Professional Documents
Culture Documents
1-علج السحر.
2-علج العين
3-علج التباس الجني بالنسي
4-علج المراض النفسية.
5-علج القرحة والجرح.
6-علج المصيبة.
7-علج الهم والحزن.
8-علج الكرب.
9-علج المريض لنفسه.
10-علج المريض في عيادته.
11-علج القلق والفزع في النوم.
12-علج الحمى.
13-علج اللسعة واللدغة.
14-علج الغضب.
15-العلج بالحبة السوداء.
16-العلج بالعسل.
17-العلج بماء زمزم.
18-علج أمراض القلوب.
فل شك ول ريب أنّ العلج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى ال عليه وسلم من الرقى هو علجٌ نافعٌ وشفا ٌء
شفَا ٌء وَ َرحْمَ ٌة ِللْ ُمؤْمِنِينَ} [السراء: شفَاءٌ} [فصلت{ ،]44 :وَ ُننَ ّزلُ ِمنْ ا ْلقُرْآنِ مَا ُهوَ ِ تامٌ { ُقلْ ُه َو ِللّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَ ِ
عظَةٌ ِمنْ رَبّكُمْ
]82ومن هنا لبيان الجنس ،ف ِإنّ القرآن كله شفاءٌ كما في الية المتقدمة {يَا أَ ّيهَا النّاسُ قَ ْد جَاءَتْكُمْ َم ْو ِ
شفَا ٌء لِمَا فِي الصّدُو ِر َوهُدًى وَ َرحْمَ ٌة ِللْ ُمؤْمِنِينَ} [يونس.]57 : وَ ِ
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الدواء القلبية والبدنية ،وأدواء الدنيا والخرة ،وما كلّ أحدٍ يُوهّل ول يُوفّق
للستشفاء بالقرآن ،وإِذا أحسن العليل التّداوي به وعالج به مرضهُ بصدقٍ وإِيمانٍ ،وقبولٍ تامٍ ،واعتقاد جازمٍ،
واستيفاء شروطه ،لم يُقاومه الداءُ أبداً .وكيف تُقاوم الدواء كلم ربّ الرض والسماء الذي لو نزل على الجبال
لصدعها ،أو على الرض لقطعها ،فما من مرضٍ من أمراض القلوب والبدان إِل وفي القرآن سبيل الدللة على
علجه ،وسببه ،والحمية منه لمن رزقه ال فهماً لكتابه .وال ع ّز وجلّ قد ذكر في القرآن أمراض القلوب والبدان،
ب القلوب والبدان.وط ّ
فأمّا أمراض القلوب فهي نوعان :مرض شبهةٍ وشكٍ ،ومرض شهوةٍ وغيّ ،وهو سبحانه يذكر أمراض القلوب مفصلةً
ك لَ َرحْمَ ًة وَذِكْرَى
علَ ْيكَ الْكِتَابَ يُ ْتلَى عَلَ ْيهِمْ ِإنّ فِي َذ ِل َ
ويذكر أسباب أمراضها وعلجها .قال تعالىَ{ :أ َولَمْ يَ ْك ِفهِمْ أَنّا أَنْ َزلْنَا َ
ِل َقوْمٍ ُيؤْمِنُونَ} [العنكبوت ،]51 :قال العلمة ابن القيّم رحمه ال" :فمن لمن يشفه القرآن فل شفاه ال ومن لم يكفه
فل كفاه ال".
وأما أمراض البدان فقد أرشد القرآن إلى أصول طبّها ومجامعه وقواعده ،وذلك أنّ قواعد طبّ البدان كلها في القرآن
العظيم وهي ثلثةٌ :حفظ الصحة ،والحمية عن المؤذي ،واستفراغ الموادّ الفاسدة المؤذية ،والستدلل بذلك على سائر
أفراد هذه النواع.
ولو أحسن العبد التداوي بالقرآن لرأى لذلك تأثيرًا عجيباً في الشفاء العاجل.
قال الِمام ابن القيّم رحمه ال تعالى" :لقد مرّ بي وقتٌ في مكة سقمت فيه ،ول أجد طبيباً ول دواءً فكنت أعالج نفسي
بالفاتحة ،فأرى لها تأثيرًا عجيباً ،آخذ شربه من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ،ثم
صرت أعتمد ذلك عند كثيرٍ من الوجاع فانتفع به غاية النتفاع ،فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثيرٌ منهم يبرأ
سريعاً".
وكذلك العلج بالرقى النبوية الثابتة من أنفع الدوية ،والدعاء إذا سلم من الموانع من أنفع السباب في دفع المكروه
وحصول المطلوب ،فهو من أنفع الدوية ،وخاصةً مع الِلحاح فيه ،وهو عدو البلء ،يدافعه ويعالجه ،ويمنع نزوله،
أو يخفّفه إذا نزل" ،الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد ال بالدعاء" "ل ير ّد القضاء إل الدعاء ول يزيد
في العمر إِل البرّ" ولكن هاهنا أمرٌ ينبغي التّفطّن له :وهو أنّ اليات ،والذكار ،والدعوات ،والتعوذات التي يُستشفى
بها ويُرقى بها هي في نفسها نافعةٌ شافيةٌ ،ولكن تستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلّف الشفاء كان لضعف
تأثير الفاعل ،أو لعدم قبول المنفعل ،أو لمانعٍ قويّ فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء ،فإِن العلج بالرّقى يكون بأمرين:
أم ٍر من جهة المريض ،وأمرٍ من جهة المعالج ،فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجّهه إلى ال
تعالى ،واعتقاده الجازم بأنّ القرآن شفاءٌ ورحم ٌة للمؤمنين ،والتّعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان ،فإِن
هذا نوعُ محاربةٍ ،والمحارب ل يتم له النتصار من عدوه إِل بأمرين:
أن يكون السلح صحيحاً في نفسه جيداً ،وأن يكون الساعد قوياًن فمتى تخلّف أحدهما لم يغن السلح كثير طائلٍ فكيف
إِذا عدم المران جميعاً :يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكّل والتّقوى والتّوجه ،ول سلح له.
المر الثاني من جهة المعالج بالقرآن والسنة أن يكون فيه هذان المران أيضاً ،ولهذا قال ابن التّين رحمه ال تعالى:
"الرّقى بالمعوّذات وغيرها من أسماء ال هو الطبّ الروحانيّ إذا كان على لسان البرار من الخلق حصل الشفاء بإِذن
ال تعالى".
وقد أجمع العلماء على جواز الرّقى عند اجتماع ثلثة شروط:
1-أن تكون بكلم ال تعالى أو بأسمائه وصفاته أو كلم رسوله صلى ال عليه وسلم.
ي أو بما يُعرف معناه من غيره. 2-أن تكون باللسان العرب ّ
3-أن يُعتقد أنّ الرقية ل تُؤثّر بذاتها بل بقدرة ال تعالى والرّقية إِنما هي سببٌ من السباب.
ولهذه الهمية البالغة اختصرت قسم الرّقى من كتابي "الذكر والدعاء والعلج بالرّقى من الكتاب والسّنّة" وزدت عليه
فوائد نافعة إِن شاء ال تعالى .وأسال ال عزّ وجلّ بأسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن يجعله خالص ًا لوجهه الكريم وأن
ي ذلك والقادر
ينفعني به ،وأن ينفع به من قرأه ،أو طبعه ،أو كان سبباً في نشره ،وجميع المسلمين إِنّه سبحانه ول ّ
عليه .وصلى ال وسلّم وبارك على نبيّنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإِحسان إِلى يوم الدين.
1-علج السحر
العلج اللهي للسّحر قسمان:
القسم الول :ما يُتّقى به السحر قبل وقوعه ومن ذلك:
1-القيام بجميع الواجبات ،وترك جميع المحرّمات ،والتوبة من جميع السيّئات.
2-الِكثار من قراءة القرآن الكريم بحيث يجعل له ورداً منه كل يومٍ.
3-التحصّن بالدّعوات والتعوّذات والذكار المشروعة ومن ذلك" :بسم ال الذي ل يضرّ مع اسمه شيءٌ في الرض
ول في السماء وهو السميع العليم" ثلث مراتٍ في الصباح والمساء [الترمذي وأبو داود وابن ماجه وانظر صحيح
ابن ماجه ،]2/332وقراءة آية الكرسيّ دبر كلّ صلةٍ وعند النوم ،وفي الصباح والمساء [انظر الحاكم وصححه
ووافقه الذهبي ،]1/562وقراءة "قل هو ال أحدٌ" والمعوّذتين ثلث مراتٍ في الصباح والمساء وعند النوم وقول
"ل إِله إِل ال وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديرٌ مائة مرةٍ كل يوم [البخاري ،4/95
ومسلم ،]4/2071والمحافظة على أذكار الصباح والمساء ،والذكار أدبار الصلوات ،وأذكار النوم ،والستيقاظ منه،
وأذكار دخول المنزل والخروج منه ،وأذكار الرّكوب ،وأذكار دخول المسجد والخروج منه ،ودعاء دخول الخلء
والخروج منه ،ودعاء من رأى مُبتلىً ،وغير ذلك وقد ذكرت كثيراً من ذلك في حصن المسلم على حسب الحوال،
ك أنّ المحافظة على ذلك من السباب التي تمنع الِصابة بالسّحر ،والعين، والمناسبات ،والماكن والوقات ،ول ش ّ
والجانّ بإذن ال تعالى وهي أيض ًا من أعظم العلجات بعد الصابة بهذه الفات وغيرها[ .انظر :زاد المعاد .]4/126
4-أكل سبع تمراتٍ على الرّيق صباحاً إِذا أمكن ،لقوله عليه الصلة والسلم" :من اصطبح بسبع تمرات عجوةً لم
يضُرّهُ ذلك اليوم سُمّ ول سحرٌ" [البخاري مع الفتح ،10/247ومسلم ،]3/1618والكمل أن يكون من تمر المدينة
ممّا بين الحرّتين كما في رواية مسلم ،ويرى سماحة شيخنا العلّمة عبد العزيز بن عبد ال ابن با ٍز حفظه ال أنّ جميع
تمر المدينة توجد فيه هذه الصفة لقوله صلى ال عليه وسلم" :من أكل سبع تمرات ممّا بين لبتيها حين يصبح "...
الحديث[ .مسلم .]3/1618
كما يرى حفظه ال أنّ ذلك يُرجى لمن أكل سبع تمراتٍ من غير تمر المدينة مُطلقاً.
القسم الثاني :علج السحر بعد وقوعه وهو أنواعٌ:
النوع الول :استخراجه وإبطاله إذا عُلم مكانه بالطرق المباحة شرعاً وهذا من أبلغ ما يُعالج به المسحور[ .انظر :زاد
المعاد ،4/124والبخاري مع الفتح 10/123ومسلم .]4/1917
النوع الثاني :الرّقية الشرعية ومنها:
ب عليها ما يكفيه للغسل من الماء ويقرأ فيها: أ" -يدقّ سبع ورقاتٍ من سدر أخضر بين حجرين أو نحوهما ثمّ يص ّ
أعوذ بال من الشيطان الرجيم {الُّ ل ِإلَهَ إِل هُوَ ا ْلحَيّ ا ْلقَيّومُ ل َت ْأخُذُهُ سِنَ ٌة وَل َنوْمٌ َلهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الَ ْرضِ
سعَ كُ ْرسِيّهُ
علْمِهِ إِل بِمَا شَا َء وَ ِ
ن ِ
يءٍ ِم ْش ْ
خ ْل َفهُمْ وَل ُيحِيطُونَ بِ َ
ش َف ُع عِنْدَهُ إِل ِبإِذْنِهِ َي ْعلَمُ مَا بَ ْينَ أَيْدِيهِ ْم وَمَا َ
َمنْ ذَا الّذِي يَ ْ
ظهُمَا َوهُوَالْ َعلِيّ الْ َعظِيمُ}[ .البقرة]255 : حفْ ُ ض وَل يَئُو ُد ُه ِ ت وَالَ ْر َ السّمَاوَا ِ
سحَرَةُ قَالَ َلهُمْ مُوسَى َأ ْلقُوا مَا أَنْ ُتمْ ُم ْلقُونَ * َفلَمّا َأ ْل َقوْا قَالَ مُوسَى علِيمٍ * َفلَمّا جَاءَ ال ّ
ع ْونُ ائْتُونِي بِ ُكلّ سَاحِ ٍر َ
{وَقَالَ فِ ْر َ
حقّ بِ َكلِمَاتِ ِه َو َلوْ كَرِهَ الْ ُمجْ ِرمُونَ} حقّ الُّ ا ْل َسدِينَ * وَ ُي ِ
ح عَ َملَ الْ ُمفْ ِ
صلِ ُ
طلُهُ ِإنّ الَّ ل يُ ْ
سحْرُ ِإنّ الَّ سَيُ ْب ِ
مَا جِئْ ُتمْ بِهِ ال ّ
[يونس.]82-79 :
" 7-أعوذ بكلمات ال التامات التي ل يُجاوزُهنّ برّ ول فاجرٌ من شرّ ما خلق ،وبرأ وذرأ ،ومن شرّ ما ينزل من
السماء ،ومن شرّ ما يعرج فيها ،ومن شرّ ما ذرأ في الرض ،ومن شرّ ما يخرجُ منها ،ومن شرّ فتن الليل والنهار،
ومن شرّ كلّ طارقٍ إِل طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمن"[ .مسند أحمد 3/119بإسناد صحيح ،وابن السني برقم ،637
وانظر مجمع الزوائد .]10/127
" 8-اللهم ربّ السماوات السّبعِ وربّ العرش العظيم ،ربّنا وربّ كلّ شيءٍ ،فالق الحبّ والنّوى ،ومُنزل التوراة
والقرآن ،أعوذ بك من شرّ كل شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته ،أنت الوّل فليس قبلك شيءٌ ،وأنت الخر فليس بعدك شيءٌ،
وأنت الظاهر فليس فوقك شيءٌ ،وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ [ ."...مسلم .]4/2084
س أو عين حاسدة ال يشفيك بسم ال أرقيك"[ .مسلم عن أبي " 9-بسم ال أرقيك من كل شيءٍ يُؤذيك ومن شرّ كلّ نف ٍ
سعيد رضي ال عنه .]4/1718
" 10-بسم ال يُبريك ومن ُكلّ داءٍ يشفيك ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد ومن شرّ كلّ ذي عينٍ"[ .مسلم عن عائشة رضي
ال عنها .]4/1718
" 11-بسم ال أرقيك من كلّ شيءٍ يؤذيك من حسد حاسدٍ ومن ك ّل ذي عينٍ ال يشفيك"[ .سنن ابن ماجه عن عبادة
بن الصامت رضي ال عنه ،وانظر صحيح ابن ماجه .]2/268
س الجان ،وجميع المراض ،فإِنها رُقىً جامعةٌ وهذه التعوذات ،والدّعوات ،والرّقى يعالج بها من السحر ،والعين ،وم ّ
نافعةٌ بإِذن ال تعالى[ .انظر :زاد المعاد 4/125وهناك أنواع من علج السحر بعد وقوعه لبأس بها إذا جربت
ونفعت .انظر :مصنف ابن أبي شيبة 7/387وفتح الباري ،334-10/233ومصنف عبد الرزاق ،11/13والصارم
البتار ص ،200-194والسحر حقيقته وحكمه للدكتور مسفر الدميني ص .]66-64
النوع الثالث :الستفراغ بالحجامة في المحلّ أو العضو الذي ظهر أثر السّحر عليه إِن أمكن ذلك وإِن لم يمكن كفى ما
سبق ذكره من العلج بحمد ال تعالى.
النوع الرابع :الدوية الطبيعية ،فهناك أدويةٌ طبيعيةٌ نافعةٌ د ّل عليها القرآن الكريم والسّنة المطهرة إذا أخذها الِنسان
بيقينٍ وصدقٍ وتوجهٍ مع العتقاد أن النفع من عند ال نفع ال بها إِن شاء ال تعالى ،كما إِن هناك أدويةٌ مركب ٌة من
أعشاب ونحوها ،وهي مبينةٌ على التجربة فل مانع من الستفادة منها شرعاً ما لم تكن حراماً"[ .انظر :فتح الحق
المبين في علج الصرع والسحر والعين ص .]139ومن العلجات الطبيعية النافعة بإذن ال تعالى :العسل [انظر :ص
،142وفتح الحق المبين ص ،]140والحبة السوداء [انظر :ص ،141وفتح الحق المبين ص ،]141وماء زمزم
[انظر :ص ،143وفتح الحق المبين ص ،]144وماء السماء ،لقوله تعالى{ :ونزلنا من السماء ماءً مُباركاً} [ق:
،]9وزيت الزيتون ،لقوله صلى ال عليه وسلم " :كُلوا الزيت وادهنوا به فإِنه من شجرةٍ مباركةٍ" ،وقد ثبت من
واقع التجربة والستعمال ،والقراءة أنه أفضل زيتٍ [انظر :فتح الحق المبين في علج الصرع والسحر والعين ص
،]142ومن الدوية الطبيعية :الغتسال والتنظف والتطيّب[ .انظر :المرجع السابق ص .]145
2-علج العين
علج الصابة بالعين أقسام:
القسم الول :قبل الصابة وهو أنواع:
1-التحصّن وتحصين من يُخاف عليه بالذكار ،والدّعوات ،والتعوّذات المشروعة كما في القسم الول من علج
السحر[ .انظر :ص 85من هذا الكتاب].
2-يدعو من يخشى أو يخاف الِصابة بعينه -إِذا رأى من نفسه أو ماله أو ولده أو أخيه أو غير ذلك مما يُعجبه -
بالبركة "ما شاء ال ل قوة إِل بال اللهم بارك عليه" لقوله صلى ال عليه وسلم" :إِذا رأى أحدكم من أخيه ما يُعجبه
فليدع له بالبركة"[ .موطأ مالك 938وابن ماجه 2/1160وأحمد ،4/447وانظر :صحيح ابن ماجه .2/265وانظر:
زاد المعاد .]4/170
3-ستر محاسن من يُخاف عليه العين[ .انظر :شرح السنة للبغوي 13/116وزاد المعاد .]4/173
21-أن ل يطلب العبد الشكر على المعروف الذي بذله وأحسن به إِل من ال ويعلم أنّ هذا معاملة منه مع ال فل يُبال
بشكر من أنعم عليه {إِنّمَا ُنطْعِ ُمكُ ْم ِل َوجْهِ الِّ ل ُنرِيدُ ِمنْكُ ْم جَزَاءً وَل شُكُورًا} [النسان .]9 :ويتأكد هذا في معاملة الهل
والولد.
22-جعل المور النافعة نصب العينين والعمل على تحقيقها وعدم اللتفات إِلى المور الضارّة فل يشغل بها ذهنه ول
فكره.
23-حسم العمال في الحال والتّفرّغ في المستقبل حتى يأتي للعمال المستقبلة بقوة تفكير وعمل.
24-يتخيّر من العمال النافعة والعلوم النافعة الهم فالهم وخاصةً ما تشتد الرغبة فيه ويستعين على ذلك بال ثم
بالمشاورة فإِذا تحقّقت المصلحة وعز توكّل على ال.
25-التحدّث بنعم ال الظاهرة والباطنة ،ف ِإنّ معرفتها والتحدّث بها يدفع ال به الهمّ والغمّ ويحثّ العبد على الشّكر.
26-معاملةُ الزوجة والقريب والمعامل وكلّ من بينك وبينه علقةٌ إذا وجدت به عيباً بمعرفة ماله من المحاسن
ومقارنة ذلك ،فبملحظة ذلك تدوم الصحبة وينشرح الصدر "ل يفرك مؤمنٌ مؤمنةً إن كره منها خُلقاً رضي منها
آخر"[ .مسلم.]2/1091 :
27-الدعاء بصلح المور كلها وأعظم ذلك "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ،ودنياي التي فيها معاشي،
وآخرتي التي إليها معادي ،واجعل الحياة زيادةً لي في كلّ خيرٍ ،والموت راح ًة لي من كلّ شرّ" ،وكذلك "اللهم رحمتك
أرجو فل تكلني إلى نفسي طرفة عينٍ وأصلح لي شأني كله ل إِله إِل أنت"[ .أبو داود ،4/324وأحمد .]5/42
ن الجهاد في سبيل ال بابٌ من أبواب 28-الجهاد في سبيل ال لقوله عليه الصلة والسلم" :جاهدوا في سبيل ال ،ف ِإ ّ
الجنة يُنجّي ال به من الهمّ والغمّ"[ .أحمد ،330 ،326 ،319 ،316 ،5/314والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
.]2/75
وهذه السباب والوسائل علجٌ مفيدٌ للمراض النّفسية ومن أعظم العلج للقلق النّفسيّ لمن تدبّرها وعمل بها بصدقٍ
وإِخلصٍ ،وقد عالج بها بعض العلماء كثيرًا من الحالت والمراض النفسية فنفع ال بها نفع ًا عظيماً[ .انظر مقدمة
الوسائل المفيدة الطبعة الخامسة ص ]6
5-علج القُرحة والجُرح
كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا اشتكى النسان أو كانت به قُرحةٌ أو جرحٌ قال بأصبعه هكذا ووضع سفيان
سبّابته بالرض ثم رفعها وقال "بسم ال تُربةُ أرضنا بريقهِ بعضنا يُشفى سقيمنا بإِذن ربّنا"[ .البخاري مع الفتح
،10/206ومسلم 4/1724برقم .]2194
ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبع السّبّابة ثم يضعها على التّراب فيعلق بها منه شيءٌ فيمسح به على
الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلم في حال المسح[ .انظر :شرح النووي على صحيح مسلم 14/184وفتح
الباري 10/208وانظر شرحاً وافياً للحديث في زاد المعاد .]187-4/186
6-علج المصيبة
علَى الِّ يَسِي ٌر * لِ َكيْل
{ 1-مَا َأصَابَ ِمنْ مُصِي َبةٍ فِي ا َل ْرضِ وَل فِي أَ ْنفُسِكُمْ إِل فِي ِكتَابٍ ِمنْ قَ ْبلِ َأنْ نَ ْبرََأهَا ِإنّ َذ ِلكَ َ
علَى مَا فَا َتكُ ْم وَل َتفْ َرحُوا بِمَا آتَاكُ ْم وَالُّ ل ُيحِبّ ُكلّ ُمخْتَالٍ َفخُورٍ} [الحديد .]23-22 سوْا ََت ْأ َ
ي ٍء عَلِيمٌ} [التغابن.]11 : لّ َو َمنْ ُيؤْ ِمنْ بِالِّ َيهْدِ َقلْبَ ُه وَالُّ ِب ُكلّ شَ ْ
{ 2-مَا َأصَابَ ِمنْ مُصِي َبةٍ إِل ِبإِ ْذنِ ا ِ
" 3-ما من عبدٍ تُصيبه مصيبة فيقول :إِنا ل وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إل
أجره ال في مصيبته وأخلف له خيراً منها"[ .مسلم .]2/633
" 4-إذا مات ولد العبد قال ال لملئكته :قبضتم ولد عبدي؟ فيقول نعم ،فيقول :قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقول:حمدك
واسترجع ،فيقول ال :ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد"[ .الترمذي ،وانظر :صحيح الترمذي .]1/298
" 5-يقول ال تعالى :ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إِذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم اتسبه إل الجنة"[ .البخاري مع
الفتح .]11/242
6-وقال عليه الصلة والسلم لرجلٍ مات ابنه" :أل تحب أن ل تأتي باباً من أبواب الجنة إل وجدته ينتظرك"[ .أحمد
والنسائي وسنده على شرط الصحيح وصححه الحاكم وابن حبان وانظر فتح الباري .]11/234
" 7-يقول ال ع ّز وجلّ إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر [واحتسب] عوضته منهما الجنة" يريد عينيه[ .البخاري مع
الفتح 10/116وما بين المعكوفين من سنن الترمذي انظر صحيح الترمذي .]2/286
" 8-ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إل حط ال به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"[ .البخاري مع الفتح
10/120ومسلم .]4/1991
" 9-ما من مسلم يشاك شوكةً فما فوقها إل كتبت له بها درجةٌ ومحيت عنه بها خطيئةٌ"[ .مسلم .]4/1991
ب وَاصِبٌ} [الصافات ]9 :أي " 10-ما يصيب المؤمن من وصبٍ [الوصب :الوجع اللزم ومنه قوله تعالىَ { :و َلهُ ْم عَذَا ٌ
لزم ثابت .انظر شرح النووي ]16/130ول نصبٍ [النصب :التعب] ول سقمٍ ول حزنٍ حتى الهمّ يهمه [قيل بفتح الياء
وضم الهاء "يهمه" وقيل "يهمه" بضم الياء وفتح الهاء ،أي :يغمه وكلهما صحيح ،انظر شرح النووي .]16/130
إل ُكفّر به من سيئاته"[ .مسلم .]4/1993
ن عظم الجزاء مع عظم البلء ،وإنّ ال إذا أحب قوماً ابتلهم ،فمن رضي فله الرضا ،ومن سخط فله السخط". " 11-إ ّ
[الترمذي وابن ماجه وانظر صحيح الترمذي .]2/286
..." 12-فما يبرح البلء بالعبد حتى يتركه يمشي على الرض وما عليه خطيئةٌ"[ .الترمذي وابن ماجه وانظر
صحيح الترمذي .]2/286
7-علج الهم والحزن
ي حكمك ،عدلٌ فيّ 1-ما أصاب عبدًا همٌ ول حزنٌ فقال" :للهمّ إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ،ماضٍ ف ّ
قضاؤك أسألك بكلّ اس ٍم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ،أو علّمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم
الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ،ونور صدري وجلء حزني وذهاب همي ،إل أذهب ال حزنه وهمه وأبدله
مكانه فرحاً"[ .أحمد .]1/391
" 2-اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ،والعجز والكسل والبخل والجبن ،وضلع الدين وغلبة الرجال"[ .البخاري
7/158كان الرسول صلى ال عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء ،انظر البخاري مع الفتح .]11/173
8-علج الكرب
" 1-ل إله إل ال العظيم الحليم ،ل إله إل ال ربّ العرش العظيم ،ل إله إل ال ربّ السماوات وربّ الرض وربّ
العرش الكريم"[ .البخاري 4/154ومسلم .]4/2092
" 2-اللهم رحمتك أرجو ل تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله "ل إله إل أنت"[ .أبو داود 324وأحمد
.]5/42
" 3-ل إله إل أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"[ .الترمذي 5/529والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/505وانظر
صحيح الترمذي .]3/168
" 4-ال ال ربي ل أُشرك به شيئاً"[ .أخرجه أبو داود 2/87وانظر صحيح ابن ماجه 2/335وانظر صحيح الترمذي
.]4/196
9-علج المريض لنفسه
"ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل :بسم ال ،ثلثاً ،وقل سبع مراتٍ :أعوذ بال وقدرته من شرّ ما أجد
وأحاذر"[ .مسلم .]4/1728
10-علج المريض في عيادته
"ما من عبدٍ مسلمٍ يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبع مرات :أسأل ال العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك إل
عُوفي"[ .أخرجه الترمذي وأبو داود وانظر صحيح الترمذي 2/210وصحيح الجامع .]5/180
11-علج القلق والفزع في النوم
"أعوذ بكلمات ال التامات من غضبه وعقابه ،وشر عباده ،ومن همزات الشياطين وأن يحضرون"[ .أبو داود 4/12
وانظر صحيح الترمذي .]3/171
12-علج الحمى
قال عليه الصلة والسلم "الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء"[ .البخاري مع الفتح 10/174ومسلم .]4/1733
13-علج اللسعة واللدغة
1-تُقرأ فاتحة الكتاب مع جمع البزاق تفله على اللسعة[ .البخاري مع الفتح .]10/208
2-يُمسح عليها بماءٍ وملح مع قراءة :قل يا أيها الكافرون ،والمعوذتين[ .الطبراني في المعجم الصغير ،2/830
وانظر مجمع الزوائج 5/111وحسن إسناده].
14-علج الغضب
علج الغضب يكون بطرقتين:
الطريق الول :الوقاية
وتحصل باجتناب أسباب الغضب ومن هذه السباب الكبر ،والِعجاب بالنفس ،والفتخار ،والحرص المذموم ،والمزاح
في غير مناسبةٍ ،والهزل وما شابه ذلك.
الطريق الثاني :العلج إذا وقع الغضب
وينحصر في أربعة أنواعٍ:
1-الستعاذة بال من الشيطان الرجيم.
2-الوضوء.
3-تغيير الحالة التي عليها الغضبان :بالجلوس أو الضطجاع ،أو الخروج ،أو الِمساك عن الكلم ،أو غير ذلك.
4-استحضار ما ورد في كظم الغيظ من الثواب وما ورد في عاقبة الغضب من الخذلن.
15-العلج بالحبة السوداء
قال عليه الصلة والسلم" :إنّ في الحبة السوداء شفاءً من كل داءٍ إل السّام" قال ابن شهاب :السّام :الموت ،والحبة
السوداء" :الشونيز"[ .البخاري مع الفتح ،10/134ومسلم .]1735والحبة السوداء كثيرة المنافع جداً .وقوله:
"شفاءً من كل داءٍ" مثل قوله تعالى{ :تدمر كل شيء بأمر ربها} [الحقاف ،]25 :أي كل شيءٍ يقبل التدمير ونظائره.
16-العلج بالعسل
ك ليَ ًة ِلقَوْمٍ
شفَاءٌ لِلنّاسِ ِإنّ فِي َذ ِل َ
1-قال ال ع ّز وجلّ في ذكر النحلَ { :يخْرُجُ ِمنْ ُبطُو ِنهَا شَرَابٌ ُمخْ َتلِفٌ َأ ْلوَانُهُ فِيهِ ِ
َي َتفَكّرُونَ} [النحل.]69 :
2-وقال عليه الصلة والسلم" :الشفاء في ثلث :في شرطة محجمٍ ،أو شربة عسلٍ ،أو كيّةٍ بنار ،وأنا أنهى أمتي عن
الكيّ".
17-العلج بماء زمزم
1-قال عليه الصلة والسلم في ماء زمزم" :إنها مباركةٌ إنها طعام طعمٍ [وشفاء سُقمٍ]" [مسلم 4/1922وما بين
المعكوفين عند البزار والبيهقي والطبراني وإسناده صحيح ،انظر :مجمع الزوائد .]3/286
2-وحديث جابرٍ يرفعه" :ماء زمزم لما شُرب له" [أخرجه ابن ماجه وغيره ،وانظر :صحيح ابن ماجه ،2/183
وإرواء الغليل .]4/320
3-و "كان يحمل ماء زمزم [في الداوي] والقرب ،فكان يصبّ على المرضى ويسقيهم" [الترمذي والبيهقي ،5/205
وانظر صحيح الترمذي .]1/284قال ابن القيّم رحمه ال تعالى :وقد جربت أنا وغيري من الستشفاء بماء زمزم
أموراً عجيب ًة واستشفيت به من عدة أمراضٍ فبرأت [وغير أهل الحجاز يقولون" :فبرئتُ" .انظر :النهاية في غريب
الحديث .]1/111بإذن ال [زاد المعاد 4/393و .]178
18-علج أمراض القلوب
القلوب ثلثةٌ:
1-قلبٌ سليمٌ :وهو الذي ل ينجو يوم القيامة إل من أتى ال به ،قال تعالىَ { :يوْمَ ل يَ ْن َفعُ مَالٌ وَل بَنُونَ * إِل َمنْ أَتَى
سلِيمٍ} [الشعراء.]89-88 : الَّ ِب َقلْبٍ َ
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوةٍ تُخالف أمر ال ونهيه ،ومن كلّ شبهةٍ تعارض خبره ،فسلم من عبودية
ما سواه ،وسلم من تحكيم غير رسوله صلى ال عليه وسلم .الذي سلم من أن يكون لغير ال فيه شركٌ بوجهٍ ما ،بل قد
خلصت عبوديته ل :إِرادةً ،ومحبةً ،وتوكلً ،وإِنابةً ،وإِخباتاً ،وخشيةً ،ورجاءً ،وخلص عمله ل ،فإِن أحبّ أحبّ ل،
وإن أبغض أبغض في ال ،وإن أعطى أعطى ل ،وإن منع منع ل ،فهمه كله ل ،وحُبّه كله ل ،وقصده له ،وبدنه له،
وأعماله له ،ونومه له ،ويقظته له ،وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كلّ حديث ،وأفكاره تحوم على مراضيه،
ومحابه[ .انظر :إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لبن القيم رحمه ال 1/7و .]73نسأل ال تعالى هذا القلب.
2-القلب الميت :وهو ضدّ الول وهو الذي ل يعرف ربه ول يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه ،بل هو واقفٌ مع شهواته
ولذاته ،ولو كان فيها سخط ربّه وغضبه ،فهو متعبدٌ لغير ال :حباً ،وخوفاً ،ورجاءً ،ورض ًا وسخطاً ،وتعظيماً ،وذُلً،
إن أبغض أبغض على لهواه ،وإن أحب أحب لهواه ،وإن أعطى أعطى لهواه ،وإن منع منع لهواه ،فالهوى إمامه،
والشهوة قائده ،والجهل سائقه ،والغفلة مركبه[ .انظر :المرجع السابق .]1/9نعوذ بال من هذا القلب.
3-القلب المريض :هو قلبٌ له حياةٌ وبه علةٌ ،فله مادتان تمده هذه مرةً وهذه أخرى ،وهو لما غلب عليه منهما .ففيه
من محبة ال تعالى واليمان به ،والِخلص له ،والتوكل عليه :ما هو مادة حياته ،وفيه من محبة الشهوات والحرص
ح والبخل ب العلوّ ،والفساد في الرض بالرياسة ،والنفاق ،والرياء ،والش ّ على تحصيلها ،والحسد والكبر ،والعجب ،وح ّ
ما هو مادة هلكه وعطبه[ .انظر :إغاثة اللفهان .]1/9 :نعوذ بال من هذا القلب.
وعلج القلب من جميع أمراضه قد تضمّنه القرآن الكريم.
شفَا ٌء لِمَا فِي الصّدُو ِر َوهُدًى وَ َرحْمَ ٌة ِللْ ُمؤْ ِمنِينَ} [يونس: عظَةٌ ِمنْ رَبّ ُك ْم وَ ِ قال تعالى{ :يَا َأ ّيهَا النّاسُ َق ْد جَاءَتْكُمْ َموْ ِ
ن وَل يَزِي ُد الظّالِمِينَ إِل خَسَارًا} [السراء.]82 : شفَاءٌ وَ َرحْ َم ٌة ِللْ ُمؤْمِنِي َ{ ،]57وَنُنَ ّزلُ ِمنْ ا ْلقُرْآنِ مَا ُهوَ ِ
وأمراض القلوب نوعان:
نوع ل يتألم به صاحبه في الحال وهو مرض الجهل ،والشبهات والشكوك ،وهذا أعظم النوعين ألم ًا ولكن لفساد القلب
ل يُحسّ به.
ونوعٌ :مرضٌ مؤل ٌم في الحال :كالهمّ ،والغمّ ،والحزن ،والغيظ ،وهذا المرض قد يزول بأدويةٍ طبيعيةٍ بإِزالة أسبابه
وغير ذلك[ .انظر :إغاثة اللفهان .]1/44
وعلج القلب يكون بأمورٍ أربعةٍ:
المر الول :بالقرآن لكريم ،فإنه شفاءٌ لما في الصدور من الشك ،ويزيل ما فيها من الشرك ودنس الكفر ،وأمراض
ق وعمل به ،ورحمةٌ لما يحصل به للمؤمنين من الثواب العاجل ى لمن علم بالح ّ الشبهات ،والشهوات ،وهو هد ً
ت لَيْسَ ِبخَارِجٍ مِ ْنهَا}.
ظلُمَا ِ
والجلَ{ :أوَ َمنْ كَانَ مَيْتًا َف َأحْيَيْنَا ُه َوجَ َعلْنَا لَهُ نُورًا َيمْشِي ِبهِ فِي النّاسِ كَ َمنْ مَ َثُلهُ فِي ال ّ
[النعام.]122 :
المر الثاني :القلب يحتاج إلى ثلثة أمورٍ:
(أ) ما يحفظ عليه قوته وذلك يكون باليمان والعمل الصالح وعمل أوراد الطاعات.
(ب) الحمية عن المضار وذلك باجتناب جميع المعاصي وأنواع المخالفات.
(ج) الستفراغ من كلّ مادةٍ مؤذيةٍ وذلك بالتوبة والستغفار.
المر الثالث :علج مرض القلب من استيلء النفس عليه :له علجان :محاسبتها ومخالفتها والمحاسبة نوعان:
أ -نوع قبل العمل وله أربع مقاماتٍ:
1-هل هذا العمل مقدورٌ له؟
2-هل هذا العمل فعله خيرٌ له من تركه؟
3-هل هذا العمل يُقصد به وجه ال؟
4-هل هذا العمل معانٌ عليه وله أعوانٌ يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل يحتاج إلى أعوانٍ؟ فإذا كان الجواب
موجوداً أقدم وإل ل يُقدم عليه أبداً.
1-محاسبة نفسه عل طاعةٍ قصّرت فيها من حقال تعالى فلم توقعه على الوجه المطلوب ،ومن حقوق ال تعالى:
الخلص ،والنصحية ،والمتابعة ،وشهود مشهد الحسان ،وشهود منّة ال عليه فيه ،وشهود التقصير بعد ذلك كله.
وجماع ذلك أن يُحاسب نفسه أولً على الفرائض ،ثم يُكمّلها إن كانت ناقصةً ،ثم يحاسبها على المناهي ،فإن عرف أنه
ارتكب شيئاً منها تداركه بالتوبة والستغفار ،ثم على ما عملت به جوارحه ،ثم على الغفلة[ .انظر إغاثة اللهفان
.]1/136
الشيطان عدو النسان والفكاك منه هو بما شرع ال من الستعاذة وقد جمع النبي صلى ال عليه وسلم بين الستعاذة
من شر النفس وشر الشيطان ،قال عليه الصلة والسلم لبي بكرٍ" :قل اللهم فاطر السماوات والرض ،عالم الغيب
والشهادة ،ربّ كل شيءٍ ومليكه ،أشهد أن ل إله إل أنت ،أعوذ بك من شر نفسي ،ومن شرّ الشيطان وشركه ،وأن
اقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم .قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك"[ .الترمذي وأبو داود،
وانظر :صحيح الترمذي .]3/142
والستعاذة ،والتوكل ،والِخلص ،يمنع سلطان الشيطان[ .انظر :إغاثة اللهفان .]162-1/145
وصلى ال وسلم على عبده ورسوله محم ٍد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.