You are on page 1of 165

‫ل ث للتاريخ‬

‫مقدمة‬
‫المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا‬
‫ممد وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫كنا ف جعية صلح الدين نتحدث عن الاجة إل‬
‫كتاب متصر عن أصول الشيعة الثن عشرية شريطة‬
‫أن ي ستفيد م نه العا مة والا صة‪ ،‬وبين ما ك نا نب حث‬
‫ع من يكت به من أ هل العلم والخت صاص و صلنا هذا‬
‫الكتاب "ل‪ ..‬ثس للتاريسخ" لؤلفسه السسيد حسسي‬
‫الوسوي من علماء النجف‪ ،‬وبعد قراءته وجدناه يفي‬
‫بالغرض وزيادة‪.‬‬
‫أ ما الزيادة ال ت نعني ها‪ ،‬ف هي مؤلف الكتاب الذي‬
‫يعتسب عالا مسن كبار علماء الشيعسة‪ ،‬وبكسم دراسسته‬
‫وتدريسه ف حوزات النجف‪ ،‬فقد كانت صلته قوية‬
‫مسع كبار علماء وآيات الشيعسة مسن أمثال‪ :‬كاشسف‬
‫الغطاء‪ ،‬والوئي‪ ،‬وال صدر‪ ،‬والمي ن‪ ،‬وع بد ال سي‬
‫شرف الديسن الذي كان يتردد على النجسف‪ ،‬وفضلً‬
‫عن هذا وذاك ف قد كان والد الؤلف عالا من علماء‬
‫الشيعة‪.‬‬
‫تدث الؤلف فس كتابسه عسن غرائب تاربسه مسع‬
‫مراجع الشيعة بأسلوب شيق ومتصر‪ ،‬وبعد ذكر ما‬
‫‪5‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫كان يدث له مع هم كل هم أو مع وا حد من هم كان‬
‫يرد قراءه إل أمهات كتبهم الت تنص على مشروعية‬
‫هذا الفعل القبيح‪.‬‬
‫وكل من يتناول هذا الكتاب بالقراءة التأنية سوف‬
‫يلمسس صسدق الؤلف [ول نزكسي على ال أحدا]‪،‬‬
‫واختلف طريق ته عن طري قة من سبقه من الؤلف ي‬
‫الشيعة الذين نقدوا بعض أصول مذهبهم‪.‬‬
‫جزى ال الؤلف كسسل خيسس على هذا الكتاب‬
‫النف يس‪ ،‬وأب عد ع نه شرور الاقد ين الوتور ين‪ ،‬ف قد‬
‫سعنا أنسهم يتربصون به الدوائر ولذا فإنه ل يذكر‬
‫اسه الصحيح‪ ،‬خوفا من أن يكتشف أمره ويصل له‬
‫ما ل يمد عقباه[انظر (ص ‪ )91‬من الكتاب]‪ ،‬وال‬
‫نسأل أن يعل أعمالنا خالصة لوجهه الكري‪.‬‬

‫جعية صلح الدين‬


‫اليية‬

‫‪1422‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪6‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المد ل رب العالي‪ ،‬والصلة والسلم على نبينا‬


‫المي‪ ،‬وآله الطيبي الطاهرين‪ ،‬والتابعي لم بإحسان‬
‫إل يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فإن السلم يعلم أن الياة تنتهي بالوت‪ ،‬ث‬
‫يتقرر الصي‪ :‬إما إل النة وإما إل النار‪ ،‬ول شك أن‬
‫السلم حريص على أن يكون من أهل النة‪ ،‬لذا ل بد‬
‫أن يعمسل على إرضاء ربسه جسل وعل‪ ،‬وأن يبتعسد عسن‬
‫كل ما نسهى عنه‪ ،‬ما يوقع النسان ف غضب ال ث‬
‫فس عقابسه‪ ،‬ولذا نرى السسلم يرص على طاعسة ربسه‬
‫وسلوك كل ما يقربه إليه‪ ،‬وهذا دأب السلم من عوام‬
‫الناس‪ ،‬فكيف إذا كان من خواصهم؟‪.‬‬
‫إن الياة كما هو معلوم فيها سبل كثية ومغريات‬
‫وفية‪ ،‬والعا قل من سلك ال سبيل الذي ينت هي به إل‬
‫ال نة وإن كان صعبا‪ ،‬وأن يترك ال سبيل الذي ينت هي‬
‫به إل النار وإن كان سهلً ميسورا‪.‬‬
‫هذه رواية صيغت على شكل بث‪ ،‬قلتها بلسان‪،‬‬
‫وقيدتسها ببنان قصدت بسها وجه ال ونفع إخوان‬
‫ما دمت حيا قبل أن أُدرج ف أكفان‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ولدت ف كربلء‪ ،‬ونشأت ف بيئة شيع ية ف ظل‬
‫والدي التدين‪.‬‬
‫در ست ف مدارس الدي نة ح ت صرت شابا يافعا‪،‬‬
‫فبعسث بس والدي إل الوزة العلميسة النجفيسة أم‬
‫الوزات فس العال لنسسهل مسن علم فحول العلماء‬
‫ومشاهيهم ف هذا العصر أمثال ساحة المام السيد‬
‫ممّد آل السي كاشف الغطاء‪.‬‬
‫در سنا ف الن جف ف مدر ستها العلم ية العل ية‪،‬‬
‫وكانست المنيسة أن يأتس اليوم الذي أصسبح فيسه‬
‫مرجعا دينيا أتبوأ ف يه زعا مة الوزة‪ ،‬وأخدم دي ن‬
‫وأمت وأنسهض بالسلمي‪.‬‬
‫وكنت أطمح أن أرى السلمي أمة واحدة‪ ،‬وشعبا‬
‫واحدا‪ ،‬يقودهسم إمام واحسد‪ ،‬فس الوقست عينسه أرى‬
‫دول الكفسر تتحطسم وتتهاوى صسروحها أمام أمسة‬
‫السسلم هذه‪ ،‬وهناك أمنيات كثية ماس يتمناهسا كسل‬
‫شاب مسلم غيور‪ ،‬وكنت أتساءل‪:‬‬
‫ما الذي أدى بنا إل هذه الال الزرية من التخلف‬
‫والتمزق والتفرق؟!‬
‫وأت ساءل عن أشياء أخرى كثية ت ر ف خاطري‪،‬‬
‫ك ما ت ر ف خا طر كل شاب م سلم‪ ،‬ول كن ل أ جد‬
‫لذه السئلة جوابا‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ويسسسر ال تعال ل اللتحاق بالدراسسسة وطلب‬
‫عليس‬
‫ّ‬ ‫العلم‪ ،‬وخلل سسنوات الدراسسة كانست ترد‬
‫نصسوص تسستوقفن‪ ،‬وقضايسا تشغسل بال‪ ،‬وحوادث‬
‫تين‪ ،‬ول كن كنت أتسهم نفسي بسوء الفهم وقلة‬
‫الدراك‪ ،‬وحاولت مرة أن أطرح شيئا مسن ذلك على‬
‫أحد السادة من أساتذة الوزة العلمية‪ ،‬وكان الرجل‬
‫ذكيا إذ عرف ك يف يعال فّ هذه ال سئلة‪ ،‬فأراد أن‬
‫يهز عليها ف مهدها بكلمات يسية‪ ،‬فقال ل‪:‬‬
‫ماذا تدرس ف الوزة؟‬
‫قلت له‪ :‬مذهب أهل البيت طبعا‬
‫فقال ل‪ :‬هل تشك ف مذهب أهل البيت؟!‬
‫فأجبته بقوة‪ :‬معاذ ال‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إذن أبعد هذه الوساوس عن نفسك فأنت من‬
‫أتباع أهل البيت (عليهم السلم) وأهل البيت تلقوا عن‬
‫ممّد صلى ال عليه وآله‪ ،‬وممد تلقى من ال تعال‪.‬‬
‫سكت قليلً حت ارتاحت نفسي‪ ،‬ث قلت له‪ :‬بارك‬
‫ال فيك شفيتن من هذه الوساوس‪.‬‬
‫ثس عدت إل دراسست‪ ،‬وعادت إل ّ تلك السسئلة‬
‫والستفسارات‪ ،‬وكلما تقدمت ف الدراسة ازدادت‬
‫السئلة وكثرت القضايا والؤاخذات‪.‬‬
‫ال هم أ ن أن سهيت الدرا سة بتفوق ح ت ح صلت‬
‫على إجازت العلمية ف نيل درجة الجتهاد من أوحد‬
‫‪9‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫زمانه ساحة العميد ممّد السي آل كاشف الغطاء‬
‫زع يم الوزة‪ ،‬وع ند ذلك بدأت أف كر جديا ف هذا‬
‫الوضوع‪ ،‬فن حن ندرس مذ هب أ هل الب يت‪ ،‬ول كن‬
‫أجسد فيمسا ندرسسه مطاعسن فس أهسل البيست (عليهسم‬
‫السلم) ندرس أمور الشريعة لنعبد ال بسها‪ ،‬ولكن‬
‫فيها نصوصا صرية ف الكفر بال تعال‪.‬‬
‫أي ر ب ما هذا الذي ندر سه؟! أي كن أن يكون هذا‬
‫هو مذهب أهل البيت حقا؟!‬
‫إن هذا يسبب انفصاما ف شخصية الرء‪ ،‬إذ كيف‬
‫يعبد ال وهو يكفر به؟‬
‫كيف يقتفي أثر الرسول صلى ال عليه وآله‪ ،‬وهو‬
‫يطعن به؟!‬
‫ك يف يت بع أ هل الب يت ويب هم ويدرس مذهب هم‪،‬‬
‫وهو يسبهم ويشتمهم؟!‬
‫رحاك ربس ولطفسك بس‪ ،‬إن ل تدركنس برحتسك‬
‫لكونن من الضالي بل من الاسرين‪ .‬وأعود وأسأل‬
‫نفسي‪ :‬ما موقف هؤلء السادة والئمة وكل الذين‬
‫تقدموا من فحول العلماء‪ ،‬ما موقف هم من هذا؟ أ ما‬
‫كانوا يرون هذا الذي أرى؟ أمسا كانوا يدرسسون هذا‬
‫الذي درست؟‪.‬‬
‫بلى‪ ،‬بل إن الكثي من هذه الكتب هي مؤلفاتسهم‬
‫هم‪ ،‬وفيها ما سطرته أقلمهم‪ ،‬فكان هذا يدمي قلب‬
‫ويزيده ألا وحسرة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وكنت باجة إل شخص أشكو إليه هومي وأبث‬
‫أحزا ن‪ ،‬فاهتد يت أخيا إل فكرة طي بة و هي درا سة‬
‫شاملة أعيد فيها النظر ف مادت العلمية‪ ،‬فقرأت كل‬
‫ما وقفت عليه من الصادر العتبة وحت غي العتبة‪،‬‬
‫بل قرأت كل كتاب وقع ف يدي‪ ،‬فكانت تستوقفن‬
‫فقرات ونصوص كنت أشعر باجة لن أعلق عليها‪،‬‬
‫فأخذت أنقل تلك النصوص وأعلق عليها با يول ف‬
‫نفسسي‪ ،‬فلمسا انتهيست مسن قراءة الصسادر العتسبة‪،‬‬
‫وجدت عندي أكداسسسا مسسن قصسساصات الورق‬
‫فاحتفظت بسها عسى أن يأت يوم يقضي ال فيه أمرا‬
‫كان مفعولً‪.‬‬
‫وبقيست علقاتس حسسنة مسع كسل الراجسع الدينيسة‬
‫والعلماء والسسادة الذيسن قابلتهسم‪ ،‬وكنست أخالطهسم‬
‫لصسل إل نتيجسة تعيننس إذا مسا اتذت يوما القرار‬
‫الصعب‪ ،‬فوقفت على الكثي حت صارت قناعت تامة‬
‫ف اتاذ القرار ال صعب‪ ،‬ولك ن ك نت انت ظر الفر صة‬
‫الناسسبة‪ .‬وكنست أنظسر إل صسديقي العلمسة السسيد‬
‫موسسى الوسسوي فأراه مثلً طيبا عندمسا أعلن رفضسه‬
‫للنراف الذي طرأ على النهسج الشيعسي‪ ،‬وماولتسه‬
‫الادة ف ت صحيح هذا الن هج‪ .‬ث صدر كتاب الخ‬
‫ال سيد أح د الكا تب (تطور الف كر الشي عي) وب عد أن‬
‫طالعتسه وجدت أن دوري قسد حان فس قول القس‬
‫‪11‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وتب صي إخوا ن الخدوع ي‪ ،‬فإن نا كعلماء م سؤولون‬
‫عنهم يوم القيامة فل بد لنا من تب صيهم بالق وإن‬
‫كان مرا‪.‬‬
‫ولعل أسلوب يتلف عن أسلوب السيدين الوسوي‬
‫والكا تب ف طرح نتاجات نا العلم ية‪ ،‬وهذا ب سبب ما‬
‫توصل إليه كل منا من خلل دراسته الت قام بسها‪.‬‬
‫ولعسل السسيدين الذكوريسن فس ظرف يتلف عسن‬
‫ل منه ما قد غادر العراق وا ستقر‬ ‫ظر ف‪ ،‬ذلك أن ك ً‬
‫ف دولة من دول الغرب‪ ،‬وبدأ العمل من هناك‪.‬‬
‫أما أنا فما زلت داخل العراق وف النجف بالذات‪،‬‬
‫والمكانات التوافرة لدي ل ترقسسسى إل إمكانات‬
‫السيدين الذكورين‪ ،‬لن وبعد تفكي طويل ف البقاء‬
‫أو الغادرة‪ ،‬قررت البقاء والع مل ه نا صابرا مت سبا‬
‫ذلك عند ال تعال‪ ،‬وأنا على يقي أن هناك الكثي من‬
‫السسادة منس يشعرون بتأنيسب الضميس لسسكوتسهم‬
‫ورضاهم ما يرونه ويشاهدونه‪ ،‬وما يقرأونه ف أمهات‬
‫الصسادر التوافرة عندهسم‪ ،‬فأسسأل ال تعال أن يعسل‬
‫كتاب حافزا لم ف مراجعة النفس وترك سبيل الباطل‬
‫و سلوك سبيل ال ق‪ ،‬فإن الع مر ق صي وال جة قائ مة‬
‫عليهم‪ ،‬فلم يبق لم بعد ذلك من عذر‪.‬‬
‫وهناك بعسض السسادة منس تربطنس بسسهم علقات‬
‫اسستجابوا لدعوتس لمس ‪ -‬والمسد ل ‪ -‬فقسد اطلعوا‬
‫‪12‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫على هذه القائق الت توصلت إليها وبدؤوا هم أيضا‬
‫بدعوة الخريسن فنسسأل ال تعال أن يوفقنسا وإياهسم‬
‫لتبصي الناس بالقيقة‪ ،‬وتذيرهم من مغبة النراف‬
‫ف الباطل‪ ،‬إنه أكرم مسؤول‪.‬‬
‫وإن لعلم أن كتاب هذا سيلقى الرفض والتكذيب‬
‫والتسسهامات الباطلة‪ ،‬وهذا ل يضرنس‪ ،‬فإنس قسد‬
‫وضعست هذا كله فس حسساب‪ ،‬وسسيتهمونن بالعمالة‬
‫لسسرائيل أو أمريكسا‪ ،‬أو يتهموننس أنس بعست دينس‬
‫وضميي بعرض مسن الدنيسا‪ ،‬وهذا ليسس ببعيسد ول‬
‫بغر يب‪ ،‬ف قد ات سهموا صديقنا العل مة ال سيد مو سى‬
‫الو سوي ب ثل هذا‪ ،‬ح ت قال ال سيد علي الغروي‪ :‬إن‬
‫ملك السعودية فهد بن عبد العزيز قد أغرى الدكتور‬
‫الو سوي بامرأة جيلة من آل سعود وبتح سي وض عه‬
‫الادي‪ ،‬فوضسسع له مبلغا مترما فسس أحسسد البنوك‬
‫المريكية لقاء انراطه ف مذهب الوهابيي!!‪.‬‬
‫فإذا كان هذا نصيب الدكتور الوسوي من الكذب‬
‫والفتراء والشاعات الرخي صة‪ ،‬ف ما هو ن صيب أ نا‬
‫وماذا سيشيعون عن؟! ولعلهم يبحثون عن ليقتلون‬
‫كمسا قتلوا قبلي مسن صسدع بالقس‪ ،‬فقسد قتلوا نلس‬
‫مولنسا الراحسل آيسة ال العظمسى المام السسيد أبس‬
‫ال سن ال صفهان أ كب أئ مة الشي عة من ب عد ع صر‬
‫الغيبسة الكسبى وإل اليوم‪ ،‬وسسيد علماء الشيعسة بل‬
‫‪13‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫منازع عندمسا أراد تصسحيح منهسج الشيعسة ونبسذ‬
‫الرافات التس دخلت عليسه‪ ،‬فلم يرق لمس ذلك‪،‬‬
‫فذبوا نله كما يذبح الكبش ليصدوا هذا المام عن‬
‫منهجه ف تصحيح النراف الشيعي‪ ،‬كما قتلوا قبله‬
‫ال سيد أح د الك سروي عند ما أعلن براء ته من هذا‬
‫النراف‪ ،‬وأراد أن يصسحح النهسج الشيعسي فقطعوه‬
‫إربا إربا‪.‬‬
‫وهناك الكثيون منس انتهوا إل مثسل هذه النهايسة‬
‫جراء رفضهسم تلك العقائد الباطلة التس دخلت إل‬
‫التشيسع‪ ،‬فليسس بغريسب إذا مسا أرادوا ل مثسل هذا‬
‫الصي‪.‬‬
‫إن هذا كله ل يهمنس‪ ،‬وحسسب أنس أقول القس‪،‬‬
‫وأنصح إخوان وأذكرهم وألفت نظرهم إل القيقة‪،‬‬
‫ولو ك نت أر يد شيئا من متاع الياة الدن يا فإن الت عة‬
‫والمسس كفيلن بتحقيسق ذلك ل‪ ،‬كمسا يفعسل‬
‫الخرون حت صاروا هم أثرياء البلد وبعضهم يركب‬
‫أف ضل أنواع ال سيارات بأحدث موديلت سها‪ ،‬ولك ن‬
‫والمسد ل أعرضست عسن هذا كله منسذ أن عرفست‬
‫القيقسة‪ ،‬وأنسا الن أكسسب رزقسي ورزق عائلتس‬
‫بالعمال التجارية الشريفة‪.‬‬
‫لقسد تناولت فس هذا الكتاب موضوعات مددة‪،‬‬
‫ليقف إخوان كلهم على القيقة‪ ،‬حت ل تبقى هناك‬
‫غشاوة على بصر أي فرد كان منهم‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وف النية تأليف كتب أخرى تتعلق بوضوعات غي‬
‫هذه‪ ،‬ليكون السسلمون جيعا على بينسة‪ ،‬فل يبقسى‬
‫عذرا لغافل أو حجة لاهل‪.‬‬
‫وأنسا على يقيس أن كتابس هذا سسيلقى القبول عنسد‬
‫طلب ال ق ‪ -‬و هم كثيون وال مد ل ‪ -‬وأ ما من‬
‫فضسل البقاء فس الضللة ‪-‬لئل يسسر مركزه فتضيسع‬
‫منسه التعسة والمسس‪ -‬مسن (أولئك) الذيسن لبسسوا‬
‫سوبر)‬
‫سيدس) و(السس‬ ‫العمائم وركبوا عجلت (الرسس‬
‫فهؤلء ل يس ل نا مع هم كلم‪ ،‬وال ح سيبهم على ما‬
‫اقترفوا ويقترفون فس يوم ل ينفسع فيسه مال ول بنون‪،‬‬
‫إل من أتى ال بقلب سليم‪.‬‬
‫وال مد ل الذي هدا نا لذا‪ ،‬و ما ك نا لنهتدي لول‬
‫أن هدانا ال‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫عبد ال بن سبأ‬
‫إن الشائع عندنا ‪-‬معاشر الشيعة‪ -‬أن عبد ال بن‬
‫سبأ شخصية وهية ل حقيقة لا‪ ،‬اخترعها أهل السنة‬
‫من أ جل الط عن بالشي عة ومعتقدات سهم‪ ،‬فن سبوا إل يه‬
‫تأ سيس التش يع‪ ،‬لي صدوا الناس عن هم و عن مذ هب‬
‫أهل البيت‪.‬‬
‫وسألت السيد ممّد السي آل كاشف الغطاء عن‬
‫ابن سبأ فقال‪:‬‬
‫إن ابسن سسبأ خرافسة وضعهسا المويون والعباسسيون‬
‫حقدا على آل البيست الطهار‪ ،‬فينبغسي للعاقسل أن ل‬
‫يشغل نفسه بسهذه الشخصية‪.‬‬
‫ولكنس وجدت فس كتابسه العروف (أصسل الشيعسة‬
‫سا يدل على وجود هذه‬ ‫سولا) ص ‪ 41-40‬مس‬ ‫وأصس‬
‫الشخصية وثبوتسها حيث قال‪" :‬أما عبد ال بن سبأ‬
‫الذي يلصقونه بالشي عة أو يل صقون الشيعة به‪ ،‬فهذه‬
‫كتب الشيعة بأجعها تعلن بلعنه والباءة منه‪."..‬‬
‫ول شسك أن هذا تصسريح بوجود هذه الشخصسية‪،‬‬
‫فلما راجعته ف ذلك قال‪ :‬إنا قلنا هذا تقية‪ ،‬فالكتاب‬
‫الذكور مقصسود بسه أهسل السسنة‪ ،‬ولذا اتبعست قول‬
‫الذكور بقول بعده‪" :‬على أنسه ليسس مسن البعيسد رأي‬
‫‪16‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫القائل أن عبسد ال بسن سسبأ (وأمثاله) كلهسا أحاديسث‬
‫خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر الجوف"‪.‬‬
‫وقد ألف السيد مرتضى العسكري كتابه (عبد ال‬
‫بن سبأ وأساطي أخرى) أنكر فيه وجود شخصية ابن‬
‫سبأ‪ ،‬ك ما أنكر ها أيضا ال سيد ممّد جواد مغن ية ف‬
‫تقديه لكتاب السيد العسكري الذكور‪.‬‬
‫وعبد ال بن سبأ هو أحد ال سباب الت ينقم من‬
‫أجل ها أغلب الشي عة على أ هل ال سنة‪ .‬ول شك أن‬
‫الذ ين تدثوا عن ا بن سبأ من أهل ال سنة ل ي صون‬
‫كثرة ولكسن ل يعول الشيعسة عليهسم لجسل اللف‬
‫معهم‪.‬‬
‫بيسد أننسا إذا قرأنسا كتبنسا العتسبة ندس أن ابسن سسبأ‬
‫شخصسية حقيقيسة وإن أنكرهسا علماؤنسا أو بعضهسم‪.‬‬
‫وإليك البيان‪:‬‬
‫‪ -1‬عن أ ب جع فر ‪( :‬أن ع بد ال بن سبأ كان‬
‫يد عي النبوة ويز عم أن أم ي الؤمن ي هو ال ‪-‬تعال‬
‫عن ذلك‪ -‬فبلغ ذلك أم ي الؤمن ي فدعاه و سأله‬
‫فأقر بذلك وقال‪ :‬نعم أنت هو‪ ،‬وقد كان قد ألقى ف‬
‫روعي أنت ال وأن نب‪ ،‬فقال أمي الؤمني ‪ :‬ويلك‬
‫قسد سسخر منسك الشيطان‪ ،‬فارجسع عسن هذا ثكلتسك‬
‫أ مك و تب‪ ،‬فأ ب‪ ،‬فحب سه‪ ،‬وا ستتابه ثل ثة أيام‪ ،‬فلم‬

‫‪17‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫يتسب‪ ،‬فأحرقسه بالنار وقال‪" :‬إن الشيطان اسستهواه‪،‬‬
‫فكان يأتيه ويلقي ف روعه ذلك")‪.‬‬
‫و عن أ ب ع بد ال أ نه قال‪( :‬ل عن ال ع بد ال بن‬
‫سبأ‪ ،‬إنه ادعى الربوبية ف أمي الؤمني ‪ ،‬وكان وال‬
‫أمي الؤمني عبدا ل طائعا‪ ،‬الويل لن كذب علينا‪،‬‬
‫وإن قوما يقولون في نا ما ل نقوله ف أنف سنا نبأ إل‬
‫ال من هم‪ ،‬نبأ إل ال من هم)‪( ،‬معر فة أخبار الرجال)‬
‫للكشي (‪ ،)71-70‬وهناك روايات أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال الامقان‪( :‬عبد ال بن سبأ الذي رجع إل‬
‫الك فر وأظ هر الغلو) وقال‪( :‬غال ملعون‪ ،‬حر قه أم ي‬
‫الؤمن ي بالنار‪ ،‬وكان يز عم أن عليا إله‪ ،‬وأ نه نب)‬
‫(تنقيح القال ف علم الرجال)‪.)184 ،2/183( ،‬‬
‫‪ -3‬وقال النوبتس‪( :‬السسبئية قالوا بإمامسة علي‬
‫وأن سها فرض من ال عز و جل و هم أ صحاب ع بد‬
‫ال بن سبأ‪ ،‬وكان م ن أظ هر الط عن على أ ب ب كر‬
‫وعمر وعثمان والصحابة وتبأ منهم وقال‪" :‬إن عليا‬
‫أمره بذلك" فأخذه عل يّ فسأله عن قوله هذا‪ ،‬فأقر‬
‫به فأمر بقتله فصاح الناس إليه‪ :‬يا أمي الؤمني أتقتل‬
‫رجلً يدعسو إل حبكسم أهسل البيست وإل وليتسك‬
‫والباءة من أعدائك؟ فصيه إل الدائن‪.‬‬
‫وح كى جا عة من أ هل العلم أن ع بد ال بن سبأ‬
‫كان يهوديا فأ سلم ووال عليا وكان يقول و هو على‬
‫يهودي ته ف يو شع بن نون ب عد مو سى عل يه ال سلم‬
‫‪18‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بسهذه القالة‪ ،‬فقال ف إسلمه ف علي بن أب طالب‬
‫بثسل ذلك‪ ،‬وهسو أول مسن شهسر القول بفرض إمامسة‬
‫علي وأظهر الباءة من أعدائه ‪ ..‬فمن هنا قال من‬
‫خالف الشيعة‪ :‬إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية)‬
‫(فرق الشيعة)‪.)44-32( ،‬‬
‫‪ -4‬وقال سسعد بسن عبسد ال الشعري القمسي فس‬
‫معرض كلمه عن السبئية‪( :‬السبئية أصحاب عبد ال‬
‫بن سبأ‪ ،‬و هو ع بد ال بن و هب الرا سب المدا ن‪،‬‬
‫و ساعده على ذلك ع بد ال بن خر سي وا بن ا سود‬
‫وه ا من أ جل أ صحابه‪ ،‬وكان أول من أظ هر الط عن‬
‫على أ ب ب كر وع مر وعثمان وال صحابة و تبأ من هم)‬
‫(القالت والفرق)‪.)20( ،‬‬
‫‪ -5‬وقال الصدوق‪:‬‬
‫وقال أمي الؤمني ‪( :‬إذا فرغ أحدكم من الصلة‬
‫فليفع يديه إل السماء وينصب ف الدعاء‪ ،‬فقال ابن‬
‫سبأ‪ :‬يا أمي الؤمني أليس ال عز وجل بكل مكان؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فلم يرفع يديه إل السماء؟‬
‫ُمس وَم َا‬
‫السسمَاءِ رِزْ ُقك ْ‬
‫فقال‪ :‬أو مسا تقرأ‪ :‬وَف ِي ّ‬
‫تُوعَدُو نَ [الذاريات‪ ،]22:‬ف من أ ين يطلب الرزق‬
‫إل موضعه؟ وموضعه ‪-‬الرزق‪ -‬ما وعد ال عز وجل‬
‫السماء) (من ل يضره الفقيه) (‪.)1/229‬‬
‫‪ -6‬وذكر ابن أب الديد أن عبد ال بن سبأ قام‬
‫إل علي وهسو يطسب فقال له‪( :‬أنست أنست‪ ،‬وجعسل‬
‫‪19‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫يكرر ها‪ ،‬فقال له ‪-‬علي‪ -‬ويلك من أ نا‪ ،‬فقال‪ :‬أ نت‬
‫ال‪ ،‬فأمسر بأخذه وأخسذ قوم كانوا معسه على رأيسه)‪،‬‬
‫شرح نسهج البلغة (‪.)5/5‬‬
‫‪ -7‬وقال السيد نعمة ال الزائري‪:‬‬
‫(قال عبسد ال بسن سسبأ لعلي ‪ :‬أنست الله حقا‪،‬‬
‫فنفاه علي إل الدائن‪ ،‬وقيسسل أنسسه كان يهوديا‬
‫فأسلم‪ ،‬وكان ف اليهودية يقول ف يوشع بن نون وف‬
‫موسسى مثسل مسا قال فس علي) (النوار النعمانيسة) (‬
‫‪.)2/234‬‬
‫فهذه سبعة ن صوص مسن مصسادر مع تبة ومتنوعسة‬
‫بعضها ف الرجال وبعضها ف الفقه والفرق‪ ،‬وتركنا‬
‫النقل عن مصادر كثية لئل نطيل كلها تثبت وجود‬
‫شخ صية ا سها ع بد ال بن سبأ‪ ،‬فل يكن نا ب عد ن في‬
‫وجودها خصوصا وإن أمي الؤمني قد أنزل بابن‬
‫سبأ عقابا على قوله ف يه بأ نه إله‪ ،‬وهذا يع ن أن أم ي‬
‫الؤمن ي قد الت قى ع بد ال بن سبأ وك فى بأم ي‬
‫الؤمني حجة فل يكن بعد ذلك إنكار وجوده‪.‬‬
‫نستفيد من النصوص التقدمة ما يأت‪:‬‬
‫‪ -1‬إثبات وجود شخصسية ابسن سسبأ ووجود فرقسة‬
‫تناصره وتنادي بقوله‪ ،‬وهذه الفرقة تعرف بالسبئية‪.‬‬
‫‪ -2‬إن ا بن سبأ هذا كان يهوديا فأظ هر ال سلم‪،‬‬
‫و هو وإن أظ هر ال سلم إل أن القي قة أ نه ب قي على‬
‫يهوديته‪ ،‬وأخذ يبث سومه من خلل ذلك‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -3‬إ نه هو الذي أظ هر الط عن ف أ ب ب كر وع مر‬
‫وعثمان وال صحابة‪ ،‬وكان أول من قال بذلك‪ ،‬و هو‬
‫أول من قال بإما مة أم ي الؤمن ي ‪ ،‬و هو الذي قال‬
‫بأنه وصى النب صلى ال عليه وآله‪ ،‬وأنه نقل هذا‬
‫القول عن اليهود ية‪ ،‬وأ نه ما قال هذا إل م بة ل هل‬
‫الب يت ودعوة لوليت هم‪ ،‬وال تبؤ من أعدائ هم ‪-‬و هم‬
‫الصحابة ومن ولهم بزعمه‪.-‬‬
‫إذن شخصسية عبسد ال بسن سسبأ حقيقسة ل يكسن‬
‫تاهلها أو إنكارها‪ ،‬ولذا ورد التنصيص عليها وعلى‬
‫وجود ها ف كتبنا وم صادرنا الع تبة‪ ،‬وللستزادة ف‬
‫معرفة هذه الشخصية‪ ،‬انظر الصادر التية‪:‬‬
‫الغارات للثقفسي‪ ،‬رجال الطوسسي‪ ،‬الرجال للحلي‪،‬‬
‫سماة‬‫ستري‪ ،‬دائرة العارف السس‬ ‫قاموس الرجال للتسس‬
‫بقتبسس الثسر للعلمسي الائري‪ ،‬الكنس واللقاب‬
‫لعباس القمي‪ ،‬حل الشكال لحد بن طاووس التوف‬
‫سسنة (‪ ،)673‬الرجال لبسن داود‪ ،‬التحريسر‬
‫للطاووسسي‪ ،‬ممسع الرجال للقهبائي‪ ،‬نقسد الرجال‬
‫للتفرشسي‪ ،‬جا مع الرواة للمقد سي الردبيلي منا قب‬
‫آل أب طالب لبن شهر أشوب‪ ،‬مرآة النوار لحمد‬
‫بن طا هر العاملي‪ ،‬فهذه على سبيل الثال ل ال صر‬
‫أك ثر من عشر ين م صدرا من م صادرنا ت نص كل ها‬
‫على وجود ابن سبأ‪ ،‬فالعجب كل العجب من فقهائنا‬
‫أمثال الرت ضى الع سكري وال سيد ممّد جواد مغن ية‬
‫‪21‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وغيه ا ف ن في وجود هذه الشخ صية‪ ،‬ول شك أن‬
‫قولم ليس فيه شيء من الصحة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫القيقة ف انتساب الشيعة لهل البيت‬


‫إن مسن الشائع عندنسا معاشسر الشيعسة‪ ،‬اختصساصنا‬
‫بأهسل البيست‪ ،‬فالذهسب الشيعسي كله قائم على مبسة‬
‫أهسل البيست ‪-‬حسسب رأينسا‪ -‬إذ الولء والباء مسع‬
‫العامسة ‪-‬وهسم أهسل السسنة‪ -‬بسسبب أهسل البيست‪،‬‬
‫والباءة مسن الصسحابة وفس مقدمتهسم اللفاء الثلثسة‬
‫وعائشة بنت أب بكر بسبب الوقف من أهل البيت‪،‬‬
‫والرا سخ ف عقول الشي عة جيعا صغيهم و كبيهم‪،‬‬
‫عالهسم وجاهلهسم‪ ،‬ذكرهسم وأنثاهسم‪ ،‬أن الصسحابة‬
‫ظلموا أهسل البيست‪ ،‬وسسفكوا دماءهسم واسستباحوا‬
‫حرماتسهم‪.‬‬
‫وإن أهل السنة ناصبوا أهل البيت العداء‪ ،‬ولذلك‬
‫ل يتردد أحد نا ف ت سميتهم بالنوا صب‪ ،‬ون ستذكر‬
‫دائما دم السسي الشهيسد ‪ ،‬ولكسن كتبنسا العتسبة‬
‫عندنا تبي لنا القيقة‪ ،‬إذ تذكر لنا تذمر أهل البيت‬
‫صلوات ال علي هم من شيعت هم‪ ،‬وتذ كر ل نا ما فعله‬
‫الشيعسة الوائل بأهسل البيست‪ ،‬وتذكسر لنسا مسن الذي‬
‫سفك دماء أ هل الب يت علي هم ال سلم‪ ،‬و من الذي‬
‫تسبب ف مقتلهم واستباحة حرماتسهم‪.‬‬
‫قال أمي س الؤمني س ‪( :‬لو ميزت شيعت س لا س‬
‫وجدت سهم إل وا صفة‪ ،‬ولو امتحنت هم ل ا وجدت سهم‬
‫‪23‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إل مرتديسن‪ ،‬ولو تحصستهم لاس خلص مسن اللف‬
‫واحد) (الكاف‪/‬الروضة ‪.)8/338‬‬
‫وقال أمي الؤمني ‪:‬‬
‫(يسسسسا أشباه الرجال ول رجال‪ ،‬حلوم الطفال‬
‫وعقول ربات الجال‪ ،‬لوددت أنسس ل أركسسم ول‬
‫أعرفكسم معرفسة جرت وال ندما وأعقبست صسدما‪..‬‬
‫قاتل كم ال ل قد مل ت قل ب قيحا‪ ،‬وشحن تم صدري‬
‫غيظا‪ ،‬وجرعتمون نغب التهام أنفاسا‪ ،‬وأفسدت علي‬
‫رأيي بالعصيان والذلن‪ ،‬حت لقد قالت قريش‪ :‬إن‬
‫ابن أب طالب رجل شجاع ولكن ل علم له بالرب‪،‬‬
‫ولكسن ل رأي لنس ل يطاع) (نسسهج البلغسة ‪،70‬‬
‫‪.)71‬‬
‫وقال لم موبا‪ :‬منيت بكم بثلث‪ ،‬واثنتي‪:‬‬
‫( صم ذوو أ ساع‪ ،‬وب كم ذوو كلم‪ ،‬وع مي ذوو‬
‫أب صار‪ ،‬ل أحرار صدق ع ند اللقاء‪ ،‬ول إخوان ث قة‬
‫عند البلء ‪ ..‬قد انفرجتم عن ابن أب طالب انفراج‬
‫الرأة عن قبلها) (نسهج البلغة ‪.)142‬‬
‫قال لم ذلك بسبب تاذلم وغدرهم بأمي الؤمني‬
‫وله فيهم كلم كثي‪.‬‬
‫وقال المام السي ف دعائه على شيعته‪:‬‬
‫(الل هم إن متعت هم إل ح ي ففرق هم فرقا‪ ،‬واجعل هم‬
‫طرائق قددا‪ ،‬ول ترض الولة عنهسسم أبدا‪ ،‬فإنسسسهم‬
‫‪24‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫دعونا لينصرونا ث عدوا علينا فقتلونا) (الرشاد للمفيد‬
‫‪.)241‬‬
‫وقسد خاطبهسم مرة أخرى ودعسا عليهسم‪ ،‬فكان ماس‬
‫قال‪:‬‬
‫(لكنكسم اسستسرعتم إل بيعتنسا كطية الدبسا‪،‬‬
‫وتسسهافتم كتهافست الفراش‪ ،‬ثس نقضتموهسا‪ ،‬سسفها‬
‫وبعدا و سحقا لطواغ يت هذه ال مة وبق ية الحزاب‬
‫ونبذة الكتاب‪ ،‬ثسس انتسسم هؤلء تتخاذلون عنسسا‬
‫وتقتلوننسا‪ ،‬أل لعنسة ال على الظاليس) (الحتجاج‬
‫‪.)2/24‬‬
‫وهذه النصسوص تسبي لنسا مسن هسم قتلة السسي‬
‫القيقيون‪ ،‬إن سهم شيع ته أ هل الكو فة‪ ،‬أي أجداد نا‪،‬‬
‫فلماذا نمل أهل السنة مسؤولية مقتل السي ؟!‬
‫ولذا قال السيد مسن المي‪:‬‬
‫(بايع السي من أهل العراق عشرون ألفا‪ ،‬غدروا‬
‫به وخرجوا عل يه وبيع ته ف أعناق هم‪ ،‬وقتلوه) (أعيان‬
‫الشيعة‪/‬القسم الول ‪.)34‬‬
‫وقال السن ‪:‬‬
‫(أرى وال معاويسسة خيا ل مسسن هؤلء يزعمون‬
‫أنسسهم ل شيعسة‪ ،‬ابتغوا قتلي وأخذوا مال‪ ،‬وال لن‬
‫آ خذ من معاو ية ما أح قن به من د مي وآ من به ف‬
‫أهلي خ ي من أن يقتلو ن فيض يع أ هل بي ت‪ ،‬وال لو‬
‫قاتلت معاويسة لخذوا بعنقسي حتس يدفعوا بس إليسه‬
‫‪25‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫سلما‪ ،‬ووال لن أساله وأنا عزيز خي من أن يقتلن‬
‫وأنا أسي) (الحتجاج ‪.)2/10‬‬
‫وقال المام زين العابدين لهل الكوفة‪:‬‬
‫(هسل تعلمون أنكسم كتبتسم إل أبس وخدعتموه‬
‫وأعطيتموه مسن أنفسسكم العهسد واليثاق ثس قاتلتموه‬
‫وخذلتموه ‪ ..‬بأي عي تنظرون إل رسول ال صلى ال‬
‫عليسه وآله وهسو يقول لكسم‪ :‬قاتلتسم عترتسوانتهكتسم‬
‫حرمت فلستم من أمت) (الحتجاج ‪.)2/32‬‬
‫وقال أيضا عنهم‪:‬‬
‫(إن هؤلء يبكون علينسا فمسن قتلنسا غيهسم؟)‬
‫(الحتجاج ‪.)2/29‬‬
‫وقال الباقر ‪:‬‬
‫(لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلثة أرباعهم‬
‫بنا شكاكا والربع الخر أحق) (رجال الكشي ‪.)79‬‬
‫وقال الصادق ‪:‬‬
‫(أمسا وال لو أجسد منكسم ثلثسة مؤمنيس يكتمون‬
‫حديثسي مسا اسستحللت أن أكتمهسم حديثا) (أصسول‬
‫الكاف ‪.)1/496‬‬
‫وقالت فاطمة الصغرى عليها السلم ف خطبة لا‬
‫ف أهل الكوفة‪:‬‬
‫(يا أهل الكوفة‪ ،‬يا أهل الغدر والكر واليلء‪ ،‬إنا‬
‫أهل البيت ابتلنا ال بكم‪ ،‬وابتلكم بنا فجعل بلءنا‬
‫ح سنا ‪ ..‬فكفرتو نا وكذبتمو نا ورأي تم قتال نا حللً‬
‫‪26‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وأموالنسا نسسهبا ‪ ..‬كمسا قتلتسم جدنسا بالمسس‪،‬‬
‫و سيوفكم تق طر من دمائ نا أ هل الب يت ‪ ..‬تبا ل كم‬
‫فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم ‪ ..‬ويذيق‬
‫بعضكم بأس ما تلدون ف العذاب الليم يوم القيامة‬
‫با ظلمتمونا‪ ،‬أل لعنة ال على الظالي‪ .‬تبا لكم يأهل‬
‫الكو فة‪ ،‬كم قرأت لر سول ال صلى ال عل يه وآله‬
‫قبل كم‪ ،‬ث غدر ت بأخ يه علي بن أ ب طالب وجدي‪،‬‬
‫وبنيه وعترته الطيبي‪.‬‬
‫فرد علينا أحد أهل الكوفة مفتخرا فقال‪:‬‬
‫نن قتلنا عليا وبن علي بسيوف هندية ورماحِ‬
‫نطاحس‬
‫ِ‬ ‫ونطحناهمس فأيّ‬
‫ُ‬ ‫وسبينا نساءهم سب تركٍ‬
‫(الحتجاج ‪)2/28‬‬
‫وقالت زينب بنت أمي الؤمني صلوات ال عليها‬
‫لهل الكوفة تقريعا لم‪( :‬أما بعد يا أهل الكوفة‪ ،‬يا‬
‫أ هل ال تل والغدر والذل ‪ ..‬إن ا مثل كم كم ثل ال ت‬
‫نقضست غزلاس مسن بعسد قوة أنكاثا‪ ،‬هسل فيكسم إل‬
‫الصسلف والعجسب والشنسف والكذب ‪ ..‬أتبكون‬
‫أ خي؟! أ جل وال فابكوا كثيا واضحكوا قليلً ف قد‬
‫ابليتم بعارها ‪ ..‬وان ترخصون قتل سليل خات النبوة‬
‫‪( )..‬الحتجاج ‪.)30-2/29‬‬
‫نستفيد من هذه النصوص وقد ‪-‬أعرضنا عن كثي‬
‫غيها‪ -‬ما يأت‪:‬‬
‫‪27‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -1‬ملل وض جر أم ي الؤمن ي وذري ته من شيعت هم‬
‫أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتاذلم‪.‬‬
‫‪ -2‬تاذل أ هل الكو فة وغدر هم ت سبب ف سفك‬
‫دماء أهل البيت واستباحة حرماتسهم‪.‬‬
‫‪ -3‬إن أهل البيت عليهم السلم يملون شيعتهم‬
‫مسسؤولية مقتسل السسي ومسن معسه وقسد اعترف‬
‫أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنسهم هم الذين‬
‫قتلوا عليا وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك‪.‬‬
‫‪ -4‬إن أهسل البيست عليهسم السسلم دعوا على‬
‫شيعتهم ووصفوهم بأنسهم طواغيت هذه المة وبقية‬
‫الحزاب ونبذة الكتاب‪ ،‬ث زادوا على تلك بقول م‪:‬‬
‫أل لعنة ال على الظالي ولذا جاؤوا إل أب عبد ال‬
‫‪ ،‬فقالوا له‪:‬‬
‫(إ نا قد نبز نا نبزا أث قل ظهور نا وما تت له أفئدت نا‪،‬‬
‫واسستحلت له الولة دماءنسا فس حديسث رواه لمس‬
‫فقهاؤ هم‪ ،‬فقال أ بو ع بد ال عل يه ال سلم‪ :‬الراف ضة؟‬
‫قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬ل وال ما هم سوكم ‪ ..‬ولكن ال‬
‫ساكم به) (الكاف ‪.)5/34‬‬
‫فبي أ بو ع بد ال أن ال ساهم (الراف ضة) ول يس‬
‫أهل السنة‪.‬‬
‫لقسد قرأت هذه النصسوص مرارا‪ ،‬وفكرت فيهسا‬
‫كثيا‪ ،‬ونقلتها ف ملف خاص وسهرت الليال ذوات‬
‫العدد أنعم النظر فيها ‪-‬وف غيها الذي بلغ أضعاف‬
‫‪28‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أضعاف ما نقلته لك‪ -‬فلم أنتبه لنفسي إل وأنا أقول‬
‫بصوت مرتفع‪ :‬كان ال ف عونكم يا أهل البيت على‬
‫ما لقيتم من شيعتكم‪.‬‬
‫ننس نعلم جيعا مسا لقاه أنسبياء ال ورسسله عليهسم‬
‫ال سلم من أذى أقوام هم‪ ،‬و ما لقاه نبي نا صلى ال‬
‫عل يه وآله‪ ،‬ولك ن عج بت من اثن ي‪ ،‬من مو سى‬
‫وصسبه على بنس إسسرائيل‪ ،‬إذ نلحسظ أن القرآن‬
‫الكريس تدث عسن موسسى أكثسر مسن غيه‪ ،‬وبيس‬
‫صسبه على أكثسر أذى بنس إسسرائيل ومراوغاتسسهم‬
‫وحبائلهم ودسائسهم‪.‬‬
‫وأعجب من أهل البيت سلم ال عليهم على كثرة‬
‫ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبهم‬
‫على أ هل الكو فة مر كز الشي عة‪ ،‬على خيانت هم ل م‬
‫وغدرهم بسهم وقتلهم ل م وسلبهم أموالم‪ ،‬وصب‬
‫أهسل البيست على هذا كله‪ ،‬ومسع هذا نلقسي باللئمسة‬
‫على أهل السنة ونملهم السؤولية!‪.‬‬
‫وعندما نقرأ ف كتبنا العتبة ند فيها عجبا عجابا‪،‬‬
‫قد ل يصدق أحدنا إذا قلنا‪ :‬إن كتبنا معاشر الشيعة‬
‫‪-‬تطعسن بأهسل البيست عليهسم السسلم وتطعسن بالنسب‬
‫صلى ال عليه وآله‪ -‬وإليك البيان‪:‬‬
‫عسن أميس الؤمنيس إن غُفيا ‪-‬حار رسسول ال‬
‫صلى ال عل يه وآله‪ -‬قال له‪ :‬بأ ب أ نت وأ مي ‪ -‬يا‬
‫‪29‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫رسول ال‪ -‬إن أب حدثن عن أبيه عن جده عن أبيه‪:‬‬
‫(أنه كان مع نوح ف السفينة‪ ،‬فقام إل يه نوح فمسح‬
‫على كفله ث قال‪ :‬يرج من صلب هذا المار حار‬
‫يرك به سيد ال نبيي وخات هم‪ ،‬فال مد ل الذي جعل ن‬
‫ذلك المار) (أصول الكاف ‪.)1/237‬‬
‫وهذه الرواية تفيدنا با يأت‪:‬‬
‫‪ -1‬المار يتكلم!‬
‫‪ -2‬المار يا طب ر سول ال صلى ال عل يه وآله‬
‫بقوله‪ :‬فداك أ ب وأ مي!‪ ،‬مع أن ال سلمي هم الذ ين‬
‫سم‬‫سه بآبائهس‬‫سلوات ال عليس‬ ‫سول ال صس‬ ‫يفدون رسس‬
‫وأمهاتسهم ل المي‪.‬‬
‫‪ -3‬المار يقول‪( :‬حدث ن أ ب عن جدي إل جده‬
‫الرابسع!) مسع أن بيس نوح وممسد ألوفا مسن السسني‪،‬‬
‫بينمسا يقول المار أن جده الرابسع كان مسع نوح فس‬
‫ال سفينة‪ .‬ك نا نقرأ أ صول الكا ف مرة مع ب عض طل بة‬
‫الوزة فسس النجسسف على المام الوئي فرد المام‬
‫الوئي قائلً‪:‬‬
‫انظروا إل هذه العجزة‪ ،‬نوح سسلم ال عليسه يبس‬
‫بحمد وبنبوته قبل ولدته بألوف السني‪.‬‬
‫بقيت كلمات المام الوئي تتردد ف مسمعي مدة‬
‫وأنا أقول ف نفسي‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وكيسف يكسن أن تكون هذه معجزة وفيهسا حار‬
‫يقول لرسسول ال صسلى ال عليسه وآله‪ :‬بأبس أنست‬
‫وأمي؟! وكيف يكن لمي الؤمني سلم ال عليه أن‬
‫ينقل مثل هذه الرواية؟!‪.‬‬
‫لكن سكت كما سكت غيي من السامعي‪.‬‬
‫ونقل الصدوق عن الرضا ف قوله تعال‪َ :‬وِإذْ‬
‫ْسسكْ‬‫ْهس َأم ِ‬
‫ْتس عَ َلي ِ‬
‫ْهس َوأَْنعَم َ‬
‫ّهس َع َلي ِ‬
‫َمس الل ُ‬
‫َتقُولُ لِلّذِي أَنع َ‬
‫عَ َليْ كَ زَ ْوجَ كَ وَاتّ قِ اللّ هَ َوتُخْفِي فِي ِنفْ سِكَ مَا اللّ هُ‬
‫ِيهس [الحزاب‪ ،]37:‬قال الرضسا مفسسرا هذه‬ ‫ُمبْد ِ‬
‫الية‪:‬‬
‫(إن رسول ال صلى ال عليه وآله قصد دار زيد بن‬
‫حار ثة ف أ مر أراده‪ ،‬فرأى امرأ ته زي نب تغت سل فقال‬
‫لا‪ :‬سبحان الذي خلقك) (عيون أخبار الرضا ‪.)112‬‬
‫فهل ينظر رسول ال صلى ال عليه وآله إل امرأة‬
‫ر جل م سلم ويشتهي ها ويع جب ب سها ث يقول ل ا‬
‫سبحان الذي خل قك؟!‪ ،‬أل يس هذا طعنا بر سول ال‬
‫صلى ال عليه وآله؟!‪.‬‬
‫وعن أمي الؤمني أنه أتى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله وعنده أبسو بكسر وعمسر (فجلسست بينسه وبيس‬
‫عائ شة‪ ،‬فقالت عائ شة‪ :‬ما وجدت إل فخذي وف خذ‬
‫ر سول ال؟ فقال‪ :‬مه يا عائ شة) (البهان ف تف سي‬
‫القرآن ‪.)4/225‬‬
‫‪31‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وجاء مرة أخرى فلم ي د مكانا فأشار إل يه ر سول‬
‫ال‪ :‬ههنا ‪-‬يعن خلفه‪ -‬وعائشة قائمة خلفه وعليها‬
‫كسساء‪ :‬فجاء علي فقعسد بيس رسسول ال وبيس‬
‫عائشسة‪ ،‬فقالت وهسي غاضبسة‪( :‬مسا وجدت لسستك‬
‫‪-‬دبرك أو مؤخر تك‪ -‬موضعا غ ي حجري؟ فغ ضب‬
‫رسول ال وقال‪ :‬يا حياء ل تؤذين ف أخي) (كتاب‬
‫سليم بن قيس ‪.)179‬‬
‫وروى الجلسي أن أمي الؤمني قال‪( :‬سافرت مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬ليس له خادم غيي‪،‬‬
‫وكان له لاف ليسس له غيه‪ ،‬ومعسه عائشسه‪ ،‬وكان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ينام بين وبي عائشة‬
‫ليسس علينسا ثلثتنسا لاف غيه‪ ،‬فإذا قام إل الصسلة‬
‫‪ -‬صلة الل يل‪ -‬ي ط بيده اللحاف من و سطه بي ن‬
‫وب ي عائ شة ح ت ي س اللحاف الفراش الذي تت نا)‬
‫(بار النوار ‪.)40/2‬‬
‫هل يرضى رسول ال صلى ال عليه وآله أن يلس‬
‫علي ف حجر عائشة امرأته؟ أل يغار رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله على امرأته وشريكة حياته إذا تركها ف‬
‫فراش واحد مع ابن عمه الذي ل يعتب من الحارم؟‬
‫ث كيف يرتضي أمي الؤمني ذلك لنفسه؟!‪.‬‬
‫قال السسيد علي غروي أحسد أكسب العلماء فس‬
‫الوزة‪( :‬إن النب صلى ال عليه وآله ل بد أن يدخل‬
‫‪32‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فر جه النار‪ ،‬ل نه و طئ ب عض الشركات) ير يد بذلك‬
‫زواجه من عائشة وحفصة‪ ،‬وهذا كما هو معلوم فيه‬
‫إساءة إل النب صلى ال عليه وآله‪ ،‬لنه لو كان فرج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله يدخل النار فلن يدخل‬
‫النة أحد أبدا‪.‬‬
‫أكت في ب سهذه الروايات ال ست التعل قة بر سول‬
‫ال صلوات ال عليه لنتقل إل غيها‪.‬‬
‫فقسد أوردوا روايات فس أميس الؤمنيس هذه‬
‫بعضها‪:‬‬
‫عن أب عبد ال قال‪( :‬أتى عمر بامرأة قد تعلقت‬
‫بر جل من الن صار كا نت ت سهواه‪ ،‬فأخذت بي ضة‬
‫و صبت البياض على ثياب سها وب ي فخذيها فقام علي‬
‫سهمها) (بار النوار (‬
‫سا فاتسس‬‫سر بي س فخذيهس‬ ‫فنظس‬
‫‪.)40/303‬‬
‫ون ن نت ساءل هل ين ظر أم ي الؤمن ي ب ي فخذي‬
‫امرأة أجنبية؟ وهل يعقل أن ينقل المام الصادق هذا‬
‫البس؟ وهسل يقول هذا الكلم رجسل أحسب أهسل‬
‫البيت؟‬
‫وعسن أبس عبسد ال قال‪ :‬قامست امرأة شنيعسة إل‬
‫أمي الؤمني وهو على النب فقالت‪ :‬هذا قاتل الحبة‪،‬‬
‫فنظر إليها وقال لا‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫( يا سلفع يا جريئة يا بذيّة يا مذكرّة يا ال ت ل‬
‫تيض كما تيض النساء يا الت علي منها شيء بي‬
‫مدل) (البحار ‪.)41/293‬‬
‫ف هل يتل فظ أم ي الؤمن ي ب ثل هذا الكلم البذئ؟‬
‫هل يا طب امرأة بقوله يا ال ت علي من ها ش يء ب ي‬
‫مدل؟ وهل ينقل الصادق مثل هذا الكلم الباطل؟‬
‫لو كا نت هذه الروايات ف ك تب أ هل ال سنة لقم نا‬
‫الدنيا ول نقعدها‪ ،‬ولفضحناهم شر فضيحة‪ ،‬ولكن ف‬
‫كتبنا نن الشيعة!‬
‫وف الحتجاج للطبسي أن فاطمة سلم ال عليها‬
‫قالت لمي الؤمني ‪:‬‬
‫يا ا بن أ ب طالب! اشتملت مشي مة الن ي وقعدت‬
‫حجرة الظنيس‪ .‬وروى الطبسسي فس الحتجاج أيضا‬
‫كيسف أن عمسر ومسن معسه اقتادوا أميس الؤمنيس‬
‫والبل ف عنقه وهم يرونه جرا حت انتهى به إل أب‬
‫بكسر ثس نادى بقوله‪ :‬ابسن أم إن القوم اسستضعفون‬
‫وكادوا يقتلوننس!! وننس نسسأل يسا ترى أكان أميس‬
‫الؤمني جبانا إل هذا الد؟‬
‫وانظسر وصسفهم لميس الؤمنيس إذ قالت فاطمسة‬
‫عنه‪.‬‬
‫(إن نسساء قريسش تدثنس عنسه إنسه رجسل دحداح‬
‫البطسن‪ ،‬طويسل الذراعيس ضخسم الكراديسس‪ ،‬أنزع‪،‬‬
‫‪34‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫عظيم العيني‪ ،‬لنكبه مشاش كمشاش البعي‪ ،‬ضاحك‬
‫السن ل مال له) (تفسي القمي ‪.)2/336‬‬
‫وعن أب إسحاق أنه قال‪:‬‬
‫(أدخلن أب السجد يوم المعة فرفعن فرأيت عليا‬
‫يطب على النب شيخا‪ ،‬أصلع‪ ،‬ناتئ البهة‪ ،‬عريض‬
‫ما بي النكبي ف عينه اطرغشاش (يعن لي ف عينه)‬
‫مقاتل الطالبي)‪.‬‬
‫فهل كانت هذه أوصاف أمي الؤمني ؟؟‬
‫نكتفسي بسسهذا القدر لننتقسل إل روايات تتعلق‬
‫بفاطمة سلم ال عليها‪.‬‬
‫روى أبو جعفر الكلين ف أصول الكاف أن فاطمة‬
‫أخذت بتلبيب عمر إليها‪ ،‬وف كتاب سليم بن قيس‬
‫(أنسها سلم ال عليها تقدمت إل أب بكر وعمر ف‬
‫قضيسة فدك وتشاجرت معهمسا‪ ،‬وتكلمست فس وسسط‬
‫الناس وصاحت وجع الناس إليها) (‪.)253‬‬
‫فهل كانت عرمة حت تفعل هذا؟‬
‫وروى الكلين ف الفروع أنسها سلم ال عليها ما‬
‫كانست راضيسة بزواجهسا مسن علي إذ دخسل عليهسا‬
‫أبو ها و هي تب كي فقال ل ا‪ :‬ما يبك يك؟ فوال لو‬
‫كان ف أهلي خ ي منه ما زوجت كه‪ ،‬وما أنا زوجتك‬
‫ولكن ال زوجك‪ ،‬ولا دخل عليها أبوها صلوات ال‬
‫عليه ومعه بريده‪ :‬لا أبصرت أباها دمعت عيناها‪ ،‬قال‬
‫‪35‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ما يبك يك يا بني ت؟ قالت‪( :‬قلة الط عم‪ ،‬وكثرة ال م‪،‬‬
‫وشدة ال غم‪ ،‬وقالت ف روا ية‪ :‬وال ل قد اش تد حز ن‬
‫سة‬
‫سف الغمس‬ ‫سقمي) (كشس‬ ‫واشتدت فاقتس وطال سس‬
‫‪ )150-1/149‬و قد و صفوا عليا و صفا جامعا‬
‫فقالوا‪( :‬كان أسر مربوعا‪ ،‬وهو إل القصر أقرب‪،‬‬
‫عظيم البطن‪ ،‬دقيق الصابع‪ ،‬غليظ الذراعي حَمِش‬
‫الساقي ف عينه لي عظيم اللحية أصلع‪ ،‬ناتئ البهة)‬
‫(مقاتل الطالبي ‪.)27‬‬
‫فإذا كانت هذه أوصاف أمي الؤمني كما يقولون‬
‫فكيف يكن أن ترضى به؟ ونكتفي بسهذه النصوص‬
‫حرصا على عدم الطالة‪ ،‬وكانت الرغبة أن ننقل ما‬
‫ورد من ن صوص ب ق كل وا حد من الئ مة علي هم‬
‫السسلم‪ ،‬ثس عدلنسا عسن ذلك إل الكتفاء بمسس‬
‫روايات وردت بقس كسل واحسد‪ ،‬ثس رأينسا أن المسر‬
‫أيضا يطول إذ نقل نا خ س روايات وردت ب ق ال نب‬
‫صسلوات ال عليسه وخسسا أخرى بقس أميس الؤمنيس‬
‫وخ سا أخرى ب ق فاط مة سلم ال علي ها فا ستغفرق‬
‫ذلك صسفحات عديدة‪ ،‬لذلك سسنحاول أن نتصسر‬
‫أكثر حت نطلع على خفايا أكثر‪.‬‬
‫نقل الكلين ف الصول من الكاف‪ :‬أن جبيل نزل‬
‫على ممّد صلى ال عل يه وآله فقال له‪ :‬يا ممّد إن‬
‫ال يبشرك بولود يولد مسن فاطمسة تقتله أمتسك مسن‬
‫بعدك فقال‪ :‬يا جبيل وعلى رب السلم‪ ،‬ل حاجة ل‬
‫‪36‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فس مولود يولد مسن فاطمسة‪ ،‬تقتله أمتس مسن بعدي‪،‬‬
‫فعرج ث ه بط فقال م ثل ذلك‪ :‬يا جب يل وعلى ر ب‬
‫ال سلم‪ ،‬ل حا جة ل ف مولود تقتله أم ت من بعدي‪.‬‬
‫فعرج ث ه بط فقال م ثل ذلك‪ :‬يا جب يل وعلى ر ب‬
‫ال سلم ل حا جة ل ف مولود تقتله أم ت من بعدي‪.‬‬
‫فعرج جب يل إل ال سماء ث ه بط فقال‪ :‬يا ممّد إن‬
‫ر بك يقرئك ال سلم ويبشرك بأ نه جا عل ف ذري ته‬
‫المامسة والوليسة والوصسية‪ ،‬فقال‪ :‬إنس رضيست‪ ،‬ثس‬
‫أرسل إل فاطمة أن ال يبشرن بولود يولد لك تقتله‬
‫أمتس مسن بعدي‪ ،‬فأرسسلت إليسه أن ل حاجسة ل فس‬
‫مولود تقتله أم تك من بعدك‪ ،‬وأر سل إلي ها إن ال عز‬
‫وجسل جعسل فس ذريتسه المامسة والوليسة والوصسية‪،‬‬
‫فأر سلت إل يه إ ن رض يت‪ ،‬فحمل ته كرها ‪ ..‬ووضع ته‬
‫كرها ول ير ضع ال سي من فاط مة علي ها ال سلم ول‬
‫من أنثى‪ ،‬كان يؤتى بالنب صلى ال عليه وآله فيضع‬
‫إبسهامه ف فيه فيمص ما يكفيه اليومي والثلثة)‪.‬‬
‫ول ست أدري هل كان ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وآله يرد أمرا بشره ال بسه؟ وهسل كانست الزهراء‬
‫سلم ال علي ها ترد أمرا قد قضاه ال وأراد تبشي ها‬
‫به فتقول‪( :‬ل حا جة ل به)؟‪ .‬و هل حلت بالمل ي‬
‫وهسي كارهسة له ووضعتسه وهسي كارهسة له؟ وهسل‬
‫امتن عت عن ارضا عه ح ت كان يؤ تى بال نب صلوات‬
‫‪37‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ال عليسه ليضعسه مسن إبسسهامه مسا يكفيسه اليوميس‬
‫والثلثة؟‬
‫إن سيدنا ومول نا ال سي الشه يد سلم ال عل يه‬
‫أجل وأعظم من أن يقال بقه مثل هذا الكلم‪ ،‬وهو‬
‫أجل وأعظم من أن تكره أمه حله ووضعه‪ .‬إن نساء‬
‫الدنيسا يتمنيس أن تلد كسل واحدة منهسن عشرات‬
‫الولد م ثل المام ال سي سلم ر ب عل يه‪ ،‬فك يف‬
‫ي كن للزهراء الطاهرة العفي فة أن تكره ح ل ال سي‬
‫وتكره وضعه وتتنع عن إرضاعه؟؟‬
‫ف جل سة ض مت عددا من ال سادة وطلب الوزة‬
‫العلمية تدث المام الوئي فيها عن موضوعات شت‬
‫ث ختم كلمه بقوله‪ :‬قاتل ال الكفرة‪ .‬قلنا‪ :‬من هم؟‬
‫قال‪ :‬النواصب ‪-‬أهل السنة‪ -‬يسبون السي صلوات‬
‫ال عليه بل يسبون أهل البيت!!‪.‬‬
‫ماذا أقول للمام الوئي؟!‬
‫لا زوج أمي الؤمني ابنته أم كلثوم من عمر بن‬
‫الطاب‪ ،‬ن قل أ بو جع فر الكلي ن عن أ ب ع بد ال‬
‫أ نه قال ف ذلك الزواج‪( :‬إن ذلك فرج غ صبناه!!!)‬
‫(فروع الكاف ‪.)2/141‬‬
‫ونسأل قائل هذا الكلم‪ :‬هل تزوج عمر أم كلثوم‬
‫زواجا شرعيا أم اغتصبها غصبا؟ إن الكلم النسوب‬
‫إل الصادق واضح العن‪ ،‬فهل يقول أبو عبد ال‬
‫مثل هذا الكلم الباطل عن ابنة الرتضى ؟‬
‫‪38‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ثس لو كان عمسر اغتصسب أم كلثوم فكيسف رضسي‬
‫أبوها أسد ال وذو الفقار وفت قريش بذلك؟!‪.‬‬
‫عند ما نقرأ ف الرو ضة من الكا ف (‪ ،)8/101‬ف‬
‫حديث أب بصي مع الرأة الت جاءت إل أب عبد ال‬
‫تسأل عن (أب بكر وعمر) فقال لا‪ :‬توليهما‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫فأقول لربس إذا لقيتسه أنسك أمرتنس بوليتهمسا؟ قال‪:‬‬
‫نعم‪.‬‬
‫فهل الذي يأمر بتول عمر نتهمه بأنه اغتصب امرأة‬
‫من أهل البيت؟؟‬
‫لا سألت المام الوئي عن قول أب عبد ال للمرأة‬
‫بتول أب بكر وعمر‪ ،‬قال‪ :‬إنا قال لا ذلك تقية!!‪.‬‬
‫وأقول للمام الوئي‪ :‬إن الرأة كانست مسن شيعسة‬
‫أهل البيت‪ ،‬وأبو بصي من أصحاب الصادق فما‬
‫كان هناك موجسسب للقول بالتقيسسة لو كان ذلك‬
‫صسحيحا‪ ،‬فالقس إن هذا التسبير الذي قال بسه أبسو‬
‫القاسم الوئي غي صحيح‪.‬‬
‫وأما السن فقد روى الفيد ف الرشاد عن أهل‬
‫الكوفسة أنسسهم‪ :‬شدوا على فسسطاطه وانتهبوه حتس‬
‫أخذوا مصله من تته فبقى جالسا متقلدا السيف بغي‬
‫رداء) (ص ‪ )190‬أيبقى السن بغي رداء مكشوف‬
‫العورة أمام الناس؟ أهذه مبة؟‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ودخل سفيان بن أب ليلى على السن وهو ف‬
‫داره فقال للمام السسن‪( :‬السسلم عليسك يسا مذل‬
‫الؤمني! قال وما علمك بذلك؟ قال‪ :‬عمدت إل أمر‬
‫المة فخلع ته من عن قك‪ ،‬وقلدته هذه الطاغ ية ي كم‬
‫بغي ما أنزل ال؟) (رجال الكشي ‪.)103‬‬
‫هل كان السن مذلً للمؤمني؟ أم أنه كان معزا‬
‫لم لنه حقن دمائهم ووحد صفوفهم بتصرفه الكيم‬
‫ونظره الثاقب؟‬
‫فلو أن السن حارب معاوية وقاتله على اللفة‬
‫لر يق ب ر من دماء ال سلمي‪ ،‬ولق تل من هم عدد ل‬
‫ي صيه إل ال تبارك وتعال‪ ،‬ولز قت ال مة تزيقا ول ا‬
‫قامت لا قائمة من ذلك الوقت‪.‬‬
‫وللسف فإن هذا القول ين سب إل أ ب ع بد ال‬
‫ووال إنه لبيء من هذا الكلم وأمثاله‪.‬‬
‫وأمسا المام الصسادق فقسد ناله منهسم شتس أنواع‬
‫الذى ونسبوا إليه كل قبيح‪ ،‬اقرأ معي هذا النص‪:‬‬
‫عن زرارة قال‪( :‬سألت أبا عبد ال عن التشهد‬
‫‪ ..‬قلت التحيات وال صلوات ‪ ..‬ف سألته عن التش هد‬
‫فقال كمثله‪ ،‬قال‪ :‬التحيات والصسسلوات‪ ،‬فلمسسا‬
‫خرجست ضرطست فس ليتسه وقلت‪ :‬ل يفلح أبدا)‬
‫(رجال الكشي ‪.)142‬‬

‫‪40‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫حق ل نا أن نب كي دما على المام ال صادق ن عم‬
‫‪..‬كلمة قذرة كهذه تقال ف حق المام أب عبد ال؟‬
‫أيضرط زرارة فس ليسة أبس عبسد ال ؟! أيقول عسن‬
‫الصادق ل يفلح أبدا؟؟‬
‫لقد مضى على تأليف كتاب الكشي عشرة قرون‪،‬‬
‫وتداولتسه أيدي علماء الشيعسة كلهسم على اختلف‬
‫فرقهسم‪ ،‬فمسا رأيست أحدا منهسم اعترض على هذا‬
‫الكلم أو أنكره أو نبه عليه‪ ،‬وحت المام الوئي‪ ،‬لا‬
‫شرع ف تأليف كتابه الضخم (معجم رجال الديث)‬
‫فإن كنت أحد الذين ساعدوه ف تأليف هذا السفر‬
‫و ف ج ع الروايات من بطون الك تب‪ ،‬ل ا قرأ نا هذه‬
‫الرواية على مسمعه أطرق قليلً‪ ،‬ث قال‪ :‬لكل جواد‬
‫كبوة ولكل عال هفوة‪ ،‬ما زاد على ذلك‪ ،‬ولكن أيها‬
‫المام الليسل إن الفوة تكون بسسبب غفلة أو خطسأ‬
‫غيس مقصسود‪ ،‬إن قوة العلقسة بسك إذا كنست لك‬
‫بنسسزلة الولد للوالد‪ ،‬وكنست منس بنسسزلة الوالد‬
‫لولده تتسم علي أن أحلس كلمسك على حسسن النيسة‬
‫وسلمة الطوية وإل لا كنت أرضى منك السكوت‬
‫على هذه الهانة على المام الصادق أب عبد ال ‪.‬‬
‫وقال ثقة السلم الكلين (حدثن هشام بن الكم‬
‫وحاد عن زرارة قال‪ :‬قلت ف نفسي‪ :‬شيخ ل علم له‬
‫بالصومة ‪-‬والراد إمامه‪)-‬‬
‫‪41‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وقد كتبوا ف شرح هذا الديث‪:‬‬
‫إن هذا الش يخ عجوز ل ع قل له ول ي سن الكلم‬
‫مع الصم‪.‬‬
‫فهل المام الصادق (ل عقل له)؟‪.‬‬
‫إن قلب ليعتصر ألا وحزنا‪ ،‬فإن هذا السباب وهذه‬
‫الشتائم وهذه الرأة ل يستحقها أهل البيت الكرام‪،‬‬
‫فينبغي التأدب معهم‪.‬‬
‫وأ ما العباس واب نه ع بد ال‪ ،‬وابنه ال خر عب يد ال‪،‬‬
‫وعق يل علي هم ال سلم جيعا فلم ي سلموا من الط عن‬
‫والغمز واللمز‪ ،‬اقرأ معي هذه النصوص‪.‬‬
‫روى الكشي أن قوله تعال‪َ :‬لِب ْئسَ الْمَ ْولَى َوَلِب ْئسَ‬
‫شيُ نزلت فيه ‪-‬أي ف العباس‪( -‬رجال الكشي‬ ‫اْلعَ ِ‬
‫‪.)54‬‬
‫وقوله تعال‪َ :‬ومَن كَا نَ فِي هَسذِهِ أَعْمَى َفهُوَ فِي‬
‫سبِيلً وقوله تعال‪َ :‬ولَ‬ ‫ال ِخرَةِ أَعْمَسى َوأَضَلّ سسَ‬
‫يَن َف ُعكُمْ نُصْحِي إِنْ أَ َردْتّ أَنْ أَنصَحَ َلكُمْ نزلنا فيه (‬
‫‪ )53-52‬وروى الكشسي أيضا أن أميس الؤمنيس‬
‫دعسا على ع بد ال بن العباس وأخيسه عبيدال فقال‪:‬‬
‫(اللهسم العسن ابنس فلن ‪-‬يعنس عبسد ال وعسبيدال‪-‬‬
‫وا عم أب صارها ك ما عم يت قلوب سهما الجل ي ف‬
‫رقبتس‪ ،‬واجعسل عمسى أبصسارها دليلً على عمسى‬
‫قلوبسهما) (‪.)52‬‬
‫‪42‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وروى ثقة السلم أبو جعفر الكلين ف الفروع‬
‫عن المام البا قر قال ف أم ي الؤمن ي‪( :‬وب قي م عه‬
‫رجلن ضعيفان ذليلن حديثسا عهسد بالسسلم‪،‬‬
‫عباس وعقيل)‬
‫إن اليات الثلث ال ت ز عم الك شي أن سها نزلت‬
‫ف العباس معناها الكم عليه بالكفر واللود ف النار‬
‫يوم القيا مة‪ ،‬وإل قل ل بال عل يك ما مع ن قوله‪:‬‬
‫َفهُوَ فِي ال ِخرَةِ أَعْمَى َوَأضَلّ َسبِيلً ؟‪.‬‬
‫وأمسا أن أميس الؤمنيس دعسا على ولدي العباس‬
‫عبد ال وعبيدال باللعن وعمى البصر وعمى القلب‬
‫فهذا تكفي لما‪.‬‬
‫إن ع بد ال بن العباس تلق به العا مة ‪-‬أ هل ال سنة‪-‬‬
‫بترجان القرآن وحب المة‪ ،‬فكيف نلعنه نن وندعي‬
‫مبة أهل البيت عليهم السلم؟‬
‫وأما عقيل فهو أخو أمي الؤمني فهل هو ذليل‬
‫وحديث عهد بالسلم؟!‬
‫وأما المام زين العابدين علي بن السي فقد روى‬
‫الكلي ن‪ :‬أن يز يد بن معاو ية سأله أن يكون عبدا له‪،‬‬
‫سد‬‫سد إذ قال له‪( :‬قس‬‫سي أن يكون عبدا ليزيس‬ ‫فرضس‬
‫أقررت لك باس سسألت‪ ،‬أنسا عبسد مكره فإن شئت‬
‫فأمسسك وإن شئت فبسع) (الروضسة مسن الكافس‬
‫‪.)8/235‬‬
‫‪43‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فانظر قوله وانظر معناه‪:‬‬
‫(قسد أقررت بأنس عبسد لك‪ ،‬وأنسا عبسد مكره فإن‬
‫شئت فأبقنس عبدا لك وإن شئت أن تسبيعن فبعنس)‬
‫فهل يكون المام عبدا ليزيد يبيعه مت شاء‪ ،‬ويبقي‬
‫عليه مت شاء؟‬
‫إذا أردنا أن نستقصي ما قيل ف أهل البيت جيعا‬
‫فإن الكلم يطول بنسا إذ ل يسسلم واحسد منهسم مسن‬
‫كلمة نابية أو عبارة قبيحة أو عمل شنيع فقد نسبت‬
‫إليهسم أعمال شنيعسة كثية وفس أمهات مصسادرنا‬
‫وسيأتيك شيء من ذلك ف فصل قادم‪.‬‬
‫إقرأ معي هذه الرواية‪:‬‬
‫عن أب عبد ال ‪( :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ل ينام حتس يقبسل عرض وجسه فاطمسة) (بار‬
‫النوار ‪.)43/42‬‬
‫(وكان ي ضع وج هه الكر ي ب ي ثد يي فاط مة علي ها‬
‫السلم) (بار النوار ‪.)43/78‬‬
‫إن فاط مة سلم ال علي ها امرأة بال غة ف هل يع قل أن‬
‫يضسع رسسول ال وجهسه بيس ثدييهسا؟! فإذا كان هذا‬
‫نصيب رسول ال صلوات ال عليه ونصيب فاطمة فما‬
‫ن صيب غيه ا؟ ل قد شكوا ف المام ممّد القا نع هل‬
‫هو ابن الرضا أم أنه ابن (‪.)..‬‬
‫إقرأ معي هذا النص‪:‬‬
‫عن علي بن جعفر الباقر أنه قيل للرضا ‪:‬‬
‫‪44‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫(مسا كان فينسا إمام قسط حائل اللون ‪-‬أي تغيس‬
‫واسسود‪ -‬فقال لمس الرضسا ‪ :‬هسل ابنس‪ ،‬قالوا‪ :‬فإن‬
‫رسسول ال صسلى ال عليسه وآله قسد قضسى بالقافسة‬
‫سو الذي يعرف الثار والشباه‬ ‫سا قائف وهس‬ ‫‪-‬مفردهس‬
‫ويكسم بالنسسب‪ -‬فبيننسا وبينسك القافسة‪ ،‬قال‪ :‬ابعثوا‬
‫أنتسم إليسه فأمسا أنسا فل‪ ،‬ول تعلموهسم لاس دعوتسسهم‬
‫ولتكونوا ف بيوتكم‪.‬‬
‫فل ما جاءوا أقعدو نا ف الب ستان وا صطف عموم ته‬
‫واخو ته وأخوا ته‪ ،‬وأخذوا الر ضا ‪ ،‬وألب سوه ج بة‬
‫صوف وقلن سوة من ها‪ ،‬ووضعوا على عن قه م سحاة‬
‫وقالوا له‪ :‬ادخل البستان كأنك تعمل فيه‪ ،‬ث جاءوا‬
‫بأ ب جع فر فقالوا‪ :‬القوا هذا الغلم بأب يه‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫ليسس له ههنسا أب ولكسن هذا عسم أبيسه‪ ،‬وهذا عمسه‬
‫وهذه عمتسه‪ ،‬وإن يكسن له ههنسا أب فهسو صساحب‬
‫الب ستان‪ ،‬فإن قدم يه وقدم يه واحدة‪ ،‬فل ما ر جع أ بو‬
‫السسن قالوا‪ :‬هذا أبوه) (أصسول الكافس ‪،)1/322‬‬
‫أي أنسهم شكوا ف كون ممّد القانع سلم ال عليه‬
‫ا بن الر ضا ‪ ،‬بين ما يؤ كد الر ضا أ نه اب نه‪ ،‬وأ ما‬
‫الباقون فإنسسهم أنكروا ذلك ولذا قالوا‪( :‬مسا كان‬
‫في نا إمام قط حائل اللون) ول شك أن هذا ط عن ف‬
‫عرض الر ضا وات سهام لمرأ ته و شك ف عفت ها‪،‬‬
‫ولذا ذهبوا فأتوا بالقافسة‪ ،‬وحكسم القافسة بأن ممدا‬
‫‪45‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫القانسع هسو ابسن الرضسا لصسلبه‪ ،‬عنسد ذلك رضوا‬
‫وسكتوا‪.‬‬
‫من المكن اتسهام الخرين بثل هذه التهمة‪ ،‬وقد‬
‫يصدق الناس ذلك‪ ،‬أما اتسهام أهل البيت صلوات‬
‫ال عليهسم فهذا مسن أشنسع مسا يكون‪ ،‬وللسسف فإن‬
‫مصسادرنا التس نزعسم أنسسها نقلت علم أهسل البيست‬
‫سل ول حول ول قوة إل بال‪.‬‬ ‫سل هذا الباطس‬‫مليئة بثس‬
‫عندما قرأنا هذا النص أيام دراستنا ف الوزة مر عليه‬
‫علماؤنا ومراجعنا مرور الكرام‪ ،‬وما زلت أذكر تعليل‬
‫ل عن‬‫الوئي عندما عرضت عليه هذا النص إذ قال ناق ً‬
‫السسيد آل كاشسف الغطاء‪ :‬إناس فعلوا ذلك لرصسهم‬
‫على بقاء نسلهم نقيا!!‪.‬‬
‫بل اتسهموا الرضا سلم ال عليه بأنه كان يعشق‬
‫بنست عسم الأمون وهسي تعشقسه‪( ،‬انظسر عيون أخبار‬
‫الرضا ‪.)153‬‬
‫ولقبوا جعفرا بعفسر الكذاب فسسبوه وشتموه مسع‬
‫أ نه أ خو ال سن الع سكري فقال الكلي ن‪ ( :‬هو معلن‬
‫الفسق فاجر‪ ،‬ماجن شريب للخمور أقل ما رأيته من‬
‫الرجال وأهتكهسم لنفسسه‪ ،‬خفيسف قليسل فس نفسسه)‬
‫(أصول الكاف ‪.)1/504‬‬
‫فهل ف أهل البيت سلم ال عليهم شريب خر؟!‬
‫أو فاسق؟ أو فاجر؟‬
‫‪46‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إذا أردنسا أن نعرف تفاصسيل أكثسر فعلينسا أن نقرأ‬
‫الصادر العتبة عندنا لنعرف ماذا قيل ف حق الباقي‬
‫منهم عليهم السلم‪ ،‬ولنعرف كيف قتلت ذرياتسهم‬
‫الطاهرة وأين قتلوا؟ ومن الذين قتلهم؟‬
‫ل قد ق تل عدد كبي من هم ف ضوا حي بلد فارس‬
‫بأيدي أناس مسن تلك الناطسق‪ ،‬ولول أنس أخشسى‬
‫الطالة أك ثر م ا ذكرت‪ ،‬لذكرت أ ساء من أح صيته‬
‫من هم وأ ساء من قتل هم‪ ،‬ول كن أح يل القارئ الكر ي‬
‫إل كتاب مقاتل الطالبي للصفهان فإنه كفيل ببيان‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وأعلم أن أك ثر من تعرض للط عن والغ مز والل مز‬
‫المامان ممّد الباقسر وابنسه جعفسر الصسادق عليهمسا‬
‫السسلم وعلى آبائهمسا‪ ،‬فقسد نسسبت إليهسم أغلب‬
‫السسائل كالقول بالتقيسة والتعسة واللواطسة بالنسساء‬
‫وإعارة الفرج و‪ ..‬و‪ ..‬إل‬
‫وها سلم ال عليهما بريئان من هذا كله‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫التعة وما يتعلق با‬


‫ك نت أود أن أج عل عنوان هذا الف صل (الرأة ع ند‬
‫الشي عة) لك ن عدلت عن ذلك ل ن رأ يت أن كل‬
‫الروايات ال ت روت سها كتب نا تن سب إل ال نب صلى‬
‫ال عليسه وآله وإل أميس الؤمنيس وأبس عبسد ال‬
‫وغيها من الئمة‪.‬‬
‫فمسا أردت أن يصسيب الئمسة عليهسم السسلم أي‬
‫طعسن لن فس تلك الروايات مسن قبيسح الكلم مسا ل‬
‫يرضاه أحد نا لنف سه فك يف يرضاه لر سول ال صلى‬
‫ال عليه وآله وللئمة عليهم السلم‪.‬‬
‫ل قد ا ستغلت الت عة أب شع ا ستغلل‪ ،‬وأهي نت الرأة‬
‫شسر إهانسة‪ ،‬وصسار الكثيون يشبعون رغباتسسهم‬
‫الن سية ت ت ستار الت عة وبا سم الد ين‪ ،‬عملً بقوله‬
‫ِهس ِم ْنهُنّ فَآتُوهُنّ ُأجُورَهُنّ‬
‫اسستَ ْمتَ ْعتُمْ ب ِ‬
‫تعال‪ :‬فَمَا ْ‬
‫ضةً [النسساء‪ ،]24:‬لقسد أوردوا روايات فس‬ ‫َفرِي َ‬
‫الترغيسب بالتعسة‪ ،‬وحددوا أو رتبوا عليهسا الثواب‬
‫وعلى تارك ها العقاب‪ ،‬بل اع تبوا كل من ل يع مل‬
‫بسها ليس مسلما‪ .‬اقرأ معي هذه النصوص‪:‬‬
‫قال النسب صسلى ال عليسه وآله‪( :‬مسن تتسع بامرأة‬
‫مؤمنة كأنا زار الكعبة سبعي مرة) فهل الذي يتمتع‬
‫كمسن زار الكعبسة سسبعي مرة؟ وبنس؟ بامرأة مؤمنسة؟‬
‫وروى الصدوق عن الصادق قال‪:‬‬
‫‪48‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫(إن التعة دين ودين آبائي فمن عمل ب سها عمل‬
‫بدين نا‪ ،‬و من أنكر ها أن كر دين نا‪ ،‬واعت قد بغ ي دين نا)‬
‫(مسن ل يضره الفقيسه ‪ )3/366‬وهذا تكفيس لنس ل‬
‫يقبل بالتعة‪.‬‬
‫وق يل ل ب ع بد ال ‪ :‬هل للمتم تع ثواب؟ قال‪:‬‬
‫(إن كان يريسد بذلك وجسه ال ل يكلمهسا كلمسة إل‬
‫ك تب ال له ب سها ح سنة‪ ،‬فإذا د نا من ها غ فر ال له‬
‫بذلك ذنبا‪ ،‬فإذا اغت سل غ فر ال له بقدر ما مر من‬
‫الاء على شعره) (من ل يضره الفقيه ‪.)3/366‬‬
‫وقال النب صلى ال عليه وآله‪( :‬من تتع مرة أمن‬
‫سخط البار‪ ،‬ومن تتع مرتي حشر مع البرار‪ ،‬ومن‬
‫تتسع ثلث مرات زاحنس فس النان) (مسن ل يضره‬
‫الفقيسه ‪ ،)3/366‬قلت‪ :‬ورغبسة فس نيسل هذا الثواب‬
‫فإن علماء الوزة فس النجسف وجيسع السسينيات‬
‫ومشاهد الئمة يتمتعون بكثرة‪ ،‬وأخص بالذكر منهم‬
‫السسيد الصسدر والبوجرودي والشيازي والقزوينس‬
‫سة إل الشاب‬ ‫س إضافس‬ ‫سيد الدنس‬ ‫والطباطبائي‪ ،‬والسس‬
‫الصساعد أبسو الارث الياسسري وغيهسم‪ ،‬فإنسسهم‬
‫يتمتعون بكثرة وكسل يوم رغبسة فس نيسل هذا الثواب‬
‫ومزاحة النب صلوات ال عليه ف النان‪.‬‬
‫وروى ال سيد ف تح ال الكاشا ن ف تف سي من هج‬
‫الصادقي عن النب صلى ال عليه وآله أنه قال‪ :‬من‬
‫تتع مرة كانت درجته كدرجة السي ‪ ،‬ومن تتع‬
‫مرت ي فدرج ته كدر جة ال سن ‪ ،‬و من ت تع ثلث‬
‫‪49‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫مرات كا نت درج ته كدر جة علي بن أ ب طالب‬
‫ومن تتع أربع فدرجته كدرجت)‪.‬‬
‫لو فرضنسا أن رجلً قذرا تتسع مرة أفتكون درجتسه‬
‫كدرجة السي ؟ وإذا تتع مرتي أو ثلثا أو أربعا‬
‫كا نت در جة ال سن وعلي وال نب علي هم ال سلم؟‬
‫أمنسزلة النب صلوات ال عليه ومنسزلة الئمة هينة‬
‫إل هذا الد؟؟‬
‫وحت ولو كان التمتع هذا قد بلغ ف اليان مرتبة‬
‫عاليسة أيكون كدرجسة السسي؟ أو أخيسه؟ أو أبيسه أو‬
‫جده؟‬
‫إن مقام السي أسى وأعلى من أن يبلغه أحد مهما‬
‫كان قوي اليان‪ ،‬ودر جة ال سن وعلي وال نب علي هم‬
‫السلم جيعا ل يبلغها أحد مهما سا وعل إيانه‪.‬‬
‫ل قد أجازوا التم تع ح ت بالاش ية ك ما روى ذلك‬
‫الطوسي ف (التهذيب ‪.)2/193‬‬
‫أقول‪ :‬إن الاشيات أرفسع مسن أن يتمتسع بسسهن‪،‬‬
‫ف هن سليلت النبوة و من أ هل الب يت فحا شا ل ن‬
‫ذلك‪ ،‬وسيأت السبب إن شاء ال‪ ،‬وقد بي الكلين‬
‫أن التعسة توز ولو لضجعسة واحدة بيس الرجسل‬
‫والرأة‪ ،‬وهذا منصسوص عليسه فس فروع (الكافس‬
‫‪.)5/460‬‬
‫ول يشترط أن تكون التمتسع بسسها بالغسة راشدة‪،‬‬
‫بل قالوا يكن التمتع بن ف العاشرة من العمر ولذا‬
‫‪50‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫روى الكلينس فس (الفروع ‪ ،)5/463‬والطوسسي فس‬
‫(التهذيب ‪ ،)7/255‬أنه قيل لب عبد ال ‪:‬‬
‫(الار ية ال صغية هل يتم تع ب سها الر جل؟ فقال‪:‬‬
‫ن عم إل أن تكون صبية تدع‪ .‬ق يل‪ :‬و ما ال د الذي‬
‫إذا بلغته ل تدع؟ قال‪ :‬عشر سني)‪.‬‬
‫وهذه النصوص كلها سيأت الرد عليها إن شاء ال‪،‬‬
‫ولكن أقول‪ :‬إن ما نسب إل أب عبد ال ف جواز‬
‫التم تع ب ن كا نت ف العاشرة من عمر ها‪ ،‬أقول‪ :‬قد‬
‫ذهسب بعضهسم إل جواز التمتسع بنس هسي دون هذا‬
‫السن‪.‬‬
‫ل ا كان المام المي ن مقيما ف العراق ك نا نتردد‬
‫إليه ونطلب منه العلم حت صارت علقتنا معه وثيقة‬
‫جدا‪ ،‬وقد اتفق مرة أن وجهت إليه دعوة من مدينة‬
‫تلعفسر وهسي مدينسة تقسع غرب الوصسل على مسسية‬
‫ساعة ون صف تقريبا بال سيارة‪ ،‬فطلب ن لل سفر م عه‬
‫ف سافرت م عه‪ ،‬فا ستقبلونا وأكرمو نا غا ية الكرم مدة‬
‫بقائ نا ع ند إحدى العوائل الشيع ية القي مة هناك‪ ،‬و قد‬
‫قطعوا عهدا بن شر التش يع ف تلك الرجاء و ما زالوا‬
‫يتفظون بصورة تذكارية لنا ت تصويرها ف دارهم‪.‬‬
‫ول ا انت هت مدة ال سفر رجع نا‪ ،‬و ف طر يق عودت نا‬
‫ومرورنسا فس بغداد أراد المام أن نرتاح مسن عناء‬
‫السفر‪ ،‬فأمر بالتوجه إل منطقة العطيفية حيث يسكن‬
‫‪51‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫هناك رجسل إيرانس الصسل يقال له سسيد صساحب‪،‬‬
‫كانت بينه وبي المام معرفة قوية‪.‬‬
‫فرح سيد صاحب بجيئنا‪ ،‬وكان وصولنا إليه عند‬
‫الظ هر‪ ،‬ف صنع ل نا غداء فاخرا وات صل بب عض أقار به‬
‫فحضروا وازدحسم منسسزله احتفاء بنسا‪ ،‬وطلب سسيد‬
‫صاحب إلينا البيت عنده تلك الليلة فوافق المام‪ ،‬ث‬
‫لاسس كان العشاء أتونسسا بالعشاء‪ ،‬وكان الاضرون‬
‫يقبلون يد المام ويسألونه وييب عن أسئلتهم‪ ،‬ولا‬
‫حان وقست النوم وكان الاضرون قسد انصسرفوا إل‬
‫أهسل الدار‪ ،‬أبصسر المام المينس صسبية بعمسر أربسع‬
‫سنوات أو خس ولكنها جيلة جدا‪ ،‬فطلب المام من‬
‫أبيهسا سسيد صساحب إحضارهسا للتمتسع بسسها فوافسق‬
‫أبوهسا بفرح بالغ‪ ،‬فبات المام المينس والصسبية فس‬
‫حضنه ونن نسمع بكاءها وصريها‪.‬‬
‫الهسم أنسه أمضسى تلك الليلة فلمسا أصسبح الصسباح‬
‫وجلسسنا لتناول الفطار نظسر إل فوجسد علمات‬
‫النكار واض حة ف وج هي؛ إذ ك يف يتم تع ب سهذه‬
‫الطفلة الصسغية وفس الدار شابات بالغات راشدات‬
‫كان بإمكانه التمتع بإحداهن فلم يفعل؟‬
‫فقال ل‪ :‬سيد حسي ما تقول ف التمتع بالطفلة؟‬
‫قلت له‪ :‬سيد القول قولك‪ ،‬والصواب فعلك‪ ،‬وأنت‬
‫إمام متهد‪ ،‬ول يكن لثلي أن يرى أو يقول إل ما تراه‬
‫‪52‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أنست أو تقوله‪- ،‬ومعلوم أنس ل يكننس العتراض‬
‫وقتذاك‪.-‬‬
‫فقال‪ :‬سيد ح سي؛ إن التم تع ب سها جائز ول كن‬
‫بالداعبة والتقبيل والتفخيذ‪.‬‬
‫أما الماع فإنسها ل تقوى عليه‪.‬‬
‫سع حت س‬ ‫وكان المام المين س يرى جواز التمتس‬
‫بالرضيعسة فقال‪( :‬ل بأس بالتمتسع بالرضيعسة ضما‬
‫وتفخيذا ‪-‬أي يضسع ذكره بيس فخذيهسا‪ -‬وتقسبيلً)‬
‫انظر كتابه (ترير الوسيلة ‪ 2/241‬مسألة رقم ‪.)12‬‬
‫جل ست مرة ع ند المام الوئي ف مكت به‪ ،‬فد خل‬
‫علي نا شابان يبدوا أن سهما اختل فا ف م سألة فاتف قا‬
‫على سؤال المام الوئي ليدلما على الواب‪.‬‬
‫فسأله أحدها قائلً‪ :‬سيد ما تقول ف التعة أحلل‬
‫هي أم حرام؟‬
‫نظر إليه المام الوئي وقد أوجس من سؤاله أمرا‬
‫ث قال له‪ :‬أ ين ت سكن؟ قال الشاب ال سائل‪ :‬أ سكن‬
‫الوصل وأقيم هنا ف النجف منذ شهرين تقريبا‪.‬‬
‫قال له المام‪ :‬أنت سن إذن؟‬
‫قال الشاب‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال المام‪ :‬التعة عندنا حلل وعندكم حرام‪.‬‬
‫فقال له الشاب‪ :‬أ نا ه نا م نذ شهر ين تقريبا غر يب‬
‫ف هذه الديار فهل زوجتن ابنتك لتتع بسها ريثما‬
‫أعود إل أهلي؟‬
‫‪53‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فحملق ف يه المام هني هة ث قال له‪ :‬أ نا سيد وهذا‬
‫حرام على السادة وحلل عند عوام الشيعة‪.‬‬
‫ونظر الشاب إل السيد الوئي وهو مبتسم ونظرته‬
‫توحي أنه علم أن الوئي قد عمل بالتقية‪.‬‬
‫ثس قامسا فانصسرفا‪ ،‬فاسستأذنت المام الوئي فس‬
‫الروج فلحقست بالشابيس فعلمست أن السسائل سسن‬
‫وصاحبه شيعي اختلفا ف التعة أحلل أم حرام فاتفقا‬
‫على سؤال الرجع الدين المام الوئي‪ ،‬فلما حادثت‬
‫الشابيس انفجسر الشاب الشيعسي قائلً‪ :‬يسا مرميس‬
‫تبيحون لنف سكم التم تع ببنات نا وتبون نا بأ نه حلل‬
‫وأن كم تتقربون بذلك إل ال‪ ،‬وترمون علي نا التم تع‬
‫ببناتكم؟‬
‫وراح يسسب ويشتسم‪ ،‬وأقسسم أنسه سسيتحول إل‬
‫مذ هب أ هل ال سنة‪ ،‬فأخذت أهدئ به ث أق سمت له‬
‫أن التعة حرام وبينت له الدلة على ذلك‪.‬‬
‫إن التعة كانت مباحة ف العصر الاهلي‪ ،‬ولا جاء‬
‫ال سلم أب قى علي ها مدة ث حر مت يوم خ يب‪ ،‬ل كن‬
‫التعارف عليه عند الشيعة عند جاهي فقهائنا أن عمر‬
‫بن الطاب هو الذي حرم ها‪ ،‬وهذا ما يرو يه ب عض‬
‫فقهائنا‪.‬‬
‫والصواب ف السألة أنسها حرمت يوم خيب‪.‬‬
‫قال أمي الؤمني صلوات ال عليه‪:‬‬
‫‪54‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫(حرم ر سول ال صلى ال عل يه وآله يوم خ يب‬
‫لوم المسر الهليسة ونكاح التعسة) انظسر (التهذيسب‬
‫‪( ،)2/186‬ال ستبصار ‪( ،)2/142‬و سائل الشي عة‬
‫‪.)14/441‬‬
‫وسئل أبو عبد ال ‪:‬‬
‫(كان ال سلمون على ع هد ر سول ال صلى ال‬
‫عليسه وآله يتزوجون بغيس بينسة؟ قال‪ :‬ل) (انظسر‬
‫التهذيب ‪.)2/189‬‬
‫وعلق الطوسسي على ذلك بقوله‪ :‬إنسه ل يرد مسن‬
‫ذلك النكاح الدائم بل أراد منه التعة ولذا أورد هذا‬
‫النص من باب التعة‪.‬‬
‫ل شسك أن هذيسن النصسي حجسة قاطعسة فس نسسخ‬
‫حكم التعة وإبطاله‪.‬‬
‫وأم ي الؤمن ي صلوات ال عل يه ن قل تري ها عن‬
‫النب صلى ال عليه وآله وهذا يعن أن أمي الؤمني‬
‫قد قال برمتها من يوم خيب‪ ،‬ول شك أن الئمة من‬
‫بعده قد عرفوا حكم التعة بعد علمهم بتحريها‪ ،‬وهنا‬
‫ن قف ب ي أخبار منقولة و صرية ف تر ي الت عة وب ي‬
‫أخبار منسوبة إل الئمة ف الث عليها وعلى العمل‬
‫بسها‪.‬‬
‫وهذه مشكلة يتار السلم إزاءها أيتمتع أم ل؟‬
‫إن الصواب هو ترك التعة لنسها حرام كما ثبت‬
‫نقله عن أمي الؤمني ‪ ،‬وأما الخبار الت نسبت إل‬
‫‪55‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫الئ مة؛ فل شك أن ن سبتها إلي هم غ ي صحيحة بل‬
‫هسي أخبار مفتراة عليهسم‪ ،‬إذ مسا كان للئمسة عليهسم‬
‫السسلم أن يالفوا أمرا حرمسه رسسول ال صسلى ال‬
‫عل يه وآله و سار عل يه أم ي الؤمن ي من بعده‪ ،‬و هم‬
‫‪-‬أي الئ مة‪ -‬الذ ين تلقوا هذا العلم كابرا عن كابر‬
‫لنسهم ذرية بعضها من بعض‪.‬‬
‫لا سئل أبو عبد ال ‪( :‬كان السلمون على عهد‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه وآله يتزوجون بغ ي بي نة؟‬
‫قال‪ :‬ل) فلول علمسه بتحريس التعسة لاس قال‪ :‬ل‪،‬‬
‫خ صوصا وإن ال ب صحيح ف أن ال سؤال كان عن‬
‫الت عة وأن أ با جع فر الطو سي راوي ال ب أورده ف‬
‫باب التعة كما أسلفنا‪.‬‬
‫و ما كان ل ب ع بد ال والئ مة من قبله و من بعده‬
‫أن يالفوا أمسر رسسول ال صسلوات ال عليسه أو أن‬
‫يلوا أمرا حرمسه أو أن يتبدعوا شيئا مسا كان معروفا‬
‫ف عهده ‪.‬‬
‫وبذلك ي تبي أن الخبار ال ت ت ث على التم تع ما‬
‫قال الئمسة منهسا حرفا واحدا‪ ،‬بسل افتراهسا وتقولاس‬
‫عليهم أناس زنادقة أرادوا الطعن بأهل البيت الكرام‬
‫والساءة إليهم‪ ،‬وإل ب تفسر إباحتهم التمتع بالاشية‬
‫وتكفيهم لن ل يتمتع؟‬

‫‪56‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫مع أن الئمة عليهم السلم ل ينقل عن واحد منهم‬
‫نقلً ثابتا أنه تتع مرة أو قال بلية التعة‪ ،‬أيكونون قد‬
‫دانوا بغي دين السلم؟‬
‫فإذا توضسح لنسا هذا ندرك أن الذيسن وضعوا تلك‬
‫الخبار هسم قوم زنادقسة أرادوا الطعسن بأهسل البيست‬
‫والئمة عليهم السلم‪ ،‬لن الع مل بتلك الخبار فيه‬
‫تكفي للئمة ‪ ..‬فتنبه‪.‬‬
‫روى الكلي ن عن أ ب ع بد ال أن امرأة جاءت‬
‫إل عمسر بسن الطاب فقالت‪( :‬إنس زنيست‪ ،‬فأمسر أن‬
‫ترجم‪ ،‬فأخب أمي الؤمني فقال‪ :‬كيف زنيت؟‬
‫فقالت‪ :‬مررت بالباديسة فأصسابن عطسش شديسد‬
‫فاستسقيت أعرابيا فأب إل إن مكنته من نفسي‪ ،‬فلما‬
‫أجهد ن الع طش وخ فت على نف سي سقان فأمكن ته‬
‫مسن نفسسي‪ ،‬فقال أميس الؤمنيس ‪ :‬تزويسج ورب‬
‫الكعبة) (الفروع ‪.)2/198‬‬
‫إن التعسة كمسا هسو معروف تكون عسن تراض بيس‬
‫الطرفي وعن رغبة منهما‪.‬‬
‫أمسا فس هذه الروايسة فإن الرأة الذكورة مضطرة‬
‫ومبورة فسساومها على نفسسها مقابسل شربسة ماء‪،‬‬
‫وليست هي ف حكم الزانية حت تطلب من عمر أن‬
‫يطهرهسا وفوق ذلك ‪-‬وهذا مهسم‪ -‬إن أميس الؤمنيس‬
‫هو الذي روى تري التعة ف نقله عن النب صلى‬
‫‪57‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ال عليسه وآله يوم خيسب فكيسف يفتس هنسا بأن هذا‬
‫سبيل الل س والقرار‬ ‫سة؟! وفتواه على سس‬ ‫نكاح متعس‬
‫والرضا منه بفعل الرجل والرأة!!؟‬
‫إن هذه الفتوى لو قالاس أحسد طلب العلم لعدت‬
‫سقطة بل غلطة يعاب عليه بسببها‪ ،‬فكيف تنسب إل‬
‫أمي الؤمني وهو من هو ف العلم والفتيا؟‬
‫إن الذي نسب هذه الفتوى لمي الؤمني إما حاقد‬
‫أراد الطعسن بسه‪ ،‬وإمسا ذو غرض وهسو اخترع هذه‬
‫الق صة فن سبها لم ي الؤمن ي ليض في الشرع ية على‬
‫التعسة كسي يسسوغ لنفسسه ولمثاله اسستباحة الفروج‬
‫باسسم الديسن حتس وإن أدى ذلك إل الكذب على‬
‫الئ مة علي هم ال سلم بل على ال نب صلى ال عل يه‬
‫وآله‪.‬‬
‫وإن الفاسسد الترتبسة على التعسة كسبية ومتعددة‬
‫الوانب‪:‬‬
‫‪ -1‬فهي مالفة للنصوص الشرعية لنسها تليل لا‬
‫حرم ال‪.‬‬
‫‪ -2‬لقد ترتب على هذا اختلق الروايات الكاذبة‬
‫ونسسبتها إل الئمسة عليهسم السسلم مسع مسا فس تلك‬
‫الروايات من مطاعن قاسية ل يرضاها لم من كان ف‬
‫قلبه مثقال ذرة من إيان‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -3‬و من مفا سدها إبا حة التم تع بالرأة الح صنة‬
‫‪-‬أي التزو جة‪ -‬ر غم أن سها ف ع صمة ر جل دون‬
‫علم زوجهسا‪ ،‬وفس هذه الالة ل يأمسن الزواج على‬
‫زوجات سهم ف قد تتزوج الرأة مت عة دون علم زوج ها‬
‫الشرعسي ودون رضاه‪ ،‬وهذه مفسسدة مسا بعدهسا‬
‫مف سدة‪ ،‬ان ظر (فروع الكا ف ‪( ،)5/463‬ت سهذيب‬
‫الحكام ‪( ،)7/554‬السستبصار ‪ ،)3/145‬وليست‬
‫شعري مسا رأي الرجسل ومسا شعوره إذا اكتشسف أن‬
‫امرأ ته ال ت ف ع صمته متزو جة من ر جل آ خر غيه‬
‫زواج متعة؟!‬
‫‪ -4‬والباء أيضا ل يأمنون على بناتسسهم‬
‫الباكرات إذ قد يتزوجن متعة دون علم آبائهن‪ ،‬وقد‬
‫يفا جأ الب أن ابن ته البا كر قد حلت‪ .. ،‬ل؟ ك يف؟‬
‫ل يدري ‪ ..‬منس؟ ل يدري أيضا فقسد تزوجست مسن‬
‫واحد فمن هو؟ ل أحد يدري لنه تركها وذهب‪.‬‬
‫‪ -5‬إن أغلب الذيسن يتمتعون‪ ،‬يسبيحون لنفسسهم‬
‫التمتسع ببنات الناس‪ ،‬ولكسن لو تقدم أحسد لطبسة‬
‫بنات سهم أو قريباتسسهم فأراد أن يتزوج ها متعسة‪ ،‬لاس‬
‫وا فق ول ا ر ضي‪ ،‬ل نه يرى هذا الزواج أش به بالز نا‬
‫وإن هذا عار عليه‪ ،‬وهو يشعر بسهذا من خلل تتعه‬
‫ببنات الناس فل شسك أنسه يتنسع عسن تزويسج بناتسه‬

‫‪59‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫للخريسن متعسة‪ ،‬أي أنسه يبيسح لنفسسه التمتسع ببنات‬
‫الناس وف القابل يرم على الناس أن يتمتعوا ببناته‪.‬‬
‫إذا كانست التعسة مشروعسة أو أمرا مباحا‪ ،‬فلم هذا‬
‫التحرج ف إباحة تتع الغرباء ببناته وقريباته؟‬
‫‪ -6‬إن التعة ليس فيها إشهاد ول إعلن ول رضى‬
‫ول أ مر الخطو بة‪ ،‬ول ي قع ش يء من مياث التم تع‬
‫للمتم تع ب سها‪ ،‬إن ا هي م ستأجرة ك ما ن سب ذلك‬
‫القول إل أبس عبسد ال فكيسف يكسن إباحتهسا‬
‫وإشاعتها بي الناس؟‬
‫‪ -7‬إن التعسة فتحست الجال أمام السساقطي‬
‫والسساقطات مسن الشباب والشابات فس لصسق مسا‬
‫عندهسم مسن فجور بالديسن‪ ،‬وأدى ذلك إل تشويسه‬
‫صورة الدين والتديني‪.‬‬
‫وبذلك يتسبي لنسا أضرار التعسة دينيا واجتماعيا‬
‫وخلقيا‪ ،‬ولذا حر مت الت عة ولو كان في ها م صال ل ا‬
‫حرمت‪ ،‬ولكن لا كانت كثية الفاسد حرمها رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وحرمها أمي الؤمني ‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫سألت المام الوئي عن قول أمي الؤمني ف تري‬
‫التعسة يوم خيسب‪ ،‬وعسن قول أبس عبسد ال فس إجابسة‬
‫ال سائل عن الزواج بغ ي بي نة أكان معروفا على ع هد‬
‫النب ؟ فقال‪ :‬إن قول أمي الؤمني ف تري التعة‬
‫‪60‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫يوم خيسب إن ا يش مل تري ها ف ذلك اليوم ف قط ل‬
‫يتعدى التحري إل ما بعده‪.‬‬
‫وأما قول أب عبد ال للسائل‪ ،‬فقال المام الوئي‪:‬‬
‫إن ا قال أ بو ع بد ال ذلك تق ية وهذا مت فق عل يه ب ي‬
‫فقهائنا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وال ق إن قول فقهائ نا ل ي كن صائبا‪ ،‬ذلك‬
‫أن تريس التعسة يوم خيسب صساحبه تريس لوم المسر‬
‫الهلية وتري لوم المر الهلية جرى العمل عليه‬
‫من يوم خيب وإل يومنا هذا وسيبقى إل قيام الساعة‪.‬‬
‫فدعوى تصيص تري التعة بيوم خيب فقط دعوى‬
‫مردة ل ي قم علي ها دل يل‪ ،‬خ صوصا وأن حر مة لوم‬
‫ال مر الهلية وال ت هي قرينة التعة ف التحري بقي‬
‫العمل عليها إل يومنا هذا‪.‬‬
‫وفوق ذلك لو كان تريس التعسة خاصسا بيوم خيسب‬
‫ف قط‪ ،‬لورد الت صريح من ال نب صلى ال عل يه وآله‬
‫بنسخ تلك الرمة‪ ،‬على أنه يب أن ل يغيب عن بالنا‬
‫أن علة إبا حة الت عة هي ال سفر والرب‪ ،‬فك يف ترم‬
‫فس تلك الرب والقاتسل أحوج مسا يكون إليهسا‬
‫خصوصا وأنه ف غربة من أهله وما ملكت يينه‪ ،‬ث‬
‫تباح ف السلم؟‬
‫إن معنس قوله إنسسها حرمست يوم خيسب أي أن‬
‫بداية تريها كان يوم خيب وأما أقوال فقهائنا إنا هو‬
‫تلعب ف النصوص ل أكثر‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فالقس إن تريس التعسة ولوم المسر الهليسة‬
‫متلزمان‪ ،‬نزل الكم برمتها يوم خيب وهو با قٍ إل‬
‫قيام ال ساعة‪ ،‬ول يس هناك من دا عٍ لتأويل كلم أمي‬
‫الؤمنيسس مسسن أجسسل إشباع رغبات النفسسس‬
‫وشهواتسسها فس البحسث الدائم عسن الميلت‬
‫والفاتنات مسن النسساء للتمتسع بسسهن والتلذذ باسسم‬
‫الدين وعلى حسابه‪.‬‬
‫وأما أن قول أب عبد ال ف جوابه للسائل كان‬
‫تق ية‪ ،‬أقول‪ :‬إن ال سائل كان من شي عة أ ب ع بد ال‬
‫فليس هناك ما يبر القول بالتقية خصوصا وانه يوافق‬
‫الب النقول عن المي ف تري التعة يوم خيب‪.‬‬
‫إن التعة الت أباحها فقهاؤنا تعطي الق للرجل ف‬
‫أن يتمتسع بعدد ل حصسر له مسن النسسوة‪ ،‬ولو بألف‬
‫امرأة وف وقت واحد‪.‬‬
‫و كم من متم تع ج ع ب ي الرأة وأم ها‪ ،‬وب ي الرأة‬
‫وأختها‪ ،‬وبي الرأة وعمتها أو خالتها وهو ل يدري‪.‬‬
‫جاءتنس امرأة تسستفسر منس عسن حادثسة حصسلت‬
‫معها‪ ،‬إذ أخبتن أن أحد السادة وهو السيد حسي‬
‫الصدر كان قد تتع بسها قبل أكثر من عشرين سنة‬
‫فحملت منه‪ ،‬فلما أشبع رغبته منها فارقها‪ ،‬وبعد مدة‬
‫رز قت بب نت‪ ،‬وأق سمت أن سها حلت م نه هو إذ ل‬
‫يتمتع بسها وقتذاك أحد غيه‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وب عد أن كبت الب نت و صارت شا بة جيلة متأهلة‬
‫للزواج‪ ،‬اكتش فت الم أن ابنت ها حبلى‪ ،‬فل ما سألتها‬
‫عن سبب حلها‪ ،‬أخبتسها البنت أن السيد الذكور‬
‫اسستمتع بسسها فحملت منسه‪ ،‬فدهشست الم وفقدت‬
‫صوابسها‪ ،‬إذ أخبت ابنتها أن هذا السيد هو أبوها‬
‫وأخبتسسها القصسة‪ ،‬فكيسف يتمتسع بالم واليوم يأتس‬
‫ليتمتع بابنتها الت هي ابنته هو؟‬
‫ث جاءتن مستفسرة عن موقف السيد الذكور منها‬
‫ومن ابنتها الت ولدتسها منه‪.‬‬
‫إن الوادث مسن هذا النوع كثية جدا‪ ،‬فقسد تتسع‬
‫أحدهم بفتاة تبي له فيما بعد أنسها أخته من التعة‪،‬‬
‫ومنهم من تتع بامرأة أبيه‪.‬‬
‫وف إيراد الوادث من هذا القبيل ل يستطيع أحد‬
‫حصسسرها‪ ،‬وقسسد رأينسسا ذلك بقول ال تعال‪:‬‬
‫سَت ْع ِففِ الّذِي نَ لَ يَجِدُو نَ ِنكَاحا َحتّى ُيغِْنَيهُ مُ اللّ هُ‬
‫َوْليَ ْ‬
‫ضلِ هِ [النور‪ ،]23:‬ف من ل يتم كن من الزواج‬ ‫مِن فَ ْ‬
‫الشرعسي بسسبب قلة ذات اليسد فعليسه بالسستعفاف‬
‫ريثما يرزقه ال من فضله كي يستطيع الزواج‪.‬‬
‫فلو كانست التعسة حللً لاس أمره بالسستعفاف‬
‫والنتظار ريثمسا تتيسسر أمور الزواج بسل لرشده إل‬
‫التعسة كسي يقضسي وطره بدلً مسن الكوث والتحرق‬
‫بنار الشهوة‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫سَتطِعْ مِنكُ مْ َط ْولً أَن‬ ‫وقال ال تعال‪] :‬وَمَن لّ مْ يَ ْ‬
‫ت الْمُ ْؤ ِمنَا تِ فَمِ نْ مّا مَ َلكَ تْ أَيْمَاُنكُم‬
‫صنَا ِ‬
‫يَنكِ حَ الْمُحْ َ‬
‫َنس‬
‫ِكس لِم ْ‬ ‫َاتس ‪-‬إل قوله‪َ ] -‬ذل َ‬ ‫ُمس الْمُ ْؤ ِمن ِ‬‫مّنس َفَتيَاِتك ُ‬
‫صِبرُواْ َخيْرٌ ّلكُمْ وَاللّهُ َغفُورٌ‬
‫خَشِ َي اْل َعنَتَ ِم ْنكُمْ َوأَن تَ ْ‬
‫ّرحِيمٌ [النساء‪.]25:‬‬
‫فأر شد الذ ين ل ي ستطيعون الزواج لقلة ذات ال يد‬
‫أن يتزوجوا ما ملكت أيانسهم‪ ،‬ومن عجز حت عن‬
‫ملك اليميس؛ أمره بالصسب‪ ،‬ولو كانست التعسة حللً‬
‫لرشده إليها‪.‬‬
‫ول بسد لنسا أن ننقسل نصسوصا أخرى عسن الئمسة‬
‫عليهم السلم ف إثبات تري التعة‪:‬‬
‫عن عبد ال بن سنان قال سألت أبا عبد ال عن‬
‫التعسة فقال‪( :‬ل تدنسس نفسسك بسسها) (بار النوار‬
‫‪.)100/318‬‬
‫وهذا صريح ف قول أب عبد ال إن التعة تدنس‬
‫الن فس ولو كا نت حللً ل ا صارت ف هذا ال كم‪،‬‬
‫ول يكتف الصادق بذلك بل صرح بتحريها‪:‬‬
‫عن عمار قال‪ :‬قال أبو عبد ال ل ولسليمان بن‬
‫خالد‪( :‬قسد حرمست عليكمسا التعسة) (فروع الكافس‬
‫‪( ،)2/48‬وسائل الشيعة ‪.)14/450‬‬
‫وكان يو بخ أ صحابه ويذر هم من الت عة فقال‪:‬‬
‫أما يستحي أحدكم أن يرى موضع فيحمل ذلك على‬
‫‪64‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫صالي إخوانه وأصحابه؟ (الفروع ‪( ،)2/44‬وسائل‬
‫الشيعة ‪.)1/450‬‬
‫ول ا سأل علي بن يقط ي أ با ال سن عن الت عة‬
‫أجا به‪ ( :‬ما أ نت وذاك؟ قد أغناك ال عن ها) (الفروع‬
‫‪ ،)2/43‬الوسائل (‪.)14/449‬‬
‫نعسم إن ال تعال أغنس الناس عسن التعسة بالزواج‬
‫الشرعي الدائم‪.‬‬
‫ولذا ل ين قل أن أحدا ت تع بامرأة من أ هل الب يت‬
‫عليهسم السسلم‪ ،‬فلو كان حللً لفعلن‪ ،‬ويؤيسد ذلك‬
‫أن ع بد ال بن عم ي قال ل ب جع فر ‪( :‬ي سرك أن‬
‫ن ساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن؟ ‪-‬أي‬
‫يتمتعن‪ -‬فأعرض عنه أبو جعفر حي ذكر نساءه‬
‫وبنات عمه) (الفروع ‪( ،)2/42‬التهذيب ‪،)2/186‬‬
‫وبسسهذا يتأكسد لكسل مسسلم عاقسل أن التعسة حرام‪،‬‬
‫لخالفتهسا لنصسوص القرآن الكريس وللسسنة ولقوال‬
‫الئمة عليهم السلم‪.‬‬
‫والناظر لليات القرآنية الكرية والنصوص التقدمة‬
‫ف تري التعة ‪-‬إن كان طالبا للحق مبا له‪ -‬ل يلك‬
‫إل أن يكسم ببطلن تلك الروايات التس تثس على‬
‫التعة لعارضتها لصريح القرآن وصريح السنة النقولة‬
‫عن أهل البيت عليهم السلم ولا يترتب عليها من‬
‫مفاسد ل حصر لا بينا شيئا منها فيما مضى‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إن مسن العلوم أن ديسن السسلم جاء ليحسث على‬
‫الفضائل وينهسى عسن الرذائل‪ ،‬وجاء ليحقسق للعباد‬
‫ال صال ال ت ت ستقيم ب سها حيات سهم‪ ،‬ول شك أن‬
‫التعسة ماس ل تسستقيم بسسها الياة إن حققست للفرد‬
‫مصسلحة واحدة ‪-‬افتراضا‪ -‬فإنسسها تسسبب مفاسسد‬
‫جلة أجلناها ف النقاط الاضية‪.‬‬
‫إن انتشار العمسل بالتعسة جسر إل إعارة الفرج‪،‬‬
‫وإعارة الفرج معنا ها أن يع طي الر جل امرأ ته أو أم ته‬
‫إل ر جل آ خر في حل له أن يتم تع ب سها أو أن ي صنع‬
‫بسها ما يريد‪ ،‬فإذا ما أراد رجل ما أن يسافر أودع‬
‫امرأتسه عنسد جاره أو صسديقه أو أي شخسص كان‬
‫يتاره‪ ،‬فيبيسح له أن يصسنع بسسها مسا يشاء طيلة مدة‬
‫سفره‪ .‬والسبب معلوم حت يطمئن الزوج على امرأته‬
‫لئل تزنس فس غيابسه (!!) وهناك طريقسة ثانيسة لعارة‬
‫الفرج إذا نزل أ حد ضيفا ع ند قوم‪ ،‬وأرادوا إكرا مه‬
‫فإن صساحب الدار يعيس امرأتسه للضيسف طيلة مدة‬
‫إقام ته عند هم‪ ،‬في حل له من ها كل ش يء‪ ،‬ولل سف‬
‫يروون فسس ذلك روايات ينسسسبونسها إل المام‬
‫الصادق وإل أبيه أب جعفر سلم ال عليه‪.‬‬
‫روى الطوسي عن ممّد عن أب جعفر عليه السلم‬
‫قال‪ :‬قلت‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫(الرجل يل لخيه فرج جاريته؟ قال‪ :‬نعم ل بأس‬
‫به له ما أحل له منها) (الستبصار ‪.)3/136‬‬
‫وروى الكلينس والطوسسي عسن ممّد بسن مضارب‬
‫قال‪ :‬قال ل أبسو عبسد ال ‪( :‬يسا مم ّد خسذ هذه‬
‫الارية تد مك وت صيب من ها‪ ،‬فإذا خر جت فاردد ها‬
‫إلينسا) (الكافس؟)‪( ،‬الفروع ‪( ،)2/200‬السستبصار‬
‫‪.)3/136‬‬
‫قلت‪ :‬لو اجتمعست البشريسة بأسسرها فأقسسمت أن‬
‫الماميس الصسادق والباقسر عليهمسا السسلم قال هذا‬
‫الكلم ما أنا بصدق؟‬
‫إن المام ي سلم ال عليه ما أ جل وأع ظم من أن‬
‫يقول م ثل هذا الكلم البا طل‪ ،‬فل يبي حا هذا الع مل‬
‫القزز الذي يتنافس مسع اللق السسلمي الرفيسع‪ ،‬بسل‬
‫هذه هي الديا ثة‪ ،‬ل شك أن الئ مة سلم ال علي هم‬
‫ورثوا هذا العلم كابرا عسن كابر فنسسبة هذا القول‬
‫وهذا العمل إليهما إنا هو نسبة إل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله فهو إذن تشريع إلي‪.‬‬
‫ف زيارتنا للهند ولقائنا بأئمة الشيعة هناك كالسيد‬
‫النقوي وغيه مررنا بماعة من الندوس وعبدة البقر‬
‫وال سيخ وغي هم من أتباع الديانات الوثن ية‪ ،‬وقرأ نا‬
‫كثيا ف ما وجد نا دينا من تلك الديان الباطلة يب يح‬
‫هذا العمل ويله لتباعه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فكيف يكن لدين السلم أن يبيح مثل هذا العمل‬
‫السيس الذي يتناف مع أبسط مقومات الخلق؟‬
‫زرنا الوزة القائمية ف إيران فوجدنا السادة هناك‬
‫يبيحون إعارة الفروج‪ ،‬ومن أفت بإباحة ذلك السيد‬
‫ساف وغيه ولذا فإن موضوع إعارة‬ ‫سف ال الصس‬ ‫لطس‬
‫الفرج منتشر ف عموم إيران‪ ،‬واستمر العمل به حت‬
‫بعد الطا حة بالشاه ممّد ر ضا ب سهلوي وم يء آية‬
‫ال العظمسى المام المينس الوسسوي‪ ،‬وبعسد رحيسل‬
‫المام المينس‪))1‬أيضا اسستمر العمسل عليسه‪ ،‬وكان هذا‬
‫أحد السباب الت أدت إل فشل أول دولة شيعية‬
‫ف الع صر الد يث‪ ،‬كان الشي عة ف عموم بلد العال‬
‫يتطلعون إليها‪ ،‬ما حدا بعظم السادة إل التبء منها‪،‬‬
‫بسل ومهاجتهسا أيضا‪ ،‬فهذا صسديقنا العلمسة السسيد‬
‫موسسى الوسسوي سساها (الثورة البائسسة) وألف كتبا‬
‫وبوثا ونشر مقالت ف مهاجتها وبيان أخطائها‪.‬‬
‫وقال السسيد جواد الوسسوي‪ :‬إن الثورة السسلمية‬
‫ف إيران ليس لا من السلم إل السم‪.‬‬

‫‪ - )1‬ل قد خاب ظ ن و ظن كث ي من ال سادة بكو مة المام المي ن‪ ،‬فك نا نتو قع أن تكون‬ ‫(‬

‫إيران معقمل السملم‪ ،‬ولكمن للسمف فقمد بدأت تصمفية العارضيم وإراقمة دمائهمم ممع‬
‫عوائلهمم‪ ،‬وصمارت أنممهار الدماء تري بل رحةم‪ ،‬وكان يفترض أن يتمم القضاء على مما‬
‫أحدثه آل بمهلوي من فساد‪ ،‬ولكن الفساد استمر حت بعد ميء المام المين‪ ،‬فالمامات‬
‫متلطة رجا ًل ونساءً‪ ،‬والزنا كان علنا وأصبح سرا ولكن بصورة أوسع‪ ،‬والتبج بقي كما‬
‫هو ب يث ترج الرأة بالبنطال وبكا مل زينت ها و قد وض عت ف قط غطاء الرأس عدا الرشوة‬
‫والسرقة وغيها‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وكان آيسة ال العظمسى السسيد ممّسد كاظسم‬
‫شريعتمداري مسن أشسد العارضيس لاس لاس رآه مسن‬
‫انراف واضح عن جادة السلم‪.‬‬
‫وهناك كثي من السادة من أعرفهم معرفة شخصية‬
‫انتقدوا حكومة المام المين ونفروا منها‪.‬‬
‫وماس يؤسسف له أن السسادة هنسا أفتوا بواز إعارة‬
‫الفرج‪ ،‬وهناك كثيس مسن العوائل فس جنوب العراق‬
‫وف بغداد ف منطقة الثورة من يارس هذا الفعل بناء‬
‫على فتاوى كثي من السادة منهم السيستان والصدر‬
‫والشيازي والطباطبائي والبوجردي وغيهسسسم‪،‬‬
‫وكثي منهم إذا حل ضيفا عند أحد استعار منه امرأته‬
‫إذا رآها جيلة‪ ،‬وتبقى مستعارة عنده حت مغادرته‪.‬‬
‫إن الواجب أن نذر العوام من هذا الفعل الشنيع‪،‬‬
‫وأن ل يقبلوا فتاوى ال سادة بإبا حة هذا الع مل القزز‬
‫الذي كان للصسابع الفيسة التس تعمسل مسن وراء‬
‫الكواليس الدور الكبي ف دسه ف الدين ونشره بي‬
‫الناس‪.‬‬
‫ول يقتصسر المسر على هذا‪ ،‬بسل أباحوا اللواطسة‬
‫بالنساء ورووا أيضا روايات نسبوها إل الئمة سلم‬
‫ال علي هم‪ ،‬ف قد روى الطو سي عن ع بد ال بن أ ب‬
‫اليعفور قال‪ ( :‬سألت أ با ع بد ال عن الر جل يأ ت‬
‫الرأة من دبرها قال‪ :‬ل بأس إذا رضيت‪ ،‬قلت‪ :‬فأين‬
‫ّهس‬
‫ُمس الل ُ‬
‫ْثس َأمَ َرك ُ‬
‫ِنس َحي ُ‬
‫قول ال تعال‪ :‬فَ ْأتُوهُنّ م ْ‬
‫‪69‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فقال‪ :‬هذا فس طلب الولد‪ ،‬فاطلبوا الولد مسن حيسث‬
‫ْثس‬
‫أمركسم ال‪ ،‬إن ال تعال يقول‪] :‬نِسسَا ُؤكُمْ حَر ٌ‬
‫س ) (السستبصار‬ ‫س َأنّىس شِ ْئتُم ْ‬
‫س فَ ْأتُواْ َحرَْثكُم ْ‬‫لّكُم ْ‬
‫‪.)3/243‬‬
‫وروى الطوسي أيضا عن موسى بن عبد اللك عن‬
‫رجسل قال‪( :‬سسألت أبسا السسن الرضسا عسن إتيان‬
‫الر جل الرأة من خلف ها ف دبر ها فقال‪ :‬أحلت ها آ ية‬
‫مسن كتاب ال قول لوط ] ‪ :‬هَسسؤُلءِ َبنَاتِي هُنّ‬
‫س فقسد علم أنسسهم ل يريدون الفرج)‬ ‫أَطْ َهرُ َلكُم ْ‬
‫(الستبصار ‪.)3/243‬‬
‫وروى الطوسسي عسن علي بسن الكسم قال‪ :‬سسعت‬
‫صفوان يقول‪ :‬قلت للرضا ‪( :‬إن رجلً من مواليك‬
‫أمرن أن أسألك عن مسألة فهابك واستحي منك أن‬
‫يسألك‪ ،‬قال‪ :‬ما هي؟ قال‪ :‬للرجل أن يأت امرأته ف‬
‫دبرها؟ قال‪ :‬نعم ذلك له) الصدر السابق‪.‬‬
‫ل شك أن هذه الخبار معار ضة ل نص القرآن‪ ،‬إذ‬
‫ِيضس قُلْ هُوَ‬
‫َنس الْمَح ِ‬ ‫َسسَألُونَكَ ع ِ‬‫يقول ال تعال‪] :‬ي ْ‬
‫أَذًى فَا ْعَت ِزلُواْ النّ سَاءَ فِي الْمَحِي ضِ َولَ َت ْقرَبُوهُنّ َحتّى‬
‫يَ ْط ُهرْ نَ [البقرة‪ ،]222:‬فلو كان إتيان الدبر مباحا‬
‫لمسسر اعتزال الفرج فقسسط ولقال (فاعتزلوا فروج‬
‫النساء ف الحيض)‪.‬‬
‫ولكسن لاس كان الدبر مرما إتيانسه أمسر باعتزال‬
‫الفروج والدبار فس ميسض النسساء بقوله‪َ ] :‬ولَ‬
‫َتقْ َربُوهُنّ ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ث بي ال تعال بعد ذلك من أين يأت الرجل امرأته‬
‫فقال تعال‪ :‬فَِإذَا تَ َط ّهرْ نَ فَ ْأتُوهُنّ مِ نْ َحيْ ثُ أَ َم َركُ مُ‬
‫ال ّلهُ [البقرة‪.]222:‬‬
‫سر بإتيان الفروج فقال‪ :‬نِسسَا ُؤكُمْ‬ ‫وال تعال أمس‬
‫حَرْثٌ لّكُمْ فَ ْأتُواْ َحرَْثكُمْ َأنّى شِ ْئتُمْ [البقرة‪،]223:‬‬
‫والرث هو موضع طلب الولد‪.‬‬
‫إن روا ية أ ب اليعفور عن أ ب ع بد ال مفهوم ها أن‬
‫طلب الولد يكون ف الفروج لقوله ف قوله تعال‪:‬‬
‫نِ سَا ُؤكُمْ َحرْ ثٌ لّكُ مْ هذا ف طلب الولد‪ ،‬فمفهوم‬
‫الروايسة تصسيص الفروج لطلب الولد‪ ،‬وأمسا قضاء‬
‫الوطسر والشهوة فهسو فس الدبار‪ ،‬وسسياق الروايسة‬
‫واضح ف إعطاء هذا الفهوم‪.‬‬
‫سصة لطلب‬ ‫ست مصس‬ ‫وهذا غلط لن الفروج ليسس‬
‫الولد فقسط بسل لقضاء الوطسر والشهوة أيضا‪ ،‬وهذا‬
‫واقع العشرة بي الزواج من لدن آدم وحت يرث‬
‫ال الرض ومن عليها‪ ،‬وأبو عبد ال أجل وأرفع من‬
‫أن يقول هذا القول البا طل‪ .‬ولو افترض نا جواز إتيان‬
‫الدبر ل ا كان هناك مع ن لل ية الكري ة فَِإذَا َت َطهّرْ نَ‬
‫فَ ْأتُوهُنّ مِ نْ َحيْ ثُ َأ َمرَكُ مُ اللّ هُ ل نه قد علم ‪-‬على‬
‫الفتراض الذكور‪ -‬أن التيان يكون ف القبل والدبر‬
‫وليس هناك موضع ثالث يكن إتيانه‪.‬‬
‫فلم يبق أي معن للية ول للمر الوارد فيها‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ول كن ل ا كان أ حد الوضع ي مرما ل يوز إتيا نه‪،‬‬
‫وال خر حل ًل احت يج إل بيان الو ضع الذي ي ب أن‬
‫يؤتى‪ ،‬فكان أمر ال تعال بإتيان الرث‪ ،‬والرث هو‬
‫موضسع طلب الولد وهذا الوضسع يؤتسى لطلب الولد‬
‫ولقضاء الوطر أيضا‪.‬‬
‫أما الرواية النسوبة إل الرضا ف إباحة اللواطة‬
‫بالنساء واستدلله بقولة لوط ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬إن تفسسي اليسة قول ال تعال‪] :‬هَسسؤُلءِ‬
‫َبنَاتِي هُنّ أَطْ َهرُ َلكُ مْ [هود‪ ،]78:‬قد ورد ف آ ية‬
‫ُمس‬
‫ِهس ِإّنك ْ‬
‫أخرى فس قوله تعال‪َ ] :‬ولُوطا ِإذْ قَالَ ِلقَ ْوم ِ‬
‫شةَ مَا َسبَ َقكُمْ ِبهَا مِنْ َأحَدٍ مّنَ الْعَالَمِيَ *‬
‫َلتَأْتُونَ اْلفَاحِ َ‬
‫سبِيلَ‬
‫أَِئّنكُمسسْ َلتَ ْأتُونسسَ الرّجَالَ َوتَ ْق َطعُونسسَ السس ّ‬
‫[العنكبوت‪ ،]28:‬وقطسع السسبيل ل يعنس مسا يفعله‬
‫قطاع الطرق وحدهسم ‪ ..‬ل‪ ،‬وإناس معناه أيضا قطسع‬
‫النسسل بالتيان فس غيس موضسع طلب الولد أي فس‬
‫الدبار‪ ،‬فلو اسستمر الناس فس إتيان الدبار ‪-‬أدبار‬
‫الرجال والنسسسسسساء‪ -‬وتركوا أيضا طلب الولد‬
‫لنقرضت البشرية وانقطع النسل‪.‬‬
‫فال ية الكريةس تع طي هذا الع ن أيضا وبا صة إذا‬
‫لحظنسا سسياق اليسة ماس قبلهسا‪ .‬ول مريسة أن هذا ل‬
‫ي فى على المام الر ضا فث بت بذلك كذب ن سبة‬
‫تلك الرواية إليه‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إن إتيان الن ساء ف أدبار هن ل ي قل به إل الشي عة‬
‫وبالذات المامية الثنا عشرية‪.‬‬
‫اعلم أن ج يع ال سادة ف حوزة الن جف والوزات‬
‫الخرى بل وف كل مكان يارسون هذا الفعل‪.‬‬
‫وكان صديقنا الجة السيد أحد الوائلي يقول بأنه‬
‫سة هذا‬‫سذ أن اطلع على هذه الروايات بدأ مارسس‬ ‫منس‬
‫الفعل وقليلً ما يأت امرأة ف قبلها‪.‬‬
‫وكل ما التق يت واحدا من ال سادة و ف كل مكان‬
‫فإ ن أ سأله ف حر مة إتيان الن ساء ف الدبار أو حله‬
‫فيقول ل بأنه حلل ويذكر الروايات ف حليتها منها‬
‫الروايات الت تقدمت الشارة إليها‪.‬‬
‫ول يكتفوا بإباح ية اللوا طة بالن ساء بل أباح كث ي‬
‫منهم حت اللواطة بالذكور وبالذات الردان‪ .‬كنا أحد‬
‫اليام فس الوزة فوردت الخبار بأن سساحة السسيد‬
‫عبدالسسي شرف الديسن الوسسوي قسد وصسل بغداد‪،‬‬
‫وسسيصل إل الوزة ليلتقسي سساحة المام آل كاشسف‬
‫الغطاء‪ .‬وكان ال سيد شرف الد ين قد سطع نمه ع ند‬
‫عوام الشي عة وخوا صهم‪ ،‬خا صة ب عد أن صدر ب عض‬
‫مؤلفاته كالراجعات‪ ،‬والنص والجتهاد‪.‬‬
‫ولاس وصسل النجسف زار الوزة فكان الحتفاء بسه‬
‫عظيما مسن قبسل الكادر الوزي علماء وطلبا وفس‬
‫جلسة له ف مكتب السيد آل كاشف الغطاء ضمت‬
‫عددا من السادة وبعض طلب الوزة‪ ،‬وكنت أحد‬
‫الاضريسن‪ ،‬وفس أثناء هذه اللسسة دخسل شاب فس‬
‫‪73‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫عنفوان شبابسه فسسلم فرد الاضرون السسلم‪ ،‬فقال‬
‫للسيد آل كاشف الغطاء‪:‬‬
‫سيد عندي سؤال‪ ،‬فقال له ال سيد‪ :‬و جه سؤالك‬
‫إل السسسسسسسسيد شرف الديسسسسسسسن‬
‫‪-‬فأحاله إل ضيفسه السسيد شرف الديسن تقديرا‬
‫وإكراما له‪-‬‬
‫قال السائل‪ :‬سيد أنا أدرس ف لندن للحصول على‬
‫الدكتوراه‪ ،‬وأ نا ما زلت أعزب غ ي متزوج‪ ،‬وأريسد‬
‫امرأة تعينن هناك ‪-‬ل يفصح عن قصده أول المر‪-‬‬
‫فقال له السسيد شرف الديسن‪:‬تزوج ثس خسذ زوجتسك‬
‫معك‪.‬‬
‫فقال الرجسل‪ :‬صسعب علي أن تسسكن امرأة مسن‬
‫بلدي معي هناك‪.‬‬
‫فعرف السيد شرف الدين قصده فقال له‪ :‬تريد أن‬
‫تتزوج امرأة بريطانية إذن؟‬
‫قال الرجسل‪ :‬نعسم‪ ،‬فقال له شرف الديسن‪ :‬هذا ل‬
‫يوز‪ ،‬فالزواج باليهودية أو النصرانية حرام‪.‬‬
‫فقال الرجل‪ :‬كيف أصنع إذن؟‬
‫فقال له السسيد شرف الديسن‪ :‬ابثس عسن مسسلمة‬
‫مقيمسة هناك عربيسة أو هنديسة أو أي جنسسية أخرى‬
‫بشرط أن تكون مسلمة‪.‬‬
‫فقال الرجسل‪ :‬بثست كثيا فلم أجسد مسسلمات‬
‫مقيمات هناك تصلح إحداهن زوجة ل‪ ،‬وحت أردت‬
‫‪74‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أن أت تع فلم أ جد‪ ،‬ول يس أما مي خيار إ ما الز نا وإ ما‬
‫الزواج وكلها متعذر علي‪.‬‬
‫أ ما الز نا فإ ن مبت عد ع نه ل نه حرام‪ ،‬وأ ما الزواج‬
‫فمتعذر علي ك ما ترى وأ نا أب قى هناك سنة كاملة أو‬
‫أك ثر ث أعود إجازة لدة ش هر‪ ،‬وهذا ك ما تعلم سفر‬
‫طويل فماذا‪ ))1‬أفعل؟‬
‫سسكت السسيد شرف الديسن قليلً ثس قال‪ :‬إن‬
‫وضعسك هذا مرج فعلً ‪ ..‬على أيسة حال أذكسر أنس‬
‫قرأت روا ية للمام جع فر ال صادق ‪ ،‬إذ جاءه ر جل‬
‫يسافر كثيا ويتعذر عليه اصطحاب امرأته أو التمتع‬
‫ف البلد الذي يسافر إليه بيث أنه يعان مثلما تعان‬
‫أ نت‪ ،‬فقال له أ بو ع‪))2‬بد ال ‪( :‬إذا طال بك ال سفر‬
‫فعليك بنكح الذكر) هذا جواب سؤالك‪.‬‬
‫خرج الرجسل وعليسه علمات الرتياب مسن هذا‬
‫الواب‪ ،‬وأ ما الاضرون ومن هم ال سيد زع يم الوزة‬
‫فلم ينبس أحد منهم ببنت شفة‪.‬‬
‫‪ - )1‬يبدو أنمه احتار فم جواب السمائل‪ ،‬ولام سمنحت ل فرصمة النفراد بالسميد آل‬ ‫(‬

‫كا شف الغطاء سألته عن هذه الروا ية ال ت ذكر ها ال سيد شرف الد ين فقال ل‪ :‬ل‬
‫أقف عليها فيما قرأت‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أجد مصدر تلك الرواية ف‬
‫كل ما قرأت‪ ،‬وكل ما وقع بيدي من كتب الخبار؛ فلم أعثر على مصدر لا‪ ،‬وأظن‬
‫أنه ارتلها لئل يرج بالواب أمام الاضرين‪.‬‬
‫‪ - )2‬أخبن بعض تلميذ السيد شرف الدين أنه ف زيارته لوروبا كان يتمتع بالوربيات‬ ‫(‬

‫كثيا وبا صة الميلت من هن‪ ،‬فكان ي ستأجر كل يوم واحدة‪ ،‬وكان متزوجا من شا بة‬
‫مسيحية مارونية‪ ،‬فلماذا يل لنفسه ما يرمه على غيه؟‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ضبط أحد السادة ف الوزة وهو يلوط بصب أمرد‬
‫مسن الدارسسي فس الوزة‪ .‬وصسل البس إل أسساع‬
‫الكثيين‪ ،‬وف اليوم التال بينما كان السيد الشار إليه‬
‫يتم شى ف الرواق‪ ،‬اقترب م نه سيد آ خر من علماء‬
‫‪-‬فخاطبسه‬
‫‪))2‬‬
‫الوزة أيضا‪ -‬وكان قسد بلغسه البس‬
‫بالفصحى مازحا‪ :‬سيد ما تقول ف ضرب اللق ؟‬
‫فأجابه السيد الول بزاح أشد قائلً له وبالفصحى‬
‫أيضا‪ :‬ي ستحسن إدخال الش فة ف قط‪ ،‬وقه قه الثنان‬
‫بقوة!!؟؟‬
‫وهناك سسيد مسن علماء الوزة مشهور باللواطسة‪،‬‬
‫رأى صسبيا يشسي مسع سسيد آخسر مسن علماء الوزة‬
‫أيضا‪ ،‬فسأله‪ :‬من هذا الصب الذي معك؟‬
‫فأجابه‪ :‬هذا ابن فلن‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬ل ل تر سله إلي نا لنقوم بتدري سه وتعلي مه‬
‫كي يصبح عالا مثلك؟‬
‫فأجابه ساخرا‪ :‬أيها السافل القي أتريد أن آتيك‬
‫به لتفعل به (كذا وكذا)!؟‬
‫وهذه الادثة حدثن بسها أحد الثقات من أساتذة‬
‫الوزة‪.))3‬‬

‫‪ - )1‬يريد بذلك حلقة الدبر‪.‬‬ ‫(‬

‫‪ - )2‬وليس بغريب ول عجيب‪ ،‬فإن بعض النظومات الت كنا نقرؤها تنص على ذلك نصا‬ ‫(‬

‫ل شبهة له‪ ،‬أل يقل الناظر "وجائز نكاح الغلم المرد‪."..‬‬


‫‪76‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫لقد رأينا الكثي من هذه الوادث‪ ،‬وما سعناه أكثر‬
‫بكثيس حتس إن صسديقنا الفضال السسيد عباس جعس‬
‫حوادث كثية جدا ودونسسها بتفاصسيلها وتواريهسا‬
‫وأسساء أصسحابسها‪ ،‬وهسو ينوي إصسدارها فس كتاب‬
‫أراد أن يسسميه (فضائح الوزة العلميسة فس النجسف)‬
‫لن الواجب كشف القائق للعوام من الشيعة أولئك‬
‫ال ساكي الذ ين ل يعلمون ما يري وراء الكوال يس‪،‬‬
‫ول يعلمون ما يفعله ال سادة‪ ،‬في سل أحد هم امرأ ته‬
‫سه لغرض الزيارة أو لطلب الولد أو‬‫سه أو أختس‬
‫أو بنتس‬
‫لتقدي (مراد للحسي) فيستلمها السادة وخاصة إذا‬
‫كا نت جيلة ليفجروا ب سها ويفعلوا ب سها كل من كر‬
‫ول حول ول قوة إل بال‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫المس‬
‫إن المس استغل هو الخر استغللً بشعا من قبل‬
‫الفقهاء والجتهديسن‪ ،‬وصسار موردا يدر على السسادة‬
‫والجتهدين أموالً طائلة جدا‪ ،‬مع أن نصوص الشرع‬
‫تدل على أن عوام الشي عة ف حل من د فع ال مس‪،‬‬
‫بسل هسو مباح لمس ل يبس عليهسم إخراجسه‪ ،‬وإناس‬
‫يتصسرفون فيسه كمسا يتصسرفون فس سسائر أموالمس‬
‫ومكاسسبهم‪ ،‬بسل إن الذي يدفسع المسس للسسادة‬
‫والجتهديسن يعتسب آثا لنسه خالف النصسوص التس‬
‫وردت عن أم ي الؤمن ي وأئ مة أ هل البيت سلم ال‬
‫عليهم‪.‬‬
‫وحت يقف القارئ اللبيب على حقيقة هذا المس‬
‫وكيفيسة التصسرف فيسه سسنستعرض موضوع المسس‬
‫وتطوره تارييا‪ ،‬وندعسسم بذلك نصسسوص الشرع‬
‫وأقوال الئ مة وفتاوى الجتهد ين الذ ين يع تد ب سهم‬
‫ويعول على كلمهم‪.‬‬
‫‪ -1‬عن ضريس الكنان قال أبو عبد ال ‪ :‬من أين‬
‫دخل على الناس الزنا؟‬
‫قلت ل أدري جعلت فداك‪ ،‬قال مسن قبسل خسسنا‬
‫أهل البيت إل شيعتنا الطيبي فإنه ملل لم ليلدهم‬
‫(أصول الكاف ‪ )2/502‬شرح الشيخ مصطفى‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -2‬عن حك يم مؤذن بن عي سى قال‪ :‬سألت أ با‬
‫عبسسسسسسد ال عسسسسسسن قوله تعال‪:‬‬
‫ُسسهُ‬
‫ّهس خُم َ‬
‫ُمس مّنس شَ ْيءٍ فَأَنّ لل ِ‬
‫وَاعْلَمُوا أَنّم َا َغنِ ْمت ْ‬
‫َولِلرّسسُولِ َولِذِي اْل ُقرْبَى [النفال‪ ،]41:‬فقال أبسو‬
‫عبسد ال برفقيسه على ركبتيسه ثس أشار بيده فقال‪:‬‬
‫(هي وال الفادة يوما بيوم إل أن أب جعل شيعته ف‬
‫حل ليزكوا) (الكاف ‪.)2/499‬‬
‫‪ -3‬عن ع مر بن يزيد قال‪ :‬رأ يت م سمعا بالدينة‬
‫و قد كان ح ل إل أ ب ع بد ال تلك ال سنة مال فرده‬
‫أبو عبد ال ‪ ..‬إل أن قال‪ :‬يا أبا سيار قد طيبناه لك‪،‬‬
‫وأحللناك منسه فضسم إليسك مالك وكسل مسا فس أيدي‬
‫شيعتنا من الرض فهم فيه مللون حت يقوم قائمنا)‬
‫(أصول الكاف ‪.)2/268‬‬
‫‪ -4‬عن ممّد بن م سلم عن أحده ا قال‪ :‬إن‬
‫أشسد مسا فيسه الناس يوم القيامسة أن يقوم صساحب‬
‫المسس فيقول‪ :‬يسا رب خسسي‪ ،‬وقسد طيبنسا ذلك‬
‫لشيعتنسا لتطيسب ولداتسسهم ولتزكوا ولداتسسهم‬
‫(أصول الكاف ‪.)2/502‬‬
‫‪ -5‬عسن أبس عبسد ال قال‪( :‬إن الناس كلهسم‬
‫يعيشون فس فضسل مظلتنسا إل أنسا أحللنسا شيعتنسا مسن‬
‫ذلك) (من ل يضره الفقيه ‪.)2/243‬‬

‫‪79‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -6‬عن يونس بن يعقوب قال‪ :‬كنت عند أب عبد‬
‫ال فد خل عل يه ر جل من القناط ي فقال‪( :‬جعلت‬
‫فداك‪ ،‬تقسع فس أيدينسا الرباح والموال والتجارات‬
‫ونعرف أن حقكسم فيهسا ثابست وإنسا عسن ذلك‬
‫مقصرون‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أنصفناكم إن كلفناكم ذلك)‬
‫(من ل يضره الفقيه ‪.)2/23‬‬
‫‪ -7‬عن علي بن مهزيار أ نه قال‪ :‬قرأت ف كتاب‬
‫لب جعفر جاءه رجل يسأله أن يعله ف حل من‬
‫مأكله ومشربسه مسن المسس‪ ،‬فكتسب بطسه‪( :‬مسن‬
‫أعوزه ش يء من ح قي ف هو ف حل) ( من ل يضره‬
‫الفقيه ‪.)2/23‬‬
‫‪ -8‬جاء رجسل إل أميس الؤمنيس ‪ ،‬قال‪ :‬أصسبت‬
‫مالً أرمضت فيه أفلي توبة؟ قال‪( :‬اتن بمسي‪ ،‬فأتاه‬
‫بمسسه‪ ،‬فقال ‪ :‬هسو لك إن الرجسل إذا تاب تاب‬
‫ماله معه) (من ل يضره الفقيه ‪.)2/22‬‬
‫فهذه الروايات وغيهسا كثيس صسرية فس إعفاء‬
‫الشي عة من ال مس وإن سهم ف حل من دف عه ف من‬
‫أراد أن ي ستخلصه لنف سه أو أن يأكله ول يد فع م نه‬
‫ل هل الب يت شيئا ف هو ف حل من دف عه وله ما أراد‬
‫ول إثس عليسه‪ ،‬بسل ل يبس عليهسم الدفسع حتس يقوم‬
‫القائم كما ف الرواية الثالثة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ولو كان المام موجودا فل يعطسى له حتس يقوم‬
‫قائم أهسل البيست‪ ،‬فكيسف يكسن إذن إعطاؤه للفقهاء‬
‫والجتهدين؟!‬
‫فتاوى الفقهاء العتمد ين ف إعفاء الشي عة من د فع‬
‫المس‪.‬‬
‫بناء على النصسوص التقدمسة وعلى غيهسا كثيس‬
‫الصسرحة بإعفاء الشيعسة مسن دفسع المسس صسدرت‬
‫فتاوى من كبار الفقهاء والجتهد ين م ن ل م باع ف‬
‫العلم واحتلوا مكانسة رفيعسة بيس العلماء‪ ،‬فس إباحسة‬
‫المسس للشيعسة وعدم دفعسه لي شخسص كان حتس‬
‫يقوم قائم أهل البيت‪:‬‬
‫‪ -1‬الحقسق اللي نمس الديسن جعفسر بسن السسن‬
‫التوف (‪676‬هس)‪.‬‬
‫أكسد ثبوت إباحسة النافسع والسساكن والتجسر حال‬
‫الغيبسة وقال‪ :‬ل يبس إخراج حصسة الوجوديسن مسن‬
‫أرباب المسس منهسا (انظسر كتاب شرائع السسلم‬
‫‪ 183-182‬كتاب المس )‪.‬‬
‫‪ -2‬يي بن سعيد اللي التوف (‪690‬هس)‪.‬‬
‫مال إل نظر ية إبا حة ال مس وغيه للشي عة كرما‬
‫من الئمة وفضلً كما ف (كتابه الامع للشرائع ص‬
‫‪.)151‬‬

‫‪81‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -3‬السن بن الطهر اللي الذي عاش ف القرن‬
‫الثامن أفت بإباحة المس للشيعة وإعفائهم من دفعه‬
‫كما ف (كتاب ترير الحكام ‪.)75‬‬
‫‪ -4‬الشهيد الثان التوف (‪966‬هس) قال ف (ممع‬
‫الفائدة والبهان ‪ )358-4/355‬ذهسب إل إباحسة‬
‫المس بشكل مطلق وقال‪ :‬إن الصح هو ذلك كما‬
‫ف كتاب (مسالك الفهام ‪.)68‬‬
‫‪ -5‬القدس الردبيلي التوف (‪993‬هس) وهو أفقه‬
‫فقهاء عصسره حتس لقبوه بالقدس قال بإباحسة مطلق‬
‫التصسرف فس أموال الغائب للشيعسة خصسوصا مسع‬
‫الحتياج‪ ،‬وقال‪ :‬إن عموم الخبار تدل على‬
‫ال سقوط بالكل ية ف زمان الغي بة والضور بع ن عدم‬
‫الوجوب وال تم لعدم وجود دل يل قوي على الرباح‬
‫والكاسب ولعدم وجود الغنيمة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقوله هذا م ستنبط من قوله تعال‪] :‬وَا ْعَلمُوا‬
‫َأّنمَا َغِن ْمُت ْم مّن َش ْي ٍء [النفال‪ ،]41:‬ث بي أن هناك‬
‫روايات عن الهدي تقول أبنا المس للشيعة‪.‬‬
‫‪ -6‬العلمة سلر قال‪ :‬إن الئمة قد أحلوا المس‬
‫فس زمان الغيبسة فضلً وكرما للشيعسة خاصسة انظسر‬
‫كتاب (الراسيم ‪.)633‬‬
‫‪ -7‬السيد ممّد علي طباطبائي التوف أول القرن‬
‫الادي عشسر قال‪ :‬إن الصسح هسو الباحسة (مدارك‬
‫الفهام ‪.)344‬‬
‫‪82‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -8‬ممّد باقسر السسبزواري التوفس أواخسر القرن‬
‫الادي عشر قال‪:‬‬
‫السستفاد مسن الخبار الكثية فس بثس الرباح‬
‫كصسحيحة الارث بسن الغية وصسحيحة الفضلء‬
‫ورواية ممّد بن مسلم ورواية داود بن كثي ورواية‬
‫إسسحاق بسن يعقوب وروايسة عبسد ال بسن سسنان‬
‫وصحيحة زرارة وصحيحة علي بن مهزيار وصحيحة‬
‫كريب‪ :‬إباحة المس للشيعة‪.‬‬
‫وت صدى للرد على ب عض الشكاليات الواردة على‬
‫هذا الرأي وقال‪ :‬إن أخبار الباحة أصح وأصرح فل‬
‫يسوغ العدول عنها بالخبار الذكورة‪.‬‬
‫وبالملة فإن القول بإبا حة ال مس ف زمان الغي بة‬
‫ل يلو من قوة انظر (كتاب ذخية العاد ‪.)292‬‬
‫‪ -9‬ممّد ح سن الف يض الكاشا ن ف كتا به مفات يح‬
‫الشري عة (‪ )229‬مفتاح (‪ )260‬اختار القول ب سقوط‬
‫ما يتص بالهدي‪ ،‬قال‪ :‬لتحليل الئمة ذلك للشيعة‪.‬‬
‫‪ -10‬جعفر كاشف الغطاء التوف (‪1227‬هس) ف‬
‫ك شف الغطاء (‪ :)364‬ذ كر إبا حة الئ مة للخ مس‬
‫وعدم وجوب دفعه إليهم‪.‬‬
‫‪ -11‬ممّد حسسن النجفسي التوفس ( ‪ )1266‬فس‬
‫(جواهر الكلم ‪.)16/141‬‬

‫‪83‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫قطسع بإباحسة المسس للشيعسة فس زمسن الغيبسة بسل‬
‫والضور الذي هسو كالغيبسة‪ ،‬وبيس أن الخبار تكاد‬
‫تكون متواترة‪.‬‬
‫‪ -12‬ونتسم بالشيسخ رضسا المدانس التوفس (‬
‫‪1310‬هسسس) فسس كتابسسه مصسسباح الفقيسسه‬
‫(‪ :)155‬فقسد أباح المسس حال الغيبسة‪ ،‬والشيسخ‬
‫المدا ن هذا متأ خر جدا ق بل حوال قرن من الزمان‬
‫أو أكثر‪.‬‬
‫وهكذا نرى أن القول بإباحسة المسس للشيعسة‬
‫وإعفائهسم مسن دفعسه هسو قول مشتهسر عنسد كسل‬
‫الجتهديسن التقدميس منهسم والتأخريسن‪ ،‬وقسد جرى‬
‫الع مل عل يه إل أوائل القرن الرا بع ع شر فضلً عن‬
‫كونسه ماس وردت النصسوص بإباحتسه‪ ،‬فكيسف يكسن‬
‫والال هذه دفسع المسس إل الفقهاء والجتهديسن؟‪،‬‬
‫مسع أن الئمسة سسلم ال عليهسم رفضوا المسس‬
‫وأرجعوه إل أصسحابه وأعفوهسم مسن دفعسه‪ ،‬أيكون‬
‫الفقهاء والجتهدون أفضسل مسن الئمسة سسلم ال‬
‫عليهم؟‬
‫إن فتاوى إباحسة المسس للشيعسة ل تقتصسر على‬
‫هؤلء الذ ين ذكر نا من الفقهاء والجتهد ين ل وإن ا‬
‫هناك أضعاف هذا العدد الذي ذكرنسا وعلى مسر هذه‬
‫القرون ولكن نا اختر نا من كل قرن واحدا من الفقهاء‬
‫القائل ي بعدم د فع ال مس ل كي يت ضح ل نا أن القول‬
‫‪84‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بعدم وجوب المس قد قال به كثي من الفقهاء وعلى‬
‫مر الزمان لنه هو القول الراجح ف السألة‪ ،‬ولوافقته‬
‫للنصوص وعمل الئمة عليهم السلم‪.‬‬
‫ولنأ خذ فتوتي ي لعلم ي من أعلم الن هج الشي عي‬
‫هاس‪ :‬الشيسخ الفيسد والشيسخ الطوسسي‪ ،‬قال الشيسخ‬
‫الفيد‪:‬‬
‫قسد اختلف قوم مسن أصسحابنا فس ذلك ‪-‬أي‬
‫المس‪ -‬عند الغيبة‪ ،‬وقد ذهب كل فريق منهم إل‬
‫مقال (ث يذكر عدد القالت) منها قوله‪:‬‬
‫‪))1‬‬
‫منهم من يسقط قول إخراجه لغيبة المام ‪ ،‬وما‬
‫تقدم من الرخص فيه من الخبار‪ .‬وبعضهم يوجب‬
‫كنسزه ‪-‬أي دفنه‪ -‬ويتأول خبا ورد‪( :‬إن الرض‬
‫تظهر كنوزها عند ظهور المام‪ ،‬وأنه إذا قام دله‬
‫ال على الكنوز فيأخذها من كل مكان)‪.‬‬
‫ث يتار قولً منها فيقول‪:‬‬
‫بعزل ال مس ل صاحب ال مر ‪-‬يع ن الهدي‪ -‬فإن‬
‫خشي إدراك الوت قبل ظهوره وصى به إل من يثق‬
‫به ف عقله وديان ته ح ت ي سلم إل المام‪ ،‬إن أدرك‬
‫قيامسه‪ ،‬وإل وصسى بسه إل مسن يقوم مقامسه بالثقسة‬
‫سة‪ ،‬ثس على هذا الشرط إل أن يقوم المام‪،‬‬ ‫والديانس‬
‫قال‪ :‬وهذا القول عندي أوضسح مسن جيسع مسا تقدم‪،‬‬

‫‪ - )1‬يعن إذا كان المام غائبا فلمن يعطيه؟‬ ‫(‬

‫‪85‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫لن ال مس حق لغائب ل ير سم ف يه ق بل غي بة ر سا‬
‫يب النتهاء إليه‪.‬‬
‫ثس قال‪ :‬ويري ذلك مرى الزكاة التس يقدم عنسد‬
‫حلولا مستحقها فل يب عند ذلك سقوطها‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫إذا ذهسب ذاهسب إل مسا ذكرناه مسن شطسر المسس‬
‫الذي هو خالص المام‪ ،‬وج عل الش طر ال خر ليتام‬
‫آل ممّد وأبناء سبيلهم م ساكينهم على ما جاء ف‬
‫القرآن‪.‬‬
‫قال‪ :‬فمن فعل هذا ل تبعد إصابته الق ف ذلك بل‬
‫كان على صسواب‪ ،‬وإناس اختلف أصسحابنا فس هذا‬
‫الباب انظر (القنعة ‪.)46‬‬
‫وقال الشيسخ الطوسسي التوفس (‪460‬ه_) مؤسسس‬
‫الوزة النجف ية وأول زع يم ل ا‪ :‬ب عد أن ذ كر أحكام‬
‫المس قال‪ :‬هذا ف حال ظهور المام‪.))1‬‬
‫ث قال‪ :‬فأ ما ف حال الغي بة ف قد رخ صوا لشيعت هم‬
‫التصرف ف حقوقهم من الناكح والتجر والساكن‪.‬‬
‫فأ ما ما عدا ذلك فل يوز الت صرف ف يه على حال‪،‬‬
‫وما يستحقونه من الخاس ف الكنوز وغيها ف حال‬
‫)‬
‫الغيبة‪ ،‬فقد اختلف قول أصحابنا فيه وليس نص معي‬
‫‪ - )1‬مع ن ذلك أن ال مس ف حال ظهور المام له ح كم‪ ،‬و ف حال غي بة هذا المام أو‬ ‫(‬

‫عدم تكنه فله حكم آخر‪.‬‬


‫‪ - )2‬قوله لعدم وجود نص مع ي ف يه ن ظر ذلك أن هناك ن صوصا كثية ف إبا حة ال مس‬ ‫(‬

‫للشيعة ف زمن الغيبة وقد أسلفنا بعضها‪.‬‬


‫‪86‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪)2‬‬
‫‪ ،‬إل أن كل وا حد من هم ‪-‬أي فقهاء الشي عة‪ -‬قال‬
‫قو ًل يقتضيه الحتياط‪.‬‬
‫ث حصر الطوسي هذه القوال ف أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬قال بعضهم أنه جار ف حال الستتار مرى ما‬
‫أبيح لنا من الناكح والتاجر ‪-‬يعن طالا كان المام‬
‫غائبا أو م ستترا ف كل ش يء مباح‪ -‬وهذا هو أ صح‬
‫القوال لنه موافق للنصوص الواردة عن الئمة‪ ،‬وبه‬
‫قال كثي من الفقهاء‪.‬‬
‫‪ -2‬وقال قوم أ نه ي ب الحتفاظ به أو حف ظه ما‬
‫دام النسان حيا‪ ،‬فإذا حضرته الوفاة وصى به إل من‬
‫يثق به من إخوانه الؤمني ليسلمه إل صاحب المر‬
‫إذا حضسر‪ ،‬أو يوصسى بسه حسسبما وصسى بسه إل أن‬
‫يوصله إل صاحب المر‪.‬‬
‫‪ -3‬وقال قوم‪ :‬يب أن يقسم المس ستة أقسام‪،‬‬
‫ثل ثة أق سام للمام تد فن أو تودع ع ند من يوثق به‪،‬‬
‫وهذا القول قد اختاره الطوسي‪.‬‬
‫والقسسام الثلثسة الخرى وتوزع على مسستحقيها‬
‫مسن أيتام آل ممّد صسلى ال عليسه وآله ومسساكنهم‬
‫وأبناء سبيلهم‪ ،‬وهذا ما ينبغي العمل عليه‪.‬‬
‫وهذا القول مطا بق لفتوى الف يد ف قياس ال مس‬
‫على الزكاة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ثس يقول‪( :‬ولو إن النسسان اسستعمل الحتياط‬
‫وعمسل على أحسد القوال القدم ذكرهسا مسن إجزاء‬
‫الدفسن أو الوصساة ل يكسن مأثوما) انتهسى بتصسرف‬
‫يسي‪.‬‬
‫ل قد ح صر الش يخ الطو سي الت صرف ف ال مس‬
‫حال الغيبسة فس هذه القوال الربعسة التقدمسة واختار‬
‫هو القول الرا بع منها‪ ،))1‬وب ي أن الن سان إذا اختار‬
‫أي قول من هذه القوال وعمل به ل يكن آثا‪.‬‬
‫ونن نلحظ هذه القوال الربعة‪ ،‬فهي وإن اختلف‬
‫بينها ف بعض التفاصيل لكنها أجعت على شيء واحد‬
‫ن ن ب صدد بيا نه و هو أن هذه الموال ‪-‬أي ال مس‪-‬‬
‫التس هسي حسق المام الغائب أو حسق غيه ل تصسرف‬
‫للسادة ول الجتهدين‪.‬‬
‫ورغم أن القوال الربعة التقدمة اختلفت من جهة‬
‫صرف أموال ال مس‪ ،‬إل أن سها ل يس في ها تلم يح‬
‫فضلً عن الت صريح بوجوب أو إبا حة إعطاء ال مس‬
‫أو جزء منه للسادة والجتهدين‪.‬‬
‫إن القول الرابع والذي اختاره الشيخ الطوسي هو‬
‫الذي كان عل يه الشي عة‪ ،‬والطو سي ك ما ل ي فى هو‬
‫مؤسس الوزة العلمية وهو شيخ الطائفة‪.‬‬

‫‪ - )1‬وهو قول كثي من الفقهاء‪.‬‬ ‫(‬

‫‪88‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ترى أكان الش يخ وجاه ي الشي عة ف ع صره وقبله‬
‫وبعده مطئي؟‬
‫فهذه فتوى أول زعيم للحوزة العلمية النجفية‪.‬‬
‫ولنر فتوى آخر زعيم للحوزة نفسها مولنا المام‬
‫الراحل أب القاسم الوئي ليتضح لنا أن الفتوى بي‬
‫أول زعيم للحوزة‪ ،‬وفتوى آخر زعيم لا‪.‬‬
‫قال المام الوئي فسس بيان مسسستحق المسسس‬
‫ومصرفه‪:‬‬
‫يقسم المس ف زماننا زمان الغيبة نصفي‪:‬‬
‫نصف لمام العصر الجة النتظر (عج)‪ ،))1‬وجعل‬
‫أرواحنا فداه‪.‬‬
‫ونصسف لبنس هاشسم أيتامهسم ومسساكينهم وأبناء‬
‫السبيل ‪ ..‬إل أن قال‪:‬‬
‫النصف الذي يرجع للمام عليه وعلى آبائه أفضل‬
‫ال صلة وال سلم‪ ،‬ير جع ف يه ف زمان الغي بة إل نائ به‬
‫و هو الفق يه الأمون العارف ب صارفه‪ ،‬إ ما بالد فع إل يه‬
‫أو الستئذان منه ‪ ..‬ال انظر كتاب (ضياء الصالي‬
‫مسسسألة ‪ 1259‬ص ‪ ،)347‬إن فتوى المام الوئي‬
‫تتلف عن فتوى الش يخ الطو سي‪ ،‬فالش يخ الطو سي‬
‫ل يقول بإعطاء المسس أو شيسء منسه إل الفقيسه‬
‫الجتهسد وقسد عمسل بنسص فتواه جاهيس الشيعسة‬
‫العاصرون له‪.‬‬
‫‪ - )1‬هذه عند الشيعة معناها عجل ال فرجه‪.‬‬ ‫(‬

‫‪89‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بينما نرى فتوى مولنا الراحل المام الوئي تنص‬
‫على إعطاء المس أو جزء منه للفقيه والجتهد‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫ملخص تطور نظرية المس‬


‫القول الول‪:‬‬
‫بعد انقطاع سلسلة المامة وغيبة المام الهدي هو‬
‫أن ال مس من حق المام الغائب‪ ،‬ول يس لفق يه ول‬
‫سيد ول متهد حق فيه‪ ،‬ولذا ادعى أكثر من عشرين‬
‫شخصا النيابة عن المام الغائب‪ ،‬من أجل أن يأخذوا‬
‫المسس فقالوا‪ :‬ننس نلتقسي المام الغائب‪ ،‬ويكننسا‬
‫إعطاؤه أخاس الكاسب الت ترد‪.‬‬
‫وكان هذا ف ز من الغي بة ال صغرى‪ ،‬وب قي بعد ها‬
‫مدة قرن أو قرني من الزمان‪ ،‬ول يكن المس يعطى‬
‫للمجت هد أو ال سيد‪ ،‬و ف هذه الفترة ظهرت الك تب‬
‫الربعة العروفة بالصحاح الربعة الول‪ ،‬وكلها تنقل‬
‫عن الئمة إباحة المس للشيعة وإعفاءهم منه‪.‬‬
‫ول ت كن هناك أ ية فتوى ف إعطاء الخاس لل سادة‬
‫والجتهدين‪.‬‬
‫القول الثان‪:‬‬
‫ث تطور المر‪ ،‬بعد أن كان الشيعة ف حل من دفع‬
‫ال مس ف ز من الغي بة ك ما سبق بيا نه؛ تطور ال مر‬
‫فقالوا بوجوب إخراج المسس‪ ،‬إذا أراد أصسحاب‬
‫سن القول الول‪ ،‬فقالوا يب س‬ ‫الغراض التخلص مس‬
‫‪91‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إخراج ال مس على أن يد فن ف الرض ح ت يرج‬
‫المام الهدي‪.‬‬
‫القول الثالث‪:‬‬
‫ث تطور ال مر فقالوا ي ب أن يودع ع ند ش خص‬
‫أمي‪ ،‬وأفضل من يقع عليه الختيار لذه المانة هم‬
‫فقهاء الذهسب‪ ،‬مسع التنسبيه على أن هذا للسستحباب‬
‫ول يس على سبيل ال تم واللزام‪ ،‬ول يوز للفقيه أن‬
‫يتصرف به بل يتفظ به حت يوصله إل الهدي‪.‬‬
‫وهنا ترد ملحظة مهمة وهي‪:‬‬
‫من الفقهاء من حفظ الموال الودعة عنده‪ ،‬ث بعد‬
‫مو ته قال ذووه عن ها لنا أموال مود عة عنده ي ب أن‬
‫تودع عند من يأت بعده؟‬
‫ل شسك أن الواب الصسحيح هسو‪ :‬ل يوجسد مثسل‬
‫هذا الش خص‪ ،‬ول ن سمع أو نقرأ عن ش خص كهذا‬
‫ثبت أن أموال الناس ‪-‬أعن المس‪ -‬كانت مودعة‬
‫عنده ث انتقلت إل من يأت بعده‪.‬‬
‫والصسواب‪ :‬إن كسل مسن أودعست عندهسم الموال‬
‫جاء ورثتهم فاقتسموا تلك الموال بينهم على أنسها‬
‫مال موروث من آبائهم‪ ،‬فذهب خس المام إل ورثة‬
‫الفقيه المي‪ ،‬هذا إذا كان الفقيه أمينا ول يستخلص‬
‫ذلك الال لنفسه!!‪.‬‬
‫و من الد ير بالذ كر أن القا ضي ا بن ب سهراج أو‬
‫براج طور هذا المسر مسن السستحباب إل الوجوب‪،‬‬
‫‪92‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فكان أول مسن قال بضرورة إيداع سسهم المام عنسد‬
‫من يو ثق به من الفقهاء والجتهد ين ح ت ي سلمه إل‬
‫المام الغائب إن أدركه‪ ،‬أو يوصي به إل من يثق به‬
‫من يأت بعده ليسلمه للمام‪ .‬وهذا منصوص عليه ف‬
‫كتاب (الهذب ‪ )8/80‬وهذه خطوة مهمة جدا‪.‬‬
‫القول الرابع‪:‬‬
‫ثسس جاء العلماء التأخرون فطوروا السسسألة شيئا‬
‫فشيئا‪ ،‬حتس كان التطور قبسل الخيس فقالوا بوجوب‬
‫إعطاء المس للفقهاء لكي يقسموه بي مستحقيه من‬
‫اليتام والساكي من أهل البيت‪ ،‬والرجح أن الفقيه‬
‫ابسن حزة هسو أول مسن مال إل هذا القول فس القرن‬
‫السادس‪ ،‬كما نص على ذلك ف كتاب (الوسيلة ف‬
‫نيسل الفضيلة ‪ )182‬واعتسب هذا أفضسل مسن قيام‬
‫صاحب ال مس بتوزي عه بنف سه وبا صة‪ ،‬إذا ل ي كن‬
‫يسن القسمة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫القول الامس‪:‬‬
‫واسستمر التطور شيئا فشيئا فس الزمنسة التأخرة‬
‫‪-‬وقسد يكون قبسل قرن مسن الزمان‪ -‬حتس جاءت‬
‫الطوة الخية فقال بعسض الفقهاء بواز التصسرف‬
‫ب سهم المام ف ب عض الوجوه ال ت يرا ها الفق يه م ثل‬
‫النفاق على طلبسة العلم‪ ،‬وإقامسة دعائم الديسن وغيس‬
‫ذلك‪ ،‬كما أفت به السيد مسن الكيم ف مستمسك‬
‫(العروة الوثقى ‪.)9/584‬‬
‫هذا مع قوله‪ :‬بعدم الاجة ف الرجوع إل الفقيه ف‬
‫صرف حصة المام‪.‬‬
‫وهذا يعنس أن صسرف حصسة الفقيسه هسي قضيسة‬
‫ظهرت فس هذه الزمان التأخرة جدا‪ ،‬فهسم ينظرون‬
‫إل واقعهم فيون مدارسهم ومطابعهم وما تتاجه من‬
‫نفقات‪.‬‬
‫وكذلك ينظرون ف حاجاتسهم الشخصية‪ ،‬فكيف‬
‫يكنهم معالة هذا كله وتسديد هذه الاجات؟ علما‬
‫أن هذا يتطلب مبالغ طائلة‪.‬‬
‫فكا نت نظرت سهم إل ال مس كأف ضل مورد ي سد‬
‫حاجاتسهم كلها‪ ،‬ويقق لم منافع شخصية وثروات‬
‫ضخمسة جدا‪ ،‬كمسا نلحظسه اليوم عنسد الفقهاء‬
‫والجتهدين‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إن القضيسة مرت فس أدوار وتطورات كثية‪ ،‬حتس‬
‫اسستقرت أخيا على وجوب إعطاء أخاس الكاسسب‬
‫للفقهاء والجتهديسن‪ ،‬وبذلك يتسبي لنسا أن المسس ل‬
‫ينص عليه كتاب ول سنة ول قول إمام‪ ،‬بل هو قول‬
‫ظ هر ف الز من التأ خر‪ ،‬قاله ب عض الجتهد ين‪ ،‬و هو‬
‫مالف للكتاب والسسنة وأئمسة أهسل البيست ولقوال‬
‫وفتاوى الفقهاء والجتهدين والعتد بسهم‪.‬‬
‫وإ ن أه يب بإخوا ن وأبنائي الشي عة أن يتنعوا عن‬
‫سادة‬
‫سم إل السس‬ ‫سبهم وأرباحهس‬ ‫سع أخاس مكاسس‬ ‫دفس‬
‫الجتهد ين‪ ،‬لن سها حلل ل م هم ول يس لل سيد أو‬
‫الفقيه أي حق فيها‪ ،‬ومن أعطى المس إل الجتهد‬
‫أو الفق يه فإ نه يكون قد ارت كب إثا لخالف ته لقوال‬
‫الئ مة إذ أن ال مس ساقط عن الشي عة ح ت يظ هر‬
‫القائم‪.‬‬
‫وأرى من الضروري أن أذكر قول آية ال العظمى‬
‫المام المين ف السألة‪ ،‬فإنه كان قد تدث عنها ف‬
‫ماضرات ألقاهسا على مسسامعنا جيعا فس الوزة عام‬
‫(‪1389‬هس)‪ ،‬ث جعها ف كتاب الكومة السلمية‬
‫أو ولية الفقيه‪:‬‬
‫فكان م ا قال‪ :‬يا لق صر الن ظر لو قل نا إن تشر يع‬
‫ال مس جاء لتأم ي معا يش ذر ية الر سول صلى ال‬
‫عليه وآله فحسب‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أنه يكفي هم ويزيد هم جزء ضل يل من آلف ‪-‬كذا‬
‫قال‪ -‬جزء مسن هذه الاليسة الضخمسة‪ ،‬بسل تكفيهسم‬
‫أخاس سسوق واحسد كسسوق بغداد مثلً مسن تلك‬
‫ال سواق التجار ية الضخ مة ك سوق طهران ودم شق‬
‫وإ سلم بول و ما أش به ذلك‪ ،‬فماذا ي صبح حال بق ية‬
‫الال؟‪.‬‬
‫ثس يقول‪ :‬إننس أرى الكسم السسلمي العادل ل‬
‫يتطلب تكاليسف باهظسة فس شؤون تافهسة أو فس غيس‬
‫الصال العامة‪.‬‬
‫ث يقول‪ :‬ل تكن ضريبة المس جباية لتأمي حاجة‬
‫السادة آل الرسول صلى ال عليه وآله فحسب‪ ،‬أو‬
‫الزكاة تفريقا على الفقراء والساكي‪ ،‬وإنا تزيد على‬
‫حاجاتسهم بأضعاف‪.‬‬
‫فهل بعد ذلك يترك السلم جباية المس والزكاة‬
‫و ما أش به نظرا إل تأم ي حا جة ال سادة والفقراء‪ ،‬أو‬
‫يكون مصي الزائد طعمة ف البحار أو دفنا ف التراب‬
‫أو نو ذلك؟‬
‫كان عدد ال سادة م ن يوز ل م الرتزاق بال مس‬
‫يوم ذاك ‪-‬يع ن ف صدر ال سلم‪ -‬ل يتجاوز الائة‪،‬‬
‫ولو نفرض عددهم نصف مليون‪ ،‬هل من العقول أن‬
‫نتصسور اهتمام السسلم بفرض المسس هذه الاليسة‬
‫الضخمسة‪ ،‬التس تتضخسم وتزداد فس تضخمهسا كلمسا‬
‫‪96‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫توسعت التجارة والصناعات كما هي اليوم كل ذلك‬
‫لغاية إشباع آل الرسول صلى ال عليه وآله؟‬
‫كل انظر كتا به الذكور (‪ )42-40-1/39‬طبعة‬
‫مطبعة الداب ف النجف‪.‬‬
‫إن المام المين يصرح بأن أموال المس ضخمة‬
‫جدا‪ ،‬هذا ف ذلك الو قت ل ا كان المام يا ضر ف‬
‫الوزة‪ ،‬فكم هي ضخمة إذن ف يومنا هذا؟‬
‫سن آلف‬ ‫سرح المام أيضا أن جزءا واحدا مس‬ ‫ويصس‬
‫الجزاء من هذه الالية الضخمة يكفي أهل بيت النب‬
‫صسلى ال عليسه وآله‪ ،‬فماذا يفعسل بالجزاء الكثية‬
‫التبقية؟؟‪.‬‬
‫ل بسد أن توزع على الفقهاء والجتهديسن حسسب‬
‫مفهوم قول المام المين‪.‬‬
‫ولذا فإن المام المينس كان ذا ثروة ضخمسة جدا‬
‫ف إقامته ف العراق حت أنه لا أراد السفر إل فرنسا‬
‫للقامة فيها فإنه حول رصيده ذلك من الدينار العراقي‬
‫إل الدولر المريكسي وأودعسه فس مصسارف باريسس‬
‫بفوائد مصرفية ضخمة‪.‬‬
‫إن فساد النسان يأت من طريقي‪ :‬ال نس والال‪،‬‬
‫وكلها متوافر للسادة‪.‬‬
‫فالفروج والدبار عن طر يق الت عة وغي ها‪ .‬والال‬
‫عن طر يق ال مس و ما يل قى ف العتبات والشا هد‪،‬‬
‫فمسن منهسم يصسمد أمام هذه الغريات‪ ،‬وباصسة إذا‬
‫‪97‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫علم نا أن بعض هم ما سلك هذا الطر يق إل من أ جل‬
‫إشباع رغباته ف النس والال؟؟!!‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫لقد بدأ التنافس بي السادة والجتهدين للحصول‬
‫على المسس‪ ،‬ولذا بدأ كسل منهسم بتخفيسض نسسبة‬
‫المسس الأخوذة مسن الناس حتس يتوافسد الناس إليسه‬
‫أك ثر من غيه فابتكروا أ ساليب شيطان ية‪ ،‬ف قد جاء‬
‫رجل إل السيد علي السيستان فقال له‪:‬‬
‫إن القوق ‪-‬ال مس‪ -‬الترت بة علي خ سة ملي ي‪،‬‬
‫وأنا أريد أن أدفع نصف هذا البلغ أي أريد أن أدفع‬
‫مليونيس ونصسف فقسط‪ ،‬فقال له السسيد السسيستان‪:‬‬
‫هات الليوني والنصف‪ ،‬فدفعها إليه الرجل‪ ،‬فأخذها‬
‫منه السيستان‪ ،‬ث قال له‪ :‬قد وهبتها لك ‪-‬أي ارجع‬
‫البلغ إل الرجسل‪ -‬فأخسذ الرجسل البلغ‪ ،‬ثس قال له‬
‫السسيستان‪ :‬أدفسع البلغ ل مرة ثانيسة‪ ،‬فدفعسه الرجسل‬
‫إل يه‪ ،‬فقال له ال سيستان‪ :‬صار الن مموع ما دفع ته‬
‫إل من ال مس خ سة ملي ي ف قد برأت ذم تك من‬
‫القوق‪ .‬فل ما رأى ال سادة الخرون ذلك‪ ،‬قاموا هم‬
‫أيضا بتخفيسض نسسبة المسس واسستخدموا الطريقسة‬
‫ذاتسسها بسل ابتكروا طرقا أخرى حتس يتحول الناس‬
‫إليهسم‪ ،‬وصسارت منافسسة (شريفسة!) بيس السسادة‬
‫للحصول على المس‪ ،‬وصارت نسبة المس أشبه‬
‫‪98‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بالناقصسة وكثيس مسن الغنياء قام بدفسع المسس لنس‬
‫يأخذ نسبة أقل‪.‬‬
‫ولاس رأى زعيسم الوزة أن النافسسة على المسس‬
‫صارت شديدة‪ ،‬وأن ن سبة ما يرده هو من ال مس‬
‫صارت قليلة‪ ،‬أ صدر فتواه بعدم جواز د فع ال مس‬
‫لكسل مسن هسب ودب مسن السسادة‪ ،‬بسل ل يدفسع إل‬
‫لشخصسيات معدودة وله حصسة السسد أو لوكلئه‬
‫الذين وزعهم ف الناطق‪.‬‬
‫وبعسد اسستلمه هذه الموال‪ ،‬يقوم بتحويلهسا إل‬
‫ذهسب بسسبب وضسع العملة العراقيسة الاليسة‪ ،‬حيسث‬
‫يلك الن غرفتي ملوءتي بالذهب‪.‬‬
‫وأمسا مسا يسسرقه الوكلء دون علم السسيد فحدث‬
‫ول حرج‪.‬‬
‫قال أميس الؤمنيس ‪( :‬طوبس للزاهديسن فس الدنيسا‬
‫الراغسبي فس الخرة‪ ،‬أولئك اتذوا الرض بسساطا‬
‫وترابسسسها فراشا‪ ،‬وماءهسسا طيبا والقرآن شعارا‬
‫والدعاء دثارا‪ ،‬ثس قرضوا الدنيسا قرضا على منهاج‬
‫السسيح ‪ ..‬إن داود قام فس مثسل هذه السساعة مسن‬
‫الليسل فقال‪ :‬إنسسها سساعة ل يدعسو فيهسا عبدا إل‬
‫اسسسسستجيب له‪ ،‬إل أن يكون عشارا أو عريفا أو‬
‫شرطيا) (نسسهج البلغسة ‪ )4/24‬قارن بيس كلم‬
‫الميس وبيس أحوال السسادة واحكسم بنفسسك‪ ،‬إن‬
‫‪99‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫هذا ال نص وغيه من الن صوص العظي مة ل يس ل ا أي‬
‫صدى ع ند ال سادة والفقهاء‪ ،‬وحياة الترف والنع يم‬
‫والبذخ ال ت يعيشون سها أن ستهم ز هد أم ي الؤمن ي‪،‬‬
‫وأعمت أبصارهم عن تدبر كلمه واللتزام بضمونه‪.‬‬
‫إن العشار هسو الذي يأخسذ ضريبسة العشسر‪ ،‬فل‬
‫يستجاب دعاؤه كما قال ‪ ،‬فكيف بالماس؟ الذي‬
‫يأ خذ ال مس من الناس؟ إن الماس ل ي ستجاب له‬
‫من باب أول‪ ،‬لن ما يأخذه من ال مس ض عف ما‬
‫يأخذه العشار‪ ،‬نسأل ال العافية‪.‬‬
‫تنبيه آخر‪:‬‬
‫عرفنسا ماس سسبق أن المسس ل يعطسى للفقهاء ول‬
‫الجتهديسن‪ ،‬واتضسح لنسا هذا المسر مسن خلل بثس‬
‫الوضوع من كل جوان به‪ ،‬وي سن ب نا أن نن به إل أن‬
‫الفقهاء والراجسع الدينيسة يزعمون أنسسهم مسن أهسل‬
‫البيست فترى أحدهسم يروي لك سسلسلة نسسبه إل‬
‫الكاظسم ‪ .‬اعلم أنسه يسستحيل أن يكون هذا الكسم‬
‫الائل من فقهاء العراق وإيران و سورية ولبنان ودول‬
‫الليج والند وباكستان وغيها من أهل البيت‪ ،‬ومن‬
‫أحصسى فقهاء العراق وجسد أن مسن الحال أن يكون‬
‫عددهم الذي ل يصى من أهل البيت‪ ،‬فكيف إذا ما‬
‫أح صينا فقهاء البلد الخرى ومتهدي ها؟ ل شك أن‬

‫‪100‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫عدد هم يبلغ أضعافا مضاع فة‪ ،‬ف هل ي كن أن يكون‬
‫هؤلء جيعا من أهل البيت؟؟‬
‫وفوق ذلك إن شجرة النسساب تباع وتشترى فس‬
‫الوزة‪ ،‬ف من أراد ال صول على شرف الن سبة ل هل‬
‫البيت فما عليه إل أن يأت بأخته أو امرأته إذا كانت‬
‫جيلة إل أحد السادة ليتمتع بسها‪ ،‬أو أن يأتيه ببلغ‬
‫مسن الال وسسيحصل بإحدى الطريقتيس على شرف‬
‫النسبة‪.‬‬
‫وهذا أمر معروف ف الوزة‪.‬‬
‫لذلك أقول‪ :‬ل يغرنكسم مسا يصسنعه بعسض السسادة‬
‫والؤلفي عندما يضع أحدهم شجرة نسبه ف الصفحة‬
‫الول مسن كتابسه ليخدع البسسطاء والسساكي كسي‬
‫يبعثوا له أخاس مكاسبهم‪.‬‬
‫و ف ختام مب حث ال مس ل يفوت ن أن أذ كر قول‬
‫صديقي الفضال الشا عر البارع الج يد أح د ال صاف‬
‫النج في رح ه ال‪ ،‬والذي تعر فت عل يه ب عد ح صول‬
‫على درجسة الجتهاد فصسرنا صسديقي حيميس رغسم‬
‫فارق ال سن بي ن وبي نه‪ ،‬إذ كان ي كبن بن حو ثلث ي‬
‫سنة أو أك ثر عند ما قال ل‪ :‬ولدي ح سي ل تد نس‬
‫نف سك بال مس فإ نه سحت‪ ،‬وناقش ن ف موضوع‬
‫المس حت أقنعن برمته‪ ،‬ث ذكر ل أبياتا كان قد‬
‫نظم ها ب سهذا ال صوص احتف ظت ب سها ف مف ظة‬
‫ذكريات وأنقلها للقراء الكرام بنصها قال رحه ال‪:‬‬
‫‪101‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫‪))1‬‬

‫‪ - )1‬الشحذ‪ :‬الستجداء أو التسول‪.‬‬ ‫(‬

‫‪102‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫‪103‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫الكتب السماوية‬
‫ل شسك عنسد السسلمي جيعهسم أن القرآن هسو‬
‫الكتاب السسماوي النسسزل مسن عنسد ال على نسب‬
‫السلم ممّد بن عبد ال صلوات ال عليه‪.‬‬
‫ولكن كثرة قراء ت ومطالع ت ف م صادرنا الع تبة‪،‬‬
‫أوقفتن على أساء كتب أخرى يدعي فقهاؤها أنسها‬
‫نزلت على النب صلوات ال عليه‪ ،‬وأنه اختص بسها‬
‫أمي الؤمني ‪ ،‬وهذه الكتب هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الامعة‪:‬‬
‫عن أب بصي عن أب عبد ال قال‪ :‬أنا ممد‪ ،‬وإن‬
‫عندنا الامعة‪ ،‬وما يدريهم ما الامعة؟!‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وما الامعة؟‪.‬‬
‫قال‪ :‬صحيفة طولا سبعون ذارعا بذراع رسول ال‬
‫صلى ال عل يه وآله وإملئه من فلق ف يه و خط علي‬
‫‪ ،‬في ها كل حلل وحرام‪ ،‬و كل ش يء يتاج الناس‬
‫إليه حت الرش ف الدش‪..‬‬
‫سر (الكاف س ‪( ،)1/239‬بار النوار‬ ‫إل انظس‬
‫‪.)26/22‬‬

‫‪104‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وهناك روايات أخرى كثية تدهسا فس الكافس‬
‫والبحار وبصسائر الدرجات ووسسائل الشيعسة إناس‬
‫اقتصرنا على رواية واحدة روما للختصار‪.‬‬
‫لست أدري إذا كانت الامعة حقيقة أم ل‪ ،‬وفيها‬
‫كل ما يتا جه الناس إل يوم القيا مة؟ فلماذا أخف يت‬
‫إذن؟ وحرمنا منها وما فيها ما يتاجه الناس إل يوم‬
‫القيا مة من حلل وحرام وأحكام؟ أل يس هذا كتمانا‬
‫للعلم؟‪.‬‬
‫‪ -2‬صحيفة الناموس‪:‬‬
‫عسن الرضسا فس حديسث علمات المام قال‪:‬‬
‫وتكون صسحيفة عنده فيهسا أسساء شيعتهسم إل يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وصحيفة فيها أساء أعدائهم إل يوم القيامة‪.‬‬
‫سه‬‫سر (بار النوار ‪( ،)25/117‬وملد ‪ 26‬ففيس‬ ‫انظس‬
‫روايات أخرى)‪.‬‬
‫وأ نا أت ساءل‪ :‬أ ية صحيفة هذه ال ت تت سع ل ساء‬
‫الشيعسة إل يوم القيامسة؟!!! لو سسجلنا أسساء شيعسة‬
‫العراق فس يومنسا هذا لحتجنسا إل مائة ملد فس أقسل‬
‫تقديسر‪ .‬فكيسف لو سسجلنا أسساء شيعسة إيران والنسد‬
‫وباكستان وسورية ولبنان ودول الليج وغيها؟ بل‬
‫كسم نتاج لو سسجلنا أسساء جيسع الذيسن ماتوا مسن‬
‫‪105‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫الشيعسة وعلى مدى كسل القرون التس مضست منسذ‬
‫ظهور التشيع وإل عصرنا!‪.‬‬
‫وكسم نتاج لتسسجيل أسساء الشيعسة فس القرون‬
‫القادمة إل يوم القيامة؟‪.‬‬
‫و كم نتاج لت سجيل أ ساء خ صومهم م نذ ظهور‬
‫صحيفة الناموس وإل يوم القيامة؟!‬
‫لو أن الب حر صار مدادا و من ورائه سبعة أب ر‪ ،‬ل ا‬
‫كان كافيا لتسجيل هذا الكم الائل من الساء‪.‬‬
‫ولو جع نا كل الكو مبيوترات والعقول اللكترون ية‬
‫بأحدث أنواعها لا استطاعت أن تستوعب هذا الرقم‬
‫اليال بل التعجيزي من الساء‪.‬‬
‫إن عقول العا مة من الناس ل يكن ها أن تق بل هذه‬
‫الرواية وأمثالا فكيف يقبلها العقلء؟!‪.‬‬
‫إن من الحال أن يقول الئ مة علي هم ال سلم م ثل‬
‫هذا الكلم الذي ل يقبله ع قل ول من طق‪ ،‬ولو اطلع‬
‫عليسه ‪-‬أي على هذه الروايسة‪ -‬أعداؤنسا لتكلموا باس‬
‫يلو ل م‪ ،‬ولطعنوا بد ين ال سلم‪ ،‬ولتكلموا وتندروا‬
‫با يشفي غيظ قلوبسهم‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -3‬صحيفة العبيطة‪:‬‬
‫عسن أميس الؤمنيس قال‪ .. :‬وأيس ال إن عندي‬
‫ل صحفا كثية قطائع رسول ال صلى ال عليه وآله‪،‬‬
‫وأ هل بي ته وإن في ها ل صحيفة يقال ل ا العبي طة‪ ،‬و ما‬
‫ورد على العرب أشد منها‪ ،‬وإن فيها لستي قبيلة من‬
‫العرب ب سهرجة‪ ،‬مال ا ف د ين ال من ن صيب (بار‬
‫النوار ‪.)26/37‬‬
‫إن هذه الروا ية لي ست مقبولة ول معقولة‪ ،‬فإذا كان‬
‫هذا العدد من القبائل ليس لا نصيب ف دين ال فمعن‬
‫هذا أنه ل يوجد مسلم واحد له ف دين ال نصيب‪.‬‬
‫ث ت صيص القبائل العرب ية ب سهذا ال كم القا سي‬
‫ي شم م نه رائ حة الشعوب ية و سيأت توض يح ذلك ف‬
‫فصل قادم‪.‬‬
‫‪ -4‬صحيفة ذؤابة السيف‪:‬‬
‫عن أب بصي عن أب عبد ال أنه كان ف ذؤابة‬
‫سيف رسول ال صلى ال عليه وآله صحيفة صغية‬
‫فيها الحرف الت يفتح كل حرف منها ألف حرف‪.‬‬
‫قال أبو بصي‪ :‬قال أبو عبد ال‪ :‬فما خرج منها إل‬
‫حرفان حت الساعة (بار النوار ‪.)26/56‬‬
‫‪107‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫قلت‪ :‬وأين الحرف الخرى؟ أل يفترض أن ترج‬
‫حت يستفيد منها شيعة أهل البيت؟ أم أنسها ستبقى‬
‫مكتومة حت يقوم القائم؟‬
‫‪ -5‬صحيفة علي و هي صحيفة أخرى وجدت ف‬
‫ذؤابة السيف‪:‬‬
‫عسن أبس عبسد ال قال‪ :‬وجسد فس ذؤابسة سسيف‬
‫رسسول ال صسلى ال عليسه وآله صسحيفة فإذا فيهسا‬
‫مكتوب‪ :‬بسسم ال الرحنس الرحيسم‪ ،‬إن أعتس الناس‬
‫على ال يوم القيا مة من ق تل غ ي قاتله‪ ،‬و من ضرب‬
‫غي ضاربه‪ ،‬ومن تول غي مواليه فهو كافر با أنزل‬
‫ال تعال على ممد صلى ال عليه وآله‪ ،‬ومن أحدث‬
‫حدثا أو آوى مدثا ل يقبل ال منه يوم القيامة صرفا‬
‫ول عدلً (بار النوار ‪.)104/375 ،27/65‬‬
‫‪ -6‬الفر‪ :‬وهو نوعان‪ :‬الفر البيض والفر الحر‪:‬‬
‫عن أب العلء قال‪ :‬سعت أبا عبد ال يقول‪ :‬إن‬
‫عندي الفر البيض قال‪ :‬فقلت‪ :‬أي شيء فيه؟‬
‫قال‪ :‬زبور داود‪ ،‬وتوراة موسسى‪ ،‬وإنيسل عيسسى‪،‬‬
‫و صحف إبراه يم علي هم ال سلم واللل والرام‪،..‬‬
‫وعندي الفر الحر‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وأي شيء ف الفر الحر؟‬
‫قال‪ :‬السلح‪ ،‬وذلك إنا يفتح للدم يفتحه صاحب‬
‫السيف للقتل‪.‬‬
‫فقال له عبسد ال بسن أبس اليعفور‪ :‬أصسلحك ال‪،‬‬
‫أيعرف هذا بنو السن؟‬
‫فقال‪ :‬أي وال ك ما يعرفون الل يل أ نه ل يل والنهار‬
‫أنه نسهار‪ ،‬ولكنهم يملهم السد وطلب الدنيا على‬
‫الحود والنكار‪ ،‬ولو طلبوا القس بالقس لكان خيا‬
‫لم (أصول الكاف ‪.)1/24‬‬
‫وقد سألت مولنا الراحل المام الوئي عن الفر‬
‫الحر‪ ،‬من الذي يفتحه ودم من الذي يراق؟‬
‫فقال‪ :‬يفتحسه صساحب الزمان عجسل ال فرجسه‪،‬‬
‫ويريسق بسه دماء العامسة النواصسب ‪-‬أهسل السسنة‪-‬‬
‫فيمزقهسم شذر مذر‪ ،‬ويعسل دماءهسم تري كدجلة‬
‫والفرات‪ ،‬ولينتق من من صنمي قر يش ‪-‬يق صد أ با‬
‫بكسر وعمسر‪ -‬وابنتيهمسا ‪-‬يقصسد عائشسة وحفصسة‪-‬‬
‫و من نع ثل ‪-‬يق صد عثمان‪ -‬و من ب ن أم ية والعباس‬
‫فينبش قبورهم نبشا‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫قلت‪ :‬إن قول المام الوئي فيه إسراف إذ أن أهل‬
‫البيت عليهم السلم‪ ،‬أجل وأعظم من أن ينبشوا قب‬
‫ميت مضى على موته قرون طويلة‪.‬‬
‫إن الئمسة سسلم ال عليهسم كانوا يقابلون إسساءة‬
‫السيء بالحسان إليه والعفو والصفح عنه‪ ،‬فل يعقل‬
‫أن ينبشوا قبور الموات لينتقموا منهسسسم‪ ،‬ويقيموا‬
‫عليهم الدود‪ ،‬فاليت ل يقام عليه حد‪ ،‬وأهل البيت‬
‫سلم ال عليهم عرفوا بالوداعة والسماحة والطيب‪.‬‬
‫‪ -7‬مصحف فاطمة‪:‬‬
‫أ‪ -‬عن علي بن سعيد عن أب عبد ال قال‪..( :‬‬
‫وعندنا وال مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب ال‪،‬‬
‫وإ نه لملء ر سول ال صلوات ال عل يه وآله ب ط‬
‫علي بيده) (بار النوار ‪.)26/41‬‬
‫ب‪ -‬وعسن ممسد بسن مسسلم عسن أحدهاس ‪:‬‬
‫(‪..‬وخلفست فاطمسة مصسحفا‪ ،‬مسا هسو قرآن‪ ،‬ولكنسه‬
‫كلم مسن كلم ال أنزل عليهسا‪ ،‬إملء رسسول ال‬
‫صسسلى ال عليسسه وآله وخسسط علي ) (البحار‬
‫‪.)26/42‬‬
‫ج_عسن علي بسن أبس حزة عسن أبس عبسد ال ‪:‬‬
‫(‪..‬وعندنا مصحف فاطمة عليها السلم‪ ،‬أما وال ما‬
‫‪110‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ف يه حرف من القرآن‪ ،‬ولك نه إملء ر سول ال صلى‬
‫ال عليه وآله وخط علي) (البحار ‪.)26/48‬‬
‫قلت‪ :‬إذا كان الكتاب من إملء ر سول ال صلى‬
‫ال عليه وآله وخط علي‪ ،‬فلم كتمه عن المة؟ وال‬
‫تعال قد أمر رسوله صلى ال عليه وآله أن يبلغ كل‬
‫ما أنزل إليه قال ال تعال‪ :‬يَسَأّيهَا الرّ سُولُ بَلّ غْ مَا‬
‫أُن ِزلَ إَِليْ كَ مِن ّربّ كَ َوإِن لّ مْ َت ْفعَلْ فَمَا بَ ّلغْ تَ رِ سَاَلَتهُ‬
‫[الائدة‪.]67:‬‬
‫فكيسف يكسن لرسسول ال صسلى ال عليسه وآله أن‬
‫يك تم عن ال سلمي جيعا هذا القرآن‪ ،‬وك يف ي كن‬
‫لميس الؤمنيس والئمسة مسن بعده أن يكتموه عسن‬
‫شيعتهم؟!‪.‬‬
‫‪ -8‬التوراة والنيل والزبور‪:‬‬
‫عن أ ب ع بد ال أ نه كان يقرأ الن يل والتوراة‬
‫والزبور بالسسييانية انظسر (الجسة مسن الكافس‬
‫‪ ،)1/207‬باب أن الئمة عليهم السلم عندهم جيع‬
‫الكتسب التس نزلت مسن ال عسز وجسل‪ ،‬وأنسسهم‬
‫يعرفونسها كلها على اختلف ألسنتها‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -9‬القرآن‪:‬‬
‫والقرآن ل يتاج لثباته نص‪ ،‬ولكن كتب فقهائنا‬
‫وأقوال جيسع متهدينسا تنسص على أنسه مرف‪ ،‬وهسو‬
‫الوحيسد الذي أصسابه التحريسف مسن بيس كسل تلك‬
‫الكتب‪.‬‬
‫وقد جع الحدث النوري الطبسي ف إثبات تريفه‬
‫كتابا ض خم ال جم ساه‪( :‬ف صل الطاب ف إثبات‬
‫تر يف كتاب رب الرباب) ج ع ف يه أك ثر من أل في‬
‫روايسة تنسص على التحريسف‪ ،‬وجعس فيسه أقوال جيسع‬
‫الفقهاء وعلماء الشي عة ف الت صريح بتحر يف القرآن‬
‫الوجود بيس أيدي السسلمي حيسث أثبست أن جيسع‬
‫علماء الشيعسة وفقهائهسم التقدميس منهسم والتأخريسن‬
‫يقولون إن هذا القرآن الوجود اليوم بيسسس أيدي‬
‫السلمي مرف‪.‬‬
‫قال السسيد هاشسم البحرانس‪ :‬وعندي فس وضوح‬
‫صحة هذا القول ‪-‬أي القول بتحر يف القرآن‪ -‬ب عد‬
‫تتبع الخبار وتفحص الثار بيث يكن الكم بكونه‬
‫من ضروريات مذهب التشيع‪ ،‬وأنه من أكب مقاصد‬
‫غصب اللفة فتدبر (مقدمة البهان‪ ،‬الفصل الرابع‬
‫‪.)49‬‬
‫وقال ال سيد نع مة ال الزائري ردا على من يقول‬
‫بعدم التحريف‪:‬‬
‫‪112‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إن ت سليم تواتره عن الو حي الل ي‪ ،‬وكون ال كل‬
‫قسد نزل بسه الروح الميس يفضسي إل طرح الخبار‬
‫ال ستفيضة‪ ،‬مع أن أ صحابنا قد أطبقوا على صحتها‬
‫والت صديق ب سها‪( ،‬النوار النعمان ية ‪ ،)2/357‬ولذا‬
‫قال أبو جعفر كما نقل عنه جابر‪( :‬ما ادعى أحد من‬
‫الناس أنسه جعس القرآن كله إل كذاب‪ ،‬ومسا جعسه‬
‫وحف ظه ك ما نزل إل علي بن أ ب طالب والئ مة من‬
‫بعده) (الجة من الكاف ‪.)1/26‬‬
‫ول شسك أن هذا النسص صسريح فس إثبات تريسف‬
‫القرآن الوجود اليوم عند السلمي‪.‬‬
‫والقرآن القي قي هو الذي كان ع ند علي والئ مة‬
‫من بعده علي هم ال سلم‪ ،‬ح ت صار ع ند القائم عل يه‬
‫وعلى آبائه الصلة والسلم‪.‬‬
‫ولذا قال المام الوئي فس وصسيته لنسا وهسو على‬
‫فراش الوت‪ ،‬عندمسا أوصسانا كادر التدريسس فس‬
‫الوزة‪:‬‬
‫(عليكم بسهذا القرآن حت يظهر قرآن فاطمة)‬
‫وقرآن فاطمسة الذي يقصسده المام هسو الصسحف‬
‫الذي جعه علي والذي تقدمت الشارة إليه آنفا‪.‬‬
‫إن مسن أغرب المور وأنكرهسا أن تكون كسل هذه‬
‫الك تب قد نزلت من ع ند ال‪ ،‬واخ تص ب سها أم ي‬
‫الؤمني سلم ال عليه والئمة من بعده‪ ،‬ولكنها تبقى‬
‫‪113‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫مكتومسة عسن ال مة وبالذات عسن شيعسة أهسل البيست‪،‬‬
‫سوى قرآن بسيط قد عبثت به اليادي فزادت فيه ما‬
‫زادت‪ ،‬وأنقصست منسه مسا أنقصست ‪ -‬على حسد قول‬
‫فقهائنا‪-‬‬
‫إذا كا نت هذه الك تب قد نزلت من ع ند ال حقا‪،‬‬
‫وحازها أمي الؤمني صدقا فما معن إخفائها عن المة‬
‫وهسي مسن أحوج مسا تكون إليهسا فس حياتسسها وفس‬
‫عبادتسها لربسها؟‬
‫علل كثي من فقهائنا ذلك لجل الوف عليها من‬
‫الصوم!!‬
‫ولنا أن نسأل‪ :‬أيكون أمي الؤمني وأسد بن هاشم‬
‫جبانا بيث ل يستطيع أن يدافع عنها؟!‬
‫أيكتم أمرها ويرم المة منها خوفا من خصومه؟!‬
‫ل والذي رفع السماء بغي عمد‪ ،‬ما كان لبن أب‬
‫طالب أن ياف غيس ال وإذا سسألنا‪ :‬ماذا يفعسل أميس‬
‫الؤمنيس والئمسة مسن بعده بالزبور والتوراة والنيسل‬
‫حت يتداولوها فيما بينهم ويقرؤونسها ف سرهم؟‬
‫إذا كا نت الن صوص تد عي أن أم ي الؤمن ي وحده‬
‫حاز القرآن كاملً وحاز كسسسل تلك الكتسسسب‬
‫وال صحائف الخرى؛ ف ما حاج ته إل الزبور والتوراة‬
‫والنيل؟ وباصة إذا علمنا أن هذه الكتب نسخت‬
‫بنسزول القرآن؟‬
‫‪114‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إ ن أ شم رائ حة أ يد خبي ثة ف هي ال ت د ست هذه‬
‫الروايات وكذبت على الئمة وسيأت إثبات ذلك ف‬
‫فصل خاص إن شاء ال‪.‬‬
‫ننسنعلم أن السسلم ليسس له إل كتاب واحسد هسو‬
‫القرآن الكر ي‪ ،‬وأ ما تعدد الك تب فهذا من خ صائص‬
‫اليهود والن صارى ك ما هو وا ضح ف كتب هم القد سة‬
‫التعددة‪.‬‬
‫فالقول بأن أميس الؤمنيس حاز كتبا متعددة‪ ،‬وأن‬
‫هذه الكتب كلها من عند ال‪ ،‬وأنسها كتب حوت‬
‫قضايا شرعية هو قول باطل‪ ،‬أدخله إلينا بعض اليهود‬
‫الذين تستروا بالتشيع‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫نظرة الشيعة إل أهل السنة‬


‫عندما نطالع كتبنا العتبة وأقوال فقهائنا ومتهدينا‬
‫ن د أن العدو الوح يد للشي عة هم أ هل ال سنة‪ ،‬ولذا‬
‫وصفوهم بأوصاف وسوهم بأساء‪ :‬فسموهم (العامة)‬
‫وسسوهم النواصسب‪ ،‬ومسا زال العتقاد عنسد معاشسر‬
‫الشي عة أن لكسل فرد مسن أ هل ال سنة ذيلً فس دبره‪،‬‬
‫وإذا شتم أحدهم الخر وأراد أن يغلظ له ف الشتيمة‬
‫قال له‪( :‬عظسم سسن فس قسب أبيسك) وذلك لنجاسسة‬
‫ال سن ف نظر هم إل در جة لو اغت سل ألف مرة ل ا‬
‫طهر ولا ذهبت عنه ناسته‪.‬‬
‫مسا زلت أذكسر أن والدي رحهس ال التقسى رجلً‬
‫غريبا ف أ حد أ سواق الدي نة‪ ،‬وكان والدي رح ه ال‬
‫مبا للخيس إل حسد بعيسد‪ ،‬فجاء بسه إل دارنسا ليحسل‬
‫ضيفا عندنا ف تلك الليلة فأكرمناه با شاء ال تعال‪،‬‬
‫وجل سنا لل سمر ب عد العشاء وك نت وقت ها شابا ف‬
‫أول درا ست ف الوزة‪ ،‬و من خلل حديث نا تبي أن‬
‫الرجسل سسن الذهسب ومسن أطراف سسامراء جاء إل‬
‫النجف لاجة ما‪ ،‬بات الرجل تلك الليلة‪ ،‬ولا أصبح‬
‫أتيناه بطعام الفطار فتناول طعامسه ثس هسم بالرحيسل‪،‬‬
‫‪116‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فعرض عليسه والدي رحهس ال مبلغا مسن الال فلرباس‬
‫يتا جه ف سفره‪ ،‬ش كر الر جل ح سن ضيافت نا‪ ،‬فل ما‬
‫غادر أ مر والدي برق الفراش الذي نام ف يه وتطه ي‬
‫الناء الذي أكسل فيسه تطهيا جيدا لعتقاده بنجاسسة‬
‫السن وهذا اعتقاد الشيعة جيعا‪ ،‬إذ أن فقهاءنا قرنوا‬
‫السسن بالكافسر والشرك والنسسزير وجعلوه مسن‬
‫العيان النجسة ولذا‪:‬‬
‫‪ -1‬و جب الختلف مع هم‪ :‬ف قد روى ال صدوق‬
‫عن علي بن أسباط قال‪ :‬قلت للرضا ‪ :‬يدث المر‬
‫ل أجد بدا من معرفته‪ ،‬وليس ف البلد الذي أنا فيه‬
‫من أ ستفتيه من موال يك؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬ائت فقيه البلد‬
‫فا ستفته ف أمرك فإذا أفتاك بش يء ف خذ بل فه فإن‬
‫الق فيه (عيون أخبار الرضا ‪ 1/275‬ط‪.‬طهران)‪.‬‬
‫و عن ال سي بن خالد عن الر ضا أ نه قال‪( :‬شيعت نا‬
‫ال سلمون لمر نا‪ ،‬الخذون بقول نا الخالفون لعدائ نا‪،‬‬
‫فمن ل يكن كذلك فليس منا) (الفصول الهمة ‪225‬‬
‫ط‪.‬قم)‪.‬‬
‫و عن الف ضل بن ع مر عن جع فر أ نه قال‪( :‬كذب‬
‫من ز عم أ نه من شيعت نا و هو متو ثق بعروة غي نا)‬
‫(الفصول الهمة ‪.)225‬‬
‫‪117‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -2‬عدم جواز العمسل باس يوافسق العامسة ويوافسق‬
‫طريقتهم‪:‬‬
‫وهذا باب عقده الرس العاملي فس كتابسه وسسائل‬
‫الشيعة فقال‪:‬‬
‫والحاديسث فس ذلك متواترة ‪ ..‬فمسن ذلك قول‬
‫الصسادق فس الديثيس الختلفيس‪ :‬أعرضوهاس على‬
‫أخبار العا مة‪ ،‬ف ما وا فق أخبار هم فذروه و ما خالف‬
‫أخبارهم فخذوه‪.‬‬
‫وقال ال صادق ‪ :‬إذا ورد علي كم حديثان متلفان‬
‫فخذوا با خالف القوم‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬خسذ باس فيسه خلف العامسة‪ ،‬وقال‪ :‬مسا‬
‫خالف العامة ففيه الرشاد‪.‬‬
‫وقال ‪ :‬ما أن تم وال على ش يء م ا هم ف يه‪ ،‬ول‬
‫هم على ش يء م ا أن تم ف يه فخالفو هم ف ما هم من‬
‫النيفية على شيء‪.‬‬
‫وقوله ‪ :‬وال مسا جعسل ال لحسد خية فس أتباع‬
‫غينسا‪ ،‬وإن مسن وافقنسا خالف عدونسا‪ ،‬ومسن وافسق‬
‫عدونا ف قول أو عمل فليس منا ول نن منه‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وقول الع بد ال صال ف الديث ي الختلف ي‪ :‬خذ‬
‫با خالف القوم‪ ،‬وما وافق القوم فاجتنبه‪.‬‬
‫وقول الر ضا ‪ :‬إذا ورد علي كم خبان متعارضان‬
‫فانظروا إل ما يالف منه ما العا مة فخذوه‪ ،‬وانظروا‬
‫با يوافق أخبارهم فدعوه‪.‬‬
‫وقول الصادق ‪ :‬وال ما بقي ف أيديهم شيء من‬
‫الق إل استقبال القبلة انظر (الفصول الهمة ‪-325‬‬
‫‪.)326‬‬
‫وقال ال ر عن هذه الخبار بأن سها‪ ( :‬قد تاوزت‬
‫حد التواتر‪ ،‬فالعجب من بعض التأخرين حيث ظن‬
‫أن الدليل هنا خب واحد)‪.‬‬
‫وقال أيضا‪( :‬واعلم أ نه يظ هر من هذه الحاد يث‬
‫التواترة بطلن أك ثر القوا عد ال صولية الذكورة ف‬
‫كتب العامة) (الفصول الهمة ‪.)326‬‬
‫‪ -3‬أنسهم ل يتمعون مع السنة على شيء‪ :‬قال‬
‫السيد نعمة ال الزائري‪:‬‬
‫(إنا ل نتمع معهم ‪-‬أي مع السنة‪ -‬على إله ول‬
‫على نسب ول على إمام‪ ،‬وذلك أنسسهم يقولون‪ :‬إن‬
‫رب سهم هو الذي كان م مد نبيه وخليف ته من بعده‬
‫أبو بكر‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وننس ل نقول بسسهذا الرب ول بذلك النسب‪ ،‬بسل‬
‫نقول‪ :‬إن الرب الذي خلي فة نبيه أ بو ب كر ل يس رب نا‬
‫ول ذلك النب نبينا)‪.))1‬‬
‫(النوار الزائر ية ‪ ،)2/278‬باب نور ف حقي قة‬
‫دين المامية والعلة الت من أجلها يب الخذ بلف‬
‫ما تقوله العامة‪:‬‬
‫عقد الصدوق هذا الباب ف علل الشرائع فقال‪:‬‬
‫عن أ ب إ سحاق الرجائي رف عه قال‪ :‬قال أ بو ع بد‬
‫ال ‪:‬‬
‫أتدري ل أمرت بالخذ بلف ما تقوله العامة؟‬
‫فقلت‪ :‬ل ندري‪.‬‬
‫فقال‪ :‬إن عليا ل يكسن يديسن ال بديسن إل خالف‬
‫عليسسه المسسة إل غيه إرادة لبطال أمره‪ .‬وكانوا‬
‫يسألون أمي الؤمني عن الشيء الذي ل يعلمونه‬

‫‪ - )1‬إن الواقع يثبت أن ال تعال هو رب العالي‪ ،‬وممد صلى ال عليه وآله هو نبيه‪ ،‬وأبو‬ ‫(‬

‫بكر خليفة ممد على المة سواء كانت خلفته شرعية أم ل‪ ،‬فكلم السيد الزائري خطي‬
‫للغاية فهو يع ن‪ :‬إذا ث بت أن أبا ب كر خلي فة ممد‪ ،‬وممد نب ال فإن ال سيد الزائري ل‬
‫يعترف ب مهذا الله ول نبيه م مد‪ ،‬والوا قع يث بت أن أ با ب كر خلي فة م مد سواء كا نت‬
‫خلفته شرعية أم ل‪ ،‬وقد عرضت المر على المام الوئي فسألته عن الكم الشرعي ف‬
‫الوضوع بصورة غي مباشرة ف قصة مشابة فقال‪ :‬إن من يقول هذا الكلم فهو كافر بال‬
‫ورسوله وأهل البيت عليهم السلم‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فإذا أفتا هم جعلوا له ضدا من عند هم ليلب سوا على‬
‫الناس) (‪ 531‬طبع إيران)‬
‫ويتبادر إل الذهان السؤال الت‪:‬‬
‫لو فرضنسا أن القس كان مسع العامسة فس مسسألة مسا‬
‫أيبس علينسا أن نأخسذ بلف قولمس؟ أجابنس السسيد‬
‫ممد باقر الصدر مرة فقال‪ :‬نعم يب الخذ بلف‬
‫قول م‪ ،‬لن ال خذ بلف قول م وإن كان خ طأ ف هو‬
‫أهون من موافقتهم على افتراض وجود الق عندهم‬
‫ف تلك السألة‪.‬‬
‫إن كراهية الشيعة لهل السنة ليست وليدة اليوم‪،‬‬
‫ول ت تص بال سنة العا صرين بل هي كراه ية عمي قة‬
‫تتد إل اليل الول لهل السنة وأعن الصحابة ما‬
‫عدا ثلثة منهم وهم أبو ذر والقداد وسلمان‪ ،‬ولذا‬
‫روى الكلي ن عن أ ب جع فر قال‪( :‬كان الناس أ هل‬
‫ردة بعد النب صلى ال عليه وآله إل ثلثة القداد بن‬
‫ال سود وسلمان الفارسي وأ بو ذر الغفاري) (روضة‬
‫الكاف ‪.)8/246‬‬
‫لو سألنا اليهود‪ :‬من هم أفضل الناس ف ملتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنسهم أصحاب موسى‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ولو سسألنا النصسارى‪ :‬مسن هسم أفضسل الناس فس‬
‫أمتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنسهم حواريو عيسى‪.‬‬
‫ولو سألنا الشي عة‪ :‬من هم أ سوأ الناس ف نظر كم‬
‫وعقيدتكم؟‬
‫لقالوا‪ :‬إنسهم أصحاب ممد صلى ال عليه وآله‪.‬‬
‫إن أصسحاب ممسد هسم أكثسر الناس تعرضا لسسب‬
‫الشيعسة ولعنهسم وطعنهسم وبالذات أبسو بكسر وعمسر‬
‫وعثمان وعائ شة وحف صة زوج تا ال نب صلوات ال‬
‫عليه‪ ،‬ولذا ورد ف دعاء صنمي قريش‪( :‬اللهم العن‬
‫صسنمي قريسش ‪-‬أبسو بكسر وعمسر‪ -‬وجبتيهمسا‬
‫وطاغوتيهما‪ ،‬وابنتيهما ‪-‬عائشة وحفصة‪..‬ال) وهذا‬
‫دعاء من صوص عليه ف الك تب الع تبة‪ .‬وكان المام‬
‫المين يقوله بعد صلة الصبح كل يوم‪.‬‬
‫عن حزة بن ممد الطيار أنه قال‪ :‬ذكرنا ممد بن‬
‫أ ب ب كر ع ند أ ب ع بد ال فقال‪( :‬رح ه ال و صلى‬
‫عل يه‪ ،‬قال م مد بن أ ب ب كر لم ي الؤمن ي يوما من‬
‫اليام‪ :‬أبسط يدك أبايعك‪ ،‬فقال‪ :‬أو ما فعلت؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬فبسط يده‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أشهد أنك إمام مفترض طاعته‪ ،‬وإن أب ‪ -‬يريد أبا‬
‫بكر أباه ‪ -‬ف النار) (رجال الكشي ‪.)61‬‬
‫وعن شعيب عن أب عبد ال قال‪( :‬ما من أهل‬
‫بيت إل وفيهم نيب من أنفسهم‪ ،‬وأنب النجباء من‬
‫أهل بيت سوء ممد بن أب بكر) (الكشي ‪.)61‬‬
‫وأما عمر فقال السيد نعمة ال الزائري‪:‬‬
‫(إن عمر بن الطاب كان مصابا بداء ف دبره ل‬
‫يهدأ إل باء الرجال) (النوار النعمانية ‪.)1/63‬‬
‫واعلم أن فس مدينسة كاشان اليرانيسة فس منطقسة‬
‫تسمى (باغي في) مشهدا على غرار الندي الجهول‬
‫فيه قب وهي لب لؤلؤة فيوز الفارسي الجوسي قاتل‬
‫الليفة الثان عمر بن الطاب‪ ،‬حيث أطلقوا عليه ما‬
‫معناه بالعربية (مرقد باب شجاع الدين) وباب شجاع‬
‫الد ين هو ل قب أطلقوه على أ ب لؤلؤة لقتله ع مر بن‬
‫الطاب‪ ،‬وقسسد كتسسب على جدران هذا الشهسسد‬
‫بالفارسسي (مرك بر أبسو بكسر‪ ،‬مرك بر عمسر‪ ،‬مرك بر‬
‫عثمان) ومعناه بالعرب ية‪ :‬الوت ل ب ب كر الوت لع مر‬
‫الوت لعثمان‪.‬‬
‫وهذا الشهسد يزار مسن قبسل اليرانييس‪ ،‬وتلقسى فيسه‬
‫الموال وال تبعات‪ ،‬و قد رأ يت هذا الش هد بنف سي‪،‬‬
‫‪123‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وكانست وزارة الرشاد اليرانيسة قسد باشرت بتوسسيعه‬
‫وتديده‪ ،‬وفوق ذلك قاموا بطبسع صسورة الشهسد على‬
‫كارتات تستخدم لرسال الرسائل والكاتيب‪.‬‬
‫روى الكلين عن أب جعفر قال‪..( :‬إن الشيخي‬
‫‪-‬أبا بكر وعمر‪ -‬فارقا الدنيا ول يتوبا ول يذكرا ما‬
‫صسنعا بأميس الؤمنيس فعليهمسا لعنسة ال واللئكسة‬
‫والناس أجعي) (روضة الكاف ‪.)8/246‬‬
‫وأمسا عثمان فعسن علي بسن يونسس البياضسي‪ :‬كان‬
‫عثمان م ن يل عب به وكان منثا (ال صراط ال ستقيم‬
‫‪.)2/30‬‬
‫وأما عائشة فقد قال ابن رجب البسي‪( :‬إن عائشة‬
‫ج عت أربع ي دينارا من خيا نة (مشارف أنوار اليق ي‬
‫‪.)86‬‬
‫وإنس أتسساءل‪ :‬إذا كان اللفاء الثلثسة بسسهذه‬
‫ال صفات فلم بايع هم أم ي الؤمن ي ؟ ول صار وزيرا‬
‫لثلثتهم طيلة مدة خلفتهم؟‬
‫أكان يافهم؟ معاذ ال‪.‬‬
‫ث اذا كان اللي فة الثا ن ع مر بن الطاب م صابا‬
‫بداء ف دبره ول يهدأ إل باء الرجال كما قال السيد‬
‫الزائري‪ ،‬فكيف إذن زوجه أم ي الؤمن ي ابنته أم‬
‫‪124‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫كلثوم؟ أكانت إصابته بسهذا الداء‪ ،‬خافية على أمي‬
‫الؤمن ي وعرف ها ال سيد الزائري؟!‪ ..‬إن الوضوع‬
‫ل يتاج إل أكثر من استعمال العقل للحظات‪.‬‬
‫وروى الكلي ن‪( :‬إن الناس كل هم أولد ز نا أو قال‬
‫بغايا ما خل شيعتنا) (الروضة ‪.)8/135‬‬
‫ولذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالم فعن داود بن‬
‫فرقسد قال‪ :‬قلت لبس عبسد ال ‪ :‬مسا تقول فس قتسل‬
‫الناصب؟‬
‫فقال‪ :‬حلل الدم‪ ،‬ولك ن أت قي عل يك‪ ،‬فإن قدرت‬
‫أن تقلب عليسه حائطا أو تغرقسه فس ماء لكيل يشهسد‬
‫عليسك فافعسل) (وسسائل الشيعسة ‪( ،)18/463‬بار‬
‫النوار ‪.)27/231‬‬
‫وعلق المام المين على هذا بقوله‪ :‬فإن استطعت‬
‫أن تأخذ ماله فخذه‪ ،‬وابعث إلينا بالمس‪.‬‬
‫وقال السيد نعمة ال الزائري‪( :‬إن علي بن يقطي‬
‫وز ير الرش يد اجت مع ف حب سه جا عة من الخالف ي‪،‬‬
‫فأ مر غلما نه وهدموا أ سقف الح بس على الحبو سي‬
‫فماتوا كلهم وكانوا خسمائة رجل) (النوار النعمانية‬
‫‪.)3/308‬‬

‫‪125‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وتدثنسا كتسب التاريسخ عمسا جرى فس بغداد عنسد‬
‫دخول هولكو فيها‪ ،‬فإنه ارتكب أكب مزرة عرفها‬
‫التاريخ‪ ،‬بيث صبغ نسهر دجلة باللون الحر لكثرة‬
‫من قتل من أهل السنة‪ ،‬فانسهار من الدماء جرت ف‬
‫نسهر دجلة‪ ،‬حت تغي لونه فصار أحر‪ ،‬وصبغ مرة‬
‫أخرى باللون الزرق لكثرة الك تب ال ت ألق يت ف يه‪،‬‬
‫وكل هذا بسبب الوزيرين النصي الطوسي وممد بن‬
‫العلق مي ف قد كا نا وزير ين للخلي فة العبا سي‪ ،‬وكا نا‬
‫شيعيي‪ ،‬وكانت تري بينهما وبي هولكو مراسلت‬
‫سرية ح يث تك نا من إقناع هول كو بدخول بغداد‬
‫وإسسقاط اللفسة العباسسية التس كانسا وزيريسن فيهسا‪،‬‬
‫وكانست لمسا اليسد الطول فس الكسم‪ ،‬ولكنهمسا ل‬
‫يرتضيا تلك اللفة لنسها تدين بذهب أهل السنة‪،‬‬
‫فدخل هولكو بغداد وأسقط اللفة العباسية‪ ،‬ث ما‬
‫لبثا حت صارا وزيرين لولكو مع أن هولكو كان‬
‫وثنيا‪.‬‬
‫ومسع ذلك فإن المام المينس يترضسى على ابسن‬
‫يقط ي والطو سي والعلق مي‪ ،‬ويع تب ما قاموا به ي عد‬
‫من أعظم الدمات الليلة لدين السلم‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وأختم هذا الباب بكلمة أخية وهي شاملة وجامعة‬
‫ف هذا الباب قول السيد نعمة ال الزائري ف حكم‬
‫النواصسب (أهسل السسنة) فقال‪ :‬إنسسهم كفار أناس‬
‫بإجاع علماء الشيعسة الماميسة‪ ،‬وإنسسهم شسر مسن‬
‫اليهود والنصسارى‪ ،‬وإن مسن علمات الناصسب تقديس‬
‫غيس علي عليسه فس المامسة) (النوار النعمانيسة‬
‫‪.)207-2/206‬‬
‫وهكذا نرى أن حكسم الشيعسة فس أهسل السسنة‬
‫يتلخص با يأت‪:‬‬
‫أن سهم كفار‪ ،‬أناس‪ ،‬شر من اليهود والن صارى‪،‬‬
‫أولد بغايسا‪ ،‬يبس قتلهسم وأخسذ أموالمس‪ ،‬ل يكسن‬
‫اللتقاء مع هم ف ش يء ل ف رب ول ف نب ول ف‬
‫إمام ول يوز موافقتهسم فس قول أو عمسل‪ ،‬ويبس‬
‫لعنهسم وشتمهسم وبالذات ال يل الول أولئك الذ ين‬
‫أثن ال تعال عليهم ف القرآن الكري‪ ،‬والذين وقفوا‬
‫مع رسول ال صلى ال عليه وآله ف دعوته وجهاده‬
‫‪ ..‬وإل ف قل ل بال عل يك من الذي كان مع ال نب‬
‫صسلوات ال عليسه ف كسل العارك التس خاضهسا مسع‬
‫الكفار؟‪ ،‬فمشاركتهسم فس تلك الروب كلهسا دليسل‬

‫‪127‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫على صسدق إيانسسهم وجهادهسم فل يلتفست إل مسا‬
‫يقوله فقهاؤنا‪.‬‬
‫لا انتهى حكم آل بسهلوي ف إيران على أثر قيام‬
‫الثورة السسلمية وتسسلم المام المينس زمام المور‬
‫فيهسا‪ ،‬توجسب على علماء الشيعسة زيارة وتسسهنئة‬
‫المام بسهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية ف‬
‫العصر الديث يكمها الفقهاء‪.‬‬
‫وكان وا جب التهنئة ي قع علي شخ صيا أك ثر من‬
‫غيي لعلقتس الوثيقسة بالمام المينس‪ ،‬فزرت إيران‬
‫ب عد ش هر ون صف ‪-‬ورب ا أك ثر‪ -‬من دخول المام‬
‫طهران إثر عودته من منفاه باريس‪ ،‬فرحب ب كثيا‪،‬‬
‫وكا نت زيار ت منفردة عن زيارة و فد علماء الشي عة‬
‫ف العراق‪.‬‬
‫و ف جل سة خا صة مع المام قال ل‪ :‬سيد ح سي‬
‫آن الوان لتنف يذ و صايا الئ مة صلوات ال علي هم‪،‬‬
‫سسنسفك دماء النواصسب ونقتسل أبناءهسم ونسستحيي‬
‫نسساءهم‪ ،‬ولن نترك أحدا منهسم يفلت مسن العقاب‪،‬‬
‫وستكون أموالم خالصة لشيعة أهل البيت‪ ،‬وسنمحو‬
‫مكسة والدينسة مسن وجسه الرض لن هاتيس الدينتيس‬
‫صارتا معقل الوهابيي‪ ،‬ول بد أن تكون كربلء أرض‬
‫‪128‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ال الباركة القدسة‪ ،‬قبلة للناس ف الصلة وسنحقق‬
‫بذلك حلم الئ مة علي هم ال سلم‪ ،‬ل قد قا مت دولت نا‬
‫الت جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها‪ ،‬وما بقي‬
‫إل التنفيذ!!‪.‬‬
‫ملحظة‪:‬‬
‫اعلم أن ح قد الشي عة على العا مة ‪-‬أ هل ال سنة‪-‬‬
‫حقسد ل مثيسل له‪ ،‬ولذا أجاز فقهاؤنسا الكذب على‬
‫أ هل ال سنة وإل صاق الت هم الكاذ بة ب سهم والفتراء‬
‫عليهم ووصفهم بالقبائح‪.‬‬
‫والن ينظر الشيعة إل أهل السنة نظرة حاقدة بناء‬
‫على توجيهات صدرت من مرا جع عل يا‪ ،‬و صدرت‬
‫التوجيهات إل أفراد الشيعسة بوجوب التغلغسل فس‬
‫أجهزة الدولة ومؤسسساتسها وباصسة الهمسة منهسا‬
‫كاليسش والمسن والخابرات وغيهسا مسن السسالك‬
‫الهمة فضلً عن صفوف الزب‪.‬‬
‫وينتظسر الميسع ‪-‬بفارغ الصسب‪ -‬سساعة الصسفر‬
‫لعلن الهاد والنقضاض على أهسل السسنة‪ ،‬حيسث‬
‫يتصسور عموم الشيعسة أنسسهم بذلك يقدمون خدمسة‬
‫لهسل البيست صسلوات ال عليهسم‪ ،‬ونسسوا أن الذي‬
‫‪129‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫يدفع هم إل هذا أناس يعملون وراء الكوال يس ستأت‬
‫الشارة إليهم ف الفصل الت‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫أثر العناصر الجنبية ف صنع التشيع‬


‫عرفنسا فس الفصسل الول مسن هذا الكتاب دور‬
‫اليهودي عبسد ال بسن سسبأ فس صسنع التشيسع وهذه‬
‫حقيقسة يتغافسل عنهسا الشيعسة جيعا مسن عوامهسم‬
‫وخواصهم‪.‬‬
‫سد فكرت كثيا فس هذا الوضوع وعلى مدى‬ ‫لقس‬
‫سسنوات طوال‪ ،‬فاكتشفست كمسا اكتشسف غيي أن‬
‫هناك رجالً لمس دور خطيس فس إدخال عقائد باطلة‬
‫وأفكار فاسدة إل التشيع‪.‬‬
‫إن مكوثسي هذه الدة الطويلة فس حوزة النجسف‬
‫العلم ية ال ت هي أم الوزات‪ ،‬واطل عي على أمهات‬
‫الصسادر جعلنس أقسف على حقائق خطية يهلهسا أو‬
‫يتجاهلها الكثيون‪ ،‬واكتشفت شخصيات مريبة كان‬
‫لا دور كبي ف انراف النهج الشيعي إل ما هو عليه‬
‫اليوم‪ ،‬فمسا فعله أهسل الكوفسة بأهسل البيست عليهسم‬
‫ال سلم وخيانت هم ل م ك ما تقدم بيا نه يدلك على أن‬
‫الذين فعلوا ذلك بسهم كانوا من التسترين بالتشيع‬
‫والوالة لهل البيت‪.‬‬
‫ولنأخذ ناذج من هؤلء التسترين بالتشيع‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫وهشام هذا حديثه ف الصحاح الثمانية وغيها‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إن هشام ت سبب ف سجن المام الكا ظم و من ث‬
‫قتله‪ ،‬ف في رجال الك شي (أن هشام بن ال كم ضال‬
‫مضل شرك ف دم أب السن ‪.) 229‬‬
‫(قال هشام ل ب ال سن ‪ :‬أو صن‪ ،‬قال أو صيك‬
‫أن تتقي ال ف دمي) (رجال الكشي ‪.)226‬‬
‫وقد طلب منه أبو السن أن يسك عن الكلم‪،‬‬
‫فأم سك شهرا ث عاد فقال له أ بو ال سن‪ ( :‬يا هشام‬
‫أيسرك أن تشرك ف دم امرئ مسلم؟‬
‫قال‪ :‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬وك يف تشرك ف د مي؟ فإن سكت وإل ف هو‬
‫الذبح‪.‬‬
‫ف ما سكت ح ت كان من أمره ما كان ) (رجال‬
‫الكشي ‪.)231‬‬
‫أي كن لر جل ملص ل هل الب يت أن يشرك ف ق تل‬
‫هذا المام ؟‪.‬‬
‫اقرأ معي هذه النصوص‪:‬‬
‫عن م مد بن الفرج الرخ جي قال‪ :‬كت بت إل أ ب‬
‫السن أسأله عما قال هشام بن الكم ف السم‪،‬‬
‫وهشام بن سال ‪-‬الواليقي‪ -‬ف الصورة‪.‬‬
‫فكتسب‪ :‬دع عنسك حية اليان واسستعذ بال مسن‬
‫الشيطان ليس القول ما قال الشامان (أصول الكاف‬
‫سة‬‫سول الهمس‬ ‫‪ ،1/105‬بار النوار ‪ ،3/288‬الفصس‬
‫‪.)51‬‬
‫‪132‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫لقسد زعسم هشام بسن الكسم أن ال جسسم‪ ،‬وزعسم‬
‫هشام بن سال أن ال صورة‪.‬‬
‫و عن إبراه يم بن م مد الزاز‪ ،‬وم مد بن ال سي‬
‫قال‪ :‬دخلنا على أب السن الرضا ‪ ،‬فحكينا له ما‬
‫روي أن ممدا رأى ربه ف هيئة الشاب الوفق ف سن‬
‫أبناء الثلثي سنة‪ ،‬رجله ف خضره‪ ،‬وقلنا‪:‬‬
‫(إن هشام بسن سسال وصساحب الطاق واليثمسي‬
‫يقولون‪ :‬إ نه أجوف إل ال سرة والبا قي صمد‪..‬ال)‬
‫(أصول الكاف ‪( ،)1/101‬بار النوار ‪.)4/40‬‬
‫فهل يعقل أن ال تعال ف هيئة شاب ف ثلثي سنة‪،‬‬
‫وأنه أجوف إل السرة؟؟‪.‬‬
‫إن هذا الكلم يوافسق بالضبسط قول اليهود فس‬
‫توراتسهم أن ال عبارة عن إنسان كبي الجم وهذا‬
‫منصوص عليه ف سفر التكوين من توراة اليهود‪.‬‬
‫فهذه آثار يهوديسة أدخلت إل التشيسع على يسد‬
‫هشام بن ال كم الت سبب والشترك ف مق تل المام‬
‫الكاظسم ‪ ،‬ويسد هشام بسن سسال وشيطان الطاق‬
‫واليثمي علي بن إساعيل صاحب كتاب المامة‪.‬‬
‫ولو نظرنسا فس كتبنسا العتسبة كالصسحاح الثمانيسة‬
‫وغيها لوجدنا أحاديث هؤلء ف قائمة الصدارة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪:‬‬
‫قال الشيخ الطوسي‪( :‬إن زرارة من أسرة نصرانية‪،‬‬
‫وإن جده (سنسن وقيل سبسن) كان راهبا نصرانيا‪،‬‬
‫وكان أبوه عبدا روميا لرجسسل مسسن بنسس شيبان)‬
‫(الفهرسست ‪ ،)104‬وزرارة هسو الذي قال‪( :‬سسألت‬
‫أبا عبد ال عن التشهد ‪ ..‬إل أن قال‪ :‬فلما خرجت‬
‫ضرطست فس ليتسه وقلت‪ :‬ل يفلح أبدا)‪( ))1‬رجال‬
‫الكشي ‪.)142‬‬
‫وقال زرارة أيضا‪( :‬وال لو حد ثت ب كل ما سعته‬
‫مسن أبس عبسد ال لنتفخست ذكور الرجال على‬
‫الشب)‪( ))2‬رجال الكشي ‪.)123‬‬
‫عن ابن مسكان قال‪ :‬سعت زرارة يقول‪:‬‬
‫(رحم ال أبا جعفر‪ ،‬وأما جعفر فإن ف قلب عليه‬
‫لفتة‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬وما حل زرارة على هذا؟‬
‫قال‪ :‬حله على هذا أن أبسا عبسد ال أخرج مازيسه)‬
‫(الكشي ‪.)131‬‬

‫‪ - )1‬إن ممن يضرط فم ليمة أبم عبمد ال ويقول عنمه ل يفلح أبدا ل يكمن أن يكون‬ ‫(‬

‫مسلما وملصا لهل البيت عليهم السلم‪.‬‬


‫‪ - )2‬وهذا ات مهام م نه ل ب ع بد ال ومراده أن أ با ع بد ال قد حد ثه بقضا يا مز ية كثيا‬ ‫(‬

‫شهوة الرجال بيث ل يكنهم ضبط النفس عند ساعهم ذلك إل إذا قضى أحدهم شهوته‬
‫حت ولو على خشبة‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ولذا قال أبسو عبسد ال فيسه‪( :‬لعسن ال زرارة) (‬
‫‪.)133‬‬
‫وقال أ بو ع بد ال أيضا‪ :‬الل هم لو ل ت كن جه نم‬
‫إل سكرجة‪ ))3‬لوسعها آل أعي بن سنسن (‪.)133‬‬
‫وقال أ بو ع بد ال‪ :‬ل عن ال بريدا‪ ،‬ل عن ال زرارة (‬
‫‪.)134‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬ل يوت زرارة إل تائها عليسه لعنسة ال‬
‫(‪ ،)134‬وقال أبسو عبسد ال أيضا‪ :‬هذا زرارة بسن‬
‫أعي‪ ،‬هذا وال من الذين وصفهم ال تعال ف كتابه‬
‫العزيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسز‬
‫جعَ ْلنَا هُ َهبَاءً مّنثُورا‬
‫]وَ َق ِد ْمنَا ِإلَى مَا عَمِلُواْ مِ نْ عَ َملٍ فَ َ‬
‫[الفرقان‪( ]23:‬رجال الكشي ‪.)136‬‬
‫وقال‪ :‬إن قوما يعارون اليان عار ية‪ ،‬ث ي سلبونه‪،‬‬
‫فيقال لم يوم القيامة العارون‪ ،‬أما إن زرارة بن أعي‬
‫لنهسسم (‪ )141‬وقال أيضا‪ :‬إن مرض فل تعده‪ ،‬وإن‬
‫مات فل تشهد جنازته‪.‬‬
‫فقيسل له‪ :‬زرارة؟ متعجبا‪ ،‬قال نعسم زرارة شسر مسن‬
‫اليهود والنصارى ومن قال إن ال ثالث ثلثة‪ .‬إن ال‬
‫قد نكس زرارة‪ ،‬وقال‪ :‬إن زرارة قد شك ف إمامت‬
‫فاستوهبته من رب‪.)138())1‬‬
‫‪ - )3‬سكرجة‪ :‬هو إناء صغي يؤكل فيه الشيء القليل‪ ،‬وهذه الكلمة فارسية معربة‪.‬‬ ‫(‬

‫‪ - )1‬إن عا مة مراجع نا وعلمائ نا يف سرون قول أ ب ع بد ال وطع نه ف زرارة على أ نه من باب‬ ‫(‬

‫‪135‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫قلت‪ :‬فإذا كان زرارة من أ سرة ن صرانية وكان قد‬
‫شك ف إمامة أب عبد ال‪ ،‬وهو الذي قال بأنه ضرط‬
‫ف لية أب عبد ال وقال عنه ل يفلح أبدا فما الذي‬
‫نتوقع أن يقدمه لدين السلم؟؟‪.‬‬
‫إن صحاحنا طافحة بأحاديث زرارة‪ ،‬وهو ف مركز‬
‫الصسدارة بيس الرواة‪ ،‬وهسو الذي كذب على أهسل‬
‫البيت وأدخل ف السلم بدعا ما أدخل مثلها أحد‬
‫ك ما قال أ بو ع بد ال‪ ،‬و من را جع صحاحنا و جد‬
‫مصداق هذا الكلم‪ ،‬ومثله بريد حت إن أبا عبد ال‬
‫لعنهما‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫أبو بصي هذا ترأ على أب السن موسى الكاظم‬
‫عند ما سئل عن ر جل تزوج امرأة ل ا زوج ول‬
‫يعلم‪.‬‬
‫قال أبو السن ‪( :‬ترجم الرأة وليس على الرجل‬
‫شيسء إذا ل يعلم) ‪ ..‬فضرب أبسو بصسي الرادي على‬
‫صدره يك ها وقال‪ :‬أ ظن صاحبنا ما تكا مل عل مه‬
‫(رجال الكشي ‪.)154‬‬
‫التقيمة‪ ،‬وهذا طبعا مردود فإذا كان قول أبمعبمد ال ممن باب التقيمة‪ ،‬فماذا يكون قول زرارة‬
‫وطعنه ف أب عبد ال عندما قال لعنه ال بأنه ضرط ف لية أب عبد ال أهو تقية أيضا؟؟‪.‬‬
‫ل إن هذا يث بت ل نا أن قطي عة كا نت ب ي أ ب ع بد ال وزرارة سببها أقوال زرارة وأفعاله‬
‫الشنيعة وبدعه النكرة وإل لا قال فيه أبو عبد ال ما قال‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫أي أنه يتهم الكاظم بقلة العلم!!‪.‬‬
‫ومرة تذاكسر ابسن أبس اليعفور وأبسو بصسي فس أمسر‬
‫الدنيا‪ ،‬فقال أبو بصي‪:‬‬
‫أمسا إن صساحبكم لو ظفسر بسسها لسستأثر بسسها‪،‬‬
‫‪))1‬‬
‫فأغفسى ‪-‬أبسو بصسي‪ -‬فجاء كلب يريسد أن يشغر‬
‫عل يه‪ ،‬فقام حاد بن عثمان ليطرده‪ ،‬فقال له ا بن أ ب‬
‫يعفور‪ :‬دعسه‪ ،‬فجاءه حتس شغسر فس أذنيسه (رجال‬
‫الكشي ‪.)154‬‬
‫أي أ نه يت هم أ با ع بد ال بالركون إل الدن يا و حب‬
‫ال ستئثار ب سها فعاق به ال تعال بأن أر سل كلبا فبال‬
‫بأذنيه جزاء له على ما قال ف أب عبد ال‪.‬‬
‫وعسن حاد الناب قال‪ :‬جلس أبسو بصسي على باب‬
‫أبس عبسد ال ليطلب الذن‪ ،‬فلم يؤذن له فقال‪ :‬لو‬
‫كان معنا طبق لذن‪ ،‬قال فجاء كلب فشغر ف وجه‬
‫أب بصي‪ ،‬فقال ‪-‬أبو بصي‪ -‬أف أف ما هذا‪))2‬؟‪.‬‬
‫فقال له جليسه‪ :‬هذا كلب شغر ف وجهك (رجال‬
‫الكشي ‪.)155‬‬
‫أي أنسه يتهسم أبسا عبسد ال ببس الثريسد والطعام‬
‫اللذيذ بيث ل يأذن لحد بالدخول عليه إل إذا كان‬
‫معسه طبسق طعام‪ ،‬لكسن ال تعال عاقبسه أيضا فأرسسل‬

‫‪ - )1‬رفع رجله ليبول‪.‬‬ ‫(‬

‫‪ - )2‬لنه كان أعمى البصر‪.‬‬ ‫(‬

‫‪137‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫كلبا فبال ف وجهه عقابا له على ما قال ف أب عبد‬
‫ال ‪.‬‬
‫ول يكسن أبسو بصسي موثوقا فس أخلقسه‪ ،‬ولذا قال‬
‫شاهدا على نفسسه بذلك‪ :‬كنست أقرئ امرأة كنست‬
‫أعلمها القرآن‪ ،‬فمازحتها بشيء!!‬
‫قال‪ :‬فقدمست على أبس جعفسر ‪-‬أي تشتكيسه‪-‬‬
‫قال‪ :‬فقال ل أ بو جع فر‪ :‬يا أ با ب صي أي ش يء قلت‬
‫للمرأة؟‬
‫قال‪ :‬قلت بيدي هكذا وغطى وجهه!!‬
‫قال‪ :‬فقال أبسو جعفسر‪ :‬ل تعودن عليهسا (رجال‬
‫الكشي ‪.)154‬‬
‫أي أن أ با ب صي مد يده ليل مس شيئا من ج سدها‬
‫بغرض الداع بة (!!) والماز حة‪ ،‬مع أ نه كان يقرئ ها‬
‫القرآن!!‪.‬‬
‫وكان أبو بصي ملطا‪:‬‬
‫فعن ممّد بن مسعود قال‪ :‬سألت علي بن السن‬
‫عن أب بصي فقال‪:‬‬
‫أبو بصي كان يكن أبا ممّد وكان مول لبن أسد‬
‫وكان مكفوفا‪.‬‬
‫فسسألته هسل يتهسم بالغلو؟ فقال‪ :‬أمسا الغلو فل‪ ،‬ل‬
‫يكن يتهم ولكن كان ملطا‪( .‬رجال الكشي ‪.)154‬‬

‫‪138‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫قلت‪ :‬أحاديثه ف الصحاح كثية جدا وفيها عجب‬
‫عجاب‪ ،‬فإذا كان ملطا فماذا أدخسل فس الديسن مسن‬
‫تليط؟‬
‫إن أحاديثسه فيهسا عجسب عجاب أليسست هسي مسن‬
‫تليطه؟؟‬
‫‪:‬‬
‫لقد ظهر ف طبستان جاعة تظاهروا بالعلم‪ ،‬وهم‬
‫من اندسوا ف التشيع لغرض الفساد والف ساد‪ .‬من‬
‫العلوم أن النسسان تشهسد عليسه آثاره‪ ،‬فإن كانست‬
‫آثاره حسسنة فهذا دليسل حسسن سسلوكه وخلقسه‬
‫واعتقاده وسسلمة سسريرته‪ ،‬والعكسس بالعكسس فإن‬
‫الثار السسيئة تدل على سسوء مسن خلفهسا سسواء فس‬
‫سلوكه أو خلقه أو اعتقاده وتدل على فساد سريرته‪.‬‬
‫ستان تركوا ملفات تثي س‬ ‫سض علماء طبسس‬ ‫إن بعس‬
‫الشكوك حول شخصياتسهم‪ ،‬ولنأخذ ثلثة من أشهر‬
‫من خرج من طبستان‪:‬‬
‫‪ -1‬اليزا حسي بن تقي النوري الطبسي مؤلف‬
‫كتاب (فصسل الطاب فس إثبات تريسف كتاب رب‬
‫الرباب) ج ع ف يه أك ثر من أل في روا ية من ك تب‬
‫الشيعسة ليثبست بسسها تريسف القرآن الكريس‪ .‬وجعس‬
‫أقوال الفقهاء والجتهديسن‪ ،‬وكتابسه وصسمة عار فس‬
‫جبي كل شيعي‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآن مرف‪ ،‬فما‬
‫الفرق بيسس كلم الطبسسسي وبيسس كلم اليهود‬
‫والنصارى؟ وهل هناك مسلم صادق ف إسلمه يشهد‬
‫على الكتاب الذي أنزله ال تعال وتكفسسل بفظسسه‪،‬‬
‫يشهد عليه بالتحريف والتزوير والتبديل؟؟‪.‬‬
‫‪ -2‬أحدس بسن علي بسن أبس طالب‪ ))1‬الطبسسي‬
‫صاحب كتاب (الحتجاج)‪.‬‬
‫أورد ف كتا به روايات م صرحة بتحر يف القرآن‪،‬‬
‫وأورد أيضا روايات زعسم فيهسا أن العلقسة بيس أميس‬
‫الؤمني والصحابة كانت سيئة جدا‪ ،‬وهذه الروايات‬
‫هي الت تتسبب ف تزيق وحدة السلمي‪ ،‬وكل من‬
‫يقرأ هذا الكتاب يد أن مؤلفه ل يكن سليم النية‪.‬‬
‫‪ -3‬فضل بن السن الطبسي صاحب ممع البيان‬
‫سه‬‫سي الذي شحنس‬ ‫سي القرآن‪ ،‬ذاك التفسس‬ ‫ف س تفسس‬
‫بالغالطات والتأويسسل التكلف والتفسسسي الاف‬
‫الخالف لبسط قواعد التفسي‪.‬‬
‫إن منطقسة طبسستان والناطسق الجاورة لاس مليئة‬
‫باليهود الزر‪ ،‬وهؤلء الطبسيون هم من يهود الزر‬
‫الت سترين بال سلم‪ ،‬فمؤلفات سهم من أ كب الك تب‬
‫‪ - )1‬أطلق على نفسه هذا السم لقصد التمويه حت يتسن له بث سومه‪ ،‬وإل فإن مثله ل‬ ‫(‬

‫ي صح أن ين سب نف سه للتراب الذي كان يدو سه أم ي الؤمن ي ‪ .‬علما أ نه ل يعرف له‬


‫أصل ول تعرف له ترجة‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫الطاعنسة بديسن السسلم بيسث لو قارنسا بيس (فصسل‬
‫الطاب) وبيس مؤلفات السستشرقي الطاعنسة بديسن‬
‫ال سلم لرأي نا (ف صل الطاب) أ شد طعنا بال سلم‬
‫من مؤلفات أولئك الستشرقي‪.‬‬
‫وهكذا مؤلفات الخرين‪.‬‬
‫توفس أحسد السسادة الدرسسي فس الوزة النجفيسة‪،‬‬
‫فغ سلت جثما نه مبتغيا بذلك و جه ال‪ ،‬و ساعدن ف‬
‫غسله بعض أولده‪ ،‬فاكتشفت أثناء الغسل أن الفقيه‬
‫الراحل غي متون!! ول أستطيع الن أن أذكر اسم‬
‫هذا (الفقيسد) لن أولده يعرفون مسن الذي غسسل‬
‫أباهسم فإذا ذكرتسه عرفونس وعرفوا بالتال أنس مؤلف‬
‫هذا الكتاب واكتشسف أمري ويصسل مسا ل يمسد‬
‫عقباه‪.‬‬
‫وهناك بعض السادة ف الوزة ل عليهم ملحظات‬
‫تث ي الشكوك حول م والر يب‪ ،‬وأ نا وال مد ل دائب‬
‫البحث والتحري للتأكد من حقيقتهم‪.‬‬
‫ولنسر لونا آخسر مسن آثار العناصسر الجنبيسة فس‬
‫التشيسع‪ ،‬فقسد عبثست هذه العناصسر بكتبنسا العتسبة‬
‫ومراجعنسا الهمسة‪ ،‬ولنأخسذ ناذج يطلع القارئ مسن‬
‫خللا على حجم هذا العبث ومداه‪.‬‬
‫إن كتاب الكا ف هو أع ظم ال صادر الشيع ية على‬
‫الطلق‪ ،‬فهسو موثسق مسن قبسل المام الثانس عشسر‬
‫‪141‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫العصوم الذي ل يطئ ول يغلط‪ ،‬إذ لا ألف الكلين‬
‫كتاب الكافس عرضسه على المام الثانس عشسر فس‬
‫سردابه ف سامراء‪ ،‬فقال المام الثان عشر سلم ال‬
‫عليسه (الكافس كاف لشيعتنسا) (انظسر مقدمسة الكافس‬
‫‪.)25‬‬
‫قال ال سيد الح قق عباس الق مي‪( :‬الكا ف هو أ جل‬
‫الكتب السلمية وأعظم الصنفات المامية والذي ل‬
‫يعمسسل للماميسسة مثله)‪ ،‬قال الول ممّسد أميسس‬
‫السسترابادي فس مكسي فوائده‪( :‬سسعنا مسن مشاينسا‬
‫وعلمائ نا أ نه ل ي صنف ف ال سلم كتاب يواز يه أو‬
‫يدانيه) (الكن واللقاب ‪.)3/98‬‬
‫ولكن اقرأ معي هذه القوال‪:‬‬
‫قال الوانساري‪( :‬اختلفوا ف كتاب الروضة الذي‬
‫يضم مموعة من البواب هل هو أحد كتب الكاف‬
‫الذي هو من تأليف الكلين أو مزيد عليه فيما بعد؟)‬
‫(روضات النات ‪.)6/118‬‬
‫قال الشيسخ الثقسة السسيد حسسي بسن السسيد حيدر‬
‫الكركسي العاملي التوفس (‪1076‬هسس)‪( :‬إن كتاب‬
‫الكاف خ سون كتابا بالسانيد ال ت فيه ل كل حديث‬
‫متصسل بالئمسة عليهسم السسلم) (روضات النات‬
‫‪.)6/114‬‬

‫‪142‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بينمسا يقول السسيد أبسو جعفسر الطوسسي التوفس (‬
‫‪460‬هس)‪.‬‬
‫(إن كتاب الكافس مشتمسل على ثلثيس كتابا)‬
‫(الفهرست ‪.)161‬‬
‫يتبي لنا من القوال التقدمة أن ما زيد على الكاف‬
‫ما بي القرن الامس والقرن الادي ع شر‪ ،‬عشرون‬
‫كتابا و كل كتاب ي ضم الكث ي من البواب‪ ،‬أي أن‬
‫نسسبة مسا زيسد فس كتاب الكافس طيلة هذه الدة يبلغ‬
‫‪ %40‬عدا تبد يل الروايات وتغي ي ألفاظ ها وحذف‬
‫فقرات وإضافسة أخرى فمسن الذي زاد فس الكافس‬
‫عشرين كتابا؟ ‪ ..‬أيكن أن يكون إنسانا نزيها؟؟‬
‫وهل هو شخص واحد أم أشخاص كثيون تتابعوا‬
‫طيلة هذه القرون على الزيادة والتغييسس والتبديسسل‬
‫والعبث به؟؟!!‬
‫ونسسأل‪ :‬أمسا زال الكافس موثقا مسن قبسل العصسوم‬
‫الذي ل يطئ ول يغلط؟؟!!‬
‫ولنأ خذ كتابا آ خر يأ ت بالرت بة الثان ية ب عد الكا ف‬
‫و هو أيضا أ حد ال صحاح الرب عة الول‪ ،‬إ نه كتاب‬
‫(ت سهذيب الحكام) للشيخ الطو سي مؤسس حوزة‬
‫النجف‪ ،‬فإن فقهاءنا وعلماءنا يذكرون على أنه الن‬
‫(‪ )13590‬حديثا‪ ،‬بينما يذكر الطوسي نفسه مؤلف‬
‫الكتاب ‪-‬كمسا فس عدة الصسول‪ -‬أن تسسهذيب‬
‫الحكام هذا أكثر من (‪ )5000‬حديث‪ ،‬أي ل يزيد‬
‫‪143‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ف كل الحوال عن (‪ )6000‬حد يث‪ ،‬ف من الذي‬
‫زاد ف الكتاب هذا ال كم الائل من الحاد يث الذي‬
‫جاوز عدده العدد الصسلي لحاديسث الكتاب؟ مسع‬
‫ملحظسة البليسا التس رويست فس الكافس وتسسهذيب‬
‫الحكام وغيها‪ ،‬فل شك أنسها إضافات ليد خفية‬
‫ت سترت بال سلم‪ ،‬وال سلم من ها بر يء‪ ،‬فهذا حال‬
‫أعظم كتابي فما بالك لو تابعنا حال الصادر الخرى‬
‫ماذا ند؟؟ ولذا قال السيد هاشم معروف السن‪:‬‬
‫(و ضع ق صاص الشي عة مع ما وض عه أعداء الئ مة‬
‫عددا كثيا من هذا النوع للئمة الداة) وقال أيضا‪:‬‬
‫(وبعسد التتبسع فس الحاديسث النتشرة فس ماميسع‬
‫الديسث كالكافس والوافس وغيهاس ندس أن الغلة‬
‫سن‬ ‫سة الداة ل يتركوا بابا مس‬
‫سن على الئمس‬‫والاقديس‬
‫البواب إل ودخلوا منسه لفسساد أحاديسث الئمسة‬
‫والسساءة إل سسعتهم) (الوضوعات ‪)253 ،165‬‬
‫وقد اعتذر بذلك الشيخ الطوسي ف مقدمة التهذيب‬
‫فقال‪( :‬ذاكرنس بعسض الصسدقاء بأحاديسث أصسحابنا‬
‫ومسا وقسع فيهسا مسن الختلف والتبايسن والنافاة‬
‫والتضاد‪ ،‬حتس ل يكاد يتفسق خسب إل وبإزائه مسا‬
‫يضاده‪ ،‬ول ي سلم حد يث إل و ف مقابله ما يناف يه‪،‬‬
‫حتس جعسل مالفونسا ذلك مسن أعظسم الطعون على‬

‫‪144‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫مذهب نا) ور غم حرص الطو سي على صيانة كتا به إل‬
‫أنه تعرض للتحريف كما رأيت‪.‬‬
‫ف زيارت للهند التقيت السيد دلدار علي فأهدان‬
‫نسخة من كتابه (أساس الصول) جاء ف (ص ‪:)51‬‬
‫(إن الحاديث الأثورة عن الئمة متلفة جدا ل يكاد‬
‫يوجد حديث إل وف مقابله ما ينافيه‪ ،‬ول يتفق خب‬
‫إل وبإزائه ما يضاده) وهذا الذي دفع الم الغفي إل‬
‫ترك مذهب الشيعة‪.‬‬
‫ولنن ظر ف القول بتحر يف القرآن‪ ،‬فإن أول كتاب‬
‫نص على التحريف هو كتاب سليم بن قيس اللل‬
‫(ت ‪ 90‬هسس) فإنسه أورد روايتيس فقسط‪ ،‬وهسو أول‬
‫كتاب ظهسر للشيعسة‪ ،‬ول يوجسد فيسه غيس هاتيس‬
‫الروايتي‪.‬‬
‫ولكن إن رجعنا إل كتبنا العتبة والت كتبت بعد‬
‫كتاب سليم بن قيس بدهور فإن ما وصل إلينا منها‬
‫طافسح بروايات التحريسف‪ ،‬حتس تسسن للنوري‬
‫الطب سي ج ع أك ثر من أل في روا ية ف كتا به (ف صل‬
‫الطاب)‪.‬‬
‫فمن الذي وضع هذه الروايات؟ وباصة إذا رجعنا‬
‫إل مسا ذكرناه آنفا فس بيان مسا أضيسف إل الكتسب‬
‫وبالذات الصحاح تبي أن هذه الروايات وضعت ف‬
‫الزمان التأخرة عن كتاب سليم بن قيس وقد يكون‬
‫‪145‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فس القرن السسادس أو السسابع‪ ،‬حتس أن الصسدوق‬
‫التو ف (‪381‬ه س) قال‪( :‬إن من ن سب للشي عة م ثل‬
‫هذا القول ‪-‬أي التحريسف‪ -‬فهسو كاذب) لنسه ل‬
‫ي سمع ب ثل هذه الروايات‪ ،‬ولو كا نت موجودة فعلً‬
‫لعلم بسها أو لسمع‪.‬‬
‫وكذلك الطوسي أنكر نسبة هذا المر إل الشيعة‬
‫كما ف تفسي (التبيان ف تفسي القرآن) ط‪ .‬النجف‬
‫(‪1383‬هسس) وأمسا كتاب سسليم بسن قيسس فهسو‬
‫مكذوب على سسليم بسن قيسس وضعسه أبان بسن أبس‬
‫عياش ث نسبه إل سليم‪.‬‬
‫وأبان هذا قال عنسه ابسن الطهسر اللي والردبيلي‪:‬‬
‫(ضعيف جدا وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن‬
‫قيسس إليسه) انظسر (رجال اللي ص ‪( ،)206‬جامسع‬
‫الرواة للردبيلي ‪.)1/9‬‬
‫ولاس قامست الدولة الصسفوية صسار هناك مال كسبي‬
‫لوضع الروايات وإلصاقها بالمام الصادق وبغيه من‬
‫الئمة سلم ال عليهم‪ .‬بعد هذا الوجز السريع تبي‬
‫ل نا أن م صنفات علمائ نا ل يو ثق ب سها‪ ،‬ول يعت مد‬
‫عليهسا‪ ،‬إذ ل يعتس بسسها‪ ،‬ولذا عبثست بسسها أيدي‬
‫العدى‪ ،‬فكان من أمرها ما قد عرفت‪.‬‬
‫سن آثار‬‫سر مس‬‫سد أن نعرج على لون آخس‬ ‫والن نريس‬
‫العناصر الجنبية ف التشيع‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫إنسها قضية المام الثان عشر وهي قضية خطية‬
‫جدا‪.‬‬
‫ل قد تناول الخ الفا ضل ال سيد أح د الكا تب هذا‬
‫الوضوع فبي أن المام الثان عشر ل حقيقة له‪ ،‬ول‬
‫وجود لشخ صه‪ ،‬و قد كفا نا الفا ضل الذكور مه مة‬
‫الب حث ف هذا الوضوع‪ ،‬ولك ن أقول‪ :‬ك يف يكون‬
‫له وجود وقسد نصست كتبنسا العتسبة على أن السسن‬
‫الع سكري ‪-‬المام الادي ع شر‪ -‬تو ف ول ي كن له‬
‫ولد‪ ،‬و قد نظروا ف ن سائه وجوار يه ع ند مو ته فلم‬
‫يدوا واحدة من هن حاملً أو ذات ولد‪ .‬را جع لذلك‬
‫سد‬‫سي ‪( ،)74‬الرشاد للمفيس‬ ‫سة للطوسس‬‫كتاب (الغيبس‬
‫‪( ،)345‬أعلم الورى للفضسسل الطبسسسي ‪)380‬‬
‫(القالت والفرق للشعري للقمي ‪.)102‬‬
‫و قد ح قق الخ الفا ضل ال سيد أح د الكا تب ف‬
‫م سألة نواب المام الثا ن ع شر‪ ،‬فأث بت أن سهم قوم‬
‫من الدجلة ادعوا النيابة من أجل الستحواذ على ما‬
‫يراد من أموال ال مس و ما يل قى ف الر قد أو ع ند‬
‫السرداب من تبعات‪.‬‬
‫ول نر ما ي صنعه المام الثا ن ع شر العروف بالقائم‬
‫أو النتظر عند خروجه‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪147‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫(روى الجل سي أن النت ظر ي سي ف العرب ب ا ف‬
‫الفر الحر وهو قتلهم) (بار النوار ‪.)52/318‬‬
‫وروى أيضا‪( :‬ما بقي بيننا وبي العرب إل الذبح)‬
‫(بارا لنوار ‪.)52/349‬‬
‫وروى أيضا‪( :‬ا تق العرب فإن ل م خب سوء‪ ،‬أ ما‬
‫إنسه ل يرج مسع القائم منهسم واحسد) (بار النوار‬
‫‪.)52/333‬‬
‫قلت‪ :‬فإذا كان كثيس مسن الشيعسة هسم مسن أصسل‬
‫عرب؛ أيشهر القائم السيف عليهم ويذبهم؟؟‬
‫ل ‪ ..‬ل‪ ..‬إن وراء هذه النصوص رجالً لعبوا دورا‬
‫خطيا فس بسث هذه السسموم‪ .‬ل تسستغربن مسا دام‬
‫كسرى قد خلص من النار إذ روى الجلسي عن أمي‬
‫الؤمن ي‪( :‬إن ال قد خل صه ‪-‬أي ك سرى‪ -‬من النار‬
‫وإن النار مرمة عليه) (البحار ‪.)41/4‬‬
‫هل يعقل إن أمي الؤمني صلوات ال وسلمه عليه‬
‫يقول إن ال قسد خلص كسسرى مسن النار‪ ،‬وإن النار‬
‫مرمة عليه؟؟‬
‫‪-2‬‬
‫‪.‬‬
‫روى الجلسسي‪( :‬أن القائم يهدم السسجد الرام‬
‫حتس يرده إل أسساسه والسسجد النبوي إل أسساسه)‬
‫(بار النوار ‪( ،)52/338‬الغيبة للطوسي ‪.)282‬‬
‫‪148‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وبي الجلسي‪( :‬أن أول ما يبدأ به ‪-‬القائم‪ -‬يرج‬
‫هذين ‪-‬يعن أبا بكر وعمر‪ -‬رطبي غضي ويذريهما‬
‫ف الريح ويكسر السجد) (البحار ‪.)52/386‬‬
‫إن مسن التعارف عليسه‪ ،‬بسل السسلم بسه عنسد جيسع‬
‫فقهائنسا وعلمائنسا أن الكعبسة ليسس لاس أهيسة‪ ،‬وأن‬
‫كربلء خي منها وأفضل‪ ،‬فكربلء حسب النصوص‬
‫ال ت أورد ها فقهاؤ نا هي أف ضل بقاع الرض‪ ،‬و هي‬
‫أرض ال الختارة القدسسة الباركسة‪ ،‬وهسي حرم ال‬
‫ورسوله وقبلة السلم وف تربتها الشفاء‪ ،‬ول تدانيها‬
‫أرض أو بقعة أخرى حت الكعبة‪.‬‬
‫وكان أسستاذنا السسيد ممّد السسي آل كاشسف‬
‫الغطاء يتمثل دائما بسهذا البيت‪:‬‬

‫وقال آخر‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫ول نا أن ن سأل‪ :‬لاذا يك سر القائم ال سجد ويهد مه‬


‫ويرجعه إل أساسه؟‬
‫والواب‪ :‬لن مسن سسيبقى مسن السسلمي ل‬
‫يتجاوزون عشر عددهم كما بي الطوسي‪:‬‬
‫(ل يكون هذا المسر حتس يذهسب تسسعة أعشار‬
‫الناس) (الغيبة ‪.)146‬‬
‫بسسبب إعمال القائم سسيفه عموما وفس السسلمي‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وعقد الكلي ن بابا ف أن الئ مة عليهم ال سلم إذا‬
‫ظهسر أمرهسم حكموا بكسم آل داود‪ ،‬ول يسسألون‬
‫البينة ث روى عن أب عبد ال قال‪( :‬إذا قام قائم آل‬
‫ممّد حكسم بكسم داود وسسليمان ول يسسأل بينسة)‬
‫(الصول من الكاف ‪.)1/397‬‬
‫وروى الجل سي‪( :‬يقوم القائم بأ مر جد يد وكتاب‬
‫جديسد وقضاء جديسد) (البحار ‪( ،)52/354‬غيبسة‬
‫النعمان ‪.)154‬‬

‫‪150‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وقال أ بو ع بد ال ‪( :‬لكأ ن ان ظر إل يه ب ي الر كن‬
‫والقام يبايسسع الناس على كتاب جديسسد) (البحار‬
‫‪( ،)52/135‬الغيبة ‪.)176‬‬
‫ونتسم هذه الفقرة بسسهذه الروايسة الروعسة‪ ،‬فقسد‬
‫روى الجلسي عن أب عبد ال ‪( :‬لو يعلم الناس ما‬
‫يصسنع القائم إذا خرج لحسب أكثرهسم أل يروه ماس‬
‫يق تل من الناس ‪ ..‬ح ت يقول كث ي من الناس‪ :‬ل يس‬
‫هذا مسن آل ممسد‪ ،‬ولو كان مسن آل ممّد لرحسم)‬
‫(البحار ‪( ،)52/353‬الغيبة ‪.)135‬‬
‫واستوضحت السيد الصدر عن هذه الرواية فقال‪:‬‬
‫(إن القتل الاصل بالناس أكثره متص بالسلمي) ث‬
‫أهدى ل ن سخة من كتا به (تار يخ ما ب عد الظهور)‬
‫حيسث كان قسد بيس ذلك فس كتابسه الذكور‪ ،‬وعلى‬
‫النسخة الهداء بط يده‪.‬‬
‫ول بد لنا من التعليق على هذه الروايات فنقول‪:‬‬
‫لاذا يع مل القائم سيفه ف العرب؟ أل ي كن ر سول‬
‫ال صلى ال عليه وآله عربيا؟‬
‫أل يكن أمي الؤمني وذريته الطهار من العرب؟‬
‫بل القائم الذي يعمل سيفه ف العرب كما يقولون‬
‫أليس هو نفسه من ذرية أمي الؤمني؟ وبالتال أليس‬
‫هو عربيا؟!‬
‫أليس ف العرب الليي من يؤمن بالقائم وبروجه؟‬
‫‪151‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فلماذا يصسص العرب بالقتسل والذبسح؟ وكيسف‬
‫يقال‪ :‬ل يرج مع القائم منهم واحد؟‬
‫وكيسف يكسن أن يهدم السسجد الرام والسسجد‬
‫النبوي؟ مع أن السجد الرام هو قبلة السلمي كما‬
‫نص عليه القرآن وبي أنه أول بيت وجد على وجه‬
‫الرض‪ ،‬وكان رسول ال صلوات ال عليه قد صلى‬
‫ف يه‪ ،‬و صلى ف يه أيضا أم ي الؤمن ي والئ مة من بعده‬
‫وخصسوصا المام الصسادق الذي مكسث فيسه مدة‬
‫طويلة‪.‬‬
‫ل قد كان ظن نا أن القائم سيعيد ال سجد الرام ب عد‬
‫هدمه إل ما كان عليه زمن النب صلى ال عليه وآله‬
‫وق بل التو سعة‪ ،‬ول كن تبي ل في ما ب عد أن الراد من‬
‫قوله (يرجعه إل أساسه) أي يهدمه ويسويه بالرض‪،‬‬
‫لن قبلة الصلة ستتحول إل الكوفة‪.‬‬
‫روى الفيض الكاشان‪( :‬يا أهل الكوفة لقد حباكم‬
‫ال عز وجل با ل يب أحد من فضل‪ ،‬مصلكم بيت‬
‫آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم ‪ ..‬ول‬
‫تذهب اليام حت ينصب الجر السود فيه) (الواف‬
‫‪.)1/215‬‬
‫إذن نقل الجر السود من مكة إل الكوفة وجعل‬
‫الكوفسة مصسلى بيست آدم ونوح وإدريسس وإبراهيسم‬
‫دليل على اتاذ الكوفة قبلة للصلة بعد هدم السجد‬
‫‪152‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫الرام‪ ،‬إذ بعد هذا ل معن لرجاعه إل ما كان عليه‬
‫قبل التوسعة ول تبقى له فائدة‪ ،‬فل بد له من الزالة‬
‫والدم ‪-‬حسسبما ورد فس الروايات‪ -‬وتكون القبلة‬
‫والجر السود ف الكوفة‪ ،‬وقد علمنا فيما سبق أن‬
‫الكع بة لي ست بذات أهي مة ع ند فقهائ نا‪ ،‬فل بد إذن‬
‫من هدمها‪.‬‬
‫ونعود لنسأل مرة أخرى‪ :‬ما هو المر الديد الذي‬
‫يقوم به القائم؟‬
‫وما هو الكتاب الديد والقضاء الديد؟‬
‫إن كان ال مر الذي يقوم به من صلب ح كم آل‬
‫ممّد فليس هو إذن بديد‪.‬‬
‫وإن كان الكتاب من الكتب الت استأثر بسها أمي‬
‫الؤمنيس حسسبما تدعيسه الروايات الواردة فس كتبنسا‬
‫فليس هو بكتاب جديد‪.‬‬
‫وإن كان القضاء فس أقضيسة ممّد وآله‪ ،‬والكتاب‬
‫من غ ي كتب هم والقضاء من غ ي أقضيت هم ف هو فعل‬
‫أمسر جديسد وقضاء جديسد وكيسف ل يكون جديدا‬
‫والقائم سيحكم بكم آل داود كما مر؟‬
‫أ نه أ مر من ح كم آل داود‪ ،‬وكتاب من كتب هم‪،‬‬
‫وقضاء مسسن قضاء شريعتهسسم‪ .‬ولذا كان جديدا‪،‬‬
‫ولذلك ورد ف الرواية‪( :‬لكأن أنظر إليه بي الركن‬
‫والقام يبايع الناس على كتاب جديد) كما مر بيانه‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫بقسي أن تعلم أن مسا يصسنعه القائم حسسبما جاء فس‬
‫الروا ية الرو عة‪ ،‬فإ نه سيثخن ف الق تل ب يث يتم ن‬
‫الناس أل يروه لكثرة مسا يقتسل مسن الناس وبصسورة‬
‫بش عة ل رح ة في ها ولشف قة‪ ،‬ح ت يقول كث ي من‬
‫الناس ليس هذا من آل ممد‪ ،‬ولو كان من آل ممّد‬
‫لرحم!!‪.‬‬
‫وبدورنا نسأل‪ :‬بن سيفتك القائم؟ ودماء من هذه‬
‫الت سيجريها بسهذه الصورة البشعة؟!‪.‬‬
‫إن سها دماء ال سلمي ك ما ن صت عل يه الروايات‪،‬‬
‫وكما بي السيد الصدر‪.‬‬
‫إذن ظهور القائم سسيكون نقمسة على السسلمي ل‬
‫رح ة ل م‪ ،‬ول م ال ق إن قالوا أنه ليس من آل ممّد‬
‫ن عم لن آل ممّد يرحون ويشفقون على ال سلمي‪،‬‬
‫أما القائم فإنه ل يرحم ول يشفق‪ ،‬فليس هو إذن من‬
‫آل م مد‪ ،‬ث أل يس هو ‪-‬أي القائم‪ -‬سيمل الرض‬
‫عدلً وقسطا بعد أن ملئت جورا وظلما؟‬
‫فأين العدل إذن إذا كان سيقتل تسعة أعشار الناس‬
‫وخاصسة ال سلمي؟ وهذا ل يفعله فس تاريسخ البشريسة‬
‫أحد‪ ،‬ول حت الشيوعيون الذين كانوا حريصي على‬
‫تطبيق نظريتهم على حساب الناس‪ .‬فتأمل!!‬
‫لقسد أسسلفنا أن القائم ل حقيقسة له‪ ،‬وأنسه غيس‬
‫موجود‪ ،‬ولكنسه إذا قام فسسيحكم بكسم آل داود‬
‫‪154‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وسسيقضي على العرب والسسلمي ويقتلهسم قتل ل‬
‫رح ة ف يه ول شف قة‪ ،‬ويهدم ال سجد الرام وم سجد‬
‫النسب صسلى ال عليسه وآله‪ ،‬ويأخسذ الجسر السسود‪،‬‬
‫ويأتس بأمسر جديسد وكتاب جديسد‪ ،‬ويقضسي بقضاء‬
‫جديد‪ ،‬فمن هو هذا القائم؟ وما القصود به؟‬
‫إن القيقة الت توصلت إليها بعد دراسة استغرقت‬
‫سسنوات طوالً ومراجعسة لمهات الصسادر هسي أن‬
‫القائم كنايسة عسن قيام دولة إسسرائيل أو هسو السسيح‬
‫الدجال‪ ،‬لن السسن العسسكري ليسس له ولد كمسا‬
‫أسلفنا وأثبتنا‪ ،‬ولذا روى عن أب عبد ال ‪-‬وهو‬
‫بر يء من ذلك‪ ( :-‬ما ل ن خالف نا ف دولت نا ن صيب‪،‬‬
‫إن ال قد أ حل ل نا دماء هم ع ند قيام قائم نا) (البحار‬
‫‪.)52/376‬‬
‫ولاذا حكسسم آل داود؟ أليسسس هذا إشارة إل‬
‫الصول اليهودية لذه الدعوة؟‬
‫وقيام دولة إسسرائيل لبسد أن يسسودها حكسم آل‬
‫داود‪ ،‬ودولة إسرائيل إذا قامت‪ ،‬فإن من مططاتسها‬
‫القضاء على العرب خصسوصا السسلمي والسسلمي‬
‫عموما كمسا هسو مقرر فس بروتوكولتسسهم‪ ،‬تقضسي‬
‫عليهسم قضاء مسبما وتقتلهسم قتلً ل رحةس فيسه ول‬
‫شفقة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وحلم دولة إسسسرائيل هسسو هدم قبلة السسسلمي‬
‫وتسسويتها بالرض‪ ،‬ثس هدم السسجد النبوي والعودة‬
‫إل يثرب التس أخرجوا منهسا‪ ،‬وإذا قامست فسستفرض‬
‫أمرا جديدا‪ ،‬وتضسسسسع بدل القرآن كتابا جديدا‪،‬‬
‫وتقضسي بقضاء جديسد‪ ،‬ول تسسأل بينسة‪ ،‬لن سسؤال‬
‫البي نة من خ صائص ال سلمي‪ ،‬ولذا ت سود الفو ضى‬
‫والظلم بسبب العنصرية اليهودية‪.‬‬
‫ويسن بنا أن ننبه إل أن أصحابنا اختاروا لم اثن‬
‫عشر إماما‪ ،‬وهذا عمل مقصود فهذا العدد يثل عدد‬
‫أ سباط ب ن إ سرائيل‪ ،‬ول يكتفوا بذلك بل أطلقوا على‬
‫أنف سهم ت سمية (الث ن عشر ية) تيمنا ب سهذا العدد‪،‬‬
‫وكرهوا جبيل والروح المي كما وصفه ال تعال‬
‫ف القرآن الكري‪ ،‬وقالوا إنه خان المانة إذ يفترض أن‬
‫ينسسزل على علي ‪ ،‬ولكنسه حاد عنسه‪ ،‬فنسسزل إل‬
‫ممّد ‪ ،‬فخان بذلك المانة‪.‬‬
‫ولذا كرهوا جب يل‪ ،‬وهذه هي صفة ب ن إ سرائيل‬
‫فس كراهتهسم له‪ ،‬ولذا رد ال عليهسم بقوله تعال‪:‬‬
‫ج ْبرِيلَ فَِإنّ هُ َنزّلَ هُ عَلَى قَ ْلبِ كَ بِِإذْ نِ‬
‫قُلْ مَن كَا نَ عَ ُدوّا لّ ِ‬
‫شرَى لِلْمُ ْؤ ِمنِيَ *‬ ‫اللّ هِ مُ صَدّقا لّمَا َبيْ نَ يَ َديْ هِ َوهُدًى َوبُ ْ‬
‫مَن كَا نَ عَدُوّا للّ هِ َومَلِئ َكتِ هِ وَرُ سُ ِلهِ َو ِجبْرِيلَ َومِيكَالَ‬
‫فَإِنّس اللّه سَ عَ ُدوّ لّ ْلكَا ِفرِين سَ [البقرة‪،]98-97:‬‬

‫‪156‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فوصف من عادى جبيل بالكفر‪ ،‬وأخب أن من عاداه‬
‫فإنه عدو ل تعال‪.‬‬
‫ومن أعظم آثار العناصر الجنبية ف حرف التشيع‬
‫عن ر كب ال مة ال سلمية هو القول بترك الم عة‬
‫وعدم جوازها إل وراء إمام معصوم‪.‬‬
‫ل قد صدرت ف الو نة الخية فتاوى توز إقا مة‬
‫صلة المعة ف السينيات‪ ،‬وهذا عمل عظيم‪ ،‬ول‬
‫وال مد ل جهود كبية ف حث الرا جع العل يا على‬
‫هذا العمل وإن احتسب أجري عند ال تعال‪.‬‬
‫ولك ن أت ساءل‪ :‬من الذي ت سبب ف حرمان كل‬
‫تلك الجيال وعلى مدى ألف سنة تقريبا من صلة‬
‫الم عة؟ فأ ية يد خبي ثة هذه ال ت ا ستطاعت بدهائ ها‬
‫و سيطرتسها أن ترم الشي عة من صلة الم عة‪ ،‬مع‬
‫وجود النسص القرآنس الصسريح فس وجوب إقامسة‬
‫المعة؟؟!‬
‫وما زالت اليادي الفية تعمل وتبث سومها‪ ،‬فقد‬
‫أصسدرت زعامسة الوزة فس يومنسا هذا تعليمات‬
‫بوجوب إكثار الفساد والظلم ونشره بي الناس‪ ،‬لن‬
‫كثرة الفسسساد تعجسسل فسس خروج المام الهدي‬
‫‪-‬القائم‪ -‬من سردابه‪ ،‬وقد استجاب كثي من الشيعة‬
‫لذلك‪ ،‬وطبقوا هذه التعليمات ومارسوا الفساد بكل‬
‫ألوانه‪ ،‬وكان السيد البوجردي يشرف على تطبيقها‬
‫‪157‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ف مدينة الثورة ف بغداد‪ ،‬فإذا ما مشى رجل ف أحد‬
‫شوارع الثورة فرأى امرأة أعجبته‪ ،‬فإنسها تستجيب‬
‫له بابتسسامة منسه أو إشارة بطرف عينسه‪ .‬ول تكتسف‬
‫زعامسة الوزة بذلك‪ ،‬بسل أرادت تعميسم هذا الفسساد‬
‫ليشمسل كسل أناء العراق‪ ،‬ولذا قاموا باسستئجار‬
‫با صات ن قل كبية لغرض ال سياحة وال صطياف ف‬
‫شال العراق‪.‬‬
‫وقاموا بترغيسب العوائل السساكنة فس مدن النوب‬
‫بالسسفر إل الشمال‪ ،‬فترى العوائل السسافرة تتكون‬
‫كل عائلة من ها من ر جل عجوز وامرأ ته الطاع نة ف‬
‫السسن بثياب رثسة ل يلك أحدهسم ثنس وجبسة عشاء‬
‫فضلً عن نفقة السياحة والصطياف‪ ،‬وقد اصطحبت‬
‫كل عائلة مع ها عددا من الفتيات الميلت‪ ،‬فإذا ما‬
‫وصسلت القافلة إل مافظسة مسن الحافظات التس ترس‬
‫بسها وهي‪ ،‬صلح الدين‪-‬تكريت‪-‬الوصل‪ ،‬دهوك‪،‬‬
‫أربيل‪ ،‬كركوك‪ ،‬حط السافرون رحالم فيها أياما‪ ،‬ث‬
‫تبدأ الفتيات بالنسسزول إل أسسواق تلك الحافظسة‪،‬‬
‫فيعرضسن أنفسسهن على الشباب لتتسم (الصسفقات‬
‫الحرمسة) وأمسا فترة بقاء العوائل فس الصسايف فإنس‬
‫أعجز عن وصف ما يري‪.‬‬
‫إن الغايسة مسن إصسدار هذه التعليمات هسي نشسر‬
‫الفساد وتدمي البلد‪ ،‬وأما خروج المام الثان عشر‬
‫‪158‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫العروف بالقائم فأنسا واثسق بأنسسهم يدركون أن ل‬
‫وجود لذا المام‪.‬‬
‫سة ماذا فعلت وماذا‬
‫فانظروا إل هذه اليدي البيثس‬
‫تفعل!!!‬

‫‪159‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫الاتة‬
‫بعد هذه الرحلة الرهقة ف بيان تلك القائق الؤلة‪،‬‬
‫ما الذي يب علي فعله؟‬
‫هل أبقى ف مكان ومنصب وأجع الموال الضخمة‬
‫مسن البسسطاء والسسذج باسسم المسس والتسبعات‬
‫للمشاهسد‪ ،‬وأركسب السسيارات الفاخرة (!!) وأتتسع‬
‫بالميلت؟ أم أترك عرض الدنيسا الزائل وأبتعسد عسن‬
‫هذه الحرمات‪ ،‬وأ صدع بال ق ‪-‬لن ال ساكت عن‬
‫الق شيطان أخرس‪-‬؟‬
‫ل قد عرفت أن ع بد ال بن سبأ اليهودي هو الذي‬
‫أسسس التشيسع‪ ،‬وفرق السسلمي وجعسل العداوة‬
‫والبغضاء بينهسم‪ ،‬بعسد أن كان البس واليان يمسع‬
‫بينهسم‪ ،‬ويؤلف قلوبسسهم‪ ،‬وعرفست أيضا مسا صسنعه‬
‫أجدادنا ‪-‬أهل الكوفة‪ -‬بأهل البيت‪ ،‬وما روته كتبنا‬
‫ف نبذ الئمة والطعن بسهم‪ ،‬وضجر أهل البيت من‬
‫شيعت هم ك ما سبق القول‪ ،‬ويك في قول أم ي الؤمن ي‬
‫ف بيان حقيقتهم‪:‬‬

‫‪160‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫(لو ميزت شيع ت ل ا وجدت سهم إل وا صفة‪ ،‬ولو‬
‫امتحنتهم لا وجدتسهم إل مرتدين‪ ،‬ولو تحصتهم لا‬
‫خلص من اللف واحد) (الكاف ‪.)8/338‬‬
‫وعرفست أنسسهم يكذبون ال تعال‪ ،‬فإن ال تعال‬
‫ب ي أن القرآن الكر ي ل تع بث به اليادي‪ ،‬ولن تقدر‬
‫لن ال تكفسل بفظسه‪ ،‬وأمسا فقهاؤنسا فيقولون إن‬
‫القرآن مرف‪ ،‬فيدون بذلك قول ال تعال‪ ،‬فمسسن‬
‫أ صدق؟ أأ صدقهم؟ أم أ صدق ال تعال؟ وعر فت أن‬
‫التعة مرمة‪ ،‬ولكن فقهاؤنا أباحوها‪ ،‬وجرت إباحتها‬
‫إل إباحسة غيهسا وكان آخرهسا اللواط بالردان مسن‬
‫الشباب‪.‬‬
‫وعر فت أن ال مس ل ي ب على الشي عة دف عه ول‬
‫إعطاؤه للفقهاء والجتهدين بل هو حل لم حت يقوم‬
‫القائم‪ ،‬ول كن فقهاؤ نا هم الذ ين أوجبوا على الناس‬
‫دفعسه وإخراجسه وذلك لآربسسهم ‪-‬أي الفقهاء‪-‬‬
‫الشخصية ومنافعهم الذاتية‪.‬‬
‫وعرفت أن التشيع قد عبثت به أياد خفية هي الت‬
‫صنعت ف يه ما صنعت ‪ -‬ك ما أوضح نا ف الف صول‬
‫السابقة ‪ -‬فما الذي يبقين ف التشيع بعد ذلك؟‬

‫‪161‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫ولذا ورد عن ممّد بن سليمان عن أبيه قال‪ :‬قلت‬
‫لب عبد ال ‪:‬‬
‫(جعلت فداك‪ ،‬فإنسا قسد نبزنسا نبزا أثقسل ظهورنسا‬
‫وماتست له أفئدتنسا‪ ،‬واسستحلت ل الولة دماءنسا فس‬
‫حديث رواه لم فقهاؤهم‪.‬‬
‫قال أبو عبد ال ‪ :‬الرافضة؟ فقلت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬ل وال ما هم سوكم به ولكن ال ساكم به)‬
‫(روضة الكاف ‪.)5/34‬‬
‫فإذا كان أبسو عبسد ال قسد شهسد عليهسم بأنسسهم‬
‫راف ضة ‪-‬لرفض هم أ هل الب يت‪ -‬وأن ال تعال ساهم‬
‫به فما الذي يبقين معهم؟ وعن الفضل بن عمر قال‪:‬‬
‫سعت أ با ع بد ال يقول‪( :‬لو قام قائم نا بدأ بكذا ب‬
‫الشيعسة فقتلهسم) (رجال الكشسي ‪ )253‬ترجةس ابسن‬
‫الطاب‪ ،‬لاذا يبدأ بكذاب الشيعة فيقتلهم؟‬
‫يقتلهسم قبسل غيهسم لقباحسة مسا افتروه وجعلوه دينا‬
‫يتقربون به إل ال تعال به كقولم بإباحة التعة واللواط‪،‬‬
‫وقولمس بوجوب إخراج خسس الموال‪ ،‬وكقولمس‬
‫بتحر يف القرآن والبدء ل تعال ورج عة الئ مة‪ ،‬و كل‬
‫السسادة والفقهاء والجتهديسن يؤمنون بسسهذه العقائد‬

‫‪162‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وغيها‪ ،‬فمن منهم سينجو من سيف القائم ‪-‬عجل ال‬
‫فرجه‪-‬؟؟‬
‫وعن أب عبد ال قال‪( :‬ما أنزل ال سبحانه آية‬
‫فس النافقيس إل وهسي فيمسن ينتحسل التشيسع) (رجال‬
‫الكشي ‪ 254‬أب الطاب)‪.‬‬
‫صسدق أبسو عبسد ال بأبس هسو وأمسي‪ ،‬فإذا كانست‬
‫اليات الت نزلت ف النافقي منطبقة على من ينتحل‬
‫التشيع‪ ،‬فكيف يكنن أن أبقى معهم؟؟‬
‫وهل يصح بعد هذا أن يدعوا أنسهم على مذهب‬
‫أهل البيت؟؟‪ ،‬وهل يصح أن يدعوا مبة أهل البيت؟‬
‫ل قد عر فت الن أجو بة تلك ال سئلة ال ت كا نت‬
‫تين وتشغل بال‪.‬‬
‫ب عد وقو ف على هذه القائق وعلى غي ها‪ ،‬أخذت‬
‫أبثس عسن سسبب كونس ولدت شيعيا‪ ،‬وعسن سسبب‬
‫تشيع أهلي وأقربائي‪ ،‬فعرفت أن عشيت كانت على‬
‫مذ هب أ هل ال سنة‪ ،‬ول كن ق بل حوال مائة وخ سي‬
‫سسنة جاء مسن إيران بعسض دعاة التشيسع إل جنوب‬
‫العراق‪ ،‬فاتصسلوا ببعسض رؤسساء العشائر‪ ،‬واسستغلوا‬
‫طيسب قلوبسسهم وقلة علمهسم‪ ،‬فخدعوهسم بزخرف‬
‫القول‪ ،‬فكان ذلك سبب دخولم ف النهج الشيعي‪،‬‬
‫‪163‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫فهناك الكثيس مسن العشائر والبطون تشيعست بسسهذه‬
‫الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة‪.‬‬
‫ومسن الضروري أن أذكسر بعسض هذه العشائر أداء‬
‫لمانة العلم‪:‬‬
‫فمن هم ب نو ربي عة‪ ،‬ب نو ت يم‪ ،‬الزا عل‪ ،‬الزبيدات‪،‬‬
‫العمي وهم بطن من تيم‪ ،‬الزرج‪ ،‬شرطوكة الدوار‪،‬‬
‫الدفاف عة‪ ،‬آل ممّد و هم من عشائر العمارة‪ ،‬عشائر‬
‫الديوانيسة وهسم آل أقرع وآل بديسر وعفسج والبور‬
‫والليحة‪ ،‬وعشية كعب‪ ،‬وبنو لم وغيها كثي‪.‬‬
‫وهؤلء العشائر كلهم من العشائر العراقية الصيلة‬
‫العروفسة فس العراق‪ ،‬وهسم معروفون بشجاعتهسم‬
‫وكرمهم ونوتسهم‪ ،‬وهم عشائر كبية لا وزنسها‬
‫وثقلها إذ هم من العشائر العربية الصيلة‪ ،‬ولكن مع‬
‫السف تشيعوا منذ أكثر من مائة وخسي سنة بسبب‬
‫موجات دعاة الشي عة الذ ين وفدوا إلي هم من إيران‪،‬‬
‫فاحتالوا عليهم وشيعوهم بطريقة أو بأخرى‪.‬‬
‫ون سيت هذه العشائر البا سلة ‪-‬ر غم تشيع ها‪ -‬أن‬
‫سيف القائم ينت ظر رقاب سهم ليف تك ب سهم ك ما مر‬
‫بيانه‪ ،‬إذ أن المام الثان عشر العروف بالقائم سيقتل‬
‫‪164‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫العرب شر قتلة ر غم كون سهم من شيع ته‪ ،‬وهذا ما‬
‫صسرحت بسه كتبنسا ‪-‬معاشسر الشيعسة‪ -‬فلتنتظسر تلك‬
‫العشائر سيف القائم ليفتك بسها‪.‬‬
‫ل قد أ خذ ال تعال الع هد على أ هل العلم أن يبينوا‬
‫للناس القس‪ ،‬وهسا أنسا ذا أبينسه للناس‪ ،‬وأوقسظ النيام‬
‫وأن به الغافل ي‪ ،‬وأد عو هذه العشائر العرب ية ال صيلة‬
‫أن تر جع إل أ صلها‪ ،‬وأل تب قى ت ت تأث ي أ صحاب‬
‫العمائم الذيسن يأخذون منهسم أموالمس باسسم المسس‬
‫والتسبعات للمشاهسد‪ ،‬ويعتدون على شرف نسسائهم‬
‫باسم التعة‪ ،‬وكل من المس والتعة مرم كما سبق‬
‫بيانسه‪ ،‬وأدعسو هذه العشائر الصسيلة لراجعسة تاريهسا‬
‫وتاريسخ أسسلفها ليقفوا على القيقسة التس طمسسها‬
‫الفقهاء والجتهدون وأ صحاب العمائم حر صا من هم‬
‫على بقاء منافعهم الشخصية‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫وبسهذا أكون قد أديت جزءا من الواجب‪.‬‬
‫ال أسألك بحبت لنبيك الختار وبحبت لهل بيته‬
‫سا‬
‫سع لذا الكتاب القبول ف س الدنيس‬
‫الطهار أن تضس‬
‫والخرة‪ ،‬وأن تعله خالصسا لوجهسك الكريس‪ ،‬وأن‬
‫تنفع به النفع العميم‪ ،‬والمد ل من قبل ومن بعد‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫الفهرست‬
‫القدمة‪5........................................‬‬
‫مقدمة الكاتب‪7.................................‬‬
‫مقدمة‪5............................................................‬‬

‫‪167‬‬
‫ل ث للتاريخ‬

‫‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد ال بن سبأ‪16..................................................‬‬
‫القيقة ف انتساب الشيعة لهل البيت‪23............................‬‬
‫التعة وما يتعلق با‪48...............................................‬‬
‫المس‪78..........................................................‬‬
‫ملخص تطور نظرية المس‪91......................................‬‬
‫القول الول‪91................................................ :‬‬
‫القول الثان‪91................................................. :‬‬
‫القول الثالث‪92................................................ :‬‬
‫القول الرابع‪93.................................................:‬‬
‫القول الامس‪94...............................................:‬‬
‫تنبيه‪98....................................................... ..:‬‬
‫الكتب السماوية‪104...............................................‬‬
‫‪168‬‬
‫ل ث للتاريخ‬
‫‪ -1‬الامعة‪104................................................:‬‬
‫‪ -2‬صحيفة الناموس‪105........................................:‬‬
‫‪ -3‬صحيفة العبيطة‪107.........................................:‬‬
‫‪ -4‬صحيفة ذؤابة السيف‪107...................................:‬‬
‫‪ -5‬صحيفة علي وهي صحيفة أخرى وجدت ف ذؤابة السيف‪108 .:‬‬
‫‪ -6‬الفر‪ :‬وهو نوعان‪ :‬الفر البيض والفر الحر‪108...........:‬‬
‫‪ -7‬مصحف فاطمة‪110.........................................:‬‬
‫‪ -8‬التوراة والنيل والزبور‪111.................................:‬‬
‫‪ -9‬القرآن‪112.................................................:‬‬
‫نظرة الشيعة إل أهل السنة‪116.....................................‬‬
‫ملحظة‪129...................................................:‬‬
‫أثر العناصر الجنبية ف صنع التشيع‪131............................‬‬
‫الاتة‪160.........................................................‬‬
‫الفهرست‪167.....................................................‬‬

‫ذش‬

‫‪169‬‬

You might also like