You are on page 1of 6

‫النوع الخامس‪ :‬الناسخ والمنسوخ‬

‫أ‪ -‬تعريف الناسخ‬


‫ب‪ -‬شروط النسخ‬
‫جـ‪ -‬حكمة وقوع النسخ‬
‫د‪ -‬أقسام النسخ في القرآن الكريم‬
‫معاً ‪-1‬‬ ‫نسخ التلوة والحكم‬
‫نسخ التلوة مع بقاء الحكم ‪-2‬‬
‫نسخ الحكم وبقاء التلوة ‪-3‬‬
‫أمثلة‬
‫هـ ‪ -‬النسخ إلى بدل وإلى غير بدل‬
‫و‪ -‬أنواع النسخ‬
‫النوع الول‪ :‬نسخ القرآن بالقرآن‬
‫النوع الثاني‪ :‬نسخ القرآن بالسنة‬

‫أ‪ -‬تعريف النسخ‬


‫لغة‪ :‬الزالة‪ .‬يقال‪ :‬نسخت الشمس الظّل‪ ،‬أي أزالته‪ .‬ويأتي بمعنى ‪-1‬‬
‫ن آ َيةٍ}‬
‫التبديل والتحويل‪ ،‬يشهد له قوله تعالى‪َ { :‬وإِذَا بَ ّدلْنَا آيَةً َمكَا َ‬
‫‪[[.‬النحل‪101 :‬‬
‫اصطلحاً‪ :‬رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر‪ .‬فالحكم ‪-2‬‬
‫المرفوع يسمى‪ :‬المنسوخ‪ ،‬والدليل الرافع يسمى‪ :‬الناسخ‪ ،‬ويسمى‬
‫‪.‬الرفع‪ :‬النسخ‬
‫فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان مقرراً‬
‫‪.‬سابقاً‪ ،‬وتقتضي ناسخاً‪ ،‬وهو الدليل اللحق‬

‫‪.‬ب‪ -‬شروط النسخ‬


‫‪.‬أن يكون الحكم المنسوخ شرعياً ‪-1‬‬
‫أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم دليلً شرعياً متراخياً عن الخطاب ‪-2‬‬
‫‪.‬المنسوخ حكمه‬
‫‪:‬أل يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى ‪-3‬‬
‫لّ ِبأَمْرِهِ} [البقرة‪ ]109:‬فالعفو والصفح{‬
‫حتّى َي ْأ ِتيَ ا ُ‬
‫فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا َ‬
‫‪.‬مقيد بمجيء أمر ال‬

‫‪:‬جـ‪ -‬حكمه وقوع النسخ‬


‫يحتل النسخ مكانة هامة في تاريخ الديان‪ ،‬حيث أن النسخ هو ‪-1‬‬
‫السبيل لنقل النسان إلى الحالة الكمل عبر ما يعرف بالتدرج في‬
‫التشريع‪ ،‬وقد كان الخاتم لكل الشرائع السابقة والمتمم له ما جاء به‬
‫سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم وبهذا التشريع بلغت النسانية الغاية‬
‫‪.‬في كمال التشريع‬
‫وتفصيل هذا‪ :‬أن النوع النساني تقلب كما يتقلب الطفل في أدوار‬
‫مختلفة‪ ،‬ولكل دور من هذه الدوار حال تناسبه غير الحال التي تناسب‬
‫دوراً غيره‪ ،‬فالبشر أول عهدهم بالوجود كانوا كالوليد أول عهده‬
‫بالوجود سذاجة‪ ،‬وبساطة‪ ،‬وضعفاً‪ ،‬وجهالة‪ ،‬ثم اخذوا يتحولون من هذا‬
‫العهد رويداً رويداً‪ ،‬ومروا في هذا التحول أو مرت عليهم أعراض‬
‫متبانية‪ ،‬من ضآلة العقل‪ ،‬وعماية الجهل‪ ،‬وطيش الشباب‪ ،‬وغشم القوة‬
‫على التفاوت في هذا بينهم‪ ،‬اقتضى وجود شرائع مختلفة لهم تبعاً لهذا‬
‫‪.‬التفاوت‬
‫حتى إذا بلغ العالم أوان نضجه واستوائه‪ ،‬وربطت مدنيته بين أقطاره‬
‫وشعوبه‪ ،‬جاء هذا الدين الحنيف ختاماً للديان ومتمماً للشرائع‪ ،‬وجامعاً‬
‫ق بين‬‫لعناصر الحيوية ومصالح النسانية و مرونة القواعد‪ ،‬جمعاً وفّ َ‬
‫مطالب الروح والجسد‪ ،‬وآخى بين العلم والدين‪ ،‬ونظم علقة النسان‬
‫بال وبالعالم كله من أفراد‪ ،‬وأسر‪ ،‬وجماعات‪ ،‬وأمم‪ ،‬وشعوب‪،‬‬
‫وحيوان‪ ،‬ونبات‪ ،‬وجماد‪ ،‬مما جعله بحق ديناً عاماً إلى أن يرث ال‬
‫‪.‬الرض ومن عليها‬
‫ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير‪ :‬مثاله‪ :‬إن ال تعالى أمر بثبات ‪-2‬‬
‫الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى‪ِ{ :‬إنْ يَ ُكنْ ِمنْ ُكمْ عِشْرُو َ‬
‫ن‬
‫صَابِرُونَ يَ ْغلِبُوا مِا َئتَ ْينِ} [ النفال‪ ]65:‬ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى‬
‫ن َيكُنْ ِم ْنكُمْ مِا َئةٌ صَابِرَةٌ‬
‫ضعْفًا َفإِ ْ‬
‫عِلمَ َأنّ فِيكُمْ َ‬
‫لّ عَن ُكمْ َو َ‬
‫‪{:‬النَ خَفّفَ ا ُ‬
‫َيغْ ِلبُوا مِائَ َت ْينِ{ [النفال‪ ]66:‬فهذا المثال يدل دللة واضحة على‬
‫‪.‬التخفيف والتسير ورفع المشقة‪ ،‬حتى يتذكر المسلم نعمة ال عليه‬
‫‪.‬مراعات مصالح العباد ‪-3‬‬
‫‪.‬ابتلء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس ‪-4‬‬

‫د‪ -‬أقسام النسخ في القرآن الكريم‬

‫‪.‬نسخ التلوة والحكم معاً ‪-1‬‬


‫رُوي عن السيدة عائشة رضي ال عنها أنها قالت‪ :‬كان فيما نزل من‬
‫القرآن‪":‬عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات‬
‫معلومات‪ ،‬فتوفي رسول ال صلى ال عليه وسلم وهي مما يقرأ من‬
‫القرآن"‪ .‬ول يجوز قراءة منسوخ التلوة والحكم في الصلة ول العمل‬
‫به‪ ،‬لنه قد نسخ بالكلية‪ .‬إل أن الخمس رضعات منسوخ التلوة باقي‬
‫‪.‬الحكم عند الشافعية‬

‫‪.‬نسخ التلوة مع بقاء الحكم ‪-2‬‬


‫يُعمل بهذا القسم إذا تلقته المة بالقبول‪ ،‬لما روي أنه كان في سورة‬
‫النور‪" :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالً من ال وال عزيز‬
‫حكيم "‪ ،‬ولهذا قال عمر‪ :‬لول أن يقول الناس زاد عمر في كتاب ال‬
‫‪.‬لكتبتها بيدي‬
‫وهذان القسمان‪ -1( :‬نسخ الحكم والتلوة) و (‪ -2‬نسخ التلوة مع بقاء‬
‫الحكم) قليل في القرآن الكريم‪ ،‬ونادر أن يوجد فيه مثل هذان القسمان‪،‬‬
‫لن ال سبحانه أنزل كتابه المجيد ليتعبد الناس بتلوته‪ ،‬وبتطبيق‬
‫‪.‬أحكامه‬
‫‪.‬نسخ الحكم وبقاء التلوة ‪-3‬‬
‫‪.‬فهذا القسم كثير في القرآن الكريم‪ ،‬وهو في ثلث وستين سورة‬

‫‪:‬مثاله‬
‫‪:‬قيام الليل ‪-1‬‬
‫المنسوخ‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬يَا َأيّهَا ا ْلمُ ّزمّلُ * ُقمْ الّليْلَ إِل َقلِيل * نِصْ َفهُ أَوْ‬
‫‪[.‬ا ْن ُقصْ ِم ْنهُ َقلِيل{[المزمل‪3 -1 :‬‬
‫ك َيعْ َلمُ َأ ّنكَ تَقُومُ أَ ْدنَى ِمنْ ثُُلثَي اللّيْلِ‬
‫الناسخ‪ :‬قوله تعالى‪ِ{ :‬إنّ َربّ َ‬
‫علِمَ َأنْ‬‫َونِصْ َفهُ َو ُثُل َثهُ َوطَائِ َفةٌ ِمنْ الّذِينَ َمعَكَ وَالُّ يُقَدّرُ الّليْلَ وَالنّهَا َر َ‬
‫علَ ْيكُمْ فَاقْرَءُوا مَا َتيَسّرَ ِمنْ الْقُرْآنِ} [المزمل‪20:‬‬ ‫ب َ‬‫‪َ [.‬لنْ تُحْصُوهُ َفتَا َ‬
‫النسخ‪ :‬وجه النسخ أن وجوب قيام الليل ارتفع بما تيسر‪ ،‬أي لم يَ ُعدْ‬
‫‪.‬واجباً‬
‫‪.‬محاسبة النفس ‪-2‬‬
‫س ْبكُ ْم ِبهِ‬
‫خفُو ُه يُحَا ِ‬‫س ُكمْ أَ ْو تُ ْ‬
‫ن ُتبْدُوا مَا فِي أَنفُ ِ‬ ‫المنسوخ‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬وَِإ ْ‬
‫}الُّ‬
‫‪[.‬البقرة‪]284 :‬‬
‫سعَهَا} [ البقرة‪286:‬‬ ‫لّ نَ ْفسًا إِل وُ ْ‬
‫‪ [.‬الناسخ‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬ل ُيكَلّفُ ا ُ‬
‫النسخ‪ :‬وجهه أن المحاسبة على خطرات النفس بالية الولى رُفعت‬
‫‪.‬بالية التالية‬
‫‪.‬حق التقوى ‪-3‬‬
‫ن آ َمنُوا اتّقُوا الَّ حَقّ تُقَا ِتهِ} [آل‬ ‫المنسوخ‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬يَا َأيّهَا الّذِي َ‬
‫‪[.‬عمران‪102 :‬‬
‫طعْ ُتمْ} [التغابن‪16 :‬‬ ‫ستَ َ‬
‫‪[.‬الناسخ‪ :‬قوله تعالى‪{ :‬فَاتّقُوا الَّ مَا ا ْ‬
‫‪.‬النسخ‪ :‬رفع حق التقوى بالتقوى المستطاعة‬

‫ما الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلوة؟ ‪-‬‬


‫إن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه‪ ،‬والعمل به‪ ،‬فإنه كذلك يُتلى ‪-1‬‬
‫‪.‬لكونه كلم ال تعالى‪ ،‬فيثاب عليه‪ ،‬فتركت التلوة لهذه الحكمة‬
‫إن النسخ غالباً يكون للتخفيف‪ ،‬فأبقيت التلوة تذكيراً بالنعمة ورفع ‪-2‬‬
‫‪.‬المشقة‪ ،‬حتى يتذكر العبد نعمة ال عليه‬

‫هـ‪ -‬النسخ إلى بدل وإلى غير بدل‬


‫النسخ إلى بدل مماثل‪ ،‬كنسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت ‪-1‬‬
‫سمَاءِ َف َلنُ َولّ َي ّنكَ ِق ْب َلةً تَرْضَاهَا}‬
‫الحرام‪{ :‬قَ ْد نَرَى تَ َقلّبَ وَجْ ِهكَ فِي ال ّ‬
‫‪[[.‬البقرة ‪144:‬‬
‫النسخ إلى بدل أثقل‪ ،‬كحبس الزناة في البيوت إلى الرجم للمحصن‪-2 ،‬‬
‫‪.‬والجلد لغير المحصن‪ .‬ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان‬
‫النسخ إلى غير بدل‪ ،‬كنسخ الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى ‪-3‬‬
‫‪.‬ال عليه وسلم‬
‫‪ (.‬النسخ إلى بدل أخف‪ :‬مر معنا في المثلة السابقة ( قيام الليل ‪-4‬‬

‫و‪ -‬أنواع النسخ‬

‫‪.‬النوع الول‪ :‬نسخ القرآن بالقرآن‪ ،‬وهو متفق على جوازه ووقوعه‬

‫‪.‬النوع الثاني‪ :‬نسخ القرآن بالسنة وهو قسمان‬


‫‪.‬نسخ القرآن بالنسبة الحادية‪ ،‬والجمهور على عدم جوازه ‪-1‬‬
‫‪.‬نسخ القرآن بالسنة المتواترة ‪-2‬‬
‫أ‪ -‬أجازه المام أبو حنيفة ومالك ورواية عن أحمد‪ ،‬واستدلوا بقوله‬
‫ص ّيةُ‬
‫خيْرًا الْوَ ِ‬
‫ن تَ َركَ َ‬
‫تعالى‪{ :‬كُتِبَ عَ َليْ ُكمْ إِذَا حَضَرَ َأحَ َد ُكمْ ا ْلمَوْتُ ِإ ْ‬
‫ِللْوَالِ َد ْينِ وَا َلقْ َربِينَ} [البقرة‪ ]180 :‬فقد نسخت هذه الية بالحديث‬
‫المستفيض‪ ،‬وهو قوله صلى ال عليه وسلم‪ " :‬أل ل وصية لوارث "‬
‫‪ .‬ول ناسخ إل السنة ‪ .‬وغيره من الدلة‬
‫ب‪ -‬منعه المام الشافعي ورواية أخرى لحمد‪ ،‬واستدلوا بقوله تعالى‪:‬‬
‫خيْرٍ مِنْهَا أَوْ ِم ْثلِهَا} [البقرة‪]106 :‬‬
‫ت ِب َ‬
‫ن آ َيةٍ أَ ْو نُنسِهَا نَأْ ِ‬
‫{مَا نَنسَخْ ِم ْ‬
‫‪.‬قالوا‪ :‬السنة ليست خيراً من القرآن ول مثله‬
‫النوع الثالث‪ :‬نسخ السنة بالقرآن‪ :‬أجازه الجمهور‪ ،‬ومثلوا له بنسخ‬
‫التوجه إلى بيت المقدس الذي كان ثابتاً بالسنة بالتوجه إلى المسجد‬
‫‪.‬الحرام‪ .‬ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان‬

You might also like