Professional Documents
Culture Documents
إن التواصل في اللغة مأخوذ من الصلة ،كالتي جاء ذكرها في شكوى صحابي لرسول الله صلى الله
عليه وسلم " :يا رسول الله :إن لي قرابة ؛ أصلهم ويقطعونني "… ،
إن فعالية المسئول في أي مستوى ،إنما يتوقف على قدرته على التواصل مع من هم تحت إمرته أو
في نطاق مسئوليته ،إذ يتوقف على هذا التواصل كم النتاج ونوعه في المؤسسات ،وتحقيق الرضي
الوظيفي للعاملين ،وزياد التحصيل للمتعلمين … ،وفي العرف الداري هناك فرق بين التصال و
التواصل
فالتصال يعني توجيه رسالة من طرف لخر دون تلقي أي رد عليها ،كما هو الحال في المحاضرات
التي ل يشارك فيها أحد من المستمعين ،أو خطب الئمة للمصلين ،أو خطب الرؤساء للجماهير ،
بينما التواصل
يعني الرد على المحاضرين والئمة والرؤساء .
والتصال إما أن يكون كامل ،إذا فهم المستمع الرسالة فهما تاما ورد عليها ردا علميا ،منطقيا ،
مقنعا .
وقد يكون التصال جزئيا إذا كان الفهم ناقصا ،وكان الرد ليس شافيا أوتضمن دعوة للعادة ،أو
احتمل التأويل ،ويمكننا ملحظة هذين النوعين من التواصل في المواقف الحياتية المختلفة ؛ كالمواقف
الصفية ،
وفي لجان مقابلت الموظفين .
لماذا يتواصل المتواصلون ؟ بماذا يتواصلون ؟ وما المعوقات التي تعترضهم ؟ كيف
نحقق التواصل المثل ؟
-إعطاء معلومات ؛ يقوم المدير من آن لخر بتزويد المساعدين ،والموظفين ،و العاملين بالحقائق
والفكار الجديدة المتعلقة بالعمل لضمان المحافظة على مستويات متقدمة من النجاز .
-إثارة الدافعية ؛ يقوم المدير من آن لخر بإحداث تغييرات في سلوك المساعدين ،والموظفين ،
والعاملين لضمان المحافظة على مستويات متقدمة من الرضى الوظيفي والنسجام لديهم .
-طلب معلومات ؛ يقوم المدير وبحسب الحاجة بطلب توضيحات وتفسيرات وحقائق جديدة من
المساعدين ،والموظفين ،والعاملين لتعميق معارفه ،وتعزيز قراراته ،وتطوير خطط العمل الذي ينوي
القيام بها .
oمحادثة فرد لجماعة بصورة غير مخططة ؛ كمجموعة من أولياء المور جاؤوا ليسألوا
عن مستويات أبنائهم التحصيلية ،هنا يتوجب استقبالهم كضيوف ،وتعريفهم بدور المدرسة
في خدمة أبنائهم ،وتوثيق العلقة بهم لدعم المدرسة من خلل العناية المثلى بأبنائهم ،ثم العمل على
رفع معنوياتهم بحيث يعودوا متفائلين واثقين من أن أبناءهم في أيد أمينة …
oمحادثة فرد لجماعة بصورة مخططة ؛ كاجتماع مدير المدرسة بالهيئة التدريسية ،
وهنا يجب أن يحترم المدير المعلمين بحيث يقدم لهم المعلومات أو التعليمات ،ويتلقى
منهم الرد والملحظات بما يعكس احترامه لقدراتهم ،وتقديره لوقاتهم ،وتطلعاتهم .
oالمحادثة بالهاتف ؛ هذا النوع من التواصل – كبقية النواع الخرى -له آدابه ؛
كطلب الذن في طرح الموضوع ،والعتذار على المفاجأة ،وأن تدع الطرف الخر يتحكم
في زمن المحادثة إذا كنت أنت الذي بدأ بها ،والفتتاح بالتحية والختتام بالتحية ،
المهم في هذا السلوب من التواصل أن يحرص الفرد على اعتماد مجموعة من المعايير
ليزيد من فاعلية التواصل الذي يكون طرفا فيه
oفي هذه الحالة يجب اللتفات إلى نغمة الصوت فهي تمثل تعبيرا محمول بالكلمات ،
وذلك لتمييز القول المعبر عن الحرص والهتمام من القول المعبر عن الستهتار واللمبالة ،أو الزدراء
والحتقار ،ومثال على ذلك المدير الذي يرفض منح الموظف إجازة طارئة ،فيقول الموظف له :حاضر
،إن هذه الكلمة يمكن أن تحمل أي معنى من المعاني المذكورة أعله .
Oوكذلك يلزم اللتفات إلى الصمت الذي يتخلل عملية التواصل ،ومثال على ذلك المدير الذي
يسأل المعلمين عن أحد جرحى النتفاضة من الطلب في مدرسته :فيصمت المعلمون ،فيضطر أن
يسأل :أل يزال على قيد الحياة ؟
:
هناك العديد من المعوقات التي تعترض عملية التواصل بين المتواصلين ،ومن أبرز هذه المعوقات :
-عدم وضوح الرسالة ؛ غموض الفكار ،استخدام كلمات جوفاء أو كلمات رنانة.
-التقديم غير المناسب للرسالة ؛ وسيط غير مناسب ،قنوات غير قانونية … ،
-القدرة المحدودة للمستقبل ؛ لغة المرسل فوق مستوى لغة المستقبل …
-اختلف الطر المرجعية للمتواصلين ؛ الختلف في تفسير المصطلحات والقيم.
-اختلف وجهات النظر (مع التفاق في الطار المرجعي) ؛ كاتخاذ مواقف متباينة من قضية جديدة
مطروحة أمام أعضاء تنظيم معين ،فهناك المؤيد ،وهناك المعارض ،وهناك
الواقف بين بين … " كل حزب بما لديهم فرحون "
-التمويه /والزيف ؛ هناك من يجد أن من مصلحته أن يخفي ما يجيش في صدره من مشاعر أو
أفكار مما يجعل نتيجة التواصل محفوفة بالمخاطر