Professional Documents
Culture Documents
1
من المفكرين والفقهاء وأساتذة الجامعات والمثقفين والمهتمين بالشأن العام،يطالب الدولة
بتحقيق المطالب العادلة لعموم الشعب ،وإقرار حقوق النسان ،واستقلل القضاء ،وفصل
السلطات وإنشاء مجلس للنواب ،وإصدار نظام فعال للجمعيات الهلية ،وإنشاء أجهزة رقابة
ومحاسبة ،تضمن حفظ المال العام وثروة البلد ومقدراتها ،وسلمة الخطط التربوية
والقتصادية والجتماعية والخارجية.
ونرفض المحاولت الدائبة والمتكررة من قبل الدعاء العام ووزارة الداخلية ،التي
دأبت على تشوه دعاة الدستور وحقوق الناس الشرعية ،من خلل ربطهم بدعم العنف أو
تبريره ،منذ اتهاماتا الملفقة لنا ولزملئنا ،سجناء الفوج الول من دعاة الدستور الثلثة
عشر،وصدور أحكام بالسجن على ثلثة منهم ما بين تسع وست سنين :أ.د/عبد ال
الحامد(أبو بلل) وأ.د/متروك الفالح والشاعر علي الدميني.لم ينقذهم من جورها إل إفراج
رجل الصلح الول:الملك عبد اللع بن عبد العزيز ،عنهم إثر توليه سدة الملك.
ومنذ سجن المجاهدين السلميين وهم الفوج الثاني من دعاة الدستور وحقوق الناس
الشرعية-1:أ.د/موسى بن محمد القرني -2والمحامي سليمان بن إبراهيم الرشودي-3 ،
وأ.د/عبد الرحمن بن محمد الشميري-4 ،و د/عبد العزيز السليمان الخريجي -5،وسيف
الدين فيصل الشريف -6وفهد الصخري القرشي-7 ،ود/سعود بن محمد الهاشمي المحامي
-8وعبد الرحمن صديق مؤمن خان وتاسعهم عصام بن حسن البصراوي الذي أفرج عنه
لمرضه العضال ،على نية تقديمه مع زملئه لمحاكمة صورية تلفق لهم فيها التهم الجنائية
التي يربطون فيها بالرهاب أو دعمه أو تبريره.
وهو مسلسل من المحاكمات الصوربة ،لن يمنعنا وقوفنا أمام القضاء من فضحه
والتنديد بجور القضاء نفسه ،الذي يصدر أحكاما سياسية جائرة على الناشطين من دعاة
الدستور وحقوق النسان ،لن تسيء إل للجهزة القمعية،التي ل تحترم استقلل القضاء،
لنؤكد لكم ياقضاة التمييز ومرتجى النصاف ،أن أي قاض أو قضاء غير نبيه ،لما تلفق
الجهزة القمعية لدعاة الجهاد السلمي ،سيكون حتما غير نزيه.
ولنؤكد مرة أخرى أن أي قاض يستهتر بحقوق النسان التي أقرها السلم قبل أربعة
عشر قرنا من توقيع الدولة على وثائقها ،ويهاجمها في صكوكه ،إنما ينفذ سياسة غير معلنة،
للقوى الظلم والثرة والستبداد،التي تحارب الصلح ،ويسهم في الحتقان ونفخ نار العنف
والتطرف ،سواء أكان يدري ل يدري ،وصكه يقول بعبارة رمزية :إن السعودية لم تصل بعد
2
إلى المستوى الذي يؤهلها لتكون عضوا في مجلس حقوق النسان العالمي ،فعلقوا عضويتها،
حتى تفيء القوى المعوقة للصلح إلى اليمان بحقوق النسان.
كما نعلن بأننا لم نتوكل عن أي متهم بالرهاب ،إل بصفتنا حقوقيين ،فالمتهم
بالرهاب ،ومجرمو الحروب وأسراها ،والمجرم السياسي أيا كان ،لهم حقوق أقرتها الشرائع
السماوية والرضية ،وكفلها نظام الجراءات الجزائية ،ونطالب وزير الداخلية بتقديم المتهمين
بالعنف إلى محاكمات علنية ،تتوافر فيه ضمانات القضاء العادل ومعاييره ،التي أجمعت عليها
المم وأقرتها الشريعة السلمية ،قبل أربعة عشر قرنا من توقيع المملكة معاهداتها ،ونذكر
الوزير-هدانا ال وإياه -إذا لم يجد من القضاة من يلزمه ،بأن هذه المواثيق الدولية ملزمة،
ونرفض من خلل هذه المذكرة ونفضح محاولت المدعي العام ومن وراءه ربطنا بالرهاب
من خلل إقحامه التهم الموجهة لمحمد الهاملي ،الذي توكلنا عنه بموجب صلة القربى التي
تربطنا به ،وكأنها تهم علينا.
ونعلن لكل محبي العدل والسلم أن الهدف غير المعلن لقوى المحافظة على الستبداد
والظلم من كل تلك التلفيقات والمضايقات؛ هو ضرب رموز الدستور والمجتمع المدني وحقوق
الناس الشرعية ووأد المشروع الصلحي.
3
عصور الشراق ،وقدم لها وعددها-ليؤكد أن السلم يدعم الستبداد والظلم والتخلف
ويسمح بانتهاك حقوق النسان ،وهي كما قال:
"وبناء على ما تقدم من بعد دراسة القضية ،وما جاء في الدعوى والجابة ،وأدلة
المدعي العام وقرائنه وإجابة المدعى عليهما؛ كان لزاما من ذكر ما يبني عليه الحكم ،ويؤصل
له من الصول الشرعية والنظامية :
أما الصل الول فهو الصل الشرعي ،وهو ان يكون النكار على الولة سرا
أما الصل الثاني في هذه القضية فهو حكم العتصام امام مقار الدوائر او مكان امراء
المناطق او ولي المر العظم لنكار منكر عام او منكر خاص لهذه الدوائر او بالمراء
المسؤلين في الدولة او الملك .
اما الصل الثالث في هذه القضية فهو سد الذرائع الموصلة للفساد او المجرئة عليه:
ومن ذلك سد ذرائع خروج النساء أو الرجال؛ بمثل هذه العتصامات ،لئل تجر إلى فساد
اعظم ونحوه مستقبلً.
اما الصل الرابع في هذه القضية فهو ان من له ادنى نظر يعلم اننا في زمن فتن كثيرة
من حولنا وفي داخلنا يتبين ذلك بما يحصل في بعض دول الجوار من النشقاق والختلف بل
والقتل واستغلل ضعاف النفوس زمن الفتن لتمرير الدعوة للمنكرات بأسم حقوق النسان
وحرية التعبير والتفكير ونحو ذلك من الشعارات البراقة المغرية بالمل الباعثة على الحترام
وهي في حقيقتها هجوم على الشريعة والحكام ل دعوة حقوق النسان.
اما الصل الخامس فهو ل يخفى ان الحدود تدرأ بالشبهات لكن التعزير يجب ان يكون
بالشبهات ،و يتوجه للتهمة كما ذكره اهل العلم في مظانه"
ثم وبناءا على هذه السباب قرر ما يلي :
أول /توجه التهمة القوية بتحريض المدعى عليهما المعتصمات على العتصام.
ثانيا /ثبت لدي إدانة المدعى عليهما برضاهما وتأيدهما لمثل هذه العتصامات
ثالثا /ثبت لدي إدانة المدعى عليهما بمحاولة اختراق الطوق المني ومحاولة حضور
التفتيش من غير سبب شرعي ول نظامي يجيز لهما ذلك بل هو حضور فضولي ل سبب له
لسيما مع حضور أقارب المرأة بل حصل كلم من عبد ال الحامد لرجال المن ومشاغلته لهم
أثناء أداء مهمتهم بالتهديد بالتصال بالقنوات الفضائية
ثالثا -نقول :
4
ان السباب والمبادئ التي بنى عليها فضيلة القاضي حكمه ،هي السباب التي
استخدمتها وزارة الداخلية – باسم الشرع – لسكات دعاة الصلح و منع الناس من حقوقهم
الشرعية في التعبير والحتجاج والنصيحة والتجمع والعتصامات السلمية وكافة أنواع التعبير
والحريات الشرعية ،ومنع السعوديون بموجبها من حقوقهم النسانية وتم الحكم عيهم
وزجهم بغياهب السجون عشرات السنين الماضية ،وكانت سببا مباشرا لظهور أكبر مجموعة
إرهابية على مستوى العالم أنتجت تهديد دول بأسرها ولم تسلم منها المملكة حيث شاهدنا
التفجيرات وأنواع الخروج على النظام ،ومع ذلك نرى الدولة تستمر في استخدام تلك
الدوات القمعية مرددة ذات السباب حتى رأينا الحق ينقلب إلى باطل ،والبرئ يتحول إلى
مجرم وذلك كما يلي :
ريم الجريش لم تكن مجرمة حينما اعتصمت سلميا أمام المباحث ،ولم تكن زميلتها
كذلك حينما اعتصمن أمام مبنى المارة بعد كتبت عشرات الخطابات وضاقت عليها وعلى
زميلتها الدنيا بما رحبت وهي تطلب حقا نص عليه نظام الجراءات الجزائية الذي تجاهل
أحكامه المدعي العام والقاضي فما جريمتها عندما تطالب بإ لفراج عن زوجها أو محاكمته
محاكمة علنية بضمانات عادلة..
نحن لم نكن مجرمين حينما استنجدت بنا امرأة محاصرة في الصباح المبكر وقمنا
بالتوجه لمسكنها وطلبنا من المباحث طلبا نظاميا نص عليه نظام الجراءات وهو إذن تفتيش
المنزل ..
التعزير الذي اشار إليه القاضي في أصله الخامس ل ينطبق علي قضيتنا بتاتا لن
المقصود بالتعزير الواجب هو التعزير في تهمة في حد من حدود ال ..بحيث يدرأ الحد
بالشبهة ثم يجب عندها التعزير ،ولكن في القضايا ألتي أصل عقوبتها تعزيرية فيجب أن
يفسر الشك لصالح المتهم .
أن القاضي أداننا بتهمة من عنده وهي الرضا بالعتصامات وذلك في قوله (ثانيا /ثبت
لدي إدانة المدعى عليهما برضاهما وتأيدهما لمثل هذه العتصامات ) .ولن هذه التهمة غير
منطقية أصل ،ول أساس لها شرعا أو نظاما ،لذلك لم ترد من دعوى المدعي ،وكيف
يحاكم الناس على رضاهم بأمور لم يثبت شرعا ول نظاما أنها جرائم .
لكل ما سبق :
5
نلتمس من مقام محكمة التمييز عرض ما قمنا به على الشرع المطهر ،وعدم تحميله
أكثر مما يحتمل ،والنظر إليه من خلل دوافعه ،وهي الحتساب ونصرة المظلوم ،وعدم
النسياق وراء دوافع اسكات دعاة الجهاد السلمي الذين يطالبون بحقوق الناس الشرعية،
وينكرون المنكرات السلطانية ،بنقض الحكم ،والوقوف موقفا يعلن به القضاء عن نزاهته
ونباهته.
مرتجى النصاف قضاة محكمة التمييز:
هذا هي زبدة الطعن في الصك ،وكان من المناسب أن نكتفي بها ،لكن القاضي هدانا
ال وإياه ،دس في صكه نصوصا من السنة مبتورة ،ومن أقوال اللماء فتاوى ،جعلها قواعد
قضائية ،وقعد فيه قواعد غريبة ،لم يسبقه إليها قاض ول فقيه ،فاحتوت حيثياته على زلت
كبرى ،نسبها إلى عقيدة السلف الصالح ،وكأن عقيدة السلف الصالح هلل يترأه الراءون
خلف الغيوم ،وهي إخلل في العقيدة ،فضل عن كونها إخلل بمبادئ السياسة الشرعية
العشرة ،فضل عن وسائلها المعتبرة ،في الشريعة المطهرة ،وهي تخالف قطعيات الكتاب
والسنة ،فضل عن نهج السلف الصالح من الصحابة السابقين ومن تبعهم بإحسان ،مخالفة
صريحة ،وفي هذه المذكرة بيانها ،وبال التوفيق
الحيثية الولى :ل يسوغ أن ينصح المير علنية إل بإذنه:
أ-تصرف أسامة بن زيد أمام عثمان بن عفان ليبطل أصل
شرعيا قطعيا طبقه الصحابة في عهد النبوة والشيخين أبي بكر
وعمر:
بنى القاضي حكمه على أن النكار على الولة يكون سرا لئل يجر إلى الفتن فقال هدانا
ال وإياه"الصل الشرعي ،وهو ان يكون النكار على الولة سرا ،لئل يجر إلى فتنة وبلبلة،
بل إلى سفك دم احيانا ،قال المام مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد قال قيل له أل تدخل
على عثمان تكلمه فقال اترون أني ل أكلمه إل أسمعكم ،وال لقد كلمته فيما بيني وبينه،
مادون أن أفتتح أمرا لأحب أن أكون أول من فتحه ،ولأقول لحد يكون علي أميرا أنه خير
الناس ،بعدما سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ((يؤتى بالرجل يوم القيامة ،فيلقى
في النار ،فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه اهل النار
فيقولون يا فلن مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكرً فيقول بلى قد كنت آمر
بالمعروف ول أتيه و أنهى عن المنكر وآتيه)) قوله ( افتتح امرا ل احب ان اكون اول من
6
افتتحه) يعني المجاهرة بالنكار على المراء في المل كما جرى لقتلة عثمان رضي ال عنه"
من كلم المام النووي رحمه ال".
وغفل القاضي وفقنا ال وإياه عن المور التالية:
=1بتر القاضي نص النووي ،وأخذ من ما يوافق هواه ،وترك ما عداه وأسقط قول
النووي رحمه ال "وفيه الدب مع المراء واللطف بهم ووعظهم سرا وتبليغهم ما يقول الناس
ليكفوا عنه ،وهذا كله إذا أمكن ذلك ،فإن لم يمكن الوعظ سرا والنكار؛ فليفعله علنية ،لئل
يضع أصل الحق" (انظر شرح النووي صحيح مسلم ( )18/118باب حفظ اللسان) .فكلم
النووي رحمه ال ل يصح الستدلل به إل على مشروعية المناصحة السرية إذا كانت الطرق
إليها ميسورة ،وليس فيه جانب خوف وخطورة ،ولم تكن الحجب مقامة والبواب موصدة،
فإذا لم تتوافر هذه الصورة ،فل بد من علنية النكار بأي صورة سلمية ،لكي ل يضيع الحق
.
=2إنكار المنكرات سلطانية أو مجتمعية ،ومشروعية المر بالمعروف والنهي عن
المنكر باليد واللسان قاعدة شرعية قطعية ،وركن من أركان العقيدة السلمية ،ل تخصص ول
تقيد إل بماهو قطعي من الكتاب والسنة يخصص أو يقيد.
ل صحة لتأويل القاضي هدانا ال وإياكم وإياه؛ فيما ذهب إليه لنه يخالف قاعدة
قطعية؛ هي مشروعية النصح والنكار والمر بالمعروف والنهي عن المنكر (كنتم خير أمة
أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)النصيحة ل ولرسوله ولئمة المسلمين
وعامتهم والصل علنية المر بالمعروف والنهي عن المنكر.
=2وإنكار المنكرات السلطانية هو ماجرى عليه الصحابة في عهد الشيخين أبي بكر
الصديق وعمر بن الخطاب رضي ال عنهما ،وليس زيد بن ثابت بأفضل منهما ،ول يصح
تقييد مبدأ المر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسرية؛ بناءا على هذا الثر.
بل إن الصحابة رضوان ال عليهم كانوا ينكرون على المراء أي خروج عن السنة
المتواترة ،كعدم رفع اليدين في الدعاء ،فلما قام مروان بن الحكم خطيبا فرفع يديه في
الدعاء؛أنكر عليه من أنكر بقوله قبحها ال من يدين لم يكن يرفعها النبي صلى ال عليه
وسلم إل بدعاء الستسقاء ثم عقب على المنكر أحد الصحابة بقوله أما هذا فقد أدى ما عليه.
وما فعله أسامة بن زيد منقوض بما فعله جمهور الصحابة ومنهم عائشة والزبير
وطلحة وأبو ذر وعمر بن الخطاب وعمار بن ياسر وغيرهم كثير هو النكار العلني ،فقد
7
أنكروا علنية على بعض الخلفاء والمراء ،كعمر وعثمان وعلي فضل عن معاوية ومروان
بن الحكم ،محفوظ منها في كتب الحديث والسير؛أكثر من مئة موقف ،ولقد أنكرت عائشة
رضي ال عنها على عثمان رضي ال عنه جهارا وعلنية حيث قالت"خصصت بيت مال
المسلمين لنفسك وأطلقت أيدي بني أمية على أموال المسلمين ووليتهم البلد وتركت أمة
محمد في ضيق وعسر قطع ال عنك بركات السماء وحرمك خيرات الرض".فكيف يترك
القاضي الطريق اللحب ،ويتصيد الشوارد؟ .ومن ذلك إنكار عمر بن الخطاب وعائشة وأبي
ذر وعبادة بن الصامت وعبد ال بن مسعود رضي ال عنهم بعض التصرفات المالية
والدارية والخطط السياسية ،بل ومعارضتهم إياها ،ورفع صوتهم بذلك.
=3مانسبه إلى أسامة بن زيد لم يصح فقد ضعفه أهل الحديث ،ومنهم المام أحمد بن
حنبل رحمه ال ،فالحتجاج به باطل ،ولو افترضنا أن فيهم من قواه لبطل به الستدلل أيضا،
لن القاعدة الصولية تقول :ما داخله الحتمال بطل به الستدلل.
ليس أسامة بن زيد مشرعا من قبل الحق جل وعل الذي قال في المر بالمعروف
والنهي عن المنكر حيث (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض .والية تمتد أفقيا نحو
ولية الخ على أخيه أو على أخته ورأسيا من الكبير على الصغير ومن الحاكم على المجتمع
ومن المجتمع على الحاكم.
ومن المعروف –في علم أصول الفقه-أن الصحابي إذا خالف غيره ،لم يقدم الخذ
برأيه على من هو أعرف منه بالسنة.
= 4وقد التبس على القاضي وفقنا ال وإياه ،مسألة إنكار المنكر باليد والحسام،
وإنكاره بالكلم والعتصام ،لن هذا التفسير الذي إنما هو شرح من المام النووي ،وليس
رأيا له تبناه ،وهو-على كل حال -مخالف لظاهر النص الذي ساقه ،ويقصد به عدم جواز
النكار بحمل السيف والسلح.
فالنصوص والواقف متظافرة؛ على وجوب النكار ،وإنما الخلف في جواز النكار
باليد ،أما النكار باللسان ،فلم يقل بعدم وجوبه أحد ،كما بين الشيخ عبد ال بن محمد بن عبد
الوهاب في جواب أهل السنة.
=5أما مناصحة الحاكم علنية فهذا قد ثبتت عن جمع من الصحابة ل يمكن ردها
بشرح النووي رحمه ال لهذا الحديث ،وهو شرح ألفاظ ،وليس استباطا لقاعدة في فقه
السياسة الشرعية ،لن المام النووي كابن حزم والفقهاء المويين ،من صقور الفقهاء الذين
8
أوجبوا الشورى ،وأجازوا إنكار المنكرات السلطانية باليد .ول يصح رفض هذه النصوص
المتواترة عن صحابة رسول ال.
وندعو القاضي-هدانا ال وإياه-إلى أن يراجع نفسه ،لنه بذلك يسقط مرتبة عظمى
من مراتب المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،تبرر للناس التقاعس عن إنكار المنكرات
السلطانية باللسان.
9
فيخلو به فإن قبل من فذاك و إل كان قد ادى الذي عليه له)) فقدضعفها كثير من أهل العلم.
فقال الشيخ شعيب الرناؤوط وهذا اسناده ضعيف لتقطاعه ،وشريح بن عبيد الحضرمي لم
يذكروا له سماعه من عياض ول من هشام
وقد حذف منها القاضي -هدانا ال وإياه-ما يدل ل على ضعفها ،بل على أنها
موضوعة ،فهي بتمامها" ...أو لم تسمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من أرادأن
ينصح بسلطان بأمر فل يبدأ له علنية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإل كان
قد أدى الذي عليه له وإنك ياهشام لنت الجرئ إذ تجزئ على سلطان ال فهل خشيت أن
يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان ال تبارك وتعالى(.انظرمسند المام أحمد بن حنبل (
)3/403حديث رقم( .)15369ترى لم لم بسأل القاضي نفسه ،عن عبارات مثل:سلطان ال،
وقتيل سلطان ال ،هذا حديث موضوع يا أيها القاضي الفاضل ،ل يجسد خليفة إسلميا ينيبه
الشعب ويراقبه ويحاسبه ،بل يجسد فرعونا وقيصرا ودكداتورا ،يدعي أن ال هو الذي وله،
وأنه ل يحاسبه إل إياه.
ول ندري لماذا خلط القاضي الصل الثابت بالزيادة الضعيفة ،ول لم حذف من الزيادة
ما يدل على زيادتها،ليحكم بما لم يثبت منها على ما ثبت فيوهم بأنها جميعها صحيحة؟.
إن من له أدنى نظر بعلم الجرح والتعديل وبنقد المتن وبأصول الفقه ومبحث التعارض
والترجيح ،يدرك أن هذه الزيادة شاذة مرسلة.
بل الحديث الصحيح ..أن عياض بن غنم رأى نبطا يشمسون في الجزية فقال إني
سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ((إن ال تبارك وتعالى يعذب الذين يعذبون
الناس في الدنيا))رواه المام أحمد في المسند ( )3/404رقم (،)15370قال الشيخ شعيب
الرناؤوط :إسناده صحيح على شرط مسلم .وهذا دليل على إنكار عياض بن غنم علنية
على من عذب النبط ،وهذا يتوافق مع ما قام به النسوة المعتصمات لنكار التعذيب في
السجون.
=2ول ندري كيف يقدم الدعاة اليوم السلم ،عندما يجدون مثل هذا الصك ،الذي
يسوغ الظلم ويجرم إنكاره ،بل ول ندري كيف تحارب المبريالية والعلمانية بمثل هذا الخطاب
الديني المحرف الديناصوري المتكلس المتخلف .بل ول ندري كيف يقنع أهل العنف بإلقاء
السلح ،والتزام السلوب السلمي في المطالبة بالتغيير ،وإنكار المنكرات السلطانية ،وهم
10
يجدون قضاء يجرم المر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان ،ويجرم مطالبة وزارة
الداخلية وتقليم أظافرالبوليس ،الذي ينهش ويفترس ،من دون رقيب ول حسيب إل ضميرها؟
وبمثل هذه الترهات ضاعت مبادئ السياسة الشرعية ،وصار في الشورى قولن ،وفي
التعذيب ثلثة أقوال ،وصار إنكار المنكرات السلطانية من مثيرات الفوضى والفتن..
=3إن القول بالسرية حق من حقوق السلطان ،ضرب لحقوق النسان بحقوق السلطان،
ولم يقل بذلك أحد من الصحابة ،بل الذي ثبت عن صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم
خلفه ،كما ذكرنا عن عمر بن الخطاب وعائشة والزبير وطلحة بن عبيد ال وعلي بن أبي
طالب،وغيرهم كثير.
ج= القول بأن من حق السلطان أن ل ينصح إل سرا؛
باطل:
ومضى القاضي في استثمار النصوص الضعيفة والمتشابهة لضرب مقاصد الشريعة
القطعية ،التي دلت عليها الدلة الصحيحة الصريحة لفظية ومعنوية ،فقال أيضا" :واخرج ابن
ابي عاصم في كتاب السنة باب كيفية نصيحة الرعية للولة من طريق شريح بن عبيد قال قال
عياض بن غنم لهشام بن حكيم ألم تسمع قول الرسول صلى ال عليه وسلم ( من اراد ان
ينصح لذي سلطان فل يبده علنية ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك و إل كان قد
ادى الذي عليه له) و اسناده صحيح كما قال اللباني في تخريجه لكتاب السنة".
والرد على ذلك من وجوه:
=1ماذكره القاضي عن ابن أبي عاصم وكتابه السنة باب كيفية نصيحة الرعية للولة
من طريق شريح بن عبيد فهو ليس حجة فابن أبي عاصم ليس من الخلفاء الراشدين ول من
التابعين.أما هذا الحديث الذي ذكر القاضي أن اللباني صححه ففي تصحيحه نظر .فقد طعن
في صحته كثير من المحدثين ،بطعون يعرفها من له إلمام بعلم الحديث والجرح والتعديل ،ول
نطالب القاضي بأن يكون من علماء الجرح والتعديل ،ليعرف هذه الطعون ،ولن نرهق هيئة
التمييز بها،ولكننا نتساءل :لماذا يترك النصوص والمواقف المشهورة الصحيحة ،ويبحث عن
الدلة ذات الشكال أو الحتمال ،لماذا ترك أقوال علماء الحديث الكثيرة التي تضعف هذا
الحديث وذهب إلى قول أحدهم ،واللباني رحمنا ال وإياه من من عرف بالتساهل في تصحيح
الحديث.
11
وثمة نصوص كثيرة صريحة من كتاب ال وصحيح السنة المتفق عليها توجب المناصحة
لولة المر مطلقا ولم تفرق بين العلنية والسرية بل إن منهج النصح السري لم يرد إل في
فترة ما بعد العهد النبوي والراشدي ،والنصوص والمواقف تقرر أن العلنية هي الصل ،وهذا
يدل على أن القاضي ضاق ذرعا بالنصوص المحكمات ،فلجأ إلى المتشابهات.
=2من ذلك ماجاء في قبول المصطفى صلى ال عليه وسلم العتراض على مايقوله
أو يفعله ورده على الحجة بالحجة وعدم غضبه لذلك وهو من قبول النصيحة علنية وذلك
كثير ومنها ،كقول بعضهم له عليه الصله والسلم "ماعدلت يامحمد وأقسم بالعدل يامحمد
أمام الناس" وقول أحدهم له صلوات ال وسلمه عليه "ألنه ابن عمتك" ،ولم يقل لهم لم
تجابهونني علنية ولم تعترضون على أحكامي علنية".
ولم يقل عمر بن الخطاب ول أحد من الصحابة للمرأة التي اعترضت على رغبته في
تحديد المهور :هل همست في أذن زوجتي ،بدل من نصحي علنا ،أو اسكتي ول تعرضي
نفسك للتكشف والقول فيك ،والزمي بيتك فإن صوتك عورة.
بل إن عمر بن الخطاب لم يقل لمن قال له في المسجد :إن انحرفت قومناك بسيوفنا،
إبل قال قولته الشهيرة :الحمد ل الذي جعل في أمة محمد من يقومني.أفل يسع القاضي
الستدلل بهذه المواقف المضيئة ،بدل من التنقيب عن الحاديث المنقطعة والضعيفة؟
=3قال صلى ال عليه وسلم :إذا هابت أمتي أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منها "
أل يقال للبوليس والمباحث التي تعذب الناس اتقوا ال ،بيننا وبين الحاكم بيعة شرعية على
العدل والشورى ،ل على الظلم والستبداد ،فل تنقضوها باسم الحفاظ على المن ،فإن العدل
أساس المن ،وإن الظلم مصدر الفتن .
وما ورد في مسلم بسنده عن صالح بن كيسان عن الحارث عن جعفر بن عبد ال بن
الحكم عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي عن رافع عن عبد ال بن مسعود أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال ":مامن نبي بعثه ال في أمة قبلي إل كان له من أمته حواريون
وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم أنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون مال يفعلون
ويفعلون مال يقولون ويفعلون مال يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم
بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من اليمان حبة خردل "
صحيح مسلم كتاب اليمان 20/باب بيان كون النهي عن المنكر من اليمان ج 80وقد ذكره
البخاري .وهذا الحديث ل يلزم منه اثارة فتنة ول تعارض بينه وبين الصبر على جور الولة
12
وليعني ترك المر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ينطبق بالتأكيد على تعذيب المباحث
للسجناء الواردة اسماء بعض قريباتهم في الصك.
د-منهج السلف الصالح هو إنكار المنكرات السلطانية
علنية ،ومن نسب إليهم غير ذلك فقد غفل:
ولم يكتف القاضي بذلك ،بل نسب منهج النكار السري إلى السلف الصالح فقال" :قال
المام عبد العزيز بن باز رحمه ال تعالى (:وليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولة
وذكر ذلك على المنابر لن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف
ويفضي إلى الخوض الذي يضر ول ينفع ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما
بينهم وبين السلطان والكتابة إليه والتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى
الخير".....
وما قاله القاضي هدانا ال وإياكم وإياه غير صحيح ،ولكن التبست عليه المور ،وبيان
ذلك كما يلي:
=1أننا أمام إنكار أفعال سياسية ولسنا أمام إنكار أفعال فردية يقوم بها أفراد ل يقوم
بها الحاكم بشخصه يعود أثرها عليه ل على المن ،وهذه الفعال تفعلها المباحث بضرب
السجناء وتعذيبهم ،وحتى لو كان ذلك من دون علم وزير الداخلية ،ول رضاه؛ فإنه مسئول
أمام الشعب اليوم وأمام ال غدا عن ما يقترف موظفوه.
=2أن النكارالحاصل في هذه العتصامات ليس إنكارا على تصرف فعله الوالي بنفسه،
وإنما هوعلى فعل مارسته هيئات تدعي أن ما تفعله هو مقتضي أمر الوالي ،ول يتوقع منه
أن يقره ،ولكن يتوقع أن يغفل عنه ويمره ،ويتوقع أن تدافع هذه الجهات عن أخطائها ،وتفر
عن المحاسبة ،ول يمكن معاجة أخطائها سرا.
أم أن هذه النصوص التي تقطع بمشروعية النصح العلني غير صحيحة ،أم أن للحكام
منزلة أعلى من منزلة النبي صلى ال عليه وسلم وصحابته السايقين على العموم ،وخلفائه
الراشدين على الخصوص ،الذين أقاموا معالم الحكم الشوري العادل ،او عاشوا في ظلله؛ أما
الذين عاشوا في ظلل الجور والجبر فقد تأثر فكرهم السياسي بهذه الظلل
ويعلم القاضي هدانا وإياه أن ولة المر يرفعون شعار عمر بن الخطاب :ل خير فيكم
إذا لم تقولوها ،ول خير فينا إذا لم نسمعها ،في كل مناسبة ،ويقولون بمل أفواههم إننا نلتزم
منهج الكتاب والسنة ،نصا وروحا ،فهل لدى القاضي تعميم سري يقول :ليجوز النكار علينا،
13
ونعلم أن ذلك مشتهر منذ عهد الملك عبد العزيز رحمنا ال وإياكم وإياه،حتى هذا الوقت في
عهد خادم الحرمين الملك عبد ال ،رجل الصلح الول ،وفقنا ال وإياكم وإياه ،فهل لدى
القاضي تعميم سري بخلف ذلك.
ولم نعلم أنهم رفضوا النصيحة العلنية أو أنهم نهوا عنها .وصدور مثل هذه التبريرات
من القاضي؛ يفضي إلى إختلل العلقة الطبيعية بين الحاكم والشعب ،فوق أنه زلة في
العقيدة ،تقدم نمطا من الفكر القضائي والسياسي؛ يسئ إلى سمعة العلماء والقضاة في هذا
البلد ،فضل عن إساءته إلى الفكر السياسي والقضائي السلمي ،عندما يقدمه سادنا قلعة
الستبداد والطغيان.
=3خلط القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه بين مفهومين للنصيحة:
فالنصح للناس له معنيان:
الول :النصح بالمعنى العام ،معناه الخلص والحتساب ،وهو ما ذكر في قول الرسول
صلى ال عليه وسلم"الدين النصيحة ،قلنا لمن يا رسول ال؟ قال :ل ولرسوله ولئمة
المسلمين وعامتهم " ،وكما في قوله تعالى على لسان شعيب" نصحت لكم ولكن ل تحبون
الناصحين".
الثاني :توجيه الناس وإرشادهم في أمور دنياهم وأخراهم.
=4خلط القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه بين نوعين من النصيحة:
الول :قيام فرد أو جماعة بنصح فردا أو مجموعة معينة من الناس في أمر من أمور
دنياهم أو أخراهم ،في أمر روحي كالصلة ،أو مدني كالعفة والزكاة ،فهذا النمط يسن فيه
البدء بالسرار ،كما قال الشافعي رحمنا ال وإياكم وإياه:
وجنبني النصيحة في الجماعه تعهدني بنصحك في انفـراد
من التجريح ل أرضى استماعه فإن النصح في الخوان نوع
الثاني-:قيام فرد أوجماعة بنصح الحكام والولة في أمور المسلمين عامه وهذا واجب
بإتفاق الصحابه رضي ال عنهم ويدل عليه ماحصل من أبو بكر وعمر مع الرسول صلى ال
عليه وسلم وماحصل من عمر مع أبو بكر ومن عائشه مع عثمان ومع علي ومن الزبير
وطلحه وعمار وغيرهم رضي ال عليهم لكن لم يقل أحد من سلف المة في فجر السلم؛
بوجوب الكتفاء بالنصح السري .في نصح الفراد والجماعات ،فضل عن نصح سلطان من
14
السلطين ،وهذا النوع لم يقل أحد من سلف المة الراشدي ،ل بوجوب بدئها بالسرار ،فضل
عن وجوب الكتفاء به.
=11ولنعلم أن أحد قال إن إنكار المنكرات المعلنة يكون سرا ،من السلف في العهد
الراشدي ،أما من عداهم فأقوالهم إنما تساق للستشهاد والعتضاد ل للتعويل والعتماد ،وما
أجمع عليه الشيخان أبو بكر وعمر ،ل يضرب بما فعله اللحقون ،ول ندري من أين جاء
القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه بهاتين القاعدتين الجديدتين في فقه السياسية الشرعية:
-1إيجاب كون النصيحة سرا.
-2اشتراط إذن السلطان عند إنكار المنكر.
على أن النصح السري للسلطان طريق ذو وعثاء ،ل يكاد يدرك غوره إل من سبره،
ولعل القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه؛ لم يجرب هذا الطريق أو لم يستنبط عبرا ،من تجارب
الذين جربوه،كالشيخ محمد الفهد الرشودي والشيخ عبد ال بن قعود والدكتور عبد ال
الركبان ،وغيرهم كثير.
واستنباط العبر شاهد مبين على ضعف جدواه ،وتقرير الدكتور محسن العواجي عن
التعذيب شاهد كالشمس.
=12إن المنكرات التي تم إنكارها منكرات مرتبطة بأقارب ذوي المعتصمات ،من جهة،
وهي عامة على كثير من السجناء من جهة أخرى ،ويشترك في وجودها وتكاثرها وترك
إنكارها وترك كشفها كل من هيئة الدعاء والتحقيق والقضاء ول سيما عندما يقر القضاء
اعترفات السجناء تحت التعذيب ،وجهة عدم إنكارها ،إن القضاة بتدليسهم يقرونها وبذلك
يدعون أجهزة وزارة الداخلية لتكرارها.
وفي إعلن النصيحة فائدتان:
أولهما تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها الناصح من تعريض الناصح للذى المحتمل
أو الواقع
ثانيهما أن يعرف الناس المنكر من المعروف ،لكي ليقال إن التعذيب جائز في السلم،
وإن سجن التضييق شرعي،واغترار الرأي العام بظاهر سلوك الناصح السري ،واعتبارهم أن
ما يفعله الحاكم ل منكر فيه ،أو أنه منكرات بسيطة ينبغي احتمالها.
فسكوت القضاة والفقهاءعن هذه الفظائع نقطة سوداء في سيرهم ،ولن ينجو من
خزيها الدنيوي والخروي إل من أنكرها علنا ولذلك نجد التاريخ السلمي لم يحفظ لنا إل
15
أسماء وأفعال المصلحين المنكرين علنا من سلفنا الصالح من صحابة رسول ال وتابعيهم
باحسان إلى يومنا هذا.
=12إنكار المنكرات السلطانية يختلف عن النصيحة ،لن الخلفة والمارة والمامة
الشرعية عقد اختيار بين الناس والحاكم ،مشروط بالعمل بكتاب ال وسنة نبيه محمد صلى
ال عليه وسلم ،فطاعة الحاكم مقيدة طاعته بطاعة ال ،كما جاء في الحديث الصحيح "لطاعة
لمخلوق في معصية الخالق".وكما قال أبو بكر رضي ال عنا وعنكم وعنه" أطيعوني ما أطعت
ال فيكم ،فإذا عصيته فل طاعة لي عليكم" ،وليست طاعة ال هلل يختلف في رؤيته
الراءون ،فل طاعة لفرد مخصوص إل لنبي معصوم ،كما صرح الفقهاء كابن تيمية .ومقتضى
البيعة على الكتاب والسنة ركنان نص عليهما الفقهاء ،هما كالقائمتين للبيعة الشرعية:
-العدل -وشورى عرفاء المة.من أجل ذلك نص الفقهاء على أن عمر بن عبد العزيز رضي
ال عنا وعنه؛ لم يصبح خليفة شرعيا إل عندما شاور وعدل.
وآيتا سورة النساء فيصل في وجوب التزام الحاكم بمشورة أولي (الرأي)/المر/أهل الحل
والعقد/العرفاء ،فهل تعذيب البشر والتضييق عليهم في السجون من طاعة ال،أو من المصالح
المرسلة من التفصيل ،وهل هو من ما وقع بمشاورة الحاكم أهل الحل والعقد ،من أصحاب
البصائر السياسية والقتصادية والتربوية.
إن إصرار الحاكم على التعتيم على التعذيب ،ورفضه تقديم المتهمين بالتعذيب إلى القضاء،
واستهتاره بدعوة المحتسبين له بفتح ملف حقوق النسان ،من نواقض البيعة الشرعية .تلك
أمور ل تخفى على طالب علم ،فكيف تخفى على قاض يقضي في أموال الناس وأعراضهم
ودمائهم ،من أجل ذلك نعتقد أنها كبوة جواد ،ولكل جواد كبوة ،ونذكر بالحديث الصحيح الذي
حذر من زلت العلماء ÷،ونذكر بأن هذه الزلت أمور محتملة التكاثر ،في أي قضاء دون
ضمانات تضمن استقلله ،ومن دون مجلس نواب وفصل بين السلطات الثلث ،وسلطة شعبية
تتمظهر عبر الجمعيات الهلية.
=13غفل القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه عن بديهية أخرى في السياسة الشرعية؛ هي
أن المامة عقد وكالة وإنابة ،فهل يجوز بمقتضاها أن يستبد الوكيل بأمر موكليه ويصبح
وصيا عليهم ،وينتهب مالهم ويتصرف في أمور تربية أبنائهم وتعليمهم وإدارة شئونهم
وأنسالهم وأعراضهم ودمائهم وحيواتهم وفق مايراه مصلحة لهم ،قد تكون حقيقية وقد تكون
16
متوهمة ،ثم يسجن من قال له اتق ال ،ثم يأتي قاض ليقره على مافعل ،فيكون المستجير
بالقاضي من ظلم الوالي ،كما قيل:
والمستجير بعمر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار
=14وغفل القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه عن حقيقة أخرى ،يدركها عامة الناس ،وهي
أن ما قامت به النساء من اعتصام ،ليس من باب النصيحة فحسب ،بل هو مطالبة بالحقوق،
ولم يقل أحد ل من الفقهاء ول من الجهلء إنه يجب أن يلتزم الناس السلوب السري في
مطالبة السلطان بحقوقهم.
إن القضاء عندما يجرم المطالبات العلنية بالحقوق؛ إنما يفتح الباب الموارب للعنف.
=15لقد أبعد القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه النجعة ،عندما قال" إن السرية في نصح
السطان من حقوقه مالم يسمح بالعلنية في نصيحة بأي طريقة يرضاها" ،هذه الزلة ليست خطأ
قضائيا عاديا ،ول رأيا غير معتبر في السياسة الشرعية فحسب ،بل خطأ في العقيدة ،يؤدي
إلى تعطيل مبدا المر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ويؤدي إلى تأليه الحكام ،الذي ورد
التحذير عنه في كتب التوحيد والتفسير ،في تفسير آية:اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من
دون ال ،كما ذكر الفقهاء والمفسرون كالقرطبي والبغوي وابن جرير وابن تيمية ومحمد بن
عبد الوهاب ،من أجل ذلك نرجو أن يتذكر القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه أن ذلك كالشمس في
رابعة النهار وأن ل فالمر كما قيل:
وليس يصح في الذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وقد فصلنا هذه القضية في الكتب والبحاث التالية:
-1مناهج الصلح الثلثة :د/عبد ال الحامد
-2الكلمة أقوى من الرصاصة.
=3مناصحة الحكام :أ.د /عبد الكريم الخضر
-4مفهوم ولي المر في السلم /عبدالرحمن الحامد
ثانية الحيثيات:
أ=العتصامات والمظاهرات من أسباب الفتن والشرور
والظلم وليسب هي الوسط بين النبطاح وحمل السلح:
قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم" :اما الصل الثاني في هذه
القضية فهو حكم العتصام أمام مقار الدوائر او مكان امراء المناطق او ولي المر العظم
لنكار منكر عام أو منكر خاص لهذه الدوائر او بالمراء المسؤلين في الدولة او الملك؛[فقد]
17
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه ال وسائل الدعوة؟ وهل من يموت فيها يعتبرشهيدا؟
الجواب "ل أرى المظاهرات النسائية والرجالبة من العلج ،ولكن ارى انها من اسباب الفتن،
ومن اسباب الشرور ومن اسباب ظلم بعض الناس ،والتعدي على بعض الناس بغير حق.
ولكن السباب الشرعية :المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق السلمية
الطرق التي سلكها اهل العلم ،وسلكها اصحاب النبي صلى ل عليه وسلم واتبعهم بإحسان،
بالمكاتبة ولمشافهة مع المير والسلطان والتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير
في المنابر وغيرها بانه كذا وصار فيه كذا وال المستعان.
وقال رحمه ال ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب
شرعظيما على الدعاة فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست الطريق الصحيح للصلح
والدعوة .فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي احسن".
ولقد أخطأ القاضي في الستدلل بكلم الشيخ ابن باز.لن ما قصده الشيخ ابن باز
رحمنا ال وإياه هو كل مظاهرة أدت إلى الفتنة أو شر أو ظلم أو تعد على الناس وحقوقهم
وما قامت به المعتصمات سواء سمي تجمعا أو اجتماعا أواعتصاما أومظاهرة ،إنما هو
اعتصام محدود العدد ،للمطالبة بوقف تعذيب أزواجهن ،وقد أدى إلى تحقيق مصلحة
شرعية،لهن ولزواجهن لم يمكن تحقيقها بالوسائل الخرى من مناصحة سرية ومكاتبات،
وقد منه رفع الظلم والتعدي على ذويهم والتجمع والمطالبة بالحقوق وذلك من سائل الضغط
وتكوين رأي عام من خلل إعلم مستنير مسئول ،وإعلن ذلك يؤدي إلى تقليل تجاوزات
البوليس ،وهو إسهام فعال في خفض حدة الحتقان المؤدية إلى الفتنة والعنف ،وهذا من
أسباب درء المفاسد التي حرص عليها الشيخ ابن باز.
من ما يدل على ذلك أن النساء لم يسرن في الشوارع هاتفات كاشفات.
ب -أما الحتجاج بأحداث الجزائر فحجة على القاضي
وليست له.
ويمضي القاضي في تبريره قمع المظاهرات والجتماعات فيستدعى العلمة ابن
عثيمين رحمنا ال وإياه كما استدعى العلمة ابن باز واحتمى به فقال" :وسُئل الشيخ محمد
بن عثيمين رحمه ال ما مدى شرعية ما يسمونه بالعتصام بالمساجد وهم كما يزعمون
يعتمدون على فتوى لكم في احوال الجزائر سابقا؛ انها تجوز ان لم يكن فيها شغب ول
معارضة بسلح او شبهة ،فما الحكم في نظركم وتوجيهكم لنا؟ الجواب اما انا فما اكثر ما
18
يكذب علي ،واسأل ال ان يهدي من كذب علي ،وأن ل يعود بمثلها والعجب من قوم يفعلون
هذا ،ولم يتفطنوا لما حصل في البلد الخرى ،التي صار شبابها على مثل هذا المنوال ،ماذا
حصل لهم هل انتجوا شيئا؟ بالمس تقول اذاعة ان الذين قتلوا من الجزائريين في خلل ثلث
سنوات بلغوا اربعين الفا ،اربعون الفا!! عدد كبير خسرهم المسلمون من اجل احداث مثل هذه
الفوضى ،والنار كما تعلمون أولها شرارة ثم تكون جحيما ،لن الناس إذا كره بعضهم بعضا
وكرهوا ولة امورهم حملوا السلح مالذي يمنعهم؟ فيحصل الشر والفوضى ،وقد امر النبي
صلى ال عليه وسلم من رأى من اميره شيئا يكرهه ان يصبر وقال (( من مات على غير
امام مات ميتة جاهلية)).
((الواجب علينا ان ننصح بقدر المستطاع ام ان نظهر المبارزة والحتجات علنا؛ فهذا
خلف هدي السلف ،وقد علمتم الن ان هذه المور ل تمت إلى الشريعة بصلة ،ول إل
الصلح بصلة ماهي إل مضرة .الخليفة المأمون قتل العلماء الذين لم يقوملوا بقوله في خلق
القران قتل جمعا من العلماء واجبرالناس على ان يقولوا بهذا القول الباطل ،ما سمعنا عن
المام احمد وغيره من الئمة ان احدا منهم اعتصم في أي مسجد ابدا ول سمعنا انهمك كانو
ينشرون معايبه من اجل ان يحمل الناس عليه الحقد والبغضاء والكراهية .ول نؤيد
المظاهرات او العتصامات او ما أشبه ذلك ،ل نؤيدها إطلقا ،ويمكن الصلح بدونها ،لكن ل
بد ان هناك اصابع خفية داخلية او خارجية تحاول بث مثل هذه المور )) اهـ.
وقد وقع ما حذر منه الشيخان من حمل السلح والتفجير والقتل فرحمهما ال ما ابعد
نظرهما واشد حذقها وما اسدهما للذرائع الموصلة للفتن فرحمهما اله رحمة واسعة ،ومثل
ذلك فتوى الشيخ صالح الفوزان حفظه اله تعالى ،والشيخ صالح بن غصون رحمه ال تعالى،
والشيح عبد العزيز الراجحي حفظه ال تعالى .وغيرهم كثير"
وتسبيب القاضي فيه نظر ،ومن الواضح أن القاضي بعد أن احتمى بسور السلف
الصالح وخوفنا من أحداث الفتنة في عهد عثمان بن عفان رضي ال عنه ،استرسل في سياق
أحداث الجزائر ،وأخذ يفسرالمواقف ،من دون بصيرة ،في علم السياسة ول يعلم الحضارة ول
يعلم الجتماع السياسي ،ومن أجل ذلك صار يقرأ نصوص الكتاب والسنة من دون زجاجة ول
مشكاة ،وكان حريا به إذن الخطأ والغلط .كما يلي من نقاط:
19
=1وكلم القاضي في هذه القضية غير صحيح جملة وتفصيل لن ترك إنكار المنكرات
العامة وتكميم الفواه عن الصدع بكلمة الحق هو السبب الرئيس الذي يقف خلف كثير من
الفتن التي حصلت في البلد العربية وليس النكار العلني.
=2وينبغي للقاضي أن يتفطن لهذه الحقيقة التي غفل عنها كما أن ما حصل من النكار
على الخلفاء الراشدين جميعا من قبل الصحابة لم يؤد لما ذكر من الفتن إنه من المعلوم في
جميع النظم السياسية أن إتاحة المجال للتعبير السلمي إنما هو صمام أمان عن وقوع
النفجارات السياسية .إن ما استنتجه القاضي مخالف لما فهم صحابة رسول ال صلى ال
عليه وسلم حينما سمحوا بالنكار العلني والنصيحة العلنية فهل من بعدهم أفقه منهم ،وهل
موجبو سرية النصح أحرص منهم على استتباب المن في المجتمع السلمي ؟.
=3القاضي يستدل بالفتاوى النية والنطباعية ،التي جاءت جوابا لسؤال موجه محدد،
والفتاوى ليست أحكاما وقواعد وأدلة يبني عليها حكم قضائي لن الحكم الشرعي ثابت مستند
إلى قاعدة قضائية ،أما الفتوى فهي متغيرة تدور حسب ظروفها التية ،وهي غير مستقرة
على قواعد ،والفقهاء السعوديون على العموم والرسميون منهم على الخصوص ،ليسوا من ذ
1وي البصائر في اتلسياسة الشرعية ،ول في أليات الدولة الحديثة ،والدليل الواضح على ذلك
أن جهاز القضاء الذي أداروه ،يعاني من معوقات كبرى ،وخلل في ضمانات العدالة والنزاهة.
وهم في عديد من الحالت يفتون بتحريم شيء بالمس أو بتجريمه ،وعندما تفعله الدولة
يسكتون عنه أو يبررونه.ول أدل على ذلك من الفتاوى التي ظهرت حين ظهور لجنة حقوق
النسان عام 1413هـ بالتحريم ثم ما لبثت أن أجيزت فيما بعد ،وكما وقع لكثير من المور ل
تخفى على مطلع.
والشيخان ابن باز وابن عثيمين كغيرهما من من سلك هذا المسلك ،ول يحتج بهما على
صريح الكتاب والسنة ،ول على قواعد السياسة التي ثبت نجاحها في كل أمة وملة ،بل يحتج
لهما،فليس كلمهما كإجماع الصحابة ليحتج به ،والفتوى ليست قضاء ول يستدل بها في
القضاء وذلك لن الواجب على القاضي العمل بما نص عليه الكتاب والسنة وبما التزم به ولي
المر من معاهدات وأنظمة ذلك أن القاضي يلزمه أن يحكم باجتهاده ل باجتهاد غيره وينبغي
له أن يسبب بنصوص القرآن والسنة ل بأقوال الناس.
=4وقد تجاهل القاضي أننا لم ندع النساء إلى العتصام ول إلى المظاهرات وأنهن
النسوة اعتصمن من أنفسهن،معترضات على تعذيب المباحث أزواجهن مطالبات بإيقاف
20
التعذيب وإحالة ازواجهن للقضاء للحكم بما انزل ال من عدل وإنصاف ،فهل المطالبة بتطبيق
حكم الشرع في نظر القاضي جريمة مخزية أوفعل حرام؟ ولسنا أمام نصيحة ..وإنما هؤلء
النسوة يطالبن بوقف تعذيب المباحث لزواجهن وإحالتهم لشرع ال المطهر .الذي يرتضيه كل
مسلم.
أما إن كثيرا من الفقهاء من أهل العصور الماضية لم يتعرفوا على مدى نجاح الوسائل
السلمية في صيانة الدولة و المجتمع من الضعف والنحلل والطغيان ،فلم تكن ترسخ في
ثقافتهم أعراف سياسية ،لترسيخ الحكم الشوري العادل وصيانته ،ومراقبة الحاكم ومحاسبته،
تكون وسطا بين حالة الستسلم وحالة حمل لسلح وهذا يبدو أن فضيلة ل يعمله حين ذكره
عن المام احمد رحمه ال وتكرر النكار على المباحث وليس على الحاكم.
ولمزيد من بيان حكم العمل السلمي في السلم نرفق الكتب والبحاث التاتلية:
=1حكم المظاهرات والعتصام في السلم :د/عبد الحميد المبارك
=2حقوق النسان في السلم :د/عبد ال الحامد(أبوبلل)
21
الرجال ويعذبون ،وقد يتهمون بالعنف ،ولن يجدوا من يطالب بحقوقهم أو بإحالتهم إلى
القضاء فلم يجدوا بدا من التوقف عن هذه الخطوة.
وحينما وجدت النساء أن أزواجهن وآبائهن معتقلين ويعذبون في معتقلتهم وأن
الرجال الباقين من أقاربهن عاجزين ،وأن الوسطاء من العيان والفقهاء مردودين ،ولن
تجدي شفاعتهم شيئا لجأن إلى العتصام لنهم يعلمن أن المباحث لن يستسهلوا اعتقالهن،
ول تعذيبهن ،فضل عن تلفيق التهم عليهن ،ولو اعتقلوهن ،لثاروا النار في هشيم جاهز من
التوتر ،فإن أولياء المور في هذا البلد سيعلمون بذلك لنه سينتشر وحيث إن أولياء المور ل
يرضون بذلك العتقالت فإنهم سيأمرون بإطلق سراحهن لنه ل يمكن للمباحث أن تلبس
المر في موضوع هذه النسوة أو أن يقال عنهن أنهن إرهابيات أو أنهن يردن الفساد.
فمن باب سد الذرائع قامت النساء بهذا العتصام حتى ل يستفحل المر فيتبرم جميع
الناس الذين تصلهم بهؤلء المعتقلين صلة قرابة ،والمهتمين بالشأن العام ،وقد يؤدي المر
إلى تفاعلت ،تصب في تردي العلقة بين ولة المر والشعب،ولذلك فإنه من باب سد الذرائع
قامت النساء بهذا الفعل حتى يقفل الباب عن أي فعل يحتمل أن تؤدي إليه حالة الضيق التي
يحس بها أولياء أمور هؤلء المعتقلين.
إن تطبيق القاضي المقلوب لقاعدة سد الذرائع؛ ل يدل على إدراك صحيح لها أصوليا،
ول على إدراك لواقع الدولة الحديثة ،ولمزيد من إيضاح الصورة ،سنبعث الكتب والبحاث
التالية:
=1منهج فقه الكتاب والسنة/المصباح في زجاجة ومشكاة :د./عبد ال الحامد(أبوبلل).
22
ومايتوقع حصوله ومايحصل من تفجيرات والمخرج من الفتن؛ ليس في إعلن إنكار
المنكر على السلطان في الشوارع ،إن كان ثم منكر وليس في تعداد أخطائه على المل ،لنه
في زمن الفتن بعض النفوس مستشرفة لها متطلعة إليها ،تطيش بعض العقول فيها ،ل بل
تكون مدافعة الفتن بكثرة في العبادة ،والعتصام بحبل ال جميعا ،وبيان المنكر سرا وتكرار
ذلك سرا ،حتى يقضي ال جل وعز امره.
إذ المظاهرات والعتصامات وإعلن المنكرات وإن كانت سلمية حسب الزعم لكنها
الشرارة الولى لما بعدها ،خصوصا وقت الفتن .والفتنة إذا اقبلت تشبهت وإذا ادبرت تبينت،
نسأل ال العفو والعافية".
ونقول وبال التوفيق:
=1أن هذا التعبير الذي ذكره القاضي هدانا ال وإياكم وإياه؛فيه مصادرة على المطلوب
كما يقول علماء الصول وذلك لنه من المسلم به عند الجميع أن تكميم الفواه سبب رئيس
من أسباب العنف ولذلك قال الرئيس المريكي السبق :أي دولة تجعل التعبير السلمي
مستحيلً تجعل التغيير الثوري حتميا .وهذه حكمة والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو
أحق بها.
ولذلك فإنه ينبغي للقاضي أن يدرك ماهي حقوق النسان ،قبل أن يهاجمها ،وأن يدرك
أن أهمها استقلل القضاء عن هوى الولة ،وضمان حقوق المتهم والسجين ،ووجود أجهزة
تراقب الدارة والتربية وسبل صرف بيت المال ،وأن يدرك هو ومن ليزال يعيش في ظلل
نظرية ولي المر العظم(،وفق المصطلح الذي ابتدعه)أن العتصامات ليست سببا للفتن ومن
يقرأ في تاريخ الشعوب والحضارة؛ ليدرك أن سبب الفتن تكميم الفواه ومنع التعبير السلمي
عن الرادة سواء في العتصامات أو غيرها من وسائل التعبير والرفض السلمية.
ولذلك فإنه ينبغي تشجيع مثل هذه الفعال ل تجريمها أو تحريمها وإن مراجعة التاريخ
السياسي لجميع الدول المعاصرة تلهم كل منصف أن تلك الدول التي كانت تعتمد على سياسة
تكميم الفواه ومنع التعبير السلمي دول زالت أو تصدعت بينما الدول التي منحت المجال أمام
التعبير السلمي فإنها دول قويت وتماسكت والتحمت فيها القيادة بالشعب وخير مثال لذلك ما
حصل للدولة السلمية في عهد الخلفاء الراشدين حيث فتحت باب التعبير السلمي على
مصرعيه بينما وجدنا دولة الفرس والروم قد تهاوت وسقطت بسبب اعتمادها لسياسة القمع
والرهاب الفكري على شعوبها .
23
ولذلك فإن ما استدل بها القاضي من أحوال الدول المجاورة لم يكن ليحصل ما حصل
منها إل بسبب سياسة القمع وتكميم الفواه وعدم السماح بالتعبير السلمي فيها ولذلك حصدت
الضعف والفقر والفتن أما الدول المجاورة التي سمحت بالتعبير السلمي عن الراء والفكار،
وحاسبت المقصرين في وضح النهار ،وأتاحت المجال لذلك فإنها ل تزال دول متماسكة قوية
لم تزدها مثل هذه الساليب السلمية إل قو ًة وتمكينا.ونأمل أن ل يغيب ذلك عن إدراك
القاضي ،فإن لم يتذكر :
فليس يصح في الذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
=2وأغرب من ذلك كله ما اشار إليه وسماه بالصل الرابع من حقوق النسان فقد
اشرنا آنفا إلى أن ولة المور وقد اقروها ،ووقعوا وثائقها الدولية ،فإن كان يرى أنها تخالف
الشريعة ،أو تسيء إلى المن،،فليكتب اعتراضه لهم عموما ،ولخادم الحرمين الشريفين
خصوصا ،وليكتب نصحه أيضا في العلم ،لكي تبرأ ذمته أمام المة.
وقد أشار دعاة الدستور وحقوق الناس الشرعية مرارا؛ إلى أن غالب القضاة ل
يفقهون حقوق النسان في السلم ،وأنهم بذلك يخلون باستقلل القضاء ،ويصبحون من
مفترسي المحتسبين ،بدل من أن يكونوا من من ينصفهم.
=3والقاضي غافل أيضا عن ما وقعته الدولة من وثائق عالمية ،تذكرالمسلمين
والمراء والقضاة والفقهاء الغافلين عن مبادئ السياسة الشرعية ،بما نسوه من معالم
دينهم،ومن أجل ذلك غفل عن أن الوالي وفقنا ال وإياكم وإياه قد سمح بالعتصام والتظاهر،
من خلل توقيع المملكة على عديد من الوثائق التي تشرع التظاهر والعتصام ،وذلك بتوقيع
المملكة على التفاقيات التالية:
أولها :اتفاقية العلن العالمي لحقوق النسان عام ( )1947التي أقرت فيها الدول الموقعة
بحق شعوبها بالعتصام والتظاهر وإنكار التعذيب خاصة والتضييق في السجون عامة.
ووفاء المسلمين بالعقود ملزم بنص القران الكريم (وبرفقه ميثاق حقوق النسان الذي وافق
عليه خادم الحرمين الشريفين .
ثانيها :إعلن القاهرة حول حقوق النسان الذي اعتمدته منظمة المؤتمر السلمي (
5اغسطس عام 1990م ) .
ثالثها :اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعامله أوالعقوبة القاسية او الإنسانية
او المهينة (في نوفمبر 1997م).
24
رابعها:الميثاق العربي لحقوق النسان الذي تمت الموافقه عليه في القمة العربية في
تونس عام 2004م.
وهذه التفاقيات تشمل على مجموعة من الحقوق التي لبد من النص عليها في
النظمة والتشريعات المحلية .
وبانضمام المملكة إلى هذه المعاهدات الدولية تصبح هذه المواثيق والعهود جزء من
أنظمة الدولة المرعية ،وتعتبر جزء من المادة 70من النظام الساسي للحكم.ويجب ان تستند
إليها المحاكم حسب نظام الجراءات والمرافعات الشرعية الملزمة للقضاء ,ومع ذلك لم يلتزم
بها فالقاضي.لعدم معرفته وعلمه بها.
حيث سمح الحاكم بذلك ووقع على ذلك في وثائق دولية وعربية ملزم حفطه ال
بتطبيقها باعتبارها عقودآ أمر ال عز وجل بالوفاء بها بقوله عز وجل "يايها الذين آمنوا
أوفوا بالعقود" الية إليها بالتفصيل .ومعنى ذلك أن القاض يمشي من دون مسطرة ،فتارة
يرفض النصيحة العلنية ،ويعتبر رفضها من الشريعة ،وتارة وكالة الدكتور المبارك رفضها
أخذا بالنظام ،وتارة يرفض النظام نفسه ،إذا لم يوافق هوى وزارة الداخلية ،ويعتبر رفضه له
من باب تطبيق الشريعة.
خامسة الحيثيات التعزيرات تكون بالشبهات ،ول تطبق فيها
قاعدة البراءة الصلية:
قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم" :كما ظهر لي ان عبد ال
الحامد على علم بتفاصيل هذا العتصام ،حيث ذكر ان المعتصمات لبسن أكفانا ،فهو على علم
حتى فيما تحت عباءاتهن بل أن لبس الكفان يدل على العتصام قد يتطور ولو وصلت المور
إلى الموت ،فهذا هو شأن لبس الكفان فهو للغزاة وخاصة القادة ،لتحريض من تحتهم من
الجند على القدام".
وقال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم" :حكمت بما يلي:
أول /توجه التهمة القوية بتحريض المدعى عليهما المعتصمات على العتصام.
ثانيا /ثبت لدي إدانة المدعى عليهما برضاهما وتأيدهما لمثل هذه العتصامات.
ومعنى ذلك أن المدعي العام لم يستطع أن يثبت على عبد ال الحامد شيئا ،إذن كيف
يحكم عليه بالسجن ستتة أشهر ،السبب أن العقوبة تثبت بمجرد التهمة ،وهذا هو ما سماه
الصل الخامس من حيثيات الحكم ،فقال هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم "اما الصل
25
الخامس فهو ل يخفى ان الحدود تدرأ بالشبهات لكن التعزير يجب ان يكون بالشبهات ،و
يتوجه للتهمة كما ذكره اهل العلم في مظانه ولن مسألة تفتيش المنازل محكومة بالمادة رقم
46من نظام الجراءات الجزائية وهي ( يتم تفتيش المسكن بحضور صاحبة او من ينيبه او
احد افراد اسرته البالغين المقيمين معه) وعبد ال الحامد ليس نائبا لريما الجريش ووجود
افراد بالغون من اسرة ريما المقصودة بالتفتيش .وايضا مسألة التعذيب حكومة بانظمة تمنع
ذلك في المادة رقم 35ولن الطريقة الصحيحة للبلغ عمن سجن بصفة غير مشروعة او
في مكان غير مخصص للسجن محكومة بنص المادة رقم 39من نظام الجراءات الجزائية
وهي ((لكل من علم بوجود مسجون او موقوف بصفة غير مشروعة او مكان غير مخصص
للسجن او التوقيف ان يبلغ هيئة التحقيق والدعاء العام ...إلخ))فهي بتبليغ الجهات
المختصة ،ل عن طريق العتصامات ،ولن الطلع على برنت التصالت التي تمت سابقا
ليس من التصنت ،لن التصنت هو الستماع إلى الكلم خفية،وهذا ما لم يحدث بل الذي حدث
هو التفتيش بعد القبض على المدعى عليهما على ما اجرياه من اتصالت ولم تسجل فحوى
تلك التصالت حتى يكون تنصتا.
نقول وبال التوفيق:
=1ما سماه القاضي هدانا ال وإياه الصل الخامس من ان التعزير يجب ان يكون
بالشبهات ،زلة من زلته الكبرى ،تخالف مخالفة صريحة قول النبي صلى ال عليه وسلم لن
يخطئ المام بالعفو خير من يخطئ بالعقوبة أو كما قال عليه الصلة والسلم وهذا في حق
ال عز وجل أولي أي من الحق العام.
=2إن القاضي تبنى كل لئحة الدعاء ،وصار خصما يوجبه التهم بمجرد الشهوة
والرغبة وليس بناء على أدلة قطعية ولظنية بدليل أنه لعبدال وعيسى ول النساء قلن بأنهم
حرضوهن على ذلك فبأي دليل توجه هذه التهم القوية عليهما أم أنه بدليل الهوى والشهوة
والتعطش لصدار أحكام بايقاع العقوبة بعيدا عما يجب أن يلتزم به القاضي من محاولة تلمس
العدل والنصاف ،ولكن هذا ليس بمستغرب منه فهل يستطيع أن يحكم ببراءة أشخاص رغبت
المباحث ووزارة الداخلية في تجريمهم .
وأغرب من ذلك تجريمهما على الرأي ،كما اعترف القاضي ،فقال"ثبت لدي إدانة
المدعى عليهما برضاهما وتأيدهما لمثل هذه العتصامات.
26
اننا لول مرة نسمع حكما في شريعة السلم بمعاقبة النسان على فكرة ورأي .وهذا
يفتح باب شر على المسلمين بافتتانهم بآرائهم وأفكارهم ومعاقبتهم على ذلك وهل يعرف
القاضي أن أحدا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أومن التابعين لهم باحسان من
السلف الصالح حكم على أنسان لنه مقتنع برأي أو يعتقد بفكرة وهل حاكم النبي صلى ال
عليه وسلم من خالفوا رأيه أو جرمهم وهل فعل ذلك الخلفاء الراشدون.
ال يعلم القاضي أن ما حصل من التعذيب لمام أهل السنة أحمد بن حنبل بسبب ابتداع
افتتان الناس بأفكارهم ومعتقداتهم ولذلك حصل في ذلك شر عظيم..
وحري بالقاضي أن يلتزم منهج السلف الصالح في القضاء ،الذي ينص على الحكم
على الفعال والسلوك لعلى الراء والفكار- ,لو افترضنا أن العتصام والمظاهرة جرم-وأن
يتقي ال ربه في ذلك ،فحرية الرأي والتعبير والتفكير مبدأ من مبادئ العقيدة السلمية،
جسده وقرره شيوخ السلم والحكام على مر الدهور ،كالحسن البصري وعمر بن عبد العزيز
وعبد ال بن الزبير ،وصابر لجله أحمد بن حنبل وابن تيمية.
هاهو القاضي يجسد صورة القضاء السعودي ،الذي طالب الدستوريون اللف/دعاة
حقوق الناس الشرعية والجهاد السلمي ،في خطاباتهم المتتابعة منذ خطاب "رؤية لحاضر
الوطن ومستقبله" ،وبمثل هذا الصك تبرز الدولة صورتها في مجلس حقوق النسان العالمي
من دون ماكياج ول رتوش.
27
أتصل بها عبد ال وطلب منها أن تطلب محاكمتهم شرعا وعلنيا ،وكذلك وجود محامين وأنها
اتصلت عليه مرة أخرى أنه طلب منها عدم النسحاب والستمرار على ما هن عليه
وتشجيعهن.
كما اتصل عليها خالد العمير الذي أخبرها أنه من طرف عبد ال الحامد وأن خالدا
حاول إعطاءها رقم أحد القنوات الفضائية وأنه اسمعهن مقطعا من قناة الصلح ،وأنه إذ[ا]
لم تنجح هذه المطالبات سيزودها بأرقام هيئات ومنظمات حقوق النسان في الخارج.
وذكرت أنها تلقت اتصالت من بعض الوكالت والجرائد والقنوات ،ولتعرف كيف
وصل الرقم لهم.
وأن عبدال الحامد ذكر لها بعد خروجهن من السجن أنهن حققن انتصارا ،أن هذه
خطوة ممتازة ودعا لهن".
وأنه طلب من مي الطلق في المرة القادمة؛ الذهاب إلى مقر إمارة المنطقة ،وأنه
يشجعهن ويهنئهن وأن والد زوج ريما الجريش طلب من عبد ال الحامد؛ عدم التدخل في
موضوع ابنه ولفي قضيته ،وأنه موقوف لدى ولة المر وهم أدرى بمصلحته وأنه كان لعبد
ال الحامد دور رئيس في تشيعهن على ما قمن به وفي التحريض على الخروج.
وتعتقد أنه هو من قام بإرسال رقم جوالها إلى الجهات التي وردت منها التصالت
على جوالها أن عيسى الحامد حضر إلى منزلها في 3/7/1428هـ وأخبرها أن عبد ال هو
الوكيل الشرعي ،وطلب منها أن تطلب من أي شخص يتعرض لها أن يذهب إلى عبد ال
الحامد ،وأن المسدسات التي عثر عليها في منزلها وعددها ثلثة عائدة لزوجها الموقوف،
وأنها حاولت إخفاء المسدسات داخل المفرش وتمت خياطته وفي داخله المسدسات أن
السلحة التي عثر عليها داخل الحوش لتعلم عنها شيئا.
وأنها اتصلت بعبد ال الحامد عند المداهمة للحضور لمساعدتها وأن عمها عبد ال
الجريش وأخاها كانا حاضرين أثناء المداهمة ،وأن ما قامت به من اعتصام كان دون علم من
محارمها ،أو إذن من زوجها أو من أبيه ،أو أي شخص أخر من أسرتها ،و أنها وقعت ضحية
تغرير من أشخاص مشبوهين".
نقول وبال التوفيق:
28
=1الواقع أن ريما الجريش لم تجد من ينصفها أو يستمع منها أو ينصفها من القضاة
ولمن أعضاء هيئة التحقيق والدعاء العام ول من غيرهم وذلك بسبب عدم قدرتهم على
انصافها بالفراج عن زوجها أو إحالته إلى محاكمة علنية ،ذات ضمانات عدلية.
ولذلك حاولت جاهدة أن تبحث عمن يكون عونا لها في مطالبتها في حقوقها بعد أن
تخلى عنها من كان يفترض فيهم أن يكونوا حراس العدالة والنصاف من قضاة وأعضاء
هيئة التحقيق.
والقاضي يتجاهل أن المباحث لحقت أخويها لما حملها إلى المحكمة وشهدا على
توكيلها المحامي عبد ال الناصري وهو عاجز عن حمايتها ،لتقوم بشهادتها ،ولذلك لم يجرؤ
على طلبها للشهادة ،مع أنها قد تبين للقضاء أن اعترافاتها اعترافات إكراه ،والقاضي أيضا ل
يستطيع أن يحمي المظلومين من أنياب المباحث ،وفوق ذلك يردد :النصيحة سرا ،مع أنه لم
يستطع إبعاد المباحث الذين دخلوا مكتبه ،وطفقوا يسجلون أسماء الداخلين عليه،في كراس
عليه شارة البوليس ،ولم يستطع أن يشير إلى ذلك في الصك ،ونحن قلنا له :إن المباحث
تهدد ريما الجريش بكرة وعشيا ،إن قالت الحقيقة ،وإنها ل تستطيع توكيل محام ،فكيف
يستطيع قاض حماية المظلومين-،وقد جثم ظالموهم في مكتبه ،لنه أمامنا قوي وأمامهم
ضعيف،كما قيل:
أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر
وهو عندما يهاجم دعاة حقوق النسان ،يدافع عن جلديه وجلدي الشعب
كما أن هذه الحيثية تبين بصورة جلية أن عبد ال الحامد لم يأمر العتصام ولم يعلم به
إل بعد وقوعه فكيف يحكم القاضي بتوجيه التهمة القوية بالتحريض على العتصام مع أن
القرائن القوية-التي ساقها القاضي نفسه من اعترافات ريما -تبين أنه لم يعلم به إل بعد
حصوله.
ب=حضور الوكيل ليصحح إقرار مكره:
وقال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم :كما ظهر لي التناقض في
بعض اقوال المدعي عليه عبد ال الحامد فمثلً هو يقدح بإقرار ريما الجريش بعده قوادح
وذكر منها ان رئيس هذه المحكمة صادق على اقرارها بدون وجود محامي عن المراة أو
وكيل لديه او اثناء التحقيق ،ولما عرضت عليه اقواله فى هيئة الدعاء قدح بها مع انها تمت
29
بحضور وكيله الذي ارتظاه بل رفض التحقيق حتى حضور الوكيل واجل التحقيق حتى حضور
الوكيل.
الواقع أن القاضي ل يعرف واقع السجون ،وما فيها من تضييق وقذارة ،لنه ل يدرك
أن من شروط صحة القرار أن يكون السجن للتعويق ل للتضييق ،ولو أدرك ذلك واستحضره
لكف عن إصدار أحكامه القاسية ،وهو على كل حال مسلوب الستقلل والحصانة و الحقوق،
عندما داست المباحث هيبة مكتبه ،وحلت محل طاقم مكتبه ،فعلم ننتظر منه الدفاع عن
حقوقنا ،وقد سلبت حقوقه.
وهو ليستطيع أن يزور السجون ،ليدرك أن إقرار ريما باطل في كل قانون بشري،
وهو ل يستطيع إل أن يعتبر رجال الشرطة الذين قبضوا علينا شهودا ل خصوما ،وفوق ذلك
يعتبرهم من رجال الحسبة بدل منا ،وفوق هذا وذاك يعتبرهم عدول ،ويرفض أن يمهلنا لبيان
جرحهم!!.
ج=التعلق بالقرائن الهشة:
وقال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم :وبعد الطلع على نسخه
إقرار أحمد الحسني المرفق بالمعاملة بأنه حضر إلى عبد ال الحامد يستشيره في أقاربه
الموقوفين وذلك في استراحة عبد ال الحامد وأنه أي عبد ال الحامد قال له :تواصل مع هذا
الرجل يعني محمد البجادي أن محمد البجادي أرشده لتزعم مطالبة سلمية حتى تزعم أحمد
الحسني تجمع واعتصام نساء وأطفال أمام مبنى إمارة المنطقة[منطقة القصيم] بتاريخ
19/8/1428هـ.
وبعد الطلع على سجل التصالت في جوال الثاني وجدت أنه أتصل بالمرأة ريما من
هاتفه الجوال في يوم العتصام 2/7/1428هـ عشرين مرة ،وأن الول أجرى في يوم
العتصام بالمرأة ريما اتصالت من هاتفه الجوال مرتين وفي اليوم التالي له مرة وفي اليوم
التالي ثلث مرات وأربع مرات بمي الطلق إحدى المشاركات في العتصام .وفي يوم التفتيش
لمنزل ريما مرة ووجدت أن المرأة ريم اتصلت بالول يوم العتصام خمس مرات وبالثاني
ثلث مرات ،أنها في اليوم التالي اتصلت بالول مرتين وفي 4/7/1428هـ مرة وأنها اتصلت
بالثاني في غير يوم العتصام عدة مرات .كما وجدت أن المرأة مي الطلق اتصلت بعبد ال
الحامد عدة مرات بعد يوم العتصام وبعيسى الحامد مرة واحدة.
نقول وبال التوفيق :والرد على ذلك من وجوه:
30
=1قامت المعتصمات بالعتصام من دون علم عبد ال وعيسى الحامد ،ومهاتفتهن
إياهما إنما كانت بعد العتصام ،وهو يدعوان إلى المطالبة بمقاضاة السجناء مقاضاة شرعية
بدل من استمرار التضييق والتعذيب بالسجون ،فهل يترتب على ذلك عقوبة عليهما كما أنه
يجدد مطالبة الصلحيين وزير الداخلية ،وفتح ملف حقوق النسان ،وتقديم المتهمين بالتعذيب
إلى القضاء ،فإن لم يفعل فهو راض عنهم.
وشتان بين رضا دعاة الدستور وحقوق الناس الشرعية كعبد ال وعيسى الحامد عن
العتصام ،الذي طالبت المعتصمات فيه بوقف التعذيب ،ورضا وزير الداخلية عن التعذيب،
فمن هو الجدر بالمثول أمام القضاء دعاة الدستور وحقوق الناس الشرعية والجهاد السلمي
المتهمون بالرضا عن العتصام ،أم وزير الداخلية الساكت عن المتهمين من موظفيه
بالتعذيب؟.
أما ما نسب إلينا من أننا طالبنا مي بنت عبد الرحمن الطلق بالتوجه للمارة في
العتصام الثاني،فهو أمر لم يثبت ،ولوثبت لما كان جريمة ،لنه يتطابق مع النظمة ،بل إن
النظمة تدعو اليه وفق سياسة الباب المفتوح،بل إن النظمة العربية والسلمية والعالمية
التي وقعت عليها الدولة ،تقرر العتصام والتظاهر والتجمع السلمي.
=2ومن غرائب فقه القاض أنه يقرر أن للمراة ذمة مستقلة ،ثم يطالبها بمشاورة
أقاربها كوالد زوجها وعمها‘ لكي يستبعد عبد ال الحامد.
=3إقرارات أحمد الحسني لم يدع بها المدعي العام وهذا اخلل بالجراءات القضائية
كما أن إرشاد عبد ال الحامد بمراجعة البجادي دليل على أنه لم يرشده للعتصام .أما
التوجيه بالتزام شخص فل يعتبر أمرا بما أمر به ذلك الشخص أوبما فعله .وأوضح مثال لذلك
قصة أبو بصير حينما أمره النبي بالخروج من المدينة وعدم قبوله البقاء بها ،وقام أبو بصير
بما قام به ،ولم يقل أحد أن النبي صلى ال عليه وسلم نقض عهده مع المشركين ،بما فعل
أبو بصير.
=4التصالت الهاتفية مجرد أرقام ظهرت في البرنت دون تحديد مضمون المكالمات
كما أن عدم اعتبار ماقامت به المباحث من التصنت المحرم؛إنما هو هوى وشهوة من القاضي
وال فان الطلع على أرقام في الجوال يعتبر تصنتا فل يجوز العمل به وأحكام الشريعة
السلمية والنطاق السلمي للحكم في المملكة العربية السعودية يجرمان هذا الفعل.
31
وبديهي أن القاضي هداناال وإياه قد تعمد مخالفة تعاليم الشريعة السلمية وصريح
النظام ليثبت صحة الحكم الذي نطق به ،فوضع نفسه موجها للتعاليم الشرعية وواضعا لقاعدة
قضائية ولتطبيقها معا ،وهذه نتيجة طبيعية للجتهاد المنفلت من الضوابط ،التي تنوب فيه
الضمائر عن دقة المساطر ،وذلك مفسد للنظمة المرعية وقد فعل ذلك من أجل أن يبين أن
عمل المباحث أو هيئة التحقيق صحيحا ومعنى هذا أنه أصبح خصما يساند هيئة التحقيق،
لحكما بين خصمي،ول يكون تصرف المباحث والشرطة شرعيا؛ :إل لو أصدر قاض مستقل
مذكرة بذلك.
د=القاضي يقع في حبائل فزاعة الرهاب
قال القاضي"وبعد الطلع على محضر تفتيش عن مواد متفجرة لمنزل ريما الجريش
وذلك يوم التفتيش 5/7/1428هـ وجدت أنه ضبط ثلث مسدسات وثلثة رشاشات وعدد
خمسة صناديق طلقات أسلحهة مختلفة وجهاز قارمن مع الشاحن وخريطة دليل موقع المملكة
وغير ذلك مما ضبط وأن هذه المضبوطات وقع على ضبطها أربعة من رجال المن برتب
مختلفة بحضور والد زوج ريما الجريش ومن أقرت ريما بحضورهم للتفتيش ولكون زوج
ريما الجريش ممن قبض عليه لتهامه بالنضمام بقناعة للتنظيم الرهابي وارتباطه مباشره
برموزه وتسخير مهنته كممرض لعلج أعضاء التنظيم المصابين في مواجهات مع رجال
المن".
نقول وبال التوفيق :لقد أكدنا مرارا للقاضي أن ل علقة لنا بالسلحة ،وأكدنا مرارا
أننا مرتابون جدا ،من قيام الشرطة والمباحث باستبعادعبد ال الحامد مع أنه وكيل صاحب
المنزل ووكيل زوجته ساكنة المنزل معا ،فهو وكيل ساكنة المنزل الموكل شفويا-كما شهد
المدعي العام في لئحته ،-وهو وكيل صاحب المنزل الموكل كتابيا-حسب الوكالة المرفقة
صورتها ،التي اعترف بها الناطق باسم وزارة الداخلية في صحيفة الوطن ،إنه لمر مريب أن
يسجن الوكيل ،لنه طالبهم بأمر التفتيش ،وبواجبه في الطلع على أمر التفتيش وحضوره.
وسكوت القاضي أكثر ريبة ،وفي يوم من اليام سيفتح هذا الملف ،ويكون مغالطات
القاضي أمام الرأي العام.
سابعةالحيثيات شهادة موظفي وزارة الداخلية على دعاة
حقوق النسان
كشهادة رجال الحسبة وهيئة المر بالمعروف على
الفساق والمجان
32
قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم" :ونظرا لما شهد به الشاهدان
بما ذكر سابقا وما شهد به الشاهد خالد المطيري من ان عبد ال الحامد قال عن محمد
الهاملي انه يمشي بطريق الحق مع انه مقبوض عليه بعلقته بالتنظيم الرهابي ولن هذين
الشاهدين شهدا بما يعتقدان صحته بل أن احدهما تراجع عن جزء من الشهادة لمٌا شك فيها
شاهدا بما يتيقن له ،وتاركا ما شك فيه .مما يدل على غلبة الظن بصدقهما وعدم دفعهما
للشهادة من قبل أي احد كان ول عن أنفسهما ضرار ول جلب نفع كما انه في الجنايات في
السرقة أو المخدرات أو السلحة ونحوها إذ لم تقبل شهادة رجال المن بما قبضوه مع
الشخاص وبما شاهدوه من جنايات أثناء عملهم فما هي الفائدة إذا من جعلهم في الطرقات
والماكن العامة إذا كانت شهاداتهم غير مقبولة قال في القناع وشرحه الكشاف ((وتسمح
دعوى حسبة في حق ال تعالى كحد وعدةٍ ورد ٍة وتقبل شهادة المدعي فيه لنه ل يجر نفسه
نفعا ول يدفع عنه ضررا)) ."6/331
نقول وبال التوفيق :شهادة اللذين قبضا علينا(رئيس فرقة التفتيش ونائبه) الذين
اعتبرهما شاهدين مقدوح فيها للسباب التالية:
=1أنهما موظفان في جهاز يقوم بسجن الفقهاء والدعاة والمحتسبين ودعاة حقوق افنسان،
ول يستطيع القضاء أن يجبر هذا الجهاز على إحالة هؤلء المساجين على إطلقهم أو
محاكمتهم ،فضل عن أن ينصف هؤلء المساجين ،ول يستطيع أحد أن يقاضي فردا منهم ،إل
بإذن وزير الداخلية ،ول يستطيع أن يسلم من ضغوط هذه الوزارة أحد ،حتى القاضي نفسه.
=2أنهما هما اللذان قدما معلومات كاذبة أو خاطئة للذي أصدر قرار العتقال ،بل فل بد أن
يدافعا عن قرار رئيس المباحث باعتقالنا-،الذي بني على معلوماتهما-إذ لو لم يثبت رئيس
قوة الطوارئ أن ثمة طوقا أمنيا ،لعوقب من رؤسائه ،فهو إذن –إن لم يجلب مصلحة
متوقعة-يدفع مضرة محققة ،عن نفسه.
=3وهما يجلبان منفعة لهما بطلب الترقية لريبة أعلى من قبل من قبل وزارة الداخلية ،وقول
القاضي أنهما ل يجران لنفسيهما نفعا ول يدفعان ضراُ ،قول متهافت ل يمكن أن يسلم به
عاقل ،لنه معلوم قطعيا مقدار المصلحة التي يستفيدانه من هذه الشهادة والضرر الذي
يدفعانه بها.
=4ان شهادة القابضين علينا (اللذين اعتبرهما شاهدين) ،ليست شهادة حسبة ،فالصل في
الحسبة أنها تكون بل أجر ،وأن يقوم بها الناس المعروفون بغيرتهم وتقواهم ،ومن ثم سمي
33
المحتسب محتسبا ،لنه يحتسب ثوابه عند ال ،وقد يأخذ مال على سبيل المكافأة ،فهذا قياس
باطل ،وهما يأخذان أجرا ،ويسعيان لطلب لرتبة اعلى فهما يجلبان نفعا لهما ،كما انهما محل
عداوة لنا ؟إذ تعديا علينابقوة ،وتعسف ،وهما بحاجة إلى تبرير ما فعل ،لكي ل يصبحا محل
مؤاخذة.
أما ما ذكره صاحب الكشاف فإنه ل يسلم له ،لن القول به يجعل الشهادة تقوم بأقل من
نصابها ،فإذا كان المدعي تقبل شهادته في هذه فإنه ل يلزمه إل إقامة شاهد واحد معه ،ول
نعلم أن أحدا قال بهذا من أهل العلم ،بل الذي نعلمه مخالف لذلك.
فيا ل العجب كيف يعامل أحرار المة المحتسبون العدول معاملة المجان والفساق والسراق،
ويعامل الشرط والمباحثيون معاملة المحتسبين العدول ،إنها كارثة بكل المقاييس:
=5تناقض إفادتهما في تحديد بعد مكان سيارتنا ما بين 50و 250مترا يدل على أنهما ل
يشهدان على شيء كالشمس ،بل يشهدان بالظن والحدس.
=6أن يكون المدعي هو المباحث والشاهد والمزكي هم الشرطة؛ يذكر بالمثل النجدي :من
شاهدك يا أبا الحصين؟،ولم يكن هناك طوق أمني فالطوق عبارة سد المداخل والمخارج من
مكان ما ،وهذا أمر لوكان لوجدت الشرطة شهودا من الهالي ،بدل من تشاهدهم علينا.
=4عجيب أمر هذا القاضي،فهو يعتبر القابضين علينا شاهدين ،ويتجاهل أيضا الشروط
التي نص فقهاء القضاء ،لشهادة مجهولي الحال على المحتسبين ،و يرفض أن يمهلنا
لنستكمل قدحنا ويقبل أن يزكيهما زميلهما ،وهذا يدل على أنه جهز الحكم قبل شهادتهما.
=5وأعجب من ذلك أن يقوم هو نفسه بتزكية الشهود ،غافل عن أن التزكية ل تكون من
القاضي.وهو يحسب تراجع الشهود تزكية لهم،دون أن يدرك أن ذلك دللة على الضطراب
والتناقض والكذب ،في باقي الشهادة ،بينما يعتبر بعض كلمنا ووكلئنا الذي هو تصحيح
لبعض ما لم يفهمه القاضي من أقوالنا تراجعا وتناقضا ،ويعتبر ذلك قدحا علينا ،لنه يكيل لنا
على قفا الصاع ،كما قال الشاعر:
ولكن عين السخط تبدي المساويا. وعين الرضا عن كل عيب كليلة
=6من يرد نموذجا على المثل المشهور :ملكي أكثر من الملك ،سيجده في القاضي الذي
أصبح شرطيا أكثر من البوليس نفسه،ففوق اعتباره القابضين علينا شاهدين ،يصحح شهادة
كل رجال الشرط والمباحث ،لنها-في رأيه-كشهادة أهل الحسبة!!!َ!.
34
وهو يعتبر وزير الداخلية كالرسول صلى ال عليه وسلم في إقامة الحدود والتعزيرات-،كما
قال -أما نحن المحتسبين فمن المتهمين بالجريمة ،ولذلك ل يجد حرجا في أن يدخل عليه
المدعي العام قبلنا بوقت طويل ،وأن يجلس بعدنا ،وأن يطرد فقيها فاضل كالدكتور عبد
الحميد المبارك ،لنه عاب هذا التصرف.
وفي ذلك ما ينم عن غفلة عن مفهوم الحسبة ،فالحسبة في الصل عمل أهلي ،أليس ما قام
النساء من الجتماع والمطالبة برفع الظلم من تعذيب ومضايقة للسجناء والمطالبة بتحكيم
القضاء وعدم استبداد الشرط والمباحث في أمور المتهمين من الحسبة والمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وقصر الحسبة على أجهزة الدولة ،أخذ ببعض الكتاب وترك بعضه.
ومعنى كون الشرطة والمباحث من أهل الحسبة ،أن المقبوض عليه مجرم حتى يثبت
براءته ،وهذا خلف القاعدة القضائية:الصل في المتهم البراءة.
ولو صح أن أجهزة البوليس والشرطة والمباحث من أهل الحسبة؛ لما كانت هناك حاجة إلى
القضاء ،للتحقق من التهم وطرق الثبات إما القرار أو بشهادة الشهود العدول وإل لما
احتجنا للدلة والقرائن والقرارات والشهادات لدانة المتهمين وفي ظل كون الشرط والمباحث
شهود إثبات أصبح المتهم مذنبا حتى يثبت براءته ،ولن أجهزة المن قد قبضت عليه
وشهدت عليه ،فلن يستطيع إثبات براءته ،وأصبح القضاء مجرد لفتة لقرار إجراءات الشرط
والمباحث وهذا مخالف لجميع الشرائع والنظمة.
وهذا القول من القاضي الذي يجعل محاضر الشرط والمباحث بمثابة شهادة الشهود
المعدلين ويعتبر أقوالهم نهائية يؤدي إلى إطلق يد أجهزة الشرطة والمباحث ويحولها من يد
حفظ للمن إلى يد بطش وطيش ،ويمنحهم صلحيات ل حدود لها وهذا يترتب عليه فساد
عظيم وفتنة.
=7العجب الذي ابتدأ ولم ينته أن اللذين قبضا علينا(واعتبرهما شاهدين) يثبتان أننا لم
نحاول اختراق الطوق المني(المزعوم) وأن القاضي يثبت التهمة بالختراق،فيقول" ":ثبت لدي
إدانة المدعى عليهما بمحاولة اختراق الطوق المني".
=8وهو حين يرفض شهادة القابض علينا بأننا لم نحاول اختراق الطوق المني؛ يقبل شهادته
بأننا هددناه-إن لم يأذن لنا بحضور التفتيش بالتصال بالقنوات الفضائية ،وهذا يدل على أن
يأخذ بكل ما يجرمنا ،ويترك ما ليوافق هذا الهوى ،وهذا يدل على أن التجريم جاهز بصرف
النظر عن ما يقول القابضان ،اللذان اعتبرهما شاهدين.
35
ثامنة الحيثيات :الوكالة الشفوية باطلة ،ومن لم يحمل وكالته
المكتوبة ساعة تفتيش منزل موكله المسجون فهو طفيلي
قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم" :ولن الوكالة التي حضر
المدعي عليهما بموجبها من أجل حضور التفتيش ل تخول عبد ال الحامد حضوره ول
المدعى عليه الثاني للسباب التالية:
(أ) أن الوكالة من زوج المرأة ريما الموقوف منذ فترة وليست ريما الجريش المراد
تفتيش المنزل الذي تسكنه ،فهي الحقيقة صاحبة المنزل المعنية به في هذا الوقت وهي المراد
تفتيش منزلها ،نظرا لكمال أجرأت التحقيق معها بعدما قادت العتصام.
(ب) أنه من المتقرر فقها أن الزوجة لها ذمة منفصلة عن ذمة زوجها المالية
والجنائية وأن كل زوج من الزوجين مسئول عما يصدر منه من تصرفات مدنيه أو جنائية.
(ج)أنه من المتقرر فقها أن وكالة الزوج بالمدافعة عنه ل تسري بالمدافعة عن زوجته
ول بالمحاماة عنها وذلك محل أتفاق عليه.
ولن هذه الوكالة كما ذكر فيكون حضور عبد ال الحامد وأخيه عيسى من اجل
حضور التفتيش فضوليا لسيما وقد وجد أقارب الزوج وأقارب الزوجة ومحارمها إثناء
التفتيش ومعلوم أن حضور مثل هؤلء هو أصون للمرأة من جهة كونهم محارم لها واسكن
للمرأة في مثل هذه الحال لوجود اقاربها واقارب زوجها ،واوقف على الحقيقة ،لكون هؤلء
لن يقروا على قريب لهم ابنهم او زوج ابنتهم واختهم ولن يقروا على زرجة ابنهم او اخيهم
لوجود هذه السلحة لديها؛ إل وهم مقتنعون تماما بوجودها كما ان عبد ال الحامد على
فرض ان وكالته تخوله ذلك فلم لم يحضرها معه؟ ويطلع عليها رجال المن كما ورد في
اجابته في الستجواب.
ولن الوكالة المعتبرة لدى الدوائر الرسمية هي ما كانت صادرة من كتابة العدل فقط
ول يقبل احد من احد وكالة لفظية في عمل رسمي لكي تبقى مستندا في المعاملة.
وقال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم" :ثبت لدي إدانة المدعى
عليهما بمحاولة اختراق الطوق المني ومحاولة حضور التفتيش من غير سبب شرعي ول
نظامي يجيز لهما ذلك بل هو حضور فضولي ل سبب له لسيما مع حضور أقارب المرأة بل
36
حصل كلم من عبد ال الحامد لرجال المن ومشاغلته لهم أثناء أداء مهمتهم بالتهديد
بالتصال بالقنوات الفضائية.
ومعلوم أن مثل هذه المهمات يكون الوضع في مرحلة الخطر لرجال المن ومن يدخل
محيط الطوق المني ،لسيما في مثل هذه الحالت ،التي حصل فيما يشبهها إطلق النار كثيف
على رجال المن من جهات أخرى غير المعنية بالمداهمة او المنزل المراد تفتيشه".
ونقول وال المستعان:ثمة نواقض عديدة في تسبيب القاضي في هذه الحيثية ،منها:
=1النتقائية الواضحة :فمرة يقال المقصود بالتفتيش منزل محمد الهاملي ومرة
يقال المقصود ريما الجريش هي المقصودة بهذا التفتيش ،ويذكر القاضي -وفقنا ال وإياكم
وإياه -أن المنزل لريما الجريش.ثم تنسب السلحة لمحمد الهاملي ،لماذا يا هداك ال تنتقي
وتتقلب في استدللتك ولم تجعل لك نسقا واحدا ،كل هذا من أجل اتهام عبد ال ،وإسقاط
وكالته ،إل فإن المنزل ينسب لمالكه وقيم المنزل ،والمقصود بالتفتيش منزل محمد الهاملي،
ولكن القاضي سماه منزل ريما ،ليعتبر حضور الحامد تطفل ،بدل من كونه حضورا شرعيا
نظاميا ،بصفته ،وكيلً شرعيا نظاميا للهاملي ،لبد من حضوره تفتيش المنزل.
يدليل أن جميع المضبوطات تابعة ومنسوبة للهاملي ،ولكن القاضي سماه منزل ريما
الجريش ،لكي ل يلزمه في هذه الحالة:أن يقول إن القبض على عبد ال الحامد خطأ ،وأنه-إن
ثبت أنه هدد بالتصال بالقنوات الفضائية -صاحب حق ،كما قيل :إن لصاحب الحق مقال.
=2فلو صح التهديد بالتصال بالقنوات الفضائية؛ فما المحذور الشرعي والنظامي،
أليس التصال بها من حقوق النسان وحرية التعبير التي كفلتهاالشريعة وأقرها ولة المر
-وفقنا ال وإياكم وإياهم -بموجب توقيعهم المواثيق والعهود الدولية فاصبحت جزء من
انظمة الدولة ,والقاضي -وفقنا ال وإياكم وإياه -ل يعلم عن ذلك لنه ل يقرأ عن ذلك.
وإما أن تقول أن المقصود ريما الجريش وهي أيضا قد وكلت الحامد توكيلً شفويا
لعروة البارقي وغيره ،وبالتالي معتبراًَ في الشرع بالكتاب والسنة ومن ذلك توكيل النبي
فإنه ينبغي أن تقول يجب على الشرطة والمباحث السماح بحضور الحامد التفتيش والقبض،
ويلتزم بتوكيل ريما الجريش للحامد ،فذلك هو الحكم الشرعي الثابت بالكتاب والسنة ،وتجعل
جميع ما ضبط في تلك المداهمة منسوبا إليها.
وهنا ندرك أن من ينشد الحق فإنه يلتزم بالمنهج الصحيح في سير الدعوى
بالطريقة الشرعية و لينتقي في اختيار الدلة بحسب هواه ورغبة المباحث.
37
=2ويمضي القاضي في النتقائية؛ فهو يحكم الهوى ،مستندا تارة إلى ما سماه
النظام ،وتارة إلى ما سماه الشريعة.
إن الوكالة الشفوية عرف ثابت راسخ ل يبطله أي نظام ،وهي محل إجماع بين
الفقهاء في قبولها ،وأنه ل يلزم تحرير الوكالة.
كيف يقول -وفقنا ال وإياكم وإياه -مرة إن من المقرر فقها ثم يرفض المرة
الُخرى المتقرر فقها ويحكم بالمتقرر نظاما وهو يزعم أنه يحكم بالشرع.
إن لزوجة محمد الهاملي حق التوكيل شفهياُ خاصة حين يداهمها موظفو المباحث
فل تستطيع التوكيل المكتوب حينها ،وأيضا لو ذهبت إلى كتابة العدل لتوكيل الحامد لمنعت
مثلما منعت غيرها من التوكيل.ان لريما الجريش حق التوكيل شفهيا
=3اما الوكالة فلم يتيحوا لنا احضارها ،ولم يسألوا عنها أصل ،ولو طلبوها لذهبنا إلى
المنزل لحضارها ،ولكنهم زجوا بنا في السجن قهرا وتعذيبا.
=3كيف يتكلم القاضي-وفقنا ال وإياكم وإياه -عما هو أصون للمرأة وهو يعلم أن
التحقيق معها لم يكن بحضرة أي محرم.
=4أما حضور تفتيش المنزل من صاحب البيت أو من وكيله؛ فهو أمر نص عليه
النظام ،والوكالة تجيز حضور تفتيش المنزل دون خلوة ،وهو ما نصت عليه المادة 46التي
اشار إليها القاضي هدانا ال وإياه.
القاضي رفض الوكالة الشرعية التي أصدرها كاتب العدل في نجران،لعبدال الحامد عن
محمد الهاملي –التي اعترفت بها وزارة الداخلية حسب بيانها المنشور في جريدة الوطن،
ورفض الوكالة الشفوية لعبدال الحامد عن ريما الجريش-مع التي هيئة التحقيق والدعاء
نصت على ماهو من لوازمها في لئحتها.
أل يتقي القاضي ربه ،ويخشى ال ،أم أنه قد غلبت عليه خشيته من رجال المباحث
الذين حلوا محل كتبة مكتبه-في جلسة محاكمتنا الولى -وأخذوا يسجلون -على ورق يحمل
شعارالبوليس نفسه -أسماءنا وأسماء محامينا والراغبين في حضور محاكمتنا ،ويتسلمون
بطاقاتهم ،في إشارة تخويف ل تخفى ،رغم أنه لم يسمح لهم.
ونلتمس من مقام محكمة التمييز عرض ما قام به القاضي من تصرفات تنبئ عن شدة
الهوى وعدم النسياق وراء دوافع اسكات المحتسبين من دعاة الجهاد السلمي الذين يطالبون
38
بحقوق الناس الشرعية ،وينكرون المنكرات السلطانية ،ويحاولون نصرة المظلوم ،وفك
العانين ،وعسى أن تقف موقفا يعلن به القضاء عن نزاهته ونباهته.
وال يحفظكم ويرعاكم
المحتسبان من دعاة الدستور والمجتمع المدني
وحقوق الناس الشرعية والجهاد السلمي
اللذان اعتبرهما القاضي الحسني من المجرمين
المتطفلين
عبدالله وعيسى الحامد
39