You are on page 1of 2

‫مفتاح الدخار الناجح‪ :‬ادفع لنفسك أول‬

‫ً‬

‫ممد بن عبد ال القويز‬

‫تطرقت ف مقال السبوع الاضي (الصادر ف ‪ )05/07/2009‬لهية الدخار ف تقيق الهداف الالية‬

‫للفرد‪ .‬وأن الدخار يوازي الستثمار ف أهيته أو قد يزيد عنه ف كثي من الحوال‪ .‬ولكن‬

‫ُعضلة ف هذا الصدد أن الكثي من الناس يدون صعوبة بالغة ف الدخار‪ ،‬كما يرون فيه مصدر‬
‫ال‬

‫تقتي وقلق‪ .‬إذ يرى الكثيون أنم بالكاد يغط‬


‫ّون مصاريفهم الشهرية‪ ،‬فكيف لم أن يدخروا؟‬

‫وف هذا الصدد‪ ,‬أرغب ف أن أوضح أن الدخار ل ينبغي أن يعن أن تقلق على كل هللة تنفقها‪.‬‬

‫فلو أديت لنفسك حقها الال لا استلزم المر قلقك‪ .‬بالطبع سيستغرب البعض ويقول‪ :‬ماذا تعن؟‬

‫وكيف ل أن أؤدي حقوقي الالية لنفسي؟‬

‫الواب على هذه السئلة يكمن ف القولة التالية‪" :‬ل تد‬


‫ّخر ما يتبقى بعد الصرف‪ ،‬بل اصرف ما‬

‫‪".‬يتبقى بعد الدخار‬

‫فعندما تنظر لفواتيك سواء كانت بطاقات الئتمان أو الكهرباء أو الاء أو الوال أو ملبس‬

‫العيد لم العيال‪ ،‬تأكد أن تضيف فاتورة أخرى لتلك القائمة بل وعلى رأسها‪ ،‬وذلك بأن تضع‬

‫قسط ادخارك ف قمة قائمة الفواتي وتعامله كما تعامل أي فاتورة‪ .‬وبذا تدفع لنفسك أول‬
‫ً ومن‬

‫ّ عليك أن تقلق بشأن الدخار أو حت تفكر فيه مرة أخرى حت الشهر التال‪ .‬وإذا‬
‫ث ل يتعي‬

‫اتبعت هذا السلوب فستفاجأ كيف أنه من السهل الستمرار ف الياة ببضعة ريالت أقل كل شهر‪،‬‬

‫بل إنك قد ل تلحظ الفرق ف مصروفك اليومي‪ ،‬ولكنك ستلحظه حتما ف رصيدك الدخاري‬

‫‪.‬والستثماري بعد فتة من الزمن‬

‫بالطبع قد يستغرب بعض القراء هذا النهج‪ ،‬فيسألون‪" :‬هل النسان غي منظم إل هذا الد‬
‫ّ‪،‬‬

‫ِه إل إذا أجب نفسه على القتطاع من راتبه؟ فإن كان ذلك‬
‫َعي‬
‫لدرجة أنه ل يتمكن من الدخار بو‬

‫ّم وملتزم وبإمكاني التخطيط‬


‫ّ‪ ،‬لني شخص منظ‬
‫ينطبق على الخرين فإنه ل يكن أن ينطبق علي‬

‫والتوفي بإرادتي"‪ .‬إذا كنت يا عزيزي القارئ تؤمن بذلك فأنت أحسن من ‪ 90‬ف الائة من‬

‫الفراد الخرين (ولكن ل أظن ذلك)‪ .‬فالعديد من التجارب العلمية والعملية وجدت أن معظم‬

‫الناس الذين يتمتعون بدخل ثابت‪ ،‬يؤقلمون مصاريفهم (شعوريا أو ل شعوريا)‪ ,‬بيث ينتهي بم‬

‫الشهر برصيد (صفر)‪ ،‬حت إذا زاد مدخولم‪ ,‬فإنم يسون بتأثيه ف أول المر‪ ،‬ث ما تلبث عاداتم‬

‫الصرفية حت تتأقلم مع مدخولم الديد صعودا (وذلك بشكل ل شعوري ف معظم الحوال)‪ .‬ولذا ند‬

‫الناس ‪-‬على اختلف مداخيلهم‪ -‬يشتكون من الصاريف‪ ،‬ولذا السبب ذاته ند أن معظم ماولت‬

‫الدخار الت تعتمد على إبقاء مبلغ ف آخر الشهر تبوء بالفشل‪ ،‬ما يعل الل المثل ف معظم‬

‫‪.‬الحوال هو استقطاع مبلغ التوفي من البداية‬

‫ومن التسهيلت المتازة ف هذا الصدد أن الكثي من البنوك اليوم تقدم خدمة الوالت اللية‬
‫التكررة أو التعليمات القائمة‪ ،‬الت يكنك بوجبها تديد مبلغ معي يتم سحبه من حسابك‬

‫تلقائيا كل شهر (وقت صرف الرواتب) وتويله إل حساب ادخاري آخر‪ ،‬إما لتقوم باستثماره‬

‫بنفسك أو ليتم استثماره بالنيابة عنك‪ .‬وف هذا الصدد من الستحب‬


‫ّ أل تعل سحب أو استداد‬

‫ّذ أن يكون حسابك الدخاري غي مربوط ببطاقة‬


‫ُب‬‫ً‪ ،‬لذا ي‬
‫الال من هذا الساب الدخاري أمرا سهل‬

‫ّة الديدة‬ ‫ّاف‪ ,‬ول يكن سحب الشيكات عليه‪ ،‬لذا ت‬


‫ُعد حسابات الشركات الستثمارية الستقل‬ ‫صر‬

‫مثالية لذا الغرض لنه يصعب الصرف اليومي منها (فهي ل تصدر بطاقات صراف ول دفاتر‬

‫‪).‬شيكات‬

‫الدف هو أن توفر كل ما تستطيعه بيث ل يقل عن ادخار نسبة ‪ 10‬ف الائة من دخلك السنوي‪.‬‬

‫وقد تزيد النسبة أو تنقص بسب التزاماتك الالية الخرى‪ .‬وكلما ادخرت أكثر تكنت من تنمية‬

‫ً ‪ -‬هو أفضل من عدم الدخار مطلقا‪.‬‬


‫ّر أن ادخار أي شيء – مهما كان قليل‬ ‫ثروتك أكثر‪ .‬وت‬
‫َذك‬

‫‪.‬وتذكر أن بضعة ريالت تدخرها اليوم تعادل الكثي من الريالت الت قد تدخرها ف الستقبل‬

‫بالطبع بإمكانك أن تكون مرنا بشأن هذه القاعدة‪ .‬فلو وجدت نفسك ل تأكل إل التونا‬

‫واليندا كل يوم لدة شهر (بالذات إذا كنت ل تب التونا واليندا) فأنت حينئذ ربا تدفع‬

‫لنفسك أكثر ما ينبغي‪ .‬أو ف ظروف أخرى قد ل تكون ف وضع يسمح لك أن تدفع لنفسك على‬

‫‪.‬الطلق‪ .‬ولكن حالا تسمح لك الفرصة ابدأ بانتهاج هذا السلوب‬

‫ولكن يكفينا القول إن قوة العوائد التاكمية هي الدافع الرئيسي لن نبدأ الستثمار من‬

‫الن‪ .‬فكل يوم تستغله ف الدخار والستثمار هو يوم إضاف يقضيه مالك ف النمو ليساعدك على‬

‫‪.‬تقيق حاجاتك ف الستقبل وعلى ضمان راحة البال لك ولولدك بشيئة ال‬

You might also like