You are on page 1of 7

‫هذه رسالة موجهة لكل ظالم لعله يتعظ‬

‫عمَاَلكُمْ‬
‫صلِحْ َلكُ ْم أَ ْ‬
‫لّ وَقُولُوا َقوْلً سَدِيدًا ُي ْ‬‫قال تعالى ‪ ( :‬يَا َأ ّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا ا َ‬
‫َو َيغْ ِفرْ َلكُ ْم ُذنُو َبكُمْ َومَن يُطِعِ الَّ َورَسُولَهُ فَقَ ْد فَا َز َف ْوزًا عَظِيمًا )‬

‫لماذا يسعى النسان في كثير من الحيان إلى ظلم من حوله ؟ ومقابلة الحسان‬
‫وحسن الظن ‪ ،‬بالساءة وسوء الظن ‪ ،،‬لماذا نجد في لحظة من اللحظات ‪ ،،‬أننا‬
‫وضعنا ثقتنا فيمن ل يستحق ‪ ،،‬وبدل من التناسي ومحاولة فتح صفحة جديدة في‬
‫حياة البشر ‪ ،‬نراهم يبذلون جهدهم في الساءة ‪ ،‬والظلم ‪ ،‬والقذف ‪ ،‬والكره ‪! ،‬‬
‫ظلَمَ نَ ْفسَهُ ) البقرة ‪231‬‬ ‫( َومَن يَفْ َعلْ ذَِلكَ َفقَدْ َ‬
‫أيها الظالم ‪ ،‬أل تخاف من عقاب ال ؟ ألم يخطر ببالك أنه سينقلب عليك يوما ً ؟‬
‫فيك وفي أهل بيتك ؟‬
‫س ُيصِي ُبهُمْ سَ ّيئَاتُ‬
‫ظَلمُوا مِنْ َهؤُلَء َ‬
‫سبُوا وَالّذِينَ َ‬‫س ّيئَاتُ مَا َك َ‬ ‫قال تعالى ‪َ ( :‬فَأصَا َبهُمْ َ‬
‫جزِينَ ) الزمر ‪51‬‬ ‫مَا َكسَبُوا َومَا هُم بِمُعْ ِ‬
‫وقال أيضا‪ ( :‬يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما )‬
‫قال الرسول صلى ال عليه وسلم ‪(( :‬الظلم ظلمات يوم القيامة)) رواه مسلم‪.‬‬
‫وقال أيضا‪(( :‬اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين ال حجاب)) متفق عليه‪.‬‬
‫ل تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم‬
‫تنام عينك والمظلـوم منتبه يدعو عليك وعين ال لم تنم‬
‫فل تظن أيها الظلّم القوي المستبد أن ال ل ينتقم منك لهؤلء المساكين الذين‬
‫يصبحون ساخطين عليك‪ ،‬ويبيتون يدعون عليك وال يعلم ما كان منك وما يكون‬
‫منك وما ال بغافل عما تعملون ‪.‬‬

‫أنيبوا لربّكم وأسلموا له قلوبَكم‪ ،‬ول تغ ّرنّكم الحياة الدنيا‪ .‬إنّ في القلوب فاقةً وحاجة‬
‫ل يسدّها إلّ القبال على ال ومحبتُه والنابة إليه‪ ،‬ول يل ّم شَعثَها إلّ حفظ الجوارِح‬
‫واجتنابُ المحرّمات واتّقاء الشبهات‪ ،‬فرحِم ال امرأً راقب نفسَه واتّقى ربّه واستعدّ‬
‫للخرة‪.‬‬

‫ل حقوقه‪ ،‬وتعمُر البلد وتقوم‬ ‫يهنَأ العيش وتصفو الحياةُ حين يستوفي النسانُ كام َ‬
‫الحضارات في ظلّ العدلِ والمساواة واستيفا ِء الحقوق‪.‬‬
‫لقد فطَر ال النفوسَ على محبّة العدل‪ ،‬واتّفقت على حسنِه الفطَر السليمَة والعقولُ‬
‫الحكيمة‪ ،‬وتمدّح به الملوك والقادةُ والعظماء والسّادة‪ ،‬وجاءت به الرّسالت‬
‫سَلنَا بِا ْل َب ّينَاتِ َوأَن َز ْلنَا َم َعهُمُ ال ِكتَابَ وَا ْلمِيزَانَ ِليَقُومَ النّاسُ‬
‫س ْلنَا رُ ُ‬
‫السّماوية‪ ( :‬لَقَ ْد َأرْ َ‬
‫بِالْقِسْطِ ) ‪.‬‬

‫ل السلم‪،‬‬ ‫وقد جا َء دينُ السلم العظيم لخراج الناس من جَور الديان إلى عد ِ‬
‫حيث إنّه بالعدلِ قامت السماوات والرض‪ ،‬واتّصف الحقّ سبحانه به‪ ،‬ونفَى عن‬
‫نفسه ضدّه وهو الظلم‪:‬‬

‫ل َذ ّرةٍ )‬
‫ظلِمُ ِمثْقَا َ‬
‫ل يَ ْ‬
‫( إِنّ الَّ َ‬
‫وقامَ دين السلم على العدلِ‪،‬‬
‫( َو َت ّمتْ َكِل َمتُ َر ّبكَ صِدْقًا وَعَدْلً )‬

‫فهو صِدق في أخباره‪ ،‬عَدل في أحكامه‪ ،‬ل ي ِق ّر الجورَ والظلم ول العدوان‪ ،‬بل هو‬
‫ق أينما كان‪ ،‬يأمر بالوفاء بالعقودِ والعهود حتى مع الكفّار‪َ ( :‬وِإمّا‬ ‫دائمًا مع الح ّ‬
‫ب الخَا ِئنِينَ )‬
‫ح ّ‬
‫سوَا ٍء إِنّ الَّ لَ يُ ِ‬
‫علَى َ‬
‫خيَانَةً فَانبِذْ ِإَل ْيهِمْ َ‬
‫ن مِن َقوْمٍ ِ‬
‫تَخَافَ ّ‬

‫ل َتعْ ِدلُوا اعْ ِدلُوا ُه َو أَ ْق َربُ لِلتّ ْقوَى )‬


‫علَى أَ ّ‬
‫ن َقوْمٍ َ‬
‫شنَآ ُ‬
‫ج ِر َم ّنكُمْ َ‬
‫ل يَ ْ‬
‫( وَ َ‬

‫أي‪ :‬ل يح ِمَلنّكم بُغضُ قوم على تركِ العدل؛ فإنّ العدلَ واجب على كلّ أحد وفي كلّ‬
‫حال‪.‬‬
‫وقد أمَر ال به رسولَه في قوله‪َ ( :‬وُأ ِم ْرتُ لَعْدِلَ َب ْي َنكُمُ )‬

‫ل وَالِحْسَانِ )‬
‫لّ يَ ْأ ُمرُ بِا ْلعَدْ ِ‬
‫وأمَر به جمي َع خلقه‪ ( :‬إِنّ ا َ‬

‫ل إل ظله ((إمامٌ عادل))‬ ‫وجعل في مقدّمة السّبعة الذين يظلّهم ال في ظلّه يو َم ل ظ ّ‬


‫ي صلى ال عليه وسلم قال‪(( :‬إنّ‬ ‫ن النب ّ‬
‫كما في الصحيحين وفي صحيح مسلمٍ أ ّ‬
‫المقسطين عند ال على مناب َر مِن نور عن يمين الرحمن‪ ،‬وكِلتا يديه يمين‪ ،‬الذين‬
‫يعدِلون في حكمِهم وأهلِهم وما وَلوا))‬

‫أمّا ضِدّه وهو الظلم فهو ظلماتٌ يومَ القيامة‪ ،‬وقد حرّمه ال على نفسه وجعله بين‬
‫ل َينَالُ‬
‫ن ) وفي سورة البقرة‪َ ( :‬‬ ‫ل يُ ْفلِحُ الظّاِلمُو َ‬
‫العبادِ مح ّرمًا‪ ،‬فل يفلِح ظالم‪ِ ( ،‬إنّهُ َ‬
‫ب الظّاِلمِينَ )‬
‫ح ّ‬
‫لّ لَ يُ ِ‬
‫عهْدِي الظّاِلمِينَ ) وفي آل عمران‪ ( :‬وَا ُ‬ ‫َ‬
‫ق التأييدَ من ال والتمكينَ في الرض إذا أقامَت العدلَ‪ ،‬وقد‬
‫والمّة المسِلمَة تستح ّ‬

‫العدل مأمورٌ به في كلّ الحوال‪ ،‬والظلم عا ِقبَته وخيمةٌ في الدنيا والخرة‪،‬‬

‫طوّقهُ يومَ القيامة من سب ِع أرَضين‪،‬‬


‫ومَن ظلم قيدَ شبر ُ‬

‫ومن ظلم غيرَه فإنّ القصاص منه مُؤلم‪ ،‬وال تعالى يملِي للظالم حتى إذا أخَذَه لم‬
‫يُفلِته‪ ،‬ولن تضي َع المظالم حتى بين البهائِمِ‪،‬‬

‫وفي صحيح مسلم أنّ النبيّ صلى ال عليه وسلم قال‪(( :‬لتؤدّنّ الحقوقَ إلى أهلها يومَ‬
‫القيامة حتى يُقادَ للشاة الجلحا ِء من الشاة القَرناء))‬

‫وفي صحيح البخاريّ أنّ النبي صلى ال عليه وسلم قال‪(( :‬مَن كانت عنده مَظلمةٌ‬
‫لخيه مِن عِرضهِ أو شي ٍء منه فليتحلّله منه اليومَ من قبل أن ل يكونَ دينار ول‬
‫ل صالح أخِذَ منه بقدرِ مظلمته‪ ،‬وإن لم يكن له حَسنات أخِ َذ من‬‫درهمٌ‪ ،‬إن كان له عم ٌ‬
‫ل عليه))‬
‫سيّئات صاحبه فحمِ َ‬

‫ومهما يكنِ المظلوم ضعيفًا فإنّ ال ناصره‪ ،‬وفي الحديثِ أنّ النبيّ صلى ال عليه‬
‫وسلم قال‪(( :‬ودعوةُ المظلوم يرفعها ال فوق الغمام‪ ،‬ويفتَح لها أبوابَ السماء‪ ،‬ويقول‬
‫عزّتي وجللي لنص َرنّك ولو بعد حين))‬ ‫الربّ‪ :‬و ِ‬

‫عمّا َي ْعمَلُ الظّاِلمُونَ )‬


‫ل َ‬
‫سبَنّ الَّ غَافِ ً‬
‫رواه الترمذي( وَلَ تَحْ َ‬

‫وفي سورة هود‪َ ( :‬وكَ َذِلكَ أَخْ ُذ َر ّبكَ إِذَا أَخَ َذ ال ُقرَى وَ ِهيَ ظَاِلمَ ٌة إِنّ أَخْ َذهُ َألِيمٌ شَدِيدٌ )‬

‫أفل يخافُ الظالم ربّ العالمين؟! أوَل يخشى دعوةَ المظلومين؟!‬


‫ن المُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫ن‬ ‫ن ُيؤْذُو َ‬‫إنّ دعوةَ المظلوم مُجابة‪ ،‬تذكّروا يومَ العرض على ال‪ ( :‬وَالّذِي َ‬
‫ح َت َملُوا ُب ْهتَانًا َوِإ ْثمًا ّمبِينًا )‬
‫سبُوا فَقَ ِد ا ْ‬
‫وَا ْلمُ ْؤ ِمنَاتِ ِب َغ ْي ِر مَا ا ْكتَ َ‬

‫إنّ مقامَ العدلِ في السلمِ عظيم‪ ،‬وثوابُه عند ال جزيل‪ ،‬فالعادِل مستجَابُ الدعوة‪،‬‬
‫حبُ العدل في ظلّ الرحمن يو َم القيامة‪ ،‬والحاكم مأمور‬ ‫ب المقسطين‪ ،‬وصا ِ‬ ‫ح ّ‬
‫وال ي ِ‬
‫ح َك ْمتُم َبيْنَ النّاسِ أَن‬
‫لمَانَاتِ ِإلَى أَ ْهِلهَا َوإِذَا َ‬
‫لّ يَ ْأ ُم ُركُمْ أَن ُتؤَدّوا ا َ‬
‫بالعدل‪ ( :‬إِنّ ا َ‬
‫ظكُم بِهِ )‬
‫لّ ِن ِعمّا َيعِ ُ‬
‫ح ُكمُوا بِا ْلعَدْلِ إِنّ ا َ‬
‫تَ ْ‬

‫وسواء كان الحكمُ قضا ًء أو قِسم ًة أو حكمًا على أفرادٍ أو جماعَات أو تَصنيفًا أو‬
‫جَرحًا وتعديلً‪ ،‬كلّ ذلك يجب أن يكونَ بالعدل‪.‬‬

‫ل بينهم‬ ‫كما يجِب على الوالد أن يعدِل بين أولده في العطايا والمعامَلة‪ ،‬فل يفاضِ ُ‬
‫بالهِبات‪ ،‬و ِقصّة النعمانِ بن بشير رضيَ ال عنه مشهورة في هذا‪ ،‬وقد ر ّد النبيّ‬
‫ل المساواةُ بين كلّ الولد‪ ،‬وقال‪(( :‬اتّقوا ال واعدِلوا بين‬ ‫عطيّته حين لم تحصُ ِ‬
‫أولدكم)) [‪.]7‬‬
‫كما يجب على الزوجِ أن يعدلَ بين أزواجه‪ ،‬وأن يسا ِويَ بينهنّ في المبيت والنّفقة‬
‫ل َتعْ ِدلُوا َفوَاحِ َدةً َأوْ مَا َمَل َكتْ َأ ْيمَا ُنكُمْ )‬
‫والحقوق الزوجية‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَإِن ْخِ ْفتُمْ أَ ّ‬
‫و((مَن كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يومَ القيامة وشِقّه مائل)) كما ثبت في‬
‫الصحيح عن النبي صلى ال عليه وسلم‬

‫والعدلُ مطلوبٌ في كلّ شيء حتى في القول والكلم‪ ،‬قال سبحانه‪َ ( :‬وإِذَا ُق ْلتُمْ‬
‫فَاعْ ِدلُوا ) والعدلُ في الكلم من أشَقّ المور على النفس‪ ،‬ومن ربّى نفسَه عليه فاز‬
‫وأفلَح‪ ،‬وإذا ُرزِق العدل وحبّ القسطِ علّمه ال الحقّ‪ ،‬وصارَ رحيمًا بالخلق متّبعًا‬
‫للرسول مج َت ِنبًا مساِلكَ الزّيغ والهواء‪.‬‬

‫شهَدَاءَ لِّ‬
‫ط ُ‬ ‫أعوذ بال من الشيطان الرجيم‪ ( ،‬يَا َأ ّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا كُونُوا َقوّامِينَ بِالْقِسْ ِ‬
‫لّ َأ ْولَى ِب ِهمَا فَلَ‬
‫غ ِنيًا َأوْ فَقِيرًا فَا ُ‬
‫سكُمْ َأوِ الوَالِ َديْنِ وَالَ ْق َربِينَ إِن َيكُنْ َ‬
‫علَى أَنفُ ِ‬
‫َوَلوْ َ‬
‫خبِيرًا )‬
‫ن ِبمَا َت ْع َملُونَ َ‬‫لّ كَا َ‬‫َت ّت ِبعُوا ال َهوَى أَن َتعْ ِدلُوا َوإِن َت ْلوُوا َأوْ ُت ْع ِرضُوا َفإِنّ ا َ‬
‫يا بخت من بات مظلوم ول بات ظالم‬
‫اللهم ابعد عنا الظلم‬

‫اللهم ل تجعلنا نَظلِم ول نُظلَم‬


‫كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي ‪ ..‬بأن يدي تفنى ويبقى كتابها‬
‫فإن عملت خيرا ستجزى بمثله ‪ ..‬و إن عملت شرًا عليها حساب‬
‫أفل يخافُ الظالم ربّ العالمين؟! أوَل يخشى دعوةَ المظلومين؟!‬
‫ن المُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫ن‬ ‫ن ُيؤْذُو َ‬‫إنّ دعوةَ المظلوم مُجابة‪ ،‬تذكّروا يومَ العرض على ال‪ ( :‬وَالّذِي َ‬
‫ح َت َملُوا ُب ْهتَانًا َوِإ ْثمًا ّمبِينًا )‬
‫سبُوا فَقَ ِد ا ْ‬
‫وَا ْلمُ ْؤ ِمنَاتِ ِب َغ ْي ِر مَا ا ْكتَ َ‬
‫يقول رسول صلى ال عليه و سلم‬
‫إن ال ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته‬
‫وهي رسالة لكل ظالم أياً كان‬
‫وصدق من قال‬
‫وما من يدٍ إل يد ال فوقها وما من ظالم إل سيبلى بظال‬
‫س َتغِيثُوا ُيغَاثُوا ِبمَاء كَا ْل ُمهْلِ‬
‫سرَادِ ُقهَا َوإِن يَ ْ‬
‫عتَ ْدنَا لِلظّاِلمِينَ نَاراً أَحَاطَ ِبهِمْ ُ‬
‫(( ِإنّا أَ ْ‬
‫شرَابُ وَسَاءتْ ُم ْرتَفَقاً )) الكهف ‪29‬‬ ‫شوِي ا ْلوُجُوهَ ِب ْئسَ ال ّ‬‫يَ ْ‬

‫لماذا يسعى النسان في كثير من الحيان إلى ظلم من حوله ؟ ومقابلة الحسان‬
‫وحسن الظن ‪ ،‬بالساءة وسوء الظن ‪ ،،‬لماذا نجد في لحظة من اللحظات ‪ ،،‬أننا‬
‫وضعنا ثقتنا فيمن ل يستحق ‪ ،،‬وبدل من التناسي ومحاولة فتح صفحة جديدة في‬
‫حياة البشر ‪ ،‬نراهم يبذلون جهدهم في الساءة ‪ ،‬والظلم ‪ ،‬والقذف ‪ ،‬والكره ‪! ،‬‬
‫ظلَمَ نَفْسَهُ ) البقرة ‪231‬‬
‫( َومَن يَ ْفعَلْ َذِلكَ فَقَدْ َ‬
‫أيها الظالم ‪ ،‬أل تخاف من عقاب ال ؟ ألم يخطر ببالك أنه سينقلب عليك يوما ً ؟‬
‫فيك وفي أهل بيتك ؟‬
‫س ّيئَاتُ‬
‫س ُيصِي ُبهُمْ َ‬
‫ظَلمُوا مِنْ َهؤُلَء َ‬
‫سبُوا وَالّذِينَ َ‬‫س ّيئَاتُ مَا كَ َ‬
‫قال تعالى ‪ ( :‬فََأصَا َبهُمْ َ‬
‫جزِينَ ) الزمر ‪51‬‬ ‫سبُوا َومَا هُم ِب ُمعْ ِ‬
‫مَا كَ َ‬
‫وقال أيضا‪ ( :‬يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما )‬
‫قال الرسول صلى ال عليه وسلم ‪(( :‬الظلم ظلمات يوم القيامة)) رواه مسلم‪.‬‬
‫وقال أيضا‪(( :‬اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين ال حجاب)) متفق عليه‪.‬‬
‫ل تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم‬
‫تنام عينك والمظلـوم منتبه يدعو عليك وعين ال لم تنم‬
‫فل تظن أيها الظلّم القوي المستبد أن ال ل ينتقم منك لهؤلء المساكين الذين‬
‫يصبحون ساخطين عليك‪ ،‬ويبيتون يدعون عليك وال يعلم ما كان منك وما يكون‬
‫منك وما ال بغافل عما تعملون ‪.‬‬
‫واحذر أيها الظالم يوم الذان‪ ،‬وقد روي أن طاووس بن كيسان دخل على هشام بن‬
‫عبد الملك‪ ،‬فقال له‪ :‬إني أحذرك يوم الذان‪ ،‬فقال هشام‪ :‬وما يوم الذان؟ قال‬
‫طاووس‪ :‬وأذن مؤذن بينهم أن لعنة ال على الظالمين فصعق هشام بن عبد الملك‪.‬‬
‫وقيل لما حبس خالد بن برمك وولده‪ ،‬قال‪ :‬يا أبتي بعد العز صرنا في القيد والحبس‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا بني دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل ال عنها‪:‬‬
‫واحذر من المظلوم سهما صائبا‬
‫‪ .....................‬واعلم بأن دعاءه ل يحجب‬

‫إذا ما الظلوم استوطأ الرض مركبا‬


‫‪ .............................‬ولـج غلـوا في قبيح اكتسابه‬

‫فكلـه إلى صـرف الزمـان فـإنه‬


‫‪ .............................‬سيبدى له ما لم يكن في حسابه‬

‫قال بعض السلف‪ :‬ل تظلمن الضعفاء فتكون من شرار القوياء ولتظلمن النساء‬
‫فانهن قوارير ضعفاء فل تظلمهم‬
‫فكم قد رأينا ظالما متمرداً‬
‫‪ ..............................‬يرى النجم تيها تحت ظل ركابه‬
‫فاتق دعوة المظلوم يا ظالم فإنها ليس بينهما وبين ال حجاب‪ ،‬يرفعها ال فوق الغمام‬
‫ويقول‪(( :‬وعزتي وجللي لنصرنك‪ ،‬ولو بعد حين)) فكيف ستعيش؟ أو إلى أين‬
‫تهرب إذا كان ال خصمك وحجيجك؟‬
‫وأخيرا‪:‬‬
‫احفظ يا أخي رحمك ال يدك ولسانك وسائر جوارحك عن أذية الناس ول تبع دينك‬
‫بعرض من الدنيا قليل واقنع بما قسم ال لك ول تبغ الفساد في الرض ول تكن‬
‫جبارا سفاكا‪ ،‬فإنما بعث ال النبيين مبشرين ومنذرين بما أعده ال للطائعين‬
‫والعاصين من النعيم المقيم‪ ،‬أو العذاب الليم‪ ،‬وإذا قدرت على الظلم فتركته ل‪،‬‬
‫واستطعت أن تجمع المال من الحلل ولم تمدّ عينيك إلى ما نهاك ال عنه كنت‬
‫مؤمنا حقا‪ ،‬وممتثل قوله تعالى‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وقولوا قول سديدا‬
‫يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم‪ ،‬ومن يطع ال ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))‬

You might also like