،‬قاله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫جهَيْ َنةَ ‪ :‬اسمُ امْرَأَة ‪ ،‬كانت من ُ‬
‫عفَيْ َرةُ ك ُ‬
‫وقال ابنُ دَُرْيدٍ ‪ُ :‬‬
‫حهَا ‪ .‬وقال بعضٌ ‪ :‬إِنّ الصّوابَ‬
‫ل و ُمصْلِ ُ‬
‫خِ‬‫وعَفّارٌ ‪ ،‬ككَتّانٍ ‪ ،‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬كشَدّادٍ ‪ :‬مُ ْلقِحُ النّ ْ‬
‫غفْلَةٌ عمّا سَبَق‬
‫جوْهَ ِريّ كذلك ضَ َبطَهُ ‪ ،‬قال شَ ْيخُنَا ‪ :‬وهو َ‬
‫سحَابٍ ‪ ،‬لَنّ ال َ‬
‫خفِيف ‪ ،‬ك َ‬
‫أَنّه بالتّ ْ‬
‫جوْهَريّ ‪ ،‬وهذا زِيا َدةٌ على ما في الصحاح ‪َ ،‬قصَدَ‬
‫لل ُمصَنّف ‪ ،‬فقد صرّح به وفسّرَه بال َمصْدَرِ ‪ ،‬كال َ‬
‫به بَيَانَ الذي َي ْفعَلُ ذِلكَ ‪ ،‬ف ُهمَا مُ َتغَايِران ‪ .‬انتهى ‪ .‬قُ ْلتُ ‪ :‬وإِ ّنمَا جاءَهُم الغَلَطُ من َق ْولِ الجوهريّ ‪:‬‬
‫والعَفارُ ‪ :‬لقاحُ النّخِيل ‪َ ،‬فظَنُوا أَنّه لقاحِ ‪ ،‬ككِتَاب ولَيْسَ كذلك ‪ ،‬بل هو ُلقّاحُ ‪ ،‬كشدّا ٍد ‪ ،‬بمعني‬
‫المُ ْلقِح ‪ ،‬فتََأمّل ‪.‬‬
‫شدَ ‪ ( % :‬ومَجَرّ مُنْ َتحِرِ الطِّلىّ َت َعفّرتْ‬
‫سعِيدٍ ‪ ،‬وأَنْ َ‬
‫سمِنَ ‪ ،‬قاله أَبو َ‬
‫ومن المَجازِ ‪ :‬تَعفّرَ الوَحْشُ ‪َ :‬‬
‫ع وَادِ ُم ْمكِنِ ) ‪%‬‬
‫‪ %‬فِيه الفِرَاءُ بجِ ْز ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/94‬‬

‫طلِيّهُ ‪ :‬مَناتِحُ مائِه ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬هذا سَحابٌ َيمُرّ مَرّا َبطِيئا ِلكَثْرَة مائِهِ ‪ ،‬كأَنّه قد انْ َتحَر ِلكَثْرَة مائه ‪ .‬و َ‬
‫سمِنَت ‪ .‬وال َعفَرْناةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬الغُولُ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫حشِ ‪ .‬و َتعَفّرت ‪َ :‬‬
‫بمنزلة َأطْل ِء الوَ ْ‬
‫جذَبَه فضَ َربَ به الَرضَ ‪ .‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬شاوَرَه ‪ ،‬بالشين‬
‫واعْتَفَ َرهُ اعْ ِتفَارا ‪ :‬سَاوَ َرهُ و َ‬
‫المنقوطة ‪ ،‬وهو غَلَطٌ ‪ .‬وممّا يُستدرك عليه ‪ :‬العَفْر ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬الجَ ْذبُ ‪ ،‬وبه فَسّر أَبو َنصْرٍ قولَ‬
‫عفْرٌ فتَطْرِيحُ ) ‪ %‬وقال ابنُ‬
‫خذَتُهُ َ‬
‫أَبي ُذؤَ ْيبٍ ‪ ( % :‬أَ ْلفَ ْيتَ أَغَْلبَ مِنْ ُأسْدِ ال َمسَدّ حَدِي ‪ %‬دَ النابِ أَ ْ‬
‫جِنّى ‪ :‬قولُ أَبي َنصْرٍ هو ال َم ْعمُولُ به ‪ ،‬وذلك أَنّ الفاءَ مُرَتّبَة ‪ ،‬وإِ ّنمَا يكون ال ّتعْفِيرُ في التّرَاب بعد‬
‫خمْرا لَنّ الجَ ْذبَ مآلُه إِلى‬
‫عصِرُ َ‬
‫جذْب كقوله تَعالى ‪ :‬إِنّي أَرَانِي أَ ْ‬
‫الطّرْح ل قَبْلَه ‪ ،‬فال َعفْرُ إِذا هُنَا ال َ‬
‫ال َعفْر ‪ .‬واعْ َتفَرَ َثوْبَه في التّرَابِ كذلك ‪ .‬واعْ َتفَر الشّيءُ ‪ ،‬كا ْن َعفَرَ ‪ .‬والعافِرُ الوَجْهِ ‪ :‬المُتْ َربُ ‪ .‬وفي‬
‫خضِ َرةً ‪ ،‬ويُرْوَى بالقاف والثاءِ والذالِ ‪.‬‬
‫سمّاهَا َ‬
‫عفِ َرةٍ ف َ‬
‫الحديث ‪ :‬أَنّه مَرّ علَى أَ ْرضٍ َ‬
‫حمَرَ ‪ :‬وَأصْبَحَ يَ ْرمِي‬
‫عفَرَ ‪ ،‬أَي رَمانِي بداهِيَة ‪ ،‬ومنه َق ْولُ ابنِ أَ ْ‬
‫ومن المَجَاز ‪َ :‬رمَانِي عَنْ قَرْنِ أَ ْ‬
‫ن الَسِنّة ‪ ،‬فصار مَثَلً عندهم في‬
‫خذُونَ القُرُونَ مكا َ‬
‫عفَرَا ‪ .‬وذلك أَ ّنهُم كانوا يَتّ ِ‬
‫الناسَ عن قَرْنِ أَ ْ‬
‫عفَرَ ‪ .‬ومنه َق ْولُ‬
‫جلِ إِذا باتَ لَيْلَتَه في شِدّة ُتقِْلقُه ‪ :‬كُ ْنتَ على قَرْنِ أَ ْ‬
‫الشّ ّدةِ تَنْ ِزلُ بهم ‪ .‬و ُيقَالُ للرّ ُ‬
‫عفَرَا ‪.‬‬
‫امرئ القَيْس ‪ :‬كَأَنّي وَأصْحابِي عَلَى قَرْنِ أَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/95‬‬

‫ع القَلِق ‪.‬‬
‫وفي الَساس ‪ُ :‬يضْ َربُ ذلك للفَزِ ِ‬
‫لثَ عَشْ َرةَ ‪.‬‬
‫حمَر ‪ .‬وال ّت ْعفِيرُ ‪ :‬التّبْيضُ ‪ .‬وال َعفْراءُ من اللّيَالِي ‪ :‬لَ ْيلَةُ ثَ َ‬
‫والَعْفَرُ ‪ :‬ال ّر ْملُ الَ ْ‬
‫عمَرُ بنُ لَجَإٍ التّيْميّ يصفُ إِبِلً ‪:‬‬
‫عفَرْناةٌ ‪َ :‬قوِيّة ‪ .‬قال ُ‬
‫وال َمعْفُورَة ‪ :‬الَرْضُ التي ُأ ِكلَ نَبْ ُتهَا ‪ .‬ونَاقَة َ‬
‫صمّماتِها ‪ %‬غُ ْلبَ الذّفارَى وعَفَرْنَيَاتِها ) ‪ %‬قال الَزهريّ ‪ :‬ول يُقالُ ‪:‬‬
‫حمّلتُ أَ ْثقَالِي ُم َ‬
‫)‪َ (%‬‬
‫عفَرْنَي ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬دَخَ ْلتُ الماءَ فما ا ْنعَفَ َرتْ قَ َدمَايَ ‪ ،‬أَي لَم تَبْلُغا الَ ْرضَ ‪ .‬ومنه َقوْلُ امرئ‬
‫ج َملٌ َ‬
‫َ‬
‫القَيْس ‪ :‬ثانِيا بُرْثُنَهُ ما يَ ْن َعفِر ‪ .‬ومن المَجاز ‪ :‬العَفِيرُ ‪ :‬الّذِي ل ُيهْدِى شَيْئا ‪ ،‬المذكّر وال ُمؤَنّث فيه‬
‫سَوا ٌء ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬ال َعفِيرُ من النّسَاءِ ‪ :‬التي ل ُتهْدِى شَيْئا ‪ ،‬عن الفَرّاءِ ‪ .‬وقال الجوهَ ِريّ ‪:‬‬
‫جبُ من ال ُمصَنّف كَ ْيفَ تَ َركَ هذه ‪ .‬وبَذِير عَفيرٌ ‪ :‬كَثِيرٌ ‪،‬‬
‫هي الّتِي ل ُت ْهدِى لِجَارَ ِتهَا شَيْئا ‪ .‬والعَ َ‬
‫حكَى ابنُ الَعرابِيّ ‪ :‬عليه ال َعفَارُ والدّبَارُ وسوءُ الدّارِ ‪ ،‬ولم ُيفَسّرْه ‪ .‬وفي َتهْذِيب ابنِ‬
‫إِتْبَاعٌ ‪ .‬و َ‬
‫حكَى‬
‫س ّموْا َي ْعفُورا و َي ْعفُرَ ‪ .‬و َ‬
‫ل كفَرِحَ ‪ :‬لم ُتطَاوِعْه رِجْله في الشّدّ ‪ .‬و َ‬
‫جُ‬‫عفِرَ الرّ ُ‬
‫القَطّاعِ ‪َ :‬‬
‫سوَدُ بنُ َي ْعفُ َر و ُيعْفِ َر و ُي ْعفُر ‪ .‬قال ‪ :‬فَأمّا َي ْعفُرُ و ُيعْفِرُ فَأصْلَن ‪ ،‬وأَما ُي ْعفُر فعَلَى‬
‫السِيرَافيّ ‪ :‬الَ ْ‬
‫ضمّة الياءِ من ُي ْعفُر ‪.‬‬
‫ضمّةَ الفاءِ ‪ ،‬وقد يكون على إِتْبَاع الفاءِ من ُي ْعفُر َ‬
‫إِتْبَاع اليا ِء َ‬
‫سوَدُ ابنُ َي ْعفُرَ الشاعرُ ‪ ،‬إِذا قُلْتَه بفَتْح الياءِ لم َتصْ ِرفْه ‪ ،‬لَنّه مِ ْثلُ َيقْتُل ‪.‬‬
‫والَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/96‬‬

‫ف لَنّه قد زال عنه‬


‫سوَدُ بنُ ُي ْعفُر ‪ ،‬بضم الياءِ ‪ ،‬وهذا يَ ْنصَ ِر ُ‬
‫وقال يُونُسُ ‪ :‬سمعتُ ُرؤْبَةَ َيقُول ‪َ :‬أ ْ‬
‫لمَامُ الحَسَنُ بنُ شَ َرفِ الدّين ابن صَلَح‬
‫حصْنٌ بال َيمَنِ ‪ ،‬افْتَ َتحَه ا ِ‬
‫عفّارٌ ‪ ،‬كشَدّادٍ ‪ِ :‬‬
‫شَبَهُ ال ِفعْل ‪ .‬و َ‬
‫عفْ ٍر وعفْرَي ‪ ،‬بالضمّ ‪:‬‬
‫سمَاءِ النساءِ ‪ .‬و َنجْدُ ُ‬
‫عفَارَى ‪ :‬من أَ ْ‬
‫عفَيْ َرةُ و َ‬
‫حسَ ِنيّ ‪ ،‬أَو هُو كسَحاب ‪ .‬و ُ‬
‫ال َ‬
‫عجِيبُ ) ‪%‬‬
‫عفْرٍ ‪ %‬حَدِيثٌ إِنْ عَجِ ْبتَ له َ‬
‫جدِ ُ‬
‫طيّ بنَ ْ‬
‫َموْضِعان ‪ .‬قال أَبو ُذؤَ ْيبٍ ‪َ ( % :‬لقَ ْد لقَى المَ ِ‬
‫سفْعَا )‬
‫ع ِديّ بنُ ال ّرقَاعِ ‪ ( % :‬غَشِيتُ ب ِعفْرَي أَو ب ِرجْلَتِها رَ ْبعَا ‪ %‬رَمادا وأَحْجَارا َبقِينَ بِها ُ‬
‫وقال َ‬
‫شعْبَةَ ‪ ،‬ويقال ‪ :‬أَبو َي ْعفُورٍ عُ ْر َوةُ بنُ ال ُمغِيرَة ‪ .‬و َيعْفُورُ بنُ أَبي َيعْفُورٍ‬
‫‪ %‬و َيعْفُورُ بنُ ال ُمغِيرَة بن ُ‬
‫سطَاس ‪ ،‬وأَبو َي ْعفُورٍ عَ ْبدُ الكَرِيم بن يَعفُورٍ ‪،‬‬
‫العَبْ ِديّ ‪ ،‬وأَبو َي ْعفُورٍ عَبْدُ الرّحْمنِ بنُ عُبَ ْيدِ بنِ نِ ْ‬
‫حمّد بن َي ْعفُورِ ابنِ أَبي َي ْعفُورٍ العَبْديّ ‪،‬‬
‫سعْد ‪ ،‬ومُ َ‬
‫و َيعْفُورٌ الذّهِْليّ ‪ ،‬وأَبو َي ْعفُورٍ عَبْدُ الكَرِيم بن َ‬
‫ي صَحا ِبىّ ‪.‬‬
‫سعُود ال ّث َقفِ ّ‬
‫ج ْع ِفيّ ‪ :‬مُحَدّثُون ‪ .‬وأَبو َي ْعفُورٍ عُ ْر َوةُ بنُ مَ ْ‬
‫صمَد ابنُ َيعْفُورٍ ال ُ‬
‫وعبدُ ال ّ‬
‫لفْرَاد لبْن أَبي عاصِمٍ ‪ .‬وأضبو َي ْعفُورٍ‬
‫ي صَحابىّ ‪ ،‬حَدِيثُه في ا َ‬
‫عفَيْ ٍر الَنْصارِ ّ‬
‫وعُفَيْرُ بنُ أَبي ُ‬
‫شعْ َبةُ ‪ ،‬وابْنُه يُونُسُ ‪.‬‬
‫العَبْ ِديّ اسمُه َوقْدان تا ِب ِعيّ ‪َ ،‬روَى عن ابنِ أَبِي َأ ْوفَى وغَيْرِه ‪ ،‬وعنه ُ‬
‫سمِع ب َبغْدَادَ من جَماعةٍ ‪ ،‬ذكره ابنُ‬
‫عفِيرِ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪َ ،‬‬
‫وإِبْرَاهِيمُ بن أَبي ال َمكَارِمِ ابنِ أَبي القاسِمِ بنِ َ‬
‫سوَدُ ابن )‬
‫لعِ ‪ .‬والَ ْ‬
‫جمَاع قَبَائل ذي الكَ َ‬
‫سمَ ْيفَعِ بنِ ناكُورٍ ُ‬
‫ُنقْطَةَ ‪ .‬و َي ْعفُرُ بنُ يَزِيدَ بنِ الّن ْعمَانِ ‪ ،‬جَدّ َ‬
‫عفَارِ بن صُنْبُورٍ كسَحابٍ ‪،‬‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/97‬‬

‫سوَدَ ال َعفَارِىّ عن مَنْ‬


‫سعُود في رِثايته النّعمانَ بنَ المُنْذِر ‪ ،‬فقال ‪ ( % :‬و َنعَى الَ ْ‬
‫ذكره هانِئ بن مَ ْ‬
‫جوْهريّ ‪ .‬وفي‬
‫جعْفَر ‪ ،‬أَهمله ال َ‬
‫صبٍ وخَبْتَةٍ غِرْبِيبِ ) ‪ %‬ع ف ز ر ‪ .‬العَفْزَرُ ‪ ،‬ك َ‬
‫خ ْ‬
‫‪ِ %‬زلِ ِ‬
‫سوْقِ ‪ ،‬وهو غََلطٌ ‪ .‬وقال أَبو‬
‫اللسان ‪ :‬هو السّا ِبقُ السّرِيعُ ‪ .‬ويُوجد في بعض النّسخ ‪ :‬السائق من ال ّ‬
‫ج ِميّ ‪ ،‬ولذلك لم َيصْرِفه‬
‫عَ‬‫عفْزَرُ ‪ .‬أَيضا ‪ :‬اسمُ رَجُل أَ ْ‬
‫عمْروٍ ‪ :‬هو الكَثِيرُ الجَلَ َبةِ في الباطِل ‪ .‬و َ‬
‫َ‬
‫عدَم َوفَاءِ‬
‫امْ ُرؤُ القَيْس في َقوْله التي ِذكْرُه ‪ ،‬قِيلَ ‪ُ :‬هوَ من أَ ْهلِ الحِي َرةِ ‪ ،‬وبابْنَتِ ِه ضُ ِربَ المَ َثلُ في َ‬
‫شهُورَة التي كانت في الحِيرَة ‪ ،‬وكان َوفْدُ الّن ْعمَانِ إِذا أَ َتوْه َل َهوْا ِبهَا‬
‫ال َعهْد ‪ .‬وقيل ‪ :‬هي ال ُمغَنّيَة المَ ْ‬
‫شفِى م ْنكِ يا‬
‫شيْءَ َي ْ‬
‫‪ .‬و ِبهَا شَبّب ام ُرؤُ القيس ب َقوْله ‪ ( % :‬أَشِيمُ َمصَابَ المُزْنِ أَيْنَ َمصَابُهُ ‪ %‬ول َ‬
‫عفْزَرُ ‪ ،‬أَيضا ‪ :‬اسم فَرَس ساِلمِ ابنِ عامِرِ بنِ عَرِيب الكِنَانيّ َأخِي قَيْس ‪ ،‬وله‬
‫عفْزَرَا ) ‪ %‬و َ‬
‫ابْنَةَ َ‬
‫عفَزّران ‪ :‬اسمُ رَجُل ‪ .‬قال‬
‫عدَة ‪ .‬وممّا يُسْتَدرك عليه ‪َ :‬‬
‫ِذكْرٌ في ديوان ُهذَيْل ‪ ،‬عند ذِكر قَول سا ِ‬
‫جعِلت النّونُ حَ ْرفَ‬
‫س ّمىَ به ‪ ،‬و ُ‬
‫شعَلّع وعَدَبّس ‪ ،‬ثم ثُ ّنىَ و ُ‬
‫عفَزّر ك َ‬
‫ن يكونَ َأصْلُهُ َ‬
‫ابنُ جِنّى ‪َ :‬يجُوزُ أَ ْ‬
‫سمُه خَلِيلن ‪ ،‬كذا في اللسان ‪ .‬ع ق ر ‪ .‬ال َعقْ َرةُ ‪،‬‬
‫حكَى أَبو الحَسَنِ عنهم مَن ا ْ‬
‫إِعْرَابِه ‪ ،‬كما َ‬
‫و ُتضَمّ ‪ ،‬هكذا في الَساس‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/98‬‬

‫عقِرَت‬
‫حمِل ‪ .‬وقد ُ‬
‫والذي في المُحْكم ‪ :‬ال ُعقْرُ وال َعقْرُ ‪ :‬ال ُعقْمُ ‪ ،‬وهو اسْ ِتعْقامُ الرّحِمِ ‪ ،‬وهو أَنْ ل َت ْ‬
‫عقْرا ‪،‬‬
‫عقَا َرةً ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وعَقَ َرتْ َت ْعقِرُ ‪ ،‬من حَ ّد ضَرَب ‪َ ،‬‬
‫عقَا َرةً ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬و ُ‬
‫المَرَْأةُ ‪ ،‬كعُ ِنىَ ‪َ ،‬‬
‫عقَارا ‪ ،‬بضمّهما ‪ ،‬وفي بعض النّسخ الثانِي كسَحاب ‪ ،‬وهي عاقِرٌ ‪ ،‬هذه العِبَا َرةُ‬
‫بالفَتْحِ ‪ ،‬وعُقْرا و ُ‬
‫عقَرَت المَرَْأةُ وعَقُ َرتْ وعَقِرَت ‪ ،‬أَي من‬
‫ن القَطّاع في َتهْذِيبه ‪ :‬و َ‬
‫هكذا في سائر النّسخ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫لوّل بالضم ‪ ،‬والثاني بالفتح‬
‫عقْرا وعَقَارا ‪ ،‬ا َ‬
‫ح ّد ضَ َربَ وكَرُم وعَلِم ‪ ،‬كما هو مضبوطٌ مُصحّح ‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫عقَا َرةً‬
‫عقُ َرتِ المَرَْأةُ ‪ ،‬أَي مِ ْثلُ كَرُمَ ‪َ ،‬‬
‫حمْلُها ‪ .‬انتهى ‪ .‬وفي المحكم واللّسان ‪ :‬وقد َ‬
‫‪ :‬انْقطَع َ‬
‫عقَارا‬
‫عقِرَتْ َ‬
‫عقْرا وعُقْرا ‪ ،‬أَي من حَ ّد ضَ َربَ ‪ .‬و َ‬
‫عقَ َرتْ َت ْعقِرُ َ‬
‫وعقِاَ َرةً ‪ ،‬أَي كسَحابَة وكِتَابَة ‪ ،‬و َ‬
‫عقُرَت‬
‫لوْلَى يعني وقد َ‬
‫حدّ عَلِمَ وهي عاقِرٌ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬فهذه الّنصُوصُ تدلّ على أَنّ الّلغَ َة ا ُ‬
‫أَي من َ‬
‫من باب كَرُم ‪ ،‬وضَبْطُه كعُنِى مُخاِلفٌ لِنُصوصِهم ‪ ،‬ويَدلّ على ذلك أَيضا قولُ ابنِ جِنّى ما َنصّه ‪:‬‬
‫شعُ َر فهو‬
‫عقُرَت المَرَْأ ُة فهي عاقِرُ ‪ ،‬و َ‬
‫عدّوه شاذّا ما َذكَرُوه من َفعُل فهو فاعِل ‪ ،‬نحو َ‬
‫و ِممّا َ‬
‫طهُرَ فهو طاهِرٌ ‪ .‬قال ‪ :‬وأَكثرُ ذلك وعامّتُه إِ ّنمَا هُو ُلغَاتٌ تَداخََلتْ‬
‫ح ُمضَ فهو حا ِمضٌ و َ‬
‫شاعِرٌ ‪ ،‬و َ‬
‫ح ْكمَةِ العَرَب ‪ .‬وقال مَ ّرةً ‪ :‬لَ ْيسَ عاقِرٌ من‬
‫فتَ َركّ َبتْ ‪ .‬قال هكذا يَنْ َبغِي أَنْ ُيعْ َتقَدَ ‪ ،‬وهو أَشْبَهُ ب ِ‬
‫طهُ َر ‪ ،‬ول شاعِر من‬
‫ح ُمضَ ‪ ،‬ول خاثر من خَثُ َر ‪ ،‬ول طاهِر من َ‬
‫عقُرَتْ ‪ ،‬بمَنْزِلَة حامِض من َ‬
‫َ‬
‫عمّا َيجْرِي على‬
‫علِ ‪ ،‬وهو جارٍ على َفعَل ‪ ،‬فاس ُتغْ ِنىَ به َ‬
‫شعُرَ ‪ ،‬لَنّ ُكلّ واحِدٍ من هذه هو اسمُ الفا ِ‬
‫َ‬
‫سبِ ‪ ،‬بمنزلةِ امْرَأةٍ حائضٍ وطالِقٍ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬و َب ِقىَ على‬
‫َفعُل وهو َفعِيلٌ ‪ ،‬ولكنّه اسمٌ ب َمعْنَى النّ َ‬
‫جهَيْن إِنّما ُهمَا َمصْدراهُ كما‬
‫عقِ َرتْ من حَدّ عَلِمَ ‪ ،‬وأَنّ ال ُعقْرَ بالضّمّ ‪ ،‬والعُقارُ بالوَ ْ‬
‫ال ُمصَنّف أَيضا َ‬
‫قَ ّدمْنا‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/99‬‬

‫سكّرٍ ‪ ،‬وكذلك الناقَة ‪ ،‬قال ‪% :‬‬


‫عقّرٌ ‪ ،‬ك ُ‬
‫آنِفا ‪ ،‬ففي كَلم ال ُمصَيّف نَظَرٌ بوُجُوهٍ ُتدْ َركُ بالتَّأ ّملِ ‪ ،‬ج ُ‬
‫عقُرَتْ ‪ ،‬بضمّ القافِ ‪،‬‬
‫عقّرَا ) ‪ %‬ولقد َ‬
‫ن ولو كا َنتْ َقوَاعِدَ ُ‬
‫س َوةٍ ‪ %‬حَبِلْ َ‬
‫( ولَو أَنّ ما فِي َبطْنِه بَيْنَ ِن ْ‬
‫ل ّولُ‬
‫جلٌ عاقِرٌ وعَقِيرٌ ‪ ،‬ا َ‬
‫جلُ ‪ ،‬مثل المَرْأَة ‪ .‬و ُيقَال ‪َ :‬ر ُ‬
‫عقُرَ الرّ ُ‬
‫حمَها فهي ُم ْعقَ َرةٌ و َ‬
‫وأَعْقَرَ الُ َر ِ‬
‫سيّ ‪ :‬ل يُولَدُ له ‪ ،‬بَيّنُ ال ُعقْر ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬هكذا في ال َتهْذِيب ‪ ،‬وقولُه ‪ :‬وَلَدٌ ‪ ،‬زِيَا َدةٌ‬
‫شاذّ ‪ ،‬والثاني قِيا ِ‬
‫عقِيرا ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقالُوا ‪ :‬امْرََأةٌ‬
‫سمَع في المَرْأَة َ‬
‫من عند ال ُمصَنّف من غَيْرِ طا ِئلٍ ‪ ،‬وزادُوا ‪ :‬ولم نَ ْ‬
‫سهُنّ و ُيحَاضِ ُنهُنّ ول يُولَدُ له ‪.‬‬
‫عقَ َرةٌ ك ُهمْ َزةٍ ‪ .‬وقال ابنُ الَعْرَابِي ‪ :‬هو الّذي يَأْتِي النّساءَ ويُلمِ ُ‬
‫ُ‬
‫عقِرَ ‪ ،‬أَي كضَ َربَ )‬
‫عقَرَ و َ‬
‫عقُرٌ ‪ .‬ويقال ‪َ :‬‬
‫عقُرٌ ‪ ،‬ونِسَاءٌ ُ‬
‫قلتُ ‪ :‬ورِجَالٌ ُ‬
‫ح ْقوَيْهَا‬
‫ح َملْ لَه ‪ .‬وال ُعقَرَة ‪ ،‬ك ُهمَ َزةٍ ‪ :‬خَرَ َزةٌ ‪ :‬تَحمُِلهَا المَرَْأةُ بأَن َتشُدّهَا على َ‬
‫عقُرَ فلم ُي ْ‬
‫وعَلِمَ ‪ :‬إِذا َ‬
‫لِئَلّ تَلِدَ ‪ ،‬هكذا في سائر النّسَخ ‪ .‬وعِبَا َرةُ المحكم ‪ :‬لِئلّ َتحْبَل ‪ .‬وعبارة التهذيب ‪ :‬ولنِساءِ العَ َربِ‬
‫حمِل إِذا وُطِئَت ‪ .‬قلتُ ‪:‬‬
‫ح ْقوِ المَرْأَة لم َت ْ‬
‫عمْن أَنّها إِذا عُّلقَت على َ‬
‫خَرَ َزةٌ ُيقَالُ لها ال ُعقَ َرةُ ‪ ،‬يَزْ ُ‬
‫ن الَعرابيّ قال ‪ :‬إِنّ ال ُعقَ َرةَ خَرَ َزةٌ ُتعَلّق على العَاقرِ لِتَلِدَ ‪ .‬وعَقُرَ‬
‫جبُ من هذا ما ُنقِلَ عن اب ِ‬
‫وأَعْ َ‬
‫عقْرا ‪ ،‬بالضمّ ‪ :‬لم يُنْتِج عاقِبَةً ‪ .‬قال ذو ال ّرمّة يمدَحُ بِللَ بنَ أَبِي بُ ْر َدةَ بنِ أَبِي‬
‫لمْرُ ‪ ،‬ككَ ُرمَ ‪ُ ،‬‬
‫اَ‬
‫س والدّينَ َبعْدَما ‪ %‬تَشَا َءوْا وبَ ْيتُ الدّينِ مُ ْنقَطِعُ ال َكسْرِ )‬
‫شعَريّ ‪ ( % :‬أَبُوكَ تَلفَى النا َ‬
‫مُوسَى الَ ْ‬
‫عقْر‬
‫عقْرِ ) ‪ %‬قولُه ‪َ :‬لقِحْنَ إِلى ُ‬
‫شدّ ِإصَارَ الدّينِ أَيّامَ َأذْرُحٍ ‪ %‬ورَدّ حُرُوبا قد َلقِحْنَ إِلى ُ‬
‫‪(%%‬فَ‬
‫ج َعتِ الحَ ْربُ‬
‫سكُون ‪ .‬ويقال ‪ :‬رَ َ‬
‫جعْنَ إِلى ال ّ‬
‫‪ ،‬أَي رَ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/100‬‬

‫عقْر ‪ ،‬إِذا فَتَ َرتْ ‪.‬‬


‫إِلى ُ‬
‫ومن المَجاز ‪ :‬العاقِرُ من الرّملِ ‪ :‬ما ل يُنْ ِبتُ يُشَبّهُ بالمَرْأَة ‪ .‬وقيل ‪ :‬هي ال ّرمْلَة التي تُنْ ِبتُ جَنَباتُها‬
‫ت وَسَطُها ‪ ،‬أَنشد ثعلب ‪ ( % :‬ومِنْ عاقِر يَ ْنفِي الَلءَ سَرَاتُها ‪ %‬عِذَارَيْنِ عَنْ جَ ْردَاءَ‬
‫ول يُنْ ِب ُ‬
‫ضهُم بأَنّهُ ل يُنْ ِبتُ‬
‫خصّ ُه بع ُ‬
‫خصُورُهَا ) ‪ %‬وقِيلَ العاقرُ ‪ :‬العَظِيمُ مِ ْنهُ ‪َ ،‬أيْ مِنَ ال ّر ْملِ ‪ ،‬و َ‬
‫عثٍ ُ‬
‫وَ ْ‬
‫شَيْئا ‪ .‬وقيل العاقِرُ ‪َ :‬رمْل ٌة معروفةٌ ل تُنْ ِبتُ شَيْئا ‪ .‬قال ‪َ ( % :‬أمّا الفُؤادُ فل يَزالُ ُم َوكّلً ‪ِ %‬ب َهوَى‬
‫حمَامَةُ ‪َ :‬رمْلَ ٌة معروفةٌ أَو َأ َكمَةٌ ‪ .‬والعاقِرُ ‪ :‬المَرَْأ ُة التي ل مِ ْثلَ َلهَا ‪،‬‬
‫حمَامَةَ أَو برَيّا العاقِرِ ) ‪َ %‬‬
‫َ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ َق ْولَ الشاعِرِ ‪ :‬صَرّافَ َة القبّ َدمُوكا عاقِرَا ‪ .‬وهكذا فَسّ َرهُ ‪ .‬وال ّدمُوكُ هُنَا ‪:‬‬
‫أنشد ابْ ُ‬
‫عقِيرٌ والعَقْرُ ‪ :‬أَثَرٌ كالحَزّ‬
‫عقَرَه فهو َ‬
‫ال َبكْرَة التي يُسْ َتقَي بها عَلَى السّانِيَة ‪ .‬وال َعقْرُ ‪ :‬الجَرْحُ ‪ ،‬وقد َ‬
‫عقْرا‬
‫ح ّد ضَ َربَ َ‬
‫س والِ ِبلَ ‪ ،‬بالسّيْف َي ْعقِرُه ‪ ،‬من َ‬
‫عقَ َرهُ ‪ ،‬أَي الفَرَ َ‬
‫في قَوائِم الفَرَسِ والِ ِبلِ ‪ُ ،‬يقَال ‪َ :‬‬
‫ص ْدتُ قَوائمَها‬
‫ح َ‬
‫عقْرا ‪َ :‬‬
‫عقَ ْرتُ الناقَةَ َ‬
‫ن القَطّاع ‪َ :‬‬
‫‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬وعَقّرَه َت ْعقِيرا ‪ :‬قَطَع قَوا ِئمَه ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫ضيَ ال عَ ْنهَا‬
‫جةَ َر ِ‬
‫خدِي َ‬
‫عقِيرٌ ‪ .‬وفي حديث َ‬
‫ج َملٌ َ‬
‫عقِيرٌ و َ‬
‫بالسّيْف ‪ .‬وال َعقِيرُ ‪ :‬ال َمعْقُور ‪ ،‬يقال ‪ :‬ناقَةٌ َ‬
‫خّلقَتْه ونَحَرَت جَزورا ‪ .‬فقال ‪ :‬ما‬
‫ستْ أَباها حُلّةً و َ‬
‫جتْ رَسُولَ ال صلّى ال عليه وسلّم كَ َ‬
‫‪َ :‬لمّا تَ َزوّ َ‬
‫هذا الحَبِيرُ ‪ ،‬وهذا العَبِيرُ ‪ ،‬وهذا ال َعقِيرُ أَي الجَزُور المَ ْنحُور ‪ .‬قيل ‪ :‬كانُوا إِذا أَرادُوا َنحْرَ ال َبعِيرِ‬
‫طعُوا ِإحْدَى َقوَا ِئمِه ثمّ نَحَرُوه ‪ُ ،‬ي ْف َعلُ ذلك به كَيْل َيشْرُدَ عند النّحْرِ ‪ .‬وفي النّهاية في‬
‫عقَرُوه ‪ ،‬أَي َق َ‬
‫َ‬
‫عقِير‬
‫هذا ال َمكَان ‪ :‬وفي الحَدِيثِ ‪ :‬أَنّه مَرّ بحِمارٍ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/101‬‬

‫عقْرٌ ولم َي ُمتْ َبعْدُ ‪ .‬ولم ُيفَسّرْه ابنُ )‬


‫ٍ أَي أَصابَهُ َ‬
‫سقُطَ‬
‫عقّرَهَا ‪ :‬إِذا َف َعلَ بها ذلك حَتّى تَ ْ‬
‫عقْرا و َ‬
‫عقَرَ الناقَةَ َي ْعقِرُهَا و َيعْقُرها َ‬
‫الَثِير ‪ .‬وفي اللّسَان ‪َ :‬‬
‫فَنَحَرَها مُسْ َت ْمكِنا منها ‪ ،‬وكذلك ُكلّ َفعِيلٍ َمصْرُوف عن َم ْفعُول به فإِنّهُ بغَيْرِ هاءٍ ‪ .‬وقال اللّحْيَانيّ ‪:‬‬
‫عقَ ْرتُ للعَذارَى‬
‫وهو الكلمُ المُجْ َت َمعُ عليه ‪ ،‬ومنه ما ُيقَال بالهاءِ ‪ ،‬و َق ْولُ امرِئ القَيْسِ ‪ :‬ويومَ َ‬
‫عقْرَى ‪ ،‬قال الشاعِرُ ‪ ( % :‬بِسِلّى وسِلّبْرَى‬
‫عقْرَى ‪ ،‬يقال ‪ :‬خَ ْيلٌ َ‬
‫مَطِيّتي ‪ .‬ف َمعْنَاه نَحَرْ ُتهَا ‪ ،‬ج َ‬
‫ت ومِنْ وَ ْردِ ) ‪ %‬وعَاقَرَه ‪ :‬فاخَرَه وكا َرمَه وفاضَلَه في‬
‫عقْرَى من ُكمَ ْي ٍ‬
‫مَصارِعُ فِتْيَةٍ ‪ %‬كِرامٍ و َ‬
‫عقَرُ َلهَا ‪ .‬ومِن ذلك‬
‫عقَرَا إِبَل ُهمَا يَتَبَارَيَانِ بِذلك لِيُرَى أَيّهما أَ ْ‬
‫عقْرِ الِبِل ‪ .‬ويقال ‪َ :‬تعَاقَرَا ‪ ،‬إِذا َ‬
‫َ‬
‫صوْأَر ‪ ،‬ف َعقَر‬
‫حيّ ‪َ ،‬لمّا تَعاقَرَا ب َ‬
‫صعَةَ أَبي الفَرَزْ َدقِ وسُحَ ْيمِ بن وَثِيل الرّيَا ِ‬
‫ص ْع َ‬
‫ُمعَاقَ َرةُ غاِلبِ بن َ‬
‫حدِيثِ ابنِ عَبّاس ‪ :‬ل‬
‫عقَر غالبٌ مائِةً ‪ .‬وقد تقدم في ص أ ر ‪ .‬وفي َ‬
‫خمْسا ثم بَدَا َلهُ ‪ ،‬و َ‬
‫سحَيْمٌ َ‬
‫ُ‬
‫تَ ْأكُلُوا مِنْ تَعاقُرِ الَعْرَابِ ‪ ،‬فإِنّي ل آمَنُ أَنْ َيكُونَ ِممّا أُ ِهلّ به ِلغَيْرِ ال ‪ .‬قال ابنُ الَثير ‪ :‬هو‬
‫جوْدِ والسّخَاءِ ‪ ،‬ف َي ْعقِرُ هذا وهَذا حَتّى ُي َعجّزَ َأحَدُهما‬
‫عقْرُهُم الِ ِبلَ كان الرّجُلن يَتَبَارَيان في ال ُ‬
‫َ‬
‫جهَ ال تعالَى ‪ ،‬فشَ ّبهَه لما ذُبِحَ‬
‫س ْمعَ ًة وتَفَاخُرا ‪ ،‬ول َي ْقصِدُون به وَ ْ‬
‫الخَ َر ‪ ،‬وكانوا َيفْعَلُونَهُ رِياءً و ُ‬
‫ن الَثِير ‪ :‬كانُوا َيعْقِرُون الِ ِبلَ على قُبُور‬
‫عقْرَ في الِسْلم ‪ .‬قال اب ُ‬
‫ِلغَيْر الِ ‪ .‬وفي الحَِديث ‪ :‬ل َ‬
‫لضْيَاف أَيّامَ حَياته ‪ ،‬ف ُنكَافِئُه‬
‫ب القَبْرِ كان َيعْقِر ل َ‬
‫ح َ‬
‫ال َموْتَى ‪ ،‬أَي يَ ْنحَرُو َنهَا ‪ ،‬ويَقُولون ‪ :‬إِنّ صا ِ‬
‫صلُ العَقْ ِر ضَ ْربُ َقوَائمِ ال َبعِيرِ أَو الشاةِ بالسّ ْيفِ ‪ ،‬وهو قائمٌ ‪ .‬وفي‬
‫بمِ ْثلِ صَنِيعِهِ َب ْع َد َوفَاتِه ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫الحديث ‪ :‬ل َتعْقرَنّ شاةً‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/102‬‬

‫ول َبعِيرا ِإلّ لمَ ْأكَلَةٍ ‪ .‬وإِ ّنمَا ُن ِهىَ عنه لَنّه مُثَْل ٌة و َتعْذِيبٌ للحَيَوان ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬ال َعقْرُ عند‬
‫عقْرا لَنّ ناحِ َر الِ ِبلِ َي ْعقِرُهَا ثمّ يَنْحَ ُرهَا ‪.‬‬
‫ج َعلُ النّحْرُ َ‬
‫سفُ عُرْقوبِ البَعير ‪ ،‬ثم يُ ْ‬
‫العَرَب ‪ :‬كَ ْ‬
‫ص ْوتُ ال ُمغَنّى إِذا غَنّى‬
‫عقَ ْرتَ من صَ ْيدٍ أَو غَيْرِه ‪َ ،‬فعِيلَ ٌة بمعنى مَ ْفعُولة ‪ .‬وال َعقِي َرةُ ‪َ :‬‬
‫والعَقِيرَة ‪ :‬ما َ‬
‫صوْتُ القارِئ إِذا قضرَأَ ‪ .‬وقيلَ ‪َ :‬أصْلُه أَنّ‬
‫ص ْوتُ الباكِي إِذا َبكَى ‪ ،‬والعَقي َرةُ ‪َ :‬‬
‫‪ ،‬والعَقِي َرةُ ‪َ :‬‬
‫صوْتِه ‪َ ،‬فقِيلَ ‪َ :‬رفَع‬
‫عقِرَت رِجْلُه ‪ ،‬فوضَعَ ال َعقِيرَة على الصّحِيحَة ‪ ،‬و َبكَى عَلَ ْيهَا بأَعْلَى َ‬
‫رَجُلً ُ‬
‫ص ْوتُ بالغناءِ عَقيرَة ‪ .‬قال الجوهريّ ‪ :‬قيل ل ُكلّ من َرفَع‬
‫عقِيرَتَه ‪ ،‬ثم كَثُر ذلك حتى صُيّرَ ال ّ‬
‫َ‬
‫صلَ ال َمعْنَى وتَرَك ما يَ َتفَرّع‬
‫عقِيرَتَه ‪ .‬ولم ُيقَيّد بالغِناءِ ‪ .‬قلت ‪ :‬فالجوهريّ ل حَظَ َأ ْ‬
‫صوْتَه ‪َ :‬رفَعَ َ‬
‫َ‬
‫جلُ الشّرِيفُ ُيقْ َتلُ ‪ ،‬وفي بعض ُنسَخ‬
‫خفَى ‪ .‬والعَقِي َرةُ ‪ :‬الرّ ُ‬
‫عَلَيْه ‪ ،‬و ُهوَ من ال ّتفَطّن بمَكان ‪ ،‬كما ل يَ ْ‬
‫عقِي َر ًة وَسْطَ َقوْم ‪ .‬قال الجوهريّ ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬ما رأَيتُ‬
‫سكّيت ‪ :‬ما رأَيت كال َيوْمِ َ‬
‫الِصلحِ لبن ال ّ‬
‫سطَ قومٍ ‪ ،‬للرجلِ الشّريفِ ُيقْتَل ‪ .‬والعَقِي َرةُ ‪ :‬الساقُ ال َمقْطُوعَ ُة قال الَزهريّ ‪:‬‬
‫عقِي َرةً وَ ْ‬
‫كال َيوْمِ َ‬
‫صوْتَه بالَنِينِ ِلمَا أَصابَهُ من‬
‫ضوٌ من أَعضائه ‪ ،‬وله إِبلُه ‪ ،‬فرفَع ) َ‬
‫ع ْ‬
‫جلٌ ُأصِيبَ ُ‬
‫وقيل فيه ‪ :‬هو رَ ُ‬
‫صوْتَه بالغِنَاءِ ‪:‬‬
‫حدُو بها فاجْ َت َم َعتْ إِليه ‪ ،‬فقِيلَ ل ُكلّ مَنْ َرفَع َ‬
‫س ّمعَت إِبلُه فحَسِبْنَه يَ ْ‬
‫ال َعقْرِ في بَدَنِه فتَ َ‬
‫عقَرَه ‪ ،‬إِذا َأدْبَرَه ‪ .‬ومنه‬
‫حلِ والسّرْجِ وا ْنعَقَر ‪ :‬دَبِرَ ‪ ،‬وقد َ‬
‫ظهْرُ من الرّ ْ‬
‫عقِيرتَه ‪ .‬واعْتَقَر ال ّ‬
‫قد َرفَع َ‬
‫ظهْرَ‬
‫ظهْرَ النّاقةِ والسّرْجُ َ‬
‫ل والقَتَبُ َ‬
‫حُ‬‫عقَرَ الرّ ْ‬
‫عقَ ْرتَ َبعِيرِي يا امْرَأَ القَيْسِ فانْ ِزلِ ‪ .‬يقال ‪َ :‬‬
‫قولُه ‪َ :‬‬
‫عقْرا ‪ :‬حَ ّز ُه وأَدْبَ َرهُ ‪.‬‬
‫الدّاّبةِ ‪َ ،‬ي ْعقِرُه َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/103‬‬
‫ح ‪ ،‬و ِمعْقَرٌ ‪ ،‬كمِنْبَ ٍر و ُمعْقِرٌ ‪ ،‬مِ ْثلُ مُحْسِن ‪ ،‬وعُقَ َرةٌ ‪ ،‬مثل ُهمَزَة ‪ ،‬وعُقَرٌ ‪،‬‬
‫وسَرْجٌ ِم ْعقَارٌ ‪ ،‬ك ِمصْبَا ٍ‬
‫مِ ْثلُ صُ َردٍ ‪ ،‬وهذه عن أَبي زَيْد ‪ ،‬وعاقُورٌ ‪ ،‬مِ ْثلُ قابُوسٍ ‪ ،‬وهذه عن التكملة ‪ :‬غي ُر وَاقٍ ‪َ ،‬ي ْعقِر‬
‫عقَرَ‬
‫حلُ ‪ .‬وقال أَبو عُبَيْد ‪ :‬ل ُيقَال ِم ْعقَرٌ ِإلّ ِلمَا كا َنتْ تلك عادَتَه ‪ ،‬فَأمّا ما َ‬
‫ظهْرَ ‪ ،‬وكذلك الرّ ْ‬
‫ال ّ‬
‫مَ ّرةً فل يكونُ ِإلّ عاقِرا ‪ .‬وأَنشد أَبو زَيْد لل َبعِيث ‪ ( % :‬أَلَدّ إِذا لقَ ْيتَ َقوْما بخُطّةٍ ‪ %‬أَلحّ على‬
‫عقَ َرةٌ ‪ ،‬ك ُهمَزَة ‪ ،‬وصُرَد ‪ ،‬ومِنْبَر ‪ ،‬إِذا كان َيعْقِ ُر الِبلَ من إِ ْتعَابِه‬
‫جلٌ ُ‬
‫عقَرْ ) ‪ %‬ورَ ُ‬
‫َأكْتَا ِفهِمْ قَ َتبٌ ُ‬
‫عقَرَ‬
‫عقُورٌ ‪ .‬ورجل ُم ْعقِرٌ ‪ ،‬كمُحْسن ‪ :‬كَثِيرُ ال َعقَارِ ‪ ،‬وقد أَ ْ‬
‫لَها ‪ .‬وفي اللسان ‪ :‬إِيّاهَا ‪ ،‬ول ُيقَال ‪َ :‬‬
‫خمْسٌ مَنْ قَتََلهَا‬
‫سكُونٍ ‪ .‬وفي الحديث ‪َ :‬‬
‫عقْرٌ بضمّ ف ُ‬
‫عقُورٌ ‪ ،‬كصَبُور ‪ ،‬ج ُ‬
‫قاله ابنُ القَطّاع ‪ .‬وكَ ْلبٌ َ‬
‫‪ ،‬وهو حَرامٌ ‪ ،‬فل جُنَاحَ عليه ‪ :‬ال َعقْ َربُ ‪ ،‬والفَأْ َرةُ ‪ ،‬والغُرَابُ ‪ ،‬والحِ َدأُ ‪ ،‬والكَ ْلبُ العَقُور ‪ ،‬قال ابنُ‬
‫ب وال َفهْ ِد وما‬
‫ح و َيقْتُل و َيفْتَرِسُ ‪ ،‬كالَسَدِ وال ّنمِر والذّ ْئ ِ‬
‫الَثِير ‪ :‬هو ُكلّ سَبُعٍ َي ْعقِرُ ‪ ،‬أَي يَجْرَ ُ‬
‫خصّ‬
‫سفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ ‪ :‬هو ُكلّ سَُبعٍ َي ْعقِر ولم يَ ُ‬
‫أَشْ َب َههَا ‪ ،‬سمّاها كَلْبا لشْتِرَاكِها في السّ ُبعِيّة ‪ .‬وقال ُ‬
‫عقُورٌ ِإلّ في ذي الرّوحِ ‪ ،‬وهذا َمعْنَى قولِه أَو‬
‫به الكَ ْلبَ ‪ .‬وال َعقُورُ من أَبْنِيَة المُبَاَلغَة ‪ ،‬ول ُيقَال ‪َ :‬‬
‫ال َعقُورُ لِ ْلحَيَوان ‪ ،‬والعُقَ َرةُ ‪ ،‬ك ُهمَ َزةٍ لِ ْلمَواتِ ‪ .‬وقال أَبو عُبَيْدٍ ‪ُ :‬يقَال لكلّ جارح أَو عاقِر من السّباع‬
‫عقّارٌ مِ ْثلُ‬
‫عقَارٌ ‪ ،‬كسَحابٍ ‪ ،‬وفي نسخة التكملة بضمّ العَيْن و ُ‬
‫عقُو ٌر ‪ .‬وكَلُ أَرضِ كذا َ‬
‫‪ :‬كَ ْلبٌ َ‬
‫ُرمّانٍ ‪َ :‬ي ْعقِر المشِيَ َة و َيقْتُُلهَا ‪.‬‬
‫عقْرَى‬
‫شبٌ ِبعَيْنه ‪ ،‬كما سيأْتي ‪ .‬ويقالُ للمَرْأَة ‪َ :‬‬
‫عْ‬‫ونقل الصاغانيّ عن أَبي حنيفة ال ُعقّارُ ك ُرمّانٍ ‪ُ :‬‬
‫حَ ْلقَى ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/104‬‬

‫ن فيكونان مَصد َرىْ عَقرَ وحََلقَ ‪.‬‬


‫عوَى ‪ ،‬ويُنوّنا ِ‬
‫هكذا يَروونه أَصحاب الحديث فهما مَصدرانِ َكدَ ْ‬
‫شيْءِ من غَيْر إِرَا َد ٍة ل ُوقُوعه ‪ :‬أَي‬
‫قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وعلى هذا مَذْ َهبُ العَرَب في الدّعَاءِ على ال ّ‬
‫شعَرَها ‪ ،‬أَو أَصابَها بوَجَعٍ في حَلْقهَا أَو َمعْناه َت ْعقِرُ َق ْو َمهَا‬
‫عقَرَهَا الُ تعالَى وحََلقَهَا ‪ ،‬أَي حَلَق َ‬
‫َ‬
‫عقَرَ جَسَدَها ‪ .‬وقال‬
‫عقَرَها الُ ‪َ :‬‬
‫ش ْؤ ِمهَا وتَسْتَ ْأصِلُهم ‪ .‬وقال أَبو عُبَيْد ‪ :‬معنَى َ‬
‫وتَحِْل ُقهُم ب ُ‬
‫صفَتَانِ للمَرْأَة المَشْئُؤمَة ‪ ،‬أَي أَ ّنهَا َت ْعقِرُ َقوْ َمهَا وتَحِْل ُقهُم ‪ ،‬أَي َتسْتَ ْأصِلهم من‬
‫الزّمخشري ‪ُ :‬همَا ِ‬
‫عقْرَى وحَ ْلقَى ويحتمل أَنْ َيكُونَا )‬
‫ش ْؤ ِمهَا عَلَ ْيهِم ‪ ،‬ومحلّهما ال ّرفْعُ على الخَبَريّة ‪ ،‬أَي هي َ‬
‫ُ‬
‫ش ْكوِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬الَِلفُ للتّأْنِيث مِثْلها في‬
‫ش ْكوَى لل ّ‬
‫َمصْدَرَيْن على َفعْلَى بمعنى ال َعقْرِ والحَلْقِ كال ّ‬
‫عقْرَى ‪ ،‬ولم يُفسّرْه ‪ ،‬غَيْرَ أَنّه َذكَرَه مع‬
‫حكَى اللّحْيَا ِنيّ ‪ :‬ل َت ْف َعلْ ذلك ‪ُ ،‬أ ّمكَ َ‬
‫سكْرَى ‪ .‬و َ‬
‫غضْبَى و َ‬
‫َ‬
‫عقْرا ‪ ،‬أَو ال َعقْرَى ‪:‬‬
‫حكَى سِي َبوَيْهِ في الدّعَاءِ ‪ :‬جَدْعا له و َ‬
‫قوله ‪ُ :‬أمّك ثا ِكلٌ ‪ ،‬وُأ ّمكَ ها ِبلٌ ‪ .‬و َ‬
‫صفِيّةَ إِ ّنهَا حا ِئضٌ‬
‫الحا ِئضُ ‪ .‬وفي الحَديث ‪ :‬أَنّ الن ِبيّ صلّى ال عليه وسلَم حين قِيلَ َيوْمَ ال ّنفْرِ في َ‬
‫عقِ َرتْ‬
‫ستْ ‪ ،‬وقد ُ‬
‫عقْرا ‪ :‬قَطَع رأْسَها فيَبِ َ‬
‫خلَةَ َ‬
‫عقَرَ النّ ْ‬
‫عقْرَى حَ ْلقَى ‪ ،‬ما أُرَاهَا ِإلّ حابِسَتَنَا ‪ .‬و َ‬
‫قال ‪َ :‬‬
‫عقِي َرةٌ هكذا في النّسَخ ‪،‬‬
‫ن القَطّاع فهي َ‬
‫شئٌ قاله اب ُ‬
‫عقْرا ‪ :‬قُطِعَ رَ ْأسُها فلم َيخْرُجْ من َأصِْلهَا ْ‬
‫َ‬
‫عقَرَ النّخَْلةَ ‪:‬‬
‫حكَم ‪ .‬قال الَزْهريّ ‪ :‬ويقال ‪َ :‬‬
‫عقِ َرةٌ بكسر القاف ‪ ،‬وهكذا في المُ ْ‬
‫والصّوابُ ‪ :‬فهي َ‬
‫جلُ بالصّيْدِ ‪َ :‬وقَعَ‬
‫عقَرَ الرّ ُ‬
‫جمّار ‪ ،‬فهي َم ْعقُو َرةٌ وعَقِيرٌ ‪ ،‬والسمُ العَقَارُ ‪ .‬و َ‬
‫قَطَع رَأْسَها كُلّه مع ال ُ‬
‫عقِرَ كَلُ هذه الَ ْرضِ ‪ ،‬إِذا ُأ ِكلَ ‪.‬‬
‫عقَرَ الكَلَ ‪َ :‬أكَلَهُ ‪ُ ،‬يقَال ‪ُ :‬‬
‫به ‪َ ،‬نقَلَه الصاغانيّ ‪ .‬و َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/105‬‬

‫عقِ ٌر ‪ ،‬كفَرِحٍ ‪ ،‬وعاقِرٌ أَيضا ‪َ :‬أصَابَ في رِيشِه ‪ ،‬ولو قال ‪ :‬أصابَ رِيشَه ‪ ،‬كما في‬
‫وطائرٌ َ‬
‫عقْرٌ أَي َمهْرٌ ‪،‬‬
‫شعْ ِبيّ ليس على زَانٍ ُ‬
‫حسَنَ ‪ ،‬آفَةً فَلَمْ يَنْ ُبتْ ‪ .‬وفي الحديث فيما َروَى ال ّ‬
‫المحكم كان أَ ْ‬
‫ح َمدُ بنُ حَنْبَل ‪ .‬وقال اللّيْث ‪:‬‬
‫وهو لل ُمغْ َتصَبَةٍ من الِماءِ ك َمهْرِ المِثْل للحُرّة ‪ .‬وهكذا فسره الِمامُ أَ ْ‬
‫عقْرُ المَرَْأةِ ‪َ :‬ثوَابٌ تُثَابُه المَرَْأةُ من‬
‫ال ُعقْرُ بالضمّ ‪ :‬دِ َي ُة الفَرْجِ ال َم ْغصُوب ‪ ،‬وقال أَبو عُبَ ْيدَة ‪ُ :‬‬
‫سمّاه‬
‫ِنكَاحِها ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو صَدَاقُ المَرَْأةِ ‪ ،‬وقال الجوهريّ ‪ :‬هو َمهْرُ المَرَْأةِ إِذا وُطِ َئتْ على شُ ْبهَةٍ ف َ‬
‫عقْرَهَا ‪ .‬قال ابن الَثِير ‪ :‬هو بالضمّ ما ُتعْطَاهُ المرَأ ُة على وَطءِ‬
‫َمهْرا ‪ .‬وفي الحَدِيث ‪ :‬فأَعطاهم ُ‬
‫عقْرا ‪ ،‬ثم صارَ عامّا‬
‫س ّمىَ ما ُت ْعطَاهُ لل ِعقْرِ ُ‬
‫طئَ ال ِبكْرِ َيعْقرِهُا إِذا افْ َتضّها ‪ ،‬ف ُ‬
‫الشّ ْبهَةِ ‪ ،‬وَأصْلُه أَنّ وا ِ‬
‫حوْض ‪ .‬ويُفْتَح ‪ .‬وقيل ‪ :‬العُقْرُ‬
‫عقَارُ ‪ .‬وال ُعقْرُ ‪ :‬مَحَلّةُ القَوْمِ بَيْنَ الدّارِ وال َ‬
‫ج ْمعُه الَ ْ‬
‫لها وللثّيّب ‪ .‬و َ‬
‫حوْضِ أَو َمقَامُ الشا ِربِ ‪ ،‬هكذا في سائر النّسخ ‪ .‬وفي ال ّتهْذِيب والنّهاية ‪َ :‬مقَامُ الشارِ َبةِ‬
‫ُمؤَخّرُ ال َ‬
‫س لَ ْهلِ ال َيمَن ‪ :‬أَي أَطْ ُردُهُم لَجل أَنْ يَرِدَ أَهلُ‬
‫ح ْوضِى أَذُودُ النا َ‬
‫حدِيث ‪ :‬إِنّي لَ ْب ُعقْرِ َ‬
‫منه ‪ ،‬وفي ال َ‬
‫عقَارِ الحيَاضِ كأَ ّنهَا ‪ %‬نِسَاءُ ال ّنصَارَى‬
‫عقَارٌ ‪ .‬قال ‪ ( % :‬يَُلذْنَ بأَ ْ‬
‫جمْعُ أَ ْ‬
‫ال َيمَن قاله ابنُ الَثِير ‪ .‬وال َ‬
‫عقْرُه ‪ ،‬ومن ُمقَ ّدمِه إِزَاؤُه ‪،‬‬
‫حتْ وهْي كُ ّفلُ ) ‪ %‬وقال ابنُ الَعْرَابِيّ ‪َ :‬مفْ َرغُ الدّلوِ من ُمؤَخّرِه ُ‬
‫َأصْبَ َ‬
‫عمْرُو بن الدّاخِل‬
‫ظمُ النارِ أَو َأصُْلهَا الذي تَأَجّجُ منه ‪ ،‬وقِيل ‪ُ :‬مجْ َت َم ُعهَا ووَسَطُها ‪ ،‬قال َ‬
‫والعُقْرُ ‪ُ :‬معْ َ‬
‫عقْرٌ بَعيجُ ) ‪ %‬قال ابن بَ ّرىّ ‪:‬‬
‫سهَاما ‪ ( % :‬وبِيضٌ كالسّلجِمِ مُرْ َهفَاتٌ ‪ %‬كأَنّ ظُبَاتِها ُ‬
‫صفُ ِ‬
‫َي ِ‬
‫عقْ َرةٌ ‪ ،‬و َبعِيجٌ ‪ :‬بمعنَى مَ ْبعُوجٍ ‪ ،‬أَي‬
‫جمْ َرةُ ُ‬
‫جمْرُ ‪ ،‬وال َ‬
‫ال ُعقْر ‪ :‬ال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/106‬‬

‫ُبعِج بعُودٍ يُثَارُ به ‪) ،‬‬


‫خفّفا ومُ َثقّلً ‪ ،‬كما‬
‫حوْض كذلك مُ َ‬
‫عقْرِ ال َ‬
‫ضمّتَيْن ‪ .‬وقد ُروِى في ُ‬
‫عقْرُ النارِ وفُتِح ‪ ،‬ك ُعقُرِها ‪ ،‬ب َ‬
‫فشُقّ ُ‬
‫عقْرِ‬
‫حبُ اللسان ‪ ،‬وعبارةُ ال ُمصَنّف ل تُفهِمُ ذلك ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬مَا غُ ِزيَ َقوْمٌ في ُ‬
‫صَرّح به صا ِ‬
‫عقْرُ الدارِ ‪َ :‬أصُْلهَا ‪،‬‬
‫سطُ الدارِ ‪ ،‬وهو َمحَلّةُ القَوْ ِم ‪ ،‬وقال الصمعيّ ‪ُ :‬‬
‫دارِهم ِإلّ ذَلّوا ‪ .‬العُقْرُ ‪ :‬وَ َ‬
‫عقْرُ دا ِر الِسْلمِ الشامُ ‪ ،‬أَي َأصْلُه و َم ْوضِعُه ‪ ،‬كأَنّه أَشارَ به‬
‫حجَازِ ‪ ،‬وبه ُفسّر حديث ‪ُ :‬‬
‫في ُلغَة ال ِ‬
‫سلَمُ ‪ .‬و ُيفْتَحُ ‪ ،‬في ل َغةِ أَ ْهلِ‬
‫ل الِسْلمِ به أَ ْ‬
‫ت الفِتَنِ ‪ ،‬أَي يكونُ الشا ُم يومَئذٍ آمِنا منها ‪ ،‬وأَه ُ‬
‫إلى َوقْ ِ‬
‫حوْضِ ‪،‬‬
‫عقْرِ الدارِ وعُقْرِ ال َ‬
‫ص َمعِيّ ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وقد خَلط اللّيْث في تفسير ُ‬
‫ل ْ‬
‫جدٍ ‪ ،‬كما قاله ا َ‬
‫نَ ْ‬
‫عقَرْ ُتكَ‬
‫ط ْعمَة ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬أَ ْ‬
‫صفْحا ‪ .‬وال ُعقْر ‪ :‬ال ّ‬
‫وخالَف فيه الَئمّةَ ‪ ،‬فلذلك َأضْرَ ْبتُ عن ِذكْر ما قَالَ ُه َ‬
‫عقِرْه ‪ .‬أَي كُ ْلهُ ‪َ ،‬نقَلَه الصاغَانيّ وصاحب اللسان ‪ .‬وال ُعقْرُ ‪ :‬خِيَارُ الكَلِ ‪،‬‬
‫كَلَ َموْضِعِ كذا فا ْ‬
‫عقْرُ الكَلِ ‪ ،‬وعُقَارُ الكلِ ‪ ،‬أَي خِيَارُ ما يُرْعَى من نَباتِ‬
‫كعُقَا ِرهِ ‪ ،‬يالضّمّ أَيضا ‪ ،‬وقالُوا ‪ :‬ال ُب ْهمَى ُ‬
‫عقَارُ الكَلِ ‪ :‬ال ُب ْهمَى ‪،‬‬
‫عقْرِ الدارِ ‪ .‬قال الصاغانيّ عن أَبي حنيفةَ ‪َ :‬‬
‫الَرْض و ُيعْ َتمَدُ عليه ‪ ،‬بمنزلة ُ‬
‫جمِيعُ اليَبِيس ِإذَا كَثُرَ بأَ ْرضٍ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ ،‬والعَقَارُ عند غَيْرِه َ‬
‫يعني يَبِيسَها ‪ .‬قال هذا عند اب ِ‬
‫حسَنُ أَبْيَاتِ ال َقصِي َدةِ‬
‫ع ّدةً وَأصْلً يُ ْرجَع إِليه ‪ .‬انْ َتهَى ‪ .‬هكذا ضَ َبطَه بالفَتْح ‪ .‬وأَ ْ‬
‫واجْ َتمَع فكان ُ‬
‫شدَنِي منها‬
‫حضَةَ َقصِي َدةً ‪ ،‬وأَنْ َ‬
‫شدَنِي أَبو َم ْ‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬أَنْ َ‬
‫سمّى ال ُعقْ َر وال ُعقَارَ ‪ .‬قال اب ُ‬
‫وخِيَارُهَا ُي َ‬
‫عقَارُ هذه ال َقصِي َدةِ ‪ ،‬أَي خِيارُها ‪ .‬و ُر ِوىَ عن الخَلِيل ‪ :‬ال ُعقْرُ ‪ :‬اسْتِبْرَاءُ‬
‫أَبْيَاتا ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذه الَبْياتُ ُ‬
‫المَرَْأةِ ليُنْظَرَ أَ َبكْرٌ أَمْ غَيْرَ ِبكْرٍ قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وهذا ل ُيعْرَف ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/107‬‬

‫ستْ و َهمَدَت قاله‬


‫شطَ لِيفُها عن قَلْبِها و ُيؤْخَذَ جَذَبُها ‪ ،‬فإِذا ُف ِعلَ ذلك بها يَبِ َ‬
‫والعَقْرُ في النّخَْلةِ ‪ :‬أَنْ ُيكْ َ‬
‫ضهُم به ما‬
‫ص بع ُ‬
‫خ ّ‬
‫ن كلّ شَيْئَيْن ‪ .‬و َ‬
‫الزهريّ ‪ ،‬ونَقَلَه الصاغَانِيّ ‪ .‬وال َعقْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬فَرْجُ ما بَيْ َ‬
‫صمّان يقول ‪ُ :‬كلّ فُ ْرجَ ٍة تكونُ بَيْن‬
‫بَيْنَ َقوَائِمِ المَا ِئ َدةِ ‪ ،‬قال الخَلِيلُ ‪ :‬سمعتُ أَعرابِيّا من َأ ْهلِ ال ّ‬
‫عقْر ‪ُ ،‬لغَتَان و َوضَعَ َيدَيْه على قا ِئمَ َتيِ المَائِدَة ‪ ،‬ونحنُ نَ َتغَدّى ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما بَيْ َن ُهمَا‬
‫عقْرٌ و َ‬
‫شَيْئَيْن فهو ُ‬
‫عقْرٌ ‪ .‬وال َعقْر ‪ :‬المَنْ ِزلُ ‪ ،‬كال َعقَارِ ‪ ،‬كسَحابٍ ‪ .‬وال َعقْرُ ‪ :‬ال َقصْرُ ‪ ،‬و ُيضَمّ ‪ ،‬وهذه عن كُرَاعَ ‪ ،‬أَو‬
‫َ‬
‫ال َعقْرُ ‪ :‬القَصْر المُ َتهَدّم منه بعضُه على َبعْض ‪ .‬وقال الَزهريّ ال َعقْر ‪ :‬ال َقصْرُ الذي يكون ُمعْ َتمَدا‬
‫لَ ْهلِ القَرْيَة ‪ .‬قال لَبِيدُ بن رَبِيعَةَ َيصِفُ ناقَتَه ‪ ( % :‬كعَقْرِ الهاجِ ِريّ إِذَا بَنَاهُ ‪ %‬بأَشْبَاهٍ حُذِينَ على‬
‫ب الَبْ َيضُ ‪ ،‬أَو غَ ْيمٌ‬
‫مِثالِ ) ‪ %‬وقيل ‪ :‬ال َعقْرُ ‪ :‬ال َقصْرُ على َأيّ حالٍ كانَ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ال َعقْرُ ‪ :‬السّحا ُ‬
‫حوَالَ ْيهَا ‪ ،‬قال الليث ‪ ،‬أَو غيم يَ ْنشَأُ في عُرْض السّماءِ‬
‫س وما َ‬
‫شمْ ِ‬
‫يَنْشَأُ من قِ َبلِ العَيْن ف ُيغْشّى عَيْنَ ال ّ‬
‫حمَ ْيدُ بنُ َثوْرٍ يَصف‬
‫ع َدهُ من َبعِيدٍ قال ُ‬
‫سمَعُ رَ ْ‬
‫ف َيمُرّ على ) حِيالِه ‪ ،‬ول تُ ْبصِرُه إِذا مَرّ ِبكَ ‪ ،‬ولكن تَ ْ‬
‫ناقَتَه ‪ ( % :‬وإِذا أَحْزَ أَّلتْ في المُنَاخِ َرأَيْتَها ‪ %‬كالعَقْرِ َأفْ َردَهَا ال َعمَاءُ ال ُم ْمطِرُ ) ‪ %‬وقال‬
‫ضهُم ‪ :‬ال َعقْرُ في هذا البَيْت‬
‫الصاغانيّ ‪ :‬ويُ ْروَى كالعَرْض ‪ ،‬أَي السّحاب ‪ .‬وفي اللّسَان ‪ :‬وقال بع ُ‬
‫شمْسِ عليه من خََللِ السّحاب‬
‫‪ :‬ال َقصْر ‪َ ،‬أفْرَده ال َعمَاءُ فلم يُظَلّلْه وأَضاءَ ِلعَيْنِ الناظِ ِر لِشْرَاق نُورِ ال ّ‬
‫ل مقالٌ ‪ ،‬لَنّ قِطَعَ السّحَابِ ُتشَبّه بال ُقصُور ‪ .‬وقِيلَ‬
‫ط َعةٌ من الغَمام ‪ ،‬وِل ُك ّ‬
‫‪ .‬وقال َب ْعضُهم ‪ :‬ال َعقْرُ ‪ :‬قِ ْ‬
‫ال َعقْر ‪ :‬البِنَاءُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/108‬‬

‫شهَرُها‬
‫عقْرٌ ‪ .‬وعَقْرٌ ‪ :‬اسمُ مَواضِعَ كَثِي َرةٍ بين الجَزِيرَة والعِراق ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫المُرْ َتفِع ‪ ،‬وقيل ‪ُ :‬كلّ أَبْ َيضَ َ‬
‫ع ‪ ،‬قُ ْربَ الكوفةِ حيث كانت مَنا ِزلُ ُبخْتُ َنصّرَ بالقُرْبِ من با ِبلَ ‪ ،‬قُ ِتلَ به يَزِيدُ بنُ المُهّلبِ َيوْمَ ال َعقْرِ‬
‫‪ .‬وعَقْر ‪ :‬ة ‪ ،‬بدُجَ ْيلٍ ‪ ،‬وقَرْيَةٌ ُأخْرَى بالدّسْكور ‪ ،‬منها أَبو الدّرّ ُلؤُْلؤُ بنُ أَبي الكَرَمِ بنِ ُلؤُْلؤٍ ال َعقْ ِرىّ‬
‫حمْرِينَ ‪ ،‬بال َكسْر ‪ ،‬وعَقْرُ ‪ :‬اسمُ أَرْض ببلدِ‬
‫حفِ جَ َبلِ ِ‬
‫ذكره الس ْمعَانيّ في الَنْساب ‪ .‬وعَقْر ‪ :‬ة بِل ْ‬
‫عقْرَ بني شُلَ ْيلٍ ‪ %‬إِذا هَ ّبتْ ِلقَارِئِها الرّيَاحُ ) ‪%‬‬
‫قَيْسٍ بالعَالِيَةِ ‪ ،‬قال الشاعر ‪ ( % .‬كَرِهْنَا ال َعقْرَ َ‬
‫وعَقْرٌ ‪ :‬ع بِبلدِ َبجِيلَةَ قال الشاعر ‪ ( % :‬ومنّا حَبِيبُ ال َعقْرِ حِينَ يَُلفّهُمْ ‪ %‬كَما َلفّ صِرْدانَ‬
‫طعَةٌ بال َم ْوصِل ‪ .‬وقال الصاغانيّ ‪ :‬موضعٌ بين َتكْرِيتَ‬
‫طبُ ) ‪ %‬وال َعقْر ‪ :‬قَ ْ‬
‫الصّريمَةِ َأخْ َ‬
‫ح ِويّ الفَقِيهُ المُنَاظِرُ ذكره ياقُوتٌ في ال ُمعْجم ‪ .‬وبَ ْيضَةُ‬
‫صلِ منها محمّد بن َفضْلُون العَ َد ِويّ النّ ْ‬
‫وال َموْ ِ‬
‫ضمّ ‪ :‬التي ُتمْتَحَنُ بها المَرَْأةُ عند الفْتِضاضِ ‪ ،‬أَو هي َأ ّولُ بَ ْيضَةٍ للدّجَاجِ ‪ ،‬لَ ّنهَا‬
‫ال ُعقْرِ بال ّ‬
‫ضةُ الدّيك يَبِيضُها في السّ َنةِ مَ ّرةً واحدةً ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫َت ْعقِرُها ‪ ،‬أَو هي آخِرُها إِذا هَ ِر َمتْ ‪ ،‬أَو هي بَ ْي َ‬
‫عذْ َرةَ الجَارِ َيةِ تُخْتَبَرُ بِها ‪.‬‬
‫ك لَنّ ُ‬
‫سمّيَت بذِل َ‬
‫ح َدةً ‪ ،‬إِلى الطُول ما ِهيَ ‪ُ ،‬‬
‫عمْرِه مَ ّرةً وا ِ‬
‫يَبِيضُها في ُ‬
‫سبُ إِلى ال ُعقْرِ ‪ ،‬لَنّ الجَار َيةَ العَذْراءَ يُبْلَى ذلِك منها‬
‫وقال اللّيْث ‪ :‬بَ ْيضَةُ ال ُعقْرِ ‪ :‬بَ ْيضَةُ الدّيكِ ‪ ،‬تُن َ‬
‫بِبَ ْيضَةِ الدّيكِ ‪ ،‬ف ُيعْلَم شَأْ ُنهَا ‪ ،‬ف ُتضْ َربُ بَ ْيضَةُ الدّيكِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/109‬‬

‫مَثَلً لكلّ شئٍ ل ُيسْتَطَاع مَسّهُ َرخَا َو ًة وضَعفا ‪ .‬و ُيضْرَبُ بذلك مَثَلً لِلعَطِيّةِ القَلِيلَة التي ل يَرُبّها‬
‫ُمعْطِيها ببِرّ يَتْلُوها ‪ .‬وقال أَبو عُبَيْدٍ في ال َبخِيلِ ُي ْعطِى مَ ّرةً ثمّ ل َيعُود ‪ :‬كَا َنتْ بَ ْيضَةَ الدّيك ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫طعُه آخِرَ الدّهْرِ قِيل للمَ ّر ِة الَخِيرَة ‪ :‬كا َنتْ بَ ْيضَةَ العُقْرِ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬بَ ْيضُ‬
‫فإِنْ كَانَ ُيعْطِى شَيْئا ثم َيقْ َ‬
‫ق ‪ ،‬والَبْلَق ال َعقُوق ‪ ،‬فهو مَ َثلٌ لِما ل َيكُونُ ‪ .‬و ُيقَال لِلّذِي ل‬
‫ض الَنُو ِ‬
‫ال ُعقْرِ ‪ ،‬إِ ّنمَا هو كقولهم ‪ :‬بَ ْي ُ‬
‫غَنَاءَ عنده ‪ :‬بَ ْيضَةُ ال ُعقْر ‪ ،‬على التّشْبِيه بذلك و ُيقَال ‪ :‬كانَ ذلك بَ ْيضَةَ ال ُعقْرِ ‪ ،‬معناه كانَ ذلك مَ ّرةً‬
‫واحِ َدةً ل ثَانِ َيةَ لها ‪ .‬وبَ ْيضَةُ ال ُعقْرِ ‪ :‬الَبْتَرُ الّذِي ل وَلَدَ لَه ‪ ،‬على )‬
‫سكّيت ‪ ،‬وأَنشد ‪% :‬‬
‫صوْتَه بالتّطْرِيبِ في ال ُعوَاءِ ‪ ،‬قاله ابنُ ال ّ‬
‫التّشْبِيه ‪ .‬واسْ َت ْعقَرَ الذّئبُ ‪َ :‬رفَ َع َ‬
‫سهُ ‪،‬‬
‫عوَى الذّ ْئبُ مُسْ َت ْعقِرا ‪ %‬أَنِسْنا ِبهِ والدّجَى َأسْ َدفُ ) ‪ %‬وقِيلَ ‪ :‬معناهُ َيطُْلبُ شَيْئا َيفْرِ ُ‬
‫( فََلمّا َ‬
‫ل والَرْضُ‬
‫خُ‬‫عوَى الذّ ْئبُ ‪ .‬وال َعقَارُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬الضّ ْيعَةُ والنّ ْ‬
‫وهؤُلءِ َقوْمٌ ُلصُوصٌ َأمِنُوا الطَّلبَ حِينَ َ‬
‫عقَارٌ ‪ ،‬كال ُعقْرَى ‪ ،‬بالضمّ ‪ ،‬وهذه عن الصاغانيّ ‪ .‬وال َعقَارُ ‪:‬‬
‫حوُ ذلك ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬مالَهُ دا ٌر ول َ‬
‫ونَ ْ‬
‫َرمْلَةٌ بالقَرْيَتَيْن قُ ْربَ الدّهْناءِ ‪ .‬والعَقارُ ‪ :‬أَ ْرضٌ لِبَنِي ضَبّةَ بنِ أُدّ ‪ ،‬وأَيضا أَ ْرضٌ لِبَا ِهلَةَ ‪ ،‬بَأكْنَافِ‬
‫عفَارٍ بالفاءِ ‪ ،‬أَو ُهوَ ُهوَ ‪ ،‬وعَقارٌ ‪ :‬ع بِدِيَارِ بَنِي ُقشَيْر ‪.‬‬
‫عقَارٌ ‪ :‬قَ ْلعَةٌ بال َيمَنِ ‪ ،‬وهو غَيْرُ َ‬
‫ال َيمَامَةِ ‪ .‬و َ‬
‫خلِ‬
‫خلَ ‪ُ ،‬يقَال للنّ ْ‬
‫ضهُم بالعَقار النّ ْ‬
‫ص بع ُ‬
‫خ ّ‬
‫حمَرُ ‪ .‬وفي الّلسَان ‪ :‬و َ‬
‫وفي التكملة ‪ :‬ال َعقَارُ ‪ :‬الصّبْغُ الَ ْ‬
‫ت و َنضَدُه اّلذِي ل يُبْ َت َذلُ ِإلّ في الَعْيَادِ‬
‫عقَارٌ ‪ :‬وقِيل ال َعقَارُ ‪ :‬مَتاعُ البَ ْي ِ‬
‫خاصّةً من بين المالِ ‪َ :‬‬
‫عقَارُ المَتاعِ ‪ :‬خِيَارُه ‪،‬‬
‫ظهْ َر ِة وال َعقَارِ ‪ .‬وقيل ‪َ :‬‬
‫ن الَهَ َرةِ وال ّ‬
‫حسَ ُ‬
‫حوِها ‪ ،‬وبَ ْيتٌ َ‬
‫حقُوقِ الكِبَا ِر ونَ ْ‬
‫وال ُ‬
‫وهو‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/110‬‬

‫نحو ذلك ‪ ،‬لَنّه ل يُ ْبسَط في الَعْيَادِ ِإلّ خِيارُه ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬ف َردّ النّ ِبيّ صلّى ال عَلَيْه وسلّم‬
‫ذَرارِيّهم وعَقَارَ بُيُو ِتهِم ‪ .‬أَي ُوفُود بَنِي العَنْبَر ‪ .‬قال الحَرْ ِبيّ ‪ :‬أَراد ب َعقَارِ بُيُوتِهم أَراضيَهم ‪ .‬وقد‬
‫يءٍ ‪ :‬خِيَارهُ ‪ .‬ويقَال ‪ :‬في‬
‫عقَارُ ُكلّ ش ْ‬
‫غَلِطَ ‪َ .‬بلْ أراد به َأمْ ِتعَةَ بُيُو ِتهِم من الثّياب والَ َدوَات ‪ .‬و َ‬
‫عقَارُ البَ ْيتِ في الحديث‬
‫ع وأَداةٌ ‪ ،‬هكذا َروَاه أَبو زَيْد وابنُ الَعْرَابِيّ َ‬
‫عقَارٌ حَسَنٌ ‪ ،‬أَي مَتَا ٌ‬
‫البَيْت َ‬
‫عقَارُ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪َ :‬‬
‫ج ْمهُورَ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫ص َمعِيّ ‪ ،‬وقد خاَلفَ به ال ُ‬
‫ل ْ‬
‫بالفَتْح ‪ ،‬وقد ُيضَمّ ‪ ،‬وهو َق ْولُ ا َ‬
‫ن يكونَ فيها طَرِيفَةٌ ‪ ،‬وهي‬
‫الكَلِ ‪ :‬ال ُب ْهمَي ‪ ،‬كلّ دارٍ ل َيكُون فيها ُب ْهمَى فل خَيْرَ في رِعْ ِيهَا ِإلّ أَ ْ‬
‫سمّيَت‬
‫خمْرُ ُ‬
‫ن ‪ .‬وقال مَ ّرةً ‪ :‬ال َعقَارُ ‪ :‬جَميعُ اليَبِيس ‪ .‬والعُقَارُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ال َ‬
‫صىّ والصّلّيَا ُ‬
‫ال ّن ِ‬
‫ل ُمعَاقَرَ ِتهَا ‪ ،‬أَي لمُلَ َزمَتِها الدّنّ ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬عاقَرَه ‪ ،‬إِذا ل َزمَهُ ودَاوَمَ عليه ‪ .‬وال ُمعَاقَ َرةُ ‪ :‬الِ ْدمَان ‪.‬‬
‫خمْرِ ‪.‬‬
‫خمْرِ ‪ :‬إِدمَانُ شُرْ ِبهَا ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬ل ُتعَاقِرُوا ‪ ،‬أَي ل ُت ْدمِنُوا شُ ْربَ ال َ‬
‫و ُمعَاقَ َرةُ ال َ‬
‫عقْرِ‬
‫خمْر ‪ :‬هو الذي يُدمِن شُرْ َبهَا ‪ ،‬قيل ‪ :‬هو م ْأخُوذٌ من ُ‬
‫خلُ الجَنّةَ ُمعَاقِرُ َ‬
‫وفي الحديث ‪ :‬ل يَ ْد ُ‬
‫عقَارا لَنّ أَصحابَها ُيعَاقِرُونها ‪ ،‬أَي يُل ِزمُونها ‪ ،‬أَو‬
‫سمّيَت ُ‬
‫ض لَنّ الوارِ َدةَ تُل ِزمُه ‪ .‬وقيل ‪ُ :‬‬
‫ح ْو ِ‬
‫ال َ‬
‫سمّيَت‬
‫سكِرَ ‪ .‬وقال ابنُ الَعْرَابِيّ ‪ُ :‬‬
‫شيِ ‪ ،‬وقِيلَ ‪ :‬هي الّتِي ل تَلْ َبثُ أَن تُ ْ‬
‫ل َعقْرِهَا شَارِبَها عن المَ ْ‬
‫عقَارا لَ ّنهَا َت ْعقِرُ ال َع ْقلَ ‪ .‬وقال أَبو سعيد ‪ُ :‬معَاقَ َرةُ الشّرَابِ ‪ُ :‬مغَالَبَتُه ‪ ،‬يقول ‪ :‬أَنا َأ ْقوَى‬
‫خمْرُ ُ‬
‫ال َ‬
‫حمَرُ ‪،‬‬
‫عَلَى شُرْبِه ‪ ،‬ف ُيغَالِبُه ف َيغْلِبُه ‪ ،‬فهذه ال ُمعَاقَرَة ‪ .‬وفي الصّحاح ‪ :‬وال ُعقَارُ ‪ :‬ضَ ْربٌ من الثّيَاب َأ ْ‬
‫طفُ زَ ْه َوهُ ‪ %‬وعَالَيْنَ أَعْلقا على‬
‫ظلّ الطّيْرُ َتخْ ِ‬
‫عقَارٌ َت َ‬
‫ظعَائنِ ‪ُ ( % :‬‬
‫صفُ َهوَادِجَ ال ّ‬
‫طفَ ْيلٌ َي ِ‬
‫قال ُ‬
‫كلّ ُمفْأَمِ ) ‪) %‬‬
‫والعَقّار ‪ ،‬ككَتّانٍ ‪ :‬ما يُتَداوَى به من النّبَاتِ أَو أُصوِلهَا والشّجَرُ ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/111‬‬
‫ل الَ ْدوِيَةِ ‪ .‬وعِبَا َرةُ اللّسَان ‪ :‬ما يُتداوَى به من‬
‫عقَاقِيرُ ‪ .‬وفي الصّحاح ‪ :‬ال َعقَاقِيرُ ‪ :‬أُصو ُ‬
‫ج ْمعُه َ‬
‫َ‬
‫النّبَاتِ والشّجَر ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬ال َعقَاقِيرُ ‪ :‬الَ ْدوِيَةُ التي يُسْ َتمْشَى بها ‪ .‬قال أَبو الهَيْثَم ‪ :‬ال َعقّارُ‬
‫سكّيتٍ‬
‫سمّى شئٌ من ال َعقَاقِير فُوها كال ِعقّير ك ِ‬
‫شفَاءٌ ‪ .‬قال ‪ :‬ول ُي َ‬
‫والعَقَاقِير ‪ُ :‬كلّ نَ ْبتٍ يَنْبُت ِممّا فيه ِ‬
‫ح ْوكِ ‪،‬‬
‫ف القَامَةِ رَ َبعِيّة لها َأفْنَانٌ ‪ ،‬ووَرَقٌ َأوْسَعُ من وَرَق ال َ‬
‫ص َ‬
‫‪ .‬والعُقّار ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬عُشْبَةٌ تَرْ َتفِع ِن ْ‬
‫سهَا حَيَوانٌ إِل َأ َمضّتْه حَتّى‬
‫خضْرَة ولهَا َثمَ َرةٌ كالبَنادِق ‪ ،‬ول َنوْرَ َلهَا ول حبّ ‪ ،‬ول يُلبِ ُ‬
‫شَدِيدة ال ُ‬
‫كأَ ّنمَا ُكوِىَ بالنارِ ‪ ،‬ثمّ يَشْرَى له الجَسَدُ ‪ ،‬وإِذا الْتَبَسَ بها الكَ ْلبُ َي ْعوِي ِممّا يَنَالُه ‪ ،‬وكذلك غيرُ‬
‫عمَةُ ‪،‬‬
‫عمَةَ ‪ ،‬وذلك أَنّ َأمَةً في َأوّل ال ّدهْر راعِيَةً ‪ ،‬يقال لها نا ِ‬
‫عقّارَ نا ِ‬
‫الكَ ْلبِ ‪ ،‬وتُدْعَى أَيضا ُ‬
‫ج ْوفَها‬
‫أَصابَها جُوعٌ شَدِيدٌ فطَ َبخَ ْتهَا فَأكَلَ ْتهَا ‪ ،‬وهي َتظُنّ أَنْ الطَبْخَ يَ ْذهَب بغائِلَ ِتهَا ‪ ،‬فأَحْ َر َقتْ َ‬
‫ع َمةَ ‪.‬‬
‫عقّارُ نا ِ‬
‫فقَتَلَ ْتهَا ‪ ،‬فقِيلَ لها ‪ُ :‬‬
‫عقَرا ‪ :‬فَجِئَه ال ّروْعُ ف ُدهِشَ فلَمْ‬
‫جلُ ‪َ ،‬كفَرِحَ ‪َ ،‬‬
‫عقِرَ الرّ ُ‬
‫قال ذلك كُلّه أَبو حَنِيفَةَ في كِتَاب النّبَات ‪ .‬و َ‬
‫عمَر رضي ال عنه ‪ :‬ف َعقِ ْرتُ حَتّى خَرَ ْرتُ إِلى الَرض ‪.‬‬
‫َيقْدرْ أَنْ يَ َتقَدّمَ أَو يَتََأخّر ‪ .‬وفي حديث ُ‬
‫وفي المحكم ‪َ :‬ف َعقِرْتُ حتّى ما َأ ْقدِرُ على الكلم ‪ .‬وفي النّهاية ‪ :‬ف َعقِرْتث وأَنا قا ِئمٌ حَتّى َو َق ْعتُ إِلى‬
‫عقَرَه غَيْرُه ‪ :‬أَ ْدهَشَه ‪ .‬وفي حديث العّبّاس‬
‫عقِ َر و َب ِعلَ ‪ ،‬إِذا دُهِشَ ‪ ،‬قاله أَبو عُبَيْد ‪ .‬وأَ ْ‬
‫الَرْض ‪ .‬أَو َ‬
‫عقِ َر في مَجْلِسه حين أُخْبِر أَنّ محمّدا صلّى ال عليه وسلم قُ ِتلَ ‪ .‬وفي حَدِيث ابنِ عَبّاسٍ ‪:‬‬
‫‪ :‬أَنّه َ‬
‫سهِم ‪.‬‬
‫طتْ َأذْقا ُنهُم على صُدُورِهِم وعَقِرُوا في َمجَالِ ِ‬
‫سقَ َ‬
‫فََلمّا رََأوُا النّ ِبيّ صلّى ال تعالَى عليه وسلّم َ‬
‫ق والدّهَشِ ‪ .‬وفي الصّحاح ‪ :‬ل يستطيع أَنْ ُيقَاتِلَ ‪ .‬وال َعقْرَة‬
‫شيَ من الفَرَ ِ‬
‫عقِيرٌ ‪ :‬ل َيقْدِرُ أَنْ َيمْ ِ‬
‫فهو َ‬
‫‪ ،‬هكذا بالفَتْح في النّسخ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/112‬‬

‫خوْف ‪ .‬والّذِي ُنقِلَ عن ابن‬


‫والصّواب ال َعقِرَة بكسر القاف ‪ :‬نا َق ٌة ل َتشْ َربُ ِإلّ من ال ّروْع ‪ ،‬أَي ال َ‬
‫حوْض ‪ ،‬والَزِيَةُ ‪:‬‬
‫الَعْرَابيّ أَنّ العَقِرَة ‪ :‬هي النا َقةُ الّتي ل َتشْ َربُ ِإلّ من العُقْر ‪ ،‬وهو ُمؤَخّرُ ال َ‬
‫عقَارَاءُ ‪،‬‬
‫حوْض ‪ ،‬فا ْنظُره مع كلم ال ُمصَنّف وتََأمّل ‪ .‬و َ‬
‫التي ل َتشْربُ ِإلّ من الِزاءِ ‪ ،‬وهو ُمقَدّمُ ال َ‬
‫حمَيْدُ بنُ َثوْرٍ‬
‫بل لمٍ ‪ ،‬وال َعقَارَاءُ ‪ ،‬باللم ‪ ،‬والعُقُور ‪ ،‬بالضّ ّم وال َعوَاقِرُ ‪ ،‬كُّلهَا مَواضِعُ ‪ ،‬قال ُ‬
‫عقَارَاءِ الكُرُومِ رَبيبُ ) ‪ %‬قال‬
‫طلّةٍ شابَ ما َءهَا ‪ِ %‬بهَا من َ‬
‫حمَيّا َ‬
‫خمْر ‪َ ( % :‬ركُودِ ال ُ‬
‫يصف ال َ‬
‫خمُور‬
‫عقَاراتِ ال ُ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬ويُ ْروَى ‪َ :‬لهَا من ُ‬
‫عقَاراءَ ‪ ،‬فقَدّم وأَخّرَ ‪ .‬قال َ‬
‫الجوهَ ِريّ ‪ :‬أَراد من كُرُومِ َ‬
‫خمُور ‪ .‬ورَبِيب ‪ :‬من يَرُ ّبهُا فَ ْيمِلكُها ‪ .‬وال ُعقَيْرُ ‪ ،‬كزُبَيرٍ ‪ :‬د ‪ ،‬ب َهجَرَ عَلَى‬
‫وقال ‪ :‬والعُقاراتُ ‪ :‬ال ُ‬
‫خلٌ لِبَنِي عامِر بنِ )‬
‫خلٌ لِبَنِي ذُهْل بنِ شَيْبَانَ باليمَامَةِ ‪ .‬وال ُعقَيْرُ ‪ :‬نَ ْ‬
‫طئِ ال َبحْرِ ‪ .‬وال ُعقَيْرُ ‪ :‬نَ ْ‬
‫شا ِ‬
‫حمَ ِة ‪ ،‬وكَسْرُ المِيمَ َتصْحِيفٌ ‪ ،‬وكذلك‬
‫سكَن ‪ :‬وادٍ بال َيمَنِ عند القَ ْ‬
‫ص ْعصَعَةَ ‪ِ ،‬بهَا أَيضا ‪ .‬ومَ ْعقَرٌ كمَ ْ‬
‫َ‬
‫ج ْعفَرٍ ال َم ْعقَريّ أَبو الحَسَن البَزّاز ‪ ،‬نَزِيلُ َمكّة شَيْخُ ُمسْلِمٍ صاحبِ‬
‫ح َمدُ بنُ َ‬
‫تَشْدِي ُد القافِ منه أَ ْ‬
‫ن ومائَتَين ‪ .‬و ُم َعقّر بنُ ُأوَيسٍ البا ِر ِقيّ ‪ ،‬كمُحَدّث ‪:‬‬
‫خ ْمسِي َ‬
‫خمْسٍ و َ‬
‫الصّحِيحِ ‪ ،‬كان حَيّا في سَنَة َ‬
‫حمَارٍ البا ِر ِقيّ ‪ ،‬حَلِيفُ بَنِي ُنمَيْرٍ ‪ ،‬وبارِقٌ‬
‫شاعِرٌ ‪ ،‬هكذا نَسَبَه ابنُ الكَلْ ِبيّ ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬هو ُم َعقّرُ بنُ ِ‬
‫عقْران‬
‫عقّارا ‪ ،‬ككَتّانٍ ‪ ،‬و ُ‬
‫س ّموْا َ‬
‫عمْرِو بن عامِرٍ ‪ .‬و َ‬
‫سعْدُ بنُ عَ ِديّ بنِ حارِثَةَ بنِ َ‬
‫هو َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/113‬‬

‫عقّارٍ ‪ ،‬والحَسَنُ‬
‫عقّار ‪ ،‬وعَبْسُ بنُ َ‬
‫شعْبَة ‪ ،‬وسََلمَةُ بنُ َ‬
‫عقّارُ بنُ ال ُمغِيرَة بنِ ُ‬
‫لوّل َ‬
‫َ بالضّمّ ‪ ،‬فمِن ا َ‬
‫عقّارٍ الطّغا ِميّ ‪ ،‬وعَقّارُ بن ُمغِيثٍ الحَرّانيّ ‪،‬‬
‫ح َمدَ بن َ‬
‫عقّارٍ ‪ ،‬وعَِليّ بنُ إِبراهِيمَ بنِ أَ ْ‬
‫بن هارُونَ بنِ َ‬
‫مُحدّثُون ‪.‬‬
‫حمُ الناقَةِ ‪ ،‬إِذا اكْتَنَز ُكلّ َم ْوضِعٍ منها‬
‫ي وفي اللسان ‪َ :‬ت َعقّرَ شَ ْ‬
‫و َتعَقّرَ الغَ ْيثُ ‪ :‬دامَ ‪َ ،‬نقَلَهُ الصّاغَان ّ‬
‫شجَرٌ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫ي ‪ .‬والَعْقارُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪َ :‬‬
‫شحْما ‪ .‬و َتعَقّرَ النّباتُ ‪ :‬طالَ ‪َ ،‬نقَلَه الصاغان ّ‬
‫َ‬
‫حدِيدٌ جَيّدُ ال َعقَاقِيرِ ‪ ،‬أَي كَرِيمُ الطّبعِ ‪،‬‬
‫سطُها شَيْئا ‪ .‬ويقال ‪َ :‬‬
‫والعَقْرَاءُ ‪ :‬ال ّرمْلَةُ المُشْ ِر َفةُ ل يُنْ ِبتُ وَ َ‬
‫عقّارٌ ‪ ،‬ككَتّان ‪ :‬اسمُ كَلْب ‪.‬‬
‫سكْرَى ‪ :‬ماءٌ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬و َ‬
‫نقله الصاغانيّ ‪ .‬وعَقْرَى ‪ ،‬كَ َ‬
‫سمّى أَبو عُبَ ْي َدةَ كِتَابَه فيما جَرَى بَيْنَ فَحَْلىْ‬
‫ب والهِجَا ُء والمُلعَنَةُ ‪ .‬وبه َ‬
‫وال ُمعَاقَ َرةُ ‪ :‬المُنَافَ َرةُ والسّبَا ُ‬
‫ك وال ُمعَاقَ َرةَ ‪ ،‬فإِنّها أُمّ ال ُمعَاقَرَة قاله الزمخشريّ ‪:‬‬
‫شعَرَاءِ كتاب ال ُمعَاقَرات ‪ .‬و َتقُولُ ‪ :‬إِيّا َ‬
‫ُمضَرَ وال ّ‬
‫حمِها‬
‫عقَ َرةٌ ‪ ،‬ك ُهمَزَةٍ ‪ ،‬إِذا كانَ برَ ِ‬
‫ض َمتْ أَنْيَابُه ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬وقالُوا ‪ :‬امرَأةٌ ُ‬
‫عقَرُ ‪َ :‬ت َه ّ‬
‫ج َملٌ أَ ْ‬
‫وَ‬
‫عقْ َرةً ‪ ،‬بالضمّ ‪ ،‬اسمٌ‬
‫ط َعمَه ُ‬
‫عقَرَ فُلنا أَ ْ‬
‫ح َمهَا فهي ُم ْعقَ َرةٌ ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫داءٌ فل تَحْ َبلُ بذلك ‪ .‬وأَعْقَرَ الُ َر ِ‬
‫عقِرْه ‪ ،‬أَي كُلْه ‪.‬‬
‫عقَرْ ُتكَ كَلَ َم ْوضِعِ كذا فا ْ‬
‫ط ْعمَةِ ‪ ،‬وقد َتقَدّمَ في كلمِ المُصنّف ‪ .‬ويُقالُ أَيضاَ ‪ :‬أَ ْ‬
‫لل ّ‬
‫غبّ ال ُعقَارِ ‪ ،‬بالضمّ ‪ ،‬قُ ْربَ بلدِ‬
‫واعْتَقَ ْرتُ الطّيْرَ ‪ ،‬أَي لم أَزْجُرْهَا ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬و ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/114‬‬

‫َمهْ َرةَ ‪ ،‬بال َيمَنِ ‪ ،‬وهو َبلَدٌ َبحْ ِريّ كذا في المعجم ‪ .‬وممّا ُيسْتَدرك عليه ‪ :‬ال ُعقُرُ ‪ ،‬بضمّتَيْن ‪ُ :‬كلّ ما‬
‫سقَى الكِل ِبيّ ال ُعقَيْلِيّ ال ُعقُرْ ‪ .‬قال الصاغانيّ ‪ :‬وقيل ‪ :‬هو ال ُعقْر ‪،‬‬
‫شَرِبَه إِنسانٌ فَلمْ يُولَدْ له ‪ ،‬قال ‪َ :‬‬
‫بالتخفيف فثَقّلَه للقَافِيَة ‪.‬‬
‫وعُقَ َرةُ العِلْمِ النّسْيَانُ ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وعَقْرُ ال ّنوَى ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬صَ ْرفُها حالً َبعْدَ حالٍ ‪ .‬قال أَبو وَجْ َزةَ‬
‫عقَرَبهِ ‪ :‬قَ َتلَ مَ ْركُوبَه‬
‫جعَةً ‪ %‬ثُمّ اسْ َتمَ ّرتْ ِلعَقْرٍ من نَوىً قَ َذفَا ) ‪ %‬و َ‬
‫سمَاءُ نا ِ‬
‫حلّةً أَ ْ‬
‫‪ ( % :‬حَّلتْ به َ‬
‫سفْيَاَن بنِ حَ ْربٍ ‪ ،‬أَي عَ ْر َقبَ دابّتَه ‪ ،‬ثم‬
‫ظلَةُ الرا ِهبُ بأَبِي ُ‬
‫جعَلَه راجِلً ‪ ،‬ومنه الحديث ‪َ :‬ف َعقَر حَنْ َ‬
‫وَ‬
‫لكِ ‪ .‬ومنه الحديث أَنّه قال لمُسَيِْل َمةَ الكَذّاب ‪ :‬وإِنْ‬
‫ل في القَ ْتلِ والهَ َ‬
‫اتّسِعَ في ال َعقْرِ حتى اس ُت ْعمِ َ‬
‫حسَدِ‬
‫أَدْبَ ْرتَ ل َي ْعقِرَ ّنكَ الُ ‪ ،‬أَي ل ُيهِْلكَنّك ‪ .‬وحَدِيثُ ُأمّ زَرْع ‪ :‬وعَقْر جارِتها ‪ ،‬أَي هَلكها من ال َ‬
‫عقَ ْرتَ بَعيرِي فل ) َأقْدِرُ على السّيْرِ ‪.‬‬
‫عقَ ْرتَ بي ‪ ،‬أَي َأطَ ْلتَ حَ ْبسِي ‪ ،‬كأَنّك َ‬
‫والغيظ ‪ .‬وقولُهم ‪َ :‬‬
‫عقَ َرتْ بالقَوْمِ أُمّ خَزْرَجِ ‪ .‬وفي الَساس ‪ :‬وعَقَ َرتْ فُلنةُ بال ّركْب ‪ :‬بَرَزَت‬
‫سكّيت ‪ :‬قد َ‬
‫وأَنشد ابنُ ال ّ‬
‫طعُوها ‪،‬‬
‫ي ال َقوْمِ ‪ :‬قَ َ‬
‫عَ‬‫عقَرُوا مَرا ِ‬
‫عقَ َرتْ بهم ِركَابَهم ‪ .‬وبَنو فلٍ ن َ‬
‫لهم فطالَ ُوقُوفُهم عَلَ ْيهَا ‪ ،‬فكأَ ّنهَا َ‬
‫وَأفْسَدُوهَا ‪ .‬وفي اللّسَان ‪ :‬قال ابن بُزُرْج ‪ :‬يقال ‪ :‬قد كا َنتْ لي حاجَةٌ فعَقَرَنِي عنها ‪ ،‬أَي حَ َبسَنِي‬
‫ص ْوتِ ‪ ،‬عن ابنِ‬
‫عقْرُ ال ّنوَى منه مَ ْأخُوذ ‪ .‬وال َعقِيرَة ‪ :‬مُنْ َتهَى ال َ‬
‫عنها وعاقَنِي ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬و َ‬
‫سكّيت ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/115‬‬

‫عقّرْتُه ‪ :‬ق ْلتُ له ذلك ‪ .‬والعَرَبُ‬


‫عقْرا ‪ .‬وقال ‪ :‬جَدّعْتُه و َ‬
‫جدْعا له و َ‬
‫حكَى سيبويه في الدّعاءِ ‪َ :‬‬
‫وَ‬
‫سهَام‬
‫َتقُول ‪َ :‬نعُوذُ بال من العَواقِر والنّواقِر ‪ .‬حَكاهُ َثعْلَب قال ‪ :‬والعَواقِرُ ‪ :‬مَا َي ْعقِرُ ‪ ،‬وال ّنوَاقِرُ ‪ :‬ال ّ‬
‫خضِ َرةً ‪ .‬قال ابنُ الَثِير ‪ .‬كأَنّهُ‬
‫عقِرَة ‪ ،‬فسمّاهَا َ‬
‫سمّى َ‬
‫التي ُتصِيبُ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬أَنّه مَر بأَ ْرضٍ تُ َ‬
‫خضِ َرةً‬
‫سمّاهَا َ‬
‫حمِل ‪ ،‬ف َ‬
‫شجَ َرةٌ عاقِرٌ ‪ :‬ل تَ ْ‬
‫حمِل ‪ .‬و َ‬
‫كَ ِرهَ لها اسمَ ال َعقْرِ ‪ ،‬لَن العاقِرَ المَرَْأةُ التي ل َت ْ‬
‫عقِ َرةٌ ‪ ،‬إِذا ُقطِعَ رَأْسُها فيَ ِبسَت ‪ .‬والعَقِيرُ ‪ :‬فَرَسٌ‬
‫ن يكون من قولهم ‪ :‬نَخَْلةٌ َ‬
‫تفاؤلً فيها ‪ ،‬ويجوز أَ ْ‬
‫حضِرْ ‪ .‬قال لَبِيدٌ ‪َ ( % :‬لمّا رَأَى لُ َبدُ النّسُورَ َتطَايَ َرتْ ‪َ %‬رفَ َع ال َقوَادِمَ كالعَقِيرِ‬
‫سفَ عُ ْرقُوباهُ فَلمْ يُ ْ‬
‫كُ ِ‬
‫عقْرُ‬
‫عقْرِه ‪ ،‬أَي إِنّما ُيؤْتَى الَمرُ من وَجْهه ‪ .‬و ُ‬
‫ح ْوضُ من ُ‬
‫الَعْزلِ ) ‪ %‬وفي المَثَل ‪ :‬إِ ّنمَا ُيهْدَم ال َ‬
‫البئرِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬حيث َتقَع أَيْدِي الوارِ َدةِ إِذا شَرِ َبتْ ‪ .‬وعَقْ ُر كلّ شيْءِ ‪ ،‬بالفَتْح ‪َ :‬أصْلُه ‪ .‬ويُقَال ‪:‬‬
‫ضيَ‬
‫شةَ َر ِ‬
‫سمّ فاعِلُه ‪ ،‬إِذا ُه ِد َمتْ ‪ .‬وفي الحديثِ ‪ :‬قالت أُمّ سََلمَةَ لعائ َ‬
‫عقِرَتْ َركِيّتُهم ‪ ،‬على ما لم يُ َ‬
‫ُ‬
‫سكَ َنكِ ال بَيْتَك‬
‫عقَيرَاكِ فل ُتصْحِرِيها ‪ ،‬أَي َأ ْ‬
‫سكّنَ ال ُ‬
‫ال عنهما عند خُرُوجِها إلى ال َبصْرَة ‪َ :‬‬
‫عقْرِ الدار ‪ .‬وقال‬
‫صغّر ُمشْتَقّ من ُ‬
‫ن الَثِير ‪ :‬هو اسمٌ ُم َ‬
‫وعَقَارَك وسَتَركِ فيه فل تُبْرِزِيه ‪ .‬قال اب ُ‬
‫صغِيرُ العَقْرَى على َفعْلَى ‪،‬‬
‫سمَع بعُقَيْرَي ِإلّ في هذا الحديث ‪ .‬قال ال ّز َمخْشَ ِريّ كأَ ّنهَا َت ْ‬
‫القُتَيْبِيّ ‪ :‬لم أَ ْ‬
‫عقَ ْرتُ به ‪ ،‬إِذا‬
‫خجَلً ‪ ،‬وَأصْلُه مِنْ َ‬
‫عقِرَ ‪ ،‬إِذا َب ِقيَ َمكَانَه ل يَ َتقَدّم ول يَتََأخّر فَزَعا أَو أَسَفا أَو َ‬
‫مِنْ َ‬
‫سكّنِى َنفْسَك‬
‫ح وأَرا َدتْ بها َنفْسَها ‪ ،‬أَي َ‬
‫عقَ ْرتَ راحِلَتَه ف َبقِيَ ل َيقْدِرُ على البَرَا ِ‬
‫أَطَ ْلتَ حَبْسَه ‪ ،‬كأَنّك َ‬
‫ح ّقهَا أَنْ تَلْزَم مَكانَها ول تَبْرُز إِلى‬
‫التي َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/116‬‬
‫ن ولَ تَبَرّجْنَ تَبَرّجَ الجَاهِلِيّةِ الُوْلَى ‪ .‬كذا في اللسان‬
‫الصّحْرَاءِ ‪ ،‬من قوله تَعالى ‪ :‬وقَرْنَ فِي بُيُو ِتكُ ّ‬
‫حصَيْنَ بنَ‬
‫صلَ مال له نَماءٌ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬أَنّه َأ ْقطَعَ ُ‬
‫‪ .‬وفي الحَدِيث ‪ :‬خَيْ ُر المالِ ال ُعقْر ‪ :‬أَراد َأ ْ‬
‫عقِيرٌ ‪:‬‬
‫ن ل َي ْعقِرَ مَرْعاها ‪ ،‬أَي ل َيقْطَع شَجَرَها ‪ .‬وظَ ْبيٌ َ‬
‫ش ّمتٍ ناحِيَةَ كذا ‪ ،‬واشْتَرَط عليه أَ ْ‬
‫مُ َ‬
‫ستْ ‪ %‬كتَ َنفّسِ الظّ ْبيِ ال َعقِيرِ ) ‪ %‬وال َعقِيرُ ‪:‬‬
‫شكُ ِريّ ‪ ( % :‬فلَ َثمْتُها فتَ َنفّ َ‬
‫دَ ِهشٌ ‪ .‬قال المُنَخّل اليَ ْ‬
‫ضعُها ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬وفي الَساس )‬
‫عقْرُ المَرَْأةِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ُ :‬ب ْ‬
‫البَرْقُ ‪ ،‬عن كُرَاع ‪ .‬ويُقَال ‪ُ :‬‬
‫ج َعتِ الحربُ إِلى‬
‫عقْر ‪ .‬ورَ َ‬
‫عقْر ‪ .‬وَلقِحَ ِلقَاؤُك عن ُ‬
‫َزوْ َرةُ فُلن َزوْ َرةُ ال ُعقْرِ ‪ .‬وتقول ‪ :‬جِئْتَنَا عن ُ‬
‫شمَيْسَةُ بنتُ‬
‫ن ال َوصِيدِ الكِل ِبيّ صاحشبِ المِرْباع ‪ .‬و ُ‬
‫عقْرٍ ‪ ،‬أَي فَتَ َرتْ ‪ .‬والعَاقِرُ ‪َ :‬ل َقبُ ُزفَرَ ب ِ‬
‫ُ‬
‫عقّار ال َعقّا ِريّ ‪ ،‬بالفَتْح‬
‫حمَدَ بنِ َ‬
‫ت وبَنُو عاقِر ‪ :‬بَطْنٌ ‪ .‬وعَِليّ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ َأ ْ‬
‫عَزِيزِ بنِ عاقِرٍ ‪ ،‬حَدّ َث ْ‬
‫صغّرا ‪ :‬دابّة يُ َتقَزّزُ من َأكِْلهَا ‪ ،‬هكذا َذكَرَه‬
‫جدّه ‪ .‬ع ق ص ر ‪ .‬العُقَيصِير ‪ُ ،‬م َ‬
‫‪ ،‬نُسِب إِلى َ‬
‫الصاغانيّ في التكملة ‪ .‬وأَهمله الجوهَ ِريّ وابنُ مَ ْنظُور ‪ .‬ع ق ف ر ‪ .‬العَ ْنقَفِيرُ ‪ ،‬كزَ ْنجَبِيلٍ ‪:‬‬
‫الداهِيَةُ من َدوَاهِي ال ّزمَانِ ‪ُ .‬يقَال ‪ :‬غُولٌ عَ ْن َقفِيرٌ ‪ .‬وعَ ْقفَرَتُها ‪ :‬دَهَاؤُهَا و ُنكْرُها ‪.‬‬
‫جمْعُ ال َعقَافِيرُ ‪ .‬والعَ ْنقَفِيرُ ‪ :‬المَرَْأةُ السّلِيطَةُ الغالِبَة بالشّرّ ‪ .‬والعَ ْنقَفِيرُ أَيضا ‪ :‬ال َعقْرَبُ ‪ .‬والعَ ْنقَفِيرُ‬
‫وال َ‬
‫من‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/117‬‬

‫عقْفَ َرتْ‬
‫عقْفَرَتْهُ الدّواهِي ‪ ،‬و َ‬
‫الِ ِبلِ ‪ :‬الّتِي َتكْبُرُ حَتّى يَكادَ َقفَاهَا َيمَسّ كَ ِت َفهَا من الهَرَم ‪ .‬ويقال ‪َ :‬‬
‫علَيْه الدّواهِي ‪ ،‬بتَوسّطِ النونِ ‪ُ ،‬أخّ َرتْ عن َم ْوضِعها في ال ِفعْل لَنّها زائدةٌ‬
‫عقَنْفَرتْ َ‬
‫عَلَيه ‪ ،‬وكذا ا ْ‬
‫حتّى َيعْتَ ِدلَ بها تصريفُ ال ِفعْل ‪ ،‬ف َت َعقْفَرَ ‪ :‬صَرَعَتْهُ فأَهَْلكَتْه ‪ .‬و َتعَ ْقفَرَ الرجلُ ‪ :‬هََلكَ ‪ ،‬قاله الليث ‪.‬‬
‫عكُورا ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬واعْ َتكَر ‪ :‬كَ ّر وا ْنصَرَف ‪،‬‬
‫عكْرا ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬و ُ‬
‫شيْءِ َي ْعكِر َ‬
‫عكَرَ عَلى ال ّ‬
‫عكر‪َ .‬‬
‫عكَر عليه بال ّرمْح ‪ :‬كَرّ ‪ ،‬كذا في الَساس ‪ .‬وقال ابنُ دُرَيْد ‪:‬‬
‫وال َعكْرَة ‪ :‬الكَ ّرةُ ‪ .‬وفَرّ من قِرْنه ثُمّ َ‬
‫عكَر واعْ َتكَر نقَله الصّاغَانيّ ‪ .‬وال َعكّارُ ‪ :‬الكَرّارُ ال َعطّافُ ‪ ،‬وفي‬
‫وكلّ من كَرّ َبعْدَ فِرارٍ فقد َ‬
‫الحديث ‪ :‬أَنْتُم ال َعكّارُون ل الفَرّارُون أَي الكَرّارُون إِلى الحَرْب والعَطّافون نَحْوها ‪ .‬وقال ابنُ‬
‫الَعْرَا ِبيّ ‪ :‬ال َعكّارُ ‪ :‬الذي يَحْمل في الحَرْب تارةً بعد تا َرةٍ ‪ .‬وقال غَيْره ‪ :‬ال َعكّار ‪ :‬الذي ُيوَلّى في‬
‫عكَرَ واعْ َتكَرَ ‪ ،‬بمعنىً واحِدٍ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬أَنّ َرجُلً فَجَرَ‬
‫الحُرُوب ثم َيكُرّ راجِعا ‪ .‬يقال ‪َ :‬‬
‫عكَرَ به َبعِيرُه ‪ ،‬مثْل عَجَرَ به‬
‫سهَا ‪ .‬و َ‬
‫عكَرَ عليها فتَس ّنمَها وغَلَبَها على َنفْ ِ‬
‫ع ْكوَ َرةً ‪ ،‬أَي َ‬
‫بامرأَة َ‬
‫طفَ ‪ ،‬قاله ابن القَطّاع ‪.‬‬
‫عَ‬‫عكَرَ الزّمانُ عليه بخَيْر ‪َ :‬‬
‫طفَ به على أَهْله وغَلَبَهُ ‪ .‬و َ‬
‫عَ‬‫َبعِيرُه ‪ ،‬إِذا َ‬
‫واعْ َتكَرُوا ‪ :‬اخْتَلَطُوا في الحَ ْربِ ‪ ،‬كتَعاكَرُوا ‪ ،‬واعْ َتكَرَ العسكرُ ‪َ :‬رجَ َع بعضُه على بعض فلم ُيقْدَرْ‬
‫على عَ ّدهِ ‪ ،‬قال رؤْبة ‪ :‬إِذا أَرادُوا أَنْ َيعُدّوهُ اعْ َتكَرْ ‪ .‬واعْ َتكَر اللّ ْيلُ ‪ :‬اشْ َتدّ سَوادُه وفي الَساس ‪:‬‬
‫ط والْتَبَس ‪ ،‬وكَ ّر بعضُه على َبعْض ‪.‬‬
‫كَثُف ظَلمُه واخْتََل َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/118‬‬

‫ي فقال له كَ ْيفَ َتجِ ُدكَ فأَ ْنشَ َدهُ ‪:‬‬


‫عمْرُو بنُ حُرَيْث أَبا العُرْيانِ الَسَد ّ‬
‫عمَيرٍ ‪ :‬عادَ َ‬
‫قال عبدُ المَِلكِ بن ُ‬
‫شيِ وسُوءٌ في ال َبصَ ْر ‪ %‬وكَثْ َرةُ النّسْيَانِ فِيمَا يُ ّدكَرْ ) ‪ %‬وقِلّةْ ال ّنوْمِ إِذا اللّ ْيلُ اعْ َتكَرْ‬
‫‪َ ( %‬تقَا ُربُ ال َم ْ‬
‫عكَرَ ‪ ،‬إِذا اشْ َتدّ سَوادُه ‪،‬‬
‫واعْ َتكَرَ الظّلمُ ‪ :‬اخْتََلطَ كأَنّه كَ ّر بعضُه على بعض من بُطءِ ا ْنجِلئِه ‪ ،‬كأَ ْ‬
‫نقله الصاغانيّ ‪ ،‬واعْ َتكَرَ ال َمطَرُ ‪ :‬اشْ َت ّد وكَثُرَ ‪ ،‬واعْ َتكَرَت الرّيحُ ‪ :‬جَا َءتْ بالغُبَارِ ‪ .‬واعْ َتكَرَ‬
‫خصُومَة ‪،‬‬
‫الشّبَابُ ‪ :‬دا َم وثَ َبتَ حتّى يَنْ َت ِهيَ مُنءتَهاه َأوْرَدَه الصاغانيّ ‪ .‬و َتعَاكَرُوا ‪ :‬تَشاجَرُوا في ال ُ‬
‫كاعْ َتكَرُوا ‪ .‬وال َعكَرُ ‪ ،‬مُحَ ّر َكةً ‪ :‬ما َفوْقَ خَمسِمائَةٍ من الِ ِبلِ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪َ ،‬أوِ السِتّون منها ‪،‬‬
‫سكّنُ‬
‫ن القَطّاع ‪ ،‬أَو إِلى المائَة ‪ ،‬هذا َق ْولُ أَبِي عُبَيْد وتُ َ‬
‫خ ْمسِينَ إِلى السّ ْبعِينَ ‪ ،‬عن اب ِ‬
‫أَو ما بَيْنَ ال َ‬
‫خمْسُونَ إِلى‬
‫جمَاعَةِ الِبِل ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬ال َعكَرُ ‪ :‬ال َ‬
‫الكافُ ‪ ،‬عن ابن دُرَيْد ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو اسمٌ ل َ‬
‫ن الَعْرَابيّ ‪ ،‬وأَنشد‬
‫صدَأُ السّ ْيفِ وغَيْرِه ‪ ،‬عن اب ِ‬
‫عكَرٌ ‪ :‬اسمٌ وال َعكَرُ ‪َ :‬‬
‫السّتّينَ إلى السّ ْبعِينَ ‪ .‬و َ‬
‫ى كلّ‬
‫ط وال َعكَرُ ) ‪ %‬وال َعكَرُ ‪ :‬دُ ْر ِد ّ‬
‫لل ُمفَضّل ‪ ( % :‬فصِ ْرتُ كالسّ ْيفِ ل فِرِ ْندَ لَهُ ‪ %‬وقَدْ عَلهُ الخَبَا ُ‬
‫عكِرَ الماءُ والنّبِيذُ ‪) ،‬‬
‫عكَرُ ‪ ،‬الشّرَابِ والماءِ والدّهْنِ ‪ :‬آخِرُه وخاثِره ‪ .‬وقد َ‬
‫شئٍ و َ‬
‫عكَ َرهُ ‪:‬‬
‫عكّ َرهُ وأَ ْ‬
‫عكِرا ‪ ،‬أَي كَدِرا ‪ ،‬و َ‬
‫جعَلَه َ‬
‫عكَ َرهُ ‪َ :‬‬
‫عكّره َت ْعكِيرا وأَ ْ‬
‫عكَرا ‪ ،‬إِذا كَدِرَ ‪ .‬و َ‬
‫كفَرِحَ ‪َ ،‬‬
‫ج َعلَ فيه ال َعكَرَ ‪ ،‬محرّكةً ‪ ،‬وهي‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/119‬‬

‫عكِ َرتِ‬
‫عكْرا كذلك ‪ .‬ويقال ‪َ :‬‬
‫عكَرْتُهُ َ‬
‫عكَ ْرتُ النّبِيذَ و َ‬
‫ن القَطّاع ‪ ،‬وقال أَيضا ‪ :‬أَ ْ‬
‫التّرْبَة قاله اب ُ‬
‫طعَة من الِبِلِ ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫عكَرا ‪ ،‬إِذا اجْ َتمَعَ فيها الدّ ْر ِدىّ ‪ .‬وال َعكَ َرةُ ‪ُ ،‬محَرّكةً ‪ :‬القِ ْ‬
‫المِسْ َرجَةُ َت ْعكَرُ َ‬
‫عكَرَ ‪ .‬وبه فُسّرَ الحديثُ ‪ :‬أَنّه مَرّ‬
‫خمُ من الِ ِبلِ ‪ . .‬وقد أَ ْ‬
‫السّتّون منها ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هي القَطِيعُ الضّ ْ‬
‫عكَرٌ ‪.‬‬
‫عكَ َرةٌ فلم َيذْبَحْ له شَيْئا وال َعكَ َرةُ ‪َ :‬أصْلُ الّلسَانِ ‪ ،‬كال َعكَ َدةِ ‪ ،‬بالدال ‪ ،‬وقد َتقَدّم ‪ ،‬ج َ‬
‫برَجُل له َ‬
‫عكْرِه ‪ ،‬قال الَعْشَى ‪ ( % :‬لَ َيعُودَنْ‬
‫جعَ فُلنٌ إِلى ِ‬
‫صلُ ‪ ،‬مِ ْثلُ العِتْرِ ‪ .‬ورَ َ‬
‫ل ْ‬
‫وال ِعكْرُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬ا َ‬
‫عكْ َرةَ أَ ْرضِه ‪ ،‬أَي أَصلَها ‪ .‬وفي‬
‫ل وتَأْخاذُ المِنَحْ ) ‪ %‬ويقال ‪ :‬باعَ فلنٌ ِ‬
‫عكْرُها ‪ %‬دَلَجُ اللّ ْي ِ‬
‫ِل َمعَدّ ِ‬
‫صلَ أَ ْرضِه ‪.‬‬
‫عكْ َرهُ ‪ ،‬أَي َأ ْ‬
‫الصّحاح ‪ :‬باعَ فلنٌ ِ‬
‫ل قولُه تعالَى ‪ :‬اقْتَ َربَ لِلنّاسِ حِسَا ُبهُمْ تناهَى أَهلُ الضّللَة قليلً ثم عادُوا إِلى‬
‫وفي الحديث َلمّا نز َ‬
‫عكَرِهم مح ّركَةً ‪ ،‬ذَهابا إِلى‬
‫ئ وأَعمالِهم السوءِ ‪ ،‬ورُ ِوىَ ‪ :‬إِلى َ‬
‫صلِ مَ ْذهَبِهم ال ّر ِد ِ‬
‫عكْرِهم ‪ ،‬أَي َأ ْ‬
‫ِ‬
‫جهُ ‪ .‬وال َعكَ ْركَرُ ‪ :‬اللّبَنُ الغَلِيظُ ‪ ،‬قال ِبجَادٌ الخَيْبَ ِريّ ‪:‬‬
‫ل الوَ ْ‬
‫لوّ ُ‬
‫عكَرِ الزّيْت وا َ‬
‫الدّنَسِ والدّرَنِ ‪ ،‬من َ‬
‫عضّ لئيمُ المُنْ َتمَى والعُ ْنصُرِ ) ‪ %‬وعَاكِرٌ وال ُعكَيْرُ ‪ ،‬كزُبَيْ ٍر ‪ ،‬وفي‬
‫جعَهمْ باللّبَنِ ال َعكَ ْركَرِ ‪ِ %‬‬
‫‪ ( %‬فَ ّ‬
‫عكَيْرٌ ‪ ،‬بل ل ٍم ‪ ،‬و ِم ْعكَرٌ ‪ ،‬كمِنْبَر ‪ :‬أَسماءٌ ‪ ،‬ومن الثاني عاصِمُ بنُ ال ُعكَيْرِ‬
‫اللّسَان والتكملة ‪ُ :‬‬
‫ضهُم ‪ .‬و َت ْعكَرُ ك َتمْنَع‬
‫عقْبَةَ في ال َبدْرِيّين ‪ ،‬ونَظّره َب ْع ُ‬
‫ف الَ ْنصَار ‪ ،‬ذكره الطّبَريّ وابنُ ُ‬
‫المُزَ ِنيّ حَلِي ُ‬
‫س ِم ْعتُ َأ ْهلَ ال َيمَن يقولُون ‪ :‬ال ّت ْعكَر ‪ ،‬بالَِلفِ واللّمِ ‪،‬‬
‫حصْنٌ بال َيمَنِ ‪ ،‬قال الصاغانيّ ‪ :‬و َ‬
‫‪ِ :‬‬
‫والصّوابُ عندي إِسقاطُهما ‪ .‬و َتعْكَر‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/120‬‬

‫ُ عندي َت ْفعَلُ غير ُمجْرىً ‪ ،‬مِ ْثلُ َتوْزَرَ ‪ ،‬وعَلَى ما يقولُون َفعْلَل فيَنْص ِرفُ ‪ ،‬وهو َبعِيدٌ ‪ .‬و َت ْعكَرُ ‪،‬‬
‫عكَرَ السّنَامُ ‪ ،‬سَنامُ‬
‫عدَنَ عَلَى يَسارِ مَنْ َيخْرُج من البابِ إلى البَرّ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫أَيضا ‪ :‬جَ َبلٌ من جِبال َ‬
‫شحْمٌ ‪ ،‬قاله الصاغانيّ ‪ ،‬وسيأْتِي للمصنّف ‪َ :‬كعَرَ السّنَا ُم وَأ ْكعَرَ‬
‫ال َبعِيرِ ‪ ،‬وعَ ْنكَرَ ‪ :‬صارَ فيه َ‬
‫عكّارُ بنُ الحا ِرثِ بن تَزِيدَ بنِ‬
‫عكّارٌ ‪ ،‬ككَتّانٍ ‪ :‬أَبو بَطْنٍ من َهمْدانَ ‪ ،‬وهو َ‬
‫وكَوْعَرَ بهذا ال َمعْنَى ‪ .‬و َ‬
‫شمَ ْيلٍ ‪.‬‬
‫طعَامٌ ُمعْ َتكِرٌ ‪ ،‬أَي كَثِيرٌ نقله الصاغانيّ عن ابنِ ُ‬
‫جشَمَ بن حاشِد ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرك عَليه ‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫جمَاعَةُ من النّاس ‪ .‬واعْ ِتكَارُ الضّرَائر ‪ :‬اخْتِلطُ‬
‫وال َعكَرُ ‪ُ ،‬محَرّكة ‪ :‬من الَعْلم ‪ .‬وال َعكَرُ ‪ :‬ال َ‬
‫جلٌ ُم ْعكِرٌ ‪ :‬عنده‬
‫عكَرٌ ‪ ،‬إِذا َأقْلَعَ فصار ِقطَعا ‪ ،‬تَشْبِيها ب َعكَر الِبِل ‪ .‬و َر ُ‬
‫الُمورِ ال ُمخْتَلِفة ‪ .‬وسَحَابٌ َ‬
‫س ‪ .‬ويقال ‪َ :‬و َقعُوا‬
‫عكَ َرةٌ ‪ .‬وال ِعكْرُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬العَا َد ُة والدّيْدَُن ‪ .‬ومنه المَ َثلُ ‪ :‬عَا َدتْ ل ِعكْرِهَا َلمِي ُ‬
‫َ‬
‫عكَ َرةٍ ‪ ،‬أَي اخْتلطِ َأمْر ‪ .‬ومحمّدُ بنُ ِبشْرٍ ال َعكَ ِريّ ‪ ،‬محرّكة ‪ ،‬حَ ّدثَ عن َبحْرِ بنِ َنصْرٍ ‪ ،‬وله‬
‫في َ‬
‫جُ ْزءٌ ‪ .‬وأَبو العَبّاس الَنْدَرِينيّ ال َعكّ ِريّ بالتّشْدِيد ‪ :‬شُيخُ )‬
‫عِليّ بنُ محمّد ال َعكّا ِريّ ‪،‬‬
‫س َمىّ ‪ ،‬له صُحْبَة ‪ .‬وأَبو الحَسَنِ َ‬
‫سلْمُ بنُ ُ‬
‫العَرَبِيّة ب ِدمَشْقَ ‪ .‬وأَبو ال َعكَرِ َ‬
‫ح ّدثَ عنه شُيُوخُنا ‪ .‬ع ك ب ر ‪ .‬ال ُعكْبُ َرةُ‬
‫سعُود اليُوسىّ وغَيْرِه ‪َ ،‬‬
‫ح ّدثَ عن أَبِي عليّ الحَسَنِ بنِ مَ ْ‬
‫َ‬
‫جوْهَرِي‬
‫كقُنْفُذَة ‪ ،‬أَهمله ال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/121‬‬

‫جلٌ‬
‫عكْبُ َرةٌ في َبطْنِها ثَ َ‬
‫عكْبَاءُ ُ‬
‫ّ وقال اللّ ْيثُ ‪ :‬هي المَرَْأةُ الجافيَةُ ال َعكْبَا ُء في خَ ْلقِها ‪ ،‬وأَنشد ‪َ ( % :‬‬
‫حمَرِشٌ ‪.‬‬
‫عكْبُ َرةُ اللّحْيَيْنِ جَ ْ‬
‫عكْبَاءُ ُ‬
‫صلِ من َأوْصاِلهَا فَ َدعُ ) ‪ %‬وأَنشد أَيضا ‪َ :‬‬
‫‪ %‬وفي المَفا ِ‬
‫عكْبِ َرىّ ‪،‬‬
‫عكْبَرَا ِوىّ و ُ‬
‫عكْبَرَاءُ ‪ ،‬بفَتْحِ الباءِ َممْدُودا ويُ ْقصَر ‪ :‬ة من سَوادِ العِراقِ والنّسْ َبةُ إِليهَا ُ‬
‫وُ‬
‫ج ْعفَرٍ ‪ُ ،‬محَ ّدثٌ َروَى عنه مجاهِدٌ في التّخْلِيل سُنّة ‪ ،‬هكذا‬
‫عكْبَرٍ ‪ ،‬ك َ‬
‫جهَيْن ‪ .‬وعبدُ ال بنُ َ‬
‫على الوَ ْ‬
‫صغّرا قال الصاغانيّ ‪ :‬ورِوايَ ُتهُم إِيّاه‬
‫عكَيْمٍ ‪ ،‬بالمِيم ُم َ‬
‫ن ماكُول ‪ .‬وقال غيرُه ‪ :‬هو ابن ُ‬
‫ضَبَطَه اب ُ‬
‫حلُ على َأ ْفخَا ِذهَا‬
‫جئُ به النّ ْ‬
‫عكَيْرٌ ُمصَغرا ‪ .‬وال ِعكْبِر ‪ ،‬بال َكسْر ‪ :‬شيْءٌ َت ِ‬
‫بالمِيم يدلّ على أَنّهُ ُ‬
‫سلِ ‪ ،‬هكذا في اللسان ‪ ،‬وسيأْتي في ك ب ر أَنه ِإكْبِر بال َهمْز‬
‫شهْدِ مكانَ ال َع َ‬
‫جعَلُه في ال ّ‬
‫عضَادِهَا فتَ ْ‬
‫وأَ ْ‬
‫‪ ،‬فتََأ ّملْ ‪ .‬وال َعكَابِرُ ‪ :‬الذّكورُ من اليَرابِيع ‪َ ،‬يمَانِيَةٌ ‪.‬‬
‫ج ْعفَرٍ ‪ ،‬وهو جَ ّد الِمام جَللِ الدّين عبد‬
‫عكْبَرٍ ‪ ،‬ك َ‬
‫عكْبَرُ بنُ ُمهَل ِهلِ بنِ َ‬
‫وممّا ُيسْتَدْرك عليه ‪َ :‬‬
‫عكْبَرٍ ال َعكْبَ ِريّ ال َب ْغدَا ِديّ ‪ ،‬شيخ الحَنَا ِبلَة‬
‫الجَبّار ابنِ عَبْدِ الخالِق بنِ محمّد بنِ عبدِ الباقي بن َ‬
‫ج ْعفَرٍ ِإقْبَالُ ابنُ‬
‫حدّث عن ابن اللّتّي ‪ ،‬و ُت ُوفّي بعدَ الثّمانِينَ وسِ ّتمِائة ‪ ،‬وأَبو َ‬
‫والوُعّاظ في زَمانِه ‪َ ،‬‬
‫ي ‪ ،‬وعليّ بنُ أَحمدَ ابن الفَرَج بن أَبي نصر‬
‫حسَنِ ابنِ محمّدٍ ال َعكْبَ ِر ّ‬
‫المُبَا َركِ بنِ محمّدِ بنِ ال َ‬
‫حمّد‬
‫جمِ ِه ‪ ،‬ومُ َ‬
‫ي في ُمعْ َ‬
‫طّ‬‫سقَ ِ‬
‫ال َعكْبَ ِريّ عن أَبي عليّ بنِ شاذَانَ ‪ ،‬وعنه هِبَةُ ال بنُ ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/122‬‬

‫ضمّتَيْن ‪ :‬بَطْنٌ من َهمْدانَ ‪،‬‬


‫س ْمعَانيّ ‪ .‬وال ُعكْبُ ِريّ ‪ ،‬ب َ‬
‫حدّث عنه ابنُ ال ّ‬
‫ُ ابنُ أَحمدَ بنِ َتوْبَة ال َعكْبَ ِريّ َ‬
‫عكّارِ بنِ الحارِث بن تَزِيدَ بن جُشَم بن حاشِد ‪ ،‬ويقال لهم ال َعكَابِر ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫عكْبُر بن َ‬
‫يَنْتَسِبون إِلى ُ‬
‫ضمّتَيْن ‪ :‬الحَيَاةُ ‪،‬‬
‫خوْلن ‪ ،‬قاله الحافظ في التّ ْبصِير ‪.‬ع م ر ‪ .‬ال ُعمْرُ بالفَتْح وبالضّ ّم وب َ‬
‫إِنهم من َ‬
‫سمُوا فقالوا ‪َ :‬ل َعمْ ُركَ ‪ ،‬فَتَحُوا ل غير ‪،‬‬
‫عمْرُه ‪ُ ،‬لغَتَان َفصِيحَتان ‪ .‬فإِذا َأقْ َ‬
‫عمْرُه و ُ‬
‫يقالُ ‪ :‬قد طال َ‬
‫سمُ‬
‫ص القَ َ‬
‫خ ّ‬
‫عمَارٌ ‪ ،‬وفي ال َبصَائر للمصنّف ‪ :‬ال َعمْ ُر وال ُعمْرُ واحدٌ ‪ ،‬لكن ُ‬
‫كما سيأَتِي قريبا ‪ ،‬ج أَ ْ‬
‫عمْرا َتفَا ُؤلً أَنْ يَ ْبقَى ‪ .‬وقال ال ُمصَنّف في البَصائر ‪:‬‬
‫جلُ َ‬
‫سمّىَ الرّ ُ‬
‫بال َمفْتُوحَة ‪ .‬وفي المحكم ‪ُ :‬‬
‫عمْرُه ‪ ،‬ف َمعْنَاهُ‬
‫عمَارَة البَدَنِ بالحَيَا ِة فهو دون ال َبقَاءِ ‪ ،‬فإِذا قيلَ ‪ :‬طال ُ‬
‫وال َعمْرُ وال ُعمْرُ اسمٌ ِلمُ ّدةِ ِ‬
‫ضلِ‬
‫عمَا َرةُ بَدَنِه برُوحِه ‪ ،‬وإِذا قيل ‪ :‬طالَ بَقاؤُه ‪ ،‬فلَيْسَ َيقْتَضِي ذلك ‪ ،‬لَنّ ال َبقَا َء ضِدّ الفَنَاءِ ‪ .‬ول َف ْ‬
‫ِ‬
‫سجِد ‪ ،‬والبَيعَةُ ‪،‬‬
‫ال َبقَاءِ على العُم ِر ُوصِفَ الُ تعالَى به وقَّلمَا ُوصِفَ بال ُعمْرِ ‪ .‬وال ُعمْرُ بالضّمّ ‪ :‬المَ ْ‬
‫سمّ َيتْ باسْمِ ال َمصْدَر لَنّه ُي ْعمَرُ فيها ‪ ،‬أَي ُيعْبَد ‪ .‬وال َعمْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬الدّينُ ‪ ،‬ب َكسْر الدالِ‬
‫والكَنيسَة ‪ُ ،‬‬
‫ال ُم ْهمَلَة ‪ ،‬قيل ‪ :‬ومنه قَولُهم في القَسَمِ ‪َ :‬ل َعمْرِي وَل َعمْ ُركَ ‪.‬‬
‫سكْرَ ِتهِمْ َي ْع َمهُون لم ُيقْرَأْ ِإلّ بالفَتْح ‪ .‬و ُروِىَ عن ابن عَبّاسٍ في‬
‫وفي التّنْزِيل ‪َ :‬ل َعمْ ُركَ إِ ّنهُمْ َلفِى َ‬
‫ي صَلّى ال عَلَيْه‬
‫قوله تَعالى ‪َ :‬ل َعمْرُك ‪ ،‬أَي لَحَياتُك ‪ .‬قال ‪ :‬وما حَلف الُ بحياة أَحد ِإلّ بِحَيَاةِ النّ ِب ّ‬
‫حوِيّون يُ ْنكِرُون هذا ‪ ،‬ويقولون ‪َ :‬معْنَى َل َعمْرُك ‪َ ،‬لدِينُك الّذي َت ْعمُر ‪.‬‬
‫وسلّم ‪ .‬وقال أَبو الهَيْثَم ‪ :‬النّ ْ‬
‫ش في معنى الية ‪َ :‬لعَيْشُك ‪ ،‬وإِ ّنمَا يريد ال ُعمْرَ ‪.‬‬
‫خفَ ُ‬
‫وقال الَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/123‬‬
‫ضمَر له ما يَ ْر َفعُه ‪َ :‬ل َعمْ ُركَ المَحْلُوفُ به ‪ .‬وقال الفَرّاءُ ‪ :‬الَيمانُ تَ ْر َفعُها‬
‫وقال أَ ْهلُ ال َبصْ َرةِ ‪َ :‬أ ْ‬
‫جَواباتُها ‪ .‬وقال ابنُ جِنّى ‪ :‬و ِممّا يُجِيزُه القِياسُ غيرَ أَنّه لمْ يَرِدْ به السْتِعمالُ خَبَرُ ال َعمْرِ من قولهم‬
‫لقُومَنّ ‪ ،‬فهذا مُبْتَ َدأٌ محذُوفُ الخَبَرِ ‪ ،‬وأَصلُه لو أُظهِر خَبَ ُرهُ ‪َ :‬ل َعمْرُك ما ُأقْسم به ‪،‬‬
‫‪َ :‬ل َعمْرُك َ‬
‫عوَضا من الخَبَرِ ‪ .‬ويُحَرّك ‪ .‬وال َعمْرُ ‪َ :‬لحْمُ مَا بَيْنَ َمغَارِسِ‬
‫ب القَسَم ِ‬
‫فصارَ طُولُ الكَلم بجَوا ِ‬
‫ب وأَخَْلفَ ال َعمْرُ‬
‫حمَرَ ‪ ( % :‬بانَ الشّبا ُ‬
‫الَسْنانِ أَو هو لَحْم من اللّ َثةِ سائلٌ بَيْنَ ُكلّ سِنّيْنِ ‪ .‬قال ابنُ َأ ْ‬
‫عمُور ‪ ،‬بالضّمّ ‪ .‬وفي الحديث ‪:‬‬
‫ن الَثِير ‪ :‬وقد ُيضَمّ ‪ ،‬ج ُ‬
‫ل الِخوانُ والدّهْرُ ) ‪ %‬قال اب ُ‬
‫‪ %‬وتَب ّد َ‬
‫ت الَسْنَانِ ‪ .‬وال َعمْرُ ‪:‬‬
‫عمُوري ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال ُعمُور ‪ :‬مَنَا ِب ُ‬
‫خشِيتُ على ُ‬
‫َأ ْوصَانِي جِبْرِيلُ بالسّواكِ حتّى َ‬
‫ل القُرْط ‪ .‬وقيل ‪ُ :‬كلّ مُسْتَطِيلٍ‬
‫سفَ ِ‬
‫خوْقُ ‪ :‬حَ ْلقَةُ َأ ْ‬
‫الشّ ْنفُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال َعمْر ‪ :‬حَ ْلقَة القُرْطِ العُليَا ‪ ،‬وال َ‬
‫عمْ َرةٌ ‪ .‬وفي التكملة ‪ :‬ال َعمْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪،‬‬
‫حدَة َ‬
‫طوَالُ ‪ ،‬الوا ِ‬
‫عمْرٌ ‪ .‬وال َعمْرُ ‪ :‬الشّجَرُ ال ّ‬
‫بَيْنَ سَنّتَيْنِ َ‬
‫سحُوقا‬
‫سكّرِ ‪َ ،‬‬
‫خلُ ال ّ‬
‫ل وقيلَ ‪ :‬بل ُهوَ َن ْ‬
‫طوِي ُ‬
‫خلِ ‪ ،‬وهو السّحُوقُ ال ّ‬
‫ضمّتَيْن ‪ :‬ضَ ْربٌ من النّ ْ‬
‫وال ُعمُر ‪ ،‬ب َ‬
‫سكّر ‪ :‬ضَ ْربٌ من ال ّتمْرِ‬
‫سكّرِ وهو غََلطٌ ‪ .‬وال ّ‬
‫حلّ ال ُ‬
‫سحُوقٍ ‪ .‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬مَ َ‬
‫كانَ أَو غَيْرَ َ‬
‫جَيّدٌ ‪ ،‬وقد َتقَدّم ‪ ،‬والضّمّ أَعْلَى الّلغَتَيْن ‪ ،‬قاله ) أَبو حَنِيفَةَ ‪ .‬وحكَى الَزْهَريّ عن اللّيْث أَنّه قال ‪:‬‬
‫طوِيلُ ‪ .‬ثم قال ‪ :‬غَلِطَ اللّ ْيثُ في تفسير ال َعمْرِ ‪،‬‬
‫ال َعمْرُ ‪ :‬ضَ ْربٌ من النّخِيل ‪ ،‬وهو السّحُوقُ ال ّ‬
‫سكّر ‪ ،‬يقال له ال َعمْرُِ ‪ ،‬وهو معروفٌ عند أَ ْهلِ ال َبحْرَيْنِ ‪ .‬وأَنشد الرّياشيّ في‬
‫خلُ ال ّ‬
‫وال َعمْرُ َن ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/124‬‬

‫عمُ ُرهْ ) ‪ %‬بَرْ ِنيّ‬


‫خضَ ُرهْ ‪ %‬مُخاِلطٌ َت ْعضُوضُه و ُ‬
‫سوَدُ كاللّيْل تَ َدجّى أَ ْ‬
‫خلٍ ‪َ ( % :‬أ ْ‬
‫صِفَةِ حائطِ نَ ْ‬
‫سكّرِ ‪ ،‬سَحوقاَ أَو غَيْرَ‬
‫عَيْدانٍ قَليلٍ قَشَ ُرهْ وال ّتعْضوضُ ‪ :‬ضَ ْربٌ من ال ّتمْرِ ‪ .‬وال ُعمُرُ ‪َ :‬نخْل ال ُ‬
‫ل وأَ ْلوَانِه ‪ ،‬ولو كانَ الكتَابُ من تَ ْألِيفِه‬
‫حمَدَ من أَعَْلمِ النّاسِ بالنّخِي ِ‬
‫سحُوق ‪ .‬قال ‪ :‬وكان الخَلِيلُ بنُ َأ ْ‬
‫َ‬
‫طبَ العُمرِ ورُطَب ال ّت ْعضُوض وخَ َرفْ ُتهُما مِن‬
‫ما فَسّر ال ُعمُرَ هذا ال ّتفْسِيرِ ‪ .‬قال ‪ :‬وقد َأكَ ْلتُ أَنا ُر َ‬
‫حدَ ال ُمغْتَرّين باللّ ْيثِ وخَلِيلِه ‪ ،‬وهو لِسَانُه‬
‫صغَار النّخْل وعَيْدَانهَا وجَبّارهَا ‪ ،‬ولول المُشَاهَدَة لكُ ْنتُ أَ َ‬
‫ِ‬
‫سكِ‬
‫‪ .‬ان َتهَى ‪ .‬قال الصاغانيّ ‪ :‬وأَنشد أَبو حَنِيفَ َة في ال ُعمُرِ للمَرّارِ بن مُ ْنقِذ ‪ ( % :‬عَ َبقُ العَنْبَ ِر والمِ ْ‬
‫حدِيث ‪ :‬كَانَ ابنُ أَبي‬
‫صفْرا ُء كعُرْجُونِ ال ُعمُرْ ) ‪ %‬وقال في ال َعمْر ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬وفي ال َ‬
‫بها ‪َ %‬ف ْهيَ َ‬
‫عمْروٍ ‪،‬‬
‫لَيْلَى يَسْتَاكُ ِبعَراجِينِ ال َعمْر ‪ .‬قال ‪ :‬وال َعمْرُ َأكْثَرُ الّلغَتَيْنِ ‪ ،‬وهذَا َأحَ ُد وُجُوهِ اشْ ِتقَاقِ اسْم َ‬
‫وهي ‪ ،‬هكذا في النّسخ كُّلهَا ‪ ،‬وَلعَلّه ‪ :‬وهو أَي ال َعمْرُ َتمْرٌ جَيّد معروفٌ بالبَحْرَينِ ‪ .‬وال َعمْرىّ ‪،‬‬
‫سكْرَى هكذا هو مضبوط ‪ ،‬والُوْلَى‬
‫بالفَتْح وياءِ النّسْبَة ‪ .‬وفي بعض النّسَخ ‪ :‬وال َعمْرَى أَي كَ َ‬
‫عمْرَ الِ ما‬
‫ع ْذبٌ قاله أَبو حَنِيفَةَ أَيضا ‪ .‬وقالُوا في القَسَم ‪َ :‬‬
‫صوُاب ‪َ :‬تمْرٌ آخَرُ ‪ ،‬أَي ضَرْبٌ منه َ‬
‫ال ّ‬
‫عمْرََك الَ ا ْف َعلْ كذا ‪ ،‬وإِلّ َفعَ ْلتَ كذا ‪ ،‬وِإلّ ما َفعَ ْلتَ كَذا‬
‫عمْرََك ال ما َفعَ ْلتُ كذا ‪ ،‬و َ‬
‫َفعَ ْلتُ كذا ‪ ،‬و َ‬
‫سمَاءِ ال َم ْوضُوعَة َموْضِعَ المَصادِر المَ ْنصُوبَة على ِإضْمارِ‬
‫صبِ ‪ ،‬وهو من الَ ْ‬
‫‪ ،‬على الزيادة بال ّن ْ‬
‫عمّرْ ُتكَ ال َت ْعمِيرا فحُ ِذ َفتْ زِيَادَتهُ فجاءَ على الفِعْل ‪.‬‬
‫ظهَارُه ‪ ،‬وَأصْلُه من َ‬
‫ال ِفعْل المَتْرُوكِ إِ ْ‬
‫عمّ ُركَ ال أَنْ َتفْعَل كذا ‪ ،‬كأَنّك‬
‫وأُ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/125‬‬

‫ك لوَ أنّ لُ ّبكَ‬


‫جلِيلَ فإِنّنِي ‪ %‬أَ ْلوِى عَلَ ْي َ‬
‫عمّرْ ُتكَ الَ ال َ‬
‫عمْرِه قال ‪َ ( % :‬‬
‫ل وتَسْأَلُه بطُولِ ُ‬
‫تُحَّلفُه با ِ‬
‫عمّرتُك الَ ‪ ،‬أَي سَأَ ْلتُ‬
‫صبَ عبى معنَى ‪َ :‬‬
‫ل ل َأ ْفعَلُ ذاك ‪ُ ،‬ن ِ‬
‫عمْ َركَ ا َ‬
‫َيهْتَدِي ) ‪ %‬وقال الكِسائيّ ‪َ :‬‬
‫عمْرَ‬
‫عمّ ْرتُ ال إِيّاكَ ‪ .‬قال ‪ :‬ويُقال إِنّه َيمِينٌ بغَيْ ِر وَاوٍ ‪ .‬وقَدْ َيكُونُ ‪َ :‬‬
‫ال أَن ُي َعمّرَك ‪ ،‬كأَنّهُ قَال ‪َ :‬‬
‫صبَ ‪ ،‬وأَنشد ‪% :‬‬
‫عمْ َركَ الَ ‪ :‬عبادَتَك الَ ‪ ،‬ف ُن ِ‬
‫الِ ‪ ،‬وهو قَبِيحٌ ‪ .‬وقال أَبو الهَيْثَم ‪َ :‬معْنَى َ‬
‫عمْ َركِ الَ ساعةً حَدّثِينَا ‪ %‬وذَرِينَا مِن َقوْل مَنْ ُي ْؤذِينَا ) ‪ ) %‬فََأ ْوقَ َع ال ِفعْل على الِ عَزّ وجلّ في‬
‫( َ‬
‫عمْرُ الِ ‪َ :‬أحِْلفُ ببَقاءِ ال ودَوامهِ ‪ .‬وإِذا‬
‫صحَاح ‪َ :‬معْنَى َل َعمْرُ الِ و َ‬
‫عمْ َركَ الَ ‪ .‬وفي ال ّ‬
‫قوله ‪َ :‬‬
‫عمَرَ بنِ أَبي رَبِيعَةَ‬
‫عمْ َركَ الَ ‪ ،‬فكأَ ّنكَ قُ ْلتَ ‪ :‬ب َت ْعمِيرِك الَ ‪ ،‬أَي بِإقْرارِك له بال َبقَاءِ ‪ .‬وقَولُ ُ‬
‫قُ ْلتَ ‪َ :‬‬
‫عمْ َركَ الَ كَ ْيفَ َيجْ َتمَعانِ ) ‪ %‬يريد ‪ :‬سأَلتُ الَ أَنْ يُطيلَ‬
‫سهَيْلً ‪َ %‬‬
‫‪ ( % :‬أَ ّيهَا المُ ْنكِحُ الثّرَيّا ُ‬
‫صبَ انْتصابَ‬
‫سقَطَ اللمُ ُن ِ‬
‫عمْ َركَ ‪ ،‬لَنّه لم يُرِد القَسَم بذلك ‪َ .‬أوْ َل َعمْرُ الِ ‪ ،‬أَي وبَقاءِ الِ ‪ .‬فإِذا َ‬
‫ُ‬
‫ال َمصَادر ‪ ،‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وتَدْخُل الّلمُ في َل َعمْ ُركَ ‪ ،‬فإِذا َأدْخَلْتَها َر َف ْعتَ بها بالبْتِدا ِء فقُ ْلتَ ‪:‬‬
‫صبَ أَرادَ‬
‫ضتَ ‪َ .‬فمَنْ َن َ‬
‫خ َف ْ‬
‫َل َعمْرُك ‪ ،‬وَلعَمْرُ أَبِيكَ ‪ .‬فإِذا قُ ْلتَ ‪َ :‬ل َعمْرُ أَبِيكَ الخَيْر ‪َ ،‬نصَ ْبتَ الخَيْر و َ‬
‫خفَضَ الخَيْرَ‬
‫صبَ الخَيْ َر ب ُوقُوع ال َعمْرِ عليه ‪ .‬ومَنْ َ‬
‫عمَارةً ‪ ،‬ف َن َ‬
‫عمْرا و ِ‬
‫عمَرَ الخَيْرَ َي ْعمُرُه َ‬
‫أَنّ أَباكُ َ‬
‫ت الفَرّاءَ ‪ِ :‬لمَ ارْ َتفَعَ ل َعمْرُك فقال ‪ :‬علَى ِإضْمارِ قَسَمٍ ثان ‪،‬‬
‫جعله َنعْتا لَبِيكَ ‪ .‬قال أَبو عُبَيْد ‪ :‬سأَ ْل ُ‬
‫عمْ َركَ الَ ‪َ ،‬أيْ أُذكّ ُركَ الَ تَ ْذكِيرا ‪،‬‬
‫عمْ ِركَ فَل َعمْرُك عظيمٌ ‪ ،‬وكذلك َلحَياتُك مِثلُه ‪ .‬أَو َ‬
‫كأَنّه قال ‪ :‬و َ‬
‫قال‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/126‬‬

‫ضمَرْتَه ‪ ،‬وإِن شِ ْئتَ َنصَبْتَه بواو‬


‫عمْ َركَ الَ ‪ :‬إِنْ شِ ْئتَ جعلتَ َنصْبَ ُه ب ِفعْل َأ ْ‬
‫المُبَرّ ُد في َقوْله َ‬
‫شدْتُك الَ نَشْدا ‪ ،‬ثُمّ‬
‫عمّرْ ُتكَ الَ َت ْعمِيرا ‪ ،‬ونَ َ‬
‫ل وإِنْ ش ْئتَ كان على قولك ‪َ :‬‬
‫عمْ ِركَ ا َ‬
‫ح َذفْتَه ‪ ،‬و َ‬
‫َ‬
‫عمَرْ ُتكِ الَ ِإلّ ما َذكَ ْرتِ لَنا ‪ %‬هل كُ ْنتِ‬
‫عمْرَك في َم ْوضِع ال ّت ْعمِيرِ ‪ .‬وأَنشد فيه ‪َ ( % :‬‬
‫َوضَ ْعتَ َ‬
‫عمْلُك يُرِيدون‬
‫ي ‪ :‬وفي ُلغَةٍ لهم ‪ :‬رَ َ‬
‫جارتَنَا أَيّامَ ذِي سَلَمِ ) ‪ %‬يريد َذكّرْ ُتكِ الَ ‪ .‬قال الَزهر ّ‬
‫عقِيل‬
‫عمَارةَ بن َ‬
‫ي قولَ ُ‬
‫عمْرِي َلظَرِيفٌ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وأَنشد ال ّز َمخْشَر ّ‬
‫َل َعمْرُك ‪ .‬قال ‪ :‬و َتقُولُ ‪ :‬إِنّك َ‬
‫صدُوقُ ) ‪ %‬وقال ابنُ‬
‫عمُْلكَ إِنّ الطائرَ الواقِعَ اّلذِي ‪ %‬تع ّرضَ لي منْ طائرٍ َل َ‬
‫الحَ ْنظَليّ ‪ ( % :‬رَ َ‬
‫سكّيت ‪َ :‬ل َعمْرُك وَل َعمْرُ أَبِيكَ ‪ ،‬وَل َعمْرُ الِ ‪ ،‬مَ ْرفُوعة ‪ .‬وفي حَدِيث لَقيط ‪َ :‬ل ْعمُر إِلهِك ‪ :‬هو قَسَمٌ‬
‫ال ّ‬
‫ببَقاءِ ال تعالى ودَوامه ‪ .‬وجاءَ في الحَدِيثِ ال ّن ْهىُ عن َق ْولِ الرّجُل في القَسَم ‪َ :‬ل َعمْرُ الِ ‪ ،‬لَنّ‬
‫جلّ شَأْنُه و َتعَالَى عُُلوّا‬
‫عمَا َرةُ ال َبدَنِ بِالحَيَاةِ ‪ ،‬ف ُهوَ دُونَ ال َبقَاءِ ‪ ،‬وهذا ل يَلِيقُ به َ‬
‫المُرادَ بال َعمْرِ ِ‬
‫ح و َنصَرَ وضَرَبَ ‪ ،‬الَخِي َرةُ‬
‫جلُ ‪ ،‬كفَرِ َ‬
‫كبيرا ‪ .‬وقد سَبَقت الِشَا َرةُ إِليه في َأوّل الما ّدةِ ‪ .‬وعَمرَ الرّ ُ‬
‫طوِيلً ‪،‬‬
‫ش و َبقِيَ زَمانا َ‬
‫عمَرا ‪ ،‬مُحَ ّر َكةً ‪ :‬عا َ‬
‫عمَا َرةً ‪ ،‬ككَرَامَة ‪ ،‬و َ‬
‫عمْرا ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬و َ‬
‫عن سيبويه ‪َ ،‬‬
‫عمِرَ‬
‫ن القَطّاع ‪َ :‬‬
‫عمَ ْرتُ حَرْسا قَ ْبلَ َمجْرَى دَاحِسٍ َلوْ كانَ لل ّنفْس اللّجُوجِ خُلُودُ وقال اب ُ‬
‫قال لَبِيدٌ ‪ :‬و َ‬
‫عمّ َرهُ َت ْعمِيرا ‪ :‬أَ ْبقَاهُ )‬
‫عمْرا ‪ ،‬و َ‬
‫عمَ َرهُ الُ تعالَى َ‬
‫عمْ ُرهُ ‪ .‬و َ‬
‫جلُ ‪ :‬طالَ ُ‬
‫الرّ ُ‬
‫سهُ َت ْعمِيرا ‪ :‬قَدّرَ لها‬
‫عمّرَ َنفْ َ‬
‫عمْرَه ‪ .‬و َ‬
‫وأَطالَ ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/127‬‬

‫عمُ ِرهِ ِإلّ فِي كِتَابٍ ‪ .‬فُسّر على‬


‫قَدْرا َمحْدُودا ‪ .‬وقوله تعالى ‪ :‬ومَا ُي َعمّرُ مِنْ ُم َعمّر ول يُ ْنقَصُ من ُ‬
‫لوّل ‪ ،‬ثم‬
‫عمُرِه ‪ ،‬يريد آخَرَ غَيْ َر ا َ‬
‫عمُرِ ُم َعمّرٍ ول يُ ْن َقصُ مِن ُ‬
‫طوّل من ُ‬
‫جهَيْنِ ‪ ،‬قال الفَرّاءُ ‪ :‬ما ُي َ‬
‫وَ ْ‬
‫لوّل ‪ .‬وهذا قولُ ابن عَبّاس ‪ .‬أَو َمعْنَاهُ إِذا أَتَى عَلَيْه اللّ ْيلُ وال ّنهَارُ َنقَصَا من‬
‫كنَى بالهَاءِ كأَنّه ا َ‬
‫ل ول ُيذْ َهبُ منه شئٌ ِإلّ‬
‫ط ّو ُ‬
‫لوّل ل ِلغَيْرِه ‪ ،‬لَنّ ال َمعْنَى ‪ :‬ما يُ َ‬
‫عمُره ‪ ،‬والهاءُ في هذا المعنَى ل َ‬
‫ُ‬
‫ل ّولَ أَشْبَهُ بالصّواب قاله‬
‫حسَن ‪ ،‬وكأَنّ ا َ‬
‫سعِيدِ بنِ جُبَيْ ٍر ‪ .‬و ُكلّ َ‬
‫وهو ُمحْصىً في كِتابٍ ‪ .‬وهذا َق ْولُ َ‬
‫عمِرَ دارا أَو أُ ْرقِبَها ف ِهيَ له وِلوَرَثَتِه مِنْ‬
‫الَزهريّ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬ل ُت ْعمِرُوا ول تُ ْرقِبُوا ‪ ،‬فمَنْ أُ ْ‬
‫جلُ إِلى أَخِيه‬
‫عمُرِه ‪ ،‬وقال ثعلب ‪ :‬هو أَنْ يَ ْدفَعَ الر ُ‬
‫عمُرِك أَو ُ‬
‫ج َعلُ لك طُولَ ُ‬
‫َبعْدِه ‪ .‬ال ُعمْرَى ‪ :‬ما ُي ْ‬
‫عمْرِي ‪ ،‬أَيّنَا ماتَ ُد ِفعَت الدارُ إِلى َأهْله ‪ ،‬وكذلك كان ِفعْلُهم في‬
‫عمْرَك َأوْ ُ‬
‫دارا فيقول له ‪ :‬هذه َلكَ ُ‬
‫سكُنُها م ّدةَ عُمرِه ‪ ،‬فإِذا‬
‫عمْرِي ‪ ،‬أَي َي ْ‬
‫جعَلْتُه له عُمرِه أَو ُ‬
‫عمَرْتُه ‪َ :‬‬
‫عمَرْتُه إِيّاه وأَ ْ‬
‫الجاهِلِيّة ‪ .‬وقد َ‬
‫جعَى ‪ .‬فأَبْطلَ ذلك صَلّى ال عليه وسلّم‬
‫ماتَ عا َدتْ إِلىّ وال ُعمْرَى المصد ُر من كلّ ذلك ‪ ،‬كالرّ ْ‬
‫ن الَثِير ‪ :‬وقد‬
‫عمِرَ شيئا أَو أُ ْرقِبَهُ في حَيَاتِه ف ُهوَ ِلوَرَثَتِه مِن َبعْدِه ‪ ،‬قال ب ُ‬
‫وأَعَْل َمهُمْ أَنّ مَن أُ ْ‬
‫تَعاضَدَت ال ّروَاياتُ على ذلك ‪.‬‬
‫جعَلُها‬
‫جعَلُها َتمْلِيكا ‪ ،‬ومنهم مَنْ َي ْ‬
‫والفُ َقهَاءُ مُخَتِْلفُون فيها ‪ ،‬فمنهم مَنْ َي ْع َملُ بظاهِرِ الحديث ويَ ْ‬
‫طلَ‬
‫صلُ ال ّرقْبَى من المُرَاقَبَة ‪ .‬فأَبْ َ‬
‫كالعارِيّة ويَتََأوّل الحَدِيث ‪ .‬وأَصلُ ال ُعمْرَي مأْخوذٌ من ال ُعمْر ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫ط وَأ ْمضَى الهِ َبةَ ‪ .‬قال ‪ :‬وهذا الحَدِيثُ أَصلٌ ل ُكلّ مَنْ وَ َهبَ‬
‫النبيّ صلّى ال عليه وسلّم هذه الشّرو َ‬
‫طلٌ ‪ .‬وفي الصّحاح‬
‫ضهَا ال َموْهُوبُ له ‪ ،‬أَنّ الهبَةَ جائِ َزةٌ والشّرْط با ِ‬
‫هِبَةً فشَرَط فيها شَرْطا بعد ما قَ َب َ‬
‫عمْرَى حَتّى َتمُسوت ‪.‬‬
‫عمَرْتُه دارا أَو أَرْضا َأوْ إِبِلً ‪ .‬و ُيقَال ‪َ :‬لكَ في هذِه الدّارِ ُ‬
‫‪ :‬أَ ْ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/128‬‬

‫سبَ إِلى ال ُعمْر ‪ .‬وقال ابنُ الَثِير ‪ :‬الشّجَ َرةُ ال ُعمْرِيّة ‪ :‬هي‬
‫عمْ ِريّ الشّجَرِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬قَدِيمُه ‪ ،‬نُ ِ‬
‫وُ‬
‫ت على الَ ْنهَار ويَشْ َربُ‬
‫طوِيلٌ ‪ .‬أَو ال ُعمْ ِرىّ ‪ :‬السّدْرُ الّذي يَنْ ُب ُ‬
‫عمْرٌ َ‬
‫العَظِيمَة القَدِيمَة التي أَتَى عليها ُ‬
‫الماءَ ‪ .‬وقال أبو ال َعمَيْثلَ الَعرابيّ ال ُعمَ ِرىّ ‪ :‬القَدِيمُ ‪ ،‬على َنهْرٍ كانَ أَو غيْرِه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو العُبْ ِرىّ‬
‫ى والعُبْرِى من السّدْر ‪:‬‬
‫ص َمعِيّ ‪ :‬ال ُعمْ ِر ّ‬
‫ل ْ‬
‫‪ ،‬والميمُ بَ َدلٌ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وبمِثْل قول أَبي ال َعمَيْثَل قال ا َ‬
‫عمَرَ الُ ِبكَ مَنْزِلَك‬
‫حدِيثُ منه ‪ .‬ويقال ‪َ :‬‬
‫القَديم ‪ ،‬على َنهْرٍ كانَ أَو غَيْره ‪ ،‬قال ‪ :‬والضّالُ ‪ :‬ال َ‬
‫عمَا َرةً ‪ ،‬بالفتح‬
‫عمَرَ الرجلُ مالَ ُه وبَيْتَه َ‬
‫ل ‪ .‬ويقال ‪َ :‬‬
‫جعَله آهِ ً‬
‫عمَ َرهُ ‪َ :‬‬
‫عمَا َرةً ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫َي ْعمُرُه ِ‬
‫صفَة نَخْل ‪% :‬‬
‫عمْرَانا ‪ ،‬كعُثْمانَ ‪ :‬لَ ِز َمهُ ‪ .‬وأَنشد أَبو حَنِيفَ َة لَبي ُنخَيلَة في ِ‬
‫وعُمورا ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬و ُ‬
‫عمْرَا ِنهَا بالدّرَا ِهمِ ) ‪) %‬‬
‫( أَدامَ لها ال َعصْرَيْنِ رَيّا ولم َيكُنْ ‪ %‬كما ضَنّ عن ُ‬
‫جلُ منزلَهُ ‪ ،‬بالَلف ‪ .‬وعَمرَ المالُ َنفْسُه ‪ ،‬ك َنصَر وكَرُم‬
‫عمَرَ الرّ ُ‬
‫قال الَزْهَريّ ‪ :‬ول ُيقَالُ ‪ :‬أَ ْ‬
‫عمَا َرةً َمصْدَرُ الثانِيَةِ ‪ :‬صارَ عامِرا ‪ ،‬وقال الصّاغانيّ ‪ :‬صارَ كَثِيرا ‪.‬‬
‫سمِعَ الثانية عن سِي َبوَيْه ‪ِ ،‬‬
‫وَ‬
‫عمَارةً ‪ ،‬فهو عامِرٌ ‪ ،‬أَي َم ْعمُورٌ ‪ ،‬مثلُ دافِقٍ ‪ ،‬أَي مَ ْدفُوق وعِيشَة راضِيَةٍ ‪،‬‬
‫عمَرَ الخَرَابَ َي ْعمُرُه ِ‬
‫وَ‬
‫جعََلهُ َي ْعمُرُه ‪ ،‬وفي التنزيل ‪ُ :‬هوَ أَ ْنشََأكُم من‬
‫عمَره المكانَ واسْ َت ْعمَ َرهُ فيه ‪َ :‬‬
‫أَي مَ ْرضِيّة ‪ .‬وأَ ْ‬
‫عمّارَها ‪.‬‬
‫جعَلكُم الُ ُ‬
‫عمَار ِتهَا واسْ ِتخْرَاجِ ُقوْتِكم منها و َ‬
‫الَ ْرضِ واسْ َت ْعمَ َركُم فيها ‪ .‬أَي أَذِنَ لكُم في ِ‬
‫وفي الَساس ‪ :‬اسْ َت ْعمَر عِبادَه في الَرْض ‪ :‬طَلب منهم ال ِعمَا َرةَ فيها ‪ .‬وتقول ‪ :‬نَ َزلَ فلنٌ في‬
‫ضىّ ال َم ْعمُورُ الكَثِير‬
‫سكَنٍ ‪ :‬المَنْ ِزلُ الواسعُ المَ ْر ِ‬
‫صدْق ‪ ،‬ال َم ْعمَ ُر كمَ ْ‬
‫َم ْعمَرِ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/129‬‬

‫خشَ ِريّ‬
‫ُ الما ِء والكَلِ الّذِي ُيقَامُ فيه ‪ ،‬قال طَ َرفَةُ بنُ العَبْد ‪ :‬ياَلكِ من قُبّ َرةٍ ب َم ْعمَرِ ‪ .‬وأَنْشد ال ّزمَ ْ‬
‫عجِ ْبتُ لذي سِنّيْنِ في الماءِ نَبْتُه ‪ %‬له أَثَر في ُكلّ ِمصْرٍ و َم ْعمَرِ ) ‪ %‬هو القَلَمُ ‪.‬‬
‫للباهِِليّ ‪َ ( % :‬‬
‫عمَرَ عَلَيْه ‪ :‬أَغْنَاهُ ‪ .‬وال ِعمَا َرةُ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬وإِنّما َأطَْلقَه‬
‫جدَهَا عامِ َرةً آهِلَةً ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫عمَرَ الَ ْرضَ ‪ :‬وَ َ‬
‫وأَ ْ‬
‫شهْرَتِهِ ‪ :‬ما ُي ْعمَرُ به ال َمكَانُ ‪ .‬وال ُعمَا َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬أجْرُها ‪ ،‬أَي َأجْر ال ِعمَارَة ‪ .‬وال َعمَا َرةُ بالفتح ‪:‬‬
‫لُ‬
‫عمَا َرةً لِرِياسَتِه‬
‫س َوةٍ أَو تاج أو وغَيْرِه َ‬
‫عمَامَةٍ أَو قَلَنْ ُ‬
‫ضعُهُ الرّئِيسُ عَلَى الرَ ْأسِ من ِ‬
‫شيْءٍ َي َ‬
‫ُكلّ َ‬
‫حفْظا لها ‪ ،‬كال َعمْ َر ِة وال َعمَارِ ‪ .‬وقد اعْ َتمَرَ ‪ ،‬أَي َت َعمّمَ بالعِمامَة ‪ .‬و ُيقَال لل ُمعْتَمّ ‪ُ :‬معْ َتمِرٌ ‪.‬‬
‫وِ‬
‫ج ِعلَ في الشّرِي َع ِة لل َقصْدِ المَخْصوص‬
‫عمَا َر ُة الوُدّ ‪ ،‬و ُ‬
‫وال ُعمْ َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬هي الزّيا َرةُ الّتِي فيها َ‬
‫ضمِير ‪،‬‬
‫وكذلك الحَجّ ‪ ،‬كالعْتِمار ‪ .‬وقد اعْ َتمَرَ ‪ ،‬هكذا الصّوابُ ‪ .‬وفي نسختنا ‪ :‬وقد اعْ َتمَ َرهُ بال ّ‬
‫ج ْمعُ ال ُعمْرَة ال ُعمَرُ ‪ .‬وقال الزّجّاجُ ‪َ :‬معْنَى ال ُعمْ َرةِ في ال َع َملِ ‪ :‬الطّوافُ بالبَ ْيتِ‬
‫غلَطٌ ‪ .‬و َ‬
‫وهو َ‬
‫ج ل يكون ِإلّ مع ال ُوقُوف بعَ َرفَةَ َيوْمَ عَ َرفَة ‪ .‬وال ُعمْرةُ مأْخوذةٌ‬
‫صفَا والمَ ْروَة ‪ ،‬والحَ ّ‬
‫س ْعيُ بَيْنَ ال ّ‬
‫وال ّ‬
‫خصّ بهذا لَنّه َقصْدٌ ب َعمَل‬
‫من العْتِمار ‪ ،‬وهو الزّيارَة ‪ .‬ومَعْنَى اعْ َتمَر في َقصْدِ البَيْت أَنّه إِ ّنمَا ُ‬
‫في َم ْوضِع عامِر ‪ .‬ولذلك قِيلَ للمُحرِم بال ُعمْرَة ‪ُ :‬معْ َتمِرٌ ‪ .‬وقال كُراع ‪ :‬العْ ِتمَارُ ‪ :‬ال ُعمْرَة ‪،‬‬
‫عمَ َر بمعنَى‬
‫جئْ فيما أَعَْلمُ َ‬
‫سمّاها بال َمصْدَر ‪ .‬وال ُعمّارُ ‪ :‬ال ُمعْ َتمِرُون ‪ .‬قال الزمخشريّ ‪ :‬ولم يَ ِ‬
‫َ‬
‫عمَرَ الَ إِذا عَ َبدَه ‪.‬‬
‫اعْ َتمَرَ ‪ ،‬ولكنْ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/130‬‬

‫ي صَلّى ال عليه وسلّم َأمَرَ عَبْدَ‬


‫حدِيث ‪ :‬أَنّ النّ ِب ّ‬
‫عمَ َرهُ ‪ :‬أَعانَه على أَدائها ‪ ،‬أَي ال ُعمْرَة ‪ .‬ومنه ال َ‬
‫وأَ ْ‬
‫الرّحْمنِ ابن أَبي َبكْر رضي ال عنهما أَنْ َي ْعمُرَها من التّ ْنعِيم قاله الصاغانيّ ‪ .‬وقال ابن القَطّاع ‪:‬‬
‫جلُ على امرَأَته في أَهِْلهَا ‪ ،‬فإِنْ َنقََلهَا إِلى‬
‫جعَلْتُه َيعْ َتمِرُ ‪ .‬وال ُعمْ َرةُ ‪ :‬أَن يَبْ ِنيَ الر ُ‬
‫عمَ ْرتُ الرجلَ ‪َ :‬‬
‫أَ ْ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ .‬وال َعمْ َرةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬الشّذْ َرةُ من الخَرَزِ ُي ْفصَل بِها النّظْمُ ‪ ،‬أَي‬
‫أَهْلِه فذِلكَ العُرْسُ قال اب ُ‬
‫عمْ َرةُ من سَ َروَاتِ النّسا‬
‫عمْ َرةَ ‪ ،‬قال ‪ ( % ) :‬و َ‬
‫سمّ َيتِ المَرَْأةُ َ‬
‫نَظْم الذّ َهبِ ‪ :‬قاله ابنُ دُرَيْد ‪ ،‬وبِها ُ‬
‫حبّ ‪ .‬وال ُمعْ َتمِرُ ‪ :‬الزّائِرُ ‪ ،‬ومنه َق ْولُ‬
‫سكِ أَ ْردَا ُنهَا ) ‪ %‬وقيل ‪ :‬ال َعمْ َرةُ ‪ :‬خَرَ َزةُ ال ُ‬
‫‪ %‬ء يَ ْنفَحُ بالمِ ْ‬
‫شتِ ال ّنفْسُ َلمّا جاءَ فَّل ُهمُ ‪ %‬ورا ِكبٌ جاءَ من تَ ْثلِيثَ ُمعْ َتمِرُ ) ‪ %‬قال‬
‫أَعْشَى باهَِلةَ ‪ ( % :‬وجا َ‬
‫الصمعيّ ‪ُ :‬معْ َتمِرٌ ‪ :‬زائرٌ ‪ .‬وقال أَبو عُبَيَدَة ‪ :‬هو مُ َت َعمّمٌ بالعِمامَة ‪ .‬وال ُمعْ َتمِرُ أَيضا ‪ ،‬القاصِدُ‬
‫لمْرَ ‪َ :‬أمّ ُه و َقصَدَ له ‪ .‬قال العَجّاج ‪َ ( % :‬لقَدْ غَزَا ابنُ َم ْعمَرٍ حينَ اع َتمَرْ‬
‫شيْءِ ‪ ،‬يُقال ‪ :‬اعْ َتمَر ا َ‬
‫لل ّ‬
‫‪َ %‬مغْزىً َبعِيدا من َبعِي ٍد وضَبَرْ ) ‪ %‬وال َمعْنَى حِينَ َقصَدَ َمغْزىً َبعِيدا ‪ .‬وال َعمَارَة ‪ ،‬بالفَتْح ‪:‬‬
‫ض كال ِعمَامَة ‪ ،‬ومَنْ َكسَرَ فَلَنّ‬
‫ف بعضِهم على َب ْع ٍ‬
‫صغَرُ من القَبِيلةِ ‪ ،‬و ُيكْسَر ‪ ،‬فمن فَتَحَ فَلِلْتِفا ِ‬
‫َأ ْ‬
‫جعَته ‪ .‬وهي من‬
‫ظعْنِه وِإقَامَتِه ونُ ْ‬
‫حيّ العظيم الذي يَقوم بنفْسه يَنفرِد ب َ‬
‫عمَا َر َة الَ ْرضِ ‪ ،‬أَو ال َ‬
‫بهم ِ‬
‫عمَائرُ ‪ .‬وفي الصّحاح ‪:‬‬
‫ج ْم ُعهَا َ‬
‫عمَا َرةً بعِمارَة الصّدْر ‪ ،‬و َ‬
‫س ّمىَ الحيّ العَظِيمُ ِ‬
‫الِنسان الصّدْر ‪ُ ،‬‬
‫ش ْعبُ‬
‫ن الَثِير وغَيْره ‪ :‬هي َفوْقَ البَطْنِ من القَبَائل ‪َ ،‬أوُّلهَا ال ّ‬
‫وال ِعمَا َرةُ ‪ :‬القَبِيلَةُ والعَشِيرَة ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫ث ّم القَبِيلَة ثم ال ِعمَا َرةُ ثمّ البَطْن ثمّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/131‬‬

‫خصّ من القَبِيلَة ‪ ،‬وهي اسمٌ لجماعَة‬


‫الفَخِذ ‪ .‬ويَقْرُب منه قولُ المصنّف في ال َبصَائر ‪ .‬وال ِعمَا َرةُ َأ َ‬
‫لمَةً للرّياسَةِ ‪ .‬وال َعمَا َرةُ ‪:‬‬
‫عمَا َرةُ المَكان ‪ .‬وال َعمَا َرةُ ‪ُ :‬ر ْقعَة مُزَيّنَةٌ تُخاطُ في ال َمظَلّة عَ َ‬
‫بهم ِ‬
‫عمّ َركَ الُ ‪ ،‬وحَيّاكَ ال ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وليس بقَ ِوىّ ‪ .‬وقال‬
‫التّحِيّة ‪ ،‬و ُيكْسَر ‪ .‬قيل ‪َ :‬معْنَاه َ‬
‫عمّركَ الُ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هي َرفْعُ‬
‫جلُ ُيحَيّى بها المَِلكَ مع َقوْله ‪َ :‬‬
‫الَزْهَ ِريّ ‪ :‬ال َعمَا َرةُ ‪ :‬رَيْحَانَة كانَ الرّ ُ‬
‫سجَدْنا َلهُ‬
‫صوْتِه بال ّت ْعمِير ‪ ،‬كال َعمَارِ ‪ ،‬كسَحاب ‪ .‬قال الَعْشى ‪ ( % :‬فَلمّا أَتانَا ُبعَيْدَ الكَرَى ‪َ %‬‬
‫َ‬
‫عمّرَك الُ ‪ .‬وقِيل ‪ :‬ال َعمَارُ هنا ‪:‬‬
‫و َر َفعْنَا ال َعمَارَا ) ‪ %‬أَي َر َفعْنَا له أَصواتَنا بالدّعا ِء وقُلنَا ‪َ :‬‬
‫ى ‪ :‬وصواب إِنشاده ‪ :‬و َوضَعْنا ال َعمَارَا ‪ .‬فاّلذِي يَ ْروِيه و َر َفعْنَا العَمارَا هو‬
‫ال ِعمَامةُ ‪ .‬قال ابن بَ ّر ّ‬
‫ضعْنَا العَمارَا هو‬
‫الرّيْحَانُ أَو الدّعاءُ ‪ ،‬أَي اسْ َتقْبَلْناه بالرّيْحَانِ أَو الدّعَاءِ له ‪ ،‬والّذِي يرويه و َو َ‬
‫سجَعاتِ الَساسِ ‪ :‬كَمْ َر َفعُوا لهم ال َعمَار ‪،‬‬
‫عظَاما له ‪ .‬ومن َ‬
‫ضعْناه من ُرؤُوسنا إِ ْ‬
‫ال ِعمَامَة ‪ ،‬أَي َو َ‬
‫عمَار ‪ .‬أَي قالُوا ‪ :‬عِشْ أَلفَ سَ َنةٍ ‪ .‬وال َعمَارُ ‪ :‬الرّيْحَان ُمطْلَقا ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هو السُ‬
‫وكم أَّلفُوا لهم الَ ْ‬
‫خلٌ َر َفعُوا شيئا منه‬
‫خلَ عليهم دا ِ‬
‫‪ .‬وقيل ‪ :‬ال َعمَارُ هنا ‪ :‬الرّيْحَانُ يُزَيّنُ به َمجْلِسُ الشّرابِ فإِذا َد َ‬
‫جعَلُونها عَلَى ُرؤُوسهم كما َتفْعَل العَجَم ‪.‬‬
‫بأَيْدِيهِم وحَ ّيوُه به ‪ .‬وقِيل ‪ :‬ال َعمَارُ هنا ‪ :‬أَكالِيلُ الرّيحانِ يَ ْ‬
‫ضعُه الرئيسُ‬
‫قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬ول أَدءرِي كيف هذا وقال ال ُمصَنّف في ال َبصَائر ‪ :‬وال َعمَارُ ‪ :‬ما َي َ‬
‫عمَا َرةً لِرِياسَتِه )‬
‫على رَأْسِه َ‬
‫حكَى‬
‫عمَارا فاسْ َتعَارةٌ ‪ .‬و َ‬
‫س ّميَ الرّ ْيحَانُ من دُونِ ذلك َ‬
‫عمَامَةً ‪ ،‬وإِنْ ُ‬
‫وحفظْا لها ‪ ،‬رَ ْيحَانا كان أَو ِ‬
‫عمَرَ رَبّه‬
‫ن الَعْرَابيّ ‪َ :‬‬
‫اب ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/132‬‬

‫عمَرَ رَبّه ‪ :‬صَلّى‬


‫ُ َي ْعمُ ُرهُ ‪ :‬عَ َب َدهُ ‪ ،‬وإِنّه لَعامِرٌ لرَبّه ‪ ،‬أَي عابِدٌ ‪ .‬وحكَى اللّحْيَانيّ عن الكِسَائيّ ‪َ :‬‬
‫ع ْومَ َرةٍ ‪ ،‬أَي صِياحٍ وجَلَبَة ‪.‬‬
‫وصامَ ‪ .‬وال َعوْمَرَة ‪ :‬الخْتِلطُ والجَلَبَة يُقال ‪ :‬تَ َر ْكتُ القومَ في َ‬
‫جمْعُ الناسِ وحَ ْبسُهم في َمكَانٍ ‪ُ .‬يقَال ‪ :‬ماَلكَ ُم َع ْومِرا بالناسِ على بابِي ‪ ،‬أَي جا ِم َعهُمْ‬
‫وال َعوْمَ َرةُ ‪َ :‬‬
‫صغّرا ‪ ،‬وال َعمْرَتَانِ ‪ ،‬هكذا في النّسخ‬
‫عمَيْر ُم َ‬
‫وحابِسَهم ‪ ،‬قاله الصاغانيّ ‪ .‬وال ُعمَيْرَانِ ‪ ،‬مُثَنّى ُ‬
‫ف ‪ ،‬وضَبَطَه الصّاغانيّ ب َتشْدِيد المِيم في هذِه ‪ ،‬وهو الصّوابُ ‪ ،‬وهذه عن أَبي عُبَ ْيدَة‬
‫خفِي ِ‬
‫بالفَتْح والتّ ْ‬
‫عظْمانِ‬
‫‪ ،‬وال ُعمَيْرَتَانِ ‪ ،‬زاد في اللّسَان ‪ :‬وال ُعمَيْرانِ وقال أَبو عُبَيْدَة ‪ :‬و ُيقَال ‪ :‬ال ُعمَ ْيمِيرَتانِ ‪ ،‬وهما َ‬
‫شعْبَتانِ َيكْتَ ِنفَان الغَ ْلصَمةَ‬
‫عظْمانِ َل ُهمَا ُ‬
‫صلِ اللّسَانِ ‪ .‬وقال الصاغانيّ ‪ :‬ال ُعمَيْرانِ ‪َ :‬‬
‫صغَيران في َأ ْ‬
‫َ‬
‫من باطنٍ ‪ .‬وال َي ْعمُور ‪ :‬الجَ ْديٌ ‪ ،‬عن كُرَاع ‪ .‬وقال ابنُ الَعرابيّ ‪ :‬ال َيعَامِيرُ ‪ :‬الجِدَا ُء ‪ ،‬وصِغارُ‬
‫حدُها َي ْعمُورٌ ‪ .‬قال أَبو زُبَيْد الطائيّ ‪ ( % :‬تَرَى لَخْلفِها مِنْ خَ ْلفِها نَسَلً ‪ %‬مِ ْثلَ‬
‫الضَأْنِ ‪ ،‬وا ِ‬
‫ال ّذمِيمِ على قُزْمِ ال َيعَامِيرِ ) ‪ %‬أَي يَ ْنسُل اللّبَنُ منها كأَنّه ال ّذمِيمُ الذي يَ ِذمّ من الَنْفِ ‪ .‬وقال ابنُ‬
‫ج َعلَ ُقطْ ُربٌ ال َيعَامِيرَ شَجَرا ‪،‬‬
‫شجَ َرةٌ ‪ ،‬ج َيعَامِيرُ ‪ ،‬قال الَزهريّ ‪ :‬و َ‬
‫سيدَه ‪ :‬ال َي ْعمُورَة ‪ ،‬بهاءٍ ‪َ :‬‬
‫وهو خَطأٌ ‪ .‬ونقله الصاغانيّ هكذا ‪.‬‬
‫وأَعادَه ال ُمصَنّف ثانيا ‪ ،‬كما يأْتي قَرِيبا ‪ .‬وال َعمْرَانِ ‪ ،‬بالفضتْح ‪ :‬طَ َرفَا ال ُكمّيْنِ ‪ ،‬هكذا هو في‬
‫النّسخ ‪ ،‬والصّواب مُحَ ّركَة ‪ ،‬أَو الفَتْح لغة أَيضا ‪ ،‬وقِيل ‪ :‬ال َعمَرُ ‪ :‬طَ َرفُ ال ِعمَامَة نقَلَ ُه بعضُهم ‪.‬‬
‫عمَرَيْه ‪ ،‬بفتح العين والميم ‪ .‬التفسير‬
‫وفي الحديث ‪ :‬ل بَأْسَ أَنْ يُصّليَ الرجلُ على َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/133‬‬

‫سفِينَة ‪ :‬أَبو بَطْنٍ وزَعَمها سِي َبوَيْه في كَ ْلبٍ‬


‫عمِي َرةُ ‪ ،‬ك َ‬
‫ي في الغَرِيبَيْن ‪ .‬و َ‬
‫لبْنِ عَ َر َفةَ ‪ ،‬حكاه الهَ َروِ ُ‬
‫عمَ ِريّ ‪ُ ،‬محَرّكة على القِيَاس هكذا َنقَلَه‬
‫عمِيريّ ‪ ،‬شاذّ ‪ .‬وقال ال َهجَ ِريّ ‪ :‬النِسْبَة إِليه َ‬
‫سبُ إِليه َ‬
‫‪ .‬النّ َ‬
‫حلِ ‪ ،‬بالحاءِ المهملة ‪ .‬ويُوجَد في بعض النّسخ بالخاءِ ‪،‬‬
‫الحا ِفظُ في التّ ْبصِيرِ ‪ .‬وال َعمِي َرةُ ُكوّا َرةُ ال َن ْ‬
‫غلَطٌ ‪.‬‬
‫وهو َ‬
‫صبِ ‪ ،‬لَنّ‬
‫طهَا في ال ّن ْ‬
‫سقِ ُ‬
‫عمَرَ ‪ ،‬وتُ ْ‬
‫جلٍ ‪ ،‬يُكتب بالوَا ِو للفَرْق بينه وبين ُ‬
‫عمْروٌ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬اسْم رَ ُ‬
‫وَ‬
‫عمُورٌ ‪ ،‬قال الفَرَزْدَق َيفْتَخِرُ بِأَبِيه وأَجْداده ‪ ( % :‬وشَيّدَ لي زُرَا َرةُ‬
‫عمُرٌ و ُ‬
‫الَِلفَ َتخُْلفُها ‪ ،‬ج أَ ْ‬
‫جدِ والشّرَف ‪.‬‬
‫ت في المَ ْ‬
‫عمْرُو الخَيْرِ إِنْ ُذكِرَ ال ُعمُورُ ) ‪ %‬الباذِخاتُ ‪ :‬المَرَا ِتبُ العالِيَا ُ‬
‫باذِخاتٍ ‪ %‬و َ‬
‫حيّ ‪،‬‬
‫سمّى به ال َ‬
‫ن الفَرَزْدَق الشاعِر قاله الصاغانيّ ‪ .‬وعامِرٌ ‪ :‬اسْمٌ ‪ ،‬وقد يُ َ‬
‫عمْروٌ ‪ :‬اسْمُ شَ ْيطَا ِ‬
‫وَ‬
‫عوْا يا َلكَ ْلبٍ واعْتَزَيْنَا ِلعَامِرِ ) ‪) %‬‬
‫حقْنا والجِيَادُ عَشِيّةً ‪ %‬دَ َ‬
‫حيّ ‪ ( % :‬فَّلمَا لَ ِ‬
‫أَنشد سيبويه في ال َ‬
‫سحَاقَ ‪ :‬عامِرُ‬
‫وقال الشاعر ‪ ( % :‬و ِممّنْ وَلَدُوا عامِ ‪ %‬رُ ذُو الطّولِ وذو العَ ْرضِ ) ‪ %‬قال أَبو إِ ْ‬
‫عمَرُ ‪:‬‬
‫حمَلَه على الّلفْظ ‪ .‬و ُ‬
‫‪ :‬هُنَا اس ٌم للقَبِيلَةَ ‪ ،‬ولذلك لم َيصْرفْه ‪ ،‬وقال ذُو ولم َيقُلْ ذات ‪ ،‬لَنّه َ‬
‫سمِيَة ‪ ،‬لَنّه لو عُ ِدلَ عَنْه في حال الصّفَةِ لقيل ‪ :‬ال ُعمَر ‪،‬‬
‫َمعْدُولٌ عنه ‪ ،‬أَي عن عام ٍر وفي حالِ التّ ْ‬
‫عمّارضةُ ‪،‬‬
‫عمّارٌ ‪ ،‬ككَتّانٍ ‪ ،‬و َ‬
‫عوَ ْيمِرٌ ‪ ،‬و َ‬
‫عمَيْ َرةُ ‪ ،‬بزيادة الهاءِ و ُ‬
‫عمَيْرٌ ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪ ،‬و ُ‬
‫يُرادُ العامِر ‪ .‬و ُ‬
‫عمَا َرةُ ‪ ،‬بالضّم‬
‫عمْرَانُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬و ُ‬
‫سكَنٍ و ِ‬
‫بزيادة الها ِء ‪ ،‬و َمعْمَ ٌر كمَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/134‬‬

‫عمَيّرٌ ‪ ،‬بكسر‬
‫عمَيْ َرةُ ‪ ،‬بزيادة الهاءِ ‪ ،‬و ُ‬
‫عمَيْرٌ ‪ ،‬على ُفعَيْل ‪ ،‬و ُ‬
‫عمَا َرةُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬و ُ‬
‫ّ والتخفيف ‪ ،‬و ِ‬
‫سمَاء رِجالٍ ‪ .‬ويَحْيَى بنُ َي ْعمَرَ العَ ْدوَانيّ ‪ ،‬ل‬
‫الياءِ المشدّدة ‪ ،‬و ُمعَمّ ٌر ‪ ،‬كمعَظّم ‪ ،‬و َي ْعمَرُ ك َي ْفعَل ‪َ :‬أ ْ‬
‫سمّى‬
‫حكّامِ العَرَب ‪ .‬وسيأْتي ِذكْرُ من َت َ‬
‫يَ ْنصَ ِرفُ َي ْعمَ َر لَنّه مِ ْثلُ يَذْهَب ‪ .‬و َي ْعمَرُ الشّداخُ ‪َ :‬أحَدُ ُ‬
‫س َميّ بنِ‬
‫عقَ ْيلِ بنِ ُ‬
‫عمْرُو بنُ جابِر بنِ هِللِ بنِ ُ‬
‫بالَسماءِ المتقدّمة في المستدرَكات ‪ .‬وال َعمْرانِ ‪َ :‬‬
‫ع ِديّ بنِ فَزَا َرةَ ‪ ،‬وهما َر ْوقَا‬
‫جؤَيّةَ بنِ َلوْذانَ بنِ َثعْلَبَة بن َ‬
‫عمْرو بنِ ُ‬
‫مازِنِ بنِ فَزَا َرةَ ‪ ،‬وبَدْرُ بنُ َ‬
‫عمْرُو‬
‫سكّيت لقُرَادِ بنِ حَنَشٍ الصا ِر ِدىّ يَ ْذكُرُهُما ‪ ( % :‬إِذا اجتمعَ ال َعمْرانِ َ‬
‫فَزَا َرةَ ‪ ،‬وأَنشد ابنُ ال ّ‬
‫جمِيعا ِقمَاءً‬
‫لمُور إِلَ ْي ِهمَا ‪َ %‬‬
‫عمْروٍ خِ ْلتَ ذُبْيَانَ تُ ّبعَا ) ‪ ( % %‬وأَ ْل َقوْا مَقَالِيدَ ا ُ‬
‫بنُ جابِرٍ ‪ %‬وبَدْرُ بنُ َ‬
‫علَى الّلهَاةِ ‪ ،‬نقله الصاغَانيّ ‪ .‬والعامِرَانِ ‪:‬‬
‫حمَتَانِ المُتَدَلّيَتانِ َ‬
‫طوّعَا ) ‪ %‬وال َعمْرَانِ ‪ :‬اللّ ْ‬
‫كارِهينَ و ُ‬
‫عبُ‬
‫صعَةَ ‪ ،‬وهو أَبُو بَراءٍ مُل ِ‬
‫صعْ َ‬
‫ج ْعفَرِ بن كِلبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامِر ابنِ َ‬
‫عامِرُ بنُ ماِلكِ بنِ َ‬
‫طفَيْل ‪:‬‬
‫ج ْعفَرِ بنِ كِلبٍ ‪ ،‬وهو أَبُو عَِليّ ‪ .‬وكان ُيقَال لل ّ‬
‫طفَيْلِ بن ماِلكِ بن َ‬
‫الَسِنّةِ ‪ ،‬وعامرُ بنُ ال ّ‬
‫ح َكمَاءِ ‪ ،‬ورابعٌ‬
‫فارِسُ قُرْ ُزلٍ ‪ ،‬وهو أَخُو عامِرٍ أَبي بَراءٍ ‪ ،‬وَل ُهمَاَأٌ خ ثاِلثٌ و ُهوَ ُمعَاوِيَةُ ُم َعوّدُ ال ُ‬
‫ص ْعصَعَةَ ‪،‬‬
‫جدّهُم عامِرُ بن َ‬
‫وهو رَبِي َعةُ رَبيعُ ال ُمقْتِرِينَ ‪ .‬وُأمّهم أُمّ البَنِينَ ابْنَةُ رَبِيعَةَ بنِ عامِرٍ ‪ .‬و َ‬
‫ضيَ ال تعالَى عَ ْن ُهمَا‬
‫عمَرُ َر ِ‬
‫عمْ َرةُ بِ ْنتُ عامِرِ بن الظّرِب ‪ .‬وال ُعمْرانِ ‪ :‬أَبو َبكْرٍ و ُ‬
‫أَبو بَطْنٍ ‪ ،‬وُأمّه َ‬
‫عمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيز لَ ّنهُمْ قالُوا ِلعُ ْثمَانَ َيوْمَ‬
‫‪ .‬قال ُمعَاذٌ الهَرّاءُ ‪َ :‬لقَدْ قِيلَ سِي َرةُ ال ُعمَرَيْنِ قَ ْبلَ خِلفَةِ ُ‬
‫عمَر‬
‫الدارِ ‪ :‬تَسُْلكُ سِي َرةَ ال ُعمَرَيْن ‪ .‬قال الَزْهَريّ ‪ :‬غُلّب ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/135‬‬

‫ن قيل كيف ُبدِى ب ُعمَرَ قَ ْبلَ أَبِي َبكْرٍ و ُهوَ قَبْلَه قيل ‪ :‬لَنّ العَ َربَ قد‬
‫سمَيْن ‪ .‬فإِ ْ‬
‫خفّ ال ْ‬
‫ُ لَنّه أَ َ‬
‫ق القَلَمِ قد َتصَدّى لِ َردّه‬
‫ن يكونَ من بابِ سَبْ ِ‬
‫يَبْ َدؤُون بالمَشْرُوفِ ‪ ،‬وللَزْهَ ِريّ هُنَا كَل ٌم الَشْبَه أَ ْ‬
‫عمَرُ بنُ عَبْد‬
‫عمَرُ بنُ الخَطّابِ و ُ‬
‫والتّنْبِيه عَلَيْه صاحبُ اللّسانِ فأَغْنَانا عن إِيرادِه هُنَا ‪ .‬أَو ال ُعمَرَانِ ُ‬
‫لوْلد ‪ ،‬فقال ‪َ :‬قضَى ال ُعمَرَانِ فما بَيْ َن ُهمَا‬
‫العَزِيز ‪ُ .‬ر ِوىَ عن قَتَا َدةَ أَنّه سُئل عن عِ ْتقِ ) ُأمّهاتِ ا َ‬
‫عمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيز ‪ ،‬لَنّه‬
‫عمَرُ و ُ‬
‫من الخُلفاءِ بعِ ْتقِ ُأمّهاتِ الَ ْولَد ‪ .‬ففي هذا ال َقوْل ال ُعمَرانِ هُما ُ‬
‫ج ِميّ مَبْنِيّ عَلَى الكَسْر ‪ .‬قال سيبويه ‪ :‬أَما‬
‫عَ‬‫عمْرَوَيْهِ اسمٌ أَ ْ‬
‫عمَرَ خَلِيفَة ‪ .‬و َ‬
‫لم َيكُنْ بين أَبي َبكْرٍ و ُ‬
‫جمِيّة ‪ ،‬وأَلْزَموا آخِرَه شيئا لم يُلزَم‬
‫ج ِميّ ‪ ،‬وأَنّه ضَ ْربٌ من الَسما ِء الَعْ َ‬
‫عَ‬‫عمْ َروَيْه فإِنّه زَعَم أَنّه أَ ْ‬
‫َ‬
‫جمَعَ‬
‫صوْت ‪ ،‬لَنّهُم رََأوْه قد َ‬
‫جمِيّةِ جعلوا ذلك بمَنْزِلَة ال ّ‬
‫جمِيّة ‪ ،‬ف َكمَا تَ َركُوا صَ ْرفَ الَعْ َ‬
‫الَعْ َ‬
‫جعَلُوه بمَنْزِلَة غاقٍ مُ َنوّنَة َمكْسُورَة في ُكلّ‬
‫سمَاعِيلَ وأَشْبَاهِهِ ‪ ،‬و َ‬
‫جةً عن ِإ ْ‬
‫حطّوه دَرَ َ‬
‫َأمْرَيْن ‪ ،‬ف َ‬
‫عمْ َروَيْهٍ آخَرَ ‪ .‬وقال ‪:‬‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ :‬إِنْ نكّرتَه َنوّنْت فقلتَ ‪ :‬مَررْت ب َعمْ َروَيْهِ و َ‬
‫َموْضع ‪ .‬قال ال َ‬
‫طوَيْه ‪.‬‬
‫جعِلَ واحِدا ‪ ،‬وكذلك سِي َبوَيْه و ِنفْ َ‬
‫عمْ َروَيْه ‪ :‬شيئانِ ُ‬
‫َ‬
‫عمْ َروَيْهُ وسِي َبوَيْهُ ‪،‬‬
‫ج ْمعِه ال َعمْ َروَ ْيهُونَ ‪ .‬و َذكَرَ غَيْرُه أَنّ من قال ‪ :‬هذا َ‬
‫وذكرَ المُبَرّد في تَثْنِيَتِه و َ‬
‫عمْ َرةَ‬
‫ج َمعَه ولم يَشْ ِرطْه المُبَرّدُ كذا في اللّسَان ‪ .‬وأَبُو َ‬
‫عمْ َروَيْهَ وسِي َبوَيْهَ ‪ ،‬فأَعْرَبَه ‪ ،‬ثَنّاه و َ‬
‫ورأَيْت َ‬
‫ن الَعْرَابيّ ‪ :‬أَبو‬
‫لفْلس ‪ ،‬وقال اب ُ‬
‫لقْلل ‪ ،‬ب َدلَ ا ِ‬
‫لفْلسِ ‪ ،‬قاله اللّيْث ‪ .‬وفي الّلسَان ‪ :‬ا ِ‬
‫‪ :‬كُنْيَ ُة ا ِ‬
‫حجْرَتِي ‪.‬‬
‫سطَ ُ‬
‫عمْ َر َة وَ ْ‬
‫حلّ أَبُو َ‬
‫عمْ َرةَ شَرّ جارِ ‪ .‬وقال ‪َ :‬‬
‫عمْ َرةَ ‪ :‬كُنْيَةُ الجُوعِ ‪ ،‬وأَنشد ‪ :‬إِنّ أَبَا َ‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/136‬‬
‫عمْ َر َة لَنّه اسمُ َرجُل وهُو رَسُول المُخْتَارِ بن أَبي عُبَيْدٍ ‪ ،‬وكان‬
‫قال اللّيْث ‪ :‬وإِ ّنمَا كَنَى الِفلسَ أَبا َ‬
‫حلّ بهمِ البَلءُ من القَ ْتلِ والحَ ْربِ ‪ ،‬وكان يُتَشا َءمُ به ‪.‬‬
‫ل وفي َنصّ اللّ ْيثِ ‪ :‬نَ َزلَ ِب َقوْم َ‬
‫حّ‬‫إِذا َ‬
‫عمَا َرةَ ‪ ،‬ك ُثمَامَةَ ‪ :‬قَ ْلعَةٌ بأَ ْرضِ فارِسَ ‪ .‬وقد َتقَدّم له في ع ت ر أَنّه ُيقَال له قَ ْلعَة‬
‫حصْنُ بنِ ُ‬
‫وِ‬
‫عمَا َرةَ بنِ عُتَيْرِ بن كِدَام ‪ .‬وهُنَاك َذكَ َرهُ الصّاغَانِيّ أَيضا على الصّوابِ ‪ .‬فإِنْ لم َيكُن ُيعْ َرفُ‬
‫ُ‬
‫حصْنُ بعُما َر َة و ِبوَلَدِه ‪ ،‬وِإلّ فَقَ ْدوَ ِهمَ ال ُمصَنّف ‪ ،‬وقد سَبَقَ له مِ ْثلُ هذا الوَهَمِ أَيضا في ع ب ث ر‬
‫ال ِ‬
‫ونَبّهنا عليه ‪ .‬وال َي ْعمَرِيّةُ ‪ ،‬بفتح المِيمِ ‪ :‬ماءٌ لِبَنِي َثعْلَبَةَ ِبوَادٍ من َبطْنِ َنخْل من الشّرَبّة ‪.‬‬
‫شمَْلكُم ‪َ %‬لكَ الُمّ ِممّا بال َيعَامِيرِ‬
‫ج ّمعُوا ال َغدَ َ‬
‫طفَيْلٌ الغَ َن ِويّ ‪َ ( % :‬يقُولُون َلمّا َ‬
‫وال َيعَامِيرُ ‪ :‬ع ‪ ،‬قال ُ‬
‫طىَ فيه‬
‫خّ‬‫حمّدُ بنُ المُسْتَنِير ‪ ،‬وقد ُ‬
‫شجَرٌ ‪ ،‬عن ُقطْ ُربٍ الّل َغ ِويّ ‪ ،‬واسمُه مُ َ‬
‫والَبُ ) ‪ %‬أَو ال َيعَامِيرُ ‪َ :‬‬
‫ن المصَنّف فَرّقَ بين ال َي ْعمُو َرةِ الذي َذكَرَه ابنُ سِيدَه ‪،‬‬
‫‪َ ،‬نقَلَهُ الصاغانيّ ونَبّهَ عليه الَزهريّ ‪ .‬وكأَ ّ‬
‫جمْعُ َي ْعمُورَة ‪،‬‬
‫وبين ال َيعَامِير هذا عن قُطْ ُربٍ ‪ ،‬ففَ ّر َقهُما في ال ّذكْر ‪ ،‬و ُهمَا واحِدٌ ‪ ،‬لَنّ ال َيعَامِيرَ َ‬
‫س ّمىَ به‬
‫لوْلَى نادِ َرةٌ ‪ :‬الضّبُعُ ‪َ ،‬معْرفة ‪ ،‬لَنّه اسمٌ ُ‬
‫عمْروٍ ‪ ،‬وأُم عامِرٍ ‪ ،‬ا ُ‬
‫كما هو ظاهِر ‪ .‬وأُمّ َ‬
‫عمْروِ أَبْشريٍ بال ُبشْرَى ‪َ %‬م ْوتٌ ذَرِيعٌ وجَرَادٌ عَظْلَى ) ‪) %‬‬
‫ال ّن ْوعُ ‪ .‬قال الراجِز ‪ ( % :‬يا أُمّ َ‬
‫وقال الشّ ْنفَرَى ‪ ( % :‬ل َتقْبِرُونِي إِنّ قَبْرِي ُمحَرّمٌ ‪ %‬عَلَ ْي ُك ْم ولكِنْ أَبْشِرِي ُأمّ عَامِرِ ) ‪ %‬ومن‬
‫َأمْثاِلهِم ‪ :‬خامِرِي أُمّ عامِرٍ ‪ ،‬أَ ْبشِرِي بجَرَاد عَظْلَى ‪ ،‬و َكمَرِ رِجالٍ قَتْلَى ‪ .‬فَتَ ِذلّ له حَتّى َي ْك َعمَها ثمّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/137‬‬

‫خ َدعُ بلِينِ‬
‫حمْقِ ولمن يُ ْ‬
‫ي ‪ :‬والعربُ َتضْ ِربُ بها المَ َثلَ في ال ُ‬
‫يَجُرّها ويَسْتَخْ ِرجَها ‪ .‬قال الَزْهر ّ‬
‫الكلم ‪ .‬والعامِرُ ‪ :‬جِ ْروُهَا ‪ ،‬وهكذا في ال ّت ْكمِلَة ‪ .‬و َن َقلَ شيخُنَا عن شَرْحِ الدّرّة ما َنصّه ‪ :‬ولم‬
‫ُيعَ ّرفْ بال ‪ ،‬لِجرائه مُجْرَى العَلَم ‪ .‬قال شيخُنا ‪ :‬أَي المُ َر ّكبِ الِضا ِفيّ ‪ ،‬فتََأمّل ‪ .‬انتهى ‪ .‬قلتُ ‪:‬‬
‫ن وَلَدَها عامِ ٌر ‪ ،‬ومنه قولُ الهُذَِليّ ‪ ( % :‬وكَمْ مِنْ‬
‫وعبارة اللّسانِ ‪ :‬يُقال للضّبُع ‪ُ :‬أمّ عامِر ‪ ،‬كأَ ّ‬
‫جلُ‬
‫ن الَعرابي ‪ ّ:‬ال َعمّارُ كشَدّادٍ ‪ :‬الرّ ُ‬
‫علُ ) ‪ %‬وقال اب ُ‬
‫ب ال َقمِيصِ ‪ %‬بِهِ عامِ ٌر وبِهِ فُرْ ُ‬
‫وِجَارٍ كَجَ ْي ِ‬
‫ججْتُه ‪ :‬خَ َدمْتُهُ ‪ .‬وتَركتُ فَلنا َي ْعمُر رَبّه ‪ ،‬أَي‬
‫عمَ ْرتُ رَبّي وحَ َ‬
‫الكَثِيرُ الصّل ِة والصّيَام ‪ ،‬و ُيقَالُ ‪َ :‬‬
‫ن الوَرِع ‪،‬‬
‫َيعْبُدُه ‪ُ :‬يصَلّي و َيصُوم ‪ ،‬كما َتقَدّم ‪ .‬وال َعمّارُ ‪ :‬القَ ِويّ اليمانِ الثا ِبتُ في َأمْرِه الثّخِي ُ‬
‫صفِيقُ النّسْج ‪ ،‬القَ ِويّ الغَ ْزلِ ‪ ،‬الصّبُورُ على ال َعمَل ‪ .‬وال َعمّارُ ‪:‬‬
‫مأْخُوذٌ من ال َعمِير وهو ال ّث ْوبُ ال ّ‬
‫الطّ ّيبُ الثّناءِ والطّ ّيبُ الرّوائحِ ‪ ،‬مَأخُوذٌ من ال َعمَارِ وهو السُ ‪ .‬وفي بعض النّسخ من غَيْرِ واوِ‬
‫لمْرِ الّلزِمُ للجَماعَة الحَ ِدبُ على السّ ْلطَانِ ‪،‬‬
‫العَطْف ‪ ،‬وهو الصّواب ‪ .‬قال ‪ :‬وال َعمّارُ ‪ :‬المُجْ َت ِم ُع ا َ‬
‫مَأْخُوذٌ من ال ِعمَارَة ‪ ،‬وهي ال ِعمَامَة ‪ ،‬للْتفافِها ولُزُومها على الرأْس ‪ .‬وال َعمّار ‪ :‬الحَلي ُم الوَقور ‪،‬‬
‫جمَعُ أَ ْهلَ بَيْتهِ‬
‫جلُ َي ْ‬
‫وفي التكملة ‪ :‬ال َم ْوقُور في كَلمِه ‪ ،‬مأْخوذ من ال َعمِير ‪ ،‬وقد تقدّم ‪ .‬وال َعمّارُ الرّ ُ‬
‫وكذا َأصْحَابَه عَلَى أَدبِ رَسُولِ ال صلّى ال تعالَى عليه وسلّم والقِيَام بسُنّته ‪ ،‬مأْخوذٌ من ال َعمَرَاتِ‬
‫لمْرِ بال َمعْرُوف وال ّن ْهيِ عن‬
‫‪ ،‬وهي النّغانِغُ واللّغادِيدُ ‪ .‬وال َعمّار ‪ :‬الباقِي في إِيمانه وطاعَتِه القائِمُ با َ‬
‫المُ ْنكَرِ إِلى أَن َيمُوتَ ‪ ،‬م ْأخُوذٌ من ال َعمْرِ ‪ ،‬وهو ال َبقَا ُء ‪ ،‬فيكون باقِيا في إِيمانِه وطَاعَتِه ‪ ،‬وقائما‬
‫بالَوَامِر وال ّنوَاهِي إِلى أَنْ َيمُوتَ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/138‬‬

‫حبُ اللّسَانِ وال ّت ْكمِلة ‪ .‬وزادَا ‪ :‬وال َعمّارُ ‪ :‬الزّيْن في المَجَالِسِ‬


‫هذا كُلّه كلمُ ابنُ الَعْرَابيّ ‪ ،‬نقله صا ِ‬
‫‪ ،‬عن ابن الَعرابيّ ‪ ،‬مأْخُوذ من ال َعمْرِ ‪ ،‬وهو القُرْط ‪ ،‬وهو ُمسْتَدْرَك على ال ُمصَنّف ‪ .‬ولم يَ ْذكُر‬
‫عمّار ‪ُ :‬م َو ّقىً َمسْتُورٌ ‪ .‬عن ابن الَعرابي ‪،‬‬
‫جلٌ َ‬
‫صاحبُ اللّسَان الحَلِيم ال َوقُور ‪ .‬وذكرَا أَيضاَ ‪ :‬رَ ُ‬
‫عمّورِيّة ‪ ،‬مشد َدةَ الميم‬
‫مَأْخوذٌ من ال َعمَر ‪ ،‬وهو المِ ْندِيل ‪ ،‬وهو أَيضاَ مُسْ َتدْرَك على المصنّف ‪ .‬و َ‬
‫خفِيف الياءِ كما جاءَت في أَ ْرمِينيَة‬
‫والياءِ أَيضا ‪ ،‬قال الصاغانيّ ‪ :‬كذا َذكَرُوا ‪ .‬قال ‪ :‬والقِياسُ تَ ْ‬
‫سكَنَ فيه ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫وقُسْطَ ْنطِينيةَ ‪ :‬د ‪ ،‬بالرّومِ غَزاه ال ُمعْتَصِم بال العبّاسيّ ‪ .‬وهو ال َيوْمَ خَرابٌ ل َ‬
‫هو ال َمعْرُوف ال َيوْمَ )‬
‫حسْنُ غَزْلهِ ‪،‬‬
‫جوْ َدةُ النّسْجِ ‪ ،‬أَي نَسْجِ ال ّث ْوبِ و ُ‬
‫بأَ ْنكُورِيَةَ ‪ ،‬وهو َتعْرِيبُه ‪ ،‬وفيه َنظَرٌ ‪ .‬وال ّت ْعمِيرُ ‪َ :‬‬
‫شدِيد ‪ :‬مَا َءةٌ‬
‫أَي ال ّث ْوبِ ‪ ،‬ولِينُه ‪ ،‬كما في التكملة ‪ .‬وفي عبارة المصنّف قَلقَةٌ ‪ .‬وال َعمّا َرةُ ‪ ،‬بالتّ ْ‬
‫جا ِهلِيّةٌ لها جِبَالٌ بِيضٌ ‪ ،‬ويَلِيها الَغْرِبَةُ و ِهيَ جِبَالٌ سُودٌ ‪ ،‬ويَلِيهَا بِرَاقُ رِ ْزمَةَ بِيضُ ‪ .‬وال َعمّا َرةُ ‪:‬‬
‫س ِمهَا ‪ .‬وال َعمّارِيّة ‪ ،‬بتشديد الميم والياءِ ‪ :‬ة بال َيمَامَة ‪ .‬وال ِعمَا َرةُ ‪ ،‬ككِتَابَةٍ ‪:‬‬
‫سمّ َيتْ با ْ‬
‫بِئْرٌ ِبمِنىً ‪ُ ،‬‬
‫ما َءةٌ بالسّلِيلَةِ من جَ َبلِ َقطَن ‪ .‬وال ِعمْرَانِيّةُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬قَ ْلعَةٌ ‪ ،‬وفي التكملة ‪ :‬قَرْيَةٌ شَ ْر ِقيّ ال َموْصِل ‪.‬‬
‫عمْرِو بن ُقعَيْن ‪ .‬وال ُعمَرِيّة ‪ ،‬بضَ ّم ففَتْحٍ ‪ :‬مَحَلّة من مَحَالّ بابِ‬
‫جدٍ لِبَنِي َ‬
‫وال َعمْرِيّة ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬ماءٌ بنَ ْ‬
‫حصَيْن ‪.‬‬
‫ح ّمدٍ ال ُعمَ ِريّ ‪ ،‬عن ابن ال ُ‬
‫ح َمدَ ابنِ مُ َ‬
‫ال َبصْرة ب َبغْدَادَ ‪ ،‬ومنها القاضِي عبد الرّحمن بنُ أَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/139‬‬

‫وبُسْتانُ ابنِ عامِرٍ ب َنخْلَةَ ‪ ،‬وهو عبدُ ال بنُ عامِرِ بن كُرَيْزِ بن رَبِيعَةَ ‪ .‬ول َت ُقلْ ُبسْتَان ابنِ َم ْعمَرٍ‬
‫صفِيّ‬
‫فإِنّه َق ْولُ العَامّة هكذا قاله الصاغانيّ ‪ ،‬وتَ ِبعَه المصنّف ‪ .‬ونقلَ شيخُنا عن مَراصِد الطّلع لل ّ‬
‫الحَنْبليّ ما َنصّه ‪ :‬وبُسْتَانُ ابنِ ُم َعمَرٍ مُج َتمَع النّخْلَتَيْن ‪ :‬النّخْلَة اليمَانِيَة والنّخْلَة الشامِيّة ‪ ،‬و ُهمَا‬
‫س يقولُون ُبسْتَانُ ابنِ عامِرٍ ‪ ،‬وهو غََلطٌ ‪ ،‬انتهى ‪ .‬قال ‪ :‬وعليه اقتصر َأكْثَرُ‬
‫وَادِيان ‪ ،‬والنّا ُ‬
‫عمَرَانُ ‪ُ ،‬محَ ّركَة‬
‫المُ َتكَّلمِين على الَماكن ‪ ،‬ول أَدْري ما وَجْهُ إِ ْنكَارِ ال ُمصَنّف له ‪ ،‬ولعلّه الّ ْتقِليدُ ‪ .‬و َ‬
‫سكّر ‪ ،‬هكذا‬
‫عمّرٌ ك ُ‬
‫عفَرَانِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ع ‪ ،‬ب نَواحِي الجَزِيرة ‪ .‬و ُ‬
‫عمْرُ الزّ ْ‬
‫‪ :‬ع قاله الصاغانيّ ‪ .‬و ُ‬
‫ج ْعفَر ‪ ،‬كما‬
‫سكَر ك َ‬
‫سكَرَ بالِضافةِ إِلى كَ ْ‬
‫عمَرُ َك ْ‬
‫صوَابُ فيه ُ‬
‫شدِيد كما في سائر النّسخ ‪ ،‬وال ّ‬
‫بالتّ ْ‬
‫عمْرُ‬
‫سطَ شَرقِيّها و ُ‬
‫ب وَا ِ‬
‫ضبطه الصاغانيّ ‪ ،‬وقد تَصحّف ذلك على الناسِخين ‪ ،‬وهو َموْضِعٌ قُ ْر َ‬
‫َنصْرٍ ‪ ،‬بالضّمّ أَيضا ‪ ،‬وقد يُوجَ ُد في بعض النّسَخ بالتّشْدِيد ‪ ،‬وهو خَطَأٌ ‪ :‬موضِعٌ بسُرّ مَنْ رَأَى ‪.‬‬
‫شعْرِ عَبيدِ بن الَبْرَص ‪.‬‬
‫سهَا ال تعالَى ‪ .‬وقد جاءَ في ِ‬
‫وال ُعمَيْرُ ‪ ،‬كزُبَيْر ‪َ :‬موْضِعٌ قُ ْربَ َمكّةَ حَرَ َ‬
‫عوَال‬
‫عوَالٍ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪ ،‬وضَبَطَه الصاغَانيّ َ‬
‫عمَيْرٍ ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪ :‬في حَزْمِ بني ُ‬
‫وبئرُ ُ‬
‫ظلَةَ ابنِ سَيّارٍ العِجْليّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وهو أَبُو َثعْلَبَة بن حَنْظََلةَ ‪،‬‬
‫بالفَتْح ‪ .‬وال ُعمَيْرُ أَيضا اسمُ فَرَس حَنْ َ‬
‫عجْل قاله ابنُ‬
‫س ْعدِ بن ِ‬
‫سوَد ويَزِيدُ ‪ ،‬وهم من بَنِي خُزَ ْيمَة بن َ‬
‫صاحب َيوْمِ ذي قارٍ ‪ ،‬وأَخواهُ عَبْ ُد الَ ْ‬
‫عمَيْرٍ ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪ :‬كُنْ َيةُ ال ّذكَرِ ‪ ،‬وفي اللّسَان ‪ :‬كُنْيَ ُة الفَرْجِ ‪.‬‬
‫الكَلْ ِبيّ ‪ .‬وأَبو ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/140‬‬

‫قلتُ ‪َ :‬أيْ فَرْجُ الرّجُل ‪ ،‬ومثْلُه في التكملة ‪.‬‬


‫عمَيْ َرةَ ‪ :‬كِنَايَةٌ عن السْتمناءِ باليَد ‪ ،‬قال‬
‫عمَيْ َرةَ ‪ ،‬هكذا بالِضافَة ‪ ،‬وفي التكملة ‪ :‬وجََلدَ فلنٌ ُ‬
‫وجَلْدُ ُ‬
‫عمَيْ َرةُ مستعا َرةٌ لل َكفّ من أَعْلمِ النّسَاءِ ‪ .‬وقال الشيخ أَبو حَيّانَ في البَحْر ‪ :‬إِنّهم في جَ ْلدِ‬
‫شيخُنَا ‪ُ :‬‬
‫عمَيْ َرةَ َيكْنُونَ عن ال ّذكَر ب ُعمَيْ َرةَ ‪ .‬وتَعقّبَهُ تلميذُه التاجُ ابنُ َمكْتُومٍ في الدّرّ الّلقِيط أَثناءَ سُورَة‬
‫ُ‬
‫ف ل ال ّذكَر ‪ ،‬و َنقَلَهُ عن ال ُمطَرّ ِزيّ في شرحِ ال َمقَامات قال )‬
‫علَمٌ على ال َك ّ‬
‫عمَيْ َرةَ َ‬
‫ال ُم ْؤمِنين بأَنّ ُ‬
‫ظفَرٍ ‪ ،‬ورأَيتُ فيه َتصْنِيفا‬
‫عبَ َأكْثَرَ كَل ِمهِم ابنُ َ‬
‫شيخُنا ‪ :‬ومثْلُه في َأكْثَر شُرُوح ال َمقَامَات ‪ .‬واسْ َتوْ َ‬
‫سدّ‬
‫سمّيْ ُتهَا القول الَ َ‬
‫ط صاحبُه ‪ .‬انتهى كلمُ شَيْخِنا ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقد سَبَقَ لي تأْليفُ رِسَاَلةٍ فيه ‪ ،‬و َ‬
‫َأفْرَ َ‬
‫حكْمِ السْ ِتمْنَاءِ باليَد ‪ ،‬جَلَ ْبتُ فيه ُنقُولَ أَ ِئمّتِنَا ال ُف َقهَاءِ ‪ ،‬وهي َنفِيسَةٌ في بابهَا ‪ .‬ولقد اسْتَظْرَف من‬
‫في ُ‬
‫ح ِويّ زَيْدا ذا اجْ ِتهَادٍ ‪ %‬جَزَى الرّحْمنُ بالخَيْرات غَيْ َرهْ ) ‪ ( % %‬تَرَاهُ ضارِبا‬
‫قال ‪ ( % :‬أَرَى النّ ْ‬
‫خفّف ‪:‬‬
‫عمَيْ َرهْ ) ‪ %‬وال َعمَا ِرىّ ‪ ،‬بالفَتْحِ ‪ ،‬أَي وتَشْدِيد اليا ِء وتُ َ‬
‫عمْرا َنهَارا ‪ %‬ويَجِْلدُ إِنْ خَلَ لَيْلً ُ‬
‫َ‬
‫سهَا ‪،‬‬
‫حمْيَريّ ‪ .‬وال َعمَرُ ‪ُ ،‬محَ ّركَةً ‪ :‬المِنْديلُ أَو غَيْرُه ُت َغطّى به الحُ ّرةُ رَأْ َ‬
‫سَ ْيفُ أَبْرَهَةَ بنِ الصّبّاحِ ال ِ‬
‫خلُ رَأْسَها في ُك ّمهَا ‪ ،‬حَكاهُ ثعلب عن ابنِ‬
‫ص ْو َقعَةٌ ُتغَطّي رَأْسَها ف ُتدْ ِ‬
‫َأوْ َألّ َيكُونَ لها خِمارٌ ول َ‬
‫عمَرْ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬فإِذا ال َعمَرُ اسمٌ لطَرَف الكُمّ ‪ ،‬وهو‬
‫خمَارُ من َ‬
‫الَعرابيّ ‪ ،‬وأَنشد ‪ :‬قا َمتْ ُتصَلّي وال ِ‬
‫بالتحريك ل الفَتْح كما نَ ّبهْنَا عليه قريبا ‪.‬‬
‫صبّ في مَسِيلِ َمكّةَ حرسها ال تعالى هكذا نقلَه‬
‫عمَرٌ ‪ :‬جَ َبلٌ َي ُ‬
‫وَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/141‬‬
‫عمَرا والمُنِيفَا ) ‪%‬‬
‫الصاغانيّ ‪ ،‬وأَنشد لصَخْرٍ الهُذَليّ ‪ ( % .‬فََلمّا رَأَى ال َع ْمقَ قُدّامَهُ ‪ %‬وَلمّا َرأَى َ‬
‫ظوَاهِ َرهُ كُنّ جُوفَا ) ‪ %‬قلتُ ‪ :‬وفي المعجَم أَنّه وادٍ بالحِجَاز ‪.‬‬
‫‪ ( %‬أَسالَ مِنَ اللّ ْيلِ َأشْجَا َنهُ ‪ %‬كأَنّ َ‬
‫صفِيق النّسْجِ قَويّ الغَ ْزلِ صَبُورٌ على ال َعمَل ‪ .‬ويُقال ‪ :‬كَثِيرٌ بَثِيرٌ بَجِيرٌ‬
‫عمِيرٌ ‪ ،‬أَي َ‬
‫ويقال ‪َ :‬ث ْوبٌ َ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ ،‬وهكذا ضبطه الَزهريّ بالعَيْن ‪ .‬والبَ ْيتُ ال َم ْعمُورُ ‪ ،‬جاءَ في‬
‫عمِيرٌ ‪ ،‬إِتْبَاعٌ ‪ ،‬قاله اب ُ‬
‫َ‬
‫التفسيرِ أَنّه في السّماءِ بإِزاءِ ال َكعْبَةِ شَرّفها ال تَعالَى ‪ ،‬يَ ْدخُلُه كلّ يَومٍ سَ ْبعُونَ َأ ْلفَ مَلَك ‪َ ،‬يخْرُجون‬
‫عمِيرٌ ‪ :‬عامِرٌ ‪.‬‬
‫عمَا َر ٍة ‪ .‬ومكانٌ َ‬
‫منه ول َيعُودُون إِلَيْه ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرك عليه ‪َ :‬مكَانٌ عامِرٌ ‪ :‬ذُو ِ‬
‫عمّار ‪ .‬وال َمعْمُورُ ‪:‬‬
‫جمْعُ ُ‬
‫عمِرَ فُلنٌ َي ْعمَرُ ‪ ،‬إِذا كَبِرَ ‪ .‬ويُقَالُ لساكنِ الدّار ‪ :‬عامِرٌ ‪ ،‬وال َ‬
‫ويُقَال ‪َ :‬‬
‫عمَرَ فُلنٌ َر ْكعَتَيْن ‪ ،‬إِذا صَلّ ُهمَا ‪ .‬وال َعمّرَاتُ ‪،‬‬
‫خ َدمْتُه ‪ .‬و َ‬
‫حجَجْتُه ‪َ :‬‬
‫عمَ ْرتُ رَبّي وَ َ‬
‫خدُومُ ‪ .‬و َ‬
‫المَ ْ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ‬
‫حىِ ‪ ،‬وهي النّغا ِنغُ واللّغادِيدُ حكاه اب ُ‬
‫حتَ اللّ ْ‬
‫بالفَتْح والتّشْدِيد ‪ :‬هي اللّحمات الّتي تكونُ تَ ْ‬
‫‪ .‬وقال اللّحْيَانيّ ‪ :‬سمعتُ العامرِيّة تقولُ في كلمها ‪ :‬تَرَكتُهم سامرا بمكان كَذا وكذا وعامرا ‪.‬‬
‫قال أَبو تُرابٍ ‪ :‬فسَأَ ْلتُ ُمصْعَبا عن ذلك فقال ‪ُ :‬مقِيمِينَ ُمجْ َت ِمعِين ‪.‬‬
‫ت في بعض نُسَخِ‬
‫عمْرا ‪ ،‬أَي بَطِيئا ‪ ،‬هكذا ثَ َب َ‬
‫حبّ ‪ .‬ويقال ‪ :‬جاءَ فلنٌ َ‬
‫وال َعمْ َرةُ ‪ :‬خَرَ َزةُ ال ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/142‬‬

‫عصْرا ‪ .‬قلتُ ‪ :‬هو الَشْبَهُ بالصّواب ‪ .‬ودارٌ‬


‫ع وفي بعضها ‪َ :‬‬
‫ال ُمصَنّف ‪ ،‬وتَبِعَ أَبا عُبَيْد كُرَا ُ‬
‫سكُنها )‬
‫َم ْعمُو َرةٌ ‪ :‬يَ ْ‬
‫حدُها عامِ ٌر وعامِ َرةٌ ‪.‬‬
‫ت التي تكونُ في البُيُوتِ ‪ ،‬وا ِ‬
‫عوَامِرُ البُيُوتِ ‪ :‬الحَيّا ُ‬
‫الجِنّ ‪ ،‬عن الّلحْيَانيّ ‪ .‬و َ‬
‫عقِيلِ بنِ بِللِ بنِ‬
‫عمَا َرةُ بنُ َ‬
‫سيّ ‪ ،‬و ُ‬
‫عمَارضةُ بنُ زِيَادٍ العَ ْب ِ‬
‫عوَامِرَ ِلطُول أَعْما ِرهَا ‪ .‬و ُ‬
‫سمّ َيتْ َ‬
‫قِيل ‪ُ :‬‬
‫جعَلْنا‬
‫ن الَعرابيّ ‪َ ( % :‬‬
‫حيّ من عَبْ ِد القَيْسِ ‪ .‬وأَنشد اب ُ‬
‫شهُورَان ‪ .‬وال ُعمُور ‪َ :‬‬
‫ضمّهما مَ ْ‬
‫جَرِيرٍ ‪ ،‬ب َ‬
‫عمْرِو بنِ الحارِث ‪ :‬قَبِيلَةٌ ‪.‬‬
‫جمَا ) ‪ %‬وَبَنُو َ‬
‫ن وال ُعمُورِ وَأضْ َ‬
‫النّسَاءَ المُ ْرضِعا ِتكَ حَ ْب َوةً ‪ %‬ل ُركْبَانِ شَ ّ‬
‫حذَ ْيفَةَ بنِ أَنَسٍ ال ُهذَِليّ ‪َ ( % :‬لعَّلكُمُ َلمّا قُتِلْ ُتمْ َذكَرْ ُتمُ ‪%‬‬
‫سبَ إِليه ‪ ،‬وبه فُسّ َر قولُ ُ‬
‫وقد َت َعمّرَ ‪ :‬انْتَ َ‬
‫عمِرَ بال َمكَانِ ‪ ،‬إِذا أَقامَ به ‪ .‬والعامِرُ ‪ :‬ال ُمقِيمُ ‪ .‬وال ُعوَيْمِرانِ‬
‫ولَنْ تَتْ ُركُوا أَنْ َتقْتُلُوا مَن تَعمّرَا ) ‪ %‬و َ‬
‫عمَرٌ ‪ُ ،‬محَرّكة هكذا قاله‬
‫عمْرٌ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬جَ َبلٌ ببلدِ هُذَ ْيلٍ ‪ .‬وقيل ‪َ :‬‬
‫‪ :‬الصّرَدَانِ في الّلسَان ‪ .‬و َ‬
‫عمْرُ بنُ عَ ْدوَانَ ‪ ،‬وَأمّا اّلذِي بالتّحْرِيك‬
‫عمْرٌ بالفَتْح فإِنّه بالسّرا ِة ‪ ،‬ويقال له َ‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬أَما َ‬
‫جعَا من الطّرِيق ِل َم ْوتِ رَسُول‬
‫عمْروٍ َأقْ َبلَ من ال َيمَنِ مع ذي الكَلَع ‪ ،‬فر َ‬
‫فإِنّه وادٍ حجَازيّ ‪ .‬وذو َ‬
‫حفْظُ‬
‫ال صلّى ال عليه وسلّم ‪ .‬وقوله تعالَى ‪ :‬إِ ّنمَا َي ْعمُرُ مَسَاجِدَ الِ ‪ِ .‬إمّا من ال ِعمَارَة التي هي ِ‬
‫البِناءِ ‪ ،‬أَو من ال ُعمْرَة التي هي الزّيَا َرةُ ‪،‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/143‬‬

‫عمَارَة ‪.‬‬
‫عمِ ْرتُ ب َمكَانِ كذا ‪ ،‬أَي َأ َق ْمتُ به كذا في البصائر ‪ .‬وأُ َبىّ بنُ ِ‬
‫أو من قولهم ‪َ :‬‬
‫حمَدُ ‪.‬‬
‫عمّارَة الحَرْبيّ ‪ ،‬وابْنَاه قاسِ ٌم وَأ ْ‬
‫حمَدَ بنِ َ‬
‫ج ْعفَرُ بن َأ ْ‬
‫ي ‪ .‬وبالفَتْح والتّشْدِيد ‪َ :‬‬
‫بالكسر ‪ :‬صَحا ِب ّ‬
‫عمّارَة‬
‫حدّثُون ‪ .‬وبَنو َ‬
‫حيّ ‪ :‬مُ َ‬
‫جمَ ِ‬
‫عمَرَ ال ُ‬
‫عمّا َرةُ بِ ْنتُ نافِعِ بنِ ُ‬
‫ح ْمصِيّةُ ‪ .‬و َ‬
‫عمّارةَُبنتُ عَبْدِ الوَهّابِ ال ِ‬
‫وَ‬
‫عيّ ‪ ،‬وَِليَ ِل ُعمَرَ بن عبد‬
‫ك ال ُقضَا ِ‬
‫عمّارَة بنِ ماِل ٍ‬
‫ن ‪ .‬ومُدْ ِركُ بنُ عَبدِ الِ بنِ القَمْقامِ بنِ َ‬
‫البََل ِوىّ ‪ :‬بَطْ ٌ‬
‫ظفّر بن أَبي البَركات ‪ ،‬قَيّده‬
‫سمِعَ أَبا المُ َ‬
‫عمّارَة َ‬
‫حمَدَ بنِ َ‬
‫العَزِيز ‪ .‬وبَ َركَةُ بنُ عبدِ الرّحْمنِ بنِ أَ ْ‬
‫الشّرِيف عِزّ الدّين في ال َوفَيات ‪ .‬وَعمّا َرةُ ال ّثقَفيّةُ َزوْجُ محمّدِ بنِ عبدِ الوهّاب ال ّثقَ ِفيّ ‪ ،‬يقولُ فيها‬
‫عمّا َرةْ ‪.‬‬
‫حمّدٌ ُزوّجَ َ‬
‫ابنُ مُناذِر من أَبيات ‪ُ :‬م َ‬
‫سكَنْدَ ِريّ حَدّث عن هانِئ بنِ المُ َتوَكّل ‪ ،‬وعنه أَحمدُ بنُ عبدِ ال الناقِد ‪.‬‬
‫عمْرُونُ بنُ عَ ْبدُوسَ ال ّ‬
‫وَ‬
‫عمَيّرُ بنُ سَلمَةَ بتشديد الياءِ‬
‫وأَبو ال َعمِيرِ صالحُ بن أَحمد بن اللّيْث البُخَا ِريّ نزيلُ بَ ْيتِ ال َمقْدِس ‪ .‬و ُ‬
‫لمِيرُ ‪ .‬وبالضّمّ ابْنَةُ‬
‫س ْهلِ بنِ رافعٍ ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬صَحابِيّةٌ ‪َ ،‬ذكَرَها ا َ‬
‫عمِي َرةُ بنتُ َ‬
‫في بَنِي َنهْدٍ ‪ .‬و َ‬
‫عوَ ْيمِرِ بنِ ساعِ َدةَ ‪َ ،‬ذكَرَها ابنُ حَبِيب ‪ .‬وأَحمدُ بنُ محمّد بنِ‬
‫عوَ ْيمِ َرةُ بنتُ ُ‬
‫مُنبّه ‪ ،‬وغَيْرها ‪ .‬و ُ‬
‫حمَدَ ال َعمّا ِريّ العَ ْدلُ شيخُ ابنِ‬
‫عِيسى ال َعمّا ِريّ بالفَتْح والتّشْدِيد شَيْخُ ابنِ جميع ‪ .‬وعبدُ الواحِدِ ابن أَ ْ‬
‫س ْمعَا ِنيّ ‪ .‬وأَبو )‬
‫عمْرو ال َعمّا ِريّ الحا ِفظُ ‪ ،‬ذكره بنُ ال ّ‬
‫الصابُونيّ ‪ .‬وعبدُ الرّحْمنِ بنُ أَبِي َ‬
‫عمّارِس بنِ ياسِرِ ‪.‬‬
‫حسَن عَِليّ بنُ مُوسَى بنِ عَبْدِ المَلِك ال َمغْرِبيّ ال َعمّا ِريُ وآلُ بَيْته إِلى جَدّه َ‬
‫ال َ‬
‫س الَئمة الحَ َن ِفيّ ‪َ ،‬فقِيهٌ مشهورٌ ‪.‬‬
‫ومحمَدُ بنُ عَ ْبدِ السّتّارِ الكَرْدَ ِريّ ال َعمّا ِريّ ‪ ،‬شم ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/144‬‬

‫عمَرُ بن محمّد بنِ‬


‫وال ُعمَريّونَ ‪ ،‬بالضّمّ فالفَتْح ‪َ :‬بطْنٌ من آل عليّ بن أَبي طاِلبٍ ‪ .‬وشَ َرفُ الدّين ُ‬
‫ج ْعفَرُ‬
‫سكُون ‪َ :‬‬
‫ي ‪ .‬وبالفَتْح وال ّ‬
‫عمَرَ ال ُعمَ ِريّ الناسِخُ ‪ ،‬نسبة إِلى بَيْعِ ال ُعمَرِ ‪ ،‬حَ ّدثَ عن ابنِ الزّبيد ّ‬
‫ُ‬
‫ع ْوفِ ‪:‬‬
‫عمْرِو بن َ‬
‫سبُ كذلك أَيضا إِلى َ‬
‫عمْرِو بن حُرَيْث ‪ .‬ويُنْ َ‬
‫جدّه َ‬
‫سبَ إِلى َ‬
‫عوْنٍ ال َعمْ ِريّ ‪ ،‬نُ ِ‬
‫بنُ َ‬
‫عمْرو ‪ ،‬فمِنَ الَخِيرِ عُبَيءدُ ال بنِ إِبراهِيمَ ال ُمقْرِئ ال َعمْ ِريّ ‪.‬‬
‫لوْسِ ‪ ،‬وإِلى قراءَة أَبي َ‬
‫بَطْن من ا َ‬
‫سفِينَة‬
‫عمِي َرةَ بنِ خُفافِ ‪ ،‬ك َ‬
‫ومَوَلَةُ بنُ كُثَيْف ال َعمْ ِريّ له صُحْب ٌة ‪ ،‬ولبْنِهِ عَ ْبدِ العَزِيزِ رِوايَةٌ ‪ .‬وبنو َ‬
‫عمَرُ بن لَ ْيثٍ ال َعمَ ِريّ ‪ ،‬محرّكة ‪ .‬ويَحْيَى بن ُمعَالِي بن صَ َد َقةَ البَزّاز ال َعمْرُونيّ ‪،‬‬
‫‪ :‬بطنٌ ‪ ،‬منهم ُ‬
‫سعْدٍ الوَكيلُ ‪،‬‬
‫عمْ َروَيْه ال َعمْ َر ِويّ البزّازُ أَبو َ‬
‫شهْرَزُو ِريّ ‪ .‬ومحمّد بنُ عليّ بنِ َ‬
‫عن أَبِي الكَرَم ال ّ‬
‫حمّد‬
‫جيّ ‪ .‬ومحمّد بنُ عَِليّ بن مُ َ‬
‫سلْمٍ ال َعمِي ِريّ ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬شيخُ َزكَرِيّا السا ِ‬
‫خفّافَ ‪ .‬وأَحمدُ بنْ َ‬
‫سمِعَ ال َ‬
‫َ‬
‫ال ُعمَيْ ِريّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬من أَقرانِ شيخ الِسلم الهَ َروِيّ بهَرا َة ‪ .‬و َم ْعمَرُ بنُ راشِدٍ ‪ ،‬و َمعْمَرُ بنُ أَبان ‪،‬‬
‫سكَن ‪ .‬وك ُمعَظّم ‪ُ :‬م َعمّرُ بنُ سلَ ْيمَانَ ال ّر ّقىّ ‪ ،‬و ُمعَمّرُ بنُ َي ْعمَرَ شَيْخُ‬
‫و َمعْمَرُ بنُ َيحْيَى ‪ ،‬الثّلثَ ُة كمَ ْ‬
‫عمَرُ بنُ محمّدِ بنِ ُم َعمّرِ بنِ‬
‫خيّ ‪ ،‬وأَبو ال ُم َعمّر الَنصا ِريّ ‪ .‬و ُ‬
‫الذّهِْليّ ‪ ،‬وشِهابُ بن ُم َعمّرِ البََل ِ‬
‫ع َمةَ ‪ ،‬وأَحمدُ بنُ عليّ بنِ ال ُم َعمَرِ‬
‫ي و ُم َعمّرُ بنُ بَرْ َ‬
‫طَبَرْزَد ‪ ،‬مُسْنِدُ َوقْتِه ‪ ،‬و ُمعَمّرُ بنُ صالِحٍ الجَزَ ِر ّ‬
‫العََل ِويّ ‪ ،‬المَُلقّب بالطاهِرِ ‪ ،‬وأبو ال ُم َعمّر َيحْيَى بنُ محمّدِ بنِ طَبَاطَبَا الحُسَيْ ِنيّ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/145‬‬

‫ضلُ بنُ ُم َعمّرٍ الحُسَيْ ِنيّ جَدّ‬


‫ي ‪ .‬و ُمفَ ّ‬
‫جوّا ِن ّ‬
‫عمَرَ بنِ عَِليّ العُبَيْدِِليّ جَدّ النقيب ال ِ‬
‫مُحَدّثُون وال ُم َعمّر بنُ ُ‬
‫حمَيْدٍ ال َم ْعمَ ِريّ بالفَتْح لرحلته إِلى َم ْعمَر ‪ ،‬وابنُه القاسِمُ ‪،‬‬
‫سفْيانَ محمّد بنُ ُ‬
‫آل الوفُود بالمَدِينَة ‪ :‬وأَبو ُ‬
‫حسَنُ بن عَِليّ بن شَبِيبٍ ال َم ْعمَ ِريّ الحافظ ‪ ،‬ونافِلَتُه أَبو َبكْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ الِ ال َم ْعمَ ِريّ‬
‫وسِبْطُه ال َ‬
‫ن ‪ .‬ومَسْرُوقُ بنُ الَجْ َدعِ ال ُم َعمِ ِريّ بضم الميم وسكون العين وكسر الميم‬
‫نَزيلُ ال َبصْرَة ‪ :‬مُحَدّثُو َ‬
‫سعْدٍ‬
‫حسِن بنِ الحا ِرثِ بنِ َ‬
‫طيّ نسبةً إِلى جَدّه ُم ْعمِر كمُ ْ‬
‫الثانية من كِبار التا ِبعِين ذكره الرّشَا ِ‬
‫سعْ َدةَ بِ ْنتِ مَطَرِ‬
‫سعْديّة ‪ ،‬حدّثت عن ُأمّها َ‬
‫ج ْعفَر ابنةُ مَسَْلمَةَ ال ّ‬
‫ال َهمْدَانيّ ‪ .‬و َت ْعمَرُ بالمُثَنّاة الفوقية ك َ‬
‫عمْرِو بنِ الحا ِرثِ ال َبكْرِيّةُ ‪ ،‬من َبكْرِ بنِ هَوازِنَ ‪ ،‬وهي‬
‫الوَرّاق ‪ .‬و َت ْعمَرُ بنتُ العِتْرِ بن مُعاذِ بنِ َ‬
‫ج ْعفَر‬
‫صعَة ‪ .‬وأَبو الفَتْحِ ال َي ْعمَ ِريّ بالياءِ التحتيّة ‪ ،‬إِلى َي ْعمَر ك َ‬
‫صعْ َ‬
‫أُمّ رَبِي َعةَ ال َبكّاءِ بن عامرِ بن َ‬
‫حسَيْن ابن محمّد ال ّت ْعمَ ِريّ ‪.‬‬
‫ج ْعفَر قبيلةٌ من بَرْبَر ‪ .‬وإِليها نُسبَ أَبو عليّ ال ُ‬
‫قَبِيلَة ‪ .‬وبال َفوْقيّة َت ْعمَرُ ك َ‬
‫ج ْعفَرٍ ‪َ :‬م ْوضِعٌ‬
‫جوْف ‪ ،‬بها ) َو ْقعَة ‪ .‬و َي ْعمَرُ ‪ ،‬باليَاءِ ‪ ،‬ك َ‬
‫عمْرانُ كعُ ْثمَانَ ‪ :‬قريةٌ من بِلد مُرادٍ بال َ‬
‫وُ‬
‫شعْرِ لبيد ‪ .‬وبالمُثَنّاة الفوقيّة وضمّ الميم ‪ :‬ناحيةٌ من السّواد ‪ ،‬وموضِعٌ بناحيَة ال َيمَامَة‬
‫في ِ‬
‫عمْرو هو الغُلمُ الناعمُ البَدَنِ ‪ ،‬هكذا‬
‫شمَيْذَر ‪ ،‬أَهمله الجوهَ ِريّ ‪ ،‬وقال أَبو َ‬
‫‪.‬ع م د ر ال َعمَيْدَر ‪ ،‬ك َ‬
‫َنقَلَه‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/146‬‬

‫الصاغانيّ في غ م ذ ر ولكنّه ضبطه بإِعْجَام الغين والذال ‪ .‬وقال ‪ :‬هو قولُ أَبي عمرو ‪.‬‬
‫حبُ اللّسَان فإِنّه ذكره في غ م ذ ر ‪.‬‬
‫وال َعمَيْدَرُ ‪ :‬الكثيرُ المَالِ ‪َ ،‬ذكَرَه الصاغانيّ هُنَا ‪ .‬وَأمّا صا ِ‬
‫وممّا ُيسْتَدرك عليه ‪ :‬ع م ج ر ‪ .‬ال َعمْجَرةُ ‪ :‬وهو تَتابُع الجَ ْرعِ ‪ ،‬لغ ٌة في الغَيْن المعجمة كذا ذكره‬
‫سفَرْجَل ‪ ،‬هكذا النّسَخ ‪ ،‬وإِ ّنمَا هو أَبُو ال َعمَيْطَر‬
‫ن القَطّاعِ في ال ّتهْذِيب ‪ .‬ع م ط ر ال َعمَيْطَر ك َ‬
‫اب ُ‬
‫سيّ ‪ ،‬وهذا قد أَ ْهمَله الجوهريّ ‪.‬‬
‫لمِينِ العَبّا ِ‬
‫سفْيَانيّ الخارِجُ ب ِدمَشْق الشأْم في أَيّام خِلفَة محمّد ا َ‬
‫ال ّ‬
‫وممّا ُيسْتَدرك عليه ‪ :‬أَبو ال َعمَيْطَرِ ‪ :‬كُنْيَةُ الحِ ْر َذوْن ‪ ،‬وبه كُ ِنىَ هذا الخارِجُ ‪ ،‬واسمُه عليّ بن عبدِ‬
‫ال بنِ خالِدِ بنِ يَزِيدَ بنُ ُمعَاوِيَةَ ‪ ،‬وُأمّه َنفِيسَةُ بنتُ عَبْد الِ بنِ العَبّاس بنِ عليّ بنِ أَبي طالبِ ‪،‬‬
‫صفّين ‪ .‬مات سنة كذا في‬
‫ي ِ‬
‫خ ْ‬
‫بُويِعَ له بالخِلفَة في ِد ْمشْقَ ‪ .‬وكان يفتخر ويقول ‪ :‬أَنا ابنُ شَيْ َ‬
‫ج ْمعَهُ ابنُ جِنّى على‬
‫س ّمىَ الرجلُ ‪ ،‬و َ‬
‫صفَديّ ع ن ب ر العَنْبَرُ من الطّيب معرُوف ‪ ،‬وبه ُ‬
‫َوفَيات ال ّ‬
‫سمَع عَنابِر ‪.‬‬
‫عَنابِرَ ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬فل أَدْرِي ‪ ،‬أَحفِظَ ذلك أَم قاله ليُريَنَا النّونَ مُتَحَ ّر َك ًة وإِنْ لم ُي ْ‬
‫جمَةً وَحْدَه أَنّ النونَ فيه أَصليّة ‪ ،‬ووزنه‬
‫ج ْعفَرٍ ‪ .‬قال َقضِيّةُ ِذكْ ِرهِ تَرْ َ‬
‫سخَةِ شَيْخِنَا ‪ :‬العَنْبَرُ ك َ‬
‫وفي نُ ْ‬
‫لكْثَرُ أَنّ نُونَهُ زائدةٌ ‪ ،‬وهو الذي َيقْتَضِيه الصّحاح ‪ ،‬وصرّح به‬
‫ج ْعفَر ‪ ،‬وا َ‬
‫َفعَْللَ ‪ ،‬ولذلك وَزَنَهُ ب َ‬
‫الفَيّو ِميّ فقال في ال ِمصْباح ‪ :‬العَنْبَرُ فَ ْنعَل ‪ :‬طِيبٌ َمعْرُوفٌ ‪ .‬وقد وقع فيه اختِلفٌ كثير ‪ .‬فقيل ‪:‬‬
‫هو َر ْوثُ دابّة َبحْريّة ‪ ،‬ومثلُه في ال ّتوْشِيح ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/147‬‬

‫شمُوم َرجِي ُعهَا ‪ ،‬قيل ‪ :‬يُوجَدُ في بَطْنها ‪ .‬أَو هو نَبْعُ عَين فيه ‪ ،‬أَي‬
‫س َمكَةٌ كبيرةٌ ‪ ،‬والمَ ْ‬
‫قال ‪ :‬العَنْبَرُ َ‬
‫سعِيد ‪:‬‬
‫حبُ المِ ْنهَاج ‪ .‬وقال ابنُ َ‬
‫جمَاجمَ ‪ ،‬أَكبرُها وَزْنُ أَلفِ مِثْقال ‪ ،‬قاله صا ِ‬
‫في البَحْر ‪ ،‬يكون َ‬
‫تَكّلمُوا في َأصْل العَنْبَرِ ‪ ،‬ف َذكَ َر بعضُهم أَنّه عُيُونٌ تَنْبُ ُع في َقعْرِ البحرِ يصيرُ منها ما تَبَْلعُه الدّوابّ‬
‫وتَقْ ِذفُه ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬إِنّه نَباتٌ في َقعْرِ البَحْر قاله الحِجاريّ ‪ ،‬و َنقَلَه ال َمقّ ِريّ في َنفْح الطّيب ‪.‬‬
‫جمُد ويَنْ ِزلُ البَحْرَ ‪ ،‬ومَرْعَى نَحْلِه من الزّهور الطّيّبَة‬
‫سلٍ ببلدِ الهِنْد َي ْ‬
‫لصَحّ أَنّه شَمعُ عَ َ‬
‫وقيل ‪ :‬ا َ‬
‫ض ‪ ،‬ول‬
‫ج َودُه الَبيضُ وما قا َربَ البَيا َ‬
‫َيكْتَسِب طِيبَه منها ‪ ،‬وليس نَباتا ول َر ْوثَ دابّة بَحْرِيّة ‪ ،‬أَ ْ‬
‫طفَا َوةً على الماءِ ل يَدْرِي أَحدٌ َمعْدِنَه ‪ ،‬يق ِذفُه‬
‫خشَ ِريّ ‪ :‬العَنْبَرُ يأْتي ُ‬
‫رَغْبَةَ في أَسودِه ‪ .‬وقال ال ّزمَ ْ‬
‫ل ماتَ ‪ ،‬ول يَ ْنقُرُه طائرٌ ِإلّ َب ِقيَ مِ ْنقَارُه فِيه ‪ ،‬ول َيقَع عليه‬
‫البحر إلى البَرّ ‪ ،‬فل يأْكلُ منه شئٌ ِإ ّ‬
‫ظفَارُه ‪ ،‬والبَحريّون والعَطّارُون رُ ّبمَا وَجَدُوا فيه المَنَاقِيرَ ‪ ،‬والظّفرَ ‪.‬‬
‫ِإلّ َنصََلتْ َأ ْ‬
‫س ِمعْتُ ناسا من أَ ْهلِ َمكّة يقولُون ‪ :‬هو صفع َثوْر في َبحْرِ الهنْد ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو زَ َبدٌ من بَحْرِ‬
‫قال ‪ :‬و َ‬
‫سوَدُ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬سُئل ابنُ عبّاس عن‬
‫ش َهبُ ث ّم الَزْرَقُ ‪ ،‬وَأ ْدوَنُه الَ ْ‬
‫جوَدُه الَ ْ‬
‫سَرَنْدِيبَ ‪ ،‬وَأ ْ‬
‫شئٌ َيدْسُرُه البحر ‪ .‬أَي َي ْد َفعُه ‪ .‬وقال صاحب المنهاج ‪ :‬وكثيرا ما‬
‫َزكَاةِ العَنْبَر ‪ ،‬فقال ‪ :‬إِ ّنمَا هو َ‬
‫شمُوم‬
‫سهُوكَةٌ ‪ . .‬وقال ابن سِينا ‪ :‬المَ ْ‬
‫سمَك التي تأءكُلُه و َتمُوتُ ‪ ،‬ويُوجَد فيه ُ‬
‫ُيوْجَدُ في َأجْوافِ ال ّ‬
‫سمَك الذي تَبْتَِلعُه ‪ .‬و َنقَلَ ُه الماوَرْديّ عن الشافعيّ قال‬
‫جوَاف ال ّ‬
‫يَخْرُج من الشّجَر ‪ ،‬وإِنّما يُوجَد في أَ ْ‬
‫‪ :‬سمعتُ مَن يقولُ ‪ :‬رأَ ْيتُ العَنْبَرَ نابِتا في البَحْرِ مُلْ َتوِيا مثل عُنُقِ الشاةِ ‪ ،‬وفي البحر دابّةٌ ت ْأكُله ‪،‬‬
‫وهو سمّ لها ف َيقْتُلُها ‪ ،‬ف َيقْ ِذفُها‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/148‬‬
‫البحرُ فيُخْرج العَنْبَر من َبطْنِها ‪ .‬يُذكّر ويُؤنّث ‪ ،‬فيُقال ‪ :‬هو العَنْبَرُ ‪ ،‬وهي العَنْبَرُ ‪ ،‬كما في‬
‫عمْرِو بنِ َتمِي ٍم ‪ ،‬ويقال فيهم ‪َ :‬ب ْلعَنْبَرِ ‪،‬‬
‫حيّ من َتمِيمٍ ‪ ،‬هو العَنْبَرُ بن َ‬
‫المصباح ‪ .‬والعَنْبَرُ ‪ :‬أَبو َ‬
‫خفِيفا كبَ ْلحَا ِرثِ في ‪ ،‬بَنِي الحارِث ‪ ،‬وهو كثيرٌ في كَلمهم ‪ .‬وفي الحديث أَنّ‬
‫حذَفوا منه النّونَ تَ ْ‬
‫َ‬
‫ي صَلّى ال عليه وسلّم َب َعثَ سَريّةً إِلى ناحيَة السّيف فجاعُوا ‪ .‬فأَ ْلقَى ال لهم دَابّة ) ُيقَال لها‬
‫النّ ِب ّ‬
‫س َمكَةٌ َبحْريّةٌ يَبْلُغ‬
‫سمِنُوا ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬هي َ‬
‫شهْرا حتى َ‬
‫العَنْبَرُ ‪ .‬فأَكلَ منها جماعةُ السّرِيّة َ‬
‫عفَرَانُ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هو الوَرْسُ ‪.‬‬
‫خ ْمسِين ذِرَاعا ُيقَال لها بالفَارِسِيّة باله ‪ .‬والعَنْبَرُ ‪ :‬الزّ ْ‬
‫طوُلهَا َ‬
‫س َمكَة البَحْرِيّة ‪ .‬وجا َء في حَدِيث‬
‫س ّميَ بذلك لَنّه يُتَخَذُ من جِلْد ال ّ‬
‫والعَنْبَر ‪ :‬أَيضا ‪ ،‬التّرْسُ ‪ ،‬وإِ ّنمَا ُ‬
‫سةُ من جِ ْلدِهَا ‪ .‬ف ُيقَال للتّرْسِ ‪ :‬عَنْبَرٌ ‪ .‬قال العَبّاسُ بن مِرْدَاس ‪ ( % :‬لَنَا‬
‫خذُ التّرَ َ‬
‫أَبي عُبَيْ َدةَ ‪ .‬وتُتّ َ‬
‫عا ِرضٌ كزُهَاءِ الصّرِي ‪ %‬مِ فيه الَشِلّ ُة والعَنْبَرُ ) ‪ %‬قال الصاغانيّ ‪ :‬ورأَ ْيتُ أَ ْهلَ جُ ّدةَ َيحْتَذُون‬
‫خذُ منه وَأصَْلبَ ‪ ،‬وقد اتّخَ ْذتُ أَنا حِذاءً من جِ ْلدِه ‪.‬‬
‫حذِيَةً من جِلْدِ العَنْبَر ‪ ،‬فيكونُ َأ ْقوَى وأَ ْبقَى ما يُتّ َ‬
‫أَ ْ‬
‫سهَا ال تعالَى ‪ .‬والعَنْبَ َرةُ من الشّتَاءِ ‪ :‬شِدّتُهُ يقال ‪ :‬أَتَيْتُه في‬
‫والعَنْبَ َرةُ ‪ :‬ة بال َيمَن بسواحل زَبِيدَ حَ َر َ‬
‫صلُ ‪،‬‬
‫عَنْبَ َرةِ الشّتَاءِ قاله الكسائيّ ‪ .‬وقال كُراع ‪ :‬إِ ّنمَا هو عَنْبَرُ الشتَاءِ ‪ .‬والعَنْبَ َرةُ من القِدْرِ ‪ :‬ال َب َ‬
‫فإِنّه يُطيّبُها ‪ .‬والعَنْبَ َرةُ من القَوْمِ ‪ :‬خُلُوصُ أَنْسَابِهم ‪ ،‬ومنه قولُ العامّة إِذا كان الشيءُ خالِصا ‪ :‬هذا‬
‫عَنْبَرٌ ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬أَنتَ عَنْبَ ِريّ بهذا البَلَ ِد وهو مَ َثلٌ ُيضْ َربُ في‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/149‬‬

‫الهِدَايَة ‪ ،‬لَنّ بَني العَنْبَرِ أَهْدَى قَومٍ و ُهمْ قَبِيلَة من بني َتمِيم ‪ .‬وعُنَيْبِ َرةُ ‪ ،‬بال ّتصْغير ‪ :‬اسْمٌ ‪ . ،‬قال‬
‫عمْبَرٌ بالمِيمِ على البَدَل ‪ ،‬فل أَدْرِي َأيّ عَنْبَرٍ عَنَى ‪ :‬آلعَلَمَ أَم َأحَدَ هذه‬
‫حكَى سيبويْه َ‬
‫ابنُ سِيدَه ‪ :‬و َ‬
‫جمِيعه َمقُولَةٌ ‪ .‬وعَنْبَرُ بنُ فُلنٍ المَ ْروَزِيّ ‪ ،‬عن الحُسَيْن بنِ واقِد ‪.‬‬
‫الَجْنَاسِ وعنْدي أَ ّنهَا في َ‬
‫وعَنْبَرُ بنُ محمّد العاقُوليّ ‪ ،‬عن مُسِْلمِ بنِ إِبراهِيمَ ‪ ،‬وعَنْبَرُ بنُ يَزِيدَ البُخَا ِريّ ‪ ،‬عن محمّدِ بن سَلم‬
‫خذُ بالعَنْبَر ‪ .‬ومَرْجُ عَنْبَر ‪ :‬قريةٌ ب ِمصْر من الجِيزة ‪ .‬ع ن ت ر العنْتر ‪،‬‬
‫‪ .‬والعَنْبَ ِريّ ‪ :‬شَرَابٌ يُتّ َ‬
‫ج ْعفَرٍ وجُنْدب في ُلغَتَيْه أَي بضَمّ الدال وفَتْحهَا ‪ :‬الذّبَابُ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هو الذّبَابُ الَزْرَقُ ‪.‬‬
‫كَ‬
‫خضَرُ ‪ .‬وأَنشد ‪ ( % :‬إِذا غَرّدَ الّلقّاعُ فِيهَا ِلعَنْتَرٍ ‪ %‬ب ُمغْ َد ْودِنٍ‬
‫وقال ال ّنضْرُ ‪ :‬العَنْتَرُ ‪ :‬ذُبَابٌ أَ ْ‬
‫عمْرو ‪:‬‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ ،‬وعن أَبي َ‬
‫س ّمىَ قاله اب ُ‬
‫سدِ النّ ْبتِ ذي خَبْرِ ) ‪ %‬والعَنْتَ َرةُ ‪ :‬صوتُه ‪ ،‬وبه ُ‬
‫مُسْتَأْ ِ‬
‫العَنْتَ َرةُ ‪ :‬السّلوكُ في الشّدائد ‪ .‬وعن المُبَرّد ‪ :‬العَنْتَرة ‪ :‬الشّجاعَةُ في الحَرْب وعَنْترٌ وعَنْتَ َرةُ ‪:‬‬
‫شدّادِ ‪ ،‬شاعرٌ عَبْسيّ من بَنِي مَخْزُومِ بنِ ماِلكِ بنِ غاِلبِ‬
‫اسمانِ ‪ .‬ومن الثانِي عَنْتَ َرةُ بن ُمعَاوِيَةَ بن َ‬
‫طعَنَه به ‪ .‬وَأمّا قولُه ‪:‬‬
‫بنِ قُطَ ْيعَةَ بن عَبْسٍ ‪ ،‬وأَخْبارُه مُدَونّة مشهورة ‪ .‬وعَنْتَ َرهُ بال ّرمْحِ عَنْتَرةً ‪َ :‬‬
‫سمُه عَنْتَرا كما‬
‫ن الَ ْدهَمِ ) ‪ %‬فقد يكونُ ا ْ‬
‫‪ ( %‬يَدْعُونَ عَنْتَرُ وال ّرمَاحُ كأَنّها ‪َ %‬أشْطَانُ بِئْرٍ في لَبَا ِ‬
‫ذَهَب إِليه سيبويه ‪ ،‬وقد يكونُ أَرادَ يا عَنْتَ َرةُ ‪ ،‬ف َرخّمَ على ُلغَة من قال يا حارُ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/150‬‬

‫قال ابنُ جنّى ‪ :‬ينبغِي أَن َتكُونَ النّونُ في عَنْتَر َأصْلً ‪ ،‬ول َتكُونُ زائدةً كزِيَادتها في عَنْبَسٍ‬
‫وعَنْسَل ‪ ،‬لَنّ ذَيْنِك قد َأخْرَجَهما الشتقاقُ ‪ ،‬إِذْ هما فَ ْنعَل من العُبُوس والعَسَلَن ‪ ،‬وأَما عَنْتَر فليس‬
‫شئٍ منه زائدا ‪ ،‬فل ُبدّ من ال َقضَاءِ فيه بكونه كلّه أَصلً ‪ ،‬فاعْ ِرفْه كذا في‬
‫حكَم له بكونِ ْ‬
‫له اشتقاقٌ يُ ْ‬
‫اللسان ‪ .‬وفي حديث أَبي َبكْر وَأضْيافِه ‪ ،‬رضي ال عنهم ‪ ،‬أَنّه قال لبنْهِ عبدِ الرّحْمن ‪ :‬يا عَنْتَرُ‬
‫حقِيرا ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو الذّبابُ الكَبِيرُ‬
‫صغِيرا له وتَ ْ‬
‫هكذا جاءَ في ِروَايَةٍ ‪ ،‬وهو الذّبَابُ ‪ ،‬شَبّههُ به َت ْ‬
‫جمَة والثاءِ المُثَلّثَة ‪ ،‬وسيأْتي ِذكْرُه ‪ .‬وأَبو‬
‫الَزْرَق ‪ ،‬شَبّهه بهِ ِلشِدّة أَذاه ‪ .‬ويُ ْروَى بالغَيْنِ ال ُمعْ َ‬
‫خ لبن عَسَاكِر ‪.‬‬
‫حمَد بن عَنْتَر ال ّتمِي ِميّ العَنْتَ ِريّ ‪ ،‬شي ٌ‬
‫سعِيدِ بنِ َتمِيم بن َأ ْ‬
‫ال َفضْلِ عبدُ المَلكِ بن َ‬
‫والحُسَيْنُ بن محمّد العَنْتَ ِريّ ‪ ،‬ذكره المالِي ِنيّ ‪ .‬وأَبو ال ُمؤَيّد محمّد بن محمّد الحِّليّ العَنْتَ ِريّ ‪،‬‬
‫سبَ إِليه ‪ .‬وعبدُ المَلِك بنُ هارُونَ بن‬
‫طبّ ‪ ،‬كان يكتب أَخبارَ عَنْتَ َرةَ وهو شابّ فنُ ِ‬
‫مشهورٌ في ال ّ‬
‫عِليّ ‪.‬‬
‫حدِيَثه في البُلْدانِيّات للسّلَفيّ ‪ ،‬ووَلَدُه ‪ ،‬العَنْتَرِيّون منهم أَبو الحَسَنِ َ‬
‫عَنْتَ َرةَ ‪َ ،‬روَيْنا َ‬
‫ي والصّاغَا ِنيّ ‪ ،‬وهي المَرَْأةُ‬
‫س ْمعَا ِنيّ ‪ :‬فَقيهٌ فاضل ‪ .‬ع ن ج ر ‪ .‬العَنْجَ َرةُ ‪ ،‬أَهمله الجوهر ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫خفِيفَة الرّوح ‪ .‬وعُنْجُو َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬اسمُ رَجُل‬
‫الجَرِيئة ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬هي المرَأةُ المُكتّلَةُ ال َ‬
‫ضبَ ‪.‬‬
‫غ ِ‬
‫كان إِذا قيل له عَنْجِرْيا عُنْجو َرةُ َ‬
‫شفَةِ ‪،‬‬
‫شفَتَيْ ِه وقَلَ َب ُهمَا ‪ .‬والعَنْجَ َرةُ بال ّ‬
‫جلُ ‪ِ ،‬إذَا مَدّ َ‬
‫والعَنْجَرُ ‪ :‬ال َقصِيرُ من الرِجال ‪ .‬وعَنْجَرَ الرّ ُ‬
‫لصْبَع ‪ .‬والعُنْجُورَة ‪ :‬غِلفُ القَارُو َرةِ ‪.‬‬
‫والزّنْجَرَة با ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/151‬‬

‫ضمّها لُغتان‬
‫وقد ُذكِر في ع ج ر بِناءً على أَنّ نُونَها زائدة ‪.‬ع ن ص ر ‪ .‬العُ ْنصُرُ ‪ ،‬بفتح الصاد و َ‬
‫حسَب ‪،‬‬
‫صلُ ال َ‬
‫لصْل ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬العُ ْنصُرَ ‪َ :‬أ ْ‬
‫ل ‪ .‬ويقال ‪ :‬هو لَثيمُ العُ ْنصُرِ ‪ ،‬أَي ا َ‬
‫لصْ ُ‬
‫‪:‬اَ‬
‫ضمُومِ كثير نحو السّنْبَل ‪،‬‬
‫جاءَ عن ال ُفصَحاءِ بضمّ العَيْن و َنصْبِ الصادِ ‪ ،‬وقد يجئُ نحوُه من ال َم ْ‬
‫ولكنّهم ا ّتفَقُوا في العُ ْنصَر والعُ ْنصَل والعُنْقَر ‪ .‬ول َيجِئ في كل ِمهِم المُنْ َبسِط على بِناءِ ُفعْلَل ِإلّ ما‬
‫كان ثانِيه نُونا أَو َهمْ َزةً نحو الجُ ْندَب والجُؤزَرُ ‪ :‬وجاءَ السُودَدُ كذلك ‪ ،‬كراهيةَ أَنْ َيقُولُوا ‪ :‬سُودُد ‪،‬‬
‫ضمُوم ‪ .‬وقال أَبو عُبَيْد ‪ :‬هو العُ ْنصُر ‪،‬‬
‫ضمّات مع الواو ففَتَحُوا ‪ .‬ولغَةُ طَيّئ السُودُد َم ْ‬
‫فتَلْتَقيَ ال ّ‬
‫عمْروٍ ‪ .‬وقال بعضُهم ‪ :‬العُ ْنصُر ‪ :‬ال ِهمّةُ والحاجَة ‪،‬‬
‫بضم الصّاد ‪ .‬والعُ ْنصُر ‪ :‬الدّاهِ َيةُ ‪ ،‬قاله أَبو َ‬
‫قال البَعيث ‪ ( % :‬أَل راحَ بالرّهْن الخَليطُ فهَجّرَا ‪ %‬ولم َتقْضِ مِنْ بَيْنِ ال َعشِيّاتِ عُ ْنصُرَا ) ‪%‬‬
‫ونُونُ عُ ْنصُرَ زائدةٌ عند سِي َبوَيْه ‪ ،‬لَنّه ليس عنده ُفعْلَل بالفَتْح ‪ .‬ومنه الحَدِيثُ يرجِ ُع كلّ ماءٍ إِلى‬
‫حذّاق في ع ص ر لَنّ الَزهريّ قال في بيت ال َبعِيث‬
‫عُ ْنصُرِه ‪ .‬وقد ذكره الصاغانيّ وغيرُه من ال ُ‬
‫‪ :‬إِنه أَرادَ ال َعصَ َر والمَلْجَأَ ‪ .‬وقد ُذكِ َر في ع ص ر وأَشرنا إِليه هناك ‪ ،‬وال أَعلم ‪ .‬وأَبو عَليّ‬
‫حمَدَ بنِ عبدِ ال بن غَلّورا الغا ِف ِقيّ ُيعْرَف بابن العُنصُ ِريّ ‪ ،‬يأْتي ذِكرُه في غَلّورا ‪ .‬ع‬
‫حسَنُ بنُ َأ ْ‬
‫ال َ‬
‫ن ق ر العُ ْنقُر ‪ ،‬بفتح القاف وضَمها أَي مع ضَمّ العَيْن ‪ُ ،‬لغَتَان ‪ ،‬وقد ُذكِر بالزاي ‪ ،‬وقد أَهمله‬
‫حمَر ‪ .‬وقد‬
‫الجوهَ ِريّ ‪ ،‬كما قاَلهُ الصّاغَا ِنيّ ‪ .‬وهو صَنِيعُ ال ُمصَنّف ‪ ،‬لَنّه كَتَبَه بالَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/152‬‬

‫صبِ ‪،‬‬
‫جلِ ‪ :‬عُ ْنصُرُه ‪ ،‬كما سَيَأْتِي ‪ :‬أَصلُ القَ َ‬
‫وُجد في بعض حواشي الصحاح مُلْحَقا ‪ .‬وعُ ْنقُر الرّ ُ‬
‫ظهَرَ من الَرض‬
‫خصٌ قَ ْبلَ أَن َي ْ‬
‫غضّ رَ ْ‬
‫حوِه وهو َ‬
‫أَو هو َأ ّولُ ما يَنْ ُبتُ منه ‪ ،‬أَي من َأصْلِه ونَ ْ‬
‫ح َدةُ عُ ْنقُ َرةٌ ‪.‬‬
‫الوَا ِ‬
‫صبِ والبَ ْر ِدىّ ما لم يَتلوّن بَلوْنٍ ولم يَنْقشِر أَو ما دام‬
‫صلُ ال َب ْقلِ وال َق َ‬
‫وقال أَبو حنيفة ‪ :‬العُ ْنقُرُ ‪َ :‬أ ْ‬
‫ل كلّ ِقضَة أَو بَرْ ِدىّ أَو‬
‫أَبْ َيضَ مجتمعا ‪ .‬والعُ ْنقُر أَيضا ‪ :‬قَ ْلبُ النّخْلَة لِبَيَاضِه ‪ .‬وقيل ‪ :‬العُنْقُر ‪ :‬أَص ُ‬
‫خضَر ‪ ،‬فإِذا خَرَج قَ ْبلَ أَن تَنْتَشِرَ‬
‫عُسْلُوجة يخرُجُ أَبيض ثم يَسْ َتدِير ثم يَ َتقَشّر ‪ ،‬فيَخْرُج له وَرَقٌ َأ ْ‬
‫عشْبَة رَأَيْ ُتهَا معه فقُلْت ‪ :‬ما هذا‬
‫صلِ ُ‬
‫خضْرَتُه فهو عُ ْنقُر ‪ .‬وقال ابنُ الفَرَج ‪ :‬سأَ ْلتُ عامِرِيّا عن َأ ْ‬
‫ُ‬
‫جلِ وعُ ْنصُرُه ‪ ،‬قاله‬
‫فقال ‪ :‬عُ ْنقُ ٌر ‪ .‬وسمعتُ غَيْرَه يقول ‪ :‬عُ ْنقَر ‪ ،‬بفتح القاف ‪ .‬والعُ ْنقُر ‪ :‬أَصلُ الرّ ُ‬
‫ن يقال لهم ‪ :‬عُ ْنقُرٌ ‪ ،‬شَ ّب َههُم لَترارَ ِتهِمْ وبَيَاضِهم و َن ْعمَ ِتهِم‬
‫الجوهَ ِريّ ‪ .‬قال اللّيْث ‪ :‬وَأوْلدُ الدّهاقِي ِ‬
‫بالعُ ْنقُر ‪ .‬وبالضّمّ ‪ ،‬أَي ضَ ّم القَاف ‪ ،‬العُنْقُر ‪ :‬ناقَةٌ مُنْجِبَةٌ ‪ ،‬م معروفَةٌ ‪ ،‬هكذا في سائر النّسخ ‪،‬‬
‫حصَيْنِ ابن ُبكَيْرٍ الرّبَعيّ ‪ ( % :‬ومِنْ جَديلٍ‬
‫والصّوابُ أَنّ الناقة عُ ْنقُ َرةٌ ‪ ،‬بالهاءِ ‪ .‬أَنشد الَصمعيّ ل ُ‬
‫شقِ ‪،‬‬
‫شهّ َرهْ ‪ %‬وفِيهِ من شاغِرِها والعُنْقُ َرهْ ) ‪ %‬والعُ ْنقُ َرةُ ‪ ،‬بهاءٍ مع ضَمّ القَافِ أُنْثَى البَوا ِ‬
‫ُنقْبَةٌ مُ َ‬
‫جلٍ رُ ّدتْ شَهادَتُه عند إِياس َذكَره‬
‫نقله الصاغانيّ ‪ .‬وعُنْقُ َرةُ ‪ :‬امْرََأةٌ ‪ .‬وأَبو العُ ْنقُرِ ‪ :‬كُنْ َيةُ رَ ُ‬
‫الحافظُ ‪ ،‬وسيأْتِي لل ُمصَنّف في الزايِ ‪ .‬ع ن ك ر ‪ .‬العَ ْنكَ َرةُ ‪ ،‬بالفتح َأ ْهمَله الجوهريّ والصاغانيّ‬
‫وصاحبُ اللّسَان ‪ ،‬وهي الناقَةُ العَظِيمَة السّنامِ ‪ .‬وفي أصالةِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/153‬‬
‫سمَنٌ ‪ .‬فتََأ ّملْ ‪.‬ع و ر ‪!* .‬ال َعوَرُ‬
‫نُونِه نظر ‪ ،‬فقد َتقَدّم في ع ك ر ‪ :‬عَ ْنكَرَ سَنامُ ال َبعِيرِ ‪ :‬صارَ فيه ِ‬
‫شهْرَة قاله شَيْخُنا ذَهابُ‬
‫أَطَْلقَهُ المصنّفِ ‪ ،‬فَأوْهَم أَنّه بالفتح ‪ ،‬وهو مُحرّك ‪ ،‬وكأَنّه اعتمد على ال ّ‬
‫عوِر لَنّه في‬
‫عوَرا ‪ ،‬وإِ ّنمَا صَحّت العَيْنُ في َ‬
‫عوِرَ ‪ ،‬كفرِحَ ‪َ !* ،‬‬
‫حدَى العَيْنَيْنِ ‪ .‬وقد *! َ‬
‫حِسّ إِ ْ‬
‫صحّتِه ‪!* .‬وعارَ *!يَعارُ *!وعَا َرتْ هي *! َتعَارُ *!و ِتعَارُ ‪ ،‬الَخِيرُ َذكَرَه ابنُ‬
‫معنَى ما لبُدّ من ِ‬
‫عوَرُ بَيّن ال َعوَرِ‬
‫حمَرّ واحْمارّ ‪ ،‬الَخي َرةُ َنقَلَها الصاغانيّ ‪ ،‬فهو أَ ْ‬
‫عوَرّ *!واعْوارّ ‪ ،‬كا ْ‬
‫القَطّاع ‪!* ،‬وا ْ‬
‫صحّتها‬
‫عوِرَتْ عَيْنُه *!واعْوَرّت ‪ ،‬إِذا ذَ َهبَ َبصَرُها ‪ ،‬وإِ ّنمَا صَحّت الواو فيه ِل ِ‬
‫‪ .‬وفي الصّحاح *! َ‬
‫عوِرَ يَ ُدلّ‬
‫ح ِذفَت ال ّزوَائدُ ‪ :‬الَِلفُ والتّشْدِيد ‪ ،‬ف َبقِى َ‬
‫سكُون ما قَبَْلهَا ثم ُ‬
‫عوَرّت ِل ُ‬
‫في َأصْله ‪ ،‬وهو ا ْ‬
‫حمَرّ ‪ ،‬ول يقال في الَ ْلوَان‬
‫حمَرّ َي ْ‬
‫س َودّ ‪ ،‬وا ْ‬
‫سوَدّ يَ ْ‬
‫على أَنّ ذلك َأصْلُه مَجئُ أَخواتِه على هذا ‪ :‬ا ْ‬
‫س َمعْ ‪ ،‬ج‬
‫ع ِمىَ ‪ ،‬وإِنْ لم يُ ْ‬
‫ع َمىّ ‪ ،‬في عَرِجَ و َ‬
‫غَيْرُه ‪ .‬قال ‪ :‬وكذلك قِياسُه في العُيثوب ‪ :‬اعْرَجّ وا ْ‬
‫*!عُورٌ *!وعِيرَانٌ *!وعُورَانٌ ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪!* :‬عَا َرتْ عَيْنُه *!تَعاُر ‪!* ،‬وعَوِ َرتْ‬
‫عوَارّت *! َت ْعوَا ّر ‪ :‬بمعنىً واحد ‪!* .‬وعارَُه *! َيعُو ُرهُ ‪،‬‬
‫عوَرّت *! َتعْوَرّ ‪!* ،‬وا ْ‬
‫*! َت ْعوَرُ ‪!* ،‬وا ْ‬
‫عوَرَ الُ عَيْنَ‬
‫عوَرَ ‪ .‬وفي المحكم ‪!* :‬وأَ ْ‬
‫عوّ َرهُ *! َت ْعوِيرا ‪ :‬صَيّ َرهُ *!أَ ْ‬
‫عوَارا *!و َ‬
‫عوَرَهُ *!إِ ْ‬
‫*!وأَ ْ‬
‫جلِ‬
‫فُلن *!وعَوّرها ‪ .‬ورُ ّبمَا قالوا ‪!* :‬عُ ْرتُ عَينَه ‪ .‬وفي َتهْذِيبِ ابن القَطّاع ‪!* :‬وعَارَ عَيْنَ الرّ ُ‬
‫عوَرا ‪،‬‬
‫عوِ َرتْ هي *! َ‬
‫عوّرتُها أَنا ‪!* ،‬و َ‬
‫عوْرا ‪!* ،‬وأَعْوَرَهَا ‪َ :‬فقَأَها ‪!* ،‬وعَا َرتْ هي ‪!* ،‬و َ‬
‫*! َ‬
‫عوَرْتُ عينَه‬
‫ستْ ‪ .‬وفي الخَبَر ‪ :‬الهَدِيّةُ *! َتعُورُ عَيْنَ السّلْطَانِ ‪ .‬ثمّ قال ‪!* :‬وأَ ْ‬
‫عوَرَتْ ‪ :‬يَبِ َ‬
‫*!وأَ ْ‬
‫لغة ‪ ،‬انتَهى ‪.‬‬
‫جفْنَ عَيْنِه ‪ %‬فقُ ْلتُ له مَنْ *!عارَ عَيْ َنكَ‬
‫ي قولَ الشاعر ‪ ( % :‬فجاءَ إِلَ ْيهَا كاسِرا َ‬
‫وأَنشد الَزهر ّ‬
‫عَنْتَ َرهْ ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/154‬‬

‫يقولُ ‪ :‬مَنْ أَصابَها *!ب ُعوّار ويقال ‪!* :‬عُ ْرتُ عَيْنَه *!أَعُورها ‪!* ،‬وأَعارُها ‪ ،‬من *!العائر ‪.‬‬
‫شؤُومٌ ‪ .‬وقِيل ‪ِ :‬لخِلفِ حالِه ‪،‬‬
‫عوَر عندهم َم ْ‬
‫عوَرُ ‪ :‬الغُرابُ ‪ ،‬على التّشاؤُم به ‪ ،‬لَنّ *!الَ ْ‬
‫*!والَ ْ‬
‫عوَرَ لحِدّة َبصَرِه ‪ ،‬كما ُيقَال‬
‫س ّميَ الغُرابُ *!أَ ْ‬
‫لَنّهم يقولونَ ‪ :‬أَ ْبصَرُ من غُراب ‪ .‬وقالُوا ‪ :‬إِنّما ُ‬
‫ح َولُ ‪،‬‬
‫عوَرِ ‪ :‬الَ ْ‬
‫عمَى ‪َ :‬بصِيرٌ ‪!* ،‬وللَ ْ‬
‫شيّ أَبو البَ ْيضَا ِء ‪ ،‬ويقال للَ ْ‬
‫عمَى ‪ :‬أَبو َبصِيرٍ ‪ ،‬وللحَبَ ِ‬
‫للَ ْ‬
‫عوَرَ لَنّه إِذا أَرادَ أَنْ َيصِيحَ يُغ ّمضُ عَيْنَيْه ‪!* ،‬كال ُعوَيْرِ ‪،‬‬
‫س ّمىَ الغُراب أَ ْ‬
‫وفي التكملة ‪ :‬ويُقال ‪ُ :‬‬
‫عوَيْرُ ‪،‬‬
‫عوَيْرُ ُ‬
‫عوَر ‪ ،‬و ُيصُاح به ف ُيقَال ‪ُ !* :‬‬
‫س ِمىَ الغُرَابُ أَ ْ‬
‫صغِير ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ُ :‬‬
‫على تَرْخِيم ال ّت ْ‬
‫شيْءٍ من الُمورِ‬
‫ن كلّ َ‬
‫عوَرُ ‪ :‬الرّ ِدئُ مِ ْ‬
‫عوْنَ *!عُورََا ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬الَ ْ‬
‫وأَنشد ‪ :‬وصِحاحُ العُيُونِ ) ُيدْ َ‬
‫عوْرَاءُ ‪.‬‬
‫والَخْلقِ ‪ ،‬وهي *! َ‬
‫ل ول خَيْرَ فيه ‪ ،‬قاله ابنُ‬
‫ضعِيفُ الجَبَانُ ال َبلِيدُ الّذي ل َي ُدلّ على الخَيْ ِر ول يَنْ َد ّ‬
‫والَعْوَر أَيضا ‪ :‬ال ّ‬
‫عوَرُ ‪َ .‬يعْنِي بالجُ ْثمَان سَوا َد الليل ومُنْ َتصَفَه ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو‬
‫الَعرابيّ ‪ ،‬وأَنْشد ‪ :‬إِذا هَابَ جُ ْثمَانَه الَ ْ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ أَيضا ‪ ،‬وأَنْشَد ‪ ( % :‬ما َلكَ يا‬
‫ل ول يَ ْن َدلّ قاله اب ُ‬
‫الدّلِيلُ السّ ّيئُ الدّللةِ الذي ل يُْحِسُن يَ ُد ّ‬
‫ل ‪ %‬وكَيفَ يَنْ َدلّ امْ ُرؤُ عِ ْث َولّ ) ‪ %‬والَعْوَرُ من الكُ ُتبِ ‪ :‬الدارِسُ ‪ ،‬كأَنّه من ال َعوَر ‪،‬‬
‫عوَرُ ل تَ ْن َد ّ‬
‫أَ ْ‬
‫جمْع *!عُورٌ قاله الصاغانيّ‬
‫سوْطَ َمعَهُ ‪ ،‬وال َ‬
‫عوَرُ ‪ :‬مَنْ ل َ‬
‫ل والعَ ْيبُ ‪ .‬ومن ال َمجَاز ‪ :‬الَ ْ‬
‫وهو الخََل ُ‬
‫حدِيث َلمّا اعْتَ َرضَ أَبو َلهَب على‬
‫‪ .‬والَعْوَرُ ‪ :‬مَنْ لَيْسَ له أَخٌ من أَ َبوَيْه وبه فُسّر ما جاءَ في ال َ‬
‫ع َوةِ ‪ ،‬قال له أَبو طالِب ‪:‬‬
‫النبيّ صلّى ال عليه وسلّم عند إِظهارِ الدّ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/155‬‬

‫عوَرَ ‪ ،‬ولكنّ العَرَب تقولُ لِلّذِي لَيْسَ له أَخٌ من ُأمّه وأَبِيه‬


‫عوَرُ ‪ ،‬ما أَنتَ وهذا لم َيكُنْ أَبو َلهَب أَ ْ‬
‫يا أَ ْ‬
‫صبْ‬
‫عوّرَ ‪ ،‬أَي قُبّحَ َأمْرُه ورُدّ ولم ُت ْقضَ حاجَتُه ولم ُي ِ‬
‫عوَرُ ‪ :‬الّذِي *! ُ‬
‫عوَ ُر ‪ .‬ومن المَجَاز ‪ :‬الَ ْ‬
‫‪ :‬أَ ْ‬
‫عوّرَ الرّحْمنُ مَنْ‬
‫عوَرِ العَيْن قاله ابن الَعرابيّ ‪ ،‬وأَنْشَد لل َعجّاج ‪!* :‬و َ‬
‫ما طَلَب ‪ ،‬ولَيْسَ مِنْ *! َ‬
‫لمْ ِر وفَسَادُه ‪.‬‬
‫حاَ‬
‫جعَلَه وَلِيّا *!لِ ْل َعوَر ‪ ،‬وهو قُبْ ُ‬
‫سدَ من َولّه و َ‬
‫وَلّى *!ال َعوَرْ ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬معناه ‪َ :‬أفْ َ‬
‫صؤَابُ في الرَأْس ‪ ،‬ج *!أَعاوِرُ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬وفي الساس ‪ :‬رأْسه يَنْ َتعِشُ‬
‫والَعْوَرُ ‪ :‬ال ّ‬
‫علَمَ فيه ‪ ،‬يقال‬
‫عوَرُ من الطّرِيق ‪ :‬الّذِي ل َ‬
‫عوَ ُر ‪ .‬ومن المَجَازِ ‪ :‬الَ ْ‬
‫حدُ أَ ْ‬
‫أَعاوِرَ ‪ ،‬أَي صِبْانا ‪ ،‬الوا ِ‬
‫عوَرُ ‪ ،‬كأَنّ ذلك العَلَم عَيْنُه ‪ ،‬وهو مَ َثلٌ ‪ .‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬من الطّرُق ‪!* .‬والعائِر ‪:‬‬
‫‪ :‬طَرِيقٌ أَ ْ‬
‫س ّميَ بذلك لَنّ العَيْنَ ُت ْغ َمضُ له ول يَ َت َمكّنُ صاحبُها من النّظَر ‪ ،‬لَنّ‬
‫ن ف َعقَرَ ‪ُ ،‬‬
‫علّ العَيْ َ‬
‫كلّ ما أَ َ‬
‫العَيْن كأَنّها َت ْعوَرُ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬العَائِرُ ‪ :‬ال ّر َمدُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو القَذَى في العَيْنِ ‪ ،‬اسمٌ كالكاهِل والغارِب ‪،‬‬
‫جمْعُ‬
‫عوّارٌ ‪ ،‬أَي قَذىً ‪ .‬و َ‬
‫*!كال ُعوّار ‪ ،‬ك ُرمّانٍ ‪ ،‬وهو ال ّر َمصُ الّذِي في الحَ َد َقةِ ‪ .‬ويقالُ ‪ِ :‬بعَيْنِه *! ُ‬
‫حلَ العَيْنَيْنِ *!بال َعوَاوِرِ‬
‫عوَاوِيرُ ‪ ،‬وقد جا َء في َقوْل الشاعِرِ بحَ ْذفِ اليا ِء ضَرُو َر ًة ‪ :‬وكَ ّ‬
‫*!ال ُعوّارِ *! َ‬
‫‪ .‬و َروَى الَزه ِريّ عن اليَزِي ِديّ ‪ :‬بعَيْنِه سا ِهكٌ *!وعائِرٌ ‪ ،‬و ُهمَا من ال ّرمَدِ ‪ .‬وقال اللّيْث ‪ :‬العائرُ‬
‫غ َمصَة َت ُمضّ العَيْنَ كأَ ّنمَا َوقَع فيها قَذىً ‪ ،‬وهو *!ال ُعوّارُ ‪ .‬قال ‪ :‬وعَيْنٌ *!عائِ َرةٌ ‪ :‬ذاتُ‬
‫‪َ :‬‬
‫عوِرَتْ ‪ .‬وقِيل ‪ :‬العائرُ‬
‫عوّارٍ ‪ ،‬ول ُيقَال في هذا المعنَى ‪ :‬عا َرتْ ‪ ،‬إِ ّنمَا ُيقَال ‪!* :‬عا َرتْ إِذا *! َ‬
‫*! ُ‬
‫سفَلِ من العَيْنِ ‪ ،‬وهو اس ٌم ل َمصْدَر ‪ ،‬بمَنْزِلَة الفالِج والباغِز والباطِل ‪،‬‬
‫جفْنِ الَ ْ‬
‫‪ :‬بَثْ ٌر يكون في ال َ‬
‫وليس اسمَ فاعِل ول جارِيا‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/156‬‬
‫على ُمعْتَلّ ‪ ،‬وهو كما تَراه ُمعْ َتلّ ‪ .‬والعائِرُ من السّهام ‪ :‬ما ل يُدْرَي رامِيهِ وكذا من الحِجَارَة ‪.‬‬
‫س ْهمٌ *!عائِ ٌر فقَتَلَه والجمع *!ال َعوَائِرُ ‪ ،‬وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ ‪) :‬‬
‫ومن ذلك الحدِيث ‪ :‬أَنّ َرجُلً أَصابَهُ َ‬
‫ج ِهكَ يا َأمِيرُ ‪!* %‬عَوائِرا من جَ ْن َدلٍ *! َتعِيرُ ) ‪ %‬وفي ال ّتهْذِيب في ترجمة‬
‫‪َ ( %‬أخْشَى عَلَى َو ْ‬
‫عوَائِرُ نَ ْبلٍ‬
‫سؤُوا َف ْوتَ ال ّرمَاحِ أَتَ ْتهُمُ ‪َ !* %‬‬
‫نسأَ ‪ :‬وأَنشد لماِلكِ بن زُغْبَةَ الباهِِليّ ‪ ( % :‬إِذا انْتَ َ‬
‫عةُ سِهامٍ مُتَفَ ّرقَة ل يُدْرَى من أَيْنَ أَ َتتْ‬
‫كالجَرادِ نُطِيرُها ) ‪ %‬قال ابنُ ب ّرىّ ‪ :‬عَوائرُ نَ ْبلٍ ‪ ،‬أَي جَما َ‬
‫‪ .‬وعائِرُ العَيْنِ ‪ :‬ما َيمَْلؤُها من المالِ حتّى يَكادَ *! َيعُورُها ‪ .‬يُقال ‪ :‬عَلَيْه من المالِ عائِ َرةُ عَيْنَيْنِ ‪،‬‬
‫*!وعَيّرةُ عَيْنَيْن ‪ ،‬بتَشْدِيدِ الياءِ ال َمكْسُورة كِلهُما عن اللّحْيَانيّ ‪ ،‬أَي كَثْرةٌ َتمْلُ َبصَ َرهُ ‪ .‬وقال مرّة‬
‫‪ :‬أَي ما يَكادُ مِنْ كَثْرَتِه َيفْقَأُ عَيْنَيِه ‪ .‬وقال الزمخشريّ ‪ :‬أَي بما َيمَْلؤُهما ويَكادُ *! ُي َعوّرهُما ‪ .‬وقال‬
‫أَبو عُبَيْد ‪ُ :‬يقَال للرّجُل إِذا كَثُرَ مالُه ‪ :‬تَ ِردُ على فُلنٍ *!عائِ َرةُ عَيْنٍ ‪!* ،‬وعائِ َرةُ عَيْنَيْن ‪ ،‬أَي تَرِد‬
‫عليه إِ ِبلٌ كثيرةٌ كأَ ّنهَا من كثْرتها َتمْلُ العَيْنَيْن حتّى تكادَ *! َتعُورُهما ‪ ،‬أَي َت ْف َقؤُهما ‪ .‬وقال أَبو‬
‫صلُ ذلك أَنّ الرّجلَ من‬
‫العبّاس ‪ :‬معناه أَنّه مِنْ كَثْرَتها *! َتعِير فيها العَيْن ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪َ :‬أ ْ‬
‫العَ َربِ في الجاهلية كان إِذا َبلَغ إِبلُه أَلْفا عارَ عَيْنَ َبعِير منها ‪ ،‬فأَرادُوا *!بعائِ َرةِ العَيْنِ أَلْفا من‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ :‬وعنده من المالِ *!عائِ َرةُ عَيْنٍ ‪ ،‬أَي يَحارُ فيه‬
‫ح ٍد منها ‪ .‬قال ال َ‬
‫الِبِل *! ُت َعوّرُ عَيْنُ وا ِ‬
‫ال َبصَر من كَثْرتِه كأَنّه َيمْلُ العَيْن *!ف َيعُورُها ‪ .‬وفي الَساسِ مِ ْثلُ ما قاله الَصمعيّ ‪!* .‬وال ِعوَارُ ‪،‬‬
‫عوَار ‪ ،‬أَي عَ ْيبٍ ‪ .‬وبه‬
‫ب يقال سِ ْل َعةٌ ذاتُ *! ِ‬
‫ن الَثِير ‪ :‬العَ ْي ُ‬
‫ح والضّمّ َذكَرَهُما اب ُ‬
‫مُثلّثَةً ‪ ،‬الفَتْ ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/157‬‬

‫عوَارٍ ‪ .‬وال َعوَار أَيضا ‪ :‬الخَرْقُ‬


‫فُسّر حَدِيثُ الزّكاة ‪ :‬ل ُيؤْخَذُ في الصّ َدقَةِ هَرمَةٌ ول ذاتُ *! َ‬
‫حوِهما ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو عَ ْيبٌ فِيهِ فلم ُيعَيّنْ ذلك قال ذو الرّمةِ ‪ ( % :‬تُبَيّنُ‬
‫والشّقّ في ال ّث ْوبِ والبَ ْيتِ ونَ ْ‬
‫نِسْبَةَ المَرَ ِثىّ ُلؤْما ‪ %‬كما بَيّ ْنتَ في الَدَمِ *!ال َعوَارَا ) ‪( %‬و) *!ال ُعوّارُ ‪ ،‬ك ُرمّانٍ ‪ :‬ضَ ْربٌ من‬
‫حتَ‬
‫خطّافُ ‪ ،‬ويُنْشَد ‪ :‬كما ا ْن َقضّ َت ْ‬
‫ي فقال ‪ :‬هو ال ُ‬
‫جوْهَ ِر ّ‬
‫طوِيلُ الجَنَاحَيْن ‪ .‬وعَمّ ال َ‬
‫سوَدُ َ‬
‫الخَطاطِيفِ َأ ْ‬
‫علَيْه الذّرُور‬
‫عوّارُ ‪ .‬الصّيقُ ‪ :‬الغُبَار ‪ .‬وال ُعوّار ‪ :‬اللّحْم الذِي يُنْزَع من العَيْنِ بَعدَما يُذَرّ َ‬
‫الصّيقِ *! ُ‬
‫عوَاويِرُ ‪ ،‬وقد َتقَدّم ‪.‬‬
‫جمْعُ *! َ‬
‫‪ ،‬و ُهوَ من ال ُعوّار ‪ ،‬ب َمعْنَى ال ّر َمصِ الّذِي في الحَ َدقَةِ *!كالعَائِر ‪ ،‬وال َ‬
‫عوَر قاله‬
‫وال ُعوّار ‪ :‬الّذِي ل َبصَرَ لَهُ في الطَرِيقِ ول هِدا َي َة ‪ ،‬وهو ل َي ُدلّ ول يَ ْن َدلّ ‪ ،‬كالَ ْ‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬بالطّرِيق ‪ ،‬ومِثْلُه في ال ّت ْكمِلَة ‪ .‬ولو قال عِ ْندَ ِذكْر معانِي الَعْوَرِ ‪:‬‬
‫ضعِيفُ الجَبَانُ السّرِي ُع الفِرَارِ ‪،‬‬
‫خصَرَ ‪ .‬وال ُعوّارُ ‪ :‬ال ّ‬
‫والدّلِيل السَ ّيئُ الدّللَة *!كال ُعوّار كان أَ ْ‬
‫خصَرَ‬
‫ن فقال ‪ :‬كال ُعوّار كان أَ ْ‬
‫ضعِيفُ الجَبَا ُ‬
‫عوَرِ بعد قوله ‪ :‬ال ّ‬
‫*!كالَعْوَر ‪ .‬ولو َذكَرهُ في مَعانِي الَ ْ‬
‫ل ول َأ ْكفَالِ )‬
‫‪ .‬ج عَواوِيرُ قال الَعْشَى ‪ ( % ) :‬غَيْرُ مِيلٍ ول عَواوِيرَ في ال َهيْ ‪ %‬جا ول عُ ّز ٍ‬
‫صفُون به ال ُمؤَنّث ‪ ،‬فصار ك ِمفْعالٍ‬
‫‪ %‬قال سيبويه ‪ :‬ولم ُيكْتَفَ فيه بالواو والنون ‪ ،‬لَ ّنهُم قَّلمَا َي ِ‬
‫ج َمعُوه بالواو والنّون ‪ ،‬كما‬
‫صفَة ‪ ،‬ف َ‬
‫ومِ ْفعِيل ‪ ،‬ولم َيصِر كفَعّال ‪ ،‬وأَجْ َروْه مُجْرَى ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/158‬‬

‫جمْع *!ال ُعوّارِ الجَبَانِ ال َعوَاوِيرُ ‪ .‬قال ‪ :‬وإِنْ شِ ْئتَ‬


‫فَعلُوا ذلك في حُسّان وكُرّام ‪ .‬وقال الجوهَ ِريّ ‪َ :‬‬
‫عمّه ويُعاتِبُه ‪ ( % :‬وفي ُكلّ َيوْمٍ‬
‫طبُ َ‬
‫لم ُت َع ّوضْ في الشّعر فقُ ْلتَ ‪!* :‬ال َعوَاوِرُ ‪ .‬وأَنشد لِلَبِيدٍ ُيخَا ِ‬
‫ذِي حِفاظٍ بََلوْتَنِى ‪ %‬ف ُق ْمتُ مَقاما لم َتقُمْهُ ال َعوَاوِرُ ) ‪ %‬وقال أَبو عليّ النحويّ ‪ :‬إِ ّنمَا صَحّت فيه‬
‫ح ْكمِ ما في الّلفْظ ‪ ،‬فلمّا‬
‫ف لَنّ الياءَ المحذوفةَ للضرورة مُرا َدةٌ ‪ ،‬فهي في ُ‬
‫الوَاوُ مع قُرْبِها من الطّ َر ِ‬
‫حكْم من الطّرَف لم ُتقْلَبْ همزةً ‪.‬‬
‫َبعُ َدتْ في ال ُ‬
‫والّذِين حاجاتُهم في َأدْبارِهم ‪!* :‬ال ُعوّارَي ‪ ،‬هكذا في سائر النّسخ ‪ .‬والصّوابُ أَن هذه الجملةَ‬
‫معطوفَةٌ على ما قَبْلها ‪ ،‬والمُرَاد ‪!* ،‬وال ُعوّارُ أَيضا ‪ :‬الّذِين ‪ . .‬إِلى آخره ‪ ،‬وهكذا نقله صاحب‬
‫شجَ َرةٌ ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪ ،‬وهُو بناءً على أَنّه َمعْطُوفٌ على ما قَبْلَه ‪.‬‬
‫اللسان عن كُراع ‪ .‬و َ‬
‫شجَ َرةٌ ُيؤْخَذ هكذا ‪ ،‬بالياءِ التحيّة والصواب ‪:‬‬
‫والصواب كما في التكملة واللسان ‪!* :‬وال ُعوّارَى ‪َ :‬‬
‫لوْعِيَة فتُبَاع ‪ ،‬وتُتّخذ منها مَخانِقُ ب َمكّةَ‬
‫حمَل في ا َ‬
‫شدَخُ ثم تُيَبّسُ ثم ُتذَرّى ثم ُت ْ‬
‫ُتؤْخَذ جِراؤُهَا فتُ ْ‬
‫شجَ َرةٌ تَنْ ُبتُ‬
‫حكَم *!وال ُعوّارُ ‪َ :‬‬
‫حَرَسها ال تَعالى هكذا فَسّرَه ابنُ الَعْرَابِيّ ‪ .‬وقال ابنُ سِيدَه في المُ ْ‬
‫جوَافِ الشّجَرِ الكِبَار ‪ .‬فَلِيُنْظَر َهلْ‬
‫خضْراءُ ‪ ،‬ول تَنْبُت ِإلّ في َأ ْ‬
‫شبّ ‪ ،‬وهي َ‬
‫نِبْتَةَ الشّرْيَةِ ‪ ،‬ول تَ ِ‬
‫هي الشّجَ َرةُ المذكُورةُ أَو غَيْرُها ومن المَجَاز قولُهم ‪ :‬عجِ ْبتُ ِممّنْ ُيؤْثِرُ ال َعوْرَاء على العَيْنَاءِ ‪ ،‬أَي‬
‫عوَرِ‬
‫ح ُة ‪ ،‬وكِل ُهمَا من َ‬
‫حسَنَةِ كذا في الَساس ‪ .‬أَو ال َعوْراءُ ‪ :‬ال َفعْلَ ُة القَبِي َ‬
‫حةَ على ال َ‬
‫الكَِلمَة القَبِي َ‬
‫حوّلُوها‬
‫حدّة النّظَر ‪ ،‬ثم َ‬
‫طمُوحِ و ِ‬
‫العَيْن ‪ ،‬لَنّ الكَِلمَة أَو ال َفعْلة كأَ ّنهَا َتعُورُ العَيْنَ ف َيمْ َن ُعهَا ذلك من ال ّ‬
‫إِلى الكَِلمَة أَو ال َفعْلَة ‪ ،‬على المَثَل ‪ ،‬وإِ ّنمَا يُرِيدُون في‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/159‬‬

‫عمَيْلَةُ هذا قد جَبَرَه من‬


‫عمَيْلَةَ ‪ ،‬وكان ُ‬
‫عمّه ُ‬
‫حقِيقَة صاحِبَها ‪ .‬قال ابنُ عَ ْنقَا َء الفَزا ِزيّ َيمْدح ابنَ َ‬
‫ال َ‬
‫غضَى كَأَنّه ‪ %‬ذَلِيلٌ بِل ُذلّ ولو شاءَ لنْتَصَرْ ) ‪ %‬وقال أَبو‬
‫َفقْرٍ ‪ ( % :‬إِذا قِيَلتِ *!ال َعوْراءُ أَ ْ‬
‫عوْرَاءُ ‪ ،‬ولِلكَِلمَة الحَسْنَاءِ عَيْنَاءُ ‪ .‬وأَنشد َق ْولَ الشاعر ‪% :‬‬
‫حةِ ‪َ !* :‬‬
‫الهَيْثَم ‪ُ :‬يقَال لِلكَِلمَة القَبِي َ‬
‫حسْنَاءَ لم َتكُنْ‬
‫عذْرَا ) ‪ %‬أَي بكَِل َمةٍ َ‬
‫عوْرَاءَ جاءَت من أَخ فرَدَدْتُها ‪ %‬بساِلمَةِ العَيْنَيْنِ طالِبَةً ُ‬
‫( *!و َ‬
‫ل ول ُرشْد ‪ .‬وقال الجوهريّ ‪:‬‬
‫عقْ ٍ‬
‫عوْرَاءَ ‪ .‬وقال اللّيْث ‪ :‬ال َعوْرَاءُ ‪ :‬الكَِلمَة التي َت ْهوِى في غَيْرِ َ‬
‫َ‬
‫عوْرَاءَ الكَرِيمِ ادّخا َرهُ‬
‫غفِرُ َ‬
‫طةُ ‪ ،‬قال حا ِتمُ طَيّئ ‪ ( % ) :‬وأَ ْ‬
‫سقْ َ‬
‫الكَِلمَةُ ال َعوْرَاءُ ‪ :‬القَبِيحَة ‪ ،‬وهي ال ّ‬
‫ضيَ ال عنها ‪:‬‬
‫حدِيثِ عائشةَ َر ِ‬
‫‪ %‬وأُعْرِض عن شَتْمِ اللّئِيم تَك ّرمَا ) ‪ %‬أَي لدّخارِه ‪ .‬وفي َ‬
‫ب ول يَ َت َوضّأُ من ال َعوْرَاءِ َيقُولُها ‪ .‬أَي الكَِلمَة القَبِيحَة الزّائغَة عن‬
‫يَ َت َوضّأُ َأحَدُكم من الطّعام الطّ ّي ِ‬
‫عوْرَاءُ عن أَبي زَيْد ‪ ،‬وأَنشد ‪:‬‬
‫الرّشْد ‪!* .‬وعُورَانُ الكَلمِ ‪ :‬ما تَ ْنفِيه الُذنُ ‪ ،‬وهو منه ‪ ،‬الواحِدَة َ‬
‫ن لي بقَتُولِ ) ‪َ %‬وصَفَ الكَِلمَ‬
‫عوْراءَ قد قِيَلتْ فَلمْ أَسْ َتمِعْ لها ‪ %‬وما الكَلِمُ *!العُورَا ُ‬
‫‪(%‬وَ‬
‫جمْعٌ ‪ ،‬وَأخْبَرَ عنه بالقَتُول وهو واحد لَن الكَلِمَ يُذكّر و ُيؤَنّث ‪ ،‬وكذلك كلّ جمع‬
‫*!بالعُورَانِ لَنّه َ‬
‫ل ُيفَارِق واحِدَه ِإلّ بالهاءِ ‪ ،‬ولك فيه ُكلّ ذلك كَذا في اللّسان ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬والعَ َربُ تقولُ‬
‫عوْرَاء ُيقَال لها‬
‫عوْراءُ ‪ ،‬ورأَ ْيتُ في البادِيَة امْرََأةً َ‬
‫حوْلء ‪ :‬هي َ‬
‫عوَرُ ‪ ،‬وللمَرْأَة ال َ‬
‫ح َولِ العَيْنِ ‪ :‬أَ ْ‬
‫للَ ْ‬
‫جمَاعَاتُ المُ َتفَ ّرقَة ‪ ،‬منه ‪ ،‬وكذا من السّهام ‪ !*،‬كالعِيرَانِ ‪،‬‬
‫حوْلءُ ‪!* .‬وال َعوَائِرُ من الجَرَادِ ‪ :‬ال َ‬
‫َ‬
‫بالكَسْر ‪ ،‬وهي أَوائلُة الذاهِ َبةُ المُ َتفَ ّرقَةُ في قِلّة ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/160‬‬

‫*!والعَوْ َرةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬الخََللُ في ال ّثغْرِ وغَيْرِه ‪ ،‬كالحَ ْربِ ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪!* :‬ال َعوْ َرةُ في الّثغُورِ‬
‫خ ّوفُ منه من َثغْرٍ أَو‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ :‬ال َعوْ َر ُة ‪ :‬كلّ خََللٍ يُتَ َ‬
‫خوّفُ منه القَ ْتلُ ‪ .‬وقال ال َ‬
‫والحُرُوبِ ‪ :‬خََللٌ يُ َت َ‬
‫حَ ْربٍ ‪ .‬وال َعوْرَة ‪ُ :‬كلّ َم ْكمَنٍ للسّتْرِ ‪.‬‬
‫سوَْأةُ من الرّجُل والمَرَْأةِ ‪ .‬قال المصَنّف في البصائر ‪ :‬وَأصْلُها من *!العَار ‪ ،‬كأَنّه‬
‫وال َعوْرَةُ ‪ :‬ال ّ‬
‫عوْرَاتٌ ‪.‬‬
‫جمْعُ *! َ‬
‫عوْ َرةً ‪ .‬انتهى ‪ .‬وال َ‬
‫سمّيَت المَرَْأةُ *! َ‬
‫ظهُورِها *!عارٌ ‪ ،‬أَي مَ َذمّة ‪ ،‬ولذلك ُ‬
‫حقُ ب ُ‬
‫يَلْ َ‬
‫ضهُم‬
‫جمْ ِع الَسماءِ إِذا لم َيكُنْ ياءً َأ ْو وَاوا وقَرَأَ َب ْع ُ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ :‬إِ ّنمَا يُحَرّك الثاني من َفعْلَةٍ في َ‬
‫وقال ال َ‬
‫ظهُورِ ال َعوْ َرةِ فِيها‬
‫حقِيقٌ مِنْ ُ‬
‫عوَرَاتِ النّسَاءِ ‪ .‬بالتّحْرِيك ‪ .‬وال َعوْ َرةُ ‪ :‬الساعَةُ الّتي هي َقمَنٌ ‪ ،‬أَي َ‬
‫‪َ :‬‬
‫صفِ ال ّنهَارِ ‪ ،‬وساعةٌ بعدَ العِشَاءِ‬
‫عةٌ عندَ ِن ْ‬
‫ل ِة الفَجْرِ ‪ ،‬وسا َ‬
‫ل صَ َ‬
‫‪ ،‬وهي ثَلث ساعاتٍ ‪ :‬ساعَ ٌة قب َ‬
‫خدَمَ َألّ يَ ْدخُلُوا في هذه‬
‫عوْراتٍ َلكُم ‪ .‬أَمرَ ال تَعالى الوِلْدانَ وال َ‬
‫الخِرَة ‪ .‬وفي التّنْزِيل ‪ :‬ثَلثُ َ‬
‫عوْ َرةٌ ‪ ،‬ومنه الحديث ‪ :‬يا‬
‫ظهَرَ ‪َ :‬‬
‫الساعات ِإلّ بِتَسْلِيم منهم واسْتِئذان ‪ .‬و ُكلّ أَمرٍ ُيسْتَحْيَا منه إِذا َ‬
‫عوْرَاتُنا ما نَأْتِي منها وما نَذَر وهي من الرّجُل ما بَيْنَ السّرّة وال ّركْبَة ‪ ،‬ومن‬
‫رَسُولَ الِ ‪َ !* ،‬‬
‫لمَةِ‬
‫خ َمصِها خِلفٌ ‪ ،‬ومن ا َ‬
‫جهَ واليَدَيْنِ إِلى ال ُكوْعَيْن ‪ ،‬وفي َأ ْ‬
‫ل الوَ ْ‬
‫سدِهَا ِإ ّ‬
‫جمِيعُ جَ َ‬
‫المَرْأَة الحُ ّرةِ َ‬
‫خ ْدمَةِ كالرّأْس وال ّرقَبَة والساعِدِ فلَ ْيسَ *!ب َعوْرة ‪ .‬وسَتْرُ‬
‫مِ ْثلُ الرّجُل ‪ ،‬وما يَبْدُو منها في حَالِ ال ِ‬
‫عوْرَة‬
‫جبٌ ‪ ،‬وفيه عند الخَ ْلوَة خِلفٌ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬المَرَْأةُ َ‬
‫ال َعوْ َرةِ في الصّلة وغَيْرِ الصّلةِ وا ِ‬
‫ظهَ َرتْ كذا في اللسان‬
‫ظهَ َرتْ ُيسْتَحْيَا منها كما يُسْ َتحْيَا من ال َعوْ َرةِ إِذا َ‬
‫عوْ َر ًة لَ ّنهَا إِذا َ‬
‫سهَا َ‬
‫جعََلهَا َنفْ َ‬
‫َ‬
‫شمْسِ ‪:‬‬
‫جمْعُ *!ال َعوْراتُ ‪ .‬وال َعوْ َرةُ من ال ّ‬
‫شقُوقُها وال َ‬
‫‪ .‬وال َعوْرَة من الجِبَال ‪ُ :‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/161‬‬

‫مَشْ ِر ُقهَا و َمغْرِبُها ‪) ،‬‬


‫شمْسِ ‪ :‬خا ِفقَاها ‪ .‬وقال الشاعِرُ ‪ ( % :‬تَجاوَبَ بُومُها في‬
‫عوْرَتَا ال ّ‬
‫وهو َمجَازٌ ‪ .‬وفي الَساس ‪َ !* :‬‬
‫ن الَعرابيّ ‪ ،‬وهكذا أَنشدَه الجوهريّ‬
‫عوْرتَ ْيهَا ‪ %‬إِذا الحِرْبَاءُ َأ ْوفَى للتّنَاجِي ) ‪ %‬هكذا فسّره اب ُ‬
‫*! َ‬
‫جمَة ‪ ،‬وهما جانِبَاها ‪ .‬وفي البَيْت‬
‫غوْرَتَيْها بالغَيْن مع َ‬
‫في الصحاح ‪ .‬وقال الصاغَاني ‪ :‬الصواب َ‬
‫ح ‪ ،‬وال َقصِيدَة حائيّة ‪ ،‬والب ْيتُ لبِشْرِ بن أَبي خازِم ‪ .‬ومن المَجَازِ ‪:‬‬
‫تَحْرِيفٌ ‪ ،‬والرّواية ‪َ :‬أ ْوفَى للبَرَا ِ‬
‫شدَ لكُثَيّر ‪ ( % :‬كَذاكَ أَذُودُ ال ّنفْسَ يا عَزّ‬
‫ظهَرَ وَأمْكَنَ ‪ ،‬عن ابن الَعْرَابِيّ ‪ ،‬وأَنْ َ‬
‫شيْءُ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫عوَرَ ال ّ‬
‫أَ ْ‬
‫عوَرَت ‪ :‬أَمكنتْ ‪ ،‬أَي مَنْ لَمْ َيذُدْ َنفْسَه عن‬
‫عوَ َرتْ أَسْرَابُ مَنْ ل يَذُودُهَا ) ‪ %‬أَ ْ‬
‫عنكمُ ‪ %‬وقد *!أَ ْ‬
‫ح ‪ .‬وقوُلهُم ‪ :‬ما‬
‫ن الوَاضِ ُ‬
‫عوَارُهَا وفَشَت أَسْرَا ُرهَا *!وال ُمعْوِرُ ‪ :‬ال ُم ْمكِنُ البَيّ ُ‬
‫هَواهَا َفحُشَ *!إِ ْ‬
‫عوْ َرةٌ ‪.‬‬
‫عوَرَ مَنْزِلُك ‪ ،‬إِذا بَ َدتْ منه َ‬
‫ب تقول ‪!* :‬أَ ْ‬
‫ظهَر ‪ .‬والعَرَ ُ‬
‫خذَه ‪ ،‬أَي ما َي ْ‬
‫شئٌ ِإلّ أَ َ‬
‫*! ُي ْعوِرُ َلهُ َ‬
‫طعْنِ ‪ ،‬وهُو ممّا اشتُقّ من ال ُمسْ َتعَار قاله‬
‫عوَرَ (الفَارِسُ ‪ :‬بدَا فيه َم ْوضِعُ خََللٍ لِلضّ ْربِ وال ّ‬
‫(و) أَ ْ‬
‫ي رضي‬
‫عوَرَ البَ ْيتُ كذلك با ْنهِدامِ حائِطه ‪ .‬ومنه حديث عل ّ‬
‫ن القَطّاع ‪!* :‬وأَ ْ‬
‫الزمخشريّ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫عوَرَ الفارِسُ ‪ .‬وقال الشاعِرُ‬
‫ح ول ُتصِيبُوا *! ُم ْعوِرا ‪ ،‬هو من أَ ْ‬
‫جهِزُوا على جَرِي ٍ‬
‫ال عنه ‪ :‬ل ُت ْ‬
‫عوَرَا ‪!* .‬والعَارِيّة ‪ُ ،‬مشَدّدةً ‪ ،‬فعليّة من العارِ ‪ ،‬كما‬
‫يصف الَسَد ‪ :‬له الشّ ّد ُة الُولَى إِذا القِرْنُ *!أَ ْ‬
‫ضعِيفٌ ‪ ،‬وإِ ّنمَا غَرّهم قولُهم ‪:‬‬
‫ل َ‬
‫حقّقه المصنّف في ال َبصَائر ‪ .‬قال الَزْهريّ ‪ :‬وهو ُقوَيْ ٌ‬
‫َ‬
‫ضعِه ‪ ،‬إِنّما هي ُمعَاقَبَ ٌة من الواوِ إلى اليا ِء ‪ .‬وفي الصّحاح‬
‫س على َو ْ‬
‫*!يَ َتعَيّرُون *!العَوا ِريّ ‪ ،‬ولَيْ َ‬
‫‪!* :‬العارِيّة ‪ ،‬بالتّشْدِيد ‪ ،‬كأَنّها منسوبةٌ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/162‬‬

‫ف وأَتِْلفْ إِ ّنمَا المالُ *!عا َرةٌ ‪%‬‬


‫إِلى العا ِر لَنّ طَلَبَها *!عارٌ وعَ ْيبٌ ‪ .‬وقال ابنُ ُمقْبِل ‪ ( % :‬فأَخِْل ْ‬
‫خفّف ‪ .‬وكذا *!العَا َرةُ ‪ :‬ما‬
‫وكُلْهُ مع الدّهْرِ الذي ُهوَ آكِلُهْ ) ‪ %‬قلتُ ‪ :‬ومثلُه قولُ اللّيْث ‪ .‬وقد تُ َ‬
‫ص ْفوَانَ بنِ ُأمَيّة ‪!* :‬عَارِيّة َمضْمُونَة ُمؤَدّاة *!العَارِيّة يجب رَدّها‬
‫تَدَاوَلُوه بَيْ َنهُم ‪ ،‬وفي حديث َ‬
‫ي ‪ ،‬ول ضَمانَ فيها‬
‫ب ضَمانُ قِيمَتِها عند الشافع ّ‬
‫ج َ‬
‫ت وَ َ‬
‫إِجماعا ‪ ،‬مهما كانت عينُها باقية ‪ .‬فإِنْ تَِل َف ْ‬
‫ن فقالت ‪َ :‬أجُْلبُ إِلى‬
‫عند أَبي حَنِيفَةَ ‪ .‬وقال المصنّف في البصائر ‪ :‬قِيلَ *!للعارِيّة ‪ :‬أَيْنَ تَ ْذهَبي َ‬
‫خفّفةً قال الشاعر ‪ ( % :‬إِ ّنمَا أَ ْنفُسُنا *!عاريَةٌ ‪%‬‬
‫شدّد ًة ومُ َ‬
‫عوَا ِرىّ ‪ ،‬مُ َ‬
‫أَهْلي مَ َذمّةً *!وعارا ‪ .‬ج *! َ‬
‫*!والعَوَاريّ ُقصَارَى أَنْ تُرَدّ ) ‪ %‬وقد *!أَعا َرهُ الشيءَ *!وأَعارَه مِ ْنهُ *!وعَاوَرَه إِيّاهُ ‪.‬‬
‫*!وال ُمعَاوَ َرةُ *!والتّعاوُر ‪ :‬شِبْهُ ال ُمدَاوَلَة ‪ .‬والتّدَا ُولُ في )‬
‫ط كعَيْنِ الدّيكِ *!عاوَرْتُ صاحِبِي ‪%‬‬
‫سقْ ِ‬
‫ن ‪ .‬ومنه قولُ ذِي ال ّرمّة ‪ ( % :‬و ِ‬
‫الشي ِء يكونُ بَيْنَ اثْنَيْ ِ‬
‫سقُطُ من نارِها ‪ .‬وأَنشد اللّيْث ‪ :‬إِذا َردّ‬
‫أَبَاهَا وهَيّأْنا ِل َم ْو ِقعِها َوكْرَا ) ‪َ %‬يعْنِي الزّ ْن َد وما يَ ْ‬
‫جبَ ‪ ،‬وفي حديثِ ابنِ‬
‫جبَ واسْ َت ْع َ‬
‫*!ال ُمعَاوِرُ ما *!اسْ َتعَارَا ‪!* .‬و َتعَوّرَ *!واسْ َتعَارَ ‪ :‬طَلَ َبهَا نحو َتعَ ّ‬
‫شيْءَ‬
‫عَبّاس و ِقصّةِ العِجْل ‪ :‬مِنْ حُِلىّ *! َت َعوّرَهُ بَنُو إِسْرَائِيل ‪ ،‬أَي *!اسْ َتعَارُوه ‪!* .‬واسْ َتعَارَه ال ّ‬
‫واسْ َتعَارَه منه ‪ :‬طََلبَ منه *!إِعَارَتَه ‪َ ،‬أيْ أَنْ *! ُيعِيرَه إِيّاه وهذه عن اللّحْيَانيّ ‪ .‬قال الَزْهريّ ‪:‬‬
‫وأَما *!العارِيّة فإِ ّنهَا منسوبةٌ إِلى العَا َرةِ ‪ ،‬وهو اسمٌ من *!الِعارَة ‪ ،‬تقول ‪!* :‬أَعَرْتُه الشيءَ‬
‫طعْتُه إِطاعَةً وطَاعَةً ‪ ،‬وأَجَبْتُه إِجابَةً وجَا َبةً ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫*!أُعيرُه *!إِعا َرةً *!وعَا َرةً ‪ ،‬كما قالوا ‪ :‬أَ َ‬
‫وهذ كثيرٌ في ذَوات الثّلثِ ‪ ،‬منها الغا َرةُ والدّا َر ُة والطّاقَةُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/163‬‬

‫وما َأشْ َب َههَا ‪.‬‬


‫شيْءَ ‪!* ،‬و َت َعوّرُوه ‪!* ،‬و َتعَاوَرُوه‬
‫ويُقَالُ ‪ !*:‬اسْ َتعَ ْرتُ منه *!عارِيّةً *!فأَعَارَنِيها ‪!* .‬واعْ َتوَرُوا ال ّ‬
‫طعْنَ الكُلَى ‪َ %‬ندْرَ ال ِبكَا َر ِة في‬
‫‪ :‬تَدَاوَلُوه فيما بَيْ َنهُم ‪ .‬قال أَبو كَبِيرٍ ‪ ( % :‬وإِذا ال ُكمَاةُ *! َتعَاوَرُوا َ‬
‫ظهَرَت الواوُ في *!اعْ َتوَرُوا لَنّه في معنى‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ :‬إِ ّنمَا َ‬
‫ض َعفِ ) ‪ %‬قال ال َ‬
‫الجَزَاءِ ال ُم ْ‬
‫*! َتعَاوَرُوا فبُ ِنىَ عليه ‪ ،‬كما َذكَرْنا في َتجَاوَرُوا ‪ .‬وفي الحديث ‪!* :‬يَتعاوَرُون على مِنْبَرِي أَي‬
‫خَلفَه آخَرُ ‪ .‬يقال ‪َ !* :‬تعَاوَرَ القومُ فُلنا ‪ ،‬إِذا َتعَاوَنُوا عليه‬
‫يَخْتَِلفُون ويَتَنَاوَبُون ‪ ،‬كلّما َمضَى واحدٌ َ‬
‫ن قولَ‬
‫بالضّرْب وَاحدا بع َد وَاحد ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وأَما *!العارِيّة *!والِعَا َرةُ *!والسْ ِتعَا َرةُ فإِ ّ‬
‫العَرَب فيها ‪ :‬هُمْ *!يَتعاورُون *!ال َعوَا ِرىّ *!ويَ َت َعوّرُونَهَا ‪ ،‬بالواو ‪ ،‬كأَنّهم أَرادُوا َتفْ ِرقَةً بين ما‬
‫يَتَرَدّدُ من ذاتِ َنفْسِه وبين ما يُ َردّدُ ‪ .‬وقال أَبو زَيْد ‪َ !* :‬تعَاوَرْنا *!ال َعوَا ِريّ *!تَعاوُرا ‪ ،‬إِذا أَعارَ‬
‫بعضُكم َبعْضا ‪!* .‬وتَ َعوّرْنَا *! َت َعوّرا ‪ ،‬إِذا كُ ْنتَ أَنْت *!المُسْ َتعِيرَ ‪!* .‬و َتعَاوَرْنا فُلنا ضَرْبا ‪ ،‬إِذا‬
‫ن الَعرابيّ ‪!* :‬ال ّتعَاوُر *!والعْ ِتوَارُ ‪ :‬أَنْ َيكُونَ هذا‬
‫ضَرَبْتَه مَرّة ث ّم صاحبُك ثمّ الخَر ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫مَكانَ هذا ‪ ،‬وهذَا مَكانَ هذا ‪ُ .‬يقَال ‪!* :‬اعْ َتوَراهُ وابْتَدّاهُ ‪ ،‬هذا مَ ّرةً وهذا مَرّة ‪ ،‬ول ُيقَال ‪ :‬ابْتَدّ زيدٌ‬
‫ضهُم ‪:‬‬
‫ب ‪ :‬وقالَ بع ُ‬
‫عمْرا ‪!* .‬وعارَه ‪ ،‬قِيل ‪ :‬ل مُسْ َتقْ َبلَ له ‪ .‬قال َي ْعقُو ُ‬
‫عمْرا ‪ ،‬ول *!اعْ َتوَرَ زيدٌ َ‬
‫َ‬
‫خ َذهُ وذَ َهبَ به ‪ ،‬وما َأدْرِى‬
‫*! َيعُورُه ‪ ،‬وقال أَبو شِبْل ‪َ !* :‬يعِيرُه ‪ ،‬وسيذكر في الياءِ أَيضا ‪ ،‬أَي أ َ‬
‫خذَه ‪ ،‬ل يُسْ َت ْعمَل ِإلّ في الجَحْد ‪ .‬وقِيلَ ‪َ :‬معْنَاه ما َأدْرِى َأيّ‬
‫َأيّ الجَرادِ *!عارَه ‪َ ،‬أيْ َأيّ الناسِ أَ َ‬
‫حكَى اللّحْيَانيّ ‪ :‬أَراكَ *!عُرْتَه *!وعِرْتَه ‪ ،‬أَي ذَهَ ْبتَ به ‪ ،‬قال ابنُ جِنّى ‪:‬‬
‫الناسِ ذَ َهبَ به ‪ ،‬و َ‬
‫كأَنّهم إِ ّنمَا َلمْ َيكَادُوا‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/164‬‬

‫لمْرِ المُ ْن َقضِى الفائت ‪ ،‬وإِذا كانَ كذلك فل‬


‫يَسْ َت ْعمِلُونَ ُمضَارِعَ هذا ال ِفعْل َلمّا كانَ مَثَلً جارِيا في ا َ‬
‫طقُون فيه ب َيفْعَل ‪ .‬أَو َمعْنَى *!عا َرهُ ) أَتَْلفَه‬
‫ض ول يَ ْن ِ‬
‫وَجْهَ ل ِذكْر المضارِع ها هنَا لَنه ليس بمُ ْنقَ ٍ‬
‫عوّرَها ‪ :‬قَدّرَها ‪ ،‬كعَايَرَها ‪ ،‬بالياءِ ُلغَة فيه ‪،‬‬
‫وأَهَْلكَه قاله بعضُهم ‪!* .‬وعَاوَرَ ال َمكَايِيلَ *!و َ‬
‫ن وال ِمكْيالَ ‪ ،‬وعاوَرَهُما ‪ ،‬وعايَرَ ُهمَا وعايَرَ بَيْ َن ُهمَا ُمعَايَ َرةً وعِيَارا‬
‫وسيُ ْذكَر في عير ‪ .‬وعَيّرَ المِيزَا َ‬
‫‪ ،‬بالكَسْر ‪َ :‬قدّرَهُما ونَظَرَ ما بَيْ َن ُهمَا ‪ .‬ذكر ذلك أَبو الجَرّاحِ في بابِ ما خاَل َفتِ العامّةُ فيه ُلغَةَ‬
‫العَرَب ‪ .‬وقال اللّيْث ‪ :‬العِيَارُ ‪ :‬ما عايَ ْرتَ به ال َمكَايِيلَ ‪ ،‬فالعِيَارُ صَحِيحٌ تامّ وَافٍ ‪َ .‬تقُول ‪ :‬عايَ ْرتُ‬
‫سوّيْتُه ‪ ،‬وهو العِيَا ُر وال ِمعْيَارُ ‪ .‬وحقّ هذه أَنْ ُت ْذكَر في الياءِ كما سيأْتي ‪!* .‬وال ُمعَارُ ‪،‬‬
‫به ‪ ،‬أَي َ‬
‫ضمّرُ المُقدّحُ ‪ ،‬وإِ ّنمَا قِيل له *!ال ُمعَا ُر لَنّ طَرِيقَةَ مَتْنِه نَ َبتْ فصارَ لها عَيْرٌ‬
‫بالضّمّ ‪ :‬الفَرَسُ ال ُم َ‬
‫ناتئٌ ‪ ،‬أَو المَنْتُوفُ الذّ َنبِ ‪ ،‬من قولِهم ‪ :‬أَعَ ْرتُ الفَرَسَ وأَعْرَيْتُه ‪ :‬هَلَ ْبتُ ذَنَبَه قاله ابنُ القَطّاع ‪ .‬أَو‬
‫سمَنْته ‪ .‬وبالَقوالِ‬
‫سمِينُ ‪ ،‬و ُيقَال له ‪ :‬المُسْ َتعِير أَيضا ‪ ،‬من قولهم ‪!* :‬أَعَ ْرتُ الفَرَسَ ‪ ،‬إِذا َأ ْ‬
‫ال ّ‬
‫عوّرَ الرّاعِي الغَ َنمَ *! َت ْعوِيرا ‪:‬‬
‫الثلثة ُفسّر بيتُ بِشْرِ بنِ أَبِي خازِم التِي ِذكْرُه في عير ‪!* .‬و َ‬
‫سكُون الرّاءِ ‪ :‬د ‪ ،‬بُلَيْدَة‬
‫عوَرْتَا ‪ ،‬بفَتْح العَيْن والواوِ و ُ‬
‫ضهَا للضّياعِ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪!* .‬و َ‬
‫عَ ّر َ‬
‫قُ ْربَ ناُبلُس الشّ ْأمِ ‪ ،‬قيلَ بها قَبْرُ سَ ْبعِينَ نَبِيّا من أَنْبِياءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ‪ ،‬منهم سَيّدُنَا عُزَي ٌر في‬
‫َمغَا َرةٍ ‪ ،‬ويُوشَعُ فَتَى مُوسَى ‪ ،‬عليهم الصّلة والسّلم ذكره الصاغانيّ ‪!* .‬واسْ َت ْعوَرَ عن أَهْله ‪:‬‬
‫ا ْنفَرَدَ عنهم نقله الصاغانيّ عن الفرّاءِ ‪.‬‬
‫*!وعُوَيْرٌ ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪َ ،‬م ْوضِعانِ أَحدُهُما‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/165‬‬

‫حجَن الماِلكِيّين ‪ .‬قال القُطاميّ ‪ ( % :‬حَتّى وَرَدْنَ‬


‫عوَرِيّة ‪ ،‬وهي قَرْيَةُ بَنِي مِ ْ‬
‫على قِبْلَة *!الَ ْ‬
‫َركِيّاتِ *!ال ُعوَيْ ِر وقَدْ ‪ %‬كادَ المُلءُ من الكُتّانِ َيشْ َت ِعلُ ) ‪!* %‬وعُوَيْرٌ ‪!* ،‬وال ُعوَيْرُ ‪ :‬اسم رَجُل‬
‫سعَدَ في لَ ْيلِ البَل ِبلِ صَفْوانُ ) ‪%‬‬
‫عوَيْرٌ ومَنْ مِ ْثلُ *!ال ُعوَيْرِ ورَ ْهطِه ‪ %‬وأَ ْ‬
‫قال امرُؤ القَيْسِ ‪ُ ( % :‬‬
‫جمْع ‪ ،‬هكذا َنقَلَه الصاغانيّ ‪ .‬وقال‬
‫ويُقالُ ‪َ :‬ركِيّةٌ *!عُورانٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬أَي مُ َتهَدّمةٌ ‪ ،‬للواحِدِ وال َ‬
‫شعَراءُ *!عُورٌ ‪َ :‬تمِيمُ بنُ أُ َبيّ بنِ مُقْبِل ‪ ،‬وهو من بَنِي‬
‫خمْسَةٌ ُ‬
‫ابنُ دُرَيْد ‪!* :‬عُورانُ قَيْس ‪َ :‬‬
‫حصَيْن ‪ ،‬من بَنِي ُنمَيْرِ بنِ‬
‫العَجْلنِ بنِ عَ ْبدِ ال بنِ َك ْعبِ بنِ رَبِيعَةَ ‪ ،‬والرّاعي ‪ ،‬واسمُه عُبَيْدُ بنُ ُ‬
‫سمُه َم ْع ِقلُ بنُ ضِرارٍ ‪ ،‬من بَنِي جِحَاشِ بنِ بَجَالَةَ بنِ مازِنِ ابن َثعْلَ َبةَ بنِ‬
‫شمّاخُ ‪ ،‬وا ْ‬
‫عامِرٍ ‪ ،‬وال ّ‬
‫حمَيْدُ بنُ َثوْر ‪ ،‬من‬
‫حمَرَ الباهِِليّ ‪ ،‬وسيأْتي َبقِيّةُ َنسَبِه في ف ر ص و ُ‬
‫عمْرُو بنُ أَ ْ‬
‫سعْدِ بنِ ذُبْيَانَ ‪ ،‬و َ‬
‫َ‬
‫عوَرَ الشّ ّنىّ َب َدلَ الراعِي ‪.‬‬
‫بَنِي هِللِ بنِ عامِر ‪ ،‬فارسُ الضّحْيَاءِ ‪ .‬وفي اللسان َذكَر *!الَ ْ‬
‫ن والقُبْحُ ‪.‬‬
‫*!والعَوِرُ ‪ ،‬ككَ ِتفٍ ‪ :‬الرّ ِدئُ السّرِي َرةِ قَبِيحُها ‪!* ،‬كال ُم ْعوِر ‪ ،‬من *!ال َعوَرِ ‪ ،‬وهو الشّيْ ُ‬
‫جمِيع بَلفْظٍ‬
‫(و) *!ال َعوْ َرةُ ‪ :‬الخََللُ في ال ّثغْرِ وغَيْرِه ‪ ،‬وقد يُوصَف به مَ ْنكُورا فيكونُ للواحِ ِد وال َ‬
‫عوْ َرةٌ ‪ .‬فَأفْرَدَ )‬
‫وَاحدٍ ‪ .‬وفي التّنْزِيل ‪ :‬إِنّ بُيُوتَنَا *! َ‬
‫عوْرَة ‪ ،‬وقَرَأَ ابنُ عَبّاس‬
‫سكِين الواو من َ‬
‫جمَع القُرّاءُ على تَ ْ‬
‫جمْعٌ ‪ .‬وَأ ْ‬
‫ال َوصْفَ ‪ ،‬وال َم ْوصُوفُ َ‬
‫عوِ َرةٌ ‪ ،‬على ِفعْلَة ‪ ،‬وهي من شَوا ّذ القِرَاءَات ‪،‬‬
‫جمَاعَةٌ من القُرّاءِ إِنّ بُيوتَنا *! َ‬
‫ضيَ ال عنهما و َ‬
‫َر ِ‬
‫عوْرَة ‪ ،‬أَي لَيْسَت بحَرِيزَة ‪ ،‬بل ُم ْمكِنَة للسّرّاقِ لخُُلوّهَا من الرّجال ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬أَي *! ُم ْعوِرَة‬
‫أَي ذَاتُ َ‬
‫‪ ،‬أَي بُيُوتنا ِممّا يَلِي‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/166‬‬

‫العَ ُدوّ ونحْنُ ُنسْرَقُ منها ‪ .‬فَأكْذَ َب ُهمُ ال تعالَى فقال ‪ :‬ومَا ِهيَ *! ِبعَوْ َرةٍ ‪ .‬وَلكِنْ يُرِيدُون الفِرارَ عَنْ‬
‫عوْ َرةٌ قال في التّ ْذكِيرِ‬
‫ُنصْرَة النّ ِبيّ صلّى ال عليه وسلّم ‪ .‬فمَنْ قَرَأَ عوِ َرةٌ َذكّ َر وأَ ّنثَ ‪ ،‬ومن قَرَأَ َ‬
‫ي ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪:‬‬
‫عوْرَة ‪ ،‬كال َمصْدر ‪!* .‬ومُسْ َتعِير الحُسْنِ ‪ :‬طائِرٌ ‪ ،‬نقله الصاغَان ّ‬
‫والتَأْنِيث َ‬
‫خصْلَتَيْن ال َمكْرُهَتَيْن ‪،‬‬
‫عوَيْرٌ ‪ ،‬وكُلّ غَيْرُ خَيْر ‪ .‬قال الجوهَ ِريّ ‪ُ :‬يقَال ذلك في ال َ‬
‫قوُلهُمْ ‪ :‬كُسَيْرٌ *!و ُ‬
‫عوَرَ مُرَخّما ‪ .‬ومثلُه في الساس ‪!* .‬وعارَ ال ّدمْعُ *! َيعِيرُ *!عَيَرَانا ‪ :‬سالَ قاله ابنُ‬
‫صغِيرُ أَ ْ‬
‫وهو َت ْ‬
‫حفِىّ ‪!* %‬أَعا َرتْ عَيْنُه أَمْ َلمْ *! َتعَارَا ) ‪ %‬أَي َأ َد َم َعتْ‬
‫بُزُرْج ‪ ،‬وأَنشد ‪ ( % :‬ورُ ّبتَ سائل عَنّي َ‬
‫عوَرُ ‪ ،‬مَ َثلٌ ُيضْرَب للمذموم َيخْلُف َب ْعدَ‬
‫حمَر الباهليّ ‪ .‬وقالُوا ‪َ :‬ب َدلٌ *!أَ ْ‬
‫عَيْنُه والبيت ِل َعمْرِو بن أَ ْ‬
‫عوَرُ ‪ .‬وهو من ذلك ‪ ،‬قال‬
‫حمُود ‪ .‬وفي حَدِيث أُمّ زَرْع ‪ :‬فاسْتَبْدَ ْلتُ َبعْدَه ‪ ،‬و ُكلّ بَ َدلٍ أَ ْ‬
‫جلِ ال َم ْ‬
‫الرّ ُ‬
‫عبدُ ال بن َهمّامٍ السَلُوليّ لقُتَيْبَةَ بنِ مُسْلِم ‪ ،‬ووُّلىَ خُرَاسَانَ َبعْدَ يَزِيدَ بنِ ال ُمهَلّب ‪َ ( % :‬أقُتَ ْيبَ قد‬
‫عوَرُ ‪ .‬قال أَبو ُذؤَيْب ‪% :‬‬
‫عوَرُ ) ‪ %‬ورُ ّبمَا قالُوا خََلفٌ أَ ْ‬
‫قُلْنَا غَدَاةَ أَتَيْتَنَا ‪ %‬بَ َدلٌ َل َعمْ ُركَ من يَزِيدٍ أَ ْ‬
‫لفٍ‬
‫جمَع خَلَفا على خِ َ‬
‫حتُ أَمشِي في دِيَارٍ كأَ ّنهَا ‪ %‬خِلفَ دِيَارِ الكاهِلِيّةِ عُورُ ) ‪ %‬كأَنّه َ‬
‫( فَأصْبَ ْ‬
‫سمّوا بذلك*! ِل َعوَرِ أَبِيهِم ‪ .‬فَأمّا َقوْلُه ‪ :‬في بلدِ‬
‫عوَر ‪ :‬قَبيلَةٌ ‪ُ ،‬‬
‫مِثْل جَبَل وجِبَال ‪ .‬وبَنُو *!الَ ْ‬
‫*!الَعْوَرِينَا ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/167‬‬

‫عوَر ‪ ،‬لَنّ مِ ْثلَ هذا ل يُسَلّم عند سيبويه ‪ .‬وقد يكون‬


‫جمْعِ أَ ْ‬
‫جمِينَ ‪ ،‬وليس ب َ‬
‫فعَلى الِضافَ ِة كالَعْ َ‬
‫حوَل ‪.‬‬
‫عوَ ُر ‪ .‬والَعْوَرُ أَيضا ‪ :‬الَ ْ‬
‫ال َعوَر في غَيْر الِنسان ‪ ،‬ف ُيقَال ‪َ :‬بعِيرٌ أَ ْ‬
‫عوّرْتُ الرّكيّة ‪ ،‬إِذا كَ َبسْتَها بالتّراب‬
‫عوّرتُ عُيُونَ المِيَاهِ ‪ ،‬إِذا َدفَنْ َتهَا وسَ َددْتَها ‪ .‬و َ‬
‫شمِر ‪َ !* :‬‬
‫وقال َ‬
‫سدَهَا حَتّى َنضَب الماءُ ‪ ،‬وهو مَجازٌ وكذا *!أَعَرْ ُتهَا ‪ .‬وقد‬
‫سدّ عُيُونُها ‪ .‬وفي الَساس ‪ :‬وَأفْ َ‬
‫حَتّى تَنْ َ‬
‫عمَر و َذكَرَ امرَأَ القَيْس ‪ ،‬فقال‬
‫عوْرَاءُ ‪ :‬ل ماءَ بها ‪ .‬وفي حديث ُ‬
‫*!عا َرتْ هِي *! َتعُورُ ‪ .‬وفَلةٌ *! َ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪!* :‬ال ُعوّارُ ‪:‬‬
‫‪ :‬افْ َتقَرَ عن مَعانٍ *!عُورٍ ‪ .‬أَراد به ال َمعَانِيَ الغا ِمضَةَ ال ّدقِيقَة ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪:‬‬
‫سقِه ‪ .‬قال ال َ‬
‫عوّرْتُ الرجلَ ‪ ،‬إِذا اسْتَسْقاكَ فلم َت ْ‬
‫البِئْرُ التي ل يُسْ َتقَى منها ‪ .‬قال ‪!* :‬و َ‬
‫عوّرْتَ شُرْبَه ‪ .‬قال الفَرَزْدَق ‪ ( % ) :‬مَتَى‬
‫سقِه ‪ :‬قد *! َ‬
‫ويقال للمُسْ َتجِيزِ الذِي َيطْلُب المَاءَ إِذا لم تَ ْ‬
‫سفَارِ ‪ :‬اسمُ ماءٍ ‪،‬‬
‫جدْ ِبهَا ‪َ %‬أدَ ْيهِمَ يَ ْرمِي المُسْ َتجِيزَ *!ال ُم َعوّرَا ) ‪َ %‬‬
‫سفَارِ تَ ِ‬
‫ما تَرِدْ َيوْما َ‬
‫عوّرتُه عن المَاءِ *! َت ْعوِيرا ‪ ،‬أَي حَلته ‪.‬‬
‫والمُسْتَجِيز ‪ :‬الّذِي َيطْلبُ الما َء ‪ .‬ويقال َ‬
‫عوّرْتُهُ عن حاجَتِه ‪َ :‬ردَدْته عَ ْنهَا ‪ .‬وهو مَجاز ‪ .‬ويقال ‪:‬‬
‫وقال أَبو عُبَيْ َدةَ ‪!* :‬ال ّت ْعوِيرُ ‪ :‬الرّدّ ‪َ !* .‬‬
‫عوَرُ‬
‫ما رَأَ ْيتُ عائرَ عَيْن ‪ ،‬أَي َأحَدا َيطْ ِرفُ العَيْنَ *!ف َيعُورها ‪ .‬ومن َأمْثَالِ العَ َربِ السَائِ َرةِ ‪ :‬أَ ْ‬
‫حجَرَ ‪.‬‬
‫عَيْ َنكَ وال َ‬
‫جلٌ *! ُمعْوِرٌ ‪ :‬قَبِيحُ السّرِيرِة ‪ .‬ومكَانٌ ُم ْعوِرٌ ‪ :‬مَخُوفٌ ‪ .‬وهذا مكانٌ‬
‫*!والِعْوار ‪ :‬الرّيبَةُ ‪ .‬ورَ ُ‬
‫عوْ َرةٌ ‪ ،‬وهو من َمجَاز المَجَاز ‪،‬‬
‫ُم ْعوِرٌ ‪ ،‬أَي ُيخَافُ فيه القَطْعُ ‪ ،‬وكذا َمكَانٌ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/168‬‬

‫سعُودُ بنُ هُنَيْ َدةَ ‪ :‬رأَيْتُه وقَدْ طَلَع في‬


‫كما في الَساس ‪ .‬وفي حديث أَبي َبكْر َرضِيَ ال عنهُ قال َم ْ‬
‫ي ٍء ف ُهوَ‬
‫عوْرَة ُيخَافُ فيها الضّللُ وال ْنقِطَاع ‪ ،‬و ُكلّ عَ ْيبٍ وخَلَل في ش ْ‬
‫طَرِيق *! ُم ْعوِرة أَي ذات َ‬
‫عوَرَ لك‬
‫ن الوَاضِحُ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫عوِرٌ ‪ :‬ل حافِظَ له ‪!* .‬وال ُم ْعوِرُ ‪ :‬ال ُم ْمكِنُ البَيّ ُ‬
‫شيْءٌ ُمعْوِرٌ و َ‬
‫عوْرَة ‪ .‬و ُ‬
‫َ‬
‫عوَ َركَ ‪َ :‬أ ْمكَنَك ‪ ،‬وهو مَجاز ‪.‬‬
‫الصّيْدُ ‪!* ،‬وأَ ْ‬
‫وعن ابن الَعْرَا ِبيّ ‪ُ :‬يقَال ‪َ !* :‬ت َعوّرَ الكِتَابُ ‪ ،‬إِذا دَ َرسَ ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وحكَى اللّحْيَانيّ ‪ :‬أَرَى ذا‬
‫ي فقال‬
‫جلُ إِذا كَبِرَ وخَشىَ ال َموْتَ ‪ .‬وفَسّره الزمخشر ّ‬
‫ال َدهْرَ*!‪ -‬يَسْتعِيرنُي ثِيابِي ‪ .‬قال ‪َ :‬يقُولُه الرّ ُ‬
‫خذُه مِنّي ‪ ،‬وهو َمجَازُ المَجَا ِز كما في الَسَاس ‪ .‬وذكره الصاغانيّ أَيضا ‪ .‬وقَولُ الشّاعِرِ ‪:‬‬
‫‪ :‬أَي يَأْ ُ‬
‫حفِيفَ مِنْخَرِه إِذا مَا ‪ %‬كَ َتمْنَ الرّ ْبوَ كِيرٌ *!مُسْ َتعَارُ ) ‪ %‬كِيرٌ مُسْ َتعَارٌ ‪ :‬أَي مُتعاوَرٌ أَو‬
‫‪ ( %‬كأَنّ َ‬
‫عفَتْه ‪ ،‬أَي تَواظَ َبتْ عليه قالَه اللّ ْيثُ ‪.‬‬
‫*!اسْ ُتعِيرَ من صاحِبِه ‪ .‬و َتعَاوَرَتِ الرّيَاحُ َرسْمَ الدّارِ حَتّى َ‬
‫وهو من َمجَازِ المجاز ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وهذا غَلَط ‪ ،‬ومعنى *! َتعَاوَ َرتِ الرّياحُ رَسْمَ الدّارِ ‪ ،‬أَي‬
‫ل ‪ ،‬ومَرّة دَبُورا ‪ .‬ومنه قولُ الَعْشَى ‪( % :‬‬
‫شمَالً ‪ ،‬ومرّة قَبُو ً‬
‫تَدَاوَلَتْه ‪ ،‬فمَ ّرةً َت ُهبّ جَنُوبا ‪ ،‬ومَ ّرةً َ‬
‫عوّرْتُ عليه َأمْرَه‬
‫شمَالِ ) ‪!* %‬و َ‬
‫صيْ ‪ %‬فُ برِيحَيءنِ من صَبا و َ‬
‫ِدمْنَةٌ َقفْ َرةٌ *!تَعاوَرَها ال ّ‬
‫َت ْعوِيرا ‪ :‬قَبّحْتُه ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وال َعوَرُ ‪ُ ،‬محَرّكة ‪ :‬تَ ْركُ الحَقّ ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬إِ ّنهَا *!َل َعوْرا ُء القُرّ ‪:‬‬
‫عوْراءُ القرُ ‪ ّ،‬أَي ليس فيها‬
‫حكِى ذلك عن َثعْلَب ‪ .‬قلتُ ‪ :‬ف ُيقَال ‪ :‬لَيَْلةٌ َ‬
‫غدَاةً أَو لَيْلَةً ُ‬
‫َيعْنُونَ سَنَةً أَو َ‬
‫سمُ‬
‫بَرْدٌ ‪ ،‬وكذلك الغَداةُ والسّنَةُ ‪ ،‬ونقله الصاغانيّ أَيضا ‪ .‬ومن مَجازِ المَجَاز َقوْلُهم ‪ :‬ال ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/169‬‬

‫سهْما‬
‫*! َتعْ َتوِرُه حَ َركَاتُ الِعْرَابِ ‪ ،‬وكذا َقوْلُهم ‪َ !* :‬تعَاوَرْنا *!العَوا ِريّ ‪ ،‬وكذا قولهم ‪!* :‬اسْتَعارَ َ‬
‫من كِنَانَتِه ‪ ،‬وكذا قولُهم ‪ :‬سَ ْيفٌ *!أُعِيرَتْهُ المَنِيّةُ ‪ .‬قال النا ِبغَةُ ‪ ( % :‬وأَ ْنتَ رَبِيعٌ يَ ْنعَشُ الناسَ‬
‫سَيْبُهُ ‪ %‬وسَ ْيفٌ *!أُعِيرَ ْتهُ المَنِيّةُ قاطعُ ) ‪ %‬وقال اللّيْث ‪ :‬و ِدجْلَةُ *!ال َعوْرَاءُ بالعِرَاق بمَيْسَانَ ذك َرهُ‬
‫صاحبُ اللسان ‪ ،‬وعَزاه الصاغانيّ ‪) .‬‬
‫عوَار ‪،‬‬
‫عوَر ‪ .‬وقال ابنُ دُرَيْدٍ ‪ :‬بنو *! ُ‬
‫*!والَعاوِرُ ‪ :‬بَطْنٌ من العرَب ‪ ،‬يقالُ لهم ‪ :‬بَنُو *!الَ ْ‬
‫كغُرَابٍ ‪ :‬قَبِيَلةٌ ‪.‬‬
‫*!وأَعا َرتِ الدابّةُ حافشرَها ‪ :‬قَلَبَتْه نقله الصاغانيّ ‪!* .‬وعاوَرْتُ الشمسَ ‪ :‬راقَبْ ُتهَا نقله الصاغانيّ‬
‫‪.‬‬
‫عمَرُ بنُ‬
‫عوَر ُ‬
‫حلِ النَاقَةَ نقله الصاغانيّ أَيضا ‪ .‬وفي بَنِي سُلَيم أَبُو الَ ْ‬
‫*!والِعَا َرةُ ‪ :‬اعْ ِتسَا ُر الفَ ْ‬
‫صحْبَةٌ ‪ ،‬وكانَ‬
‫حبُ ُمعَاوِيَة ‪ ،‬ذكره ابنُ الكَلْ ِبيّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬قال أَبو حا ِتمٍ ‪ :‬ل َتصِحّ له ُ‬
‫سفْيَانَ ‪ ،‬صا ِ‬
‫ُ‬
‫سمُه‬
‫جيّ َبدْ ِريّ ‪ ،‬قِيلَ ‪ :‬ا ْ‬
‫عوَرِ الحارِث بن ظالشمٍ الخَزْ َر ِ‬
‫عَِليّ يَدْعُو عليه في القُنُوتِ ‪ .‬وأَبو الَ ْ‬
‫سمُها‬
‫خطَ َبهَا عَِليّ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ا ْ‬
‫ج ْهلٍ ‪ :‬هي الّتِي َ‬
‫سمُه كُنْيَتُه ‪!* .‬وال َعوْرَاءُ بِ ْنتُ أَبِي َ‬
‫َك ْعبٌ ‪ ،‬وقِيلَ ‪ :‬ا ْ‬
‫عوَارٍ جَبَلنٍ ‪ ،‬قال الرّاعِي ‪َ ( % :‬بلْ ما َت ْذكّرُ من هنْدٍ إِذَا‬
‫جوَيْرِيَةُ ‪!* ،‬وال َعوْرَاءُ َلقَبُها ‪ .‬وابْنَا *! ُ‬
‫ُ‬
‫عوَرَ‬
‫عوَارٍ وَأمْسَى ُدوْ َنهَا بُلَعُ ) ‪ %‬وقال أَبو عُبَ ْي َدةَ ‪ :‬هما َن َقوَا َرمْل ‪!* .‬وأَ ْ‬
‫احْ َتجَ َبتْ ‪ %‬بِابْ ِنيْ *! ُ‬
‫عهَرَ المَرَْأةَ ‪ ،‬كمَنَعَ ‪ ،‬وفي ال ِمصْباح‬
‫ن القَطّاع ‪ .‬ع ه ر ‪َ .‬‬
‫جلُ ‪ :‬أَرابَ قاله اب ُ‬
‫الرّ ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/170‬‬

‫سكُونٍ ‪ ،‬و ُيكْسَرُ ويُحَ ّركُ ‪ ،‬و ُيقَال ‪ :‬ال َمكْسُور‬


‫عهْرا ‪ ،‬بفَتْحِ ف ُ‬
‫ك َت ِعبَ و َقعَدَ ‪ ،‬ولم يَ ْذكُر كمَنَع فَتََأ ّملْ ‪َ ،‬‬
‫عهُو َرةً ‪ ،‬بضمّهما ‪،‬‬
‫عهُورا و ُ‬
‫عهَا َرةً ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬و ُ‬
‫عهَرٌ مثلُ َنهْ ٍر و َنهَرٍ و َ‬
‫عهْرٌ و َ‬
‫اسمُ ال َمصْدَر ‪ ،‬و َ‬
‫ل للفُجُور ‪ ،‬ثُمّ غََلبَ على الزّنَا‬
‫عهَارا ‪ :‬أَتاها لَيْ ً‬
‫عهْرا وعَاهَرَها ِ‬
‫عهَرَ إِلَ ْيهَا َي ْعهَرُ َ‬
‫حكَم ‪َ :‬‬
‫وعبَا َرةُ المُ ْ‬
‫لمَةِ والحُ ّرةِ ‪ .‬وقال ابنُ القطاع ‪:‬‬
‫ي َوقْتٍ كانَ ‪ ،‬لَيْلً أَو نَهارا ‪ ،‬في ا َ‬
‫مُطْلَقا ‪ ،‬وقِيلَ ‪ :‬هو الفُجُورُ َأ ّ‬
‫عهَرَ ‪ ،‬إِذا تَ ِبعَ الشّرّ زانِيا كان أَو فاسِقا ‪،‬‬
‫حكِىَ عن ُرؤْبَةَ ‪َ :‬‬
‫عهْرا ‪ :‬فَجَرَ بها لَيْلً ‪ .‬و ُ‬
‫عهَرَ بها َ‬
‫وَ‬
‫علَ ‪ ،‬منه ‪ .‬أَو‬
‫جلٍ عاهَرَ بحُ ّرةٍ أَو َأمَةٍ ‪ ،‬أَي زَنَى ‪ ،‬وهو فا َ‬
‫وهو عاهِرٌ ‪ .‬وفي الحَدِيثِ ‪ :‬أَيّما َر ُ‬
‫شمَيْل عن ُرؤْبةَ ‪ ،‬و َنصّه ‪ :‬العَاهِرُ ‪ :‬الذِي يَتّبِعُ الشّرّ ‪ ،‬زَانِيا كانَ‬
‫عهَرَ ‪ :‬سَ َرقَ ‪ ،‬حكاه ال ّنضْرُ بن ُ‬
‫َ‬
‫أَو سَارِقا هكذا َنقَله الصاغانيّ ‪ .‬وفي الّلسَان ‪ :‬أَو فاسِقا بَدَل أَو سارِقا ‪ ،‬كما قَ ّدمْنَا ‪ .‬وفي الَساس‬
‫حكَى ال ّنضْرُ عن ُرؤْبَةَ ‪ :‬نحن نقولُ العاهِر للزّانِي وغَيْرِ الزانيّ ‪ .‬و ِهيَ عاهِر ‪ ،‬بغَيْرِ هاءٍ ِإلّ‬
‫‪َ :‬‬
‫أَنْ َيكُونَ على الفِعْل ‪ ،‬و ُمعَاهِ َرةٌ ‪ ،‬بالهَاءِ ‪ .‬قال أَبو زَيْد ‪ :‬يقال للمَرْأَة الفَاجِ َرةِ ‪ :‬عاهِ َرةٌ ومُعَاهِ َرةٌ‬
‫حجَرُ قال أَبو‬
‫ومُسَافِحَةٌ ‪ .‬وفي الَساس ‪ :‬و ُكلّ مُريبٍ عاهِرٌ ‪ .‬وفي الحديث الوَلَدُ للفِرَاشِ ولِ ْلعَاهِرِ ال َ‬
‫ب الفِرَاشِ ‪ ،‬أَي‬
‫ح ِ‬
‫سبِ ‪ ،‬ول حَظّ له في الوَلَدِ ‪ ،‬وإِ ّنمَا هو لِصا ِ‬
‫حقّ له في النّ َ‬
‫عُبَيْد ‪ :‬معناه أَي ل َ‬
‫شيْءَ َلهُ ‪.‬‬
‫جهَا أَو َموْلها ‪ ،‬وهو ك َقوْلِه الخَر ‪َ :‬لهُ التّرابُ ‪ ،‬أَي ل َ‬
‫حبِ أُمّ الوَلَد وهو َزوْ ُ‬
‫لصا ِ‬
‫عهَ َرةٌ مِثْل َثمَرَة قاله َثعْلَب والمُبَرّد ‪ .‬وقِيل ‪:‬‬
‫صلُ َ‬
‫والعَ ْيهَ َرةُ ‪ :‬المَرَْأةُ الفَاجِرَة ‪ ،‬والياءُ زائ َد ٌة ‪ ،‬والَ ْ‬
‫هي النّ ِزقَة‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/171‬‬

‫خفِيفَةٌ ل تَسْ َتقِرّ‬


‫عفّة ‪ ،‬وقال كُراع ‪ :‬امرَأةٌ عَ ْيهَ َرةٌ ‪ :‬نَ ِزقَةٌ َ‬
‫خفِيفَةٌ ل تَسْ َتقِرّ مكا َنهَا نَزَقا من غَيْرِ ) ِ‬
‫ال َ‬
‫جلُ أَيضا‬
‫ت و َتعَ ْيهَرَتْ ‪ ،‬إِذا فَجَ َرتْ ‪ .‬و َتعَ ْيهَرَ الرّ ُ‬
‫عفّة ‪ .‬وقد عَ ْيهَ َر ْ‬
‫في مكا ِنهَا ‪ .‬ولم َي ُقلْ ‪ :‬من غَيْرِ ِ‬
‫عمُوا ‪ ،‬ج عَيَاهِيرُ ‪ ،‬قاله ابنُ‬
‫كذلك ‪ .‬والعَ ْيهَ َرةُ ‪ ،‬الغُولُ ‪ ،‬في بعض الّلغَاتِ ‪ ،‬و َذكَرُها العَ ْيهَرَانُ ‪ ،‬زَ َ‬
‫ج َملٌ عَ ْيهَرٌ تَ ْيهَرٌ نقله الصاغانيّ ‪ .‬وذو ُمعَاهِرٍ ‪ ،‬بالضّم ‪:‬‬
‫ج َملُ الشّدِيدُ ‪ ،‬يُقال ‪َ :‬‬
‫دُرَيْد ‪ .‬والعَ ْيهَرُ ‪ :‬ال َ‬
‫حمْيَرَ ‪ ،‬قاله ابنُ دُرَيْدٍ ‪.‬‬
‫قَ ْيلٌ من َأقْيَالِ ِ‬
‫ن وَلَ ِد صَ ْي ِفيّ بن زُرْعَةَ َأخِي سَ َد َد ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪ :‬قولُهم ‪:‬‬
‫سعَدَ مِ ْ‬
‫قلتُ هو تُبّعٌ حَسّانُ بنُ َأ ْ‬
‫عهِرٍ ‪ ،‬وال َعهِرُ ‪ :‬الزانِي ‪ ،‬كالعَاهِرِ ‪ ،‬وهو َق ْولُ عَبْدِ ال بنِ‬
‫صغِير َ‬
‫عهَيْ َرةٌ تَيّاسٌ ‪َ :‬يعْنُون الزانِي ‪َ ،‬ت ْ‬
‫ُ‬
‫عهِ َرةٌ ‪ ،‬أي عاهِ َرةٌ َنقَله الصاغانيّ ‪ 3 .‬ع ي ر ‪.‬‬
‫س ْديِ ّ‪ .‬وامرَأةٌ َ‬
‫صَفْوانَ بنِ ُأمَية لَبِي حاضِر الُ َ‬
‫ي ‪ ،‬والُنْثَى عَيْ َرةٌ ‪ .‬قال‬
‫شّ‬‫حشِيّا ‪ ،‬وقد غََلبَ عَلَى الوَحْ ِ‬
‫حمَارُ ‪ ،‬أَهْلِيّا كانَ أَو وَ ْ‬
‫*! العَيْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬ال ِ‬
‫عظْما كنتَ كِسْرَ قَبِيحِ ) ‪ %‬أَراد‬
‫شمِرٌ ‪ ( % :‬لو كُ ْنتَ *!عَيْرا كنتَ *!عَيْرَ مَذَلّةٍ ‪ %‬أَو كُ ْنتَ َ‬
‫َ‬
‫حمَ عَلَيْه ‪ .‬قال ‪ :‬ومِنْ ُه قوُلهُم ‪ :‬أَ َذلّ‬
‫ظمِ المِ ْرفَقِ اّلذِي ل لَ ْ‬
‫حمَارَ ‪ ،‬وبكسرِ القَبِيح طَ َرفَ عَ ْ‬
‫بالعَيْرِ ال ِ‬
‫س ّمىَ به لَنّه *! َيعِيُر فيَتَردّ ُد في الفُلةِ ‪ ،‬ج *!أَعْيَارٌ ‪ ،‬قال الشاعر ‪َ ( % :‬أفِي‬
‫من العَيْر قِيلَ ‪ُ :‬‬
‫جفَاءً وغِلْظَةً ‪ %‬وفي الحَ ْربِ َأشْبَاهَ النّسَاءِ ال َعوَاركِ ) ‪!* %‬وعِيَارٌ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪،‬‬
‫السّ ْلمِ *!أَعْيَارا َ‬
‫*!وعُيُورٌ *!وعُيُو َرةٌ ‪ ،‬بضمّهما ‪!* ،‬و َمعْيُوراءُ ‪َ ،‬ممْدُودا ‪ ،‬مِثْل ال َمعْلُوجا ِء والمَشْيُوخا ِء والمَأْتُوناءِ‬
‫‪ ،‬ويُ ْقصَرُ في ُكلّ ذلك قالَهُ الزَهريّ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/172‬‬
‫سطَ‬
‫ئ وَ َ‬
‫جمْع *!عِيارَاتٌ ‪ .‬والعَيْرُ ‪ :‬ال ُعظَيمُ النّا ِت ُ‬
‫جمْعُ ال َ‬
‫جمْع وجج ‪َ ،‬‬
‫وقِيل ‪َ :‬معْيُورَاءُ ‪ :‬اسْمٌ لل َ‬
‫س ْهمُه‬
‫صلِ ‪ :‬الناتئ وَسَطَها ‪ .‬قال الرّاعِي ‪ ( % :‬فَصا َدفَ َ‬
‫جمْع أَعْيَارٌ ‪!* .‬وعَيْرُ ال ّن ْ‬
‫الكَتِف ‪ .‬وال َ‬
‫عظْمٍ ناتئٍ في البَدَن ‪ :‬عَيْرٌ ‪ .‬وعَيْرُ القَدَم ‪:‬‬
‫حجَارَ ُقفّ ‪ %‬كَسَرْن العَيْرَ مِنْه والغِرَارَا ) ‪ %‬وكلّ َ‬
‫أَ ْ‬
‫ظهْرِهَا ‪ .‬وعَيْ ُر الوَ َرقَةِ ‪ :‬الخَطّ الناتِئ في وَسَطها كأَنّه جُدَيّر ‪ .‬وعَيْرُ الصّخْ َرةِ ‪ :‬حَ ْرفٌ‬
‫النا ِتئُ في َ‬
‫نا ِتئٌ فيها خِ ْلقَةً ‪ .‬وقِيلَ ‪ُ :‬كلّ نا ِتئٍ في وَسَطٍ مُسْ َتوٍ ‪ :‬عَيْرٌ ‪ .‬والعَيْرُ ‪ :‬ماقِئُ العَيْنِ ‪ ،‬عن ثعلب ‪ ،‬أَو‬
‫سمّى‬
‫جفْنُها ‪ ،‬أَو هو إِ ْنسَا ُنهَا ‪ ،‬وقال أَبُو طاِلبٍ ‪ :‬العَيْرُ ‪ :‬هو المِثَالُ الّذِي في الحَدَق ِة ويُ َ‬
‫عَيْرُ العَيْنِ ‪َ :‬‬
‫ظهَا ‪ ،‬قال تَأَبّط شَرّا ‪ ( % :‬ونارٍ قَدْ حَض ْأتُ ُبعَيْ َد وَهْنٍ ‪ %‬بِدارٍ ما‬
‫حُ‬‫الّلعْبَةَ ‪ ،‬أَو عَيْرُ العَيْنِ ‪ :‬لَ ْ‬
‫سوَى َتحْلِيلِ رَاحَِلةٍ وعَيْرٍ ‪ %‬أُكالِئُهُ َمخَافَةَ أَن يَنَامَا ) ‪ %‬والعَيْر ‪ :‬مَا‬
‫أُرِيدُ بها مُقامَا ) ‪ِ ( % %‬‬
‫سهْمِ ‪ .‬وقيل ‪!* :‬العَيْرَانِ ‪ ) :‬مَتْنَا‬
‫ن الُذُنِ ‪ ،‬من الِنْسَانِ والفَرَسِ ‪!* ،‬كعَيْرِ ال ّ‬
‫ت الفَ ْرعِ من باطِ ِ‬
‫ح َ‬
‫تَ ْ‬
‫ضيَ ال عنه ‪ :‬إِذا َت َوضّأْت فَأمِرّ عَلَى‬
‫حدِيثُ أَبي هُرَيْرَة َر ِ‬
‫جمْعُ *!العِيَارُ ‪ .‬ومنه َ‬
‫ي الفَرَسِ ‪ .‬وال َ‬
‫أُذُ َن ِ‬
‫خصِبا فغَيّ َرهُ‬
‫*!عِيا ِر الُذنَيْنِ الماءَ ‪ .‬وعَيْرٌ ‪ :‬اسمُ وادٍ ِبعَيْنِه ‪ .‬وقال اللّ ْيثُ ‪ :‬العَيْر ‪ :‬اسْمُ ع كانَ مُ ْ‬
‫الدّهرُ فَأ ْقفَرَهُ ‪ ،‬هكذا في النّسخ كُلّها ‪ ،‬ونصّ اللّيْث ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/173‬‬

‫ضمِير ‪ .‬ثم قال ‪ :‬فكانَت العَ َربُ َتضْ ِربُ المَ َثلَ في البََل ِد الوَحْشِ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬العَيْر‬
‫فَأ ْقفَرَ ‪ ،‬بغير هاءِ ال ّ‬
‫حمَارِ بنِ ُموَيْلِعٍ كافرٍ ‪ ،‬وزَعَمَ ابنُ الكَلْ ِبيّ أَنّه كان ُم ْؤمِنا ثم ارْتَدّ ‪ .‬وقد مَرّ في ح م ر وقد‬
‫‪َ :‬ل َقبُ ِ‬
‫سلَ الُ تَعالَى عليهِ نارا‬
‫حمَار كانَ ل ُه وادٍ فأَرْ َ‬
‫ضَرَبَت العَ َربُ المَثَل ب ُكفْرِه ‪ ،‬فيقال ‪َ :‬أ ْكفَرُ من ِ‬
‫سوَدّ فصارَ ل يُنْ ِبتُ شيئا فضُ ِربَ به المَ َثلُ في ُكلّ مُ َقوٍ ‪ .‬وبه‬
‫فأَحْ َرقَتْه ‪ ،‬وفي َنصّ ابنِ الكَلْ ِبيّ ‪ :‬فا ْ‬
‫طعْتُه ‪ %‬به الذئبُ َي ْعوِى كالخَلِيع ال ُمعَ ّيلِ )‬
‫ج ْوفِ العَيْر َقفْرٍ َق َ‬
‫فُسّر قولُ امرِئ القيس ‪ ( % :‬ووَادٍ ك َ‬
‫ي وفَسّره ‪ .‬وفي‬
‫جعَلَه *!عَيْرا لِقامةٍ الوَزْن ‪ .‬هكذا أَنشده الصاغان ّ‬
‫‪ %‬وقِيلَ ‪ :‬كان اسمُه حِمارا ف َ‬
‫ط ْعتُ بسامٍ ساهِ ِم ال َوجْهِ‬
‫جوْفِ العَيْرِ َقفْرٍ َمضِلّةٍ ‪َ %‬ق َ‬
‫اللسان قال امُر ُؤ القَيْس ‪ ( % :‬ووَادٍ ك َ‬
‫ج ْوفٌ‬
‫ج ْوفِ العَيْرِ ‪ ،‬أَي كوادِي العَيْ ِر ‪ ،‬و ُكلّ وادِ عند العَرَب َ‬
‫حسّانِ ) ‪ %‬قال الزهريّ ‪ :‬قولُه ‪ :‬ك َ‬
‫ُ‬
‫ج ْوفِهِ يُنْ َتفَعُ به ‪ .‬و ُيقَال‬
‫شيْءَ في َ‬
‫جوْفِ عَيْرٍ ‪ ،‬لَنّه ل َ‬
‫‪ .‬ويُقال لل َم ْوضِع الذي ل خَيْرَ فيه ‪ :‬هو ك َ‬
‫جوْفُ العَيْرِ لِ ْلعَيْنِ‬
‫خشَريّ ‪َ ( % :‬لقَدْ كانَ َ‬
‫شدَ ال ّزمَ ْ‬
‫ج ْوفِ حِمار ‪ .‬وأَنْ َ‬
‫َأصْلُه قولُهم ‪َ :‬أخْلَى مِنْ َ‬
‫خلٍ وزَ ْرعٍ وجا ِملٍ ‪ %‬فَأمْسَى وما فِيه‬
‫مَنْظَرا ‪ %‬أَنِيقا وفِيه لل ُمجَاوِرِ مَنْفَسُ ) ‪ ( % %‬وقَدْ كَانَ ذا نَ ْ‬
‫خشَبَةٌ َتكُونُ في ُمقَدّمِ ال َهوْدَجِ ‪ ،‬ذكره الصاغَانيّ ‪ .‬والعَيْرُ ‪ :‬الوَتِدُ ‪ ،‬قِيلَ‬
‫لِباغٍ مُعرّسُ ) ‪ %‬والعَيْرُ ‪َ :‬‬
‫‪ :‬ومنه المَ َثلُ ‪ :‬فُلنٌ أَ َذلّ مِنَ العَيْر ‪ .‬والعَيْرُ ‪ :‬الجَ َبلٌ ‪ ،‬وقد غََلبَ على جَ َبلٍ بالمدينة ‪ ،‬كما سيأْتِي ‪.‬‬
‫والعَيْرُ ‪ :‬السّيّ ُد والمَِلكُ ‪ ،‬وعَيْرُ القَوْمِ ‪ :‬سَيّدُهُم‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/174‬‬

‫وعَيْرٌ ‪ :‬اسمُ جضبَل ‪ ،‬قال الرّاعِي ‪ ( % :‬بأَعْلمِ مَ ْركُو ٍز فعَيْ ٍر فغُرّب ‪َ %‬مغَانشيَ ُأ ّم الوَبْرِ إِذْ هيَ‬
‫مَا هيَا ) ‪ %‬وفي الحديث ‪ :‬أَنّه حَرّمَ ما بَيْنَ عَيْرِ إِلى َثوْر ‪ .‬قال ابنُ الَثِير ‪ :‬هو جَ َبلٌ بالمَدِينَة‬
‫ل يقال له ‪ :‬عَيْر ‪ .‬والعَيْرُ ‪ :‬الطّ ْبلُ ‪ .‬والعَيْرُ ‪ :‬المَتْنُ في‬
‫شَرّفها ال َتعَالَى ‪ .‬وقِيل ‪ :‬ب َمكّةَ أَيضا جَ َب ٌ‬
‫الصّ ْلبُ ‪ ،‬و ُهمَا عَيْرَانِ َيكْتَ ِنفَانِ جانِ َبيِ الصّ ْلبِ ‪( .‬و) *!العِيْرُ ‪ ،‬بال َكسْرِ ‪ ،‬في قوله َتعَالَى ‪ :‬وَلمّا‬
‫ح ِملُ‬
‫َفصََلتِ العيرُ ‪ :‬القافِلَةُ ‪ ،‬مؤنّثةً ‪ ،‬من *!عارَ *! َيعِيرُ ‪ ،‬إِذا سَارَ ‪ ،‬أَو العِيرُ ‪ :‬الِ ِبلُ التي تَ ْ‬
‫ظهَا ‪.‬‬
‫حدٍ لها مِن َلفْ ِ‬
‫المِي َرةَ ‪ ،‬بل وا ِ‬
‫جمْعُ‬
‫سمّ َيتْ بها ُكلّ قافِلَةٍ ‪ ،‬ف ُكلّ قافِلضةٍ عِيرٌ ‪ ،‬كأَ ّنهَا َ‬
‫حمِيرِ ‪ ،‬ثم كَثُ َرتْ حَتّى ُ‬
‫وقيلَ ‪ :‬العِيرُ ‪ :‬قافَِلةُ ال َ‬
‫سقْف ‪ِ ،‬إلّ أَنّه حُوفِظِ على الياءِ بالكَسْ َرةِ ‪،‬‬
‫سهَا أَن َيكُونَ فُعلً بالضمّ كسُقفٍ في َ‬
‫) عَيْرٍ ‪ .‬وكانَ قِيَا ُ‬
‫حمِيرا أَو ِبغَالً فهوَ عِيرٌ ‪ .‬قال أَبو الهَيْثَمِ في‬
‫نحو عِين ‪ ،‬أَو ُكلّ ما امْتِيرَ عَلَيْه ‪ ،‬إِبِلً كا َنتْ أَو َ‬
‫طلٌ ‪.‬‬
‫حمُرا ‪ .‬قال ‪ :‬و َق ْولُ مَنْ قَالَ العِي ُر الِ ِبلُ خاصّةً با ِ‬
‫تفسير قولِهِ تَعالَى المذكور ‪ :‬العِيرُ ‪ :‬كا َنتْ ُ‬

‫سمّاها *!عِيرا ‪ ( % :‬أَه َكذَا ل ثَلّ ٌة ول‬


‫حمِيرٍ َ‬
‫ي في صِفة َ‬
‫عمْر ٍو الَسَ ِد ّ‬
‫قال ‪ :‬وأَنْشَدَنِي ُنصَيْ ٌر لَبِي َ‬
‫طحَات ال ّروْث يَ ْأكُلْنَ ال ّدمَْن ‪ %‬لبُدّ أَنْ َيخْتَرَْن‬
‫طمَأَنْ ) ‪ُ ( % %‬مفَلْ َ‬
‫لَبَنْ ‪ %‬ول يُ َزكّينَ إِذا الدّينُ ا ْ‬
‫سقْن عِيرا أَو يُ َبعْنَ بال ّثمَنْ قال ‪ :‬وقال نُصير ‪ :‬الِ ِبلُ ل َتكُونُ عِيرا حتّى ُيمْتارَ‬
‫مِنّي بَيْنَ أَنْ ) ‪ %‬يُ َ‬
‫ن الِ ِبلِ ‪ :‬ما كانَ عليه‬
‫ن الَعرابيّ قال ‪ :‬العِيْرُ مِ َ‬
‫حكَى الَزه ِريّ عن اب ِ‬
‫عليها ‪ .‬و َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/175‬‬

‫ج َمعُوه بالَِلفِ والتاءِ ِل َمكَاِن التّأْنِيثِ ‪،‬‬


‫ت كعِنَبَات ‪ ،‬قال سِيبوَيْه ‪َ :‬‬
‫حمْلُهُ أَو لَمْ َيكُن ‪ .‬ج *!عِيَرَا ٌ‬
‫ِ‬
‫جوَزَاتٌ‬
‫ج َمعُوا على ُلغَةِ ُهذَيْل لَ ّنهُمْ َيقُولون ‪َ :‬‬
‫جمْع بالتّا ِء وكوْنِه اسْما ‪ ،‬فأَ ْ‬
‫وحَ ّركُوا اليَاءَ ِل َمكَانِ ال َ‬
‫سكّنُ ‪ ،‬وهو القِيَاسُ ‪ .‬ومنه الحديث ‪ :‬كانُوا يَتَ َرصّدُونَ عِيرَاتِ قُرَيْش أَي‬
‫وبَ َيضَاتٌ ‪ .‬قال ‪ :‬ويُ َ‬
‫جبٌ بِرَأْيِه وإِنْ‬
‫دَوا ّبهُم وإِبَِلهُم الّتي كانُوا يُتاجِرُون عليها ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬فُلنٌ *!عُيَيْ ُر وَحْدِه ‪ ،‬أَي ُمعْ َ‬
‫شوَيْخ كذا في الصّحاح ‪ .‬وهو في الذّمّ ‪،‬‬
‫عوَيْر ول ُ‬
‫شِ ْئتَ كَسَ ْرتَ َأوّلَهُ مِثْل شُيَيْخ ‪ ،‬ول َت ُقلْ ‪ُ :‬‬
‫ل وحده ‪ ،‬قاله ثعلب ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬فلنٌ عُيَيْرُ‬
‫ج َوحْدِه ‪ ،‬في المَدْح ‪َ ،‬أوْ يَ ْأ ُك ُ‬
‫كقولك ‪ :‬نَسِي ُ‬
‫ش َوحْدِه ‪ :‬وهما اللّذَان ل يُشَاوِرَانِ الناسَ ول يُخَالِطِا ِنهِم ‪ ،‬وفيهما مع ذلك َمهَانَةٌ‬
‫وَحْدِه ‪ ،‬وجُحَيْ ُ‬
‫ن القَطّاع ‪ :‬والخَبَرُ وغَيْرُ ذلك *! َيعِيرُ *!عِيَارا ‪ :‬ذَ َهبَ‬
‫وضَعْف ‪!* .‬وعَارَ الفَرَسُ والكَلْبُ ‪ ،‬زاد اب ُ‬
‫مِن ها هنَا وها هنَا كَأَنّه مُ ْنفَِلتٌ من صاحِبِه يَتَ َردّ ُد ‪ ،‬والسمُ *!العِيَارُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪!* ،‬وأَعَا َرهُ‬
‫جهِه‬
‫صاحِبُه ‪ ،‬أَي َأفْلَتَه ‪ ،‬فهُو *! ُمعَارٌ ‪ ،‬كذا في الصّحاح ‪ ،‬وقِيلَ ‪ :‬عا َر الفَرَسُ ‪ ،‬إِذا َذ َهبَ على َو ْ‬
‫جلُ َيعِيرُ ‪ ،‬إِذا ذَهَب‬
‫وتَبَاعَدَ عن صاحبِه ‪ ،‬قيل ‪ :‬ومنه َق ْولُ ِبشْر التي بعدُ بأَسْطُر قَلِيلَة ‪ .‬وعارَ الر ُ‬
‫شوّلَها ‪ ،‬هكذا في النّسَخ ‪ ،‬والّذِي في‬
‫وجاءَ مُتَ َردّدا ‪ .‬وعارَ ال َبعِيرُ َيعِيرُ عِيَارا *!وعَيَرَانا ‪ :‬تَ َركَ ُ‬
‫شوْل‬
‫شوْلَه وانْطَلَقَ إِلى أُخْرَى لِ َيقْرَعَها ‪ .‬وفي اللّسان ‪ :‬إِذا كانَ في َ‬
‫َتهْذِيبِ ابن القَطّاع ‪ :‬تَ َركَ َ‬
‫ت ال َقصِي َدةُ ‪ :‬سا َرتْ ‪ ،‬فهي *!عائِ َرةٌ ‪،‬‬
‫فَتَ َركَها وا ْنطَلَقَ نحو أُخْرَى يُري ُد القَرْع ‪( .‬و) *!عا َر ِ‬
‫والسمُ *!العِيَا َرةُ ‪ ،‬بالكَسْر وفي الَساسِ ‪ :‬وما قَالت العَ َربُ بَيْتا *!أَعْيَرَ منه‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/176‬‬

‫ب في الَرْض ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هو ال ّذ ِكيّ الكَثِيرُ‬


‫جئِ والذّها ِ‬
‫جلُ الكَثِيرُ المَ ِ‬
‫*!والعَيّارُ ‪ ،‬كشَدّادٍ ‪ ،‬الرّ ُ‬
‫التّطْوافِ والحَ َركَة ‪ ،‬حَكاه الَزْهَ ِريّ عن الفَرّاءِ ‪.‬‬
‫ط في‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ :‬والعَ َربُ َت ْمدَحُ *!بالعَيّا ِر وتَذُمّ به ‪ُ .‬يقَال ‪ :‬غُلٌ م *!عَيّارٌ ‪َ :‬نشِي ٌ‬
‫وقال اب ُ‬
‫ال َمعَاصِي )‬
‫ى الَسَدُ بالعَيّارِ لِتَ َردّدِه ومَجِيئه وذَهابِه‬
‫س ّم َ‬
‫جلّ ‪ .‬ورُبمَا ُ‬
‫عةِ ال عَزّ و َ‬
‫وغُلمٌ عَيّارٌ ‪ :‬نَشِيطٌ في طَا َ‬
‫في طَلَب الصّيْد ‪ .‬قال َأوْسُ بنُ حَجَرٍ ‪ ( % :‬لَ ْيثٌ عَلَيْه من البَرْ ِدىّ هِبْرِ َيةٌ ‪ %‬كالمَزْبَرَا ِنيّ عَيّارٌ‬
‫جمَتِهِ ‪ .‬ورُ ِوىَ بالّلم عَيّالٌ ‪ ،‬وهو‬
‫بَأوْصالِ ) ‪ %‬قال ابنُ بَ ّرىّ ‪ :‬أَي َيذْ َهبُ بَأ ْوصَالِ الرّجال إِلى أَ َ‬
‫عمْرو رَزْمتُ َلهُ ‪ %‬مِنّى كما رَ َزمَ‬
‫مذكور في َم ْوضِعه ‪ .‬وأَنشد الجوهريّ ‪َ ( % :‬لمّا رَأَ ْيتُ أَبا َ‬
‫ضيَ ال‬
‫العَيّارُ في الغُ ُرفِ ) ‪ %‬جمع غَرِيفٍ ‪ ،‬وهو الغَابَةُ ‪ :‬والعَيّار ‪ :‬اسمُ فَرَس خالدِ بن الوَلِيدِ َر ِ‬
‫ي في قَطْر السّيل ‪ :‬لعلّه م ْأخُوذٌ من قولهم ‪:‬‬
‫شقَرَ ‪ ،‬فيما ُيقَال ‪ .‬وقال السّراجُ البلْقين ّ‬
‫عنه ‪ ،‬وكانَ أَ ْ‬
‫جلٌ عَيّارٌ ‪ ،‬إِذا كان كثيرَ التّطْوافِ والحَ َركَة َذكِيّا ‪ .‬وأَنشد ل ُمضْرّسِ ابنِ أَنَس المُحَارِبيّ ‪% :‬‬
‫رَ ُ‬
‫شهِ ْدتُ الخَ ْيلَ َيوْمَ َيمَامَةٍ ‪َ %‬يهْدِى المَقَا ِنبَ فارِسُ العَيّارِ ) ‪ %‬والعَيّارُ ‪ :‬عََلمٌ من أَعْلمِ‬
‫( وَلقَدْ َ‬
‫طوَافِها وحَ َركَ ِتهَا ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫سمّيَت ِلكَثْرَة َت ْ‬
‫سيّ ‪!* .‬والعَيْرَانَةُ من الِ ِبلِ ‪ :‬النّاجِيَةُ في نَشَاطٍ ‪ُ ،‬‬
‫الَنا ِ‬
‫طهَا ‪ .‬وليس ذلك بقَويّ ‪ .‬وفي َقصِيد َك ْعبٍ ‪!* :‬عَيْرَا َنةٌ قُ ِذ َفتْ‬
‫شُ ّبهَت بالعَيْرِ في سُرْعَ ِتهَا ونَشَا ِ‬
‫حضِ عن عُ ُرضٍ ‪ .‬هي النّاقَةُ الصّلْبَة تَشبيها بعَيْر الوَحش والَِلفُ والنّونُ زائدتان ‪.‬‬
‫بالنّ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/177‬‬

‫*!وعِيرَانُ ‪ ،‬الجَرَادِ بالكَسْرِ ‪ :‬أَوائلُه الذاهِبَةُ المُ َتفَ ّرقَ ُة في قِلّةٍ ‪!* ،‬كالعَوائِر ‪ .‬وأَعْطَاهُ من المَالِ‬
‫عائِ َرةَ عَيْنَيْنِ ‪ ،‬أَي ما َيمَْلؤُهما ‪ ،‬وقد ُذكِرَا في ع و ر ‪ .‬والعارُ ‪ :‬السّبّة والعَ ْيبُ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هو ُكلّ‬
‫شيْءٍ لَ ِزمَ به سُبّةٌ أَو عَ ْيبٌ ‪ ،‬والجمع أَعْيَارٌ ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬فلنٌ ظاهِ ُر الَعْيارِ ‪ ،‬أَي العُيُوب ‪ .‬وقد‬
‫َ‬
‫صوّبَه الحَرِي ِريّ في دُرّة ال َغوّاص‬
‫لمْرِ ‪ ،‬فإِنّهُ قَولُ العَامّة هكذا َ‬
‫لمْرَ ‪ ،‬ول َت ُقلْ ‪ :‬عَيّرَه با َ‬
‫*!عَيّ َر ُه ا َ‬
‫حمَاسة بأَنّه يَ َتعَدّى بالباءِ ‪ ،‬قال ‪ :‬والمختار َتعْديَتُه ب َنفْسِه ‪ ،‬قاله‬
‫‪ .‬وقد صَرّح المَرْزوقيّ في شَرْحِ ال َ‬
‫خشْيَتَهُ ‪ %‬و َهلْ عََليّ بأَنْ َأخْشَاكَ‬
‫شَ ْيخُنا ‪ .‬وأَنشد الَزهريّ للنا ِبغَة ‪-!* ( % :‬وعَيّرَتْنِي بَنُو ذُبْيَانَ َ‬
‫من عَارِ ) ‪!* %‬و َتعَايَرُوا ‪ :‬عَيّر َب ْعضُهم َبعْضا قال أَبو زَيْد ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬هُما يَ َتعَايَبَان *!ويَ َتعَايَران ‪،‬‬
‫*!فال ّتعَايُر ‪ :‬التّسَابّ ‪ ،‬وال ّتعَا ُيبُ دُونَ *!ال ّتعَايُرِ ‪ ،‬إِذا عابَ َب ْعضُهم َبعْضا ‪ .‬وابْ َنةُ *! ِمعْيَرٍ ‪ ،‬كمِنْبَرٍ‬
‫‪ :‬الدّاهِيَةُ والشّ ّدةُ ُيقَال ‪َ :‬لقِيتُ مِنْهُ ابْنَةَ ِمعْيَرٍ ‪ ،‬وبَناتِ ِمعْيَرٍ ‪ ،‬أَي ال ّدوَاهِي والشّدَائد وأَبُو َمحْذُو َرةَ‬
‫شيّ ‪:‬‬
‫ي القُرَ ِ‬
‫حّ‬‫جمَ ِ‬
‫جمَحَ ال ُ‬
‫سعْدِ بن ُ‬
‫عوَيجِ بنِ َ‬
‫سمُ َرةُ بنُ ِمعْيَر بنِ َلوْذانَ بنِ رَبِيعَةَ بن ُ‬
‫س وقِيلَ ‪َ :‬‬
‫َأوْ ُ‬
‫عمّه ‪ ،‬وإِليه ذَ َهبَ ابنُ الكَلْ ِبيّ ‪ ،‬صَحَا ِبيّ ‪ ،‬وهو مُؤذّنُ النّ ِبيّ صلّى ال‬
‫لوّل َق ْولُ الزّبَيْرِ ابنِ َبكّار و َ‬
‫اَ‬
‫تعالَى عليه وسلّم ‪ ،‬وحَدِيثُه )‬
‫في التّرمذيّ ‪ .‬وقد أَشارَ له ال ُمصَنّف أَيضا في ح ذ ر ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وَأخُوهُ أُنَ ْيسُ بنُ ِمعْيَرٍ ‪ ،‬قُ ِتلَ َيوْمَ‬
‫بَدْر كافِرا قاله ابنُ الكَلْ ِبيّ ‪!* .‬وال ِمعَارُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬الفَرَسُ اّلذِي يَحِيدُ عن الطّرِيق بِراكِبِه ‪ ،‬كما‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/178‬‬

‫ُيقَالُ ‪ :‬حادَ عن الطّرِيق ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬مِ ْف َعلٌ مِنْ عارَ َيعِيرُ ‪ ،‬كأَنّ ُه في الَصلِ *! ِمعْيَر فقِيلَ‬
‫جمَ ِة كما ضَ َبطَه‬
‫*! ِمعَارٌ ‪ ،‬ومنه َقوْلُ بِشْرِ بن أَبي خازِم ‪ ،‬كما أَنْشَدَه ال ُمؤَوّخ ‪ ،‬هكذا بالخاءِ ال ُمعْ َ‬
‫الصاغانيّ ل الطّ ِرمّاح ‪ ،‬وغَلِط الجوهَ ِريّ ‪ .‬قال شَ ْيخُنَا ‪ :‬ل غَلَط ‪ ،‬فإِنّ هذا الشّطْرَ وُجِ َد في كَلِم‬
‫ج َدهُ ‪ .‬فال ّتغْلِيطُ‬
‫الطّ ِرمّاح وفي كَلم بِشْر ‪ ،‬كما قاله ُروَاةُ أَشعارِ العَرَب ‪ .‬ف ُكلّ نَسَبَهُ كما َروَاه أَو وَ َ‬
‫خفَى ‪ .‬و ُوقُوعُ الحافرِ على الحافِر في‬
‫ط ٍة ول اسْ ِتقْراءٍ تامّ هو الغَلَطُ ‪ ،‬كما ل يَ ْ‬
‫بمِثْلِه دُونَ إِحا َ‬
‫كَل ِمهِم ل َيكَادُ ُيفَارِقُ َأكْثَرَ أَكابِرِهم ول سِيّما إِذا َتقَارَبَت القَرَائِحُ ‪ .‬انتهى ‪ :‬وجَدْنا في كِتَابِ بَنِي‬
‫َتمِيمٍ ‪ .‬وقد يُ ْنشَد ‪ :‬بَنِي ُنمَيْر أَيضا ‪َ .‬أحَقّ الخَ ْيلِ بال ّر ْكضِ *!ال ِمعَارُ ‪ .‬وقال الصاغانيّ ‪ :‬البَ ْيتُ‬
‫شعْرِ ِبشْرٍ دُونَ الطّ ِرمّاح ‪ .‬وقال ابنُ بَ ّريّ ‪ :‬وهذا البَ ْيتُ‬
‫لِبِشْرِ بن أَبي خازِمٍ ‪ ،‬و ُهوَ َموْجُودٌ في ِ‬
‫يُ ْروَي لِ ِبشْرِ بن أَبي خازمٍ ‪.‬‬
‫لصُول الصّحِيحَة‬
‫قال أَبُو عُبَ ْي َدةَ ‪ :‬والنّاسُ يَ ْروُونَه ‪ :‬ال ُمعَارُ ‪ ،‬بضَمّ المِيمِ ‪ ،‬من العارِيّة ‪ ،‬هكَذَا في ا ُ‬
‫يَ ْروُونَه بالواوين من الرّواية ‪ .‬وقال القَرَا ِفيّ ‪ :‬يَ َروْنه من ال ُرؤْيَة ‪ ،‬أَي َيعْ َتقِدُونَه ‪ ،‬بالخَطَإِ في‬
‫خفَى ‪ .‬قلتُ ‪:‬‬
‫العْتِقَادِ ل الضّمّ ‪ .‬قال شَيْخُنَا ‪ :‬وفيه مُخَاَلفَةٌ ظاهِ َرةٌ ِلصَنِيع ال ُمصَنّف ‪ ،‬كما ل َي ْ‬
‫خطَأٌ ‪ .‬أَي‬
‫ومِثْلُ ما قَال القَرَا ِفيّ َموْجُودٌ في نُسَخِ الصّحاح ‪ ،‬ويَ ُدلّ عَلَى ذلك َقوْلُه فيما َبعْد ‪ :‬و ُهوَ َ‬
‫حقِيقُ هذا ال َمقَامِ على ما َذ َهبَ إِليه القرافيّ ‪.‬‬
‫اعْ ِتقَادُُهم أَنّه من العَارِيّةِ ل الضّمّ ‪ ،‬فتََأمّل ‪ .‬هكذا َت ْ‬
‫والصّوَابُ أَنّ الخَطََأ في الضّمّ ‪ ،‬وفي العْ ِتقَادِ أَنّهُ من العارِيّةِ ‪ ،‬على ما ذَهَب إِليه الجوهريّ ‪ .‬وقد‬
‫ي وَحْ َدهُ ‪ .‬و َذكَرَه ابنُ‬
‫ن الَعراب ّ‬
‫أَشارَ بذلك الرّدّ على مَنْ َيقُولُ إِنّه بالضّمّ من العارِيّة ‪ ،‬وهو قولُ اب ِ‬
‫بَ ّريّ أَيضا وقال ‪ :‬لَن ال ُمعَارَ ُيهَانَ بالبْتذال‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/179‬‬

‫سمّن من الخَ ْيلِ ‪ ،‬مِنْ أَعَارَه ُيعِيرُه ‪ ،‬إِذَا‬


‫شفَقَةَ صاحِبهِ ‪ .‬وقِيل ‪ :‬ال ُمعَارُ هنا ‪ :‬المُ َ‬
‫شفَقُ عَلَيْه َ‬
‫ِ ول يُ ْ‬
‫سمَنَهُ ‪ .‬ومِنْهُم من قال ‪ :‬المُعارُ هُنا ‪ :‬المَنْتُوفُ الذّ َنبِ ‪ ،‬من أَعَا َر ُه وأَعْرَاهُ ‪ ،‬إِذا هَلَ ْبتَ ذَنَ َبهُ قاَل ُهمَا‬
‫أَ ْ‬
‫ضمّرُوها‬
‫ضمّر ال ُمقَدّح ‪ .‬و َمعْنَى أَعِيرُوا خَيْلَكم ‪ ،‬أَي َ‬
‫ن القَطّاعِ وغَيْرُه ‪ .‬وقيل ‪ :‬المُعارُ ‪ :‬ال ُم َ‬
‫اب ُ‬
‫بتَرْدِيدها ‪ ،‬من عارَ َيعِيرُ ‪ ،‬إِذا َذ َهبَ وجاءَ ‪ .‬فهي َأقْوالٌ أَرْ َب َعةٌ غيرَ الّذِي َذكَرَه الجوهَريّ ‪ ،‬أَشارَ‬
‫سعِيدٍ الضّرِيرُ ‪،‬‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ وهُنَاكَ ِروَايَةٌ غَرِيبَةٌ تَفردّ بها أَبو َ‬
‫حدٍ منها ‪ ،‬وهو قولُ اب ِ‬
‫بالرَدّ على وا ِ‬
‫ضمّرُ كذا َنقَلَه شَ ْيخُنَا من أَحَاسِن الكَلمِ‬
‫جمَة ‪ ،‬وقال ‪َ :‬معْنَاه ال ُم َ‬
‫فَ َروَى المُغارُ ‪ ،‬بالغَيْن ال ُمعْ َ‬
‫جعْفَ ِريّ التّبْرِي ِزيّ ‪ .‬قال ‪ :‬وقد‬
‫ومَحَاسِن الكِرام في َأمْثَالِ العَرَب لَبِي الّن ْعمَان ِبشْرِ بنِ أَبِي َبكْرٍ ال َ‬
‫خََلتْ عنها ال ّدوِاوينُ ‪ ،‬فهو َن ْقلٌ غَرِيبٌ عن غَرِيب ‪) .‬‬
‫ث في غ و ر حيث قال ‪ :‬والمُغارُ من الفَرَسِ ‪ :‬الشّدِيدُ ال َمفَاصِل‬
‫قلتُ ‪ :‬ليس ِبغَرِيبٍ ‪ ،‬فقد َذكَ َرهُ اللّ ْي ُ‬
‫ل ‪ .‬ومِثْلُه قولُهم ‪ :‬حَ ْبلٌ مُغارٌ ‪ِ ،‬إلّ أَنّهم َلمْ‬
‫ش ّد ُة الَسْرِ ‪ ،‬أَي كأَنّه فُ ِتلَ فَتْ ً‬
‫‪ .‬وقال الَزهريّ َمعْنَاه ِ‬
‫ُيفْسّروا به البيتَ ‪ .‬وسَيَأْتِي الكلمُ عليه في غ و ر ‪ .‬و ُيقَالُ ‪!* :‬عَيّرَ الدّنانِيرَ ‪ :‬وَزَ َنهَا واحِدا َبعْدَ‬
‫واحِدً ‪ ،‬وكذا إِذا أَ ْلقَاهَا دِينَارا دِينارا فوازَنَ به دِينَارا دِينَارا ‪ ،‬يقال هذا في الكَ ْيلِ والوَزْنِ ‪.‬‬
‫جعَل عايَ ْرتُ في ال ِمكْيَالِ ‪!* ،‬وعَيّ ْرتُ في‬
‫قال الَزْهريّ ‪ :‬فَرّقَ اللّ ْيثُ بين عايَ ْرتُ وعَيّ ْرتُ ‪ ،‬ف َ‬
‫المِيزانِ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وإِيّاه تَبِعَ ال ُمصَنّف ‪ ،‬ففَرّقَ بينهما بال ّذكْرِ في المادّتَيْن ‪ ،‬ف َذكَرَ ال ُمعَايَرةَ في ع و ر‬
‫ن يكونَ أَغْثَرَ الماءُ‬
‫ت ‪ :‬والَشْبَهُ أَ ْ‬
‫*!وال ّتعْيِيرُ هُنَا ‪ .‬وعَيّرَ الماءُ ‪ ،‬إِذا طَحَْلبَ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬قل ُ‬
‫سهَ ْيلٍ‬
‫بالَلف والغَيْنِ المعجمة والمُثَلّثَةِ ‪ ،‬كما سيأْتي ‪!* .‬والَعْيَارُ ‪ :‬كوا ِكبُ زُهْ ٌر في مَجْرَى قَ َد َميْ ُ‬
‫‪َ ،‬نقَلَه الصاغانيّ ‪ ،‬واحِدُها العَيْرُ ‪ ،‬شُ ّبهَت ِبعَيْرِ العَيْنِ ‪ ،‬أَي‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/180‬‬

‫صلٌ‬
‫ج َعلَ له عَيْرا و َن ْ‬
‫صلَ ‪َ :‬‬
‫ح َدقَ ِتهَا ‪ ،‬أَو غَيْرِ ذلِك مِن َمعَانِي العَيْ ِر ممّا َتقَدّمت ‪!* .‬وأَعْيَرَ ال ّن ْ‬
‫َ‬
‫عمْرِو ‪ .‬وبُ ْرقَةُ *!العِيَرَاتِ ‪ ،‬ب َكسْرِ العَيْنِ ثمّ فَتْحِ‬
‫*! ُمعْيَرٌ ‪ :‬فيه عَيْرٌ َنقَلَه أَبو حَنِيفَةَ عن أَبي َ‬
‫حيّ بال َبكَرَاتِ ‪ %‬فعا ِرمَةٍ فبُ ْرقَةِ العِيَرَاتِ ) ‪%‬‬
‫التّحْتِيّة ‪ :‬ع قال امرُؤ القَيْس ‪ ( % :‬غَشِيتُ دِيَارَ ال َ‬
‫حصَيْنُ بنُ ُبكَيْرٍ الرّ َب ِعيّ فقال ‪ ( % :‬وارْتَ َب َعتْ بالحَزْنِ ذاتِ الصّيَ َرهْ ‪ %‬وَأصْيَ َفتْ بين‬
‫وَأفْرَده ال ُ‬
‫حمَامَة ‪َ ،‬قصِيرُ الرّجْلَيْن ُمسَ ْروَلُهما ‪،‬‬
‫الّلوَى *!والعِيَ َرهْ ) ‪ %‬وعَيْرُ السّرَاةِ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬طائرٌ كهيئة ال َ‬
‫صفَرُ البَطْنِ وما َتحْت‬
‫خضْرَة ‪َ ،‬أ ْ‬
‫حلُ العَيْنِ ‪ ،‬صافِي الّلوْنِ إِلى ال ُ‬
‫أَصفرُ الرّجْلين والمِ ْنقَار ‪َ ،‬أكْ َ‬
‫جمَع ‪!* :‬عُيُور السّرَاةِ ‪ .‬والسّرَاة ‪ :‬مَوضعٌ بناحِيَةِ‬
‫شىً ‪ .‬ويُ ْ‬
‫جَناحَيْه ‪ ،‬وباطنُ ذَنَبهِ كأَنّه بُرْدٌ َموْ ِ‬
‫صغَارا وكذلك‬
‫ق ِ‬
‫الطائف ‪ ،‬ويَزْعُمون أَنّ هذا الطّيْرَ يأْكل ثَلَثمائةِ تِي َنةٍ من حين تَطْلُعُ من الوَرَ ِ‬
‫ب و َيعْنُونَ*! بالعَيْرِ‬
‫ن ضَ َربَ العَيْرَ هُو ‪ ،‬أَي َأيّ الناسِ حكاه َي ْعقُو ُ‬
‫العِنَب ‪ .‬ويقال ‪ :‬ما أَدْرِى َأيّ مَ ْ‬
‫جفْنُ العَيْنِ ‪ .‬وقِيل غَيْرُ ذلك ‪ .‬ومن َأمْثَالِ أَهلِ الشّأْم َقوْلُهم ‪ :‬عَيْرٌ *! َبعِيْرٍ ‪ ،‬وزِيَادةُ‬
‫الوَتِد ‪ ،‬وقِيلَ ‪َ :‬‬
‫عَشَ َرةٍ كان الخَلِيفَةُ من بَنِي ُأمَيّةَ إِذا ماتَ وقامَ آخرُ زادَ في أَرْزا ِقهِم وعطاياهُمَ عَشَ َرةَ دراهِمَ ‪،‬‬
‫فكانُوا َيقُولُونَ هذا عِنْد ذلك ‪ .‬وفي المَ َثلِ ‪َ :‬فعَلْتُهُ قَ ْبلَ عَيْرٍ وما جَرَى ‪ :‬أَي قَ ْبلَ َلحْظِ العَيْنِ ‪ ،‬قال‬
‫ح َدقَة ‪ ،‬والّذِي جَرَى الطّ ْرفُ ‪ ،‬وجَرْيُه حَ َركَتُه ‪ ،‬وال َمعْنَى قَ ْبلَ‬
‫أَبو طاِلبٍ ‪ :‬العَيْر ‪ :‬المِثالُ الّذي في ال َ‬
‫أَن يَطْ ِرفَ ‪ .‬وفي الصحاح ‪ :‬قال أَبو عُبَيْ َدةَ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/181‬‬

‫ع ْدوَ القِبِصّي قَ ْبلَ عَيْرٍ وما جَرَى ‪ %‬ولم َتدْرِ ما خُبُرِي‬


‫شمّاخ ‪ ( % :‬أَ َ‬
‫ول ُيقَال ‪َ :‬أ ْف َعلُ ‪ .‬وقولُ ال ّ‬
‫ولَمْ أَدرِ ماِلهَا ) ‪ ) %‬فَسّره َثعْلَب فقال ‪ :‬معناه ‪ :‬قبلَ أَنْ أَ ْنظُر إِليك ول يُتكلّم بشيْءٍ من ذلك في‬
‫حمَارُ‬
‫ي ‪ .‬والقِ ِبصّي وال ِقمِصّي ‪ .‬ضَ ْربٌ من العَ ْدوِ فيه نَ ْزوٌ ‪ .‬وقال اللّحيانيّ ‪ :‬العَيْر هُنَا ‪ :‬ال ِ‬
‫ال ّنفْ ِ‬
‫ت الَ ْروَاحُ‬
‫الوَحشيّ ‪!* .‬و ِتعَارٌ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬جض َبلٌ ببلدِ قَيْسٍ ‪ ،‬ب َنجْدٍ ‪ ،‬قال كُثَيّر ‪ ( % :‬وما هَ ّب ِ‬
‫ع ْوفُها *!و ِتعَارُهَا ) ‪ %‬وفي اللّسان في ع و ر ‪ :‬وهذه الكلمةُ‬
‫تَجْرِي وما َثوَى ‪ُ %‬مقِيما بنجْدٍ َ‬
‫يحتمل أَن َتكُونَ في الثّل ِثيّ الصحيحِ والثّلثيّ ال ُمعْتَلّ ‪ .‬ثم قال في عير ‪ :‬وتِعارٌ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬اسمُ‬
‫جهِنّ بالظّباءِ في َأكْنِسَتِها ‪% :‬‬
‫ظعُنا ارْ َتحَلْنَ من منازِلِهن فشّبَههُنّ في هَوا ِد ِ‬
‫جَ َبلٍ ‪ ،‬قال بِشْرٌ يصف ُ‬
‫علَيْها ‪%‬‬
‫( بِلَ ْيلٍ ما أَتَيْنَ على أَرُومٍ ‪ %‬وشا َبةَ عن شَمائِلها ِتعَارُ ) ‪ ( % %‬كأَنّ ظِباءَ أَسْ ُنمَةٍ َ‬
‫كَوانِسَ قالِصا عنها ال َمغَارُ ) ‪ %‬قال المَغارُ ‪ :‬أَماكِنُ الظّبَاءِ ‪ ،‬وهي كُُنسُها ‪ .‬وأَرُوم ‪ :‬موضِعٌ ‪.‬‬
‫وشابَ ُة و ِتعَار ‪ :‬جَبَلنِ في بلد قَيْس ‪.‬‬
‫قلتُ ‪ :‬وقد ذكره المصنّف أَيضا في ت ع ر ‪!* .‬وال َمعَايِرُ ‪ :‬المَعا ِيبُ ‪ُ ،‬يقَال عارَه ‪ِ ،‬إذَا عابَه ‪،‬‬
‫لخْيَلِيّة ‪َ ( % :‬ل َعمْرُك ما بال َم ْوتِ عارٌ على امْرِئ ‪ %‬إِذا لم ُتصِبْهُ في الحَيَاةِ *!المعَايِرُ‬
‫قالت ليلى ا َ‬
‫خ ْلقَته ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ ،‬فالسّينُ فيه للصّيْرُورَة‬
‫) ‪!* %‬والمُسْ َتعِيرُ ‪ :‬ما كانَ شَبِيها *!بالعَيْرِ في ِ‬
‫ليست للطّلَب ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪ :‬من أَمثالِهم في الرّضا بالحاضِرِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/182‬‬
‫ونِسْيَانِ الغَائب قولُهم ‪ :‬إِنْ ذَ َهبَ العَيْرُ *!فعَيْرٌ في الرّباط قاله أَبو عُبَيْد ‪ .‬وكَ ِتفٌ *! ُمعَيّ َرةٌ‬
‫جوّال كالعَيّارِ ‪ .‬ومنه المَ َثلُ ‪:‬‬
‫لصْل ‪ :‬ذاتُ عَيْر ‪!* .‬والعائرُ ‪ :‬المُتَردّدُ ‪ ،‬ال َ‬
‫*!ومُعْيَرَة ‪ ،‬على ا َ‬
‫ل في ال َقوْمِ ‪:‬‬
‫جُ‬‫كَ ْلبٌ *!عائِرٌ خَيْرٌ من َأسَدٍ رابضٍ ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬كَ ْلبٌ *!عائِرٌ *!وعَيّارٌ ‪!* .‬وعارَ الرّ ُ‬
‫عاثَوعَابَ ذكرهما ابنُ القطّاع ‪ ،‬وقد ذكر المصنّف الَخيرَ ‪ ،‬كما تقدّم ‪ .‬وعارَ في القَوْم َيضْرِ ُبهُم‬
‫بالسّيْف عَيَرَانا ‪ :‬ذَ َهبَ وجَاءَ ‪ ،‬ولم ُيقَيّ ْد ُه الَزهريّ بضَ ْربٍ ول بِسَ ْيفٍ ‪ .‬وفَرَسٌ *!عَيّارٌ ‪ ،‬إِذا‬
‫شطَ ف َر ِكبَ جانِبا ثمّ عَ َدلَ إِلى جَا ِنبٍ آخَرَ ‪ .‬وجرادةُ *!العَيّارِ ‪ :‬مَ َثلٌ ‪ ،‬وقد تقدّم في ج‬
‫عاثَ ‪ ،‬وإِذَا نَ ِ‬
‫ر د ‪ .‬وقيل ‪ :‬العَيّارُ ‪ :‬رجلٌ ‪ ،‬وجَرا َدةُ ‪ :‬فَرَسُه ‪ .‬وأَنشد أَبو عُبَيْد ‪ ( % :‬وَلقَدْ رَأَ ْيتُ فَوارِسا من‬
‫ط ٌة ل ُيعْرَف لها ماِلكٌ ‪ .‬وشاةٌ‬
‫َق ْومِنا ‪ %‬غَ َنظُوكَ غَنْظَ جَرا َدةِ *!العَيّارِ ) ‪ %‬و َثمَ َرةٌ عائِ َرةٌ ‪ :‬ساقِ َ‬
‫*!عائِ َرةٌ ‪ :‬متردّ َدةٌ بين قَطِيعَيْن ل تَدْرِي أَيّهما تَتْبَع ‪ .‬وقد مُثّل بها المُنَافِق ‪!* .‬والعَيّر ‪ ،‬كسَّيدٍ ‪:‬‬
‫حلُ‬
‫ي والعَائِ َرةُ من الِ ِبلِ ‪ :‬التي َتخْرُج منها إلى أُخْرَى لِ َيضْرِبَها الفَ ْ‬
‫الفَرَسُ النّشِيط قاله ابن الَعراب ّ‬
‫‪ .‬ومن َأمْثَالهم ‪ :‬عَيْرٌ *!عارَه وَتِدُه أَي َأهْلَكه ‪) ،‬‬
‫كما ُيقَال ‪ :‬ل أَدْرِي َأيّ الجَرَادِ *!عا َرهُ ‪ ،‬قاله ال ُمؤَرّجُ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/183‬‬

‫*!وعِرْتُ َثوْبَهُ ‪ :‬ذَهَ ْبتُ به ‪ .‬وأَنشد الباهِِليّ قولَ الراجِز ‪ :‬وإِنْ *!أَعَا َرتْ حافِرا *! ُمعَارَا ‪ .‬أَي‬
‫سهْما من‬
‫ب والَدَواتِ ‪!* .‬واسْتَعارَ فُلنٌ َ‬
‫حوّلَت ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬ومنه *!إِعا َرةُ الثّيا ِ‬
‫َر َف َعتْ و َ‬
‫خ ِفضُ مِن نَذِيرِها ‪ %‬وفي ال َيدِ‬
‫حوّلَه منها ‪ ،‬وأَنشد َقوْل الراجِز ‪ ( % :‬هُتّا َفةٌ تَ ْ‬
‫كِنَانتِه ‪َ :‬ر َفعَه و َ‬
‫شهْبَاءُ تُ ْروِي الرّيشَ مِن َبصِيرِها وذكره الزّمخشريّ في ع و ر وقد‬
‫ال ُيمْنَى *!ل ُمسْ َتعِيرِها ) ‪َ %‬‬
‫لمْ ِتعَةَ وال ُقمَاشَ ‪ ،‬أَي *! َيسْ َتعِيرُون ‪ .‬قال الَزهريّ ‪:‬‬
‫َتقَدّم ‪ .‬ويقال ‪ :‬هُمْ *!يَ َتعَيّرُونَ من جيرانهم ا َ‬
‫خذُ في‬
‫حمّدا ثمّ آ ُ‬
‫سفْيَانَ ‪ :‬قال رجلٌ ‪ :‬أَغتالُ مُ َ‬
‫وكلمُ العَرَب ‪ :‬يَ َت َعوّرُون ‪ ،‬بالواو ‪ .‬وفي حديث أَبِي ُ‬
‫ن الَثِيرِ عن أَبي مُوسَى ‪.‬‬
‫حكَى ذلك اب ُ‬
‫جعَلُه طَرِيقِي وأَهْ ُربُ َ‬
‫عَيْرٍ عَدْوي ‪ ،‬أَي َأمْضى فيه وأَ ْ‬
‫*!وعِيَارٌ ‪ ،‬ككِتَابٍ ‪َ :‬هضْبَةٌ في دِيا ِر الَزْدِ لِبَنِي الِواس بن الحِجْر ‪ ،‬مِ ْنهُم ‪ .‬والعَيْ َرةُ ‪ ،‬بالفَتْحِ ‪:‬‬
‫ش ْعبِ الخُوزِ كذا في المعجم‬
‫جَ َبلٌ بأَ ْبطَح َمكّة ‪!* .‬وعَيْرٌ ‪ :‬جَ َبلٌ آخَرُ ِب َمكّة ‪ُ ،‬يقَا ِبلُ الثّنِيّةَ المعروفَةَ ب ِ‬
‫‪ .‬وقال الزّبَيْرُ بنُ َبكّارٍ ‪!* :‬العَيْ َرةُ ‪ :‬الجَ َبلُ الّذِي عند المِيلِ ‪ ،‬على َيمِين الذاهبِ إِلى مِنىً ‪.‬‬
‫ي في‬
‫*!والعَيْرُ ‪ :‬الجَ َبلُ الذي ُيقَابِلُه ‪ ،‬ف ُهمَا *!العَيْرَتانِ ‪ .‬وإِيّا ُهمَا عَنَي الحارِث بنُ خالِدٍ ال َمخْزُومِ ّ‬
‫خطْمُ ) ‪ %‬قال ‪ :‬ولَيْسَ *!بالعَيْرِ‬
‫ن الِ ظَلِي َمةَ الحَ ْزمُ ‪ !*%‬فالعَيْرَتَانِ فََأوْحَشَ ال َ‬
‫قوله ‪َ ( % :‬أ ْقوَى مِ َ‬
‫خمّ ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫خلِ َمكّة ِممَا يَلِي ُ‬
‫*!والعَيْرَة اللّتَيْن عند َمدْ َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/184‬‬

‫حدّث مشهورٌ ‪ .‬وراعِي العِيرِ ‪َ :‬ل َقبُ والدِ ِبشْرٍ الصّحابيّ ‪ .‬تكميل ‪:‬‬
‫سعِيدٍ العَيّارُ ‪ :‬مُ َ‬
‫سعِيدُ بنُ أَبِي َ‬
‫وَ‬
‫عمُوا أَنّ ُكلّ مَن ضَ َربَ ال َعيْ ‪ %‬رَ َموَالٍ لَها وأَنّى‬
‫شكُ ِريّ ‪ ( % :‬زَ َ‬
‫قال الحا ِرثُ بنُ حِلّ َزةَ اليَ ْ‬
‫الوَلءُ ) ‪ %‬هكذا أَنْشَدَه الصاغانيّ ‪ .‬وفي اللّسَان ‪َ :‬موَال لنا ‪ .‬ويُ ْروَى ‪ :‬الوِلءُ ‪ ،‬بالكسْر ‪ .‬وقد‬
‫عمْرِو بن‬
‫حكَى الَزهريّ عن أَبي َ‬
‫ف في َمعْنَى العَيْ ِر في هذا البَ ْيتِ اختلفا كثيرا ‪ ،‬حتى َ‬
‫اخْتُِل َ‬
‫عمُوا أَنّ ُكلّ من ضَ َربَ‬
‫العَلءِ أنه قالَ ‪ :‬ماتَ مَنْ كانَ ُيحْسِنُ َتفْسِيرَ بَ ْيتِ الحا ِرثِ بنِ حِلّ َزةَ ‪ :‬زَ َ‬
‫العَيْر ‪ .‬إِلى آخِرِه ‪.‬‬
‫جمَعُ لك ما تَشَ ّتتَ من َأ ْقوَالهِم في الكُتُب ‪ ،‬لئلّ َيخْلُو هَذا الكِتَابُ عن هذه الفائِدَة ‪ ،‬فقِيلَ ‪:‬‬
‫وها أَنا َأ ْ‬
‫جلٍ‬
‫ج َعلَ كُلَيْبا عَيْرا ‪ .‬قال ابنُ دُرَيْد ‪ :‬وأَنشدَ ابنُ الكَلْ ِبيّ لِ َر ُ‬
‫العَيْرُ هُنا ‪ :‬كُلَ ْيبٌ ‪ ،‬أَي أَنّهم قَتَلوهُ ‪ ،‬ف َ‬
‫شعْره ‪% :‬‬
‫جعَلَه الحا ِرثُ ‪ .‬أَيضا عَيْرا في ِ‬
‫ج َعلَ كُلَيْبا عَيْرا كما َ‬
‫من كض ْلبٍ قَديمٍ فيما ذكره ‪ ،‬و َ‬
‫( كُلَ ْيبُ العَيْرُ أَيْسَرُ مِنْك ذَنْبا ‪ %‬غَدَاةَ َيسُومُنَا بالفْتِكَرِينِ ) ‪ ( % ) %‬فمَا يُنْجِيكُمُ مِنّا شِبَامٌ ‪ %‬ول‬
‫ن ول أَ ْهلُ الحَجُونِ ) ‪ %‬كذا نقلَهُ الصاغانيّ ‪ .‬وقيل ‪ :‬العَيْر ‪ :‬هنا سَيّدُ القَوْم ورَئِيسُهم مُطْلَقا ‪.‬‬
‫قَطَ ٌ‬
‫شمِرا قَتَلَهُ يومَ‬
‫سمَاءِ ‪ِ ،‬لسِيادَتِه ‪ .‬وقال الصاغانيّ ‪ :‬لَنّ َ‬
‫وقِيل ‪ :‬بل المُرَادُ به هو المُ ْنذِرُ بن ماءِ ال ّ‬
‫شمِرٌ حَ َن ِفيّ ‪ ،‬فهو مِ ْنهُم ‪ .‬وقيل ‪ :‬المُرَاد *!بالعَيْرِ هنا الطّ ْبلُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬المراد َمعْنَاه ‪:‬‬
‫عَيْنِ أُباغَ ‪ ،‬و َ‬
‫ُكلّ من ضَ َربَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/185‬‬

‫جفْنٍ على عَيْر ‪ ،‬أَي على ُمقْلَة ‪ .‬وقيل ‪ :‬المُرادُ بالعَيْر الوَتِدُ ‪ ،‬أَي مَن ضَ َربَ وَتِدا من أَ ْهلِ ال َعمَدِ‬
‫بَ‬
‫خصّ‬
‫حمِيرٍ ‪ .‬وقيل ‪َ :‬يعْنِي بالعَيْرِ جَبَلً ‪ .‬ومنهم مَنْ َ‬
‫مُطْلَقا ‪ .‬وقيل ‪َ :‬يعْنِي إِيادا ‪ ،‬لَ ّنهُم َأصْحابُ َ‬
‫ج َعلَ‬
‫حدٍ منها عَيْرٌ ‪ ،‬أَو َ‬
‫جعَلَهُ من َأجْ ُبلٍ ‪ُ ،‬كلّ وا ِ‬
‫خلَ علَيْه الّلمَ كأَنّهُ َ‬
‫حجَازِ ‪ ،‬وأَ ْد َ‬
‫فقال ‪ :‬جَبَلً بال ِ‬
‫لوْبَرِ ‪ .‬إِنما أَراد ‪ :‬بَناتِ َأوْبَرَ ‪ ،‬فقال ‪ :‬كلّ من‬
‫تاَ‬
‫اللم زائ َدةً على قوله ‪ :‬وَلقَدْ َنهَيْ ُتكَ عن بَنَا ِ‬
‫عمْروٍ ‪ :‬العَيْر ‪ :‬هو النّا ِتئُ في ُبؤْ ُبؤِ العَيْن ‪ ،‬ومعناه‬
‫ضَرَبَهُ أَي ضَ َربَ فيه وَتِدا أَو نَزََلهُ ‪ .‬وقال أَبو َ‬
‫أَنّ ُكلّ من انْتَبَهَ من َن ْومِه حَتّى َيدُورَ عَيْرُه جَنَى جِنَايَة فهو َموْلىً لَنَا ‪ ،‬يقولُونه ظُلْما وتَجَنّيا ‪ .‬قال‬
‫‪ :‬ومِنْ ُه قولُهم ‪ :‬أَتَيْ ُتكَ قَ ْبلَ عَيْ ٍر وما جَرَى ‪ ،‬أَي قَ ْبلَ أَن يَنْتَ ِبهَ نائمٌ ‪ .‬وَ َروَى سََلمَةُ عَن الفَرّاءِ أَنّه‬
‫ن ضَ َربَ العِيرَ ‪ ،‬بكسر العين ‪ .‬والعِيُر ‪ :‬الِبِلُ ‪ ،‬أَي ُكلّ مَنْ َر ِكبَ الِبِلَ َموَالٍ لَنا ‪،‬‬
‫ش َدهُ كلّ مَ ْ‬
‫أَنْ َ‬
‫سفَل ‪ ،‬لَنّا َأسَرْنَا فِيهِم فلَنَا ِن َعمٌ عليهم ‪ .‬فهذه عَشَ َرةُ َأ ْقوَالٍ ‪ ،‬قَّلمَا‬
‫أَي العَرَب كُلّهم مَوالٍ لَنَا من أَ ْ‬
‫ظفَرْ بها ‪ ،‬وال أَعْلَم ‪ ( 2 .‬فصل الغين المعجمة مع الراء ) ( غ ب ر‬
‫جمُوعٍ واحِدٍ ‪ ،‬فا ْ‬
‫تُوجَ ُد في مَ ْ‬
‫ب و َمضَى ‪ .‬والغَابِرُ ‪ :‬البَاقِي‬
‫شيْءُ َيغْبُرُ غُبُورا ك ُقعُودٍ ‪َ :‬مكَث و َب ِقيَ ‪ .‬وغَبَر غُبُورا ‪ :‬ذَ َه َ‬
‫‪ .‬غَبَرَ ال ّ‬
‫‪.‬‬
‫والغَابِرُ ‪ :‬الماضِي ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/186‬‬

‫ت كالمَاضِي ‪ .‬وهو غابرٌ من َقوْمٍ غُبّرٍ ك ُركّعٍ ‪ .‬والغابِرُ‬


‫جئُ الغَابِرُ في ال ّن ْع ِ‬
‫ضِدّ ‪ .‬قال اللّ ْيثُ ‪ :‬وقد َي ِ‬
‫عمَرَ ‪% :‬‬
‫من اللّ ْيلِ ‪ :‬ما َبقِيَ منه ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬هو غابِرُ بَنِي فُلن ‪ ،‬أَي َبقِيّتُهم ‪ .‬قال عُبَيْدُ ال بن ُ‬
‫عمَرْ ‪ %‬خَيْرُ قُرَيْشٍ مَنْ مَضضى ومَنْ غَبَرْ ) ‪َ %‬بعْدَ رَسُولِ الِ والشّيْخِ‬
‫( أَنَا عُبَيْدُ الِ يَ ْنمِينِي ُ‬
‫شيْءِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬بقِيّتُه ‪ ،‬كغُبّرِه ‪،‬‬
‫الَغَرّ ويُقَال ‪ :‬أَنتَ غابِرٌ غَدا ‪ ،‬و ِذكْ ُركَ غابِرٌ أَبَدا ‪ .‬وغُبْرُ ال ّ‬
‫جمْعُ الغُبّرِ غُبّرَات ‪ ،‬وقَدْ غََلبَ ذلك‬
‫بتَشْدِيد ال ُموَحّدَة ال َمفْتَوحة ‪ ،‬ج الغُبْرِ أَغْبَارٌ ‪ ،‬ك ُق ْفلٍ وَأ ْقفَالٍ ‪ ،‬و َ‬
‫ش ْولَ‬
‫سعِ ال ّ‬
‫ن في الضّ ْرعِ قال ابنُ حِلّ َزةَ ‪ ( % :‬ل َتكْ َ‬
‫على َبقِيّةِ دَمِ الحَيْض ‪ ،‬وعلَى َبقِيّةِ اللّبَ ِ‬
‫بأَغْبَارِهَا ‪ %‬إِ ّنكَ ل َتدْرِى مَنِ النّاتِجُ ) ‪ %‬و ُيقَال ‪ :‬بها غُبّرٌ من لَبَنٍ ‪ ،‬أَي بالنّاقَةِ ‪ .‬وغُبّرُ الحَ ْيضِ ‪:‬‬
‫سمُه عامِر ابنُ الحُلَيْس ‪ ( % :‬ومُبْرّأ مِنْ كُل غُبّرِ حَ ْيضَةٍ ‪%‬‬
‫َبقَايَاهُ ‪ .‬قال أَبو كَبِيرٍ الهُ َذِليّ ‪ ،‬وا ْ‬
‫ضعَةٍ وداءٍ ُمغْ ِيلِ ) ‪ %‬وغُبّرُ المَ َرضِ ‪ :‬بَقاياهُ ‪ .‬وكذلك غُبْرُ اللّ ْيلِ ‪ .‬وغُبْرُ اللّ ْيلِ ‪ :‬آخِرُه‬
‫وفَسَادِ مُ ْر ِ‬
‫حدُهَا غُبْرٌ ‪ .‬وفي حديث ُمعَاوِيَة ‪ :‬بفِنائه أَعْنُزٌ دَرّهُنّ غُبْرٌ أَي قَلِيلٌ ‪ .‬وفي حديث ابنِ‬
‫وبَقَاياه ‪ ،‬وا ِ‬
‫جسٌ ‪ ،‬أَي‬
‫حبّ ‪ ،‬فَأصَا َبتْ يدُه الماءَ ‪ .‬فقال ‪ :‬غابِرُه نَ ِ‬
‫عمَرَ ‪ :‬أَنّه سُئِل عَنْ جُ ُنبٍ اغْتَ َرفَ بكُوزٍ من ُ‬
‫ُ‬
‫جمْعُ غابِرٍ ‪ .‬وفي‬
‫شهْرِ َر َمضَانَ أَي ال َبوَاقِي ‪َ ،‬‬
‫باقِيهِ ‪ .‬وفي حَدِيثٍ ‪ :‬أَنّه اعْ َت َكفَ العَشْرَ الغَوابِرَ من َ‬
‫حديثٍ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/187‬‬

‫جمْع غابِرٍ‬
‫آخر ‪ :‬فَلَم يَ ْبقَ إِل غُبّراتٌ من أَ ْهلِ الكِتَاب ‪ .‬وفي ِروَايَة ‪ :‬غُبّرُ أَهل الكِتَاب ‪ .‬والغُبّرُ ‪َ :‬‬
‫جمَع غُبّرا ‪ ،‬ثم‬
‫جمْعُ غُبّر ‪ ،‬وقال أَبو عُبَيْدٍ ‪ :‬الغُبّرّاتُ ‪ :‬ال َبقَايَا ‪ ،‬واحِدُها غابِرٌ ‪ ،‬ثم ُي ْ‬
‫‪ .‬والغُبّراتُ َ‬
‫حمَلَتْنِي ال َبغَايَا في‬
‫عمْرِو بن العاصِ ‪ :‬ما تَأَبّطَتْنِي الِماءُ ول َ‬
‫جمْع ‪ .‬وفي حديث َ‬
‫جمْعُ ال َ‬
‫غُبّرَاتٌ َ‬
‫لمَاءُ تَرْبِيَتَه ‪ .‬وغُبّرَاتُ المآلِي ‪ :‬بقايَا خَ ِرقَ الحَ ْيضِ ‪ .‬وقال ابنُ‬
‫لاِ‬
‫غُبّرَاتِ المَآلِي ‪ ،‬أَرادَ أَنّه لم تَ َتوَ ّ‬
‫شهَرِ عِ ْندَهم ‪ .‬قال ‪ :‬وقد يُقالُ للماضِي غابِرٌ ‪ .‬قال الَعْشَى في‬
‫الَنْبَا ِريّ ‪ :‬الغَابِرُ ‪ :‬الباقِي ‪ ،‬في الَ ْ‬
‫عضّ بمَا أَ ْبقَى ال َموَاسِي َلهُ ‪ %‬مِنْ ُأمّهِ في ال ّزمَنِ الغَابِرِ ) ‪) %‬‬
‫الغابِ ِر بمعنَى الماضِي ‪َ ( % :‬‬
‫سمّيْتها عُجَالَة العابِرِ في‬
‫أراد المَاضِي ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقد سَبَق لي تأْلِيفُ رِسَالَة في عِلْم ال ّتصْرِيف ‪ ،‬و َ‬
‫ضيَ َنظَرا إِلى هذا ال َقوْل ‪ .‬قال الزهريّ ‪ :‬المعروف في‬
‫بَحْ َثيِ ال ُمضَارِع والغابِ ِر وأَردتُ به الما ِ‬
‫كَلمِ العَرَب أَنّ الغَابِرَ الباقِي ‪ .‬وقال غَيْرُ واحِدٍ من أَ ِئمّة الّلغَة ‪ :‬إِنّ الغَابِ َر يكون بمعنى الماضِي ‪.‬‬
‫و َتغَبّرَ الناقَةَ ‪ :‬احْتََلبَ غُبْرَها ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬نقله الصّاغَا ِنيّ والزمخشريّ ‪ ،‬أَي َبقِيّةَ لَبَنِها وما غَبَرَ مِنْه‬
‫‪.‬‬
‫ي ‪ :‬وتقولُ ‪ :‬اسْ َتصْفَى المَجْدَ بأَغْبَارِه ‪ ،‬واسْ َت ْوفَى الكَرَم بَأصْبَارِه ‪ . .‬وقيل ِل َقوْمٍ َن َموْا‬
‫قال الزمخشر ّ‬
‫صغِيرِ‬
‫صغِيرَ ‪ ،‬ونَ َتغَبّر الكَبِيرَ ‪ ،‬أَي كُنّا نأْخذ َأ ّولَ ماءِ ال ّ‬
‫وكَثُرُوا ‪ :‬كَ ْيفَ َنمَيْتُم قالوا ‪ :‬كُنّا نَلْتَ ِبئُ ال ّ‬
‫وبَقِيّة ماءِ الكَبِير ‪ ،‬يريد نُ َزوّجُهما حِرْصا على التّنَاسُل ‪ .‬و َتغَبّرَ من المَرَْأ ِة وَلَدا ‪ :‬اسْ َتفَا َدهُ ‪ ،‬وهو‬
‫حكَى أَنّه تَ َزوّج عُ ْثمَانُ هكذا في سائر النّسَخ ‪ ،‬وهو غَلَطٌ ‪ ،‬والصّوَاب كما في أَنساب‬
‫من ذلك ‪ .‬ويُ ْ‬
‫ابن الكَلْ ِبيّ ‪ :‬غَنْم ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/188‬‬

‫شكُرَ ابنِ َبكْر بن وا ِئلٍ امرَأةً ُمسِنّة‬


‫بالغَيْن ال َمفْتُوحَة والنون الساكِنَة ‪ ،‬ابنُ حَبِيب بنِ َك ْعبِ بن يَ ْ‬
‫طَلقَ ُهمَا الزمخشريّ حيث قال ‪ :‬تَ َزوّج أَعرابيّ مُسِنّةً ‪،‬‬
‫ش ‪ ،‬كقَطَامِ ‪ ،‬بِنْت عامِرٍ ‪ ،‬وقد أَ ْ‬
‫سمُها رَقا ِ‬
‫اْ‬
‫سمّاه غُبَرَ ‪،‬‬
‫فقِيل له ‪ :‬إِنّها كَبِيرَة السّنَ ‪ :‬فقال ‪ :‬لعَلّي أَ َتغَبّر منها وَلَدا ‪ ،‬أَي أَسْ َتفِيدُه ‪ ،‬فََلمّا وُِلدَ له َ‬
‫ج ْعفَرِ بن سُلَ ْيمَان ‪ .‬قال ابنُ‬
‫ك ُزفَرَ ‪ ،‬فهو أَبو قَبِيَلةٍ ‪ ،‬منهم قَطَنُ ابنُ نُسَير أَبو عَبّادٍ ‪َ ،‬روَى عن َ‬
‫ج ْعفَرِ بنِ‬
‫ح ِملُ عنه ‪ ،‬و َذكَرض له مَنَاكِيرَ عن َ‬
‫عَ ِديّ ‪ :‬كانَ َيسْرِقُ الحَدِيثَ ‪ ،‬وكان أَبو زُرْعَةَ َي ْ‬
‫حسّاب من شُيُوخ مُسّلِم ‪ ،‬المُحَدّثان الغُبَرِيّان‬
‫حمّدُ بن عُبَيْد بن َ‬
‫سُلَ ْيمَان قاله الذهبيّ في الدّيوَان ‪ .‬ومُ َ‬
‫‪ .‬وذكر أَعرابيّ ناقَ ًة فقال ‪ :‬إِ ّنهَا ِمعْشَارٌ مِشْكارٌ ِمغْبارٌ ‪ .‬ال ِمغْبار ‪ :‬ناقَةٌ َتغْزُرُ بعد ما َتغْزُرُ الّلوَاتِي‬
‫يُنْتَجْنَ َم َعهَا وال ِمعْشَا ُر والمِشْكار َتقَدّم ِذكْرُهما ‪ .‬وال ِمغْبَارُ أَيضا نَخَْلةٌ َيعْلُوهَا الغُبَارُ ‪ ،‬عن أَبي‬
‫حَنِيفَة ‪ .‬وداهِيَةُ الغَبَرِ ‪ ،‬محرّكةً ‪ ،‬داهِيَةٌ عظيمة ل ُيهْتَدَى ِلمِثِْلهَا ‪ ،‬قال الحِرْما ِزيّ َيمْدَحُ المُنْذِرَ بنَ‬
‫صمّاءُ الغَبَرْ ) ‪ %‬قال أَبو عُبَ ْيدٍ ‪ :‬من‬
‫جارُود ‪ ( % :‬أَ ْنتَ لها مُنْذِرُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ ‪ %‬داهِيَةُ الدّهْر و َ‬
‫أَمثالهم في الدّهَا ِء والِرْب إِنّه لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ ‪ .‬قال ‪ :‬هو من َقوْلهم ‪ :‬جُرْحٌ غَبْرٌ ‪.‬‬
‫ب ‪ .‬وقولُ الشاعِر ‪ ( % :‬وعاصِما سَّلمَهُ من الغَدَرْ ‪ %‬من َبعْدِ‬
‫وداهِيَةُ الغَبَرِ ‪ :‬بَلِيّةٌ ل تَكاد تَذْ َه ُ‬
‫صمّاءِ الغَبَرْ ) ‪ %‬قال أَبو الهَيْثَم ‪ :‬يقول ‪ :‬أَنجاهُ من‬
‫إِرْهَانٍ ِب َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/189‬‬
‫سكُن قُ ْربَ ُموَ ْيهَةٍ في مَ ْنقَعٍ‬
‫صمّاءُ الغَبَرِ ‪ :‬الحَيّةُ تَ ْ‬
‫الهَلك بعد إِشْرَاف عَلَيْه ‪ .‬وقال الزمخشريّ ‪َ :‬‬
‫فل ُتقْرَب ‪ .‬وأَنشد بَ ْيتَ الحِرْما ِزيّ المُتَقدّم ‪ .‬أَو داهِ َيةُ الغَبَر ‪ :‬الذِي يُعانِدُك ثمّ يَرْجِعُ إِلى َقوْلك ‪.‬‬
‫حكَى أَبو زَيْدٍ ‪ :‬ما غَبّ ْرتَ ِإلّ ِلطََلبِ المِرَاءِ ‪ .‬والغَبَرُ ‪ُ ) ،‬محَ ّركَةً ‪ :‬التّرَابُ عن كُرَاع ‪.‬‬
‫ومنه ما َ‬
‫ج ِعلَ على بِناءِ الدّخانِ‬
‫والغَبَ َرةُ ‪ ،‬بهاءٍ ‪ :‬الغُبَارُ ‪ ،‬كغُرَابِ ‪ ،‬وهو اسمٌ ِلمَا يَ ْبقَى من التّرابِ المُثَارِ ‪ُ ،‬‬
‫حوِهِما من ال َبقَايَا ‪ ،‬قاله المص ّنفُ في البَصائر ‪ .‬وفي اللّسَان ‪ :‬الغَبَ َرةُ ‪ :‬تَرَدّدُ الرّهَجِ ‪،‬‬
‫والعُثَانِ ونَ ْ‬
‫ن الَعْرَابيّ ‪ِ ( % :‬بعَيْ َنيّ لم َتسْتَأْنِسَا َيوْمَ غُبْ َرةِ‬
‫س ّمىَ غُبَارا ‪ ،‬كالغُبْرَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬أَنشد اب ُ‬
‫فإِذا ثارَ ُ‬
‫‪ %‬ولم تَ ِردَا أَ ْرضَ العِرَاقِ فَثَ ْرمَدَا ) ‪ %‬واغْبَرّ ال َيوْمُ اغْبِرَارا ‪ :‬اشْتَدّ غُبَارُه ‪ ،‬عن أَبِي عَِليّ ‪.‬‬
‫طخَهُ به ‪ .‬و َتغَبّرَ ‪ :‬تَلَطّخ به ‪.‬‬
‫وغَبّ َرهُ َتغْبِيرا ‪ :‬لَ َ‬
‫حوِه ‪ .‬وقَدْ غَبَرَ غُبُورا وغُبْ َرةً واغْبَرّ اغْبِرَارا‬
‫والغُبْ َرةُ ‪ ،‬بالضّم ‪َ :‬لوْنُه ‪ ،‬أَي الغُبَار َيغْبَرّ لِ ْلهَ ّم ونَ ْ‬
‫وأَغْبَرَ إِغْبَارا ‪ .‬والَغْبَرُ ‪ :‬الذّ ْئبُ ‪ ،‬لَِلوْنه ‪ ،‬كالَغْثَرِ ‪ ،‬بالمُثَلّثَة كما سيأْتي ‪ .‬والغَبْراءُ ‪ :‬الَ ْرضُ ‪،‬‬
‫خضْراءُ ول أَقّلتِ الغَبْرَاءُ ذَا َل ْهجَةٍ‬
‫لغُبْ َرةِ َلوْنِها ‪ ،‬أَو لما فيها من الغُبَارِ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬ما َأظَّلتِ ال َ‬
‫سمَاءُ ‪ .‬والغَبْرَاءُ ‪ :‬الَ ْرضُ ‪ .‬أَراد أَنّه مُتناهٍ‬
‫خضْراءُ ‪ :‬ال ّ‬
‫ن الَثير ‪ :‬ال َ‬
‫َأصْدَقَ من أَبِي ذَرّ ‪ .‬قال اب ُ‬
‫في الصّدْق إِلى الغا َيةِ ‪ .‬فجاءَ به على اتّساع الكَل ِم والمَجاز ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/190‬‬

‫خمَرُ ‪ .‬وأَ ْرضٌ غَبْرَاءُ ‪ :‬كَثِي َرةُ الشّجَرِ ‪،‬‬


‫جلِ ‪ .‬والغَبْرَاءُ من الَرْض ‪ :‬ال َ‬
‫والغَبْرَاءُ ‪ :‬أُنْثَى الحَ َ‬
‫كالغَبَ َرةِ ‪ ،‬محرّكةً ‪ .‬والغَبْرَاءُ ‪ :‬ة بال َيمَامَة ‪.‬‬
‫ت ‪ :‬والَشْبَهُ أَنْ يكونَ بالمُثَلّثَة ‪ .‬والغَبْراءُ فَرَسُ‬
‫سهُولَةِ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬قل ُ‬
‫والغَبْرَاءُ ‪ :‬النّ ْبتُ في ال ّ‬
‫حذَ ْيفَةَ بنِ بَدْرٍ ‪ .‬والغَبْراءُ أَيضا فَرَسُ قُدَامَةَ بن َمصَادٍ‬
‫عمْروٍ الفَزَا ِريّ ‪َ ،‬أخِي ُ‬
‫ح َملِ بنِ بَدْر بن َ‬
‫َ‬
‫سيّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وهي خاَلةُ‬
‫الكَلْ ِبيّ ‪َ .‬ذكَرَ ُهمَا الصاغانيّ ‪َ .‬وفَاتَهُ ِذكْرُ الغَبراءِ فَرَسِ قَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ العَبْ ِ‬
‫ن وَ َر ِقهَا وَ َثمَرَتِها إِذا‬
‫ى كالغَبَيْرَاءِ ‪ ،‬لَِلوْ ِ‬
‫سهِْل ّ‬
‫داحِس وأُخْتُه لَبِيه قاله ابنُ الكَلْ ِبيّ ‪ .‬والغَبْرَاءُ ‪ :‬نَباتٌ ُ‬
‫صغّ َرةً ‪ ،‬أَو‬
‫شجَرَتُه ول تُ ْذكَر ِإلّ ُم َ‬
‫حمْ َرةً شديدةً ‪ ،‬أَو الغَبْرَاءُ َثمَرَتُه ‪ ،‬والغُبَيْرَاءُ َ‬
‫حمَرّ ُ‬
‫بَ َدتْ ثمّ تَ ْ‬
‫جمْعُ فيه سوا ٌء كلّ ذلك قاله أَبو حَنِيفَةَ في كتاب النّبَات ‪ .‬والوَطَْأةُ الغَبْرَاءُ ‪:‬‬
‫حدُ وال َ‬
‫بال َعكْسِ ‪ ،‬الوا ِ‬
‫سوْداءِ ‪ .‬وفي الَساس ‪ُ :‬همَا وَطْأَتَانِ ‪ :‬دَ ْهمَاءُ وغَبْرَاءُ ‪،‬‬
‫سةُ ‪ ،‬وهو مِ ْثلُ ال َوطَْأةِ ال ّ‬
‫جدِي َدةُ أَو الدّارِ َ‬
‫ال َ‬
‫ج ْم ُعهَا الغُبْرُ ‪ .‬قال‬
‫جدْبَةُ و َ‬
‫وأَثَرَانِ ‪ :‬أَ ْدهَ ُم وأَغْبَرُ ‪ ،‬أَي حَدِيثٌ ودارِسٌ ‪ .‬والغَبْرَاءُ من السّنِين ‪ :‬ال َ‬
‫لمْطَار ‪ ،‬وأَ ْرضِها من عَدَمِ النّبَات ‪.‬‬
‫سمّ َيتْ سِنُو الجَ ْدبِ غُبْرا لِغْبِرارِ آفاقِها من قِلّ ِة ا َ‬
‫ن الَثِير ‪ُ :‬‬
‫اب ُ‬

‫صعَالِيك ‪ .‬وبه فَسّر الجوهريّ بَ ْيتَ طَ َرفَةَ بنِ العَبْد ‪ ،‬ولم‬


‫وبَنُو غَبْرَاءَ ‪ :‬ال ُفقَرَاءُ المَحَاوِيجُ ‪ ،‬وهُم ال ّ‬
‫يَ ْذكُرِ البيتَ ‪ ،‬وإِنّما َذكَرَه ابنُ بَ ّريّ وغيره ‪ ،‬و ُهوَ ‪َ ( % :‬رأَ ْيتُ بَنِي غَبْرَا َء ل يُ ْنكِرُونَنِي ‪ %‬ول‬
‫أَ ْهلَ هذاكَ الطّرَافِ ال ُممَدّدِ ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/191‬‬

‫س ِميَ الفُقَراءُ بَنِي غَبْراءَ لُِلصُوقِهم بالتّرَاب كما قِيلَ لهم المُ ْد ْقعُون لُِلصُوقهم‬
‫قال ابنُ بَ ّريّ ‪ :‬وإِنّما ُ‬
‫ي الَ ْرضُ كأَنّهم ل حائلَ بَيْنَهم وبينها ‪ .‬والطّرَافُ ‪ :‬خِباءٌ من أَدَم تَتّخِذُه الَغنياءُ ‪) .‬‬
‫بال ّدقْعاءِ و ِه َ‬
‫ن ال ُفقَراءَ َيعْ ِرفُونَنِي بإِعْطَائي وبِرّي ‪ ،‬والَغنياءُ َيعْ ِرفُونَنِي ب َفضْلِي وجَلََلةِ قَدْرِي وقِيلَ ‪:‬‬
‫يقول ‪ :‬إِ ّ‬
‫بَنُو غَبْرَاءَ ‪ :‬الغُرَبَاءُ عَنْ َأوْطَانِهم ‪ .‬وقيل ‪ :‬هُم القومُ المُجْ َت ِمعُون للشّرابِ بل َتعَارُف وبه فَسّر‬
‫بعضُهم قولَ طَ َرفَةَ السابِق ِذكْرُه ‪ .‬وبه فُسّر أَيضا قولُ الشاعِر ‪ ( % :‬وبَنُو غَبْرَاءَ فِيها ‪%‬‬
‫سفَارِ ‪ .‬وبه فّسر آخَرُون َق ْولَ‬
‫طوْنَ الصّحَافَا ) ‪ %‬أَي الشّرْب ‪ .‬وقيل هُمُ الّذِين يَتَنَا َهدُون في الَ ْ‬
‫يَ َتعَا َ‬
‫ك على المصنّف ‪ .‬وقد ذكرهُ الصاغانيّ وصاحبُ اللسان ‪ .‬وفي الحَديث ‪:‬‬
‫طَ َرفَةَ ‪ .‬وهو مستد َر ٌ‬
‫سكُ ْركَة ‪ ،‬وهي شَرَابٌ يُعمَل من الذّرَة يَتّخِذُه الحَبَشُ ‪ ،‬وهو‬
‫خمْرُ العالَمِ وهي ال ّ‬
‫إِيّاكُم والغُبَيْرَاء فإِ ّنهَا َ‬
‫خمْر‬
‫خمْرٌ ُت ْع َملُ من الغُبَيْرَاءِ ‪ ،‬هذا الثّمر ال َمعْروف ‪ ،‬أَي ِهيَ مِ ْثلُ ال َ‬
‫سكِرُ ‪ .‬وقال ثعلب ‪ :‬هي َ‬
‫يُ ْ‬
‫ظهْرِ‬
‫صلَ بينهما في التّحْرِيم ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬تَ َركَهُ على غُبَيْرَاءِ ال ّ‬
‫التي يَ َتعَا َرفُها جميعُ الناسِ ‪ ،‬ل َف ْ‬
‫ظهْر ‪،‬‬
‫جعَ خائبا ‪ ،‬هكذا في سائر النّسخ ‪ ،‬والذي المحكم ‪ :‬جاءَ على غَبْرَاءِ ال ّ‬
‫وغَبْرَائِه ‪ ،‬إِذا رَ َ‬
‫شئٌ ‪ .‬وفي ال ّتهْذيب ‪:‬‬
‫ظهْر ‪ ،‬يَعني ليْسَ له َ‬
‫ض وتَ َركَه على غُبَيْرَاءِ ال ّ‬
‫ظهْر ‪َ ،‬يعْنِي الَ ْر َ‬
‫وغُبَيْرَاءِ ال ّ‬
‫عوْ َدهُ على بَدْئِه ‪ ،‬ورَجَعَ على َأدْرَاجِه ‪ ،‬ورَجَع‬
‫ظهْرِ ‪ ،‬ورَجَع َ‬
‫يُقال ‪ :‬جاءَ فُلنٌ على غُبَيْرَاءِ ال ّ‬
‫حمَر ‪ :‬إِذا َرجَعَ‬
‫لْ‬‫صبْ شيئا ‪ .‬وقال ا َ‬
‫عقِبَيْه ‪ُ :‬كلّ ذلك إِذا رَجَعَ ولم ُي َ‬
‫ل ّولَ ‪ ،‬و َن َكصَ على َ‬
‫دَ َرجَه ا َ‬
‫ولم َيقْدِر على حاجضتِه ‪ ،‬قيل ‪ :‬جاءَ على‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/192‬‬

‫ظهْرِه غُبَا ُر الَرْض ‪ .‬وقال زَ ْيدُ بن كَ ْث َوةَ ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬تركتُه على‬


‫غُبَيْرَاءِ الظّهر ‪ ،‬كأَنّه رجعَ وعلى َ‬
‫صمْتَه في ُكلّ شئٍ وغَلَبْتَه على ما فِي يَدَيْه ‪ .‬وهكذا نقله‬
‫خ َ‬
‫ص ْمتَ رجلً ف َ‬
‫ظهْرِ ‪ ،‬إِذا خا َ‬
‫غُبَيْراءِال ّ‬
‫خفَى ‪.‬‬
‫ل كما ل َي ْ‬
‫لقْوَا ِ‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬وفي عبارة المصنّف ُمخَاَلفَةٌ مع هذه الّنقُول وخَ ْلطٌ في ا َ‬
‫حقَدَ قالهُ ابنُ القَطّاع ‪.‬‬
‫جلُ ‪ ،‬كفَرِحَ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫حقْد ‪ ،‬كال ِغمْر ‪ .‬وقد غَبِرَ الرّ َ‬
‫والغِبْرُ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬ال ِ‬
‫والغَبَرُ ‪ ،‬بالتّحْرِيك ‪َ :‬فسَادُ الجُرْحِ أَنّي كانَ ‪ .‬أَنشد َثعْلَب ‪ :‬أَعْيَا على السِي َبعِيدا غَبَ ُرهْ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫غ َمضَ من جَوانِبه ‪ ،‬فهو لذلك َبعِي ٌد ل‬
‫معناهُ َبعِيدا فَسَادُه ‪ ،‬يعني أَنّ فَسادَه إِ ّنمَا هو في َقعْرِه وما َ‬
‫قَرِيب ‪ .‬وقد غَبِ َر ‪ ،‬كفَرِحَ ‪ ،‬غَبَرا فهو غَبِرٌ ‪ ،‬إِذا ا ْن َد َملَ على فَسادٍ ثم انْ َت َفضَ َبعْد البُرْءِ ‪ ،‬ومنه‬
‫س ّمىَ العِرْقُ الغَبِرُ ‪ ،‬لَنّهُ ل يَزالُ يَنْ َت ِقضُ ‪ ،‬وهو بالفَارِسِيّة النّاسُور ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬أَصابَهُ غَبَرٌ في‬
‫ُ‬
‫صدْرِه ‪ %‬مِ ْثلَ مَال يَبْرَأُ العِرْقُ‬
‫عِرْقهِ ‪ ،‬أَي ل َيكَادُ يَبْ َرأُ ‪ .‬وقال الشاعرُ ‪َ ( % :‬ف ْهوَ ل يَبْرَأُ ما فِي َ‬
‫ظهْرِ الدّبِر ‪ ،‬وقَ ْلبٌ كالجُرْحِ‬
‫ع َملٌ كال ّ‬
‫الغَبِرْ ) ‪ %‬وقال الزمخشريّ ‪ :‬هُو من الغُبُور ‪ .‬وتقول ‪َ :‬‬
‫الغَبِر ‪ .‬وقال ابنُ القَطّاع ‪ :‬غَبِرَ الجُرْحُ غَبَرا ‪ :‬انْ َت َقضَ أَبدا ‪ ،‬والجُرْحُ ‪ :‬انْ َد َملَ على َن َغلٍ ‪ .‬وقال‬
‫غيْرُه ‪ :‬الغَبَرُ ‪ :‬أَنْ يَبْرَأَ )‬
‫خفّ ال َبعِيرِ ‪ ،‬وقال ال ُمفَضّل‬
‫ح وباطِنُه َدوٍ ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬الغَبَرُ ‪ :‬داءٌ في باطشنِ ُ‬
‫ظاهِرُ الجُرْ ِ‬
‫‪ :‬هو من الغُبْرَة ‪ .‬والغضبَرُ ‪ :‬ع بسَ ْلمَى ‪ ،‬أَحَد مَحاّلهَا ‪ ،‬وسض ْلمَى لِطَييٍ َأحَدُ الجَبَلَيْن ‪ ،‬فيه مياهٌ‬
‫قليلةٌ ‪.‬‬
‫ويُقَال للماءِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/193‬‬

‫س َمكِ ‪،‬‬
‫جوْهَرٍ ‪ :‬جِنْسٌ من ال ّ‬
‫س ّميَ ال َموْضع ‪ ،‬والغُبَ ُر وال َغوْبَرُ ‪ ،‬كصُرَدٍ و َ‬
‫القَلِيل غَبَرٌ ‪ ،‬قيل ‪ :‬وبه ُ‬
‫نقله الصاغانيّ ‪ .‬والغُبَا َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ما َءةٌ لِبَنِي عَبْس بنِ ذُبْيانَ بِ َبطْنِ ال ّرمَةِ هكذا نقله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫وفي المعجم أَنّها إِلى جَنْب جَ َبلِ قَرْنِ ال ّتوْبَاذ في بِلد مُحارِب ‪ .‬والغُبَارَاتُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ع ‪ ،‬وعليه‬
‫جدْ مَنْ َذكَرَه ‪ .‬ولعلّه أَخذه من قول الصاغانيّ بعدُ‬
‫اقتصر الصاغَانيّ ‪ .‬وقول المصنّف بال َيمَامَة لم أَ ِ‬
‫‪ ،‬فإِنّه قال ‪ :‬والغُبَاراتُ ‪َ :‬موْضِعٌ ‪ ،‬والغَبْرَاءُ ‪ :‬من قُرَى ال َيمَامَةِ ‪ ،‬فتَأمّل ‪ .‬والغُبْرَانُ ‪ ،‬بالضّمّ‬
‫صلٍ واحِد ‪،‬‬
‫حدٍ مِثْل الصّنوان ‪َ :‬نخْلَتَانِ في َأ ْ‬
‫ن في َقمْعٍ وا ِ‬
‫والنونُ مرفوعةٌ قاَلهُ الصّاغَانيّ ‪ :‬رُطَبَتَا ِ‬
‫ج غَبَارِينُ ‪ .‬بالفَتْح هذا قولُ أَبي عُبَيْدٍ ‪ .‬وقال غَيْرُه ‪ :‬الغُبْرانُ ‪ :‬بُسْرَتانِ أَو ثَلثٌ في ِقمْعٍ واحِدٍ ‪،‬‬
‫جمْع لِلغُبْران من َلفْظِه ‪ .‬وقال أَبو حَنِيفَة ‪ :‬الغُبْرانَةُ ‪ ،‬بالهَاء ‪ :‬بَلَحاتٌ َيخْرُجْن في ِقمْع واحِدٍ ‪.‬‬
‫ول َ‬
‫جدّ ‪ ،‬عن ابن‬
‫جلُ في طَلَبِه ‪ :‬ا ْن َكمَشَ و َ‬
‫ويقال ‪َ :‬لهّجُوا ضَ ْيفَكم ‪ ،‬وغَبّرُوه ‪ ،‬بمعنىً واحِد ‪ .‬وأَغْبَرَ الرّ ّ‬
‫شيْءِ المَ ْن َكمِشُ‬
‫السكّيت ‪ .‬وفي حديث مُجاشِعٍ ‪ :‬فخَرَجَوا ُمغْبِرِينَ هم و َدوَاّبهُم ‪ ،‬ال ُمغْبِر ‪ :‬الطاِلبُ لل ّ‬
‫جلٌ مِن‬
‫صعَبٍ ‪ :‬قَ ِدمَ َر ُ‬
‫فيه كأَنّه لشحِ ْرصِه وسُرْعَتِه يُثِيرَ الغُبَارَ ‪ .‬ومنه حَدِيثُ الحارثِ بن أَبي ُم ْ‬
‫سمَاءُ ‪ :‬جَ ّد َوقْعُ َمطَرِها واشْتَدّ ‪.‬‬
‫جهَازِه ‪ .‬وأَغْبَ َرتْ علينا ال ّ‬
‫أَ ْهلِ المدي َنةِ فرَأَيْتُه ُمغْبِرا في َ‬
‫سحْنُونٍ هكذا في النّسخ ‪ ،‬وفي التكملة ‪:‬‬
‫جلُ ‪ :‬أَثارَ الغُبَارَ ‪ ،‬كغَبّر َتغْبِيرا ‪ .‬والغُبْرُونُ ‪ ،‬ك ُ‬
‫وأَغْبَرَ الرّ ُ‬
‫عصَ ْيفِيرٌ أَغْبَرُ ‪ .‬وقال اللّيْث ‪ :‬ال ُمغَبّ َرةُ ‪َ :‬قوْم‬
‫الغُبْرُورُ طائ ٌر وفي اللّسَان ‪ :‬الغُبْرُور ‪ُ :‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/194‬‬
‫صوْتَ بالقِرَاءَة وغيرِهَا ‪ ،‬هو مَأْخو ٌذ من قول اللّيْث‬
‫ٌ ُيغَبّرُون ب ِذكْرِ الِ ‪َ ،‬أيْ ُيهَلّلُون ويُردّدُون ال ّ‬
‫وقول ابنِ دَرَيْد ‪.‬‬
‫فقولُ اللّيْث ‪ :‬ال ُمغَبّرَة ‪ :‬قومٌ ُيغَبّرُون ‪ :‬يَ ْذكُرون الَ عَزّ وجلّ بدعا ٍء و َتضَرّعٍ ‪ ،‬كما قال ‪% :‬‬
‫ص ْوتٍ‬
‫( عِبا ُدكَ ال ُمغَبّ َرهْ ‪ %‬رُشّ عَلَيْنَا ال َم ْغفِ َرهْ ) ‪ %‬وقال ابنُ دُرَيْد ‪ :‬ال ّتغْبِير ‪َ :‬تهْلِيلٌ أَو تَ ْردِي ُد َ‬
‫صوْتٍ‬
‫ل وتَرْدِي ُد َ‬
‫يُرَدّ ُد بقِرَا َءةٍ وغَيْرِهَا ‪ .‬ومثلُه قولُ ابن القَطّاع ‪ ،‬و َنصّه ‪ :‬وغَبّرَ َتغْبِيرا ‪ :‬وهو َتهْلِي ٌ‬
‫بقرا َءةٍ أَو غَيْرِهَا ‪ .‬فقولُه ‪ :‬أَو غَيرها وكذا قولُ ابنُ دُرَيْد ‪ :‬وغَيْرها ‪ ،‬المُرَادُ به ما قال اللّ ْيثُ ما‬
‫شدَوه بالَ ْلحَانِ‬
‫شعْر في ِذكْرِ ال تغبِيرا ‪ ،‬كأَ ّنهُم إِذا تَنا َ‬
‫س ّموْا ما يُطرّبُون فيه من ال ّ‬
‫َنصّه ‪ :‬وقد َ‬
‫سمّوا المُغبّ َرةَ لهذا المعنىَ ‪ .‬قال الَزْهريّ ‪ :‬و َروَيْنَا عن الشافعيّ أَنّه‬
‫طَرِبُوا ف َر َقصُوا وأَرْهَجَوا ‪ ،‬ف ُ‬
‫قال ‪ :‬أَرَى الزّنا ِدقَةَ َوضَعُوا هذا ال َتغْبِيرَ لِ َيصُدّوا عن ِذكْرِ ال وقِرَا َء ِة القُرْآن ‪ .‬وقال الزّجّاج ‪:‬‬
‫س في الغَابِرَة ‪ ،‬أَي )‬
‫سمّوا بها لَ ّنهُمُ يُرَغّبون النا َ‬
‫ُ‬
‫الباقِيَة ‪ ،‬أَي الخِرَة ‪ ،‬ويُزَهّدُو َنهَ ْم في الفانِيَة ‪ ،‬وهي الدّنْيَا ‪ .‬ومثلُه في الَساس ‪ .‬وعَبّادُ بنُ‬
‫ج ْعفَر ابنُ أَبِي وَحْشِيّةَ حديثا واحِدا ‪ ،‬رَواه‬
‫صحْبَةٌ ‪َ ،‬روَى عنه أَبو ِبشْرٍ َ‬
‫شكُ ِريّ ‪ ،‬له ُ‬
‫شُ َرحْبِيلَ اليَ ْ‬
‫ضعِيفٌ ‪.‬‬
‫عمَرُ بنُ نَ ْبهَانَ قال الحافِظُ في التّ ْبصِير ‪َ :‬‬
‫شعْبَةُ عن أَبِي ِبشْرٍ قاله ابنُ َفهْدٍ في ال ُمعْجَم ‪ .‬و ُ‬
‫ُ‬
‫عمَرُ بنُ نَ ْبهَانَ العَ ْب ِديّ ‪،‬‬
‫عمَرُ بنُ نَ ْبهَانَ ‪ :‬رَجُلن ‪ ،‬ذَكرهما الذّهبيّ في الدّيوانِ ‪ :‬أَحدُهما ُ‬
‫قلتُ ‪ُ :‬‬
‫عمَرُ بنُ نَ ْبهَانَ ‪ ،‬عن أَبي‬
‫ض ّعفَه أَبو حا ِتمٍ وغَيْرُه ‪ .‬وقال في ذَ ْيلِ الدّيوان ‪ُ :‬‬
‫عن الحَسَنِ ‪ ،‬قال فيه ‪َ :‬‬
‫عمَرُ بنُ نَ ْبهَانَ شَيْخُ أَبي‬
‫ج ِعيّ ‪ ،‬قال أَبو حاتِم ‪ :‬ل أَعْ ِرفُهما ‪ .‬ثمّ قال في الدّيوان ‪َ :‬أمّا ُ‬
‫شَ‬‫َثعْلَبَ َة الَ ْ‬
‫ي فقَدِيمٌ ‪ ،‬لم يُجرّح ‪ ،‬ول ُيعْرَف ‪ .‬فليُنْظَرْ أَيّهم عَناهُ الحافِظُ ‪ ،‬وأَيّهم‬
‫الزُبَيْر ال َم ّك ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/195‬‬

‫أَرادَه ال ُمصَنّف ‪ .‬وقَطَنُ بنُ ُنسَيْرٍ قد َتقَدّم ِذكْرُه في َأوّل المادّة وهو هو ِبعَيْنِه ‪ .‬وعَبّادُ بن الوَلِيد بن‬
‫شجَاعٍ ‪ ،‬قال الحافظُ ‪ :‬مشهورٌ ‪ .‬وسَوارُ ابنُ مُجَشّر ‪ ،‬وفي التّ ْبصِير ‪ :‬سَرّار ‪َ ،‬روَى عن أَيّوبَ ‪،‬‬
‫ُ‬
‫وقد َتقَدّم ذكره و ِذكْرُ أَبيه في مَحَلّهما ‪ .‬وعَبّادُ بنُ قَبِيصَةَ ‪ ،‬عن أَنَس بن ماِلكٍ ‪ ،‬قال الَزَ ِديّ ‪:‬‬
‫جهَاتٍ ‪ :‬الُولَى ضَ ْبطُه في‬
‫ضعِيفٌ ‪ ،‬الغُبْرِيّون ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬مُحَدّثُون ‪ .‬وفي كل ِم المصَنّف َنظَرٌ من ِ‬
‫َ‬
‫شكُر‬
‫خطَأُ ‪ ،‬والصّواب ‪ :‬الغُبَرِيّون ‪ ،‬بضَمّ َففَتْح ‪ ،‬إِلى غُبَرَ ك َزفَرَ ‪ ،‬قبيلة من يَ ْ‬
‫نَسَبِهم بالضّمّ ‪ ،‬وهو َ‬
‫التي َتقَدّم ِذكْرُهَا في َأوّل المَادّة ‪ .‬والثّانِيَة ‪ :‬كَرّر ذِكر َقطَن بن ُنسَيْر وفَ ّرقَه في َمحَلّيْن ‪ ،‬وهما‬
‫حقّه أَن‬
‫حمّد بن عُبَيْد ‪ ،‬وكان َ‬
‫خطَأَ في الثّانِي ‪ .‬وذكر معه هُنَاكَ مُ َ‬
‫لوّل وأَ ْ‬
‫ب في ا َ‬
‫واحدٌ ‪ .‬فَأصَا َ‬
‫عمّه ‪.‬‬
‫يُسْرَدَ هنا مع بَنِي َ‬
‫حدّثِين ‪ ،‬وهو صحابيّ ‪ ،‬فكان ينبغي أَنْ‬
‫جعَلَه من المُ َ‬
‫والثالِثة ‪َ :‬أوْرَدَ عَبّادَ بنَ شُرَحْبِيلَ معهم ‪ ،‬و َ‬
‫س ْمعَا ِنيّ ‪ .‬وقد َقصّرَ في ِذكْرِ جماعَة من بني غُبَرَ ِممّن‬
‫يُشِيرَ إِليه ‪ .‬ثم ذكر هؤلءِ تَبَعا لبْنِ ال ّ‬
‫عثُ بن صُرَ ْيمٍ ‪ ،‬وكان شَرِيفا ‪ ،‬وأَخُوهُ وائلٌ ‪َ ،‬ذكَرَهُما ابنُ‬
‫س ْمعَانِيّ ‪ .‬فمِ ْنهُمْ با ِ‬
‫َذكَرَهُم غيرُ ابنِ ال ّ‬
‫غفَيْلَةَ الغُبَ ِرىّ السّحَ ْي ِمىّ ‪ ،‬عن أَبِي هُرَيْرَة ‪.‬‬
‫الكَلْ ِبيّ ‪ .‬وأَبو كَثِيرِ بن يَزِيدَ ابنِ عبدِ الرّحْمنِ بنِ ُ‬
‫ج ْعفَرٍ‬
‫حمَدُ ابن العَبّاس بن الرّبِيع الغُبَ ِريّ ‪ ،‬وأَخُوه أَبو َ‬
‫والوَلِيدُ ابن خالِ ٍد الَعْرَابيّ الغُبَ ِريّ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫عمَا َرةَ خَيْرُ بنُ عَِليّ بن العَبّاسِ الغُبَ ِريّ ‪ِ ،‬مصْريّ ‪ .‬والحُسَيْن بنُ عَبْدِ ال ابن‬
‫محمّدٌ الفَقِيه ‪ .‬وأَبُو ُ‬
‫خلِيفَةُ بنُ عبدِ الِ الغُبَ ِريّ ‪،‬‬
‫ال َفضْلِ بن الرّبِيع الغُبَ ِريّ ‪ .‬والكَ َروّسُ بن سُلَيْمٍ الغُبَ ِريّ ‪ ،‬شاعرٌ ‪ .‬و َ‬
‫ِمصْ ِريّ ‪ ،‬وقد حَدّثوا ‪َ .‬أوْرَدَهم الحا ِفظُ وغَيْرُه ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/196‬‬

‫عصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬هو الذي‬


‫والغَبِيرُ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪َ :‬تمْرٌ ‪َ ،‬أيْ َنوْعٌ منه ‪ .‬والغُبْرُورُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ُ :‬‬
‫ل ونَ ّبهْنَا على الغَلَط فيه ‪ .‬وقد ضَبَطَه الصاغانيّ بالراءِ في آخِرِه ‪ .‬والّذِي َأوْرَدَه‬
‫تقدّم ِذكْرُه َأوّ ً‬
‫ضمّ‬
‫سخَه التكملة التي عِنْده ‪ .‬وال ُمغْبُورُ ‪ ،‬ب َ‬
‫حفَ عليه من نُ ْ‬
‫المص ّنفُ آنِفا بالنّون غََلطٌ ‪ ،‬ولعلّه تَص ّ‬
‫المِيم عن كُراع ‪ُ ،‬لغَة في ال ُمغْثُور ‪ ،‬والثا ُء أضعْلَى كما ) سَيَأْتي ‪ .‬وعِزّ أَغْبَرُ ‪ :‬ذا ِهبٌ دارِسٌ ‪.‬‬
‫سعْديّ ‪ ( % :‬وأَنْزََلهُمْ دارَ الضّيَاعِ فَأصْ َبحُوا ‪ %‬على مض ْقعَدٍ من َموْطنِ العِزّ أَغْبَرَا‬
‫قال المُخَبّل ال ّ‬
‫خفَى ‪ .‬وغابِرا وغَبَ َرةً‬
‫س ّموْا غُبَارا ‪ ،‬كغُرَابٍ ‪ ،‬وأَحْ ُد ُهمَا مقلُوبٌ عن الثانِي ‪ ،‬وفيه لَطَا َفةٌ ل تَ ْ‬
‫)‪%‬وَ‬
‫حةٌ كَبِي َرةٌ م ّتصِلة بالبَطائح ‪َ ،‬نقَلَه الصاغانيّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وهي التي‬
‫‪ ،‬مُحَ ّركَة ‪ .‬وغُبَرُ ك ُزفَرَ ‪َ :‬بطِي َ‬
‫صفَة ‪ ،‬ومنهم مَن ضَبَطَه كزُبَيْرٍ ‪.‬‬
‫خ َ‬
‫بَيءنَ واسِطَ وال َبصْ َرةِ ‪ .‬وغَبِيرٌ ‪ ،‬كَأمِير ‪ :‬ماءٌ ل ُمحَارِب ابن َ‬
‫صمّاءِ الغَبَر أَنّها‬
‫لضْبَطِ ‪ ،‬وقال الزمخشريّ في الَساس عند ذكر َ‬
‫ودَا َرةُ غُبَيْرٍ ‪ ،‬كزُبَيْر ‪ :‬لِبَنِي ا َ‬
‫لضْبَطِ ‪ ،‬وُأضِيفَت إِليه‬
‫س ّميَ ماءٌ لِبَنِي ا َ‬
‫سكُن قُ ْربَ ُموَ ْيهَةٍ في مَ ْنقَع فل تُقرَب ‪ :‬وبتصغيرِه ُ‬
‫الحَيّة تَ ْ‬
‫دارَتُهم فقِيل دا َرةُ غُبَيْر ‪ .‬وفي معجم ما استعجم ‪ :‬الغُبَيْرُ كزُبَيْرٍ ‪ :‬ماءٌ لِبَنِي كِلبٍ ‪ُ ،‬ثمّ لِبَنِي‬
‫لضْبَطِ ‪ ،‬في ديارهم بنَجْد ‪ .‬وممّا ُيسْتَدرك عليه ‪ :‬الغَبَرُ ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬ال َبقَاءُ ‪ .‬وغُبْ َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪:‬‬
‫اَ‬
‫موضعٌ ‪ ،‬وله َيوْمٌ ‪ .‬ويُوصَفُ الجُوعُ بالَغْبَرِ ‪ ،‬كما يُوصَف ال َموْت بالَحْمضرِ ‪ ،‬كناية عن السّنِينَ‬
‫جدِبَ ِة والقَ ْتلِ بالسّيْف ‪.‬‬
‫المُ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/197‬‬

‫شقّ غُبَارَه ‪ ،‬أَي لم يُدْ ِركْه ‪ .‬والغَبْ َرةُ ‪ ،‬بالفتح ‪َ :‬لطْخُ الغُبَارِ ‪ .‬وقد غَبِرَ ‪ ،‬كفَرِح ‪.‬‬
‫وطََلبَ فُلنا فما َ‬
‫ظهْرِ ‪ :‬الَ ْرضُ قاله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫ظهْرِ ‪ ،‬أَي راجِلً قاله الزمخشريّ وغُبَيْرَاءُ ال ّ‬
‫وجاءَ على غَبْرَاءِ ال ّ‬
‫شيْءِ ‪َ :‬أقْبَ ْلتُ عليه ‪َ .‬ذكَرهُما ابن القَطّاع ‪.‬‬
‫وغَبِرَ ال ّتمْ ُر ‪ ،‬كفَرِح ‪ :‬أَصابَه الغُبَار ‪ ،‬وأَغْبَ ْرتُ في ال ّ‬
‫حبّ إِليّ ‪.‬‬
‫وفي حديث ُأوَيْس القَرْ ِنيّ أَكونُ في غُبّرِ الناسِ َأ َ‬
‫وفي ِروَايَة ‪ :‬في غَبْرَاءِ الناسِ ‪ ،‬بال َمدّ ‪ .‬فالَوّل ‪ ،‬أَي أَكون مع المُتَأَخّرين ل مَعَ المُ َتقَدّمين‬
‫ص َم ِعيّ ‪ :‬ال ُمغْبَرّ‬
‫ل ْ‬
‫شهُورِين ‪ :‬والثاني ‪ ،‬أَي فُقَرائهم ‪ .‬والعِرْق الغَبِرُ ‪ ،‬ككَ ِتفٍ ‪ :‬الناسُورُ ‪ .‬وقال ا َ‬
‫المَ ْ‬
‫ل القُطاميّ ‪ ( % :‬يا ناقُ خُبّى خَبَبا ِزوَرّا ‪%‬‬
‫خفّه ‪ .‬وبه فُسّر قو ُ‬
‫حمَرّ ‪ :‬الذِي َد ِوىَ باطنُ ُ‬
‫‪ ،‬كمُ ْ‬
‫ط َعمَهُ الغُبْرَانَ ‪ .‬وال َتغْبِيرُ ‪ :‬ارْ ِتفَاعُ اللّبَنِ ‪.‬‬
‫س َمكِ ال ُمغْبَرّا ) ‪ %‬وغَبّ َر ضَ ْيفَه َتغْبِيرا ‪َ :‬أ ْ‬
‫وقَلّبِي مَنْ ِ‬
‫ووَادِي غُبَرَ ‪ ،‬ك ُزفَرَ ‪ :‬عند حِجْر َثمُودَ ‪ .‬ذكرهما الصاغانيّ ‪ .‬وقَطَعَ ال غابِرَه ودابِرَه ‪ .‬وغَبّرَ في‬
‫ل ل ُتعْ َرفُ له‬
‫جٍ‬‫جهِه ‪ :‬سَ َبقَهُ ‪ .‬قيل ‪ :‬ومنه ما يُشَقّ غُبَارُه وما ُيخَطّ غُبَارُه ‪ .‬وإِذا سُئلَ عن َر ُ‬
‫وَ ْ‬
‫ض ‪ ،‬ومن بَنِي الغَبْرَاءِ ‪ ،‬أَي مِنْ َأفْنَاءِ الناسِ كذا في الَسَاس ‪.‬‬
‫ل الَ ْر ِ‬
‫عَشِي َرةٌ ‪ ،‬قيل ‪ :‬هو من أَ ْه ِ‬
‫حمّدِ بنِ غَبَ َرةَ الحارِثيّ الكُوفِيّ ‪ُ ،‬محَرّكة ‪ ،‬وكذا أَبو الطّيّب أَحمدُ بنُ عليّ‬
‫وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ ُم َ‬
‫عمَرَ بنِ أَبي َنصْر الحَرْ ِبيّ ‪ ،‬وَلقَبُه غَبَ َرةُ ‪ :‬محدّثون ‪ .‬وغِبْرينُ ‪،‬‬
‫بنِ غَبَرَة الكُوفيّ ‪ ،‬ومحمّد بن ُ‬
‫بالكَسْرِ ‪ :‬مدينةٌ بال َمغْرِب ‪ .‬وعَبْدُ الباقِي بنِ محمّد بنِ أَبي‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/198‬‬

‫حمَدَ )‬
‫الغُبَار الَدِيبُ ‪ ،‬كغُرَابٍ ‪ ،‬حَدّث عن ابن ال ّنقُور ‪ .‬وعليّ بنُ َروْحِ بنِ َأ ْ‬
‫المعروفُ بابْنِ الغُبَيْ ِريّ ‪ ،‬حَدّث ذكره ابنُ ُنقْطة ‪ .‬غ ب ش ر ‪ .‬الغَباشِيرُ ‪ :‬ما بَيْنَ اللّ ْيلِ وال ّنهَارِ‬
‫ضوْءِ ‪ ،‬أَهمله الجوهريّ وصاحب اللّسانِ ‪ ،‬وأَورده الصاغانيّ ‪ ،‬ولم َيعْزُه لَحَدِ ‪.‬‬
‫من ال ّ‬
‫غ ت ر ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرك عليه ‪ :‬غاتُورٌ ‪ ،‬عََلمٌ ‪.‬غ ث ر الغَثَ َرةُ ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ ،‬والغَثْراءُ ‪ ،‬بالمَدّ ‪،‬‬
‫حمَرَ‬
‫حدُ أَغْثَر ‪ ،‬مثل َأ ْ‬
‫سفِلَةُ الناسِ ورَعَاعُهم ‪ ،‬الوَا ِ‬
‫والغُثءرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬والغَثْيَ َرةُ ‪ ،‬كحَ ْيدَرَة ‪َ :‬‬
‫سوُدُ وسُودٍ ‪ .‬وفي حديث عُ ْثمَانَ ‪ ،‬رضيَ ال عَنْه ‪ ،‬حِينَ َدخَلُوا عليهِ لِ َيقْتُلُوه ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫حمْرٍ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫وُ‬
‫جهّالٌ ‪ .‬وقال أَبو زَيْد ‪ :‬الغَيْثَ َرةُ ‪ :‬الجَماعَةُ من الناسِ المُخْتَِلطُون من‬
‫إِنّ هؤلءِ رَعَاعٌ غَثَ َرةٌ ‪ ،‬أَي ُ‬
‫ال َغوْغَاءِ ‪ .‬وقِيل ‪َ :‬أصْلُ غَثَ َرةٍ غَيْثَ َرةٌ ‪ ،‬حُ ِذ َفتْ منه الياءُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬الغَثَرَة جمع غاثِر ‪ ،‬مثلُ كافِرٍ‬
‫جمْعَ فاعِل ‪ ،‬كما قالُوا أَعْزَل وعُزّل ‪ ،‬فجاءَ مثل شاهِد‬
‫جمِعَ َ‬
‫جمْع أَغْثَرَ ‪ ،‬ف ُ‬
‫وكَفَرة ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هو َ‬
‫حمْلُهما على معنَى فاعِل لم‬
‫شهّد ‪ ،‬وقِيَاسُه أَن ُيقَال فيه ‪ :‬أَعْ َزلُ وعُزْلٌ ‪ ،‬وأَغْثَرُ وغُثْر ‪ .‬فلول َ‬
‫وُ‬
‫سمَع غاثِرا ‪ ،‬وإِ ّنمَا ُيقَالُ ‪ :‬رجلٌ أَغْثَرُ ‪ ،‬إِذا كانَ‬
‫يُجمعا على غَثَرَة وعُزّل ‪ .‬وقال القُتَيْ ِبيّ ‪ :‬لم َأ ْ‬
‫حبُ الغَثْراءَ ‪ ،‬أَي عامّة‬
‫ب الِسل َم وأَهْلَه وأُ ِ‬
‫ح ّ‬
‫جاهِلً ‪ .‬وفي حديث أَبي ذَرّ ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ُ :‬أ ِ‬
‫ش َفقَةَ عليهم ‪ .‬وفي حديث ُأوَيْسِ ‪ :‬أَكونُ في‬
‫حةَ لهم وال ّ‬
‫جمَاعَتَهم ‪ .‬وأَراد بال َمحَبّةِ المُنَاصَ َ‬
‫الناسِ و َ‬
‫جمَاعَة المُخْتَلِطَة من‬
‫جهُولِين ‪ .‬وقيل ‪ :‬هم ال َ‬
‫غَثْرَاءِ النّاسِ ‪ ،‬هكذا جاءَ في ِروَايَةٍ ‪ ،‬أَي في العامّةِ المَ ْ‬
‫قَبَائلَ شَتّى ‪.‬‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/199‬‬

‫عمَارَة ‪ ( % :‬حَتّى اكْ َتسَ ْيتُ من‬


‫والغْثراءُ ‪ :‬الغَبْرَاءُ وهي ال َكدِ َرةُ الّلوْنِ ‪ ،‬وكذلك الرّ ْبدَاءُ ‪ .‬قال ُ‬
‫عفِرَ َلوْ ُنهَا بخِضابِ ) ‪ %‬أَو قريبٌ منها ‪ ،‬أَي أَنّ الغُثْ َرةَ شَبِيهَةٌ بالغُ ْبشَةِ‬
‫عمَامَةً ‪ %‬غَثْرَاءَ أُ ْ‬
‫المَشِيبِ ِ‬
‫حمْرَة ‪ ،‬فهي قَرِيبَةٌ إِلى الغُبْرَة ‪ .‬والغَثْراءُ ‪ :‬الضّبُعُ ‪ ،‬لَِلوْنِها ‪ ،‬كغَثَا ِر ‪ ،‬كقَطَامِ َمعْ ِرفَةً ‪.‬‬
‫طهَا ُ‬
‫يُخَاِل ُ‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬هي غُثَارُ ل تُجْرَى نقله الصاغانيّ ‪ .‬و َن َقلَ صاحبُ اللّسَان عن ابن الَعرابيّ‬
‫وقال اب ُ‬
‫سمْجَةٍ ‪ .‬وذِ ْئبٌ أَغْثَرُ ‪ :‬كذلك ‪ .‬وقال‬
‫صفْ َرةٍ َ‬
‫شكَْلةٌ وغُثْ َرةٌ ‪ ، ،‬أَي َلوْنَانِ من سَوا ٍد و ُ‬
‫‪ :‬الضّبُعُ فيها ُ‬
‫سوَ َد ول أَبْ َيضَ ‪ .‬والغَثْرَاءُ‬
‫حمَ َر ول َأ ْ‬
‫سةٌ وغُثْ َر ٌة ‪ ،‬وكَبْشٌ أَغْثَرُ ‪ :‬ليس بَأ ْ‬
‫أَيضا الذّئْب في غُبْ َرةٌ وطُلْ َ‬
‫حوِ ِهمَا ‪ .‬ويُقَال عَبَا َءةُ غَثْرَاءُ ‪ .‬أَنشد اللّ ْيثُ وابنُ دُرَيْد‬
‫لكْسِيَ ِة والقَطَائفِ ونَ ْ‬
‫‪ :‬ما كَثُر صُوفُه من ا َ‬
‫جمّاتِه دَ ْلوُ الدّالْ ‪ %‬عَبَا َءةً غَثْرَاءَ من أَجْنٍ طالْ ) ‪ %‬به شَبّهَ الغَلْفَقَ‬
‫شفُ عن َ‬
‫للعَجّاج ‪َ ( % ) :‬تكْ ِ‬
‫غوْغَاءِ الناسِ ‪ ،‬كالغَيْثَ َرةِ ‪ ،‬وقد مَرّ ذلك‬
‫جمَاعَةُ المُخْتَِلطَةُ من َ‬
‫َفوْقَ الماءِ ‪ ،‬كالَغْثَر ‪ .‬والغَثْرَاءُ ‪ :‬ال َ‬
‫عن أَبي زَيْدٍ ‪ ،‬و ِهيَ ‪ ،‬أَي الغَيْثَ َرةُ أَيضا ‪ :‬الوَعِيدُ وال ّتهَدّد ‪ ،‬نقله الصاغا ِنيّ ‪ .‬والغَثْ َرةَ ‪ ،‬بالفتح ‪:‬‬
‫سعَ ُة والكَثْ َرةُ ‪ ،‬يقال ‪ :‬أَصابَ القَوْمُ من دُنْيَاهُم غَثْ َرةً ‪ .‬والغُثْ َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬كالغُبْشَةِ‬
‫صبُ وال ّ‬
‫خ ْ‬
‫ال ِ‬
‫ضمّ ‪ ،‬وال ِمغْثَارُ ‪ ،‬كمِصْبَاحٍ ‪ ،‬وال ِمغْثَرُ ‪ ،‬كمِنْبَرٍ ‪،‬‬
‫حمْ َر ٌة وقيل ‪ :‬هي الغُبْرَة ‪ .‬وال ُمغْثُور ‪ ،‬بال ّ‬
‫تَخِْلطُها ُ‬
‫ب ‪ ،‬والُولَى نادِرَة ‪ ،‬وسيأْتي ِذكْرُها في ع ل ق قال َيعْقُوبُ ‪ :‬هو شئٌ يَ ْنضَحُه‬
‫الَخيرة عن َي ْعقُو َ‬
‫الّثمَا ُم والعُشَرُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/200‬‬

‫ل وال ُمغْثُورُ ‪ :‬لغةٌ في ال ُمغْفُورِ ج ‪َ ،‬مغَاثِيرُ ومَغَافِيرُ ‪ .‬وأَغْثَرَ ال ّر ْمثُ‬


‫سِ‬‫وال ّر ْمثُ والعُ ْرفُطُ ‪ ،‬حُ ْل ٌو كالعَ َ‬
‫س ولَهُ رِيحٌ كَرِيهَةٌ ‪ .‬و َتمَغْثَرَ‬
‫صمْغٌ حُ ْلوٌ ُي ْؤكَل ورُبَما سالَ على الثّرَى مِ ْثلَ الدّبْ ِ‬
‫وأَغْفَرَ ‪ :‬سالَ مِ ْن ُه َ‬
‫‪ :‬اجْتَنَاهُ ‪ ،‬ويُقَال ‪ :‬خَرَجَ الناسُ يَ َت َمغْثَرُون ‪ ،‬مثل يَ َت َم ْغفَرُون ‪ ،‬أَي َيجْتَنُون ‪ ،‬أَي يَجْتَنُون ال َمغَافِيرُ ‪.‬‬
‫طوِيلُ العُنُقِ ‪ ،‬في َلوْنِه غُثْ َرةٌ ‪ ،‬و ُهوَ مِنْ طَيْرِ الماءِ ‪ .‬والَغْثَرُ ‪:‬‬
‫والَغْثَرُ ‪ :‬طائِرٌ مُلْتَبِسُ الرّيش َ‬
‫طشٍ ‪ ،‬كال ّتغَنْثُرِ‬
‫سفَرْجَل ‪ ،‬ذكرهما الصاغانيّ ‪ .‬والغَنْثَ َرةُ ‪ :‬شُ ْربُ الماءِ بل عَ َ‬
‫الَسَدُ ‪ ،‬كالغَ َثوْثَرِ ‪ ،‬ك َ‬
‫ش ْه َوةٍ قاله الصاغانيّ ‪ .‬قِيلَ ‪ :‬ومنه اشْ ِتقَاقُ غُنْثَرٍ‬
‫‪ُ .‬يقَال ‪َ :‬تغَنْثَرَ بالمَاءِ ‪ ،‬إِذا شَرِبَهُ من غير َ‬
‫س وكَثْ َرةُ الشّعرِ ‪ ،‬ذكره‬
‫ضيَ ال عنه ‪ .‬والغَنْثَرةُ ‪ :‬ضُ ُفوّ الرأْ ِ‬
‫كجُنْدَب في حديث الصّدّيق َر ِ‬
‫ب الَزرقَ هو‬
‫ب الَزْرَقُ ‪ ،‬هكذا في سائر النّسخ ‪ .‬وقد َتقَدّمَ أَنّ الذّبا َ‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬والغَنْثَ َرةُ ‪ :‬الذّبا ُ‬
‫خطَأٌ ‪ ،‬وكأَنّه اغْتَ ّر بقول الصاغانيّ في‬
‫العَنْتَر ‪ ،‬بالعَيْن المهملة والنّون والتا ِء الفوقيّة ‪ ،‬ف ِذكْرُه هُنَا َ‬
‫حفَه فتََأ ّملْ ‪.‬‬
‫حقِيرا ‪ ،‬فصَ ّ‬
‫ب الَزرقُ ‪ ،‬شَبّهه به تَ ْ‬
‫هذه المادّة حيث قال ‪ :‬ويُ ْروَى ‪ :‬يا عَنْتَرُ وهو الذّبَا ُ‬
‫سبّ ابْنَهُ‬
‫سبَ ِلمَا رامَه ‪ُ .‬ر ِوىَ أَنّ أَبا َبكْرٍ رضي ال عنه َ‬
‫ولو َذكَ َرهُ بعدَ قَولِه وبل هاءٍ ‪ ،‬كانَ أَنْ َ‬
‫حمَقُ أَو‬
‫جهَيْهِ ‪ .‬وقالوا ‪َ :‬معْنَاه الَ ْ‬
‫ج ْعفَر وجُ ْندُب ‪ ،‬بوَ ْ‬
‫عبدَ الرّحْمن ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا غنْثَر وضَبَطُوه ك َ‬
‫ل الوَخِم ‪ .‬والنّون زائدةٌ ‪ ،‬و ُيضَمّ َأوّلُه ‪ ،‬وقد تقدّم‬
‫جهْل ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال ّثقِي ُ‬
‫الجَاهِل ‪ ،‬من الغَثَارَة ‪ ،‬وهي ال َ‬
‫سمَاءُ قاله‬
‫سقِيه ال ّ‬
‫أَيضا في ع ن ت ر ‪ .‬والغَثَ ِرىّ من الزّرع ‪ ،‬محرّكةً ‪ :‬العَثَ ِرىّ ‪ ،‬وهو الذي َت ْ‬
‫الَصمعيّ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/201‬‬

‫ت الَ ْرضُ بالنّبَاتِ فهي‬


‫واغْثارّ َثوْبُك اغْثِيرارا ‪ :‬كَثُرَ غَثَ ُرهُ ‪ ،‬مُحَرّكةً ‪ ،‬أَي زِئْبِ ُر ُه وصُوفُه ‪ .‬وغَثَر ِ‬
‫ُمغَثْرِيَةٌ ‪ ،‬إِذا ما َدتْ به ‪ .‬و ُيقَال ‪َ :‬وجَدَ الماءَ ُمغَثْرِيا عليه ‪ ،‬و َنصّ الصاغَا ِنيّ ‪ :‬وَجَ ْدتُ الماءَ ُمغَثْرِيا‬
‫حمَقُ ‪ ،‬شُبّهَ بالضّبُعِ‬
‫ل والَ ْ‬
‫بالوِرْدِ ‪ ،‬أَي َمكْثُورا عَلَيْه ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرك عليه ‪ :‬الَغْثَرُ ‪ :‬هو الجَا ِه ُ‬
‫سمَعْ غاثِرٌ ‪.‬‬
‫حمَقِ الدّوابّ ذكره ابنُ دُرَيْد ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬رجلٌ أَغْثَرُ ‪ ،‬ولم يُ ْ‬
‫الغَثْرَاءِ ‪ ،‬لَنّها من َأ ْ‬
‫ضهِم َبعْضا في )‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬هي مُدَاوَسَةُ القَوْمِ َب ْع ِ‬
‫ويقال ‪ :‬كا َنتْ بَيْنَ القَوْم غَيْثَ َرةٌ شَدِي َدةٌ ‪ .‬قال اب ُ‬

‫ي في قِتال واضْطِراب ‪ .‬والَغْثَرُ ‪:‬‬


‫القِتَال ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬تركتُ ال َقوْمَ في غَيْثَ َرةٍ وغَيْ َثمَة ‪َ :‬أ ْ‬
‫خضْ َر ٍة ‪ .‬والَغْثَرُ ‪ :‬الذّئبُ ‪ ،‬لَِلوْنه ‪ .‬وكَبْشٌ أَغْثَرُ ‪ :‬كَدِرُ الّلوْنِ ‪.‬‬
‫الطّحْلَب ‪ .‬والغُثْ َرةُ ‪ :‬غُبْ َرةٌ إِلى ُ‬
‫طعَة ‪ .‬وَأكَلَ ْتهُم الغَثْرَا ُء وهي الضّبُعُ ‪ ،‬أَي هََلكُوا‬
‫ن مالٍ ‪ ،‬أَي قِ ْ‬
‫والغَثْ َرةُ ‪ :‬الكَثْرَة ‪ .‬وعليه غَثْ َرةٌ مِ ْ‬
‫سدَه ‪ .‬وال ُمغَ ْثمَرُ ‪ ،‬بفتح الميم الثانِيَةِ ‪ :‬ال ّث ْوبُ‬
‫جلُ مَالَهُ ‪ ،‬إِذا َأفْ َ‬
‫قاله الزّمخشريّ ‪ .‬غ ث م ر غَ ْثمَرَ الرّ ُ‬
‫الرّ ِدئُ النّسْجِ الخَشِنُ المَ ْلمَسِ ‪.‬‬
‫حكْتُه ُمحَبّرَا ) ‪ %‬يقول ‪ :‬أَلْ َبسْتُه‬
‫س ْوتُ مُرْهِبا ُمغَ ْثمَرَا ‪ %‬ولوْ أَشاءُ ُ‬
‫عمْدا كَ َ‬
‫قال الرّاجِز ‪َ ( % :‬‬
‫طعَامُ ‪ :‬لم يُ َنقّ ولم‬
‫ال ُمغَ ْثمَرَ لَ ْدفَعَ به العَيْنَ ‪ .‬ومُرْ ِهبٌ اس ُم وَلَده ‪ .‬وغُ ْثمِرَ ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/202‬‬

‫سكّيت ‪ .‬وقال اللّيْث ‪ :‬ال ُمغَ ْثمِرُ ‪ ،‬أَي بكَسْرِ المِيمِ الثانية ‪:‬‬
‫ل فهو ُمغَ ْثمَرٌ ‪ ،‬أَي بقِشْرِه عن ابنِ ال ّ‬
‫خُ‬‫يُنْ َ‬
‫حقّها‬
‫ضمُها ‪ ،‬وأَنْشَدَ بض ْيتَ لَبِيدٍ على هذه الّلغَة ‪ ( % :‬و ُمقَسّمٌ ُيعْطِي ال َعشِي َرةَ َ‬
‫ق ومُ َتهَ ّ‬
‫حقُو ِ‬
‫حاطِمُ ال ُ‬
‫حقُو ِقهَا َهضّامُها ) ‪ %‬و َروَاهُ أَبُو عُبَ ْي ٍد ‪ :‬و ُمغَ ْذمِر ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪ :‬عن أَبِي زَيْدٍ‬
‫‪ %‬و ُمغَ ْثمِرٌ ِل ُ‬
‫‪ :‬إِنّه لنَ ْبتٌ ُمغَ ْثمَ ٌر و ُمغَذْرَ ٌم و َمغْثُومٌ ‪ ،‬أَي مُخَلّط ليس بِجَيّد ‪ .‬غ د ر الغَدْرُ ‪ :‬ضِدّ الوَفاءِ بال َعهْدِ قالهُ‬
‫حكَم ‪ .‬وقال غيرُه ‪ :‬الغَدْر ‪ :‬تَرْك ال َوفَاءِ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو َنقْضُ ال َعهْدِ ‪ .‬وفي البصائر‬
‫ابنُ سِيدَه في المُ ْ‬
‫شيْ ِء وتَ ْركُه ‪ .‬وقال ابنُ كَمال باشا ‪ :‬الوَفاءُ ‪ :‬مُرَاعَاةُ ال َعهْد ‪،‬‬
‫لل ُمصَنّف ‪ :‬ال َغدْرُ ‪ :‬الِخْللُ بال ّ‬
‫خ ْلفُ َتضْيِيعُه ‪ ،‬فال َوفَاءُ والِنْجازُ في ال ِفعْل‬
‫ن الِنْجَازَ مراعَاةُ الوَعْد ‪ ،‬وال ُ‬
‫والغَْدُر ‪َ :‬تضْيِيعُه ‪ ،‬كما أَ ّ‬
‫ف كالكَذِب فيه ‪ .‬غَد َرهُ ‪ ،‬وغَدرَ بِهِ ‪ ،‬أَي مُ َتعَدّيا ب َنفْسِه وبالباءَ‬
‫ق في ال َقوْل ‪ ،‬والغَدْرُ والخُ ْل ُ‬
‫كالصّدْ ِ‬
‫لوّل أَكث ُر الَ ِئمّة ‪،‬‬
‫ن القَطّاع وابنُ سِيدَه ‪ ،‬واقْتَصَر على ا َ‬
‫لوّلن َذكَ َر ُهمَا اب ُ‬
‫سمِ َع ا َ‬
‫ك َنصَر وضَ َربَ و َ‬
‫غدْرا ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬مصدرُ البابَيْن‬
‫ستُ منه على ِثقَةٍ ‪َ ،‬يغْدِرُ َ‬
‫والثالِثَة عن اللّحْيَا ِنيّ ‪ ،‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬ولَ ْ‬
‫لوّلَيْن وغَدَرا وغَدَرانا مُحَرّكة فِيهما ‪ ،‬و ُهمَا َمصْدَرُ البابِ الثالِث على ما َنقَلَه اللّحْيَانيّ ‪ ،‬وأَ ْنكَرَه‬
‫اَ‬
‫شدِيد فيهما ‪ ،‬وهو غادِرٌ وغَدّارٌ ‪ ،‬ككَتّانٍ ‪،‬‬
‫ابنُ سِيدَه ‪ .‬وهي غَدُورٌ ‪ ،‬كصَبُورٍ وغَدّارٌ وغَدّا َرةٌ ‪ ،‬بالتّ ْ‬
‫ت وصَبُورٍ ‪ ،‬وغُدَرٌ ‪ ،‬كصُرَدٍ ‪ ،‬وَأكْثَرُ ما ُيسْ َت ْعمَل هذا الَخيرُ في‬
‫سكّي ٍ‬
‫وغَدّير وغَدُورٌ ‪ ،‬ك ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/203‬‬

‫سعُود لل ُمغِيرَة ‪ :‬يا‬


‫غدَرُ ‪ .‬وفي حديث الحُدَيْبِيّة ‪ :‬قال عُ ْر َوةُ بنُ َم ْ‬
‫النّداءِ في الشّتْمِ ‪ُ ،‬يقَالُ ‪ :‬يا ُ‬
‫جلِسْ غُدَرُ أَي يا غُدَر‬
‫لمْسِ وفي حديث عا ِئشَةَ ‪ :‬قالت للقَاسِم ‪ :‬ا ْ‬
‫غدْرَ َتكَ ِإلّ با َ‬
‫س ْلتُ َ‬
‫غُدَرُ ‪ ،‬و َهلْ غَ َ‬
‫ضهُم‬
‫حكَم ‪ :‬قال بع ُ‬
‫غدَرَ ‪ ،‬مثل يالَ فُجَرَ ‪ .‬وفي المُ ْ‬
‫جمْعِ ‪ :‬يالَ ُ‬
‫ح َذفَت حَ ْرفَ النّداءِ ‪ .‬و ُيقَالُ في ال َ‬
‫‪،‬فَ‬
‫جهَيْن ‪ ،‬مَعارِفَ ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫جلِ ‪ :‬يا غُدَرُ ويا َمغْدِرُ ‪ ،‬كمَ ْقعَ ٍد ومَنْزِل ‪ ،‬وكذا يا ابْنَ َمغْدَرٍ بال َو ْ‬
‫ُيقَال للرّ ُ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬رجل‬
‫غدَرُ ‪ ،‬لَنّ الغُدَرَ في حالِ ال َمعْرِفة عندهم ‪ .‬وقال َ‬
‫جلٌ ُ‬
‫ول تقولُ العَرَب ‪ :‬هذا رَ ُ‬
‫جلٌ ُلكَعٌ ‪ ،‬أَي لَئيمٌ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪َ :‬نوّنَها كلّها‬
‫جلٌ ُنصَرٌ ‪ ،‬أَي ناصِرٌ ‪ ،‬ورَ ُ‬
‫غُدَرٌ ‪ ،‬أَي غادِرٌ ‪ ،‬ورَ ُ‬
‫عمَرَ‬
‫ك صَ ْرفُ باب ُفعَل إِذا كان اسما معرفَةً مثل ُ‬
‫خِلفَ ما قالَ اللّيْث ‪ ،‬وهو الصّواب ‪ ،‬إِ ّنمَا يُتْ َر ُ‬
‫غدَرُ ‪ ،‬ولها ‪ :‬يا‬
‫غدَر معدولٌ عن غادِرٍ للمُبَاَلغَة ‪ ،‬ويُقَال لل ّذكَرِ ‪ :‬يا ُ‬
‫ن الَثِيرِ ‪ُ :‬‬
‫و ُزفَرَ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫حكَى اللّحيانيّ ‪:‬‬
‫غَدَا ِر ‪ ،‬كقَطامِ ‪ ،‬وهما مُخْ َتصّان بالنّداءِ في الغالِب ‪ .‬وأَغْدَ َرهُ ‪ :‬تَ َركَهُ وبَقّاهُ ‪َ .‬‬
‫أَعانَنِي فُلنٌ فأَغْدَرَ لَه ذلك في قَلْبِي َموَ ّدةً ‪ ،‬أَي أَبْقاهَا ‪ .‬وفي حديث بَدْرٍ فخَرَجَ رَسُولُ ال صلّى‬
‫صحَابِه فَبَلَغَ قَ ْرقَ َرةَ الكُدْرِ فأَغْدَرُوه ‪ ،‬أَي تَ َركُوه وخَلّفوه ‪.‬‬
‫ال تعالى عليه وسلّم في َأ ْ‬
‫ت بعضَ ما أَسُوقُ ‪ ،‬أَي خَّلفْت ‪،‬‬
‫حسْنَ سِيَاسَت ِه فقال ‪ :‬ولوْل ذلك لَغْدَ ْر ُ‬
‫عمَرَ ‪ ،‬وذَكر ُ‬
‫وفي حديث ُ‬
‫شَبّه َنفْسَه بالرّاعِي ‪ ،‬ورَعِيّتَه بالسّرْحِ ‪ .‬و ُروِىَ َلغَدّ ْرتُ ‪ ،‬أَي لَ ْلقَيتُ الناسَ في الغَدَر ‪ ،‬وهو مكانٌ‬
‫صغِي َرةً ول‬
‫حجَارَة ‪ .‬كغَادَرَة ُمغَادَ َرةً وغِدَارا ‪ ،‬ككِتَابٍ ‪ .‬وفي قول ال عَزّ وجلّ ‪ :‬ل ُيغَادِ ُر َ‬
‫كثيرُ ال ِ‬
‫خلّ ‪ .‬وفي الحَدِيث أَنّه صلّى ال تعالَى عليه‬
‫كَبِيرةً ‪ .‬أَي ل يَتْ ُركُ ‪ .‬وقال ال ُمصَنّف ‪ :‬أَي ل ُي ِ‬
‫وسَلّم )‬
‫شهِدْت معهم ‪.‬‬
‫حصِ الجَبَل ‪ .‬قال أَبو عُبَيْد ‪َ :‬معْنَاه يا لَيْتَنِي اسُْت ْ‬
‫غوْدِ ْرتُ مع َأصْحَابِ نُ ْ‬
‫قال ‪ :‬لَيْتَنِي ُ‬
‫سفْحُه ‪ ،‬وأَراد بَأصْحاب‬
‫صلُ الجَ َبلِ و َ‬
‫حصُ ‪َ :‬أ ْ‬
‫النّ ْ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/204‬‬

‫حصِ قَتْلَى ُأحُدٍ أَو غَيْرَهُم من الشهداءِ ‪.‬‬


‫النّ ْ‬
‫ل ْف َوهُ ‪% :‬‬
‫شئٍ ‪ ،‬أَي تُ ِركَ وبَ ِقيَ ‪ ،‬كالغُدَا َرةِ بالضمّ ‪ ،‬قال ا َ‬
‫والغُدْرَة ‪ ،‬بالضّ ّم والكَسْر ‪ :‬ما أُغْدِرَ من َ‬
‫غدَا َرةً غَيْرَ النساءِ الجُلُوسْ ) ‪ %‬وكذِلكَ الغَدَ َر ُة والغَدَرُ ‪،‬‬
‫( في ُمضَرَ الحَمراءِ َلمْ يَتّ ِركْ ‪ُ %‬‬
‫غدَرضةٌ من الصّ َدقَةِ وغَدَرٌ ‪ ،‬أَي َبقِيّةٌ ‪.‬‬
‫مح ّركَتَيْن ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬عَلَى بَنِي فُلنٍ َ‬
‫ضمّ أَيضا ‪ .‬ونقل الصاغانيّ عن ابنِ‬
‫جمْعُ ال َغدَرِ غُدُورٌ ‪ ،‬وج الغُدْرَة ‪ ،‬بالضّمّ غُدْرَاتٌ ‪ ،‬بال ّ‬
‫وَ‬
‫غدْرَة ‪،‬‬
‫غدَرٌ من الصّ َدقَة ‪ ،‬بالكَسْرِ مِثَالُ عِنَب ‪ ،‬أَي َبقَايَا منها ‪ ،‬الواحِدَة ِ‬
‫سكّيت ‪ :‬يثقَال على فلن ِ‬
‫ال ِ‬
‫س صِ ْرمَةً ‪َ %‬لهَا غِدَرَاتٌ‬
‫لمْ ِ‬
‫حقْتَ با َ‬
‫حمَ ْدتَ أَنْ أَ ْل َ‬
‫غدَرَات ‪ .‬قال الَعْشَى ‪ ( % :‬وَأ ْ‬
‫جمَع ِ‬
‫وتُ ْ‬
‫جمَع غِدَرا وغِدَرَاتٍ ‪.‬‬
‫حقُ ) ‪ %‬انْ َتهَى ‪ .‬وقال أَبو مَ ْنصُورٍ ‪ :‬واحِدَة الغِدَرِ غِدْ َرةٌ ‪ ،‬وتُ ْ‬
‫والّلوَاحِقُ تَلْ َ‬
‫ت الَعْشَى ‪.‬‬
‫و َروَى بي َ‬
‫طعَةُ من الماءِ يُغادِرُهَا السّ ْيلُ ‪ ،‬أَي‬
‫ففي كلم ال ُمصَنّف نَظَرٌ مِن ُوجُوهٍ ‪ .‬والغُدَرُ ‪ ،‬كصُرَ ٍد القِ ْ‬
‫يَتْرُكها ويُبْقِيهَا ‪ ،‬كالغَدِير ‪ ،‬هكذا في سائر الُصول ال ُمصَحّحة ‪ .‬ولم أضجِدْ أَحَدا من الَئمةِ َذكَرَ‬
‫لمّهاتِ الّل َغوِيّة ‪ .‬ولم أَ َزلْ ُأجِيلُ ِقدَاحَ النّظَر في عِبَارَة‬
‫جعَة ا ُ‬
‫الغُدَ َر بمعنَى الغَدِيرِ ‪ ،‬مع كَثْرَة مُرَا َ‬
‫سكّيتِ‬
‫ح ال َوجْهَ الصّواب فيها ‪ .‬و ُهوَ أَنّا قَ ّدمْنَا آنِفا ال ّن ْقلَ عن ابنِ ال ِ‬
‫المصنّف ومَأْخَذها حَتّى فَتَ َ‬
‫خلّ‬
‫وعن أَبي مَ ْنصُورٍ ‪ ،‬فجاءَ ال ُمصَنّف َأخَذَ من عِبَارَتَ ْيهِما بطَرِيق المَزْجِ على عادَته ‪ ،‬فَأ َ‬
‫بال َمقْصُود ولم َي ُدلّ على المُرَادِ عَلَى الوَجْه ال َم ْعهُود ‪ .‬فالصّوابُ في عِبَارَته أَن َيقُول ‪ :‬والغُدْرَة ‪،‬‬
‫غدَرَات ‪،‬‬
‫غدِرَ من شئٍ ‪ ،‬كالغُدَا َرةِ بالضّمّ ‪ ،‬والغَدَ َر ِة والغَدَرِ ُمحَ ّركَتَيْن جمعُه ِ‬
‫بالضّ ّم و َكعِ َنبٍ ‪ :‬ما أُ ْ‬
‫جمْع‬
‫ضمّ ‪ ،‬أَو القْتِصارُ على ال َ‬
‫لخِيرَانِ للغُدْرَة بال ّ‬
‫ج ْمعَانِ ا َ‬
‫كعِنَبَاتٍ ‪ ،‬وبالضّ ّم وكصُرَدٍ ‪ ،‬فيكونُ ال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/205‬‬

‫طعَة من الماءِ ُيغَادِرُهَا السّ ْيلُ ‪ .‬هذا هو الصّواب‬


‫لوّل كما اقْ َتصَرَ غي ُرهُ ‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬وال َغدِيرُ ‪ :‬القِ ْ‬
‫اَ‬
‫الذي َتقْ َتضِيه ُنقُول الَئمة في هذا ال َمقَا ِم ‪ .‬ومَن راجَعَ ال ّت ْكمِلَةَ واللّسَانَ زالَ عنه الِبْهام ‪ ،‬وال أَعلم‬
‫ج ْمعُه غُدْرَانٌ‬
‫ل على ما صوّبْناهُ ويُبَيّنُ ما َأوْرَدْنَاه ‪ ،‬فإِنّ الغَدِيَر َ‬
‫‪ .‬ثم قولُه ج كصُرَ ٍد و ُتمْرانٍ يَ ُد ّ‬
‫غدَ ٍر كصُرَدٍ الذي َأوْرَدَه ُمفْرَدا‬
‫جمْعُ ُ‬
‫وغُدَرٌ كما َذكَرَه على المَشهور صَحِيحٌ ثا ِبتٌ ‪ .‬ف ُيقَال ‪ :‬ما َ‬
‫جمْعا ‪ .‬و ُكلّ ذلك لم‬
‫فيحتاج أَن يقولَ غِدْرانٌ بالكسر كصِرْدانٍ ‪ ،‬أَو َيقُولُ إِنّهُ ُيسْ َت ْعمَل هكذا ُمفْرَدا و َ‬
‫غدُرٌ‬
‫ج ْمعَ الغَدِير ُ‬
‫حةِ من ال ّنهَايَة والّلسَان أَنّ َ‬
‫َيصِحّ ولَمْ يَثْبُت ‪ ،‬فتَأ ّملْ ‪ .‬ثم ثَ َبتَ في الُصول ال ُمصَحّ َ‬
‫‪ ،‬بضمّتَيْن ‪ ،‬كطَريق وطُرُق ‪ ،‬وسَبِيلٍ وسُبُل ‪ ،‬ونَجِيب ونُجُب ‪ ،‬وهو )‬
‫ل ‪ .‬وقولُه في‬
‫سكِين ‪ .‬ففي قولِ ال ُمصَنّف كصُرَدٍ نَظَرٌ أَيضا فَتََأمّ ْ‬
‫خفّف أَيضا بالتّ ْ‬
‫القِياسُ فيه ‪ ،‬وقد ُي َ‬
‫طعَةُ من الماءِ ُيغَادِرها السّ ْيلُ ‪ ،‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬هو َق ْولُ أَبِي عُبَ ْيدٍ ‪ ،‬ف ُهوَ إِذا َفعِيلٌ‬
‫َمعْنَى الغَدير ‪ :‬القِ ْ‬
‫في معنَى َمفْعُولٍ على اطّراح الزائد ‪ .‬وقد قِيلَ ‪ :‬إِنّه من الغَدْرِ ‪ ،‬لَنّه َيخُون وُرّادَه فيَ ْنضُب عَ ْنهُم ‪،‬‬
‫غدْرِه نَبَزَ‬
‫و َيغْدِرُ بأَهْلِه فَي ْنقَطِع عند شِدّة الحاجَة إِلَيْه ‪ .‬ويُقوّي ذلك قولُ الكُميت ‪ ( % :‬ومِنْ َ‬
‫لوّلُونَ ‪ %‬بأَنْ َلقّبُوه الغَدِيرَ ال َغدِيرَا ) ‪ %‬أَراد من غَدْ ِرهِ نَبَزَ الَوّلُون الغَدِيرَ بِأَنْ َلقّبُوه الغَدِيرَ ‪،‬‬
‫اَ‬
‫لوّل َمفْعول نَبَزَ ‪ ،‬والثّاني مفْعُولُ َلقّبُوه ‪ .‬وقال اللّحْيَا ِنيّ ‪ :‬الغَدِيرُ اسمٌ ‪ ،‬ول ُيقَال هذا ماءٌ‬
‫فالغَدِي ُر ا َ‬
‫غَدِير ‪ .‬وقال اللّيْث ‪ :‬الغَدِيرُ ‪ :‬مُسْتَ ْنقَعُ الماءِ ماءِ المطرِ ‪ ،‬صغيرا كانَ أَو كَبِيرا ‪ ،‬غيرَ أَنّه ل يَ ْبقَى‬
‫عدّ أَو‬
‫إِلَى القَيْظ ِإلّ ما يَتّخِذه الناسُ من ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/206‬‬

‫صهْرِيج أَو حائِر ‪ .‬قال أَبو مَ ْنصُورٍ ‪ :‬ال ِعدّ ‪ :‬المَاءُ الدائم الذي ل انْقطاع له ‪ ،‬ول‬
‫وَجْذٍ أَو َوقْطٍ أَو ِ‬
‫عدّا ‪ ،‬لَنّ العِدّ ما يَدُومُ مِثْل ماءِ العَيْنِ‬
‫صهْرِيج أو صِنْع ِ‬
‫غدِيرٍ أَو ِ‬
‫يُسمّى المَاءُ الّذي يُجمَع في َ‬
‫جعَات الَسَاس‬
‫وال ّركِيّة ‪ .‬واسْ َتغْدَرَ ال َمكَانُ ‪ :‬صارَتْ فيه غُدْرانٌ ‪ ،‬فالسّين هنا للصّيْرُورَة ‪ .‬ومن سَ َ‬
‫‪ :‬اسْ َتغْزَرَت الذّهَابُ واسْ َتغْدَرَت الّلهَابُ ‪ .‬قال ‪ :‬الذّهْبَة ‪ :‬مَطْ َرةٌ شَدِي َدةٌ سَرِيعَةُ الذّهَاب ‪ .‬والّل ْهبُ ‪:‬‬
‫حدِيث أَنّ قادِما قَدم عَلَى النّ ِبيّ صلّى ال عليه وسلّم ‪ ،‬فَسَأَلَه عن‬
‫ُمهْواةُ ما بَينَ الجَبَلَيْن ‪ .‬وفي ال َ‬
‫خضَرّت لها الَ ْرضُ ‪ ،‬فيها غُدْرٌ تَنَاخَسُ ‪ ،‬والصّيْدُ قد‬
‫صبِ البِلد ‪ .‬فحَدّث أَنّ سَحا َب ًة َو َقعَتْ فا ْ‬
‫خ ْ‬
‫ِ‬
‫ضهَا في إِثْرِ َبعْض ‪ .‬ومن المَجَازِ‬
‫ب بع ُ‬
‫ص ّ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬قولُه ‪ :‬غُدُرٌ تَناخَسُ ‪ ،‬أَي َي ُ‬
‫ضوَى إِلَ ْيهَا قال َ‬
‫َ‬
‫الغَدِيرُ ‪ :‬السّ ْيفُ ‪ ،‬على التّشْبِيه ‪ ،‬كما يقال له اللّجّ ‪ .‬والغَدِيرُ ‪ :‬اسمُ َرجُل ‪ ،‬هكذا َذكَرُوه ‪ .‬قلتُ ‪:‬‬
‫سعْدِ بنِ ذُبْيَانَ ‪ ،‬ووالدُ عَِليّ‬
‫ع ْوفِ ابنِ َ‬
‫وهو اسْ ُم واِلدِ بَشامَةَ الشاعِر ‪ ،‬من بَنِي غَ ْيظِ بنِ مُ ّرةَ بنِ َ‬
‫عوْفِ ابنِ َك ْعبِ بنِ جِلّنَ بن غَنْمِ ابنِ غَ ِنىّ ‪ .‬وغَدِيرٌ ‪ :‬وادٍ‬
‫سعْدِ بنِ َ‬
‫الشاعر مِنْ بَنِي َثعْلَبَةَ بنِ َ‬
‫طعَة من النّبَات ‪ ،‬على التّشْبيه‬
‫بديار ُمضَرَ ‪َ ،‬نقَلَه الصاغانيّ ‪ .‬والغَدِيرِ والغدِيرَة ‪ ،‬بهاءٍ ‪ :‬القِ ْ‬
‫عقِيصَةٍ غَدِي َرةٌ ‪.‬‬
‫أَيضا ‪ ،‬ج غُدْرانٌ ‪ ،‬بالضمّ ل غير ‪ .‬والغَدِي َرةُ ‪ :‬ال ّذؤَابَةُ ‪ ،‬قال اللّيْث ‪ :‬كلّ َ‬
‫سقُطَان على الصّدْرِ ‪ ،‬ج غَدائِرُ ‪ ،‬وقِيل ‪ :‬ال َغدَائِرُ لِلنّساءِ ‪ ،‬وهي‬
‫والغَديرَتانِ ‪ :‬الذُؤابَتانِ اللّتَان تَ ْ‬
‫ضلّ‬
‫ال َمضْفُورَة ‪ ،‬والضّفَائِرُ للرّجال ‪ .‬وقال امرُؤ القَيس ‪ ( % :‬غَدائِرُه مُسْتَشْزَرَاتٌ إِلى العُلَ ‪َ %‬ت ِ‬
‫سلِ ) ‪%‬‬
‫ص في مُثَنىً ومُرْ َ‬
‫ال ِعقَا ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/207‬‬
‫ج َعلَ ال ّدقِيقَ في إِنَاءٍ وصَبّ عَلَيْه‬
‫خذَ غَدِي َرةً ‪ ،‬إِذا َ‬
‫والغَدِي َرةُ ‪ :‬الرّغِي َدةُ ‪ ،‬عن الفَرّاءِ واغْتَدَر ‪ :‬اتّ َ‬
‫اللّبَن ثمّ َرضَفَه بالرّضاف ‪ .‬وقال الصّاغانيّ ‪ :‬ال َغدِي َرةُ ‪ :‬هي اللّبَن الحَلِيبُ ُيغْلَى ثم ُيذَرّ عليه‬
‫غدَرَها ‪ .‬قال‬
‫ال ّدقِيقُ ) حَتّى َيخْتَلِطَ فيَ ْل َعقَه الغُلمُ َلعْقا ‪ .‬وال َغدِي َرةُ ‪ :‬الناقَةُ تَرَكها الرّاعِي ‪ ،‬وقد أَ ْ‬
‫جوّرَا ) ‪ %‬وإِنْ تَخَّل َفتْ عن الِ ِبلِ‬
‫الراجِز ‪َ ( % :‬فقَّلمَا طارَدَ حَتّى أَغْدَرَا ‪ %‬وَسْطَ الغُبَارِ خَرَبا ُم َ‬
‫ق ف َغدُورٌ ‪ ،‬كصَبُورِ ‪ ،‬وفي بعض النّسخ ‪ :‬فغَدُو َرةٌ ‪ ،‬بزيادة الها ِء ‪ ،‬والُولى‬
‫هي ب َنفْسها فلَمْ تَ ْلحَ ْ‬
‫سمَاءِ ‪.‬‬
‫الصّواب ‪ .‬وغَدَر ‪ ،‬كضَرَبَ ‪ :‬شَ ِربَ ماءَ الغَدِيرِ ‪ ،‬وهو ال ُمجْ َتمِع من السّ ْيلِ ومن ماءِ ال ّ‬
‫سمَاءِ ‪ ،‬هكذا في سائر النّسَخ والُصول ال ُمصَحّحَة ‪ ،‬وفي ال ّت ْهذِيب ‪ :‬قال‬
‫وكفَرِحَ ‪ :‬شَ ِربَ ماءَ ال ّ‬
‫غدِرَ‬
‫غدْرا ‪ ،‬إِذا شَ ِربَ من ماءِ ال َغدِيرِ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬والقِيَاسُ َ‬
‫جلُ َيغْدِرُ َ‬
‫ال ُمؤَرّج ‪ :‬غَدَرَ الرّ ُ‬
‫غدَر ‪ ،‬مِثْل كَ ِرعَ ‪ ،‬إِذا شَ ِربَ الكَرَع وهكذا نقله الصاغانيّ ‪ ،‬ولكنّه زاد‬
‫َيغْدَرُ ‪ ،‬بهَذا ال َمعْنَى ‪ ،‬ل َ‬
‫جعٌ إِلى الكَرَع ‪ ،‬ل أَنّه‬
‫ت ‪ :‬فقولُه ‪ :‬وهو ماءُ السماءِ ‪ ،‬را ِ‬
‫سمَاءِ ‪ .‬قل ُ‬
‫بعد قوله الكَرَع ‪ :‬وهو ماءُ ال ّ‬
‫جمْلَة مَعانِي غَدِرَ ‪ ،‬وهو وَ َه ٌم صَرِيحٌ ‪ .‬ثم إِنّه فَرّقَ بَيْنَ‬
‫غدِ َر كفَرِحَ ‪ .‬وظَنّ المصنّف أَنّه من ُ‬
‫معنى َ‬
‫ماءِ الغَدِير وماءِ السماءِ ‪ ،‬مع أَنّ الغَدِيرَ هو مُسْتَ ْنقَع ماءِ السماءِ ‪ ،‬كما َتقَدّم عن اللّيث ‪ ،‬وهذا‬
‫شكَالَ بقوله ‪ :‬بهذا ال َمعْنَى ‪ .‬فَتََأمّل ‪ ،‬ول َتغْتَرّ بقول ال ُمصَنّف ‪،‬‬
‫ل الِ ْ‬
‫ن الَزهريّ أَزا َ‬
‫غَرِيبٌ مع أَ ّ‬
‫ل ‪ ،‬كفَرِحَ ‪َ ،‬يغْدَرُ غَدَرا ‪،‬‬
‫فقد عَ َر ْفتَ مِنْ أَيْنَ أَخَذ وكيف َأخَ َذ والُ َي ْعفُو عَنّا وعَنْه ‪ .‬وغَدِرَ اللّ ْي ُ‬
‫ظلَمَ أَو اشْ َتدّ‬
‫جبُ من ال ُمصَنّف كَ ْيفَ تَ َركَه ‪ :‬أَ ْ‬
‫وأَغْدَرَ َذكَره ابنُ القَطّاع ‪ ،‬ومثلْهُ في اللسان ‪ .‬فال َع َ‬
‫ن القَطّاع ف ِهيَ أَي‬
‫ظَلمُه ‪ ،‬كما قاله اب ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/208‬‬

‫حسِنَةٍ ‪ :‬شَدِي َدةُ الظّ ْلمَةِ تَحْبِسُ‬


‫اللّيْلَة غَدِرَة ‪ ،‬كفَرِحَةٍ ُيقَال ‪ :‬لَيْلَةٌ غَدِرَة بَيّنَةُ الغَدَر ‪ ،‬و ُمغْدِرَة ‪ ،‬كمُ ْ‬
‫جمَاعةٍ‬
‫س في مَنَازِلِهم وكِنّهم ف َيغْدِرُون ‪ ،‬أَي يَ َتخَّلفُون ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬مَنْ صَلّى ال ِعشَاءَ في َ‬
‫النا َ‬
‫سمّ َيتْ ُمغْدِ َرةً ِلطَرْحها مَنْ َيخْرُج فيها في الغَدَرِ ‪،‬‬
‫جبَ ‪ .‬وقيل إِ ّنمَا ُ‬
‫في اللّيْلَةِ ال ُمغْدِرَة فقد أضوْ َ‬
‫حدِيث َكعْبٍ ‪َ :‬لوْ أَنّ امْرََأةً من الحُورِ العِينِ اطَّل َعتْ إِلى الَ ْرضِ في لَيْلَةٍ‬
‫وهي الجِ َرفَة ‪ .‬وفي َ‬
‫ظَ ْلمَاءَ ُمغْدِ َر ٍة لَضا َءتْ ما عَلَى الَرْض ‪ .‬وغَدِ َرتِ الناقَةُ عن الِ ِبلِ غَدَرا ‪ :‬تَخَّل َفتْ عن اللّحُوق ‪،‬‬
‫وكذا الشاةُ عن الغَنَمِ ‪ .‬ولو ذكره عند َقوْله ‪ :‬وإشنْ َتخَّل َفتْ هي فغَدُو ٌر وقال ‪ :‬وقد غَدِ َرتْ ‪،‬‬
‫ج في‬
‫ت في المَرْتَع ‪ .‬وفي المحكم ‪ :‬في المَرْ ِ‬
‫غدَرا ‪ :‬شَ ِب َع ْ‬
‫خصَرَ ‪ .‬وغَدِرَت الغَنَمُ َ‬
‫بالكَسْرِ ‪ ،‬كان َأ ْ‬
‫ت الَ ْرضُ ‪ :‬كَثُر بها الغَدَرُ ‪ ،‬ف ِهيَ غَدْرَاءُ قاله ابنُ القَطّاع ‪ .‬والغَدَرُ مُحَرّكةً ‪:‬‬
‫َأ ّولِ نَبْتِه ‪ .‬وغَدِ َر ِ‬
‫صعْبٍ ل َتكَادُ الدّابّةُ تَ ْنفُذ فيه ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬الغَدَرُ‬
‫سدّ َبصَ َركَ ‪ .‬وقِيلَ ‪ُ :‬هوَ ُكلّ َم ْوضِع َ‬
‫ُكلّ ما وَارَاكَ و َ‬
‫خ َوةُ ذات اللّخاقِيقِ ‪ .‬وقال اللّحْيَا ِنيّ ‪ :‬الغَدَرُ الحِجَ َرةُ ‪ ،‬ب َكسْ ٍر ففَتْح ‪ ،‬والجِ َرفَةُ‬
‫‪ :‬الَ ْرضُ الرّ ْ‬
‫قل‬
‫ض ‪ .‬وقولُه ‪ :‬المُ َتعَاديِةَ ُ‪ ،‬صِفَة اللّخاقي ِ‬
‫ق وفي بعض النّسَخ ‪ :‬الَخاقيقُ من الَ ْر ِ‬
‫واللّخاقِي ُ‬
‫صوَبَس ‪) ،‬‬
‫الّرْض ‪ ،‬فلذا لو قَدّضمَه كما ُهوَ في َنصّ الّلحْيَا ِنيّ كانَ َأ ْ‬
‫حجَا َرةُ مع الشّجَرِ ‪ ،‬وكذلك‬
‫ج ْمعُ أَغْدَارٌ ‪ ،‬كسَبَب وأَسْبَابٍ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الغَدَرُ ‪ :‬ال ِ‬
‫خفَى ‪ ،‬وال َ‬
‫كما ل َي ْ‬
‫حجَا َرةِ‬
‫ن القَطّاع ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬الغَدَرُ ‪ :‬ال َم ْوضِعُ الظِّلفُ الكَثِيرُ ال ِ‬
‫الجَ َرلُ وال ّن َقلُ ‪ ،‬وهو َق ْولُ أَبِي زَ ْيدٍ واب ِ‬
‫‪.‬‬
‫صفَا القاسِي ويَدْعَسْنَ ال َغدَرْ ) ‪ %‬ومن‬
‫ن الَيَرْ ‪ %‬من ال ّ‬
‫وقال ال َعجّاج ‪ ( % :‬سَنا ِبكُ الخَ ْيلِ ُيصَدّعْ َ‬
‫المَجَازِ ‪ :‬رَجثلٌ ثَ ْبتُ الغَدَِر ‪ ،‬محرّكة ‪ ،‬إِذا كانَ يَثْ ُبتُ في‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/209‬‬

‫جدَل والكَلمِ ‪ .‬قال ال ّزمَخْشَ ِريّ ‪ :‬وأَصلُ الغَدَرِ اللّخَاقِيقُ ‪ .‬ويُقَال أَيضا ‪ :‬إِنّه‬
‫مَواضِع القِتَالِ وال َ‬
‫غدَ َرهُ ‪ ،‬أَي ما أَثْبَتَه في‬
‫جمِيع ما يَأْخُذ فيه ‪ ،‬و ُيقَالُ ‪ :‬ما أَثْ َبتَ َ‬
‫لثَ ْبتُ الغَدَرِ ‪ :‬إِذا كان ثاِبتا في َ‬
‫خصُومَ ِة ‪ .‬وقال‬
‫ل وال ُ‬
‫جلِ إِذا كانَ ِلسَانُه يَثْ ُبتُ في َموْضِعِ الزَّل ِ‬
‫الغَدَر ‪ُ ،‬يقَال ذلك للفَرَسِ وللرّ ُ‬
‫ق والعِثَارِ عليه ‪ .‬قال ‪ :‬وقال الكِسَا ِئيّ ‪ :‬ما أَثْ َبتَ‬
‫ل ضَرَرَ الزَّل ِ‬
‫حجّتَه وَأ َق ّ‬
‫اللّحْيَانيّ ‪َ :‬معْنَاهُ ما أَثْ َبتَ ُ‬
‫عقْلِه ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬ول يعجبني ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬الغَدَرُ الجِحَرةُ‬
‫غَدَرَ فلنٍ ‪ ،‬أَي ما َب ِقيَ مِنْ َ‬
‫والجِرَفة والَخَاقِيقُ في الَرض ‪ :‬فتقولُ ‪ :‬ما أَثْ َبتَ حُجّتَه وَأقَلّ زََلقَه وعِثَارَه ‪ .‬وقال ابن بُزُرْجِ ‪:‬‬
‫طقَ الرّجالَ ونازَعَهم كان قوِيا ‪ .‬وفَرَسٌ ثَ ْبتُ الغَدَرِ ‪ :‬يَثْ ُبتُ في َم ْوضِع‬
‫إِنّه لثَبَتُْال َغدَرِ ‪ ،‬إِذا كانَ نا َ‬
‫الزّلَل ‪ .‬فا ّتضَحَ بهذه الّنصُوص أَنّه ليس بمُخْ َتصّ بالِنْسَان بل يُسْ َت ْعمَل في الفَرَسِ أيضا ‪.‬‬
‫والغَدْ َرةُ ‪ ،‬بالفَتح ‪ ،‬هكذا في سائر النّسَخ ‪ ،‬والصّوابُ الغَيْدَرَة كحَ ْيدَرَة ‪ :‬الشّرّ ‪ ،‬عن كُراع ‪ ،‬كذا‬
‫ط وكَثْ َرةُ الكَلم‬
‫خلِي ُ‬
‫جمَتَيْن ‪ ،‬كما وهو أَيضا التّ ْ‬
‫في اللّسَان ‪ ،‬وهو ُلغَ ٌة في الغَيْذَ َرةِ بالغَيْن والذال ال ُمعْ َ‬
‫جلُ السّ ّيئُ الظّنّ فيَظُنّ ‪ ،‬هكذا في النّسَخ بالفا ِء وصَوابُه ‪َ :‬يظُنّ ف ُيصِيبُ ‪،‬‬
‫‪ .‬والغَيْدارُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬الرّ ُ‬
‫كما في الّلسَان وغيره ‪ .‬وآلُ غُدْرَانٍ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬بَطْنٌ من العَ َربِ ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬خَ َرجْنَا في الغَدْرَاء أَي‬
‫ن القَطّاع ‪ .‬وغَدْرٌ ‪ ،‬بالفتح ‪ ،‬ة بالَنْبَار ‪ ،‬قلتُ ‪:‬‬
‫الظّ ْلمَة ‪ .‬والغَدْرَاءُ أَيضا ‪ :‬اللّيْلَة المُظِْلمَة قاله اب ُ‬
‫حسَيْنِ الغَدْ ِريّ ذكره المَالِي ِنيّ ‪ .‬وغُدَرُ ‪ ،‬ك ُزفَرَ ‪ :‬مِخْلفٌ بال َيمَنِ ‪،‬‬
‫سبَ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ ال ُ‬
‫وإِليها نُ ِ‬
‫عجِيبٌ قيل ‪:‬‬
‫حصْنٌ َ‬
‫فيه ناعِط ‪ ،‬وهو ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/210‬‬

‫ص ْعبُ المَْسلك ‪ ،‬و ُيصَحّف بعُذَر ‪ ،‬كذا في‬


‫حجَارَة ال ّ‬
‫هو مَأْخُوذٌ من الغَدَر ‪ ،‬وهو ال َم ْوضِع الكَثِيرُ ال ِ‬
‫ُمعْجَم ما اسْتَعجم ‪ .‬وممّا يُستدرك عليه ‪ :‬سِنُونَ غَدّا َرةٌ ‪ ،‬إِذا كثُرَ َمطَرُهَا و َقلّ نَبا ُتهَا ‪َ ،‬فعّالَة من‬
‫غدْرا منها ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وفي‬
‫خصْب بالمَطَرِ ثمّ ُتخِْلفُ ‪ ،‬فجَعلَ ذلك َ‬
‫الغَدْر ‪ ،‬أَي تُط ِم ُعهُم في ال ِ‬
‫سمَحُ بالنّبَات ‪ ،‬أَو تُنْبِت ثمّ‬
‫خضِرَة كأَنّها كانت ل َت ْ‬
‫سمَاهَا َ‬
‫الحديث أَنّه مَرّ بأَ ْرضٍ ُيقَال لها ‪ :‬غَدِرَة ف َ‬
‫عهْدَ له ‪ ،‬كما قالوا‬
‫تُسْرِع إِليه الفَة ‪ ،‬فشُ ّب َهتْ بالغادِ ِر لَنّه ل َيفِي ‪ .‬وقالوا ‪ :‬الذّئْب غادِرٌ ‪ ،‬أَي ل َ‬
‫ح ُمهَا من الدّ ِم والَذَى ‪) .‬‬
‫غدَرَتْه َر ِ‬
‫‪ :‬الذّئب فاجِرٌ ‪ .‬وأَلقَتِ الناقَةُ غَدَرَهَا ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ ،‬أَي ما أَ ْ‬
‫غدُورَها ‪ ،‬وهي َبقَايَا وَأقْذَاءٌ تَ ْبقَى في الرّحِم تُ ْلقِيهَا َبعْد الوِلدَة ‪ .‬وبه غادِرٌ من‬
‫وأَ ْلقَتِ الشاةُ ُ‬
‫خوَته ‪ ،‬أَي ماتُوا و َب ِقيَ‬
‫مَ َرضٍ ‪ ،‬وغابِرٌ ‪ ،‬أَي َبقِيّة ‪ .‬وأَغْدَ َرهُ ‪ :‬أَلْقاهُ في الغَدَرِ ‪ .‬وغَدِرَ فُلنٌ َب ْعدَ إِ ْ‬
‫هو ‪.‬‬
‫غمِ َرةٌ ‪ ،‬إِذا كانَت َتخَّلفُ‬
‫غدِ َرةٌ غَبِ َرةٌ َ‬
‫وغَدِرَ عن َأصْحَابه ‪ ،‬كفَرِحَ ‪ :‬تَخَّلفَ ‪ .‬وقال اللّحيانيّ ‪ :‬ناقَةٌ َ‬
‫ضبَ الما ُء ويَ ْبقَى الوَحلُ ‪ .‬وعن ابن‬
‫غدَرٌ ‪ ،‬محرّكةً ‪ ،‬هو أَن يَ ْن َ‬
‫سوْق ‪ .‬وفي ال ّنهْرِ َ‬
‫عن الِبل في ال ّ‬
‫سقِى مَذَانِبَه ‪ .‬وتَغدّرَ ‪ :‬تَخَّلفَ قاله الَصمعيّ ‪،‬‬
‫حفَر في آخِرِ الزّ ْرعِ لتَ ْ‬
‫الَعرابيّ ‪ :‬ال َم ْغدَرَة ‪ :‬البِئْر ُت ْ‬
‫جهْدِ ل نَ ْلوِى عَلَى مَنْ َتغَدّرَا‬
‫وأَنشد قولَ امْرِئ القَيْس ‪ ( % :‬عَشِيّةَ جَاوَزْنا حَماةَ وسَيْرُنَا ‪َ %‬أخُو ال َ‬
‫)‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/211‬‬

‫غدْرا ‪ :‬مثل دَغَرَ ْتهُ دَغْرا ‪.‬‬


‫ويُ ْروَى ‪َ :‬تعَذّرا أَي احْتَبَسَ ِلمَا ُيعْذَر به ‪ .‬وغَدَ َرتِ المَرَْأ ُة وَلَدَها َ‬
‫وغُدْرٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬موْضِعٌ ‪ ،‬وله َيوْمٌ ‪ ،‬وفيه يقولُ حارِ َثةُ بنُ َأوْسِ بنِ عَ ْب ِد وَدّ ‪ ،‬مِنْ بَنِي عُذْ َرةَ بنِ‬
‫ح ْو َملَ يَومَ غُدْرٍ ‪ %‬لمَ ّزقَنِي وإِيّاهَا‬
‫لتِ ‪ ،‬وهَ َزمَتْهم يومئذ بَنُو يَرْبُوع ‪ ( % :‬وَل ْولَ جَ ْرىُ َ‬
‫زَيْد ال ّ‬
‫خوَارِج قاله الحا ِفظُ ‪.‬‬
‫السّلحُ ) ‪َ %‬أوْرَدَه ابنُ الكَلْ ِبيّ في أَنْسَابِ الخَيْل ‪ .‬والغادِرِيّةُ ‪ :‬طائفةٌ من ال َ‬
‫حبُ الخِلَعيّ ‪ ،‬مُحَدّث‬
‫سعْ ِديّ ‪ ،‬صا ِ‬
‫والغَدْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬مَحَلّة ب ِمصْر ‪ .‬وعَبْدُ ال بنُ ِرفَاعَةَ بنِ غَدِيرٍ ال ّ‬
‫مشهور ‪.‬‬
‫حمَى‬
‫سفِينَةٍ ‪َ :‬دقِيقٌ ُيحَْلبُ عَلَيْه لَبَنٌ ثم ُي ْ‬
‫خمّ ‪ :‬سيأْتي في المِيمِ ‪ .‬غ ذ ر الغَذِي َرةُ ‪ ،‬ك َ‬
‫وغَدِيرُ ُ‬
‫بال ّرضْف ‪ ،‬وقد أَهمله الجوهريّ ‪ :‬وهو لغ ٌة في الغَدِيرَة كالغَيْذَرِ ‪ ،‬هكذا هو في النّسَخ ‪ .‬واغْتَذَرَ ‪:‬‬
‫خذَها قال عبد المُطّلِب ‪ ( % :‬ويَ ْأمُرُ العَبْدُ ِبلَيْل َيغْ َتذِرْ ‪ %‬مِيرَاثَ شَيْخٍ عاشَ دَهْرا غيرَ حُرّْ ) ‪%‬‬
‫اتّ َ‬
‫حمَارُ وج غَياذِيرُ قال ‪ :‬ولم أَ َرهُ ِإلّ في‬
‫وفي ال ّتهْذِيب ‪ :‬وقر ْأتُ في كِتاب ابنِ دُرَيْد ‪ :‬الغَيْذارُ ‪ :‬ال ِ‬
‫هذا الكِتَابِ ‪ .‬قال ‪ :‬ول أَدْرِي أَعَ ْيذَارٌ أَم غَيْذَارٌ ونقله الصاغانيّ ولم َيعْزُه إِلى ابنِ دُرَيْد ‪ .‬وهذا‬
‫منه غَرِيبٌ مع أَنّه َنقَل إِنكار الَزهريّ إِيّاه ‪ :‬أَبالعَيْنِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/212‬‬
‫أَم بالغَيْن ‪ِ ،‬إلّ أَنّه َنقَل عن ابنِ فارِسٍ ‪ ،‬قال ‪ :‬وما أَحْسَبُها عَرَبِّي ًة صَحِيحَة ‪ .‬والغَيْذَ َرةُ ‪ :‬الشّرّ‬
‫وكَثْ َرةُ الكلم والتّخْلِيطُ ‪ ،‬كالعَيْذَ َرةِ ‪ُ .‬يقَال ‪ :‬هو كَثِيرُ الغَياذِرِ نقله الصاغَانيّ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬ل‬
‫ن الَثِير ‪ :‬قال أَبو مُوسَى ‪ :‬هكذا َذكَرُوه ‪ ،‬وهو الجَافِي الغَلِيظُ ‪.‬غ ذ‬
‫غ ْذوَرِيّا قال اب ُ‬
‫يُ ْلقَى المُنَافِقُ إِل َ‬
‫جلُ‬
‫شيْءَ ‪ :‬بَاعَه جِزَافا ‪ ،‬كغَذْ َرمَة ‪ ،‬عن أَبي عُبَ ْيدٍ وابن القَطّاع ‪ .‬وغَ ْذمَرَ الرّ ُ‬
‫غ ْذمَ َرهُ ‪ ،‬أَي ال ّ‬
‫مر َ‬
‫خفَاهُ فاخِرا أَو مُوعِدا ‪ ،‬بضمّ الميم أَي ُمهَدّدا ‪ .‬وغَ ْذمَ َرهُ ‪ :‬أَتْبَع َب ْعضَه َبعْضا ‪ .‬وقال‬
‫الكَلَمَ ‪َ :‬أ ْ‬
‫ح ِملَ بعضَ كَلمِه على َبعْض ‪ .‬وغَ ْذمَرَ الشيءَ ‪ :‬فَ ّرقَهُ ‪ ،‬نقله‬
‫الَصمعيّ ‪ :‬الغَ ْذمَرَة ‪ :‬أَنْ َي ْ‬
‫الصاغانيّ ‪ ،‬وكذا إِذا خَلَطَ َب ْعضَه ب َب ْعضٍ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ أَيضا ‪ .‬والغَ ْذمَ َرةُ ‪ :‬ال َغضَبُ‬
‫والصّخضبُ واخْتِلطُ الكَلمِ مِ ْثلُ ال ّزمْجَ َر ِة والصّياح والزّجْر ‪ ،‬كال ّتغَ ْذمُرِ ‪ .‬يقال ‪َ :‬تغَ ْذمَرَ السّبُعُ ‪،‬‬
‫صوْتا ‪ ،‬يكونُ ذلك للسّبْعِ‬
‫س ِم ْعتُ له غَذَامِيرَ وغَ ْذمَ َرةً ‪ ،‬أَي َ‬
‫إِذا صاحَ ‪ ،‬ج غَذامِيرُ ‪ُ ،‬يقَال ‪َ :‬‬
‫غذَامِيرَ ‪ .‬قَال الراعِي ‪ ( % :‬تَ َبصّرْ ُتهُمْ حَتّى إِذا حَالَ ُدوْ َنهُمْ ‪ُ %‬ركَامٌ وحادٍ‬
‫والحَادِي ‪ ،‬وفُلنٌ ذو َ‬
‫ذُو غَذَامِي َر صَ ْيدَحُ ) ‪ %‬وقيل ‪ :‬ال ّتغَ ْذمُرُ ‪ :‬سُوءُ الّلفْظِ والتّخْلِيط في الكَلم ‪ .‬وبه ُفسّر حدِيثُ عليّ‬
‫خمْرِ ‪ ،‬فامْتَنَعَ ‪ .‬فقَامُوا ولهُم َتغَ ْذمُ ٌر وبَرْبَ َرةٌ‬
‫لمَانَ ب َتحْلِيلِ الرّباَ وال َ‬
‫سَأَلَهُ أَهلُ الطائف أَنْ َيكْ ُتبَ لهمْ ا َ‬
‫غذَامِيرَ وذُو خَناسِيرَ ‪ ،‬كِل ُهمَا ل يُعرَف لهما‬
‫ضبٌ و َتخْلِيطُ كَلمٍ ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬إِنّ قولهم ‪ :‬ذو َ‬
‫غ َ‬
‫أَي َ‬
‫ح ِكىَ ‪.‬‬
‫واحِدٌ ‪ .‬ويُقَال للمُخَلّط في كَلمِه ‪ :‬إِنّه َلذُو غَذَامِيرَ ‪ ،‬كذا ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/213‬‬

‫حقّه ويكونُ ‪،‬‬


‫ب الُمورَ فيَ ْأخُذُ من هذا و ُيعْطِي هذا ويَ َدعُ لِهذا مِنْ َ‬
‫وال ُمغَ ْذمِرُ من الرّجالِ ‪ :‬مَنْ يَ ْر َك ُ‬
‫ق لَهْلِها ‪ ،‬أَو هو الذي‬
‫حقُو َ‬
‫ذلك في الكَلم أَيضا إِذا كان ُيخَلّط فيه ‪ ،‬أَو ال ُمغَ ْذمِر ‪ :‬من َي َهبُ ال ُ‬
‫ح ْكمُه ول يُعصَى ‪ ،‬وهو‬
‫حكُم على َق ْومِهِ بما شاءَ فل يُرَدّ ُ‬
‫حمّل على َنفْسِه في مَالِه ‪َ ،‬أوْ مَنْ َي ْ‬
‫يَتَ َ‬
‫الرّئيس اّلذِي يَسُوسُ عَشِيرَتهَ بما شاءَ من عَ ْدلٍ وظُ ْلمٍ ‪) .‬‬
‫حقّها ‪ %‬و ُمغَ ْذمِرٌ لِحُقثو ِقهَا َهضّا ُمهَا ) ‪ %‬ويُرْوَى ‪:‬‬
‫قال لَبِيد ‪ ( % :‬و ُمقَسّمٌ يُعطِي العَشِي َرةَ َ‬
‫و ُمغَثْمِر وقد َتقَدّم ‪ .‬والغُ ْذمِ َرةُ ‪ ،‬كعُلَبِطَةٍ ‪ :‬المُخْتَِلطَةُ من النّبْت ‪ ،‬هكذا نقله الصاغانيّ ولم َيعْزُه ‪.‬‬
‫وقال الَزهريّ في ترجمة غثمر ‪ :‬وقال أَبو زَيْد ‪ :‬إِنّه لنَ ْبتٌ ُمغَ ْثمَر و ُمغَ ْذوَ ٌم و َمغْثُومٌ ‪ ،‬أَي مُخَلّط‬
‫لمْرِ‬
‫لَيْسَ ِبجَيّد ‪ .‬والغُذَامِر ‪ ،‬كعُلبِطٍ ‪ :‬الكَثِيرُ من الماءِ ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرك عليه ‪ :‬الغَ ْذمَرَة ‪ُ :‬ركُوبُ ا َ‬
‫ضمّ‬
‫ن القَطّاع ‪ ،‬وسيأْتي في غشمر ‪ .‬غ ر ر *!غَرّه الشّيْطَانُ *! َيغُرّه بال ّ‬
‫على غَيْرِ تَثبّت قاله اب ُ‬
‫*!غَرّا ‪ ،‬بالفَتْح ‪!* ،‬وغُرُورا ‪ ،‬بالضمّ ‪!* ،‬وغِ ّرةً ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ ،‬الَخِيرَة عن اللّحْيَانيّ ‪!* ،‬وغَرَرا ‪،‬‬
‫عهُ‬
‫محرّكةً عن ابن القَطّاع ‪ ،‬فهو *! َمغْرُورٌ *!وغَرِيرٌ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ ،‬الَخِيرة عن أَبي عُبَيْد ‪ :‬خَدَ َ‬
‫طلِ ‪ ،‬قال الشاعِر ‪ ( % :‬إِنّ امْرَأً *!غَرّه مِ ْنكُنّ واحَِدٌ ة ‪َ %‬بعْدِي و َبعْ َدكِ في الدّنْيَا‬
‫ط َمعَهُ بالبَا ِ‬
‫وأَ ْ‬
‫جدّا أَو َل َمغْرُورٌ حَقّ َمغْرُورٍ ‪ ،‬وَلوْل ذلك لم َيكُن في الكَلم‬
‫*!َل َمغْرُورُ ) ‪ %‬أَرَاد *!َل َمغْرُورٌ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/214‬‬

‫ِ فائدَة ‪ ،‬لَنّه قد عُلِم أَنّ ُكلّ مَنْ *!غُ ّر فهو َمغْرُورٌ ‪ ،‬فَأيّ فائدةٍ في قوله ‪َ :‬ل َمغْرُور إِ ّنمَا هو على‬
‫حكَم ‪.‬‬
‫ما فُسّر كذا في ال ُم ْ‬
‫*!فاغْتَرّ ُهوَ ‪ :‬قَ ِبلَ الغُرُورَ ‪ .‬وقال أَبو إِسحاق في قولِهِ تعالَى ‪ :‬يا أَ ّيهَا الِنْسَانُ ما *!غَ ّركَ بِرَ ّبكَ‬
‫عكَ برَبّك‬
‫خدَ َ‬
‫ت ما وَجَب عليه وقال غَيْرُه ‪ :‬أَي ما َ‬
‫ض ْع َ‬
‫س ّولَ لك حتّى َأ َ‬
‫الكَرِيمِ ‪ .‬أَي ما خَدَعك و َ‬
‫خ وتَ ْبكِيتٌ للعَبْد الذي يَ ْأمَنُ َمكْرَ الِ ول يَخافُه ‪.‬‬
‫عقَابِه وهذا َتوْبِي ٌ‬
‫لمْنِ من ِ‬
‫حمََلكَ على َم ْعصِيَتِه وا َ‬
‫وَ‬
‫وقال الَصمعيّ ‪ :‬ما غَرّك بفُلنٍ ‪ ،‬أَي كَ ْيفَ اجْتَرَ ْأتَ عليه وفي الحديث ‪ :‬عَجِبتُ من *!غِرّتِه بالِ‬
‫صفَةٌ غالِبَة ‪ ،‬وبه فُسّر قولُه تعالى ‪:‬‬
‫جلّ ‪ ،‬أَي *!اغْتِراره ‪!* .‬والغَرُورُ ‪ ،‬كصَبُورٍ ‪ :‬الدّنْيَا ِ‬
‫عَزّ و َ‬
‫وَلَ *! َيغُرّ ّنكُمْ بالِ *!الغَرُورُ ‪ ،‬قيل لَ ّنهَا *! َتغُ ّر و َتمُرّ ‪ .‬والغَرُورُ ‪ :‬ما يُ َتغَرْغَرُ بِهِ من الَ ْدوِيَةِ ‪،‬‬
‫سفّ ‪ .‬والغَرُورُ ‪ ،‬أَيضا ‪ :‬مَا غَرّك من إِنْسَان وشَيْطَانٍ وغَيْرِ ِهمَا‬
‫سفُوفِ ‪ِ ،‬لمَا يُلْعقَُويُ َ‬
‫كالّلعُوقِ وال ّ‬
‫خصّ‬
‫ش ْه َوةٍ وشَ ْيطَانٍ ‪ ،‬أَو يُ َ‬
‫ن مالٍ وجَاهٍ و َ‬
‫ي وقال ال ُمصَنّف في ال َبصَائر ‪ :‬مِ ْ‬
‫ص َمعِ ّ‬
‫ل ْ‬
‫قاله ا َ‬
‫بالشّ ْيطَانِ ‪ ،‬عن َي ْعقُوبَ ‪ ،‬أَي لَنّهُ *! َيغُرّ النّاسَ بالوَعْدِ الكا ِذبِ والتَ ْنمِيَة ‪ ،‬وبه فُسّ َر قولُه تعالَى ‪:‬‬
‫ح ِملُ الِنْسَانَ على مَحابّه ووَراءَ ذلك ما يَسُوءُه‬
‫س ّميَ به لَنّه َي ْ‬
‫ول *! َيغُرّ ّنكُمْ بِالِ الغَرُورُ ‪ ،‬وقِيلَ ‪ُ :‬‬
‫‪َ ،‬كفَانَا الُ فِتْنَتَه ‪ .‬وقِيل ‪ :‬إِنّ الشّ ْيطَانَ َأ ْقوَى *!الغارّين وأَخْبَ ُثهُم ‪ .‬وقال الزّجَاج ‪ :‬ويَجُوزُ أَنْ‬
‫َيكُونَ *!الغُرُور بالضّمّ ‪ ،‬وقال في َتفْسِيره ‪ :‬الغُرُور ‪ :‬الَباطِيلُ ‪ ،‬كأَ ّنهَا جمع *!غَرّ مصدر‬
‫*!غَرَرْتُهُ *!غَرّا ‪ .‬قال )‬
‫جعَل َمصْدَرَ *!غَرَ ْرتُ *!غُرُورا لَنّ المتع ّدىَ من الَفعال ل تَكادُ‬
‫الَزهريّ ‪ :‬وهو أَحسنُ من أَنْ يُ ْ‬
‫تَقع‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/215‬‬

‫مصادِرُهَا على ُفعُولٍ ِإلّ شاذّا ‪ .‬وقد قال الفَرّاءُ ‪ :‬غَرَرْتُه غُرُورا ‪ .‬وقال أَبو زَيْد ‪!* :‬الغُرُورُ ‪:‬‬
‫جمْع‬
‫ن يكونَ َ‬
‫شيْ ٍء فهو *!غُرُورٌ ‪ .‬وقال الزّجّاج ‪ :‬و َيجُوزُ أَ ْ‬
‫طلُ ‪ ،‬وما *!اغْتَرَ ْرتَ به من َ‬
‫البا ِ‬
‫شهُودٍ ‪ ،‬وقاعِ ٍد و ُقعُودٍ ‪ .‬و َقوْلُهُم ‪ :‬أَنَا *!غَرِيرُك منه ‪ ،‬أَي ُأحَذّ ُركَهُ ‪ ،‬وقال‬
‫*!غارّ ‪ ،‬مثل شا ِهدٍ و ُ‬
‫ب الَجْنَاس ‪ :‬أَي لن يأْتِ َيكَ منه ما *! َتغْتَرّ به ‪ ،‬كأَنّهُ قال ‪ :‬أَنا القَيّم لكَ بذِلكَ ‪.‬‬
‫أَبو َنصْرٍ في كتا ِ‬
‫لمْثَال ‪ :‬ومن َأمْثَاِلهِم‬
‫وقال أَبو مَ ْنصُورٍ ‪ :‬كأَنّهُ قال ‪ :‬أَنا ال َكفِيلُ لك بِذِلكَ ‪ .‬وقال أَبو زَيْد في كِتَابِ ا َ‬
‫لمْرِ ‪ ،‬أَي *!‪-‬اغْتَرّنِي فسَلْني مِنْه على *!غِرّة ‪ ،‬أَي أَني‬
‫في الخِبْ َر ِة والعِلْم ‪ :‬أَنا غَرِيرُك من هذا ا َ‬
‫عالم به فمَتَى سَأَلْتَنِي عنه َأخْبَرْتُك به من غَيْرِ اسْ ِتعْدَادٍ لذلك ول َروِيّة ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬هذا‬
‫ستَ *!ب َمغْرُورٍ منّي لكشنّي أَنا ال َمغُرور ‪ ،‬وذلِك أَنّه بََلغَنِي خَبرٌ كان باطِلً‬
‫المَ َثلُ معناهُ أَنّك َل ْ‬
‫س ِم ْعتُ ‪ .‬وقال أَبو زَيْدٍ ‪ :‬سمعتُ أَعرابِيّا‬
‫وأَخْبرْتُك به ‪ ،‬ولم يكُنْ على ما قُ ْلتُ لك وإِ ّنمَا َأدّ ْيتُ ما َ‬
‫ن تقولَ ذلك ‪ .‬قال ‪ :‬ومعناه *!‪-‬اغْتَرّنِي‬
‫يقول لخَرَ ‪ :‬أَنا غَرِيرُك مِنْ َتقُولَ ذلك يقول ‪ :‬مِنْ أَ ْ‬
‫ي بمثل ما‬
‫ق والصّ ْدقَ ‪ .‬وقال الزمخشر ّ‬
‫فسَلْنِي عن خَبَرِه فإِنّي عالم به ْأُخِبرَك عن َأمْرِه على الحَ ّ‬
‫حقِيقَتِه ‪!* .‬وغَرّرَ‬
‫حكَام عِلمِي ب َ‬
‫قال أبو زَ ْيدٍ حيث قال ‪ :‬أَي إِن سَأَلْتَنِي على *!غِ ّرةٍ أُجِبْك به لسْتِ ْ‬
‫ب َنفْسِه وكذلك بالمالِ *! َتغْرِيرا *!وتغِ ّرةً ‪ ،‬ك َتحِلّة و َتعِلّة ‪ :‬عَ ّرضَها لِ ْلهََلكَةِ من غير أَنْ َيعْ ِرفَ ‪،‬‬
‫والسْمُ *!الغَرَر ‪ ،‬مُحَّركةً ‪ ،‬وهو الخَطرَ ‪ ُ،‬ومنه الحديثُ ‪َ :‬نهَى رَسُولُ ال صلّى ال تعالَى عليه‬
‫سمَك في المَاءِ ‪ ،‬والطّيْ ِر في ال َهوَاءِ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هو ما كانَ له‬
‫وسَلّم عن بَيْع الغَرَر ‪ ،‬وهو مِ ْثلُ بَيْعِ ال ّ‬
‫عهْ َد ٍة ول ِثقَةٍ ‪ .‬قال‬
‫ن يكونَ على غَيْرِ ُ‬
‫جهُول ‪ .‬وقِيل ‪ :‬هو أَ ْ‬
‫ظاهرٌ َيغُرّ المُشْتَ ِريَ ‪ ،‬وباطِنٌ َم ْ‬
‫الَزهريّ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/216‬‬

‫جهُولَة الّتي ل ُيحِيطُ بكُ ْنهِها المُتبايِعان حَتّى َتكُونَ َمعْلُومَةً ‪( .‬و)‬
‫ويَدْخُل في بَيْع الغَررِ البُيُوعُ المَ ْ‬
‫حمَيْد ‪!* ( % :‬وغَرّ َرهُ حَتّى‬
‫*!غَرّ َر القِرْبَةَ ‪ :‬مَلَها ‪ ،‬قاله الصاغا ِنيّ ‪ ،‬وكذا غَرّرَ السّقاءَ ‪ .‬قال ُ‬
‫اسْتَدارَ كَأَنّهُ ‪ %‬عَلَى القَ ْروِ عُ ْلفُوفٌ مِنَ التّ ْركِ رَاقِدُ ) ‪!* %‬وغَرّرَتِ الطّيْرُ ‪َ :‬ه ّمتْ بالطّيَرَانِ‬
‫و َر َفعَتْ َأجْنِحَ َتهَا ‪ ،‬مَأْخُوذٌ مِنْ *!غَرّ َرتْ أَسنانُ الصّ ِبيّ ‪ ،‬إِذا َهمّت بالنّباتِ وخَرَجَت ‪!* .‬والغُ ّرةُ‬
‫*!والغُرْغُ َرةُ ‪ ،‬بضمّهما ‪ :‬بَيَاضٌ في الجَ ْبهَة ‪ ،‬وفي الصحاح ‪ :‬في جَ ْبهَ ِة الفَرَس ‪ ،‬وفَرَسٌ *!أَغَرّ‬
‫ن القَطّاع ‪!* :‬غَ ّر الفَرَسُ *! َيغَرّ *!غُ ّر ًة فهو *!أَغَرّ ‪ .‬وفي الّلسَان ‪ :‬وقيل ‪:‬‬
‫*!وغَرّاءُ ‪ ،‬قال اب ُ‬
‫طتْ جَ ْبهَتَه ‪ ،‬ولم ُتصِب واحِ َدةً من‬
‫سَ‬‫*!الَغَرّ من الخَ ْيلِ ‪ :‬الذي *!غُرّتُه َأكْبَرُ من الدّرْهَم ‪ ،‬قد وَ َ‬
‫ح ِة ‪ ،‬والقُرْحَة َقدْرُ‬
‫سفْلً ‪ ،‬وهي َأفْشَى من القُرْ َ‬
‫سلْ ُ‬
‫خدّيْنِ ‪ ،‬ولم َت ِ‬
‫العَْيَنْين ‪ ،‬ولم َت ِملْ على واحِدٍ من ال َ‬
‫)‬
‫ب واحدٍ بل هو جِنْسٌ جامِ ٌع لَ ْنوَاعٍ من قُ ْرحَة‬
‫الدّرْهم فما دُونَه ‪ .‬وقِيلَ ‪!* :‬الَغرّ ‪ :‬ليس بضَ ْر ٍ‬
‫طوِيلَةً َفهِي شا ِدخَة‬
‫حوِهما ‪ .‬وقِيل ‪!* :‬الغُ ّرةُ إِنْ كا َنتْ ُم َدوّ َرةً فهي وَتِي َرةٌ ‪ ،‬وإِنْ كانت َ‬
‫خ ونَ ْ‬
‫شمْرَا ٍ‬
‫وِ‬
‫‪.‬‬
‫شغَلُه البَيَاضُ من الوَجْه ل أَنّه البَيَاضُ ‪ .‬وقال‬
‫س القَدْرِ الذي يَ ْ‬
‫قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬وعندي أَنّ الغُرّة َنفْ ُ‬
‫خةٍ أَو ِبوَتِي َرةٍ أَو ب َيعْسُوبٍ ‪ .‬وقال‬
‫مُبْ َتكِرٌ الَعْرابيّ ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬بِم *!غُرّرَ فَرَسُك فيقولُ صاحِبُه ‪ :‬بشادِ َ‬
‫ج َملٌ أَغَرّ ‪ ،‬فيه‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ ‪ :‬فَرَسٌ *!أَغَرّ ‪ ،‬وبه *!غَرَرٌ ‪ ،‬وقد *!غَرّ *! َيغَرّ *!غَرَرا ‪ ،‬و َ‬
‫اب ُ‬
‫غَرَرٌ *!وغُرُورٌ ‪.‬‬
‫جهُهُ *! َيغَرّ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬غَرَرا *!وغَرةً ‪ :‬ابْ َيضّ إن ابن‬
‫*!والَغَرّ ‪ :‬الَبْ َيضُ من ُكلّ شئٍ وقد غَ ّر وَ ْ‬
‫الَعْرَابيّ كما سيأْتي ‪ :‬ومن المَجاز ‪!* :‬الَغَرّ من الَيّام ‪ :‬الشّديدُ الحَرّ ‪ ،‬وأَنشد الزمخشريّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/217‬‬

‫لِذِي ال ّرمّة ‪ ( % :‬و َيوْمٍ يُزِيرُ الظّ ْبىَ َأ ْقصَى كِنَاسِه ‪ %‬وتَنْزُو كَنَ ْزوِ ال ُمعْلَقاتِ جَنَادِ ُبهْ ) ‪% %‬‬
‫( أَغَرّ كََلوْنِ المِلْحِ ضاحِي تُرَابِهِ ‪ %‬إِذَا اسْ َت ْوقَ َدتْ حِزّانُه وسَبَاسِ ُبهْ ) ‪ %‬ومن المَجَازِ أَيضا ‪،‬‬
‫جفْنُ‬
‫هاجِ َرةٌ *!غَرّاءُ ‪ :‬شديدةُ الحَرّ ‪ ،‬قال الشاعر ‪ ( % :‬وهاجِ َرةٍ غَرّاءَ قاسَ ْيتُ حَرّهَا ‪ %‬إِلَ ْيكَ و َ‬
‫شمْس ‪،‬‬
‫ظهِي َرةٌ غَرّاءُ ‪ .‬قال الَصمعيّ ‪ :‬أَي بَ ْيضَاءُ من شِ ّدةِ حَرّ ال ّ‬
‫العَيْنِ بالمَاءِ سائِحُ ) ‪ %‬وكذا َ‬
‫شهْبَاءُ ‪.‬‬
‫كما ُيقَال ‪ :‬هاجِ َرةٌ َ‬
‫ظهِيرةٌ غَرّاءُ ) ‪ %‬وكذا وَدِيقَةٌ‬
‫شعَ ْتهَا َ‬
‫شعْ َ‬
‫سمُومٍ كأَ ّنهَا َلفْحُ نارٍ ‪َ %‬‬
‫وأَنشد أَبو َبكْر ‪ ( % :‬مِنْ َ‬
‫جهَ ِنيّ ‪ ،‬والَغَرّ بنُ ياسِرٍ المُزَ ِنيّ ‪:‬‬
‫ي ‪ ،‬والَغَرّ ال ُ‬
‫غَرّاءُ ‪ ،‬أَي شَدِي َدةُ الحَرّ ‪ .‬والَغَرّ ال ِغفَا ِر ّ‬
‫صَحابِيّون ‪ .‬فالغِفا ِريّ َروَى عَنْه شَبِيبُ بن َروْح أَنّه صَلّى الصّبْحَ خَ ْلفَ رَسُولِ ال صلّى ال عليه‬
‫جهَ ِنيّ َروَى عنه أَبو بُ ْر َدةَ بنِ أَبي مُوسَى ‪ ،‬والمُزَنِيّ يَ ْروِى عن ُمعَاوِيَةَ بنِ قُ ّرةَ عنه أَبو‬
‫وسلّم ‪ .‬وال ُ‬
‫ي والمُزَنِيّ‬
‫جهَ ِن ّ‬
‫بُرْ َد َة في الصّحِيح ‪ ،‬أَو هُ ْم واحِدٌ قاله أَبو ُنعَيمٍ ‪ ،‬وفيه َنظَرٌ ‪ .‬أَو الَخِيرَان ‪ ،‬أَي ال ُ‬
‫واحِدٌ ‪ ،‬قاله التّ ْر ِم ِذيّ ‪ .‬والَغَرّ ‪ :‬تابِعيّان ‪ ،‬أَحدُهما الَغَرّ بن عَبْدِ ال ‪ ،‬كُوفيّ ‪ ،‬كُنْيَتُه أَبو مُسْلِمٍ ‪،‬‬
‫سعِيد ‪ ،‬وعنه أَبو إِسحاق المُسَيّبيّ ‪ ،‬وعَطاءُ بن السائِب ‪َ ،‬وقَعَ لنا‬
‫َروَى عن أَبي هُرَيْ َر َة وأَبِي َ‬
‫حدِيثُه عالِيا في كِتَاب ال ّذكْر للفِرْيابيّ ‪ .‬والثّاني ‪ :‬الَغَرّ بن سُلَ ْيكٍ ال ُك ْو ِفيّ ‪ ،‬وهو الذي ُيقَال له أَغَرّ‬
‫َ‬
‫سمَاكُ بنُ‬
‫ظلَةَ ‪ ،‬يَ ْر ِويَ المَراسِيلَ ‪َ ،‬روَى عنه ِ‬
‫بَنِي حَنْ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/218‬‬

‫جمَاعَةٌ ُمحَدّثُون ‪ ،‬منهم الَغَرّ بن الصّبّاح‬


‫حَ ْربٍ ‪ ،‬ذكرهما ابنُ حِبّانَ في الثّقات ‪ .‬والَغَرّ ‪َ :‬‬
‫المِ ْنقَ ِريّ ‪ ،‬مولَى آلِ قَيْسِ بن عاصِمٍ ‪ ،‬من أَهْل ال َبصْرَة ‪َ ،‬روَى عَنْه مح ّمدُ بنُ َثوَاءٍ ذكرَه ابنُ حِبّانَ‬
‫عطِيّةَ ال َع ْو ِفيّ ‪،‬‬
‫شيّ ‪ ،‬عن َ‬
‫في أَتْبَاع التابِعينَ ‪ .‬قلتُ ‪ ) :‬وَ ّثقَةُ ابنُ َمعِينٍ والنّسَا ِئيّ ‪!* .‬والَغَرّ ال ّرقَا ِ‬
‫وعنه يَحْيَى بنُ ال َيمَانِ ‪َ ،‬روَى له ابن ماجَه حديثا واحِدا ‪ :‬أَنّ النبيّ صلّى ال تعالَى عليه وسلّم‬
‫حهَا وهو‬
‫ل ْفعَالِ الواضِ ُ‬
‫جلُ الكرِي ُم ا َ‬
‫خمْسُون دِرْهَما ‪ .‬والَغَرّ ‪ :‬الرّ ُ‬
‫تَ َزوّجَ عائشَة عَلَى مَتَاعٍ قِيمَتُه َ‬
‫جلٌ أَغَ ّر الوَجْهِ ‪ :‬أَبْ َيضُهُ ‪ .‬وفي الحديث ‪!* :‬غُرّ ُمحَجّلُونَ من آثَا ِر ال ُوضُوءِ يريد‬
‫على المَ َثلِ ‪ .‬و َر ُ‬
‫حوَشٌ‬
‫جْ‬‫بَيَاضَ وُجُو ِههِم بنُو ِر ال ُوضُوءِ َيوْ َم القِيَامَة ‪ .‬وقولُ ُأمّ خاِلدٍ الخَ ْث َعمِيّة ‪ ( % :‬لِ َيشْ َربَ منه َ‬
‫ن القَطَا ِميّ قَّلمَا‬
‫ويَشِيمَه ‪ %‬بعَيْ َنيْ قَطَا ِميّ أَغَرّ شَآمِي ) ‪َ %‬يجُوزُ أَنْ َتعْ ِنيَ َقطَامِيّا أَبْ َيضَ ‪ ،‬وإِنْ كَا َ‬
‫يُوصَفُ *!بالَغَرّ ‪ ،‬وقد يَجُوزُ أَنْ َتعْ ِنيَ عُ ُنقَه ‪ ،‬فيكون *!كالَغرّ بيْنَ الرّجَال ‪ .‬والَغَرّ من‬
‫جهِه ِإلّ قَلِيلً كأَنّه *!غُرّة ‪ .‬والَغَرّ ‪ :‬الشّرِيفُ ‪ ،‬وقد غَرّ‬
‫خ َذتِ اللّحْ َيةُ جمي َع وَ ْ‬
‫الرّجال ‪ :‬الّذِي أَ َ‬
‫جلُ َيغَرّ ‪ :‬شَ ُرفَ ‪!* ،‬كالغُرْغُ َرةِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬ج *!غُرَرٌ ‪ ،‬كصُرَدٍ ‪ ،‬وغُرّانٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬قال امُرؤ‬
‫الر ُ‬
‫جهُهمْ عندَ ال َمشَاهِدِ *!غُرّانُ ) ‪ %‬أَي إِذا‬
‫طهَارَى َنقِيّةٌ ‪ %‬وأَوْ ُ‬
‫عوْفٍ َ‬
‫القيس ‪ ( % :‬ثِيَابُ بَنِي َ‬
‫ت وُجُو َههُم مُسْتَبشِ َرةً غير مُ ْنكَ َرةٍ ‪ .‬و ُروِى ‪ :‬بِيضُ‬
‫ب وَجَ ْد َ‬
‫حمَالَةٍ أَو لِدارَة حَ ْر ٍ‬
‫اجْ َت َمعُوا لغُرْمِ َ‬
‫جمْعُ *!غُرّة ‪ ،‬وَأمّا‬
‫المَسَافِرِ غُرّانُ ‪ .‬وقوله ‪!* :‬غُرَ ٌر كصُرَد ‪ ،‬هكذا في سائِر النّسَخ ‪ ،‬وهو َ‬
‫ج ْمعُه غُرّ *!وغُرّانٌ‬
‫جمْعُ الَغَرّ ‪ ،‬ولو قال ‪َ :‬‬
‫غُرّانٌ ف َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/219‬‬

‫سيّ من بَنِي مَخْزُومِ‬


‫س ضُبَ ْيعَةَ بنِ الحا ِرثِ العَبْ ِ‬
‫ص َوبَ والَغَرّ ‪ :‬فَرَ ُ‬
‫كما في المُحكم وال ّتهْذِيب كانَ َأ ْ‬
‫عمَرَ بنِ عَبْدِ ال أَبي رَبِيعَةَ المَخْزُو ِميّ الشاعِر ‪.‬‬
‫بنِ ماِلكِ بنِ غاِلبِ بن قُطَ ْي َع َة والَغَرّ ‪ :‬فَرَسُ ُ‬
‫ن ثوْرٍ ال َبكّا ِئيّ ‪،‬‬
‫والَغَرّ ‪ :‬فَرَسُ شَدّادِ بنِ ُمعَاوِيَةَ العَبْسيّ أَبِي عَنْتَرَة والَغَرّ ‪ :‬فَرَسُ ُمعَاوِيَةَ ب ِ‬
‫عمْرِو بن النّاسِي الكِنَا ِنيّ ‪ ،‬والَغَرّ ‪ :‬فَرَسُ طَرِيفِ بنِ َتمِيمٍ العَنْبَ ِريّ ‪ ،‬من بَنِي‬
‫والَغَرّ ‪ :‬فَرَسُ َ‬
‫خمِيصَة كما‬
‫حمّا ٍد ‪ ،‬والَغَرّ فَرَسُ بَ ْلعَاءَ بنِ قَيْسٍ الكِنانيّ ‪ ،‬واسمُه َ‬
‫َتمِي ٍم ‪ ،‬والَغَرّ فَرَسُ ماِلكِ بن َ‬
‫ي ‪ .‬والَغَرّ ‪ :‬فَرَسُ‬
‫ح ّققَهُ السّرَاجُ البُ ْلقَينِيّ في قَطْرِ السّ ْيلِ ‪ ،‬والَغَرّ ‪ :‬فَرَسُ يَزِيدَ بنِ سِنَانٍ المُ ّر ّ‬
‫َ‬
‫جعْفيّ ‪ ،‬فهذه عشرة أَفراس كِرام ساقَهم الصاغانيّ هكذا ‪ .‬ولكن فَرَسَ َتمِيمِ‬
‫حمْرَانَ ال ُ‬
‫سعَرِ بن ُ‬
‫الَ ْ‬
‫عوَجَ ‪ .‬وفاتَه‬
‫بنِ طَرِيف قيل إِ ّنهَا الغَرّاءُ ل الَغّر ‪ ،‬كما في اللّسان ‪ ،‬وسيأْتي ‪ ،‬وغالِ ُبهُم مِنْ آلِ أَ ْ‬
‫جعْ ِديّ ‪ ( % :‬أَغَرّ قَسَا ِميّ ُكمَيْتٌ‬
‫جعْ َدةَ بنِ َكعْبِ بنِ رَبيعَةَ ‪ ،‬وفيه يقول النا ِبغَة ال َ‬
‫الَغَرّ فَرَسُ بَنِي َ‬
‫خسَا ) ‪ %‬وكذلك الَغَرّ فَرَسُ بَني عِجْل ‪ ،‬وهو من وَلَدِ‬
‫جلٌ ‪ %‬خَلَ َي َدهُ ال ُيمْنَى ف َتحْجِيلُه َ‬
‫حّ‬‫مُ َ‬
‫حمَيْلِيّاتِ والحَرُونِ ) ‪%‬‬
‫الحَرُون ‪ ،‬وفيه يقول العِجْليّ ‪ ( % ) :‬أَغَرّ من خَ ْيلِ بَنِي مَ ْيمُون ‪ %‬بَيْنَ ال ُ‬
‫والَغَرّ ‪ :‬ال َي ْومُ الحارّ ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪ ،‬وهو مع َقوْله آنفا ‪ :‬والَغَرّ من الَيّام ‪ :‬الشّديدُ الحَرّ‬
‫جهُه َيغَرّ بالفَتْح ‪ ،‬قال شيخُنَا ‪ :‬قد يُوهشمُ أَنّه بالفَتْح في‬
‫خفَى ‪ .‬وقد ‪ ،‬غَ ّر وَ ْ‬
‫تكرار ٌ‪ ،‬كما ل ُي ْ‬
‫الماضِي وال ُمضَارِع ‪ ،‬وليس كذلك‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/220‬‬
‫ضيَ َمكْسُورٌ ‪ ،‬فهو قِياس خِلفا ِلمَنْ َتوَهّمَ غَيْرَه ‪ ،‬غَرَرا ‪،‬‬
‫بل الفَتْح في ال ُمضَارع لَنّ الما ِ‬
‫ن الَعرابي‬
‫مُحَرّكةً ‪ ،‬وغُ ّرةً ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وغَرَا َرةً ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬صارَ ذا غُ ّرةٍ ‪ ،‬وأَيضا ابْ َيضّ ‪ ،‬عن اب ِ‬
‫ّ‪ .‬و َفكّ مَ ّر ًة الِدْغامَ ليُ ِرىَ أَنّ غَرّ َف ِعلَ ‪ ،‬فقال ‪!* :‬غَرِ ْرتَ *!غُ ّرةً فأَنْت أَغَرّ ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪:‬‬
‫ن الَعرابيّ ها هُنا ‪ ،‬إِ ّنمَا هو اسِمٌ ‪ ،‬وإِ ّنمَا كان‬
‫وعِنْدِي أَنّ غُ ّرةً ليس ب َمصْدَرٍ ‪ ،‬كما ذهب إِليه اب ُ‬
‫ن الَعْرَابيّ في مثْل هذا ‪.‬‬
‫ح ْكمُه أَنْ َيقُول ‪ :‬غَرِ ْرتَ غَرَرا ‪ .‬قال ‪ :‬عَلَى أَنّي ل ُأشَاحّ اب َ‬
‫ُ‬
‫لمَةُ ‪ ،‬كأَنّهُ عَبّرَ عن الجِسْمِ كلّه بالغُرّة ‪ ،‬وقال الراجِز ‪ُ ( % :‬كلّ‬
‫*!والغُ ّرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬العَبْدُ وا َ‬
‫ل القَ ْتلُ آلَ مُ ّرهْ ) ‪ %‬يقول ‪ :‬كُلّهم لَيْسُوا ب ُكفْء ِلكُلَيْب ‪ ،‬إِ ّنمَا هم‬
‫قَتِيل في كُلَ ْيبٍ غُ ّرهْ ‪ %‬حَتّى يَنَا َ‬
‫سعِيد ‪ :‬الغُ ّرةُ‬
‫لكْفَاءُ حينئذ ‪ .‬قال أَبو َ‬
‫بمَنْزِلَة العَبِي ِد والِمَاءِ ‪ ،‬إِنْ قَتَلْ ُتهُم ‪ ،‬حَتّى ْأَقُتَل آلَ مُ ّرةَ فإِنّهم ا َ‬
‫عند العَ َربِ ‪ :‬أَ ْنفَسُ شيْءٍ ُيمْلَك وَأ ْفضَلُه ‪ ،‬والفَرَسُ غُ ّرةُ مال الرّجُل ‪ ،‬والعَبْدُ غُ ّرةُ مالِه ‪ ،‬وال َبعِيرُ‬
‫ج َعلَ في الجَنِينِ غُ ّرةً عَبْدَا َأوْ‬
‫النّجِيبُ غُ ّرةُ مالِه ‪ ،‬والُمَةُ الفَارِهَةُ مِنْ غُ ّرةِ المال ‪ .‬وفي الحَدِيث ‪ :‬و َ‬
‫جعْله في الجَنين غُ ّرةً ِإلّ جِنْسا‬
‫َأمَةً ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬لم يَقصد النبيّ صلّى ال عليه وسلم في َ‬
‫واحِدا من أَجْنَاس الحَيَوان بعَيْنِه ‪ ،‬فقال ‪ :‬عَبْدا َأوْ َأمَةً ‪.‬‬
‫عمْرِو بن العَلءِ أَنّه قال في َتفْسِير غُرّة الجَنِين ‪ :‬عَ ْبدٌ أَبْ َيضُ َأوْ َأمَةٌ بَ ْيضَاءُ ‪.‬‬
‫و ُروِى عن أَبي َ‬
‫ن الَثِيرِ ‪ :‬وليس ذلك شَرْطا عند الفُقَهاءِ ‪ ،‬وإِ ّنمَا الغُرّة عندهم ما َبلَغَ َثمَ ُنهَا عُشْرْ الدّيَة من‬
‫قال اب ُ‬
‫لمَاءِ ‪ .‬وقد جاءَ في َب ْعضِ ِروَايَات الحَدِيث ‪!* :‬بغُرّة عَبْد أَو َأمَة أَو فَرَس أَو َبغْل ‪ .‬وقيل‬
‫العَبِي ِد وا ِ‬
‫عمْرو ‪ ،‬عَن أَبِي سَلمَة عن أَبي‬
‫حدِيثٌ رَواهُ محمّد بن َ‬
‫‪ :‬إِنّه غََلطٌ من الرّاوِي ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وهو َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/221‬‬

‫حدِيث ‪ ،‬ولم يَ ْروِ هذه الِزيادَة‬


‫هُرَيْ َرةَ ‪َ :‬قضَى رسولُ ال صلّى ال عليه وسلّم في الجَنِين بغُرّة ال َ‬
‫سمّى الفرَسُ غُ ّرةً ‪ ،‬كما‬
‫حقّقه الدارَ قُطْنىّ في كتابِ العِلَل ‪ .‬وقد ُي َ‬
‫عنه ِإلّ عِيسَى بنُ يُونُس ‪ ،‬كذا َ‬
‫ل ْقضِيَه ال َيوْمَ بغُرّة فعُرِف ِممّا َذكَرْنا كُلّه أَنّ إِطْلقَ الغُ ّرةِ على‬
‫ت َ‬
‫جوْشَن ‪ :‬ما كن ُ‬
‫في حديث ذي ال َ‬
‫شهْر ‪ :‬لَيْلَةُ اسْ ِتهْللِ ال َقمَرِ ‪ ،‬لبَياضِ َأوِّلهَا ‪ ،‬يقال ‪ :‬كَتَ ْبتُ غُ ّرةَ‬
‫لمَة َأكْثَ ِرىّ ‪ .‬والغُ ّرةُ من ال ّ‬
‫العَبْد أَو ا َ‬
‫شهْر كذا ‪.‬‬
‫َ‬
‫سمّينَ غُرَرا ‪،‬‬
‫شهْرِ ‪ :‬الغُرَ ُر والغُرّ قاله أَبو عُبَيْد ‪ .‬وقال أَبو الهَيْثَم ‪ُ :‬‬
‫ويقال لثَلث لَيَالٍ من ال ّ‬
‫يءٍ فيه ‪ ،‬وكذلك بَياضُ )‬
‫واحدتها غُ ّرةٌ ‪ ،‬تشبيها بغُرّة الفَرَسِ فيَجْبَهته لَن البَيَاض فيه َأ ّولُ ش ْ‬
‫صوْ ِم الَيّام الغُرّ أَي البِيضِ اللّيَالي بالقَمَرِ‬
‫الهِلل في هذه اللّيَالِي َأ ّولُ شيْءِ فيها ‪ .‬وفي الحَدِيث في َ‬
‫عشْ َرةَ ‪ .‬ويُقال لها ‪ :‬البِيُض أَيضا ‪ .‬وقر ْأتُ في‬
‫خمْسَ َ‬
‫لثَ عَشْ َر َة وأَرْبَعَ عَشْ َرةَ و َ‬
‫و ‪ ،‬هي لَيْلَةُ ثَ َ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ :‬غُ ّرةُ ُكلّ شيْءٍ ‪َ :‬أوّلُه ‪ .‬لكنّه قال بإِثْر‬
‫سهِيلِ للبَدْرِ الدّمامِينِيّ ما َنصّه ‪ :‬قال ال َ‬
‫شَرْحِ التّ ْ‬
‫شهْر ‪ .‬وكذا قال غَيْرُه من أَ ْهلِ الّلغَة ‪ .‬وهو صَرِيحٌ في عدم‬
‫هذا ‪ :‬والغُرَرُ ‪ :‬ثلثُ ليال من َأوَل ال ّ‬
‫عصْفُور ‪ :‬يُقال كُ ِتبَ غُ ّرةَ كذا ‪ ،‬إِذا َمضَى َيوْمٌ أَو‬
‫اختصاص الغُ ّرةِ باللّيْلَة الُولَى ‪ .‬وقال ابنُ ُ‬
‫س ْه ٌو ‪ .‬انتهى ‪ .‬وقيلَ الغُ ّرةُ من‬
‫َي ْومَان أَو ثَلثَة وتَ ِبعَه أَبو حَيّانَ ‪ .‬والظاهِرُ أَنّ اشتراطَ المُضىّ َ‬
‫ضهَا ‪ .‬الغُ ّرةُ من الَسْنَان ‪ :‬بَياضُها وأَوُّلهَا ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬غَرّرَ الغُلَمُ ‪ ،‬إِذا طَلَعَ‬
‫الهِلل ‪ :‬طَ ْلعَتُه ‪ ،‬لِبَيَا ِ‬
‫ظهَر غُرة َأسْنَانِه ‪َ ،‬أيْ بَياضها ‪ .‬والغُ ّرةُ من المَتَاع ‪ :‬خِيَارُه ورَأْسُه ‪ ،‬تقول ‪:‬‬
‫َأ ّولُ َأسْنَانِه ‪ ،‬كأَنّه أَ ْ‬
‫هذا غُ ّرةٌ من غُرَ ِر المتاعِ ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬والغُ ّرةُ من ال َقوْمِ ‪ :‬شَرِي ُفهُم وسَيّ ُدهُم ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬هو غُ ّرةُ‬
‫َقوْمه ‪ ،‬ومن غُرَرِ قوْمه ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/222‬‬

‫جهُه وق ِيلَ ‪:‬‬


‫عةُ بُسُوقِه ‪ .‬والغُ ّرةُ من النّبَات ‪ :‬رَ ْأسُه ‪ .‬والغُ ّرةُ من الرّجُل ‪ :‬وَ ْ‬
‫والغُ ّرةُ من الكَرْم ‪ :‬سُرْ َ‬
‫ضوْءٍ أَو صُبْح فقد بَ َدتْ لك *!غُرّتُه ‪!* .‬وغُ ّرةُ ‪ُ :‬أطُمٌ بال َمدِينَة لِبَني‬
‫طَ ْلعَتُه ‪ .‬وكلّ ما بَدَا لك من َ‬
‫ي مكانَه مَنارضةُ َمسْجدِ قُبَاءَ الن ‪.‬‬
‫ل الَ ْنصَار ‪ ،‬بُ ِن َ‬
‫عوْف من قَبَا ِئ ِ‬
‫عمْرِو بنِ َ‬
‫َ‬
‫ن لَنّه َيغُرّ ‪ .‬ومن المَجازِ ‪ُ :‬يقَال للشّيْخ إِذا هَرِم ‪َ :‬أدْبَرَ‬
‫*!والغَرِيرُ ‪ ،‬كَأمِير ‪ :‬الخُُلقُ الحَسَ ُ‬
‫ل والقَيّم والضامِنُ ‪ .‬وأَنشد‬
‫*!غَرِيرُه ‪ ،‬وَأقْ َبلَ هَرِيرُه ‪ .‬أَي قد ساءَ خُُلقُه ‪( .‬و) *!الغَرِيرُ ‪ :‬ال َكفِي ُ‬
‫الَصمعيّ ‪ ( % :‬أَنتَ لِخَيرِ ُأمّة مُجِي ُرهَا ‪ %‬وأَ ْنتَ ِممّا ساءَهَا *!غَرِي ُرهَا ) ‪ %‬هكذا رواه َثعْلَب‬
‫عن أَبي َنصْر عنه ‪ .‬ومن المَجَازِ الغَرِيرُ من العَيْش ‪ :‬ما ل ُيفَزّع أَهلُه ‪ ،‬يقال ‪ :‬عيشٌ غَرِيرٌ ‪،‬‬
‫كما ُيقَال ‪ :‬عَيْشٌ أَبَْلهُ ‪ ،‬ج *!غُرّانٌ بالضمّ ‪ ،‬ككَثِيبٍ وكُثْبَانٍ ‪ .‬والغَرِيرُ ‪ :‬الشابّ الّذِي ل تَجْرِ َبةَ‬
‫ج ْمعُه‬
‫جمْعُ غَرِير ‪ ،‬وأَما الغِرّ ‪ ،‬بالكسر ‪ ،‬ف َ‬
‫له ‪ ،‬كالغِرّ ‪ ،‬بال َكسْرِ ‪ ،‬ج *!أَغِرّاءُ *!وأَغِ ّرةٌ ‪ُ ،‬همَا َ‬
‫حمْيَرَ مَلَكوا مَعاقلَ الَرْض‬
‫*!أَغْرَارٌ *!وغِرَارٌ ‪ ،‬ككتَاب ‪ .‬ومن الَخِير حَدِيثٌ ظَبْيَانَ ‪ :‬إِنّ مُلُوكَ ِ‬
‫وقَرَارَهَا و ُرؤُوسَ المُلُوكِ *!وغِرَارَها ‪ .‬والُنْثَى *!غِرّ ‪ ،‬بغير هاءٍ ‪!* ،‬وغِ ّرةٌ ‪ ،‬بكَسْرِهما ‪ ،‬قال‬
‫لمُورَ ولم َتكُن َتعَْلمُ ما َيعْلَم النسَاءُ من‬
‫أَبو عُبَيْد ‪!* :‬الغِرّة ‪ :‬الجارِيَةُ الحَديثَةُ السّنّ التي لَمْ تُجرّب ا ُ‬
‫صغِي َرةٌ ‪ %‬غِرّ فَل يُسْرَى ِبهَا )‬
‫ن الفَتَا َة َ‬
‫حبّ ‪ ،‬وهي أَيضا غِرّ ‪ ،‬بغير هاءٍ قال الشاعرُ ‪ ( % :‬إِ ّ‬
‫ال ُ‬
‫‪ %‬ويُقال أَيضا ‪ :‬هي *!غَرِي َرةٌ ‪ .‬ومنه حديثُ ابنِ عثمَر ‪ :‬إِ ّنكَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/223‬‬

‫حدِيثَة التي لم تُجرّب الُمورَ ‪ .‬وقال الكِسائيْ ‪ :‬رجلٌ‬


‫خذْ َتهَا بَ ْيضَاءَ *!غَرِي َرةً وهي الشابّة ال َ‬
‫ما أَ َ‬
‫*!غِ ّر وامْرَأَة غِرّ ‪ ،‬بيّنَةُ *!الغَرَا َرةِ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬من ) َقوْم أَغِرّاءَ ‪ ،‬قال ‪ :‬و ُيقَالُ من الِنْسَان *!الغِرّ‬
‫ل ‪ ،‬كفَرِحَ ‪َ !* ،‬تغَرّ *!غَرَا َرةً ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬ومن *!الغارّ *!اغْتَرَ ْرتَ ‪ .‬وقال أَبو‬
‫جُ‬‫‪!* :‬غَرِ ْرتَ يا رَ ُ‬
‫عُبَيْد ‪ :‬الغَرِيرُ ‪!* :‬ال َمغْرُور ‪!* ،‬والغَرَا َرةُ من *!الغِرّة ‪!* ،‬والغِ ّرةُ من *!الغارّ ‪!* ،‬والغَرَا َرةُ‬
‫حفّظُ ‪!* .‬والغ ّرةُ ‪ :‬ال َغفْلَةُ ‪ .‬وقد‬
‫ن القَطّاع ‪ :‬ل يَتَ َ‬
‫*!والغِرّة واحِدٌ ‪!* .‬والغَارّ ‪ :‬الغا ِفلُ ‪ ،‬زاد اب ُ‬
‫شيْءِ ‪ :‬خُدعَ به والسم منهما *!الغِ ّرةُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬وفي المَثَل ‪!* :‬الغِ ّرةُ‬
‫غ َفلَ ‪ ،‬وبال ّ‬
‫*!اغْتَرّ ‪ ،‬أَي َ‬
‫جلُب الرّزْقَ حكاه ابن الَعرابيّ ‪ .‬وفي الحديث ‪ :‬أَنّه أَغارَ على بَنِي‬
‫تَجُلبُ الدّ ّرةَ أَي ال َغفْلَةُ تَ ْ‬
‫ال ُمصْطَلِق وهُمْ *!غارّون ‪ ،‬أَي غافِلُون ‪( .‬و) *!الغارّ حافرُ البشئْر ‪ ،‬لَنّه *! َيغُرّ البِئْرَ ‪ ،‬أَي‬
‫حفِرها قال الصاغانيّ ‪ ،‬أَو من َقوِْلهِم ‪!* :‬غَرّ فُلنٌ فُلنا ‪ :‬عَ ّرضَه للهََلكَة وال َبوَارِ ‪!* .‬والغِرارُ ‪،‬‬
‫يَ ْ‬
‫سهْمِ والسّ ْيفِ ‪.‬‬
‫ح وال ّ‬
‫بالكسر ‪ :‬حَدّ ال ّرمْ ِ‬
‫شفْرَتَا السّ ْيفِ‬
‫وقال أَبو حَنِيفَةَ ‪!* :‬الغِرَارَانِ ‪ :‬ناحِيَتَا ال ِمعْبَلَةِ خاصّةً ‪ .‬وقال غَيْرُه ‪!* :‬الغِرَارَانِ ‪َ :‬‬
‫جمْع *!أَغِ ّرةٌ ‪( .‬و) *!الغِرَارُ ‪ :‬ال ّنوْمُ القَلِيلُ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو‬
‫شيْءٍ له حَدّ فحَدّه *!غِرَارُه ‪ ،‬وال َ‬
‫‪ .‬وكُلّ َ‬
‫عيّ عن الزّهْ ِريّ أَنّه قال ‪ :‬كانُوا ل يَ َروْنَ‬
‫لوْزا ِ‬
‫القَلِيلُ من ال ّن ْومِ وغَيْرِه ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ .‬و َروَى ا َ‬
‫*!بغِرَارِ ال ّنوْمِ بَأْسا ‪.‬‬
‫ق في مَرْثِيَة الحَجّاجِ ‪ ( % :‬إِنّ الرّزِيّةَ في َثقِيفٍ‬
‫ص َم ِعيّ ‪!* :‬غِرَارُ ال ّنوْم قِلّتُه ‪ .‬قال الفَرَزْ َد ُ‬
‫ل ْ‬
‫قال ا َ‬
‫ي صَلّى ال عليه وسلّم ‪:‬‬
‫هَاِلكٌ ‪ %‬تَ َركَ العُيُونَ ف َن ْو ُمهُنّ *!غِرَارُ ) ‪ %‬أَي قَليلٌ ‪ .‬وفي حَديث النّب ّ‬
‫ل ٍة ول َتسْليمٍ ‪ .‬قال أَبو عُبَيْد ‪:‬‬
‫ل *!غِرَارَ في صَ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/224‬‬

‫سجُودَهَا‬
‫طهُورِهَا ‪ ،‬وهو َألّ يُتمّ رُكوعَها و ُ‬
‫سجُودِهَا و ُ‬
‫عهَا و ُ‬
‫الغِرَارُ في الصّلة ‪ :‬الّن ْقصَانُ في ُركُو ِ‬
‫طفّف فقد عَِلمْتُم‬
‫ن َوفّى ُو ّفىَ له ‪ ،‬ومن َ‬
‫سلْمان ‪ :‬الصّلةُ ِمكْيَالٌ ‪ ،‬فمَ ْ‬
‫طهُورَهَا ‪ .‬قال ‪ :‬وهذا كقَول َ‬
‫وُ‬
‫طفّفين ‪ .‬قال ‪ :‬وأَما الغِرارُ في التّسْلِيم فنرَاهُ أَنْ َيقُولَ السّلمُ عَلَيْكم ‪ ،‬فيَرُدّ عليه‬
‫ما قالَ ال في ال ُم َ‬
‫الخَرُ ‪ :‬وعَلَ ْيكُم ‪ ،‬ول يقُول ‪ :‬وعَلَ ْيكُم السّلم هذا من ال ّتهْذِيب ‪ .‬وقال ابنُ سيدَه ‪ :‬نرَاهُ أَنْ َيقُولَ ‪:‬‬
‫سَلَمٌ عليكم ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪ ،‬وفي المحكم ‪ :‬عَلَ ْيكَ ‪َ ،‬أوْ أَنْ يَرُدّ بعَلَ ْيكَ ول َيقُولُ ‪ :‬عَلَ ْيكُم ‪ ،‬وهو‬
‫مَجازٌ ‪ .‬وقيل ‪ :‬ل غِرَارَ في صَل ٍة ول تَسْلِيمَ فِيهَا ‪ ،‬أَي ل قَلِيلَ من ال ّنوْم في الصّلة ول تَسْلِيمَ ‪،‬‬
‫أَي ل يُسَلّم ال ُمصَلّى ول يُسَلّم عليه ‪ .‬قال ابْن الَثِير ‪ :‬ويُ ْروَى بال ّنصْب والجَرّ ‪َ ،‬فمَن جَره كان‬
‫َمعْطُوفا على الصلة ‪ ،‬ومن َنصَبَه كان َم ْعطُوفا على الغِرَا ِر ‪ ،‬ويكون ال َمعْنَى ‪ :‬ل َن ْقصَ ول تَسْلِيمَ‬
‫ل ّولَ ما جاءَ في‬
‫في صلةٍ ‪ ،‬لَنّ الكَلم في الصلة بغيرِ كَلمها ل َيجُوز ‪ ،‬قلتُ ‪ :‬ويؤيّد الوَجْ َه ا َ‬
‫لمُ ‪ ،‬وَلكِنْ ُقلْ كما ُيقَالُ لك أَو زِدْ ‪.‬‬
‫حديثٍ آخَرَ ‪ :‬ل *! ُتغَارّ التّحْتِيّةُ ‪ ،‬أَي ل يُ ْن َقصُ السّ َ‬
‫(و) *!الغِرَارُ ‪ :‬كَسَادُ السّوقِ ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ ،‬يقال ‪ :‬للسّوقِ دِ ّرةٌ *!وغِرَارٌ ‪ ،‬أَي َنفَاقٌ وكَسَادٌ قاله‬
‫س َدتْ ‪ .‬ومن ال َمجَاز ‪:‬‬
‫الزمخشريّ ‪ .‬قلت ‪ :‬وهو َمصْدَرُ غا ّرتِ السّوق *!تُغارّ *!غِرَارا ‪ ،‬إِذا كَ َ‬
‫الغِرَارُ ‪ ) :‬قِلّةُ لَبَنِ الناقَةِ أَو ُن ْقصَانُه ‪ .‬وقد *!غا ّرتْ *!تُغارّ *!غِرَارا ‪ ،‬وهي *! ُمغَارّ ‪ ،‬إِذا ذَ َهبَ‬
‫ح َدثٍ أَو لِعلّة ‪.‬‬
‫لَبَ ُنهَا ل َ‬
‫ومنهم من قالَ ذلك عند كَرَاهِيَ َتهَا للوَلَد وإِ ْنكَارِهَا الحَاِلبَ ‪ .‬وقال الَزْهَريّ ‪!* :‬غِرَارُ الناقَةِ أَن‬
‫ُتمْرَى فتَدِرّ ‪ ،‬فإِنْ َلمْ يُبَادَرْ دَرّهُا َرفَعتْ دَرّهَا ثمّ لم تدِرّ حَتّى ُتفِيقَ ‪ .‬وقال الَصم ِعيّ ‪ :‬ومن أَمثالهم‬
‫سكّيت ‪:‬‬
‫شيْءِ قَ ْبلَ َأوَانِه ‪ :‬سَبَق دِرّتَه غِرَارُه ‪ ،‬ومثْلُه سَبَقَ سَيْلُه َمطَرَه ‪ .‬وقال ابنُ ال ّ‬
‫في َت ْعجِيل ال ّ‬
‫يقال ‪!* :‬غارّت‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/225‬‬

‫جعَت الدّ ّرةُ ‪ُ .‬يقَال ناقَةٌ *!مُغارّ بالضّمّ ‪ ،‬و( ‪ ،‬ج *! َمغَارّ ‪،‬‬
‫النّاقَةُ *!غِرَارا ‪ ،‬إِذا دَرّت ثمّ َنفَ َرتْ فرَ َ‬
‫بالفتْح ‪ ،‬غيْ َر مصْرُوف ‪( .‬و) *!الغِرَارُ ‪ :‬المِثالُ الذي ُيضْرَب عليه النّصالُ ل ُتصْلَحَ ‪ ،‬يقال ‪:‬‬
‫سدِيد‬
‫ضَ َربَ ِنصَالَه على *!غرّارٍ واحِد أَي مِثَال ‪ ،‬وَزْنا ومعْنىً ‪ .‬قال الهُ َذِليّ يَصفُ َنصْلً ‪َ ( % :‬‬
‫علٌ دَرُوجُ ) ‪( %‬و) *!الغِرَا َرةُ بهَاءٍ ول ُتفْتَحُ خلفا‬
‫العَيْرِ لَمْ يَدْحضْ عَلَيْه ال ‪ %‬غرارُ فق ْدحُه زَ ِ‬
‫جوْهريّ ‪:‬‬
‫ق واحِ َدةُ *!الغَرَائِرِ ‪ ،‬قال الشاعر ‪ :‬كأَنّهُ *!غِرَا َرةٌ مَلَى حَثَى ‪ .‬قال ال َ‬
‫جوَالِ ُ‬
‫للعَامّة ‪ :‬ال ُ‬
‫وأَظُنّه ُمعَرّبا ‪ .‬وعن ابن الَعْرَابيّ ‪ُ :‬يقَال ‪!* :‬غَرّ *! َيغَرّ ‪ ،‬بالفتْح ‪ :‬رَعَى إِبَِلهُ *!الغرْغرَ كَذا‬
‫ف المصنّف إِيّاه‬
‫ط ِ‬
‫ضبَ ‪ ،‬كذا َنصّ عليه الصاغانيّ ‪ .‬و ُمقْ َتضَى عَ ْ‬
‫َنقَلَه الصاغانيّ ‪ .‬وغَرّ المَاءُ ‪َ :‬ن َ‬
‫ن يكونَ مُضارِعُه بالفَتْح أَيضاَ ‪ ،‬فيَردُ عَلَيْه ما َنقَلَه الجوهريّ عن الفَرّاءِ في ش د د‬
‫على ما قَبْلَهُ أَ ْ‬
‫كما سيأْتي ِذكْرُه ‪ .‬وعن ابن الَعْرَا ِبيّ ‪!* :‬غَرّ *! َيغُرّ ‪ ،‬إِذا َأ َكلَ *!الغِرْغرَ ‪ :‬العُشبَ التي ِذكْرُه‬
‫حمَامُ ‪ ،‬فَرْخَه ‪َ ،‬يغُرّه‬
‫جوّدا بخَطّهِ ‪ .‬وغَرّ ال َ‬
‫‪ .‬وقَيّد الصاغانيّ مضارِعَهُ بالضّمّ ‪ ،‬كما رَأَيْتُه مُ َ‬
‫حدِيثُ ُمعَاوِيَةَ َرضِي ال عنه ‪ :‬كانَ‬
‫*!غَرّا ‪ ،‬بالفَتْح ‪!* ،‬وغِرَارا ‪ ،‬بالكَسْر ‪َ :‬زقّ ُة ‪ ،‬ومن ذلك َ‬
‫علِيّا بالعلْمِ أَي يُ ْل ِقمُهُ إِيّاه ‪ .‬وفي حديث عليّ رَضيَ ال عنه ‪:‬‬
‫ي صَلّى ال عليه وسَلّم *! َيغُرّ َ‬
‫النّ ِب ّ‬
‫عمَرَ ‪ ،‬وقد َذكَرَ الحَسَنَ‬
‫حدِيث ابن ُ‬
‫مَنْ يُطِع ال *! َيغُ ّرهُ كما َيغُرّ الغُرَابُ ُبجّهُ ‪ ،‬أَي فَ ْرخَه ‪ .‬وفي َ‬
‫ل عنهما فقال ‪ :‬إِ ّنمَا كانا *! ُيغَرّان العِلْمَ *!غَرّا ‪ .‬والغَرّ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬اسمُ ما َزقّهُ‬
‫والحُسَيْنَ َرضِيَ ا ُ‬
‫ج ْمعُه *!غُرُورٌ بالضّمّ‬
‫به ‪ ،‬و َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/226‬‬

‫ويُقَال ‪!* :‬غُرّ فُلنٌ من العِلْم ما لم *! ُيغَرّ غَيْرُه ‪ :‬أَي ُزقّ وعُلّم ‪ .‬والغَرّ ‪ :‬الشّقّ في الَرْض ‪.‬‬
‫ق في الَرْض ‪،‬‬
‫خصّه فقال هو ال ّنهْرُ الدّقي ُ‬
‫ن الَعْرَابيّ ‪ .‬ومنهم من َ‬
‫والغَرّ ‪ :‬ال ّنهْرُ الصّغيرُ قاله اب ُ‬
‫ق الَ ْرضَ بالمَا ِء ‪ .‬و ُكلّ كَسْرٍ مُتَثَنّ في َثوْبٍ َأوْ جلْد‬
‫شّ‬‫س ّمىَ به لَنّه يَ ُ‬
‫وجمعُه *!غُرُورٌ ‪ ،‬وإِ ّنمَا ُ‬
‫جعَ المُ ْلكُ لمُسْ َتقَ ّر ِه ‪ %‬ولَنَ جِلْدُ‬
‫سمَن ‪ ،‬قال ‪َ ( % :‬قدْ رَ َ‬
‫*!غَرّ ‪ ،‬زادَ اللّ ْيثُ في الَخير ‪ :‬من ال ّ‬
‫ج ْمعُه *!غُرُورٌ ‪ ،‬وقال أَبو النّجْم ‪ ( % :‬حَتّى إِذا مَا طارَ مِنْ خَبِيرِهَا‬
‫الَ ْرضِ َب ْعدَ *!غَ ّرهِ ) ‪ %‬و َ‬
‫‪ %‬عَنْ جُدَدِ صُفْرٍ وعَنْ *!غُرُورِهَا ) ‪) %‬‬
‫جفْ ِرهِ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬بَيْنَه وبَيْن هَجَرَ َيوْمانِ ‪( .‬و)‬
‫(و) *!الغَرّ ع بالبَادِيَة قال ‪!* :‬فالغّرّ نَرْعَاه فجَنْ َبيْ َ‬
‫ف ‪ ،‬ومنه قولُ هِجْ ِرسِ بنِ كُلَيْب حين رأى قاتلَ أَبيه ‪َ :‬أمَا وسَ ْيفِي *!وغَرّيْهِ ‪،‬‬
‫حدّ السّ ْي ِ‬
‫*!الغَرّ ‪َ :‬‬
‫حدّيه ‪ .‬ويُ ْروُى‬
‫و ُرمْحي و َنصْلَيْه ‪ ،‬وفَرَسِي وأُذُنَيْه ‪ ،‬ل يَ َدعُ الرجلُ قا ِتلَ أَبيه و ُهوَ يَ ْنظُر إِلَيْه ‪ .‬أَي و َ‬
‫حدُ‬
‫‪ :‬سَ ْيفِي وزِرّيْهِ وقد تقدّم ‪ .‬والغُرّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬طَيْرٌ سُودٌ بِيضُ ال ّرؤُوسِ في المَاءِ ‪ ،‬الوا ِ‬
‫*!غَرّاءُ ‪َ ،‬ذكَرا كان أَو أُنْثَى قاله الصاغانيّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقد رأَيتُه كثيرا في ضواحِي ِدمْيَاط ‪،‬‬
‫ضلُ‬
‫سهَا ال تعالَى ‪ ،‬وهم َيصْطادُونَه ويَبيعُونَه ‪!* .‬والغَرّاُء ‪ :‬المَدينَة النّ َبوِيّة ‪ ،‬على ساكنها َأ ْف َ‬
‫حَ َر َ‬
‫سمّيَت لِبَيَاضها ‪ِ ،‬لمَا ِبهَا مِنْ فُيوضاتِ الَنوا ِر القُدسيّة وأَشعّة الَسْرَار‬
‫سلِيم ‪ُ ،‬‬
‫الصلةِ وأَتَمّ التّ ْ‬
‫ل في‬
‫النّورانيّة ‪ .‬والغَرّاءُ ‪ :‬نَ ْبتٌ طَيّب الرّيحِ ‪ ،‬شَديدُ البَيَاض ‪ ،‬ل يَنْ ُبتُ ِإ ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/227‬‬

‫سهُول ِة الَرض ‪ ،‬ووَ َرقُه تافِهٌ ‪ ،‬وعُودُه كذلك ‪ ،‬يُشْ ِبهُ عُو َد ال َقضْب ِإلّ أَنّه أُطَيْلِس ‪ .‬قال‬
‫الَجَارِع و ُ‬
‫حمَيْرَاءَ ‪ ،‬قال أَبو حَنِيفَةَ ‪:‬‬
‫الدّي َنوَ ِريّ ‪ُ :‬يحِبّه المالُ كُلّه وتَطِيبُ عليه أَلْبَانُها ‪ ،‬أَو هو الغُرَيْراءُ ‪ ،‬ك ُ‬
‫سمّيَت غَرّاءَ ‪.‬‬
‫هي من رَيْحَانِ البَرّ ‪ ،‬ولها زَهْ َرةٌ شَدي َدةُ البَياض ‪ ،‬وبها ُ‬
‫حلَ‬
‫ش َملُ الرّ ْ‬
‫سىّ ‪ ( % :‬فيا لَك مِن رَيّا عَرَارٍ وحَ ْن َوةٍ ‪!* %‬وغَرّاءَ با َتتْ يَ ْ‬
‫سعِيد الفَ ْقعَ ِ‬
‫قال المَرّارُ بن َ‬
‫طِي ُبهَا ) ‪ %‬وقال ابنُ سِيدَه ‪!* :‬والغُرَيْرَاءُ *!كالغَرّاءِ ‪ ،‬وإِ ّنمَا َذكَرنا *!الغُرَيْرَا َء لَنّ العَ َربَ‬
‫صغّرا كَثِيرا ‪.‬‬
‫تَسْ َت ْعمِله ُم َ‬
‫صفَة ‪ُ :‬قوَيرةٍ هُناك ‪ ،‬قال معْنُ بنُ َأوْس ‪ ( % :‬سَ َرتْ مِنْ‬
‫والغَرّاءُ ‪ :‬غ بدِيارِ بني َأسَدٍ بنجْدٍ عند نا ِ‬
‫قُرَى الغَرّاءِ حَتّى اهْتَ َدتْ لنا ‪ %‬ودُونِي حَزَا ِبيّ الطّرِيقِ فيَ ْثقُبُ ) ‪ %‬والغَرّاءُ ‪ :‬فَ َرسُ ابْنةِ هِشَام بن‬
‫عَبْدِ المَلِك بنِ مَرْوانَ هكذا نقله الصاغانيّ ‪ .‬قلت ‪ :‬وهو من نَسْل البُطَيْنِ ابن الحَرُون ‪ ،‬ابن عَمّ‬
‫صفَةٌ غالِبَةٌ ‪ ،‬وسَبَق‬
‫الذّا ِئدِ ‪ ،‬والذائدُ أَبُو أَشْقرِ مَروانَ ‪!* .‬والغَرّاءُ أَيضا ‪ :‬فَرَسُ طرِيفِ بنِ َتمِيم ‪ِ ،‬‬
‫سهِر الطا ِئيّ َذكَرَه الصاغانيّ ‪،‬‬
‫لل ُمصَ ّنفَ في الَغَرّ تَبَعا للصاغَا ِنيّ ‪ .‬والغَرّاءُ ‪ :‬فَرَسُ البُرْجِ بن مُ ْ‬
‫سوَدُ ‪ ،‬أَبْ َيضُ الرَأْسِ ‪ ،‬لل ّذكَ ِر والُنْثى ‪ ،‬ج‬
‫وعَجيبٌ من المصنّف كيف تَ َركَه ‪ .‬والغَرّاءُ ‪ :‬طائرٌ َأ ْ‬
‫جمْعا‬
‫*!غُرّ بالضّمّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬هو بعينه الّذِي تقدّم ِذكْره ‪ ،‬وقد فَرّق المصنّف ف َذكَرَه في محلّيْن َ‬
‫ل واحد ‪ ،‬كمَا‬
‫حّ‬‫وِإفْرَادا ‪ ،‬مع أَنّ الصّاغَا ِنيّ وابنَ سِيدَه ‪ ،‬و ُهمَا ُمقْتَدا ُه في كِتَابه هذا ‪ ،‬ذكَراه في م َ‬
‫أَسَْلفْنا ال ّنقْل ‪ ،‬ومثْلُه في ال ّتهْذيب ‪ ،‬وهذا التّطْويلُ من المصنّف غَرِيبٌ ‪ .‬وذُو الغَرّاءِ ‪ :‬ع عند‬
‫عقِيقِ المَدينَة ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/228‬‬

‫حمُودٌ ‪ ،‬ول يَنْبُت ِإلّ في الجَبَل ‪ ،‬له‬


‫شبِ الرّبِيعِ ‪ ،‬وهو مَ ْ‬
‫عْ‬‫شبٌ من ُ‬
‫*!والغِرْغِر ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬عُ ْ‬
‫ن القَتُودَ على قارِحٍ ‪%‬‬
‫خضْراءُ ‪ ،‬قال الراعِي ‪ ( % ) :‬كأَ ّ‬
‫وَرَقٌ نحو وَ َرقِ الخُزامَى ‪ ،‬وزَهْرتُه َ‬
‫أَطاعَ الرّبِيعَ له *!الغِرْغرُ ) ‪ ( % %‬وزُبّادُ َب ْقعَاءَ َموْلِيّةٍ ‪ %‬و ُب ْهمَى أَنابِيبُها َتقْطُرُ ) ‪ %‬أَراد ‪:‬‬
‫أَطاعَ َزمَنَ الرّبِيعِ ‪ .‬واحدتُه *!غِرْغِرةٌ ‪ .‬والغِرْغِر ‪َ :‬دجَاجُ الحَبَشَةِ ‪ ،‬وتكونُ ُمصِنّة لغْتذَائهَا‬
‫عمْرو ‪ ( % :‬أَُلفّهمُ‬
‫ح َدةُ غِرْغِ َرةٌ ‪ ،‬وأَنشد أَبو َ‬
‫لقْذَار ‪ ،‬أَو الغِرْغِر ‪ :‬الدّجَاجُ البَ ّريّ ‪ ،‬الوَا ِ‬
‫بالعَذْرَة وا َ‬
‫حجْلَى *!وغِرْغِرَا ) ‪ %‬وذكر الَزْهريّ َقوْما أَبادَهُم‬
‫بالسّ ْيفِ مِنْ ُكلّ جا ِنبٍ ‪ %‬كما َل ّفتِ ال ِعقْبَانُ ِ‬
‫جهُم الغِرْغِرَ ‪.‬‬
‫ج َعلَ عِنَبَهم الَراكَ ‪ ،‬و ُرمّانَهم ال َمظّ ‪ ،‬ودَجَا َ‬
‫ال ‪ ،‬ف َ‬
‫ن القَطّاع ‪!* :‬غَرْغَرَ‬
‫*!والغَرْغَ َرةُ ‪ :‬تَرْديدُ المَاءِ في الحَ ْلقِ وعَ َدمُ إِساغَتِهِ ‪!* ،‬كال ّتغَرْغُرِ ‪ ،‬وقال اب ُ‬
‫صوْتٌ معه‬
‫جلُ ‪َ :‬ردّدَ الماءَ في حَ ْلقِهِ فل َيمُجّه ول ُيسِيغُه ‪ ،‬وبال ّدوَاءِ كذلك ‪!* .‬والغَرْغَ َرةُ ‪َ :‬‬
‫الرّ ُ‬
‫ت القِدْرِ إِذا غََلتْ ‪ ،‬وقد غَرْغَرَت ‪ ،‬قال‬
‫ص ْو ُ‬
‫بَحَحٌ شِبْهُ الذي يُرَدّدُ في حَ ْلقِه المَاءَ ‪ .‬والغَرْغَ َرةُ ‪َ :‬‬
‫صهْرُ ) ‪ %‬أَي حارّ ‪ ،‬ف َوضَعَ‬
‫عَنْتَ َرةُ ‪ِ ( % :‬إذْ ل تَزالُ لض ُكمْ *! ُمغَرْغِ َرةٌ ‪َ %‬تغْلِى وأَعْلَى َلوْ ِنهَا َ‬
‫ف ‪ ،‬وكَسْرُ رَأْسِ القارُو َرةِ ‪ ،‬و ُيقَال ‪:‬‬
‫ال َمصْدَر َم ْوضِعَ السْمِ ‪ .‬والغَرْغَ َرةُ ‪ :‬كَسْرُ َقصَبَ ِة الَنْ ِ‬
‫صمَا َمهَا ‪ .‬وقد تقدّم في العَين المهملة ‪.‬‬
‫س القَارُو َرةِ ‪ ،‬إِذا استخرجْت ِ‬
‫*!غَرْغَ ْرتُ َرأْ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/229‬‬

‫ت في‬
‫سهَا ‪ %‬لُبِْلىَ إِذْ فا َر ْق ُ‬
‫خضْراءَ في َوكْرَيْنِ *!غَرْغَ ْرتُ رَأْ َ‬
‫وأَنشد أَبو زيْد لذي ال ّرمّة ‪ ( % :‬و َ‬
‫س القَارُورَة بال ّرفْع على أَنّه معطوفٌ على قوله ‪ :‬كَسْرُ‬
‫صاحِبِي عُذْرَا ) ‪ %‬وفي بعض النّسَخِ ‪َ :‬رأْ ُ‬
‫غلَطٌ ‪.‬‬
‫وهو َ‬
‫ح ْوصَلةُ *!والغُرْغُ َرةُ‬
‫ح ْوصَلَةُ ‪ ،‬حكاها كُراعُ بالفتح ‪ ،‬وتُضَمّ ‪ ،‬قال أَبو زَيْد ‪ :‬هي ال َ‬
‫والغَرْغَ َرةُ ‪ :‬ال َ‬
‫والغُرَاوَى والزّاوِرة ‪ .‬والغَرْغَ َرةُ ‪ :‬حِكايَةُ صَ ْوتِ الرّاعِي ونحوِه ‪ ،‬يقال ‪ :‬الرّاعِي *! ُيغَرْغِرُ‬
‫صوْتُه في حَ ْلقِهِ ‪ ،‬أَي يَتَردّدُ ‪!* .‬وغَرّ *!وغَرْغَرَ ‪:‬‬
‫صوْتِهِ ‪ ،‬أَي يُردّدُه في حَلْقهِ ‪!* ،‬ويَ َتغَرْغَرُ َ‬
‫ِب َ‬
‫سكّين ‪:‬‬
‫جلَ بال ّ‬
‫جَا َد بنفْسِه عِ ْندَ ال َموْت ‪!* ،‬والغرْغَ َرةُ ‪ :‬تَرَدّدُ الرّوحِ في الحَ ْلقِ ‪( .‬و) *!غَرْغَرَ الرّ ُ‬
‫سمِعَ له‬
‫طعَنَ ُه في حَ ْلقِه ‪ ،‬قاله ابنُ القَطّاع ‪ .‬وغَرْغَرَ اللّحْمُ ‪ُ :‬‬
‫ذَ َبحَه ‪( .‬و) *!غَرْغَ َرهُ بالسّنَانِ ‪َ :‬‬
‫ج ْلتُ إِلى‬
‫نَشِيشٌ عند الصّ ْلىِ ‪ ،‬قال الكُميت ‪ ( % :‬ومَرْضُوفَةٍ لم ُتؤْنِ في الطّبْخِ طَاهِيا ‪ %‬عَ ِ‬
‫حوَرّهَا حِينَ *!غَرْغَرَا ) ‪ %‬المَ ْرضُوفة ‪ :‬الكَرشُ ‪ ،‬وهذا على القلْب ‪ ،‬أَي لم ُيؤْنِها الطاهِي ‪ ،‬أَي‬
‫مُ ْ‬
‫طوِيلَةٌ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬ومن‬
‫س َمكَةٌ َ‬
‫ض القِدْر ‪!* .‬والغَارّة ‪َ :‬‬
‫حوَرّ بيا َ‬
‫ضجْها ‪ .‬وأَرادَ بال ُم ْ‬
‫لم يُ ْن ِ‬
‫المَجَازِ ‪َ :‬أقْ َبلَ السّ ْيلُ *!بغُرّانِه ‪!* ،‬الغُرّانُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬الّنفّاخاتُ َفوْقَ الماءِ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ‬
‫وال ّزمَخْشَ ِريّ ‪( .‬و) *!الغَرّان ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬ع ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬و ُهمَا ماءَان بنَجْد ‪ ،‬أَحدُهما‬
‫عقَيل ‪!* .‬وغُرَارٌ ‪ ،‬كغُرَاب ‪ :‬جَ َبلٌ بِتهَامَ َة ‪ ،‬وقيلَ )‬
‫لبَنِي ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/230‬‬

‫هو وَادٍ عظيمٌ قُ ْربَ مكةَ ‪ ،‬شَرّفها ال تعالَى ‪ .‬ومن المَجاز ‪!* :‬المُغارّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ال َكفّ ال َبخِيلُ ‪،‬‬
‫جلٌ مُغارّ ال َكفّ ‪ ،‬أَي َبخِيلٌ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وَأصْلُه‬
‫هكذا في النّسخ ‪ .‬والذي في الَساس وال َت ْكمِلَةَ ‪َ :‬ر ُ‬
‫*!غارتِ النّاقَةُ ‪ ،‬إِذا َقلّ لَبَ ُنهَا ‪ .‬وذُو *!الغُ ّرةِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬البَرَاءُ بنُ عازِب بنِ الحارثِ بن عَ ِديّ‬
‫جهِه َنقَلَه الصاغانيّ ‪ .‬و َيعِيشُ الهِلِليّ ‪ ،‬ويقال‬
‫عمَا َرةَ ‪ ،‬قِيل له ذلك لِبَيَاضٍ كانَ في وَ ْ‬
‫لوْسِيّ أَبو ُ‬
‫اَ‬
‫جهَ ِنىّ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الطّا ِئيّ ‪َ ،‬روَى عنه عبُد الرّحْمنَ بنِ أَبِي لَيْلَى ‪ ،‬صحابِيّان ‪!* .‬والَغَرّانِ ‪:‬‬
‫‪ :‬ال ُ‬
‫جَبَلنِ ‪ ،‬هكذا في النّسَخ بالجِيم والباءِ المُحَ ّركَتَيْن ‪ ،‬والصّواب حَبْلنِ بالحا ِء وال ُموَحّدَة الساكنَة ‪،‬‬
‫طعْنَا ال ّر ْملَ‬
‫من حبَالِ ال ّر ْملِ ال ُمعْتَ ِرضِ بطَرِيق َمكّةَ شَرّفها ال تعالَى ‪ .‬قال الراجِزُ ‪ ( % :‬وقدْ ق َ‬
‫جلُ ‪!* :‬اغْتَرّ ‪ .‬وفي التّهذيب ‪:‬‬
‫غيْرَ حَبْلَيْنْ ‪ %‬حَبَْلىْ زَرُو َد ونَقا*! الَغَرّيْنْ ) ‪!* %‬واسْ َتغَرّ الرّ ُ‬
‫طَلبَ *!غِرّ َتهُ ‪ .‬وبه‬
‫غفْلَة ‪ ،‬وقيل ‪!* :‬اغْتَ ّرهُ ‪َ :‬‬
‫*!اسْ َتغَرّ فلنا واغْتَرّه ‪ :‬أَتاهُ على *!غِرّة ‪ ،‬أَي َ‬
‫عمَرَ ‪ ،‬رضي ال عنه ‪ :‬ل تَطْ ُرقُوا النّسَا َء ول*! َتغْتَرّوهُنّ أَي ل َتطْلُبُوا *!غِرّ َتهُنّ ‪.‬‬
‫فُسّرَ حَدِيثُ ُ‬
‫س ّموْا أَغَرّ *!وغَرّونَ ‪،‬‬
‫ويُقَال ‪!* :‬غَا ّر ال ُقمْ ِرىّ أُنْثَاهُ *! ُمغَا ّرةً ‪ ،‬إِذا َز ّقهَا ‪ ،‬قاله الَصمعيّ ‪ .‬و َ‬
‫حمَيراءَ ‪:‬‬
‫بضمّ الراءِ المشدّدة ‪!* ،‬وغُرَيْرا ‪ ،‬كزُبَيْر ‪ ،‬وسيأْتي في المستدركات ‪!* .‬والغُرَيْرَاءُ ‪ ،‬ك ُ‬
‫جفَرُ مَنْ ِزلٌ من مَنَازلِ الحاجّ بطَرِيق َمكّةَ ‪،‬‬
‫لْ‬‫ن الَغَرّ هو ا َ‬
‫ع ب ِمصْر ‪َ ،‬نقَلَه الصّاغانيّ ‪ .‬وبَطْ ُ‬
‫حَ َرسَها ال تعالَى ‪ .‬وعن ابن الَعْرابيّ ‪!* :‬غَرّ *! َيغَرّ ‪ ،‬بالفَتْح ‪َ :‬تصَابَى َب ْعدَ حُ ْنكَة ‪ ،‬هكذا نقله‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬و َن َقلَ الَزهريّ عنه‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/231‬‬

‫في التّهذيِب ما َنصّه ‪ :‬ابن الَعرابيّ ‪ُ :‬يقَال ‪!* :‬غَرَ ْرتَ َبعْدي *! َتغِرّ *!غَرَا َرةً ‪ ،‬فأَ ْنتَ *!غِرّ ‪،‬‬
‫والجَارِيَةُ غِرّ ‪ ،‬إِذا َتصَابىَ ‪ .‬انْ َتهَى ‪ ،‬فلم َي ْذكُر فيه ‪َ :‬ب ْعدَ حُ ْنكَة ‪ .‬ثم قولُه هذا ُمخَالف لما َنقَلَهُ‬
‫ضعِيف غي َر وَاقعٍ‬
‫الجوهَ ِريّ عن الفَرّاءِ في ش د د حيث قال ‪ :‬ما كان على َفعَلْت من ذَوات ال ّت ْ‬
‫ت ومَدَ ْدتُ فإِنّ َيفْعل‬
‫ن واقعا مثل َردَ ْد ُ‬
‫عفّ ‪ ،‬وما كَا َ‬
‫ع َففْت وأَ ِ‬
‫فإِنّ َيفْعل منه َمكْسُورُ العَيْن ‪ ،‬مثل َ‬
‫ضمُومٌ ِإلّ ثَلَثَةَ َأحْرُف جاءَت نَوادِرَ ‪ .‬فذكرها ‪ ،‬وقد َتقَدّم ذلك في مَحَلّه فليُنْظَر ‪!* .‬والغُرّى‬
‫منه َم ْ‬
‫‪ ،‬كحُبْلَى ‪ :‬السّيّ َد ُة في قَبِيلَ ِتهَا ‪ ،‬هكذا نقله الصاغانيّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقد تقدّمَ في العَيْن المهملَة أَن العُرّى‬
‫‪ :‬المَعيبَة من الّنسَاءِ ‪ ،‬وبَيْن الرّئِيسَة وال َمعِيبَة َبوْنٌ َبعِيد ‪!* .‬وغُرْغُرّى ‪ ،‬بالضّ ّم والشّ ّد وال َقصْرِ ‪:‬‬
‫ح ْلبِ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪ :‬أَنا *!غَرَرٌ مِ ْنكَ ‪ ،‬محَ ّركَةً ‪ ،‬أَي‬
‫دُعَاءُ العَنْزِ لِلْ َ‬
‫*! َمغْرُورٌ ‪ .‬و َتقُولُ الجَنّة ‪َ :‬يدْخُلُنِي *!غِ ّرةُ النّاسِ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ ،‬أَي البُلْه ‪ ،‬وهُمُ الّذين ُيؤْثِرُون‬
‫ك بفُلن ومن *!غَ ّركَ مِنْ فلن ‪،‬‬
‫خمُولَ ‪ ،‬ويَنْبُذُونَ ُأمُور الدّنْيَا ‪ ،‬ويَتَ َزوّدُون لل َمعَا ِد ‪ .‬ومَنْ غَ ّر َ‬
‫ال ُ‬
‫ش َوةً في َأمْرِ فُلن ‪!* .‬وأَغَرّه ‪َ :‬أجْسَ َرهُ ‪ .‬وأَنْشَد أَبو الهَيْثَمِ ‪!* ( % ) .‬أَغَرّ‬
‫عْ‬‫أَي مَنْ َأوْطَأكَ مِنْهُ َ‬
‫لمّه‬
‫جسَرَه على فِرَاقِ َأخِيه ُ‬
‫هِشَاما مِن َأخِيه ابنِ ُأمّهِ ‪َ %‬قوَا ِد ُم ضَأْنٍ يَسّ َرتْ ورَبِيعُ ) ‪ %‬يُرِيدُ أَ ْ‬
‫كَثْ َرةُ غض َنمِه وأَلْبَا ِنهَا ‪ .‬وصَيّرَ ال َقوَادِمَ للضَأْن ‪ ،‬وهي في الَخْلفِ ‪ ،‬مَثَلً ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أَغَرّ هِشاما‬
‫قَوادمُ لضأْن له يَسّرَت ‪ ،‬وظَنّ أَنّه قد اسْ َتغْنَى عن أَخِيه ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/232‬‬

‫خطَر ‪!* .‬وال ّتغْرِيرُ ‪ :‬المُخَاطر ُة وال َغفْلَةُ عن عاقِبَةِ‬


‫خطَر ‪ .‬وأَغَرّه ‪َ :‬أ ْو َقعَهُ في ال َ‬
‫*!والغَرَر ‪ :‬ال َ‬
‫لمْر ‪.‬‬
‫اَ‬
‫سوَد ذا *!الغُرّتَيْن وهما ُنكْتَتانِ بَ ْيضَاوَان َفوْقَ‬
‫ب الَ ْ‬
‫وفي حديث عَليّ َرضِيَ ال عنه ‪ :‬اقْتُلوا الكَ ْل َ‬
‫جمَال والخَيْل ‪ .‬و ُيقَالُ ‪:‬‬
‫عَيْنَيْه ‪!* .‬وغُ ّر ُة الِسْلَمِ ‪َ :‬أوّلُه ‪ .‬وغُ ّرةُ النّباتِ ‪ :‬رَأْسُه ‪ .‬وغُ ّرةُ المالِ ‪ :‬ال ِ‬
‫شهْرٍ ‪ ،‬ككِتَاب ‪ ،‬أَي‬
‫كان ذلك في *!‪-‬غَرَارَتِي ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬أَي حَداثَةِ سِنّى ‪ .‬ولَ ِبثَ فُلنٌ *!غِرَارَ َ‬
‫شفْرَةِ ‪.‬‬
‫شهْرٍ ‪!* .‬وغَرّ فلنٌ فُلنا ‪َ :‬ف َعلَ به ما ُيشْبِ ُه القَ ْتلَ والذّبْحَ بغِرارِ ال ّ‬
‫شهْر ‪ ،‬أَي طُولَ َ‬
‫مِثَالَ َ‬
‫عكٌ من المُومِ مُرْ ِدمُ ) ‪%‬‬
‫وقولُ أَبي خِراشٍ ‪!* ( % :‬فغارَ ْرتُ شَيْئا والدّرِيسُ كأَ ّنمَا ‪ %‬يُزَعْزِعُه وَ ْ‬
‫صوَابُ َذكَرُه‬
‫حبُ اللسَان هنا ‪ ،‬وال ّ‬
‫قيل ‪ :‬معنى *!غارَ ْرتُ ‪ :‬تَلَبّ ْثتُ ‪ ،‬وقيل تَنَ ّب ْهتُ هكذا َذكَ َرهُ صا ِ‬
‫جلٌ ‪ ،‬مَجازٌ ‪،‬‬
‫في العَيْن المهملَة ‪ ،‬وقد َتقَدّم الكلمُ عليه هُنَاك ‪ ،‬وكذا ِروَايَةُ البَ ْيتِ ‪ .‬و َيوْمٌ أَغَرّ مُحَ ّ‬
‫جلِ ) ‪ %‬قاله‬
‫جفَا ِر كمَا تَرَى ‪ %‬و َيوْمٍ بذِي قارٍ أَغَرّ مُح ّ‬
‫قال ذُو ال ّرمّة ‪ ( % :‬كَ َيوْمِ ابنِ هِنْد وال ِ‬
‫الزمخشريّ ‪ .‬ويقال ‪ :‬وَلَ َدتْ ثَلثةً على *!غِرَارٍ واحِد ‪ ،‬ككِتَاب ‪ ،‬أَي بعضُهم في إِثْرِ َبعْض ليس‬
‫سهُم على غِرَارٍ واحِد‬
‫بينهم جارِيَةٌ ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪!* :‬الغِرَارُ ‪ :‬الطّرِيقَة ‪ .‬يقال ‪َ :‬رمَ ْيتُ ثَلثَةَ أَ ْ‬
‫‪ ،‬أَي على مَجْرىً واحِد ‪ .‬وبَنَي القَوْمث بُيوتهم على غِرَارٍ واحد ‪ .‬وأَتانَا على غِرَا ٍر واحدٍ ‪ ،‬أَي‬
‫على عَجَلَةٍ ‪ .‬ولَقِيتُه *!غِرَارا ‪ ،‬أَي على عَجَلَة ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/233‬‬

‫وأَصلُه القِلّةُ في ال ّروِيّةِ لل َعجَلة ‪ .‬وما َأ َق ْمتُ عنده ِإلّ *!غِرَارا ‪ ،‬أَي قليلً ‪!* .‬والغُرُورُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪:‬‬
‫ع ْوفُ بن ذِ ْروَة في سَيْرِ‬
‫جمْع *!غَرّ ‪ ،‬بالفتح ‪ :‬اسمُ ما َز ّقتْ به الحَمامةُ فَرْخَها ‪ ،‬وقد استعمله َ‬
‫الِبل ‪ ،‬فقال ‪ ( % :‬إِذا احْ َتسَى َيوْمَ هَجِيرٍ هَا ِئفِ ‪!* %‬غُرُورَ عِيديّا ِتهَا الخَوا ِنفِ ) ‪ %‬يعني أَنه‬
‫ج َهدَهَا فكأَنّهُ احْتَسَى تلك *!الغُرُورَ ‪ .‬وحَ ْبلٌ *!غَرَرٌ ‪ :‬غَيْرُ َموْثُوقٍ به ‪ .‬قال ال ّنمِرُ ‪َ ( % :‬تصَابَى‬
‫أَ ْ‬
‫جمْ َرةَ حَ ْبلٌ *!غَرَرْ ) ‪!* %‬وغُرّ عَلَيْه المَاءُ ‪ ،‬وقُرّ عليه الماءُ ‪،‬‬
‫وَأمْسَى عَلَ ْيهِ الكِبَرْ ‪ %‬وَأمْسَى ل َ‬
‫ي ‪ :‬وسمعتُ أَعرابيّا يقول لخرَ ‪:‬‬
‫ح ْوضِك ‪ :‬صُبّ فيه ‪ .‬قال الَزهر ّ‬
‫صبّ عَلَيْه ‪ .‬وغُرّ في َ‬
‫أَي ُ‬
‫ضعَ ُه في المَا ِء َومَلَه بِيَدِه َي ْدفَع المَاءَ في فيه َدفْعا ب َكفّه ‪ ،‬ول َيسْ َتفِيقُ‬
‫سقَائِك ‪ ،‬وذلك إِذا َو َ‬
‫غُرّ في ِ‬
‫لهُ ‪ .‬وفي الحَدِيث ‪ :‬إِيّا ُك ْم والمُشَا ّرةَ ‪ ،‬فإِنّها تَ ْدفِنُ الغُ ّرهَ ‪) ،‬‬
‫حتّى َيمْ َ‬
‫ن وال َع َملُ الصالحُ على التّشْبيه بغُرّة الفَرس ‪ .‬وفي‬
‫ظهِر العُ ّرةَ ‪ ،‬المُرَادُ *!بالغُرّة هنا الحَسَ ُ‬
‫وتُ ْ‬
‫صفَاءِ ‪ ،‬الّلوْن أَو أَنّهنّ أَ ْبعَدُ‬
‫ضو َ‬
‫حدِيثِ ‪ :‬عَلَ ْيكُم بالَبْكارِ فإِ ّنهُنّ *!أَغَرّ *!غُ ّرةً ِإمّا من غُ ّرةِ البَيَا ِ‬
‫ال َ‬
‫من فِطْنَة الشّ ّر و َمعْ ِرفَتِه ‪ ،‬من الغرّة ‪ ،‬وهي ال َغفْلَةُ ‪ ،‬كما في حَديثٍ آخَرَ فإِ ّن ُهمْ أَغرّ َأخْلقا ‪ .‬ومن‬
‫ص َمعِيّ ‪ :‬حَدّثَنِي رجلٌ‬
‫ل ْ‬
‫لوّل ‪ .‬قال ا َ‬
‫طوَ ْيتُ الثوبَ على غَرّه ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬أَي عَلَى كَسْ ِر ِه ا َ‬
‫المَجَاز ‪َ :‬‬
‫ط ِوهِ على غَرّه ‪ .‬وفي حَدِيثِ عائشة‬
‫عن ُرؤْبَةَ أَنه عُ ِرضَ عليه َث ْوبٌ فنظرَ إِليه وقَلّبَه ثم قال ‪ :‬ا ْ‬
‫تصف أَباها ‪ ،‬رضي ال عنهما ‪َ :‬ردّ نَشْ َر الِسْلمِ على *!غَرّه أَي طَيّه وكَسْرِه ‪ ،‬أَرا َدتْ َتدْبِيرَه‬
‫أَمرَ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/234‬‬

‫خصَائل ‪ .‬وغُرُورُ القَدَم ‪ :‬ما‬


‫الرّ ّد ِة و ُمقَابَلَةَ دائها ب َدوَائها ‪ .‬والغُرُورُ في الفَخِذَيْن ‪ :‬كالَخَادِيد بين ال َ‬
‫ظهْرِ ‪ :‬ثِ ْنىُ المَتْنِ ‪ ،‬قال الراجِز ‪ ( % :‬كأَنّ غَرّ مَتْنِه إِذْ َنجْنُبُه ‪ %‬سَيْ ُر صَنَاعٍ‬
‫تَثَنّى مِ ْنهَا ‪ .‬وغَرّ ال ّ‬
‫سكّيت ‪ :‬غَرّ المَتْنِ طَرِيقُه ‪ .‬وغُرُورُ‬
‫في خَرِيزٍ َتكْلُبُه ) ‪ %‬وهو في الصّحاح ‪ .‬وقال ابنُ ال ّ‬
‫الذّراعَيْنِ ‪ :‬الَثْنَاءُ التي بَيْنَ حِبَالِهما ‪ .‬والغُرُورُ ‪ :‬شَ َركُ الطّرِيق ‪ .‬وقال أَبو حَنِيفَة ‪ :‬الغَرّانِ ‪:‬‬
‫سلَ نافِذَ‬
‫صلِ العَيْرِ من جانِبَيْهِ ‪ .‬قال ابنُ َمقْرُومٍ ‪ ،‬و َذكَرَ صائدا ‪ ( % :‬فأَرْ َ‬
‫خطّانِ َيكُونَانِ في َأ ْ‬
‫َ‬
‫جلُ يَتَ َزوّجُ امرَأةً على أَنّها‬
‫حشْرا ‪ %‬فخَيّ َبهُ من الوَتَرِ ا ْنقِطَاعُ ) ‪!* %‬وال َمغْرُورُ ‪ :‬الرّ ُ‬
‫*!الغَرّيْنِ َ‬
‫ظهَرُ َممْلُوكَةً ‪!* .‬وغَرّ ‪ ،‬بالفَتْح ‪َ :‬م ْوضِعٌ ‪ ،‬وهو غير الذي َم ْذكُورٌ في المَتْن ‪ ،‬قال ِهمْيَانُ‬
‫حُ ّرةٌ ف َت ْ‬
‫بن قُحا َفةَ ‪َ ( % :‬أقْبَلْتث َأمْشِى *!وبغَرّ كُورِى ‪ %‬وكَانَ *!غَرّ مَنْ ِزلَ الغُرُورِ ) ‪!* %‬والغُرَيْرُ ‪،‬‬
‫حمَيْ ٌد ‪ ،‬والِبِل الغُرَيْرِيّة‬
‫حمَد ‪ُ :‬‬
‫صغِير أَغَرّ ‪ ،‬كقولك في َأ ْ‬
‫حلٌ من الِ ِبلِ ‪ ،‬وهو ترخيمُ َت ْ‬
‫كزُبَيْرٍ ‪ :‬فَ ْ‬
‫جهَا ‪ %‬بِنَاحِيَة الشّحْرِ الغُرَيْرُ‬
‫منسوبةٌ إِليه ‪ ،‬قال ذو ال ُرمَة ‪ ( % :‬حَراجِيجُ ِممّا َذمّ َرتْ في نِتَا ِ‬
‫ن للقَبِيلَتَيْن ‪ .‬وقال‬
‫سمَيْ ِ‬
‫وشَ ْدقَمُ ) ‪ %‬يعني أَ ّنهَا من نِتَاجِ هذَيْنِ الفَحْلَيْنِ ‪ ،‬وجعل *!الغُرَيْرَ وشَ ْدقَما ا ْ‬
‫خلِيطِ وقد نَرَى ‪ %‬بها بُدّنا حُورا حِسَانَ المَدَامِعِ )‬
‫ع َفتْ َب ْعدَ أَترابِ ال َ‬
‫ق يصف نِساءَه ‪َ ( % :‬‬
‫الفرزد ُ‬
‫شفْنَهُ ‪َ %‬رشِيفَ *!الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائعِ ) ‪%‬‬
‫‪ِ ( % %‬إذَا مَا أَتاهُنّ الحَبِيبُ رَ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/235‬‬

‫لمَاكِنُ التي َيسْتَ ْنقِع فيها المَاءُ ‪ .‬وقال ال ُكمَيت ‪!* ( % :‬غُرَيْرِيّ ُة الَنْسَابِ‬
‫ال َوقَائع ‪ :‬المَنَاقِع ‪ ،‬وهي ا َ‬
‫أَو شَ ْد َقمِيّةٌ ‪َ %‬يصِلْنَ إِلى البيدِ الفَدافِدِ فَ ْد َفدَا ) ‪) %‬‬
‫طبٍ ‪ ،‬وقد تقدّم في العَيْن‬
‫حدِيَث حا ِ‬
‫*!والغَرِير ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ :‬المُ ْلصَق المُلزِمُ ‪ .‬وبه فَسّر بعضٌ َ‬
‫المهملة ‪.‬‬
‫*!و َتغَرْغَرَتْ عَينُه بال ّدمْع ‪ :‬إِذا تَردّدَ فيها الماءُ ‪!* .‬وغُرُورٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬مَوضع ‪ .‬قال امرُؤ القَيْس‬
‫طبٌ من َأهْلِه وغُرُورُ ‪ %‬ف َموْبُولَة ‪ ،‬إِنّ الدّيارَ تَدُورُ ) ‪ %‬كذا َنقَلَه الصاغانيّ ‪ .‬قِيلَ‬
‫شِ‬‫عفَا َ‬
‫‪َ (%:‬‬
‫ن الوَلِيدِ‬
‫طلَعَ خاُلد ب ُ‬
‫‪ :‬هو جَ َبلٌ ب َدمْخِ فِي دِيَار كِلب ‪ ،‬وثَنِيّة بأُباضَ وهي ثَنِيّ ُة الَحِيسَى ‪ ،‬منها َ‬
‫على مُسَ ْيمِلة ‪ .‬وقيل ‪ :‬وَا ٍد ‪ .‬وقولُ امْرِئ القَيْس َيحْ َتمِل ُكلّ ذلك ‪ .‬قلتُ ‪!* :‬وغُرُورٌ أَيضا قَرْيَةٌ‬
‫سقِى نَخيلً ُيقَال لَها ‪ :‬المُنْ َتهَب ‪ .‬في رَأْسِه‬
‫ِب ِمصْرَ من الشّ ْرقِيّةِ ‪!* .‬والَغَرّ ‪ :‬جَ َبلٌ في بِلد طَيّئ يَ ْ‬
‫سوْداوانِ يَسْ َرةَ الطّرِيقِ إذِا‬
‫لمَاكِن النّجْدِيّة ‪ ،‬وهما َأ َكمَتانِ َ‬
‫بَياضٌ ‪!* .‬وغَرّتَانِ ‪ ،‬بِالفَتحِ ‪ :‬من ا َ‬
‫سمَيْرَاءَ ‪ .‬وأَبو *!غَرَا َرةَ محمّدُ بنُ عبدِ الرّحْمنِ ابنِ أَبي َبكْرِ بنِ أَبِي مُلَ ْيكَةَ ‪،‬‬
‫َمضَيْتَ من تُوز إِلى ُ‬
‫سدّ ٌد ‪ .‬وكَزُبَيْر ‪ :‬مح ّمدُ بنُ *!غُرَيْر ‪ ،‬شيخٌ للبُخَا ِرىّ خُراسا ِنيّ ‪.‬‬
‫حدّث عنه مُ َ‬
‫َ‬
‫ع ْوفٍ الزّهْ ِريّ ‪ ،‬من وَلَدِه َي ْعقُوبُ بنُ محمّد‬
‫حمَ ْيدِ بن عبدِ الرّحْمنِ بنِ َ‬
‫*!وغُرَيْرُ بنُ ال ُمغِيرَة ابنِ ُ‬
‫شيّ ‪ ،‬وأَبو َبكْر عُبَ ْيدُ الِ بنُ أَبِي الحَسَن بن غُرَيْر‬
‫ابن عِيسَى بن غُرَيْر ‪ ،‬وغُرَيْرُ بنُ طَ ْلحَ َة القُرَ ِ‬
‫الدّبّاسُ ‪ .‬وفي إِسحاق‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/236‬‬

‫َ‬
‫حبّ ابنِ‬
‫ب لَحْبَابِه ‪ %‬فإِنّ ُ‬
‫ح ّ‬
‫بن غُرَيْرِ بن ال ُمغِيرَة الزّهْ ِريّ يقول أَبو العَتَاهِيَة ‪ ( % :‬مَنْ صَدَقَ ال ُ‬
‫حسَيْ ِنيّ ‪ ،‬أَميرُ المَدينَة ‪ ،‬مات بالقاهرة‬
‫جمّاز ال ُ‬
‫غُرَيْر غُرُورْ ) ‪ %‬وغُرَيْرُ بنُ هَيازِع بن هِ َبةَ بنِ َ‬
‫حمَار ‪ .‬وغَرِيرٌ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪َ :‬لقَبُ عَبْدِ العَزِيز‬
‫سنة وغُرَيْرُ بنُ المُ َت َوكّل ‪ ،‬له ذِكرٌ في أَيّام مَ ْروَانَ ال ِ‬
‫حدّث عن أَبي َيعْلَى ‪ .‬وأَبو‬
‫ن الَنْبَاريّ ‪!* .‬وغَرّونَ ال َموْصِليّ ‪َ :‬‬
‫ابنِ عبدِ الِ ‪ ،‬يَحْكى عن ابْ ِ‬
‫سمِ َع الَبَ ْرقُو ِهيّ ويُعرَف بالرّشِيديِ ‪ ّ،‬سمعَ منه الحافِظُ‬
‫سحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن لجِينَ *!‪-‬الَغَ ّرىّ ‪َ ،‬‬
‫إِ ْ‬
‫ن وَائلٍ ‪،‬‬
‫حجَر وغَيْرُه ‪ ،‬وقد َو َق َعتْ لَنا أَسَانِيدُه عالِيَ ًة ‪ .‬والَغَرّ ‪َ :‬ل َقبُ ضُبَ ْيعَةَ من بَنِي عَِليّ ب ِ‬
‫ابنُ َ‬
‫لمْثَال ‪ .‬غ ز ر ‪ .‬الغَزِيرُ ‪ :‬الكَثيرُ مِن كلّ شئٍ ‪ .‬وأَ ْرضٍ َمغْزُو َرةٌ ‪ :‬أَصابَها‬
‫َذكَ َرهُ ال ُعكْبَ ِرىّ في ا َ‬
‫مَطَرٌ غَزِير الدّرّ ‪ .‬والغَزِي َرةُ من الِبِل والشّاءِ وغَيْرِهما مِنْ ذَواتِ اللّبَن ‪ :‬الكَثِي َرةُ الدّرّ ‪ ،‬ثم اس ُتعِيرَ‬
‫‪ ،‬وقيل ‪ :‬الغَزِي َرةُ من البارِ واليَنَابِيع ‪ :‬الكَثِي َرةُ الماءِ ‪ ،‬وكذلك الغَزِي َرةُ مِن العُيُون ‪ :‬الكَثِي َرةُ‬
‫ال ّدمْعِ ‪ ،‬والجمعُ من ُكلّ ذلك غِزَارٌ ‪ .‬وكذا قولُهم ‪ :‬عِ ْلمُه غَزِيرٌ ‪ .‬وأَغْزَرَ الُ مالَه ‪ .‬وتقول في ُكلّ‬
‫ذلك ‪ :‬غَزُرَت ‪ ،‬ككَرُم ‪ ،‬غَزَا َرةً وغَزْرا ‪ ،‬بالفتح فيهما ‪ ،‬وغُزْرا ‪ ،‬بالضمّ ‪ ،‬ويُقَال ‪ :‬الغُزْرُ ‪،‬‬
‫شيْءُ ‪ :‬كَثُرَ ‪ .‬والغَزَا َرةُ ‪ :‬الكَثْرَة ‪ .‬وغَزُرَت الماش َيةُ‬
‫بالضّمّ ‪ ،‬ال َمصْدر ‪ ،‬وبالفَتْح السْم ‪ .‬وغَزُرَ ال ّ‬
‫عن الكَلِ ‪ :‬دَرّت أَلبا ُنهَا ‪ ،‬كأَغْزَرَت قاله ابن القَطّاع ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/237‬‬

‫عىُ ُمغْزِ َرةٌ للّبَن ال ُمغْزِرَة ‪ ،‬كمُحْسِ َنةٍ ‪ :‬ما َيغْزُرُ عليه اللّبَنُ ‪ ،‬أَي َيكْثُر ‪.‬‬
‫ويقال ‪ :‬هذا الرّ ْ‬
‫جبُ‬
‫حمْرَاءُ كالجُلّنارِ ُيعْ ِ‬
‫صغَارٌ ‪ ،‬ولها زَهْ َرةٌ َ‬
‫ت وَ َرقُه َكوَرَقِ الحُرْف غُيْ ٌر ِ‬
‫وال ُمغْزِ َرةُ ‪ ،‬أَيضا ‪ :‬نَبَا ٌ‬
‫سمّيَت بذلك لسُرْعَة غَزِرِ الماشِيَةِ عَلَ ْيهَا حكاه أَبو حَنِيفَة‬
‫ال َبقَرَ جِدّا و َتغْزُر عَلَيْه ‪ ،‬وهي رِ ْبعِيّةٌ ‪ُ ،‬‬
‫جعَله غَزيرا ‪ ،‬أَي كثيرا ‪ .‬وأَغْزَ َر القوْمُ ‪ :‬غَزُ َرتْ‬
‫قال ‪ :‬ويَرْعاهَا كلّ المالِ ‪ .‬وأَغْزَرَ ال َمعْرُوفَ ‪َ :‬‬
‫ن القَطّاع ‪ .‬و َقوْمٌ ُمغْزَرٌ‬
‫إِبلُهم وشاؤُهم وكَثُرَتْ أَلْبَا ُنهَا ‪ ،‬وأَْيضا صارُوا في غُزْرِ المَطَرِ قاَلهُ اب ُ‬
‫لهُم ‪ ،‬مَبْنِيا لل َم ْفعُول ‪ :‬غَزُ َرتْ أَلْبَانُهم َأ وإِبُلهُم ‪ .‬وغُزْرانُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ع ‪ .‬وال ُمغَازِرُ والمُسْ َتغْزِرُ ‪:‬‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬المُعازَ َرةُ ‪ :‬أَنْ ُي ْه ِدىَ الرجلُ شيئا‬
‫مَنْ َي َهبُ شيئا ليُرَدّ عَلَيْه َأكْثَ ُر ممّا أَعْطى ‪ .‬قال اب ُ‬
‫عفَه ِبهَا ‪ .‬وقال َب ْعضُ التا ِبعِين ‪ :‬الجا ِنبُ المُسْ َتغْزِرُ يُثَابُ من هِبَتِه ‪ .‬المُسْ َتغْزِر ‪:‬‬
‫تافها لخَرَ ل ُيضَا ِ‬
‫حدِيث أَنّ الغَرِيبَ الّذِي ل قَرابَةَ بَيْنَك‬
‫الذي َيطْلبُ َأكْثَ َر ممّا ُيعْطِى ‪ ،‬وهي المُغازَ َرةُ ‪ ،‬ومعنَى ال َ‬
‫طلُب أَكثرَ مِنْه فأَعْطِه في ُمقَابَلَة هَدِيّته وكافِئْه وزِدْه ‪ .‬والغَزْر ‪ ،‬بالفتح ‪:‬‬
‫وبينَه إِذا أَهْدَى لك شيئا يَ ْ‬
‫ي معروفٌ ‪ .‬وال ّتغْزِيرُ ‪ :‬أَن‬
‫آنيَةٌ من حَلْفاءَ وخُوصٍ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ عن ابنِ دُرَيد ‪ ،‬وقال ‪ :‬عَرَ ِب ّ‬
‫يَ َدعَ حَلَ َبةً بين حَلْبَتَيْنِ ‪ ،‬وذلِك إِذا أَدْبَرَ لَبُن الناقَةِ ويأْتي في غرز ‪ .‬يقال ‪ :‬غَرّزْ ناقَتك ‪ ،‬فيَتْرُكهَا‬
‫عَنِ الحَ ْلبِ حتّى َتغْرُزَ ‪ ،‬وقد غَرَ َزتْ غِرَازا قاله الزمخشريّ ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪َ :‬مطَرٌ‬
‫غَزِيرٌ ‪ ،‬وعِلْمٌ غَزِيرٌ ‪ .‬ويقال ‪ :‬ناقَةٌ ذاتُ غُزْرٍ ‪ ،‬أَي ذاتُ غَزارَة وكثْرة لبَنٍ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/238‬‬

‫غسر‬
‫شدِيدُ على الغَرِيمِ ‪ ،‬كالعَسْرِ ‪،‬‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬هو التّ ْ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ ،‬وقال اب ُ‬
‫‪.‬الغَسْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬أَهمله ال َ‬
‫بالعَيْن ‪.‬‬
‫لمْرُ المُلْتَبِسُ المُلْتاثُ ‪ ،‬كالعَسِر ‪ .‬وقال ابنُ دُرَيْد ‪ :‬الغَسَر ‪ ،‬بالتّحْرِيك ‪ :‬ما‬
‫والغَسِرُ ‪ ،‬ككَتِف ‪ :‬ا َ‬
‫حلُ النّاقَةَ ‪ ،‬إِذا ضَرَ َبهَا عَلَى غَيْرِ‬
‫غسَ َر الفَ ْ‬
‫حوِه ‪ .‬و ُيقَالُ ‪َ :‬‬
‫طرحَتْه الرّيحُ من العِيدان في الغدَيِرِونَ ْ‬
‫ضَ َبعَة ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬وقال ابنُ دُرَيْدٍ ‪َ :‬يقُولُون ‪َ :‬تغَسّرَ الغَدِيرُ ‪ ،‬ثم كثُرَ حَتّى قالُوا ‪َ :‬ت َغسّرَ‬
‫لمْرُ ‪ :‬أَي الْتَبَسَ واخْتَلَط ‪ .‬وقال اللّيْث ‪َ :‬تغَسّرَ الغَ ْزلُ ‪ :‬الْ َتوَى والْتَبَسَ ولم ُيقْدَرْ على‬
‫هذا ا َ‬
‫تَخْلِيصه ‪ ،‬وكذلِك كلّ َأمْرٍ الْتَبَس وعَسُرَ ال َمخْرَجُ منه َفقَدْ َتغَسّرَ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬وهو حَ ْرفٌ‬
‫سمُوعٌ من العَ َربِ ‪ .‬وتَغسّرَ الغَدِيرُ ‪َ :‬و َق َعتْ فيه العِيدَانُ من الرّيح ‪ .‬وقد غَسَ َرهُ عن‬
‫صحيحٌ مَ ْ‬
‫شيْءِ وعَسَرَه ‪ :‬بمعنىً واحِد ‪ .‬غ ش ر ‪ .‬و ِممّا ُيسْتَدْرك عليه ‪ :‬بَنُو غُشَيْر ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪ ،‬بالشّين‬
‫ال ّ‬
‫لمْرِ مِن غَيْرِ تَثَ ّبتٍ ‪ ،‬كالغَ ْذمَرَة ذكرَه ابن‬
‫ناَ‬
‫شمَ َرةُ ‪ :‬إِتْيَا ُ‬
‫المعجمة ‪ :‬قَبِيَلةٌ بال َيمَن ‪ .‬غ ش م ر الغَ ْ‬
‫شمَرَة ‪ :‬ال ّت َهضّم والظّلْم ‪ ،‬وقِيلَ ‪ :‬هو ال ّت َهضّم في الظّلْم ‪ ،‬والَخْذُ من َفوْق ‪ ،‬من غَيْرِ‬
‫القَطّاع ‪ .‬والغَ ْ‬
‫شمَر السّ ْيلُ والجَيْشُ ‪.‬‬
‫تَثبّت ‪ ،‬كما يَ َت َغ ْ‬
‫ب الِنْسَانِ رَ ْأسَه من غير‬
‫شمَ َرةُ ‪ُ :‬ركُو ُ‬
‫غشَامِرُ ‪َ .‬نقَلَه الصاغانيّ ‪ .‬والغَ ْ‬
‫شمَ َرةُ ‪ :‬الصّوتُ ‪ ،‬ج َ‬
‫والغَ ْ‬
‫تَثَ ّبتٍ في الحَقّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/239‬‬

‫شمَرِيّة ‪ :‬الظّلْمُ ‪ ،‬عن الصاغانيّ ‪.‬‬


‫شمُور ‪ .‬والغَ ْ‬
‫طلِ ل يُبالِي ما صَنَعَ كالتّغ ْ‬
‫ِ والبا ِ‬
‫شمَ َر لي‬
‫شمَ َرةُ ‪َ :‬أخَذه َقهْرا ‪ .‬و َتغَ ْ‬
‫خذَه بالغِشْمير ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬أَي بالشّدّة والعُنْف ‪ .‬و َتغَ ْ‬
‫ويُقَالُ ‪ :‬أَ َ‬
‫شمَرَهَا ‪ ،‬أَي َأخَذَها‬
‫ب وتَ َنمّرَ ‪ .‬وفي حديث جَبْرِ بن حَبِيب قال ‪ :‬قاتَلَهُ ال ‪ ،‬لقد َتغَ ْ‬
‫ض َ‬
‫غ ِ‬
‫جلُ ‪َ :‬‬
‫الرّ ُ‬
‫شمَرَ السّ ْيلُ ‪َ :‬أقْ َبلَ ‪ ،‬وكذلك الجَيْشُ ‪ ،‬ويُقَال‬
‫غضْبَانَ ‪ .‬وغَ ْ‬
‫شمِرا ‪ ،‬أَي َ‬
‫جفَاءٍ وعُنْف ‪ .‬ورأَيْتُه مُ َتغَ ْ‬
‫بَ‬
‫جتْ النّ ِبيّ صلّى ال عليه وسلّم ‪ُ ،‬ذكِر في‬
‫شمِيرٌ ‪ :‬قا ِتلُ ال َيهُوديّة التي َه َ‬
‫شمَر ‪ .‬وغِ ْ‬
‫فِي ِهمَا أَيضا ‪َ :‬تغَ ْ‬
‫خضَرُ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو الطّينُ‬
‫ب الَ ْ‬
‫سمّاه ابن دريد غ ض ر ‪.‬ال َغضَا َرةُ ‪ :‬الطّينُ الّل ِز ُ‬
‫الصّحَابَة كذا َ‬
‫شمِرٌ ‪ :‬ال َغضَارَة ‪ :‬الطّينُ الحُرّ َنفْسُه ‪ ،‬ومنه يُتّخَذُ‬
‫الحُرّ ‪ ،‬كذا في المحكم ‪ ،‬كال َغضَارِ ‪ ،‬وقال َ‬
‫حسَبُها عَرَبِيّة‬
‫سمّى الغَضار ‪ .‬وقال ابنُ دُرَيْد ‪ :‬فَأمّا ال َغضَا َرةُ التي تُسْ َت ْعمَل فما أَ ْ‬
‫الخَ َزفُ الذي يُ َ‬
‫غضَا َرةِ العَيْشِ ‪ .‬انتهى ‪ .‬وال َغضَا َرةُ ‪ :‬ال ّن ْعمَُة والخَيْرُ‬
‫حضَةً ‪ ،‬فإِن كانَت عَرَبِيّة فاشْتِقا ُقهَا من َ‬
‫مَ ْ‬
‫غضَا َرةُ العَيْشِ ‪ :‬طِيُب ُة و َنضْرَتثهُ ‪ ،‬وقد غضَرَهُم الُ‬
‫جةُ ‪ .‬و َ‬
‫صبُ وال َبهْ َ‬
‫خ ْ‬
‫سعَ ُة في العَيْشِ ‪ ،‬وال ِ‬
‫وال ّ‬
‫غضَا َرةِ‬
‫غضْرا ‪َ :‬أوْسَعَ عليهم ‪ ،‬ومنه تقول ‪ :‬بَنُو فُلن َم ْغضُورُون و َمغَاضِيرُ ‪ ،‬إِذا كانُوا في َ‬
‫َ‬
‫عَيْشٍ ‪ ،‬وقال اللّيْث ‪ :‬القَطَاةُ يُقال لها ‪ :‬ال َغضَا َرةُ ‪ ،‬وأَ ْنكَرَهَا الَزهري ‪ .‬وال َغضْرَاءُ ‪ :‬الَ ْرضُ‬
‫خضْرَاءُ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هي أَ ْرضٌ فيها طِينٌ حُرّ ‪ ،‬يقال ‪ :‬أَنْبَطَ فلنٌ بِئْرَه في‬
‫الطّيّبَة العَِلكَةُ ال َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/240‬‬

‫ن الَعْرابيّ ‪:‬‬
‫عذْبَةِ الماءِ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫سهْلَة طَيّبَةِ التّرْبَة َ‬
‫غضْرَاءَ ‪ ،‬أَي اسْتَخْرَجَ الماءَ من أَرْض َ‬
‫َ‬
‫حمَرِ ‪ ،‬كال َغضِيرَة ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪ ،‬وفي بعضها ‪ :‬كال َغضِرَة ‪،‬‬
‫ن الَ ْ‬
‫ال َغضْراءُ ‪ :‬المكانُ ذو الطّي ِ‬
‫غضْراءَهُم ‪ ،‬أَي أَهَْلكَ خَيْرَ ُهمْ‬
‫ومثله في اللسان ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬وقولُهم ‪ :‬أَبادَ اللُه َ‬
‫جمَاعَتَهم ‪.‬‬
‫غضْراءَهم ‪ ،‬أَي َ‬
‫خضْراءَهم و َ‬
‫حمَدُ بن عُبَيْد ‪ :‬أَبادَ الُ َ‬
‫غضَارَتَهُمْ ‪ ،‬وقال َأ ْ‬
‫وَ‬
‫خضْراءِ عَيْشٍ ‪ ،‬أَي في‬
‫غضْراءِ عَ ْيشٍ ‪ ،‬و َ‬
‫خِلقُوا ‪ .‬ويقال ‪ :‬إِّنهُ َلفِي َ‬
‫وقال غَيْرُه ‪ :‬طِيْنَتَهم الّتي منها ُ‬
‫خلُ حتّى‬
‫غضْرَاءَ من خَيْر ‪ .‬والغَضْراءُ والغُضْ َرةُ ‪ :‬أَ ْرضٌ ل يَنْ ُبتُ فيها النّ ْ‬
‫خصْب ‪ ،‬وإِنّه لفِي َ‬
‫ِ‬
‫جلُ‬
‫جلِ ل َتكَادُ َتذْهَب الرّ ْ‬
‫ج ْهوَر ‪ :‬طِينٌ لَزِجٌ يَلْزَقُ بالرّ ْ‬
‫ضوَر ‪ ،‬ك َ‬
‫حفَ َر وأَعْلَهَا كَذّانٌ أَبْ َيضُ ‪ .‬والغَ ْ‬
‫تُ ْ‬
‫غضْوَرٌ ‪ :‬ماءٌ لَط ّيئّ ‪ ،‬قال امرؤ القيس ‪:‬‬
‫ضوَرُ ‪ :‬شَجَرٌ أَغْبَرُ َيعْظُم ‪ ،‬والواح َدةُ بهاءٍ ‪ .‬و َ‬
‫فيه ‪ .‬وال َغ ْ‬
‫شمّاخ ‪:‬‬
‫‪ ( %‬كأَ ْثلٍ من الَعْرَاض مِنْ دُون بِيشَةٍ ‪ %‬ودُون ال ُغمَيْر عامداتٍ ِل َغضْوَرَا ) ‪ %‬وقال ال ّ‬
‫ضوَرَا ) ‪ %‬والغَضوّرُ ‪،‬‬
‫غ ْ‬
‫س ْقفَ في آلِ َ‬
‫جةً من ُ‬
‫ح َة راكبٍ ‪َ %‬قضَى حا َ‬
‫‪ ( %‬كَأَنّ الشّبَابَ كان َروْ َ‬
‫ضوّرُ أَيضا ‪ :‬ع ‪ ،‬قال الصاغانيّ ‪:‬‬
‫بفَتْح الضّا ِد والوَاوِ ال ُمشَدّ َدةِ ‪ :‬الَسَدُ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬وال َغ َ‬
‫وهو غَيْرُ الذي ذَكَره الجوهريّ ‪ .‬قلتُ ‪َ :‬لمْ يَ ْأتِ عليه بشاهِد حتى نَسْتَ ِدلّ على أَنّه بالتّشْدِيد ‪ ،‬ولذا‬
‫غضِرَ‬
‫ج ْعفَر ‪ ،‬وإِنّه ثَنِيّةٌ بينَ المَدِينَة وبِلَدِ خُزَاعَةَ ‪ ،‬فَتََأ ّملْ ‪ .‬و َ‬
‫خفِيف ك َ‬
‫ن الصوابَ فيه التّ ْ‬
‫قلتُ إِ ّ‬
‫ل ‪ ،‬كفَرِحَ ‪،‬‬
‫ل بالما ِ‬
‫جُ‬‫الرّ ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/241‬‬

‫غضَا َرةً ‪ ،‬وغُضِ َر كعُ ِنىَ ‪ ،‬الَخِيرُ عن ابن القَطّاع ‪:‬‬


‫غضَرا ‪ ،‬محرّكةً ‪ ،‬و َ‬
‫سعَةِ والَ ْهلِ ‪َ ،‬‬
‫وكذا بال ّ‬
‫جلٌ َم ْغضُورٌ ‪،‬‬
‫غضْرا ‪ ،‬بالفتح ‪َ :‬أوْسَعَ عَلَيْه ‪ .‬ورَ ُ‬
‫غضَ َرهُ الُ َي ْغضُرُه َ‬
‫صبَ عَيْشُه بعد ِإقْتارٍ ‪ .‬و َ‬
‫خ َ‬
‫أَ ْ‬
‫كمَ ْنصُور ‪ ،‬من قوْم مَغاضِيرَ ‪ :‬مُبَا َركٌ ‪ ،‬أَو قومٌ َم ْغضُورُون )‬
‫حسِن ‪ُ ،‬يقَالُ‬
‫ش و َن ْعمَتِه وطِيبَتِه و َبهْجَتِه ‪ ،‬كال ُم ْغضِر ‪ ،‬كمُ ْ‬
‫غضَا َرةٍ من العَيْ ِ‬
‫ومَغاضِيرُ ‪ ،‬إِذا كانُوا في َ‬
‫غضِرَ ‪،‬‬
‫غضَرَ عنه َي ْغضِرُ غضْرا ‪ ،‬و َ‬
‫غضَارَة من العَيْش ‪ .‬و َ‬
‫‪ :‬بَنُو فُلنٍ ُم ْغضِرُون ‪ ،‬أَي في َ‬
‫صوْبِي ‪ ،‬أَي ما‬
‫ن َ‬
‫غضَ ْرتُ عَ ْ‬
‫غضّن عنه ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬ما َ‬
‫كفَرِحَ ‪ :‬ا ْنصَ َرفَ وعَ َدلَ عنه ‪ ،‬ك َت َغضّرَ ‪َ :‬‬
‫جُ ْرتُ عنه ‪.‬‬
‫عىَ عَنْ فَرْحِ راكِس ‪ %‬فرُحْنَ ولم‬
‫ن ل وَ ْ‬
‫حمَرَ يَصفُ الجَوا ِريَ ‪َ ( % :‬توَاعَدْنَ أَ ْ‬
‫قال ابنُ أَ ْ‬
‫غضْرا ‪ :‬حَبَسَ ُه ومَ َنعَهُ‬
‫غضَرَ فُلنا َي ْغضُ ُرهُ َ‬
‫َي ْغضِرْن عن ذاك َم ْغضَرَا ) ‪ %‬أَي لم َيعْدِلْن ‪ .‬و ُيقَالُ ‪َ :‬‬
‫عمْرو ‪ .‬وقد تقدّمت الِشَا َرةُ إِليه‬
‫ن وبالعَيْنِ قاله أَبو َ‬
‫‪ .‬والغَاضِرُ ‪ :‬المانِعُ ‪ ،‬وكذلك العاضِرُ ‪ ،‬بالغَيْ ِ‬
‫في العَيْن ‪ ،‬وكان يَنْ َبغِي للمصنّف أَنْ يَسْتَطْرِد بذكره صَرِيحا كغَيْرِه ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬أَرَ ْدتُ أَنْ آتِ َيكَ‬
‫غضْرا ‪:‬‬
‫غضَرَ عَلَيْه َي ْغضِر َ‬
‫طعَه ‪ .‬و َ‬
‫شيْءَ ‪ :‬قَ َ‬
‫غضَرَ له ال ّ‬
‫فغضَرَنِي َأمْرٌ ‪ ،‬أَي مَ َنعَنِي وحَبَسَني ‪ .‬و َ‬
‫شيْءَ‬
‫خفَى أَنّ هذا مع قوله آنِفا ‪ :‬وال ّ‬
‫غضَر لَهُ من مالِه ‪ :‬قَطع له ِقطْعةً ‪ ،‬ول يَ ْ‬
‫ف ومالَ ‪ .‬و َ‬
‫ط َ‬
‫عَ َ‬
‫غضَ َرهُ ‪ :‬إِذا أَجادَ دِبَاغَه ‪.‬‬
‫طعَه ‪َ ،‬تكْرَار ‪ .‬والغاضِرُ ‪ :‬جلْدٌ جَيّدُ الدّباغِ ‪ ،‬عن أَبي حَنِيفَةَ ‪ .‬وقد َ‬
‫قَ َ‬
‫عمْرو ‪ .‬وال َغضِيرُ ‪ ،‬كَأمِير ‪ :‬مثل‬
‫والغَاضِرُ ‪ :‬المُ َبكّرُ في حَوائجِهِ ‪ ،‬عن أَبي َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/242‬‬

‫غضِرٌ‬
‫غضِيرٌ و َ‬
‫غضَا َرةً ‪ ،‬ونَبَاتُ َ‬
‫غضُرَ َ‬
‫خضِير ‪ ،‬وال َغضِيرُ ‪ :‬الناعِمُ من ُكلّ شئْ ‪ ٍ،‬وقد َ‬
‫ُ ال َ‬
‫حتّ َر ْوقَاهَا على‬
‫طبُ الطّ ِريّ ‪ .‬قال أَبو النّجْم ‪ ( % :‬يَ ُ‬
‫عمْرو ‪ :‬ال َغضِيرُ ‪ :‬الرّ ْ‬
‫وغاضِرٌ ‪ .‬وقال أَبو َ‬
‫غضِرٌ َمضِرٌ ‪ ،‬كفَرِحٍ ‪ ،‬ف َغضِرٌ ‪ :‬ناعِمٌ‬
‫ل الَرْطَي ومنْ غَضيرهَا ) ‪ %‬وعَيْشٌ َ‬
‫تَحْويرِهَا ‪ %‬مِنْ ذا ِب ِ‬
‫حجْ َرةً ‪.‬‬
‫غضْ َرةً ويَرْ ِبضُ َ‬
‫رافِ ٌه ‪ ،‬و َمضِرٌ إِتْبَاع ‪ .‬وال َغضْرَةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬نَ ْبتٌ ‪ ،‬ومنه المَثَل ‪ :‬يَ ْأكُل َ‬
‫ختُ‬
‫حمَل َتعْلِيقا لدفْع العَيْنِ قالتْ خنْسَاءُ بنتُ أَبِي سُ ْلمَى ُأ ْ‬
‫وال َغضَارُ ‪ ،‬كسَحَابٍ ‪ :‬خَ َزفٌ َأخْضرُ يُ ْ‬
‫عقْدُ ال ّتمِي ِم ول ال َغضَارُ ) ‪ ( % %‬إِذَا لقَى مَنِيّتَه‬
‫زُهَيْر ‪ ( % :‬ول ُيغْنِى َت َوقّى المَرءِ شيئا ‪ %‬ول َ‬
‫غضَارٌ ‪ ،‬كغُرَابٍ ‪ :‬جَ َبلٌ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬واخْ ُتضِرَ‬
‫حذَارُ ) ‪ %‬و ُ‬
‫فََأمْسَى ‪ %‬يُسَاقُ به وقَدْ حُقّ ال ِ‬
‫صحِيحا ‪ .‬وفي اللّسَان وال ّتكْملَة ‪ُ :‬مصَحّحا ‪.‬‬
‫فُلنٌ واغْ ُتضِرَ ‪ ،‬مَبْنِيّا للمَ ْفعُول ‪ ،‬إِذا ماتَ شابّا َ‬
‫غضْرَانَ ‪ ،‬كسَحْبان ‪.‬‬
‫غضَيْرا ‪ ،‬كزُبَيْرٍ ‪ ،‬و َ‬
‫س ّموْا ُ‬
‫وَ‬
‫غضِرُ‬
‫جلٌ َ‬
‫غضِرَ ُتهَا ‪ :‬مُبَا َركٌ ‪ ،‬و َنصّ الصّاغانيّ ‪َ :‬ر ُ‬
‫غضِرُ الناصِيَةِ ‪ ،‬ككَ ِتفٍ ‪ ،‬ودابّةٌ َ‬
‫جلٌ َ‬
‫ورَ ُ‬
‫غضِ َرةُ النّاصِيَة ‪ :‬مُبَارَكةٌ ‪ .‬وال َغوَاضِرُ ‪ :‬في قَيْس ‪ .‬وغَاضِ َرةُ ‪ :‬قَبِيَلةٌ‬
‫الناصِيَة ‪ :‬مُبَا َركٌ ‪ ،‬ودابّةٌ َ‬
‫حيّ من بَنِي‬
‫سعْد ‪ ،‬وغاضِ َرةُ ‪َ ،‬‬
‫طفَان بنِ َ‬
‫غَ‬‫سدٍ ‪ ،‬وهُمْ بَنُو غاضِ َرةَ بنِ َبغِيضِ بنِ رَ ْيثِ بن َ‬
‫من أَ َ‬
‫غاِلبِ )‬
‫ص ْعصَعةَ بنِ ُمعَاوِيَةَ بنِ َبكْرِ بنِ َهوَازِنَ وغَاضِ َرةُ ُأمّه ‪.‬‬
‫ن َ‬
‫بِ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/243‬‬

‫ي ‪ .‬وممّا يُسْتَدْرَك عليه ‪ :‬وما نامَ ِل ُغضْر ‪ ،‬أَي َلمْ َيكَدْ‬


‫غضِبَ ‪ ،‬نقلَه الصاغان ّ‬
‫جلُ ‪َ :‬‬
‫غضْوَرَ الرّ ُ‬
‫وَ‬
‫غضَرَ ‪ ،‬أَي ما كَذّب ول قصّر‬
‫يَنَامُ ‪ .‬وقِيل ‪ :‬هو بالعَيْن والصاد ال ُم ْهمَلَتَيْن ‪ ،‬وقد تقدّم ‪ .‬وح َملَ فما َ‬
‫شحْمٌ‬
‫ج ْعفَرٍ ‪ :‬نَبَاتٌ ُيشْبِه الّثمَام ل ُيعْقَد عليه َ‬
‫ضوَر ‪ ،‬ك َ‬
‫غضَرَ عَنْ شَ ْتمِي ‪ ،‬أَي ما تَأَخّر ‪ .‬وال َغ ْ‬
‫‪ .‬وما َ‬
‫سجِدُ غاضِ َرةَ ‪ :‬بال َبصْرَة ‪ ،‬منسوبٌ إِلى امْرَأَة ‪.‬‬
‫‪ .‬وغَاضِ َرةُ ‪َ :‬بطْنٌ من َثقِيف ‪ ،‬ومن بَنِي كِنْ َد َة ‪ .‬ومَ ْ‬
‫صمَدِ بنُ دَاوُودَ ال َغضَا ِريّ كسَحاب ‪ ،‬عن السَّل ِفىّ والحُسَيْنُ بنُ الحَسَن ال َغضَارِىّ ‪ ،‬عن‬
‫وعبدُ ال ّ‬
‫حمَدُ بنُ أَبي نصْرٍ‬
‫ي وأَ ْ‬
‫ج ْعفَر الخُ ْل ِد ّ‬
‫عمَرَ ال َغضَا ِرىّ ‪ ،‬عن َ‬
‫حمَدُ بنُ ُ‬
‫ى وأَبو الفَرَجِ أَ ْ‬
‫الصّول ّ‬
‫سكّرٍ ال َغضَا ِرىّ شَيْخُ الحافِظ ابن حَجَر ‪ :‬مُحدّثون ‪ .‬وال َغضَائِ ِريّ‬
‫ال َغضَا ِرىّ ‪ ،‬وأَحمدُ بنُ عليّ بنِ ُ‬
‫ص ْعصَعةَ بن ُمعَاويَة بن‬
‫ن َ‬
‫غوَ ْيضِرَة ‪ :‬هم بَنُو رَبِيعَةَ اب ِ‬
‫سمّاك ‪ .‬وبنو ُ‬
‫حبُ الجُ ْزءِ ‪ ،‬هو ابن ال ّ‬
‫صا ِ‬
‫غوَ ْيضِ َرةُ اسْمُ ُأمّ رَبِيعَةَ ‪ .‬وغاضِ َرةُ بِ ْنتُ مالِك بن َثعْلَبَةَ بنِ دُودَانَ ابن َأسَدِ بنِ‬
‫َبكْرِ بنِ َهوَازِنَ ‪ ،‬و ُ‬
‫سكُونِ ‪ ،‬وبُأ ّمهِم ُيعْ َرفُون ‪.‬‬
‫شكَامَةَ بنِ شَبِيبٍ من بَني ال ّ‬
‫خُزَ ْيمَةَ ‪ ،‬وهي أُم رَِبيعَةَ وسََل َم َة و َنصْرٍ بَني ُ‬
‫سمُ َرةَ التّميميّ العَنْبَ ِريّ‬
‫وغاضِ َرةُ ‪َ :‬بطْنٌ من ال ُهوْنِ بنِ خُز ْي َمةَ ابنِ مُدْ ِركَةَ ‪ .‬وغاضِ َرةُ ‪ :‬بنُ َ‬
‫صَحا ِبيّ قاله ابنُ الكَلْ ِبيّ ‪ .‬غ ض ب ر ‪ .‬ال ُغضَبِرُ ‪ ،‬كعُلَبِط وعُلبِطٍ ‪ ،‬أَهمله الجوهريّ ‪ ،‬وقال ابنُ‬
‫دُرَيْد ‪ :‬هو‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/244‬‬

‫ج ْعفَرٍ وعُلبِط ‪ ،‬مُجوّدَا ُمصْلحا ‪ ،‬وكان فيه َأ ّولً‬


‫الشّديدُ الغلِيظُ ‪ ،‬ورأَيتُ في ال ّت ْكمِلَة ‪ :‬ال َغضْبَرُ ‪ ،‬ك َ‬
‫حبُ اللّسَانِ أَيضا‬
‫لصْليّة ‪ ،‬وقد أَهمل ُه صا ِ‬
‫سوّدَة ا َ‬
‫ج ْعفَر ‪ ،‬والمَجْدُ َن َقلَ عن المُ َ‬
‫كعُلَبِطٍ فَأصْلَحَه بقوله ك َ‬
‫ضوْبَرُ الذِي سَبَق ِذكْرُه آنِفا مَأْخُوذا من هذا ‪ ،‬فَلْيُنْظَرْ ‪ .‬غ ض ف ر ‪.‬‬
‫خشَى أَنْ يكون ال َع َ‬
‫‪ .‬وأَنا أَ ْ‬
‫غضَ ْنفَرٌ ‪ :‬غَلِيظُ الخَ ْلقِ مُ َت َغضّنُه ‪ .‬وال َغضَنْفَرُ ‪:‬‬
‫وال َغضَنْفَر ‪ :‬الَسَدُ ‪ ،‬قالَهُ اللّ ْيثُ ‪ .‬و ُيقَالُ ‪َ :‬أسَدٌ َ‬
‫غضَ ْنفَرُ‬
‫غضُونِ الساعِدَيْنِ َ‬
‫الجافِي الغَلِيظُ ‪ ،‬قال الشاعِر ‪ ( % :‬لهُمْ سَيّدٌ َلمْ يَ ْرفَعِ الُ ِذكْرَه ‪ %‬أَ َزبّ ُ‬
‫غضَ ْنفَرُ ‪ .‬وقال‬
‫عمْرو ‪ :‬ال َغضَنْفر ‪ :‬الغَلِيظُ المُت َغضّنُ ‪ ،‬وأَنشد ‪ .‬دِرْحايَةٌ َكوَأَْللٌ َ‬
‫) ‪ %‬وقال أَبو َ‬
‫غلِيظا أَو غَلِيظَ الجُثّة ‪ ،‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬والنّونُ زائ َدةٌ ‪ ،‬وَأصْلُه‬
‫غضَ ْنفَرٌ ‪ ،‬إِذا كانَ َ‬
‫جلٌ َ‬
‫اللّيْث ‪ :‬رَ ُ‬
‫ال َغضْفَرُ ‪.‬‬
‫حمْرَة ‪ ،‬كأَنّه يُشِير بها إلى أَنّه ِممّا زادَ بها على‬
‫ال ُغضَافِرُ ‪ ،‬كعُلبِطٍ ‪ ،‬هذه الما ّدةُ عندنا َمكْتُوبَةٌ بال ُ‬
‫حقّقَه الَزهريّ وغَيْره ‪ ،‬ولذا ذكره‬
‫غضَ ْنفَر زائدةٌ ‪ ،‬كما َ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ ،‬مع أَنّهما واحِدٌ ‪ ،‬فإِنّ نُونَ َ‬
‫ال َ‬
‫سدُ ولم َي ُقلْ ‪ :‬أَ ْهمَله الجوهريّ ‪ ،‬على عادَته في التّنْبيه عليه‬
‫الصاغانيّ في التكملة ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو الَ َ‬
‫‪.‬‬
‫غضْفَ َر وقَنْدَل ‪ ،‬إذِا َثقُلَ ‪ ،‬وذكره الَزهريّ‬
‫غضَ ْنفَرٌ ‪ ،‬وقد َ‬
‫ضلٌ و َ‬
‫وفي َنوَادِر الَعْرَاب ‪ :‬بِرْ َزوْنٌ َن ْغ َ‬
‫غضَ ْنفَرٌ ‪،‬‬
‫جلٌ َ‬
‫جعْفَرٍ ‪ :‬الجافِي الغَلِيظُ ‪ ،‬ومنه َقوْلُهم ‪َ :‬ر ُ‬
‫سيّ أَيضا ‪ .‬وال َغضْفَرُ ‪ ،‬ك َ‬
‫خمَا ِ‬
‫في ال ُ‬
‫ظتْ‬
‫غضَ ْنفَ َرةٌ ‪ :‬وهي التي غَُل َ‬
‫سفَرْجَل ‪ ،‬ب َتقْدِيم النّون ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرك عليه ‪ :‬أُذُنٌ َ‬
‫كالغَ َنضْفَرِ ‪ ،‬ك َ‬
‫حمُها قاله أَبو عُبَ ْيدَة ‪ ،‬ونقله صاحبُ اللّسَان ‪ .‬ثم رأَيتُ ال َبدْرَ‬
‫وكَثُرَ ل ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/245‬‬

‫سوَد لَنّها في الصّحاح ‪ ،‬وأَن‬


‫لوْلَى َتقْديمُ هذه الما ّدةِ على ما قَبْلَها ‪ ،‬وأَن ُتكْتَب بالَ ْ‬
‫القَرَافِيّ قال ‪ :‬ا َ‬
‫جوْهَ ِريّ ما فيها في غ ض ف ر‬
‫حمَر لَنها من الزّيّادَات ‪ ،‬وذكر ال َ‬
‫لْ‬‫ُتكْ َتبَ مادةُ غ ض ن ف ر با َ‬
‫وحَكم بزِيادَة النّون ‪ .‬انْ َتهَى ‪ .‬فتََأمّل ‪ .‬غ ط ر ‪ .‬الغَطْرُ ‪ ،‬أَ ْهمَله الجوهَ ِريّ ‪ ،‬وهو لغةٌ في الخَطْر ‪،‬‬
‫خطِر ‪ .‬والغِطْيَرّ ‪،‬‬
‫وقال ابنُ دُرَيْد ‪ :‬الغَطْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ِ ،‬ف ْعلٌ مُماتٌ ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬مَرّ َيغْطِرُ ب َيدَيْه ‪ ،‬مِثْل يَ ْ‬
‫شهُو َرةُ ‪ ،‬وَأمّا الثّانِيَة التي َذكَرها المصنّف فالصّوابُ‬
‫كإِرْ َدبّ ‪ ،‬و ُيضَمّ َأوّلُه ‪ ،‬الّلغَ ُة الُولَى هي المَ ْ‬
‫فيها بالظّاءِ المُشَالَةِ ‪ ،‬فإِنّ الصاغا ِنيّ هكذا ضَبَطَه فقال ‪ :‬والغِطْيَرّ والعِظْيَ ّر ‪ ،‬وكِل ُهمَا على وَْزِن‬
‫حمْ َزةَ‬
‫حمْزَة في هذا الحَرْف ‪ ،‬فإِنّ أَبا َ‬
‫عمْرو مع أَبي َ‬
‫إِرْ َدبّ ‪ .‬ويَ ُدلّ على ذلك أَيضا مُنَاظَ َرةُ أَبِي َ‬
‫صمّمَ أَنّ ال ِغطْيَرّ هو ال َقصِيرُ ‪ ،‬بالغيْن والطاءِ ‪ ،‬كما في الّلسَان ‪ ،‬أَي ل بالعَيْن والظاءِ ‪ .‬ولعلّ‬
‫َ‬
‫شكْل ‪ ،‬فَتَنَبّهْ لذلك‬
‫ح َدةٌ ‪ ،‬وإِ ّنمَا الفَرْق في ال ّ‬
‫المصنّف َلمّا رآ ُهمَا في نسخة ال ّت ْكمِلَة ظَنّ أَ ّن ُهمَا كَِلمَةٌ وا ِ‬
‫حمِ‬
‫عمْرٍ و ‪ :‬الغِطْيَ ّر والعِظْيَرّ ‪ :‬هو المُتَظَاهرُِاللّ ْ‬
‫‪ .‬وقيلَ ‪ :‬ال ِغطْيَرّ هو الغَلِيظُ إِلى ال ِقصَرِ ‪ ،‬وقال أَبو َ‬
‫غفْرا ‪ :‬سَتَ َر ُه ‪ .‬و ُكلّ شئٍ‬
‫غفَ َرهُ َي ْغفِ ُرهُ َ‬
‫شدَ ‪َ :‬لمّا رَأَتْهُ مُودَنا غِطْيَرّا غ ف ر َ‬
‫ع القَامَةِ ‪ ،‬وأَنْ َ‬
‫المَرْبُو ُ‬
‫غطَى‬
‫ح َملُ له وأَ ْ‬
‫غفَرُ ِلوَسْخه ‪ :‬أَي أَ ْ‬
‫غفَرْتَه ‪ .‬وتقول العربُ ‪ :‬اصْبغْ َثوْبَك بالسّوا ِد فهو أَ ْ‬
‫سَتَرْتَه فقد َ‬
‫غفْرا ‪:‬‬
‫غفَرَ المَتَاعَ في الوِعَاءِ َيغْفِرُه َ‬
‫جعَلَه في الوِعَاءِ ‪ ،‬وقال ابنُ سِيدَه ‪َ :‬‬
‫غفَرَ المَتَاعَ ‪َ :‬‬
‫له ‪ .‬و َ‬
‫خضَابِ ‪:‬‬
‫غفَرَ الشّ ْيبَ بال ِ‬
‫غفَ َرهُ ‪ ،‬وكذلك َ‬
‫أَ ْدخَلَهُ وسَتَ َر ُه وَأوْعاهُ ‪ ،‬كأَ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/246‬‬

‫خضَابِ ) ‪%‬‬
‫غفِرَ َلوْنُها ب ِ‬
‫غفْرَاءَ أُ ْ‬
‫عمَامَةً ‪َ %‬‬
‫غفَرَه ‪ ،‬قال ‪ ( % :‬حَتّى اكْتَسَ ْبتُ مِن المَشيبِ ِ‬
‫غَطّا ُه وأَ ْ‬
‫غفْرا ‪ ،‬بالفَتْح ‪،‬‬
‫غفَرَ الُ ذَنْبَهُ َي ْغفِرُه َ‬
‫والغَفْ ُر وال َم ْغفِرَةُ ‪ :‬ال ّت ْغطِيَة على الذّنُوب وال َعفْوُ عنها ‪ ،‬وقد َ‬
‫حسَنَةً ‪ ،‬بال َكسْرِ ‪ ،‬عن الّلحْيَانيّ ‪ ،‬ومَ ْغفِ َرةً وغُفُورا ‪ ،‬الَخِي َرةُ عن الّلحْيَاني ‪ ،‬وغُفْرَانا ‪،‬‬
‫وغِفْ َرةً َ‬
‫غفِيرا وغَفِي َر ًة ‪ ،‬ومِن الَخير قول بعض العَرب ‪َ :‬أسْأَلُك ال َغفِي َرةَ ‪،‬‬
‫ضمّهما ‪ ،‬ك ُقعُود وعُ ْثمَان ‪ ،‬و َ‬
‫ب َ‬
‫عفَا عَنْه ‪ ،‬وقِيلَ ‪ :‬ال ُغفْرانُ‬
‫والنّاقَةَ الغَزِيرَة ‪ ،‬والعِزّ في العَشِيرَة ‪ ،‬فإِ ّنهَا عَلَ ْيكَ يَسيرَة ‪ :‬غَطّى عَلَيْه و َ‬
‫غفَرَ له ‪ ،‬إِذا َتجَاوَزَ عنه في‬
‫وال َمغْفِرَة من ال أَنْ َيصُونَ العَبْدَ من أَنْ َيمَسّهُ العَذابُ ‪ .‬وقد ُيقَال ‪َ :‬‬
‫الظاهِر ولم يَ َتجَاوَزْ في الباطنِ ‪ ،‬نحو قوله َتعَالَى ‪ُ :‬قلْ للّذِين آمَنُوا َي ْغفِرُوا لِلّذينَ ل يَرْجُونَ أَيّامَ الِ‬
‫حقّقه ال ُمصَ ّنفُ في البصائر ‪ .‬واسْ َت ْغفَ َرهُ من ذَنْبه ‪ ،‬ولِذَنْبِهِ ‪ ،‬واسْ َت ْغفَ َرهُ إِيّاهُ ‪ ،‬على حذف الحَرْف ‪:‬‬
‫غفّارا ‪ .‬لم ُي ْؤمَرُوا أَنْ َيسْأَلُوهُ‬
‫غفْ َرهُ َق ْولً و ِفعْلً ‪ .‬وقوله تعالى ‪ :‬اسْ َت ْغفِرُوا رَ ّبكُمْ إِنّهُ كَانَ َ‬
‫طََلبَ منه َ‬
‫حقّقه ال ُمصَنّف في ال َبصَائر ‪ .‬وأَنشد سي َبوَيْه ‪َ ( % ) :‬أسْ َتغْفِرُ ال‬
‫ذلك بالّلسَانِ فقط ‪َ ،‬بلْ به وبال ِف ْعلِ َ‬
‫حصِيَهُ ‪َ %‬ربّ العِبَادِ إِلَيْهُ القَ ْولُ وال َعمَلُ ) ‪ %‬وال َغفُورُ ‪ .‬وال َغفّارُ والغافِرُ ‪ :‬من صفاتِ‬
‫ذَنْبا لَستُ مُ ْ‬
‫ال َتعَالَى ‪ ،‬و ُهمَا من أَبْنِيَةِ المُبَاَلغَة ‪ ،‬ومعناهُما ‪ ،‬السّاتِرُ لِذُنوبِ عِبَادِه ‪ ،‬المُتَجَاوِزُ عن خَطايا ُهمْ‬
‫غفِيرَتِهِ ‪َ :‬أصَْلحَهُ بما يَنْ َبغِي أَنْ ُيصْلَحَ به ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬ما‬
‫لمْرَ ِب ُغفْرَتِه ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬و َ‬
‫غفَرَ ا َ‬
‫وذُنُوبِهم ‪ .‬و َ‬
‫غفِي َرةٌ ‪ ،‬أَي ل َي ْعذِرُون ول َي ْغفِرُون ذَنْبا لَحَد ‪.‬‬
‫عنْدَهم عَذِي َر ٌة ول َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/247‬‬

‫سكُمْ‬
‫جمَالُ الحِي َرهْ أَي مَا ِنعُوا عن أَ ْنفُ ِ‬
‫غفِيرَهُفامْشُوا كَما َتمْشِي ِ‬
‫ستْ فِيهمُ َ‬
‫صخْرُ ال َغىّ ‪ :‬يا َقوْمُ لَيْ َ‬
‫قال َ‬
‫ظفِرُوا به ‪ .‬وال ِم ْغفَر ‪ ،‬كمِنْبَرٍ ‪،‬‬
‫ول َتهْرُبُوا فإِنّهم أَي بني ال ُمصْطَلِق ل َي ْغفِرُون ذَ ْنبَ أَحد منكم إِن َ‬
‫حتَ‬
‫وال ِمغْفَ َرةُ ‪ ،‬بهاءٍ ‪ ،‬وال ِغفَا َرةُ ‪ ،‬ككِتَابَة ‪ :‬زَرَدٌ من الدّرْع يُنْسَجُ على قَدْرِ الرّأْسِ يُلْبَسُ تَ ْ‬
‫لصُول ‪ :‬به المُتَسَلّحُ ‪.‬‬
‫سوَة ‪ ،‬ويُقَالُ ‪ :‬هو َرفْ َرفُ البَ ْيضَةِ أَو حََلقٌ يَتَقنّعُ ِبهَا ‪ ،‬وفي بعض ا ُ‬
‫القَلَنْ ُ‬
‫سفَلَ البَ ْيضَةِ ُتسْبَغُ على العُنُقِ فَ َتقِيهِ ‪.‬‬
‫جعَلُها الرّجلُ َأ ْ‬
‫شمَيْل ‪ :‬ال ِمغْفَرُ ‪ :‬حَلَقٌ َي ْ‬
‫وقال ابنُ ُ‬
‫سوَة غَيرَ أَ ّنهَا َأوْسَعُ ‪ ،‬يُلْقيها الرّجلُ على رَأْسه فتَبْلُغُ الدّ ْرعَ ثمّ‬
‫قال ‪ :‬ورُ ّبمَا كان ال ِم ْغفَرُ مِ ْثلَ القَلَنْ ُ‬
‫س َفلَ‬
‫جعِل ال ِم ْغفَرُ من دِيبَاجٍ وخَزّ أَ ْ‬
‫تُلْبَسُ البَ ْيضَةُ َف ْوقَهَا ‪ ،‬فذلك ال ِمغْفَر يُ َر ّفلُ على العا ِتقَيْن ‪ ،‬ورُ ّبمَا ُ‬
‫البَ ْيضَةِ ‪ .‬وقر ْأتُ في كتاب الدّرْع والبَ ْيضَة لَبي ‪ :‬عُبَيْ َدةَ َم ْعمَر بن المُثَنّى التّ ْي ِميّ ما َنصّه ‪ :‬فإِذا لم‬
‫حوّل السّين زايا ‪ ،‬فيقولُون ‪ :‬زَرَدا ‪ ،‬وهو‬
‫َتكُنْ ‪َ ،‬يعْني الدّرْع ‪ ،‬صَفيحا وكَانَتْ سَرَدا مح ّر َكةً وقد تُ َ‬
‫طمِ ّرةٍ جَرْداءَ َتضْ ‪ %‬بِرُ بالمُدجّجِ ذِي‬
‫غفَا َرةٌ ‪َ ،‬مكْسُورة الغَيْن ‪ ،‬قال ‪ ( % :‬و ِ‬
‫ق فهي مغْفَرٌ ‪ ،‬و ِ‬
‫الحََل ُ‬
‫ظهّرُوها بِديباج أَو خَزّ‬
‫حلَقِ وربما بَطّنُوهَا و َ‬
‫ال ِغفَا َرهْ ) ‪ %‬ويقال لها تَسْ ِبغَةٌ ‪ ،‬فرُ ّبمَا كانَت ظَاهِ َرةَ ال َ‬
‫خذُوا َف ْو َقهَا َقوْنَسا من ِفضّةٍ وغَيْرِ ذلك ‪ .‬انتهى ‪ .‬والغِفَا َرةُ‬
‫شوْهَا ِبمَا كَانَ ‪ ،‬ور ّبمَا اتّ َ‬
‫أَو بِزْ َيوْن ‪ ،‬وحَ َ‬
‫‪ ،‬ككِتَابَة ‪ :‬خِرْقةٌ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/248‬‬
‫سهَا ‪ .‬وقيل ‪ :‬هي خِ ْر َق ٌة تكونُ دون‬
‫سطِ رَأْ ِ‬
‫سهَا المرَأةُ ف ُت َغطّي رَ ْأسَها ما قَ َبلَ منه وما دَبَرَ غَيْ َر وَ َ‬
‫تَلْبَ ُ‬
‫خمَارَهَا من الدّهْن ‪ .‬وال ِغفَارَةُ أَيضا ‪ :‬ال ّر ْقعَةُ الْتي تكونُ على حَ ّز ال َقوْسِ‬
‫ال ِمقْ َنعَة ُت َوقّى بها المَرَْأةُ ِ‬
‫الذي َيجْرِي عليه الوَتَرُ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ال ِغفَا َرةُ ‪ :‬جِ ْل َد ٌة تكونُ على رَأْسِ القَوْسِ َيجْرِي عليها الوَتَرُ ‪،‬‬
‫سحَابَةٍ ‪.‬‬
‫سحَابَةٌ تَرَاهَا كأَ ّنهَا فوقَ َ‬
‫والغِفَا َرةُ ‪ :‬السّحَابَةُ َفوْقَ السّحَابَةِ ‪ ،‬وفي التهذيب ‪َ :‬‬
‫غفَا َرةُ ‪ :‬اسمُ جَبَل بعَيْنِه عن الصاغانيّ ‪ .‬وال َغفْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬ال َبطْنُ ‪ ،‬قال‬
‫والغِفَارةُ ‪ :‬رَأْسَ الجَ َبلِ ‪ .‬و ِ‬
‫‪ ( % :‬هو القاربُ التالِي له كلّ قارِب ‪ %‬وذُو الصّدَرِ النّامِي إِذا بَلَغَ ال َغفْرَا ) ‪ %‬وال َغفْرُ ‪ :‬زِئْبِرُ‬
‫غفْرُ ال ّث ْوبِ ‪ :‬هُدْبُهُ ‪ ،‬وهُدْب )‬
‫غفْ َرةٌ ‪ ،‬ويُحَرّك ‪ ،‬و ُيقَالُ ‪َ :‬‬
‫حدَتُه َ‬
‫ال ّث ْوبِ وما شاكَلَه ‪ ،‬وا ِ‬
‫غفِرَ ال ّث ْوبُ ‪،‬‬
‫ف الَرْدِيَة ول المَلحِف ‪ .‬و َ‬
‫طفُ ِرقَا ُقهَا ولَيّنُها ‪ ،‬وليس هو أَطْرَا َ‬
‫ص ‪ ،‬وهي القُ ُ‬
‫خمَا ِئ ِ‬
‫ال َ‬
‫غفِيرارا ‪ :‬ثارَ زِئْبِ ُرهُ ‪ ،‬وقال ابنُ القَطّاع ‪ :‬أَخْرَجَ زِئْبِرَه ‪ .‬وال ُغفْرُ ‪ :‬وَلَدُ‬
‫غفَارّ ا ْ‬
‫غفْرا ‪ ،‬وا ْ‬
‫كفَرِحَ ‪َ ،‬‬
‫غفُورٌ ‪،‬‬
‫غفَا ٌر ‪ ،‬كقُفْل وَأقْفَال وغِفَرَة ‪ ،‬كعنَبَةٍ ‪ ،‬و ُ‬
‫الَ ْروِيّة ‪ ،‬وضَمّه أَكثرُ ‪ ،‬والفَتْحُ قَلِيلٌ ‪ ،‬ج أَ ْ‬
‫جمْعُ ُمغْفِرَاتٌ ‪ ،‬قال‬
‫غفَرَت ‪ ،‬وال َ‬
‫غفْ َرةٌ ‪ ،‬وُأمّه ُم ْغفِرَة ‪َ ،‬وقَدْ أَ ْ‬
‫بالضّمّ ‪ ،‬الَخيرة عن كُراع ‪ ،‬والُنْثَى ُ‬
‫ص ْعبٌ يَ ِزلّ الغُفْرُ عن ُقذُفاتِهِ ‪ %‬بحافاتِه بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ ) ‪ %‬وقيل ‪ :‬ال ُغفْر اسمٌ‬
‫بِشْرٌ ‪ ( % :‬و َ‬
‫غفْرٌ ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪:‬‬
‫غفْرٌ كَثيرٌ ‪ ،‬وهِي أَ ْروَى ُم ْغفِرٌ ‪َ :‬لهَا ُ‬
‫ح ِكىَ ‪ :‬هذا ُ‬
‫جمْعِ ‪ .‬و ُ‬
‫ح ِد منها وال َ‬
‫للوا ِ‬
‫حكَاه أَبو عُبَيْد ‪،‬‬
‫هكذا َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/249‬‬

‫جمْع ‪.‬‬
‫جمْعٌ أَو اسمُ َ‬
‫والصّوَاب ‪ :‬أَ ْروِيّةٌ ُم ْغفِرٌ ‪ ،‬لَنّ الَ ْروَى َ‬
‫جوَالِق ‪.‬‬
‫شيْءٌ كال ُ‬
‫صغَارٌ ‪ ،‬وهي من المِيْزَانِ ‪ . .‬وال َغفْرُ ‪َ :‬‬
‫ل لل َقمَر ‪ ،‬ثَلثَةُ أَ ْنجُ ٍم ِ‬
‫والغَفْر ‪ :‬مَنْ ِز ٌ‬
‫عمُوا ُدوَيْبَة ‪ ،‬نقله‬
‫والغِْفُر ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬وَلَدُ ال َبقَرةِ ‪ ،‬عن الهَجَ ِريّ ‪ ،‬وقال ابنُ دُرَيد ‪ :‬ال ِغفْرُ ‪ :‬زَ َ‬
‫الصاغانيّ ‪.‬‬
‫شعَرُ العُنُقِ‬
‫ت الَ ْرضُ ‪ :‬نَ َبتَ فيها شئٌ منه ‪ .‬والغَفَرُ ‪َ :‬‬
‫صغَارُ الكَلِ ‪ ،‬وأَغْفَ َر ِ‬
‫والغَفَرُ ‪ ،‬بالتّحْرِيك ‪ِ :‬‬
‫شعَرٌ كالزّغَب يَكون على ساقِ المَرَْأ ِة والجَ ْبهَةِ ونحوِ ذلك ‪،‬‬
‫ن والقفَاَ والجَ ْبهَةِ ‪ .‬وقِيل ‪ :‬هو َ‬
‫واللّحْيَيْ ِ‬
‫خوْدٌ بسَاقَ ْيهَا ال َغفَرْ ‪ %‬لَيَ ْروَيَنْ أَو لَيَبِيدَنّ الشّجَرْ ) ‪%‬‬
‫عِل َمتْ َ‬
‫كالغَفْر بالفَتْح ‪ .‬قال الراجِزُ ‪ ( % :‬قد َ‬
‫خمَارُهَا ‪%‬‬
‫كالغُفَارِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وهو ُلغَةٌ في ال َغفَر ‪ُ ،‬محَ ّركَةً ‪ ،‬قال الرّاجز ‪ ( % :‬تُبْدِى َنقِيّا زَا َنهَا ِ‬
‫ستُ أَرْويه عن َأحَدٍ ‪.‬‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ .‬ولَ ْ‬
‫عظْمُ السّاقِ ‪ .‬قال ال َ‬
‫سطَةُ ‪َ :‬‬
‫غفَارُهَا ) ‪ %‬القُ ْ‬
‫وقُسْطَةً ما شانَها ُ‬
‫سكُون ‪ ،‬فليُنْظَر ‪،‬‬
‫والغَفِيرِ ‪ ،‬هكذا هو في النّسخ كأَمير ‪ ،‬والّذِي في الّلسَان وغَيْره ‪ :‬والغَفْر بفَتْح ف ُ‬
‫غفِ ُر ال َقفَا ‪،‬‬
‫غفَارُهُ ‪ :‬شَعرُه الصّغارُ القِصار ‪ ،‬وقال أَبو حَنِيفَة ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬هو َ‬
‫وغَفْرُ الجَسَدِ وغَفَرُه و ِ‬
‫جمّاءُ ال َغفِيرُ ‪ ،‬بالمَدّ ‪:‬‬
‫غفَرٌ ‪ .‬وال َ‬
‫جهِها َ‬
‫غفِ َرةُ الوَجْهِ ‪ ،‬إِذا كان في وَ ْ‬
‫غفَرٌ ‪ ،‬وهي َ‬
‫ككَتف ‪ :‬في َقفَاهُ َ‬
‫ضمّه ‪ ،‬قال أَبو عُبَيْدَة في كِتَاب الدّرع والبَ ْيضَة ‪ :‬البَ ْيضَةُ اسمٌ جامِعٌ‬
‫س و َت ُ‬
‫جمَعُ الرّأْ َ‬
‫البَ ْيضَةُ التي َت ْ‬
‫جمَعُ‬
‫ل صَفائحُ كقَبَائلِ الرّأْس ‪َ ،‬ت ْ‬
‫سمَا ِء والصّفاتِ التي من غَيْرِ َلفْظها ‪ ،‬وللبَ ْيضَة قَبَائ ُ‬
‫لما فيهَا من الَ ْ‬
‫أَطْرَافَ َب ْعضِها إِلى َبعْض‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/250‬‬

‫جمّ ال َغفِيرِ ‪،‬‬


‫غفِيرا ‪ ،‬و َ‬
‫جمّا َ‬
‫شدُدْنَ طَر َفيْ ُكلّ قَبيلَتَيْن ‪ .‬إِلى آخِرِ ما قال ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬جاءُوا َ‬
‫بمَسَامِيرَ يَ ْ‬
‫جمّاءَ ال َغفِيرَي ‪،‬‬
‫غفِيرا ‪ ،‬ممدودٌ في ال ُكلّ ‪ ،‬و َ‬
‫جمّاءَ َ‬
‫جمّاءَ الغَفِيرَ ‪ ،‬و َ‬
‫جمّاءَ الغَفيرِ ‪ ،‬وال َ‬
‫بالِضافة ‪ ،‬و َ‬
‫جمّاءَ‬
‫جمّاءَ ال َغفِي َرةَ ‪ ،‬و َ‬
‫جمّاءَ ال َغفِي َرةِ ‪ ،‬الثّلثَةُ َذكَرَهُمْ الصاغَا ِنيّ ‪ ،‬وال َ‬
‫جمّ ال َغفِي َرةِ ‪ ،‬و َ‬
‫بال َقصْرِ ‪ ،‬و َ‬
‫جمِيعا ‪،‬‬
‫جمّاءِ ال َغفِيرِ ‪ ،‬والغَفِي َرةِ ‪ ،‬أَي جاءُوا َ‬
‫غفِيرضةً ‪ ،‬والجَمّ الغَفِي َر ‪ ،‬ويقال أَيضا ‪ :‬جاءُوا ب َ‬
‫َ‬
‫جمَاءَ‬
‫شَري ُفهُم و َوضِيعُهم ولم ) يَتَخَلّف أَحدٌ ‪ ،‬وهم كَثِيرُون ‪ .‬وهو عند سيبويه ‪ ،‬ولم يَحْك ِإلّ ال َ‬
‫جمّاءِ ‪.‬‬
‫صفٌ لزِمٌ لل َ‬
‫الغفيرَ ‪ ،‬من الَحوالِ التي دَخََلهَا الَِلفُ والّلم ‪ ،‬وهو نادرٌ ‪ .‬وقال ال َغفِيرُ وَ ْ‬
‫جمّاء ال َغفِير ‪ :‬اسْ ٌم ولَيْس بفعْل ‪ِ ،‬إلّ أَنّهُ َم ْوضُوعٌ َموْضِعَ‬
‫سكُت ‪ .‬وال َ‬
‫جمّا َء وتَ ْ‬
‫يعني أَنّك ل َتقُولُ ال َ‬
‫غفِيرا ‪،‬‬
‫جمُوما َ‬
‫صبُ ال َمصَادرُ التي هي في َمعْنَاه أَي مَرَ ْرتُ ِبهِم ُ‬
‫صبُ ‪ ،‬كما تُ ْن َ‬
‫ال َمصْدَرِ أَي يُ ْن َ‬
‫جمِيعا وقاطِبةً وطُرّا وكافّةً ‪ ،‬وَأدْخَلُوا فيه الَلِف والّلمَ ‪ ،‬كما َأدْخَلُو ُهمَا في قولهم‬
‫كقولك جاءُوني َ‬
‫ن الَنْبَاريّ فيه ال ّرفْعَ‬
‫جعَلَهُ غيرُه َمصْدَرا ‪ .‬وَأجَازَ اب ُ‬
‫‪َ :‬أوْرَدَهَا العِرَاكَ ‪ :‬أَي َأوْرَدَهَا عِرَاكا ‪ ،‬و َ‬
‫جمّاءَ الغَفيرَ في ال ّتمَام وتَ ْر َفعُه في الّن ْقصَان ‪ ،‬وقد‬
‫على َتقْدِيرِهِمْ ‪ .‬وقال الكسائيّ ‪ :‬العربُ تَنصبُ ال َ‬
‫َذكَرَ غي ُر واحد من الَ ِئمّة هذا ال َبحْث في جمم مُسْ َتقْصىً ‪ ،‬وسيأْتي إِنْ شاءَ ال تَعالَى ‪ .‬وفي‬
‫جمِيمُ ‪ :‬الكَثِيرُ من‬
‫ج َم ِعهِم ‪ .‬والجَمّ ‪ ،‬وال َ‬
‫جمّاءَ الغَفيرَ ‪ ،‬أَي بأَ ْ‬
‫غفِيرا ‪ ،‬وال َ‬
‫جمّاءَ َ‬
‫البصائر ‪ :‬جا َء ال َقوْمُ َ‬
‫سلُ قال ‪:‬‬
‫ضيَ ال عنه قلتُ ‪ :‬يا َرسُولُ الِ كَم الرّ ُ‬
‫ُكلّ شئٍ ‪ .‬وفي النهاية ‪ ،‬في حَدِيثِ أَبِي ذَرّ َر ِ‬
‫غفَرَ المَريضُ ‪ ،‬وكذا الجَرِيحُ ‪َ ،‬يغْفِرُ‬
‫جمَاعَةً كثيرةً ‪ .‬و َ‬
‫سةَ عَشَرَ ‪ ،‬جَمّ الغَفِيرِ ‪ ،‬أَي َ‬
‫خمْ َ‬
‫ثَلثُمائة و َ‬
‫غفْرا ‪ ،‬من حدّ ضَ َربَ ‪ ،‬إِذا قامَ‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/251‬‬

‫غفَرَ العاشقُ ‪ :‬عادَ عِي ُدهُ بعدَ السّ ْل َوةِ‬


‫سمّ فاعِلُهُ ‪ .‬و َ‬
‫من مَ َرضِه ثم ُنكِسَ ‪ ،‬كغُفِرَ بِالضّمّ ‪ ،‬على مَا َلمْ يُ َ‬
‫حبُ الكَلْمِ ) ‪%‬‬
‫حمُومُ أَو صَا ِ‬
‫غفْرٌ لِذِي ال َهوَى ‪ %‬كَما َي ْغفِرُ المَ ْ‬
‫‪ ،‬قال الشّاعِر ‪ ( % :‬خَلِيَليّ إِنّ الدّارَ َ‬
‫غفِرَ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬لغة فيه ‪ ،‬ذكرَه ابن‬
‫وغَفَرَ الجُرْحُ َي ْغفِرُ ‪ ،‬من حَدّ ضَرَبَ ‪ ،‬إِذا ُنكِسَ وانْ َت َقضَ ‪ ،‬و َ‬
‫ح كفَرِحَ ‪ ،‬إِذا بَرَأَ ‪ ،‬وهو من‬
‫القطّاع ‪ ،‬وهو في الّلسَان أَيضا ‪ .‬وزاد ابنُ القَطّاع ‪ :‬وغَفِرَ الجُرْ ُ‬
‫غفَرَ الجََلبُ‬
‫ل ْفعَال ‪ ،‬فهو مُسْتَدْ َركٌ عليه ‪ .‬و َ‬
‫باَ‬
‫غفَلَه المصنّف وغَيْرُه من أَرْبَا ِ‬
‫لضْداد ‪ .‬وهذا قد أَ ْ‬
‫اَ‬
‫صمْغٌ شَبِيهٌ بالنّاطِف‬
‫صهَا ‪ .‬وال َمغَافِ ُر وال َمغَافِيرُ ‪ :‬ال َمغَاثِيرُ ‪ ،‬وهو َ‬
‫خ َ‬
‫غفْرا ‪َ :‬ر ّ‬
‫السّوقَ َيغْفِرُها َ‬
‫حدُ ِمغْفَرٌ ‪،‬‬
‫يَ ْنضَحُه العُ ْرفُطُ ‪ ،‬فَيُوضَع في َثوْبٍ ثمّ يُ ْنضَحُ بالمَاءِ فيُشْ َربُ ‪ ،‬وقد تَقدّم في غثر ‪ .‬الوَا ِ‬
‫كمِنْبَر ‪ ،‬ومُ ْغفُرٌ ‪ ،‬و ُمغْفُورٌ ‪ ،‬بضمّهما ‪ ،‬و ِمغْفَا ٌر و ِمغْفيرٌ ‪ ،‬بكَسْرِ ِهمَا ‪ ،‬وقد يكون ال ُمغْفورُ أَيضا‬
‫صمْغ ال ّرمْث والعُ ْرفُطِ ‪ :‬مَغاثيرُ‬
‫للعُشَرِ والسّلَم والّثمَا ِم والطّلْحِ وغيرِ ذلك ‪ .‬وفي ال ّتهْذيب ‪ُ .‬يقَال ِل َ‬
‫صمْغٌ يَسِيلُ‬
‫ن الَثِير ‪ :‬ال َمغَافِيرُ ‪َ :‬‬
‫و َمغَافِيرُ ‪ ،‬الوَاحدُ ُمغْثُو ٌر و ُمغْفُورٌ ‪ ،‬و ِم ْغفَرٌ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫صمْ ُغ الِجّاصَة ِم ْغفَارٌ ‪ .‬وقال أَبو‬
‫من العُ ْرفُطِ ‪ ،‬غيرِ أَنّ رائحَتَه ليست ِبطَيّبَة ‪ .‬وقال اللّيْث ‪َ :‬‬
‫شمَيْل‬
‫صمْغُ يكونُ في ال ّرمْث ‪ ،‬وهو حُ ْلوٌ ُي ْؤ َكلُ ‪ ،‬واحدُهَا ُمغْفُورٌ ‪ .‬وقال ابنُ ُ‬
‫عمْروٍ ‪ :‬المَغافِيرُ ‪ :‬ال ّ‬
‫َ‬
‫حمْض ‪ ،‬له َمغَافيرُ ‪ ،‬وهو شئٌ يَسِيلُ من طَرَف عِيدانِها مثل الدّبْس في َلوْنِه ‪،‬‬
‫‪ :‬ال ّر ْمثُ من بَيْنِ ال َ‬
‫سلٌ حُ ْلوٌ مِ ْثلُ ال ّربّ ِإلّ أَنّه أَبْيَض ‪ .‬وال َم ْغفُوراءُ ‪ :‬الَ ْرضُ ذاتُ َمغَافِيرَ‬
‫عَ‬‫وقال ) غَيْرُه ‪ :‬ال َمغَافيرُ َ‬
‫ظهَر‬
‫غفَرَ العُ ْر ُفطُ وال ّر ْمثُ ‪َ :‬‬
‫حكَى أَبو حَنِيفَة ذلك في الرّبَاعيّ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫وهي َممْدُودَة قاله ابن دُرَيْد ‪ .‬و َ‬
‫فيهما ذلك ‪ ،‬وأَخْرَجَ َمغَافيرَه ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/252‬‬

‫شجَرِهَا ‪ .‬فمَنْ قال ‪ِ :‬م ْغفَر ‪ ،‬قال ‪ :‬خَرَجْنا نَتغَفّرُ ‪ ،‬ومن قال ‪:‬‬
‫و َتغَفّرَ ‪ ،‬و َت َمغْفَر ‪ :‬اجْتَناها من َ‬
‫ُمغْفور ‪ ،‬قال ‪ :‬نَ َت َمغْفَرُ ‪ .‬و َقوُْلهُم ‪ :‬هذا الجَنَى ل أَنْ ُيكَدّ ال ُمغْفُرُ ‪ .‬و َروَى أَبو عَْمرو ‪ :‬ل أَنْ ُتكَدّى‬
‫شيْءِ قالُوا ‪ُ :‬يقَال ذلكَ لمَنْ يَنالُ الخَيْرَ الكَثيرَ ‪ ،‬وال ِمغْفَرُ ‪ :‬هو‬
‫ال ِم ْغفَرَا ‪ .‬مَ َثلٌ ُيضْرَب في َت ْفضِيلِ ال ّ‬
‫خذُ منه شَرَابٌ طَ ّيبٌ ‪ .‬وقال بعضُهم ‪ :‬ما اسْتَدَارَ‬
‫صمْغِ ُيمْسَحُ منه ما ابْ َيضّ فيُتّ َ‬
‫شجَرِ ال ّ‬
‫العُودُ من َ‬
‫صعْرُو ُر ‪ ،‬وما سَالَ منه في‬
‫لصْبع ُيقَال له ال ّ‬
‫صمْغ يقال له ال ِم ْغفَر ‪ ،‬وما استطال م ْثلَ ا ِ‬
‫من ال ّ‬
‫حدِيث أَنّ قادِما َقدِمَ عَلَيْه مِن َمكّ َة فقال ‪ :‬كَ ْيفَ تَ َر ْكتَ الحَ ْزوَ َرةَ قال‬
‫الَ ْرضِ ُيقَال له ال ّذ ْوبُ ‪ .‬وفي ال َ‬
‫غفَرَتْ َبطْحَاؤُهَا ‪ ،‬أَي أَنّ المَطَر نَ َزلَ عليها حتّى صا َر كال َغفْرِ من النّبَاتِ ‪ .‬وقيل‬
‫‪ :‬جادَهَا ال َمطَرُ فأَ ْ‬
‫شجَرَهَا‬
‫ن الَثِيرِ ‪ :‬وهذا أَشْبَهُ ‪ ،‬أَل تَرَاهُ َوصَفَ َ‬
‫جتْ َمغَافِيرَها ‪ .‬قال اب ُ‬
‫‪ :‬أَراد أَنّ ِرمْ َثهَا قد َأخْرَ َ‬
‫غفَيْر العَطّارُ‬
‫حسَنُ بن ُ‬
‫جهَيْنَةَ ‪ :‬امرََأةٌ ‪ .‬وال َ‬
‫غفَيْرَةُ ‪ ،‬ك ُ‬
‫فقال وأَبْرَمَ سََل ُمهَا وأَعْذَق ِإذْخِ ُرهَا ‪ .‬و ُ‬
‫خطّ ‪ ،‬الصاغانيّ في التكملة ‪ :‬ال َبصْ ِريّ ‪،‬‬
‫ال ِمصْريّ ‪ ،‬هكذا بخَط الذّهَ ِبيّ في الدّيوان ‪ ،‬ووقع ب َ‬
‫والَ ّولُ الصّواب ‪ ،‬كزُبَيْر ‪ُ :‬محَدّث ‪ ،‬قال الحا ِفظُ في التّبْصير ‪ :‬وَاهٍ كان في حُدُودِ الثّل ِثمِائَة ‪.‬‬
‫سفَ بنِ عَ ِديّ ‪ :‬كذّابٌ َوضّاعٌ ‪ .‬وَبَنُو غافِرٍ ‪َ :‬بطْنٌ من بَنِي سامَةَ بن ُل َؤيّ ‪،‬‬
‫وقال الذّهبيّ عن يُو ُ‬
‫غفَارٍ ‪ ،‬ككِتَاب ‪ :‬قَبِيلَةٌ من كِنَانَة ض ‪ ،‬وهم بَنُو‬
‫منهم عَطِيّةُ بنُ جابِرِ بن غافِرٍ الغافِ ِريّ ‪ .‬وبَنُو ِ‬
‫ن ضمْ َرةَ بنِ َبكْر بن عَ ْبدِ مَناةَ ‪ ،‬رَ ْهطُ‬
‫غفَارِ بن مُلَ ْيلِ ب ِ‬
‫ِ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/253‬‬

‫لثَ مَرّات ‪ ،‬ومنهم‬


‫سَيّدنا أَبي ذَرّ جُنْ َدبُ بنُ جُنا َدةَ ال ِغفَا ِريّ ‪َ ،‬رضِيَ ال عنه ‪ ،‬وقد تقدّم ِذكْرُه ثَ َ‬
‫جمِيلٌ ‪ ،‬وبِنْتُه عَ ّزةُ صاحبَةُ كُثَيّر‬
‫إيماءُ بنُ َرحْضةَ ‪ ،‬وإِليهم البَ ْيتُ ‪ ،‬وأَبو َبصْرَة ال ِغفَاريّ اسمُه َ‬
‫غفِي َرةٌ ول عَذِي َرةٌ ‪ ،‬أَي ل َي ْغفِ ُر لَحَدٍ ذَنْبا‬
‫وابنُ آبي اللّحْمِ ‪ ،‬وأَبُو رُهْم ‪ ،‬وغَيْرُهم ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬ما فِيهِ َ‬
‫غفِي َرهْ ‪ %‬فامْشُوا كما َتمْشِي جِمالُ‬
‫ستْ فِيهمُ َ‬
‫عذْرا ‪ ،‬قال صَخْرُ الغَيّ ‪ ( % :‬يا َقوْم لَيْ َ‬
‫ول َيقْبَل ُ‬
‫خفُوه ‪ ،‬فإِ ّنهُم يعني بني ال ُمصْطَلِق ل َي ْغفِرُون ذَ ْنبَ َأحَد‬
‫الحِي َرهْ ) ‪ %‬أَي تَثَاقَلُوا في سَيْرِكم ول تُ ْ‬
‫جوْهَر ‪ :‬البِطّيخُ الخَرِيفيّ ‪ ،‬أَو َن ْوعٌ منه ‪ ،‬وعليه اقْتََصر‬
‫منكم إِنْ ظَفرُوا به ‪ .‬وال َغوْفَرُ ‪ ،‬ك َ‬
‫الصاغانيّ ‪.‬‬
‫والغَفّارِيّة ‪ُ ،‬مشَدّدَة ة ب ِمصْرَ ‪ ،‬كذا َذكَره الصاغانيّ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وهما قَرْيَتانِ ‪ :‬إِحدا ُهمَا في الشّ ْرقِيّة ‪،‬‬
‫خلُ إِغْفارا ‪َ :‬ر ِكبَ‬
‫عمَالِ أَبْيَنَ ‪ .‬وأَغْفَرَ النّ ْ‬
‫حصْنٌ بال َيمَن من أَ ْ‬
‫غفْرٌ ‪ ،‬ك ُقفْل ‪ِ :‬‬
‫والثانِيَة في الجِيزيّة ‪ .‬و ُ‬
‫)‬
‫سمّونه ‪ :‬ال َغفَا ‪ .‬و ِممّا ُيسْتَدْرك‬
‫ئ كالقِشْرِ ‪ ،‬قال ابنُ القَطّاع والصاغانيّ ‪ :‬وأَهلُ المَدِينَة يُ َ‬
‫البُسْرَ ش ٌ‬
‫غفَرَ الُ لضهُ ‪.‬‬
‫غفُرٌ ‪ .‬وغَفَ َرهُ ‪ :‬قال َ‬
‫ج ْمعُه ُ‬
‫غفُورٌ ‪ ،‬و َ‬
‫غفَرَ ‪ ،‬وهو َ‬
‫عليه ‪ :‬اغْ َتفَر ذَنْبَه ‪ :‬مِ ْثلُ َ‬
‫غفَرُ الدّابّةِ ‪،‬‬
‫غفُورٌ ‪ ،‬بغير هاءٍ ‪ .‬و َ‬
‫وتَغافَرَا ‪ :‬دَعَا ُكلّ واحدٍ منهما لِصاحِبهِ بال َم ْغفِرَة ‪ .‬وامرَأةٌ َ‬
‫سهْل‬
‫محرّكةً ‪ :‬نَبَاتُ الشّعرِ في َم ْوضِع العُرْف ‪ .‬وال َغفَرُ ‪ :‬نَباتٌ رِبْعيّ يَنْ ُبتُ في ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/254‬‬

‫حمْرٌ غَيْرُ قِيَام ‪ .‬وال َغفِي َرةُ ‪:‬‬


‫خضْرٌ قِيامٌ إِذا كان أَخضر ‪ ،‬فإِذا يَبسَ فكأَنّهُ ُ‬
‫ِ والكامِ كأَنّه عَصافِيرُ ُ‬
‫غفِي َرةً في أَهْل أَو‬
‫الكَثْ َرةُ والزّيا َدةُ ‪ ،‬وبه ُفسّرَ حديثُ عليّ رضي ال عنه ‪ :‬إِذا رَأَى َأحَ ُدكُم لَخِيه َ‬
‫سعِيد ‪،‬‬
‫غفَارٍ المُثَنّى بنُ َ‬
‫س ٌم يكون على الخَدّ ‪ .‬وأَبو ِ‬
‫غفَارٌ ‪ ،‬ككِتَاب ‪ :‬مِي َ‬
‫مال فل َيكُونَنّ لَهُ فِتْنَةً ‪ .‬و ِ‬
‫عفّانَ ‪ ،‬وغِفَارٌ العا ِبدُ ‪:‬‬
‫غفَار غاِلبٌ ال ّتمّارُ ‪ .‬واخْتُلِف في الَخِير ‪ ،‬فقَال الفَلّسُ ‪ :‬إِنّهُ أَبو َ‬
‫وأَبو ِ‬
‫غفَيْرُ بنُ‬
‫عمَرَ الّتي طَّل َقهَا ‪ ،‬وهي حائضٌ ‪ .‬وكزُبَيْر ‪ُ :‬‬
‫غفَار ‪َ :‬ز ْوجَةُ ابنِ ُ‬
‫مُحَدّثون ‪ ،‬وآمِ َنةُ بِ ْنتُ ِ‬
‫حمَدَ ابنِ حَسَن بن‬
‫حفِيدُه عبدُ الِ بنُ َأ ْ‬
‫س ِفيّ ‪ ،‬و َ‬
‫غفَيْر النّ َ‬
‫جَرِير النّسَفيّ الحَدّادُ ‪ ،‬وحَسّانُ بنُ عليّ بن ُ‬
‫حمَدَ بن محمّدِ بن عبدِ الِ بن‬
‫غفَيْر ‪ ،‬وأَبو ذَرّ عَ ْبدُ بنُ َأ ْ‬
‫حسّان ‪ ،‬وعليّ بنُ َنصْرِ بن محمْدِ بنِ ُ‬
‫َ‬
‫عدِه‬
‫غفَارِىّ ‪ ،‬وزَنْ ُد وَ ْ‬
‫سجَعات الَساس ‪ :‬فُلنٌ صِدْقُ َقوْلِه ِ‬
‫غفَيْر الهَ َروِيّ الحافِظُ ‪ :‬محدّثون ‪ .‬ومن َ‬
‫ُ‬
‫ل َقتْ بَيانا عندَ آخِرِ‬
‫غفَلتُها ‪ %‬ف َ‬
‫عتْ فَلمْ ُت ْغفَر َلهَا َ‬
‫عفَا ِريّ ‪ .‬ومن المَجَازِ َقوْلُ زُهَيْر ‪ ( % :‬أَضا َ‬
‫َ‬
‫غفْلَتَها عن وَلَ ِدهَا فَأكَلَتْه غ ل ر وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪ :‬غَلّورَا ‪ ،‬بفَتْح‬
‫َم ْعهَدِ ) ‪ %‬أَي لم َت ْغفِرِ السّبَاعُ َ‬
‫حمَدَ بنِ عَبْدِ ال بنِ مُوسَى الغَا ِفقِيّ‬
‫ضمُومَة وأَلِف َبعْدَ راءٍ ‪ :‬جَدّ أَبي عَليّ الحَسَنِ بنِ َأ ْ‬
‫شدّدَة َم ْ‬
‫فلم مُ َ‬
‫حدّث ‪ .‬غ‬
‫حمّد بن عبد الرّحمن بن غَلّورَا ‪ ،‬فقِيهٌ مُ َ‬
‫عمّه مُ َ‬
‫سمَع ب َب ْغدَادَ ابنَ البَطِر ‪ ،‬وطَرّاد ‪ ،‬وابنُ َ‬
‫‪َ ،‬‬
‫شيْءِ إذا كَثُر ‪ ،‬هذا كَثِيرٌ‬
‫م ر ‪ .‬ال َغمْر ‪ :‬الماءُ الكثيرُ ‪ ،‬كال َغمِير كَأمِير ‪ .‬قال أَبو زيد ‪ :‬يُقال لل ّ‬
‫غمِيرٌ ‪ .‬وقال ابن‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/255‬‬

‫ن الَثِير ‪ :‬أَي َيغْمثرُ مَنْ دَخََلهُ‬


‫غمْرٌ ‪ :‬كَثيرٌ ُمغْرِقٌ ‪ ،‬بَيّنُ ال ُغمُورةِ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫ُ سِيدَه وغيرهُ ‪ :‬ماءٌ َ‬
‫شدّ‬
‫غمُورٌ ‪ ،‬ويُقَال ‪ :‬ما أَ َ‬
‫غمَارٌ و ُ‬
‫غمْرٌ ‪ ،‬وبحَارٌ ِ‬
‫غمُورٌ ‪ُ ،‬يقَال ‪َ :‬بحْرٌ َ‬
‫غمَارٌ و ُ‬
‫و ُيغَطّيه ‪ ،‬ج ِ‬
‫غمَارٌ‬
‫خيّ الواسعُ الخُلُق ‪ ،‬وجمعُه ِ‬
‫غمُورضةَ هذا ال ّنهْرِ ‪ .‬ومن المَجازِ ‪ :‬ال َغمْرُ ‪ :‬الكَرِيمُ الس ِ‬
‫ُ‬
‫س ْكبٌ ‪ ،‬وفَرَسٌ‬
‫جوَادُ ‪ ،‬كما ُيقَالُ ‪ :‬فَ َرسٌ بَحْرٌ ‪ ،‬و َ‬
‫غمُورٌ ‪ .‬ومن المَجَازِ ‪ :‬ال َغمْرُ من الخَيْل ‪ :‬ال َ‬
‫وُ‬
‫غمْرٌ ‪ :‬كثيرُ العَ ْدوِ واسِعُ الجَرْي ‪ .‬وال َغمْرُ من الثّياب ‪ :‬السابغُ الواسِعُ ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وال َغمْرُ من‬
‫َ‬
‫غمَارَ ِتهِم ‪،‬‬
‫غمْرَ ِتهِم ‪ ،‬و ُ‬
‫حمَتُهم وكَثْرَتُهم ك َغمَرِهم ‪ ،‬مُحَرّكةً ‪ ،‬و َ‬
‫النّاسِ ‪ :‬جَماعتُهم وَلفِيفُهم وزَ ْ‬
‫ت في‬
‫غمَارُهم ُيضَ ّم و ُيفْتَح ‪ ،‬يقال ‪ :‬دَخَ ْل ُ‬
‫غمَارُهُم و َ‬
‫غمَارٌ ‪ ،‬وكذلك ُ‬
‫جمْعُ ال َغمْرَة ِ‬
‫بالضمّ ‪ ،‬و ُيفْتَح ‪ ،‬و َ‬
‫حمَته ْم وكَثْرَتِهم ‪ .‬ومنه حديث ُأوَيْس ‪َ :‬أكُونُ‬
‫خمَرِهِم ‪ ،‬أَي في زَ ْ‬
‫غمَرِهِم و َ‬
‫غمَارِهِم و َ‬
‫غمَارِ الناس و ُ‬
‫َ‬
‫لمُورَ وهو الجاهلُ‬
‫ج ْمعِهم المُ َتكَاثِف ‪ ،‬وقد َتقَدّم ‪ .‬وال ُغمْرُ ‪ :‬مَنْ لم ُيجَرّب ا ُ‬
‫في غمَارِ الناسِ أَي َ‬
‫الغِرّ ‪ .‬قال ابن سِيدَه ‪ :‬و ُيقْتَاسُ من ذلك ِل ُكلّ مَنْ ل غَناءَ عِنْدَه ول رَأْى ‪ ،‬ويُثَّلثُ ويُحَرّك ‪ ،‬ويُقَال ‪:‬‬
‫غمْرٌ ‪ :‬ل تَجْرِبةَ له بحَ ْربٍ ‪ ،‬ولم تُحَ ّنكْه التّجاربُ ‪ .‬قلْت ‪ :‬الفَتْح والضّمّ والتّحْرِيك هو‬
‫غمْرٌ و َ‬
‫جلٌ ُ‬
‫رَ ُ‬
‫لمّهات الّلغَويّة ‪ ،‬وَأمّا الكَسْر فغَيْرُ َمعْرُوف ‪ .‬وفاتَه ال َغمِرُ ‪ ،‬ككَتِف ‪،‬‬
‫المَ ْنصُوص عليه في ا ُ‬
‫شمّاخ ‪ ( % :‬ل َتحْسَبَنّي‬
‫لوّل بَ ْيتَ ال ّ‬
‫حبُ اللّسَان ‪ .‬وأَنشد على ا َ‬
‫والمُغمّر ‪ ،‬ك ُمعَظّمِ ذكرهما صا ِ‬
‫غمِرا ‪ %‬كحَيّةِ المَاءِ بَيْنَ الصّخْرِ والشّيدِ ) ‪ %‬هكذا ُر ِوىَ ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬ل‬
‫وإِنْ كُ ْنتُ َأمْ َرءًا َ‬
‫أَدْرِي َأ ُهوَ إِتْبَاعٌ أَم ُلغَة‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/256‬‬

‫ب وأَسْبَاب ‪ .‬وفي حديث‬


‫جمْعَ ال ُمحَ ّركِ ‪ ،‬كسَ َب ٍ‬
‫غمَارٌ ‪ .‬و َيصِحّ أَنْ َيكُونَ َ‬
‫جمْعُ ال ُغمْرِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬أَ ْ‬
‫وَ‬
‫غمَارا ‪ .‬وال ُم َغمّرُ من الرَّجال ‪:‬‬
‫ضيَ ال عنهما ‪ :‬ل َيغُ ّركَ أَنْ قَتَ ْلتَ َنفَرا من قُرَيْش أَ ْ‬
‫ابنِ عَبّاس َر ِ‬
‫غمّر َت ْغمِيرا ‪.‬‬
‫جهَلَه الناسُ ‪ .‬وقد ُ‬
‫مَنْ اسْ َت ْ‬
‫سفْيَانَ ‪ ،‬وكان قد قَرَأَ على َك ْعبِ الَحْبَارِ ‪،‬‬
‫وال ُغمْرُ ‪ :‬اسمُ سَيْف خاِلدِ بنِ يَزِيدَ بنِ ُمعَاوِيَة بن أَبِي ُ‬
‫شقَ ‪ .‬وال ُغمْرُ ‪ ،‬أَيضا ‪ :‬اسمُ فَرِسِ الجَحّافِ بنِ حَكيمٍ ‪ ،‬ذكرهُما )‬
‫عقِبُه بدمَ ْ‬
‫و َت َمهّرَ في النّجُوم ‪ ،‬و َ‬
‫سهْم ‪.‬‬
‫حفَرها بَنُو َ‬
‫غمْر ‪ ،‬بفتح فسكون ‪ ،‬وهو بِئرٌ قَديم ٌة بمكّةَ ‪َ ،‬‬
‫حدِيثِ ِذكْرُ َ‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬وفي ال َ‬
‫غمْرٌ ‪ ،‬أَيضا ‪ :‬ع ُيعْ َرفُ ب َغمْرِ ذي كِنْ َدةَ بَيْنَه وبَيْ َنهَا ‪ ،‬أَي ‪َ ،‬مكّةَ َي ْومَان ‪ ،‬وَرا َء وَجْ َرةَ ‪ ،‬قال‬
‫وَ‬
‫لمْلحُ فال َغمْرُ ) ‪ %‬وال َغمْرُ ‪ ،‬أَيضا ‪ :‬ماءٌ بال َيمَامَةِ ‪،‬‬
‫ب فا َ‬
‫عفَا منْ آل حُبّى السّهْ ‪ُ %‬‬
‫طَ َرفَةُ ‪َ ( % :‬‬
‫س ّمىَ به مَجازا ‪ .‬وال ُغمْرُ‬
‫غمْرٌ ‪ :‬ع لِطَيّئ ‪ .‬وال َغمْرُ ‪ :‬اسمُ رَجُل من العَرَب ‪ُ ،‬‬
‫س ّمىَ ِلكَثْرَتِه ‪ .‬و َ‬
‫ُ‬
‫عفَرَانُ ‪ ،‬كال ُغمْرَة ‪ ،‬بهَا ٍء وقيلَ ‪ :‬الوَرْسُ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬الكُ ْركُمُ ‪.‬‬
‫بالضّمّ ‪ :‬الزّ ْ‬
‫حكَم ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وهو‬
‫عفَرَانِ ذكره ابنُ سِيدَه في المُ ْ‬
‫حصّ ‪ .‬و َثوْبٌ ُم َغمّرٌ ‪َ :‬مصْبُوغٌ بالزّ ْ‬
‫وقيل ‪ :‬ال ُ‬
‫عفَرَانِ في مادّة ش ع ر ولم يَ ْذكُرْه ‪ .‬وقد‬
‫مُسْتَدْ َركٌ على الصَاغانيّ ‪ ،‬فإِنّه اسْ َتوْعَب َأسَا ِميَ الزّ ْ‬
‫جهَها َت ْغمِيرا ‪:‬‬
‫غمّرت المَرَْأةُ وَ ْ‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/257‬‬

‫صفُوَ َلوْ ُنهَا ‪ ،‬واغْ َتمَرَتْ به ‪ ،‬و َت َغمّرتْ مِثْلُه ‪.‬‬


‫جهَها لِ َي ْ‬
‫أَي طََلتْ به وَ ْ‬
‫س َهكُ ‪ ،‬وزَنَخُ اللّحْمِ ‪ ،‬وما‬
‫وجارِيَةٌ ُم َغمّ َر ٌة ومُ َت َغمّ َرةٌ و ُمغْ َتمِ َرةٌ ‪ :‬مُتَطَلّيَة ‪ .‬وال َغمَرُ ‪ ،‬بالتّحْرِيك ‪ :‬ال ّ‬
‫غمَرٌ ‪ ،‬أَي الزّهُومَة‬
‫ت وفي َيدِه َ‬
‫سمْنِ ‪ .‬ومنه الحديث ‪ :‬مَنْ بَا َ‬
‫سمِه ‪ ،‬كال َوضَرِ من ال ّ‬
‫َيعْلَقُ بال َيدِ مِن َد َ‬
‫غمِ َرةٌ ‪ ،‬أَي زَ ِه َمةٌ ‪ ،‬كما َتقُول من‬
‫غمَرا ‪ ،‬فهي َ‬
‫غمِ َرتْ يَ ُدهُ من اللّحْم ‪ ،‬كفَرِحَ ‪َ ،‬‬
‫من اللّحْم ‪ .‬وقد َ‬
‫حقْ ُد وال ِغلّ و ُيكْسَر ‪ ،‬ج‬
‫س ِهكَةٌ ‪ ،‬ومنه مِنْديلَ ال َغمَرِ ‪ :‬المَشُوش ‪ .‬وال َغمَر أَيضا ‪ :‬ال ِ‬
‫سهَك ‪َ :‬‬
‫ال ّ‬
‫ح صَغيرٌ‬
‫غلّ ‪ .‬وال ُغمَرُ ‪ ،‬كصُرَد ‪َ :‬قدَ ٌ‬
‫غمْرا ‪َ :‬‬
‫غمَرا و ِ‬
‫غمِرَ صَدْرُه ‪ ،‬كفَرِحَ ‪َ ،‬ي ْغمَرُ َ‬
‫غمُورٌ ‪ ،‬وقد َ‬
‫ُ‬
‫سفَر إِذا لم َيكُنْ َم َعهُمْ من الماءِ ِإلّ يَسيرٌ ‪ ،‬على حَصاةٍ يُ ْلقُونَها في إِناءٍ ‪ ،‬ثم‬
‫يَتَصافَنُ به ال َقوْمُ في ال ّ‬
‫ن في‬
‫حدِيثِ ‪ :‬أَنّه كا َ‬
‫حصَاةَ ‪ ،‬فيُعطاهَا كلّ َرجُل منهم ‪ .‬وفي ال َ‬
‫صبّ فيهِ من الماءِ َقدْرُ ما َي ْغمُرُ ال َ‬
‫ُي َ‬
‫جعَلُوني‬
‫حدِيث آخَرَ ‪ :‬ل َت ْ‬
‫غمَرِي أَي ائْتُونِي به ‪ .‬وفي َ‬
‫ش ِكىَ إِلَيْه ال َعطَشُ ‪ ،‬فقال ‪ :‬أَطِْلقُوا لي ُ‬
‫سفَر فَ ُ‬
‫َ‬
‫ن الَثِير ‪ :‬ال ُغمَرُ ‪ :‬هو ال َق ْعبُ‬
‫ك ُغمَرِ الرّاكب ‪ ،‬صَلّوا عََلىّ َأ ّولَ الدّعَاءِ وَأوْسَطَه وآخِرَه ‪ .‬قال اب ُ‬
‫ح ِملُ رَحْلَه وأَزْوادَه ‪ ،‬ويَتْرُك َقعْبَه إِلى آخِر تَرْحالِه ‪ ،‬ثم ُيعَلّقه على‬
‫صغِير ‪ ،‬أَرادَ أَنّ الرا ِكبَ يَ ْ‬
‫ال ّ‬
‫جعَلُوا الصّلةَ عَلَيْه كال ُغمَرِ الذي ل ُيقَدّم في المَهامّ‬
‫لوَة ‪ ،‬فلَيْس عنده ب ُمهِمّ ‪ ،‬ف َنهَاهم أَنْ َي ْ‬
‫رَحْله كالعِ َ‬
‫ن وَ ْهبٍ الباهِِليّ ‪:‬‬
‫عشَى باهِلَةَ يَرْثِي أَخاهُ المُنْتَشِرَ ب َ‬
‫لقْدَاحِ ‪ ،‬قال أَ ْ‬
‫صغَ ُر ا َ‬
‫جعَل تَبَعا ‪ ،‬وال ُغمَرُ َأ ْ‬
‫‪ ،‬ويُ ْ‬
‫شمَيْل ‪ :‬ال ُغمَرُ ‪:‬‬
‫‪َ ( %‬ت ْكفِيهِ حُ ّزةُ فِ ْلذٍ إِنْ أََلمّ بهَا ‪ %‬منَ الشّوا ِء ويُ ْروِى شُرْبَه ال ُغمَرُ ) ‪ %‬وقال ابنُ ُ‬
‫يَأْخذ كَيْلَجَتيْنِ أَو ثلثا ‪ ،‬وال َق ْعبُ أَعْظَمُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/258‬‬
‫سقَاهُ به ‪ .‬و َت َغمّرَ ‪ :‬شَ ِربَ به ‪،‬‬
‫غمّرَه َت ْغمِيرا ‪َ :‬‬
‫غمَارٌ ‪ .‬و َ‬
‫جمْعُ ال ُغمَر أَ ْ‬
‫منه ‪ ،‬وهو يُ ْروِى الرّجلَ ‪ .‬و َ‬
‫وفي الحدِيثِ ‪َ :‬أمّا الخَ ْيلُ ف َغمّرُوهَا ‪ ،‬وَأمّا الرّجَالُ فأَ ْروُوهُم وقِيل ال ّت َغمّر ‪َ :‬أ َقلّ الشّ ْربِ دُونَ‬
‫غمْرُ الخُلُقِ ‪ ،‬أَي كَثِيرُ‬
‫غمْرُ الرّداءِ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬وكذلك َ‬
‫جلٌ َ‬
‫ال ّريّ ‪ ،‬وهو منه ‪ .‬ومن المَجاز ‪ :‬رَ ُ‬
‫صغِيرا ‪ ،‬وهو بَيّنُ ال ُغمُورَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬من َقوْم‬
‫خيّ واسِعُ الخُلُقِ ‪ ،‬وإِنْ كانَ ) رِدَاؤُه َ‬
‫سِ‬‫ال َمعُروفِ َ‬
‫حكَتِه ِرقَابُ المالِ )‬
‫غِلقَتْ ِلضَ ْ‬
‫غمْرُ الرّداءِ ِإذَا تَبَسّم ضاحِكا ‪َ %‬‬
‫غمُور ‪ ،‬قال كُثَيّر ‪َ ( % :‬‬
‫غمَارٍ و ُ‬
‫ِ‬
‫سعُ‬
‫لوّل أَنه ذَكرَ َأ ّولً ال َغمْرَ وقال فيه ‪ :‬الكَرِيمُ الوا ِ‬
‫جهَيْن ‪ :‬ا َ‬
‫‪ %‬وفي كلم المصنّف َنظَرٌ من وَ ْ‬
‫حلّ واحِد كانَ حَسَنا ‪.‬‬
‫غمْرُ الرّداءِ وغَمرُ الخُلُق ‪ .‬فلو َذكَرَهما في مَ َ‬
‫الخُُلقِ ‪ ،‬وهو بعَيِْنه معنى َ‬
‫غمْرُ‬
‫خيّ هو تفسير َ‬
‫سِ‬‫غمْر الخُلُق ‪ ،‬ولم ُيفَسّرُه ‪ ،‬فإِنّ قوله كَثِيرُ ال َمعْرُوف َ‬
‫والثاني أَنّه َذكَرَ هُنَا َ‬
‫غمَرَ الماءُ َي ْغمُرُ ‪،‬‬
‫الرّداءِ ‪ .‬فلو قال ‪ :‬وَاسِع الخُلُق ‪ ،‬كان َتفْسِرا لهما كما هو ظاهر ‪ ،‬فتََأمّل ‪ .‬و َ‬
‫غمَا َرةً‬
‫ضمّ المِيم ‪َ ،‬‬
‫جدَ في بعضِ ُأ ّمهَات الّلغَة مضبوطا ب َ‬
‫حدّ َنصَ َر كما في سائر النّسَخ ‪ ،‬ووُ ِ‬
‫من َ‬
‫غمَ َرةُ الماءُ َي ْغمُرُه ‪ ،‬من‬
‫غمُو َرةً ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬كَثُرَ ‪ .‬زاد في البَصائر ‪ :‬حَتّى سَتَرَ َمقَرّه ‪ .‬و َ‬
‫بالفَتْح ‪ ،‬و ُ‬
‫غمْرا ‪ ،‬لَنّهُ َي ْغمْر مَن‬
‫س ّميَ الماءُ الكَثيرُ ‪َ :‬‬
‫غمْرا ‪ ،‬واغْ َتمَ َرهُ ‪ :‬غَطّاهُ وسَتَ َرهُ ‪ .‬ومنه ُ‬
‫حدّ َنصَرَ ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫خلٌ ُمغْ َتمِرٌ ‪ :‬يَشْ َربُ في‬
‫َدخَلَه و ُيغَطّيه ‪ .‬ومن المَجازِ ‪ :‬جَيْشٌ َيغْ َتمِ ُر كلّ شيْءٍ ‪ ،‬أَي ُيغَطّيه ‪ .‬ونَ ْ‬
‫الغمَ ْرةَ ‪ ،‬عن أَبي حَنِيفَةَ ‪ ،‬وأَنشد َق ْولَ لَبِيد في صِفَة َنخْل ‪ ( % :‬يَشْرَبْنَ ِرفْها عِرَاكا غَيرَ صادِ َرةٍ‬
‫‪ %‬فكُّلهَا كَا ِرعٌ في المَاءِ ُمغْ َتمِرُ ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/259‬‬

‫جلٌ ُمغْ َتمِرٌ ‪:‬‬


‫قلتُ ولم يَذكر المصنّف ال َغمْ َر َة وأَحَالَ عليه هُنَا ‪ ،‬وهو مِ ْثلُ ال َغمْرِ الماءُ الكثيرُ ‪ .‬ورَ ُ‬
‫عقْلِه وسَتَرَه ‪ .‬وال َم ْغمُورُ ‪ :‬الخا ِملُ‬
‫غطّى عَلَى َ‬
‫سكْرُ ‪ ،‬أَي َ‬
‫سكْرَانُ ‪ ،‬نقله الصاغَانيّ ‪ ،‬كأَنّه اغْ َتمَرَه ال ّ‬
‫َ‬
‫عَلوْه ب َفضِْلهِم‬
‫غمَرُوه ‪ ،‬أَي َ‬
‫شهُور ‪ ،‬كأَ ّنهُمْ قد َ‬
‫ستُ بمَ ْ‬
‫حجَيْر ‪ :‬إِنّني ل َم ْغمُورٌ فِيهِم أَي لَ ْ‬
‫‪ ،‬وفي حَديث ُ‬
‫‪.‬‬
‫ستُ‬
‫غمّ َرهُ الشّ ْربُ ‪ .‬قال الشاعِرُ ‪ ( % :‬ولَ ْ‬
‫و َت َغمّرَ ال َبعِيرُ ‪ :‬لَمْ يَ ْروَ من الماءِ ‪ ،‬وكذلك العَيْرُ ‪ .‬وقد َ‬
‫غمّرَه الوُرُودُ ) ‪ %‬والغامِرُ من الَرض والدّورِ ‪ :‬خلفُ‬
‫بصَادِرِ عَن بَ ْيتِ جَارِي ‪ %‬صُدُورَ العَيْرِ َ‬
‫غَلبَ‬
‫سهُ ال ّر ْملُ والتّرَابُ ‪ ،‬أَو َ‬
‫غمَ َرهُ فل ُت ْمكِنُ زرَاعَتُه ‪ ،‬أَو كَبَ َ‬
‫ب لَنّ المَاءَ قد َ‬
‫العامرِ ‪ ،‬وهو الخَرَا ُ‬
‫غمْر من الماءِ ‪ ،‬وغَيْ ُرهُ‬
‫عليه النّزّ فَنَ َبتَ فيه الَبَاءُ والبَرْ ِدىّ فل يُنْ ِبتُ شيئا ‪ ،‬وقيلَ له غامِرٌ لَنّه ذو َ‬
‫صبٍ ‪.‬‬
‫غمَرَه ‪ ،‬كما ُيقَال هَ ّم ناصبٌ أَي ذو َن َ‬
‫الّذي َ‬
‫سوَادَ ‪ :‬عامِ َر ُه وغامِ َرهُ ‪ .‬فقيل ‪ :‬إِنّه أَراد عامِرَه‬
‫عمَ َر رضيَ ال عنه ‪ :‬أَنّه مَسَحَ ال ّ‬
‫وبه فُسّرَ حديثُ ُ‬
‫ج َعلَ علَى ُكلّ جَرِيبٍ عامرٍ أَو غامٍِ ر دِ ْرهَما وقَفِيزا وإِ ّنمَا فعل‬
‫حدِيث آخَرَ ‪ :‬أَنّه َ‬
‫وخَرَابَه ‪ .‬وفي َ‬
‫ن الَرْض ‪ :‬كُّلهَا‬
‫س في المُزَارَعَة قاله الَزْهريّ ‪ .‬أَو الغَامِرُ مِ َ‬
‫ذلك رَضيَ ال عَنْهُ لئلّ ُي َقصّرَ النا ُ‬
‫ما لَمْ ُتسْتَخْرَجْ حَتّى َتصْلُحَ للزّرَاعَ ِة والغَرْسِ ‪ .‬وقِيل ‪ :‬هو ما َلمْ يُزْ َرعْ ِممّا َيحْ َت ِملُ الزّرَاعَة ‪،‬‬
‫ل بمعنى َم ْفعُول ‪ ،‬كقولهم ‪ :‬سِرّ كاتمٌ ‪ ،‬وماءٌ‬
‫وإِ ّنمَا قيل له غامِ ٌر لَنّ الماءَ يَبُْلغُه ف َي ْغمُرُه ‪ ،‬وهو فاع ٌ‬
‫)‬
‫دا ِفقٌ ‪ ،‬وإِ ّنمَاُبِنَي عَلَى فاعِل لِ ُيقَا َبلَ به العامِ ُر ‪ ،‬وما ل يَبُْلغُه الماءُ من َموَات الَرْض ل ُيقَال له‬
‫ل التي‬
‫خُ‬‫غامِر قاله أَبو حَنِيفَةَ ‪ .‬وفي بعض النّسَخ ‪ :‬والَ ْرضُ كُّلهَا ‪ ،‬بالواو ‪ .‬والغامرَةُ ‪ ،‬بهاءٍ ‪ :‬النّ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/260‬‬

‫سقْي ‪ ،‬قاله أَبو حنيفة ‪ .‬قال الَزْهَ ِريّ ‪ :‬ولم َأجِدْ هذا ال َق ْولَ َمعْرُوفا ‪ .‬ومن المَجَازِ‬
‫ل َتحْتَاجُ إِلى ال ّ‬
‫حمُ ُه والَخِيرُ‬
‫حوِهما ‪ ،‬ومُزْدَ َ‬
‫شيْءِ ‪ ،‬بالفتح ‪ :‬شِدّتُه ومُ ْن َه َمكُه ‪ ،‬ك َغمْ َرةِ الهَ ّم وال َم ْوتِ و َن ْ‬
‫غمْ َرةُ ال ّ‬
‫‪َ :‬‬
‫جمَعُ ال َغمْ َرةُ أَيضا‬
‫غمَارٌ ‪ ،‬بال َكسْر ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وتُ ْ‬
‫غمَرَاتٌ ‪ ،‬مُحَرّكة ‪ ،‬و ِ‬
‫يُسْ َت ْعمَل في المَاءِ والناسِ ج َ‬
‫حجْرا‬
‫غمَر ‪ ،‬مثل َنوْبَة و ُنوَب ‪ ،‬قال القُطَا ِميّ ويَ ْذكُر الطّوفانَ ‪ ( % :‬إِلَى الجُو ِدىّ حَتّى صَارَ ِ‬
‫على ُ‬
‫جمْعُ‬
‫حجْر ‪ :‬ال َممْنُوع الذي له حاجِزٌ ‪ ،‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬و َ‬
‫‪ %‬وحان لِتَاِلكِ ال ُغمَرِ انْحسَارُ ) ‪ %‬ال ِ‬
‫غمَارِ ال َم ْوتِ‬
‫غمَارُها ‪ :‬شَدا ِئدُها ‪ .‬قال ‪ ( % :‬وفارِسٍ في ِ‬
‫غمَرَاتُ الحَرْب ‪ ،‬و ِ‬
‫السّلمَة َأكْثَرُ ‪ .‬و َ‬
‫سكْر ‪،‬‬
‫غمْ َرةٍ من َل ْهوٍ وشَبِيبَة و ُ‬
‫مُ ْن َغمِسٍ ‪ %‬إِذا تََألّى على َمكْرُوهَ ٍة صَ َدقَا ) ‪ %‬ويُقَالُ ‪ :‬هو في َ‬
‫جهِْلهِم ‪.‬‬
‫غمْرَ ِت ِهمْ حَتّى حِين ‪ .‬قال الفَرّاءُ ‪ :‬أَي في َ‬
‫وكلّه على المَثَل ‪ .‬وكذا قولُه تعالى ‪ :‬فَذَْرُهْم فِي َ‬
‫عمَايَتِهمْ وحَيْرَ ِتهِمْ ‪ .‬وكذلك قولُه َتعَالَى ‪َ :‬بلْ قُلُو ُبهُمْ فِي‬
‫غمَرَا ِتهِمْ أَي في َ‬
‫وقال الزّجّاجُ ‪ :‬وقُ ِرئَ في َ‬
‫غطَاءٍ ‪ ،‬وغَفْلَة ‪ ،‬وقال اللّ ْيثُ ‪ :‬ال َغمْرة ‪:‬‬
‫عمَايَة ‪ .‬وقال القُتَيْبيّ ‪ :‬أَي في ِ‬
‫غمْرَة مِنْ هذَا ‪ .‬أَي في َ‬
‫َ‬
‫جهَنّمَ ‪ :‬المواضِعث التي َتكْثُر فيها النارُ‬
‫غمَرَاتُ َ‬
‫ش ّدةُ ُهمُومِه ‪ .‬و َ‬
‫غمْ َرةُ ال َموْتِ ‪ِ :‬‬
‫مُ ْن َه َمكُ الباطلِ ‪ .‬و َ‬
‫شيْءِ ‪:‬‬
‫‪ .‬وال ُمغَامِرُ وال ُم َغمّرُ ‪ ،‬بضمّهما ‪ :‬المُلْقِى بِ َنفْسِه فيها ‪ ،‬أَي في ال َغمَرات ‪ .‬واغْ َتمَر في ال ّ‬
‫ن بقِشْرِه ‪ ،‬هكذا َذكَرُوه هنا ‪،‬‬
‫طعَامٌ ُمغْ َتمِرٌ ‪ِ ،‬إذَا لم يُنَقّ ‪ ،‬وكا َ‬
‫اغْ َتمَس ‪ ،‬كا ْن َغمَرَ في الماءِ ‪ .‬و َ‬
‫وضَبَطُوه على صيغَة اسم الفاعِل من اغْ َتمَرَ ‪.‬‬
‫والظاهر أَنه ُمغْ َتمَر ‪ ،‬كمُدَحْرَجٍ ‪ ،‬وقد تقدّم ذلك بعينه في غ ث م ر ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/261‬‬

‫سكْيت ‪ .‬وفي غ ذ م ر عن أَبي زَيْد ما‬


‫طعَامٌ ُمغَ ْثمَرٌ ‪ ،‬بقِشْره ‪ ،‬أَي لم يُ ْنخَل وَلمْ يُنَقّ ‪ ،‬عن ابنِ ال ِ‬
‫َ‬
‫حبّ ال ُب ْهمَي الساقِطُ من‬
‫َيقْرُب ذلك فَل َعلّ الذي هُنَا ُلغَةٌ في الّذي سَ َبقَ ‪ ،‬فتَأمّل ‪ .‬وال َغمِيرُ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪َ :‬‬
‫غمَرَه اليَبِيسُ قاله الجوهريّ ‪،‬‬
‫خضَرُ قد َ‬
‫سُنْبُلِهِ حِينَ يَيْبَسُ قاله أَبو حَنيفَة ‪ ،‬أَو ال َغمِيرُ ‪ :‬نَبَاتٌ أَ ْ‬
‫خضَرّ مِن لَسّ ال َغمِيرِ‬
‫شطٌ ‪ %‬قدِ ا ْ‬
‫وأَنشد ل ُزهَيْر َيصِف َوحْشا ‪ ( % :‬ثَلثٌ كَأ ْقوَاسِ السّرَاءِ ونا ِ‬
‫ظهَرَ منه ال َغمِيرُ ‪ .‬وكذا في حَدِيثِ‬
‫جحَافِلُهْ ) ‪ %‬وفي حديث عَمرو بن حُ َريٍْ ث ‪ :‬أَصابَنَا مَطَرٌ َ‬
‫َ‬
‫ن في الَرْض‬
‫حوْذانِ ِلكَثْرَة نَبَاتِه ‪ ،‬أَو ال َغمِيرُ ‪ :‬ما كا َ‬
‫حوْذان قِيل ‪ :‬هو المَسْتُور بال َ‬
‫غمِيرُ َ‬
‫قُسّ ‪ :‬و َ‬
‫خضَرُ الذي غَمرَه اليَبِيسُ ‪ ،‬يَذْهَبُون إِلى‬
‫لْ‬‫خضْرَة قَليلً ِإمّا رِيحَةً أَو نَباتا ‪ ،‬أَو ال َغمِيرُ ‪ :‬ا َ‬
‫من ُ‬
‫اشْ ِتقَاقِه ‪ ،‬وليس )‬
‫غمِرَاءُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬الغَميرُ ‪:‬‬
‫ل ّولُ ‪ ،‬ج أَ ْ‬
‫بقَويّ ‪ ،‬أَو الغَميرُ ‪ :‬النّ ْبتُ يَنْ ُبتُ في أَصلِ النّ ْبتِ حَتّى َي ْغمُرَه ا َ‬
‫شئٌ يَخْرُج في ال ُب ْهمَي في َأوّل المَطَرِ رَطْبَا في يابِس ‪ ،‬ول ُيعْرَف ال َغمِيرُ في غير ال ُب ْهمَي ‪.‬‬
‫َ‬
‫ضمِيرها ‪ .‬و َت َغمّرَتِ‬
‫شعِير ُتعْلَفه الخَ ْيلُ عند َت ْ‬
‫وقال أَبو عُبَيْ َدةَ ‪ :‬ال َغمِيرة ‪ :‬الرّطْ َب ُة والقَتّ اليابِس وال ّ‬
‫ضمِيرُ راجعٌ إِلى‬
‫الماشِيَةُ ‪َ :‬أكَلَ ْتهَا ‪ ،‬هكذا في النّسَخ ‪ ،‬والصّوابُ َأكَلَتْه ‪ ،‬أَي ال َغمِيرَ ‪ ،‬أَو ال ّ‬
‫غمْ َرةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬مَ ْن َهلٌ بِطَرِيقِ َمكّة ‪ ،‬شَرّفها ال‬
‫ال َغمِيرَة ‪ ،‬ولم يذكرها ال ُمصَنّف ‪ ،‬فتَأمّل ‪ .‬و َ‬
‫صلَ ما بَيْنَ تِهام َة ونَجْد ‪ ،‬قاله الزهريّ ‪ .‬وقال الصاغانيّ ‪ :‬وقَ ْد وَرَدْ ُتهَا ‪ .‬وال ُغمَيْرُ ‪،‬‬
‫تعالَى ‪َ ،‬ف َ‬
‫كزُبَيْرٍ ‪ :‬ع قُ ْربَ ذاتِ عِرْق ‪ ،‬بي َنهَا وبين ال ُبسْتَان ‪ ،‬وقضبْلَه بمِيلَيْن قَبْرُ أَبي رِغَال ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/262‬‬

‫وقال ام ُر ُؤ القَيْس ‪ ( % :‬كأَ ْثلٍ من الَعْرَاضِ من دُونِ بِيشَةٍ ‪ %‬ودُونَ ال ُغمَيْرِ عامِدَات َلغْضوَرَا )‬
‫‪ %‬وال ُغمَيْر أَيضا ‪ :‬ع بديَارِ بَنِي كِلب ‪ ،‬عنْد الثّلَبُوت ‪ .‬وال ُغمَيْر ‪ :‬ماءٌ بأَجَأَ لِطَيئ ‪ ،‬قيلَ ‪ :‬هو‬
‫ال َم ْوضِع الذي َذكَرَه ال ُمصَنّف آنِفا ‪ ،‬يقال فيه ال َغمْ ُر وال ُغمَيْرُ ‪ .‬وال ِغمَارُ ‪ ،‬ككِتَابٍ ‪ :‬وَادٍ ب َنجْد ‪ ،‬وذُو‬
‫ال ِغمَارِ ‪ :‬ع ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬وال َغمْرَانُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬ع بِبِلد بَنِي َأسَد ‪ ،‬هكذا َنقَلَه الصاغانيّ ‪،‬‬
‫غطَفانَ ‪ .‬وال َغمْرَة ‪ ،‬كزِ ْنخَةٍ‬
‫وضَبَطَه ِبكَسْر النّون ‪ .‬وال َغمْرِيّةُ ‪ :‬ماءٌ ِلعَبْس بنِ َبغِيضِ ابن رَ ْيثِ بن َ‬
‫غمّرَ بِه َت ْغمِيرا ‪َ :‬د َفعَه أَو َرمَاهُ ‪ .‬وعِبَا َرةُ‬
‫سوَدُ تَلْبَسُه العَبِي ُد والِماءُ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ .‬و َ‬
‫‪َ :‬ث ْوبٌ َأ ْ‬
‫شيْءِ ‪ :‬ال ّر ْميُ به ‪ ،‬وهو ال ّد ْفعُ ‪ .‬وفي الحَدِيثِ ‪َ :‬أمّا الخَ ْيلُ َف َغمّروها ‪،‬‬
‫الصاغانيّ ‪ :‬وال ّت ْغمِيرُ بال ّ‬
‫غمّرَ فَرسَه َت ْغمِيرا ‪ :‬سَقاهُ في ال ُغمَر ‪ ،‬وهو القَدَح الصّغير ‪ ،‬وذلك‬
‫وَأمّا الرّجَالُ فأَ ْروُوهم ‪ُ .‬يقَال ‪َ :‬‬
‫حكَى ابنُ‬
‫لِضيق المَا ِء فهو ُم َغمّر ‪ ،‬قال ال ُكمَيْت ‪ :‬بهَا َنقْعُ ال ُم َغمّرِ والعَذُوبِ ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬و َ‬
‫غمَرٍ ‪ ،‬كصُرَدٍ ‪ :‬ع بنَجءد ‪ .‬قال‬
‫سقَاهُ إِيّاها ‪ .‬فعَدّاه إِلى مَ ْفعُولَيْن ‪ .‬وذو ُ‬
‫صحُنا ‪َ :‬‬
‫غمّرَه َأ ْ‬
‫الَعرابيّ ‪َ :‬‬
‫غمَرْ )‬
‫ث ل َقتْ ذاتُ َكهْفٍ ذا ُ‬
‫سطٌ وذُو َأمَرْ ‪ %‬وحَ ْي ُ‬
‫سعَدة ‪ ( % :‬حَ ْيثُ تَلقَى وَا ِ‬
‫عكّاشَة بن أَبي َم ْ‬
‫ُ‬
‫عمْرٍ و ‪ .‬ثم‬
‫غمَرَنِي الحَرّ ‪ ،‬أَي فَتَر فاجْتَرَ ْأتُ عليه و َركِبتُ الطّرِيقَ ‪ .‬هكذا حكاها أَبو َ‬
‫‪ %‬و ُيقَال ‪ :‬أَ ْ‬
‫ك فقال ‪:‬‬
‫شّ‬‫َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/263‬‬

‫ضبُ ال َيغَامِرِ ‪ ،‬وفي بعض النّسخ ال َيغَامير ‪ :‬ع ‪ ،‬هكذا‬


‫جمَةً قاله الصاغانيّ ‪ .‬و َه ْ‬
‫أَظُنّه بالزاي ُمعْ َ‬
‫ضبُ ال َيعَامِير ‪ ،‬بالعَيْنِ ‪ ،‬وقد تقدّم في محلّه فَلْيُتَأمّل ‪ .‬ولم يَ ْذكُرْهما ياقُوت‬
‫َنقَلَه ال ُمصَنّف ‪ ،‬وَلعَلّه َه ْ‬
‫غمَ َرهُ القَوْمُ َي ْغمُرُونَه ‪ ،‬إِذَا عََلوْه شَرَفا‬
‫في ُم ْعجَمه ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرك عليه ‪َ :‬م ْوتُ ال َغمْرِ ‪ :‬الغَ َرقُ ‪ .‬و َ‬
‫غمَراتِ ال َم ْوتِ ‪.‬‬
‫شجَاعٌ ُمغَامرٌ ‪َ :‬يغْشَى َ‬
‫غمْ َرةٌ ‪َ :‬ق ِويّ الرّ ْأيِ عند الشّدَائد ‪ .‬و ُ‬
‫جلٌ َ‬
‫و َفضْلً ‪ .‬ورَ ُ‬
‫ظمِها ‪ ،‬وقِيل ‪ :‬هو من الغمرْ بالكَسْر‬
‫خصُومَة ‪ ،‬أَي ُمعْ َ‬
‫غمْ َرةِ ال ُ‬
‫وال ُمغَامِرُ ‪ :‬ال ُمخَاصمُ أَو الدّاخلُ في َ‬
‫‪)،‬‬
‫غمَرَ بَطْنُه ‪ ،‬أَي وَارَى التّرَابُ جِ ْل َدهُ وسَتَ َرهُ‬
‫حقْد ‪ ،‬أَي المُحَاقِدُ ‪ .‬وقد حَديث الخَنْ َدقِ ‪ :‬حَتّى أَ ْ‬
‫وهو ال ِ‬
‫‪.‬‬
‫غمَارُ ‪ ،‬قال العَجّاج ‪:‬‬
‫ج ْمعُه الَ ْ‬
‫غ ِميَ ‪ .‬وال ِغمْرُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬العَطَشُ ‪ ،‬و َ‬
‫غمِرَ عَلَيْه ‪ ،‬بِالضّمّ ‪ :‬أَي أُ ْ‬
‫وُ‬
‫لصْرارَا ) ‪ %‬و َت َغمّرَ ‪ :‬شَ ِربَ من الماءِ قَلِيلً‬
‫غمَارَا ‪ %‬رِيّا ولمّا َتقْصَ ِع ا َ‬
‫‪ ( %‬حَتّى إِذا مَا بَلّت الَ ْ‬
‫طشَ ُه وقاتَلَهُ ‪ ،‬ولم يُبَالِ ال َموْتَ ‪ .‬وال ُغمْ َرةُ ‪ :‬تُطْلَى به‬
‫حةٍ ‪ :‬غِرّ ‪ .‬وغَامَ َرهُ ‪ :‬با َ‬
‫غمِ َرةٌ ‪ ،‬كفر َ‬
‫‪ .‬وامرَأةٌ َ‬
‫خذُ من الوَرْس ‪ .‬قال أَبو ال َعمَيْ َثلِ ‪ :‬ال ُغمْ َرةُ وال ُغمْنَ ُة واحِدٌ ‪.‬‬
‫العَرُوسُ ‪ ،‬تُتّ َ‬
‫ج ْمعُه ال ُغمَرُ‬
‫سعِيد ‪ :‬هو َتمْ ٌر ولَبَنٌ يُطْلَى به وَجْهُ المَرَْأةِ ويَدَاها حَتّى تَ ِرقّ بَشَرَ ُتهَا ‪ ،‬و َ‬
‫وقال أَبو َ‬
‫وال ُغمَن ‪ .‬وذاتُ ال َغمْرِ وذُو ال َغمْرِ ‪َ :‬م ْوضِعانِ ‪ .‬قال الشاعر ‪ ( % :‬هَجَرْ ُتكِ أَياما بذِي ال َغمْرِ إِنّنِي‬
‫غمَيْرٌ وغامرٌ ‪ :‬أَسماءٌ ‪ .‬وال َم ْغمُورُ ‪ :‬ال َم ْقهُور ‪.‬‬
‫غمْرٌ و ُ‬
‫‪ %‬على هَجْرِ أَيّامٍ بذِي ال َغمْرِ نا ِدمُ ) ‪ %‬و َ‬
‫وال َم ْغمُور ‪ .‬ال َممْطُور ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/264‬‬

‫غمْرِ ‪ %‬داجِى‬
‫غمْرٌ ‪ :‬شَديدُ الظّ ْلمَة ‪ ،‬قال الراجِزُ يصف إِبلً ‪ ( % :‬يَجْتَبْنَ أَثْناءَ بَهيمٍ َ‬
‫وليلٌ َ‬
‫غمْرُ البَدي َهةِ ‪ ،‬إِذا كان ُيفَاجِى بال ّنوَال الواسعِ ‪ .‬قال الطّ ِرمّاح ‪:‬‬
‫جلٌ َ‬
‫الرّواقَيْنِ غُدَافِ السّتْرِ ) ‪ %‬ور ُ‬
‫سبِ ‪:‬‬
‫ط الَنَا ِملْ ) ‪ %‬وكِل ُهمَا مَجاز ‪ .‬وفلنٌ َم ْغمُورُ النّ َ‬
‫غمْرُ البَديهَة بالنّوا ‪ %‬لِ إِذَا غَدَا سَبِ ُ‬
‫‪َ (%‬‬
‫جمَ‬
‫جمَا ِ‬
‫غمَرَ ال َ‬
‫غمَا َرةٌ وغَرَارةٌ ‪ .‬ورأَيْتُه قد َ‬
‫شهُورِه ‪ ،‬كأَنّ غَيْرَه عَلَه فيه ‪ .‬ويقال ‪ :‬فيه َ‬
‫غَيْرُ مَ ْ‬
‫غمَارَها ‪ ،‬إِذا شَرِ َبتْ شُرْبا‬
‫س ُعهُمْ َفضْلً ‪ .‬وبَلّت الِبلُ أَ ْ‬
‫غمَرُهُم به ‪ ،‬أَي َأوْ َ‬
‫بطُولِ َقوَامِه وهو أَ ْ‬
‫غمَا َرةُ ‪ ،‬كثُمامَةَ ‪:‬‬
‫غمَارا قد بَلّ ْتهَا ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬و ُ‬
‫غمْرٍ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬كأَنّ لها أَ ْ‬
‫جمْع ِ‬
‫قليلً ‪ ،‬وهو َ‬
‫غمَا َرةَ من وَلَدِ جَرِير نقله الَزهريّ ‪.‬‬
‫سبَ إِلى ُ‬
‫عَيْنُ ماءٍ بالبَاديَة ‪ُ ،‬ن ِ‬
‫غمْرُ بن يَزِيدَ بن ع ْبدِ المَلِك بن مَ ْروَان ‪ ،‬وال َغمْرُ بنُ ضرَارٍ الضّ ّبىّ ‪ ،‬وال َغمْرُ بنُ أَبي ال َغمْرِ ‪،‬‬
‫وَ‬
‫جهَنىّ ‪ ،‬وأَبو ال َغمْرِ محمّد بن مُسْلم ‪ ،‬وأَبو‬
‫وال َغمْرُ بن المُبَارَك ‪ ،‬وأَبو ال َغمْر عَ ْبدُونُ بنُ محمّد ال ُ‬
‫حصَيْنِ‬
‫زَيْد عبدُ الرّحمن بنُ ال َغمْرِ ‪ ،‬وأَحمدُ بنُ عبد ال بنِ أَبي ال َغمْر ‪ ،‬وإِبْرَاهِيمُ بنُ ال َغمْرِ بن ال ُ‬
‫صيّ ‪ ،‬وال َغمْرُ بنُ محمّد ‪ ،‬وخَزْرَجُ‬
‫ح ْم ِ‬
‫شقِيّ ‪ ،‬والحَارِث بنُ ال َغمْرِ ال ِ‬
‫ح َمدُ بنَ ال َغمْرِ ال ّدمَ ْ‬
‫القِتْبانيّ ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫غمْ ٍر الَندلسيّ ‪ ،‬ومَ ّكيّ‬
‫حمَدُ بنُ شُجَاعِ بنِ َ‬
‫بنُ عليّ بِن العَبّاسِ بنِ ال َغمْر أَبو طَالب ال َبغْدَا ِديّ ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫سمِ عبدُ‬
‫حمّد القاضِي الَبِيوَرْ ِديّ ‪ ،‬وأَبو القَا ِ‬
‫حمَدُ بنُ ال َغمْر بنِ مُ َ‬
‫بنُ محمّدِ بنِ ال َغمْرِ ال ُمؤَ ّدبُ ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫شجَاع‬
‫ح َمدُ بنُ ُ‬
‫حمَدَ بن القاسِم بنِ ال َغمْرِ الكِل ِبيّ ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫المُ ْنعِمِ ابنُ عَِليّ بنِ َأ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/265‬‬

‫غمْرو ‪ ،‬بالواو هكذا ‪ ،‬وبغير أل ‪ ،‬من أَهْل الَنْدَلُسِ ‪ ،‬وأَبو ال َغمْرُونِ مُوسَى ابنُ إِسماعِيلَ‬
‫ابنِ َ‬
‫خمِيميّ ‪ ،‬وإِسماعِيلُ )‬
‫الِ ْ‬
‫سيّ‬
‫بنُ فُلَيْح ال َغمْ ِريّ الغا ِفقِيّ ‪ ،‬ومنهم من ضَبَطَه بالضّمّ أَيضا ‪ ،‬والوَلِيدُ بنُ َبكْر ال َغمْرِي الَ ْندَلُ ِ‬
‫ي ال َقصّارُ ال َبغْدَاديّ ‪ ،‬وَصَ َد َقةُ بنُ‬
‫حمُود ال َغمْ ِر ّ‬
‫طيّ الحا ِفظُ الرّحّالُ ‪ ،‬وأَبو القَاسِم عليّ بنُ مَ ْ‬
‫سِ‬‫السّ َرقُ ْ‬
‫حدّثون‬
‫حسَنِ ال َغمْ ِريّ ‪ ،‬وعبدُ المَلِك بنُ مح ّمدِ بنِ سُلَ ْيمَانَ ال َغمْ ِريّ ‪ ،‬وأَبو ال ُغصَيْنِ ال َغمْ ِريّ ‪ :‬مُ َ‬
‫أَبي ال َ‬
‫غمَارَة ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬قَبِيلَةٌ من البَرْبَ ِر ‪ ،‬ومنها الحَسَنُ بنُ عبدِ الكَرِيم بنِ عَبْد السّلمِ ال ُغمَا ِريّ‬
‫‪.‬وُ‬
‫طئِ النّيل ‪ ،‬وقد‬
‫ال ُمقْرِئ ‪ ،‬سِبْطُ زِيَا َد َة ‪ .‬ومُنْيَةُ ال َغمْرِ ‪ :‬قَرْيَةٌ كَبِي َرةٌ من قُرَى ِمصْرَ ‪ ،‬على شا ِ‬
‫ج َعلُ على ال َقوْسِ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ .‬وقال اللّ ْيثُ ‪ :‬غِرَاءٌ ُي ْ‬
‫َدخَلْ ُتهَا غ م ج ر ‪ .‬ال ِغمْجَارُ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬أَ ْهمَله ال َ‬
‫ن الَعرا ِبيّ ‪ :‬قمْجارٌ ‪ ،‬بالقاف‬
‫غمْجَرَها ‪ ،‬وهي ال َغمْجَ َرةُ ‪ .‬ورََواه َثعْلَب عن اب ِ‬
‫ن وَهْى بها ‪ ،‬وقد َ‬
‫مِ ْ‬
‫غمْجَرَ ‪ .‬المَاءَ ‪ :‬تا َبعَ جَرْعَه ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪.‬‬
‫غمْجَ َرةً ‪ :‬مَلَها ‪ .‬و َ‬
‫غمْجَرَ المَطَرُ ال ّر ْوضَةَ َ‬
‫‪.‬وَ‬
‫ن القَطّاع ‪ :‬ال َغ ْمجَرةُ ‪ :‬تَتَابُعُ الجَ ْرعِ ‪ُ ،‬يصَحّحُ ما للمصنّف‬
‫وفي ال ّتكْملَة ‪ :‬جَرْيَه ولكن في َتهْذِيب اب ِ‬
‫جمَة كما في النّسخ ‪ ،‬ومثله في ال ّتكْملة ‪ ،‬قال‬
‫جلٍ ‪ ،‬والذال ُمعْ َ‬
‫سفَرْ َ‬
‫‪ .‬غ م ذ ر ‪ .‬ال َغمَيْذَر ‪ ،‬ك َ‬
‫جمَة ‪ ،‬ثم َرجَعَ عنه ‪ .‬وقد أهملَه‬
‫الَزْهَ ِريّ ‪ :‬وكان ابنُ الَعْرَابِيّ قَال مَ ّرةً ‪ ،‬ال َغمَيْذَر بالذال ال ُمعْ َ‬
‫ط في كَلمِ ِه و ِفعَاله ‪ .‬وال َغمَيْذَرُ أَيضا ‪ :‬مَن ل َي ْفهَمُ شيئا ‪،‬‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ .‬وقال أَبو العَبّاس ‪ :‬هو ال ُمخَلّ ُ‬
‫ال َ‬
‫ن الَعْرَا ِبيّ للبَيْت التي ِذكْرُه ‪،‬‬
‫خذَه من تفسيرِ اب ِ‬
‫هكذا َنقَلَه الصاغانيّ وتَ ِبعَه ال ُمصَنّف ‪ .‬وأَظُنّه أَ َ‬
‫وهو تفسيرٌ للمَ ْدكُوك ل ال َغمَيْذَر ‪ ،‬وقد غَلطَ الصاغانيّ ‪ ،‬فتَأمّل ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/266‬‬
‫سمِينُ المُ َنعّم‬
‫عمَرَ ‪ :‬هو بالعَيْن المهمَلة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو ال ّ‬
‫وقيل ‪ :‬ال َغمَيْذَرُ الناعِمُ السّمينُ ‪ .‬وقال أَبو ُ‬
‫غمَيْذَرٍ ‪ %‬حَسَنِ ال ّروَاءِ ‪ ،‬وقَلْبُه‬
‫سمَنا ‪ .‬أَنشد ابنُ الَعْرَابِيّ ‪ ( % :‬ل دَرّ أَبِيكِ ُربّ َ‬
‫وقيلَ ‪ :‬ال ُممْتَلِئ ِ‬
‫مَ ْدكُوكُ ) ‪ %‬قال المَ ْدكُوك ‪ :‬الّذِي ل َي ْفهَم شيئا ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال َغمْيَذَرُ ‪ :‬الشابّ الرّيّانُ شَبَابا ‪ ،‬وأَنشد‬
‫غمْذَ َرةً‬
‫غمْذَرَ َ‬
‫ب الَ ْنضَرِ ‪ %‬والخَ ْبطُ في غَيْسانِهِ ال َغمَيْذَرِ ) ‪ %‬و َ‬
‫عصْرُ الشّبَا ِ‬
‫ثعلب ‪ ( % :‬ل يَ ْبعُدَنْ َ‬
‫‪ ،‬وكذا غَذْ َرمَ غَذْ َر َمةً ‪ ،‬إِذا كالَ فَأكْثَ َر نقلَه الصاغَانيّ هُنَا ‪ ،‬والَزْهريّ في ترجمةِ غذرم ‪ .‬غ ن ج‬
‫حمَدَ عِيسَى‬
‫حبُ اللّسَان ‪ ،‬وهو َل َقبُ أَبي َأ ْ‬
‫ي والصاغانيّ وصا ِ‬
‫ر ‪.‬غُنْجَارٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬أَهمله الجوهر ّ‬
‫سفْيانَيْن واللّيْث ‪ ،‬وعنه ابنُ‬
‫ك وال ّ‬
‫بنِ مُوسَى التّ ْي ِميّ َموْلهُم ال ُبخَا ِريّ ‪ ،‬صَ ُدوٌ ق ‪َ ،‬روَى عن ماِل ٍ‬
‫حمْ َزةَ ‪:‬‬
‫سحَاقُ بنُ َ‬
‫حمّدُ بن سَلم البِيكَنْ ِديّ ‪ُ ،‬ت ُوفّي ‪ .‬سنة ‪ .‬وقال إِ ْ‬
‫س ‪ ،‬ومُ َ‬
‫المُبَارَك وآدمُ بنُ أَبي إِيا ٍ‬
‫حمْ َر ِة وَجْنَتَيْه ‪.‬‬
‫ن القَرّاب ‪ :‬بسَرْخَس ‪ ،‬وإِ ّنمَا ُل ّقبَ به ل ُ‬
‫ت و َثمَانِينَ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫س ّ‬
‫سَبْع و َثمَانِينَ أَو آخِر ِ‬
‫حمّدُ‬
‫جبُ ال ّذكْر ‪ .‬وأَبو عَبْدِ ال ُم َ‬
‫غفَل عنه ال ُمصَنّف ‪ ،‬وهو وا ِ‬
‫قلتُ كأَنّه ُمعَرّب ‪ :‬غنجه آر ‪ .‬وقد َ‬
‫حبُ تارِيخ بُخَارَى ‪ ،‬وإِ ّنمَا قِيل له‬
‫ن كامل ال ُبخَا ِريّ صا ِ‬
‫حمّد بن سُلَ ْيمَانَ اب ِ‬
‫ح َمدَ بن مُ َ‬
‫بنُ أَبي َبكْر أَ ْ‬
‫ظفّرِ‬
‫حدّث عن أَبِي صالِحٍ الخَيّام وغَيْرِه ‪ ،‬وعَنْهُ أَبو المُ َ‬
‫غُنْجَارٌ لطَلَبه حَدِيثَ غُنْجار ال ُمقَدّم ذكْرُه ‪َ ،‬‬
‫س ِفيّ ‪ ،‬وتُ ُوفّى سنة ‪ .412‬وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪:‬‬
‫هَنّادُ بنُ إِبراهيمَ النّ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/267‬‬

‫صمَةَ الفَقيه‬
‫ع ْ‬
‫ضلِ محمّدُ ابنُ ماجِد بن ِ‬
‫سمَ ْرقَنْد ‪ ،‬ومنها أَبو ال َف ْ‬
‫صغْدِ َ‬
‫غَنْجِيرٌ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬قَرْ َيةٌ ب ُ‬
‫حمَدَ الحاكم وغَيْرِه ‪ .‬غ ن ف ر ‪.‬الغُنافِرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ال ُم َغفّل ‪،‬‬
‫الغَنْجِي ِريّ ‪َ ،‬روَى عن أَبِي َأ ْ‬
‫شعَرِ ‪ ،‬أَهمله الجوهريّ ‪ ،‬وأَورده الصاغانيّ في ترجمة غفر بناءً على أَن‬
‫والضّ ْبعَانُ الكَثِيرُ ال ّ‬
‫حبُ اللّسَانِ ‪ ،‬فلم َي ْذكُرْه هُنَا ول في غفر ‪ .‬قال‬
‫النّون زائدة ‪ ،‬وهو الحَقّ ‪ ،‬وأَهمله أَيضا صا ِ‬
‫جعْفَر ‪:‬‬
‫القَرافيّ ‪ :‬على أَنّ حقّ هذه المادة أَنْ تُذكَر بعد غ ن د ر ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪ :‬غَ ْنفَرٌ ‪ ،‬ك َ‬
‫خ مصريّ لعبد الغَ ِنيّ‬
‫حمّد الحَسَنِ بنِ بِشْر بنِ إِسماعِيل بن غَدَق ابنِ حَبْتَرِ بنِ غَ ْنفَرٍ ‪ ،‬شي ٌ‬
‫جدّ أَبِي مُ َ‬
‫َ‬
‫سعِيد ‪ ،‬ويقال فيه بالعَيْنِ ال ُم ْهمَلَة ‪ .‬غ ن ث ر ‪َ .‬تغَنْثَرَ بالمَاءِ ‪ ،‬أَهمله الجوهريّ هُنَا واستطرده‬
‫بنِ َ‬
‫ش ْهوَة كغَنْثَر ‪ ،‬والنّون زائدة ‪،‬‬
‫في غ ث ر على عادته ‪ ،‬وقد َتقَدّم هُنَاكَ أَنّ معناه ‪ :‬شَرِ َبهُ بل َ‬
‫ضفُوّ‬
‫ي والغَنْثَرضة ‪ُ :‬‬
‫جوْهر ّ‬
‫وهُنَاك َذكَرَه الصاغانيّ أَيضا ‪ ،‬فل يكونُ مثل هذا مُسْ َتدْرَكا على ال َ‬
‫شعَرِ ‪ ،‬قد َتقَدّمت هذه العِبَارَة بعَيْنها في غ ث ر وذكره الصاغانيّ أَيضا هُناك ‪،‬‬
‫س وكَثْ َرةُ ال ّ‬
‫الرّأْ ِ‬
‫فإِعَادَتُه هنا َتكْرارٌ ‪ .‬وتقدّم أَيضا ِذكْرُ الحديث أَنّ أَبا َبكْر َرضِي ال عنه قال لبْنه عَبْدِ الرّحْمنِ ‪،‬‬
‫ج ْعفَر ‪ ،‬وجُنْدَب ‪ ،‬وقُ ْنفُذ ‪ ،‬و َروَى الصاغَا ِنيّ أَيضا بالمُثَنّاة‬
‫وقد وَبّخه ‪ :‬يا غَنْثَ ُر ‪ ،‬وضَبَطُوه ك َ‬
‫حمَقُ ‪ ،‬من الغَثْرَاءِ ‪،‬‬
‫جهْل ‪ ،‬أَو يا َأ ْ‬
‫ال َفوْقِيّة والعَيْن ‪ :‬وهو شَتْم ‪ ،‬أَي جَا ِهلُ ‪ ،‬من الغَثارَة ‪ ،‬وهو ال َ‬
‫وهي‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/268‬‬

‫حمْق ‪ ،‬أَو يا َثقِيلُ ‪ ،‬وهو الّذي َفسّره به الَزهريّ ‪ ،‬أَو يا سَفيه ‪ ،‬أَو يا‬
‫صفُ بال ُ‬
‫الضّبُع ‪ ،‬وقد تُو َ‬
‫لَئِيمُ ‪ .‬والنّونُ زائ َدةٌ ‪ ،‬ويُ ْروَى أَيضا بالعَيْنِ ال ُم ْهمَلَة ‪ ،‬وقد َتقَدّم ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه هنا ‪ :‬الغُنْثُرُ ‪:‬‬
‫ماءٌ بعَيْنِه ‪ ،‬عن ابنِ جِنّى ‪ .‬غ ن د ر ‪.‬غُلمٌ غُنْدرٌ ‪ ،‬كجُ ْندَب وقُنْفُذ ‪ ،‬أَهمله الجوهريّ ‪ ،‬وذكره‬
‫سمِينٌ غَلِيظٌ ‪ .‬وقال غَيْرُه ‪:‬‬
‫الصاغانيّ في آخر ترجمة غدر لَنّ النّون زائدَة ‪ ،‬وقال ابنُ دُرَيْد ‪َ :‬‬
‫حمّدِ بنِ‬
‫غمَيْدَرٌ ‪ :‬ناع ٌم ‪ .‬ويقالُ للمُبْرِمِ المُلحّ ‪ :‬يا غُ ْندَرُ ‪ .‬وهو أَيضا َلقَبُ مُ َ‬
‫غُلمٌ غُ ْندُرٌ ‪ ،‬وغُنْدُرٌ ‪ ،‬و َ‬
‫شعْبَة بن الحجّاج ‪ ،‬وقال‬
‫حمّد أَبي َبكْرٍ ال َبصْ ِريّ الحافظ المُفيدِ ‪ ،‬صاحبِ ُ‬
‫ج ْعفَرِ بنِ الحُسَيْن بن ُم َ‬
‫َ‬
‫المُبَرّد ‪ :‬لَنّه َأكْثَرَ السُؤال أَي اسْ ِت ْفهَاما ل تعَنّتا ‪.‬‬
‫في َمجْلس ابن جُرَيْحٍ حِيْنَ قَدِم ال َبصْرَة وَأمْلَى ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ما تُرِيدُ يا غُنْدَرُ ‪ ،‬فلَ ِزمَه هذا الّل َقبُ‬
‫عىَ من مَ ْروَ إِلى ُبخَارَى‬
‫ن قالَ ‪ :‬استُدْ ِ‬
‫جمَه الخَطِيبُ في التاريخ فأَطَالَ إِلى أَ ْ‬
‫وغََلبَ عليه ‪ .‬وقد تَ ْر َ‬
‫حسَنُ الشّبَابِ ‪ ،‬والعَامّةُ‬
‫لِيُحدّث بها ‪ ،‬فماتَ بالمَفاَزِة سنة ‪ .‬قُ ْلتُ ‪ :‬والغُنْدُورُ ‪ ،‬كزُنْبُور ‪ :‬الغُلمُ ال َ‬
‫جلٌ بَعيدُ ال َغوْرِ ‪ :‬أَي‬
‫ع ْمقُه وبُعدُه ‪ .‬ورَ ُ‬
‫َتفْتَحُه ‪.‬غ و ر ‪!*.‬ال َغوْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬القَعْ ُر من كلّ شيْءٍ و ُ‬
‫َقعِيرُ الرّ ْأيِ جَيّدُه ‪.‬‬
‫شعْبَيْن َبعِي َديِ ال َغوْرِ ‪ ،‬أَي‬
‫وفي الحديث أَنّه سَمع ناسا يَ ْذكُرُون في القَدَر فقال ‪ :‬إِ ّنكُمْ قد َأخَذْتُم في ِ‬
‫ث ‪ :‬ومَنْ أَ ْبعَدُ‬
‫يَ ْبعُدُ أَنْ ُتدْ ِركُوا حَقيقةَ عِ ْلمِه ‪ ،‬كالمَاءِ *!الغائرِ الّذِي ل ُيقْدَر عليه ‪ .‬ومنه حَدِي ُ‬
‫ط ْهفَةَ بنِ أَبي زُهَيْر ال ّن ْه ِديّ ‪،‬‬
‫حدِيثُ َ‬
‫سكْرَى ‪ ،‬ومنه َ‬
‫طلِ مِنّي *!كال َغوْرَي ‪ ،‬ك َ‬
‫غوْرا في البا ِ‬
‫*! َ‬
‫رضي ال عنه ‪ :‬أَتَيْنَاكَ يا رَسُولَ الِ مِنْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/269‬‬

‫غوْرُ ِتهَامَةَ ‪ :‬ما بَيْنَ ذاتِ عِرْق مَنْزلٍ لحاجّ‬


‫غوْرَى تِهامَةَ بَأكْوارِ المَيْسِ ‪ ،‬تَرْ َتمِي بنا العيِسُ ‪ .‬و َ‬
‫*! َ‬
‫العِرَاق وهو الحَدّ بين نَجْد و ِتهَامَةً إِلى البَحْرِ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ال َغوْرُ ‪ِ :‬تهَامَ ُة وما يَلِي ال َيمَنَ ‪ .‬وقالَ‬
‫غوْرُ ِتهَامَةَ ‪ .‬وقال الباهِِليّ ‪ُ :‬كلّ ما ا ْنحَدَر مَسِيلُه‬
‫الَصمعيّ ‪ :‬ما بَيْنَ ذاتِ عِ ْرقٍ إِلى البَحْرِ *! َ‬
‫حوْرَانَ ‪ ،‬مَسي َرةَ ثَل َثةِ أَيّام‬
‫خ ِفضٌ بين القُدْسِ و َ‬
‫غوْر ‪( .‬و) *!ال َغوْرُ ‪ :‬ع مُنْ َ‬
‫ُمغَرّبا عن ِتهَامَ َة فهو َ‬
‫سفْحِه سيّدنا مُوسَى الكَلِيمُ ‪ ،‬عليه وعلى‬
‫حمَرُ الذي دُفنَ في َ‬
‫ب الَ ْ‬
‫في عَ ْرضِ فَ ْرسَخَيْن وفيه الكَثي ُ‬
‫ضلُ الصّلة والتّسْلِيم ‪ ،‬وقد َتشَ ّر ْفتُ بِزيارَته ‪ .‬وال َغوْر ‪ :‬ع بدِيارِ بني سُلَيم ‪.‬‬
‫نَبِيّنا َأ ْف َ‬
‫وال َغوْرُ ‪ :‬أَيضا ماءٌ لِبَنِي العَ َدوِيّة ‪( .‬و) *!ال َغوْرُ ‪ :‬إِتْيَانُ *!ال َغوْرِ ‪!* ،‬كال ُغؤُو ِر ‪ ،‬ك ُقعُودٍ‬
‫غؤُورا ‪!* ،‬وأَغارُوا ‪،‬‬
‫غوْرا *!و ُ‬
‫*!والِغَا َرةِ *!وال ّتغْويرِ وال ّت َغوُرِ ُيقَال ‪!* :‬غارَ القَوْمُ *! َ‬
‫*!وغَوّرُوا ‪!* ،‬و َت َغوّرُوا ‪ :‬أَتَوا ال َغوْرَ ‪ ،‬قال جَرِيرٌ ‪ ( % :‬يا أُمّ حَزْ َرةَ ما رَأَيْنا مِثَْل ُكمْ ‪ %‬في‬
‫ن ول *! ِب َغوْرِ *!الغَائرِ ) ‪ %‬وقال الَعْشَى ‪ ( % :‬نَ ِبيّ يَرَى ما ل تَ َروْنَ ‪ ،‬و ِذكْ ُرهُ ‪%‬‬
‫جدِي َ‬
‫المُنْ ِ‬
‫حوَ ال َغوْرِ ‪ .‬قال الفَرّاءُ‬
‫جدَا ) ‪ %‬وقِيلَ ‪!* :‬غارُوا *!وأَغارُوا ‪َ :‬أخَذُوا َن ْ‬
‫أَغارَ َل َعمْرِي في البِل ِد وأَنْ َ‬
‫ت الَعْشَى‬
‫ت الَعْشَى ‪ .‬قال صاحبُ اللّسَان ‪ :‬وقد ُر ِوىَ بَ ْي ُ‬
‫‪ :‬أَغارَ ‪ُ :‬لغَةٌ في غَارَ ‪ .‬واحتجّ بِبَ ْي ِ‬
‫غوْرا ‪،‬‬
‫جوْهَ ِريّ ‪!* :‬غَارَ *! َيغُورُ *! َ‬
‫مَخْرُومَ النّصف ‪ :‬غارَ َلعْمرِي في البِل ِد وأَ ْنجَدَا ‪ .‬وقال ال َ‬
‫َأيْ أَتَى *!ال َغوْرَ ‪ ،‬فهو*!غائرٌ ‪ ،‬قال ‪ :‬ول ُيقَالُ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/270‬‬

‫جدَا ‪ .‬فقال الصمعيّ ‪ :‬أَغارَ ‪،‬‬


‫*!أَغارَ ‪ .‬وقد اخْتُلفَ في َمعْنَى قولِه ‪ :‬أَغارَ َل َعمْري في البِلد وأَنْ َ‬
‫بمعْنَى َأسْ َرعَ ‪ ،‬وأَ ْنجَدَ ‪ ،‬أَي ارْ َتفَعَ ‪ ،‬ولم يُرِدْ أَتَى ال َغوْ َر ول َنجْدا ‪ .‬قال ‪ :‬ولَيْس عنده في إِتْيَان‬
‫*!ال َغوْر ِإلّ *!غارَ ‪.‬‬
‫ن القَطّاع في التهذيب ‪ :‬و َروَى‬
‫وزَعَ َم الفَرّاءُ أَ ّنهَا ُل َغةٌ ‪ ،‬واحتجّ بهذا البَيْت ‪ .‬انتهى ‪ .‬قُ ْلتُ ‪ :‬وقال اب ُ‬
‫جدَا ‪ .‬وقال لو ثَبَتَت ال ّروَايَ ُة الُولَى لكان أَغار ها هنا‬
‫الَصمعيّ ‪!* :‬أَغَارَ َل َعمْرِي في البلد وأَنْ َ‬
‫بمعنى َأسْرَع ‪ ،‬وأَ ْنجَدَ ارتفع ‪ ،‬ولم يُرِدْ أَتَى *!ال َغوْ َر ونَجْدا ‪ .‬وليس يَجُوز عند في إِتْيَان*! ال َغوْر‬
‫ِإلّ )‬
‫جدَ ‪ ،‬فإِذَا َأفْرَدُوا قالوا ‪ :‬غارَ ‪ ،‬كما قالُوا ‪،‬‬
‫غارَ ‪ .‬انتهى ‪ .‬قُ ْلتُ ‪ :‬وناسٌ يقولون ‪!* :‬أَغا َر وأَنْ َ‬
‫طعَا ُم ومَرَأَنِي فإِذا َأفْرَدُوا قالُوا ‪َ :‬أمْرَأَني ‪ .‬وقال ابنُ الَعْرَابِيّ ‪ :‬تقول ‪ :‬ما َأدْرِي ‪ :‬أَغارَ‬
‫هَنَأَني ال ّ‬
‫ن الَثير ‪ :‬يقال ‪!* :‬غارَ ‪ :‬إِذا أَتى‬
‫فلنٌ أَم مارَ ‪ .‬أَغَارَ ‪ :‬أَتَى ال َغوْر ‪ .‬ومارَ ‪ :‬أَتَى َنجْدا ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫غوّرْنا *!وغُرْنَا ‪،‬‬
‫ال َغوْر ‪!* ،‬وأَغارَ أَيضا ‪ ،‬وهي لغةٌ قليلة ‪ .‬وال ّت ْغوِيرُ ‪ :‬إِتْيَانُ ال َغوْرِ ‪ُ .‬يقَالُ ‪َ !* :‬‬
‫شيْءِ ‪!* ،‬كال ُغؤُور ‪ ،‬ك ُقعُود ‪ ،‬والغِيَار ‪ ،‬ككِتَاب الَخِي َرةُ‬
‫بمعنىً ‪ .‬وال َغوْرُ ‪ ،‬أَيضا ‪ :‬الدّخُول في ال ّ‬
‫عن سي َبوَيْه ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬إِنّك *!غُ ْرتَ في غَيرِ *! َمغَارٍ ‪ ،‬أَي دَخَ ْلتَ في غيرِ مَ ْدخَل ‪ .‬وال َغوْرُ ‪ ،‬أَيضا‬
‫غوّرَ ‪ :‬ذَ َهبَ‬
‫غوْرا *!وغُؤورا *!و َ‬
‫‪ :‬ذَهابُ الماءِ في الَرض ‪!* ،‬كال ّتغْوير ‪ ،‬يقال ‪ :‬غارَ الماءُ *! َ‬
‫لوّل ‪ .‬وقال‬
‫ن القَطّاع ‪ :‬غاضَ ‪ .‬واقْ َتصَرَ على ال َمصْدَر ا َ‬
‫س َفلَ فيها ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫في الَرْض و َ‬
‫غوّرَ ‪ :‬ذَ َهبَ في العُيُون ‪( .‬و) *!ال َغوْرُ ‪ :‬الماءُ *!الغائرُ ‪َ ،‬وصْفٌ‬
‫اللّحْيَا ِنيّ ‪!* :‬غارَ الماءُ *!و َ‬
‫سمّاه بال َمصْدَر ‪ ،‬كما ُيقَال ‪:‬‬
‫غوْرا ‪َ .‬‬
‫بالمصدر ‪ .‬وفي التّنْزيل العزيز ُقلْ أَرَأَيْ ُتمْ إِنْ َأصْبَحَ مَا ُؤكُمْ *! َ‬
‫س ْكبٌ ‪ ،‬وأُذُنٌ حَشْرٌ ‪ ،‬ودِرْهَ ٌم ضَ ْربٌ ‪.‬‬
‫ماءٌ َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/271‬‬

‫طمَئِنّ من الَرْض ‪ ،‬ومثل الكَهف في الجَبَل كالسّ َربِ ‪!* ،‬كال َمغَارَة ‪!* ،‬وال َمغَارِ ‪،‬‬
‫وال َغوْرُ ال ُم ْ‬
‫و ُيضَمّان ‪!* ،‬والغَا ِر وفي التنزيل العزيز َلوْ َيجِدُونَ مَ ْلجَأَ أَو *! َمغَارَاتٍ َأوْ مُدّخَلً ‪!* .‬وغَا َرتِ‬
‫غوّ َرتْ ‪ :‬غا َبتْ ‪ ،‬وكذلك ال َقمَرُ‬
‫الشمسُ *! َتغُورُ *!غِيَارا ‪ ،‬بالكَسر ‪!* ،‬وغُؤورا ‪ ،‬بالضّمّ ‪!* ،‬و َ‬
‫شمْسِ ُثمّ *!غِيَارُهَا )‬
‫والنّجُومُ ‪ ،‬قال أَبو ُذؤَيْب ‪َ ( % :‬هلِ الدّهْرُ ِإلّ لَيَْل ٌة و َنهَارُهَا ‪ %‬وِإلّ طُلُوعُ ال ّ‬
‫طمَئِنّ‬
‫خ ِفضُ فيه ‪ ،‬قاله َثعْلَب ‪ ،‬أَو ُكلّ ُم ْ‬
‫‪ %‬أَو *!الغارُ ‪ :‬كالبَ ْيتِ في الجَبَل ‪ ،‬قاله اللّحْيَانيّ ‪ ،‬أَو المُنْ َ‬
‫من الَرْض *!غارٌ ‪ ،‬قال الشاعِر ‪َ ( % :‬تؤُمّ سِنَانا وكَمْ دُونَهُ ‪ %‬من الَ ْرضِ ُمحْ َدوْدِبا *!غَا ُرهَا )‬
‫غوَارٌ ‪ ،‬عن‬
‫جمْ ُع من كلّ ذلك ‪ ،‬القَلِيلُ *!أَ ْ‬
‫‪ %‬أَو هو الجُحْرُ الذي يَ ْأوِي إِلَيْه الوَحْشيّ ‪ ،‬ج ‪ ،‬أَي ال َ‬
‫ف الفَرَاشَةِ من أَعْلَى‬
‫غوَيْرٌ ‪ .‬والغارُ ‪ :‬ما خَ ْل َ‬
‫ابنِ جِنّى والكثيرُ *!غيرَانٌ ‪ .‬وتصغير *!الغارِ *! ُ‬
‫خلُ الفمِ وقيل ‪ :‬غا ُر الفَمِ ‪ :‬نِطْعاهُ في الحَ ْنكَيْن ‪.‬‬
‫خدُودُ الذي بَيْنَ اللّحْيَيْنِ ‪ ،‬أَو هو دا ِ‬
‫الفَمِ ‪ ،‬أَو الُ ْ‬
‫ج ْمعُ الكَثِيرُ من النّاس ‪ .‬والغارُ ‪ :‬وَ َرقُ الكَرْمِ ‪،‬‬
‫جمَاعَةُ من الناسِ ‪ .‬وقال ابنُ سِيدَه ‪ :‬ال َ‬
‫والغارُ ‪ :‬ال َ‬
‫جفْنِ‬
‫ج ولَثّمهَا بال َ‬
‫صفِ من كَ ْلفَاءَ أَثَْأفَها ‪ %‬عِلْ ٌ‬
‫ل الَخْطَل ‪ ( % :‬آَلتْ إِلى ال ّن ْ‬
‫ضهُم َق ْو َ‬
‫وبه فَسَرّ بَع ُ‬
‫ط َولُ من وَرَق‬
‫طوَالٌ ‪َ ،‬أ ْ‬
‫شجَرٌ عِظَامٌ له وَرَقٌ ِ‬
‫*!والغَارِ ) ‪ %‬والغَارُ ‪ :‬ضَ ْربٌ من الشّجَر ‪ .‬وقيل ‪َ :‬‬
‫سوَدُ القِشْرِ ‪ ،‬له ُلبّ َيقَع في الدّوا ِء ‪ ،‬ووَ َرقُه طَ ّيبُ‬
‫صغَرُ من الُبْنُدق ‪ ،‬أض ْ‬
‫ح ْملٌ َأ ْ‬
‫الخِلفِ ‪ ،‬و َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/272‬‬

‫الرّيح يقع في )‬
‫العِطْرِ ‪ُ ،‬يقَال لِ َثمَرِه الدّ ْهمَشْت ‪ ،‬واحِدَتُه *!غَا َرةٌ ‪ ،‬ومنه ُدهْن الغَارِ ‪ ،‬قال عَ ِديّ بن زَيْد ‪% :‬‬
‫ي *!والغَارَا ) ‪ %‬والغَارُ ‪ :‬الغُبَارُ ‪ ،‬عن كُرَاع ‪ .‬والغَارُ ‪:‬‬
‫( ُربّ نارٍ ِبتّ أَ ْر ُمقُها ‪َ %‬ت ْقضَمُ الهِنْ ِد ّ‬
‫حدّث ‪ ،‬هكذا ضَبَطَه ال ُبخَاريّ ‪ ،‬وقال حَدِيثُه مُ ْنكَرٌ في طَلقِ ال ُمكْ َرهِ ‪ .‬أَو هو بالزّايِ‬
‫بنُ جَبََلةَ المُ َ‬
‫ظيّ وجماعَ ٌة ‪ ،‬وضَبَطَهُ الذّهَ ِبيّ‬
‫ي قلتُ ‪َ :‬روَى عنه يَحْيَى الوُحَا ِ‬
‫المعجمة ‪ ،‬وهو قولُ غَيْرِ البخار ّ‬
‫في الديوان ‪ ،‬فقال ‪ :‬غازِي بنُ جَبَلَةَ ‪ ،‬بزاي وياءٍ ‪ ،‬وفيه ‪ :‬وقال البُخَا ِريّ ‪ :‬الغارُ براءٍ ‪ .‬والغَارُ ‪:‬‬
‫سفَ ‪ ،‬وهو مائَةُ قَفيزٍ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫ِمكْيَالٌ لَ ْهلِ نَ َ‬
‫ل الَحْ َنفِ في ا ْنصِراف‬
‫ن ‪ .‬ومنه قو ُ‬
‫والغارُ ‪ :‬الجَيْشُ الكثير ‪ ،‬يقال ‪ :‬الْ َتقَى *!الغَارَانِ ‪ ،‬أَي الجَيْشَا ِ‬
‫جمَعَ بَيْنَ *!غَارَيْنِ من الناسِ ثمّ تَ َر َكهُمْ وذَ َهبَ ‪.‬‬
‫ج َملَ ‪ :‬وما َأصْنَعُ به أَنْ كان َ‬
‫الزّبَيْرِ عن و َقعْةِ ال َ‬
‫والغَارُ ‪ُ :‬لغَةٌ في *!الغِيرَة ‪ ،‬بِالكسر ‪ ،‬يقال ‪ :‬فلنٌ شَديدُ الغارِ على أَهْله ‪ ،‬أَي *!الغَيْرَة ‪ .‬وقال‬
‫جلُ على أَهله *! َيغَارُ *!غَيْ َرةً *!وغارا ‪ .‬وقال أَبو ُذؤَيْب ‪ ،‬يُشَبّه غَلَيَانَ‬
‫ن القَطّاع ‪ :‬غَارَ الرّ ُ‬
‫اب ُ‬
‫حشَ *!غارُهَا ) ‪%‬‬
‫خبِ الضّرائر ‪َ ( % :‬لهُنّ نَشيجٌ بالنّشِيلِ كأَ ّنهَا ‪ %‬ضَرَائِرُ حِ ْر ِمىّ تَفا َ‬
‫القِدْرِ بصَ َ‬
‫سعَى *!ِلغَارَيْهِ ‪،‬‬
‫ن والفَرْجُ ‪ ،‬ومنه قِيلَ ‪ :‬المَرْءُ يَ ْ‬
‫*!والغَارَانِ ‪ :‬الفَ ُم والفَرْجُ ‪ ،‬وقِيل ‪ُ :‬همَا ال َبطْ ُ‬
‫وهو مَجازٌ ‪.‬‬
‫سعَى ِلغَارَيْهِ دائِبَا ) ‪ %‬قال‬
‫ن الفَتَى يَ ْ‬
‫قال الشّاعرُ ‪ ( % :‬أَلَمْ تَرَ أَنّ الدّهْرَ َيوْ ٌم ولَيْلَةٌ ‪ %‬وأَ ّ‬
‫ل والِصلحِ ‪ ،‬وتَ ِب َعهُم‬
‫ج َم ِ‬
‫الصاغانيّ ‪ :‬هكذا َوقَ َع في المُ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/273‬‬

‫ي ‪ .‬وقالَ ابنُ سِيدَه ‪:‬‬


‫شعْرُ لزُهَيْرِ بنِ جَنابٍ الكَلْ ِب ّ‬
‫الجوهَريّ ‪ ،‬والرّوايَة عانِيا والقافية يائيه وال ّ‬
‫ظمَان اللّذَانِ فِيهما العَيْنَانِ ‪.‬‬
‫*!الغَارَانِ ‪ :‬العَ ْ‬
‫لصْ َم ِعيّ ‪ ،‬وبه فسّر بَيت الَعْشَى السابق ‪.‬‬
‫شيِ وأَسْ َرعَ قالَهُ ا َ‬
‫جلَ في ال َم ْ‬
‫عّ‬‫جلُ ‪َ :‬‬
‫وأَغَارَ الرّ ُ‬
‫شدِيدُ الفَتْلِ ‪ .‬وأَغَارَ ‪:‬‬
‫حكَ ُم الفَ ْتلِ ‪ ،‬وشديدُ الغَا َرةِ ‪ ،‬أَي َ‬
‫وأَغارَ ‪ :‬شَدّ الفَتْلَ ‪ ،‬ومنه ‪ :‬حَ ْبلٌ ُمغَارٌ ‪ :‬مُ ْ‬
‫ب في الَ ْرضِ ‪ ،‬والسمُ الغَارَة ‪ .‬وأَغا َر على ال َقوْم *!غا َرةً *!وإِغا َرةً ‪َ .‬دفَعَ عليهم الخَ ْيلَ ‪،‬‬
‫ذَ َه َ‬
‫وقِيل ‪!* :‬الِغَا َرةُ ال َمصْدَرُ ‪!* ،‬والغَا َرةُ السْمُ من الِغَا َرةِ على ال َع ُدوّ ‪ .‬قال ابنُ سيدَه ‪ :‬وهو‬
‫الصّحِيح ‪ .‬وأَغارَ على ال َع ُدوّ *! ُيغِيرُ *!إِغا َر ًة *!و ُمغَارا ‪!* ،‬كاسْتَغارَ ‪ .‬وأَغا َر الفَرَسُ *!إِغَا َرةً‬
‫ع ْد ُوهُ وأَسْ َرعَ في *!الغَا َرةِ وغَيْرِهَا ‪ ،‬وفَرَسٌ ُمغَارٌ ‪ :‬يُسْ ِرعُ ال َع ْدوَ ‪ .‬وغَارَتُه ‪:‬‬
‫*!وغَا َرةً ‪ :‬اشْتَدّ َ‬
‫شِ ّدةُ عَ ْدوِه ‪ .‬ومنه قولُه تعالَى ‪!* :‬فَا ْل ُمغِيرَاتِ صُبْحا ‪ .‬قلتُ ‪ :‬و ُيمْكِن أَن ُيفَسّرَ به َق ْولُ الطّ ِرمّاح‬
‫السابقُ ‪َ :‬أحَقّ الخَ ْيلِ بال ّر ْكضِ *!ال ُمغَارُ ‪ .‬وأَغارَ فُلنٌ بِبَنِي فُلنٍ ‪ :‬جاءَ ُهمْ ليَ ْنصُرُوهُ و ُيغِيثُوهُ ‪،‬‬
‫وقد ُيعَدّى بإِلَى ‪ ،‬ف ُيقَال ‪ :‬جاءَهُم ليَ ْنصُرَ ُهمْ أَو ) لِيَ ْنصُروه ‪ ،‬قال ابنُ القَطّاع ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/274‬‬

‫ويُقَالُ ‪!* :‬أَغارَ *!إِغَا َرةَ ال ّثعَْلبِ ‪ ،‬إِذا أَسْرَع و َدفَعَ في عَ ْدوِه ‪ .‬ومنه َقوُْلهُم في حَدِيثِ الحَجّ ‪:‬‬
‫حجَارَة ‪ .‬وقال َي ْعقُوبُ ‪!* :‬الِغَا َرةُ هنا ‪:‬‬
‫أَشْ ِرقْ ثَبِيرُ كَ ْيمَا ُنغِير أَي نَ ْنفِر ونُسْرِع إِلى النّحْ ِر ونَ ْدفَع لل ِ‬
‫ال ّدفْع ‪ ،‬أَي نَ ْدفَعُ لل ّنفْرِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬أَرادَ ‪ُ :‬نغِيرُ على لُحُو ِم الَضاحي ‪ ،‬من الِغارَة ‪ :‬ال ّنهْب ‪ .‬وقيلَ ‪:‬‬
‫خفِض من الَرض ‪ ،‬على ُلغَةِ من قال ‪ :‬أَغَارَ ‪ ،‬إِذا أَتَى ال َغوْرَ ‪.‬‬
‫خلُ في ال َغوْرِ ‪ ،‬وهو المُنْ َ‬
‫نَ ْد ُ‬
‫ورجلٌ *! ِمغْوارٌ ‪ ،‬بَيّن *!ال ِغوَارِ ‪ ،‬ب َكسْرِهمَا ‪ُ :‬مقَاتِلٌ كَثِيرُ *!الغارَاتِ ‪ ،‬وكذلك *!ال ُمغَاوِرِ ‪.‬‬
‫وغَارَهُم ال تعالى *! َيغُورُهُم *!و َيغِيرُهُم *!غِيارا ‪ :‬مَارَهم ‪ ،‬وبخَيْرٍ ‪َ :‬أصَا َبهُم بخصْب ومَطَرٍ‬
‫سمُ الغِيرَة بالكَسْرِ ‪،‬‬
‫سقَاهُم ‪ ،‬وبرِزْق ‪ :‬أَتاهُم ‪!* .‬وغَارَهُمْ أَيضا ‪َ :‬ن َف َعهُم قاله ابنُ القَطّاع ‪ .‬وال ْ‬
‫وَ‬
‫يائيّة وواويّة ‪ ،‬وسُيذْكر في الياءِ أَيضا ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ .‬وغارَ ال ّنهَارُ ‪ :‬اشْتَدّ حَرّه ‪ .‬ومنه ‪:‬‬
‫شمْسٌ‬
‫حصَى ال َمعْزاءِ َ‬
‫*!الغائ َرةُ ‪ ،‬قال ذُو ال ّرمّة ‪ ( % :‬نَزَلْنا وقد غارَ ال ّنهَا ُر وَأ ْوقَ َدتْ ‪ %‬عَلَيْنا َ‬
‫تَنَاُلهَا ) ‪ %‬ومن المَجَاز ‪!* :‬اسْ َت ْغوَرَ ال تعالَى ‪ ،‬أَي سَأَلَهُ *!الغِي َرةَ ‪ ،‬بال َكسْر ‪ ،‬أَنشد ثعلب ‪( % :‬‬
‫شيْءٍ تَيَسّرَا ) ‪ %‬ثم فَسّره فقال ‪!* :‬اسْ َت ْغوِرَا ‪،‬‬
‫عقْدَ َ‬
‫فل َتعْجَلَ *!واسْ َت ْغوِرَا ال إِنّه ‪ %‬إِذَا ال سَنّى َ‬
‫خصْبَ ‪ .‬وقد *!غارَ َلهُمْ‬
‫ن معناه اسْأَلُوه ال ِ‬
‫من *!الغِيرَة ‪ ،‬وهي المِيرَة ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬وعِنْدِي أَ ّ‬
‫*!غيارا ‪ :‬مارَهُم ونَ َفعُهم ‪ ،‬وكذا غا َرهُم غِيَارا ‪ .‬ويقال ‪ :‬ذَ َهبَ فلنٌ َيغِي ُر أضهْلَه ‪ ،‬أَي َيمِي ُرهُم ‪،‬‬
‫ضمّها من *! َيغُور و َيغِيرُ ‪َ ،‬بغِيث ‪ .‬وكذا بخَيْر‬
‫نو َ‬
‫ومن ذلك قولُهم ‪ :‬الّل ُهمّ غرْنَا ‪ ،‬بكَسْرِ الغَيْ ِ‬
‫سقِنا به ‪ ،‬وسُي ْذكَر في الياءِ أَيضا ‪.‬‬
‫ومَطَرٍ ‪ :‬أَغِثْنا بِه وأَعْطنا إِيّاه وا ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/275‬‬

‫*!والغَائ َرةُ ‪ :‬القَائلَةُ ‪!* .‬والغائِ َرةُ ‪ِ :‬نصْفُ ال ّنهَار ‪ ،‬من قولهم ‪ :‬غارَ النّهارُ ‪ ،‬إِذا اشْتَدّ حَرّه ‪.‬‬
‫*!وال ّتغْويرُ ‪ :‬القَيْلُولَةُ ‪.‬‬
‫غوّرَ *! َت ْغوِيرا ‪ ،‬إِذا نَ َزلَ‬
‫خلَ فيه ‪ ،‬أَي ِنصْف ال ّنهَارِ ‪ .‬ويُقال أَيضا ‪َ !* :‬‬
‫غوّرَ *! َت ْغوِيرا ‪َ :‬د َ‬
‫و (*! َ‬
‫فِيه للقائِلَة ‪.‬‬
‫غوّرُوا ساعَةً ثُمّ َثوّرُوا ‪ .‬قال جَرِيرٌ ‪ ( % :‬أَنَخْنَ *!ل َت ْغوِير وق ْد َوقَدَ‬
‫جعَات الَساس ‪َ !* :‬‬
‫ومن سَ َ‬
‫جمُك *!غِيَارا *!و َتغَوّرَ ‪ .‬قال لَبِيد ‪:‬‬
‫جمَاجمِ ) ‪ %‬وغَار َن ْ‬
‫شمْسِ فَوقَ ال َ‬
‫حصَى ‪ %‬وذابَ ُلعَابُ ال ّ‬
‫ال َ‬
‫‪ ( %‬سَرَ ْيتُ بِهم حَتّى *! َت َغوّرَ نَجمُه ْم ‪ %‬وقالَ ال ّنعُوسُ َنوّرَ الصّبْحُ فاذْ َهبِ ) ‪ %‬وقال امْرُؤ القَيْسِ‬
‫شمّسِ )‬
‫ظلّ ال َغضَا وتَ َركْنَه ‪ %‬كقَرْمِ الهجَانِ الفادِرِ المُتَ َ‬
‫غوّرْنَ في ِ‬
‫يَصف الكلبَ والثّور ‪ ( % .‬و َ‬
‫غوّر‬
‫حلُ ‪ .‬و ُيقَال أَيضا ‪َ !* :‬‬
‫صفَ ال ّنهَارِ هُنَ ْيهَةً ثمّ يَرْ َ‬
‫‪ %‬وقال ابنُ الَعْرَابيّ ‪!* :‬ال ُم َغوّر ‪ :‬النازلُ ِن ْ‬
‫عمَرَ‬
‫*! َتغْويرا ‪ ،‬إِذا نامَ فيه ‪ ،‬أَي ِنصْف ال ّنهَار ‪!* ،‬كغارَ ‪ ،‬ومنه حديثُ السائب ‪ ،‬لمّا وَرَد على ُ‬
‫ضيَ ال عنه ) َبفَتْح نَهاوَنْدَ ‪ ،‬قال ‪ :‬وَيْحَك ‪ :‬ما وَرَاءَك ‪ :‬فوالِ ما بتّ هذه اللّ ْيلَةَ ِإلّ َتغْويرا يُريدُ‬
‫َر ِ‬
‫جعَلَه من الغِرَار ‪ ،‬وهو ال ّنوْمُ القَلِيلُ ‪.‬‬
‫ال ّن ْومَ َة القَلِيلَةَ التي تكون عند القائِلَةِ ‪ .‬ومَنْ رَواه َت ْغوِيرا َ‬
‫شمَيْل ‪!* :‬ال ّتغْويرُ ‪ :‬أَنْ َيسِيرَ الرا ِكبُ إِلى‬
‫غوّر *! َتغْوِيرا ‪ :‬سارَ فيه ‪ ،‬قال ابنُ ُ‬
‫ويُقَال أَيضا ‪َ !* :‬‬
‫ال ّزوَال ثمّ يَنْزل ‪ .‬وقال اللّ ْيثُ ‪ :‬ال ّت ْغوِيرُ ‪ :‬يكُونُ نُزُولً لِ ْلقَائِلَ ِة ‪ ،‬ويكونُ سَيْرا في ذلك ال َو ْقتِ ‪،‬‬
‫حصَى ُنطَفا‬
‫حجّةُ للنّزُولِ قَولُ الرّاعِي ‪ ( % :‬و َنحْنُ إِلى دثفُوفِ *! ُم َغوّراتٍ ‪َ %‬تقِيسُ عَلَى ال َ‬
‫وال ُ‬
‫َبقِينَا ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/276‬‬
‫جعَلَه سَيْرا ‪ ( % :‬بَرَاهُنّ *!‪َ -‬ت ْغوِيرِي إِذا اللُ أَ ْرفََلتْ ‪ %‬به‬
‫وقال ذُو ال ّرمّة في *!ال ّتغْوير ‪ ،‬ف َ‬
‫عمْرو ‪ :‬أَ ْرقَلَت ‪ ،‬أَي حَ ّر َكتْ ‪ .‬وفَرَسٌ *! ُمغَارٌ ‪:‬‬
‫شمْسُ أُزْرَ الحَ ْزوَراتِ العَوا ِنكِ ) ‪ %‬ورَواهُ أَبو َ‬
‫ال ّ‬
‫ن وفي كَلم المصنّف َنظَرٌ‬
‫سمِ َ‬
‫حمُ فِيه ‪ ،‬أَي في الفَرَسِ ‪ :‬اسْتَطارَ و َ‬
‫شَديدُ ال َمفَاصِلِ ‪!* .‬واسْ َتغَارَ الشّ ْ‬
‫ضمِير كما تَراه ‪ ،‬وَأحْسَنُ منه َقوْلُ الجوهريّ ‪ :‬اسْتَغارَ‬
‫جعَ إِليه ال ّ‬
‫‪ ،‬إِذْ لم َي ْذكُر آنِفا الفرسَ حتّى يَرْ ِ‬
‫شهُرا وخَلَ عَلَ ْيهَا ‪ %‬فطارَ‬
‫خلَ فيه الشّحْمُ ‪ ،‬وهو تفسي ٌر ل َق ْولِ الرّاعِي ‪ ( % :‬رَعَتْه َأ ْ‬
‫سمِنَ و َد َ‬
‫أَي َ‬
‫ال ّنيّ فيه *!واسْتَغارَا ) ‪ %‬ويُ ْروَى ‪ :‬فسارَ ال ّنيّ فيها ‪ ،‬أَي ارْ َتفَعَ ‪ .‬واسْتَغارَ ‪ ،‬أَي هَبَطَ ‪ .‬وهذا كما‬
‫ص ّوبَ الحُسْنُ عَلَ ْيهَا وارْتَقَى ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬معنى *!اسْتَغارَ في بَيْت الراعِي هذا ‪ ،‬أَي‬
‫ُيقَال ‪َ :‬ت َ‬
‫حمَها إِذا اكْتَنَز ‪ ،‬كما يَسْ َتغِيرُ الحَ ْبلُ إِذا أُغِيرَ ‪ ،‬أَي اشْتَدّ فَتْلُه ‪.‬‬
‫شحْمَ النا َق ِة ولَ ْ‬
‫اشْ َت ّد وصَلُبَ ‪ ،‬يعني َ‬
‫ل ّولُ ‪( .‬و) *!اسْتَغارَت‬
‫لاَ‬
‫ج ْوفَه ‪ .‬قال ‪ :‬وال َقوْ ُ‬
‫خلَ َ‬
‫حمُ البَعيرِ ‪ ،‬إِذا َد َ‬
‫وقال بعضُهم ‪ :‬اسْتَغارَ شَ ْ‬
‫ضهِم ‪ ،‬وليس إِتْبَاعا‬
‫حةُ ‪َ :‬توَ ّرمَتْ ‪!* .‬و ُمغِي َرةُ ‪ ،‬بضَ ّم و ُتكْسَرُ المِيمُ في لغَةِ بع ِ‬
‫الجَ ْرحَ ُة والقَرْ َ‬
‫شعِير و ِبعِير كما قِيلَ ‪ :‬اسمٌ ‪.‬‬
‫لحَرْف الحَلْق ك ِ‬
‫ن الَخْ َنسِ ‪ ،‬هكذا في سائر النّسَخ ‪ ،‬وال َمعْرُوفُ عند ال ُمحَدّثِينَ أَنّهُ‬
‫عمْرِو ب ِ‬
‫ومنهم *! ُمغِي َرةُ بنُ َ‬
‫ُمغِي َرةُ بنُ الَخْنَس بن شَرِيق ال ّث َق ِفيّ ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/277‬‬

‫عوْفِ بنِ ُثقَ ْيفٍ ‪ ،‬حَليف بَنِي زُهْرَة ‪ ،‬قُ ِتلَ َيوْمَ الدّار كذا في أَنْسَاب ابنِ الكَلْبيّ‬
‫من بَنِي *!غِيَ َرةَ بنِ َ‬
‫‪ .‬ومثْلُه معجَم ابن َفهْد ‪ ،‬والتّجْريد للذّهَ ِبيّ ‪ .‬وفي َب ْعضِ النّسخ ‪ :‬وابن الَخْنَسِ وهذا َيصِحّ لو أَنّ‬
‫عمْرو ‪ ،‬فَلْيُتََأمّل ‪.‬‬
‫سمُه *! ُمغِي َرةُ بنُ َ‬
‫هناكَ في الصّحَابَة مَن ا ْ‬
‫سمّاه جماعةٌ ‪ ،‬منهم الزّبَيْرُ بنُ َبكّار وابنُ‬
‫ومُغيرَةُ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المُطّلِب ‪ ،‬مشهورٌ بكُنْيَتِهِ ‪َ ،‬‬
‫سفْيَانَ ‪ ،‬فتَنَبّهْ ‪ .‬وفي الصّحَابَةِ‬
‫جعَلَه َأخَا أَبِي ُ‬
‫الكَلْ ِبيّ ‪ ،‬وقد وَهِمَ ابنُ عبدِ البَرّفي السْتِيعابِ هُنَا ‪ ،‬ف َ‬
‫عيّ ‪َ ،‬روَى عنه‬
‫حضْ َر ِميّ ‪ .‬و ُمغِيرة بنُ سَلْمانَ الخُزا ِ‬
‫سمُه *!ال ُمغِي َرةُ بنُ الحا ِرثِ ال َ‬
‫جلٌ آخَر ا ْ‬
‫رَ ُ‬
‫سعُودِ بنِ‬
‫شعْ َبةَ بن أَبي عامر بن مَ ْ‬
‫سلٌ ‪ .‬و ُمغِي َرةُ بنُ ُ‬
‫طوِيلُ ‪ ،‬وحَدِيثُه في سُنَنِ النّسَائيّ مُ ْر َ‬
‫حمَيْدٌ ال ّ‬
‫ُ‬
‫مُعتّب )‬
‫شهُور ‪ .‬و ُمغِي َرةُ بنُ َن ْوفَل بنِ الحارث ابنِ عبدِ‬
‫عوْف ‪ ،‬وهو َم ْ‬
‫ال ّثقَ ِفيّ ‪ ،‬من بَني ُمعَ ّتبِ بنِ َ‬
‫شعْبَ َة القُرَشيّ العامِ ِريّ ‪ ،‬وُلِدَ عامَ الفَتْح ‪،‬‬
‫المُطّلِب ‪ ،‬له روايَ ٌة ‪ .‬و ُمغِي َرةُ بنُ أَبي ذِ ْئبٍ هِشَام ابنِ ُ‬
‫عمَرَ ‪ ،‬وهو جَ ّد ال َفقِيه محمّدِ بنِ عبدِ ال ّرحْمن بنِ ال ُمغِي َرةِ بن أَبي ذِئْب ال َمدَ ِنيّ ‪:‬‬
‫و َروَى عن ُ‬
‫ضيَ ال عنهم ‪ .‬وفاتَهُ من الصّحَا َبةِ ُمغِي َرةُ بنُ ُروَيْبَة َروَى عنه أَبو ِإسْحَاقَ ‪ ،‬خَرّج‬
‫صَحَابيّونَ ‪َ ،‬ر ِ‬
‫شهَاب المَخْزُو ِميّ ‪ ،‬قيل ‪ :‬إِنّه وُلدَ سنة اثْنَتَيْنِ من ال ِهجْرَة ‪ .‬وفي ال ُمحَدّثِين‬
‫له ابنُ قانِع ومُغي َرةُ بنُ ِ‬
‫ي ‪ .‬ومنه قولُ امرَأةٍ من‬
‫شمْسُ ‪ ،‬عن ابن الَعراب ّ‬
‫س ُمهُم ال ُمغِيرَة ‪!* .‬والغَوْ َرةُ ‪ :‬ال ّ‬
‫خَ ْلقٌ كثيرٌ ا ْ‬
‫صوْرة ‪ ،‬وتَسْتُرُني من ال َغوْرَة ‪ .‬وقد َتقَدّم أَيضا في الصاد ‪.‬‬
‫شفِينِي من ال ّ‬
‫العَ َربِ لِبِنْت لها ‪ِ :‬هيَ تَ ْ‬
‫(و) *!ال َغوْ َرةُ ‪!* :‬الغائرَة ‪ ،‬وهي القائِلَةُ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/278‬‬

‫جيّ ‪،‬‬
‫غوْ َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ة عندَ بابِ هَرَاةَ ‪ ،‬وهو غُورَ ِ‬
‫سمَاوةِ ‪( .‬و) *! ُ‬
‫(و) *!ال َغوْ َرةُ ‪ :‬ع بناحِ َيةِ ال ّ‬
‫صمَد ‪ ،‬روى عن عبدِ‬
‫ب الِمامُ أَبو َبكْر أَحمدُ بنُ عبدِ ال ّ‬
‫س َ‬
‫على غَيْرِ قِيَاس قاله الصاغانيّ ‪ .‬وإِليها نُ ِ‬
‫ح ّدثَ عنه أَبو الفَتْحِ عبدُ‬
‫جيّ ‪ ،‬رَاويَةُ سُنَنِ التّ ْرمِ ِذيّ ‪َ ،‬‬
‫حيّ الغُورَ ِ‬
‫حمَدَ الجَرّا ِ‬
‫حمّد بن أَ ْ‬
‫الجَبّارِ بن مُ َ‬
‫خيّ ‪ ،‬و ُت ُوفّيَ ‪ ،‬سنة ‪( .‬و) *!الغُورُ ‪ ،‬بلهاءٍ ‪ :‬ناحيَةٌ مُتّسِعة بالعَجَم ‪،‬‬
‫سهْل الكَرْو ِ‬
‫المَلِك بن أَبِي َ‬
‫ن الَثِيرِ‬
‫شهَابُ الدّين *!‪-‬الغُو ِريّ وآلُ بَيْتِه مُلُوكُ الهِ ْندِ و ُرؤُساؤُهَا ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫سبَ السّ ْلطَانُ ِ‬
‫وإِليها نُ ِ‬
‫حمُود‬
‫‪ :‬هي بلدٌ في الجِبَال بخُرَاسانَ ‪ ،‬قَريبةٌ من هَرَاةَ ‪ .‬ومنها أَبو القَاسِمِ فارسُ ابنُ مح ّمدِ بنِ مَ ْ‬
‫سخّا والسُخّ ‪:‬‬
‫خوَارَزْمَ وهو اثْنا عَشَرَ ُ‬
‫ل لَهلِ ُ‬
‫الغُو ِريّ ‪ ،‬حَ ّدثَ عن الباغَنْديّ ‪ .‬والغُورُ أَيضا ‪ِ :‬مكْيَا ٌ‬
‫أَربعةٌ وعِشْرُونَ مَنّا كذا نقله الصاغانيّ ‪!* .‬وتَغاوَرُوا ‪!* :‬أَغارَ َب ْعضُهُم على َبعْض وكذا‬
‫*!غاوَرُوا *!مُغاوَ َرةً ‪!* .‬والغُويْرُ ‪ :‬كزُبَيْر ‪ :‬ماءٌ ‪ ،‬م معروفٌ لِبَنِي كَلْب بن وَبْ َرةَ ‪ ،‬بناحِ َيةِ‬
‫ح ِملَ لها‬
‫خ ِميّ بالعِيرِ إِلى العِرَاق ل َي ْ‬
‫ج َهتْ َقصِيرا اللّ ْ‬
‫سمَا َو ِة ‪ ،‬ومنه قولُ الزّبّاءِ ‪َ ،‬تكَّل َمتْ به َلمّا وَ ّ‬
‫ال ّ‬
‫جمَالَ صَنَادِيقَ فيهَا الرّجَالُ والسّلُح‬
‫ح ّملَ الَ ْ‬
‫من بَزّه ‪ ،‬وكان َقصِيرٌ َيطْلُبُها بثَأْرِ جَذِيمَ َة الَبْرَشِ ‪ ،‬ف َ‬
‫جمَل ‪ ،‬كسَبَب وأَسْبَاب ‪ ،‬الطَريقَ المَ ْنهَجَ ‪ ،‬وعَ َدلَ‬
‫جمْع َ‬
‫جمَال ‪ ،‬هكذا بالجِيم َ‬
‫‪ ،‬ثمّ تَن ّكبَ َقصِيرٌ بالَ ْ‬
‫ستْ بالشّرّ ‪ ،‬وقالتْ ‪:‬‬
‫عن الجادّة المَأْلُوفَةِ ‪ ،‬وَأخَذَ على *!ال ُغوَير ‪ ،‬هذا الماءِ الذي لِبَنِي كَلْب ‪ ،‬فأَح ّ‬
‫عسَاه أَنْ يَأْتي‬
‫جمْع بَأْسٍ ‪ ،‬أَي َ‬
‫عَسَى ال ُغوَيْرُ أَ ْبؤُسَا ‪َ .‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/279‬‬

‫َ بالبَأْسِ والشّرّ ‪ ،‬و َمعْنَى عَسَى هنا مذكورٌ في َم ْوضِعه ‪ .‬قال أَبو عُبَيْد ‪ :‬هكذا أَخْبَرَنِي ابنُ الكَلْ ِبيّ‬
‫عسَى ال ُغوَيْرُ أَ ْبؤُسَا ‪ .‬أَي عَسَى الرّيبَةُ من قَبِْلكَ ‪ .‬وقال ابنُ‬
‫عمَرُ بمَنْبُو ٍذ فقال ‪َ :‬‬
‫‪ .‬وقال ثعلب ‪ :‬أُ ِتىَ ُ‬
‫عمَرُ‬
‫الَثِيرُ ‪ :‬هذا مَ َثلٌ َقدِيم يقال عند الّت َهمَة ‪ ،‬ومعناه رُبّما جاءَ الشّرّ من َمعْدِنِ الخَيْر ‪ ،‬وأَرادَ ُ‬
‫عةٌ بالسّتْرِ فَتَ َركَه ‪ .‬زا َد الَزهريّ ‪ :‬فقال‬
‫جمَا َ‬
‫شهِدَ له َ‬
‫بالمَثَل َلعَّلكَ زَنَ ْيتَ بُأمّه وادّعَيْتَهُ َلقِيطا ‪ ،‬فَ َ‬
‫عمَرُ حينئذٍ ‪ُ :‬هوَ حُرّ ‪ ،‬ووَلؤُه َلكَ ‪) .‬‬
‫ُ‬
‫وقال أَبو عُبَيْد ‪ :‬كأَنّه أَرادَ ‪ :‬عَسَى ال ُغوَيْرُ أَنْ ُيحْ ِدثَ أَ ْبؤُسا ‪ ،‬وأَنْ يَأْتيَ بأْبؤُس ‪ .‬قال ال ُكمَ ْيتُ ‪% :‬‬
‫عسَى ال ُغوَيْرُ بإِبْاسٍ *!وإِغْوارِ ) ‪ %‬أَو ُهوَ ‪ ،‬أَي ال ُغوَيْرُ في‬
‫( قالُوا أَساءَ بنو كُرْز فقُ ْلتُ لهم ‪َ %‬‬
‫ع ُدوّ فقَتَلُوهُم فيه ‪،‬‬
‫صغِيرُ *!غارٍ ‪ ،‬لَنّ أُناسا كانُوا في غارٍ فا ْنهَارَ عَلَيْهم ‪ ،‬أَو أَتا ُهمْ فيه َ‬
‫المَثَل َت ْ‬
‫صمَعيّ‬
‫ل ْ‬
‫غوَيْرٌ ‪ .‬وهذا قول ا َ‬
‫صغّر الغا ُر فقِيلَ *! ُ‬
‫فصارَ مَثَلً لكلّ ما يُخافُ أَنْ يَأْ ِتيَ منه شَرّ ‪ ،‬ث ّم ُ‬
‫‪( .‬و) *!غَا َرهُمْ *! َيغُورُهُمْ *!و َيغِيرُهُم ‪َ :‬ن ْفعَهُم ‪( .‬و) *!اغْتَارَ ‪ :‬امْتَارَ وانْتَفَعَ ‪( .‬و) *!اسْ َتغَارَ ‪:‬‬
‫غوْرٍ ‪ ،‬وهذا الَخِير نقله الصّاغانيّ ‪ ،‬وهو ال ُمسْ َتغِير ‪!* .‬والغَوَا َرةُ ‪،‬‬
‫هَبَطَ أَو أَرادَ هُبُوطَ أَرضٍ *! َ‬
‫ظهْرَانِ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪!* .‬وغُورِينُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬أَرضٌ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫كسَحَابة ‪ :‬ة بجَ ْنبِ ال ّ‬
‫*!وغُورِيَانُ ‪ ،‬بالضمّ أَيضا ‪ :‬ة بمَ ْروَ نقله الصاغانيّ ‪ .‬وذُو *!غَاوَرَ ‪ ،‬كهَاجَر ‪ :‬رجلٌ من بَنِي‬
‫أَلْهانِ بن مالكٍ أَخي َهمْدانَ ابنِ مالِك ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/280‬‬

‫غوّرَ َتغْويرا ‪!* .‬والغَارَة ‪ :‬السّ ّرةُ ‪ .‬نقله الصاغانيّ ‪ ،‬كأَ ّنهَا‬
‫*!وال ّتغْوِيرُ ‪ :‬الهَزيمَةُ والطّرْدُ ‪ ،‬وقد َ‬
‫جلَ *! َيغُورُه‬
‫*!ِل ُغؤُورِهَا ‪!* .‬وال ِغوَر ‪ ،‬كعِ َنبٍ ‪ :‬الدّيَةُ ‪ ،‬لغ ٌة في الغِيَرِ ‪ ،‬باليَاءِ ‪ُ ،‬يقَال ‪ :‬غارَ ال ّر ُ‬
‫سكّيت في الوَاو والياءِ ‪ ،‬وس ُي ْذكَر‬
‫عطَاه الغِيَرَة ‪!* ،‬وال ِغوَرَة ‪ ،‬وهي الدّيَةُ رواه ابنُ ال ّ‬
‫و َيغِيرُه ‪ ،‬إِذا أَ ْ‬
‫في الياءِ أَيضا ‪ .‬وممّا يُسْتَدْرَك عليه ‪!* :‬أَغا َر صِيتُه ‪ ،‬إِذا بََلغَ ال َغوْرَ ‪ .‬وبه فَسّرَ َب ْعضٌ بَ ْيتَ‬
‫الَعْشَى السابِقَ ‪.‬‬
‫جلُ‬
‫غوّرْنا *!وغُرْنا ‪ ،‬ب َمعْنىً ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪!* :‬غارَ الرّ ُ‬
‫*!وال ّتغْوِيرُ ‪ :‬إِتْيَانُ ال َغوْرِ ‪ُ .‬يقَال ‪َ !* :‬‬
‫شيْءَ ‪ :‬طَلَ َبهُ ‪ُ .‬يقَال ‪:‬‬
‫*! َيغُورُ ‪ ،‬إِذا سارَ في بلد الغَوءرِ وهكذا قال الكسَائيّ ‪!* .‬وغارَ ال ّ‬
‫*!غُ ْرتَ في غَيْرِ *!مَغارٍ ‪ ،‬أَي طَلَ ْبتَ في غير َمطْلَب ‪!* .‬وأَغارَ عَيْنَه ‪!* ،‬وغا َرتْ عَيْنُه‬
‫خَلتْ في الرّأْس ‪!* .‬وغارَتْ *! َتغَارُ ‪ُ ،‬لغَةٌ فيه ‪.‬‬
‫غوّ َرتْ ‪ :‬دَ َ‬
‫غؤُورا ‪!* ،‬و َ‬
‫غوْرا *!و ُ‬
‫*! َتغُورُ *! َ‬
‫ظهْرِ الغَ ْيبِ عَنّي ‪!* %‬أَغا َرتْ عَيْنُه أَمْ َلمْ َتغَارَا ) ‪%‬‬
‫حمَر ‪ ( % :‬وسائَِلةٍ ب َ‬
‫وقال ابنُ َأ ْ‬
‫جؤَيّة ‪ ( % :‬بساقٍ ِإذَا أُولَى‬
‫*!والغَوِيرُ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ :‬اسمٌ من أَغارَ غا َرةَ ال ّثعْلَب ‪ .‬قال ساعِ َدةُ بن ُ‬
‫غوِيرُهَا ) ‪!* %‬والغَا َرةُ ‪ :‬الخَ ْيلُ *!ال ُمغِيرَة ‪ ،‬قال‬
‫سعَاةِ *! َ‬
‫خفّض رَ ْيعَانَ ال ّ‬
‫العَ ِدىّ تَ َبدّدُوا ‪ُ %‬ي ْ‬
‫ن صَ َبحْنَا آلَ نَجْرانَ غَا َرةً ‪َ %‬تمِيمَ بنَ مُرّ والرّماحَ النّوادسَا ) ‪%‬‬
‫ال ُكمَيْت بنُ َمعْرُوف ‪ ( % :‬ونَحْ ُ‬
‫سقَيْنَاهُم خَيْلً ُمغِي َرةً ‪.‬‬
‫يقولُ ‪َ :‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/281‬‬
‫حدِيثُ قَيْس بنِ عاصم ‪ :‬كنتُ‬
‫*!وغَاوَرُوهُم *!مُغاوَ َرةً ‪ :‬أَغارُوا ‪ ،‬بعضُهم على َبعْض ‪ .‬ومنه َ‬
‫للَ في‬
‫عمْرو ابن مُ ّرةَ ‪ :‬وبَيْض تَ َ‬
‫جدَ ‪ ،‬في َقوْل َ‬
‫*!أُغَاوِرُهم في الجاهِلِيّة ‪!* .‬وال َمغَاوِرُ ‪ ،‬كمَسَا ِ‬
‫جمْعَ *! ِمغْوار بالكَسْر بحَذْف الَلِف‬
‫جمْعَ *! ُمغَاوِر بالضمّ ‪ ،‬أَو َ‬
‫َأ ُكفّ ال َمغَاوِرِ ‪ .‬يح َتمِل أَنْ يكونَ َ‬
‫حذْف الياءِ من ال َمغَاوِير ‪!* .‬وال ِمغْوَارُ ‪ :‬المُبَالِغُ في الغارَة ‪!* .‬وال ُمغَارُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ ) :‬موْضِع‬
‫أَو َ‬
‫سهْل ‪ :‬فَلمّا بََلغْنا *!ال ُمغَارَ اسْتَحْثَ ْثتُ فَرَسِي وهي‬
‫لقَامَة ‪ .‬ومنه حَدِيثُ َ‬
‫الغَارَة ‪ ،‬كال ُمقَام موضع ا ِ‬
‫ن الَثير ‪ .‬وقومٌ *! َمغَاوِيرُ ‪ .‬وخَ ْيلٌ *!مِغي َرةٌ ‪ ،‬بضَمّ المِي ِم َوكَسْرِها‬
‫سهَا أَيضا ‪ ،‬قاله اب ُ‬
‫*!الِغَا َرةُ َنفْ ُ‬
‫‪.‬‬
‫طفَ ْيلٌ ‪% :‬‬
‫شدِيدُ العَ ْدوِ ‪ ،‬والجمْع *!مَغاوِيرُ ‪ ،‬قال ُ‬
‫وفَرَسٌ *! ِمغْوَارٌ ‪ :‬سَريع ‪ .‬وقال اللّحْيَانيّ ‪َ :‬‬
‫حقٍ ‪َ !* %‬مغَاوِيرُ فِيهَا للَرِيبِ ُم َع ّقبُ ) ‪ %‬وقال اللّ ْيثُ ‪ :‬فَرَسٌ‬
‫ل الوَجيهِ ول ِ‬
‫( عَناجِيحُ من آ ِ‬
‫ش ّد ُة الَسْرِ ‪ ،‬كأَنّه فُ ِتلَ فَتْلً ‪ .‬قلتُ ‪:‬‬
‫شدِيدُ المَفَاصِل ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬معناهُ ِ‬
‫*! ُمغَارٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ :‬‬
‫سعِيدٍ الضّرِيرُ بَ ْيتَ الطّ ِرمّاح السابِق ‪َ :‬أحَقّ الخَ ْيلِ بال ّر ْكضِ ال ُمغَارُ ‪.‬‬
‫وهو َمجَازٌ ‪ .‬وبه فَسّرَ أَبو َ‬
‫ج ْعفَ ِريّ‬
‫كذا َنقَلَه شَيْخُنَا من َأحَاسِن الكَلم ومَحَاسِن الكِرَام لبْنِ الّن ْعمَان بَشيرِ بنِ أَبي َبكْر ال َ‬
‫التّبْرِيزيّ ‪!* .‬والغَا َرةُ ‪ :‬ال ّن ْهبُ ‪ ،‬وَأصُْلهَا الخ ْيلُ ال ُمغِيرَة ‪ .‬وقال امْرُؤ القَيْس ‪!* :‬وغَا َرةُ سِرْحَانٍ‬
‫وتَقْرِيبُ تُ ْتفُلِ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/282‬‬

‫شمْسُ ‪ ،‬وهو مجاز ‪.‬‬


‫غوّر ال ّنهَارُ ‪ ،‬إِذا زالَت ال ّ‬
‫شدّة عَ ْد ِوهُ ‪ .‬وقال ابنُ بُرُزْج ‪َ !* :‬‬
‫*!وغَارَتُه ‪ِ :‬‬
‫شدِيدُ الفَتْلِ ‪.‬‬
‫حكَ ُم الفَتْل ‪ .‬وشديدُ الغَا َرةِ ‪ ،‬أَي َ‬
‫شدّة الفَ ْتلِ ‪ .‬وحَ ْبلٌ ُمغَارٌ ‪ُ :‬م ْ‬
‫*!والِغا َرةُ ‪ِ :‬‬
‫*!فالِغَا َرةُ مصد ٌر حقيقيّ ‪!* ،‬والغَا َرةُ اسمٌ َيقُومُ مَقامَ ال َمصْدَر ‪!* .‬واسْ َتغَارَ ‪ :‬اشْتَدّ وصَُلبَ‬
‫واكْتَنَزَ ‪.‬‬
‫سعِيد ‪َ ،‬موْلَى بَجِيلَة ‪ .‬زاد‬
‫*!وال ُمغِيرِيّة ‪ :‬صِ ْنفٌ من الخَوارِج السّبَئِيّةَ نُسِبُوا إِلى *! ُمغِي َرةَ بنِ َ‬
‫عمَشُ أَنّ عَلِيّا كان‬
‫حكَى عنه الَ ْ‬
‫الحافظ ‪ :‬ال َمقْتُول على الزّنْ َدقَة ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقال الذّهَبيّ في الدّيوان ‪َ :‬‬
‫قادرا عَلَى ِإحْيَاءِ ال َموْتَى أَحْ َرقُوه بالنّار ‪!* .‬وأَغَارَ فُلنٌ أَهْلَه ‪ ،‬أَي تَ َزوّج عَلَ ْيهَا حكاه أَبو عُبَ ْيدٍ عن‬
‫لمُور ‪:‬‬
‫شهُورانِ ‪ .‬وغَارَ في ا ُ‬
‫الَصمعيّ ‪ .‬والغَارُ ‪َ :‬موْضعٌ بالشّأْم ‪ .‬وغَارُ حِرَاءٍ وغارُ َثوْر ‪ :‬مَ ْ‬
‫غوْرَ هذه المَسْأَلةِ ‪ .‬وفُلنٌ‬
‫أَ َدقّ النّظَرَ ‪ ،‬كأَغَارَ ‪ ،‬ذك َرهُ ابنُ القَطّاع ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ .‬ومنه عَ َر ْفتُ َ‬
‫غوْرُه ‪!* .‬والمُغيرِيّون ‪ :‬بَطْنٌ من مَخْزُوم ‪ ،‬و ُهمْ‬
‫َبعِيدُ ال َغوْر ‪ :‬مُ َت َعمّقُ النّظَرِ ‪ .‬وهو بَحْرٌ ل ُيدْرَك َ‬
‫عمَرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ م ْنهُم ‪َ ،‬يعْني َنفْسَه ‪% :‬‬
‫عمَرَ بن مَخْزُوم ‪ .‬قال ُ‬
‫بَنُو *!المُغي َرةِ بنِ عَبْد ال بنِ ُ‬
‫( ِقفِى فانْظُري يَا أَسْمَ َهلْ َتعْرفينَهُ ‪ %‬أَهذا *!‪-‬ال ُمغِيريّ الّذِي كان ُي ْذكَرُ ) ‪ %‬ويقال ‪ :‬بُ ِنيَ هذا‬
‫ح ّمدِ بن‬
‫شمْسِ إذا ضُ ِربَ مُسْ َتقْبِلً ل َمطَْل ِعهَا ‪ ،‬وهو َمجَازٌ ‪ .‬وفارِسُ بنُ مُ َ‬
‫البَ ْيتُ على *!غائِ َرةِ ال ّ‬
‫ي ‪ .‬ووَلَدهُ أَبو الفَرج محمّدُ بنُ فارِسِ‬
‫حمُودِ بن عيسَى *!‪-‬الغُوريّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬حَ ّدثَ عن البَاغَنْ ِد ّ‬
‫مَ ْ‬
‫بن الغُوريّ حَ ّدثَ ‪ .‬وأَبو َبكْرٍ مح ّمدُ بنُ مُوسَى الغُورِيّ ‪ ،‬ذكره المالِينيّ ‪ .‬وحُسَامُ الدّين الغُو ِريّ‬
‫قاضِي‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/283‬‬

‫سعَة ‪ ،‬و َقصَبَتُهَا‬


‫سبَ إِلى جَبَل بالتّرْك ‪ .‬وال َغوْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬نَاحِيَةٌ وا ِ‬
‫الحَ َنفِيّة بمصر ‪ُ ،‬ذكِرَ أَنه ُن ِ‬
‫بَيْسَانُ ‪ .‬وذاتُ الغَار ‪ :‬وَادٍ بالحِجازِ َفوْق َقوْرَانَ غ ي ر ‪!* .‬الغِيرَة ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬المِيرَة‬
‫*!كالغِيَار ‪ ،‬ككِتَاب ‪ ،‬مِنْ *!غارَهُم *! َيغِيرُهُم ‪!* ،‬وغارَ َلهُم ‪ ،‬أَي مارَهُم ونَ َف َعهُم ‪.‬‬
‫ت في‬
‫غفَال ‪ ( % :‬ما زِ ْل ُ‬
‫ض الَ ْ‬
‫وذَهَب فلنٌ *! َيغِيرُ أَهلَه *!غَيْرا ‪ ،‬أَي مارَهُم ‪ .‬ومنه قولُ بع ِ‬
‫جمْع أَغْيَارٌ ‪ ،‬وهي‬
‫سوَى ‪ ،‬وال َ‬
‫مَ ْنكَظَة وسَيْر ‪ %‬لصِبْيَة أَغِيرُ ُهمْ *!‪ِ -‬بغَيْرِي ) ‪!* %‬وغَيْرُ ‪ :‬ب َمعْنَى ِ‬
‫كَِلمَة يُوصَفُ بهَا ويُسْتَثْنَى ‪ .‬قال الفَرّاءُ ‪ :‬و َتكُونُ ب َمعْنَى ل فَت ْنصِبُها على الحالِ ‪ ،‬ك َقوْلِه َتعَالَى ‪:‬‬
‫غ ولَ عَادٍ ‪ :‬أَي فمَن اضْطُرّ جائِعا ل باغِيا ‪ ،‬وكقوله َتعَالَى ‪ :‬غَيْرَ ناظِرِينَ‬
‫َفمَنِ اضْطُرّ *!غَيْرَ بَا ٍ‬
‫إِنَاه ‪ .‬وقولُه َتعَالَى ‪ :‬غَيْرَ مُحِلّى الصّيْدِ ‪ .‬وقال أَيضا ‪َ :‬ب ْعضُ بَني أَسَ ٍد و ُقضَاعَةَ يَ ْنصِبُون *!غَيْرا‬
‫إِذا كانَ ب َمعْنَى ِإلّ ‪ ،‬تَمّ الكَلمُ قَبَْلهَا َأوْ لَمْ يَ ِت ّم ‪ ،‬يقولُونَ ‪ :‬ما جاءَنِي *!غَيْرَك ‪ ،‬وما جاءَنِي َأحَدٌ‬
‫جهَيْنِ ‪ :‬أَحدهما الحالُ ‪،‬‬
‫*!غَيْرَك ‪ .‬وفي اللسان ‪ :‬قال الزجّاج ‪ :‬من َنصَبَ غَيْرا فهو على وَ ْ‬
‫س ‪ ،‬كما تقولُ العَ َربُ ‪ :‬كلمُ ال غَيْرُ‬
‫ي ‪ :‬ويكونُ غَيْرُ بمعْنَى لَيْ َ‬
‫والخرُ السْتِثْنَاءُ ‪ .‬قال الَزهر ّ‬
‫مَخْلُوقٍ ‪ ،‬ولَيْسَ بمَخْلُوق وهو اسمٌ مُلزِمٌ للِضافَة في ال َمعْنَى ‪ ،‬و ُيقْطَعُ عنها َلفْظا إِن فُهمَ مَعناه ‪،‬‬
‫صوّبَه ابنُ هشَام وهو غَيْرُ جَيّد ‪ ،‬لَنّه‬
‫ن‪،‬و َ‬
‫وتَقَدّمتْ عليها لَيْسَ ‪ ،‬قِيلَ ‪ :‬وقولُهم ‪ :‬ل غيرُ ‪َ ،‬لحْ ٌ‬
‫ت ل غَيْرُ‬
‫ع َملٍ أَسَْل ْف َ‬
‫جوَابا به تَ ْنجُو اعْ َتمِدْ َفوَرَبّنَا ‪َ %‬لعَنْ َ‬
‫ع في َقوْل الشاعِر ما َنصّه ‪َ ( % :‬‬
‫سمُو ٌ‬
‫مَ ْ‬
‫تُسَْألُ ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/284‬‬

‫عصْرِه ابنُ مالك ‪ ،‬وهو شَيْخُ ال ُمصَنّف ‪ ،‬في بابِ القَسَم من شَرْح‬
‫وقد احْتَجّ به ِإمَامُ النّحاةِ فِي َ‬
‫ن قولَهم ‪ :‬لَحْنٌ مأْخوذٌ من َق ْولِ السّيرافيّ ما َنصّه ‪ :‬الحَذْف إِ ّنمَا يُسْ َت ْعمَل إِذا كانتْ‬
‫ل ‪ ،‬وكَأَ ّ‬
‫سهِي ِ‬
‫التّ ْ‬
‫ف ‪ ،‬ول يُتَجاوَزُ‬
‫س ‪ ،‬ولو كَانَ مَكانَ لَيْسَ غَيْرُهَا من أَ ْلفَاظ الجَحْد لم َيجُزِ الحَ ْذ ُ‬
‫ِإلّ وغَيْرُ بعدَ لَيْ َ‬
‫سمِع ذلك َق ْولِ الشاعرِ المتقدّم ِذكْرُه ‪ ،‬فل‬
‫سمَاع ‪ .‬انتهى كَلمهُ ‪ ،‬أَي السّيرَا ِفيّ ‪ .‬وقد ُ‬
‫بذلك َموْرِدُ ال ّ‬
‫ضتُ عَشَ َرةً‬
‫ح ّققُوه ‪ .‬و ُيقَالُ ‪ :‬قَ َب ْ‬
‫يكونُ لَحنا ‪ ،‬وهذا هو الصّوابُ الذي َنقَلُوه في كُ ُتبِ العَرَبِيّة ‪ ،‬و َ‬
‫صبِ ولَيْسَ غَيْرَ ‪ ،‬بالفتْح على حَ ْذفِ ال ُمضَاف وِإضْمارِ السْمِ ‪ ،‬ولَيْسَ‬
‫لَيْسَ غَيْرهَا ‪ ،‬بال ّرفْع وبال ّن ْ‬
‫ضمّةَ بِنَا ٍء وإِعْرَاب ولَيْسَ غَيْرٌ ‪ ،‬بال ّرفْ ِع ولَيْسَ غَيْرا ‪ ،‬بال ّنصْب ‪،‬‬
‫غَيْرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬ويحتمل َكوْنُه َ‬
‫سمَاءِ والّلغَاتِ ‪ ،‬عن ابْنِ أَبِي‬
‫ول تَ َتعَ ّرفُ غَيْ ُر بالضَافَةِ لشِدّة إِ ْبهَا ِمهَا ‪ .‬و َن َقلَ ال ّنوَويّ في َتهْذيب الَ ْ‬
‫حسَيْنِ في شامِلِه ‪ :‬مَنَعَ قوم ُدخُولَ الَلف والّلم على غَيْر و ُكلّ و َب ْعضٍ ‪ ،‬لَ ّنهَا ل تَ َتعَرّف‬
‫ال ُ‬
‫بالِضافَة فل تَ َتعَرّف بالّلم ‪ .‬قال وعِ ْندِي ل مَانعَ من ذلك ‪ ،‬لَنّ الّلمَ ليست فيها لل ّتعْريف ‪،‬‬
‫ولكنّها الّلمُ ال ُمعَاقَبةُ للِضافة ‪ ،‬نحو َقوْله تعَالى ‪ :‬فَإِنّ الجَنّةَ ِهيَ المَ ْأوَى ‪ .‬أَي مأْواه ‪ ،‬على أَنّ )‬
‫حمَل الغَيْرُ على الضِدّ ‪ ،‬وال ُكلّ على‬
‫غَيْرا قد تتع ّرفُ بالِضافة في َب ْعضِ ال َموَاضِع ‪ .‬وقد ُي ْ‬
‫علَ ْيهَا بهذا ال َمعْنَى ‪ .‬انتهى ‪ .‬قال ال َبدْ ُر القَرَا ِفيّ‬
‫جمْلَة ‪ ،‬وال َب ْعضُ على الجُزْءِ ‪ ،‬فيصحّ دُخُولُ الّلم َ‬
‫ال ُ‬
‫ضدّيْن ك غَيْرِ ال َم ْغضُوبِ‬
‫خفَى ‪ .‬وإِذَا َو َق َعتْ بين ِ‬
‫حلّ النّزَاع كما ل يَ ْ‬
‫‪ :‬لكِنْ في هذا خُرُوجٌ عن مَ َ‬
‫خفِضت غَيْر هُنَا لَ ّنهَا َن ْعتٌ للّذِين ‪ ،‬جازَ أَن‬
‫ضعُف إِ ْبهَامُها أَو زال ‪ ،‬قال الَزْهَريّ ‪ُ :‬‬
‫عَلَيْهم َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/285‬‬

‫صمْدَه ‪ ،‬وإِنْ كانَ فيه الَلف والّلم ‪ .‬وقال أَبو‬


‫صمُو ٍد َ‬
‫ْ تكونَ َنعْتا ِل َمعْ ِرفَة ‪ ،‬لَنّ الّذِينَ غَيْرُ َم ْ‬
‫ن يكونَ غَيْر َنعْتا للَسماءِ التي‬
‫ف والّلمَ فِيهَا بمَنْزلَة ال ّنكِرَة ‪ ،‬ويجوزُ أَ ْ‬
‫العَبّاسِ ‪ :‬جعل الفَرّاءُ الَلِ َ‬
‫صمْدَها ‪ .‬قال ‪ :‬وهذا قولُ بعضهم ‪ ،‬والفَرّاءُ يَأْبَى‬
‫صمُو ٍد َ‬
‫في قوله ‪ :‬أَ ْن َع ْمتَ عَلَيْهمْ ‪ .‬وهي غَيْرُ َم ْ‬
‫خفَشُ ‪ :‬غَيْر َب َدلٌ ‪ .‬قال َثعْلَب ‪ :‬وليس‬
‫أَنْ َيكُونَ غَيْر َنعْتا ِإلّ للّذين لَ ّنهَا بمَنْزِلَة ال ّنكْرَة ‪ .‬وقال الَ ْ‬
‫ب ُممْتَنِع ما قَال ‪ ،‬ومَعْنَاهُ ال ّتكْرِيرُ ‪ ،‬كأَنّه أَرادَ صراطَ غَيْرِ ال َم ْغضُوبِ عليهم ‪ .‬وإِذا كا َنتْ للسْتثْنَاءِ‬
‫صلَ غَيْرٍ صِفَةٌ والسْتثْنَاءَ‬
‫أُعْرِ َبتْ إِعرابَ السْمِ التالي الواقِع َب ْعدَ ِإلّ في ذلك الكَلم وذلك أَنّ َأ ْ‬
‫صبَ وال ّرفْعَ في ‪ :‬ما جاءَ أَحدٌ غَيْر زَيْد ‪.‬‬
‫عارضٌ فَتَ ْنصِب في ‪ :‬جا َء ال َقوْمُ غَيْرَ زَيْد ‪ .‬وتُجيزُ ال ّن ْ‬
‫وإِذا أُضي َفتْ لمَبْ ِنىّ جازَ بِناؤُهَا على الفَتْح كقوله ‪ ،‬أَي الشاعر ‪َ ( % :‬لمْ َيمْنَع الشّ ْربَ م ْنهَا غَيْرَ أَنْ‬
‫غصُونٍ ذاتِ َأوْ قَالِ ) ‪ %‬وقد أَشْ َبعَ ابنُ هِشام ال َق ْولَ في غَيْر بما ل مَزيدَ‬
‫حمَامَةٌ في ُ‬
‫ط َقتْ ‪َ %‬‬
‫نَ َ‬
‫عليه ‪ .‬واسْ َتدْرَك البَدْرُ الدّمامِينيّ في شَرْحه ما يَنْ َبغِي النّظَرُ لَهُ ‪ ،‬وال ُوقُوفُ بالتَّأ ّملِ َلدَيْه ‪!* .‬و َتغَيّرَ‬
‫حوّلَ ُه وبَدَّلهُ ‪ ،‬وفي التنزيل‬
‫جعَلَه غَيْرَ ما كَانَ ‪ .‬وغَيّ َرهُ َ‬
‫ح ّولَ ‪!* .‬وغَيّ َرهُ ‪َ :‬‬
‫الشيْءُ عن حاله ‪ :‬تَ َ‬
‫العزيز ‪ :‬ذلكَ بِأَنّ الَ لَمْ َيكُ *! ُمغَيّرا ِن ْعمَةً أَ ْن َع َمهَا عَلَى َقوْم حَتّى *! ُيغَيّرُوا مَا بِأَ ْنفُسِهمْ قال ثعلب ‪:‬‬
‫معناه حَتّى يُبدّلُوا ما َأمَرَهُم ال ‪ .‬والسْمُ من ال ّتغْيير *!الغَيْرُ ‪ ،‬عن اللّحْيَانيّ ‪ ،‬وأَنشد ‪ِ :‬إذْ أَنَا‬
‫َمغْلُوبٌ قَلِيلُ *!الغَيْرِ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/286‬‬
‫قال ‪ :‬ول ُيقَالُ ‪ِ :‬إلّ *!غَيّرْت ‪ .‬وذَهَب الّلحْيَانيّ إِلى أَنّ الغَيْرَ لَيْسَ ب َمصْدَر ‪ ،‬إِذ لَ ْيسَ له ِف ْعلٌ‬
‫حوَالُه *!ال ُمغَيّ َرةُ ووَرد في حديث‬
‫ثُل ِثيّ غَيْرُ مَزِيدٍ ‪!* .‬وغِيَرُ الدّهْرِ ‪ ،‬كعِنَب ‪ :‬أَحْدَاثُه وأَ ْ‬
‫ن الَنْبَاريّ في قولهم ‪ :‬ل أَراني اللُه بكَ *!غِيّرَا‬
‫سقَاء ‪ :‬ومَنْ َي ْكفُرِ الَ يَ ْلقَ *!الغِيَرْ ‪ .‬وقال اب ُ‬
‫السْتِ ْ‬
‫‪!* ،‬الغِيَرُ مِن *!تغيّرِ الحال ‪ ،‬وهو اسمٌ بمَنْزِلَةِ القِطَع والعِنَب وما َأشْ َب َه ُهمَا ‪ .‬قال ‪ :‬ويجوزُ أَنْ‬
‫جمْعا ‪ ،‬واحدتُه غِيَ َرةٌ ‪ .‬وأَ ْرضٌ *! َمغِي َرةٌ ‪ ،‬بالفَتْح ‪!* ،‬و َمغْيُو َرةٌ ‪ ،‬أَي مَسْقيّةٌ أَو َممْطُورَة ‪.‬‬
‫يكونَ َ‬
‫جلُ *!‪َ -‬يغُورُني *!‪-‬‬
‫*!وغارَه *! َيغِيرُه *!غَيْرا ‪َ :‬ودَاهُ ‪ ،‬وقال أَبو عُبَيْد ‪-!* :‬غارَني الرّ ُ‬
‫عطَاهُ الدّيَةَ ‪،‬‬
‫ويَغيرُنِي ‪ ،‬إِذا وَدَاكَ ‪ ،‬من الدّيَة ‪!* .‬وغا َرهُ من أَخِيه *! َيغِيرُه و َيغُورُه *!غَيْرا ‪ :‬أَ ْ‬
‫جمْع‬
‫حدٌ مُذكّر ‪ ،‬وال َ‬
‫والسمُ منه *!الغِي َرةُ ‪ ،‬بال َكسْر وج الغَيْرُ ‪ ،‬كعِنَب وقيل ‪!* :‬الغِيَرُ اسمٌ وا ِ‬
‫*!أَغْيَارٌ ‪ ،‬مثلُ ضِلَع وَأضْلع ‪) .‬‬
‫جدَعَنّ‬
‫جمْعُ *!غِيَ َرةٍ ‪ ،‬وهي الدّيَة ‪ ،‬قال بعضُ بَنِي عُذَ َرةَ ‪ ( % :‬لنَ ْ‬
‫عمْرو ‪!* :‬الغِيَرُ َ‬
‫وقال أَبو َ‬
‫عطَاهُ الدّ َيةَ ‪ .‬وَأصْلُها من‬
‫بأَيْدِينا أُنُو َفكَمُ ‪ %‬بَنِي ُأمَيْمة إِنْ لم َتقْبَلُوا *!الغِيَرَا ) ‪ %‬وغَيّرَه ‪ ،‬إِذا أَ ْ‬
‫سمّي الدّ َيةَ غِيَرا ‪ ،‬فيما‬
‫*!ال ُمغَايَ َرةِ ‪ ،‬وهي المُبَادَلَة ‪ ،‬لَ ّنهَا بَ َدلٌ من القَ ْتلِ ‪ .‬قال أَبو عُبَ ْي َدةَ ‪ :‬وإِ ّنمَا َ‬
‫سمّيَت الدّيَةُ غِيَرا ‪ ،‬وأَصلُه من *!ال ّتغْيِير ‪.‬‬
‫ب ال َقوَدُ ‪!* ،‬فغُيّ َر ال َقوَدُ به ‪ ،‬ف ُ‬
‫ج ُ‬
‫أُرَى ‪ ،‬لَنّه كان يَ ِ‬
‫سكّيت في‬
‫سمّيَت الدّيَةُ *!غِيَرا لَ ّنهَا *!غُيّرَت عن ال َقوَد إِلى غَيْرِه رَواه ابنُ ال ّ‬
‫وقال أَبو َبكْرٍ ‪ُ :‬‬
‫جلُ على امرأَتِه وكذا *!غا َرتْ ِهيَ عَلَيْه‬
‫الواو والياءِ ‪ .‬وقال ابن سِيدَه ‪!* :‬غارَ الرّ ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/287‬‬

‫*! َتغَارُ ‪ ،‬بعلمَة المذكّر الغائب ومؤنّثه *!غَيْ َرةً ‪ ،‬بالفَتْح ‪!* ،‬وغَيْرا ‪ِ ،‬بغَيْرِ هاءٍ ‪!* ،‬وغَارا‬
‫سقْبَ ٍة كقَوْسِ‬
‫*!وغِيَارا ‪ ،‬ككِتَابٍ ‪ ،‬قال الَعْشَى ‪ ( % :‬لحَهُ الصّ ْيفُ *!والغِيَا ُر وإِشْفا ‪ %‬قٌ عَلَى َ‬
‫شهَادُ على الغارِ في المادّة التي تقدّمتْ ‪ ،‬فهو *!غَيْرانُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬من قوم‬
‫الضّالِ ) ‪ %‬وتقدّم السْتِ ْ‬
‫سكَارَى ‪!* ،‬وغُيَارَى ‪ ،‬بالضّمّ أَيضا ‪ ،‬كما قاله الجوهَ ِريّ ‪ .‬قال البَدْرُ القَرَافِيّ ‪ :‬ولم‬
‫*!غَيَارَي ‪ ،‬ك َ‬
‫حكَى ال ُمصَنّف الكَسْ َر في‬
‫عجَالَى ‪ .‬و َ‬
‫سكَارَى و ُ‬
‫جمْعِ بالضّمّ مع الفَتْحِ *!غَيْرهُ وغَيْر ُ‬
‫شئٌ من ال َ‬
‫جئْ َ‬
‫يَ ِ‬
‫خفّتها عليهم وأّنهم‬
‫حتِ الياءُ ل ِ‬
‫كسَالَى أَيضا ‪!* ،‬وغَيُورٌ ‪ ،‬كصَبُور ‪ ،‬من َقوْمٍ غُيُرٍ ‪ ،‬بضمّتَيْن ‪ ،‬صَ ّ‬
‫سلٌ ‪ ،‬قال ‪!* :‬غُيْ ٌر *!والغَيُورُ‬
‫ضمّة عليها اسْتِ ْثقَالَهم لها على الواو ‪ .‬ومَنْ قال ‪ُ :‬ر ْ‬
‫ل َيسْتَ ْثقِلُون ال ّ‬
‫جلٌ *! ِمغْيَارٌ ‪ ،‬أَي شَدِيدُ *!الغَيْ َرةِ ‪ ،‬مِنْ َقوْمٍ‬
‫حمِيّ ُة والَنَفَ ُة ‪ ،‬ويقال ‪َ :‬ر ُ‬
‫َفعُولٌ من الغَيْرَة ‪ ،‬وهي ال َ‬
‫شمْسٌ َموَانِعُ ُكلّ لَيَْلةِ حُ ّرةٍ ‪ %‬يُخِْلقْنَ ظَنّ الفاحِشِ ال ِمغْيَارِ ) ‪ %‬وهي‬
‫*!مَغايِيرَ قال النا ِبغَة ‪ُ ( % :‬‬
‫سكْرَى ‪ ،‬من َقوْم *!غَيَارَى ‪!* ،‬وغَيُورٌ من *!غُيُرٍ ‪ ،‬ولو قال ‪ :‬وهي *!غَيْرَى‬
‫*!غيْرَى ‪ ،‬ك َ‬
‫جلٌ *!غَيُورٌ ‪ ،‬وامرَأةٌ غَيُورٌ ‪ ،‬بل هاءٍ ‪،‬‬
‫خصَرَ ‪ .‬و ُيقَال ‪َ :‬ر ُ‬
‫جمْع ‪ ،‬كان أَ ْ‬
‫جمْع كال َ‬
‫*!وغَيُورٌ ‪ ،‬وال َ‬
‫لَنّ َفعُولً يشت ِركُ فيه الذك ُر والُنْثَى ‪!* .‬وغَارَهُمُ الُ َتعَالَى ب َمطَر *! َيغِيرُهم *!غَيْرا *!وغِيَارا ‪:‬‬
‫خصْب ‪.‬‬
‫سقَاهُ ْم وأَصابَهم ب ِ‬
‫َ‬
‫(و) *!غا َرهُمْ بخَيْرٍ *! َيغِيرُهم *!غَيْرا *!وغِيَارا ‪ :‬أَعْطَا ُهمْ ‪ ،‬وكذا بالرّزْق ‪(.‬و) *!غارَ فُلنا‬
‫*! َيغِيرُه *!غَيْرا ‪َ :‬ن َفعَه ‪!* ،‬فاغْتَارَ هو ‪ :‬انْ َتفَع ‪ .‬قال عبدُ مَنَافِ بنُ ربْعٍ الهُذَِليّ ‪ ( % :‬ماذَا‬
‫عوِيلُهما ‪ %‬ل تَ ْرقُدان ول بُؤسَى لمَنْ َر َقدَا ) ‪%‬‬
‫*! َيغِيرُ ابْنَ َتيْ رِ ْبعٍ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/288‬‬

‫جلُ أَهْلَه ‪ :‬تَزوّج عليها فغَا َرتْ‬


‫يقولُ ‪ :‬ل ُيغْنِى بُكاؤُهما على أَبي ِهمَا مِنْ طَلَب ثأَرِه شيئا ‪ .‬وغَارَ الرّ ُ‬
‫ِهيَ حكاه أَبو عُبضيْدٍ عن الَصمعيّ ‪ ،‬وقد َتقَدّم في غ و ر أَيضا لَنّ المادَة واوِيّةٌ ويائِيّة ‪.‬‬
‫*!وغاي َرهُ بِس ْلعَةٍ *! ُمغَايَ َرةً ‪ :‬عا َرضَه بالبَيْعِ وبَادَلَه ‪!* .‬وغا َرهُ *!غَيْرا ‪ :‬ما َرهُ ‪!* .‬واغْتَارَ ‪:‬‬
‫امْتَارَ ‪) ،‬‬
‫وخَرَجَ *! َيغْتَا ُر لَهْلهِ ‪ ،‬أَي َيمْتَارُ نقله الصاغانيّ عن الفَرّا ِء ‪ .‬ومن المَجَازِ ‪ :‬بَناتُ غَيْرٍ ‪ :‬ال َكذُِب ‪،‬‬
‫ن الَعرابيّ ‪ ( % :‬إِذا‬
‫هكذا في ال ّت ْكمِلَة ‪ .‬وفي الَساس ‪ :‬جاءَ ببَناتِ غَيْرٍ ‪ ،‬أَي بأَكاذيبَ ‪ ،‬أَنشد اب ُ‬
‫ن وَلّ ْيتَ أَسْرَعْن الذّهَابَا ) ‪!* %‬والغِيَارُ ‪ ،‬بالكسْرِ ‪ :‬البِدَالُ ‪ ،‬مصدرُ‬
‫ما جِ ْئتَ جاءَ بَنَاتُ غَيْرٍ ‪ %‬وإِ ْ‬
‫حسَبُنّي َل ُكمْ كافِرا ‪ %‬ول َتحْسَبُنّي أُرِيدُ الغِيَارَا ) ‪( %‬و)‬
‫غايَر السّ ْل َعةَ ‪ ،‬قال الَعْشَى ‪ ( % :‬فل تَ ْ‬
‫لمَةُ اليهُود ‪!* .‬وغَيْ َرةُ‬
‫حوِه وقيل ‪ :‬هو عَ َ‬
‫س ونَ ْ‬
‫لمَةُ أَهلِ ال ّذمّةِ ‪ ،‬كالزّنّارِ للمَجُو ِ‬
‫*!الغِيَارُ أَيضا ‪ :‬عَ َ‬
‫‪ ،‬بالفَتْحِ ‪ :‬فَرَسُ الحارِث ابنِ يَزيدَ ال َهمْذانيّ نقَلَه الصاغانيّ ‪(.‬و) *!غِيَ َرةُ كعِنبَة ‪ :‬اسمٌ ‪ ،‬وهو أَبو‬
‫قَبِيلَة ‪.‬‬
‫حهُ ‪ .‬قال‬
‫خفّف عَنْ ُه ويُرِي َ‬
‫وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪!* :‬ال ُمغَيّر ‪ :‬الّذي *! ُيغَيّرُ على بَعيرِه أَداتَه لِ ُي َ‬
‫حثّ *!ال ُمغَيّرُونَ من ال َقوْ ‪ِ %‬م وكانَ النّطَافُ ما في العَزَالِي ) ‪ %‬وقال ابنُ‬
‫الَعشى ‪ ( % :‬واسْتُ ِ‬
‫الَعرابيّ ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬غَيّر‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/289‬‬

‫ك ال َقوْمُ *! ُيغَيّرون ‪ ،‬أَي‬


‫حطّ عنه َرحْلَهُ وَأصْلَح منْ شَأْنه ‪ .‬ويقال ‪ :‬تَ َر َ‬
‫َ فلنٌ عن َبعِيرِه ‪ ،‬إِذا َ‬
‫ُيصْلحُون الرّحَالَ ‪ .‬قال الشاعر ‪ ( % :‬جِدّى فما أَ ْنتِ بأَ ْرضِ *! َتغْيِيرْ ‪ %‬واعْتَ ِرفِي لدَلَجٍ‬
‫و َتهْجِيرْ ) ‪!* %‬و َتغَايَرَت الَشْيَاءُ ‪ :‬اخْتََلفَتْ ‪!* .‬و َتغْيِيرُ الشّ ْيبِ ‪ :‬نَ ْتفُه ‪ .‬وفلنٌ ل *!يَ َتغَيّر على‬
‫حمُومَ مُل َزمَةَ‬
‫حمّى ‪ :‬أَي أَ ّنهَا تُلزِمُ ال َم ْ‬
‫أَهْلِه ‪ ،‬أَي ل *! َيغَارُ ‪ .‬وتقولُ العَ َربُ ‪!* :‬أَغْيَرُ من ال ُ‬
‫سعْدِ‬
‫جلٌ *!غَيّارٌ ‪ ،‬وامرَأةٌ *!غَيّا َرةٌ ‪ :‬كثيرةُ *!الغَيْ َرةِ والَ َنفَة ‪!* .‬وغِي َرةُ بنُ َ‬
‫*!الغَيُورِ ل َبعْلِها ‪ .‬ورَ ُ‬
‫ن الَسْقعِ ‪ .‬وفي َثقِيفٍ‬
‫جدّ لواثِلَةَ ب ِ‬
‫بنِ لَ ْيثِ بنِ َبكْر ‪ ،‬جَدّ بَني ال ُبكَيْرِ ال َبدْرِيّين ‪!* .‬وغِي َرةُ أَيضا ‪َ :‬‬
‫ع ْوفِ بن َثقِيف ‪ ( 2 .‬فصل الفاء مع الراء ‪ ) .‬ف أ ر ‪!* .‬الفَأْرُ ‪ ،‬م ‪ ،‬معروفٌ ‪،‬‬
‫*!غِيَ َرةُ بنُ َ‬
‫وهو مهموزٌ ج *!فِئْرانٌ ‪ ،‬بالكَسْر ‪!* ،‬وفِئَ َرةٌ كعِنَبَةٍ ‪!* .‬وال ُفؤَرُ كصُرَدٍ ‪ ،‬لل ّذكَر ‪ ،‬عن ابن‬
‫حجَرْ ‪ %‬نِيطَ َبمْتَنْيِه‬
‫حجَرٍ إِلى َ‬
‫جمَ َ‬
‫سعْديّ ‪ ( % :‬كَأَنّ حَ ْ‬
‫سعَدةَ ال ّ‬
‫شةُ بن أَبي مَ ْ‬
‫عكَا َ‬
‫الَعرابيّ ‪ ،‬قال ُ‬
‫من الفَأْرِ الفُؤَرْ ) ‪ %‬وقيل ‪ :‬هو كقَوْلِهم ‪ :‬لَ ْيلٌ ل ِئلٌ ‪ ،‬و َيوْمٌ أَ ْيوَمُ ‪!* ،‬والفَأْ َرةُ لَ ُه وللُنْثَى ‪ ،‬كما‬
‫عقِيلٌ‬
‫خفِيفا ‪ .‬و َ‬
‫حمَامَ ٌة ‪ .‬والفَأْ َرةُ َم ْهمُو َزةٌ ‪ ،‬وقد يُتْرَك َهمْزُهَا تَ ْ‬
‫قالُوا لل ّذكَ ِر والُنْثَى من الحَمامِ ‪َ :‬‬
‫َت ْهمِزُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/290‬‬

‫ح يكونُ في رُسْغ ال َبعِير ‪،‬‬


‫حؤْت ‪ .‬والفَأْ َرةُ ‪ ،‬ب َهمْزٍ وبغَيْرِ َهمْزِ ‪ :‬ري ٌ‬
‫جؤْنَ َة وال ُمؤْسَى وال ُ‬
‫*!الفَأْ َرةَ وال ُ‬
‫حتْ ‪ ،‬وتَجْتَمع إِذا تُ ِركَت ‪!* ،‬كالفُؤْرَة‬
‫وفي المحكم ‪ :‬في رُسْغ الدّابّة تَ ْنفَشّ ‪ ،‬بتشديد الشّين ‪ ،‬إِذا ُمسِ َ‬
‫سكِ ‪ ،‬وبِل‬
‫شجَ َرةٌ ‪ُ ،‬ي ْهمَ ُز ول ُي ْهمَ ُز ‪ .‬والفَأْرة ‪ :‬نافِجَةُ المِ ْ‬
‫‪ ،‬بالضّمّ ‪ُ ،‬ي ْهمَ ُز ول ُي ْهمَز ‪ .‬والفَأْ َرةُ ‪َ :‬‬
‫س ّميَ به لَنّه من الفَأْرِ َيكُونُ ‪ ،‬في قولِ َب ْعضِهم ‪ .‬أَو الصّوابُ إِيرادُ فأَ ْرةِ‬
‫سكُ ‪ ،‬رُ ّبمَا ُ‬
‫هاءٍ ‪ :‬المِ ْ‬
‫ك في ف و ر ل َفوَرانِ را ِئحَ ِتهَا وانْتِشَارِهَا ‪َ ،‬أوْ َيجُوز َهمْزُهَا لَ ّنهَا على هَيْئَة الفَأْرَة ‪ ،‬قال‬
‫سِ‬‫المِ ْ‬
‫شفِ‬
‫عطّارا من ال ُمعْتَزلَة عن فَأْ َرةِ المِسْك ‪ ،‬فقال ‪ :‬ليْسَ بالفَأْرَة ‪ ،‬وهو بالخِ ْ‬
‫الجاحظ ‪ :‬سأَ ْلتُ رَجُلً َ‬
‫صبُ سُرّتَها ب ِعصَابٍ‬
‫ك تكونُ بناحيَةِ تُ ّبتَ ‪َ ،‬يصِيدُهَا الصّيّاد ‪ ،‬ف َي ْع ِ‬
‫سِ‬‫أَشْبَهُ ‪ .‬ثم قال ‪ :‬فأَ ْرةُ المِ ْ‬
‫سكَ َنتْ َقوّرَ السّ ّرةَ ال ُم ْعصّبة ‪ ،‬ثم َدفَنَها في‬
‫شديدٍ ‪ ،‬وسُرّ ُتهَا مُ َدلّة فيَجْ َتمِع فيها َدمُها ‪ ،‬ثم تُذْبَح ‪ .‬فإِذا َ‬
‫شعِير حتّى َيسْتَحِيلَ الدّمُ الجامِدُ ِمسْكا َذكِيّا بعدَ ما كان دَما ل يُرَامُ نَتْنا ‪ .‬قال ‪ :‬وَل ْولَ أَنّ النّ ِبيّ‬
‫ال ّ‬
‫صلّى ال تعالَى عليه وسلّم قد تَطَ ّيبَ بالمِسْك ما َتطَيّ ْبتُ به ‪ .‬ومن اللّطَائف ‪ :‬قِيل لَعْرَابيّ ‪ :‬أَ َت ْهمِزُ‬
‫الفَأْ َرةَ فقال ‪ :‬الهِ ّرةُ َت ْهمِزُها ‪.‬‬
‫وإِ ّنمَا عَنَى بال َهمْزِ ال َعضّ ‪ .‬ولَبَنٌ *!فَئِرٌ ‪ ،‬ككَ ِتفٍ ‪َ :‬و َقعَتْ فيه الفَأْ َرةُ ‪ ،‬وقد فَئِر ‪ ،‬كفَرِحَ ‪ ،‬وكذا‬
‫طعَامٌ فَئِ ٌر وأَرْض *!فَئِ َرةٌ ‪!* ،‬و َمفْأَرَة ‪ :‬كَثِيرَتُها ‪ ،‬كما ُيقَال ‪ :‬أَ ْرضٌ جَ ِر َدةٌ إِذا كَثُر جَرا ُدهَا ‪.‬‬
‫َ‬
‫حفْرَ الفَأْرِ ‪ ،‬وقيلَ ‪!* :‬فَأَرَ ‪ :‬دفَنَ وخَبَأَ ‪ ،‬أَنشد ثعلب ‪ ( % :‬إِنّ‬
‫حفَرَ َ‬
‫جلُ ‪ ،‬كمَنَع ‪َ :‬‬
‫*!وفَأَرَ الرّ ُ‬
‫صُبَيْحَ ابنَ الزّنَا قد *!فَأَرَا ‪ %‬في ال ّرضْمِ ل يَتْ ُركُ مِنْهُ حَجَرَا ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/291‬‬
‫قال الصّاغَاني البَ ْيتُ لخَنْ َدقٍ الدّبَيْ ِريّ في عَبْدٍ لهم يقال له صُبَيْح ‪ ،‬سَ َرقَ حِنْطَةً له ‪َ ،‬ف َدفَنها في‬
‫ِهضَابٍ ورَضْمٍ عندهم ‪!* .‬والفِئْرَة ‪ ،‬بال َكسْر ‪ ،‬عن الَزهريّ ‪!* ،‬والفُؤَا َرةَ ‪ ،‬ك ُثمَامَ َة ‪ ،‬والفَئِي َرةُ ‪،‬‬
‫ككَرِيمَة ‪ ،‬عن ابن دريد ‪ ،‬والفِئْ َرةُ ‪ ،‬كعِنْبَة ‪ ،‬وتُتْرَك َهمْزَ ُتهَا تَخْقيفا ‪ :‬حُلْبَةٌ و َتمْرٌ ُيطْبَخ ‪ ،‬شَبيهٌ‬
‫بالدّواءِ ‪ُ ،‬يعْطَي للّنفَساءِ ‪ ،‬وفي التّهذيب ‪ :‬هي حُلْبَة تُطْبَخ حتّى إِذا قارَب َفوَرَا ُنهَا أُ ْلقِ َيتْ في ِم ْعصَرٍ‬
‫سعِيدُ بن فَأْرٍ ‪ :‬شَيْخٌ لِيَزِيدَ بنِ‬
‫فصُفّ َيتْ ‪ ،‬ثم ) ُي ْلقَى عليها َتمْرٌ ‪ ،‬ثم تَتَحَسّاهَا المَرَْأةُ الّنفْسَاءُ ‪ .‬و َ‬
‫سبَ إِليه بعضُ‬
‫هارُونَ ‪ .‬وفَأْرٌ ‪ :‬د ‪ ،‬بأَرْمينِيَة ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ ،‬وهو في معجم ياقوت ‪ ،‬قال ونُ ِ‬
‫طعَامِ ‪،‬‬
‫ضلُ من اللّحْ ِم ‪ .‬والفَأْرُ ‪ِ :‬مقْدَارٌ معلومٌ من ال ّ‬
‫المُتَأَخّرين ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪ :‬الفَأْرُ ‪ :‬ال َع َ‬
‫شبَ‬
‫حةٌ طَيّ َبةٌ ‪ ،‬وذِلكَ إِذَا رَعَت العُ ْ‬
‫ح منها رائ َ‬
‫وهو دَخِيلٌ ‪ .‬وقال َي ْعقُوبُ ‪ :‬فَأْ َرةُ الِبِلِ ‪ :‬أَنْ َتفُو َ‬
‫حتْ منها رائحةٌ طَيّ َبةٌ ‪ .‬قال الرّاعِي‬
‫وزَهْرَه ‪ ،‬ثمّ شَرِبَت وصَدَ َرتْ عن الماءِ نَدِ َيتْ جُلُودُهَا ‪ ،‬ففا َ‬
‫سكِ فا ِتقُهْ ) ‪ %‬وفَأْ َرةُ الجَ َبلِ‬
‫عشِيّةٍ ‪َ %‬كمَا فَ َتقَ الكافُورَ بالمِ ْ‬
‫يَصفُ إِبلً ‪َ ( % :‬لهَا فَأْ َرةٌ َذفْرَاءُ ُكلّ َ‬
‫حمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيم بن‬
‫الغَسّانِيّة ‪ :‬أُمّ عِ ْتوَا َرةَ ابن عامرِ بن لَ ْيثِ بن َبكْرِ بن عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنَا َنةَ ‪ .‬وأَ ْ‬
‫ش ُكوَال ‪ .‬ف ت ر ‪ .‬فَتَرَ‬
‫عُلَيّةَ ال ِمصْ ِريّ ‪ ،‬عُرفَ بابْن فَأْ َرةَ ‪ ،‬دَخَل الَنْدَلُسَ وحَ ّدثَ َذكَرَه ابنُ َب ْ‬
‫الشيْءُ ‪ ،‬والحَرّ ‪ ،‬وفُلنٌ َيفْتُر‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/292‬‬

‫ش ّدةٍ ‪.‬‬
‫ح ّد ٍة ولَنَ َب ْعدَ ِ‬
‫سكَنَ َبعْدَ ِ‬
‫ويَفْتِرُ ‪ ،‬من حَدّ َنصَ َر وضَ َربَ فُتُورا ك ُقعُودٍ ‪ ،‬وفُتَارا كغُرَاب ‪َ :‬‬
‫سكُنُون عن نَشَاطِهم في العِبَادَة ‪ .‬وفَتّ َرهُ الُ‬
‫وقولُه تعالَى في َوصْفِ المَلئكَةِ ‪ :‬ل َيفْتُرُونَ ‪ .‬أَي ل َي ْ‬
‫سكَنَ حَرّه ‪ ،‬فهو فاترٌ بَيْنَ الحارّ والبَاردِ ‪ ،‬وفاتُورٌ ‪ ،‬كذلك‬
‫تعالَى َتفْتِيرا ‪ ،‬وفَتَرَ هو ‪ .‬وفَتَرَ الماءُ ‪َ :‬‬
‫سمُه َيفْتِرُ ‪:‬‬
‫شيْءَ ‪ :‬كَالَهُ وقَدّ َر ُه بفِتْرِه كما ُيقَال ‪ :‬شَبَ َرهُ ‪ ،‬إِذا كالَه وقَدّ َرةُ بشبْرِه ‪ .‬وفَتَرَ جِ ْ‬
‫‪ .‬وفَتَرَ ال ّ‬
‫جدُ في َنفْسِي فَتْ َرةً ‪ ،‬وهي‬
‫ض ُعفُ ‪ .‬ويُقَال ‪ :‬أَ ِ‬
‫ف ‪ .‬والفَتَرُ ‪ ،‬مح ّركَةً ‪ :‬ال ّ‬
‫فُتُورا ‪ :‬لنَتْ َمفَاصلُه وضَ ُع َ‬
‫ضلُ من اللّحْم ‪ .‬والفتْر ‪ِ :‬مقْدَارٌ‬
‫ضعْفَة ‪ .‬و ُيقَال للشّيْخ ‪ :‬قد عَلَتْهُ كَبْ َرةٌ ‪ .‬وعَرَتْه فَتْ َر ٌة ‪ .‬والفتْرُ ال َع َ‬
‫كال ّ‬
‫خطَأَ‬
‫طعَام ‪ ،‬هكذا في سائر النّسخ ‪ ،‬وهو مَ ْأخُوذٌ من عِبَارَة الصاغانيّ في التكملة وقد أَ ْ‬
‫َمعْلُومٌ من ال ّ‬
‫المصنّف في ال ّنقْل ‪ ،‬فإِن ال َعضَلَ من اللّحْم هو الفَأْرُ بال َهمْز ‪ ،‬كذا هو في نسخة التكملة ُمجّودا‬
‫حمِ المَتْنِ ‪ :‬فَأْرُ المَتْنِ ‪،‬‬
‫خطّ ال ُمصَنّف في مادَة ف أ ر ‪ .‬ويَ ُدلّ له أَيضا ما في اللّسَان ‪ :‬ويقالُ للَ ْ‬
‫بَ‬
‫جوّدا‬
‫طعَام هو الفَأْرُ ‪ ،‬بال َهمْز ‪ ،‬هكذا في التكملة ُم َ‬
‫ويَرَابيعُ المَتْنِ ‪ ،‬وكذا قولُه ‪ :‬مقْدَارٌ معلُومٌ من ال ّ‬
‫ط المصنّف ‪ .‬وزادَ َبعْدَه ‪ :‬وهو َدخِيل ‪ .‬ثم ذكرَ بعدَه فَأْرٌ بلدٌ بنواحي أَ ْرمِينيَة ‪ .‬فإِيرَا ُد المصنّف‬
‫بخ ّ‬
‫إِياهما في ف ت ر وَ َهمٌ ل يكاد يَنْتَبِه له كلّ أَحَد ‪ ،‬فاعْلم ذلك ‪ ،‬ول َتغْتَرّ بآراءِ ال ُمقَلّدينَ ‪ .‬وَأفْتَرَه‬
‫ش َوةِ ‪ ،‬عن أَبي حَنِيفَةَ ‪ ،‬وأَنشد‬
‫سكْ ُر ‪ .‬والفُتَارُ ‪ ،‬كغُرَاب ‪ :‬ابْتِدَاءُ النّ ْ‬
‫ض َعفَه ‪ ،‬وكذلك َأفْتَ َرهُ ال ّ‬
‫الدّاءُ ‪َ :‬أ ْ‬
‫صهْباءُ تَ ْرمِى شَرْ َبهَا بفُتَارِ ) ‪ %‬وطَ ْرفٌ فاترٌ‬
‫خطَل ‪ ( % :‬وتَجَرّ َدتْ بعدَ الهَدِير وصَرّحتْ ‪َ %‬‬
‫للَ ْ‬
‫‪ :‬فيه فُتُورٌ ‪ ،‬ليس‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/293‬‬

‫بحادّ النّظَرِ ‪ ،‬وقال الجوهريّ ‪ :‬إِذا لم َيكُنْ حَدِيدا ‪ .‬وقال ابنُ )‬


‫حسَنٌ‬
‫ض ْعفٌ مُسْتَ ْ‬
‫القطّاع ‪ :‬فَتَرَ الطّ ْرفُ ‪ :‬ا ْن َكسَرَ نَظَرُه ‪ .‬وفي البصائر ‪ :‬الطَ ْرفُ الفاتِرُ ‪ :‬الذي فيه َ‬
‫‪.‬‬
‫جمْعُ َأفْتَارٌ ‪ .‬وقال الجوهريّ ‪ :‬ما‬
‫والفِتْرُ ‪ ،‬بال َكسْر ‪ :‬ما بَيْنَ طَرَف الِ ْبهَام وطَ َرفِ المُشي َرةِ ‪ ،‬وال َ‬
‫خلُ عليها‬
‫سفْرَة ُت ْع َملُ من الخُوص يُنْ َ‬
‫بَيْنَ طَ َرفِ السّبّابَ ِة والِ ْبهَامِ إِذا فَتَحْتَهما ‪ .‬والفُتْرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬كال ّ‬
‫ال ّدقِيقُ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ولم َيغْرُه ‪ ،‬وهو َق ْولُ أَبِي زيد ‪ .‬والفَتْرَةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬مَا بَيْنَ ُكلّ نَبِيّيْن ‪،‬‬
‫ط َعتْ فيه‬
‫جلّ ‪ ،‬من الزّمانِ الذي انقَ َ‬
‫ن كلّ رَسُولَيْن من رُسُل ال عَزّ و َ‬
‫وفي الصّحاح ‪ :‬ما بَيْ َ‬
‫الرّسالَة ‪.‬‬
‫س َمكَةُ ‪ ،‬إِذا وَطِئْتَها أَخَذ ْتكَ الرّعْ َدةُ في الرّجْلَيْن حَتّى َتعْ َرقَ ‪ ،‬كالفِتّر ‪ ،‬كقِنّب ‪ ،‬هكذا َنقَلَه‬
‫والفَتْرَةُ ‪َ :‬‬
‫ل فهو‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬ق ْلتُ ‪ :‬وهي الرّعّا َدةُ ‪ ،‬موجو َدةٌ بنِيل مصْرَ ‪ .‬وعن ابن الَعرا ِبيّ ‪َ :‬أفْتَرَ الرج ُ‬
‫جفُونُه فا ْنكَسَرَ طَ ْرفُه ‪ .‬وَأفْتَرَ الشّرَابُ ‪:‬‬
‫ضعُ َفتْ ُ‬
‫ض ُعفَ ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪ ،‬والصّواب ‪َ :‬‬
‫ُمفْتِرٌ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫حدِيثُ ‪َ :‬نهَى عن ُكلّ‬
‫ح َملُ ال َ‬
‫ط َفتْ دابّتُه ‪ ،‬وعليه يُ ْ‬
‫جلُ ‪ ،‬إِذا قَ َ‬
‫طفَ الرّ ُ‬
‫فَتَرَ شارِبُهُ ‪ ،‬كما ُيقَال ‪َ :‬أقْ َ‬
‫حمِي‬
‫سكِرُ ‪ :‬الذي يُزِيلُ ال َعقْلَ ‪ ،‬وال ُمفَتّر ‪ :‬الذي ُيفَتّرُ الجَسَدَ إِذا شُرِب ‪ ،‬أَي يَ ْ‬
‫سكِر ومُفَتّر ‪ ،‬فالمُ ْ‬
‫مُ ْ‬
‫جعَلَه فاتِرا ‪ .‬وفَتّرَ السّحابُ‬
‫جسَ َد ويُصيّرُ فيه فُتورا ‪ .‬ومنهم من قال ‪َ :‬أفْتَ َرهُ ‪ :‬بمعنَى فَتّرَه ‪ ،‬أَي َ‬
‫ال َ‬
‫ن و َتهَيّأَ لل َمطَرِ ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وقال الَصمعيّ ‪ :‬فَتّرَ ‪ :‬مَطَ َر وفَ َرغَ‬
‫سكَ َ‬
‫َتفْتِيرا ‪ :‬تَحَيّرَ ل يَسِيرُ و َ‬
‫ضوْءَ‬
‫صفُ سَحابا ‪ ( % :‬نََأ ّملْ خَلِيلِي َهلْ تَرى َ‬
‫ف وتَحَيّرَ ‪ .‬وبه فُسّر قولُ ابن ُمقْبِل َي ِ‬
‫ماؤُه و َك ّ‬
‫بارِقٍ ‪َ %‬يمَانٍ مَرَتْهُ رِيحُ َنجْ ٍد ففَتّرَا ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/294‬‬

‫سكَنَ ‪ .‬واسْ َتفْتَرَ الفَرسُ ‪ :‬اسْتَجَرّ ‪ ،‬هكذا في النّسخ ‪،‬‬


‫حمّادٌ الرّاوِيةُ ‪ :‬فَتّرَ ‪ ،‬أَي أَقامَ و َ‬
‫وقال َ‬
‫والصّواب ‪ :‬اسْ َتجَمّ ‪ ،‬كما في الَساس ‪ ،‬وهو مَجاز ‪ .‬وال ّتفْتَرُ ‪ :‬ال ّدفْتَرُ ‪ُ ،‬لغَةُ بَني َأسَد ‪ ،‬كما نقله‬
‫جعَلَهُ هُنَاك ُلغَةً مستقلّة ‪.‬‬
‫الفَرّاءُ هُنَا ‪ ،‬ذكره الصاغا ِنيّ ‪ .‬وقد مَرّ لل ُمصَنّف في التاء مع الراءِ ‪ ،‬و َ‬
‫وفَتْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬اسمُ امْرَأَة ‪ ،‬قال شَيْخُنَا ‪ِ :‬ذكْ ُر الفَتْحِ مُسْتَدْرَك ‪ ،‬لَنّ إِطلقَه َنصّ فل يحتاج إِلى‬
‫ِذكْره ‪ .‬قلتُ ‪ :‬إِ ّنمَا َذكَرَه لبَيَان مَنْشَِإ الوَهَم في َكوْنِه بال َكسْر ‪ ،‬ف َذكَرُه مُشِيرا إِلى أَنّ َقوْلَه ووَهِمَ‬
‫الجوهريّ إِ ّنمَا هو ضَ ْبطِه بالكَسْر ‪ .‬فلو لَمْ َي ْذكُرِ الفَتْحَ كان ُيظَن أَنّ الوَهَ َم في َكوْنِه اسم امْرَأَة ‪،‬‬
‫ظهَرَ بذلك أَنّ ِذكْ َر الفَتْح ليس بمُسْ َتدْرَك على ما زَعَمه شَ ْيخُنَا ‪ .‬قال المُسّيبُ بنُ‬
‫ولَيْسَ كذلك ‪ ،‬ف َ‬
‫جتَ في ال َهجْرِ )‬
‫جْ‬‫صلِ مِنْ فَتْرِ ‪ %‬و َهجَرْتَها ولَ َ‬
‫ل ال َو ْ‬
‫عَلَس ‪ ،‬ويُ ْروَى للَعْشَى ‪َ ( % :‬أصْ َر ْمتَ حَ ْب َ‬
‫س ْمعُك غَيْرَ ذي َوقْرِ ) ‪ %‬هكذا أَنشَدَه ابنُ بَ ّريّ ‪،‬‬
‫س ِم ْعتَ حَ ْلفَتَها التّي حَلفتْ ‪ %‬إِنْ كَانَ َ‬
‫‪(%%‬وَ‬
‫شهَر‬
‫شهُور عند ال ّروَاةِ من فَتْر ‪ ،‬بفتح الفاءِ ‪ ،‬و َذكَر بعضُهم أَنّها قد ُتكْسَر ‪ ،‬ولكن الَ ْ‬
‫وقال ‪ :‬ال َم ْ‬
‫جوْهَ ِريّ )‬
‫سبُ إِلى ال َ‬
‫ي ل وَهَمَ يُنْ َ‬
‫فيها الفَتْح ‪ .‬قلتُ ‪َ :‬فعَلَى ما قَرّرَه ابنُ بَ ّر ّ‬
‫جوْهَريّ ‪ :‬الفِتْرُ ما بَيْنَ طَ َرفِ السّبّابَة والِ ْبهَامِ ِإذَا‬
‫حكَى الكَسْرَ ‪ .‬وفي التكملة ‪ :‬قال ال َ‬
‫لَنّه قد َ‬
‫جوْهريّ الثا ِنيَ‬
‫ل الوُدّ مِنْ فِتْرِ ‪ .‬فهو اسمُ امرأَة ‪ ،‬رَ ْبطُ ال َ‬
‫فَتحْتَهما ‪ .‬وَأمّا َق ْولُ الشاعِر ‪َ :‬أصَ َرمْت حَ ْب َ‬
‫ن واحد َيقْ َتضِي أَنْ َيكُونَ الثاني بكَسْ ِر الفَاءِ كما هو عَادَتُه في‬
‫ضمّه إِيّاه إِلَيْه في قَرَ ٍ‬
‫إِلى الَوّل و َ‬
‫تصنِيفه ‪ ،‬واسمُ المَرْأَة فتَرْ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ .‬انتهى ‪ .‬وقد يُجابُ عن هذا‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/295‬‬

‫ظهَرَ بما‬
‫حفَظ ‪ .‬و َ‬
‫حجّةٌ على مَنْ لم يَ ْ‬
‫حفِظَ ُ‬
‫بأَنّ الكَسْرَ َمحْكىّ أَيضا ‪ ،‬كما نقله ابنُ بَ ّريّ ‪ ،‬ومَنْ َ‬
‫ي والصاغَا ِنيّ أَيضا َتوْهِينُ ما زَعَمه شَ ْيخُنا تَبَعا لل َبدْر القَرا ِفيّ أَنّ مَ ْنشََأ الوَهَ ِم في‬
‫َذكَرَه ابنُ بَ ّر ّ‬
‫ضَبْطِ الجوهَريّ إِيّاه بالقَلَم بالكسْرِ في قولِ الَعْشَى السابِق ‪ ،‬وذلك ل ُيعْتَدّ به ‪ ،‬لحْ ِتمَال أَنّه‬
‫طهَا بالقَلَمِ حتّى يعْ َتمَد عليه ويَ َتوَجّهَ ال ّتوْهِيمُ إِليه ‪ ،‬فتَأمّل ‪ .‬وممّا‬
‫تَحْريفٌ ‪ ،‬ولم يَ َتعَ ّرضْ ِلضَبْ ِ‬
‫عمَلِه ‪َ :‬قصّرَ فيه ‪ .‬وفَتّرَه غَيْرُه ‪ ،‬وهو مَجاز‬
‫سكَنَ ‪ .‬وفَتَرَ العا ِملُ عن َ‬
‫يُسْتَدْرَك عليه ‪ :‬فَتَرَ البَ ْردُ ‪َ :‬‬
‫حضَجْر والفتكرينَ ‪ ،‬بتَ ْثلِيثِ الفاءِ وفَتْح التا ِء وبكَسْر الفاءِ ‪،‬‬
‫‪ .‬ف ت ك ر الفِتكرِ ‪ ،‬كخِ ْنصِرٍ ‪ ،‬و ِ‬
‫خمِين ‪ ،‬والّذي‬
‫صلُ فيه مِثَالُ فِلَسْطِينَ ودِرَ ْ‬
‫ل ْ‬
‫خمْسُ ُلغَات ‪ ،‬وا َ‬
‫سكُون التا ِء وفَتْح الكافِ ‪ ،‬فهي َ‬
‫وُ‬
‫جبُ العَظيم وقيل ‪ :‬إِنّ‬
‫لمْرُ العَ َ‬
‫سكُون التاءِ والكاف ُلغَةٌ فيهما ‪ :‬الدّاهِيَةُ ‪ .‬وقيلَ ‪ :‬ا َ‬
‫بكَسْرِ الفاءِ و ُ‬
‫صفُون‬
‫جمْعِ دون إِفرادٍ مِن حَ ْيثُ كانُوا َي ِ‬
‫جمْع ‪ ،‬أَي الدّواهِي والشّدَائِد واقْ َتصَرُوا فيه على ال َ‬
‫النّونَ لل َ‬
‫الدّوا ِهيَ بالكَثْرَة وال ُعمُومِ والشْ ِتمَال والغَلَبَة ‪ .‬أَنشد ابن دُرَيْد ‪ ،‬قال ‪ :‬أَنْشَدَ ابنُ الكَلْبيّ لرَجُل من‬
‫شعْره ‪ ( % :‬كُلَ ْيبُ‬
‫جعَلَه الحا ِرثُ بن حِلّزَة في ِ‬
‫جعَل كُلَيْبا عَيْرا ‪ ،‬كما َ‬
‫كَلْب قديم فيما َذكَرَه ‪ ،‬ف َ‬
‫العَيْرُ أَيْسَرُ مِنْك ذَنْبا ‪ %‬غَدَاةَ يَسُومُنَا بالفِ ْتكَرِينِ ) ‪َ ( % %‬فمَا يُنْجِيكُمُ مِنّا شِبَامٌ ‪ %‬ول قَطَنٌ ول‬
‫حبُ اللّسانِ‬
‫ستُ ‪ ،‬هكذا نَسَبَه صا ِ‬
‫أَ ْهلُ الحَجُونِ ) ‪ %‬ف ث ر ‪ .‬الفاثُورُ ‪ ،‬بالمُثَلّثَة عِنْد العامّة ‪ :‬الطّ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/296‬‬
‫خذُ من رُخَام أَو ِفضّة أَو َذهَب ‪،‬‬
‫خوَانُ يُتّ َ‬
‫خشَ ِريّ للعامّة ‪َ ،‬أوْ هو ال ِ‬
‫َأوْ هو الطّشْتَحانُ ‪ ،‬ونَسَ َبهُ ال ّزمَ ْ‬
‫سمّونه‬
‫خذُونَه من رُخَام يُ َ‬
‫ص الَزهريّ فقال ‪ :‬وأَ ْهلُ الشّأْم يتّ ِ‬
‫خ ّ‬
‫خوِنَة ‪ ،‬و َ‬
‫جمِي َع الَ ْ‬
‫وعَ ّم بعضُهم به َ‬
‫خوَانِ‬
‫الفاثُورَ ‪ .‬ومنه حَدِيثُ أَشْرَاط السّاعَة ‪ :‬و َتكُونُ الَ ْرضُ كفَاثُورِ الفِضّة ‪ .‬وقال أَبو حا ِتمٍ في ال ِ‬
‫ظمَا ) ‪%‬‬
‫شذْرا مُنَ ّ‬
‫الّذي يُتّخَذُ من الفِضّة ‪ ( % :‬ونَحْرا كفاثُورِ اللّجَيْنِ يَزيِنُه ‪َ %‬ت َوقّدُ ياقُوتٍ و َ‬
‫ومِثْلهُ ِل َمعْنِ بن َأوْس ‪ ( % :‬ونَحْرا كَفاثُورِ اللّجَيْنِ وناهِدا ‪ %‬وبَطْنا ك ِغمْدِ السّيْف َلمْ َيعْ ِرفِ‬
‫ستٌ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬جامٌ من ِفضّة أَو ذَ َهبٍ ‪.‬‬
‫خوَانُ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬طَ ْ‬
‫حمْلَ ) ‪ %‬وفي ال ّنهَايَة ‪ :‬الفاثُورُ ‪ :‬ال ِ‬
‫ال َ‬
‫جلَى فاثُورُ عَيْنِ‬
‫شمْسِ ‪ :‬فاثُورُها ‪ ،‬أَي على التّشْبِيه ‪ .‬قال الَغَْلبُ العِجْليّ ‪ :‬إِذا انْ َ‬
‫ومنه قُ ْرصُ ال ّ‬
‫عمْرو ‪ :‬الفاثُور ‪ :‬ال ِمصْحَاةُ ‪ ،‬وهي النّاجُودُ والبَاطِيَة ‪ .‬وفاثُورٌ ع ‪ ،‬عن كُرَاع‬
‫شمْسِ ‪ .‬وقال أَبو َ‬
‫ال ّ‬
‫جمَاعَةُ في ال ّثغْرِ‬
‫حلْ ‪ .‬وفي ال ّت ْكمِلَة ‪ :‬الفاثُورُ ‪ :‬ال َ‬
‫‪ .‬قُلْت ‪ :‬بنَجْد ‪ .‬قال لَبيدٌ ‪ :‬بَيْنَ فَاثُورِ ُأفَاقٍ فالدّ َ‬
‫خ ْلفَ ال َع ُدوّ في الطّلَب ‪ .‬والفاثُورُ أَيضا ‪ :‬الجاسُوسُ ‪ ،‬قاله الصاغانيّ ‪ .‬وقال ابنُ‬
‫الّذِين َيذْهَبُونَ َ‬
‫سيدَه وغَيْ ُرهُ ‪ :‬و ُهمْ عَلَى فاثُورٍ وَاحِدٍ ‪ :‬المُرَاُد به المَنْزِلَةُ والنّشَاطُ ‪ ،‬هكذا في النّسَخ بالنّون والشّين‬
‫ح َد ٍة وبِسَاط‬
‫صوَاب البِساط بال ُموَحّدَة والسّين ال ُم ْهمَلَة ‪ ،‬أَي على مَنْزِلَ ٍة وَا ِ‬
‫المعجمة ‪ ،‬وهو غَلَط ‪ ،‬وال ّ‬
‫وَاحِد ‪ .‬وقال اللّ ْيثُ في كلمٍ َذكَرَه ل َبعْضهم ‪ :‬وأَ ْهلُ الشامِ والجَزيرَة على فاثُورٍ وَاحِدٍ ‪ ،‬كَأَنّه عَنَى ‪:‬‬
‫على بِساطٍ وَاحِد ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/297‬‬

‫خوَانٌ ‪.‬‬
‫سمْرَاءِ ‪ ،‬أَي ِ‬
‫وفي حديثِ عَليّ َرضِيَ ال عنه ‪ :‬كانَ بَيْنَ يَدَ ْيهِ َيوْمَ عِيدٍ فاثُورٌ عليه خُبْزُ ال ّ‬
‫سمّى فاثُورا ‪ ،‬قال الشاعر ‪َ ( % :‬لهَا جِيدُ رِيمٍ َفوْقَ فاثُورٍ ِفضّةٍ ‪%‬‬
‫سعُ به فُي َ‬
‫وقد يُشبّهُ الصّدْرُ الوا ِ‬
‫جفْنَةُ ‪ ،‬عند رَبِيعَةَ ‪ ،‬نقله ابنُ سِيدَه وغَيْرُه ‪ ،‬أَي‬
‫صوّرُ ) ‪ %‬والفَاثُورُ ‪ :‬ال َ‬
‫وفَوْقَ مَنَاطِ الكَ ْر ِم وَجْهٌ ُم َ‬
‫على التّشْبِيه ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪ :‬الفَاثُورِيّة ‪ :‬الجَامَاتُ ‪ .‬وبه فُسّر َق ْولُ لَبِيد ‪ ( % :‬حَقائِ ُبهُمْ رَاحٌ‬
‫سلُ ) ‪ %‬قلتُ ‪ :‬أَرادَ بالسّلسِل هُنَا الدّرُوع قاله أَبو عُبَيْ َدةَ‬
‫ط وفاثُورِيّةٌ وسُلَ ِ‬
‫عَتِيقٌ ودَ ْر َمكٌ ‪ %‬ورَ ْي ٌ‬
‫في كِتَابِ الدّرْع والبَ ْيضَة ‪ ،‬في باب ما جاءَ بعض ما فِي الدّرْع فقامَ َمقَامَ الدّرْع ‪ .‬وقيلَ ‪:‬‬
‫خوِنَةُ ‪ .‬وفي ال ّروْض الُنُف ‪) :‬‬
‫الفاثُورِيّة هنا ‪ :‬الَ ْ‬
‫الفُاثُورُ ‪ :‬سَبِيكَ ُة ال ِفضّةِ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬إِبْرِيقٌ من ِفضّةٍ ‪ .‬وفي اللّسَان ‪ :‬الفاثُورُ ‪ :‬المَائدَة ‪ ،‬بُلغَة َأ ْهلِ‬
‫ضوْءُ الصّبَاحِ ‪،‬‬
‫الجَزِيرَة ‪ُ .‬يقَال ‪ُ :‬همْ على فاثُورٍ واحِد ‪ ،‬أَي ما ِئ َدةٍ واحِدَة ‪ .‬ف ج ر ‪ .‬الفَجْرُ ‪َ :‬‬
‫سمّى‬
‫حدُ ُهمَا المُسْتَطيل ‪ ،‬وهو الكا ِذبُ الذي ُي َ‬
‫شمْسِ في سَواد اللّيْل ‪ ،‬و ُهمَا فَجْرَانِ ‪ :‬أَ َ‬
‫حمْ َرةُ ال ّ‬
‫و ُهوَ ُ‬
‫ل ْكلَ والشّ ْربَ‬
‫لفُق الّذي يُحَرّم ا َ‬
‫ذَنَب السّ ْرحَان والخَرُ المُسْ َتطِيرُ ‪ ،‬وهو الصّا ِدقُ المُنْتَش ُر في ا ُ‬
‫شفَق‬
‫على الصائم ‪ .‬ول يكون الصّبْحُ ِإلّ الصّادِق ‪ .‬وقال الجوهريّ ‪ :‬الفَجْرُ ‪ :‬في آخِرِ اللّ ْيلِ كال ّ‬
‫في َأوّلِه ‪ .‬قال ابنُ سيدَه ‪ :‬وقد ا ْنفَجَرَ الصّبْحُ ‪ ،‬و َتفَجّرَ ‪ ،‬وا ْنفَجرَ عنه اللّ ْيلُ ‪ .‬وَأفْجَرُوا ‪َ :‬دخَلُوا‬
‫ح ‪ ،‬كما تقولُ ‪َ :‬أصْ َبحُوا ‪ ،‬من‬
‫فِيهِ ‪ ،‬أَي الصّبْ ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/298‬‬

‫سيّ ‪ ( % :‬فما َأفْجَ َرتْ حَتّى أَ َهبّ بسُ ْدفَةٍ ‪ %‬عَلجِيُم عَيْنُ ابْ َنيْ صُبَاحٍ‬
‫الصّبْحِ ‪ ،‬وأَنْشَد الفارِ ِ‬
‫حلُ إِذا َأفْجَ ْرتُ ‪ .‬وفي الحدِيث ‪:‬‬
‫سحَ ْرتُ ‪ ،‬وأَرْ َ‬
‫حلّ إِذا أَ ْ‬
‫تُثِيرُها ) ‪ %‬وفي كَلم بعضهم ‪ :‬كُ ْنتُ أَ ُ‬
‫سفَرْتُ ‪ ،‬أَي أَنْزل لل ّنوْمِ وال ّتعْرِيس إِذا قَرُ ْبتُ من الفَجْر ‪،‬‬
‫حلُ إِذا َأ ْ‬
‫أُعَرّس إِذا َأفْجَ ْرتُ ‪ ،‬وأَرْ َت ِ‬
‫حكَى‬
‫شمْس ‪ .‬و َ‬
‫سكّيت ‪ :‬أَ ْنتَ ُمفْجِرٌ ‪ ،‬من ذلك ال َوقْت إِلى طُلُوعِ ال ّ‬
‫حلُ إِذا أَضاءَ ‪ .‬وقال ابنُ ال ّ‬
‫وأَرْتَ ِ‬
‫ح ‪ .‬والفِجَارُ ‪ ،‬ككَتاب ‪ :‬الطّ ُرقُ مِثْل الفِجَاج ‪ .‬والفَجْر ‪ :‬تَفجيرُك‬
‫الفارسيّ ‪ :‬طَرِيقٌ فَجْرٌ ‪ :‬وَاض ُ‬
‫ل وانْ َب َعثَ ‪ .‬وفَجَرَه ُهوَ َيفْجُرُه ‪،‬‬
‫حوُ ُهمَا من السّيّال ‪ ،‬و َتفَجّرَ ‪ :‬سا َ‬
‫الماءَ ‪ .‬وا ْنفَجَرَ الماءُ والدّمُ ونَ ْ‬
‫شدّدَ للكَثْرة ‪ .‬وال َمفْجَ ُر وال َمفْجَ َرةُ ‪:‬‬
‫بالضّم ‪َ ،‬فجْرا فا ْنفَجَر ‪ ،‬أَي َبجَسَهُ فانْ َبجَسَ ‪ .‬وفَجّ َرهُ َتفْجِيرا ‪ُ :‬‬
‫ح ْوضِ وغَيْره ‪ .‬وفي الصّحاحِ ‪َ :‬موْضِعُ َتفَتّحِ المَاءِ كالفُجْ َرةِ ‪ ،‬بِالضّمّ ‪ .‬وال َمفْجَ َرةُ ‪:‬‬
‫مُ ْنفَجَ ُرهُ من ال َ‬
‫جمْعُ ال َمفَاجِ ُر ‪ .‬و َمفَاجِ ُر الوَادِي ‪:‬‬
‫حكَم ‪ :‬فتَ ْنفَجِر فيها َأوْدِيَةٌ ‪ ،‬وال َ‬
‫ن وتَ ْنفَجِرُ ‪ .‬وعبَا َرةُ المُ ْ‬
‫طمَئِ ّ‬
‫أَ ْرضٌ تَ ْ‬
‫ن يكونَ بالفَتْح ‪ ،‬والصّوابُ أَنّه‬
‫مَرَا ِفضُه حَ ْيثُ يَ ْر َفضّ إِليه السّ ْيلُ ‪ .‬وفُجْ َر ُة الوَادِي إِطْلقُه َيقْ َتضِي أَ ْ‬
‫سعُه الّذي يَ ْنفَجِرُ إِليه الماءُ ‪ ،‬كثُجْرَتِهِ ‪ .‬ومن ال َمجَاز ‪ :‬ا ْنفَجَرَت عَلَ ْيهِمُ ال ّدوَاهِي ‪ :‬أَتَتْهم من‬
‫بالضّمّ مُتّ َ‬
‫كلّ َوجْهٍ كثيرةً َبغْتَةً ‪ .‬وكذا ا ْنفَجَرَ عليهم ال َع ُدوّ ‪ ،‬إِذا جاءَهُم َبغْتَةً بكَثْ َر ٍة ‪ ،‬كما في الَساس واللّسان‬
‫‪.‬‬
‫ث في ال َمعَاصي والمَحَا ِرمِ والزّنَى و ُركُوب ُكلّ َأمْرٍ‬
‫ل في النْبعا ِ‬
‫وأَصل الفَجْر الشّقّ ‪ ،‬ثمّ اسْ ُت ْعمِ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/299‬‬

‫جلُ بالمَرْأَة َيفْجُر فُجُورا ‪ :‬زَنَى ‪،‬‬


‫قَبيح من َيمِين كاذبَة أَو َكذِب ‪ ،‬كالفُجُور فيهما ك ُقعُود ‪ .‬فَجَرَ الرّ ُ‬
‫ضمّتَيْن ‪،‬‬
‫والمَرَْأةُ ‪ :‬زَ َنتْ ‪ ،‬فهو َفجُورٌ كصَبُور ‪ ،‬وفاجُورٌ ‪َ ،‬نقَلَه الصّاغَانيّ ‪ ،‬من َقوْم فُجُرٍ ‪ ،‬ب َ‬
‫طلَبَة ‪،‬‬
‫جلٌ فاجِرٌ ‪ ،‬من قوم ُفجّار وفَجَرَة ‪ ،‬كطُلّب و َ‬
‫سوَة فُجُرٍ ‪ ،‬ورَ ُ‬
‫وامْرََأةٌ َفجُورٌ أَيضا ‪ ،‬مِن نِ ْ‬
‫ل ‪ .‬والفَجَرُ ‪ ،‬بالتّحْريك ‪ :‬العَطَاءُ‬
‫وفي الحَدِيث ‪ :‬إِنّ التّجّارَ يُ ْبعَثُون َيوْمَ القيَامَة فُجّارا ِإلّ مَنِ ا ّتقَى ا َ‬
‫)‬
‫ش ّم الُنُوف‬
‫والكَرَمُ والجُودُ وال َمعْروفُ ‪ ،‬قال أَبو ُذؤَيْب ‪ ( % :‬مَطاعِيمُ للضّيْف حينَ الشّتا ‪ %‬ءِ ُ‬
‫كَثِيرُو الفَجَرْ ) ‪ %‬وقال أَبو عُبَ ْيدَة ‪ :‬الفَجَرُ ‪ :‬الجُو ُد الوَاسعُ ‪ ،‬والكَرَمُ ‪ ،‬من ال ّتفَجّرِ في الخَيْرِ ‪،‬‬
‫حقّ‬
‫عمْرُو بن امْرِئ القَيْسِ يُخَاطبُ ماِلكَ بنَ العَجْلن ‪ :‬خَاَل ْفتَ في الرّ ْأيِ ُكلّ ذِي َفجَرٍ وال َ‬
‫وقال َ‬
‫يامالِ غَيْرُ ما َتصِفُ هكذا صوابُ إِ ْنشَاده كما قالَهُ ابن بَ ّريّ ‪ .‬والفَجَرُ ‪ :‬المَالُ ‪ ،‬عن كُرَاع ‪.‬‬
‫حجَن ال ّثقَفيّ ‪َ ( % :‬فقَدْ َأجُو ُد ومَا مَالي بِذي فَجَرٍ ‪ %‬وَأكْتُمُ السّرّ فيه‬
‫والفَجَرُ ‪ :‬كَثْرَتُهُ ‪ ،‬قال أَبو مِ ْ‬
‫جلُ َفجَرا ‪ ،‬أَي كفَرِحَ ‪:‬‬
‫ن القَطّاع ‪ :‬وفَجِرَ الرّ ُ‬
‫ضَرْبَةُ العُنُقِ ) ‪ %‬وقد َتفَجّرَ بالكَرَم وانْفَجَرَ ‪ .‬قال اب ُ‬
‫تَكرّ َم ‪ .‬والفَاجِرُ ‪ :‬المُ َت َم ّولُ ‪ ،‬أَي الكَثِي ُر المالِ ‪ ،‬وهو على النّسَب ‪ ،‬والفاجرُ ‪ :‬السّاحِرُ ‪ ،‬نقله‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬وكقَطَامِ ‪ :‬اسْمٌ للفُجُور ‪ .‬ويُقَال للمَرْأَة ‪ :‬يا َفجَا ِر كقَطَامِ ‪ ،‬وهو اسم َمعْدُولٌ عن‬
‫حمَ ْلتُ بَ ّرةَ واحْ َتمَ ْلتَ‬
‫الفاجِ َرةِ يُريدُ يا فاج َرةُ ‪ ،‬قال النّا ِبغَةُ ‪ ( % :‬أَنّا اقْتَسمْنَا خُطّتَيْنَا بَيْنَنَا ‪ %‬ف َ‬
‫فَجَارِ ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/300‬‬

‫قال ابنُ جِنّى ‪ :‬فَجَارِ َمعْدُولَةٌ عن َفجْ َرةَ ‪ ،‬وفَجْ َرةُ عَلَمٌ غير َمصْرُوفٍ ‪ ،‬كما أَنّ بَ ّرةَ كذلك ‪ .‬قال‬
‫علَى طَرِيق الّلفْظ ‪ .‬وَأفْجَ َرهُ ‪.‬‬
‫وقَ ْولُ سيبويه إِنّها معدولة عن الفَجْرَة تفسيرٌ على طريقِ ال َمعْنَى ل َ‬
‫ب وكَ ّذبَ ‪ ،‬زاد بنُ القَطّاع ‪:‬‬
‫جلُ َيفْجُر فُجُورا ‪َ .‬فسَقَ ‪ ،‬و َفجَرَ أَيضا ‪ :‬ك َذ َ‬
‫وَجَ َدهُ فاجِرا ‪ .‬وفَجَرَ الر ُ‬
‫شطّوا ‪%‬‬
‫وأَرَابَ ‪ .‬وَأصْلُه المَ ْيلُ ‪ ،‬والفَاجِرُ ‪ :‬المائلُ ‪ .‬وقال أَبو ُذؤَيْب ‪ ( % :‬ول ُتخْنُوا عََليّ ول تَ ِ‬
‫سمّى الكا ِذبُ فاجرا لمَيْله عن القَصْد ‪.‬‬
‫ن الفَجْرَ حُوبُ ) ‪ %‬أَرادَ بالفَجْر الكَ ِذبَ ‪ ،‬ويُ َ‬
‫ِبقَوْل الفَجْرِ إِ ّ‬
‫عصَى وخاَلفَ ‪ ،‬وبه فَسّرَ ثعلب َقوْلَهم في الدّعاءِ ‪ :‬ونَخَْل ُع ونَتْ ُركُ من َيفْجُ ُركَ فَقَال‬
‫وفَجَرَ فُجُورا ‪َ ،‬‬
‫عمَرَ رضي ال عنه ‪ :‬أَنّ َرجُلً اسْتَ ْأذَنَهُ في الجهَاد ‪،‬‬
‫‪ :‬مَن َيعْصيكَ ومَنْ ُيخَاِلفُكَ ‪ .‬ومنه حديثُ ُ‬
‫عصَيْتُك وخاَلفْتُك و َمضَيْتُ إِلى الغَ ْزوِ‬
‫ض ْعفِ َبدَنه ‪ ،‬فقال له إِنْ َأطَْلقْتَنِي وِإلّ فَجَرْتُك ‪ ،‬أَي َ‬
‫فمَ َنعَهُ ِل َ‬
‫جلُ مِنْ مَ َرضِه ‪ :‬بَرَأَ وفَجَرَ ‪َ :‬كلّ َبصَرُه ‪ ،‬وفَجَرَ َأمْرُهُم ‪ :‬فَسَدَ ‪ .‬ومن‬
‫‪ .‬وقال المؤرّج ‪َ :‬فجَرَ الرّ ُ‬
‫المَجَاز ‪َ :‬فجَرَ الرا ِكبُ َيفْجُرُ ُفجُورا ‪ :‬مالَ عَنْ سَرْجِه ‪ .‬وفَجَرَ عن الحَقّ ‪ :‬عَ َدلَ ‪ ،‬ومنه قولُهم ‪:‬‬
‫حمََلهُ أَعرا ِبيّ وقال ‪ :‬إِنّ ناقَتِي قد َنقِبَتْ ‪ .‬فقال‬
‫عمَرَ رضي ال عنه ‪ :‬اسْتَ ْ‬
‫ب وفَجَرَ ‪ .‬وفي حديث ُ‬
‫كَ َذ َ‬
‫ب ول دَبَرْ )‬
‫سهَا مِنْ َنقَ ٍ‬
‫عمَرْ ‪ %‬مَا َم َ‬
‫ح ْفصٍ ُ‬
‫حمِلْه ‪ .‬فقال ‪َ ( % ) :‬أقْسَمَ بال أَبو َ‬
‫لَهُ ‪َ :‬كذَ ْبتَ ‪ .‬ولم يَ ْ‬
‫ب ومالَ عن الصّدْق ‪.‬‬
‫غفِرْ لَهُ الّل ُهمّ إِنْ كانَ فَجَرْ أَي كَ َذ َ‬
‫‪ %‬فا ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/301‬‬

‫حلُ ) ‪ %‬أَي ل‬
‫وقال الشاعر ‪ ( % :‬قَتَلْتُم فَ َتىً ل َيفْجُرُ الَ عامِدا ‪ %‬ول َيجْتَويِه جارُه حِينَ ُي ْم ِ‬
‫َيفْجُرُ َأمْرَ ال ‪ ،‬أي ل َيمِيلُ عنه ول يَتْ ُركُه ‪ .‬وأَيّا ُم الفِجَار ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬كانت ب ُعكَاظَ ‪ ،‬تَفاجَرُوا فيها‬
‫واسْتَحَلّوا كلّ حُ ْر َمةٍ ‪ ،‬كذا في الَساس ‪ .‬وفي الصّحاح ‪ .‬الفِجَارُ ‪َ :‬يوْمٌ من أَيّامِ العَرَب ‪ ،‬وهي‬
‫جلِ ‪ ،‬وفِجَارُ المَرَْأةِ ‪ ،‬و ِفجَا ُر القِرْدِ ‪ ،‬وفِجَارُ البَرّاضِ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬والَخِيرُ هو‬
‫أَرْبَعةُ َأ ْفجِ َرةٍ ‪ :‬فِجَارُ الرّ ُ‬
‫سمّ َيتْ بذلك لَنّهَا‬
‫ظمَى ‪ ،‬نُسِبَت إِلى البَرّاضِ بن قَيْسٍ الذي قَ َتلَ عُ ْر َوةَ الرّحَالَ ‪ ،‬وإِ ّنمَا ُ‬
‫ال َو ْقعَةُ العُ ْ‬
‫ن في‬
‫شهُرِ الحُرُم ‪ ،‬وكانتْ بَيْنَ قُرَيْش ومَن َم َعهَا من كِنَا َنةَ ‪ ،‬وبَيْنَ قَيْسِ عَيْل َ‬
‫كا َنتْ في الَ ْ‬
‫سمّ َيتْ‬
‫الجاهِلّية ‪ ،‬وكانَت الدّبْ َرةُ ‪ ،‬أَي الهَزيمَةُ ‪ ،‬على قيْس ‪ .‬فََلمّا قاتَلُوا فيها قالُوا ‪ :‬قد فضجَرْنا ‪ ،‬ف ُ‬
‫سهَيْلِي في ال ّروْض‬
‫ح ّققَه ال ّ‬
‫لِذلكَ ِفجَارا ‪ ،‬وهو َمصْدَرُ فاجَرَ مُفاجَ َر ًة و ِفجَارا ‪ :‬ارْ َت َكبَ الفُجُورَ ‪ ،‬كما َ‬
‫حضَرَهَا النبيُّ صلى ال تعالَى عليه وسلّم ‪ ،‬وهو ابنُ‬
‫‪ .‬وفِجَارَاتُ العَ َربِ ‪ُ :‬مفَاخَرَا ُتهَا ‪ .‬وقد َ‬
‫سهُم ‪ ،‬وما‬
‫عمُومَتِي َيوْ َم الفِجَارِ ‪ ،‬و َرمَيْتُ فيه بَأ ْ‬
‫حدِيث ‪ :‬ك ْنتُ أَنْ ُبلُ على ُ‬
‫عِشْرينَ سنةً ‪ ،‬وفي ال َ‬
‫عمُومَتِي وذُو فَجَرٍ ‪ُ ،‬محَ ّركَة ‪:‬‬
‫حبّ أَنّي لم َأكُنْ َفعَ ْلتُ ‪ .‬وفي رِوايَة ‪ :‬كُ ْنتُ أَيّامَ الفِجَارِ أَنْ ُبلُ على ُ‬
‫أُ ِ‬
‫سلٌ وذُو فَجَرْ ‪َ %‬يقْمَحْنَ من حِبّتِهِ ما قَدْ نَثَرْ ) ‪%‬‬
‫ع ‪ ،‬قال َبشِيرُ بنُ ال ّنكْث ‪ ( % :‬حَ ْيثُ تَرَاءَى مَأْ َ‬
‫جهَيْنةَ ‪ :‬ع ‪ .‬ويقالُ ‪َ :‬ر ِكبَ فلنٌ َفجْ َرةَ وفَجَارِ َممْنُوعةً من الصَ ْرفِ ‪ ،‬أَي كَ َذبَ وفَجَرَ‬
‫والفُجَيْرَ ‪ ،‬ك ُ‬
‫‪.‬‬
‫جلُ ‪ ،‬إِذا جاءَ بالفَجَرِ ‪ ،‬أَي بالمالِ الكَثِيرِ ‪ .‬وَأفْجَرَ ‪ ،‬إِذا‬
‫وعن ابن الَعرا ِبيّ ‪َ :‬أ ْفجَرَ الرّ ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/302‬‬

‫عصَى بفَرْجِه ‪ ،‬وَأفْجَرَ ‪ ،‬إِذا مالَ عن‬


‫كَ َذبَ ‪ ،‬وَأفْجَرَ ‪ ،‬إِذا زَنَى ‪ ،‬وَأفْجَرَ ‪ ،‬إِذا َكفَرَ ‪ ،‬وَأفْجَرَ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫حقّ ‪.‬‬
‫ال َ‬
‫حقَه الصاغانيّ من كَلمِ غَيْره وَأفْجَرَ اليَنْبُوعَ ‪ :‬أَنْ َبطَهُ ‪،‬‬
‫ن الَعرابيّ ‪ ،‬بل أَلْ َ‬
‫الَخيرُ ليس من َق ْولِ اب ِ‬
‫ن وَعْلَةَ كأَنّهُ يَ َتفَجّرُ بالعَرَق ‪ .‬وقال‬
‫أَي أَخْ َرجَهُ ‪ .‬والمُ َتفَجّر ‪ ،‬بكسر الجيم ‪ :‬فَرَسُ الحا ِرثِ ب ِ‬
‫س َمعَهُ من أَحَد ويَ َتعَّلمَه ‪ ،‬وأَنشد ‪% :‬‬
‫الهَواز ِنيّ ‪ :‬الفْتِجارُ في الكَلمِ ‪ :‬اخْتِراقُه من غَيْرِ أَنْ َي ْ‬
‫سمَعْ ِبهِ ‪ %‬وَ ُهوَ‬
‫لفٍ أَ َبلّْ ) ‪َ ( % %‬يفْتَجِ ُر ال َق ْولَ ولم يَ ْ‬
‫( نا ِزعِ القَوْمَ إِذا نازَعْ َتهُمْ ‪ %‬بأَريب َأوْ بحَ ّ‬
‫سقَهُ وكَفّ َرهُ ‪ .‬ومنه‬
‫إِنْ قِيلَ اتّقِ الَ احْ َت َفلْ ) ‪ %‬وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪ :‬فَجّره ‪ِ ،‬إذَا نَسَبَه للفُجُور ‪ ،‬كفَ ّ‬
‫حدِيثُ ابنِ الزّبَيْر ‪َ :‬فجّرتَ )‬
‫َ‬
‫جوَاب ‪ .‬وفَجَرَ ‪ ،‬إِذا َر ِكبَ رَ ْأسَه ف َمضَى غَيرَ‬
‫جلُ ‪َ :‬أخْطَأَ في ال َ‬
‫سكَ ‪ .‬وقال ال ُمؤَرّج ‪ :‬فَجَرَ الرّ ُ‬
‫ب َنفْ ِ‬
‫حلّ ‪ .‬وحََلفَ فلنٌ على فَجْ َرةٍ ‪ ،‬واشتمل‬
‫شمَيْل ‪ :‬الفُجُور ‪ :‬ال ّركُوب إِلى ما ل َي ِ‬
‫ُمكْتَ ِرثٍ ‪ .‬وقال ابنُ ُ‬
‫ب ‪ .‬والفَاجِرُ ‪ :‬المُك ّذبُ ‪ِ ،‬لمَيْله عن‬
‫على فَجْ َرةٍ ‪ ،‬إِذا رَكبَ أَمرا قَبِيحا من َيمِين كاذبَة أَو زِنىً أَو كَ ِذ ٍ‬
‫ق والقَصْدِ ‪ .‬وعن ابنِ الَعرابيّ ‪ :‬الفاجِرُ ‪ :‬الساقطُ عن الطّرِيق ‪ .‬وفي حديثِ عائشةَ َرضِي‬
‫الصِ ْد ِ‬
‫ال عنها ‪ :‬يا َلفُجَ َر ‪ ،‬معدولٌ عن فاجِر للمُبَاَلغَة ‪ ،‬ول يُسْ َت ْع َملُ ِإلّ في النّداءِ غالِبا ‪ .‬وسِرْنا في‬
‫غمَرَاتِ‬
‫مُ ْنفَجَرِ ال ّر ْملِ ‪ :‬وهو طَريقٌ يكونُ فيه ‪ ،‬وهو مَجا ٌز ‪ .‬والفَجرُ ‪ ،‬محرّكة ‪ُ :‬يكْنَى به عَنْ َ‬
‫الدّنْيَا ‪ .‬ومنه حَدِيثُ أَبِي َبكْرٍ رضي ال عنه لَنْ ُيقَدّمَ أَحَ ُدكُم‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/303‬‬

‫غمَراتِ الدّنْيَا ‪ ،‬يا ها ِديَ الطّرِيقِ جُ ْرتَ ‪ ،‬إِ ّنمَا هو الفَجْر‬


‫ف ُتضْ َربَ عُنقُه خَيْرٌ له من أَنْ يَخُوض في َ‬
‫طتَ الظّ ْلمَاءَ و َركِ ْبتَ‬
‫ضئَ لك الفَجْرُ أَ ْبصَ َرتْ َقصْدَك ‪ ،‬وإِن خَبَ ْ‬
‫أَو البَحْر يقولُ ‪ :‬إِن انْتَظَ ْرتَ حتى ُي ِ‬
‫جمَا ِبكَ على ال َمكْرُوه ‪ .‬فضَرَب ال َبحْرُ مَثَلً ل َغمَراتِ الدّنْيَا ‪ .‬وقد تَقدّم ال َبحْرُ في َم ْوضِعه‬
‫العَشْواءَ هَ َ‬
‫‪.‬‬
‫س ْوفَ أَتُوبُ ‪.‬‬
‫اختُلف في َمعْنَى قولِه تعالَى ‪َ :‬بلْ يُريدُ الِنْسَانُ لِ َيفْجُرَ َأمَامَ ُه ‪ .‬فقيلَ ‪ :‬أَي َيقُولُ ‪َ :‬‬
‫سوّف بال ّتوْبَة ويُقَدّم الَعمالَ السّيّئَةَ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬لِ َي ْكفُرَ‬
‫ب و ُيؤَخّرُ ال ّتوْبَةَ ‪ .‬وقيل ‪ :‬يُ َ‬
‫ويُقَال ‪ُ :‬يكْثِرُ الذّنُو َ‬
‫ضيَ أَمامَهُ راكِبا رَأْسَه ‪ .‬وقِيل ‪ :‬ليُك ّذبَ بما َأمَامَهُ‬
‫بما قُدّامَه من ال َب ْعثِ ‪ .‬وقال المؤرّج ‪ :‬أَي ل َي ْم ِ‬
‫من ال َب ْعثِ والحِسَابِ والجَزَاءِ ‪ .‬ف ح ر ‪ .‬افْ َتحَرَ الكلمَ والرّ ْأيَ ‪ ،‬بالحاءِ ال ُم ْهمَلَة ‪ ،‬أَهمله‬
‫صدِ‬
‫الجوهريّ وصاحبُ اللّسَان ‪ ،‬وقال ابنُ الفَرَج عن مُدْركٍ الضّبَابيّ ‪ُ :‬يقَال ذلكِ ِإذَا أَتَى به من َق ْ‬
‫حجَن الضّبابيّ ‪ .‬ف خ ر ‪.‬‬
‫ن الفَرَج عن أَبي مِ ْ‬
‫َنفْسِهِ ‪ ،‬ولَم يُتا ِبعْه عَلَيْه أَحدٌ كافْتَحَلَه الَخي ُر نقلَه اب ُ‬
‫حهِما ‪ .‬قال‬
‫الفَخْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬ويُحَرّك ‪ ،‬مثل َنهْر و َنهَر ِلمَكانِ حَ ْرفِ الحَلْق ‪ ،‬والفَخَا ُر والفَخَا َرةُ ‪ ،‬بفَتْ ِ‬
‫ف بعضٌ في الفَخَار بالفَتْح ‪ ،‬وقال ‪ :‬الصّوابُ فيه بالكَسْر ‪ ،‬قال ‪ :‬ولم َيسْتَن ْد في ذلك‬
‫شيخُنَا ‪ :‬وتَوقّ َ‬
‫لما ُيعْ َتمَدُ عليه ‪ .‬وقال ابنُ أَبي الحَديد في َأوّل شرْح َنهْجِ البَلغة ‪ :‬قال لي إِمامٌ من أَئمّة الّلغَة في‬
‫زَماننا ‪ :‬الفِخَارُ بكَسْر الفاءِ ‪ ،‬وهذا ِممّا َيغْلَط فيه الخاصّة ف َيفْتَحُونَه ‪ ،‬وهو غير جائز ‪ ،‬لَنّه‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/304‬‬

‫مصدرُ فاخَرَ ‪ ،‬كقا َتلَ ‪ .‬وعنْدي ل يَ ْبعُد أَن تكون الكَلمَةُ َمفْتُوحَةَ الفاءِ ‪ ،‬و َيكُونَ َمصْدَرَ َفخَ َر ل‬
‫سمَاح وذَهَاب‬
‫فَاخَرَ ‪ ،‬وقد جاءَ مصدرُ الثّلثيّ إِذا كان عَيْنُه أَو لمُه حَ ْرفَ حَلْق على َفعَال بالفَتْح ك َ‬
‫‪ ،‬الّلهُمّ ِإلّ أَنْ يُ ْنقَلَ ذلك عن شَيْخ أَو كِتَاب َموْثُوق به نقلً صريحا فتَزُول الشّ ْبهَة ‪ .‬انتهى كلمُ ابنِ‬
‫حدِ‬
‫حدِيد ‪ .‬قال شَ ْيخُنا ‪ :‬قلتُ ‪ :‬وهذا القَيْدُ الذي قَيّدَه بحَرْف الحَلْقِ عَيْنا َأوْ لما ل َنعْرفُ ُه لَ َ‬
‫أَبي ال َ‬
‫حصْر في الثّلثيّ ُمطْلَقا حتى ادّعَى فيه َأ ْقوَامٌ‬
‫في ال َمصَادِر ‪ ،‬بل وَرَدَت ال َمصَادِرِ على َفعَال بل َ‬
‫حصَى ‪ .‬وفيه كلمٌ‬
‫جمَال ورَشَادِ وسَدادَ ‪ ،‬وما ل ُي ْ‬
‫القِيَاسَ ِلكَثْرَته كسَلَم وكَلَ ٍم وضَلَل و َكمَالِ و َ‬
‫في ال ِمصْباح ‪ .‬انتهى ‪ .‬وقولُ ابنِ أَبي الحَديد ‪ :‬الّل ُهمّ ِإلّ أَنْ يُ ْنقَل ذلك عن شَيْخ أَو كِتَابٍ إِلخ ‪ .‬ق ْلتُ‬
‫‪َ :‬نقَل الصاغَانيّ في التكملة ما َنصّه ‪ :‬وقال َثعْلَب ‪ :‬ل َيجُوزُ الفَخارُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬لَنّه ُموَلّد ‪ ،‬فإِذن‬
‫خصَال وعَ ّد القَدِي ِم والمُبَاهَاة‬
‫زالت الشّ ْبهَةُ ‪ ،‬فتََأ ّملْ ‪ .‬والفِخّيرّي ‪ ،‬كخِلّيفَي ‪ ،‬و ُيمَدّ ‪ :‬ال ّت َمدّح بال ِ‬
‫ب ونَسَب ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو المُبَاهَاةُ بالُمُور الخا ِرجَة عن الِنْسَان ‪ ،‬كمَالٍ وجَاهٍ ‪.‬‬
‫س ٍ‬
‫بال َمكَارِم مِن حَ َ‬
‫ظ ِم والكِبَرِ والشّ َرفِ ‪ ،‬كالفْتِخَار ‪ .‬وقد فَخَرَ ‪ ،‬كمَنَعَ ‪َ ،‬يفْخَرُ فخَرْا و َفخْ َرةً‬
‫وقيلَ ‪ :‬الفَخْرُ ‪ :‬ادّعاءُ العِ َ‬
‫ضهُم على َبعْض ‪،‬‬
‫حسَنَةً ‪ ،‬عن اللّحْيَانيّ ‪ ،‬فهو فاخِ ٌر وفَخُورٌ ‪ ،‬وكذلك افْ َتخَر ‪ .‬وتَفَاخَرُوا ‪َ :‬فخَرَ َب ْع ُ‬
‫َ‬
‫وال ّتفَاخُر ‪ :‬ال ّتعَاظُم ‪ .‬وال ّتفَخّر ‪ :‬ال ّتكَبّر ‪ .‬وفاخضرَه ُمفَاخض َر ًة وفِخَارا ‪ ،‬بال َكسْر ‪ :‬عا َرضَهُ‬
‫بالفَخْرِ ‪ ،‬ففَخَ َرهُ ‪ ،‬ك َنصَ َرهُ َيفْخُ ُرهُ فَخْرا ‪ :‬غَلَبَ ُه وكانَ َأفْخَرَ منه وَأكْرَمَ أَبا وُأمّا ‪ .‬أَنشد َثعْلَب ‪( % :‬‬
‫عمَيْتُه ‪ %‬عن الجُو ِد والفَخْرِ َي ْو َم الفَخَارِ ) ‪%‬‬
‫عمْرا وأَ ْ‬
‫صمَتّ َ‬
‫فََأ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/305‬‬

‫كذا أَ ْنشَدَه بالكَسْر ‪ ،‬وهو َنشْرُ المَناقِب و ِذكْرُ الكِرام بالكَرَم ‪ .‬وفَخَرَه عَلَيْه ‪ ،‬كمَنَع َيفْخَرُه فَخْرا ‪) :‬‬
‫سكّيت ‪َ :‬فخَرَ فُلنٌ ال َيوْمَ على‬
‫َفضّله عَلَيْه في الفَخْرِ ‪ ،‬عن أَبي زَيْد ‪ ،‬كَأ ْفخَرَه عَلَيْه ‪ ،‬وقال ابنُ ال ّ‬
‫خصِيم بمعنى‬
‫فُلن في الشّرَف والجَلَد والمَنْطِقِ ‪ ،‬أَي َفضَلَ عليه ‪ .‬والفَخِير ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ :‬ال ُمفَاخِرُ كال َ‬
‫ت الَساس ‪ :‬جاءَ فلنٌ َفخِيرا ثم َرجَع أَخيرا ‪ .‬والفَخْيرِ أَيضا ‪ :‬ال َمغْلُوبُ‬
‫جعَا ِ‬
‫المُخَاصِم ‪ .‬ومن سَ َ‬
‫لمّهات ‪ :‬بالفَخْر ‪ .‬وال َمفْخَ َرةُ ‪ ،‬و ُتضَمّ الخاءُ ‪ :‬المَأْثُرَة وما ُفخِرَ به ‪.‬‬
‫في الفَخْرِ ‪ ،‬وفي بعض ا ّ‬
‫صفٍ كَأَ ْلوَانِ‬
‫جوَاءُ بفاخرٍ ‪َ %‬ق ِ‬
‫شئٍ ‪ ،‬قال لَبِيدٌ ‪ ( % :‬حَتّى تَزَيّنَت ال ِ‬
‫والفاخِرُ ‪ :‬الجَيّ ُد من كلّ َ‬
‫حوْلَهُ ‪ .‬والفاخِرُ ‪:‬‬
‫عمِيمِ ) ‪ %‬عَنَى به هُنَا الّذي بَلَغَ وجَادَ من النّبَاتِ ‪ ،‬فكَأَنّهُ فَخَر على ما َ‬
‫الرّحَالِ َ‬
‫شيْءَ ‪ ،‬هكذا‬
‫بُسْرٌ َي ْعظُ ُم ول َنوَى َلهُ ‪ ،‬فكَأَنّهُ َفخَرَ بذلك على غَيْرِه ‪ .‬ويُ ْروَى بالزاي ‪ .‬واسْ َتفْخَرَ ال ّ‬
‫في النّسخ ‪ ،‬وعبارةُ اللّيْث على ما َنقَلَه الصاغانيّ ‪ :‬واسْ َتفْخَر ال ّث ْوبَ ‪ :‬اشْتَرَاهُ فاخِرا ‪ .‬وكذلك في‬
‫ن ‪ ،‬ومِنَ‬
‫ع القَلِيلَةُ اللّبَ ِ‬
‫التّزْويج ‪ .‬واسْ َتفْخَرَ فلنٌ ماشا َء ‪ .‬والفَخُورُ ‪ ،‬كصَبُور ‪ :‬الناقَةُ العَظِيمةُ الضّرْ ِ‬
‫الغَنَمِ كذلك ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬هي التي ُتعْطِيكَ ما عِ ْندَهَا من اللّبَنِ ول َبقَاءَ لِلبَ َنهَا ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬النّاقَةُ الفَخُورُ ‪:‬‬
‫ل القَلِيلُ اللّبَنِ ‪،‬‬
‫ق الَحالي ِ‬
‫العَظِيمَةُ الضّ ْرعِ الضّ ّيقَ ُة الَحالِيل ‪ .‬والفَخُورُ من الضّرُوع ‪ :‬الغَلِيظُ الضّيّ ُ‬
‫سعَةُ‬
‫ن الَعرابيّ ‪ ( % :‬حَنْدَلِسٌ غَلْبَاءُ ِمصْباحُال ُبكُرْ ‪ %‬وا ِ‬
‫والسْ ُم الفُخْ ُر ‪ ،‬والفُخُرُ ‪ .‬وأَنشد اب ُ‬
‫الَخْلفِ في غَيْرِ ُفخُرْ ) ‪%‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/306‬‬

‫س َعفِ ‪ .‬والفَخُورُ ‪:‬‬


‫ج ْذعِ الغَلِيظُة ال ّ‬
‫ووَهِ َم المصنّف فأَعادَه في الزّاي ‪ .‬والفَخُورُ ‪ :‬النّخَْلةُ العظيمةُ ال ِ‬
‫الفَرَسُ العَظيمُ الجُرْدانِ الطّويلُه ‪ ،‬كالفَيْخَرِ ‪ ،‬كصَ ْيقَل ‪ ،‬بالرّاءِ وبالزّاي ‪ ،‬قاله أَبو عُبَ ْي َدةَ ‪ ،‬ج فَيَاخِرُ‬
‫‪.‬‬
‫ل كالفَخّار ‪َ .‬أوْ ُهوَ‬
‫والفَخارَة ‪ ،‬كجَبّانَة ‪ :‬الجَ ّرةُ ‪ ،‬ج الفَخّارُ ‪ .‬معروفٌ ‪ .‬وفي التّنْزِيل ‪ :‬مِنْ صَ ْلصَا ٍ‬
‫ضَ ْربٌ من الخَ َزفِ ُت ْع َملُ منه الجِرَا ُر والكِيزانُ وغَيْرُهَا ‪ .‬وبه فُسّر حَدِيث ‪ :‬أَنّه خَرَجَ يَتَبَرّزُ فأَتْ َبعَه‬
‫ل كفَرِحَ ‪َ ،‬يفْخَر فَخَرا ‪ :‬أَ ِنفَ ‪ ،‬وأَنشد‬
‫جُ‬‫عمَرُ بإِدَا َو ٍة وفَخّارَة ‪ .‬وعن ابن الَعرابيّ ‪ :‬فَخِرَ الر ُ‬
‫ُ‬
‫حلّ بُيُوتُه ‪ %‬بمَحَلّهِ ال ّزمِر ال َقصِير عِنَانَا ) ‪ %‬فَسّرَُه ابنُ‬
‫للقُطَاميّ ‪ ( % :‬وتَرَاهُ َيفْخَرُ أَنْ َت ُ‬
‫ف ‪ .‬والفَاخُورُ ‪ :‬نَ ْبتٌ طَ ّيبُ الرّيح ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬ضَ ْربٌ من الرّياحينِ ‪ .‬قال‬
‫الَعْرَابيّ فقال ‪ :‬معناهُ يَأْ َن ُ‬
‫سطِه كأَنّه‬
‫جمَامِيحُ في وَ َ‬
‫جتْ له َ‬
‫ض الوَرَقِ ‪ .‬وقيل ‪ :‬هو الّذي خَ َر َ‬
‫أَبو حَنِيفَةَ ‪ :‬هو المَ ْروُ العَرِي ُ‬
‫سمّيه أَ ْهلُ ال َبصْرَة ‪ :‬رَيْحَان الشّيُوخِ‬
‫سطِه ‪ ،‬طَييبّ الرّيحِ ‪ ،‬يُ َ‬
‫حمَرُ في وَ َ‬
‫أَذْنَابُ ال ّثعَْلبِ ‪ ،‬عليها َنوْرٌ َأ ْ‬
‫سكّيت ‪ ) ،‬أَي كَثِي ُر الفَخْرِ‬
‫جلٌ فَخّيرٌ ‪ ،‬ك ِ‬
‫ب ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْ َركَ عليه ‪ :‬رَ ُ‬
‫زَعَمَ َأطِبّاؤُهم أَنّه َيقْطَعُ الشّبَا َ‬
‫شيِ الفَرِحِ الفخّيرِ ‪ .‬وإِنّه لَذُو ُفخْرَة عَلَيْهم‬
‫‪ .‬وكذا فِخّي َرةٌ ‪ ،‬والهاءُ للمُبَالَغة ‪ .‬قال الشاعِرُ ‪َ :‬يمْشِي كمَ ْ‬
‫جلُ فَخْرا ‪َ :‬تكَبّر‬
‫‪ ،‬بالضّمّ أَي َفخَ ٍر ‪ .‬وما لضكَ ُفخْ َرةُ هذا ‪ ،‬أَي فَخْرُه عن اللّحْيَا ِنيّ ‪ .‬وفضخَرَ الرّ ُ‬
‫بالفَخْر‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/307‬‬

‫عظِيمٌ ‪ .‬و َروَاه ابنُ‬


‫وَأفْخَ َرتِ المَرَْأةُ ‪ :‬لَمْ تَلِدُ ِإلّ فاخِرا قاله اللّ ْيثُ ‪ .‬وغُ ْرمُولٌ فَ ْيخَرٌ ‪ ،‬كصَ ْيقَل ‪َ :‬‬
‫جمْع فَيَاخِرُ ‪ .‬وقد ُيقَال بالزّاي ‪،‬‬
‫ظمَ ذلك منه ‪ .‬وال َ‬
‫جلٌ فَيْخَرٌ ‪ :‬عَ ُ‬
‫دُرَيْد بالزاي ‪ ،‬كما سَيَأْتِي ‪ .‬ورَ ُ‬
‫وهي قَلِيلَة ‪ .‬وفي كتاب أَيمان عَيمان ‪ :‬الفِخّيراءُ ‪ :‬الفِخّير ‪ ،‬كذا نقله الصاغانيّ ‪ .‬وافْتخرَت‬
‫َزوَاخَرُه ‪ :‬طَاَلتْ وارْتَ َف َعتْ ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ .‬قال زُهَيْرٌ ‪ ( % :‬فاعْ َت ّم وافْتَخَ َرتْ َزوَاخِرُه ‪ %‬ب َتهَا ِولٍ‬
‫شدّاد ‪ :‬محمّدُ بنُ‬
‫ن الفَخّارِ ‪ ،‬ك َ‬
‫ك َتهَاوِلِ ال ّرقْمِ ) ‪ %‬وال ّتهَاوِلُ ‪ :‬الَ ْلوَانُ المُخْتَِلفَةُ كذا في الَساس ‪ .‬واب ُ‬
‫شمْسُ‬
‫لصْ َبهَا ِنيّ ‪ .‬وأَبو َتمّام عليّ بنُ أَبِي الفِخَارِ هِبَةُ ال الهاشِميّ ‪ ،‬ككِتَابٍ ‪ .‬و َ‬
‫َم ْعمَرِ بن الغاضِرِ ا َ‬
‫حفِيدُه جَللُ الدّين فِخارُ بنُ َمعَدّ بنِ فخَارِ‬
‫س ِويّ النّسّا َبةُ ‪ ،‬و َ‬
‫حمَدَ بنِ محمّد المُو َ‬
‫الدّينِ ِفخَارُ بن َأ ْ‬
‫حمِيدِ ابنُ فِخَارٍ ‪ ،‬من مَشايِخِ أَبي العَل ِء الفَ َرضِيّ ‪ُ ،‬ت ُو ّفيَ‬
‫ال ّنقِيبُ النّسّاب ُة ‪ ،‬ووَلَدُه عََلمُ الدّينِ عبدُ ال َ‬
‫حمِيد ‪ ،‬مات ِبهَرَاةِ خُرَاسانَ ‪:‬‬
‫سنة ذكره ال ُمصَنّف في ح ا ر ‪َ ،‬ووَلَ ُدهُ َرضِيّ الدّينِ عليّ بنُ عَبْدِ ال َ‬
‫مُحَدّثُون ‪.‬‬
‫سمِعَ بالحَ َرمَيْن‬
‫ي الَثَ ِريّ ‪َ ،‬‬
‫سّ‬‫حمَد العَبّا ِ‬
‫حمّدِ بنِ يَحْيَى بنِ ُم َ‬
‫والفاخِرُ ‪َ :‬ل َقبُ شَيْخِنا الِمامِ ال ُمحَ ّدثِ مُ َ‬
‫حلُ َيفْدِرُ ‪،‬‬
‫ح ّدثَ ‪ .‬ف د ر ‪ .‬فَدَرَ الفَ ْ‬
‫ح ِويّ َ‬
‫من عِ ّدةِ شُيُوخ ‪ .‬والمُبَا َركُ بنُ فاخِر أَبو الكَرَمِ ‪ ،‬ن ْ‬
‫ن القَطّاع ‪ ،‬فهو‬
‫بالكَسْرِ ‪َ ،‬فدْرا ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬وفُدُورا ‪ .‬بالضّمّ ‪ ،‬واقْ َتصَر على الَخير ابنُ سي َد ْه وابْ ُ‬
‫ي ‪ :‬كفَدّرَ َتفْدِيرا وَأفْدَرَ ِإفْدارا ‪.‬‬
‫ن الَعراب ّ‬
‫جفَرَ عَن الضّرَابِ وعَ َدلَ ‪ ،‬قال اب ُ‬
‫فادِرٌ ‪ :‬فَتَرَ وا ْنقَطَعَ و َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/308‬‬

‫طعَامٌ ُمفْدِرٌ ‪،‬‬


‫جوْهَ ِريّ ‪ .‬و َ‬
‫قال وَأصْلُه في الِ ِبلِ ‪ ،‬ج فُدْرٌ ‪ ،‬بالضمّ ‪ ،‬و َفوَادِرُ ‪ .‬الَخِيرُ َذكَ َرهُ ال َ‬
‫حصَنٌ ‪ .‬قال شَ ْيخُنَا ‪:‬‬
‫حصَن مُ ْ‬
‫س َهبٌ ‪ ،‬وأَ ْ‬
‫س َهبَ مُ ْ‬
‫كمُحْسِن ‪ ،‬قال ال َبدْ ُر القَرَا ِفيّ ‪ :‬وهو نادِرٌ ‪ ،‬مِثْل أَ ْ‬
‫جمَاع ‪ ،‬تقولُ العَرَب ‪َ :‬أ ْكلُ‬
‫وفيه نَظَرٌ ظاهِرٌ ‪ .‬وطعَامٌ َمفْدَ َرةٌ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬عن اللّحْيَانيّ ‪َ :‬يقْطَعُ عَنِ ال ِ‬
‫حمُ فُدُورا ‪ :‬بَ َردَ وهو طَبِيخٌ ‪ ،‬ومنه الفِدْرَة ‪ ،‬بالكَسْر ‪ .‬والفَدُورُ ‪،‬‬
‫البِطّيخِ مَفْدَ َرةٌ ‪ .‬وفَدَر اللّ ْ‬
‫علُ العا ِقلُ في الجَبَل ‪ ،‬وقد فَدَر ُفدُورا ‪ .‬وقِيل ‪ :‬هو‬
‫كصَبُور ‪ ،‬والفادِ ُر والفَدَرُ ‪ ،‬مُحَرّكةً ‪ :‬الوَ ِ‬
‫ن القَطّاع ‪ .‬وقال الَصمعي ‪ :‬الفادِرُ من الوُعُولِ ‪:‬‬
‫عظُ َم وأَسَنّ قاله اب ُ‬
‫المُسِنّ ‪ ،‬وقد َفدَر فُدُورا ‪ ،‬إِذا َ‬
‫الذي قد أَسَنّ ‪ ،‬بمَنْزَِل ِة القَارِح من الخَ ْيلِ ‪ ،‬والبا ِزلِ من الِبل ‪ ،‬والصالغِ من ال َبقَرِ والغَ َنمِ ‪ ،‬وقال‬
‫عجَزَ عن الضّرابُ ‪ ،‬أَو الفادِرُ ‪ :‬الشّابّ التّامّ أَو‬
‫حلُ فُدُورا ‪ ،‬إِذا َ‬
‫ابنُ الثِير ‪ :‬وهو مِنْ فَدَ َر الفَ ْ‬
‫لخِيرُ‬
‫جمْع الفادِر َفوَادِرُ ‪ .‬وفي الصحاح ‪ :‬فُدُرٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وفُدُورٌ ‪ ،‬وقِيلَ ‪ :‬ا َ‬
‫العَظِيمُ منه ‪ ،‬ج ‪ ،‬أَي َ‬
‫جمْعُ َفدَر محرّكةً ‪.‬‬
‫َ‬
‫جمْع ‪ ،‬كما قالُوا ‪ :‬مَشْ َيخَة ‪ .‬ومَكانٌ مَفْدَ َرةٌ ‪ ،‬بالفَتح ‪ :‬كَثِيرُه أَي الفُدُر ‪.‬‬
‫ومَفْدَ َرةٌ ‪ ،‬بالفَتح اسمٌ لل َ‬
‫ن وُعُولَ ) ‪%‬‬
‫جهَا ‪ %‬فُدُرٌ بشَا َبةَ قد َي َممْ َ‬
‫حتْ عَلَى أَثْبَا ِ‬
‫وأَنشد الَزهريّ للرّاعِي ‪ ( % :‬وكَأَنّمَا انْ َتطَ َ‬
‫علِ ‪،‬‬
‫صمّاءُ ال َعظِيمَةُ التي تَراها في رَأْس الجَبَل ‪ .‬شُ ّب َهتْ بالوَ ِ‬
‫خمَةُ ال ّ‬
‫والفادِ َرةُ ‪ :‬الصّخْ َرةُ الضّ ْ‬
‫كالفِدْرَة ‪ ،‬بالكَسْر قاله الصّغانيّ ‪ .‬والفادِرُ ‪ :‬النا َقةُ تَ ْنفَرِ ُد وَحْ َدهَا عن الِبِل ‪ .‬كالفَارِد ‪ .‬والفدْ َرةُ ‪،‬‬
‫ط َعةُ من‬
‫بالكَسْر ‪ :‬القِ ْ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/309‬‬

‫حكَم ‪ :‬الفِدْ َرةُ ‪:‬‬


‫يءٍ ‪ ،‬ومنه حديثُ جَيْش الخَبَط ‪ :‬فكُنّا َنقْتَطِعُ منه الفِدَرَ كال ّثوْرِ ‪ .‬وفي المُ ْ‬
‫كلّ ش ْ‬
‫عطَيْتُه فِدْ َرةً من اللّحْم ‪ ،‬وهَبْ َرةً ‪ ،‬إِذا أَعْطَيْتَه‬
‫طعَةُ من اللّحْمِ المَطْبُوخِ البارِد ‪ .‬وقال الصمعيّ ‪ :‬أَ ْ‬
‫القِ ْ‬
‫ط َع َمتْ كِرْدِي َد ًة وفِدْ َرهْ ‪ .‬وفي حديثِ ُأمّ سََلمَة ‪ :‬أُهْد َيتْ لي فِدْ َرةٌ‬
‫طعَةً ُمجْ َت ِمعَة ‪ .‬وقال الراجز ‪ :‬وَأ ْ‬
‫قِ ْ‬
‫طعَة من اللّيْل ‪ .‬والفِدْرَة من الجَ َبلِ ‪ :‬قِطْعة مُشْ ِرفَةٌ منه ‪.‬‬
‫طعَة ‪ .‬والفِدْ َرةُ ‪ :‬القِ ْ‬
‫من لَحْم أَي قِ ْ‬
‫والفِنْدِي َرةُ والفِنْديرُ ب َكسْرِهما ‪ :‬دُونَها ‪ ،‬قال البَدْرُ القرافيّ ‪ :‬وفيه ُمخَاَلفَةٌ لقولهم ‪ :‬زِيَا َدةُ البِنَاءِ تَ ُدلّ‬
‫شقْنْدَافٍ ‪ .‬وقد يُجابُ عنه بأَنّه َأكْثَ ِرىّ ‪ ،‬لكن الذي ذكره‬
‫شقْ ُدفٍ و ِ‬
‫على زِيَادَة ال َمعْنَى ‪ ،‬مشثْل ُ‬
‫الجوهري أَنّ الفِنْدِي َر والفِنْدِيرَة ‪ :‬الصّخْ َرةُ ال َعظِيمة تَنْدُرُ من رَأْس الجَ َبلِ ‪ ،‬وقد أَعادَها المصنّف في‬
‫خفَى ‪.‬‬
‫ف ن د ر وقال ‪ :‬هي الصخرة العظيمة ‪ ،‬كما سيأتي ‪ .‬قلتُ ‪ :‬فهو إِذا َتكْرَارٌ كما ل ) َي ْ‬
‫و ُي ْمكِنُ أَن ُيجَابَ بأَنّ المُرَادَ بقوله ‪ :‬دُونَها ‪ ،‬أَي في ال َمكَانِ والِشْرافِ ل في القَدْر ‪ ،‬وذلك لَنّ‬
‫ن الفِدْ َرةَ ما كَانَ مُشْرِفا في رأْسِ جَبَل ‪ ،‬والفِنْدِي َرةَ‬
‫ظمَةِ ‪ ،‬ولك ّ‬
‫ل منهما قد ُوصِفَ بالضّخَامَة والعَ َ‬
‫كُ ّ‬
‫ح َمقُ ‪،‬‬
‫جمَعُ بين الكَلمَيْن ‪ ،‬فتََأمّل ‪ .‬والفَدِرُ ‪ ،‬ككَتِف ‪ :‬الَ ْ‬
‫دُو َنهَا في الِشْراف ‪ .‬وهو وَجيهٌ ‪ ،‬وبه ُي ْ‬
‫ي ‪ .‬والفُدُرّ ‪ ،‬كعُ ُتلّ‬
‫وقد فَدِ َر ‪ ،‬كفَرِحَ ‪ ،‬فَدَرا ‪ .‬والفَدِرُ من العُودِ ‪ :‬السّرِيع ال ْنكِسَار ‪ ،‬نقله الصاغان ّ‬
‫سمِينُ ‪ ،‬على التّشْبِيه بالوَعِل ‪ ،‬أَو قا َربَ‬
‫‪ :‬ال ِفضّةُ ‪َ ،‬نقَله الصاغَانيّ ‪ .‬والفُدُرّ أَيضا ‪ :‬الغلُامُ ال ّ‬
‫صغَارا وكِبَارا ‪.‬‬
‫حجَا َرةٌ ُتفَدّرُ َتفْدِيرا ‪ ،‬أَي ُتكَسّرُ ِ‬
‫الحْتِلمُ ‪ ،‬على التّشْبِيه به أَيضا ‪ .‬وفي ال ّت ْكمِلَة ‪ِ :‬‬

‫جلٌ فُدَ َرةٌ ‪ ،‬ك ُهمَ َزةٍ ‪ :‬يَ ْذ َهبُ َوحْدَه ‪ ،‬كفُرْ َدةٍ ‪.‬‬
‫ورَ ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/310‬‬

‫وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪ :‬الفادِرُ ‪ :‬اللّحْمُ البادِرُ ال َمطْبُوخُ ‪.‬‬


‫حجَرَ فَ َتفَدّرَ ‪ .‬ف ر ب ر ‪ .‬فِرَبْرُ ‪،‬‬
‫طعَة وال َكعْبُ مِنَ ال ّتمْ ِر ‪ .‬وضَرَ ْبتُ ال َ‬
‫والفِدْ َرةُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬القِ ْ‬
‫كسِبَحْل ‪ ،‬ب ُبخَارَى وضُبِط بالفَتْح أَيضا كما في شُرُوح ال ُبخَا ِريّ ‪ ،‬وذكر الحافِظُ في التّبْصير‬
‫سفَ ابنِ مَطَرِ بن صالِح بنِ بِشْر الفِرَبْرِيّ ‪ ،‬راوِيَةُ‬
‫حمّدُ بنُ يُو ُ‬
‫ن ‪ .‬ومنها أَبو عَبْدِ الِ ُم َ‬
‫جهَيْ ِ‬
‫الوَ ْ‬
‫البخاريّ ‪ ،‬سَمعَ عليه مَرّتَيْن ‪ :‬مرّة ببُخَارَى ‪ ،‬ومَرّة بفِرَبْر ‪ ،‬حَدّث عنه أَبو إِسحاقَ إِبراهِيمُ بنُ‬
‫سيّ ‪ ،‬وأَبو الهَيْثَم محمّدُ‬
‫حمّو ِيىّ السّ ْرخَ ِ‬
‫حمّويَةَ ال َ‬
‫حمَدَ بنِ َ‬
‫أَحمدَ المُسْ َتمْلِي ‪ ،‬وأَبو محمّد عبدُ ال بنُ َأ ْ‬
‫عمّارِ بن ُمقْبِل بن شاهَانَ الخُتّل ِنيّ ‪.‬‬
‫شمِيهَنِيّ ‪ ،‬والشّيْخُ ال ُم َعمّرُ أَبو لُقمَانَ يَحْيَى بن َ‬
‫بنُ َم ّكىّ ال ُك ْ‬
‫عشَ َرةُ أَ ْنفُسٍ ‪ ،‬وهو عالٍ جِدّا ف ر ر ‪.‬‬
‫ومن طَرِيقِ الَخِير لنا إلى البخاريّ صاحبِ الصّحيح َ‬
‫شيْءٍ خافَه ‪!* ،‬كال َمفَرّ ‪ ،‬بالفَتْح ‪،‬‬
‫*!الفَرّ ‪ ،‬بالفتْح ‪!* ،‬والفِرَارُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬ال ّروَغانُ والهَرَب من َ‬
‫ضعِه ‪ ،‬أَي *!الفِرارِ ‪ ،‬أَيضا ‪ ،‬وقد‬
‫*!والمَفِرّ ‪ ،‬بكَسْر الفاءِ مع فَتْح المِيم ‪ ،‬والثاني يُسْ َت ْعمَل َلمْو ِ‬
‫*!فَرّ *! َيفِرّ فِرَارا ‪ :‬هَربَ ‪ ،‬فهو فَرُورٌ ‪ ،‬كصَبُور ‪!* ،‬وفَرُوَرٌة ‪ ،‬بزيادة الهاءِ ‪!* ،‬وفُرَ َرةٌ ‪،‬‬
‫ك ُهمَزَة ‪ ،‬وهذه عن الصاغانيّ ‪!* ،‬وفَرّارٌ ‪ ،‬كشدّادِ ‪!* ،‬وفَرّ ‪ ،‬كصَحْب ‪َ ،‬وصْفٌ بال َمصْدَر ‪،‬‬
‫فالواحِدُ والجَمعُ فيه سَواءٌ ‪ .‬وفي حَدِيثِ ال ِهجْرة ‪ :‬قال سُرَاقَةُ بنُ ماِلكٍ ‪ ،‬حينَ َنظَرَ إِلى النبيّ صلّى‬
‫ال عليه وسَلّم وإِلى أَبِي َبكْر ُمهَاجرَيْنِ إِلى المدينة َفمَرّا به ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذانِ *!فَرّ قُرَيْش ‪َ ،‬أفَل أَرُدّ‬
‫على قُرَيْش *!فَرّهَا يريد‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/311‬‬
‫جمَع ‪ .‬وقال‬
‫جلٌ *!فَرّ ‪ ،‬ورَجُلن فَرّ ‪ ،‬ل يُثَنّى ول ُي ْ‬
‫*!الفارّيْن من قُرَيْش ‪ُ ،‬يقَال منه ‪ :‬رَ ُ‬
‫جمْعَ فارّ ‪ ،‬كشا ِربٍ‬
‫جمِي ُع والمُؤنّث ‪ ،‬وقد َيكُون الفَرّ َ‬
‫جلٌ فَرّ ‪ ،‬وكذلك الثْنَان وال َ‬
‫الجوهريّ ‪َ :‬ر ُ‬
‫عمَلً *! َيفِرّ منه و َيهْ ُربُ ‪.‬‬
‫عمِ ْلتَ به َ‬
‫حبِ ‪ .‬وقد *!َأفْرَرْتُه *!ِإفْرارا ‪ ،‬إِذا َ‬
‫وشَرْب ‪ ،‬وصاحِب وصَ ْ‬
‫وفي حديث عاتكَةَ ‪َ!* ( % :‬أفَرّ صِيَاحُ القَوْمٍ عَ ْزمَ قُلُو ِبهِم ‪َ %‬فهُنّ َهوَاءٌ والحُلُومُ عَوا ِزبُ ) ‪ %‬أَي‬
‫حمََلهَا على الفرَارِ ‪ ،‬وجَعلَها خالِيَةً َبعِي َدةً غائِ َبةَ ال ُعقُولِ ‪ .‬ومنه الحديث ‪ :‬أَنّ النّ ِبيّ صلّى ال عليه‬
‫َ‬
‫حمِلُك‬
‫وسلّم قال ِلعَ ِديّ بن حاتِم ‪ :‬ما *! ُيفِ ّركَ عن الِسْلمِ ِإلّ أَنْ ُيقَال ‪ :‬ل إِله ِإلّ ال ‪ ،‬أَي ما يَ ْ‬
‫حدّثين يقولونَه بفَتْحِ اليا ِء وضَمّ الفاءِ ‪ .‬قال الَزهريّ ‪:‬‬
‫على الفِرَار ِإلّ ال ّت ْوحِي ُد ‪ .‬وكَثِيرٌ من المُ َ‬
‫لوّل ‪!* .‬وفَرّ الدابّةَ *! َيفِرّهَا ‪ ،‬هكذا هو َمضْبُوطٌ بالكَسْر على ُمقْ َتضَى اصْطِلحهِ ‪،‬‬
‫والصحيح ا َ‬
‫وضَبَطَه الَزهريّ بالضّمّ ‪!* ،‬فَرّا ‪ ،‬بالفَتْح ‪!* ،‬وفَرَارا ‪ ،‬مُثَلّثَة الفاءِ ‪ :‬كَشَف عن َأسْنَانِها ليَنْظُرَ ما‬
‫لمْرَ‬
‫عمَرَ ‪ :‬أَرادَ أَنْ يَشْتَريَ َبدَنَ ًة فقال ‪!* :‬فُرّهَا ‪ .‬ومنِ المَجَازِ ‪!* :‬فَ ّر ا َ‬
‫سِّنهَا ومنه حَديثُ ابن ُ‬
‫خطْبَة الحَجّاج ‪ :‬لقد *!فُرِ ْرتُ عن َذكَا ٍء وتَجْرِ َبةٍ ‪ .‬وفي‬
‫حثَ عنه ‪ .‬وفي ُ‬
‫لمْرِ ‪َ :‬ب َ‬
‫*!وفَرّ عن ا َ‬
‫ضيَ ال عنهم ‪ :‬كَانَ يَ ْبُلغُنِي عَ ْنكَ َأشْيَاءُ كَرِ ْهتُ أَنْ *!َأفُرّك‬
‫عمَرَ ‪ :‬قال لبْنِ عَبّاس َر ِ‬
‫حَديث ُ‬
‫شفُك ‪.‬‬
‫عَ ْنهَا ‪ ،‬أَي َأكْ ِ‬
‫عمّا في َنفْسِه ‪ ،‬وهو *!مَفْرُورٌ‬
‫طقِهِ َ‬
‫طقْه لِيَ ُدلّ ب ُن ْ‬
‫سهِ ‪ ،‬أَي اسْتَ ْن ِ‬
‫عمّا في َنفْ ِ‬
‫ويقال ‪!* :‬فُرّ فُلنا َ‬
‫*!ومُفَرّر ‪.‬‬
‫جوَادَ عَيْنُه *!فرَارُه مُثَلّثةً ‪ :‬وهو مَ َثلٌ ُيضْ َربُ ِلمَنْ َي ُدلّ ظاهِرُة على باطِنِه ‪،‬‬
‫ومن المَجَاز ‪ :‬إِنّ ال َ‬
‫يقول ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/312‬‬

‫جوْ َدةَ في عَينه كما َتعْ ِرفُ سِنّ الدّابّةِ إِذا *!فَرَرْ َتهَا ‪ .‬و ُيقَالُ أَيضا ‪ :‬الخَبِيثُ عَيْنُه *!فرا َرهُ‬
‫تَع ِرفُ ال َ‬
‫‪ ،‬أَي َتعْ ِرفُ الخُ ْبثَ في عَيْنِه إِذا أَ ْبصَرْتَه ‪ ،‬ومَنْظَ ُرهُ ُيغْنِي عن أَنْ *! َتفِرّ أَسْنَانَه وتَخْبُرَه ‪ ،‬وعِبارَة‬
‫خصُه ومَنْظَرُه عن أَنْ تَخْتَبِرَه وأَنْ‬
‫شْ‬‫جوَادَ عَيْنُه *!فُرَارُه ‪ ،‬وقد ُيفْتَح ‪ :‬أَي ُيغْنِيكَ َ‬
‫الصحاح ‪ :‬إِنّ ال َ‬
‫جوَادَ عَيْنُه ‪ ،‬أَي علماتُ الجُودِ فيه ظاهِ َرةٌ فل َيحْتَاجُ‬
‫*! َتفُرّ أَسنانَه ‪ .‬وفي الَساس ‪!* :‬فَرّ ال َ‬
‫ل والِبلُ للِثْناءِ ‪،‬‬
‫إِلى ) أَنْ َتفِرّه ‪ .‬وامْرََأةٌ *!فَرّاءُ ‪ ،‬أَي غَرّاءُ حَسَ َنةُ ال ّثغْرِ ‪!* .‬وَأفَرّت الخَ ْي ُ‬
‫ك ضَحِكا حَسَنا ‪ ،‬و ُيقَال ‪:‬‬
‫حَ‬‫ض ُعهَا وطَلَعَ غَيْ ُرهَا ‪!* .‬وافْتَ ّر الِنْسَانُ ‪ :‬ضَ ِ‬
‫طتْ َروَا ِ‬
‫سقَ َ‬
‫بالَلف ‪َ :‬‬
‫ث في‬
‫*!افْتَرّ فُلنٌ ضاحِكا ‪ ،‬أَي أَ ْبدَى أَسْنَانَه ‪ .‬وافْتَرّ عن َثغْرِه ‪ ،‬إِذا َكشَرَ ضاحكا ‪ .‬ومنه الحَدِي ُ‬
‫حبّ ال َغمَام ‪ ،‬أَي َي ْكشِرُ إِذا تَ َبسّم في غير‬
‫صِفة النّبيّ صلّى ال عليه وسَلّم ‪( :‬و) *! َيفْتَرّ عن مِثْل َ‬
‫شقَه ‪ ،‬قال ُرؤْبة ‪ :‬كأَ ّنمَا افْتَرّ نَشُوقا‬
‫شيْءَ اسْتَ ْن َ‬
‫للَ ‪ ،‬من ذلك ‪ .‬وافْتَرّ ال ّ‬
‫َقهْ َقهَة ‪ .‬وافْتَرّ البَ ْرقُ ‪ :‬تَ ْ‬
‫شقَا ‪!* .‬والفَرِيرُ ‪ ،‬كأَمير وغُرَابٍ وصَبُور وزُنْبُور و ُهدْهُد وعُلَبِط ‪ :‬وَلَدُ ال ّن ْعجَة والمَاعِ َزةِ‬
‫مُنْ َ‬
‫ن الَعرابيّ ‪!* :‬الفَرِيرُ ‪ :‬وَلَدُ ال َبقَرِ ‪ ،‬وأَنشد ‪َ ( % :‬يمْشِي بَنُو عَ ْلكَمٍ هَزْلَى‬
‫وال َبقَرَةِ ‪ ،‬قال اب ُ‬
‫حلِ الضّأْنِ *!فُ ْرفُورُ ) ‪ %‬قال الَزهريّ ‪ :‬أَراد ‪ :‬فُرَار ‪ ،‬فقال ‪ :‬فُ ْرفُور‬
‫خوَ ُتهُمْ ‪ %‬عَلَ ْي ُكمُ مِ ْثلُ َف ْ‬
‫وإِ ْ‬
‫سمُه ‪ .‬وعَمّ ابنُ الَعْرَابيّ *!بالفرَيِر وَلَدَ‬
‫جْ‬‫صغُر ِ‬
‫ضهُم ‪ :‬الفَرِيرُ من َأوْلدِ ال َمعْز ‪ :‬ما َ‬
‫‪ .‬وقال بع ُ‬
‫حمْلنُ ‪ ،‬وهذا أَيضا قولُه ‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫ن وال ُ‬
‫الوَحْشِيّة من الظّبَاءِ وال َبقَرِ وغَيْرِ ِهمَا ‪َ ،‬أوْ هِي الخِ ْرفَا ُ‬
‫*!الفَرِيرُ ‪!* ،‬والفُرَارُ ‪،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/313‬‬

‫صبَ‬
‫خ َ‬
‫جفَر وأَ ْ‬
‫ح َملُ إِذا ُفطِمَ واسْ َت ْ‬
‫*!والفُرَا َر ُة *!والفُرُرُ *!والفُ ْرفُور ‪!* ،‬والفَرُور ‪!* ،‬والفُرَافِر ‪ :‬ال َ‬
‫ل الفَرَزْدق ‪َ ( % :‬ل َعمْرِي َلقَدْ هانتْ‬
‫ن الَعرابيّ في الفُرَارِ الذي هو واح ٌد قو َ‬
‫سمِنَ ‪ .‬وأَنشد اب ُ‬
‫وَ‬
‫جمَاعَة‬
‫جلَ ْيهَا الفُرَارَ المُرَبّقَا ) ‪ %‬ج *!فُرارٌ ‪ ،‬كغُرَاب أَيضا ‪ ،‬أَي يكونُ لل َ‬
‫عَلَ ْيكَ ظَعينةٌ ‪ %‬فدَ ْيتَ برِ ْ‬
‫جمْع ِإلّ أَحْ ُرفٌ هذا أَحدُها ‪.‬‬
‫والواحِد نادِرٌ ‪ ،‬قال أَبو عُبَيْ َدةَ ‪ :‬ولَمْ يَأْت على ُفعَال شئٌ من ال َ‬
‫ي ‪ ،‬و ُمقْتَضَى كَل ِم الَخِيرِ أَنّه فَمُ الدّابّة ‪.‬‬
‫*!والفَرِيرُ ‪ ،‬كَأمِير ‪ :‬الفَمُ ‪ ،‬ذكرَه الصاغانيّ والزمخشر ّ‬
‫صلُ‬
‫ل الفَرِيرِ ‪ :‬وهو َم ْوضِعٌ ال َمجَسّةِ من َمعْ َرفَةِ الفَرَسِ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو َأ ْ‬
‫ومن المَجَازِ ‪ :‬فَرَسٌ ذا ِب ُ‬
‫سدِ بن‬
‫س ْعدِ بنِ عليّ بنِ أَ َ‬
‫َمعْرَفتِهِ ‪ ،‬وهذا َنقَله الصاغانيّ ‪!* .‬والفَرَِيرُ ‪ :‬والدُ قَيْسٍ من بَنِي سَِلمَةَ بن َ‬
‫شمَ بنِ الخَزْرَجِ ‪ ،‬جاهليّ ‪ ،‬وإِلَيْه نُسِب عبدُ الِ بنُ عمْرو بنِ حَرَامٍ‬
‫سارِ َدةَ بنِ تَزِيدَ بن جُ َ‬
‫النَصاريّ ‪ ،‬وَالدُ جابِرٍ ‪ ،‬فإِنّ ُأمّه بِ ْنتُ قَيْس هذا ‪ ،‬فيقال له ‪ :‬الفَرِي ِريّ ‪ ،‬لذلك ‪(.‬و) *!فُرَيْرٌ ‪،‬‬
‫كزُبَيْر ‪ ،‬هكذا في النّسَخ ‪ ،‬وهو مُخَاِلفٌ لما في التكملة والتّ ْبصِير وغَيْرِهما من كُتبُ الَنسابِ فإِ ّنهُم‬
‫لوّل ‪ ،‬وقالُوا ‪ :‬هو *!فَرِيرُ بن عُنَيْنِ بنِ سَلمَانَ بنِ ُث َعلَ بن‬
‫ضَبَطُوا فيها *!فَرِيرا كَأمِير مثل ا َ‬
‫س ْمعَانيّ وغَيْرِه ‪ :‬إِنّهُ َبطْنٌ من بُحْتُر ‪،‬‬
‫عمْرِو بن ال َغوْثِ الطّائيّ ‪ .‬قال الصاغانيّ تَبَعا لبن ال ّ‬
‫َ‬
‫عمّ بُحْتُر وذلِك بَيّنٌ في‬
‫حجَر فقال ‪ :‬ليس هو بَطْنا من بُخْتُر ‪ ،‬بل فَرِيرٌ هذا هو َ‬
‫وغَلّطَه الحا ِفظُ ابنُ َ‬
‫ج ْمهَرَة ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وذلك أَنّ بُحْتُرا و َمعْنا ابنا عَتُودِ بنِ عُنَيْنِ بن سَلمانَ )‬
‫ال َ‬
‫وبُحْتُرٌ َبطْنٌ ‪ .‬ثم قال الحافِظُ ‪ :‬وذكر ابنُ الكَلْ ِبيّ في َأسْبَاب الَلقَاب أَنّه ُلقّب‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/314‬‬

‫بذلك لحُسْن عَيْنَيْه ‪ ،‬وكان اسمُه عِنَان ‪ .‬قُلتُ ‪ :‬ولو قال الصاغانيّ ‪ :‬بَطْنٌ من العَرَب لسَلمَ من هذا‬
‫الوَهَمِ ‪ .‬ومن ُرؤَساءِ هذه القَبِيلَة عُ ْثمَانُ بن سُلَ ْيمَان *!‪-‬الفَرِيرِي ‪َ ،‬ذكَرَه الحافِظ ‪!* .‬والفرْفر ‪،‬‬
‫صغِيرُ ‪.‬‬
‫عصْفُورٍ ‪ :‬طائرٌ هكذا قاله الجوهريّ ‪ .‬وقال غَيْرُه ‪ :‬هو ال ُعصْفُور ال ّ‬
‫كهُدْهُدٍ ‪ ،‬وزِبْرِجٍ ‪ ،‬و ُ‬
‫طعْمُ فُ ْرفُرٍ ‪ %‬ولَمْ تَ ْأتِ َيوْما أَهْلَها بِتُبَشّرِ ) ‪ %‬هكذا أَنشده‬
‫قال الشاعر ‪ ( % :‬حِجَازِيّة لم تَدءرِ ما َ‬
‫ص ْعوَةُ ‪ ،‬وقد َتقَدّم ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقد رَأَ ْيتُ *!الفُ ْرفُورَ ب ِمصْرَ وهو أَصءغَر‬
‫سكّيت ‪ .‬والتّبَشّر ‪ :‬ال ّ‬
‫ابنُ ال ّ‬
‫ضمّتَيْن ‪ ،‬وقد ُتفْتَحُ ال َهمْ َزةُ ‪ :‬أَي شِدّتُه وقِيل ‪:‬‬
‫لوَزّ ‪!* .‬وفُ ّرةُ الحَرّ ‪ ،‬بالضّمّ ‪!* ،‬وُأفُرّتُه ‪ ،‬ب َ‬
‫من ا ِ‬
‫حكَى الكسائيّ أَنّ مِ ْنهُم‬
‫َأوّلُه ‪ ،‬يقال ‪ ،‬أَتانَا ‪ ،‬فُلنٌ في *!ُأفُ ّرةِ الحَرّ ‪ ،‬أَي شدّته ‪ ،‬وقِيلَ ‪َ :‬أوّله ‪ .‬و َ‬
‫عفُ ّرةِ الحَرّ ‪ ،‬وعَفُرّة الحَرّ ‪ .‬قال أَبو مَ ْنصُور ‪ُ!* :‬أفُرّة عندي‬
‫مَنْ يجعل الَِلفَ عَيْنا فيقولُ ‪ :‬في ُ‬
‫خضُلّة ‪ .‬وقال اللّيْث ‪ :‬ما زالَ فلنٌ في ُأفُ ّرةِ‬
‫من باب َأفَر يَ ْأفِ ِر ‪ ،‬والَلِف َأصْلِيّة ‪ ،‬على ُفعُلّة مثال ال ُ‬
‫لفُرّة ‪ :‬الخْتلطُ والشّ ّدةُ ‪ ،‬أَيضا ‪ُ ،‬يقَال ‪َ :‬وقَ َع ال َقوْ ُم في‬
‫شَرّ مِن فُلن ‪ ،‬أَي شِدّته ‪ ،‬وهي ‪ ،‬أَي ا ُ‬
‫ضمّهما ‪ ،‬أَي من‬
‫فُ ّرةٍ ‪ ،‬وُأفُ ّرةِ ‪ ،‬أَي اخْتِلط وشِدّة ‪ .‬و ُيقَال ‪ :‬هو *!فُ ّر القَوْمِ ‪!* ،‬وفُرّتُهم ‪ ،‬ب َ‬
‫ي والكِلبيّ ‪ .‬قال ال ُكمَ ْيتُ ‪!* ( % :‬ويَفْتَرّ‬
‫جهُهم الّذِي َيفْتَرّون عَنْه ‪ ،‬قاله أَبو رِ ْب ِع ّ‬
‫خِيارِهم ‪ ،‬ووَ ْ‬
‫مِ ْنكَ عن الواضِحَاتِ ‪ %‬إِذا غَيْ ُركَ القَلِحَ الَ ْثعَلُ ) ‪ %‬ويقال ‪ :‬هذا *!فُ ّرةُ مالِي ‪ ،‬أَي خِيرَتُه ‪(.‬و)‬
‫*!الفَ ْرفَ َرةُ ‪ :‬الصّيَاحُ ‪ُ .‬يقَال ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/315‬‬

‫سعْديّ ‪ :‬إِذا مَا *!فَ ْرفَرُوه رَغَا وبَالَ ‪(.‬و)‬


‫*!فَ ْرفَرَه ‪ ،‬إِذا صاحَ به ‪ .‬قال َأوْسُ ابنث َمغْراءَ ال ّ‬
‫شقّهُ وحَرّكهُ ‪ ،‬كهَرْهَ َرهُ ‪.‬‬
‫طعَهُ و َ‬
‫شيْءَ ‪ :‬كسَ َر ُه وقَ َ‬
‫ط وَأكْثَرَ ‪ .‬وفَ ْرفَرَ ال ّ‬
‫*!فَرْفرَ في كَلمِه ‪ :‬خَلّ َ‬
‫جلَ *!فَ ْرفَ َرةً ‪:‬‬
‫وفَ ْرفَرَه ‪َ :‬ن َفضَه ‪ ،‬يقال ‪-!* :‬فَ ْرفَرَنِي *!فَ ْرفَارا ‪ ،‬أَي َن َفضَني وحَ ّركَنِي وفَ ْرفَرَ الرّ ُ‬
‫عوْنِ بنِ عبد الِ ما رأَيتُ أَحَدا‬
‫نالَ من عِ ْرضِه و َتكَلّم فيه ‪ .‬وقيل ‪ :‬فَ ْرفَ َرهُ ‪ :‬مَ ّزقَه ‪ ،‬ومنه حديث َ‬
‫*! ُيفَ ْرفِرُ الدّنْيَا *!فَ ْرفَ َرةَ هذا الَعْرَجِ َيعْنِي أَبا حازِم ‪ ،‬أَي يَ ُذ ّمهَا و ُيمَ ّزقُها بالذّ ّم وال َوقِيعَة فيها ‪.‬‬
‫جسَدَه ‪ .‬وفَ ْرفَرَ ‪ :‬أَسْ َرعَ وقا َربَ‬
‫ويُقَال ‪ :‬الذّئبُ ُيفَ ْرفِرُ الشاةَ ‪ ،‬أَي ُيمَزّقها ‪ .‬وفَ ْرفَرَ ال َبعِيرُ ‪َ :‬ن َفضَ َ‬
‫طوَ قال امرُؤ القَيْس ‪ ( % :‬إِذا زُعْ َتهُ مِنْ جانِبَيْه كِلَيْهما ‪ %‬مَشَى الهَيْذَبَى في َدفّه ُثمّ *!فَ ْرفَرَا )‬
‫خ ْ‬
‫ال َ‬
‫خفّ ‪ .‬وفَرْفرَ الفَرَسُ ‪ :‬ضَ َربَ بفَأْسِ لِجامِه أَسْنَانَه‬
‫عقْلُه و َ‬
‫‪(%‬و) *!فَ ْرفَرَ *!فَ ْرفَ َرةً ‪ ،‬إِذا طاشَ َ‬
‫وحَ ّركَ رَأْسَه ‪ ،‬وبه فَسّر بعضُهم بَ ْيتَ امرئ القَيْس المتقدّم ِذكْرُه ‪!* .‬والفَرْفارُ ‪ :‬العَجُولُ الطّيّاشُ‬
‫الخفِيفُ ‪ ،‬والُنْثَى بهاءٍ ‪(.‬و) *!الفَ ْرفَارُ ‪ :‬ال ِمكْثَارُ ‪ ،‬أَي الكَثِيرُ الكَلمِ كالثّرْثَارِ ‪ ،‬وهي ِبهَاءٍ ‪.‬‬
‫شيْءٍ ‪ُ ،‬يفَ ْرفِرُه ‪ ،‬أَي يَكسِرُه ‪!* ،‬كالفُرَافِر ‪ ،‬كالعُلبِط ‪ .‬والفَ ْرفَارُ ‪:‬‬
‫والفَرْفارُ ‪ :‬الّذِي َيكْسِرُ ُكلّ ) َ‬
‫س ُموّ‬
‫سمُو ُ‬
‫ع والعِسَاسُ ‪ ،‬قال أَبو حنيفةَ ‪ :‬هو يَ ْ‬
‫حتُ منه ال ِقصَا ُ‬
‫شجَ ٌر صُ ْلبُ صَبُورٌ على النّارِ تُ ْن َ‬
‫َ‬
‫سوَدّ خَشَبُه‬
‫حمَر ‪ ،‬وإِذا تقادَمَ شَجَرُه ا ْ‬
‫لْ‬‫ل الوَرْد ا َ‬
‫ل وَرَقِ اللّوز ‪ ،‬وله َنوْرٌ مِ ْث ُ‬
‫الدّلْب ‪ ،‬ووَ َرقُه م ْث ُ‬
‫جلُ ‪:‬‬
‫حوِيّةِ ‪!* ،‬وفَ ْرفَرَ الرّ ُ‬
‫فصار كالبِنُوس ‪ .‬والفَ ْرفَارُ أَيضا ‪ :‬مَ ْركَبٌ من مَرا ِكبِ النّسَاءِ شِبْهُ ال َ‬
‫عمِلَهُ ‪!* .‬وفَ ْرفَرَ أَيضا ‪ ،‬إِذا َأ ْوقَدَ بشَجرِ *!الفَرْفارِ ‪ ،‬وفَ ْرفَر ‪،‬‬
‫َ‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/316‬‬

‫ش ّققَها ‪!* .‬والفِ ْرفِيرُ ‪ ،‬كجِ ْرجِير ‪َ :‬ن ْوعٌ من الَ ْلوَان ‪!* .‬والفُ ْرفُور ‪،‬‬
‫إِذا خَرَقَ ال ّزقَاقَ وغَيْرَها و َ‬
‫عمَانَ ‪ .‬وقد َتقَدّم ِذكْرُ‬
‫خذُ من َثمَرِ اليَنْبُوت وقَيّ َد بعضُهم فقال ‪ :‬من يَنْبُوتِ ُ‬
‫سوِيقٌ يُتّ َ‬
‫بالضّمّ ‪َ :‬‬
‫سمِنَ ‪!* ،‬كالفُرَافِرِ ‪،‬‬
‫صبَ و َ‬
‫خ َ‬
‫حمَل إذا َأ ْ‬
‫اليَنْبُوت ‪!* .‬والفُ ْرفُورُ ‪ :‬الغُلمُ الشابّ ‪ ،‬على التّشْبِيه بال َ‬
‫جفِرُ ‪ ،‬والفُ ْرفُورُ ‪ :‬ال ُعصْفُورُ‬
‫ح َملُ السّمينُ المُسْ َت ْ‬
‫بِالضّمّ فِيهما أَي في السّويق والغُلم ‪ .‬والفَرْفُورُ ‪ :‬ال َ‬
‫صغِيرُ ‪!* ،‬كالفُرْفُر ‪ ،‬كهُ ْدهُد ‪ ،‬وهو الذي قال فيه الجوهريّ ‪ :‬طائرٌ ‪ ،‬وسَبَق للمصنّف ذلك ‪،‬‬
‫ال ّ‬
‫سكّيت ‪ ،‬وقد َتقَدّم ‪ ،‬فَلْيُتَنَبّهْ لذلك ‪!* .‬والفُرَافِرُ ‪ ،‬كعُلبط ‪ .‬فَرَسُ‬
‫وهُما وَاحدٌ ‪ ،‬وأَنشد فيه ابنُ ال ّ‬
‫سمّيَت *!بفَ ْرفَرَة الّلْجَام ‪( .‬و) *!الفُرَافِرُ ‪ :‬سَ ْيفُ عامِرِ بنِ يَزيدَ‬
‫شجَعيّ ُ‬
‫عامِرِ بن قَيْسِ بن جُنْدَب الَ ْ‬
‫ل الَخْ َرقُ ‪ ،‬من *!فَ ْرفَرَ ‪،‬‬
‫جُ‬‫حلّ السّ ْيفَ ‪(.‬و) *!الفُرَافِرُ ‪ :‬الرّ ُ‬
‫الكِنَانيّ ‪ ،‬نقلهما الصاغانيّ ولكنّه لم ُي َ‬
‫إِذا طاشَ ‪ .‬وفَرَسٌ *!فُرَافِرٌ ‪ُ !* :‬يفَ ْرفِرُ اللّجَا َم في فِيهِ ‪ ،‬أَي ُيحَرّكه ‪ ،‬زاد الزمخشريّ ‪ :‬لِ َيخَْلعَه عن‬
‫رَأْسِه ‪(.‬و) *!الفُرافِرُ ‪ :‬الَسَدُ الّذِي *! ُيفَ ْرفِرُ قِرْنَه ‪ ،‬أَي يُزَعْزِعُه ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬لَنّهُ ُيفَ ْرفِرُه ‪ ،‬أَي‬
‫ضمّهما ‪!* ،‬والفَرْفارِ ‪ ،‬بالفَتْح‬
‫ُيمَزّقه الَخيرُ عن الزمخشريّ ‪!* ،‬كالفُرَافِرَة ‪!* .‬والفُ ْرفُرِ ‪ .‬ب َ‬
‫ج َملُ إِذا َأ َكلَ واجْتَرّ ‪ ،‬هكذا في سائر النّسخ ‪ ،‬وهو َتصْحِيفٌ من‬
‫و ُيكْسَرُ ‪( .‬و) *!الفُرَافِرُ ‪ :‬ال َ‬
‫جفَر ‪ ،‬بالجِيم والفاءِ ‪،‬‬
‫جفَر ‪ ،‬بالحاءِ ال ُم ْهمَلَة ‪ ،‬واسْ َت ْ‬
‫ح َملُ إِذا فُطِم واسْتْ َ‬
‫المصنّف ‪ ،‬والصّوابُ ‪ :‬ال َ‬
‫ضمّتَيْن ‪!* ،‬والفَرُو ِر ‪ ،‬ك َقعُودٍ ‪ ،‬فَتََأمّل ‪ ،‬فإِنّ في عبارَة‬
‫*!كالفُرْفُور ‪ ،‬بالضّم ‪ ،‬والفُرُرِ ‪ ،‬ب َ‬
‫المُصنّف َتصْحيفا في َم ْوضِعَين ‪ ،‬وت ْقصِيرا عن ذكر النّظَائرِ ‪!* .‬وفِرّينُ ‪ ،‬كغِسْلِين ‪ :‬ع ‪َ ،‬نقَلَه‬
‫الصاغَانيّ ‪!* .‬وَأفْرّه *! ُيفِرّه *!ِإفْرَارا ‪ ،‬وكذا *!َأفَرّ بهِ ‪َ :‬فعَل به ما *! َيفِرّ منه و َيهْرُب ‪ ،‬وقد‬
‫َتقَدّم ما فيه عند َقوْله *!َأفْرَرْتُه ‪ ،‬وأَنّه‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/317‬‬

‫شقّقَه‬
‫حمَلَه على *!الفِرَار (و) *!َأفَرّ رَ ْأسَه بالسّيْف ‪ ،‬مثل َأفْرَاهُ ‪ ،‬أَي َ‬
‫ُيقَال أَيضا *!َأفَرّه ‪ ،‬إذِا َ‬
‫ظهِر الَخْبَارَ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪.‬‬
‫ي ‪ .‬والَيّام *!ال ُمفِرّات ‪ :‬التي ُت ْ‬
‫وفَلَقه عن اليَزِيد ّ‬
‫*!وتَفارّوا ‪َ :‬تهَارَبُوا ‪ .‬وفَرَسٌ *!مِفَرّ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪َ :‬يصْلُح *!للفِرَارِ عليه ‪ ،‬أَو جَيّد *!الفِرارِ ‪ ،‬وبه‬
‫حطّهُ السّ ْيلُ من‬
‫فُسّر بَ ْيتُ امرئ القَيْس ‪ِ ( % :‬مكَرّ *! ِمفَرّ ُمقْبِل مُدْبِرٍ مَعا ‪ %‬كجُ ْلمُودِ صَخْرٍ َ‬
‫ل الفِرَارَ َنفْسَه ‪ ،‬و َوقْتَه ‪ ،‬وقُرِئ أَيْنَ ال ِمفَرّ ‪ ،‬بالكسر‬
‫عَلش ) ‪ %‬وقولُه تعالى ‪ :‬أَيْنَ *!ال َمفَرّ ‪ .‬يحتم ُ‬
‫‪ ،‬أَي َم ْوضِع )‬
‫ت وصِفاتِ الخَيْل ‪ ،‬وقد عُبّر عن‬
‫الفِرارِ ‪ ،‬عن الزّجّاج ‪ .‬وَأكْثَرُ ما يُسْ َت ْعمَل هذا الوَزْن في الل ِ‬
‫س بفَتْح المِي ِم وكَسْرِ الفاءِ ‪ ،‬اسمٌ‬
‫ال َموْضع بَلفْظِ اللَةِ ‪ ،‬وهي قِرا َءةُ الحَسَن ‪ .‬وقَرَأَ ابنُ عَبّا ٍ‬
‫جذَا ِميّ‬
‫عمْرُو بن *!فُ ْرفُرٍ ال ُ‬
‫ج ْمهُور بفَتْحِهمَا ‪ ،‬و َذكَرَ الثّلثَةَ ال ُمصَ ّنفُ في ال َبصَائر ‪ .‬و َ‬
‫لِل َم ْوضِع ‪ ،‬وال ُ‬
‫جدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بن رَبِيعَ ِة الفَرَسِ‬
‫ع ِمىّ بن َ‬
‫بالضمّ ‪ :‬سَيّدُ بَنِي وائل بن قاسط بن هِنْب ابنِ َأ ْفصَى بن دُ ْ‬
‫‪.‬‬
‫ح مصر ‪ .‬وكَتِيبَةٌ *!فُرّى ‪ ،‬كعُزّى ‪:‬‬
‫شهِدَ فتْ َ‬
‫ح ُد الَشْرَافِ ‪َ ،‬‬
‫وضَبَطَهُ الحافِظ بالفتح ‪ ،‬وقال ‪ :‬هو أَ َ‬
‫عوْدا‬
‫جذَعا ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬اسْ َتقْبَلَه ‪ .‬و ُيقَال ذلك أَيضا إِذا َرجَعَ َ‬
‫لمْرُ َ‬
‫مُنهَ ِزمَةٌ ‪ ،‬وكذلك الفُلّى ‪!* .‬وفُ ّر ا َ‬
‫لِبَدْ ِئهِ ‪ ،‬قاله ابنُ دُرَيد ‪ ،‬وأَنشد ‪ ( % :‬وما ارْ َتقَ ْيتُ على َأكْتَادِ َمهَْلكَةٍ ‪ِ %‬إلّ مُنِيتُ بَأمْرٍ *!فُرّ لي‬
‫ج َهلَ *!الفُرَارَا ‪ .‬كِل ُهمَا كغُرَاب ‪ .‬قال المُؤرّج ‪ :‬هو وَلدُ‬
‫جذَعَا ) ‪ %‬وفي المَثَل ‪ :‬نَ ْز ُو الفُرَارِ اسْ َت ْ‬
‫َ‬
‫ال َبقَ َرةِ الوَحْشِيّةِ ‪ُ ،‬يقَالُ له ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/318‬‬

‫ب و َق ِوىَ َأخَذ في النّ َزوَانِ ‪ ،‬فمَتَى ما رآه‬


‫ش ّ‬
‫طوِيلٍ ‪ ،‬وذلك أَنّه إِذا َ‬
‫طوَال و َ‬
‫فُرَارٌ ‪ ،‬وفَرِيرٌ ‪ ،‬مثْل ُ‬
‫غَيْرُه نَزَا لنَ ْزوِه ‪ُ .‬يضْ َربُ مَثَلً ِلمَنْ تُ ّتقَى صُحْبَتُه ‪ ،‬أَي إِنّك إِذَا صَحِبْتَه َفعَ ْلتَ ِفعْلَه ‪!* .‬و َتفَرّرَ بي‬
‫ش َققْتُه ‪ ،‬وهذا بعَيْنِه قد‬
‫حكَ ‪ ،‬قاله الصاغانيّ ‪!* .‬وَأفْرَ ْرتُ رَأْسَه بالسّ ْيفِ ‪ ،‬مِثْل َأفْرَيْتُه و َ‬
‫‪ :‬ضَ ِ‬
‫خفَى ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرَك عليه ‪!* :‬الفَرُوَرُ من النّساءِ ‪ ،‬كصَبُور ‪:‬‬
‫حضٌ ‪ ،‬كما ل يَ ْ‬
‫تقدّم ‪ ،‬فهو َتكْرَار مَ ْ‬
‫ال ّنوَارُ ‪.‬‬
‫*!وفُ ّرةُ المالِ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬خِيَارُه ‪!* .‬والفُرَار ‪ ،‬كغُرَاب ‪ :‬ال َبهْمُ الكِبَارُ ‪ ،‬واحدُهَا فُ ْرفُور ‪!* .‬وفَ ْرفَرَ‬
‫عقَلَ بعد اسْتِرْخاءٍ ‪.‬‬
‫حمَاقَة ‪ .‬وعن ابن الَعرابيّ ‪!* :‬فَرّ *! َيفِرّ ‪ ،‬إِذا َ‬
‫جلُ ‪ ،‬إِذا اسْ َت ْعجَل بال َ‬
‫الرّ ُ‬
‫شتُ عن حالِهِ وفَتّشَ عن‬
‫وإِ ّنهَا لَحَسَ َنةُ *!الفِ ّرةِ ‪ ،‬بالكَسْر ‪ :‬البْتِسَام ‪!* .‬وفارَرْتُه *! ُمفَارّةً ‪ :‬فتّ ْ‬
‫حالِي ‪ ،‬وهو مَجَازٌ ‪ .‬واسْ ُتعِير *!الفْتِرَارُ لل ّزمَن ‪ ،‬فقَالُوا ‪ :‬إِن الصّرْفضةَ نابُ الدّهْرِ الذي *! َيفْتَرّ‬
‫عنه ‪ ،‬وذلك أَنّ الصّ ْرفَة إِذا طََل َعتْ خَرَجَ الزّهْرُ واعْتَمّ النّ ْبتُ كما في اللّسَان ‪!* .‬والفُرَيّرَة ‪،‬‬
‫شدّ َدةً ‪ :‬ما يَ ْل َعبُ به الصّبْيَانُ ‪.‬‬
‫مصغّ َرةً مُ َ‬
‫وق ْولُ العَامّة ‪-!* :‬الفُ ْرفُو ِريّ ‪ ،‬لهذا الخَ َزفِ الذي ُيؤْتَى به من الصّين غََلطٌ ‪ ،‬وإِ ّنمَا هو ال ُفغْفُو ِريّ‬
‫ضمّها ثُمّ هاءُ ساكِنَة ‪:‬‬
‫جوْدَتَه ‪!* .‬وفا ّرهْ ‪ ،‬بتَشْدِيد الرا ِء و َ‬
‫نسبهً إِلى ُف ْغفُور مَِلكِ الصّين ‪ ،‬يُرِيدُونَ َ‬
‫سيّ ‪ ،‬ويُقال ‪ :‬فِي ّرهْ ‪ ،‬وكأَنْ الفاءَ مُمالَةٌ ف ُتكْتَب بالَلِف‬
‫ي الَنْدَلُ ِ‬
‫حمّ ٍد الَ ْنصَا ِر ّ‬
‫سفَ بنِ مُ َ‬
‫جدّ يُو ُ‬
‫َ‬
‫سكُورُ ‪ ،‬أَهمله الجوهري‬
‫س ِمعَ وحَدّث ‪ ،‬مات سنة ‪ .‬ف ر س ك ر ‪ .‬فا ِر ْ‬
‫واليَاءِ ‪َ ،‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/319‬‬
‫ّ والصاغانيّ وصاحبُ اللّسَان ‪ ،‬وهي ة ‪ :‬كَبِي َرةٌ عامِ َرةٌ ب ِمصْرَ ‪ ،‬على شاطِئ النّيلِ ‪ ،‬من ِإقْلِيم‬
‫جمَْلةٌ من الُدَبَاءِ‬
‫سبَ إِليها ُ‬
‫سكُو ِرىّ ‪ .‬وقد ُن ِ‬
‫سيّ وفارِ ْ‬
‫الدّقهلِيّة ‪ ،‬وقد َدخَلْ ُتهَا ‪ ،‬والنّسْبَة إِليها فارِ ِ‬
‫سفَ بنِ محمّدٍ‬
‫لمَامُ ال ُمحَدّث عزّ الدّينِ عَبْدُ العَزِيز بن محمّد ابن يُو ُ‬
‫والَعْيَانِ ‪ ،‬ومنه ُم ا ِ‬
‫طيّ ‪،‬‬
‫للُ السّيُو ِ‬
‫خ الِسْلم والجَ َ‬
‫سكُو ِرىّ الشافِعيّ ‪ ،‬وُلِدَ سنة ‪ ،‬وقَدِمَ القاهِ َرةَ سنة ‪ ،‬وأَجَا َزهُ شي ُ‬
‫الفارِ ْ‬
‫شقّق‬
‫شقّه ‪ ،‬فَ َتفَزّرَ ‪ ،‬تَ َ‬
‫شعَ ْيبٍ في زَهْرِ البَسَاتين ‪ .‬ف ز ر ‪ .‬فَزَرَ ال ّث ْوبَ فَزْرا ‪َ :‬‬
‫تَرْجَمه محمّدُ بنُ ُ‬
‫وتَقَطّع وبَِلىَ ‪ ،‬وكذا َتفَزّرَ الحائطُ ‪ ،‬وانْفَزَرَ ال ّث ْوبُ ‪ :‬مثلُ ذلك ‪ .‬و ُيقَالُ ‪ :‬فَزَ ْرتُ أَ ْنفَ فُلنٍ فَزْرا ‪،‬‬
‫حىَ‬
‫شقَقْتُه ‪ ،‬فهو َمفْزُو ُر الَ ْنفِ ‪ .‬ومنه الحديث ‪ :‬أَنّ رَجُلً من الَ ْنصَارِ َأخَذَ َل ْ‬
‫شيْءٍ ف َ‬
‫أَي ضَرَبْتُه ب َ‬
‫سعِيد َففَزَرَه ‪ .‬وفَزَرَ فُلنا بال َعصَا ‪ :‬ضربه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ضَرَبَه بها على‬
‫جَزُو ٍر فضَ َربَ به أَ ْنفَ َ‬
‫لوّل ‪ ،‬ولَيءسَ كذلك بل هو فَزِ َر كفَرِحَ‬
‫خهُ ‪ .‬وفَزِرَ فلنٌ ‪ ،‬ظاهرُه أَنّه من بابِ نصَر كا َ‬
‫ظهْرِه ففَسَ َ‬
‫َ‬
‫عجْ َرةٌ عَظيمَة ‪ ،‬فهو َأفْزَرُ بَيّنُ‬
‫ظهْرِه أَو صَدْرِه فُزْ َرةٌ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬أَي ُ‬
‫َيفْزَرُ فَزَرا ‪ ،‬إِذا خَرَجَ على َ‬
‫لحْ َدبُ وهو مَفْزُورٌ كذلك ‪.‬‬
‫الفَزَرِ ‪ ،‬وهو ا َ‬
‫حفَ‬
‫صّ‬‫شقُوقُ والصّدُوع ‪ .‬ولعلّه َت َ‬
‫شقُوقُ ‪ .‬والّذي في الّلسَان ‪ :‬والفُزُورُ ‪ :‬ال ّ‬
‫والفِزَرُ ‪ ،‬كعِنَب ‪ :‬ال ّ‬
‫شحْما ‪ ،‬أَو هي الّتِي قارَبَت‬
‫على المصنّف ‪ ،‬فليُ ْنظَر ‪ .‬والجارِ َي ُة الفَزْرَاءُ ‪ :‬ال ُممْتَلِئَة لَحْما و َ‬
‫عجْرَدِ )‬
‫حمِيهَا بَنُو أُمّ َ‬
‫طلُ ‪ ( % :‬وما إِنْ أَرَى الفَزْرَاءَ ِإلّ تَطَلّعا ‪ %‬وخِ ْيفَةَ يَ ْ‬
‫الِدْراكَ ‪ ،‬قال الَخْ َ‬
‫سعْد ابنِ زَ ْيدِ مَنَاةَ بنِ َتمِيمِ بنِ مُرّ ‪ ،‬وكانَ وَافَى ال َموْسِمَ ب ِمعْزَى فأَ ْنهَبَها‬
‫‪ %‬والفِزْرُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪َ :‬ل َقبُ َ‬
‫هُنَاك‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/320‬‬

‫َ وقالَ ‪ :‬من َأخَذَ منها واحِ َد ًة فهي له ‪ ،‬ول ُيؤْخَذُ منها فِزْرٌ ‪ ،‬وهو الثْنَان فَأكْثَرُ ‪ ،‬ومنه المَثَل ل‬
‫آتِيكَ ِمعْزَى الفِزْرِ ‪ ،‬أَي حَتّى َتجْ َتمِعَ تِلك ‪ ،‬وهي ل َتجْ َتمِع أَبدا ‪ ،‬هذا قولُ ابن الكَلْ ِبيّ ‪ .‬وقال أَبو‬
‫حوَ ذلك ‪ِ ،‬إلّ أَنّه قال ‪ :‬الفِزْرُ ‪ :‬هو الجَ ْديُ نفسُه ‪ ،‬فضَرَبُوا به المَثَل ‪ .‬وقال أَبو الهَيْثَم ‪ :‬ل‬
‫عُبَيْ َدةَ َن ْ‬
‫أَعْ ِرفُه ‪ .‬وقال الَزهريّ ‪ :‬وما رَأَ ْيتُ َأحَدا َيعْ ِرفُه ‪ .‬وقال ابنُ سِيدَه ‪ :‬إِ ّنمَا ُلقّبَ سعدُ بنُ زيدِ مَنَاةَ‬
‫بذلك لَنّه قال لوَلَدِه واحِدا بعد واحِد ‪ :‬ا ْرعَ هذه ال ِمعْزَى ‪ .‬فَأَبوْا عليه ‪ ،‬فنَادَى في الناس أَن‬
‫طعُوها في ساعَة ‪،‬‬
‫حدٍَ أَكثَرَ من واح َدةٍ ‪ ،‬فَتَق ّ‬
‫حلّ ل َ‬
‫اجْ َت ِمعُوا ‪ ،‬فاجْ َت َمعُوا ‪ .‬فقال ‪ :‬انْ َتهِبُوها ‪ ،‬ول أُ ِ‬
‫شيْءِ ‪ُ ،‬يقَال ل َأ ْف َعلُ ذلك )‬
‫وتَفَ ّر َقتْ في البلد ‪ .‬فهذا َأصْلُ المَ َثلِ ‪ .‬وهو من َأمْثَالهم في تَرْك ال ّ‬
‫س ْعدُ بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ َتمِيمٍ ‪.‬‬
‫ِمعْزَى الفِزْرِ ‪ .‬وقال الجوهريّ ‪ :‬الفِزْر ‪ :‬أَبو قَبيلَة من َتمِيمٍ ‪ ،‬وهو َ‬
‫ن وَلَدَ ُهمَا الَجا ِربُ ‪،‬‬
‫سعْدٍ ‪ ،‬فإِ ّ‬
‫عمْروٍ ابْ َنيْ َ‬
‫س ْعدٍ هذا ‪ :‬الَبْنَاءُ ‪ ،‬غيرَ َكعْب و َ‬
‫قُلتُ ‪ :‬ويُقَالُ لوَلَدِ َ‬
‫ي ‪ .‬والفِزْرُ ‪ :‬هَنَةٌ كنَ ْبخَة تَخرج‬
‫لصْلُ ‪ ،‬نقله الصاغان ّ‬
‫وتَفْصيلُ ذلك في كُتُب الَنْسَاب ‪ .‬والفِزْر ‪ :‬ا َ‬
‫في َمغْرِز الفَخذ دُونَ مُنْ َتهَى العانَةِ ‪ ،‬كغُ ّدةٍ من قُ ْرحَة َتخُرجُ بالِنْسَانِ أَو جِرَاحَةٍ ‪ .‬والفِزْرُ ‪ :‬القَطيعُ‬
‫من الغَنَم ‪ ،‬ومن الضَأْنِ ‪ :‬ما بَيْنَ العَشَرَة إِلى الَرْ َبعِين ‪ ،‬أَو ما بَيْن الثّلثَة إِلى العَشَ َرةِ ‪ ،‬هكذا في‬
‫النّسخ ‪ ،‬واّلذِي في اللّسان ‪ :‬إِلى العشْرينَ ‪ .‬قال ‪ :‬والصّبّة ‪ :‬ما بين العَشْر إِلى الَرْ َبعِين من‬
‫ي ‪ ،‬يقال ل َأ ْفعَلُه مانَزَا فِزْ ٌر ‪ .‬والفِزْر ‪ :‬ابنُ ال ّنمِر ‪ ،‬وفي ال ّتهْذِيب ابنُ‬
‫ال ِمعْزَى ‪ .‬والفِزْرُ ‪ :‬الجَ ْد ُ‬
‫البَبْر ‪ ،‬ومِثْلُه في ال ّت ْكمِلَة ‪ ،‬وقد َتقَدّم البَبْر ‪ ،‬وبنْتُه ‪ :‬الفِزْرَة ‪ ،‬وقيل ُأخْتُه ‪ ،‬والهَدَبّسُ أَخُوه ‪ ،‬وُأمّه‬
‫ن الَعْرَابيّ ‪ .‬وفي‬
‫الفَزَا َرةُ كسَحَابَة ‪ ،‬وهي أَي الفَزَا َرةُ أُنْثَى ال ّنمِرِ أَيضا ‪ ،‬قاله اب ُ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/321‬‬

‫التهذيب ‪ :‬والبَبْ ُر يقال له ‪ :‬الهَدَبّس ‪ ،‬وأُنْثَاه الفَزَا َرةُ ‪ .‬وأَنشد المُبَرّد ‪ ( % :‬ولقَدْ رَأَ ْيتُ َهدَبّسا‬
‫عمَر ‪ :‬وسأَ ْلتُ َثعْلَبا عن البَيْت فلم َيعْرفْه ‪.‬‬
‫وفَزَا َرةً ‪ %‬والفِزْرَ يَتْبَعُ فِزْ َرةً كالضّيْوَنِ ) ‪ %‬قال أَبو ُ‬
‫قال أَبو مَ ْنصُور ‪ :‬وقد رَأَ ْيتُ هذه الحُرُوفَ في كتاب ‪ ،‬اللّيْث ‪ ،‬وهي صَحيحَة ‪ .‬وفَزَا َرةُ ‪ ،‬بل لم‬
‫غطَفانَ ‪ ،‬منهم بَنُو‬
‫غطَفان ‪ ،‬وهو فَزا َرةُ بن ذُبْيَانَ بنِ َبغِيضِ بن رَ ْيثِ بن َ‬
‫‪ :‬أَبو قَبِيلَة من َ‬
‫س َودُ فيه‬
‫شمْخ ‪ ،‬وقد تقدّم ذكْرُ ُكلّ منهم في مَحَلّه ‪ .‬والفَازِرُ ‪َ :‬ن ْملٌ أَ ْ‬
‫العُشَراءِ ‪ ،‬وبَنُو غُرَاب ‪ ،‬وبَنُو َ‬
‫حمْ َرةٌ ‪ ،‬نقله الصاغانيّ ‪ ،‬وسيأْتي للمصنّف في الزاي أَيضا ‪ .‬والفازشرُ ‪ :‬الطّرِيقُ البَيّنَ الواسعُ ‪،‬‬
‫ُ‬
‫شمَيْل ‪:‬‬
‫قال الراجِز ‪ ( % :‬تَ ُدقّ َمعْزاءَ الطّرِيقِ الفازِرِ ‪ %‬دَقّ الدّيَاسِ عَ َر َم الَنَادرِ ) ‪ %‬وقال ابنُ ُ‬
‫ف والقُورَ ‪ ،‬ف َتفْزِرُهَا كأَ ّنهَا َتخُدّ في ُرؤُوسِها خُدُودا ‪.‬‬
‫الفازِرُ ‪ :‬الطّرِيقُ َتعْلُو النّجَا َ‬
‫خذْنَا طَريقَ فازِرٍ ‪ ،‬وهو طَريقٌ أَثّرَ في ُرؤُوسِ الجبَال و َفقَرها كالفُزْرَة ‪،‬‬
‫خذْنا الفَازِرَ ‪ ،‬وأَ َ‬
‫تقول ‪ :‬أَ َ‬
‫بالضّمّ ‪ ،‬الَخِيرَة َنقََلهَا الصاغانيّ ‪ .‬والفازِ َرةُ ‪ ،‬بهاءٍ ‪ :‬طريقٌ يَأْخُذ في َرمْلةٍ في دَكا ِدكَ لَيّ َنةٍ كَأَ ّنهَا‬
‫صَ ْدعٌ في الَرْض مُنقادٌ طويلٌ خِ ْلقَةً ‪ .‬وَأفْزَ ْرتُ الجُلّةَ ‪ ،‬وفَزَرْ ُتهَا وفَزّرْتُها ‪ :‬فَتّّتهَا ‪ .‬والفَزْرُ بنُ‬
‫ئ مصْريّ ‪ .‬وخالدُ بن فَزْرٍ ‪ :‬تابِعيّ ‪َ ،‬روَى عن أَنَس بن مالك ‪.‬‬
‫ن الفَزْر ‪ ،‬بالفَتْح ‪ُ :‬مقْر ٌ‬
‫َأوْسِ ب ِ‬
‫لفْزَرِ ‪َ :‬بطْنٌ من العَرَب ‪.‬‬
‫وبَنُو ا َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/322‬‬

‫شمِرٌ ‪ :‬الفَزْرُ ‪ :‬الكَسْر ‪.‬‬


‫وفُزَيْرٌ ‪ ،‬كَزُبَيْرٍ ‪ :‬عَلَ ٌم ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪ :‬قال َ‬
‫ت لَعْرَابيّ ‪ِ :‬لمَنْ هذه القِبَاب فقال لِبَني فَزَا َرةَ ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وكُنْتُ بالبَادِيَة فرأَ ْيتُ قِبَابا َمضْرُوبَةً ‪ ،‬فقُلْ ُ‬
‫شيْءِ َفصَلْتُه ‪) .‬‬
‫شيْءَ من ال ّ‬
‫فَزَر ال ظُهورَهم ‪ .‬فقلتُ ‪ :‬ما َتعْني به فقال ‪ :‬كَسَرَ الُ ‪ .‬وفَزَ ْرتُ ال ّ‬
‫عمْروٍ البَزّازِ ‪ .‬وأُمّ‬
‫حمَدَ بنِ َ‬
‫ن الفَزْر ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬خالُ َأ ْ‬
‫شيْءَ ‪ :‬صَدَعْتُه وفَ ّرقْتُه ‪ .‬ومحمّدُ ب ُ‬
‫وفَزَرْتُ ال ّ‬
‫الفَزْرِ ‪ ،‬في السّيرة ‪ .‬وبالكَسْر ‪ :‬أَبُو ال َغوْث الفِزْر ‪ ،‬في َكهْلنَ بن سَبَإِ ‪ .‬ف س ر ‪.‬الفَسْر ‪ :‬الِبَانَةُ‬
‫شفُ ال َمعْنَى ال َم ْعقُولِ ‪ ،‬كما في ال َبصَائر ‪ ،‬كالتّفْسِير‬
‫ن الَعْرابيّ ‪ ،‬أَو َك ْ‬
‫شفُ ال ُم َغطّى كما قاله اب ُ‬
‫وكَ ْ‬
‫ل كضَرَب و َنصَ َر يقال ‪ :‬فَسَرَ الشيءَ َيفْسِرُه و َيفْسُرُه وفَسّرَه ‪ :‬أَبَانَهُ ‪.‬‬
‫‪ .‬والفِ ْع ُ‬
‫ن القَطّاع والتّشْديد أَعَمّ ‪ .‬والفَسْرُ ‪ ،‬أَيضا ‪ :‬نَظَرُ الطّبِيبِ إِلى الماءِ ‪ ،‬كال ّتفْسِرة ‪ ،‬كتَ ْذكِرَة ‪ ،‬أَو‬
‫قال اب ُ‬
‫ض ويَنْظُرُ فيه الَطِبّاءُ يَسْتَدِلّونَ بَِلوْنِه عِلى‬
‫ِهيَ ‪ ،‬أَي ال ّتفْسِ َرةُ ‪ :‬ال َب ْولُ الذي ُيسْتَ َدلّ به على المَ َر ِ‬
‫جوْهَ ِريّ ‪ .‬وقال َثعَْلبٌ ‪،‬‬
‫عِلّةِ العَلِيلِ ‪ ،‬وهو اسمٌ كال ّتهْنِئَة ‪ ،‬أَو ِهيَ ‪ ،‬أَي ال ّتفْسِرَة ‪ ،‬مُولّدة ‪ ،‬قاله ال َ‬
‫جلّ ‪:‬‬
‫حمَدُ بن يَحْيَى ‪ ،‬وكذلك ابن الَعْرَابيّ ‪ :‬ال ّتفْسِيرُ والتّ ْأوِيلُ وال َمعْنَى واحِ ٌد ‪ ،‬وقولُه عَزّ و َ‬
‫وهو أَ ْ‬
‫شكِل ‪.‬‬
‫شفُ المُرَادِ عن الّلفْظ المُ ْ‬
‫شفُ ال ُمغَطّى ‪ ،‬أَو ُهوَ ‪ ،‬أَي ال ّتفْسِيرُ كَ ْ‬
‫وأَحْسَنَ َتفْسِيرا ‪ .‬الفَسْر ‪ :‬ك ْ‬
‫حدِ المُحْ َتمِلَيْنِ إِلى ما ُيطَابِقُ الظّاهِرَ ‪ .‬كذا في اللّسَان ‪ .‬وقيل ‪ :‬ال ّتفْسِيرُ ‪ :‬شَرْحُ ما‬
‫والتَ ْأوِيلُ ‪َ :‬ردّ أَ َ‬
‫ل من القصَص في الكِتَاب الكريم ‪ ،‬وتعْرِيفُ ما تَ ُدلّ عليه أَ ْلفَاظُه الغَرِيبَة ‪ ،‬وتَبْيينُ الُمورِ‬
‫جمَ ً‬
‫جاءَ مُ ْ‬
‫التي‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/323‬‬

‫حوَاهُ من‬
‫أُنْزَِلتْ بسَبَ ِبهَا اليُ والتَ ْأوِيلُ ‪ :‬هو تَبْيِينُ َمعْنَى المُتَشَابِهِ ‪ .‬والمُتشابِهُ ‪ :‬هو ما َلمْ ُيقْطَ ْع بفَ ْ‬
‫ي ‪ .‬وممّا ُيسْتَدْرَك‬
‫غَيْرِ تَردّد فيه ‪ ،‬وهو ال ّنصّ ‪ .‬وفُسَارَانُ ‪ ،‬بالضّم ‪ :‬ة بَأصْبَهانَ ‪ ،‬نقله الصاغان ّ‬
‫عليه ‪ :‬ال ّتفَسّرُ ‪ :‬الستفسار ‪ .‬واسْ َتفْسَرْتُه كَذا ‪ :‬سَأَلْتُه أَنْ ُيفَسّرَه لي ‪ .‬وكُلّ شيْءٍ ُيعْ َرفُ به َتفْسِيرُ‬
‫ي ٍء فهو َتفْسِرَتُه ‪.‬‬
‫جمَ عن حالِ ش ْ‬
‫الشيْ ِء و َمعْنَاه فهو َتفْسِرَته ‪ .‬وفي ال َبصَائر ‪ُ :‬كلّ ما تَرْ َ‬
‫حمَدَ عبدُ الِ بنِ مح ّمدِ بنِ ناصِحِ بن شُجاعِ بنِ ال ُمفَسّر ال ِمصْريّ ‪ ،‬وُلِدَ سنة ‪ ،‬و ُت ُوفّيَ سنة‬
‫وأَبو َأ ْ‬
‫حدِيثُه عاليا في ُمعْجَم شُيُوخ ال ّدمْيَاطيّ ‪.‬‬
‫عسَاكِر في التارِيخ ‪ .‬ووَقَعَ لنا َ‬
‫َذكَره ابنُ َ‬
‫حبُ اللّسَان ‪ ،‬وهو َدوَاءٌ يَ ْنفَع ل َنهْشِ‬
‫ف ش ر ‪ .‬الفَاشِريّ ‪ ،‬أَهملَه الجوهريّ والصاغانيّ وصا ِ‬
‫لطِبّاءُ‬
‫ل ْفعَى وسائرِ ال َهوَامّ ‪َ ،‬ذكَرَه الَطباءُ هكذا ‪ ،‬وأَنَا َأخْشَى أَن َتكُون كلمةً يُونانِيّةً استعملها ا َ‬
‫اَ‬
‫في كُتُبِهم بدليل أَنّه ليس في كلمهم في ف ش ر ‪ .‬والفُشَارُ ‪ ،‬كغُرابٍ ‪ :‬الذي تَسْ َت ْعمِله العامّةُ‬
‫بمعنَى ال َهذَيَانِ ‪ ،‬وكذا ال ّتفْشِيرُ لَيْسَ من كلمِ العَرَب ‪ ،‬وإِ ّنمَا هو من اسْتِعمال العامّة ‪ .‬ف ص ر‬
‫حمَارُ النّشِيط ‪ ،‬و َنقَلَه الضاغانيّ‬
‫حبُ اللّسَان ‪ ،‬وهو ال ِ‬
‫الفَ ْيصُو ُر ‪ ،‬كقَ ْيصُوم ‪ ،‬أَ ْهمَله الجوهريّ وصا ِ‬
‫عن ابن الَعْرَا ِبيّ ‪ ،‬وقد ضَبَطَه هكذا ‪ :‬الفَيْصَنور ‪ .‬كحَيْزَبون ‪ ،‬كذا رَأَيْتُه مضبوطا مجوّدا بخطّ‬
‫حفَه المصَنّف ‪ ،‬فا ْنظُ ْر وتََأمّل ‪ ( 3 .‬ف ط ر )‬
‫الصاغانيّ ‪ ،‬وقد صَ ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/324‬‬
‫ف ط ر الفَطْر ‪ ،‬بالفَتْح ‪ :‬الشّقّ ‪ ،‬وقَيّدَه بعضُهم بأَنّه الشّقّ الَ ّولُ ‪ ،‬كما َنقَلَه شَ ْيخُنَا ‪ ،‬ج فُطُورٌ ‪،‬‬
‫ت القَ ْلبَ ثم‬
‫شقَ ْق ِ‬
‫شقُوقُ ‪ ،‬وفي التّنْزِيل العزيز ‪َ :‬هلْ تَرَى مِنْ ُفطُور ‪ .‬وأَنْشَدَ َثعْلَب ‪َ ( % :‬‬
‫وهي ال ّ‬
‫شعْ ِر بضمّتَيْن ‪:‬‬
‫ذَرَ ْرتِ فيه ‪َ %‬هوَاكِ فلِيمَ فالْتََأ َم الفُطُورُ ) ‪ %‬والفُطْرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وجاءَ في ال ّ‬
‫ن الَ ْرضَ تَ ْنفَطِرُ عنه وهو قَتّالٌ ‪ ،‬واحدَتُه ُفطْ َرةٌ ‪ .‬والفُطْرُ ‪،‬‬
‫عظَامُ ‪ ،‬لَ ّ‬
‫ضَ ْربٌ من ال َكمْأَة أَبْ َيضُ ُ‬
‫ضلِ اللّبَنِ ‪ ،‬وَل ْو قالَ ‪:‬‬
‫شيْءٌ قَلِيلٌ من َف ْ‬
‫جهَيْن ‪ :‬القَلِيلُ من اللّبَنِ حِينَ يُحْلَب ‪ .‬وفي ال ّتهْذيب ‪َ :‬‬
‫بالوَ ْ‬
‫خصَرَ مع بقاءِ ال َمعْنَى ال َمقْصُودِ ‪ُ ،‬يحَْلبُ ساعَتَئِذٍ وقال أَبو‬
‫من اللّبَن ‪ ،‬كما ُهوَ نصّ التهذيب ‪ ،‬كانَ َأ ْ‬
‫عةً ‪ .‬يُحْلَب ‪ ،‬تقولُ ‪ :‬ما حَلَبْنَا ِإلّ فُطْرا ‪ .‬والفِطْرُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬العِ َنبُ إِذا بَ َدتْ‬
‫عمْرو ‪ :‬هو اللّبَنُ سا َ‬
‫َ‬
‫شيْءَ ‪َ ،‬يفْطِرُه ‪ ،‬بالكضسْرِ ‪ ،‬و َيفْطُرُه ‪،‬‬
‫ن ال ُقضْبَانَ تَ ْنفَطِرُ ‪ ،‬ويُضَمّ ‪ .‬وفَطَ َرهُ ‪ ،‬أَي ال ّ‬
‫ُرؤُوسُه ‪ ،‬لَ ّ‬
‫شهُورُ عِندَهم ‪ ،‬وأَما َيفْطِرُه ‪ ،‬بالكَسْر ‪ ،‬فإِنّه رواه‬
‫بالضّمّ ‪َ .‬أمّا َكوْنُه من بابِ َنصَ َر ف ُهوَ المَ ْ‬
‫غفِلَ‬
‫الصاغَانيّ عن الفَرّاءِ في ‪ :‬فَطَ ْرتُ النّاقَةَ إِذا حَلَبْ َتهَا ‪ ،‬فَطْرا ‪ .‬ل ُمطْلقا ‪ ،‬ففيه نظرٌ ظاهِرٌ ‪ ،‬وأُ ْ‬
‫شيْءَ َيفْطُرُه َفطْرا وفَطّ َرهُ‬
‫حبُ المحكم حَ ْيثُ قال ‪ :‬فَطَرَ ال َ‬
‫أَيضا عن ‪ :‬فَطّرَه َتفْطِيرا ‪ .‬فقد َنقَلَهُ صا ِ‬
‫ش ّقتْ ‪ .‬وفي الحَدِيث ‪ :‬قَامَ‬
‫سمَاءُ ا ْنفَطَ َرتْ ‪ .‬أَي انْ َ‬
‫شقّهُ فا ْنفَطَر و َتفَطّرَ ‪ ،‬ومنه قولُه تعالَى ‪ :‬إِذا ال ّ‬
‫‪َ :‬‬
‫شقّتَا ‪ .‬وفي المحكم ‪َ :‬تفَطّرَ‬
‫رَسُولُ ال صلّى ال َتعَالَى عليه وسلّم حتى َتفَطّ َرتْ َق َدمَاهُ ‪ ،‬أَي انْ َ‬
‫سمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ‪.‬‬
‫شيْءُ وا ْنفَطَ َر وفَطَرَ ‪ .‬وفي قوله َتعَالَى ‪ :‬ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/325‬‬

‫ضلٌ ‪ .‬وفَطَرَ الناقَةَ والشاةَ َيفْطِ ُرهَا فَطْرا ‪ :‬حَلَ َبهَا بالسّبَابَةِ )‬
‫سبِ ‪ ،‬كما قالُوا دَجَاجَةٌ ُم ْع ِ‬
‫ُذكّرَ عَلَى النّ َ‬

‫جوْهَ ِريّ أَو بَأطْرَافِ أَصا ِبعِه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو أَنْ يَحْلُبَها كما َت ْعقِدُ ثلثِينَ‬
‫والِبْهَام ‪ ،‬كما قاَلهُ ال َ‬
‫ن الَثِير ‪:‬‬
‫وبالِبْهامَيْن والسّبّابَتَيْن ‪ .‬وفي حديثِ عبدِ المَلِك ‪ :‬كَيْف تَحْلُبُها ‪َ ،‬مصْرا أَم فَطْرا قال اب ُ‬
‫هو أَنْ َتحْلُبَها بِإصْ َبعَيْن وطَرَف الِ ْبهَام ‪ .‬و َفطَرَ العَجِينَ َيفْطُرُه و َيفْطِرُه َفطْرا ‪ :‬اخْتَبَ َرهُ من ساعَتِه‬
‫خمّرْه ‪ ،‬وكذَا فَطَ َر الَجِيرُ الطّينَ ‪ ،‬إِذا طَيّنَ به من ساعتِه قبلَ أَن َيخْ َتمِرَ ‪ .‬وقال اللّ ْيثُ ‪:‬‬
‫ولم ُي َ‬
‫خمّرْتَه‬
‫فَطَ ْرتُ العَجِينَ والطّينَ ‪ ،‬و ُهوَ أَنْ َت ْعجِنَه ثُمّ تَخْتَبِزَه من ساعَتِه ‪ ،‬وإِذا تَ َركْتَه لِيَخْ َتمِرَ فَقضدْ َ‬
‫جهَيْن ‪.‬‬
‫ن وفَطَرْتُه ‪ ،‬بغَيْرِ أَِلفٍ ‪ .‬ففي كَلمِ ال ُمصَنّف ُقصُورٌ من َو ْ‬
‫خمَ ْرتُ العَجي َ‬
‫‪ .‬وقالَ الكِسائيّ ‪َ :‬‬
‫وفَطَرَ الجِلْدَ َفطْرا ‪ ،‬فهو فَطِيرٌ ‪َ :‬لمْ يُ ْروِه من الدّبَاغِ ‪ ،‬عن ابن الَعرابِيّ ‪ .‬وفي الَسَاس ‪ :‬لم يُلْقَ‬
‫في الدّباغ ‪ ،‬كَأفْطَرَه ‪ ،‬لغة فيه ‪ .‬وفَطَرَ نَابُ ال َبعِيرِ َيفْطُرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪َ ،‬فطْرا ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬وفُطُورا ‪،‬‬
‫كقُعُود ‪ :‬شَقّ اللّحْمَ وطَلَعَ ‪ ،‬فهو َبعِيرٌ فاطِرٌ ‪ .‬وفَطَرَ الُ الخَلْقَ َيفْطُرُهم فَطرا ‪ :‬خََلقَهم ‪ ،‬وفي‬
‫عهُم ‪ .‬وقولُه بَرَأَهُم هكذا في النّسخ بالراءِ ‪ ،‬والصّوَابُ كما في اللّسَان ‪َ :‬بدَأَهُمْ بالدال‬
‫الَساسِ ‪ :‬ابْ َتدَ َ‬
‫‪.‬‬
‫شيْءَ ‪:‬‬
‫شيْءَ ‪ :‬أَنْشَأَه ‪ ،‬وفَطَرَ ال ّ‬
‫حكَم قال ‪ :‬وفَطَرَ ال ّ‬
‫ت في المُ ْ‬
‫لمْرَ ‪ :‬ابْتَدَأَه وأَنْشَأَه ‪ .‬ثُمّ رأَي ُ‬
‫وفَطَ َر ا َ‬
‫بَدَأَه ‪ ،‬فعُِلمَ من ذلك أَنّ الرّاءَ َتحْرِيفٌ ‪ .‬وقال ابنُ عَبّاس ‪ :‬ما كُ ْنتُ َأدْرِي ما فاطِر السّمواتِ‬
‫حدُ ُهمَا ‪ :‬أَنا َفطَرْتُها ‪ ،‬أَي أَنا ابْ َتدَ ْأتُ‬
‫صمَانِ في بِئْر ‪ ،‬فقال أَ َ‬
‫والَرْضِ حتى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ َيخْ َت ِ‬
‫ن الَعرابي‬
‫س ِمعَ اب َ‬
‫حفْرَهَا ‪ .‬و َذكَرَ أَبو العَبّاسِ أَنّه َ‬
‫َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/326‬‬

‫صوْم ‪ ،‬فَطَرَ الصائِمُ‬


‫ّ يقولُ ‪ :‬أَنا َأوّل من َفطَرَ هذا ‪ ،‬أَي ابتَدَأَه ‪ .‬والفِطْرُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪َ :‬نقِيضُ ال ّ‬
‫شدِيد ‪ ،‬وَأفْطَرْتُه ‪ .‬قال سيبويه ‪:‬‬
‫َيفْطُر فُطُورا ‪َ :‬أ َكلَ وشَرِب ‪ ،‬كَأفْطَر ‪ .‬و َفطَرْتُه وفَطّرْتُه ‪ ،‬بالتَ ْ‬
‫جمِيع ‪،‬‬
‫جلٌ ِفطْرٌ ‪ ،‬بالكسر ‪ :‬للواحِ ِد وال َ‬
‫فَطّرْتُه فَأفْطَر نادِرٌ ‪ .‬قلتُ ‪ :‬فهو مِ ْثلُ بَشّرْتُه فأَبْشَرَ ‪ .‬ورَ ُ‬
‫َوصْفٌ بال َمصْدر ‪ ،‬و ُمفْطِرٌ من قوم َمفَاطِيرَ ‪ ،‬عن سيبويه ‪ ،‬مِ ْثلُ مُوسِر ومَيَاسِيرَ ‪.‬‬
‫جمَعَ بالوَاو والنّون في‬
‫حكْمَ مِ ْثلِ هذا أَنْ يُ ْ‬
‫جمْع لَنّ ُ‬
‫قال أَبو الحَسَنِ ‪ :‬إِ ّنمَا َذكَ ْرتُ مِ ْثلَ هذا ال َ‬
‫ث ‪ .‬والفَطُورُ ‪ ،‬كصَبُور ‪ :‬ما ُيفْطَرُ عَلَيْه ‪ ،‬كالفَطُو ِريّ ‪ ،‬بياءِ‬
‫المُ َذكّر ‪ ،‬وبالَلف والتاءِ في ال ُمؤَ ّن ِ‬
‫خمِير ‪ ،‬وهو ال َعجِين الذي لم َيخْ َتمِرْ ‪،‬‬
‫النّسْبة ‪ ،‬كأَنّه منسوب إِليه ‪ .‬والفَطِيرُ ‪ ،‬كَأمِيرٍ ‪ :‬خلفُ ال َ‬
‫تقولُ ‪ :‬عِنْدِي خُبْزٌ خَميرٌ وحَيْسٌ فَطِيرٌ ‪ ،‬أَي طَ ِريّ ‪ .‬وفي حديث ُمعَاويَةَ ‪ :‬ماءٌ َنمِيرٌ ‪ ،‬وحَيْسٌ‬
‫حدِيثُ ال َعمَلِ ‪ .‬وقال اللّحْيَانيّ ‪ :‬خُبْزٌ فَطِيرٌ ‪ ،‬وخُبْ َزةٌ فَطِيرٌ ‪ ،‬كِل ُهمَا بغير‬
‫فَطِيرٌ أَي طَ ِريّ قريبٌ َ‬
‫ط َعمَه‬
‫جلَ عن ِإدْرَاكِه َفطِيرٌ ‪ ،‬وهكذا قاَلهُ اللّ ْيثُ أَيضا ‪ :‬و ُيقَالُ ‪َ :‬أ ْ‬
‫ن ‪ .‬وكلّ ما أُعْ ِ‬
‫هاءٍ ‪ ،‬وكذلك الطّي ُ‬
‫جمْ َع الفَطِيرِ فَطْرَى‬
‫ن الَثِير أَنّ َ‬
‫سكْرَى ‪ ،‬أَي َفطِيرا ‪ ،‬وهذا خِلفُ ما َذكَ َرهُ اب ُ‬
‫فَطْرَي ‪ ،‬ك َ‬
‫َمقْصُورَة ‪ ،‬ثُمّ رَأَ ْيتُ المُص ّنفَ قد َأخَذَ ذلك من عِبَارَة الصاغَا ِنيّ فحَ ّرفَ َه ووَهِمَ فيها ‪ ،‬وذلك أَنّ َنصّ‬
‫الصاغانيّ ‪) :‬‬
‫ن المصنّف أَنّه‬
‫طعَامٍ ‪ ،‬فظَ ّ‬
‫جمْعُ َ‬
‫جوّدا َمضْبُوطا ‪َ ،‬‬
‫خطّه مُ َ‬
‫ط ِعمَةٌ َفطْرَى ‪ :‬من الفَطِير ‪ ،‬كذا هو بِ َ‬
‫وأَ ْ‬
‫ن الَثِير وغَيْرَه قد صَرّحُوا‬
‫ِف ْعلٌ ماض ‪ ،‬و ُه َو وَهَمٌ كبيرٌ ‪ ،‬فل ُيحْذَر من ذلك ‪ ،‬وَلوْل أَنّي رأَيتُ اب َ‬
‫ل ‪ .‬والفَطِيرُ ‪ :‬الدّاهِيَةُ ‪َ ،‬نقَلَه‬
‫جمْعُ فَطِير ‪ ،‬وهو مقصُورٌ ‪ ،‬لَسّل ْمتُ له ما ذَهَب إِليه فتََأ ّم ْ‬
‫بأَنّهُ َ‬
‫الصاغانيّ ‪.‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/327‬‬
‫س وَهَبَهُ قَ ْيسُ بن ضِرارِ لل ّرقَادِ بنِ المُنْذِرِ الضّ ّبيّ ‪ ،‬كذا‬
‫وفُطَيْرٌ كزُبَيْرِ ‪ :‬تا ِب ِعيّ ‪ .‬وفُطَيْرٌ ‪ :‬فَرض ٌ‬
‫َنقَلَه الصاغاني ‪ .‬وفي ال ّت ْكمِلَة ‪ :‬وقولُهم الفِطْرَة صاعٌ من بُ ّر ف َمعْنَى الفِطْ َرةِ صَ َدقَ ُة الفِطْر ‪ ،‬هذا‬
‫حفَة ‪ ،‬حيثُ قَال ‪ :‬الفِطْرَة‬
‫حجَرٍ ال َم ّكيّ كلمٌ في شَرْحِ التّ ْ‬
‫َنصّ الصاغانيّ بعَيْنِه ‪ .‬وهُنَا للشّيْخ ابنِ َ‬
‫صحِيح ‪ .‬ثم قال ‪ :‬وقد َوقَعَ له مِ ْثلُ هذا مِنْ‬
‫ُموَلّ َدةٌ ‪ ،‬وَأمّا ما َوقَع في القَامُوس من أَ ّنهَا عَرَبِيّ ٌة فغَيْ ُر َ‬
‫شيْءٌ كثيرُ ‪ ،‬وهو غََلطٌ يجب التّنْبِيهُ عليه ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقد َوقَعَ مِ ْثلُ‬
‫حقَائِق الشّرْعيّة بالّل َغوِيّة َ‬
‫خَ ْلطِ ال َ‬
‫ذلك في شُرُوح ال ِوقَايَة ‪ ،‬فإِنّهم صَرّحُوا بأَ ّنهَا ُموَلّدَة ‪ ،‬بل قِيل ‪ :‬إِ ّنهَا مِن لَحْنِ العامّة ‪.‬‬
‫شفَاءِ الغَلِيلِ بأَ ّنهَا من الدّخِيل ‪ .‬وإِ ّنمَا مُرَادُ الصاغانيّ من ِذكْرِه مُسْتَدْرِكا به‬
‫شهَابُ في ِ‬
‫وصَرّحَ ال ّ‬
‫ل ال ُفقَهَاءِ الفِطْ َر ُة صاعٌ من بُرّ على حَ ْذفِ ال ُمضَافِ ‪ ،‬أَي صَ َدقَة‬
‫على الجوهريّ بيانُ أَنّ َقوْ َ‬
‫الفِطْر ‪ ،‬فحُ ِذفَ ال ُمضَاف ‪ ،‬وُأقِي َمتِ الها ُء في ال ُمضَاف إِلَيْه لِتَ ُدلّ على ذلك ‪ .‬وجاءَ ال ُمصَنّف وقَلّده‬
‫حقَائق الشّرْعِيّة أَو الّل َغوِيّة ‪ ،‬كما هي‬
‫في ذلك ‪ ،‬وراعَى غايةَ الخْتِصار مع َقطْعِ النّظْرِ أَنّها من ال َ‬
‫ن الَثِيرِ فيما أَبْدَيَاهُ من هذِه‬
‫عادَتُه في سائرِ الكِتاب ‪ ،‬ادّعاءً للِحاطَة ‪ ،‬و َتقْلِيدا لِلصّاغانيّ واب ِ‬
‫حمَه ال‬
‫حجَرٍ رَ ِ‬
‫عذْرَه فيه ‪ .‬والشيخُ ابنُ َ‬
‫الَقوالِ ‪َ .‬فمَنْ عَرَف ذلك ل يَلُومُه على ما يُورِدهُ ‪َ ،‬بلْ َيقْ َبلُ ُ‬
‫جهَِلتْ َأ ْهلُ الّلغَة فمَنْ الذي عَلِمَ‬
‫شعْرِي إِذا َ‬
‫ج ْهلِ ُمطْلقا ‪ ،‬وليت ِ‬
‫سبَ أَهلَ الّلغَةِ قاطِبَةً إِلى ال َ‬
‫تعالَى َن َ‬
‫حقَائق الشّرْعِيّة ِإلّ فُرُوعُ الحقائقِ الّل َغوِيّة وقد سَ َبقَ له مِ ْثلُ هذا في ال ّتعْزِيرِ من إِقامَة النّكير‬
‫وهل ال َ‬
‫يءٍ قدير‬
‫جمِيع ‪ ،‬وهو عَلَى ُكلّ ش ْ‬
‫‪ ،‬وقد َتصَدّيْنا لِ ْلجَوابِ عنه هُناِلكَ على التّ ْيسِيرِ ‪ .‬والُ َي ْعفُو عن ال َ‬
‫بل‬
‫جلٌ ‪ %‬في فِطْ َرةِ الكَ ْل ِ‬
‫خ ْلقَة ‪ .‬أَنْشَد َثعْلَب ‪َ ( % :‬هوّنْ عَلَيْك فقد نَالَ الغِنَى َر ُ‬
‫‪ .‬والفِطْ َرةُ ‪ :‬ال ِ‬
‫سبِ ) ‪%‬‬
‫ن والحَ َ‬
‫بالدّي ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/328‬‬

‫والفِطْ َرةُ ‪ :‬ما فَطَرَ الُ عليه الخَلْقَ من ال َمعْرِفةِ به ‪ .‬وقال أَبو الهَيْثَم ‪ :‬الفِطْرَة ‪ :‬الخِلْقة التي خُلِقَ‬
‫عليها ال َموْلُودُ في َبطْنِ ُأمّه ‪ ،‬وبه فَسّر قولَه تعالى ‪ِ :‬فطْ َرةَ الِ الّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَ ْيهَا ل تَبْدِيلَ‬
‫لِخَ ْلقِ الِ ‪ .‬قال ‪ :‬وقولُه صَلّى ال تعالَى عليه وسَلّم ‪ُ :‬كلّ َموْلُودٍ يُولَ ُد على الفِطْ َرةِ يعني الخِ ْلقَةَ‬
‫ح ْكمِ الدنيا ‪ ،‬أَو‬
‫حمِ ُأمّه من سَعادَة أَو شَقاوَة ‪ ،‬فإِذا وَلَدَه َيهُودِيّان َهوّدَاه في ُ‬
‫التي فُطِرَ عَلَ ْيهَا في رَ ِ‬
‫ح ْكمَ أَ َبوَيْه حَتّى‬
‫ح ْكمُه ُ‬
‫حكْمِ ‪ ،‬أَو َمجُوسِيّان مَجّسَاه في الحُكمِ ‪ ،‬وكان ُ‬
‫َنصْرانِيان َنصّرَاه في ال ُ‬
‫ُيعَبّرَ )‬
‫عنه لِسانُه ‪ .‬فإِنْ مَاتَ قَ ْبلَ بُلُوغِه مَاتَ على ما سَبَق لَهُ من الفِطْرَة التي ُفطِرَ عليها ‪ ،‬فهذِه ِفطْ َرةُ‬
‫ال ُموْلُود ‪ .‬قال ‪ :‬وفِطْرَة ثانِيَة ‪ ،‬وهي الكَِلمَةُ التي َيصِير بها العَ ْبدُ مُسْلِما ‪ ،‬وهي شَهادةُ أَن ل إِله إل‬
‫ك الفِطْ َرةُ الدّينُ ‪ ،‬والدّلِيلُ على ذلك حَدِيثُ البَرَاءِ‬
‫حمّدا رَسُولُه جاءَ بالحَقّ مِنْ عِ ْن ِدهِ ‪ ،‬فتِ ْل َ‬
‫ال وأَنّ مُ َ‬
‫ي صَلّى ال عليه وسلّم ‪ :‬أَنّه عَلّم َرجُلً أَنْ َيقُولَ ذلك إِذا نامَ ‪ ،‬وقال ‪ :‬فإِ ّنكَ إِنْ‬
‫بنِ عا ِزبٍ عن النّ ِب ّ‬
‫ُمتّ من لَ ْيلَ ِتكَ ُمتّ على الفِطْ َرةِ ‪ ،‬هذا كلّه كَلَمُ أَبي الهَيْثم ‪ .‬وهُنَا كَل ٌم لَبِي عُبَيْد حِينَ سََألَ محمّدَ‬
‫ب الَزْهريّ له مَبْسُوطٌ‬
‫صوِي ُ‬
‫بنَ الحَسَنِ وجَوابُه ‪ ،‬وما ذَ َهبَ إِليه إِسحاقُ بنُ إِبراهيمَ الحَنْظَِليّ ‪ ،‬و َت ْ‬
‫ع ِملَ حَدِيثا‬
‫ت الَساسِ ‪ :‬قَ ْلبٌ مُطَارٌ وسَيْف ُفطَارٌ ‪ .‬كغُراب ‪ُ :‬‬
‫جعَا ِ‬
‫جعْه ‪ .‬ومِنْ سَ َ‬
‫في ال ّتهْذِيب ‪ ،‬فرا ِ‬
‫شقُوقٌ ‪ .‬قال عَنْتَ َرةُ‬
‫شقّقٌ ‪ ،‬قاله الزمخشريّ ‪ .‬وفي اللّسَان ‪ :‬صُدُوعٌ و ُ‬
‫لم َيعْ ُتقْ ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬الّذِي فيه َت َ‬
‫ل ول ُفطَارَا ) ‪ %‬وقِيلَ ‪ :‬هو الّذي ل َيقْطَعُ ‪.‬‬
‫‪ ( % :‬وسَ ْيفِي كال َعقِيقَةِ وهو ِك ْمعِى ‪ %‬سِلحِي ل َأ َف ّ‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬الفُطَا ِريّ ‪ ،‬بالضمّ ‪ :‬الرّجلُ الفَدْمُ اّلذِي لَ خَيْرَ‬
‫وعن اب ِ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/329‬‬

‫ف الفُطَا ِر ‪ .‬وفي‬
‫ن الَعرابيّ ‪ :‬ل خَيْرَ عِنْدَه ول شَرّ ‪ ،‬قال ‪ :‬وهو مَأْخُوذٌ من السّ ْي ِ‬
‫فيه ‪ ،‬و َنصّ اب ِ‬
‫جهِه ‪ ،‬هكذا نقله‬
‫ب ووَ ْ‬
‫جمْعُ ُأ ْفطُورٍ ‪ ،‬بالضمّ ‪ ،‬وهو تَشقّقٌ يَخرج في أَ ْنفِ الشا ّ‬
‫ال ّت ْكمِلَة ‪ :‬الَفاطِيرُ ‪َ :‬‬
‫جهِ الغُل ِم والجارشيَة ‪ ،‬وهي التّفاطِيرُ وال ّنفَاطِيرُ ‪،‬‬
‫الصاغانيّ فيها ‪ ،‬وهي البَثْرُ الذي يَخْرُج في وَ ْ‬
‫س ْلمَى ‪ %‬قَديما ل َتفَاطِيرُ الشّبابِ ) ‪%‬‬
‫بالتاءِ والنّون ‪ .‬قال الشاعر ‪ ( % :‬نَفاطِيرُ الجُنونِ ب َوجْهِ َ‬
‫ب ‪ ،‬والمصنّف يَتْ ُركُ المَنْقُولَ المشهور‬
‫واحِ ُدهَا ُنفْطُو َرةٌ ‪ .‬والذِي ذكره الصاغانيّ بالَلِف غري ٌ‬
‫جمْعُ ُنفْطُورَة بالنون الزائدة ‪ ،‬وهي الكَلُ المُتَفَرّقُ ‪،‬‬
‫ويَتّبِعُ الغَرِيبَ ‪ ،‬و ُهوَ غَرِيبٌ ‪ .‬والنّفاطِيرُ ‪َ :‬‬
‫ونَ َقلَ أَبو حنيفَة عن اللّحْيَانيّ ‪ُ :‬يقَال ‪ :‬في الَرض َنفَاطِيرُ من عُشْب ‪ :‬أَي نَبْذٌ مُتَفرّقٌ ‪ ،‬ل واحِدَ له‬
‫س ِمىّ‬
‫طفَيل ‪ ( % :‬أَ َبتْ إِبِلِي ماءَ الحِيَاضِ وآَلفَتْ ‪َ %‬نفَاطِي َر وَ ْ‬
‫س ِمىّ ‪ ،‬قال ُ‬
‫ت الوَ ْ‬
‫أَو ِهيَ َأ ّولُ نَبَا ِ‬
‫س ِمىّ ‪ ،‬ونَظِي ُرهُ التّعاشِيبُ وال ّتعَاجيب‬
‫ت الوَ ْ‬
‫وأَحْنَاءَ َمكْ َرعِ ) ‪ %‬وفي اللّسَان ‪ :‬ال ّتفَاطِيرُ ‪َ :‬أ ّولُ نَبا ِ‬
‫ح ‪ ،‬ول واحِدَ لشيْءٍ من هذِه الَرْ َبعَة ‪ .‬وكلمُ ال ُمصَنّف هُنَا غَيْرُ مُحَرّر ‪ ،‬فإِنّ‬
‫وتَباشِيرُ الصّبْ ِ‬
‫جعَلَه أَفاطِيرَ بالَلف‬
‫جهِ الغُلم هو التّفاطِير والنّفَاطِيرُ بالتاءِ والنون ‪ ،‬ف َ‬
‫الصّوابَ في البَئْر على وَ ْ‬
‫صوَابُه التّفاطِيرُ ‪،‬‬
‫جمْعُ ُنفْطُورَة ‪ ،‬و َ‬
‫س ِمىّ ال ّنفَاطِيرَ بالنّون ‪ ،‬وأَ ّنهَا َ‬
‫ج َعلَ َأوّل الوَ ْ‬
‫تَبَعا للصاغانيّ ‪ ،‬و َ‬
‫بالتاءِ ‪ ،‬وأَنه ل واحِدَ له ‪ ،‬فَتََأمّل ‪ .‬وفي الحَدِيثِ ‪ :‬إِذا َأقْ َبلَ اللّ ْيلُ وأَدْبَرَ ال ّنهَارُ فقد َأ ْفطَرَ الصائِمُ ‪:‬‬
‫معناهُ حانَ َلهُ أَنْ ُيفْطِرَ ‪) ،‬‬
‫حكْمِ ال ُمفْطِرِين‬
‫لفْطَارِ ‪ ،‬وقِيلَ ‪َ :‬معْنَاهُ أَنّه قد صَارَ في ُ‬
‫خلَ في َوقْتِه ‪ ،‬أَي ا ِ‬
‫وقِيلَ ‪ :‬دَ َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/330‬‬

‫لفْطَارِ ‪ ،‬وقِيلَ ‪:‬‬


‫حجُوم أَي َتعَ ّرضَا ل ِ‬
‫ج ُم والمَ ْ‬
‫وإِنْ لم يَ ْأكُل ولم َيشْ َربْ ‪ ،‬ومنه الحديث ‪َ :‬أفْطَرَ الحا ِ‬
‫جهَةِ ال ّتغْلِيظِ َل ُهمَا والدّعاءِ ‪ُ .‬كلّ ذلك قالَهُ ابنُ الَثير ‪.‬‬
‫حَانَ َل ُهمَا أَن ُيفْطِرَا ‪ ،‬وقِيلَ ‪ :‬هو على ِ‬
‫ي وال ُمصَنّف في‬
‫ح ِهمَا ‪ ،‬أَي شاةً َيوْ َم الفِطْرِ ‪َ ،‬نقَلَه الصاغان ّ‬
‫ويقال ‪ :‬ذَ َبحْنا فَطِي َر ًة وفَطُو َرةً ‪ ،‬بفَتْ ِ‬
‫ي فقال ‪ُ :‬هوَ ‪ ،‬وفي‬
‫ضيَ ال عنه ‪ ،‬وقد سُئلَ عَن المَ ْذ ِ‬
‫عمَرَ َر ِ‬
‫ال َبصَائر ‪ .‬وقولُ أَميرِ ال ُم ْؤمِنِين ُ‬
‫ي في قِلّته بما ُيحْتَلَب‬
‫ك الفَطْرُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬هكذا رَواه أَبو عُبَيْد ‪ ،‬قِيلَ ‪ :‬شَبّهَ المَ ْذ َ‬
‫ال ّنهَاية ‪ ،‬ذِل َ‬
‫ح ْلبُ بَأطْرَاف الَصابِع ‪ .‬يقال فَطَ ْرتُ النا َقةَ َأفْطِرُها وَأفْطُرُها َفطْرا ‪ ،‬فل َيخْرُجُ‬
‫بالفَطْرِ ‪ ،‬وهو ال َ‬
‫اللّبَنُ ِإلّ قَلِيلً ‪ ،‬وكذلك ال َم ْذيُ يخرج قَلِيلً ‪ ،‬وليس المَ ِنىّ كذلك قاله ابنُ سِيدَه ‪ .‬وقِيلَ ‪ :‬الفَطْرُ‬
‫س ّميَ َفطْرا من َفطَرَ نَابُ ال َبعِير فَطْرا ‪ :‬إِذا شَقّ‬
‫مأْخُوذ من َتفَطّ َرتْ قَ َدمَاهُ دَما ‪ ،‬أي سَالَتَا ‪ ،‬أَو ُ‬
‫شمَ ْيلٍ‬
‫ن الَثِير قال و َروَاه ال ّنضْرُ بنُ ُ‬
‫لحْلِيلِ بطُلُوع النّابِ ‪َ .‬نقَلَه اب ُ‬
‫ح َم وَطَلَع ‪ ،‬شَبّهَ طُلُوعَهُ من ا ِ‬
‫اللّ ْ‬
‫ظهَر من اللّبَن على ِإحْليل الضّ ْرعِ ‪ ،‬هكذا ذكره ابنُ الَثِير‬
‫‪ :‬ذلك الفُطْرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ ،‬وَأصْلُه ما َي ْ‬
‫عتْ ‪ .‬والفُطْرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬ما‬
‫ت الَ ْرضُ بالنّبَاتِ ‪ ،‬إِذا َتصَدّ َ‬
‫وغَيْرُه ‪ .‬ومما يُس َتدْرَك عليه ‪َ :‬تفَطّ َر ِ‬
‫لمْرَ ‪ :‬ابْ َتدَعَ ُه ‪ .‬والفِطْ َرةُ ‪:‬‬
‫ت ‪ .‬والفِطْ َرةُ ‪ ،‬بالكَسْرِ ‪ :‬البْتِداعُ والخْتِرَاع ‪ .‬وافْتَطَ َر ا َ‬
‫َتفَطّر من النّبَا ِ‬
‫سكُو ِنهَا وكَسْرِها ‪ ،‬وبالثّلثَة‬
‫جمْ ُع الفِطْرَة فِطراتٌ ‪ ،‬بفَتْح الطاءِ و ُ‬
‫السّنّةُ ‪ .‬و َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/331‬‬

‫غمَزَها ‪.‬‬
‫ضيَ ال عنه ‪ :‬وجَبّارَ القُلُوب عَلَى فِطَرَا َتهَا ‪ .‬وفَطَرَ أَصا ِبعَه فَطْرا ‪َ :‬‬
‫ُر ِوىَ حَدِيثُ عليّ َر ِ‬
‫وفَطَ ْرتُ ِإصْبَعَ فُلنٍ ‪ ،‬أَي ضَرَبْتُها فا ْنفَطَرت دَما ‪ .‬وشَرّ الرّ ْأيِ الفَطِيرُ ‪ ،‬وهو مَجازٌ ‪ .‬و ُيقَال ‪:‬‬
‫رَأْيُهُ َفطِي ٌر ولُبّه مُسْ َتطِي ٌر ‪ .‬والفَطِيرُ من السّيَاطِ ‪ :‬ال ُمحَرّمُ الّذِي ُيمَرّنُ بدِبَاغِه ‪ .‬وهذا كَلَمٌ ُيفْطِرُ‬
‫حمّادِ بن وا ِقدٍ ال َبصْ ِريّ ‪ ،‬وفِطْرُ بنُ خَلِيفَةَ ‪ ،‬وفِطْرُ بنُ‬
‫صوْمَ ‪ ،‬أَي ُيفْسِده ‪ .‬وبالكَسْرِ ‪ :‬فِطْرُ بنُ َ‬
‫ال ّ‬
‫ح ّمدُ بنُ‬
‫ح َدبُ ‪ ،‬مُحَدّثون ‪ .‬وفُطْ َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬قال ابنُ حبيب ‪ :‬في طَيّئ ‪ .‬ومُ َ‬
‫حمّد العَطّا ُر الَ ْ‬
‫مُ َ‬
‫مُوسَى الفِطْ ِريّ المَدَ ِنيّ شيخٌ ِلقُتَيْبَة ‪ ،‬وآخَرُون ‪ .‬ف ع ر ‪َ .‬فعَرَ ‪ ،‬كمَنَع ‪َ :‬أ َكلَ الفَعَارِيرَ ‪ ،‬وهي‬
‫صِغارُ الذّآنِينِ ‪ ،‬حكاه الَزهريّ عن ابن الَعرابيّ ‪ ،‬وقد َأ ْهمَلَه الجوهَ ِريّ ‪ ،‬أَو ال َفعْرُ وال َفعَارِيرُ‬
‫حقّ‬
‫عمُوا أَنّه الهَيْشَرُ ‪ .‬قال ابنُ دُرَيْد ‪ :‬ول أَ ُ‬
‫ب َمعْنَىً ‪ ،‬وهي لغَةٌ يمانِيَةٌ ‪ ،‬وهو ضَرْب من النّبْت زَ َ‬
‫حكَايَةُ ابن الَعرابيّ ُتؤَيّد َق ْولَ ابنِ دُرَيْد ‪ .‬ف غ ر ‪َ .‬فغَرَ فَاهُ ‪ ،‬كمَنَع‬
‫ذلك ‪ .‬قال الَزهريّ و ِ‬
‫حمَامَةً ‪% :‬‬
‫حمَيْدُ بنُ َثوْر يصف َ‬
‫لخِيرةُ عن أَبِي زَيْد َفغْرا و ُفغُورا ‪ :‬فَتَحَهُ ‪ ،‬قال ُ‬
‫و َنصَرَ ‪ ،‬ا َ‬
‫ط ِقهَا َفمَا ) ‪َ %‬يعْنِي بالمَنْطِق بُكاءَها ‪.‬‬
‫( عَجِ ْبتُ َلهَا أَنى َيكُونُ غِنَاؤُهَا ‪َ %‬فصِيحا ولم َتفْغَرْ بمَنْ ِ‬
‫عصَا مُوسَى عليه السّلم ‪ :‬فإِذا ِهيَ حَيّةٌ عَظِيمَةٌ فاغِرَة فَاهَا ‪.‬‬
‫وفي حَدِيث َ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/332‬‬
‫كَأ ْفغَ َرهُ ‪ ،‬وهذِه َنقَلَها الصاغَانيّ عن الزّجّاج ‪ ،‬ف َفغَر فُوهُ وا ْن َفغَرَ ‪ :‬ا ْنفَتَح يَ َت َعدّى ول يَ َتعَدّى ‪ .‬وال َفغْرُ‬
‫صحّفه‬
‫‪ :‬الوَرْدُ إِذا فَتّحَ ‪ ،‬وقال اللّيْث ‪ :‬إِذا َف َغ َم وفَتّح ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬إِخالُه أَراد ال َف ْغوَ ‪ ،‬بالواو ‪َ ،‬ف َ‬
‫وجَعله راءً ‪ .‬وا ْن َفغَرَ ال ّنوْرُ ‪َ :‬تفَتّح ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وسيأْتي َف ْغوُ كلّ شيْءٍ ‪َ :‬نوْرُه ‪ .‬وال َم ْغفَ َرةُ ‪ ،‬بالفَتْح ‪:‬‬
‫سعَة ‪.‬‬
‫ج َوةُ في الجَ َبلِ إِذا كا َنتْ دُونَ ال َكهْفِ َم ْفغَ َرةً ‪ ،‬وكُلّه من ال ّ‬
‫سمّ َيتِ الفَ ْ‬
‫سعَة ‪ ،‬ورُ ّبمَا ُ‬
‫الَ ْرضُ الوا ِ‬
‫شدّادٍ ‪ ،‬وعليه اقْ َتصَرَ ابنُ دُرَ ْيدٍ ‪ ،‬أَو مِثْل غُرَابٍ ‪َ :‬لقَبُ هُبَيْ َرةَ بنِ الّن ْعمَان ‪ ،‬فارِسٌ ‪،‬‬
‫والفَغّارُ ‪ ،‬ك َ‬
‫جعْفيّ فيه ‪َ ( % :‬فغَ ْرتَ لَدَى الّن ْعمَان َلمّا َرأَيْتَهُ ‪ %‬كما َفغَ َرتْ للحَ ْيضِ‬
‫حجْرٌ ال ُ‬
‫س ّميَ ببَ ْيتٍ قاله ُ‬
‫وُ‬
‫شعْر ‪ ،‬وهو‬
‫ج ْعفِيّ ‪ ،‬قائلُ هذا ال ّ‬
‫شمْطَاءُ عا ِركُ ) ‪ %‬قلتُ ‪ :‬وال ُمفَاخِرُ له عِندَ الّن ْعمَان هو حُجْرٌ ال ُ‬
‫َ‬
‫ق الَ ْنفِ ‪ ،‬يَ ْلكَعُ‬
‫حجْرُ بنُ حَلِيلَةَ ‪ ،‬كما في أَنْسَاب أَبي عُبَيْد القَاسِمِ بنِ سَلم ‪ .‬والفاغِرُ ‪ُ :‬دوَيْبّةٌ أَبْ َر ُ‬
‫ُ‬
‫الناسَ ‪ ،‬صفةٌ غالِبَةٌ ‪ ،‬كالغا ِربِ ‪ ،‬و ُدوَيْبّة أُخْرَى ل تَزالُ فاغَ ِرةً فاهَا ‪ُ ،‬يقَال لها الفاغِرُ ‪.‬‬
‫ل َكهَا الِنْسَانُ َفغَرَ فاهُ ‪ ،‬أَو‬
‫والفَاغِرَةُ ‪ ،‬بهَاءٍ ‪ :‬طِيبٌ ‪ ،‬أَي َن ْوعٌ منه ‪ ،‬أَو الكَبَابَةُ الصّينِيّ ‪ ،‬فإِنّهُ إِذا َ‬
‫أُصولُ النّيْلُوفَرِ الهِنْ ِديّ ‪ .‬وفِغَْرى كضِيزَى ‪ :‬ع ‪ ،‬قال كُثَيّر عَ ّزةَ ‪ ( % :‬وأَتْ َبعْ ُتهَا عَيْ َنيّ حَتّى رَأَيْتُها‬
‫ت ب ِفغْرَى والقِنَانِ تَزُورُها ) ‪ %‬ويُقال ‪ :‬وُلِدَ فلنٌ بال َفغْرَة ‪ ،‬بالفَتْح ‪ ،‬أَي عِنْدَ ِإفْغارِ النّجْمِ ‪،‬‬
‫‪ %‬أََل ّم ْ‬
‫سمَاءَ ‪ ،‬مَن‬
‫وهو َأوّلِ طُلُوعِ الثّرَيّا ‪ ،‬وذلك في الشّتَاءِ ‪ ،‬لَنّ الثّرَيّا إِذا كَبّدَ ال ّ‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/333‬‬

‫حلّقَ فصارَ على‬


‫جمُ ‪ ،‬وهو الثّرَيّا ‪ ،‬إِذا َ‬
‫ْ نَظَرَ إِليه َفغَرَ فاه ‪ ،‬أَي فَتَحَه ‪ .‬وفي التهذيب ‪َ :‬أ ْفغَرَ النّ ْ‬
‫شقّه‬
‫ِقمّةِ رَأْسِك ‪ ،‬فمَنْ َنظَرَ إِليه َفغَرَ فاهُ ‪ .‬ويُقَالُ ‪ :‬هو أَهْ َرتُ الشّدْق وَاسِعُ ) َفغْ ِر الفَمِ ‪ ،‬أَي بابِه ومَ َ‬
‫ض في‬
‫‪ .‬والفُغْ َرةُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ :‬فَ ُم الوَادِي ‪ ،‬ج ُفغَرٌ ‪ ،‬كصُرَد ‪ ،‬قال عَ ِديّ بن زَيْد ‪ ( % :‬كالبَ ْي ِ‬
‫طعْنَةٌ َفغَارِ ‪ ،‬كقَطَامِ ‪ :‬نافِ َذةٌ ‪ ،‬نقله‬
‫ال ّر ْوضِ المُ َنوّرِ َقدْ ‪َ %‬أ ْفضَى إِلَيْه إِلى الكَثِيبِ ُفغَرْ ) ‪ %‬و َ‬
‫الصاغانيّ ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪َ :‬فغَرَت السّنّ ‪ ،‬إِذا طََلعَت ‪ .‬وقد جاءَ ِذكْره هكذا في حديث‬
‫جعْ ِديّ ‪ ،‬وهو من َقوِْلكَ ‪َ :‬فغَر فاه ‪ ،‬إِذا فَ َتحَه ‪ ،‬كأَنها تَ َتفَطّر وتَ َتفَتّح كما يَ ْنفَطِ َر ويَنْفَتح‬
‫النا ِبغَة ال َ‬
‫النّباتُ ‪ .‬وقيل ‪ :‬فاؤُه مُبَدََلةٌ من الثاءِ ‪ .‬وإِليه جَنَح الَزهريّ ف غ ف ر ‪ .‬وممّا يُسْ َتدْرَك عليه ‪:‬‬
‫سبَ‬
‫شيّ للحَبَشَة ‪ ،‬وإِليه ُن ِ‬
‫ب لكلّ مَنْ مََلكَ الصّين ‪ ،‬ككِسْرَى ِلفَارِس ‪ ،‬والنّجَا ِ‬
‫ُفغُفُورٌ ‪ ،‬ك ُعصْفُور ‪َ :‬لقَ ٌ‬
‫ضعْف‬
‫ضدّ الغِنَى ‪ ،‬مِ ْثلُ ال ّ‬
‫الخَ َزفُ الجَيّد الذي ُيؤْتَى به من الصّين ‪ .‬ف ق ر ‪ .‬ال َفقْر ‪ ،‬و ُيضَمّ ‪ِ :‬‬
‫ث ‪ :‬والفُقْرُ ‪ ،‬بالضّمّ ‪ُ :‬لغَة رَدِيئَة ‪ .‬قلتُ ‪ :‬وقد قالُو ُه بضمّتَيْن أَيضا ‪ ،‬وبفَتْحَتَيْنِ‬
‫ضعْف ‪ .‬قال اللّ ْي ُ‬
‫وال ّ‬
‫‪َ ،‬نقَلهما شَيخُنا ‪ .‬قال ابنُ سِيدَه ‪ :‬وقَدْ ُرهُ أَنْ َيكُونَ له ما َي ْكفِي عِيَالَه أَو الفَقِيرُ ‪ :‬مَنْ يَجِد القُوتَ ‪،‬‬
‫وفي التّنْزِيل العزيز ‪ :‬إِ ّنمَا‬
‫____________________‬
‫( ‪)13/334‬‬

‫عمْرِو‬
‫الصّ َدقَاتُ لِلفُقَرَاءِ والمَسَاكينِ ‪ .‬سُئل أَبو العَبّاسِ عن َتفْسِير ال َفقِير والمِسْكين ‪ ،‬فقال ‪ :‬قال أَبو َ‬
‫شيْءَ له ‪.‬‬
‫سكِينُ ‪ :‬مَنْ ل َ‬
‫ابن العَلءِ ‪ ،‬فيما يَ ْروِى عنه يُونُسُ ‪ :‬الفَقِيرُ ‪ :‬الّذِي له ما يَ ْأ ُكلُ ‪ ،‬والمِ ْ‬
‫ت فقال ‪ :‬ل وال َبلْ مِسْكينٌ ‪ .‬أَو ال َفقِيرُ ‪ :‬هو‬
‫ت لَعْرَا ِبيّ مَ ّرةً ‪َ :‬أفَقِيرٌ أَ ْن َ‬
‫وقال يُونُسُ ‪ :‬قُ ْل ُ‬
‫المُحْتَاجُ ‪ ،‬عند العَ َربِ ‪ ،‬قاله ابنُ عَرَفةَ ‪ .‬وبه َفسّر قولَه َتعَالَى ‪ :‬أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى الِ ‪ .‬أَي‬
‫حوَالِ ‪ ،‬قال ابنُ عَ َرفَة ‪ :‬فإِذا كانَ‬
‫سكِينُ ‪ :‬من َأذَلّه الفَقْرُ أَو غَيْرُه من الَ ْ‬
‫المُحْتَاجُون إِلَيْه ‪ .‬والمِ ْ‬
‫سوَى ال َفقْرِ‬
‫سكِينا قد أَذَلّه ِ‬
‫سكِينا ‪ ،‬وإِذَا كان مِ ْ‬
‫جهَ ِة ال َفقْر حَلّت لَهُ الصّ َدقَةُ ‪ ،‬وكان َفقِيرا مِ ْ‬
‫سكَنَتُه من ِ‬
‫مَ ْ‬
‫سكِينُ ‪،‬‬
‫سكِينُ ‪ ،‬وظُِلمَ المِ ْ‬
‫حلّ له ‪ ،‬إِذ كان شائعا في الّلغَة أَنْ ُيقَال ‪ :‬ضُ ِربَ فلنٌ المِ ْ‬
‫فالصّ َدقَةُ ل َت ِ‬
‫سكَنَتُه من‬
‫جهَةِ الذّلّة ‪َ ،‬فمَنْ لم َتكُنْ مَ ْ‬
‫سكِين من ِ‬
‫حقَهُ اسمُ ال ِم ْ‬
‫وهو مِنْ أَ ْهلِ الثّ ْروَة واليَسَار ‪ ،‬وإِ ّنمَا لَ ِ‬
‫ضيَ ال عنه أَنّه قَال ‪ :‬ال ُفقَراءُ ‪ :‬ال ّزمْنَى‬
‫جهَةِ الفَقْر فالصّدقَةُ عليه حَرام ‪ .‬و ُر ِوىَ عن الشّافِعيّ َر ِ‬
‫ِ‬
‫الضّعافُ الّذِينَ ل حِ ْرفَةَ َلهُم ‪ ،‬وأَ ْهلُ الحِرَف الضّعيِفَة الّذِين ل َتقَعُ حِ ْرفَتُهم من حاجَتِهم َم ْوقِعا ‪.‬‬
‫سؤّالُ ِممّن له حِ ْرفَةٌ َتقَع َم ْو ِقعِا ول ُتغْنِيه وعِيَالَه ‪ .‬قال الَزهريّ ‪ :‬فال َفقِيرُ َأشَدّ‬
‫والمَساكِينُ ‪ :‬هم ال ّ‬
‫س ّميَ َفقِيرا لِ َزمَانَةٍ ُتصِيبُه‬
‫حالً عند الشا ِف ِعيّ ‪ .‬ويُرْوَى عَنْ خالِدِ بنِ يَزِيدَ أَنّه قال ‪ :‬كأَن الفَقِيرَ إِ ّنمَا ُ‬
‫سبِ على َنفْسِه ‪ ،‬فهذا هو الفَقِيرُ ‪ ،‬أَو الفَقيُر ‪ :‬مَنْ‬
‫مع حاجَة شَدِي َدةٍ َتمْ َنعُه ال ّزمَانَةُ من ال ّتقَلّب في الكَ ْ‬
‫سكِينُ ‪ :‬مَنْ )‬
‫له بُ ْل َغةٌ من العَيْشِ ‪ ،‬والمِ ْ‬
‫سكّيت‬
‫حمَهُ ال تعالَى ‪ .‬وأَنشد ابنُ ال ّ‬
‫سكّيت ‪ ،‬وإِليه َذ َهبَ أَبو حَنِيفَةَ رَ ِ‬
‫ل شَيءَ له ‪ ،‬قاله ابنُ ال ّ‬
‫للرّاعى َيمْدَح عبدَ المَلك ابنَ مَ ْروَانَ ‪:‬‬
‫____________________‬

‫( ‪)13/335‬‬

You might also like