Professional Documents
Culture Documents
تحسست رأسه بلين ،قبلته بين عينيه ،و امعنت النظر فيهما ،تأملته بخشوع كما تتأمل
آيات المصحف ،و زادها خشوعا ان تلت عليه بعضها ،حملته ثم ارقدته في مهده ...نظرت اليه
مرة أخرى كأنها ل تريد ان تبارحه ،ثم انفضت الى ما يشغلها ....
حملته في عينيها امل ،و حملته في رحمها جنينا ،ثم حملته بين يديها طفل ،حملته تريد
له الحياة ،تتأمله كمعجزة اجترحت بين يديها ،و تزداد ايمانا بها كل يوم .
هكذا تذكر طارق عندما كان من الحياة تسعة شهور ،و اليوم اذكره عندما بلغ من الممات
عامًا ،فاليوم اتم طارق السنة من ..الممات ،اتم السنة في دمع امه ،و اتم السنة في قلوب
مودعيه.
بني ..
ازاغت منك الحياة ام حق القدر
أهرعت الى الممات ام جرت عليك شريعة البشر
اتدري ان قلبي بعدك انفطر
و عيني بعدك اعياهما السهر
* * *
بني ..
ماذا تركت لي بعد الرحيل
أضعت مني الصبر الجميل
و زدت في نحول جسدي النحيل
و العقل اضاع اركانه فل عقِل
و تركت لي ..
وحشة في الصدر
و ضيقة في القبر
و الصمت صمت جنائزي منهمر
* * *
بني ...
حملتك تسعا في صدري
و حملتك تسعا على يدي
لكنهم منعوني ان احملك على النعش
و اليوم احملك عامًا ..في دمعي
في المي ...و في وجعي
و في عيني اخيك الذي ببراءة يسألني
"متى سيلحق بك .....الى الجنة" و يدمعني
* * *
بني ...
سأصنع لك كل عام كعكتين
واحدة في ذكرى مولدك البهيج
و أخرى في ذكرى ...مولدك الحزين
و سأقول لكل السائلين
انك حي ..طارق حي عند رب العالمين
مالك الحزين
26/5/2008