You are on page 1of 1

‫سكرة القلم‬

‫ليس قريبا ذاك الزمن حين كنت أركض لهفا الى قلمي ‪ ،‬أبوح له بما يختلج في جوانب‬
‫روحي من فرح و حزن ‪ ،‬من سعادة و تعاسة ‪ ،‬من كلم و صمت ‪ ،‬من حب ‪...‬و حب ‪ ...‬زمن‬
‫مضى بكل ما يحمله من إيماءات للمستقبل الذي نعيشه اليوم سواء كانت تلك التباشير صحيحة‬
‫أو خاطئة ‪ ،‬مبشّرة او منذرة ‪...‬‬

‫‪........‬‬

‫أمد ذراعي الى الشمس‬


‫أدري‬
‫بأن الشمس هناك ‪ ..‬بعيده‬
‫أمد ذراعي لني اتوق‬
‫لطفلة حلمي الجميل‬
‫الوليده‬
‫أمد ذراعي ‪ ..‬هاتي ذراعك‬
‫نجمع باقة نور ‪ ..‬ونار‬
‫نحرق صمت الليالي الكئيبة‬
‫نشعل برد الشتاء العقيم‬
‫ونخطو معاً‬
‫خطوة للصباح‬

‫‪..........‬‬

‫ل أدري ما الذي جعلني اليوم أعود باحثا عن ذات القلم الذي سئمته مرة و أنست به‬
‫مرات أكثر‪ ،‬ذات القلم الذي سطرت به قصصا عن ملئكة في السماء و الرض‪ ،‬عن أرواح‬
‫تائهة ل تدري أين الطريق ‪ -‬ربما لم تجدها بعد ‪ ،-‬ربما كان البحث عن الدفء بين أضلعه‬
‫الستة‪ ،‬الدفء الذي حرمتنا منه هذه الدنيا و وجدته بين أضلع القلم و زوايا الورقة‪ ،‬ربما كان‬
‫حديث صديقي السكران الذي كلما استيقظ من سكرته جذب القلم إليه و اشتكا و سقاني م ّراّ في‬
‫أضلعي ‪..‬‬

‫اليوم أجذب القلم بجنون ‪ ،‬أحكي له عن كل ما كان ‪ ،‬و ما سيكون ‪ ..‬أحكي له عن العيون‬
‫كيف تخون ‪ ،‬و تئد بسماتنا قبل أن تولد ‪ ،‬و تحرق كلماتنا قبل أن تُنطق‪ ،‬أحكي له عن الشفاه‬
‫كيف تعلمت السكون و كيف تعلمت ان تخفي تحت البتسامة سنيناً من الحزن المكنون ‪ ..‬أحكي‬
‫له و هو ينصت بكل أضلعه و يكتب ما أمليه و ل يمّل ‪ ...‬ل يعترض ‪ ...‬ل بدّ أنه عربي هذا‬
‫القلم فقد تعلم النصياع ‪ ،‬منذ زمن بعيد و لم يعترض ‪...‬‬

‫و يسأل السكران بكل براءة عن النسان؛ إذا ابتلت عيونه بماء المطر ‪ ..‬أل يمسحها ؟؟‬
‫قو‬‫بلى يمسحها ‪ ،‬و يمسحها بسرعة قبل أن يلمحه أحد ‪ ،‬كي ل يُظن أنه يبكي ‪ ،‬أو أن قلبه ر ّ‬
‫لو لمرة فسالت من عينيه الدموع ‪..‬‬

‫مالك الحزين‬
‫‪14/1/2008‬‬

You might also like