You are on page 1of 5

‫مصطلح ابن الله في كتب اليهود و‬

‫النصارى‬
‫إن الحقاد الطائفيقة والحروب الدينيقة بيقن أبناء الشعقب الواحقد غريبقة على أرض السقلم ‪ ،‬فققد ألف‬
‫هذا الديقن منقذ بدأ يعاشقر غيره على المياسقرة واللطقف ‪ ،‬وان يرعقى حسقن الجوار فيمقا يشرع مقن‬
‫قوانيقن ويضقع مقن تقالي ‪ ،‬وهقو فقي ميدان الحياة العامقة حريقص على احترام شخصقية المخالفيقن له ‪،‬‬
‫ومقققن ثقققم لم يفرض عليهقققم حكمقققه فقققي الحلل والحرام ‪ ،‬أو يقهرهقققم على الخضوع لعقائده ‪ ،‬أو‬
‫اضطهادهققم ‪ ،‬أو مصققادرة حقوقهققم ‪ ،‬أو المسققاس الجائر لموالهققم و أغراضهققم و دمائهققم‪ .‬و تاريققخ‬
‫السقلم فقي هذا المجال أنصقع تاريقخ على وجقه الرض ‪ ،‬وليقت التواريقخ الخرى فيمقا حفظتقه الدنيقا‬
‫لها من حروب التعصب وغارات البادة والتجتي ‪ ،‬تقترب من ليونة السلم ومودته وسماحته‪.‬‬

‫محاولت مشينة للهجوم على عقيدة‬


‫التوحيد‪:‬‬
‫ورغقم مسقلك هذا الديقن المثالي فيمقا ضربقة مقن تسقامح واعتدال درجقت بعقض جماعات مقن أهقل‬
‫الكتاب من النصارى في داخل بلدنا السلمية وخارجها على إرسال خطابات إلى العديد من شباب‬
‫المسلمين ‪ ،‬تهاجم فيها عقيدته الصافية النقية في التوحيد ‪ ،‬ثم تدعوهم إلى اعتناق فكرهم المتمثل في‬
‫أن ال ابناً أرسله ليخلّص به البشر ‪ ،‬ويستندون في زعمهم هذا إلى نصوص من أناجيلهم ‪ ،‬مثل ‪::‬‬

‫ل يهابون‬
‫‪ 1-‬ما ورد في إنجيل متقى بالصقحاح ‪ 21‬عدد ‪ 37‬فقي قولة ( فأخيراً أرسقل اليهقم ابنقه قائ ً‬
‫ابني ) ‪.‬‬

‫ويعنون أن ال أرسل ابنه المسيح إلى شعب اليهود‬

‫‪ 2-‬ومقا ورد فقي انجيقل مرققس ‪ :‬بالصقحاح الثالث عشقر عدد ‪ 23‬فقي قولة ( ومقا ذلك اليوم وتلك‬
‫الساعة فل يعلم بهما أحد ‪ ،‬ول الملئكة الذين في السماء ول البن ال الب ) ‪.‬‬

‫‪ 3-‬ماورد في انجيل لوقا ‪ :‬بالصحاح الثاني والعشرين عدد ‪ ، 70‬في قوله ‪ ( :‬فقال الجميع ‪ :‬أفأنت‬
‫ابن ال ؟ فقال لهم ‪ :‬أنتم تقولون إني أنا هو )‪.‬‬

‫‪ -4‬ماورد في إنجيل يوحنا ‪ :‬بالصحاح الثالث عدد ‪ 18‬في قوله ‪ ( :‬لنه لم يرسل ال ابنه إلى العالم‬
‫ليدين العالم ‪ ،‬بل ليخلص به العالم )‪.‬‬

‫… ومع التسليم بوجود النصوص السابقة ومات في أناجيل النصارى المتداولة بينهم ‪ ،‬نجد أن هناك‬
‫نصوصاً أخرى بتلك الناجيل يصف فيها المسيح نفسه ‪ ،‬بأنه بشر ‪ ،‬أبن انسان كا لتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬في انجيل متى بالصحاح الثامن عدد ‪ 20 – 18‬ورد قوله ‪ ( :‬فتقدم كاتب وقال له يا معلم أتبعك‬
‫أينمقا تمضقي ‪ ،‬فقال يسقوع ‪ :‬للثعالب أوجرة ولطبور السقماء أوكار ‪ ،‬وأمقا ابقن النسقان فليقس أن يسقند‬
‫رأسه )‪.‬‬

‫‪ -2‬وفقي انجيقل مرققس ‪ :‬بالصقحاح الثامقن ‪ ،‬عدد ‪ ، 31‬قوله عقن المسقيح ( وابتدأ يعلمهقم أن ابقن‬
‫النسان ينبغي أن يتألم كثيراُ ‪ ،‬ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ) ‪.‬‬
‫‪ -3‬وفي انجيل لوقا ‪ :‬بالصحاح التاسع ‪ ،‬عدد ‪ 56‬قوله عن المسيح ‪ ( :‬لن ابن النسان لم يأت ليهلك‬
‫أنفس الناس بل ليخلص ) ‪.‬‬

‫‪ -4‬وفي انجيل يوحنا ‪ :‬بالصحاح الثامن ‪ ،‬عدد ‪ ، 40‬من كلم المسيح لليهود ‪ ( :‬قال لهم يسوع ‪ :‬لو‬
‫كنتقم أولد إبراهيقم لكنتقم تعملون أعمال إبراهيقم ‪ ،‬ولكنكقم تطلبون أن تقتلونقي ‪ ،‬وأنقا إنسقان ققد كلمكقم‬
‫بالحق الذي سمعه من ال)‪.‬‬

‫إذاً كيف يتفق القول بأن المسيح ابن النسان ‪ ،‬أي أنه من البشر ‪ ،‬وهناك نصوص أخرى ‪ ،‬تذكر أنه‬
‫أبن ال؟!‬

‫فمن استقراء النصوص بالبنوة نجد ‪:‬‬


‫أن لفظ البنوة في الكتب المقدسة لدى أهل الكتاب ورد بها على قبيل المجاز ‪ ،‬فإذا كان مضافاً إلى ال‬
‫أريد به الرجل البار ‪ ،‬وقد إطلق على المسيح وغيره من النبياء والشخاص فمثلُ ‪:‬‬

‫آدم عليه السلم دعته الناجيل ابن ال ‪:‬‬

‫فققد جاء في إنجيل لوققا ‪ :‬فقي الصقحاح الثالث ‪ ،‬عدد ‪ ، 38-33‬بشأن نسقب المسيح أنه يتصل بشيقت‬
‫ابن آدم ال ‪.‬‬

‫جاء في سفر اليام الول ‪ :‬بالصحاح السابع عشر ‪ ،‬عدد ‪ ، 14-11‬قوله لداود ‪ ( :‬ويكون متى كملت‬
‫أيامك ‪ ..‬أني أقيم بعدك نسلك ‪ ..‬أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً ) ‪.‬‬

‫…‪ .‬أطلقت السفار أبناء ال على الشرفاء أو القوياء ‪:‬‬

‫فقد ورد بسفر التكوين في الصحاح السادس ‪ ،‬عدد ‪ 1،2‬قوله ‪ ( :‬وحدث لما ابتدأ الناس يكقرون على‬
‫الرض ‪ ،‬وولد لهم بنات أن أبناء ال رأوا بنات الناس أنهن حسنات ) ‪.‬‬

‫أطلققت السقفار ( ابقن ال ) على كقل شخقص بار سقواء كان نصقرانياً أم غيقر نصقراني ‪ :‬فققد ورد فقي‬
‫إنجيقل متقى ‪ :‬بالصقحاح الخامقس عدد ‪ ، 9‬قول المسقيح عليقه السقلم ( طوبقى لصقانعي السقلم لنهقم‬
‫أبناء ال يدعون ) ‪.‬‬

‫و بالمقابلة ‪:‬‬

‫أطلقت أسفار أهل على الشخص الشرير أنه ابن إبليس ‪:‬‬

‫فقد ورد في إنجيل متى ‪ :‬بالصحاح الثاني عشر ‪ ،‬عدد ‪ ، 34‬قول المسيح لليهود ‪ ( :‬يا أولد الفاعي‬
‫‪ ،‬كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار ) ‪.‬‬

‫ولفظ الفاعي في اصطلح السفار الكتابية تمثل للشياطين …‬

‫ولندلل على ما ذكر ناه سابقاً بالتي ‪:‬‬

‫أولً ‪ :‬يقرر الدكتور محمقد فؤاد الهاشمقي ( وققد كان مقن رجال الكهنوت النصقارى فقي مصقر قبيقل‬
‫إسلمه ) ‪.‬‬
‫… أن عبارة ( ابقن ال ) الواردة بالسقفار المقدسقة لدى أهقل الكتاب ل تعنقي ولد ال ‪ ،‬فبنقو النسقان‬
‫جميعاً هقم أبناء ال ‪ ،‬بمعنقى أنهقم خلققه ‪ ،‬وأبوّتقه لهقم ل تعنقي تلك البوّة الجسقدية التقي تثبتهقا شهادة‬
‫الميلد ‪ ،‬بقل هققي ربوبيقة الخلق والتربيققة ‪ ،‬وهذا هقو القصقد مققن التعقبير يلفقظ ( الب ) الوارد بتلك‬
‫السقفار فهقي تعنقي وللقققققه المربقي ‪ ،‬وكان هذا اصقطلحاً سقائداً عنقد اليونانييقن الذيقن ترجمقت عقن‬
‫لغتهقم تلك الناجيقل ‪ ،‬ولهذا فإن المسقيح مل الناجيقل بأنقه ابقن النسقان ‪ ،‬وأسقند أُبققققوة ال لغيره فقي‬
‫كثيقر مقن النصقوص ‪ ،‬ممقا يقطقع بأن المراد بهقا ألوهيقة ال وربقو بيتقه لعبادة ‪ ،‬كمقا وصقف الصقالحين‬
‫بأنهقم أبناء ال يمعنقى أنهقم أحبؤة وأصقفياؤه ‪ ( .‬كتاب حوار بيقن مسقيحي ومسقلم تأليقف الدكتور محمقد‬
‫فؤاد الهاشمي ) ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬ويزيقد الب عبقد الحقد داود الشوري العراققي هذا المقر وضوحاُ إذ كان على درايقة باللغات‬
‫السقامية كالعبريقة والراميقة فيقرر أن صقلة اليهود الواردة فقي أسقفار راود وهقي (السقماء) ‪ ،‬وققد‬
‫وصققفت التوراة ال بلفقظ ( آب ) ( بمقد الهمزة ) هقو اسقم ال باللغقة السقريانية أو الكلدانيقة ‪ ،‬وتعنقي‬
‫موجقد كافقة الموجودات ومكوّن كقل الكائنات ‪ ،‬فهقو خالقهقا وفاطرهقا ‪ ،‬فهقي ل تعنقي ان ال ابناً وحيداً‬
‫كما تزعم الكنيسة ‪ ،‬وهي بخلف كلمة ( أب ) بهمزة مفتوحة والتي تعني الوالد ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ذكر المام تقي الدين ابن تيمية أن لفظ البن في أسفار أهل الكتاب هو اسم لمن رباه ال ‪ ،‬أو‬
‫اصقطفاه وكرمقه مقن عقبيدة كإسقرائيل وداود وسقليمان وغيرهقم مقن النقبياء ‪ ،‬لن لفقظ الب فقي لغتهقم‬
‫تعنقي الرب الذي يربقي عبدة أعظقم ممقا يربقي الب ابنقه ‪ ،‬وفقي هذا المعنقى يقول المسقيح لتلميذه ‪:‬‬
‫( أحبوا أعداءكقم ‪ ،‬باركوا ل عنيكقم ‪ ،‬أحسقنوا الى مبغضيكقم ‪ ،‬وصقلّوا لجقل الذيقن يسقئون إليكقم‬
‫ويطردونكقم ‪ ،‬لكقي تكونوا أبناء أبيكقم الذي فقي السقموات ) ( إنجيقل متقى ‪ :‬الصقحاح الخامقس ‪ ،‬عدد‬
‫‪ .) 45– 44‬ويرجع أيضاً إلى كتاب ‪ :‬الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ‪ ،‬لشيخ السلم ابن تيمة‬
‫الجزء الثاني فصل في معنى البن‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬ويقرر الشيقخ رحمقة ال بقن خليقل الرحمقن الهندي ‪ :‬أن لفقظ ( ابقن ) الوارد فقي أسقفار أهقل‬
‫الكتاب يحمقل على المعنقى المجازي المناسقب لشخققص المسققيح عليقه السققلم ‪ ،‬ويتضقح هذا المعنققى‬
‫بجلء مقن اسقتقراء النقص الوارد فقي إنجيل مرققس ‪ :‬بالصحاح ‪ ،15‬عدد ‪ ، 39‬في قوله ( ولمقا رأي‬
‫قائد المائة الواقققف مقابلة أنققه صققرخ هكذا وأسققلم الروح ‪ ،‬قال ‪ :‬حقاً كان هذا النسققان ابققن ال )‪ .‬و‬
‫مقابلته بالنص المشتمل على هذا المعنى بإنجيل لوقا ‪ :‬بالصحاح ‪ ، 23‬عدد ‪ 27‬في قوله ‪ ( :‬بالحقيقة‬
‫كان هذا النسققان باراً )‪ .‬ففققي إنجيققل مرقققس لفققظ ( ابققن ال ) وفققي انجيققل لوقققا بدله لفققظ ( البار ) ‪،‬‬
‫واستعمل مثل هذا اللفظ في حق الصالحين غير المسيح عليه السلم ‪ ،‬كما استعمل ابن إبليس في حق‬
‫غير الصالحين‪.‬‬

‫…(( من الذي قام بتحريف لفظ – ابن ال ‪ 0‬عن مفهوم من رباه ال واصطفاه إلى مفهوم اللوهية‬
‫وابن الذات المقدسة وكيف كان ذلك ؟ )) ‪.‬‬

‫…‪ ..‬إن من يدعونه بولس والذي لم يرَ المسيح ولم يتتلمذ على يديه ‪ ،‬بل كان عدواً له ولتباعه ‪ ،‬ثم‬
‫تحايل بعقد ذهاب المسقيح عن هذا العالم حتى التصق بتلميذه بعد أن اطمأنوا إليه ‪ ،‬هو الذي انحرف‬
‫بلفظ ( ابن ال ) عن مفهومه الكتابي التوراتي ‪ ،‬وهو من ربّاه ال وأجبه واصطفاه وكرمه إلى مفهوم‬
‫التقديس واللوهية ‪ ،‬ويشير إلى ذلك كثير من أقواله التي تشتمل عليها رسائله مثل ‪:‬‬

‫‪ 1-‬قوله في رسالته أهل رومية ‪ :‬بالصحاح الول ‪ ،‬عدد ‪ ( : 4-1‬بولس عبد يسوع المسيح المدعو‬
‫رسولً المُققفرَز لنجيل ال الذي سبق فوعد به أنبيائه في الكتب المقدسة عن ابنه الذي صار من نسل‬
‫داود مقن جهقة الجسقد ‪ ،‬وتعيقن ابقن ال بقوة مقن جهقة روح القداسقة بالقيامقة مقن بيقن الموات يسقوع‬
‫المسيح ربنا ) ‪.‬‬
‫‪ 2-‬وقوله فقي رسقالته إلى أهقل فيلبقي ‪ :‬بالصقحاح الثانقي ‪ ،‬عدد ‪ ( : 5،6‬فليكقن هذا الفكقر الذي فقي‬
‫المسيح يسوع أيضاً الذي كا في صورة ال ‪ ،‬لم يحسب خلسة أن يكون معادلً ل ) ‪.‬‬

‫‪ 3-‬وقوله فقي رسقالته إلى العقبرانيين بالصقحاح الول عدد ‪ ( : 1،2‬ال بعدمقا كلم الباء والنقبياء‬
‫قديماً بأنواع وطرق كثيرة ‪ ،‬كلمنا في هذه اليام الخيره في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء ) ‪.‬‬

‫…… ويؤيققد مققا ذهبنققا اليققه مققن رأي الدكتور ‪ /‬شارل جينيققبير أسققتاذ ورئيققس قسقم الديان بجامعققة‬
‫باريقس ‪ ،‬الذي يكشقف لنا الكثيقر ممقا قام بقه القديقس بولس مقن تحريقف ‪ ،‬فلقد درس ذلك العلّمقة اللغقة‬
‫العبرية واللغة اللتينية والديانة اليهودية ‪ ،‬كما درس بعمق الجو الديني العبري ‪ ،‬أي المجتمع العبري‬
‫‪ ،‬أو بمعنى آخر المجتمع اليهودي الذي نشأ فيه المسيح عليه السلم وقضى فيه حياته القصيرة ‪ ،‬وكل‬
‫ذلك مقن الوجهقة التاريخيقة ‪ ،‬أي بحسقب الواققع التاريخقي ‪ ،‬غيقر متأثقر فقي ذلك بالجانقب العقائدي ‪،‬‬
‫وانتهى في دراساته إلى الحقائق التية ‪:‬‬

‫أولً ‪ :‬إن عقيدة النصرانية التي دعا إليها السيد المسيح كانت في غاية البساطة ‪ ،‬إذ كان يعلن التوحيد‬
‫ويؤكققد أنققه عبققد ال ورسققوله ‪ ،‬وكان كققل همققه أن يدعققو إلى الخُلق الكريققم ‪ ،‬إلى الرحمققة والمحبققة‬
‫والتعاطف ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬إن المسيح ما بعث الّ لخراف بني إسرائيل الضالة ‪ ،‬أي أن رسالته كانت خاصة ببني إسرائيل‬
‫‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬إن المسقيح لم يققل عقن نفسقه انقه ( ابقن ال ) فذلك تعقبير لم يكقن فقي الواققع ليمثقل بالنسقبة إلى‬
‫اليهود سقوى خطقأ لغوي فاحقش ‪ ،‬وضرب مقن ضروب السقفه فقي الديقن ‪ ،‬كمقا ل يسقمح أي نقص مقن‬
‫نصوص الناجيل إطلق تعبير ابن ال على المسيح ‪ ،‬فتلك لغة لم يبدأ في استخدامها سوى النصارى‬
‫الذيققن تأثروا بالثقافققة اليونانيققة ‪ ،‬وهققي اللغققة التققي اسققتخدمها القديققس بولس ‪ ،‬كمققا اسققتخدمها مؤلف‬
‫النجيل الرابع ‪ ،‬وهو إنجيل يوحنا ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬إن القديقس بولس هقو المسقؤول عقن انفصقال المسقيحية عقن دعوة السقيد المسقيح ‪ ،‬إذ تسقبب‬
‫بخطئه في ترجمة لفظ عبد في كلمة ( عبد ال ) التي يقولها المسيح كثيراً عن نفسه إلى كلمة ( طفل )‬
‫بدلً من ترجمتها إلى كلمة ( خادم ) فصارت ( طفل ال ) ‪ ،‬وكان لذلك تغيير هائل بالفكرة الدينية عن‬
‫صورة الله في الفلسفة عامة وفي عقيدة النصرانية خاصة ‪ ،‬والتي غلب على تسميتها بالمسيحية في‬
‫زماننا المعاصر ‪ ،‬بمعنى أنه انحرف بعقيدة التوحيد الخالص إلى فكرة بنوة الطفل ل أي بنوة المسيح‬
‫ال ‪.‬‬

‫خامس قاً ‪ :‬وطققبيعي أن الثنققي عشققر تلميذاً الذيققن آمنوا بالمسققيح وتابعوه لم يكققن ليوافقوا على نعققت‬
‫المسيح أنه ابن ال بل كان تعبيرهم عنه أنه خادم ال ‪ ،‬لن صورة اللوهية التي تتسم اتساماً بالكمال‬
‫أنقه ل يلد كمقا أنقه ل يولد ‪ ،‬أي أنقه ليقس بحاجقة – لكماله – إلى ولد ‪ ،‬إذ إن أرادة الولد إنمقا هقي نققص‬
‫في الله ‪.‬‬

‫… أما بالنسبة للبن فإنه على أي وضع تصورته ‪ ،‬يكون إمّققا مولوداً وإمّققا مخلوقاً ‪ ،‬فهو ل مناص‬
‫قد سبقه عدم وأنه وجد بعد عدم ‪ ،‬إذاً فل يكون إلقققهقققاَ لنه حادث ‪.‬‬

‫ولذلك فإن المسقيحية الحاضرة بكقل مقا فيهقا مقن عقائد وطقوس وشعائر غريبقة بعيدة كقل البعقد عقن‬
‫رسالة المسيح ‪ ( .‬انتهى كلم الدكتور شارل جينيبير ) ‪.‬‬
‫يرجقع فقي هذا إلى كتاب المسقيحية نشأتهقا وتطورهقا تأليقف دكتور شار جينيقبير ‪ ،‬رئيقس قسقم تاريقخ‬
‫الديان بجامعققة باريققس ‪ ،‬وقققد ترجمققة بالعربيققة الدكتور ‪ /‬عبققد الحليققم محمود ‪ ،‬نشققر دار المعارف‬
‫بالقاهرة ‪.‬‬

‫السلم يصحح الصورة الدينية للله ‪:‬‬


‫…… رسم السلم مفهوم اللوهية بالصورة الصادقة التي أنزلها ال تعالى على رسولة محمد صلى‬
‫ال عليه وسلم بعيداً كل البعد عن ألفاظ البققوّة والبن التي التبس أمر الحق فيها على أهل الكتاب ‪.‬‬
‫قال ال تعالى ‪ ( :‬فاعلم أنققه ل أله أل ال ) ‪.‬سققورة محمققد ز وقال جققل شأنققه ( قققل هققو ال أحققد ‪ ،‬ال‬
‫الصمد ‪ ،‬لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) ‪ .‬سورة الخلص ‪.‬‬

‫أما عن المسيح عليه السلم ‪ ،‬فقد تحدث عنه القرآن باسم الواقع التاريخي الصادق ‪ ،‬كما تحدث عنه‬
‫باسم المنطق ‪.‬‬

‫فباسم الواقع التاريخي ‪:‬‬


‫قول ال تعالى ( ققل يقا أهقل الكتاب تعالوا إلى كلمقة سقواء بيننقا وبينكقم أل نعبقد ال ول نشرك بقه شيئًا‬
‫ول يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون ال ‪ ،‬فإن تولوا اشهدوا بأنّا مسلمون ) ‪.‬سورة آل عمران ‪.‬وقوله‬
‫عز شأنه ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إلّ أنا فاعبدون ) ‪ .‬سورة النبياء‬
‫‪.‬وقوله ( وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عبادً مكرمون ) سورة النبياء ‪ .‬وقوله ( وقالوا اتخذ‬
‫الرحمقن ولداً ‪ ،‬لققد جئتقم شيئاً إدّا ‪ ،‬تكاد السقموات يتفطّرن منقه وتنشقُق الرضُق وتخرّ الجبال هدّا ‪ ،‬أن‬
‫دعوا للرحمقن ولداً ‪ ،‬ومقا ينبغقي للرحمقن أن يتخقذ ولداً ‪ ،‬إن كقل مقن فقي السقموات والرض إلّ آتقي‬
‫الرحمن عبداً ) سورة مريم ‪.‬‬

‫أما من وجهة النظر المنطقية ‪:‬‬


‫يقول ال تعالى ( قالوا أتخقذ ال ولداً سقبحانه هقو الغنيّ له مقا فقي السقموات ومقا فقي الرض إن عندكقم‬
‫مققن سققلطان بهذا ‪ ،‬أتقولون على ال مال تعلمون ‪ ،‬قققل إن الذيققن يفترون على ال الكذب ل يفلحون ‪،‬‬
‫متاع فقي الدنيقا ثقم إلينقا مرجعهقم نذيقهقم العذاب الشديقد بمقا كانوا يكفرون ) سقورة يونقس ‪ .‬ويقول جقل‬
‫جلله ‪ ( :‬ما كان ل أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) ‪ .‬سورة مريم ‪.‬‬

‫… فال سققبحانه غني قّ غنىَ مطلقاً عققن الولد ‪ ،‬لن مققن يسققعى وراء الولد أو يتبناه هققو الفقيققر وهققو‬
‫المحتاج في العواطف وفي العمال وفي التصريف ‪ ،‬ولكن ال تعالى يتنزه عن ذلك فهو إذا أراد أمراً‬
‫‪ ،‬كان مقا أراد ول يعدو المسقيح أن يكون عبقد ال تعالى ‪ ،‬كرمقه ال بالرسقالة التقي كلفقه بتبليغهقا إلى‬
‫قومقه مقن بنقي إسقرائيل ‪ ،‬شأنقه شأن باققي المرسقلين مقن قبله إلى أقوامهقم ‪ ،‬وهكذا صقحح السقلم‬
‫صورة الله التي كادت المسيحية أن تطمس حقيقتها ‪ ،‬والتي ما زالت تحاول جاهدة في طمسها ‪ ،‬قال‬
‫تعالى ‪ ( :‬ققل يقا أهقل الكتاب ل تغلوا فقي دينكقم غيقر الحقق ول تتبعوا قومٍق ققد ضلوا مقن قبقل وأضلوا‬
‫كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل ) ‪ .‬سورة المائدة‪.‬‬

You might also like