You are on page 1of 2

‫لتحقيق أهدافك الالية‪ :‬الستثمار هو الفرع‪ ..

‬أما الدخار فهو الصل‬

‫ممد بن عبد ال القويز‬

‫كثيا ما نسمع الطراء والغبطة لفلن من الناس الذي استثمر بشكل جيد ما حقق له النجاح‬

‫ّما نسمع الطراء نفسه لشخص آخر تكن من موازنة دخله مع مصاريفه‬
‫والرفاه‪ ،‬ولكننا قل‬

‫والثابرة على الدخار بشكل مستمر‪ .‬بل ف كثي من الحيان ي‬


‫ُنظر للدخار بنظرة سلبية على أنه‬

‫ُل) أو (تقتي) أو (قعاطة)‪ .‬على الرغم من أن القيقة غي ذلك تاما‪ ،‬فالدخار هو الصل الذي‬
‫(ب‬

‫ّنك من الدخول لعال الستثمار ويدد البالغ الت تشغلها فيه‪ ،‬والفرد الذي يبدأ بالدخار‬
‫يك‬

‫مبكرا ويثابر عليه كثيا ما يقق عوائد متازة دون أن يتاج عوائد الستثمار الرافية (وغي‬

‫‪.‬الواقعية ف كثي من الحيان) الت يتغن با الكثي من الستثمرين الفراد‬

‫فلو افتضنا أنك تكنت أن تقتصد ف وجبة غدائك كل يوم عمل وتوفر ‪ 30‬ريال سعوديا فقط ف‬

‫اليوم‪ ،‬بعدد أيام الدوام ف السنة (نو ‪ 250‬يوما)‪ .‬ربا ل يكون ذلك بالكثي‪ ،‬ولكن لو أنك‬

‫شاب أو شابة ف مقتبل العشرينات من العمر‪ ،‬فإن لديك أفضل حليف للمستثمر‪ :‬وهو الزمن‪ .‬فلو‬

‫افتضنا أنك تستثمر ما توفره من قيمة غدائك (نو ‪ 7500‬ريال سعودي ف العام) كل عام بتوسط‬

‫عائد يبلغ ‪ 14‬ف الائة سنويا (والذي يقل عن معدلت العائد الت يطمح لا الكثي من الناس)‪،‬‬

‫‪ 40‬عاما‬ ‫ّي (أي بعد‬


‫‪).‬فسيصبح لديك أكثر من عشرة مليي ريال سعودي لدى تقاعدك ف سن الست‬

‫وبالطبع كلما تقدمت ف مسارك الوظيفي ومستوى دخلك فإنك ستكون قادرا على تنيب مبلغ أكب‬

‫لستثماره‪ .‬فبمجرد زيادة توفيك إل ‪ 1500‬ريال سعودي شهريا (فاتورة غدائك اليومي إضافة إل‬

‫‪ 24‬مليون ريال سعودي خلل الدة‬ ‫ّالك) فستحصل على ما يزيد على‬
‫ما تدفعه تقريبا لفاتورة جو‬

‫نفسها (‪ 40‬عاما)‪.‬وف هذا الصدد‪ ،‬كلما بدأت بالدخار مبكرا كان الوقت حليفك بشكل أكب‪.‬‬

‫ولنا ف ذلك مثال بسيط نقارن فيه بي عادات الدخار لشابي خلل حياتما‪ .‬فأحد الشابي‪:‬‬

‫(عبدالعزيز) يعمل ف مطعم وجبات سريعة ف الساء ويقضي معظم وقت فراغه ف القراءة وجع‬

‫‪ 15‬عاما ويستثمره ف سوق السهم بعدل‬ ‫الطوابع‪ .‬وهو يد‬


‫ّخر ألف ريال ف العام بدءا من عمر‬

‫عائد ‪ 12‬ف الائة ف العام لدة عشر سنوات‪ .‬وبعد السنوات العشر تلك يكتشف متعة السفر‬

‫ّخار أي أموال إضافية ويصرف كل دخله على إجازات ف إسبانيا‪ ،‬ولكنه‬


‫والصرف فيتوقف عن اد‬

‫ً ف السوق‬
‫‪.‬يبقي البالغ الت ادخرها ف الاضي مستثمرة‬

‫ّم) الذي بدد رواتبه ف أول حياته على مصاريف الوناسة‪ .‬ولدى‬
‫قارن حسابه بساب صديقه (دحي‬

‫ّم (أصبح اسه الن عبد الرحن) لوضعه عندما تقاعد والده على معاش‬ ‫بلوغه ‪ 40‬عاما تن‬
‫ّبه دحي‬

‫ّم وبدأ بتوفي عشرة آلف ريال سعودي كل سنة‬ ‫التأمينات الذي ل يكاد يكفي حاجاته‪ .‬فتنب‬
‫ّه دحي‬

‫‪.‬للعوام الـ ‪ 25‬التالية‬


‫من تتوقع من هذين الشابي جع مبلغا أكب عند بلوغه ‪ 65‬عاما (عند التقاعد)؟ الواب هو عبد‬

‫العزيز‪ .‬فعلى الرغم من أنه ل يوفر إل ألف ريال سعودي كل عام (أي ما مموعه عشرة آلف‬

‫ريال سعودي ف حياته‪ ،‬وهو البلغ نفسه الذي كان يدخره دحيم ف عام واحد) إل أنه تكن من جع‬

‫‪ 25‬عاما‬ ‫ّر لدة‬ ‫‪ 1.6‬مليون ريال سعودي عندما أدرك ‪ 65‬عاما‪ .‬بينما دحي‬
‫ّم من جهة أخرى وف‬

‫‪(.‬أو ما مموعه ربع مليون ريال)‪ ،‬ولكنه انتهى ببلغ أقل من الليون ريال‬

‫ورغم أن كل الشابي تكن من التوفي والستثمار‪ ،‬إل أننا نلحظ الفارق الكبي بينهما‪ .‬فأموال‬

‫‪50‬‬ ‫ّتها ‪ -‬ت تشغيلها واستثمارها لدة‬


‫عبد العزيز الت ادخرها من راتب شبابه – على قل‬

‫ِف إل ذلك أن عبد العزيز ل يسر كثيا بتوفي ألف ريال‬


‫ّم‪ ،‬أض‬
‫عاما‪ ،‬أي ضعف مدة استثمار دحي‬

‫ّم إل التضحية بكثي من أجل توفي عشرة آلف سنويا ف‬


‫سنويا ف مقتبل عمره‪ ،‬بينما اضطر دحي‬

‫‪.‬مراحل لحقة من حياته‬

‫أما ف الواقع‪ ،‬فتجد الكثي من الشباب ل يولون الدخار أي اهتمام حت يتقدم بم العمر قليل‬
‫ً‬

‫وتزداد عليهم السؤوليات‪ ،‬فيبدأون بالدخار متأخرا‪ ،‬ما يقلل من احتمال وصولم للى أهدافهم‬

‫الالية‪ ،‬أو يضطرهم إل تمل قدر أكب من الخاطرة بثا عن العوائد العالية ليحاولوا التعويض‬

‫عن الوقت الفائت بعوائد استثمارية أعلى‪ .‬ولكن كما يقول الثل‪" :‬ل يصلح العطار ما أفسد‬

‫الدهر"‪ .‬بل إن تمل ماطر إضافية على هذا النحو قد يكون سببا ف خسارة البلغ الدخر‬

‫‪.‬بأكمله‬

‫ّخار الهية نفسها الت توليها للستثمار‪ ،‬وأن تبدأ‬


‫لذا نقول إن النجاح يكمن ف أن تعطي للد‬

‫بالدخار منذ سن مبكرة بأن تعله جزءا من حياتك اليومية‪ .‬وهذا ليس بديد‪ ،‬فلو تفكر فستجد‬

‫أن معظم قراراتك اليومية تؤثر ف وضعك الال‪ ،‬سواء كان ذلك بطلب كوب كابوتشينو بعشرة‬

‫‪.‬ريالت أو بأخذ إجازة سنوية ف الارج‪ .‬وتذكر دائما قصة عبد العزيز وصديقه القرود دحي‬
‫ّم‬

‫عدد القراءات‪121 :‬‬

You might also like