Professional Documents
Culture Documents
تمهيد :
تكمن أهية التنافسية ف تعظيم الستفادة ما أمكن من اليزات الت يوفرها القتصاد العالي
والتقل يل من سلبياته ،ويش ي تقر ير التناف سية العال ي إل أن الدول ال صغية أك ثر قدرة على ال ستفادة من
مفهوم التناف سية من الدول ال كبية ،ح يث تع طي التناف سية شركات الدول ال صغية فر صة الروج من
مدود ية ال سوق ال صغي إل رحا بة ال سوق العالي ،1لن هذه الدول ال صغية والنام ية أ صبحت م بة على
مواجهة هذا النظام ،بصفته إحدى تديات القرن الواحد والعشرين.
وب ا أن الؤسسات هي الت تتنا فس وليس الدول ،فإن الؤ سسات ال ت تلك قدرات تنافسية
عالية تكون قادرة على الهمة ف رفع مستوى معيشة أفراد دولا ،كون مستوى معيشة أفراد دولة ما مرتبط
بشكصل كصبي بنجاح الؤسصسات العاملة فيهصا وقدرتاص على اقتحام السصواق العاليصة مصن خلل التصصدير
وال ستثمار الج نب البا شر ،ح يث يل حظ ن و التجارة العال ية وال ستثمار الج نب البا شر ف العال بوتية
أسرع من نو الناتج العالي.
سصنتطرق بالدراسصة فص هذا الفصصل لفهوم التنافسصية ومالتاص ،وكذا طرق قياسصها وأهصم
الؤشرات الستخدمة حاليا.
يتميز مفهوم التنافسية بالدا ثة ول يضع لنظرية اقتصادية عامة ،وأول ظهور له كان خلل
الفترة 1987-1981التص عرفصت عجزا كصبيا فص اليزان التجاري للوليات التحدة المريكيصة (خاصصة فص
تبادلتاص مصع اليابان) وزيادة حجصم الديون الارجيصة ،وظهصر الهتمام مددا بفهوم التنافسصية مصع بدايصة
التسصعينات كنتاج للنظام القتصصادي العاليص الديصد وبروز ظاهرة العولةص ،وكذا التوجصه العام لتطصبيق
اقتصاديات السوق.
ويتداخل مفهوم التنافسية مع عدة مفاهيم أخرى ،من بينها النمو والتنمية القتصادية وازدهار
الدول وهذا ما يصعب من تديد تعريف دقيق ومضبوط للتنافسية ،إضافة إل عامل مهم أل وهو ديناميكية
1
World economic forum,"World competitiveness report", Geneva, 1999, P2.
3 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
التغي الستمر لفهوم التنافسية ،ففي بداية السبعينات كانت ترتبط بالتجارة الارجية ث ارتبطت بالسياسة
ال صناعية خلل سنوات الثمانينات ،أ ما ف سنوات الت سعينات فارتب طت بال سياسة التكنولوج ية للدول،
وحاليا تنافسية الدول تعن مدى قدرتا على رفع مستويات معيشة مواطنيها.
أختلف معظصم القتصصاديي واليئات القتصصادية الدوليصة على تديصد مفهوم مدد ودقيصق
للتنافسية ،فينطلق بعضهم من مفهوم ضيق ويتصرها ف تنافسية السعر والتجارة ،ويستعمل البعض الخر
مفهوم واسع يكاد يشمل جيع مناحي النشاط القتصادي ،وهذا ما يظهر جليا ف التعداد الكبي للمؤشرات
الستعملة لقياس القدرة التنافسية.
و قد و قع تول ف الفاه يم ،ف من مفهوم اليزة الن سبية وتتم ثل ف قدرات الدولة من موارد
طبيع ية وال يد العاملة الرخي صة ،الناخ والو قع الغرا ف ال ت ت سمح ل ا بإنتاج رخ يص وتناف سي ،إل مفهوم
اليزة التنافسية وتتمثل ف اعتماد الدولة على التكنولوجيا والعنصر الفكري ف النتاج ،نوعية النتاج وفهم
احتياجات ورغبات ال ستهلك ،م ا ج عل العنا صر الكو نة للميزة الن سبية ت صبح غ ي فاعلة وغ ي مه مة ف
تديد التنافسية.
والنتقاد الوجه لذه القاربة كونا ل تتعرض إل تعاريف التنافسية على مستوى الؤسسات
أو قطاع النشاطات ،لذا سوف نعتمد القاربة الت تيز بي تعاريف التنافسية حسب اختلف مل الديث
فيما إذا كان عن شركة أو قطاع نشاط أو دول.
يتمحور تعريصصف التنافسصصية للشركات حول قدرتاصص على تلبيصصة رغبات السصصتهلكي
الختل فة ،وذلك بتوف ي سلع وخدمات ذات نوع ية جيدة ت ستطيع من خلل ا النفاذ إل ال سواق الدول ية،
فالتعريف البيطان للتنافسية ينص على أنا " :القدرة على إنتاج السلع والدمات بالنوعية اليدة والسعر
الناسصب وفص الوقصت الناسصب وهذا يعنص تلبيصة حاجات السصتهلكي بشكصل أكثصر كفاءة مصن النشات
الخرى".2
2وديع محمد عدنان"،محددات القدرة التنافسية للقطار العربية في السواق الدولية ،بحوث ومناقشات" ،تونس 19/21جوان .2001
3نفس المرجع السابق.
4نوير طارق (" ،)World economic forumدور الحكومة الداعم للتنافسية :حالة مصر" ،المعهد العربي للتخطيط بالكويت ،2002،ص .5
5 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
عرف الجلس الورب ف اجتماعه ببشلونة سنة 2000تنافسية المة على أنا "القدرة على
التحسي الدائم لستوى العيشة لواطنيها وتوفي مستوى تشغيل عال وتاسك اجتماعي وهي تغطي مال
واسع وتص كل السياسة القتصادية".5
وتعرف ( )OCDEكذلك التنافسية الدولية بأنا " :القدرة على إنتاج السلع و الدمات الت
تواجه اختبار الزاحة الارجية ف الوقت الذي تافظ فيه على توسيع الدخل الحلي القيقي" ،كما يكن
تعريف التنافسية الدولية بأنا قدرة البلد على زيادة حصصها ف السواق الحلية والدولية.
5
Debonneuil michele et Fontagné lionel,"Compétitivité",conseil d’analyse économique, Paris,2003, p13.
6
OCDE : Organisation de Coopération et Développement Economique
7نوير طارق ( ،)OCDEمرجع سابق ،ص .5
6 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
وقد توصل فريق العهد إل التعريف الوجز التال " :تتعلق التنافسية الوطنية بالداء الال و
الكامصن للنشطصة القتصصادية الرتبطصة بالتنافصس مصع الدول الخرى" .ووضصع لذا التعريصف مال يتناول
النشطة التصديرية ومنافسة الواردات والستثمار الجنب الباشر.
و إذا كان أحد تعاريف التنافسية أنا "قدرة البلد على توليد نسب لزيد من الثروة بالقياس إل
مناف سيه ف ال سواق العال ية" ،فان التناف سية العال ية للمن تج والعمليات ذات ال صفة العال ية هي القدرة على
إياد منتجات قابلة للتسصويق ،جديدة وعاليصة الودة ،و سصرعة إيصصال النتصج إل السصوق ،و بسصعر
معقول ،بيث أن الشتري يرغب بشرائها ف أي مكان ف العال.
تتمركصز بعصض التعاريصف أسصاسا على ميزان الدفوعات ،وأخرى تطبصق عدة مئات مصن
الؤشرات الوضوع ية والذات ية لتقي يم ما إذا كان البلد يولد ن سبيا من الثروة ف ال سواق الدول ية أك ثر م ا
يولده مناف سوه و القدرة على الفاظ على ح صص ال سواق ،ف الو قت ذا ته القدرة على توف ي مداخ يل
مستدية أعلى وعلى تسي العايي الجتماعية والبيئية.
تشترك اغلب التعار يف ال ستعرضة آن فا ف نقاط مشتر كة تتم ثل ف قدرة الؤ سسات على
النفاذ إل ال سواق الارج ية بنتجات عال ية الودة وبأ قل التكال يف ،وأن يظ هر أ ثر ذلك ف ت سن النا تج
الداخلي الام والذي بدوره يزيد ف ت سي الظروف العيشية للمواطني ،لذلك فإن نا ناول إعطاء تعر يف
للتنافسصية يتلخصص فص "التنافسصية هصي قدرة الكومات على توفيص ظروف ملئمصة تسصتطيع مصن خللاص
الؤ سسات العاملة ف إقليم ها النفاذ بنتجات ا إل ال سواق الارج ية ،بغ ية زيادة ن و معدل النا تج الداخلي
الام".
ل كن الن قد الك ثر جوهر ية كان ن قد Oral & Chabchoubو )Lall )1997الذي أن صب
على تقييم تقرير التنافسية الكونية الذي يصدره النتدى القتصادي العالي ،و انتقادات )Lall )2001عن
ابتعاد هذه الؤشرات الركبة عن تعريصف و قياس واضح لفهوم التنافسية بيث أن كل شيء تقريبا
8وديع محمد عدنان"،القدرة التنافسية وقياسها" ،المعهد العربي للتخطيط ،الكويت ،العدد الرابع والعشرون ،ديسمبر ،2003السنة الثانية ،ص
.5
9نفس المرجع ،ص .5
7 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
يؤثر ف التنافسية ومنه ت تييع مفهومهصا ومدداتا ؛ وقد درس فريق مشروع التنافسية ف العهد العرب
للتخطيصط هذه النتقادات وأسصتخلص عدة جوانصب جوهريصة ،و لتفادي هذا التعميصم فإن العهصد حاول
خلل عمله ف إعداد تقر ير عن تناف سية القت صاديات العرب ية تب ن مفهو ما واض حا للتناف سية ير كز أ ساسا
على السواق الارجية والستثمارية و الستثمار الجنب الباشر كميادين أساسية لتطوير التنافسية العربية.
وييز تقرير التنافسية الكونية للمنتدى القتصادي العالي WEF 2000التنافسية الظرفية أو
الارية ودليلها ،CCIو تركز على مناخ العمال وعمليات الؤسسات وإستراتياته ،وتتوي على عناصر
مثل :التزويد ،التكلفة ،النوعية ،والصة من السوق ال ،...وبي التنافسية الستدامة و دليلها ،GCIوتركز
على البداع التكنولوجصي ورأس الال البشري والفكري ،وتتوي على عناصصر مثصل التعليصم ورأس الال
البشري و النتاجية ،مؤسسات البحث و التطوير ،الطاقة البداعية ،الوضع الؤسسي ،وقوى السوق.
التنافسية. وتنعكس هذه القضايا على الؤشرات النتقاة أو التغيات وعلى تركيب أدلة
قد يتطابق مفهوما التنافسية إذا كان تسي تنافسية النشأة أو الصناعة قد تقق مع الحتفاظ
بسصتويات التشغيصل ،ولذا فإن مصن الناسصب أن يري التحليصل على مسصتويات ثلثصة :مسصتوى
الشروع ،مسصتوى الصصناعة أو القطاع و مسصتوى القتصصاد الوطنص ،ويكصن أيضا أن يضاف مسصتوى
التكامل القليمي.
ل كن من القبول على نطاق وا سع ف الدبيات القت صادية أن تناف سية البلد ل ي كن أن تتزل
إل مرد عوامصل مثصل الناتصج الحلي الجال أو النتاجيصة لن النشآت تواجصه البعاد السصياسية والتقنيصة
والتعليم ية للبلدان الناف سة وكذلك اقت صادياتا ،و بذا فإ نه بتزو يد النشآت بناخ ذي هي كل أك ثر فاعل ية
والؤسسات والسياسات الفاعلة ،تستطيع المم أن تتنافس فيما بينها.
ث ة العد يد من مؤشرات التناف سية ،فب عض الدرا سات تقت صر هذه الؤشرات على عدد مدود
مثصل :أسصعار الصصرف القيقيصة السصتندة إل مؤشرات أسصعار السصتهلك ،قيمصة وحدة التصصدير للسصلع
9 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
الصنعة ،السعر النسب للسلع التاجر با وغي التاجر با ،تكلفة وحدة العمل الميزة ف الصناعة التحويلية،
ولكن الناز القيقي لكل منها ف تفسي تدفقات التجارة ليس كامل.
يكن أن ل يتطابق مفهوم التنافسية العرف بشكل مفصل على مستوى الؤسسة أو الصناعة أو
القطاع مع مفهوم التناف سية على م ستوى القت صاد الوط ن ،فيم كن مثل أن تتح قق تناف سية الؤ سسة عب
تقل يص ح جم الدخلت كالتخلص من العمالة مثلً ،فإذا كان ن و النتاج ية قد ت قق من خلل تقل يص
مدخل العمل عوضا عن زيادة الخرج لستوى معي من مدخل العمل ،فإن جانبا من النافع الحققة على
مستوى الؤسسة يكن أن يقابلها على مستوى القتصاد الوطن نقصا ف الدخل و الرفاه العام ينجم عن
التخلص من العمالة ما ل يتم استيعاب تلك العمالة ف منشآت أو مشاريع أخرى.
إن مفهوم التنافسية الكثر وضوحا يبدو على مستوى الؤسسة ،فالؤسسة قليلة الربية ليست
تناف سية ،وح سب النموذج النظري للمزاح ة الكاملة فإن الؤ سسة ل تكون تناف سية عند ما تكون تكل فة
إنتاجها التوسطة تتجاوز سعر منتجاتا ف السوق ،وهذا يعن أن موارد الؤسسة يساء تصيصها وأن ثروتا
تتضاءل أو تبدد ،وض من فرع النشاط مع ي ذي منتجات متجان سة ي كن للمؤ سسة أن تكون قليلة الرب ية
لن تكل فة إنتاج ها التو سطة أعلى من تكل فة مناف سيها ،و قد يعود ذلك إل أن إنتاجيت ها أض عف أو أن
عناصر النتاج تكلفها أكثر أو للسببي معا.
ويقدم اوست 10 Austinنوذجا لتحليل الصناعة وتنافسية الؤسسة من خلل القوى المس
الؤثرة على تلك التنافسية وهي :
تديد الداخلي الحتملي إل السوق.
قوة الساومة والتفاوض الت يتلكها الوردون للمؤسسة.
قوة الساومة والتفاوض الت يتلكها الشترون لنتجات للمؤسسة.
تديد الحلل أي البدائل عن منتجات الؤسسة.
النافسون الاليون للمؤسسة ف صناعتها.
ويشكصل هذا النموذج عنصصرا هاما فص السصياسة الصصناعية والتنافسصية على مسصتوى
الؤسسة ،وجاذبية منتجات مؤسسة ما يكن أن تعكس الفاعلية ف استعمال الوارد وعلى الخص ف مال
الب حث والتطو ير أو الدعا ية ،لذا فإن الرب ية وتكل فة ال صنع والنتاج ية وال صة من ال سوق تش كل جيعا
مؤشرات للتنافسية على مستوى الؤسسة.
-1الربـحـية :
تشكل الربية مؤشرا كافيا على التنافسية الالية ،وكذلك تشكل الصة من السوق مؤشرا
على التنافسية إذا كانت الؤسسة تعظم أرباحها أي أنا ل تتنازل عن الربح لجرد غرض رفع حصتها من
السوق ،ولكن يكن أن تكون تنافسي ًة ف سوق يتجه هو ذاته نو التراجع ،وبذلك فإن تنافسيتها الالية
لن تكون ضامنة لربيتها الستقبلية.
وإذا كانت ربية الؤسسة الت تريد البقاء ف السوق ينبغي أن تتد إل فترة من الزمن ،فإن
القيمة الالية لرباح الؤسسة تتعلق بالقيمة السوقية لا.
تعتمد النافع الستقبلية للمؤسسة على إنتاجيتها النسبية وتكلفة عوامل إنتاجها وكذلك على
الاذبيصة النسصبية لنتجاتاص على امتداد فترة طويلة وعلى أنفاقهصا الال على البحصث والتطويصر أو براءات
الختراع ال ت تتح صل علي ها إضا فة إل العد يد من العنا صر الخرى ،إن النوع ية عن صر هام لكت ساب
الاذبية ومن ث النفاذ إل السواق والحافظة عليها.
إن تكل فة ال صنع التو سطة بالقياس إل تكل فة الناف سي ت ثل مؤشرًا كافيا عن التناف سية
فص فرع نشاط ذي إنتاج متجانصس مصا ل يكصن ضعصف التكلفصة على حسصاب الربيصة السصتقبلية
للمشروع ،وي كن لتكل فة وحدة الع مل أن ت ثل بديلً جيدا عن تكل فة ال صنع التو سطة عند ما تكون
تكلفة اليد العاملة تشكل النسبة الكب من التكلفة الجالية ،ولكن هذه الوضعية يتناقص وجودها.
11
Donald G. McFetridge, Idem, P9.
11 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
عنا صر النتاج ،ك ما أ نه إذا كان النتاج يقاس بالوحدات الفيزيائ ية م ثل أطنان من الورق أو أعداد من
ال سيارات ،فإن النتاج ية الجال ية للعوا مل ل تو ضح شيئا حول جاذب ية النتجات العرو ضة من جا نب
الؤسسة.
من المكن مقارنة النتاجية الكلية للعوامل أو نوها لعدة مؤسسات على الستويات الحلية
والدول ية ،وي كن إرجاع نو ها سواء إل التغيات التقن ية وترك دالة التكل فة ن و ال سفل ،أو إل تق يق
وفورات الجم ،كما يتأثر دليل النمو PTFبالفروقات عن السعار الستندة إل التكلفة الدة ،و يكن
تفسي النتاجية الضعيفة بإدارة أقل فاعلية ( ل فاعلية تقنية أو ل فاعلية أخرى تسمى "ل فاعلية )"Xأو
بدرجة من الستثمار غي فاعلة أو بكليهما معا.
عند ما يكون هناك حالة توازن تع ظم النا فع ض من قطاع نشاط ما ذي إنتاج متجا نس ،فإ نه
كل ما كا نت التكل فة الد ية للمؤ سسة ضعي فة بالقياس إل تكال يف مناف سيها ،كل ما كا نت ح صتها من
السوق أكب وكانت الؤسسة أكثر ربية مع افتراض تساوي المور الخرى ،فالصة من السوق تترجم
إذن الزايا ف النتاجية أو ف تكلفة عوامل النتاج.
و فص قطاع نشاط ذي إنتاج غيص متجانصس ،فإن ضعصف ربيصة الؤسصسة يكصن أن يفسصر
بال سباب أعله و ل كن يضاف ألي ها سببا آ خر هو أن النتجات ال ت تقدم ها قد تكون أ قل جاذب ية من
منتجات الناف سي بافتراض ت ساوي المور الخرى أي ضا ،إذ كل ما كا نت النتجات ال ت تقدم ها الؤ سسة
أقل جاذبية كلما ضعفت حصتها من السوق ذات التوازن.
لقد بينت دراسة12عدة مؤسسات وجود حزمة واسعة من الؤشرات على تنافسية الشروع،
ومن هذه النتائج :
وإذا كان مصن المكصن تقييصم تنافسصية الشروع فص السصوق الحليصة أو القليميصة بالقياس إل
الشروعات الحلية أو القليمية ،فإن تقييم تنافسية فرع النشاط يتم بالقارنة مع فرع النشاط الماثل لقليم
آخر أو بلد آخر الذي يتم معه التبادل ،إن فرع النشاط التنافسي يتضمن مشروعات تنافسية إقليميا ودوليا
أي تلك الت تقق أرباحا منتظمة ف سوق حرة.
وتنطبق غالبية مقاييس تنافسية الشروع على تنافسية فرع النشاط ،إذا أن فرع النشاط الذي
يقصق بشكصل مسصتدي مردودا متوسصطا أو فوق التوسصط على الرغصم مصن النافسصة الرة مصن الورديصن
الجانب ،يكن أن يعتب تنافسا إذا ت إجراء التصحيحات اللزمة.
وغالبا ما ي تم لذلك إجراء القارنات الدول ية حول إنتاج ية ال يد العاملة أو التكل فة الوحدو ية
لليد العاملة ،13CUMOومن المكن تعريف دليل تنافسية تكلفة اليد العاملة لفرع النشاط iف البلد jف
الفترة tبواسطة العادلة التالية :
Wijt × R jt
= CUMOijt
( Q L ) ijt
حيث :
Wijtتثل معدل أجر الساعة ف فرع النشاط iوالبلد jف خلل الفترة .t
Rjtتثل معدل سعر الصرف للدولر المريكي بعملة البلد jف خلل الفترة .t
تثل النتاج الساعي ف فرع النشاط iوالبلد jف خلل الفترة .t ( Q L ) ijt
K ويصبح من المكن التعبي من خلل العادلة التالية عن " التكلفة الوحدوية لليد العاملة النسبية" مع البلد
CUMOijkt = CUMOijt CUMOikt
ويكن أن ترتفع CUMOللبلد jبالنسبة إل مثيلتا للبلدان الجنبية لسبب أو أكثر ما يلي :
أن يرتفع معدل الجور والرواتب بشكل أسرع ما يري ف الارج.
13
Donald G. McFetridge, Idem, P13
14 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
إن الشكلة الرئيسصية لقارنصة التكلفصة الوحدويصة تنجصم عصن غموضهصا ،فإن ارتفاع التكلفصة
الوحدو ية الن سبية ب سبب ارتفاع ف الجور أو ف زيادة ف سعر ال صرف ،يكون مرغو با إن كان يع كس
زيادة فص جاذبيصة صصادرات البلد أو قيمتهصا فص البلدان الجنبيصة أو بزيادة فص تكلفصة "العدول" للعمال
بالبلد ،وإل فالتكل فة الوحدو ية للبلد ينب غي أن ت بط بالقار نة مع تكل فة شركائه التجاري ي ،وهذا الترا جع
يكن أن يستلزم تسينات ف النتاجية أو هبوطا ف الجور أو خفضا للعملة.
تبن العديد من القتصاديي حت منتصف الثمانينات فكرة أن التنافسية الدولية مددة بشكل
وحيد بأسعار التصدير الت هي دالة أساسا ف تكلفة عوامل النتاج الصناعي الوحدوية وعلى الصوص
الجور ،لذلك كا نت تو صياتم العمل ية حول ال سياسة القت صادية ف ضوء هذه القار بة للتناف سية الدول ية
تتناول :
إجراءات مستندة أساسا على التكلفة الجرية وإنتاجية القوى العاملة ،وف
بعض الحيان التكلفة الجرية فقط.
إمكان تقيق مكاسب ف التنافسية من خلل خفض قيمة العملة.
يسصتخدم اليزان التجاري والصصة مصن السصوق كمؤشصر لقياس تنافسصية قطاع نشاط
معي ،فالقطاع يسر تنافسيته عندما تنخفض حصته من الصادرات الوطنية الكلية ،أو حصته من الواردات
تتزايد لسلعة معينة أخذا ف العتبار حصة تلك السلعة ف النتاج أو الستهلك الوطنيي الكلي.
(RCA : أنشصأ بورتصر ( )1990مقياسصا للتنافسصية مسصتندا على اليزة التنافسصية الظاهرة
14)Revealed Comparative Advantage indexوي كن ح سابه لبلد ما jلجمو عة منتجات أو فرع
نشاط iكالتال :
] الصادرات الكلية للبلد ]/[jصادرات المنتج iللبلد [j
= RCAij
] الصادرات الدولية للمنتج[ ]/الصادرات الدولية الكلية [i
عندما تكون RCAijأكب من الواحد فإن البلد jيتلك ميزة تنافسية نسبية ظاهرة للمنتج
،iو يدر الهتمام باليزان التجاري لفرع النشاط ،فإن فرعا صصناعيا تبلغ حصصته %6مصن الصصادرات
الدولية و %7من الواردات الدولية ل يكن اعتباره تنافسيا.
كميات التبادل لدولة ما تتحسن عندما تكون العملة الوطنية مثمنة أو سعر الصادرات للدولة
ترتفصع مقارنصة لسصعر الواردات ،وهذا مصا يؤدي لزيادة حجصم السصتهلك الداخلي المكصن انطلقصا مصن
التخصيص العطى من الثروات الطبيعية ومن تارة متوازنة.
تزداد كميات التبادل لدولة ما ومنه الدخل حسب الفرد عندما يكون طلب عالي إضاف على
النتجات والدمات ال صدرة من طرف هذه الدولة ،أو عرض عال ي إضا ف على النتجات والدمات ال ت
تستوردها ،ولذا فإن مقاربات التنافسية الوطنية البنية على التجارة والدخل حسب الفرد مرتبطة فيما بينها.
عند ما تكون مف ظة صادرات دولة ما مركزة على قطاعات النشاط ذات ن و كبي ومف ظة
الواردات مركزة على قطاعات نشاط ذات نوص ضعيصف أو فص حالة اندار ،فيمكصن أن يكون مؤشصر على
14
Donald G. McFetridge, Idem, P17.
15
Donald G. McFetridge, Idem, P26.
16 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
ت سن كميات التبادل لذه الدولة ،وهذا ي ضع ل سرعة رد ف عل ال سواق العال ية لشروط العرض والطلب
الضافيي ،ويرتفع دخل الفرد تت تأثي زيادة التخصيص الوطن من الثروات الطبيعية (تنقيب عن الثروات
الطبيعية) أو من رأس الال الادي (نتيجة لستثمارات سابقة).
تنشصر العديصد مصن النظمات واليئات الدوليصة (العهصد الدول لتنميصة الدارة ،IMDالنتدى
القتصادي العالي ،WEFمنظمة المم التحدة )...UN، AT Kearneyتقارير سنوية ،تتضمن مؤشرات
تدف إل تصنيف دول العال بدللة معايي متلفة مثل التنافسية ،التطور البشري ،الرية القتصادية ،تكلفة
العمال...ال.
وقد قام فابريك هات بتلخيص معظم هذه التقارير ومؤشراتا ف جدول (رقم )1يبي فيه تعداد
الدول الت يصها كل تقرير وطريقة إعداد هذه الؤشرات.
ب عض هذه العطيات عبارة عن إح صائيات تلب من النظمات النت جة(خا صة أو عموم ية)
والبعض الخر مستخرج من استبيان منجز من العهد ( )IMDلدى أعضاء شبكته ،والؤشر يسب على
أساس متوسط الراتب الت تصلت عليها دولة ما ف كل مؤشر جزئي ،ونشر هذا التقرير يؤدي كل سنة
ف العال إل نقاش وط ن على تناف سية البلد ،و صورته ف الارج ،وكذا نقاش على طري قة إعداد الؤ شر
ومصداقيته.
ل ص هذا الع هد الؤشرات ف ثان ية عوا مل وردت ف تقر ير سنة 1997و هي مبي نة ف
الدول الوال :
جدول رقم : 2تكوين عوامل مؤشر العهد الدول لتنمية الدارة
عدد الؤشرات تسمية العامل رقم
30 القتصاد الكلي 01
45 العولمة 02
48 الحكومة 03
27 المالية 04
32 البنية التحتية 05
36 الدارة 06
26 العلوم والتقنية 07
44 البشر 08
المصدر :تقرير المعهد الدولي لتنمية الدارة بالتصرف
ليتم تميعها سنة 2002ف أربع عوامل فقط :الناز القتصادي ،فاعلية الكومة ،فاعلية
قطاع العمال ،البن ية التحت ية ،ح يث ي ضم كل عا مل عدة عنا صر ،و كل عن صر يش مل عدة مؤشرات أو
متغيات ذات طبيعصة كميصة مباشرة أو قياسصات للرأي ،بلغ تعدادهصا 244مؤشصر عام 1997و 314سصنة
.2000
18 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
وتضصم عينصة الدول موضصع الدراسصة العديصد مصن دول العال الناميصة ،ودول منظمصة التعاون
القت صادي والتنم ية ،و سنت 2001و 2002وبلغ تعداد ها 49دولة ل يس من بين ها أي دولة عرب ية ،إعداد
هذا التقرير كان يتم بالشتراك مع منتدى القتصاد العالي وتضيا لجتماع النتدى السنوي ،لكن ابتدءا
من سنة 1997ينفصل منتدى القتصادي العالي ويقوم بأعداد مؤشر للتنافسية خاص به ،وهو الذي سوف
نتعرض له ف العنصر القادم.
يت خذ سويسرا مقرا له ،وي صدر سنويا تقر ير التناف سية العال ية ( )GCYبالتعاون مع مر كز
التنمية الدولية ( )CIDالتابع لامعة هارفرد بالوليات التحدة المريكية ،وهذا تت عنوان "تقرير التنافسية
الكون ية "Global Competitiveness Yearbook ،وي ستخدم عدد كبي من الؤشرات موز عة على ثان ية
عوا مل :النتاج ،الكو مة ،الال ية ،البن ية التحت ية ،التقن ية ،الدارة ،الع مل و الؤ سسات ،وي ضم 102دولة
(تقر ير سنة )2003من بين ها دول عرب ية هي م صر ،الردن ،الزائر ،الغرب ،تو نس ،ويقوم هذا التقر ير
بترت يب الدول بال ستناد على عدد كبي من الؤشرات بلغ عدد ها 175مؤشرا سنة 2000من ها الك مي
ومنها الكيفي ويص آراء مديري العمال عب العال ،ويعتمد النتدى القتصادي العالي ف أعداده للتقرير
على مقار بة أن ثروة الدول تتم ثل ف معدل النا تج الحلي ال صاف ح سب الفرد وم ستوى نوه ،والؤشر ين
اللذيصن يعدهاص النتدى هاص ( )GCI : Growth Competitiveness Indexو (CCI : Current
)Competitiveness Indexويفترض أنما يفسران نو مستوى ثروة المم على الدى التوسط.
فالؤشصر الول GCIيركصز على التنافسصية كوناص مموعصة مؤسصسات وسصياسات اقتصصادية
تضمصن معدلت نوص مرتفعصة على الدى التوسصط ،ويهدف إل قياس إمكانيات النمصو للخمسصة سصنوات
القاد مة ،بين ما الؤ شر الثا ن CCIي ستعمل الؤشرات القت صادية الزئ ية لقياس اليئات وهيا كل ال سوق
والسياسة القتصادية ،الت تضمن مستوى آن من الزدهار وهو يهدف لقياس القوة النتاجية النية لنفس
الدول.
الؤشران يعتمدان على نفس السلوب وهو إعداد مؤشر التنافسية كمتوسط مرجح لجموعة
من التغيات العيارية.
يتصم إعداد الؤشصر GCIبناءا على مموعصة مقاييصس كميصة(متغيات اقتصصادية كليصة
معيار ية) ،وكذلك يعت مد على تقيقات كيف ية ت تم مع مديري الؤ سسات ف 102دولة ( 4600مؤ سسة
خاصة وعمومية) ،مواضيع الستبيان منظمة ف عشر مواضيع :
19 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
تستعمل ف حساب GCIعشرون فقط من مقاييس هذه الواضيع والدولي الوالي ( رقم
3و ) 4يوضحان كيفية حساب هذا الؤشر وكذا نوعية التغيات الكمية والكيفية.16
16
Gregoir stéphane et Maurel françoise, "Les indices de compétitivité des pays : interprétation et limites",
octobre 2002, p4-6.
17المتغيرات الكيفية في الواقع هي المتوسط حسب كل دولة للجابات الفردية لدى المؤسسات على أسئلة الستبيان ،والجابات الصلية هي
متغيرات كمية ذات مقياس من 0إلى 7أو من 1إلى .7
-المتغيرات الكمية تحول إلى مقياس من 1إلى 7اعتماداً على مجال القيم الكبرى المأخوذة من طرف كل الدول ،هاته الدول تقسم إلى
مجموعتين
-دول القلب وتعرف حسب متوسط عدد براءات الختراع بالنسبة لعدد السكان و المسجلة في الوليات المتحدة المريكية خلل سنوات
الثمانينيات ،باقي الدول تسمى ودول خارج القلب.
20 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
لكن ف الواقع عدد التغيات أكثر من عدد الدول لذا فالطريقة تعتمد على تليل العطيات
عوض عن الندار الطي التعدد ،كل التغيات الستخرجة من الستبيان ليست قابلة للقياس ماعدا متغي
واحد وهو عدد براءات الختراع الودعة بالنسبة لكل فرد.
21 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
الـــمـــتــــــغيرات
كيفية(مقياس 0إلى 7للجابات الفردية) كمية(آخر تاريخ معروف محولة إلى )7-1
البيئة القتصادية الكلية
-بلدك يمكن أن تعرف ركود السنة القادمة؟ -التضخم الستقرار
-هل كان مي سر على مؤ سستك الح صول على -الفرق بيسسسسسن معدل القارض-
قروض السنة الماضية؟ المقترض
-معدل الصسرف الحقيقسي بالنسسبة
للدولر المريكسسي(أسسساس 100
كمتوسط بين )1995-1990
-فائض APU
-معدل الدخار للمة
-المصدر :الهيئات المستثمرة ترتيب خطر القروض
بالنسبة المئوية من الدخل القومي الصافي PIB نفقات APU
الهيئات العمـــمومية
-هسل العدالة مسستقلة عسن الحكومسة أو مرتبطسة عقود وقوانين
بها؟
-هل ال صول المال ية والثروة معر فة بوضوح
ومحمية بالقانون؟
-هل حكوم تك غ ير متح يز في م نح ال صفقات
العمومية؟
-هل تفرض الجري مة المنظ مة تكال يف مع تبرة
في عالم العمال؟
-ما هو معدل الرشوة في منح رخص الستيراد الفساد
والتصدير؟
-ما هو معدل الرشوة في منح رخص الشبكات
العمومية؟
-مسا هسو معدل الرشوة فسي دفسع الضرائب
السنوية؟
التكنــــولوجيا
-مسا هسي وضعيسة بلدك بالنسسبة للتكنولوجيسا 18
-عدد براءات الختراع البداع
مقارنة بالدولة الرائدة؟ سم
سي التعليس
سبة التمدرس فس
-نسس
-هسل الختراع المسستمر مصسدر مداخيسل فسي العالي
التكنولوجي
نشاطك؟
-هسل تنفسق كثيرا مؤسسسات بلدك فسي البحسث
والتطوير مقارنة بالدول الخرى؟
-هل التعاون مع الجامعات في البحث والتطوير
مهم؟
-هل الت صال بالنتر نت في المدارس با هض الهواتف النقالة -عدد NTIC
الثمن؟ مستعملي النترنت -عدد
-هسل المنافسسة بيسن مزويدي خدمسة النترنست متصلي النترنت -عدد التقنيات الجديدة
كافية لضمان نوعية خدمة جيدة؟ خطوط الهاتف -عدد للعلم والتصال
-هل NTICمن الهتمامات الكبرى للحكومة؟ 19
أجهزة الكمبيوتر -عدد
-هسل القوانيسن المتعلقسة بسس ( NTICحمايسة
المسستهلك ،التجارة اللكترونيسة )...،متطورة
ومحترمة؟
-هل الستثمارات المباشرة الداخلة مصدر مهم -باقي التكنولوجيا من التبادلت نقل التكنولوجيا
للتكنولوجيا الجديدة؟ (تخــص الدول خارج
القلب)
ٍSource : Gregoir stephane et Maurel française, "Les indices de compétitivité des pays:interprétation et
limites", INSEE, Octobre 2002, P4.
صة
صا على شبكص صر دوريصصن الدول ،وتنشص صية لعدد مص
صن التنافسص يقوم بإعداد مؤشرات عص
النتر نت ،وتش مل العد يد من الدول العرب ية من ها :الزائر ،م صر ،الردن ،الكو يت ،موريتان يا ،الغرب،
عمان ،السعودية ،تونس ،المارات واليمن ،ويعتمد على 64متغيا ف 5عوامل وهي :
الناز الجال ( الناتج القومي الجال للفرد ،معدل النمو السنوي التوسط).
الديناميكية الكلية وديناميكية السوق (النمو والستثمار ،النتاجية ،حجم التجارة الجال،
تنافسية التصدير).
البنية التحتية ومناخ الستثمار (شبكة العلومات والتصالت ،البنية التحتية الادية ،الستقرار
السياسي الجتماعي).
رأس الال البشري والفكري.
الديناميكية الالية.
يقوم بن شر عدد مدد من الؤشرات (أ سعار ال صرف القيق ية ال ستندة إل مؤشرات أ سعار
الستهلك ،قيمة وحدة التصدير للسلع الصنعة ،السعر النسب للسلع التداولة وغي التداولة ،تكلفة وحدة
العمل ف الصناعة التحويلية).
السوق السوداء.
تتل الزائر حسب تصنيف مؤشر الرية القتصادية الرتبة .108
و من نتائج اشتداد التناف سية ب ي الؤ سسات هو الع نف ال سياسي الجتما عي ي عب ع نه على
ال ستوى الدول بأشكال قانون ية ،من ها إجبار الدول ال ت ت ستفيد من قروض الب نك الدول و صندوق الن قد
الدول على خوصصة قطاعات معينة ،هذه القروض توجه لناز الياكل القاعدية لنفعة شعوبا ،ويفرض
علي ها التخلي على سلطة القرار والراق بة ف مال ت صيص الوارد ،خا صة الفوائد القت صادية ل ستثمارات
الؤسسات التعددة النسيات لصال الؤسسات الاصة ومالكي رؤوس الموال الاصة ف البلدان الغنية.
ول تستطيع التنافسية إياد أجوبة ناجعة للمشاكل على الدى الطويل الت تواجهها العمورة،
والسوق ل يستطيع استباق الستقبل ،فهو قصي البصر.
وتثيص كذلك مؤشرات التنافسصية جدلً على السصتوى الدول ،سصواء فيمصا يتعلق بنهجيتهصا أو
طريقة أعدادها ،أو العطيات الستعملة ،وقد ذكر فابريك هات 23أهم هذه النتقادات :
23
Fabric hatem, Idem, P5.
25 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
تطرقنا ف البحثي الول والثان لتعريف التنافسية على مستوى الؤسسة وقطاع النشاط ،ث
على م ستوى الدول ،فإذا علم نا أن الزء ال كب ف عمل ية تديصد تناف سية الؤسصسات ي قع على عاتقهصا
هي ،ف هل الدول ل ا دور ف تد يد الزء البا قي ،وإذا كان الواب ن عم ك يف يكون تدخل ها لتح سي
تنافسية الؤسسات العاملة داخل إقليمها أول ،وثانيا كيف تساهم أو تقوم بتحسي تناف سية اقتصادها ف
السوق العالي ،هذه العناصر كلها سوف نتعرض لا بالدراسة والتحليل ف هذا البحث ،ونورد ف الطلب
الثالث ك يف ن حت دول كا نت اقت صادياتا ف الو قت القر يب متعثرة لتخ طو ب ا في ما ب عد إل م صاف
القتصاديات الكثر تنافسية ف العال.
انطلقا من تعريف التنافسية على أنا "قدرة الدولة على إنتاج سلع وخدمات تلقى ناحا ف
السواق العالية وتافظ على متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي" ،يتبي لنا مدى الرتباط الوثيق بي
التنافسية ودور الدولة ف تقيقها وناحها ،وذلك بتشجيع النشطة على توليد وفورات (خارجية) إيابية،
وتويل الرباح من القتصاديات الجنبية إل القتصاد الحلي ،ويتم ذلك عب تقدي إعانات تنافسية لدعم
البحث والتطوير ف الصناعة والد من دخول النشات الجنبية إل السواق الحلية.
وي كن ت سيد دور الدولة ف تدع يم وت سي تناف سيتها على ال ستوى الدول ،بتوفي ها لبيئة
أعمال ملئمة ،وهذا بتطبيق سياسات اقتصادية ومالية واجتماعية بغية تدعيم تنافسية النشاطات النتاجية
والدمية ،24وتتمثل ف :
السياسات الالية والنقدية.
سياسات الستثمار وتيئة الناخ الستثماري.
سياسات تعزيز القدرات التكنولوجية الذاتية.
24نوير طارق ،مرجع سابق ،ص .6
26 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
وقد بي مايكل بورتر دور الدول ف تدعيم التنافسية ف عمله حول الزايا التنافسية للمم،
حيث أستحدث منهج متكامل يتضمن عدة مددات تفسر اليزة التنافسية للصناعات ،فأما أن تكون معوقة
أو مفزة للنجاح ف النافسة العالية ،وجزء منها يتعلق بالصائص الداخلية للدولة ويكن التحكم فيه والزء
الخر يقع خارج نطاق الدولة ويصعب التحكم فيه ،هاته الحددات هي :
تتم يز هذه الحددات كون ا تع مل كنظام دينامي كي متكا مل وتتفا عل مع بعض ها الب عض،
ب يث يؤ ثر كل مدد ف الحددات الخرى ،ويتأ ثر هو بدوره ببق ية الحددات ،وعند ما تتح قق كل هذه
الحددات تتم كن الدولة من تق يق ميزة تناف سية ديناميك ية ومطردة ،وتن جح صناعاتا عاليا ،وبالع كس
عند ما ل يتح قق ب عض هذه الحددات أو تكون غ ي مدع مة ومفزة ل ستمرارية اليزة التناف سية ،تؤدي إل
تأكلها وتدهورها ،فإذا ل تقم الدولة بلق وتنمية عناصر النتاج لصناعة ما بالعدلت الرغوب فيها فقد
تتدهور اليزة التنافسية لذه الصناعة.
فمثلً تدهور أحد عناصر النتاج أل وهو اليد العاملة يكن أن يكون نتاج :
تدهور الهارات التخصصة للموارد البشرية.
عدم الهتمام براكز البحث العلمي والتكنولوجي.
عدم الهتمام بالؤسسات التعليمية مقارنة بالدول الخرى.
يصبي بورتصر أن دور الدولة يكمصن فص تأثيه على الحددات الربعصة السصاسية للميزة
التنافسية ،وقد وضحه بالشكل التال:
27 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
ŘōŮƊƈƅŔřƔƔ
Š śŔũśŬŏ
ũƏŧƅŔ řŬžŕƊƈƅŔřŸƔŗųƏ
ƓƈƏƄţ ƅŔ
řųŗśũƈƅŔŚŕŷŕƊ
Ű ƅŔ
حالةŘمصر" ،المعهد العربي للتخطيط بالكويت ،2002،ص .6 للتنافسية: الداعم ŜŔŧţ Ō
ŧƊ ŕŬƈƅŔŚŕŷŕƊ المصدر :نوير طارق (" ،)Porter Michalدور الحكومةŰƅŔƏ
řžŧŰƅŔ
فالدول تتنافس فيما بينها من خلل السياسات والؤسسات الت تتارها لتحفيز النمو على
الدى البع يد بغرض ت سي ال ستوى العي شي لفراد ها ،إذا مال الناف سة ب ي الدول هو مال تق يق الن مو
القتصادي ،ويتأتى لا ذلك بتطبيق :
السياسات اليدة.
السواق الفتوحة.
النفاق الكومي اليد.
معدلت الضريبة النخفضة.
28 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
يتم ثل دور الدول ف د عم التناف سية ،فإياد مناخ ملئم ل كي ت ستطيع الؤ سسات ت سي
أدائها ،ويتجلى هذا ف عدة مؤشرات ومظاهر ف الياة القتصادية أهها:25
.1ا ستقرار البيئة القت صادية الكل ية من خلل تد ن معدلت التض خم
وتويل عام ملموس ،ومعدلت ضريبية تنافسية.
.2إزالة كافة معوقات التجارة ،الحافظة وتطوير أسواق عالية مفتوحة
وتنافسية.
.3تدعيصم الؤسصسات الصصغية والتوسصطة بإزالة كافصة العباء غيص
الضرورية على نشاطها القتصادي.
.4تر ير ال سواق بغ ية عمل ها بكفاءة ،وتف يز الفراد والؤ سسات من
خلل إصلح الضرائب الفروضة عليهما.
.5ضمان بيئة موات ية لل ستثمار الحلي ،وت سي الدمات القد مة من
26
قبل الكومات مثل التعليم.
ومن هنا ظهر مصطلح "السياسة التنافسية" والت تعرف بأنا "زيادة كفاءة جانب العرض ف
القتصصاد فص ظصل خصصائص معينصة لسصواق النتجات وأسصواق رأس الال ،ورصصيد العرفصة السصتندة إل
العولة" 27وحددت منظمة التنمية والتعاون القتصادي ( )OECDأدوات السياسة التنافسية ف تفيز هياكل
السوق عب إجراء إصلحات اقتصادية ف جانب العرض وإصلح أنظمة مارسة السلطة ونظام الضرائب،
والتعليم وأنظمة البحث والتطوير ،وآليات نقل التكنولوجيا والبيئة الساسية وغيها.
وتتمثل أهداف السياسة التنافسية ف تدعيم قدرة الؤسسات الصناعية أو الدول على توليد
دخول مرتفعة لعناصر النتاج ومستويات مرتفعة من التوظيف.
صس صس الدول كتنافصصي"بول كروجان" عارض فكرة تنافص صادي المريكص صن القتصصلكص
ص مصن
ص فسصوف يؤدي ذلك إل خروجه ا الؤسصسات ،28فإذا كانصت مؤسصسة غيص قادرة على تسصي أدائه ا
السوق ،بلف ذلك فإن الدول تتنافس ف القوى السياسية والعسكرية والسيادة ،ويصل إل أنه ل يوجد
حد فاصل معرف بشكل جيد لفهوم تنافسية الدول ما يعل مفهوم تنافسية الدول مفهوم مضللً.
تتميصز هذه الدول الثلث بصصفات مشتركصة وهصي عدم امتلكهصا للثروات الطبيعيصة وصصغر
مساحتها ،ومرورها بفترة ركود اقتصادي خلل سنوات السبعينات والثمانينات ،و تقيقها لنمو اقتصادي
ف ن فس فترة الت سعينات وكذا تركيز ها على ت سي التعل يم وجذب ال ستثمارات الجنب ية ،وبذل جهود
كبية لتوفي مناخ ملئم للعمال التجارية بالضافة إل عامل مهم جدا وهو الدور الكومي الواضح ف
دعم القدرات التنافسية لقتصادياتا.
28يرى كروجمان أنه من الصعب القول بأن الوليات المتحدة المريكية واليابان تتنافس مثلما تتنافس شركة كوكا كول وبيبسي كول .وأن ل
فرق أن الوليات المتحدة تتنافس في السوق العالمي وأن جنرال موتورز تتنافس في سوق أمريكا الشمالية.
29نوير طارق ،مرجع سابق ،ص .18
30 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
يعزى ناح سصنغافورة فص تطويصر اقتصصادها والوصصول بصه إل مسصتوى تنافسصية عالِ ،إل
السياسات الت أتبعتها طوال السنوات الاضية ونص بالذكر :
.1وجود رؤ ية قو ية وفعالة وواقع ية للقيادة ،تر كز على النتائج ول يس
على الشعارات؛
.2تبنت سياسة اقتصاد السوق ،وشجعت التجارة والستثمار ما أدى
با إل تقيق متوسط نو للقتصاد يقدر بص %10حت عام 1980ث
%7بعصد ذلك ،ومتوسصط دخصل للفرد الواحصد يبلغ 32ألف دولر
أمريكي سنويا ،وهو من أعلى متوسطات الدخل ف العال ،ووصل
صج الحلي الجال، صنوي ثلث أضعاف الناتص صم التجارة السص حجص
فصصادراتا ارتفعصت مصن 19.7مليار دولر أمريكصي سصنة 1980إل
120مليار دولر أمريكي سنة 1995؛
.3تطبيق أسلوب مرن وتدريي ف التحول القتصادي ،وإعادة صياغة
السصياسات كلمصا دعصت الاجصة لذلك ،وهذا تاوبصا مصع تغيات
الظروف الدولية.
.4تضصم اليئات الكوميصة الرئيسصية والتص تقوم بتحديصد السصتراتيجية
القتصادية (ملس التنمية القتصادية السنغافوري) مثلي عن القطاع
الاص ومثلي للشركات الجنبية التعددة النسيات.
.5توفيص مناخ اقتصصادي تنافسصي وحصر ،حيصث ندص أن الؤسصسات
الكوم ية تقوم بت سهيل الستثمار وليس إعاقته .وذلك عب تفيض
الضريبة على دخل الؤسسات من %40سنة 1986إل %26حاليا،
وتت ساوي الؤ سسات الجنب ية مع الؤ سسات الحل ية ف م ستوى
الضريبة الطبق ،عدم تطبيق سياسة حد أدن للجور ما شجع على
التوظ يف وح قق معدلت عل يا للجور .بالضا فة إل ت طبيق صارم
لقوانيص المايصة الفكريصة حيصث تسصجل سصنغافورة أدنص مسصتوى
للقرصنة ف آسيا.
.6تركيز الدولة على التعليم الرن خاصة التعليم الفن ورعاية رأس الال
الفكري ماص جعصل سصنغافورة فص ريادة الدول القائم اقتصصادها على
العرفة.
.7التحسصي السصتمر للبنيصة التحتيصة السصاسية والتكنولوجيصة (الوانصئ،
الطرق ،الطارات ،التصصالت السصلكية واللسصلكية) ،وتتصل
31 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
أيرلندا بلد صغي الساحة وتعداد سكانه 3.6مليون نسمة ،وعانت ف العقود الاضية من بطالة
كبية وركود اقت صادي ،وعر فت ظاهرة الع نف والروب الهل ية ،لكن ها ف ع قد الت سعينات ا ستطاعت
الروج من هذه الوضع ية ،ح يث حق قت ن و اقت صادي بعدل %8.9سنويا خلل الفترة المتدة من 1994
إل غا ية ،1997وانف ضت ن سبة البطالة من %16سنة 1993إل %6.6ف الو قت الال ،وارت فع د خل
الفرد إل حدود متو سط الدخل ف بريطانيا ،كل هذا كان نتاج ال سياسات ال ت طبقتها أيرلندا خلل هذه
الفترة ومن أبرزها :
.1أتسمت برؤية واضحة ومددة لتشجيع الستثمار الجنب ،خاصة ف
مال التكنولوجية التقدمة.
.2سصعت إل الدص مصن البيوقراطيصة ورسصخت بيئة تنظيميصة واضحصة
لتشجيع التنافس.
.3خفضت العجز ف اليزانية بإتباع رقابة صارمة على الموال العامة،
وكبحصت جاح التضخصم وسصعت مصن أجصل ضمان السصتقرار
للقتصادي الكلي.
.4رف عت م ستوى التعل يم ونوعي ته والترك يز بال صوص على الب حث
والتطوير الفعال وكذا الهارات الفنية العالية.
صن خلل النضمام إل صع العال مص صة مصصيع العلقات التجاريص .5توسص
التكتلت القت صادية الهو ية (التاد الورو ب) والنظمات العال ية
(منظمة التجارة العالية).
-3تـجربة تونس:31
يبلغ تعداد سكان تو نس ت سعة ملي ي ن سمة ،وتتم يز ب صغر م ساحتها وعدم توفر ها على
موارد طبيعيصة ،لكنهصا اسصتطاعت جذب اسصتثمارات أجنبيصة قدرهصا 781مليون دولر أمريكصي عام 1980
ورفعت ها إل 5.2مليار دولر أمري كي ف عام ،1997وحق قت معدل ن و سنوي قدره %4.8خلل الفترة
30نوير طارق ،مرجع سابق ،ص .19
31نوير طارق ،مرجع سابق ،ص .20
32 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
%13 المتدة من سنة 1990إل غاية ،1997ويعتب القطاع الصناعي أكب قطاع حقق نو ف تونس بعدل
خلل سنوات 1987إل ،1997وقد ساعد تونس على تسي وضعيتها التنافسية العوامل التالية :
.1ترير القتصاد والتجارة.
.2الستقرار السياسي والجتماعي.
.3تسي الجراءات الدارية وتوفي مناخ جيد للستثمار.
.4الترك يز على البداع التكنولو جي والتكنولوج يا الدي ثة ،القدرة
على النافسة وعلى أهية الشاركة ف السواق العالية.
.5تفيض الضغط على الدمات الجتماعية نتيجة لنفاض معدل
النمو السكان ما أدى إل تسي دخل الفرد.
.6انضمام تونصس إل النظمصة العاليصة للتجارة ،وتوقيعهصا اتفاق
شراكصة مصع التاد الوروبص هصو الول مصن نوعصه فص أفريقيصا
والشرق الوسط.
.7حاية الستثمارات من الزدواج الضريب وتطبيق قواني حاية
اللكية الفكرية والصناعية.
.8الهتمام ال كبي بالتعل يم من خلل ت صيص %25من اليزان ية
السنوية.
خلصة هذا الفصل تكمن ف أن التنافسية أصبحت مهمة بالنسبة للمؤسسات كما بالنسبة
للدول ،ح يث أ صبحت ت سعى كليه ما لتح سي وضعيته ما التناف سية ر غم أن مع ظم القت صاديي واليئات
القت صادية الدول ية ل يتفقوا على تعر يف مو حد للتناف سية ،والؤشرات ال ستعملة ف قيا سها تدور حول
معدل الدخل للفرد الواحد وكذا حجم التبادلت التجارية للدولة وتطورها ،والت تعتب نتيجة للمردودية
الؤسسات وقدرتا على اقتحام السواق الدولية والصمود ف وجه النافسي الدوليي ،وتركز كل مؤشرات
التنافسية الت تعدها النظمات واليئات الدولية على عنصرين هامي وها التطور التكنولوجي والنفاق على
البحث والتطوير ،واستعمال الوسائل التكنولوجية الديثة ،سواء على مستوى الؤسسات أو على مستوى
الدولة ف حد ذاتا.
33 الفصل الول :التنافسية ومؤشرات قياسها
التسصاؤل الطروح مصا هصو دور الختراع والبداع التكنولوجصي فص زيادة تنافسصية
الؤ سسات ،و هل هو و سيلة ضرور ية لضمان بقاء وا ستمرارية الؤ سسات ف ظل اقت صاد ال سوق وزوال
العوائق أمام تريصر التجارة ،وهصل النفاق على البحصث والتطويصر وسصيلة لتجسصيد هذا الختراع والبداع
التكنولوجي ؛ وسنحاول الجابة عن هذه التساؤلت ف الفصل الوال