You are on page 1of 39

‫‪24‬نسخةالخميس ‪)2007/26/12 (1428/12/17‬‬

‫اتقوا الله ياقضاة محكمة التمييز‬


‫صك القاضي الحسني يحاول ضرب دعاة الدستور و‬
‫المجتمع المدني حقوق الناس الشرعية ودعاة الجهاد السلمي‬
‫بشبه جنائية‪:‬‬
‫وينبثق من جهل صراح بالعقيدة ومبادئ السياسة الشرعية‬
‫فضل عن الظلم البواح‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫صاحب الفضل ومرتجى العدل‪:‬رئيس محكمة التمييز‬
‫جعلنا الله وإياه من من يتواصون بالحق والصبر‬
‫بسم ال الرحمان الرحيم‬
‫أصحاب الفضيلة رئيس وأعضاء محكمة التمييز ‪..‬‬
‫السلم عليكم ورحمة ال ‪..‬‬
‫نشير إلى الحكم رقم ‪ 538/4‬وتاريخ ‪1428 /11/11‬هـ الصادر من القاضي بمحكمة‬
‫بريدة الجزئية إبراهيم الحسني هدانا ال وإياكم وإياه في الدعوى التي أقامها ضدي براهيم بن‬
‫عبدال الدهيش بصفته مدعيا عاما بهيئة التحقيق والدعاء العام والتي صدر حكم القاضي‬
‫بالسجن علينا عبد ال وعيسى الحامد تعزيرا‪:‬على عبد ال الحامد بسجنه ستة أشهر‪ .‬وتعزيرا‬
‫على عيسى الحامد بسجنه أربعة أشهر‪ ،‬و بأخذ التعهد علينا بعدم التحريض على العتصامات‬
‫أو الدعوة بها‪.‬‬
‫نتقدم لكم وفقنا ال وإياكم بهذه بمذكرتنا العتراضية التي كتبناها مستخلصة من‬
‫مذكرات كتبها وكلؤنا ومحامونا ‪-1:‬الدكتورعبد الكريم بن يوسف الخضر‪/‬أستاذ الشريعة في‬
‫جامعة القصيم‬
‫‪-2‬الستاذ عبد الرحمان بن حامد الحامد‬
‫‪-3‬المحامي عبدال بن محمد الناصري‬
‫فاتحة النواقض‪:‬‬
‫أ‪ -‬هدف قوى التخلف هو ضرب دعاة المجتمع المدني‬
‫بفزاعة العنف‬
‫نعلن لمقام المحكمة‪ ،‬ولكل من قرأ مذكرتنا هذه من محبي العدل أننا من تيار دعاة‬
‫الدستور وحقوق الناس الشرعية ودعاة الجهاد السلمي‪ ،‬والمجتمع المدني‪ ،‬الذين تحملوا‬
‫الفصل والسجن وأنواع الذى الخرى‪ ،‬وأننا من تيار عريض كبير يعد اليوم بعشرات اللف‬

‫‪1‬‬
‫من المفكرين والفقهاء وأساتذة الجامعات والمثقفين والمهتمين بالشأن العام‪،‬يطالب الدولة‬
‫بتحقيق المطالب العادلة لعموم الشعب‪ ،‬وإقرار حقوق النسان ‪ ،‬واستقلل القضاء ‪ ،‬وفصل‬
‫السلطات وإنشاء مجلس للنواب‪ ،‬وإصدار نظام فعال للجمعيات الهلية‪ ،‬وإنشاء أجهزة رقابة‬
‫ومحاسبة‪ ،‬تضمن حفظ المال العام وثروة البلد ومقدراتها‪ ،‬وسلمة الخطط التربوية‬
‫والقتصادية والجتماعية والخارجية‪.‬‬
‫ونرفض المحاولت الدائبة والمتكررة من قبل الدعاء العام ووزارة الداخلية‪ ،‬التي‬
‫دأبت على تشوه دعاة الدستور وحقوق الناس الشرعية‪ ،‬من خلل ربطهم بدعم العنف أو‬
‫تبريره‪ ،‬منذ اتهاماتا الملفقة لنا ولزملئنا‪ ،‬سجناء الفوج الول من دعاة الدستور الثلثة‬
‫عشر‪،‬وصدور أحكام بالسجن على ثلثة منهم ما بين تسع وست سنين‪ :‬أ‪.‬د‪/‬عبد ال‬
‫الحامد(أبو بلل) وأ‪.‬د‪/‬متروك الفالح والشاعر علي الدميني‪.‬لم ينقذهم من جورها إل إفراج‬
‫رجل الصلح الول‪:‬الملك عبد اللع بن عبد العزيز‪ ،‬عنهم إثر توليه سدة الملك‪.‬‬
‫ومنذ سجن المجاهدين السلميين وهم الفوج الثاني من دعاة الدستور وحقوق الناس‬
‫الشرعية‪-1:‬أ‪.‬د‪/‬موسى بن محمد القرني ‪-2‬والمحامي سليمان بن إبراهيم الرشودي‪-3 ،‬‬
‫وأ‪.‬د‪/‬عبد الرحمن بن محمد الشميري‪-4 ،‬و د‪/‬عبد العزيز السليمان الخريجي‪ -5،‬وسيف‬
‫الدين فيصل الشريف ‪-6‬وفهد الصخري القرشي‪-7 ،‬ود‪/‬سعود بن محمد الهاشمي المحامي‬
‫‪-8‬وعبد الرحمن صديق مؤمن خان وتاسعهم عصام بن حسن البصراوي الذي أفرج عنه‬
‫لمرضه العضال‪ ،‬على نية تقديمه مع زملئه لمحاكمة صورية تلفق لهم فيها التهم الجنائية‬
‫التي يربطون فيها بالرهاب أو دعمه أو تبريره‪.‬‬
‫وهو مسلسل من المحاكمات الصوربة‪ ،‬لن يمنعنا وقوفنا أمام القضاء من فضحه‬
‫والتنديد بجور القضاء نفسه‪ ،‬الذي يصدر أحكاما سياسية جائرة على الناشطين من دعاة‬
‫الدستور وحقوق النسان‪ ،‬لن تسيء إل للجهزة القمعية‪،‬التي ل تحترم استقلل القضاء‪،‬‬
‫لنؤكد لكم ياقضاة التمييز ومرتجى النصاف‪ ،‬أن أي قاض أو قضاء غير نبيه‪ ،‬لما تلفق‬
‫الجهزة القمعية لدعاة الجهاد السلمي‪ ،‬سيكون حتما غير نزيه‪.‬‬
‫ولنؤكد مرة أخرى أن أي قاض يستهتر بحقوق النسان التي أقرها السلم قبل أربعة‬
‫عشر قرنا من توقيع الدولة على وثائقها‪ ،‬ويهاجمها في صكوكه‪ ،‬إنما ينفذ سياسة غير معلنة‪،‬‬
‫للقوى الظلم والثرة والستبداد‪،‬التي تحارب الصلح‪ ،‬ويسهم في الحتقان ونفخ نار العنف‬
‫والتطرف‪ ،‬سواء أكان يدري ل يدري‪ ،‬وصكه يقول بعبارة رمزية‪ :‬إن السعودية لم تصل بعد‬

‫‪2‬‬
‫إلى المستوى الذي يؤهلها لتكون عضوا في مجلس حقوق النسان العالمي‪ ،‬فعلقوا عضويتها‪،‬‬
‫حتى تفيء القوى المعوقة للصلح إلى اليمان بحقوق النسان‪.‬‬
‫كما نعلن بأننا لم نتوكل عن أي متهم بالرهاب‪ ،‬إل بصفتنا حقوقيين‪ ،‬فالمتهم‬
‫بالرهاب‪ ،‬ومجرمو الحروب وأسراها‪ ،‬والمجرم السياسي أيا كان‪ ،‬لهم حقوق أقرتها الشرائع‬
‫السماوية والرضية‪ ،‬وكفلها نظام الجراءات الجزائية‪ ،‬ونطالب وزير الداخلية بتقديم المتهمين‬
‫بالعنف إلى محاكمات علنية‪ ،‬تتوافر فيه ضمانات القضاء العادل ومعاييره‪ ،‬التي أجمعت عليها‬
‫المم وأقرتها الشريعة السلمية‪ ،‬قبل أربعة عشر قرنا من توقيع المملكة معاهداتها‪ ،‬ونذكر‬
‫الوزير‪-‬هدانا ال وإياه‪ -‬إذا لم يجد من القضاة من يلزمه‪ ،‬بأن هذه المواثيق الدولية ملزمة‪،‬‬
‫ونرفض من خلل هذه المذكرة ونفضح محاولت المدعي العام ومن وراءه ربطنا بالرهاب‬
‫من خلل إقحامه التهم الموجهة لمحمد الهاملي‪ ،‬الذي توكلنا عنه بموجب صلة القربى التي‬
‫تربطنا به ‪ ،‬وكأنها تهم علينا‪.‬‬
‫ونعلن لكل محبي العدل والسلم أن الهدف غير المعلن لقوى المحافظة على الستبداد‬
‫والظلم من كل تلك التلفيقات والمضايقات؛ هو ضرب رموز الدستور والمجتمع المدني وحقوق‬
‫الناس الشرعية ووأد المشروع الصلحي‪.‬‬

‫ب=حيثيات القاضي نموذج للثقافة السياسية والقضائية‬


‫التي زرعت وسقت العنف‪:‬‬
‫ذلك أن القاضي لم يلتفت لنص المادة الثامنة والثلثين من النظام الساسي للحكم التي‬
‫نصت على ما يلي ‪ :‬العقوبة شخصية ول جريمة ول عقوبة إل بناء على نص شرعي أو نص‬
‫نظَامي ول عقاب إلّ على العمال اللحقة للعمل بالنص النظَامي ‪.‬‬
‫كما لم يلتفت لنص المادة الولى من نظام الجراءات الجزائية التي نصت على ما يلي‬
‫‪:‬‬
‫تطبق المحاكم على القضايا المعروضة أمامها أحكام الشريعة السلمية‪ ،‬وفقا لما دل عليه‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وما يصدره ولي المر من أنظمة ل تتعارض مع الكتاب والسنة‪ ،‬وتتقيد في‬
‫إجراءات نظرها بما ورد في هذا النِظام ‪...‬‬
‫لكنه أسس حكمه وسببه وبناه على خمسة أصول جديدة في الفكر السياسي‬
‫والقضائي‪،‬لم يقل بها قاض ول فقيه قبله في أي عصر من العصور المعتمة‪ ،‬فضل عن‬

‫‪3‬‬
‫عصور الشراق‪ ،‬وقدم لها وعددها‪-‬ليؤكد أن السلم يدعم الستبداد والظلم والتخلف‬
‫ويسمح بانتهاك حقوق النسان‪ ،‬وهي كما قال‪:‬‬
‫"وبناء على ما تقدم من بعد دراسة القضية‪ ،‬وما جاء في الدعوى والجابة‪ ،‬وأدلة‬
‫المدعي العام وقرائنه وإجابة المدعى عليهما؛ كان لزاما من ذكر ما يبني عليه الحكم‪ ،‬ويؤصل‬
‫له من الصول الشرعية والنظامية ‪:‬‬
‫أما الصل الول فهو الصل الشرعي‪ ،‬وهو ان يكون النكار على الولة سرا‬
‫أما الصل الثاني في هذه القضية فهو حكم العتصام امام مقار الدوائر او مكان امراء‬
‫المناطق او ولي المر العظم لنكار منكر عام او منكر خاص لهذه الدوائر او بالمراء‬
‫المسؤلين في الدولة او الملك ‪.‬‬
‫اما الصل الثالث في هذه القضية فهو سد الذرائع الموصلة للفساد او المجرئة عليه‪:‬‬
‫ومن ذلك سد ذرائع خروج النساء أو الرجال؛ بمثل هذه العتصامات‪ ،‬لئل تجر إلى فساد‬
‫اعظم ونحوه مستقبلً‪.‬‬
‫اما الصل الرابع في هذه القضية فهو ان من له ادنى نظر يعلم اننا في زمن فتن كثيرة‬
‫من حولنا وفي داخلنا يتبين ذلك بما يحصل في بعض دول الجوار من النشقاق والختلف بل‬
‫والقتل واستغلل ضعاف النفوس زمن الفتن لتمرير الدعوة للمنكرات بأسم حقوق النسان‬
‫وحرية التعبير والتفكير ونحو ذلك من الشعارات البراقة المغرية بالمل الباعثة على الحترام‬
‫وهي في حقيقتها هجوم على الشريعة والحكام ل دعوة حقوق النسان‪.‬‬
‫اما الصل الخامس فهو ل يخفى ان الحدود تدرأ بالشبهات لكن التعزير يجب ان يكون‬
‫بالشبهات‪ ،‬و يتوجه للتهمة كما ذكره اهل العلم في مظانه"‬
‫ثم وبناءا على هذه السباب قرر ما يلي ‪:‬‬
‫أول‪ /‬توجه التهمة القوية بتحريض المدعى عليهما المعتصمات على العتصام‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬ثبت لدي إدانة المدعى عليهما برضاهما وتأيدهما لمثل هذه العتصامات‬
‫ثالثا‪ /‬ثبت لدي إدانة المدعى عليهما بمحاولة اختراق الطوق المني ومحاولة حضور‬
‫التفتيش من غير سبب شرعي ول نظامي يجيز لهما ذلك بل هو حضور فضولي ل سبب له‬
‫لسيما مع حضور أقارب المرأة بل حصل كلم من عبد ال الحامد لرجال المن ومشاغلته لهم‬
‫أثناء أداء مهمتهم بالتهديد بالتصال بالقنوات الفضائية‬
‫ثالثا ‪ -‬نقول ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ان السباب والمبادئ التي بنى عليها فضيلة القاضي حكمه ‪ ،‬هي السباب التي‬
‫استخدمتها وزارة الداخلية – باسم الشرع – لسكات دعاة الصلح و منع الناس من حقوقهم‬
‫الشرعية في التعبير والحتجاج والنصيحة والتجمع والعتصامات السلمية وكافة أنواع التعبير‬
‫والحريات الشرعية ‪ ،‬ومنع السعوديون بموجبها من حقوقهم النسانية وتم الحكم عيهم‬
‫وزجهم بغياهب السجون عشرات السنين الماضية ‪ ،‬وكانت سببا مباشرا لظهور أكبر مجموعة‬
‫إرهابية على مستوى العالم أنتجت تهديد دول بأسرها ولم تسلم منها المملكة حيث شاهدنا‬
‫التفجيرات وأنواع الخروج على النظام ‪ ،‬ومع ذلك نرى الدولة تستمر في استخدام تلك‬
‫الدوات القمعية مرددة ذات السباب حتى رأينا الحق ينقلب إلى باطل ‪ ،‬والبرئ يتحول إلى‬
‫مجرم وذلك كما يلي ‪:‬‬
‫ريم الجريش لم تكن مجرمة حينما اعتصمت سلميا أمام المباحث ‪ ،‬ولم تكن زميلتها‬
‫كذلك حينما اعتصمن أمام مبنى المارة بعد كتبت عشرات الخطابات وضاقت عليها وعلى‬
‫زميلتها الدنيا بما رحبت وهي تطلب حقا نص عليه نظام الجراءات الجزائية الذي تجاهل‬
‫أحكامه المدعي العام والقاضي فما جريمتها عندما تطالب بإ لفراج عن زوجها أو محاكمته‬
‫محاكمة علنية بضمانات عادلة‪..‬‬
‫نحن لم نكن مجرمين حينما استنجدت بنا امرأة محاصرة في الصباح المبكر وقمنا‬
‫بالتوجه لمسكنها وطلبنا من المباحث طلبا نظاميا نص عليه نظام الجراءات وهو إذن تفتيش‬
‫المنزل ‪..‬‬
‫التعزير الذي اشار إليه القاضي في أصله الخامس ل ينطبق علي قضيتنا بتاتا لن‬
‫المقصود بالتعزير الواجب هو التعزير في تهمة في حد من حدود ال ‪ ..‬بحيث يدرأ الحد‬
‫بالشبهة ثم يجب عندها التعزير ‪ ،‬ولكن في القضايا ألتي أصل عقوبتها تعزيرية فيجب أن‬
‫يفسر الشك لصالح المتهم ‪.‬‬
‫أن القاضي أداننا بتهمة من عنده وهي الرضا بالعتصامات وذلك في قوله (ثانيا‪ /‬ثبت‬
‫لدي إدانة المدعى عليهما برضاهما وتأيدهما لمثل هذه العتصامات‪ ) .‬ولن هذه التهمة غير‬
‫منطقية أصل ‪ ،‬ول أساس لها شرعا أو نظاما ‪ ،‬لذلك لم ترد من دعوى المدعي ‪ ،‬وكيف‬
‫يحاكم الناس على رضاهم بأمور لم يثبت شرعا ول نظاما أنها جرائم ‪.‬‬
‫لكل ما سبق ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫نلتمس من مقام محكمة التمييز عرض ما قمنا به على الشرع المطهر‪ ،‬وعدم تحميله‬
‫أكثر مما يحتمل‪ ،‬والنظر إليه من خلل دوافعه‪ ،‬وهي الحتساب ونصرة المظلوم‪ ،‬وعدم‬
‫النسياق وراء دوافع اسكات دعاة الجهاد السلمي الذين يطالبون بحقوق الناس الشرعية‪،‬‬
‫وينكرون المنكرات السلطانية‪ ،‬بنقض الحكم‪ ،‬والوقوف موقفا يعلن به القضاء عن نزاهته‬
‫ونباهته‪.‬‬
‫مرتجى النصاف قضاة محكمة التمييز‪:‬‬
‫هذا هي زبدة الطعن في الصك‪ ،‬وكان من المناسب أن نكتفي بها‪ ،‬لكن القاضي هدانا‬
‫ال وإياه‪ ،‬دس في صكه نصوصا من السنة مبتورة‪ ،‬ومن أقوال اللماء فتاوى‪ ،‬جعلها قواعد‬
‫قضائية‪ ،‬وقعد فيه قواعد غريبة‪ ،‬لم يسبقه إليها قاض ول فقيه‪ ،‬فاحتوت حيثياته على زلت‬
‫كبرى‪ ،‬نسبها إلى عقيدة السلف الصالح‪ ،‬وكأن عقيدة السلف الصالح هلل يترأه الراءون‬
‫خلف الغيوم‪ ،‬وهي إخلل في العقيدة‪ ،‬فضل عن كونها إخلل بمبادئ السياسة الشرعية‬
‫العشرة‪ ،‬فضل عن وسائلها المعتبرة‪ ،‬في الشريعة المطهرة‪ ،‬وهي تخالف قطعيات الكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬فضل عن نهج السلف الصالح من الصحابة السابقين ومن تبعهم بإحسان‪ ،‬مخالفة‬
‫صريحة‪ ،‬وفي هذه المذكرة بيانها‪ ،‬وبال التوفيق‬
‫الحيثية الولى‪ :‬ل يسوغ أن ينصح المير علنية إل بإذنه‪:‬‬
‫أ‪-‬تصرف أسامة بن زيد أمام عثمان بن عفان ليبطل أصل‬
‫شرعيا قطعيا طبقه الصحابة في عهد النبوة والشيخين أبي بكر‬
‫وعمر‪:‬‬
‫بنى القاضي حكمه على أن النكار على الولة يكون سرا لئل يجر إلى الفتن فقال هدانا‬
‫ال وإياه"الصل الشرعي‪ ،‬وهو ان يكون النكار على الولة سرا‪ ،‬لئل يجر إلى فتنة وبلبلة‪،‬‬
‫بل إلى سفك دم احيانا‪ ،‬قال المام مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد قال قيل له أل تدخل‬
‫على عثمان تكلمه فقال اترون أني ل أكلمه إل أسمعكم‪ ،‬وال لقد كلمته فيما بيني وبينه‪،‬‬
‫مادون أن أفتتح أمرا لأحب أن أكون أول من فتحه‪ ،‬ولأقول لحد يكون علي أميرا أنه خير‬
‫الناس‪ ،‬بعدما سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ((يؤتى بالرجل يوم القيامة‪ ،‬فيلقى‬
‫في النار‪ ،‬فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه اهل النار‬
‫فيقولون يا فلن مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكرً فيقول بلى قد كنت آمر‬
‫بالمعروف ول أتيه و أنهى عن المنكر وآتيه)) قوله ( افتتح امرا ل احب ان اكون اول من‬

‫‪6‬‬
‫افتتحه) يعني المجاهرة بالنكار على المراء في المل كما جرى لقتلة عثمان رضي ال عنه"‬
‫من كلم المام النووي رحمه ال"‪.‬‬
‫وغفل القاضي وفقنا ال وإياه عن المور التالية‪:‬‬
‫‪=1‬بتر القاضي نص النووي‪ ،‬وأخذ من ما يوافق هواه‪ ،‬وترك ما عداه وأسقط قول‬
‫النووي رحمه ال "وفيه الدب مع المراء واللطف بهم ووعظهم سرا وتبليغهم ما يقول الناس‬
‫ليكفوا عنه‪ ،‬وهذا كله إذا أمكن ذلك‪ ،‬فإن لم يمكن الوعظ سرا والنكار؛ فليفعله علنية‪ ،‬لئل‬
‫يضع أصل الحق" (انظر شرح النووي صحيح مسلم (‪ )18/118‬باب حفظ اللسان) ‪ .‬فكلم‬
‫النووي رحمه ال ل يصح الستدلل به إل على مشروعية المناصحة السرية إذا كانت الطرق‬
‫إليها ميسورة‪ ،‬وليس فيه جانب خوف وخطورة‪ ،‬ولم تكن الحجب مقامة والبواب موصدة‪،‬‬
‫فإذا لم تتوافر هذه الصورة‪ ،‬فل بد من علنية النكار بأي صورة سلمية‪ ،‬لكي ل يضيع الحق‬
‫‪.‬‬
‫‪ =2‬إنكار المنكرات سلطانية أو مجتمعية‪ ،‬ومشروعية المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر باليد واللسان قاعدة شرعية قطعية‪ ،‬وركن من أركان العقيدة السلمية‪ ،‬ل تخصص ول‬
‫تقيد إل بماهو قطعي من الكتاب والسنة يخصص أو يقيد‪.‬‬
‫ل صحة لتأويل القاضي هدانا ال وإياكم وإياه؛ فيما ذهب إليه لنه يخالف قاعدة‬
‫قطعية؛ هي مشروعية النصح والنكار والمر بالمعروف والنهي عن المنكر (كنتم خير أمة‬
‫أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)النصيحة ل ولرسوله ولئمة المسلمين‬
‫وعامتهم والصل علنية المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪=2‬وإنكار المنكرات السلطانية هو ماجرى عليه الصحابة في عهد الشيخين أبي بكر‬
‫الصديق وعمر بن الخطاب رضي ال عنهما‪ ،‬وليس زيد بن ثابت بأفضل منهما‪ ،‬ول يصح‬
‫تقييد مبدأ المر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسرية؛ بناءا على هذا الثر‪.‬‬
‫بل إن الصحابة رضوان ال عليهم كانوا ينكرون على المراء أي خروج عن السنة‬
‫المتواترة‪ ،‬كعدم رفع اليدين في الدعاء‪ ،‬فلما قام مروان بن الحكم خطيبا فرفع يديه في‬
‫الدعاء؛أنكر عليه من أنكر بقوله قبحها ال من يدين لم يكن يرفعها النبي صلى ال عليه‬
‫وسلم إل بدعاء الستسقاء ثم عقب على المنكر أحد الصحابة بقوله أما هذا فقد أدى ما عليه‪.‬‬
‫وما فعله أسامة بن زيد منقوض بما فعله جمهور الصحابة ومنهم عائشة والزبير‬
‫وطلحة وأبو ذر وعمر بن الخطاب وعمار بن ياسر وغيرهم كثير هو النكار العلني‪ ،‬فقد‬

‫‪7‬‬
‫أنكروا علنية على بعض الخلفاء والمراء‪ ،‬كعمر وعثمان وعلي فضل عن معاوية ومروان‬
‫بن الحكم‪ ،‬محفوظ منها في كتب الحديث والسير؛أكثر من مئة موقف‪ ،‬ولقد أنكرت عائشة‬
‫رضي ال عنها على عثمان رضي ال عنه جهارا وعلنية حيث قالت"خصصت بيت مال‬
‫المسلمين لنفسك وأطلقت أيدي بني أمية على أموال المسلمين ووليتهم البلد وتركت أمة‬
‫محمد في ضيق وعسر قطع ال عنك بركات السماء وحرمك خيرات الرض"‪.‬فكيف يترك‬
‫القاضي الطريق اللحب‪ ،‬ويتصيد الشوارد؟‪ .‬ومن ذلك إنكار عمر بن الخطاب وعائشة وأبي‬
‫ذر وعبادة بن الصامت وعبد ال بن مسعود رضي ال عنهم بعض التصرفات المالية‬
‫والدارية والخطط السياسية‪ ،‬بل ومعارضتهم إياها‪ ،‬ورفع صوتهم بذلك‪.‬‬
‫‪=3‬مانسبه إلى أسامة بن زيد لم يصح فقد ضعفه أهل الحديث‪ ،‬ومنهم المام أحمد بن‬
‫حنبل رحمه ال‪ ،‬فالحتجاج به باطل‪ ،‬ولو افترضنا أن فيهم من قواه لبطل به الستدلل أيضا‪،‬‬
‫لن القاعدة الصولية تقول‪ :‬ما داخله الحتمال بطل به الستدلل‪.‬‬
‫ليس أسامة بن زيد مشرعا من قبل الحق جل وعل الذي قال في المر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر حيث (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض‪ .‬والية تمتد أفقيا نحو‬
‫ولية الخ على أخيه أو على أخته ورأسيا من الكبير على الصغير ومن الحاكم على المجتمع‬
‫ومن المجتمع على الحاكم‪.‬‬
‫ومن المعروف –في علم أصول الفقه‪-‬أن الصحابي إذا خالف غيره‪ ،‬لم يقدم الخذ‬
‫برأيه على من هو أعرف منه بالسنة‪.‬‬
‫‪= 4‬وقد التبس على القاضي وفقنا ال وإياه‪ ،‬مسألة إنكار المنكر باليد والحسام‪،‬‬
‫وإنكاره بالكلم والعتصام‪ ،‬لن هذا التفسير الذي إنما هو شرح من المام النووي‪ ،‬وليس‬
‫رأيا له تبناه‪ ،‬وهو‪-‬على كل حال‪ -‬مخالف لظاهر النص الذي ساقه‪ ،‬ويقصد به عدم جواز‬
‫النكار بحمل السيف والسلح‪.‬‬
‫فالنصوص والواقف متظافرة؛ على وجوب النكار‪ ،‬وإنما الخلف في جواز النكار‬
‫باليد‪ ،‬أما النكار باللسان‪ ،‬فلم يقل بعدم وجوبه أحد‪ ،‬كما بين الشيخ عبد ال بن محمد بن عبد‬
‫الوهاب في جواب أهل السنة‪.‬‬
‫‪=5‬أما مناصحة الحاكم علنية فهذا قد ثبتت عن جمع من الصحابة ل يمكن ردها‬
‫بشرح النووي رحمه ال لهذا الحديث‪ ،‬وهو شرح ألفاظ‪ ،‬وليس استباطا لقاعدة في فقه‬
‫السياسة الشرعية‪ ،‬لن المام النووي كابن حزم والفقهاء المويين‪ ،‬من صقور الفقهاء الذين‬

‫‪8‬‬
‫أوجبوا الشورى‪ ،‬وأجازوا إنكار المنكرات السلطانية باليد‪ .‬ول يصح رفض هذه النصوص‬
‫المتواترة عن صحابة رسول ال‪.‬‬
‫وندعو القاضي‪-‬هدانا ال وإياه‪-‬إلى أن يراجع نفسه‪ ،‬لنه بذلك يسقط مرتبة عظمى‬
‫من مراتب المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬تبرر للناس التقاعس عن إنكار المنكرات‬
‫السلطانية باللسان‪.‬‬

‫ب=حتى إنكار التعذيب الوحشي أوجب القاضي أن يكون‬


‫سرا‪:‬‬
‫ويمضي القاضي في تصيد الشوارد‪ ،‬التي يقتنصها ليؤسس عليها القواعد‪ ،‬ولو خالفت‬
‫صريح الشريعة‪ ،‬وما أوحاه اللله للبشر من الفطرة والطبيعة‪ ،‬فيقرر أن إنكار التعذيب_أيضا‪-‬‬
‫يجب أن يكون سرا‪ ،‬فيقول‪ :‬أرشدنا ال وإياكم وإياه"قال المام احمد في مسنده من حديث‬
‫شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت فأغلظ له‬
‫هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر ثم قال‬
‫هشام لعياض ألم تسمع النبي صلى ال عليه وسلم يقول (( إن من اشد الناس عذابا اشدهم‬
‫عذابا في الدنيا للناس)) فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما‬
‫رأيت ولم تسمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول (( من اراد ان ينصح السلطان بامر فل‬
‫يبده له علنية)) ولكن لياخذ بيده فيخلو به فإن قبل من فذاك و إل كان قد ادى الذي عليه‬
‫له)) وعياض وهشام كلهما صحابيان جليلن قال الهيثمي في المجمع قلت في الصحيح طرف‬
‫منه من حديث هشام فقط‪...‬الخ ولهذا الحديث طرق كثيرة"‪.‬‬
‫ثم قال‪" :‬وهذا الحديث في النصح سرا للولة ورد على مسألة تعذيب الوالي لبعض‬
‫الناس وعليه فإن السرية في نصح السطان من حقوقه مالم يسمح بالعلنية في نصيحة بأي‬
‫طريقة يرضاها"‪.‬‬
‫واستدلل القاضي بهذا الحديث غير صحيح‪ ،‬للسباب التالية‪:‬‬
‫‪=1‬ما يفيد مشروعية النصيحة السرية في الحديث زيادة مرسلة شاذة‪ ،‬حذف منها‬
‫القاضي ما يدل على أنها موضوعةإن حديث عياض الذي ورد في صحيح مسلم هو(إن من‬
‫أشد الناس عذابا يوم القيامة أشدهم عذبا في الدنيا للناس)أما الزيادة التي نصها فقال عياض‬
‫بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت ولم تسمع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول (( من اراد ان ينصح السلطان بامر فل يبده له علنية)) ولكن لياخذ بيده‬

‫‪9‬‬
‫فيخلو به فإن قبل من فذاك و إل كان قد ادى الذي عليه له)) فقدضعفها كثير من أهل العلم‪.‬‬
‫فقال الشيخ شعيب الرناؤوط وهذا اسناده ضعيف لتقطاعه‪ ،‬وشريح بن عبيد الحضرمي لم‬
‫يذكروا له سماعه من عياض ول من هشام‬
‫وقد حذف منها القاضي ‪-‬هدانا ال وإياه‪-‬ما يدل ل على ضعفها‪ ،‬بل على أنها‬
‫موضوعة‪ ،‬فهي بتمامها" ‪...‬أو لم تسمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من أرادأن‬
‫ينصح بسلطان بأمر فل يبدأ له علنية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإل كان‬
‫قد أدى الذي عليه له وإنك ياهشام لنت الجرئ إذ تجزئ على سلطان ال فهل خشيت أن‬
‫يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان ال تبارك وتعالى‪(.‬انظرمسند المام أحمد بن حنبل (‬
‫‪)3/403‬حديث رقم(‪ .)15369‬ترى لم لم بسأل القاضي نفسه‪ ،‬عن عبارات مثل‪:‬سلطان ال‪،‬‬
‫وقتيل سلطان ال‪ ،‬هذا حديث موضوع يا أيها القاضي الفاضل‪ ،‬ل يجسد خليفة إسلميا ينيبه‬
‫الشعب ويراقبه ويحاسبه‪ ،‬بل يجسد فرعونا وقيصرا ودكداتورا‪ ،‬يدعي أن ال هو الذي وله‪،‬‬
‫وأنه ل يحاسبه إل إياه‪.‬‬
‫ول ندري لماذا خلط القاضي الصل الثابت بالزيادة الضعيفة‪ ،‬ول لم حذف من الزيادة‬
‫ما يدل على زيادتها‪،‬ليحكم بما لم يثبت منها على ما ثبت فيوهم بأنها جميعها صحيحة؟‪.‬‬
‫إن من له أدنى نظر بعلم الجرح والتعديل وبنقد المتن وبأصول الفقه ومبحث التعارض‬
‫والترجيح‪ ،‬يدرك أن هذه الزيادة شاذة مرسلة‪.‬‬
‫بل الحديث الصحيح ‪ ..‬أن عياض بن غنم رأى نبطا يشمسون في الجزية فقال إني‬
‫سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ((إن ال تبارك وتعالى يعذب الذين يعذبون‬
‫الناس في الدنيا))رواه المام أحمد في المسند (‪ )3/404‬رقم (‪،)15370‬قال الشيخ شعيب‬
‫الرناؤوط ‪ :‬إسناده صحيح على شرط مسلم ‪.‬وهذا دليل على إنكار عياض بن غنم علنية‬
‫على من عذب النبط‪ ،‬وهذا يتوافق مع ما قام به النسوة المعتصمات لنكار التعذيب في‬
‫السجون‪.‬‬
‫‪=2‬ول ندري كيف يقدم الدعاة اليوم السلم‪ ،‬عندما يجدون مثل هذا الصك‪ ،‬الذي‬
‫يسوغ الظلم ويجرم إنكاره‪ ،‬بل ول ندري كيف تحارب المبريالية والعلمانية بمثل هذا الخطاب‬
‫الديني المحرف الديناصوري المتكلس المتخلف‪ .‬بل ول ندري كيف يقنع أهل العنف بإلقاء‬
‫السلح‪ ،‬والتزام السلوب السلمي في المطالبة بالتغيير‪ ،‬وإنكار المنكرات السلطانية‪ ،‬وهم‬

‫‪10‬‬
‫يجدون قضاء يجرم المر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان‪ ،‬ويجرم مطالبة وزارة‬
‫الداخلية وتقليم أظافرالبوليس‪ ،‬الذي ينهش ويفترس‪ ،‬من دون رقيب ول حسيب إل ضميرها؟‬
‫وبمثل هذه الترهات ضاعت مبادئ السياسة الشرعية‪ ،‬وصار في الشورى قولن‪ ،‬وفي‬
‫التعذيب ثلثة أقوال‪ ،‬وصار إنكار المنكرات السلطانية من مثيرات الفوضى والفتن‪..‬‬
‫‪=3‬إن القول بالسرية حق من حقوق السلطان‪ ،‬ضرب لحقوق النسان بحقوق السلطان‪،‬‬
‫ولم يقل بذلك أحد من الصحابة‪ ،‬بل الذي ثبت عن صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫خلفه‪ ،‬كما ذكرنا عن عمر بن الخطاب وعائشة والزبير وطلحة بن عبيد ال وعلي بن أبي‬
‫طالب‪،‬وغيرهم كثير‪.‬‬
‫ج= القول بأن من حق السلطان أن ل ينصح إل سرا؛‬
‫باطل‪:‬‬
‫ومضى القاضي في استثمار النصوص الضعيفة والمتشابهة لضرب مقاصد الشريعة‬
‫القطعية‪ ،‬التي دلت عليها الدلة الصحيحة الصريحة لفظية ومعنوية‪ ،‬فقال أيضا‪" :‬واخرج ابن‬
‫ابي عاصم في كتاب السنة باب كيفية نصيحة الرعية للولة من طريق شريح بن عبيد قال قال‬
‫عياض بن غنم لهشام بن حكيم ألم تسمع قول الرسول صلى ال عليه وسلم ( من اراد ان‬
‫ينصح لذي سلطان فل يبده علنية ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك و إل كان قد‬
‫ادى الذي عليه له) و اسناده صحيح كما قال اللباني في تخريجه لكتاب السنة"‪.‬‬
‫والرد على ذلك من وجوه‪:‬‬
‫‪ =1‬ماذكره القاضي عن ابن أبي عاصم وكتابه السنة باب كيفية نصيحة الرعية للولة‬
‫من طريق شريح بن عبيد فهو ليس حجة فابن أبي عاصم ليس من الخلفاء الراشدين ول من‬
‫التابعين‪.‬أما هذا الحديث الذي ذكر القاضي أن اللباني صححه ففي تصحيحه نظر‪ .‬فقد طعن‬
‫في صحته كثير من المحدثين‪ ،‬بطعون يعرفها من له إلمام بعلم الحديث والجرح والتعديل‪ ،‬ول‬
‫نطالب القاضي بأن يكون من علماء الجرح والتعديل‪ ،‬ليعرف هذه الطعون‪ ،‬ولن نرهق هيئة‬
‫التمييز بها‪،‬ولكننا نتساءل‪ :‬لماذا يترك النصوص والمواقف المشهورة الصحيحة‪ ،‬ويبحث عن‬
‫الدلة ذات الشكال أو الحتمال‪ ،‬لماذا ترك أقوال علماء الحديث الكثيرة التي تضعف هذا‬
‫الحديث وذهب إلى قول أحدهم‪ ،‬واللباني رحمنا ال وإياه من من عرف بالتساهل في تصحيح‬
‫الحديث‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وثمة نصوص كثيرة صريحة من كتاب ال وصحيح السنة المتفق عليها توجب المناصحة‬
‫لولة المر مطلقا ولم تفرق بين العلنية والسرية بل إن منهج النصح السري لم يرد إل في‬
‫فترة ما بعد العهد النبوي والراشدي‪ ،‬والنصوص والمواقف تقرر أن العلنية هي الصل‪ ،‬وهذا‬
‫يدل على أن القاضي ضاق ذرعا بالنصوص المحكمات‪ ،‬فلجأ إلى المتشابهات‪.‬‬
‫‪=2‬من ذلك ماجاء في قبول المصطفى صلى ال عليه وسلم العتراض على مايقوله‬
‫أو يفعله ورده على الحجة بالحجة وعدم غضبه لذلك وهو من قبول النصيحة علنية وذلك‬
‫كثير ومنها ‪،‬كقول بعضهم له عليه الصله والسلم "ماعدلت يامحمد وأقسم بالعدل يامحمد‬
‫أمام الناس" وقول أحدهم له صلوات ال وسلمه عليه "ألنه ابن عمتك"‪ ،‬ولم يقل لهم لم‬
‫تجابهونني علنية ولم تعترضون على أحكامي علنية"‪.‬‬
‫ولم يقل عمر بن الخطاب ول أحد من الصحابة للمرأة التي اعترضت على رغبته في‬
‫تحديد المهور‪ :‬هل همست في أذن زوجتي‪ ،‬بدل من نصحي علنا‪ ،‬أو اسكتي ول تعرضي‬
‫نفسك للتكشف والقول فيك‪ ،‬والزمي بيتك فإن صوتك عورة‪.‬‬
‫بل إن عمر بن الخطاب لم يقل لمن قال له في المسجد‪ :‬إن انحرفت قومناك بسيوفنا‪،‬‬
‫إبل قال قولته الشهيرة‪ :‬الحمد ل الذي جعل في أمة محمد من يقومني‪.‬أفل يسع القاضي‬
‫الستدلل بهذه المواقف المضيئة‪ ،‬بدل من التنقيب عن الحاديث المنقطعة والضعيفة؟‬
‫‪=3‬قال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬إذا هابت أمتي أن تقول للظالم ياظالم فقد تودع منها "‬
‫أل يقال للبوليس والمباحث التي تعذب الناس اتقوا ال‪ ،‬بيننا وبين الحاكم بيعة شرعية على‬
‫العدل والشورى‪ ،‬ل على الظلم والستبداد‪ ،‬فل تنقضوها باسم الحفاظ على المن‪ ،‬فإن العدل‬
‫أساس المن‪ ،‬وإن الظلم مصدر الفتن ‪.‬‬
‫وما ورد في مسلم بسنده عن صالح بن كيسان عن الحارث عن جعفر بن عبد ال بن‬
‫الحكم عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي عن رافع عن عبد ال بن مسعود أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال‪ ":‬مامن نبي بعثه ال في أمة قبلي إل كان له من أمته حواريون‬
‫وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم أنه تخلف من بعدهم خلوف يقولون مال يفعلون‬
‫ويفعلون مال يقولون ويفعلون مال يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم‬
‫بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من اليمان حبة خردل "‬
‫صحيح مسلم كتاب اليمان ‪ 20/‬باب بيان كون النهي عن المنكر من اليمان ج ‪ 80‬وقد ذكره‬
‫البخاري ‪ .‬وهذا الحديث ل يلزم منه اثارة فتنة ول تعارض بينه وبين الصبر على جور الولة‬

‫‪12‬‬
‫وليعني ترك المر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ينطبق بالتأكيد على تعذيب المباحث‬
‫للسجناء الواردة اسماء بعض قريباتهم في الصك‪.‬‬
‫د‪-‬منهج السلف الصالح هو إنكار المنكرات السلطانية‬
‫علنية‪ ،‬ومن نسب إليهم غير ذلك فقد غفل‪:‬‬
‫ولم يكتف القاضي بذلك‪ ،‬بل نسب منهج النكار السري إلى السلف الصالح فقال‪" :‬قال‬
‫المام عبد العزيز بن باز رحمه ال تعالى‪ (:‬وليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولة‬
‫وذكر ذلك على المنابر لن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف‬
‫ويفضي إلى الخوض الذي يضر ول ينفع ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما‬
‫بينهم وبين السلطان والكتابة إليه والتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى‬
‫الخير‪".....‬‬
‫وما قاله القاضي هدانا ال وإياكم وإياه غير صحيح‪ ،‬ولكن التبست عليه المور‪ ،‬وبيان‬
‫ذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ =1‬أننا أمام إنكار أفعال سياسية ولسنا أمام إنكار أفعال فردية يقوم بها أفراد ل يقوم‬
‫بها الحاكم بشخصه يعود أثرها عليه ل على المن‪ ،‬وهذه الفعال تفعلها المباحث بضرب‬
‫السجناء وتعذيبهم‪ ،‬وحتى لو كان ذلك من دون علم وزير الداخلية‪ ،‬ول رضاه؛ فإنه مسئول‬
‫أمام الشعب اليوم وأمام ال غدا عن ما يقترف موظفوه‪.‬‬
‫‪=2‬أن النكارالحاصل في هذه العتصامات ليس إنكارا على تصرف فعله الوالي بنفسه‪،‬‬
‫وإنما هوعلى فعل مارسته هيئات تدعي أن ما تفعله هو مقتضي أمر الوالي‪ ،‬ول يتوقع منه‬
‫أن يقره‪ ،‬ولكن يتوقع أن يغفل عنه ويمره‪ ،‬ويتوقع أن تدافع هذه الجهات عن أخطائها‪ ،‬وتفر‬
‫عن المحاسبة‪ ،‬ول يمكن معاجة أخطائها سرا‪.‬‬
‫أم أن هذه النصوص التي تقطع بمشروعية النصح العلني غير صحيحة‪ ،‬أم أن للحكام‬
‫منزلة أعلى من منزلة النبي صلى ال عليه وسلم وصحابته السايقين على العموم‪ ،‬وخلفائه‬
‫الراشدين على الخصوص‪ ،‬الذين أقاموا معالم الحكم الشوري العادل‪ ،‬او عاشوا في ظلله؛ أما‬
‫الذين عاشوا في ظلل الجور والجبر فقد تأثر فكرهم السياسي بهذه الظلل‬
‫ويعلم القاضي هدانا وإياه أن ولة المر يرفعون شعار عمر بن الخطاب‪ :‬ل خير فيكم‬
‫إذا لم تقولوها‪ ،‬ول خير فينا إذا لم نسمعها‪ ،‬في كل مناسبة‪ ،‬ويقولون بمل أفواههم إننا نلتزم‬
‫منهج الكتاب والسنة‪ ،‬نصا وروحا‪ ،‬فهل لدى القاضي تعميم سري يقول‪ :‬ليجوز النكار علينا‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫ونعلم أن ذلك مشتهر منذ عهد الملك عبد العزيز رحمنا ال وإياكم وإياه‪،‬حتى هذا الوقت في‬
‫عهد خادم الحرمين الملك عبد ال‪ ،‬رجل الصلح الول‪ ،‬وفقنا ال وإياكم وإياه‪ ،‬فهل لدى‬
‫القاضي تعميم سري بخلف ذلك‪.‬‬
‫ولم نعلم أنهم رفضوا النصيحة العلنية أو أنهم نهوا عنها‪ .‬وصدور مثل هذه التبريرات‬
‫من القاضي؛ يفضي إلى إختلل العلقة الطبيعية بين الحاكم والشعب‪ ،‬فوق أنه زلة في‬
‫العقيدة‪ ،‬تقدم نمطا من الفكر القضائي والسياسي؛ يسئ إلى سمعة العلماء والقضاة في هذا‬
‫البلد‪ ،‬فضل عن إساءته إلى الفكر السياسي والقضائي السلمي‪ ،‬عندما يقدمه سادنا قلعة‬
‫الستبداد والطغيان‪.‬‬
‫‪=3‬خلط القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه بين مفهومين للنصيحة‪:‬‬
‫فالنصح للناس له معنيان‪:‬‬
‫الول‪ :‬النصح بالمعنى العام‪ ،‬معناه الخلص والحتساب‪ ،‬وهو ما ذكر في قول الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم"الدين النصيحة‪ ،‬قلنا لمن يا رسول ال؟ قال‪ :‬ل ولرسوله ولئمة‬
‫المسلمين وعامتهم "‪ ،‬وكما في قوله تعالى على لسان شعيب" نصحت لكم ولكن ل تحبون‬
‫الناصحين"‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬توجيه الناس وإرشادهم في أمور دنياهم وأخراهم‪.‬‬
‫‪=4‬خلط القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه بين نوعين من النصيحة‪:‬‬
‫الول‪ :‬قيام فرد أو جماعة بنصح فردا أو مجموعة معينة من الناس في أمر من أمور‬
‫دنياهم أو أخراهم‪ ،‬في أمر روحي كالصلة‪ ،‬أو مدني كالعفة والزكاة‪ ،‬فهذا النمط يسن فيه‬
‫البدء بالسرار‪ ،‬كما قال الشافعي رحمنا ال وإياكم وإياه‪:‬‬
‫وجنبني النصيحة في الجماعه‬ ‫تعهدني بنصحك في انفـراد‬
‫من التجريح ل أرضى استماعه‬ ‫فإن النصح في الخوان نوع‬
‫الثاني‪-:‬قيام فرد أوجماعة بنصح الحكام والولة في أمور المسلمين عامه وهذا واجب‬
‫بإتفاق الصحابه رضي ال عنهم ويدل عليه ماحصل من أبو بكر وعمر مع الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم وماحصل من عمر مع أبو بكر ومن عائشه مع عثمان ومع علي ومن الزبير‬
‫وطلحه وعمار وغيرهم رضي ال عليهم لكن لم يقل أحد من سلف المة في فجر السلم؛‬
‫بوجوب الكتفاء بالنصح السري‪ .‬في نصح الفراد والجماعات‪ ،‬فضل عن نصح سلطان من‬

‫‪14‬‬
‫السلطين‪ ،‬وهذا النوع لم يقل أحد من سلف المة الراشدي‪ ،‬ل بوجوب بدئها بالسرار‪ ،‬فضل‬
‫عن وجوب الكتفاء به‪.‬‬
‫‪ =11‬ولنعلم أن أحد قال إن إنكار المنكرات المعلنة يكون سرا‪ ،‬من السلف في العهد‬
‫الراشدي‪ ،‬أما من عداهم فأقوالهم إنما تساق للستشهاد والعتضاد ل للتعويل والعتماد‪ ،‬وما‬
‫أجمع عليه الشيخان أبو بكر وعمر‪ ،‬ل يضرب بما فعله اللحقون‪ ،‬ول ندري من أين جاء‬
‫القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه بهاتين القاعدتين الجديدتين في فقه السياسية الشرعية‪:‬‬
‫‪ -1‬إيجاب كون النصيحة سرا‪.‬‬
‫‪-2‬اشتراط إذن السلطان عند إنكار المنكر‪.‬‬
‫على أن النصح السري للسلطان طريق ذو وعثاء‪ ،‬ل يكاد يدرك غوره إل من سبره‪،‬‬
‫ولعل القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه؛ لم يجرب هذا الطريق أو لم يستنبط عبرا‪ ،‬من تجارب‬
‫الذين جربوه‪،‬كالشيخ محمد الفهد الرشودي والشيخ عبد ال بن قعود والدكتور عبد ال‬
‫الركبان‪ ،‬وغيرهم كثير‪.‬‬
‫واستنباط العبر شاهد مبين على ضعف جدواه‪ ،‬وتقرير الدكتور محسن العواجي عن‬
‫التعذيب شاهد كالشمس‪.‬‬
‫‪=12‬إن المنكرات التي تم إنكارها منكرات مرتبطة بأقارب ذوي المعتصمات‪ ،‬من جهة‪،‬‬
‫وهي عامة على كثير من السجناء من جهة أخرى ‪،‬ويشترك في وجودها وتكاثرها وترك‬
‫إنكارها وترك كشفها كل من هيئة الدعاء والتحقيق والقضاء ول سيما عندما يقر القضاء‬
‫اعترفات السجناء تحت التعذيب‪ ،‬وجهة عدم إنكارها‪ ،‬إن القضاة بتدليسهم يقرونها وبذلك‬
‫يدعون أجهزة وزارة الداخلية لتكرارها‪.‬‬
‫وفي إعلن النصيحة فائدتان‪:‬‬
‫أولهما تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها الناصح من تعريض الناصح للذى المحتمل‬
‫أو الواقع‬
‫ثانيهما أن يعرف الناس المنكر من المعروف‪ ،‬لكي ليقال إن التعذيب جائز في السلم‪،‬‬
‫وإن سجن التضييق شرعي‪،‬واغترار الرأي العام بظاهر سلوك الناصح السري‪ ،‬واعتبارهم أن‬
‫ما يفعله الحاكم ل منكر فيه‪ ،‬أو أنه منكرات بسيطة ينبغي احتمالها‪.‬‬
‫فسكوت القضاة والفقهاءعن هذه الفظائع نقطة سوداء في سيرهم‪ ،‬ولن ينجو من‬
‫خزيها الدنيوي والخروي إل من أنكرها علنا ولذلك نجد التاريخ السلمي لم يحفظ لنا إل‬

‫‪15‬‬
‫أسماء وأفعال المصلحين المنكرين علنا من سلفنا الصالح من صحابة رسول ال وتابعيهم‬
‫باحسان إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫‪=12‬إنكار المنكرات السلطانية يختلف عن النصيحة‪ ،‬لن الخلفة والمارة والمامة‬
‫الشرعية عقد اختيار بين الناس والحاكم‪ ،‬مشروط بالعمل بكتاب ال وسنة نبيه محمد صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬فطاعة الحاكم مقيدة طاعته بطاعة ال‪ ،‬كما جاء في الحديث الصحيح "لطاعة‬
‫لمخلوق في معصية الخالق"‪.‬وكما قال أبو بكر رضي ال عنا وعنكم وعنه" أطيعوني ما أطعت‬
‫ال فيكم‪ ،‬فإذا عصيته فل طاعة لي عليكم"‪ ،‬وليست طاعة ال هلل يختلف في رؤيته‬
‫الراءون‪ ،‬فل طاعة لفرد مخصوص إل لنبي معصوم‪ ،‬كما صرح الفقهاء كابن تيمية‪ .‬ومقتضى‬
‫البيعة على الكتاب والسنة ركنان نص عليهما الفقهاء‪ ،‬هما كالقائمتين للبيعة الشرعية‪:‬‬
‫‪ -‬العدل‪ -‬وشورى عرفاء المة‪.‬من أجل ذلك نص الفقهاء على أن عمر بن عبد العزيز رضي‬
‫ال عنا وعنه؛ لم يصبح خليفة شرعيا إل عندما شاور وعدل‪.‬‬
‫وآيتا سورة النساء فيصل في وجوب التزام الحاكم بمشورة أولي (الرأي)‪/‬المر‪/‬أهل الحل‬
‫والعقد‪/‬العرفاء‪ ،‬فهل تعذيب البشر والتضييق عليهم في السجون من طاعة ال‪،‬أو من المصالح‬
‫المرسلة من التفصيل‪ ،‬وهل هو من ما وقع بمشاورة الحاكم أهل الحل والعقد‪ ،‬من أصحاب‬
‫البصائر السياسية والقتصادية والتربوية‪.‬‬
‫إن إصرار الحاكم على التعتيم على التعذيب‪ ،‬ورفضه تقديم المتهمين بالتعذيب إلى القضاء‪،‬‬
‫واستهتاره بدعوة المحتسبين له بفتح ملف حقوق النسان‪ ،‬من نواقض البيعة الشرعية‪ .‬تلك‬
‫أمور ل تخفى على طالب علم‪ ،‬فكيف تخفى على قاض يقضي في أموال الناس وأعراضهم‬
‫ودمائهم ‪،‬من أجل ذلك نعتقد أنها كبوة جواد‪ ،‬ولكل جواد كبوة‪ ،‬ونذكر بالحديث الصحيح الذي‬
‫حذر من زلت العلماء‪ ÷،‬ونذكر بأن هذه الزلت أمور محتملة التكاثر‪ ،‬في أي قضاء دون‬
‫ضمانات تضمن استقلله‪ ،‬ومن دون مجلس نواب وفصل بين السلطات الثلث‪ ،‬وسلطة شعبية‬
‫تتمظهر عبر الجمعيات الهلية‪.‬‬
‫‪=13‬غفل القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه عن بديهية أخرى في السياسة الشرعية؛ هي‬
‫أن المامة عقد وكالة وإنابة‪ ،‬فهل يجوز بمقتضاها أن يستبد الوكيل بأمر موكليه ويصبح‬
‫وصيا عليهم‪ ،‬وينتهب مالهم ويتصرف في أمور تربية أبنائهم وتعليمهم وإدارة شئونهم‬
‫وأنسالهم وأعراضهم ودمائهم وحيواتهم وفق مايراه مصلحة لهم‪ ،‬قد تكون حقيقية وقد تكون‬

‫‪16‬‬
‫متوهمة‪ ،‬ثم يسجن من قال له اتق ال‪ ،‬ثم يأتي قاض ليقره على مافعل‪ ،‬فيكون المستجير‬
‫بالقاضي من ظلم الوالي‪ ،‬كما قيل‪:‬‬
‫والمستجير بعمر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار‬
‫‪=14‬وغفل القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه عن حقيقة أخرى‪ ،‬يدركها عامة الناس‪ ،‬وهي‬
‫أن ما قامت به النساء من اعتصام‪ ،‬ليس من باب النصيحة فحسب‪ ،‬بل هو مطالبة بالحقوق‪،‬‬
‫ولم يقل أحد ل من الفقهاء ول من الجهلء إنه يجب أن يلتزم الناس السلوب السري في‬
‫مطالبة السلطان بحقوقهم‪.‬‬
‫إن القضاء عندما يجرم المطالبات العلنية بالحقوق؛ إنما يفتح الباب الموارب للعنف‪.‬‬
‫‪=15‬لقد أبعد القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه النجعة‪ ،‬عندما قال" إن السرية في نصح‬
‫السطان من حقوقه مالم يسمح بالعلنية في نصيحة بأي طريقة يرضاها"‪ ،‬هذه الزلة ليست خطأ‬
‫قضائيا عاديا‪ ،‬ول رأيا غير معتبر في السياسة الشرعية فحسب‪ ،‬بل خطأ في العقيدة‪ ،‬يؤدي‬
‫إلى تعطيل مبدا المر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬ويؤدي إلى تأليه الحكام‪ ،‬الذي ورد‬
‫التحذير عنه في كتب التوحيد والتفسير‪ ،‬في تفسير آية‪:‬اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من‬
‫دون ال‪ ،‬كما ذكر الفقهاء والمفسرون كالقرطبي والبغوي وابن جرير وابن تيمية ومحمد بن‬
‫عبد الوهاب‪ ،‬من أجل ذلك نرجو أن يتذكر القاضي وفقنا ال وإياكم وإياه أن ذلك كالشمس في‬
‫رابعة النهار وأن ل فالمر كما قيل‪:‬‬
‫وليس يصح في الذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل‬
‫وقد فصلنا هذه القضية في الكتب والبحاث التالية‪:‬‬
‫‪-1‬مناهج الصلح الثلثة ‪:‬د‪/‬عبد ال الحامد‬
‫‪-2‬الكلمة أقوى من الرصاصة‪.‬‬
‫‪=3‬مناصحة الحكام‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬عبد الكريم الخضر‬
‫‪-4‬مفهوم ولي المر في السلم ‪/‬عبدالرحمن الحامد‬
‫ثانية الحيثيات‪:‬‬
‫أ=العتصامات والمظاهرات من أسباب الفتن والشرور‬
‫والظلم وليسب هي الوسط بين النبطاح وحمل السلح‪:‬‬
‫قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬اما الصل الثاني في هذه‬
‫القضية فهو حكم العتصام أمام مقار الدوائر او مكان امراء المناطق او ولي المر العظم‬
‫لنكار منكر عام أو منكر خاص لهذه الدوائر او بالمراء المسؤلين في الدولة او الملك؛[فقد]‬

‫‪17‬‬
‫سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه ال وسائل الدعوة؟ وهل من يموت فيها يعتبرشهيدا؟‬
‫الجواب "ل أرى المظاهرات النسائية والرجالبة من العلج‪ ،‬ولكن ارى انها من اسباب الفتن‪،‬‬
‫ومن اسباب الشرور ومن اسباب ظلم بعض الناس‪ ،‬والتعدي على بعض الناس بغير حق‪.‬‬
‫ولكن السباب الشرعية‪ :‬المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير بالطرق السلمية‬
‫الطرق التي سلكها اهل العلم‪ ،‬وسلكها اصحاب النبي صلى ل عليه وسلم واتبعهم بإحسان‪،‬‬
‫بالمكاتبة ولمشافهة مع المير والسلطان والتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير‬
‫في المنابر وغيرها بانه كذا وصار فيه كذا وال المستعان‪.‬‬
‫وقال رحمه ال ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب‬
‫شرعظيما على الدعاة فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست الطريق الصحيح للصلح‬
‫والدعوة‪ .‬فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي احسن"‪.‬‬
‫ولقد أخطأ القاضي في الستدلل بكلم الشيخ ابن باز‪.‬لن ما قصده الشيخ ابن باز‬
‫رحمنا ال وإياه هو كل مظاهرة أدت إلى الفتنة أو شر أو ظلم أو تعد على الناس وحقوقهم‬
‫وما قامت به المعتصمات سواء سمي تجمعا أو اجتماعا أواعتصاما أومظاهرة‪ ،‬إنما هو‬
‫اعتصام محدود العدد‪ ،‬للمطالبة بوقف تعذيب أزواجهن‪ ،‬وقد أدى إلى تحقيق مصلحة‬
‫شرعية‪،‬لهن ولزواجهن لم يمكن تحقيقها بالوسائل الخرى من مناصحة سرية ومكاتبات‪،‬‬
‫وقد منه رفع الظلم والتعدي على ذويهم والتجمع والمطالبة بالحقوق وذلك من سائل الضغط‬
‫وتكوين رأي عام من خلل إعلم مستنير مسئول‪ ،‬وإعلن ذلك يؤدي إلى تقليل تجاوزات‬
‫البوليس‪ ،‬وهو إسهام فعال في خفض حدة الحتقان المؤدية إلى الفتنة والعنف‪ ،‬وهذا من‬
‫أسباب درء المفاسد التي حرص عليها الشيخ ابن باز‪.‬‬
‫من ما يدل على ذلك أن النساء لم يسرن في الشوارع هاتفات كاشفات‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما الحتجاج بأحداث الجزائر فحجة على القاضي‬
‫وليست له‪.‬‬
‫ويمضي القاضي في تبريره قمع المظاهرات والجتماعات فيستدعى العلمة ابن‬
‫عثيمين رحمنا ال وإياه كما استدعى العلمة ابن باز واحتمى به فقال‪" :‬وسُئل الشيخ محمد‬
‫بن عثيمين رحمه ال ما مدى شرعية ما يسمونه بالعتصام بالمساجد وهم كما يزعمون‬
‫يعتمدون على فتوى لكم في احوال الجزائر سابقا؛ انها تجوز ان لم يكن فيها شغب ول‬
‫معارضة بسلح او شبهة‪ ،‬فما الحكم في نظركم وتوجيهكم لنا؟ الجواب اما انا فما اكثر ما‬

‫‪18‬‬
‫يكذب علي‪ ،‬واسأل ال ان يهدي من كذب علي‪ ،‬وأن ل يعود بمثلها والعجب من قوم يفعلون‬
‫هذا‪ ،‬ولم يتفطنوا لما حصل في البلد الخرى‪ ،‬التي صار شبابها على مثل هذا المنوال‪ ،‬ماذا‬
‫حصل لهم هل انتجوا شيئا؟ بالمس تقول اذاعة ان الذين قتلوا من الجزائريين في خلل ثلث‬
‫سنوات بلغوا اربعين الفا‪ ،‬اربعون الفا!! عدد كبير خسرهم المسلمون من اجل احداث مثل هذه‬
‫الفوضى‪ ،‬والنار كما تعلمون أولها شرارة ثم تكون جحيما‪ ،‬لن الناس إذا كره بعضهم بعضا‬
‫وكرهوا ولة امورهم حملوا السلح مالذي يمنعهم؟ فيحصل الشر والفوضى‪ ،‬وقد امر النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم من رأى من اميره شيئا يكرهه ان يصبر وقال (( من مات على غير‬
‫امام مات ميتة جاهلية))‪.‬‬
‫((الواجب علينا ان ننصح بقدر المستطاع ام ان نظهر المبارزة والحتجات علنا؛ فهذا‬
‫خلف هدي السلف‪ ،‬وقد علمتم الن ان هذه المور ل تمت إلى الشريعة بصلة‪ ،‬ول إل‬
‫الصلح بصلة ماهي إل مضرة‪ .‬الخليفة المأمون قتل العلماء الذين لم يقوملوا بقوله في خلق‬
‫القران قتل جمعا من العلماء واجبرالناس على ان يقولوا بهذا القول الباطل‪ ،‬ما سمعنا عن‬
‫المام احمد وغيره من الئمة ان احدا منهم اعتصم في أي مسجد ابدا ول سمعنا انهمك كانو‬
‫ينشرون معايبه من اجل ان يحمل الناس عليه الحقد والبغضاء والكراهية‪ .‬ول نؤيد‬
‫المظاهرات او العتصامات او ما أشبه ذلك‪ ،‬ل نؤيدها إطلقا‪ ،‬ويمكن الصلح بدونها‪ ،‬لكن ل‬
‫بد ان هناك اصابع خفية داخلية او خارجية تحاول بث مثل هذه المور )) اهـ‪.‬‬
‫وقد وقع ما حذر منه الشيخان من حمل السلح والتفجير والقتل فرحمهما ال ما ابعد‬
‫نظرهما واشد حذقها وما اسدهما للذرائع الموصلة للفتن فرحمهما اله رحمة واسعة‪ ،‬ومثل‬
‫ذلك فتوى الشيخ صالح الفوزان حفظه اله تعالى‪ ،‬والشيخ صالح بن غصون رحمه ال تعالى‪،‬‬
‫والشيح عبد العزيز الراجحي حفظه ال تعالى‪ .‬وغيرهم كثير"‬
‫وتسبيب القاضي فيه نظر‪ ،‬ومن الواضح أن القاضي بعد أن احتمى بسور السلف‬
‫الصالح وخوفنا من أحداث الفتنة في عهد عثمان بن عفان رضي ال عنه‪ ،‬استرسل في سياق‬
‫أحداث الجزائر‪ ،‬وأخذ يفسرالمواقف‪ ،‬من دون بصيرة‪ ،‬في علم السياسة ول يعلم الحضارة ول‬
‫يعلم الجتماع السياسي‪ ،‬ومن أجل ذلك صار يقرأ نصوص الكتاب والسنة من دون زجاجة ول‬
‫مشكاة‪ ،‬وكان حريا به إذن الخطأ والغلط‪ .‬كما يلي من نقاط‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪=1‬وكلم القاضي في هذه القضية غير صحيح جملة وتفصيل لن ترك إنكار المنكرات‬
‫العامة وتكميم الفواه عن الصدع بكلمة الحق هو السبب الرئيس الذي يقف خلف كثير من‬
‫الفتن التي حصلت في البلد العربية وليس النكار العلني‪.‬‬
‫‪=2‬وينبغي للقاضي أن يتفطن لهذه الحقيقة التي غفل عنها كما أن ما حصل من النكار‬
‫على الخلفاء الراشدين جميعا من قبل الصحابة لم يؤد لما ذكر من الفتن إنه من المعلوم في‬
‫جميع النظم السياسية أن إتاحة المجال للتعبير السلمي إنما هو صمام أمان عن وقوع‬
‫النفجارات السياسية ‪.‬إن ما استنتجه القاضي مخالف لما فهم صحابة رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم حينما سمحوا بالنكار العلني والنصيحة العلنية فهل من بعدهم أفقه منهم‪ ،‬وهل‬
‫موجبو سرية النصح أحرص منهم على استتباب المن في المجتمع السلمي ؟‪.‬‬
‫‪=3‬القاضي يستدل بالفتاوى النية والنطباعية‪ ،‬التي جاءت جوابا لسؤال موجه محدد‪،‬‬
‫والفتاوى ليست أحكاما وقواعد وأدلة يبني عليها حكم قضائي لن الحكم الشرعي ثابت مستند‬
‫إلى قاعدة قضائية‪ ،‬أما الفتوى فهي متغيرة تدور حسب ظروفها التية‪ ،‬وهي غير مستقرة‬
‫على قواعد‪ ،‬والفقهاء السعوديون على العموم والرسميون منهم على الخصوص‪ ،‬ليسوا من ذ‬
‫‪1‬وي البصائر في اتلسياسة الشرعية‪ ،‬ول في أليات الدولة الحديثة‪ ،‬والدليل الواضح على ذلك‬
‫أن جهاز القضاء الذي أداروه‪ ،‬يعاني من معوقات كبرى‪ ،‬وخلل في ضمانات العدالة والنزاهة‪.‬‬
‫وهم في عديد من الحالت يفتون بتحريم شيء بالمس أو بتجريمه‪ ،‬وعندما تفعله الدولة‬
‫يسكتون عنه أو يبررونه‪.‬ول أدل على ذلك من الفتاوى التي ظهرت حين ظهور لجنة حقوق‬
‫النسان عام ‪1413‬هـ بالتحريم ثم ما لبثت أن أجيزت فيما بعد‪ ،‬وكما وقع لكثير من المور ل‬
‫تخفى على مطلع‪.‬‬
‫والشيخان ابن باز وابن عثيمين كغيرهما من من سلك هذا المسلك‪ ،‬ول يحتج بهما على‬
‫صريح الكتاب والسنة‪ ،‬ول على قواعد السياسة التي ثبت نجاحها في كل أمة وملة‪ ،‬بل يحتج‬
‫لهما‪،‬فليس كلمهما كإجماع الصحابة ليحتج به‪ ،‬والفتوى ليست قضاء ول يستدل بها في‬
‫القضاء وذلك لن الواجب على القاضي العمل بما نص عليه الكتاب والسنة وبما التزم به ولي‬
‫المر من معاهدات وأنظمة ذلك أن القاضي يلزمه أن يحكم باجتهاده ل باجتهاد غيره وينبغي‬
‫له أن يسبب بنصوص القرآن والسنة ل بأقوال الناس‪.‬‬
‫‪ =4‬وقد تجاهل القاضي أننا لم ندع النساء إلى العتصام ول إلى المظاهرات وأنهن‬
‫النسوة اعتصمن من أنفسهن‪،‬معترضات على تعذيب المباحث أزواجهن مطالبات بإيقاف‬

‫‪20‬‬
‫التعذيب وإحالة ازواجهن للقضاء للحكم بما انزل ال من عدل وإنصاف‪ ،‬فهل المطالبة بتطبيق‬
‫حكم الشرع في نظر القاضي جريمة مخزية أوفعل حرام؟ ولسنا أمام نصيحة ‪ ..‬وإنما هؤلء‬
‫النسوة يطالبن بوقف تعذيب المباحث لزواجهن وإحالتهم لشرع ال المطهر‪ .‬الذي يرتضيه كل‬
‫مسلم‪.‬‬
‫أما إن كثيرا من الفقهاء من أهل العصور الماضية لم يتعرفوا على مدى نجاح الوسائل‬
‫السلمية في صيانة الدولة و المجتمع من الضعف والنحلل والطغيان‪ ،‬فلم تكن ترسخ في‬
‫ثقافتهم أعراف سياسية‪ ،‬لترسيخ الحكم الشوري العادل وصيانته‪ ،‬ومراقبة الحاكم ومحاسبته‪،‬‬
‫تكون وسطا بين حالة الستسلم وحالة حمل لسلح وهذا يبدو أن فضيلة ل يعمله حين ذكره‬
‫عن المام احمد رحمه ال وتكرر النكار على المباحث وليس على الحاكم‪.‬‬
‫ولمزيد من بيان حكم العمل السلمي في السلم نرفق الكتب والبحاث التاتلية‪:‬‬
‫‪=1‬حكم المظاهرات والعتصام في السلم‪ :‬د‪/‬عبد الحميد المبارك‬
‫‪=2‬حقوق النسان في السلم‪ :‬د‪/‬عبد ال الحامد(أبوبلل)‬

‫ثالثة الحيثيات‪:‬سد ذرائع الفساد يقتضي تحريم خروج‬


‫النساء والرجال لمثل هذه العتصامات‬
‫*قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬اما الصل الثالث في هذه‬
‫القضية فهو سد الذرائع الموصلة للفساد او المجرئة عليه‪ :‬ومن ذلك سد ذرائع خروج النساء‬
‫أو الرجال؛ بمثل هذه العتصامات‪ ،‬لئل تجر إلى فساد أعظم ونحوه مستقبلً"‪.‬‬
‫ونقول وبال التوفيق‪:‬إن ما قامت به هذه النساء هو الذي يؤدي في حقيقة المر إلى‬
‫سد الذرائع الموصلة للفساد وليس تجريم هذا الفعل وبيان ذلك كالتالي ‪:‬‬
‫‪=1‬أن هذه النسوة وجميع أهالي المعذبين في المعتقلت قد أرهقهم وزلزل عقولهم‬
‫وهيج مشاعرهم تعذيب أبنائهم وأبائهم والزج بهم في غياهب السجون‪ ،‬من دون محاكمات‬
‫ول ل ضمانات عدلية‪ ،‬وقد جربوا جميع الساليب التي توقعوا أن تفيدهم في رفع هذه‬
‫المظالم‪ ،‬ومن ذلك رفع المر إلى المسئولين والعلماء و القضاة وكتابة البرقيات ونحو ذلك‪،‬‬
‫وحرموا حتى من الحالة إلى القضاء‪ ،‬ولم يتبق أمامهم إل العتصام أمام مبنى المباحث‪.‬‬
‫‪=2‬ونظرا لكون العتصام أمام المباحث يعتبر في نظر المباحث جريمة فإن كل من‬
‫النساء والرجال علموا أن فعل الرجال لذلك المر لن ينفع بل سيزيد الطين بله حيث سيعتقل‬

‫‪21‬‬
‫الرجال ويعذبون‪ ،‬وقد يتهمون بالعنف‪ ،‬ولن يجدوا من يطالب بحقوقهم أو بإحالتهم إلى‬
‫القضاء فلم يجدوا بدا من التوقف عن هذه الخطوة‪.‬‬
‫وحينما وجدت النساء أن أزواجهن وآبائهن معتقلين ويعذبون في معتقلتهم وأن‬
‫الرجال الباقين من أقاربهن عاجزين‪ ،‬وأن الوسطاء من العيان والفقهاء مردودين‪ ،‬ولن‬
‫تجدي شفاعتهم شيئا لجأن إلى العتصام لنهم يعلمن أن المباحث لن يستسهلوا اعتقالهن‪،‬‬
‫ول تعذيبهن‪ ،‬فضل عن تلفيق التهم عليهن‪ ،‬ولو اعتقلوهن‪ ،‬لثاروا النار في هشيم جاهز من‬
‫التوتر‪ ،‬فإن أولياء المور في هذا البلد سيعلمون بذلك لنه سينتشر وحيث إن أولياء المور ل‬
‫يرضون بذلك العتقالت فإنهم سيأمرون بإطلق سراحهن لنه ل يمكن للمباحث أن تلبس‬
‫المر في موضوع هذه النسوة أو أن يقال عنهن أنهن إرهابيات أو أنهن يردن الفساد‪.‬‬
‫فمن باب سد الذرائع قامت النساء بهذا العتصام حتى ل يستفحل المر فيتبرم جميع‬
‫الناس الذين تصلهم بهؤلء المعتقلين صلة قرابة‪ ،‬والمهتمين بالشأن العام‪ ،‬وقد يؤدي المر‬
‫إلى تفاعلت‪ ،‬تصب في تردي العلقة بين ولة المر والشعب‪،‬ولذلك فإنه من باب سد الذرائع‬
‫قامت النساء بهذا الفعل حتى يقفل الباب عن أي فعل يحتمل أن تؤدي إليه حالة الضيق التي‬
‫يحس بها أولياء أمور هؤلء المعتقلين‪.‬‬
‫إن تطبيق القاضي المقلوب لقاعدة سد الذرائع؛ ل يدل على إدراك صحيح لها أصوليا‪،‬‬
‫ول على إدراك لواقع الدولة الحديثة‪ ،‬ولمزيد من إيضاح الصورة‪ ،‬سنبعث الكتب والبحاث‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪=1‬منهج فقه الكتاب والسنة‪/‬المصباح في زجاجة ومشكاة‪ :‬د‪./‬عبد ال الحامد(أبوبلل)‪.‬‬

‫رابعا الحيثية الرابعة‪ :‬هدف دعوات حقوق النسان‬


‫تمرير المنكرات والهجوم على الشريعة‪:‬‬
‫قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬اما الصل الرابع في هذه‬
‫القضية فهو ان من له ادنى نظر يعلم اننا في زمن فتن كثيرة من حولنا وفي داخلنا يتبين ذلك‬
‫بما يحصل في بعض دول الجوار من النشقاق والختلف بل والقتل واستغلل ضعاف النفوس‬
‫زمن الفتن لتمرير الدعوة للمنكرات بأسم حقوق النسان وحرية التعبير والتفكير ونحو ذلك‬
‫من الشعارات البراقة المغرية بالمل الباعثة على الحترام وهي في حقيقتها هجوم على‬
‫الشريعة والحكام لدعوة حقوق النسان‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ومايتوقع حصوله ومايحصل من تفجيرات والمخرج من الفتن؛ ليس في إعلن إنكار‬
‫المنكر على السلطان في الشوارع‪ ،‬إن كان ثم منكر وليس في تعداد أخطائه على المل‪ ،‬لنه‬
‫في زمن الفتن بعض النفوس مستشرفة لها متطلعة إليها‪ ،‬تطيش بعض العقول فيها‪ ،‬ل بل‬
‫تكون مدافعة الفتن بكثرة في العبادة‪ ،‬والعتصام بحبل ال جميعا‪ ،‬وبيان المنكر سرا وتكرار‬
‫ذلك سرا‪ ،‬حتى يقضي ال جل وعز امره‪.‬‬
‫إذ المظاهرات والعتصامات وإعلن المنكرات وإن كانت سلمية حسب الزعم لكنها‬
‫الشرارة الولى لما بعدها‪ ،‬خصوصا وقت الفتن‪ .‬والفتنة إذا اقبلت تشبهت وإذا ادبرت تبينت‪،‬‬
‫نسأل ال العفو والعافية"‪.‬‬
‫ونقول وبال التوفيق‪:‬‬
‫‪=1‬أن هذا التعبير الذي ذكره القاضي هدانا ال وإياكم وإياه؛فيه مصادرة على المطلوب‬
‫كما يقول علماء الصول وذلك لنه من المسلم به عند الجميع أن تكميم الفواه سبب رئيس‬
‫من أسباب العنف ولذلك قال الرئيس المريكي السبق‪ :‬أي دولة تجعل التعبير السلمي‬
‫مستحيلً تجعل التغيير الثوري حتميا‪ .‬وهذه حكمة والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو‬
‫أحق بها‪.‬‬
‫ولذلك فإنه ينبغي للقاضي أن يدرك ماهي حقوق النسان‪ ،‬قبل أن يهاجمها‪ ،‬وأن يدرك‬
‫أن أهمها استقلل القضاء عن هوى الولة‪ ،‬وضمان حقوق المتهم والسجين‪ ،‬ووجود أجهزة‬
‫تراقب الدارة والتربية وسبل صرف بيت المال‪ ،‬وأن يدرك هو ومن ليزال يعيش في ظلل‬
‫نظرية ولي المر العظم‪(،‬وفق المصطلح الذي ابتدعه)أن العتصامات ليست سببا للفتن ومن‬
‫يقرأ في تاريخ الشعوب والحضارة؛ ليدرك أن سبب الفتن تكميم الفواه ومنع التعبير السلمي‬
‫عن الرادة سواء في العتصامات أو غيرها من وسائل التعبير والرفض السلمية‪.‬‬
‫ولذلك فإنه ينبغي تشجيع مثل هذه الفعال ل تجريمها أو تحريمها وإن مراجعة التاريخ‬
‫السياسي لجميع الدول المعاصرة تلهم كل منصف أن تلك الدول التي كانت تعتمد على سياسة‬
‫تكميم الفواه ومنع التعبير السلمي دول زالت أو تصدعت بينما الدول التي منحت المجال أمام‬
‫التعبير السلمي فإنها دول قويت وتماسكت والتحمت فيها القيادة بالشعب وخير مثال لذلك ما‬
‫حصل للدولة السلمية في عهد الخلفاء الراشدين حيث فتحت باب التعبير السلمي على‬
‫مصرعيه بينما وجدنا دولة الفرس والروم قد تهاوت وسقطت بسبب اعتمادها لسياسة القمع‬
‫والرهاب الفكري على شعوبها ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ولذلك فإن ما استدل بها القاضي من أحوال الدول المجاورة لم يكن ليحصل ما حصل‬
‫منها إل بسبب سياسة القمع وتكميم الفواه وعدم السماح بالتعبير السلمي فيها ولذلك حصدت‬
‫الضعف والفقر والفتن أما الدول المجاورة التي سمحت بالتعبير السلمي عن الراء والفكار‪،‬‬
‫وحاسبت المقصرين في وضح النهار‪ ،‬وأتاحت المجال لذلك فإنها ل تزال دول متماسكة قوية‬
‫لم تزدها مثل هذه الساليب السلمية إل قو ًة وتمكينا‪.‬ونأمل أن ل يغيب ذلك عن إدراك‬
‫القاضي‪ ،‬فإن لم يتذكر ‪:‬‬
‫فليس يصح في الذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل‬
‫‪=2‬وأغرب من ذلك كله ما اشار إليه وسماه بالصل الرابع من حقوق النسان فقد‬
‫اشرنا آنفا إلى أن ولة المور وقد اقروها‪ ،‬ووقعوا وثائقها الدولية‪ ،‬فإن كان يرى أنها تخالف‬
‫الشريعة‪ ،‬أو تسيء إلى المن‪،،‬فليكتب اعتراضه لهم عموما‪ ،‬ولخادم الحرمين الشريفين‬
‫خصوصا‪ ،‬وليكتب نصحه أيضا في العلم‪ ،‬لكي تبرأ ذمته أمام المة‪.‬‬
‫وقد أشار دعاة الدستور وحقوق الناس الشرعية مرارا؛ إلى أن غالب القضاة ل‬
‫يفقهون حقوق النسان في السلم‪ ،‬وأنهم بذلك يخلون باستقلل القضاء‪ ،‬ويصبحون من‬
‫مفترسي المحتسبين‪ ،‬بدل من أن يكونوا من من ينصفهم‪.‬‬
‫‪=3‬والقاضي غافل أيضا عن ما وقعته الدولة من وثائق عالمية‪ ،‬تذكرالمسلمين‬
‫والمراء والقضاة والفقهاء الغافلين عن مبادئ السياسة الشرعية‪ ،‬بما نسوه من معالم‬
‫دينهم‪،‬ومن أجل ذلك غفل عن أن الوالي وفقنا ال وإياكم وإياه قد سمح بالعتصام والتظاهر‪،‬‬
‫من خلل توقيع المملكة على عديد من الوثائق التي تشرع التظاهر والعتصام‪ ،‬وذلك بتوقيع‬
‫المملكة على التفاقيات التالية‪:‬‬
‫أولها‪ :‬اتفاقية العلن العالمي لحقوق النسان عام (‪ )1947‬التي أقرت فيها الدول الموقعة‬
‫بحق شعوبها بالعتصام والتظاهر وإنكار التعذيب خاصة والتضييق في السجون عامة‪.‬‬
‫ووفاء المسلمين بالعقود ملزم بنص القران الكريم (وبرفقه ميثاق حقوق النسان الذي وافق‬
‫عليه خادم الحرمين الشريفين ‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬إعلن القاهرة حول حقوق النسان الذي اعتمدته منظمة المؤتمر السلمي (‬
‫‪5‬اغسطس عام ‪1990‬م ) ‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعامله أوالعقوبة القاسية او الإنسانية‬
‫او المهينة (في نوفمبر ‪1997‬م)‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫رابعها‪:‬الميثاق العربي لحقوق النسان الذي تمت الموافقه عليه في القمة العربية في‬
‫تونس عام ‪ 2004‬م‪.‬‬
‫وهذه التفاقيات تشمل على مجموعة من الحقوق التي لبد من النص عليها في‬
‫النظمة والتشريعات المحلية ‪.‬‬
‫وبانضمام المملكة إلى هذه المعاهدات الدولية تصبح هذه المواثيق والعهود جزء من‬
‫أنظمة الدولة المرعية‪ ،‬وتعتبر جزء من المادة ‪ 70‬من النظام الساسي للحكم‪.‬ويجب ان تستند‬
‫إليها المحاكم حسب نظام الجراءات والمرافعات الشرعية الملزمة للقضاء ‪ ,‬ومع ذلك لم يلتزم‬
‫بها فالقاضي‪.‬لعدم معرفته وعلمه بها‪.‬‬
‫حيث سمح الحاكم بذلك ووقع على ذلك في وثائق دولية وعربية ملزم حفطه ال‬
‫بتطبيقها باعتبارها عقودآ أمر ال عز وجل بالوفاء بها بقوله عز وجل "يايها الذين آمنوا‬
‫أوفوا بالعقود" الية إليها بالتفصيل‪ .‬ومعنى ذلك أن القاض يمشي من دون مسطرة‪ ،‬فتارة‬
‫يرفض النصيحة العلنية‪ ،‬ويعتبر رفضها من الشريعة‪ ،‬وتارة وكالة الدكتور المبارك رفضها‬
‫أخذا بالنظام‪ ،‬وتارة يرفض النظام نفسه‪ ،‬إذا لم يوافق هوى وزارة الداخلية‪ ،‬ويعتبر رفضه له‬
‫من باب تطبيق الشريعة‪.‬‬
‫خامسة الحيثيات التعزيرات تكون بالشبهات‪ ،‬ول تطبق فيها‬
‫قاعدة البراءة الصلية‪:‬‬
‫قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬كما ظهر لي ان عبد ال‬
‫الحامد على علم بتفاصيل هذا العتصام‪ ،‬حيث ذكر ان المعتصمات لبسن أكفانا‪ ،‬فهو على علم‬
‫حتى فيما تحت عباءاتهن بل أن لبس الكفان يدل على العتصام قد يتطور ولو وصلت المور‬
‫إلى الموت‪ ،‬فهذا هو شأن لبس الكفان فهو للغزاة وخاصة القادة‪ ،‬لتحريض من تحتهم من‬
‫الجند على القدام"‪.‬‬
‫وقال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬حكمت بما يلي‪:‬‬
‫أول‪ /‬توجه التهمة القوية بتحريض المدعى عليهما المعتصمات على العتصام‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬ثبت لدي إدانة المدعى عليهما برضاهما وتأيدهما لمثل هذه العتصامات‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أن المدعي العام لم يستطع أن يثبت على عبد ال الحامد شيئا‪ ،‬إذن كيف‬
‫يحكم عليه بالسجن ستتة أشهر‪ ،‬السبب أن العقوبة تثبت بمجرد التهمة‪ ،‬وهذا هو ما سماه‬
‫الصل الخامس من حيثيات الحكم‪ ،‬فقال هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم "اما الصل‬

‫‪25‬‬
‫الخامس فهو ل يخفى ان الحدود تدرأ بالشبهات لكن التعزير يجب ان يكون بالشبهات‪ ،‬و‬
‫يتوجه للتهمة كما ذكره اهل العلم في مظانه ولن مسألة تفتيش المنازل محكومة بالمادة رقم‬
‫‪ 46‬من نظام الجراءات الجزائية وهي ( يتم تفتيش المسكن بحضور صاحبة او من ينيبه او‬
‫احد افراد اسرته البالغين المقيمين معه) وعبد ال الحامد ليس نائبا لريما الجريش ووجود‬
‫افراد بالغون من اسرة ريما المقصودة بالتفتيش‪ .‬وايضا مسألة التعذيب حكومة بانظمة تمنع‬
‫ذلك في المادة رقم ‪ 35‬ولن الطريقة الصحيحة للبلغ عمن سجن بصفة غير مشروعة او‬
‫في مكان غير مخصص للسجن محكومة بنص المادة رقم ‪ 39‬من نظام الجراءات الجزائية‬
‫وهي ((لكل من علم بوجود مسجون او موقوف بصفة غير مشروعة او مكان غير مخصص‬
‫للسجن او التوقيف ان يبلغ هيئة التحقيق والدعاء العام‪ ...‬إلخ))فهي بتبليغ الجهات‬
‫المختصة‪ ،‬ل عن طريق العتصامات‪ ،‬ولن الطلع على برنت التصالت التي تمت سابقا‬
‫ليس من التصنت‪ ،‬لن التصنت هو الستماع إلى الكلم خفية‪،‬وهذا ما لم يحدث بل الذي حدث‬
‫هو التفتيش بعد القبض على المدعى عليهما على ما اجرياه من اتصالت ولم تسجل فحوى‬
‫تلك التصالت حتى يكون تنصتا‪.‬‬
‫نقول وبال التوفيق‪:‬‬
‫‪=1‬ما سماه القاضي هدانا ال وإياه الصل الخامس من ان التعزير يجب ان يكون‬
‫بالشبهات‪ ،‬زلة من زلته الكبرى‪ ،‬تخالف مخالفة صريحة قول النبي صلى ال عليه وسلم لن‬
‫يخطئ المام بالعفو خير من يخطئ بالعقوبة أو كما قال عليه الصلة والسلم وهذا في حق‬
‫ال عز وجل أولي أي من الحق العام‪.‬‬
‫‪ =2‬إن القاضي تبنى كل لئحة الدعاء‪ ،‬وصار خصما يوجبه التهم بمجرد الشهوة‬
‫والرغبة وليس بناء على أدلة قطعية ولظنية بدليل أنه لعبدال وعيسى ول النساء قلن بأنهم‬
‫حرضوهن على ذلك فبأي دليل توجه هذه التهم القوية عليهما أم أنه بدليل الهوى والشهوة‬
‫والتعطش لصدار أحكام بايقاع العقوبة بعيدا عما يجب أن يلتزم به القاضي من محاولة تلمس‬
‫العدل والنصاف‪ ،‬ولكن هذا ليس بمستغرب منه فهل يستطيع أن يحكم ببراءة أشخاص رغبت‬
‫المباحث ووزارة الداخلية في تجريمهم ‪.‬‬
‫وأغرب من ذلك تجريمهما على الرأي‪ ،‬كما اعترف القاضي‪ ،‬فقال"ثبت لدي إدانة‬
‫المدعى عليهما برضاهما وتأيدهما لمثل هذه العتصامات‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اننا لول مرة نسمع حكما في شريعة السلم بمعاقبة النسان على فكرة ورأي ‪ .‬وهذا‬
‫يفتح باب شر على المسلمين بافتتانهم بآرائهم وأفكارهم ومعاقبتهم على ذلك وهل يعرف‬
‫القاضي أن أحدا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أومن التابعين لهم باحسان من‬
‫السلف الصالح حكم على أنسان لنه مقتنع برأي أو يعتقد بفكرة وهل حاكم النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم من خالفوا رأيه أو جرمهم وهل فعل ذلك الخلفاء الراشدون‪.‬‬
‫ال يعلم القاضي أن ما حصل من التعذيب لمام أهل السنة أحمد بن حنبل بسبب ابتداع‬
‫افتتان الناس بأفكارهم ومعتقداتهم ولذلك حصل في ذلك شر عظيم‪..‬‬
‫وحري بالقاضي أن يلتزم منهج السلف الصالح في القضاء‪ ،‬الذي ينص على الحكم‬
‫على الفعال والسلوك لعلى الراء والفكار‪- ,‬لو افترضنا أن العتصام والمظاهرة جرم‪-‬وأن‬
‫يتقي ال ربه في ذلك‪ ،‬فحرية الرأي والتعبير والتفكير مبدأ من مبادئ العقيدة السلمية‪،‬‬
‫جسده وقرره شيوخ السلم والحكام على مر الدهور‪ ،‬كالحسن البصري وعمر بن عبد العزيز‬
‫وعبد ال بن الزبير‪ ،‬وصابر لجله أحمد بن حنبل وابن تيمية‪.‬‬
‫هاهو القاضي يجسد صورة القضاء السعودي‪ ،‬الذي طالب الدستوريون اللف‪/‬دعاة‬
‫حقوق الناس الشرعية والجهاد السلمي ‪ ،‬في خطاباتهم المتتابعة منذ خطاب "رؤية لحاضر‬
‫الوطن ومستقبله"‪ ،‬وبمثل هذا الصك تبرز الدولة صورتها في مجلس حقوق النسان العالمي‬
‫من دون ماكياج ول رتوش‪.‬‬

‫سادس الحيثيات القرارات المنتزعة تحت التعذيب مقبولة‬


‫أ=كيف يعتد القاضي بإقرار ريما الجريش وبرفض أن‬
‫يستحضرها للمحكمة‪ ،‬رغم طعننا بإنه إقرار منتزع تحت‬
‫التعذيب‪:‬‬
‫قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬ثم جرى الطلع على إقرار‬
‫ريما الجريش المصادق عليه المرفق نسخة منه في المعاملة ويتضمن إقرارها بما ورد‬
‫منسوبا لها في دعوى المدعي العام وأن المرأة على اتصال بالمدعى عليه عبد ال الحامد‬
‫منذ نقل زوجها إلى سجن الملز لكي يوجهها بما تقوم به‪.‬‬
‫وإنها أخبرته بما قامت به من الذهاب لدارة المباحث في ‪22/6/1428‬هـ وأنه في‬
‫تاريخ العتصام ‪2/7/1428‬هـ الذي قامت به ريما الجريش مع أربع عشرة امرأة أنها اتصلت‬
‫بعبد ال الحامد فلم يرد عليها فاتصلت بعيسى الحامد وطلبت منه أن يخبر عبد ال‪ .‬وبعدها‬

‫‪27‬‬
‫أتصل بها عبد ال وطلب منها أن تطلب محاكمتهم شرعا وعلنيا‪ ،‬وكذلك وجود محامين وأنها‬
‫اتصلت عليه مرة أخرى أنه طلب منها عدم النسحاب والستمرار على ما هن عليه‬
‫وتشجيعهن‪.‬‬
‫كما اتصل عليها خالد العمير الذي أخبرها أنه من طرف عبد ال الحامد وأن خالدا‬
‫حاول إعطاءها رقم أحد القنوات الفضائية وأنه اسمعهن مقطعا من قناة الصلح‪ ،‬وأنه إذ[ا]‬
‫لم تنجح هذه المطالبات سيزودها بأرقام هيئات ومنظمات حقوق النسان في الخارج‪.‬‬
‫وذكرت أنها تلقت اتصالت من بعض الوكالت والجرائد والقنوات‪ ،‬ولتعرف كيف‬
‫وصل الرقم لهم‪.‬‬
‫وأن عبدال الحامد ذكر لها بعد خروجهن من السجن أنهن حققن انتصارا‪ ،‬أن هذه‬
‫خطوة ممتازة ودعا لهن"‪.‬‬
‫وأنه طلب من مي الطلق في المرة القادمة؛ الذهاب إلى مقر إمارة المنطقة‪ ،‬وأنه‬
‫يشجعهن ويهنئهن وأن والد زوج ريما الجريش طلب من عبد ال الحامد؛ عدم التدخل في‬
‫موضوع ابنه ولفي قضيته‪ ،‬وأنه موقوف لدى ولة المر وهم أدرى بمصلحته وأنه كان لعبد‬
‫ال الحامد دور رئيس في تشيعهن على ما قمن به وفي التحريض على الخروج‪.‬‬
‫وتعتقد أنه هو من قام بإرسال رقم جوالها إلى الجهات التي وردت منها التصالت‬
‫على جوالها أن عيسى الحامد حضر إلى منزلها في ‪3/7/1428‬هـ وأخبرها أن عبد ال هو‬
‫الوكيل الشرعي‪ ،‬وطلب منها أن تطلب من أي شخص يتعرض لها أن يذهب إلى عبد ال‬
‫الحامد‪ ،‬وأن المسدسات التي عثر عليها في منزلها وعددها ثلثة عائدة لزوجها الموقوف‪،‬‬
‫وأنها حاولت إخفاء المسدسات داخل المفرش وتمت خياطته وفي داخله المسدسات أن‬
‫السلحة التي عثر عليها داخل الحوش لتعلم عنها شيئا‪.‬‬
‫وأنها اتصلت بعبد ال الحامد عند المداهمة للحضور لمساعدتها وأن عمها عبد ال‬
‫الجريش وأخاها كانا حاضرين أثناء المداهمة‪ ،‬وأن ما قامت به من اعتصام كان دون علم من‬
‫محارمها‪ ،‬أو إذن من زوجها أو من أبيه‪ ،‬أو أي شخص أخر من أسرتها‪ ،‬و أنها وقعت ضحية‬
‫تغرير من أشخاص مشبوهين"‪.‬‬
‫نقول وبال التوفيق‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫‪=1‬الواقع أن ريما الجريش لم تجد من ينصفها أو يستمع منها أو ينصفها من القضاة‬
‫ولمن أعضاء هيئة التحقيق والدعاء العام ول من غيرهم وذلك بسبب عدم قدرتهم على‬
‫انصافها بالفراج عن زوجها أو إحالته إلى محاكمة علنية‪ ،‬ذات ضمانات عدلية‪.‬‬
‫ولذلك حاولت جاهدة أن تبحث عمن يكون عونا لها في مطالبتها في حقوقها بعد أن‬
‫تخلى عنها من كان يفترض فيهم أن يكونوا حراس العدالة والنصاف من قضاة وأعضاء‬
‫هيئة التحقيق‪.‬‬
‫والقاضي يتجاهل أن المباحث لحقت أخويها لما حملها إلى المحكمة وشهدا على‬
‫توكيلها المحامي عبد ال الناصري وهو عاجز عن حمايتها‪ ،‬لتقوم بشهادتها‪ ،‬ولذلك لم يجرؤ‬
‫على طلبها للشهادة‪ ،‬مع أنها قد تبين للقضاء أن اعترافاتها اعترافات إكراه‪ ،‬والقاضي أيضا ل‬
‫يستطيع أن يحمي المظلومين من أنياب المباحث‪ ،‬وفوق ذلك يردد‪ :‬النصيحة سرا‪ ،‬مع أنه لم‬
‫يستطع إبعاد المباحث الذين دخلوا مكتبه‪ ،‬وطفقوا يسجلون أسماء الداخلين عليه‪،‬في كراس‬
‫عليه شارة البوليس‪ ،‬ولم يستطع أن يشير إلى ذلك في الصك‪ ،‬ونحن قلنا له‪ :‬إن المباحث‬
‫تهدد ريما الجريش بكرة وعشيا‪ ،‬إن قالت الحقيقة‪ ،‬وإنها ل تستطيع توكيل محام‪ ،‬فكيف‬
‫يستطيع قاض حماية المظلومين‪-،‬وقد جثم ظالموهم في مكتبه‪ ،‬لنه أمامنا قوي وأمامهم‬
‫ضعيف‪،‬كما قيل‪:‬‬
‫أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر‬
‫وهو عندما يهاجم دعاة حقوق النسان‪ ،‬يدافع عن جلديه وجلدي الشعب‬
‫كما أن هذه الحيثية تبين بصورة جلية أن عبد ال الحامد لم يأمر العتصام ولم يعلم به‬
‫إل بعد وقوعه فكيف يحكم القاضي بتوجيه التهمة القوية بالتحريض على العتصام مع أن‬
‫القرائن القوية‪-‬التي ساقها القاضي نفسه من اعترافات ريما‪ -‬تبين أنه لم يعلم به إل بعد‬
‫حصوله‪.‬‬
‫ب=حضور الوكيل ليصحح إقرار مكره‪:‬‬
‫وقال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪ :‬كما ظهر لي التناقض في‬
‫بعض اقوال المدعي عليه عبد ال الحامد فمثلً هو يقدح بإقرار ريما الجريش بعده قوادح‬
‫وذكر منها ان رئيس هذه المحكمة صادق على اقرارها بدون وجود محامي عن المراة أو‬
‫وكيل لديه او اثناء التحقيق‪ ،‬ولما عرضت عليه اقواله فى هيئة الدعاء قدح بها مع انها تمت‬

‫‪29‬‬
‫بحضور وكيله الذي ارتظاه بل رفض التحقيق حتى حضور الوكيل واجل التحقيق حتى حضور‬
‫الوكيل‪.‬‬
‫الواقع أن القاضي ل يعرف واقع السجون‪ ،‬وما فيها من تضييق وقذارة‪ ،‬لنه ل يدرك‬
‫أن من شروط صحة القرار أن يكون السجن للتعويق ل للتضييق‪ ،‬ولو أدرك ذلك واستحضره‬
‫لكف عن إصدار أحكامه القاسية‪ ،‬وهو على كل حال مسلوب الستقلل والحصانة و الحقوق‪،‬‬
‫عندما داست المباحث هيبة مكتبه‪ ،‬وحلت محل طاقم مكتبه‪ ،‬فعلم ننتظر منه الدفاع عن‬
‫حقوقنا‪ ،‬وقد سلبت حقوقه‪.‬‬
‫وهو ليستطيع أن يزور السجون‪ ،‬ليدرك أن إقرار ريما باطل في كل قانون بشري‪،‬‬
‫وهو ل يستطيع إل أن يعتبر رجال الشرطة الذين قبضوا علينا شهودا ل خصوما‪ ،‬وفوق ذلك‬
‫يعتبرهم من رجال الحسبة بدل منا‪ ،‬وفوق هذا وذاك يعتبرهم عدول‪ ،‬ويرفض أن يمهلنا لبيان‬
‫جرحهم!!‪.‬‬
‫ج=التعلق بالقرائن الهشة‪:‬‬
‫وقال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪ :‬وبعد الطلع على نسخه‬
‫إقرار أحمد الحسني المرفق بالمعاملة بأنه حضر إلى عبد ال الحامد يستشيره في أقاربه‬
‫الموقوفين وذلك في استراحة عبد ال الحامد وأنه أي عبد ال الحامد قال له‪ :‬تواصل مع هذا‬
‫الرجل يعني محمد البجادي أن محمد البجادي أرشده لتزعم مطالبة سلمية حتى تزعم أحمد‬
‫الحسني تجمع واعتصام نساء وأطفال أمام مبنى إمارة المنطقة[منطقة القصيم] بتاريخ‬
‫‪19/8/1428‬هـ‪.‬‬
‫وبعد الطلع على سجل التصالت في جوال الثاني وجدت أنه أتصل بالمرأة ريما من‬
‫هاتفه الجوال في يوم العتصام ‪2/7/1428‬هـ عشرين مرة‪ ،‬وأن الول أجرى في يوم‬
‫العتصام بالمرأة ريما اتصالت من هاتفه الجوال مرتين وفي اليوم التالي له مرة وفي اليوم‬
‫التالي ثلث مرات وأربع مرات بمي الطلق إحدى المشاركات في العتصام‪ .‬وفي يوم التفتيش‬
‫لمنزل ريما مرة ووجدت أن المرأة ريم اتصلت بالول يوم العتصام خمس مرات وبالثاني‬
‫ثلث مرات‪ ،‬أنها في اليوم التالي اتصلت بالول مرتين وفي ‪4/7/1428‬هـ مرة وأنها اتصلت‬
‫بالثاني في غير يوم العتصام عدة مرات‪ .‬كما وجدت أن المرأة مي الطلق اتصلت بعبد ال‬
‫الحامد عدة مرات بعد يوم العتصام وبعيسى الحامد مرة واحدة‪.‬‬
‫نقول وبال التوفيق‪ :‬والرد على ذلك من وجوه‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ =1‬قامت المعتصمات بالعتصام من دون علم عبد ال وعيسى الحامد‪ ،‬ومهاتفتهن‬
‫إياهما إنما كانت بعد العتصام‪ ،‬وهو يدعوان إلى المطالبة بمقاضاة السجناء مقاضاة شرعية‬
‫بدل من استمرار التضييق والتعذيب بالسجون‪ ،‬فهل يترتب على ذلك عقوبة عليهما كما أنه‬
‫يجدد مطالبة الصلحيين وزير الداخلية‪ ،‬وفتح ملف حقوق النسان‪ ،‬وتقديم المتهمين بالتعذيب‬
‫إلى القضاء‪ ،‬فإن لم يفعل فهو راض عنهم‪.‬‬
‫وشتان بين رضا دعاة الدستور وحقوق الناس الشرعية كعبد ال وعيسى الحامد عن‬
‫العتصام‪ ،‬الذي طالبت المعتصمات فيه بوقف التعذيب‪ ،‬ورضا وزير الداخلية عن التعذيب‪،‬‬
‫فمن هو الجدر بالمثول أمام القضاء دعاة الدستور وحقوق الناس الشرعية والجهاد السلمي‬
‫المتهمون بالرضا عن العتصام‪ ،‬أم وزير الداخلية الساكت عن المتهمين من موظفيه‬
‫بالتعذيب؟‪.‬‬
‫أما ما نسب إلينا من أننا طالبنا مي بنت عبد الرحمن الطلق بالتوجه للمارة في‬
‫العتصام الثاني‪،‬فهو أمر لم يثبت‪ ،‬ولوثبت لما كان جريمة‪ ،‬لنه يتطابق مع النظمة‪ ،‬بل إن‬
‫النظمة تدعو اليه وفق سياسة الباب المفتوح‪،‬بل إن النظمة العربية والسلمية والعالمية‬
‫التي وقعت عليها الدولة‪ ،‬تقرر العتصام والتظاهر والتجمع السلمي‪.‬‬
‫‪=2‬ومن غرائب فقه القاض أنه يقرر أن للمراة ذمة مستقلة‪ ،‬ثم يطالبها بمشاورة‬
‫أقاربها كوالد زوجها وعمها‘ لكي يستبعد عبد ال الحامد‪.‬‬
‫‪=3‬إقرارات أحمد الحسني لم يدع بها المدعي العام وهذا اخلل بالجراءات القضائية‬
‫كما أن إرشاد عبد ال الحامد بمراجعة البجادي دليل على أنه لم يرشده للعتصام ‪ .‬أما‬
‫التوجيه بالتزام شخص فل يعتبر أمرا بما أمر به ذلك الشخص أوبما فعله‪ .‬وأوضح مثال لذلك‬
‫قصة أبو بصير حينما أمره النبي بالخروج من المدينة وعدم قبوله البقاء بها‪ ،‬وقام أبو بصير‬
‫بما قام به‪ ،‬ولم يقل أحد أن النبي صلى ال عليه وسلم نقض عهده مع المشركين‪ ،‬بما فعل‬
‫أبو بصير‪.‬‬
‫‪=4‬التصالت الهاتفية مجرد أرقام ظهرت في البرنت دون تحديد مضمون المكالمات‬
‫كما أن عدم اعتبار ماقامت به المباحث من التصنت المحرم؛إنما هو هوى وشهوة من القاضي‬
‫وال فان الطلع على أرقام في الجوال يعتبر تصنتا فل يجوز العمل به وأحكام الشريعة‬
‫السلمية والنطاق السلمي للحكم في المملكة العربية السعودية يجرمان هذا الفعل‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وبديهي أن القاضي هداناال وإياه قد تعمد مخالفة تعاليم الشريعة السلمية وصريح‬
‫النظام ليثبت صحة الحكم الذي نطق به‪ ،‬فوضع نفسه موجها للتعاليم الشرعية وواضعا لقاعدة‬
‫قضائية ولتطبيقها معا‪ ،‬وهذه نتيجة طبيعية للجتهاد المنفلت من الضوابط‪ ،‬التي تنوب فيه‬
‫الضمائر عن دقة المساطر‪ ،‬وذلك مفسد للنظمة المرعية وقد فعل ذلك من أجل أن يبين أن‬
‫عمل المباحث أو هيئة التحقيق صحيحا ومعنى هذا أنه أصبح خصما يساند هيئة التحقيق‪،‬‬
‫لحكما بين خصمي‪،‬ول يكون تصرف المباحث والشرطة شرعيا؛‪ :‬إل لو أصدر قاض مستقل‬
‫مذكرة بذلك‪.‬‬
‫د=القاضي يقع في حبائل فزاعة الرهاب‬
‫قال القاضي"وبعد الطلع على محضر تفتيش عن مواد متفجرة لمنزل ريما الجريش‬
‫وذلك يوم التفتيش ‪5/7/1428‬هـ وجدت أنه ضبط ثلث مسدسات وثلثة رشاشات وعدد‬
‫خمسة صناديق طلقات أسلحهة مختلفة وجهاز قارمن مع الشاحن وخريطة دليل موقع المملكة‬
‫وغير ذلك مما ضبط وأن هذه المضبوطات وقع على ضبطها أربعة من رجال المن برتب‬
‫مختلفة بحضور والد زوج ريما الجريش ومن أقرت ريما بحضورهم للتفتيش ولكون زوج‬
‫ريما الجريش ممن قبض عليه لتهامه بالنضمام بقناعة للتنظيم الرهابي وارتباطه مباشره‬
‫برموزه وتسخير مهنته كممرض لعلج أعضاء التنظيم المصابين في مواجهات مع رجال‬
‫المن"‪.‬‬
‫نقول وبال التوفيق‪ :‬لقد أكدنا مرارا للقاضي أن ل علقة لنا بالسلحة ‪ ،‬وأكدنا مرارا‬
‫أننا مرتابون جدا‪ ،‬من قيام الشرطة والمباحث باستبعادعبد ال الحامد مع أنه وكيل صاحب‬
‫المنزل ووكيل زوجته ساكنة المنزل معا‪ ،‬فهو وكيل ساكنة المنزل الموكل شفويا‪-‬كما شهد‬
‫المدعي العام في لئحته‪ ،-‬وهو وكيل صاحب المنزل الموكل كتابيا‪-‬حسب الوكالة المرفقة‬
‫صورتها‪ ،‬التي اعترف بها الناطق باسم وزارة الداخلية في صحيفة الوطن‪ ،‬إنه لمر مريب أن‬
‫يسجن الوكيل‪ ،‬لنه طالبهم بأمر التفتيش‪ ،‬وبواجبه في الطلع على أمر التفتيش وحضوره‪.‬‬
‫وسكوت القاضي أكثر ريبة‪ ،‬وفي يوم من اليام سيفتح هذا الملف‪ ،‬ويكون مغالطات‬
‫القاضي أمام الرأي العام‪.‬‬
‫سابعةالحيثيات شهادة موظفي وزارة الداخلية على دعاة‬
‫حقوق النسان‬
‫كشهادة رجال الحسبة وهيئة المر بالمعروف على‬
‫الفساق والمجان‬

‫‪32‬‬
‫قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬ونظرا لما شهد به الشاهدان‬
‫بما ذكر سابقا وما شهد به الشاهد خالد المطيري من ان عبد ال الحامد قال عن محمد‬
‫الهاملي انه يمشي بطريق الحق مع انه مقبوض عليه بعلقته بالتنظيم الرهابي ولن هذين‬
‫الشاهدين شهدا بما يعتقدان صحته بل أن احدهما تراجع عن جزء من الشهادة لمٌا شك فيها‬
‫شاهدا بما يتيقن له‪ ،‬وتاركا ما شك فيه‪ .‬مما يدل على غلبة الظن بصدقهما وعدم دفعهما‬
‫للشهادة من قبل أي احد كان ول عن أنفسهما ضرار ول جلب نفع كما انه في الجنايات في‬
‫السرقة أو المخدرات أو السلحة ونحوها إذ لم تقبل شهادة رجال المن بما قبضوه مع‬
‫الشخاص وبما شاهدوه من جنايات أثناء عملهم فما هي الفائدة إذا من جعلهم في الطرقات‬
‫والماكن العامة إذا كانت شهاداتهم غير مقبولة قال في القناع وشرحه الكشاف ((وتسمح‬
‫دعوى حسبة في حق ال تعالى كحد وعدةٍ ورد ٍة وتقبل شهادة المدعي فيه لنه ل يجر نفسه‬
‫نفعا ول يدفع عنه ضررا)) ‪."6/331‬‬
‫نقول وبال التوفيق‪ :‬شهادة اللذين قبضا علينا(رئيس فرقة التفتيش ونائبه) الذين‬
‫اعتبرهما شاهدين مقدوح فيها للسباب التالية‪:‬‬
‫‪=1‬أنهما موظفان في جهاز يقوم بسجن الفقهاء والدعاة والمحتسبين ودعاة حقوق افنسان‪،‬‬
‫ول يستطيع القضاء أن يجبر هذا الجهاز على إحالة هؤلء المساجين على إطلقهم أو‬
‫محاكمتهم‪ ،‬فضل عن أن ينصف هؤلء المساجين‪ ،‬ول يستطيع أحد أن يقاضي فردا منهم‪ ،‬إل‬
‫بإذن وزير الداخلية‪ ،‬ول يستطيع أن يسلم من ضغوط هذه الوزارة أحد‪ ،‬حتى القاضي نفسه‪.‬‬
‫‪=2‬أنهما هما اللذان قدما معلومات كاذبة أو خاطئة للذي أصدر قرار العتقال‪ ،‬بل فل بد أن‬
‫يدافعا عن قرار رئيس المباحث باعتقالنا‪-،‬الذي بني على معلوماتهما‪-‬إذ لو لم يثبت رئيس‬
‫قوة الطوارئ أن ثمة طوقا أمنيا‪ ،‬لعوقب من رؤسائه‪ ،‬فهو إذن –إن لم يجلب مصلحة‬
‫متوقعة‪-‬يدفع مضرة محققة‪ ،‬عن نفسه‪.‬‬
‫‪=3‬وهما يجلبان منفعة لهما بطلب الترقية لريبة أعلى من قبل من قبل وزارة الداخلية‪ ،‬وقول‬
‫القاضي أنهما ل يجران لنفسيهما نفعا ول يدفعان ضراُ‪ ،‬قول متهافت ل يمكن أن يسلم به‬
‫عاقل‪ ،‬لنه معلوم قطعيا مقدار المصلحة التي يستفيدانه من هذه الشهادة والضرر الذي‬
‫يدفعانه بها‪.‬‬
‫‪=4‬ان شهادة القابضين علينا (اللذين اعتبرهما شاهدين)‪ ،‬ليست شهادة حسبة‪ ،‬فالصل في‬
‫الحسبة أنها تكون بل أجر‪ ،‬وأن يقوم بها الناس المعروفون بغيرتهم وتقواهم‪ ،‬ومن ثم سمي‬

‫‪33‬‬
‫المحتسب محتسبا‪ ،‬لنه يحتسب ثوابه عند ال‪ ،‬وقد يأخذ مال على سبيل المكافأة‪ ،‬فهذا قياس‬
‫باطل‪ ،‬وهما يأخذان أجرا‪ ،‬ويسعيان لطلب لرتبة اعلى فهما يجلبان نفعا لهما‪ ،‬كما انهما محل‬
‫عداوة لنا ؟إذ تعديا علينابقوة‪ ،‬وتعسف‪ ،‬وهما بحاجة إلى تبرير ما فعل‪ ،‬لكي ل يصبحا محل‬
‫مؤاخذة‪.‬‬
‫أما ما ذكره صاحب الكشاف فإنه ل يسلم له‪ ،‬لن القول به يجعل الشهادة تقوم بأقل من‬
‫نصابها‪ ،‬فإذا كان المدعي تقبل شهادته في هذه فإنه ل يلزمه إل إقامة شاهد واحد معه‪ ،‬ول‬
‫نعلم أن أحدا قال بهذا من أهل العلم ‪ ،‬بل الذي نعلمه مخالف لذلك‪.‬‬
‫فيا ل العجب كيف يعامل أحرار المة المحتسبون العدول معاملة المجان والفساق والسراق‪،‬‬
‫ويعامل الشرط والمباحثيون معاملة المحتسبين العدول‪ ،‬إنها كارثة بكل المقاييس‪:‬‬
‫‪=5‬تناقض إفادتهما في تحديد بعد مكان سيارتنا ما بين ‪ 50‬و ‪ 250‬مترا يدل على أنهما ل‬
‫يشهدان على شيء كالشمس‪ ،‬بل يشهدان بالظن والحدس‪.‬‬
‫‪=6‬أن يكون المدعي هو المباحث والشاهد والمزكي هم الشرطة؛ يذكر بالمثل النجدي‪ :‬من‬
‫شاهدك يا أبا الحصين؟‪،‬ولم يكن هناك طوق أمني فالطوق عبارة سد المداخل والمخارج من‬
‫مكان ما‪ ،‬وهذا أمر لوكان لوجدت الشرطة شهودا من الهالي‪ ،‬بدل من تشاهدهم علينا‪.‬‬
‫‪=4‬عجيب أمر هذا القاضي‪،‬فهو يعتبر القابضين علينا شاهدين‪ ،‬ويتجاهل أيضا الشروط‬
‫التي نص فقهاء القضاء‪ ،‬لشهادة مجهولي الحال على المحتسبين‪ ،‬و يرفض أن يمهلنا‬
‫لنستكمل قدحنا ويقبل أن يزكيهما زميلهما‪ ،‬وهذا يدل على أنه جهز الحكم قبل شهادتهما‪.‬‬
‫‪=5‬وأعجب من ذلك أن يقوم هو نفسه بتزكية الشهود‪ ،‬غافل عن أن التزكية ل تكون من‬
‫القاضي‪.‬وهو يحسب تراجع الشهود تزكية لهم‪،‬دون أن يدرك أن ذلك دللة على الضطراب‬
‫والتناقض والكذب‪ ،‬في باقي الشهادة‪ ،‬بينما يعتبر بعض كلمنا ووكلئنا الذي هو تصحيح‬
‫لبعض ما لم يفهمه القاضي من أقوالنا تراجعا وتناقضا‪ ،‬ويعتبر ذلك قدحا علينا‪ ،‬لنه يكيل لنا‬
‫على قفا الصاع‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫ولكن عين السخط تبدي المساويا‪.‬‬ ‫وعين الرضا عن كل عيب كليلة‬
‫‪=6‬من يرد نموذجا على المثل المشهور‪ :‬ملكي أكثر من الملك‪ ،‬سيجده في القاضي الذي‬
‫أصبح شرطيا أكثر من البوليس نفسه‪،‬ففوق اعتباره القابضين علينا شاهدين‪ ،‬يصحح شهادة‬
‫كل رجال الشرط والمباحث‪ ،‬لنها‪-‬في رأيه‪-‬كشهادة أهل الحسبة!!!َ!‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وهو يعتبر وزير الداخلية كالرسول صلى ال عليه وسلم في إقامة الحدود والتعزيرات‪-،‬كما‬
‫قال‪ -‬أما نحن المحتسبين فمن المتهمين بالجريمة‪ ،‬ولذلك ل يجد حرجا في أن يدخل عليه‬
‫المدعي العام قبلنا بوقت طويل‪ ،‬وأن يجلس بعدنا‪ ،‬وأن يطرد فقيها فاضل كالدكتور عبد‬
‫الحميد المبارك‪ ،‬لنه عاب هذا التصرف‪.‬‬
‫وفي ذلك ما ينم عن غفلة عن مفهوم الحسبة‪ ،‬فالحسبة في الصل عمل أهلي‪ ،‬أليس ما قام‬
‫النساء من الجتماع والمطالبة برفع الظلم من تعذيب ومضايقة للسجناء والمطالبة بتحكيم‬
‫القضاء وعدم استبداد الشرط والمباحث في أمور المتهمين من الحسبة والمر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر وقصر الحسبة على أجهزة الدولة‪ ،‬أخذ ببعض الكتاب وترك بعضه‪.‬‬
‫ومعنى كون الشرطة والمباحث من أهل الحسبة‪ ،‬أن المقبوض عليه مجرم حتى يثبت‬
‫براءته‪ ،‬وهذا خلف القاعدة القضائية‪:‬الصل في المتهم البراءة‪.‬‬
‫ولو صح أن أجهزة البوليس والشرطة والمباحث من أهل الحسبة؛ لما كانت هناك حاجة إلى‬
‫القضاء‪ ،‬للتحقق من التهم وطرق الثبات إما القرار أو بشهادة الشهود العدول وإل لما‬
‫احتجنا للدلة والقرائن والقرارات والشهادات لدانة المتهمين وفي ظل كون الشرط والمباحث‬
‫شهود إثبات أصبح المتهم مذنبا حتى يثبت براءته‪ ،‬ولن أجهزة المن قد قبضت عليه‬
‫وشهدت عليه‪ ،‬فلن يستطيع إثبات براءته‪ ،‬وأصبح القضاء مجرد لفتة لقرار إجراءات الشرط‬
‫والمباحث وهذا مخالف لجميع الشرائع والنظمة‪.‬‬
‫وهذا القول من القاضي الذي يجعل محاضر الشرط والمباحث بمثابة شهادة الشهود‬
‫المعدلين ويعتبر أقوالهم نهائية يؤدي إلى إطلق يد أجهزة الشرطة والمباحث ويحولها من يد‬
‫حفظ للمن إلى يد بطش وطيش‪ ،‬ويمنحهم صلحيات ل حدود لها وهذا يترتب عليه فساد‬
‫عظيم وفتنة‪.‬‬
‫‪=7‬العجب الذي ابتدأ ولم ينته أن اللذين قبضا علينا(واعتبرهما شاهدين) يثبتان أننا لم‬
‫نحاول اختراق الطوق المني(المزعوم) وأن القاضي يثبت التهمة بالختراق‪،‬فيقول‪" ":‬ثبت لدي‬
‫إدانة المدعى عليهما بمحاولة اختراق الطوق المني"‪.‬‬
‫‪=8‬وهو حين يرفض شهادة القابض علينا بأننا لم نحاول اختراق الطوق المني؛ يقبل شهادته‬
‫بأننا هددناه‪-‬إن لم يأذن لنا بحضور التفتيش بالتصال بالقنوات الفضائية‪ ،‬وهذا يدل على أن‬
‫يأخذ بكل ما يجرمنا‪ ،‬ويترك ما ليوافق هذا الهوى‪ ،‬وهذا يدل على أن التجريم جاهز بصرف‬
‫النظر عن ما يقول القابضان‪ ،‬اللذان اعتبرهما شاهدين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ثامنة الحيثيات ‪:‬الوكالة الشفوية باطلة‪ ،‬ومن لم يحمل وكالته‬
‫المكتوبة ساعة تفتيش منزل موكله المسجون فهو طفيلي‬
‫قال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬ولن الوكالة التي حضر‬
‫المدعي عليهما بموجبها من أجل حضور التفتيش ل تخول عبد ال الحامد حضوره ول‬
‫المدعى عليه الثاني للسباب التالية‪:‬‬
‫(أ) أن الوكالة من زوج المرأة ريما الموقوف منذ فترة وليست ريما الجريش المراد‬
‫تفتيش المنزل الذي تسكنه‪ ،‬فهي الحقيقة صاحبة المنزل المعنية به في هذا الوقت وهي المراد‬
‫تفتيش منزلها‪ ،‬نظرا لكمال أجرأت التحقيق معها بعدما قادت العتصام‪.‬‬
‫(ب) أنه من المتقرر فقها أن الزوجة لها ذمة منفصلة عن ذمة زوجها المالية‬
‫والجنائية وأن كل زوج من الزوجين مسئول عما يصدر منه من تصرفات مدنيه أو جنائية‪.‬‬
‫(ج)أنه من المتقرر فقها أن وكالة الزوج بالمدافعة عنه ل تسري بالمدافعة عن زوجته‬
‫ول بالمحاماة عنها وذلك محل أتفاق عليه‪.‬‬
‫ولن هذه الوكالة كما ذكر فيكون حضور عبد ال الحامد وأخيه عيسى من اجل‬
‫حضور التفتيش فضوليا لسيما وقد وجد أقارب الزوج وأقارب الزوجة ومحارمها إثناء‬
‫التفتيش ومعلوم أن حضور مثل هؤلء هو أصون للمرأة من جهة كونهم محارم لها واسكن‬
‫للمرأة في مثل هذه الحال لوجود اقاربها واقارب زوجها‪ ،‬واوقف على الحقيقة‪ ،‬لكون هؤلء‬
‫لن يقروا على قريب لهم ابنهم او زوج ابنتهم واختهم ولن يقروا على زرجة ابنهم او اخيهم‬
‫لوجود هذه السلحة لديها؛ إل وهم مقتنعون تماما بوجودها كما ان عبد ال الحامد على‬
‫فرض ان وكالته تخوله ذلك فلم لم يحضرها معه؟ ويطلع عليها رجال المن كما ورد في‬
‫اجابته في الستجواب‪.‬‬
‫ولن الوكالة المعتبرة لدى الدوائر الرسمية هي ما كانت صادرة من كتابة العدل فقط‬
‫ول يقبل احد من احد وكالة لفظية في عمل رسمي لكي تبقى مستندا في المعاملة‪.‬‬
‫وقال القاضي هدانا ال وإياكم وإياه في حيثيات التجريم‪" :‬ثبت لدي إدانة المدعى‬
‫عليهما بمحاولة اختراق الطوق المني ومحاولة حضور التفتيش من غير سبب شرعي ول‬
‫نظامي يجيز لهما ذلك بل هو حضور فضولي ل سبب له لسيما مع حضور أقارب المرأة بل‬

‫‪36‬‬
‫حصل كلم من عبد ال الحامد لرجال المن ومشاغلته لهم أثناء أداء مهمتهم بالتهديد‬
‫بالتصال بالقنوات الفضائية‪.‬‬
‫ومعلوم أن مثل هذه المهمات يكون الوضع في مرحلة الخطر لرجال المن ومن يدخل‬
‫محيط الطوق المني‪ ،‬لسيما في مثل هذه الحالت‪ ،‬التي حصل فيما يشبهها إطلق النار كثيف‬
‫على رجال المن من جهات أخرى غير المعنية بالمداهمة او المنزل المراد تفتيشه"‪.‬‬
‫ونقول وال المستعان‪:‬ثمة نواقض عديدة في تسبيب القاضي في هذه الحيثية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪=1‬النتقائية الواضحة‪ :‬فمرة يقال المقصود بالتفتيش منزل محمد الهاملي ومرة‬
‫يقال المقصود ريما الجريش هي المقصودة بهذا التفتيش‪ ،‬ويذكر القاضي ‪-‬وفقنا ال وإياكم‬
‫وإياه‪ -‬أن المنزل لريما الجريش‪.‬ثم تنسب السلحة لمحمد الهاملي‪ ،‬لماذا يا هداك ال تنتقي‬
‫وتتقلب في استدللتك ولم تجعل لك نسقا واحدا‪ ،‬كل هذا من أجل اتهام عبد ال ‪ ،‬وإسقاط‬
‫وكالته‪ ،‬إل فإن المنزل ينسب لمالكه وقيم المنزل‪ ،‬والمقصود بالتفتيش منزل محمد الهاملي‪،‬‬
‫ولكن القاضي سماه منزل ريما‪ ،‬ليعتبر حضور الحامد تطفل‪ ،‬بدل من كونه حضورا شرعيا‬
‫نظاميا‪ ،‬بصفته‪ ،‬وكيلً شرعيا نظاميا للهاملي‪ ،‬لبد من حضوره تفتيش المنزل‪.‬‬
‫يدليل أن جميع المضبوطات تابعة ومنسوبة للهاملي‪ ،‬ولكن القاضي سماه منزل ريما‬
‫الجريش‪ ،‬لكي ل يلزمه في هذه الحالة‪:‬أن يقول إن القبض على عبد ال الحامد خطأ‪ ،‬وأنه‪-‬إن‬
‫ثبت أنه هدد بالتصال بالقنوات الفضائية‪ -‬صاحب حق‪ ،‬كما قيل‪ :‬إن لصاحب الحق مقال‪.‬‬
‫‪=2‬فلو صح التهديد بالتصال بالقنوات الفضائية؛ فما المحذور الشرعي والنظامي‪،‬‬
‫أليس التصال بها من حقوق النسان وحرية التعبير التي كفلتهاالشريعة وأقرها ولة المر‬
‫‪-‬وفقنا ال وإياكم وإياهم‪ -‬بموجب توقيعهم المواثيق والعهود الدولية فاصبحت جزء من‬
‫انظمة الدولة ‪ ,‬والقاضي ‪-‬وفقنا ال وإياكم وإياه‪ -‬ل يعلم عن ذلك لنه ل يقرأ عن ذلك‪.‬‬
‫وإما أن تقول أن المقصود ريما الجريش وهي أيضا قد وكلت الحامد توكيلً شفويا‬
‫لعروة البارقي وغيره‪ ،‬وبالتالي‬ ‫معتبراًَ في الشرع بالكتاب والسنة ومن ذلك توكيل النبي‬
‫فإنه ينبغي أن تقول يجب على الشرطة والمباحث السماح بحضور الحامد التفتيش والقبض‪،‬‬
‫ويلتزم بتوكيل ريما الجريش للحامد‪ ،‬فذلك هو الحكم الشرعي الثابت بالكتاب والسنة‪ ،‬وتجعل‬
‫جميع ما ضبط في تلك المداهمة منسوبا إليها‪.‬‬
‫وهنا ندرك أن من ينشد الحق فإنه يلتزم بالمنهج الصحيح في سير الدعوى‬
‫بالطريقة الشرعية و لينتقي في اختيار الدلة بحسب هواه ورغبة المباحث‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪=2‬ويمضي القاضي في النتقائية؛ فهو يحكم الهوى‪ ،‬مستندا تارة إلى ما سماه‬
‫النظام‪ ،‬وتارة إلى ما سماه الشريعة‪.‬‬
‫إن الوكالة الشفوية عرف ثابت راسخ ل يبطله أي نظام‪ ،‬وهي محل إجماع بين‬
‫الفقهاء في قبولها‪ ،‬وأنه ل يلزم تحرير الوكالة‪.‬‬
‫كيف يقول ‪-‬وفقنا ال وإياكم وإياه‪ -‬مرة إن من المقرر فقها ثم يرفض المرة‬
‫الُخرى المتقرر فقها ويحكم بالمتقرر نظاما وهو يزعم أنه يحكم بالشرع‪.‬‬
‫إن لزوجة محمد الهاملي حق التوكيل شفهياُ خاصة حين يداهمها موظفو المباحث‬
‫فل تستطيع التوكيل المكتوب حينها‪ ،‬وأيضا لو ذهبت إلى كتابة العدل لتوكيل الحامد لمنعت‬
‫مثلما منعت غيرها من التوكيل‪.‬ان لريما الجريش حق التوكيل شفهيا‬
‫‪=3‬اما الوكالة فلم يتيحوا لنا احضارها‪ ،‬ولم يسألوا عنها أصل‪ ،‬ولو طلبوها لذهبنا إلى‬
‫المنزل لحضارها‪ ،‬ولكنهم زجوا بنا في السجن قهرا وتعذيبا‪.‬‬
‫‪=3‬كيف يتكلم القاضي‪-‬وفقنا ال وإياكم وإياه‪ -‬عما هو أصون للمرأة وهو يعلم أن‬
‫التحقيق معها لم يكن بحضرة أي محرم‪.‬‬
‫‪=4‬أما حضور تفتيش المنزل من صاحب البيت أو من وكيله؛ فهو أمر نص عليه‬
‫النظام‪ ،‬والوكالة تجيز حضور تفتيش المنزل دون خلوة‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 46‬التي‬
‫اشار إليها القاضي هدانا ال وإياه‪.‬‬
‫القاضي رفض الوكالة الشرعية التي أصدرها كاتب العدل في نجران‪،‬لعبدال الحامد عن‬
‫محمد الهاملي –التي اعترفت بها وزارة الداخلية حسب بيانها المنشور في جريدة الوطن‪،‬‬
‫ورفض الوكالة الشفوية لعبدال الحامد عن ريما الجريش‪-‬مع التي هيئة التحقيق والدعاء‬
‫نصت على ماهو من لوازمها في لئحتها‪.‬‬
‫أل يتقي القاضي ربه‪ ،‬ويخشى ال‪ ،‬أم أنه قد غلبت عليه خشيته من رجال المباحث‬
‫الذين حلوا محل كتبة مكتبه‪-‬في جلسة محاكمتنا الولى‪ -‬وأخذوا يسجلون ‪-‬على ورق يحمل‬
‫شعارالبوليس نفسه‪ -‬أسماءنا وأسماء محامينا والراغبين في حضور محاكمتنا‪ ،‬ويتسلمون‬
‫بطاقاتهم‪ ،‬في إشارة تخويف ل تخفى‪ ،‬رغم أنه لم يسمح لهم‪.‬‬
‫ونلتمس من مقام محكمة التمييز عرض ما قام به القاضي من تصرفات تنبئ عن شدة‬
‫الهوى وعدم النسياق وراء دوافع اسكات المحتسبين من دعاة الجهاد السلمي الذين يطالبون‬

‫‪38‬‬
‫بحقوق الناس الشرعية‪ ،‬وينكرون المنكرات السلطانية‪ ،‬ويحاولون نصرة المظلوم‪ ،‬وفك‬
‫العانين‪ ،‬وعسى أن تقف موقفا يعلن به القضاء عن نزاهته ونباهته‪.‬‬
‫وال يحفظكم ويرعاكم‬
‫المحتسبان من دعاة الدستور والمجتمع المدني‬
‫وحقوق الناس الشرعية والجهاد السلمي‬
‫اللذان اعتبرهما القاضي الحسني من المجرمين‬
‫المتطفلين‬
‫عبدالله وعيسى الحامد‬

‫‪39‬‬

You might also like