Professional Documents
Culture Documents
تأليف
جلل الدين السيوطى
)كتاب فى الدب والبلغة (
إعداد
جنات عبد العزيز دنيا
1
نبذة عن الكتاب
2
صاحب الذكاء المفرط
جوابه مسكت يشارك العلماء من غير اشتغال ول يتكلم بمحال على كل
حال تخيله صحيح وتكلمه مليح فصيح ل يحتاج إلى المنطق .
يهندس ويرتب ويفصل ويدون ويحصل ،صاحب حساب وفراسة
وعنونة .يركب أطعمة وشرابات ومعاجين وعلوكات يعرف الطب
والجراح وأياديه في كل صنعة ملح .
3
صاحب العقل الزائد
خيره متزايد شره متباعد رضي الخلق حليم عفيف النفس كريم ليس بكذاب ول لئيم
ل يفرح بالمصيبة لعدائه مشتغل بأدوائه ل يقصد إل رضى ال راض بما قسم ال
ينظر إلى المضطر بعين الفراسة ويواسيه بكياسة ل يحسد المير لمارته ول التاجر
على تجارته مشتغل بال فهو عبد ال كثير الصمت والسكون جعل ال لقلبه عيون
فهو ضد المجنون ل يتكلم بغيبة ول يفرح بمصيبة كيس ليس بزاعج وهو للرواح
ممازج يبذل المجهود في رضى الصحاب وهو من أولي اللباب يفتح لكل خير باب
عارف بطريق الصواب يكرم الفقراء ول يمل كل لطيف رجل همام والسلم .
4
صاحب الذوق السليم من الملوك
قد سلك في المملكة أحسن سلوك أقامه ال لمصالح العباد بذلك أجاد وساد وعاد إلى
الخير وصار بذلك لولد الملوك أستاذ يعدل في الرعية ول يجعل عسكره سوية بل
ينزل الناس منازلهم ول يقطع عوائدهم يستن السنة الحسنة ويعلم إن (عدل ساعة
خير من عبادة ألف سنة) كريم سيوس ل يعجل في إتلف النفوس يجير الخائف
ويغيث الملهوف حامي دين ال بحد السيوف مجاهد مرابط فهو لدين ال ضابط
يملك سائر الثغور مؤيد منصور ناصر طاهر كامل وافر رأيه سعيد فعله رشيد
ورأيه سديد إذا وعد وفا قليل الجفاء ل يقرب السفهاء ول الفساق خشية من سخط
الخلق قليل الخطاء كثير العطاء تاج الملوك مليح السلوك فهو ل مملوك كثير
التواضع والسماح خصائله كلها ملح وقد وهبه ال النصرة والنجاح والعفة
والصلح .
5
صاحب الذوق السليم من المراء
سيفه قاطع ودرعه مانع وهو للمسلمين أنفع نافع يوهب المماليك ويتفقد الرامل
والصعاليك فارس الخيل كرمه كالسيل مكثر الشفقة كثير الخير والصدقة رماح مليح
يضرب بالسيف ما عنده جور ول حيف معاملته جيدة وحركاته مؤيدة يخالف
الشيطان وهو طوع النسان ما عنده ل كبر ول نفاق بشوش طيب الخلق ل ينهمك
على القداح بل ينهمك على الصلح ذو حشمة وهمة وهيبة كثير الحتمال عارف
بمواقع الرجال في الحرب والنزال واقف بباب الفقير كالسير فهو نعم المير.
6
صاحب الذوق السليم من القضاة
ل يقبل الرشوة ويترفق في الدعوة ل يسعى في وظيفة ويتأمل ما كان عليه أبو
حنيفة ينظر في حال المسكين ويحصل له عليه من المشقة كمن ذبح بغير سكين
رضي الخلق سيوس ضاحك غير عبوس يساوي بين الخصمين وينظر في حقيقة
الدين ل يميز صاحب ألف دينار على من ل يملك أن يقول حكمت ورب قائل يقول
ظلمت ل يراعي في الحكم جار ويخشى أن يحرق بالنار له معان وبيان وفقه
وتصريف بإمكان فهو خير إنسان نطقه وخيره يزيد وقد أقامه ال تعالى لمصالح
العبيد ل يحكم بإغراء من المراء لما سلك طريق العلماء وعزة الفقراء ول يحكم
بأغراض الملوك وقد سلك بهذه الطريقة أحسن سلوك يعلم أن كل ملك ل مملوك
فهو خائف من ال متوكل على ال ل يحكم إل بحكم ال ل يقبل شهادة الزور ولو
كان على وزن الخردلة في كل المور فهو القاضي لنه تميز عن القاضيين.
فرحم ال تعالى من تأمل هذه الخصال وجعل بينه وبينها إتصال.
7
صاحب الذوق السليم من الخطباء
علي الرتبة قصير الخطبة معانيه منتخبة ألطف من نسيم الصبا يعظ نفسه قبل أن
يعظ الناس عوذته برب الفلق والناس يخفف الركعتين والجلسة بين الخطبتين يعرف
ول يعرف يبشر ول ينفر ل يقنط ول يبعد المل ول يبالغ في الرجوة خوفاً من
إبطال العمل بل يعرفهم طريق السلم ويرغبهم في الجنة بصفاتها ويحذرهم من
النار وآفاتها يردع المتكبرين ويبشر الفقراء والمساكين بأن الجنة لهم فضلً منه
ومنة يعرف لكل شيء خطبة وذلك لمعرفته بطريق الرتبة ويبالغ في نعت الصحابة
أجمعين والخلفاء الراشدين يبتدي بأبي بكر وخصائله الملح ويختم بأبي عبيدة ابن
الجراح خطبته لها رونق وسمعة وتؤثر في القلوب موعظته من الجمعة إلى
الجمعة إنسان مليح لسانه فصيح ل يحتاج في إنشاء الخطبة إلى مساعدة كأنه قس
ابن ساعدة يبتدي بالحمد ل ويختم بالصلة والسلم على رسول ال صلى ال عليه
وسلم .
8
صاحب الذوق السليم من الشهود
يخشى الرب المعبود رأيه مسعود قلمه بالخير ممدود قرأ الكتاب وفهم الصواب لو
عينت له مملكة مصر وسائر الثغور ما يقرب شهادة الزور قبل الوصية من خير
البرية فعيشته رضية عالم بأصول الدين وصحة عقود المسلمين فهو صاحب العدل
والنقاء ول يناله تعب ول شقاء رجل أمين حافظ على الدين خائف من رب العالمين
ل يرافق الفساق ول يأكل في السواق كثير التواضع والسكون له أجر غير ممنون
طيب الخلق يحسن للرفاق ويكره الرجل المطلق يصلح بين الرجل وزوجته
ويرضي أخلقها على نفقته ويأمرها له بالطاعة ويذكرها أن ال يسألها عن صحبة
ساعة ويأمره بمعاشرتها بالمعروف ويكون لها مساعد وبها رؤوف ل يكتم الشهادة
اتخذ الخير عادة فهو من أهل الشهادة والسعادة.
9
صاحب الذوق السليم من المتكلمين على الكراسي
ينبه الغافل والناسي أقامه ال لمنافع الناس غسل قلوبهم من الغل والحسد
والوسواس ودفع الرجاس يؤلف بين قلوب العوام بأطيب الكلم ويأمرهم بإفشاء
السلم وإطعام الطعام والصلة بالليل والناس نيام ويعلمهم أمور الدين ويصير لهم
بذلك المان بتمين الموعظة الحسنة للنسوة ويخلصهم بذلك من البلوة يأمرهم
بطاعة بعولتهن وحفظ فروجهن من النيران ويوصيهن بإكرام الجيران فهو فقيه
مكمل صوفي مجمل قرا ودرع باع نفسه للناس واشترى النفوس بمواعظه من
المكوس يعمل الميعاد يذكر يوم المعاد يعرف ول يعنف يبشر ول ينفر رجل أمين
فذلك واعظ المسلمين .
10
صاحب الذوق السليم من الشحاذين
قليل السؤال كثير الحتمال يرضى بالقوت حتى ل يصير ممقوت راضٍ بقسمة ال
متوكلً على ال يمضي خماصاً ويعود بطان فهو من الشيطان في آمان ل يكنز من
المال كثير الصبر والحتمال يقينه صادق يكره سؤال الخلئق وزاهد فيما في أيدي
الناس خلي من الهم والوسواس مواظب على الخمس ل يحزن على ما فاته بالمس
مهذب الخلق ل يخالف الرفاق كل خلوة عنده حلوة إذا حصلت له المؤونة فل
يشق المدينة عفيف النفس نظيف ل يسأل الناس في أكثر من رغيف.
11
النهاية
النهاية
الكتاب من موقع
http://www.al-eman.com
المكتبة السلمية
12