Professional Documents
Culture Documents
الفصل التاسع
العمليات النفعالية
تمهيد:
يع تبر الوجدان عامل مه ما ومؤثرا في سلوك الن سان وخا صة
دوافعه وميوله واتجاهاته ،فهي العامل الذي يجعل النسان متشربا بكثير
مكن القيكم ومكونات الحكب والكراهيكة التكي تجعله مقبل على الشياء أو
مدبرا عن ها .لذلك فإن النفعالت اليجاب ية ترت بط بال سلوك اليجا بي من
قيكم واتجاهات نحكو السكرة والب والم والفضيلة والكرم والشجاعكة،
بمع ني آخر ترت بط النفعالت اليجاب ية بكل ما هو إيجابي ،أما الجا نب
44
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
45
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
فقال له :أو صني يا ر سول :قال :ل تغ ضب ،فتردد إل يه مرارا ،ل يز يد
على أن يقول :ل تغضب) رواه البخاري في الصحيح .كما تستجيب كل
أجهزة الجسم لنفعال الخوف والغضب وغيرها من النفعالت ،ومن أهم
ما يم يز هذه النفعالت أن الفراد يعون بمكونات ها الذات ية والف سيولوجية
والسكلوكية .فالمكونات الذاتيكة تعنكي أن الفرد يدرك نوع النفعال الذي
يعتر يه ..من خوف أو غ ضب أو سرور .أ ما المكون الف سيولوجي ف هو
التعرق ،أو تسارع ضربات القلب ،أو زيادة إفراز السكر فى مجرى الدم
...وأخيرا يتمثكل الجانكب السكلوكي فكى تعكبيرات الوجكه ،واليماءات
والفعال ..فالجميع يعبر عن السعادة بالسرور أوالبتسام أو الضحك .أم
تقطيب الوجه أو (التكشيرة) فتعبر عن الستياء أو عدم الرضا.
46
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
ماهية النفعالت:
47
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
48
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
الدم والهضم ،وجميع هذه الوظائف أساسية للحياة .وهي تسير دون وعي
منا ول نستطيع أن نتحكم فيها بشكل مباشر ،والغدد الصماء متصلة
اتصال مباشرا ووثيقا بهذا الجهاز المستقل الداء ،وهي مثله سريعة
الستجابة للنفعال وذلك بصب هرموناته في الدم مما يؤدي إلى تنبيه
سلسلة من التفاعلت في مختلف أعضاء الجسم ،ومن المثلة المشهورة
لعمل هذين الجهازين هو عندما يفزع النسان أو يغضب فهو يحس
بضربات قلبه قد أسرعت ويحس بارتفاع ضغط دمه ،وهذان الجهازان
يجعلن الكبد تطلق في الدم قدرا كبيرا من وقود الطاقة المخزون فيها
فيزيد مقدار السكر في الدم ،وتتسع الوعية الدموية الذاهبة الى
العضلت لتمدها بكمية اكبر من الدم الحامل لهذا الوقود ،كأنما تتأهب
للقيام بعمل جسمي ضخم.
وفي نفس الوقت يقف إمداد الجهاز الهضمي بالدم فتقف تبعا
لذلك عملية الهضم مؤقتا؛ وتمتنع شهوة الطعام ويشحب لون جدار المعدة
حتى يزول الفزع او الغضب .وضبط النفعال من قبل البالغين أمر مهم
ومعنى ذلك ان يمنعوا آثاره من الظهور على ملمحهم ،فالطفل يضرب
برجليه أو برأسه الرض أو أي شئ آخر إذا غضب ،ولكن البالغ أن
فعل ذلك فربما ل يعتد به فى أمور الحسم ،أو يوصف بعدم النضج
النفعالي (الفجاجة النفعالية) ،ومع ذلك فالنفعالت نفسها والتغيرات
الجسمية التي تصاحبها ليست قابلة للتحكم ،فالمطلوب إذن هو إيجاد
الطرق المقبولة المهذبة لمقابلة السباب التي قد تثير النفعالت الضارة،
ثم التعبير عن هذه النفعالت بطريقة غير مضرة عندما تثار .وربما
تعمل طريقة تنشئة البناء عامل جوهريا فى التعبير عن عدم الرضا أو
القتناع حول موضوع النفعال.
49
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
50
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
52
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
النفعال .فينشكط الجهاز السكمبثاوي ،إذا كان المثيكر يتطلب إعلن حالة
الطوارئ فكي الجسكم ،والسكتعداد للقتال ،أو الهرب ،وينشكط نظيكر
ال سمبتاوي ،إذا كان المث ير باعثا على الطمأني نة وال سترخاء ،في الو قت
نفسه ،الذي يرسل فيه الجهاز النفعالي إشارات إلى قشرة المخ لحاطتها
بمعلومات عككن النفعال الموجود .فمثلً ،إذا حدث زلزال شديككد ،فإن
الشخكص يدرككه ،ثكم تعمكل قشرة المكخ على بعكث الذكريات والخطار
المرتبطة بالزلزل ،في الوقت عينه ،الذي ترسل فيه إشارات إلى الجهاز
النفعالي ،الذي ينشط ،بدوره ،الجهاز السمبتاوي (الذي ُي ِعدّ جسم النسان
لمواجهة الخطر ،فيزيد من سرعة ضربات القلب وسرعة التنفس ،ويزيد
الدم إلى العضلت والمكخ ،وتتسكع فتحكة إنسكان العيكن ،إلى آخكر تلك
التغيرات ،التكي ُت ِعدّ النسكان للقتال أو الهرب) ،ويأخكذ النسكان قرار
الهرب من مكان الزلزال ،أو الحتماء المناسب ،الذي يراه.
ويلحككظ أن النفعال يتشابككه فككي حالت الخوف والخجككل
والغ ضب ،على الر غم من اختلف الشعور الداخلي في كل من ها .وذلك
لن ردود فعكل الجهاز العصكبي متشابهكة .ومكن ثكم ،فإن المحدد لنوع
النفعال ،هو الشعور أو التف سير الذا تي له .ويتأ ثر النفعال بحالة الو عي
والنتباه والدراك والخكبرة السكابقة ،بالمثيكر (الذاكرة) .وللنفعال فوائد،
أهمها:
.1أنه ُي ِعدّ الفرد لمواجهة المثير (بالستعداد للقتال أو الهروب).
.2ويعطكي التعكبير النفعالي ترابطا بيكن الشخاص ،وفهما اجتماعيا
متبادلً ،مكن طريكق المشارككة النفعاليكة .فمثلً ،عندمكا نقابكل إنسكانا،
ويبتسكم لنكا ابتسكامة ،تعبّر عكن سكروره بلقائنكا ،فإن هذا سكيولد شحنكة
انفعال ية طي بة ،داخل نا ،تجا هه .ك ما أن النفعال يولد شح نة داخل يةُ ،ت َعدّ
53
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
54
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
55
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
الموت فهو حتما سيقابلنا في يوم ما .يقول ال سبحانه وتعالى قل إن
سورة الجمعة الية ( .) 8 الموت الذي تفرون منه فانه ملقيكم
واليمان الصادق بال سبحانه وتعالى يؤدي إلى التخلص من الخوف من
الموت.
أما الخوف من الفقر فهو من المخاوف الشائعة بين الناس.
والنسان دائم السعي في حياته لكسب رزقه وقوته وقوت عياله ،لكي
يهيء لنفسه ولسرته أسباب الحياة المنة .واليمان بال يقضي على
إن ال هو الرزاق ذو الخوف من الفقر ،يقول ال تبارك وتعالى :
سورة الذاريات الية ( )58ويقول أيضا :وفي السماء القوة المتين
سورة الذاريككات الية ( ،)22وبذلك يصبح رزقكم وما توعدون
الخوف الحقيقي الذي يشعر به المؤمن هو الخوف من ال،
لماذا ؟ لن إيمانه بال يجعله ل يخاف الموت أو الفقر أو الناس أو أي
شيء آخر في العالم ،وإنما يخاف فقط من غضب ال وسخطه وعذابه،
ويؤدي الخوف من ال وظيفة مهمة ومفيدة في حياة المؤمن إذ يجنبه
ارتكاب المعاصي ،فيقيه بذلك من غضب ال وعذابه ،ويحثه على أداء
العبادات والقيام بالعمال الصالحة ابتغاء مرضات ال.
الغــضب :
انفعال مهم يؤدي وظيفة مهمة للنسان ،حيث إنه يساعده على
حفظ ذاته ،فحينما يغضب النسان تزداد طاقته على القيام بالمجهود
العضلي العنيف مما يمكنه من الدفاع عن النفس أو التغلب على العقبات
التي تكون عائقا عن تحقيق أهدافه المهمة .وقد جاء في القرآن وصف
لنفعال الغضب وتأثيره في سلوك النسان .مثل ،انفعال سيدنا موسى
ولما رجع موسى إلى قومه عليه الصلة والسلم وغضبه قال تعالى :
56
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى
اللواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني
وكادوا يقتلونني فل تشمت بي العداء ول تجعلني مع القوم الظالمين
سورة العراف الية (.).15
ويحدث أثناء النفعالت كثير من التغيرات الفسيولوجية التي من بينها
إفراز هرمون الدرينالين الذي يؤثر على الكبد ويجعله يفرز كميات
زائدة من السكر مما يسبب زيادة الطاقة في الجسم ويجعله متهيئا لبذل
المجهودات العنيفة التي يتطلبها الدفاع عن النفس أثناء الغضب أو
الجري أو الخوف .ويوجه النسان العدوان إلى العقبات التي تعيق إشباع
دوافعه أو تحقيق أهدافه سواء كانت هذه العقبات أشخاصا أو عوائق
مادية أو قيودا اجتماعية ،وينقل الغضب إلى أشخاص لم يكونوا هم
السبب الحقيق في إثارة الغضب ،الطفل لما يغضب من أبيه يوجه
غضبه ناحية نفسه أو أحد إخوانه الصغار وأيضا غضب سيدنا موسى
من قومه وجه غضبه ناحية أخيه هارون .ويعتقد بعض المفسرين أن
مس الشيطان الوارد فى الية رقم ( ) 275من سورة (البقرة) والتى
نصكها الذين يأكلون الربوا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخبطه
أن المقصود بمس الشيطان هنا هو الغضب. الشيطان من المس....
الحــــب :
يلعب الحب دورا مهما في حياة النسان فهو أساس الحياة
الزوجية وتكوين السرة ورعاية البناء وهو أساس التآلف بين الناس
وتكوين العلقات النسانية الحميمة وهو الرباط الوثيق الذي يربط
النسان بربه ويجعله يخلص في عبادته وفي اتباع منهجه والتمسك
بشريعته ويظهر الحب في حياة النسان في صور مختلفة فقد يحب
57
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
النسان ذاته ويحب الناس ويحب زوجته وأولده ويحب المال ويحب ال
والرسول صلى ال عليه وسلم .ونجد في القران الكريم ذكرا لهذه
النواع المختلفة من الحب.
.1حـب الذات :ويرتبط ارتباطا وثيقا بدوافع حفظ الذات فالنسان يحب
أن يحيى وينمي إمكاناته ويحقق ذاته ويحب كل ما يجلب له الخير
والمن والسعادة ،ويكره كل ما يعوقه عن الحياة والنمو وتحقيق الذات
وكل ما يجلب له اللم والذى والضرر.
.2حـب الناس :ولكي يستطيع أن يعيش النسان في تآلف وانسجام مع
الخرين ،يجب عليه أن يحد من حبه لذاته وأنانيته ،وأن يعمل على
موازنته بحبه للناس الخرين ومودته لهم ،والتعاون معهم ،وتقديم يد
المعونة إليهم .ولذلك فإن ال سبحانه وتعالى حينما أشار إلى حب
النسان لنفسه الذي يظهر في هلعه وجزعه إذا مسه الشر ،وحرصه
على ما يناله من الخير وبخله به ومنعه عن الناس ،أثنى سبحانه وتعالى
مباشرة على من يقاوم السراف في حبه لذاته ويتخلص من مظاهر الهلع
والجزع إذا مسه شر ،ومن البخل إذا ناله خير ،وذلك عن طريق التمسك
باليمان ،وإقامة الصلة ،وإيتاء الزكاة ،والتصدق على الفقراء
والمساكين والمحرومين ،والبتعاد عما يبغض ال ،فإن من شأن هذا
اليمان أن يوازن بين حب النسان لنفسه وحبه للناس بما يحقق مصلحة
الفرد والجماعة .
.3الحـب الجنسي :يرتبط الحب بالدافع الجنسي ارتباطا وثيقا ،فهو الذي
يعمل على استمرار التآلف والنسجام والتعاون بين الزوجين ،وهو أمر
ومن آياته أن خلق ضروري لستمرار الحياة السرية .قال تعالى :
58
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في
سورة الروم الية (.)21 ذلك ليات لقوم يتفكرون
.4الحـب البوي :ل يعتبر علماء النفس دافع البوة دافعا فسيولوجيا
كدافع المومة ،ولكنهم يعتبرونه دافعا نفسيا ،ويظهردافع البوة واضحا
في حب الباء لبنائهم ،فهم مصدر متعة وسرور لهم ،ومصدر قوة وجاه
،وعامل مهم في استمرار دور الب في الحياة وفي بقاء ذكراه بعد
موته ويتضح ذلك من دعاء زكريا عليه السلم ربه أن يهبه غلما يرثه
قال رب إني وهن العظم مني ويرث من آل يعقوب ..قال تعالى :
واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا () وإني خفت الموالي من
ورآئي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا() يرثني ويرث من
آل يعقوب واجعله رب رضيا سورة مريم اليات( 4ك )6ويلحظ أن
حب البنين جاء في القرآن مقرونا بحب المال في كثير من اليات ،فكل
من البنين والمال من أسباب القوة والمتعة للنسان ،وتجد صاحب المال
الذي هو عقيم يتحسر على ماله ويقول لمن أترك هذا المال إذا مت
وتجده في أغلب الحيان بخيل إل من رحم ربي ،وكذلك صاحب العيال
إذا كان فقيرا فإنه يتعب كثيرا من أجل أن يجد لهم لقمة العيش ول
تكتمل سعادته ،أما إذا اجتمع المال والولد فيكون في سعادة وهناء
سورة الكهف ( يقول ال تعالى :المال والبنون زينة الحياة الدنيا
. )46
.5حـب ال سبحانه وتعالى :وهو ذروة الحب عند النسان وأكثره
سموا وصفاء وروحانية .وحب النسان لربه يدفعه إلى التقرب منه ،ل
في صلواته وتسبيحاته ودعواته فقط ،ولكن في كل عمل يقوم به ،وفي
كل سلوك يصدر منه ،إذ يكون توجهه في كل أعماله وتصرفاته إلى ال
59
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
سبحانه وتعالى راجيا منه سبحانه تعالى القبول والرضوان ،قال ال
قل إن كنتم تحبون ال فاتبعوني يحببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم تعالى:
يا أيها الذين وال غفور رحيم سورة آل عمران( ) 31وقال تعالى :
آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي ال بقوم يحبهم ويحبونه أذلة
على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل ال ول يخافون
سورة المائدة لومة لئم ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال واسع عليم
الية( .( 54
.6حـب الرسول صلى ال عليه وسلم :ويأتي بعد حب ال سبحانه في
ذروة السمو والنقاء والروحانية .لقد أرسل ال إلى الثقلين هذا النبي
الكريم عليه الصلة والسلم ليهديهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة،
وال قد اصطفى نبيه ليكون خاتم النبياء والمرسلين ،وأنزل عليه القرآن
الكريم ،وكان عليه الصلة والسلم المثل الكامل للنسان في أخلقه
وسلوكه وفيما تحلى به من محاسن الصفات والخصال ،وما أدل على
ذلك من وصف القرآن له بأنه على خلق عظيم .والمؤمن الصادق
اليمان يحمل كل الحب للرسول عليه الصلة والسلم الذي تحمل مشاق
الدعوة ،وجاهد جهاد البطال حتى نشر السلم في ربوع العالم ونقل
النسانية من ظلمات الضللة إلى نور الهداية .وقد أوصانا القرآن بحب
الرسول عليه الصلة والسلم ،وقرن حبه بحب ال .والمؤمن الصادق
اليمان يتخذ من الرسول عليه الصلة والسلم المثل العلى الذي يقتدي
به في أخلقه ،ويحذو حذوه في سلوكه ويهتدي بسيرته العطرة.
الـفرح:
يشعر النسان بانفعال الفرح أو السرور إذا نال ما تمناه،
وحصل ما يحب أن يحصل عليه من مال أو نفوذ ،أو نجاح ،أو علم ،أو
60
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
إيمان وتقوى .فالفرح أمر نسبي يتوقف على أهداف النسان في الحياة .
فمن كان هدفه في الحياة جمع المال ،والحصول على القوة والنفوذ
وغير ذلك من متاع الحياة الدنيا ،كان نجاحه في تحقيق هذه الهداف
باعثا على فرحه وسروره .ومن كان هدفه في حياته التمسك باليمان
والتقوى والعمل الصالح لكي يحصل على السعادة في الحياة الخرة ،كان
ذلك مصدر أمنه وطمأنينته وسروره قال تعالى :يا أيها الناس قد
جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين
() قل بفضل ال وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
سورة يونس اليات(57ك .(58
الـكـراهية:
الكره انفعال مضاد لنفعال الحب ،وهو عبارة عن شعور بعدم
الستحسان وعدم التقبل ،أو الشعور بالنفور والشمئزاز ،وبرغبة في
البتعاد عن الموضوعات التي تثير هذا الشعور ،سواء كانت أشخاصا أم
أشياء أم أفعال .وبالرغم من أن الحب أساس الحياة الزوجية ،إل أنه قد
يحدث أحيانا بين الزوجين من سوء التفاهم وكثرة المشاحنات والخلفات
ما قد يؤدي إلى نشوء الكراهية بينهما .وقد أشار القرآن إلى ما قد يحدث
أحيانا بين الزواج من كراهية ،ودعانا إلى محاولة التغلب عليها حتى
يمكن للحياة الزوجية أن تستمر ،قال تعالى :وعاشروهن بالمعروف
فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل ال فيه خيرا كثيرا
سورة النساء ( . ) 19وقد يكره النسان شخصا آخر أو بعض
الشخاص الخرين لختلفه معهم في الرأي ،أو بسبب الغيرة منهم
لتفوقهم عليه في أمر من المور ،أو لما يسببونه له من الحباط ،أو
لغير ذلك من السباب التي تبعث الكراهية في النفس.
61
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
الـغيـرة:
انفعال مكدر بغيض يشعر به النسان عادة إذا شعر أن
الشخص المحبوب يوجه انتباهه أو حبه إلى شخص آخر غيره .ومن
أنواع الغيرة الشائعة غيرة الزوجة على زوجها ،وما يحدث بين الخوة
إذا ما شعر أحدهم أن والديه أو أحدهما يحب أحد إخوته أكثر منه .وقد
وصف القرآن الكريم الغيرة بين الخوة فيما ذكرة عن قصة اخوان
يوسف عليه السلم حيث كان الب يحب يوسف أكثر من إخوته قال
إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن تعالى :
أبانا لفي ضلل مبين () اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه
سورة يوسف اليات( 8ك ،)9 أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين
وانفعال الغيرة مركب توجد فيه عناصر من عدة انفعالت أخرى
وخاصة انفعال الكره وغالبا ما تكون الغيرة مصحوبة بالكره والحقد
والرغبة في إيذاء الشخص الذي يثير الغيرة .
الـحـسد :
انفعال يشعر فيه النسان أن شخصا آخر يمتلك شيئا ما يتمناه
لنفسه ،وأن يزول من صاحبه .فقد يحسد النسان شخصا لنه يمتلك
ثروة كبيرة ،كان يتمنى هو أن تكون لديه هذه الثروة وكثير من الناس
يحسدون غيرهم على ما خصوا به من أموال أو أبناء أو صحة أو
نجاح .وقد وصف القرآن حسد اليهود والمشركين للنبي عليه الصلة
والسلم على ما خصه ال به من فضل النبوة ،وحسدهم للمؤمنين على
ما يود الذين ما خصهم ال به من فضل اليمان والهداية قال تعالى :
كفروا من أهل الكتاب ول المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم
62
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
64
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
65
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
66
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
تعد البعد الثاني من أبعاد الذكاء الوجداني وهى تعني إدراك ومعرفة ما
الذي يكون وراء هذه المشاعر وكيفية معالجة القلق والمخاوف والغضب
والحزن ،وهذا ما يؤكد قول سقراط " أعرف نفسك " وكأن المعرفة هي
مفتاح الشفاء ،فالشخص الذي لديه قدرة على الوعي بمشاعره وفهمها
والوعي بأفكاره تكون لديه قدرة على النتباه إلى مشاعره وتفحصها
وملحظة أفكاره ومراقبتها كي يستطيع السيطرة على النفعال.
67
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
68
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
69
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
70
الفصل التاسع :العمليات النفعالية
71