You are on page 1of 5

‫عمــالة ودماء‬

‫من هم آل سعود‪...‬‬

‫عمــالة ودماء‬
‫رفض العتراف باليهود‬
‫هدم الماكن السلمية والتاريية الالدة‬
‫شجرة يهودية لل سعود‬
‫هج ـ آل سعود ـ يرقون مكتبات مكة والدينة‬
‫خالد بن لؤي ل تنفعه عمالته لل سعود‬
‫عمالة آل سعود كما يرويها رئيس الخابرات‬

‫عمــالة ودماء‬

‫توقف نا في الحل قة ال سابقة ع ند حاد ثة اعتراف المجرم ـ ع بد العز يز بن سعود ـ ب حق اليهود في احتلل فل سطين ‪,‬‬
‫ورأينـا كيـف كان يتذلل ذلك الدّعـي أمام ضيفـه وصـنيعه النجليزي العقيـد ــ السـير كوكـس ــ عندمـا قابله ليطلب منـه‬
‫العتراف بشرعية إعطاء فلسطين لليهود مقابل حماية عرشه من قبل بريطانيا ‪ ,‬وتمكين سللته من فرض نفسها على‬
‫كامل شبه جزيرة العرب ‪ ,‬ورأينا كيف استجاب ـ عبد العزيزـ ببساطة لكل ما طلب منه ‪ ,‬وكيف وقّع تلقائيًا وبدون تردّد‬
‫على اعتراف منه بأن "من حق اليهود الستيلء على فلسطين" ‪ ,‬وكيف كان يتذلل أمام ـ كوكس ـ بعد أن أنعم عليه هذا‬
‫الخيـر بوسـام بريطانـي وقدم له وثيقـة تعترف له بمـا احتله مـن أراض فـي شبـه جزيرة العرب ‪ ,‬وتحثّه على مواصـلة‬
‫احتلل مـــــا تبقّـــــى منهـــــا تحـــــت حمايـــــة البريطانييـــــن ودعمهـــــم ‪.‬‬
‫وفـي هذه الحلقـة سـنسرد نـص التفاقيـة التـي وقّـع عليهـا ــ عبـد العزيـز ــ مـع السـير كوكـس ــ ‪.‬‬
‫تقول الوثيقــة كمــا ســرد نصــوصها العميــل البريطانــي ـــ فيلبــي ـــ فــي مذكراتــه فيمــا بعــد‬
‫ــــــــــــــــم) !‬
‫ــــــــــــــــن الرحيـ‬
‫ــــــــــــــــم ال الرحمـ‬
‫( بسـ‬
‫هذه معاهدة بين الحكومة البريطانية من جهة‪ ،‬وبين عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود أمير نجد والحساء‬
‫والقط يف وجب يل وجم يع المدن والمراف يء التاب عة لهذه المقاطعات من ج هة أخرى‪ .‬الحكو مة البريطان ية با سمها وع بد‬
‫العزيز باسمه وباسم ورثته وأخلفه ورجال عشيرته‪ ،‬عينت الحكومة البريطانية الكولونيل السير برسي كوكس معتمدها‬
‫في سواحل خليج العجم مفوضا لجل أن يعقد معاهدة مع عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ضمن المقصد‬
‫ال تي‪ .‬توط يد وتوك يد ال صداقة الموجودة ب ين الطرف ين م نذ ز من طو يل وتأي يد منافعه ما المتقابلة‪ :‬إن الكولون يل ال سير‬
‫برسي كوكس‪ ،‬وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ـ المعروف بابن السعود ـ اتفقا وتعاقدا على المواد‬
‫التيــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أول ـ إن الحكومة البريطانية تعترف وتقبل بأن نجدا والحساء والقطيف وجبيل وملحقاتها‪ ،‬التي تعين هنا‪ ،‬والمرافيء‬
‫التابعة على سواحل خليج العجم ـ كل هذه المقاطعات هي تابعة للمير سعود وآبائه من قبل‪ ،‬وهي تعترف بابن سعود‬
‫حاكما مستقل على هذه الراضي‪ ،‬ورئيسا مطلقا على جميع القبائل الموجودة فيها‪ ،‬وتعترف لولده وأعقابه الوارثين من‬
‫بعده‪ ،‬على أن يكون خليفته منتخبا من قبل المير الحاكم ‪ ,‬وأن ل يكون مخاصما لنجلترا بوجه من الوجوه‪ ،‬أي أنه يجب‬
‫أن ل يكون ضـــــــــد المباديـــــــــء التـــــــــي قبلت فـــــــــي هذه المعاهدة‪.‬‬
‫ثان يا ـ إذا تجاوزت إحدى الدول على أرا ضي ا بن سعود أو أعقا به من بعده دون أعلم الحكو مة البريطان ية ودون أن‬
‫تم نح الو قت المنا سب للمخابرة مع ا بن سعود ل جل ت سوية الخلف ‪ ,‬فالحكو مة البريطان ية تعاون ا بن سعود ضد هذه‬
‫الحكو مة‪ ،‬و في م ثل هذه الظروف يم كن للحكو مة البريطان ية بم ساعدة ا بن سعود أن تت خذ تداب ير شديدة ل جل محاف ظة‬
‫وحمايــــــــــــــــــــــــــــة منافعــــــــــــــــــــــــــــه‪.‬‬
‫ثالثا ـ يتعهد ابن سعود أن يمتنع عن كل مخابرة أو اتفاق أو معاهدة مع أية حكومة أو دولة أجنبية‪ ،‬وعلوة على ذلك‬
‫فإنه يتعهد بإعلم الحكومة البريطانية عن كل تعرّض أو تجاوز يقع من قبل حكومة أخرى على الراضي التي ذكرت آنفا‪.‬‬
‫رابعا ـ يتعهد ا بن سعود ـ ب صورة قطع ية ـ أن ل يتخلى ول يبيع ول يرهن بأي بصورة من الصور ول يق بل بترك‬
‫قط عة أو التخلي عن الرا ضي ال تي ذكرت آن فا‪ ،‬ول يم نح امتيازًا في تلك الرا ضي لدولة أجنب ية أو لتبع ية دولة أجنب ية‬
‫ـــي ل تضـــر بمصـــالحه‪.‬‬
‫ـــع نصـــائحها التـ‬
‫ـــة‪ ،‬وأنـــه يتبـ‬
‫ـــة البريطانيـ‬
‫دون رضاء الحكومـ‬
‫خامسا ـ يتعهد ابن سعود بأن يُبقى الطرق المؤدية إلى الماكن المقدسة مفتوحة‪ ،‬وأن يحافظ على الحجاج أثناء ذهابهم‬
‫ـــــــــــا‪.‬‬
‫ـــــــــــم منهـ‬
‫ـــــــــــة ورجوعهـ‬
‫ـــــــــــن المقدسـ‬
‫إلى الماكـ‬
‫سادسا ـ يتع هد ا بن سعود ك ما تع هد والده من ق بل بأن يمت نع عن كل تجاوز وتدا خل في أرض الكو يت والبحر ين‬
‫وأراضي مشايخ قطر وعُمان وسواحلها وكل المشايخ الموجودين تحت حماية انكلترا والذين لهم معاهدات معها‪ .‬سابعا ـ‬
‫الحكومــة البريطانيــة وابــن ســعود يتفقان فيمــا بعــد بمعاهدة على التفصــيلت التــي تتعلق بهذه المعاهدة‪.‬‬
‫‪ 3‬يناير سنة ‪ 1915‬التوقيع ‪ :‬الكولونيل السير برسي كوكس معتمد بريطانيا في ساحل خليج العجم التوقيع ‪ :‬السلطان‬
‫عبــــد العزيــــز بــــن عبــــد الرحمــــن آل فيصــــل ســــعود خادم الديــــن والدولة‬
‫وبعد‪ ..‬إن هذه الدلة والوثائق الدامغة ليست بالمستغربة على أسرة ـ آل سعود ـ وسللتها عبد العزيز… الذي وصفه‬
‫خو نة المؤرخ ين بأ نه "ب طل البطال والمو حد ال كبر‪ ،‬و صقر الجزيرة"… وتجرأ الشعراء الجراء على ت شبيهه بع مر بن‬
‫الخطاب وخالد بـــن الوليـــد… ثورة العجمان وتأييـــد النكليـــز المطلق لعصـــابات بـــن ســـعود ‪.‬‬
‫أ ما شعب نا الذي "منح ته" بريطان يا لل سعود بهذه المعاهدة ـ والذي غُلب على أمره فا نه لم ي سكت ف قد أ صبح و جه آل‬
‫سعود العميل يتكشف له على مر اليام ‪ ،‬واتضح لبناء البادية الحرار ما يبيّته الستعمار النكليزي مع ـ آل سعود ـ‬
‫لهم‪ ،‬فثارت قبيلة العجمان في الحساء ـ كرد فعل على تلك المعاهدة ـ سنة ‪ 1915‬ضد النكليز ومطيتهم عبد العزيز‪,‬‬
‫وكالعادة أ خذ خو نة ـ آل سعود ـ والنكل يز يتهمون قبيلة العجمان الطي بة بالزند قة والك فر وال سرقة ‪ ,‬ول كن النكل يز‬
‫تغلبوا بقوت هم على قبيلة العجمان‪ ،‬فالت جأ ثوار العجمان إلى الكو يت ‪ ,‬وب ما أن النفوذ التر كي كان ل زال آنذاك أقوى من‬
‫النفوذ النكليزي فقد وجد النكليز أن الفرصة مواتية لدفع عبد العزيز بن سعود لمحاربة الكويت دون الستيلء عليها…‬
‫حتّى يتمكن النكل يز من د فع الكو يت إلى أحضانهم‪ ،‬ول كن موت الش يخ مبارك ال صباح أ خر هذا الهجوم بانتظار ما يفعله‬
‫جابر بن مبارك الذي ت سلم مكان والده ‪ ,‬فأ مر ال سير ـ بر سي كو كس ـ عميله ع بد العز يز بن سعود بأن ي ستغل هذه‬
‫الفرصة ويتوجه إلى الكويت معزيًا الشيخ جابر في والده ومهنئًا إيّاه بمنصبه الجديد وموطدًا عرى الصداقة وفي الوقت‬
‫نفسـه يفاتـح الشيـخ جابر بتجنـب التراك وبالتقرب إلى النكليـز‪ ،‬فأعطـى النكليـز باخرة خاصـة لعبـد العزيزلتقله اسـمها‬
‫(جيمو) حيث وصل الكويت بتاريخ ‪ 19‬نوفمبر ‪ 1916‬وفي اليوم التالي دعا عبد العزيز إلى اجتماع كبير في الكويت بناء‬
‫على طلب النكليز حضره الشيخ جابر الصباح والشيخ خزعل والسير برسي كوكس وعدد من النكليز والمشايخ ورؤساء‬
‫العشائر الموالون لبريطانيا‪ .‬ووقف عبد العزيز خطيبًا في هذا الجتماع ليقول بلهجته الركيكة (إن التراك كفرة مشركون‬
‫ملحدة و كل من يتعاون مع هم على أنف سهم بالعزلة عن الم سلمين ل سوء معاملت هم للشعوب وعدم معاملت نا بالن صاف ‪,‬‬
‫وعملوا دائمًـا على إضعاف العرب وتفريقهـم ‪ ,‬أمـا النكليـز فهـم يعملون دائمـا على جمـع كلمـة العرب والمسـلمين‬
‫ومسـاعدتهم على النهوض (!!!)‪ ,‬وواجـب كـل عربـي وكـل مسـلم أن يتعاون مـع أصـدقائنا النكليـز ويحارب أعداءنـا‬
‫التراك!!!!) الخ…‬
‫وكان لهذا الخطاب أسوأ الثر في نفوس أهل الكويت على هذه المقارنة غير الحكيمة بل والساذجة ‪ ,‬وعرف أهل الكويت‬
‫بلسان من يتكلم هذا الببغاء‪ ،‬وعاد سوء التفاهم من جديد‪ ،‬فأرسل النكل يز مجموعة من ع صابات ع بد العزيز لمهاج مة‬
‫الكويـت فوقعـت معركـة (حمـض) سـنة ‪ 1337‬هـــ ‪ 1919‬م نهبوا خللهـا عددًا كـبيرًا مـن البـل والغنام ‪.‬‬
‫ولم يكتفوا بذلك بل عادوا سنة ‪ 1338‬هـ ‪ 1920‬م وهاجموا الكويت وقتلوا عددا من المنين من أبناء الكويت ‪ ,‬وعرفت‬
‫هذه المعر كة الثان ية بمعر كة (الجهرة) ح يث حا صر الج يش النكلو‪ /‬سعودي الش يخ سالم ال صباح وكادوا يأ سرونه لو لم‬
‫ينجده ـ ابن طوالة ـ بقوة من قبائل شمر‪ ,‬وكذلك العجمان وبعض القبائل الخرى التي تمكنت من هزيمة جيش النكليز‬
‫وعصـابات ــ آل سـعود ــ وتوفـى الشيـخ سـالم الصـباح عام ‪ 1921‬وتقهقـر التراك مـن الكويـت ‪ ,‬وعاد الصـفاء بيـن‬
‫بريطانيا وحاكم الكويت الجديد ‪ ,‬وتوقفت هجمات عصابات ـ آل سعود ـ بأمر من أسيادهم النكليز الذين عزّزوا عميلهم‬
‫ال سرّي ـ جون فيل بي ـ بم ساعدين له لتوج يه ع بد العز يز وإحكام ال سيطرة عل يه ‪ ،‬وهذان الم ساعدان ه ما ـ المي جر‬
‫كنليف اوين ـ وـ الميجر هاملتون ـ (اللورد بلهافن) وكانوا جميعًا وعلى رأسهم ـ فيلبي ـ وـ كوكس ـ يؤيدون‬
‫ع بد العز يز دون غيره من الحكام… حتّى إن كو كس عند ما ع قد المؤت مر العام لرجال المخابرات البريطان ية في الشرق‬
‫الوسط ‪ ،‬حضره نيابة عن مكاتب الخليج التابعة لحكومة بريطانيا في الهند ‪ ,‬وقد انعقد المؤتمر في القاهرة بتاريخ ‪23‬‬
‫مارس ‪ ،1918‬بدائرة مك تب المخابرات في القاهرة الم سمى "المك تب العر بي" ت حت رئا سة ال سير ـ ريجنلد ون جت ــ‬
‫المندوب السامي في مصر وبحضور الجنرال ـ كليتون ـ وـ الكومودور ـ هو جارت ـ وـ الميجر كورنوالس ـ ‪،‬‬
‫وبحضور الكولون يل ـ سيريل ول سون ـ مم ثل الحكو مة البريطان ية لدى شر يف الحجاز‪ ..‬و قف ال سير ول سون مم ثل‬
‫الحكو مة البريطان ية بشدة وحدة ليقول ‪ ( :‬من الم ستحيل أن ت جد بريطان يا من ت ستطيع أن تقوده ‪,‬أو ت سوقه ‪ ,‬أو توق فه‬
‫م تى شاءت ‪ ,‬أو تحر كه طوع إرادت ها فيتحرك ‪ ,‬خلف ع بد العز يز بن سعود مه ما ك ثر عملء بريطان يا… انّه أخلص‬
‫المخل صين ل نا… ولهذا ي جب أن نن هي الشر يف ح سين من الحجاز‪ ,‬وأ نه ل مجال للمقار نة ب ين الشر يف ح سين وع بد‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــعود‪.‬‬
‫العزيــــــــــــــــــــــــــــز آل سـ‬
‫وإذا طلب م نا الشر يف ح سين معر فة رأي بريطان يا عن تجاهل نا له في جب أن ن صارحه بال مر الوا قع‪ ،‬أ ما إذا لم يطلب‬
‫فسنتركه حتّى يتولى مكانه ابن سعود‪ .‬والمهم أن نمكّن عبد العزيز ماليًا وعسكريًا لحتلل حائل ‪ ,‬فهي الخطر الصامد‬
‫أمام نا بقبائل ها ‪ ,‬قبائل ش مر المقاتلة القو ية ونق ضي على آل رش يد) ‪ .‬فرد الكولون يل سيريل ول سون على ال سير كو كس‬
‫مؤيدا البقاء على الشر يف مع محاولة النتفاع بالثن ين ـ الشر يف وا بن ال سعود ـ وممّا قاله‪( :‬إ نك قد تعلم يا سيد‬
‫كوكــــــس أن مشيــــــك على قدم واحدة فــــــي الجزيرة العربيــــــة يتعبــــــك جدا) ‪.‬‬
‫فرد ال سير كو كس عل يه قائل‪( :‬كلّ … إن نا سنمشي على قدم ين مع أن الن سان قد ي ستغني عن واحدة إذا أ صيبت بداء‬
‫فيقطع ها‪ ..‬إن ني أكدت ل كم أن ا بن ال سعود أ صلح ل نا من الشر يف ح سين الذي ر فض التوق يع أو المواف قة لقرار و ضع‬
‫اليهود في فل سطين ‪ ,‬ولهذا نر يد أن نر سل ا بن ال سعود لتأد يب الشر يف ح سين وإخضا عه ل نا‪ ،‬وإذا لم يخ ضع ف سيرى‬
‫الجميع آنذاك أن استئصاله أصلح لنا مع الستفادة من أبنائه في أماكن غير الحجاز وتسليم الحجاز لبن السعود)!‪ ..‬كان‬
‫هذا هو رأي ال سير كو كس في ا بن ال سعود‪ ،‬إل أن الغلب ية من رجال المخابرات البريطان ية الذ ين حضروا ذلك المؤت مر‬
‫رأوا "تأجيل موضوع إرسال ابن السعود لتأديب الحسين إلى بضعة أشهر حتّى يعاودوا التصال مع الحسين لعله يوافق‬
‫على موضوع حق اليهود في فلسطين"… غير أنهم عادوا من جديد ونفّذوا رأي كوكس و (كوكس ـ يهودي صهيوني)‬
‫فأخذوا يعدون العدة… وعرف الح سين بن علي بال مر فأ خذ ي عد هو ال خر عدّ ته ل صد عدوان ع صابات ـ آل سعود ـ‬
‫فأ عد جي شا قوا مه ‪ 40‬أل فا بقيادة اب نه ع بد ال‪ .‬وهكذا ا ستقر رأي بريطان يا أخيرا على أن تطرد الهاشمي ين من الحجاز‬
‫لصالح ـ ابن السعود ـ الذي أمرته بالزحف على الحجاز‪ ,‬وكان جيش الحسين بن علي قد زحف هو الخر وعسكر في‬
‫"تربة" و" الخرمة" وهي واحة تقع بين الحجاز ونجد… وفي ليلة ‪ 25‬شعبان سنة ‪ 1337‬هـ ـ ‪ 1919‬م كانت (مجزرة‬
‫تربة) الشهيرة… والتي كانت غدرا أكثر منها شجاعة‪ ،‬فقد وضع النكليز خطة من أسهل الخطط للقضاء على الـ ‪40‬‬
‫ألف جندي من جنود الشر يف ونج حت الخ طة… فالمعروف أن قبيلة ـ عتي بة ـ تنق سم إلى ق سمين ‪ ,‬ق سم يع يش في‬
‫الحجاز ويؤيد بعضه الشراف ‪ ,‬والقسم الخر يعيش في نجد ويؤيد بعضه ـ آل سعود ـ وكان قائد القسم الثاني المدعو‬
‫ـ فيصل الدويش ـ فخطط ـ جون فيلبي ـ لذلك الهجوم وأرسل جنديين من جنود عتيبة نجد ليند سّا بين صفوف أبناء‬
‫عم هم من جنود الشر يف ح سين من عتي بة الحجاز‪ ,‬وأ مر أ حد الجندي ين أن ي قف في ميم نة الج يش الهاش مي وان ي قف‬
‫الخر في الميسرة ويطلق كل واحد منهما النار صوب الخر في ظلم الليل تم يصرخ اليمن في الجند الهاشمي النائم ليلً‬
‫قائل بأعلى صوته (أرموا… أرموا… جند ابن سعود هجم من اليسار) ويصرح اليسر بالقول نفسه (أرموا… جند ابن‬
‫السعود هجم من اليمين) فيباغت الجيش الهاشمي ويذبح بعضه بعضًا… كما أرسل النكليز وعصابة ـ آل سعود ـ عددا‬
‫من الجواسيس للتسلل إلى داخل صفوف جيش ـ عبد ال بن الحسين ـ ليبثّوا فيه الرعب والتخاذل ‪ ,‬كما استطاعوا أن‬
‫ير سلوا ب عض الجوا سيس للت سلل إلى المدا فع والرشاشات ال تي كا نت بحوزة هذا الخ ير لف سادها وجعل ها غ ير صالحة‬
‫للطلق… أضف إلى ذلك أن عبد ال بن الحسين لم يكن هو نفسه صالحا لقيادة الجيوش‪ ،‬لقد كان مترفًا عابثًا ولم يعد‬
‫للمر عدته من التدب ير والحنكة… فأغ ضب كثيرا من القبائل الموالية لبيه وفي مقدمتها قبيلة عتيبة في الحجاز‪ ..‬كما‬
‫أغضب بعض الشراف من أبناء عمومته وفي مقدمتهم الشريف ـ خالد بن لؤي ـ … واستطاع النكليز المؤيدون لبن‬
‫سـعود أن يسـتغلوا هذا الخلف ويسـتميلوا الشراف الغاضـبين إلى صـف ابـن سـعود كمـا اسـتمالوا القبائل الغاضبـة مـن‬
‫الشر يف ل صفه‪ .‬أ ما ع بد ال بن الح سين ف قد جعل كل اعتماده على الج يش النظا مي المزود بكل المدافع وال سلحة ال تي‬
‫اكت سبها أبوه من ترك يا بالضا فة إلى ما كان لد يه من بقا يا ال سلحة النكليز ية ال تي كان قد تزود ب ها ع ند ثور ته على‬
‫التراك ‪.‬‬
‫وهكذا ه بّ الجيش من نومه مذعورا وأخذ يصوب أسلحته إلى نفسه بدون وعي في ظلمة الليل فكان رصاص البنادق‬
‫وطعنات الخناجر تصيبه نفسه بنفسه وتحصده… وكان جيش ابن السعود ـ بقيادة ـ جون فيلبي ـ يكمن له من خلف‬
‫التلل والجبال المحيطة بالوادي الفسيح… وما أن أسفر الفجر حتّى رأى الجيش الهاشمي نفسه يضرب بعضه بعضا! ‪,‬‬
‫وق بل أن يف يق من هول ال صدمة فاجأ ته ع صابة ـ آل سعود ـ بالضر بة القاض ية ‪ ,‬ولم ي نج ع بد ال بن الح سين من‬
‫المعركة المهولة إل بالهرب هو وحرسه الخاص!… فاستولى الجيش النكلو ‪/‬سعودي على كل ما تركه الجيش الهاشمي‬
‫من سلح وخيام وأموال وغير ذلك‪ .‬ولم يقف الغدر النكليزي السعودي عند حد النتصار على عبد ال وجيشه بل أبى إل‬
‫أن يه جم على القريت ين ال كبيرتين ـ الخر مة وتر بة ـ ويق تل ال سكان المدني ين العزل ن ساءً وشيوخًا وأطفالً‪ ,‬ولم يك تف‬
‫بذلك بـــــــل نهـــــــب الماشيـــــــة وأحرق النخيـــــــل والمزارع واعتدى على العراض‪.‬‬
‫ل قد كا نت "تر بة" وا حة خ صبة ‪ ,‬وكان في ها أك ثر من مليون نخلة فأ صبحت ب عد تلك الواق عة مشوّ هة من كل جا نب!…‪.‬‬
‫ولم يسأل أحد نفسه يوما ما ذنب البرياء حتّى يقتلهم ـ ابن السعود ـ العميل بمثل تلك الطريقة الجرامية !‪ .‬وما ذنب‬
‫النخ يل والمزارع حتّى يحرق ها ا بن سعود ال ستعماري بتلك الطري قة البش عة ال تي ل يجيد ها ولم تعرف ها الن سانية إل في‬
‫تاريخ وعادة اليهود في جميع حروبهم‪ ..‬لقد أحصى مؤرخو ـ آل سعود ـ أنفسهم من مزوّري التاريخ من قتلوهم من‬
‫الطفال والن ساء والرجال والشيوخ في "تر بة" من ال سكان المدني ين العزّل ف قط ب ما يز يد على ثل ثة آلف ن فس‪ ،‬أزهقوا‬
‫أرواحهم غيلة وغدرًا ‪ ،‬وذلك خلف جيش الشريف عبد ال بن الحسين البالغ (‪ 40‬ألفا) الذين قتلوا جميعا ولم ينج منهم‬
‫إل ما يقارب الخم سمائة م من تمكنوا من الهرب مع ع بد ال!… والش يء المض حك أن يتد خل النكل يز ب عد أن أ خبرهم‬
‫الحسين بما صنعته عصابات ـ آل سعود ـ في جيشه وفي السكان المدنيين من مجازر! فبعث معتمد بريطانيا في جدة‬
‫"ولسن باشا" رسول!‪ ..‬هو المستر "جون فيلبي" إياه!… أرسله إلى صاحبه ابن السعود ليطلب منه التوقف عند هذا الحد‬
‫والعودة إلى نجد!‪ .‬ولم يسع ابن السعود إل أن يأتمر بأمر سيده فعاد من حيث أتى‪ ..‬ولكن بعد خراب تربة‪ ..‬أي بعد أن‬
‫حقق الهدف النكليزي‪ ..‬وكانت عود ته إلى نجد في ‪ 15‬رمضان سنة ‪ 1337‬هـ … لكن ذلك لم يزد الشريف حسين إل‬
‫تعن تا ضد النكل يز الذي قال عنهم أمام رسولهم ـ لور نس ـ (لع نة ال على النكل يز الذ ين ل يس ل هم من صديق سوى‬
‫شهواتهم)!‪.‬‬

‫(يتبع) فيصل كري‬

You might also like