Professional Documents
Culture Documents
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب :
ع
سـتـمـتِـ ْ
ا ِــــــــ ْ
بـحـيـاتـك
مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة
النبوية
حصـيلة بحوث ودورات وذكريات أكثـر مـن عشريـن
سنة
سنَةٌ
لَقَدْ كَانَ لَ ُكمْ فِي َرسُولِ اللّهِ ُأسْ َوةٌ َح َ
بقلم /د.محمــد بــن عبــد الّرحمــن
العريفي
أستاذ جامعي ،خطيب جامع البواردي بالرياض
ماضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس
عضو اليئة العليا للعلم السلمي
مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات الجتماعية
6/2/1427هـ الوافق 6/3/2006م
ت نبيه هام جدا :هذه الن سخة لي ست للت صوير ول
للن شر ،فأر جو مراعاة ذلك ،و فق ال الم يع ..
آمي .
1
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مـا أعظـم سـروري لو علمـت أن قارئا أو قارئة لذه مقدمة
الورقات طبق ما فيه ..فشعر وشعر غيه بتطور مهاراته ل ا ك نت ف ال سادسة عشرة من عمري و قع ف
..وازدادت متعته ف حياته .. يدي -كتاب " فـن التعامـل مـع الناس " لؤلفـه "
فسطر بيمينه الطاهرة – مشكورا -رسالة عب فيها عن دايل كارنيجي " كان كتابا رائعا قرأته عدة مرات
رأيه ..وصوّر مشاعره بصدق وصراحة ..ث أرسلها عب ..
بريـد أو رسـالة جوال smsإل كاتـب هذه السـطور .. كان كاتبـه اقترح أن يعيـد الشخـص قراءتـه كـل
لكون للطفه شاكرا ..وبظهر الغيب له داعيا .. ش هر ..ففعلت ذلك ..جعلت أط بق قواعده ع ند
أسـأل ال أن ينفـع بذه الورقات ..وأن يعلهـا خالصـة تعاملي مع الناس فرأيت لذلك نتائج عجيبة ..
لوجهه الكري .. كان كارنيجـي يسـوق القاعدة ويذكـر تتهـا أمثلة
كتبه الداعي لك بالي/ ووقائع لرجال تيزوا مــن قومــه ..روزفلت ..
د.ممد بن عبد الرحن العريفي لنكولن ..جوزف ..ما يك ..فبح ثت ف تاري نا
فرأيـت أن فـ سـية رسـول ال eوأصـحابه
بداية .. ومواقـف التميزيـن مـن رجال أمتنـا مـا يغنينـا ..
ليست الغاية أن تقرأ كتابا ..بل الغاية أن تستفيد منه فبدأت مـن ذلك اليـ أؤلف هذا الكتاب فـ فـن
.. التعامل مع الناس ..
فهذا الكتاب الذي ب ي يد يك ل يس ول يد ش هر أو
.1هؤلء لن يستفيدوا ..
سنة ..
أذ كر أن ر سالة جاءت ن على هات في الحمول ..ن صها :
بل هو نتيجة دراسات قمت با لدة عشرين عاما
فضيلة الشيخ ..ما حكم النتحار ؟
..
فاتصلت بالسائل فأجاب شاب ف عمر الزهور ..قلت له
ومع أن ال تعال قد منّ عليّ بتأليف قرابة العشرين
:عفوا ل أفهم سؤالك ..أعد السؤال !
عنوانا إل الن ..إل أ ن أ جد أن أ حب ك تب إلّ
فأجاب بكـل تضجـر :السـؤال واضـح ..مـا حكـم
وأغل ها إل قل ب ..وأكثر ها فائدة عمل ية -في ما
النتحار ..
أظن – هو هذا الكتاب ..
فأردت أن أفاجئه بواب ل يتوقعـه فضحكـت وقلت :
كتبت كلماته بداد خلطته بدمي ..سكبت روحي
مستحب ..
بي أسطره ..عصرت ذكريات فيه ..
صرخ :ماذا ؟!
جعلتها كلمات من القلب إل القلب ..
قلت :أقول لك :حكم النتحار أنه مستحب ..
وأقسـم أناـ خرجـت مـن قلبـ مشتاقـة أن يكون
لكن ما رأيك أن نتعاون ف تديد الطريقة الت تنتحر با
مستقرها قلبك ..فرحاك با ..
2
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ..؟
ل يكن يثل بالنسبة لن ف الجلس إل واحدا منهم له حق سكت الشاب ..
الحترام لكب سنه ..فقط .. فقلت :طيب ..لاذا تريد أن تنتحر ؟
ألقيت كلمة يسية ..ذكرت خللا فتوى للشيخ العلمة قال :لن ما وجدت وظيفة ..والناس ما يبونن
عبد العزيز بن باز .. ل أنا إنسان فاشل ..و ..
..وأص ً
فل ما انته يت ..قال ل الش يخ مفتخرا :أ نا والش يخ ا بن وانطلق يروي ل قصة مطولة تكي فشله ف تطوير
ـ زملء ندرس ف السـجد ع ند الش يخ ممـد بن
باز كن ا ذاته ..وعدم استعداده للستفادة با هو متاح بي
إبراهيم ..قبل أربعي سنة .. يديه من قدرات ..
التفـت أنظـر إليـه ..فإذا هـو قـد انبلجـت أسـاريره لذه وهذه آفة عند الكثيين ..
العلومة ..كان فرحا جدا لنه صاحب رجلً ناجحا يوما لاذا ينظر أحدنا إل نفسه نظرة دونية ؟
من الدهر .. لاذا يلحـظ ببصـره إل الواقفيـ على قمـة البـل
بينما جعلت أردد ف نفسي :ولاذا يا مسكي ما صرت ويرى نفسه أقل من أن يصل إل القمة كما وصلوا
ناجحا مثل ابن باز ؟ ..أو على القل أن يصعد البل كما صعدوا ..
ما دام أنك عرفت الطريق لاذا ل تواصل ..؟ ومن يتهيب صعود البال *** يعش أبد الدهر بي
لاذا يوت ابـن باز فتبكـي عليـه النابر ..والحاريـب .. الفر
والكتبات ..وتئن أقوام لفقده .. تدري من الذي لن ي ستفيد من هذا الكتاب ،ول
وأ نت ستموت يوما من الد هر ..ولعله ل يب كي عل يك من أي كتاب آخر من كتب الهارات ؟!
أحد ..إل ماملة ..أو عادة !!.. إنه الشخص السكي الذي استسلم لخطائه وقنع
ـ قد نقول يوما مـن اليام ..عرفنـا فلنا ..وزاملنـا
كلن ا بقدرا ته ،وقال :هذا طب عي الذي نشأت عل يه ..
فلنا ..وجالسنا فلنا !! وتعودت عليـه ،ول يكـن أن أغيـ طريقتـ ..
وليس هذا هو الفخر ..إنا الفخر أن تشمخ فوق القمة والناس تعودوا علي بذا الطبع ..
كما شخ .. أما أن أكون مثل خالد ف طريقة إلقائه ..أو أحد
ل واعزم من الن أن تط بق ما تقت نع بنف عه من
ف كن بط ً ف بشاشته ..أو زياد ف مبة الناس له ..
قدرات ..كن ناجحا .. فهذا مال ..
اقلب عبوسـك ابتسـامة ..وكآبتـك بشاشـة ..وبلك جلست يوما مع ش يخ كبي بلغ من ال كب عتيا ..
كرما ..وغضبك حلما .. فـ ملس عام ،كـل مـن فيـه عوام متواضعـو
اجعل الصائب أفراحا ..واليان سلحا .. القدرات ..
استمتع بياتك..فالياة قصية ل وقت فيها للغم.. وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من بانبه
3
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعال إل شيء آخر .. أمـا كيـف تفعـل ذلك ..فهذا مـا ألفـت الكتاب
كـم نرى مـن الناس الحبوبيـ ..الذيـن يفرح الخرون لجله
بلقائهـم ..ويأن سون بجال ستهم ..أفلم تفكـر أن تكون كن معي وسنصل إل الغاية بإذن ال ..
واحدا منهم ..؟ بقي معنا ..
لاذا تر ضى أن تب قى دائما معجَ ـبا ( بف تح ال يم ) ول البطل الذي لديه العزية والصرار على أن يطور
تسعى لن تكون معجِـبا ( بكسرها ) !! مهاراته ..ويستفيد من قدراته ..
هنا سنتعلم كيف تصبح كذلك ..
لاذا إذا تكلم ابـن عمـك فـ الجلس أنصـت له الناس .2ماذا سنتعلم ؟
وملك أساعهم ..وأعجبوا بأسلوب كلمه .. يشترك الناس غالبا ف أسباب الزن والفرح ..
وإذا تكلمت أنت انصرفوا عنك ..وتنازعتهم الحاديث فهم جيعا يفرحون إذا كثرت أموالم ..
الانبية ؟! ويفرحون إذا ترقوا ف أعمالم ..
لاذا ؟ ويفرحون إذا شفوا من أمراضهم ..
مع أن معلوما تك قد تكون أك ثر ..وشهاد تك أعلى .. ويفرحون إذا ابت سمت الدن يا ل م ..فتحق قت ل م
ومنصبك أرفع .. مراداتم ..
لاذا إذن استطاع ملك أساعهم وعجزت أنت ؟!! و ف الو قت نف سه ..هم جيعا يزنون إذا افتقروا
لاذا ذاك الب يبـه أولده ويفرحون برافقتـه فـ كـل ..ويزنون إذا مرضوا ..ويزنون إذا أُهينوا ..
ذهاب وميء ..وآخر ل يزال يلتمس من أولده مرافقته فمـا دام ذلك كذلك ..فتعال نبحـث عـن طرق
و هم يعتذرون ب صنوف العذار ..لاذا ؟! أل يس كله ا ندي فيها أفراحنا ..ونتغلب با على أتراحنا ..
أب ؟!! نعـم ..سـنة الياة أن يتقلب الرء بيـ حُلو ٍة ومُرةٍ
ولاذا ..ولاذا .. ..أنا معك ف هذا ..
سنتعلم هنا كيفية الستمتاع بالياة .. ولكـن لاذا نعطـي الصـائب والحزان فـ أحيان
أساليب جذب الناس ..والتأثي فيهم .. كثية أكب من حجمها ..فنغتم أياما ..مع إمكاننا
تمل أخطائهم .. أن ن عل غم نا ساعة ..ونزن ساعات على ما ل
التعامل مع أصحاب الخلقيات الؤذية .. يستحق الزن ..لاذا ..؟!
إل غي ذلك ..فمرحبا بك .. أعلم أن الزن والغــــم يهجمان على القلب
ويدخلنه من غي استئذان ..ولكن كل باب هم
كلمة .. يفتح فهناك ألف طريقة لغلقه ..هذا ما سنتعلمه
ليـس النجاح أن تكتشـف مـا يبـ الخرون ..إناـ ..
4
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسلوب أبيه ..فيعون الغنم !! النجاح أن تارس مهارات تكسب با مبتهم ..
قلت :والل؟!
قال :الل أننا نقنع الب باستخدام راعي غنم ..ببضع .3لاذا نبحث عن الهارات؟
مئات مـن الريالت ..ندفعهـا ننـ له ..وولده النابغـة زرت إحدى الناطق الفقية للقاء ماضرة ..
يستثمر مواهبه وقدراته ..ونتكفل بصاريف الولد أيضا جاءنـ بعدهـا أحـد الدرسـي القادميـ مـن خارج
حت يتخرج .. النطقة ..
ثـ خفـض هذه الدرس رأسـه ..وقال :حرام أن توت قال ل :نود أن تسـاعدنا فـ كفالة بعـض الطلب
الواهب والقدرات ف صدور أصحابا ..وهم يتحسرون ..
عليها .. قلت :عجبا !! أليســت الدارس حكوميــة ..
تفكرت ف كلمه بعدها ..فرأيت أننا ل يكن أن نصل مانية ؟!
إل القمة إل بمارسة مهارات ..أو اكتساب مهارات .. قال :بلى ..لكننا نكفلهم للدراسة الامعية ..
نعم .. قلت :كذلك الامعـة ..أليسـت حكوميـة ..بـل
أتدى أن ت د أحدا من الناجح ي ..سواء ف علم ..أو تصرف للطلب مكافآت ..
دعوة ..أو خطابة ..أو تارة ..أو طب ..أو هندسة .. قال :سأشرح لك القصة ..
أو كسب مبة الناس .. قلت :هاتِ ..
أو الناجحي أسريا ..كأب ناجح مع أولده ..أو زوجة قال :يتخرج مـن الثانويـة عندنـا طلب نسـبتهم
ناجحة مع زوجها .. الئويـة ل تقـل عـن .. %99يلك مـن الذكاء
أو اجتماعيا ..كالناجح مع جيانه وزملئه .. والفهم قدرا لو ُوزّع على أمة لكفاهم ..
أعنـ الناجحيـ ..ول أعنـ الصـاعدين على أكتاف فإذا ترج وعزم أن ي سافر خارج قري ته ليدرس ف
الخرين !!.. ال طب أو الند سة ..أو الشري عة ..أو الك مبيوتر
أتدى أن تد أحدا من هؤلء بلغ مرتبة ف النجاح ..إل ..أو غيها ..منعه أبوه وقال :يكفي ما تعلمت
وهو يارس مهارات معينة – شعر أو ل يشعر -استطاع ..فاجلس عندي لرعي الغنم ..
با أن يصل إل النجاح .. صرخت من غي شعور :رعي غنم !!
قـد يارس بعـض الناس مهارات ناجحـة بطـبيعته ..وقـد قال :نعم ..رعي غنم ..
يتعلم آخرون مهارات فيمارسونا ..فينجحون .. وفعلً يلس السـكي عنـد أبيـه يرعـى الغنـم ..
نن هنا نبحث عن هؤلء الناجحي ..وندرس حياتم .. وتوت هذه القدرات والهارات ..وتضـي عليـه
ونراقب طريقتهم ..لنعرف كيف نحوا ؟ وهل يكن أن السني وهو راعي غنم ..
نسلك الطريق نفسه فننجح مثلهم ..؟ بـل قـد يتزوج ..ويرزق بأولد ..ويارس معهـم
5
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد تبقى هذه الهارات حبيسة النفس حت يغلبها الطبع ا ستمعت ق بل فترة إل مقابلة مع أ حد أثرياء العال
السائر بي الناس ..وتوت ف مهدها .. الش يخ سليمان بن ع بد ال الراج حي ..فوجد ته
ونفقـد عندهـا قائدا أو خطيبا أو عالا ..أو رباـ زوجا جبلً ف خلقه وفكره ..
ناجحا أو أبا ناصحا .. رجـل يلك الليارات ..آلف العقارات ..بنـ
ننـ هنـا سـنذكر مهارات متميزة نذكرك باـ إن كانـت مئات الساجد ..كفل آلف اليتام ..
عندك ..وندربك عليها إن كنت فاقدا لا .. رجل ف قمة النجاح ..
فهلمّ .. تكلم عن بداياته قبل خسي سنة ..كان من عامة
الناس ..ل يكاد يلك إل قوت يومه وربا ل يده
فكرة .. أحيانا !..
إذا صـعدت البـل فانظـر إل القمـة ..ول تلتفـت ذكـر أنـه رباـ نظـف بيوت بعـض الناس ليكسـب
للصخور التناثرة حولك .. ل ف دكان أو
رزقه ..وربا واصل ليله بنهاره عام ً
اصعد بطوات واثقة ..ول تقفز فتزل قدمك .. مصرف ..
تكلم كيف كان ف سفح البل ..ث ل زال يصعد
.4طور نفسك ..
حت وصل القمة ..
تلس مـع بعـض الناس وعمره عشرون سـنة ..فترى له
جعلت أتأمل مهاراته وقدراته ..فوجدت أن كثيا
أسلوبا ومنطقا وفكرا معينا ..
منـا يكـن أن يكون مثله بتوفيـق ال ..لو تعلم
ث تلس م عه وعمره ثلثون ..فإذا قدرا ته هي ه َي ..ل
مهارات وتدرب عليها ..وثابر وثبت ..
يتطور فيه شيء ..
نعم ..
بينما تلس مع آخرين فتجدهم يستفيدون من حياتم ..
أمر آخر يدعونا إل البحث عن الهارات ..
تده كـل يوم متطورا عـن اليوم الذي قبله ..بـل مـا ترـ
ـا يكون عنده قدرات على البداع
ـو أن بعضنـ
هـ
ساعة إل ارتفع با دينا أو دنيا ..
لكنه غافل عنها ..أو ل يساعده أحد على إذكائها
إذا أردت أن تعرف أنواع الناس ف ذلك ..فتعال نتأ مل
..
ف أحوالم واهتماماتم ..
ـر تاري ..أو ذكاء
كقدرة على اللقاء ..أو فكـ
القنوات الفضائية مثلً ..
معرف ..
من الناس من يتابع ما ينمي فكره العرف ..ويطور ذكاءه
قد يكتشف هذه القدرات بنفسه ..أو يذكي هذه
..ويسـتفيد مـن خـبات الخريـن مـن خلل متابعـة
الهارات مدرس ..أو مسـئول وظيفـي ..أو أخ
الوارات الادفـة ..يكتسـب منهـا مهارات رائعـة فـ
ناصح ..
النقاش ..واللغة ..والفهم ..وسرعة البديهة ..والقدرة
وما أقلّهم ..
6
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت صارت الرائد تتنافس ف تكثي الصفحات الرياضية على الناظرة ..وأساليب القناع ..
والفنية ..على حساب غيها .. ومن الناس من ل يكاد يفوته مسلسل يكي قصة
قل م ثل ذلك ف مال سنا ال ت نل سها ..وأوقات نا ال ت حـب فاشلة ..أو مسـرحية عاطفيـة ..أو فيلم
نصرفها .. خيال مرعب ..أو أفلم لقصص افتراضية تافهة ..
ل ..احرص على
فأنـت إذا أردت أن تكون رأسـا ل ذي ً ل حقيقة لا ..
تتبع الهارات أينما كانت ..درّب نفسك عليها .. تعال بال عليـك ..وانظـر إل حال الول وحال
كان عبـد ال رجلً متحمسـا ..لكنـه تنقصـه بعـض الثان بعد خس سنوات ..أو عشر ..
الهارات ..خرج يوما من بيته إل السجد ليصلي الظهر أيه ما سيكون أك ثر تطورا ف مهارا ته ؟ ف القدرة
..يسوقه الرص على الصلة ويدفعه تعظيمه للدين .. على الستيعاب ؟ ف سعة الثقافة ؟ ف القدرة على
كان يثـ خطاه خوفا مـن أن تقام الصـلة قبـل وصـوله القناع ؟ ف أسلوب التعامل مع الحداث ؟
على السجد .. ل شك أنه الول ..
مر أثناء الطريق بنخلة ف أعلها رجل بلباس مهنته يشتغل بـل تدـ أسـلوب الول متلفا ..فاسـتشهاداته
بإصلح التمر .. بنصوص شرعية ..أو أرقام وحقائق ..
ع جب ع بد ال من هذا الذي ما اه تم بال صلة ..وكأ نه أما الثان فاسشهاداته بأقوال المثلي ..والغني ..
ما سع إذانا ول ينتظر إقامة !!.. حتـ قال أحدهـم يوما فـ معرض كلمـه ..وال
فصاح به غاضبا :انزل للصلة .. يقول :اِسْعَ يا عبدي وأنا أسعى معاك !!
فقال الرجل بكل برود :طيب ..طيب .. فنبهناه إل أن هذه ليسـت آيـة ..فتغيـ وجهـه
فقال :عجل ..صل يا حار !! وسكت ..
فصرخ الرجل :أنا حار !!..ث انتزع عسيبا من النخلة ثـ تأملت العبارة ..فإذا الذي ذكره هـو مثـل
ونزل ليفلق به رأسه !! مصري انطبع ف ذهنه من إحدى السلسلت !!
غ طى ع بد ال وج هه بطرف غتر ته لئل يعر فه ..وانطلق نعم ..كل إناء با فيه ينضح ..
يعدو إل السجد .. بل تعال إل جانب آخر ..
نزل الر جل من النخلة غاضبا ..وم ضى إل بي ته و صلى فـ قراءة الصـحف والجلت ..كـم هـم أولئك
ل ..ث خرج إل نلته ليكمل عمله ..
وارتاح قلي ً الذيــن يهتمون بقراءة الخبار الفيدة والعلومات
دخل وقت العصر وخرج عبد ال إل السجد .. النافعـة ال ت ت ساعد على تطو ير الذات ..وتنميـة
مرّ بالنخلة فإذا الرجل فوقها .. الهارات ..وزيادة العارف ..
فقال :السلم عليكم ..كيف الال .. بينمـا كـم الذيـن ل يكادون يلتفتون إل غيـ
قال :المد ل بي .. الصفحات الرياضية والفنية ؟!
7
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذلك .. قال :بشر !! كيف الثمر هذه السنة ..
مع أن الذ كي يرى أن تغي ي الطباع لعله أ سهل من تغي ي قال :المد ل ..
اللبس !! قال عبـد ال :ال يوفقـك ويرزقـك ..ويوسـع
فطباعنا ليست كاللب السكوب الذي ل يكن تداركه أو عل يك ..ول ير مك أ جر عملك وكدك لولدك
جعه ..بل هي بي أيدينا .. ..
بـل نسـتطيع بأسـاليب معينـة أن نغيـ طباع الناس ..بـل ابتهـج الرجـل لذا الدعاء ..فأمـن على الدعاء
عقولم – ربا !! - وشكر ..
ذكر ابن حزم ف كتابه طوق المامة : فقال عبـد ال :لكـن يبدو أنـك لشدة انشغالك ل
أنه كان ف الندلس تاجر مشهور ..وقع بينه وبي أربعة تنتبه إل أذان العصر !! قد أذن العصر ..والقامة
من التجار تنافس ..فأبغضوه ..وعزموا على أن يزعجوه ـلة ..
ـة ..فلعلك تنل لترتاح وتدرك الصـ
قريبـ
..فخرج ذات صباح من بيته متجها إل متجره ..لبسا وبعـد الصـلة أكمـل عملك ..ال يفـظ عليـك
قميصا أبيض وعمامة بيضاء .. صحتك ..
لق يه أول م فحياه ث ن ظر إل عمام ته وقال :ما أج ل هذه فقال الرجل :إن شاء ال ..إن شاء ال ..
العمامة الصفراء .. وبدأ ينل بر فق ..ث أق بل على ع بد ال و صافحه
فقال التاجر :أعم َي بصرُك ؟!! هذه عمامة بيضاء .. برارة ..وقال :أشكرك على هذه الخلق
فقال :بل صفراء ..صفراء لكنها جيلة .. الرائعـة ..أمـا الذي مـر بـ الظهـر فيـا ليتنـ أراه
تركه التاجر ومضى .. لعلمه من المار !!
فلمـا مشـى خطوات لقيـه الخـر ..فحياه ثـ نظـر إل
عمام ته وقال :ما أجلك اليوم ..و ما أح سن لبا سك .. نتيجة
خاصة هذه العمامة الضراء .. مهاراتك ف التعامل مع الخرين ..على أساسها
فقال التاجر :يا رجل العمامة بيضاء .. تتحدد طريقة تعامل الناس معك ..
قال :بل خضراء ..
.5ل تبك على اللب السكوب ..
قال :بيضاء ..اذهب عن ..
ب عض الناس يع تب طب عه الذي ن شأ عل يه ..وعر فه
ومضى السكي يكلم نفسه ..وينظر بي الفينة والخرى
الناس به ..وتكو نت ف أذهان م ال صورة الذهن ية
إل طرف عمام ته التدل على كت فه ..ليتأ كد أن ا بيضاء
عنـه على أسـاسه ..يعتـبه شيئا لزما له ل يكـن
..وصل إل دكانه ..وحرك القفل ليفتحه ..فأقبل إليه
تغييه ..فيسـتسلم له ويقنـع ..كمـا يسـتسلم
الثالث :وقال :يـا فلن ..مـا أجلـ هذا الصـباح ..
لش كل ج سمه أو لون بشر ته ..إذ ل يك نه تغي ي
خاصـة لباسـك الميـل ..وزادت جالك هذه العمامـة
8
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الب طل يتجاوز القدرة على تطو ير مهارا ته ..إل القدرة الزرقاء ..
على تطوير مهارات الناس ..وربا تغييها !! ن ظر التا جر إل عمامته ليتأكد من لونا ..ث فرك
عينيه ..وقال :يا أخي عمامت بيضااااااء ..
.6كن متميزا .. قال :بـل زرقاء ..لكنهـا عموما جيلة ..ل تزن
لاذا يتحاور اثنان فـ ملس فينتهـي حوارهاـ بصـومة .. ..ث مضى ..فجعل التاجر يصيح به ..العمامة
بينما يتحاور آخران وينتهي الوار بأنس ورضا .. بيضاء ..وينظر إليها ..ويقلب أطرافها ..
إنا مهارات الوار .. ل ..وهـو ل يكاد يصـرف
جلس فـ دكانـه قلي ً
لاذا ي طب اثنان الط بة نف سها بألفاظ ها نف سها ..فترى بصره عن طرف عمامته ..
الاضريـن عنـد الول مـا بيـ متثائب ونائم ..أو عابـث ل يا فلن ..ما شاء
دخل عليه الرابع ..وقال :أه ً
بسجاد السجد ..أو مغي للسته مرارا .. ال !! من أين اشتريت هذه العمامة المراء ؟!
بينما الاضرون عند الثان منشدون متفاعلون ..ل تكاد فصاح التاجر :عمامت زرقاء ..
ترمش لم عي أو يغفل لم قلب .. قال :بل حراء ..
إنا مهارات اللقاء .. قال التاجـر :بـل خضراء ..ل ..ل ..بـل بيضاء
لاذا إذا تدث فلن فـ الجلس أنصـت له السـامعون .. ..ل ..زرقاء ..سوداء ..
ورموا إليه أبصارهم .. ث ضحك ..ث صرخ ..ث بكى ..وقام يقفز !!
بينما إذا تدث آخر انشغل الالسون بالحاديث الانبية قال ا بن حزم :فل قد ك نت أراه بعد ها ف شوارع
..أو قراءة الرسائل من هواتفهم الحمولة .. ()1
الندلس منونا يذفه الصبيان بالصى !!
إنا مهارات الكلم .. فإذا كان هؤلء بهارات بدائية غيوا طبع رجل ..
لاذا إذا مشـى مدرس فـ مرات مدرسـته رأيـت الطلب بل غيوا عقله ..
حوله ..هذا يصافحه ..وذاك يستشيه ..وثالث يعرض فمـا بالك بهارات مدروسـة ..منورة بنصـوص
عليـه مشكلة ..ولو جلس فـ مكتبـه وسـح للطلب الوحيي ..يارسها الرء تعبدا ل تعال با ..
بالدخول لمتلت غرفته ف لظات ..الكل يب مالسته فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتسعد ..
.. وإن قلت ل :ل أستطيع !..قلت :حاول ..
بينمـا مدرس آخـر ..أو مدرسـون ..يشـي أحدهـم فـ وإن قلت :ل أعرف !! ..قلت :تعلم ..
مدرسـته وحده ..ويرج مـن مسـجد الدرسـة وحده .. قال : rإنا العلم بالتعلم ،وإنا اللم بالتحلم ..
فل طالب يقترب مبتهجا م صافحا ..أو شاكيا م ستشيا
..ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس إل غروبا ..وآناء وجهة نظر ..
الل يل وأطراف النهار ..ل ا اقترب م نه أ حد أو ر غب ف
( ) القصة على ذمة ابن حزم ..رحه ال . 1
9
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جامع الكلية المنية .. مالسته ..لاذا ؟!!
كان طريقي إل السجد ير ببوابة يقف عندها حارس أمن إنا مهارات التعامل مع الناس ..
يتول فتحها وإغلقها .. لاذا إذا دخل شخص إل ملس عام هش الناس ف
كنــت أحرص إذا مررت بــه أن أمارس معــه مهارة وج هه وبشوا ..وفرحوا بلقائه ..وود كل وا حد
البتسامة ..فأشي بيدي مسلما مبتسما ابتسامة واضحة لو يلس بانبه ..
..وبعد الصلة أركب سيارت راجعا للبيت .. بينما يدخل آخر ..فيصافحونه مصافحة باردة -
ـالت
ـي الحمول مليئا باتصـ
ـ الغالب يكون هاتفـ
وفـ عادة أو ماملة – ث يتلفت يبحث له عن مكان فل
ورسـائل مكتوبـة وردت أثناء الصـلة ..فأكون مشغولً يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إل جانبه ..
بقراءة الر سائل فيف تح الارس البوا بة وأغ فل عن التب سم لاذا ؟!!
.. إنا مهارات جذب القلوب والتأثي ف الناس ..
حت تفاجأت به يوما يوقفن وأنا خارج ويقول :يا شيخ لاذا يدخل أب إل بيته فيهش أولده له ..ويقبلون
!..أنت زعلن من ؟! إليه فرحي ..
قلت :لاذا ؟ بين ما يد خل الثا ن على أولده ..فل يلتفتون إل يه
قال :لنك وأ نت داخل تبت سم وتسلم وأنت فرحان .. ..
أما وأنت خارج فتكون غي مبتسم ول فرحان !! إنا مهارات التعامل مع البناء ..
وكان رجلً بسـيطا ..فبدأ السـكي يقسـم ل أنـه يبنـ قـل مثـل ذلك فـ السـجد ..وفـ العراس ..
ويفرح برؤيت .. وغيها ..
فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغال .. يتلف الناس بقدراتمـ ومهاراتمـ فـ التعامـل مـع
ثـ انتبهـت فعلً إل أن هذه الهارات مـع تعودنـا عليهـا الخريـن ..وبالتال يتلف الخرون فـ طريقـة
تصبح من طبعنا ..يلحظها الناس إذا غفلنا عنها .. الحتفاء بم أو معاملتهم ..
إضاءة .. والتأثي ف الناس وكسب مبتهم أسهل ما تتصور
ل تكسب الال وتفقد الناس ..فإن كسب !..
الناس طريق لكسب الال .. ل أبالغ فـ ذلك فقـد جربتـه مرارا ..فوجدت أن
قلوب أكثـر الناس يكـن صـيدها بطرق ومهارات
.7أي الناس أحب إليك ؟ سـهلة ..بشرط أن نصـدق فيهـا ونتدرب عليهـا
تكون أقوى الناس قدرة على اسـتعمال مهارات التعامـل فنتقنها ..
ل رائعا يعله
مع الخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعام ً والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ..وإن ل نشعر ..
يشعر أنه أحب الناس إليك .. أتول منـذ ثلث عشرة سـنة المامـة والطابـة فـ
10
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. فتتعامـل مـع أمـك تعاملً رائعا مشبعا بالتفاعـل
فأراد أن يق طع ال شك باليق ي ..فأق بل يوما إل ال نب r والنـس والحتفاء إل درجـة أناـ تشعـر أن هذا
وجلس إليه ..ث قال : التعامل الراقي ل يلقه أحد منك قبلها ..
يا رسول ال ..أي الناس أحب إليك ؟ وقـل مثـل ذلك عنـد تعاملك مـع أبيـك ..مـع
فقال : rعائشة .. زوجتك ..أولدك ..زملئك ..
قال عمرو :ل ..مـن الرجال يـا رسـول ال ؟ لسـت بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة
أسألك عن أهلك .. ..كبائع ف دكان ..أو عامل ف مطة وقود ..
فقال : rأبوها .. كـل هؤلء تسـتطيع أن تعلهـم يمعون على أنـك
قال عمرو :ث من ؟ أحـب الناس إليهـم إذا أشعرتمـ أنمـ أحـب الناس
قال :ث عمر بن الطاب .. إليك ..
قال :ثـ أي ..فجعـل النـب rيعدد رجالً ..يقول : وقد كان rقدوة ف ذلك ..
فلن ..ث فلن .. إذ أن مـن تتبـع سـيته ..وجـد أنـه كان يتعامـل
بسب سبقهم إل السلم ..وتضحيتهم من أجله .. بهارات أخلقيـة راقيـة ..فيعامـل كـل أحـد يلقاه
قال عمرو :فسكتّ مافة أن يعلن ف آخرهم .. بهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة ..حت يشعر
فانظـر كيـف اسـتطاع rأن يلك قلب عمرو بهارات ذلك الشخـص أنـه أحـب الناس إليـه ..وبالتال
أخلقية مارسها معه .. يكون هـو أيضا rأحـب الناس إليهـم ..لنـه
بل كان عليه الصلة والسلم ينل الناس منازلم .. أشعرهم بحبته ..
وقـد يترك أشغاله لجلهـم ..لشعارهـم بحبتـه لمـ كان عمرو بن العاص tداه ية من دهاة العرب ..
وقدرهم عنده .. حكمـة وفطنـة وذكاءً ..فأدهـى العرب أربعـة ..
لا توسع rبالفتوحات وبدأ ينتشر السلم .. عمرو واحد منهم ..
جعل rيرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إل السلم أسلم عمرو وكان رأسا ف قومه ..
..وربا احتاج المر أن يرسل جيشا .. فكان إذا لقـي النـب rفـ طريـق رأى البشاشـة
وكان عدي بن حات الطائي ..ملكا ابن ملك .. والبشر والؤانسة ..
فو قع ب ي قبيلته " طي " وب ي ال سلمي حرب ..وكان وإذا دخـل ملسـا فيـه النـب rرأى الحتفاء
عدي قـد هرب مـن الرب فلم يشهدهـا ..واحتمـى والسعادة بقدمه ..
بالروم ف الشام .. وإذا دعاه النب .. rناداه بأحب الساء إليه ..
وصل جيش السلمي إل ديار طيء .. ش عر عمرو بذا التعا مل الرا قي ..ودوام الهتمام
كا نت هزي ة ط يء سهلة ..فل ملك يقود ..ول ج يش والتب سم أ نه أ حب الناس إل ر سول ال r
11
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقدمت فأتيته ..فلما دخلت الدينة جعل الناس يقولون : مرتب ..
هذا عدي بن حات ..هذا عدي بن حات .. وكان ال سلمون ف حروب م ..ي سنون إل الناس
فمشيـت حتـ أتيـت فدخلت على رسـول ال rفـ ..ويعطفون وهم ف قتال ..
السجد فقال ل :عدي بن حات ؟ كان القصود صد كيد قوم عدي عن السلمي ..
قلت :عدي بن حات .. وإظهار قوة السلمي لم ..
فرح النب rبقدمه ..واحتفى به ..مع أن عديا مارب أسر السلمون بعض قوم عدي ..وكان من بينهم
للمسلمي وفا ٌر من الرب ..ومبغض للسلم ..ولجئٌ أخت لعدي بن حات ..
إل النصـارى ..ومـع ذلك لقيـه rبالبشاشـة والبشـر .. مضوا بال سرى إل الدي نة ..ح يث ر سول ال
وأخذ بيده يسوقه معه إل بيته .. بفرار عدي إل الشام .. ..وأخبوا النب
عدي وهـو يشـي بانـب النـب rيرى أن الرأسـي مـن فراره !! كيـف يفـر مـن الديـن ؟ فعجـب
متساويان !!.. كيف يترك قومه ؟
فمحمـد ( ) rملك على الدينـة ومـا حولاـ ..وعدي ولكن ل يكن إل الوصول إل عدي سبيل ..
ملك على جبال طي وما حولا .. ل يطـب القام لعدي فـ ديار الروم ..فاضطـر
وممد ( ) rعلى دين ساوي " السلم " ..وعدي على للرجوع لديار العرب ..ثـ ل يدـ بدا مـن أن
دين ساوي " النصرانية " .. يذهـب إل الدينـة للقاء النـب rومصـالته ..أو
ــد ( ) rعنده كتاب منل " القرآن " ..وعدي
وممـ التفاهم على شيء يرضيهما .. )2( ..
عنده كتاب منل " النيل " .. يقول عدي وهو يكي قصة ذهابه إل الدينة :
كان عدي يش عر أ نه ل فرق بينه ما إل ف القوة وال يش ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول ال r
.. من ..
ف أثناء الطريق وقعت ثلثة مواقف : وكنت على دين النصرانية ..
بين ما ه ا يشيان إذا بامرأة قد وق فت ف و سط الطر يق وكنت ملكا ف قومي لا كان يصنع ب .
فجعلت تصيح :يا رسول ال ..ل إليك حاجة .. فلما سعت برسول ال rكرهته كراهية شديدة ..
فانتزع ال نب rيده من يد عدي وم ضى إلي ها ..وج عل فخرجت حت قدمت الروم على قيصر ..
يستمع إل حاجتها .. قال :فكرهت مكان ذلك ..
عدي بـن حاتـ ..الذي قـد عرف اللوك والوزراء جعـل ـل ..فإن كان
فقلت :وال لو أتيــت هذا الرجـ
ين ظر إل هذا الش هد ..ويقارن تعا مل ال نب rمع الناس كاذبا ل يضرن ..وإن كان صادقا علمت ..
بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ..
ل ث قال :وال ما هذه بأخلق اللوك ..هذه
فتأ مل طوي ً ( ) وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب 2
.
12
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واحدة فدفعها النب rإل عدي إكراما له ..وقال :خذ أخلق النبيااااااء ..
هذه فاجلس علي ها ..فدفع ها عدي إل يه قال :بل اجلس وانتهت الرأة من حاجتها ..فعاد النب rإل عدي
علي ها أ نت ..فقال : rبل أ نت ..ح ت ا ستقرت ع ند ..ومضيـا يشيان ..فبينمـا هاـ كذلك ..فإذا
عدي فجلس عليها .. برجل يقبل على النب .. r
عند ها ..بدأ ال نب rي طم الوا جز ب ي عدي وال سلم فماذا قال الر جل ؟ هل قال :يا ر سول ال عندي
.. أموال زائدة أبثـ لاـ عـن فقيـ ؟! أم قال :
يا عدي أسلم ..تسلم ..أسلم تسلم ..أسلم تسلم .. حصدت أرضي وزاد عندي الثمر ..فماذا أفعل به
قال عدي :إن على دين .. ؟
فقال : rأنا أعلم بدينك منك .. يـا ليتـه قال شيئا مـن ذلك ..لعـل عديا إذا سـعه
قال :أنت تعلم بدين من ؟ يشعر بغن السلمي وكثرة أموالم ..
قال :نعم ..ألست من الركوسية .. قال الر جل :يا ر سول ال ..أش كو إل يك الفا قة
والركوسية ديانة نصرانية مشرّبة بشيء من الجوسية .. والفقر ..
ف من مهار ته rف القناع أ نه ل ي قل أل ست ن صرانيا .. مـا يكاد هذا الرجـل يدـ طعاما يسـد بـه جوعـة
وإناـ تاوز هذه العلومـة إل معلومـة أدق منهـا فأخـبه أولده ..ومـن حوله مـن السـلمي يعيشون على
بذهبه ف النصرانية تديدا .. الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ..
كما لو لقيك شخص ف أحد بلد أوروبا وقال لك :لاذا قال الر جل هذه الكلمات وعدي ي سمع ..فأجا به
ل تتنصر ؟ فقلت :إن على دين .. النب rبكلمات ومضى ..
فلم يقل لك :ألست مسلما ..ول يقل :ألست سنُيّا .. فلما مشيا خطوات ..أقبل رجل آخر ..قال :يا
وإنا قال :ألست شافعيا ..أو حنبليا .. رسول ال أشكو إليك قطع الطريق !!
عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك .. يعن أننا يا رسول ال لكثرة أعدائنا حولنا ل نأمن
فهذا الذي فعله العلم الول rمع عدي ..قال :ألست أن نرج عن بنيان الدي نة لكثرة من يعترض نا من
من الركوسية .. كفار أو لصوص ..
فقال عدي :بلى .. أجابه النب rبكلمات ومضى ..
فقال : rفإنـك إذا غزوت مـع قومـك تأكـل فيهـم جعـل عدي يقلب المـر فـ نفسـه ..هـو فـ عـز
()3
الرباع ؟ وشرف ف قومه ..وليس له أعداء يتربصون به ..
فلماذا يدخـل هذا الديـن الذي أهله فـ ضعـف
( ) الرباع :إذا غزت ال قبيلة ق سم رئي سها الغني مة أرب عة أق سام 3
ومسكنة ..وفقر وحاجة ..
فأ خذ الر بع له وحده ،وهذا حرام فص د ين النصصرانية ،جائز ع ند
وصـل إل بيـت النـب .. rفدخل ..فإذا وسـادة
العرب .
13
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :نعم كسرى بن هرمز ..ولتنفقن أمواله ف سبيل قال :بلى ..
ال .. فقال : rفإن هذا ل يل لك ف دينك ..
قال : rولئن طالت بـك حياة لتريـن الرجـل يرج بلء فتضعضع لا عدي ..وقال :نعم ..
ك فه من ذهب أوف ضة يطلب من يقبله م نه فل يد أحدا فقال : rأما إن أعلم الذي ينعك من السلم ..
يقبله منه .. أنك تقول :إنا اتبعه ضعفة الناس ومن ل قوة لم
يعنـ مـن كثرة الال يرج الغنـ يطوف بصـدقته ل يدـ ..
فقيا يعطيه إياها .. وقد رمتهم العرب ..
يعظ عديا ويذكره بالخرة ..فقال : ث بدأ ()4
يا عدي ..أتعرف الية ؟
وليلق ي الَ أحدُكـم يوم يلقاه ليـس بينـه وبي نه ترجان ، قلت :ل أرها وقد سعت با ..
فين ظر عن يي نه فل يرى إل جه نم ،وين ظر عن شاله فل قال :فوالذي نفسي بيده ليتمن ال هذا المر حت
يرى إل جهنم " .. ترج الظعينة من الية حت تطوف بالبيت ف غي
سكت عدي متفكرا .. جوار أحد ..
قائلً :يا عدي ..فما يفرك أن تقول ل إله إل ففاجأه أي سـيقوى السـلم إل درجـة أن الرأة السـلمة
ال ؟ ..أو تعلم من إله أعظم من ال ؟! الا جة ترج من الية ح ت ت صل إل م كة ل يس
قال عدي :فإ ن حن يف م سلم ..أش هد أن ل إله إل ال مع ها إل مرم ..من غ ي أ حد يمي ها ..وت ر على
..وأشهد أن ممدا عبده ورسوله .. مئات القبائل فل يرؤ أحـد أن يعتدي عليهـا أو
فتهلل وجه النب rفرحا مستبشرا .. يسلبها مالا ..لن السلمي صار لم قوة وهيبة ..
قال عدي بن حات : ـلم
ـة أن أحدا ل يرؤ على التعرض لسـ
إل درجـ
فهذه الظعينة ترج من الية تطوف بالبيت ف غي جوار خوفا من انتصار السلمي له ..
..ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى .. فلما سع عدي ذلك ..جعل يتصور النظر ف ذهنه
والذي نفسـي بيده لتكونـن الثالثـة لن رسـول ال rقد ..امرأة ترج من العراق ح ت ت صل إل م كة ..
()5
قالا " .. معن ذلك أنا ستمر بشمال الزيرة ..يعن ستمر
لعدي ..وهذا فتأمـل كيـف كان هذا النـس منـه ببال طي ..ديار قومه ..
الحتفاء الذي قابله بـه ..حتـ شعـر بـه عدي ..تأمـل فتعجب عدي وقال ف نفسه :فأين عنها ذُعّار طي
كيف كان كل ذلك جاذبا لعدي للدخول ف السلم .. الذين سعروا البلد !!
فلو مار سنا هذا ال ب مع الناس ..مه ما كانوا ..للك نا ث قال : rوليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ..
قلوبم .. قال :كنوز ابن هرمز ؟
14
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراع الطوب
أنـت كالدلو ل عدمتـك دلوا ..مـن كبار الدلْ كثيـ فكرة ..
الذنوب بالرفـق واسـتعمال مهارات التعامـل والقناع ..
ومضـى يضرب للخليفـة المثلة بالتيـس والعنـ والبئر نستطيع أن نقق ما نريد ..
والتراب ..
.8استمتع بالهارات ..
فثار اللي فة ..وانت فض الراس ..وا ستل ال سياف سيفه
الهارات متعة حسية ،ل أعن با الجر الخروي
..وفرش النطع ..وتهز للقتل ..
فقط ،ل وإنا هي متعة وفرح تشعر به حقيقة ..
فأدرك الليفة أن علي بن الهم قد غلبت عليه طبيعته ..
فا ستمتع ب ا ،ومار سها مع ج يع الناس ،كبيهم
فأراد أن يغيها ..
و صغيهم ،غنيهم وفقيهم ،قريبهم وبعيد هم ..
فأمـر بـه فأسـكنوه فـ قصـر منيـف ..تغدو عليـه أجلـ
كلهم ..مارس معهم هذه الهارات ..
الواري وتروح يا يلذ ويطيب ..
إما لتقاء أذاهم ..
ذاق علي بـن الهـم النعمـة ..واتكـأ على الرائك ..
أو لكسب مبتهم ..
وجالس أرق الشعراء ..وأغزل الدباء ..
أو لصلحهم ..نعم إصلحهم ..
ومكث على هذا الال سبعة أشهر ..
كان علي بـن الهـم شاعرا فصـيحا ..لكنـه كان
ث جلس الليفة ملس سر ليلة ..فتذكر علي بن الهم
أعرابيا جلفا ل يعرف مـن الياة إل مـا يراه فـ
..فسأل عنه ،فدعوه له ..فلما مثل بي يديه ..قال :
الصحراء ..
أنشدن يا علي بن الهم ..
وكان التو كل خلي فة متمكنا ..يُغدى عل يه ويراح
فانطلق منشدا قصيدة مطلعها :
با يشتهي ..
عيون الها بي الرصافة والسر ..جلب الوى من حيث
د خل علي بن ال هم بغداد يوما فق يل له :إن من
أدري ول أدري
مدح الليفة حظي عنده ولقي منه العطيات ..
أعدن ل الشوق القديـ ول أكـن ..سـلوت ولكـن زدن
فاستبشر علي ويم جهة قصر اللفة ..
جرا على جر
دخــل على التوكــل ..فرأى الشعراء ينشدون
ومضـى يرك الشاعـر بأرق الكلمات ..ثـ شرع يصـف
ويربون ..
الليفة بالشمس والنجم والسيف ..
والتوكل هو التوكل ..سطوة وهيبة وجبوت ..
فانظر كيف استطاع الليفة أن يغي طباع ابن الهم ..
فانطلق مادحا الليفة بقصيدة مطلعها :
وننـ كـم ضايقتنـا طباع لولدنـا أو أصـدقائنا فسـعينا
يا أيها الليفة ..
لتغييها ..فغيناها ..
أنـت كالكلب فـ حفاظـك للود ..وكالتيـس فـ
فمن باب أول أن تقدر أنت على تغيي طباعك ..فتقلب
15
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسول ال rيصنع ف بيته ؟ العبوس تبسما ..والغضب حلما ..والبخل كرما
فقالت :يكون فـ مهنـة أهله ..فإذا حضرت الصـلة ..وهذا ليـس صـعبا ..لكنـه يتاج إل عزيةـ
يتوضأ ويرج للصلة .. ومراس ..فكن بطلً ..
و قل م ثل ذلك مع الوالد ين ..ف كم هم أولئك الذ ين ومن نظر ف سية ممد rوجد أنه كان يتعامل مع
نسمع عن حسن أخلقهم .. الناس بقدرات أخلقية ،ملك با قلوبم ..
وكرم هم وتب سمهم ..وج يل معاشرت م للخر ين ..أ ما ول يكـن rيتصـنع هذه الخلق أمام الناس ..
مع أقرب الناس إليهم ..وأعظم الناس حقا عليهم ..مع فإذا خل بأهل بيته ..انقلب حلمه غضبا ..ولينه
الوالدين فجفاء وهجر .. غلظا ..
نعـم ..خيكـم خيكـم لهله ..لوالديـه ..لزوجـه .. ل ..ما كان بساما مع الناس عبوسا مع أهل بيته
لدمه ..بل ولطفاله .. ..
ف يوم مليء بالشاعر ..يلس أبو ليلى tعند رسول ال ول كريا مع اللق إل مع ولده وزوجه ..
.. eفيأتـ السـن أو السـي يشـي إل النـب .. e ل ..بل كانت أخلقه سجية ..يتعبد ل تعال با
فيأخذه .. eفيقعده على بطنه ..فبال الصغي على بطن ..كما يتعبد بصلة الضحى وقيام الليل ..
رسول ال .. eقال أبو ليلى :حت رأيت بوله على بطن يتسـب ابتسـامته قربـة ..ورفقَه عبادة ..وعفوَه
رسول ال eأساريع .. ولينَه حسنات ..
قال :فوثبنـا إليـه ..فقال : eدعوا ابنـ ..ل تفزعوا إن من اعتب حسن اللق عبادة ..تلى با ف جيع
ابن .. أحواله ..فـ سـلمه وحربـه ..وجوعـه وشبعـه ..
فل ما فرغ ال صغي من بوله ..د عا eباء ف صبه عل يه .. وصحته ومرضه ..بل وفرحه وحزنه ..
()7
نعـم ..كـم مـن الزوجات تسـمع عـن أخلق
فلله دره ك يف ترو ضت نف سه على هذه الخلق ..فل زوجها ..وسعة صدره ..وابتسامته وكرمه ..
عجب إذن أن يلك قلوب الصغار والكبار .. ولكنها ل تر من ذلك شيئا ..
رأي .. ف هو ف بي ته سيئَ اللق ..ضي قَ ال صدر ..عاب سَ
بدل أن تسب الظلم ..حاول إصلح الصباح .. ل ومنانا ..
الوجه ..صخابا لعانا ..بي ً
أمـا هـو rفهـو الذي قال ( :خيكـم خيُكـم
.9مع الفقراء .. .. ()6
لهله ،وأنا خيكم لهلي )
عدد من الناس اليوم أخلق هم تار ية ..فالغ ن ف قط هو وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ..
الذي تكون نكتـه طريفـة فيضحكون عنـد سـاعها .. قال ال سود بن يز يد :سألت عائ شة : tما كان
16
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجعل النب rيازح زاهرا ..ويصيح بالناس يقول :من وأخطاؤه صغية ..فيتغاضون عنها ..
يشتري العبد ؟ ..من يشتري العبد ؟ .. أما الفقراء فنكتهم ثقيلة ..يسخر بم عند ساعها
فن ظر زا هر ف حاله ..فإذا هو فق ي ك سي ..ل مال .. ..وأخطاؤهم جسيمة ..يصرخ بم عند وقوعها
ول جال .. ..
فقال :إذا وال تدن كاسدا يا رسول ال .. أمـا رسـول ال rفكان عطفـه على الغنـ والفقيـ
فقال : rل كن ع ند ال ل ست بكا سد ..أ نت ع ند ال سواء ..
غال .. قال أنس : t
وهـو يلكهـم فل عجـب أن تتعلق قلوب الفقراء بـه كان رجل من أهل البادية اسه زاهر بن حرام ..
بذه الخلق .. وكان ربا جاء الدينة ف حاجة فيهدي للنب rمن
كثي من الفقراء ..قد ل يعيب على الغنياء البخل عليه البادية شيئا من إقط أو سن ..
بالال والطعام ..لك نه ي د عليهم بلهم بالل طف وح سن فيُجهزه رســول ال rإذا أراد أن يرج إل أهله
العاشرة .. بشيء من تر ونوه ..
وكـم مـن فقيـ تبسـمت فـ وجهـه ..وأشعرتـه بقيمتـه وكان النـب rيبـه ..وكان يقول ( :إن زاهرا
واحترامه ..فرفع ف ظلمة الليل يدا داعية ..يستنل با باديتنا ..ونن حاضروه ) ..وكان زاهرا دميما ..
لك الرحات من السماء .. خرج زاهر tيوما من باديته ..فأتى بيت رسول
ورب أشعث أغب ذي طمرين مدفوع بالبواب ل يؤبه له ال .. rفلم يده ..
..لو أقسم على ال لبره .. وكان معه متاع فذهب به إل السوق ..فلما علم
فكن دائم البشر مع هؤلء الضعفاء .. مضى إل السوق يبحث عنه .. به النب
فأتاه فإذا هو يبيع متاعه ..والعرق يتصبب منه ..
إشارة .. وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ..
لعل ابتسامة ف وجه فقي ..ترفعك عند ال درجات .. فاحتضنـه rمـن ورائه ،وزاهـر ل يُبصـره ..ول
يدري من أمسكه ..
.10النساء ..
ففزع زاهر وقال :أرسلن ..من هذا ؟ ..
كان جدي يسـتشهد بثـل قديـ " :مـن غاب عـن عنه
فسكت النب عليه الصلة والسلم ..
جابت تيس " ..
فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ..
بع ن أن من ل ت د عنده زوج ته ..ما يش بع عاطفت ها ..
وجعل يلتفت وراءه ..فرأى النب .. rفاطمأنت
ويروي نف سها ..ف قد تدث ها نف سها بال ستجابة لغيه ..
نفسه ..وسكن فزعه ..
من يلك معسول الكلم ..
وصار يُلصٍٍق ظهره بصدر النب .. rحي عرفه ..
17
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()10
بالنساء خيا .. وليـس مقصـودهم بذا الثـل تشـبيه الرجـل والرأة
وف يوم من اليام أطاف بأزواج رسول ال rنساء كثي بالتيس والعن ..معاذ ال ..
يشتكيـ أزواجهـن ..فلمـا علم النـب rبذلك ..قام .. الرأة شقيقـة الرجـل ..ولئن كان ال قـد وهـب
وقال للناس : الرجل جسما قويا ..فقد وهبها عاطفة قوية ..
ل قد طاف بآل م مد rن ساء كث ي يشتك ي أزواج هن .. وكم رأينا سلطي الرجال وشجعانم تور قواهم
()11
ليس أولئك بياركم .. عند قوة عاطفة امرأة ..
: وقال ومـن مهارات التعامـل مـع الرأة أن تعرف الفتاح
()12
( خيُكم خيُكم لهله وأنا خيكم لهلي ) .. الذي تؤثـر مـن خلله فيهـا ..العاطفـة ..تقاتلهـا
بل ..قد بلغ من إكرام الد ين للمرأة ..أن ا كا نت تقوم بسلحها ..
الروب ..وتسـحق الماجـم ..وتتطايـر الرؤوس .. كان النـب eيوصـيك بالحسـان إل الرأة ..
لجل عرض امرأة واحدة .. واحترام عاطفتها ..لجل أن تسعد معها ..
كان اليهود يساكنون السلمي ف الدينة .. وأو صى الب بالح سان إل بنا ته ..فقال ( :من
وكان يغيظ هم نزو ُل ال مر بالجاب ..وت ست ُر ال سلمات عال جاريتي حت تبلغا ..جاء يوم القيامة أنا وهو
()8
..وياولون أن يزرعوا الف ساد والتك شف ف صفوف وضم أصابعه ) ..
السلمات ..فما استطاعوا .. وأوصى با أولدها فقال فإنه لا سأله رجل فقال :
و ف أ حد اليام جاءت امرأة م سلمة إل سوق يهود ب ن من أحق الناس بسن صحابت ؟
()9
قينقاع .. قال :أمك ..ث أمك ..ث أمك ..ث أبوك ..
وكا نت عفيفة مت سترة ..فجل ست إل صائغ هناك منهم بـل أوصـى rبالرأة زوجهـا ..وذمّـ مـن غاضـب
.. زوجته أو أساء إليها ..
فاغتاظ اليهود من ت سترها وعفت ها ..وودوا لو يتلذذون وانظر إليه rوقد قام ف حجة الوداع ..فإذا بي
بالن ظر إل وجه ها ..أو ل سِها والعب ثِ ب ا ..ك ما كانوا يديه مائةُ ألف حاج ..
يفعلون ذلك قبـل إكرامهـا بالسـلم ..فجعلوا يريدوناـ فيهـم السـود والبيـض ..والكـبي والصـغي ..
على كشف وجهها ..ويغرونا لتنع حجابا .. والغن والفقي ..
فأبت ..وتنعت .. صاح rبؤلء جيعا وقال لم :
فغافلهـا الصـائغ وهـي جالسـة ..وأخـذ طرف ثوباـ مـن أل واسـتوصوا بالنسـاء خيا ..أل واسـتوصوا
18
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فغضب ذلك النافق ..وأدخل يده ف جيب درع النب r السـفل ..وربطـه إل طرف خارهـا التدل على
..وجرّه وهو يردد : ظهرها ..
ل ..أحسن إل موالّ ..
أحسن إل موا ّ فلما قامت ..ارتفع ثوبا من ورائها ..وتكشفت
فغضب النب rوالتفت إليه وصاح به وقال :أرسلن .. أعضاؤها ..فضحك اليهود منها..
فأب النافق ..وأخذ يناشد النب rالعدول عن قتلهم .. ف صاحت ال سلمة العفي فة ..وودت لو قتلو ها ول
فالتفت إليه النب rوقال :هم لك .. يكشفوا عورتا ..
ثـ عدل عـن قتلهـم ..لكنـه rأخرجهـم مـن الدينـة .. فلما رأى ذلك رجل من السلمي ..س ّل سيفه ..
وطرّدهم من ديارهم .. ووثـب على الصـائغ فقتله ..فشـد اليهود على
نعم الرأة العفيفة تستحق أكثر من ذلك .. السلم فقتلوه ..
كانت خولة بنت ثعلبة tمن الصحابيات الصالات .. فل ما علم ال نب rبذلك ..وأن اليهود قـد نقضوا
وكان زوج ها أوس بن ال صامت شيخا كبيا ي سرع إل يه العـهد وتعرضوا للمسلمات ..حاصرهم ..حت
الغضب .. استسلموا ونزلوا على حكمه ..
دخـل عليهـا يوما راجعا مـن ملس قومـه ..فكلمهـا فـ فلمـا أراد النـب rأن ينكـل بمـ ..ويثأر لعرض
شيـء فردت عليـه ..فتخاصـما ..فغضـب فقال :أنـت السلمة العفيفة ..
علي كظهر أمي ..وخرج غاضبا .. قام إليه جندي من جند الشيطان ..
كا نت هذه الكل مة ف الاهل ية إذا قال ا الر جل لزوج ته الذيـن ل يهمهـم عرض السـلمات ..ول صـيانة
صارت طلقا ..أما ف السلم فل تعلم خولة حكمها .. الكرمات ..
رجع أوس إل بيته ..فإذا امرأته تتباعد عنه .. وإنا هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ..
وقالت له :والذي نفـس خويلة بيده ل تلص إل وقـد ب ابن سلول ..
قام رأس النافقي ..عبد ال بن أُ ّ
قلت ما قلت ..حت يكم ال ورسوله فينا بكمه .. فقال :يـا ممـد أحسـن فـ موال اليهود وكانوا
ث خرجت خولة إل رسول ال eفذكرت له ما تلقى من أنصاره ف الاهلية ..
زوجها ..وجعلت تشكو إليه ما سوء خلقه معها .. فأعرض عنه النب .. rوأبـى ..
فجعـل رسـول ال eيصـبها ويقول :يـا خويلة ابـن إذ ك يف يطلب الع فو عن أقوام يريدون أن تش يع
عمك ..شيخ كبي ..فاتقي ال فيه .. الفاحشة ف الذين آمنوا !!
و هي تدا فع عبات ا وتقول :يا ر سول ال ..أ كل شبا ب فقام النا فق مرة أخرى ..وقال :يا م مد أح سن
..ونثرت له بط ن ..ح ت إذا كبت سن ..وانق طع إليهم ..
ولدي ..ظاهر من ..اللهم إن أشكو إليك .. فأعرض عنه النب .. rصيانة لعرض السلمات ..
و هو eينت ظر أن ينل ال تعال فيه ما حكما من عنده وغية على العفيفات ..
19
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..
وقفة .. فبينما خولة عند رسول ال eإذ هبط جبيل من
قـد تصـب الرأة على ..فقـر زوجهـا ..وقبحـه .. السماء على رسول ال .. e
وانشغاله ..لكنها قل أن تصب على سوء خلقه .. بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها ..
فالتفت eإليها وقال :يا خويلة ..قد أنزل فيك
.11الصغار ..
وف صاحبك قرآنا ..ث قرأ " قد سع ال قول الت
كـم هـي الواقـف التـ وقعـت لنـا فـ صـغرنا ول تزال
تادلك فـ زوجهـا وتشتكـي إل ال وال يسـمع
مطبو عة ف أذهان نا إل اليوم ..سواء كا نت مفر حة أو
تاورك ما إن ال سيع ب صي " إل آ خر اليات من
مزنة ..
أول سورة الجادلة ..
عُد بذاكر تك إل أيام طفول تك ..ستذكر ل مالة جائزة
ث قال لا eمُريه فليعتق رقبة ..
كر مت ب ا ف مدر ستك ..أو ثناء أثناه عل يك أ حد ف
فقالت :يا رسول ال ..ما عنده ما يعتق ..
ملس عام ..فهي مواقف تفر صورتا ف الذاكرة ..فل
قال :فليصم شهرين متتابعي ..
تكاد تنسى ..
قالت :وال إنه لشيخ كبي ما له من صيام ..
وإل جانـب ذلك ..ل نزال نتذكـر مواقـف مزنـة ..
قال :فليطعم ستي مسكينا وسقا من تر ..
وقعت لنا ف طفولتنا ..مدرس ضربنا ..أو خصومة مع
قالت :يا رسول ال ..ما ذاك عنده ..
زملء ف الدر سة ..أو موا قف تعرض نا في ها للها نة من
فقال : eفإنا سنعينه بعرق من تر ..
أ سرتنا ..أو تعرض ل ا أحد نا من زو جة أب يه ..أو ن و
قالت :وال يا رسول ال ..أنا سأعينه بعرق آخر
ذلك ..
..
وكـم صـار الحسـان إل الصـغار طريقا إل التأثيـ ليـس
فقال : eقد أصبت وأحسنت ..فاذهب فتصدقي
في هم ف قط ..بل ف آبائ هم وأهلي هم ..وك سب مبت هم ()13
به عنه ..ث استوصي بابن عمك خيا ..
جيعا ..
ف سبحان من وه به الل ي والتح مل مع الم يع ..
يتكرر كثيا لدرس الرحلة البتدائيـة أن يتصـل بـه أحـد
حت ف مشاكلهم الشخصية ..يتفاعل معهم ..
أبوي طالب صغي ويث ن عل يه وأ نه أح به لح بة ولده له
وقـد جربـت بنفسـي ..التعامـل بالليـ والهارات
وكثرة ذكره بال ي ..و قد ي عبون عن هذه الشا عر ف
العاطفيـة مـع البنـت والزوجـة ..وقبـل ذلك الم
لقاء عابر ..أو هدية أو رسالة ..
والخت ..فوجدت لا من التأثي الكبي ..ما ل
إذن ل تتقر البتسامة ف وجه الصغي ..وكسب قلبه ..
يتصوره إل من مارسه ..
ومارسة مهارات التعامل الرائع معه ..
فالرأة ل يكرمها إل كري ..ول يهينها إل لئيم ..
ألقيت يوما ماضرة عن الصلة لطلب صغار ف مدرسة
( ) رواه أحد وأبو داود ،صحيح . 13
20
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ول أكتمك أنن أبالغ ف إكرام الصغار والفاوة بم بعض ..
الشيـء ..بـل والسـتماع إل أحاديثهـم العذبـة – وإن فسألتهم عن حديث حول أهية الصلة ..فأجاب
كانـت فـ أكثـر الحيان غيـ مهمـة – بـل أزيـد الفاوة أحدهـم :قال : eبيـ الرجـل وبيـ الكفـر أو
ببعضهم أحيانا إكراما لوالده وكسبا لحبته .. الشرك ترك الصلة ..
أحـد الصـدقاء كنـت ألقاه أحيانا مـع ولده الصـغي .. أعجب ن جوا به ..و من شدة الماس نز عت ساعة
فكنت أحتفي بالصغي وألطفه .. يدي وأعطيته إياها ..
لقين صديقي هذا يوما ف مفل كبي ..فأقبل إلّ بولده وكانت – عموما – ساعة عادية كساعات الطبقة
ـألم
ـلم علي ..ثـ قال :ماذا فعلت بولدي ! يسـ
يسـ الكادحة !..
مدرسهم قبل أيام عن أمنياتم ف الستقبل ..فمنهم من كان هذا الوقـف مشجعا لذلك الغلم ..أحـب
قال :أكون طـبيبا ..والخـر قال :أكون مهندسـا .. العلم أكثر ..وتوجه لفظ القرآن ..وشعر بقيمته
وولدي قال :أكون ممد العريفي !! ..
ويكنك أن تلحظ أنواع الناس ف التعامل مع الصغار .. م ضت اليام ..بل ال سني ..ث ف أ حد ال ساجد
عندمـا يدخـل رجـل إل ملس عام ويطوف بالاضريـن تفاجأت أن المام هـو ذلك الغلم ..وقـد صـار
م صافحا ..وولده من خل فه يف عل كفعله ..ف من الناس شابا متخرجا من كلية الشريعة ..ويعمل ف سلك
من يتغافل عن الصغي ..ومنهم من يصافحه بطرف يده القضاء بأحد الحاكم ..ل أذكره وإنا تذكرن هو
ل يا بطل ..
..ومن هم من ي هز يده مبت سما مرددا :أه ً ..
ك يف حالك يا شا طر ..فهذا الذي تنط بع مب ته ف قلب فانظـر كيـف انطبعـت فـ ذهنـه الحبـة والتقديـر
الصغي ..بل وقلب أبيه وأمه .. بوقف عاشه قبل سني ..
كان الرب الول eله أحسن التعامل مع الصغار .. وأذكـر أنـ دعيـت ليلة لحدى الولئم ..فإذا
كان لنس بن مالك أخ صغي ..وكان rيازحه ويكنيه شاب مشرق الوجه يسلم علي برارة ب ويذكرن
بأب عمي ..وكان للصغي طي صغي يلعب به ..فمات بو قف لط يف و قع له م عي ف ماضرة ألقيت ها ف
الطي .. مدرسته لا كان غلما صغيا ..
فكان eياز حه إذا لق يه ..ويقول :يا أ با عم ي ..ما وكـم ترى مـن الناس الذيـن يسـنون التعامـل مـع
فعل النغي ؟ يعن الطائر الصغي .. الصـغار مـن يرج مـن السـجد ..فترى أبا يره
وكان يع طف على ال صغار ويلعب هم ..ويل عب زي نب ولده الصـغي بيده ليصـل إل هذا الرجـل فيسـلم
بنت أم سلمة ويقول ( :يا زوينب ..يا زوينب .. ) .. عليه ويبلغه بحبة ولده له ..
وكان إذا مر بصبيان يلعبون سلم عليهم .. وقد يقع مثل هذا الوقف ف وليمة كبية أو عرس
وكان يزور النصـار ويُسـلم على صـبيانم ..ويسـح ..يكثر فيه الدعوون ..
21
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناقة .. رؤوسهم ..
وقال rيوما لنس مازحا ( :يا ذا الذني ) .. وعند رجوعه rمن العركة كان يستقبله الطفال
وأقبلت إليـه امرأة يوما تشتكـي زوجهـا ..فقال لاـ : فيكبهم معه ..
زوجك الذي ف عينه بياض ؟ فعند عودة السلمي من مؤتة ..
ففزعت الرأة وظنت أنه زوجها عمي بصره ..كما قال أقبل اليش إل الدينة راجعا ..
ال عن يعقوب عليه السلم " وابيضت عيناه من الزن " فتلقاهم النب عليه الصلة والسلم ..والسلمون
أي :عمي .. ..
فرجعت فزعة إل زوجها وجعلت تنظر ف عينيه ..وتدقق ولقيهم الصبيان يشتدون ..
.. فلمـا رأى rالصـبيان ..قال :خذوا الصـبيان
فسألا عن خبها ؟! فاحلوهم ..
فقالت :قد قال رسول ال إن ف عينك بياض .. وأعطون ابن جعفر ..
فقال لاـ :يـا امرأة ..أمـا أخـبك أن بياضهـا أكثـر مـن فأُت بعبد ال بن جعفر فأخذه فحمله بي يديه ..
سوادها .. وكان rيتو ضأ يوما من ماء ..فأق بل إل يه ممود
أي أن كل أحد ف عينه بياض وسواد .. بن الربيع طفل عمره خس سنوات ..فجعل rف
وكان إذا مازحه أحد تفاعل معه ..وضحك وتبسم .. فمه ماء ث مه ف وجهه يازحه .. ) 14( ..
د خل عل يه ع مر و هو rغضبان على ن سائه ..ل ا أكثرن ـع الناس ..
وعموما ..كان rضحوكا مزوحا مـ
عل يه مطالب ته بالنف قة ..فقال ع مر :يَا رَ سُولَ اللّ هِ َ ..لوْ يدخل السرور إل قلوبم ..خفيفا على النفوس ل
ِبـ النّسـَاءَ ..فكنـا إذا
ْشـ َ ..ن ْغل ُ
شرَ ُقرَي ٍ
رَأَْيتَنـا وَ ُكنّاـ َمعْ َ يل أحد من مالسته ..
سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها .. أق بل إل يه ر جل يوما ير يد دا بة لي سافر علي ها أو
ُمـ نِسـَا ُؤ ُهمْ ..فطفـق
ْمـ َت ْغلُِبه ْ
َفلَمّاـ قَ ِدمْنَا الْ َمدِيَنةَ ِإذَا َقو ٌ يغزو ..
نساؤنا يتعلمن من نسائهم .. فقال rمازحا له ( :إنـ حاملك على ولد ناقـة )
يعن فقويت علينا نساؤنا .. ..
َسـمَ النّبِيّ .. rثـ زاد عمـر الكلم ..فازداد تبسـم
فَتَب ّ فعجب الرجل ..كيف يركب على جل صغي ..
النب .. rتلطفا مع عمر .. ل يستطيع حله ..فقال :يا رسول ال وما أصنع
وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه .. بولد الناقة ؟
إذن كان لطيف العشر ..أنيس الجلس .. فقال ( : rوهـل تلد البـل إل النوق ) ..يعنـ
فلو وطّنـا أنفسـنا على مثـل هذا التعامـل مـع الناس .. سأعطيك بعيا كبيا ..لكنه -قطعا -قد ولدته
لشعرنا بطعم الياة فعلً ..
) (14رواه البخاري .
22
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكنه خاف أن تعلم قريش بب ثقيف معه فيجترئون عليه
أكثر ..فقال لم : فكرة ..
إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا على .. الطفل طينة لينة نشكلها بسب تعاملنا معه ..
فلم يفعلوا ..وأغروا بـه سـفهاءهم وعـبيدهم يسـبونه
.12العبيد والماليك ..
ويصيحون به ..
يسن الدخول إل قلوبم با يناسب .. كان
حت اجتمع عليه الناس وألئوه إل حائط لعتبة بن ربيعة
لا توف عم النب .. rاشتد أذى قريش عليه .. r
..وشيبة بن ربيعة ..وها فيه ..
فخرج rإل الطائف ..يلت مس من ثق يف الن صرة
ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه ..
والنعـة بمـ مـن قومـه ..ورجـا أن يقبلوا منـه مـا
فعمد rإل ظل حبلة من عنب فجلس فيه ..
جاءهم به من ال تعال ..
واب نا ربي عة ينظران إل يه ويريان ما يل قى من سفهاء أ هل
خرج إليهم وحده ..
الطائف ..
وصل إل الطائف ..وعمد إل نفر ثلثة من ثقيف
فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي تركت له رحهما
و هم سادة ثق يف وأشراف هم و هم إخوة ثل ثة ..
..
عبد يا ليل ..ومسعود ..وحبيب ..بنو عمرو بن
فدعوا غلما لمـا نصـرانيا يقال له عداس ..وقال :له
عمي ..
خذ قطفا من هذا العنب فضعه ف هذا الطبق ..ث اذهب
فجلس إليهـم .. rفدعاهـم إل ال وكلمهـم لاـ
به إل ذلك الرجل فقل له يأكل منه ..
جاءهم له من نصرته على السلم والقيام معه على
ففعـل عداس ..وجاء بالعنـب ..حتـ وضعـه بيـ يدي
من خالفه من قومه ..
رسول ال rث قال له :كل ..
فقال أحدهـم :هـو يرط ثياب الكعبـة إن كان ال
فمد رسول ال rيده إليه وقال " :بسم ال " ث أكل ..
أرسلك ..
نظر عداس إليه وقال :
وقال الخر :أما وجد ال أحدا أرسله غيك ؟
وال إن هذا الكلم ما يقوله أهل هذه البلد ..
أما الثالث فقال – متفلسفا : -
فقال له " : rومـن أهـل أي بلد أنـت يـا عداس ؟ ومـا
وال ل أكلمـك أبدا ! لئن كنـت رسـولً مـن ال
دينك ؟ " ..
كمـا تقول لنـت أعظـم خطرا مـن أن أرد عليـك
قال :نصران ..وأنا رجل من أهل نينوى ..
الكلم ..ولئن ك نت تكذب على ال ما ينب غي ل
فقال " : rمن قرية الرجل الصال يونس بن مت ؟ " ..
أن أكلمك ..
فقال عداس :وما يدريك ما يونس بن مت ؟
منهـم هذا الرد القبيـح ..قام مـن فلمـا سـع
فقال " : rذلك أخي ..كان نبيا ..وأنا نب " ..
عندهم ..وقد يئس من خي ثقيف ..
فأكـب عداس على رسـول ال rيقبـل رأسـه ويديـه
23
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال : rوعليكم .. وقدميه ..
فلم تصب عائشة لا سنعتهم ..فقالت :السام عليكم .. وابنا ربيعة ينظران إليهما ..فقال أحده ا لصاحبه
ولعنكم ال وغضب عليكم .. :أما غلمك فقد أفسده عليك ..
:مهلً يـا عائشـة ..عليـك بالرفـق ..وإياك فقال فل ما ر جع عداس ل سيده ..و قد بدا عل يه التأ ثر
والعنف والفحش .. وساع كلمه .. برؤية رسول ال
فقالت :أو ل تسمع ما قالوا ؟ قال له سيده :ويلك يا عداس ! ما لك تقبل رأس
فقال :أو ل تسمعي ما قلت ؟! رددت عليهم فيستجاب هذا الرجل ويديه وقدميه ؟
ف ..
ل ..ول يستجاب لم ّ فقال :يا سيدي ما ف الرض شئ خي من هذا ..
نعم ..ما الداعي إل مقابلة السباب بالسباب ! أليس ال لقد أخبن بأمر ما يعلمه إل نب ..
قد قال له ( :وأعرض عن الاهلي ) .. فقال سـيده :ويكـ يـا عداس ل يصـرفنك عـن
مع أصحابه ف غزوة .. وف يوم ..خرج دينك ..فإن دينك خي من دينه ..
فلما كانوا ف طريق عودتم ..نزلوا ف واد كثي الشجر ف هل ن ستطيع ن ن اليوم أن ن عل تعامل نا راقيا مع
.. الميع ..مهما كانت طبقاتم ؟
إل فتفرق الصـحابة تتـ الشجـر وناموا ..وأقبـل لحة ..
شجرة فعلق سـيفه بغصـن مـن أغصـانا ..وفرش رداءه عامل البشر على أنم بشر ..ل على أشكالم ..
ونام .. أو أموالم ..أو وظائفهم ..
ف هذه الثناء كان رجل من الشركي يتبعهم ..
خاليا ..أقبـل يشـي بدوء .. فلمـا رأى رسـول ال .13مع الخالفي ..
حتـ التقـط السـيف مـن على الغصـن ..وصـاح بأعلى الكفار ..كان rيعاملهم بالعدل ..ويستميت ف
صوته : سبيل دعوتم وإصلحهم ..ويتحمل أذاهم ..
يا ممد ..من ينعك من ؟ ويتغا ضى عن سوئهم ..ك يف ل ..و قد قال له
ربـه ( :ومـا أرسـلناك إل رحةـ ) ..لنـ ؟!
..والرجـل قائم على رأسـه .. فاسـتيقظ رسـول ال للمؤمني ؟! ل ( ..إل رحة للعالي ) ..
والسيف صلتا ف يده ..يلتمع منه الوت .. وتأمـل حال اليهود ..يذمونـه ويبتدئون بالعداوة ..
وحيدا ..ليـس عليـه إل إزار ..أصـحابه الرسـول ومع ذلك يرفق بم ..
متفرقون عنه ..نائمون .. و عن عائ شة قالت :إن اليهود مروا ببيت ال نب r
والرجـل يعيـش نشوة القوة والنتصـار ..ويردد :مـن فقالوا :
ينعك من ؟ من ينعك من ؟ السام عليكم ( أي :الوت عليك ) ..
24
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعضها .. بكل ثقة :ال .. فقال
قالوا :نعم يا أبا الوليد .. فانتفض الرجل وسقط السيف ..
فقام عتبة وتوجه إل رسول ال .. e والتقط السيف وقال :من ينعك من ؟ فقام
جالس بكل سكينة .. دخل عليه ..فإذا فتغي الرجل ..واضطرب ..وأخذ يسترحم النب
فلما وقف عتبة بي يديه ..قال :يا ممد ! أنت خي أم ..ويقول :ل أحد ..كن خي آخذ ..
عبد ال ؟! :تسلم ؟ فقال له
فسكت رسول ال .. eتأدبا مع أبيه عبد ال .. قال :ل ..ول كن ل أكون ف قوم هم حرب لك
فقال :أنت خي أم عبد الطلب ؟ ..
فسكت .. eتأدبا مع جده عبد الطلب .. ..وأحسن إليه !! فعفا عنه
فقال عتبـة :فإن كنـت تزعـم أن هؤلء خيـ منـك فقـد وكان الرجـل ملكا فـ قومـه ..فانصـرف إليهـم
عبدوا اللة الت عِبْتَ ..وإن كنت تزعم أنك خي منهم فدعاهم إل السلم ..فأسلموا ..
..فتكلم حت نسمع قولك .. نعم ..أحسن إل الناس تستعبد قلوبم ..
بكلمة ..ثار عتبة وقال : وقبل أن ييب النب بل حت مع العداء اللداء كان rله خلق عظيم
إ نا وال ما رأي نا سخلة قط أشأم على قو مه م نك !!.. ..كسب به نفوسهم ..وهدى قلوبم ..ودحر به
فرقـت جاعتنـا ..وشتـت أمرنـا ..وعبـت ديننـا .. كفرهم ..
وفضحت نا ف العرب ..ح ت ل قد طار في هم أن ف قر يش لاـ ظهـر eبدعوتـه بيـ الناس ..جعلت قريـش
ساحرا ..وأن ف قر يش كاهنا ..وال ما ننت ظر إل م ثل تاول حربه بكل سبيل ..
صيحة البلى ..أن يقوم بعض نا إل بعض بالسيوف ح ت وكان م ا بذل ته أن تشاور كبار ها ف التعا مل مع
نتفان .. دعوته .. eوتسارع الناس لليان به ..
سـاكت يسـتمع كان عتبـة متغيا غضبانا ..والنـب فقالوا :أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر
بكل أدب .. فليأت هذا الرجـل الذي فرق جاعتنـا ..وشتـت
عن الدعوة .. وبدأ عت بة يقدم إغراءات ليتخلى ال نب أمر نا ..وعاب دين نا ..فليكل مه ولين ظر ماذا يرد
فقال : عليه ..
أيها الرجل إن كنت جئت بالذي جئت به لجل الال .. فقالوا :ما نعلم أحدا غي عتبة بن ربيعة ..
جعنا لك حت تكون أغن قريش رجلً .. فقالوا :أنت يا أبا الوليد ..
وان كنـت إناـ بـك حـب الرئاسـة ..عقدنـا ألويتنـا لك وكان عتبة سيدا حليما ..
فكنت رأسا ما بقيت .. فقال :يـا معشـر قريـش ..أترون أن أقوم إل هذا
وإن كان إن ا بك الباه والرغ بة ف الن ساء ..فاخ تر أيّ فأكلمـه ..فأعرض عليـه أمورا لعله أن يقبـل منهـا
25
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو يستمع ..ويستمع ..والنب يتلو ..ويتلو .. نساء قريش شئت فلنوجك عشرا !!..
حت بلغ قوله تعال .. وان كان هذا الذي يأت يك رئيا من ال ن تراه ..ل
ُمـ صـَا ِعقَ ًة مّثْلَ صـَا ِعقَ ِة عَادٍ
ِنـ َأ ْعرَضُوا َفقُلْ أَن َذرْتُك ْ
( َفإ ْ تسـتطيع رده عـن نفسـك ..طلبنـا لك الطـب ..
وَثَمُودَ ) ..فانتفـض عتبـة لاـ سـع التهديـد بالعذاب .. وبذلنا فيه أموالنا حت نبئك منه ..فإنه ربا غلب
وقفـز ووضـع يديـه على فـم رسـول ال .. eليوقـف التابع على الرجل حت يتداوى منه ..
القراءة .. ومضـى عتبـة يتكلم بذا السـلوب السـيء مـع
فا ستمر eيتلو اليات ..ح ت انت هى إل ال ية ال ت في ها رسـول ال .. eويعرض عليـه عروضا ويغريـه ..
سجدة التلوة ..فسجد .. والنب عليه الصلة والسلم ينصت إليه بكل هدوء
ث رفع رأسه من سجوده ..ونظر إل عتبة وقال :سعت ..
يا أبا الوليد ؟ وانتهــت العروض ..ملك ..مال ..نســاء ..
قال :نعم .. علج من جنون !!
قال :فأنت وذاك .. سكت عتبة ..وهدأ ..ينتظر الواب ..
فقام عتبة يشي إل أصحابه ..وهم ينتظرونه متشوقي .. فر فع ال نب عل يه ال صلة وال سلم ب صره إل يه وقال
فل ما أق بل علي هم ..قال بعض هم لب عض :نلف بال ل قد بكل هدووووء :
جاءكم أبو الوليد بغي الوجه الذي ذهب به .. أفرغت يا أبا الوليد ؟
فلما جلس إليهم ..قالوا :ما وراءك يا أبا الوليد ؟ ل يستغرب عتبة هذا الدب من الصادق المي ..
فقال :ورائي أ ن وال سعت قولً ما سعت مثله قط .. بل قال باختصار :نعم ..
وال ما هو بالشعر ..ول السحر ..ول الكهانة .. فقال : eفاسع من ..
يا معشر قريش :أطيعون واجعلوها ب ..خلوا بي هذا قال :أفعل ..
الرجل وبي ما هو فيه ..فوال ليكونن لقوله الذي سعت فقال : eب سم ال الرح ن الرح يم " حم * َتنِيلٌ
منه نبأ عظيم .. ص َلتْ آيَاتُ ُه قُرْآنًا
مّ نَ الرّحْمَ ِن الرّحِي مِ * كِتَا بٌ فُ ّ
يا قوم !! قرأ ب سم ال الرح ن الرح يم " حم * تن يل من َعرَِبيّا ّل َقوْمٍ َي ْعلَمُونَ * بَشِيًا وََنذِيرًا َفأَ ْعرَضَ أَكَْث ُرهُمْ
الرحن الرح يم " ح ت بلغ " :ف قل أنذرت كم صاعقة مثل َف ُهمْ لَا يَسْ َمعُونَ .. ) ..
صاعقة عاد وثود " فأم سكته بف يه ..وناشد ته الر حم أن ومضى النب عليه الصلة والسلم ..يتلوا اليات
ي كف ..و قد علم تم أن ممدا إذا قال شيئا ل يكذب .. وعتبة يستمع ..
فخفت أن ينل بكم العذاب .. وفجأة جلس عت بة على الرض ..ث اه تز ج سمه
ل متفكرا ..وقومه واجون يدون
ث سكت أبو الوليد قلي ً ..
النظر إليه .. فألقى يديه خلف ظهره ..واتكأ عليهما ..
26
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السماء !!.. ـه لطلوة
فقال :وال إن لقوله للوة ..وإن عليـ
قال :فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك ؟ ..وإن أعله لث مر ..وإن أ سفله لغدق ..وإ نه
قال :الذي ف السماء .. ليعلو وما يعلى عليه ..وإنه ليحطم ما تته ..وما
بكـل لطـف :يـا حصـي أمـا إنـك لو أسـلمت فقال يقول هذا بشر ..وما يقول هذا بشر ..
علمتك كلمتي ينفعانك .. قالوا :هذا شعر يا أبا الوليد ..شعر ..
فما كان من حصي إل أن أسلم ف مكانه فورا .. فقال :وال مـا رجـل أعلم بالشعار منـ ..ول
ث قال :يا ر سول ال ..علم ن الكلمت ي اللت ي وعدت ن أعلم برجزه ول بقصـيده منـ ..ول بأشعار النـ
.. ..وال ما يشبه هذا الذي يقول شيئا من هذا ..
:قل :الل هم ألم ن رشدي ..وأعذ ن من شر فقال .. ومضى عتبة يناقش قومه ف أمر رسول ال
نفسي .. صحيح أن عتبة ل يدخل ف السلم ..لكن نفسه
آآآه ما أروع هذا التعامل الراقي ! وشدة تأثيه ف الناس لنت للدين ..
عند مالطتهم .. فتأمل كيف أثر هذا اللق الرفيع ..ومهارة حسن
وهذا التعامـل السـلمي الدعوي يفيـد فـ دعوة الكفار الستماع ف عتبة مع أنه من أشد العداء ..
وجذبم إل الي .. وف يوم آخر ..
سافر أ حد الشباب للدرا سة ف ألان يا ف سكن ف ش قة .. تتمع قريش ..فينتدبون حصي بن النذر الزاعي
وكان يسكن أمامه شاب ألان ،ليس بينهما علقة ،لكنه ..وهو أبو الصحاب الليل عمران بن حصي ..
جاره .. ينتبونه لنقاش النب عليه الصلة والسلم ورده عن
سـافر اللانـ فجأة ..وكان موزع الرائد يضـع الريدة دعوته ..
كـل يوم عنـد بابـه ..انتبـه صـاحبنا إل كثرة الرائد .. يدخل أبو عمران على النب eوحوله أصحابه ..
سأل عن جاره ..فعلم أنه مسافر .. فيدد عليه ما تردده قريش دوما ..فرقت جاعتنا
لَــمّ الرائد ووضعهـا فـ درج خاص ..وصـار يمعهـا ..شتت شلنا ..والنب eينصت بلطف ..
كل يوم ويرتبها .. حت إذا انتهى ..قال له eبكل أدب ..
لا رجع صاحبه بعد شهرين أو ثلثة ..سلم عليه وهنأه أفرغت يا أبا عمران ..
ب سلمة الرجوع ..ث ناوله الرائد ..وقال له :خش يت قال :نعم ..
أنك متابع لقال ..أو مشترك ف مسابقة ..فأردت أن ل قال :فأجبن عما أسألك عنه ..
يفوتك ذلك .. قال :قل ..أسع ..
نظر الار إليه متعجبا من هذا الرص ..فقال :هل تريد :يا أبا عمران ..كم إلا تعبد اليوم ؟ فقال
أجرا أو مكافأة على هذا ؟ قال :سـبعة !!..سـتة فـ الرض ..وواحدا فـ
27
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال : قال صاحبنا :ل ..لكن ديننا يأمرنا بالحسان إل
من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها .. الار ..وأنـت جار فل بـد مـن
وف يوم آخر ..رأى rقرية نل قد أحرقت .. الحسان إليك
فقال :من أحرق هذه ؟ ثـ مـا زال صـاحبنا مسـنا إل ذلك الار ..حتـ
قال بعض أصحابه :أنا .. دخل ف السلم ..
فغضب وقال :ل ينبغي أن يُعذب بالنار إل رب النار .. هذه وال هـي التعـة القيقيـة بالياة ..أن تشعـر
وكان rمن رأفته ..أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة .. أ نك ر قم على اليم ي ..تتع بد ل ب كل ش يء ح ت
أصغى لا الناء ..فتشرب ..ث يتوضأ بفضلها .. بأخلقك ..
وم ّر rيوما على رجـل ملقيا شاة على الرض ..وقـد وكم ص ّد أعدادا كبية من الكفار عن الدخول ف
وضع رجله على صفحة عنقها مسكا لا ليذبها ..وهو السـلم تعاملت فريـق مـن السـلمي معهـم ..
يد شفرته ..وهي تلحظ إليه ببصرها .. فيظلمونمــ عمالً ..ويغشونمــ متســوقي ..
فغضب rلا رآه ..وقال :أتريد أن تيتها موتتي ؟ هل ويؤذونم جيانا ..
حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟ فهلمّ نبدأ من جديد معهم ..
ومر يوما برجلي يتحدثان ..وقد ركب كل منهما على
بعيه .. إضاءة ..
فلمـا رآهاـ رحـم البعييـن ..ونىـ أن تتخـذ الدواب خي الداعي من يدعو بأفعاله قبل أقواله ..
كراسي ..يعن ل تركب البعي إل وقت الاجة فقط ..
.14اليوانات !!
فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح ..
مـن صـارت الهارات السـنة ديدنـه ..تولت إل
ونى rعن وسم الدابة ف الوجه ..
طبع يالط دمه وعقله ..ل ينفك عنه أبدا ..
ومن أطرف ما ذكر ..
فتجده دائما لينا هينا رفيقا متحملً عطوفا ..مـع
أنه كان للنب rناقة تسمى العضباء ..
كل أحد ..حت مع اليوانات ..والمادات ..
ثـ إن نفرا مـن الشركيـ أغاروا على إب ٍل للمسـلمي ..
كان رسـول ال rفـ سـفر ..فانطلق ليقضـي
كانت ترعى ف أطراف الدينة ..
حاجته ..
فذهبوا با ..وكانت العضباء فيها ..
فرأى ب عض ال صحابة حُمرة مع ها فرخان ..فأ خذ
وأسروا امرأة من السلمي ..واستاقوها معهم ..
بعضهم فرخيها ..فجاءت المرة ..
وهرب الشركون ..بالرأة والبل ..
فجعلت توم حولم وترفرف بناحيها ..
وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريـق ..أطلقوا البـل ترعـى
ورآهـا ..التفـت إل أصـحابه فلمـا جاء النـب
حولم ..
28
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن ل غلما نارا .. فنلوا من ًل فناموا ..فقامـت الرأة بالليـل لتهرب
قال :إن شئت .. منهم ..
فعملت له النب .. فأقبلت إل ال بل لتركب إحداها ..فجعلت كلما
فلمـا كان يوم المعـة ..صـعد ال نب rعلى النـب الذي أ تت على بع ي ر غا بأعلى صوته ..فتتر كه خوفا
صنع له .. من استيقاظهم ..
فل ما ق عد rعلى ذلك ال نب ..خار الذع كخوار الثور وجعلت تر على البل واحدا واحدا ..
..وصـاحت النخلة ..حتـ كادت أن تنشـق ..وارتـج حت أتت على العضباء ..فحركتها فإذا ناقة ذلول
السجد .. مرسة ..فركبتها الرأة ..ث وجهتها نو الدينة ..
فنل النب rفضم الذع إليه ..فجعلت النخلة تئن أني فانطلقـت العضباء مسـرعة ..فلمـا شعرت الرأة
الصب الذي يُسكّت حت استقرت .. بالنجاة ..اشتد فرحها ..فقالت :
ث قال ( : rأ ما و الذي ن فس م مد بيده ..لو ل ألتز مه اللهـم إن لك علي ّ نذرا ..إن أنيتنـ عليهـا أن
لا زال هكذا إل يوم القيامة .. ) .. أنرها !!..
و صلت الرأة إل الدي نة ..فعرف الناس نا قة ال نب
إشارة .. ..
ـح الجال له
ـن ذلك ل يفتـ
ـان ..لكـ
ال كرّم النسـ .. نزلت لرأة ف بيتها ومضوا بالناقة إل النب
لضطهاد بقية الخلوقات .. فجاءت الرأة تطلب الناقة لتنحرها !!
:بئس ما جزيتيها ..أو بئس ما جزتا .. فقال
100.15طريقة لكسب قلوب الناس
إن أناها ال عليها لتنحرنا !!
كل صاحب هم يتفنن ف صيد ما يريد ..
ث قال " : rل وفاء لنذر ف معصية ال ول فيما
عا شق الال يتف نن ف ج عه وتنمي ته ..ويرص على تعلم
ل يلك ابن آدم " .
مهارات التجارة والربح ..
فلماذا ل تول مهاراتـك فـ التعامـل – كالرفـق
القنوات الفضائية تتفنن ف اصطياد الناس بتنويع البامج
والبشـر والكرم – إل سـجية تلزمـك على جيـع
واختيار ال ساليب التجددة ..وتدر يب مقد مي البا مج
أحوالك ..مـع كـل شيـء تتعامـل معـه ..حتـ
على مهارات تذب الناس لتابعتها ..
المادات والشجار !!..
و قل م ثل ذلك ف و سائل العلم القروءة ..وال سموعة
كان النـب rيقوم يوم المعـة ..فيسـند ظهره إل
..
جذع منصـوب فـ السـجد فيخطـب الناس ..
ومثله مروجـو البضائع الختلفـة سـواء كانـت حللً أم
فقالت امرأة من النصار :
حراما ..
يا ر سول ال ..أل أج عل لك شيئا تق عد عل يه ..
29
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمال ول بالوظيفـة ..وإناـ تكسـب بأقـل مـن ذلك كلهم يرصون على إتقان الهارات الت تفيدهم ف
وأسهل ..ومع ذلك فقليل من يستطيع كسبها .. مالم الذي يبونه ..
أذ كر أن أ حد طل ب ف الكل ية أ صيب برض نف سي .. وك سب القلوب فن من الفنون له طر قه وأ ساليبه
كان نوعا صعبا من الكتئاب .. ..
كان والده ضابطا يشغـل منصـبا عاليا ..جاء مرارا إل ل ..
هـب أنـك دخلت ملسـا فيـه أربعون رج ً
الكلية وقابلن وتعاونّا على علج ابنه .. فمررت بالناس تصافحهم ..
ك نت أذ هب إل بيت هم أحيانا فأراه ق صرا منيفا ..وأرى فالول مددت يدك إل يه م سلما فناولك طرف يده
ـه مكانا
ملس الب مليئا بالضيوف ..ل تكاد تد ـ فيـ ل ..
..وقال ببود :أهلً ..أه ً
فارغا .. والثانـ كان مشغولً بديـث جانـب ..ففاجأتـه
كنت أعجب من مبة الناس لذا الرجل وإقبالم عليه .. بالسـلم ..فرد بـبود أيضا وصـافحك دون أن
مضت سنوات وتقاعد الب من منصبه .. ينظر إليك ..
فذهبـت إليـه زائرا ..دخلت القصـر ..ثـ دلفـت إل والثالث كان يتحدث باتفه ..فمد يده إليك دون
الجلس وفيه أكثر من خسي كرسيا ..فلم أر ف الجلس أن يتلفـظ بكلمـة ترحيـب ..أو يبدي لك أي
إل الرجـل يتابـع برناما فـ التلفاز ..وخادما يدمـه اهتمام ..
بالقهوة والشاي ..جلست معه قليلً .. أ ما الرا بع ..فل ما رآك مقبلً قام م ستعدا لل سلم
فل ما خر جت جعلت أتذ كر حاله ل ا كان ف وظيف ته .. ..فلما التقت عينك بعينه ابتسم وأظهر البشاشة
وحاله الن ..ما الذي كان يمع الناس فيما مضى ؟ بلقياك ..
ما الذي كان يعلهم يلتمون عليه مؤانسي متحببي ؟! وصافحك برارة ..واحتفى بقدومك ..وأنت ل
أدركت عندها أن الرجل ل يكسب الناس بأخلقه ولطفه تعرفه ول يعرفك !!
وح سن تعامله ..وإناـ ك سبهم بن صبه ووجاه ته و سعة ث أكملت سلمك على الناس ..وجلست ..
علقاته .. بال عل يك ! أل تش عر أن قل بك ينجذب ن و ذلك
فلما زال النصب زالت معه الحبة .. الشخص ؟
فخـذ مـن صـاحبنا درسـا ..وتعامـل مـع الناس بهارات بلى ..ينجذب إليه ..وأنت ل تعرفه ..ول تدري
تعلهم يبونك لشخصك ..يبون أحاديثك وابتسامتك عـن اسـه ..ول تعلم وظيفتـه ول مركزه ..ومـع
ورف قك وح سن معشرك ..يبون تغاض يك عن أخطائ هم ذلك اسـتطاع أن يسـلب قلبـك ..ل باله ..ول
..ووقوفك معهم ف مصائبهم .. بنصبه ..ول بسبه ونسبه ..وإنا بهارات تعامله
ل تعل قلوبم معلقة بكرسيك وجيبك !! ..
الذي يوفـر لولده وزوجتـه الال والطعام والشراب ل ـــب بالقوة ول بالال ول
إذن القلوب ل تكسـ
30
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القلوب .. يكسب قلوبم ..وإنا كسب بطونم ..
والذي يغدق على أهله الموال ..مع سوء التعامل
قرار .. ..ل يكسب قلوبم ..إنا كسب جيوبم ..
قدرتنـا على أسـر قلوب الخريـن ..وكسـب مبتهـم لذلك ل ت ستغرب إذا وجدت شابا ت قع له مشكلة
الصادقة ..تنحنا جانبا كبيا من التعة بالياة .. فيشكوهـا إل صـديق أو إمام مسـجد أو مدرس ..
ويترك أباه ..لن الب ل يكسب قلبه ..ول يطم
.16أحسن النية ..لوجه ال ..
ال سوار بينه ما ..بين ما ك سب هذا القلب مدرس
جعلت أتأمل أ ساليب تعامل بعض الشخاص ..وع شت
أو صديق ..وربا كسبه عدو حاقد !!
معهم سني ..ل أذكر أن رأيت منهم ابتسامة ..بل ول
وأمر آخر مهم ..
ح ت ماملة بض حك على طر فة ..أو تفا عل مع متحدث
أل تلحـظ معـي أن بعـض الناس إذا دخـل ملسـا
..كنت أظن أنم نشئوا هكذا ول يستطيعون غيه ..
مزدحا ..وجعل يتلفت باحثا عن مكان يلس فيه
ث تفاجأت برؤيتهم ف مواطن معينة ..ومع بعض الناس
..رأيـت الالسـي يتسـابقون عليـه كـل يناديـه
ـنون
ـحاب النفوذ تديدا – يسـ
ـن الغنياء وأصـ
– مـ
ليجلس بانبه ! ..لاذا؟
الضحك والتلطف ..
هل دعيت يوما إل عشاء ..وكان بنظام ( البوفيه
فأدركـت أنمـ مـا يفعلون ذلك إل لصـلحة ..فيفوتمـ
الفتوح ) ..بيث إن كل شخص يأخذ طعامه ف
بذلك أجر عظيم ..
طبـق ويلس على إحدى الطاولت الدائريـة ..أل
إذن الؤمن يتع بد ل تعال بأخلقه ومهارات تعامله ..مع
تر بعض الناس ما إن يل طبقه بالطعام حت يتهافت
ج يع الناس ..ل ل جل من صب أو مال ..ول ل جل أن
عدد من الناس يشيون إل يه بوجود مكان فارغ ..
يدحـه الناس ..ول لجـل أن يزوج أو يسـلف مالً ..
ليجلس معهم ..
وإنا ليحبه ال ويببه إل خلقه ..
بين ما آ خر يل طب قه بالطعام ..ويتل فت ول أ حد
نعـم ..مـن اعتـب حسـن اللق عبادة ..صـار يتعامـل
يناديه أو يقبل عليه ..حت تسوقه قدماه إل إحدى
بأحسن الهارات مع الغن والفقي ..والدير والفراش ..
الطاولت ..
لو مررت يوما بعامل مسكي يكنس الشارع ..ومد يده
لاذا حرص الناس على الول دون الثان ..
إليك ؟ ودخلت يوما آخر على مسئول كبي فمد يده ..
أل تش عر أن ب عض الناس تق بل عل يه القلوب أين ما
هـل هاـ متسـاويان ؟ فـ احتفائك بمـا ..وتبسـمك
كان ..وكأن ف يده مغناطيس يذبا به جذبا !!
وبشاشتك ؟
ـب
ـا كسـ
ـتطاع هؤلء جيعـ
ـف اسـ
عجبا ! كيـ
ل أدري !!
الناس ؟!
أمـا رسـول ال eفكانـا عنده متسـاويي فـ الحتفاء
إن ا طرق ذك ية ي ستطيع ب ا الش خص أن ي صيد ب ا
31
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن حسن خلقه ربح ف الدارين ..وإن شئت فانظر إل والنصح والشفقة ..
أم سلمة .. t وما يدريك لعل من تزدريه وتتكب عليه يكون عند
و قد جل ست مع ر سول ال .. rفتذكرت الخرة و ما ال خيا مـن ملء الرض مـن مثـل الذي تكرمـه
أعد ال فيها .. وتقبل عليه ..
فقالت :يا رسول ال ..الرأة يكون لا زوجان ف الدنيا قال ( إن من أحبكم إل وأقربكم من ملسا يوم
..فإذا ماتت ..وماتا .. القيامة أحاسنكم أخلقا ) (.. )15
فإذا ماتت وماتا ودخلوا جيعا إل النة ..فلمن تكون ؟ وقال لل شج بن ع بد ق يس ( :إن ف يك ل صلتي
فماذا قال ؟ تكون لطول ما قياما ؟ أم لكثره ا صياما ؟ يبهما ال ورسوله ) ..
أم لوسعهما علما ؟ كل .. فما ها الصلتان :قيام الليل ! صيام النهار ؟ ..
وإنا قال :تكون لحسنهما خلقا .. استبشر الشج .. tوقال :ما ها يا رسول ال ؟
فعج بت أم سلمة ..فل ما رأى دهشت ها قال عل يه الصلة فقال عليه الصلة والسلم ( اللم ..والناة ) ..
()16
والسلم :
ياااا أم سلمة ..ذهب حسن اللق بيي الدنيا والخرة وسئل rعن الب ؟ ..فقال ( :الب حسن اللق )
.. ()17
..
نعم ذهب بيي الدنيا والخرة .. وسـئل عـن أكثـر مـا يدخـل الناس النـة فقال :
أما خي الدنيا فهو ما يكون له من مبة ف قلوب اللق .. ()18
( تقوى ال وحسن اللق ) ..
وأما خي الخرة فهو ما يكون له من الجر العظيم .. وقال ( : rأكمـل الؤمنيـ إيانا أحاسـنهم أخلقا
ومه ما أك ثر الن سان من العمال ال صالات ..فإن ا قد الوطؤون أكنافا الذيـن يألفون ويؤلفون ول خيـ
تفسد عليه إذا كان سيء اللق .. ()19
فيمن ل يألف ول يؤلف ) ..
ذُكر للنب rحالُ امرأة .. وقال ( :مـا شيـء أثقـل فـ اليزان مـن حسـن
وذ كر له أن ا ت صلي وت صوم وتت صدق وتف عل ..لكن ها ()20
اللق ) ..
تؤذي جيانا بلسانا (..يعن سيئة اللق ) .. وقال ( : rإن الرجـل ليبلغ بسـن خلقـه درجـة
فقال ( : rهي ف النار ) .. ()21
قائم الليل وصائم النهار ) ..
وقد كان النب rالسوة السنة .. ( ) رواه الترمذي 15
كان أمينا صادقا ..يش هد له الكفار بذلك ق بل الؤمن ي ( ) رواه البخاري في الدب المفرد 20
32
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويوما يدعو الكافرين .. ..والفساقُ قبل الصالي ..
حت كبت سنه ..ورق عظمه ..ووصفت عائشة حاله حت قالت خدية tأول ما نزل عليه الوحي ..لا
فقالت : رأت تغي حاله ..قالت :
كان أكثرُ صــلة النــب rبعدمــا كــب جالســا وال ل يزيك ال أبدا ( ..لـــاذا ؟؟ ) ..
( لـــاذا ؟؟ ) .. إنك لتصل الرحم ..
بعدما حطمه الناس ..نعم ..حطمه الناس .. وتمل الكل ..
*** تعبـت فـ مرادهـا وإذا كانـت النفوس كبارا وتكسب العدوم ..
الجسام وتقري الضيف ..
بل بلغ من حرصه rعلى اللق السن ..أنه كان يدعو وتعي على نوائب الق ..
ال فيقول – ( اللهم كما أحسنت َخلْقي فأحسن خُلقي ) وتصدق الديث ..
(.. )22 وتؤدي المانة ..
وكان يقول ( :اللهـم أهدنـ لحسـن الخلق ل يهدي بل أث ن ال عل يه ثناء نتلوه إل يوم القيا مة ..فقال
لح سنها إل أ نت ،وأ صرف ع ن سيئها ل ي صرف ع ن ( :وإنك لعلى خلق عظيم ) ..
()23
سيئها إل أنت ) وكان rخلقَه القرآن ..
فنحن نتاج إل أن نقتدي به rف أخلقه .. نعـم خلقـه القرآن ..فإذا قرأ ( وأحسـنوا إن ال
مع السلمي لكسبهم ودعوتم .. يب الحسني ) ..أحسن ..نعم أحسن إل الكبي
بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة السلم .. والصـغي ..والغنـ والفقيـ ..إل شرفاء الناس
ووضعائهم ..وكبارهم وصغارهم ..
إشارة .. َاصـفَحُوا ) ..عفـا
وإذا سـع قول ال ( :فَا ْعفُوا و ْ
أحسـن النيـة ..لتكون مهارات تعاملك مـع الخريـن وصفح ..
عبادة تتقرب با إل ال .. وإذا تل ( :وقولوا للناس حســــنا ) ..تكلم
بأحسن الكلم ..
.17استعمل الطّعم الناسب !!
فمادام أنه rقدوتنا ..ومنهجه منهجُنا ..
الناس ب طبيعتهم يتفقون ف أشياء كل هم يبون ا ويفرحون
تأ مل حيا ته .. rك يف كان يتعا مل مع الناس ..
با ..
كيف كان يعال أخطاءهم ..ويتحمل أذاهم ..
ويتفقون ف أشياء أخرى كلهم يكرهونا ..
كيف كان يتعب لراحتهم ..وينصب لدعوتم ..
ويتلفون فـ أشياء منهـم مـن يفرح باـ ..ومنهـم مـن
فيوما تراه يسعى ف حاجة مسكي ..ويوما يفصل
( ) رواه أحمد 22
خصومة بي الؤمني ..
( ) رواه مسلم 23
33
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زار ها أو تدث مع ها ..مع أن بق ية أولد ها يبون ب ا يستثقلها ..
ويسنون إليها ..لكن قلبها مقبل على ذاك الولد .. فكل الناس يبون التبسم ف وجوههم ..ويكرهون
كنت أبث عن الس ّر ..حت جلست معه مرة فسألته عن العبوس والكآبة ..
ذلك ..فقال ل :الشكلة أن إخوانـ ل يعرفون طبيعـة لكنهـم إل جانـب ذلك ..منهـم مـن يبـ الرح
أمي ..فإذا جلسوا معها صاروا عليها ثقلء .. والزاح ..ومنهم من يستثقله ..
فقلت له مداعبا :وهل اكتشف معاليكم طبيعتها !!.. منهم من يب أن يزوره الناس ويدعونه ..ومنهم
ضحك صاحب وقال :نعم ..سأخبك بالسرّ .. النطوائي ..
أ مي كبق ية العجائز ..ت ب الد يث حول الن ساء وأخبار ومنهم من يب الحاديث وكثرة الكلم ..ومنهم
من تزو جت وطل قت ..و كم عدد أبناء فل نة ..وأي هم من يبغض ذلك ..
أ كب ..وم ت تزوج فلن فل نة ؟ و ما ا سم أول أولدها و كل وا حد ف الغالب يرتاح ل ن وا فق طبا عه ..
.. فلماذا ل توافـق طباع الميـع عنـد مالسـتهم ..
إل غي ذلك من الحاديث الت أعتبها أنا غي مفيدة .. وتعامل كل واحد با يصلح له ليتاح إليك ؟
لكنها تد سعادتا ف تكرارها ..وتشعر بقيمة العلومات ذكروا أن رجلً رأى صقرا يط ي با نب غراب !!
الت تذكرها ..لننا لن نقرأها ف كتاب ولن نسمعها ف فعجـب ..كيـف يطيـ ملك الطيور مـع غراب !!
شريط ..ول تدها – قطعا – ف شبكة النترنت !! فجزم أن بينهما شيئا مشتركا جعلهما يتوافقان ..
فتشعر أمي وأنا أسألا عنها أنا تأت با ل يأت به الولون فجعـل يتبعهمـا ببصـره ..حتـ تعبـا مـن الطيان
..فتفرح وتنبسـط ..فإذا جالسـتها حركـت فيهـا هذه فحطا على الرض فإذا كلهما أعرج !!
الواضيع فابتهجت ..ومضى الوقت وهي تتحدث .. فإذا علم الولد أن أباه يؤثـر السـكوت ول يبـ
وإخوانـ ل يتحملون سـاع هذه الخبار ..فيشغلوناـ كثرة الكلم ..فليتعامـل معـه بثـل ذلك ليحبـه
بأخبار ل تمهـا ..وبالتال تسـتثقل ملسـهم ..وتفرح ويأنس بقربه ..
ب !! وإذا علمـت الزوجـة أن زوجهـا يبـ الزاح ..
هذا كل ما هنالك .. فلتمازحه ..فإن علمت أنه ضد ذلك فلتتجنب ..
نعم أنت إذا عرفت طبيعة من أمامك ..وماذا يب وماذا و قل م ثل ذلك ع ند تعا مل الش خص مع زملئه ..
يكره ..استطعت أن تأسر قلبه .. أو جيانه ..أو إخوانه ..
ومن تأمل ف تعا مل النب .. eمع الناس وجد أنه كان ل تسب الناس طبعا واحدا فلهم
يعامل مع كل شخص با يتناسب مع طبيعته .. طبائع لست تصيهن ألوان
ف تعامله مع زوجا ته كان يعا مل كل واحدة بال سلوب أذكر أن عجوزا صالة – وهي أم لحد الصدقاء
الذي يصلح لا .. – كانـت تدح أحـد أولدهـا كثيا ..وترتاح إذا
34
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقام eف أ صحابه وقال :إ ن قد عر فت رجا ًل من ب ن عائشـة كانـت شخصـيتها انفتاحيـة ..فكان يزح
ها شم وغي هم قد أخرجوا كرها ..ل حا جة ل م بقتال نا معها ..ويلطفها ..
.. ذهبـت معـه مرة فـ سـفر ..فلمـا قفلوا راجعيـ
فمن لقي منكم أحدا من بن هاشم فل يقتله .. للناس : واقتربوا من الدينة ..قال
ومن لقي أبا البختري بن هشام فل يقتله .. تقدموا عنا ..
و من ل قي العباس بن ع بد الطلب عم ر سول ال eفل فتقدم الناس عنه ..حت بقي مع عائشة ..
يقتله ..فإنه إنا خرج مستكرها .. وكانت جارية حديثة السن ..نشيطة البدن ..
وقيل إن العباس كان مسلما يكتم إسلمه ..وينقل أخبار فالتفـت إليهـا ثـ قال :تعال ْ حتـ أسـابقك ..
قريـش إل رسـول ال .. eفلم يبـ النـب eأن يقتله فسابقته ..وركضت وركضت ..حت سبقته ..
السلمون ..ول يب كذلك أن يظهر أمر إسلمه .. وبعدها بزمان ..خرجت معه rف سفر ..
كانـت هذه العركـة أول معركـة تقوم بيـ الفريقيـ .. بعدما كبت وسنت ..وحلت اللحم وبدنت ..
السلمي وكفار قريش .. فقال rللناس :تقدموا ..فتقدموا ..
وكانت نفوس السلمي مشدودة ..فهم ل يستعدوا لقتال ث قال لعائشة :تعالْ حت أسابقك ..ف سابقته ..
..وسيقاتلون أقرباء وأبناء وآباء .. فسبقها ..
وهذا رسول ال eينعهم من قتل البعض .. فلما رأى ذلك ..
وكان عت بة بن ربي عة من كبار كفار قر يش ..و من قادة جعل يضحك ويضرب بي كتفيها ..ويقول :هذه
الرب .. بتلك ..هذه بتلك ..
وكان ابنه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ..مع السلمي .. بين ما كان يتعا مل مع خدي ة تعاملً آ خر ..ف قد
فلم يصب أبو حذيفة ..بل قال : كانت تكبه ف السن بمس عشرة سنة ..
أنق تل آباء نا وأبناء نا وإخوان نا ونترك العباس !! وال لئن حت مع أصحابه ..كان يراعي ذلك ..فلم يلبس
لقيته للمنه بالسيف .. أبـا هريرة عباءة خالد ..ول يعامـل أبـا بكـر كمـا
فبلغت كلمته رسول ال .. eفالتفت النب عليه الصلة يعامل طلحة ..
والسلم ..فإذا حوله أكثر من ثلثائة بطل .. وكان يتعامل مع عمر تعاملً خاصا ..ويسند إليه
فو جه نظره فورا إل ع مر ..ول يلت فت إل غيه ..وقال أشياء ل يسندها إل غيه ..
: انظر إليه eوقد خرج مع أصحابه إل بدر ..
يا أبا حفص ..أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف ؟! فلمـا سـع بروج قريـش ..عرف أن رجا ًل مـن
قال عمر :وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال eبأب قريش سيحضرون إل ساحة العركة كرها ..ولن
حفص .. يقع منهم قتال على السلمي ..
35
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الدي نة بلد ت يس مدبوغ وم يط ووملوء ذهبا وحليا وكان ع مر ر هن إشارة ال نب .. eويعلم أن م ف
..وقـد مات حيـي وترك الال ..فخبئوه عن رسـول ال ساحة قتال ل مال فيها للتساهل ف التعامل مع من
.. e يالف أمر القائد ..أو يعترض أمام اليش ..
فقال eلعم حيي بن أخطب :ما فعل مسك حيي الذي ل صارما فقال :يا رسول ال دعن
فاختار عمر ح ً
جاء به من النضي ؟ أي اللد الملوء ذهبا .. فلضرب عنقه بالسيف ..
فقال :أذهبته النفقات والروب .. فمن عه ال نب .. eورأى أن هذا التهد يد كاف ف
فتفكـر eفـ الواب ..فإذا موت حيـي قريـب والال تدئة الوضع ..
كثي ..ول تقع حروب قريبة تضطرهم إل إنفاقه .. كان أبـو حذيفـة tرجلً صـالا ..فكان بعدهـا
فقال : eالعهد قريب ..والال أكثر من ذلك .. يقول :مـا أنـا بآمـن مـن تلك الكلمـة التـ قلت
فقال اليهودي :الال واللي قد ذهب كله .. يومئذ ..ول أزال منهـا خائفا إل أن تكفرهـا عنـ
فعلم النب eأنه يكذب ..فنظر eإل أصحابه فإذا هم الشهادة ..فقتل يوم اليمامة شهيدا .. t
كثي بي يديه ..وكلهم رهن إشارته .. هذا عمــر ..كان eيعلم بنوع العمال التــ
فالتفت إل الزبي بن العوام وقال :يا زبي ..مُسّه بعذاب ي سندها إل يه ..فل يس ال مر متعلقا ب مع صدقات
.. ..ول بإصلح متخاصمي ..ول بتعليم جاهل ..
فأقبل إليه الزبي متوقدا .. وإن ا هم ف ساحة قتال فكا نت الا جة إل الر جل
فانتفـض اليهودي ..وعلم أن المـر جـد ..فقال :قـد الازم الهيب أكثر منها إل غيه ..لذا اختار عمر
رأيت حُييا يطوف ف خربة ها هنا ..وأشار إل بيت قدي ..واستثاره :أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف
خراب ..فذهبوا فطافوا فوجدوا الال مبئا ف الربة .. ؟!
هذا ف حاله eمع الزبي ..يعطي القوس باريها .. وف موقف آخر ..
وكان الصحابة يتعامل بعضهم مع بعض على هذا الساس يقبـل النـب eعلى خيـب ..ويقاتـل أهلهـا قتالً
.. يسيا ..
لاـ مرض رسـول ال eمرض الوت ..واشتـد عليـه ثـ يصـالهم ويدخلهـا ..واشترط عليهـم أن ل
الوجع ..ل يستطع القيام ليصلي بالناس .. يكتموا شيئا مـن الموال ..ول يغيبوا شيئا ..ول
فقال وهو على فراشه :مروا أبا بكر فليصل بالناس .. ـل يظهرون ذلك كله
ـة ..بـ
يبئوا ذهبا ول فضـ
ل رقيقا ..وهو صاحب رسول ال e
وكان أبو بكر رج ً ويكم فيه ..
ف حياته وبعد ماته ..وهو صديقه ف الاهلية والسلم وتوعد هم إن كتموا شيئا أن ل ذ مة ل م ول ع هد
..وهو أبو زوجة النب eعائشة ..وهو ..وكان يمل ..
ل من حزن بسبب مرض النب .. e
ف صدره جب ً وكان حيي بن أخطب من رؤوسهم ..وكان جاء
36
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما سكت أردت أن أتكلم ،وقد زورت ف نفسي مقالة فلما أمر النب eأن يبلغوا أبا بكر ليصلي بالناس
قد أعجبتن ،أريد أن أقدمها بي يدي أب بكر ..وكنت ..
لدّة ..
أداري منه بعض ا ِ قال بعـض الاضريـن عنـد ال نب : eإن أ با بكـر
فقال أبو بكر :على رسلك يا عمر .. رجـل أسـيف ..أي رقيـق ..إذا قام مقامـك ل
فكرهت أن أغضبه .. يسـتطع أن يصـلي بالناس ..أي مـن شدة التأثـر
فتكلم وهـو كان أعلم منـ وأوقـر ..فوال مـا ترك مـن والبكاء ..
كل مة أعجبت ن من تزويري إل قال ا ف بديه ته ..أو قال وكان النب eيعلم ذلك عن أب بكر ..أنه رجل
مثلها ..أو أفضل منها حت َس َكتَ .. رقيق يغلبه البكاء ..خاصة ف هذا الوطن ..
قال أبو بكر :أما ما ذكرت فيكم من خي فأنتم له أهل .. لكنه eكان يشي إل أحقية أب بكر باللفة من
ولن تعرف العرب هذا ال مر إل لذا ال ي من قر يش .. بعده ..يع ن :إذا أ نا غ ي موجود فأ بو ب كر يتول
هم أو سط العرب ن سبا ودارا ..و قد رض يت ل كم أ حد السئولية ..
هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم .. فأعاد eالمـر :مروا أبـا بكـر فليصـل بالناس ..
وأخذ بيدي وبيد أب عبيدة بن الراح وهو جالس بيننا .. حت صلى أبو بكر ..
ول أكره شيئا ما قاله غيها ..كان وال أن أقدم فتضرب و مع ر قة أ ب ب كر ..إل أ نه كان ذا هي بة ..وله
عنقي ل يقرّبن ذلك إل إث ..أحب إل من أن أتأمر على حدة غضب أحيانا تكسوه جللً ..
قوم فيهم أبو بكر .. وكان رفيق دربه عمر tيراعي ذلك منه ..
سكت الناس .. انظر إليهم جيعا .. yوقد اجتمعوا ف سقيفة بن
فقال قائل من النصار :أنا جذيلها الحكك ..وعذيقها ساعدة ..بعد وفاة النب .. eليتفقوا على خليفة
الرجب ..منا أمي ومنكم أمي يا معشر قريش .. ..
قال عمر :فكثر اللغط وارتفعت الصوات حت توفت اجتمع الهاجرون والنصار ..وانطلق عمر إل أب
الختلف .. بكر واصطحبا إل السقيفة ..
فقلت :ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ،ث بايعه قال ع مر :فأتينا هم ف سقيفة ب ن ساعدة ..فل ما
الهاجرون ،ث بايعه النصار .. جلسنا تشهد خطيب النصار ..وأثن على ال با
ن عم ..كل وا حد من الناس له مفتاح ت ستطيع به ف تح هو له أهل ث قال :
أبواب قلبه ..وكسب مبته والتأثي عليه .. أمـا بعـد فنحـن أنصـار ال ..وكتيبـة السـلم ..
وهذا تلح ظه ف حياة الناس ..أفلم ت سمع زملء عملك وأن تم يا مع شر الهاجر ين ر هط م نا ..و قد د فت
يوما يقولون :الديـر ..مفتاحـه فلن ..إذا أردتـ شيئا دا فة من قوم كم وإذا هم يريدون أن يتازو نا من
فاجعلوا فلنا يطلبه لكم ..أو يقنع الدير به .. أصلنا ..ويغصبونا المر ..
37
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت إذا انتهى العراب من بوله ..وقام يشد على وسطه فلماذا ل تعـل مهاراتـك مفاتيـح لقلوب الناس ..
إزاره ..دعاه النب eبكل رفق .. ل ..
فتكون رأسا ل ذي ً
أقبل يشي حت إذا وقف بي يديه ..قال له eبكل رفق نعـم كـن متميزا ..وابثـ عـن مفتاح قلب أمـك
: وأبيك وزوجتك وولدك ..
إن هذه ال ساجد ل ت ب لذا ..إن ا بن يت لل صلة وقراءة اعرف مفتاح قلب مديرك ف العمل ..زملئك ..
القرآن .. ومعرفة هذه الفاتيح تفيدنا حت ف جعلهم يتقبلون
انتهى ..نصيحة باختصار .. النصح الذي يصدر منا لم ..إذا أحسنا تقدي هذا
َفهِم الرجل ذلك ومضى .. النصح بأسلوب مناسب ..
فلما جاء وقت الصلة أقبل ذاك العراب وصلى معهم .. ف هم ليسوا سواء ف طريقة الن صح ..بل حت ف
كب النب eبأصحابه مصليا ..فقرأ ث ركع ..فلما رفع إنكار الطأ إذا وقع منهم ..
eمن ركوعه قال :سع ال لن حده .. وانظر إل رسول ال eوقد جلس يوما ف ملسه
فقال الأمومون :رب نا ولك ال مد ..إل هذا الر جل قال ا البارك يدث أصحابه ..
وزاد بعدها :اللهم ارحن وممدا ول ترحم معنا أحدا !! فبينمـا هـم على ذلك ..فإذا برجـل يدخـل إل
وسعه النب .. eفلما انتهت الصلة ..التفت eإليهم السـجد ..يتلفـت يينا ويسـارا ..فبدل أن يأتـ
وسألم عن القائل ..فأشاروا إليه .. ويلس ف حل قة ال نب .. eتو جه إل زاو ية من
فناداه النب eفلما وقف بي يديه فإذا هو العراب نفسه زوايا السجد ..ث جعل يرك إزاره !!
..وقد تكن حب النب eمن قلبه حت ود لو أن الرحة عجبا !! ماذا سيفعل ؟!
تصيبهما دون غيها .. رفع طرف إزاره من المام ث جلس بكل هدوء ..
فقال له eمعلما :لقـد تجرت واسـعا !! أي إن رحةـ يبول !!..
ال تعال تسـعنا جيعا وتسـع الناس ..فل تضيقهـا علي عجب الصحابة ..وثاروا ..يبول ف السجد !!
وعليك .. وجعلوا يتقافزون ليتوجهوا إليــه ..والنــب e
فانظر كيف ملك عليه قلبه ..لنه عرف كيف يتصرف يهدئ هم ..وي سكن غضب هم ..ويردد :ل تزرموه
معه ..فهو أعراب أقبل من باديته ..ل يبلغ من العلم رتبة ..ل تعجلوا عليه ..ل تقطعوا عليه بوله ..
أب بكر وعمر ..ول معاذ وعمار ..فل يؤاخذ كغيه .. والصحابة يلتفتون إليه ..وهو لعله ل يدر عنهم ..
وإن شئت فانظـر أيضا إل معاويـة بـن الكـم .. tكان ل يزال يبول ..
من عا مة ال صحابة ..ل ي كن ي سكن الدي نة ..ول ي كن والنـب eيرى هذا النظـر ..بول فـ السـجد ..
مالسا للنب عليه الصلة والسلم .. ويهدئ أصحابه !!
وإنا كان له غنم ف الصحراء يتتبع با الضراء .. آآآه مااااا أحلمه !!
38
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو الذي أشغلهم ف صلتم ..وقطع عليهم خشوعهم أقبـل معاويـة يوما إل الدينـة فدخـل السـجد ..
.. وجلس إل رسـول ال rوأصـحابه ..فسـمعه
قال معاو ية : tفبأ ب هو وأ مي .. rوال ما رأي ـت يتكلم عن العطاس ..وكان ما علم أصحابه أن إذا
معلما قبله ول بعده أح سن تعليما م نه ..وال ما كهر ن سع ال سلم أخاه ع طس فح مد ال فإ نه يقول له :
..ول ضربن ..ول شتمن .. يرحك ال ..
وإن ا قال :يا معاو ية ..إن هذه ال صلة ل ي صلح في ها حفظها معاوية ..وذهب با ..
شيـء مـن كلم الناس ..إناـ هـي التسـبيح والتكـبي .. وبعـد أيام جاء إل الدينـة فـ حاجـة ..فدخـل
وقراءة القرآن ..انتهى ..نصيحة باختصار .. السـجد فإذا النـب عليـه الصـلة والسـلم يصـلي
ففهمها معاوية .. بأصحابه ..فدخل معهم ف الصلة ..
ث ارتا حت نف سه ..واطمأن قل به ..فج عل ي سأل ال نب فبينما هم على ذلك إذ عطس رجل من الصلي ..
عليه الصلة والسلم عن خواصّ أموره .. فما كاد يمد ال ..حت تذكر معاوية أنه تعلم أن
فقال :يا ر سول ال ..إ ن حد يث ع هد باهل ية ..و قد السلم إذا عطس فقال المد ل ..فإن أخاه يقول
جاء ال بال سلم ..وإن م نا رجالً يأتون الكهان ( و هم له يرحك ال ..
الذ ين يدعون علم الغ يب ) ..يع ن ف سألونم عن الغ يب فبادر معاو ية العا طس قائلً ب صوت عالٍ :يرح ك
.. ال .
فقال : rفل تأت م ..يع ن ل نك م سلم ..والغ يب ل فاضطرب الصلون ..وجعلوا يلتفتون إليه منكرين
يعلمه إل ال .. .
قال معاو ية :وم نا رجال يتطيون ( أي يتشاءمون بالن ظر فلمـا رأى دهشتهـم ..اضطرب وقال :وااااثكـل
إل الطي ) .. ل ؟ ..
ُأمّياه !! ..ما شأنكم تنظرون إ ّ
فقال : rذاك شيء يدونه ف صدورهم ..فل يصدنم ( فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت ..
أي ل ينعهم ذلك عن وجهتهم ..فإن ذلك ل يؤثر نفعا فلما رآهم يصمّتونه صمت ..
ول ضرا ) .. فلما انتهت الصلة ..
مع أعراب بال ف السجد ..ورجل تكلم هذا تعامله التفت rإل الناس ..وقد سع جلبتهم وأصواتم
ف ال صلة ..عامل هم مراعيا أحوال م ..لن ال طأ من ..وسع صوت من تكلم ..لكنه صوت جديد ل
مثلهم ل يستغرب .. يعتد عليه ..فلم يعرفه ..فسألم :
أما معاذ بن جبل فقد كان من أقرب الصحابة إل رسول من التكلم ..فأشاروا إل معاوية ..
ال .. eومن أكثرهم حرصا على طلب العلم .. فدعاه النب عليه الصلة والسلم إليه ..
مـع أخطائه متلفا عـن تعامله مـع فكان تعامـل النـب فأقبل عليه معاوية فزعا ل يدري باذا سيستقبله ..
39
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فسأل ال النب eمعاذا :ماذا تقرأ ؟! أخطاء غيه ..
فإذا بعاذ يبـه أنـه يقرأ بالبقرة ..و ..وجعـل يعدد كان معاذ يصـلي مـع رسـول ال eالعشاء ..ثـ
السور الطوال .. يرجع فيصلي بقومه العشاء إماما بم ف مسجدهم
ل ا علم أن الناس يتأخرون عن ال صلة فغ ضب ال نب ..فتكون الصلة له نافلة ولم فريضة ..
بسبب الطالة ..وكيف صارت الصلة ثقيلة عليهم .. رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل مسجدهم فكب
فالتفت إل معاذ وقال :أفتان أنت يا معاذ ..؟! مصليا بم ..
يعن تريد أن تفت الناس وتبغضهم ف دينهم .. أقبل فت من قومه ودخل معه ف الصلة ..فلما أت
اقرأ ب ـ "ال سماء والطارق" " ،وال سماء ذات البوج" ، معاذ الفاتة قال " ول الضالي " فقالوا " آمي " ..
"والشمس وضحاها" " ،والليل إذا يغشى" .. ث افتتح معاذ سورة البقرة !!
ث التفت eإل الفت وقال له متلطفا :كيف تصنع أنت كان الناس فـ تلك اليام يتعبون فـ العمـل فـ
يا بن أخي إذا صليت ؟ مزارعهـم ورعيهـم دوابمـ طوال النهار ..ثـ ل
قال :أقرأ بفاتة الكتاب ..وأسأل ال النة ..وأعوذ به يكادون يصلون العشاء حت يأوون إل فرشهم ..
من النار .. هذا الشاب ..وقـف فـ الصـلة ..ومعاذ يقرأ
ث تذ كر الف ت أ نه يرى ال نب eيد عو ويك ثر ..ويرى ويقرأ ..
معاذا كذلك .. فل ما طالت ال صلة على الف ت ..أ ت صلته وحده
فقال ف آ خر كل مه :وإ ن ل أدري ما دندن تك ودند نة ..وخرج من السجد وانطلق إل بيته ..
معاذ ..أي دعاؤكما الطويل ل أعرف مثله !! انتهى معاذ من الصلة ..
فقال : eإنـ ومعاذ حول هاتيـ ندندن ..يعنـ دعاؤنـا فقال له بعض القوم :يا معاذ ..فلن دخل معنا ف
هو فيما تدعو به ..حول النة والنار .. الصلة ..ث خرج منها لا أطلت ..
فقال الشاب :ولكـن سـيعلم معاذ إذا قدم القوم وقـد فغضـب معاذ وقال :إن هذا بـه لنفاق ..لخـبن
خبوا أن العدو قد أتوا ..ما أصنع ..يعن ف الهاد ف رسول ال eبالذي صنع ..
سبيل ال ..سيتبي لعاذ إيان وهو الذي يصفن بالنفاق ! فأبلغوا ذلك الشاب بكلم معاذ ..فقال الفتــ :
فما لبثوا أياما ..حت قامت معركة فقاتل فيها الشاب .. وأنا لخبن رسول ال eبالذي صنع ..
فاستشهد .. t فغدوا على ر سول ال eفأ خبه معاذ بالذي صنع
ـمي
ـل خصـ
ـا فعـ
ـه .. eقال لعاذ :مـ
ـا علم بـ
فلمـ الفت ..
وخصمك ؟ يعن الذي اتمته يا معاذ بالنفاق .. فقال الفت :يا رسول ال ..يطيل الكث عندك ث
وكذبتـ ..لقـد
ُ قال معاذ :يـا رسـول ال ،صـدق ال يرجع فيطيل علينا الصلة ..وال يا رسول ال إنا
استشهد .. لنتأخر عن صلة العشاء ما يطول بنا معاذ ..
40
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السـراع باتاذ القرار ..ففـي أي لظـة قـد يأتـ سـهم فتأمـل الفرق فـ طبائع الرجال ..ومقاماتمـ ..
طائش أو غي طائش ..فيديهما قتيلي .. معهم .. وكيف أدى إل اختلف تعامل النب
ل يكن هناك مال للتفكي الادئ .. مع أسامة بن زيد ..وهو بل ..انظر إل تعامله
فأما النصاري فكف سيفه .. ..وقد ترب ف بيته .. حبيب رسول ال
وأما أسامة فظن أنا حيلة ..فضربه بالسيف حت قتله .. بعث النب eأصحابه إل الرقات من قبيلة جهينة
عادوا إل الدينة تداعب قلوبم نشوة النتصار .. ..
وقف أسامة بي يدي النب .. eوحكى له قصة العركة وكان أسامة بن زيد tمن ضمن القاتلي باليش
..وأخبه بب الرجل وما كان منه .. ..
كان ق صة العر كة ت كي انت صارا للم سلمي ..وكان e ابتدأ القتال ..ف الصباح ..
يستمع مبتهجا .. انتصر السلمون وهرب مقاتلو العدو ..
لكن أسامة قال .. :ث قتلته .. كان من بي جيش العدو رجل يقاتل ..فلما رأى
فتغي النب .. eوقال :قال ل إله إل ال ..ث قتلته ؟!! أ صحابه منهزم ي ..أل قى سلحه وهرب ..فلح قه
قلت :يا ر سول ال ل يقل ها من ق بل نف سه ..إن ا قال ا أ سامة وم عه ر جل من الن صار ..ر كض الر جل
فرقا من السلح .. وركضوا خلفه ..وهو يشتد فزعا ..
فقال : eقال ل إله إل ال ..ث قتلته !! هل شققت عن حت عرضت لم شجرة فاحتمى الرجل با ..
قلبه حت تعلم أنه إنا قالا فرقا من السلح .. فأحاط به أسامة والنصاري ..ورفعا عليه السيف
وجعل eيد بصره إل أسامة ويكرر :قال ل إله إل ال ..
ث قتلته !!..قال ل إله إل ال ث قتلته !!..ث قتلته !!.. فلمـا رأى الرجـل السـيفي يلتمعان فوق رأسـه ..
كيف لك بل إله إل ال إذا جاءت تاجك يوم القيامة !! س الوت يهجم عليه ..انتفض وجعل يمع ما
وأح ّ
وما زال eيكرر ذلك على أسامة .. تبقى من ريقه ف فمه ..ويردد فزعا :أشهد أن ل
قال أسامة :فما زال يكررها علي حت وددت أن ل أكن إله إل ال ..وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ..
أسلمت إل يؤمئذ .. تي النصاري وأسامة ..هل أسلم الرجل فعلً ..
رأي .. أم أنا حيلة افتعلها ..
ل تسب الناس نوعا واحدا فلهم ـة ..
ـاحة قتال ..والمور مضطربـ
كانوا ف ـ سـ
طبائع لست تصيهن ألوان يتلفتون حول م فل يرون إل أجسادا مز قة..وأيدي
ـض ..الدماء
ـا ببعـ
ـد اختلط بعضهـ
ـة..قـ
مقطعـ
.18اختر الكلم الناسب .. تسيل..النفوس ترتف ..
يتبـع مـا سـبق أيضا طريقـة الكلم مـع الناس ونوعيـة الرجـل بيـ أيديهمـا ينظران إليـه ..ل بـد مـن
41
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو ر جل ف تح دكانا وك سب م نه أرباحا ..ف من النا سب الحاديث الت تثار معهم ..
أن تسأله عن دكانه وإقبال الناس عليه ..لن هذا يفرحه فإذا جلست مع أحد فأثر الحاديث الناسبة له ..
..وبالتال يبك ويب مالستك .. وهذا من طبيعة البشر ..فالحاديث الت تثيها مع
وقد كان النب rيراعي ذلك .. شاب تتلف عن الحاديث مع الشيخ ..
فحدي ثه مع الشاب يتلف عن حدي ثه مع الش يخ ..أو ومع العال تتلف عن الاهل ..
الرأة ..أو الطفل .. ومع الزوجة تتلف عن الخت ..
جابر بن عبد ال tالصحاب الليل ..قتل أبوه ف معركة ل أعنـ الختلف التام ..بيـث إن القصـة التـ
أحد ..وخلف عنده تسع أخوات ليس لن عائل غيه .. تكيهـا للخـت ل يصـح أن تكيهـا للزوجـة ! أو
وخلف دينا كثيا ..على ظ هر هذا الشاب الذي ل يزال الت تذكرها للشاب ل يصح أن يسمعها الشيخ !!
ف أول شبابه .. ل ..
فكان جابر دائما ساهم الف كر ..منشغل البال بأمر دَي نه ـي الذي يطرأ على
وإنا ـ أعن ـ الختلف اليسـ
وأخواته ..والغرماء يطالبونه صباحا ومساءً .. أسلوب عرض القصة وربا كيانا كله ..
خرج جابر مـع النـب rفـ غزوة ذات الرقاع ..وكان وبالثال يتضح القال ..
لشدة فقره على ج ل كل يل ضع يف ما يكاد ي سي ..ول لو جلسـت مـع ضيوف كبار فـ السـن جاوزت
يد جابر ما يشتري به جلً ..فسبقه الناس وصار هو ف أعمار هم الثمان ي أقبلوا زائر ين لدك ..ف هل من
آخر القافلة .. النا سب أن ت قص علي هم وأ نت ضا حك م ستبشر
وكان النـب rيسـي فـ آخـر اليـش ..فأدرك جابرا قصـتك لاـ ذهبـت مـع زملئك للب ؟! وكيـف أن
وجله يدبّ به دبيبا ..والناس قد سبقوه .. فلنا سجل هدفا أثناء ل عب الكرة ..وك يف ث بت
فقال النب : rمالك يا جابر ؟ الكرة برأ سه ث ضرب ا بركب ته ..ل شك أ نه غ ي
قال :يا رسول ال أبطأ ب جلي هذا .. مناسب ..
فقال النب : rأنه .. وكذلك لو تدثـت مـع أطفال صـغار ..مـن غيـ
فأناخه جابر وأناخ النب rناقته .. الناسب أن تذكر لم قصصا تتعلق بتعامل الزواج
ثـ قال :أعطنـ العصـا مـن يدك أو اقطـع ل عصـا مـن مع زوجاتم ..
شجرة ..فناوله جابر العصا .. أظننا نتفق على ذلك ..
برَكَ المل على الرض كليلً ضعيفا .. إذن مـن أسـاليب جذب الناس اختيار الحاديـث
فأقبل eإل المل وضربه بالعصا شيئا يسيا .. الت يبونا ..وإثارتا ..
فنهـض المـل يري قـد امتل نشاطا ..فتعلق بـه جابر كأب له ولد متفوق ..من النا سب أن ت سأله ع نه
وركب على ظهره .. ..لنه بل شك يفخر به ويب أن يذكره دائما ..
42
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعن وإن كنت تزوجت ثيبا إل أنا ل تزال عروسا تفرح مشـى جابر بانـب النـب .. eفرحا مسـتبشرا ..
بك إذا قد مت وتب سط فراش ها ..وت صف عل يه الو سائد وقد صار جله نشيطا سابقا ..
.. التفت eإل جابر ..وأراد أن يتحدث معه ..
فتذكر جابر فقره وفقر أخواته ..فقال :نارق !! وال يا فما هي الحاديث الت اختارها النب eليثيها مع
رسول ال ما عندنا نارق .. جابر ..
فقال : eإنه ستكون لكم نارق إن شاء ال .. جابر كان شابا ف أول شبابه ..
ث مشيا ..فأراد eأن يهب لابر مالً .. ــ الغالب تدور حول الزواج ..
هوم الشباب فـ
فالفت إليه وقال :يا جابر .. وطلب الرزق ..
قال :لبيك يا رسول ال .. قال : eيا جابر ..هل تزوجت ..؟
فقال :أتبيعن جلك ؟ قال جابر :نعم ..
تفكـر جابر فإذا جله هـو رأس ماله ..هكذا كان وهـو قال :بكرا ..أم ثيبا ..
كليل ضعيف ..فكيف وقد صار قويا جلدا !! قال :بل ثيبا ..
لكنه رأى أنه ل مال لرد طلب رسول ال .. e فع جب ال نب eك يف أن شابا بكرا ف أول زواج
قال جابر :سُمْه يا رسول ال ..بكم ؟ له ..يتزوج ثيبا ..
فقال : eبدرهم !! فقال ملطفا لابر :هل بكرا تلعبها وتلعبك ..
قال جابر :درهم !! تغبنن يا رسول ال .. فقال جابر :يا رسول ال ..إن أب قتل ف أحد ..
فقال : eبدرهي .. ـ غيي ..
وترك تسـع أخوات ليـس لنـ راع ٍ
قال :ل ..تغبنن يا رسول ال .. فكرهـت أن أتزوج فتاة مثلهـن فتكثـر بينهـن
ف ما زال يتزايدان ح ت بل غا به أربع ي درها ..أوق ية من اللفات ..فتزوجت امرأة أكب منهن لتكون مثل
ذهب .. أمهن ..
فقال جابر :نعم ..ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إل هذا معن كلم جابر ..
الدينة .. رأى ال نب eأن أما مه شاب ض حى بتع ته الا صة
قال : rنعم .. لجل أخواته ..
فلمـا وصـلوا إل الدينـة ..مضـى جابر إل منله وأنزل فأراد eأن يازحـه بكلمات تصـلح للشباب ..
متاعه من على المل ومضى ليصلي مع النب rوربط فقال له :
المل عند السجد .. لعل نا إذا أقبل نا إل الدي نة أن ننل ف صرار (.. )24
فمـا خرج النـب rقال جابر :يـا رسـول ال هذا جلك فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق ..
..
( ) موضع على بعد 5كم من الدينة 24
43
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحاديث الت حرص النب eعلى إثارتا معه ؟ شاب ف فقال : rيا بلل ..أعط جابرا أربعي درها وزده
ريعان شبابه ..أعزب .. ..
هـل يتحدث معـه عـن أنسـاب العرب والرفيـع منهـا فناول بلل جابرا أربعي درها وزاده ..
والوضيع ؟ فحمـل جابر الال ومضـى بـه يقلبـه بيـ يديـه ..
أم يتحدث عن السواق وأحكام البيوع ؟ متفكرا ف حاله !! ماذا يف عل بذا الال ؟! أيشتري
ل ..فهذا شاب له نوع خاص من الحاديث يفضله على ل ..أم يبتاع به متاعا لبيته ..أم ..
به ج ً
غيه .. وفجأة التفـت رسـول ال eإل بلل وقال :يـا
أثار معـه eموضوع الزواج والديـث حوله ..فلطالاـ بلل ..خذ المل وأعطه جابرا ..
طرب الشباب لذه الواضيع .. جبذ بلل المل ومضى به إل جابر ..فلما وصل
ث عرض عليه رسول ال التزويج .. به إليه ..تعجب جابر ..هل ألغيت الصفقة ؟!
فقال :إذن تدن كاسدا .. قال بلل :خذ المل يا جابر ..
فقال :غي أنك عند ال لست بكاسد .. قال جابر :ما الب !!..
فلم يزل النب rيتحي الفرص لتزويج جليبيب .. قال بلل :قـد أمرنـ رسـول ال eأن أعطيـك
حت جاء رجل من النصار يوما يعرض ابنته الثيب على المل ..والال ..
رسول ال .. rليتزوجها .. فر جع جابر إل ر سول ال eو سأله عن ال ب ..
فقال : rنعم يا فلن ..زوجن ابنتك .. أما تريد المل !!
قال :نعم ونعمي ..يا رسول ال .. فقال : eأتران ماكستك لخذ جلك ..
فقال : rإن لست أريدها لنفسي .. يعن أنا ل أكن أطالبك بفض السعر لجل أن آخذ
قال :فلمن ؟! ال مل وإن ا ل جل أن أقدر كم أعط يك من الال
قال :لليبيب .. معونة لك على أمورك ..
قال الرجل متفاجئا :جليبيب !! جليبيب !! يا رسول ال ف ما أر فع هذه الخلق ..يتار ما ينا سب الشاب
!! حت استأمر أمها .. من أحاد يث ..ث ل ا أراد أن ي سن إل يه ويتصدق
أتى الرجل زوجته فقال :إن رسول ال يطب ابنتك .. عليه ..غلف ذلك باللطف والدب ..
قالت :نعم ..ونعمي ..زوّج رسول ال .. r وفـ أحـد اليام يلس إل النـب eشاب اسـه
قال :إنه ليس يريدها لنفسه .. جليبيب ..من خيار شباب الصحابة ..لكنه كان
قالت :فلمن ؟ فقيا معدما ..
قال :يريدها لليبيب .. وكان tف وجهه دمامة ..
فتفاجأت الرأة أن تُزف ابنتهـا إل رجـل فقيـ دميـم .. ـي
ـا هـ
ـول ال .. eفمـ
ـد رسـ
جلس يوما عنـ
44
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشركي قد قتلهم ث قتلوه .. فقالت َ :حلْقَـى !! لليـبيب ..؟ ل لعمـر ال ل
فو قف ال نب rين ظر إل جث ته ..ث قال :ق تل سبعة ث أزوج جليبيبا ..وقد منعناها فلنا وفلنا ..
قتلوه ..قتل سبعة ث قتلوه ..هذا من وأنا منه .. فاغتم أبوها لذلك ..وقام ليأت رسول ال .. r
ث حله رسول ال rعلى ساعديه ..وأمرهم أم يفروا له ف صاحت الفتاة من خدر ها بأبوي ها :من خطب ن
قبه .. إليكما ؟
قال أنس :فمكثنا نفر القب ..وجليبيب ماله سرير غي قال :رسول ال .. r
ساعدي رسول ال .. r قالت :أتردان على رسـول ال rأمره ؟ ادفعانـ
حت حفر له ث وضعه ف لده .. إل رسول ال .. rفإنه لن يضيعن ..
قال أنس :فوال ما كان ف النصار أي أنفق منها .. فكأنا جلّت عنهما ..واطمأنّا ..
أي تسابق الرجال إليها كلهم يطبها بعد جليبيب .. فذ هب أبو ها إل ال نب rفقال :يا ر سول ال ..
يتار ل كل أ حد ما ينا سبه من أحاد يث .. هكذا كان شأنك با فزوّجها جليبيبا ..
حت ل تل مالسه .. فزوجها النب rجليبيبا ..
يوما مع زوجه عائشة .. جلس ودعا لا وقال :اللهم صب عليهما الي صبا ..
فما الحاديث الناسب إثارتا بي الزوجي ..؟ ول تعل عيشهما كدا كدا ..
هـل كلمهـا عـن غزو الروم ؟ ونوع السـلحة التـ فلم يض على زواجه أيام ..حت خرج النب rف
استخدمت ف القتال ؟ كل فليست هي أبو بكر !! غزوة ..وخرج معه جليبيب ..
أم حدثها عن فقر بعض السلمي وحاجتهم ؟ كل فليست فلمـا انتهـى القتال ..وبدأ الناس يتفقـد بعضهـم
عثمان !! بعضا ..
إنا قال لا بعاطفة الزوجية :إن لعرف إن كانت راضية سألم النب : rهل تفقدون من أحد قالوا :نفقد
عن ..وإذا كنت غضب !! .. فلنا وفلنا ..
قالت :كيف ؟ ل ث قال :هل تفقدون من أحد ؟
فسكت قلي ً
قال :إذا كنـت راضيـة قلت :ل ورب ممـد ( .. ) e قالوا :نفقد فلنا وفلنا ..
وإذا كنت غضب قلت :ل ورب إبراهيم ( .. ) e فسكت ث قال :هل تفقدون من أحد ؟
فقالت :نعم ..وال يا رسول ال ل أهجر إل اسك .. قالوا :نفقد فلنا وفلنا ..
فهل نراعي هذا نن اليوم ؟ قال :ولكن أفقد جليبيبا ..
فقاموا يبحثون عنـه ..ويطلبونـه فـ القتلى ..فلم
وجهة نظر .. يدوه ف ساحة القتال ..
تدث مع الناس ب ا ي ستمتعون هم با ستماعه ..ل ب ا ث وجدوه ف مكان قر يب ..إل ج نب سبعة من
45
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتحدثون ..ويتعارفون .. تستمتع أنت بكايته ..
دخل عليهم الدرس فجأة فسكتوا ..فوقعت عي الدرس
على طالب ل يزال متبسما .. .19كن لطيفا عند أول لقاء ..
فصرخ به :لاذا تضحك ؟ انت شر ف ب عض أرياف م صر بر هة من الز من أن
قال :عذرا ..ما ضحكت .. الرجل العروس قبيل ليلة عرسه يبئ ف غرفته قطا
قال :بلى تضحك .. ..
ث جعل يؤنبه :أنت إنسان غي جاد ..الفروض أن تعود فإذا دخـل بزوجتـه إل مكان فراش الزوجيـة ..
لهلك على أول رحلة طيان ..ل أتشرف بتدريـــس حرك كرسيا ليخرج ذلك القط ..فإذا خرج أقبل
مثلك .. العروس يستعرض قواه أمام زوج ته ..وق بض على
والطالب السـكي قـد تلون وجهـه ..وجعـل ينظـر إل ال قط ال سكي ..ث خن قه وع صره ..ح ت يوت
مدر سه ..ويلت فت إل زملئه ..وياول ح فظ ما تب قى بي يديه !!..
من ماء وجهه .. أتدري لاذا ؟!
ث حدق الدرس فيه النظر عابسا وأشار إل الباب وقال : لجل أن يطبع صورة الرعب واليبة منه ف ذهن
أخرج .. زوجته من أول لقاء ..
قام الطالب مضطربا ..وخرج .. وأذكر أن لا ترجت من الامعة ..وتعينت معيدا
ن ظر الدرس إل بق ية الطلب وقال :أ نا الدكتور فلن .. ف إحدى الكليات ..أوصان معلم قدي قائلً :
سأدرسكم مادة كذا .. ف أول ماضرة لك ع ند الطلب ُ ..شدّ علي هم ..
ولكـن قبـل أن أبدأ الشرح ..أريدكـم أن تعبئوا هذه وانظر إليهم بعي حراء !! حت يافوا منك وتفرض
الستمارة ..دون كتابة السم .. قوة شخصيتك من البداية ..
ثـ وزع عليهـم اسـتمارة تقييـم للمدرس ..فيهـا خسـة تذكرت هذا ..وأنـا أكتـب هذا الباب ..فأيقنـت
أسئلة : أن مـن المور القررة عنـد جيـع الناس أن اللقاء
.1ما رأيك بأخلق مدرسك ؟ الول فـ الغالب يطبـع أكثـر مـن %70مـن
.2ما رأيك بطريقة شرحه ؟ الصورة ع نك ..وهي ما يسمى بالصورة الذهنية
.3هل يقبل الرأي الخر ؟ ..
.4مـا مدى رغبتـك فـ الدراسـة لديـه مرة أذكر أن مموعة من الضباط سافروا إل أمريكا ف
أخرى ؟ دورة تدريبية ..
.5هل تفرح بقابلته خارج العهد ؟ كانت الدورة ف التعامل الوظيفي ..
كان أمام كل سؤال من ها ..اختيارات :متاز ..ج يد .. ف أول يوم ..حضروا إل القاعة مبكرين ..جعلوا
46
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان ما رأي تم دليلً عمليا على تأث ي التعا مل ال سيء على مقبول ..ضعيف ..
بيئة العمل بي الدير وموظفيه ..وما فعلته بزميلكم كان عبأ لطلب الستمارة وأعادوها إليه ..
ل أردت أن أجريـه أمامكـم ..لكـن السـكي صـار
تثي ً وضع ها جانبا ..وبدأ يشرح تأث ي فن التعا مل ف
ضحية .. الو الوظيفي ..
فانظروا ك يف تغيت نظرت كم بجرد تغ ي تعاملي مع كم ث قال :أوه ! ..لاذا نرم زميل كم من ال ستفادة
.. ..
هذا من طبيعة النسان ..فل بد من مراعاته ..خاصة مع فخرج إليـه ..وصـافحه وابتسـم له ..وأدخله
من تلتقي بم لرة واحدة فقط .. القاعة ..
كان العلم الول eيأسر قلوب الناس من أول لقاء .. ث قال :يبدو أنن غضبت عليك قبل قليل من غي
بعد فتح مكة ..تكن السلم .. سـبب حقيقـي ..لكنـ كنـت أعانـ مـن مشكلة
وبدأت الوفود تتسابق إل رسول ال rف الدينة .. خا صة ..أدت ب أن أ صب غ ضب عل يك ..فأ نا
قدم وفد عبد القيس ..على رسول ال .. rفلما رآهم أعتذر إل يك ..فأ نت طالب حر يص ..يك في ف
وهم على رحالم قبل أن ينلوا ..بادرهم قائلً : الدللة على حرصــك تركــك لهلك وولدك
مرحبا بالقوم ..غي خزايا ..ول ندامى .. وميؤك هنا ..
فاسـتبشروا ..وتواثبوا مـن رحالمـ ..وأقبلوا إليـه أشكرك ..بـل أشكركـم جيعا على حرصـكم ..
يتسابقون للسلم عليه .. ومن أعظم الشرف ل أن أدرس مثلكم ..
ث قالوا : ث تلطف معهم وضحك قليلً ..
يا رسول ال ..إن بيننا وبينك هذا الي من الشركي من ث أخذ مموعة جديدة من الستمارات وقال :
مضر .. ما دام أن زميل كم فا ته تعبئة ال ستمارة ف ما رأي كم
وإنـا ل نصـل إليـك إل فـ الشهـر الرام ..حيـ يقـف أن تعبئوها كلكم من جديد ..
القتال .. ووزع عليهم الوراق ..
فحدث نا بم يل من ال مر ..إن عمل نا به دخل نا ال نة .. فعبئوها وأعادوها إليه ..
وندعو به من وراءنا .. فأخرج السـتمارات التـ عبئوهـا فـ البدايـة ..
فقال : eآمركم بأربع ..وأناكم عن أربع .. وأخرج الخية وجعل يقارن بينها ..
آمركم باليان بال ..وهل تدرون ما اليان بال ؟ فإذا الانـة الاصـة بــ ضعيـف فـ التعبئة الول
قالوا :ال ورسوله أعلم .. كلها مليئة ..
ـلة ..وإيتاء
قال :شهادة أن ل إله إل ال ..وإقام الصـ أما الثانية فليس فيها ضعيف ول مقبول ..أبدا ..
الزكاة ..وأن تعطوا المس من الغنائم .. فضحك وقال لم :
47
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقلنا :انطلقي إل رسول ال .. e وأنا كم عن أر بع :عن نبيذ ف الدباء ..والنق ي
قالت :وما رسول ال !!.. والنتم ..والزفت (.. )25
فسقناها معنا طمعا أن تدلنا على الاء .. وف موقف آخر ..
حت أقبلنا با إل النب .. e كان eمسـافرا مـع أصـحابه ليلة ..فسـاروا فـ
فسألا عن الاء ..فحدثته بثل الذي حدثتنا به ..غي أنا ليلهم م سيا طويلً ..ح ت إذا كان آ خر الل يل ..
شكت إليه أنا أم أيتام .. نزلوا ف طرف الطريق ليناموا ..
فتناول eمزادتا ..فسمى ال ..ومسح عليها .. فغلبتهم أعينهم حت طلعت الشمس وارتفعت ..
ث ج عل eيفرغ من قربتي ها ف آنيت نا ..فشرب نا عطاشا فكان أول من ا ستيقظ من منا مه أ بو ب كر ..ث
ل ..حت روينا ..
أربعي رج ً استيقظ عمر ..
وملنا كل قربة معنا .. فقعد أبو بكر عند رأسه .. eفجعل يكب ويرفع
ث تركنا قربتيها ..وها أكثر ما تكون امتلءً .. صوته ..حت استيقظ النب .. e
ث قال : eهاتوا ما عندكم ..أي طعام .. فنل وصلى بم الفجر ..
فجمع لا من كسر البز والتمر .. ل من القوم
فلما انتهى من صلته التفت فرأى رج ً
فقال لا :اذهب بذا معك لعيالك ..واعلمي أنا ل نرزأك ل يصل معهم ..
من مائك شيئا ..غي أن ال سقانا .. فقال :يا فلن ..ما ينعك أن تصلي معنا ؟
ث ركبت الرأة بعيها ..مستبشرة با حصلت من طعام قال :أصابتن جنابة ..ول ماء ..
.. فأمره eأن يتيمم بالصعيد ..ث صلى ..
ح ت و صلت أهل ها ..فقالت :أت يت أ سحر الناس ..أو ث أمر eأصحابه بالرتال ..
هو نب كما زعموا .. وليـس معهـم ماء ..فعطشوا عطشا شديدا ..ول
فع جب قوم ها من ق صتها مع ر سول ال .. eفلم ي ر يقفوا على بئر ول ماء ..
()26
عليهم زمن حت أسلمت وأسلموا .. قال عمران بن حصي :
نعم ..أعجبت بتعامله وكرمه معها من أول لقاء .. فبينما نن نسي فإذا نن بامرأة على بعي ..ومعها
وفـ يوم أقبـل رجـل إل رسـول ال .. eفسـأله مالً .. مزادتان ( قربتان ) ..
فأعطاه النب eقطيعا من غنم بي جبلي .. فقلنا لا :أين الاء ؟!
فرجع الرجل إل قومه ..فقال : قالت :إنه ل ماء ..
يـا قوم ..أسـلموا فإن ممدا يعطـي عطاء مـن ل ياف فقلنا :كم بي أهلك وبي الاء ؟
الفاقة .. قالت :يوم وليلة ..
48
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجاء منهم : قال أنس :وقد كان الرجل ييء إل رسول ال e
•الحر ما ير يد إل الدن يا ..ف ما ي سي ح ت يكون دي نه
•والبيض ()27
أحب إليه ..وأعز عليه ..من الدنيا وما فيها
•والسود ..
•وبي ذلك
•والسهل اقتراح ..
•والزن أول لقاء يطبـع %70مـن الصـورة عنـك ..
•والبيث فعا مل كل إن سان على أن هذا هو اللقاء الول
()28
•والطيب ) .. والخي بينكما ..
فع ند تعاملك مع الناس انت به إل هذا – وانتب هي -سواء
.20الناس كمعادن الرض ..
تعاملت مع :
لو تأملت فـ الناس لوجدت أن لمـ طبائع كطبائع
قريب كأب وأم وزوجة وولد ..
الرض ..
أو بعيد كجار وزميل وبائع ..
فمنـم الرفيـق الليـ ..ومنهـم الصـلب الشـن ..
ولعلك تلحظ أن طبائع الناس تؤثر فيهم حت عند اتاذ
ومنهـم الكريـ كالرض النبتـة الكريةـ ..ومنهـم
قراراتم ..
البخيـل كالرض الدباء التـ ل تسـك ماءً ول
وحت تتيقن ذلك ..اعمل هذه التجربة :
تنبت كلً ..
إذا وق عت بي نك وب ي زوج تك مشكلة ..فا ستشر أ حد
إذن الناس أنواع ..
زملئك منـ تعلم أنـه صـلب خشـن ..قـل له :زوجتـ
ولو تأملت لوجدت أنـك عنـد تعاملك مـع أنواع
كثية الشاكل معي ..قليلة الحترام ل ..فأشر عليّ ..
الرض تراعي حال الرض وطبيعتها ..
كأنـ بـه سـيقول :الريـ مـا يصـلح معهـن إل العيـ
فطري قة مش يك على الرض ال صلبة ..تتلف عن
المراء !! دقّ خشم ها ! خل شخ صيتك قو ية علي ها !!
طريقتك ف الشي على الرض اللينة ..فأنت حذر
كن رجلً !!
متأن ّ فـ الول ..بينمـا أنـت مرتاح مطمئن فـ
وبالتال قد تثور أ نت ويرب عل يك بي تك بذه الكلمات
الثانية ..
..
وهكذا الناس ..
أكمل التجربة ..
قال ( eإن ال تعال خلق آدم مـن قبضـة قبضهـا
اذهب إل صديق آخر تعرف أنه هي لي لطيف ..وقل
مـن جيـع الرض فجاء بنـو آدم على قدر الرض
له ما قلت للول ..
49
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتفض العابد ..ول يتخيل 99جثة بي يديه يثلها هذا ستجد حتما أ نه يقول :يا أ خي هذه أم عيالك ..
الرجل الواقف أمامه .. و ما ف يه زواج يلو من مشا كل ..ا صب علي ها ..
صاح العابد :ل ..ليس لك توبة ..ليس لك توبة .. وحاول أن تتحملهـا ..وهذه مهمـا صـار فهـي
ول تعجب أن يصدر هذا الواب من عابد قليل العلم .. زوجتك ..وشريكتك ف الياة ..
يكم ف المور بعاطفته .. فانظر كيف صارت طبيعة الشخص تؤثر ف آرائه
هذا القاتل لا سع الواب ..وهو الرجل الصلب الشن وقراراته ..
..غضب واحرت عيناه ..وتناول سكينه ث انال طعنا لذلك نىـ النـب eأن يقضـي القاضـي بيـ اثنيـ
ف جسد العابد حت مزقه ..ث خرج ثائرا من الصومعة ـس لبول أو
ـو عطشان ! أو جوعان ! أو حابـ
وهـ
.. غائط ! لن هذه المور قد تغي نف سيته ..وبالتال
ومضت اليام ..فحدثته نفسه بالتوبة مرة أخرى .. قد تؤثر عليه ف اتاذ قراره ف الكم ..
فسأل عن أعلم أهل الرض ..فدله الناس على رجل عال كان ف المم السابقة رجل سفاح !! سفاح ؟! نعم
.. سـفاح ..ل يقتـل رجلً واحدا ول اثنيـ ..ول
مضى يشي حت دخل على العال ..فلما وقف بي يديه عشرة ..وإنا قتل تسعا وتسعي نفسا ..
فإذا به يرى رجلً رزينا يزينه وقار العلم والشية .. ل أدري كيف نا من الناس وانتقامهم ..لعله كان
فأقبـل القاتـل إليـه سـائلً بكـل جرأة :إنـ قتلت مائة ميفا جدا إل درجة أنه ل أحد يرؤ على القتراب
نفس !! فهل ل من توبة ؟! م نه ..أو أ نه كان يتخ فى ف الباري والغارات ..
فأجابـه العال فورا :سـبحاااان ال !!..ومـن يول بينـك ل أدري بالض بط ..ال هم أ نه ارت كب 99جري ة
وبي التوبة ؟!! قتل !!
جواب رائع !! فعلً من يول بي نه وب ي التو بة ؟! فالالق ثـ حدثتـه نفسـه بالتوبـة ..فسـأل عـن أعلم أهـل
ف السماء ل تستطيع أي قوة ف العال ان تول بينك وبي الرض فدلوه على عابـد فـ صـومعته ..ل يكاد
النابة إليه والنكسار بي يديه .. يفارق مصله ..يضي وقته ما بي بكاء ودعاء ..
ثـ قال العال الذي كان يتخـذ قراراتـه بناء على العلم هي لي عاطفته جياشة ..
والشرع ..ل بناء على طـبيعته ومشاعره ..أو قـل على د خل هذا الرجل على العا بد ..وقف بي يد يه ث
عاطفته وأحاسيسه .. فجعه بقوله :أنا قتلت تسعا وتسعي نفسا ..فهل
قال العال :لكنك بأرض سوء .. ل من توبة ؟
عجبا ! كيـف علم ؟ عرف ذلك بناء على كـب الرائم هذا العابد ..أظنه لو قتل نلة من غي قصد لقضى
وقلة الـمُدافع له ال ـمُنكِر عل يه ..فعلم أن البلد أ صلً بق ية يو مه باكيا متأ سفا ..فك يف سيكون جوا به
ينتشـر فيهـا القتـل والظلم إل درجـة أنـه ل أحـد ينتصـر لرجل قتل بيده 99نفسا ..
50
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاصمنا وطلقتها الثالثة !! للمظلوم ..
وهذا الكلم منه ليس غريبا ..إنا الغريب أنه قال بعدها قال :إنـك بأرض سـوء ..فاذهـب إل بلد كذا
:ما تعرف ل شيخا حبيبا يفتين الن أراجعها !! وكذا فإن با قوما يعبدون ال فاعبد ال معهم ..
فعجبت منه ..ث تأملت ف الال فاكتشفت ما تقرر قبل ذهـب الرجـل يشـي تائبا منيبا ..فمات قبـل أن
ـم – وربا ـ
ـن الناس تتلف آراؤهـ
ـل أن كثيا مـ
قليـ يصل إل البلد القصود ..
اختياراتم الفقهية – تأثرا بعاطفته وطبيعته .. نزلت ملئكة الرحة وملئكة العذاب ..
وب عض الناس تعلم من طبيعته أ نه شد يد ال ب للمال .. فأما ملئكة الرحة فقالت :أقبل تائبا منيبا ..
فل تع جب إذا رأي ته يذل نف سه لرباب الموال ..يه مل وأما ملئكة العذاب فقالت :ل يعمل خيا قط ..
أولده وبيتـه لجـل جعـه ..يقتـر على مـن يعول ..ل فبعث ال إليهم ملكا ف صورة رجل ليحكم بينهم
تعجب فهو طماع ..بل إن اتاذه لقراراته وتبنيه لقناعاته ..فكان ال كم أن يقي سوا ما بي البلد ين ..بلد
ينبن كثيا على هذه الطبيعة ..فإذا أردت أن تتعامل معه الطاعـة وبلد العصـية ..فإل أيتهمـا كان أقرب .ز
أو تطلب منه شيئا فضع ف نفسك قبل أن تتكلم أنه مب فإنه لا ..
للمال ..فحاول أن ل تعارض هذه الطبيعـة فيـه حتـ وأوحـى ال تعال إل بلد الرحةـ أن تقاربـ ..وإل
تصل على ما تريد منه .. بلد العصـــية أن تباعدي ..فكان أقرب إل بلد
ولن المثلة مفاتيح الفهوم ..خذ مثا ًل : الطاعة فأخذته ملئكة الرحة ..
نفرض أنك زرت مستشفى وقابلت مصادفة صديقا قديا حت الفتي ف السائل الشرعية تد مع السف أن
كان زميلً لك أيام الام عة ..فدعو ته إل ولي مة غداء ف بعضهم تغلبه عاطفته أحيانا ..
بيتك ..فوافق .. أذكـر أن أحـد جيانـ كان كثيـ اللفات مـع
فذهبـت إل السـوق واشتريـت حاجات ثـ رجعـت إل زوجته ..
البيت لتستعد وجعلت تتصل بعدد من زملئكم السابقي اشتد اللف يوما فطلقها تطليقه ..ث راجعها ..
تدعو هم لشاركت كم الولي مة ورؤ ية صاحبك ..من ب ي ث اشتد أخرى ..فطلقها ثانية ..ث راجعها ..
هؤلء صديق -من البخلء الذين استول حب الال على وكنـت كلمـا قابلتـه أحذره وأوصـيه ..وأذكره
قلوب م -ات صلت به فر حب وحيّ ا ..فل ما أ خبته عن بأبنائه ال صغار ..وأه ية اعتبار هم والعنا ية ب م ..
الولي مة ..قال :آآه ..يا ليت ن أ ستطيع الضور ورؤ ية وأكرر عليه :
فلن ..لكنـ مرتبـط بشغـل هااام ..فبلغـه سـلمي .. ل يبق لك إل طلقة واحدة – الثالثة – فإن أوقعتها
ولعلي أراه ف وقت آخر .. ل تلـ لك مراجعتهـا إل بعـد زواجهـا مـن آخـر
فأدركت أنت من معرفتك بطبيعته أنه يشى أن ييء .. وتطليقه لا ..فاتق ال ..ول ترب بيتك ..
فيضطـر إل أن يدعـو الضيـف إل بيتـه ويصـنع له وليمـة حتـ جاءنـ يوما متغيـ الوجـه وقال :يـا شيـخ
51
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آمن .. تكلفه مبلغا وقدره !! ..وهو يريد التوفي ..
ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ..ومن دخل السجد فهو فقلت له :عموما هذا الضيـف لن يبقـى فـ البلد
آمن .. سـيسافر بعـد الغداء مباشرة ..فقال :آآآ ..إذن
فلما ذهب أبو سفيان لينصرف إل مكة .. سأؤجل شغلي وآت لرؤيته !!
نظر إليه رسول ال .. r وبعـض مـن تالطهـم مـن الناس يكون اجتماعيا
فإذا هو الذي استنفر قريشا لربه ف بدر .. أ سريا ..ي ب أ سرته ..ل ي صب على فراق هم ..
واستنفرها لربه ف أحد .. اطلب م نه أي ش يء إل أن يبتعد عن أولده بسفر
ث استنفرها لربه ف الندق .. أو نوه ..فل تكلفه ما ل يطيق ..
وإذا رجل قائد ..قد طحنته الرب وطحنها .. إل غي ذلك من طبائع الناس ..
وإذا هو حديث عهد بإسلم .. يعجب ن ب عض الناس الذي يلك فن ا صطياد ج يع
فأراد رسول ال rأن يريه قوة السلم .. القلوب ..
" :يا عباس .. فقال فإذا سافر مع بلء اقتصد حت ل يرجهم فأحبوه
قال :لبيك يا رسول ال .. ..
قال :اح بس أ با سفيان بض يق الوادي ع ند خ طم ال بل وإن جالس عاطفي ي زاد من ن سبة عاطف ته فأحبوه
حت تر به جنود ال فياها .. ..
أي أوقفه على طريق اليش وهو يدخل مكة .. وإن مشـى مـع فكاهييـ مرحيـ ضحـك ومزح
فخرج العباس بأبـ سـفيان ..حتـ وقـف معـه بضيـق وجاملهم فأحبوه ..
الوادي ..حيث تتدفق الكتائب كالسيل إل مكة .. يلبس لكل حالة لبوسها ..إما نعيمها وإما بؤسها
وجعلت الكتائب ت ر عل يه برايات ا ..فل ما مرت الكتي بة ..
الول قال :يا عباس من هؤلء ؟ ل م عي ..وان ظر إل ر سول ال
وعُد بذاكر تك قلي ً
قال العباس :سليم .. وقد أقبل بالكتائب لفتح مكة ..
قال :مال ولسليم !!.. قبـل أن كان أبـو سـفيان قـد خرج إل النـب
ث مرت به الثانية .. يدخل مكة ..فأسلم ..
قال :يا عباس من هؤلء ؟ ف ق صة طويلة ..الشا هد من ها أ نه ل ا أ سلم قال
قال :مزينة .. العباس :
قال :مال ولزينة !!.. يا ر سول ال ..إن أ با سفيان ر جل ي ب الف خر
حت نفدت الكتائب ..وهو ما تر كتيبة إل سأل العباس فاجعل له شيئا ..
عنها .. فقال " : rن عم ..من د خل دار أ ب سفيان ف هو
52
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وماذا يناسبه ..يفيدك عند التعامل أو الكلم معه .. فإذا أخبه ..قال :مال ولبن فلن ..
ف غزوة الديبية .. ح ت مر ر سول ال rف كتيبته الضراء ..وفيها
خرج ر سول ال .. rب ن م عه من الهاجر ين والن صار الهاجرون والنصار ..قد غطوا أجسادهم بالديد
ومن لق به من العرب .. ..فل يرى منهم إل عيونم ..
كانوا ألفا وأربعمائة .. فقال :سبحان ال يا عباس ! من هؤلء ؟
ساقوا مع هم الدى وأحرموا بالعمرة ليعلم الناس أن م إن ا فقال العباس :هذا رسـول ال rفـ الهاجريـن
خرجوا زائرين لذا البيت معظمي له .. والنصار ..
معه سبعي من البل ..هديا إل البيت الرام وساق قال :هذا الوت الحر ..وال ما لحد بؤلء من
.. قبل ول طاقة ..
وصلوا مكة ..فمنعتهم قريش من دخولا .. ث قال :وال يا أ با الف ضل ل قد أ صبح ملك ا بن
بأصحابه ف موضع اسه الديبية .. عسكر النب أخيك عظيما !
جعلت قريش ترسل إليه الرجل تلو الرجل للتفاوض معه قال العباس :يا أبا سفيان ..إنا النبوة ..
.. فقال أبو سفيان :فنعم إذن ..
فبعثوا إليه أو ًل مكرز بن حفص .. فل ما تاوزت م ال يل ..صاح به العباس ..النجاءَ
ل مـن قريـش ..لكنـه ل يلتزم بعهـد ول
كان مكرز رج ً إل قومك ..
ميثاق ..بل هو فاجر غادر .. فمضى أبو سفيان سريعا إل مكة ..
ل قال :هذا رجل غادر ..
فلما رآه رسول ال rمقب ً وجعل يصرخ بأعلى صوته :
فلما انتهى إل رسول ال .. rكلمه با يصلح لثله .. يا مع شر قر يش ..هذا م مد قد جاء كم في ما ل
وأ خبه أ نه ما جاء ير يد حربا ..إناـ جاء معتمرا ..ول قبل لكم به ..فمن دخل دار أب سفيان فهو آمن
ل لذلك ..
يكتب معه عهدا لنه يعلم أنه ليس أه ً ..
رجع مكرز إل قريش فأخبهم .. قالوا :قاتلك ال ! وما تغن عنا دارك ؟
فبعثوا حليس بن علقمة ..سيد الحابيش .. قال :ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ..ومن دخل
وكان الحابيـش قوم مـن العرب سـكنوا مكـة تعظيما السجد فهو آمن ..
للحرم وعناية بالكعبة .. فتفرق الناس إل دورهم وإل السجد ..
فلما رآه رسول ال rقال : ك يف أ ثر ف ن فس أ ب سفيان ب ا فلله در نبيه
إن هذا مـن قوم يتألون .ز أي يتعبدون ..فابعثوا الدي يصلح له ..
ف وجهه حت يراه .. وماـ يسـن ههنـا ..أن تعرف طبيعـة الشخـص
فل ما رأى الدي من إ بل وغ نم ..ت سيل عل يه من عرض ونفسيته قبل أن تتكلم معه ..فإن معرفة طبيعته ..
53
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيضتك لتفضها بم ؟ الوادي فـ قلئده وحباله مربوطا مهيئا ليذبـح فـ
إنا قريش ..قد خرجت معها العوذ الطافيل ..قد لبسوا الرم ..
جلود النمور .. قـد أكـل أوباره مـن طول البـس عـن مله ..قـد
يعاهدون ال ل تدخلها عليهم عنوة أبدا ..وأي ال لكأن أضناه الوع والعطش ..
بؤلء قد انكشفوا عنك غدا .. لا رأى سيد الحابيش ذلك ..انتفض ..ول يقابل
وكان أبو بكر خلف النب .. rواقفا .. رسـول ال rإعظاما لاـ رأى ..وكيـف ينـع
فقال أبو بكر :امصص بظر اللت ! أنن ننكشف عنه ؟ العتمرون عن البيت الرام !!
تفاجـأ ملك قومـه بذا الواب ..فلم يتعود على مثله .. رجـع إل قريـش ..فقال لمـ ذلك ..فقالوا له :
لكنه ف القيقة كان يتاج إل جرعة كهذه تفض ما ف اجلس فإنا أنت أعراب ل علم لك ..
رأسه من كبياء .. فغضب الليس ..وقال :
فقال عروة متأثرا :من هذا يا ممد ؟ يا مع شر قر يش ..وال ما على هذا حالفنا كم ..
قال :هذا ابن أب قحافة .. ول على هذا عاهدناكم ..
قال :أ ما وال لول يد كا نت لك عندي لكفأ تك ب ا .. أيصد عن بيت ال من جاءه معظما له ؟
ولكن هذه بذه .. والذي نفس الليس بيده ..لتخلن بي ممد وبي
وجعـل عروة يليـ العبارات بعدهـا ..ويكلم النـب r ما جاء له من العمرة ..أو لنفرن بالحا يش نفرة
..ويل مس ل ية ال نب ..والغية بن شع بة الثق في وا قف رجل واحد ..
وراء رأس رسول ال .. rقد غطى وجهه الديد .. قالوا :مَ هْ ..كُفّ ع نا ..ح ت نأ خذ لنف سنا ما
فكان كلما قرب عروة يده من لية رسول ال .. r نرضى به ..
قرعها شعبة بطرف السيف .. ــ أرادوا ..أن يبعثوا رجلً شريفا ..فاختاروا
ثـ
ث يدها ثانية ..فيقرعها شعبة بطرف السيف .. عروة بن مسعود الثقفي ..
فل ما مد ها الثال ثة ..قال شع بة :اك فف يدك عن و جه فقال :يا معشر قريش إن قد رأيت ما يلقى منكم
رسول ال rقبل أل تصل إليك يدك ..أي أقطعها !! مـن بعثتموه إل ممـد إذ جاءكـم ..مـن التعنيـف
فقال عروة :ويكـ مـا أفظـك وأغلظـك ! ومـن هذا يـا وسوء اللفظ ..وقد عرفتم أنكم والد وأن ولد ..
ممد ؟ قالوا :صدقت ما أنت عندنا بتهم ..
فتبسم رسول ال .. rوقال .. فخرج عروة ..وكان ملكا فـ قومـه ..له شرف
هذا ابن أخيك الغية بن شعبة الثقفي .. ومكانة ..وله ترفع على الناس ..
فقال عروة :أي غدر وهل غسلت سوأتك إل بالمس ! فلما أتى رسول ال rجلس بي يديه ث قال :
ث قام عروة من عند النب .. rوعاد إل قريش .. يا م مد !! أج عت أوشاب الناس ث جئت ب م إل
54
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمنهم من أغمض عينيه فجأة وكأنه يرى الرية أمامه .. فاسع ما قال :
ومنهم من بكى .. قال :يا مع شر قر يش ..وال ل قد رأ يت ك سرى
ومن هم من كان ي ستمع دون أد ن تأ ثر وكأ نه ين صت إل وقي صر والنجا شي ..وال ما رأ يت ملكا يعظ مه
حكاية ما قبل النوم !! أصحابه كما يعظم أصحاب ممد ممدا ..
قل م ثل ذلك لو عر ضت قصة حزة tلا وقع شهيدا ف فوقع ف قلب قريش من الرهبة ما ل يقع من قبل ..
معركـة أحـد ..وكيـف شقوا بطنـه فأخرجوا كبده .. فأرسلت قريش سهيل بن عمرو ..
وقطعوا أذنيـه ..وجدعوا أنفـه ..وهـو سـيد الشهداء فمضى ي شي إل ر سول ال ..فلما رآه ر سول
وأسد ال ورسوله .. ال .. rقال :سـهل أمركـم ..ثـ كتبوا بينهـم
وعموما .. صلح الديبية ..
علمت ن الياة أن الناس ل يلون من أن يو جد من بين هم لنواع الناس .. هذا جانــب مــن معرفتــه
غليـظ غـب !!..ل يسـن ضبـط عباراتـه ..ول ماملة واستعمال الفتاح الناسب ف التعامل مع كل أحد
السامعي .. ..
ل من هذا ال صنف جلس مرة ف ملس عام
أذ كر أن رج ً وهذه النواع مـن طباع الناس تلحظهـا حتـ فـ
..فذ كر ق صة وق عت له مع أ حد البائع ي ..فقال ف إلقاء الكلمات أو السواليف معهم ..
معرض حدي ثه :وهذا البائع ض خم جدا كأ نه حار ..ث ويكنك أن تشاهد دليل ذلك بنفسك ..
قال :يشبه خالد !! وأشار إل رجل بانبه !! حاول أن تل قي ق صة مبك ية أمام ج ع من الناس ..
فل أدري كيف صار يشبه خالدا ..وهو كأنه حار !! وانظر إل أنواع تأثرهم ..
وقبل التام ..هنا سؤال كبي .. أذ كر أ ن ألق يت يوما خط بة ضمنت ها ق صة مق تل
هل يك نك تغي ي طبا عك لتتنا سب مع طباع من تال طه ع مر .. tول ا و صلت إل كيف ية ط عن أ ب لؤلؤة
..؟ ..قلت – بصوت عالٍ : - الجوسي لعمر
نعم ..كان عمر tمشهورا بي الناس بقوته وصرامته .. وفجأة خرج أبو لؤلؤة من الحراب على عمر ..ث
و ف يوم من اليام ..اختلف ر جل مع زوج ته ..وجاء طعنه ثلث طعنات ..
يسأل عمر كيف يتعامل معها .. وقعت الول ف صدره
فلمـا وقـف عنـد بيـت عمـر وكاد أن يطرق الباب سـع والثانية ف بطنه ..
زوجة عمر تصرخ به ..وعمر ساكت ..ل يصرخ ..ل ث استجمع قوته وطعن بالنجر تت سرته ..
يضرب .. ث جررررر النجر حت خرجت بعض أمعائه ..
فول الرجل ظهره للباب وكرّ راجعا متعجبا .. لحظ تُ وأ نا أن ظر ف الوجوه أن الناس تنوعوا ف
أحس عمر بصوت عند الباب فخرج ونادى الرجل .. : كيفية تأثرهم ..
55
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا :لاذا يا أستاذ ؟! ما خبك ؟
قال :اختبار ..اختبار مفاجئ .. قال :يا أمي الؤمني ..جئت أشتكي إليك امرأت
بدأ الطلب بنوع مــن التذمــر ينفذون مــا طلب .. فسمعت امرأتك تصرخ بك !!
ويتهامسون باستياء .. فقال عمر :يا رجل إنا امرأت ..حليلة فراشي ..
كان مـن بينهـم طالب كـبي السـم صـغي العقـل .. وصانعة طعامي ..وغاسلة ثياب ..أفل أصب منها
مشا كس كث ي الشا كل سريع الغ ضب متهور ..صاح على بعض السوء ..
بأستاذه : وعموما :بعـض الناس ل علج له فل بـد مـن
يا أ ستاذ ..ل نر يد أن ن تب ..ن ن بالكاد ن يب ون ن التكيف معه ..
مذاكرون ..بال كيف إذا كنا ما ذاكرنا ؟!! يشتكي إلّ بعض الناس من شدة غضب أبيه ..أو
قالا الطالب بنبة حادة .. بل زوجته ..أو ..
ثار الدرس وهاج ..وقال :ما هو على كي فك ..ت تب فأَعْر ضُ عليه بعض طرق العلج فيفيدن أنه جربا
غصبا عنك ..فاهم ؟! إذا ما هو عاجبك اطلع َبرّا !!! كلها ول تنفع ..
ثار الطالب ..وصاح :أنت اللي تطلع َبرّا .. فمـا اللـ ..؟! اللـ أن يصـب على أخلقهـم ..
توجـه الدرس إل الطالب وهـو يصـيح ويردد :يـا قليـل ويغم َر سيء أخلق هم ف ب ر حَ سَنِها ..ويتك يف
الدب ..يا عدي التربية ..يا ..ويقترب أكثر وأكثر .. مع واقعه قدر الستطاع ..
نض الطالب واقفا ..ث .. فبعض الشاكل ليس لا حل ..
فظن شرا ،ول تسأل كان ما كان ما لست أذكره
عن الب!! نتيجة ..
و صل ال مر إل إدارة الدر سة ..عو قب الطالب ب صم معرفتـك بطبيعـة الشخـص الذي تالطـه تعلك
..درجتي وكتابة تعهد بالتزام الدب قادرا على كسب مبته ..
أمـا الدرس فصـار حديـث القاصـي والدانـ ..وأصـبح
.21أستاذ الرياضيات ..
مضرب المثال ..ومثار أحاديث الطلب ف كل الدرسة
كان يدرس مادة الرياضيات لطلب الرحلة
..يشي ف مراتا ويسمع التعليقات والمسات ..حت
الثانوية ..السنة الخية ..كان يلحظ على عدد
انتقل بعدها إل مدرسة أخرى ..
منهم الهال وعدم التابعة ..فأراد أن يؤدبم ..
بينمـا مدرس آخـر وقـع له الوقـف نفسـه لكنـه أحسـن
دخل عليهم يوما ..
التصرف معه ..
وأول ما ا ستقر على كر سيه فاجأ هم بقوله :كل
د خل على طل به ..وفاجأ هم بقوله :أخرج ور قة وقلما
واحد يضع كتابه جانبا ويرج ورقة وقلما !!
..اختبار مفاجئ ..
56
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وف الهة القابلة تد أحيانا أن من يقابل البود – دائما وكان من بينهم طالب كذاك الطالب ..صاح :يا
– ببود ..ل تستقيم له المور .. أستاذ !! ما هو على كيفك ..
فليكن رابطك مع الناس شعرة معاوية .. كان الدرس جبلً يس بثقل الرجل الت ياول أن
فقد سئل معاوية tك يف ا ستطعت أن ت كم الناس أميا يصعد عليه !! ..يفهم أن العصب ل يقابل بعصبية
عشرين سنة ..ث تكمهم خليفة عشرين سنة ؟ ..
فقال :جعلت بين وبينهم شعرة ..أحد طرفيها ف يدي ابت سم ونظـر إل الطالب وقال :يع ن يـا خالد ما
والخر ف أيديهم ..فإذا شدوها من جهتهم أرخيت من تريد أن تتب ؟
جه ت ح ت ل تنق طع ..وإذا أرخوا من جهت هم شددت فقال -صارخا : -ل ..
من جهت .. فقال الدرس بكـل هدووووء :خلص ..اللي مـا
صدق رضي ال عنه ..ما أحكمه !! يريد يتب نتعامل معه بالنظام ..
أظن من السلّمات ف حياتنا أنه ل يكن أن يهنأ بالعيش اكتبوا يـا شباب :السـؤال الول :أوجـد نتيجـة
زوجان كله ا ع صب غضوب ..ك ما ل ي كن أن تطول هذه العادلة :س +ص = ع .. 15 +ومضـى
علقة صاحبي كلها كذلك .. يسوق السئلة ..
أذكـر أنـ ألقيـت ماضرة فـ أحدى السـجون ..وكان ل ي صب الطالب الشا كس وقال :أقولك ما أر يد
قدري أن تكون الحاضرة ف العنب الاص برتكب جرائم أن أخ تب ..ن ظر إل يه الدرس وابت سم بدوووء ..
الق تل ..ل ا انته يت من ماضر ت ..تفرقوا إل مهاجع هم وقال :وهـل ألزمتـك أن تتـب ..أنـت رجـل
وأق بل إل أحدهم شاكرا ..وعرف ن بنف سه وأ نه ال سئول ومسئول عن تصرفاتك ..
عن النشطة الثقافية ف العنب .. ل ي د الطالب ما يث ي غض به أك ثر ..فهدأ وأخرج
سألته عن سبب ارتكاب جرية القتل عند أكثر هؤلء .. ورقة وقلما ..وبدأ يكتب السئلة مع زملئه ..ث
فقال :الغضـب ..الغضـب ..وال يـا شيـخ إن بعضهـم بعدها تت ماسبته على سوء أدبه عن طريق إدارة
ق تل لجل حفنة ريالت تا صم عليها مع عامل ف بقالة الدرسة ..
أو مطة وقود .. تذكرت هذه الفارقـة فـ القدرة على التعامـل مـع
صرَعَة
تذكرت عند ها قول ال نب ( : eل يس الشد يد بال ّ الواقـف وأنـا أتأمـل فـ مهارات الناس على إذكاء
..إنا الشديد الذي يلك نفسه عند الغضب ) (.. )29 النيان وإخادها ..
نعم ليس البطل هو قوي البدن الذي ما يصارع أحدا إل فالتعامل مع العصب بعصبية يؤدي إل تفجر الوقف
غلبه ..ل ..فلو كان هذا هو مقياس البطولة لصبحت واحتدام اللف ..
اليوانات والوحوش أفخر من الدميي .. ف من المور ال سلمة ع ند العقلء ..أن من يل قي
النار بالنار يزدها شررا واحتداما ..
( ) 29
57
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ح ت توقفوا ..فأل قى غتر ته جانبا ..وتناول قط عة حد يد إنا البطل هو العاقل الذي يعرف كيف يتعامل مع
-هي ف الصل مفك لفتح براغي العجلت عند الاجة الوا قف بهارة ..يتعا مل مع زوج ته ..أولده ..
.. -ونزل من ال سيارة متوجها إلي هم ..والغ ضب بادٍ مديره ..زملئه ..دون أن يفقدهم ..
()30
عليه وقطعة الديد ف يده .. و ف الد يث :ل يق ضي القا ضي و هو غضبان
فإذا بالسـيارة القابلة ينل منهـا ثلثـة شباب قـد ضاقـت ..
ملب سهم بعضلت م ..وتباعدت أيدي هم عن جنوب م من وأمـر eبتدريـب النفـس على اللم فقال :إناـ
عرض أكتافهم .. اللم بالتحلم (.. )31
أقبلوا يركضون بانفعال إل صـاحبنا ..وقـد رأوه تيـأ ن عم بالتحلم ..يع ن ع ند ك ظم الغضـب فـ الرة
للقتال !! الول ستتعب %100ول كن ف الثان ية ستتعب
فل ما رآ هم انت فض ..و غص بري قه ..و هم ينظرون إل يه %90ث ف الثال ثة إذا كظ مت غض بك ستتعب
وإل ما ف يده .. %80وهكذا حت تتدرب ويصبح اللم والدوء
فل ما ل حظ أن م يدون الن ظر إل قط عة الد يد ..رفع ها عندك طبيعة ..
برفق وقال : ومن طرائف قصص الغضب أن ذهبت يوما لدينة
عفوا ..أردت أن أنبهكم إل أن هذه سقطت منكم !! .. أملج ( 300ك جنوب جدة ) للقاء ماضرة ..
فتناولا أحدهم بانفعال ..وولوا إل سيارتم ..وهو يشي كان من ب ي الاضر ين شاب سريع الغ ضب ثائر
بيده إليهم مودعا !!.. العصاب جدا ..
هذا الشاب سافر مرة ب سيارته ول ي كن م ستعجلً
معادلة .. فكان يشـي ببطـء ..كان وراءه سـيارة مسـرعة
عصب +عصب = انفجار تريده أن يفسـح لاـ الطريـق ..وهـو يزداد بطئا
ويشي لم بيده أن خففوا السرعة ..
.22ماذا تستفيد من هذه الهارة ؟
ضاق صـاحب السـيارة الخرى بصـاحبنا ذرعا ..
كل باب له مفتاح ..والفتاح الناسب لفتح قلوب الناس
وتعداه ب سرعة وانرف عل يه ب سيارته مؤدبا ..ث
هو معرفة طبائعهم ..
مضى ..ول يصب أحد منهما بضرر ..
حل مشاكل الناس ..الصلح بينهم ..الستفادة منهم
ثارت أع صاب صاحبنا – و هي تثور على أ قل من
..اتقاء شرورهم ..
ذلك بكثييييـ – فزاد سـرعة سـيارته ..وأخـذ
كل ذلك تصبح فيه بارعا إذا عرفت طبائعهم ..
يصرخ ويزمر ..ويشي لم بأضواء السيارة مرارا
افرض أن شابا وقع بينه وبي أبيه خلف ..اشتد اللف
حتـ طرده أبوه مـن البيـت ..حاول البـن العودة مرارا ( ) 30
( ) 31
58
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستحتاج أن تتزوج ..من يسدد مهرك ؟ لكن الب كان عنيدا مصرا ..
لو تعطلت سيارتك من يصلحها ؟ دخلت للصلح بينهما ..حدثت الب بالنصوص
لو مرضت ..من سيحاسب الستشفى ؟ الشرعية ..خوفته من إث القطيعة ..
إخوا نك ي ستفيدون ك ما شاءوا ..م صروف ..هدا يا .. ل يلتفت إليك ..كان مشحونا غاضبا جدا ..
وأنت جالس هكذا .. أردت أن تستعمل أساليب أخرى للصلح ..
مـا يضرك أن تصـلح ذلك كله بقبلة تطبعهـا على جـبي عرفـت مـن طبيعـة هذا الب أنـه عاطفـي جدا ..
أبيك ..أو كلمة أسف تمس با ف أذنه .. جئت إليه وقلت :
وكذلك لو دخلت للصلح بي زوجة وزوجها ..فعلت يـا فلن ..أمـا ترحـم ولدك ..يفترش الرض ..
مثـل ذلك ..وفتحـت باب كـل واحـد منهمـا بالفتاح ويلتحف السماء !!..
الناسب .. أنـت تأكـل وتشرب ..والسـكي يـبيت طاويا
ومثله لو أردت إجازة من مديرك ف العمل .. ويصبح جائعا ..
وعرفت أنه ل يلتفت إل العواطف ول ألمور الجتماعية أما تذكره إذا رفعت كسرة البز إل فمك ..أما
..وإنا عمل ( وبس ! ) .. تذكر مشيه ف حر الشمس ..
فقلت له :أحتاج إل إجازة ثل ثة أيام أجدد في ها نشا طي أمـا تذكـر لاـ كنـت تمله صـغيا ..وتضمـه إل
..وأستعيد حيويت ..أشعر أن إنتاجيت مع ضغط العمل صدرك ..وتشمه وتقبله ..
تنحدر تدرييا ..أعطنـ فرصـة لراحـة ( رأسـي ) فقـط أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي!! ..
ثلثة أيام ..لعود أنشط وأقدر .. تدـ أن عاطفـة الب تيـج بذا لكلم ..ويقترب
وإن كان اجتماعيا ..تلحـظ مـن خلل تعاملتـه ..أنـه أكثر من نقطة اللتقاء ..
حريص على السرة والعائلة ..قلت له : وإن كان أبوه بيلً مبا للمال ..قلت له :
أريد إجازة لرى والديّ ..أولدي ..أشعر أنم ف واد يا فلن أنت به ل تورط نف سك ..أر جع الولد ت ت
وأنا ف واد آخر ..إل غي ذلك .. نظرك وت صرفك ..أخ شى أن ي سرق أو يعتدي ..
أتقـن هذه الهارة ..وسـتسمع الناس غدا يقولون :مـا فتلز مك الحك مة ب سداد ما أ خذ ..وإ صلح ما
رأينا أبرع فلنا ف القدرة على القناع !!.. خرب ..فأنت أبوه على كل حال ..انتبه ..
نتيجة .. تد أن الب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد
كل إن سان له مفتاح ..ومعر فة طبي عة الن سان تدلّك ..
على معرفة مفتاحه الناسب .. وإن كان كلمك موجها إل البن ..وكان جشعا
.23مراعاة النفسيات .. مبا للمال ..
تتقلب أمزجة الناس ف حياتم بي حزن وفرح ..وصحة قلت له :يـا فلن ..لن ينفعـك أل أبوك ..غدا
59
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والطلقة السكينة تستمع إل ذلك وتتخيل حالا بعد قليل ومرض ..وغن وفقر ..واستقرار واضطراب ..
ف بيت زوجة أخيها !! وبالتال يتنوع تقبلهم لبعض النواع من التعاملت
السؤال :هل يناسب إثارة هذا النوع من الحاديث مع ..أو رد هم لاـ ب سب حالتهـم الشعور ية وقـت
امرأة فشلت ف مشروع الزواج ؟!! التعامل ..
هـل تظـن أن هذا الطلقـة سـتزداد مبـة لذه الارة ؟.. ف قد يق بل م نك النك تة والطر فة ويتق بل الزاح ف
ورغبة ف مالستها دائما ؟ ..وفرحا بزيارتا لا ؟.. و قت ا ستقراره ورا حة باله ..لك نه ل يتق بل ذلك
نتفق جيعا على جواب واحد نصرخ به قائلي :لااااا .. ف وقت حزنه ..
بل سيمتلئ قلبها حقدا وقهرا .. فمن غي الناسب أن تطلق ضحكة مدوية ف عزاء
إذن ما الل ؟ هل تكذب عليها ؟ !!..لكنها تتمل منك ف نزهة برية ..
ل ..ولكـن تتكلم باختصـار ..كأن تقول :وال كان وهذا أمـر مقرر عنـد جيـع العقلء وليـس هـو
عندنـا بعـض الشغال قضيناهـا ..ثـ تصـرف الكلم إل القصود بديثي هنا ..
موضوع آخر تصبها به على كربتها .. إناـ القصـود هـو مراعاة النفسـيات والشاعـر
أو افرض ..أن صـديقي اختـبا نايـة الرحلة الثانويـة .. الشخصـية عنـد الديـث مـع الناس أو التصـرف
فنجح أحدها وترج بتفوق .. معهم ..
والثان رسب ف عدد من الواد ..أو ترج بنسبة ضعيفة افرض أن امرأة طلقها زوجها وليس لا أب ول أم
ل تؤهله للقبول ف شيء من الامعات .. ..قد ما تا ..وجعلت ت مع أغراض ها لتع يش مع
التفوقـ صـاحبه أن
ُ فهـل َترَى مـن الناسـب عندمـا يزور أخيها وزوجته ..
ي سهب ف الد يث حول الامعات ال ت ت قبوله في ها .. فبينمـا هـي كذلك إذ دخلت عليهـا جارتاـ فـ
واليزات الت ستمنح له ..؟ الض حى زائرة ..فرح بت الطل قة ب ا ..ووض عت
قطعا جوابنا جيعا :ل .. لاـ القهوة والشاي ..فجعلت الزائرة تبحـث عـن
إذن ما الل ؟ أحاديث لتؤانسها ..فسألتها الطلقة :
الل أن يذكر له عموميات يفف با عنه ..كأن يشتكي بالمس رأيتكم خارجي من النل ..
مـن كثرة الزحام فـ الامعات ..وقلة القبول ..وخوف فقالت الارة :إي وال ..أبـو فلن أصـر علي أن
كثي من التقدمي إليها من عدم القبول ..حت يفف عن نتعشى خارج البيت فذهبت معه ..ث مر السوق
صاحبه م صابه ..في غب ع ند ذلك ف مال سته أك ثر .. واشترى ل فستانا لعرس أخت ..ث وقف عند مل
ويبه ويأنس بقربه ..ويشعر أنه قريب من قلبه .. ذهب ونزل واشترى ل سوارا ألبسه ف العرس ..
و قل م ثل ذلك لو الت قى شابان أحده ا أبوه كر ي يغدق ولا رجعنا إل البيت رأى الولد ف ملل فوعدهم
عليه الموال .. آخر السبوع أن يسافر بم ..
60
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث قالت :قد وال يا أبتِ انتشر السواد .. والخر أبوه بيل ل يكاد يعطيه ما يكفيه ..
فقال :قـد وال إذا دفعـت اليـل ووصـلت مكـة .. ف من غ ي النا سب أن يتحدث ا بن الكر ي بإغداق
فأ سرعي ب إل بي ت ..فإن م يقولون من د خل داره ف هو أبيه عليه ..وكثرة الال لديه ..و ..
آمن .. لن هذا النوع من الكلم يض يق به صدر صديقه
فانطت الفتاة به مسرعة من البل .. ..ويذكره بأساته مع أبيه ..ويستثقل اللوس مع
فتلقته خيل السلمي ..قبل أن يصل إل بيته .. هذا الصديق ويشعر ببعده عنه ف هه ..
فأقبل أبو بكر إليه .. لذلك نبـه النـب eإل مراعاة مشاعـر الخريـن
فاحتفى به مرحبا .. ونفسـياتم ..فقال :ل تطيلوا النظـر إل الجذوم
ث أخذ بيده يقوده ..حت أتى به رسول ال rف السجد ( .. )32والجذوم هو الصاب برض ظاهر ف جلده
.. قد جعله مشوها ف منظره ..فمن غي الناسب أنه
فل ما رآه ر سول ال .. rفإذا ش يخ كبي ..قد ض عف إذا مـر بقوم أن يطيلوا النظـر إل جلده ..لن هذا
جسمه ..ورق عظمه ..واقتربت منيته .. يذكره بصيبته فيحزن ..
..ينظر إل أبيه ..وقد فارقه منذ سني وإذا أبو بكر وف موقف غاية ف الراعاة واللطف يتعامل eمع
..وانشغل عنه بدمة هذا الدين .. والد أب بكر .. y
الت فت إل أ ب ب كر tفقال مطيبا لنف سه ..و مبينا قدره فإنه eلا أقبل بيوش السلمي إل مكة لفتحها ..
الرفيع عنده : قال أبو قحافة أبو أب بكر .. yوكان شيخا كبيا
هل تركت الشيخ ف بيته حت أكون أنا آتيه فيه ؟! ..أعمى ..قال لبنة له من أصغر ولده :
كان أبو بكر يعلم أنم ف حرب ..قائدهم رسول ال أي بن ية ..اظهري ب على ج بل أ ب قبيس لن ظر
..وأن وقتـه أضيـق ..وأشعاله أكثـر مـن أن يتفرغ صدق ما يقولون ..هل جاء ممد ؟..
للذهاب لبيت شيخ يدعوه للسلم .. فأشرفت به ابنته فوق البل ..فقال :أي بنية ماذا
فقال أبو بكر شاكرا :يا رسول ال ..هو أحق أن يشي ترين ؟
إليك ..من أن تشي أنت إليه .. ل ..
قالت :أرى سوادا متمعا مقب ً
فأجلس النب عليه الصلة والسلم ..أبا قحافة بي يديه قال :تلك اليل ..
..بكل لطف وحنان .. قالت :وأرى رجلً يسـعى بيـ يدي ذلك السـواد
ث مسح على صدره .. ل ومدبرا ..
مقب ً
ث قال :أسلم .. ـل
ـر اليـ
ـة ذلك الوازع الذي يأمـ
قال :أي بنيـ
فأشرق و جه أ ب قحا فة ..وقال :أش هد أن ل إله إل ال ويتقدم إليها ..
..وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ..
( ) 32
61
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خزرجي لو يستطيع من الغيـظ رمانا بالنسر والعواء انت فض أ بو ب كر منتشيا م سرورا ..ل ت سعه الدن يا
فانينه إنه السد السـود والليث والغٌ ف الدماء فرحا ..
فلئن أقحم اللواء ونادى يا حاة اللواء أهل اللواء فـ وجـه الشيـخ ..فإذا الشيـب تأمـل النـب
لتكونن بالبطاح قريش بقعةَ القاع ف أكف الماء يكسوه بياضا ..فقال : rغيوا هذا من شعره ..
إنه مصلت يريد لا القتل صموت كالية الصماء ول تقربوه سوادا ..
فلما سع رسول ال .. rهذا الشعر ..دخله رحة ورأفة نعم كان يراعي النفسيات ف تعامله ..
بم .. بل إنه eلا دخل مكة قسم جيشه إل كتائب ..
وأحب أل ييبها إذ رغبت إليه .. وأعطى راية إحدى الكتائب ..إل الصحاب البطل
وأحب أل يغضب سعدا بأخذ الراية منه بعد أن شرفه با سعد بن عبادة .. t
.. كانت الراية مفخرة لن يملها ..ليس له فقط بل
فأمر سعدا فناول الراية لبنه قيس بن سعد ..فدخل با له ولقومه ..
مكة ..وأبوه سعد يشي بانبه .. جعل سعد ينظر إل مكة وسكانا ..فإذا هم الذين
فرضيت الرأة وقريش لا رأت يد سعد خالية من الراية .. ..وضيقوا عل يه ..و صدوا حاربوا ر سول ال
ول يغضب سعد ل نه بقي قائدا لك نه أر يح من عناء ح ل عنه الناس ..
الراية وحلها عنه ابنه .. وإذا هم الذ ين قتلوا سية ويا سر ..وعذبوا بللًُ
فما أجل أن نصيد عدة عصافي بجر واحد .. وخبابا ..
حاول أن ل تفقد أحدا ..كن ناجحا واكسب الميع .. كانوا يستحقون التأديب فعلً ..
وإن تعارضت مطالبهم .. هز سعد الراي ية ..و هو يقول :اليوم يوم اللح مة
** اليوم تستحل الرمة ..
اتفاق .. سعته قريش فشق ذلك عليهم ..وكب ف أنفسهم
نن نتعامل مع القلوب ..ل مع البدان .. ..وخافوا أن يفنيهم بقتالم ..
فعارضت امرأة رسول ال rوهو يسي ..فشكت
.24اهتم بالخرين ..
إليه خوفهم من سعد ..وقالت :
الناس عموما يبون أن يشعروا بقيمتهم ..
يا نب الدى إليك لائ ّي قريش ولت حي لاء
لذا تد هم أحيانا يقومون بب عض الت صرفات ليلفتوا الن ظر
حيـ ضاقـت عليهـم سـعة الرض وعاداهـم إله
إليهم !..
السماء
وقد يترعون قصصا وبطولت لجل أن يهتم الناس بم
إن سـعدا يريـد قاسـة الظهــر بأهـل الجون و
أو يعجبوا بم أكثر ..
البطحاء
62
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إليـه ..فإذا رجـل أعرابـ ..قـد ل يكون فالتفـت لو رجع رجل إل بيته قادما من عمله متعبا ..فلما
م ستعدا أن ينت ظر ح ت تنت هي الط بة ..ويتفرغ له ال نب د خل صالة الب يت رأى أولده الرب عة كل من هم
ليحدثه عن دينه ..وقد يرج الرجل من السجد ول على حال ..
يعود إليه .. أكبهم عمره أحدى عشرة سنة ..يتابع برناما ف
وقد بلغ المر عند الرجل أهية عالية ..لدرجة أنه يقطع التلفاز ..
الطبة ليسأل عن أحكام الدين !! والثان يأكل طعاما بي يديه ..
يفكر من وجهة نظر الخر ل من وجهة نظره هو كان والثالث يعبث بألعابه ..
فقط .. والرابع يكتب ف دفاتره ..
نزل من على منبه الشريف ..ودعا بكرسي فجلس أمام فسلم الب بصوت مسموع ..السلم عليكم ..
الرجل ..وجعل يلقنه ويفهمه أحكام الدين ..حت فهم فلم يلتفت إليه أحد ..ذاك منهمك مع برنامه ..
.. والثان مأخوذ بألعابه ..والثالث مشغول بطعامه ..
ث قام من عنده ..ورجع إل منبه وأكمل خطبته .. إل الرابع ..فإنه ل ا التفت فرأى أباه ..ن فض يده
آآآه ما أعظمه وأحلمه .. من دفاتره وأقبل مرحبا ضاحكا ..وقبل يد أبيه ..
تربـ أصـحابة فـ مدرسـته ..فكانوا يظهرون الهتمام ث رجع إل دفاتره ..
بالخريـن ..والحتفاء بمـ ..ومشاركتهـم أفراحهـم أي هؤلء الربعة سيكون أحب إل الب ؟
وأتراحهم .. أجزم أن جوابنا سيكون واحدا :أحبهم إليه الرابع
.. ومن ذلك ما فعله طلحة مع كعب ..
شيخ كبي ..نلس إليه ..بعدما كب كعب بن مالك ليس لنه يفوقهم جا ًل أو ذكاءً ..وإنا لنه أشعر
سنه ..ورق عظمه ..وكف بصره .. أباه بأنه إنسان مهم عنده ..
وهو يكي ذكريات شبابه ..ف تلفه عن غزوة تبوك .. ـا
ـر ..كلمـ
ـا أظهرت الهتمام بالناس أكثـ
كلمـ
وكانت آخر غزوة غزاها النب .. r ازدادوا لك حيا وتقديرا ..
آذن النب rالناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم يراعي ذلك ف الناس ..يشعر كان سيد اللق
.. كل إنسان أن قضيته قضيته ..وهه هه ..
وجعـ منهـم النفقات لتجهيـز اليـش ..حتـ بلغ عدد على منبه يوما يطب الناس .. قام
اليش ثلثي ألفا .. فد خل ر جل من باب ال سجد ..ون ظر إل ر سول
وذلك حي طابت الظلل الثمار .. ث قال : ال
ف حر شديد ..وسفر بعيد ..وعدو قوي عنيد .. يا رسول ال ..رجل يسأل عن دينه ..ما يدري
كان عدد السلمي كثيا ..ول ت كن أ ساؤهم مموعة ف ما دينه ؟!
63
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ال ما علمنا عليه إل خيا .. كتاب ..
فسكت رسول ال .. r قال كعب :
قال كعب : وأ نا أي سر ما ك نت ..قد ج عت راحلت ي ..وأ نا
فلما قضى النب rغزوة تبوك ..وأقبل راجعا إل الدينة أقدر شيء ف نفسي على الهاد ..
..جعلت أتذكر ..باذا أخرج به من سخطه ..وأستعي وأنا ف ذلك أصغي إل الظلل ..وطيب الثمار ..
على ذلك بكل ذي رأي من أهلي .. فلم أزل كذلك ..حتـ قام رسـول ال rغاديا
حت إذا وصل الدينة ..عرفتُ أن ل أنو إل بالصدق .. بالغداة ..
فدخل النب rالدينة ..فبدأ بالسجد فصلى فيه ركعتي فقلت :أنطلق غدا إل السـوق فأشتري جهازي ..
..ث جلس للناس .. ث ألق بم ..
فجاءه الخلفون ..فطفقوا يعتذرون إليه ..ويلفون له .. فانطلقت إل السوق من الغد ..فعسر علي بعض
وكانوا بضعـة وثانيـ رجلً ..فقبـل منهـم رسـول ال r شأن ..فرجعت ..
علنيتهم ..واستغفر لم ..ووكل سرائرهم إل ال .. فقلت :أر جع غدا إن شاء ال فأل ق ب م ..فع سر
وجاءه كعب بن مالك ..فلما سلم عليه ..نظر إليه النب عليّ بعض شأن أيضا ..
.. rث تبسّم تبسّم الغضب .. فقلت :أرجـع غدا إن شاء ال ..فلم أزل كذلك
..فلما جلس بي يديه .. أقبل كعب يشي إليه ..
فقال له : rما خلفك ..أل تكن قد ابتعت ظهرك ؟ يعن حت مضت اليام ..وتلفت عن رسول ال .. r
اشتريت دابتك .. فجعلت أمشي ف السواق ..وأطوف بالدينة ..
قال :بلى .. ل مغموصـا عليـه فـ النفاق ..أو
فل أرى إل رج ً
قال :فما خلفك ؟! رجلً قد عذره ال ..
فقال ك عب :يا ر سول ال ..إ ن وال لو جل ست ع ند نعم تلف كعب ف الدينة ..أما رسول ال rفقد
غيك من أهل الدنيا ..لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر مضى بأصحابه الثلثي ألفا ..
..ولقد أعطيت جدلً .. ح ت إذا و صل تبوك ..ن ظر ف وجوه أ صحابه ..
ولك ن وال ل قد عل مت ..أ ن إن حدث تك اليوم حد يث ل صالا م ن شهدوا بي عة العق بة
فإذا هو يف قد رج ً
كذب تر ضى به علي ..ليوش كن ال أن ي سخطك علي ..
.. فيقول : rما فعل كعب بن مالك ؟!
ولئن حدثتك حديث صدق ..تد عليّ فيه ..إن لرجو فقال رجل :يا رسول ال ..خلّفه برداه والنظر ف
فيه عفوَ ال عن .. عطفيه ..
يا رسول ال ..وال ما كان ل من عذر .. فقال معاذ بن ج بل :بئس ما قلت ..وال يا نب
64
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث مضى كعب .. tيسي حزينا ..كسي النفس ..وقعد وال مـا كنـت قـط أقوى ..ول أيسـر منـ حيـ
ف بيته .. تلفت عنك ..
ض وقت ..حت نى النب rالناس عن كلم كعب
فلم ي ِ ث سكت كعب ..
وصاحبيه .. فالتفت النب rإل أصحابه ..وقال :
قال كعب : أ ما هذا ..ف قد صدقكم الد يث ..ف قم ..ح ت
فاجتنبنــا الناس ..وتغيوا لنــا ..فجعلت أخرج إل يقضي ال فيك ..
السوق ..فل يكلمن أحد .. قام كعـب يرـ خطاه ..وخرج مـن السـجد ..
وتنكر لنا الناس ..حت ما هم بالذين نعرف .. مهموما مكروبا ..ل يدري ما يقضي ال فيه ..
وتنكرت ل نا اليطان ..ح ت ما هي باليطان ال ت نعرف فلمـا رأى قومـه ذلك ..تبعـه رجال منهـم ..
.. وأخذوا يلومونه ..ويقولون :
وتنكرت لنا الرض ..حت ما هي بالرض الت نعرف .. وال ما نعل مك أذن بت ذنبا قط ق بل هذا ..إ نك
فأ ما صاحباي فجل سا ف بيوت ما يبكيان ..جعل يبكيان رجل شاعر أعجزت أل تكون اعتذرت إل رسول
الليل والنهار ..ول يطلعان رؤوسهما ..ويتعبدان كأنما ال rباـ اعتذر إليـه الخلفون ! ..هل اعتذرت
الرهبان .. بعذر ير ضى ع نك ف يه ..ث ي ستغفر لك ..فيغ فر
وأ ما أ نا فك نت أشَبّ القوم وأجلدَ هم ..فك نت أخرج ال لك ..
فأش هد ال صلة مع ال سلمي ..وأطوف ف ال سواق .. قال كعب :
ول يكلمن أحد .. فلم يزالوا يؤنبوننـ ..حتـ همـت أن أرجـع
وآت السجد فأدخل .. فأكذب نفسي ..
وآت رسول ال rفأسلم عليه .. فقلت :هل لقي هذا معي أحد ؟
فأقول فـ نفسـي :هـل حرك شفتيـه برد السـلم علي أم قالوا :نعـم ..رجلن قال مثـل مـا قلت ..فقيـل
ل؟ لما مثل ما قيل لك ..
ث أ صلي قريبا م نه ..فأ سارقه الن ظر ..فإذا أقبلت على قلت :من ها ؟ قالوا :مرارة بن الربيع ..وهلل
صلت ..أقبل إل .. بن أمية ..
وإذا التفتّ نوه ..أعرض عن .. فإذا ها رجلن صالان قد شهدا بدرا ..ل فيهما
* * * * * * * * * أسوة ..
ومضت على كعب اليام ..واللم تلد اللم .. فقلت :وال ل أرجـع إليـه فـ هذا أبدا ..ول
وهو الرجل الشريف ف قومه .. أكذب نفسي ..
بل هو من أبلغ الشعراء ..عرفه اللوك والمراء .. * * * * * * * * *
65
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسلم فل يرد عليه السلم .. وسارت أشعاره عند العظماء ..حت تنوا لقياه ..
ويسأل فل يسمع الواب .. ث هو اليوم ..ف الدي نة ..ب ي قو مه ..ل أ حد
ومع ذلك ل يلتفت إل الكفار .. يكلمه ..ول ينظر إليه ..
ول يفلح الشيطان ف زعزعته ..أو تعبيده لشهوته .. ح ت ..إذا اشتدت عل يه الغر بة ..وضا قت عل يه
ألقى الرسالة ف النار ..وأحرقها .. الكربة ..نزل به امتحان آخر :
* * * * * * * * * فبينما هو يطوف ف السوق يوما ..
ومضـت اليام تتلوهـا اليام ..وانقضـى شهـر كامـل .. إذا رجل نصران جاء من الشام ..
وكعب على هذا الال .. فإذا هـو يقول :مـن يدلنـ على كعـب بـن مالك
والصار يشتد خناقه ..والضيق يزداد ثقله .. ..؟
فل الرسول rيُمضي ..ول الوحي بالكم يقضي .. فطفق الناس يشيون له إل كعب ..فأتاه ..فناوله
فلما اكتملت أربعون يوما .. صحيفة من ملك غسان ..
فإذا ر سول من ال نب rيأ ت إل ك عب ..فيطرق عل يه عجبا !! من ملك غسان !!..
الباب .. إذن قـد وصـل خـبه إل بلد الشام ..واهتـم بـه
فيخرج كعـب إليـه ..لعله جاء بالفرج ..فإذا الرسـول ملك الغساسنة ..عجبا !! فماذا يريد اللك ؟!!
يقول له : فتح كعب الرسالة فإذا فيها :
إن رسول ال rيأمرك أن تعتزل امرأتك .. " أ ما ب عد ..يا ك عب بن مالك ..إ نه بلغ ن أن
قال :أُ َطلّقها ..أم ماذا ؟ صاحبك قد جفاك وأقصاك ..ولست بدار مضيعة
قال :ل ..ولكن اعتزلا ول تقربا .. ول هوان ..فالق بنا نواسك "..
فدخـل كعـب على امرأتـه وقال :القـي بأهلك فكونـ فلمـا أتـ قراءة الرسـالة ..قال : tإنـا ل ..قـد
عندهم حت يقضي ال ف هذا المر .. طمـع ف ّ أهـل الكفـر !!..هذا أيضا مـن البلء
وأرسل النب rإل صاحب كعب بثل ذلك .. والشر ..
فجاءت امرأة هلل بن أمية ..فقالت : ثـ مضـى بالرسـالة فورا إل التنور ..فأشعله ثـ
يا ر سول ال ..إن هلل بن أم ية ش يخ كبي ضع يف .. أحرقها فيه ..
فهل تأذن ل أن أخدمه ..؟ ول يلتفت كعب إل إغراء اللك ..
قال :نعم ..ولكن ل يقربنك .. ـور
ـح له باب إل بلط اللوك ..وقصـ
ـم فُتـ
نعـ
فقالت الرأة :يا نب ال ..وال ما به من حركة لشيء .. العظماء ..يدعونه إل الكرامة والصحبة ..
ما زال مكتئبا ..يبكي الليل والنهار ..منذ كان من أمره والدينـة مـن حوله تتجهمـه ..والوجوه تعبـس فـ
ما كان .. وجهه ..
66
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قريب يؤانسه .. * * * * * * * * *
و قد م ضت علي هم خ سون ليلة ..من ح ي ن ى ال نب r ـب ..واشتدت الفوة
ومرت اليام ثقيلة على كعـ
الناس عن كلمهم .. عليه ..حت صار يراجع إيانه ..
* * * * * * * * * يكلم السلمي ول يكلمونه ..
وف الليلة المسي ..نزلت توبتهم على النب rف ثلث ويسلم على رسول ال rفل يرد عليه ..
الليل .. فإل أين يذهب !!..ومن يستشي !؟
وكان ف بيت أم سلمة ..فتل اليات .. قال كعب : t
فقالت أم سلمة : t فلمـا طال عليّ البلء ..ذهبـت إل أبـ قتادة ..
يا نب ال ..أل نبشر كعب بن مالك .. وهو ابن عمي ..وأحب الناس إلّ ..فإذا هو ف
قال :إذا يطم كم الناس ..وينعون كم النوم سائر الليلة حائط بستانه ..فتسورت الدار عليه ..
.. ودخلت ..فسلمت عليه ..
فل ما صلى ال نب rالف جر ..آذن الناس بتو بة ال عليهم فوال ما رد علي السلم ..
.. فقلت :أنشدك ال ..يـا أبـا قتادة ..أتعلم أنـ
فانطلق الناس يبشرونم .. أحب ال ورسوله ؟
قال كعب : فسكت ..
وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا .. ـب ال
ـا قتادة ..أتعلم أن ـ أحـ
ـا أبـ
فقلت :يـ
فبينـا أنـا جالس على الال التـ ذكـر ال تعال ..قـد ورسوله ؟
ضاقت علي نفسي ..وضاقت عليّ الرض با رحبت .. فسكت ..
وما من شيء أهم إلّ ..من أن أموت ..فل يصلي عليّ فقلت :أنشدك ال ..يـا أبـا قتادة ..أتعلم أنـ
رسو ُل ال .. rأو يوت ..فأكون من الناس بتلك النلة أحب ال ورسوله ؟
..فل يكلمن أحد منهم ..ول يصلي عل ّي .. فقال :ال ورسوله أعلم ..
فبينما أنا على ذلك .. سـع كعـب هذا الواب ..مـن ابـن عمـه وأحـب
إذ سعت صوت صارخ ..على ج بل سلع بأعلى صوته الناس إليه ..ل يدري أهو مؤمن أم ل ؟
يقول : فلم يسـتطع أن يتجلد لاـ سـعه ..وفاضـت عيناه
ياااااا كعب بن مالك ! ..أبشر .. بالدموع ..
فخررت ساجدا ..وعرفت أن قد جاء فرج من ال .. ث اقتحم الائط خارجا ..
وأقبل إلّ رجل على فرس ..والخر صاح من فوق جبل وذهب إل منله ..وجلس فيه ..
.. يقلب طرفه بي جدرانه ..ل زوجة تالسه ..ول
67
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ن عم ..تاب ال على ك عب و صاحبيه ..وأنزل ف ذلك وكان الصوت أسرع من الفرس ..
قرءانا يتلى .. فلما جاءن الذي سعت صوته يبشرن ..نزعت له
فقال عز وجل : ثوبّ فكسوته إياها ببشراه ..وال ما أملك غيها
] َلقَدْ تَا بَ اللّ هُ َعلَى النّبِيّ وَالْ ُمهَا ِجرِي َن وَاْلَأنْ صَارِ اّلذِي نَ ..
ب َفرِي قٍ
اتَّبعُو ُه فِي سَا َعةِ اْلعُ سْرَ ِة مِ نْ َب ْعدِ مَا كَادَ َيزِي ُغ ُقلُو ُ واستعرت ثوبي ..فلسبتهما ..
مِ ْنهُ مْ ُثمّ تَا بَ َعلَ ْيهِ مْ إِنّ هُ ِبهِ ْم َرؤُو فٌ رَحِي ٌم *وَ َعلَى الثّلَثةِ وانطل قت إل ر سول ال .. rفتلقا ن الناس فوجا
اّلذِي نَ ُخ ّلفُوا حَتّ ى ِإذَا ضَاقَ تْ َعلَ ْيهِ مُ اْلَأرْ ضُ بِمَا رَحُبَ تْ ..فوجا ..
جَأ مِنَ اللّهِ إِلّا ِإلَيْهِ
وَضَاقَتْ َعلَ ْيهِمْ َأْنفُسُ ُه ْم وَظَنّوا أَ ْن ل َملْ َ يهنئو ن بالتو بة ..يقولون :ليه نك تو بة ال عل يك
ُثمّ تَابَ َعلَ ْي ِهمْ لِيَتُوبُوا إِ ّن ال ّلهَ ُه َو الّتوّابُ الرّحِيمُ [ .. ..
والشاهد من هذه القصة ..أن طلحة tلا رأى كعبا قام ح ت دخلت ال سجد ..فإذا ر سول ال eجالس
إل يه واعتن قه وهنأه ..فزادت م بة ك عب له ..ح ت كان بي أصحابه ..فلما رأون وال ما قام منهم إلّ إل
يقول بعد موت طلحة ..وهو يكي القصة بعدها بسني طل حة بن عب يد ال ..قام فاعتنق ن وهنأ ن ..ث
:فوال ل أنساها لطلحة .. رجع إل ملسه ..فوال ما أنساها لطلحة ..
وماذا فعـل طلحـة حتـ يأسـر قلب كعـب ؟ فعـل مهارة فمش يت ح ت و قف على ر سول ال eف سلمت
رائدة ..اهتم ّ بـه ..شاركـه فرحتـه ..فصـار له عنده عليه ..
حظوة .. سـرّ
وهـو يـبق وجهـه مـن السـرور ..وكان إذا ُ
الهتمام بالناس ومشاركتهم ف مشاعرهم يأسر قلوبم .. استنار وجهه ..حت كأنه قطعة قمر ..
لو كنـت فـ زحةـ المتحانات ..ووصـلت إل هاتفـك فلمـا رآنـ قال :أبشـر بيـ يوم مرّ عليـك منـذ
الحمول رسـالة مكتوب فيهـا ..بشرنـ عـن امتحاناتـك ولدتك أمك ..
وال إن بال مشغول عليـك وأدعـو لك ،صـديقك : قلت :أمن عندك يا رسول ال ..أم من عند ال ؟
إبراهيم .. قال :ل ..بل من عند ال ..ث تل اليات ..
أليس ستزداد مبتك لذا الصديق ؟ بلى .. فجلست بي يديه ..
ولو كان أبوك مريضا فـ السـتشفى ..فبقيـت معـه فـ فقلت :يا ر سول ال ! إن من توب ت أن أنلع من
غرف ته وأ نت مشغول البال عل يه ..وات صل بك صديق مال صدقة إل ال ..وإل رسوله ..
وسألك عنه ..وقال :تتاج مساعدة ؟ نن ف خدمتك فقال :أم سك عل يك بعض مالك ..فهو خ ي لك
..فشكرته .. ..
ث ف ال ساء ات صل وقال :إذا ال هل يتاجون أي ش يء فقلت :يا رسول ال ! إن ال إنا نان بالصدق ..
أشتريه لم ..فأخبن ..فشكرته ودعوت له .. وإن من توبت أل أحدث إل صدقا ما بقيت ..
68
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشباب الراهق ي ل م ق صات ش عر غري بة ..و مع ذلك أل تشعر أن قلبك ينجذب إليه أكثر ..؟
كنت أمازحهم وأطلق التعليقات عليهم تببا وتلطفا .. بينمـا لو اتصـل بـك آخـر وقال :فلن ..ننـ
انشغلت بكالةـ هاتفيـة ..فلمـا أنيتهـا فإذا شاب يلبـس خارجون إل نزهة ف البحر ..هاه تذهب معنا ؟
سلّما مصافحا ..
بنطا ًل وقميصا ..يران فيقبل م َ فقلت :وال والدي مريض ول أستطيع ..
رحبـت بـه وقلت مازحا :مـا هذه الناقـة ..أنـت اليوم فبدل أن يد عو له ويعتذر أن ل ي سأل عن حاله ..
كأنك عريس ..ونو هذه العبارات .. قال لك :أدري أنه مر يض ل كن هو ف الستشفى
سكت الشاب قليلً ث قال : وعنده مرضون ولن يسـتفيد مـن بقائك تعال معنـا
مـا عرفتنـ ..أنـا فلن ..الن وصـلت مـن ألانيـا معـي استمتع واسبح و ..قالا وهو يازحك ضاحكا ..
جثمان أبـ ..وأنـا متوجـه إل الرياض الن على أقرب وكأن مرض والدك ل يعنيـه ..كيـف سـتكون
رحلة .. نظرتك إليه ؟
ف القي قة ..كأن ا صب علي برم يل ماء بارد ..صرت بل شك أن قدره ف قل بك ينخ فض ل نه ل يه تم
مرجا جدا ..أبوه مات ..وجثما نه م عه ف الطائرة وأ نا بمومك ..
أمازحه وأضحك ..إن هذا لشيء عجاب !! من أحرج ما وقع ل من مواقف ..
ل ث قلت :آآآآسف ..وال ما انتبهت إليك
سكتّ قلي ً أنـ كنـت مسـافرا إل جدة لعدة أيام ..كنـت
..فأنا هنا منذ أيام ..فأحسن ال عزاءك وغفر لوالدك مشغولً جدا ..
.. و صلتن ر سالة خلل ا على هاتفي من أ خي سعود
ت ف القيقة معذورا ف عدم انتباهي إل شخصه
وإن كن ُ كتب فيها :
ل ..وأراه بثوبه وغترته ..
..فقد كنت ل أقابله إل قلي ً أحسن ال عزاءك ف ابن عمنا فلن توف ف ألانيا
فل ما ل بس البنطال وجاء ن فجأة ف زح ة شباب من جدة ..
..ل يقع ف نفسي أنه فلن .. ات صلت بأ خي فأ خبن أن ا بن عم نا هذا -و هو
فمن الهتمام بالناس مشاركتهم ف مشاعرهم وإشعارهم ش يخ كبي -ذ هب ق بل يوم ي لعلج القلب ف
أن ههم هو هك ..وأنك تب الي لم .. ألانيـا وتوفـ أثناء إجراء العمليـة ..وأن جثمانـه
و من هذا النطلق ت د أن الشركات التطورة يكون عند ها ســــيصل قريبا إل مطار الرياض ..دعوت له
ـ
ـال التهانـ
إدارة للعلقات العامــة ..مهمتهــا إرسـ وترحت عليه ..وأنيت الكالة ..
وال تبيكات ف النا سبات ..وتقد ي الدا يا ..ون و ذلك بعد ها بيوم ي انت هت أعمال ف جدة وذه بت إل
.. الطار أنتظر وقت إقلع رحلت للرياض ..
الناس كلمـا أشعرتمـ بقيمتهـم وأظهرت الهتمام بمـ فـ هذه الثناء كان يرـ بـ عدد مـن الشباب فإذا
ملكت قلوبم وأحبوك .. رأونـ عرفونـ وأقبلوا مسـلمي وكانوا أحيانا مـن
69
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خذ أمثلة سريعة من الواقع :
تربة .. لو دخـل شخـص إل مكان مليـء بالناس فلم يدـ
الناس كلما أشعرتم بقيمتهم وأظهرت الهتمام بم .. مكانا يلس فيه ..فتفسحت قليلً ..وأوسعت له
ملكت قلوبم ..وأحبوك .. مكانا وقلت :
تفضـل يـا فلن ..تعال هنـا ..لشعـر باهتمامـك
.25أشعرهم أنك تب الي لم ..
وأحبك ..
كلما كان قلبك ملوءا بالحبة والنصح للخرين ..كلما
أو لو كن تم ف ح فل عشاء ..وأق بل ي مل طعا مه
صرت صادقا ف مهاراتك ف التعامل معهم ..
يتلفـت يبحـث عـن طاولة فيهـا مكان فارغ ..
وكلمـا أحـس الناس ببـك لمـ ..ازدادوا هـم أيضا لك
فجهزت له كرسـيا وقلت :حياك اله يـا فلن ..
مبة وقبولً ..
تفضل هنا ..لشعر باهتمامك أيضا ..
كانـت إحدى الطـبيبات تتلئ عيادتاـ الاصـة دائما
عموما أشعر الناس بقيمتهم ..يبوك ..
بالراجِعات ..
كان رسول ال eيرص على ذلك أيا حرص ..
وكانـت الريضات يرغبـ فـ الجيـء إليهـا دائما وكـل
انظر إليه وقد قام يطب على منبه يوم جعة ..
واحدة تشعر أنا صديقة خاصة لذه الطبيبة ..
وفجأة فإذا بأعرابـ يدخـل إل السـجد ويتخطـى
كانـت هذه الطبيبـة تارس مهارات متعددة تسـحر باـ
الصـفوف ..وينظـر إل رسـول ال .. eويصـيح
قلوب الخرين ..
ـ ر سول ال ..ر جل ل يدري مـا دي نه !
ل:يا
قائ ً
من ذلك ..أن ا اتف قت مع ال سكرتية أن ا إذا ات صلت
فعلمه دينه ..
إحدى الريضات تريـد أن تتحدث مـع الطبيبـة أو تسـألا
فنل النـب eمـن منـبه ..وتوجـه إل الرجـل
عن شيء يص الرض ..
وطلب كرسيا فجلس عليه ..ث جعل يتحدث مع
فإن السـكرتية تسـألا عـن اسـها ..وترحـب باـ ..ثـ
الر جل ويشرح له الد ين إل أن ف هم ..ث عاد إل
تطلب منها التكرم بالتصال بعد خس دقائق ..
منبه ..
ث تأ خذ ال سكرتية اللف الاص بذه الري ضة ..وتناوله
قمـة الهتمام بالناس ..ومـن يدري رباـ لو أهله
للطبيبـة ..فتقرأ الطبيبـة معلومات الرض ..وتنظـر إل
لرج الرجل وبقي جاهلً بدينه إل أن يوت ..
بطاقتهـا الاصـة ..ومعلوماتاـ الكاملة باـ فيهـا وظيفتهـا
ولو نظرت ف شائله .. eلوجدت من بين ها أ نه
وأساء أولدها ..
كان إذا صـافحه أحـد ل ينع eيده مـن يـد
فإذا اتصلت الريضة ..رحبت با الطبيبة ..وسألتها عن
الصافح ..حت ينع ذاك يده أولً ..
مرضها ..وعن فلن ولدها الصغي ..وأخبار وظيفتها ..
وكان eإذا كلمـه أحـد التفـت إليـه جيعا ..أي
و ..
التفت بوجهه وجسمه إليه يستمع وينصت ..
70
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلوب الخرين .. فتش عر الري ضة أن هذه الطبي بة تب ها جدا لدر جة
منهم من أرسل إلّ :وال إن أبكي وأنا أقرأ رسالتك .. أنا تفظ أساء أولدها وتتذكر مرضها ..ول تنس
أشكرك أنك ذكرتن بدعائك .. مكان عملها ..فترغب ف الجيء إليها دائما ..
وآ خر ك تب :وال يا أ با ع بد الرح ن ما أدري ب أرد أرأيت أن امتلك القلوب وأسرها سهل جدا ..
عليك ! ولكن جزاك ال خيا .. ول بأس أن تعب عن مبتك للخرين بكل صراحة
والثالث ك تب :أ سأل ال أن ي ستجيب دعاءك ..ون ن ..سواء كانوا أبا أو أما ..أو زوجة أو أبناء ..أو
وال ل ننساك .. زملء وجيان ..
نن ف القيقة نتاج بي الفينة والخرى أن ُنذَكّر الناس ل تكتم مشاعرك نوهم ..قل لن تبه :أنا أحبك
بأننا نبهم ..وأن كثرة مشاغل الدنيا ل تنسنا إياهم .. ..أنت غالٍ إل قلب ..
ول بأس أن يكون ذلك بثل هذه الرسائل .. حتـ لو كان عاصـيا قـل له :إنـك أحـب إل مـن
يكـن أن تكتـب إل أحبابـك :دعوت لكـم بيـ الذان أناس كثيييي ..
والقامة ..أو ف ساعة المعة الخية .. ول تكذب ف هو أ حب إل يك من ملي ي اليهود ..
وإذا كا نت ني تك صالة فلن يكون ف هذا إظهار للع مل أليس كذلك ..كن ذكيا ..
أو رياء ..وإنا زيادة ألفة ومبة بي السلمي .. أذكر أن ذهبت مرة لداء العمرة ..وكنت خلل
أذ كر أ ن ألق يت ماضرة ف م يم دعوي صيفي ف مدينة طوافـ وسـعيي أدعـو للمسـلمي جيعا ..بالفـظ
الطا يف ..ف جبال الشفاء و هي متنه يت مع ف يه أعداد والن صر والتمك ي ..ورب ا قلت :الل هم اغ فر ل
كبية من الشباب .. واغفر لحباب وأصحاب ..
كان أكثر الاضرين هم من الشباب الذين يظهر عليهم ـا ..حدت ال على
ـن شعائرهـ
ـد انتهائي مـ
وبعـ
اليـ والصـلح ..أمـا الشباب الخرون فقـد بقوا فـ التيسي ..
أطراف التنهات ما بي لو وطرب .. ث اكتريت فندقا لبيت فيه ..فلما وضعت رأسي
انتهت الحاضرة .. على وسادت كتبت رسالة عب الاتف الوال أقول
أقبل جع من الشباب يسلمون .. فيها :
كان من بين هم شاب له ق صة ش عر غري بة ويل بس بنطال "الن أن يت العمرة وتذكرت أحبا ب وأ نت من هم
جينـ ضيـق ..أقبـل يصـافح ويشكـر ..فسـلمت عليـه فلم أنسك من الدعاء ال يفظك ويوفقك " ..
برارة ..وشكرتــه على حضوره وهززت يده وقلت : انتهت الرسالة ..
وجهك وجه داعية ..تبسم وانصرف .. أرسـلتها إل السـاء الخزنـة فـ ذاكرة الاتـف ..
بعدها بأسبوعي تفاجأت باتصال يقول :هاه ما عرفتن .. كانت خسمائة اسم ..
يـا شيـخ أنـا الذي قلت ل وجهـك وجـه داعيـة ..وال ل أكـن أتصـور التأثيـ العجيـب لذه الرسـالة فـ
71
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيأت أبو بكر tبالٍ كثي فيدفعه إل رسول ال rوعمر لصـبحن داعيـة إن شاء ال ..ثـ صـار يشرح ل
واقف مكانه ..يرى العطاء ويسمع الوار .. مشاعره بعد تلك الكلمات ..
ق بل أن يلت فت إل ما يتا جه من مال .. فإذا بال نب أرأيت كيف يتأثر الناس بصدق العبارة ..والحبة
يسأل أبا بكر ( :يا أبا بكر ..ما أبقيت لهلك ؟ ) .. !..
نعـم فهـو يبـ أبـا بكـر ..ويبـ أهله ..ول يرضـى أمـا رسـول ال eفقـد كان ياسـر قلوب الناس
بالضرر عليه .. بروعة أخلقه ..وقدرته على إظهار مبته الصادقة
قال أبو بكر :يا رسول ال ..أبقيت لم ال ورسوله .. لم ..
أما الال فقد أتيت به جيعا .. كان أبو بكر وعمر ..أج ّل الصحابة ..
ل يأت بنصفه ..ول بربعه ..وإنا أتى به كله .. وكانا يتنافسان ف الي دوما ..
ف ما كان من ع مر tإل أن قال ":ل جرَم ..ل سابقت وكان أبو بكر يسبق غالبا ..فإن بكر عمر للصلة
أبا بكر أبدا " .. وجد أبا بكر سبقه ..وإن أطعم مسكينا وجد أبا
يبهم..فكانوا يهيمون به حبا كان الناس يشعرون أنه بكر سبقه ..
إحدى ال صلوات ..فكأ نه ع جل ب صلته ..صلى ب م وإن صلى ليلة ..وجد ابا بكر قبله ..
قليلً حت بدت أقصر من مثيلتا .. الناس بال صدقة ل سد حا جة و ف يوم أ مر ال نب
فلما انقضت الصلة ..رأى eتعجب أصحابه .. نازلة نزلت بالسلمي ..
فقال لم :لعلكم عجبتم من تفيفي للصلة ؟ وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من الال ..
قالوا :نعم ! .. فقال :اليوم أسبق أبا بكر ..إن سبقته يوما ..
:إن سعت بكاء صب فرحت أمه !!.. فقال ذ هب ع مر فجاء بن صف ماله ..فدف عه إل ر سول
أرأيت كيف يب الخرين ..ويظهر لم هذه الحبة من ال .. r
خلل تعامله .. لعمر لا رأى الال ؟ فما أول كلمة قالا
لست وحدك .. هل سأله عن مقدار الال ؟ أم سأله عن نوعه ذهب
أظ هر عواط فك ..كن صريا :أ نا أح بك ..فر حت أم فضة ؟
بلقياك ..أنت غال إل قلب .. كثرة الال ..تكلم بكلمات ل ..بـل لاـ رأى
.. يستنتج منها عمر أنه مبوب عند رسول ال
.26اِحفظ الساء .. قال لعمر ( :ما أبقيت لهلك يا عمر ؟ ) ..
وهذا من الهتمام بالناس .. قال عمر :يا رسول ال ..أبقيت لم مثله " ..
ما أج ل أن تقا بل شخ صا ما ف مو قف عارض ..كلقاء ويلس عمر عند رسول ال rمنتشيا ..ينتظر أبا
عند بنك ..أو ف طائرة ..أو ف وليمة عامة .. بكر ..
72
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأذ كر أ ن ألق يت ماضرة ف إحدى النا طق الع سكرية .. فتتعرف على اسـه ..ثـ تراه فـ موقـف آخـر ..
فازدحم أكثرهم مسلما بعد الحاضرة .. فتقبل عليه قائلً :مرحبا يا فلن ..
كان أحد هم يقترب ويبت عد ..وكأ نه ير يد ال سلم لك نه ل شك أن ذلك يطبع ف قلبه لك مبة وتقديرا ..
يجل من مزاحة الخرين .. حفظـك لسـم الشخـص الذي أمامـك يشعره
التفت إليه ولحت لوحة اسه ..فمددت يدي إليه وقلت باهتمامك به ..
:مرحبا فلن !! فتغيـ وجهـه وتعجـب ..ومـد يده فرق بي الدرس الذي يفظ أساء طلبه ..والذي
مصافحا وهو يتبسم ويقول :هاه !! كيف عرفت اسي ؟ ل يفظ ..
فقلت :يا أخي الذين نبهم ..لزم نعرف أساءهم .. قولك للطالب :قم يا فلن ..أحسن من :قم يا
فكان لذا تأثي كبي عليه .. طالب ..
كثي من الناس يقتنع بذا ويتمن لو استطاع حفظ أساء ح ت ف الرد على الا تف ..أيه ما أ حب إل يك ..
الخرين .. أن ييبك من تتصل به بقوله :نعم ..أو ألو ..
أما أسباب عدم حفظ الساء ..فهي كثية .. أو يقول متفيا :مرحبا يا خالد ..هل أبو عبد ال
منها ..عدم الهتمام بالشخاص أثناء مقابلتهم .. ..
ومنهـا ..التشاغـل وقـت التعارف وعدم التركيـز أثناء بل شك ان استماعك لسك له ف القلب رنة قبل
اســـــــــتماع الســـــــــم .. الذن ..
ومنها ..موقفك تاه الشخص القابل .. جرت العادة بعـد الحاضرات العامـة أن يزدحـم
كاعتقادك بأ نك لن تقابله مرة أخرى ..فتقول ف نفسك علي بعض الشباب يصافحون ويشكرون ..
:ل داعي لفظ السم .. ك نت أحرص على ترد يد كل مة :ال سم الكر ي ؟
أو كان إنسانا بسيطا ل يستثي اهتمامك .. حياك ال مـن الخ ؟ ..أقولاـ لكـل واحـد أسـلم
أو عند ما ل ت سمع ال سم جيدا وتش عر برج من طلب عليـه لبدي له اهتمامـي بـه ..فكان كـل واحـد
ـــــــــــــــــــه ..
إعادة اسـ ييبن مستبشرا :أخوك زياد ..ابنك ياسر ..
فهذه أسباب تعل الناس ل يفظون الساء .. وأذكر يوما أنه بعدما سلم عدد كبي منهم ومضوا
أما العلج لفظ الساء ..فله طرق ..منها : ..عاد أحدهم ليسأل ..فأول ما أقبل عليّ قلت
القتناع بأهية تذكر السم واستشعارك أنك بسماعك له له :حياك ال يا خالد ..فابتهج وقال :ما شاء ال
ستسأل عنه بعد دقائق .. !! تعرف اسي !!
ومن ها ..الترك يز على و جه الش خص أثناء ال ستماع إل الناس عموما يبون مناداتم بأسائهم ..
اســــــــــــــــــــــه .. مـن العروف أن الوظـف العسـكري يعلق لوحـة
حاول أن تلحـظ الشخـص القابـل وطبيعـة حديثـه صغية على صدره فيها اسه ..
73
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قال " : eوليأت إل الناس الذي يب أن يأتوا إليه وابتسامته لينطبع ف ذاكرتك ..
" أي عامل الناس با تب أن يعاملوك به .. أثناء حديثـك معـه ناده باسـه مرارا ..صـحيح يـا
كيف ..؟! فلن ..؟ سعت يا فلن ..؟ أنت معي يا فلن ..؟
رأ يت على صاحبك ثوبا جيلً ..انت به له ..أ ثن عل يه .. وكرره أكثــــــر مــــــن مرة ..
أسـعه كلمات رنانـة ..مـا شاء ال !! مـا هذا المال !!
اليوم كأنك عريس !! باختصار ..
ل ..أثـن
زارك يوما فشممـت مـن ثيابـه عطرا فواحا جي ً أشعر ن باهتمامك ب ..بف ظك ا سي ..وناد ن
عليه ..تفاعل معه ..كن لاحا ..فهو ما وضع الطيب به ..لحبك ..
إل لجلك ..
.27كن لاحا
ردد عبارات جيلة ..:مـا هذه الروائح ..مـا أحسـن
قسـم كبي مـن الشياء التـ نارسـها فـ الياة ..
ذوقك ..
نفعلها لجل الناس ل لجل أنفسنا ..
دعاك ش خص لطعام ..أ ثن على طعا مه ..فإ نك تعلم أن
عندما تُدعى لوليمة عرس ..فتلبس أحسن ثيابك
أ مه أو زوج ته أو أخ ته وق فت ساعات ف الط بخ لجلك
..إنا تفعل ذلك لجل لفت انتباه الناس وجذب
..أو لجل الدعويي عموما ..وأنت منهم ..
إعجابم ..ل لجل لفت انتباه نفسك ..
أو أنـه على القـل تعـب فـ إحضاره مـن الطعـم وملـ
وتفرح إذا لحظـت أنمـ أُعجبوا بمال هيئتـك ..
اللويات ..و ..فأسعه كلمات تعله يشعر أنك مت له
أو رونق ثيابك ..
با قدم لك ..وأن تعبه ل يذهب ُسدَى ..
وعندمـا تؤثـث ملس ضيوفـك ..وتتكلف فـ
دخلت بيـت أحـد أصـدقائك – أو دخلتـ بيـت إحدى
تزوي قه والعنا ية به ..إن ا تف عل ذلك أيضا ل جل
صـديقاتك – فرأيـت أثاثا جيلً ..فأثـن على الثاث ..
ن ظر الناس ..ل ل جل ن ظر نف سك ..بدل يل أ نك
والذوق الرف يع ( ..ل كن انت به ل تبالغ ح ت ل يش عر أ نه
تعتنـ بغرفـة اسـتقبال الضيوف أكثـر مـن عنايتـك
استهزاء ) ..
بالصالة الداخلية ..أو بمام أطفالك !!
حضرت فـ ملس عام ..فسـمعت حدـ يتكلم مـع
عندمـا تدعـو أصـحابك إل طعام ..أل ترى أن
الاضريـن بانطلق ..وقـد أحيـا الجلس ..وأسـعد
زوجتـك – ورباـ أنـت -تعتنـ بترتيـب الطعام
الاضرين ..أثن عليه ..خذ بيده إذا قمتم ..قل له :ما
وتنويعـه أكثـر مـن العادة ..بلى ..وكلمـا زادت
شاء ال !!..ما هذه القدرات !! بصراحة ما ملّح الجلس
أهية هؤلء الصحاب ..زادت العناية بالطعام ..
إل حضورك ..
وكـم تكون سـعادتنا غامرة عندمـا يثنـ أحـد على
جرب افعل ذلك ..فسوف يبك ..
لباسنا أو ديكورات بيوتنا ..أو لذة طعامنا ..
رأ يت موقفا جيلً لولد مع أب يه ..قبّ ل يدَه ..قرّ بَ إل يه
74
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كا نت الشا عر تتزا حم ف قل به ..ف هو ينت قل إل مرحلة نعليه ..أثن على الولد ..كن لاحا ..
جديدة ..ويفكر ف الكلية الت ستقبله .. لبس ثوبا جديدا ..أثن عليه ..كن لاحا ..
أول ما ركب سيارت شمت رائحة عطره ..كانت رائحة زرت أختك ..رأيت عنايتها بأولدها ..كن لاحا
نفا ثة جدا ..ويبدو أ نه قد أفرغ العل بة كل ها ذلك اليوم ..أثن عليها ..
على ملبسه .. رأ يت عنا ية صاحبك بأولده ..أو رو عة ترحي به
بصـراحة خنقنـ بالرائحـة ..فتحـت النوافـذ لتنفـس .. بضيوفـه ..كـن جريئا ..لاحا ..أثـن عليـه ..
شعرت أن السكي تكلف ف تزويق ثيابه ..وتطييبها .. أخرج ما ف صدرك من العجاب به ..
ث التفتّ إليه وابتسمت وقلت : ركبـت مـع شخـص فـ سـيارته ..أو اسـتأجرت
ماااا شاااااء ال !! ..إيـــش هالروائح اللوة !! أخاف تاك سي ..لح ظت نظا فة سيارته ..حُ س َن قياد ته
عم يد الكل ية أول ما يشم هالرائحة اللوة ي صرخ بأعلى ..كن لاحا ..أثن عليه ..
صوته يقول :مقبوووووول .. قد تقول :هذه أمور عادية ..صحيح لكنها مؤثرة
ل تت صور مدى ال سرور الذي غ طى على قل به ..والب شر ..
الذي طفح على وجهه .. ل قد جر بت ذلك بنف سي ..ومار ست هذه الهارة
التفت إلّ ..وقال بماس :أشكرك يا أبا عبد الرحن .. مـع أعداد مـن الناس ..كبارا وصـغارا ..وعمالً
أشكرك ..وال إنـه عطـر غااال ..وأضعـه دائما والناس ب سطاء ..ومدر سي ..بل مار ستها مع أشخاص
ما يلحظو نه ..ث بدأ يش مه من طرف غتر ته ويقول : يشغلون مناصـب عليـا ..ورأيـت مـن تأثرهـم
بال عليك :ذوقي حلو ..؟! أعاجيب ..
آآآه ..مر على هذا الو قف أك ثر من ع شر سنوات .. خاصة ف الشياء الت ينتظرها الناس منك ..كيف
ف قد ترج ع بد الج يد من الام عة وتع ي ف وظي فة م نذ ؟
سنوات ..إل أن ذلك الو قف ل يزال عالقا ف أذ نه .. عريس ..رأيته بعد زواجه بأسبوع ..
ربا ذكرن به مازحا ف بعض اللقاءات .. رجل حصل على شهادة عليا ..
نعـم ..كـن لاحا ..التحكـم بعواطـف الناس وكسـب شخص سكن بيتا جديدا ..
مبتهـم سـهل جدا ..لكننـا فـ أحيان كثية نغفـل عـن كلهم بل شك ينتظرون منك كلمات ..كن كما
مارسة مهارات عادية نكسبهم با .. يتوقعون ..
كان ول تعجـب إن قلت إن صـاحب اللق العظيـم كان عبـد الجيـد -ابـن عمـي -شابا فـ الرحلة
يارس هذه الهارات ..وأحسن منها .. الثانويـة ..بعـد ترجـه طلب منـ الذهاب معـه
ف أول سني السلم ..لا ضيق على السلمي ف دينهم للجام عة لت سجيله في ها ..ات صلت به ذات صباح
بكة ..هاجروا إل الدينة .. ومررت على بيته بسيارت ليافقن للجامعة ..
75
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس غريبا فهو ( عريس ) .. تركوا ديارهم وأموالم ..
طـبيب النفوس ..كان لاحا ..يترقـب الفرص النـب قدم ع بد الرح ن بن عوف الدي نة مهاجرا ..وكان
لصـطياد القلوب ..أول مـا رآه ..انتبـه لذا التغيـ .. ف مكة تاجرا مكنا ..لكنه جاء الدينة فقيا معدما
وجعل ينظر إل أثر الطيب ويقول لعبد الرحن " :مهيم ؟ ..
" ..أي ما الب ؟ بيـ كحـل سـريع للمشكلة ..آخـى النـب
ابت هج ع بد الرح ن ..وقال :يا ر سول ال ..تزو جت الهاجرين والنصار ..
امرأة من النصار .. آخى بي عبد الرحن بن عوف وبي سعد بن الربيع
عجب النب .. eكيف استطاع أن يتزوج وهو حديث النصاري ..
عهد بجرة !!.. كانت نفوسهم سليمة ..وقلوبم صافية ..
فقال " :فما أصدقتها ؟" فقال سعد لعبد الرحن :أي أُخيّ ..أنا أكثر أهل
فقال :وزن نواة من ذهب .. الدينة مالً ..
فأراد rأن يزيد من فرحته ..فقال " أوِلمْ ولو بشاة " .. فأقسم مال نصفي ..فخذ نصفه وأبق ل نصفه ..
ث دعا له النب .. eبالبكة ف ماله وتارته .. ث خ شي سعد أن ع بد الرح ن ير يد أن يتزوج ..
فحلت البكة عليه .. ول يد زوجة ..
قال عبد الرحن وهو يصف كسبه وتارته :فلقد رأيتن فعرض عليه أن يزوجه ..
ولو رفعت حجرا لرجوت أن أصيب ذهبا وفضة .. فقال ع بد الرح ن :بارك ال لك ف أهلك ومالك
وكان eلاحا حت مع الضعفاء والساكي .. ..دُلّن على السوق !!..
يشعرهم بقيمتهم ..يعلهم يسون أنه منتبه لم ..وأنم صحيح ..ع بد الرح ن ترك ماله ف م كة وا ستول
مهمون عنده ..وأ نه يقدر لمـ أعمالمـ ال ت يقومون باـ عليه الكفار ..
مهما كانت متواضعة .. لكنه كان ذا عقل راجح ..وخبة تارية واسعة ..
فإذا افتقدهـم ..ذَكَرهـم باليـ ..وتلم ّح أعمالمـ .. دله سـعد على السـوق ..فذهـب فاشترى وباع
فتشجع الخرون أن يفعلوا كفعلهم .. فربح ..
كان فـ الدينـة امرأة سوداء ..مؤمنـة صـالة ..كا نت يعن اشترى بضاعة بالجل ث باعها حالة ..فصار
تكنس السجد .. عنده رأس مال تاجر فيه ..
يراها أحيانا ..فيعجب برصها .. كان وكان يت قن فن الب يع والشراء والماك سة ..ح ت
مرت أيام ..ففقدها رسول ال .. rفسأل عنها ؟ جع مالً فتزوج ..
فقالوا :ماتت يا رسول ال .. ث جاء إل ال نب عل يه ال صلة وال سلم ..وعل يه
فقال :أفل كنتم آذنتمون .. ودْعُ زعفران ..أي أثر طيب نساء !!..
76
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. فصغّروا أمرها ..وأنا مسكينة مغمورة ل تستحق
فلمـا امتلت ثياب صـاحبنا طيبا ..قال للبائع بلطـف : ..وقالوا أيضا :ماتت أن يب عنها رسول ال
أشكرك ..وإن أعجبن شيء منها فقد أعود إليك .. بليل ..فكرهنا أن نوقظك ..
ذ هب سريعا إل الولي مة متداركا رائ حة الع طر ق بل أن على أن يصـلي عليهـا ..فعملهـا وإن فحرص
تزول .. رآه الناس صغيا فهو عند ال كبي ..ولكن كيف
جلس على العشاء بانب صديقه خالد ..ل يلحظ خالد يصلي عليها وقد ماتت ودفنت ؟!
الرائحة ..ول يعلق بكلمة .. قال : rدلون على قبها ..
فقال له صاحبنا باستغراب :ما تشم رائحة عطر جيلة ؟! فمشوا م عه ح ت أوقفوه على قب ها ..دلوه ف صلى
قال خالد :ل .. عليها ..
فقال صحبنا :أكيد أنفك مسدود !!.. :إن هذه القبور ..ملوءة ظلمـة على ثـ قال
فأجاب خالد فورا .. :لو كان أنفـي مسـدودا ..مـا أهلهـا ..وإن ال عـز وجـل ينورهـا لمـ بصـلت
شمت رائحة عرقك !!.. عليهم ..
ينت به إل فبال عل يك ..ما هو شعور من رأوه
اعتراف .. هذا العمـل الصـغي مـن امرأة ضعيفـة ..كيـف
مه ما بلغ الش خص من النجاح ..إل أ نه يب قى بشرا سيكون حاسهم للقيام بثل فعلها وأعظم ..
يطرب للثناء .. دعن أهس ف أذنك :
ن ن ف مت مع ل يقدر أحيانا م ثل هذه الهارات ..
.28انتبه :كن لّـاحاً للجمال فقط ..
فانت به !! ل يطف ْئ حا سَك فر يق من الثقلء الغلظ
لنـ يكون لاحا ..فل يكاد
بعـض الناس يتحمـس كثيا ْ
الذين مهما لحت ما عندهم من لطائف ..وأثنيت
يسكت عن اللحظة والثناء ..
علي هم بالكلمات الرقي قة الرنا نة ..ل يتأثروا ..أو
لكنهم قالوا قديا :الشيء إذا زاد عن حده ..انقلب إل
ردوا على تلطفـك بكلمات سـامة مجوجـة ..ل
ضده ..
طعم لا ..بل ول لون ول رائحة !!
ومن تعجل الشيء قبل أوانه ..عوقب برمانه ..
ومن لطائف هؤلء ..
فكن لاحا للشياء الميلة الرائعة ..الت يفرح الشخص
أن شابا – أعر فه – دُ عي إل ولي مة كبية ..في ها
برؤيـة الناس لاـ ..وينتظـر ثناءهـم عليهـا ..ويطرب
أشخاص مهمون ..مر على ال سوق ف طري قه ..
لسماع ألفاظ العجاب با ..
ودخـل ملـ عطور وأظهـر أنـه سـيشتري فجعـل
أمـا الشياء التـ يسـتحي مـن رؤيتهـا ..أو يجـل مـن
الوظف يتفي به ..ويرش عليه من أنواع العطور
ملحظتها فحاول أن تتعامى عنها ..
ما غل ثنه وزكا ريه ..ليختار من بينها ما يناسبه
77
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منـه ) فخرج باـ ودفعهـا إل صـاحب الدكان – رهنا – ل:
مث ً
حتـ إذا ل يسـدد له قيمـة الزعتـر يـبيع صـاحب الدكان دخلت بيت صاحبك فرأيت الكراسي قدية ..
الطهرة ويستوف الثمن لنفسه .. فانتبه من أن تكون من الثقلء الذي ل يكفون عن
ث أخذ الزعتر ورجع به إل ضيفه ..فأكل .. تقدي اقتراحات ل تطلب منهم ..
فلمـا انتهـى الضيـف مـن الطعام قال :المـد ل الذي انتبـه مـن أن يفرط لسـانك بقول :لاذا مـا تغيـ
أطعمنا وسقانا ..وقنعنا با آتانا .. الكراسي ؟!
فتأوّه صاحب الدار تأوّه الز ين وقال :لو قنّعَك ال ب ا الثريات نصفها ما يشتغل !!..
آتاك ..لا كانت مطهرت مرهونة !! لاذا ل تشتري ثريات جديدة !!
وكذلك لو زرت مريضا فل تردد عليه : دهان الدار قديييييـم ..لاذا مـا تدهنـه بألوان
ـفر ..عيناك زائغتان ..جلدك
ـك أصـ
أووووه ..وجهـ جديدة !!
يابس .. يـا أخـي هـو ل يطلب منـك اقتراحات ..ولسـت
عجبا !! هل أنت طبيبه ؟ قل خيا أو اصمت .. مهندس ديكور اتفـق معـك على أن يسـتفيد مـن
ل زار مريضا ..فجلس عنده قليلً ..ثــ
ذكروا أن رج ً آرائك ..ابق ساكتا ..
سـأله عـن علتـه ..فأخـبه الريـض باـ ..وكانـت علة لعله ل يستطيع تغييها ..
خطية .. لعله ير بضائقة مالية ..
فصرخ الزائر : لعله ..
آآآآ ..هذه العلة أصـابت فلنا صـاحب فمات منهـا .. ل يس أث قل على الناس م ن يرج هم بالن ظر إل ما
وأصابت فلنا صديق أخي ول يزال مقعدا منها أشهرا ث يستحون منه ..ث يثيه ويبدأ ف التعليق عليه ..
مات ..وأصابت فلنا جار زوج أخت ومات .. ومثـل ذلك ..لو كان ثوبـه قديا ..أو مكيـف
والريض يستمع إليه ويكاد أن ينفجر .. سيارته متعطل ..قل خيا أو اصمت ..
فل ما أن ى الزائر كل مه وأراد الروج الت فت إل الر يض ذكروا أن رجلً زار صــاحبا له فوضــع له خبزا
وقال :هاه ..توصين بشيء ؟ وزيتا ..
قال الر يض :ن عم ..إذا خر جت فل تر جع إل ّ ..وإذا فقال الضيف :لو كان مع هذا البز زعتر !!
زرت مريضا فل تذكر عنده الوتى .. ـن أهله زعترا
ـاحب الدار وطلب مـ
ـل صـ
فدخـ
وذكروا كذلك أن امرأة عجوزا مرضـت عجوز صـديقة للضيف فلم يد ..
لا .. فخرج ليشتري ول يكن معه مال !..فأب صاحب
فجعلت هذه العجوز تلت مس من أبنائ ها واحدا وَاحدا أن الدكان أن يـبيعه بالجـل ..فرجـع وأخـذ وأخـذ
يذهبوا ب ا لتلك الري ضة لزيارت ا و هم يتعللون ويعتذرون مطهر ته ( و هي الناء الذي ي ضع ف يه الاء ليتو ضأ
78
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتقول :جاءتن هديه .. ..
فيقول :هدية !! من ؟ ح ت ر ضي أ حد أبنائ ها على م ضض ..وذهب ب ا
فتجيب :من أحد الصدقاء .. بسيارته ..
فيقول :صديقك ف الامعة ..أم ف الارة ..أم أين ؟! فل ما و صل ب يت العجوز الري ضة نزلت أ مه وج عل
فتقول :وال ..آآآ ..صديقي ف الامعة .. ينتظرها ف سيارته ..
فيقول :طيب ..ما الناسبة ؟! دخلت الم على الريضـة فإذا هـي قد تكّن من ها
فتقول :يعن ..مناسبة أيام الامعة .. الرض ..فسلمت عليها ودعت لا ..
فيقول :مناسبة إيش ؟!! ناح ..أم كنتم ف رحلة ..أو فلما مشت خارجة مرت ببنات الريضة وهن يبكي
يكن ..أأ .. ف صالة البيت ..
ويستمر ف استجوابه لك على قضية تافهة !!.. فقالت ب كل براءة :أ نا ل يتي سر ل الج يء ألي كن
بال عليك أل تدثك نفسك أن تصرخ به :لاااا تتدخل كلمـا أردت ..وأمكـم مريضـة ويبدو ل أناـ
فيما ل يعنيك .. ستموت ..فأحسن ال عزاءكم من الن !!..
وقد يزداد المر سوءا لو أحرجك بالسؤال ف ملس عام فانتبه يا لبيب ..كن لاحا لا يفرح ويسر ..ل لا
فسبب لك إحراجا .. يزن ..
أذكـر أنـ كنـت فـ ملس مـع عدد مـن الزملء ..بعـد
الغرب .. مشكلة :
رن هاتف أحدهم ..كان جالسا بانب .. إذا اضطررت لل مح سيء ..كو سخ ثو به ..أو
أجاب :نعم ؟ رائحة سيئة ..فأحسن التنبيه ..كن لطيفا ذكيا
زوجته :ألو ..وينك يا حار ؟! ..
كان صوتا عاليا لدرجة أن سعت حوارها ..
.29ل تتدخل فيما ل يعنيك ..
قال :بي ..ال يسلمك ( !!! ) ..
من حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ..
( يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب با بعد الغرب لبيت
ما أجل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي
أهلها وانشغل بنا ) ..
الطاهر ..فم رسول ال .. r
غضبت الزوجة :ال ل يسلمك ..أنت مبسوط أنك مع
صحيح ..تركه ما ل يعنيه ..
أصحابك وأنا أنتظر ..وال انك ثور ( !! ) ..
كـم هـم ثقلء أولئك الذيـن يزعجونـك بالتدخـل
قال :ال يرضى عليك ..أمرّك بعد العشاء ..
فيما ل يعنيهم ..
ت أن كلمه ل يتوافق مع كلمها ..فأدركت أنه
لحظ ُ
يشغلك إذا رأى ساعتك ..بكم اشتريتها ..
يفعل ذلك لكيل يرج نفسه ..
79
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غسيله أمام الناس ..فل .. انتهـت مكالتـه ..جعلت ألتفـت إل الاضريـن
قال : eمن حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه .. وأتيل أن واحدا منهم سأله :
لكن انتبه !! ل تعط الوضوع أكب من حجمه .. من كلمك ؟ وماذا يريد منك ؟ ولاذا تغي وجهك
سافرت إل الدينة النبوية قبل مدة ..كنت مشغو ًل بعدد بعد الكالة ..؟!!
من الحاضرات .. لكن ال رحِمَه لن أحدا ل يتدخل فيما ل يعنيه ..
فاتفقـت مـع شاب فاضـل أن يأخـذ ولدي عبـد الرحنـ ومثله لو زرت مريضا ..فسـألته عـن مرضـه ..
وأخاه بعد العصر إل حلقة تفيظ أو مركز صيفي ترفيهي فأجا بك بكلمات عا مة :ال مد ل ..ش يء ب سيط
..ويعيدهم بعد العشاء .. ..مرض صغي وانت هى ..أو نر ها من العبارات
كان عبـد الرحنـ فـ العاشرة مـن عمره ..خشيـت أن ال ت ل ت مل جوابا صريا ..فل تر جه بالتدق يق
يسأله ذلك الشاب من باب الفضول أسئلة ل داعي لا .. عليه :عفوا ..يعن ما هو الرض بالضبط ؟ وضح
مـا اسـم أمـك ؟ أيـن بيتكـم ؟ كـم عدد إخوانـك ؟ كـم أكثر !!..ماذا تعن !!..ونو ذلك ..
يعطيك أبوك من الال ؟ عجبا !! ما الداعي لحراجه ..؟ من حسن إسلم
فنبهت ع بد الرح ن قائلً :إذا سألك سؤا ًل غ ي منا سب الرء تركه ما يعنيه ..يعن ..تنتظر أن يقول لك :
..ف قل له :قال : eمن ح سن إ سلم الرء تر كه ما ل أنا مريض بالبواسي ..أو مصاب برح ف ..أو ..
يعنيه ..وكررت عليه الديث حت حفظه .. ما دام أنه أجاب إجابة عامة فل داعي للتطويل معه
ركـب عبـد الرحنـ وأخوه ..مـع الشاب ..كان عبـد ..
الرحن مشدودا متهيبا .. ول أعن بذا عدم سؤال الريض عن مرضه ؟ إنا
قال الشباب متلطفا :حياك ال يا عبد الرحن .. أعن عدم التدقيق ف السئلة ..
فأجابه بزم :ال يييك .. ومثله ..الذي ينادي طالبا أمام الناس فــ ملس
أراد الشاب السـكي أن يلطّف الوـ ..فقال :الشيـخ عام ..ويسأله بصوت عالٍ :
عنده ماضرة اليوم ؟! هاه يا أحد ..نحت ..
حاول الولد أن يتذكـر الديـث فلم تسـعفه ذاكرتـه .. فيقول :نعم ..
فصرخ قائلً :ل تتدخل فيما ل يعنيك !! فيسأله :كم نسبتك ؟ كم ترتيبك ف الفصل ؟
قال الشاب :ل ..أقصد ..بل حت أحضر وأستفيد .. إن كنت صادقا ف اهتمامك به فاسأله على انفراد
ف ظن ع بد الرح ن أ نه يتذا كى عل يه :فأعاد الواب :ل بينك وبينه ..
تتدخل فيما ل يعنيك .. ث ل داعي للتدقيق ..كم نسبتك ..لاذا ل تذاكر
قال الشاب :عفوا عبد الرحن أعن .. ..لاذا ل تق بل ف الام عة ..إن ك نت م ستعدا
فصرخ عبد الرحن :لاااا تتدخل فيما ل يعنيك !! لعانته فقف معه جانبا وحدثه با تريد ..أما نشر
80
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلمـا نظرت إل الشاشـة ضحكـت ..بـل غرقـت فـ ول يزل هذا حالما حت رجعا !!
الضحك .. أ خبن ع بد الرح ن بالق صة مفتخرا ..فضح كت
تدري لاذا ؟ وفهمته المر مرة أخرى ..
جرت عادة بعضهم أن يكتب عبارات على شاشة الاتف
..يكتب اسه ..أو "اذكر ال" ..أو غيها .. ورشة عمل ..
أما صاحب فقد كتب " :أرجع الهاز يا ملقوف " .. ماهدة النفس على التحرر من التدخل ف شئون
كثي من الناس من هذا النوع يتدخلون ف أمور الخرين الخر ين ..متع بة ف البدا ية ..لكن ها مري ة ف
الشخصية .. النهاية ..
فمن الطبيعي أن يركب معك ف سيارتك ث يفتح الدرج
.30كيف تتعامل مع "اللقيف " ( )33؟
الذي أمامه ..وينظر ما بداخله !!..
أحيانا يتناول بعـض الناس هاتفـك الوال -بدون
وامرأة تفتح حقيبة امرأة أخرى لتأخذ أحر الشفاه أو ظل
استئذان -ويقرأ الرسائل الت فيه ..
العيني ..
كان صـاحب فـ دعوة عامـة ..وليمـة عشاء عنـد
وقد يتصل بك فيسألك أين أنت فتقول " طالع مشوار "
أ حد القضاة ..كل من ف الجلس مشا يخ فضلء
فيقول :أين ..؟ من معك ؟
..
مموعة من الناس نالطهم يعاملوننا بثل هذا السلوب ..
جلس صـاحب بينهـم ..يتجاذب أطراف الديـث
فكيف نتعامل معهم ؟
معهم ..
أهم شيء أن ل تفقده ..حاول أن تتجنب الصادمة معه
ضايقـه وجود هاتفـه الوال فـ جيبـه فأخرجـه
..
ووضعه على الطاولة الت بانبه ..
حاول أن ل ( يزعل ) منك أحد ..
كان الشيخ الذي بانبه متفاعلً ف الديث معه ..
كن ذكيا ف الروج من الو قف ..دون أن يدث بي نك
من باب العادة أ خذ الش يخ الا تف الوال ..ر فع
وبينه مشكلة ..
إليه ..فلما نظر إل الشاشة تغي وجهه ..وأرجعه
ل تت ساهل بك سب العداء أو فقدان ال صدقاء ..مه ما
مكانه ..
كانت السباب ..
كتم صاحب ضحكة مدوية ..
ومن أحسن الساليب للتعامل مع الطفيليي ..هو إجابة
لا خرج ركبت معه ف سيارته ..وقد وضع هاتفه
السـؤال بسـؤال ..أو النتقال إل موضوع آخـر تاما
الوال بان به ..فرفع ته إلّ -ك ما ف عل الش يخ –
لينسى سؤاله الول ..
فلو سألك مثلً :كم مرتبك الشهري ؟ ) ( 33ملقيصف :لفظصة عاميصة ،جعص " ملقوف " وهصو
التدخل فيما ل يعنيه ..ويسميه بعضهم " حٍشري " متطفل
قل له بل طف وتب سم :لاذا هل وجدت ل وظي فة مغر ية
..
81
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.31ل تنتقد !! ..
ركب سيارة صاحبه ..فكانت أول كلمة قالا :ياااه !! سيقول :ل ..لكن أريد أن أعرف ..
ما أقدم سيارتك !! ـل ..ويبدو أن
ـل :الرتبات هذه اليام مشاكـ
قـ
ولا دخل بيته ..رأى الثاث فقال :أووووه ..ما غيت ذلك بسبب ارتفاع أسعار البترول !!
أثاثك ؟! سيقول :ما دخل البترول ..
ولاـ رأى أولده ..قال :مـا شاء ال ..حلويـن ..لكـن فقل :البترول هو الذي يتحكم فغي السعار ..أل
لاذا ما تلبسهم ملبس أحسن من هذه !! تلحظ أن الروب تقوم لجله ..
ول ا قدّ مت له زوج ته طعا مه ..و قد وق فت ال سكينة ف سيقول :ل ..ليس صحيحا ..
الط بخ ساعات ..رأى أنوا عه فقال :ياااا ال ..لاذا ما فالروب ل ا أ سباب أخرى ..والال م اليوم مل يء
طبختـ ر ّز ؟ أوووه ..اللح قليـل ! ل أكـن أشتهـي هذا بالروب ..و ..
النوع !! وينسى سؤاله الول ..
ل لبيـع الفاكهـة ..فإذا الحـل مليـء بأصـناف
دخـل م ً ( هاه ..ما رأيك أل ترج من الوقف بذكاء ؟ )
الفواكه .. ..
فقال :عندك مانو ؟ وكذلك لو سألك عن وظيفتك ..
قال صاحب الحل :ل ..هذه ف الصيف فقط .. أو أين ستسافر ..
فقال :عندك بطيخ ؟ قال :ل .. اسأله :لاذا ..هل ستسافر معي ..
فتغي وجهه وقال :ما عندك شيء ..ليش فاتح الحل ! سيقول :ل أدري!! أول شيء أخبن ..
وخرج .. قل :لكن إن سافرت معي ..فالتذاكر عليك ..
ونسي أن ف الحل أكثر من أربعي نوعا من الفواكه .. عندهـا سـيدخل فـ موضوع التذاكـر وينسـى
نعم .. الوضوع الصلي ..
بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده ..ول يكاد أن يعجبه وهكذا ..ن ستطيع الروج من م ثل هذه الوا قف
شيء .. من غي وقوع مشاكل بيننا وبي ألخرين ..
فل يرى فـ الطعام اللذيـذ إل الشعرة التـ سـقطت فيـه
سهوا .. وقفة ..
ول ف الثوب النظ يف إل نق طة ال ب ال ت سالت عل يه إذا ابتليت بتدخل فيما ل يعنيه ..فكن خيا منه
خطئا .. ..أحسن الروج من الوقف من غي أن ترحه
ول ف الكتاب الفيد إل خطئا مطبعيا وقع سهوا .. ..
فل يكاد يسـلم أحـد مـن انتقاده ..دائم اللحظات ..
82
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مالسته .. يدقق على الكبية والصغية ..
إذا أنت ل تشرب مرارا على القذا ل ف أيام الثانو ية
أعرف أ حد الناس ..زامل ته طوي ً
ظمئت ,وأي الناس تصــــفو والامعة ..ول تزال علقتنا مستمرة ..إل أن ل
مشاربه؟! ذكر أنه أثن على شيء ..
إذا كـنت فـي كل المور معاتبا أ سأله عن كتاب ألف ته و قد أث ن عل يه أناس كثيا
رفـيقك لن تلـق الـذي ستعاتبه وط بع م نه مئات اللف فيقول ببود :وال ج يد
معهم : قالت أمنا عائشة tوهي تصف حال تعامله ..ولكن فيه قصة غي مناسبة ..وحجم الط ما
ما عاب ر سول ال rطعاما قط ..إن اشتهاه أكله وإل أعجبن ..ونوعية الطباعة أيضا سيئة ..و ..
تركه .. )34( ..نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء وأ سأله يوما عن أداء فلن ف خطب ته ..فل يكاد
.. يذكر جانبا مشرقا ..
وقال أنس : tوال لقد خدمت رسول ال rتسع سني حت صار أثقل علي من البل ..وصرت ل أسأله
..ما علمته قال لشيء صنعته :ل فعلت كذا وكذا ؟ ول أبدا عن رأيه ف شيء لن أعرفه سلفا ..
عاب عليّ شيئا قط ..ووال ما قال ل أفّ قط .. قل مثل ذلك فيمن يفترض الثالية ف جيع الناس ..
هكذا كان ..وهكذا ينبغي أن نكون .. فييـد مـن زوجتـه أن يكون بيتهـا نظيفا 24سـاعة
وأنـا بذلك ل أدعـو إل ترك النصـيحة أو السـكوت عـن .. %100
الخطاء ..ول كن ل ت كن مدققا ف كل ش يء ..خا صة ويريدها أيضا أن يبقى أطفالا نظيفي متزيني على
ف المور الدنيوية ..تعود أن تشّي المور .. مدى اليوم ..
لو طرق بابك ضيف فرحبت به وأدخلته غرفة الضيوف وإن زاره ضيوف افترض أن تطبـخ أحسـن الطعام
فلمـا أحضرت الشاي تناول الفنجان ..فلمـا نظـر إل ..
الشاي بداخله قال :لــــ َم ل تل الفنجان ؟ فقلت : وإن جالسها افترض أن تدثه بأجل الحاديث ..
أزيدك ؟ قال :ل ..ل ..يكفي .. وكذلك هو مع أولده ..يريدهم %100ف كل
فطلب ماء فأحضرت له كأس ماء فشكرك وشربه ..فلما شيء ..
انتهى قال :ماؤكم حار .. ومـع زملئه ..ومـع كـل مـن يالطـه فـ الشارع
ث الت فت إل الك يف وقال :مكيف كم ل يبّد !! وج عل والسوق ..و ..
يشتكى الر ..ث .. وإن ق صّر أحد من هؤلء أكله بلسانه وأكثر عليه
أل تشعر بثقل هذا النسان ..وتتمن لو يرج من بيتك النتقاد وكرر اللحظات ..حت يل الناس منه ..
ول يعود .. لنه ل يرى ف الصفحة البيضاء إل السودَ ..
مـن كان هذا حاله عذب نفسـه فـ القيقـة ..
( ) 34
83
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مـا بال أقوام قالوا :كذا وكذا ..لكنـ أصـلي وأنام .. إذن الناس يكرهون النتقاد ..
وأصوم وأفطر ..وأتزوج النساء .. ل كن إن احت جت إل يه فغل فه بغلف ج يل ث قد مه
فمن رغب عن سنت فليس من (. )35 للخرين ..
وف يوم آخر ..لحظ النب rأن رجالً من الصلي معه قدمه ف صورة اقتراح ..أو بأسلوب غي مباشر ..
..يرفعون أبصارهم إل السماء ف أثناء صلتم .. أو بألفاظ عامة ..
وهذا خطأ فالصل أن ينظر أحدهم إل موضع سجوده .. كان رسـول ال eإذا لحـظ خطئا على أحـد ل
فقال : rما بال أقوام يرفعون أب صارهم إل ال سماء ف يواج هه به وإن ا يقول :ما بال أقوام يفعلون كذا
صلتم .. وكذا ..
فلم ينتهوا عن ذلك وا ستمروا يفعلو نه ..فلم يفضح هم يعن :إياكِ أعن واسعي يا جارة ..
أو يسمهم بأسائهم ..وإنا قال : ف يوم من الدهر أقبل ثلثة شباب متحمسي ..إل
لينتهُنّ عن ذلك ..أو لتخطفن أبصارهم (.. )36 الدينة النبوية ..
وكا نت بريرة جار ية أمةً ملو كة ف الدي نة ..أرادت أن وصلته كانوا يريدون معرفة كيفية عبادة النب
تعتـق مـن الرق ..فطلبـت ذلك مـن سـيدها ..فاشترط ..
عليها ما ًل تدفعه إليه .. سألوا أزواج النب rعن عمله ف السر ..
فجاءت بريرة ..إل عائشة تلتمس منها أن تعينها بال .. فأ خبتم زوجات ال نب rأ نه ي صوم أحيانا ويف طر
فقالت عائ شة :إن شئت أعط يت أهلك ث نك ..فتعتق ي أحيانا ..وينام بعضا من الليل ويصلي بعضه ..
()37
..لكن يكون الولء ل .. فقال بعضهم لبعض :هذا رسول ال rقد غفر ال
فأخـبت الاريـة أهلهـا فأبوا ذلك ..وأرادوا أن يربوا له ما تقدم من ذنبه ..
المرين ..ثن عتقها ..وولءها !! ث اتذ كل واحد منهم قرارا !..
من حر صهم على ف سألت عائ شة ال نب .. rفع جب فقال أحدهم :أنا لن أتزوج ..أي سأبقى عزبا ..
الال ..ومنعهم للمسكينة من الرية !! متفرغا للعبادة ..
فقال لعائشة :ابتاعيها ..فأعتقيها ..فإنا الولء لن أعتق وقال الخر :وأنا سأصوم دائما ..كل يوم ..
.. وقال الثالث :وأنا ل أنام الليل ..أي سأقوم الليل
كله ..
) ( 35متفق عليه فبلغ النب rما قالوه ..
) ( 36رواه البخاري فقام على منبه ..فحمد ال وأثن عليه ث قال :
) ( 37الولء :هصو إذا أعتصق الشخصص عبدا ملوكا صصار الولء ما بال أقوام !! ( هكذا مبهما ،ل يقل ما بال فلن
للمع تق ،بع ن أن الع تق يد خل ض من ور ثة هذا الع بد الملوك ب عد
وفلن ) ..
موته ،فيشارك أهل العبد ف ورثه .
84
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للترمس الخضر .. أي الولء لك مـا دام أنـك دفعـت الال ..ول
قال له :ل ..اشرب من الحر ..فيشرب من الحر .. تلتفت إل شروطهم فهي ظالة ..
وإذا أقبل آخر ..وأراد أن يشرب من الحر ..قال له : ث قام رسول ال rعلى النب فقال :
ل ..اشرب من الخضر .. مـا بال أقوام ( ول يقـل آل فلن ) ..يشترطون
فإذا اعترض أحدهم ..وقال :ما الفرق ؟! شروطا ليسـت فـ كتاب ال ..مـن اشترط شرطا
قال :أ نا ال سئول عن الاء ..يعج بك هذا النظام أو دبر ل يس ف كتاب ال ..فل يس له ..وإن اشترط مائة
لنفسك ماءً .. شرط (.. )38
إنه شعور النسان الدائم بالاجة إل اعتباره والهتمام به ن عم هكذا ..لوّح بالع صا من بع يد ول تضرب ب ا
.. ..
فما أجل أن تقول لزوجتك الهملة ف نظافة بيتها :
نلة ..وذباب !! البارحة تعشينا ع ند صاحب فلن ..وكان الميع
كن نلة ت قع على الط يب وتتجاوز ال بيث ..ول تك يثن على نظافة منله ..
كالذباب يتتبع الروح !! أو تقول لولدك الهمل للصلة ف السجد : ..أنا
أعجـب مـن فلن ابـن جياننـا مـا نكاد نفقده فـ
.32ل تكن أُستاذيّا !!..
السجد أبدا !!..
قارن ب ي ثل ثة آباء ..رأى كل وا حد ولده جال سا ع ند
يعن ..إياك أعن واسعي يا جارة !!
التلفاز ف أيام المتحانات ..
ويق لك أن تسأل :لاذا يكره الناس النتقاد ؟
فقال الول لولده :يا ممد ..ذاكر دروسك ..
فأقول :لنه يشعرهم بالنقص ..فكل الناس يبون
وقال الثانـ :ماجـد ..إذا مـا ذاكرت دروسـك وال
الكمال ..
لضربك ..وأحرمك من الصروف ..و ..
ذكروا أن رجلً ب سيطا أراد أن يكون له ش يء من
أما الثالث فقال :صال ..لو تذاكر درو سك ..أح سن
التحكم ..
لك من التلفاز ..صح ؟!
فعمد إل ترمسي ماء أحدها أخضر والثان أحر ..
أيهم أحسن أسلوبا ..؟
وعبأها بالاء البارد ..
ل شك أنه الثالث ..لنه قدم أمره على شكل اقتراح ..
ث جلس للناس ف طريق هم ..وج عل ي صيح :ماء
وكذلك ف التعا مل مع زوج تك ..سارة لي تك تعمل ي
بارد مانا ..
شاي ..هند أتن أتغدى مبكرا اليوم ..
فكان العطشان يقبـل عليـه ويتناول الكأس ليصـب
وكذلك ..
لنفسـه ويشرب ..فإذا رآه صـاحبنا قـد توجـه
عندما يطئ إنسان ..عال خطأه بأسلوب يعله يشعر أن
( ) رواه البخاري 38
85
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشجار ؟ أم بالنخل ؟ أم بال ُفرْس والروم ؟ الفكرة فكر ته هو ..ولدك يغ يب عن ال صلة ف
نظـر إليـه eفإذا الرجـل عليـه آثار الباديـة ..وإذا هـو السجد ..
مضطرب تتزاحم الفكار ف رأسه حول امرأته .. ل – :سعد ..ما تريد تدخل النة ..
قل له – مث ً
فقال له : eهل لك من إبل ؟ بلى ..إذن حافظ على صلتك ..
قال :نعم .. ف يوم من اليام ..وف خيمة أعراب ف الصحراء
قال :فما ألوانا ؟ ..
قال :حر .. جعلت امرأة تتأوه تلد ..وزوجهـا عنـد رأسـها
قال :فهل فيها أسود ؟ ينتظر خروج الولود ..
قال :ل .. اشتد الخاض بالرأة حت انتهت شدتا وولدت ..
قال :فيها أورق ؟ لكنها ولدت غلما أسود !!
قال :نعم .. ن ظر الر جل إل نف سه ..ون ظر إل امرأ ته فإذا ه ا
قال :فأن كان ذلك ؟! جبَ كيف صار الغلم أسود !!
أبيضان ..فع ِ
يع ن :ما دام أن ا كل ها ح ر ذكورا وإناثا ..ول يس في ها أوقع الشيطان ف نفسه الوساوس ..
أي لون آ خر ..فك يف ولدت النا قة المراء ولدا أورق لعل هذا الولد من غيك !!
..يتلف عن لونا ولون الب ( الفحل ) .. لعلها زن با رجل أسود فحملت منه !!
فكر الرجل قليلً ..ث قال :عسى أن يكون نزعه عرق لعل ..
..يعن قد يكون من أجداده من هو أورق ..فل زال اضطرب الر جل وذ هب إل الدي نة النبو ية ..ح ت
الشبه باقيا ف السللة ..فظهر ف هذا الولد .. دخل على رسول ال eوعنده أصحابه ..
فقال : eفلعل ابنك هذا نزعه عرق (.. )39 فقال :يـا رسـول ال ..إن امرأتـ ولدت على
ل فإذا هو جوابه هو
سع الرجل هذا الواب ..فكر قلي ً فرا شي غلما أ سود !! وإ نا أ هل ب يت ل ي كن في نا
..والفكرة فكرته ..فاقتنع وأيقن ..ومضى إل امرأته .. أسود قط !!
وف يوم آخر .. نظـر النـب eإليـه ..وكان قادرا على أن يسـمعه
جلس eمع أصحابه ..فجعل يدثهم عن أبوب الي .. موع ظة حول ح سن ال ظن بالخر ين ..وعدم اتام
وكان ما ذكره ..أن قال :وف بضع أحدكم صدقة .. امرأته ..
أي وطء أحدكم امرأته له فيه أجر .. لكنه أراد أن يارس معه ف الل أسلوبا آخر ..
فعجـب الصـحابة وقالوا :يـا رسـول ال ..يأتـ أحدنـا أراد أن ي عل الر جل ي ل مشكل ته بنف سه ..فبدأ
شهوته ..ويكون له أجر ؟!! ل يقرب له الواب ..
يضرب له مث ً
فمـا الثـل الناسـب له ..؟ هـل يضرب له مثلً
( ) رواه مسلم ،وابن ماجة واللفظ له 39
86
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من السلمي ..وتعلم أن السلمي لو شاءوا لفتحوا مكة فأجابمـ eبواب يشعرون بـه أن الفكرة فكرتمـ
..ولذا كانت قريش تضطر إل التلطف والصانعة .. ..فل يتاجون لنقاش لقناعهم با ..
وكأ ن ب م ..ما كانوا يلمون أن يظفروا ول بر بع هذه فقال : eأرأيتم لو وضعها ف حرام ..أكان عليه
الشروط .. وزر ..
كان أكثر الصحابة متضايقا من شروط العقد .. قالوا :نعم ..
ل كن أ ن ل م أن يعترضوا ..والذي يك تب الع قد ويض يه قال :فكذلك لو وضعها ف حلل كان له أجر ..
رجل ل ينطق عن الوى .. بل حت أثناء الوار مع الخر ..
ـر يينا وشا ًل ..يتمنــ لو
كان عمــر متحفزا ..ينظـ تدرج معه عند النصح ف الشياء الت أنتما متفقان
يستطيع عمل شيء .. عليها ..
فلم يصب .. خرج rإل مكـة معتمرا فـ ألف وأربعمائة مـن
وثب عمر فأتى أبا بكر ..وأراد أن يناقشه .. أصحابه ..فمنعتهم قريش من دخول مكة ..
فمـن حكمتـه ..ل يبدأ بالعتراض ..وإناـ بدأ بالشياء ووقعت أحداث قصة الديبية الشهورة ..
الت ها متفقان عليها .. ف آ خر ال مر وب عد مشاورات طويلة ب ي ال نب r
وجعـل يسـأل أبـا بكـر أسـئلة جواباـ ..بلى ..نعـم .. وقريش ..اتفقوا على صلح ..
صحيح .. كان الذي تول التفاق على بنود الصــلح مــن
فقال :يا أبا بكر ..أليس برسول ال ..؟! جانب قريش هو سهيل بن عمرو ..
قال :بلى .. اتفق النب rمع سهيل على شروط ..
قال :أولسنا بالسلمي ؟! منها :
قال :بلى .. •أن يعود السلمون أدراجهم إل الدينة
قال :أوليسوا بالشركي ؟! من غي عمرة ..
قال :بلى .. •وأن من دخل ف السلم من أهل مكة
قال :أولسنا على الق ؟ وأراد أن يهاجــر إل الدينــة فإن
قال :بلى .. السلمي ف الدينة ل يقبلونه ..
قال :أوليسوا على الباطل ؟ •أما من ارتد عن إسلمه وأراد الذهاب
قال :بلى .. إل الشركي ف مكة فإنه يقبل !!..
قال :فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟! إل غي ذلك من الشروط الت ف ظاهرها أنا هزية
فقال أبو بكر :يا عمر ..أليس هو رسول ال .؟ للمسلمي وإذلل لم ..
قال :بلى .. كانت قريش ف الواقع خائفة من هذا العدد الكبي
87
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو كان ولدك ل يعتنـ بفـظ القرآن ..وتريده أن يزداد قال :فالزم ِغرْزه ..فإن أشهد أنه رسول ال ..
حرصا .. ـا أن
ـه أبدا ..كمـ
ـن وراءه تابعا ل تالفـ
أي كـ
ابدأ بالشياء الت أنتما متفقان عليها ..أل تريد أن يبك غرزات اليط ف الثوب تكون متتابعة ..
ال ..أل تريد أن ترتقي ف درجات النة .. قال عمر :وأنا أشهد أنه رسول ال ..
سيجيبك حتما :بلى .. مضى عمر ..حاول أن يصب ..فلم يستطع ..
عندها قدم النصيحة على شكل اقتراح : ..إذن فلو أنك فذهب إل رسول ال .. r
شاركت ف حلقة تفيظ القرآن .. فقال :يا رسول ال ..ألست برسول ال ؟!
وكذلك أنتِ :لو رأيتِ امرأة ل تعتن بجابا .. قال :بلى ..
ابدئي معها بالشياء الت أنتما متفقتان عليها .. قال :أولسنا بالسلمي ..؟
أنا أعلم أنك مسلمة ..وحريصة على الي .. قال :بلى ..
ستقول :صحيح ..المد ل .. قال :أوليسوا بالشركي ..؟!
وامرأة عفيفة ..وتبي ال .. قال :بلى ..
ستقول :إي وال ..المد ل .. قال :فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟!
عندهـا قدمـي النصـيحة على شكـل اقتراح :فلو أنـك :أ نا ع بد ال ور سوله ..لن أخالف أمره فقال
اعتنيت بجابك أكثر ..وحرصت على الستر .. ..ولن يضيعن ..
هكذا يكننا أن نصل على ما نريد من الناس من غي أن سكت عمر ..ومضى الكتاب ..ورجع السلمون
يشعروا .. إل الدينة ..
وم ضت اليام ..ونق ضت قر يش الع هد ..وأق بل
بارقة .. رسول ال rفاتا مكة ..مطهرا البيت الرام من
تستطيع أن تأكل العسل دون تطيم اللية .. الصنام ..
وأدرك عمر أنه كان ف اعتراضه حينذاك على غي
.33أمسك العصا من النصف !!
السبيل ..
أشكرك على اختيارك مهنـة التدريـس ..وقـد آتاك ال
يقول : فكان
أسلوبا حسنا ..وطلبك يبونك كثيا ..و ..
ما زلت أصوم ..وأتصدق ..وأصلي ..وأعتق ..
ولكن :ليتك ما تتأخر على الدوام ف الصباح ..
مـن الذي صـنعت يومئذ ..مافـة كلمـي الذي
أنـت جيلة ..والبيـت مرتـب ..ول أنكـر أن الولد
تكلمته يومئذ ..حت رجوت أن يكون خيا ..
متعبون ..و ..
فلله در عمر ..ودر رسول ال rقبله ..
ولكن :أتن أن تتمي بلبسهم أكثر ..
كيف نستفيد أكثر من هذه الهارة ؟
88
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهل الدينة .. هكذا كان أسـلوب صـال مـع الناس ..يذكـر
وهذا ثناء على زياد ..أن يقول له رســول ال eأمام الوانب الشرقة عند الخطئ ث ينبهه على أخطائه
الناس إنه من فقهاء الدينة ..هذا ذكر لوانب الصواب ..ليكون عادلً ..
والصفحات الشرقة لزياد .. عند ما تنت قد حاول أن تذ كر جوا نب ال صواب ف
ث قال : eهذا التوراة والن يل ع ند اليهود والن صارى الخطئ ..قبل غيها ..
فماذا يغن عنهم ؟! (.. )40 حاول دائما أن تشعر الذي أمامك أن نظرتك إليه
أي ليسـت العـبة يـا زياد بوجود القرآن ..وإناـ العـبة مشر قة ..وأ نك عند ما تنب هه على أخطائه ل يع ن
بقراءته ومعرفة معانيه والعمل بأحكامه .. ذلك أنه سقط من عينك ..أو أنك نسيت حسناته
هكذا كان تعامله رائعا .. ول تذكر إل سيئاته ..
و ف يوم آ خر ..ي ر eبب عض قبائل العرب يدعو هم إل ل ..بل أشعره أن ملحظا تك عليه تغوص ف ب ر
السلم ..وكان يتار أحسن العبارات لجل ترغيبهم ف حسناته ..
الستجابة له والدخول ف السلم .. كان النـب eمبوبا بيـ أصـحابه ..وكان يارس
ف مر ب قبيلة من هم ..ا سهم :ب نو ع بد ال ..فدعا هم إل أساليب رائعة ف التعامل معهم ..
ال ..وعرض عليهم نفسه ..وجعل يقول لم : و قف مرة بين هم ..فش خص بب صره إل السماء ..
يا بن عبد ال ..إن ال قد أحسن اسم أبيكم .. كأنه يفكر أو يترقب شيئا ..
يعن لستم ببن عبد العزى ..أو بن عبد اللت ..وإنا ث قال :هذا أوا نُ يتلس العلم من الناس ..ح ت
أن تم ب نو ع بد ال ..فل يس ف ا سكم شرك فادخلوا ف ل يقدروا منه على شيء ..
السلم .. أي :يُعرض الناس عـن القرآن وتعلمـه ..وعـن
بل كان من براعته rأنه كان يرسل رسائل غي مباشرة العلم الشرعي ..فل يرصون عليه ول يفهمونه ..
إل الناس ..يذكر فيها إعجابه بم ..ومبته الي لم .. س منهم ..أي :يرفع عنهم ..
فيُختل ُ
فإذا بلغتهم هذه الرسائل ..عملت فيهم من التأثي أكثر فقام صحاب جل يل ..هو زياد بن لب يد الن صاري
ما تعمله – ربّما – الدعوة الباشرة .. وقال بكل حاس :
بطلً ..ول يكـن بطلً عاديا .. كان خالد بـن الوليـد يـا رسـول ال ،وكيـف يتلس منـا ؟! وقـد قرأنـا
ل مغوارا ..يضرب له ألف حساب ..
بل كان بط ً القرآن ! فوال لنقرأنه ،ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ..
وكان النـب rيتشوق لسـلمه ..لكـن أنـ له ذلك .. فنظـر إليـه النـب .. eفإذا شاب يتفجـر حاسـا
وخالد ما ترك حربا ضد السلمي إل خاضها ..بل كان وغية على الد ين ..فأراد أن ينبهـه على فهمـه ..
هو من أكب أسباب هزية السلمي ف معركة أحد .. فقال :
ثكل تك أ مك يا زياد ،إ ن ك نت لعدك من فقهاء
( ) رواه الترمذي والاكم 40
89
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العرب يوما بعد يوم .. قال فيـه النـب rيوما ..لو جاءنـا لكرمناه ..
فقال ف نفسه :أي شيء بقي ؟ أين أذهب ؟ وقدمناه على غيه ..
إل النجاشـي ؟ ..ل ..فقـد اتبـع ممدا وأصـحابه عنده فكيف كان تأثي ذلك ؟
آمنون .. خذ القصة من أولا ..
فأخرج إل هرقــل ؟ ..ل ..أخرج مــن دينــ إل كان خالد من أشداء الكفار وقادتم ..
نصرانية ؟ ..أو يهودية ؟ وأقيم ف عجم ؟.. ل يكاد يفوت فرصة إل حارب فيها رسول ال
فبن ما خالد يف كر ف شأ نه ..ويتردد ..واليام والشهور أو ترصّد له ..
تضي عليه .. فلما أقبل رسول ال rمع السلمي إل الديبية ..
إذ جاء موعد عمرة السلمي ..فأقبلوا إل الدينة .. وأرادوا العمرة ..
دخل rمكة معتمرا .. خرج خالد ف خيل من الشركي ..فلقوا النب
فلم يتمل خالد رؤية السلمي مرمي ..فخرج من مكة وأصحابه بوضع يقال له :عسفان ..
ف ..وغاب أياما أربعة و هي اليام الت قضا ها ال نب فقام خالد قريبا منهم يتحي الفرصة ليصيب رسول
مكة .. برمية سهم أو ضربة سيف .. ال
عمر ته ..وج عل ين ظر ف طرقات م كة ق ضى ال نب جعل يترصد ويترقب ..
وبيوتا ..ويستعيد الذكريات .. بأ صحابه صلة الظ هر أمام هم .. ف صلى ال نب
تذكر البطل خالد بن الوليد .. فهموا أن يهجموا عليهم ..فلم يتيسر لم ..
فالت فت إل الول يد بن الول يد ..و هو أ خو خالد ..وكان علم ب م ..ف صلى بأ صحابه صلة فكأن ال نب
الوليد مسلما قد دخل مع النب rمعتمرا .. العصر صلة الوف ..
أن يب عث إل خالد ر سالة غ ي مباشرة ..يرغ به وأراد أي ق سم أ صحابه إل فريق ي ..فر يق ي صلي م عه
فيها بالدخول ف السلم .. وفريق يرس ..
للوليد :أين خالد ؟ قال فوقـع ذلك مـن خالد وأصـحابه موقعا ..وقال فـ
فوجئ الوليد بالسؤال ..وقال :يأت ال به يا رسول ال نفسـه :الرجـل منوع عنـا ..أي هناك مـن يميـه
.. وينع عنه الذى !!
" :مثله ي هل ال سلم !! ولو كان ج عل نكاي ته فقال وأصـحابه ..وسـلكوا طريقا ذات ثـ ارتلـ
وَ َحدّه مع السلمي ..كان خيا له .. اليمي ..لئل يروا بالد وأصحابه ..
ث قال :ولو جاءنا لكرمناه ..وقدمناه على غيه .. إل الديبيـة ..صـال قريشا على أن وصـل
ا ستبشر الول يد ..وج عل يطلب خالدا ويب حث ع نه ف يعتمر ف العام القادم ..ورجع إل الدينة ..
مكة ..فلم يده .. رأى خالد أن قريشا ل يزال شأناـ ينخفـض فـ
90
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا رجل مصاب ..قتل أخوه وأبوه بعركة بدر .. فلما عزموا على الرجوع للمدينة ..
فلقيـت عكرمـة بـن أبـ جهـل ..فقلت له مثـل مـا قلت كتب الوليد كتابا إل أخيه :
لصفوان بن أمية .. بسـم ال الرحنـ الرحيـم ..أمـا بعـد ..فإنـ ل أر
فقال ل مثل ما قال ل صفوان بن أمية .. أع جب من ذهاب رأ يك عن ال سلم ..وعقلك
قلت :فاكتم علي خروجي إل ممد .. عقلك ! ومثل السلم يهله أحد ؟
قال :ل أذكره لحد . وقد سألن ر سول ال rعنك وقال :أ ين خالد ؟
فخرجت إل منل ..فأمرت براحلت فخرجت با .. فقلت :يأت ال به ..
إل أن لقيت عثمان بن طلحة ..فقلت : فقال " :مثله جهـل السـلم !! ولو كان جعـل
إن هذا ل صديق ..فلو ذكرت له ما أرجو .. نكاي ته وَ َحدّه مع ال سلمي ..كان خيا له ..ولو
ث ذكرت من ق تل من آبائه ف حرب نا مع ال سلمي .. جاءنا لكرمناه ..وقدمناه على غيه ..
فكرهت أن أذكّره .. فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالة ..
ث قلت :وما علي أن أخبه ..وأنا راحل ف ساعت هذه قال خالد :فل ما جاء ن كتا به ..نش طت للخروج
!.. ..وزادن رغبة ف السلم ..
فذكرت له ما صار أمر قريش إليه ..وقلت : وسرن سؤال رسول ال rعن ..
إنا نن بنلة ثعلب ف جحر ..لو صُب عليه ذنوب من وأرى فـ النوم كأنـ فـ بلد ضيقـة مدبـة ..
ماء لرج .. فخرجت إل بلد خضراء واسعة ..
وقلت له نوا ماـ قلت لصـاحبَيْ ..فأسـرع السـتجابة فقلت :إن هذه لرؤيا حق ..
وعزم على الروج معي للمدينة !.. فلما أجعت الروج إل رسول ال rقلت :
فقلت له :إ ن خر جت هذا اليوم ..وأ نا أر يد أن أم ضي من أصاحب إل رسول ال r؟!
للمدينة .. فلقيت صفوان بن أمية ..فقلت :
وهذه راحلت مهزة ل على الطريق .. يا أبا وهب أما ترى ما نن فيه ؟ إنا نن كأضراس
قال :فتواعدنا أنا وهو ف موضع يقال له "يأجج " ..إن يطحن بعضها بعضا ..
سبقن أقام ينتظرن ..وإن سبقته أقمت أنتظره .. وقد ظهر ممد على العرب والعجم ..
فخرجت من بيت آخر الليل سَحَرا ..خوفا من أن تعلم فلو قدمنا على ممد واتبعناه ..فإن شرف ممد لنا
قريش بروجنا .. شرف ؟
فلم يطلع الف جر ح ت التقي نا ف "يأ جج" ..فغدو نا ح ت فأب أشد الباء ..وقال :لو ل يبق غيي ما اتبعته
انتهينا إل الدة .. أبدا ..
فوجدنا عمرو بن العاص على بعيه .. فافترقنا ..وقلت ف نفسي :
91
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن يعدها كان خالد رأسا من رؤوس هذا الدين .. قال :مرحبا بالقوم ..إل أين مسيكم ؟
أمـا إسـلمه فكان برسـالة غيـ مباشرة وصـلت إليـه مـن فقلنا :وما أخرجك ؟
.. رسول ال فقال :وما أخرجكم ؟
وأحكمه .. فما أحلمه قلنا :الدخول ف السلم ..واتباع ممد .. r
فلنتبع مثل هذه الهارات ف التأثي ف الناس .. قال :وذاك الذي أقدمن .
فلو رأيت شخصا يبيع دخانا ف بقالة فأردت تنبيهه .. فاصطحبنا جيعا حت دخلنا الدينة ..
وادعـ له بالبكـة فـ
ُ فأثـن أولً على بقالتـه ونظافتهـا .. فأننا بظهر الرة ركابنا ..
الربح ..ث نبهه على أهية الكسب اللل ..ليشعر أنك فأُخب بنا رسول ال rفسر بنا ..
ل تنظـر إليـه بنظار أسـود ..بـل أمسـكت العصـا مـن فلب ست من صال ثيا ب ..ث توج هت إل ر سول
النصف .. ال .. rفلقين أخي فقال :
كن ذكيا ..اب ث عن أي ح سنات في من أما مك تغ مر سرّ
أ سرع ..فإن ر سول ال .. rقد أُ خب بك ف ُ
فيها سيئاته ..أح سن ال ظن بالخر ين ..ليشعروا بعدلك بقدومك وهو ينتظركم ..
معهم فيحبوك .. فأ سرعنا ال سّي ..فأقبلت إل ر سول ال أم شي ..
فل ما رآ ن من بع يد تب سّم ..ف ما زال يتب سم إلّ
لحة .. حت وقفت عليه ..
عند ما يقت نع الناس أن نا نل حظ ح سناتم ..ك ما نل حظ فسـلمت عليـه بالنبوة ..فرد على السـلم بوجـه
سيئاتم ..يقبلون منا التوجيه .. طلْق ..
فقلت :إن أشهد أن ل إله إل ال ..وأنك رسول
.34اجعل معالة الطأ سهلة ..
ال ..
تتنوع الخطاء الت تقع من الناس كبا وصغرا ..
فقال " :المـد ل الذي هداك ..قـد كنـت أرى
ومهما كان حجم الطأ فإنه يكن علجه ..
لك عقلً ..رجوت أل يسلمك إل إل خي " ..
نعـم قـد ل يفيـد العلج فـ إصـلح مـا أفسـده الطـأ
قلت :يا رسول ال ..إن قد رأيت ما كنت أشهد
.. %100لكنه على القل يصلح أكثر الفاسد ..
مـن تلك الواطـن عليـك ..معاندا للحـق ..فادع
عدد غيـ قليـل مـن الناس ل يسـعى إل إصـلح أخطائه
ال أن يغفرها ل ..
لشكه ف قدرته أصلً على علجها ..
فقال " : rالسلم يب ما كان قبله " ..
وأحيانا تكون طريقت نا ف التعا مل مع الخطاء هي جزء
قلت :يا رسول ال ..على ذلك ..فاستغفر ل ..
من الطأ نفسه ..
قال " :اللهـم اغفـر لالد بـن الوليـد ..كـل مـا
يقع ولدي ف خطأ فألومه وأحقره وأعظّم عليه الطأ حت
َأوْضع فيه ..من صد عن سبيل ال " ..
92
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرادوا الرتال ركبت فيه .. يش عر بأ نه سقط ف بئر ل يس له قاع !! فييأس من
فلمـا فرغ رسـول ال rمـن غزوتـه ..توجـه قافلً إل الصلح ..ويبقى على ما هو عليه ..
الدينة ..حت إذا كان قريبا من الدينة نزل من ًل فبات به وقد تقع ف الطأ زوجت أو يقع فيه صديقي ..
بعض الليل .. فإذا أشعر ته أ نه أخ طأ ول كن الطر يق ل ينق طع ب عد
ثـ آذن الناس بالرحيـل ..فبدأ الناس يمعون متاعهـم فمعالة الطأ سهلة ..والرجوع إل الق خي من
للرح يل ..فخر جت عائ شة لب عض حاجت ها ..و ف عنق ها التمادي ف الباطل ..
عقد لا فيه جزع ظفار .. جاء رجل إل النب rيبايعه على الجرة ..وقال :
فلما فرغت من حاجتها ..انسل العقد من عنقها وهي ل إنـ جئت أبايعـك على الجرة ..وتركـت أبوي
تدري .. يبكيان ..
فلما رجعت العسكر ..وأرادت الدخول ف هودجها .. فلم يعن فه .. eأو ي قر فِعْله ..أو ي صغر عقله ..
لست عنقها فلم تد العقد ..وقد بدأ الناس ف الرحيل فالرجل جاء بنية صالة ويرى أنه فعل الصلح ..
.. أشعره eأن معالةـ الطـأ سـهلة فقال له بكـل
فرجعـت سـريعا إل مكاناـ الذي قضـت فيـه حاجتهـا .. ب ساطة :ار جع إليه ما فأضحكه ما ك ما أبكيته ما
فأخذت تبحث عنه ..وأبطأت .. .. )41(..
وجاء القوم فحملوا هودجهـا وهـم يظنون أناـ فيـه .. وانتهى المر ..
فاحتملوه ..فشدوه على البعي ..ث أخذوا برأس البعي كان eيتعامـل مـع الناس بأسـاليب تربـ فيهـم
فانطلقوا به .. الرغ بة ف ال ي وتشعر هم أن م إل ال ي أقرب ..
و سار ال يش ..أ ما عائ شة فب عد ب ث طو يل ..وجدت حت وإن وقعوا ف أخطاء ..
العقد ..فعادت إل مكان اليش .. وبي يدي حادثة مروّعة ..الشاهد منها آخرُها ..
* * * * * * * * * لكن سأوردها من أولا رغبة ف الفائدة ..
قالت عائشة : كان رسول ال rإذا أراد أن يرج سفرا أقرع بي
.فجئت منازل م وليس ب ا داع ول ميب ..قد انطلق نسائه ..فأيتهن خرج سهمها خرج با معه ..
الناس .. فل ما أراد الروج إل غزوة ب ن ال صطلق ..أقرع
فتيممت منل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدون بينهن فخرج سهم عائشة ..
فيجعون إل .. فخرجـت مـع رسـول ال .. rوذلك بعدمـا أنزل
فتلف فت بلبا ب ..فبين ما أ نا جال سة ف منل إذ غلبت ن الجاب ..وكانـت تمـل فـ هودج ..فإذا نزلوا
عين فنمت .. نزلت مـن هودجهـا ..وقضـت حاجاتاـ ..فإذا
فوال إن لضطجعة إذ مرّ ب صفوان بن العطل ..
( ) ف الستدرك وصحح إسناده .. 41
93
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت وجدت ف نفسي ..فلما رأيت جفاءه ل قلت : وكان قد تلف عن العسكر لبعض حاجاته ..فلم
يا رسول ال ..لو أذنت ل فانتقلت إل أمي فمرضتن .. يبت مع الناس ..
قال :ل عليك .. فرأى سواد إنسان نائم ..فأتان فعرفن حي رآن
* * * * * * * * * ..وقد كان يران قبل أن يضرب الجاب علينا ..
فانتقلت إل أمي ول علم ل بشيء ما كان ..حت نقهت فل ما رآ ن قال :إ نا ل وإ نا إل يه راجعون ..ظعي نة
من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة .. رسول ال r؟
فخر جت ليلة لب عض حاج ت وم عي أم م سطح ب نت خالة فاستيقظت باسترجاعه حي عرفن فخمرت وجهي
أب بكر .. t بلباب ..
فوال إنا لتمشي معي إذ تعثرت ف مِرطها ..وسقطت أو ووال مـا كلمنـ كلمـة ..ول سـعت منـه غيـ
كادت .. استرجاعه ..
فقالت :تعس مسطح .. ح ت أناخ راحل ته ..فو طئ على يدي ها ..فرك بت
ل قـد شهـد
قلت :بئس لعمـر ال مـا قلت ..تسـبي رج ً وأخذ برأس البعي فانطلق سريعا يطلب الناس ..
بدرا ؟ فوال ما أدرك نا الناس و ما افتقدو ن ح ت أ صبحنا
فقالت :أي هنتاه ..أول تسـمعي مـا قال ؟ أومـا بلغـك ..فوجدنا هم نازل ي ..فبين ما هم كذلك ..إذ
الب يا بنت أب بكر .. طلع الرجل يقود ب البعي ..
قلت :وما الب ؟ فقال أهـل الفـك مـا قالوا ..وارتجّ العسـكر ..
فأخبتن بالذي كان من قول أهل الفك .. ووال ما أعلم بشيء من ذلك ..
قلت :أوقد كان هذا ؟ * * * * * * * * *
قالت :نعم وال لقد كان .. ث قدمنا الدينة ..فلم ألبث أن مرضت واشتكيت
فوال مـا قدرت على أن أقضـي حاجتـ ورجعـت .. شكوى شديدة ..وأنـا ل يبلغنـ مـن كلم الناس
فازددت مرضا إل مرضي .. شيء ..
فوال مـا زلت أبكـي ..حتـ ظننـت أن البكاء سـيصدع وقد انتهى الديث إل رسول ال rوإل أبويّ ..
كبدي .. وهـم ل يذكرون ل منـه قليلً ول كثيا ..إل أنـ
وقلت ل مي :يغ فر ال لك ..تدث الناس ب ا تدثوا يه قد أنكرت من رسول ال rبعض لطفه ب ..
..ول تذكرين ل من ذلك شيئا .. ك نت إذا اشتك يت رح ن ول طف ب ..فلم يف عل
قالت :أي بنيـة خففـي عليـك الشأن ..فوال لق ّل مـا ذلك ب ف شكواي تلك ..
كا نت امرأة ح سناء ع ند ر جل يب ها ..ول ا ضرائر إل بل كان إذا د خل علي وعندي أ مي ترض ن قال :
كثّرن ..وكثّر الناس عليها .. كيف تيكم ؟ ل يزيد على ذلك ..
94
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فل ما سع ذلك أم ي الزرج سعد بن عبادة قام ..وكان قلت :سبحان ال وقد تدث الناس بذا ؟
رجلً صالا ..لكن أخذته المية .. فبكيت تلك الليلة حت أصبحت ..ل يرقأ ل دمع
قام فقال :كذ بت لع مر ال ..ما تضرب أعناق هم ..أ ما ..ول أكتحل بنوم ..
وال مـا قلت هذه القالة إل أنـك قـد عرفـت أنمـ مـن ث أصبحت أبكي ..
الزرج ؟ ولو كانوا من قومك ما قلت هذا .. * * * * * * * * *
فقال أسيد بن حضي :كذبت لعمر ال ..وال لنقتلنه .. هذا حال عائ شة ..تت هم بذلك و هي الفتاة ال ت ل
ولكنك منافق تادل عن النافقي .. يتجاوز عمرها خس عشرة سنة ..
ث ثار الناس بعضهم إل بعض ..حت كادوا أن يقتتلوا .. تتهم بالزنا ..وهي العفيفة الشريفة ..زوجة أطهر
ور سول ال rقائم على ال نب ..فلم يزل يفض هم ح ت الناس ..التـ مـا كشفـت سـترها ..ول هتكـت
سكتوا ..وسكت .. عرضها ..هذا حالا تبكي ف بيت أبويها ..
فلما رأى rذلك ..نزل فدخل بيته .. أمـا حال رسـول ال .. rفل يبعـد حزنا وها ..
* * * * * * * * * عن عائشة ..
ولا رأى أن المر ل يكن حله من جهة عموم الناس .. فل جب يل ير سل ..ول القرآن ينل ..ويب قى r
أراد أن يد حلً من جهة أهل بيته ..وأخص الناس به .. متحيا ف أمره ..و قد كب عل يه اتام النافق ي ..
فدعا عليا وأسامة بن زيد ..فاستشارها .. وكلم الناس ف عرضه زوجه ..
فأما أسامة فأثن على عائشة خيا وقال :يا رسول ال .. * * * * * * * * *
أهلك ومـا نعلم منهـم إل خيا ..وهذا الكذب والباطـل فل ما طال ال مر عل يه ..قام rف الناس فخطب هم
.. ..فحمد ال ..وأثن عليه ..ث قال :
وأمـا علي فإنـه قال :يـا رسـول ال إن النسـاء لكثيـ .. أيهـا الناس مـا بال رجال يؤذوننـ فـ أهلي ..
وإنـك لقادر على أن تسـتخلف ..وسـل الاريـة فإناـ ويقولون عليهم غي الق ..وال ما علمت عليهم
ستصدقك ..فدعا رسول ال rبريرة .. إل خيا ..ويقولون ذلك لرجل ..وال ما علمت
فقال :أي بريرة ..هل رأيت من شيء يريبك من عائشة م نه إل خيا ..ول يد خل بيتا من بيو ت إل و هو
؟ معي ..
فقالت بريرة :ل ..والذي بعثك بالق نبيا .. فلما قال رسول ال rتلك القالة ..
وال مـا أعلم إل خيا ..ومـا كنـت أعيـب على عائشـة قام أمي الوس سعد بن معاذ فقال :
شيئا ..إل أناـ جاريـة حديثـة السـن ..فكنـت أعجـن يا رسول ال إن يكونوا من الوس نكفك إياهم ..
عجينـ ..فآمرهـا أن تفظـه فتنام عنـه ..فتأتـ الشاة وإن يكونوا مـن إخواننـا مـن الزرج فمرنـا أمرك
فتأكله .. فوال إنم لهل أن تضرب أعناقهم ..
95
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناس ما قالوا ..وما رأى عائشة منذ قرابة الشهر ..وقد نعم ..كيف ترى الارية على عائشة ريبة ..وهي
لبث شهرا ل يوحى إليه ف شيء ف شأن عائشة .. الفتاة ال صالة ال ت ربا ها صديق ال مة أ بو ب كر ..
دخل rعلى عائشة .. وتزوجها سيد ولد آدم ..
فإذا طرية الفراش ..وكأنا فرخ منتوف من شدة البكاء بـل كيـف تقـع فـ ريبـة ..وهـي أحـب الناس إل
والم .. رسول ال ..ول يكن rيب إل طيبا ..
وإذا هـي تبكـي ..والرأة تبكـي معهـا ..ل يلكان مـن فهي البيئة البأة ..ولكن ال يبتليها ليعظم أجرها
المر شيئا .. ..ويرفع ذكرها ..
فجلس رسول ال .. rفحمد ال وأثن عليه ..ث قال : * * * * * * * * *
أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغن عنك كذا وكذا ..وذكر وتضـي على عائشـة اليام ..واللم تلد اللم ..
eخب الفك ..وما أشيع من وقوعها ف خطأ كبي ..ث وهي تتقلب على فراش مرضها ..ل تنأ بطعام ول
أراد eأن يبي ل ا أن الن سان مه ما و قع ف خ طأ فإن شراب ..
معالة هذا الطأ ليست صعبة ..فقال لا : و قد حاول ر سول ال rأن ي ل الشكلة ..بط بة
فإن كنت بريئه فسيبئك ال عز وجل .. ـ
على رؤوس الناس فكادت أن تقــع الرب بيـ
وإن كنت ألمت بذنب ..فاستغفري ال عز وجل وتوب ال سلمي ..وحاول أن يل ها ف بي ته وي سأل عليا
إليـه ..فإن العبـد إذا اعترف بذنـب ثـ تاب ..تاب ال وزيدا ..فلم يرج بشيء ..
عليه .. فلمـا رأى ذلك ..أراد أن ينهـي المـر مـن جهـة
هكذا ..حـل سـهل للخطـأ – إن كان قـد وقـع – دون عائشة ..
تعقيد وتطويل .. قالت رضي ال عنها :
قالت عائشة : وبكيت يومي ذلك ل ترقأ ل دمعه ..ول اكتحل
فل ما ق ضى ر سول ال rمقال ته ..قلص دم عي ح ت ما بنوم ..
أحس منه قطرة .. ث بك يت ليل ت القبلة ل تر قأ ل دم عه ول أكت حل
وانتظرت أبويّ أن ييبا عن رسول ال rفلم يتكلما .. بنوم ..
فقلت لب :أجب عن رسول ال rفيما قال .. وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي ..
فقال :وال ما أدري ما أقول لرسول ال .. ! r * * * * * * * * *
فقلت لمي :أجيب عن رسول ال .. r فأقبل يث الطى إل بيت أب بكر ..
فقالت :وال ما أدري ما أقول لرسول ال ! r فا ستأذن ..ود خل علي ها وعند ها أبو ها وأم ها..
ووال ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أب وامرأة من النصار ..
بكر ف تلك اليام .. وهي أول مرة يدخل فيها بيت أب بكر ..منذ قال
96
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن ر سول ال rح ت ظن نت لتخر جن أنف سهما ..فرقا فلما استعجما علي ..استعبت فبكيت ؟
من أن يأت من ال تقيق ما قال الناس .. ثـ قلت :ل ..وال ل أتوب إل ال ماـ ذكرت
فل ما ُسرّي ع نه .. rفإذا هو يض حك ..فج عل ي سح أبدا ..
العرق عن وجهه .. إن وال قد عرفت أنكم قد سعتم بذا حت استقر
وكان أول كلمة تكلم با أن قال : ف أنفسكم وصدقتم به ..ولئن قلت لكم إن بريئة
أبشري يا عائشة قد أنزل ال عز وجل براءتك .. -وال عز وجل يعلم إن بريئة -ل تصدقون ..
فقلت :المد ل .. وإن اعتر فت ل كم بأ مر -وال يعلم أ ن م نه بريئة
وأنزل ال تعال ] :إِنّ اّلذِي نَ جَاءُوا بِاْلِأفْ كِ عُ صَْبةٌ مِنْكُ مْ -تصدقون ..
ل تَحْ سَبُوهُ َشرّا َلكُ مْ بَ ْل ُهوَ خَ ْيرٌ لَكُ مْ لِ ُكلّ ا ْم ِرئٍ مِ ْنهُ ْم مَا ل إل كمـا قال أ بو
وإنـ وال ل أجـد ل ولكـم مث ً
ب مِنَ اْلأِثْ ِم وَاّلذِي َت َولّى كِ ْبرَ ُه مِ ْنهُمْ لَهُ َعذَابٌ عظيم
س َ
اكْتَ َ يوسـف ] :فصـب جيـل وال السـتعان على مـا
* َلوْل ِإ ْذ َس ِمعْتُمُو ُه ظَنّ الْ ُم ْؤمِنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَا تُ ِبأَْنفُ سِ ِهمْ تصفون [ ..
ـ ِبَأرَْب َعةِ
ـ مُبِيٌـ * َلوْل جَاءُوا َعلَيْه ِ
خَيْرا َوقَالُوا َهذَا ِإفْك ٌ قالت :ث تولت فاضطجعت على فراشي ..
ـ
ـ هُم ُ
ـ عِ ْن َد اللّه ِ
ش َهدَاءِ َفأُولَئِك َ
ـ َيأْتُوا بِال ّ
ُش َهدَاءَ َفِإذْ لَم ْ وأنا وال أعلم أن بريئة وأن ال مبئي بباءت ..
الْكَاذِبُو َن [ .. ول كن وال ما ك نت أ ظن أن َينِ َل ف شأ ن وح يٌ
وتو عد ال أولئك بقوله ] :إِنّ اّلذِي نَ ُيحِبّو َن أَ ْن تَشِي عَ يتلى ..
ِيمـ فِي الدّنْيَا
َابـ أَل ٌ
ُمـ َعذ ٌ
ِينـ آمَنُوا َله ْ
شةُ فِي اّلذ َ
اْلفَاحِ َ ولشأ ن كان أحقرَ ف نف سي من أن يتكلم ال فّ
وَالْآ ِخ َر ِة وَال ّلهُ َي ْع َلمُ َوأَنُْتمْ ل َت ْعلَمُو َن [ .. بأمر يتلى ..
ثـ خرج رسـول ال rإل الناس ..فخطبهـم ..وتل ول كن ك نت أر جو أن يرى ر سو ُل ال rف النوم
عليهـم مـا أنزل ال مـن القران فـ ذلك ..ثـ أقام حـد رؤيا يبئن ال عز وجل با ..
القذف على من قذف .. * * * * * * * * *
إذن ..ينبغي أن تتعامل مع الخطئ على أنه مريض يتاج فوال ما برح رسول ال rملسه ..ول خرج من
إل علج ..ل أن تبالغ ف كبته وتعنيفه ..لنه قد يصل أهل البيت أحد ..
إل درجة يشعر معها أنك فرحٌ بذا الطأ .. حتـ تغشاه مـن ال مـا كان يتغشاه ..وأنزل ال
والطبيب الناصح هو الذي يهتم بصحة مرضاه أكثر من على نبيه ..
اهتمامهم هم بأنفسهم .. فأما أنا حي رأيته يوحى إليه ..فوال ما فزعت ..
قال : r و ما بال يت ..قد عر فت أ ن بريئة ..وأن ال غ ي
إنا مثلي ومثل الناس ..كمثل رجل استوقد نارا .. ظالي ..
فلما أضاءت ما حوله ..جعل ال َفرَاشُ وهذه الدواب الت وأ ما أبواي فوالذي ن فس عائ شة بيده ..ما ُسرّي
97
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ال .. تقع ف النار يقعن فيها ..
•وما نيل منه شيء قط ..فينتقم من صاحبه فجعل ينعهن ..ويغلبنه فيقتحمن فيها !!
..إل أن ينتهك شيء من مارم ال فينتقم ل جزِكُم عن النار ..وأنتم تقحمون فيها
فأنا آخذٌ ب َ
()42
.. ..
إذن ..كان rيغضـب ..لكنـه غضبـه ل ..ل يغضـب
لنفسه ..وحت نفهم الفرق بي الغضبي : رأي ..
افرض أن ولدك الصـغي جاءك ذات صـباح وطلب ريالً أحيانا تكون طريقتنـا فـ التعامـل مـع الخطاء
أو ريال ي م صروفا للمدر سة ..فبح ثت ف مف ظة نقودك أكب من الطأ نفسه ..
..فلم ت د إل فئة الم سمائة ريال ..فأعطيت ها له ..
.35
وقلت :
كمـا أن الناس يتلفون فـ طباعهـم وأشكالمـ ..
هذه خسـمائة ريال ..اصـرف منهـا رياليـ ..وأرجـع
كذلك هـم يتلفون فـ وجهات نظرهـم ..وفـ
الباقي ..وأكدت عليه وكررت ..
قناعاتم وتصرفاتم ..
فلما رجع بعد الظهر فإذا الال كله قد صرفه ..
فإذا شعرت أن أحدا خالف الصـواب ..ونصـحته
فماذا ستفعل ؟ ..وكيف سيكون غضبك ..؟ قد تضرب
وحاولت إصلح خطئه ول يقتنع ..
وتعنف وتنعه من مصروفه أياما ..
فل ت صنف ا سه من ب ي أعدائك ..و خذ المور
ول كن لو رج عت مرة من صلة الع صر ووجد ته يل عب
بأريية قدر الستطاع ..
بالك مبيوتر ..أو ع ند التلفاز ..ول ي صل ف ال سجد ..
فلو حاولت إصـلح خطـأ عنـد أحـد زملئك فلم
فهل ستغضب كغضبك الول ؟
يسـتجب ..فل تقلب الصـداقة عداوة ..وإناـ
أظن نا نت فق أن غضب نا ألول سيكون أ شد وأطول وأك ثر
اسـتمر فـ التلطـف فلعله أن يبقـى على خطئه ول
تأثيا من غضبنا الثان ..
يزيد ..
أما رسول ال rفكان غضبه ل ..
وقد قيل :حنانيك بعض الشر أهون من بعض ..
وكان يعرض النصـيحة أحيانا ول تقبـل ..فياخـذ المـر
إذا تعاملت مع الناس بذه الري ية ..فلم تغ ضب
بدووووء ..فالداية بيد ال ..
على كل صغية وكبية ..عشت سعيدا ..
إل تبوك على حدود الشام .. قدم رسول ال
: قالت عائشة
رسولً اقترب من ملكة الروم ..فبعث دحية الكلب
•ما انتقم رسول ال rلنفسه قط ..
إل هرقل ملك الروم ..
•و ما ضرب شيئا قط بيده ..ول امرأة
إل هر قل ..د خل عل يه ..ناوله كتاب و صل دح ية
..ول خادما ..إل أن ياهد ف سبيل
( ) رواه البخاري 42
98
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأراد أن يتأكد من ذلك .. .. رسول ال
ل مـن عرب قـبيلة "تيـب" ..كان مـن
دعـا هرقـل رج ً فلمـا أن رأى هرقـل الكتاب دعـا قسـيسي الروم
نصارى العرب .. وبطارقتها ..ث أغلق عليه وعليهم الدار فقال :
وقال له : " قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم ..وقد أرسل إلّ
ل حافظا للحديث ..عربّ اللسان ..أبعثه إل
ادع ل رج ً أن يدعون إل ثلث خصال ..يدعون :
هذا الرجل بواب كتابه .. •أن أتبعه على دينه ..
م ضى ذاك التج يب ..وجاء بر جل من ب ن تنوخ ..من •أو على أن نعطيـه مالنـا على أرضنـا
نصارى العرب .. والرض أرضنا ..
.. د فع هر قل كتابا لذا التنو خي ليو صله لر سول ال •أو نلقي إليه الرب ..
وقال له :اذهب بكتاب إل هذا الرجل .. ث قال هرقل :
فما سعت من حديثه فاحفظ ل منه ثلث خصال : وال ل قد عرف تم في ما تقرأون من الك تب ليأخذن
•انظر هل يذكر صحيفته إل الت كتب بشيء أرضنا ..فهلمّ فلنتبعه على دي نه ..أو نعطيه مالنا
..؟ على أرضنا ..
•وانظر إذا قرأ كتاب فهل يذكر الليل ؟ فلمـا سـع القسـاوسة ذلك ..ورأوا أنـه يدعوهـم
•وانظر ف ظهره هل به شيء يريبك ؟ لترك دينهـم ! غضبوا ..ونروا نرة رجـل واحـد
مضى التنوخي كفارقا للشام ..حت وصل إل تبوك .. ح ت خرجوا من بران سهم ..أي سقطت أرديت هم
جالس ب ي ظهرا ن أ صحابه ..م تبيا فإذا ر سول ال من شدة الغضب والنتفاض !!
على الاء .. وقالوا :تدعونـا إل أن نذر النصـرانية ..أو نكون
فوقف التنوخي عليهم ..وقال :أين صاحبكم ؟ عبيدا لعراب جاء من الجاز !!.
قيل :ها هو ذا .. أسـقط فـيـد هرقـل ..وأيقـن أنـه تورط بعرضـه
فأقبل يشي حت جلس بي يديه .. عليهم ..
فناوله كتاب هرقل .. وكان هؤلء القساوية لم سطوة وجهور قوي ..
..فوض عه ف حِجْره ..ث قال " :م ن أ نت " فأخذه فعلم هرقـل أنمـ إن خرجوا مـن عنده ..أفسـدوا
..؟ عليه الروم ..
قال :أنا أخو تنوخ .. فجعـل يهدئهـم ..ويقول :إناـ قلت ذلك لعلم
" :هل لك إل السلم ..النيفية ..ملة أبيك فقال صلبتكم على أمركم ..
إبراهيم ؟ هـو الرسـول الذي كان هرقـل يعلم أن النـب
راغبا ف دخول هذا الرجل ف السلم .. كان .. بشر به عيسى
99
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
: ف القيقة ل ي كن هناك ما ي نع التنوخي من اتباع
تدعونـ إل جنـة عرضهـا السـموات والرض أعدت الق ..إل التعصب لدين قومه ..فحسب !!
للمتقي !! فأين النار ؟ فقال التنوخـي بكـل صـراحة :إنـ رسـول قوم ..
فقال " : rسبحان ال ! أين الليل إذا جاء النهار " . وعلى دين قومي ..ل أرجع عنه حت أرجع إليهم
فانت به التنو خي أن هذه الثان ية ال ت أمره هر قل بترقب ها .. ..
فأخذ سهما من جعبته فكتبه ف جلد سيفه .. هذا التعصـب ..ل يغضـب ..ول فمـا رأى
فلما أن فرغ معاوية من قراءة الكتاب .. يعمل مشكلة ..وإنا ضحك وقال :
إل التنوخـي ..الذي ل يقبـل النصـح ..ول التفـت " إ نك ل تدي من أحب بت ول كن ال يهدي من
يدخل ف الدين ..وقال له متلطفا : يشاء وهو أعلم بالهتدين " ..
إن لك حقا وإنـك لرسـول ..فلو وجدت عندنـا جائزة بكل هدوء : ث قال
جوزناك با ..إنا ِسفْر مُرمِلون .. يا أخا تنوخ ..
يع ن أت ن أن أعط يك هد ية ..لكن نا ك ما ترا نا م سافرين •إ ن كت بت بكتاب إل ك سرى فمز قه
جالسي على الرمال !! وال مزقه ومزق ملكه ..
:أنا أجوزه يا رسول ال .. فقال عثمان •وكتبت إل النجاشي بصحيفة فخرقها
ث قام عثمان فف تح رحله ..فأ تى بلة ولباس فوضع ها ف وال مرق ملكه ..
حجر التنوخي .. •وكتبــت إل صــاحبك بصــحيفة
ث قال rالكر ي " :أي كم ينل هذا الر جل ؟ " ..يع ن فأمســكها ..فلن يزال الناس يدون
يقوم بق ضيافته !! منه بأسا ما دام ف العيش خي " ..
فقال فت من النصار :أنا .. تذ كر التنو خي و صية هر قل ..وقال ف نف سه :
فقام الن صاري وقام التنو خي ي شي م عه ..وباله مشغول هذه إحدى الثلث الت أوصان با صاحب ..
بال مر الثالث الذي أمره هر قل أن يتأ كد له م نه ..و هو فخشي أن ينساها ..فأخذ سهما من جعبته فكتبها
.. خات النبوة بي كتفي النب ف جنب سيفه ..
مشـى التنوخـي خطوات ..وفجأة ..إذا برسـول ال ناول الصـحيفة رجلً عـن ثـ إن رسـول ال
يصيح به : يساره ..
" تعال يا أخا تنوخ " !!.. فقال التنوخـي :مـن صـاحب كتابكـم الذي يقرأ
فأق بل التنو خي يهوي م سرعا ..ح ت قام ب ي يدي ال نب لكم ؟
.. قالوا :معاوية ..
حبوته ..ث أسقط رداءه عن ظهره ..فانكشف فحل يقرأ ..فإذا هرقل قد كتب إل النب بدأ معاوية
100
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معه با هو عليه ..فتصب عليه أو تفارقه .. " :هاهنـا امـض لاـ ظهره للتنوخـي ..فقال
ذُ كر أن أش عب سافر مع ر جل من التجار ..وكان هذا أمرت به " ..
الرجـل يقوم بكـل شيـء مـن خدمـة وإنزال متاع وسـقي قال التنوخي :فنظرت ف ظهره ..فإذا أنا بات ف
دواب ..حت تعب وضجر .. موضـع غضون الكتـف مثـل الجمـة الضخمـة ..
()43
وف طريق رجوعهما ..نزل للغداء ..
فأنا خا بعييه ما ونزل ..فأ ما أش عب فتمدد على الرض
.. فكرة ..
وأما صاحبه فوضع الفرش ..وأنزل التاع .. القصـود أن يدرك الناس أخطاءهـم ..وليـس
ث الت فت إل أش عب وقال :قم اج ع ال طب وأ نا أق طع شرطا أن يصححوها أمامك ..فل تغضب ..
اللحم ..
.36قابل الساءة بالحسان ..
فقال أش عب :أ نا وال مت عب من طول ركوب الدا بة ..
عندما تتعامل مع الناس فإنم يعاملونك ف الغالب
فقام الرجل وجع الطب ..
على ما يريدون هُم ..ل على ما تريد أنت ..
ث قال :يا أش عب ! قم أش عل ال طب ..فقال :يؤذي ن
فل يس كل من قابل ته ببشا شة بادلك بشا شة مثل ها
الدخان ف صدري إن اقتربت منه ..فأشعلها الرجل ..
..فبعضهم قد يغضب ويسيء الظن ويسألك :مم
ث قال :يا أشعب ! قم أمسك علي لقطع اللحم ..فقال
تضحك ؟!
:أخشى أن تصيب السكي يدي ..فقطع الرجل اللحم
ول كل من أهد يت له هد ية ..رد لك مثل ها ..
وحده ..
فبعضهـم قـد تدي إليـه ثـ يغتابـك فـ الجالس
ثـ قال :يـا أشعـب ! قـم ضـع اللحـم فـ القدر واطبـخ
ويتهمك بالسفه وتضييع الال !!..
ـل
ـر إل الطعام قبـ
الطعام ..فقال :يتعبن ـ كثرة النظـ
ول كل من تفاعلت م عه ف كل مه ..أو أثن يت
نضوجه ..
عليه وتلطفت معه ف عباراتك قابلك بثلها ..
فتول الرجل الطبخ والنفخ ..حت جهز الطعام وقد تعب
فإن ال قسم الخلق كما قسم الرزاق ..
..فاضجع على الرض ..وقال :يا أشعب ! قم جهز
والنهـج الربانـ هـو ( :ول تسـتوي السـنة ول
سفرة الطعام ..وضع الطعام ف الصحن ..
السيئة ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه
فقال أشعب :جسمي ثقيل ول أنشط لذلك ..
عداوة كأنه ول حيم ) ..
فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السفرة ..
وب عض الناس ل حل له ول إ صلح إل أن تتعا مل
ث قال :يا أشعب ! قم شاركن ف أكل الطعام ..
فقال أشعب :قد استحييت وال من كثية اعتذاري وها
) ( 43ف مسند أحد ..بإسناد قال فيه ابن كثي ل بأس به
أنا أطيعك الن ..ث قام وأكل !!
..سية ابن كثي . 4/27
101
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما قلت ..و ف ن فس أ صحاب عل يك من ذلك ش يء .. ف قد تل قي من الناس من هو م ثل أش عب ..فل
فإذا جئت فقـل بيـ أيديهـم مـا قلت بيـ يدي ..حتـ ل ..
تزن ..وكن جب ً
يذهب عن صدورهم .. كان الربـ الول eيتعامـل مـع الناس بعقله ل
فل ما جاء العرا ب ..قال : eإن صاحبكم كان جاء نا بعاطفته ..كان يتحمل أخطاء الخرين ويرفق بم
ف سألنا فأعطيناه فقال ما قال ..وإ نا قد دعوناه فأعطيناه ..
..فزعم أنه قد رضي .. وانظر إليه rوقد جلس ف ملس مبارك ييط به
ث التفت إل العراب وقال :أكذاك ؟ أصحابه ..
قال العراب :نعم فجزاك ال من أهل وعشية خيا .. فيأتيه أعراب يستعينه ف دية قتيل ..قد قتل -هو
فلما هم العراب أن يرج إل أهله .. أن ل ..فأقبـل يريـد مـن النـب
أو غيه -رج ً
أراد rأن يعطـي أصـحابه درسـا فـ كسـب القلوب .. يعينه بال ..يؤديه إل أولياء القتول ..
فقال لم : فأعطاه رسـول ال eشيئا ..ثـ قال تلطفا معـه :
إن مثلي وم ثل هذا العرا ب كم ثل ر جل كا نت له نا قة أحسنت إليك ؟
فشردت عل يه ..فاتبع ها الناس ..يع ن يركضون وراء ها قال العراب :ل ..ل أحسنت ول أجلت ..
ليم سكوها ..و هي ترب من هم فزعا ..ول يزيدو ها إل فغضـب بعـض السـلمي وهوا أن يقوموا إليـه ..
نفورا ..فقال صاحب الناقة : فأشار النب eإليهم أن كفوا ..
خلوا بين وبي ناقت ..فأنا أرفق با وأعلم با .. ثـ قام eإل منله ..ودعـا العرابـ إل البيـت
فتو جه إلي ها صاحب النا قة فأ خذ ل ا من قشام الرض .. فقال له :
ودعاها .. إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك ..فقلت ما قلت ..
حت جاءت واستجابت ..وشد عليها رحلها ..واستوى ث زاده rشيئا من مال وجده ف بيته ..
عليها .. فقال :أحسنت إليك ؟
ولو أن أطعتكم حيث قال ما قال ..دخل النار .. فقال العرا ب :ن عم فجزاك ال من أ هل وعشية
يع ن لو طردتوه ..لعله يرت ّد عن الد ين ..فيد خل النار خيا ..
()44
.. فأعجبه rهذا الرضى منه ..لكنه خشي أن يبقى
وما كان الرفق ف شيء إل زانه ..وما نزع من شيء إل فـ قلوب أصـحابه على الرجـل شيـء ..فياه
شانه . أحدهم ف طريق أو سوق ..فل يزال حاقدا عليه
( ول ت ستوي ال سنة ول ال سيئة اد فع بال ت هي أح سن ..
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم ) .. فأراد أن يسلّ ما ف صدورهم ..
فقال له : eإ نك ك نت جئت نا فأعطيناك ..فقلت
( ) والديث رواه البزار وف سنده مقال .. 44
102
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قريش .. ذُكر أنه rلا فتح مكة ..جعل يطوف بالبيت ..
فلما مات أبو طالب ..ضيقت قريش كثيا على النب فأقبل فضالة بن عمي ..رجل يظهر السلم ..
ف مكة .. ..ينتظر منه غفلة .. فجعل يطوف خلف النب
ونالت من الذى ما ل ت كن نال ته م نه ف حياة ع مه أ ب ليقتله !!..
طالب .. .. فلما دنا من النب
يفكـر فـ مكان آخـر يلجـأ إليـه ..يدـ فيـه فجعـل إليه ..فالتفت إليه وقال :أفضالة !! انتبه
النصرة والتأييد .. قال :نعم ..فضالة يا رسول ال ..
فخرج إل الطائف يلتمس من قبيلة ثقيف النصرة والنعة قال :ماذا كنت تدث به نفسك ؟
.. قال :لشيء ..كنت أذكر ال !!..
دخل الطائف .. فضحك النب .. rث قال :أستغفر ال ..
فتوجه إل ثلثة رجال هم سادة ثقيف وأشرافهم .. قال فضالة : ..ثـ وضـع رسـول ال rيده على
وهم أخوة ثلثة : صدري ..فسكن قلب ..
عبد ياليل بن عمرو .. فوال ما رفع رسول ال rيده عن صدري ..
وأخوه مسعود .. حت ما خلق ال شيء أحب إل منه ..
وحبيب .. ث رجع فضالة إل أهله ..فمر بامرأة كان يالسها
جلس اليهم ..دعاهم إل ال ..كلمهم لا جاءهم له من ..ويتحدث إليها ..
ن صرته على ال سلم ..والقيام م عه على من خال فه من فلما رأته ..قالت :هلم إل الديث ..
قومه .. فقال :ل ..ث قال ..
فكان ردهم بذيئا !! قالت هلم إل الد يث فقلت ل ** يأ ب عل يك ال
أ ما أحد هم فقال :أ نا أمرط ثياب الكع بة ..إن كان ال و السلم
أرسلك !! لو مـا رأيـت ممدا وقـبيله ** بالفتـح يوم تكسـّر
وقال الخر :أما وجد ال أحدا يرسله غيك ؟! الصنا ُم
وجعل الثالث يبحث متحذلقا عن عبارة يرد با ..حرص لرأيت دين الضحى بينا ** والشرك يغشى وجهه
على أن تكون أبلغ من كلم صاحبيه .. الظلم
فقال :وال ل أرد عليك أبدا ..لئن كنت رسو ًل من ال وكان فضالة بعدها من صالي السلمي ..
كما تقول ..لنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلم يلك قلوب الناس بالعفو عنهم ..يتحمل كان
..ولئن كنت تكذب على ال ..فما ينبغي ل أن أكلمك الذى ف سبيل التأثي فيهم ..وجرهم إل الي ..
.. كثيا من أذى كان أ بو طالب ي كف عن ال نب
103
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلح عليه أمر الدنيا والخرة .. من عندهم وقد يئس من خي ثقيف .. فقام
من أن تنل ب غضبك ..أو تل عليّ سخطك .. وخشـي أن تعلم قريـش أنمـ ردوه ..فيزدادون
لك العتب حت ترضى ..ول حول ول قوة ال بك .. أذى له ..
.. فبينما هو كذلك ..فإذ بسحابة تظله فقال لم :إن فعلتم ما فعلتم ..فاكتموا عليّ ..
وإذا فيها جبيل عليه السلم ..فناداه : فلم يفعلوا ..بل أغروا به سفهاءهم و عبيدهم ..
يا م مد ..إن ال قد سع قول قو مك لك ..و ما ردوا ..يسـبونه فجعلوا يركضون وراء رسـول ال
عليك ..وقد بعث لك ملك البال لتأمره با شئت فيهم ويصيحون به ..
.. وقد اصطفوا صفي ..وهو يسرع الطى بينهم ..
بكلمة .. وقبل أن ينطق ل رضخوها بالجارة ..
وكلما رفع رج ً
ناداه ملك البال ..السلم عليك يا رسول ال .. ياول ..أن يسـرع فيخطاه ليتقـي مـا وهـو
يا م مد ..إن ال قد سع قول قو مك لك ..وأ نا ملك يرمونه به من حجارة ..
البال ..قد بعثن اليك ربك لتأمرن ما شئت .. تسيلن بالدماء .. وجعلت قدماه الشريفتان
أو يتار .. ث قبل أن ينطق وهو الكهل الذي جاوز الربعي ..
جعل ملك البال يعرض عليه ..ويقول : فأبعد عنهم ..ومشى ..ومشى ..
إن شئت تط بق علي هم الخ شبي ..وه ا جبلن عظيمان ح ت جلس ف مو ضع آ من ي ستريح ..ت ت ظل
ف جانب مكة .. نلة ..
وجعل ملك البال ينتظر المر .. وهـو منشغـل البال ..كيـف سـتستقبله قريـش ..
ي طأ على حظوظ الن فس ..وشهوة النتقام .. فإذا به كيف سيدخل مكة ..
ويقول : فرفع طرفه إل السماء وقال :
بل ..أستأن بم ..فإن أرجو أن يرج ال من أصلبم الل هم ال يك أش كو ض عف قو ت ..وقلة حيل ت ..
من يعبد ال ل يشرك به شيئا .. وهوان على الناس ..
يا أرحم الراحي ..
ل ..
كن بط ً أنـت رب السـتضعفي ..وأنـت ربـ ..إل مـن
وإن الذي بين وبي بن أب تكلنـ ! إل بعيـد يتجهمنـ ..أم إل عدو ملكتـه
وبي بن عمي لختلف جدا أمري !
فإن أكلوا لمي وفرت لومهم إن ل يكـن بـك غضـب علي فل أبال ..ولكـن
وإن هدموا مدي بنيت لم مدا عافيتك هي أوسع ل ..
وليسوا إل نصري سراعا وإن هم أعوذ بنور وجهـك الذي أشرقـت له الظلمات ..
104
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..أو نوع سيارته ..بناء على ذوقه الاص .. دعون إل نصر أتيتهم شدا
انتبه دائما أن تكون هذه النصائح والنتقادات مبنية على ول أحل القد القدي عليهم
مرد أمزجة شخصية .. وليس رئيس القوم من يمل القد
نعـم لو طلب رأيـك ..أبده له واعرضـه عليـه ..أمـا أن
تتكلم معه وتنصح كما تنصح الخطئ ..فل .. .37أقنعه بطئه ليقبل النصح ..
وأحيانا ..الن صوح ل يش عر أ نه م طئ فل بد أن تكون بعـض الناس يشغـل الخريـن بكثرة التوجيهات
حجتك قوية عند نصحه .. واللحظات حتــ يوصــلهم إل مرحلة اللل
جلس أعراب صلف مع قوم صالي ..فتكلموا حول بر والستثقال ..
الوالدين ..والعراب يسمع .. خا صة إذا كا نت الن صائح والتوجيهات مبن ية على
فالت فت إل يه أحد هم وقال :يا فلن ..ك يف برك بأ مك آراء وأمزجة شخصية ..
.. كمـن ينصـحك بعـد وليمـة دعوت الناس إليهـا
فقال العراب :أنا با بار .. وتعبت ف إعدادها وتعب معك أهلك ومالك ! ث
قال :ما بلغ من برك با ؟ يقول لك هذا النا صح :يا أ خي الوليمة ما كا نت
قال :وال ما قرعتها بسوط قط !! منا سبة ..وتع بك ذ هب هدرا ..وك نت أ ظن أن ا
يعن إن احتاج إل ضربا ..ضربا بيده أو عمامته ..أما سـتكون بسـتوى أعلى مـن هذا ..فتقول لاذا ؟
السوط فل يضربا به ..من شدة البّ!! فيقول :يا أ خي أك ثر الل حم كان مشويا ..وأ نا
فالسكي ما كان ميزان الطأ والصواب عنده مستقيما .. أحب اللحم السلوق !!
فكن رفيقا لطيفا ..حت يقتنع الذي أمامك بطئه .. والسلطات كانت حامضة بسبب اللليمون ..وأنا
كان ف عهده eامرأة من ب ن مزوم ت ستلف التاع من ل أحب ذلك ..
الن ساء ..وتتغا فل عن رده فإذا سألوها ع نه جحد ته .. وكذلك اللويات كانـت مزينـة بالكريةـ ..وهذا
وأنكرت أنا أخذت شيئا .. يعل طعمها غي مقبول ..
حت زاد أذاها ف الحد والسرقة فرفع أمرها إل رسول ثـ يقول لك :وعموما أكثـر الناس أيضا تضايقوا
ال .. eفقضى فيها أن تقطع يدها .. ..وما أكلوا إل ماملة ..أو لنم اضطروا إليه ..
فشق على قريش أن تقطع يدها وهي من قبيلة من كبار فقطعا ..أنـت هنـا سـتنظر إل هذا الناصـح نظرة
قبائل قريش .. ازدراء وإعراض ..ولن تق بل م نه ن صيحته ؛ لن ا
فأرادوا أن يكلموا ال نب eليخفف هذا ال كم إل ح كم مبنية على آراء وأمزجة شخصية !!..
آخر ..كجلد أو غرامة مال ..أو نو ذلك .. قل مثل ذلك فيمن ينصح آخر حول طريقة تعامله
وكلما توجه رجل منهم لنقاش النب eف هذا المر .. مع أولده ..أو مع زوجته ..أو طريقة بنائه لبيته
105
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سرقت لقطعت يدها ".. تردد ورجع ..
ث أمر بتلك الرأة الت سرقت فقطعت يدها .. فقالوا لن يترئ على رسـول ال eإل أسـامة بـن
:فحسنت توبتها بع ُد ..وتزوجت .. قالت عائشة ز يد ..حِبّ ر سول ال eوا بن ِحبّ ه ..تر ب هو
وكا نت تأتي ن ب عد ذلك ..فأر فع حاجت ها إل ر سول ال وأبوه ف بيت النب eحت صار كولده ..
(.. )45 فكلموا أسامة ..
..كل ها له موا قف متعددة مع ر سول ال أ سامة أقبل أسامة إل رسول ال .. eفرحب به وأجلسه
تفيض بالرحة والتعامل الراقي .. عنده ..
إل الرقات من قال أسامة بن زيد :بعثنا رسول ال جعل أسامة يكلم النب eليخفف الكم ..ويبي
جهينة .. أن هذه الرأة من أشراف الناس ..
فهزمنا هم وخرج نا ف آثار هم ..فلح قت أ نا ور جل من ي ستمع ..كان وأ سامة يوا صل الكلم وال نب
ل منهم ..
النصار رج ً أسامة ياول إقناع النب eبرأيه ..
فلذ منا بشجرة .. ن ظر ال نب eإل أ سامة ..فإذا هو ياول وينا قش
فل ما أدركناه ..ورفع نا عل يه ال سيف ..قال :ل إله إل ..بكـل قناعـة ..ول يدري أنـه يطلب منـه مـا ل
ال .. يوز !!..
فأما صاحب النصاري فخفض سيفه .. فتغ ي ال نب وغ ضب eوكان أول كل مة قال ا أن
وأ ما أ نا فظن نت أ نه يقول ا فرقا من ال سلح ..فحملت بي له خطأه فقال :
عليه فقتلته .. أتشفع ف حد من حدود ال يا أسامة ؟
.. فعرض ف نفسي من أمره شيء ..فأتيت النب فكأ نه يبي سبب غض به ل سامة ..وأن حدود ال
فأخبته .. ـا ل توز
ـب على عباده إقامتهـ
تعال الت ـ أوجـ
فقال ل :أقال ل إله إل ال ..ث قتلته ؟! الشفاعة فيها ..
قلت :إنـه ل يقلهـا مـن قِبَلِ نفسـه ..إناـ قالاـ فرقا مـن فانت به أ سامة ..وقال فورا :ا ستغفر ل يا ر سول
السلح .. ال ..
فأعاد علي :أقال ل إله إل ال ..ث قتلته ؟! فخ طب ف الناس وأث ن فل ما كان الل يل ..قام
فهل شق قت عن قل به ..ح ت تعلم أ نه إن ا قال ا فرقا من على ال با هو أهله ..ث قال :
السلح .. " أما بعد ..فإنا أهلك الذين من قبلكم :
سكت أ سامة ..ف هو ل ي شق عن قلب الر جل فعلً !!.. أن م كانوا إذا سرق في هم الشر يف تركوه ..وإذا
لكنه كان ف ساحة حرب ..والرجل مقاتل !! سرق فيهم الضعيف ..أقاموا عليه الد ..
وإن والذي نفسي بيده ..لو أن فاطمة بنت ممد
( ) متفق عليه 45
106
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم ..هكذا :ائذن ل بالزنا .. السـؤال مسـتنكرا :أقال ل إله إل فأعاد عليـه
إل الشاب ..كان ي ستطيع أن يعظه بآيات ن ظر ال نب ال ..ث قتلته ؟!
يقرؤها عليه ..أو نصيحة متصرة يرك با اليان ف قلبه يـا أسـامة قتلت رجلً بعـد أن قال ل إله إل ال !!
سلك أسلوبا آخر .. ..لكنه كيف تصنع بل إله إل ال يوم القيامة ؟!
بكل هدوء :أترضاه لمك ؟ قال له فما زال يقول ذلك حت وددت إن ل أكن أسلمت
فانتفض الشاب وقد م ّر ف خاطره أن أمه تزن ..فقال : إل يومئذ (.. )46
ل ..ل أرضاه لمي .. فتأمل كيف تدرج معه ببيان الطأ وإقناعه به ..ث
بكــل هدوء :كذلك الناس ل يرضونــه فقال له وعظه ونصحه ..
لمهاتم .. ولجـل أن يقتنـع النصـوح باـ تقول ..ناقشـه
ث فاجأه سائلً :أترضاه لختك ؟! بأفكاره ومبادئه هو قدر الستطاع ..
فانتفض الشاب أخرى ..وقد تيل أخته العفيفة تزن .. نعم فكر من وجهة نظره ..
وقال مبادرا :ل ..ل أرضاه لخت .. ف مل سه البارك ..ي يط به بين ما ر سول ال
:كذلك الناس ل يرضونه لخواتم .. فقال أصحابه ألطهار ..
ث سأله :أترضاه لعمتك ؟! أترضاه لالتك ؟! إذ دخـل شاب إل السـجد وجعـل يتلتفـت يينا
والشاب يردد :ل ..ل .. وشالً كأنه يبحث عن أحد ..
:فأحب للناس ما تب لنفسك ..واكره للناس فقال ..فأقبل يشي إليه وقعت عيناه على رسول ال
ما تكره لنفسك .. ..
أدرك الشاب عنـد ذلك أنـه كان مطئا ..فقال بكـل كان التوقع أن يلس الشاب ف اللقة ويستمع إل
خضوع : الذكر ..لكنه ل يفعل !..
ع ال أن يطهر قلب ..
يا رسول ال ..اد ُ وأ صحابه حوله إن ا ن ظر الشاب إل ر سول ال
..فجعـل الشاب يقترب ..ويقترب ..حتـ فدعاه ..ث قال بكل جرأة :
جلس بي يديه ..ث وضع يده على صدره ..وقال : يا رسول ال ..ائذن ل بـ ..بطلب العلم ؟!
اللهم اهد قلبه ..واغفر ذنبه ..وحصن فرجه .. ل ..ل يقلها ..ويا ليته قالا ..
فخرج الشاب و هو يقول :وال ل قد دخلت على ر سول ائذن ل بالهاد ..ل ..ويا ليته قالا ..
..و ما ش يء أ حب إلّ من الز نا ..وخرجت من ال أتدري ماذا قال ؟
ل من الزنا ..
عنده وما شيء أبغض إ ّ قال :يا رسول ال ..ائذن ل بالزنا ..
ث انظر إل استعمال العواطف ..دعاه ..وضع يده على عجبا !! هكذا بكل صراحة ؟!!
صدره ..دعا له ..
( ) متفق عليه 46
107
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من التوبيخ ل أرضى استماعه يعن استعمل جيع الساليب لصلح من أمامه ..
بل ..إذا انتشر خطأ معي ..واضطررت إل النصح العام بعدما جعله يقت نع بشنا عة الف عل ليتركه عن قنا عة
..فاع مل بقاعدة :ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا .. ..فل يفعله أبدا ..ل أمامه ول خلفه ..
كما تقدم معنا ..
إذن ..اللوم كالسوط الذي يلد به اللئم ظهر اللوم .. قاعدة ..
وب عض الناس ين فر الخر ين إ ما بكثرة لو مه ..أو بلو مه إذا شعـر الخطـئ ببشاعـة خطئه اقتنـع باجتـه
على أمور انتهت ول يقدم اللوم أو يؤخر فيها شيئا .. للنصيحة ..وصار قبوله أكثر ..وقناعته أكب ..
ل فقيا ..تغرب عـن أهله إل بلد آخـر ..
أذكـر أن رج ً
.38ل تلمن !! انتهى المر ..؟
واشت غل سائق شاح نة ..كان ف أ حد اليام متعبا لك نه
يظـن بعـض الناس أنـه عندمـا يلوم الخريـن على
ركب الشاحنة ومضى با ف طريق طويل بي مدينتي ..
أخطائهم الت ربا تكون ل ترى إل بالجهر ..
غلبه النوم أثناء الطريق ..فجعل يصارعه وأسرع قليلً ..
يظـن أنـه يتقرب منهـم أكثـر ..أو أنـه يقوي
فتجاوز سـيارة أمامـه دون أن ينتبـه إل الطريـق فإذا أماه
شخصيته بذلك ..
سيارة صغيه فيها ثلثة أشخاص ..حاول أن يتفاداها ..
والق أنه ليس الذكاء والفطنة أن تستطيع اللوم ..
ل يستطع ..فاصطدم با وجها لوجه ..
وإناـ هـو أن تتجن به قدر السـتطاع ..وت سعى إل
ـياراتم ويتفرجون
ـل الارة يوقفون سـ
ثار الغبار ..وجعـ
إصـلح الشخاص بأسـاليب ل ترح ..ول ترج
على الادث ..
..
نزل سائق الشاحنة ..ونظر إل السيارة الصدومة ..وإل
أحيانا تتاج ف ب عض المور أن تتعا مى ..خا صة
من بداخلها فإذا هم موتى ..
الشياء الدنيوية ..والقوق الاصة ..
أنزلم الناس واتصلوا بالسعاف ..
ليـس الغـب بسـيد فـ قومـه 00لكـن سـيد قومـه
ق عد سائق الشاح نة ينت ظر وو صول ال سعاف ..ويف كر
التغاب
فيما سيحصل له بعد الادث من سجن ودية ..ويفكر ف
واللوم يع تب اللوم سهما حادا يو جه إل يه ..ل نه
أولده الصغار ..وزوجته ..
يشعره بنقصه ..
مسكي ..هوم اندت عليه كالبال !!..
هذا أولً ..
جعل الناس يرون به ويلومونه ..
ثانيا :تنب النصح ف الل قدر الستطاع ..
ل؟
عجبا !!..أهذا وقت اللوم ..أل يكن أن يؤجل قلي ً
تغمدن بنصحك ف انفرادي ..
قال أحدهم :لاذا تسرع ؟ هذه عواقب السرعة ..
وجنبن النصيحة ف الماعة
وقال آخر :أكيد أنك كنت نعسان ومع ذلك استمريت
فإن النصح بي الناس نوع ..
ف القيادة !..ل توقف سيارتك وتنام ..؟
108
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ول يوقظهم إل حر الشمس .. ـرف لمـ
وقال ثالث :الفروض أن مثلك ل تصـ
ا ستيقظ ر سول ال .. rوهبّ الناس من نومهم ..فلما رخص قيادة !!
رأوا الشمس اضطربوا ..وكثر لغطهم .. كانوا يقولون هذه العبارات بأسـلوب حاد ..فيـه
الكل ينظر إل بلل .. تعنيف وصراخ ..
التفت rإل بلل وقال :ماذا صنعت بنا يا بلل ؟ كان الرجل واجا ..جالسا على صخرة ساكتا ..
فأجاب بلل بواب مت صر ..لك نه مو ضح للوا قع تاما متكئا برأسه على يديه ..
.. وفجأة هوى على جنبه ..و ..و ..مااات ..
قال :يا رسول ال ..أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك .. قتلوه بلومهـم ..ولو صـبوا قليلً لكان خيا له
يع ن أ نا ب شر ..حاولت أن أقاوم النوم ..فلم أ ستطع .. ولم ..
غلبن النوم كما غلبكم !! ضع نف سك مو ضع اللوم ..الخ طئ ..وف كر من
:صدقت ..وسكت عنه .. فقال وجهة نظره ..
نعم فما فائدة اللوم هنا .. فأحيانا لو ك نت مكا نه قد ت قع ف خ طأ أ كب من
فلما رأى rاضطراب الناس ..قال : rارتلوا .. خطئه ..
فارتلوا ..فمشى شيئا يسيا .. يراعي ذلك كثيا .. كان رسول ال
ث نزل ونزلوا ..فتوضأ وتوضئوا .. ل ا ان صرف rمن خ يب ..أطالوا ال سي ح ت تعبوا
ث صلى بالناس .. ..
فلما سلم ..أقبل على الناس فقال : فلمـا أقبـل الليـل ..نزلوا فـ موضـع فـ الطريـق
إذا نسيتم الصلة ..فصلوها إذا ذكرتوها .. ليناموا ..
.. فلله دره ما أعقله وأحكمه فقال : rمن رجل يفظ علينا الفجر لعلنا ننام ؟
كان مدرسة لكل قائد .. متحمسـا فقال :أنـا يـا رسـول ال كان بلل
ليـس مثـل بعـض الرؤسـاء اليوم ل تكاد عصـا اللوم أحفظه عليك ؟
والتقريع تنل من يده .. فاضطجع رسول ال .. rونزل الناس فناموا ..
يضع نفسه مكان من تته ويفكر بعقولم .. بل كان وقام بلل ي صلي ح ت ت عب ..و قد كان متعبا من
ويتعامل مع القلوب قبل الجساد .. طول الطريق قبل ذلك ..
يعلم أنم بشر ..وليسوا آلت !! فقعد واستند إل بعيه مستريا ..واستقبل الفجر
ف السنة الثامنة من الجرة .. يرمقه ..فغلبته عينه ..فناااام ..
ج ع الروم جيشا ..وأق بل من ج هة الشام ..لقتال ال نب كان الميع ف تعب شديد ..فطال نومه ونومهم
rوأصحابه .. ..ومضى الليل ..وطلع لصبح ..والكل نيام ..
109
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال بعضهم :نكتب إل رسول ال rنبه بعدد عدونا وقيل إنه rجع جيشا لغزوهم ابتداءً ..
.. بدأ rي هز جيشا لر ساله إلي هم ..فلم يزل ي ث
فإما أن يدنا بالرجال .. الناس حت جع ثلثة آلف ..
أو يأمرنا با يشاء فنمضي له ..وكثر كلم الناس ف ذلك فزودهم با وجد من سلح وعتاد ..
.. قال لم :أميكم زيد بن حارثة ..
فقام عبد ال بن رواحة ..ث صاح بالناس وقال : فإن أصيب زيد ..فجعفر بن أب طالب على الناس
يا قوم ..وال إن ال ت تكرهون هي ال ت خرج تم تطلبون ..
..الشهادة ف سبيل ال ..تفرون منها !! فإن أصيب جعفر فعبد ال بن رواحة ..
وما نقاتل الناس بعدد ول قوة ول كثرة ..ما نقاتلهم إل وخرج معهم rيودعهم ..
بذا الدين الذي أكرمنا ال به ..فانطلقوا فإنا هي إحدى وخرج الناس يودعون اليش ..
السنيي ..إما ظهور وإما شهادة .. ويقولون :صحبكم ال ود فع عن كم ورد كم إلي نا
فمضى الناس ..يسيون .. صالي ..
ح ت إذا دنوا من ج يش الروم ..ف موق عة "مؤ تة" فإذا كان عبـد ال بـن رواحـة مشتاقا إل الشهادة ..
أعداد عظيمة ل قبل لحد با .. فقال :
قال أبـو هريرة : tشهدت يوم مؤتـة ..فلمـا دنـا منـا لكننـ أسـأل الرحنـ مغفرةً وضرب ًة ذات فرغ
الشركون ..رأينـا مـا ل قبـل لحـد بـه مـن العدة .. تقذف الزبدا
والسلح ..والكراع ..والديباج ..والرير ..والذهب أو طع نة بيدي حران مهزة بر بة تن فذ الحشاء
.. والكبدا
فبق بصري .. حتـ يقال إذا مروا على جدثـي ياأرشـد ال مـن
فقال ل ثابت بن أرقم :يا أبا هريرة ..كأنك ترى جوعا غا ٍزوَقد رشدا
كثية ؟ ث مضى اليش حت نزلوا "معان" من أرض الشام
قلت :نعم .. ..
قال :إنك ل تشهد بدرا معنا ..إنا ل ننصر بالكثرة .. فبلغهـم أن هرقـل ملك الروم قـد نزل مـن أرض
ث التقى الناس فاقتتلوا .. البلقاء ف مائة ألف من الروم ..
فقاتل زيد بن حارثة براية رسول ال rحت كثرت عليه وانضـم إليـه مـن القبائل حوله مائة ألف ..فصـار
.. الرماح وسقط صريعا شهيدا جيش الروم مائت ألف ..
فأخـذ الرايـة جعفـر بكـل بطولة ..فاقتحـم عـن فرس له فل ما تي قن ال سلمون من ذلك ..أقاموا ف "معان"
شقراء فجعل يقاتل القوم ..وهو يقول : ليلتي ينظرون ف أمرهم ..
110
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شد بذا صلبك ..فإنك قد لقيت ف أيامك هذه ما لقيت طيبة وبارد شرابا يا حبذا النة واقـترابا
.. والروم روم قد دنا عذابا كافرة بعيدة أنسابا
فأخذه من يده فانت هش م نه ن شة ..ث سع الط مة ف علي إن لقيتها ضرابا
ناحية الناس .. أن جعفر أخذ اللواء بيمينه فقطعت ..
فقال :وأنت ف الدنيا ! فألقاه من يده ..ث أخذ سيفه ث فأخذ اللواء بشماله فقطعت ..
تقدم .. فاحتضنه بعضديه حت قتل وهو ابن ثلث وثلثي
فقاتل حت قتل .. t سنة ..
ـج
ـلمون ..وابتهـ
ـة ..واضطرب السـ
ـت الرايـ
فوقعـ قال ا بن ع مر :وق فت على جع فر يومئذ ..و هو
الكافرون .. قت يل ..فعددت به خ سي ب ي طع نة وضر بة ل يس
والراية تطؤها اليل ..ويغلوها الغبار .. منها شيء ف دبره ..
فأقبل البطل ثابت بن أرقم .. فأثا به ال بذلك جناح ي ف ال نة يط ي ب ما ح يث
ث رفعها ..وصاح .. يشاء ..
يا معاشر السلمي ..هذه الراية ..فاصطلحوا على رجل ل مـن الروم ضربـه يومئذ ضربـة فقطعتـه
إن رج ً
منكم .. نصفي ..
فتصايح من سعه وقالوا :أنت ..أنت .. فلما قتل جعفر ..أخذ عبد ال بن رواحة الراية ..
قال :ما أنا بفاعل .. ث تقدم با وهو على فرسه ..
فأشاروا إل خالد بن الوليد .. فجعـل يسـتنل نفسـه ..ويتردد بعـض التردد ..
فلما أخذ الراية ..قاتل بقوة ..حت إنه كان يقول : ويقول :
ل قد اندقّ ف يدي يوم مؤ تة ت سعة أ سياف ،ف ما ب قي ف لتنلن أو لتكرهنه أقسمت يا نفس لتنلنه
يدي إل صفيحة يانية .. مال أراك ـــة
إن أجلب الناس وشدوا الرنـ
ث اناز خالد باليش ..واناز الروم إل معسكرهم .. تكرهي النة
خشـي خالد أن يرجـع باليـش إل الدينـة مـن ليلتـه .. ث قال :
فيتبعهم الروم .. هذا حام الوت قـد يا نفـس إل تقتلي تو ت
فلما أصبحوا ..غي خالد مواقع اليش .. صليت
فجعل مقدمة اليش ..ف الؤخرة .. إن تفعلي فعلهمـا ومـا تنيـت فقـد أعطيـت
وجعل مؤخرة اليش مقدمة .. هديت
ومن كانوا يقاتلون ف يي اليش ..أمرهم بالنتقال إل ث نزل ..فل ما نزل أتاه ا بن عم له بعرق من ل م
يساره .. ..
111
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاتا ..دخلهم الرعب .. وأمر من ف اليسرة أن يذهبوا للميمنة ..
فأرسل إليهم رسول ال rمن يقول لم : فلما ابتدأ القتال ..وأقبل الروم ..
•من دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن .. فإذا كــل ســرية منهــم ترى رايات جديدة ..
•ومن دخل السجد فعو آمن .. ووجوها جديدة ..
•ومن دخل دار أب سفيان فهو آمن .. فاضطرب الروم ..وقالوا :قـد جاءهـم فـ الليـل
فبدأ الناس يفرون من بي يديه .. r مدد ..فرعبوا ف القتال ..
فاجتمع بعض فرسان قريش ..وأردوا أن ياربوا ..فأب فقتل السلمون منهم مقتلة عظيمة ..ول يقتل من
عليهم قومهم .. ل ..
السلمي إل اثنا عشر رج ً
فاجتمع نفر منهم ف مكان يقال له الندمة .. وان سحب خالد بال يش ..آ خر النهار من ساحة
اجتمـع صـفوان بـن أميـة ..وعكرمـة بـن أبـ جهـل .. القتال ..ث واصل مسيه نو الدينة ..
وسهيل بن عمرو .. فلما أقبلوا إل الدينة ..
وجعوا ناسا معهم بالندمة ليقاتلوا .. لقيهم الصبيان يتراكضون إليهم ..ولقيتهم النساء
وكان حاس بن قيس .. ..
..ويصلحه .. يعد سلحا قبل قدوم النب فجعلوا يثون التراب ف وجوه ال يش ..ويقولون
فقالت له امرأته :لاذا تعد ما أرى ؟ :
قال :لحمد وأصحابه !!.. يا فرار ..فررت ف سبيل ال ..
كانت امرأته تعلم بقوة السلمي ..فقالت :وال ما أرى فلما سع النب rذلك ..
يقوم لحمد وأصحابه شيء ! علم أنم ل يكن أمامهم إل ذلك ..
قال :وال إ ن لر جو أن أخد مك بعض هم ..يع ي يا سر وأنم فعلوا ما بوسعهم ..
بعضهم وييء بم إليها خدما .. فقال rمدافعا عنهم :
ث قال مفتخرا : ليسـوا بالفرار ولكنهـم الكرار ..إن شاء ال عـز
هذا سلح كامل وأله إن يقبلوا اليوم فما ل علة وجل " .
وذو غرارين سريع السلة نعم انتهى المر ..وهم أبطال ماقصروا ..لكنهم
ث خرج من عندها ..إل موقع "الندمة" ..حيث اجتمع بشر والمر كان فوق طاقتهم ..
أصحابه .. إذن الصـلة على اليـت الاضـر ..أحيانا انتهـى
فما هو إل أن لقيهم السلمون ..يتقدمهم سيف ال خالد المر فل فائدة من اللوم ..
بن الوليد .. دائما .. كان هذا منهجه
فابتدأ القتال ..وصال البطال .. ل ا سع الكفار بر سول ال rقادما بي شه إل م كة
112
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فق يل له :يا ر سول ال ..أ نت تن هى عن الق تل ..وهذا فق تل ف ل ظة واحدة ..أك ثر من اث ن ع شر أو
خالد بن الوليد ف كتيبته ..يقتل من لقيه من الشركي ؟ ثلثة عشر ..من الكفار ..
فقال " : rقم يا فلن ..فأت خالد بن الوليد ..فقل له فلما رأى حاس بن قيس ذلك ..
:فليفع يده من القتل " . الت فت إل صفوان وعكر مة ..فإذا ه ا يفران إل
هذا الرجـل يعلم أنمـ الن يعيشون حالة حرب ..وأن بيوتما ..
أمرهم قريشا بالبقاء ف بيوتم لئل يقتلوا ..فمن النب فانزم معهـم ..وذهـب يعدو إل بيتـه ..فدخله
كان ف غي بيته استحق القاتلة .. سريعا ..
ففهم من قول النب : rيرفع يده من الق تل ..أي يق تل وأ خذ ي صيح بامرأ ته فزعا :أغل قي علي با ب ..
كل من وقف أمامه ..حت يرفع يده بالسيف لنه ل يد فإن م يقولون من د خل داره وأغلق با به ف هو آ من
من يقتل !!.. !!..
فأتى الرجل خالدا فصاح به :يا خالد ..إن رسول ال r فقالت :فأيـن مـا كنـت تقول ؟ أن تزمهـم ..
..يقول :اقتل من قدرت عليه ! وتدمن بعضهم !!..
فقتل خالد سبعي إنسانا .. فقال :
فأتـ رجـل النـب .. rقال :يـا رسـول ال ..هذا خالد إ نك لو شهدت يوم الند مة إذ فر صفوان و فر
يقتل .. عكرمة
فعجب النب .. rكيف يقتل وقد ناه ..؟! وا ستقبلتهم بال سيوف وأ بو يز يد قائم كالؤت ة
" :أل أنكـ فأرسـل إل خالد ليأتيـه ..فأتاه ..فقال السلمة
عن القتل ؟ " يقط عن كل ساعد وجج مة ضربا فل ي سمع إل
فع جب خالد وقال :يا ر سول ال ..جاء ن فلن فأمر ن غمغمة
أن أقتل من قدرت عليه .. ل تنطقي ف اللوم أدن لم نيت خلفنا وههمة
فأرسـل النـب rإل ذاك الرجـل ..فجاء ورأى خالدا .. كلمة
" :أل أقل يرفع يده من القتل ؟ " فقال له صحيح ..لو رأت امرأ ته ما رأى من شدة القتال
فأدرك الرجـل خطأه ..لكـن المـر انتهـى ..فقال :يـا ..ما نطقت ف لومه كلمة ..
رسـول ال ..أردت ّ أمرا ..وأراد ال أمرا ..فكان أمرُ وف موقف آخر ..
ال فوق أمرك ..وما استطعتُ إل الذي كان .. ..م كة فاتا ..ف قد كان يعلم ل ا د خل ال نب
فسكت عنه النب rوما ردّ عليه شيئا .. عظمة البلد الرام ..فقاتل قتالً يسيا ..
من تأمل ف مسية الياة ..وجد هذا المر ظاهرا .. ث قال :إن ال حرم هذا البلد يوم خلق السموات
أحيانا يكون الشخص قد فعل أحسن ما يستطيع .. والرض ..وإنا ح ّل ل ساعة من نار " ..
113
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكرت في ما قال ..فرأ يت أ نه ل ي ستحق اللوم كثيا .. رك بت مع أ حد الشباب ف سيارته ..فإذا قياد ته
وذلك أن الختيارات الت كانت أمامه مدودة .. جيدة ..
يعن بعض الشاكل ليس لا حل ..شخص أبوه عصب .. وكنت أعلم أنه وقع له حادث تصادم قبل اسبوع
نصحه بميع الساليب ..ما نفع ..ماذا يفعل ؟ ..
ـك جيدة ..فلماذا
ـظ أن قيادتـ
ـألته :ألحـ
فسـ
لفتة .. صدمت قبل أسبوع ؟!
ضع نف سك مو ضع اللوم وف كر من وج هة نظره ..ث قال :كان ل بد أن أصدم !!
احكم عليه .. قلت عجبا !!
قال :نعم ..كان ل بد أن أصدم ..أتدري لاذا ؟
.39تأكد من الطأ قبل النصيحة ..
قلت :لاذا ؟!
كان واضحا من نبة صوته لا اتصل ب ..أنه كن غضبانا
قال :
يكتم غيظه قدر الستطاع ..
أقبلت بسيارت على جسر ..وكنت مسرعا ..
ليست هذه هي النبة الت تعودت عليها من فهد ..
فلما نزلت منه فإذا السيارات أمامي متوقفة صفوفا
شعرت أن عنده شيئا ..
..
بدأ كلمه ..متحدثا عن الفت وتعرض الناس لا ..
ل أدري ما السبب ..حادث ف المام ..أو نقطة
ث احتدت النبة ..وجعل يكرر :أنت داعية ..وطالب
تفتيش ..ل أدري ..الهم أن تفاجات با ..
علم ..وأفعالك مسوبة عليك ..
كان أما مي أرب عة م سارات كل ها مليئة بال سيارات
قلت :أبا عبد ال ليتك تدخل ف الوضوع مباشرة ..
..وكنت ميا بي أن أنرف عنها كلها وأسقط
قال :الحاضرة لت ألقيتها ف ..وقلت ..
مـن فوق السـر ..أو أمسـك فرامـل بأقوى مـا
تعجبت ..قلت :مت كان ذلك ؟
أستطيع وعندها ستلعب ب السيارة ف الطريق ..
قال :قبل ثلثة أسابيع ..
أو الختيار الثالث ..وهو أهونا ..
قلت :ل أذهب لتلك النطقة منذ سنة ..
قلت :وما هو ؟!
قال :بلى ..وتدثت عن كذا ..
قال :أن أصـدم إحدى السـيارات الربـع الواقفـة
ث تبي ل أن صاحب ..بلغ ته إشا عة ف صدقها ..وب ن
أمامي ..
على أساسها مناصحته ..وموقفه ..وكلمه ..
ضحكت ..وقلت ..هاه وماذا فعلت ؟
صحيح أن ن ل أزال أح به ..ل كن نظر ت إليه قصرت ..
قال :خففـت سـرعت قدر اسـتطاعت ..واخترت
لنن اكتشفت أنه متسرع ..ومثل ما يقولون ( يطي ف
أرخص السيارات الت أمامي ..و ..و ..صدمتها
العجّة ) !!..
..
114
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()47
.. كم هم أولئك الذين يبنون مواقفهم ونظراتم على
وف عام الوفود ..كان بعض الناس يأت مسلما ..ويبايع إشاعات ..
النب .. rوبعضهم يأت كافرا ..ويسلم أو يعاهد .. قل يل منهم من يأت يك منا صحا ..ليكتشف بعدها
فبينمـا رسـول ال rمـع أصـحابه يوما ..إذ جاء وفـد أنه كان يري وراء إشاعة ..
صدِف ..و هم بض عة ع شر راك با ..فأقبلوا إل ملس
ال ّ وكثيـ من هم مـن تنطبـع هذه الشاعـة فـ قل به ..
النب .. rفجلسوا و ل يسلموا .. ويكوّن على أساسه تصوره عنك ..وهي كذبة ..
فسألهم " :أمسلمون أنتم ؟ " أحيانا يشاع أن فلنا فعل كذا وكذا ..
قالوا :نعم ..قال " :فهل سلمتم ؟ " .. فل جل أن تت فظ بقدرك عنده ..تأ كد من ال ب
فقاموا قياما فقالوا :ال سلم عل يك أي ها ال نب ورح ة ال قبل الكلم عنه ..
وبركاته .. .. وهذا منهج النب
فقال " :وعليكـم السـلم ..اجلسـوا " ..فجلسـوا ثـ إليه .. أتى رجل إل النب .. rفنظر النب
سألوه rعن أوقات الصلوات .. فإذا رجل رث اليئة ..مغب الشعر ..فأراد rأن
..توسعت بلد السلم .. وف عهد عمر ينصحه ليصلح من هيئ ته ..لك نه خ شي أن يكون
فعي عمر سعد بن أب وقاص أميا على الكوفة .. ل ..ليس ذا مال ..
الرجل فقيا أص ً
كان أهل الكوفة حينذاك مشاغبي على ولتم .. فقال له :هل لك من مال ؟
..يشتكون أر سل ن فر من هم ر سالة إل اللي فة ع مر قلت :نعم ..
إليه من سعد .. قال :من أي الال ..؟
وذكروا عيوبا كثية ..حتـ إنمـ قالوا :ول يسـن أن قال :مـن كـل الال ..مـن البـل ..والرقيـق ..
يصلي !! واليل ..والغنم ..
فلمـا قرأ عمـر الكتاب ..ل يتسـرع باتاذ قرار ..ول قال :فإذا آتاك ال مالً ..فليُر عليك ..
كتابة نصيحة .. ث قال :تن تج إ بل قو مك صحاح آذان ا ..فتع مد
وإن ا أر سل م مد بن م سلمة إل الكو فة م عه كتاب إل إل الوسى ..فتقطع آذانا ..
سعد .. فتقول :هذه بية ..وتشق ها ..أو ت شق جلود ها
وأمره أن يسي مع سعد ويسأل الناس عنه .. ..
ج عل م مد بن م سلمة ي صلي مع سعد ف ال ساجد .. وتقول :هذه صرم ..فتحرمها عل يك وعلى أهلك
ويسأل الناس عن سعد .. ..
قال :نعم ..
قال :فإن ما أعطاك ال لك حل ..موسى ال أحد
( ) أخرجه الاكم وصحح إسناده . 47
115
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت كبت سنه ..ورق عظمه ..واحدودب ظهره .. ول يدع م سجد إل سأل ع نه ..ول يذكرون عن
وطال عمره حت مل من حياته ..واشتد فقره .. سعد إل معروفا ..
فكان يلس وسـط الطريـق يسـأل الناس ..وقـد سـقط حت دخل مسجدا لبن عبس ..
حاجباه على عينيه من شدة الكب ..فإذا مرت به النساء فقام م مد بن م سلمة ..و سأل الناس عن أمي هم
مد يده يغمزهن ويتعرض لن .. سعد ؟؟
فكان الناس يصيحون به ..ويسبونه ..فيقول : فأثنوا عليه خيا ..
وماذا أفعل !! شيخ كبي مفتون ..أصابتن دعوة الرجل فقال ممد :أنشد كم بال ..هل تعلمون م نه غ ي
الصال سعد بن أب وقاص .. ذلك ؟
قالوا :ل نعلم إل خيا ..
حديث .. فكرر عليهم السؤال ..
بئس مط ية الر جل زعموا ..وك فى بالرء إثا أن يدث عندها قام رجل ف آخر السجد ..اسه أسامة بن
بكل ما سع .. قتادة ..فقال :
أما إذ نشدتنا بال ..فاسع :
.40اجلدن برفق !!
إن سـعدا كان ل يسـي بالسـوية ..ول يعدل فـ
ل يعن ما تقدم من كلم عدمُ اللوم أبدا ..
القضية ..
بلى ..فقـد تتاج فـ أحيان متكررة أن تلوم الخريـن ..
فعجب سعد وقال :أنا كذلك ؟
ولدك ..زوجتك ..صديقك ..
قال الرجل نعم ..
لكن يكن تأجيله قليلً ..أو استخدام أساليب أخف ..
فقال سعد :أما وال لدعون بثلث :
دع اللوم يتفظ باء وجهه ..
اللهـم إن كان عبدك هذا كاذبا ..وقـد قام رياء
مكة ..وقد قوي شأنه عند العرب .. بعدما فتح
وسعة ..
وكثر الداخلون ف السلم ..
اللهم فـ :
بالناس حنينا ..فجاء الشركون بأح سن صفوف غزا
•أطل عمره ..
..فصفت اليل ..
•وأطل فقره ..
ث صفت القاتلة ..ث صفت النساء من وراء ذلك ..
•وعرضه للفت ..
ث صفت الغنم ..ث النعم ..
ث خرج سعد من السجد ..
والسلمون بشر كثي ..قد بلغوا اثن عشر ألفا ..
ومضى إل لدينة ومات بعدها بسنوات ..
وكان الشركون قـد سـبقوا إل وادي حنيـ ..واختبأت
أما ذلك الرجل فل زالت دعوة سعد تلحقه ..
كتائب منهم ف جانبيه بي الصخور ..
116
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جعلوا يتبعونه ويرددون :اقسم علينا فيئنا .. فمــا هــو إل أن ابتدأ القتال ..ودخلت جوع
حت تزاحوا عليه ..وضيقوا الطريق بي يديه .. السلمي ف الوادي ..
واضطروه إل شجرة ..فم ّر من شدة الزحام مل صقا ل ا حتـ تفجـر عليهـم الكفار مـن كـل جانـب ..
.. واضطرب الناس ..
فتعلق رداؤه بأغصانا ..حت سقط عن منكبيه ..وصار وجعلت خ يل ال سلمي ..تلوذ خلف ظهور هم ..
بطنه وظهره مكشوفا .. فلم يلبثوا أن انكشفـت خيلهـم ..وكان أو ُل مـن
فلم يغضب ..وإنا التفت إليهم وقال ..بكل هدووووء فرّ العراب ..وتسلط الكفار وظهروا ..
: فالتفـت رسـول ال .. rفإذا الموع تفـر ..
أيهـا الناس ..ردوا علي ردائي ..فوالذي نفسـي بيده لو والدماء ت سيل ..وال يل يضرب بعض ها ف ب عض
كان ل عدد شجر تامة ..نَعما لقسمته عليكم .. ..
ث ل تدون بيل ..ول جبانا ..ول كذابا .. فج عل يأ مر العباس بأن ينادي :يا للمهاجر ين يا
ل لمسك الموال لنفسه ..
نعم ..لنه لو كان بي ً للنصار ؟
ولو كان جبانا لف ّر مع الفارين .. فرجعوا حت ثبت rف ثاني أو مائة رجل ..
ولو كان كذابا لا نصره رب العالي .. ث نصر ال السلمي ..وانتهى القتال ..
الرائعة كثية .. مواقفه .. وجعت الغنائم بي يدي النب
يشي مع بعض أصحابه ..فمر بامرأة تبكي عند كان فإذا الذيـن فروا مـن القتال ..وخافوا مـن الرماح
قب ..على صب لا .. والنبال ..
فقال لا :اتقي ال واصبي .. هـم أول مـن اجتمـع على رسـول ال .. rيريـد
وكانـت الرأة باكيـة مهمومـة ..فلم تعرف النـب .. الغنائم ..
فقالت :إليك عن ..وما تبال أنت بصيبت ..؟! تعلقت العراب ..برسول ال rيقولون له :
ف سكت ال نب ..وذ هب وترك ها ..ف قد أدى ما عل يه اق سم علي نا فيئ نا ..اق سم علي نا فيئ نا ..يريدون
.. الغنائم ..
وأدرك أن الرأة الن فـ وضـع نفسـي قـد ل يناسـب أن عجبا !!..يقسم فيئكم ..مت صار فيؤكم وأنتم
يزاد عليها ف النصح أكثر ما سعت .. ل تقاتلوا ..
التفـت بعـض الصـحابة إليهـا وقالوا :هذا رسـول ال كيف تطلبون من الغنيمة ..وهو الذي كان يصرخ
!!.. بكم لتعودوا وأنتم ل تستجيبون !!..
فندمـت الرأة على مـا قالت ..وقامـت تاول أن تلحـق لك نه rل ي كن يد قق على م ثل هذا ..فالدن يا ل
بالنب ..حت وصلت بيته .. تساوي عنده شيئا ..
117
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والبارحة أبو أحد يعنين لا تكلم عن السيارات القدية .. فلم تد على بابه بوابي ..
نعم يقصد سيارت ..نعم ..كان ينظر إلّ .. فقالت معتذرة :يا رسول ال ..ل أعرفك ..الن
إل آخر مواقف وتفكيات هذا الرجل السكي .. أصب ..
()48
قديا قالوا ف الثل :إن أطاعك الزمان وإل فأطعه .. فقال إنا الصب عند الصدمة الول ..
ل حفظه
أذكر أن أعرابيا -من أصدقائي -كان يردد مث ً
مـن جده ..كان يسـمعن إياه كثيا إذا بدأت أتفلسـف اقتل برفق ..
عليـه ببعـض العلومات ..فكان يرج زفيا طوييييلً مـن إن ال كتـب الحسـان على كـل شيـء ..فإذا
صدره ث يقول :ياااا ش يخ ..ال يد اللي ما تقدر تلوي ها قتلتـم فأحسـنوا القتلة ..وإذا ذبتـم فأحسـنوا
صافحها !!.. الذبح ..وليحد أحدكم شفرته ..وليح ذبيحته
وإذا تفكرت ف هذا وجدته صحيحا ..فنحن إذا ل نعود ..حديث رواه مسلم
أنفسـنا على التسـامح وتشيـة المور ..أو بعنـ آخـر
ِ .41فرّ من الشاكل !!
التغا ب ..وعدم الغراق ف التف سيات والظنون ..وإل
ل ف م ستشفى بدائي لكتشف
أظ نه لو أجرى تلي ً
فسوف نتعب كثيا ..
فـ جسـمه عشرة أنواع مـن المراض ..أهوناـ
ليس الغب بسيد ف قومه ..لكن سيد قومه التغاب
الضغط والسكر ..
وأذكر أن شابا متحمسا أقبل إل شيخه يريده أن يساعده
كان السكي يعذب نفسه كثيا لنه يطالب الناس
ف اختيار زو جة تكون رفي قة در به ح ت المات ..فقال
بالثالية التامة ..دائما تده متضايقا من زوجته ..
الشيـخ :مـا هـي الصـفات التـ ترغـب وجودهـا فـ
كسرت الصحن الديد ..
زوجتك ؟
نسيت كنس الصالة ..
فقال :منظرها جيل ..وقوامها طويل ..وشعرها حرير..
أحرقت ثوب الديد بالكواة ..
ورائحتهـا عـبي ..لذيذة الطعام ..عذبـة الكلم ..إن
وأولده ..خالد إل الن ل يفـظ جدول الضرب
نظرت إليهـا سـرتن ..وإن غبـت عنهـا حفظتنـ ..ل
..
تالف ل أمرا ..ول أخ شى من ها شرا ..ل ا د ين يرفع ها
وسعد ..ل يظفر بتقدير متاز ..
..وحكمة تنفعها ..
وسارة ..وهند ..
وراح يسـرد مـن صـفات الكمال التفرقـة فـ النسـاء
هذا حاله ف بيته ..
ويمعها ف امرأة واحدة ..
أما بي زملئه ..فأعظم ..أبو عبد ال قصدن لا
فلمـا أكثـر على الشيـخ ..قال له :يـا ولدي ..عندي
ذكر قصة البخيل !..
طلبك ..
قال :أين ؟ قال :ف النة بإذن ال ..أما ف الدنيا فعود
( ) رواه البخاري 48
118
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجأة ..فيبعدها ..خوفا من أن يصيب رحل ناقته رجل نفسك التسامح ..
.. النب نعـم فـ الدنيـا عود نفسـك التسـامح ..ل تعذب
حت غلبته عينه ف بعض الطريق ..فزاحت راحلته راحلة نف سك بالب حث عن مشاكـل لثارتاـ ..والنقاش
..فآله .. ..وضرب رحله رجل النب النب حولا ..
من حر ما يد " :حسّ " فقال النب فيوما تصـرخ فـ وجـه جليـس :أنـت تقصـدن
فاستيقظ كلثوم ..فاضطرب وقال : بكلمك ؟
يا رسول ال ..استغفر ل .. ويوما فـ وجـه ولدك :أنـت تريـد أن تزننـ
بكل ساحة ِ :سرْ ِ ..سرْ .. فقال بكسلك ؟
ن عم ِ :سرْ ..ول يع مل قض ية ..لاذا تضايق ن ؟ الطر يق ويوما ف وجه زوجتك :أنت تتعمدين إهال بيتك
واسع ! ما الذي جاء بك بانب ؟! ل ..ل يتعب نفسه .. ؟ ...
ضربة رجل ..وانتهت .. وقـد كان منهـج النـب .. rالتسـامح عموما ..
دائما .. كان هذا أسلوبه فكان يستمتع بياته ..
جلس يوما بي أصحابه .. على أهله أحيانا ..ف الض حى .. كان يد خل
فأقبلت إليه امرأة ببدة ..قطعة قماش .. و هو جائع ..في سألم :هل عند كم من ش يء ..
فقالت :يـا رسـول ال ..إنـ نسـجت هذه بيدي .. عندكم طعام ..
أكسوكها .. فيقولون :ل ..
..وكان متاجا إليها .. فأخذها النب :إن إذا صائم .. فيقول
وقام ودخل بيته ..فلبسها ..ث خرج إل أصحابه وهي ول يكن يصنع لجل ذلك مشاكل ..ما كان يقول
إزاره .. :لِمَـ ل تصـنعوا طعاما ..لِم ل تبـون لشتري ..
فقال رجل من القوم :يا رسول ال ..اكسنيها .. ()49
إن إذا صائم ..وانتهى المر ..
:نعم .. فقال وكان ف تعامله مع الناس ..يتعامل بكل ساحة ..
..فخلعها وطواها ..ولبس إزارا قديا .. ث رجع قال كلثوم بن ال صي ..كان من خيار ال صحابة
ث أرسل با إل الرجل .. ..
فقال الناس للرجـل :مـا أحسـنت ..سـألته إياهـا وقـد قال :غزوت مــع رســول ال rغزوة تبوك ..
علمت أنه ل يرد سائلً ؟! فسرت ذات ليلة معه ونن بوادي "الخضر" ..
فقال الرجـل :وال مـا سـألته ..إل لتكون كفنـ يوم أطالوا الشي ..فجعل يغلبه النعاس ..
أموت .. ..ويستيقظ وجعلت ناقته تقترب من ناقة النب
119
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()50
سجدة ..أطالا ..حت خشي عليه فسجد رسول ال .. فلما مات الرجل ..كفنه أهله فيها
أصحابه أن يكون قد أصابه شيء .. ما أجل احتواء الناس بذه التعاملت ..
ث رفع من سجوده .. يوما يؤم أصحابه ف صلة العشاء .. قام
وبعد انتهاء الصلة ..سأله أصحابه ..قالوا :يا رسول فدخـل إل السـجد طفلن ..السـن والسـي ..
ال ..لقـد سـجدت فـ صـلتك هذه سـجدة مـا كنـت .. ابنا فاطمة
تسجدها !!..أشيء أمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟ ..وهو يصلي .. فأقبل إل جدها رسول ال
:كـل ذلك ل يكـن ..ولكـن ابنـ ارتلنـ .. فقال فكان إذا سـجد ..وثـب السـن والسـي على
فكرهت أن أعجله ..حت يقضي حاجته .. )52( .. ظهره ..
..وكان يوما على أم هانئ بنت أب طالب ودخل أن ير فع رأ سه ..تناول ما بيد يه من فإذا أراد
جائعا .. خلفه تناو ًل رفيقا ..
فقال :هل عندك من طعام نأكله ؟ ووضعهما عن ظهره ..فجلسا جانبا ..
فقالت :ليس عندي إل كسر يابسة ..وإن لستحي أن فإذا عاد لسجوده ..عادا فوثبا على ظهره ..
أقدمها إليك .. صلته .. حت قضى
فقال :هلمي بن .. فأخذها بكل رفق ..وأقعدها على فخذيه ..
فأتته بن ..فكسرهن ف ماء ..وجاءت بلح فذرته عليه ..فقال :يـا رسـول ال .. فقام أبـو هريرة
.. أردّها ..؟ يعن أعيدها لمهما ..؟
..يأكل هذا البز ملوطا بالاء .. فجعل عليهما .. فلم يعجل
فالتفت إل أم هانئ وقال :هل من إدام ؟ ل ..فبقت برقة من السماء ..
ث لبث قلي ً
فقالت :ما عندي يا رسول ال إل شيء من "خلّ" .. :ال قا بأمك ما ..فقا ما فدخل على فقال ل ما
()51
فقال :هلميه .. أمهما ..
فجاءته به ..فصبه على طعامه ..فأكل منه .. وف يوم آخر ..
ث حد ال عز وجل ..ث قال :نعم الدام الل (.. )53 ..على أصـحابه فـ إحدى خرج النـب عليـه
نعم ..كان يعيش حياته كما هي ..يتقبل المور بسب صلت الظهر أو العصر ..
ما هي عليه .. وهو حامل السن أو السي ..
وف رحلة الج .. فتقدم إل موضـع صـلته ..فوضعـه ..ثـ كـب
مع أ صحابه ..فنلوا منلً ..فذ هب ال نب خرج مصليا بالناس ..
120
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعـض الباء والمهات كذلك ..ورباـ بعـض الدرسـي فقضى حاجته ..
والدرسات كذلك .. ث جاء إل حوض ماء فتوضأ منه ..
ول تفتش عن الخطاء الفية .. ليصلي .. ث قام
وكـن سـحا فـ قبول أعذار الخريـن ..خاصـة مـن ..فوقـف عـن يسـار جاء جابر بـن عبـد ال
يعتذرون إليـك حفاظا على مبتهـم معـك ..ل لجـل ..وكبّر مصليا معه .. رسول ال
مصال شخصية .. بيده ..فأداره ح ت أقا مه عن يي نه فأ خذ ال نب
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا ..
إن ب ّر عندك فيما قال أو فجرا ومضيا ف صلتما ..
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره ..فتوضأ .. فجاء جبار بن صخر
وقد أجلّك من يعصيك مستترا .. ث أقبل فقام عن يسار رسول ال
..وقد رقى منبه يوما .. وانظر إل رسول ال بأيديهما جيعا – بكل هدوء -فدفعهما فأخذ
وخطب بأصحابه فرفع صوته حت أسع النساء العواتق ف حت أقامهما خلفه (.. )54
خدورها داخل بيوتن !!.. جالسا .. وف يوم كان
:يا معشر من آمن بلسانه ول يدخل اليان إل فقال فأقل بت إل يه أم ق يس ب نت م صن با بن ل ا حد يث
قلبـه ..ل تغتابوا السـلمي ..ول تتبعوا عوراتمـ ..فإنـه الولدة ..ليحنكه ويدعو له ..
من يت بع عورة أخ يه ..يت بع ال عور ته ..و من يت بع ال فجعله فـ حجره ..فلم يلبـث الصـغي فأخذه
عورته ..يفضحه ولو ف جوف بيته .. )56( .. ..وبلل ثيابه بالبول .. أن بال ف حجر النب
نعم ل تتصيد الخطاء ..وتتبع العورات ..كن سحا .. على أن دعا باء فنضحه على أثر فلم يزد النب
حريصا على عدم إثارة الشكلت أصلً .. وكان البول (.. )55
ف ملس هادئ مع ب عض أ صحابه ..صفت ف يه النفوس وانتهى المر ..ل يغضب ..ول يعبس ..
لصحابه : ..واطمأنت القلوب ..قال فلماذا نعذب ن ن أنف سنا ون صنع من ال بة ق بة ..
أل ل يبلغن أحد منكم عن أحد من أصحاب شيئا ..فإن ليـس شرطا أن يكون كـل مـا يقـع حولك مرضيا
أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .. )57( .. لك .. %100
ل تعذب نفسك .. جل من ل عيب فيه وإن تد عيبا فسدّ اللل
ل تثر على نفسك الغبار ما دام ساكنا ..وإن ثار فسدّ وعل
أنفك بِكُمّك ..واستمتع بياتك .. بعـض الناس يرق أعصـابه ..ويكـب القضايـا ..
121
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلفه ما يغلبه فليعنه عليه ..
؟! فماذا فعل أبو ذر .42اعترف بطئك ..ل تكابر ..
م ضى أ بو ذر ح ت ل قي بللً ..ث اعتذر ..وق عد على كث ي من الشا كل ال ت رب ا ت ستمر العداوة ب سببها
الرض ..بيـ يدي بلل ..ثـ جعـل يقرب مـن الرض ..سنة وسنتي ..وربا العمر كله ..يكون حلها
حتـ وضـع خده على التراب وقال :يـا بلل ..طـأ أن يقول أحدها للخر :أنا أخطأت ..وأعتذر ..
()58
برجلك على خدي .. موعد أخلفته ..أو مزحة ثقيلة ..أو كلمة نابية ..
فـ حرصـهم على إطفاء نار هكذا كان الصـحابة سـارع إل إطفاء شرارهـا قبـل أن تضطرم النار
العداوة ق بل اشتعال ا ..فإن اشتعلت منعو ها من المتداد بسببها ..
.. أ نا آ سف ..ح قك عليّ ..ما ي صي خاطرك إل
ماورة ..فأغضب أبو بكر وقعت بي أب بكر وعمر طيب ..
عمرَ .. ما أجل أن نتواضع ونسمع الناس هذه العبارات ..
فانصرف عنه عم ُر مغضبا .. وقعـت خصـومة بيـ أبـ ذر وبلل ..رضـي ال
فلما رأى أبو بكر ذلك ..ندم ..وخشي أن يتطور المر عنهما ..وها صحابيان ..لكنهما بشر ..
.. فغضب أبو ذر ..وقال لبلل :يا ابن السوداء ..
فانطلق يتبع عمر ..ويقول :استغفر ل يا عمر .. .. فشكاه بلل إل رسول ال
وعمر ل يلتفت إليه ..وأبو بكر يعتذر ..ويشي وراءه فقال :أساببت فلنا ؟ فدعاه النب
حت وصل عمر إل بيته ..وأغلق بابه ف وجهه .. قال :نعم ..
.. فمضى أبو بكر إل رسول ال قال :فهل ذكرت أمه ؟
ل من بعيد ..رآه متغيا ..فقال :
مقب ً فلما رآه النب قال :مـن يسـابب الرجال ..ذُكـر أبوه وأمـه يـا
أما صاحبكم هذا فقد غامر ..جلس أبو بكر ساكتا .. رسول ال ..
فلم ت ض لظات ..ح ت ندم ع مر على ما كان م نه .. :إنك امرؤ فيك جاهلية .. فقال
وكانت قلوبم بيضاء .. فتغي أبو ذر ..وقال :على ساعت من الكب ..؟
..فسـلم وجلس بانـب فأقبـل إل ملس رسـول ال قال :نعم ..
..وقص عليه الب .. النب منهجا يتعامل به مع من هم أقل ث أعطاه النب
وحكى كيف أعرض عن أب بكر ول يقبل اعتذاره .. منه فقال :
.. فغضب رسول ال إن ا هم إخوان كم ..جعل هم ال ت ت أيدي كم ..
فل ما رأى أ بو بكر غض به ..ج عل يقول :وال يا رسول فمن كان أخوه تت يده ..فليطعمه من طعامه ..
وليلب سه من لبا سه ..ول يكل فه ما يغل به ..فإن
( ) رواه مسلم متصرا 58
122
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي ل تع جل عليّ ..أ نا م عك أن أ سلوب الر جل ل ا ال ..لنا كنت أظلم ..أنا كنت أظلم ..
اعترض على عمر ..غي مناسب ..لكن العجب هو من وجعل يدافع عن عمر ويعتذر له ..
قدرة عمر على استيعاب الوقف ..وإطفاء النار .. :هل أن تم تاركون ل صاحب ؟ هل أن تم فقال
وأخيا ..إذا أردت أن يقبـل الناس منـك ملحظتـك .. تاركون ل صـاحب ؟ إنـ قلت :يأيهـا الناس إنـ
ونصحك ..أيا كانوا ..زوجة ..ولدا ..أختا .. ر سول ال إلي كم جيعا ..فقل تم :كذ بت ..وقال
فكن أنت متقبلً للنصح أصلً ..غي متكب عنه .. أبو بكر :صدقت (.. )59
كان كثيا ما يقول ل ا :اع ت بأولدك أك ثر ..اطب خي وانت به أن تكون م ن ي صلح الناس ويف سد نف سه ..
جيدا ..إل مت أقول :رتب غرفة النوم .. يدور با كما يدور المار ف الرحى ..
وكا نت تردد دائما ب كل أري ية :أب شر ..إن شاء ال .. فإذا ك نت ف مو ضع توج يه أو اقتداء ..كمدرس
أمرك .. مع طل به ..وأب مع أولده ..أو أم ..وكذلك
قالت له يوما – ناصـحة : -الولد فـ أيام اختبارات الزوجان مع بعضهما ..
ـت
ـر إذا خرجـ
ـم ..فل تتأخـ
ويتاجون وجودك بينهـ ثيابا على الناس ..فنال كل وا حد وزع ع مر
لصحابك ..فما كاد يسمع منها ذلك حت صاح با : قطعة قماش تكفيه إزارا أو رداءً ..
لست متفرغا لم ..أتأخر أو ل أتأخر ..ليس شغلك .. ث قام يطب الناس يوم المعة ..
ليس لك دخل فّ .. فقال فـ أول خطبتـه :إن ال كتـب ل عليكـم
فبال عليك قل ل :كيف تريدها أن تقبل منه نصحا بعد السمع والطاعة ..
ذلك !! فقام ر جل من القوم وقال :ل سع لك ول طا عة
وأخيا .. ..
الذكـي ..هـو الذي يسـد الفتحات فـ جداره حتـ ل فقال عمر :له ؟
يستطيع الناس أن يسترقوا النظر .. قال :لنـك قسـمت علينـا ثوبا ..ثوبا ..وأنـت
بعن :أن ل تفتح ما ًل لشك الناس فيك .. تلبس ثوبي جديدين ..
أذكر أن إحدى المعيات الدعو ية استدعت مموعة من أي إزارك ورداؤك ..كلها نلحظ أنه جديد ..
الدعاة لعقد ماضرات ف ألبانيا .. فقال عمر :قم يا عبد ال بن عمر ..فقام ..فقال
كان رئيس الراكز الدعوية ف ألبانيا حاضرا الجتماع .. :ألست دفعت ل ثوبك لخطب به ..؟
نظرنا إليه ..فإذا ليس ف خديه شعرة واحدة .. قال :نعم ..
فن ظر بعض نا إل بعض مستغربا !!..فقد جرت العادة أن فقعد الرجل وقال :الن نسمع ونطيع ..وانتهت
معفيا لي ته .. يكون الداع ية ملتزما بدي ر سول ال الشكلة ..
ولو بعضها ..فكيف برئيس الدعاة ؟!
( ) البخاري 59
123
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فل ما ابتدأ الجتماع قال ل نا ضاحكا :يا جا عة ..
.43مفاتيح الخطاء! أ نا أمرد ..أ صلً ل ين بت ل ل ية ..ل تعملوا ل
التعامل مع الخطاء فن ..فلكل باب مفتاح ..وللقلوب ماضرة إذا انتهينا ..
دروب .. تبسمنا وشكرناه ..
إذا وقع أ حد ف خطأ كبي ..وانتشر خبه ف الناس .. وإن شئت فارحـل معـي إل الدينـة ..وانظـر إل
وبدأ الناس يترقبون ماذا تفعـل فأشغلهـم بشيـء ..حتـ وقد كان معتكفا ف مسجده ف ليال رسول ال
يكون عندك و قت لدرا سة ال مر ..ح ت ل يتجرّأ أ حد رمضان ..
على مثل فعله ..أو يتعودوا على مثل هذا الطأ .. زائرة .. فأقبلت إليه زوجه صفية بنت حيي
مع أصحابه ف غزوة بن الصطلق .. خرج فمكثت عنده قليلً ..
وأثناء رجوعهم ..نزلوا يستريون .. ث قامت لتعود لبيتها ..
فأرسل الهاجرون غلما لم اسه :جهجاه بن مسعود .. أن تعود ف ظل مة الل يل وحد ها فلم ي شأ ال نب
ليستقي لم من البئر ماءً .. ..
وأرسل النصار غلما لم اسه :سنان بن وبر الهن .. فقام معها ليوصلها ..
ليستقي لم أيضا .. فمشـى معهـا فـ الطريـق ..فمـر بـه رجلن مـن
فازد حم الغلمان على الاء ..فك سع أحده ا صاحبه .. النصار ..
أي ضربه على مؤخرته .. والرأة معه ..أسرعا .. فلما رأيا النب
فصرخ الهن :يااااا معشر النصار .. لما :على رسلكما إنا صفية بنت حيي فقال
وصرخ جهجاه :يااااا معشر الهاجرين .. ..
فثار النصار ..وثار الهاجرون .. فقال :سبحان ال يا رسول ال ..أي :أيُعقل أن
واشتــد اللف ..والقوم قادمون مــن حرب ..ول نشك فيك أن يكون معك امرأة أجنبية عنك !!..
يزالون بسلحهم !! :إن الشيطان يري مـن النسـان مرى فقال
..حت اطفأ ما بينهم .. فانطلق الدم ..وإن خشيت أن يقذف ف قلوبكما شرا ..
فتحركت الفاعي .. أو قال شيئا .. )60( ..
غضب عبد ال بن أب بن سلول ..وعنده رهط من قومه
النصار .. شجاعة ..
فقال :أوقد فعلوها!! قد نافرونا ..وكاثرونا ف بلدنا .. ليست الشجاعة أن تصر على خطئك ..وإنا أن
وال ما أعدّنا وجلبيب قريش هذه ..إل كما قال الول تعترف به ..ول تكرره مرة أخرى ..
:سَـمّن كلبك يأكلك ..وجوّع كلبك يتبعك !!
( ) متفق عليه 60
124
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن يرتل ف شدة الر .. ول تكن عادته ث قال ال بيث :أ ما وال لئن رجع نا ال الدي نة ..
ارتل الناس .. ليخرجن الع ّز منها الذلّ ..
..أخبه زيد وبلغ عبد ال بن سلول أن رسول ال ث أق بل على من حضره من قو مه فقال :هذا ما
بن أرقم با سع منه .. ـم ..
ـم بلدكـ
ـكم ..أحللتموهـ
ـم بأنفسـ
فعلتـ
..وج عل يلف بال فأق بل ا بن سلول إل ر سول ال وقاستموهم أموالكم ..أما وال لو أمسكتم عنهم
..ما قلت ..ول تكلمت به ..كذب عل ّي الغلم .. ما بأيديكم ..لتحولوا إل غي داركم ..
وكان ابن سلول رئيسا ف قومه ..شريفا عظيما .. وج عل ال بيث يهدد ويتو عد ..والذ ين عنده من
فقال النصـار :يـا رسـول ال ..عسـى أن يكون الغلم أنصاره النافقي ..يؤيدونه ويشجعونه ..
أوْهمَ ف حديثه ..ول يفظ ما قال الرجل .. كان من بي الالسي غلم صغي ..اسه زيد ابن
وجعلوا يدافعون عن ابن سلول .. أرقم ..
فأقبل سيد من سادة النصار ..أسيد بن حضي ..فحياه فأخبه الب .. فمضى إل رسول ال
بتحية النبوة وسلم عليه ..وقال : .. وكان عمر بن الطاب جالسا عند النب
يا ر سول ال ..وال ل قد ر حت ف ساعة منكرة ..ما فثار ..ك يف يرؤ هذا النا فق على ر سول ال
كنت تروح ف مثلها !! بذا السلوب القبيح ..ورأى عمر أن قتل الفعى
وقال :أو ما بلغك ما قال صاحبكم ؟ فالتفت إليه أول من قطع ذيلها ..ورأى أن قتل ابن سلول ..
قال :أي صاحب يا رسول ال ؟ يقضي على الفتنة ف مهدها ..
قال :عبد ال بن أب .. ولكن أن يقتله رجل من قومه النصار ..أسلم من
قال :وما قال ؟ أن يقتله رجل من الهاجرين ..
قال :زعم أنه ان رجع ال الدينة أخرج الع ّز منها الذلّ ففقال عمر :يا رسول ال ..
.. من مر به عباد ابن بشر النصاري فليقتله ..
فثار أسيد وقال :فأنت وال يا رسول ال ترجه إن شئت لكـن رسـول ال كان أحكـم ..فهـم قادمون مـن
..هو وال الذليل ..وأنت العزيز .. حرب ..والناس بسـلحهم ..والنفوس مشحونـة
: ث قال أسيد مففا على رسول ال ..وليس من الناسب إثارتم أكثر ..
يـا رسـول ال ..ارفـق ..لقـد جاءنـا ال بـك وإن قومـه :فكيـف يـا عمـر اذا تدث الناس أن فقال
لينظمون له الرز ليتوجوه ..فإ نه ليى أ نك قد ا ستلبته ممدا يقتل أصحابه ؟!
ملكا .. ل يا عمر ..ولكن آذن الناس بالرحيل ..
..ومضى براحلته ..والناس منهم من فسكت النب وكان الناس قـد نزلوا للتوّ واسـتظلوا ..فكيـف
يمع متاعه ..ومنهم من يرحل راحلته .. يأمرهم بالرحيل ..ف شدة الر والشمس ..
125
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّ هِ حَتّى يَنفَضّوا َوِللّ هِ َخزَائِ نُ ال سّمَاوَاتِ وَاْلَأرْ ضِ َولَكِنّ وجعلت الادثة تنتشر ..وصارت أحاديث اليش
ُونـ لَئِن رّ َجعْن َا إِلَى الْ َمدِيَنةِ
ُونـ * َيقُول َ
الْمُنَافِقِي َ لَا َيفْ َقه َ .. :لاذا ارتلنا ف هذا الوقت ..ماذا قال ؟ كيف
خرِجَنّ اْلأَ َعزّ مِ ْنهَا اْلَأذَلّ َوِللّ هِ اْل ِعزّ ُة وَِلرَ سُوِل ِه وَِللْ ُم ْؤمِنِيَ
لَيُ ْ تعامل معه ؟ صدق ابن سلول ..ل بل كذب ..
وَلَكِ ّن الْمُنَا ِفقِيَ لَا َي ْعلَمُونَ ) .. وبدأت الشائعات تزيد ..والكلم يزاد فيه ويُنقَص
..ث أخذ بأذن الغلم زيد بن أرقم فقرأها رسول ال ..واضطرب اليش ..وهم ف طريقهم من قتال
..وقال :هذا الذي أوف ل بأذنه .. ..ويرون بقبائل أعداء يتربصون بم ..
وبدأ الناس يسبون ابن سلول ..ويلومونه .. ـم ..فأراد أن
ـش بدأ ينقسـ
أن اليـ ـر
فشعـ
إل عمر وقال :أرأيت يا عمر ..لو قتلته يوم فالتفت يشغلهم عن الشكلة ..وعن النقاش فيها ..لنم
ذكرت ذلك ..لرعدت له أنوف لو أمرتاــ اليوم بقتله يزيدون أوارهـا ..ويشعلون الفتنـة بيـ الهاجريـن
لقتلته .. والنصار ..
..فلم يتعرض له بشيء .. ث سكت عنه وصـار الناس يترقبون متـ ينلون حتـ يتمـع
وأحيانا إذا وقع الطأ أمام الناس قد تتاج أن تنكر عليه بعضهم إل بعض ويتحدثوا ف المر ..
بأسلوب مناسب ..وإن كان أمام الناس .. بالناس يومهم ذلك والشمس فوقهم .. فمشى
جالسا يوما مع أصحابه ..وكانوا ف بينما رسول ال وم شى وم شى ح ت غا بت الش مس ..ف ظن الناس
أيام قحط ..واحتباس مطر ..وقلة زرع .. أنمـ سـينلون للصـلة ويرتاحون ..فلم ينل إل
إذ أتاه أعراب فقال : دقائق معدودات ..صـلوا ثـ أمرهـم فارتلوا ..
يـا رسـول ال جهدت النفـس ..وضاعـت العيال .. وواصل الشي ليلتهم حت أصبح ..
ونكت الموال ..وهلكت النعام .. ث نزل فصلى الفجر ..ث أمرهم فارتلوا ..
فاسـتسق ال لنـا ..فإنـا نسـتشفع بـك على ال .. ومشوا صباحهم حت تعبوا ..وآذتم الشمس ..
ونستشفع بال عليك .. فلمـا شعـر أن الرهاق والتعـب سـيطر عليهـم ..
..لا سعه يقول نستشفع بال عليك فتغي رسول ال فليس فيهم جهد للكلم ..
.. أمرهم فنلوا ..فما كادت أجسادهم تس الرض
فالشفاعـة والواسـطة تكون مـن الدنـ إل العلى ..فل ..حت وقعوا نياما ..
يوز أن يقال إن ال يش فع ع ند خلقه ..بل يأمر هم جل وإنا فعل ذلك ليشغل الناس عما حدث ..
جلله ..لنه أعلى وأرفع .. ث أيقظ هم ..وارت ل ب م ..ووا صل ح ت د خل
:ويك !! أتدري ما تقول ؟!! فقال الدينة ..وتفرق الناس ف بيوتم عند أهليهم ..
ـبحااان ال ..
يقدس ال ..ويردد ..سـ ـل
ثـ جعـ وأنزل ال تعال سورة النافقي :
سبحااان ال .. ( هُ مُ اّلذِي َن َيقُولُو نَ لَا تُنفِقُوا َعلَى مَ نْ عِن َد رَ سُولِ
126
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخذ rينظر إل قبورهم ..ويتذكر أحوالم .. ف ما زال ي سبح ح ت عُرف ذلك ف وجوه أ صحابه
ث رفع يديه فدعا لم ..ث أخذ ينظر إل القبور ..ث رفع ..
يديه ثانية فدعا لم .. ث قال :
ث لبث مليا ..ث رفعها فاستغفر لم .. وي ك !! إ نه ل يُ سْتَشفعُ بال على أ حد من خل قه
وأطال القيام ..وعائشة تنظر إليه من بعيد .. ..شأ ُن ال أعظم من ذلك ..
ث التفت rوراءه راجعا .. وي ك !! أتدري ما ال ؟! إن عر شه على ساواته
فل ما رأت ذلك عائ شة ..انر فت إل ورائ ها راج عة .. لكذا ..وقال بأصابعه مثل القبة عليه ..وإنه ليئط
خشية أن يشعر با .. به أطيط الرحل بالراكب .. )61( ..
فأسرع rمشيه ..فأسرعت عائشة .. ولكن إذا وقع الطأ من الشخص لوحده قد يكون
ـ ..فأحضرَ – أي جرى مسـرعا -
فهرول ..فهرولت ْ هناك شيء من اللي ..
فأحضرتْ وجرت .. أتى رسول ال rإل بيت عائشة tف ليلتها ..
حت سبقته إل البيت فدخلت .. فوضـع نعليـه مـن رجليـه ..ووضـع رداءه ..
ونزعــت درعهــا وخارهــا ..وأقبلت إل فراشهــا واضطجع على فراشه ..
فاضطج عت عل يه ..كهيئة النائ مة ..ونفَ سها يتردد ف فلبث كذلك ..حت ظن أن عائشة قد رقدت ..
صدرها .. فقام مـن على فراشـه ..ولبـس رداءه ونعليـه ..
فدخل rالبيت ..فسمع صوت َنفَسها ..فقال : رويدا ..
مالك يا عائش ..حشيا رابية .. ث فتح الباب رويدا ..وخرج ..وأغلقه رويدا ..
قالت :ل شيء .. فل ما رأت عائ شة ذلك ..دخلت ها غَيْرةُ الن ساء ..
قال :لتخبن ..أو ليخبن اللطيف البي .. وخشيت أنه ذهب إل بعض نسائه ..
فأخبته بالب ..وأنا غارت عليه ..فانطلقت تنظر أين فقامت ..ولبست درعها ..وخارها ..وانطلقت
يذهب .. ف إثره ..تشي وراءه ..دون أن يشعر با ..
ت أمامي ؟
فقال : rأنت الذي رأي ُ فانطلق .. rيشـي فـ ظلمـة الليـل ..حتـ جاء
قالت :نعم .. مقبة البقيع ..
فدفعها ف صدرها ..دفعة ..ث قال : فو قف عند ها ..ين ظر إل قبور أ صحابه ..الذ ين
أظننت أن ييف ال عليك ورسوله .. ـن ..واجتمعوا
ـن ..وماتوا ماهديـ
عاشوا عابديـ
فقالت عائشة :مهما يكت مِ النا سُ ..يعلمه ال عز وجل تت الثرى ..ليضى عنهم من يعلم السرّ وأخفى
..؟ ..
قال :نعم ..ث قال rمبينا لا خب خروجه :
( ) رواه أبو داود 61
127
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويططون أن يسافروا إل بلد كذا ..وهذا البلد ل يسلم إن جب يل عل يه ال سلم ..أتا ن ح ي رأ يت ..ول
مـن يذهـب إليـه غالبا مـن التعرض للمحرمات الكبار .. يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ..
كالزنا وشرب المر .. فنادانـ ..فأخفـى منـك فأجبتـه وأخفيتـه منـك ..
أردت أن تنصح .. وظننت أنك قد رقدت ..فكرهت أن أوقظك ..
مـن السـاليب أن تدخـل عليهـم وتنصـحهم بكلمتيـ .. وخشيـت أن تسـتوحشي ..فأمرنـ أن آتـ أهـل
وترج ..لكن نتيجة ذلك قد ل تكون ناجحة كثيا .. البقيع فأستغفرَ لم .. )62( ..
فمـا رأيـك أن تفكـك الزمـة ..وتكسـر كـل عود على نعم ..كان .. rسهلً لـيّنا ل يكب الخطاء ..
حدة .. بل كان يرددها ف الناس ويقول :
كيف ؟! كما عند مسلم :ل يفرك مؤمن مؤمنة ..إن كره
إذا تفرقوا اجلس مع من تظ نه أعقل هم ..و قل :يا فلن منها خلقا ..رضي منها آخر ..
..بلغن أنكم ستسافرون ..وأنت أعقلهم ..وتعلم أن أي ل يبغضهـا بغضا تاما ..لجـل خلق عندهـا ..
هذا البلد ل ي سلم ال سافر إل يه من البل يا والف ت ..و قد أو طبعٍ يلزمها ..
يعود مريضا أو مبتلى ..فما رأيك أن تكسب أجرهم .. بل يغفر سيئتها لسنتها ..فإذا رأى خطأها تذكر
وتقترح عليهم أن يسافروا إل بلد آخر ..تستمتعون فيه صوابا ..وإذا شاهد سوءها تذكر حسنها ..
بالنار والبحار ..واللعب والنس ..من غي معصية .. ويتغا ضى ع ما يكر هه من خلق ها ..و ما ل يرضاه
ل شك أنه إذا سع منك هذا الكلم بالسلوب السن .. من تعاملها ..
سيقل حاسه إل النصف .. إضاءة ..
اذهب إل آخر ..وقل له مثل ذلك .. ليـس اللوم على مـن ل يقبـل النصـيحة ..وإناـ
ث قل للثالث مثله .. على من يقدمها بأسلوب غي مناسب ..
دون أن يشعر كل منهم بديثك لصاحبه ..
فت جد أن م إذا اجتمعوا ..وتشجّ ع أحد هم واقترح تغي ي .44فَـكّك الزمة !!..
البلد ..وجد من يعاونه .. إذا كان الطـأ واقعا مـن مموعـة ..فالصـل أن
أو لو اكتشفت يوما أن أولدك يتمعون ف غرفة أحدهم تنصحهم وهم متمعون ..
..وينظرون إل شريـط فيديـو خليـع ..أو مقاطـع ول كن قد تتاج أحيانا أن تف كك الز مة ..أع ن
( بلوتوث ) فيها صور خليعة ..أو نو ذلك .. ..أن تكلم كل واحد علىا حدة ..وتنصحه .
ل منهم على حدة ..
فقد يكون من الناسب أن تنصح ك ً مثال :مررت بجلس منلكـم ..وسـعت أخاك
لكيل تأخذهم العزة بالث .. ـدقائه – وكانوا ضيوفا عنده –
ـع أصـ
يتحدث مـ
هل لذا شاهد من السية ؟ نعم ..
( ) رواه النسائي بسند جيد 62
128
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن كانت كما قال فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عنها .. لا اشتد اللف بي رسول ال rوبي قريش ..
وإن كان كاذبا ..دف عت إلي كم ا بن أ خي فافعلوا به ما اجتمعت قريش وقاطعت النب وجيع أقاربه من بن
شئتم .. ها شم ..وكت بت صحيفة أن ب ن ها شم ل يُشترى
فقال القوم :قد رضينا ..فتعاقدوا على ذلك .. منهـم ..ول يُباع عليهـم ..ول يُزوّجون ..ول
ث نظروا فإذا هي كما قال رسول ال .. rفزادهم ذلك يُتزوّج منهم ..
شرا .. مع أصحابه ف وادٍ غي ذي زرع وحُبس النب
وظل بنو هاشم وبنو الطلب ف واديهم ..حت كادوا أن ..
يهلكوا .. واشتدت الكر بة على ال صحابة ح ت أكلوا الش جر
وكان من كفار قريش رجال رحاء .. ..
منهم :هشام بن عمرو ..وكان ذا شرف ف قومه .. بل م ضى أحد هم يوما ليبول ..ف سمع صوتا ت ته
فكان يأتـ بالبعيـ قـد حله طعاما ..وبنـو هاشـم وبنـو ..فن ظر فإذا قط عة من جلد بع ي ..فأخذ ها ..
الطلب ف الشعب ليلً .. وغسلها وشواها بالنار ..ث فتّـتَـتها ..وخلطها
ح ت إذا بلغ به فم الش عب ..خلع خطا مه من رأ سه ث بالاء ..وجعل يتموّن با ثلثة أيام !!
ضرب على جنبه فدخل الشعب عليهم .. يوما لعمـه أبـ طالب – وكان مبوسـا فقال
ومضت اليام ورأى هشام ..أنه ل طاقة له بإطعامهم كل معهم ف الشعب : -
ليلة ..وهم كثي .. يا عم إن ال قد سلط ا َلرَضة على صحيفة قريش
فقرر أن ي سعى لن قض ال صحيفة الظال ة ..ول كن أ ن له ..فلم تدع في ها ا سا هو ل إل أثبت ته في ها ..
ذلك وقريش قد أجعت عليها .. ونفت منها الظلم والقطيعة والبهتان ..
فاتبع أسلوب تفكيك الزمة .. أي إن دابـة الرضـة أكلت صـحيفة قريشـس فلم
مشى إل زهي بن أب أمية ..وكانت أمه عاتكة بنت عبد يبق منها إل عبارة :باسك اللهم !!
الطلب .. فع جب أ بو طالب وقال :أر بك أ خبك بذا ؟ قال
فقال :يا زه ي أرض يت أن تأ كل الطعام وتل بس الثياب :نعم ..
وتن كح الن ساء ..وأخوالك ح يث عل مت ؟ ل يباع ل م قال :فوال مـا يدخـل عليـك أحـد ..حتـ أخـب
ول يبتاع منهم ..ول يُنَكّحون ول يُنكحُ إليهم ؟! قريشا بذلك ..
أما إن أحلف بال لو كانوا أخوال أب الكم بن هشام .. ث خرج إل قريش فقال :
-يعنـ أبـا جهـل ..وكان أشدهـم عداوة للمؤمنيـ يا مع شر قر يش ..إن ا بن أ خي قد أ خبن بكذا
وتعصبا للمقاطعة – ..ما تركهم على هذا لحال .. وكذا ..
قال :ويك يا هشام ..فماذا أصنع ؟ فهلمّ صحيفتكم ..
129
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فذهـب هشام إل زمعـة بـن السـود ..فكلمـه وذكـر له إن ا أ نا ر جل وا حد وال لو كان م عي ر جل آ خر
قرابتهم وحقهم .. لقمت ف نقضها ..
فقال له :وهل على هذا المر الذي تدعون إليه من أحد قال :قد وجدت رجلً ..
؟ قال :من هو ؟
قال :نعم ..فلن وفلن .. قال :أنا ..
ـم
ـد "حطـ
فاتفقوا جيعا على هذا الرأي ..وتوعدوا عنـ قال زهي :أبغنا ثالثا ..
ل بأعلى مكة ..فاجتمعوا هنالك ..
الجون " لي ً قال هشام :فاكتم عن ..
وأجعوا أمرهـم وتعاقدوا على القيام فـ الصـحيفة حتـ ل عاقلً ..
فذهب إل الطعم بن عدي ..وكان رج ً
ينقضوها .. فقال له :يا مطعم ..أرضيت أن يهلك بطنان من
وقال زهيـ :أنـا أبدؤكـم فأكون أول مـن يتكلم ..ثـ بن عبد مناف ..وأنت شاهد على ذلك ..موافق
تقموا أنتم فتتكلمون .. لقريش فيه ؟!
فلمـا أصـبحوا غدوا إل مالسـهم حول الكعبـة ..حيـث قال :ويك فماذا أصنع ؟ إنا أنا رجل واحد ..
يتمع الناس ويتبايعون .. قال :وجدت لك ثانيا ..
وغدا زهي بن أب أمية عليه حلة .. قال :من ؟ قال :أنا ..
فطاف بالبيت سبعا ..ث أقبل على الناس وصرخ : قال :أبغنا ثالثا .
ياااا أ هل م كة أنأ كل الطعام ..؟ ونل بس الثياب ..؟ وب نو قال :قد فعلت ..قال :من هو ؟
هاشـم هلكـي !! ل يباع لمـ ول يبتاع منهـم ..وال ل قال :زهي بن أب أمية ..
أقعد حت تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالة .. قال :أبغنا رابعا ..
فصرخ أبو جهل ..وكان ف ملس مع أصحابه ..قال : قال :فاكتم عن ..
كذبت ..وال ل تشق .. فذهـب إل أبـ البختري بـن هشام ..فقال له مـا
فقام زمعة بن السود وصرخ :بل أنت وال أكذب ..ما قال لصاحبيه ..
رضينا كتابتها حي كتبت .. فتحمس لذلك ..وقال :وهل تد أحدا يعي على
فالتفت إليه أبو جهل ليد عليه ..ففاجأه البخترى قائما هذا ؟
يقول :صدق زمعة ..ل نرضى ما كتب فيها ول نقر به قال :نعم ..
.. قال :من هو ؟
فالتفت أبو جهل إل البخنري .. قال :زهي بن أب أمية والطعم بن عدي وأنا معك
فإذا بالط عم بن عدى ي صرخ :صدقتما وكذب من قال ..
غي ذلك ..نبأ إل ال منها وما كتب فيها .. قال :أبغنا خامسا ..
130
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأغراض أخرى .. وقام هشام بن عمرو وقال مثل قولم ..
فالتقط أقرب مطارة إليه ..وأقبل با مبتهجا إل القدر .. فتحي أبو جهل ..وسكت هنية ث قال :هذا أمر
وأفرغ نصفها فيه .. ُقضِي بليل ..تشوور فيه بغي هذا الكان ..
لحه أحدنا ..فصرخ به ..ل ..ل ..أبو خالد .. ث انطلق الط عم بن عدي إل الكع بة ..وتو جه إل
وهو يردد :خلون أشتغل ..خلون .. الصحفية ليشقها ..فوجد دابة الرضة قد أكلتها
فسـحبنا الطارة منـه فورا ..وغرقنـا فـ الضحـك الذي ..إل باسك اللهم ..
يغالبه البكاء ..
لننـا اكتشفنـا أناـ مطارة البنيـن ..وليسـت مطارة الاء كن ذكيا ..
!!.. الطـبيب الاذق يتلمـس أولً بأصـابعه ..فيختار
وتغدينا على خبز وشاي .. الوضع الناسب قبل غرز البرة ..
ل تفسد الرحلة ..بل كانت من أمتع الرحلت ..
.45جلد الذات !!
ولاذا نعذب أنفسنا بأمر قد انتهى ..
من الذكريات ..
وأذكر أيضا :
أنـا خرجنـا مرة للب ..وكان معنـا أبـو خالد ..
لا كنت ف الثانوية خرجت مع بعض الزملء ف رحلة ..
صديق لنا نظره ضعيف جدا ..
تعطلت بطارية إحدى السيارات ..
كنا ندمه ..نقرب إليه الاء ..التمر ..القهوة ..
أقبل نا ب سيارة أخرى وأوقفانا ها أمام ها لنو صل ببطاريت ها
وهو يردد :ل بد أن أساعدكم ..أريد أن أشتغل
البطارية التعطلة ..
معكم ..كلفون بأي عمل ..
أق بل طارق وو قف ب ي ال سيارتي ..وش بك ال سلك ف
ونن ننهاه عن ذلك ..
بطارية السيارة الول ..ث شبكها ف البطارية التعطلة ..
ذبنا شاة معنا ..وقطعناها ووضعناها ف القدر ..
ث أشار لحد الشباب ..شغل السيارة ..
تهيدا لطبخها ..ول نشعل النار بعد ..
ر كب صاحبنا ..وكان نا قل الر كة ( الق ي ) على ر قم
وانشغلنا بنصب اليمة ..وترتيب الغراض ..
وا حد ..ف ما إن ش غل ال سيارة ح ت قفزت ال سيارة إل
تركت الشهامة ف أب خالد – ويا ليتها ل تفعل -
المام وصـكت ركبتـ طارق بيـ صـدامي السـيارتي ..
فقام وتو جه إل القدر ..فرأى الل حم ..فأدرك أن
ووقع على الرض مصابا ..
أول شيء سنفعله هو أن نصب الاء على اللحم ..
وصاحبنا ف السيارة يردد :أشغل مرة ثانية ؟!!
فتو جه إل الغراض ف ال سيارة ..وج عل يتل مس
أبعدنـا السـيارتي ..وسـاعدنا طارق على الشـي ..كان
الغراض ..مولد كهرباء ..أسلك ..مصابيح ..
يعرج ويتأل من ركبتيه بشدة ..
أربـع مطارات بلسـتيك فيهـا ماء ..وبنيـن ..
لك نه أعجب ن أ نه ل يزد أل ه ب صراخ أو سبّ ..أو توب يخ
131
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مررت بأ حد البواب كان مدهونا بالطلء للتوّ ..وبان به ..بل ابتسم وأظهر الرضى ..
لوحة تذيرية ل تنتبه لا .. وما فائدة الصراخ ؟ والمر قد انتهى ..وصاحبنا
وفجأة مسـحت نصـف الطلء بثوبـك ..وطفـق عامـل أدرك خطأه ..
الطلء يصرخ بك سابا غضبابا .. ـل بذه
ـك ..فاعمـ
ـتمتع بياتـ
إذا أردت أن تسـ
كيف تتعامل مع هذه الشكلة ؟ القاعدة :
نن ف كثي من الحيان أيضا نتعامل معها بأسلوب ليس ل تتم بصغائر المور ..
ل لا ..
حً نن أحيانا نعذب أنفسنا ..ونلدها ..
نثور ..نسبّ العامل ..لِ مَ ل تضع لوحة واضحة ..فيد ونضيق ونتأل ..والل ل يل الشكلة ..
عليـك بغضـب ..وقـد تكون النتيجـة أن تتلطـخ بتراب افرض أ نك دخلت إل ح فل عرس ..و قد لب ست
الرض أكثر ما تلطخت بطلء الباب !! ثوبا حسـنا ..ووضعـت فوق رأسـك غترة وعقالً
على رسلك ..تدري أنت الن ماذا تفعل ؟! إنك تعذب ..حت صرت أجل من العريس !!
نفسك ..تلد ذاتك .. وبدأت تصافح الناس واحدا واحدا ..وفجأة أق بل
و قل م ثل ذلك لو تزي نت وذه بت خاطبا ..فمرت بك ـك ..
ـن ورائك ..وتعلق بطرف غترتـ
ـل مـ
طفـ
سيارة وأ نت خارج من الب يت ..ور شت عل يك من ماء وسـحبها فسـقطت الغترة والعقال ..والطاقيـة ..
كان متمعا على الرض ..هل ستعذب نف سك فت صرخ وصار شكلك مضحكا ..
وتزعق بالسيارة وركابا ..وهي قد ولّتك ظهرها .. كيف تتصرف؟
وكذلك .. كثي منا يتعامل مع هذه الشكلة بأسلوب هو ليس
ل داعي لنتذكر دائما اللم الت مستنا ف حياتنا .. حلً لا ..
مرت به لظات حزينة ف حياته .. ممد ير كض وراء ال صغي ..ي صرخ ..ي سب ..يل عن
..ف لظة حت جلس يوما مع زوجه النون عائشة ..
ساكنة ..فسألته : والنتيجة :أنه حقق ما كان يريده الطفل من جذب
هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد ؟ انتباه ..وضجة ..وأضحك الناس عليه ..
.. مرّت تلك العركة ف ذاكرة النب وربا صوره بعضهم وصار بلوتوثا يتناقلونه !!..
آآآه ..ما أق سى ذلك اليوم ..يوم قُ تل ع مه حزة و هو أ نت ه نا – حقي قة – ل تعذب الط فل إن ا تعذب
من أحب الناس إليه .. نفسك ..
يوم و قف ين ظر إل ع مه وقرة عي نه ..و قد جُدع أن فه .. أو افرض أنك ..
وقطعت أذناه ..وشُ ّق بطنه ..و ُمزّق جسده .. لبست ثوبا جديدا ..ربا ل تسدد قيمته بعد ..
..وجُرح وج هه ..و سالت م نه يوم ك سرت أ سنانه وذهبت إل شركة لتقدم على وظيفة ..
132
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه ألف درهـم على أن تذهـب إل سـيد بنـ تيـم .. الدماء ..
الحنف بن قيس ..فتلطمه على وجهه .. يوم قتل أصحابه بي يديه ..
م ضى ال سفيه ..فإذا الح نف جالس مع رجال ..م تبيا إل الدينـة ..وقـد نقـص سـبعون مـن يوم عاد
بكل رزانة ..قد ضم ركبتيه إل صدره ..وجعل يدث أ صحابه ..فرأى النساء الرامل والطفال اليتامى
قومه .. ..يبحثون عن أحبابم وآبائهم ..
اقترب السفيه منه ..ودنا ..ودنا ..فلما وقف عنده .. فعلً ..كان ذلك اليوم قاسيا ..
مدّ الحنف إليه رأسه ظانا أنه سيسرّ إليه بشيء .. : كانت عائشة تنتظر الواب ..فقال
فإذا بال سفيه ير فع يده ويل طم الح نف على وج هه لط مة ما لقيت من قومك كان أشد منه ..
كادت تزق خده !! يوم العقبة ..إذ عرضت نفسي ..
نظر الحنف إليه ..ول يلّ حبوته ..وقال بكل هدوووء ثـ ذكـر لاـ قصـة اسـتنصاره بأهـل الطائف ..
: وتكذيب هم له ..ور مي سفهائهم له بالجارة ح ت
لاذا لطمتن ؟!! أدموا قدميه .. )63( ..
قال :قوم أعطون ألف درهم على أن ألطم سيد بن تيم ..إل ومـع وجود هذه اللم فـ تاريـخ حياتـه
.. أنـه كان ل يسـمح لاـ أن تنغـص عليـه اسـتمتاعه
فقال الحنف ..آآآه ..ما صنعت شيئا .. بالياة ..
لست سيد بن تيم !.. ل تسـتحق اللتفات إليهـا ..وقـد مضـت آلمهـا
قال :عجبا !! فأين سيد بن تيم .. وبقيت حسناتا ..
قال :هل ترى ذاك الرجل الالس وحده ..وسيفه بانبه إذن ل تقتل نفسك بالمّ ..
؟ وكذلك ل تقتل الناس بالم واللوم ..
وأشار إل رجـل اسـه حارثـة بـن قدامـة ..امتل غضبا نن أحيانا نتعامل مع بعض الشاكل بأساليب هي
وغيظا ..لو قُسّم غضبه على أمةٍ لكفاهم .. ل لا ..
ف القيقة ليست ح ً
قال :نعم أراه ..الالس هناك .. كان الحنف بن قيس سيد بن تيم ..
قال :فاذهب والطمه لطمة ..فذاك سيد بن تيم .. ل ي كن ساد قو مه بقوة ج سد ..ول كثرة مال ..
مضى الرجل إليه :واقترب من حارثة ..فإذا عينا حارثة ول ارتفاع نسب ..
تلتمع شررا .. وإنا سادهم باللم والعقل ..
وقف السفيه عليه ..ورفع يده ولطمه على وجهه ..فما حقد عليه قوم ..
كادت يده تفارق خده ح ت الت قط حار ثة سيفه ..وق طع فأقبلوا إل سفيه من سفهائهم وقالوا له :
يده !!..
. ( ) تقدمت القصة كاملة ص 63
133
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلب فكيف أطيق أن أتبسما وقديا قيل :الفائز هو الذي يضحك ف النهاية !!
قلت :ابتسم واطرب فلو قارنتها ***
قضيت عمرك كله متألا قناعة ..
قال :العدى حول علت صيحاتم *** ل ل ا ..
التعا مل مع الشكلة بأ ساليب لي ست ح ً
َأأُ َسرّ والعداء حول ف المى يعذبك ..ول يل الشكلة !!
قلت :ابتسم ،ل يطلبوك بذمهم ***
.46مشاكل ليس لا حل ..
لو ل تكن منهم أجلّ وأعظما!
كم ترى من الناس غاضبا وهو يقود سيارته ..
قال :الليال جرعتن علقما ***
ورب ا ضرب بيد يه على مقود ها ..وردد ..أوووه
قلت :ابتسم ولئن جرعت العلقما
دائما زحة ..زحة ..
فلعل غيك إن رآك مُرَنّـما ***
أو قد تراه يشي ف الطريق ..ول يتمل أن يكلمه
طرح الكآبة خلفه وترنا
أحـد ..بـل متضايـق أشـد الضيـق ..ويردد :
أتراك تغنم بالترن درها ***
أوووف حررر شديييد !!..
أم أنت تسر بالبشاشة مغنما
ورباـ كنـت زميلً له فـ مكتـب واحـد ..تبتلى
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى ***
برؤيته كل يوم ..ويشغلك كلما جلس " ..ياخي
متلطم ولذا نب النما (.. )64
العمل كثييي ..أوووه إل مت ما يزيدون رواتبنا "
نعم استمتع بياتك ..
..ويدخل عابسا ..ويرج ساخطا ..
انتبه أن تكون ظروفك مؤثرة على سلوكك ..ف عملك
وربا أكثر التشكي من آلم بدنه ..أو إعاقة ولده
..أولدك ..زملئك ..
..
فمـا ذنبهـم أن يتعذبوا بأمور ليـس هـم طرفا فيهـا ..ول
ل بد أن نقتنع جيعا أننا تواجهنا ف حياتنا مشاكل
يلكون حلها ؟
ليس لا حل ..فل بد أن نتعامل معها بأريية ..
ل تعلهـم إذا رأوك ..أو ذكروك .ذكروا معـك المـ
قال :السماء كئيبة وتهما ***
والزن ..
قلت :ابتسم ،يكفي التجهم ف السما!
عن النياحة على اليت ..والصراخ ..وشق لذا نى
قال :الصبا ول ! فقلت له :ابتسم ***
اليب ..وحلق الشعر ..و ..
لن يرجع السف الصبا التصرما
لاذا ؟
قال :الت كانت سائي ف الوى ***
لن التعامـل مـع الوت يكون بتغسـيل اليـت وتكفينـه
صارت لنفسي ف الغرام جهنما
والصلة عليه ودفنه ..والدعاء له ..
خانت عهودي بعدما ملكتها ***
( ) أبيات ليليا أبو ماضي من ديوانه ص 656 64
134
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :سبع عشرة سنة .. أ ما ال صراخ والعو يل فل ين فع شيئا ..سوى أ نه
قلت :ال يشفيه ..ويبارك لك ف إخوانه .. يقلب متعة الياة إل أحزان ..
فخفـض رأسـه وقال :يـا شيـخ ..ليـس له إخوان ..ل مشى العاف بن سليمان مع صاحب له ..فالتفت
ُأرْزق بغي هذا الولد ..وقد أصابه ما ترى .. إليه صاحبه عابسا وقال :ما أشد البد اليوم ؟
قلت له :سعد ..ب كل اخت صار ..ل تق تل نف سك بال م فقال العاف :أستدفأت الن ؟
..لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا .. قال :ل ..
ث خففت عنه مصابه وذهبت .. قال :فماذا ا ستفدت من الذم ؟ لو سبّحت لكان
نعم ل تقتل نفسك بالم ..فالم ل يفف الصيبة .. خيا لك ..
أذكر أن قبل فترة ..ذهبت إل الدينة النبوية .. عش حياتك ..
التقيـت بالد ..قال ل :مـا رأيـك أن نزور الدكتور : ل تن قب عن الشكلت ..ول تد قق ف صغائر
عبد ال .. المور ..وإنا استمتع بياتك ..
قلت :لاذا ..ما الب ؟
قال :نعزيه .. .47ل تقتل نفسك بالم ..
قلت :نعزيه ؟!! كان أحد طلب ف الامعة ..
قال :نعـم ..ذهـب ولده الكـبي بالعائلة كلهـا لضور غاب أ سبوعا كاملً ..ث لقي ته ف سألته :سلمات
حفـل عرس فـ مدينـة ماورة ..وبقـي هـو فـ الدينـة ..سعد ..؟
لرتباطه بالامعة .. قال :ل شيء ..كنت مشغو ًل قليلً ..
و ف أثناء عودت م و قع ل م حادث مروع ..فماتوا جيعا كان الزن واضحا عليه ..
..أحدى عشر نفسا !! قلت :ما الب ؟
كان الدكتور رجلً صـالا قـد جاوز المسـي ..لكنـه قال :كان ولدي مريضا ..عنده تليـف فـ الكبـد
على كل حال ..بشر ..له مشاعر وأحاسيس .. ..وأ صابه ق بل أيام ت سمم ف الدم ..وتفاجأت
فـ صـدره قلب ..وله عينان تبكيان ..ونفـس تفرح أمس أن التسمم تسلل إل الدماغ ..
وتزن .. قلت :ل حول ول قوة إل بال ..اصب ..وأسأل
تلقى الب الفزع ..صلى عليهم ..ث وسدهم ف التراب ال أن يشفيه ..
بيديه ..إحدى عشر نفسا .. وإن قضـى ال عليـه بشيـء ..فأسـأل ال أن يعله
صـار يطوف فـ بيتـه حيان ..يرـ بألعاب متناثرة ..قـد شافعا لك يوم القيامة ..
مضى عليها أيام ل ترك ..لن خلود وسارة اللتان كانتا قال :شافع ؟ يا شيخ ..الولد ليس صغيا ..
تلعبان با ..ماتتا .. قلت :كم عمره ؟
135
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راتب قليل .. يأوي إل فراشـه ..ل يرتـب ..لن أم صـال ..
امرأة مع زوجها :بيتنا قد ي ..سيارتنا متهال كة ..ثيا ب ماتت ..
ليست على الوضة .. يرـ بدراجـة ياسـر ..ل تتحرك ..لن الذي كان
أفنيت يا مسكي عمرك بالتأوه والزن يقودها ..مااات ..
وظللت مكتوف اليدين تقول حاربن الزمن يد خل غرف ابن ته ال كبى ..يرى حقائب عر سها
إن ل تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن مصـفوفة ..وملبسـها مفروشـة على سـريرها ..
ماتت ..وهي ترتب ألوانا وتنسقها ..
إضاءة سبحان من صبّره ..وثبت قلبه ..
عش حياتك با بي يدك من معطيات ..لتسعد كان الضيوف يأتون ..معهـم قهوتمـ ..لنـه ل
أحد عنده يدم أو يُعي ..
.48ارض با قسم ال لك ..
العجيب أنك إذا رأيت الرجل ف العزاء ..حسبت
كنــت فــ رحلة إل أحــد البلدان للقاء عدد مــن
أنه أحد العزين ..وأن الصاب غيه ..
الحاضرات ..
كان يردد ..إنا ل وإنا إليه راجعون ..ل ما أخذ
كان ذلك البلد مشهورا بوجود م ستشفى كبي للمراض
وله ما أعطى ..وكل شيء عنده بأجل مسمى ..
العقلية ..أو كما يسميه الناس "مستشفى الجاني" ..
وهذا هو ق مة الع قل ..فلو ل يف عل ذلك ..لات
ألقيت ماضرتي صباحا ..وخرجت وقد بقي على أذان
ها ..
الظهر ساعة ..
أعرف أحـد الناس أراه دائما سـعيد ..وإذا تأملت
كان معي عبد العزيز ..رجل من أبرز الدعاة ..
حاله وجدت :
التفت إليه ونن ف السيارة ..قلت :عبد العزيز ..هناك
وظيفته متواضعة
مكان أود أن أذهب إليه ما دام ف الوقت متسع ..
بيته وضيق ..إيار ..
قال :أيـن ؟ صـاحبك الشيـخ عبـد ال ..مسـافر ..
سيارته قدية ..
والدكتور أحدـ اتصـلت بـه ول يبـ ..أو تريـد أن نرـ
أولده كثيون ..
الكتبة التراثية ..أو ..
و مع ذلك كان دائم البت سامة ..مبوبا ..يع يش
قلت :كل ..بل :مستشفى المراض العقلية ..
حياته ..
قال :الجاني !! قلت :الجاني ..
صحيح ..ل يقتل نفسه بالم ..
فض حك وقال مازحا :لاذا ..تر يد أن تتأ كد من عقلك
ول تكثر التشكي..فيملّك الناس..
..
عنده ولد معوق ..ولدي مريض ..ضايق صدري
قلت :ل ..ولكـن نسـتفيد ..نعتـب ..نعرف نعمـة ال
..يا أخي مسكي ولدي ..خلص فهمنا ..
136
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جدرانا وأرضها باللون البن .. علينا ..
سألت الطبيب :ما هذا ؟!! قال :منون .. سكت ع بد العز يز يف كر ف حال م ..شعرت أ نه
شعرت أ نه ي سخر من سؤال ..فقلت :أدري أ نه منون حز ين ..كان ع بد العز يز عاطفيا أك ثر من اللزم
..لو كان عاقلً لا رأيناه هنا ..لكن ما قصته ؟ ..
فقال :هذا الرجـل إذا رأى جدارا ..ثار وأقبـل يضربـه أخذن بسيارته إل هناك ..
بيده ..وتارة يضربه برجله ..وأحيانا برأسه .. أقبلنا على مبن كالغارة..الشجار تيط به من كل
فيوما تتكسـر أصـابعه ..ويوما تكسـر رجله ..ويوما جانب..كانت الكآبة ظاهرة عليه..
يشج رأسه ..ويوما ..ول نستطع علجه ..فحبسناه ف قابل نا أ حد الطباء ..ر حب ب نا ث أخذ نا ف جولة
غر فة ك ما ترى ..جدران ا وأرض ها مبط نة بال سفنج .. ف الستشفى ..
فيضرب كما يشاء ..ث سكت الطبيب ..ومضى أمامنا أخذ الطبيب يدثنا عن مآسيهم ..ث قال :
ماشيا .. وليس الب كالعاينة ..
أ ما أ نا و صاحب ع بد العز يز ..فظلل نا واقف ي نتم تم : دلف بنـا إل أحـد المرات ..سـعت أصـواتا هنـا
المد ل الذي عافانا ما ابتلك به وهناك ..
ث مضينا نسي بي غرف الرضى .. كانت غرف الرضى موزعة على جانب المر ..
حت مررنا على غرفة ليس فيها أسرة ..وإنا فيها أكثر مرر نا بغر فة عن يين نا ..نظرت داخل ها فإذا أك ثر
مـن ثلثيـ رجلً ..كـل واحـد منهـم على حال ..هذا من عشرة أسرة فارغة ..إل واحدا منها قد انبطح
يؤذن ..وهذا يغن ..وهذا يتلفت ..وهذا يرقص .. عليه رجل ينتفض بيديه ورجليه ..
وإذا من بينهم ثلثة قد أُجلسوا على كراسي ..وربطت التفتّ إل الطبيب وسألته :ما هذا !!
أيديهـم وأرجلهـم ..وهـم يتلفتون حولمـ ..وياولون ـرع ..
ـاب بنوبات صـ
قال :هذا منون ..ويصـ
التفلت فل يستطيعون .. تصيبه كل خس أو ست ساعات ..
تعج بت و سألت ال طبيب :ما هؤلء ؟ ولاذا ربطتمو هم قلت :ل حول ول قوة إل بال ..منـذ متـ وهـو
دون الباقي ؟ على هذا الال ؟
فقال :هؤلء إذا رأوا شيئا أمامهــم اعتدوا عليــه .. قال :منذ أكثر من عشر سنوات ..كتمت عبة ف
يكسرون النوافذ ..والكيفات ..والبواب .. نفسي ..ومضيت ساكتا ..
لذلك ننـ نربطهـم على هذا الال ..مـن الصـباح إل بعد خطوات مشيناها ..مررنا على غرفة أخرى ..
الساء .. بابا مغلق ..وف الباب فتحة يطل من خللا رجل
قلت وأنا أدافع عبت :منذ مت وهم على هذا الال ؟ من الغرفة ..ويشي لنا إشارات غي مفهومة ..
قال :هذا م نذ ع شر سنوات ..وهذا م نذ سبع ..وهذا حاولت أن أسـرق النظـر داخـل الغرفـة ..فإذا
137
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ل يعقلون حاله .. جديد ..ل يض له إل خس سني !!
خر جت من هذه الغر فة ..ول أ ستطع أن أت مل أك ثر .. خر جت من غرفت هم ..وأ نا أتف كر ف حال م ..
قلت للطبيب :دلن على الباب ..للخروج .. وأحد ال الذي عافان ما ابتلهم ..
قال :بقي بعض القسام .. سألته :أين باب الروج من الستشفى ؟
قلت :يكفي ما رأيناه .. قال :ب قي غر فة واحدة ..ل عل في ها عبة جديدة
مشـى الطـبيب ومشيـت بانبـه ..وجعـل يرـ ف طريقـه ..تعال ..
بغرف الرضى ..ونن ساكتان .. وأ خذ بيدي إل غر فة كبية ..ف تح الباب ود خل
وفجأة التفت إلّ وكأنه تذكر شيئا نسيه ..وقال : ..وجرن معه ..
يـا شيـخ ..هنـا رجـل مـن كبار التجار ..يلك مئات كان ما ف الغرفة شبيها با رأيته ف غرفة سابقة ..
الليي ..أصابه لوثة عقلية فأتى به أولده وألقوه هنا منذ مموعـة مـن الرضـى ..كـل منهـم على حال ..
سنتي .. راقص ..ونائم ..
وهنا رجل آخر كان مهندسا ف شركة ..وثالث كان .. و ..و ..عجبا ماذا أرى ؟؟
وم ضى ال طبيب يدث ن بأقوام ذلوا ب عد عز ..وآخر ين رجل جاوز عمره المسي ..اشتعل رأسه شيبا ..
افتقروا بعد غن ..و .. وجلس على الرض القرف صاء ..قد ج ع ج سمه
أخذت أمشي بي غرف الرضى متفكرا .. بع ضه على ب عض ..ين ظر إلي نا بعين ي زائغت ي ..
سبحان من قسم الرزاق بي عباده .. يتلفت بفزع ..
يعطي من يشاء ..وينع من يشاء .. كل هذا طبيعي ..
قد يرزق الرجل مالً وحسبا ونسبا ومنصبا ..لكنه يأخذ لكن الشيء الغريب الذي جعلن أفزع ..بل أثور
منـه العقـل ..فتجده مـن أكثـر الناس مالً ..وأقواهـم ..هو أن الر جل كان عاريا تاما ل يس عل يه من
جسدا ..لكنه مسجون ف مستشفى الجاني .. اللباس ول ما يستر العورة الغلظة ..
وقـد يرزق آخـر حسـبا رفيعا ..وما ًل وفيا ..وعقلً تغي وجهي ..وامتقع لون ..والتفت إل الطبيب
كبيا ..لك نه ي سلب م نه ال صحة ..فتجده مقعدا على فورا ..فلما رأى حرة عين ..
سـريره ..عشريـن أو ثلثيـ سـنة ..مـا أغنـ عنـه ماله قال ل ..هدئ مـن غضبـك ..سـأشرح لك حاله
وحسبه !!.. ..
ومن الناس من يؤتيه ال صحة وقوة وعقلً ..لكنه ينعه هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا عضه بأسنانه وقطعه
الال فتراه يشتغل حال أمتعة ف سوق أو تراه معدما فقيا ..وحاول بلعه ..وقد نلبسه ف اليوم الواحد أكثر
يتنقل بي الرف التواضعة ل يكاد يد ما يسد به رمقه من عشرة ثياب ..وكلها على مثل هذا الال ..
.. فتركناه هكذا صيفا وشتاءً ..والذ ين حوله مان ي
138
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ل تتلفا ..وإنك إن عصيتن أطعتك .. و من الناس من يؤت يه ..وير مه ..ور بك يلق ما
فقال له عمرو :فإن أمي عليك ..وإنا أنت مدد ل .. يشاء ويتار ..ما كان لم الية ..
قال :فدونك .. فكان حريا بكل مبتلى أن يعرف هدايا ال إليه قبل
فتقدم ..عمرو بن العاص tفصلى بالناس .. أن يعـد مصـائبه عليـه ..فإن حرمـك الال فقـد
وب عد الغزوة ..كان أول من و صل الدي نة ..عوف بن أعطاك ال صحة ..وإن حر مك من ها ..ف قد أعطاك
مالك .. t العقل ..فإن فاتك ..فقد أعطاك السلم ..هنيئا
فمضى إل رسول .. r لك أن تعيش عليه وتوت عليه ..
فلما رآه ..قال له .. rأخبن .. ف قل بلء ف يك الن بأعلى صوتك :الممممد ل
فأ خبه عن الغزوة ..وما كان ب ي أ ب عبيدة وعمرو بن ..
العاص .. .. وكذلك كان الصحابة الكرام
فقال : rيرحم ال أبا عبيدة بن الراح .. بعـث رسـول ال .. rعمرو بـن العاص tجهـة
.. نعم ..يرحم ال أبا عبيدة الشام ..ف غزوة ذات السلسل ..
فكرة .. فلما صار إل هناك رأى كثرة عدوه ..
انظـر للجوانـب الشرقـة مـن حياتـك ..قبـل أن تنظـر فبعث إل رسول ال rيستمده ..
للمظلمة ..لتكون أسعد .. فبعـث إليـه rأبـا عـبيدة بـن الراح ..أميا على
مدد ..ف يه الهاجرون الولون ..وفي هم أ بو ب كر
.49كن جبلً .. وعمر ..وقال rلب عبيدة حي وجهه :ل تتلفا
فـ بدايـة سـلوكي فـ طريـق الدعوة ..دعيـت للقاء ..
ماضرة ف إحدى القرى .. فخرج أبو عبيدة ..
ا ستقبلن ال سئول عن الدعوة هناك ..رك بت سيارته .. حتـ إذا قدم على عمرو قال له عمرو :إناـ جئت
كانت قدية متهالكة .. مددا ل ..
تدثت معه ..أخبن أنه حديث عهد بزواج .. فقال له أبـو عـبيدة :ل ولكـن على مـا أنـا عليـه
ث اشت كى إلّ من غلء الهور ف قريت هم ..ح ت إ نه ل وأنت على ما أنت عليه ..
يستطع أن يشتري سيارة جديدة ..أو على القل أحسن ل ..هينا عل يه أ مر
ل لينا سه ً
وكان أ بو عبيدة رج ً
من سيارته .. الدنيا ..
دعوت له بالتوفيق .. فقال له عمرو :بل أنت مددي ..
ث دخلت وألقيت الحاضرة ..وف آخرها ..قرئت عليّ فقال له أ بو عبيدة :يا عمرو إن ر سول ال .. r
السئلة ..وكان من بينها سؤال عن غلء الهور .. قد قال ل :
139
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأكـد أن الشجار الثابتـة ل تقتلعهـا الرياح ..مهمـا ففرحت به وقلت :جاءك يا مهنا ما تتمنا !!
اشتدت ..وإنا النصر صب ساعة .. وانطلقــت أتكلم عــن غلء الهور وتأثيه على
كل ما زاد عقلك ..قل جهلك ..وإذا زاد قدرك ..قل الشباب والفتيات ..
غضبك .. ما زوج بناته بأكثر من ث ذكرت إن رسول ال
كالبحر ل يركه أي شيء ..ويا جبل ما تزك ريح !.. خسـمائة درهـم ..ثـ رفعـت صـوت قائلً :يعنـ
بل إنك لو استثارك شخص ما ..ف ملس ..أو بيت .. ؟!! بناتكم أحسن من بنات النب
أو قناة فضائية ..أو ماضرة عامة .. ف صرخ ر جل مُ سن من طرف ال صف قائلً :إ يش
فإنـك إذا بقيـت هادئا ل تغضـب ول تثـر ..مال الناس فيهم بناتنا ؟
معك ضده .. فثار آخر وقال :يتكلم على بناتنا !!
ل بقافلة تارة من الشام ..
كان أ بو سفيان بن حرب مقب ً ـه وقال :أوووه
ونض ـ الثالث جاثيا على ركبتيـ
فخرج إليهم السلمون لقتالم .. تتكلم على بناتنا ؟!!
ففـر أبـو سـفيان بالقافلة ..وأرسـل إل قريـش فخرجـت ك نت ف حال ل أح سد عل يه ..وك نت ف أوائل
بيش عرمرم .. طريق الدعوة ..وحديث التخرج من الامعة ..
ووقعـت معركـة بدر بيـ السـلمي وقريـش ..وانتصـر بقيـت سـاكتا ل أنبـس ببنـت شفـة ..نظرت إل
السلمون .. الول لاـ تكلم وتبسـمت ..فلمـا تكلم الثانـ ..
قتل من كفار قريش سبعون ..وأُسِر منهم سبعون .. نظرت إليه أيضا وتبسمت ..وكذلك الثالث ..
رجـع مـن تبقـى مـن جيـش قريـش ..وهـم جرحـى .. كان بعض الشباب ف آخر السجد يتضاحكون ..
وجوعى .. وبعضهم قاموا وقوفا ينظرون ..وكأن بم يقولون
ث وصل أبو سفيان بقافلته إل مكة .. :وقف حار الشيخ ف العقبة !!
فمشـى عبـد ال بـن أبـ ربيعـة وعكرمـة بـن أبـ جهـل ل ا رأوا هدوئي ..هدؤوا ..ث قام أحد هم وقال :
وصفوان ابن أمية .. يا جاعة ..خلوا الشيخ يوضح قصده ..
ف رجال من قريش من أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانم فســكتوا ..فشكرت له عمله ..ثــ اعتذرت
يوم بدر .. وأثنيت عليهم – وعلى بناتم -ووضحت مرادي
فكلموا أبا سفيان ومن كانت له ف تلك العي من قريش ..
تارة .. ع ند تعاملك مع الناس ..أ نت ف القي قة ت صنع
فقالوا :يـا معشـر قريـش ..إن ممدا قـد وتركـم وقتـل شخ صيتك ..وتب ن ف عقول م ت صورات ع نك ..
خيار كم ..فأعينو نا بذا الال على حر به لعل نا ندرك م نه يبنون على أسـاسها أسـاليب تعاملهـم معـك ..
ثأرا ..ففعلوا .. واحترامهم لك ..
140
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلمـا نزل أبـو سـفيان والشركون بأصـل أحـد فرح وقـد قال ال فيهـم " :إن الذيـن كفروا ينفقون
السلمون الذين ل يشهدوا بدرا بقدوم العدو عليهم .. أموالم ليصدوا عن سبيل ال فسينفقونا ث تكون
وقالوا :قد ساق ال علينا أمنيتنا .. علي هم ح سرة ث يغلبون والذ ين كفروا إل جه نم
ث قال النب rلصحابه : يشرون " .
" من ر جل يرج ب نا على القوم من ك ثب ـ أي من فخرجـت قريـش ..بدهـا وحديدهـا ..وجدهـا
قريب ـ من طريق ل ير بنا عليهم " ؟ وأحابيشها ..
فقال رجل من بن حارثة بن الارث اسه أبو خيثمة : وخرج معها من تابعها من بن كنانة وأهل تامة ..
أنا يا رسول ال .. وخرجوا مع هم بالن ساء لئل ي فر الرجال من القتال
فسلك به ف أرض بن حارثة وبي أموالم ومزارعهم .. ..
حت سلك به ف مال لرجل اسه :مربع ابن قيظي .. فخرج أبو سفيان بزوجته هند بنت عتبة ..
ل منافقا ضرير البصر ..
وكان رج ً وخرج عكرمة بن أب جهل بزوجته أم حكيم بنت
فلما سع ِحسّ رسول ال .. rومن معه من السلمي .. الارث ..
قام يثي ف وجوههم التراب ..ويقول :إن كنت رسول وخرج الارث بن هشام بفاط مة ب نت الول يد بن
ال فإن ل أحل لك أن تدخل ف حائطي .. الغية ..
ث أخذ البيث حفنة من التراب ف يده ..ث قال : فأقبـل الكفار ..حتـ نزلوا على شفيـ الوادي
وال لو أعلم أن ل أصيب با غيك يا ممد لضربت با مقابل الدينة ..
وجهك .. فلما سع ب م ر سول ال .. rا ستشار أ صحابه ..
فابتدره القوم .. ما رأيكم ؟
: فقال النب نبقى ف الدينة فإذا دخلوها علينا ..
" ل تقتلوه ..فهذا الع مى ..أع مى القلب ..أع مى فقال له ناس ل يكونوا شهدوا بدرا :نرج يـــا
البصر " .. رسول ال إليهم نقاتلهم بـ "أحد" ..
ومضى رسول ال .. rول يلتفت إل ذلك النافق .. ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر
نعم .. ..
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا فما زالوا برسول ال rحت لبس أداة الرب ..
لصبح الصخر مثقالً بدينار ثـ ندموا ..وقالوا :يـا رسـول ال أقـم ..فالرأي
والكلب تنبح ..والقافلة تسييييي .. رأيك ..
قناعة .. فقال ل م :ما ينب غي ل نب أن ي ضع أدا ته ب عد ما
الرياح ل ترك البال ..لكنهــا تلعــب بالرمال .. لبسها حت يكم ال بينه وبي عدوه ..
141
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. وتشكلها كما تشاء ..
فأُتَ به يوما إل رسول ال فأمر به فجُلد ..
ث مرت أيام ..فشرب خرا ..فجيء به أخرى فجلد .. .50ل تلعنه ..إنه يشرب خرا !!..
ومرت أيام ..ث جيء به قد شرب خرا ..فجلد .. أكثر الناس الذين نالطهم مهما بلغ من السوء ..
فلما ول خارجا ..قال رجل من الصحابة : إل أنه ل يلو من خي وإن كان قليلً ..
لعنه ال ..ما أكثر ما يؤتى به !! فلو ا ستطعنا أن نعثر على مفتاح ال ي لكان حسنا
فالت فت إل يه ..و قد تغ ي وج هه فقال له :ل تلع نه .. ..
()65
فوال ما علمت أنه يب ال ورسوله .. اشت هر عن ب عض الجرم ي ..أ نه كان ي سطو على
بيوت الناس وي سرق أموال م ..لين فق بعض ها على
فن .. ضعفاء وأيتام !! أو يبن با مساجد !!
ق بل أن تبدأ ف نزع شجرة ال شر ف الخر ين ..اب ث أو كالت ترى أيتاما جوعى فتزن لتحصل مالً تسد
عن شجرة الي واسقها .. به جوعهم ..
بن مسجدا ل من غي حله **
.51إذا ل يكن ما تريد فأرد ما يكون !!.. فكان بمد ال غي موفق
مـا دمـت مُلزمـا فاسـتمتع ..هكذا كنـت أقول لشاب كمطعمة اليتام من كدّ عرضها ! **
أصـيب برض السـكر ..فكان يشرب الشاي مـن غيـ لك الويــل ل تزنــ ول
سكر ..ويتأسف لاله .. تتصدقي
كنـت أقول له :هـل إذا تأسـفت وحزنـت أثناء شربـك وكم من حامل سكي ليطعن با ..فاستعطفه طفل
الشاي ..هل تنقلب الرارة حلوة .. أو امرأة فرق قلبه ..وألقى سكينه عنه ..
قال :ل .. إذن عامـل الناس جيعا باـ تعلم فيهـم مـن خيـ ..
قلت :ما دمت ملزما ..فاستمتع .. قبل أن تسيء الظن بم ..
أعن لن تأت الدنيا دائما على ما نب .. ..بلغ من خلقه أنه كان يلتمس العاذير ممد
وهذا يقع ف حياتنا كثيا .. للمخطئيـ ..ويسـن الظـن بالذنـبي ..وكان إذا
سيارتك قدية ..مكيف ل يشتغل ..مراتب مزقة ..ول قابـل عاصـيا ينظـر فيـه إل جوانـب اليان قبـل
تستطيع حاليا تغييها ..ما الل ؟ جوانب الشهوة والعصيان ..
تقدمت للدراسة بالامعة ..فقبلت ف كلية ل ترغب ف ما كان يسيء الظن بأحد ..يعاملهم كأنم أولده
الدراسـة فيهـا ..حاولت تعديـل الال فلم تسـتطع .. وإخوانه ..يب لم الي كما يبه لنفسه ..
قد ابتلي بشرب المر كان رجل ف عهد النب
( ) متفق عليه 65
142
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ن عم ..عش حيا تك ..ل و قت في ها لِلهمّ ..تعا مل مع فاضطررت لواصـلة الدراسـة ..وأكملت سـنتي
العطيات الت بي يديك .. وثلث ..فما الل ؟
مع أصحابه ف غزوة فق ّل طعامهم ..وتعبوا .. خرج تقدمـت لوظيفـة فلم تقبـل ..وقبلت فـ أخرى ..
فأمرهم ..أن يمعوا ما عندهم من طعام .. وبدأت دوامك فيها ..فما الل؟
وفرش رداءه ..وصار الرجل يأت بالتمرة ..والتمرتي .. خطبت فتاتا فرفضت ..وتزوجت آخر ..ما الل
وكسـرة البـز ..وكلهـا تتمـع فوق هذا الرداء ..ثـ ؟
أكلوا ..وهم مستمتعون .. كث ي من الناس ي عل ال ل هو الكتئاب الدائم ..
والتأفف من واقعه ..وكثرة التشكي إل من عرف
لحة .. و من ل يعرف ! وهذا ل يرد إل يه رزقا فا ته ..ول
ما كل ما يتمن الرء يدركه .. يعجل برزق ل يكتب له ..
تري الرياح با ل تشتهي السفن إذن ما الل ؟
العا قل ف هو الذي يتك يف مع واق عه كيف ما كان ..
.52نتلف ونن إخوان !
مادام ل يستطيع التغيي إل الحسن ..
ذُكـر أن الشافعـي رحهـ ال تناظـر يوما مـع أحـد العلماء
أحد أصدقائي كان يشرف على بناء مسجد ..
حول مسألة فقهية عويصة ..
فضاقـت بمـ النفقـة ..فتوجهوا إل أحـد التجار
فاختلفا ..وطال الوار ..حت علت أصواتما ..
للستعانة به ف إكمال البناء ..
ول يستطع أحدها أن يقنع صاحبه ..
ل ..وأعطاهم ما
فتح لم الباب ..جلس معهم قلي ً
وكأن الرجل تغي وغضب ..ووجد ف نفسه ..
تيسر ..ث أخرج دواء من جيبه وجعل يتناوله ..
فل ما انت هى الجلس وتوج ها للخروج ..الت فت الشاف عي
قال له أحدهم :سلمات ..عسى ما شر !!
إل صاحبه ..وأخذ بيده وقال :
قال :ل ..هذه حبوب منو مة ..م نذ ع شر سني
أل يصح أن نتلف ونبقى إخوانا !..
ل أنام إل با ..
وجلس بعض علماء الديث يوما ..عند الليفة ..
دعوا له ..وخرجوا ..
فتكلم رجل ف الجلس بديث ..
فمروا على حفريات وأعمال طرق عنـــد مرج
فاستغرب العال منه ..وقال :ما هذا الديث !! من أين
الدينـة ..وقـد وضـع عندهـا أنوار تعمـل بولد
؟ جئت به ؟ تكذب على رسول ال
كهربائي قد مل الدنيا ضجيجا ..
فقال الرجل :بل هذا حديث ..ثابت ..
ليس هذا هو الغريب ..
قال العال :ل ..هذا حديث ل نسمع به ..ول نفظه ..
الغر يب أن حارس الولد هو عا مل فق ي قد افترش
وكان ف الجلس وزير عاقل ..
قصاصات جرائد ..ونااااام ..
143
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رهج السنابك والغبار الطيب فالتفـت إل العال وقال بدوء :يـا شيـخ ..هـل
ولقد أتانا من مقال نبينا *** ..؟ حفظت جييييع أحاديث النب
قول صحيح صادق ل يكذب قال :ل ..
ل يستوي وغبار خيل ال ف *** قال :فهل حفظت نصفها ؟
أنف امريء ودخان نار تلهب قال :ربا ..
هذا كتاب ال ينطق بيننا *** فقال :فاعتـب هذا الديـث مـن النصـف الذي ل
ليس الشهيد بيت ل يكذب تفظه ..
ث قال : وانتهت الشكلة ..
إن من عباد من فتح ال ف الصيام ..فيصوم ما ل يصومه كان الفضيـل بـن عياض وعبـد ال بـن البارك
غيه ..ومنهم من فتح له ف قراءة القرآن ..ومنهم من صاحبي ل يفترقان ..
فتـح له فـ طلب العلم ..ومنهـم مـن فتـح فـ الهاد .. وكانا عالي زاهدين ..
ومنهم من فتح له ف قيام الليل .. عنّ لع بد ال بن البارك فخرج للقتال والرباط ف
وليس ما أنت عليه بأفضل ما أنا عليه .. الثغور ..
وما أنا عليه ..ليس بأفضل ما أنت عليه .. وبقي الفضيل بن عياض ف الرم يصلي ويتعبد ..
وكلنا على خي .. وف يوم رق فيه القلب ..وأسبلت الدمعة ..
وهكذا كان منهج الصحابة .. ك تب الفض يل إل ا بن البارك كتابا يدعوه ف يه إل
اجتمـع الكفار وتألبوا لرب السـلمي فـ الدينـة .. الجيـء والتعبـد فـ الرم ..والشتغال بالذكـر
وجاؤوا ف جيش ل تشهد العرب مثله كثرة وعتادا .. وقراءة القرآن ..
فحفـر السـلمون خندقا ل يسـتطع الكفار أن يتجاوزوه فلما قرأ ابن البارك الكتاب ..
لدخول الدينة .. أخذ رقعة وكتب إل الفضيل :
فعسكر الكفار وراء الندق .. يا عابد الرمي لو أبصرتنا ***
وكان ف الدي نة قبيلة ب ن قري ظة ..و هم يهود يترب صون لعلمت أنك ف العبادة
بالؤمني .. تلعب
فأقبلوا إل الكفار يدونمـ ..ويعيثون فـ الدينـة فسـادا من كان يضب خده بدموعه ***
ونبا .. فنحورنا بدمائنا تتخضب
وقد انشغل السلمون عنهم بالرباط عند الندق .. أو كان يتعب خيله ف باطل ***
وم ضت اليام ع صيبة ..ح ت أر سل ال على الكفار ريا فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
وجنودا ..من عنده فتمزق جيشهم ..وانقلبوا خائبي .. ريح العبي لكم ونن عبينا ***
144
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصلوها .. يرون أذيال هزيتهم ف ظلمة الليل ..
فذكر ذلك للنب rفلم يعنف واحدا من الفريقي .. فل ما أ صبح ر سول ال .. rان صرف عن الندق
فحاصرهم النب .. rحت نصره ال عليهم .. راجعا إل الدينة ..
ووضع السلمون السلح ..ورجعوا إل بيوتم ..
وجهة نظر .. ودخـل رسـول ال rبيتـه ..ووضـع السـلح
ليست الغاية أن نتفق ..لكن الغاية أن ل نتلف .. واغتسل ..
فلما كانت الظهر ..جاءه جبيل ..
.53الرفق ..إل زانه ..
فنادى رسول ال .. rمن خارج البيت ..
يتكرر على ألسنتنا كثيا عندما نعجب بشخص ما ..أن
فقام رسول ال rفزعا ..
نصفه قائلي :
فقال له جبيـل عليـه السـلم :أوقـد وضعـت
فلن رزين ..فلن ثقيل ..فلن راكد ..
السلح يا رسول ال ؟
وإذا أردنـا مذمـة شخـص قلنـا :فلن عجول ..فلن
قال :نعم ..
خفيّف ..
قال جب يل :ما وض عت اللئ كة ال سلح ب عد ..
فيقول :ما كان الرفق ف شيء إل زانه أما رسول ال
ومـا رجعـت الن إل مـن طلب القوم ..طلبناهـم
()66
..وما نزع من شيء إل شانه ..
حت بلغنا حراء السد ..
هل تستطيع تريك طن الديد بأصبع ؟
إن ال يأمرك بال سي إل ب ن قري ظة ..فإ ن عا مد
نعم :إذا أحضرت رافعة ..ث ربطته برفق ..وأحكمت
إليهم فمزلزل بم ..
ربطه ..
فأمر رسول ال rمؤذنا فأذن ف الناس :
ث رفعته ..فإذا تعلق ف الواء ..حركه بأصغر أصابعك
" من كان سامعا مطيعا ..فل يصلي العصر إل ف
..
بن قريظة " ..
اتفق صديقان على أن يتقدما لرجل لطبة ابنتيه ..كانت
فت سابق الناس إل سلحهم ..و سعوا وأطاعوا ..
إحداها أكب من الخرى ..
ومضوا إل ديار بن قريظة ..
قال أحده ا لل خر :أ نا آ خذ ال صغية ..وأ نت تأ خذ
فدخل عليهم وقت العصر وهم ف الطريق ..
الكبية ..
فقال بعضهم ل نصلي العصر إل ف بن قريظة ..
فصاح صاحبه :لاااا ..بل أنت خذ الكبية ..وأنا آخذ
وقال بعض هم :بل ن صلي ل يرد م نا ذلك ..يع ن
الصغية ..
إنا أراد السراع إليهم ..
فقال الول :ط يب ..أ نت تأ خذ ال صغية ..وأ نا آ خذ
فصلوا العصر وأكملوا مسيهم ..
وأخرهـا الخرون ..حتـ وصـلوا بنـ قريظـة ..
( ) 66
145
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلزم أبو يوسف شيخه سني .. الت أصغر منها ..
فل ما بلغ أ بو يو سف سن الشباب ..ون بغ على أقرا نه .. قال :موافق !!..
أصابه مرض أقعده .. ول يدرك أن صاحبه ما غي قراره ..سوى أنه غي
فزاره أبـو حنيفـة ..وكان الرض شديدا متمكنا منـه .. أسلوب الكلم برفق ..
فلما رآه أبو حنيفة حزن ..وخاف عليه اللك .. و ف الد يث :إذا أراد ال بأ هل ب يت خيا أد خل
وخرج وهو يكلم نفسه قائلً :آآآه يا أبا يوسف ..لقد عليهـم الرفـق ..وإذا أراد ال بأهـل بيـت شرا ..
()67
كنت أرجوك للناس من بعدي !! نزع منهم الرفق ..
ومضى أبو حنيفة ير خطاه حزينا إل حلقته وطلبه .. وفيـه :إن ال رفيـق يبـ الرفـق ..ويعطـي على
وم ضت يومان ..فش في أ بو يو سف ..واغت سل ول بس الرفق ما ل يعطي على العنف ..وما ل يعطي على
()68
ثيابه ليذهب لدرس شيخه .. ما سواه ..
فسأله من حوله :إل أين تذهب ؟ الرفيـق ..اليـ الليـ ..مبوب عنـد الناس ..
قال :إل درس الشيخ .. تطمئن إليه النفوس ..وتثق فيه ..
قالوا :إل الن تطلب العلم ؟ أنـت قـد اكتفيـت ..أمـا خاصـة إذا صـاحب ذلك وزن للكلم ..وقدرة
بلغك ما قال فيك الشيخ ؟ على التعامل الرائع ..
قال :وما قال ؟! من أش هر طلب علماء النف ية المام أ بو يو سف
قالوا :قـد قال :كنـت أرجوك للناس مـن بعدي ..أي القاضي ..
أ نك قد حصلت كل علم أ ب حنيفة ..فلو مات الشيخ هو أشهر طلب أب حنيفة ..
اليوم جلست مكانه .. كان أبو يوسف ف صغره فقيا ..وكان أبوه ينعه
فأعجب أبو يوسف بنفسه .. مـن حضور درس أبـ حنيفـة ..ويأمره بالذهاب
وم ضى إل ال سجد ورأى حل قة أ ب حني فة ف ناح ية .. للسوق لتكسب ..
فجلس ف الناحية الخرى ..وبدأ يدرس ويفت .. كان أبو حنيفة حريصا عليه ..وإذا غاب عاتبه ..
التفت أبو حنيفة إل اللقة الديدة ..فسأل :حلقة من فاشت كى أ بو يو سف يوما إل أ ب حني فة حاله مع
هذه ؟ والده ..فاسـتدعى أبـو حنيفـة والد أبـ يوسـف
قالوا :هذا أبو يوسف .. وسأله :كم يكسب الولد كل يوم ؟
قال :شُفي من مرضه ؟! قال :درهان ..
قالوا :نعم .. قال :أنا أعطيك الدرهي ..ودعه يطلب العلم ..
قال :فلم ل يأت إل درسنا ؟!
( ) رواه البخاري 67
146
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فنظر أبو يوسف إليه ..ث سأله :بال من أرسلك .. عنك ..
فأشار إل أب حنيفة ..وقال :أرسلن الشيخ .. ففكر أبو حنيفة كيف يتعامل مع الوقف برفق ..
فقام أ بو يو سف من مل سه ..وم ضى ح ت و قف على وجعل يفكر ث قال :
حلقة أب حنيفة وقال :يا شيخ ..مسألة .. يأب أبو يوسف إل أن نقشّر له العصا!!
فلم يلتفت أبو حنيفة إليه .. ث التفت إل أحد طلبه الالسي وقال :
فأقبل أبو يوسف حت جثى على ركبتيه بي يدي الشيخ يا فلن ..اذ هب إل الش يخ الالس هناك ..يع ن
..وقال بكل أدب :يا شيخ ..مسألة .. أبا يوسف ..فقل له :يا شيخ ..عندي مسألة ..
قال :ما مسألتك ؟ ف سيفرح بك وي سألك عن م سألتك ..ف ما جلس
قال :تعرفها .. إل ليسأل !!
قال :مسألة الياط والثوب ؟ فقـل له :رجـل دفـع ثوبا له إل خياط ليقصـره ..
قال :نعم .. فلمـا جاءه بعـد أيام يريـد ثوبـه جحده الياط ..
قال :اذهب وأجب .ز ألست شيخا .. وأنكـر أنـه أخـذ منـه ثوبا ..فذهـب الرجـل إل
قال :الشيخ أنت .. الشرطـة فاشتكاه فأقبلوا واسـتخرجوا الثوب مـن
فقال ابو حنيفة :ننظر ف مقدار تقصي الياط للثوب .. الدكان ..
فإن كان ق صره على مقاس الر جل ..فمع ن ذلك أ نه قام والسؤال :هل يستحق الياط أجرة تقصي الثوب
بالع مل كاملً ..ث بدا له أن ي حد الثوب ..فيكون قام أم ل يستحق ؟
بالعمل لجل الرجل ..فيستحق عليه الجرة .. فإن أجابك وقال :يستحق ..فقل له :أخطأت ..
وإن كان ق صره على مقاس نف سه ..فمع ن ذلك أ نه قام وإن قال :ل يستحق ..فقل له :أخطأت ..
بالعمل لجل نفسه ..فل يستحق على ذلك أجرة .. فرح الطالب بذه السـألة الشكلة ..ومضـى على
فقبل أبو يوسف رأس أب حنيفة ..ولزمه حت مات أبو أب يوسف وقال :يا شيخ ..مسألة ..
حنيفة ..ث قعد أبو يوسف للناس من بعده .. قال :ما مسألتك ؟
فلو استعمل الزوجان الرفق مع بعضهما .. قال :رجل دفع ثوبا إل خياط ..
وكذلك البوان .. فأجاب أ بو يو سف على الفور قائلً :ن عم ي ستحق
والدراء ..والدرسون .. الجرة ..ما دام أت العمل ..
نستعمل الرفق دائما ..ف سواقة السيارة ..ف التدريس فقال السائل :أخطأتَ ..
..ف البيع والشراء .. فعجب أبو يوسف ..وتأمل ف السألة أكثر ..ث
وإن كان الرء قد يتاج الشدة أحيانا ..ح ت ف الن صح قال :ل ..ل يستحق الجرة ..
..وهذا هو الكمة ف النصيحة ..وهي وضع المور ف فقال السائل :أخطأت ..
147
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكانوا يؤذونه بأنواع الذى ..وهو صابر .. مواضعها ..
وف يوم .. وقد كان غضبه rدائما – إن غضب – ف المور
اجتمـع أشرافهـم فـ الجـر ..فذكروا رسـول ال الدينية ..
فقالوا : لنفسـه قـط ..إل أن فمـا غضـب رسـول ال
ما رأي نا م ثل ما صبنا عل يه من هذا الر جل قط ..س ّفهَ تنتهك حرمة من مارم ال ..
أحلم نا ..وش تم آباء نا ..وعاب دين نا ..وفرق جاعت نا يوما رجلً من اليهود .. قابل عمر بن الطاب
..وسب آلتنا ..وصرنا منه على أمر عظيم .. فأطلعـه على كلم فـ التوراة ..فأعجبـه ..فأمره
..فأقبـل فبينمـا هـم فـ ذلك ..إذ طلع رسـول ال فنسخه له ..
يشي حت استلم الركن .. ث جاء ع مر بذه ال صحيفة من التوراة إل ر سول
ث مر بم طائفا بالبيت .. .. ال
فغمزوه ببعض القول .. فقرأها عليه ..
..فر فق ب م ..و سكت عن هم فتغ ي و جه ر سول ال أن ع مر مع جب ب ا م عه ..وأن فل حظ ال نب
..ومضى .. التل قي عن الديانات ال سابقة ..إن فُ تح الجال له
فلما مر بم الثانية ..غمزوه بثلها .. ..اختلط ذلك بالقرآن ..والتبــس المــر على
فتغي وجهه أيضا ..فسكت عنهم ..ومضى ف طوافه .. الناس ..
فمر بم الثالثة ..فغمزوه بثلها .. وك يف يف عل ع مر ذلك ..وين سخ ..ويك تب ..
فرأى أن الرفق ل يصلح مع أمثال هؤلء ..فوقف عليهم !! دون استئذان النب
وقال : ..وقال :أمتهوكون فيهـا يـا ابـن فغضـب
أت سمعون يا مع شر قر يش !! أ ما والذي نف سي بيده ل قد الطاب ؟! أي شاكّون ف شريعت ..
جئتكم بالذبح ..ووقف أمامهم .. والذي نفسي بيده لقد جئتكم با بيضاء نقية ..ل
فل ما سع القوم هذا التهد يد ..الذ بح ..و هو ال صادق تسألوهم عن شيء ..فيخبوكم بق فتكذبوا به
المي .. ..أو ببا طل فت صدقوا به ..والذي نف سي بيده لو
انتفضوا ..ح ت ما من هم من ر جل إل وكأن ا على رأ سه أن موسى حيا ما وسعه إل أن يتبعن .. )69( ..
طائر وقـع ..حتـ أن أشدهـم عليـه ليتلطـف معـه .. وال يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح ..
وصاروا يقولون :انصرف أبا القاسم راشدا ..فما كنت يأت عند الكعبة ..كان ف أوائل بعثة النب
جهولً .. وقريش ف مالسهم ..ويصلي ..ول يلتفت إليهم
عنهم .. فانصرف رسول ال ..
نعم ..
( ) رواه أحد وأبو يعلى والبزار 69
148
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت زينـب :وال مـا أراهـا قالت ذلك إل لتفعـل .. إذا قيل :حلم ،قل :فللحلم موضع **
ولكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك .. وحلم الف ت ف غ ي موض عه
فل ما أت ت جهاز ها ..قدّم إلي ها أ خو زوج ها كنا نة بن جهل
الربيع بعيا .. وإن كان التت بع ل سية ال نب rي د أ نه كان يغلب
فركبته و أخذ قوسه و كنانته .. الرفق دائما ..
ث خرج با نارا يقود با و هي ف هودج لا .. انتبه !! ليس الضعف والب ..وإنا الرفق ..
فرآها الناس ..و تدث بذلك رجال من قريش ..كيف ومن مواقف الرفق :
ترج إليه ابنته وقد فعل بنا ما فعل ف بدر .. أ نه ب عد وق عة بدر بش هر ..أراد أ بو العاص زوج
فخرجوا ف طلبها حت أدركوها بذي طوى .. أن يرسلها إل الدينة عند أبيها زينب بنت النب
وكان أول مـن سـبق إليهـا هبار بـن السـود ..فروعهـا ..
بالرمح و هي ف الودج .. فب عث ر سول ال rز يد بن حار ثة ..ورجلً من
فقيل :إنا كانت حاملً ففزعت ..وطرحت ولدها .. النصار ..
وأقبل الكفار يتسابقون إليها ..وعهم السلح .. فقال :كونـا ببطـن يأجـح حتـ ترـ بكمـا زينـب
وهي ليس معها إل أخو زوجها كنانة .. فتصحباها فتأتيان با ..
فلما رأى ذلك .. فخرجا مكانما ..
وبرك على الرض ..ث نثر كنانته وصف رماحه بي يديه فأمرها أبو العاص بالتجهز ..فبدأت ف جع متاعها
..ث قال : ..
و ال ل يد نو م ن ر جل إل وض عت ف يه سهما ..وكان فبينا هي تتجهز ..لقيتها هند بنت عتبة ..زوجة
راميا ..فتكركر الناس عنه وتراجعوا .. أب سفيان ..
وأخذوا ينظرون إليه من بعيد ..ل هو يقدر على الذهاب فقالت :يـا ابنـة ممـد ..أل يبلغنـ أنـك تريديـن
..ول هم يترئون على القتراب منه .. اللحوق بأبيك ؟
حت بلغ أبا سفيان أن زينب خرجت إل أبيها .. قالت :ما أردت ذلك ..
فأقبل ف جلة جع من قريش ..فلما رأى كنانة قد تهز فقالت :أي ابنة عم ..أن أردت أن تفعلي ..
بنبله ..ورأى القوم قد استوفزوا لقتاله .. فإن كان لك حاجة بتاع ما يرفق بك ف سفرك ..
صاح به وقال : أو بال تتبلغي به إل أبيك ..
يا أيها الرجل ..كف عنا نبلك حت نكلمك .. فإن عندي حاجتـك فل تضطنـ منـ ..أي ل
فكف نبله ..فأقبل أبو سفيان حت وقف عليه ..فقال : تجلي ..
إنك ل تصب ..خرجت بالرأة على رؤوس الناس علنية فإنه ل يدخل بي النساء ما بي الرجال ..
149
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طالا سعهم مرارا يقولون :يا أخي ما عندك مشاعر !! ..
ل يكن يتفاعل معهم أبدا .. وقد عرفت م صيبتنا ونكبتنا ف بدر ..و ما د خل
أتاه ولده يوما فرحا مسـتبشرا ..يلوّح بدفتـر الواجـب علينا من ممد ..قتل أشرافنا ..ورمل نساءنا ..
وقد وقع الدرس فيه كلمة " متاز " ..ل يلتفت الب إليه فإذا رآك الناس .ز وتســامعت القبائل ..أنــك
..وإن ا قال :ط يب ..عادي ..وال لو أ نك جا يب خرجت بابنته علنية ..على رؤوس الناس من بي
شهادة الدكتوراه !! أظهرنا ..
كان النتظر غي ذلك .. أن ذلك عـن ذل أصـابنا ..وأن ذلك ضعـف منـا
طالب عنده ف الفصل ..كان خفيف الدم ..لحظ ثقل ووهن ..
الدرس ( والدرس !!) فلطـف الوّ بنكتـة أطلقهـا ..فلم ولعمري مالنا ببسها من أبيها من حاجة ..ومالنا
تتحرك تعابي وجه الدرس وإنا قال :تستخف دمك ؟! من ثأر عليها ..
كنت أتن أن يكون تصرفه غي ذلك .. ولكن ارجع بالرأة ..حت إذا هدأت الصوات ..
د خل إل البقالة ..فقال له العامل الب سيط :ال مد ل .. وتدث الناس أن قد رددناها ..
جاءتن رسالة من أهلي ..ل يتفاعل .. سلّها سرا ..وألقها بأبيها ..
فُ
هل سأل نفسه لاذا أخبه أصلً ..ليشاركه فرحته .. فلما سع كنانة ذلك ..اقتنع به ..وعاد با ..
زار أ حد زملئه ..فو ضع له القهوة والشاي ..ث د خل فأقامت ليال ف مكة ..
البيـت وجاء بطفله الول حديـث لولده ..قـد لفـه فـ حتـ إذا هدأت الصـوات ..خرج باـ ليلة مـن
مهاده ..ولو اسـتطاع أن يلفـه بفون عينيـه لفعـل ..ثـ الليال ..فمشى با ..
وقف به بي يديه وقال :ما رأيك ف هذا البطل ؟ حت أسلمها إل زيد بن حارثة وصاحبه ..
فنظـر إليـه بـبود ..وقال ..مـا شاء ال ..ال يلي لك فقدما با ليلً على رسول ال .. r
إياه ..ث رفع فنجال الشاي ليشرب ..
كان النت ظر أن يتفا عل أك ثر ..يأ خذ الغلم ب ي يد يه .. وحي ..
يقبله ..يدح جاله ..وصحته .. ما كان الر فق ف ش يء إل زا نه ..و ما نزع من
لكن صاحبنا كان ( غبيا ) .. شيء إل شانه ..
عندما تتعامل مع الناس ..قس المور بأهيتها عندهم ..
.54بي الي ..واليت ..
ل عندك أنت ..
كان ثقيلً على الناس ..على زملئه ..جيانـه ..
ـن شهادة
ـبة لولدك أغلى عنده مـ
ـة "متاز" بالنسـ
فكلمـ
إخوانه ..حت على أولده ..
الدكتوراه عند الدكتور ..
نعم ..كان ثقيل الدم ..
وهذا الولود عند صاحبك أغلى عنده من الدنيا ..كلما
150
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا أقبل الليل عليهم اشتد البد .. رآه ودّ أن ي شق قل به وي سكنه ف يه ..أفل ي ستحق
واستمروا يفرون .. منك حبك لصاحبك أن تشاركه ولو بعض شعوره
.. فخرج عليهم رسول ال ..
فرآهم يفرون بأيديهم راضي مستبشرين .. أحيانا يكون بعض الناس متحمسا لشيء معي ..
قالوا : فلما رأوا رسول ال لذلك تدـ الذيـن ل يتفاعلون مـع الناس يشتكـي
نن الذين بايعوا ممدا *** على الهاد ما بقينا أبدا أحدهم دائما ..
فقال ميبا لم : لاذا أولدي ل يبون ( ال سوالف ) م عي ..فنقول
اللهم إن العيش عيش الخرة ،فاغفر للنصار والهاجرة :لنم يكون لك النكتة فل تتفاعل ..ويروون
.. قصصهم ف مدارسهم ..وكأنم يكلمون جدارا ..
ويستمر تفاعله معهم ..طوال اليام .. ح ت ذ كر لك ش خص ق صة ..أ نت تعرف ها ..فل
فسمعهم وقد علهم الغبار ..وهم يرددون : مانع من التفاعل معه ..
ول تصدقنا ول صلينا وال لول ال ما اهتدينا قال ع بد ال ا بن البارك :وال إن الر جل ليحدث ن
وثبت القدام إن لقينا فأنزلن سكينة علينا بالديث وأنا أعرفه من قبل أن تلده أمه فأسعه منه
إذا أرادوا فتنة أبينا إن الل قد بغوا علينا ..وكأن أول مرة أسعه ..
ل :أبينا ..أبينا .
فكان يرفع صوته متفاعلً معهم قائ ً ما أجل هذه الهارة ..
وكان إذا مازحه أحد تفاعل معه ..وضحك وتبسم .. قبيل معركة الندق ..
د خل عل يه ع مر و هو rغضبان على ن سائه ..ل ا أكثرن عمل السلمون ف حفر الندق حت أحكموه ..
عل يه مطالب ته بالنف قة ..فقال ع مر :يَا رَ سُولَ اللّ هِ َ ..لوْ وكان من بينهم رجل اسه جعيل ..فغيه النب
شرَ ُقرَْيشٍ َ ..ن ْغلِبُ النّسَاءَ ..
رَأَْيتَنا وَ ُكنّا َمعْ َ إل عمرو ..
فكنا إذا سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها .. فكان الصحابة يشتغلون ..ويعملون ..
ُمـ نِسـَا ُؤ ُهمْ ..فطفـق
ْمـ َت ْغلُِبه ْ
َفلَمّاـ قَ ِدمْنَا الْ َمدِيَنةَ ِإذَا َقو ٌ ويرددون قائلي :
نساؤنا يتعلمن من نسائهم .. ساه من بعد جعيل عمرا ***
َسـمَ النّبِيّ .. rثـ زاد عمـر الكلم ..فازداد تبسـم
فَتَب ّ وكان للبائس يوما ظهرا
النب .. r فكانوا إذا قالوا :عمروا ..قال معهـم رسـول ال
وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه .. : rعمروا ..
يتعا مل مع أنواع من الناس ل يقدرون التعا مل وكان وإذا قالوا :ظهرا ..قال لم :ظهرا ..
الراقي ..ول يتفاعلون معه ..بل ينغلقون ويتعجلون .. فيتحمسون أكثر ..ويشعرون أنه معهم ..
ومع ذلك كان يصب عليهم .. وال لول ال ما اهتدينا ..
151
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأخذت تدثه بأحاديث نساء ..وهو يتفاعل معها .. كان .. rيوما نازلً بوضـع يقال له "العرانـة "
وهـي تفصـل الكلم وتطيـل ..وهـو على كثرة مشاغله بي مكة والدينة ..
يستمع ويتفاعل ويعلق .. ومعـه بلل ..فجاءه rأعرابـ يبدو أنـه كان قـد
حت قضت حديثها .. حاجة فوعده با ول تتيسر بعد طلب من النب
فحدثته أنه جلست إحدى عشرة امرأة – ف أيام الاهلية ل ..فقال :
..وكان العراب مستعج ً
-فتعاهدن وتعاقدن أن ل يكتمـن مـن أخبار أزواجهـن يا ممد ..أل تنجز ل ما وعدتن ؟
شيئا .. متلطفا :أبشر .. فقال له
فجعلن يتذاكرن أزواجهن با فيهم ول يكذبن !! وهل هناك كلمة أرق منها !!..
قالت الول : فقال العرا ب ب كل صلفة :قد أكثرت علي من
زوجي لم جل غث على رأس جبل .. أبشر !
ل سهل فيتقى ول سي فينتقل .. من عبارته ..لكنه كتم غيظه .. فغضب النب
( تشبه زوجها بالبل الوعر الذي وضعوا فوقه لم جل والتفت إل أب موسى وبلل وكانا جالسي بانبه
كبي غ ي ج يد ..فل يرص أ حد للو صول إل يه ل صعوبة ..فقال :
الوصـول إليـه ..وهـو ل يسـتحق التعـب لجله ..أي : رد البشرى فاقبل أنتما ..
لسوء خلقة ..وأنه يتكب ..مع أنه ليس عنده ما يتكب فاستبشرا ..
بسببه فهو بيل فقي ) .. بقدح ف يه ماء فغ سل يد يه ووج هه ف يه ث د عا
قالت الثانية : ج فيه ..
وم ّ
زوجي ل أبث خبه .. ثـ قال :اشربـا منـه وأفرغـا على وجوهكمـا
إن أخاف أن ل أذره .. ونوركما وأبشرا ..أي ببكة هذا الاء ..
إن أذكره أذكر عجره وبره .. فأخذا القدح ففعل ..
( أي :زوجها كثي العيوب ..وتشى إذا ذكرت ما فيه قري بة من هم ..جال سة وراء وكا نت أم سلمة
أن يبلغه ذلك فيطلقها ..وهي متعلقة به بسبب أولدها ستار ..فأرادت أن ل تفوت ا الب كة ..فنادت من
.. وراء الستر :أفضل لمكما ..أي أبقيا لا منه ..
لكنها ل تدحه فإن له عُجَر وبُجَر !! والعجر :أن تنعقد فأفضل لا منه طائفة .. )70( ..
العروق ف السد حت تصي منتفخة ..فتؤل .. ـس الجلس ..
ـر ..أنيـ
ـف العشـ
إذن كان لطيـ
والبُجَر انتفاخ عروق ف البطن )!! .. ل ..ل يعمل قضية وخلفا من كل شيء ..
متحم ً
قالت الثالثة : يوما مع عائشة .. جلس
زوجي العَشَنّق ..
( ) 70
152
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ف ..ليعلم البثّ ..
ول يُولِج الك ّ إن أنطق أطلق ..
(أي :إن زوجها يكثر الكل حت يلفه لفا فل يبقي لم وإن أسكت أُعلّق ..
شيئا ..والشراف يشفّـه شفا ..يشربـه كله ..وإذا نام وهو على حد السّنان الـ ُمذَلّق ..
التف ّ باللحاف ول يدع لزوجتـه شيئا ..وإذا حزنـت ل ( أي :زوجها طويل قبيح ..سيء اللق ..ول
يقرب كفه إليها أو يلطفها ليعلم سبب حزنا .. ) .. يت سامح مع ها بل على م ثل حد ال سيف !! ف هي
قالت السابعة : مهددة بالطلق كل ل ظة ..ل يت مل كلم ها ..
زوجي غياياء أو عياياء ( أي غب !! ) ومتـ اشتكـت إليـه شيئا طلقهـا ..ول يعاملهـا
طباقاء ( أحق !) معاملة الزواج ..فهي عنده كالعلقة ) ..
كل داء له داء ( جيع العيوب فيه !) قالت الرابعة :
إن حدثتـه سـبك ( ..ل يقبـل حديثا ول مؤانسـة .بـل زوجي كـ لَـيْـلِ تِهامة ..
يسب ويلعن دوما ) .. ل َح ٌر ول َقرٌ ..
وإن مازحته :شجًك ( ضرب رأسك فجرحه !) .. ول مافة ول سآمة ..
أو فلًك ( ضرب اللد فجرحه ) .. ( ليل تامة ل رياح فيه فيطيب لهله ..فوصفت
ـع الرأس
ـل الواضـ
أو جعـ كلّ لكـِ ( ..يضرب كـ زوجهـا بميـل العشرة ..واعتدال الخلق ..فل
والسد ! ) .. أذى عنده ) ..
قالت الثامنة : قالت الامسة :
زوجي ..الس مس أرنب ( ..أي ناعم رقيق ) .. زوجي إن دخل فَـهِد ..
والريح ريح زرنب ( ..وهو نبات طيب الرائحة ) .. وإن خرج أَسِد ..
وأ نا اغل به والناس يغلب ( ..أي سهل مع ها ين صاع ل ا ول يسأل عما عَـهِد ..
تريد ..لكنه بطل يغلب الناس وشخصيته أمامهم قوية ) ( أي :إذا د خل بي ته صار كالف هد و هو اليوان
.. العروف وهو كري نشيط ..وغذا خرج من البيت
قالت التاسعة : وخالط الناس فهـو أسـد لشجاعتـه ..وهـو أيضا
زوجي رفيع النجاد ( ..بيته واسع مفتوح للضيوف ) .. سـحٌ ل يدقـق فـ السـؤال عـن مـا يأخذه أهله أو
عظيـم الرماد ( ..كثيـ إشعال النار اسـتقبالً للضيوف يصرفونه )..
وطبخا لم ) .. قالت السادسة :
قر يب الب يت من الناد ( ..الجلس الذي يلس ف يه مع ف ..
زوجي إن أكل ل ّ
أصحابه وهو النادي قريب من بيته لرصه على أهله ) .. وإن شرب اشتفّ ..
ل يشبع ليله يضاف ( ..ل يأكل كثيا عند الناس ) .. وإن اضطجع التفّ ..
153
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودائس ومنق ( أي دواب كثية ) .. ول ينام ليلة يُخَاف ( ..إذا كان هناك خطر بالليل
فعنده أقول فل أقبـح ( ..تتكلم باـ شاءت ول ينتقـد من عدو أو غيه ..يظل مستيقظا يرس ويراقب )
كلمها ) .. ..
وأرقـد فأتصـبح ( ..تشبـع نوما إل الصـباح ..لكثرة قالت العاشرة :
الدم ) .. زوجي مالك ..
وأشرب فأتقنح ( ..جيع الشربة عندها ..تروى منها ) وما مالك ؟! ..
.. مالك خي من ذلك ..
أم أب زرع ؟! فما أم أب زرع !! له إبل كثيات البارك ..
عكومها رداح ( ..سينة جيلة ) .. قليلت السارح ..
وبيتها فساح ( ..بيتها واسع ) .. وإذا سعن الزهر ..أيقنّ أنن هوالك ..
ابن أب زرع ؟! فما بن أب زرع !! ( زوجهـا اسـه مالك ..مهمـا وصـفته لن تيـط
مضجعه كمسل شطبة ( ..ينام نوما رفيقا بأدب ) .. بأوصـافه الميلة ..إبله دائما قريبـة منـه وقـل مـا
ويشبعه ذراع الفرة ( ..ل يأكل كثيا ) .. تسـرح أي تذهـب للرعـي ..لتكون جاهـة للحلب
بنت أب زرع ؟! فما بنت أب زرع !! من ها ونر ها للضيوف ..وإذا سعت اف بل صوت
طوع أبيها وطوع أمها .. ح ّد وتهّز ..عل مت أ نه سيهلك
الز هر ال سكي تُ َ
وملء كسائها ( ..متسترة ) .. بعضهن ذبا للضيوف ) ..
وغيظ جارتا ( ..تغار جاراتا من جالا ولذة عيشها ) .. قالت الادية عشرة :
جارية أب زرع ؟! فما جارية أب زرع !! ( الادمة !! ) زوجي أبو زرع ؟! ( اسه أبو زرع ) ..
ل تبث حديثنا تبثيثا ( ..ل تنشر أسرار البيت ) .. فما أبو زرع ..
ول تنفث ميتنا تنفيثا ( ..ل تبدد طعام البيت وتعبث به أناس من حلي أذ ن ( ..ألب سها اللي والذ هب )
) .. ..
ول تل بيتنا تعشيشا ( ..ل تمل البيت فيمتل بالوساخ ومل من شحم عضدي ( ..سنت عنده ) ..
) .. وبحنـ فبجحـت إل نفسـي ( ..مدحنـ حتـ
ث قالت : أعجبت بنفسي ) ..
خرج أبو زرع والوطاب تخض ( ..خرج من بيته يوما وجد ن ف أ هل غني مة بشِقّ ( ..كان اهل ها فقراء
ف وقت ربيع ) .. ل يلكون إل غنيمات ) ..
فلقـى امرأة معهـا ولدان لاـ كالفهديـن ( ..رأى امرأة فجعلن ف أهل صهيل وأطيط ( نقلها إل بيت فيه
جالسة حولا طفلن جيلن قويا البنية ) .. خيل وإبل ) ..
154
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابنتك ..زوجتك .. يلعبان مـن تتـ خصـرها برمانتيـ ( ..يلعبان
زوجك ..ولدك ..زميلتك .. بثدييها ) ..
كل من تالطهم كن حيا متفاعلً .. فطلقنـ ونكحهـا ( ..أعجبتـه ..فطلق أم زرع
أحيانا تكون ناســـيا الوضوع ..قال لك – مثلً : - وتزوجها !! ) ..
أبشرك الوالد شُفي من مرضه ..فل تقل :أصلً ..مت فنكحـت بعده رجل سـريا ( ..تزوجـت ام زرع
مرض ؟!! رجلً كريا ) ..
أو :أ خي خرج من ال سجن ..ل ت قل :وال ما در يت ركب شريا ( ..ركب خيلً سابقا ) ..
أصلً أنه دخل السجن .. وأخذ خطيا ..
وأخيا ..يا جاعة .. وأراح علي نعما ثريا ( ..أكرمهـا وأهداهـا لنـه
التشجيع والتفاعل ينفع حت مع اليوانات .. ثري ) ..
قال أبو بكر الرقي : وأعطا ن من كل رائ حة زوجا ( ..أك ثر ل ا من
كنت بالبادية .. الطياب ويعطيهـا اثنيـ مـن كـل شيـء لتسـتعمل
فوافيـت قـبيلة مـن قبائل العرب ..فأضافنـ رجـل منهـم وتدي إن شاءت ) ..
وأدخلن خباءه .. وقال :كلي أم زرع ..
فرأ يت ف الباء عبدا أ سود مقيدا بق يد ..ورأ يت جِمال وميي أهلك ( ..أهدي لهلك وأعطيهم ) ..
قد ماتت بي يدي البيت .. ث قالت :
وقد بقى منها جل وهو ناحل ذابل كأنه ينع روحه .. فلو جعت كل شيء أعطانيه ..
فقال ل الغلم :أ نت ض يف ..ولك حق ..فتش فع فّ ما بلغ أصغر آنية أب زرع ( ..ل يزال قلبها معلقا
إل مولي ..فإنـه مكرم لضيفـه ..فل يرد شفاعتـك فـ بأب زرع !!..ما الب إل للحبيب الول )
هذا القدر ..فعساه يل القيد عن .. يسـتمع بكـل غنصـات إل عائشـة وهـي كان
فسكت عنه ..ول أدر ما جرمه .. تد ثه ..ول يظ هر ل ا ضجرا ول مللً ..مع تع به
فلما أحضروا الطعام ..امتنعت ..وقلت : وكثرة مشاغله ..وتراكم هومه ..
ل آكل ..ما ل أشفع ف هذا العبد .. حت إذا انتهت عائشة من حديثها :
فقال ال سيد :إن هذا الع بد قد أفقر ن ..وأهلَ كَ جي عَ قال : eكنت لك كأب زرع لم زرع ..
مال .. إذن ..اتفقنا ..على أهية إظهار اللطف والهتمام
فقلت :ماذا فعل ؟! بالناس ..
فقال :إن له صوتاً طيبا ..وإ ن ك نت أع يش من ظهور فإذا جاءك ولدك متزينا بثوب ج يل ..ما رأ يك يا
هذه المال ..فحمّلها أحالً ثقالً .. أب ؟ ..تفاعل ..
155
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت كذلك .. وكان ينشـد الشعار ويدو باـ ..حتـ قطعـت
عندما ننصح الناس ..فنحن ف الواقع نتعامل مع قلوبم مسية ثلثة أيام ف ليلة واحدة من طيب نغمته ..
..ل أجسادهم .. فلما حطت أحالا ..ماتت كلها ..إل هذا المل
لذلك تد بعض البناء يتقبل من أمه ول يتقبل من أبيه .. الواحد ..
أو العكس .. ول كن أ نت ضي في ..فلكرام تك قد وهب ته لك ..
والطلب يتقبلون من مدرس ..دون الخر .. وأطلق الغلم من قيده ..
وأول الباعة ف النصيحة .. فاشتقت إل ساع هذا الصوت ..
أن ل تكثر منها وتدقق على كل صغي وكبي ..حت ل فلمـا أصـبحنا أمره أن يدو على جلـ يسـتقى الاء
يشعر الخرون أنك مراقب لركاتم وسكناتم ..فتثقل من بئر هناك ..لينشط المل للعمل ..
عليهم .. فانطلق الغلم بصوت حسن ..فلما رفع صوته ..
ليس الغب بسيد ف قومه *** لكن سيد قومه التغاب سعه ال مل فهام وهاج ون سي نف سه ..ح ت ق طع
وإن اسـتطعت أن تقدم انصـيحة على شكـل اقتراح .. حباله ..
فافعل .. ووقعت أنا على وجهي من حسن الصوت ..فما
()71
لو قللت اللح ف الطعام ..لكان أحسن .. أظن أن سعت قط صوتا أطيب منه ..
لو تغي ملبسك بثياب أجل .. طور نفسك بالتدريب ..
لو ما تتأخر عن مدرستك مرة أخرى ..أفضل .. كن حيا ل ميتا ..تفا عل بكل مك ..بت عبيات
ما رأيك لو فعلت كذا ..أقترح عليك كذا وكذا .. وجهك ..حت يأنس الخرون بك ..
أحسن من قولك ..
يا قل يل الدب ..كم مرة قلت لك ..أ نت ما تف هم .. .55اجعل لسانك عذبا ..
إل مت أعلمك ؟!! ل تلو حياتنـا مـن مواقـف نتاج فيهـا إل تقديـ
اجعله يتفظ باء وجهه ..ويشعر بقيمته حت وهو مطئ توجيهات ونصائح للخرين ..
.. الولد ..الزوج ..الصديق ..الار ..البوين ..
لن القصود علج أخطائه ل النتقام منه أوإهانته .. تتلف نايات النصائح ..باختلف بداياتا ..
يعن يا جاعة ..بالعبارة الصرية : أعنـ :إن كانـت البدايـة بأسـلوب مناسـب ..
ل أحد يب أن يتلقى الوامر .. ومدخل لطيف ..
يوما أن يوجـه عبـد ال بـن عمـر للتعبـد بصـلة أراد انتهت كذلك ..
الليل .. وإن كانـت بأسـلوب جاف ..ومدخـل عنيـف ..
فما دعاه وقال :يا عبد ال قم الليل ..
( ) إحياء علوم الدين 2/275 71
156
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذلك .. وإناـ قدم النصـيحة على شكـل اقتراح ..وقال :
ومضت اليام ..وكشف ال له القضية كلها .. نعم الرجل عبد ال لو كان يقوم الليل ..
حديثا ..فأظهرته .. وبعد أيام ..أسر إل حفصة و ف روا ية قال :يا ع بد ال ل ت كن م ثل فلن ..
فدخـل عليهـا يوما ..وعندهـا الشفاء بنـت عبـد ال .. كان يقوم الليل ..
وكانت صحابية تتعلم الطب ..وتعال الناس .. بـل إن اسـتطعت أن تلفـت نظره إل الخطاء مـن
ـا
ـة النملة كمـ
للشفاء :أل تعلمي ـ هذه رقيـ فقال حيث ل يشعر فهو أول ..
علمتيها الكتابة .. ع طس ر جل ع ند ع بد ال بن البارك ..فلم ي قل
ورق ية النملة كلم كا نت ن ساء العرب تقوله ..يعلم كل المد ل ..فقال عبد ال :ماذا يقول العاطس إذا
من سعه أنه كلم ل يضر ول ينفع .. عطـس ؟ قال :المـد ل ..فقال :عبـد ال :
ورقية النملة الت كانت تعرف بينهن أن يقال : يرحك ال ..
العروس تتفل ..وتتضب وتكتحل ..وكل شيء تفتعل وكان رسول ال rكذلك ..
..غي أن ل تعصي الرجل .. كان إذا ان صرف من صلة الع صر ..د خل على
فأراد rبذا القال تأنيب حفصة والتأديب لا تعريضا .. نسائه واحدة واحدة ..
بأن تردد جلة :غي أن ل تعصي الرجل .. فيدنو من إحداهن ..ويتحدث معها ..
أحد السلف استلف منه رجل كتابا ..فرده إليه بعد أيام فدخـل على زينـب بنـ جحـش ..فوجـد عندهـا
وعليـه آثار طعام ..كأنـه حلـ عليـه خبزا أو عنبا .. ل ..وكان rيب العسل واللواء ..
عس ً
فسكت صاحب الكتاب .. فاحتبس عندها أكثر ما كان يتبس عند غيها ..
وب عد أيام جاءه صاحبه ي ستعي م نه كتابا آ خر ..فأعطاه فغارت عائشة وحفصة ..وتواصتا من دخل عليها
الكتاب ف طبق !!.. تقول له :
فقال الرجل :إنا أريد الكتاب ..فما بال الطبق ؟! أ جد م نك ر يح مغاف ي ..و هو شراب حلو يش به
ـه
ـل عليـ
ـق لتحمـ
ـه ..والطبـ
فقال :الكتاب لتقرأ فيـ العسل ..ولكن له رائحة سيئة ..
طعامك !! وكان rيشتد عليه أن يوجد منه الريح من بدنه
فأخذ الكتاب ..ومضى ..فقد وصلت الرسالة .. أو فمه ..لنه يناجي جبيل ..ويناجي الناس ..
ل ..وينع
وأذكـر أن أن أحدهـم كان يعود إل بيتـه لي ً فلما دخل على حفصة ..سألته ماذا أكل ؟
ثوبه ..يعلقه على الشماعة ..وينام .. فقال :شربت عسلً عند زينب ..
فتأ ت زوج ته ..وتف تح مف ظة النقود ..ث تأ خذ ال صرف فقالت :إن أجد منك ريح مغافي ..
الوجود ..من فئة الريال ..والمسة .. ل ..ولن أعود له ..
فقال :ل بل شربت عس ً
فإذا اسـتيقظ صـباحا وذهـب إلى عمله ..واحتاج أن ث قام ود خل على عائشة ..فقالت له عائشة مثل
157
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والبنت الصغية تسمع وهي ساكته .. ياسب ف بقالة ونوها ..ل يد صرفا ..
وبعد الغداء رجعت الصغية إل غرفتها ..فإذا بي يديها فراقبها ..حت فهم القضية ..
ألعاب كثية ..والعروسـة مـن بينهـا ..فالتقطتهـا .. فر جع إل بي ته يوما ..و قد ج عل ف جي به ضفدعا
وجاءت باــ إل الم وقال :مامــا ..هذه التيطردت ..
اللئكة ..افعلي با ماشئت !! ونزع ثوبـه كالعادة ..واضطجـع كهيئة النائم ..
يع ن دع الن صوح يت فظ باء وج هه ..وي كن أن تأ كل وأخذ يشخر ..وهو يراقب الثوب ..
العسل من غي أن تطم اللية .. فأقبلت زوجته لتأخذ ما يتيسر ..كالعادة !!
ل تنصحه كأنه قد كفر بفعله .. ـا
ـي رويدا ..أدخلت يدهـ
أقبلت إل الثوب تشـ
بل وأحسن الظن به ..واعتب أنه وقع ف الطأ من غي بدوووء ..
قصد ..أو من غي أن يعلم .. فلمسـت الضفدع ..فتحرك فجأة ..فصـرخت :
كانت المر ف أول السلم ل ترم بعد .. آآآآه ..يدي ..
وف يوم أقبل عامر بن ربيعة ..الصحاب الليل .. ففتح الزوج عينيه ..وقال :وأنا ..آآآه ..جيب
مـن سـفر ..فأهدى لرسـول ال rراويـة خرـ ..جرة ..
كاملة ملوءة خرا .. ليتنا نستعمل هذا السلوب ..مع جيع الناس ..
إل المر مستغربا ..والتفت إل عامر بن نظر النب أولدنا إذا وقعوا ف أخطاء ..ومع طلبنا ..
ربيعة ..وقال :أما علمت أنا قد حرمت ..؟ نايـف أحـد الصـدقاء ..كان له أم صـالة ..ل
قال :حرمت ؟! ل ..ما علمت يا رسول ال .. ترضى ن يبقى ف البيت صور أبدا ..لن اللئكة
قال :فإنا قد حرمت .. ل تدخل بيتا فيه كلب ول صورة ..
فحملها عامر ..فأسرّ إليه بعضهم بأن يبيعها .. كان عند ها طقلة صغية ..عند ها ألعاب متنو عة
فقال :ل ..إن ال إذا حرم شيئا .. ـمعه النـب
فسـ ..إل الدّمى ..العرائس ..
حرم ثنه .. أهدت إليها خالتها دُمية ..عروسة ..وقالت لا :
()72
فاهراقها على التراب .. فأخذها العب با ف غرفتك ..واحذري أن تراها أمك ..
وانتبـه أن تدح نفسـك وأنـت تنصـح ..فترفـع نفسـك وبعد يومي ..علمت الم ..
وتسحب النصوح إل القاع ..ل أحد يرضى بذلك .. فأرادت أن تقدم النصيحة بأسلوب مناسب ..
بعـض الباء – مثلً .. -إذا نصـح ولده بدأ يذكـر أماده جلسـوا على الطعام ..فقالت أم نايـف :يـا أولد
..أنا كنت وكنت ..ولعل الولد يعلم تاريخ والده !!.. !!..من يوم ي ..وأ نا أش عر أن الب يت ل يس ف يه
ملئكـة !! ل أدري لاذا خرجـت ..ل حول ول
قوة إل بال ..
( ) رواه الطبان 72
158
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى .. باختصار ..
يا معاذ ..وال إن أحبك ..فل تدعن ف دبر كل صلة الكلمة الطيبة ..صدقة ..
أن تقول :اللهم أعن على ذكرك ..وشكرك ..وحسن
عبادتك .. .56اختصر ..ول تادل ..
يا عمر ..إنك رجل قوي ..فل تزاحن عند الجر .. يقولون :إن الناصح كاللد ..
وكذلك كان العقلء بعده .. وبقدر مهارة اللد ف اللد ..يبقى الل ..
الفرزدق الشاعر فقال : لقي أبو هريرة أقول :مهارة اللد ..ل قوة اللد !!
يا ا بن أ خي إ ن أرى قدم يك صغيتي ..ولن تعدم ل ما فاللد العنيـــــف الذي يضرب بقوة ..يتأل
موضعا ف النة .. الضروب وقت وقوع السياط ..ث ما يلبث حت
يع ن فاع مل ل ا ..ودع ع نك قذف لح صنات ف شعرك ينساها ..
.. أما اللد الستاذ ف صنعته ..فقد ل يضرب بقوة
..كان على فراش الوت ..فجعلوا الناس ــر
وعمـ ..لكنه يعلم أن يوقع السوط ..
يثنون عليه .. كذلك الناصـح ..ليسـت العـبة بكثرة الكلم ..
وجاء شاب فقال :أب شر يا أم ي الؤمن ي ببشرى ال لك ول طول النصيحة ..
..وقدم فـ السـلم مـا قـد مـن صـحبة رسـول ال وإنا بأسلوب الناصح ..
علمت ..ث َولِيت فعدلت ..ث شهادة .. فاختصر قدر الستطاع ..إذا أردت أن تنصحه فل
فقال عمر :وددت أن ذلك كفاف ل علي ول ل .. تلق عليه ماضرة !!..
فلما أدبر الشاب ..فإذا إزاره يس الرض ..مسبل .. خا صة إذا كان ال مر متفقا عل يه ..ك من تن صحه
أن يقدم النصيحة للشاب .. فأراد عمر عن الغ ضب ..أو شرب ال مر ..أو ترك ال صلة
فقال :ردوا علي الغلم .. ..أو عقوق الوالدين ..ال ..
فلما وقف الشاب بي يديه ..قال :يا بن أخي ..ارفع تأملت النصـائح النبويـة الشخصـية الباشرة ..
ثوبك ..فإنه أنقى لثوبك ..وأتقى لربك (.. )73 فوجدت ا ل تز يد الواحدة من ها عن سطر وا حد ..
انتهى ..باختصار ..الرسالة وصلت .. أو سطرين ..
واترك الدال قدر الستطاع .. ا سع :يا علي ..ل تت بع النظرة النظرة ..فإن لك
خاصـة إذا شعرت أن الذي أمامـك يكابر ..فالقصـود الول وليست لك الثانية ..
إيصال النصيحة إليه .. انتهى ..نصيحة باختصار ..
وقد ذم ال الدال ( :ما ضربوه لك إل جدلً ) .. يا عبد ال بن عمر ..كن ف الدنيا كأنك غريب
..أو عابر سبيل ..
( ) البخاري 73
159
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأثن عليه ..ث قل :ولكن ..ث انسف كلمه إن كان :ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه ..إل وقال
خاطئا .. أوتوا الدل ..
وقال :أنـا زعيـم لبيـت فـ ربـض النـة لنـ ترك
وجهة نظر .. الدال وإن كان مقا ..
نبه على الطأ ..ول تلق ماضرة .. أحيانا يقتنـع الشخـص بالفكرة ..لكـن أكثـر
النفوس فيها أنفة وكب ..
.57ل تبال بكلم اللق ..
( وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ..
أعجبت ن عبارة رددها اب ن ع بد الرح ن يوما ..وأظ نه ف
ل أن يعرف الطأ ليتجنبه ف
فالغاية عندك أنت أص ً
ذلك السن ل يكن يفقه معناها..
الرة القادمة ..وليس الغاية أن تنتصر أنت عليه ..
كان يقول :طنّش تعِش تَـنْـتَـعِش !!..
فلستما ف حلبة مصارعة ..
تأملت فـ هذه العبارة وأنـا ألحـظ حول انتقادات الناس
ل ..
..لي ً على علي وفاطمة دخل النب
..وآراءهم ..وأحاديثهم ..
فقال لما :أل تصليان ..أي أل تقوما الليل ..
فوجدت أن الناس ف كلمهم وذمهم لنا يتنوعون ..
فقال علي :أنفسنا بيد ال ..مت شاء أن يبعثنا ..
فيهـم الناصـح الصـادق الذي ل يتقـن فـن النصـيحة ..
بعثنا ..
وبالتال يزنك بأسلوب نصحه أكثر ما يفرحك ..
ظهره ..ومضى وهو يضرب بيده فولها النب
وفيهم الاسد ..الذي يقصد حزنك وهك ..
على فخذه ويقول :وكان النسـان أكثـر شيـء
وفيهـم قليـل البـة ..الذي يهذي باـ ل يدري ..ولو
جد ًل .. )74( ..
سكت لكان خيا له ..
وأحيانا قـد يذكـر النصـوح ..كلما يعتذر بـه ..
ل ..فهـو ينظـر للحياة
وفيهـم مـن طـبيعته النتقاد أصـ ً
وهـو ليـس عذرا مقنعا لكنـه يقوله ..ليحفـظ ماء
بنظارة سوداء ..
وجهه ..
وقديا قيل :لو اتدت الذواق لبارت السلع ..
فكن سحا ..
ذكروا أن جحا ركب على حار ..وولده يشي بانبه ..
ول تغلق عليـه البواب بـل أبقهـا مفتوحـة أمامـه
فمروا بناس ..فقال الناس :انظروا لذا الب الغليــظ
وأنت تنصح ..
يركب مرتاحا ..ويدع ولده يشي ف الشمس ..
وحتـ لو تكلم بكلم خاطـئ ..فيمكـن أن تعال
سعهم ج حا ..فأو قف المار ..ونزل ..وأر كب ولده
خطأه من حيث ل يشعر ..
..
كأن تقول :صحيح ..وأنا معك أن النسان يفقد
ث مشيا ..وجحا يشعر بنوع من الزهو ..
أعصابه غصبا عنه ..
فمرا بقوم آخرين ..فقال أحدهم :انظروا إل هذا البن
( ) 74
160
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وانتهى ..ل تشغله باللتفات وراءه !! العاق ..يركب ويدع أباه يشي ف الشمس ..
وعموما .. سعهم جحا ..
ليس يلو الرء من ضد ولو ** فأوق المار ..ثـ ركـب مـع ولده ..ليتقـو كلم
طلب العزلة ف رأس جبل !!.. الناس وانتقاداتم ..
فل تعذب نفسك .. فمرا بقوم ..فقالوا :انظروا إل هذ ين الغليظ ي ..
ل يرحون اليوان ..
تربة .. فنل جحا ..وقال :يا ولدي ..انزل ..
قال أحد السلف :من جعل دينه عرضة للخصومات .. فنل الولد وجعـل يشـي بانـب أبيـه ..والمار
أكثر التنقل !! ليس فوقه أحد ..
فمرا بقوم ..فقالوا :انظروا إل هذيـن السـفيهي
.58ابتسم ..ث ابتسم ..ث ابتسـ ..ث أبتـ ..
..يشيان والمار فارغ ..و هل خلق المار إل
أعر فه م نذ سني ..ف هو أ حد زملئي ف عملي ..على
ليُركب ..
كل حال ..
فصرخ جحا وجرّ ولده معه ..ودخل تت المار
لكن هل تصدق أنن إل الن ل أدري هل نبتت له أسنان
..وحله !!..
أم ل !!
ولو رأ يت ج حا وقت ها لقلت له :يا حبيب القلب
دائم التجهم ..والعبوس ..وكأنه إذا ابتسم نقص عمره
..افعل ما تشاء ..ول تبال بكلم اللق ..فرضا
..أو ق ّل ماله !!
الناس غاية ل تدرك ..
إل قال جرير بن عبد ال البجلي :ما رآن رسول ال
ومن الذي ينجو من الناس سالا
تبسم ف وجهي ..
ولو غاب عنهم بي خافيت نسر ..
البتسامة أنواع ..ومراتب ..
بعض الناس ..ل يفكر ف رأيه قبل أن يطرحه ..
فمنهـا البشاشـة الدائمـة ..أن يكون وجهـك صـبوحا
يأتيـك بعدمـا تتزوج ..ويقول ..ليـش تطـب
مبتهجا دائما ..
فلنة ؟
فلو كنت مدرسا ودخلت الفصل على طلبك ..فالقهم
وكأن بك ..تتمن أن تصرخ ف وجهه وتقول :يا
بوجه بشوش ..
أ خي تزو جت ..خلص ..انت هى الوضوع ..ما
رك بت طائرة ..ومش يت ف ال مر والناس ينظرون إل يك
أحد طلب منك اقتراحات ..
..كن بشوشا ..
أو يأتيـك وقـد بعـت سـيارتك ..فيقول ..ليتـك
دخلت بقالة ..أو مطـة وقود ..مددت له السـاب ..
أخبتن ..فلن كان سيعطيك أكثر ..
ابتسم ..
يـا أخـي ..بـس !! الرجال باع سـيارته ..خلص
161
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البت سامة ح ت ف أحلك الظروف ..يف كر ف عوا قب ف الجلس ..ودخل شخص وسلم بصوت عال ..
المور قبل أن يفعلها .. ومر بنظره على الالسي ..ابتسم ..
وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده ! دخلت على مموعة ..وصافحتهم ..ابتسم ..
هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كل .. وعموما :البتسـامة لاـ مـن التأثيـ الكـبي فـ
إذن ليس مثل الصب والتحمل .. امتصـاص الغضـب والشـك والتردد ..مـا ل
نعم بعض المور نثور لا ونغضب ..وعلجها شيء آخر يشاركها غيها ..
تاما .. الب طل هو الذي ي ستطيع التغلب على عواط فه ..
لا قال :ليس الشديد بالصرعة ..إنا الشديد وصدق والتبسم ..
الذي يلك نفسه عند الغضب .. ي شي مع ال نب rيوما.. كان أ نس بن مالك
..يذب الناس بالتب سم والبشا شة كان ال نب الكر ي عليه بُرد نران غليظ الاشية .. والنب
.. فلحقهما أعراب ..
خرجو إل غزوة خيب ..وف أثناء القتال .. يريـد أن أقبـل هذا العرابـ يري وراء النـب
و قع من ح صن اليهود جراب ف يه ش حم ..قر بة كاملة يلحق به ..حت إذا اقترب منه ..
ملوءة سنا .. جبذه بردائه جبذة شديدة ..فتحرك الرداء بعنـف
على عاتقه فرحا ومضى به إل حله عبد ال بن مغفل على رقبة النب .. r
رحله وأصحابه .. قال أنس :حت نظرت إل صفحة عاتق رسول ال
فلقيه الرجل السئول عن جع الغنائم وترتيبها ..فجذب .. rقد أثرت با حاشية البُرد من شدة جبذته ..
الراب إليه ..وقال : فماذا ير يد هذا الر جل ؟! ل عل بيتـه يترق وأقبـل
هاتِ هذا نقسمه بي السلمي .. يريد معونة ..أو أحاطت بم غارة من الشركي ..
فتعلق به عبد ال :ل وال ..ل أعطيكه ..أنا أصبته .. اسع ماذا يريد ..قال :يا ممد ( ..لحظ ل يقل
قال :بلى ..وجعل يتجاذبا الراب .. :يا رسول ال ) ..
فمـر بمـا رسـول ال .. rفرآهاـ ..وهاـ يتجاذبان قال :يا ممد ..مُر ل من مال ال الذي عندك ..
الراب .. فالت فت ر سول ال .. rث ض حك ..ث أ مر له
فتبسم rضاحكا ..ث قال لصاحب الغان : بعطاء ..
ل أبالك ..خل بينه وبينه .. نعــم ..كان rبطلً ل تســتفزه مثــل هذه
فتركه ..فانطلق به عبد ال إل رحله وأصحابه ..فأكلوه التصـرفات ..ول يعاقـب أو تثور أعصـابه على
.. التافهات ..
وأخيا ..تبسمك ف وجه أخيك صدقة .. كان واسـع البطان ..قويا يضبـط أعصـابه ..دائم
162
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندهم .. قال ل :
أو يأ خذ سيارتك بغ ي إذ نك ..أو ير جك بطلب ها ح ت فلن سحرن بأخلقه ..حت تعلقت به نفسي ..
تأذن على مضض .. قلت :ل ؟! قال :دائما بشوش ..و ما رآ ن إل
أو تدـ مموعـة طلب فـ يسـكنون فـ شقـة واحدة .. تبسم !!
ي ستيقظ أحد هم ليذ هب إل جامع ته ..في جد أن معط فه
لبسه فلن ..وحذاءه ف رجل فلن .. .59الطوط المر ..
ومـن تعدي الطوط المراء أنـك ..تدـ بعـض الناس كان من طلب ف الامعة..
يرج صاحبه بزحة ثقيلة أو سؤال مرج ف ملس عام .. كان وا سع الثقافة ..حري صا على تكو ين علقات
والش خص مه ما بلغ من الح بة لك ..إل أ نه يب قى بشرا مع الناس ..لكنه كان ثقيل الدم عليهم ..
يرضى ويغضب ..ويفرح ويسخط .. جاءن يوما ..وقال :
لا أقبل رسول ال rإل الدينة راجعا من تبوك .. يــا دكتور ..زملئي يغضبون منــ دائما ..ل
قدم عليـه فـ ذلك الشهـر عروة بـن مسـعود الثقفـي .. يتحملون مزحي ..
وكان سيدا جليل القدر ..رفيع الكانة عند قومه ثقيف قلت ف نف سي :أ نا ل أحتملك ساكتا ..فك يف
.. أحتملك متكلما ..؟! خاصـة إذا كنـت تسـتخف
قبل أن يصل إل الدينة ..فأسلم .. فأدرك النب دمك وتزح !..
وسأله أن يرجع إل قومه فيدعوهم إل السلم .. سألته :لاذا ل يتملون مزحك ؟! أعطن مثالً ..
فخاف عليه ..وقال له :إنم قاتلوك .. قال :عطـس أحدهـم فقلت :ال يلعنـك ( ..ثـ
وعرف rأن قبيلة ثقيف فيهم نوة المتناع ..والصرامة ل :يـا
سـكتّ ) ..فلمـا غضـب ..أكملت قائ ً
ف التعامل ..حت لو كان مع رئيسهم .. إبليس ..ويرحك يا فلن !!..
فقال عروة :يا رسول ال ..أنا أحب إليهم من أبكارهم مسكي كان يظن نفسه بذلك ..خفيف الدم!!
..وأبصارهم .. الناس مهمـا قبلوا مزاحـك ومداعباتـك ..إل أنـه
وكان مببا مطاعا فيهم .. تبقى هناك خطوط حراء ل يبون أن تتعداها ..
فخرج يدعـو قومـه إل السـلم رجاء أن ل يالفوه .. خاصة إذا كان ذلك أمام الخرين ..
لعظم منلته فيهم .. بعض الناس ل يراعي ذلك ..
فلما وصل إل ديار قومه ..رقى على مرتفع وصاح بم فتجد أنه يعتدي على حاجاتم ..
حت اجتمعوا ..وهو سيدهم .. ل مـن باب ( اليانـة ) يأخـذ هاتفـك الوال
فمث ً
فدعا هم إل ال سلم ..وأظ هر ل م أ نه أ سلم ..وج عل ويت صل به ك ما ير يد ..أو رب ا أر سل ر سائل إل
يردد :أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا رسول ال أشخاص أنـت ل ترغـب أن يظهـر رقـم هاتفـك
163
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وف يوم آخر .. ..
كانوا يسيون مع النب ف مسي .. فلمـا سـعوا منـه ذلك ..صـاحوا ..وثاروا أن
فنعس رجل وهو على راحلته .. يتركوا آلتهم ..
فغافله صاحبه وانتزع سهما من كنانته .. ورموه بالنبل من كل جهة ..
فشعر الرجل بن يعبث بسلحه ..فانتبه فزعا مذعورا .. حت وقع صريعا .. t
()76
:ل يل لرجل أن يروع مسلما .. فقال فأقبل إليه أبناء عمه ..وهو ينازع الوت ..
ومثله الذي يزح فياك أوقفت سيارتك عند بقالة – مثلً وقال :يا عروة :ما ترى ف دمك ؟
-وهي تشتغل فيأت ويقودها ..ويوهك أنا سرقت .. فقال :كرامة أكرمن ال با ..وشهادة ساقها ال
مازحا.. إل ..
قد ياملك صاحبك ويض حك أحيانا على مز حة مرو عة فليس فّ إل ما ف الشهداء الذين قتلوا مع رسول
..لكنه متأل .. ال .. rفل تقتتلوا لجلي ..ول تأخذوا بثأري
ولربا صب الليم على الذى من أحد ..
وفؤاده من حره يتأوه ..لا بلغه خب مقتله .. فقيل إن النب
ولربا شكل الليم لسانه قال فيه :إن مثله ف قومه ..كمثل صاحب ياسي
حذر الكلم وإنه لفوه .. ف قومه ..
فانتبه ! الناس لم أحاسيس مهما بلغت ف القرب
وجهة نظر .. منهم ..وإن كانوا ف منلة الخ والولد ..
كـل مـا زاد عـن حده ..انقلب ضده ..وكـم مزحـة على ذلك ..فنهـى عـن ترويـع لذا نبـه النـب
انتهت شجارا !! الؤمن ..
يوما يسي مع أصحابه .. كان
.60حفظ السر ..
وكان كـل واحـد منهـم معـه متاعـه ..سـلحه ..
اشتهر قديا :كل سرٍ جاوز الثني ..شاع ..
فراشه ..طعامه ..
و من اللطائف أن أحد هم سئل :من الثن ي ؟ فأشار إل
نزلوا من ًل ..فنام رجل منهم ..
شفتيه ..وقال :هذان !!
فأقبل صاحبه إل حبل معه فأخذه ..مازحا ..
ل أذكـر أنـ هسـت فـ أذن أحـد مـن الناس بسـرّ ..
فاستيقظ الرجل ..فوجد متاعه ناقصا ..ففزع ..
واستأمنته إياه ..ث فاجأن قائلً :يا ممد ..اسح ل ل
وأخذ يبحث عن حبله ..
أستطيع أن أكتمه .. ()75
.. :ل يل لسلم أن يروع مسلما فقال
164
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..رؤيا أفزعتها ..فلما أصبحت بعثت إل أخيها العباس بـل كـل شخـص يضرب بيده صـدره ..ويقول :
بن عبد الطلب ..فقالت له : وال لو وضعوا الشمس ف يين ..والقمر ف شال
يا أخي ..وال لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتن ..وتوفت ..أو السيف على رقبت ..على أن أخب بسرك ..
أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ..فاكتم عليّ ما ما أخبت !!
أحدثك ..ول تدث به أحدا .. ث إذا اطمأننت ووثقت ..وكشفت له أسرارك ..
قال لا :نعم ..وما رأيت ؟ ت صبّر شهر ين أو ثل ثة ..ث حدث به ..فل يزال
قالت :رأ يت راكبا أق بل على بع ي ..ح ت و قف بوادي يُتناقل حت يصلك ..
"البطح" ..ث صرخ بأعلى صوته :أل انفروا يا آل غدر فوجدت أن سرك ل ينبغي أن ياوز شفتيك ..فل
إل مصارعكم ف ثلث !.. تكلف الناس ما ل يطيقون ..
فأرى الناس قد اجتمعوا إل يه ..ث م ضى فد خل ال سجد إذا ضاق صدر الرء عن سر نفسه
والناس يتبعونه .. فصـدر الذي يسـتودع السـر
فبين ما هم حوله ..إذ صعد به بعيه فوق الكع بة ..ث أضيق
صرخ بثل ها :انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث جربت كثيا من الناس ..فوجدتم كذلك ..
.. والشكلة أنـك تأتيهـم على سـبيل السـتشارة ..
ثـ صـعد بـه بعيه على رأس ج بل أبـ قـبيس ..فصـرخ فيشيون عليك ..ث يفضحون سرك ..
بثلها : فيسقطون من عينك ..ويصبحون من أبغض الناس
انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث .. إليك ..
ث أ خذ صخرة فقذف ها من أعلى ال بل ..فأقبلت توي ومن أعجب ما ف التاريخ ..
من فوق البل ..ح ت إذا كانت بأ سفل البل تكسرت أنه قبل معركة بدر ..
.. ..بقافلة قر يش مقبلة وأراد قتال ا لا سع ال نب
فمـا بقـي بيـت مـن بيوت مكـة إل دخلتـه كسـرة مـن ..
الصــــخرة ..فاضطرب العباس وقال :وال إن هذه خرج rإلي ها مع أ صحابه ..فل ما ش عر ب م أ بو
لرؤيا ! ل اسـه ضمضـم بـن عمرو
سـفيان ..اسـتأجر رج ً
ث خشي أن تنتشر فيصيبه أذى ..فقال لا مذرا :وأنت الغفاري ..وقال اذهب وأخب قريشا بالب ..
فاكتميها ل تذكريها لحد .. فمضى ضمضم ..مسرعا إل مكة ..كان وصوله
ثـ خرج العباس منشغـل البال بأمـر هذه الرؤيـا ..فلقـي مكة يتاج أن يسي أياما ..
الوليد بن عتبة وسط الطريق ..وكان له صديقا .. وأهل مكة ل يدرون عن شيء من ذلك ..
فحدثه بالرؤيا ..وقال له :اكتمها ..فل تب با أحدا .. و ف ليلة من الليال رأت عات كة ب نت ع بد الطلب
165
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما أقبل العباس إل بيته .. فمضى الوليد ..
ل تبق امرأة من بن عبد الطلب ..إل جاءت إليه غاضبة فلقي ابنه عتبة فحدثه با ..
..تقول :أقررت لذا الفاسق البيث أن يقع ف رجالكم ث ل يض سويعات ..
..ث قد تناول النساء وأنت تسمع ..أما فيكم حية .. ح ت حدث ب ا عت بة ..ث تناقل ها الناس ..وف شا
فاحتمـى العباس ..وثار ..وقال :وال ..لئن عاد أبـو الديث با ف أهل مكة ..حت تدثت با قريش
جهل إل مثل كلمه ..لفعلن وأفعلن .. ف مالسها ..
فلما كان اليوم الثالث ..من رؤيا عاتكة .. وف الضحى ذهب العباس ليطوف بالكعبة ..
ذهب العباس إل السجد ..وهو مغضب .. فإذا أبو جهل جالس ف َرهْط من قريش ..ف ظل
فلما دخل السجد رأى أبا جهل ..فمشي نوه يتعرضه الكعبة ..يتحدثون برؤيا عاتكة !!
ليعود لبعض ما قال فيقع به .. س قال :
فلما رأى أبو جهل العبا َ
فإذا بأب جهل يرج من باب السجد يشتد مسرعا .. يا أبا الفضل ..إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا
فعجب العباس من سرعته !!..فقد كان مستعدا لصومة ..
وعراك ..فقال العباس فـ نفسـه :ماله لعنـه ال ؟! أكلّ فلما أقبل إليه العباس وجلس معهم ..
هذاخوفٌ من أن أشاته ؟! قال له أبـو جهـل :يـا بنـ عبـد الطلب ..متـ
وإذا أبو جهل قد سع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري حدثت فيكم هذه النبية ؟
الذي أرسله أبو سفيان ليستعي بأهل مكة .. قال :وما ذاك ؟
وإذا ضمضم يصرخ ف الوادي واقفا على بعيه .. قال :تلك الرؤيا الت رأت عاتكة ..
قد جدع أنف بعيه ..والدم يسيل على وجه البعي .. قال العباس :وما رأت ؟
و قد شق ضم ضم قمي صه و هو يقول :يا مع شر قر يش قال :يـا بنـ عبـد الطلب ..أمـا رضيتـم أن يتنبـأ
اللطيمة ..اللطيمة .. رجالكم حت تتنبأ نساؤكم ؟
أموالكم مع أب سفيان قد عرض لا ممد ف أصحابه ل قد زع مت عات كة ف رؤيا ها أ نه قال :انفروا ف
أرى أن تدركوها .. ثلث ..فسننتظر بكم ثلثة أيام ..
ث صاح بأعلى صوته :الغوث ..الغوث .. فإن يك حقا ما تقول ..فسيكون ..
عندهـا تهزت قريـش وخرجـت ..وكان مـن أمرهـا فـ وإن تضـ الثلث ول يكـن مـن ذلك شـئ نكتـب
معركة بدر ما كان .. عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت العرب ..
فتأمل كيف انتشر السر ف لحة عي ..مع قوة الرص فاضطرب العباس ..و ما رد عل يه شيئا ..وج حد
وشدة الستئمان !!.. الرؤيا ..وأنكر أن تكون رأت شيئا ..
ومن نشر السر أيضا .. ث تفرقوا ..
166
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث أسرّ إليها حديثا ..فضحكت فقلت : لا أسلم ..أراد أن ينشر الب .. أن عمر
ما رأيت كاليوم ..فرحا أقرب من حزن .. فأقبل إل رجل منهم ..هو أعظمهم نشرا للشاعة
؟ فسألت فاطمة عما قال لا النب ..
فقالت :ما كنت لفشي سر رسول ال .. r فقال :يا فلن ..إ ن مد ثك ب سرٍ ..فاك تم ع ن
حت قبض النب .. r !..
فسألتها ؟ قال :ما سرك ؟
فقالت :أ سر إلّ :إن جب يل كان يعارض ن ( )77القرآن قال :أشعرت أ ن قد أ سلمت ..فانت به ..ل ت ب
كـل سـنة مرة وإنـه عارضنـ العام مرتيـ ..ول أراه إل أحدا ..
حضر أجلي ..وإنك أول أهل بيت لاقا ب ..فبكيت .. ث تول عنه عمر ..
فقال :أما ترضي أن تكون سيدة نساء أهل النة ..أو ف ما كاد يغ يب ع نه ..ح ت ج عل الر جل يطوف
نساء الؤمني ..فضحكت لذلك .. بالناس ويردد :أعلمتَ أن عمر أسلم !!..أعلمتَ
أن عمر أسلم !!..
قالوا .. عجبا !! وكالة أنباء متنقلة ..
من عرف سرك أسرك .. ف حاجة أنسا وف يوم من اليام بعث النب
..
.61قضاء الاجات ..
؟ فمرّ بأمه ..فسألته ..إل ماذا أرسلك النب
لا بدأ تُ ف دراسة الاجستي ..اطلعت على عدد أوسع
فقال :وال ..ما ك نت لف شي سرّ ر سول ال r
من كتب الفرق والطوائف ..
..
ـ ..
ـب الباجاتـ
ـب ..الذهـ ـن بي ـ هذه الذاهـ مـ
هكذا كان أنس وهو صغي ..ف شدة حفظه للسر
bragmatizem
..
وترجته بالعربية :الذهب النفعي ..
وأن لك اليوم أن تد مثل أنس ..
لا تبحرت ف دراسة هذا الذهب أدركت لاذا كنا نسمع
قالت عائشة .. t
ف أوروبا وأمريكا ..أنه ف كثي من الحيان يهجر البن
أقبلت فاطمة تشي ..كأن مشيتها مشية النب r
أباه ..وإذا قابله ف مطعم فكل واحد منهما ياسب عن
..
نفسه ..
فقال النب : rمرحبا بابنت ..ث أجلسها عن يينه
فعلً ..مادام أن لن أستفيد منك فلماذا أخدمك ؟!
-أو عن شاله .. -
لاذا أنفـق مال ؟! واصـرف وقتـ ؟! وأبذل جهدي ؟!
ث أسرّ إليها حديثا ..فبكت ..
دون مردود مادي يعود علي ..
فقلت لا :ل تبكي ..
( ) يعارضه القرآن :يراجع القرآن معه . 77
167
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والعري والوع ..تغي وجهه .. السلم قلب هذا اليزان ..
ث قام ..فدخل بيته ..فلم يد شيئا يتصدق به عليهم .. فقال ال ( وأحسنوا إن ال يب الحسني ) .
فخرج ..ودخـل بيتـه الخـر ..وخرج ..يبحـث .. ( :لئن ام شي مع ا خي ف حا جة ح ت وقال
يلتمس شيئا لم ..فلم يد .. أثبتها له ..أحب إلّ من أن أعتكف ف مسجدي
ث راح إل السجد ..فصلى الظهر ..ث صعد منبه .. هذا شهرا ) ..
فحمد ال وأثن عليه ..ث قال : ومن كان ف حاجة أخيه ..كان ال ف حاجته ..
أما بعد ..فإن ال عز وجل ..أنزل ف كتابه ( :يَا َأّيهَا يشي ف الطريق فتوقفه الارية وتقول : وكان
س وَا ِحدَ ٍة وَ َخلَ قَ
النّا سُ اّتقُوا رَبّكُ مُ اّلذِي َخ َلقَكُ ْم مِ نْ َنفْ ٍ ل إليك حاجة ..فيقف معها حت يسمع حاجة ..
مِنْهَا َزوْجَهَا َوبَثّ مِ ْنهُمَا رِجَالً َكثِيا َونِ سَاءً وَاّتقُوا اللّ هَ وقد يضي معها إل بيت سيدها ليقضيها لا ..
اّلذِي تَسَاءَلُونَ ِب ِه وَاْلَأرْحَامَ إِ ّن ال ّلهَ كَانَ َعلَيْ ُك ْم َرقِيبا ) .. بل كان rيالط الناس ويصب على أذاهم ..
ث قرأ .. كان يعاملهـم بنفـس رحيمـة ..وعيـ دامعـة ..
( يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اّتقُوا اللّهَ وَْلتَنْ ُظرْ َنفْسٌ مَا َق ّدمَتْ ِل َغدٍ ولسان داع ..وقلب عطوف ..
وَاّتقُوا ال ّلهَ إِنّ ال ّلهَ خَِبيٌ بِمَا َتعْ َملُونَ ) .. كان يش عر أ نه هو و هم ..ج سد وا حد ..يش عر
وجعل يتلوا اليات والواعظ ..ث صاح بم ..وقال : بفقر الفقي ..وحزن الزين ..ومرض الريض ..
تصدقوا قبل أن ل تصدقوا ..تصدقوا قبل أن يال بينكم وحاجة الحتاج ..
وبي الصدقة .. انظـر إليـه .. rوقـد جلس فـ مسـجده يدث
ت صدق امرؤ من ديناره ..من دره ه ..من بره ..من أصحابه ..
شعيه ..ول يقرن أحد كم شيئا من ال صدقة ..وج عل ل عليه من بعيد ..
فإذا به يرى سوادا مقب ً
يعدد أنواع الصدقات حت قال : نظـر إليهـم ..فإذا هـم قوم فقراء أقبلوا عليـه مـن
ولو بشق ترة .. مضر ..من قبل ند ..
فقام رجل من النصار بصرة ف كفه ..فناولا رسول ال ومن شدة فقرهم قد اجتابوا النمار ..
rوهو على منبه .. يع ن يلك أحد هم قط عة قماش فل ي د ث ن البرة
فقبضها رسول ال rيعرف السرور ف وجهه .. واليـط ..فيخرق القماش مـن وسـطه ثـ يرج
وقال :من سن سنة حسنة ..فعمل با كان له أجرها .. رأسه ويسدل باقيه على جسده ..
ومثل أجر من عمل با ل ينقص من أجورهم شيء .. أقبلوا قـد اجتابوا النمار ..وتقلدوا السـيوف ..
و من سن سنة سيئة ..فع مل ب ا ..كان عل يه وزر ها .. وليس عليهم أزر ول شيء غيُها ..ل عمامة ول
ومثل وزر من عمل با ل ينقص من أوزارهم شيء .. سراويل ول رداء ..
فقام الناس ..فتفرقوا إل بيوتمـ ..وجاءوا بصـدقات .. فلمـا رأى رسـول ال rالذي بمـ مـن الهـد
168
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت جاءن يوما جاره ..قال :يا شيخ ..صاحبك ..ل فمن ذي دينار ..ومن ذي درهم ..
يصلي بنا ..ول معنا !! ومن ذي تر ..ومن ذي ثياب ..
قلت :ل ؟!! ح ت اجت مع ب ي يد يه rكومان ..كوم من طعام
قال :ل أدري ..لكنـه هـو المام ..ومـع ذلك يغيـب ..وكوم من ثياب ..
كثييييا عن السجد .. فل ما رأى rذلك تلل وجهه ح ت كأ نه فل قة من
فجعلت ألتمـس له العذار ..فقلت :لعله مشغول بأمـر قمر ..
ضروري ..لعله غي موجود بالبيت .. ث قسمه بي الفقراء ..رواه مسلم ..
قال :يا شييييخ ..سيارته واقفة عند الباب ..وأنا متأكد ف بيته ..قالت : ولا سئلت عائشة عن حاله
أنه ف بيته .. كان يكون ف حاجة أهله ..أو ف مهنة أهله ..
جعلت أتقصى السبب لنصح صاحب .. أفل تعـل مـن طرق دخولك إل قلوب الناس ..
حت وجدت السبب .. قضاء حاجاتم ..
الرجل بكم إمامته للمسجد .. احتاج شخص إل مستشفى ..فأوصلته إليه ..
يأت إليه الناس ويلتمسون منه العانة ف حاجاتم .. استعان بك ف مشكلة فأعنته عليها ..
هذا عليه دين يريد أن يبحث له عمن يسدده .. يراك تقضي حاجته ..وتقف معه ف كربته ..وهو
وهذا متخرج من الثانوية ويريد شفاعة لدخول الامعة .. يعلم أنك ل ترجو من ذلك جزاء ول شكورا ..
وهذا مريض يريد إعانته على دخول الستشفى الفلن .. أحسن إل الناس تستعبد قلوبم
وهذا عنده بنات كبار ويريد لن أزواج .. فطال ا ا ستعبد الن سان
وهذا عليه أيار لبيته ل يسدده .. إحسان
وهذا أعطاه ور قة ا ستفتاء ف طلق ليذ هب ب ا للمف ت رؤية ..
العام .. مـن عاش لغيه فسـيعيش متعبا ..لكنـه سـيحيا
وهذا .. كبيا ..ويوت كبيا ..
وهـو رجـل عادي ليـس له قدرات كـبية ول علقات
الواسعة ..ول وجاهة متميّزة .. .62ل تتكلف ما ل تطيق !!
وكان ال سكي يغل به الياء وال جل من كل أ حد ..فل كان صـاحب مـن خيار الناس ..خلقا ..ودينا ..
يقدر أن يعتذر من أحد أبدا .. وعقلً ..
بل يأخذ معروض هذا ويعده بسداد دينه .. كان إمام مسجد بانب بيته ..
ويكتب رقم هاتف الثان ..ويعده أن يقبل ف الامعة .. لكن كنت أسع ذمه على ألسنة أناس كثيين ..
ويقول للثالث :تعال بعـد يوميـ وتدـ ورقـة دخول كنت أتعجب من ذلك ..ول أجد له جوابا ..
169
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقابلك ف وقت واسع .. الستشفى جاهزة ..
جعل ُيعَظّم حجم الوضوع وأنا أستمع له بلطف ..لكن وهكذا دواليك ..
قد علمت ن الياة أن أك ثر الناس يعطون المور أ كب من فيأتو نه على الو عد ..ويعتذر ..ويعطي هم مواع يد
حجمها ..وصاحب الاجة منون با حت تقضى .. أخرى ..
قال ل :أظـن لك ماضرة غدا فـ مدينـة كذا ..وهـي ح ت صار يتهرب من هم ..ول يرد على هات فه ..
مدينة على بعد 200كم من الرياض .. بل وأحيانا ل يرج من بيته !!..
قلت :صحيح .. وصار من يلقاه منهم ..إن وجده ..يسبه ويصرخ
قال :سآت إليك هناك ..وأقابلك بعد الحاضرة .. به ..ويردد :طيب لاذا تعدن ..لاذا تعلن أبن
تعجبت من حرصه .. المال عليك ..
وفعلً ..خرجـت بعـد الحاضرة فخرج الرجـل وراءي والثان يقول :ل أكلم إل أنت ..وتركت غيك لا
مسعا حاف القدمي ..يمل ورقة صغية ف يده .. وعدتن ..
وق فت م عه جانبا ..قلت :تف ضل ..ش كر ال حر صك ل ا عر فت حاله ..أيق نت أ نه ح فر لنف سه حفرة ..
..ما حاجتك ؟ ث تردى فيها ..
قال :يـا شيـخ ..عندي أخ يمـل الشهادة البتدائيـة .. سعته مرة يعتذر من أحدهم ..ويقول :
وأريدك أن تدبر له وظيفة .. آسف ..ل أستطع أن أفعل شيئا ف موضوعك ..
قلت :بس ؟!! وذاك يقول ب كل قوة :ط يب أ نت ضي عت الو قت
قال :بس ؟!! عل ّي ..ليتك أخبتن من قبل ..
كان الرجل متحمسا ..ومنظره يثي الشفقة ..ويبدو أن تذكرت عند ها قول الك يم :العتذار ف البدا ية
أخاه ير بظروف صعبة فعلً .. خي من العتذار ف النهاية ..
أيق نت أ ن لو وعد ته سأخلف ..فن حن ف ز من ل يكاد مـا أجلـ أن يعرف الرء قدراتـه ..ويتحرك فـ
حامـل البكالوريوس أن يدـ وظيفـة ..فضلً عـن حامـل حدود الدائرة الرسومة حوله ..
البتدائية ..وأنا أعرف حدود قدرات .. ولقد جربت ذلك بنفسي ..
قلت :يا أ خي ..وال أتن أن أ ساعدك ..وأخوك أخي أذكـر أنـ ألقيـت ماضرة فـ أحـد الجمعات
..وأنا أتأل له كما تتأل .. العسكرية بالرياض ..
لك ن ل أ ستطيع م ساعدتك أبدا ..أت ن أن تتكرم عليّ وبعد ها جاء ن أحد هم وقال :يا ش يخ أريدك ف
وتعفين .. موضوع ضروري جدا ..
قال :يا شيخ ..حاول .. قلت :تفضل ..ما هو ؟
قلت :لااا أقدر .. قال :ل ..مـا يصـلح أن أذكره الن ..ل بدّ أن
170
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
با أنت أيضا وقل : فناول ن الور قة ال ت ف يده ..وقال :ط يب ..يا
مااااااا أقدر !! ..ف هي خ ي من العتذار ع ند العودة .. شيـخ خـذ هذه الورقـة فيهـا أرقام هواتفنـا ..إذا
ضاق وقت ..أقفلت الحلت ..نسيت .. وجدت له وظيفة فاتصل بنا ..
وكذلك مع زملئك ..وإخوانك .. أدر كت أ نه ير يد أن يربط ن ب بل أ مل ..و سيظل
أرجو أن تكون الفكرة وصلت .. ينتظر التصال ..
فقلت :بل دع الورقة معك ..وخذ رقمي أنت ..
تربة .. وإن وجدت له وظيفة فاتصل ب ..لعلي أن أكتب
العتذار ف البداية ..خي من العتذار ف النهاية .. لك شفاعة للمسئول فيها ..
سكت الرجل قليلً ..انتظرت أن يودعن ..
.63من ركل القطة ؟!
لكنـ تفاجأت أنـه قال ل :بيـض ال وجهـك ..
قبل أن تيب على السؤال ..اسع القصة كاملة ..
وال يـا شيـخ ..سـبق أن كلمـت الميـ فلن فـ
كان يعمل سكرتيا لدير سيء الخلق ..ل يطبق مهارة
موضوع أخـي منـذ سـنة ..فأخـذ الورقـة ..ول
واحدة من مهارات التعامل مع الناس ..
يتصل ب إل الن ..
كان هذا الد ير يرا كم العمال على نف سه ..ويمل ها ما
ومرة كل مت اللواء فلن ..فأ خذ الور قة أيضا ..
ل تطيق ..
ول يتصـل ول يهتـم ..هؤلء أناس مـا يهتمون
صاح بسكرتيه يوما ..فدخل ووقف بي يديه ..
بالضعفاء ..ال ينتقـم منهـم ..ال ..وبدأ يدعـو
قال َ :سمْ ..تفضل ؟
عليهم ..
صرخ به :اتصلت باتف مكتبك ..ول ترد ..
فقلت ف نف سي ..ال مد ل ..لو أخذت الور قة
قال :كنت ف الكتب الجاور ..آسف ..
لصرت ثالثهم ..
قال بضجـر :كـل مرة آسـف ..آسـف ..خـذ هذه
نعم ..العتذار ف البدا ية خ ي من إخلف الوعد
الوراق ..ناولا لرئيس قسم الصيانة ..وعد بسرعة ..
..
مضى متضجرا ..وألقاها على مكتب رئيس قسم الصيانة
ما أج ل أن نكون صرحاء مع الخر ين ..عارف ي
..وقال :ل تؤخرها علينا ..
لدود قدراتنا ..
قال :طيب ضعها بأسلوب مناسب ..
أحيانا عنـد خروجـك مـن البيـت ..تصـرخ بـك
قال :مناسب ..غي مناسب ..الهم خلصها بسرعة ..
زوجتك ..
تشاتا ..حت ارتفعت أصواتما ..
ـك حليبا ..وسـكرا ..وحفائظ ..
أحضـر معـ
ومضى السكرتي إل مكتبه ..
وعشاء ..
بعد ساعتي أقبل أحد الوظفي الصغار ف الصيانة ..إل
فانت به ..ل تردد :ط يب ..ط يب ..وإن ا ا صرخ
171
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدين ..ووُحّد رب العالي .. رئي سه وقال :سأذهب ل خذ أولدي من الدر سة
ج عل رؤ ساء القبائل يأتون إل يه مذعن ي مؤمن ي ..ومن هم وأعود ..
من كانوا يأتون صاغرين حاقدين .. صرخ الرئيس :وأنت كل يوم ترج ..
وف يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب ..له ف قومه ملك قال :هذا حال مـن عشـر سـنوات ..أول مرة
ومنعه .. تعترض عليّ ..
أق بل عا مر بن الطف يل ..وكان قو مه يقولون له ل ا رأوا قال :أنـت مـا يصـلح معـك إل العيـ المراء ..
انتشار ال سلم :يا عا مر إن الناس قد أ سلموا فأ سلم .. ارجع لكتبك ..
وكان متكبا كتغطرسا .. م ضى ال سكي إل مكت به ..وتول أ حد الدر سي
فكان يقول لم :وال لقد كنت أقسمت أل أموت حت إيصالم ..لا طال وقوفهم ف الشمس ..
تلّك ن العرب علي هم وتتب عَ ع قب ..فأ نا أت بع ع قب هذا عاد هذا الوظف إل بيته غاضبا ..فأقبل إليه ولده
الفت من قريش !! الصغي معه لعبة ..وقال :
ث لا رأى تكن السلم ..وانصياع الناس لرسول ال e بابا ..هذه أعطانيها الدرس لنن ..
..ركب ناقته مع بعض أصحابه ومضى إل رسول ال e صاح به الب :اذهب لمك ..ودفعه بيده ..
.. مضـى الطفـل باكيا ..فأقبلت إليـه قطتـه الميلة
دخل السجد على رسول ال eوهو بي أصحابه الكرام تتم سح برجل يه كالعادة ..فركل ها برجله فضر بت
.. بالدار ..
فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم قال :يا السؤال :من ركل القطة ؟
ممد خالن ..أي قف معي على انفراد .. أظنك ..تبتسم ..وتقول :الدير ..
وكان eحذرا مـن أمثال هؤلء ..فقال :ل وال حتـ صحيح الدير ..
تؤمن بال وحده .. لاذا ل نتعلم فنّ توزيع الدوار ..
فقال :يا ممد خالن .. والشياء ال ت ل نقدر علي ها نقول ب كل شجا عة ..
فأب النب .. eفل زال يكرر ..يا ممد قم معي أكلمْك هذه ليست ف أيدينا ..ل نقدر ..
..يا ممد قم معي أكلمْك .. خا صة أن ت صرفاتك قد يتعدى ضرر ها إل أقوام ل
حتـ قام معـه رسـول ال .. eفاجتـر عامـر إليـه أحـد يكونوا طرفا ف الشكلة أصلً ..
أصحابه اسه إربد ..وقال :إن سأشغل عنك وجهه فإذا وانتبه أن يستثيك الخرون ..ويرجونك فتضطر
فعلت ذلك فاضربـه بالسـيف ..فجعـل إربـد يده على لوعود ..قد ل تستطيع تنفيذها ..
سيفه واستعد .. انتقل معي إن شئت إل الدينة ..وانظر إل رسول
فانفرد الثنان إل الدار ..ووقـف معه ما ر سول ال e ال eوقد جلس ف ملسه البارك ..بعدما انتشر
172
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعب من السي ..فصادف امرأة من قومه يقال لا سلولية يكلم عامرا ..وقبـض أربـد بيده على السـيف ..
وكانـت فـ خيمـة لاـ ..وكانـت امرأة فاجرة ..يذمهـا فكلما أراد أن يسله يبست يده ..فلم يستطع سل
الناس ويتهمون من دخل بيتها .. السيف ..
فلم يدـ مأوى آخـر ..فنل عـن فرسـه مضطرا ونام فـ وجعـل عامـر يشاغـل رسـول ال .. eوينظـر إل
بيتها .. إربد ..وإربد جامد ل يتحرك ..
فاخذ ته غدة وانتفاخ ف حلقه ك ما يظهر ف أعناق البل فالتفت eفرأى أربد وما يصنع ..
فيقتلُها ..ففزع واضطرب .. فقال :يا عامر بن الطفيل ..أسلم ..
وجعل يتلمس الورم ويقول :غدة كغدة البعي ..وموت فقال عامر :يا ممد ما تعل ل إن أسلمت ؟
ف بيت سلولية .. فقال eلك ما للمسلمي وعليك ما عليهم ..
أي :ل موت يشرّف ..ول مكان يشرّف .. قال عامر :أتعل ل اللك من بعدك إن أسلمت ؟
كان يتمن أن يوت ف ساحة قتال ..بسيوف البطال .. أن يعد عامرا بوعد قد ل يتحقق .. ل يشأ النب
فإذا به يوت برض حيوانات ..ف بيت فاجرة !! فكان صريا جريئا م عه ..وقال :ل يس ذلك لك
تبا ..للذل والهانة .. ول لقومك ..
فأخذ يصيح بم :قربوا فرسي .. فخفف عامر الطلب قليلً ..وقال :أسلم على أن
فقربوه ..فوثب على فرسه ..وأخذ رمه ..وصار يول ل الوبر ولك الدر ..أي أكون ملكا على الباديـة
به الفرس .. وأنت على الاضرة ..
وهو يصيح من شدة الل ..ويتحسس عنقه بيده ويقول ..أيضا ل يريـد أن يلزم نفسـه بوعود فإذا بـه
:غدة كغدة البعي وموت ف بيت سلولية .. ..ل يدري تتحقق أم ل ..فقال :ل ..
فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه ..حت سقط عن فرسه عند ها غ ضب عا مر وتغ ي وج هه ..و صاح بأعلى
ميتا .. صوته :
تركه أصحابه ..ورجعوا إل قومهم .. ل جردا ..
وال يـا ممـد ..لملناـ عليـك خي ً
فل ما دخلوا ديار هم ..أق بل الناس إل إر بد ي سألونه :ما ورجا ًل مردا ..ولربطن بكل نلة فرسا ..
وراءك يا أربد ؟ ولغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء ..
فقال :ل شيء ..وال لقد دعانا ممد إل عبادة شيء .. ث خرج يزبد ويرعد ..
لوددت لو أنـه عندي الن فأرميـه بالنبـل حتـ أقتله .. ينظر إليه وهو مولّ .. فجعل
فخرج بعـد مقالتـه بيوم أو يوميـ معـه جلـ له ليـبيعه .. ث ر فع eب صره إل ال سماء وقال :الل هم اكف ن
فأرسل ال عليه وعلى جله صاعقة فأحرقتهما .. عامرا ..وا ْه ِد قومه ..
وأنزل ال عز وجل ف حال عامر وأربد " :اللّ هُ َي ْعلَ ُم مَا خرج عامـر مـع أصـحابه حتـ إذا فارق الدينـة ..
173
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمثلً :جاء إل يك لتب حث لخ يه عن وظي فة ..لن أباك ض ا َلرْحَا ُم َومَا َت ْزدَادُ وَ ُكلّ
تَحْمِلُ كُ ّل أُنثَى َومَا َتغِي ُ
مسئول كبي ..أو أخاك ..أو أنت .. شَ ْيءٍ عِن َدهُ بِ ِم ْقدَا ٍر *
فاعتذر بأسـلوب يفـظ ماء وجهـه ويعله يشعـر أنـك ي الْمَُتعَا ِل *
شهَادَةِ الْكَبِ ُ
عَاِلمُ اْلغَ ْيبِ وَال ّ
تشاركه الم ..قل – مثلً : - َسوَاء مّنكُم مّ نْ أَ َسرّ اْل َقوْ َل وَمَن َج َهرَ بِ ِه َومَ نْ ُهوَ
يا فلن ..أ نا أش عر بعانا تك ..وأخوك أع تبه أ خي .. خفٍ بِاللّيْ ِل وَسَارِبٌ بِالّنهَارِ *
مُسْتَ ْ
ولئن كان إخوانـ خسـة فهـو السـادس ..لكـن الشكلة حفَظُونَ هُ مِ نْ
لَ ُه مُ َعقّبَا تٌ مّ ن بَيْ ِن َيدَيْ هِ َومِ نْ َخ ْلفِ هِ يَ ْ
أن ن ل أ ستطيع أن أف عل شيئا الن ..فاعذر ن ..وأ سأل َأمْرِ اللّ هِ إِنّ اللّ هَ لَ ُيغَّي ُر مَا ِب َقوْ مٍ حَتّ ى ُيغَّيرُوْا مَا
ال أن يوفق أخاك .. ل َم َردّ لَ ُه َومَا
سهِ ْم وَِإذَا َأرَادَ اللّ هُ ِب َقوْ مٍ سُوءًا فَ َ
ِبأَْنفُ ِ
مع بتسامة لطيفة ..وتعبيات وجه مناسبة .. َلهُم مّن دُوِنهِ مِن وَا ٍل *
فكأنـك بذا الرد الميـل قضيـت له مـا يريـد ..أليـس ـ َخوْفًـا وَطَمَعًـا وَيُنْشِىءُ
ـ الَْبرْق َ
ُهوَ اّلذِي ُيرِيكُم ُ
كذلك ..؟ السّحَابَ الّثقَا َل *
وجهة نظر .. ح الرّ ْعدُ بِحَ ْم ِد ِه وَالْمَلَِئ َكةُ مِ نْ خِيفَتِ هِ وَُيرْ سِلُ
َويُ سَبّ ُ
كن صريا مع نف سك ..جريئا مع الناس ..واعرف صوَاعِ َق فَيُ صِيبُ ِبهَا مَن يَشَاء َوهُ مْ يُجَادِلُو َن فِي
ال ّ
قدراتك والتزم بدودها .. ال ّلهِ َو ُهوَ َشدِي ُد الْمِحَا ِل *
ـ لَ
ـ مِـن دُونِه ِ
ـ َيدْعُون َ
ـ دَ ْعوَةُ الْحَقّـ وَاّلذِين َ
لَه ُ
.64الـتـواضـع .. يَ سْتَجِيبُو َن لَهُم بِشَ ْيءٍ ِإلّ كَبَا سِطِ َكفّيْ هِ إِلَى الْمَاء
كنت ف ملس فيه عدد من الوجهاء .. لِيَ ْبلُ َغ فَا ُه َومَا ُهوَ ِببَاِلغِ هِ َومَا دُعَاء الْكَا ِفرِي نَ إِ ّل فِي
فتحدث أحد من رآه استغن ! وقال ف أثناء حديثه : ضَلَلٍ " ..
..ومررت بأحـد العمال ..فمدّ يده ليصـافحن .. ن عم ..ل تلتزم إل ب ا ت ثق أ نه يك نك الوفاء به ..
فترددت ث مددت يدي وصافحته .. بعون ال ..
ث قال :مع أن ل أعطي يدي لي أحد .. مرة خطيبا فـ الناس ..فتكلم عـن الخرة قام
ما شاء ال يقول :ل أعطي يدي لي أحد .. وأحوالا ..ث صاح قائلً :يا فاطمة بنت ممد ..
أ ما ر سول ال .. rفكا نت ال مة الملو كة الضعي فة .. سلين من مال ما شئت ..فإ ن ل أغ ن ع نك من
تلقاه ف وسط الطريق ..فتشتكي إليه من ظلم أهلها .. ال شيئا ..
أو كثرة شغلها ..فيجعل يده ف يدها ..فينطلق معها إل وأخيا ..
أهلها ليشفع لا .. مـع التأكيـد على أهيـة عدم اللتزام بالشيـء إل
وكان يقول :ل يد خل ال نة من كان ف قل به مثقال ذرة وأ نت قادر عل يه ..إل أ نه ينب غي ع ند العتذار أن
من كب .. نستعمل أسلوبا ذكيا ..
174
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وذقنه على راحلته متخشعا .. كم سعنا الناس يرددون :يا أ خي ..فلن مت كب
فكل مه وقال ا بن م سعود :أق بل ر جل إل ر سول ال ..فلن "شايف نفسه " ..
ف شيء ..فأخذته الرعدة .. وتسـأله :لاذا ل تسـتعن بارك فـ كذا ؟ فيقول :
:هون عل يك ..فإن ا أ نا ا بن امرأة من قر يش فقال فلن متكب علينا ..ما يعطينا وجه !!
تأكل القديد ( ..اللحم الـمجفف ) .. كـم هـم مبغوضون أولئك الذيـن يتكـبون على
يقول :أجلس ك ما يلس الع بد ..وآ كل ك ما وكان الناس ..ويعاملونم باستعلء ..
يأكل العبد .. كم هو منبوذ ..ذاك الذي يط غى أن رآه ا ستغن
نعم .. ..
تواضع تكن كالنجم لح لناظر ذاك الذي يصـعر خده للناس ويشـي فـ الرض
على صفحات الاء وهو رفيع مرحا ..
ول تكُ كالدخان يعلو بنفسه ذاك الذي يتكــــب على العمال ..والدام ..
على طبقات ال ّو وهو رفيع والفقراء ..
باختصار .. يت كب عن مادثت هم ..وم صافحتهم ..ومال ستهم
من توا ضع ل رف عه ..و ما زاد ال عبدا بالتوا ضع إل ..
عزا .. م كة فاتا ..ج عل ي ر بطرقات م كة ل ا د خل
الت طالا أوذي فيها ..واستُهزئ به ..
.65العبادة الفية .. كم سع ف طرقاتا ..يا منون ..ساحر ..كاهن
قبل عشر سنوات ..ف أيام ربيع ..وف ليلة باردة كنت ..كذاب ..
ف الب مع أصدقاء .. و هو اليوم يدخل ها قائدا عزيزا ..مكنا ..قد أذل
تعطلت إحدى السـيارات ..فاضطررنـا إل البـيت فـ ال أهلها بي يديه ..
العراء .. فكيف كان شعوره وهو داخل ؟
أذ كر أ نا أشعل نا نارا تلق نا حول ا ..و ما أج ل أحاد يث قال عبد ال بن أب بكر :
الشتاء ف دفء النار .. إل ذي طوى ..وقف على لا وصل رسول ال
طال ملسنا فلحظت أحد الخوة انس ّل من بيننا .. راحلته معتجرا بقطعة برد حراء ..
كان رجلً صالا ..كانت له عبادات خفية .. لي ضع رأ سه تواضعا ل ..ح ي وأن ر سول ال
كنـت أراه يتوجـه إل صـلة المعـة مبكرا ..بـل أحيانا رأى ما أكرمه ال به من الفتح ..حت إن عثنونه (
وباب الامع ل يفتح بعد !!.. طرف ليته ) ليكاد يس واسطة الرحل ..
قام وأخذ إناءً من ماء .. م كة يوم الف تح وقال أ نس :د خل ر سول ال
175
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأحبوه .. ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته ..
فيحبه أهل السماء .. أب طأ علي نا ..فق مت أترق به ..فرأي ته بعيدا ع نا ..
قال :ث تنل له الحبة ف أهل الرض .. قـد لف جسـده برداء مـن شدة البد وهـو سـاجد
فذلك قول ال " إن الذيــن آمنوا وعملوا الصــالات على التراب ..ف ظلمة ..يتملق ربه ويتحبب إليه
سيجعل لم الرحن ُودّا " .. ..
وإذا أب غض ال عبدا ..نادى جب يل :إ ن أبغ ضت فلنا أيق نت أن لذه العبادة الف ية ..عِزا ف الدن يا ق بل
فأبغ ضه ..فيبغ ضه جب يل ..ث يُنادى ف أ هل ال سماء : الخرة ..
إن ال يبغض فلنا فأبغضه .. مضت السنوات ..
فيبغضه أهل السماء .. وأعرفه اليوم ..قد و ضع ال له القبول ف الرض
ث تنل له البغضاء ف الرض .. )78( .. ..
:من استطاع منكم أن يكون له قال الزبي بن العوام له مشاركات ف الدعوة ..وهداية الناس ..
خبيئة من عمل صال فليفعل .. إذا م شى ف ال سوق أو ال سجد ..رأ يت ال صغار
والعبادة الفية أنواع .. قبل الكبار يتسابقون إليه ..مصافحي ..ومبي ..
منها ..الفاظ على صلة الليل ..ولو ركعة واحدة وترا كــم يتمنــ الكثيون مــن تار ..وأمراء ..
كل ليلة ..ت صليها ب عد العشاء مباشرة ..أو ق بل أن تنام ومشهور ين ..أن ينالوا ف قلوب الناس من الح بة
..أو قبل الفجر ..لتكتب عند ال من قوام الليل .. مثل ما نال ..
:إن ال وتر يب الوتر ..فأوتروا يا أهل القرآن قال ولكن هيهاااات ..
.. أأب يت سهران الد جى ..و تبيته *** نوما ! وتب غي
ومن ها ..ال سعي ف ال صلح ب ي الناس ..ب ي الزملء بعد ذاك لاقي ؟
التخاصمي ..بي اليان ..بي الزوجي .. ـالات
ـن آمنوا وعملوا الصـ
ـم ( ..إن الذيـ
نعـ
:ال أ خبكم بأف ضل من در جة ال صلة وال صيام قال سيجعل ل م الرح ن وُدا ) ..أي يعل ل م مبة ف
والصدقة ؟ قلوب اللق ..
قالوا :بلى .. إذا أحبك ال جعل لك القبول ف الرض ..
قال :إصلح ذات البي ..وفساد ذات البي هي الالقة قال : eإن ال إذا أحـب عبدا نادى جبيـل ..
()79
فقال :
ومنها الكثار من ذكر ال .. إن قد أحببت فلنا فأحبه ..
قال :فيحبه جبيل ..
( ) رواه البخاري ومسلم ،والترمذي واللفظ له . 78
176
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعدك يا أبا بكر ..لقد أتعبت اللفاء من بعدك يا أبا بكر فإن من أحب شيئا أكثر من ذكره ..
.. :أل أنبئكم بي أعمالكم وف الديث ..قال
* * * * * * * * ..وأزكاها ع ند مليككم ..وأرفعها ف درجات كم
ول يكن عمر tبعيدا ف تعبده وإخلصه عن أب بكر .. ..وخ ي ل كم من إعطاء الذ هب والورق ..وخ ي
فقد رآه طلحة بن عبيد ال .. لكـم مـن أن تلقوا عدوكـم فتضربوا أعناقهـم
خرج ف سواد الليل ..فدخل بيتا ث ..خرج منه ودخل ويضربوا أعناقكم ..؟
بيتا آخـر ..فعجـب طلحـة ..ماذا يفعـل عمـر فـ هذه قالوا :بلى ..وما ذاك يا رسول ال ؟
البيوت !! قال :ذكر ال عز وجل (.. )80
فلمـا أصـبح طلحـة ذهـب إل البيـت الول..فإذا عجوز ومنها ..صدقة السر ..فصدقة الس ّر تطفئ غضب
عمياء مقعدة.. الرب ..
فقال لا :ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ ـر خرج إل
ـلى الفجـ
ـر tإذا صـ
ـو بكـ
كان أبـ
قالت :إنه يتعاهدن منذ كذا وكذا ..يأتين با يصلحن الصحراء ..فاحتبس فيها شيئا يسيا ..ث عاد إل
ويرج عن الذى .. الدينة ..
فخرج طلحة وهو يقول :ثكلتك أمك يا طلحة..أعثرا تُ فعجـب عمـر tمـن خروجـه ..فتبعـه يوما خفيـة
عمرَ تتبع؟ بعدما صلى الفجر ..
* * * * * * * * فإذا أبـو بكـر يرج مـن الدينـة ويأتـ على خيمـة
وخرج مرة tإل ضواحـي الدينـة ..فإذا برجـل عابر قدية ف الصحراء ..فاختبأ له عمر خلف صخرة
سبيل نازل و سط الطر يق ..و قد ن صب خي مة قدي ة .. ..
وق عد ع ند باب ا ..مضطر بَ الال ..ف سأله ع مر :من فلبث أبو بكر ف اليمة شيئا يسيا ..ث خرج ..
الرجل ؟ فخرج عمر من وراء صخرته ودخل اليمة ..فإذا
قال :من أهل البادية ..جئت إل أمي الؤمني أصيب من فيها امرأة ضعيفة عمياء ..وعندها صبية صغار ..
فضله .. فسألا عمر :من هذا الذي يأتيكم ..
فسمع عمر أني امرأة داخل اليمة ..فسأله عنه ؟ فقالت :ل أعرفـه ..هذا رجـل مـن السـلمي ..
فقال :انطلق رحك ال لاجتك .. يأتينا كل صباح ..منذ كذا وكذا ..
قال عمر :هذا من حاجت .. قال فماذا يفعـل :قالت :يكنـس بيتنـا ..ويعجـن
فقال :امرأ ت ف الطلق -يع ن تلد -ول يس عندي مال عجيننا ..ويلب داجننا ..ث يرج ..
ول طعام ول أحد .. فخرج عمـر وهـو يقول :لقـد أتعبـت اللفاء مـن
فرجع عمر إل بيته سريعا ..فقال لمرأته أم كلثوم بنت
( ) رواه أحد والترمذي وغيها ،صحيح . 80
177
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلمـا مات وجدوا فـ ظهره آثار سـواد ..فقالوا :هذا علي :هل لك ف خي ساقه ال إليك ؟
ظهر حال ..وما علمناه اشتغل حالً .. قالت :ومـا ذاك ..فأخبهـا ببـ الرجـل ..
فانقطـع الطعام عـن مائة بيـت فـ الدينـة ..مـن بيوت فحملت امرأ ته مع ها متاعا ..وح ل هو جرابا ف يه
الرامـل واليتام ..كان يأتيهـم طعامهـم بالليـل ..ل طعام ..وقدرا وحطبا ..ومضى إل الرجل ..
يدرون من يضره إلي هم ..فعلموا أ نه الذي ين فق علي هم ودخلت امرأة عمر على الرأة ف خيمتها ..
.. وق عد هو ع ند الر جل ..فأش عل النار وأ خذ ين فخ
و صام أ حد ال سلف عشر ين سنة ..ي صوم يوما ويف طر ال طب ..وي صنع الطعام ..والدخان يتخلل لي ته
يوما ..وأهله ل يدرون عنـه ..كان له دكان يرج إليـه ..والرجل قاعد ينظر إليه ..
إذا طلعـت الشمـس ويأخـذ معـه فطوره وغداءه ..فإذا فبينمـا هـو على ذلك ..إذ صـاحت امرأتـه مـن
كان يوم صـومه تصـدق بالطعام ..وإذا كان يوم فطره دا خل الي مة ..يا أم ي الؤمن ي ..ب شر صاحبك
أكله .. بغلم ..
فإذا غربت الشمس ..رجع إل أهله وتعشى معهم .. فل ما سع الر جل ..أم ي الؤمن ي ..فزع وقال :
نعم ..كانوا يستشعرون العبودية ل ف جيع أحوالم .. أ نت ع مر بن الطاب ..قال :ن عم ..فاضطرب
هم التقون ..وال يقول } :إِنّ ِللْمُّتقِيَ َمفَازًا * َحدَائِ قَ الرجل ..وجعل يتنحى عن عمر ..فقال له عمر :
وَأَعْنَابًا * وَ َكوَاعِ بَ َأْترَابًا * وَ َكأْ سًا ِدهَاقًا * لّا يَ سْ َمعُونَ مكانك ..
فِيهَا َل ْغوًا َولَا ِكذّابًا * َجزَاء مّن رّّبكَ عَطَاء حِسَابًا { .. ثـ حلـ عمـر القدر ..وقربـه إل اليمـة وصـاح
فاطلب مبة الالق ..وهو يتكفل بزرع مبتك ف قلوب بامرأته ..أشبعيها ..
خلقه .. فأكلت الرأة من الطعام ..ث أخرجت باقي الطعام
خارج اليمة ..
إضاءة .. فقام ع مر فأخذه فوض عه ب ي يدي الر جل ..وقال
ليس الغاية أن تكون ظواهر الخرين تبك ..إنا الغاية له :كل ..فإنك قد سهرت من الليل ..
أن تبك بواطنهم أيضا .. ث نادى عمر امرأته فخرجت إليه ..
فقال للر جل :إذا كان من ال غد ..فأت نا نأ مر لك
.66أخرجهم من الفرة ..
با يصلحك ..
أل يقـع مرة أن أحرجـك شخـص فـ ملس عام بكلمـة
* * * * * * * *
جارحة ..
وكان علي بـن السـي يمـل جراب البـز على
أو رباـ سـخر منـك ..بأي شيـء وإن كان صـغيا ..
ظهره بالليـل ..فيتصـدق باـ..ويقول :إن صـدقة
بلباسك أو كلمك ..أو أسلوبك ..
السر تطفىء غضب الرب ..
178
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ خي ل تل مه ..ت صصه صعب ..ل كن سيشد حيله إن فدافع عنك شخص ما ..فشعرت بامتنان عظيم له
شاء ال .. ..ل نه كأن ا أم سك بطرف ثو بك عند ما دف عك
كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء .. غيك إل هاوية ..
إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكل خافقة سكون مارس هذه الهارة مع الخرين ..وسترى لا تأثيا
كان عبد ال بن مسعود .. tيشي مع النب .. r ساحرا ..
فمرا بشجرة فأمره النــب أن يصــعدها ويت ّز له عودا لو دخلت على ش خص وأق بل ولده ي مل طبقا ف
يتسوك به .. طعام ..لكنه استعجل قليلً ..فكاد أن يقع الطبق
فر قى ا بن م سعود وكان خفيفا ..ن يل ال سم ..فأ خذ على الرض ..فانطلق الب عليــه ثائرا ..لاذا
يعال العود لقطعه .. العجلة ؟ كم مرة أعلمك ؟ ..
فأ تت الر يح فحر كت ثو به وكش فت ساقيه ..فإذا ه ا فاحرّ وجه الولد واصفرّ ..
ساقان دقيقتان صغيتان .. فقلت أنـت :ل ..بـل فلن بطـل ..رجُل ..مـا
فضحك القوم من دقة ساقيه .. ـل هذا لوحده ..ولعله
ـل كـ
ـه يمـ
شاء ال عليـ
فقال النب : rممّ تضحكون ؟! ..من دقة ساقيه ؟! استعجل لن فيه أغراض أخرى أيضا ..
()81
والذي نفسي بيده إنما أثقل ف اليزان من أحد .. أي امتنان سيشعر به الغلم لك ..
هذا مع الصغار ..فما بالك مع الكبار ..
وجهة نظر .. لو أثنيـت على زميـل فـ اجتماع ..بعدمـا صـبوا
كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء .. ل من اللوم ..
عليه واب ً
أو أثنيت على أحد إخوانك ..بعدما انكب الراد
.67الهتمام بالظهر ..
السرة عليه معاتبي ..
كان أ بو حني فة جال سا يوما ب ي طل به ف ال سجد يدرس
ش ْر يا
شاب أحر جه ش خص ب سؤال أمام الناس :بَ ّ
..
فلن ..كم نسبتك ف الامعة ؟!
وكان بـه أل فـ ركبتـه ..وقـد مـد رجله ..واتكـأ على
بال عليـك ..هـل هذا سـؤال يسـأله عاقـل أمام
جدار ..
الناس ؟!!
ف هذه الثناء ..أقبل رجل عليه لباس حسن ..وعمامة
فانقلب و جه الشاب متلونا ..فأنقذ ته قائلً بل طف
حسنة ..ومظهر مهيب ..كان وقورا ف مشيته ..جليلً
:ليش يا أبا فلن ..ستزوجه ؟!! أو عندك وظيفة
ف خطوته ..
له ؟ أو ..
أفسح له لطلب حت جلس بانب أب حنيفة ..
فضحكوا ونُسي السؤال ..
أو لو عاتبه على دن ّو معدله الدراسي ..فقلت :يا
( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها 81
179
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منديل ..وأشرطة كاسيت متناثرة .. فل ما رأى ا بو حني فة مظهره ..ورزان ته ..ورتا بة
لكو نت فكرة عن الش خص مباشرة أ نه فوضوي ..غ ي هيئ ته ,,ا ستحى من طري قة جل سته وث ن رجله ..
مبال بالترتيب .. وتمل أل ركبته لجله ..
وكذلك ف لباس الناس ..ومظهرهم العام .. استمر أبو حنيفة ف درسه والرجل يسمع ..
والذي أعنيـه هنـا هـو الهتمام بالظهـر ل السـراف فـ فلما انتهى من الدرس ..
اللباس أو السيارة ..أو الثاث ..أوغيها .. بدأ الطلب يسـألون ..فرفـع ذلك الرجـل يده
يعتن بذه النواحي كثيا .. كان رسول ال ليسأل ..
فكان له حلة حسنة يلبسها ف العيدين والمعة .. التفت إليه الشيخ ..وقال :ما سؤالك ؟
وكانت له حلة يلبسها ف استقبال الوفود .. فقال :يا شيخ ..مت وقت صلة الغرب ؟
كان يعتن بظهره ورائحته .. قال :إذا غربت الشمس !! ..
وكان يب الطيب .. قال :وإذا جاء الليـل والشمـس ل تغرب ..فماذا
:كان رسـول ال .. rأزهـر اللون كأن قال أنـس نفعل ؟!
عرقه اللؤلؤ ..إذا مشا تكفأ .. فقال أ بو حني فة :آن ل ب حني فة أن ي د رجل يه ..
وما مسست ديباجا ول حريرا ألي من كف رسول ال r ومد رجله كما كانت ..
.. و سكت عن هذا ال سؤال التنا قض !! ..إذ ك يف
ول شمت مسكا ول عنبا أطيب من رائحة النب .. r يأت الليل والشمس ل تغرب ؟!!
وكانت يدُه مطيب ًة كأنا أخرجت من جؤنة عطار .. يقولون إن النظرة الول إليـك تكوّن فـ ذهـن
وكان .. rيعرف بريح الطيب إذا أقبل .. القابل أكثر من %70من تصوره عنك ..
( كان رسول ال rل يرد الطيب ) .. وقال أنس ويبدو أنـه عنـد التأمـل سـتجد أن النظرة الول
قال أ نس :ما م سست حريرا ول ديباجا أل ي من كف تكون أكثر من %95عنك ..حت تتكلم ..أو
.. رسول ال تعرّف بنفسك ..
وكان rأحسـن الناس وجها ..كان وجهـه مسـتنيا ولو مشيت ف مر ف مستشفى أو شركة وبانبك
كالشمس .. شخص عليه ثياب حسنة ..وعليه وقار ف مشيته
وكان إذا ُسرّ ا ستنـار وج هه ..ح ت كأن وج هه قط عة ..لرأيت أنك – ربا ل شعوريا – إذا وصلت إل
قمر .. باب ف المر التفتّ إليه وقلت له :تفضل ..طال
قال جابر بـن سـرة رأيـت رسـول ال rفـ ليلة مضيئة عمرك !!
مقمرة .. ولو ركبت سيارة أحد أصدقائك فرأيتها فوضى ..
فجعلت أنظر إل رسول ال rوإل القمر ..وعليه حلة هنا فردة حذاء مرمي ..وهنا روق شاورما ..وها
180
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حراء ..فإذا هو عندي أحسن من القمر ..
.68الصدق .. وكان يأمـر السـلمي بذلك يأمـر السـلمي براعاة
أذكـر أنـ كنـت أراقـب على الطلب يوما فـ قاعـة الظهر ..
المتحان ..وكان المتحان يوم خيـس ..ومـع أن يوم ..قال :أتيت النب عن أب الحوص عن أبيه
الم يس هو إجازة أ صلً إل أن نا اضطرر نا أن ن عل ف يه rوعل ّي ثوب دون ( أي ردئ ) ..
امتحانا لزحة الواد .. فقال : rألك مال ؟ قلت :نعم ..
ب عد م ضي ر بع ساعة من بدا ية المتحان ..أق بل أ حد قال :مـن أي الال ؟ قلت :مـن البـل والبقـر
الطلب متأخرا ..كان السـكي يبدو عليـه الضطراب والغنم واليل والرقيق ..
الشديد .. ـة ال
فقال : rفإذا آتاك ال مالً ..فلُيَ أث ُر نعمـ
قلت له :عفوا ..أتيـت متأخرا ولن أسـح لك بدخول عليك وكرامتِه ..
المتحان .. وقال ( : rمن أنعم ال عليه نعمة ..فإن ال يب
فبدأ يرجون أن أسح له .. أن يرى أثر نعمته على عبده ) .
قلت :ما الذي أخرك ؟! قال : وعن جابر بن عبدال
قال :وال يا دكتور ..راحت علي نومة !! أتانـا رسـول ال .. rزائرا فـ منلنـا فرأى رجلً
أعجبن صدقه ..وقلت تفضل ..فدخل وامتحن .. شعثا قد تفرق شعره ..
بعده بدقائق أقبل طالب آخر ..قلت :ما أخرك ؟ فقال :أما كان يد هذا ما يُسكن به شعره ؟
قال :يا دكتور وال الطر يق زححححمة ..تعرف الناس ورأى رجلً آخـر وعليـه ثياب وسـخة فقال :أمـا
ف الصباح طالعي لدواماتم ..هذا رايح جامعته ..وهذا كان هذا يد ماء يغسل به ثوبه ؟ ..
لشركته ..وهذا .. وقال ( :من كان له شعر فليكرمه ) ..
وجعل يعدد عليّ ليقنعن أن الطريق زحة .. وكان يرّص على حسن السمت ..وجال الشكل
ونسي السكي أن اليوم إجازة للموظفي ..وربا ليس ف ..واللباس ..وطيب الرائحة ..
الطرق إل طلبنا !! وكان يردد فـ الناس قائلً ( :إن ال جيـل يبـ
قلت له :يعن الشوارع زحة ..والسيارات تل الطرق ؟ المال ) (.. )82
قال :إي وال يا دكتور كأنك ترى ..
قلت :يا شا طر !! إذا أردت أن تكذب فاض بط الكذ بة تربة ..
..يا أخي اليوم خييييس ..يعن ما فيه دوامات ..من النظرة الول إليك تطبع ف ذهن القابل %70
أين جاءت الزحة ؟!! من تصوره عنك ..
قال :آه يا دكتور ..ن سيت " ..بن شر علي الك فر " ..
( ) رواه مسلم 82
181
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت :أعطيه ترا .. ــف
ــيارة فوقـ
أي تعطلت إحدى إطارات السـ
فقال لا :أما إنك لو ل تعطيه شيئا ..كتبت عليك كذبة لصلحها !!..
()85
كان السكي مضطربا متورطا ..فضحكت ودخل
إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة .. وكان ليمتحن ..
ل يزل معرضا عنه .. نعـم ..مـا أقبـح أن يكتشـف الناس أنـك تكذب
فـ كثيـ مـن الحيان يندفـع بعـض الناس إل الكذب .. عليهم ..
لجل إظهار أنفسهم بصورة أكب من القيقة .. الكذب ينفـر الناس عنـك ..ويفقدك الصـداقية
فتجده يكذب ف بطولت يؤلفها ..ومواقف يترعها .. عندهم ..
أو يزيد ف القصص ..ليملّحها .. ويعلهم ل يثقون فيك ..
أو يدعي أشياء عنده ..وهو كاذب ..فيتشبع با ل يعط فلو وق عت لحد هم مشكلة ..فلن يشكو ها إل يك
.. ..
أو تد الكذاب يعد ويلف .. ولو تكلمت بشيء لن يسمعوه بتقبل ..
أو يتورط بأمور ..فيختلق أعذارا متنو عة ..و سرعان ما :يطبع الؤمن على اللل كلها إل اليانة قال
()83
يكتشف الناس كذبه فيها .. والكذب
وقف أحد العلماء أمام السلطان ..فشهد على شيء .. وسـئل ..فقيـل له :يـا رسـول ال ..أيكون
فقال السلطان :كذبت .. الؤمن جبانا ؟
فصاح العال :أعوذ بال ..وال لو نادى منادٍ من السماء فقال :نعم ..
:إن ال أحلّ الكذب ..لاـ كذ بت ..فك يف و هو فقيل :أيكون الؤمن بيلً ؟
حرام !! فقال :نعم ..
فقيل :أيكون الؤمن كذابا ؟
حقيقة .. ()84
فقال :ل ..
الكذب لون واحد كله أسود .. وقال عبد ال بن عامر :
دعتن أمي يوما ..ورسول ال قاعد ف بيتنا ..
.69الشجاعة ..
فقالت :
قال ل بعد ما خرج نا من الولي مة :ت صدق ك نت أعرف
ها ..تعال أعطيك ..
اسم الصحاب الذي تكلمتم عنه ..
فقال لا رسول ال :وما أردت أن تعطيه ؟
قلت :عجبا !! ليش ما ذكرته ..وقد رأيتنا متحيين ؟!
( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها 83
182
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيهم :يا جبناااااء ..إل مت ؟! خفض رأسه وقال :خجلت أتكلم ..
البان ل يبن مدا ..هو صفر على الشمال دائما .. قلت ف نفسي :تبا للجُب ..
إن حضر ملسا تلحّف بـجُـبْنه ول يشارك برأي ..أو وآخر كان يدرس ف السنة الخية من الثانوية ..
ينطق بكلمة .. التقيت به يوما فقال ل :قبل يومي دخلت الفصل
وإن ذكروا نك تة ضحكوا وعلّقوا ..ول ي ستطع أن يز يد ..فرأيت الطلب واجي ..والدرس جالس على
على أن خفض رأسه وتبسم .. كرسيه ..بدون شرح ..
وإن حضر ملسا ..ل ينتبه أحد لوجوده .. جلست وسألت الذي بانب :ما الب ؟!
والعظم من ذلك إن كان أبا ..أو زوجا ..أو مديرا .. قال :زميلنا عساف مات البارحة ..
أو حت زوجة أو أما .. كان فـ الفصـل عدد مـن أصـدقاء عسـاف ..
الناس يكرهون البان ..وليس له قدر .. تاركون للصـلة ..والغون فـ عدد مـن الحرمات
فعود نفسك على الشجاعة ف اللقاء .. ..
الشجاعة ف النصح .. كان تأثي الب عليهم واضحا ..حدثتن نفسي أن
الشجاعة ف تطبيق مهارات التعامل مع الناس .. ألقي عليهم كلمة وعظية أحثهم فيها على الصلة
..وبر الولدين ..وإصلح النفس ..
وجهة نظر .. قلت له :متااااز ..هل فعلت ؟
عوّد نفسك ودربا ..وإنا النصر :صب ساعة .. قال :بصراحة ..ل ..خجلت ..
سكت ..وكظمت غيظي وأنا أقول ف نفسي :تبا
.70الثبات على البادئ ..
للـجُبْن ؟!!
كلما كانت شخصية الشخص أقوى ..وثباته على مبادئه
امرأة تسألا :لاذا ل تصارحي زوجك بالوضوع ؟
أشد ..كان أهم ف الياة ..
فتقول :أستحي !! خفت يزعل !! خفت يهجرن
أحينا يكون من مبادئك عدم أخذ الرشوة ..مهما ملّحوا
..خفت ..
أساءها ..بشيش ..هدية ..عمولة ..
شاب تسـأله :لــَم ل تبـ أباك بالشكلة قبـل أن
زو جة يكون من مبادئ ها ..عدم الكذب على زوج ها ..
تتفاقم ؟!
مهما زينوه لا ..تشية حال ..كذب أبيض ..
فيقول :أخاف ..ما أترأ ..
مـن البادئ ..عدم تكويـن علقات مرمـة مـع النـس
أو ربا رفع أحدهم ضغطك بقوله :أستحي أبتسم
الخر ..عدم شرب المر ..
..أخجل أثن عليه ..
شخـص ل يدخـن ..جلس مـع أصـحابه ..ليثبـت على
أخاف يقولون يامل ..يستخف دمه ..
مبادئه ..
أسـع هذه التصـرفات كثيا ..فأتنـ أن أصـرخ
183
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فغضبوا ..وقالوا :إنا ل نأتك يا ابن الطاب .. الش خص الثا بت على مبادئه وإن انتقد ته أ صحابه
فسكت عمر .. أحيانا ..واتموه بعدم الرو نة ..إل أن مشاعر هم
فقالوا :نشترط أن تدع لنـا الطاغيـة ثلث سـني ..ثـ الداخلية تؤمن أنا أمام بطل ..
تدمه بعدها إن شئت .. فتجد أن أكثرهم يلجأ إليه ويشعر بأهيته أكثر ن
أنم يساومونه على أمر ف العقيدة !! هو فرأى النب غيه ..
أ صل من أ صول ال سلم ..ف ما دام أن م سيسلمون .. وليش هذا خاصا بأحد النسي دون الخر ..بل
فما الداعي للتعلق بالصنم !! .. الرجال والنساء ف ذلك سواء ..
:ل .. فقال فاثبـت على مبادئك ول تقدم تنازلت ..عندهـا
قالوا :فدعه سنتي ..ث اهدمه .. سيضخ الناس لا ..
قال :ل .. لاـ ظهـر السـلم فـ الناس جعلت لقبائل تفـد إل
قالوا :فدعه سنة واحدة .. .. رسول ال
قال :ل .. ل ..
فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رج ً
قالوا :فدعه شهرا واحدا !! ال سجد لي سمعوا فل ما قدموا أنزل م ر سول ال
قال :ل .. القرآن ..
فل ما رأوا أ نه ل ي ستجب لمـ ف ذلك ..فال سألة شرك فسألوه :عن الربا والزنا والمر ؟
وإيان ..ل مال فيها للمفاوضة !! فحرم عليهم ذلك كله ..
قالوا :يا رسول ال ..فتولّ أنت هدمها ..أما نن فإنا وكان ل م صنم ورثوا عباد ته وتعظي مه عن آبائ هم
لن ندمها أبدا .. ..اسه " الربة " ..ويصفونه بـ " الطاغية " ..
:سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها .. فقال وينسـجون حوله القصـص والكايات للدللة على
فقالوا :وال صلة ..ل نر يد أن ن صلي ..فإن نا نأ نف أن قوته ..
تعلو إست الرجل رأسه !! فسألوه عن " الربة " ما هو صانع با ؟
:أ ما ك سر أ صنامكم بأيدي كم ف سنعفيكم من فقال قال :اهدموها ..
ذلك .. ففزعوا ..وقالوا :هيهات ..لو تعلم الربـة أنـك
وأما الصلة ..فل خي ف دين ل صلة فيه !!.. تريد أن تدمها ..قتلت أهلها !!
فقالوا :سنؤتيكها ..وإن كانت دناءة .. وكان عمر حاضرا ..فعجب من خوفهم من هدم
فكاتبوه على ذلك .. صنم ..
وذهبوا إل قومهـم ..ودعوهـم إل السـلم ..فأسـلموا فقال :ويكم يا معشر ثقيف !! ما أجهلكم !! إنا
على مضض .. الربة حجر ..
184
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث قدم علي هم رجال من أ صحاب ر سول ال
.71إغراءات .. لدم الصنم ..
قرأت أن شابا مسلما ف بريطانيا ..اطلع على قرأ إعلن فيهم خالد بن الوليد ..والغية بن شعبة الثقفي ..
لحدى الشركات حول حاجتهـا إل موظفيـ يعملون فـ فتوجه الصحابة إل الصنم ..
الراسات .. ففزعت ثقيف ..وخرج الرجال والنساء والصبيان
أقبل إل اللجنة الختصة بقابلة التقدمي ..فإذا جع كبي ..
من الشباب ..ما بي مسلمي وغي مسلمي .. وجعلوا يرقبون ال صنم ..و قد و قع ف قلوب م أ نه
كلما خرج شخص من القابلة سأله الواقفون ..عن ماذا لن ينهدم ..وأن الصنم سيمنع نفسه ..
سألوك ؟ وباذا أجبت ؟ فقام الغية بن شعبة ..فأخذ الفأس ..والتفت إل
كان من أهم أسئلتهم :كم كأسا تشرب من المر يوميا الصحابة الذين معه وقال :
؟! وال لضحكنكم من ثقيف !!
جاء دور صاحبنا ..فد خل ..وتتاب عت عل يه ال سئلة .. ث اق بل إل ال صنم ..فضرب ال صنم بالفأس ..ث
حت سألوه :كم تشرب من المر ؟ سقط وجعل يرفس برجله ..
فقال :أنا ل أشرب المر .. فصـاحت ثقيـف ..وارتوا ..وفرحوا ..وقالوا :
قالوا :لاذا !! هل أنت مريض ؟! أبعد ال الغية ..قتلته الربة ..
قال :ل ..لكن مسلم ..والمر حرام .. ث التفتوا إل بقية الصحابة وقالوا :
قالوا :يعن ل تشربا حت ف عطلة آخر السبوع ؟!! من شاء منكم فليقترب ..
قال :ل .. عندها قام الغية ضاحكا ..وقال :
فنظر بعضهم إل بعض متعجبي .. ويكم يا معشر ثقيف ..إنا هي لكاع ( أي مزحة
فلما ظهرت النتائج ..فإذا اسه ف أوائل القبولي .. ) ..وهذا صنم ..حجارة ومدر ..فاقبلوا عافية
بدأ عمله معهم ..ومضى عليه أشهر .. ال واعبدوه ..
و ف يوم ل قي أ حد ال سئولي ف تلك القابلة و سأله :لاذا ث أق بل يهدم الصـنم ..والناس معـه ..ف ما زالوا
كنتم تكررون سؤال عن المر ؟! يهدمونا حجرا حجرا ..حت سووها بالرض ..
فقال :لن الوظيفة الطلوبة هي ف الرا سات ..وكلما
توظف فيها شاب ..فوجئنا به يشرب ال مر ويسكر .. وحْـيْ ..
فيضيع مكانه ..ويهجم على الشركة من يسرقها ..فلما "مـن طلب رضـا الناس بسـخط ال سـخط ال
وجدناك ل تشرب ال مر عرف نا أن نا وقع نا على مبتغا نا .. عل يه وأ سخط عل يه الناس ،و من طلب ر ضا ال
فوظفناك هنا !! بسخط الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس "
185
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثله ..ول يريد أن يرتفع إل مستواهم !!.. ما أجل الثبات على البادئ وإن كثرت الغراءات
وف الثل :ودت الزانية لو أن النساء كلهن زني .. ..
مـن التجارب فـ حياتنـا ..أن تدـ زوجـة كثية الكذب الشكلة أننا نعيش ف متمعات قلّ أن تد فيها من
على زوجها ..تربت على ذلك ..وتعودت عليه ..فإذا يتمسـك مبادئه ..يعيـش مـن أجلهـا ويوت مـن
رأت من تنكر عليها ..وتنصحها بالصدق ..حاولت أن أجلهـا ..ويثبـت على اللتزام باـ ..وإن كثرت
ترها إل مستنقعها ..فكررت عليها :الرجال ما يصلح الغراءات ..
معهم إل كذا ..ما تشي أمورك معه إل بالكذب .. إذا مشيـت على الصـحيح ..والتزمـت بالصـراط
فل تزال با حت تتنازل عن مبادئه وتتغي ..أو ربا تثبت السـتقيم ..فأصـحاب البادئ الخرى لن يتركوك
..ولعلها .. ..
و قل م ثل ذلك ف م سئول ح سن اللق مع موظف يه .. فعدم قبولك للرشوة يغضب زملءك الرتشي ..
ويرى أن هذا ما يفيد العمل ..ويزرث الراحة ف قلوبم وامتنعاك عن الزنا ..يغضب الفاعلي !!
..ويزيد النتاج .. كان يعِ سّ ليلة من ذُ كر أن ع مر بن الطاب
فيلقاه مسئول سيء اللق ..مبغوض من قِبَل موظفيه .. الليال ..
فيح سده – رب ا – أو ير يد أن يقن عه بأ سلوب آ خر ف يراقب وينظر ..
التعا مل ..فيقول له :ل تف عل كذا ..واف عل كذا ..ول ف مر بأ حد البيوت ف ظل مة الل يل ..ف سمع ف يه
تبتسم ..ول .. رجال سكارى ..فكره أن يطرق عليهم الباب ليلً
أو صاحب بقالة ل يبيع السجائر ..فيحول أن يقنعه .. ..وخشي أن يكون ظنه خاطئا ..وأراد أن يتثبت
ل واث بت على مبادئك ..و قل بأعلى صوتك :
ف كن بط ً من المر ..
لااااا ..مهما أغروك .. فتناول ك سرة ف حم من على الرض ..وو ضع ب ا
أن يتنازل عـن وقديا حاول الكفار مـع رسـول ال علمة على الباب ..ومضى ..
مبادئه ..فقال ال له ( :ودوا لو ُتدْهن فيدهنون ) .. سع صاحب الدار صوتا عن الباب ..فخرج ..
ل ليحافظوا عليهـا ..
يعنـ أنمـ ل مبادئ عندهـم أصـ ً فرأى العلمـة ..ورأى ظهـر عمـر موليا ..ففهـم
وبالتال ل ما نع عند هم من التنازل عن مبادئ هم ..فانت به القصة ..
أن يغروك بترك مبادئك .. فكان الصـل أن يسـح العلمـة وينتهـي المـر ..
لكنن الرجل ل يفعل ذلك !!..
قال تعال : وإنا أخذ كسرة الفحم وأقبل إل بيوت جيانه ..
" فل تطع الكذبي * ودوا لو تدهن فيدهنون " وجعل يرسم على أبوابا علمات !!
وكأنه يريد أن ينل الناس إل مستواه ..ويكونون
186
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حنيفا مسلما وما كان من الشركي .. .72العفو عن الخرين ..
بتلك الصور كلها فطمست .. ث أمر ل تلو الياة من عثرات تصيبنا من الناس ..
ث وجد فيها حامة من عيدان فكسرها بيده ..ث طرحها فهذه مزحة ثقيلة ..وتلك كلمة نابية ..وتعدّ على
.. حاجات شخصية ..
ث وقف على باب الكعبة .. خصـومة بيـ اثنيـ فـ ملس ..أو اختلف فـ
وقد اجتمع له الناس ف السجد مسلمي والكفار ينظرون وجهات نظر ..أو آراء ..
إليه .. وبعضنـا يكـب الوضوع فـ نفسـه ..وليـس عنده
ث صلى ركعت ي ث ان صرف إل زمزم ..فاطلع في ها .. استعداد للعفو أو النسيان ..
ودعا باء فشرب منها وتوضأ .. أو رباـ ل يلك اسـتعدادا لقبول أعذار الخريـن
والناس يبتدرون وضوءه .. والعفو عنهم ..
والشركون يتعجبون من ذلك ..ويقولون :ما رأينا ملكا ب عض الناس يعذب نف سه بعدم عفوه ..يل صدره
قط ول سعنا به مثل هذا .. بأحقاد تشغله تعذبه ..
ثـ أقبـل إل مقام إبراهيـم فأخره عـن الكعبـة ..وكان ول در السد ما أعدله ..بدأ بصاحبه فقتله ..
ملصقا با .. فل تعذب نفسك ..هناك أشياء ل يكن أن تعاقب
على باب الكعبة فقال : ث قام عليها ..
ل إله إل ال ..وحده ل شريـك له ..صـدق وعده .. اِنسَ الاضي ..وعش حياتك ..
ونصر عبده ..وهزم الحزاب وحده .. مكة فاتا ..واطمأن الناس لا دخل رسول ال
أل كل مأثرة ..أو دم ..أو مال ُيدّ عى ..ف هو موضوع ..
تت قدمي هاتي ..إل سدانة البيت ..وسقاية الاج .. خرج حت جاء الكعبة فطاف با سبعا على راحلته
ث جعل يقرر بعض الحكام الشرعية فقال : ..
َألَا وقتيل الطأ شبه العمد بالسوط والعصا ..ففيه الدية فلما قضى طوافه ..دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه
مغلظة مائة من البل ..أربعون منها ف بطونا أولدها .. مفتاح الكعبة ..ففتحت له فدخلها ..
ث نظر إل رؤوس قريش وساداتا ..فصاح بم : فرأى فيه صور اللئكة وغيهم ..
يا معشر قر يش ..إن ال قد أذهب عن كم نوة الاهل ية ورأى إبراه يم عل يه ال سلم م صورا ف يده الزلم
..وتعظّمها بالباء .. يستقسم با ..
الناس من آدم ..وآدم من تراب .. :قاتلهـم ال ..جعلوا شيخنـا يسـتقسم فقال
ّاسـ إِنّاـ َخ َلقْنَاك ُم مّنـ ذَ َكرٍ َوأُنث َى
ثـ تل " ي َا َأيّه َا الن ُ بالزلم !! ما شأن ابراهيم والزلم ؟!
وَ َج َعلْنَاكُم ْـ ُشعُوبًا َوقَبَائِلَ لَِتعَا َرفُوا إِنّ أَ ْك َرمَكُم ْـ عِندَ اللّهِـ مـا كان إبراهيـم يهوديا ول نصـرانيا ولكـن كان
187
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ين منع كم له من دخول م كة معتمرا ..ل ا جاء كم ق بل أَْتقَا ُكمْ إِنّ ال ّلهَ َعلِيمٌ خَِبيٌ "
سني ..وتركتموه مبوسا ف الديبية ..منوعامن دخول ث جعل يتأمل ف وجوه الكفار ..
مكة ؟ و هو ف عزه ومل كه ع ند الكع بة ..و هم ف ذل م
أين صدكم لعمه أب طالب عن السلم وهو على فراش وضعفهم ..
الوت ؟ فـ مكان طالاـ كذبوه فيـه ..وأهانوه ..وألقوا
أين ..؟ أين ..؟ شريط طويييييل من الذكريات الؤلة ير الوساخ على رأسه وهو ساجد ..
.. أمام ناظريه وكفار قريـش بيـ يديـه ..مهزوميـ ..أذلء ..
ليـس هـو فقـط ..بـل أمام ناظري أبـ بكـر وعمـر .. صاغرين ..
وعثمان وعلي ..وبلل وع مر ..ف كل وا حد من هؤلء ث قال :يا معشر قريش ..ما ترون أن فاعل فيكم
..له مع قريش قصة حزينة .. ؟
كان يسـتطيع أن ينل بمـ أقسـى أنواع العقوبـة ..فهـم فانتنفضوا ..وقالوا :تفعـل بنـا خيا ..أنـت أخ
أعداء ماربون ..معتدون ..خونة .. كري ..وابن أخ كري ..
نعم خونة ..خانوا صلح الديبية ..واعتدوا .. عجبا !! هـل نسـوا مـا كانوا يفعلونـه بذا الخ
كانوا مرمي ..متحيين ..ل يدرون ماذا سيُفعل بم .. الكري ..أين سبكم :منون ..ساحر ..كاهن ؟!
يدوس على الحقاد ..ويلق بمته عااااليا .. فإذا به مــا دام أخا كريا ..وأبوه أخ كريــ !! فلماذا
ويقول كل مة يه تف ب ا التار يخ :اذهبوا ..فأن تم الطلقاء حاربتموه ؟!
.. أين تعذيبكم للمسلمي الضعفاء ..
فينطلقون ..مستبشرين ..تكاد أرجلهم تطي من الفرح هذا بلل واقـف ..وآثار التعذيـب ل تزال فـ
.. ظهره ..
أحقا عفا عنا ؟!! وتلك نلة قريبة قتلت عندها أمية ..وزوجها ياسر
ينظـر حول الكعبـة ..فإذا ثلثمائة وسـتون ثـ تلفـت ..وهذا ابنهما عمار مع السلمي يشهد ..
صنما ..تعبد من دون ال ..عند بيته العظّم !!.. أيـن حبسـكم له مـع السـلمي الضعفاء ..ثلث
يضربا بيده الكرية ..فتهوي ..وهو يقول : فجعل سـني فـ شعـب بنـ عامـر ..حتـ أكلوا ورق
جاء القـ ..وزهـق الباطـل ..جاء القـ ..ومـا يبدئ الشجـر مـن شدة الوع ..؟!! مـا رحتـم بكاء
الباطل وما يعيد .. الصغي ..ول أني الشيخ الكبي ..ول حاملً ول
عدد مـن كفار قريـش العتاة البغاة ..الذيـن لمـ تاريـخ مرضعا !!
أسود مع السلمي ..فروا من مكة قبل دخول النب أين حربكم له ف بدر ..وأحد ..وتزبكم عليه ف
وأصحابه إليها .. الندق ؟
188
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرجع صفوان معه .. منهم صفوان بن أمية ..
حت وصل إل مكة ..فمضى به عمي حت وقف به على فإنه فر منها هاربا ..وقد تي أين يذهب ..
رسول ال .. r فمضى إل جدة ليكب منها إل اليمن ..
فقال صفوان :إن هذا يزعم أنك قد أمنتن .. ..ونسـيانه فلمـا رأى الناس عفـو رسـول ال
:صدق .. قال للماضي الليم ..
قال صفوان :أ ما دخول ف ال سلم ..فاجعل ن باليار فقال : جاء عمي بن وهب إل رسول ال
فيه شهرين .. يا نب ال إن صفوان بن أم ية سيد قو مه ..و قد
فقال : rأنت باليار فيه أربعة أشهر .. خرج هاربا منـك ..ليقذف نفسـه فـ البحـر ..
ث أسلم صفوان بعد ذلك .. فّأمّنه ..صلى ال عليك ..
ما أجل العفو عن الناس ..ونسيان الاضي الليم ..هذا قال rبكل بساطة :هو آمن ..
خلق بل شـك ل يسـتطيعه إل العظماء ..الذيـن يترفعون قال عمي :يا رسول ال ..فأعطن آية يعرف با
بأخلق هم عن سفالة النتقام ..وال قد ..وشفاء الغ يظ أما نك ..فأعطاه ر سول ال rعمام ته ال ت د خل
..فالياة قصية -على كل حال .. -نعم هي أقصر فيها مكة ..حت إذا رآها صفوان ..عرفها فوثق
من أن ندنسها بقد وضغينة .. ف صدق عمي ..
هينا لينا .. حت ف الاجات الاصة ..كان خرج با عمي حت أدركه ..وهو يريد أن يركب
قال القداد بن السود : tقدمت الدينة أنا وصاحبان ل ف البحر ..
.. فقال :يا صفوان ..فداك أ ب وأ مي ..ال ..ال
فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد .. ف نفسك أن تلكها ..فهذا أمان من رسول ال r
فأتينا إل النب .. rفذكرنا له ..فأضافنا ف منل وعنده قد جئتك به ..
أربع أعن .. فقال صفوان :ويك ..أغرب عن فل تكلمن ..
فقال :احلبهـن يـا مقداد ..وجزئهـن أربعـة أجزاء .. فإنك كذاب ..وكان خائفا من مغبة ما كان فعله
وأعط كل إنسان جزءا فكنت أفعل ذلك .. بالسلمي ..
فكان القداد كل مساء ..يلب فيشرب هو وصاحباه .. قال :أي صفوان ..فداك أ ب وأ مي ..ر سول ال
ويبقـى جزء النـب عليـه الصـلة والسـلم ..فإن كان ..أف ضل الناس ..وأبر الناس ..وأحلم الناس
موجودا شربه ..وإن كان غائبا حفظوه له حت يرجع .. ..وخي الناس ..وهو ابن عمك ..عزّه عزك ..
وف ليلة من الليال ..تأخر النب rف الجيء إليهم .. وشرفُه شرفك ..وملكُه ملكك ..
واضطجع القداد على فراشه ..فقال ف نفسه : قال :إن أخافه على نفسي ..
إن النب .. rقد أتى أهل بيت من النصار ..فأطعموه قال :هو أحلم من ذاك وأكرم ..
189
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كبي ..فمله حت علت رغوته .. ..
ث أتى به النب .. rفقال :اشرب .. فلو قمت فشربت هذه الشربة ..
فلما رأى رسول ال rكثرة اللب ..قال : فلم تزل به نفسه حت قام فشربا ..ول يبق للنب
أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد ؟ rشيئا ..
فقال :اشرب يا رسول ال ..فقال :ما الب يا مقداد ؟ قال القداد :فلما دخل ف بطن وتقار ..أخذن ما
ث ناول القدح قال :اشرب ث الب ..فشرب النب قدم وما حدث ..
للمقداد ..فقال القداد :اشرب يـا رسـول ال ..فشرب فقلت :ييـء الن النـب rجائعا ..ظمآنا ..فل
ث ناوله القدح ..قال :اشرب يا رسول ال .. يرى ف القدح شيئا ..فيدعو علي ..
قال القداد ..فل ما عر فت أن ر سول ال rقد روي .. فسجيت ثوبا على وجهي ..يعن من الم ..
وأصابتن دعوته .. فلما مضى بعض الليل ..
ضحكت حت ألقيت إل الرض .. وجاء ال نب .. rف سلم ت سليمة ت سمع اليقظان ..
فقال رسول ال :إحدى سوآتك يا مقداد ! . ول توقظ النائم ..
فقلت :يا ر سول ال ..إ نك قد أبطأت علي نا الليلة .. والقداد على فراشـه ..ينظـر إليـه ..فأقبـل rإل
وكنت جائعا فقلت ف نفسي لعل رسول ال rقد تعشى إنائه ..
عند بعض النصار ..وقص عليه القصة كلها ..وكيف فكشف عنه فلم ير شيئا ..فرفع بصره إل السماء
أن العن حلبت ف ليلة واحدة مرتي ..على غي العادة ..
.. ففزع القداد ..وقال :الن يدعو عل ّي ..
كان من أمري كذا ..فصنعت كذا وكذا .. فتسمع ماذا يقول ..فإذا به .. rيقول :
فقال :مـا كانـت هذه إل رحةـ ال ..أل كنـت آذنتـ اللهم اسق من سقان ..وأطعم من أطعمن ..
توقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها .. فلمـا سـع القداد ذلك ..أَغتنـم دعوة ال نب عليـه
فقلت :والذي بعثـك بالقـ مـا أبال إذا أصـبتَها .. الصلة والسلم ..
وأصبتُها معك من أصابا من الناس .. قام فأخـذ الشفرة السـكي ..فدنـا إل العنـ ..
وجهة نظر .. ليذبح إحداها ..ليطعم النب .. r
الياة أخـذ وعطاء ..فاجعـل عطاءك أكثـر مـن فجعل يسهن ينظر أيتهن أسن ليذبها ..
أخذك .. فوقعت يده على ضرع إحدا هن فإذا هي حا فل ..
مليئة باللب ..
.73الكرم ..
ونظر إل الخرى فإذا هي حافل ..
قال لم :من سيدكم ؟
فنظرت فإذا هـي كلهـن حفـل ..فحلب فـ إناء
190
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإليك الديث كاملً : قالوا :سيدنا فلن ..على أننا نبخّله ..
قال سفيان : فقال :وأي داء أدوُأ مـن البخـل ؟!! بـل سـيدكم
دخلت الدينة ..فإذا أنا برجل قد اجتمع الناس عليه .. البيض العد فلن ..
فقلت :من هذا ؟ هكذا جرى النقاش ب ي إحدى القبائل وب ي ر سول
قالوا :أبو هريرة .. ال eلا أسلموا فسألم عن سيدهم ليقره عليهم
فدنوت منه حت قعدت بي يديه ..وهو يدث الناس .. بعد إسلمهم أو يغيه ..
فل ما سكت وخل ..قلت :أنشدك ال ..ب ق و حق .. نعم وأي داء أدوأ من البخل ..
..وعلمته .. لا حدثتن حديثا سعته من رسول ال ما أقبح البخل وما أعرض الناس عنه ..وما أثقله
فقال أبو هريرة :أفعل ..لحدثنك حديثا حدثنيه رسول عليهم ..
..عقلته وعلمته .. ال ل يكاد يقيم ف بيته وليمة يتحبب با إليهم ..ول
ث ن شغ أ بو هريرة نش غة ( ش هق ) ..فم كث قليلً ..ث يكاد يهدي هديـة ..ول يكاد يعتنـ بمال مظهره
أفاق .. ..ول يه تم بزكاء برائح ته ..توفيا للمال ..
..وأنـا فقال :لحدثنـك حديثا حدثنيـه رسـول ال ورضا بالدون ..
وهو ف هذا البيت ..ليس فيه أحد غيي وغيه .. أما الكري فهو مفضال على أصحابه ..قريب من
ثـ نشـغ أ بو هريرة نشغـة أخرى ..فمكـث بذلك ..ثـ أحبابه ..إن اشتاقوا للجتماع والنس ففي بيته ..
أفاق ..ومسح وجهه ..فقال : وإن نقـص على أحدهـم شيـء تفضـل عليـه بـه ..
..وأ نا أف عل ..لحدث نك بد يث حدثن يه ر سول ال فيأسر نفوسهم بكرمه ..ويستعبد قلوبم بإحسانه
وهو ف هذا البيت ..ليس فيه أحد غيي وغيه .. ..
ث نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ..ث مال خارّا على وجهه أحسن إل الناس تستعبد قلوبم
ل ..ث أفاق ..فقال :
..وأسندته طوي ً فطالا استعبد النسان إحسان
: حدثن رسول ال وينب غي ع ند إكرام غيك أن تكون ني تك ح سنة ..
إن ال عـز وجـل إذا كان يوم القيامـة ..نزل إل العباد للتآلف مع إخوانك السلمي ..وكسب مودتم ..
ليقضي بينهم ..وكل أمة جاثية .. والتقرب إل ال بالحسان إليهم ..ل لجل شهرة
فأول من يدعو به :رجل جع القرآن ..ورجل يقتل ف أو رئاسة أو كسب مديهم وثنائهم ..
سبيل ال ..ورجل كثي الال .. قال : eأول من ت سعر ب م النار ثل ثة ..وذ كر
فيقول ال للقارىء :أل أعلمك ما أنزلت على رسول ؟ من هم رجلً كان ين فق ليقال جواد أي كر ي ..فلم
قال :بلى يا رب .. يع مل ابتغاء و جه الالق وإن ا ابت غى و جه الخلوق
قال :فماذا عملت فيما علمت ؟ ..ريا ًء وسعة ..
191
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيتك ..الم ..الب ..الزوجة ..الولد ..ث القرب قال :كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ..
قالقرب ..ابدأ بنف سك ث ب ن تعول ..وك فى بالرء إثا فيقول ال له :كذبت ..
أن يضيع من يعول .. وتقول اللئكة له :كذبت ..
ول بد من التفريق بي الكرم والسراف .. فيقول ال عــز وجــل :أردت أن يقال :فلن
دلف رجل ف شارع قدي فمر ببيت متهالك ..فإذا فتاة قارىء ..فقد قيل ..
صغية قد جل ست على عت بة الباب بثياب ر ثة ..وهيئة ويؤتى بصاحب الال فيقول :أل أوسع عليك حت
فقية ..فسألا :من أنت ؟ ل أدعك تتاج إل أحد ؟
قالت :أنا ابنة حات الطائي .. قال :بلى ..
فقال :عجبا !! ابنـة حاتـ الطائي الكريـ الواد ..على قال :فماذا عملت فيما آتيتك ؟
هذا الال ؟!! قال :كنت أصل الرحم ..وأتصدق ..
فقالت :كرم أب صينا إل ما ترى !! فيقول ال :كذبت ..
أكرم الناس ..ول يكـن جشعا ينظـر كان رسـول ال وتقول اللئكة :كذبت ..
ف مصلحة نفسه ول يلتفت إل غيه .. ويقول ال :بــل أردت أن يقال :فلن جواد ..
كل .. فقد قيل ذلك ..
قال ابو هريرة : t ويؤتى بالرجل الذي قتل ف سبيل ال ..فيقال له :
وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد على الرض من فيم قتلت ؟
الوع ..وإن كنت لشد الجر على بطن من الوع .. فيقول :أمرت بالهاد ف سبيلك ..فقاتلت ح ت
ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يرجون منه ..فمر قتلت ..
أبو بكر ..فسألته عن آية من كتاب ال ..ما سألته إل فيقول ال :كذبت ..
ليستتبعن ..فلم يفعل .. وتقول اللئكة له :كذبت ..
ث مرّ ع مر ..ف سألته عن آ ية من كتاب ال ..ما سألته ويقول ال :بـل أردت أن يقال :فلن جريـء ..
إل ليستتبعن ..فمر فلم يفعل .. فقد قيل ذلك ..
ث مرّ ب أبو القاسم .. rفتبسم حي رآن ..وعرف ما على ركبت فقال : ث ضرب رسول ال
ف وجهي وما ف نفسي .. يا أ با هريرة ..أولئك الثل ثة أول خلق ال ت سعر
ث قال :أ با هر ..قلت :لب يك يا ر سول ال ..قال : بم النار يوم القيامة (.. )86
ِالْحَقْ .. فإذا أحسنت النية ف كرمك فأبشر بالي ..
ومضـى ..فاتبعتـه ..فدخـل ..فاسـتأذن ..فأذن ل .. وأول من ت سن إلي هم ليحبوك ويكرموك ..أ هل
فدخلت ..
( ) رواه الترمذي والاكم ،وهو صحيح 86
192
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بق يت أ نا وأ نت ؟ قلت :صدقت يا ر سول ال ..قال : فوجد لبنا ف قدح ..فقال :من أين هذا اللب ؟
اقعـد فاشرب ..فقعدت فشربـت ..فقال :اشرب .. قالوا :أهداه لك فلن ..أو فلنة ..
فشربت .. قال :أبا هر ..قلت :لبيك يا رسول ال ..
فما زال يقول :اشرب ..حت قلت :ل ..والذي بعثك قال ِ :الْحَقْ أهل الصفة ..فادعهم ل ..
بالقـ ..ما أجـد له مسـلكا ..قال :فأر ن ..فأعطيتـه قال :وأهـل الصـفة أضياف السـلم ..ل يأوون
()87
القدح ..فحمد ال وسّى ..وشرب الفضلة .. إل أهـل ول إل مال ..إذا أتتـه صـدقة بعـث باـ
وللكرم أسرار .. إليهم ول يتناول منها شيئا ..وإذا أتته هدية أرسل
أحيانا ل تتكرم على الشخص مباشرة ..وإنا تتكرم على إلي هم ..وأ صاب من ها وأشرك هم في ها ..ف ساءن
من يبهم ..فيحبك .. ذلك ..
زارن أحد الصدقاء يوما ..وكان يمل كيسا فيه عدد وقلت :وما هذا اللب ف أهل الصفة !! كنت أحق
من اللويات واللعاب ..أظن ها ل تكل فه بض عة ريالت أن أصـيب مـن هذا اللبـ شربـة أتقوى باـ ..فإذا
..وضعها بانب الباب لا دخل ..وقال :هذه للولد جاءوا ..أمرن ..فكنت أنا أعطيهم ..وما عسى
.. أن يبلغن من هذا اللب ..
فرح با الصغار ..وفرحت ب ا أنا لنه أشعر ن أنه يب ول يكـن مـن طاعـة ال ..وطاعـة رسـوله ب ٌد ..
إدخال السرور على أولدي .. فأتيتهم ..فدعوتم ..
كان أحد السلف عالا ..لكنه كان فقيا .. فأقبلوا ..فأذن ل م ..وأخذوا مالسهم من الب يت
فكان طلبـه يهدون إليـه بيـ فترة وأخرى ..أنواعا مـن ..فقال :يا أبا هر ..
الدايا ..تر ..دقيق .. قلت :لبيك يا رسول ال ..قال :خذ ..فأعطهم
ـخ مكرما
ـه ..ل يزل الشيـ
وكان الطالب إذا أهدى إليـ ..
مقبلً عليه ..ما دامت هديته باقية .. فأخذت القدح ..فجعلت أعطيـه الرج َل فيشرب
فإذا انتهت ..رجع إل طبعه الول .. حت يروى ..ث يرد عليّ القدح ..فأعطيه الخر
ففكر أحد طلبه بدية يملها إل الشيخ ..تكون معقولة ..فيشرب ح ت يروى ..ث يرد علي القدح ..
الثمن ..وتطول مدة بقائها .. فأعط يه ال خر فيشرب ح ت يروى ..ث يرد علي
فأهدى إليه كيس ملح .. القدح ..
ولو استشرتن ف هديتي ستهدي إحداها إل صديق .. حت انتهيت إل النب .. rوقد روي القوم كلهم
أولما زجاجة عطر رائع ..ثي .. ..فأخـذ القدح فوضعـه على يده ..فنظـر إلّـ
أو ساعة حائطية تكتب عليها إهداءً باسه .. فتبسم فقال :أبا هر ..قلت :لبيك يا رسول ال
..قال :
( ) رواه البخاري 87
193
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالقوي يتجرأ على إيذاء الضعيـف ..يدفعـه بيده ..أو لخترت السـاعة ..لناـ يطول بقاؤهـا ..ويراهـا
يركله برجله ..يضرب ويقّر ..في صي أ سدا عل يه لكنه دائما ..
ف الروب نعامة !! وأذ كر أن أ حد طل ب أهدي ته ساعة حائط ية في ها
والغن يتعدى على الفقي ..فيهينه ف الجالس ..يقاطعه إهداء باسه ..
ف كلمه .. وترج من الكلية ..ومرت السني ..
أما صاحب النصب والاه ..فله حظ كبي من ذلك .. ث زرت إحدى الدن فتفاجأت به ي ضر الحاضرة
وقل مثل ذلك فيمن جعل ال نسبه رفيعا .. ويدعون إل بيته ..
وهؤلء فـ القيقـة ..إضافـة إل بغـض الناس لمـ .. فلمـا دخلت ملس الضيوف فإذا بـه يشيـ إل
وتنيهم زوال عزهم ..وفرحهم بصائبهم .. السـاعة معلقـة على الائط ..ويقول :هذه أغلى
هم أيضا مفلسون .. هدية عندي ..
وان ظر إل ر سول ال ..و قد جلس مع أ صحابه يوما وقد مر على ترجه سبع سني ..
فقال لم : ـاعة ل تكلف إل شيئا
ـي أن تعلم أن هذه السـ
بقـ
أتدرون ما الفلس ؟ يسيا ..لكن قيمتها العنوية أعلى وأكب ..
قالوا :الفلس فينا من ل درهم له ول متاع ..
فقال :إن الفلس مـن أمتـ يأتـ يوم القيامـة بصـلة .. وجهة نظر ..
و صيام ..وزكاة ..ويأ ت قد ش تم هذا ..وقذف هذا .. كسب قلوب الناس فرص قد ل تتكرر
وأكل مال هذا ..وسفك دم هذا ..وضرب هذا ..
.74كف الذى ..
فيعطى هذا من حسناته ..وهذا من حسناته ..فإن فنيت
كان الناس يبغضونه ..
حسـناته قبـل أن يقضـى مـا عليـه ..أخـذ مـن خطاياهـم
()88 ما يكاد أحد يسلم من أذاه ..
.. فطرحت عليه ..ث طرح ف النار
إن سلمت من يده فلن تسلم من لسانه ..وإن فاته
أذى الناس بشت أشكاله .. لذا كان يتجنب
أن يلدك ب سوط ل سانه ف حضر تك فلن يفو ته أن
:ما ضرب ر سول ال شيئا قط بيده قالت عائ شة
يلدك ف غيبتك ..
..ول امرأة ..ول خادما ..إل أن ياهد ف سبيل ال ..
ل مكروها ..أثقل على الناس من
فعلً ..كان رج ً
وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه ..إل أن ينتهك
صم البال الراسيات ..
شيء من مارم ال ..فينتقم ل عز وجل (.. )89
وإذا تأملت ف أحوال الناس فسوف تصل إل يقي
وعموما ..من استعمل هذه النعم لذى الناس أبغضوه ..
بأنـه ل يؤذي غالبا إل مـن كان عنده نعمـة تفوق
( ) رواه مسلم 88 من يقابله ..
( ) رواه مسلم 89
194
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التا جر ل يرق له كل مي ..وقال -ب كب : -أبدا ..ما وقـد يبتليـه ال فـ دنياه قبـل أخراه ..فيشفـي
ظل مت أحدا ..ول أعتدِ على ش يء من حقوق الناس .. صدورهم ..
وأشكرك على نصيحتك ..وخرج .. أذكـر أن أحـد ال صدقاء مـن طلبـة العلم وحفظـة
مرت أيام وغاب الر جل ع ن ..خش يت أن يكون و جد القرآن ..كان رجلً صـالا ..يأتيـه بعـض الناس
علي ف نفسه ..ولكن ل عليّ فهي نصيحة أسديتها إليه أحيانا يقرأ عليهم شيئا من القرآن كرقية شرعية ..
..تفاجأت به يوما ف مكان ما ..لقين فأقبل إلّ مسلما وقد شفى ال تعال على يده من شاء ..
مسرورا .. دخل عليه يوما من اليام رجل تبدو عليه علمات
سألته :هاه ..ما الخبار ؟ الثراء ..جلس بي يدي الشيخ وقال :يا شيخ ..
قال :المـد ل ..الن يدي بيـ ..بغيـ طـب ول أ نا عندي آلم ف يدي الي سرى تكاد تقتل ن ..ل
علج !! أنام ف ليل ..ول أرتاح ف نار ..
قلت :كيف ؟ ذهبـت إل عدد كـبي مـن الطباء ..أجروا ل
قال :لا خرجت من عندك ..جعلت أفكر ف نصيحتك الفحوصات ..عملوا تارين ..ما فيه فائدة أبدا ..
..وأستعيد شريط ذكريات ف ذهن ..وأفكر !! ترى هل الل يزيد ويشتد حت انقلبت حيات عذابا ..
ظلمت أحدا ؟! هل أكلت حق أحد ؟! فتذكرت أن قبل يا ش يخ ..أ نا تا جر وعندي عدد من الؤ سسات
سنوات لا كنت أبن ق صري ..كان بانبه أرض رغبت والشركات ..فأخشـى أن أكون أصـبت بعيـ
ف ضم ها إل يه ليكون أج ل ..كا نت الرض ملكا لمرأة حاسدة ..أو وضع ل أحد الشرار سحرا ..
أرملة توف زوجها وخلّف أيتاما .. قال الشيـخ :قرأت عليـه سـورة الفاتةـ ..وآيـة
أردتا أن تبيع الرض فأبت ..وقالت :وماذا أفعل بقيمة الكرسي ..وسورة الخلص والعوذتي ..
الرض ..بل تب قى لؤلء اليتام ح ت ي كبوا ..أخ شى ل يظهر عليه تأثر ..خرج من عندي شاكرا ..
أن أبيعها ويتشتت الال .. ر جع إلّ بعد أيام يش كو الل نف سه ..قرأت عليه
أرسلت إليها مرارا لشرائها ..وهي تأب علي ذلك .. ..ذهب ور جع ..وقرأت عل يه ..ل يظهر عليه
قلت :فماذا فعلت ؟ أي تسن ..
قال :انتزعت الرض منها بطرقي الاصة .. قلت له ل ا اش تد عل يه اللم :قد يكون ما أ صابك
قلت :طرقك الاصة !! هـو عقوبـة على شيـء فعلتـه ..مـن ظلم أحـد
قال :ن عم ..علقا ت الوا سعة ..ومعار ف ..ا ستخرجت الضعفاء ..أو أكل حقوقهم ..أو ظلمت أحدا ف
ترخيصا ببناء الرض وضممتها إل أرضي .. ماله فمنع ته ح قه ..أو غ ي ذلك ..فإن كان هناك
قلت :وأم اليتام ؟!! شيء من ذلك فسارع إل التوبة ما جنيت ..وأعد
قال :سـعت باـ حصـل لرضهـا فكانـت تأتـ وتصـرخ القوق إل أهلها ..واستغفر ال ما مضى ..
195
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالظال يغفل عن ظلمه ويرى أنه أعدل الناس .. بالعمال الذ ين يعملون لتمنع هم من البناء ..و هم
والغب يرى أنه أذكى الناس .. يضحكون منها يظنونا منونة ..وف الواقع أنن أنا
والخرق السفيه ..يرى أنه حكيم زمانه .. الجنون ليس هي ..
أذ كر ل ا ك نت شابا – وأظن ن ل أزال كذلك – أع ن ل ا كانـت تب كي وترفـع يدي ها إل السـماء ..هذا مـا
كنت ف أوائل الدراسة الثانوية ..أقبل علينا ضيف ثقيل رأي ته بعي ن ..ول عل دعاء ها ف ظل مة الل يل كان
..ل أدري هل أك مل درا سته البتدائ ية أم ل ؟ ل كن أعظم ..
الذي أجزم به أنه يقرأ ويكتب .. قلت :هاه ..أكمل ..
وكنـت مشغولً وقـت دخوله بسـألة شرعيـة ل أجـد لاـ قال :رحـت أسـأل وأبثـ عنهـا ..حتـ عثرت
جوابا .. عليهـا ..فبكيـت واعتذرت ..ول زلت باـ حتـ
وضعـت له مـا يوضـع للضيـف مـن قِرى ..ثـ تناولت قبلت منـ تعويضا عـن تلك الرض ..ودعـت ل
الا تف وجعلت أكرر الت صال بالش يخ ا بن باز رح ه ال وسامتن ..
لسؤاله عنها .. فوال ما إن خفضت يديها ..حت دبت العافية ف
ل أجد الشيخ .. بدن ..
رآن صاحب منشغلً إل هذا الد ..فسألن :بن تتصل ثـ أطرق التاجـر برأسـه قليلً ..ثـ رفعـه وقال :
.. ونفع ن دعاؤها – بإذن ال – نفعا ع جز ع نه طب
قلت :بالشيخ ابن باز ..عندي استفتاء مهم .. الطباء ..
ل بكـل ث قة :سبحان ال ..ا بن باز ..وأنـا
فبادر ن قائ ً
موجود ؟!! ( لول الياء لعلت بقيــة الكتاب علمات قالوا ..
تعجب !! ) نامت عيو نك والظلوم منت به*يد عو عليك وع ي
تدـ مـن الناس كثييـن كذلك ..فتحمـل ثقلهـم .. ال ل تنم
وعاملهم بلطف ..واكسبهم ..
.75ل للعداوات ..
حاول بقدر استطاعتك أن ل تكسب عداوات ..
تد أن الناس عند التعامل معهم لم طبائع ..
فلم تبعـث عليهـم وكيلً ..أنقـذ مـا يكـن إنقاذه ..ول
منهـم الغضوب ومنهـم البارد ..ومنهـم الذكـي
تعذب نفسك ..
ومنهم الغب ..والتعلم والاهل ..
خاطرة ..
ومنهم حسن الظن وسيء الظن ..و :
الياة اقصر من أن تشغلها باكتساب عداوات
من عامل الناس لقى منهم نصبا ..
.76اللسان ..ملك !! فإن َسوْسَهم بـغ ٌي وطغيان
196
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مــع أنــك لو تأملت لوجدت أن التعــبيين متماثلن تأملت فيما يدث التبا غض والشقاق بي الناس ..
متطابقان ..لكـن الول عـب بأسـلوب والخـر عـب ويعل بعضهم أثقل من البل على الخرين ..فل
بأسلوب آخر .. يبون رؤي ته ول مال سته ..ول ال سفر م عه ..ول
حضور وليمة هو مدعو إليها ..
نعم ..اللسان سيد العضاء .. وجدت أن أكثر يوصل الشخص إل هذا الستوى
: وف الديث ..قال البغيض هو اللسان ..
إذا أصـبح ابـن آدم فإن العضاء كلهـا تكفـر اللسـان .. ف كم من خ صومات وق عت ب ي إخوان ..وأزواج
فتقول : ..و ..بسبب مسبة أو غيبة أو شتم !!..
اتق ال فينا ..فإنا نن بك ..فإن ا ستقمت استقمنا .. لسـان الفتـ نصـف ونصـف فؤاده ..فلم يبـق إل
()90
.. وإن اعوججت اعوججنا .. صورة اللحم والدم
نعم ..وال إنه لسيد .. ذُكـر أن ملكا معظما رأى فـ منامـه أن أسـنانه
سيد ف خطبة المعة ..وسيد ف الصلح بي الناس .. تساقطت ..
وسيد ف التسويق ..وسيد ف الحاماة .. فاستدعى أحد العبين ..وقص عليه الرؤيا وسأله
ول يعن هذا أنه إذا فقده النسان ..انتهت حياته ..كل عن تعبيها ؟!
بل صاحب المة يبقى بطلً .. فتغي العب لا سعها ..وجعل يردد :أعوذ بال ..
ل يكـن أبـو عبـد ال يتلف كثياُ عـن بقيـة أصـدقائي .. ـني ..ويوت
ـك السـ
ـي عليـ
أعوذ بال ..تضـ
لكنه – وال يشهد – من أحرصهم على الي .. أولدك وأهلك جيعا ..وتبقـى فـ ملكـك وحدك
له عدة نشاطات دعو ية من أبرز ها ما يقوم به أثناء عمله ..
..فهو يعمل مترجا ف معهد الصم البكم . ف صاح اللك ..وغ ضب ..و سب ول عن ..وأ مر
ات صل ب يو ما وقال :ما رأ يك أن أح ضر إل م سجدك بالعب أن يسحب ويلد ..
اثني من منسوب معهد الصم للقاء كلمة على الصلي .. ث د عا ب عب آ خر ..و قص عل يه الرؤ يا ..و سأله
تعجبت !! وقلت :صم يلقون كلمة على ناطقي ؟ عن تعبيها ..
قال :نعم ..وليكن ميئنا يوم الحد .. فاستهل ذاك العب ..وتبسم ..وأظهر البشاشة ..
انتظرت يوم الحد بفارغ الصب .. وقال :أبشر ..خي ..خي ..أيها اللك ..
وجاء الوعد .. هذا معناه أ نك سيطول عمرك جدا ..ح ت تكون
وقفت عند باب السجد أنتظر .. آخر أهلك موتا ..وتبقى طول عمرك ملكا ..
فإذا بأب عبد ال يقبل بسيارته .. فاستبشر اللك وأ مر له بالعطيات ..وبقي راضيا
عليه ..ساخطا على الخر !!
( ) رواه أحد والترمذي 90
197
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولدت أ صم ..ونشأت ف جدة ..وكان أهلي يهملون ن وقف قريبا من الباب ..نزل ومعه رجلن ..
..ل يلتفتون إلّ ..كنت أرى الناس يذهبون إل السجد أحدها كان يشي بانبه ..
..ول أدري لاذا ! أرى أب أحيانا يفرش سجادته ويركع والثان قد أمسكه أبو عبد ال يقوده بيده ..
ويسجد ..ول أدري ماذا يفعل .. نظرت إل الول فإذا هو أ صم أب كم ..ل ي سمع
وإذا سألت أهلي عن شيء ..احتقرون ول ييبون .. ول يتكلم ..لكنه يرى ..
ث سكت أبو عبد ال والتفت إل أحد وأشار له .. والثانـ أصـم ..أبكـم ..أعمـى ..ل يسـمع ول
فواصل أحد حديثه ..وأخذ يشي بيديه ..ث تغي وجهه يتكلم ول يرى ..
..وكأنه تأثر .. مددت يدي وصافحت أبا عبد ال ..
خفض أبو عبد ال رأسه .. كان الذي عن يينه – وعلمت بعدها أن اسه أحد
ث بكى أحد ..وأجهش بالبكاء .. -ينظر إلّ مبتسما ..فمددت يدي إليه مصافحا
تأثر كثي من الناس ..ل يدرون لاذا يبكي .. ..
واصل حديثه وإشاراته بتأثر ..ث توقف .. فقال ل أبو عبد ال -وأشار إل العمى : -
فقال أبو عبد ال :أحد يكي لكم الن فترة التحول ف سلم أيضا على فا يز ..قلت :ال سلم علي كم ..
حياته ..وكيف أنه عرف ال والصلة بسبب شخص ف فايز ..
الشارع ع طف عل يه وعل مه ..وك يف أ نه ل ا بدأ ي صلي فقال أ بو ع بد ال :أم سك يده ..هو ل ي سمعك
ش عر بقدر قر به من ال ..وت يل ال جر العظ يم لبلئه .. ول يراك ..
وكيف أنه ذاق حلوة اليان .. جعلت يدي ف يده ..فشدن وهز يدي ..
ومضى أبو عبد ال يكي لنا بقية قصة أحد .. د خل الم يع ال سجد ..وب عد ال صلة جلس أ بو
كان أكثر الناس مشدودا متأثرا .. ع بد ال على الكر سي و عن يكي نه أح د ..و عن
لكن كنت منشغلً ..أنظر إل أحد تارة ..وإل فايز تارة يساره فايز ..
أخرى ..وأقول ف نفسي ..هاهو أحد يرى ويعرف لغة كان الناس ينظرون مندهشيـــ ..ل يتعودوا أن
الشارة ..وأبـو عبـد ال يتفاهـم معـه بالشارة ..ترى يلس على كرسي الحاضرات أصم ..
ك يف سيتفاهم مع فا يز ..و هو ل يرى ول ي سمع ول التفت أبو عبد ال إل أحد وأشار إليه ..
يتكلم !!.. فبدأ أحدـ يشيـ بيديـه ..والناس ينظرون ..ل
انتهى أحد من كلمته ..ومضى يسح بقايا دموعه .. يفهموا شيئا ..
التفت أبو عبد ال إل فايز .. ـب
ـد ال ..فاقترب إل مكـ
فأشرت إل أب ـ عبـ
قلت ف نفسي :هه ؟؟ ماذا سيفعل ؟!! الصوت وقال :
ضرب أبو عبد ال بأصابعه على ركبة فايز .. أحدـ يكـي لكـم قصـة هدايتـه ..ويقول لكـم ..
198
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خدمته للدين وخدمتهم .. فانطلق فايز كالسهم ..وألقى كلمة مؤثرة ..
الم الذي يمله رجل أعمى أصم أبكم ..لعله يعدل الم تدري كيف ألقاها ؟
الذي يمله هؤلء جيعا .. بالكلم ؟ كل ..فهو أبكم ..ل يتكلم ..
والناس ألف منهم كواحد ** وواحد كاللف إن أمر عنا ـة
ـى ..ل يتعلم لغـ
ـو أعمـ
بالشارة ؟ كل ..فهـ
رجل مدود القدرات ..لكنه يترق ف سبيل خدمة هذا الشارة ..
الد ين ..يش عر أ نه جندي من جنود ال سلم ..م سئول ألقـى الكلمـة بــ ( اللمـس ) ..نعـم باللمـس ..
عن كل عاص ومقصر .. يعل أبو عبد ال ( الترجم ) يده بي يدي فايز ..
كان يرك يد يه بر قة ..وكأ نه يقول يا تارك ال صلة إل فيلم سه فا يز ل سات معي نة ..يف هم من ها التر جم
مت ..؟ يا مطلق البصر ف الرام إل مت ..؟ يا واقعا ف مراده ..ث ي ضي ي كي ل نا ما فه مه من فا يز ..
الفواحش ؟ يا آكلً للحرام ؟ بل يا واقعا ف الشرك ؟ وقد يستغرق ذلك ربع ساعة ..
كلكـم إل متـ ..أمـا يكفـي حرب العداء لديننـا .. وفا يز ساكن هادئ ل يدري هل انت هى التر جم أم
فتحاربونه أنتم أيضا !! ل ..لنه ل يسمع ول يرى ..
كان السكي يتلون وجهه ويعتصر ليستطيع إخراج ما ف فإذا انتهى الترجم من كلمه ..ضرب ركبة فايز
صدره .. ..فيمد فايز يديه ..
تأ ثر الناس كثيا ..ل ألت فت إلي هم ..لك ن سعت بكاء فيضـع الترجـم يده بيـ يديـه ..ثـ يلمسـه فايـز
وتسبيحات .. للمسات أخر ..
انتهى فايز من كلمته ..وقام ..يسك ابو عبد ال بيده ظل الناس يتنقلون بأعينهم بي فايز والترجم ..بي
..تزاحم الناس عليه يسلمون .. عجب تارة ..وإعجاب أخرى ..
كنت أراه يسلم على الناس ..وأحس أنه يشعر أن الناس وج عل فا يز ي ث الناس على التو بة ..كان أحيانا
عنده سواسيه .. يسك أذنيه ..وأحيانا لسانه ..وأحيانا يضع كفيه
يسلم على الميع ..ل يفرق بي ملك وملوك ..ورئيس على عينيه ..
ومرؤوس ..وأمي ومأمور .. فإذا هو يأ مر الناس ب فظ ال ساع والب صار عن
يسـلم عليـه الغنياء والفقراء ..والشرفاء والوضعاء .. الرام ..
والميع عنده سواء .. كنـت أنظـر إل الناس ..فأرى بعضهـم يتمتـم :
كنت أقول ف نفسي ليت بعض النفعيي مثلك يا فايز .. سبحان ال ..وبعض هم يه مس إل الذي بان به ..
أخذ أبو عبد ال بيد فايز ..ومضى به خارجا من السجد وبعضهم يتابع بشغف ..وبعضهم يبكي ..
.. أما أنا فقد ذهبت بعيييييدا ..
أخذت أمشي بانبهما ..وها متوجهان للسيارة .. أخذت أقارن ب ي قدرا ته وقدرات م ..ث أقارن ب ي
199
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسكوت ..يصرخ با ..ينهرها ..يشتد المر بينهما والترجم وفايز يتمازحان ف سعادة غامرة ..
..فينهدم البناء ..ويطلقها .. آآآه ما أحقر الدنيا ..
لذا أمـر eالشخـص إذا غضـب أن يسـكت ..نعـم كم من أ حد ل ي صب بر بع م صابك يا فا يز ول
يسكت .. يستطع أن ينتصر على الضيق والزن ..
لنه إن ل يضبط لسانه ..أرداه ف الهالك .. أيـن أصـحاب المراض الزمنـة ..فشـل كلوي ..
يوت الفت من زلة بلسانه شلل ..جلطات ..سكري ..إعاقات ..
وليس يوت الرء من زلة الرجل لاذا ل يستمتعون بياتم..ويتكيفون مع واقعهم ..
أذكـر أنـ دخلت قبـل فترة فـ مشكلة بيـ عائلتيـ ما أج ل أن يبتلي ال عبده ث ين ظر إل قل به فياه
للصلح بينهما .. شاكرا راضيا متسبا ..
ل عاقلً كبيا ف ال سن أظ نه قد
وق صة اللف :أن رج ً مرت اليام ..ول تزال صـورة فايـز مرسـومة أمام
تاوز الستي من عمره ..خرج ف نزهة صيد مع مموعة ناظري ..
من أصدقائه ..وسنهم جيعا متقارب .. حقيقة ..
دارت بينهم الحاديث وذكريات الصبا ..ث تكلموا عن الن سان ل ل مه يؤ كل ..ول جلده يل بس
أراض لجداد هم بالقر ية ..فثار خلف ب ي اثن ي من هم ..فماذا فيه غي حلوة اللسان !!
حول أحد الراضي يلكها أحدها وادعى الخر أنا لده
.. .77اضبط لسانك ..
اشتـد بينهمـا النقاش حتـ قال مالك الرض لصـاحبه : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط ال ل يلقي لا
وال لن رأيتك قريبا من أرضي لفرغن هذا ف رأسك .. بالً يكتب ال عليه با سخطه إل يوم يلقاه ..
ث تناول بندقية الصيد الت بانبه ووجهها أعلى من رأس هكذا حذر ال نب eالناس من إطلق الكلم على
صاحبه بترين أو ثلثة ث أطلق منها رصاصة .. عواهنه ..دون النظر ف العواقب ..
ثار الرجلن وكادا أن يقتتل ..ل كن أ صحابما هدؤوه ا عدم ضبط اللسان قد يؤدي إل الهالك ..
وتفرقوا إل بيوتم .. احفظ لسانك أيها النسان
ل ي ستطع الر جل الذي أطلق عل يه الر صاص أن ينام من ل يلدغنك إنـه ثـعبان
شدة الغ يظ ..ف ما كاد أن ي صبح ح ت كان قد أج ع أن كم ف القابر من قتيل لسانه
يشفـي غيظـه مـن صـاحبه ..فحمـل سـلحا مـن نوع " كانت تاب لقاءه الشجعان
كلشينكوف " ومضى يبحث عن صاحبه ..حت رآه ف كـم مـن امرأة طلقهـا زوجهـا بسـبب اللسـان ..
سيارته عند مدرسة بنات .. يتلف معهـا ..فتردد قائلة له :طلقنـ ..أتداك
كان صـاحبه متقاعدا مـن وظيفتـه ويعمـل سـائقا لسـيارة تطلقنـ ..إن كنـت رجلً طلقنـ ..فيأمرهـا
200
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عل يه ومكث ف غيبو بة أياما ..ث شفي وأد خل ال سجن خا صة لن قل الدر سات ..و قد أو قف سيارته ع ند
وحكم عليه القاضي الشرعي بإقامة حد القتل عليه .. باب الدرسـة وجلس داخلهـا ينتظـر خروجهـن ..
وصدق أبو بكر لا قال :ما شيء أحوج إل طول سجن وبان به ممو عة من ال سيارات تش به سيارته كل ها
من لسان .. مصصة لنقل الدرسات أو الطالبات ..
ل أ نس خب ذلك اللي فة الذي جلس يوما مع ندي ه .. اختبـأ الرجـل خلق شجرة بعيدة لئل ينتبـه إليـه ..
يضاحكـه ويازحـه ..فلعـب الشيطان برؤوسـهما فشربـا وكان ضع يف الب صر ..وو جه سلحه إل ال سائق
خرا ..فلمـا غابـت العقول ..وسـيطرت أم البائث .. ..وحاول جاهدا أن يسدد الطلقة إل رأسه ..ث
وصار الواحد منهما أضل من المار .. ضغـط على الزناد ..ودوى صـوت الرصـاص
التفـت الليفـة إل حاجبـه وأشار له إل النديـ وقال : وانطلقـت ثلث رصـاصات واسـتقرت فـ رأس
اقتلوه .. الســائق ..ثار الناس واضطربوا ..وفزعــت
وكان الليفة إذا أمر أمرا ل يراجَع فيه .. الطالبات ..وارتفع الصراخ ..
فانطلق الاجب إل الندي وتله برجليه ..وهو يصرخ .. واجت مع الشر طة ..وأحاطوا بالنط قة ..والر جل
ويستغيث بالليفة ..والليفة يضحك ويردد :اقتلوه .. قد هشمت الطلقات ججمته ..ومات ..
اقتلوه .. أمـا القاتـل فقـد توجـه بكـل هدووووء إل مفـر
فقتلوه ..وألقوه ف بئر مهجورة .. الشرطة وأخبهم بالقصة ..وقال :أنا قتلت فلنا
فلمـا أصـبح الليفـة ..اشتاق إل مـن يؤانسـه ..فقال : ..والن قد شفيت صدري فاقتلون أو أحرقون أو
ادعوا ل نديي فلن .. اسجنون ..افعلوا ماشئتم ..
قالوا :قتلناه !! قال :قتلتموه ؟!! مــن قتله ؟! ولاذا ؟ أدخلوه إل غرفة التوقيف ..وخرج الضابط لعاينة
ومن أمركم ؟! وجعل يدافع عباته .. مكان الادث ..فلما اطلع على بطاقة القتول فإذا
فقالوا :أنت أمرتنا البارحة ..وأخبوه بالقصة .. الفاجأة الكـبى !! إذا بالقتيـل ليـس هـو صـاحبه
فسكت ..وخفض رأسه متندما ث قال :رب كلمة قالت الذي أراد أن يش في صدره م نه وإن ا هو ش خص
لصاحبها دعن .. آخر ليس له دخل بالقضية ..
أعود وأقول :كم من ش خص نفر الناس عن شخصه .. فأقبـل الضابـط يشـي بسـرعة ،والرجـل السـن
وبغضهم ف نفسه ..وجر إل نفسه الويلت بسبب عدم القصـود بالق تل يشـي بان به ..حتـ أدخله مفـر
ضبطه للسانه .. الشر طة وأوق فه أمام الزنزا نة ..وقال :يا فلن !
قال ابن الوزي : أتدعي أنك قتلت هذا ؟! الرصاص أصاب شخصا
ومن العجب أن من الناس من يقوى على التحرز من أكل آخر !!
الرام ..ومن الزنا ..والسرقة ..لكنه ل يقوى على أن فصرخ السكي وأصابه حالة هستيية ..ث أغمي
201
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لطبيب الطفال .. يتحرز مـن حركـة لسـانه ..فيتكلم فـ أعراض
ل ا رأ يت هذا الن ظر ثارت أع صابك – ول نلو مك على الناس ..ول يقدر على منع نفسه من ذلك ..
ذلك – فصـرخت بالوظـف :هيـه !! أنـت جالس فـ
مسـتشفى أو فـ ...مـا تاف ال ؟!! الرضـى يئنون مـن عجيبة ..
الل وأنت تقرأ جريدة !! ل وتد خن أيضا !! وال عجب اليوان لسـانه طويـل ول ينطـق ..والنسـان
..مثلك مـا يربيـه إل شكوى لديـر السـتشفى ..أو لسانه قصي ول يصمت !!
الفروض أن تفصل من عملك ..
.78الفتاح ..
وبدأت تيل هذه العبارات كالبق عليه ..
الدح ..هو مفتاح القلوب ..
هب أنه ..ل يرد عليك ..ول يقابل صراخك بصراخ ..
نعم ..من أجل مهارات الكلم أن تكون مبدعا ف
هب فعلً أ نه أل قى جريد ته ..وأن ى تو يل الر ضى إل
تعويـد نفسـك على اكتشاف صـواب الخريـن ..
الطباء ..
ومدحهـم والثناء عليهـم بـه ..قبـل النتباه إل
هل تع تب نف سك ن حت ف حل الشكلة ..كل ..أ نت
خطئهم ..
هنـا عالتـ الوقـف لكنـك ل تعال الشكلة ..لنـه وإن
ويتأ كد ذلك عند ما تر يد أن تن به شخ صا إل خ طأ
استجاب إليك الن إل أنه سيعود إل تصرفه الشي غدا
ما ..
وبعد غ ٍد ..
كث ي من الناس يرد الن صيحة ل ل جل ت كبه عنها
إذن كيف أتصرف ؟!!
..أو عدم اقتنا عه بطئه ..وإن ا لن النا صح ل
تعال إل يه واك ظم غي ظك ..تعا مل مع الو قف بع قل ل
يسلك الطريق الصحيح لتقدي النصيحة ..
بعاطفـة ..ل تدع الناظـر الؤذيـة تؤثـر فـ تصـرفاتك ..
هب أنك ذهبت إل مستشفى حكومي لعلج ..
ابتسم – وإن كنت مغضبا ،وإن كانت البتسامة صفراء
ـتقبال فإذا وراء
ـف السـ
ـا أقبلت إل موظـ
فلمـ
ل مشكلة ،ابتسم – وقل :السلم عليكم ..
الزجاج شاب مراهـق يقلب جريدة بيـ يديـه ..
سيقول و هو ين ظر إل لع به الف ضل :علي كم ال سلم ..
وبيده سيجاره ..غي مبال با حوله ..
انتظر لظة ..
وإذا شيـخ كـبي أعمـى يقـف متعبا فـ يده اليمنـ
قـل أي كلمـة تعله يلتفـت إليـك ..كأن تقول :كيـف
طفل صغي ..وف الخرى ورقة مراجعة ينتظر أن
الال ؟ ..مساك ال بالي ..
يوله الوظف إل الطبيب ..
سيفع رأسه -حتما – إليك ويقول :المد ل بي ..
وإذا بانبـه عجوز كـبية بيدهـا طفلة تبكـي وقـد
ف هذه الرحلة تكون قد قطعت نصف الشوار ..
تكنت المى من جسدها ..وتنتظر أيضا الوظف
تلطف إليه بأي عبارة تدحه با ..قل له مثلً :تصدق !
أن يفرغ مـن قراءة أخبار ناديـه الفضـل ليحولاـ
الفروض مثلك ما يعمل ف استقبال مستشفى ..
202
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكذلك اسـتعمل هذه السـاليب مـع كـل شخـص تعال سيتغي ويقول :لاذا ؟
سلوكه .. قـل :لن هذا الوجـه النيـ إذا رآه الريـض زال
مثـل شخـص يتهاون بالصـلة ..أو أب يهمـل بناتـه مرضه فل يتاج إل طبيب ..
فيتكشفن ..ويتساهلن بالجاب .. سيبتسم متعجبا من جرأتك – يا بطل .. -وتنبلج
أو شاب عاق لوالديه .. أساريره ..
لجل أن يقبلوا منك ل بد أن تارس الهارات الناسبة .. وقـد صـار الن مهيئا لقبول لنصـيحة ..ويقول :
نعم ..استخدم العبارات اللطيفة ف إصلح خطأ الخر ماذا عندك ؟
..كن مؤدبا ..مترما لرأيه .. عندها قل :يا أخي البيب ترى هذا الشيخ الكبي
قل له :أنا ما أنصحك إل لن أعلم ..أنك تقبل النصح ..وهذه العجوز السـكينة ..ليتـك تنهـي لمـا
.. إجراءات الدخول على الطبيب ..
وفـ التنيـل العزيـز يقول ال ( :إذا ناجيتـم الرسـول سيتناول أوراقهما ..ويولما للطبيب ..ث يتناول
فقدموا بي يدي نواكم صدقة ) .. ورقتك ..فإذا انتهى منك وسلمك الورقة ..
وقد كان الر ب الك يم eيستعمل طرقا ومهارات تعل فقـل له :سـبحان ال ..هذه أول مرة أراك ومـع
من يعدل سلوكهم ل يلكون إل أن يقبلوا منه .. ذلك فقـد دخلت إل قلبـ ..ل أدري كيـف !!
أراد يوما أن يعلم معاذ بن ج بل ذكرا يقوله ب عد ال صلة وال إنـك أحـب إلّ مـن آلف الناس ( ..وفعلً
.. أنت صادق فهو مسلم أحب إليك حتما من مليي
فأق بل إل معاذ وقال :يا معاذ ..وال إ ن أح بك ..فل غي السلمي ) ..
تدعـن فـ دبر كـل صـلة أن تقول :اللهـم أعنـ على سيفرح ويشكر لك لطفك ..
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. فقل :وعندي كلمات أود أن تسمعها لكن أخاف
بال عليك ..ما علقة القطع الول من الكلم "وال إن أن تغضبك ..
أحبـك " بالقطـع الثانـ " ل تدعـن أن تقول اللهـم أعنـ سيقول :ل ..ل ..تفضل ..
على ذكرك ".. عند ها قدم له الن صيحة ..أ نت قد م نّ ال عل يك
قد يكون النسب لقوله إن أحبك أن يقول بعدها وأريد بذه الوظيفـة ..وفـ واجهـة السـتشفى ..وأنـت
أن أزو جك ابن ت – مثلً – أو أعط يك مالً ..أو أدعوك ل مع الراجعي ..
قدوة لغيك ..فليتك تتلطف قلي ً
إل طعام .. وت تم ب م ..ل عل دعوة صالة تر فع لك ف ظل مة
ولكن أن يتبع خب الحبة تعليمه ذكرا من أذكار الصلة الليل من فم عجوز عابدة ..أو شيخ زاهد ..
!!..فهذا يتاج إل تأمل .. أجزم أ نه سيخفض رأ سه وأ نت تتكلم ..ويردد :
أتدري ما مو قع قوله " :وال إ ن أح بك " ؟ إ نه التهيئة أشكرك ..جزاك ال خيا ..
203
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ف بدا ية بع ثة ال نب .. eكان الناس ما ب ي مق بل ومدبر لقبول النصــيحة ..فإذا ارتاحــت نفــس معاذ
.. واستبشر ،أعطاه النصيحة ..
وكان رجل ف الدينة اسه سويد بن الصامت وكان رجلً وف موقف آخر ..قبض eيد عبد ال بن مسعود
شريفا ف قومه ..عاقلً شاعرا ..يفظ كلم الكماء .. بيده اليمن ،ث وضع يده اليسرى فوقها ،كنوع
حت قيل إنه كان يفظ كل ما روي عن لقمان الكيم .. من الع طف والتهيئة ،ث قال :يا ع بد ال ..إذا
حتـ بلغ مـن إعجاب الناس بـه أنمـ كانوا يسـمونه : جلست ف التشهد فقل :التحيات ل والصلولت
الكا مل ..للده وشعره ..وشر فه ون سبه ..و هو الذي والطيبات ،السـلم عليـك أيهـا النـب ورحةـ ال
يقول : وبركاته ..
أل رب من تدعو صديقا ولو ترى ومضت السني ومات رسول ال .. eفكان عبد
مقالته بالغيب ساءك ما يفري ال يفخـر بذلك ويقول :علمنـ رسـول ال e
مقالته كالشهد ما كان شاهدا التشهد وكفي بي كفيه ..
وبالغيب مأثور على ثغرة النحر وفـ يوم آخـر لحـظ eأن عمـر tإذا طاف
يسرك باديه وتت أديه بالكعبـة وحاذى الجـر السـود ..زاحـم الناس
نيمة غش تبتري عقب الظهر وقبله ..وكان صـلبا قوي البدن ..ورباـ زاحـم
تبي لك العينان ما هو كات الضعفاء ..
من الغل والبغضاء بالنظر الشزر فأراد eأن يعدل سـلوكه ..فقال – على سـبيل
قدم سويد بن ال صامت يوما إل م كة حاجا ..أو معتمرا التهيئة لقبول النصيحة : -يا عمر إنك رجل قوي
.. ..
فتحدث الناس بدخوله مكـة ..وأقبلوا لرؤيتـه ..فسـمع فرح ع مر بذا الثناء ..فقال : eفل تزاح ن ع ند
ال نب eبه فأق بل عل يه ..فدعاه إل ال ..وإل ال سلم الجر ..
..وج عل يد ثه بالتوح يد والر سالة وأ نه نب يو حى إل يه ومرة أراد أن ينصح ابن عمر بقيام الليل ..فقال :
قرآن ..وأن هذا القرآن هـو كلم ال تعال ..فيـه عـب نعـم الرجـل عبـد ال لو كان يقوم الليـل ..وفـ
وأحكام .. روا ية قال :يا ع بد ال ل ت كن م ثل فلن ..كان
فقال له سويد :فلعل الذي معك مثل الذي معي ؟ يقوم الليل ..
فقال له رسول ال : rما الذي معك ؟ ل ت كن م ثل فلن ..كان يقوم الل يل ..فترك قيام
قال :معي ملة لقمان -يعن حكمة لقمان .. - الليل ..
فلم يعنفـه eأو يقره - ..مـع أنـه يضاهـي كلم ال ن عم ..كان eي ستعمل هذا ال سلوب الرائع مع
بكلم البشر .. -وإنا تلطف معه ..وقال : rاعرضها جيع الناس ..ومع الوجهاء خاصة ..
204
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة قاتة ف ميلتك ..فإذا رأيت صورته أو سعت اسه علي ..
ف مكان تبادر إل ذهنك ذاك الوجه العابس .. فشرع سويد يقرأ ما يفظ من كلم لقمان وحِكَمِه
ولو لقيك شخص بابتسامة ف موقف ..ث ابتسم ف لقاء ..ورسول ال eيستمع إليه بكل هدوووء ..
آخر ..وثالث ..لنطبع ف ذهنك عنه صورة مشرقة .. فلمـا انتهـى سـويد ..قال eله :إن هذا لكلم
هذا فيمـن ل يكون بينـك وبينـه علقـة دائمـة وإناـ هـي حسن ..
لقاءات عابرة .. ثـ قال -مشوقا لسـويد : -والذي معـي أفضـل
أمـا الشخاص الذي نلقاهـم دائما كزوجـة وأولد .. مـن هذا ..قرآن أنزله ال تعال علي ..هـو هدى
وزملء ف مكتب ..وجيان ف حارة ..فإن تعاملنا معهم ونور ..
لن يكون بأسـلوب واحـد دائما ..نعـم هـم سـيوننا ثـ تل عليـه رسـول ال rالقرآن ..ودعاه إل
ضاحكي لطيفي ..لكنهم حتما سيوننا تارة غاضبي .. ال سلم ..و سويد يستمع منصتا ..فلما فرغ e
وتارة عابسي ..أو ماصمي ..أو شاتي ..لننا بشر .. من كلمه ..ظهر على سويد التأ ثر ..وقال :إن
وبالتال فإن مبتهم لنا تتحدد على حسب طغيان حسناتنا هذا لقول حسن ..
عند هم أو سيئاتنا ..أو قل بعبارة أخرى :تتحدد مبتهم ث انصرف سويد عن النب .. eول يزال متأثرا
لنا بسب مقدار الرصيد العاطفي الذي ف حسابنا عندهم با سع ..
.. فقدم الدي نة على قو مه ..فلم يل بث أن و قع قتال
كيف ؟! بيـ قـبيلت الوس والزرج ..وكان مـن قـبيلة
عند ما ي قع لك مو قف ج يل مع إن سان فإ نك تض يف إل الوس فقتلته الزرج ..
سـجل ذكرياتـه ذكرى جيلة عنـك ..أو بعبارة أخرى وذلك قبـل أن يهاجـر النـب eإل الدينـة ..ول
تف تح لك ف قل به ح سابا تودع ف يه م بة لك واحتراما .. يدرى هل أ سلم أم ل ؟ وإن كان ر جل من قو مه
ث تتول بعد ذلك زيادة رصيدك العاطفي أو السحب منه ليقولون :إنا لنراه قد قتل وهو مسلم ..
..
فكل ابتسامة تقابله با ..تزيد من رصيدك العاطفي عنده باختصار ..
.. أسرف ف الديح ..واقتصد ف النقد ..
وكل هدية ..تزيد رصيدك العاطفي .. .79الرصيد العاطفي
وكل ماملة ..تزيد رصيدك العاطفي .. تصورات الناس عنا نن الذين نصنعها ..
و كل إها نة ت قع م نك له ..أو م سبة ..أو ش تم ..فإ نك فلو لقيك شخص ف السوق فعبس ف وجهك ..
تسحب من رصيدك العاطفي .. ث لقيك ف بقالة ..فعبس ف وجهك أيضا ..
وبالتال إذا كان ر صيدك العاط في عنده كثيا ..ووق عت ث صادفته ف عرس ..فلقيك عابسا ..لرست عنه
205
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب سبب تراكمات كبار صب البع ي على أول ا ..و صب .. يوما مـا فـ موقـف أغاظـه فسـحبت مـن رصـيدك
وصب ..حت ل يطق صبا ..فانقصم ظهره بشيء صغي العاطفـي مقدارا معينا ..فإن هذا لن يؤثـر كثيا
.. لن رصيدك العاطفي عنده كثي ..
وهكذا الرأة الت طلقها زوجها ..أجزم أن السبب ليس وإذا البيب أتى بذنب واحد
هو ترك ها زيارة أخ ته فح سب ..وإن ا تراكمات قبله .. جاءت ماسنه بألف شفيع
من ع صيان لطلبا ته ..عدم تق يق لرغبا ته ..عدم تبب ها أمـا إن ل يكـن عنده لك رصـيد عاطفـي وجعلت
إل يه ..تكبها عل يه ..عدم احترام رأ يه ..ف هي ت سحب تسحب من الرصيد وليس فيه شيء أصلً ..فإن
دوما من ر صيدها العاط في عنده دون أن تودع ف يه شيئا حسابك عنده سيكون بالناقص !! وبالتال قد يقع
..وترح ول تداوي .. ف قل به لك كره ..أو ا ستثقال ..ل نك ت سحب
وهو يتمل ويتمل ..حت جاء هذا الوقف فقصم ظهر من رصيدك العاطفي ول تودع ..
البعي .. أل تسـمع يوما عـن زوجـة طلقهـا زوجهـا ..فإذا
ولو أنا اعتنت بكثرة اليداع ف رصيدها العاطفي ..من سئلت عن سبب الطلق قالت :ال سبب تا فه ..
حسن لقاء له ..وتغنج ودلل ..وتبب إليه ..ومازحة طلب منـ الذهاب معـه لزيارة أختـه فرفضـت ..
وخ فة ظل ..وعنا ية بطعا مه ولبا سه ..واحترام لرأ يه .. فغضب وجعل يسبن ويشتمن ث طلقن !!
لصار رصيدها العاطفي كبيا ..وملكت مليارات ف قلبه ولو تأملت بذكاء فـ سـبب الطلق ..لاـ وجدت
..وبالتال لن يضر لو وقع موقف سحبت به من رصيدها ال سبب هو هذا الو قف التا فه ..وإن ا هذا الو قف
العاطفي .. هو القشة الت قصمت ظهر البعي ..
وقل مثل ذلك ف الطالب الشاكس الذي يقع منه موقف ف قد ذُ كر أن رجلً كان له ج ل جلد قوي ..فأراد
صـغي فيغضـب الدرس غضبا شديدا ..وقـد يضربـه سفرا ..فج عل ي مل متا عه عل يه ..ويرب طه على
ويطرده من الفصل ..و ..ث يقول الطالب أنا ما فعلت ظهره ..والمل متماسك ..حت كوم على ظهره
شيئا هي مرد نكتة أطلقتها من غي استئذان ..ول ينتبه ما يمله أربعـة جال ..فبدأ البع ي يه تز من ث قل
إل أن هذه النكتة هي القشة الت قصمت ظهر البعي .. ال مل والناس ي صيحون بالر جل :يك في ما حلت
قل مثله ف زملء تاصموا ..أو جيان تنازعوا .. عل يه ..فأ خذ حز مة من ت ب وقال :هذه خفي فة
إذن ..نن نتاج دائما إل نودع ف قلب كل واحد نلقاه و هي آ خر التاع ..فل ما طرح ها على ظهره سقط
رصيدا عاطفيا .. البعيـ على الرض ..فقيـل :قشـة قصـمت ظهـر
الزوج يتح ي الفرص ليودع ف قلب زوج ته ..وي سجل بعي !!
نقاطا أكثر وأكثر .. ولو تفكرت لرأيت أن القشة مظلومة فليست هي
والزوجة تتاج أيضا .. ال ت ق صمت ظ هر البع ي وإن ا انق صم ظ هر البع ي
206
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكان له قدرة عجيبـة على اليقاع بنـ ..وكـم مـن والولد يتاج أن يودع ف قلب والده ..
مسـكينة صـارت متيمـة ببـه ..عالقـة بشراكـه ..ومـن والدرس مع طلبه ..والخ مع أخيه ..
العجب أنه ل يكن يلك سيارة فارهة يغريهن بركوبا .. بل حت الدير مع من هم تت إدارته ..يتاج إل
ول تكن جيبه مليئة بالال ليغدق عليهن الدايا .. ذلك ..
ول تظنن أنه أوت وسامة أو جالً ..كل ..فإن أسأل ال
لك أن ل تبتلى بالنظر إل وجهه !! باختصار ..
لكنـه كان يغلق فمـه على لسـان ..لو تكلم مـع حجـر وإذا البيب أتى بذنب واحد
لفلقه ..ولو سعه نر لدفّقه .. جاءت ماسنه بألف شفيع
فكان ي صطاد الفتيات بل سانه ا صطيادا ..بل ي سحرهن
.80الساحر ..
سحرا ..
الكلم ببلش ..يا أخي سَمّعنا كلمة حلوة ..
وحديثها السحر اللل لو أنه
هكذا بدأت السكينة تعاتب زوجها ..
ل ين قتل السلم التحرز
صـحيح هـو مـا قصـر معهـا فـ طعام ول لباس ..
إن طال ل يلل وإن هي أوجزت
ولكنه ل يكن يسحرها بعسول الكلم !! ..
ود الحدث أنا ل توجز
يمع العقلء أن أهم صفات البائع الاهر أن يكون
ثلثةُ رجال سادة ف قوم هم أق بل يوما إل ر سول ال
ساحرا ف كلمه ..فيدد :من عيون ..تفضل ..
..
خل الساب علينا ..تعبك راحة ..
قيس بن عاصم ..والزبرقان بن بدر ..وعمرو بن الهتم
وتزيد قيمة البائع كلما زادت عباراته جا ًل ..فإن
..
أضاف إل ح سن العبارة جودة ف و صف ال سلعة
وكلهم من قبيلة تيم ..
..وقدرة على إقناع الزبون بالشراء ..صار قد
فبدؤوا يتفاخرون ..
اكتسب نورا على نور ..
فقال الزبرقان :يا ر سول ال ..أ نا سيد ت يم ..والطاع
وي مع الجربون أن من أ هم صفات ال سكرتي أن
فيهم ..والجاب فيهم ..أمنعهم من الظلم ..فآخذ لم
يكون لسـانه عذبا ..وعباراتـه حلوة ..فيطرب
بقوقهم ..
الساع بقوله َ :سمْ ..أبشر ..نن ( خدّامينك )
ث أشار إل السيد الخر عمرو بن الهتم ..وقال :وهذا
..
يعلم ذاك ..
ورباـ شغفـت زوجـة بزوجهـا حبا ..وهـو كثيـ
فأثن عمرو عليه وقال :وال يا رسول ال ..إنه لشديد
البخل قليل المال ..لكنه يسحرها بعباراته ..
العارضة ..مانع لانبه ..مطاع ف ناديه ..
أذكر أن شابا مراهقا كان مغرما بغازلة الفتيات ..
ث سكت عمرو ..
207
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النصار الذين قاتلوا مع النب tف بدر ث قتلوا ف أحد ـب الزبرقان ..وودّ لو لن عمروا زاد ف ـ
فغضـ
ـروا فــ الندق ..ول زالوا معــه يقاتلون
..وحوصـ الثناء ..وظن أنه حسده على سيادته ..
ويُقتَلون ..ح ت فتحوا م عه م كة ..ث مضوا إل معر كة فقال الزبرقان :وال يا ر سول ال ..ل قد علم ما
حني .. قال ..وما منعه أن يتكلم به إل السد ..
ففي الصحيحي .. فغضـب عمرو ..وقال :أنـا أحسـدك ؟!! فوال
أن القتال اشتـد أول العركـة ..وانكشـف الناس عـن إ نك لئ يم الال ..حد يث الال ..أح ق الوالد ..
رسول ال ..فإذا الزية تلوح أمام السلمي .. مضيع ف العشية ..وال يا رسول ال لقد صدقت
فالتفت eإل أصحابه ..فإذا هم يفرون من بي يديه .. في ما قلت أو ًل ..و ما كذ بت في ما قلت آخرا ..
فصاح بالنصار .. لكنـ رجـل رضيـت فقلت أحسـ َن مـا علمـت ..
يا معشر النصار ..فقالوا :لبيك يا رسول ال .. أقبحـ مـا وجدت ..ووال لقـد
فقلتـ َ
ُ وغضبـت
وعادوا إليه ..وصفوا بي يديه .. صدقت ف المرين جيعا ..
ول زالوا يدفعون العدو بسـيوفهم ..ويفدون رسـول ال مـن سـرعة حجتـه ..وقوة بيانـه .. فعجـب
eبنحورهم ..حت فر الكفار وانتصر السلمون .. ومهارات لسانه ..
وبعدما انتهت العركة ..وجعت الغنائم بي يدي النب e فقال :إن مـن البيان لسـحرا ..إن مـن البيان
..أخذوا ينظرون إليها .. لسحرا (.. )91
وأحدهم يتذكر أولده الوعى ..وأهلَه الفقرا ..ويرجو فكـن مبدعا فـ مهارات لسـانك ..فلو قال لك :
أن يناله من هذه الغنائم شيء يوسع به عليهم .. ناولن القلم ..قل :من عيون ..تفضل ..
فبينما هم على ذلك .. ـا فلن عندي طلب :اطلب
ـن يـ
ولو قال ..لكـ
فإذا برسول ال .. eيدعو القرع بن حابس -ما أسلم عيون َ ..س ْم ..
إل ق بل أيام ف ف تح م كة ..فيعط يه مائة من ال بل ..ث أريـد منـك خدمـة :تفضـل ..خدمنـا أناسـا مـا
يدعو أبا سفيان ويعطيه مائة من البل .. يساوون أثر رجليك ..
ول يزال يقسـم النعـم ..بيـ أقوام ..مـا بذلوا بذل مارس هذا ال سلوب الذي يدغدغ الشا عر ..مع
النصار ..ول جاهدوا جهادهم ..ول ضحوا تضحيتهم أمك ..نعم أسعها كلمات رقيقة لينة ..
.. مع أبيك ..زوجتك ..أولدك ..زملئك ..
فلما رأى النصار ذلك .. فهذا السـلوب ل يسـرك شيئا ..وتسـحر بـه
قال بعضهم لبعض :يغفر ال لرسول ال ..يعطي قريشا الخرين ..وتزيل ما ف نفوسهم ..
ويتركنا ..وسيوفنا تقطر من دمائهم .. وانظر إل حال النصار yبعد معركة حني ..
فل ما رأى سيدهم سعد بن عبادة tذلك ..د خل على
( ) رواه الاكم ف الستدرك ،وأصله ف الصحيحي 91
208
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدّقتم ..
صدَقتم ول ُ
قال :أما وال لو شئتم لقلتم ..فل َ رسول ال .. eفقال :
لو شئتـم لقلتـم :أتيتنـا مكذبا فصـدقناك ..ومذولً يا ر سول ال ..إن أ صحابك من الن صار وجدوا
فنصرناك ..وطريدا فآويناك ..وعائلً فواسيناك .. عليك ف أنفسهم ..قال :وما ذاك ؟!!
ث قال :يا معشر النصار ..أوجدت على رسول ال ف قال :لاـ صـنعت فـ هذا الفـئ الذي أصـبت ..
أنفسكم ..ف لعاعة من الدنيا ..تألفت با قوما ليسلموا ق سمت ف قو مك ..وأعط يت عطايا عظاما ..ف
..ووكلتم ال إسلمكم .. قبائل العرب ..
إن قريشا حديثوا عهد باهلية ومصيبة ..وإن أردت أن ول يكن ف النصار منه شئ ..
أجبهم ..وأتألفهم .. فقال : eفأين أنت من ذلك يا سعد ؟
أل ترضون يا مع شر الن صار ..أن يذ هب الناس بالشاة قال :يا رسول ال ..ما أنا إل امرؤ من قومي ..
والبعي ..وترجعون برسول ال eإل بيوتكم .. فقال :فاجعـ ل قومـك ..فلمـا اجتمعوا ..أتاهـم
لو سلك الناس واديا أو شعبا ..و سلكت الن صار واديا رسول ال ..
أو شعبا ..ل سلكت وادي الن صار ..أو ش عب الن صار فحمد ال وأثن عليه ..ث قال :يا معشر النصار
.. ..ما قالة بلغتن عنكم ؟
فوالذي نفـس ممـد بيده ..إنـه لول الجرة ..لكنـت قالوا :أ ما رؤ ساؤنا يا ر سول ال فلم يقولوا شيئا
امرءا مـن النصـار ..اللهـم ارحـم النصـار ..وأبناء وأما ناس منا حديثة أسنانم فقالوا يغفر ال لرسول
النصار ..وأبناء أبناء النصار .. ال يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم
فبكـى القوم حتـ أخضلوا لاهـم ..وقالوا :رضينـا ..
برسول ال قَ سْما وحظا ..ث انصرف رسول ال وتفرقوا فقال : eيـا معشـر النصـار ..أل تكونوا ضللً
.. فهداكم ال ب ..
بل إ نك بالعبارات الميلة ت ستطيع أن تدر الناس أحيانا قالوا :بلى ول ورسوله ..النة الفضل ..
.. قال :أل تكونوا عالة فأغناكـم ال ..وأعداءً فألف
ذكر أنه كان ف صعيد مصر رجل غن متسلط يسمونه " بي قلوبكم ..
البا شا " كان يلك فداد ين من الزارع ..كان متغطر سا قالوا :بلى ول ورسوله ..النة الفضل ..
يارس أصناف الذلل على الزارعي الصغار .. ث سكت ر سول ال .. eو سكتوا ..وانتظرَ ..
دارت الزمان دور ته فأ صاب أر ضه ما أتلف ها ..فأ صبح وانتظروا ..
فقيا بعد غن ..كسيا فقال :أل تيبون يا معشر النصار ..
جاع أولده و هو ل يس عنده م صدر يتك سب م نه ..ول قالوا :وباذا ني بك يا ر سول ال ..ول ولر سوله
يعرف صنعة غي الزراعة ..لكن أرضه تالفة .. النة والفضل ..
209
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :اليوم سـوف أحرث الرض ..وعندي مراث يره فخرج يبحث عن عمل ..أي عمل ..
ثوران ..ثور أبيـض وثور أسـود ..والثور السـود اليوم أق بل على مزرعـة لحـد الفلحيـ الضعفاء الذيـن
مر يض ول ي ستطيع أن يع مل ..والثور الب يض ل يط يق ذاقوا من إذلله قديا ..د خل عل يه ..وقال ب كل
جر الرا ثة وحده ..فأريدك أن تقوم اليوم بوظي فة الثور مذلة :هل أ جد ع نك عملً ..أق طف الث مر ..أو
ال سود ..فأ نت قوي أي ها البا شا ..أ نت قائد ..أ نت أنقي البوب ..أو أقلم الشجار ..أو ..
رئيس ..تسي ف المام دائما .. فثار الزارع ف وجهه وقال :أ نت تع مل عندي !!
توجه الباشا بكل كبياء إل الراثة ..ووقف بانب الثور أنـت التكـب التغطرس ..المـد ل أن اسـتجاب
الب يض ..أق بل الزارع إل يه وبدأ بالثور الب يض ورب طه دعاءنا عليك وأذلك ..ث طرده من بستانه ..
بالبال لي جر الحراث ..ث تو جه إل البا شا و هو يردد مضى ير قدمي خيبته ..حت دخل بستانا آخر ..
قائلً :يا أح سن با شا ف العال ..يا قوي ..يا ب طل .. فإذا بفلح له معـه ذكريات أليمـة ..فطرده كمـا
والباشا يتلفت ف زهو ..ث ربط البال ف كتفي الباشا طرده الول ..
..وركب هو على الراثة معه السوط !! وصاح :امش مضى الباشا ( !! ) السكي ل يلوي على شيء ..
..وضرب ظهـر الثور فتحرك ..وترك الباشـا يرـ ول يريد أن يرجع إل أولده خاليا ..
الحراث ..والفلح يردد :جيل يا باشا ..متاز يا ملك مـر على مزرعـة لفلح ثالث ..فدخـل ليجرب
..ويضرب ظهر الثور ..ويصيح أقوى يا باشا ..أحسن حظه معه ..
يا باشا .. رآه الفلح فانبهر ..وقد ذاق أيضا من إذلله من
والباشا السكي ل يتعود على ذلك ..لكنه كان ير بكل قبل ..قال الباشا :أنا أبث عن عمل ..أولدي
قوته ..من الصباح حت غابت الشمس ..وكأنه غائب جوعى ..
العقل .. فأراد الفلح أن يذله ..وأن ينتقـم منـه بأسـلوب
فل ما انت هى فك الفلح ع نه البال ..و هو يقول :وال ذكي ..
شغلك جيل يا باشا ..هذا أحسن يوم مر علي يا باشا .. فقال له :أهلً أي ها البا شا !! نورت ب ستان !! من
ث بضع جنيهات ..ومضى الباشا إل بيته .. مثلي اليوم الباشـا الكـبي يدخـل أرضـي !! أنـت
دخـل على أولده ..وقـد تقرحـت كتفاه ..وسـالت الباشا الكبي ..أنت الباشا الوجيه !! أنت ..
الدماء مـن أسـفل قدميـه ..والعرق يغرق ثيابـه ..و .. وجعـل يدّره بذه العبارات ..حتـ صـار الباشـا
لكنه ل يزال منتشيا مدرا .. منوما تنويا مغناطيسيا !!
ل ..
سأله أولده :هاه ..هل وجدت عم ً ثـ قال الفلح :مرحبا وأهلً ..عندي عمـل ..
فقال -بكل فخر : -نعم ..أنا الباشا ..كيف ل أجد لكن ل أدري هل يناسبك أم ل ؟
عملً .. قال الباشا :وما هو ؟
210
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كن ماهرا ف الروج من الوقف ..فإذا طلب منك أحد فقالوا :فماذا اشتغلت ؟!
شيئا ول ت ستطع قضاءه فعلى ال قل رده بعبارات جيلة .. فقال :اشتغلت ..هاه !! اشتغلت !!
كما قال : وبدأ يصحو من تديره ..ويدرك ما أصابه ..
ل خ يل عندك تدي ها ول مال *** فلي سعد الن طق إن ل قال :اشتغلت ثورا !!!
تسعد الال
فلو علم شخص بأنك ستسافر إل مدينة معينة ..فحاءك قرار ..
وقال :أريدك أن تشتري ل حا جة من الدي نة ال ت أ نت اختر أطيب الكلم كما تتار أطيب الثمر ..
م سافر إلي ها ..وأ نت ل رغ بة لك ف قضاء حاج ته لي
.81فليسعد النطق إن ل تسعد الال !!
سبب ..فكيف تيب ؟
من أحرج الواقف أن يقصدك صاحب حاجة ..ث
فلي سعد الن طق إن ل تسعد الال ..قل له :وال يا فلن
يرجع خائبا غي مقضية حاجته ..
أخدمك بعيون ..وأنت أحب إلّ من أناس كثي ..لكن
نعـم قضاء حاجات الناس طاعـة عظيمـة ..ولو ل
أخ شى أن يض يق وق ت ..وعندي ب عض الظروف تنع ن
يكـن فيهـا إل قوله : eلئن أمشـي مـع أخـي فـ
من إحضارها ..و ..
حاجة حت أثبتها له ،أحب إل من أن أعتكف ف
ولو دعاك إل وليمة وأردت أن تعتذر وخشيت أن يد ف
مسجدي هذا شهرا " ( )92لكفى ف فضلها ..
نفسـه عليـك ..فقدم مقدمات ..قـل – مثلً – أنـا مـا
لكن بعض الاجات يصعب قضاؤها ..فليس كل
أع تبك إل كوا حد من إخوا ن ..وأ نت من أغلى الناس
من طلب م نك أن ت سلفه ما ًل قدرت على إعطائه
إل قلب ..لكن مشغول الليلة ..
..
وأنت ل تكذب فقد يكون شغلك هذا جلسة مع أولدك
ول كـل مـن طلب منـك مرافقتـه فـ سـفر قدرت
..أو قراءة ف كتاب ..أو نوم !! فهي كلها أشغال ..
على تلبية طلبه ..
وقد كان ممد eيلك الناس بأخلق يأسر با قلوبم ..
ول كل من طلب حا جة م عك كقلم أو ساعة أو
ان ظر إليه عليه ال سلم ..وقد جلس مع أ صحابه الكرام
غيها ..استطعت إعطاءها له ..
..
ـر الناس إذا ل تلبّـ حاجاتمـ
والشكلة أن أكثـ
فحدثهم عن البيتِ الرام ..وفضلِ العمرة والحرام ..
وجدوا عليـك فـ أنفسـهم ..وقـد يذمونـك فـ
فطارت أفئدتم شوقا إل ذاك القام ..
الجالس ..ويتهمونــك تارة بالبخــل ..وتارة
فأمرهم بالتجهز للرحيل إليه ..وحثهم على التسابق عليه
بالنانية ..وتارة ..
..
إذن ما العمل ؟!
فما لبثوا أن تهزوا ..وحلوا سلحهم وترزوا ..
فخرج eمـع ألف وأربعمائة مـن أصـحابه ..مهليـ
( ) 92
211
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاب يسي على الرمضاء ..يرفل ف قيوده ..وهو يصيح بالعمرة ملبي ..يتسابقون إل البلد المي ..
:يا رسول ال ..فنظروا إليه ..فإذا هو أبو جندل ولد فلما اقتربوا من جبال مكة ..
سهيل بن عمرو ..وكان قد أسلم فعذبه أبوه وحبسه .. بر كت الق صواء -نا قة ال نب عل يه ال سلم .. -
فلما سع بالسلمي ..تفلت من البس وأقبل ير قيوده فحاول أن يبعثها لتسي ..فأبت عليه ..
..تسيل جراحه دما ..وتفيض عيونه دمعا .. فقال الناس :خلت القصـواء ( ..أي عصـت )
ث ر مى ب سده التهالك ب ي يدي ال نب .. eوال سلمون فقال : e
ينظرون إليه .. ما خلت الق صواء ..و ما ذاك ل ا بلق ..ول كن
فل ما رآه سهيل ..غ ضب !! ك يف تفلت هذا الف ت من حبسها حا بس الفيل ( يع ن ف يل أبرهة ل ا أق بل به
حب سه ..ث صاح بأعلى صوته :هذا يا م مد أول من مع جيش من اليمن يريد هدم الكعبة فحبسهم ال
أقاضيك عليه أن ترده إل .. عن ذلك ) ..
فقال : eإنا ل نقض الكتاب بعد .. ثـ قال : Jوالذي نفسـي بيده ل يسـألون خطـة
قال :فوال إذا ل أصالك على شيء أبدا .. يعظمون فيها حرمات ال ..إل أعطيتهم إياها ..
فقال : eفأجزه ل ..قال :مـا أنـا بجيزه لك ..قال : ث زجر ها فوث بت ..فتو جه إل م كة ..ح ت نزل
بلى فاف عل ..قال :ما أ نا بفا عل ..ف سكت ال نب .. e بالديبية قريبا من م كة ..فتسامع به كفار قريش
وقام سـهيل سـريعا إل ولده يره بقيوده ..وأبـو جندل ..فخرج إليه كبارهم ليدوه عن مكة ..فأب إل
يصيح ويستغيث بالسلمي ..يقول : أن يدخلها معتمرا ..
أي معشر السلمي أرد إل الشركي وقد جئت مسلما .. فما زالت البعوث بينه وبي قريش..حت أقبل عليه
أل ترون ما قد لقيت من العذاب ..ول زال يستغيث بم سهيل بن عمرو ..
حت غاب عنهم .. فصــــال النــــب eعلى أن يعودوا إل
والسـلمون تذوب أفئدتمـ حزنا عليـه ..فتـ فـ ريعان الدينة..ويعتمروا ف العام القادم..
الشباب ..يُشدد عليه العذاب .. ث كتبوا بينهم صلحا عاما ..وفيه :
وينقل من العيش الرغيد ..إل البلء الشديد .. اشترط سـهيل :أنـه ل يرج مـن مكـة مسـلم
و هو ا بن سيد من ال سادات..طال ا تن عم باللذات..وتلذذ مستضعف يريد الدينة ..إل ُردّ إل مكة ..أما من
بالشهوات .. خرج من الدينة وجاء إل مكة مرتدا إل الكفر ..
ث ير أمام السلمي بقيوده ..ليعاد إل سجنه وحديده .. فيُقبل ف مكة ..
وهـم ل يلكون له شيئا ..مضـى أبـو جندل إل مكـة فقال ال سلمون :سبحان ال !! من جاء نا م سلما
وحيدا ..يسـأل ربـع الثبات على الديـن ..والعصـمة نرده إل الكافرين !! كيف نرده إل الشركي وقد
واليقي ..أما السلمون فقد رجعوا مع رسول ال eإل جاء مسلما ..فبينما هم كذلك إذ أقبل عليهم ..
212
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ف الوس والزرج يوما إل الليل .. الدينـة ..وهـم فـ حنـق شديـد على الكافريـن ..
فقال له أبـو بصـي :وال إنـ لرى سـيفك هذا يـا فلن وحزن على السـلمي السـتضعفي ..ثـ اشتـد
جيدا ..فقال :أ جل وال إ نه ل يد ل قد جر بت به ..ث العذاب على الضعفاء ف م كة ..ح ت ل يطيقوا له
جربت ..فقال أبو بصي :أرن أنظر إليه ..فناوله إياه .. احتمالً ..
ف ما كاد ال سيف ي ستقر ف يده ..ح ت رف عه ث هوى به فبدأ أبــو جندل ..وصــاحبه أبــو بصــي ..
على رقبـة الر جل فأطار رأسـه ..فلمـا رجـع ال خر مـن والسـتضعفون فـ مكـة ..ياولون التفلت مـن
حاجته .. قيودهم ..
رأى جسـد صـاحبه مزقا ..مند ًل مزقا ..ففزع ..وفرّ ح ت ا ستطاع أ بو ب صي tأن يهرب من حب سه ..
حت أتى الدينة ..فدخل السجد يعدو .. فمضـى مـن سـاعته إل الدينـة ..يمله الشوق ..
ل ..فزعا ..قال :لقـد رأى هذا ذعرا
فلمـا رآه eمقب ً ويدوه ال مل ..ف صحبة ال نب eوأ صحابه ..
.. مضـى يطوي قفار الصـحراء ..تترق قدماه على
فل ما و قف ب ي يد يه eصاح من شدة الفزع ..قال : الرمضاء ..
قُتِل وال صاحب ..وإن لقتول .. حت وصل الدينة ..فتوجه إل مسجدها ..فبينما
فلم يلبث أن دخل عليهم أبو بصي ..تلتمع عيناه شررا النب eف السجد مع أصحابه ..إذ دخل عليهم
..والسيف ف يده يقطر دما ..فقال : أ بو ب صي ..عل يه أث ُر العذاب ..ووعثاءُ ال سفر ..
يا نب ال ..قد أو ف ال ذم تك ..قد رددت ن إلي هم ث وهو أشعث أغب ..
أنان ال منهم ..فضمن إليكم ..قال :ل .. فمـا كاد يلتقـط أنفاسـه ..حتـ أقبـل رجلن مـن
فصاح أبو بصي بأعلى صوته ..قال :أو ..يا رسول ال كفار قريش فدخل السجد ..فلما رآها أبو بصي
..أعطن رجا ًل أفتح لك مكة .. ..فزع واضطرب ..وعادت إليـه صـورة العذاب
فأعجب النب eبشجاعته ..لكنه ل يستطيع أن ينفذ له ..فإذا هاـ يصـيحان ..يـا ممـد ..رده إلينـا ..
طلبه فبينه وبي أهل مكة عهد .. العهدُ الذي جعلت لنـا ..فتذكـر النـب eعهده
لكنه eأراد أن يرده بلطف ..فليسعد النطق إن ل يسعد لقريش أن يرد إليهم من يأتيه من مكة ..فأشار إل
الال .. أ ب ب صي ..أن يرج من الدي نة ..فخرج معه ما
التفـت eإل أصـحابه وقال مادحا لبـ بصـي :ويـل أبـو بصـي ..فلمـا جاوزا الدينـة ..نزل لطعام ..
أمه !! مسعّر حرب لو كان معه رجال .. وجلس أحدها عند أب بصي ..
فكا نت هذه الكلمات بثا بة التخف يف والعتذار من أ ب وغاب الخر ليقضي حاجته ..
بصي .. فأخرج القاعد عند أب بصي سيفه ..ث أخذ يهزه
وظل أبو بصي واقفا عند باب السجد ينتظر إذن النب e ..ويقول م ستهزءا بأ ب ب صي :لضر بن ب سيفي
213
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينصر .. له بالكوث ف الدينة ..
فل ما دخلوا عل يه وأ خبوه أن ال نب εأذن ل م ب سكن لكنـه εتذكـر عهده مـع قريـش فأمـر أبـا بصـي
الدينـة ..وأن غربتهـم انتهـت ..وحاجتهـم قضيـت .. بالروج من الدينة ..فسمع أبو بصي وأطاع ..
ونفوسهم أمنت .. نعم ..وما حل ف نفسه على الدين ..ول انقلب
فاستبشر أبو بصي ..ث قال وهو يصارع الوت :أرون عدوا للمسلمي ..
كتاب رسول ال .. εفناولوه إياه .. ف هو ير جو ما ع ند الل يم الكر ي ..من الثواب
فأخذه فقبله ..ث جعله على صدره ..وقال :أش هد أن العظ يم ..الذي من أجله ترك أهله ..وفارق ولده
ل إله إل ال ..وأش هد أن ممدا ر سول ال ..أش هد أن ..وأتعب نفسه ..وعذب جسده ..
ل إله إل ال ..وأش هد أن ممدا ر سول ال ..ث ش هق خرج أبو بصي من الدينة ..فاحتار أين يذهب ..
ومات .. ففـي مكـة عذاب وقيود ..وفـ الدينـة مواثيـق
فرحـم ال أبـا بصـي ..وصـلى على نـب الرحةـ وسـلم وعهود ..
تسليما كثيا .. فمضـى إل سـيف البحـر قريبا مـن جدة ..فنل
و من ال سعاد بالن طق وال سحر بالكلم ..أن ترا عي من هناك ..فـ صـحراء قاحلة ..ل أنيـس فيهـا ول
معك إذا جاملك ..وتتلطف معه .. جليس ..
ذكر أن امرأة فقية اضطجعت بانب زوجها على فراش فت سامع به ال سلمون ال ستضعفون ب كة ..فعلموا
عت يق ..ف كوخ قد ي ..جدرا نه مرق عة ..و سقفه من أنه باب فرج انفتح لم ..فالسلمون ف الدينة ل
جذوع النخل .. يقبلونم ..والكفار ف مكة يعذبونم ..
فجالت ببصـرها تنظـر إل جدران بيتهـا ..ثـ ركّزت فتفلت أبو جندل من قيوده ..فلحق بأب بصي ..
بصرها إل السقف ..وسرحت بفكرها بعيدا ..ث قالت ث جعل السلمون يتوافدون إليه ف مكانه ..حت
: كثر عددهم ..واشتدت قوتم ..
تدري ماذا أتن ؟ ـش ..إل
فجعلت ل تر ـ بم ـ قافلة تارة لقريـ
قال :هاه !! ماذا تتمني ؟ اعترضوا لا ..
قالت :أتن أن نلك بيتا كبيا تسعد ف يه مع أولدك .. فل ما ك ثر ذلك على قر يش ..أر سلوا إل ال نب ε
وتدعو إليه أصدقاءك ..ونلك سيارة فارهة ..ترتاح إذا ناشدو نه بال أن يضم هم إل يه ..فأر سل ال نب ε
سقتها ..ويزيد راتبك ضعفي حت تسدد ديونك ..و .. إليهم أن يأتوا الدينة ؟ فلما وصل إليهم الكتاب ..
وم ضت ال سكينة ت سرد له بماس أ سباب ال سعادة ال ت استبشروا وفرحوا ..
تتمناها له .. ل كن أ با ب صي كان قد أل به مرض الوت ..و هو
والر جل غارق ف أحلم خيب ته ..يائس من صلح حاله يردد قائلً :رب العلي الكب من ينصر ال فسوف
214
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود إل أصـل كلمنـا ..كيـف تعـل الدعاء مهارة فـ ..ل يلك أية مهارة من مهارات الكلم ..
كسب قلوب الناس ..؟ فلما تعبت قالت له :وأنت ماذا تتمن ؟!
الناس عموما يبون الدعاء لم ..حت عند السلم عليهم فنظـر إل السـقف طويلً ثـ قال :أتنـ أن ينطلق
ولقائهم يفرحون إن دعوت لم .. جذع من هذا ال سقف وي قع على رأ سك فيق سمه
فمع قولك :كيف الال وما الخبار ؟ أضف إليها :ال نصفي ..
يرسك ..ال يعلك مباركا ..ال يثبت قلبك ..
ول تكن عبارات دعائك مستهلكة أو اعتيادية مثل :ال حديث ..
يوفقـك ..ال يفظـك ..نعـم هـي دعاء حسـن لكـن :ما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال سألوه
السامع اعتاد عليه حت ل يعد يرن ف أذنه عند ساعه .. :هذا وهذا ..يعن الفرج واللسان
وإن قابلت أحدا م عه أولده ..فادع ل م و هو ي سمع ..
.82الدعاء ..
ال يقر بم عينك ..ال يمع شلكم ..ال يرزقك برهم
ل أعنـ هنـا الكلم عـن فضـل الدعاء ..وآدابـه
..ونو ذلك ..
وشروط إجابته ..
أنـا أحكـي هذا عـن تربـة ..لقـد جربتـه كثيا كثيا ..
فهذا ليـس له علقـة مباشرة باـ نناقشـه هنـا وهـو
فرأيته يسلب قلوب الناس سلبا ..
مهارات التعامل مع الناس ..
دع يت ف ليلة من ليال ش هر رمضان ق بل سنتي إل لقاء
وإن ا أع ن :ك يف ت عل الدعاء مهارة ف ك سب
مباشر ف إحدى القنوات الفضائية ..
الناس ؟
كان اللقاء حول أحوال العبادة فـــ رمضان ..وكان
ومن ذلك أن تدعو ال أيضا أن يهديك إل أحسن
انعقاد اللقاء ف مكة الكرمة ف غرفة بأحد الفنادق مطلة
الخلق ..كما كان البيب eيدعو قائلً :
على الرم ..كنـا نتحدث عـن رمضان ..والشاهدون
(اللهم لك المد ..ل إله إل أنت ..سبحانك
يرون مـن خلل النافذة التـ خلفنـا العتمريـن والطائفيـ
وبمدك ..ظلمت نفسي ..واعترفت بذنب ..
خلفنا على الواء مباشرة ..
فاغفر ل ذنوب ..ل يغفر الذنوب إل أنت ..
كان النظــر مهيبا ..والكلم مؤثرا ..حتــ إن مقدم
اهدنـ لحسـن الخلق ..ل يهدي لحسـنها إل
البنامج رق قلبه وبكى أثناء اللقة ..
أنت ..
كان ال و إيانيا ..ما أف سده علي نا إل أ حد ال صورين !!
واصـرف عنـ سـيئها ..إنـه ل يصـرف سـيئها إل
كان يسـك كاميا التصـوير بيـد ..واليـد الثانيـة فيهـا
أنت ..
سيجارة ..وكأ نه ير يد أن ل تض يع عل يه ل ظة من ل يل
()93
لبيك وسعديك والي بيديك .. ) ..
رمضان إل وقد أشبع رئتيه سيجارا !!
أزعجن هذا كثيا ..وخنقن وصاحب الدخان ..لكن ل
( ) أخرجه أبو عوانة 93
215
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت أفل تتمن أن يعطيك ال ما يعطيهم ؟ قال :بلى .. ي كن بد من ال صب ..فاللقاء مبا شر ..و ما حيلة
قلت :ارفع يديك ..وسأدعو لك .ز أمن على دعائي .. الضطر إل ركوبا !!
رفعت يدي وقلت :اللهم اغفر له ..قال :آمي ..قلت مضت ساعة كاملة ..وانتهى اللقاء بسلم ..
:اللهم ارفع درجته واجعه مع أحبابه ف النة ..اللهم .. أقبـل إلّ الصـور -والسـيجارة فـ يده -شاكرا
ول زلت أدعو حت رق قلبه وبكى ..وأخذ يردد :آمي مثنيا ..فشددت على يده وقلت ..وأنــت أيضا
..آمي .. أشكرك على مشاركتك ف تصوير البامج الدينية
فلمـا أردت أن أختـم الدعاء ..قلت :اللهـم إن ترك ..ول إليك كلمة لعلك تقبلها ..قال :تفضل ..
التدخي فاستجب هذا الدعاء وإن ل يتركه فاحرمه منه .. تفضل ..
فانف جر الر جل باكيا ..وغ طى وج هه بيد يه وخرج من قلت :الدخان والسـجا ..فقاطعنـ :ل تنصـحن
الغرفة .. ..وال ما فيه فائدة يا شيخ ..
مضـت عدة شهور ..فدعيـت إل مقـر تلك القناة للقاء قلت :ط يب ا سع م ن ..أ نت تعلم أن ال سجاير
مباشر .. حرام وأن ال يقول ..فقاطعنـ مرة أخرى :يـا
فلما دخلت البن فإذا برجل بدين يقبل عليّ ث ..يسلم شيخ ل تضع وقتك ..أنا مضى ل أكثر من أربعي
علي برارة ..ويق بل رأ سي ..وينح ن على يدي ليقبل ها سنة وأ نا أد خن ..الدخان يري ف عرو قي ..ما
..وهو متأثر جدا .. فيه فااائدة ..كان غيك أشطر !!
فقلت له :شكـر ال لطفـك ..وأدبـك ..وأقدر لك قلت :يعن ما فيه فائدة ؟!!
مبتك ..لكن اسح ل فأنا ل أعرفك .. فأحرج من وقال :ادع ل ..ادع ل ..
فقال :هل تذ كر ال صور الذي ن صحته ق بل سنتي ليترك فأمسكت يده وقلت :تعال معي ..
التدخي ؟! قلت تعال ننظر إل الكعبة ..
قلت :نعم .. فوقفنـا عنـد النافذة الطلة على الرم ..فإذا كـل
قال :أنا هو ..وال يا شيخ إن ل سيجارة ف فمي منذ شب ف يه مل يء بالناس ..ما ب ي را كع و ساجد ..
تلك اللحظة .. ل مؤثرا ..
ومعتمر وباك ..كان النظر فع ً
ما أجل الذكريات إذا كانت سارة .. قلت :هل ترى هؤلء ؟
ف موسم الج قبل ثلث سنوات ..ذهبت للقاء كلمة قال :نعم ..
ف إحدى حلت الج الكبى ف صلة العصر .. قلت :جاؤوا مـن كـل مكان ..بيـض وسـود ..
ب عد الكل مة ازد حم الناس ي سألون وي سلمون ..حاولت عرب وأعاجم ..أغنياء وفقراء ..كلهم يدعون ال
التخلص ال سريع لرتبا طي بحاضرة بعد هم فورا ف حلة أن يتقبل منهم ويغفر لم ..
أخرى .. قال :صحيح ..صحيح ..
216
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت :نعم ..نعم .. لحظت من بينهم شاب يقدم رجلً ويؤخر أخرى
قال :أنـا هـو ..أبشرك ول المـد أنـ مـا وضعـت ..مستحٍ أن يزاحم الناس ..
السيجارة ف فمي منذ تلك اللحظة ..تركت التدخي .. الت فت إل يه ..ومددت يدي نوه ف صافحن ..ث
فصلحت كثي من أمور حيات .. سألته ف وسط الزحام : ..عندك سؤال ؟
هززت يده مشجعا ..ومض يت ..و قد أيق نت أن الدعاء قال :نعم ..
للناس ف وجوه هم ..و هم ي سمعون ..رب ا يكون أك ثر ل والناس مزدحون ..حت اقترب ..
فجررته إ ّ
تأثيا من النصح الباشر .. قلت :ما سؤالك ؟
ومثله لو رأ يت شابا بارا بأب يه ..فقلت له :جزاك ال .. فقال وهـو مسـتعجل :ذهبـت لرمـي المرات ..
ال يوفقك ..ال يعل أولدك بارين بك .. معي جدت وأخت ..وكان زحاما شديدا ..و ..
بل شك أن هذا الدعاء سيكون دافعا له أكثر .. انتهى من سؤاله ..فأجبته عليه ..
كان النـب الكريـ ..عليـه أفضـل الصـلة والتسـليم .. ش مت م نه خلل ذلك رائ حة دخان ..فتب سمت
مبدعا ف استعمال الدعاء لدعوة الناس وكسبهم والتأثي وسألته :تدخن ؟
فيهم لتقريبهم للدين .. قال :نعم ..
كان الطفيل بن عمرو سيدا مطاعا ف قبيلته دوس .. قلت :أسأل ال أن يغفر لك ..ويتق بل حجك ..
قدم مكـة يوما فـ حاجـة ..فلمـا دخلهـا ..رآه أشراف إن تركت التدخي من هذه اللحظة ..
قريـش ..فأقبلوا عليـه ..وقالوا :مـن أنـت ؟ قال :أنـا سكت الشاب ..كان واضحا من وج هه أ نه تأ ثر
الطفيل بن عمرو ..سيد دوس .. بالكلم ..
فقالوا :إن ههنا رجل ف مكة يزعم أنه نب ..فاحذر أن مضت ثانية أشهر ..
تلس معه أو تسمع كلمه ..فإنه ساحر ..إن استمعت فذهبت للقاء ماضرة ف إحدى الدن ..
إليه ذهب بعقلك .. أقبلت إل السجد ..فإذا شاب وقور ينتظرن عند
قال الطف يل :فو ال ما زالوا ب يوفون ن منـه ..ح ت با به ..تفاجأت به ل ا رآ ن ..يق بل عل يّ متحم سا
أجعت أل أسع منه شيئا ..ول أكلمه ..بل حشوت ف ويسلم برارة ..
أذنّ كر سفا -و هو الق طن – خوفا من أن يبلغ ن ش يء ل أعرفه ..لكن بادلته السلم والترحيب ..
من قوله ..وأنا مارّ به .. قال :هل عرفتن ..
قال الطفيـل :فغدوت إل السـجد ..فإذا رسـول ال ρ قلت :أشكـر لك لطفـك ..ومبتـك ..لكنـ ل
قائم يصلي عند الكعبة .. أعرفك ..
فقمت منه قريبا ..فأب ال إل أن يسمعن بعض قوله .. قال :هـل تذكـر الشاب الدخـن الذي قابلتـه فـ
فسمعت كلما حسنا ..فقلت ف نفسي :واثكل أمي ! الج ..ونصحته بترك التدخي ؟
217
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماله ورزقه بيد من ف السماء ..صحته وسقمه بيد من ف وال إ ن لر جل لب يب ..ما ي فى عليّ ال سنُ من
السماء ..منصبه وجاهه بيد من ف السماء ..بل حياته القب يح ..ف ما ينع ن أن أ سع من هذا الر جل ما
وموته بيد من ف السماء .. يقول ..فإن كان الذي به حسنا قبلته ..وإن كان
فإذا رضي أهل السماء ..فل عليه ما فاته من الدنيا .. قبيحا تركته ..فمكثت حت قضى صلته ..فلما
إذا أحبه ال ..فلبيغضه بعدها من شاء ..وليتنكر له من قام منصرفا إل بيته تبعته ..
شاء ..وليستهزئ به من شاء .. حت إذا دخل بيته دخلت عليه ..فقلت :يا ممد
فليتك تلو والياة مريرة ..إن قومك قالوا ل كذا وكذا ..
وليتك ترضى والنام غضاب ووال ما برحوا يوفون ن م نك ح ت سددت أذ ن
وليت الذي بين وبينك عامر بكرسف لئل أسع قولك ..وقد سعت منك قولً
وبين وبي العالي خراب حسنا ..فاعرض عليّ أمرك ..
إذا صح منك الود فالكل هي فابتهـج النـب عليـه الصـلة والسـلم ..وفرح
وكل الذي فوق التراب تراب ..وعرض السـلم على الطفيـل ..وتل عليـه
نعم ..أسلم الطفيل ف مكانه ..وشهد شهادة الق .. القرآن ..فتف كر الطف يل ف حاله ..فإذا كل يوم
ث ارتفعت هته ..فقال :يا نب ال ..إن امرؤ مطاع ف يعيشه يزيده من ال بعدا ..
قومي ..وإن راجع إليهم وداعيهم إل السلم .. وإذا هو يعبد حجرا ..ل يسمع دعاءه إذا دعاه ..
ل همّ
ث خرج الطفيل من مكة ..مسرعا إل قومه ..حام ً ول ي يب نداءه إذا ناداه ..وهذا ال ق قد تبي له
هذا الدين .. ..
يصعد به جبل ..وينل به واد .. ث بدأ الطفيل يتفكر ف عاقبة إسلمه ..
حت وصل ديار قومه ..فلما دخلها ..أقبل إليه أبوه .. كيف يغي دينه ودين آبائه !! ..ماذا سيقول الناس
وكان شيخا كبيا .. عنه ؟!
فقال الطفيل :إليك عن يا أبت ..فلست منك ولست حيا ته ال ت عاش ها ..أمواله ال ت جع ها ..أهله ..
من .. ولده ..جيانه ..خلنه ..كل هذا سيضطرب ..
قال :ول يا بن ؟ قال :أسلمت وتابعت دين ممد .. r سكت الطفيل ..يفكر ..يوازن بي دنياه وآخرته
قال :أي بن دين دينك .. ..
قال :فاذهـب فاغتسـل وطهـر ثيابـك ..ثـ ائتنـ حتـ وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الائط ..
أعلمك ما علمت .. نعـم سـوف يسـتقيم على الديـن ..وليض مـن
فذ هب أبوه واغت سل وط هر ثيا به ..ث جاء فعرض عل يه يرضـى ..وليسـخط مـن يسـخط ..وماذا يكون
السلم فأسلم .. أهل الرض ..إذا رضي أهل السماء ..
218
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال الطفيل ف نفسه ..هلكت دوْس .. ث مشى الطفيل إل بيته ..فأتته زوجته مرحبة ..
فإذا بالرحيم الشفيق .. ρيقول " :اللهم اهد دوسا .. فقال :إليك عن ..فلست منك ولست من ..
اللهم اهد دوسا .. قالت :ول ؟ بأب أنت وأمي ..
ث التفت إل الطفيل وقال :ار جع إل قومك ..فادعُهم قال :فرّق بينـ وبينـك السـلم ..وتابعـت ديـن
..وارفق بم .. ممد .. ρ
فرجع إليهم ..فلم يزل بم ..حت أسلموا .. قالت :فدين دينك ..
نعم ..ما أحسن قرع أبواب السماء .. قال :فقلت فاذ هب فتطهري ..ث ارج عي إلّ ..
ليس الطفيل وقومه فقط ..وإنا غيهم كثي .. فواّته ظهرها ذاهبة ..
كان السـلمون فـ بدايـة الدعوة النبويـة قلة ..ل يتعدوا ث خا فت من صنمهم أن يعاقب ها ف أولد ها إن
ثانية وثلثي رجل .. تركت عبادته ..
فألـحّ أبو بكر يوما على رسول ال εف الظهور أمام فرجعت إليه وقالت :بأب أنت وأمي ..أما تشى
الناس بالدعوة ولجهر بالسلم .. على الصبية من ذي الشرى ..؟
:يا أبا بكر ..إنا قليل .. فقال وذو الشرى صنم عند هم يعبدو نه ..وكانوا يرون
متحم سا ..فلم يزل يل حّ على ر سول كان أ بو ب كر أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى ..
ال εح ت اجتمعوا فخرجوا ..يتقدم هم ر سول ال فقال الطفيـل :اذهـب ..أنـا ضامـن لك أن ل
.. يضرهم ذو الشرى ..
توجهوا إل السجد .. فذهبـت فاغتسـلت ..ثـ عرض عليهـا السـلم
تفرقوا ف نواحي السجد ..كل رجل ف عشيته .. فأسلمت ..
وقام أبـو بكـر فـ الناس خطيبا ..يدعـو إل السـلم .. ثـ جعـل الطفيـل يطوف فـ قومـه ..يدعوهـم إل
ويذم آلتهم .. السـلم بيتا بيتا ..ويقبـل عليهـم فـ نواديهـم ..
وثار الشركون على السـلمي ..فضربوهـم فـ نواحـي ويقف عليهم ف طرقاتم ..
السجد ضربا شديدا .. لكنهم أََبوْا إل عبادة الصنام ..فغضب الطفيل ..
كان الشركون كثي ..فتفرق السلمون .. وذهب إل مكة ..
أقبل جع منهم إل أب بكر ..وضربوه ضربا شديدا .. فأق بل على ر سول ال ρفقال :يا ر سول ال ..
فوقع على الرض ف شدة الرمضاء .. إن دوسـا قـد عصـت وأبـت ..يـا رسـول ال ..
فد نا م نه الفا سق عت بة بن ربي عة ..فج عل يضر به بنعل ي فادع ال عليهم ..
مصوفي ..ويفركهما على وجهه .. فتغ ي و جه ال نب عل يه ال صلة وال سلم ..ور فع
ث قام على ب طن أ ب ب كر ..ح ت سالت الدماء من وجه يديه إل السماء ..
219
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنه .. أب بكر ..وتزق لم وجهه ..حت ما يعرف فمه
وكانت أم جيل مسلمة تكتم إسلمها .. من أنفه ..
خر جت أ مه ح ت جاءت أم ج يل ..فقالت :إن أ با ب كر وجاء بنو تيم قبيلة أب بكر ..يتعادون ..
يسألك عن ممد بن عبد ال .. وأبعدوا الناس عن أب بكر ..وحلوه ف ثوب حت
فقالت :ما أعرف أ با ب كر ..ول م مد بن ع بد ال .. أدخلوه منله ..
لكن أتبي أن أمضي معك إل ابنك ؟ وهم ل يشكون أنه ميت ..
قالت :نعم .. ث رجع قومه بنو تيم ..فدخلوا السجد ..وجعلوا
فم ضت مع ها ..حتـ دخلت على أبـ بكـر ..فوجدتـه يصرخون ف الشركي ..يقولون :
صريعا دنفا ..مزق الوجه ..مرهق السد .. وال لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة ..
فلما رأته أم جيل صاحت ..وقالت : ثـ رجعوا ال أبـ بكـر ..وهـو مغمـى عليـه ..
وال إن قوما نالوا هذا منـك لهـل فسـق وكفـر ..وإنـ ليدرون ..حي أو ميت !!
لرجو أن ينتقم ال لك منهم .. ظل أبو قحافة والد أب بكر ..مع قومه ..واقفي
قال :فما فعل رسول ال .. e عند أب بكر ..يكلمونه ..فل ييبهم ..
وكا نت أم أ ب بكر بانبها ..فخا فت أم ج يل أن يفضح وأمه تبكي عند رأسه ..
أمر إسلمها ..فيؤذونا .. فل ما كان آ خر النهار ..ف تح عين يه ..فكان أول
فقالت :يا أبا بكر ..هذه أمك تسمع .. كلمة قالا :
قال :فل شيء عليك فيها .. ما فعل رسول ال .. e؟!
..سال صال .. قالت :أبشر ..فرسول ال رضي ال عن أب بكر ..كان يهيم برسول ال
قال :فأين هو ؟ حبا ..ياف عليه أكثر ما ياف على نفسه ..
قالت :ف دار أب الرقم .. كان كل من حوله ..أبوه أمه ..قومه ..مشركي
فقالت أمه :قد علمت خب صاحبك ..فقم فأكل طعاما ..
..أو اشرب .. .. فغضبوا ..وجعلوا يسبون رسول ال
قال :فإن ل عليّـ أن ل أذوق طعاما أو شرابا ..حتـ ثـ قاموا ..وقالوا لم أبـ بكـر :أطعميـه شيئا أو
بعين .. أرى رسول ال اسقيه ..
فانتظرتـا ..حتـ إذا هدأ الناس ..خرجتـا بـه يتكيـء فجعلت أمه تلح عليه ..
عليهما .فذهبتا به إل بيت أب الرقم .. ل :ما فعل رسول ال .. e؟
وهو يردد قائ ً
حت أدخلتاه على رسول ال .. e فقالت :وال مال علم بصاحبك ..
فلمـا دخـل فإذا وجـه جريـح ..ودماء تسـيل ..وثياب فقال :اذ هب إل أم ج يل ب نت الطاب ..ف سليها
220
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هريرة إل السلم .. مزقة ..
.. فدعا لا رسول ال يقبله ..فأ كب عل يه ال نب فرآه ر سول ال
فرجع أبو هريرة إل أمه .. ..
فل ما كان على الباب ..فإذا هو مغلق ..فحركه ليد خل وأكب عليه السلمون يقبلونه ..
.. ورقّ له رسـول ال εرقـة شديدة ..حتـ ظهـر
فإذا بأمـه تفتـح له الباب ..وتقول :أشهـد أن ل إله إل .. التأثر على وجهه الشريف
ال ..وأن ممدا رسول ال .. فأراد أبو بكر أن يفف عليه ..فقال :بأب وأمي
وهو يبكي من الفرح فرجع أبو هريرة إل رسول ال يا رسول ال ..ليس من بأس ..إل ما نال الفاسق
.. من وجهي ..
وجعـل يقول :أبشـر يـا رسـول ال ..قـد اسـتجاب ال ث قال أبو بكر ..البطل الذي يمل هم الدعوة ..
دعوتك ..وهدى ال أم أب هريرة إل السلم .. ويسن استثمار الواقف ..
ثـ قال أبـو هريرة :يـا رسـول ال ..أدع ال أن يببنـ كان جريا ..جائعا عطشانا ..ومـع ذلك ..قال
وأمي إل عباده الؤمني ..ويببهم إلينا .. :يا رسول ال ..هذه أمي برة بوالديها ..وأنت
:اللهـم حبـب عـبيدك هذا وأمـه إل عبادك فقال مبارك ..فادع ها ال ال عز و جل ..وادع ال ل ا
الؤمني ..وحببهم إليهما .. ..عسى ال أن يستنقذها بك من النار ..
قال أ بو هريرة :ف ما على الرض مؤ من ول مؤم نة ..إل فدعا لا رسول ال .. εث دعاها ال ال عز وجل
()94
وهو يبن وأحبه .. ..فأسلمت فورا ف مكانا ..
كان الدعاء أصلً من الصول الت يتعاملون با ..
إضاءة .. .. أسلم أبو هريرة
( وقال ربكم ادعون أستجب لكم ) وبقيت أمه كافرة ..
كان يدعوها إل السلم فتأب ..
.83الترقيع !!
ما فدعاها يوما ..وألـحّ فأسعته ف رسول ال
أحيانا عند مارستنا لبعض الهارات مع الخرين نكتشف
يكره ..
بأننا أخطأنا تقدير الهارة الناسبة للشخص ..أو قد نكون
فضاق صدر أب هريرة بذلك ..وذهب إل رسول
وضعناها ف غي موضعها ..
وهو يبكي ..فقال : ال
مثل من رأى شابا وسيما ..فأراد أن يارس معه مهارة "
يا ر سول ال ..إ ن ك نت أد عو أ مي إل ال سلم
كـن لاحا " فقال له :مـا شاء ال مـا هذه الثياب الميلة
فتأ ب علي ..وإ ن دعوت ا اليوم فأ سعتن ف يك ما
أكره ..فادع ال يـا رسـول ال أن يهدي أم أبـ
( ) رواه مسلم 94
221
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على مارسة الهارات لكنها سرعان ما تزول .. والرونق البهي والوجه السفر ..ث بدل أن يقول :
وأحيانا يكون تصـرفك الحرج للخريـن أو الحزن لمـ ما أ سعد زوج تك بك ..قال :يا لي تك بنتا ح ت
ليس خاطئا ..لكن الوقف يفرضه علينا .. أتزوجك !!!
مثـل أن يتلف اثنان مـن زملئك ..فترى أن القـ مـع مزحة ثقييييلة جدا ..أليس كذلك ؟!
أحدها فتقف معه ..وقد تعاتب الخر .. قال أحد الزملء :
أو قـد يقـع ذلك بيـ اثنيـ مـن أولدك أو طلبـك أو فـ الامعـة كان لدي طالب بليـد لكـن ال تعال
جيانك ..أو غيهم .. عوضـه عـن بلدتـه بشيـء مـن الوسـامة ..وكان
فمـا اللـ ؟ هـل نسـمح لذه الواقـف أن تفقدنـا الناس يلس فـ آخـر القاعـة دائما ..ويسـرح بفكره
واحدا تلو ال خر ..ون ن نت عب ف ا ستقطابم والتح بب بعييييدا ..
إليهم .. كنت أطلب منه دائما أن يلس ف المام ليتابع ..
كل .. و هو يتغا فل عن ذلك ..ك نت أت نب إحرا جه أو
إذن ما التصرف الصحيح ؟ إحراج غيه مـن الطلب فهـم كبار فـ الرحلة
الواب :أنـك إذا أحسـست أن أحدا ضاق صـدره مـن الامعية ..
كلمة منك ..أو تضايق من تصرف معي فسارع فورا إل دخلت يوما فإذا هو منشغل آخر القاعة كعادته ..
مداواة الرح قبـل أن يلتهـب ..باسـتعمال أي مهارة فلمـا جلسـت على الكرسـي قلت له :يـا عبـد
أخرى مناسبة .. الحسـن ..تعال فـ المام ..فقال :يـا دكتور
كيف ؟! مكان مناسب وسأنتبه معك ..
خذ مثالً .. ـا نشوف
ـي اقترب قليلً خلنـ
ـا أخـ
فقلت " :يـ
كا نت م كة ق بل أن يفتح ها ال سلمون ت ت قب ضة كفار خدودك اللوة " ..التفـت بعـض الطلب إليـه
قريش .. معلقي ..فانقلب وجهه أحر ..
وكانوا قـد ضيقوا على السـلمي السـتضعفي فيهـا .. شعرت أن وقعت ف حفرة ..فقلت -مرقعا : -
وسيطروا على أبناء السلمي الذين هاجروا ول يستطيعوا " ال يا هي بتنبسط البنت اللي بتتزو جك ..أما
أخذ أبنائهم معهم .. هؤلء فسيتعبون ليجدوا من توافق على الزواج بم
فعلً كانت حال السلمي عصيبة .. !!"..
أق بل ال نب eإل م كة معتمرا فرد ته قر يش ..وكان ما ث بدأت ف شرح الدرس فورا دون أن أترك فرصة
كان مـن قصـة الديبيـة ..وكتـب eبينـه وبيـ قريـش لحـد ليفكـر فـ الوقـف أصـلً ..تبسـم الطالب
صلحا ..واتفق نعهم أن يرجع إل الدينة من غي عمرة وانبلجت أساريره وجلس ف القدمة ..
على أن يأت ف العام القادم ويعتمر .. وإن كا نت هذه الخطاء قد ت قع ف بدا ية التدرب
222
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث التفت إل جعفر وقال " :أشبهت خلقي وخلقي " .. ومضى εإل الدينة ..
فانظـر كيـف كان εحكيما ماهرا فـ غسـل قلوب وب عد سنة أق بل εمع ال صحابة مرم ي ملب ي ..
الخرين وكسب مبتهم .. ودخلوا مكة ..واعتمروا ..
ط يب ما رأ يك أن نعود إل ق صة صاحبنا الذي قال :يا ل بث εفي ها أرب عة أيام ..فل ما تو جه خارجا من ها
ليتك بنتا حت أتزوجك !! كيف يرقع ما خرّق ؟!! إل الدينـة تبعتـه طفلة صـغية هـي ابنـة حزة .. τ
بي يديه عدة أبواب للهرب .. وكان قد قتل ف معركة أحد ..وبقيت ابنته يتيمة
منهـا أن يدخـل فـ موضوع آخـر مباشرة –لئل يترك ف مكة ..
للسامع فرصة ليفكر ف الملة الارحة الت سعها منه – أخذت الصغية تنادي رسول ال .. ρ
فيقول مثلً :ال يرزقك حورية أجل منك ..قل :آمي تقول :يا عم يا عم ..
.. وكان علي يسي بانب النب εمع زوجته فاطمة
أو يطرح موضوعا بعيدا تاما ..كأن يسـأله عـن أخيـه بنت رسول ال .. ε
ال سافر ..أو سيارته الديدة ..أو نو ها ..لئل يترك له فتناول ا علي τفأ خذ بيدها وناولا لفاط مة وقال :
أو لغيه من ال سامعي حوله أي فر صة للوقوع ف الرج دونك ابنة عمك ..
.. فحملتها فاطمة ..
فل ما رآ ها ز يد .. τتذ كر أن ر سول ال εقد
تربة .. آ خى بي نه وب ي حزة ل ا ها جر إل الدي نة ..فأق بل
ليس العيب أن تطئ إنا الطأ أن تصر عليه ز يد إلي ها ليأخذ ها و هو يقول :ب نت أ خي ..أ نا
أحق با ..
.84انظر بعيني ..
فأقبل جعفر وقال :ابنة عمي وخالتها تت ..يعن
ـة أخطاء الناس
نن ـ نبدع ف ـ أحيان كثية ف ـ رؤيـ
أساء بنت عميس زوجته ..وأنا أحق با ..
وملحظتها ..وربا ف تنبيههم عليها ..
فقال علي :أنا أخذتا وهي ابنة عمي ..
ولكننا قلما نبدع ف رؤية الي الذي عندهم ..والنتباه
فلما رأى εاختلفهم ..قضى با لالتها ودفعها
إل الصواب الذي يارسونه ..لنمدحهم به ..
إل جعفـر ليكفلهـا ..وقال " :الالة بنلة الم "
قل ذلك ف الدرس مع طل به ..ف كل الدر سي يذمون
..
الطالب البل يد اله مل ف واجبا ته ..الك سول التأ خر ف
ث خشي εأن يد علي أو زيد ف نفسيهما ..لا
ل منهم من يدح الطالب الجد
الضور دائما ..لكن قلي ً
نزعها منهما ..
..الذي يضر مبكرا وخطه حسن وكلمه جيد ..
فقال مواسيا لعلي " :أنت من و أنا منك " ..
كثيا ما ننبه أولد نا إل أخطائهم ..لكنهم ي سنون ول
وقال لزيد " :أنت أخونا و مولنا " ..
223
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن قلبه كان ملوءا إيانا ..وكان eيلحظ ذلك فيه .. ننتبه إل قليلً ..
جالسا يوما .. فبينما النب ما يعلنا أحيانا نفوت فرصا كثية كنا من خللا
إذ جيء إليه بال فجعل يقسمه بي بعض أصحابه .. نستطيع أن ننفذ إل قلوب الناس ..
فأعطى رجا ًل ..وترك رجالً .. ف من أبدع مهارات الكلم ..أن تتدح ال ي الذي
فكأن الذ ين ترك هم وجدوا ف أنف سهم ..وعتبوا ..لاذا عند الناس ..
ل يعطنا .. كان قوم أ ب مو سى الشعري tل م اهتمام بتلوة
بذلك ..قام أمام الناس ..فحمـد ال تعال فلمـا علم القرآن وحفظه ..وربا فاقوا كثيا من الصحابة ف
ث أثن عليه ..ث قال : كثرة تلوته وتسي الصوت به ..
أ ما ب عد ..فوال إ ن لع طي الر جل ..وأدع الر جل .. يوما ف سفر .. فرافقوا النب
والذي أدع أحبّ إلّ من الذي أُعطي .. فلمـا أصـبح الناس ..واجتمعوا قال عليـه الصـلة
ولكن أعطي أقواما لا أرى ف قلوبم من الزع واللع .. والسلم :
وأَكِ ُل أقواما إل ما جعل ال ف قلوبم من الي ..منهم : إ ن لعرف أ صوات رف قة الشعري ي بالقرآن ح ي
عمرو بن تغلب .. يدخلون بالل يل ..وأعرف منازل م ..من أ صواتم
فلمـا سـع عمرو بـن تغلب هذا الثناء على الل ..طار بالقرآن بالليل ..وإن كنت ل أر منازلم حي نزلوا
فرحا .. بالنهار .. )95(..
وكان يدث بذا الديـث بعدهـا ..ويقول :فوال مـا فكأ نك بألشعري ي و هم ي ستمعون هذا لثناء أمام
حر النعم (.. )97 أحب أن ل بكلمة رسول ال الناس يتوقدون حرصا بعدها على الي ..
وف يوم آخر .. أبـا موسـى .. وفـ ذات صـباح ..لقـي النـب
..قائلً :من أسعد ..فسأل النب أقبل أبو هريرة فقال له :
الناس بشفاعتك يوم القيامة .. لو رأيتنـ البارحـة وأنـا أسـتمع لقراءتـك ..لقـد
-مشجعا – :لقد كنت أظن أن ل أحد يسأل فقال أوتيت من مزامي آل داود ..
عن هذا قبلك ..لا رأيت من حرصك على العلم .. فقال أ بو مو سى :لو عل مت أ نك ت ستمع لقراء ت
أ سعد الناس بشفاع ت يوم القيا مة ..من قال :ل إله إل ..لبتا لك تبيا (.. )96
ال خالصا من قلبه .. ل من عا مة ال صحابة
وكان عمرو بن تغلب tرج ً
وسلمان الفارسي ..كان من خيار الصحابة .. ..ل يتميز بعلم كما تيز أبو بكر ..ول بشجاعة
ل يكـن مـن العرب ..بـل كان ابنا لحـد كبار فارس .. كمـا تيـز عمـر ..ول بقوة حفـظ كأبـ هريرة ..
وكان أبوه يبه ويقربه ..لدرجة أنه كان يبسه ف البيت
( ) متفق عليه 95
224
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجهة نظر .. خوفا عليه ..
تفاءل وأحسـن الظـن بالناس ..وشجعهـم ..لينطلقوا .. أدخل ال اليان ف قلب سلمان
أكثر خرج من بيت أبيه ..
سـافر إل الشام باحثا عـن القـ ..احتال بعـض
.85فن الستماع .. الناس عل يه وباعوه إل يهودي على أ نه ع بد ملوك
مهارات جذب الناس وكسـب قلوبمـ ..بعضهـا يكون ..
بفعل الشيء ..وبعضها يكون بتركه .. وحصـلت له قصـة طوييييلة ..حتـ وصـل إل
فالبتسامة تذب ..كما أن ترك العبوس يذبم .. .. رسول ال
والحاديـث الميلة والنكات واللطائف تذب الناس .. يقدر له ذلك .. فكان النب
كما أن الستماع إليهم والتفاعل مع أحاديثهم ..يذبم جالسـا بيـ أصـحابه يوما ..إذا فبينمـا كان
.. أنزلت عليه سورة المعة ..
فما رأيك أن أتكلم معك هنا عن :الدووووء الذاب !! يقرؤها على أ صحابه ..و هم ي ستمعون فجعل
نعـم ..بعـض الناس ل يتكلم كثيا ..ول تكاد تسـمع ..
صوته ف الجالس والتجمعات .. َثـ فِي اْلُأمّيّيَ رَسـُولًا
وهـو يقرأ ُ " :ه َو اّلذِي َبع َ
بل لو راقبته ف جلسة أو نزهة ..لرأيته ل يتحرك منه إل مّ ْنهُ مْ يَ ْتلُو َعلَ ْيهِ مْ آيَاتِ هِ وَُيزَكّيهِ ْم وَُي َعلّ ُمهُ مُ الْكِتَا بَ
رأ سه وعيناه ..ن عم قد يتحرك ف مه أحيانا بالتب سم ..ل ي"
ضلَالٍ مّبِ ٍ
وَالْحِكْ َم َة وَإِن كَانُوا مِن قَبْ ُل َلفِي َ
بالكلم !! ِمـ َو ُهوَ
حقُوا ِبه ْ
ُمـ لَمّاـ َيلْ َ
فلمـا قرأ " :وَآ َخرِينَـ مِ ْنه ْ
ومع ذلك يبه الناس ..ويأنسون بجالسته .. حكِيمُ " ..
اْل َعزِيزُ الْ َ
تدري لاذا ؟! قال رجل من الصحابة :من هؤلء يا رسول ال ؟
لنه يارس الدووووء الذااااب .. .. فسكت النب
فـن السـتماع له مهارات متعددة ..بـل حدثنـ أحـد فأعاد الرجل السؤال ..من هؤلء يا رسول ال ؟
الهتمي أنه حضر أكثر من خس عشرة دورة تدريبية ف فلم يرد عليه ..
مهارات الستماع !!.. فأعاد ..من هؤلء يا رسول ال ؟
قارن بي اثني : فلتفت النب إل سلمان ..
رجل إذا تكلمت بي يديه بقصة وقعت لك ..قاطعك ف ث وضع يده عليه وقال :لو كان اليان عند الثريا
أولا وقال :وأنا أيضا وقع ل شيء مشابه .. ..لناله رجال من هؤلء (.. )98
فتقول :له اصب حت أكمل ..
فيسـكت قليلً ..فإذا انسـجمت فـ قصـتك ..قاطعـك
( ) رواه مسلم 98
225
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منها حديثا أو قصة ..بل على عادته يتكلم ..ويتكلم .. ل :صـحيح ..صـحيح ..نفـس القصـة التـ
قائ ً
كانت كثية التذمر منه دون أن ينتبه إل سبب ذلك .. وقعت ل وهو أنن ذات مرة ذهبت ..
كان كـل الناس يكرمونـه ويدحونـه إل هـي ..فقرر أن فتقول له :أخي انتظر ..فيسكت ..ث ما يصب
يصطحبها معه يوما إل إحدى ماضراته لترى ما ل تر .. ل :عجل ..عجل ..
فيقاطعك قائ ً
قال لا يوما :ترافقين ؟ هذا الول ..
قالت :إل أين ؟ الثان ..
قال :ماضرة لحد الدعاة ..نستفيد منها .. كان وأنـت تتحدث معـه أو معهـم ..يتلفـت يينا
رك بت م عه ف سيارته ..مش يا ..وق فا ع ند ال سجد .. ويسـارا ..وقـد يرج جهاز هاتفـه مـن جيبـه ..
كا نت الماه ي غفية ..كل هم جاؤوا ي ستمعون إل هذا ويك تب ر سالة أو يقرأ شيئا من الر سائل ..أو من
الحاضر الفذ .. يدري لعله يلعـب باللعاب اللكترونيـة الوجودة
دخلت هي إل ق سم الن ساء ..ود خل هو و سط جهرة فيه !!
الناس واعتلى الكرسي وبدأ ماضرته .. أمـا الثالث ..فيملك مهارات السـتماع ..تدـ
كان الناس ينصـتون معجـبي ..حتـ زوجتـه يبدو أناـ أ نك تتحدث و قد ر كز عين يه بر فق ين ظر إل يك ..
كانت معجبة !.. وتشعـر بتابعتـه ..فهـو تارة يهـز رأسـه موافقا ..
انتهت الحاضرة ..خرج إل سيارته و سط نشوة النجاح وتارة يتب سم ..وتارة يض مّ شفت يه متعجبا ..ورب ا
..وأقبلت زوجته وركبت السيارة بانبه .. ردد :عجيب ..سبحان ال ..
ل يدع لاـ فرصـة ..بدأ يتكلم فورا عـن زحةـ الناس .. أي هؤلء سـتكون راغبا دائما فـ مالسـته ..
وجال السجد ..و ..ث سألا :ما رأيك ف الحاضرة ؟ وتفرح بزيارته ..وتنبلج أساريرك ف الديث معه
فقالت :كانت جيلة ومؤثرة ..ولكن من الحاضر ؟ ..؟ ل أشك أنه الخي ..
قال :عجبا ل تعر ف صوته ..قالت :مع زح ة الناس .. إذن جذب قلوب الناس ..ل يكون فقط بإساعهم
وضعف ساعات الصوت ل أنتبه كثيا .. ما يبون ..بل وبالستماع منهم لا يبون !!
فقال – منتشيا : -أنا ..أنا الحاضر .. أذكـر أن أحـد الدعاة البارزيـن منـ أوتـ منطقا
فقالت :آآآ ..وأ نا أقول ف نف سي طوال جلو سي :ما ول سانا ..كان يتن قل متحدثا دائما ..ما ب ي م نب
أكثر كلمه .. جعـة ..وكرسـي فتوى ..وماضرة فـ جامعـة ..
إذن ..الستماع إل الناس فن ومهارة .. فهو دائما يتكلم ..ويتكلم ..ويتكلم ..
ب عض الناس ين سى أن ال ج عل لك فما واحدا وأذن ي .. وكان الناس يرونـه على النابر والقنوات الفضائيـة
ليستمع أكثر ما تكلم .. ويبو نه ويرغبون ف ا ستماع حدي ثه ..إل زوج ته
وأظنـه لو اسـتطاع لقلب العادلة ..مـن شدة مبتـه ..ف هو معها ف الب يت دائما ..ول يكاد ي ستمع
226
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فانتفض ضماد وقال :أعد علي كلماتك هؤلء .. للحديث ..
فأعادها εعليه .. فعود نفسـك على النصـات ..حتـ لو كان لك
ـة ،وقول
ـعت قول الكهنـ
ـد سـ
فقال ضماد :وال لقـ على الكلم ملحظة ..
السـحرة ،وقول الشعراء ،فمـا سـعت مثـل هؤلء ف أوائل بع ثة ال نب .. εكان عدد ال سلمي قليلً
الكلمات ..فلقد بلغن ناعوس البحر .. ..وكان الكفار يكذبونـه ونفرون الناس عنـه ..
فهلم يدك أبايعك على السلم .. ويشيعون أنه εكاهن وكذاب ..وربا أشاعوا أنه
فبسـط النـب εيده ..وأخـذ ضماد يلع ثوب الكفـر منون أو ساحر ..
ويردد :أشهـد أن ل إله إل ال وأشهـد أن ممدا عبده ف يوم من اليام قدم إل مكة رجل اسه ضماد ..
ورسوله .. وهـو حكيـم له علم بالطـب والعلج ..يعال
فعلم εأن له عنــد قومــه شرفا ..فقال له :وعلى الجنون والسحور ..
قومك ؟ أي تدعوهم إل السلم ؟ فلمـا خالط الناس سـع سـفهاء الكفار يقولون عـن
فقال ضماد :وعلى قومـي ..ثـ ذهـب إل قومـه هاديا رسول ال : εجاء الجنون ..ورأينا الجنون ..
داعيا .. فقال ضماد :أ ين هذا الر جل ؟ ل عل ال أن يشف يه
إذن لتكون مستمعا ماهرا :.. على يدي ؟
أنصت ..هز رأسك متابعا .. فدله الناس على رسول ال .. ε
تفاعـل بتعابيـ وجهـك كتقطيـب البـي حينا ..ورفـع فلما لقيه ..قال ضماد :يا ممد ..إن أرقى من
الاجبي حينا آخر .. هذه الرياح ..وإن ال يشفي على يدي من شاء ..
والتبسم ..وتريك الشفتي بتعجب .. فهلم أعالك ..وجعل يتكلم عن علجه وقدراته
وانظر إل أثر ذلك فيمن يتكلم معك ..سواء كان صغيا ..
أو كبيا .. والنب εينصت إليه ..وذاك يتكلم ..والنب ε
ستجد أنه يركز نظره عليك ..ويقبل بقلبه إليك .. ينصـت ..أتدري ينصـت إل ماذا ؟ ينصـت إل
كلم رجل كافر جاء ليعاله من مرض النون !!
نتيجة .. آآآه ما أحكمه .. ε
براعت نا ف ال ستماع إل الخر ين ..تعل هم بارع ي ف حت إذا انتهى ضماد من كلمه ..
مبتنا والستئناس بنا .. ـد ل ..نمده
ـل هدوووء :إن المـ
قال εبكـ
ون ستعينه ..من يهده ال فل م ضل له و من يضلل
.86فن الوار ..
فل هادي له ..وأشهـد أن ل إله إل ال وحده ل
أل تذ كر يوما من الد هر أ نك جل ست ف مكان فاح تد
شريك له ..
227
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ل ..
الصغية ..فكن جب ً الوار بي نك وب ي ش خص ما ..فب قي ف نف سك
لاـ قدم النـب rإل مكـة فاتا ..بعدمـا نقضـت قريـش عليه بغض أو غضب أياما ..
العهد .. أو لعلك تذكـر جدا ًل حصـل بيـ اثنيـ – وقـد
كان .. rقد دعا ال أن يعمي ع نه قر يش ..ليبغتهم .. يكون ف قض ية تاف هة – وأ نت تن ظر إليه ما و قد
قبل أن يستعدوا للقتال .. ارتف عت ال صوات واحرت العيون ..ث تفر قا ..
فل ما أق بل ال نب عل يه ال صلة وال سلم ..إل م كة نزل واسثقل كل منهما صاحبه بعدها ..
قريبا منها .. إذن نن نتعب ف جذب بعض الناس إلينا بمارسة
ول تعلم قريش بشيء .. مهارات متنوعة ..ث نفرقهم عنا بوقف ل نسن
ولكنهم كانوا يتوجسون ويترقبون .. التصرف فيه ..
فخرج فـ تلك الليلة التـ نزل فيهـا النـب عليـه الصـلة ومن ذلك عدم إتقان فن الوار ..
والسلم ..أبو سفيان ف نفر معه يتجسسون الخبار .. ل وعرا ..ينبغي أن يعتن
الحاور كالذي يصعد جب ً
وينظرون هل يدون خبا ..أو يسمعون به .. بو ضع يده ومو ضع رجله ..فت جد صاعد ال بل
وجعل النب عليه الصلة والسلم ..يترقب الصبح ليغي ينظـر إل الصـخرة التـ يريـد أن يتعلق باـ ..
على قريش .. ويفحصها بنظره ويتأمل ف قوة ثباتا قبل أن يضع
فلما رأى العباس .. tذلك .. ـ قبضتـه ..وكذلك فـ الصـخرة ال ت يثبـت
عليه ا
قال :واصباح قريش ! وال لئن دخل رسول ال rمكة عليها قدمه ..ث إذا أراد أن يرفع قدمه عن صخرة
عنوة أي بالقوة ..قبـل أن يأتوه فيسـتأمنوه ..إنـه للك نظـر إل الصـخرة قبـل أن يغادرهـا خشيـة أن ل
قريش إل آخر الدهر .. يسن رفع رجله من عليها فتهوي به ..
فقام العباس ..فاستأذن النب عليه الصلة والسلم .. لن أطيل عليك الكلم ..فخيه ما قل ودل ..
فأذن له ..فركب على بغلة رسول ال rالبيضاء .. الدخول فـ حوار أو جدال أمـر غيـ ممود ..
ومضى يشي با .. ولعلك توافق ن أن أك ثر من %90من الوارات
وأبـو سـفيان فـ أصـحابه ..يقترب وينظـر إل نيان والجادلت غي مفيدة ..
السلمي ..ويقول : فحاول ت نب الدال قدر ال ستطاع ..ول تغ ضب
ما رأ يت كالليلة نيانا قط ول ع سكرا ..ما أع ظم هذا إذا اعترض عليـك أحـد أو جادلك ..خـذ المـر
..من ترى هؤلء ..؟ بأريية قدر الستطاع ول تعذب نفسك بالتفكي ف
فقال صاحبه :هذه وال خزاعة حشتها الرب .. نيـة العترض ..وماذا يقصـد ..ولاذا أحرجنـ
ـن أن تكون هذه نياناـ
ـل مـ
ـة أذل وأقـ
قال :خزاعـ أمامهـم ..ل تقتـل نفسـك بالمـ ..وتعامـل مـع
وعسكرها .. الوقـف بدووووء ..فالرياح ل تزـ إل الصـخور
228
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فدخل عليه عمر .. فبينما العباس يسي على البغلة ..
وجعـل يقول :يـا رسـول ال ..هذا أبـو سـفيان ..قـد إذا بأب سفيان وأصحابه ..قد قبضت عليهم خيل
أمكن ال منه بغي عقد ول عهد ..فدعن فلضرب عنقه الؤمني ..
؟ .. فأقبل أبو سفيان فزعا ..فركب خلف العباس ..
فقال العباس :يا رسول ال ..إن قد أجرته .. وجعل أصحابه يتبعونه فزعي ..والؤمنون خلفهم
ث جلس إل رسول ال .. ρفأخذ برأسه ..وجعل يناجيه ..
ف أذنه .. فجعل العباس ي سرع بأ ب سفيان ..إل ر سول ال
وعمر يردد يا رسول ال ..اضرب عنقه .. .. ρ
فلما أكثر عمر ف شأنه .. وكلمـا مـر بنار مـن نيان السـلمي ..قالوا :مـن
التفت إليه العباس وقال : هذا ؟
مهلً يا ع مر ! فوال أن لو كان من رجال ب ن عدي بن فإذا رأوا بغلة ر سول ال .. ρورأوا العباس علي ها
كعـب ..مـا قلت هذا ..أي لو كان مـن قرابتـك ..مـا ..
قلت هذا ..ولك نك قد عر فت أ نه من رجال ب ن ع بد قالوا :عم رسول ال .. ρعلى بغلة رسول ال ρ
مناف .. ..
فش عر ع مر أ نه سيدخل ف جدال ل يتنا سب مع الال والعباس ي سرع ب ا ..ياف أن يفطنوا ل ب سفيان
الذي هم فيه ..ث ما الفائدة الرجوة من النقاش ف مسألة ..فيقتله أ حد ق بل أن يؤم نه ال نب عل يه ال صلة
لو كان من بن كعب رغب ف إسلمه أما من غيهم فل والسلم ..
يهمه !! حت مر بنار عمر بن الطاب τفقال :من هذا ؟
قال عمر بكل هدووووء :مهلً يا عباس ..مهلً .. وقام إليهم ..فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة
فوال لسلمك يوم أسلمت ..كان أحب إل من إسلم ..
أب الطاب لو أسلم ! صاح بالناس قال :أبو سفيان عدو ال ! ..المد
ل ن قد عر فت أن إ سلمك ..كان أ حب إل ر سول ال ل الذي أمكن منك بغي عقد ول عهد ..
ρمن إسلم الطاب .. فمنعه العباس ..
فلما سع العباس τذلك سكت .. ثـ ذهـب عمـر يشتـد ..نوـ رسـول ال .. ρ
انتهـى الوار ..مـع أنـه كان فـ إمكان عمـر أن يطيله والعباس يسرع بالدابة ..حت سبقه ..فلما وصل
ويزيده ..فيقول :ماذا تق صد ؟!! هل تت هم ني ت ؟! هل إل موضـع النـب .. ρاقتحـم العباس عـن البغلة
تعلم ما ف قلب ؟! لاذا تثي النعرة القبلية ؟! سريعا ..
كل ل يقـل ذلك ..فهـم جيعا كانوا أرفـع مـن أن ينغ فدخل على رسول ال .. ρ
229
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وال لقد ظننت أن لو كان ل مع ال إل هٌ غيه لغن عن الشيطان بينهم ..
شيئا! سكت ع مر والعباس ..وأ بو سفيان وا قف ينت ظر
فقال : rويكـ يـا أبـا سـفيان أل يأن لك أن تعلم أنـ أن يأمر النب eفيه بشيء ..
رسول ال ؟ ـا عباس إل رحلك فإذا
ـه يـ
ـب بـ
فقال : rاذهـ
فقال أ بو سفيان :بأ ب أ نت وأ مي ما أحل مك وأكر مك أصبحت فأتن به ..
وأوصلك ! فذهب به العباس ..إل خيمته ..
أما هذه وال فإن ف النفس منها حت الن شيئا ! فبات عنده ..فل ما أصبح أ بو سفيان صبيحة تلك
فقال له العباس :وي ك أ سلم واش هد أن ل إله إل ال .. الليلة ..
وأن ممد رسول ال قبل أن تضرب عنقك ؟ ورأى الناس ينحون للصــلة ..وينتشرون فــ
ل ث قال :أشهد ..
فسكت قلي ً اسـتعمال الطهارة ..خاف ..وقال للعباس :مـا
فسر النب عليه الصلة والسلم ..سرورا عظيما .. بالم ؟
فقال العباس :يا ر سول ال ..إن أ با سفيان ر جل ي ب قال :إن م قد سعوا النداء ف هم ينتشرون لل صلة
الفخر فاجعل له شيئا .. ..
فقال " : rنعم ..من دخل دار أب سفيان فهو آمن " .. فل ما حضرت ال صلة ..ورآ هم يركعون بركو عه
فقال أبو سفيان : ..ويسجدون بسجوده ..
فأنشـد أبـو سـفيان tبيـ يدي رسـول ال .. rأبياتا .. أقبـل عليـه العباس بعدمـا صـلى ..ليمضـي بـه إل
يعتذر إليه ما كان مضى منه .. رسول ال .. r
لعمرك إن يوم أحل راية فقال :يا عباس ما يأمرهم بشيء إل فعلوه ؟
لتغلب خيل اللت خيل ممد قال :نعم ..وال لو أمرهم بترك الطعام والشراب
لكالدل اليان أظلم ليله لطاعوه ..
فهذا أوان حي أهدي و أهتدي فقال أ بو سفيان :يا عباس ..ما رأ يت كالليلة ..
هدان هاد غي نفسي و نالن ول ملك كسرى وقيصر !
مع ال من طردت كل مطرد فلما انقضت الصلة ..غدا به إل رسول ال .. r
أصد و أنأى جاهدا عن ممد فلما رآه rقال :
وأدعى و إن ل أنتسب من ممد " ويك يا أبا سفيان ..أل يأن لك أن تعلم أنه ل
فق يل إ نه حيـ قال :ونال ن ..مع ال مـن طردت كل إله إل ال ؟
مطرد ..ضرب رسـول ال rبيده فـ صـدره وقال " : فقال :بأبـ أنـت وأمـي ! مـا أحلمـك وأكرمـك
أنت طردتن كل مطرد " .. وأوصلك !
230
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العترض قبل أن يشعره باعتراضه ..
أذكـر أن شيخا كـبي السـن جلس فـ ملس فتكلم عـن فكرة ..
حادثة خصومة رآها بي اثني ف مطة وقود ..وكيف أن ليـس الذكاء أن تنتصـر عنـد الدال ..وإناـ
شجارها زاد واشتد حت حل إل مفر الشرطة .. ل ..
الذكاء أن ل تدخل ف الدال أص ً
فقفز أحد الالسي – من الثرثارين – مشاركا ف القصة
.87اقطع الطريق على العترضي ..
فقال :ن عم صحيح ..وح صل بينه ما كذا ..وفلن هو
من أكثر ما يوغر صدور بعض الناس على بعض ما
الخطئ ..وبدأ يذكر تفاصيل ل تدث ..
ينيه اللسان من مفاسد ..
فالتفت إليه الشيخ وكأن به يكاد ينفجر ..لكنه تاسك
و من ذلك ا ستعجال بعـض الناس بالعتراض على
وقال بكل هدووووء :
الد يث ومقاط عة التكلم دون تروّ ون ظر ..فيثور
أنت هل حضرت الادثة ؟ قال :ل
عنـد ذلك جدال عقيـم يوغـر الصـدور ويفسـد
قال :فهل حدثك أحد من حضروها ؟ قال :ل
النفوس ..
قال :فهل اطلعت على ماضر التحقيق ؟ قال :ل
لن ت ستطيع إ صلح ج يع الناس وتأديب هم بالداب
عند ها صاح الش يخ وقال :ط يب يا ...ك يف تكذب ن
الشرعية ..أو تدريبهم على مهارات متميزة ..
وأنت ل تدري عن شيء !!
ودعنا نتجاوز مرحلة التنظي الت تلو لبعض الناس
فأعجبتن مقدماته قبل اعتراضه ..
أن يدندن عليهـــا دائما بقوله :الفروض الناس
ولو أ نه اعترض دون أن يذ كر مقدمات يغلق ب ا البواب
يفعلون كذا ..والفروض يتعودون على كذا ..
على صـاحبه ..لكان لصـاحبه مال واسـع للخروج مـن
دعك من هذا ..وأ ّد الصلة على اليت الاضر –
الوقف ولو بالكذب ..
كما يقال .. -
فنحـن أحيانا نتاج عندمـا نريـد أن نقرر أشياء أن نقدم
أعنـ أننـا ينبغـي عنـد تعاملنـا مـع الخطاء أن ل
بقدمات نقنع با الخالفي قبل أن يعترضوا ..
ننشغل ببحث ما يب على الخرين أن يفعلوه بل
لا خرجت قريش لقتال النب εوأصحابه ف بدر ..كان
ماذا يب علينا نن أن نفعله ..
بعـض العقلء فيهـا ل يريدون الروج ..لكـن قومهـم
عند ما تر يد أن تتكلم بش يء غر يب قد ي ستعجل
أكرهوهم عليه ..
الخرون العتراض عل يه ..ينب غي عل يك أن تغلق
فعلم النب εبم ..وتأكد أنم وإن حضروا العركة فلن
علي هم أبواب العتراض بقدمات تيب هم في ها عن
يقع منهم قتال للمسلمي ..
أسـئلتهم قبـل أن يطرحوهـا ..بـل وتزيـل باـ
فلما اقترب εمن ميدان العركة ..أراد أن ينبه أصحابه
استغرابم قبل أن يتكلموا به ..
لذلك ..وأن ينهاهم عن قتلهم ..لكنه يعلم أنه سيقع ف
وبعـض الناس يسـن فعلً أن يغلق البواب على
قلوب بعض الناس سؤال :كيف ل نقتلهم وهم خرجوا
231
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فندم أبو حذيفة .. yعلى ما تكلم به ..وقال : لربنا !! لاذا استثن هؤلء بالذات ؟!
ما أنا بآمن من تلك الكلمة الت قلت يومئذ ..و ل أزال فقدم مقدمة أزال با العتراضات ث ذكر التوجيه
منها خائفا إل أن تكفرها عن الشهادة .. ..قام eفـ أصـحابه وقال :إنـ قـد عرفـت أن
فقتل يوم اليمامة شهيدا .. y رجا ًل من ب ن ها شم وغيهم قد أخرجوا كرها ل
حاجة لم بقتالنا ..
نصيحة .. انتهى هذه مقدمة ..
كن ذكيا وتغدّ بم قبل أن يتعشوا بك ! ث قال :ف من ل قي من كم أحدا من ب ن ها شم فل
يقتله ..
.88انتظر ..ل تعترض !!..
ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الارث بن أسد
أذكر أن ماضرا كان يتكلم عن فن الوار ..
فل يقتله ..
فعرض شيئا من قصة يوسف عليه السلم ..
ومن لقي العباس بن عبد الطلب ..عم رسول ال
فلما وصل إل قوله تعال ( ودخل معه السجن فتيان قال
rفل يقتله ..
أحده ا إ ن أرا ن أع صر خرا وقال ال خر إ ن أرا ن أح ل
فإنه إنا خرج مستكرها ..
فوق رأسي خبزا تأكل الطي منه ) ..
فمضى الصحابة على ذلك ..وبدؤوا يتحدثون ف
جعل يتأمل ف الاضرين ث سألم :
مالسهم بذلك ..
ود خل م عه ال سجن فتيان ؟! أيه ما د خل ق بل ال خر ..
فقال أ بو حذي فة بن عت بة بن ربي عة :أنق تل آباء نا
يوسف أم الفتيان ؟
وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس ..
فصاح أحدهم :يوسف ..
وال لئن لقيته للمنه بالسيف ..
فصاح آخر :ل ..ل ..الفتيان ..
فبل غت الكل مة ر سول ال .. rفالت فت إل ع مر
فانطلق ثالث :ل ..ل ..بل يوسف ..يوسف ..
فقال " :يا أبا حفص " ..
فاستذكى رابع وقال :دخلوا مع بعض !!
قال عمر :وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال
وتكلم خامـس ..وارت فع الل غط ..ح ت ضاع الوضوع
rبأب حفص ..
الساسي ..
قال rيا أ با ح فص ( :أيضرب و جه عم ر سول
ويبدو أن الحاضر قصد ذلك ..
ال بالسيف ! ) ..
فجعل يتأمل وجوههم ..والوقت يضي ..
فاستبشع ذلك ..وانتفض ..كيف يرد أمر رسول
ث ابتسم ابتسامة عريضة ..وأشار لم بفض الصوات
ال .. rأليس مسلما ..فصاح قال :
وقال :
يـا رسـول ال دعنـ فلضرب عنقـه بالسـيف ..
وما الشكلة !! دخل قبلهم أو دخلوا قبله !! هل تستحق
فوال لقد نافق ..
232
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. السألة كل هذا اللف ؟!
لعل له عذرا وأنت تلوم .. فعلً ..لو تأملت واقعنـا لوجدت أننـا فـ أحيان
كان زياد لطيفا حريصا على نصح الناس .. كثية نكون ثقلء على الخريـن بكثرة اعتراضنـا
وقـف يوما عنـد إشارة مرور فإذا بـه يسـمع صـوتا عاليا على ما يقولون فيكون أحد هم متحم سا ف ق صة
لغان غربية ..تي من أين هذا الصوت ..وأخذ يتلفت يكي ها ..ث يفا جأ ب ن يعترض ويف سد عل يه مت عة
يبحث عن مصدره ..فإذا هو من السيارة الجاورة له .. الديـث بالعتراض على أشياء ل تؤ ثر ف القصـة
وإذا صاحبها قد زاد صوت الذياع إل أعلى درجا ته .. شيئا ..
حت أسع البعيد والقريب .. نعم ..ل تكن ثقيلً تعترض على كل شيء ..
جعـل صـاحب يضرب على منبـه سـيارته وياول أن ينبـه أذكـر أن أخـي الصـغر سـعود لاـ كان طفلً فـ
ذاك الر جل إل خ فض صوت مذيا عه ..ل كن الر جل ل ال سابعة ..د خل ال سجد ل صلة العشاء ..ويبدو
يلتفت ول يرد ..يبدوا أنه لشدة انسجامه مع ما يسمع أ نه كان م ستعجلً وتأ خر المام ف الج يء لقا مة
صار ل يدري عما حوله .. الصلة ..فلما ضاق بذلك ذرعا توجه نو الؤذن
حاول زياد أن يتبي وجه السائق الذي أسدل غترته على وكان شيخا كبيا ضعيف السمع ووقف خلفه ..
جانب وجهه ..وبعد جهد رآه فإذا ليته تل وجهه !! ث قال ماولً تغيي صوته :أقم الصلة ..وكان قد
ازداد العجـب ..شخـص بذه اليئة بدل أن يسـتمع إل قبض على طرف أنفه بيده ..
القرآن يستمع الغان !! ل وبصوت عا ٍل أيضا !! ث ول هاربا ..
أضاءت الشارة خضراء ..ومشى الميع .. أ ما الؤذن ف ما كاد ي سمع ذلك ح ت ترك ناهضا
أصـرّ زياد على مناصـحة الرجـل فجعـل يشـي وراءه .. ليقيم الصلة ..فنبهه بعض الأمومي ..فجلس ..
وقف الرجل عند دكان ..ونزل ليشتري منه حاجة .. كان موقفا طريفا ..لكن ل أورده لطرافته ..
أوقـف زياد سـيارته وراءه وصـار يتأمله وهـو يشـي فإذا وإناـ لنـ جلسـت بعدهـا فـ ملس فذكـر أحـد
الثوب قصي ..واللحية تل عارضيه .. الالسـي القصـة وقال فـ أثنائهـا :وكان سـعود
تسـابقت إل قلبـه الوسـاوس ..أظنـه نزل ليخرج الن م ستعجلً ل نه سيذهب إل الب حر مع أب يه _ مع
بعلبة سجائر !! العلم بأن الرياض ف صحراء ول ت قع على ساحل
خرج الرجل فإذا ف يده ملة إسلمية !! بر .. -فتحيت هل أف سد عل يه ق صته وأعترض
ل يصـب زياد ..وأخـذ ينادي بلطـف :يـا أخـي ..لو ..أم أن العلو مة غ ي مؤثرة ف الق صة فل دا عٍ
سحت ..هيه .. للعتراض واكتسـاب العداوات ..فآثرت الثانـ
ل يرد عليه الرجل ول يلتفت .. وسكت ..
رفع صوته :هيه ..هيه ..لو سحت ..يا أخي ..اسع وأحيانا قد تعترض على شيء أنت غي فاهه أصلً
233
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لناسب أن تكتب قبل حاجتك شيئا من الثناء على جوده ..
وكرمه ومبته للخي ..ث بعد ذلك تكتب حاجتك .. وصل الرجل سيارته وركبها ..ول يلتفت ..
ومثله لو أردت حاجة من أبيك أو أخيك أو – من يدري نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه ..وقال :يا أخي
ربا – زوجتك ..يناسب أن تقدم قبلها بقدمة .. ..ال يهديك ..ما تسمع ..
فلو دعوت نفرا من أ صدقائك إل مأد بة غداء ..وأردت نظر الرجل إليه وابتسم وشغل سيارته ..فاشتغل
أن ت ب زوج تك لت عد الطعام وت يئ الب يت ..لنا سب أن الذياع مباشرة بصوت مزعج جدا ..
تقول قبـل ذلك ..بصـراحة طعامـك لذيـذ ..جيـع ـك ..
ـي حرام عليـ
ـا أخـ
فثار زياد ..وقال :يـ
أ صدقائي يفرحون إذا دعوت م ل جل أن يأكلوا من ع مل أزعجـت الناس ..تريـد تسـمع الغانـ اسـعها
يدك ..ت صدقي !! ل قد أكلت ف أر قى الطا عم ..و ما لوحدك ..بدل ما تسمع قرآن تسمع أغانٍ ؟!
ذ قت لذة كلذة طعا مك أبدا ..وب صراحة رأ يت البار حة فجعـل الرجـل يزيـد ابتسـامته ..والغانـ بأعلى
صديقا ل جاء من سفر ..ومن باب الجاملة قلت له تغد صوت ..
معي غدا ..فتفاجأت به أن وافق !!..فدعوت معه بعض ثار زياد أكثر ..وجعل وجهه يم ّر ..وصار يرفع
الصدقاء ..فليتك تعملي لنا طعاما .. صوته ليسمعه ..
هذا السلوب أحسن من صراخك إذا دخلت بيتك :يا فل ما رأى الر جل أن ال مر و صل إل هذا ال د ..
فلنة ..فلنة .. جعل يشي بيديه إل أذنيه وينفضهما ..
فتجيبك :لبيك ..أنا قادمة ..وهي تظن أنك ستدعوها ث أخرج دفترا صغيا من جيبه ومكتوب على أول
إل نزهة .. ورقة منه :
فتقول :ب سرعة ..ب سرعة ..الط بخ ..الط بخ ..عندي أنا رجل أصم ل أسع ..فضلً اكتب ما تريد !!
رجال ســيأتون ..ل تتأخري بالغداء ..وانتبهــي أثناء
إعداده ..و .. لحة ..
ومثله لو أردت أن تطلب إجازة من مديرك .. قال ال تعال " :وكان النسان عجولً " فانتبه ل
أو تب أمك أو أباك بب .. تغلب عجلتك تؤدتك ..
وقد قرأت ف سية النب الكرم .. εما يدل على ذلك
.89قبل نواكم ..صدقة ..
..
الطلبات الكـبية تتاج إل تيئة الطلوب منـه قبـل
كان النب ρقد رضع ف صغره قريبا من ديار هوازن ..
طلبها ..لئل يسارع إل الرفض ..
وكان يرجو أن يسلموا ..
وهذا عام ف الطلبات الشفهية والكتوبة ..
فبل غه ..أن هوازن قد ج عت جوع ها ..فخرج إلي هم ..
فلو أردت أن تك تب إل غ ن تطلب م نه حا جة ..
وقاتلهم ..
234
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيوف .. فنصر ال نبيه rعليهم ..فساق الغنائم ..
لا أقبل رسول ال .. rيريد العمرة ..خافت قريش .. فأقبـل بعضهـم إل رسـول ال .. rوهـو نازل
وكاد ال نب rأن يقاتل هم ..لول أن م ..ألوا عل يه ح ت بالعرانة ..
ك تب بي نه وبين هم ..هد نة لدة ع شر سنوات ..و قف وقد قتل من قتل من رجالم ..وجعل رسول ال
للقتال .. rالنساء والطفال ف مكان ..
وكان ف صلح الديب ية ..ل ا ك تب ..أ نه من شاء من فقام منهم خطيبهم زهي بن صرد فقال :
القبائل أن يدخل ف عقد ممد وعهده دخل ومن شاء أن يا رسول ال إنا ف الظائر من السبايا خالتك ..
يدخل ف عقد قريش وعهدهم دخل .. وحواضنك ..اللت كن يكفلنك ..
فتواثبت خزاعة وقالوا :نن ندخل ف عقد ممد وعهده ولو أنا ملحنا لبن أب شر ..أو النعمان بن النذر
.. ..
وتواثبـت بنـو بكـر وقالوا :ننـ ندخـل فـ عقـد قريـش ث أ صابنا منه ما م ثل الذي أ صابنا م نك ..رجو نا
وعهدهم .. عائدتم وعطفهم ..
وكان بي هذين اليي دماء وقتال .. وأنت رسول ال خي الكفولي ..ث أنشأ يقول :
واشتدت ضغي نة قر يش على خزا عة ..لكن هم خافوا أن امنن علينا رسول ال ف كرم
يصيبوهم بشيء فينتصر لم النب .. r فإنك الرء نرجوه و ننتظر
فل ما م ضى من هد نة الديب ية ..ن و ال سبعة أو الثمان ية امنن على نسوة قد كنت ترضعها
عشر شهرا .. إذ فوك تلؤه من مضها الدرر
ل باء يقال له الوت ي ..
و ثب ب نو ب كر على خزا عة ..لي ً ل تعلنا كمن شالت نعامته
وهو قريب من مكة ..وطلبوا العانة من قريش .. و استبق منا فإنا معشر زهر
فقالت قريش :ما يعلم بنا ممد وهذا الليل وما يرانا من إنا لنشكر آلء و إن كفرت
أحد .. وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فأعانوهم عليهم بالكراع والسلح ..وقاتلوهم معهم .. ِينـ
وقـد أدب ال الؤمنيـ ..فقال ":يَا َأيّهَا اّلذ َ
ففزعت خزاعة .. جوَاكُمْ
آمَنُوا ِإذَا نَاجَيْتُمُ الرّسُو َل َف َقدّمُوا َبيْنَ َيدَيْ َن ْ
وقتل من قتل من رجالم ونسائهم وذراريهم .. ص َدقَةً" (.. )99
َ
فلما رأى رجل منهم وهو عمرو بن سال ..ما حل بقومه وكا نت العرب ..إذا أرادت أن ت ستنجد بأ حد ..
..ركب بعيه ..وهرب من يد قريش .. أو تطلب عونــه ..أول مــا تلجــأ إل الكلم
حت قدم على رسول ال rف الدينة .. والشعار ..فتحدث فــــ النفوس مال تفعله
فدخلها فزعا ..مصابا مكروبا ..
( ) سورة الجادلة ( .. ) 12 99
235
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبغتهم ف بلدهم .. ثـ أقبـل إل السـجد ..عليـه أثـر الطريـق ووعثاء
ور سول ال ..ρقد اش تد غض به على قر يش ليانتهم .. السفر ..
فكان يتجهز ويقول :كأنكم بأب سفيان قد جاءكم يشد ووقف بي يدي رسول ال .. ρفقال :
ف العقد ويزيد ف الدة " . يا رب إن ناشد ممدا
ث أقبل نفر من خزاعة آخرين إل رسول ال .. ρ حلف أبيه وأبينا التلدا
فيهم بديل بن ورقاء ..حت قدموا على رسول ال .. ρ قد كنتم وِلْدا وكنا والدا
فأخـبوه باـ أصـيب منهـم ..ومظاهرة قريـش بنـ بكـر ثت أسلمنا فلم ننع يدا
عليهم .. فانصر رسول ال نصرا أبدا
فوعد هم ال نب ρبالن صر ..وقال ل م " :ارجعوا فتفرقوا وادع عباد ال يأتوا مددا
فـ البلدان " ..وخشـي أن تعلم قريـش ببـهم معـه .. فيهم رسول ال قد تردا
فتقاتلهم ..قبل وصوله إليهم .. إن سيما خسفا وجهه تربدا
فانصرفوا راجعي إل ديارهم .. ف فيلق كالبحر يري مزبدا
فلقوا أبا سفيان بعسفان ..قد بعثته قريش إل رسول ال إن قريشا أخلفوك الوعدا
.. ρ ونقّضوا ميثاقك الؤكدا
يشد العقد ويزيد ف الدة ..وقد رهبوا أن يكون بلغه ما وجعلوا ل ف كداء رصدا
فعلوا .. وزعموا أن لست أدعوأحدا
ل ..خ شي أن يكون أق بل من
فل ما ل قي أ بو سفيان بدي ً فهم أذل وأقل عددا
عند رسول ال .. ρفقال :من أين أقبلت يا بديل ؟ هم بيتونا بالوتي هجدا
فقال بد يل :سرت ف خزا عة ف هذا ال ساحل ف ب طن وقتلونا ركعا وسجدا
هذا الوادي .. فلما سع النب ρهذا الكلم ..والشعر ..والنداء
فسكت أبو سفيان .. ..انتفض ..وغضب ..
فلما جاوزه بديل ..أقبل أبو سفيان إل مبك ناقة بديل .. وقال " :نصرت يا عمرو بن سال " ..
فأخذ من بعرها ففته بيده ..فرأى فيه نوى التمر ..فعلم ث قام ..م سرعا ..وأ مر الناس بالتج هز للخروج
أن الناقة كانت بالدينة ..فهم الذين يطعمون دوابم نوى للقتال ..
التمـر ..فقال أبـو سـفيان :أحلف بال لقـد جاء بديـل ففزع الناس يتجهزون ..وهــم ل يعلمون أيــن
ممدا .. سيكون القتال ..
ث مضى أبو سفيان .. و قد خ شي ρأن ي ب بوجه ته ..في صل ال ب إل
ح ت و صل الدي نة ..فتو جه إل ب يت ابن ته أم حبي بة زوج قريش ..وسأل ال أن يعمي على قريش خبه حت
236
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما كان منه مقطوعا فل وصله ال ! رسول ال .. r
فلما سع أبو سفيان ذلك ..تغي ..فكأنا لُطِم .. فل ما د خل أق بل ليجلس على فراش ر سول ال r
فخرج أبو سفيان وهو يقول :جزيت من ذي رحم شرا ..فطوته من تته ..
.. فقال :يا بنية ما أدري أرغبت ب عن هذا الفراش
فلما يئس ما عندهم دخل على علي ..فقال له : ..أو رغبت به عن ؟
يا علي أنت أقربم ب نسبا ..فاشفع ل إل رسول ال r فقالت :بل هو فراش ر سول ال rوأ نت مشرك
.. نس ..فلم أحب أن تلس على فراشه ..
فقال له علي :يا أبا سفيان ..إنه ليس أحد من أصحاب فعجـب منهـا ..وقال :يا بن ية وال لقـد أصـابك
رسـول ال rيفتات على رسـول ال rبوار ..أي ل بعدي شر !
يستطيع أحد منعه عن أحد إن أراده ..فهو ل ينطق عن ث م ضى أ بو سفيان إل ر سول ال .. rفقال :يا
الوى .. ممد اشدد العقد وزدنا ف الدة ..
وأ نت سيد قر يش ..وأكب ها ..وأمنع ها ..فأ جر ب ي فقال : rولذلك قدمـت ؟ هـل كان مـن حدث
عشي تك ..وام نع نف سك ..يع ن :صح بالناس إ ن قد قبلكم ؟!
منعت نفسي ..ث الق بأرضك .. قال :معاذ ال ! ننـ على عهدنـا وصـلحنا يوم
قال أبو سفيان :أو ترى ذلك يغن عن شيئا .. الديبية ل نغي ول نبدل ..
قال :ل ..ولكن هو رأي أراه .. ف سكت ع نه ال نب .. rفكرر عل يه أ بو سفيان ..
فخرج أبو سفيان إل الناس ف الدينة ث صاح .. ورسول ال rل ييبه ..
أل إن قد أجرت بي الناس ..ول وال ما أظن أن يفرن فخرج من عند رسول ال .. r
أحد .. وأتى أبا بكر فقال :اشفع ل عند ممد ..أن يدد
فقام أبـو سـفيان فـ السـجد فقال :أيهـا الناس إنـ قـد العقد ..ويزيد ف الدة ..أو امنعن وقومي ..
أجرت بي الناس .. فقال أ بو ب كر :جواري ف جوار ر سول ال .. r
ث ركب بعيه فانطلق إل مكة .. ول أمنـع أحدا منـه ..وأمـا أنـا فوال لو وجدت
فلما أن قدم على قريش قالوا :ما وراءك ؟ الذر تقاتلكم لعنتها عليكم ..
هل جئت بكتاب من ممد أو عهد ؟ فخرج أبو سفيان ..فأتى عمر بن الطاب فكلمه
قال :ل وال لقد أب علي .. ..فقال عمـر بـن الطاب :أنـا أشفـع لكـم عنـد
و قد تتب عت أ صحابه ف ما رأ يت قوما للك علي هم أطوع رسول ال r؟
منهم له .. بل ما كان من حلفنا جديدا فأخلقه ال ..
ولقد جئت ممدا فكلمته ..فوال ما رد علي شيئا .. وما كان منه مثبتا فقطعه ال ..
237
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صاحبه :أقول لك :عن ..يعن عن .. ث جئت ا بن أ ب قحا فة فوال ما وجدت ف يه خيا
قال فهد :طيب نقترب ونتأكد .. ..
اقتربا ..وجعل يركزان النظر أكثر وأكثر .. ث جئت عمر فوجدته أعدى عدو..
كان واضحا أن الذي أمامهما غراب !! ث جئت عليا فوجدته ألي القوم ..
قال فهد :يا أخي ..وال غراب .. و قد أشار علي بأ مر صنعته ..فوال ما أدري هل
هز صاحبه رأسه بكل حزام وقال :عنـززززز يغن عنا شيئا أم ل ؟
سكت ف هد ..واقتر با أك ثر ..فش عر الغراب باقتراب ما قالوا :باذا أمرك ؟
فطااار .. قال :أمرن أن أجي بي الناس ففعلت ..
ف صاح ف هد :ال أ كب ..غراب ..أرأ يت غراب ..طار قالوا :هل أجاز ذلك ممد ؟
..فقال صاحبه :عننننـز ..لو طار !! قال :ل ..
لاذا أوردت هذه القصة ؟ قالوا :ويك ما زادك الرجل على أن لعب بك ..
أوردتا لجل أن أبي :أن هذه الهارات الت تقدمت فيما فما يغن عنا ما قلت ..
مضى من صفحات ..تصلح مع الناس عموما .. فقال :ل وال ما وجدت غي ذلك ..
ل كن مع ذلك يب قى أن ب عض الناس مه ما مار ست م عه فاغتـم أبـو سـفيان ..ودخـل على امرأتـه فحدثهـا
مهارات ل يتفاعل معك .. الديث فقالت :
فلو مار ست م عه مهارة الل مح ..فقلت :ما شاء ال ما قبحك ال من وافد قوم ! فما جئت بي ..
أجل ثيابك ..كأنك عريس ..وأنت تتوقع منه أن يتبسم ث أقبل رسول ال .. ρإل مكة فاتا ..
ويشكرك على لطفك ..فإنه ل يفعل ذلك ..وإنا ينظر
إل يك شزرا ..ويقول :ط يب ..ط يب ..ل تا مل ..ل ..بالشارة يفهمُ ..
ت ستخف د مك ..ون و ذلك من العبارات ال سامة ال ت اللقمة الكبية تتاج لضغ جيد قبل ابتلعها
تدل على عدم خبته ف التعامل مع الناس ..
.90ليس مهما أن تنجح دائما ..
ومثله الرأة الت قد تارس مع زوجها مهارات ..كمهارة
كان ف هد ي شي مع صاحبه -العن يد الكابر -ف
التفاعـل مثلً ..فيحكـي نكتـة باردة ..فتتفاعـل معـه
صحراء فرأ يا سوادا رابضا على التراب ..تف يه
ضاحكـة ..فيقول :طيـب ..ل تغصـب نفسـك على
الريح تارة وتظهره تارة ..
الضحك ؟!!
التفت فهد إل صاحبه وسأله :تتوقع ..ما هذا ؟!
إذا واجهت هذه النوعيات من الناس فاعلم أنم ل يثلون
فقال صاحبه :هذه عن !!
الجتمع ..
قال فهد :بل غراب ..
ولقـد جربـت هذه الهارات بنفسـي ..نعـم وال جربتهـا
238
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقولون ل :يا ع بد العز يز أ نت تغيت ف تعاملك مع نا بنفسي فرأيت آثارها ف الناس ..كبارا وصغارا ..
منذ شهر .. بسـطاء وأذكياء ..وأصـحاب مناصـب عليـا ..
ففكرت ف ذلك فإذا أ نا أط بق ما تعلم ته من مهارات ف وطلب عندي ف الكلية ..ومع أولدي ..فرأيت
الدورة الســابقة ..فجئت لحضــر الدورة مرة أخرى لا أعاجيب ..
لتأكيد ما تعلمته من مهارات .. بـل جربتهـا مـع متلف الجناس والنسـيات ..
إذا كنت جادا ف التغيي فكن بطلً وابدأ الآآآن .. فرأيت آثارها ..
وال إن لك ناصح ..
باختصار ..
هل أنت جاد ف التغيي ؟
ل وابدأ الن
.91كن بط ً
أذكر أن ألقيت دورة ف مهارات التعامل مع الناس
..كان عبد العزيز من بي الضور ..كان تأثره
واضحا ..
لحظته يكتب كل شاردة وواردة ..
مضت أيام الدورة الثلثة ..وتفرقنا ..
بعدهـا بشهـر ألقيـت الدورة نفسـها مرة أخرى ..
فل ما نظرت إل الضور ..فإذا ع بد العز يز يلس
ف الصف الول !!
تلكنـ العجـب !! لاذا يضرهـا مرة أخرى وهـو
يعلم أن سأعيد الكلم نفسه !
لاـ أذن للصـلة ..أخذتـه ومشيـت بـه جانبا ..
و سألته :ع بد العز يز ..لاذا ت ضر مرة أخرى ..
وأنت تعلم أن سأعيد الكلم نفسه !! ..والذكرة
التـ بيـ يديـك هـي نفسـها الذكرة السـابقة !!
والشهادة التـ سـتحصل عليهـا هـي الشهادة
نفسها !! يعن لن تستفيد شيئا ..
ـحاب وزملئي
ـدق !! وال إن أصـ
فقال ل :تصـ
239