You are on page 1of 108

‫صِفاتُ البيتِ السْ ِلمِ‬

‫( طبع بموافقة وزارة العلم تاريخ ‪ 3/12/2007‬رقم (‪)97227‬‬

‫إعداد‬
‫الباحث ف القرآن والسنة‬

‫علي بن نايف الشحود‬

‫‪1‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد ل رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على سيد النبياء‬


‫والمرسلين ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إلى‬
‫يوم الدين ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فهذا كتاب فيه صفات البيت المسلم ‪ ،‬الذي تخيم عليه السعادة‬
‫والمحبة والمودة والسرور ‪ ،‬كما قال تعالى ممتنا على عباده‬
‫سكُمْ َأزْوَاجًا ّل َتسْ ُكنُوا إَِل ْيهَا‬
‫ق َلكُم مّنْ أَن ُف ِ‬
‫ن خَلَ َ‬
‫ن آيَاتِ ِه أَ ْ‬
‫المؤمنين ‪َ { :‬ومِ ْ‬
‫ك لَآيَاتٍ لّ َق ْومٍ َيتَ َف ّكرُونَ} (‪)21‬‬
‫ن فِي ذَِل َ‬
‫حمَ ًة إِ ّ‬
‫جعَلَ َب ْي َنكُم مّ َودّةً َو َر ْ‬
‫َو َ‬
‫سورة الروم‬
‫فقد ذكرت فيه أهم هذه الصفات ‪ ،‬التي إذا التزمت بها السرة المسلمة‬
‫سعدت في الدارين‬
‫ن ا ْل ُمسِْلمِينَ وَا ْل ُمسِْلمَاتِ وَا ْلمُ ْؤ ِمنِينَ وَا ْل ُم ْؤ ِمنَاتِ وَا ْلقَا ِنتِينَ‬
‫قال تعالى ‪{ :‬إِ ّ‬
‫شعِينَ‬
‫وَالْقَا ِنتَاتِ وَالصّا ِدقِينَ وَالصّا ِدقَاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِرَاتِ وَا ْلخَا ِ‬
‫ص ّدقَاتِ وَالصّا ِئمِينَ وَالصّا ِئمَاتِ‬
‫وَا ْلخَاشِعَاتِ وَا ْل ُم َتصَ ّدقِينَ وَا ْل ُمتَ َ‬
‫عدّ‬
‫ج ُهمْ وَا ْلحَا ِفظَاتِ وَالذّا ِكرِينَ اللّهَ َكثِيرًا وَالذّا ِكرَاتِ َأ َ‬
‫وَا ْلحَا ِفظِينَ ُفرُو َ‬
‫عظِيمًا} (‪ )35‬سورة الحزاب‬
‫جرًا َ‬
‫اللّهُ َلهُم ّمغْ ِفرَةً وََأ ْ‬
‫أسأل ال تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره والدال عليه في‬
‫الدارين ‪.‬‬
‫كتبه‬
‫الباحث في القرآن والسنة‬
‫‪2‬‬
‫علي بن نايف الشحود‬
‫‪ 18‬ذو القعدة ‪ 1428‬هـ الموافق ل ‪ 11/2007/ 27‬م‬

‫‪3‬‬
‫ة‬
‫ت السعاد ِ‬
‫بي ُ‬

‫س َكنًا ‪ )80( } ..‬سورة النحل ‪.‬‬


‫جعَلَ َلكُم مّن ُبيُو ِت ُكمْ َ‬
‫قال تعالى‪{ :‬وَاللّ ُه َ‬
‫نعم‪ ،‬صدقت يا ربنا‪ ،‬فالبيتُ سكنٌ واستقرار‪ ،‬وراحة واطمئنان‪ ،‬وأمان‬
‫وسكينة؛ فيه نعيش‪ ،‬وبه نحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء‪ ،‬وهو‬
‫مأوانا بعد دأب النهار وتعبه‪.‬‬
‫وإذا كان عش العصفور الصغير هو مأواه وسكنه ومقر طمأنينته‪،‬‬
‫فأولى بالنسان أن يكون بيته مقر سعادته ومصدر سروره‪ .‬والبيت‬
‫ليس مجرد جدران وأثاث ومفروشات‪ ،‬بل هو المحراب والمعهد‪،‬‬
‫ومكان النس والراحة‪ ،‬يعمره الزوجان بالمحبة والمودة‪ ،‬وتظلله‬
‫السكينة والهدوء والستقرار‪.‬‬
‫وفي البيت المسلم يتعانق السكن المادي الحسي بالسكن الروحي‬
‫النفسي‪ ،‬فتتكامل صورته وتتوازن أركانه‪ ،‬فكما جعل اللّه البيوت‬
‫سكنًا لكل زوجين‪ ،‬فقد جعل الزوج سكنًا لزوجته‪ ،‬والزوجة سكنًا‬
‫سكُ ْم َأزْوَاجًا‬
‫ن أَن ُف ِ‬
‫ن خََلقَ َلكُم مّ ْ‬
‫ن آيَاتِ ِه أَ ْ‬
‫لزوجها‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬ومِ ْ‬
‫ن فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ لّ َق ْومٍ‬
‫جعَلَ َب ْي َنكُم مّ َودّةً َو َرحْمَ ًة إِ ّ‬
‫س ُكنُوا إَِل ْيهَا َو َ‬
‫ّل َت ْ‬
‫َيتَ َف ّكرُونَ} (‪ )21‬سورة الروم‪ .‬وهكذا يكون الزواج سكنًا‪ ،‬وتكون‬
‫البيوت سكنًا ونعم ًة من اللّه‪ ،‬وجب شكرها وصونها والحفاظ عليها‪.‬‬
‫وقد يتساءل بعضنا‪ :‬لماذا البيت المسلم؟ وهل هناك فرق بين بيت‬
‫مسلم وبيت غير مسلم؟‬
‫ل شكّ في أن البيت المسلم يختلف عن غيره‪ ،‬فأهله يحملون في‬
‫ظهَرُ ظللُها في‬
‫صدورهم عقيدة جليلة‪ ،‬تمل قلوبهم بنور اليمان‪ ،‬و َت ْ‬
‫‪4‬‬
‫كل جوانب حياتهم‪ ،‬فالمسلم يجب أن يكون قرآنًا يمشي بين الناس‪،‬‬
‫كما كان خلق رسول اللّه صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لذا فإن بيته يجب أن‬
‫تنطق أركانه وأثاثاته وطريقة تنظيمه بإسلم صاحبه‪.‬‬
‫وقد يكون البيت المسلم كوخًا متواضعًا‪ ،‬وقد يكون قصرًا مشيدًا‪ ،‬وفي‬
‫هذا وذاك تجد الرضا والشكر والقناعة‪ ،‬والعيش في ظلل القرآن‬
‫الكريم والسنة النبوية الشريفة‪ ،‬فسعادة أهل أي بيت ليست بكثرة‬
‫الثاث ول بغلء المفروشات‪ ،‬وإنما سعادتهم نابعة من قلوبهم المؤمنة‬
‫ونفوسهم المطمئنة ‪ ،‬ذلك لنهم رضوا بال ربّا‪ ،‬وبالسلم دينًا‪،‬‬
‫وبمحمد صلى ال عليه وسلم نبيّا ورسولً‪.‬‬
‫وقد كانت بيوت النبي صلى ال عليه وسلم نموذجًا للبيت السلمي‪،‬‬
‫وعلى الرغم من صغر حجمها‪ ،‬وتواضع بنائها‪ ،‬فإنها امتلت‬
‫بالسعادة والهناء‪ ،‬وظلت المثل العلى لبيوت الصحابة ‪-‬رضوان ال‬
‫عليهم‪ -‬ولكل من أراد أن يقيم لنفسه بيتًا من المسلمين بعد ذلك‪.‬‬
‫ولقد قامت بيوت النبي صلى ال عليه وسلم على طاعة ال ورضاه‪،‬‬
‫فكانت الصورة المثلى للبيت السلمي الحقيقي‪ ،‬قال تعالى‪َ{ :‬أ َفمَنْ‬
‫خ ْيرٌ أَم مّنْ َأسّسَ ُب ْنيَانَهُ‬
‫ن الّلهِ َورِضْوَانٍ َ‬
‫َأسّسَ ُب ْنيَانَهُ عَلَى تَ ْقوَى مِ َ‬
‫ج َه ّنمَ وَاللّ ُه لَ َي ْهدِي الْقَ ْومَ‬
‫ج ُرفٍ هَارٍ فَا ْنهَارَ بِ ِه فِي نَارِ َ‬
‫عََلىَ شَفَا ُ‬
‫الظّاِلمِينَ} (‪ )109‬سورة التوبة‪.‬‬
‫وكانت بيوته صلى ال عليه وسلم متواضعة على قدر حاجته‪ ،‬بسيطة‬
‫على قدر معيشته‪ ،‬إل أنها ملئت سعادة‪ ،‬وتمثل فيها رضا أهلها ب َقدَر‬
‫ح ِم ْن ُكمْ‬
‫ن َأصْبَ َ‬
‫ال ورزقه‪ ،‬وإيمانهم بقوله صلى ال عليه وسلم‪ « :‬مَ ْ‬

‫‪5‬‬
‫ت يَ ْومِ ِه َفكََأ ّنمَا حِيزَتْ َلهُ ال ّد ْنيَا‬
‫ع ْندَ ُه قُو ُ‬
‫سدِهِ ِ‬
‫جَ‬‫س ْربِهِ ُمعَافًى فِى َ‬
‫آ ِمنًا فِى ِ‬
‫» [الترمذي (‪ )2517‬وابن ماجة ـ (‪ )4280‬صحيح لغيره]‪.‬‬
‫وارتبطت بيوته صلى ال عليه وسلم بالعبادة والطاعة ل‪ ،‬وتمثل فيها‬
‫التواضع والبساطة والزهد في متاع الحياة الدنيا‪ ،‬فقد كانت بيوته‬
‫صلى ال عليه وسلم كلها حول المسجد‪ ،‬بعضها من جريد ُم َغطّى‬
‫بالطين‪ ،‬وبعضها من حجارة مرصوصة بعضها فوق بعض‪ ،‬مُسقّفة‬
‫بجريد النخل‪.‬‬
‫ب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى‬
‫وكان بيت أم المؤمنين عائشة ‪-‬أح ّ‬
‫ال عليه وسلم بعد خديجة‪ -‬حجرة واحدة من الّلبِن (الطوب النيّئ)‬
‫والطين‪ ،‬مُلحَقًا بها حجرة من جريد مستورة بمسوح الشعر (جمع‬
‫مسح‪ :‬وهو كساء من الشعر)‪ ،‬وكان بمصراع واحد من خشب‪،‬‬
‫وسقفه منخفض كسائر بيوت النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكان أثاثه‬
‫بسيطًا‪ :‬سرير من خشبات مشدودة بحبال من ليف‪ ،‬عليه وسادة من‬
‫جلد حشوها ليف‪ ،‬وقربة للماء‪ ،‬وآنية من فخار لطعامه ووضوئه‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وارتسمت البساطة والقناعة ‪-‬أيضًا‪ -‬في بيوت أصحاب رسول ال‬
‫ف إلى علي‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقد كان جهاز ابنته فاطمة وهي تز ّ‬
‫بن أبى طالب ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬خميلة (ثوب من قطيفة)‪ ،‬ووسادة‬
‫من أدم (جلد) حشوها ليف‪ ،‬ورحا‪ ،‬وسقاء‪ ،‬وجرتين‪ ..‬ذلك هو جهاز‬
‫سيدة نساء أهل الجنة وكريمة سيد النبياء‪ ،‬ومن هذا نعلم أن بيوت‬
‫النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه كانت نموذجًا للبيت السلمي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وإن كانت حال بيوت النبي صلى ال عليه وسلم وأصحابه كما ذكرنا‪،‬‬
‫فل يعني هذا أن السلم يحول بين أن ينعم النسان ببيت رحب‬
‫جميل‪ ،‬بل يرى السلم أن هذا رزق من ال للنسان ونعمة منه‬
‫خرَجَ ِل ِعبَادِهِ‬
‫حرّمَ زِينَ َة اللّ ِه اّل ِتيَ َأ ْ‬
‫ن َ‬
‫وفضل‪ ،‬فال تعالى يقول‪{ :‬قُلْ مَ ْ‬
‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا خَالِصَ ًة يَ ْومَ‬
‫ن آ َمنُو ْا فِي ا ْل َ‬
‫ت مِنَ ال ّر ْزقِ قُلْ هِي لِّلذِي َ‬
‫طيّبَا ِ‬
‫وَا ْل ّ‬
‫ت لِقَ ْو ٍم َيعَْلمُونَ} (‪ )32‬سورة العراف‪.‬‬
‫الْ ِقيَامَ ِة َكذَِلكَ نُ َفصّلُ اليَا ِ‬
‫سعَادَ ِة ‪ :‬ا ْل َمرْأَةُ‬
‫ن ال ّ‬
‫ولقول الرسول صلى ال عليه وسلم‪َ( :‬أ ْربَعٌ مِ َ‬
‫سكَنُ ا ْلوَاسِعُ ‪ ،‬وَا ْلجَارُ الصّالِحُ ‪ ،‬وَا ْل َم ْركَبُ ا ْل َهنِيءُ ‪،‬‬
‫الصّاِلحَةُ ‪ ،‬وَا ْل َم ْ‬
‫سكَنُ الضّيقُ‬
‫ن الشّقَاوَ ِة ‪ :‬ا ْلجَارُ السّوءُ ‪ ،‬وَا ْل َمرْأَ ُة السّوءُ ‪ ،‬وَا ْل َم ْ‬
‫وََأ ْربَعٌ مِ َ‬
‫ب السّوءُ‪[ ).‬ابن حبان (‪ ) 4032‬صحيح]‪ .‬وعلى النسان أن‬
‫‪ ،‬وَا ْل َمرْكَ ُ‬
‫يحسن استغلل هذا النعيم؛ لنه سيُسأل عنه يوم القيامة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫عنِ ال ّنعِيمِ} (‪ )8‬سورة التكاثر‪.‬‬
‫ن يَ ْو َم ِئذٍ َ‬
‫سأَلُ ّ‬
‫{ ُثمّ َل ُت ْ‬
‫والسرة المسلمة شأنها شأن غيرها من البشر‪ ،‬تميل إلى أن يكون‬
‫بيتها من خير البيوت سعة وجمالً‪ ،‬ومملوءًا بالنعم والخيرات‪ ،‬قال‬
‫ن ال ّنسَاء وَا ْل َبنِينَ وَالْ َقنَاطِيرِ‬
‫شهَوَاتِ مِ َ‬
‫ن لِلنّاسِ حُبّ ال ّ‬
‫تعالى‪ُ { :‬زيّ َ‬
‫ث ذَِلكَ‬
‫حرْ ِ‬
‫ل ْنعَامِ وَا ْل َ‬
‫خيْلِ ا ْل ُمسَ ّومَةِ وَا َ‬
‫طرَةِ ِمنَ الذّهَبِ وَالْ ِفضّ ِة وَا ْل َ‬
‫ا ْلمُقَن َ‬
‫ن ا ْلمَآبِ} (‪ )14‬سورة آل عمران‪.‬‬
‫حسْ ُ‬
‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا وَالّلهُ عِندَهُ ُ‬
‫َمتَاعُ ا ْل َ‬
‫والسرة المسلمة تعلم أن السعادة الحقيقية في أن تجعل من بيتها‬
‫‪-‬صغر أو كبر‪ -‬جنة عامرة باليمان‪ ،‬هانئة بالقناعة‪ ،‬ترفرف عليها‬
‫الطمأنينة والسكينة‪ ،‬ويتنسّم أفرادها الدب الرفيع والسلوك القويم‪،‬‬
‫وهي في كل أحوالها تدرك أن ما هي فيه نعمة من نعم ال التي‬

‫‪7‬‬
‫تستوجب الشكر‪ ،‬فشكر النعمة ينميها ويزكيها ويزيدها‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫شدِيدٌ} (‬
‫عذَابِي َل َ‬
‫لزِي َد ّن ُكمْ وََلئِن كَ َف ْر ُتمْ إِنّ َ‬
‫شكَ ْر ُتمْ َ‬
‫{وَِإذْ َتَأذّنَ َر ّب ُكمْ َلئِن َ‬
‫‪ )7‬سورة إبراهيم ‪.‬‬
‫والسرة المسلمة ل تتخذ من نعم ال عليها مجال للكبر والتعالي على‬
‫الخرين‪ ،‬بل ُتظْهر فضل ال عليها ونعمه؛ استجابة لقوله تعالى‪:‬‬
‫حدّثْ} (‪ )11‬سورة الضحى ‪ ،‬وعملً بقوله صلى‬
‫{وََأمّا ِب ِن ْعمَةِ َر ّبكَ َف َ‬
‫ع ْبدِهِ‬
‫ن ُيرَى َأ َثرُ ِن ْع َمتِهِ عَلَى َ‬
‫ن اللّ َه ُيحِبّ أَ ْ‬
‫ال عليه وسلم‪ « :‬إِ ّ‬
‫» [الترمذي (‪ ) 3051‬صحيح]‪.‬‬
‫وعلى السرة المسلمة أل تنشغل بنعيم الدنيا عن طاعة ال‪ ،‬وأل‬
‫يكون بيتها في الدنيا هو همها الكبر‪ ،‬الذي يحول بينها وبين العمل‬
‫لبيتها في الجنة ‪-‬إن شاء ال‪ ،-‬وفي ذلك يقول الشاعر ‪:‬‬
‫ك ما فِيها‬
‫لمَة َ ِفيْها َترْ ُ‬
‫ن السّ َ‬
‫النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أَ ّ‬
‫ل الّتي كانَ َقبْلَ ال َموْت بانِيها‬
‫ِإ ّ‬ ‫ل دار للمرء بعد الموت يسكنها‬
‫شرّ خابَ بانِيها‬
‫وَِإنْ َبنَاها ِب َ‬ ‫س ِكنُها‬
‫خ ْيرٍ طابَ َم ْ‬
‫ن َبنَاها ِب َ‬
‫َفإِ ْ‬
‫ولقد مر المام علي بن أبى طالب ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬على رجل يبني‬
‫بيتًا‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫ن قَِليْلٍ َتصِ ْيرُ َميْتا‬
‫صرْتَ حيّا َوعَ ْ‬
‫قَ ْد ُكنْتَ َميْتا فَ ِ‬
‫ن بِدارِ ال َبقَاءِ َبيْتا‬
‫فَابْ ِ‬ ‫بنيت بدار الفناء بيتا‬
‫فهنيئًا للسرة المسلمة إذا جعلت الدنيا في يدها ل في قلبها‪ ،‬وهنيئًا لها‬
‫إذا وظّفت كل ما حولها توظيفًا صحيحًا‪ ،‬وجعلته مُعينًا لها على طاعة‬
‫ل ا ْم ِرئٍ َيظُنّ‬
‫عمَ َ‬
‫عمَلْ َ‬
‫ال ‪-‬عز وجل‪ -‬فهي تعمل بالحديث القائل‪«( :‬ا ْ‬

‫‪8‬‬
‫غدًا »‪[ ).‬السنن‬
‫ن َتمُوتَ َ‬
‫خشَى أَ ْ‬
‫ح َذرًا َت ْ‬
‫حذَرْ َ‬
‫َأنْ َلنْ َيمُوتَ َأ َبدًا ‪ ،‬وَا ْ‬
‫الكبرى للبيهقي (‪ )4932‬وفيه جهالة]‪.‬‬
‫والحديث عن البيت المسلم ومكوناته وأثاثه‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬ل يعنى‬
‫‪-‬بالضرورة‪ -‬أن تجتمع هذه الصفات في كل بيت مسلم‪ ،‬ولكنها‬
‫صورة ُمثْلَى نسأل ال ‪-‬سبحانه‪ -‬أن يحققها لكل مسلم على ظهر هذه‬
‫الرض‪.‬‬
‫وجوهر المر ليس في جدران البيت وأثاثه بقدر ما هو فيمن يسكنون‬
‫هذا البيت‪ ،‬وعلى هذا‪ ،‬فكل فرد من أفراد السرة يستطيع أن يحقق‬
‫السعادة والهناء لهل بيته بأقل شيء عنده‪ ،‬والمؤمن كيّس فَطِنٌ‪ ،‬وكما‬
‫عمِلَ‬
‫ن نَ ْفسَهُ َو َ‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬ا ْل َكيّسُ َمنْ دَا َ‬
‫ن َأ ْتبَعَ نَ ْفسَ ُه هَوَاهَا َو َت َمنّى عَلَى اللّهِ »‪– .‬‬
‫جزُ مَ ْ‬
‫ِلمَا َب ْعدَ ا ْل َموْتِ وَا ْلعَا ِ‬
‫يعني الماني)‪[ .‬الترمذي (‪ )2647‬حسن لغيره]‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪9‬‬
‫ت المسلمِ‬
‫دستورُ البي ِ‬

‫يقوم البيت المسلم على مجموعة من السس والقواعد التي تحكمه‪،‬‬


‫وتنظم سير الحياة فيه‪ ،‬كما أنها تميزه عن غيره من البيوت‪ ،‬وتُستمدّ‬
‫هذه القواعد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وحياة الصحابة و التابعين‪.‬‬
‫أهم قواعد هذا الدستور هي‪:‬‬
‫‪-‬اليمان الصادق بال ‪-‬سبحانه‪ -‬وما يتطلبه ذلك من الخلص له‪،‬‬
‫ودوام الخشية منه‪ ،‬وتقواه‪ ،‬والعمل بأوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه‪،‬‬
‫والكثار من ذكره‪.‬‬
‫‪-‬اليمان بملئكة ال‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬واليوم الخر‪ ،‬والقضاء والقدر‪،‬‬
‫ل آمَنَ‬
‫ن كُ ّ‬
‫ل ِبمَا أُنزِلَ إَِليْ ِه مِن رّبّ ِه وَا ْلمُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫قال تعالى‪{ :‬آ َمنَ ال ّرسُو ُ‬
‫س ِم ْعنَا‬
‫حدٍ مّن رّسُلِهِ َوقَالُو ْا َ‬
‫ن َأ َ‬
‫بِاللّهِ َومَل ِئ َكتِهِ َو ُك ُتبِهِ َو ُرسُلِ ِه لَ نُ َف ّرقُ َبيْ َ‬
‫طعْنَا غُ ْفرَا َنكَ َر ّبنَا وَإَِل ْيكَ ا ْل َمصِيرُ} (‪ )285‬سورة البقرة‪.‬‬
‫وََأ َ‬
‫‪-‬اليمان برسول ال صلى ال عليه وسلم واللتزام بسنته‪ ،‬والعمل بما‬
‫ل َفخُذُوهُ‬
‫أمر به‪ ،‬والبعد عما نهى عنه‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬ومَا آتَاكُمُ ال ّرسُو ُ‬
‫شدِيدُ ا ْلعِقَابِ} (‪ )7‬سورة‬
‫ن اللّ َه َ‬
‫عنْ ُه فَان َتهُوا وَاتّقُوا اللّ َه إِ ّ‬
‫َومَا َنهَاكُمْ َ‬
‫الحشر‪.‬‬
‫‪-‬أداء الصلوات والمحافظة على مواقيتها‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬إن الصلة‬
‫كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا} [النساء‪.]103 :‬‬
‫‪-‬أداء حقّ ال في المال من زكاة وصدقة ‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬وفِي َأ ْموَاِل ِهمْ‬
‫حقّ لّلسّائِلِ وَا ْل َمحْرُومِ} (‪ )19‬سورة الذاريات‪.‬‬
‫َ‬
‫‪10‬‬
‫ن آ َمنُو ْا ُكتِبَ عََل ْي ُكمُ‬
‫‪-‬صيام شهر رمضان‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يَا َأ ّيهَا اّلذِي َ‬
‫صيَامُ َكمَا ُكتِبَ عَلَى اّلذِينَ مِن َقبِْل ُكمْ َلعَّلكُ ْم َتتّقُونَ} (‪ )183‬سورة‬
‫ال ّ‬
‫البقرة‪.‬‬
‫‪-‬الذهاب لداء فريضة الحج عند القدرة عليه‪ ،‬قال تعالى‪ { :‬وَلِلّهِ عَلَى‬
‫غ ِنيّ عَنِ‬
‫ن ال َ‬
‫سبِيلً َومَن كَ َفرَ َفإِ ّ‬
‫ستَطَاعَ إَِليْ ِه َ‬
‫ناْ‬
‫ت مَ ِ‬
‫حجّ ا ْل َبيْ ِ‬
‫النّاسِ ِ‬
‫ن } (‪ )97‬سورة آل عمران‪.‬‬
‫ا ْلعَاَلمِي َ‬
‫‪-‬العلقةُ الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫جعَلَ َب ْي َنكُم‬
‫س ُكنُوا إَِل ْيهَا َو َ‬
‫س ُكمْ َأزْوَاجًا ّل َت ْ‬
‫{ َومِنْ آيَا ِتهِ َأنْ خََلقَ َلكُم مّنْ أَن ُف ِ‬
‫حمَةً ِإنّ فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ لّقَ ْومٍ َيتَ َف ّكرُونَ} (‪ )21‬سورة الروم‪.‬‬
‫مّ َودّةً َو َر ْ‬
‫وعلى الزوجين أن يضعا دستورًا لحياتهما وأسسًا للتفاهم المشترك‬
‫بينهما لتدوم المودة والرحمة‪ ،‬وتتحقق السعادة لهما‪.‬‬
‫‪-‬للرجل حق القوامة في البيت‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬ال ّرجَالُ قَوّامُونَ عَلَى‬
‫ضهُمْ عَلَى َبعْضٍ َو ِبمَا أَن َفقُو ْا مِنْ َأ ْموَاِل ِهمْ‬
‫ال ّنسَاء ِبمَا َفضّلَ الّلهُ َب ْع َ‬
‫لتِي َتخَافُونَ‬
‫ب ِبمَا حَ ِفظَ اللّ ُه وَال ّ‬
‫فَالصّاِلحَاتُ قَا ِنتَاتٌ حَافِظَاتٌ لّ ْل َغيْ ِ‬
‫ط ْع َنكُمْ‬
‫ن َفإِنْ َأ َ‬
‫ض ِربُوهُ ّ‬
‫ن فِي ا ْل َمضَاجِعِ وَا ْ‬
‫جرُوهُ ّ‬
‫ن َفعِظُو ُهنّ وَا ْه ُ‬
‫ُنشُوزَهُ ّ‬
‫ن اللّ َه كَانَ عَِليّا َكبِيرًا} (‪ )34‬سورة النساء‪.‬‬
‫سبِيلً إِ ّ‬
‫ن َ‬
‫فَلَ َت ْبغُواْ عََل ْيهِ ّ‬
‫‪-‬الرعاية حقّ مشترك بين الرجل والمرأة في البيت‪ ،‬قال صلى ال‬
‫لمَامُ رَاعٍ‬
‫ع ّي ِتهِ ‪ ،‬ا ِ‬
‫عنْ رَ ِ‬
‫سئُولٌ َ‬
‫عليه وسلم‪ « :‬كُّل ُكمْ رَاعٍ ‪َ ،‬وكُّلكُمْ َم ْ‬
‫عنْ‬
‫سئُولٌ َ‬
‫ع ّيتِهِ ‪ ،‬وَال ّرجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَ ْهوَ َم ْ‬
‫ن رَ ِ‬
‫سئُولٌ عَ ْ‬
‫َو َم ْ‬
‫ع ّي ِتهَا ‪،‬‬
‫ن رَ ِ‬
‫جهَا َو َمسْئُوَلةٌ عَ ْ‬
‫عيَ ٌة فِى َبيْتِ زَ ْو ِ‬
‫ع ّيتِهِ ‪ ،‬وَا ْل َمرْأَ ُة رَا ِ‬
‫رَ ِ‬
‫ن قَدْ‬
‫ت أَ ْ‬
‫سبْ ُ‬
‫حِ‬‫ع ّيتِ ِه ‪ -‬قَالَ َو َ‬
‫عنْ رَ ِ‬
‫سئُولٌ َ‬
‫س ّيدِهِ َو َم ْ‬
‫وَا ْلخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ َ‬

‫‪11‬‬
‫ع ّيتِهِ َوكُّل ُكمْ رَاعٍ‬
‫ن رَ ِ‬
‫سئُولٌ عَ ْ‬
‫قَالَ ‪ -‬وَال ّرجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ َأبِيهِ َو َم ْ‬
‫ع ّيتِهِ » ‪[ .‬البخاري (‪.]) 893‬‬
‫ن رَ ِ‬
‫سئُولٌ عَ ْ‬
‫َو َم ْ‬
‫‪-‬التزام المرأة بالوفاء بحقوق زوجها عليها‪ ،‬وحسن طاعته‪ ،‬قال‬
‫ض َدخَلَتِ‬
‫ع ْنهَا رَا ٍ‬
‫جهَا َ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪َ « :‬أ ّيمَا ا ْمرَأَ ٍة مَاتَتْ َوزَ ْو ُ‬
‫جنّ َة »‪[ .‬الترمذي(‪ ) 1194‬حسن لغيره]‪.‬‬
‫ا ْل َ‬
‫‪-‬التزام الرجل بالوفاء بحقوق زوجته؛ بحسن معاشرتها وإعفافها‬
‫والنفاق عليها‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ِ « :‬إذَا َأ ْن َفقَ ا ْل ُمسْلِمُ َنفَقَةً‬
‫صدَقَ ًة » ‪[ .‬البخاري (‪.]) 5351‬‬
‫س ُبهَا ‪ ،‬كَانَتْ لَ ُه َ‬
‫حتَ ِ‬
‫عَلَى أَهْلِهِ وَ ْه َو َي ْ‬
‫‪-‬التزام الوالدين برعاية أولدهما‪ ،‬وحسن تربيتهم‪ ،‬وتعليمهم أمور‬
‫ل َد ُكمْ بِالصّلَةِ وَ ُه ْم َأ ْبنَاءُ‬
‫دينهم‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ُ « :‬مرُوا أَ ْو َ‬
‫سنِينَ َو َف ّرقُوا َب ْي َن ُهمْ فِى‬
‫شرِ ِ‬
‫عْ‬‫ض ِربُو ُهمْ عََل ْيهَا وَ ُهمْ َأ ْبنَاءُ َ‬
‫سنِينَ وَا ْ‬
‫سبْعِ ِ‬
‫َ‬
‫ا ْل َمضَاجِعِ »‪[ .‬سنن أبى داود (‪ ) 495‬صحيح]‪.‬‬
‫‪-‬التزام البناء ببر الوالدين وطاعتهما فيما يرضي ال‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫حسَانًا ِإمّا َيبُْلغَنّ عِن َدكَ‬
‫ن ِإ ْ‬
‫ل ِإيّاهُ َوبِالْوَاِل َديْ ِ‬
‫{ َوقَضَى َر ّبكَ َألّ َت ْع ُبدُواْ ِإ ّ‬
‫ل َت ْنهَرْ ُهمَا َوقُل ّل ُهمَا قَ ْولً‬
‫حدُ ُهمَا أَ ْو كِلَ ُهمَا فَلَ تَقُل ّل ُهمَآ ُأفّ َو َ‬
‫ا ْل ِك َبرَ َأ َ‬
‫َكرِيمًا} (‪ )23‬سورة السراء‪.‬‬
‫‪-‬صلة الرحام وبر القارب والصحاب‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يَا َأ ّيهَا النّاسُ‬
‫جهَا َوبَثّ ِم ْن ُهمَا‬
‫حدَةٍ َوخََلقَ ِم ْنهَا زَ ْو َ‬
‫اتّقُواْ َر ّب ُكمُ اّلذِي خَلَ َقكُم مّن نّفْسٍ وَا ِ‬
‫ن اللّ َه كَانَ‬
‫ل ْرحَامَ إِ ّ‬
‫ن بِهِ وَا َ‬
‫ِرجَالً َكثِيرًا َو ِنسَاء وَاتّقُو ْا اللّ َه اّلذِي َتسَاءلُو َ‬
‫عََل ْيكُ ْم رَقِيبًا} (‪ )1‬سورة النساء‪ .‬وقال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬مَنْ‬
‫حمَ ُه »‬
‫ل رَ ِ‬
‫سأَ لَ ُه فِى َأ َثرِهِ ‪ ،‬فَ ْليَصِ ْ‬
‫ن ُي ْن َ‬
‫سطَ َلهُ فِى ِرزْقِهِ ‪ ،‬وَأَ ْ‬
‫ن ُيبْ َ‬
‫سرّ ُه أَ ْ‬
‫َ‬

‫‪12‬‬
‫‪ [ .‬البخاري (‪ .]) 5985‬وقال صلى ال عليه وسلم‪َ « :‬أ َبرّ ا ْل ِبرّ َأنْ‬
‫َيصِلَ ال ّرجُلُ ُودّ َأبِي ِه »‪ [ .‬مسلم (‪.]) 6678‬‬
‫ل يُوصِينِى‬
‫‪-‬اللتزام بحق الجار‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬مَا زَا َ‬
‫سيُ َو ّرثُ ُه » ‪ [ .‬البخاري(‪.]) 6014‬‬
‫ظ َننْتُ َأنّهُ َ‬
‫حتّى َ‬
‫ج ْبرِيلُ بِا ْلجَارِ َ‬
‫ِ‬
‫‪-‬معرفة الفضل لهله واحترام الكبير‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬‬
‫حقّ َكبِي ِرنَا فََليْسَ ِمنّا »‪[ .‬أبو داود (‬
‫صغِي َرنَا َو َي ْع ِرفْ َ‬
‫حمْ َ‬
‫ن َلمْ َي ْر َ‬
‫مَ ْ‬
‫‪ ) 4945‬صحيح]‪ ،‬وقال صلى ال عليه وسلم‪َ « :‬أ ْنزِلُوا النّاسَ‬
‫َمنَازَِلهُمْ »‪[ .‬أبو داود (‪ ) 4844‬ضعيف]‪.‬‬
‫‪-‬التحلي بالصبر أمام الشدائد والمصائب وفي كل المور‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫صبْرِ وَالصّلَةِ ِإنّ الّلهَ مَ َع الصّا ِبرِينَ}‬
‫س َتعِينُو ْا بِال ّ‬
‫ن آ َمنُو ْا ا ْ‬
‫{يَا َأ ّيهَا اّلذِي َ‬
‫(‪ )153‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪-‬الصدق في المعاملة والحديث‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬عََل ْي ُكمْ‬
‫جنّةِ َومَا‬
‫ن الصّ ْدقَ َي ْهدِى إِلَى ا ْل ِبرّ وَِإنّ ا ْل ِبرّ َي ْهدِى إِلَى ا ْل َ‬
‫صدْقِ َفإِ ّ‬
‫بِال ّ‬
‫ع ْن َد اللّ ِه صِدّيقًا‬
‫حتّى ُي ْكتَبَ ِ‬
‫ص ْدقَ َ‬
‫حرّى ال ّ‬
‫ص ُدقُ َو َي َت َ‬
‫َيزَالُ ال ّرجُلُ َي ْ‬
‫ن ا ْل َكذِبَ َي ْهدِى إِلَى الْ ُفجُورِ وَِإنّ الْ ُفجُورَ َي ْهدِى إِلَى‬
‫وَِإيّاكُمْ وَا ْل َكذِبَ َفإِ ّ‬
‫ع ْندَ اللّهِ‬
‫حتّى ُي ْكتَبَ ِ‬
‫النّارِ َومَا َيزَالُ ال ّرجُلُ َي ْكذِبُ َو َي َتحَرّى ا ْل َكذِبَ َ‬
‫َكذّابًا »‪[ .‬مسلم (‪.]) 6805‬‬
‫‪-‬التوكل على ال والعتماد عليه‪ ،‬قال تعالى‪َ {:‬ومَن َيتَ َوكّلْ عَلَى اللّهِ‬
‫حسْبُ ُه } (‪ )3‬سورة الطلق‬
‫َفهُ َو َ‬
‫ستَ ِقمْ َكمَا ُأ ِمرْتَ َومَن تَابَ‬
‫‪-‬الستقامة على طريق ال‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬فَا ْ‬
‫ن بَصِيرٌ} (‪ )112‬سورة هود‪.‬‬
‫طغَوْ ْا ِإنّهُ ِبمَا َت ْعمَلُو َ‬
‫َم َعكَ َولَ َت ْ‬

‫‪13‬‬
‫س َتبِقُواْ‬
‫‪-‬المسارعة إلى الخيرات والعمل الصالح‪ ،‬قال تعالى‪ { :‬فَا ْ‬
‫خ ْيرَاتِ } (‪ )148‬سورة البقرة‪.‬‬
‫ا ْل َ‬
‫‪-‬تجنّب البدع ومحدثات المور‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬مَنْ‬
‫ث فِى َأ ْم ِرنَا َهذَا مَا َليْسَ فِيهِ َفهُ َو َردّ » ‪[ .‬البخاري(‪.]) 2697‬‬
‫حدَ َ‬
‫َأ ْ‬
‫‪-‬التعاون على البر والتقوى‪ ،‬وفي كل أمور الحياة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫لثْمِ وَا ْل ُعدْوَانِ وَاتّقُواْ‬
‫{ َو َتعَا َونُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّ ْقوَى َولَ َتعَا َونُواْ عَلَى ا ِ‬
‫شدِيدُ ا ْلعِقَابِ} (‪ )2‬سورة المائدة‪.‬‬
‫الّلهَ ِإنّ الّلهَ َ‬
‫‪-‬بذل النصيحة والمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬قال صلى ال‬
‫ن الّنصِيحَ ُة » قُ ْلنَا ِلمَنْ قَالَ « لِلّهِ وَِل ِكتَابِهِ وَِل َرسُولِهِ‬
‫عليه وسلم‪ « :‬الدّي ُ‬
‫ل ِئمّةِ ا ْل ُمسِْلمِينَ وَعَا ّم ِت ِهمْ »‪[ .‬مسلم (‪.])205‬‬
‫َو َ‬
‫‪-‬البتعاد عن الظلم‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬اتّقُوا الظّ ْلمَ َفإِنّ‬
‫ن َقبْلَ ُكمْ‬
‫ن كَا َ‬
‫ح أَهَْلكَ مَ ْ‬
‫ح َفإِنّ الشّ ّ‬
‫الظّ ْلمَ ظُُلمَاتٌ يَ ْو َم الْ ِقيَامَةِ وَاتّقُوا الشّ ّ‬
‫س َتحَلّوا َمحَا ِر َمهُمْ »‪[ .‬مسلم (‬
‫ن سَ َفكُوا ِدمَاءَ ُهمْ وَا ْ‬
‫حمََل ُهمْ عَلَى أَ ْ‬
‫َ‬
‫‪.]) 6741‬‬
‫‪-‬ستر العورات والمحافظة على حرمة الغير‪ ،‬قال صلى ال عليه‬
‫س َترَهُ اللّهُ َي ْومَ الْ ِقيَامَةِ »‪.‬‬
‫ع ْبدًا فِى ال ّد ْنيَا ِإلّ َ‬
‫ع ْبدٌ َ‬
‫س ُترُ َ‬
‫وسلم‪ « :‬لَ َي ْ‬
‫[مسلم (‪.]) 6760‬‬
‫‪-‬قضاء حوائج المسلمين‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬ا ْل ُمسِْلمُ َأخُو‬
‫ن اللّ ُه فِى‬
‫ن فِى حَاجَةِ َأخِي ِه كَا َ‬
‫ل ُيسْلِمُهُ ‪َ ،‬و َمنْ كَا َ‬
‫ا ْل ُمسِْلمِ ‪ ،‬لَ َيظِْلمُهُ َو َ‬
‫ن ُكرُبَاتِ‬
‫عنْهُ ُك ْربَ ًة مِ ْ‬
‫عنْ ُمسِْلمٍ ُك ْربَةً َفرّجَ اللّهُ َ‬
‫ن فَرّجَ َ‬
‫جتِهِ ‪َ ،‬ومَ ْ‬
‫حَا َ‬

‫‪14‬‬
‫س َترَهُ اللّ ُه يَ ْومَ الْ ِقيَامَ ِة » ‪[ .‬مسلم (‬
‫ستَ َر ُمسْلِمًا َ‬
‫ن َ‬
‫َي ْومِ الْ ِقيَامَةِ ‪َ ،‬ومَ ْ‬
‫‪.]) 2442‬‬
‫حيَاةُ‬
‫‪-‬الزهد في الدنيا والتخفّف من أعبائها‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬اعَْلمُوا َأ ّنمَا ا ْل َ‬
‫خرٌ َب ْي َن ُكمْ َو َتكَا ُثرٌ فِي ا ْلَأمْوَالِ وَا ْلأَوْلَادِ َك َمثَلِ‬
‫ال ّد ْنيَا َلعِبٌ وََلهْ ٌو َوزِينَةٌ َوتَفَا ُ‬
‫حطَامًا َوفِي‬
‫عجَبَ ا ْلكُفّارَ َنبَاتُ ُه ُثمّ َيهِيجُ َف َترَاهُ ُمصْ َفرّا ُثمّ َيكُونُ ُ‬
‫غيْثٍ َأ ْ‬
‫َ‬
‫حيَاةُ ال ّد ْنيَا إِلّا‬
‫ن اللّ ِه َورِضْوَانٌ َومَا ا ْل َ‬
‫شدِيدٌ َو َمغْ ِفرَةٌ مّ َ‬
‫عذَابٌ َ‬
‫خرَةِ َ‬
‫الْآ ِ‬
‫َمتَاعُ ا ْل ُغرُورِ} (‪ )20‬سورة الحديد‪.‬‬
‫‪-‬العتدال والقتصاد في المعيشة والنفاق‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وَاّلذِينَ ِإذَا‬
‫ن ذَِلكَ قَوَامًا} (‪ )67‬سورة‬
‫ن َبيْ َ‬
‫أَن َفقُوا َلمْ ُيسْ ِرفُوا وََلمْ يَ ْق ُترُوا َوكَا َ‬
‫الفرقان‪.‬‬
‫خيْرٍ ُي َوفّ إَِل ْي ُكمْ وَأَن ُتمْ لَ‬
‫ن َ‬
‫‪-‬الكرم والجود‪ ،‬قال تعالى‪َ {:‬ومَا تُنفِقُو ْا مِ ْ‬
‫ن } (‪ )272‬سورة البقرة‪.‬‬
‫ُتظَْلمُو َ‬
‫ن َتبَوّؤُوا الدّارَ‬
‫‪-‬اليثار واجتناب البخل والشّح‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وَاّلذِي َ‬
‫صدُورِ ِهمْ‬
‫ن فِي ُ‬
‫جدُو َ‬
‫جرَ إَِل ْي ِهمْ وَلَا َي ِ‬
‫حبّونَ َمنْ هَا َ‬
‫وَا ْلإِيمَانَ مِن َقبِْلهِمْ ُي ِ‬
‫خصَاصَةٌ َومَن‬
‫ن ِب ِهمْ َ‬
‫سهِمْ وََلوْ كَا َ‬
‫حَاجَ ًة ّممّا أُوتُوا َويُ ْؤ ِثرُونَ عَلَى أَن ُف ِ‬
‫سهِ َفأُوَْل ِئكَ ُه ُم ا ْلمُفِْلحُونَ} (‪ )9‬سورة الحشر‪.‬‬
‫يُوقَ شُحّ نَ ْف ِ‬
‫ل َبيّنٌ‬
‫‪-‬ال َورَع وترْك الشبهات‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم « ِإنّ ا ْلحَلَ َ‬
‫ن اتّقَى‬
‫ن النّاسِ َفمَ ِ‬
‫ت لَ َيعَْل ُمهُنّ َكثِيرٌ مِ َ‬
‫ش َت ِبهَا ٌ‬
‫ن َو َب ْينَ ُهمَا ُم ْ‬
‫حرَامَ َبيّ ٌ‬
‫ن ا ْل َ‬
‫وَإِ ّ‬
‫حرَامِ‬
‫ش ُبهَاتِ َوقَعَ فِى ا ْل َ‬
‫ع ْرضِهِ َومَنْ َوقَعَ فِى ال ّ‬
‫س َت ْبرَأَ ِلدِينِهِ وَ ِ‬
‫ش ُبهَاتِ ا ْ‬
‫ال ّ‬
‫ن ِلكُلّ مَِلكٍ‬
‫ن يَ ْرتَعَ فِي ِه َألَ وَإِ ّ‬
‫ك أَ ْ‬
‫شُ‬‫حمَى يُو ِ‬
‫حوْلَ ا ْل ِ‬
‫كَالرّاعِى َيرْعَى َ‬
‫ضغَ ًة ِإذَا صََلحَتْ‬
‫جسَ ِد مُ ْ‬
‫ن فِى ا ْل َ‬
‫حمَى اللّ ِه َمحَارِمُ ُه َألَ وَإِ ّ‬
‫ن ِ‬
‫حمًى َألَ وَإِ ّ‬
‫ِ‬

‫‪15‬‬
‫سدُ كُلّهُ َألَ وَ ِهىَ ا ْلقَلْبُ »‪[ .‬مسلم‬
‫جَ‬‫سدَتْ َفسَدَ ا ْل َ‬
‫جسَ ُد كُلّهُ وَِإذَا َف َ‬
‫ح ا ْل َ‬
‫صَلَ َ‬
‫(‪.]) 4178‬‬
‫‪-‬التواضع وخفض الجناح‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ِ « :‬إنّ اللّهَ َأ ْوحَى‬
‫حدٍ‬
‫حدٌ عَلَى َأ َ‬
‫ل َي ْبغِى َأ َ‬
‫حدٍ َو َ‬
‫حدٌ عَلَى َأ َ‬
‫خرَ َأ َ‬
‫ل يَ ْف َ‬
‫حتّى َ‬
‫ضعُوا َ‬
‫إَِلىّ َأنْ َتوَا َ‬
‫» [مسلم(‪.])7389‬‬
‫سرّاء‬
‫ن فِي ال ّ‬
‫‪-‬الحِلم والرأفة والرفق‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬اّلذِينَ يُنفِقُو َ‬
‫سنِينَ}‬
‫حِ‬‫ن النّاسِ وَاللّ ُه ُيحِبّ ا ْل ُم ْ‬
‫ظمِينَ ا ْل َغ ْيظَ وَا ْلعَافِينَ عَ ِ‬
‫وَالضّرّاء وَا ْلكَا ِ‬
‫ن ال ّرفْقَ لَ‬
‫(‪ )134‬سورة آل عمران‪ .‬وقال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬إِ ّ‬
‫ن شَىْ ٍء ِإلّ شَانَ ُه »‪[ .‬مسلم (‬
‫ل زَانَهُ َولَ ُي ْن َزعُ مِ ْ‬
‫شىْءٍ ِإ ّ‬
‫َيكُونُ فِى َ‬
‫‪.]) 6767‬‬
‫خيْرٍ‬
‫ل ِب َ‬
‫ل َي ْأتِى ِإ ّ‬
‫حيَاءُ َ‬
‫‪-‬التخلق بالحياء‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬ا ْل َ‬
‫» ‪[ .‬البخاري (‪.]) 6117‬‬
‫ن َمسْؤُولً} (‬
‫‪-‬الوفاء بالعهد‪ ،‬قال تعالى‪ { :‬وََأ ْوفُواْ بِا ْل َع ْهدِ ِإنّ ا ْل َع ْهدَ كَا َ‬
‫‪ )34‬سورة السراء‪.‬‬
‫‪-‬البشاشة والمرح‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪َ « :‬ت َبسّ ُمكَ فِى َوجْ ِه َأخِيكَ‬
‫ك صَ َدقَةٌ »‪[ .‬الترمذي (‪ ) 2083‬صحيح لغيره]‪.‬‬
‫َل َ‬
‫ن اّلذِينَ َي ْمشُونَ عَلَى‬
‫عبَادُ ال ّرحْمَ ِ‬
‫‪-‬الوقار والسكينة‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬و ِ‬
‫طبَ ُهمُ ا ْلجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (‪ )63‬سورة الفرقان‪.‬‬
‫ا ْلَأرْضِ َه ْونًا وَِإذَا خَا َ‬
‫ن إِيمَانًا‬
‫‪-‬حسن الخلق‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم ‪َ «:‬أ ْكمَلُ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫س ُن ُهمْ خُلُقًا »‪[ .‬أبو داود (‪ ) 4684‬صحيح]‪.‬‬
‫حَ‬‫َأ ْ‬

‫‪16‬‬
‫س ُكمْ‬
‫‪-‬إلقاء السلم‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬فإِذَا َدخَلْتُم ُبيُوتًا فَسَّلمُوا عَلَى أَن ُف ِ‬
‫ت َلعَّلكُمْ‬
‫ط ّيبَ ًة َكذَِلكَ ُي َبيّنُ اللّهُ َل ُكمُ الْآيَا ِ‬
‫حيّ ًة مّنْ عِندِ اللّهِ ُمبَا َركَةً َ‬
‫َت ِ‬
‫َتعْقِلُون} (‪ )61‬سورة النــور‪.‬‬
‫غ ْيرَ‬
‫ن آ َمنُوا لَا َت ْدخُلُوا ُبيُوتًا َ‬
‫‪-‬الستئذان‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يَا َأ ّيهَا اّلذِي َ‬
‫خيْرٌ ّل ُك ْم َلعَّلكُمْ‬
‫س َت ْأنِسُوا َو ُتسَّلمُوا عَلَى أَهِْلهَا ذَِل ُكمْ َ‬
‫حتّى َت ْ‬
‫ُبيُو ِت ُكمْ َ‬
‫َت َذ ّكرُونَ} (‪ )27‬سورة النــور‪.‬‬
‫خوَا ُنكُ ْم خَوَُل ُكمْ ‪،‬‬
‫‪-‬الحسان إلى الخدم‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ِ « :‬إ ْ‬
‫طعِمْ ُه ِممّا‬
‫ت َيدِهِ فَ ْل ُي ْ‬
‫ن َأخُوهُ َتحْ َ‬
‫جعََل ُهمُ اللّ ُه َتحْتَ َأ ْيدِي ُكمْ ‪َ ،‬فمَنْ كَا َ‬
‫َ‬
‫َي ْأكُلُ ‪ ،‬وَ ْليُ ْل ِبسْهُ ِممّا يَ ْلبَسُ ‪َ ،‬ولَ ُتكَلّفُو ُهمْ مَا َيغِْل ُب ُهمْ ‪َ ،‬فإِنْ كَلّ ْف ُتمُو ُهمْ‬
‫َفأَعِينُو ُهمْ »[ البخاري (‪.])30‬‬
‫طرِيقًا‬
‫ن سََلكَ َ‬
‫‪-‬حب العلم والتعلم‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬مَ ْ‬
‫ل ِئكَةَ‬
‫ن ا ْلمَ َ‬
‫جنّةِ وَإِ ّ‬
‫طرُقِ ا ْل َ‬
‫ن ُ‬
‫ك اللّ ُه بِ ِه طَرِيقًا مِ ْ‬
‫َيطْلُبُ فِيهِ عِ ْلمًا سََل َ‬
‫س َتغْفِرُ َل ُه مَنْ فِى‬
‫ن ا ْلعَاِلمَ َل َي ْ‬
‫ح َتهَا رِضًا ِلطَالِبِ ا ْلعِ ْلمِ وَإِ ّ‬
‫ج ِن َ‬
‫َل َتضَعُ َأ ْ‬
‫لرْضِ وَا ْلحِيتَانُ فِى جَ ْوفِ ا ْلمَاءِ وَِإنّ َفضْلَ ا ْلعَاِلمِ‬
‫سمَوَاتِ َو َمنْ فِى ا َ‬
‫ال ّ‬
‫عَلَى ا ْلعَا ِبدِ كَ َفضْلِ الْ َق َمرِ َليَْلةَ ا ْل َب ْدرِ عَلَى سَا ِئرِ ا ْلكَوَاكِبِ وَِإنّ ا ْلعَُلمَاءَ‬
‫ل ْن ِبيَا َء َلمْ يُ َو ّرثُوا دِينَارًا َولَ ِدرْ َهمًا َو ّرثُوا ا ْلعِ ْلمَ‬
‫ناَ‬
‫ل ْن ِبيَاءِ وَإِ ّ‬
‫َو َرثَةُ ا َ‬
‫حظّ وَافِرٍ »‪[ .‬أبو داود (‪ )3643‬صحيح]‪.‬‬
‫خذَ ِب َ‬
‫خذَهُ َأ َ‬
‫ن َأ َ‬
‫َفمَ ْ‬
‫‪-‬البتعاد عن التجسس والغِيبة والنميمة‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يَا َأ ّيهَا اّلذِينَ‬
‫جسّسُوا وَلَا‬
‫ن ِإ ْثمٌ وَلَا َت َ‬
‫ن َبعْضَ الظّ ّ‬
‫ن إِ ّ‬
‫ن الظّ ّ‬
‫ج َت ِنبُوا َكثِيرًا مّ َ‬
‫آ َمنُوا ا ْ‬
‫حمَ َأخِيهِ َم ْيتًا َف َكرِ ْهتُمُوهُ‬
‫ل َل ْ‬
‫ح ُدكُمْ أَن َي ْأكُ َ‬
‫ب َأ َ‬
‫ضكُم َبعْضًا َأ ُيحِ ّ‬
‫َي ْغتَب ّب ْع ُ‬
‫ن اللّ َه تَوّابٌ ّرحِيمٌ} (‪ )12‬سورة الحجرات‪.‬‬
‫وَاتّقُوا اللّ َه إِ ّ‬

‫‪17‬‬
‫سدَ َفإِنّ‬
‫حَ‬‫‪-‬البتعاد عن الحسد‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ِ « :‬إيّاكُمْ وَا ْل َ‬
‫حطَبَ »‪[ .‬أبو داود (‪) 4905‬‬
‫سنَاتِ َكمَا َت ْأكُلُ النّارُ ا ْل َ‬
‫حَ‬‫سدَ َي ْأكُلُ ا ْل َ‬
‫حَ‬‫ا ْل َ‬
‫حسن لغيره]‪.‬‬
‫‪-‬عدم إساءة الظن‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم ‪ِ « :‬إيّا ُكمْ وَالظّنّ ‪َ ،‬فإِنّ‬
‫غضُوا ‪،‬‬
‫سسُوا ‪َ ،‬ولَ َتبَا َ‬
‫حّ‬‫سسُوا ‪َ ،‬ولَ َت َ‬
‫جّ‬‫حدِيثِ ‪َ ،‬ولَ َت َ‬
‫ن َأ ْكذَبُ ا ْل َ‬
‫الظّ ّ‬
‫َوكُونُوا ِإخْوَانًا » [البخاري (‪.] )5143‬‬
‫جمِيلٌ‬
‫ن اللّهَ َ‬
‫‪-‬الهتمام بجمال البيت‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬إِ ّ‬
‫غ ْمطُ النّاسِ »‪[ .‬مسلم (‪.]) 275‬‬
‫حقّ وَ َ‬
‫جمَالَ ا ْل ِك ْبرُ َبطَرُ ا ْل َ‬
‫ب ا ْل َ‬
‫ُيحِ ّ‬
‫‪-‬مراعاة النظام في كل أمور المنزل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ت المسلمِ‬
‫مواصفاتُ البي ِ‬

‫البيتُ هو موطن سكن السرة واستقرارها‪ ،‬ومكان راحة أفرادها‪،‬‬


‫والملجأ من تعب الحياة وكدها‪ ،‬ولذلك يفضل اختياره ‪-‬إن تيسر‪-‬‬
‫وفق مواصفات خاصة‪ ،‬لتحقيق السكينة والهدوء والراحة والستقرار‪.‬‬
‫واختيار البيت بمواصفات خاصة يعد مشكلة اجتماعية كبيرة في كثير‬
‫من مجتمعاتنا السلمية‪ ،‬وتؤثر في هذه المشكلة عوامل متعددة‪ ،‬منها‬
‫عوامل اقتصادية‪ ،‬مثل ضيق دخل الزوج أو سعته‪ ،‬ومنها عوامل‬
‫اجتماعية‪ ،‬وغير ذلك من العوامل النفسية والذوقية والعامة‪.‬‬
‫ولذلك فإن للبيت المسلم مواصفات يفضّل مراعاتها كلما أمكن ذلك؛‬
‫حتى يكون بيتًا مثاليّا مريحًا لمن يعيشون فيه‪ ،‬من غير مغالة ول‬
‫سرف‪ ،‬وفي ضوء الممكن والمتاح‪ ،‬مع الرضا برزق ال وما قسمه‪.‬‬
‫ومن هذه المواصفات ‪:‬‬
‫البيئ ُة الجتماعي ِة الصالحةِ‪:‬‬
‫وهي أول ما تضعه السرة أمام عينيها وهي تختار بيتها‪ ،‬فإن للبيئة‬
‫أثرًا كبيرًا ودورًا خطيرًا في سلوكيات أصحابها‪ ،‬وقد قيل في المثال‪:‬‬
‫اختر الرفيق قبل الطريق‪ ،‬والجار قبل الدار‪ .‬لذا يجب أل يكون البيت‬
‫في منطقة مشهورة بآفات معينة؛ كتجارة المخدرات وأماكن الفسق‬
‫والخلعة؛ حتى ل يتأثر بذلك البناء‪.‬‬
‫وقد قيل‪ :‬إن قيمة البيت تزداد بانتقاء جيرانه‪ .‬وقد حكى أن رجلً كان‬
‫يسكن بجوار المام أبي حنيفة‪ ،‬وأراد أن يبيع بيته‪ ،‬فجاءه رجل‬

‫‪19‬‬
‫ليشتريه منه‪ ،‬فقال صاحب البيت‪ :‬أبيعك البيت بثمن‪ ،‬وأبيعك جوار‬
‫أبى حنيفة بثمن آخر‪.‬‬
‫وإذا كان الجيران مسلمين يعرفون للجيران حقوقهم‪ ،‬ويحبون لهم ما‬
‫يحبون لنفسهم‪ ،‬فلن يؤذوا أحدًا‪ ،‬ولن يُلْقُوا بأقذارهم أمام البيت‪ ،‬ولن‬
‫يحدثوا صخبًا‪ ،‬ولن يفعلوا ما يجرح المشاعر‪ ،‬وإنما يتسامَوْنَ عن‬
‫الصغائر ويَتعالَوْن عن الدنايا؛ ليكونوا على مستوى إسلمهم وقدر‬
‫إيمانهم‪.‬‬
‫والبيت المسلم يراعي جيرانه ‪-‬أيضًا‪ -‬ويحفظ لهم حقوقهم‪ ،‬ويتحسس‬
‫أحوالهم وحاجاتهم‪ ،‬ويعينهم ويرشدهم ويحفظ أعراضهم‪ ،‬وذلك لعظم‬
‫جبْرِيلُ‬
‫حق الجار‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪ « :‬مَا زَالَ يُوصِينِى ِ‬
‫سيُ َورّثُ ُه » ‪[ .‬البخاري(‪.]) 6014‬‬
‫ت َأنّ ُه َ‬
‫ظنَنْ ُ‬
‫حتّى َ‬
‫بِا ْلجَارِ َ‬
‫والبيت المسلم يلتزم بحقوق جيرانه كاملة‪ ،‬كما وضحها رسول اللّه‬
‫حقّ ا ْلجَارِ ؟‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬حيث روى أنه قال‪َ( :‬أ َتدْرُونَ مَا َ‬
‫عدْتَ‬
‫ستَ ْق َرضَكَ َأ ْق َرضْتَهُ ‪ ،‬وَِإنِ ا ْفتَ َقرَ ُ‬
‫ع ْنتُهُ ‪ ،‬وَِإنِ ا ْ‬
‫س َتعَا َنكَ أَ َ‬
‫ِإنِ ا ْ‬
‫ن َأصَابَهُ‬
‫جنَا َزتَهُ ‪ ،‬وَإِ ْ‬
‫ش ِهدْتَ َ‬
‫ن مَاتَ َ‬
‫ع ْدتَهُ ‪ ،‬وَإِ ْ‬
‫ن َمرِضَ ُ‬
‫عََليْهِ ‪ ،‬وَإِ ْ‬
‫ستَطِيلَ عََليْ ِه بِا ْلبِنَاءِ ‪،‬‬
‫ل َت ْ‬
‫ع ّزيْتَهُ ‪َ ،‬و َ‬
‫ن َأصَا َبتْهُ ُمصِيبَةٌ َ‬
‫خ ْيرٌ َه ّن ْأتَهُ ‪ ،‬وَإِ ْ‬
‫َ‬
‫ش َريْتَ فَا ِكهَةً فَا ْهدِ لَ ُه ‪َ ،‬فإِنْ َلمْ‬
‫ح ِإلّ ِبِإ ْذنِهِ ‪ ،‬وَِإذَا َ‬
‫ع ْنهُ الرّي َ‬
‫حجُبَ َ‬
‫َف َت ْ‬
‫ج ِبهَا وََل ُدكَ ِل َيغِيظَ ِبهَا وََلدَهُ ‪َ ،‬ولَ ُت ْؤذِهِ‬
‫ل َيخْرُ ْ‬
‫سرّا ‪َ ،‬و َ‬
‫ل َفأَ ْدخِ ْلهَا ِ‬
‫تَ ْفعَ ْ‬
‫ظ َننّا‬
‫حتّى َ‬
‫ن َتغْ ِرفَ َلهُ ِم ْنهَا َفمَا زَالَ يُوصِي ِهمْ بِا ْلجَارِ َ‬
‫ل أَ ْ‬
‫بِقِيثَارِ َقدْ َركَ ِإ ّ‬
‫سيُ َو ّرثُ ُه [الشاميين(‪ )2430‬وفيه ضعف والصواب وقفه]‪.‬‬
‫َأنّهُ َ‬
‫الموقع‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫وهو من أهم المور التي تجعل البيت مثاليّا‪ ،‬ويحسن أن يتوافر في‬
‫موقع البيت عدة أمور‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫توافر الخدمات ومتطلبات المعيشة ‪-‬ما أمكن ذلك‪ -‬كالكهرباء‪،‬‬
‫والصرف الصحي‪ ،‬والمياه الصحية‪ ،‬ويحسن أن يكون قريبًا من عمل‬
‫الزوج ومدارس البناء وأسواق الخدمات المختلفة‪ ،‬ففي ذلك تيسير‬
‫لحركة الحياة واختصار للجهد والوقت‪ ،‬أن يكون البيت في منطقة‬
‫هادئة ‪-‬إذا تيسر ذلك‪ -‬بعيدًا عن الشوارع الرئيسة والميادين العامة‪،‬‬
‫فكلما تحقق ذلك؛ تمتع أهل البيت بسكن هادئ وراحة نفسية‪.‬‬
‫الناحية الصحية‪:‬‬
‫وذلك يتحقق بوجود الضاءة الكافية والهواء النقي في موقع البيت‪،‬‬
‫وأن يكون بعيدًا عن المستنقعات والبرك وأماكن تجمّع المهملت‪،‬‬
‫وهناك بعض الحالت الخاصة التي تُراعَى عند اختيار السكن‪ ،‬فإذا‬
‫كان في السرة مريض بالقلب أو بشلل الطفال مثل يجب أن يكون‬
‫السكن في طابق غير مرتفع‪ ،‬خاصة إذا لم يوجد مصعد كهربى‪،‬‬
‫كذلك يستحب أل يكون المسكن في الماكن الصناعية الملوثة بالتربة‬
‫والدخان‪.‬‬
‫المساحة‪:‬‬
‫مهما كانت مساحة البيت المسلم صغيرة‪ ،‬فإن المرأة يمكنها أن‬
‫تستثمر هذه المساحة لتحقيق الراحة والسكينة لفراد البيت‪ .‬فالبيت‬
‫الواسع الفسيح غير المنظم بيت ل راحة فيه‪ ،‬والبيت الضيق الصغير‬
‫مع حسن الترتيب وجودة استعمال مرافقه بيت ملؤه الراحة والسعادة‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫ول شك أن كل إنسان يتمنى أن يعيش في سكن فسيح رحب‪،‬‬
‫فالمسكن الواسع من المور التي تسعد السرة وتريحها نفسيّا‬
‫وصحيّا‪ ،‬وقد كان الرسول صلى ال عليه وسلم يدعو‪ ،‬فيقول‪( :‬الّل ُهمّ‬
‫اغْ ِفرْ لِي َذ ْنبِي َو َوسّعْ لِي فِي دَارِي َوبَا ِركْ لِي فِي ِرزْقِي) [ ابن أبي‬
‫شيبة(‪ )29384‬صحيح]‪.‬‬
‫واتساع المكان يمنح الفرصة الكافية لتنظيمه‪ ،‬وترتيب أثاثه بشكل‬
‫أفضل ومتجدد دائمًا؛ حيث يمكن التغيير بين ِقطَع الثاث داخل‬
‫الحجرة الواحدة والتبديل بين الحجرات‪ ،‬ول شك أن التغيير في البيت‬
‫يعطي إحساسًا بالتجديد‪ ،‬ويساعد على التخلص من الرتابة والملل‬
‫اللذين قد ينتابان النسان من وقت لخر‪.‬‬
‫كما أن اتساع المكان ‪-‬إن تيسر‪ -‬يعطي الفرصة لتخصيص حجرة‬
‫لستقبال الضيوف؛ مما يساعد على توفير الراحة لهم‪ ،‬وحسن‬
‫استقبالهم‪ ،‬ويكفل الراحة لهل البيت وعدم التضييق عليهم‪ ،‬ويعطي‬
‫الفرصة لتخصيص حجرة للطفال فتحقق الراحة لهم‪ ،‬وتكون مكانًا‬
‫لمذاكرتهم ولعبهم‪.‬‬
‫والمساحة المتسعة تساعد على أن تُلحَق بالبيت حديقة تحيط بجوانبه‪،‬‬
‫ب الطفال ومرحهم‪ ،‬وتعطيهم الفرصة للهتمام‬
‫تكون مكانًا لَِلعِ ِ‬
‫بالزرع والعناية به‬
‫وتنسيقه‪ ،‬وكذلك فإن وجود البيت في شارع واسع ونظيف يعطي‬
‫فرصة أفضل للتهوية والضاءة الجيدة‪ ،‬وتكون المسافة بينه وبين‬
‫البيوت المجاورة مناسبة؛ فل تنكشف عورات البيت‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وقد ل تسمح الظروف بتوافر السعة في البيت‪ ،‬وهذا ل يعد عذرًا في‬
‫أل يكون البيت جميل مريحًا‪ ،‬فالتنسيق الجيد يجعلنا نتغلب على‬
‫مشكلة ضيق البيت‪ ،‬وقد يكون البيت واسعًا لكنه إذا كان مضطربًا‬
‫وغير منظف أو غير منظم بدا ضيقًا مزعجًا‪.‬‬
‫وهناك عدة وسائل تساعد على الحساس بالتساع والتغلب على‬
‫عيوب ضيق المكان‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪-‬ارتفاع جدران البيت ‪.‬‬
‫‪-‬طلء السقف بلون فاتح إذا كان منخفضًا‪ ،‬وطلء الحوائط بألوان‬
‫فاتحة‪.‬‬
‫‪-‬تزيين الجدران بصور طبيعية للبحار أو الشجار‪ ،‬واستخدام المرايا‬
‫في بعض الطرقات أو الماكن؛ لتعطي إحساسًا بالتساع ‪.‬‬
‫‪-‬استخدام ورق حائط خطوطُه أفقية إذا كانت الحجرة ضيقة‪ ،‬وورقٍ‬
‫خطوطُه رأسية إذا كان السقف منخفضًا ‪.‬‬
‫‪-‬تقليل عدد الحواجز الثابتة‪ ،‬مثل الحوائط‪ ،‬واستبدالها بحواجز‬
‫متحركة‪ ،‬مثل الستائر أو الحواجز الخشبية( البرفانات) التي يمكن‬
‫تحريكها عند الحاجة أو استقبال عدد كبير من الضيوف‪ ،‬أو ما شابه‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪-‬استعمال بعض قطع الثاث لكثر من غرض ‪.‬‬
‫‪-‬استخدام أثاثات ذات أحجام مناسبة لمساحة البيت‪ ،‬وعدم الكثار من‬
‫الثاثات في البيت الضيق ‪.‬‬
‫التهوية‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫التهوية الجيدة في البيت من المور المهمة التي تجعل منه بيتًا‬
‫صحيّا‪ ،‬ويمكن أن تتحقق التهوية الجيدة عن طريق وجود عدد مناسب‬
‫من النوافذ تسمح بدخول الهواء وتجدده يوميّا؛ مما يساعد في القضاء‬
‫على الميكروبات والحشرات والروائح الكريهة‪.‬‬
‫لذلك يجب فتح النوافذ مع مراعاة التوقيت المناسب‪ ،‬فإذا كان البيت‬
‫يقع في منطقة صناعية فل تفتح النوافذ وقت عمل المصانع‪ ،‬لتجنّب‬
‫العوادم التي تُسبّب الضرار الصحية‪.‬والمطبخ أكثر أركان البيت‬
‫احتياجًا إلى التهوية الدائمة؛ حيث إن وجود المواقد يعمل على تصاعد‬
‫البخرة الساخنة ورائحة الطعام‪ ،‬وقد تؤثر البخرة على نظافة‬
‫الجدران وتغيّر رائحة البيت‪ ،‬ويمكن التغلب على ذلك باستخدام‬
‫أجهزة طرد الهواء الكهربائية (الشفاطات) كما يجب الهتمام بتهوية‬
‫الحمّام؛ للتخلص من الروائح غير الطيبة‪ ،‬ومن الميكروبات‪.‬‬
‫التشميس‪:‬‬
‫هناك حكمة تقول‪ :‬البيت الذي تدخله الشمس ل يدخله الطبيب؛ لن‬
‫أشعة الشمس تعمل على تطهير البيت‪ ،‬ومده بالدفء اللزم في الشتاء؛‬
‫لذا يجب مراعاة الوقات التي يتعرض فيها البيت إلى أشعة الشمس‬
‫حتى يمكن الستفادة منها؛ فإذا كان البيت في بيئة صحراوية حارة‬
‫فيجب عدم السماح للشمس بدخوله بصورة مستمرة‪ ،‬خاصة إذا كانت‬
‫الشمس عمودية عليه؛ حتى ل تجعله حارّا‪ .‬أما إذا كان البيت في بيئة‬
‫ساحلية باردة فيراعى أن يكون توافر الشمس فيه لكبر وقت ممكن؛‬
‫حتى تمنحه الدفء وتقلل من برودته‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫د‬
‫بيتُنا مسج ٌ‬

‫ت المسلم يجب أن يكون تجسيدًا للسلم بكل ما فيه من خيرات‬


‫بي ُ‬
‫وبركات‪ .‬ومن هدي النبي صلى ال عليه وسلم أن نتخذ المساجد في‬
‫البيوت‪ ،‬وأن نواظب على صلة السنن في البيت‪ ،‬فقد قال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ « :‬صَلّوا َأ ّيهَا النّاسُ فِى ُبيُو ِت ُكمْ (يعنى الصلوات‬
‫ل ا ْل َم ْكتُوبَةَ » ‪.‬‬
‫ل الصّلَ ِة صَلَ ُة ا ْلمَرْ ِء فِى َب ْيتِهِ ِإ ّ‬
‫ن َأفْضَ َ‬
‫المسنونة)‪ ، ،‬فَإِ ّ‬
‫[البخاري (‪.]) 731‬‬
‫فالصلة في البيت تشيع فيه روح الطاعة والعبادة ل‪ ،‬قال صلى ال‬
‫خذُوهَا ُقبُورًا‬
‫ل َت ّت ِ‬
‫لتِ ُكمْ فِى ُبيُو ِت ُكمْ َو َ‬
‫ن صَ َ‬
‫جعَلُوا مِ ْ‬
‫عليه وسلم‪ « :‬ا ْ‬
‫ح ُدكُمُ‬
‫»[مسلم (‪ ،] )1856‬وقال صلى ال عليه وسلم‪ِ « :‬إذَا َقضَى َأ َ‬
‫ل فِى‬
‫ن اللّ َه جَاعِ ٌ‬
‫لتِهِ َفإِ ّ‬
‫جعَلْ ِل َب ْيتِ ِه َنصِيبًا ِمنْ صَ َ‬
‫جدِ ِه فَلْ َي ْ‬
‫سِ‬‫الصّلَ َة فِى َم ْ‬
‫خ ْيرًا »‪[ .‬مسلم(‪ ]) 1858‬وبذلك تعم البركة ويكثر‬
‫ن صَلَتِ ِه َ‬
‫َب ْيتِ ِه مِ ْ‬
‫الخير في البيت‪.‬‬
‫أما المرأة فصلواتها كلها ‪-‬مفروضة ومسنونة‪ -‬في بيتها أفضل من‬
‫صلتها في المسجد؛ لن في ذلك صيانة لها وحفاظًا عليها‪ ،‬فعَنْ ُأمّ‬
‫ع ِدىّ َأ ّنهَا جَا َءتْ إِلَى ال ّن ِبىّ ‪-‬صلى ال عليه‬
‫ح َميْدٍ السّا ِ‬
‫ح َم ْيدٍ ا ْمرَأَ ِة َأبِى ُ‬
‫ُ‬
‫ب الصّلَةَ َم َعكَ‪ .‬قَالَ « قَدْ عَِلمْتُ‬
‫ل اللّهِ ِإنّى ُأحِ ّ‬
‫وسلم‪ -‬فَقَالَتْ يَا رَسُو َ‬
‫ل ِتكِ فِى‬
‫خ ْيرٌ َلكِ ِمنْ صَ َ‬
‫ن الصّلَةَ َمعِى َوصَلَ ُتكِ فِى َب ْي ِتكِ َ‬
‫حبّي َ‬
‫َأ ّنكِ ُت ِ‬
‫ل ُتكِ‬
‫لتِكِ فِى دَا ِركِ َوصَ َ‬
‫ن صَ َ‬
‫خ ْيرٌ مِ ْ‬
‫حجْ َر ِتكِ َ‬
‫ل ُتكِ فِى ُ‬
‫ج َر ِتكِ َوصَ َ‬
‫حْ‬‫ُ‬
‫جدِ‬
‫سِ‬‫جدِ قَ ْو ِمكِ َوصَلَ ُتكِ فِى َم ْ‬
‫سِ‬‫لتِكِ فِى َم ْ‬
‫ن صَ َ‬
‫خيْ ٌر َلكِ مِ ْ‬
‫فِى دَا ِركِ َ‬
‫ل ‪ -‬فََأ َمرَتْ َف ُبنِىَ َلهَا‬
‫جدِى »‪ - .‬قَا َ‬
‫سِ‬‫ل ِتكِ فِى َم ْ‬
‫ن صَ َ‬
‫ك مِ ْ‬
‫خ ْيرٌ َل ِ‬
‫قَ ْو ِمكِ َ‬
‫‪25‬‬
‫حتّى َل ِقيَتِ‬
‫ن َب ْي ِتهَا وََأظَْلمِ ِه فَكَانَتْ ُتصَلّى فِيهِ َ‬
‫شىْءٍ مِ ْ‬
‫جدٌ فِى َأقْصَى َ‬
‫سِ‬‫َم ْ‬
‫عزّ َوجَلّ‪[ .‬مسند أحمد(‪ )27849‬حسن]‪.‬‬
‫اللّهَ َ‬
‫وما أجمل أن تتخذ السرة المسلمة في بيتها مسجدًا (ركنًا خاصًا‬
‫للصلة والعبادة)‪ .‬والسرة المسلمة تدرك جيدًا أن التقرب إلى ال‬
‫تعالى ل يكون بأداء الصلة فقط‪ ،‬بل إن العبادة باب واسع؛ فجميع‬
‫أفراد البيت يكثرون من ذكر ال ‪-‬سبحانه‪ -‬ويحرصون على أذكار‬
‫ل ا ْل َبيْتِ اّلذِى ُي ْذكَ ُر اللّهُ‬
‫اليوم والليلة‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم ‪َ « :‬مثَ ُ‬
‫حىّ وَا ْل َميّتِ »‪[ .‬مسلم (‪1859‬‬
‫ت اّلذِى لَ ُي ْذكَ ُر اللّ ُه فِي ِه َمثَلُ ا ْل َ‬
‫فِيهِ وَا ْل َبيْ ِ‬
‫)]‪.‬‬
‫وما أجمل أن يجتمع أهل البيت على قراءة القرآن‪ ،‬ويختمون قراءته‬
‫مرة كل شهر على القل‪ ،‬وما أجمل أن تجتمع كل أسرة مرة في‬
‫السبوع تتعلم أمور دينها‪ ،‬وتقرأ في كتب السنة والفقه وسيرة‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم؛ حتى تعود الصور المشرقة لبيوت‬
‫صحابة النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقد كان يُسمع من بيوتهم دوي‬
‫كدوي النحل من قراءة القرآن والصلة بالليل والبكاء بين يدي ال‬
‫‪-‬سبحانه‪.-‬‬
‫ل اللّ ِه ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪« -‬‬
‫ن َبشِيرٍ قَالَ قَالَ َرسُو ُ‬
‫ن بْ ِ‬
‫ن الّن ْعمَا ِ‬
‫عَ ِ‬
‫حمِيدِهِ َو َت ْكبِيرِهِ َو َتهْلِيلِهِ‬
‫سبِيحِهِ َو َت ْ‬
‫ل اللّ ِه مِنْ َت ْ‬
‫ن َي ْذكُرُونَ ِمنْ جَلَ ِ‬
‫اّلذِي َ‬
‫ى ( صوتٌ) َكدَ ِوىّ ال ّنحْلِ ُي َذ ّكرُنَ‬
‫حوْلَ ا ْل َعرْشِ َل ُهنّ دَ ِو ّ‬
‫َي َتعَاطَفْنَ َ‬
‫ع ْن َد اللّ ِه شَىْ ٌء ُي َذكّرُ ِبهِ‬
‫ل َيزَالَ لَهُ ِ‬
‫ح ُدكُمْ َأنْ َ‬
‫ب َأ َ‬
‫ن َألَ ُيحِ ّ‬
‫حبِهِ ّ‬
‫ِبصَا ِ‬
‫»مسند أحمد (‪ )18859‬صحيح ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫والسرة المسلمة تستغل الوقات المباركة المخصوصة‪ ،‬مثل شهر‬
‫رمضان‪ ،‬والعشر الوائل من ذي الحجة‪ ،‬وغير ذلك ‪ ...‬فتستثمرها‬
‫في العبادة‪ ،‬وتعرّف أبناءها بهذه المناسبات وفضلها‪ ،‬وتزودهم بما‬
‫يرتبط بها من معلومات وأحكام‪.‬‬
‫ل اللّ ِه صلى ال‬
‫ع ْن ُهمَا ‪ ،‬قَالَ ‪ :‬قَالَ َرسُو ُ‬
‫ضيَ اللّهُ َ‬
‫س رَ ِ‬
‫عبّا ٍ‬
‫عنِ ابْنِ َ‬
‫َ‬
‫شبَا َبكَ قَبْلَ‬
‫خمْسٍ ‪َ :‬‬
‫خ ْمسًا َقبْلَ َ‬
‫غ َت ِنمْ َ‬
‫عليه وسلم ‪ِ ،‬ل َرجُلٍ وَ ُه َو َيعِظُهُ ‪ :‬ا ْ‬
‫غكَ َقبْلَ‬
‫غنَا َءكَ َقبْلَ فَ ْق ِركَ ‪َ ،‬وفَرَا َ‬
‫ح َتكَ َقبْلَ سَ َق ِمكَ ‪ ،‬وَ ِ‬
‫صّ‬‫ِه َر ِمكَ ‪َ ،‬و ِ‬
‫حيَا َتكَ َقبْلَ َم ْو ِتكَ "المستدرك للحاكم (‪ )7846‬صحيح‬
‫شغِْلكَ ‪َ ،‬و َ‬
‫ُ‬

‫‪27‬‬
‫د‬
‫ه ٌ‬
‫ع َ‬
‫بيتُنا م ْ‬

‫حقّا‪ ..‬البيت المسلم لبد أن يكون معهدًا للعلم والمعرفة‪ ،‬ولبد أن‬
‫يتحلى جميع أفراده بحب العلم‪ ،‬والجد في طلبه‪ ،‬والحرص عليه‪،‬‬
‫ن آ َمنُوا‬
‫لينالوا أعلى الدرجات عند ربهم‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬يرْفَعِ اللّهُ اّلذِي َ‬
‫خبِيرٌ} (‪ )11‬سورة‬
‫ن َ‬
‫ن أُوتُوا ا ْلعِ ْل َم دَ َرجَاتٍ وَاللّ ُه ِبمَا َت ْعمَلُو َ‬
‫مِن ُكمْ وَاّلذِي َ‬
‫عبَادِ ِه ا ْلعَُلمَاء ِإنّ اللّهَ‬
‫المجادلة ‪ ،‬وقال أيضًا‪ِ { :‬إ ّنمَا َيخْشَى اللّهَ ِمنْ ِ‬
‫عزِيزٌ غَفُورٌ} (‪ )28‬سورة فاطر‪ .‬وطريق العلم هو طريق الجنة‪ ،‬قال‬
‫َ‬
‫ل اللّ ُه لَهُ‬
‫سهّ َ‬
‫ن سََلكَ طَرِيقًا يَ ْل َتمِسُ فِيهِ عِ ْلمًا َ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪( :‬مَ ْ‬
‫جنّةِ) [مسلم(‪ ،]) 7028‬وقال صلى ال عليه وسلم‪«( :‬‬
‫طرِيقًا إِلَى ا ْل َ‬
‫ِبهِ َ‬
‫جنّةُ »‪).‬‬
‫حتّى َيكُونَ ُم ْن َتهَا ُه ا ْل َ‬
‫س َمعُهُ َ‬
‫خ ْيرٍ َي ْ‬
‫شبَعَ ا ْلمُ ْؤ ِمنُ ِمنْ َ‬
‫َلنْ َي ْ‬
‫[الترمذي(‪ )2902‬حسن]‪.‬‬
‫ول شك في أن العلم من أفضل الشياء؛ قال صلى ال عليه وسلم‪« :‬‬
‫حرِهَا‬
‫جْ‬‫حتّى ال ّنمْلَةَ فِى ُ‬
‫ض َ‬
‫ت وَالَرْ ِ‬
‫سمَوَا ِ‬
‫ل ِئ َكتَهُ وَأَهْلَ ال ّ‬
‫ِإنّ اللّهَ َومَ َ‬
‫خ ْيرَ »‪[ .‬الترمذي (‬
‫ت َل ُيصَلّونَ عَلَى ُمعَّلمِ النّاسِ ا ْل َ‬
‫حتّى ا ْلحُو َ‬
‫َو َ‬
‫‪]) 2901‬؛ لذا كانت البيوت المسلمة عامرة بالعلم ومدارسته‪.‬‬
‫والعلم من أهم المطالب في حياة البيت المسلم‪ ،‬فبالعلم تسلم العقيدة‪،‬‬
‫وتصح العبادة‪ ،‬ويصبح النسان على بينة من أمر دينه ودنياه‪ ،‬ومن‬
‫ذلك كان لبد من الهتمام بالعلم والتعلم في البيت المسلم‪ ،‬بحيث‬
‫يحصل كل فرد من أفراد البيت على ثقافة إسلمية‪ ،‬وثقافة معاصرة‪،‬‬
‫وثقافة تخصصية‪ ،‬ولكي تصل السرة إلى أعلى مستوى من العلم‬
‫والمعرفة؛ يمكنها مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫‪28‬‬
‫*وجود مكتبة علمية متنوعة تشمل مختلف العلوم والثقافات الحياتية؛‬
‫لتنمية ثقافة أفراد البيت‪ ،‬وتبين لهم الخطأ من الصواب‪.‬‬
‫ويمكن أن تحوي المكتبة كتبًا في المجالت التية‪:‬‬
‫‪-‬العلوم الشرعية كالتفسير والفقه والحديث وعلوم القرآن وغيرها‪.‬‬
‫‪-‬اللغة العربية وآدابها في عصورها المختلفة ‪.‬‬
‫‪-‬التاريخ والحضارات ‪.‬‬
‫‪-‬موسوعات في مختلف العلوم الطبيعية والجتماعية والنسانية التي‬
‫تهمنا‬
‫في حياتنا‪.‬‬
‫‪-‬كتب الطفال والموسوعات الخاصة بهم ‪.‬‬
‫‪-‬الكتب المتخصصة في تثقيف ربة البيت المسلم‬
‫‪-‬كتب الثقافة الطبية والصحية‪.‬‬
‫*الطلع على الصحف والمجلت الدورية والمتخصصة؛ ليكون‬
‫أفراد السرة على معرفة كافية بما يدور حولهم‪ ،‬والتعرف على‬
‫أحوال المة السلمية‪ ،‬وأخبار العالم السلمي‪ ،‬وما شابه ذلك‪.‬‬
‫*البيت المسلم ل يخلو من الجلسات العلمية المنتظمة‪ ،‬وفيها تُناقش‬
‫القضايا العلمية والجتماعية‪ ،‬ومنها يستفيد جميع أفراد السرة حيث‬
‫ينقل كل منهم خبرته إلى الخر‪ ،‬وما أجمل أن يقوم أحد أفراد السرة‬
‫في هذه الجلسات باختيار كتاب من كتب الحاديث الصحيحة‪ ،‬وقراءة‬
‫عدة أحاديث يوميّا مع شرحها ومناقشتها‪ ،‬ويقوم آخر بتقديم كتاب‬
‫معين يعرض موضوعه‪ ،‬ويدلي كل فرد بوجهة نظره‪ ،‬وما يعرفه من‬

‫‪29‬‬
‫هذا الموضوع‪ ،‬ول شك أن هذه المناقشات تثري الجانب الثقافي لدى‬
‫كل فرد من أفراد السرة‪ ،‬وتقوي الجانب الجتماعي‪ ،‬كما تبني‬
‫الشخصية الحرة المستقلة‪.‬‬
‫*ويمكن عمل مسابقات بين أفراد البيت؛ لتنمية الثقافة العلمية‪ ،‬كما‬
‫أنها وسيلة للتسلية الهادفة‪.‬‬
‫*تحصيل العلم عن طريق شرائط الكاسيت العلمية ‪ ،‬وشرائط‬
‫الفيديو ؛ حيث إن لها أبلغ الثر في تثقيف الطفل‪ ،‬وخاصة شرائط‬
‫الفيديو التي تعرض القضايا العلمية مقترنة بالصور التوضيحية ‪.‬‬
‫*المذاكرة‪ :‬ينبغي أن ل يغفل الوالدان عن أهمية المذاكرة بالنسبة‬
‫لبنائهما أثناء مراحل التعليم المختلفة‪ ،‬وتقديم المساعدة لهم في‬
‫مذاكرتهم لقصى درجة ممكنة‪ ،‬فكثيرًا ما يحتاج البناء خلل فترة‬
‫دراستهم إلى من يعينهم ويقدم لهم‬
‫النصيحة‪ ،‬ويوفر لهم الستقرار والهدوء‪ ،‬ويحقق لهم النجاح والتفوق‪.‬‬
‫وهناك بعض النصائح التي يمكن أن يراعيها الوالدان مع أبنائهم عند‬
‫مذاكرتهم‪:‬‬
‫‪-‬أن يغرسا في نفوس أبنائهما دافعًا حقيقيّا للستذكار ‪.‬‬
‫‪-‬إيجاد الحلول المناسبة لمشكلت البناء بقدر المستطاع قبل البدء في‬
‫الستذكار ‪.‬‬
‫‪-‬تهيئة المكان‪ ،‬بحيث يكون جو الغرفة هادئًا‪ ،‬وتكون الضاءة جانبية‬
‫من ناحية الجانب اليسر لوضع البن إذا كان يكتب بيده اليمنى‪ ،‬أما‬
‫إذا كان يكتب بيده اليسرى فتكون الضاءة عن يمينه‪ ،‬ويكون ذلك‬

‫‪30‬‬
‫بجانب ضوء الحجرة كلها‪ ،‬فذلك أسلم لسلمة عينه‪ ،‬وأن يكون لون‬
‫الحجرة فاتحًا‪ ،‬ويستحسن اللون الخضر الفاتح أو السماوي‪ ،‬وتوفر‬
‫التهوية الجيدة في الغرفة‪ ،‬وذلك بجانب ترتيبها وتنظيمها‪.‬‬
‫‪-‬الهتمام بصحة البناء وتغذيتهم دون إفراط أو تفريط ‪.‬‬
‫‪-‬أخذ فترات للراحة وتجديد النشاط بين أوقات المذاكرة ‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم وقت المذاكرة‪ ،‬بحيث يكون هناك وقت لمذاكرة الدروس‬
‫الجديدة‪ ،‬ووقت آخر لمتابعة الدروس السابقة ومراجعتها‪ ،‬ويمكن‬
‫الستعانة بتلخيص بعض المواد الطويلة ‪.‬‬
‫‪-‬معرفة المبادئ الضرورية للستذكار؛ ومنها الفهم‪ ،‬والتنظيم‪،‬‬
‫والتكرار‪ ،‬ومعرفة الغرض من استذكار المادة‪ ،‬وإشباع الحفظ‬
‫والمذاكرة بالعادة والتمرين‪ ،‬والبدء باستذكار ما يحتاج إلى جهد في‬
‫فترة التفتح الذهني‪.‬‬
‫ن َيّتقِ‬
‫‪-‬تَقْوَى ال هي السبيل للعلم والفوز العظيم‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬ومَ ْ‬
‫ح َتسِبُ َو َمنْ َيتَ َوكّلْ‬
‫حيْثُ لَا َي ْ‬
‫ن َ‬
‫جعَلْ َل ُه َمخْ َرجًا (‪َ )2‬و َيرْ ُزقْهُ مِ ْ‬
‫اللّهَ َي ْ‬
‫شيْ ٍء قَ ْدرًا (‬
‫ل اللّ ُه ِلكُلّ َ‬
‫جعَ َ‬
‫ن اللّ َه بَالِغُ َأ ْمرِ ِه قَدْ َ‬
‫سبُ ُه إِ ّ‬
‫حْ‬‫عَلَى اللّ ِه َفهُوَ َ‬
‫ن ِنسَائِ ُكمْ ِإنِ ا ْر َت ْبتُمْ َف ِع ّد ُتهُنّ ثَلَاثَةُ‬
‫ن ا ْل َمحِيضِ مِ ْ‬
‫ن مِ َ‬
‫‪ )3‬وَاللّائِي َيئِسْ َ‬
‫حمَْلهُنّ‬
‫ضعْنَ َ‬
‫ن َي َ‬
‫ن أَ ْ‬
‫حمَالِ َأجَُلهُ ّ‬
‫ش ُهرٍ وَاللّائِي َل ْم َيحِضْنَ وَأُولَاتُ ا ْلَأ ْ‬
‫َأ ْ‬
‫سرًا (‪[ )4‬الطلق‪.]5-2/‬‬
‫ن َأمْرِ ِه ُي ْ‬
‫ل لَ ُه مِ ْ‬
‫جعَ ْ‬
‫ن َيتّقِ اللّهَ َي ْ‬
‫َومَ ْ‬
‫وهذا ما حدث للمام الشافعي عندما وجد في نفسه فتورًا عن تحصيل‬
‫العلم‪ ،‬فشكا حاله لحد العلماء فأوصاه بتقوى ال‪ ،‬وقال المام‬
‫الشافعي في ذلك‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫ش َدنِي إلَى َترْكِ المعَاصي‬
‫ح ْفظِي فَأ ْر َ‬
‫شكَوْتُ إلَى َوكِيعٍ سُوءَ ِ‬
‫َ‬
‫ونورُ ال ل يهدى لعاصي‬ ‫خ َب َرنِي بأَنّ العِ ْلمَ نُورٌ‬
‫وَأ ْ‬

‫‪32‬‬
‫َ‬
‫بيتُنا منظّ ٌ‬
‫م‬

‫البيت المسلم منظم دائمًا‪ ،‬تبدو عليه علمات النظافة والجمال‬


‫والبساطة‪ ،‬والسرة المسلمة تهتم بتنظيم البيت وتنسيق حجراته‪،‬‬
‫بحيث تتناسب وظيفة كل حجرة واستعمالها مع موقعها ومساحتها‪،‬‬
‫وكذلك على السرة المسلمة أن تهتم بتنظيم كل حجرة من حجرات‬
‫البيت وترتيبها بتوزيع قطع الثاث الموجودة بها بشكل مناسب‪،‬‬
‫لتحقيق الغراض المطلوبة منها حتى تبدو جميلة ومريحة تسر‬
‫الناظرين‪..‬‬
‫وكل حجرة من حجرات البيت لها قيمتها وفق وظيفتها‪ ،‬ويلزم تحديد‬
‫مكان لكل شيء في البيت؛ بحيث يُعرف مكانه عند الحاجة إليه‪،‬‬
‫وتجمع الشياء المتشابهة مع بعضها البعض في مكان خاص بها؛‬
‫كأن توضع إبر الخياطة والخيوط في مكان‪ ،‬وتوضع أدوات الصيانة‬
‫في مكان‪ ،‬وهكذا ‪ ..‬فهذا النظام يوفر وقتًا كبيرًا قد يضيع في البحث‬
‫عن الشياء عند الحاجة إليها‪.‬‬
‫حجرة النوم‪:‬‬
‫النوم حاجة من حاجات النسان الطبيعية والساسية‪ ،‬وحجرة النوم‬
‫هي المكان الذي يأوي إليه النسان طلبًا للراحة والسكينة؛ لذا يجب‬
‫أن يكون مكانها في ركن هادئ من البيت‪ ،‬بعيدًا عن صخب الشارع‬
‫الرئيسي‪ ،‬ويفضل أن تكون مساحتها على قدر من التساع يسمح‬
‫بترتيب الثاث بشكل مناسب ومريح‪ ،‬كما أن اتساعها يسمح بتغيير‬
‫أماكن قطع الثاث من وقت لخر‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫ويجب أن يكون أثاث حجرة النوم مناسبًا في حجمه وشكله وإمكاناته‬
‫لمساحتها؛ ليسهل تنسيقه بصورة مريحة‪ ،‬ويكون على قدر من الذوق‬
‫الجيد‪ ،‬وهذا ل يتنافى مع عدم المغالة في ثمن هذا الثاث‪ ،‬ويفضل‬
‫تزويد حجرة النوم بستائر مناسبة‪ ،‬تساعد على إضفاء طابع الهدوء‬
‫والجمال‪ ،‬وتوفير الراحة النفسية وستر العورات‪.‬‬
‫والتهوية المناسبة لحجرة النوم ضرورية ولزمة؛ حيث إنها تحقق‬
‫السلمة‬
‫الصحية‪ ،‬ويراعى الحرص على أن تدخل الشمس حجرات النوم‬
‫بشكل كافٍ‪ ،‬وأن تُعرّض مفروشاتها للشمس من وقت لخر‪،‬‬
‫والضاءة في حجرة النوم ينبغي أن تكون هادئة ؛ لتبعث الراحة‬
‫والهدوء في النفس‪ ،‬ويراعى أن تكون ألوان المفروشات في حجرة‬
‫النوم مناسبة لذوق الزوجين‪.‬‬
‫حجرة الطفال‪:‬‬
‫يفضل تخصيص حجرة خاصة للطفال وذلك قدر المكان؛ لن هذا‬
‫المر يخلق في نفوس الطفال شعورًا بالعتماد على النفس‬
‫والستقلل‪ ،‬ويفضل أن تكون الحجرة متسعة لتناسب حركة الطفال‬
‫الدائبة‪ ،‬وأن تكون قريبة من أماكن تواجد الم؛ حتى تتمكن من‬
‫ملحظتهم‪ ،‬وأن يكونوا تحت رعايتها دائمًا‪.‬‬
‫ويجب أن يكون أثاث حجرات الطفال بسيطًا حسب احتياجاتهم؛‬
‫بحيث ل تزدحم الحجرة بكثرة أثاثها‪ ،‬ويراعى أن يكون متينًا حتى ل‬
‫يتعرض للتلف نتيجة للحركة المستمرة للطفال‪ ،‬كما يجب أن يكون‬

‫‪34‬‬
‫أثاث حجرة الطفال من مادة غير قابلة للكسر‪ ،‬ويستحسن أن تكون‬
‫من الخشاب أو البلستيك‪ ،‬وتكون ألوان المفروشات زاهية مثل‬
‫الحمر والصفر لتناسب ذوق الطفال‪.‬‬
‫وتطلى الجدران باللوان المبهجة‪ ،‬مثل اللبني الفاتح‪ ،‬والفستقي‪،‬‬
‫والخضر الفاتح‪ ،‬مع مراعاة أن يكون السقف دائمًا باللون البيض‪،‬‬
‫ويراعى أن تكون دهانات حجرة الطفال من مادة لها قدرة على‬
‫التحمل‪ ،‬ويسهل تنظيفها‪.‬‬
‫والضاءة الكافية في حجرة الطفال مهمة جدّا للحفاظ على سلمة‬
‫عيونهم‪ ،‬ويستحسن استعمال مصابيح الضاءة البيضاء كذلك ينبغي‬
‫تركيب مصباح صغير يضاء عند النوم؛ حتى إذا قام الطفل من نومه‬
‫ليل ل يفزع من الظلم حوله‪ ،‬وعند وجود أكثر من طفل يراعى‬
‫التماثل بين أثاث كل منهم ‪-‬كلما أمكن ذلك‪ -‬في الشكل واللون‬
‫والحجم والجودة‪ ،‬حتى ل يكون هناك ما يبعث على الغيرة بينهم‪ ،‬أو‬
‫إحساس أحدهم بتفضيل أخيه عليه‪.‬‬
‫وعند وجود بنين وبنات في البيت‪ ،‬فالتفريق بينهم في المضاجع أمر‬
‫شرعي لبد من اللتزام به في سن العاشرة‪ ،‬وهو مستحب قبلها؛‬
‫بحيث يخصص مكان للذكور ومكان للناث؛ لقول النبي صلى ال‬
‫ضرِبُو ُهمْ‬
‫سنِينَ وَا ْ‬
‫سبْعِ ِ‬
‫ل َد ُكمْ بِالصّلَ ِة وَ ُهمْ َأ ْبنَاءُ َ‬
‫عليه وسلم‪ُ « :‬مرُوا أَ ْو َ‬
‫سنِينَ َوفَ ّرقُوا َب ْينَ ُهمْ فِى ا ْل َمضَاجِعِ »‪[ .‬أبو داود(‬
‫شرِ ِ‬
‫عْ‬‫عََل ْيهَا وَ ُهمْ َأ ْبنَاءُ َ‬
‫‪ ) 495‬صحيح]‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وفي حالة عدم إمكان تخصيص مكان للبنين وآخر للبنات لضيق‬
‫المسكن فيمكن حل هذه المشكلة باستخدام السرير ذي الطابقين‪ ،‬على‬
‫أن يراعى وجود البنات في الدور العلوي‪ ،‬كما يمكن الفصل بينهم‬
‫عن طريق وضع ستارة في وسط الحجرة‪.‬‬
‫حجرة الضيوف‪:‬‬
‫وفيها يستقبل الضيوف والزائرون؛ لذا يراعى في تنظيمها وتأثيثها‬
‫الراحة والجمال‪ ،‬وذلك إكرامًا للضيوف‪ ،‬وقد قال رسول ال صلى ال‬
‫ن بِاللّهِ وَا ْليَ ْو ِم الخِ ِر فَلْ ُي ْكرِ ْم ضَيْ َفهُ » ‪.‬‬
‫ن يُ ْؤمِ ُ‬
‫ن كَا َ‬
‫عليه وسلم‪ « :‬مَ ْ‬
‫[ البخاري (‪ ]) 6018‬ويراعى في هذه الغرفة أن تكون منفصلة قدر‬
‫المستطاع عن بقية الغرف‪ ،‬ويفضل أن يكون لها باب خاص؛ حتى ل‬
‫يطلع الزائر على أهل البيت ول يكشف عوراته‪ .‬بل وحمام خاص إن‬
‫أمكنَ‬
‫حجرة المعيشة‪:‬‬
‫هي عنوان البيت‪ ،‬وفيها تجتمع السرة معظم أوقاتها؛ لذا يجب‬
‫الهتمام بها‪ ،‬ومراعاة البساطة والمتانة فيها‪ ،‬وأن تكون ذات لون‬
‫داكن؛ حتى ل يتغير لكثرة استعماله‪.‬‬
‫حجرة أو ركن الطعام‪:‬‬
‫يفضل تخصيص ركن في البيت للطعام‪ ،‬وأن يكون مجهزًا بما يلزم‬
‫وقت الطعام‪ ،‬ويراعى تنظيمه وتنسيقه بصورة جميلة‪ ،‬وتنظّم أثاثاته‬
‫بصورة تسهل الحركة فيه‪ ،‬ويفضل أن يكون قريبًا من المطبخ‪ ،‬فهذا‬
‫يساعد على سهولة وسرعة نقل الطعام إليه‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المطبخ‪:‬‬
‫يفضل أن يكون مجهزًا بطريقة تؤدي إلى الراحة أثناء العمل فيه‪،‬‬
‫وذلك بتوافر كل لوازم المطبخ‪ ،‬وترتيب قطع أثاثه وتنظيمها بصورة‬
‫جميلة‪ .‬واتساع مساحة المطبخ يساعد ربة البيت على حرية الحركة‪،‬‬
‫وتنظيمه بشكل يناسب حاجاتها‪ ،‬كما يساعد على وجود مكان‬
‫للتخزين‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم المطبخ إلى قسمين؛ القسم الول‪ :‬يخصص لتخزين‬
‫أواني وأدوات الطهي‪ ،‬والقسم الثاني‪ :‬لتجهيز الطعام‪ ،‬ويجب أن‬
‫يحتوى هذا القسم على منضدة توضع عليها الطباق‪ ،‬ويراعى وضع‬
‫الجهزة في ركن مناسب؛ مثل الموقد‪ ،‬فيكون قريبًا من مكان التهوية‬
‫أو تحت الجهاز الطارد للهواء (شفاط الهواء) ويجب أن تكون الثلجة‬
‫في مكان بعيد عن الموقد‪.‬‬
‫ويمكن استغلل جدران المطبخ بعمل أرفف خشبية أفقية‪ ،‬لتستغل في‬
‫وضع الشياء قليلة الستعمال‪ ،‬كما يمكن عمل رف كبير أسفل‬
‫السقف يستخدم في التخزين‪ ،‬خاصة في الماكن الضيقة‪ ،‬ويجب‬
‫مراعاة جودة التهوية في المطبخ‪ ،‬وتوافر الضاءة الكافية‪ ،‬وبالنسبة‬
‫لطلء المطبخ فيفضل أن تطلى الجدران بمادة سهلة التنظيف ول‬
‫َتعْلَق بها البخرة‪ ،‬أو تكون جدرانه مغطاة ببلط الحائط إذا أمكن‬
‫ذلك؛ حيث يسهل تنظيفه بالماء والصابون‪.‬‬
‫دورة المياه‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫وهي من الماكن التي تحتاج إلى عناية تامة؛ حتى ل تؤثر رائحتها‬
‫على ج ّو البيت؛ لذا يجب الهتمام بتنظيفها وتهويتها جيدًا‪ ،‬وذلك بفتح‬
‫النوافذ يوميّا لفترة كافية‪ ،‬أو باستخدام شفاطات كهربية‪ ،‬ويفضل أن‬
‫تكون جدران الحمام مغطاة ببلط الحائط (السيراميك)؛ لسهولة‬
‫تنظيفها وعدم تأثرها بالمياه‪.‬‬
‫ويجب أن يكون حوض غسيل الوجه عميقًا نوعًا ما‪ ،‬وأن يكون‬
‫الصنبور متوسط الرتفاع‪ ،‬ويراعى وضع المرآة بعيدًا عن مصادر‬
‫المياه حتى ل يؤدي هذا إلى تلفها‪.‬‬
‫المكتبة‪:‬‬
‫ينبغي أن تحرص السرة على أن يشتمل البيت على مكتبة إسلمية‬
‫ثقافية ولو صغيرة الحجم‪ ،‬تجمع فيها بعض الكتب والمجلت وبعض‬
‫شرائط الفيديو وشرائط الكاسيت‪ ،‬كلما توافر لها ذلك‪ ،‬وليس‬
‫بالضرورة أن تكون هذه المكتبة موجودة في مكان واحد‪ ،‬بل يمكن أن‬
‫تكون متفرقة في عدة أماكن‪ ،‬وذلك حسب طبيعة السرة وعدد‬
‫أفرادها‪ ،‬وتفاوت أعمارهم‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون هذه المكتبة عبارة عن مجموعة من الرفف‬
‫المتحركة أو الثابتة‪ ،‬أو عبارة عن دولب أو عدة دواليب أو غير‬
‫ذلك‪ ،‬ويفضل أن تكون المكتبة قريبة من العين واليدي؛ لتساعد على‬
‫الطلع‪.‬‬
‫الصيدلية‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫ينبغي أل يخلو البيت من الصيدلية المنزلية فلها فوائد كثيرة‪ ،‬ويجب‬
‫أن تحتوي على بعض المسكنات المختلفة والدوية؛ وذلك لعمل‬
‫السعافات الولية؛ كتضميد الجروح وتسكين بعض اللم‪ ،‬وتوضع‬
‫الصيدلية في مكان ظاهر بالمنزل‪ ،‬بحيث تكون قريبة من اليد عند‬
‫الحاجة إليها‪ ،‬مع مراعاة أن تكون بعيدة عن متناول أيدي الطفال‪،‬‬
‫ويجب كتابة أسماء العقاقير على الزجاجات والواني بخط واضح‪،‬‬
‫ويمكن أن تميز العقاقير السامة ببطاقة حمراء؛ لتمييزها عن العقاقير‬
‫الخرى‪.‬‬
‫تنظيم الوقت‪:‬‬
‫إن تنظيم الوقت وحسن استغلله خير ما يعين السرة المسلمة على‬
‫قضاء حوائجها‪ ،‬فالوقت هو حياة النسان‪ ،‬ولقد دعا السلم إلى‬
‫تنظيمه والحفاظ عليه‪ ،‬وحدد لنا أوقات الصلة والحج والصيام وكثير‬
‫من العبادات‪ ،‬ونبهنا إلى معرفة الوقت من خلل حركة الشمس‬
‫سبَانٍ} (‬
‫حْ‬‫والقمر وتعاقب الليل والنهار‪ ،‬فقال تعالى‪{ :‬الشّمْسُ وَالْ َق َمرُ ِب ُ‬
‫ن فَ َمحَ ْونَا آيَةَ‬
‫جعَ ْلنَا الّليْلَ وَال ّنهَارَ آ َي َتيْ ِ‬
‫‪ )5‬سورة الرحمن ‪ ،‬وقال‪َ { :‬و َ‬
‫ع َددَ‬
‫جعَ ْلنَا آ َيةَ ال ّنهَارِ ُم ْبصِرَ ًة ِل َت ْب َتغُواْ َفضْلً مّن ّر ّب ُكمْ وَِل َتعَْلمُواْ َ‬
‫الّليْلِ َو َ‬
‫شيْءٍ َفصّ ْلنَا ُه تَ ْفصِيلً} (‪ )12‬سورة السراء‪.‬‬
‫حسَابَ َوكُلّ َ‬
‫سنِينَ وَا ْل ِ‬
‫ال ّ‬
‫فعلى كل فرد من أفراد السرة أل يصرف وقته في غير فائدة؛ لنه‬
‫ن ال ّنبِىّ‬
‫سعُودٍ عَ ِ‬
‫ن َم ْ‬
‫سيُسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه‪ ،‬فعَنِ ابْ ِ‬
‫ل َقدَمَا ا ْبنِ آ َدمَ َي ْومَ الْ ِقيَامَ ِة مِنْ‬
‫‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬قَالَ « لَ َتزُو ُ‬
‫شبَابِهِ فِيمَا‬
‫ن َ‬
‫ع ْمرِهِ فِيمَا َأ ْفنَا ُه وَعَ ْ‬
‫عنْ ُ‬
‫خمْسٍ َ‬
‫ن َ‬
‫سأَلَ عَ ْ‬
‫حتّى ُي ْ‬
‫ع ْندِ َربّهِ َ‬
‫ِ‬

‫‪39‬‬
‫عمِلَ فِيمَا عَِلمَ » الترمذي‬
‫سبَهُ َوفِيمَ َأنْ َفقَهُ َومَاذَا َ‬
‫ن ا ْك َت َ‬
‫َأبْلَ ُه َومَالِهِ ِمنْ َأيْ َ‬
‫(‪ ) 2601‬صحيح لغيره‪ .‬وبعض الناس يجد ضيقًا في وقته لكثرة‬
‫واجباته والتزاماته‪ ،‬وبعضهم الخر ل يجد ما يفعله في فراغه ول‬
‫يدرى كيف ينفق وقته‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم‪ِ « :‬ن ْع َمتَانِ َم ْغبُونٌ‬
‫صحّةُ وَالْ َفرَاغُ » [البخاري(‪.] )6412‬‬
‫فِي ِهمَا َكثِيرٌ ِمنَ النّاسِ ‪ ،‬ال ّ‬
‫والمسلم عليه أن ينظم وقته‪ ،‬وحبذا لو قام كل فرد من أفراد السرة‬
‫بعمل سجل خاص يوضح فيه كيف يقضي وقته‪ ،‬وكيف يستغل‬
‫ساعات يومه المحدودة‪ ،‬ويوزعها لقضاء ما عليه من أعمال وأنشطة‪،‬‬
‫وعند ملء هذا السجل يستطيع النسان الجابة عن سؤال هام‪ :‬أين‬
‫يذهب الوقت؟ ويتوقف الوقت المطلوب لعمل كل فرد على طبيعة‬
‫العمل وحجمه‪ ،‬ومدى توافر الدوات والخامات اللزمة لدائه‪ ،‬وعمر‬
‫الفرد‪ ،‬وخبرته‪ ،‬ودرجة التعاون بينه وبين غيره على إنجاز العمل‪.‬‬
‫ويفضل تقسيم العمال إلى أعمال يومية‪ ،‬وأخرى أسبوعية أو‬
‫شهرية‪ ،‬وأخرى موسمية‪ ،‬ويجب تقدير الوقت اللزم لكل عمل بدقة‪،‬‬
‫والموازنة بين أهمية العمل والوقت اللزم له‪ .‬ويجب على سيدة البيت‬
‫‪-‬خاصة‪ -‬تنظيم العمال المنزلية؛ بحيث يتم إنجازها في أوقات‬
‫خروج الزوج للعمل‪ ،‬والطفال للمدارس‪ ،‬وأن تفرغ نفسها من‬
‫المشاغل أثناء وجود الزوج في البيت ‪-‬بقدر المكان‪ -‬لتوازن بين‬
‫حقوق الزوج وأعمال البيت‪.‬‬
‫ويمكن الستفادة من العطلت والجازات في اجتماع السرة كلها‬
‫لمناقشة مشاكلهم‪ ،‬والترويح عن أفراد السرة‪ ،‬وعلى السرة المسلمة‬

‫‪40‬‬
‫تنظيم أوقات أطفالها‪ ،‬ومساعدتهم في استغلل هذا الوقت على أحسن‬
‫صورة؛ ليتعودوا منذ صغرهم على النظام والدقة في حياتهم‪ .‬وهناك‬
‫بعض المور التي تستهلك الوقت‪ ،‬وإذا أمكن التغلب عليها‪ ،‬فإنها‬
‫ستوفر كثيرًا من الوقت‪ .‬ومن هذه المور‪:‬‬
‫‪-‬البعد عن كثرة الحديث في الهاتف وغيره دون ضرورة‪.‬‬
‫‪-‬عدم الحرج من الستئذان إذا جاء ضيف دون موعد أو في وقت‬
‫غير مناسب‪ ،‬قد يعطل النسان عن أداء أعمال ذات أهمية في ذلك‬
‫الوقت‪.‬‬
‫‪-‬ترتيب العمال التي يتعلق بعضها ببعض وإنجازها معًا؛ لختصار‬
‫الوقت والجهد‪.‬‬
‫‪-‬البعد عن الكثار من مشاهدة التلفاز والفيديو وغيرهما من وسائل‬
‫اللهو الخرى‪ ،‬التي تعتبر في كثير من الحيان مضيعة للوقت‪.‬‬
‫‪-‬عدم الخروج من غير حاجة أو ضرورة‪ ،‬فهذا يكلف جهدًا خاصّا‪،‬‬
‫ويضيع الكثير من الوقت‪.‬‬
‫‪-‬التخطيط الجيد للعمال المختلفة‪ ،‬ويمكن أن يستعين المسلم على‬
‫تنظيم وقته بعمل جدول بياني‪ ،‬يسجل فيه العمال المطلوبة يوميّا أو‬
‫أسبوعيّا أو شهريّا‪ ،‬ويقدر تقديرًا مبدئيّا كم سيأخذ من الوقت‪ ،‬وأي‬
‫الوقات أنسب لدائه‪ ،‬وكلما انتهى من عمل وضع علمة أمامه‪ ،‬ثم‬
‫ينظر إلى ما تبقى من أعمال لم ينجزها‪ ،‬فيسأل عن سبب تأخره في‬
‫إنجازه‪ ،‬ويضعه في خطة جديدة لنجازه أو للغائه إن استغنى عنه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ويحسن إعداد هذا الجدول في اليوم السابق‪ ،‬ويجب أن يراعى في هذا‬
‫الجدول أوقات العبادة‪ ،‬مثل‪ :‬الصلوات الخمس‪ ،‬أو مواعيد الفطار‬
‫والسحور في الصوم وأوقات الطعام في اليام العادية‪ ،‬وينبغي أن‬
‫يضع في حسبانه وقتًا إضافيّا للظروف الطارئة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ه‬
‫ت ومفروشات ُ ُ‬
‫أثاثُ البي ِ‬

‫يخضع اختيار أثاث البيت عند شرائه لعدة أمور منها‪ :‬المكانات‬
‫المادية‪ ،‬والذوق الخاص‪ ،‬ومساحة البيت‪ ،‬وعدد أفراد السرة‪،‬‬
‫وتوقيت الشراء‪ ،‬وتتحكم المكانات المادية في اختيار الثاث‪ ،‬وإن‬
‫كان جمال الثاث ل يرتبط غالبًا بارتفاع ثمنه‪ ،‬فقد يكون الثاث‬
‫رخيص الثمن‪ ،‬إل أنه على قدر كبير من الجمال والذوق الرفيع‪،‬‬
‫الذي يخدمه التنسيق بصورة جيدة‪.‬‬
‫وديننا السلم دين القصد والعتدال؛ لذا فإن أهم ما يجب أن يُراعى‬
‫في الثاث عند شرائه أن يكون بسيطًا ومتينًا‪ ،‬ويمكن شراء الثاث‬
‫في أوقات التخفيضات حيث تقل السعار‪ .‬وتعد مساحة البيت من‬
‫المور التي يجب مراعاتها عند شراء الثاث‪ ،‬فيجب أن يكون حجم‬
‫الثاث مناسبًا لمساحة حجرات البيت؛ حتى يسهل ترتيبه بصورة‬
‫منسقة‪ ،‬ويجب أن تكون كل قطعة من قطع الثاث مناسبة للمكان‬
‫الذي سوف تشغله‪.‬‬
‫وإذا كانت الحجرات صغيرة المساحة‪ ،‬فيحسن شراء الثاث من نوع‬
‫يستعمل لكثر من غرض كقطعة الثاث التي تطوى فتصبح مقعدًا‪،‬‬
‫وتبسط فتصبح سريرًا للنوم‪ ،‬أو الدولب المرتفع‪ ،‬وإذا كانت حجرات‬
‫الطفال ضيقة فيفضل شراء سرير ذي طابقين‪ ،‬وكذلك تستخدم‬
‫الرفف المتعددة كبديل للمكتبة‪ .‬ويمثل عدد أفراد السرة دورًا مؤثرًا‬
‫في اختيار الثاث‪ ،‬فإذا كانت السرة كبيرة العدد فإنه يفضل اختيار‬
‫الثاث الكثر في عدد القطع حتى يتناسب مع هذا العدد الكبير‪ ،‬وإذا‬
‫‪43‬‬
‫كان في أفراد السرة أطفال صغار‪ ،‬فيجب أن يتميز الثاث بالقدرة‬
‫على التحمل‪.‬‬
‫والذوق الشخصي الخاص بالزوجين من المور التي لها دور كبير‬
‫في تحديد نوعية الثاث وشكله عند شرائه‪ ،‬فهناك أنواع وطرز‬
‫متباينة من الثاث والمفروشات‪ ،‬منها‪ :‬المودرن والستيل‪ ،‬والطراز‬
‫العربي‪ ..‬إلخ‪ ،‬وكل نوع له صفات‬
‫خاصة‪ .‬فالستيل يمتاز بالفخامة والوزن الثقيل وصغر الحجم‪ ،‬ويتسم‬
‫المودرن بالبساطة والخفة والخطوط المستقيمة في تصميمه‪ ،‬والتي‬
‫تساعد على سهولة تنظيفه‪ ،‬وهذا النوع من الثاث يناسب بعض‬
‫البيوت التي تعاني ضيق المكان‪ ،‬بينما يمتاز الطراز العربي بدقة‬
‫الصنع والتصميم البديع للشكال الزخرفية والشكال الهندسية‬
‫المختلفة التي تطعم بالحجار الكريمة والبانوس والعاج‪ ،‬أما الطراز‬
‫الحديث فيصنع من خامات غير خشبية كالحديد والنحاس واللمونيوم‬
‫والخيزران‪.‬‬
‫وبالجملة ينبغي على السرة المسلمة أل تغالي في أثاث البيت‪ ،‬وأن‬
‫تميل فيه إلى البساطة والقتصاد‪ ،‬وأن تحرص على جماله ونظافته‬
‫أكثر من حرصها على ضخامته وغلء ثمنه‪ ،‬ول داعي لشراء ما ل‬
‫ضرورة له من الثاث‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ف‬
‫بيتُنا نظي ٌ‬

‫النظاف ُة من اليمان‪ ،‬وديننا السلمي يدعونا إليها دائمًا‪ ،‬وفي الثر‪:‬‬


‫طيّبَ َنظِيفٌ ُيحِبّ ال ّنظَافَ َة َكرِي ٌم ُيحِبّ ا ْل َك َرمَ‬
‫طيّبٌ ُيحِبّ ال ّ‬
‫ن اللّ َه َ‬
‫(إِ ّ‬
‫ش ّبهُوا بِا ْل َيهُودِ‪.).‬‬
‫ل َت َ‬
‫جوَادٌ ُيحِبّ ا ْلجُودَ َفنَظّفُوا ُأرَا ُه قَالَ َأ ْف ِنيَ َت ُكمْ َو َ‬
‫َ‬
‫[الترمذي(‪ ) 3029‬ضعيف]؛ لذا فالسرة المسلمة تحرص على نظافة‬
‫بيتها‪ ،‬فالمكان الطاهر النظيف يعطي إحساسًا بالراحة لمن يقيمون فيه‬
‫ومن يزورونهم‪ ،‬فالعلقة وثيقة بين نظافة البيت والصحة العامة‬
‫لساكنيه‪ .‬والبيت النظيف عنوان أهله‪.‬‬
‫وتتحقق النظافة بالوقاية والعلج؛ فالوقاية تكون عن طريق تجنب ما‬
‫يؤدي إلى قذارة البيت‪ ،‬وذلك بتخصيص سلة للمهملت في كل حجرة‬
‫من حجرات البيت‪ ،‬وتناول الطعام في المكان المخصص لذلك؛ بحيث‬
‫ل تتناثر بقايا الكل فتجلب الحشرات‪ ،‬أما العلج فيكون عن طريق‬
‫التنظيف الدائم بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري‪ ،‬حسب حاجة‬
‫المكان إلى النظافة‪.‬‬
‫تنظيفُ غرف البيت‪ :‬تُنظف غرف البيت عن طريق كنس الرضيات‬
‫ومسحها‪ ،‬وتهوية المفروشات وإعادة ترتيبها‪ .‬وينظف البيت تنظيفًا‬
‫دوريّا كل أسبوع‪.‬‬
‫تنظيفُ الحمّام‪ :‬الحمام من الماكن التي تحتاج إلى عناية وتنظيف‬
‫مستمرين؛ لن إهماله ينتج عنه أضرار كثيرة من خلل تراكم‬
‫الجراثيم والروائح الكريهة‪ .‬ويراعى الهتمام بتنظيف الحواض‬
‫والمرحاض بصفة مستمرة‪ ،‬مع تجنب استعمال ما يخدش سطوحها‬
‫‪45‬‬
‫أثناء التنظيف‪ ،‬وتستخدم المنظفات المناسبة لهذا المر وتستخدم‬
‫المطهرات بصفة دائمة‪ ،‬ويجب الحرص على عدم انسداد البالوعة‬
‫وتنظيفها‪.‬‬
‫وينبغي الصيانة الفورية والدائمة للمحابس وصنابير المياه‪ ،‬وذلك‬
‫للمحافظة على نظافة المنزل ومنع إهدار الماء من غير فائدة‪ .‬وإذا‬
‫كانت الغسالة في الحمام فإنه ينبغي تحريكها؛ حتى ينظف مكانها فل‬
‫يتراكم تحتها الماء أو تختبئ الحشرات‪ ،‬وتخصص قطعة من فرش‬
‫الحمام أمام الحمام للحفاظ على نظافة البيت وطهارته‪.‬‬
‫تنظيف المطبخ‪ :‬يحتاج المطبخ إلى عناية خاصة ونظافة بالغة؛ لن‬
‫نظافة الطعام من نظافة المطبخ‪ ،‬فإذا وجدت حشرات في المطبخ‬
‫بسبب فقدان النظافة كان ذلك مصدرًا للمراض التي ستصيب‬
‫أصحاب المنزل‪ ،‬ولذا يجب أن ترش الرفف والجوانب والزوايا‬
‫بالمبيدات الحشرية‪ ،‬مع مراعاة أن يكون ذلك ليل مع إغلق المطبخ‬
‫جيدًا وتغطية الطعمة والشربة وما شابهها‪ ،‬وتنظيف آثار المبيدات‬
‫بعد انتهاء المدة المناسبة‪.‬‬
‫إزالة بقع البلط‪ :‬يجب الهتمام بنظافة الرضيات بشكل دائم مع‬
‫مراعاة نوع البقع عند إزالتها‪ .‬فمثل‪:‬‬
‫‪-‬تزال بقع الطلء الحديثة بزيت التربنتينا ‪.‬‬
‫‪-‬تزال بقع الطلء القديمة بوضع زيت طلء ساخن عليها‪ ،‬وتترك‬
‫طوال الليل‪ ،‬ثم تزال الطبقة البارزة بعد ذلك بحكها بالسكين ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪-‬تزال بقع الدهون بالماء الساخن والصابون؛ لن السخونة تعمل على‬
‫ذوبان الدهون‪.‬‬
‫‪-‬تزال بقع السمنت بالخل المغلي‪.‬‬
‫‪-‬تزال بقع الجبس بالخل البارد‪.‬‬
‫‪-‬البلط المعتم نتيجة لترسب أملح الكالسيوم الموجودة في الماء‬
‫يُنظف بدعكه بخرقة مبللة بالخل البيض ‪.‬‬
‫تنظيف أدوات المطبخ‪:‬‬
‫يجب الهتمام بنظافة أدوات المطبخ لضمان سلمة الطعام‪ ،‬وسلمة‬
‫أفراد السرة جميعًا‪ ،‬وهذه هي أدوات المطبخ وأوانيه‪ ،‬وطرق‬
‫تنظيفها‪:‬‬
‫تنظيف السكاكين‪ :‬لتنظيف السكاكين يغسل نصلها جيدًا عقب‬
‫استعمالها مباشرة بمادة حمضية كالليمون‪ ،‬ثم تغسل بالماء والصابون‬
‫وتجفف‪ ،‬ويجفف المِ ْقبَض على حسب نوعه؛ فالمقبض الخشبي ينظف‬
‫بقليل من الزيت‪ ،‬والمِ ْقبَض المعدني ينظف كما تنظف ال ِفضّيات‪،‬‬
‫فتغطّى بالماء المغلي مع إضافة ملعقة كبيرة من الخل وأخرى من‬
‫بيكربونات الصوديوم لكل لتر ماء‪ ،‬أما المقبض العاجي فينظف‬
‫بالسبيداج والليمون‪ ،‬والسكاكين الستانلس يكتفي عند تنظيفها بالماء‬
‫والصابون‪.‬‬
‫تنظيف الصيني‪ :‬يغسل بالماء الدافئ والصابون ثم يشطف بالماء‬
‫الساخن‪ ،‬أما الصيني المنقوش الثمين فيدهن بكريم أثاث سائل‪ ،‬ثم‬
‫يلمع بخرقة ناعمة‪ ،‬ثم بفرشاة متينة نوعًا ما لتزول آثار السواد بين‬

‫‪47‬‬
‫النقوش‪ ،‬ثم تغسل إذا كانت ضمن أدوات الكل‪ .‬وتزال بقع السجائر‬
‫من الطفاية الصيني وذلك ِببَلّ مكان البقعة‪ ،‬ثم دعكها بالملح الناعم‪،‬‬
‫وغسلها وشطفها بعد ذلك ‪.‬‬
‫تنظيفُ النحاسيات‪ :‬تغسل بالماء والصابون بعد إضافة ملعقة كبيرة‬
‫من النوشادر‪ ،‬وتشطف جيدًا ثم تجفف‪ ،‬كذلك يمكن تنظيفها بخليط من‬
‫الكحول الحمر والماء والنوشادر بمقادير متساوية‪ ،‬وإذا كانت القطعة‬
‫النحاسية شديدة القذارة تغمس في الملح والخل ثم تنظف بدعكها‬
‫دائريّا بقطعة من قشر الليمون أو بمساحيق تنظيف النحاس‪.‬‬
‫تنظيفُ اللمونيوم‪ُ :‬يدْعَك جيدًا بسلك اللمونيوم والصابون الجيد؛ لن‬
‫الصابون الرديء ُيحَوّل لونه إلى الزرقة التي تميل إلى السواد‪ ،‬فإذا‬
‫اسود لون اللمونيوم فيمكن إعادة البريق إليه بغَ ْليِ ِه في ماء مضاف‬
‫إليه خل بنسبة النصف إلى الثلث حسب درجة السواد‪ ،‬ويتجنب‬
‫استعمال القلويات كالصودا عند تنظيف اللمونيوم حيث إنها تحدث له‬
‫ضررًا بالغًا‪.‬‬
‫وعند وجود أطعمة محروقة في قعر إناء اللمونيوم يصب عليها‬
‫الخل الصافي ثم تترك عشر دقائق و ُتكْشط وتغسل غسل عاديًا‬
‫وتجفف ‪.‬‬
‫تنظيف الكواب والقطع الكريستالية‪ :‬تنظف بالماء الدافئ والصابون‪،‬‬
‫ثم تشطف بماء بارد مضاف إليه نوشادر أو خل‪ ،‬بنسبة ملعقتين‬
‫كبيرتين لكل جالون ماء‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫تنظيف زجاجات ودوارق المياه‪ :‬لزالة بقع الماء من زجاجات‬
‫الثلجة‪ ،‬يوضع بها بطاطس مقطعة على شكل مكعبات صغيرة‪ ،‬ثم‬
‫ج جيدًا وتترك طوال الليل‪ ،‬وفي‬
‫يصب عليها خل يكفي لتغطيتها‪ ،‬و ُترَ ّ‬
‫الصباح ُيرَجّ الدورق ويفرغ و ُي ْغسَل ‪.‬‬
‫ويمكن تنظيفها بوضع قليل من الرمل الناعم وترج جيدًا ثم تشطف‬
‫بالماء‪ .‬وتنظف ‪-‬أيضًا‪ -‬بوضع كوب من الخل وملعقة كبيرة من‬
‫الملح في الزجاجة ثم ُترَجّ و ُتشْطَف‪ ،‬أو استعمال صابون سائل من‬
‫نوع جيد‪.‬‬
‫تنظيف الواني الزجاجية‪ :‬يمكن إزالة البقع التي يصعب إزالتها باليد‬
‫‪-‬لضيق فوهتها‪ -‬بإحدى الطرق التية‪:‬‬
‫‪-‬يوضع في النية ملعقة كبيرة من الملح وملعقة أخرى من الخل‬
‫ومقدار من ورق الشاي المستعمل‪ ،‬وتمل النية إلى منتصفها بالماء‪،‬‬
‫ثم ترج و ُت ْترَك ساع ًة ثم تشطف‪.‬‬
‫‪-‬استعمال ال ّردّة والماء الدافئ ورجّها ثم تترك بها لمدة أربع‬
‫وعشرين ساعة ثم تشطف‪.‬‬
‫‪-‬استعمال الرمل والماء البارد ‪.‬‬
‫‪-‬استعمال قشر البطاطس والماء البارد ‪.‬‬
‫تنظيف المذهبات‪ :‬تنظف الدوات المذهبة كالفازات وإطارات‬
‫البراويز بدعكها بقشر الليمون أو قطعة من البصل‪.‬‬
‫تنظيف الصفائح‪ :‬مثل أواني الكعك أو َقطّاعات البسكويت؛ وهي‬
‫عبارة عن صفائح من الحديد مطلية بالقصدير الذي ل يتّحد بسهولة‬

‫‪49‬‬
‫مع أكسجين الهواء ولذلك ل يصدأ‪ ،‬ولتنظيفه ُي ْغسَل بماء وصابون‬
‫مضاف إليه قليل من الصودا لزالة المواد الدهنية‪ ،‬ثم تشطف وتجفف‬
‫جيدًا‪ ،‬وبعد ذلك تلمع بالسبيداج أو مسحوق الطباشير الناشف‪.‬‬
‫تنظيف الرخام‪ :‬تنظف أرفف المطبخ وأغطية الموائد الرخامية من‬
‫البقع كالتالي‪:‬‬
‫‪-‬بُقَع الصدأ تزال بدلكها بالليمون والملح‪ ،‬ويجب السراع في‬
‫التنظيف؛ حتى ل يؤثر الحامض على الرخام‪ ،‬وتشطف جيدًا ثم‬
‫تجفف ‪.‬‬
‫‪-‬بقع الزيت تغسل بالماء الدافئ والصابون مع الدلك ‪.‬‬
‫‪-‬بقع اليود تنظف بدلكها بالنوشادر ‪.‬‬
‫تنظيف الدواليب والرفف الخشبية‪ :‬يراعى عدم استعمال أية مواد‬
‫خشنة في تنظيفها حتى ل تخدش‪ ،‬كما يُراعى قلة استعمال الماء في‬
‫غسلها؛ لن استخدام الماء البارد يتسبب في تجمد الصابون بسرعة‪،‬‬
‫فيلتصق بالخشب ويعتم لونه‪.‬‬
‫ويكون تنظيف الخشب بمزيج من ماء‪ ،‬مضاف إليه الصابون الرخو‬
‫(وهو نوع رخيص أسمر اللون َليّن يباع في محلت الزيوت‬
‫والطلء)‪ ،‬والرمل البيض الناعم‪ ،‬والسبيداج‪ ،‬ويضاف إلى كل‬
‫رطل من المقادير السابقة لتر ماء‪ ،‬ويذاب الصابون في الماء ثم‬
‫تضاف إليه المقادير الخرى ويُقَلّب الجميع جيدًا‪ ،‬ويستمر الخليط‬
‫على النار مدة ساعة مع استمرار التقليب‪ ،‬حتى يصير المزيج سميكًا‪،‬‬
‫ثم يحفظ ويستعمل وقت الحاجة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫تنظيف مسطحات الزجاج‪ :‬تمسح النوافذ والبللور وغيرها بخرقة‬
‫مبللة بالماء المضاف إليه نوشادر بنسبة ملعقة كبيرة لكل أربعة‬
‫أكواب من الماء‪ ،‬ثم يلمع بخرقة نظيفة‪ ،‬وتزال البقع بقطعة من‬
‫القماش المبلل بالكحول‪.‬‬
‫أما الزجاج المعتم فينظف بدهنه بعجينة من السبيداج والكحول‬
‫الحمر (عجينة نصف سائلة) تترك عليه حتى تجف‪ ،‬ثم ُتزَال بدعكها‬
‫بخرقة وتشطف وتجفف‪.‬‬
‫تنظيف الصدف‪ :‬يدْعَك بخرقة مبللة بالماء المضافِ إليه خَلّ‪،‬‬
‫ولتبييضه ينظف بقطعة مبللة بالماء المضاف إليه عصير ليمون بنسبة‬
‫عكُ بخرقة مبللة بعصير الليمون‪.‬‬
‫ملعقة كبيرة إلى كوب الماء‪ ،‬أو ُيدْ َ‬
‫تنظيف السجاد‪ :‬تحرك المكنسة الكهربائية ‪ -‬إن وجدت‪ -‬ببطء‬
‫وانتظام‪ ،‬مع ضغط مناسب فوق السجادة لزالة القاذورات‪.‬‬
‫أما عند عدم وجود مكنسة كهربائية‪ ،‬فينظف السجاد بالمكنسة العادية‬
‫ل قطعة قماش بالماء والصابون‪ ،‬ثم ُت ْمسَح بها السجادة لزالة أية‬
‫بعد بَ ّ‬
‫بقع متسخة أو غبار زائد عالق بالسجاد‪ .‬ويراعى عدم الضغط الزائد؛‬
‫لن ذلك يسبب نحل ال َوبَرة‪ ،‬ول يغسل السجاد إل في حالت‬
‫الضرورة القصوى‪ ،‬ويتم ذلك بإحضار إناء فيه ماء دافئ وصابون‬
‫مبشور أو صابون سائل وقليل من النوشادر‪ ،‬ويتم تقليبها حتى تظهر‬
‫رغوة‪ ،‬ويدعك بها أجزاء السجاد بشكل دائري‪ ،‬ثم تشطف بقطعة‬
‫قماش مبللة‪ ،‬وتوضع السجادة في الشمس‪ .‬ويمكن أن يكون الشطف‬

‫‪51‬‬
‫بماء فيه ملح وخل بنسبة ملعقتين خل وملعقتين ملح لكل صفيحة من‬
‫الماء‪.‬‬
‫وإذا وجدت بقعة في السجادة يراعى تنظيفها والتخلص منها بسرعة‪،‬‬
‫وإل اضطر إلى استعمال الطرق التي قد تؤثر على نسيج السجاد‬
‫ولونه‪ .‬وتزال البقع من السجاد كالتالي‪:‬‬
‫‪-‬تُزال بقع الشحم والدهون بدعكها بالبنزين بشكل دائري‪ ،‬ثم يوضع‬
‫عليها بودرة (تلك)‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقع الشمع عن طريق وضع ورق نشاف عليها‪ ،‬ثم ُتكْوَى‬
‫ب ِمكْواة ساخنة فينصهر الشمع ويمتصه النشّاف‪.‬‬
‫‪-‬بقع الحبر الجاف ينظف بالكحول ويغسل ‪.‬‬
‫‪-‬بقع الحبر السائل يوضع فوقه بعض الزبادي مع ملح الطعام‪،‬‬
‫ويترك فترة‪ ،‬ثم يغسل بالماء والصابون‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقع الطلء باستخدام زيت التربنتينا‪ ،‬ثم بالبنزين‪ ،‬ثم بالماء‬
‫والصابون ‪.‬‬
‫‪-‬قطع اللّبان يوضع فوقها قطعة من الثلج؛ لتتجمد ويسهل خلعها‪.‬‬
‫وللعناية بالسجاد يتبع التي‪:‬‬
‫‪-‬أل يُعرض لحرارة الشمس أو رطوبة الرض أو البلل؛ لن هذا‬
‫يؤدي إلى إتلفه‪.‬‬
‫‪-‬عدم جرّ الثاث على السجاد ‪.‬‬
‫‪-‬يجب أل يوضع أثاث ثقيل على السجاد مباشرة‪ ،‬ويحسن وضع قطع‬
‫من ورق الكرتون تحت الرجل بشرط أل تظهر؛ للمحافظة على‬

‫‪52‬‬
‫جمال الشكل‪ ،‬وهذا يقلل من الضغط على السجاد ويمنع حدوث أثر‬
‫منخفض به‪.‬‬
‫تنظيف المرايا‪ :‬تدعك بالكحول بواسطة خرقة ناعمة‪ ،‬أو تدعك‬
‫بمعجون السبيداج بعد َنخْله وخلطه بالماء المضاف إليه خل بنسبة‬
‫ملعقة كبيرة لكل لتر ماء‪ ،‬ثم تشطف وتجفف‪.‬‬
‫تنظيف الحذية‪ :‬للمحافظة على شكل الحذاء جيدًا يراعى ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬إزالة التربة والطين منه أول بأول ‪.‬‬
‫‪-‬إذا تم تخزين الحذاء يفضل وضعه في قالب خاص به لكي يحافظ‬
‫على طبيعة شكله‪ ،‬أوحشوه بورق جرائد أو غيره ثم يحفظ في كيس‬
‫بلستيكي‪.‬‬
‫تنظيف الملبس‪ :‬عند تنظيف الملبس يراعى فصل الملوّنة منها عن‬
‫البيضاء بعناية؛ حتى ل يتأثر لونها‪.‬‬
‫‪-‬خياطة أيّ َقطْع أو تمزق حتى ل يتسع مع الغسيل ‪.‬‬
‫‪-‬ل تترك (سُوسَت) الملبس مفتوحة أثناء الغسيل ‪.‬‬
‫‪-‬فك الزرار حتى ل تتسع مساحة العراوي أثناء دورانها في الغسالة ‪.‬‬
‫‪-‬إخراج قلب الجيوب لكي تنظف جيدًا‪.‬‬
‫‪-‬قلب البنطلونات والبلوفرات على الظهر لضمان سلمتها من الوبر‬
‫والخيوط التي تعلق بها‬
‫‪-‬نقع الملبس في الماء قبل الغسيل للحصول على درجة نظافة أعلى‬
‫‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪-‬عند غسيل رابطة العنق يتم وضعها في برطمان مليء بالماء‬
‫المذاب فيه مسحوق غسيل أو صابون سائل‪ ،‬ويقفل جيدًا ثم ُيرَجّ لفترة‬
‫بسيطة‪ ،‬ثم تشطف بنفس الطريقة بماء نظيف‪ ،‬وبالتالي ل يتغيّر‬
‫شكلها‪.‬‬
‫‪-‬ولجعل الملبس بيضاء ناصعة‪ ،‬يمكن وضع ملعقة من النوشادر في‬
‫بعض الماء المغلي‪.‬‬
‫‪-‬يراعى شطف الغسيل جيدًا بعد تنظيفه من الصابون لعدم اصفرار‬
‫لونه بمجرد نشره في الشمس‪ ،‬أو تعرضه لحرارة المكواة‪.‬‬
‫‪-‬وضع قليل من الملح والخل في ماء الشطف للحصول على ألوان‬
‫ثابتة للملبس الغامقة والملونة ‪.‬‬
‫‪-‬عند نشر القمشة ينظف الحبل جيدًا‪ ،‬ويمكن وضع شريط من‬
‫الورق المشمع ولفه على الحبل ‪.‬‬
‫‪-‬دعك اليدي بالملح الناعم بعد الغسل حتى ل تتشقق في الشتاء‪.‬‬
‫تنظيف الملبس القطنية البيضاء‪ :‬وتتم عملية الغسل على عدة‬
‫مراحل‪ ،‬تختلف باختلف نوعية أقمشة الملبس‪ ،‬فغسل الملبس‬
‫القطنية البيضاء يتم على عدة مراحل‪ ،‬هي‪:‬‬
‫تنقع الملبس في الماء البارد لفترة تتراوح ما بين ساعتين إلى ثلث‬
‫ساعات‪ .‬وأهمية عملية نقع الملبس تكمن في أنها تساعد على إذابة‬
‫البقع القابلة للذوبان فضل على تليين القذارة وتسهيل إزالتها‪.‬‬
‫ويراعى عند النقع أنه إذا كانت النسجة شديدة القذارة مثل ملبس‬
‫العمال فإنها تنقع في ماء دافئ وصابون؛ لن الماء الدافئ يساعد على‬

‫‪54‬‬
‫تحلل المواد الدهنية وتفاعلها مع الصابون‪ ،‬ويفضل نقع الملبس‬
‫المتسخة جدّا في إناء منفصل‪ ،‬كما يراعى نقع المناديل على حدة في‬
‫ماء بارد وملح بنسبة ملعقة كبيرة ملح للصفيحة المتوسطة؛ حتى‬
‫تتحلل المادة المخاطية ثم تضاف مادة مطهّرة‪.‬‬
‫‪-‬بعد ذلك يغلى الغسيل لمدة زمنية تتراوح بين ‪20 -15‬دقيقة؛ وذلك‬
‫لتطهير أنسجة القماش‪ ،‬كما أن الغلي يعطي البياض الناصع للنسجة‪،‬‬
‫خاصة عندما تكون الشمس في أيام الشتاء ضعيفة‪ ،‬فتقل فرصة‬
‫تعريض الغسيل للشمس‪.‬‬
‫ويراعى أن تبسط القطع جيدًا في الماء‪ ،‬ويستحسن وضع القطع‬
‫الصغيرة مثل المناديل في كيس من الشاش أو كيس به أثقب‪ ،‬وتقلب‬
‫القطع جيدًا من آن لخر في إناء الغلي عن طريق عصا من‬
‫الخشب‪..‬‬
‫وبالنسبة لناء الغلي يمل إلى ثلثة أرباعه بالماء‪ ،‬ويوضع على‬
‫النار‪ ،‬ويضاف لكل أربع لترات من الماء ملعقة كبيرة (بوراكس) إذا‬
‫كانت النسجة رقيقة‪ ،‬أو (بوتاس) إذا كانت النسجة عادية‪ ،‬ويجب‬
‫إذابة البوتاس قبل وضعه في الماء المغلي خوفًا من بقاء قطعة صلبة‬
‫تحتك بالنسجة فتتسبب في إتلفها‪.‬‬
‫‪-‬شطف الملبس جيدًا يحافظ على صفاء لون القمشة؛ لنه يزيل‬
‫الصابون الذي إذا ترك يسبب اصفرارها‪ ،‬وتتم عملية الشطف‬
‫باستخدام ماء دافئ؛ لنه يساعد على سهولة إذابة الصابون‪ ،‬ثم‬
‫تشطف بماء بارد‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪-‬تزهر النسجة البيضاء للتغلب على ظهور اللون الصفر‪ ،‬الذي‬
‫يظهر من تكرار عملية الغسل‪ ،‬وإذا أريد تقوية النسجة‪ ،‬يضاف النشا‬
‫بنسبة معقولة‪.‬‬
‫تنظيف الملبس الصوفية البيضاء‪ :‬هناك خطوات لتنظيف الملبس‬
‫البيضاء الصوفية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪-‬يبشر الصابون في الماء المغلي حتى يذوب لعمل سائل الصابون ‪.‬‬
‫‪-‬إزالة الغبار من وبر الصوف‪ ،‬ثم يغسل أحد وجهيه في ماء دافئ‬
‫مضاف إليه سائل الصابون مع الدّعك‪ ،‬ويعاد غسله على وجهه الخر‬
‫حتى ينظف‪ ،‬ثم يشطف في ماء دافئ مرتين ‪.‬‬
‫‪-‬يجب أن يكون ماء الغسيل والشطف في درجة حرارة واحدة ؛ حتى‬
‫ل ينقبض الصوف وينكمش‪ ،‬وبذلك يتلف ‪.‬‬
‫‪-‬توضع ملعقة كبيرة من النوشادر لكل أربعة لترات من الماء الدافئ‬
‫للشطف؛ لن الصابون الكثير يتلفه ‪.‬‬
‫‪-‬ل تستخدم صودا الغسيل في غسل الصوف؛ لنها تتلف اللياف ‪.‬‬
‫‪-‬ل ينقع الصوف في الماء الساخن حتى ل يتقلص أو يتلبد ‪.‬‬
‫‪-‬ل ُيعْصر نسيج الصوف‪ ،‬ول ُيغْلَى على النار‬
‫‪-‬ينشر الصوف في مكان دافئ جاف فقط‪ ،‬ول ُي َعرّض لحرارة شديدة‬
‫حتى ل ينكمش‪.‬‬
‫‪-‬عند كيّ الملبس الصوفية فإنها تكوى على ظهرها بمكواة معتدلة‬
‫الحرارة قبل جفافها‪ ،‬وإذا جفت قبل كيها‪ ،‬يوضع عليها قطعة من‬

‫‪56‬‬
‫القماش مبللة بماء دافئ ثم تضغط بالمكواة؛ لكي ُي َندّى الصوف‪ ،‬ثم‬
‫ترفع قطعة القماش ويكوى الصوف كالعادة ‪.‬‬
‫‪-‬بعد انتهاء َكيّ الظهر‪ ،‬تقلب الملبس الصوفية ؛ ل ُتكْوَى على‬
‫وجهها‪.‬‬
‫تنظيف الملبس الصوفية الملونة‪ :‬هناك ملحظات وخطوات تراعى‬
‫عند غسل الملبس الصوفية الملونة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪-‬تنقع في ماء فاتر وملح (فنجان صغير ملح لكل ستة لترات من‬
‫الماء) لمدة خمس عشرة دقيقة؛ حتى يثبت لونها ‪.‬‬
‫‪-‬ل يستخدم النوشادر؛ لنه يعمل على تغيير اللوان ‪.‬‬
‫‪-‬تغسل بماء دافئ وسائل الصابون ‪-‬الذي قمنا بتصنيعه فيما سبق‪-‬‬
‫ثم تشطف في ماء دافئ‪ ،‬مضاف إليه قليل من الخل بنسبة ملعقة‬
‫كبيرة لكل أربع لترات من الماء الدافئ؛ لن في ذلك إعادة لرونق‬
‫الصوف وبهائه بعد غسله بالصابون ذي التأثير القلوي‪.‬‬
‫‪-‬عند غسل الملبس الصوفية المتعددة اللوان تلف بفوطة قديمة أو‬
‫أي ثوب آخر‪ ،‬ثم تطوى وتعصر؛ حتى ل تختلط اللوان ‪.‬‬
‫‪-‬الجوارب الصوف تغسل على وجهها أول‪ ،‬ثم تقلب وتغسل على‬
‫ظهرها‪ ،‬وينبغي أن تغسل الجوارب الجديدة قبل لبسها؛ حتى ل تبلى‬
‫أو تتمزق بسرعة‪ .‬وتغسل الجوارب الصوف حسب الطريقتين‬
‫السابقتين‪.‬‬
‫تنظيف الملبس الحريرية‪ :‬لغسل الملبس الحريرية يراعى التي‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ُ -‬تزَال البقع من الملبس الحريرية قبل غسلها‪ ،‬ول تستخدم محاليل‬
‫إزالة اللوان؛ لنها تتلفها سريعًا‪.‬‬
‫‪-‬تنفّض الملبس قبل غسلها لكي نتخلص من الغبار المتراكم عليها ‪.‬‬
‫‪-‬تغسل بالضغط‪ ،‬عن طريق وضع سائل الصابون في ماء دافئ‪ ،‬ول‬
‫تدلك منها إل الجزاء القذرة؛ كطوق الرقبة والكمام‪ ،‬ثم تشطف في‬
‫ماء بارد لزالة الصابون مرتين ‪.‬‬
‫‪-‬يجب تجنب استعمال القلويات ‪-‬حتى النوشادر‪ -‬باستثناء الحرير‬
‫السود الذي يفضل فيه وضع قليل من النوشادر فقط‪.‬‬
‫‪-‬وعند كيّ الحرير يبسط بين قطعتين من الشاش؛ حتى ل يتغير لونه‬
‫من حرارة المكواة‪ .‬وأخيرًا‪ ،‬يفضل معرفة رموز الغسيل والكي‬
‫المثبتة على المنتج‪.‬‬
‫إزالة البقع من الملبس‪ :‬على ربة البيت السراع في إزالة البقع عقب‬
‫حدوثها مباشرة؛ لن إزالتها تكون أسهل مما لو تركت لمدة طويلة‪،‬‬
‫وتكون إزالة البقعة حسب نوعها وذلك كالتي‪:‬‬
‫‪-‬بقع الفاكهة الحديثة في الملبس المصنوعة من القطن والكتان‬
‫البيض تغطى بطبقة من ملح الطعام الناعم؛ لمنع انتشارها‪ ،‬ثم يصب‬
‫عليها ماء دافئ‪ ،‬والبوراكس فتزول البقعة‪ ،‬ثم تغسل ‪.‬‬
‫‪-‬بقع الفاكهة الحديثة في باقي أنواع النسجة تغطى بطبقة من ملح‬
‫الطعام‪ ،‬ويصب عليها الماء الدافئ‪ ،‬وتكرر العملية حتى تزول البقعة‪،‬‬
‫أو يضاف (البوراكس) إلى الماء‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪-‬بقع الفاكهة القديمة في الملبس المصنوعة من القطن والكتان‬
‫البيض تبلل البقعة بالماء المغلي‪ ،‬ثم يوضع عليها البوراكس وتترك‬
‫قليل‪ ،‬ثم يصب عليها ماء مغلي‪ ،‬أو تعالج بمحلول معالجة اللوان ‪.‬‬
‫‪-‬بقع الشحم في جميع النسجة واللوان تكشط البقعة السطحية‪ ،‬ثم‬
‫تدلك بزيت النفط (التربنتينا)‪ ،‬أو البنزين أو زيت البترول‪ ،‬ثم تغسل ‪.‬‬
‫‪-‬بقع الصدأ في الملبس المصنوعة من القطن والكتان البيض تبلل‬
‫البقعة وتوضع في وعاء ضيق‪ ،‬ويصب عليها الماء الساخن ثم يوضع‬
‫عليها طبقة من ملح الليمون‪ ،‬وتدلك دلكًا خفيفًا بملعقة خشبية‪ ،‬وتترك‬
‫بضع ثوان‪ ،‬ثم يصب عليها الماء المغلي‪ .‬أو تعرض إلى بخار الماء‬
‫المغلي‪ ،‬فتتلشى البقعة‪ ،‬أو تبلل وتوضع في عصير الليمون وهو‬
‫يغلى على النار‪ ،‬وأحيانًا يضاف إليه قليل من الملح‪ ،‬ثم البوراكس ‪.‬‬
‫‪-‬بقع الصدأ في النسجة الملونة وباقي أنواع النسجة تستعمل المواد‬
‫المذكورة‪ ،‬ولكن في محلول مخفف دافئ فقط‪ ،‬وبعد أن تزال البقعة‬
‫ي خفيف من صودا الغسيل أو الصابون‬
‫يشطف النسيج في محلول قل ِو ّ‬
‫ليتعادل الحامض ‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬ل تعالج بقعة الصدأ بمحاليل التبييض المثبتة؛ لنها تزيد‬
‫ثباتها ول تزيلها مطلقًا‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة الدم في النسجة القابلة للغسل بنقعها في ماء بارد‪ ،‬ثم‬
‫تغسل غسل عاديّا‪ ،‬أو تنقع في ماء بارد وملح بنسبة ملعقة كبيرة لكل‬
‫لتر ماء‪ ،‬ثم تشطف جيدًا لزالة أثر الملح ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة الدم في النسجة القطنية والكتانية البيضاء بنقعها في‬
‫الماء والملح مدة اثنتي عشرة ساعة؛ حتى يذوب الدم‪ ،‬ثم تشطف‬
‫بالماء جيدًا‪ ،‬وتغسل بالماء والصابون‪ ،‬وتغلَى بالطريقة العادية‪ ،‬ثم‬
‫تعرض لضوء الشمس‪ ،‬فإذا لم تتلشَ؛ تزال بمحلول إزالة اللوان‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة الدم في النسجة غير القابلة للغسل ‪-‬سواء كانت البقعة‬
‫حديثة أو قديمة‪ -‬بعمل عجينة من النشا‪ ،‬ثم تغطى بها البقعة‪ ،‬وتترك‬
‫حتى تجف فيمتص النشا البقعة‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة الحبر القديم في جميع أنواع النسجة كما في حالة بقعة‬
‫الصدأ‪ ،‬ثم تعاد العملية باستعمال البوراكس بعد الحامض؛ لزالة‬
‫الصبغة الزرقاء‪ ،‬أو يعالج بمحلول البوراكس المخفف‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة الحبر الحديث في جميع أنواع النسجة بشطفها بالماء‬
‫البارد ليزول منه كل ما يمكن إزالته‪ ،‬ثم تدلك ببعض الليمون وملح‬
‫الطعام أو تبلل باللبن النيّئ ثم تغسل بالماء‪ ،‬فإذا لم تختفِ البقعة‬
‫فيمكن استعمال الكحول ‪.‬‬
‫‪-‬يُزال الشمع في النسجة القابلة للغسيل بكشط طبقة الشمع‪ ،‬ثم تغسل‬
‫بالماء الساخن والصابون‬
‫‪-‬يُزال الشمع في النسجة غير القابلة للغسيل بكشط طبقة الشمع‬
‫السطحية‪ ،‬ثم توضع بين طبقتين من ورق النشاف‪ ،‬ويضغط عليها‬
‫بمكواة‪ ،‬أو بظهر ملعقة ساخنة‪ ،‬مع تغيير موضع البقعة على الورق؛‬
‫حتى يمتص جميع الشمع المنصهر وتزول البقعة‪ ،‬وإذا ظهرت علمة‬
‫على شكل حلقة خفيفة تعالج بالبنزين أو زيت التربنتينا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪-‬تُزال البقع الدهنية في النسجة القطنية والكتانية البيضاء والنسجة‬
‫القابلة للغسل بغسلها بالماء الدافئ أو الساخن والصابون والصودا‬
‫حسب نوع النسيج‪.‬‬
‫‪-‬تُزال البقع الدهنية في حرير طبيعي أو صناعي بالبنزين‪ ،‬ثم توضع‬
‫البقعة وظهرُها إلى أسفل على ورق النشاف أو على ِوسَادة من‬
‫النسيج الّليّن‪ ،‬وتضغط بعد ذلك بمكواة معتدلة الحرارة ‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة شراب أو حلوى أو مربّى أو مواد سكرية في نسيج‬
‫قطني بالماء الساخن والصابون‪ ،‬وإذا احتاج المر ُت َبيّض ببودرة‬
‫(التلك)‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة شراب أو حلوى أو مربّى أو مواد سكرية في نسيج‬
‫صوفي بماء فاتر مع نوشادر‪ ،‬حيث تبلل البقعة بالماء الفاتر‪،‬‬
‫وتستعمل الفرشاة برفق بعد غمسها في الماء مع بعض نقط النوشادر‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج قطني بالكحول‪ ،‬ثم تغسل بالماء‬
‫الساخن والصابون‪ ،‬ثم تشطف بماء ساخن ‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج صوفي بالبنزين‪ ،‬ثم ترش عليها‬
‫بودرة التلك مع إزالتها بالفرشاة ‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقعة أحمر الشفاه في نسيج صناعي بالماء الفاتر وقليل من‬
‫الصابون‪ ،‬ثم تشطف‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقع الشاي‪ ،‬والقهوة‪ ،‬والشيكولتة حديثة العهد في نسيج قطني‬
‫أو كتاني بماء ساخن أو مغلي وبوراكس‪ ،‬ثم تغسل غسل عاديّا‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪-‬تُزال بقع الشاي‪ ،‬والقهوة‪ ،‬والشيكولتة حديثة العهد في باقي أنواع‬
‫النسجة بنقعها في ماء دافئ ثم تغسل حسب نوعها‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقع الشاي‪ ،‬والقهوة‪ ،‬والشيكولتة قديمة العهد في النسجة‬
‫القطنية أو الكتانية البيضاء بغسلها بالماء الساخن‪ ،‬وتغطى بمسحوق‬
‫البوراكس‪ ،‬ويصب فوقها ماء مغلي‪ ،‬وتبيض بمحلول إزالة اللوان ‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقع الشاي‪ ،‬والقهوة‪ ،‬والشيكولتة قديمة العهد في نسيج قطني‬
‫أو كتاني ملون أو قاتم بنقعها في محلول البوراكس الدافئ‪ ،‬وفي حالة‬
‫اللوان الثابتة جدّا تزال بمحلول اللوان المخففة جدّا‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقع الشاي‪ ،‬والقهوة‪ ،‬والشيكولتة قديمة العهد في نسيج‬
‫حريري أو صوفي أو حرير صناعي بنقعها في محلول البوراكس‬
‫الدافئ‪ ،‬أو تنقع في محلول فوق أكسيد اليدروجين الدافئ (ماء‬
‫الكسجين)‪.‬‬
‫‪-‬تُزال بقع اللبان في جميع النسجة بوضع قطعة من الثلج على البقعة‬
‫فيتجمد الّلبَان ويرفع بعد ذلك‪ ،‬ويزال الثر الباقي بدعكه بالستون‪،‬‬
‫أما الحرير الصناعي فيزال أثر اللبان منه بدعكه بقطعة من لباب‬
‫الخبز الفرنجي أو الكيروسين‪.‬‬
‫تنظيف البيت من الحشرات ‪:‬‬
‫تتحقق سلمة البيت في خلوه من كل الحشرات؛ لذا يجب مقاومة‬
‫الحشرات والحيوانات الضارة في المنزل؛ حتى تتحقق السلمة‬
‫والوقاية من المراض‪ ،‬ويكون التخلص من الحشرات المنزلية‬
‫بمكافحتها والوقاية منها حسب نوع هذه الحشرات‪ ،‬وذلك كالتالي‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫‪-‬حشرة الذباب تنقل التيفود والكوليرا والرمد الصديدي‪ ،‬ويتم التخلص‬
‫منها برشّ الحجرات بالمبيدات المخصصة لذلك‪ ،‬ثم تُغلق لمدة نصف‬
‫ساعة أو ساعة‪ ،‬ثم يجمع الذباب ويرمى في صندوق القمامة‪.‬‬
‫حمّى الصفراء والملريا‪ ،‬ويتم التخلص منها‬
‫‪-‬حشرة البعوض تنقل ال ُ‬
‫بردم البرك والمستنقعات حتى ل يتكاثر البعوض فيها‪ ،‬أو ترش بمادة‬
‫كيماوية تقتل اليرقات‪ .‬ويصب الكيروسين في بالوعات تصريف‬
‫المياه في المنازل‪ ،‬وخصوصًا في وقت الصيف‪ ،‬بالضافة إلى‬
‫استعمال المبيدات كالفليت وغيره‬
‫‪-‬حشرة القمل تنقل التيفود‪ ،‬ويتم التخلص منها بدهن الشعر بمرهم‬
‫الزئبق بعد غسل الرأس بالماء الساخن والصابون‪ ،‬مرة كل ثلثة‬
‫أيام‪ ،‬وتستمر هذه العملية لمدة عشرين يومًا‪ ،‬أو يدلك الشعر بحوالي‬
‫ملعقة شاي من بودرة تحتوى على مادة (د‪.‬د‪.‬ت) كل ثمانية أو عشرة‬
‫أيام‪.‬‬
‫ويباد قمل الملبس برش الملبس على ظهرها ببودرة تحتوى على‬
‫مادة (د‪.‬د‪.‬ت) بنسبة ‪ %10‬وتترك أربعًا وعشرين ساعة تقريبًا‪ ،‬ثم‬
‫ُت ْغسَل و ُيغْلَى القطن البيض منها و ُتكْوَى‪ ،‬مع مراعاة كثرة تعريض‬
‫المفروشات لشعة الشمس‪.‬‬
‫‪-‬حشرة الصراصير تنقل السرطان‪ ،‬ويتم التخلص منها بسد فوهة‬
‫البالوعات والمراحيض‪ ،‬وخاصة في الليل‪ ،‬ويصب محلول مكوّن من‬
‫حامض الفنيك‪ ،‬وقليل من الكيروسين في البالوعات والمراحيض‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وتُرشّ جدران المطبخ والحمام بالمبيد الحشري‪ ،‬وتوضع كرات من‬
‫الدقيق المعجون بالبوراكس والسكر في المكان الذي يكثر فيه وجود‬
‫الصراصير‪ ،‬وتصنع هذه العجينة من ملء فنجان شاي بوراكس‬
‫وملعقة كبيرة سكر وماء ودقيق؛ حيث يغلى البوراكس في الماء‬
‫ويضاف إليه السكر؛ ويعجن بالدقيق عجينة يابسة وتكوّر وتوضع في‬
‫الماكن التي بها الصراصير ‪.‬‬
‫‪-‬حشرة البراغيث تنقل الطاعون؛ حيث ينتقل عن طريقها من الفئران‬
‫والقطط والكلب إلى النسان‪ ،‬ويتم التخلص منها بعرض المفروشات‬
‫لحرارة الشمس القوية جدّا‪ ،‬واتباع أساليب النظافة التامة‪ ،‬واستخدام‬
‫المبيدات‪.‬‬
‫‪-‬الفئران تنقل الطاعون‪ ،‬ويتم التخلص منها باستعمال المستحضرات‬
‫السامة الجاهزة للقضاء على الفئران‪ ،‬واستعمال مصائد الفئران‬
‫بوضعها تحت المنضدة أو قريبًا من الحائط‪ ،‬بعيدًا عن الممرات‪.‬‬
‫‪-‬حشرة العتة تصيب الملبس‪ ،‬ويتم التخلص منها بتعريض الملبس‬
‫المخزنة للضوء‪ .‬وتنظيف الملبس وإزالة البقع قبل تخزينها‪ ،‬مع‬
‫إحكام غلق أماكن تخزينها‪ ،‬وتُرش الدواليب وأماكن التخزين‬
‫بالمبيدات‪ ،‬ويمكن استعمال النفتلين‪.‬‬
‫التخلص من روائح المطبخ‪:‬‬
‫الرائحة الجميلة في البيت تؤدي إلى راحة النفس وهدوء العصاب؛‬
‫لذا يجب على ربة البيت أن تتخلص من روائح المطبخ‪ ،‬وذلك‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫‪-‬رائحة الثوم والبصل تزال من اليد بدعك الصابع بالملح والماء‬
‫البارد‪ ،‬أو تدعك بقطعة من البطاطس النيئة أو بمجموعة من عروق‬
‫البقدونس ‪.‬‬
‫وتزال من نصل السكين بدعكها بقطعة من البطاطس النيئة‪ ،‬ثم ُت ْغسَل‬
‫جيدًا‪ ،‬واستخدامها في تقطيع الطماطم ( البندورة ) بعد تقطيع البصل‬
‫أو الثوم يؤدى إلى إزالة الرائحة‪.‬‬
‫‪-‬للتغلب على رائحة الجمبري( نوع من السمك) أثناء سلقه؛ يضاف‬
‫معه بعض أوراق الكرفس الخضر‪.‬‬
‫‪-‬للتغلب على رائحة السمك في الطباق يضاف قليل من الخل لماء‬
‫الغسيل‪.‬‬
‫‪-‬للتغلب على رائحة الكرنب والقرنبيط يضاف بعض الكمون أثناء‬
‫السلق‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫بيتُنا جمي ٌ‬
‫ل‬

‫فطر ال النفوس على حب الجمال؛ لذلك تنسجم الفطرة السليمة مع‬


‫كل ما هو جميل‪ ،‬وترتاح إليه‪ ،‬وتأنس به‪ .‬ولقد خلق ال الكون بما‬
‫فيه في أحسن صور الجمال‪ ،‬والنسان يستطيع أن يلمس ذلك الجمال‬
‫في كل مخلوقات ال فهي تنطق بالجمال وحسن الصنعة‪.‬‬
‫والجمال صفة أحبها ال وأحب كل من يتحلّى بها ؛ قال صلى ال‬
‫جمَالَ »‪[ .‬مسلم(‪.] ) 275‬‬
‫ب ا ْل َ‬
‫جمِيلٌ ُيحِ ّ‬
‫عليه وسلم‪ِ « :‬إنّ اللّهَ َ‬
‫لكل ذلك‪ ،‬فإن السرة المسلمة تحب جمال الباطن وجمال الظاهر‬
‫معًا؛ وهما جمال الخلق وجمال الصورة‪ .‬ولتحقيق الجمال في البيت‬
‫المسلم ينبغي مراعاة بعض السس والقواعد‪ ،‬منها‪:‬‬
‫شتَرَط في الجمال فخامة الثاث وغلو ثمنه‪ ،‬وإنما يتحقق‬
‫‪-‬ل ُي ْ‬
‫بالتنظيم الجيد والتنسيق الحسن للثاث حتى وإن كان بسيطًا ‪.‬‬
‫‪-‬القصد العتدال فيما ينفق من أموال لتجميل البيت ‪.‬‬
‫‪-‬العتماد على الشياء البيئية الطبيعية التي حبانا ال بها‪ ،‬فيمكن لمن‬
‫يعيش في البيئة الساحلية أن يستغل أصداف البحر وقواقعه في عمل‬
‫أشكال جميلة تستخدم في الزينة‪ ،‬ويمكن لمن يعيش في البيئة الريفية ؛‬
‫حيث انتشار الخضرة والشجار أن يصنع أشكال جميلة من عيدان‬
‫بعض النباتات أو الفخار أو غير ذلك‪ ،‬وجعلها قطعًا فنية رائعة‪.‬‬
‫ويمكن تجميل الحوائط باستخدام ورق الحائط أو الطلء الجميل‬
‫الجيد‪ ،‬أو باستعمال الخشاب أو المرايا‪ ،‬وقد تستخدم اللوحات‬
‫الطبيعية ذات اللوان الجميلة‪ ،‬مثل‪ :‬صور النهار والشجار والجبال‬
‫‪66‬‬
‫والبحار‪ ،‬التي تدل على عظمة الخالق ‪-‬عز وجل‪ ،-‬وعند استخدام‬
‫هذه الصور واللوحات يراعى التناسب بين حجم الجدران وحجم‬
‫اللوحات والمناظر الطبيعية‪ .‬ولشك أن الصور الطبيعية تساعد في‬
‫التغلب على ضيق المكان‪ ،‬كما أن استخدام المرايا يعطي إحساسًا‬
‫بمضاعفة مساحة المكان واتساعه‪ ،‬ويمكن استخدام النوع المرسوم‬
‫عليه باللوان الجميلة ‪.‬‬
‫ويمكن استخدام اللوحات التي تحمل آيات قرآنية وبعض ما أثر من‬
‫الحكم أو الدعية والذكار في تجميل البيت بالضافة إلى أنها تذكر‬
‫بال سبحانه‪ ،‬فتوضع لوحة دعاء دخول البيت في المدخل‪ ،‬ولوحة‬
‫دعاء النوم في حجرة النوم مثل‪.‬‬
‫ويجب على السرة المسلمة أل تستعمل التماثيل في تجميل بيتها‪ ،‬فعن‬
‫ل َت ْدخُلُ َب ْيتًا‬
‫ل ِئكَةَ َ‬
‫ن ا ْلمَ َ‬
‫رسول اللّه صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ « :‬إِ ّ‬
‫فِي ِه الصّورَةُ » ‪[ .‬البخاري (‪.]) 5958‬‬
‫واستخدام الستائر على نوافذ البيت تزيد من جماله‪ ،‬فضل عن أنها‬
‫تستر عورات البيت‪ ،‬وأهم ما يراعى عند استخدام الستائر توافق‬
‫لونها مع جدران وأثاث ومفروشات البيت‪ ،‬ويراعى جيدًا طريقة‬
‫تثبيتها وطريقة تحريكها حتى يمكن فتحها وغلقها بسهولة ‪.‬‬
‫وتجميل حجرة الطفل ضرورة‪ ،‬فهي عالمه الخاص؛ يعتز بها‪،‬‬
‫ويشعر فيها بالراحة والستقلل‪ ،‬وكلما كانت منسقة ونظيفة شعر فيها‬
‫بالستقرار النفسي؛ لذا يجب العتناء بها وتجميلها بالمناظر الطبيعية‬

‫‪67‬‬
‫والصور البسيطة التي تناسب عمره‪ ،‬ويمكن استخدام الّلعَب في‬
‫تجميل حجرة الطفل لتعطيها لمسة جمال خاصة به‪.‬‬
‫وتجميل المائدة من المور المهمة في البيت‪ ،‬وأيّا كان شكل المائدة‬
‫وحدودها وإمكاناتها‪ ،‬فإنها يجب أن تكون جميلة وجذابة‪ ،‬وتفصح عن‬
‫ذوق رفيع في تزيينها‪ ،‬يمكن تجميل مفروشات البيت عن طريق‬
‫زخرفة وتطريز بياضات وأقمشة الغرف المختلفة بدل من شراء‬
‫المفروشات المزخرفة بأسعار مرتفعة‪ ،‬وقد يكون التطريز أو الزخرفة‬
‫بالطريقة اليدوية أو الطريقة اللية أو غير ذلك من طرق الزخرفة‬
‫والتزيين‪.‬‬
‫وتستخدم نباتات الزينة في تجميل البيت‪ ،‬فهي تعطي جمال وراحة‬
‫نفسية لهل البيت‪ ،‬كما أن لها أهمية صحية حيث تعمل على تنقية‬
‫الهواء‪ ،‬وتستخدم كذلك الورود والزهار‪ ،‬وهناك نباتات الظل التي‬
‫تصلح للنمو داخل البيت‪ ،‬وأخرى ضوئية شمسية تصلح لشرفات‬
‫البيت وحديقته‪ ،‬ويجب عند شراء هذه النباتات معرفة طرق العناية‬
‫ن فارغة‪ ،‬وتجميلها‪،‬‬
‫بها‪ ،‬ويمكن الستفادة بأية زجاجات أو أوا ٍ‬
‫وتحويلها إلى أشكال جميلة تستعمل كآنية تزرع فيها نباتات الزينة‪.‬‬
‫وأسماك الزينة بأشكالها الجميلة وألوانها البديعة ‪-‬خاصة إذا زودت‬
‫بالضاءة المناسبة‪ -‬من مظاهر الجمال الطبيعي التي تضفي جمال‬
‫وبهجة على مشاعر أهل البيت‪ .‬ويجب مراعاة حجم الحوض مع‬
‫أعداد السمك‪ ،‬كما يجب أن يتناسب الحوض مع سعة المكان الذي‬
‫يراد تزيينه‪ ،‬وينبغي وجود نباتات في الحواض لتنمو بها الطفيليات‬

‫‪68‬‬
‫المائية التي يتغذى عليها السمك‪ ،‬إضافة إلى أنها تمتص ثاني أكسيد‬
‫الكربون فتسهل على السمك عملية التنفس‪ ،‬كذلك يمكن تجميل قاع‬
‫الحوض بالعشاب والحجار والصدف والذي يفيد كثيرًا عندما يضع‬
‫السمك بيضه‪.‬‬
‫إن جمال البيت المسلم يجب أن ينعكس على جمال الفراد؛ فيبدو كل‬
‫واحد منهم في أجمل صورة وأحسنها‪ ،‬ويجب على المرأة المسلمة أن‬
‫تحرص على جمالها أمام زوجها‪ ،‬فمن تمام سعادة الرجل أنه إذا نظر‬
‫س ّرتْه‪ ،‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪َ « :‬ألَ‬
‫إلى زوجته َ‬
‫س ّرتْهُ وَِإذَا‬
‫خيْ ِر مَا َي ْكنِزُ ا ْل َمرْ ُء ا ْل َمرْأَةُ الصّاِلحَةُ ِإذَا َنظَرَ إَِل ْيهَا َ‬
‫خ ِب ُركَ ِب َ‬
‫ُأ ْ‬
‫ظتْ ُه » أبو داود (‪ ) 1666‬صحيح‬
‫ع ْنهَا حَ ِف َ‬
‫عتْهُ وَِإذَا غَابَ َ‬
‫َأ َمرَهَا َأطَا َ‬
‫لغيره‪.‬‬
‫فيجب أن يكون أجمل ما في البيت سيدته ومليكته وراعيته‪ ،‬والمرأة‬
‫بطبيعتها تحب التجمل والتزين والتعطر‪ ،‬والسلم ل يمنعها من ذلك‬
‫مادام في الطار الشرعي الذي أباحه اللّه‪ ،‬ولقد حث السلم المرأة‬
‫أن تتزين لزوجها وتتجمل له؛ لتصبح كالكوكب الدري في فلك‬
‫السرة ‪.‬‬
‫والرجل يتجمل لزوجته كما تتجمل له‪ ،‬ليشعرها بمدى أهميتها بالنسبة‬
‫له‪ ،‬وبأنه يحرص على إرضائها كما تحرص هي على إرضائه‪ ،‬وبذا‬
‫تدوم المحبة بينهما‪.‬‬
‫ن َت َتزَيّنَ‬
‫ب أَ ْ‬
‫ن لِ ْل َمرْأَةِ َكمَا ُأحِ ّ‬
‫عبّاسٍ قَالَ ‪ ":‬إنّي ُأحِبّ َأنْ َأ َت َزيّ َ‬
‫ن ابْنِ َ‬
‫فعَ ِ‬
‫ن بِا ْلمَ ْعرُوفِ‬
‫ن اللّ َه َتعَالَى يَقُولُ ‪ :‬وََل ُهنّ ِمثْلُ اّلذِي عََل ْيهِ ّ‬
‫لِي ا ْل َمرْأَ ُة ِلأَ ّ‬

‫‪69‬‬
‫جمِيعَ حَقّي عََل ْيهَا ِلأَنّ اللّهَ َتعَالَى يَقُولُ ‪:‬‬
‫ظفَ َ‬
‫ستَ ْن ِ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ب أَ ْ‬
‫َومَا ُأحِ ّ‬
‫ن َدرَجَةٌ‪ ".‬مصنف ابن أبي شيبة(‪ )19258‬صحيح‬
‫وَلِل ّرجَالِ عََل ْيهِ ّ‬

‫‪70‬‬
‫ن‬
‫بيتُنا آم ٌ‬

‫ن ال على أهل قريش‬


‫المن نعمة كبرى من نعم ال تعالى‪ ،‬ولقد مَ ّ‬
‫بها‪ ،‬وذكرهم بها في سياق أمره لهم بعبادته‪ ،‬فقال تعالى‪ { :‬فَلْ َي ْع ُبدُوا‬
‫ن خَ ْوفٍ (‪} )4‬‬
‫ن جُوعٍ وَ َآ َم َن ُهمْ مِ ْ‬
‫طعَ َم ُهمْ مِ ْ‬
‫ب َهذَا ا ْل َبيْتِ (‪ )3‬اّلذِي َأ ْ‬
‫رَ ّ‬
‫[قريش‪.]4-3 :‬‬
‫ويستمد النسان المن والمان والطمأنينة من إيمانه بال تعالى‪ ،‬فكلما‬
‫زاد إيمان النسان؛ زاد شعوره بالمن والستقرار النفسي‪ ،‬قال‬
‫لمْنُ وَهُم‬
‫ك َل ُهمُ ا َ‬
‫ن آ َمنُواْ وََلمْ يَ ْل ِبسُو ْا إِيمَا َنهُم ِبظُ ْلمٍ أُوَْل ِئ َ‬
‫تعالى‪{ :‬اّلذِي َ‬
‫ّم ْه َتدُونَ} (‪ )82‬سورة النعام‪.‬‬
‫ومما يحقق المن في البيت المسلم حماية البيت وأهله من النحراف‬
‫والمكروه والضرر‪ ،‬وحمايته من الخطار بأنواعها المختلفة؛ لذا‬
‫ينبغي أن تبتعد السرة المسلمة عن كل ما يتنافى مع الخلق الحسنة‬
‫والسلوكيات القويمة‪ ،‬وتجنب كل تصرف شاذ أو قول ل يليق سواء‬
‫مع بعضهم البعض أو مع غيرهم‪ ،‬حتى يصير البيت المسلم حرمًا‬
‫آمنًا‪.‬‬
‫وعلى السرة المسلمة مراعاة عدة أمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪-‬تأمين البيت المسلم بكثرة الدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم‪،‬‬
‫فالبيت الذي يُقْرأ فيه القرآن الكريم‪ ،‬يكثر خيره ويقل شره‪ ،‬والبيت‬
‫عنَانٍ‬
‫ص بْنِ ِ‬
‫الذي ل يُقْرأ فيه القرآن‪ ،‬يكثر شره‪ ،‬ويقل خيره‪.‬فعن حَفْ َ‬
‫حضُرُهُ‬
‫ن ا ْل َبيْتَ َل َي ّتسِعُ عَلَى أَهْلِهِ َو َت ْ‬
‫ل ‪ :‬إِ ّ‬
‫حنَ ِفىّ َأنّ َأبَا ُه َريْرَ َة كَانَ يَقُو ُ‬
‫ا ْل َ‬
‫ن يُ ْقرَأَ فِيهِ ا ْل ُقرْآنُ ‪ ،‬وَإِنّ‬
‫خ ْيرُ ُه أَ ْ‬
‫شيَاطِينُ َو َي ْكثُرُ َ‬
‫جرُهُ ال ّ‬
‫ل ِئكَةُ َو َت ْه ُ‬
‫ا ْلمَ َ‬
‫‪71‬‬
‫شيَاطِينُ َو َيقِلّ‬
‫ضرُهُ ال ّ‬
‫ح ُ‬
‫ل ِئكَةُ َو َت ْ‬
‫جرُهُ ا ْلمَ َ‬
‫ت َليَضِيقُ عَلَى أَهْلِهِ َو َت ْه ُ‬
‫ا ْل َبيْ َ‬
‫ن لَ يُ ْقرَأَ فِي ِه الْ ُقرْآنُ‪.‬سنن الدارمى (‪ ) 3372‬صحيح ‪.‬‬
‫خ ْيرُ ُه أَ ْ‬
‫َ‬
‫‪-‬ترديد دعاء دخول المنزل؛ لطرد الشيطان من البيت فل يبيت فيه‪،‬‬
‫خرَجِ‬
‫خ ْيرَ ا ْل َم ْ‬
‫خ ْيرَ ا ْلمَوِْلجِ َو َ‬
‫سأَُلكَ َ‬
‫ودعاء الدخول هو ‪ « :‬الّل ُهمّ ِإنّى َأ ْ‬
‫جنَا وَعَلَى اللّ ِه َربّنَا َت َوكّ ْلنَا ُثمّ ْل ُيسَّلمْ عَلَى‬
‫خ َر ْ‬
‫سمِ اللّ ِه َ‬
‫جنَا َو ِب ْ‬
‫سمِ اللّ ِه وََل ْ‬
‫ِب ْ‬
‫أَهِْلهِ »‪ .‬أبو داود (‪ ) 5098‬صحيح لغيره ]‪.‬‬
‫‪-‬التسمية عند بداية الطعام؛ لمنع الشيطان من الكل من طعام أهل‬
‫البيت‪.‬‬
‫‪-‬الدعاء عند الجماع‪ ،‬لحماية الولد من الشيطان‪ ،‬فنقول‪ِ « :‬بسْمِ اللّهِ‬
‫ن مَا َرزَ ْق َتنَا » ‪[ .‬البخاري(‬
‫شيْطَا َ‬
‫ب ال ّ‬
‫جنّ ِ‬
‫ش ْيطَانَ َو َ‬
‫ج ّن ْبنَا ال ّ‬
‫الّل ُهمّ َ‬
‫‪.])141‬‬
‫‪-‬الدعاء عند دخول دورات المياه وعند الخروج منها للحفظ من‬
‫خبَائِثِ‬
‫خبُثِ وَا ْل َ‬
‫الشياطين‪ .‬ودعاء الدخول‪ « :‬الّل ُهمّ ِإنّى أَعُوذُ ِبكَ ِمنَ ا ْل ُ‬
‫» البخارى (‪ . )142‬ودعاء الخروج‪ « :‬غُ ْفرَا َنكَ »‪[ .‬أبو داود (‪)30‬‬
‫صحيح]‪.‬‬
‫ح ْمدُ‬
‫‪-‬الدعاء عند لبس الملبس وعند خلعها‪ ،‬فنقول ‪ « :‬الّل ُهمّ َلكَ ا ْل َ‬
‫شرّ‬
‫شرّهِ َو َ‬
‫ن َ‬
‫صنِعَ َلهُ وَأَعُوذُ ِبكَ مِ ْ‬
‫خ ْيرَ مَا ُ‬
‫خ ْيرَهُ َو َ‬
‫سأَُلكَ َ‬
‫ت َكسَ ْو َتنِيهِ َأ ْ‬
‫َأنْ َ‬
‫صنِعَ َلهُ » ‪[ .‬الترمذي (‪ )1873‬حسن]‪.‬‬
‫مَا ُ‬
‫ن في المطبخ‪:‬‬
‫الم ُ‬
‫هناك عدة أشياء يجب أخذها في العتبار أثناء الوجود في المطبخ‪،‬‬
‫وهي ‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫‪-‬الحتراس عند استعمال فتاحة العلب؛ لن حواف العلب بعد فتحها‬
‫تكون حادة جدّا‪ ،‬ثم توضع في صندوق القمامة بعد أخذ ما بها‪.‬‬
‫‪-‬عند المساك بالسكين‪ ،‬يجب أن تمسك بإحكام‪ ،‬ويستحسن أن‬
‫يستعمل لوح خشبي توضع عليه الشياء المراد تقطيعها؛ حتى ل‬
‫تجرح اليدي ‪.‬‬
‫‪-‬عند انكسار الواني الزجاجية أو غيرها‪ ،‬يراعى كنس جميع‬
‫الجزاء المكسورة‪ ،‬ثم تجمع في صندوق القمامة باستخدام مكنسة‬
‫وجاروف وقطعة قماش مبللة لجمع القطع الزجاجية الصغيرة ‪.‬‬
‫‪-‬إشعال الكبريت قبل إدارة مفتاح الغاز؛ حتى ل يتسرب الغاز قبل‬
‫اشتعال الكبريت‪.‬‬
‫‪-‬عند إشعال فرن البوتاجاز يفتح الباب‪ ،‬ويترك لمدة دقائق قبل‬
‫إشعاله؛ حتى يخرج أي غاز موجود فيه ‪.‬‬
‫‪-‬عدم إلقاء أعواد الكبريت الساخنة في صندوق القمامة قبل التأكد من‬
‫إطفائها وبرودتها‪.‬‬
‫‪-‬الحرص أثناء تقليب الطعام على النار؛ حتى ل تتعرض اليد‬
‫للبخار‪،‬مما قد يسبب حروقًا بها‪ ،‬وعند رفع الغطاء من على الناء‬
‫الساخن لتقليب الطعام يجب خفض حرارة المشعل‪ ،‬ورفع الغطاء‬
‫بحذر ‪.‬‬
‫‪-‬عند تصفية الطعمة الساخنة يراعى استخدام فوطة جافة لمسك‬
‫الناء؛ لن الفوطة المبتلة تسخن وتسبب حرق اليد ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪-‬عند الحاجة لحضار شيء من مكان عال‪ ،‬يفضل استخدام سلم‬
‫مزدوج‪ ،‬فإذا لم يوجد‪ ،‬يوضع كرسي قوي ويصعد فوقه مع‬
‫الحتراس أثناء الصعود‪.‬‬
‫‪-‬غلق أنبوبة الغاز أو مفتاح الغاز بعد النتهاء من استعمال البوتاجاز ‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة وجود طفاية للحريق وكيس من الرمال في المطبخ ‪.‬‬
‫المنُ أثناء السفر‪:‬‬
‫عند سفر السرة لعدة أيام‪ ،‬أو شهور خارج البيت‪ ،‬يجب مراعاة‬
‫بعض المور التالية ‪:‬‬
‫‪-‬الهتمام بحفظ مفاتيح البيت وعدم تداولها لغير أهل البيت؛ إل من‬
‫يثق بدينهم وأمانتهم‪.‬‬
‫‪-‬غلق نوافذ البيت جيدًا‪.‬‬
‫‪-‬غلق جميع المحابس والصنابير المائية‪ ،‬خاصة المحبس الرئيسي‬
‫للبيت ‪.‬‬
‫‪-‬تفريغ أنبوبة البوتاجاز في بانيو ممتلئ بالماء‪ ،‬أو غلقها غلقًا محكمًا؛‬
‫حتى ل يتعرض البيت للخطر تحت أية ظروف ‪.‬‬
‫‪-‬فصل التيار الكهربي عن الجهزة‪ ،‬كما يستحسن فصل الوصلة‬
‫الكهربائية الساسية عن البيت‪.‬‬
‫توفيرُ المن للطفال‪:‬‬
‫يجب على السرة توفير المن لطفالها بعدة أمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪-‬عدم ترك أشياء قابلة للكسر في متناول أيديهم‬

‫‪74‬‬
‫‪-‬عدم وضع الشياء القاطعة‪ ،‬مثل‪ :‬السكاكين والمقصات في متناول‬
‫أيديهم‪.‬‬
‫‪-‬تحذير الطفال من العبث في مفاتيح البوتاجاز‪ ،‬ويمكن رفع‬
‫البوتاجاز قليل عن الرض حتى ل تصل أيدي الطفال إليه ‪.‬‬
‫‪-‬إبعاد الدوية الطبية عن الطفال‪ ،‬وحفظها في صيدلية البيت بعيدًا‬
‫عنهم ‪.‬‬
‫‪-‬يفضل استعمال الدوات البلستيكية؛ لقدرتها على التحمل في‬
‫حجرات الطفال‪.‬‬
‫‪-‬عدم وضع الكراسي في البلكونات أو الشرفات عند وجود أطفال ‪.‬‬
‫‪-‬عدم تركيب وصلت كهربائية في أماكن منخفضة حتى ل تكون في‬
‫متناول الطفال‪.‬‬
‫‪-‬الحذر من السلك المكشوفة في الوصلت الكهربائية‪.‬‬
‫‪-‬حسن وسرعة التصرف عند وقوع الخطار‪ ،‬فكلما كان أفراد البيت‬
‫على قدر من الخبرة والدراية وحسن التصرف؛ فسوف تقل الخطار‪،‬‬
‫ويمكن التغلب عليها‪.‬‬
‫‪-‬عند حدوث تسرب الغاز من النابيب واختناق جو البيت به‪ ،‬يجب‬
‫المسارعة أول بغلق الصمام جيدًا‪ ،‬ثم التوجه لفتح أقرب نافذة ‪.‬‬
‫‪-‬عند حدوث تسرب الغاز ليل‪ ،‬يجب منع القتراب من أية مفاتيح‬
‫لنارة المصابيح‪ ،‬حتى ولو كان الجو مظلمًا؛ لن إنارة المصباح ينتج‬
‫عنه شرارة كهربية قد تسبب اشتعال الغاز المتسرب‪ ،‬فينتج عنها‬
‫الحريق ل قدر ال‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪-‬الحذر عند حدوث طفح أو انسداد في مواسير الصرف الصحي؛‬
‫حتى ل تتسرب المياه أسفل المفروشات‪ ،‬أو أثاثات المنزل‪.‬‬
‫‪-‬عند اشتعال حريق يجب المسارعة برش المادة المضادة للحريق؛‬
‫لذا يجب توافر طفاية الحريق باستمرار في المنزل مع وجود كيس‬
‫رمل‪ ،‬ويمكن استخدام بطانية لطفاء الحريق‪ ،‬عن طريق تغطية‬
‫الشيء المشتعل لمنع وصول الهواء إلى النار‪ ،‬وذلك إذا كانت‬
‫البطانية مصنوعة من مادة بطيئة الشتعال‪ ،‬مع المسارعة بالتصال‬
‫بجهاز المطافئ إن كان الحريق مما يصعب السيطرة عليه ‪.‬‬
‫على باب البيت المسلم‪:‬‬
‫البيت المسلم حرم آمن‪ ،‬ل يدخله أحد إل برغبة أهله وإذنهم‪ ،‬وقد‬
‫يطرق الباب طارق ممن يمارسون بعض العمال مثل‪ :‬كشاف‬
‫الكهرباء أو بائع الجرائد أو بائع اللبن أو عامل البوتاجاز أو غيرهم‬
‫ممن ترتبط حاجات المنزل بهم‪ ،‬أو يكون زائرًا‪ ،‬أو يكون سائل‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬لذا يجب مراعاة هذه المور ‪:‬‬
‫‪-‬غلق الباب غلقًا جيدًا‪ ،‬و ل يترك مفتوحًا ‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون بالباب عين سحرية لمعرفة الطارق قبل التحدث معه أو‬
‫السماح له بالدخول‪ ،‬مع وجود فتحة صغيرة تستخدم في تناول الشياء‬
‫تكون في الباب نفسه أو بجانبه‪ ،‬وأن تكون محكمة الغلق‪.‬‬
‫‪-‬أن يوضع عداد الكهرباء أو المياه خارج البيت حتى ل تضطر‬
‫المرأة إلى إدخال كشاف العداد إلى البيت ‪.‬‬
‫‪-‬إضاءة المنطقة أمام الباب ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪-‬استخدام جرس‪ ،‬أو استخدام دكتافون( أنتر فول) لمخاطبة القادم‬
‫ومعرفة حاجته ‪.‬‬
‫‪-‬وضع صندوق بريد خارج باب البيت ‪.‬‬
‫‪-‬تنبيه الطفال إلى عدم فتح الباب‪ ،‬إل بعد معرفة القادم وحاجته ‪.‬‬
‫‪-‬يمكن أن تتعامل المرأة مع البائعين من خلل فتحة الباب‪ ،‬أو يترك‬
‫البائع البضاعة خلف الباب وينصرف بعد أن تناوله المرأة ثمنها من‬
‫خلل فتحة الباب‪ ،‬ثم تفتح وتأخذها بعد انصراف البائع‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫في بيتِنا هاتف‬

‫عند وجود الهاتف في البيت ينبغي مراعاة المور التالية ‪:‬‬


‫‪-‬البدء بإلقاء السلم عند الرد على الهاتف‪ ،‬أو عند محادثة الغير ‪.‬‬
‫‪-‬استخدام الهاتف على قدر الحاجة فقط‪ ،‬والبعد عن الحاديث‬
‫الطويلة‪ ،‬وسرد الحكايات‪ ،‬وغير ذلك من المور التي ليس موضعها‬
‫الحديث في التليفون‪.‬‬
‫ب ُمعَا ِويَ ُة إِلَى‬
‫ش ْعبَةَ قَالَ َكتَ َ‬
‫ن ُ‬
‫ح ّد َثنِى كَاتِبُ ا ْل ُمغِيرَ ِة بْ ِ‬
‫شعْ ِبىّ َ‬
‫ن ال ّ‬
‫فعَ ِ‬
‫س ِم ْعتَ ُه مِنَ ال ّن ِبىّ ‪ -‬صلى ال‬
‫شىْءٍ َ‬
‫ن ا ْكتُبْ إَِلىّ ِب َ‬
‫ش ْعبَ َة أَ ِ‬
‫ا ْل ُمغِيرَةِ ْبنِ ُ‬
‫س ِمعْتُ ال ّن ِبىّ ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪-‬‬
‫عليه وسلم ‪َ . -‬ف َكتَبَ إَِليْ ِه َ‬
‫لثًا قِيلَ َوقَالَ ‪ ،‬وَِإضَاعَ َة ا ْلمَالِ ‪َ ،‬و َك ْثرَةَ‬
‫يَقُولُ ‪ِ « :‬إنّ اللّهَ َكرِ َه َل ُكمْ ثَ َ‬
‫ل » البخارى برقم(‪) 1477‬‬
‫السّؤَا ِ‬
‫‪-‬التصدي للمعاكسات في التليفون‪ ،‬والتعامل معها بحزم وشدة‬

‫‪78‬‬
‫صح ٌّ‬
‫ي‬ ‫بيتُنا ِ‬

‫الصحة نعمة من ال ل يعرف فضلها كثير من الناس؛ فقد قال رسول‬


‫ن النّاسِ ‪،‬‬
‫ن فِي ِهمَا َكثِيرٌ مِ َ‬
‫ن َم ْغبُو ٌ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ِ « :‬ن ْعمَتَا ِ‬
‫صحّةُ وَالْ َفرَاغُ » ‪[ .‬البخاري (‪ ،]) 6412‬والصحة تاج على رءوس‬
‫ال ّ‬
‫الصحاء‪ ،‬ولذا فإن السرة المسلمة تراعي المور التالية لكي تتحقق‬
‫لها الصحة الجيدة‪:‬‬
‫‪-‬النظام لنه مفتاح صحة البيت المسلم‪ ،‬فهو مطلوب في كل جوانب‬
‫الحياة‪ ،‬كالنوم وتناول الطعام‪.‬‬
‫‪-‬الهواء والشمس لنهما من أهم ضمانات الصحة في البيت‪.‬‬
‫‪-‬وجود النباتات الطبيعية الخضراء حول البيت وداخله تعمل على‬
‫توافر الكسجين ونقاء الهواء‪.‬‬
‫‪-‬المحافظة على اعتدال درجة حرارة البيت ‪.‬‬
‫‪-‬النظافة الجيدة عامل من عوامل الصحة الجيدة‬
‫‪-‬مواصفات الثاث الصحية تضمن راحة أفراد السرة ‪.‬‬
‫‪-‬الوقاية خير من العلج‪.‬‬
‫‪-‬متابعة الحوال الصحية لفراد السرة؛ لتفادي الوبئة والمراض‬
‫المعتادة التي تنتشر في أوقات معينة‪ ،‬والسراع في اتخاذ الجراءات‬
‫اللزمة للوقاية كالتطعيمات والمصال المختلفة ضد المراض العديدة ‪.‬‬
‫‪-‬الحرص على ارتداء الملبس المريحة؛ حتى ل تعوق حركة الدم‬
‫في الجسم مع مراعاة ارتداء الملبس الثقيلة في الشتاء والخفيفة في‬
‫الصيف ‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫‪-‬مراعاة اتباع الرشادات الصحية في أوضاع الجسم عند القيام‬
‫والقعود والنوم وصعود السلم ونزوله وعند مشاهدة التلفاز ‪ ،‬وعند‬
‫حمل الثقال أو رفعها‪.‬‬
‫‪-‬الطعام الجيد كامل القيمة الغذائية من أهم عوامل سلمة البدن من‬
‫المراض؛ فيجب أن يكون الطعام كافيًا‪ ،‬وأن يحتوي على كافة‬
‫العناصر الغذائية المطلوبة للجسم‪ ،‬وأن يناسب أعمار أفراد السرة‪،‬‬
‫وظروفهم الصحية ‪.‬‬
‫أنواع العناصر الغذائية اللزمة للجسم‪ ،‬والطعمة التي تحتوى عليها‪:‬‬
‫البروتينات‪ :‬وهي أغذية بناء الجسم‪ ،‬فهي تمده بالمركبات التي يحتاج‬
‫إليها في النمو‪ ،‬وتعوضه عما يفقده من أنسجة؛ لذا ينبغي العناية‬
‫بأغذية البناء في غذاء الطفال؛ لن نقصها يؤدي إلى ضعف عملية‬
‫بناء وتجديد النسجة‪ .‬وهذه الغذية توجد في اللحوم والسماك‬
‫والبيض واللبن‪ .‬وفي البقوليات‪ ،‬مثل‪ :‬فول الصويا‪ ،‬والفاصوليا‪،‬‬
‫والبازلء‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫النشويات والسكريات والدهون‪ :‬وهي أغذية الطاقة‪ ،‬فهي تمنح الجسم‬
‫الطاقة اللزمة لبذل الحركة والجهد العضلي‪ ،‬ويجب عدم الكثار‬
‫منها؛ حتى ل تؤدي إلى السمنة‪ .‬وهي توجد في الحبوب كالقمح‬
‫والذرة والرز‪ ،‬وفي الفاكهة‪ ،‬وفي المربيات والحلوى‪ ،‬وفي بعض‬
‫الدرنات؛ كالبطاطس والقلقاس‪ ،‬وفي الدهون الحيوانية؛ كالزبد‬
‫والسمن‪ ،‬وفي الدهون النباتية؛ كزيت الذرة والزيتون‪ ،‬وزيت بذرة‬
‫القطن‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫فيتامينات وأملح معدنية‪ :‬وهي أغذية الوقاية؛ حيث تحمي الجسم من‬
‫المراض‪ ،‬وتزيد من حيوية الجسم‪ ،‬وهي توجد في الخضار والجزر‪،‬‬
‫وفي الفاكهة‪ ،‬وفي السماك‪.‬‬
‫ومن العادات الغذائية السيئة‪:‬‬
‫‪-‬شرب الشاي أو المنبهات أثناء الطعام أو بعده مباشرة مما يمنع‬
‫امتصاص الحديد من الطعام‪ ،‬ويتسبب عنه فقر في الدم؛ لذا من‬
‫الفضل تناول الشاي بعد الكل بساعتين أو أكثر‬
‫‪-‬عدم مضغ الطعام مضغًا جيدًا يجهد المعدة ويسبب عسر الهضم ‪.‬‬
‫‪-‬الكثار من المواد الغذائية الحريفة (الحارّة) يؤدي إلى قرحة في‬
‫المعدة‪.‬‬
‫‪-‬كثرة الطعمة المقلية والمحمرة المطهية في الدهون تؤدي إلى عسر‬
‫الهضم‪ ،‬كما أنها تجهد الجهاز الهضمي‪.‬‬
‫‪-‬عدم تناول وجبة الفطار يقلل من جهد النسان وطاقته ‪.‬‬
‫‪-‬شرب المياه الغازية أو المياه العادية أثناء الطعام يؤدي إلى تخفيف‬
‫العصارة الهاضمة‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى عسر الهضم ‪.‬‬
‫‪-‬يجب غسل اليدين قبل الكل وقبل إعداد الطعام‪ ،‬ول ينبغي تمشيط‬
‫الشعر في المطبخ حتى ل يتساقط الشعر في الطعام ‪.‬‬
‫بعض الملحظات الصحية‪:‬‬
‫‪-‬تجميد اللحوم والسماك في الثلجة أكثر من مرة يؤدي إلى فسادها؛‬
‫لذا يجب تقطيعها في أكياس‪ ،‬كل كيس يكفي لعداد وجبة واحدة ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪-‬تُحضّر السلطات قبل تناول الوجبة مباشرة؛ حتى ل تفقد فيتاميناتها‬
‫نتيجة تعرضها للهواء‪.‬‬
‫‪-‬ل يستخدم الزيت للتحمير أكثر من مرتين‪ ،‬ويراعَى تصفيته جيدًا‬
‫للتخلص من الشوائب‬
‫‪-‬يمكن الستفادة من الماء الناتج عن سلق الخضر عدا الكرنب‬
‫والبطاطس والقرنبيط‪.‬‬
‫‪-‬يفضل أن يتبل اللحم والدجاج والسمك بالبصل والليمون قبل التحمير‬
‫أو الشّي‪ ،‬ثم يتبل بالملح والتوابل بعد ذلك ‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان الملح في الخضر المطهية زائدًا عن المطلوب يمكن‬
‫امتصاصه بإضافة ثمرة صحيحة من البطاطس‪ ،‬ثم التخلص منها بعد‬
‫النضج‪.‬‬
‫‪-‬معظم المادة الغذائية في الخضر التي يتم تقشيرها توجد تحت‬
‫القشرة مباشرة كالبطاطس والكوسة والباذنجان؛ لذا يجب عدم المبالغة‬
‫في تقشيرها‪ ،‬فتصبح القشرة سميكة‪ ،‬وتفقد كثيرًا من المواد الغذائية‬
‫الهامة‪.‬‬
‫‪-‬عند طهي الطعمة المحتوية على مواد مخاطية‪ ،‬مثل ‪ :‬البامية‬
‫والقلقاس يضاف عصير الليمون في السائل قبل إضافة الخضر‬
‫للحتفاظ بالقيمة الغذائية‪.‬‬
‫الوضاع الصحية للجسم خلل العمل‪:‬‬
‫‪-‬عند رفع شيء من فوق الرض‪ ،‬يستحسن ثنى الركبتين‪ ،‬مع‬
‫المحافظة على الجذع في وضع مستقيم‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪-‬عند حمل الشياء الثقيلة‪ ،‬يراعى أن تكون قريبة من الجسم ما أمكن‬
‫ذلك‬
‫‪-‬عند نشر الملبس توضع الملبس المبللة في إناء على كرسي أو‬
‫منضدة عالية؛ لمنع تكرر النحناء عدة مرات ‪.‬‬
‫‪-‬عند الكنس أو المسح أو تلميع الرضيات يراعى أن تكون الدوات‬
‫المستخدمة ذات طول مناسب؛ لمنع انحناء المرأة كثيرًا ‪.‬‬
‫‪-‬عند تحريك الشياء الثقيلة يراعى أن تجمع قوة الدفع عند مركز‬
‫ثقل الجسم المراد دفعه ‪.‬‬
‫‪-‬عند جلوس ربة البيت لداء بعض العمال ‪ ،‬يجب مراعاة سهولة‬
‫حركة اليدين‪ ،‬وأن يكون ارتفاع المنضدة التي تجرى عليها العمل‬
‫والكرسي الذي تجلس عليه مناسبين لطبيعة العمل ‪ ،‬وجسم المرأة ‪.‬‬
‫السعافات الولية‪:‬‬
‫‪-‬عدم السراع في إعطاء أي دواء إل عند التيقن من أنه خاص‬
‫بالحالة المعالجة وبالرجوع إلى الطبيب‪.‬‬
‫‪-‬في حالة وقوع كسر أو التواء يجب التوجه إلى أقرب مستشفي بها‬
‫استقبال حوادث لعمل الجبيرة اللزمة بمعرفة الطبيب المختص‪.‬‬
‫‪-‬في حالة دخول أي جسم غريب إلى أي جزء من جسم النسان مثل‬
‫قطع الزجاج أو الخشب أو مسمار أو خلفه ‪ ،‬يجب جذبه‬
‫واستخلصه من الجسم إذا كان ظاهرًا بواسطة (الجفت)‪ ،‬ثم يطهر‬
‫موضعه بإحدى المطهرات الموجودة ‪ ،‬أما إذا تعذر إخراجه فيجب‬
‫التوجه إلى أقرب مستشفى أو عيادة لعمل السعافات اللزمة ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪-‬يفضل عدم استخدام أية أدوية للعين أو الذن إل بعد استشارة‬
‫الطبيب ‪.‬‬
‫الصيدلية المنزلية‪:‬‬
‫وجود صيدلية في البيت أمر ضروري ولزم؛ لسعاف المصاب‬
‫بشكل سريع ومؤقت لحين وصول الطبيب أو السعاف أو لحين‬
‫النتقال إلى المستشفى ‪.‬‬
‫وليس من الضروري أن يكون أحد أفراد السرة طبيبًا أو صيدليّا؛‬
‫كي تجهز الصيدلية‪ ،‬فقليل من الخبرة والهتمام يكفي‪ ،‬مع مراعاة‬
‫المور التالية‪:‬‬
‫‪-‬تحفظ الصيدلية في مكان خاص وتثبت بعيدًا عن متناول الطفال‬
‫منعًا لحوادث التسمم بالدوية نتيجة لتناول الطفال لها ظنا منهم أنها‬
‫نوع من الحلوى خاصة بعد التطور الخطير في تغليف عبوات‬
‫الدوية الحديثة‪ ،‬وعدم توفر عبوات المان التي يصعب على الطفل‬
‫فتحها ‪.‬‬
‫‪-‬يفضل أن تكون الصيدلية المنزلية على هيئة أرفف كل رف به‬
‫نوعية مستقلة من الدوية‪ ،‬مثل‪ :‬رف لدوية الحروق والجروح‬
‫(السعافات الولية)‪ ،‬ورف لدوات الغيار والربطة وخلفه‪ ،‬ورف‬
‫لدوية العيون (القطرات والمراهم) الموصوفة من الطبيب‪ ،‬ورف‬
‫للدوية التي تعطى عن طريق الفم‪.‬‬
‫‪-‬يفضل عمل صيدلية خاصة لدوية الطفال ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪-‬أن تكون الصيدلية في مكان جيد التهوية‪ ،‬بعيدًا عن الحرارة العالية‬
‫أو الرطوبة‪ ،‬وهناك أدوية يجب حفظها بالثلجة‪ ،‬فيجب أن تكون في‬
‫مكان بعيد عن أيدي الطفال أو توضع في المكان المخصص للدوية‬
‫الطبية في الثلجة‪ ،‬إن وجد‪.‬‬
‫‪-‬تكتب أسماء الدوية بخط واضح مقروء على العلب المحفوظة بها‪،‬‬
‫إذا لزم ذلك‪.‬‬
‫‪-‬إذا وجد أكثر من مريض في وقت واحد في المنزل‪ ،‬فيجب كتابة‬
‫اسم كل مريض على الدواء الخاص به‪ ،‬منعًا لحتمال تناول دواء‬
‫مريض آخر‪ ،‬وما قد يترتب على ذلك من آثار غير مرغوبة ‪.‬‬
‫‪ُ -‬تعْطَى الدوية للمريض بجرعاتها المحددة وفي المواعيد التي‬
‫يقررها الطبيب والصيدلي‪ ،‬ويجب أل ينقطع المريض عن تعاطي‬
‫الدوية المحددة له من قبل الطبيب المعالج‪ ،‬واتباعًا لرشادات‬
‫الصيدلي إل باستشارة طبيبه‪ ،‬كذلك عدم استخدام الدواء بجرعات‬
‫أكثر من التي حددها الطبيب‪.‬‬
‫‪-‬عدم تكرار المريض للدواء من تلقاء نفسه دون استشارة طبية‪.‬‬
‫‪-‬في حالة تعاطي بعض الدوية وظهور أعراض حساسية لنفس‬
‫الدواء‪ ،‬مثل‪ :‬ظهور طفح جلدي أو احمرار بالجلد أو الموضع الذي‬
‫وضع عليه العلج كما في حالة المراهم وقطرات العيون والدهانات‪،‬‬
‫فيجب توقف المريض عن تعاطي العلج فورًا‪ ،‬واستشارة الطبيب أو‬
‫الصيدلي في أقرب فرصة منعا لحدوث مضاعفات‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪-‬في حالة وجود مريض في السرة يستخدم أدوية مزمنة‪ ،‬مثل علج‬
‫أمراض السكر أو الضغط أو القرحة أو الروماتيزم وخلفه؛ يجب أن‬
‫توضع هذه الدوية في ركن مستقل بالصيدلية ول يفتح إل بواسطة‬
‫المريض نفسه أو من يقوم بإعطائه العلج منعًا لحدوث اختلط هذه‬
‫الدوية العامة بالصيدلية المنزلية‪.‬‬
‫‪-‬توافر بعض الدوات المهمة في الصيدلية مثل‪ :‬مقص جراحي‪،‬‬
‫جفت‪ ،‬قربة كمادات‪ ،‬قفاز طبي‪ ،‬أربطة شاش‪ ،‬أربطة ضاغطة‪ ،‬لفات‬
‫بلستر‪ ،‬قطع قطن طبي‪ ،‬ترمومتر طبي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ض‬
‫في بيتِنا مري ٌ‬

‫المرض ابتلء من ال يبتلى به من يشاء من عباده ليختبره ويطهره‬


‫ل ْمرِ ا ْلمُ ْؤ ِمنِ ِإنّ َأ ْمرَهُ‬
‫جبًا َ‬
‫عَ‬‫من آثامه ‪ ،‬قال صلى ال عليه وسلم‪َ « :‬‬
‫شكَرَ َفكَانَ‬
‫ن َأصَا َبتْ ُه سَرّا ُء َ‬
‫ن إِ ْ‬
‫حدٍ ِإلّ لِ ْل ُم ْؤمِ ِ‬
‫لَ‬‫س ذَاكَ َ‬
‫خ ْيرٌ وََليْ َ‬
‫كُلّهُ َ‬
‫خ ْيرًا َلهُ »‪[ .‬مسلم (‪.])7692‬‬
‫ن َأصَا َبتْ ُه ضَرّا ُء صَ َبرَ َفكَانَ َ‬
‫خ ْيرًا َلهُ وَإِ ْ‬
‫َ‬
‫وقد يصاب أحد أفراد السرة بمرض يلزمه الفراش‪ ،‬أو يوجد أفراد‬
‫مسنون يحتاجون لرعاية خاصة‪ ،‬فمثل هذه الحالت لبد لها من‬
‫الهتمام والرعاية الخاصة‪ ،‬ويجب أن يتوافر الهدوء والراحة النفسية‬
‫في حجرة المريض؛ حتى تكون عامل مساعدًا على الشفاء‪ ،‬ولذلك‬
‫يجب‪:‬‬
‫‪-‬الهتمام بالمريض والدعاء له بالشفاء‪ ،‬لدخال البهجة والسرور‬
‫ت الشّافِى‬
‫ب النّاسِ ‪ ،‬اشْفِ وََأنْ َ‬
‫ب ا ْلبَاسَ رَ ّ‬
‫عليه؛ فندعو ونقول‪َ « :‬أذْهِ ِ‬
‫ل شِفَا ُؤكَ ‪ ،‬شِفَا ًء لَ ُيغَا ِدرُ سَ َقمًا » ‪[ .‬البخاري (‪.] ) 5675‬‬
‫ل شِفَاءَ ِإ ّ‬
‫َ‬
‫ت الشّافِى لَ شَا ِفىَ ِإلّ َأنْتَ ‪،‬‬
‫شفِ َأنْ َ‬
‫ب النّاسِ ُمذْهِبَ ا ْلبَاسِ ا ْ‬
‫« الّل ُهمّ رَ ّ‬
‫شِفَا ًء لَ ُيغَا ِدرُ سَ َقمًا » ‪[ .‬البخاري (‪.] ) 5742‬‬
‫‪-‬أن تكون إضاءة حجرته مناسبة‪ ،‬فتكون هادئة وخافتة؛ لتعطي‬
‫إحساسًا بالراحة والهدوء‪ ،‬مع مراعاة عدم تسلط الضوء على عين‬
‫المريض مباشرة‪ ،‬وإذا احتاج إضاءة قوية لقراءةٍ أو ما شابه ذلك فل‬
‫مانع إن كانت حالته الصحية تسمح بذلك‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون تهوية الحجرة مناسبة‪ ،‬فل يتعرض المريض لتيارات‬
‫هوائية شديدة‪ ،‬وعند فتح النوافذ لتهوية الحجرة‪ ،‬توضع الحواجز‬
‫‪87‬‬
‫(بارافانات)؛ حتى ل يندفع الهواء نحو المريض مباشرةً أو تفتح‬
‫النوافذ فتحة بسيطة‪ ،‬وكذا فالمحافظة على درجة حرارة الحجرة‬
‫بصفة مستمرة لها أهمية كبيرة‪.‬‬
‫‪-‬الهتمام بنظافة الحجرة باستمرار بما ل يزعج المريض‪ ،‬ويراعى‬
‫استخدام المطهرات أثناء عملية التنظيف‪ ،‬كما يراعى قدر المكان‬
‫القلل من الغبار المثار والصوت الناتج عن عملية التنظيف ‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة وجود الزهار والنباتات في حجرة المريض؛ لنها تضفي‬
‫نوعًا من البهجة والنتعاش الذي يساعد المريض على الراحة‬
‫النفسية‪ ،‬كما أن تغيير شكل وتنظيم الزهار من وقت لخر يساعد‬
‫على الحساس بالتجدد وعدم الملل والرتابة‪ ،‬ويلحظ وضع الزهار‬
‫ذات الرائحة النفاذة بعيدًا عن سرير المريض إذا تطلبت ظروفه‬
‫الصحية ذلك ‪.‬‬
‫‪-‬تلبية رغبات المريض‪ ،‬وتوفير لوازمه دون أن يطلبها‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان المريض يستطيع خدمة نفسه‪ ،‬فيفضل أن تكون الدوية التي‬
‫يحتاج إليها في متناول يده على منضدة مجاورة له‪ ،‬ومعها كوب ماء‪،‬‬
‫ومناديل ورق‪ ،‬وساعة صغيرة‪ ،‬ومصحف‪ ،‬وكتاب يفضله‪ ،‬ومذياع‬
‫صغير‪ ...‬وما شابه ذلك‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ح‬
‫ر ٌ‬
‫م ِ‬
‫بيتُنا َ‬

‫البيت المسلم ل يخلو من الدعابة والمرح‪ ،‬رغم أنه بيت جهد وعمل‪،‬‬
‫ولقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم قدوة في ذلك‪ ،‬فكان ضحاكًا‬
‫ن رَسُولُ اللّهِ ‪ -‬صَلّى اللّهُ عََل ْيهِ َوسَّلمَ‬
‫بسامًا‪َ ،‬فعَنْ َأبِي ُأمَامَةَ قَالَ ‪ :‬كَا َ‬
‫طبَرَا ِنيّ فِي ا ْل َكبِيرِ (‬
‫ط َي ِب ِهمْ نَ ْفسًا ‪َ [ .‬روَا ُه ال ّ‬
‫حكِ النّاسِ ‪ ،‬وََأ ْ‬
‫ضَ‬‫ن َأ ْ‬
‫‪ -‬مِ ْ‬
‫‪ ) 7744‬ضعيف ]‪.‬‬
‫والمرح في البيت المسلم ل يخدش الحياء‪ ،‬ول يزعج الجيران‪ ،‬ول‬
‫يميت القلوب‪ ،‬ليس فيه سخرية‪ ،‬ول غيبة‪ ،‬ول عيب في أحد‪ ،‬لكنه‬
‫يجدد النشاط‪ ،‬ويقضي على الرتابة والملل‪ ،‬فقد قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪( :‬رَوّحوا القُلوبَ سَاعةً فَساعةً) [الشهاب(‪ )672‬وأبو‬
‫داود في المراسيل التحفة(‪ )19353‬صحيح مرسل] ‪.‬‬
‫ولقد كان الرسول صلى ال عليه وسلم يداعب أهله ويمازحهم‪،‬‬
‫فامتلت بيوته صلى ال عليه وسلم بالمرح والسعادة؛ فعَنْ عَا ِئشَةَ‬
‫ع ْنهَا َأ ّنهَا كَانَتْ مَ َع ال ّن ِبىّ ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬فِى سَ َفرٍ‬
‫ى اللّهُ َ‬
‫َرضِ َ‬
‫سبَ َقنِى فَقَالَ‬
‫حمَ سَابَ ْقتُ ُه فَ َ‬
‫حمَلْتُ الّل ْ‬
‫سبَ ْقتُهُ عَلَى ِرجَْلىّ فََلمّا َ‬
‫قَالَتْ َفسَابَ ْقتُهُ َف َ‬
‫سبْقَةِ » [أبو داود(‪ )2580‬صحيح]‪.‬‬
‫« َهذِ ِه ِبتِ ْلكَ ال ّ‬
‫عنْ عَائِشَ َة ‪ -‬رضى ال عنها ‪ -‬قَالَتْ رََأيْتُ ال ّن ِبىّ ‪ -‬صلى ال عليه‬
‫وَ‬
‫جدِ ‪،‬‬
‫سِ‬‫ن فِى ا ْل َم ْ‬
‫ح َبشَ ِة يَ ْل َعبُو َ‬
‫ظرُ إِلَى ا ْل َ‬
‫وسلم ‪َ -‬يسْ ُت ُرنِى ِبرِدَائِهِ ‪ ،‬وََأنَا َأ ْن ُ‬
‫حدِيثَ ِة السّنّ‬
‫سأَمُ ‪ ،‬فَاقْ ُدرُوا قَ ْدرَ ا ْلجَا ِريَةِ ا ْل َ‬
‫حتّى َأكُونَ َأنَا اّلذِى َأ ْ‬
‫َ‬
‫حرِيصَةِ عَلَى الّلهْوِ" [ البخاري (‪.]) 5236‬‬
‫ا ْل َ‬

‫‪89‬‬
‫وكان صلى ال عليه وسلم يداعب صغار أهل بيته ويمازحهم‬
‫ل اللّ ِه ‪-‬صلى ال‬
‫ن ا ْلحَارِثِ قَالَ كَانَ َرسُو ُ‬
‫ع ْبدِ اللّ ِه بْ ِ‬
‫ويضاحكهم‪ ،‬فعَنْ َ‬
‫ل«‬
‫ع َب ْيدَ اللّهِ َو َكثِيرا َبنِى ا ْل َعبّاسِ ُثمّ يَقُو ُ‬
‫ع ْبدَ اللّهِ وَ ُ‬
‫صفّ َ‬
‫عليه وسلم‪َ -‬ي ُ‬
‫ن إَِليْ ِه َفيَ َقعُونَ عَلَى ظَ ْهرِهِ‬
‫س َتبِقُو َ‬
‫ل فَ َي ْ‬
‫س َبقَ إَِلىّ فَلَ ُه َكذَا َو َكذَا »‪ .‬قَا َ‬
‫ن َ‬
‫مَ ْ‬
‫َوصَ ْدرِ ِه فَيُ َقبُّل ُهمْ َويَ ْلزَ ُم ُهمْ‪[ .‬أحمد(‪ )1864‬ضعيف]‪.‬‬
‫عنْ َيعْلَى بن ُمرّةَ ‪ ،‬قَالَ ‪ُ :‬كنّا مَ َع رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عََل ْيهِ َوسَّلمَ ‪،‬‬
‫وَ‬
‫ب فِي‬
‫ع ْنهُ يَ ْلعَ ُ‬
‫ضيَ اللّ ُه َتعَالَى َ‬
‫ن رَ ِ‬
‫سيْ ُ‬
‫حَ‬‫طعَامٍ ‪ ،‬فَِإذَا ا ْل ُ‬
‫َفدُعِينَا إِلَى َ‬
‫طرِيقِ ‪َ ،‬فَأسْ َرعَ ال ّن ِبيّ صَلّى اللّهُ عََل ْيهِ َوسَّلمَ َأمَامَ الْقَ ْو ِم ‪ُ ،‬ثمّ َبسَطَ‬
‫ال ّ‬
‫حتّى‬
‫حكُ ُه َ‬
‫ن َي ُمرّ َمرّةً هَا ُهنَا َو َمرّةً هَا ُهنَا ‪َ ،‬فيُضا ِ‬
‫سيْ ٌ‬
‫حَ‬‫جعَلَ ُ‬
‫َي َديْ ِه ‪ ،‬فَ َ‬
‫خرَى َبيْنَ رَ ْأسِهِ وَُأ ُذ َنيْ ِه ‪ُ ،‬ثمّ‬
‫لْ‬‫حدَى َي َديْ ِه فِي ذَ ْقنِهِ ‪ ،‬وَا ُ‬
‫ل ِإ ْ‬
‫خذَ ُه ‪َ ،‬فجَعَ َ‬
‫َأ َ‬
‫ن ِمنّي‬
‫حسَيْ ٌ‬
‫ل اللّ ِه صَلّى اللّهُ عََليْهِ َوسَّلمَ ‪ُ " :‬‬
‫ع َتنَقَ ُه فَ َقبّلَهُ ‪ُ ،‬ثمّ قَالَ َرسُو ُ‬
‫اْ‬
‫سبَاطِ‬
‫لْ‬‫ناَ‬
‫س ْبطَانِ مِ َ‬
‫سيْنُ ِ‬
‫حَ‬‫حسَنُ وَا ْل ُ‬
‫حبّ ُه ‪ ،‬ا ْل َ‬
‫وََأنَا ِمنْ ُه ‪َ ،‬أحَبّ اللّهُ َمنْ َأ َ‬
‫"‪[ .‬المعجم الكبير للطبراني (‪ )2522‬من طرق حسن]‪.‬‬
‫التلفاز والفيديو في البيت المسلم ‪:‬‬
‫يعتبر التلفاز من أخطر وسائل العلم الحديثة‪ ،‬وهو سلح ذو حدين‪،‬‬
‫فقد يستغل في غرس المبادئ والقيم‪ ،‬أو يكون معول هدم يحطم القيم‬
‫ويفسد الخلق‪ .‬ودور التلفاز ل يقل خطورة عن دور السرة‬
‫والمدرسة خاصة مع الطفال والشباب‪ ،‬والبعض يطلق عليه الب‬
‫الثالث تعبيرًا عن شدة تأثيره معرفيّا ووجدانيّا وسلوكيّا على البناء‪،‬‬
‫ومن هنا فلبد من الحذر مما يقدمه التلفاز‪ ،‬وهذا ليس معناه رفض‬
‫التلفاز لذاته‪ ،‬ولكن المطلوب استخدامه فيما يفيد وفيما يرضي ال‬

‫‪90‬‬
‫‪-‬سبحانه‪ -‬بحيث يغرس الخلق ويدعو للفضيلة‪ ،‬وبذلك يصبح‬
‫وسيلة للتعليم والتربية‪ ،‬وليس وسيلة لتحطيم الفكار التي تلقاها الطفل‬
‫من بيته ومدرسته‪.‬‬
‫فيجب عدم مشاهدة البرامج غير النافعة‪ ،‬وإقناع البناء بطريقة لطيفة‬
‫بأن كثيرًا مما يعرض على شاشة التلفاز ضرره أكثر من نفعه‪ ،‬كما‬
‫يجب أن يتفادى أفراد السرة السهر أمام شاشة التلفاز ‪ ،‬لما في ذلك‬
‫من إضاعة للوقت مما ينتج عنه ضياع صلة الفجر في وقتها‪ ،‬أو‬
‫التأخر في الستيقاظ بالضافة إلى الكسل والخمول لعدم الحصول‬
‫على قسط كافٍ من النوم ‪ ،‬إل إذا كان عندهم محطات فضائية أخرى‬
‫تنشر الفضيلة والطهر والعفاف فل بأس عندئذِ‬
‫والفيديو أحد الجهزة العلمية المهمة‪ ،‬ويجب التحكم فيما يعرض‬
‫فيه من خلل الب والم‪ ،‬عندئ ٍذ يمكن استخدام هذا الجهاز استخدامًا‬
‫صحيحًا‪ ،‬وذلك بمشاهدة البرامج النافعة والهادفة التي تساعد في تربية‬
‫البناء وتوجيههم وتعليمهم‪ ،‬وما ظهر من أفلم تعالج قضايا مهمة‬
‫للسرة‪.‬‬
‫وعلى المسلمة أن تزود مكتبة بيتها بشرائط الفيديو العلمية والدينية‪،‬‬
‫كما يجب عليها أن تراقب أبناءها فيما لديهم من أشرطة‪ ،‬وتتابعهم‬
‫حتى ل تتسرب إليهم أفلم فاسدة عن طريق أصدقاء السوء‪ ،‬مع‬
‫توفير البديل الصحيح الذي يشبع رغباتهم‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫د‬
‫ص ٌ‬
‫بيتُنا مقت َ ِ‬

‫يقوم اقتصاد البيت المسلم على مجموعة من القيم والسس التي تميزه‬
‫عن غيره‪ ،‬منها‪:‬‬
‫*اليمان بأن المال مال ال‪ ،‬وأن أفراد السرة مستخلفون فيه‪ ،‬قال‬
‫س َتخْلَفِينَ فِي ِه فَاّلذِينَ‬
‫جعََلكُم ّم ْ‬
‫تعالى‪{ :‬آ ِمنُوا بِاللّهِ َو َرسُوِلهِ وَأَنفِقُوا ِممّا َ‬
‫جرٌ َكبِيرٌ} (‪ )7‬سورة الحديد‪.‬‬
‫آ َمنُوا مِن ُكمْ وَأَن َفقُوا َل ُهمْ َأ ْ‬
‫* اليمان بأن ال فَضّل بعض الناس على بعض في الرزق‪ ،‬قال‬
‫ض فِي ا ْلرّ ْزقِ َفمَا اّلذِينَ ُفضّلُواْ‬
‫ض ُكمْ عَلَى َبعْ ٍ‬
‫تعالى‪{ :‬وَاللّ ُه فَضّلَ َب ْع َ‬
‫ت َأ ْيمَا ُنهُمْ َف ُهمْ فِيهِ سَوَاء َأ َف ِب ِن ْعمَةِ الّلهِ‬
‫ِبرَآدّي رِ ْز ِقهِمْ عَلَى مَا مََلكَ ْ‬
‫حدُونَ} (‪ )71‬سورة النحل‪ .‬والتفاضل في الرزق يعني تفاوت‬
‫جَ‬‫َي ْ‬
‫الناس فيما قدر لهم من أرزاق‪ ،‬وليس معناه أن الغنيّ أفضل من‬
‫الفقير‪ ،‬بل الفضلية عند ال بالتقوى والعمل الصالح‪ ،‬فللفقراء منزلة‬
‫عظيمة عند ال‪ ،‬متى تحلّوْا بالصبر والرضا بما قسمه ال‪ ،‬وهذا ل‬
‫يعنى أن نتمنى الفقر‪ ،‬فقد كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫ن ا ْلكُ ْفرِ وَالْفَ ْقرِ)‪[.‬أبو داود (‪ )5092‬حسن] بل‬
‫(الّل ُهمّ ِإنّى أَعُوذُ ِبكَ مِ َ‬
‫إننا مطالبون بالعمل والسعي والكسب حتى ل نكون فقراء‪.‬‬
‫*اللتزام بوصية الرسول صلى ال عليه وسلم بعدم النظر إلى من‬
‫ظرُوا إِلَى َمنْ َأسْفَلَ‬
‫هو أعلى منا‪ ،‬فقد قال صلى ال عليه وسلم « ا ْن ُ‬
‫ن لَ َت ْزدَرُوا ِن ْعمَ َة اللّهِ‬
‫ج َدرُ أَ ْ‬
‫ن هُ َو فَ ْو َقكُ ْم فَهُ َو َأ ْ‬
‫ل َت ْنظُرُوا إِلَى مَ ْ‬
‫ِم ْن ُكمْ َو َ‬
‫»‪ .‬قَالَ َأبُو ُمعَا ِو َيةَ « عََل ْيكُ ْم »‪[ .‬مسلم (‪. ]) 7619‬‬

‫‪92‬‬
‫ت مَا‬
‫ط ّيبَا ِ‬
‫* الكسب الحلل‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يَا َأ ّيهَا اّلذِينَ آ َمنُو ْا كُلُو ْا مِن َ‬
‫ش ُكرُواْ لِّلهِ إِن كُن ُتمْ ِإيّا ُه َت ْع ُبدُونَ} (‪ )172‬سورة البقرة‪ ،‬فال‬
‫َرزَ ْقنَا ُكمْ وَا ْ‬
‫ن آ َمنُو ْا أَنفِقُو ْا مِن‬
‫طيب ل يقبل إل طيبًا‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬يَا َأ ّيهَا اّلذِي َ‬
‫ث ِمنْهُ‬
‫خبِي َ‬
‫ل َت َي ّممُواْ ا ْل َ‬
‫لرْضِ َو َ‬
‫ناَ‬
‫جنَا َلكُم مّ َ‬
‫خ َر ْ‬
‫س ْب ُتمْ َو ِممّا َأ ْ‬
‫ط ّيبَاتِ مَا َك َ‬
‫َ‬
‫حمِيدٌ }‬
‫غ ِنيّ َ‬
‫ن الّلهَ َ‬
‫ل أَن ُت ْغمِضُو ْا فِيهِ وَاعَْلمُو ْا أَ ّ‬
‫خذِيهِ ِإ ّ‬
‫ستُم بِآ ِ‬
‫تُنفِقُونَ وََل ْ‬
‫حمٌ‬
‫(‪ )267‬سورة البقرة ‪ ،‬ويقول صلى ال عليه وسلم‪ « :‬لَ َي ْربُو َل ْ‬
‫ت ِإلّ كَانَتِ النّارُ َأوْلَى بِ ِه »‪[ .‬الترمذي (‪ ) 617‬صحيح‬
‫سحْ ٍ‬
‫ت مِنْ ُ‬
‫َنبَ َ‬
‫لغيره ]‪ .‬والكسب الحلل أحد أسباب استجابة الدعاء‪ ،‬يقول رسول ال‬
‫ط ّيبًا وَِإنّ‬
‫ل ِإلّ َ‬
‫طيّبٌ لَ يَ ْقبَ ُ‬
‫ن اللّ َه َ‬
‫س إِ ّ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪َ « :‬أ ّيهَا النّا ُ‬
‫اللّهَ َأ َمرَ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ِبمَا َأ َمرَ ِبهِ ا ْل ُم ْرسَلِينَ فَقَالَ ( يَا َأ ّيهَا الرّسُلُ كُلُوا ِمنَ‬
‫عمَلُوا صَاِلحًا ِإنّى ِبمَا َت ْعمَلُونَ عَلِيمٌ) َوقَالَ (يَا َأ ّيهَا اّلذِينَ‬
‫ط ّيبَاتِ وَا ْ‬
‫ال ّ‬
‫ت مَا َرزَ ْقنَاكُمْ) »‪ُ .‬ثمّ َذ َكرَ ال ّرجُلَ ُيطِيلُ السّ َفرَ‬
‫ط ّيبَا ِ‬
‫ن َ‬
‫آ َمنُوا كُلُوا مِ ْ‬
‫حرَامٌ‬
‫ط َعمُ ُه َ‬
‫سمَا ِء يَا رَبّ يَا رَبّ َو َم ْ‬
‫غ َبرَ َي ُمدّ َي َديْهِ إِلَى ال ّ‬
‫شعَثَ َأ ْ‬
‫َأ ْ‬
‫غ ِذىَ بِا ْلحَرَامِ َفَأنّى ُيسْ َتجَابُ ِلذَِلكَ »‪.‬‬
‫حرَامٌ َو ُ‬
‫حرَامٌ َومَ ْل َبسُهُ َ‬
‫َو َمشْ َربُ ُه َ‬
‫[مسلم (‪.]) 2393‬‬
‫*مسئولية الرجل عن النفاق‪ ،‬يقول تعالى‪{ :‬ال ّرجَالُ قَوّامُونَ عَلَى‬
‫ضهُمْ عَلَى َبعْضٍ َو ِبمَا أَن َفقُو ْا مِنْ َأ ْموَاِل ِهمْ‬
‫ال ّنسَاء ِبمَا َفضّلَ الّلهُ َب ْع َ‬
‫لتِي َتخَافُونَ‬
‫ب ِبمَا حَ ِفظَ اللّ ُه وَال ّ‬
‫فَالصّاِلحَاتُ قَا ِنتَاتٌ حَافِظَاتٌ لّ ْل َغيْ ِ‬
‫ط ْع َنكُمْ‬
‫ن َفإِنْ َأ َ‬
‫ض ِربُوهُ ّ‬
‫ن فِي ا ْل َمضَاجِعِ وَا ْ‬
‫جرُوهُ ّ‬
‫ن َفعِظُو ُهنّ وَا ْه ُ‬
‫ُنشُوزَهُ ّ‬
‫ن اللّ َه كَانَ عَِليّا َكبِيرًا} (‪ )34‬سورة النساء ‪،‬‬
‫سبِيلً إِ ّ‬
‫ن َ‬
‫فَلَ َت ْبغُواْ عََل ْيهِ ّ‬
‫سعَةٍ‬
‫والنفاق يكون في حدود الطاقات المادية‪ ،‬يقول تعالى‪ِ{ :‬ليُن ِفقْ ذُو َ‬

‫‪93‬‬
‫س َعتِهِ َومَن ُقدِرَ عََليْ ِه رِ ْزقُهُ فَ ْليُن ِفقْ ِممّا آتَا ُه اللّ ُه لَا ُيكَّلفُ اللّهُ نَ ْفسًا‬
‫مّن َ‬
‫سرًا} (‪ )7‬سورة الطلق ‪ ،‬وقال‬
‫سرٍ ُي ْ‬
‫عْ‬‫جعَلُ اللّ ُه َب ْعدَ ُ‬
‫س َي ْ‬
‫إِلّا مَا آتَاهَا َ‬
‫ستَ ِعفّ ِبهَا ‪َ ،‬ف ِهيَ لَهُ‬
‫ن َأنْ َفقَ عَلَى َن ْفسِهِ نَ َفقَ ًة َي ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪( :‬مَ ْ‬
‫ل َب ْيتِهِ ‪َ ،‬ف ِهيَ لَ ُه صَ َدقَةٌ‪).‬‬
‫صدَقَةٌ ‪َ ،‬و َمنْ َأنْ َفقَ عَلَى ا ْمرََأتِهِ َووََلدِهِ وَأَهْ ِ‬
‫َ‬
‫[الطبراني في الشاميين (‪ ) 1901‬صحيح لغيره ]‪.‬‬
‫جعَلْ‬
‫* العتدال في النفاق وتدبير شئون البيت‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬ولَ َت ْ‬
‫حسُورًا} (‬
‫سطِ َفتَ ْق ُعدَ مَلُومًا ّم ْ‬
‫طهَا كُلّ ا ْل َب ْ‬
‫س ْ‬
‫ل َتبْ ُ‬
‫عنُ ِقكَ َو َ‬
‫َي َدكَ َمغْلُوَلةً إِلَى ُ‬
‫‪ )29‬سورة السراء‪.‬‬
‫ولقد أوصت سيدة صالحة ابنتها‪ :‬ل تكلفي زوجك إل ما يطيق طبقًا‬
‫للحوال‪ ،‬وارفعيه بيدك عن مواطن الضعف و الضيق‪ ،‬فحمل‬
‫الصخور أخف من حمل الديون‪.‬‬
‫*إدراك الفرق بين القتصاد والشح‪ ،‬فالمسلم منهي عن البخل والشح‪،‬‬
‫ول شك أن ضرورات عصر تختلف عن ضرورات عصر آخر‪،‬‬
‫وضرورات بيت تختلف عن ضرورات بيت آخر‪ ،‬والعبرة أل يشتري‬
‫إل ما هو ضروري للستعمال ‪.‬‬
‫*ترتيب أولويات النفاق في حدود الكسب‪ ،‬فيكون الهتمام‬
‫بالضروريات ثم الكماليات‪ ،‬ويجب البعد عن النفاق غير المشروع‪،‬‬
‫مثل النفاق على وسائل اللهو غير المشروعة‪ ،‬أو شراء ما حرمه‬
‫الشرع من طعام أو شراب ‪.‬‬
‫* ادخار الفائض من الحاجات الساسية‪ ،‬فقد يحتاج البيت لهذا‬
‫الفائض بعد ذلك‪ ،‬وخاصة في حالت الشدة و الضيق ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫* إعداد الميزانية‪ ،‬ويقصد بها توزيع الموارد المحدودة على الحاجات‬
‫المتعددة‪ .‬والقصد من وضع الميزانية حسن استغلل الموارد‪.‬‬
‫ومن الشياء التي يجب مراعاتها أثناء إعداد الميزانية‪:‬‬
‫‪-‬أن يتعلم أفراد السرة كيفية صنع القرارات السليمة والحكيمة‪ ،‬التي‬
‫تساعدهم على اتباع أفضل الطرق لستعمال ما يتوفر لديهم من‬
‫موارد و إمكانيات؛ لتحقيق ما يرجونه من أهداف‪ ،‬وما يتطلعون إليه‬
‫من آمال في حياتهم‪.‬‬
‫‪-‬العتماد على الشورى بين أفراد السرة ‪ ،‬لضبط الميزانية كلما‬
‫أمكن‪ ،‬فمشاركة أفراد السرة في إعداد الميزانية تعطي حافزًا معنويا‬
‫وعزيمة لكل أفراد السرة‪ ،‬كما أنها تساعدهم في إنجاح الميزانية‬
‫وتجعلهم يتحملون جميعًا عبء ضبطها‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم عملية الدارة المنزلية؛ والتخطيط السليم‪ ،‬ليسهل حل‬
‫المشكلت التي تواجه أفراد السرة‪ ،‬والموازنة بين مسئولية الفرد‬
‫نحو السرة ومسؤولية السرة نحو الفرد‪.‬‬
‫وتتكون العملية الدارية من خمس مراحل‪ ،‬هي‪ :‬تحديد الهدف‪،‬‬
‫والتخطيط‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والتنفيذ‪ ،‬والتقييم‪ .‬وذلك مع مراعاة اللتزام‬
‫بعناصر العملية الدارية مثل‪:‬‬
‫* تقدير قيمة الوقت‪ ،‬والجهد المبذول من كل فرد من أفراد السرة‪،‬‬
‫وغير ذلك‪.‬‬
‫* مراعاة مستويات الفراد‪.‬‬
‫* حساب الظروف الطارئة ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫* تحديد حجم الموارد‪ ،‬وتقسيم موارد السرة إلى موارد بشرية‪،‬‬
‫وموارد غير بشرية‪.‬‬
‫فمن الموارد البشرية‪ :‬المهارات والقدرات والميول والطاقات‬
‫والتجاهات‪.‬‬
‫ومن الموارد غير البشرية‪ :‬الوقت والمال والممتلكات وتسهيلت‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫وهناك بعض العوامل التي تؤثر في موارد السرة مثل ‪ :‬مستوى‬
‫معيشة السرة ‪ ،‬وحجمها‪ ،‬ومكان السكن‪ ،‬والمرحلة التي تعيش فيها‪،‬‬
‫وغير ذلك‪.‬‬
‫ترشيد استهلك المواد الغذائية‪:‬‬
‫يتم ترشيد استهلك المواد الغذائية‪ ،‬باتباع خطوات محددة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪-‬معرفة السلع من حيث جودتها وسعرها‪.‬‬
‫‪-‬معرفة بدائل السلع الساسية؛ حتى يمكن الستعانة بها عند اختفاء‬
‫سلعة أو ارتفاع ثمنها‪.‬‬
‫‪-‬عدم الوقوع تحت تأثير العلنات‪ ،‬حيث إن دورها يكون سلبيا في‬
‫غالب الحيان‪ ،‬ويهدف إلى التأثير على الناس لشراء ما ل يحتاجون‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪-‬شراء الحتياجات الساسية بالكميات التي يحتاج إليها دون زيادة‪.‬‬
‫‪-‬اختيار البضاعة المناسبة لدخل السرة‪ ،‬والموجودة في أسواق‬
‫الجملة القريبة من المسكن‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪-‬مراعاة التوقيت المناسب لشراء السلع؛ فهناك بعض المواسم التي‬
‫تقل فيها أسعار السلع‪ ،‬مثل الطماطم (البندورة) ‪ ،‬فيمكن شراء كمية‬
‫كبيرة و تحويلها إلي(صلصة)‪ ،‬لتُستعمل في اليام التي ترتفع فيها‬
‫أسعار الطماطم(البندورة) ‪.‬‬
‫‪-‬عدم طبخ كميات كبيرة من الطعام تزيد عن الحاجة‪ ،‬كما أنه ليس‬
‫هناك داعٍ للكثار من الصناف المطهية في الوجبة الواحدة ‪.‬‬
‫‪-‬الستفادة من بواقي الطعمة‪ ،‬بدل من التخلص منها ‪.‬‬
‫‪-‬ومن أشكال الترشيد أل يرمي جزء كبير من الثمرة مع قشرتها ‪.‬‬
‫‪-‬عند إعداد المائدة يوضع عليها طعام قدر الحاجة فقط‪ ،‬فالسلم‬
‫يوجهنا إلى أن اللقمة نعمة يجب المحافظة عليها وصيانتها‪ ،‬فقد قال‬
‫خذْهَا‬
‫ح ِد ُكمْ فَ ْليَ ْأ ُ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ِ « :‬إذَا َو َقعَتْ لُ ْق َمةُ َأ َ‬
‫ح َيدَهُ‬
‫ل َيمْسَ ْ‬
‫شيْطَانِ َو َ‬
‫عهَا لِل ّ‬
‫ل َيدَ ْ‬
‫ط مَا كَانَ ِبهَا مِنْ َأذًى وَ ْل َي ْأكُ ْلهَا َو َ‬
‫فَ ْل ُيمِ ْ‬
‫طعَامِ ِه ا ْل َب َركَةُ »‪.‬‬
‫ى َ‬
‫ق َأصَا ِبعَ ُه فَِإنّ ُه لَ َي ْدرِى فِى َأ ّ‬
‫حتّى يَ ْلعَ َ‬
‫بِا ْل ِم ْندِيلِ َ‬
‫[مسلم (‪. ]) 5421‬‬
‫‪-‬استعمال الدوات المنزلية غير القابلة للكسر أثناء العمل في‬
‫المطبخ‪ ،‬و يقتصر استعمال الدوات ذات القيمة على المناسبات‪.‬‬
‫ترشيد استهلك الملبس‪:‬‬
‫‪-‬إن معرفة سيدة البيت بالشغال اليدوية‪ ،‬مثل‪ :‬الخياطة والتفصيل‬
‫والتطريز من الشياء التي تساعد على ترشيد الستهلك في جانب‬
‫الملبس؛ حيث يمكن توفير جزء كبير من الميزانية كان سيوجه إلى‬
‫شراء الملبس الجاهزة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪-‬شراء بواقي القمشة بأسعار رخيصة‪ ،‬مع اختيار اللوان المتناسقة‬
‫لعمل ملبس الطفال‪.‬‬
‫‪-‬عند حدوث تلف أو قطع في أجزاء الملبس يجب السراع‬
‫بإصلحه حتى ل تفسد كلها‪ ،‬كذلك يجب تثبيت الزرار عند اختللها؛‬
‫حتى توفر ثمن إعادة شرائها ‪.‬‬
‫‪-‬مراعاة الطرق الصحيحة في الغسل والكي والتجفيف؛ لنها تحافظ‬
‫على الملبس لطول فترة ممكنة ‪.‬‬
‫‪-‬يمكن استخدام ملبس الطفل الكبير لخيه الصغر منه؛ لتوفير ثمن‬
‫الملبس الجديدة‪ ،‬ولكن بشرط مراعاة الناحية التربوية؛ فل تكون كل‬
‫ملبس الخ الصغر هي الفائضة عن الخ الكبر‪ ،‬فيترجم ذلك على‬
‫أنه تفرقة في المعاملة بين الخوة مما يسبب الغيرة والعداوة بين‬
‫الشقاء‪ .‬وعند إعطائه ملبس أخيه يجب إقناعه بتقبل ذلك بصورة‬
‫عادية؛ وذلك بغرس الحب بين الخوين‪ ،‬وتوضيح أنه ل فرق بينهما‪،‬‬
‫وأن أخاه يعطيه ملبسه بدافع الحب‪.‬‬
‫ترشيد استهلك الجهزة الكهربائية‪:‬‬
‫ن ال على البشرية بالعلم‪ ،‬وكان من آثار هذا العلم المخترعات‬
‫لقد م ّ‬
‫سبُلَ الحياة‪ ،‬ووفرت كثيرًا من طاقات النسان؛‬
‫الحديثة التي يسّرتْ ُ‬
‫لذا يجب المحافظة على الجهزة الكهربية وصيانتها ومعرفة كيفية‬
‫التعامل معها‪ ،‬وهناك بعض التعليمات العامة في هذا المر‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪-‬قراءة التعليمات المرفقة بالجهاز ‪.‬‬
‫‪-‬العناية بنظافة الجهزة ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪-‬حسن استعمال الجهزة وعدم تحميلها أكثر من طاقتها ‪.‬‬
‫وهناك بعض التعليمات عند استخدام بعض الجهزة الكهربائية‪:‬‬
‫الثلجة‪ :‬للحفاظ على سلمة الثلجة ‪ ،‬يراعى ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬وضع الثلجة في مكان بعيد عن الحرارة ‪ ،‬وترك مسافة بينها وبين‬
‫الحائط ‪.‬‬
‫‪-‬إذابة الثلج المتراكم داخلها أول بأول‪ ،‬ول تستخدم سكينًا حادّا في‬
‫ذلك؛ كي ل تثقب النابيب فيتسرب غاز التبريد (الفريون) فيضطر‬
‫إلى تغيير علبة التبريد ‪.‬‬
‫‪-‬تجنب فتح الباب مرات عديدة‪ ،‬أو تركه مفتوحًا كأن يفتحها كل من‬
‫يريد أن يشرب‪ ،‬فالفضل وجود إناء كبير للشرب خارج الثلجة‪.‬‬
‫‪-‬عدم ملء الثلجة بأكثر مما تتسع ‪.‬‬
‫‪-‬عند السفر تنظف الثلجة‪ ،‬و تفصل عنها الكهرباء‪ ،‬ويترك الباب‬
‫مفتوحًا‬
‫‪-‬اختبار سلمة الطار الفليني على الباب من آن لخر‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫بوضع ورقة بين إطار الباب وجسم الثلجة‪ ،‬فإذا فتحت بسهولة دل‬
‫ذلك على وجوب تغيير الطار ‪.‬‬
‫‪-‬ضبط درجة تبريد الثلجة بقدر الحاجة‪.‬‬
‫‪-‬إذا كانت الثلجة فارغة لسبب أو لخر فل داعي لتشغيلها ‪.‬‬
‫‪-‬وضع علبة بها فحم نباتي داخل الثلجة؛ لتمتص الروائح ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الغسالة‪ :‬هي من الجهزة التي وفرت جهدًا كبيرًا كان يبذل في غسل‬
‫الملبس؛ لذا يجب المحافظة عليها‪ ،‬وترشيد استهلكها‪ ،‬ومراعاة‬
‫المور التالية‪:‬‬
‫‪-‬التأكد من سلمة التوصيلت الكهربية‪ ،‬ووضع عازل مطاطي أو‬
‫خشبي للوقوف عليه أثناء التشغيل؛ لتجنب حدوث أية صدمة كهربية ‪.‬‬
‫‪-‬بعد النتهاء من الغسيل يفرغ الماء من الغسالة عن طريق‬
‫الخرطوم‪ ،‬وتنظف جيدًا من آثار الماء والصابون‪ ،‬وتوضع في مكان‬
‫خاص بها ‪.‬‬
‫‪-‬عدم نقع الملبس في الغسالة لفترة طويلة؛ لن ترسب الملح‬
‫والصابون على جدرانها يسبب تآكلها‪ ،‬ويفضل النقع في إناء منفصل ‪.‬‬
‫‪-‬استعمال ماء دافئ نقي في الغسيل ‪.‬‬
‫غسالة الطباق‪ :‬يجب مراعاة المور التالية للمحافظة عليها‪:‬‬
‫‪-‬يراعى استعمال الماء النقي الدافئ‪.‬‬
‫‪-‬إزالة بواقي الطعمة المحروقة من النية قبل وضعها في الغسالة ‪.‬‬
‫‪-‬توضع الكواب والطباق بعيدة عن بعضها؛ بحيث تتعرض لكبر‬
‫كمية من الماء‪.‬‬
‫‪-‬وضع كمية مناسبة من المنظف؛ حتى تتكون رغوة تكفي لعملية‬
‫التنظيف‪ ،‬أما الكمية القليلة فهي ل تكفي التنظيف الجيد ‪.‬‬
‫البوتاجاز وسخان الغاز‪ :‬للمحافظة عليهما يجب مراعاة المور‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫‪-‬عدم تسرب الغاز لتجنب الحوادث و الخطار؛ لذا يجب التأكد من‬
‫طريقة إشعاله‪ ،‬وسلمة خرطوم الغاز الموصل للجهاز وجودة تركيبه ‪.‬‬
‫‪-‬عند انطفاء الشعلة فجأة يجب عدم إشعال أي لهب أو ثقاب‪ ،‬بل‬
‫يغلق أول مفتاح الغاز‪ ،‬ويهوى المكان ‪.‬‬
‫‪-‬تنظيف البوتاجاز من الخارج والداخل؛ حتى ل تتسبب بقايا الطعمة‬
‫في انسداده‪.‬‬
‫مفرمة اللحم‪ :‬يراعى ما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬إذا كانت المفرمة يدوية تغسل أجزاؤها بالماء والصابون جيدًا‬
‫وتجفف‪ ،‬أما إذا كانت كهربية فتغسل أجزاؤها عدا الجزء الخاص‬
‫بالموتور‪ ،‬فيفصل عنه الكهرباء‪ ،‬ويمسح جيدًا بقطعة قماش مبللة‬
‫بالماء والصابون ثم بالماء فقط ‪.‬‬
‫‪-‬يسَنّ سلح المفرمة من آن لخر حتى يسهل استعمالها‪ ،‬ويراعى‬
‫عدم تشغيل المفرمة لمدة طويلة متواصلة ؛ لن سخونة الموتور‬
‫تؤدى إلى احتراقه ‪.‬‬
‫‪-‬عدم وضع أشياء صلبة كالعظام ونحوها ضمن اللحم‪ ،‬وعدم‬
‫استخدام ملعقة الخشب في دفع اللحم حرصًا على سلمة المفرمة‪.‬‬
‫‪-‬ل تستخدم المفرمة في غير ما خصصت له ‪.‬‬
‫خلط العجين‪ :‬يجب أن تراعى المور التالية للمحافظة عليه‪:‬‬
‫‪-‬وضع كمية الطعام المناسبة له ‪.‬‬
‫‪-‬عدم تعريض الموتور للماء‪ ،‬ويكتفي عند تنظيفه بقطعة مبللة بالماء ‪.‬‬
‫‪-‬ل يشغل الخلط لمدة طويلة؛ لتجنب تلف الموتور ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪-‬التأكد من توازن الخلط‪ ،‬فل يميل إلى جهة واحدة أثناء الدوران ‪.‬‬
‫الخلط‪ :‬يستخدم الخلط الكهربي عادة في عصر الفواكه والطماطم(‬
‫البندورة) وعمل العصائر المتنوعة‪ ،‬وللعناية به يتبع التي‪:‬‬
‫‪-‬العناية بالسلحة وتنظيفها وتجفيفها ‪.‬‬
‫‪-‬يغسل الجزء العلوي فقط‪ ،‬أما الموتور فيمسح بقطعة قماش مبللة؛‬
‫لن الماء إذا تسرب إليه يسبب تلفه ‪.‬‬
‫‪-‬ل يستعمل الجهاز لفترات طويلة متواصلة ؛ لن ذلك يسبب ارتفاع‬
‫درجة حرارة الموتور مما يؤدي إلى احتراقه‪.‬‬
‫المروحة‪ :‬يكثر استعمال المروحة في أوقات الصيف‪ ،‬ولسيما في‬
‫الساعات شديدة الحرارة‪ ،‬وللمحافظة عليها وترشيد استخدامها يراعى‬
‫ما يأتي‪:‬‬
‫‪-‬تنظف من الخارج بقطعة قماش مبللة ناعمة ‪.‬‬
‫‪-‬إذا اتسخت الجنحة الداخلية يمكن فك الهيكل الخارجي وتلميعها ‪.‬‬
‫‪-‬عدم تعريض الموتور للماء نهائيا؛ لن ذلك يتلفه ‪.‬‬
‫‪-‬تتم عملية التزييت للمروحة مرة كل سنة بواسطة متخصص‪.‬‬
‫المكيف‪ :‬للعناية بجهاز التكييف يجب اتباع التعليمات التية‪:‬‬
‫‪-‬عدم تغطية واجهة الجهاز بأي شيء؛ حتى ل يعوق مرور الهواء ‪.‬‬
‫‪-‬استعمال سلك كهربي متين ووصلت كهربية قوية؛ لتتحمل قوة‬
‫سحب الجهاز ‪.‬‬
‫‪-‬تستعمل المكنسة الكهربية عند تنظيفه؛ لمتصاص التربة ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫‪-‬يغير لوح تنقية الهواء من وقت لخر حسب التعليمات المرفقة‬
‫بالجهاز ‪.‬‬
‫‪-‬إذا صدر من الجهاز أي صوت غريب يجب فصل التيار الكهربي‬
‫في الحال‪ ،‬ويعرض الجهاز على متخصص‪.‬‬
‫المكنسة الكهربائية‪ :‬حتى تتحقق سلمتها لطول فترة ممكنة يتبع‬
‫التي‪:‬‬
‫‪-‬تفريغ كيس الغبار كلما امتل إلى نصفه ‪.‬‬
‫‪-‬تنظيف المرشح باستمرار‪ ،‬باستعمال فرشاة ناعمة‪ ،‬ثم تمسح أجزاء‬
‫المكنسة الداخلية ‪.‬‬
‫‪-‬يجدد الخرطوم المطاطي إذا فقد متانته‪ ،‬أو زاد طوله عن المفروض ‪.‬‬
‫‪-‬تشحم المكنسة على فترات بواسطة متخصص‬
‫المكواة‪ :‬يجب اتباع التي‪ ،‬للمحافظة عليها‪:‬‬
‫‪-‬تنظف المكواة بقطعة مبللة بماء دافئ وصابون‪ ،‬ول تنظف بمادة‬
‫خشنة ؛حتى ل تصيب نعومة سطحها ‪.‬‬
‫‪-‬ل تخزن المكواة إل بعد تمام تبريدها‪ ،‬ثم يلف السلك من حولها ‪.‬‬
‫‪-‬يفصل التيار الكهربي عند ملء خزان المكواة بالماء‪ ،‬أو تفريغه‪.‬‬
‫‪-‬يفضل استخدام ماء نظيف مقطر في ملء الخزان؛ وذلك لضمان‬
‫عدم تسرب أية أملح قد تتسبب في تلفه‪ ،‬أو تقلل من سرعة التبخر ‪.‬‬
‫‪-‬وضع المكواة في الوضع الذي نضمن به عدم وقوعها أثناء التشغيل ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪-‬تدهن المكواة بطبقة من الفازلين أو الشمع لمنع الصدأ‪ ،‬وذلك إذا‬
‫تركت فترة بدون استعمال‪ ،‬ويمكن استعمال الصنفرة الناعمة لزالة‬
‫الصدأ‪.‬‬
‫ماكينة الخياطة‪ :‬من الجهزة الضرورية التي يفضّل تواجدها في‬
‫البيت‪ ،‬وللعناية بماكينة الخياطة والحفاظ عليها‪ ،‬تراعى المور التية‪:‬‬
‫‪-‬تغطيتها عند عدم الستعمال‪ ،‬وتزييتها بانتظام بواسطة الزيت‬
‫الخاص بها‬
‫‪-‬يزال الزيت الزائد والتربة المتراكمة؛ حتى ل تتسخ الملبس أثناء‬
‫خياطتها‬
‫‪-‬استخدام الخيط المناسب‪ ،‬وضبط اتجاه النسيج؛ لتسهيل عملية‬
‫الخياطة ‪.‬‬
‫‪-‬استخدام البر الخاصة بأنواع النسيج المختلفة‬
‫‪-‬الحفاظ على توازن الدواسة أثناء الضغط عليها بالقدم (عند عدم‬
‫وجود موتور)‪ ،‬بحيث تكون القدمان أفقيتين عليها‪ ،‬وتكون القدم‬
‫اليمنى على الركن السفل من الناحية اليمني‪ ،‬والقدم اليسرى على‬
‫الركن العلى من الناحية اليسرى‪ .‬وعند تشغيل الماكينة بموتور‬
‫كهربي يستغنى عن هذه الدواسة‪ ،‬وتستخدم دواسة الموتور ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ة‬
‫ة المسلم ِ‬
‫مهاراتُ السر ِ‬

‫السرة المسلمة مطالبة بتعلم المهارات المنزلية المختلفة‪ ،‬التي تنفعها‪،‬‬


‫ويجني ثمارها أفراد بيتها أجمعون‪ ،‬ول شك أن المهارات المنزلية‬
‫توفر كثيرًا من الوقت والجهد والمال ‪.‬‬
‫وتكتسب المهارات والصناعات المنزلية بالتمرين والممارسة‪ ،‬مع‬
‫وجود الرغبة الحقيقية والدافع الصادق لكتساب تلك المهارات على‬
‫أساس متين من العلم والمعرفة ‪.‬‬
‫ومن المور التي ينبغي اتباعها حتى تكتسب المهارات المنزلية ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪-‬اتباع أفضل الطرق ‪ -‬و إن كانت صعبة‪ -‬منذ البداية ‪.‬‬
‫‪-‬التركيز في العمل المراد اكتساب المهارة فيه ‪.‬‬
‫‪-‬التمرين على اكتساب المهارة من خلل ممارسة العمل والتمرين‬
‫عليه وقتًا كافيًا‪.‬‬
‫‪-‬الوصول إلى مرحلة التقان والتفوق ل يكون إل بالصرار‬
‫والعزيمة والفطنة ‪.‬‬
‫ومن المهارات المهمة التي تفيد البيت المسلم‪:‬‬
‫الطهي‪ :‬ففنون صناعة الطعام من أهم المهارات التي يجب أن تهتم‬
‫بها المرأة المسلمة‪ ،‬وتستطيع أن تبلغ في ذلك درجة عظيمة‪،‬‬
‫وتستطيع المرأة بذلك أن تكسر الملل من تكرار بعض الطعمة‪ ،‬كما‬
‫أنها توفر جزءًا كبيرًا من الميزانية قواعد الطهي الحديث‪:‬‬
‫ينقسم الطهي إلى ثمانية أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪105‬‬
‫‪-1‬السلق‪ -2 .‬الطهي في الفرن‬
‫‪-3‬الطهي على البخار‪ -4 .‬التشريح‪.‬‬
‫‪-5‬التحمير‪ -6 .‬الشي‪.‬‬
‫‪-7‬التخديع والتسبيك‪ -8 .‬الطهي بضغط البخار‪.‬‬
‫نظام المطبخ‪:‬‬
‫يراعَى في المطبخ الحديث أن تُغطى جدرانه بالسيراميك‪ ،‬أو تدهن‬
‫بالزيت‪ ،‬حتى يسهل غسلها‪ ،‬ويفضل أن يكون المطبخ مرتبًا‪ ،‬ذا‬
‫إضاءة جيدة؛ حتى يسهل على المرأة القيام بأي عمل دون تعب‪.‬‬
‫ويجب أن يوضع في المطبخ دولب بظلف من الزجاج لتنظيم‬
‫الدوات الصغيرة‪ ،‬وآخر لحفظ الدوات المعدنية‪ ،‬ومائدة مغطاة‬
‫بالزنك‪ ،‬ويستحسن أن توضع فوقها قطعة من الرخام المصقول‪ ،‬ثم‬
‫تركب قواعد متحركة (عجلت) تحت قطع الثاث الثقيلة حتى يسهل‬
‫تحريكها عند النظافة‪ ،‬وإعادتها مكانها‪.‬‬
‫صناعة الحلويات‪ :‬فهي من المور التي تستطيع أن تبرع فيها‬
‫المسلمة؛ حيث يمكنها صناعة أنواع كثيرة من الحلويات‪ ،‬وذلك مثل‬
‫الهريسة والكيك وغيرها‪.‬‬
‫التخليل‪ :‬وهو من المهارات التي توفر جزءًا كبيرًا من الميزانية‪،‬‬
‫ويمكنها تخليل أنواع متعددة مثل‪ :‬اللفت والخيار والجزر والبصل‬
‫والزيتون والليمون والفلفل والكرنب ( الملفوف) ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫التخزين‪ :‬وهو من المهارات التي لها أهمية كبيرة‪ ،‬والمواد التي يمكن‬
‫تخزينها هي‪ :‬الحبوب والبقول‪ ،‬والبصل‪ ،‬والثوم‪ ،‬والبطاطس‪ ،‬وغيرها‬
‫مما تحتاج إليه المرأة المسلمة في بيتها ‪.‬‬
‫تجميد الخضر‪ :‬يمكن أن تقوم المسلمة بتجميد الخضر المختلفة‬
‫كالبامية والملوخية والفاصوليا وغيرها‪ ،‬في أوقات رخص ثمنها في‬
‫مواسمها‪ ،‬وتوضع في الجزء العلوي من الثلجة في أكياس حسب‬
‫الكميات في كل وجبة‪ ،‬وتخرجها عند الحاجة إليها في أوقات غلء‬
‫ثمنها أو في غير مواسمها‪.‬‬
‫أعمال الصيانة‪ :‬كصيانة الجهزة الكهربائية وإصلحها‪ ،‬وصيانة‬
‫صنابير المياه ومصارف الحواض وغيرها‪.‬‬
‫تعلم الصناعات البسيطة‪ :‬مثل‪ :‬صناعة العصائر و المربيات‪ ،‬أو‬
‫صناعة الصابون‪..‬‬
‫انتهى والحمد ل رب العالمين‬

‫‪‬‬

‫‪107‬‬
‫الفهرس العام‬

‫‪108‬‬

You might also like