You are on page 1of 5

‫النوع الول‪ :‬الوحي والقرآن‬

‫‪:‬الوحي ‪-1‬‬
‫أ‪ -‬تعريفه‪ -1- :‬لغة ‪ -2- .‬شرعاً‬
‫‪.‬ب‪-‬كيفية وحي ال إلى رسله‪ -1- :‬بواسطة جبريل‪ -2- .‬بغير واسطة‪ -3- .‬الدليل‬
‫‪.‬جـ‪ -‬كيفية نزول جبريل بالقرآن على الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫الولى ‪-1‬‬ ‫الحالة‬
‫الحالة الثانية ‪-2‬‬
‫دليل الحالتين ‪-3‬‬

‫‪:‬القرآن ‪-2‬‬
‫‪.‬أ‪-‬تعريفه‪ -1- :‬لغه ‪ -2- .‬شرعاً‬
‫‪.‬ب‪-‬أسماؤه‪ -1- :‬القرآن ‪ -2-‬الكتاب ‪ -3-‬الذكر ‪ -4-‬الفرقان‬
‫‪.‬أوصافه‪ -1- :‬نور ‪ -2-‬مبين ‪ -3-‬هدى ‪ -4-‬شفاء ‪ -5-‬رحمة ‪ -6-‬موعظة‪ -7-‬بشير ‪ -8-‬نذير ‪ -9-‬مبارك‬
‫(جـ‪ -‬تنزلت القرآن (‪-1‬التنزل الول ‪-2‬التنزل الثاني ‪-3‬التنزل الثالث ‪ -4‬الدليل‬
‫حكمة نزول القرآن منجماً‬
‫أ‪ -‬تثبيت فؤاد الرسول‬
‫ب‪ -‬مسايرة الحوادث‬
‫ج‪ -‬تعهد هذه المة التي أنزل عليها القرءان‬
‫د‪ -‬التحدي والعجاز‬
‫هـ‪ -‬تربية الرسول‬

‫الوحي ‪-1‬‬
‫‪:‬أ ‪ -‬تعريفه‬
‫‪ .‬لغة‪ :‬العلم في خفاء بسرعة‪ ،‬تقول‪ :‬أوحيت إلى فلن إذا كلمته خفاء‬

‫ومن معناه اللغوي‬


‫حيْنَا ِإلَى ُأمّ مُوسَى َأنْ ‪-1‬‬ ‫اللهام الفطري للنسان‪ ،‬كالوحي إلى أم موسى‪ .‬قال تعالى‪{ :‬وَأَ ْو َ‬
‫ضعِيهِ}[اقصص‪7:‬‬ ‫[أَرْ ِ‬
‫جبَالِ ‪-2‬‬
‫خذِي ِمنْ الْ ِ‬ ‫اللهام الغريزي للحيوان‪ ،‬كالوحي إلى النّحل ‪ .‬قال تعالى‪َ { :‬وأَوْحَى َر ّبكَ ِإلَى النّحْلِ َأنْ اتّ ِ‬
‫و ِممّا َيعْرِشُونَ} [النحل‪68 :‬‬ ‫‪ُ [.‬بيُوتًا َومِنْ الشّجَرِ َ‬
‫و ِمهِ ِمنْ ا ْلمِحْرَابِ ‪-3‬‬ ‫علَى قَ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫الشارة السريعة على سبيل الرمز واليحاء‪ .‬قال تعالى عن زكريا‪َ { :‬فخَ َر َ‬
‫شيّا} [مريم‪11 :‬‬ ‫سبّحُوا ُبكْرَةً َوعَ ِ‬
‫‪َ [.‬فأَوْحَى ِإ َليْهِمْ َأنْ َ‬
‫همْ ‪-4‬‬ ‫ن َليُوحُونَ ِإلَى أَ ْو ِليَائِ ِ‬ ‫شيَاطِي َ‬ ‫وسوسة الشيطان وتزيينه الشرّ في نفس النسان‪ .‬قال تعالى‪َ { :‬وِإنّ ال ّ‬
‫‪[.‬لِيُجَا ِدلُوكُمْ} [ النعام‪121 :‬‬
‫ن آ َمنُوا} ‪-5‬‬ ‫أمر ال إلى الملئكة في قوله تعالى‪{ :‬إِذْ يُوحِي َر ّبكَ ِإلَى ا ْلمَل ِئ َكةِ َأنّي مَ َعكُمْ َفثَ ّبتُوا الّذِي َ‬
‫‪ [[.‬النفال‪12 :‬‬
‫‪.‬شرعاً‪:‬هو كلم ال المنزل على نبي من أنبيائه بطريقة خفية سريعة‪ ،‬غير معتادة للبشر‬

‫ب‪ -‬كيفية وحي ال إلى رسله‬


‫بواسطة جبريل عليه السلم ‪-1‬‬
‫بغير واسطة ‪-2‬‬
‫أ‪-‬مثل الرؤيا الصالحة في المنام‪ .‬عن عائشة رضي ال عنها قالت أول ما بدىء به صلى ال عليه وسلم‬
‫الرؤيا الصالحة في النوم‪ ،‬فكان ل يرى رؤيا إل جاءت مثل فلق الصبح‪( .‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪،‬‬
‫‪ (.‬رقم ‪3 :‬‬
‫وكَّلمَ الُّ مُوسَى َتكْلِيمًا} [النساء‪164 :‬‬ ‫‪[.‬ب‪ -‬التكليم اللهي من وراء حجاب يقظة ‪ .‬قال تعالى‪َ { :‬‬
‫‪[.‬جـ‪ -‬التكليم ليلة السراء والمعراج مباشرة بل واسطة [ فتح الباري ‪1/19‬‬
‫حجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُول ‪-3‬‬
‫حيًا أَوْ ِمنْ وَرَاءِ ِ‬
‫ن ُي َكلّ َمهُ الُّ إِل َو ْ‬
‫الدليل للحالة (أ) و (ب)‪َ { :‬ومَا كَانَ ِلبَشَرٍ َأ ْ‬
‫حكِيمٌ} [الشورى‪51 :‬‬ ‫ع ِليّ َ‬
‫حيَ بِإِ ْذ ِنهِ مَا يَشَاءُ ِإ ّنهُ َ‬
‫‪َ [.‬فيُو ِ‬

‫‪.‬جـ‪ -‬كيفية نزول جبريل عليه السلم على الرسول صلى ال عليه وسلم‬

‫الحالة الولى‪ :‬يأتيه مثل صلصلة الجرس (‪ ،)1‬وهو أشده على الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لن هذه الحالة‪:‬‬
‫‪.‬انسلخ من البشرية الجسمانية واتصال بالملكية الروحانية‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن يتمثل له الملك رجلً‪ ،‬ويأتيه في صورة بشر (‪ )2‬وهذه الحالة أخف على الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬لنها عكس الحالة الولى‪ ،‬فهي الملك من الروحانية المحضة إلى البشرية الجسمانية‬
‫_______________________‬
‫[ هو في الصل صوت وقوع الحديد بعضه على بعض ‪ ،‬ثم أطلق على كل صوت له طنين [ فتح الباري ‪-1 1/20‬‬
‫‪ [.‬فإن جبريل عليه السلم قد تمثل في صور كثيرة ‪ ،‬منها ‪ :‬في صورة دِحية الكلبي ‪ ،‬وصورة أعرابي ‪ [ .‬فتح الباري ‪ 1/19‬بتصرف ‪-2‬‬

‫دليل الحالتين‪ :‬روت السيدة عائشة رضي ال عنها أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال كيف يأتيك الوحي فقال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أحياناً يأتيني مثل صلصلة‬
‫الجرس‪ ،‬وهو أشده عليّ َف َيفْصم عني (‪ )1‬وقد وعيت عنه ما قال‪ ،‬وأحياناً يتمثل لي الملك رجلً فيكلمني فأعي‬
‫‪[ .‬ما يقول‪[ .‬فتح الباري شرح صحيح البخاري رقم‪2 :‬‬
‫‪:‬الحالة الثالثة‪ :‬النفث في الرّوْع (‪ .)2‬ودليل هذا ما ورد عن الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫"… أن روح القدس نفث في رُوْعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجَلها‪ ،‬وتستوعب رزقها "‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬دوي النّحْل(‪ .)3‬ودليل هذا ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب‪ :‬كان إذا نزل على رسول ال صلى‬
‫ي يُسمَع عند وجهه دويٌ كدوي النّحْل‬
‫… ال عليه وسلم الوح ُ‬

‫‪ .‬د‪ -‬آثار الوحي ومظاهره على النبي صلى ال عليه وسلم‬


‫‪:‬عن ابن عباس رضي ال عنهما في قوله تعالى‬
‫ك ِلتَعْجَلَ بِهِ} [ القيامة‪}16 :‬‬ ‫[ل ُتحَ ّركْ ِب ِه لِسَانَ َ‬
‫قال‪:‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه… فأنزل ال عز وجل‪:‬‬
‫ج ْم َعهُ َوقُرْآ َنهُ} [القيامة‪ ]17-16 :‬قال‪ :‬جمعه لك في صدرك‪ .‬فكان‬
‫ع َليْنَا َ‬
‫ن َ‬
‫ك ِلتَعْجَلَ بِهِ * ِإ ّ‬
‫{ل ُتحَ ّركْ ِب ِه لِسَانَ َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع ‪ ،‬فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى ال عليه‬
‫‪.‬وسلم كما كان قرأ‬
‫‪.‬ومن آثار الوحي أنه صلى ال عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي سُمع عند وجهه دويّ كدوي النحل‬
‫‪ [.‬انظر الحالة الرابعة من القسم السابق]‬
‫ومنها أيضاً أنه صلى ال عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي ثقل جسمه حتى يكاد يرضّ فخذه فخذ الجالس‬
‫‪.‬إلى جنبه‬
‫‪:‬عن زيد بن ثابت رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم أملى عليه‬
‫سبِيلِ الِّ} [ النساء‪}95 :‬‬
‫غيْرُ أُ ْولِي الضّرَرِ وَا ْلمُجَاهِدُونَ فِي َ‬
‫ن َ‬
‫ستَوِي الْقَاعِدُونَ ِمنْ ا ْلمُ ْؤ ِمنِي َ‬
‫‪[.‬ل يَ ْ‬
‫فجاء ابن مكتوم وهو يُمِلّها عليّ‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول ال‪ .‬وال لو أستطيع الجهاد لجاهدت‪-‬وكان أعمى‬
‫_________________________‬
‫‪ .‬أي يقطع ويتجلى ما يغشاني ‪-1‬‬
‫‪.‬أي اللقاء في القلب والخاطر ‪-2‬‬
‫‪ .‬صوت النحل ‪-3‬‬
‫فأنزل ال على رسوله صلى ال عليه وسلم وفخذه على فخذي‪ ،‬فثقلت عليّ حتى‬
‫ولِي الضّرَرِ} [النساء‪95 :‬‬
‫غيْرُ أُ ْ‬
‫‪ [.‬خفت أن ترضّ فخذي‪ ،‬ثم سُ ّريَ عنه فأنزل ال‪َ { :‬‬
‫ومنها أنه صلى ال عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي بركت به راحلته‪ .‬عن عائشة رضي ال‬
‫‪(.‬عنها قالت‪:‬إن كان يوحى إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو على راحلته فتضرب‪ ،‬بِجِرانها(‪1‬‬

‫القرآن ‪-2‬‬

‫‪:‬أ‪ -‬تعريفه‬
‫‪:‬لغة‪ :‬على أصح الراء مصدر على وزن فُعلن‪ ،‬كالغُفران‪ ،‬بمعنى القراءة‪ .‬قال تعالى‬
‫ر ْأنَاهُ فَا ّتبِعْ قُرْآ َنهُ} [ القيامة‪}18 -17 :‬‬
‫ج ْمعَهُ َوقُرْآنَهُ * َفإِذَا قَ َ‬
‫علَ ْينَا َ‬
‫ن َ‬
‫‪ِ [.‬إ ّ‬
‫اصطلحاً‪ :‬هو كلم ال القديم (‪ )2‬المعجز (‪ )3‬ال ُمنَزل على سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬المكتوب‬
‫‪( .‬بالمصاحف‪ ،‬المنقول بالتواتر (‪ ،)4‬المُُتعّبد بتلوته (‪5‬‬
‫______________________________‬
‫‪ .‬الجِران ‪ :‬باطن عنق الناقة ‪-1‬‬
‫( كلم ال القديم (العقيدة ‪-2‬‬
‫القرآن معجز بجملته ‪ ،‬كما أنه معجز بأي سورة منه ‪ ،‬ولو كانت أقصر سورة منه ‪ ،‬ولو عُرّف القرآن بهذه الصفة " الكلم المعجز " لكفى ‪-3‬‬
‫‪ .‬ذلك لتمييزه والتعريف به‬
‫‪ [ .‬قال تعالى‪{ :‬قل لئن اجتمعت النس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً} [ السراء ‪88 :‬‬
‫‪(.‬التواتر (مصطلح الحديث ‪-4‬‬
‫‪.‬أي أن مجرد تلوة القرآن عبادة يثاب عليها المؤمن ‪-5‬‬

‫‪:‬ب‪ -‬أسماؤه وأوصافه‬


‫ومُ} [السراء‪-1 9 :‬‬ ‫ن يَهْدِي ِلّلتِي ِهيَ َأقْ َ‬ ‫‪[.‬القرآن‪:‬إشارة إلى حفظه في الصدر‪ِ{ :‬إنّ هَذَا الْقُرْآ َ‬
‫ريْبَ فِيهِ ‪-2‬‬ ‫{الكتاب‪ :‬إشارة إلى كتابته في السطور‪{ :‬الم * َذلِكَ ا ْل ِكتَابُ ل َ‬
‫‪ [.‬البقرة‪]2-1:‬‬
‫حنُ نَزّ ْلنَا ال ّذكْرَ وَِإنّا َل ُه لَحَا ِفظُونَ} [ الحجر‪-3 9 :‬‬
‫‪ [.‬الذكر‪ :‬في قوله تعالى‪ِ{ :‬إنّا نَ ْ‬
‫ن ِللْعَا َلمِينَ ‪-4‬‬
‫عبْدِ ِه ِل َيكُو َ‬
‫علَى َ‬
‫ن َ‬‫الفرقان‪ :‬إشارة إلى أنه يفرق بين الحق والباطل‪َ { :‬تبَا َركَ الّذِي نَزّلَ ا ْلفُرْقَا َ‬
‫‪[.‬نَذِيرًا} [ الفرقان‪1 :‬‬

‫‪:‬أما أوصافه‬
‫سنِينَ} [ لقمان‪-1 3 :‬‬ ‫ح َم ًة ِل ْلمُحْ ِ‬
‫‪ [.‬هدى‪ :‬في قوله تعالى‪{ :‬هُدًى وَرَ ْ‬
‫وأَنزَ ْلنَا ِإ َليْ ُكمْ نُورًا ُمبِينًا} [ النساء‪-2 174 :‬‬‫‪ [.‬نور‪ :‬في قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫و ُننَزّلُ ِمنْ ا ْلقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [ السراء‪-3 82 :‬‬ ‫‪[.‬شفاء‪ :‬في قوله تعالى‪َ { :‬‬
‫حكْ َم ٌة بَا ِل َغةٌ} [ القمر ‪-4 5 :‬‬ ‫‪[ .‬حكمة‪ :‬في قوله تعالى‪ِ { :‬‬
‫ر ّبكُمْ} [ يونس‪-5 57 :‬‬
‫ظةٌ ِمنْ َ‬
‫‪[ .‬موعظة‪ :‬في قوله تعالى‪{ :‬قَدْ جَا َءتْ ُكمْ مَوْعِ َ‬
‫حيِ} [ النبياء ‪-6 45 :‬‬ ‫‪[ .‬وحي‪ :‬في قوله تعالى‪ِ{ :‬إ ّنمَا أُنذِ ُر ُكمْ بِالْوَ ْ‬
‫"وهناك خمس وخمسون اسماً للقرآن ‪.‬راجع‪ :‬البرهان في علوم القرآن " للزركشي‬
‫‪:‬جـ‪ -‬تنزلت القرآن‬
‫التنزل الول‪ :‬نزوله إلى اللوح المحفوظ (‪ )1‬بطريقة ووقت ل يعلمها إل ال ومن أطلعه على غيبه‪ ،‬وكان‬
‫حفُوظٍ} [البروج‪22-21 :‬‬
‫‪[ .‬جملة ل مفرقاً‪ ،‬وذلك ظاهر من قوله تعالى‪{ :‬بَلْ هُوَ قُرْآنٌ َمجِيدٌ * فِي لَ ْوحٍ مَ ْ‬
‫التنزل الثاني ‪ :‬النزول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا‪ ،‬ويظهر من خلل اليات‬
‫القرآنية التي يستدل بها على هذا النزول ما يفيد بأن القرآن نزل في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا‪ .‬ووصفها‬
‫‪ .‬القرآن‪ :‬بمباركة‪ ،‬وسماها تارة ليلة القدر‪ ،‬وهي في رمضان ونزل جملة واحدة‬
‫_____________________________‬
‫عالم علوي عظيم جعله ال تعالى من أعظم المظاهر الدالة على عظمة علمه تعالى وحكمته وقدرته النافذة في الكوان‪ ،‬ويختص اللوح (‪)1‬‬
‫‪ .‬المحفوظ بكونه مشتملً على تسجيل ما قضى ال وقدر‪ ،‬وما كان وما سيكون‬
‫‪:‬اليات‬
‫‪[ .‬قال تعالى‪ِ{ :‬إنّا أَنزَ ْلنَاهُ فِي َل ْيلَةِ الْ َقدْرِ} [ القدر‪1 :‬‬
‫وقال عز وجل {ِإنّاأَن َزلْنَاهُ فِي لَ ْي َلةٍ ُمبَارَ َكةٍ} [الدخان‪ .]3 :‬وقال سبحانه {شَهْرُ َرمَضَانَ الّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‬
‫‪[.‬هُدًى لِلنّاسِ} [ البقرة‪185 :‬‬
‫التنزل الثالث‪ :‬النزول من السماء الدنيا من بيت العزة على قلب خاتم النبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬وهي المرحلة الخيرة التي شعّ منها النور على البشرية جمعاء ‪ .‬نزل به جبريل على قلب‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم منجماً (‪ )1‬في ثلث وعشرين سنة حسب الحوادث والطوارىء‪ ،‬وما يتدرج من‬
‫‪ .‬تشريع‬
‫ك ِلتَكُونَ ِمنَ المُنذِرين * ِبلِسَانٍ عَ َر ِبيّ ّمبِينٍ}‬ ‫علَى َق ْلبِ َ‬ ‫الدليل‪ :‬قوله تعالى‪ { :‬نَزَلَ ِبهِ الرّوحُ ا َلمِينُ(‪َ * )2‬‬
‫‪ [ [ .‬الشعراء‪195-193 :‬‬
‫علِيمٍ} [ النمل‪.]6 :‬‬ ‫حكِي ٍم َ‬
‫ولقد نسب ال القرآن إلى نفسه في عدة آيات منها‪{:‬وَِإ ّنكَ لَ ُتلَقّى الْقُرْءانَ مِن لّ ُدنْ َ‬
‫ع كَلمَ ال} [التوبة ‪6:‬‬ ‫سمَ َ‬
‫حتّى يَ ْ‬‫ستَجَا ِركَ َفَأجِرْهُ َ‬ ‫حدُ ّمنَ ا ْلمُشْرِكيَن ا ْ‬ ‫‪[.‬وقوله تعالى‪َ { :‬وِإنْ أَ َ‬

‫‪.‬حكمة نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا‬


‫أ‪ -‬تفخيم أمر القرآن وأمر من نزل عليه‪ ،‬وذلك بإعلم سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على‬
‫‪.‬خاتم الرسل لشرف المم‬
‫ب‪ -‬سر يرجع لعجاز القرآن‪ ،‬في ترتيب القرآن في النزول‪ ،‬ثم ترتيبه في المصحف‪ ،‬حيث ينظره جبريل في‬
‫سماء الدنيا وهو على ترتيب المصحف‪ ،‬ثم ينزل بآياته تباعاً على حسب الحوادث‪ ،‬فتوضع كل آية مكانها في‬
‫‪ .‬المصحف وفق الترتيب في اللوح المحفوظ‬
‫______________________________‬
‫‪ .‬أي مفرقاً بحسب المناسبات‪ ،‬واقتضاء الحال ‪-1‬‬
‫‪.‬أي سيدنا جبريل عليه السلم ‪-2‬‬

‫‪:‬حكمة نزول القرآن منجماً من السماء الدنيا‬


‫‪:‬أ‪ -‬تثبت فؤاد الرسول صلى ال عليه وسلم وتقوية قلبه‪ :‬كما قال تعالى‬
‫ت ِبهِ فُؤَا َدكَ} ‪ [ .‬الفرقان‪}32 :‬‬
‫ك ِلنُ َثبّ َ‬
‫‪[ .‬كَ َذلِ َ‬
‫فقد بعث الرسول صلى ال عليه وسلم في قوم جفاة‪ ،‬شديدة عداوتهم‪ ،‬كما قال تعالى‪َ { :‬وتُنذِ َر ِبهِ قَ ْو َم ًا لّدّا}‬
‫[ مريم‪ .]97 :‬وكانوا ل يكادون ينتهون من حملة أو مكيدة حتى يشرعوا في تدبير أخرى مثلها أو أشد منها‪،‬‬
‫‪ .‬فكانت تنزلت القرآن بين الفينة والخرى تواسيه وتسليه‪ ،‬وتشد أزره وعزيمته على تحمل الشدائد والمكارة‬

‫حّ‬
‫ق‬ ‫ك بِالْ َ‬
‫ج ْئنَا َ‬
‫ب‪ -‬مواجهة ما يطرأ من أمور أو حوادث تمس الدعوة‪ :‬كما قال تعالى‪{:‬وَل َيأْتُو َنكَ ِب َمثَلٍ ِإلّ ِ‬
‫سنَ تَفْسِيراً} [ الفرقان‪ ]33 :‬وهذه حكمة جليلة لها أثرها البالغ في نجاح الدعوة‪ ،‬لمواجهة الوحي نفسه‬ ‫وََأحْ َ‬
‫للطوارىء والملمات‪ ،‬ومن أهم ذلك ما يثيره المبطلون من العتراضات أو الشبهات‪ ،‬وهو الصل الذي‬
‫صرحت به الية الكريمة ‪ :‬أي ل يأتونك بسؤال عجيب أو شبهة يعارضون بها القرآن بباطلهم العجيب إل‬
‫‪.‬جئناهم بما هو الحق في نفس المر الدامغ لباطلهم‪ ،‬وهو أحسن بياناً وأوضح‪ ،‬وأحسن كشفاً لما بعثت له‬

‫جـ‪ -‬تعهد هذه المة التي أنزل عليها القرآن‪ :‬وذلك لصياغتها على النهج السلمي القرآني علماً وعملً‪،‬‬
‫‪.‬وفكراً واعتقاداً وسلوكاً‪ ،‬تخلقاً وعرفاً‬
‫علَى ُمكْثٍ} [ السراء‪106 :‬‬‫س َ‬
‫علَى النّا ِ‬
‫‪[.‬كما قال تعالى‪َ {:‬وقُرءاناً فَرَقنَاهُ لِتَقْ َرأَ ُه َ‬
‫ومن مظاهر هذا الجانب أنهم كانوا قوماً أميين ل يحسنون القراءة والكتابة‪ ،‬فكانت الذاكرة عمدتهم الرئيسية‪،‬‬
‫‪.‬فلو نزل القرآن جملة واحدة لعجزوا عن حفظه‬

‫‪.‬د‪ -‬التحدي والعجاز‬

‫هـ‪ -‬تربية للرسول صلى ال عليه وسلم وتصبيره على أذى المشركين‪ ،‬وتثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم‬
‫‪.‬بعزيمة الصبر واليقين‬

You might also like