You are on page 1of 239

‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬

‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كتاب ‪:‬‬
‫ع‬
‫سـتـمـتِـ ْ‬
‫ا ِــــــــ ْ‬
‫بـحـيـاتـك‬
‫مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة‬
‫النبوية‬
‫حصـيلة بحوث ودورات وذكريات أكثـر مـن عشريـن‬
‫سنة‬

‫سنَةٌ‬
‫لَقَدْ كَانَ لَ ُكمْ فِي َرسُولِ اللّهِ ُأسْ َوةٌ َح َ‬
‫بقلم ‪ /‬د‪.‬محمــد بــن عبــد الّرحمــن‬
‫العريفي‬
‫أستاذ جامعي ‪ ،‬خطيب جامع البواردي بالرياض‬
‫ماضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس‬
‫عضو اليئة العليا للعلم السلمي‬
‫مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات الجتماعية‬
‫‪6/2/1427‬هـ الوافق ‪6/3/2006‬م‬
‫ت نبيه هام جدا ‪ :‬هذه الن سخة لي ست للت صوير ول‬
‫للن شر ‪ ،‬فأر جو مراعاة ذلك ‪ ،‬و فق ال الم يع ‪..‬‬
‫آمي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مـا أعظـم سـروري لو علمـت أن قارئا أو قارئة لذه‬ ‫مقدمة‬
‫الورقات طبق ما فيه ‪ ..‬فشعر وشعر غيه بتطور مهاراته‬ ‫ل ا ك نت ف ال سادسة عشرة من عمري و قع ف‬
‫‪ ..‬وازدادت متعته ف حياته ‪..‬‬ ‫يدي‪ -‬كتاب " فـن التعامـل مـع الناس " لؤلفـه "‬
‫فسطر بيمينه الطاهرة – مشكورا ‪ -‬رسالة عب فيها عن‬ ‫دايل كارنيجي " كان كتابا رائعا قرأته عدة مرات‬
‫رأيه ‪ ..‬وصوّر مشاعره بصدق وصراحة ‪ ..‬ث أرسلها عب‬ ‫‪..‬‬
‫بريـد أو رسـالة جوال ‪ sms‬إل كاتـب هذه السـطور ‪..‬‬ ‫كان كاتبـه اقترح أن يعيـد الشخـص قراءتـه كـل‬
‫لكون للطفه شاكرا ‪ ..‬وبظهر الغيب له داعيا ‪..‬‬ ‫ش هر ‪ ..‬ففعلت ذلك ‪ ..‬جعلت أط بق قواعده ع ند‬
‫أسـأل ال أن ينفـع بذه الورقات ‪ ..‬وأن يعلهـا خالصـة‬ ‫تعاملي مع الناس فرأيت لذلك نتائج عجيبة ‪..‬‬
‫لوجهه الكري ‪..‬‬ ‫كان كارنيجـي يسـوق القاعدة ويذكـر تتهـا أمثلة‬
‫كتبه الداعي لك بالي‪/‬‬ ‫ووقائع لرجال تيزوا مــن قومــه ‪ ..‬روزفلت ‪..‬‬
‫د‪.‬ممد بن عبد الرحن العريفي‬ ‫لنكولن ‪ ..‬جوزف ‪ ..‬ما يك ‪ ..‬فبح ثت ف تاري نا‬
‫فرأيـت أن فـ سـية رسـول ال ‪ e‬وأصـحابه‬
‫بداية ‪..‬‬ ‫ومواقـف التميزيـن مـن رجال أمتنـا مـا يغنينـا ‪..‬‬
‫ليست الغاية أن تقرأ كتابا ‪ ..‬بل الغاية أن تستفيد منه‬ ‫فبدأت مـن ذلك اليـ أؤلف هذا الكتاب فـ فـن‬
‫‪..‬‬ ‫التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫فهذا الكتاب الذي ب ي يد يك ل يس ول يد ش هر أو‬
‫‪.1‬هؤلء لن يستفيدوا ‪..‬‬
‫سنة ‪..‬‬
‫أذ كر أن ر سالة جاءت ن على هات في الحمول ‪ ..‬ن صها ‪:‬‬
‫بل هو نتيجة دراسات قمت با لدة عشرين عاما‬
‫فضيلة الشيخ ‪ ..‬ما حكم النتحار ؟‬
‫‪..‬‬
‫فاتصلت بالسائل فأجاب شاب ف عمر الزهور ‪ ..‬قلت له‬
‫ومع أن ال تعال قد منّ عليّ بتأليف قرابة العشرين‬
‫‪ :‬عفوا ل أفهم سؤالك ‪ ..‬أعد السؤال !‬
‫عنوانا إل الن ‪ ..‬إل أ ن أ جد أن أ حب ك تب إلّ‬
‫فأجاب بكـل تضجـر ‪ :‬السـؤال واضـح ‪ ..‬مـا حكـم‬
‫وأغل ها إل قل ب ‪ ..‬وأكثر ها فائدة عمل ية ‪ -‬في ما‬
‫النتحار ‪..‬‬
‫أظن – هو هذا الكتاب ‪..‬‬
‫فأردت أن أفاجئه بواب ل يتوقعـه فضحكـت وقلت ‪:‬‬
‫كتبت كلماته بداد خلطته بدمي ‪ ..‬سكبت روحي‬
‫مستحب ‪..‬‬
‫بي أسطره ‪ ..‬عصرت ذكريات فيه ‪..‬‬
‫صرخ ‪ :‬ماذا ؟!‬
‫جعلتها كلمات من القلب إل القلب ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أقول لك ‪ :‬حكم النتحار أنه مستحب ‪..‬‬
‫وأقسـم أناـ خرجـت مـن قلبـ مشتاقـة أن يكون‬
‫لكن ما رأيك أن نتعاون ف تديد الطريقة الت تنتحر با‬
‫مستقرها قلبك ‪ ..‬فرحاك با ‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬؟‬
‫ل يكن يثل بالنسبة لن ف الجلس إل واحدا منهم له حق‬ ‫سكت الشاب ‪..‬‬
‫الحترام لكب سنه ‪ ..‬فقط ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬طيب ‪ ..‬لاذا تريد أن تنتحر ؟‬
‫ألقيت كلمة يسية ‪ ..‬ذكرت خللا فتوى للشيخ العلمة‬ ‫قال ‪ :‬لن ما وجدت وظيفة ‪ ..‬والناس ما يبونن‬
‫عبد العزيز بن باز ‪..‬‬ ‫ل أنا إنسان فاشل ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأص ً‬
‫فل ما انته يت ‪ ..‬قال ل الش يخ مفتخرا ‪ :‬أ نا والش يخ ا بن‬ ‫وانطلق يروي ل قصة مطولة تكي فشله ف تطوير‬
‫ـ زملء ندرس ف السـجد ع ند الش يخ ممـد بن‬
‫باز كن ا‬ ‫ذاته ‪ ..‬وعدم استعداده للستفادة با هو متاح بي‬
‫إبراهيم ‪ ..‬قبل أربعي سنة ‪..‬‬ ‫يديه من قدرات ‪..‬‬
‫التفـت أنظـر إليـه ‪ ..‬فإذا هـو قـد انبلجـت أسـاريره لذه‬ ‫وهذه آفة عند الكثيين ‪..‬‬
‫العلومة ‪ ..‬كان فرحا جدا لنه صاحب رجلً ناجحا يوما‬ ‫لاذا ينظر أحدنا إل نفسه نظرة دونية ؟‬
‫من الدهر ‪..‬‬ ‫لاذا يلحـظ ببصـره إل الواقفيـ على قمـة البـل‬
‫بينما جعلت أردد ف نفسي ‪ :‬ولاذا يا مسكي ما صرت‬ ‫ويرى نفسه أقل من أن يصل إل القمة كما وصلوا‬
‫ناجحا مثل ابن باز ؟‬ ‫‪ ..‬أو على القل أن يصعد البل كما صعدوا ‪..‬‬
‫ما دام أنك عرفت الطريق لاذا ل تواصل ‪..‬؟‬ ‫ومن يتهيب صعود البال *** يعش أبد الدهر بي‬
‫لاذا يوت ابـن باز فتبكـي عليـه النابر ‪ ..‬والحاريـب ‪..‬‬ ‫الفر‬
‫والكتبات ‪ ..‬وتئن أقوام لفقده ‪..‬‬ ‫تدري من الذي لن ي ستفيد من هذا الكتاب ‪ ،‬ول‬
‫وأ نت ستموت يوما من الد هر ‪ ..‬ولعله ل يب كي عل يك‬ ‫من أي كتاب آخر من كتب الهارات ؟!‬
‫أحد ‪ ..‬إل ماملة ‪ ..‬أو عادة ‪!!..‬‬ ‫إنه الشخص السكي الذي استسلم لخطائه وقنع‬
‫ـ قد نقول يوما مـن اليام ‪ ..‬عرفنـا فلنا ‪ ..‬وزاملنـا‬
‫كلن ا‬ ‫بقدرا ته ‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا طب عي الذي نشأت عل يه ‪..‬‬
‫فلنا ‪ ..‬وجالسنا فلنا !!‬ ‫وتعودت عليـه ‪ ،‬ول يكـن أن أغيـ طريقتـ ‪..‬‬
‫وليس هذا هو الفخر ‪ ..‬إنا الفخر أن تشمخ فوق القمة‬ ‫والناس تعودوا علي بذا الطبع ‪..‬‬
‫كما شخ ‪..‬‬ ‫أما أن أكون مثل خالد ف طريقة إلقائه ‪ ..‬أو أحد‬
‫ل واعزم من الن أن تط بق ما تقت نع بنف عه من‬
‫ف كن بط ً‬ ‫ف بشاشته ‪ ..‬أو زياد ف مبة الناس له ‪..‬‬
‫قدرات ‪ ..‬كن ناجحا ‪..‬‬ ‫فهذا مال ‪..‬‬
‫اقلب عبوسـك ابتسـامة ‪ ..‬وكآبتـك بشاشـة ‪ ..‬وبلك‬ ‫جلست يوما مع ش يخ كبي بلغ من ال كب عتيا ‪..‬‬
‫كرما ‪ ..‬وغضبك حلما ‪..‬‬ ‫فـ ملس عام ‪ ،‬كـل مـن فيـه عوام متواضعـو‬
‫اجعل الصائب أفراحا ‪ ..‬واليان سلحا ‪..‬‬ ‫القدرات ‪..‬‬
‫استمتع بياتك‪..‬فالياة قصية ل وقت فيها للغم‪..‬‬ ‫وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من بانبه‬

‫‪3‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تعال إل شيء آخر ‪..‬‬ ‫أمـا كيـف تفعـل ذلك ‪..‬فهذا مـا ألفـت الكتاب‬
‫كـم نرى مـن الناس الحبوبيـ ‪ ..‬الذيـن يفرح الخرون‬ ‫لجله‬
‫بلقائهـم ‪ ..‬ويأن سون بجال ستهم ‪ ..‬أفلم تفكـر أن تكون‬ ‫كن معي وسنصل إل الغاية بإذن ال ‪..‬‬
‫واحدا منهم ‪..‬؟‬ ‫بقي معنا ‪..‬‬
‫لاذا تر ضى أن تب قى دائما معجَ ـبا ( بف تح ال يم ) ول‬ ‫البطل الذي لديه العزية والصرار على أن يطور‬
‫تسعى لن تكون معجِـبا ( بكسرها ) !!‬ ‫مهاراته ‪ ..‬ويستفيد من قدراته ‪..‬‬
‫هنا سنتعلم كيف تصبح كذلك ‪..‬‬
‫لاذا إذا تكلم ابـن عمـك فـ الجلس أنصـت له الناس‬ ‫‪.2‬ماذا سنتعلم ؟‬
‫وملك أساعهم ‪ ..‬وأعجبوا بأسلوب كلمه ‪..‬‬ ‫يشترك الناس غالبا ف أسباب الزن والفرح ‪..‬‬
‫وإذا تكلمت أنت انصرفوا عنك ‪ ..‬وتنازعتهم الحاديث‬ ‫فهم جيعا يفرحون إذا كثرت أموالم ‪..‬‬
‫الانبية ؟!‬ ‫ويفرحون إذا ترقوا ف أعمالم ‪..‬‬
‫لاذا ؟‬ ‫ويفرحون إذا شفوا من أمراضهم ‪..‬‬
‫مع أن معلوما تك قد تكون أك ثر ‪ ..‬وشهاد تك أعلى ‪..‬‬ ‫ويفرحون إذا ابت سمت الدن يا ل م ‪ ..‬فتحق قت ل م‬
‫ومنصبك أرفع ‪..‬‬ ‫مراداتم ‪..‬‬
‫لاذا إذن استطاع ملك أساعهم وعجزت أنت ؟!!‬ ‫و ف الو قت نف سه ‪ ..‬هم جيعا يزنون إذا افتقروا‬
‫لاذا ذاك الب يبـه أولده ويفرحون برافقتـه فـ كـل‬ ‫‪ ..‬ويزنون إذا مرضوا ‪ ..‬ويزنون إذا أُهينوا ‪..‬‬
‫ذهاب وميء ‪ ..‬وآخر ل يزال يلتمس من أولده مرافقته‬ ‫فمـا دام ذلك كذلك ‪ ..‬فتعال نبحـث عـن طرق‬
‫و هم يعتذرون ب صنوف العذار ‪ ..‬لاذا ؟! أل يس كله ا‬ ‫ندي فيها أفراحنا ‪ ..‬ونتغلب با على أتراحنا ‪..‬‬
‫أب ؟!!‬ ‫نعـم ‪ ..‬سـنة الياة أن يتقلب الرء بيـ حُلو ٍة ومُرةٍ‬
‫ولاذا ‪ ..‬ولاذا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أنا معك ف هذا ‪..‬‬
‫سنتعلم هنا كيفية الستمتاع بالياة ‪..‬‬ ‫ولكـن لاذا نعطـي الصـائب والحزان فـ أحيان‬
‫أساليب جذب الناس ‪ ..‬والتأثي فيهم ‪..‬‬ ‫كثية أكب من حجمها ‪ ..‬فنغتم أياما ‪ ..‬مع إمكاننا‬
‫تمل أخطائهم ‪..‬‬ ‫أن ن عل غم نا ساعة ‪ ..‬ونزن ساعات على ما ل‬
‫التعامل مع أصحاب الخلقيات الؤذية ‪..‬‬ ‫يستحق الزن ‪ ..‬لاذا ‪..‬؟!‬
‫إل غي ذلك ‪ ..‬فمرحبا بك ‪..‬‬ ‫أعلم أن الزن والغــــم يهجمان على القلب‬
‫ويدخلنه من غي استئذان ‪ ..‬ولكن كل باب هم‬
‫كلمة ‪..‬‬ ‫يفتح فهناك ألف طريقة لغلقه ‪ ..‬هذا ما سنتعلمه‬
‫ليـس النجاح أن تكتشـف مـا يبـ الخرون ‪ ..‬إناـ‬ ‫‪..‬‬

‫‪4‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أسلوب أبيه ‪ ..‬فيعون الغنم !!‬ ‫النجاح أن تارس مهارات تكسب با مبتهم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬والل؟!‬
‫قال ‪ :‬الل أننا نقنع الب باستخدام راعي غنم ‪ ..‬ببضع‬ ‫‪.3‬لاذا نبحث عن الهارات؟‬
‫مئات مـن الريالت ‪ ..‬ندفعهـا ننـ له ‪ ..‬وولده النابغـة‬ ‫زرت إحدى الناطق الفقية للقاء ماضرة ‪..‬‬
‫يستثمر مواهبه وقدراته ‪ ..‬ونتكفل بصاريف الولد أيضا‬ ‫جاءنـ بعدهـا أحـد الدرسـي القادميـ مـن خارج‬
‫حت يتخرج ‪..‬‬ ‫النطقة ‪..‬‬
‫ثـ خفـض هذه الدرس رأسـه ‪ ..‬وقال ‪ :‬حرام أن توت‬ ‫قال ل ‪ :‬نود أن تسـاعدنا فـ كفالة بعـض الطلب‬
‫الواهب والقدرات ف صدور أصحابا ‪ ..‬وهم يتحسرون‬ ‫‪..‬‬
‫عليها ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬عجبا !! أليســت الدارس حكوميــة ‪..‬‬
‫تفكرت ف كلمه بعدها ‪ ..‬فرأيت أننا ل يكن أن نصل‬ ‫مانية ؟!‬
‫إل القمة إل بمارسة مهارات ‪ ..‬أو اكتساب مهارات ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬لكننا نكفلهم للدراسة الامعية ‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬كذلك الامعـة ‪ ..‬أليسـت حكوميـة ‪ ..‬بـل‬
‫أتدى أن ت د أحدا من الناجح ي ‪ ..‬سواء ف علم ‪ ..‬أو‬ ‫تصرف للطلب مكافآت ‪..‬‬
‫دعوة ‪ ..‬أو خطابة ‪ ..‬أو تارة ‪ ..‬أو طب ‪ ..‬أو هندسة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬سأشرح لك القصة ‪..‬‬
‫أو كسب مبة الناس ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬هاتِ ‪..‬‬
‫أو الناجحي أسريا ‪ ..‬كأب ناجح مع أولده ‪ ..‬أو زوجة‬ ‫قال ‪ :‬يتخرج مـن الثانويـة عندنـا طلب نسـبتهم‬
‫ناجحة مع زوجها ‪..‬‬ ‫الئويـة ل تقـل عـن ‪ .. %99‬يلك مـن الذكاء‬
‫أو اجتماعيا ‪ ..‬كالناجح مع جيانه وزملئه ‪..‬‬ ‫والفهم قدرا لو ُوزّع على أمة لكفاهم ‪..‬‬
‫أعنـ الناجحيـ ‪ ..‬ول أعنـ الصـاعدين على أكتاف‬ ‫فإذا ترج وعزم أن ي سافر خارج قري ته ليدرس ف‬
‫الخرين ‪!!..‬‬ ‫ال طب أو الند سة ‪ ..‬أو الشري عة ‪ ..‬أو الك مبيوتر‬
‫أتدى أن تد أحدا من هؤلء بلغ مرتبة ف النجاح ‪ ..‬إل‬ ‫‪ ..‬أو غيها ‪ ..‬منعه أبوه وقال ‪ :‬يكفي ما تعلمت‬
‫وهو يارس مهارات معينة – شعر أو ل يشعر ‪ -‬استطاع‬ ‫‪ ..‬فاجلس عندي لرعي الغنم ‪..‬‬
‫با أن يصل إل النجاح ‪..‬‬ ‫صرخت من غي شعور ‪ :‬رعي غنم !!‬
‫قـد يارس بعـض الناس مهارات ناجحـة بطـبيعته ‪ ..‬وقـد‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬رعي غنم ‪..‬‬
‫يتعلم آخرون مهارات فيمارسونا ‪ ..‬فينجحون ‪..‬‬ ‫وفعلً يلس السـكي عنـد أبيـه يرعـى الغنـم ‪..‬‬
‫نن هنا نبحث عن هؤلء الناجحي ‪ ..‬وندرس حياتم ‪..‬‬ ‫وتوت هذه القدرات والهارات ‪ ..‬وتضـي عليـه‬
‫ونراقب طريقتهم ‪ ..‬لنعرف كيف نحوا ؟ وهل يكن أن‬ ‫السني وهو راعي غنم ‪..‬‬
‫نسلك الطريق نفسه فننجح مثلهم ‪..‬؟‬ ‫بـل قـد يتزوج ‪ ..‬ويرزق بأولد ‪ ..‬ويارس معهـم‬

‫‪5‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقد تبقى هذه الهارات حبيسة النفس حت يغلبها الطبع‬ ‫ا ستمعت ق بل فترة إل مقابلة مع أ حد أثرياء العال‬
‫السائر بي الناس ‪ ..‬وتوت ف مهدها ‪..‬‬ ‫الش يخ سليمان بن ع بد ال الراج حي ‪ ..‬فوجد ته‬
‫ونفقـد عندهـا قائدا أو خطيبا أو عالا ‪ ..‬أو رباـ زوجا‬ ‫جبلً ف خلقه وفكره ‪..‬‬
‫ناجحا أو أبا ناصحا ‪..‬‬ ‫رجـل يلك الليارات ‪ ..‬آلف العقارات ‪ ..‬بنـ‬
‫ننـ هنـا سـنذكر مهارات متميزة نذكرك باـ إن كانـت‬ ‫مئات الساجد ‪ ..‬كفل آلف اليتام ‪..‬‬
‫عندك ‪ ..‬وندربك عليها إن كنت فاقدا لا ‪..‬‬ ‫رجل ف قمة النجاح ‪..‬‬
‫فهلمّ ‪..‬‬ ‫تكلم عن بداياته قبل خسي سنة ‪ ..‬كان من عامة‬
‫الناس ‪ ..‬ل يكاد يلك إل قوت يومه وربا ل يده‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫أحيانا !‪..‬‬
‫إذا صـعدت البـل فانظـر إل القمـة ‪ ..‬ول تلتفـت‬ ‫ذكـر أنـه رباـ نظـف بيوت بعـض الناس ليكسـب‬
‫للصخور التناثرة حولك ‪..‬‬ ‫ل ف دكان أو‬
‫رزقه ‪ ..‬وربا واصل ليله بنهاره عام ً‬
‫اصعد بطوات واثقة ‪ ..‬ول تقفز فتزل قدمك ‪..‬‬ ‫مصرف ‪..‬‬
‫تكلم كيف كان ف سفح البل ‪ ..‬ث ل زال يصعد‬
‫‪.4‬طور نفسك ‪..‬‬
‫حت وصل القمة ‪..‬‬
‫تلس مـع بعـض الناس وعمره عشرون سـنة ‪ ..‬فترى له‬
‫جعلت أتأمل مهاراته وقدراته ‪ ..‬فوجدت أن كثيا‬
‫أسلوبا ومنطقا وفكرا معينا ‪..‬‬
‫منـا يكـن أن يكون مثله بتوفيـق ال ‪ ..‬لو تعلم‬
‫ث تلس م عه وعمره ثلثون ‪ ..‬فإذا قدرا ته هي ه َي ‪ ..‬ل‬
‫مهارات وتدرب عليها ‪ ..‬وثابر وثبت ‪..‬‬
‫يتطور فيه شيء ‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬
‫بينما تلس مع آخرين فتجدهم يستفيدون من حياتم ‪..‬‬
‫أمر آخر يدعونا إل البحث عن الهارات ‪..‬‬
‫تده كـل يوم متطورا عـن اليوم الذي قبله ‪ ..‬بـل مـا ترـ‬
‫ـا يكون عنده قدرات على البداع‬
‫ـو أن بعضنـ‬
‫هـ‬
‫ساعة إل ارتفع با دينا أو دنيا ‪..‬‬
‫لكنه غافل عنها ‪ ..‬أو ل يساعده أحد على إذكائها‬
‫إذا أردت أن تعرف أنواع الناس ف ذلك ‪ ..‬فتعال نتأ مل‬
‫‪..‬‬
‫ف أحوالم واهتماماتم ‪..‬‬
‫ـر تاري ‪ ..‬أو ذكاء‬
‫كقدرة على اللقاء ‪ ..‬أو فكـ‬
‫القنوات الفضائية مثلً ‪..‬‬
‫معرف ‪..‬‬
‫من الناس من يتابع ما ينمي فكره العرف ‪ ..‬ويطور ذكاءه‬
‫قد يكتشف هذه القدرات بنفسه ‪ ..‬أو يذكي هذه‬
‫‪ ..‬ويسـتفيد مـن خـبات الخريـن مـن خلل متابعـة‬
‫الهارات مدرس ‪ ..‬أو مسـئول وظيفـي ‪ ..‬أو أخ‬
‫الوارات الادفـة ‪ ..‬يكتسـب منهـا مهارات رائعـة فـ‬
‫ناصح ‪..‬‬
‫النقاش ‪ ..‬واللغة ‪ ..‬والفهم ‪ ..‬وسرعة البديهة ‪ ..‬والقدرة‬
‫وما أقلّهم ‪..‬‬

‫‪6‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت صارت الرائد تتنافس ف تكثي الصفحات الرياضية‬ ‫على الناظرة ‪ ..‬وأساليب القناع ‪..‬‬
‫والفنية ‪ ..‬على حساب غيها ‪..‬‬ ‫ومن الناس من ل يكاد يفوته مسلسل يكي قصة‬
‫قل م ثل ذلك ف مال سنا ال ت نل سها ‪ ..‬وأوقات نا ال ت‬ ‫حـب فاشلة ‪ ..‬أو مسـرحية عاطفيـة ‪ ..‬أو فيلم‬
‫نصرفها ‪..‬‬ ‫خيال مرعب ‪ ..‬أو أفلم لقصص افتراضية تافهة ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬احرص على‬
‫فأنـت إذا أردت أن تكون رأسـا ل ذي ً‬ ‫ل حقيقة لا ‪..‬‬
‫تتبع الهارات أينما كانت ‪ ..‬درّب نفسك عليها ‪..‬‬ ‫تعال بال عليـك ‪ ..‬وانظـر إل حال الول وحال‬
‫كان عبـد ال رجلً متحمسـا ‪ ..‬لكنـه تنقصـه بعـض‬ ‫الثان بعد خس سنوات ‪ ..‬أو عشر ‪..‬‬
‫الهارات ‪ ..‬خرج يوما من بيته إل السجد ليصلي الظهر‬ ‫أيه ما سيكون أك ثر تطورا ف مهارا ته ؟ ف القدرة‬
‫‪ ..‬يسوقه الرص على الصلة ويدفعه تعظيمه للدين ‪..‬‬ ‫على الستيعاب ؟ ف سعة الثقافة ؟ ف القدرة على‬
‫كان يثـ خطاه خوفا مـن أن تقام الصـلة قبـل وصـوله‬ ‫القناع ؟ ف أسلوب التعامل مع الحداث ؟‬
‫على السجد ‪..‬‬ ‫ل شك أنه الول ‪..‬‬
‫مر أثناء الطريق بنخلة ف أعلها رجل بلباس مهنته يشتغل‬ ‫بـل تدـ أسـلوب الول متلفا ‪ ..‬فاسـتشهاداته‬
‫بإصلح التمر ‪..‬‬ ‫بنصوص شرعية ‪ ..‬أو أرقام وحقائق ‪..‬‬
‫ع جب ع بد ال من هذا الذي ما اه تم بال صلة ‪ ..‬وكأ نه‬ ‫أما الثان فاسشهاداته بأقوال المثلي ‪ ..‬والغني ‪..‬‬
‫ما سع إذانا ول ينتظر إقامة ‪!!..‬‬ ‫حتـ قال أحدهـم يوما فـ معرض كلمـه ‪ ..‬وال‬
‫فصاح به غاضبا ‪ :‬انزل للصلة ‪..‬‬ ‫يقول ‪ :‬اِسْعَ يا عبدي وأنا أسعى معاك !!‬
‫فقال الرجل بكل برود ‪ :‬طيب ‪ ..‬طيب ‪..‬‬ ‫فنبهناه إل أن هذه ليسـت آيـة ‪ ..‬فتغيـ وجهـه‬
‫فقال ‪ :‬عجل ‪ ..‬صل يا حار !!‬ ‫وسكت ‪..‬‬
‫فصرخ الرجل ‪ :‬أنا حار ‪ !!..‬ث انتزع عسيبا من النخلة‬ ‫ثـ تأملت العبارة ‪ ..‬فإذا الذي ذكره هـو مثـل‬
‫ونزل ليفلق به رأسه !!‬ ‫مصري انطبع ف ذهنه من إحدى السلسلت !!‬
‫غ طى ع بد ال وج هه بطرف غتر ته لئل يعر فه ‪ ..‬وانطلق‬ ‫نعم ‪ ..‬كل إناء با فيه ينضح ‪..‬‬
‫يعدو إل السجد ‪..‬‬ ‫بل تعال إل جانب آخر ‪..‬‬
‫نزل الر جل من النخلة غاضبا ‪ ..‬وم ضى إل بي ته و صلى‬ ‫فـ قراءة الصـحف والجلت ‪ ..‬كـم هـم أولئك‬
‫ل ‪ ..‬ث خرج إل نلته ليكمل عمله ‪..‬‬
‫وارتاح قلي ً‬ ‫الذيــن يهتمون بقراءة الخبار الفيدة والعلومات‬
‫دخل وقت العصر وخرج عبد ال إل السجد ‪..‬‬ ‫النافعـة ال ت ت ساعد على تطو ير الذات ‪ ..‬وتنميـة‬
‫مرّ بالنخلة فإذا الرجل فوقها ‪..‬‬ ‫الهارات ‪ ..‬وزيادة العارف ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬السلم عليكم ‪ ..‬كيف الال ‪..‬‬ ‫بينمـا كـم الذيـن ل يكادون يلتفتون إل غيـ‬
‫قال ‪ :‬المد ل بي ‪..‬‬ ‫الصفحات الرياضية والفنية ؟!‬

‫‪7‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بشر !! كيف الثمر هذه السنة ‪..‬‬
‫مع أن الذ كي يرى أن تغي ي الطباع لعله أ سهل من تغي ي‬ ‫قال ‪ :‬المد ل ‪..‬‬
‫اللبس !!‬ ‫قال عبـد ال ‪ :‬ال يوفقـك ويرزقـك ‪ ..‬ويوسـع‬
‫فطباعنا ليست كاللب السكوب الذي ل يكن تداركه أو‬ ‫عل يك ‪ ..‬ول ير مك أ جر عملك وكدك لولدك‬
‫جعه ‪ ..‬بل هي بي أيدينا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫بـل نسـتطيع بأسـاليب معينـة أن نغيـ طباع الناس ‪ ..‬بـل‬ ‫ابتهـج الرجـل لذا الدعاء ‪ ..‬فأمـن على الدعاء‬
‫عقولم – ربا ‪!! -‬‬ ‫وشكر ‪..‬‬
‫ذكر ابن حزم ف كتابه طوق المامة ‪:‬‬ ‫فقال عبـد ال ‪ :‬لكـن يبدو أنـك لشدة انشغالك ل‬
‫أنه كان ف الندلس تاجر مشهور ‪ ..‬وقع بينه وبي أربعة‬ ‫تنتبه إل أذان العصر !! قد أذن العصر ‪ ..‬والقامة‬
‫من التجار تنافس ‪ ..‬فأبغضوه ‪ ..‬وعزموا على أن يزعجوه‬ ‫ـلة ‪..‬‬
‫ـة ‪ ..‬فلعلك تنل لترتاح وتدرك الصـ‬
‫قريبـ‬
‫‪ ..‬فخرج ذات صباح من بيته متجها إل متجره ‪ ..‬لبسا‬ ‫وبعـد الصـلة أكمـل عملك ‪ ..‬ال يفـظ عليـك‬
‫قميصا أبيض وعمامة بيضاء ‪..‬‬ ‫صحتك ‪..‬‬
‫لق يه أول م فحياه ث ن ظر إل عمام ته وقال ‪ :‬ما أج ل هذه‬ ‫فقال الرجل ‪ :‬إن شاء ال ‪ ..‬إن شاء ال ‪..‬‬
‫العمامة الصفراء ‪..‬‬ ‫وبدأ ينل بر فق ‪ ..‬ث أق بل على ع بد ال و صافحه‬
‫فقال التاجر ‪ :‬أعم َي بصرُك ؟!! هذه عمامة بيضاء ‪..‬‬ ‫برارة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أشكرك على هذه الخلق‬
‫فقال ‪ :‬بل صفراء ‪ ..‬صفراء لكنها جيلة ‪..‬‬ ‫الرائعـة ‪ ..‬أمـا الذي مـر بـ الظهـر فيـا ليتنـ أراه‬
‫تركه التاجر ومضى ‪..‬‬ ‫لعلمه من المار !!‬
‫فلمـا مشـى خطوات لقيـه الخـر ‪ ..‬فحياه ثـ نظـر إل‬
‫عمام ته وقال ‪ :‬ما أجلك اليوم ‪ ..‬و ما أح سن لبا سك ‪..‬‬ ‫نتيجة‬
‫خاصة هذه العمامة الضراء ‪..‬‬ ‫مهاراتك ف التعامل مع الخرين ‪ ..‬على أساسها‬
‫فقال التاجر ‪ :‬يا رجل العمامة بيضاء ‪..‬‬ ‫تتحدد طريقة تعامل الناس معك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بل خضراء ‪..‬‬
‫‪.5‬ل تبك على اللب السكوب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بيضاء ‪ ..‬اذهب عن ‪..‬‬
‫ب عض الناس يع تب طب عه الذي ن شأ عل يه ‪ ..‬وعر فه‬
‫ومضى السكي يكلم نفسه ‪ ..‬وينظر بي الفينة والخرى‬
‫الناس به ‪ ..‬وتكو نت ف أذهان م ال صورة الذهن ية‬
‫إل طرف عمام ته التدل على كت فه ‪ ..‬ليتأ كد أن ا بيضاء‬
‫عنـه على أسـاسه ‪ ..‬يعتـبه شيئا لزما له ل يكـن‬
‫‪ ..‬وصل إل دكانه ‪ ..‬وحرك القفل ليفتحه ‪ ..‬فأقبل إليه‬
‫تغييه ‪ ..‬فيسـتسلم له ويقنـع ‪ ..‬كمـا يسـتسلم‬
‫الثالث ‪ :‬وقال ‪ :‬يـا فلن ‪ ..‬مـا أجلـ هذا الصـباح ‪..‬‬
‫لش كل ج سمه أو لون بشر ته ‪ ..‬إذ ل يك نه تغي ي‬
‫خاصـة لباسـك الميـل ‪ ..‬وزادت جالك هذه العمامـة‬

‫‪8‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الب طل يتجاوز القدرة على تطو ير مهارا ته ‪ ..‬إل القدرة‬ ‫الزرقاء ‪..‬‬
‫على تطوير مهارات الناس ‪ ..‬وربا تغييها !!‬ ‫ن ظر التا جر إل عمامته ليتأكد من لونا ‪ ..‬ث فرك‬
‫عينيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أخي عمامت بيضااااااء ‪..‬‬
‫‪.6‬كن متميزا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بـل زرقاء ‪ ..‬لكنهـا عموما جيلة ‪ ..‬ل تزن‬
‫لاذا يتحاور اثنان فـ ملس فينتهـي حوارهاـ بصـومة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ث مضى ‪ ..‬فجعل التاجر يصيح به ‪ ..‬العمامة‬
‫بينما يتحاور آخران وينتهي الوار بأنس ورضا ‪..‬‬ ‫بيضاء ‪ ..‬وينظر إليها ‪ ..‬ويقلب أطرافها ‪..‬‬
‫إنا مهارات الوار ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬وهـو ل يكاد يصـرف‬
‫جلس فـ دكانـه قلي ً‬
‫لاذا ي طب اثنان الط بة نف سها بألفاظ ها نف سها ‪ ..‬فترى‬ ‫بصره عن طرف عمامته ‪..‬‬
‫الاضريـن عنـد الول مـا بيـ متثائب ونائم ‪ ..‬أو عابـث‬ ‫ل يا فلن ‪ ..‬ما شاء‬
‫دخل عليه الرابع ‪ ..‬وقال ‪ :‬أه ً‬
‫بسجاد السجد ‪ ..‬أو مغي للسته مرارا ‪..‬‬ ‫ال !! من أين اشتريت هذه العمامة المراء ؟!‬
‫بينما الاضرون عند الثان منشدون متفاعلون ‪ ..‬ل تكاد‬ ‫فصاح التاجر ‪ :‬عمامت زرقاء ‪..‬‬
‫ترمش لم عي أو يغفل لم قلب ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بل حراء ‪..‬‬
‫إنا مهارات اللقاء ‪..‬‬ ‫قال التاجـر ‪ :‬بـل خضراء ‪ ..‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬بـل بيضاء‬
‫لاذا إذا تدث فلن فـ الجلس أنصـت له السـامعون ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل ‪ ..‬زرقاء ‪ ..‬سوداء ‪..‬‬
‫ورموا إليه أبصارهم ‪..‬‬ ‫ث ضحك ‪ ..‬ث صرخ ‪ ..‬ث بكى ‪ ..‬وقام يقفز !!‬
‫بينما إذا تدث آخر انشغل الالسون بالحاديث الانبية‬ ‫قال ا بن حزم ‪ :‬فل قد ك نت أراه بعد ها ف شوارع‬
‫‪ ..‬أو قراءة الرسائل من هواتفهم الحمولة ‪..‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الندلس منونا يذفه الصبيان بالصى !!‬
‫إنا مهارات الكلم ‪..‬‬ ‫فإذا كان هؤلء بهارات بدائية غيوا طبع رجل ‪..‬‬
‫لاذا إذا مشـى مدرس فـ مرات مدرسـته رأيـت الطلب‬ ‫بل غيوا عقله ‪..‬‬
‫حوله ‪ ..‬هذا يصافحه ‪ ..‬وذاك يستشيه ‪ ..‬وثالث يعرض‬ ‫فمـا بالك بهارات مدروسـة ‪ ..‬منورة بنصـوص‬
‫عليـه مشكلة ‪ ..‬ولو جلس فـ مكتبـه وسـح للطلب‬ ‫الوحيي ‪ ..‬يارسها الرء تعبدا ل تعال با ‪..‬‬
‫بالدخول لمتلت غرفته ف لظات ‪ ..‬الكل يب مالسته‬ ‫فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتسعد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وإن قلت ل ‪ :‬ل أستطيع ‪ !..‬قلت ‪ :‬حاول ‪..‬‬
‫بينمـا مدرس آخـر ‪ ..‬أو مدرسـون ‪ ..‬يشـي أحدهـم فـ‬ ‫وإن قلت ‪ :‬ل أعرف ‪ !! ..‬قلت ‪ :‬تعلم ‪..‬‬
‫مدرسـته وحده ‪ ..‬ويرج مـن مسـجد الدرسـة وحده ‪..‬‬ ‫قال ‪ : r‬إنا العلم بالتعلم ‪ ،‬وإنا اللم بالتحلم ‪..‬‬
‫فل طالب يقترب مبتهجا م صافحا ‪ ..‬أو شاكيا م ستشيا‬
‫‪ ..‬ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس إل غروبا ‪ ..‬وآناء‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫الل يل وأطراف النهار ‪ ..‬ل ا اقترب م نه أ حد أو ر غب ف‬
‫( ) القصة على ذمة ابن حزم ‪ ..‬رحه ال ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جامع الكلية المنية ‪..‬‬ ‫مالسته ‪ ..‬لاذا ؟!!‬
‫كان طريقي إل السجد ير ببوابة يقف عندها حارس أمن‬ ‫إنا مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫يتول فتحها وإغلقها ‪..‬‬ ‫لاذا إذا دخل شخص إل ملس عام هش الناس ف‬
‫كنــت أحرص إذا مررت بــه أن أمارس معــه مهارة‬ ‫وج هه وبشوا ‪ ..‬وفرحوا بلقائه ‪ ..‬وود كل وا حد‬
‫البتسامة ‪ ..‬فأشي بيدي مسلما مبتسما ابتسامة واضحة‬ ‫لو يلس بانبه ‪..‬‬
‫‪ ..‬وبعد الصلة أركب سيارت راجعا للبيت ‪..‬‬ ‫بينما يدخل آخر ‪ ..‬فيصافحونه مصافحة باردة ‪-‬‬
‫ـالت‬
‫ـي الحمول مليئا باتصـ‬
‫ـ الغالب يكون هاتفـ‬
‫وفـ‬ ‫عادة أو ماملة – ث يتلفت يبحث له عن مكان فل‬
‫ورسـائل مكتوبـة وردت أثناء الصـلة ‪ ..‬فأكون مشغولً‬ ‫يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إل جانبه ‪..‬‬
‫بقراءة الر سائل فيف تح الارس البوا بة وأغ فل عن التب سم‬ ‫لاذا ؟!!‬
‫‪..‬‬ ‫إنا مهارات جذب القلوب والتأثي ف الناس ‪..‬‬
‫حت تفاجأت به يوما يوقفن وأنا خارج ويقول ‪ :‬يا شيخ‬ ‫لاذا يدخل أب إل بيته فيهش أولده له ‪ ..‬ويقبلون‬
‫‪ !..‬أنت زعلن من ؟!‬ ‫إليه فرحي ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ؟‬ ‫بين ما يد خل الثا ن على أولده ‪ ..‬فل يلتفتون إل يه‬
‫قال ‪ :‬لنك وأ نت داخل تبت سم وتسلم وأنت فرحان ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أما وأنت خارج فتكون غي مبتسم ول فرحان !!‬ ‫إنا مهارات التعامل مع البناء ‪..‬‬
‫وكان رجلً بسـيطا ‪ ..‬فبدأ السـكي يقسـم ل أنـه يبنـ‬ ‫قـل مثـل ذلك فـ السـجد ‪ ..‬وفـ العراس ‪..‬‬
‫ويفرح برؤيت ‪..‬‬ ‫وغيها ‪..‬‬
‫فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغال ‪..‬‬ ‫يتلف الناس بقدراتمـ ومهاراتمـ فـ التعامـل مـع‬
‫ثـ انتبهـت فعلً إل أن هذه الهارات مـع تعودنـا عليهـا‬ ‫الخريـن ‪ ..‬وبالتال يتلف الخرون فـ طريقـة‬
‫تصبح من طبعنا ‪ ..‬يلحظها الناس إذا غفلنا عنها ‪..‬‬ ‫الحتفاء بم أو معاملتهم ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫والتأثي ف الناس وكسب مبتهم أسهل ما تتصور‬
‫ل تكسب الال وتفقد الناس ‪ ..‬فإن كسب‬ ‫‪!..‬‬
‫الناس طريق لكسب الال ‪..‬‬ ‫ل أبالغ فـ ذلك فقـد جربتـه مرارا ‪ ..‬فوجدت أن‬
‫قلوب أكثـر الناس يكـن صـيدها بطرق ومهارات‬
‫‪.7‬أي الناس أحب إليك ؟‬ ‫سـهلة ‪ ..‬بشرط أن نصـدق فيهـا ونتدرب عليهـا‬
‫تكون أقوى الناس قدرة على اسـتعمال مهارات التعامـل‬ ‫فنتقنها ‪..‬‬
‫ل رائعا يعله‬
‫مع الخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعام ً‬ ‫والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ‪ ..‬وإن ل نشعر ‪..‬‬
‫يشعر أنه أحب الناس إليك ‪..‬‬ ‫أتول منـذ ثلث عشرة سـنة المامـة والطابـة فـ‬

‫‪10‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫فتتعامـل مـع أمـك تعاملً رائعا مشبعا بالتفاعـل‬
‫فأراد أن يق طع ال شك باليق ي ‪ ..‬فأق بل يوما إل ال نب ‪r‬‬ ‫والنـس والحتفاء إل درجـة أناـ تشعـر أن هذا‬
‫وجلس إليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫التعامل الراقي ل يلقه أحد منك قبلها ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬أي الناس أحب إليك ؟‬ ‫وقـل مثـل ذلك عنـد تعاملك مـع أبيـك ‪ ..‬مـع‬
‫فقال ‪ : r‬عائشة ‪..‬‬ ‫زوجتك ‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫قال عمرو ‪ :‬ل ‪ ..‬مـن الرجال يـا رسـول ال ؟ لسـت‬ ‫بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة‬
‫أسألك عن أهلك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬كبائع ف دكان ‪ ..‬أو عامل ف مطة وقود ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬أبوها ‪..‬‬ ‫كـل هؤلء تسـتطيع أن تعلهـم يمعون على أنـك‬
‫قال عمرو ‪ :‬ث من ؟‬ ‫أحـب الناس إليهـم إذا أشعرتمـ أنمـ أحـب الناس‬
‫قال ‪ :‬ث عمر بن الطاب ‪..‬‬ ‫إليك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ثـ أي ‪ ..‬فجعـل النـب ‪ r‬يعدد رجالً ‪ ..‬يقول ‪:‬‬ ‫وقد كان ‪ r‬قدوة ف ذلك ‪..‬‬
‫فلن ‪ ..‬ث فلن ‪..‬‬ ‫إذ أن مـن تتبـع سـيته ‪ ..‬وجـد أنـه كان يتعامـل‬
‫بسب سبقهم إل السلم ‪ ..‬وتضحيتهم من أجله ‪..‬‬ ‫بهارات أخلقيـة راقيـة ‪ ..‬فيعامـل كـل أحـد يلقاه‬
‫قال عمرو ‪ :‬فسكتّ مافة أن يعلن ف آخرهم ‪..‬‬ ‫بهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة ‪ ..‬حت يشعر‬
‫فانظـر كيـف اسـتطاع ‪ r‬أن يلك قلب عمرو بهارات‬ ‫ذلك الشخـص أنـه أحـب الناس إليـه ‪ ..‬وبالتال‬
‫أخلقية مارسها معه ‪..‬‬ ‫يكون هـو أيضا ‪ r‬أحـب الناس إليهـم ‪ ..‬لنـه‬
‫بل كان عليه الصلة والسلم ينل الناس منازلم ‪..‬‬ ‫أشعرهم بحبته ‪..‬‬
‫وقـد يترك أشغاله لجلهـم ‪ ..‬لشعارهـم بحبتـه لمـ‬ ‫كان عمرو بن العاص ‪ t‬داه ية من دهاة العرب ‪..‬‬
‫وقدرهم عنده ‪..‬‬ ‫حكمـة وفطنـة وذكاءً ‪ ..‬فأدهـى العرب أربعـة ‪..‬‬
‫لا توسع ‪ r‬بالفتوحات وبدأ ينتشر السلم ‪..‬‬ ‫عمرو واحد منهم ‪..‬‬
‫جعل ‪ r‬يرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إل السلم‬ ‫أسلم عمرو وكان رأسا ف قومه ‪..‬‬
‫‪ ..‬وربا احتاج المر أن يرسل جيشا ‪..‬‬ ‫فكان إذا لقـي النـب ‪ r‬فـ طريـق رأى البشاشـة‬
‫وكان عدي بن حات الطائي ‪ ..‬ملكا ابن ملك ‪..‬‬ ‫والبشر والؤانسة ‪..‬‬
‫فو قع ب ي قبيلته " طي " وب ي ال سلمي حرب ‪ ..‬وكان‬ ‫وإذا دخـل ملسـا فيـه النـب ‪ r‬رأى الحتفاء‬
‫عدي قـد هرب مـن الرب فلم يشهدهـا ‪ ..‬واحتمـى‬ ‫والسعادة بقدمه ‪..‬‬
‫بالروم ف الشام ‪..‬‬ ‫وإذا دعاه النب ‪ .. r‬ناداه بأحب الساء إليه ‪..‬‬
‫وصل جيش السلمي إل ديار طيء ‪..‬‬ ‫ش عر عمرو بذا التعا مل الرا قي ‪ ..‬ودوام الهتمام‬
‫كا نت هزي ة ط يء سهلة ‪ ..‬فل ملك يقود ‪ ..‬ول ج يش‬ ‫والتب سم أ نه أ حب الناس إل ر سول ال ‪r‬‬

‫‪11‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقدمت فأتيته ‪ ..‬فلما دخلت الدينة جعل الناس يقولون ‪:‬‬ ‫مرتب ‪..‬‬
‫هذا عدي بن حات ‪ ..‬هذا عدي بن حات ‪..‬‬ ‫وكان ال سلمون ف حروب م ‪ ..‬ي سنون إل الناس‬
‫فمشيـت حتـ أتيـت فدخلت على رسـول ال ‪ r‬فـ‬ ‫‪ ..‬ويعطفون وهم ف قتال ‪..‬‬
‫السجد فقال ل ‪ :‬عدي بن حات ؟‬ ‫كان القصود صد كيد قوم عدي عن السلمي ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬عدي بن حات ‪..‬‬ ‫وإظهار قوة السلمي لم ‪..‬‬
‫فرح النب ‪ r‬بقدمه ‪ ..‬واحتفى به ‪ ..‬مع أن عديا مارب‬ ‫أسر السلمون بعض قوم عدي ‪ ..‬وكان من بينهم‬
‫للمسلمي وفا ٌر من الرب ‪ ..‬ومبغض للسلم ‪ ..‬ولجئٌ‬ ‫أخت لعدي بن حات ‪..‬‬
‫إل النصـارى ‪ ..‬ومـع ذلك لقيـه ‪ r‬بالبشاشـة والبشـر ‪..‬‬ ‫مضوا بال سرى إل الدي نة ‪ ..‬ح يث ر سول ال‬
‫وأخذ بيده يسوقه معه إل بيته ‪..‬‬ ‫بفرار عدي إل الشام ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأخبوا النب‬
‫عدي وهـو يشـي بانـب النـب ‪ r‬يرى أن الرأسـي‬ ‫مـن فراره !! كيـف يفـر مـن الديـن ؟‬ ‫فعجـب‬
‫متساويان ‪!!..‬‬ ‫كيف يترك قومه ؟‬
‫فمحمـد ( ‪ ) r‬ملك على الدينـة ومـا حولاـ ‪ ..‬وعدي‬ ‫ولكن ل يكن إل الوصول إل عدي سبيل ‪..‬‬
‫ملك على جبال طي وما حولا ‪..‬‬ ‫ل يطـب القام لعدي فـ ديار الروم ‪ ..‬فاضطـر‬
‫وممد ( ‪ ) r‬على دين ساوي " السلم " ‪ ..‬وعدي على‬ ‫للرجوع لديار العرب ‪ ..‬ثـ ل يدـ بدا مـن أن‬
‫دين ساوي " النصرانية " ‪..‬‬ ‫يذهـب إل الدينـة للقاء النـب ‪ r‬ومصـالته ‪ ..‬أو‬
‫ــد ( ‪ ) r‬عنده كتاب منل " القرآن " ‪ ..‬وعدي‬
‫وممـ‬ ‫التفاهم على شيء يرضيهما ‪.. )2( ..‬‬
‫عنده كتاب منل " النيل " ‪..‬‬ ‫يقول عدي وهو يكي قصة ذهابه إل الدينة ‪:‬‬
‫كان عدي يش عر أ نه ل فرق بينه ما إل ف القوة وال يش‬ ‫ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول ال ‪r‬‬
‫‪..‬‬ ‫من ‪..‬‬
‫ف أثناء الطريق وقعت ثلثة مواقف ‪:‬‬ ‫وكنت على دين النصرانية ‪..‬‬
‫بين ما ه ا يشيان إذا بامرأة قد وق فت ف و سط الطر يق‬ ‫وكنت ملكا ف قومي لا كان يصنع ب ‪.‬‬
‫فجعلت تصيح ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ل إليك حاجة ‪..‬‬ ‫فلما سعت برسول ال ‪ r‬كرهته كراهية شديدة ‪..‬‬
‫فانتزع ال نب ‪ r‬يده من يد عدي وم ضى إلي ها ‪ ..‬وج عل‬ ‫فخرجت حت قدمت الروم على قيصر ‪..‬‬
‫يستمع إل حاجتها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فكرهت مكان ذلك ‪..‬‬
‫عدي بـن حاتـ ‪ ..‬الذي قـد عرف اللوك والوزراء جعـل‬ ‫ـل ‪ ..‬فإن كان‬
‫فقلت ‪ :‬وال لو أتيــت هذا الرجـ‬
‫ين ظر إل هذا الش هد ‪ ..‬ويقارن تعا مل ال نب ‪ r‬مع الناس‬ ‫كاذبا ل يضرن ‪ ..‬وإن كان صادقا علمت ‪..‬‬
‫بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ‪..‬‬
‫ل ث قال ‪ :‬وال ما هذه بأخلق اللوك ‪ ..‬هذه‬
‫فتأ مل طوي ً‬ ‫( ) وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب‬ ‫‪2‬‬

‫‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واحدة فدفعها النب ‪ r‬إل عدي إكراما له ‪ ..‬وقال ‪ :‬خذ‬ ‫أخلق النبيااااااء ‪..‬‬
‫هذه فاجلس علي ها ‪ ..‬فدفع ها عدي إل يه قال ‪ :‬بل اجلس‬ ‫وانتهت الرأة من حاجتها ‪ ..‬فعاد النب ‪ r‬إل عدي‬
‫علي ها أ نت ‪ ..‬فقال ‪ : r‬بل أ نت ‪ ..‬ح ت ا ستقرت ع ند‬ ‫‪ ..‬ومضيـا يشيان ‪ ..‬فبينمـا هاـ كذلك ‪ ..‬فإذا‬
‫عدي فجلس عليها ‪..‬‬ ‫برجل يقبل على النب ‪.. r‬‬
‫عند ها ‪ ..‬بدأ ال نب ‪ r‬ي طم الوا جز ب ي عدي وال سلم‬ ‫فماذا قال الر جل ؟ هل قال ‪ :‬يا ر سول ال عندي‬
‫‪..‬‬ ‫أموال زائدة أبثـ لاـ عـن فقيـ ؟! أم قال ‪:‬‬
‫يا عدي أسلم ‪ ..‬تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪ ..‬أسلم تسلم ‪..‬‬ ‫حصدت أرضي وزاد عندي الثمر ‪ ..‬فماذا أفعل به‬
‫قال عدي ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬ ‫؟‬
‫فقال ‪ : r‬أنا أعلم بدينك منك ‪..‬‬ ‫يـا ليتـه قال شيئا مـن ذلك ‪ ..‬لعـل عديا إذا سـعه‬
‫قال ‪ :‬أنت تعلم بدين من ؟‬ ‫يشعر بغن السلمي وكثرة أموالم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ألست من الركوسية ‪..‬‬ ‫قال الر جل ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬أش كو إل يك الفا قة‬
‫والركوسية ديانة نصرانية مشرّبة بشيء من الجوسية ‪..‬‬ ‫والفقر ‪..‬‬
‫ف من مهار ته ‪ r‬ف القناع أ نه ل ي قل أل ست ن صرانيا ‪..‬‬ ‫مـا يكاد هذا الرجـل يدـ طعاما يسـد بـه جوعـة‬
‫وإناـ تاوز هذه العلومـة إل معلومـة أدق منهـا فأخـبه‬ ‫أولده ‪ ..‬ومـن حوله مـن السـلمي يعيشون على‬
‫بذهبه ف النصرانية تديدا ‪..‬‬ ‫الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ‪..‬‬
‫كما لو لقيك شخص ف أحد بلد أوروبا وقال لك ‪ :‬لاذا‬ ‫قال الر جل هذه الكلمات وعدي ي سمع ‪ ..‬فأجا به‬
‫ل تتنصر ؟ فقلت ‪ :‬إن على دين ‪..‬‬ ‫النب ‪ r‬بكلمات ومضى ‪..‬‬
‫فلم يقل لك ‪ :‬ألست مسلما ‪ ..‬ول يقل ‪ :‬ألست سنُيّا ‪..‬‬ ‫فلما مشيا خطوات ‪ ..‬أقبل رجل آخر ‪ ..‬قال ‪ :‬يا‬
‫وإنا قال ‪ :‬ألست شافعيا ‪ ..‬أو حنبليا ‪..‬‬ ‫رسول ال أشكو إليك قطع الطريق !!‬
‫عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك ‪..‬‬ ‫يعن أننا يا رسول ال لكثرة أعدائنا حولنا ل نأمن‬
‫فهذا الذي فعله العلم الول ‪ r‬مع عدي ‪ ..‬قال ‪ :‬ألست‬ ‫أن نرج عن بنيان الدي نة لكثرة من يعترض نا من‬
‫من الركوسية ‪..‬‬ ‫كفار أو لصوص ‪..‬‬
‫فقال عدي ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫أجابه النب ‪ r‬بكلمات ومضى ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬فإنـك إذا غزوت مـع قومـك تأكـل فيهـم‬ ‫جعـل عدي يقلب المـر فـ نفسـه ‪ ..‬هـو فـ عـز‬
‫(‪)3‬‬
‫الرباع ؟‬ ‫وشرف ف قومه ‪ ..‬وليس له أعداء يتربصون به ‪..‬‬
‫فلماذا يدخـل هذا الديـن الذي أهله فـ ضعـف‬
‫( ) الرباع ‪ :‬إذا غزت ال قبيلة ق سم رئي سها الغني مة أرب عة أق سام‬ ‫‪3‬‬
‫ومسكنة ‪ ..‬وفقر وحاجة ‪..‬‬
‫فأ خذ الر بع له وحده ‪ ،‬وهذا حرام فص د ين النصصرانية ‪ ،‬جائز ع ند‬
‫وصـل إل بيـت النـب ‪ .. r‬فدخل ‪ ..‬فإذا وسـادة‬
‫العرب ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ‪ :‬نعم كسرى بن هرمز ‪ ..‬ولتنفقن أمواله ف سبيل‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ال ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬فإن هذا ل يل لك ف دينك ‪..‬‬
‫قال ‪ : r‬ولئن طالت بـك حياة لتريـن الرجـل يرج بلء‬ ‫فتضعضع لا عدي ‪ ..‬وقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫ك فه من ذهب أوف ضة يطلب من يقبله م نه فل يد أحدا‬ ‫فقال ‪ : r‬أما إن أعلم الذي ينعك من السلم ‪..‬‬
‫يقبله منه ‪..‬‬ ‫أنك تقول ‪ :‬إنا اتبعه ضعفة الناس ومن ل قوة لم‬
‫يعنـ مـن كثرة الال يرج الغنـ يطوف بصـدقته ل يدـ‬ ‫‪..‬‬
‫فقيا يعطيه إياها ‪..‬‬ ‫وقد رمتهم العرب ‪..‬‬
‫يعظ عديا ويذكره بالخرة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫ث بدأ‬ ‫(‪)4‬‬
‫يا عدي ‪ ..‬أتعرف الية ؟‬
‫وليلق ي الَ أحدُكـم يوم يلقاه ليـس بينـه وبي نه ترجان ‪،‬‬ ‫قلت ‪ :‬ل أرها وقد سعت با ‪..‬‬
‫فين ظر عن يي نه فل يرى إل جه نم ‪ ،‬وين ظر عن شاله فل‬ ‫قال ‪ :‬فوالذي نفسي بيده ليتمن ال هذا المر حت‬
‫يرى إل جهنم " ‪..‬‬ ‫ترج الظعينة من الية حت تطوف بالبيت ف غي‬
‫سكت عدي متفكرا ‪..‬‬ ‫جوار أحد ‪..‬‬
‫قائلً ‪ :‬يا عدي ‪ ..‬فما يفرك أن تقول ل إله إل‬ ‫ففاجأه‬ ‫أي سـيقوى السـلم إل درجـة أن الرأة السـلمة‬
‫ال ؟‪ ..‬أو تعلم من إله أعظم من ال ؟!‬ ‫الا جة ترج من الية ح ت ت صل إل م كة ل يس‬
‫قال عدي ‪ :‬فإ ن حن يف م سلم ‪ ..‬أش هد أن ل إله إل ال‬ ‫مع ها إل مرم ‪ ..‬من غ ي أ حد يمي ها ‪ ..‬وت ر على‬
‫‪ ..‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪..‬‬ ‫مئات القبائل فل يرؤ أحـد أن يعتدي عليهـا أو‬
‫فتهلل وجه النب ‪ r‬فرحا مستبشرا ‪..‬‬ ‫يسلبها مالا ‪ ..‬لن السلمي صار لم قوة وهيبة ‪..‬‬
‫قال عدي بن حات ‪:‬‬ ‫ـلم‬
‫ـة أن أحدا ل يرؤ على التعرض لسـ‬
‫إل درجـ‬
‫فهذه الظعينة ترج من الية تطوف بالبيت ف غي جوار‬ ‫خوفا من انتصار السلمي له ‪..‬‬
‫‪..‬ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى ‪..‬‬ ‫فلما سع عدي ذلك ‪ ..‬جعل يتصور النظر ف ذهنه‬
‫والذي نفسـي بيده لتكونـن الثالثـة لن رسـول ال ‪ r‬قد‬ ‫‪ ..‬امرأة ترج من العراق ح ت ت صل إل م كة ‪..‬‬
‫(‪)5‬‬
‫قالا " ‪..‬‬ ‫معن ذلك أنا ستمر بشمال الزيرة ‪ ..‬يعن ستمر‬
‫لعدي ‪ ..‬وهذا‬ ‫فتأمـل كيـف كان هذا النـس منـه‬ ‫ببال طي ‪ ..‬ديار قومه ‪..‬‬
‫الحتفاء الذي قابله بـه ‪ ..‬حتـ شعـر بـه عدي ‪ ..‬تأمـل‬ ‫فتعجب عدي وقال ف نفسه ‪ :‬فأين عنها ذُعّار طي‬
‫كيف كان كل ذلك جاذبا لعدي للدخول ف السلم ‪..‬‬ ‫الذين سعروا البلد !!‬
‫فلو مار سنا هذا ال ب مع الناس ‪ ..‬مه ما كانوا ‪ ..‬للك نا‬ ‫ث قال ‪ : r‬وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ‪..‬‬
‫قلوبم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬كنوز ابن هرمز ؟‬

‫( ) رواه مسلم وأحد ‪..‬‬ ‫‪5‬‬


‫( ) الية ‪ :‬مدينة بالعراق‬ ‫‪4‬‬

‫‪14‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قراع الطوب‬
‫أنـت كالدلو ل عدمتـك دلوا ‪ ..‬مـن كبار الدلْ كثيـ‬ ‫فكرة ‪..‬‬
‫الذنوب‬ ‫بالرفـق واسـتعمال مهارات التعامـل والقناع ‪..‬‬
‫ومضـى يضرب للخليفـة المثلة بالتيـس والعنـ والبئر‬ ‫نستطيع أن نقق ما نريد ‪..‬‬
‫والتراب ‪..‬‬
‫‪.8‬استمتع بالهارات ‪..‬‬
‫فثار اللي فة ‪ ..‬وانت فض الراس ‪ ..‬وا ستل ال سياف سيفه‬
‫الهارات متعة حسية ‪ ،‬ل أعن با الجر الخروي‬
‫‪ ..‬وفرش النطع ‪ ..‬وتهز للقتل ‪..‬‬
‫فقط ‪ ،‬ل وإنا هي متعة وفرح تشعر به حقيقة ‪..‬‬
‫فأدرك الليفة أن علي بن الهم قد غلبت عليه طبيعته ‪..‬‬
‫فا ستمتع ب ا ‪ ،‬ومار سها مع ج يع الناس ‪ ،‬كبيهم‬
‫فأراد أن يغيها ‪..‬‬
‫و صغيهم ‪ ،‬غنيهم وفقيهم ‪ ،‬قريبهم وبعيد هم ‪..‬‬
‫فأمـر بـه فأسـكنوه فـ قصـر منيـف ‪ ..‬تغدو عليـه أجلـ‬
‫كلهم ‪ ..‬مارس معهم هذه الهارات ‪..‬‬
‫الواري وتروح يا يلذ ويطيب ‪..‬‬
‫إما لتقاء أذاهم ‪..‬‬
‫ذاق علي بـن الهـم النعمـة ‪ ..‬واتكـأ على الرائك ‪..‬‬
‫أو لكسب مبتهم ‪..‬‬
‫وجالس أرق الشعراء ‪ ..‬وأغزل الدباء ‪..‬‬
‫أو لصلحهم ‪ ..‬نعم إصلحهم ‪..‬‬
‫ومكث على هذا الال سبعة أشهر ‪..‬‬
‫كان علي بـن الهـم شاعرا فصـيحا ‪ ..‬لكنـه كان‬
‫ث جلس الليفة ملس سر ليلة ‪ ..‬فتذكر علي بن الهم‬
‫أعرابيا جلفا ل يعرف مـن الياة إل مـا يراه فـ‬
‫‪ ..‬فسأل عنه ‪ ،‬فدعوه له ‪ ..‬فلما مثل بي يديه ‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫الصحراء ‪..‬‬
‫أنشدن يا علي بن الهم ‪..‬‬
‫وكان التو كل خلي فة متمكنا ‪ ..‬يُغدى عل يه ويراح‬
‫فانطلق منشدا قصيدة مطلعها ‪:‬‬
‫با يشتهي ‪..‬‬
‫عيون الها بي الرصافة والسر ‪ ..‬جلب الوى من حيث‬
‫د خل علي بن ال هم بغداد يوما فق يل له ‪ :‬إن من‬
‫أدري ول أدري‬
‫مدح الليفة حظي عنده ولقي منه العطيات ‪..‬‬
‫أعدن ل الشوق القديـ ول أكـن ‪ ..‬سـلوت ولكـن زدن‬
‫فاستبشر علي ويم جهة قصر اللفة ‪..‬‬
‫جرا على جر‬
‫دخــل على التوكــل ‪ ..‬فرأى الشعراء ينشدون‬
‫ومضـى يرك الشاعـر بأرق الكلمات ‪ ..‬ثـ شرع يصـف‬
‫ويربون ‪..‬‬
‫الليفة بالشمس والنجم والسيف ‪..‬‬
‫والتوكل هو التوكل ‪ ..‬سطوة وهيبة وجبوت ‪..‬‬
‫فانظر كيف استطاع الليفة أن يغي طباع ابن الهم ‪..‬‬
‫فانطلق مادحا الليفة بقصيدة مطلعها ‪:‬‬
‫وننـ كـم ضايقتنـا طباع لولدنـا أو أصـدقائنا فسـعينا‬
‫يا أيها الليفة ‪..‬‬
‫لتغييها ‪ ..‬فغيناها ‪..‬‬
‫أنـت كالكلب فـ حفاظـك للود ‪ ..‬وكالتيـس فـ‬
‫فمن باب أول أن تقدر أنت على تغيي طباعك ‪ ..‬فتقلب‬

‫‪15‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رسول ال ‪ r‬يصنع ف بيته ؟‬ ‫العبوس تبسما ‪ ..‬والغضب حلما ‪ ..‬والبخل كرما‬
‫فقالت ‪ :‬يكون فـ مهنـة أهله ‪ ..‬فإذا حضرت الصـلة‬ ‫‪ ..‬وهذا ليـس صـعبا ‪ ..‬لكنـه يتاج إل عزيةـ‬
‫يتوضأ ويرج للصلة ‪..‬‬ ‫ومراس ‪ ..‬فكن بطلً ‪..‬‬
‫و قل م ثل ذلك مع الوالد ين ‪ ..‬ف كم هم أولئك الذ ين‬ ‫ومن نظر ف سية ممد ‪ r‬وجد أنه كان يتعامل مع‬
‫نسمع عن حسن أخلقهم ‪..‬‬ ‫الناس بقدرات أخلقية ‪ ،‬ملك با قلوبم ‪..‬‬
‫وكرم هم وتب سمهم ‪ ..‬وج يل معاشرت م للخر ين ‪ ..‬أ ما‬ ‫ول يكـن ‪ r‬يتصـنع هذه الخلق أمام الناس ‪..‬‬
‫مع أقرب الناس إليهم ‪ ..‬وأعظم الناس حقا عليهم ‪ ..‬مع‬ ‫فإذا خل بأهل بيته ‪ ..‬انقلب حلمه غضبا ‪ ..‬ولينه‬
‫الوالدين فجفاء وهجر ‪..‬‬ ‫غلظا ‪..‬‬
‫نعـم ‪ ..‬خيكـم خيكـم لهله ‪ ..‬لوالديـه ‪ ..‬لزوجـه ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ما كان بساما مع الناس عبوسا مع أهل بيته‬
‫لدمه ‪ ..‬بل ولطفاله ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ف يوم مليء بالشاعر ‪ ..‬يلس أبو ليلى ‪ t‬عند رسول ال‬ ‫ول كريا مع اللق إل مع ولده وزوجه ‪..‬‬
‫‪ .. e‬فيأتـ السـن أو السـي يشـي إل النـب ‪.. e‬‬ ‫ل ‪ ..‬بل كانت أخلقه سجية ‪ ..‬يتعبد ل تعال با‬
‫فيأخذه ‪ .. e‬فيقعده على بطنه ‪ ..‬فبال الصغي على بطن‬ ‫‪ ..‬كما يتعبد بصلة الضحى وقيام الليل ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ .. e‬قال أبو ليلى ‪ :‬حت رأيت بوله على بطن‬ ‫يتسـب ابتسـامته قربـة ‪ ..‬ورفقَه عبادة ‪ ..‬وعفوَه‬
‫رسول ال ‪ e‬أساريع ‪..‬‬ ‫ولينَه حسنات ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فوثبنـا إليـه ‪ ..‬فقال ‪ : e‬دعوا ابنـ ‪ ..‬ل تفزعوا‬ ‫إن من اعتب حسن اللق عبادة ‪ ..‬تلى با ف جيع‬
‫ابن ‪..‬‬ ‫أحواله ‪ ..‬فـ سـلمه وحربـه ‪ ..‬وجوعـه وشبعـه ‪..‬‬
‫فل ما فرغ ال صغي من بوله ‪ ..‬د عا ‪ e‬باء ف صبه عل يه ‪..‬‬ ‫وصحته ومرضه ‪ ..‬بل وفرحه وحزنه ‪..‬‬
‫(‪)7‬‬
‫نعـم ‪ ..‬كـم مـن الزوجات تسـمع عـن أخلق‬
‫فلله دره ك يف ترو ضت نف سه على هذه الخلق ‪ ..‬فل‬ ‫زوجها‪ ..‬وسعة صدره ‪ ..‬وابتسامته وكرمه ‪..‬‬
‫عجب إذن أن يلك قلوب الصغار والكبار ‪..‬‬ ‫ولكنها ل تر من ذلك شيئا ‪..‬‬
‫رأي ‪..‬‬ ‫ف هو ف بي ته سيئَ اللق ‪ ..‬ضي قَ ال صدر ‪ ..‬عاب سَ‬
‫بدل أن تسب الظلم ‪ ..‬حاول إصلح الصباح ‪..‬‬ ‫ل ومنانا ‪..‬‬
‫الوجه ‪ ..‬صخابا لعانا ‪ ..‬بي ً‬
‫أمـا هـو ‪ r‬فهـو الذي قال ‪ ( :‬خيكـم خيُكـم‬
‫‪.9‬مع الفقراء ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫لهله‪ ،‬وأنا خيكم لهلي )‬
‫عدد من الناس اليوم أخلق هم تار ية ‪ ..‬فالغ ن ف قط هو‬ ‫وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ‪..‬‬
‫الذي تكون نكتـه طريفـة فيضحكون عنـد سـاعها ‪..‬‬ ‫قال ال سود بن يز يد ‪ :‬سألت عائ شة ‪ : t‬ما كان‬

‫( ) رواه أحد والطبان ‪.‬‬ ‫‪7‬‬


‫( ) رواه ابن ماجة‬ ‫‪6‬‬

‫‪16‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فجعل النب ‪ r‬يازح زاهرا ‪ ..‬ويصيح بالناس يقول ‪:‬من‬ ‫وأخطاؤه صغية ‪ ..‬فيتغاضون عنها ‪..‬‬
‫يشتري العبد ؟ ‪ ..‬من يشتري العبد ؟ ‪..‬‬ ‫أما الفقراء فنكتهم ثقيلة ‪ ..‬يسخر بم عند ساعها‬
‫فن ظر زا هر ف حاله ‪ ..‬فإذا هو فق ي ك سي ‪ ..‬ل مال ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأخطاؤهم جسيمة ‪ ..‬يصرخ بم عند وقوعها‬
‫ول جال ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إذا وال تدن كاسدا يا رسول ال ‪..‬‬ ‫أمـا رسـول ال ‪ r‬فكان عطفـه على الغنـ والفقيـ‬
‫فقال ‪ : r‬ل كن ع ند ال ل ست بكا سد ‪ ..‬أ نت ع ند ال‬ ‫سواء ‪..‬‬
‫غال ‪..‬‬ ‫قال أنس ‪: t‬‬
‫وهـو يلكهـم‬ ‫فل عجـب أن تتعلق قلوب الفقراء بـه‬ ‫كان رجل من أهل البادية اسه زاهر بن حرام ‪..‬‬
‫بذه الخلق ‪..‬‬ ‫وكان ربا جاء الدينة ف حاجة فيهدي للنب ‪ r‬من‬
‫كثي من الفقراء ‪ ..‬قد ل يعيب على الغنياء البخل عليه‬ ‫البادية شيئا من إقط أو سن ‪..‬‬
‫بالال والطعام ‪ ..‬لك نه ي د عليهم بلهم بالل طف وح سن‬ ‫فيُجهزه رســول ال ‪ r‬إذا أراد أن يرج إل أهله‬
‫العاشرة ‪..‬‬ ‫بشيء من تر ونوه ‪..‬‬
‫وكـم مـن فقيـ تبسـمت فـ وجهـه ‪ ..‬وأشعرتـه بقيمتـه‬ ‫وكان النـب ‪ r‬يبـه ‪ ..‬وكان يقول ‪ ( :‬إن زاهرا‬
‫واحترامه ‪ ..‬فرفع ف ظلمة الليل يدا داعية ‪ ..‬يستنل با‬ ‫باديتنا ‪ ..‬ونن حاضروه )‪ ..‬وكان زاهرا دميما ‪..‬‬
‫لك الرحات من السماء ‪..‬‬ ‫خرج زاهر ‪ t‬يوما من باديته ‪ ..‬فأتى بيت رسول‬
‫ورب أشعث أغب ذي طمرين مدفوع بالبواب ل يؤبه له‬ ‫ال ‪ .. r‬فلم يده ‪..‬‬
‫‪ ..‬لو أقسم على ال لبره ‪..‬‬ ‫وكان معه متاع فذهب به إل السوق ‪ ..‬فلما علم‬
‫فكن دائم البشر مع هؤلء الضعفاء ‪..‬‬ ‫مضى إل السوق يبحث عنه ‪..‬‬ ‫به النب‬
‫فأتاه فإذا هو يبيع متاعه ‪ ..‬والعرق يتصبب منه ‪..‬‬
‫إشارة ‪..‬‬ ‫وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ‪..‬‬
‫لعل ابتسامة ف وجه فقي ‪ ..‬ترفعك عند ال درجات ‪..‬‬ ‫فاحتضنـه ‪ r‬مـن ورائه ‪ ،‬وزاهـر ل يُبصـره ‪ ..‬ول‬
‫يدري من أمسكه ‪..‬‬
‫‪.10‬النساء ‪..‬‬
‫ففزع زاهر وقال ‪ :‬أرسلن ‪ ..‬من هذا ؟ ‪..‬‬
‫كان جدي يسـتشهد بثـل قديـ ‪ " :‬مـن غاب عـن عنه‬
‫فسكت النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬
‫جابت تيس " ‪..‬‬
‫فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ‪..‬‬
‫بع ن أن من ل ت د عنده زوج ته ‪ ..‬ما يش بع عاطفت ها ‪..‬‬
‫وجعل يلتفت وراءه ‪ ..‬فرأى النب ‪ .. r‬فاطمأنت‬
‫ويروي نف سها ‪ ..‬ف قد تدث ها نف سها بال ستجابة لغيه ‪..‬‬
‫نفسه ‪ ..‬وسكن فزعه ‪..‬‬
‫من يلك معسول الكلم ‪..‬‬
‫وصار يُلصٍٍق ظهره بصدر النب ‪ .. r‬حي عرفه ‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)10‬‬
‫بالنساء خيا ‪..‬‬ ‫وليـس مقصـودهم بذا الثـل تشـبيه الرجـل والرأة‬
‫وف يوم من اليام أطاف بأزواج رسول ال ‪ r‬نساء كثي‬ ‫بالتيس والعن ‪ ..‬معاذ ال ‪..‬‬
‫يشتكيـ أزواجهـن ‪..‬فلمـا علم النـب ‪ r‬بذلك ‪ ..‬قام ‪..‬‬ ‫الرأة شقيقـة الرجـل ‪ ..‬ولئن كان ال قـد وهـب‬
‫وقال للناس ‪:‬‬ ‫الرجل جسما قويا ‪ ..‬فقد وهبها عاطفة قوية ‪..‬‬
‫ل قد طاف بآل م مد ‪ r‬ن ساء كث ي يشتك ي أزواج هن ‪..‬‬ ‫وكم رأينا سلطي الرجال وشجعانم تور قواهم‬
‫(‪)11‬‬
‫ليس أولئك بياركم ‪..‬‬ ‫عند قوة عاطفة امرأة ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫وقال‬ ‫ومـن مهارات التعامـل مـع الرأة أن تعرف الفتاح‬
‫(‪)12‬‬
‫( خيُكم خيُكم لهله وأنا خيكم لهلي ) ‪..‬‬ ‫الذي تؤثـر مـن خلله فيهـا ‪ ..‬العاطفـة ‪ ..‬تقاتلهـا‬
‫بل ‪ ..‬قد بلغ من إكرام الد ين للمرأة ‪ ..‬أن ا كا نت تقوم‬ ‫بسلحها ‪..‬‬
‫الروب ‪ ..‬وتسـحق الماجـم ‪ ..‬وتتطايـر الرؤوس ‪..‬‬ ‫كان النـب ‪ e‬يوصـيك بالحسـان إل الرأة ‪..‬‬
‫لجل عرض امرأة واحدة ‪..‬‬ ‫واحترام عاطفتها ‪ ..‬لجل أن تسعد معها ‪..‬‬
‫كان اليهود يساكنون السلمي ف الدينة ‪..‬‬ ‫وأو صى الب بالح سان إل بنا ته ‪ ..‬فقال ‪ ( :‬من‬
‫وكان يغيظ هم نزو ُل ال مر بالجاب ‪ ..‬وت ست ُر ال سلمات‬ ‫عال جاريتي حت تبلغا ‪ ..‬جاء يوم القيامة أنا وهو‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ ..‬وياولون أن يزرعوا الف ساد والتك شف ف صفوف‬ ‫وضم أصابعه ) ‪..‬‬
‫السلمات ‪ ..‬فما استطاعوا ‪..‬‬ ‫وأوصى با أولدها فقال فإنه لا سأله رجل فقال ‪:‬‬
‫و ف أ حد اليام جاءت امرأة م سلمة إل سوق يهود ب ن‬ ‫من أحق الناس بسن صحابت ؟‬
‫(‪)9‬‬
‫قينقاع ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أمك ‪ ..‬ث أمك ‪ ..‬ث أمك ‪ ..‬ث أبوك ‪..‬‬
‫وكا نت عفيفة مت سترة ‪ ..‬فجل ست إل صائغ هناك منهم‬ ‫بـل أوصـى ‪ r‬بالرأة زوجهـا ‪ ..‬وذمّـ مـن غاضـب‬
‫‪..‬‬ ‫زوجته أو أساء إليها ‪..‬‬
‫فاغتاظ اليهود من ت سترها وعفت ها ‪ ..‬وودوا لو يتلذذون‬ ‫وانظر إليه ‪ r‬وقد قام ف حجة الوداع ‪ ..‬فإذا بي‬
‫بالن ظر إل وجه ها ‪ ..‬أو ل سِها والعب ثِ ب ا ‪ ..‬ك ما كانوا‬ ‫يديه مائةُ ألف حاج ‪..‬‬
‫يفعلون ذلك قبـل إكرامهـا بالسـلم ‪ ..‬فجعلوا يريدوناـ‬ ‫فيهـم السـود والبيـض ‪ ..‬والكـبي والصـغي ‪..‬‬
‫على كشف وجهها ‪ ..‬ويغرونا لتنع حجابا ‪..‬‬ ‫والغن والفقي ‪..‬‬
‫فأبت ‪ ..‬وتنعت ‪..‬‬ ‫صاح ‪ r‬بؤلء جيعا وقال لم ‪:‬‬
‫فغافلهـا الصـائغ وهـي جالسـة ‪ ..‬وأخـذ طرف ثوباـ مـن‬ ‫أل واسـتوصوا بالنسـاء خيا ‪ ..‬أل واسـتوصوا‬

‫( ) رواه الترمذي ومسلم‬ ‫‪10‬‬

‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪11‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪8‬‬

‫( ) رواه ابن ماجة والترمذي‬ ‫‪12‬‬


‫( ) متفق عليه‬ ‫‪9‬‬

‫‪18‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فغضب ذلك النافق ‪ ..‬وأدخل يده ف جيب درع النب ‪r‬‬ ‫السـفل ‪ ..‬وربطـه إل طرف خارهـا التدل على‬
‫‪ ..‬وجرّه وهو يردد ‪:‬‬ ‫ظهرها ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬أحسن إل موالّ ‪..‬‬
‫أحسن إل موا ّ‬ ‫فلما قامت ‪ ..‬ارتفع ثوبا من ورائها ‪ ..‬وتكشفت‬
‫فغضب النب ‪ r‬والتفت إليه وصاح به وقال ‪ :‬أرسلن ‪..‬‬ ‫أعضاؤها ‪ ..‬فضحك اليهود منها‪..‬‬
‫فأب النافق ‪ ..‬وأخذ يناشد النب ‪ r‬العدول عن قتلهم ‪..‬‬ ‫ف صاحت ال سلمة العفي فة ‪ ..‬وودت لو قتلو ها ول‬
‫فالتفت إليه النب ‪ r‬وقال ‪ :‬هم لك ‪..‬‬ ‫يكشفوا عورتا ‪..‬‬
‫ثـ عدل عـن قتلهـم ‪ ..‬لكنـه ‪ r‬أخرجهـم مـن الدينـة ‪..‬‬ ‫فلما رأى ذلك رجل من السلمي ‪ ..‬س ّل سيفه ‪..‬‬
‫وطرّدهم من ديارهم ‪..‬‬ ‫ووثـب على الصـائغ فقتله ‪..‬فشـد اليهود على‬
‫نعم الرأة العفيفة تستحق أكثر من ذلك ‪..‬‬ ‫السلم فقتلوه ‪..‬‬
‫كانت خولة بنت ثعلبة ‪ t‬من الصحابيات الصالات ‪..‬‬ ‫فل ما علم ال نب ‪ r‬بذلك ‪ ..‬وأن اليهود قـد نقضوا‬
‫وكان زوج ها أوس بن ال صامت شيخا كبيا ي سرع إل يه‬ ‫العـهد وتعرضوا للمسلمات ‪ ..‬حاصرهم ‪ ..‬حت‬
‫الغضب ‪..‬‬ ‫استسلموا ونزلوا على حكمه ‪..‬‬
‫دخـل عليهـا يوما راجعا مـن ملس قومـه ‪ ..‬فكلمهـا فـ‬ ‫فلمـا أراد النـب ‪ r‬أن ينكـل بمـ ‪ ..‬ويثأر لعرض‬
‫شيـء فردت عليـه ‪ ..‬فتخاصـما ‪ ..‬فغضـب فقال ‪ :‬أنـت‬ ‫السلمة العفيفة ‪..‬‬
‫علي كظهر أمي ‪ ..‬وخرج غاضبا ‪..‬‬ ‫قام إليه جندي من جند الشيطان ‪..‬‬
‫كا نت هذه الكل مة ف الاهل ية إذا قال ا الر جل لزوج ته‬ ‫الذيـن ل يهمهـم عرض السـلمات ‪ ..‬ول صـيانة‬
‫صارت طلقا ‪ ..‬أما ف السلم فل تعلم خولة حكمها ‪..‬‬ ‫الكرمات ‪..‬‬
‫رجع أوس إل بيته ‪ ..‬فإذا امرأته تتباعد عنه ‪..‬‬ ‫وإنا هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ‪..‬‬
‫وقالت له ‪ :‬والذي نفـس خويلة بيده ل تلص إل وقـد‬ ‫ب ابن سلول ‪..‬‬
‫قام رأس النافقي ‪ ..‬عبد ال بن أُ ّ‬
‫قلت ما قلت ‪ ..‬حت يكم ال ورسوله فينا بكمه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يـا ممـد أحسـن فـ موال اليهود وكانوا‬
‫ث خرجت خولة إل رسول ال ‪ e‬فذكرت له ما تلقى من‬ ‫أنصاره ف الاهلية ‪..‬‬
‫زوجها ‪ ..‬وجعلت تشكو إليه ما سوء خلقه معها ‪..‬‬ ‫فأعرض عنه النب ‪ .. r‬وأبـى ‪..‬‬
‫فجعـل رسـول ال ‪ e‬يصـبها ويقول ‪ :‬يـا خويلة ابـن‬ ‫إذ ك يف يطلب الع فو عن أقوام يريدون أن تش يع‬
‫عمك ‪ ..‬شيخ كبي ‪ ..‬فاتقي ال فيه ‪..‬‬ ‫الفاحشة ف الذين آمنوا !!‬
‫و هي تدا فع عبات ا وتقول ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬أ كل شبا ب‬ ‫فقام النا فق مرة أخرى ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا م مد أح سن‬
‫‪ ..‬ونثرت له بط ن ‪ ..‬ح ت إذا كبت سن ‪ ..‬وانق طع‬ ‫إليهم ‪..‬‬
‫ولدي ‪ ..‬ظاهر من ‪ ..‬اللهم إن أشكو إليك ‪..‬‬ ‫فأعرض عنه النب ‪ .. r‬صيانة لعرض السلمات ‪..‬‬
‫و هو ‪ e‬ينت ظر أن ينل ال تعال فيه ما حكما من عنده‬ ‫وغية على العفيفات ‪..‬‬

‫‪19‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬
‫وقفة ‪..‬‬ ‫فبينما خولة عند رسول ال ‪ e‬إذ هبط جبيل من‬
‫قـد تصـب الرأة على ‪ ..‬فقـر زوجهـا ‪ ..‬وقبحـه ‪..‬‬ ‫السماء على رسول ال ‪.. e‬‬
‫وانشغاله ‪ ..‬لكنها قل أن تصب على سوء خلقه ‪..‬‬ ‫بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها ‪..‬‬
‫فالتفت ‪ e‬إليها وقال ‪ :‬يا خويلة ‪ ..‬قد أنزل فيك‬
‫‪.11‬الصغار ‪..‬‬
‫وف صاحبك قرآنا ‪ ..‬ث قرأ " قد سع ال قول الت‬
‫كـم هـي الواقـف التـ وقعـت لنـا فـ صـغرنا ول تزال‬
‫تادلك فـ زوجهـا وتشتكـي إل ال وال يسـمع‬
‫مطبو عة ف أذهان نا إل اليوم ‪ ..‬سواء كا نت مفر حة أو‬
‫تاورك ما إن ال سيع ب صي " إل آ خر اليات من‬
‫مزنة ‪..‬‬
‫أول سورة الجادلة ‪..‬‬
‫عُد بذاكر تك إل أيام طفول تك ‪ ..‬ستذكر ل مالة جائزة‬
‫ث قال لا ‪ e‬مُريه فليعتق رقبة ‪..‬‬
‫كر مت ب ا ف مدر ستك ‪ ..‬أو ثناء أثناه عل يك أ حد ف‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما عنده ما يعتق ‪..‬‬
‫ملس عام ‪ ..‬فهي مواقف تفر صورتا ف الذاكرة ‪ ..‬فل‬
‫قال ‪ :‬فليصم شهرين متتابعي ‪..‬‬
‫تكاد تنسى ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬وال إنه لشيخ كبي ما له من صيام ‪..‬‬
‫وإل جانـب ذلك ‪ ..‬ل نزال نتذكـر مواقـف مزنـة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فليطعم ستي مسكينا وسقا من تر ‪..‬‬
‫وقعت لنا ف طفولتنا ‪ ..‬مدرس ضربنا ‪ ..‬أو خصومة مع‬
‫قالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما ذاك عنده ‪..‬‬
‫زملء ف الدر سة ‪ ..‬أو موا قف تعرض نا في ها للها نة من‬
‫فقال ‪ : e‬فإنا سنعينه بعرق من تر ‪..‬‬
‫أ سرتنا ‪ ..‬أو تعرض ل ا أحد نا من زو جة أب يه ‪ ..‬أو ن و‬
‫قالت ‪ :‬وال يا رسول ال ‪ ..‬أنا سأعينه بعرق آخر‬
‫ذلك ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫وكـم صـار الحسـان إل الصـغار طريقا إل التأثيـ ليـس‬
‫فقال ‪ : e‬قد أصبت وأحسنت ‪ ..‬فاذهب فتصدقي‬
‫في هم ف قط ‪ ..‬بل ف آبائ هم وأهلي هم ‪ ..‬وك سب مبت هم‬ ‫(‪)13‬‬
‫به عنه ‪ ..‬ث استوصي بابن عمك خيا ‪..‬‬
‫جيعا ‪..‬‬
‫ف سبحان من وه به الل ي والتح مل مع الم يع ‪..‬‬
‫يتكرر كثيا لدرس الرحلة البتدائيـة أن يتصـل بـه أحـد‬
‫حت ف مشاكلهم الشخصية ‪ ..‬يتفاعل معهم ‪..‬‬
‫أبوي طالب صغي ويث ن عل يه وأ نه أح به لح بة ولده له‬
‫وقـد جربـت بنفسـي ‪ ..‬التعامـل بالليـ والهارات‬
‫وكثرة ذكره بال ي ‪ ..‬و قد ي عبون عن هذه الشا عر ف‬
‫العاطفيـة مـع البنـت والزوجـة ‪ ..‬وقبـل ذلك الم‬
‫لقاء عابر ‪ ..‬أو هدية أو رسالة ‪..‬‬
‫والخت ‪ ..‬فوجدت لا من التأثي الكبي ‪ ..‬ما ل‬
‫إذن ل تتقر البتسامة ف وجه الصغي ‪ ..‬وكسب قلبه ‪..‬‬
‫يتصوره إل من مارسه ‪..‬‬
‫ومارسة مهارات التعامل الرائع معه ‪..‬‬
‫فالرأة ل يكرمها إل كري ‪ ..‬ول يهينها إل لئيم ‪..‬‬
‫ألقيت يوما ماضرة عن الصلة لطلب صغار ف مدرسة‬
‫( ) رواه أحد وأبو داود ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪20‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ول أكتمك أنن أبالغ ف إكرام الصغار والفاوة بم بعض‬ ‫‪..‬‬
‫الشيـء ‪ ..‬بـل والسـتماع إل أحاديثهـم العذبـة – وإن‬ ‫فسألتهم عن حديث حول أهية الصلة ‪ ..‬فأجاب‬
‫كانـت فـ أكثـر الحيان غيـ مهمـة – بـل أزيـد الفاوة‬ ‫أحدهـم ‪ :‬قال ‪ : e‬بيـ الرجـل وبيـ الكفـر أو‬
‫ببعضهم أحيانا إكراما لوالده وكسبا لحبته ‪..‬‬ ‫الشرك ترك الصلة ‪..‬‬
‫أحـد الصـدقاء كنـت ألقاه أحيانا مـع ولده الصـغي ‪..‬‬ ‫أعجب ن جوا به ‪ ..‬و من شدة الماس نز عت ساعة‬
‫فكنت أحتفي بالصغي وألطفه ‪..‬‬ ‫يدي وأعطيته إياها ‪..‬‬
‫لقين صديقي هذا يوما ف مفل كبي ‪ ..‬فأقبل إلّ بولده‬ ‫وكانت – عموما – ساعة عادية كساعات الطبقة‬
‫ـألم‬
‫ـلم علي ‪ ..‬ثـ قال ‪ :‬ماذا فعلت بولدي ! يسـ‬
‫يسـ‬ ‫الكادحة ‪!..‬‬
‫مدرسهم قبل أيام عن أمنياتم ف الستقبل ‪ ..‬فمنهم من‬ ‫كان هذا الوقـف مشجعا لذلك الغلم ‪ ..‬أحـب‬
‫قال ‪ :‬أكون طـبيبا ‪ ..‬والخـر قال ‪ :‬أكون مهندسـا ‪..‬‬ ‫العلم أكثر ‪ ..‬وتوجه لفظ القرآن ‪ ..‬وشعر بقيمته‬
‫وولدي قال ‪ :‬أكون ممد العريفي !!‬ ‫‪..‬‬
‫ويكنك أن تلحظ أنواع الناس ف التعامل مع الصغار ‪..‬‬ ‫م ضت اليام ‪ ..‬بل ال سني ‪ ..‬ث ف أ حد ال ساجد‬
‫عندمـا يدخـل رجـل إل ملس عام ويطوف بالاضريـن‬ ‫تفاجأت أن المام هـو ذلك الغلم ‪ ..‬وقـد صـار‬
‫م صافحا ‪ ..‬وولده من خل فه يف عل كفعله ‪ ..‬ف من الناس‬ ‫شابا متخرجا من كلية الشريعة ‪ ..‬ويعمل ف سلك‬
‫من يتغافل عن الصغي ‪ ..‬ومنهم من يصافحه بطرف يده‬ ‫القضاء بأحد الحاكم ‪ ..‬ل أذكره وإنا تذكرن هو‬
‫ل يا بطل ‪..‬‬
‫‪ ..‬ومن هم من ي هز يده مبت سما مرددا ‪ :‬أه ً‬ ‫‪..‬‬
‫ك يف حالك يا شا طر ‪ ..‬فهذا الذي تنط بع مب ته ف قلب‬ ‫فانظـر كيـف انطبعـت فـ ذهنـه الحبـة والتقديـر‬
‫الصغي ‪ ..‬بل وقلب أبيه وأمه ‪..‬‬ ‫بوقف عاشه قبل سني ‪..‬‬
‫كان الرب الول ‪ e‬له أحسن التعامل مع الصغار ‪..‬‬ ‫وأذكـر أنـ دعيـت ليلة لحدى الولئم ‪ ..‬فإذا‬
‫كان لنس بن مالك أخ صغي ‪ ..‬وكان ‪ r‬يازحه ويكنيه‬ ‫شاب مشرق الوجه يسلم علي برارة ب ويذكرن‬
‫بأب عمي ‪ ..‬وكان للصغي طي صغي يلعب به ‪ ..‬فمات‬ ‫بو قف لط يف و قع له م عي ف ماضرة ألقيت ها ف‬
‫الطي ‪..‬‬ ‫مدرسته لا كان غلما صغيا ‪..‬‬
‫فكان ‪ e‬ياز حه إذا لق يه ‪ ..‬ويقول ‪ :‬يا أ با عم ي ‪ ..‬ما‬ ‫وكـم ترى مـن الناس الذيـن يسـنون التعامـل مـع‬
‫فعل النغي ؟ يعن الطائر الصغي ‪..‬‬ ‫الصـغار مـن يرج مـن السـجد ‪ ..‬فترى أبا يره‬
‫وكان يع طف على ال صغار ويلعب هم ‪ ..‬ويل عب زي نب‬ ‫ولده الصـغي بيده ليصـل إل هذا الرجـل فيسـلم‬
‫بنت أم سلمة ويقول ‪ ( :‬يا زوينب ‪ ..‬يا زوينب ‪.. ) ..‬‬ ‫عليه ويبلغه بحبة ولده له ‪..‬‬
‫وكان إذا مر بصبيان يلعبون سلم عليهم ‪..‬‬ ‫وقد يقع مثل هذا الوقف ف وليمة كبية أو عرس‬
‫وكان يزور النصـار ويُسـلم على صـبيانم ‪ ..‬ويسـح‬ ‫‪ ..‬يكثر فيه الدعوون ‪..‬‬

‫‪21‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ناقة ‪..‬‬ ‫رؤوسهم ‪..‬‬
‫وقال ‪ r‬يوما لنس مازحا ‪ ( :‬يا ذا الذني ) ‪..‬‬ ‫وعند رجوعه ‪ r‬من العركة كان يستقبله الطفال‬
‫وأقبلت إليـه امرأة يوما تشتكـي زوجهـا ‪ ..‬فقال لاـ ‪:‬‬ ‫فيكبهم معه ‪..‬‬
‫زوجك الذي ف عينه بياض ؟‬ ‫فعند عودة السلمي من مؤتة ‪..‬‬
‫ففزعت الرأة وظنت أنه زوجها عمي بصره ‪ ..‬كما قال‬ ‫أقبل اليش إل الدينة راجعا ‪..‬‬
‫ال عن يعقوب عليه السلم " وابيضت عيناه من الزن "‬ ‫فتلقاهم النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬والسلمون‬
‫أي ‪ :‬عمي ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فرجعت فزعة إل زوجها وجعلت تنظر ف عينيه ‪ ..‬وتدقق‬ ‫ولقيهم الصبيان يشتدون ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلمـا رأى ‪ r‬الصـبيان ‪ ..‬قال ‪ :‬خذوا الصـبيان‬
‫فسألا عن خبها ؟!‬ ‫فاحلوهم ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬قد قال رسول ال إن ف عينك بياض ‪..‬‬ ‫وأعطون ابن جعفر ‪..‬‬
‫فقال لاـ ‪ :‬يـا امرأة ‪ ..‬أمـا أخـبك أن بياضهـا أكثـر مـن‬ ‫فأُت بعبد ال بن جعفر فأخذه فحمله بي يديه ‪..‬‬
‫سوادها ‪..‬‬ ‫وكان ‪ r‬يتو ضأ يوما من ماء ‪ ..‬فأق بل إل يه ممود‬
‫أي أن كل أحد ف عينه بياض وسواد ‪..‬‬ ‫بن الربيع طفل عمره خس سنوات ‪ ..‬فجعل ‪ r‬ف‬
‫وكان إذا مازحه أحد تفاعل معه ‪ ..‬وضحك وتبسم ‪..‬‬ ‫فمه ماء ث مه ف وجهه يازحه ‪.. ) 14( ..‬‬
‫د خل عل يه ع مر و هو ‪ r‬غضبان على ن سائه ‪ ..‬ل ا أكثرن‬ ‫ـع الناس ‪..‬‬
‫وعموما ‪ ..‬كان ‪ r‬ضحوكا مزوحا مـ‬
‫عل يه مطالب ته بالنف قة ‪ ..‬فقال ع مر ‪ :‬يَا رَ سُولَ اللّ هِ ‪َ ..‬لوْ‬ ‫يدخل السرور إل قلوبم ‪ ..‬خفيفا على النفوس ل‬
‫ِبـ النّسـَاءَ ‪ ..‬فكنـا إذا‬
‫ْشـ ‪َ ..‬ن ْغل ُ‬
‫شرَ ُقرَي ٍ‬
‫رَأَْيتَنـا وَ ُكنّاـ َمعْ َ‬ ‫يل أحد من مالسته ‪..‬‬
‫سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها ‪..‬‬ ‫أق بل إل يه ر جل يوما ير يد دا بة لي سافر علي ها أو‬
‫ُمـ نِسـَا ُؤ ُهمْ ‪ ..‬فطفـق‬
‫ْمـ َت ْغلُِبه ْ‬
‫َفلَمّاـ قَ ِدمْنَا الْ َمدِيَنةَ ِإذَا َقو ٌ‬ ‫يغزو ‪..‬‬
‫نساؤنا يتعلمن من نسائهم ‪..‬‬ ‫فقال ‪ r‬مازحا له ‪ ( :‬إنـ حاملك على ولد ناقـة )‬
‫يعن فقويت علينا نساؤنا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫َسـمَ النّبِيّ ‪ .. r‬ثـ زاد عمـر الكلم ‪ ..‬فازداد تبسـم‬
‫فَتَب ّ‬ ‫فعجب الرجل ‪ ..‬كيف يركب على جل صغي ‪..‬‬
‫النب ‪ .. r‬تلطفا مع عمر ‪..‬‬ ‫ل يستطيع حله ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا رسول ال وما أصنع‬
‫وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه ‪..‬‬ ‫بولد الناقة ؟‬
‫إذن كان لطيف العشر ‪ ..‬أنيس الجلس ‪..‬‬ ‫فقال ‪ ( : r‬وهـل تلد البـل إل النوق ) ‪ ..‬يعنـ‬
‫فلو وطّنـا أنفسـنا على مثـل هذا التعامـل مـع الناس ‪..‬‬ ‫سأعطيك بعيا كبيا ‪ ..‬لكنه ‪ -‬قطعا ‪ -‬قد ولدته‬
‫لشعرنا بطعم الياة فعلً ‪..‬‬
‫‪ ) (14‬رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لكنه خاف أن تعلم قريش بب ثقيف معه فيجترئون عليه‬
‫أكثر ‪ ..‬فقال لم ‪:‬‬ ‫فكرة ‪..‬‬
‫إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا على ‪..‬‬ ‫الطفل طينة لينة نشكلها بسب تعاملنا معه ‪..‬‬
‫فلم يفعلوا ‪ ..‬وأغروا بـه سـفهاءهم وعـبيدهم يسـبونه‬
‫‪.12‬العبيد والماليك ‪..‬‬
‫ويصيحون به ‪..‬‬
‫يسن الدخول إل قلوبم با يناسب ‪..‬‬ ‫كان‬
‫حت اجتمع عليه الناس وألئوه إل حائط لعتبة بن ربيعة‬
‫لا توف عم النب ‪ .. r‬اشتد أذى قريش عليه ‪.. r‬‬
‫‪ ..‬وشيبة بن ربيعة ‪ ..‬وها فيه ‪..‬‬
‫فخرج ‪ r‬إل الطائف ‪ ..‬يلت مس من ثق يف الن صرة‬
‫ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه ‪..‬‬
‫والنعـة بمـ مـن قومـه ‪ ..‬ورجـا أن يقبلوا منـه مـا‬
‫فعمد ‪ r‬إل ظل حبلة من عنب فجلس فيه ‪..‬‬
‫جاءهم به من ال تعال ‪..‬‬
‫واب نا ربي عة ينظران إل يه ويريان ما يل قى من سفهاء أ هل‬
‫خرج إليهم وحده ‪..‬‬
‫الطائف ‪..‬‬
‫وصل إل الطائف ‪ ..‬وعمد إل نفر ثلثة من ثقيف‬
‫فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي تركت له رحهما‬
‫و هم سادة ثق يف وأشراف هم و هم إخوة ثل ثة ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫عبد يا ليل ‪ ..‬ومسعود ‪ ..‬وحبيب ‪ ..‬بنو عمرو بن‬
‫فدعوا غلما لمـا نصـرانيا يقال له عداس ‪ ..‬وقال ‪ :‬له‬
‫عمي ‪..‬‬
‫خذ قطفا من هذا العنب فضعه ف هذا الطبق ‪ ..‬ث اذهب‬
‫فجلس إليهـم ‪ .. r‬فدعاهـم إل ال وكلمهـم لاـ‬
‫به إل ذلك الرجل فقل له يأكل منه ‪..‬‬
‫جاءهم له من نصرته على السلم والقيام معه على‬
‫ففعـل عداس ‪ ..‬وجاء بالعنـب ‪ ..‬حتـ وضعـه بيـ يدي‬
‫من خالفه من قومه ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ r‬ث قال له ‪ :‬كل ‪..‬‬
‫فقال أحدهـم ‪ :‬هـو يرط ثياب الكعبـة إن كان ال‬
‫فمد رسول ال ‪ r‬يده إليه وقال ‪ " :‬بسم ال " ث أكل ‪..‬‬
‫أرسلك ‪..‬‬
‫نظر عداس إليه وقال ‪:‬‬
‫وقال الخر ‪ :‬أما وجد ال أحدا أرسله غيك ؟‬
‫وال إن هذا الكلم ما يقوله أهل هذه البلد ‪..‬‬
‫أما الثالث فقال – متفلسفا ‪: -‬‬
‫فقال له ‪ " : r‬ومـن أهـل أي بلد أنـت يـا عداس ؟ ومـا‬
‫وال ل أكلمـك أبدا ! لئن كنـت رسـولً مـن ال‬
‫دينك ؟ " ‪..‬‬
‫كمـا تقول لنـت أعظـم خطرا مـن أن أرد عليـك‬
‫قال ‪ :‬نصران ‪ ..‬وأنا رجل من أهل نينوى ‪..‬‬
‫الكلم ‪ ..‬ولئن ك نت تكذب على ال ما ينب غي ل‬
‫فقال ‪ " : r‬من قرية الرجل الصال يونس بن مت ؟ " ‪..‬‬
‫أن أكلمك ‪..‬‬
‫فقال عداس ‪ :‬وما يدريك ما يونس بن مت ؟‬
‫منهـم هذا الرد القبيـح ‪ ..‬قام مـن‬ ‫فلمـا سـع‬
‫فقال ‪ " : r‬ذلك أخي ‪ ..‬كان نبيا ‪ ..‬وأنا نب " ‪..‬‬
‫عندهم ‪ ..‬وقد يئس من خي ثقيف ‪..‬‬
‫فأكـب عداس على رسـول ال ‪ r‬يقبـل رأسـه ويديـه‬

‫‪23‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقال ‪ : r‬وعليكم ‪..‬‬ ‫وقدميه ‪..‬‬
‫فلم تصب عائشة لا سنعتهم ‪ ..‬فقالت ‪ :‬السام عليكم ‪..‬‬ ‫وابنا ربيعة ينظران إليهما ‪ ..‬فقال أحده ا لصاحبه‬
‫ولعنكم ال وغضب عليكم ‪..‬‬ ‫‪ :‬أما غلمك فقد أفسده عليك ‪..‬‬
‫‪ :‬مهلً يـا عائشـة ‪ ..‬عليـك بالرفـق ‪ ..‬وإياك‬ ‫فقال‬ ‫فل ما ر جع عداس ل سيده ‪ ..‬و قد بدا عل يه التأ ثر‬
‫والعنف والفحش ‪..‬‬ ‫وساع كلمه ‪..‬‬ ‫برؤية رسول ال‬
‫فقالت ‪ :‬أو ل تسمع ما قالوا ؟‬ ‫قال له سيده ‪ :‬ويلك يا عداس ! ما لك تقبل رأس‬
‫فقال ‪ :‬أو ل تسمعي ما قلت ؟! رددت عليهم فيستجاب‬ ‫هذا الرجل ويديه وقدميه ؟‬
‫ف ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬ول يستجاب لم ّ‬ ‫فقال ‪ :‬يا سيدي ما ف الرض شئ خي من هذا ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬ما الداعي إل مقابلة السباب بالسباب ! أليس ال‬ ‫لقد أخبن بأمر ما يعلمه إل نب ‪..‬‬
‫قد قال له ‪ ( :‬وأعرض عن الاهلي ) ‪..‬‬ ‫فقال سـيده ‪ :‬ويكـ يـا عداس ل يصـرفنك عـن‬
‫مع أصحابه ف غزوة ‪..‬‬ ‫وف يوم ‪ ..‬خرج‬ ‫دينك ‪ ..‬فإن دينك خي من دينه ‪..‬‬
‫فلما كانوا ف طريق عودتم ‪ ..‬نزلوا ف واد كثي الشجر‬ ‫ف هل ن ستطيع ن ن اليوم أن ن عل تعامل نا راقيا مع‬
‫‪..‬‬ ‫الميع ‪ ..‬مهما كانت طبقاتم ؟‬
‫إل‬ ‫فتفرق الصـحابة تتـ الشجـر وناموا ‪ ..‬وأقبـل‬ ‫لحة ‪..‬‬
‫شجرة فعلق سـيفه بغصـن مـن أغصـانا ‪ ..‬وفرش رداءه‬ ‫عامل البشر على أنم بشر ‪ ..‬ل على أشكالم ‪..‬‬
‫ونام ‪..‬‬ ‫أو أموالم ‪ ..‬أو وظائفهم ‪..‬‬
‫ف هذه الثناء كان رجل من الشركي يتبعهم ‪..‬‬
‫خاليا ‪ ..‬أقبـل يشـي بدوء ‪..‬‬ ‫فلمـا رأى رسـول ال‬ ‫‪.13‬مع الخالفي ‪..‬‬
‫حتـ التقـط السـيف مـن على الغصـن ‪ ..‬وصـاح بأعلى‬ ‫الكفار ‪ ..‬كان ‪ r‬يعاملهم بالعدل ‪ ..‬ويستميت ف‬
‫صوته ‪:‬‬ ‫سبيل دعوتم وإصلحهم ‪ ..‬ويتحمل أذاهم ‪..‬‬
‫يا ممد ‪ ..‬من ينعك من ؟‬ ‫ويتغا ضى عن سوئهم ‪ ..‬ك يف ل ‪ ..‬و قد قال له‬
‫ربـه ‪ ( :‬ومـا أرسـلناك إل رحةـ ) ‪ ..‬لنـ ؟!‬
‫‪ ..‬والرجـل قائم على رأسـه ‪..‬‬ ‫فاسـتيقظ رسـول ال‬ ‫للمؤمني ؟! ل ‪ ( ..‬إل رحة للعالي ) ‪..‬‬
‫والسيف صلتا ف يده ‪ ..‬يلتمع منه الوت ‪..‬‬ ‫وتأمـل حال اليهود‪ ..‬يذمونـه ويبتدئون بالعداوة ‪..‬‬
‫وحيدا ‪ ..‬ليـس عليـه إل إزار ‪ ..‬أصـحابه‬ ‫الرسـول‬ ‫ومع ذلك يرفق بم ‪..‬‬
‫متفرقون عنه ‪ ..‬نائمون ‪..‬‬ ‫و عن عائ شة قالت ‪ :‬إن اليهود مروا ببيت ال نب ‪r‬‬
‫والرجـل يعيـش نشوة القوة والنتصـار ‪ ..‬ويردد ‪ :‬مـن‬ ‫فقالوا ‪:‬‬
‫ينعك من ؟ من ينعك من ؟‬ ‫السام عليكم ( أي ‪ :‬الوت عليك ) ‪..‬‬

‫‪24‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعضها ‪..‬‬ ‫بكل ثقة ‪ :‬ال ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫قالوا ‪ :‬نعم يا أبا الوليد ‪..‬‬ ‫فانتفض الرجل وسقط السيف ‪..‬‬
‫فقام عتبة وتوجه إل رسول ال ‪.. e‬‬ ‫والتقط السيف وقال ‪ :‬من ينعك من ؟‬ ‫فقام‬
‫جالس بكل سكينة ‪..‬‬ ‫دخل عليه ‪ ..‬فإذا‬ ‫فتغي الرجل ‪ ..‬واضطرب ‪ ..‬وأخذ يسترحم النب‬
‫فلما وقف عتبة بي يديه ‪ ..‬قال ‪ :‬يا ممد ! أنت خي أم‬ ‫‪ ..‬ويقول ‪ :‬ل أحد ‪ ..‬كن خي آخذ ‪..‬‬
‫عبد ال ؟!‬ ‫‪ :‬تسلم ؟‬ ‫فقال له‬
‫فسكت رسول ال ‪ .. e‬تأدبا مع أبيه عبد ال ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ول كن ل أكون ف قوم هم حرب لك‬
‫فقال ‪ :‬أنت خي أم عبد الطلب ؟‬ ‫‪..‬‬
‫فسكت ‪ .. e‬تأدبا مع جده عبد الطلب ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأحسن إليه !!‬ ‫فعفا عنه‬
‫فقال عتبـة ‪ :‬فإن كنـت تزعـم أن هؤلء خيـ منـك فقـد‬ ‫وكان الرجـل ملكا فـ قومـه ‪ ..‬فانصـرف إليهـم‬
‫عبدوا اللة الت عِبْتَ ‪ ..‬وإن كنت تزعم أنك خي منهم‬ ‫فدعاهم إل السلم ‪ ..‬فأسلموا ‪..‬‬
‫‪ ..‬فتكلم حت نسمع قولك ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬أحسن إل الناس تستعبد قلوبم ‪..‬‬
‫بكلمة ‪ ..‬ثار عتبة وقال ‪:‬‬ ‫وقبل أن ييب النب‬ ‫بل حت مع العداء اللداء كان ‪ r‬له خلق عظيم‬
‫إ نا وال ما رأي نا سخلة قط أشأم على قو مه م نك !!‪..‬‬ ‫‪ ..‬كسب به نفوسهم ‪ ..‬وهدى قلوبم ‪ ..‬ودحر به‬
‫فرقـت جاعتنـا ‪ ..‬وشتـت أمرنـا ‪ ..‬وعبـت ديننـا ‪..‬‬ ‫كفرهم ‪..‬‬
‫وفضحت نا ف العرب ‪ ..‬ح ت ل قد طار في هم أن ف قر يش‬ ‫لاـ ظهـر ‪ e‬بدعوتـه بيـ الناس ‪ ..‬جعلت قريـش‬
‫ساحرا ‪ ..‬وأن ف قر يش كاهنا ‪ ..‬وال ما ننت ظر إل م ثل‬ ‫تاول حربه بكل سبيل ‪..‬‬
‫صيحة البلى ‪ ..‬أن يقوم بعض نا إل بعض بالسيوف ح ت‬ ‫وكان م ا بذل ته أن تشاور كبار ها ف التعا مل مع‬
‫نتفان ‪..‬‬ ‫دعوته ‪ .. e‬وتسارع الناس لليان به ‪..‬‬
‫سـاكت يسـتمع‬ ‫كان عتبـة متغيا غضبانا ‪ ..‬والنـب‬ ‫فقالوا ‪ :‬أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر‬
‫بكل أدب ‪..‬‬ ‫فليأت هذا الرجـل الذي فرق جاعتنـا ‪ ..‬وشتـت‬
‫عن الدعوة ‪..‬‬ ‫وبدأ عت بة يقدم إغراءات ليتخلى ال نب‬ ‫أمر نا ‪ ..‬وعاب دين نا ‪ ..‬فليكل مه ولين ظر ماذا يرد‬
‫فقال ‪:‬‬ ‫عليه ‪..‬‬
‫أيها الرجل إن كنت جئت بالذي جئت به لجل الال ‪..‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬ما نعلم أحدا غي عتبة بن ربيعة ‪..‬‬
‫جعنا لك حت تكون أغن قريش رجلً ‪..‬‬ ‫فقالوا ‪ :‬أنت يا أبا الوليد ‪..‬‬
‫وان كنـت إناـ بـك حـب الرئاسـة ‪ ..‬عقدنـا ألويتنـا لك‬ ‫وكان عتبة سيدا حليما ‪..‬‬
‫فكنت رأسا ما بقيت ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يـا معشـر قريـش ‪ ..‬أترون أن أقوم إل هذا‬
‫وإن كان إن ا بك الباه والرغ بة ف الن ساء ‪ ..‬فاخ تر أيّ‬ ‫فأكلمـه ‪ ..‬فأعرض عليـه أمورا لعله أن يقبـل منهـا‬

‫‪25‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وهو يستمع ‪ ..‬ويستمع ‪ ..‬والنب يتلو ‪ ..‬ويتلو ‪..‬‬ ‫نساء قريش شئت فلنوجك عشرا ‪!!..‬‬
‫حت بلغ قوله تعال ‪..‬‬ ‫وان كان هذا الذي يأت يك رئيا من ال ن تراه ‪ ..‬ل‬
‫ُمـ صـَا ِعقَ ًة مّثْلَ صـَا ِعقَ ِة عَادٍ‬
‫ِنـ َأ ْعرَضُوا َفقُلْ أَن َذرْتُك ْ‬
‫( َفإ ْ‬ ‫تسـتطيع رده عـن نفسـك ‪ ..‬طلبنـا لك الطـب ‪..‬‬
‫وَثَمُودَ ) ‪ ..‬فانتفـض عتبـة لاـ سـع التهديـد بالعذاب ‪..‬‬ ‫وبذلنا فيه أموالنا حت نبئك منه ‪ ..‬فإنه ربا غلب‬
‫وقفـز ووضـع يديـه على فـم رسـول ال ‪ .. e‬ليوقـف‬ ‫التابع على الرجل حت يتداوى منه ‪..‬‬
‫القراءة ‪..‬‬ ‫ومضـى عتبـة يتكلم بذا السـلوب السـيء مـع‬
‫فا ستمر ‪ e‬يتلو اليات ‪ ..‬ح ت انت هى إل ال ية ال ت في ها‬ ‫رسـول ال ‪ .. e‬ويعرض عليـه عروضا ويغريـه ‪..‬‬
‫سجدة التلوة ‪ ..‬فسجد ‪..‬‬ ‫والنب عليه الصلة والسلم ينصت إليه بكل هدوء‬
‫ث رفع رأسه من سجوده ‪ ..‬ونظر إل عتبة وقال ‪ :‬سعت‬ ‫‪..‬‬
‫يا أبا الوليد ؟‬ ‫وانتهــت العروض ‪ ..‬ملك ‪ ..‬مال ‪ ..‬نســاء ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫علج من جنون !!‬
‫قال ‪ :‬فأنت وذاك ‪..‬‬ ‫سكت عتبة ‪ ..‬وهدأ ‪ ..‬ينتظر الواب ‪..‬‬
‫فقام عتبة يشي إل أصحابه ‪ ..‬وهم ينتظرونه متشوقي ‪..‬‬ ‫فر فع ال نب عل يه ال صلة وال سلم ب صره إل يه وقال‬
‫فل ما أق بل علي هم ‪ ..‬قال بعض هم لب عض ‪ :‬نلف بال ل قد‬ ‫بكل هدووووء ‪:‬‬
‫جاءكم أبو الوليد بغي الوجه الذي ذهب به ‪..‬‬ ‫أفرغت يا أبا الوليد ؟‬
‫فلما جلس إليهم ‪ ..‬قالوا ‪ :‬ما وراءك يا أبا الوليد ؟‬ ‫ل يستغرب عتبة هذا الدب من الصادق المي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ورائي أ ن وال سعت قولً ما سعت مثله قط ‪..‬‬ ‫بل قال باختصار ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫وال ما هو بالشعر ‪ ..‬ول السحر ‪ ..‬ول الكهانة ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬فاسع من ‪..‬‬
‫يا معشر قريش ‪ :‬أطيعون واجعلوها ب ‪ ..‬خلوا بي هذا‬ ‫قال ‪ :‬أفعل ‪..‬‬
‫الرجل وبي ما هو فيه ‪ ..‬فوال ليكونن لقوله الذي سعت‬ ‫فقال ‪ : e‬ب سم ال الرح ن الرح يم " حم * َتنِيلٌ‬
‫منه نبأ عظيم ‪..‬‬ ‫ص َلتْ آيَاتُ ُه قُرْآنًا‬
‫مّ نَ الرّحْمَ ِن الرّحِي مِ * كِتَا بٌ فُ ّ‬
‫يا قوم !! قرأ ب سم ال الرح ن الرح يم " حم * تن يل من‬ ‫َعرَِبيّا ّل َقوْمٍ َي ْعلَمُونَ * بَشِيًا وََنذِيرًا َفأَ ْعرَضَ أَكَْث ُرهُمْ‬
‫الرحن الرح يم " ح ت بلغ ‪ " :‬ف قل أنذرت كم صاعقة مثل‬ ‫َف ُهمْ لَا يَسْ َمعُونَ ‪.. ) ..‬‬
‫صاعقة عاد وثود " فأم سكته بف يه ‪ ..‬وناشد ته الر حم أن‬ ‫ومضى النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬يتلوا اليات‬
‫ي كف ‪ ..‬و قد علم تم أن ممدا إذا قال شيئا ل يكذب ‪..‬‬ ‫وعتبة يستمع ‪..‬‬
‫فخفت أن ينل بكم العذاب ‪..‬‬ ‫وفجأة جلس عت بة على الرض ‪ ..‬ث اه تز ج سمه‬
‫ل متفكرا ‪ ..‬وقومه واجون يدون‬
‫ث سكت أبو الوليد قلي ً‬ ‫‪..‬‬
‫النظر إليه ‪..‬‬ ‫فألقى يديه خلف ظهره ‪ ..‬واتكأ عليهما ‪..‬‬

‫‪26‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫السماء ‪!!..‬‬ ‫ـه لطلوة‬
‫فقال ‪ :‬وال إن لقوله للوة ‪ ..‬وإن عليـ‬
‫قال ‪ :‬فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك ؟‬ ‫‪ ..‬وإن أعله لث مر ‪ ..‬وإن أ سفله لغدق ‪ ..‬وإ نه‬
‫قال ‪ :‬الذي ف السماء ‪..‬‬ ‫ليعلو وما يعلى عليه ‪ ..‬وإنه ليحطم ما تته ‪ ..‬وما‬
‫بكـل لطـف ‪ :‬يـا حصـي أمـا إنـك لو أسـلمت‬ ‫فقال‬ ‫يقول هذا بشر ‪ ..‬وما يقول هذا بشر ‪..‬‬
‫علمتك كلمتي ينفعانك ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬هذا شعر يا أبا الوليد ‪ ..‬شعر ‪..‬‬
‫فما كان من حصي إل أن أسلم ف مكانه فورا ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬وال مـا رجـل أعلم بالشعار منـ ‪ ..‬ول‬
‫ث قال ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬علم ن الكلمت ي اللت ي وعدت ن‬ ‫أعلم برجزه ول بقصـيده منـ ‪ ..‬ول بأشعار النـ‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬وال ما يشبه هذا الذي يقول شيئا من هذا ‪..‬‬
‫‪ :‬قل ‪ :‬الل هم ألم ن رشدي ‪ ..‬وأعذ ن من شر‬ ‫فقال‬ ‫‪..‬‬ ‫ومضى عتبة يناقش قومه ف أمر رسول ال‬
‫نفسي ‪..‬‬ ‫صحيح أن عتبة ل يدخل ف السلم ‪ ..‬لكن نفسه‬
‫آآآه ما أروع هذا التعامل الراقي ! وشدة تأثيه ف الناس‬ ‫لنت للدين ‪..‬‬
‫عند مالطتهم ‪..‬‬ ‫فتأمل كيف أثر هذا اللق الرفيع ‪ ..‬ومهارة حسن‬
‫وهذا التعامـل السـلمي الدعوي يفيـد فـ دعوة الكفار‬ ‫الستماع ف عتبة مع أنه من أشد العداء ‪..‬‬
‫وجذبم إل الي ‪..‬‬ ‫وف يوم آخر ‪..‬‬
‫سافر أ حد الشباب للدرا سة ف ألان يا ف سكن ف ش قة ‪..‬‬ ‫تتمع قريش ‪ ..‬فينتدبون حصي بن النذر الزاعي‬
‫وكان يسكن أمامه شاب ألان ‪ ،‬ليس بينهما علقة ‪ ،‬لكنه‬ ‫‪ ..‬وهو أبو الصحاب الليل عمران بن حصي ‪..‬‬
‫جاره ‪..‬‬ ‫ينتبونه لنقاش النب عليه الصلة والسلم ورده عن‬
‫سـافر اللانـ فجأة ‪ ..‬وكان موزع الرائد يضـع الريدة‬ ‫دعوته ‪..‬‬
‫كـل يوم عنـد بابـه ‪ ..‬انتبـه صـاحبنا إل كثرة الرائد ‪..‬‬ ‫يدخل أبو عمران على النب ‪ e‬وحوله أصحابه ‪..‬‬
‫سأل عن جاره ‪ ..‬فعلم أنه مسافر ‪..‬‬ ‫فيدد عليه ما تردده قريش دوما ‪ ..‬فرقت جاعتنا‬
‫لَــمّ الرائد ووضعهـا فـ درج خاص ‪ ..‬وصـار يمعهـا‬ ‫‪ ..‬شتت شلنا ‪ ..‬والنب ‪ e‬ينصت بلطف ‪..‬‬
‫كل يوم ويرتبها ‪..‬‬ ‫حت إذا انتهى ‪ ..‬قال له ‪ e‬بكل أدب ‪..‬‬
‫لا رجع صاحبه بعد شهرين أو ثلثة ‪ ..‬سلم عليه وهنأه‬ ‫أفرغت يا أبا عمران ‪..‬‬
‫ب سلمة الرجوع ‪ ..‬ث ناوله الرائد ‪..‬وقال له ‪ :‬خش يت‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫أنك متابع لقال ‪ ..‬أو مشترك ف مسابقة ‪ ..‬فأردت أن ل‬ ‫قال ‪ :‬فأجبن عما أسألك عنه ‪..‬‬
‫يفوتك ذلك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬قل ‪ ..‬أسع ‪..‬‬
‫نظر الار إليه متعجبا من هذا الرص ‪ ..‬فقال ‪ :‬هل تريد‬ ‫‪ :‬يا أبا عمران ‪ ..‬كم إلا تعبد اليوم ؟‬ ‫فقال‬
‫أجرا أو مكافأة على هذا ؟‬ ‫قال ‪ :‬سـبعة ‪ !!..‬سـتة فـ الرض ‪ ..‬وواحدا فـ‬

‫‪27‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال ‪:‬‬ ‫قال صاحبنا ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن ديننا يأمرنا بالحسان إل‬
‫من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ‪..‬‬ ‫الار ‪ ..‬وأنـت جار فل بـد مـن‬
‫وف يوم آخر ‪ ..‬رأى ‪ r‬قرية نل قد أحرقت ‪..‬‬ ‫الحسان إليك‬
‫فقال ‪ :‬من أحرق هذه ؟‬ ‫ثـ مـا زال صـاحبنا مسـنا إل ذلك الار ‪ ..‬حتـ‬
‫قال بعض أصحابه ‪ :‬أنا ‪..‬‬ ‫دخل ف السلم ‪..‬‬
‫فغضب وقال ‪ :‬ل ينبغي أن يُعذب بالنار إل رب النار ‪..‬‬ ‫هذه وال هـي التعـة القيقيـة بالياة ‪ ..‬أن تشعـر‬
‫وكان ‪ r‬من رأفته ‪ ..‬أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة ‪..‬‬ ‫أ نك ر قم على اليم ي ‪ ..‬تتع بد ل ب كل ش يء ح ت‬
‫أصغى لا الناء ‪ ..‬فتشرب ‪ ..‬ث يتوضأ بفضلها ‪..‬‬ ‫بأخلقك ‪..‬‬
‫وم ّر ‪ r‬يوما على رجـل ملقيا شاة على الرض ‪ ..‬وقـد‬ ‫وكم ص ّد أعدادا كبية من الكفار عن الدخول ف‬
‫وضع رجله على صفحة عنقها مسكا لا ليذبها ‪ ..‬وهو‬ ‫السـلم تعاملت فريـق مـن السـلمي معهـم ‪..‬‬
‫يد شفرته ‪ ..‬وهي تلحظ إليه ببصرها ‪..‬‬ ‫فيظلمونمــ عمالً ‪ ..‬ويغشونمــ متســوقي ‪..‬‬
‫فغضب ‪ r‬لا رآه ‪ ..‬وقال ‪ :‬أتريد أن تيتها موتتي ؟ هل‬ ‫ويؤذونم جيانا ‪..‬‬
‫حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟‬ ‫فهلمّ نبدأ من جديد معهم ‪..‬‬
‫ومر يوما برجلي يتحدثان ‪ ..‬وقد ركب كل منهما على‬
‫بعيه ‪..‬‬ ‫إضاءة ‪..‬‬
‫فلمـا رآهاـ رحـم البعييـن ‪ ..‬ونىـ أن تتخـذ الدواب‬ ‫خي الداعي من يدعو بأفعاله قبل أقواله ‪..‬‬
‫كراسي ‪ ..‬يعن ل تركب البعي إل وقت الاجة فقط ‪..‬‬
‫‪.14‬اليوانات !!‬
‫فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح ‪..‬‬
‫مـن صـارت الهارات السـنة ديدنـه ‪ ..‬تولت إل‬
‫ونى ‪ r‬عن وسم الدابة ف الوجه ‪..‬‬
‫طبع يالط دمه وعقله ‪ ..‬ل ينفك عنه أبدا ‪..‬‬
‫ومن أطرف ما ذكر ‪..‬‬
‫فتجده دائما لينا هينا رفيقا متحملً عطوفا ‪ ..‬مـع‬
‫أنه كان للنب ‪ r‬ناقة تسمى العضباء ‪..‬‬
‫كل أحد ‪ ..‬حت مع اليوانات ‪ ..‬والمادات ‪..‬‬
‫ثـ إن نفرا مـن الشركيـ أغاروا على إب ٍل للمسـلمي ‪..‬‬
‫كان رسـول ال ‪ r‬فـ سـفر ‪ ..‬فانطلق ليقضـي‬
‫كانت ترعى ف أطراف الدينة ‪..‬‬
‫حاجته ‪..‬‬
‫فذهبوا با ‪ ..‬وكانت العضباء فيها ‪..‬‬
‫فرأى ب عض ال صحابة حُمرة مع ها فرخان ‪ ..‬فأ خذ‬
‫وأسروا امرأة من السلمي ‪ ..‬واستاقوها معهم ‪..‬‬
‫بعضهم فرخيها ‪ ..‬فجاءت المرة ‪..‬‬
‫وهرب الشركون ‪ ..‬بالرأة والبل ‪..‬‬
‫فجعلت توم حولم وترفرف بناحيها ‪..‬‬
‫وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريـق ‪ ..‬أطلقوا البـل ترعـى‬
‫ورآهـا ‪ ..‬التفـت إل أصـحابه‬ ‫فلمـا جاء النـب‬
‫حولم ‪..‬‬

‫‪28‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإن ل غلما نارا ‪..‬‬ ‫فنلوا من ًل فناموا ‪ ..‬فقامـت الرأة بالليـل لتهرب‬
‫قال ‪ :‬إن شئت ‪..‬‬ ‫منهم ‪..‬‬
‫فعملت له النب ‪..‬‬ ‫فأقبلت إل ال بل لتركب إحداها ‪ ..‬فجعلت كلما‬
‫فلمـا كان يوم المعـة ‪ ..‬صـعد ال نب ‪ r‬على النـب الذي‬ ‫أ تت على بع ي ر غا بأعلى صوته ‪ ..‬فتتر كه خوفا‬
‫صنع له ‪..‬‬ ‫من استيقاظهم ‪..‬‬
‫فل ما ق عد ‪ r‬على ذلك ال نب ‪ ..‬خار الذع كخوار الثور‬ ‫وجعلت تر على البل واحدا واحدا ‪..‬‬
‫‪ ..‬وصـاحت النخلة ‪ ..‬حتـ كادت أن تنشـق ‪ ..‬وارتـج‬ ‫حت أتت على العضباء ‪ ..‬فحركتها فإذا ناقة ذلول‬
‫السجد ‪..‬‬ ‫مرسة ‪ ..‬فركبتها الرأة ‪ ..‬ث وجهتها نو الدينة ‪..‬‬
‫فنل النب ‪ r‬فضم الذع إليه ‪ ..‬فجعلت النخلة تئن أني‬ ‫فانطلقـت العضباء مسـرعة ‪ ..‬فلمـا شعرت الرأة‬
‫الصب الذي يُسكّت حت استقرت ‪..‬‬ ‫بالنجاة ‪ ..‬اشتد فرحها ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬
‫ث قال ‪ ( : r‬أ ما و الذي ن فس م مد بيده ‪ ..‬لو ل ألتز مه‬ ‫اللهـم إن لك علي ّ نذرا ‪ ..‬إن أنيتنـ عليهـا أن‬
‫لا زال هكذا إل يوم القيامة ‪.. ) ..‬‬ ‫أنرها ‪!!..‬‬
‫و صلت الرأة إل الدي نة ‪ ..‬فعرف الناس نا قة ال نب‬
‫إشارة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ـح الجال له‬
‫ـن ذلك ل يفتـ‬
‫ـان ‪ ..‬لكـ‬
‫ال كرّم النسـ‬ ‫‪..‬‬ ‫نزلت لرأة ف بيتها ومضوا بالناقة إل النب‬
‫لضطهاد بقية الخلوقات ‪..‬‬ ‫فجاءت الرأة تطلب الناقة لتنحرها !!‬
‫‪ :‬بئس ما جزيتيها ‪ ..‬أو بئس ما جزتا ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫‪ 100.15‬طريقة لكسب قلوب الناس‬
‫إن أناها ال عليها لتنحرنا !!‬
‫كل صاحب هم يتفنن ف صيد ما يريد ‪..‬‬
‫ث قال ‪ " : r‬ل وفاء لنذر ف معصية ال ول فيما‬
‫عا شق الال يتف نن ف ج عه وتنمي ته ‪ ..‬ويرص على تعلم‬
‫ل يلك ابن آدم " ‪.‬‬
‫مهارات التجارة والربح ‪..‬‬
‫فلماذا ل تول مهاراتـك فـ التعامـل – كالرفـق‬
‫القنوات الفضائية تتفنن ف اصطياد الناس بتنويع البامج‬
‫والبشـر والكرم – إل سـجية تلزمـك على جيـع‬
‫واختيار ال ساليب التجددة ‪ ..‬وتدر يب مقد مي البا مج‬
‫أحوالك ‪ ..‬مـع كـل شيـء تتعامـل معـه ‪ ..‬حتـ‬
‫على مهارات تذب الناس لتابعتها ‪..‬‬
‫المادات والشجار ‪!!..‬‬
‫و قل م ثل ذلك ف و سائل العلم القروءة ‪ ..‬وال سموعة‬
‫كان النـب ‪ r‬يقوم يوم المعـة ‪ ..‬فيسـند ظهره إل‬
‫‪..‬‬
‫جذع منصـوب فـ السـجد فيخطـب الناس ‪..‬‬
‫ومثله مروجـو البضائع الختلفـة سـواء كانـت حللً أم‬
‫فقالت امرأة من النصار ‪:‬‬
‫حراما ‪..‬‬
‫يا ر سول ال ‪ ..‬أل أج عل لك شيئا تق عد عل يه ‪..‬‬

‫‪29‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالمال ول بالوظيفـة ‪ ..‬وإناـ تكسـب بأقـل مـن ذلك‬ ‫كلهم يرصون على إتقان الهارات الت تفيدهم ف‬
‫وأسهل ‪ ..‬ومع ذلك فقليل من يستطيع كسبها ‪..‬‬ ‫مالم الذي يبونه ‪..‬‬
‫أذ كر أن أ حد طل ب ف الكل ية أ صيب برض نف سي ‪..‬‬ ‫وك سب القلوب فن من الفنون له طر قه وأ ساليبه‬
‫كان نوعا صعبا من الكتئاب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫كان والده ضابطا يشغـل منصـبا عاليا ‪ ..‬جاء مرارا إل‬ ‫ل ‪..‬‬
‫هـب أنـك دخلت ملسـا فيـه أربعون رج ً‬
‫الكلية وقابلن وتعاونّا على علج ابنه ‪..‬‬ ‫فمررت بالناس تصافحهم ‪..‬‬
‫ك نت أذ هب إل بيت هم أحيانا فأراه ق صرا منيفا ‪ ..‬وأرى‬ ‫فالول مددت يدك إل يه م سلما فناولك طرف يده‬
‫ـه مكانا‬
‫ملس الب مليئا بالضيوف ‪ ..‬ل تكاد تد ـ فيـ‬ ‫ل ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقال ببود ‪ :‬أهلً ‪ ..‬أه ً‬
‫فارغا ‪..‬‬ ‫والثانـ كان مشغولً بديـث جانـب ‪ ..‬ففاجأتـه‬
‫كنت أعجب من مبة الناس لذا الرجل وإقبالم عليه ‪..‬‬ ‫بالسـلم ‪ ..‬فرد بـبود أيضا وصـافحك دون أن‬
‫مضت سنوات وتقاعد الب من منصبه ‪..‬‬ ‫ينظر إليك ‪..‬‬
‫فذهبـت إليـه زائرا ‪ ..‬دخلت القصـر ‪ ..‬ثـ دلفـت إل‬ ‫والثالث كان يتحدث باتفه ‪ ..‬فمد يده إليك دون‬
‫الجلس وفيه أكثر من خسي كرسيا ‪ ..‬فلم أر ف الجلس‬ ‫أن يتلفـظ بكلمـة ترحيـب ‪ ..‬أو يبدي لك أي‬
‫إل الرجـل يتابـع برناما فـ التلفاز ‪ ..‬وخادما يدمـه‬ ‫اهتمام ‪..‬‬
‫بالقهوة والشاي ‪ ..‬جلست معه قليلً ‪..‬‬ ‫أ ما الرا بع ‪ ..‬فل ما رآك مقبلً قام م ستعدا لل سلم‬
‫فل ما خر جت جعلت أتذ كر حاله ل ا كان ف وظيف ته ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فلما التقت عينك بعينه ابتسم وأظهر البشاشة‬
‫وحاله الن ‪ ..‬ما الذي كان يمع الناس فيما مضى ؟‬ ‫بلقياك ‪..‬‬
‫ما الذي كان يعلهم يلتمون عليه مؤانسي متحببي ؟!‬ ‫وصافحك برارة ‪ ..‬واحتفى بقدومك ‪ ..‬وأنت ل‬
‫أدركت عندها أن الرجل ل يكسب الناس بأخلقه ولطفه‬ ‫تعرفه ول يعرفك !!‬
‫وح سن تعامله ‪ ..‬وإناـ ك سبهم بن صبه ووجاه ته و سعة‬ ‫ث أكملت سلمك على الناس ‪ ..‬وجلست ‪..‬‬
‫علقاته ‪..‬‬ ‫بال عل يك ! أل تش عر أن قل بك ينجذب ن و ذلك‬
‫فلما زال النصب زالت معه الحبة ‪..‬‬ ‫الشخص ؟‬
‫فخـذ مـن صـاحبنا درسـا ‪ ..‬وتعامـل مـع الناس بهارات‬ ‫بلى ‪ ..‬ينجذب إليه ‪ ..‬وأنت ل تعرفه ‪ ..‬ول تدري‬
‫تعلهم يبونك لشخصك ‪ ..‬يبون أحاديثك وابتسامتك‬ ‫عـن اسـه ‪ ..‬ول تعلم وظيفتـه ول مركزه ‪ ..‬ومـع‬
‫ورف قك وح سن معشرك ‪ ..‬يبون تغاض يك عن أخطائ هم‬ ‫ذلك اسـتطاع أن يسـلب قلبـك ‪ ..‬ل باله ‪ ..‬ول‬
‫‪ ..‬ووقوفك معهم ف مصائبهم ‪..‬‬ ‫بنصبه ‪ ..‬ول بسبه ونسبه ‪ ..‬وإنا بهارات تعامله‬
‫ل تعل قلوبم معلقة بكرسيك وجيبك !!‬ ‫‪..‬‬
‫الذي يوفـر لولده وزوجتـه الال والطعام والشراب ل‬ ‫ـــب بالقوة ول بالال ول‬
‫إذن القلوب ل تكسـ‬

‫‪30‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القلوب ‪..‬‬ ‫يكسب قلوبم ‪ ..‬وإنا كسب بطونم ‪..‬‬
‫والذي يغدق على أهله الموال ‪ ..‬مع سوء التعامل‬
‫قرار ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل يكسب قلوبم ‪ ..‬إنا كسب جيوبم ‪..‬‬
‫قدرتنـا على أسـر قلوب الخريـن ‪ ..‬وكسـب مبتهـم‬ ‫لذلك ل ت ستغرب إذا وجدت شابا ت قع له مشكلة‬
‫الصادقة ‪ ..‬تنحنا جانبا كبيا من التعة بالياة ‪..‬‬ ‫فيشكوهـا إل صـديق أو إمام مسـجد أو مدرس ‪..‬‬
‫ويترك أباه ‪ ..‬لن الب ل يكسب قلبه ‪ ..‬ول يطم‬
‫‪.16‬أحسن النية‪ ..‬لوجه ال ‪..‬‬
‫ال سوار بينه ما ‪ ..‬بين ما ك سب هذا القلب مدرس‬
‫جعلت أتأمل أ ساليب تعامل بعض الشخاص ‪ ..‬وع شت‬
‫أو صديق ‪ ..‬وربا كسبه عدو حاقد !!‬
‫معهم سني ‪ ..‬ل أذكر أن رأيت منهم ابتسامة ‪ ..‬بل ول‬
‫وأمر آخر مهم ‪..‬‬
‫ح ت ماملة بض حك على طر فة ‪ ..‬أو تفا عل مع متحدث‬
‫أل تلحـظ معـي أن بعـض الناس إذا دخـل ملسـا‬
‫‪ ..‬كنت أظن أنم نشئوا هكذا ول يستطيعون غيه ‪..‬‬
‫مزدحا ‪ ..‬وجعل يتلفت باحثا عن مكان يلس فيه‬
‫ث تفاجأت برؤيتهم ف مواطن معينة ‪ ..‬ومع بعض الناس‬
‫‪ ..‬رأيـت الالسـي يتسـابقون عليـه كـل يناديـه‬
‫ـنون‬
‫ـحاب النفوذ تديدا – يسـ‬
‫ـن الغنياء وأصـ‬
‫– مـ‬
‫ليجلس بانبه !‪ ..‬لاذا؟‬
‫الضحك والتلطف ‪..‬‬
‫هل دعيت يوما إل عشاء ‪ ..‬وكان بنظام ( البوفيه‬
‫فأدركـت أنمـ مـا يفعلون ذلك إل لصـلحة ‪ ..‬فيفوتمـ‬
‫الفتوح ) ‪ ..‬بيث إن كل شخص يأخذ طعامه ف‬
‫بذلك أجر عظيم ‪..‬‬
‫طبـق ويلس على إحدى الطاولت الدائريـة ‪ ..‬أل‬
‫إذن الؤمن يتع بد ل تعال بأخلقه ومهارات تعامله ‪ ..‬مع‬
‫تر بعض الناس ما إن يل طبقه بالطعام حت يتهافت‬
‫ج يع الناس ‪ ..‬ل ل جل من صب أو مال ‪ ..‬ول ل جل أن‬
‫عدد من الناس يشيون إل يه بوجود مكان فارغ ‪..‬‬
‫يدحـه الناس ‪ ..‬ول لجـل أن يزوج أو يسـلف مالً ‪..‬‬
‫ليجلس معهم ‪..‬‬
‫وإنا ليحبه ال ويببه إل خلقه ‪..‬‬
‫بين ما آ خر يل طب قه بالطعام ‪ ..‬ويتل فت ول أ حد‬
‫نعـم ‪ ..‬مـن اعتـب حسـن اللق عبادة ‪ ..‬صـار يتعامـل‬
‫يناديه أو يقبل عليه ‪ ..‬حت تسوقه قدماه إل إحدى‬
‫بأحسن الهارات مع الغن والفقي ‪ ..‬والدير والفراش ‪..‬‬
‫الطاولت ‪..‬‬
‫لو مررت يوما بعامل مسكي يكنس الشارع ‪ ..‬ومد يده‬
‫لاذا حرص الناس على الول دون الثان ‪..‬‬
‫إليك ؟ ودخلت يوما آخر على مسئول كبي فمد يده ‪..‬‬
‫أل تش عر أن ب عض الناس تق بل عل يه القلوب أين ما‬
‫هـل هاـ متسـاويان ؟ فـ احتفائك بمـا ‪ ..‬وتبسـمك‬
‫كان ‪ ..‬وكأن ف يده مغناطيس يذبا به جذبا !!‬
‫وبشاشتك ؟‬
‫ـب‬
‫ـا كسـ‬
‫ـتطاع هؤلء جيعـ‬
‫ـف اسـ‬
‫عجبا ! كيـ‬
‫ل أدري !!‬
‫الناس ؟!‬
‫أمـا رسـول ال ‪ e‬فكانـا عنده متسـاويي فـ الحتفاء‬
‫إن ا طرق ذك ية ي ستطيع ب ا الش خص أن ي صيد ب ا‬

‫‪31‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومن حسن خلقه ربح ف الدارين ‪ ..‬وإن شئت فانظر إل‬ ‫والنصح والشفقة ‪..‬‬
‫أم سلمة ‪.. t‬‬ ‫وما يدريك لعل من تزدريه وتتكب عليه يكون عند‬
‫و قد جل ست مع ر سول ال ‪ .. r‬فتذكرت الخرة و ما‬ ‫ال خيا مـن ملء الرض مـن مثـل الذي تكرمـه‬
‫أعد ال فيها ‪..‬‬ ‫وتقبل عليه ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬الرأة يكون لا زوجان ف الدنيا‬ ‫قال ( إن من أحبكم إل وأقربكم من ملسا يوم‬
‫‪ ..‬فإذا ماتت ‪ ..‬وماتا ‪..‬‬ ‫القيامة أحاسنكم أخلقا ) (‪.. )15‬‬
‫فإذا ماتت وماتا ودخلوا جيعا إل النة ‪ ..‬فلمن تكون ؟‬ ‫وقال لل شج بن ع بد ق يس ‪ ( :‬إن ف يك ل صلتي‬
‫فماذا قال ؟ تكون لطول ما قياما ؟ أم لكثره ا صياما ؟‬ ‫يبهما ال ورسوله ) ‪..‬‬
‫أم لوسعهما علما ؟ كل ‪..‬‬ ‫فما ها الصلتان ‪ :‬قيام الليل ! صيام النهار ؟ ‪..‬‬
‫وإنا قال ‪ :‬تكون لحسنهما خلقا ‪..‬‬ ‫استبشر الشج ‪ .. t‬وقال ‪ :‬ما ها يا رسول ال ؟‬
‫فعج بت أم سلمة ‪ ..‬فل ما رأى دهشت ها قال عل يه الصلة‬ ‫فقال عليه الصلة والسلم ( اللم ‪ ..‬والناة ) ‪..‬‬
‫(‪)16‬‬
‫والسلم ‪:‬‬
‫ياااا أم سلمة ‪ ..‬ذهب حسن اللق بيي الدنيا والخرة‬ ‫وسئل ‪ r‬عن الب ؟‪ ..‬فقال ‪ ( :‬الب حسن اللق )‬
‫‪..‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫‪..‬‬
‫نعم ذهب بيي الدنيا والخرة ‪..‬‬ ‫وسـئل عـن أكثـر مـا يدخـل الناس النـة فقال ‪:‬‬
‫أما خي الدنيا فهو ما يكون له من مبة ف قلوب اللق ‪..‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫( تقوى ال وحسن اللق ) ‪..‬‬
‫وأما خي الخرة فهو ما يكون له من الجر العظيم ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( : r‬أكمـل الؤمنيـ إيانا أحاسـنهم أخلقا‬
‫ومه ما أك ثر الن سان من العمال ال صالات ‪ ..‬فإن ا قد‬ ‫الوطؤون أكنافا الذيـن يألفون ويؤلفون ول خيـ‬
‫تفسد عليه إذا كان سيء اللق ‪..‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫فيمن ل يألف ول يؤلف ) ‪..‬‬
‫ذُكر للنب ‪ r‬حالُ امرأة ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬مـا شيـء أثقـل فـ اليزان مـن حسـن‬
‫وذ كر له أن ا ت صلي وت صوم وتت صدق وتف عل ‪ ..‬لكن ها‬ ‫(‪)20‬‬
‫اللق ) ‪..‬‬
‫تؤذي جيانا بلسانا ‪ (..‬يعن سيئة اللق ) ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( : r‬إن الرجـل ليبلغ بسـن خلقـه درجـة‬
‫فقال ‪ ( : r‬هي ف النار ) ‪..‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫قائم الليل وصائم النهار ) ‪..‬‬
‫وقد كان النب ‪ r‬السوة السنة ‪..‬‬ ‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪15‬‬

‫ف كل خلق ح يد ‪ ..‬كان أكر مَ الناس ‪ ..‬وأشجعَ هم ‪..‬‬ ‫( ) رواه أحمد‬ ‫‪16‬‬

‫وأحلمَهم ‪..‬‬ ‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪17‬‬

‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪18‬‬

‫كان أش ّد حيا ًء من العذراء ف خدرها ‪..‬‬ ‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪19‬‬

‫كان أمينا صادقا ‪ ..‬يش هد له الكفار بذلك ق بل الؤمن ي‬ ‫( ) رواه البخاري في الدب المفرد‬ ‫‪20‬‬

‫( ) رواه الترمذي‬ ‫‪21‬‬

‫‪32‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويوما يدعو الكافرين ‪..‬‬ ‫‪ ..‬والفساقُ قبل الصالي ‪..‬‬
‫حت كبت سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬ووصفت عائشة حاله‬ ‫حت قالت خدية ‪ t‬أول ما نزل عليه الوحي ‪ ..‬لا‬
‫فقالت ‪:‬‬ ‫رأت تغي حاله ‪ ..‬قالت ‪:‬‬
‫كان أكثرُ صــلة النــب ‪ r‬بعدمــا كــب جالســا‬ ‫وال ل يزيك ال أبدا ‪ ( ..‬لـــاذا ؟؟ ) ‪..‬‬
‫( لـــاذا ؟؟ ) ‪..‬‬ ‫إنك لتصل الرحم ‪..‬‬
‫بعدما حطمه الناس ‪ ..‬نعم ‪ ..‬حطمه الناس ‪..‬‬ ‫وتمل الكل ‪..‬‬
‫*** تعبـت فـ مرادهـا‬ ‫وإذا كانـت النفوس كبارا‬ ‫وتكسب العدوم ‪..‬‬
‫الجسام‬ ‫وتقري الضيف ‪..‬‬
‫بل بلغ من حرصه ‪ r‬على اللق السن ‪ ..‬أنه كان يدعو‬ ‫وتعي على نوائب الق ‪..‬‬
‫ال فيقول – ( اللهم كما أحسنت َخلْقي فأحسن خُلقي )‬ ‫وتصدق الديث ‪..‬‬
‫(‪.. )22‬‬ ‫وتؤدي المانة ‪..‬‬
‫وكان يقول ‪ ( :‬اللهـم أهدنـ لحسـن الخلق ل يهدي‬ ‫بل أث ن ال عل يه ثناء نتلوه إل يوم القيا مة ‪ ..‬فقال‬
‫لح سنها إل أ نت‪ ،‬وأ صرف ع ن سيئها ل ي صرف ع ن‬ ‫‪ ( :‬وإنك لعلى خلق عظيم ) ‪..‬‬
‫(‪)23‬‬
‫سيئها إل أنت )‬ ‫وكان ‪ r‬خلقَه القرآن ‪..‬‬
‫فنحن نتاج إل أن نقتدي به ‪ r‬ف أخلقه ‪..‬‬ ‫نعـم خلقـه القرآن ‪ ..‬فإذا قرأ ( وأحسـنوا إن ال‬
‫مع السلمي لكسبهم ودعوتم ‪..‬‬ ‫يب الحسني ) ‪ ..‬أحسن ‪ ..‬نعم أحسن إل الكبي‬
‫بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة السلم ‪..‬‬ ‫والصـغي ‪ ..‬والغنـ والفقيـ ‪ ..‬إل شرفاء الناس‬
‫ووضعائهم ‪ ..‬وكبارهم وصغارهم ‪..‬‬
‫إشارة ‪..‬‬ ‫َاصـفَحُوا ) ‪ ..‬عفـا‬
‫وإذا سـع قول ال ‪ ( :‬فَا ْعفُوا و ْ‬
‫أحسـن النيـة ‪ ..‬لتكون مهارات تعاملك مـع الخريـن‬ ‫وصفح ‪..‬‬
‫عبادة تتقرب با إل ال ‪..‬‬ ‫وإذا تل ‪ ( :‬وقولوا للناس حســــنا ) ‪ ..‬تكلم‬
‫بأحسن الكلم ‪..‬‬
‫‪.17‬استعمل الطّعم الناسب !!‬
‫فمادام أنه ‪ r‬قدوتنا ‪ ..‬ومنهجه منهجُنا ‪..‬‬
‫الناس ب طبيعتهم يتفقون ف أشياء كل هم يبون ا ويفرحون‬
‫تأ مل حيا ته ‪ .. r‬ك يف كان يتعا مل مع الناس ‪..‬‬
‫با ‪..‬‬
‫كيف كان يعال أخطاءهم ‪ ..‬ويتحمل أذاهم ‪..‬‬
‫ويتفقون ف أشياء أخرى كلهم يكرهونا ‪..‬‬
‫كيف كان يتعب لراحتهم ‪ ..‬وينصب لدعوتم ‪..‬‬
‫ويتلفون فـ أشياء منهـم مـن يفرح باـ ‪ ..‬ومنهـم مـن‬
‫فيوما تراه يسعى ف حاجة مسكي ‪ ..‬ويوما يفصل‬
‫( ) رواه أحمد‬ ‫‪22‬‬
‫خصومة بي الؤمني ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪23‬‬

‫‪33‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫زار ها أو تدث مع ها ‪ ..‬مع أن بق ية أولد ها يبون ب ا‬ ‫يستثقلها ‪..‬‬
‫ويسنون إليها ‪ ..‬لكن قلبها مقبل على ذاك الولد ‪..‬‬ ‫فكل الناس يبون التبسم ف وجوههم ‪ ..‬ويكرهون‬
‫كنت أبث عن الس ّر ‪ ..‬حت جلست معه مرة فسألته عن‬ ‫العبوس والكآبة ‪..‬‬
‫ذلك ‪ ..‬فقال ل ‪ :‬الشكلة أن إخوانـ ل يعرفون طبيعـة‬ ‫لكنهـم إل جانـب ذلك ‪ ..‬منهـم مـن يبـ الرح‬
‫أمي ‪ ..‬فإذا جلسوا معها صاروا عليها ثقلء ‪..‬‬ ‫والزاح ‪ ..‬ومنهم من يستثقله ‪..‬‬
‫فقلت له مداعبا ‪ :‬وهل اكتشف معاليكم طبيعتها ‪!!..‬‬ ‫منهم من يب أن يزوره الناس ويدعونه ‪ ..‬ومنهم‬
‫ضحك صاحب وقال ‪ :‬نعم ‪ ..‬سأخبك بالسرّ ‪..‬‬ ‫النطوائي ‪..‬‬
‫أ مي كبق ية العجائز ‪ ..‬ت ب الد يث حول الن ساء وأخبار‬ ‫ومنهم من يب الحاديث وكثرة الكلم ‪ ..‬ومنهم‬
‫من تزو جت وطل قت ‪ ..‬و كم عدد أبناء فل نة ‪ ..‬وأي هم‬ ‫من يبغض ذلك ‪..‬‬
‫أ كب ‪ ..‬وم ت تزوج فلن فل نة ؟ و ما ا سم أول أولدها‬ ‫و كل وا حد ف الغالب يرتاح ل ن وا فق طبا عه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلماذا ل توافـق طباع الميـع عنـد مالسـتهم ‪..‬‬
‫إل غي ذلك من الحاديث الت أعتبها أنا غي مفيدة ‪..‬‬ ‫وتعامل كل واحد با يصلح له ليتاح إليك ؟‬
‫لكنها تد سعادتا ف تكرارها ‪ ..‬وتشعر بقيمة العلومات‬ ‫ذكروا أن رجلً رأى صقرا يط ي با نب غراب !!‬
‫الت تذكرها ‪ ..‬لننا لن نقرأها ف كتاب ولن نسمعها ف‬ ‫فعجـب ‪ ..‬كيـف يطيـ ملك الطيور مـع غراب !!‬
‫شريط ‪ ..‬ول تدها – قطعا – ف شبكة النترنت !!‬ ‫فجزم أن بينهما شيئا مشتركا جعلهما يتوافقان ‪..‬‬
‫فتشعر أمي وأنا أسألا عنها أنا تأت با ل يأت به الولون‬ ‫فجعـل يتبعهمـا ببصـره ‪ ..‬حتـ تعبـا مـن الطيان‬
‫‪ ..‬فتفرح وتنبسـط ‪ ..‬فإذا جالسـتها حركـت فيهـا هذه‬ ‫فحطا على الرض فإذا كلهما أعرج !!‬
‫الواضيع فابتهجت ‪ ..‬ومضى الوقت وهي تتحدث ‪..‬‬ ‫فإذا علم الولد أن أباه يؤثـر السـكوت ول يبـ‬
‫وإخوانـ ل يتحملون سـاع هذه الخبار ‪ ..‬فيشغلوناـ‬ ‫كثرة الكلم ‪ ..‬فليتعامـل معـه بثـل ذلك ليحبـه‬
‫بأخبار ل تمهـا ‪ ..‬وبالتال تسـتثقل ملسـهم ‪ ..‬وتفرح‬ ‫ويأنس بقربه ‪..‬‬
‫ب !!‬ ‫وإذا علمـت الزوجـة أن زوجهـا يبـ الزاح ‪..‬‬
‫هذا كل ما هنالك ‪..‬‬ ‫فلتمازحه ‪ ..‬فإن علمت أنه ضد ذلك فلتتجنب ‪..‬‬
‫نعم أنت إذا عرفت طبيعة من أمامك ‪ ..‬وماذا يب وماذا‬ ‫و قل م ثل ذلك ع ند تعا مل الش خص مع زملئه ‪..‬‬
‫يكره ‪ ..‬استطعت أن تأسر قلبه ‪..‬‬ ‫أو جيانه ‪ ..‬أو إخوانه ‪..‬‬
‫ومن تأمل ف تعا مل النب ‪ .. e‬مع الناس وجد أنه كان‬ ‫ل تسب الناس طبعا واحدا فلهم‬
‫يعامل مع كل شخص با يتناسب مع طبيعته ‪..‬‬ ‫طبائع لست تصيهن ألوان‬
‫ف تعامله مع زوجا ته كان يعا مل كل واحدة بال سلوب‬ ‫أذكر أن عجوزا صالة – وهي أم لحد الصدقاء‬
‫الذي يصلح لا ‪..‬‬ ‫– كانـت تدح أحـد أولدهـا كثيا ‪ ..‬وترتاح إذا‬

‫‪34‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقام ‪ e‬ف أ صحابه وقال ‪ :‬إ ن قد عر فت رجا ًل من ب ن‬ ‫عائشـة كانـت شخصـيتها انفتاحيـة ‪ ..‬فكان يزح‬
‫ها شم وغي هم قد أخرجوا كرها ‪ ..‬ل حا جة ل م بقتال نا‬ ‫معها ‪ ..‬ويلطفها ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ذهبـت معـه مرة فـ سـفر ‪ ..‬فلمـا قفلوا راجعيـ‬
‫فمن لقي منكم أحدا من بن هاشم فل يقتله ‪..‬‬ ‫للناس ‪:‬‬ ‫واقتربوا من الدينة ‪ ..‬قال‬
‫ومن لقي أبا البختري بن هشام فل يقتله ‪..‬‬ ‫تقدموا عنا ‪..‬‬
‫و من ل قي العباس بن ع بد الطلب عم ر سول ال ‪ e‬فل‬ ‫فتقدم الناس عنه ‪ ..‬حت بقي مع عائشة ‪..‬‬
‫يقتله ‪ ..‬فإنه إنا خرج مستكرها ‪..‬‬ ‫وكانت جارية حديثة السن ‪ ..‬نشيطة البدن ‪..‬‬
‫وقيل إن العباس كان مسلما يكتم إسلمه ‪ ..‬وينقل أخبار‬ ‫فالتفـت إليهـا ثـ قال ‪ :‬تعال ْ حتـ أسـابقك ‪..‬‬
‫قريـش إل رسـول ال ‪ .. e‬فلم يبـ النـب ‪ e‬أن يقتله‬ ‫فسابقته ‪ ..‬وركضت وركضت ‪ ..‬حت سبقته ‪..‬‬
‫السلمون ‪ ..‬ول يب كذلك أن يظهر أمر إسلمه ‪..‬‬ ‫وبعدها بزمان ‪ ..‬خرجت معه ‪ r‬ف سفر ‪..‬‬
‫كانـت هذه العركـة أول معركـة تقوم بيـ الفريقيـ ‪..‬‬ ‫بعدما كبت وسنت ‪ ..‬وحلت اللحم وبدنت ‪..‬‬
‫السلمي وكفار قريش ‪..‬‬ ‫فقال ‪ r‬للناس ‪ :‬تقدموا ‪ ..‬فتقدموا ‪..‬‬
‫وكانت نفوس السلمي مشدودة ‪ ..‬فهم ل يستعدوا لقتال‬ ‫ث قال لعائشة ‪ :‬تعالْ حت أسابقك ‪ ..‬ف سابقته ‪..‬‬
‫‪ ..‬وسيقاتلون أقرباء وأبناء وآباء ‪..‬‬ ‫فسبقها ‪..‬‬
‫وهذا رسول ال ‪ e‬ينعهم من قتل البعض ‪..‬‬ ‫فلما رأى ذلك ‪..‬‬
‫وكان عت بة بن ربي عة من كبار كفار قر يش ‪ ..‬و من قادة‬ ‫جعل يضحك ويضرب بي كتفيها ‪ ..‬ويقول ‪ :‬هذه‬
‫الرب ‪..‬‬ ‫بتلك ‪ ..‬هذه بتلك ‪..‬‬
‫وكان ابنه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ‪ ..‬مع السلمي ‪..‬‬ ‫بين ما كان يتعا مل مع خدي ة تعاملً آ خر ‪ ..‬ف قد‬
‫فلم يصب أبو حذيفة ‪ ..‬بل قال ‪:‬‬ ‫كانت تكبه ف السن بمس عشرة سنة ‪..‬‬
‫أنق تل آباء نا وأبناء نا وإخوان نا ونترك العباس !! وال لئن‬ ‫حت مع أصحابه ‪ ..‬كان يراعي ذلك ‪ ..‬فلم يلبس‬
‫لقيته للمنه بالسيف ‪..‬‬ ‫أبـا هريرة عباءة خالد ‪ ..‬ول يعامـل أبـا بكـر كمـا‬
‫فبلغت كلمته رسول ال ‪ .. e‬فالتفت النب عليه الصلة‬ ‫يعامل طلحة ‪..‬‬
‫والسلم ‪ ..‬فإذا حوله أكثر من ثلثائة بطل ‪..‬‬ ‫وكان يتعامل مع عمر تعاملً خاصا ‪ ..‬ويسند إليه‬
‫فو جه نظره فورا إل ع مر ‪ ..‬ول يلت فت إل غيه ‪ ..‬وقال‬ ‫أشياء ل يسندها إل غيه ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫انظر إليه ‪ e‬وقد خرج مع أصحابه إل بدر ‪..‬‬
‫يا أبا حفص ‪ ..‬أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف ؟!‬ ‫فلمـا سـع بروج قريـش ‪ ..‬عرف أن رجا ًل مـن‬
‫قال عمر ‪ :‬وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال ‪ e‬بأب‬ ‫قريش سيحضرون إل ساحة العركة كرها ‪ ..‬ولن‬
‫حفص ‪..‬‬ ‫يقع منهم قتال على السلمي ‪..‬‬

‫‪35‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من الدي نة بلد ت يس مدبوغ وم يط ووملوء ذهبا وحليا‬ ‫وكان ع مر ر هن إشارة ال نب ‪ .. e‬ويعلم أن م ف‬
‫‪ ..‬وقـد مات حيـي وترك الال ‪ ..‬فخبئوه عن رسـول ال‬ ‫ساحة قتال ل مال فيها للتساهل ف التعامل مع من‬
‫‪.. e‬‬ ‫يالف أمر القائد ‪ ..‬أو يعترض أمام اليش ‪..‬‬
‫فقال ‪ e‬لعم حيي بن أخطب ‪ :‬ما فعل مسك حيي الذي‬ ‫ل صارما فقال ‪ :‬يا رسول ال دعن‬
‫فاختار عمر ح ً‬
‫جاء به من النضي ؟ أي اللد الملوء ذهبا ‪..‬‬ ‫فلضرب عنقه بالسيف ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أذهبته النفقات والروب ‪..‬‬ ‫فمن عه ال نب ‪ .. e‬ورأى أن هذا التهد يد كاف ف‬
‫فتفكـر ‪ e‬فـ الواب ‪ ..‬فإذا موت حيـي قريـب والال‬ ‫تدئة الوضع ‪..‬‬
‫كثي ‪ ..‬ول تقع حروب قريبة تضطرهم إل إنفاقه ‪..‬‬ ‫كان أبـو حذيفـة ‪ t‬رجلً صـالا ‪ ..‬فكان بعدهـا‬
‫فقال ‪ : e‬العهد قريب ‪ ..‬والال أكثر من ذلك ‪..‬‬ ‫يقول ‪ :‬مـا أنـا بآمـن مـن تلك الكلمـة التـ قلت‬
‫فقال اليهودي ‪ :‬الال واللي قد ذهب كله ‪..‬‬ ‫يومئذ ‪ ..‬ول أزال منهـا خائفا إل أن تكفرهـا عنـ‬
‫فعلم النب ‪ e‬أنه يكذب ‪ ..‬فنظر ‪ e‬إل أصحابه فإذا هم‬ ‫الشهادة ‪ ..‬فقتل يوم اليمامة شهيدا ‪.. t‬‬
‫كثي بي يديه ‪ ..‬وكلهم رهن إشارته ‪..‬‬ ‫هذا عمــر ‪ ..‬كان ‪ e‬يعلم بنوع العمال التــ‬
‫فالتفت إل الزبي بن العوام وقال ‪ :‬يا زبي ‪ ..‬مُسّه بعذاب‬ ‫ي سندها إل يه ‪ ..‬فل يس ال مر متعلقا ب مع صدقات‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬ول بإصلح متخاصمي ‪ ..‬ول بتعليم جاهل ‪..‬‬
‫فأقبل إليه الزبي متوقدا ‪..‬‬ ‫وإن ا هم ف ساحة قتال فكا نت الا جة إل الر جل‬
‫فانتفـض اليهودي ‪ ..‬وعلم أن المـر جـد ‪ ..‬فقال ‪ :‬قـد‬ ‫الازم الهيب أكثر منها إل غيه ‪ ..‬لذا اختار عمر‬
‫رأيت حُييا يطوف ف خربة ها هنا ‪ ..‬وأشار إل بيت قدي‬ ‫‪ ..‬واستثاره ‪ :‬أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف‬
‫خراب ‪ ..‬فذهبوا فطافوا فوجدوا الال مبئا ف الربة ‪..‬‬ ‫؟!‬
‫هذا ف حاله ‪ e‬مع الزبي ‪ ..‬يعطي القوس باريها ‪..‬‬ ‫وف موقف آخر ‪..‬‬
‫وكان الصحابة يتعامل بعضهم مع بعض على هذا الساس‬ ‫يقبـل النـب ‪ e‬على خيـب ‪ ..‬ويقاتـل أهلهـا قتالً‬
‫‪..‬‬ ‫يسيا ‪..‬‬
‫لاـ مرض رسـول ال ‪ e‬مرض الوت ‪ ..‬واشتـد عليـه‬ ‫ثـ يصـالهم ويدخلهـا ‪ ..‬واشترط عليهـم أن ل‬
‫الوجع ‪ ..‬ل يستطع القيام ليصلي بالناس ‪..‬‬ ‫يكتموا شيئا مـن الموال ‪ ..‬ول يغيبوا شيئا ‪ ..‬ول‬
‫فقال وهو على فراشه ‪ :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪..‬‬ ‫ـل يظهرون ذلك كله‬
‫ـة ‪ ..‬بـ‬
‫يبئوا ذهبا ول فضـ‬
‫ل رقيقا ‪ ..‬وهو صاحب رسول ال ‪e‬‬
‫وكان أبو بكر رج ً‬ ‫ويكم فيه ‪..‬‬
‫ف حياته وبعد ماته ‪ ..‬وهو صديقه ف الاهلية والسلم‬ ‫وتوعد هم إن كتموا شيئا أن ل ذ مة ل م ول ع هد‬
‫‪ ..‬وهو أبو زوجة النب ‪ e‬عائشة ‪ ..‬وهو ‪ ..‬وكان يمل‬ ‫‪..‬‬
‫ل من حزن بسبب مرض النب ‪.. e‬‬
‫ف صدره جب ً‬ ‫وكان حيي بن أخطب من رؤوسهم ‪ ..‬وكان جاء‬

‫‪36‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما سكت أردت أن أتكلم ‪ ،‬وقد زورت ف نفسي مقالة‬ ‫فلما أمر النب ‪ e‬أن يبلغوا أبا بكر ليصلي بالناس‬
‫قد أعجبتن ‪ ،‬أريد أن أقدمها بي يدي أب بكر ‪ ..‬وكنت‬ ‫‪..‬‬
‫لدّة ‪..‬‬
‫أداري منه بعض ا ِ‬ ‫قال بعـض الاضريـن عنـد ال نب ‪ : e‬إن أ با بكـر‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬على رسلك يا عمر ‪..‬‬ ‫رجـل أسـيف ‪ ..‬أي رقيـق ‪ ..‬إذا قام مقامـك ل‬
‫فكرهت أن أغضبه ‪..‬‬ ‫يسـتطع أن يصـلي بالناس ‪ ..‬أي مـن شدة التأثـر‬
‫فتكلم وهـو كان أعلم منـ وأوقـر ‪ ..‬فوال مـا ترك مـن‬ ‫والبكاء ‪..‬‬
‫كل مة أعجبت ن من تزويري إل قال ا ف بديه ته ‪ ..‬أو قال‬ ‫وكان النب ‪ e‬يعلم ذلك عن أب بكر ‪ ..‬أنه رجل‬
‫مثلها ‪ ..‬أو أفضل منها حت َس َكتَ ‪..‬‬ ‫رقيق يغلبه البكاء ‪ ..‬خاصة ف هذا الوطن ‪..‬‬
‫قال أبو بكر ‪ :‬أما ما ذكرت فيكم من خي فأنتم له أهل ‪..‬‬ ‫لكنه ‪ e‬كان يشي إل أحقية أب بكر باللفة من‬
‫ولن تعرف العرب هذا ال مر إل لذا ال ي من قر يش ‪..‬‬ ‫بعده ‪ ..‬يع ن ‪ :‬إذا أ نا غ ي موجود فأ بو ب كر يتول‬
‫هم أو سط العرب ن سبا ودارا ‪ ..‬و قد رض يت ل كم أ حد‬ ‫السئولية ‪..‬‬
‫هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ‪..‬‬ ‫فأعاد ‪ e‬المـر ‪ :‬مروا أبـا بكـر فليصـل بالناس ‪..‬‬
‫وأخذ بيدي وبيد أب عبيدة بن الراح وهو جالس بيننا ‪..‬‬ ‫حت صلى أبو بكر ‪..‬‬
‫ول أكره شيئا ما قاله غيها ‪ ..‬كان وال أن أقدم فتضرب‬ ‫و مع ر قة أ ب ب كر ‪ ..‬إل أ نه كان ذا هي بة ‪ ..‬وله‬
‫عنقي ل يقرّبن ذلك إل إث ‪ ..‬أحب إل من أن أتأمر على‬ ‫حدة غضب أحيانا تكسوه جللً ‪..‬‬
‫قوم فيهم أبو بكر ‪..‬‬ ‫وكان رفيق دربه عمر ‪ t‬يراعي ذلك منه ‪..‬‬
‫سكت الناس ‪..‬‬ ‫انظر إليهم جيعا ‪ .. y‬وقد اجتمعوا ف سقيفة بن‬
‫فقال قائل من النصار ‪ :‬أنا جذيلها الحكك ‪ ..‬وعذيقها‬ ‫ساعدة ‪ ..‬بعد وفاة النب ‪ .. e‬ليتفقوا على خليفة‬
‫الرجب ‪ ..‬منا أمي ومنكم أمي يا معشر قريش ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال عمر ‪ :‬فكثر اللغط وارتفعت الصوات حت توفت‬ ‫اجتمع الهاجرون والنصار ‪ ..‬وانطلق عمر إل أب‬
‫الختلف ‪..‬‬ ‫بكر واصطحبا إل السقيفة ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ‪ ،‬ث بايعه‬ ‫قال ع مر ‪ :‬فأتينا هم ف سقيفة ب ن ساعدة ‪ ..‬فل ما‬
‫الهاجرون ‪ ،‬ث بايعه النصار ‪..‬‬ ‫جلسنا تشهد خطيب النصار ‪ ..‬وأثن على ال با‬
‫ن عم ‪ ..‬كل وا حد من الناس له مفتاح ت ستطيع به ف تح‬ ‫هو له أهل ث قال ‪:‬‬
‫أبواب قلبه ‪ ..‬وكسب مبته والتأثي عليه ‪..‬‬ ‫أمـا بعـد فنحـن أنصـار ال ‪ ..‬وكتيبـة السـلم ‪..‬‬
‫وهذا تلح ظه ف حياة الناس ‪ ..‬أفلم ت سمع زملء عملك‬ ‫وأن تم يا مع شر الهاجر ين ر هط م نا ‪ ..‬و قد د فت‬
‫يوما يقولون ‪ :‬الديـر ‪ ..‬مفتاحـه فلن ‪ ..‬إذا أردتـ شيئا‬ ‫دا فة من قوم كم وإذا هم يريدون أن يتازو نا من‬
‫فاجعلوا فلنا يطلبه لكم ‪ ..‬أو يقنع الدير به ‪..‬‬ ‫أصلنا ‪ ..‬ويغصبونا المر ‪..‬‬

‫‪37‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت إذا انتهى العراب من بوله ‪ ..‬وقام يشد على وسطه‬ ‫فلماذا ل تعـل مهاراتـك مفاتيـح لقلوب الناس ‪..‬‬
‫إزاره ‪ ..‬دعاه النب ‪ e‬بكل رفق ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫فتكون رأسا ل ذي ً‬
‫أقبل يشي حت إذا وقف بي يديه ‪ ..‬قال له ‪ e‬بكل رفق‬ ‫نعـم كـن متميزا ‪ ..‬وابثـ عـن مفتاح قلب أمـك‬
‫‪:‬‬ ‫وأبيك وزوجتك وولدك ‪..‬‬
‫إن هذه ال ساجد ل ت ب لذا ‪ ..‬إن ا بن يت لل صلة وقراءة‬ ‫اعرف مفتاح قلب مديرك ف العمل ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫القرآن ‪..‬‬ ‫ومعرفة هذه الفاتيح تفيدنا حت ف جعلهم يتقبلون‬
‫انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬ ‫النصح الذي يصدر منا لم ‪ ..‬إذا أحسنا تقدي هذا‬
‫َفهِم الرجل ذلك ومضى ‪..‬‬ ‫النصح بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫فلما جاء وقت الصلة أقبل ذاك العراب وصلى معهم ‪..‬‬ ‫ف هم ليسوا سواء ف طريقة الن صح ‪ ..‬بل حت ف‬
‫كب النب ‪ e‬بأصحابه مصليا ‪ ..‬فقرأ ث ركع ‪ ..‬فلما رفع‬ ‫إنكار الطأ إذا وقع منهم ‪..‬‬
‫‪ e‬من ركوعه قال ‪ :‬سع ال لن حده ‪..‬‬ ‫وانظر إل رسول ال ‪ e‬وقد جلس يوما ف ملسه‬
‫فقال الأمومون ‪ :‬رب نا ولك ال مد ‪ ..‬إل هذا الر جل قال ا‬ ‫البارك يدث أصحابه ‪..‬‬
‫وزاد بعدها ‪ :‬اللهم ارحن وممدا ول ترحم معنا أحدا !!‬ ‫فبينمـا هـم على ذلك ‪ ..‬فإذا برجـل يدخـل إل‬
‫وسعه النب ‪ .. e‬فلما انتهت الصلة ‪ ..‬التفت ‪ e‬إليهم‬ ‫السـجد ‪ ..‬يتلفـت يينا ويسـارا ‪ ..‬فبدل أن يأتـ‬
‫وسألم عن القائل ‪ ..‬فأشاروا إليه ‪..‬‬ ‫ويلس ف حل قة ال نب ‪ .. e‬تو جه إل زاو ية من‬
‫فناداه النب ‪ e‬فلما وقف بي يديه فإذا هو العراب نفسه‬ ‫زوايا السجد ‪ ..‬ث جعل يرك إزاره !!‬
‫‪ ..‬وقد تكن حب النب ‪ e‬من قلبه حت ود لو أن الرحة‬ ‫عجبا !! ماذا سيفعل ؟!‬
‫تصيبهما دون غيها ‪..‬‬ ‫رفع طرف إزاره من المام ث جلس بكل هدوء ‪..‬‬
‫فقال له ‪ e‬معلما ‪ :‬لقـد تجرت واسـعا !! أي إن رحةـ‬ ‫يبول ‪!!..‬‬
‫ال تعال تسـعنا جيعا وتسـع الناس ‪ ..‬فل تضيقهـا علي‬ ‫عجب الصحابة ‪ ..‬وثاروا ‪ ..‬يبول ف السجد !!‬
‫وعليك ‪..‬‬ ‫وجعلوا يتقافزون ليتوجهوا إليــه ‪ ..‬والنــب ‪e‬‬
‫فانظر كيف ملك عليه قلبه ‪ ..‬لنه عرف كيف يتصرف‬ ‫يهدئ هم ‪ ..‬وي سكن غضب هم ‪ ..‬ويردد ‪ :‬ل تزرموه‬
‫معه ‪ ..‬فهو أعراب أقبل من باديته ‪ ..‬ل يبلغ من العلم رتبة‬ ‫‪ ..‬ل تعجلوا عليه ‪ ..‬ل تقطعوا عليه بوله ‪..‬‬
‫أب بكر وعمر ‪ ..‬ول معاذ وعمار ‪ ..‬فل يؤاخذ كغيه ‪..‬‬ ‫والصحابة يلتفتون إليه ‪ ..‬وهو لعله ل يدر عنهم ‪..‬‬
‫وإن شئت فانظـر أيضا إل معاويـة بـن الكـم ‪ .. t‬كان‬ ‫ل يزال يبول ‪..‬‬
‫من عا مة ال صحابة ‪ ..‬ل ي كن ي سكن الدي نة ‪ ..‬ول ي كن‬ ‫والنـب ‪ e‬يرى هذا النظـر ‪ ..‬بول فـ السـجد ‪..‬‬
‫مالسا للنب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬ ‫ويهدئ أصحابه !!‬
‫وإنا كان له غنم ف الصحراء يتتبع با الضراء ‪..‬‬ ‫آآآه مااااا أحلمه !!‬

‫‪38‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وهو الذي أشغلهم ف صلتم ‪ ..‬وقطع عليهم خشوعهم‬ ‫أقبـل معاويـة يوما إل الدينـة فدخـل السـجد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وجلس إل رسـول ال ‪ r‬وأصـحابه ‪ ..‬فسـمعه‬
‫قال معاو ية ‪ : t‬فبأ ب هو وأ مي ‪ .. r‬وال ما رأي ـت‬ ‫يتكلم عن العطاس ‪ ..‬وكان ما علم أصحابه أن إذا‬
‫معلما قبله ول بعده أح سن تعليما م نه ‪ ..‬وال ما كهر ن‬ ‫سع ال سلم أخاه ع طس فح مد ال فإ نه يقول له ‪:‬‬
‫‪ ..‬ول ضربن ‪ ..‬ول شتمن ‪..‬‬ ‫يرحك ال ‪..‬‬
‫وإن ا قال ‪ :‬يا معاو ية ‪ ..‬إن هذه ال صلة ل ي صلح في ها‬ ‫حفظها معاوية ‪ ..‬وذهب با ‪..‬‬
‫شيـء مـن كلم الناس ‪ ..‬إناـ هـي التسـبيح والتكـبي ‪..‬‬ ‫وبعـد أيام جاء إل الدينـة فـ حاجـة ‪ ..‬فدخـل‬
‫وقراءة القرآن ‪ ..‬انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬ ‫السـجد فإذا النـب عليـه الصـلة والسـلم يصـلي‬
‫ففهمها معاوية ‪..‬‬ ‫بأصحابه ‪ ..‬فدخل معهم ف الصلة ‪..‬‬
‫ث ارتا حت نف سه ‪ ..‬واطمأن قل به ‪ ..‬فج عل ي سأل ال نب‬ ‫فبينما هم على ذلك إذ عطس رجل من الصلي ‪..‬‬
‫عليه الصلة والسلم عن خواصّ أموره ‪..‬‬ ‫فما كاد يمد ال ‪ ..‬حت تذكر معاوية أنه تعلم أن‬
‫فقال ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬إ ن حد يث ع هد باهل ية ‪ ..‬و قد‬ ‫السلم إذا عطس فقال المد ل ‪ ..‬فإن أخاه يقول‬
‫جاء ال بال سلم ‪ ..‬وإن م نا رجالً يأتون الكهان ( و هم‬ ‫له يرحك ال ‪..‬‬
‫الذ ين يدعون علم الغ يب ) ‪ ..‬يع ن ف سألونم عن الغ يب‬ ‫فبادر معاو ية العا طس قائلً ب صوت عالٍ ‪ :‬يرح ك‬
‫‪..‬‬ ‫ال ‪.‬‬
‫فقال ‪ : r‬فل تأت م ‪ ..‬يع ن ل نك م سلم ‪ ..‬والغ يب ل‬ ‫فاضطرب الصلون ‪ ..‬وجعلوا يلتفتون إليه منكرين‬
‫يعلمه إل ال ‪..‬‬ ‫‪.‬‬
‫قال معاو ية ‪ :‬وم نا رجال يتطيون ( أي يتشاءمون بالن ظر‬ ‫فلمـا رأى دهشتهـم ‪ ..‬اضطرب وقال ‪ :‬وااااثكـل‬
‫إل الطي ) ‪..‬‬ ‫ل ؟ ‪..‬‬
‫ُأمّياه !!‪ ..‬ما شأنكم تنظرون إ ّ‬
‫فقال ‪ : r‬ذاك شيء يدونه ف صدورهم ‪ ..‬فل يصدنم (‬ ‫فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت ‪..‬‬
‫أي ل ينعهم ذلك عن وجهتهم ‪ ..‬فإن ذلك ل يؤثر نفعا‬ ‫فلما رآهم يصمّتونه صمت ‪..‬‬
‫ول ضرا ) ‪..‬‬ ‫فلما انتهت الصلة ‪..‬‬
‫مع أعراب بال ف السجد ‪ ..‬ورجل تكلم‬ ‫هذا تعامله‬ ‫التفت ‪ r‬إل الناس ‪ ..‬وقد سع جلبتهم وأصواتم‬
‫ف ال صلة ‪ ..‬عامل هم مراعيا أحوال م ‪ ..‬لن ال طأ من‬ ‫‪ ..‬وسع صوت من تكلم ‪ ..‬لكنه صوت جديد ل‬
‫مثلهم ل يستغرب ‪..‬‬ ‫يعتد عليه ‪ ..‬فلم يعرفه ‪ ..‬فسألم ‪:‬‬
‫أما معاذ بن جبل فقد كان من أقرب الصحابة إل رسول‬ ‫من التكلم ‪ ..‬فأشاروا إل معاوية ‪..‬‬
‫ال ‪ .. e‬ومن أكثرهم حرصا على طلب العلم ‪..‬‬ ‫فدعاه النب عليه الصلة والسلم إليه ‪..‬‬
‫مـع أخطائه متلفا عـن تعامله مـع‬ ‫فكان تعامـل النـب‬ ‫فأقبل عليه معاوية فزعا ل يدري باذا سيستقبله ‪..‬‬

‫‪39‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فسأل ال النب ‪ e‬معاذا ‪ :‬ماذا تقرأ ؟!‬ ‫أخطاء غيه ‪..‬‬
‫فإذا بعاذ يبـه أنـه يقرأ بالبقرة ‪ ..‬و ‪ ..‬وجعـل يعدد‬ ‫كان معاذ يصـلي مـع رسـول ال ‪ e‬العشاء ‪ ..‬ثـ‬
‫السور الطوال ‪..‬‬ ‫يرجع فيصلي بقومه العشاء إماما بم ف مسجدهم‬
‫ل ا علم أن الناس يتأخرون عن ال صلة‬ ‫فغ ضب ال نب‬ ‫‪ ..‬فتكون الصلة له نافلة ولم فريضة ‪..‬‬
‫بسبب الطالة ‪ ..‬وكيف صارت الصلة ثقيلة عليهم ‪..‬‬ ‫رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل مسجدهم فكب‬
‫فالتفت إل معاذ وقال ‪ :‬أفتان أنت يا معاذ ‪..‬؟!‬ ‫مصليا بم ‪..‬‬
‫يعن تريد أن تفت الناس وتبغضهم ف دينهم ‪..‬‬ ‫أقبل فت من قومه ودخل معه ف الصلة ‪ ..‬فلما أت‬
‫اقرأ ب ـ "ال سماء والطارق" ‪" ،‬وال سماء ذات البوج" ‪،‬‬ ‫معاذ الفاتة قال " ول الضالي " فقالوا " آمي " ‪..‬‬
‫"والشمس وضحاها" ‪" ،‬والليل إذا يغشى" ‪..‬‬ ‫ث افتتح معاذ سورة البقرة !!‬
‫ث التفت ‪ e‬إل الفت وقال له متلطفا ‪ :‬كيف تصنع أنت‬ ‫كان الناس فـ تلك اليام يتعبون فـ العمـل فـ‬
‫يا بن أخي إذا صليت ؟‬ ‫مزارعهـم ورعيهـم دوابمـ طوال النهار ‪ ..‬ثـ ل‬
‫قال ‪ :‬أقرأ بفاتة الكتاب ‪ ..‬وأسأل ال النة ‪ ..‬وأعوذ به‬ ‫يكادون يصلون العشاء حت يأوون إل فرشهم ‪..‬‬
‫من النار ‪..‬‬ ‫هذا الشاب ‪ ..‬وقـف فـ الصـلة ‪ ..‬ومعاذ يقرأ‬
‫ث تذ كر الف ت أ نه يرى ال نب ‪ e‬يد عو ويك ثر ‪ ..‬ويرى‬ ‫ويقرأ ‪..‬‬
‫معاذا كذلك ‪..‬‬ ‫فل ما طالت ال صلة على الف ت ‪ ..‬أ ت صلته وحده‬
‫فقال ف آ خر كل مه ‪ :‬وإ ن ل أدري ما دندن تك ودند نة‬ ‫‪ ..‬وخرج من السجد وانطلق إل بيته ‪..‬‬
‫معاذ ‪ ..‬أي دعاؤكما الطويل ل أعرف مثله !!‬ ‫انتهى معاذ من الصلة ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬إنـ ومعاذ حول هاتيـ ندندن ‪ ..‬يعنـ دعاؤنـا‬ ‫فقال له بعض القوم ‪ :‬يا معاذ ‪ ..‬فلن دخل معنا ف‬
‫هو فيما تدعو به ‪ ..‬حول النة والنار ‪..‬‬ ‫الصلة ‪ ..‬ث خرج منها لا أطلت ‪..‬‬
‫فقال الشاب ‪ :‬ولكـن سـيعلم معاذ إذا قدم القوم وقـد‬ ‫فغضـب معاذ وقال ‪ :‬إن هذا بـه لنفاق ‪ ..‬لخـبن‬
‫خبوا أن العدو قد أتوا ‪ ..‬ما أصنع ‪ ..‬يعن ف الهاد ف‬ ‫رسول ال ‪ e‬بالذي صنع ‪..‬‬
‫سبيل ال ‪ ..‬سيتبي لعاذ إيان وهو الذي يصفن بالنفاق !‬ ‫فأبلغوا ذلك الشاب بكلم معاذ ‪ ..‬فقال الفتــ ‪:‬‬
‫فما لبثوا أياما ‪ ..‬حت قامت معركة فقاتل فيها الشاب ‪..‬‬ ‫وأنا لخبن رسول ال ‪ e‬بالذي صنع ‪..‬‬
‫فاستشهد ‪.. t‬‬ ‫فغدوا على ر سول ال ‪ e‬فأ خبه معاذ بالذي صنع‬
‫ـمي‬
‫ـل خصـ‬
‫ـا فعـ‬
‫ـه ‪ .. e‬قال لعاذ ‪ :‬مـ‬
‫ـا علم بـ‬
‫فلمـ‬ ‫الفت ‪..‬‬
‫وخصمك ؟ يعن الذي اتمته يا معاذ بالنفاق ‪..‬‬ ‫فقال الفت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬يطيل الكث عندك ث‬
‫وكذبتـ ‪ ..‬لقـد‬
‫ُ‬ ‫قال معاذ ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ،‬صـدق ال‬ ‫يرجع فيطيل علينا الصلة ‪ ..‬وال يا رسول ال إنا‬
‫استشهد ‪..‬‬ ‫لنتأخر عن صلة العشاء ما يطول بنا معاذ ‪..‬‬

‫‪40‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫السـراع باتاذ القرار ‪ ..‬ففـي أي لظـة قـد يأتـ سـهم‬ ‫فتأمـل الفرق فـ طبائع الرجال ‪ ..‬ومقاماتمـ ‪..‬‬
‫طائش أو غي طائش ‪ ..‬فيديهما قتيلي ‪..‬‬ ‫معهم ‪..‬‬ ‫وكيف أدى إل اختلف تعامل النب‬
‫ل يكن هناك مال للتفكي الادئ ‪..‬‬ ‫مع أسامة بن زيد ‪ ..‬وهو‬ ‫بل ‪ ..‬انظر إل تعامله‬
‫فأما النصاري فكف سيفه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وقد ترب ف بيته ‪..‬‬ ‫حبيب رسول ال‬
‫وأما أسامة فظن أنا حيلة ‪ ..‬فضربه بالسيف حت قتله ‪..‬‬ ‫بعث النب ‪ e‬أصحابه إل الرقات من قبيلة جهينة‬
‫عادوا إل الدينة تداعب قلوبم نشوة النتصار ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وقف أسامة بي يدي النب ‪ .. e‬وحكى له قصة العركة‬ ‫وكان أسامة بن زيد ‪ t‬من ضمن القاتلي باليش‬
‫‪ ..‬وأخبه بب الرجل وما كان منه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫كان ق صة العر كة ت كي انت صارا للم سلمي ‪ ..‬وكان ‪e‬‬ ‫ابتدأ القتال ‪ ..‬ف الصباح ‪..‬‬
‫يستمع مبتهجا ‪..‬‬ ‫انتصر السلمون وهرب مقاتلو العدو ‪..‬‬
‫لكن أسامة قال ‪ .. :‬ث قتلته ‪..‬‬ ‫كان من بي جيش العدو رجل يقاتل ‪ ..‬فلما رأى‬
‫فتغي النب ‪ .. e‬وقال ‪ :‬قال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!!‬ ‫أ صحابه منهزم ي ‪ ..‬أل قى سلحه وهرب ‪..‬فلح قه‬
‫قلت ‪ :‬يا ر سول ال ل يقل ها من ق بل نف سه ‪ ..‬إن ا قال ا‬ ‫أ سامة وم عه ر جل من الن صار ‪ ..‬ر كض الر جل‬
‫فرقا من السلح ‪..‬‬ ‫وركضوا خلفه ‪ ..‬وهو يشتد فزعا ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬قال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته !! هل شققت عن‬ ‫حت عرضت لم شجرة فاحتمى الرجل با ‪..‬‬
‫قلبه حت تعلم أنه إنا قالا فرقا من السلح ‪..‬‬ ‫فأحاط به أسامة والنصاري ‪ ..‬ورفعا عليه السيف‬
‫وجعل ‪ e‬يد بصره إل أسامة ويكرر ‪ :‬قال ل إله إل ال‬ ‫‪..‬‬
‫ث قتلته ‪ !!..‬قال ل إله إل ال ث قتلته ‪ !!..‬ث قتلته ‪!!..‬‬ ‫فلمـا رأى الرجـل السـيفي يلتمعان فوق رأسـه ‪..‬‬
‫كيف لك بل إله إل ال إذا جاءت تاجك يوم القيامة !!‬ ‫س الوت يهجم عليه ‪ ..‬انتفض وجعل يمع ما‬
‫وأح ّ‬
‫وما زال ‪ e‬يكرر ذلك على أسامة ‪..‬‬ ‫تبقى من ريقه ف فمه ‪ ..‬ويردد فزعا ‪ :‬أشهد أن ل‬
‫قال أسامة ‪ :‬فما زال يكررها علي حت وددت أن ل أكن‬ ‫إله إل ال ‪ ..‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪..‬‬
‫أسلمت إل يؤمئذ ‪..‬‬ ‫تي النصاري وأسامة ‪ ..‬هل أسلم الرجل فعلً ‪..‬‬
‫رأي ‪..‬‬ ‫أم أنا حيلة افتعلها ‪..‬‬
‫ل تسب الناس نوعا واحدا فلهم‬ ‫ـة ‪..‬‬
‫ـاحة قتال ‪ ..‬والمور مضطربـ‬
‫كانوا ف ـ سـ‬
‫طبائع لست تصيهن ألوان‬ ‫يتلفتون حول م فل يرون إل أجسادا مز قة‪..‬وأيدي‬
‫ـض ‪..‬الدماء‬
‫ـا ببعـ‬
‫ـد اختلط بعضهـ‬
‫ـة‪..‬قـ‬
‫مقطعـ‬
‫‪.18‬اختر الكلم الناسب ‪..‬‬ ‫تسيل‪..‬النفوس ترتف ‪..‬‬
‫يتبـع مـا سـبق أيضا طريقـة الكلم مـع الناس ونوعيـة‬ ‫الرجـل بيـ أيديهمـا ينظران إليـه ‪ ..‬ل بـد مـن‬

‫‪41‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أو ر جل ف تح دكانا وك سب م نه أرباحا ‪ ..‬ف من النا سب‬ ‫الحاديث الت تثار معهم ‪..‬‬
‫أن تسأله عن دكانه وإقبال الناس عليه ‪ ..‬لن هذا يفرحه‬ ‫فإذا جلست مع أحد فأثر الحاديث الناسبة له ‪..‬‬
‫‪ ..‬وبالتال يبك ويب مالستك ‪..‬‬ ‫وهذا من طبيعة البشر ‪ ..‬فالحاديث الت تثيها مع‬
‫وقد كان النب ‪ r‬يراعي ذلك ‪..‬‬ ‫شاب تتلف عن الحاديث مع الشيخ ‪..‬‬
‫فحدي ثه مع الشاب يتلف عن حدي ثه مع الش يخ ‪ ..‬أو‬ ‫ومع العال تتلف عن الاهل ‪..‬‬
‫الرأة ‪ ..‬أو الطفل ‪..‬‬ ‫ومع الزوجة تتلف عن الخت ‪..‬‬
‫جابر بن عبد ال ‪ t‬الصحاب الليل ‪ ..‬قتل أبوه ف معركة‬ ‫ل أعنـ الختلف التام ‪ ..‬بيـث إن القصـة التـ‬
‫أحد ‪ ..‬وخلف عنده تسع أخوات ليس لن عائل غيه ‪..‬‬ ‫تكيهـا للخـت ل يصـح أن تكيهـا للزوجـة ! أو‬
‫وخلف دينا كثيا ‪ ..‬على ظ هر هذا الشاب الذي ل يزال‬ ‫الت تذكرها للشاب ل يصح أن يسمعها الشيخ !!‬
‫ف أول شبابه ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫فكان جابر دائما ساهم الف كر ‪ ..‬منشغل البال بأمر دَي نه‬ ‫ـي الذي يطرأ على‬
‫وإنا ـ أعن ـ الختلف اليسـ‬
‫وأخواته ‪ ..‬والغرماء يطالبونه صباحا ومساءً ‪..‬‬ ‫أسلوب عرض القصة وربا كيانا كله ‪..‬‬
‫خرج جابر مـع النـب ‪ r‬فـ غزوة ذات الرقاع ‪ ..‬وكان‬ ‫وبالثال يتضح القال ‪..‬‬
‫لشدة فقره على ج ل كل يل ضع يف ما يكاد ي سي ‪ ..‬ول‬ ‫لو جلسـت مـع ضيوف كبار فـ السـن جاوزت‬
‫يد جابر ما يشتري به جلً ‪ ..‬فسبقه الناس وصار هو ف‬ ‫أعمار هم الثمان ي أقبلوا زائر ين لدك ‪ ..‬ف هل من‬
‫آخر القافلة ‪..‬‬ ‫النا سب أن ت قص علي هم وأ نت ضا حك م ستبشر‬
‫وكان النـب ‪ r‬يسـي فـ آخـر اليـش ‪ ..‬فأدرك جابرا‬ ‫قصـتك لاـ ذهبـت مـع زملئك للب ؟! وكيـف أن‬
‫وجله يدبّ به دبيبا ‪ ..‬والناس قد سبقوه ‪..‬‬ ‫فلنا سجل هدفا أثناء ل عب الكرة ‪ ..‬وك يف ث بت‬
‫فقال النب ‪ : r‬مالك يا جابر ؟‬ ‫الكرة برأ سه ث ضرب ا بركب ته ‪ ..‬ل شك أ نه غ ي‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال أبطأ ب جلي هذا ‪..‬‬ ‫مناسب ‪..‬‬
‫فقال النب ‪ : r‬أنه ‪..‬‬ ‫وكذلك لو تدثـت مـع أطفال صـغار ‪ ..‬مـن غيـ‬
‫فأناخه جابر وأناخ النب ‪ r‬ناقته ‪..‬‬ ‫الناسب أن تذكر لم قصصا تتعلق بتعامل الزواج‬
‫ثـ قال ‪ :‬أعطنـ العصـا مـن يدك أو اقطـع ل عصـا مـن‬ ‫مع زوجاتم ‪..‬‬
‫شجرة ‪..‬فناوله جابر العصا ‪..‬‬ ‫أظننا نتفق على ذلك ‪..‬‬
‫برَكَ المل على الرض كليلً ضعيفا ‪..‬‬ ‫إذن مـن أسـاليب جذب الناس اختيار الحاديـث‬
‫فأقبل ‪ e‬إل المل وضربه بالعصا شيئا يسيا ‪..‬‬ ‫الت يبونا ‪ ..‬وإثارتا ‪..‬‬
‫فنهـض المـل يري قـد امتل نشاطا ‪ ..‬فتعلق بـه جابر‬ ‫كأب له ولد متفوق ‪ ..‬من النا سب أن ت سأله ع نه‬
‫وركب على ظهره ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لنه بل شك يفخر به ويب أن يذكره دائما ‪..‬‬

‫‪42‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يعن وإن كنت تزوجت ثيبا إل أنا ل تزال عروسا تفرح‬ ‫مشـى جابر بانـب النـب ‪ .. e‬فرحا مسـتبشرا ‪..‬‬
‫بك إذا قد مت وتب سط فراش ها ‪ ..‬وت صف عل يه الو سائد‬ ‫وقد صار جله نشيطا سابقا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫التفت ‪ e‬إل جابر ‪ ..‬وأراد أن يتحدث معه ‪..‬‬
‫فتذكر جابر فقره وفقر أخواته ‪ ..‬فقال ‪ :‬نارق !! وال يا‬ ‫فما هي الحاديث الت اختارها النب ‪ e‬ليثيها مع‬
‫رسول ال ما عندنا نارق ‪..‬‬ ‫جابر ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬إنه ستكون لكم نارق إن شاء ال ‪..‬‬ ‫جابر كان شابا ف أول شبابه ‪..‬‬
‫ث مشيا ‪ ..‬فأراد ‪ e‬أن يهب لابر مالً ‪..‬‬ ‫ــ الغالب تدور حول الزواج ‪..‬‬
‫هوم الشباب فـ‬
‫فالفت إليه وقال ‪ :‬يا جابر ‪..‬‬ ‫وطلب الرزق ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫قال ‪ : e‬يا جابر ‪ ..‬هل تزوجت ‪..‬؟‬
‫فقال ‪ :‬أتبيعن جلك ؟‬ ‫قال جابر ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫تفكـر جابر فإذا جله هـو رأس ماله ‪ ..‬هكذا كان وهـو‬ ‫قال ‪ :‬بكرا ‪ ..‬أم ثيبا ‪..‬‬
‫كليل ضعيف ‪ ..‬فكيف وقد صار قويا جلدا !!‬ ‫قال ‪ :‬بل ثيبا ‪..‬‬
‫لكنه رأى أنه ل مال لرد طلب رسول ال ‪.. e‬‬ ‫فع جب ال نب ‪ e‬ك يف أن شابا بكرا ف أول زواج‬
‫قال جابر ‪ :‬سُمْه يا رسول ال ‪ ..‬بكم ؟‬ ‫له ‪ ..‬يتزوج ثيبا ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬بدرهم !!‬ ‫فقال ملطفا لابر ‪ :‬هل بكرا تلعبها وتلعبك ‪..‬‬
‫قال جابر ‪ :‬درهم !! تغبنن يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقال جابر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن أب قتل ف أحد ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬بدرهي ‪..‬‬ ‫ـ غيي ‪..‬‬
‫وترك تسـع أخوات ليـس لنـ راع ٍ‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬تغبنن يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فكرهـت أن أتزوج فتاة مثلهـن فتكثـر بينهـن‬
‫ف ما زال يتزايدان ح ت بل غا به أربع ي درها ‪ ..‬أوق ية من‬ ‫اللفات ‪ ..‬فتزوجت امرأة أكب منهن لتكون مثل‬
‫ذهب ‪..‬‬ ‫أمهن ‪..‬‬
‫فقال جابر ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إل‬ ‫هذا معن كلم جابر ‪..‬‬
‫الدينة ‪..‬‬ ‫رأى ال نب ‪ e‬أن أما مه شاب ض حى بتع ته الا صة‬
‫قال ‪ : r‬نعم ‪..‬‬ ‫لجل أخواته ‪..‬‬
‫فلمـا وصـلوا إل الدينـة ‪ ..‬مضـى جابر إل منله وأنزل‬ ‫فأراد ‪ e‬أن يازحـه بكلمات تصـلح للشباب ‪..‬‬
‫متاعه من على المل ومضى ليصلي مع النب ‪ r‬وربط‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫المل عند السجد ‪..‬‬ ‫لعل نا إذا أقبل نا إل الدي نة أن ننل ف صرار (‪.. )24‬‬
‫فمـا خرج النـب ‪ r‬قال جابر ‪ :‬يـا رسـول ال هذا جلك‬ ‫فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫( ) موضع على بعد ‪5‬كم من الدينة‬ ‫‪24‬‬

‫‪43‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الحاديث الت حرص النب ‪ e‬على إثارتا معه ؟ شاب ف‬ ‫فقال ‪ : r‬يا بلل ‪ ..‬أعط جابرا أربعي درها وزده‬
‫ريعان شبابه ‪ ..‬أعزب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫هـل يتحدث معـه عـن أنسـاب العرب والرفيـع منهـا‬ ‫فناول بلل جابرا أربعي درها وزاده ‪..‬‬
‫والوضيع ؟‬ ‫فحمـل جابر الال ومضـى بـه يقلبـه بيـ يديـه ‪..‬‬
‫أم يتحدث عن السواق وأحكام البيوع ؟‬ ‫متفكرا ف حاله !! ماذا يف عل بذا الال ؟! أيشتري‬
‫ل ‪ ..‬فهذا شاب له نوع خاص من الحاديث يفضله على‬ ‫ل ‪ ..‬أم يبتاع به متاعا لبيته ‪ ..‬أم ‪..‬‬
‫به ج ً‬
‫غيه ‪..‬‬ ‫وفجأة التفـت رسـول ال ‪ e‬إل بلل وقال ‪ :‬يـا‬
‫أثار معـه ‪ e‬موضوع الزواج والديـث حوله ‪ ..‬فلطالاـ‬ ‫بلل ‪ ..‬خذ المل وأعطه جابرا ‪..‬‬
‫طرب الشباب لذه الواضيع ‪..‬‬ ‫جبذ بلل المل ومضى به إل جابر ‪ ..‬فلما وصل‬
‫ث عرض عليه رسول ال التزويج ‪..‬‬ ‫به إليه ‪ ..‬تعجب جابر ‪ ..‬هل ألغيت الصفقة ؟!‬
‫فقال ‪ :‬إذن تدن كاسدا ‪..‬‬ ‫قال بلل ‪ :‬خذ المل يا جابر ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬غي أنك عند ال لست بكاسد ‪..‬‬ ‫قال جابر ‪ :‬ما الب !!‪..‬‬
‫فلم يزل النب ‪ r‬يتحي الفرص لتزويج جليبيب ‪..‬‬ ‫قال بلل ‪ :‬قـد أمرنـ رسـول ال ‪ e‬أن أعطيـك‬
‫حت جاء رجل من النصار يوما يعرض ابنته الثيب على‬ ‫المل ‪ ..‬والال ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ .. r‬ليتزوجها ‪..‬‬ ‫فر جع جابر إل ر سول ال ‪ e‬و سأله عن ال ب ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬نعم يا فلن ‪ ..‬زوجن ابنتك ‪..‬‬ ‫أما تريد المل !!‬
‫قال ‪ :‬نعم ونعمي ‪ ..‬يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬أتران ماكستك لخذ جلك ‪..‬‬
‫فقال ‪ : r‬إن لست أريدها لنفسي ‪..‬‬ ‫يعن أنا ل أكن أطالبك بفض السعر لجل أن آخذ‬
‫قال ‪ :‬فلمن ؟!‬ ‫ال مل وإن ا ل جل أن أقدر كم أعط يك من الال‬
‫قال ‪ :‬لليبيب ‪..‬‬ ‫معونة لك على أمورك ‪..‬‬
‫قال الرجل متفاجئا ‪ :‬جليبيب !! جليبيب !! يا رسول ال‬ ‫ف ما أر فع هذه الخلق ‪ ..‬يتار ما ينا سب الشاب‬
‫!! حت استأمر أمها ‪..‬‬ ‫من أحاد يث ‪ ..‬ث ل ا أراد أن ي سن إل يه ويتصدق‬
‫أتى الرجل زوجته فقال ‪ :‬إن رسول ال يطب ابنتك ‪..‬‬ ‫عليه ‪ ..‬غلف ذلك باللطف والدب ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬ونعمي ‪ ..‬زوّج رسول ال ‪.. r‬‬ ‫وفـ أحـد اليام يلس إل النـب ‪ e‬شاب اسـه‬
‫قال ‪ :‬إنه ليس يريدها لنفسه ‪..‬‬ ‫جليبيب ‪ ..‬من خيار شباب الصحابة ‪ ..‬لكنه كان‬
‫قالت ‪ :‬فلمن ؟‬ ‫فقيا معدما ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يريدها لليبيب ‪..‬‬ ‫وكان ‪ t‬ف وجهه دمامة ‪..‬‬
‫فتفاجأت الرأة أن تُزف ابنتهـا إل رجـل فقيـ دميـم ‪..‬‬ ‫ـي‬
‫ـا هـ‬
‫ـول ال ‪ .. e‬فمـ‬
‫ـد رسـ‬
‫جلس يوما عنـ‬

‫‪44‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الشركي قد قتلهم ث قتلوه ‪..‬‬ ‫فقالت ‪َ :‬حلْقَـى !! لليـبيب ‪..‬؟ ل لعمـر ال ل‬
‫فو قف ال نب ‪ r‬ين ظر إل جث ته ‪ ..‬ث قال ‪ :‬ق تل سبعة ث‬ ‫أزوج جليبيبا ‪ ..‬وقد منعناها فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫قتلوه ‪ ..‬قتل سبعة ث قتلوه ‪ ..‬هذا من وأنا منه ‪..‬‬ ‫فاغتم أبوها لذلك ‪ ..‬وقام ليأت رسول ال ‪.. r‬‬
‫ث حله رسول ال ‪ r‬على ساعديه ‪ ..‬وأمرهم أم يفروا له‬ ‫ف صاحت الفتاة من خدر ها بأبوي ها ‪ :‬من خطب ن‬
‫قبه ‪..‬‬ ‫إليكما ؟‬
‫قال أنس ‪ :‬فمكثنا نفر القب ‪ ..‬وجليبيب ماله سرير غي‬ ‫قال ‪ :‬رسول ال ‪.. r‬‬
‫ساعدي رسول ال ‪.. r‬‬ ‫قالت ‪ :‬أتردان على رسـول ال ‪ r‬أمره ؟ ادفعانـ‬
‫حت حفر له ث وضعه ف لده ‪..‬‬ ‫إل رسول ال ‪ .. r‬فإنه لن يضيعن ‪..‬‬
‫قال أنس ‪ :‬فوال ما كان ف النصار أي أنفق منها ‪..‬‬ ‫فكأنا جلّت عنهما ‪ ..‬واطمأنّا ‪..‬‬
‫أي تسابق الرجال إليها كلهم يطبها بعد جليبيب ‪..‬‬ ‫فذ هب أبو ها إل ال نب ‪ r‬فقال ‪ :‬يا ر سول ال ‪..‬‬
‫يتار ل كل أ حد ما ينا سبه من أحاد يث ‪..‬‬ ‫هكذا كان‬ ‫شأنك با فزوّجها جليبيبا ‪..‬‬
‫حت ل تل مالسه ‪..‬‬ ‫فزوجها النب ‪ r‬جليبيبا ‪..‬‬
‫يوما مع زوجه عائشة ‪..‬‬ ‫جلس‬ ‫ودعا لا وقال ‪ :‬اللهم صب عليهما الي صبا ‪..‬‬
‫فما الحاديث الناسب إثارتا بي الزوجي ‪..‬؟‬ ‫ول تعل عيشهما كدا كدا ‪..‬‬
‫هـل كلمهـا عـن غزو الروم ؟ ونوع السـلحة التـ‬ ‫فلم يض على زواجه أيام ‪ ..‬حت خرج النب ‪ r‬ف‬
‫استخدمت ف القتال ؟ كل فليست هي أبو بكر !!‬ ‫غزوة ‪ ..‬وخرج معه جليبيب ‪..‬‬
‫أم حدثها عن فقر بعض السلمي وحاجتهم ؟ كل فليست‬ ‫فلمـا انتهـى القتال ‪ ..‬وبدأ الناس يتفقـد بعضهـم‬
‫عثمان !!‬ ‫بعضا ‪..‬‬
‫إنا قال لا بعاطفة الزوجية ‪ :‬إن لعرف إن كانت راضية‬ ‫سألم النب ‪ : r‬هل تفقدون من أحد قالوا ‪ :‬نفقد‬
‫عن ‪ ..‬وإذا كنت غضب ‪!! ..‬‬ ‫فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬كيف ؟‬ ‫ل ث قال ‪ :‬هل تفقدون من أحد ؟‬
‫فسكت قلي ً‬
‫قال ‪ :‬إذا كنـت راضيـة قلت ‪ :‬ل ورب ممـد ( ‪.. ) e‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نفقد فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫وإذا كنت غضب قلت ‪ :‬ل ورب إبراهيم ( ‪.. ) e‬‬ ‫فسكت ث قال ‪ :‬هل تفقدون من أحد ؟‬
‫فقالت ‪ :‬نعم ‪ ..‬وال يا رسول ال ل أهجر إل اسك ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نفقد فلنا وفلنا ‪..‬‬
‫فهل نراعي هذا نن اليوم ؟‬ ‫قال ‪ :‬ولكن أفقد جليبيبا ‪..‬‬
‫فقاموا يبحثون عنـه ‪ ..‬ويطلبونـه فـ القتلى ‪ ..‬فلم‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫يدوه ف ساحة القتال ‪..‬‬
‫تدث مع الناس ب ا ي ستمتعون هم با ستماعه ‪ ..‬ل ب ا‬ ‫ث وجدوه ف مكان قر يب ‪ ..‬إل ج نب سبعة من‬

‫‪45‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يتحدثون ‪ ..‬ويتعارفون ‪..‬‬ ‫تستمتع أنت بكايته ‪..‬‬
‫دخل عليهم الدرس فجأة فسكتوا ‪ ..‬فوقعت عي الدرس‬
‫على طالب ل يزال متبسما ‪..‬‬ ‫‪.19‬كن لطيفا عند أول لقاء ‪..‬‬
‫فصرخ به ‪ :‬لاذا تضحك ؟‬ ‫انت شر ف ب عض أرياف م صر بر هة من الز من أن‬
‫قال ‪ :‬عذرا ‪ ..‬ما ضحكت ‪..‬‬ ‫الرجل العروس قبيل ليلة عرسه يبئ ف غرفته قطا‬
‫قال ‪ :‬بلى تضحك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ث جعل يؤنبه ‪ :‬أنت إنسان غي جاد ‪ ..‬الفروض أن تعود‬ ‫فإذا دخـل بزوجتـه إل مكان فراش الزوجيـة ‪..‬‬
‫لهلك على أول رحلة طيان ‪ ..‬ل أتشرف بتدريـــس‬ ‫حرك كرسيا ليخرج ذلك القط ‪ ..‬فإذا خرج أقبل‬
‫مثلك ‪..‬‬ ‫العروس يستعرض قواه أمام زوج ته ‪ ..‬وق بض على‬
‫والطالب السـكي قـد تلون وجهـه ‪ ..‬وجعـل ينظـر إل‬ ‫ال قط ال سكي ‪ ..‬ث خن قه وع صره ‪ ..‬ح ت يوت‬
‫مدر سه ‪ ..‬ويلت فت إل زملئه ‪ ..‬وياول ح فظ ما تب قى‬ ‫بي يديه ‪!!..‬‬
‫من ماء وجهه ‪..‬‬ ‫أتدري لاذا ؟!‬
‫ث حدق الدرس فيه النظر عابسا وأشار إل الباب وقال ‪:‬‬ ‫لجل أن يطبع صورة الرعب واليبة منه ف ذهن‬
‫أخرج ‪..‬‬ ‫زوجته من أول لقاء ‪..‬‬
‫قام الطالب مضطربا ‪ ..‬وخرج ‪..‬‬ ‫وأذكر أن لا ترجت من الامعة ‪ ..‬وتعينت معيدا‬
‫ن ظر الدرس إل بق ية الطلب وقال ‪ :‬أ نا الدكتور فلن ‪..‬‬ ‫ف إحدى الكليات ‪ ..‬أوصان معلم قدي قائلً ‪:‬‬
‫سأدرسكم مادة كذا ‪..‬‬ ‫ف أول ماضرة لك ع ند الطلب ‪ُ ..‬شدّ علي هم ‪..‬‬
‫ولكـن قبـل أن أبدأ الشرح ‪ ..‬أريدكـم أن تعبئوا هذه‬ ‫وانظر إليهم بعي حراء !! حت يافوا منك وتفرض‬
‫الستمارة ‪ ..‬دون كتابة السم ‪..‬‬ ‫قوة شخصيتك من البداية ‪..‬‬
‫ثـ وزع عليهـم اسـتمارة تقييـم للمدرس ‪ ..‬فيهـا خسـة‬ ‫تذكرت هذا ‪ ..‬وأنـا أكتـب هذا الباب ‪ ..‬فأيقنـت‬
‫أسئلة ‪:‬‬ ‫أن مـن المور القررة عنـد جيـع الناس أن اللقاء‬
‫‪.1‬ما رأيك بأخلق مدرسك ؟‬ ‫الول فـ الغالب يطبـع أكثـر مـن ‪ %70‬مـن‬
‫‪.2‬ما رأيك بطريقة شرحه ؟‬ ‫الصورة ع نك ‪ ..‬وهي ما يسمى بالصورة الذهنية‬
‫‪.3‬هل يقبل الرأي الخر ؟‬ ‫‪..‬‬
‫‪.4‬مـا مدى رغبتـك فـ الدراسـة لديـه مرة‬ ‫أذكر أن مموعة من الضباط سافروا إل أمريكا ف‬
‫أخرى ؟‬ ‫دورة تدريبية ‪..‬‬
‫‪.5‬هل تفرح بقابلته خارج العهد ؟‬ ‫كانت الدورة ف التعامل الوظيفي ‪..‬‬
‫كان أمام كل سؤال من ها ‪ ..‬اختيارات ‪ :‬متاز ‪ ..‬ج يد ‪..‬‬ ‫ف أول يوم ‪ ..‬حضروا إل القاعة مبكرين ‪ ..‬جعلوا‬

‫‪46‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كان ما رأي تم دليلً عمليا على تأث ي التعا مل ال سيء على‬ ‫مقبول ‪ ..‬ضعيف ‪..‬‬
‫بيئة العمل بي الدير وموظفيه ‪ ..‬وما فعلته بزميلكم كان‬ ‫عبأ لطلب الستمارة وأعادوها إليه ‪..‬‬
‫ل أردت أن أجريـه أمامكـم ‪ ..‬لكـن السـكي صـار‬
‫تثي ً‬ ‫وضع ها جانبا ‪ ..‬وبدأ يشرح تأث ي فن التعا مل ف‬
‫ضحية ‪..‬‬ ‫الو الوظيفي ‪..‬‬
‫فانظروا ك يف تغيت نظرت كم بجرد تغ ي تعاملي مع كم‬ ‫ث قال ‪ :‬أوه !‪ ..‬لاذا نرم زميل كم من ال ستفادة‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫هذا من طبيعة النسان ‪ ..‬فل بد من مراعاته ‪ ..‬خاصة مع‬ ‫فخرج إليـه ‪ ..‬وصـافحه وابتسـم له ‪ ..‬وأدخله‬
‫من تلتقي بم لرة واحدة فقط ‪..‬‬ ‫القاعة ‪..‬‬
‫كان العلم الول ‪ e‬يأسر قلوب الناس من أول لقاء ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ :‬يبدو أنن غضبت عليك قبل قليل من غي‬
‫بعد فتح مكة ‪ ..‬تكن السلم ‪..‬‬ ‫سـبب حقيقـي ‪ ..‬لكنـ كنـت أعانـ مـن مشكلة‬
‫وبدأت الوفود تتسابق إل رسول ال ‪ r‬ف الدينة ‪..‬‬ ‫خا صة ‪ ..‬أدت ب أن أ صب غ ضب عل يك ‪ ..‬فأ نا‬
‫قدم وفد عبد القيس ‪ ..‬على رسول ال ‪ .. r‬فلما رآهم‬ ‫أعتذر إل يك ‪ ..‬فأ نت طالب حر يص ‪ ..‬يك في ف‬
‫وهم على رحالم قبل أن ينلوا ‪ ..‬بادرهم قائلً ‪:‬‬ ‫الدللة على حرصــك تركــك لهلك وولدك‬
‫مرحبا بالقوم ‪ ..‬غي خزايا ‪ ..‬ول ندامى ‪..‬‬ ‫وميؤك هنا ‪..‬‬
‫فاسـتبشروا ‪ ..‬وتواثبوا مـن رحالمـ ‪ ..‬وأقبلوا إليـه‬ ‫أشكرك ‪ ..‬بـل أشكركـم جيعا على حرصـكم ‪..‬‬
‫يتسابقون للسلم عليه ‪..‬‬ ‫ومن أعظم الشرف ل أن أدرس مثلكم ‪..‬‬
‫ث قالوا ‪:‬‬ ‫ث تلطف معهم وضحك قليلً ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬إن بيننا وبينك هذا الي من الشركي من‬ ‫ث أخذ مموعة جديدة من الستمارات وقال ‪:‬‬
‫مضر ‪..‬‬ ‫ما دام أن زميل كم فا ته تعبئة ال ستمارة ف ما رأي كم‬
‫وإنـا ل نصـل إليـك إل فـ الشهـر الرام ‪ ..‬حيـ يقـف‬ ‫أن تعبئوها كلكم من جديد ‪..‬‬
‫القتال ‪..‬‬ ‫ووزع عليهم الوراق ‪..‬‬
‫فحدث نا بم يل من ال مر ‪ ..‬إن عمل نا به دخل نا ال نة ‪..‬‬ ‫فعبئوها وأعادوها إليه ‪..‬‬
‫وندعو به من وراءنا ‪..‬‬ ‫فأخرج السـتمارات التـ عبئوهـا فـ البدايـة ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬آمركم بأربع ‪ ..‬وأناكم عن أربع ‪..‬‬ ‫وأخرج الخية وجعل يقارن بينها ‪..‬‬
‫آمركم باليان بال ‪ ..‬وهل تدرون ما اليان بال ؟‬ ‫فإذا الانـة الاصـة بــ ضعيـف فـ التعبئة الول‬
‫قالوا ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪..‬‬ ‫كلها مليئة ‪..‬‬
‫ـلة ‪ ..‬وإيتاء‬
‫قال ‪ :‬شهادة أن ل إله إل ال ‪ ..‬وإقام الصـ‬ ‫أما الثانية فليس فيها ضعيف ول مقبول ‪ ..‬أبدا ‪..‬‬
‫الزكاة ‪ ..‬وأن تعطوا المس من الغنائم ‪..‬‬ ‫فضحك وقال لم ‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقلنا ‪ :‬انطلقي إل رسول ال ‪.. e‬‬ ‫وأنا كم عن أر بع ‪ :‬عن نبيذ ف الدباء ‪ ..‬والنق ي‬
‫قالت ‪ :‬وما رسول ال ‪!!..‬‬ ‫والنتم ‪ ..‬والزفت (‪.. )25‬‬
‫فسقناها معنا طمعا أن تدلنا على الاء ‪..‬‬ ‫وف موقف آخر ‪..‬‬
‫حت أقبلنا با إل النب ‪.. e‬‬ ‫كان ‪ e‬مسـافرا مـع أصـحابه ليلة ‪ ..‬فسـاروا فـ‬
‫فسألا عن الاء ‪ ..‬فحدثته بثل الذي حدثتنا به ‪ ..‬غي أنا‬ ‫ليلهم م سيا طويلً ‪ ..‬ح ت إذا كان آ خر الل يل ‪..‬‬
‫شكت إليه أنا أم أيتام ‪..‬‬ ‫نزلوا ف طرف الطريق ليناموا ‪..‬‬
‫فتناول ‪ e‬مزادتا ‪ ..‬فسمى ال ‪ ..‬ومسح عليها ‪..‬‬ ‫فغلبتهم أعينهم حت طلعت الشمس وارتفعت ‪..‬‬
‫ث ج عل ‪ e‬يفرغ من قربتي ها ف آنيت نا ‪ ..‬فشرب نا عطاشا‬ ‫فكان أول من ا ستيقظ من منا مه أ بو ب كر ‪ ..‬ث‬
‫ل ‪ ..‬حت روينا ‪..‬‬
‫أربعي رج ً‬ ‫استيقظ عمر ‪..‬‬
‫وملنا كل قربة معنا ‪..‬‬ ‫فقعد أبو بكر عند رأسه ‪ .. e‬فجعل يكب ويرفع‬
‫ث تركنا قربتيها ‪ ..‬وها أكثر ما تكون امتلءً ‪..‬‬ ‫صوته ‪ ..‬حت استيقظ النب ‪.. e‬‬
‫ث قال ‪ : e‬هاتوا ما عندكم ‪ ..‬أي طعام ‪..‬‬ ‫فنل وصلى بم الفجر ‪..‬‬
‫فجمع لا من كسر البز والتمر ‪..‬‬ ‫ل من القوم‬
‫فلما انتهى من صلته التفت فرأى رج ً‬
‫فقال لا ‪ :‬اذهب بذا معك لعيالك ‪ ..‬واعلمي أنا ل نرزأك‬ ‫ل يصل معهم ‪..‬‬
‫من مائك شيئا ‪ ..‬غي أن ال سقانا ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬ما ينعك أن تصلي معنا ؟‬
‫ث ركبت الرأة بعيها ‪ ..‬مستبشرة با حصلت من طعام‬ ‫قال ‪ :‬أصابتن جنابة ‪ ..‬ول ماء ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فأمره ‪ e‬أن يتيمم بالصعيد ‪ ..‬ث صلى ‪..‬‬
‫ح ت و صلت أهل ها ‪ ..‬فقالت ‪ :‬أت يت أ سحر الناس ‪ ..‬أو‬ ‫ث أمر ‪ e‬أصحابه بالرتال ‪..‬‬
‫هو نب كما زعموا ‪..‬‬ ‫وليـس معهـم ماء ‪ ..‬فعطشوا عطشا شديدا ‪ ..‬ول‬
‫فع جب قوم ها من ق صتها مع ر سول ال ‪ .. e‬فلم ي ر‬ ‫يقفوا على بئر ول ماء ‪..‬‬
‫(‪)26‬‬
‫عليهم زمن حت أسلمت وأسلموا ‪..‬‬ ‫قال عمران بن حصي ‪:‬‬
‫نعم ‪ ..‬أعجبت بتعامله وكرمه معها من أول لقاء ‪..‬‬ ‫فبينما نن نسي فإذا نن بامرأة على بعي ‪ ..‬ومعها‬
‫وفـ يوم أقبـل رجـل إل رسـول ال ‪ .. e‬فسـأله مالً ‪..‬‬ ‫مزادتان ( قربتان ) ‪..‬‬
‫فأعطاه النب ‪ e‬قطيعا من غنم بي جبلي ‪..‬‬ ‫فقلنا لا ‪ :‬أين الاء ؟!‬
‫فرجع الرجل إل قومه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫قالت ‪ :‬إنه ل ماء ‪..‬‬
‫يـا قوم ‪ ..‬أسـلموا فإن ممدا يعطـي عطاء مـن ل ياف‬ ‫فقلنا ‪ :‬كم بي أهلك وبي الاء ؟‬
‫الفاقة ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬يوم وليلة ‪..‬‬

‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪26‬‬


‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪25‬‬

‫‪48‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فجاء منهم ‪:‬‬ ‫قال أنس ‪ :‬وقد كان الرجل ييء إل رسول ال ‪e‬‬
‫•الحر‬ ‫ما ير يد إل الدن يا ‪ ..‬ف ما ي سي ح ت يكون دي نه‬
‫•والبيض‬ ‫(‪)27‬‬
‫أحب إليه ‪ ..‬وأعز عليه ‪ ..‬من الدنيا وما فيها‬
‫•والسود‬ ‫‪..‬‬
‫•وبي ذلك‬
‫•والسهل‬ ‫اقتراح ‪..‬‬
‫•والزن‬ ‫أول لقاء يطبـع ‪ %70‬مـن الصـورة عنـك ‪..‬‬
‫•والبيث‬ ‫فعا مل كل إن سان على أن هذا هو اللقاء الول‬
‫(‪)28‬‬
‫•والطيب ) ‪..‬‬ ‫والخي بينكما ‪..‬‬
‫فع ند تعاملك مع الناس انت به إل هذا – وانتب هي ‪ -‬سواء‬
‫‪.20‬الناس كمعادن الرض ‪..‬‬
‫تعاملت مع ‪:‬‬
‫لو تأملت فـ الناس لوجدت أن لمـ طبائع كطبائع‬
‫قريب كأب وأم وزوجة وولد ‪..‬‬
‫الرض ‪..‬‬
‫أو بعيد كجار وزميل وبائع ‪..‬‬
‫فمنـم الرفيـق الليـ ‪ ..‬ومنهـم الصـلب الشـن ‪..‬‬
‫ولعلك تلحظ أن طبائع الناس تؤثر فيهم حت عند اتاذ‬
‫ومنهـم الكريـ كالرض النبتـة الكريةـ ‪ ..‬ومنهـم‬
‫قراراتم ‪..‬‬
‫البخيـل كالرض الدباء التـ ل تسـك ماءً ول‬
‫وحت تتيقن ذلك ‪ ..‬اعمل هذه التجربة ‪:‬‬
‫تنبت كلً ‪..‬‬
‫إذا وق عت بي نك وب ي زوج تك مشكلة ‪ ..‬فا ستشر أ حد‬
‫إذن الناس أنواع ‪..‬‬
‫زملئك منـ تعلم أنـه صـلب خشـن ‪ ..‬قـل له ‪ :‬زوجتـ‬
‫ولو تأملت لوجدت أنـك عنـد تعاملك مـع أنواع‬
‫كثية الشاكل معي ‪ ..‬قليلة الحترام ل ‪ ..‬فأشر عليّ ‪..‬‬
‫الرض تراعي حال الرض وطبيعتها ‪..‬‬
‫كأنـ بـه سـيقول ‪ :‬الريـ مـا يصـلح معهـن إل العيـ‬
‫فطري قة مش يك على الرض ال صلبة ‪ ..‬تتلف عن‬
‫المراء !! دقّ خشم ها ! خل شخ صيتك قو ية علي ها !!‬
‫طريقتك ف الشي على الرض اللينة ‪ ..‬فأنت حذر‬
‫كن رجلً !!‬
‫متأن ّ فـ الول ‪ ..‬بينمـا أنـت مرتاح مطمئن فـ‬
‫وبالتال قد تثور أ نت ويرب عل يك بي تك بذه الكلمات‬
‫الثانية ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫وهكذا الناس ‪..‬‬
‫أكمل التجربة ‪..‬‬
‫قال ‪ ( e‬إن ال تعال خلق آدم مـن قبضـة قبضهـا‬
‫اذهب إل صديق آخر تعرف أنه هي لي لطيف ‪ ..‬وقل‬
‫مـن جيـع الرض فجاء بنـو آدم على قدر الرض‬
‫له ما قلت للول ‪..‬‬

‫( ) رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح‬ ‫‪28‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪27‬‬

‫‪49‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انتفض العابد ‪ ..‬ول يتخيل ‪ 99‬جثة بي يديه يثلها هذا‬ ‫ستجد حتما أ نه يقول ‪ :‬يا أ خي هذه أم عيالك ‪..‬‬
‫الرجل الواقف أمامه ‪..‬‬ ‫و ما ف يه زواج يلو من مشا كل ‪ ..‬ا صب علي ها ‪..‬‬
‫صاح العابد ‪ :‬ل ‪ ..‬ليس لك توبة ‪ ..‬ليس لك توبة ‪..‬‬ ‫وحاول أن تتحملهـا ‪ ..‬وهذه مهمـا صـار فهـي‬
‫ول تعجب أن يصدر هذا الواب من عابد قليل العلم ‪..‬‬ ‫زوجتك ‪ ..‬وشريكتك ف الياة ‪..‬‬
‫يكم ف المور بعاطفته ‪..‬‬ ‫فانظر كيف صارت طبيعة الشخص تؤثر ف آرائه‬
‫هذا القاتل لا سع الواب ‪ ..‬وهو الرجل الصلب الشن‬ ‫وقراراته ‪..‬‬
‫‪ ..‬غضب واحرت عيناه ‪ ..‬وتناول سكينه ث انال طعنا‬ ‫لذلك نىـ النـب ‪ e‬أن يقضـي القاضـي بيـ اثنيـ‬
‫ف جسد العابد حت مزقه ‪ ..‬ث خرج ثائرا من الصومعة‬ ‫ـس لبول أو‬
‫ـو عطشان ! أو جوعان ! أو حابـ‬
‫وهـ‬
‫‪..‬‬ ‫غائط ! لن هذه المور قد تغي نف سيته ‪ ..‬وبالتال‬
‫ومضت اليام ‪ ..‬فحدثته نفسه بالتوبة مرة أخرى ‪..‬‬ ‫قد تؤثر عليه ف اتاذ قراره ف الكم ‪..‬‬
‫فسأل عن أعلم أهل الرض ‪ ..‬فدله الناس على رجل عال‬ ‫كان ف المم السابقة رجل سفاح !! سفاح ؟! نعم‬
‫‪..‬‬ ‫سـفاح ‪ ..‬ل يقتـل رجلً واحدا ول اثنيـ ‪ ..‬ول‬
‫مضى يشي حت دخل على العال ‪ ..‬فلما وقف بي يديه‬ ‫عشرة ‪ ..‬وإنا قتل تسعا وتسعي نفسا ‪..‬‬
‫فإذا به يرى رجلً رزينا يزينه وقار العلم والشية ‪..‬‬ ‫ل أدري كيف نا من الناس وانتقامهم ‪ ..‬لعله كان‬
‫فأقبـل القاتـل إليـه سـائلً بكـل جرأة ‪ :‬إنـ قتلت مائة‬ ‫ميفا جدا إل درجة أنه ل أحد يرؤ على القتراب‬
‫نفس !! فهل ل من توبة ؟!‬ ‫م نه ‪ ..‬أو أ نه كان يتخ فى ف الباري والغارات ‪..‬‬
‫فأجابـه العال فورا ‪ :‬سـبحاااان ال ‪ !!..‬ومـن يول بينـك‬ ‫ل أدري بالض بط ‪ ..‬ال هم أ نه ارت كب ‪ 99‬جري ة‬
‫وبي التوبة ؟!!‬ ‫قتل !!‬
‫جواب رائع !! فعلً من يول بي نه وب ي التو بة ؟! فالالق‬ ‫ثـ حدثتـه نفسـه بالتوبـة ‪ ..‬فسـأل عـن أعلم أهـل‬
‫ف السماء ل تستطيع أي قوة ف العال ان تول بينك وبي‬ ‫الرض فدلوه على عابـد فـ صـومعته ‪ ..‬ل يكاد‬
‫النابة إليه والنكسار بي يديه ‪..‬‬ ‫يفارق مصله ‪ ..‬يضي وقته ما بي بكاء ودعاء ‪..‬‬
‫ثـ قال العال الذي كان يتخـذ قراراتـه بناء على العلم‬ ‫هي لي عاطفته جياشة ‪..‬‬
‫والشرع ‪ ..‬ل بناء على طـبيعته ومشاعره ‪ ..‬أو قـل على‬ ‫د خل هذا الرجل على العا بد ‪ ..‬وقف بي يد يه ث‬
‫عاطفته وأحاسيسه ‪..‬‬ ‫فجعه بقوله ‪ :‬أنا قتلت تسعا وتسعي نفسا ‪ ..‬فهل‬
‫قال العال ‪ :‬لكنك بأرض سوء ‪..‬‬ ‫ل من توبة ؟‬
‫عجبا ! كيـف علم ؟ عرف ذلك بناء على كـب الرائم‬ ‫هذا العابد ‪ ..‬أظنه لو قتل نلة من غي قصد لقضى‬
‫وقلة الـمُدافع له ال ـمُنكِر عل يه ‪ ..‬فعلم أن البلد أ صلً‬ ‫بق ية يو مه باكيا متأ سفا ‪ ..‬فك يف سيكون جوا به‬
‫ينتشـر فيهـا القتـل والظلم إل درجـة أنـه ل أحـد ينتصـر‬ ‫لرجل قتل بيده ‪ 99‬نفسا ‪..‬‬

‫‪50‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تاصمنا وطلقتها الثالثة !!‬ ‫للمظلوم ‪..‬‬
‫وهذا الكلم منه ليس غريبا ‪ ..‬إنا الغريب أنه قال بعدها‬ ‫قال ‪ :‬إنـك بأرض سـوء ‪ ..‬فاذهـب إل بلد كذا‬
‫‪ :‬ما تعرف ل شيخا حبيبا يفتين الن أراجعها !!‬ ‫وكذا فإن با قوما يعبدون ال فاعبد ال معهم ‪..‬‬
‫فعجبت منه ‪ ..‬ث تأملت ف الال فاكتشفت ما تقرر قبل‬ ‫ذهـب الرجـل يشـي تائبا منيبا ‪ ..‬فمات قبـل أن‬
‫ـم – وربا ـ‬
‫ـن الناس تتلف آراؤهـ‬
‫ـل أن كثيا مـ‬
‫قليـ‬ ‫يصل إل البلد القصود ‪..‬‬
‫اختياراتم الفقهية – تأثرا بعاطفته وطبيعته ‪..‬‬ ‫نزلت ملئكة الرحة وملئكة العذاب ‪..‬‬
‫وب عض الناس تعلم من طبيعته أ نه شد يد ال ب للمال ‪..‬‬ ‫فأما ملئكة الرحة فقالت ‪ :‬أقبل تائبا منيبا ‪..‬‬
‫فل تع جب إذا رأي ته يذل نف سه لرباب الموال ‪ ..‬يه مل‬ ‫وأما ملئكة العذاب فقالت ‪ :‬ل يعمل خيا قط ‪..‬‬
‫أولده وبيتـه لجـل جعـه ‪ ..‬يقتـر على مـن يعول ‪ ..‬ل‬ ‫فبعث ال إليهم ملكا ف صورة رجل ليحكم بينهم‬
‫تعجب فهو طماع ‪ ..‬بل إن اتاذه لقراراته وتبنيه لقناعاته‬ ‫‪ ..‬فكان ال كم أن يقي سوا ما بي البلد ين ‪ ..‬بلد‬
‫ينبن كثيا على هذه الطبيعة ‪ ..‬فإذا أردت أن تتعامل معه‬ ‫الطاعـة وبلد العصـية ‪ ..‬فإل أيتهمـا كان أقرب ‪.‬ز‬
‫أو تطلب منه شيئا فضع ف نفسك قبل أن تتكلم أنه مب‬ ‫فإنه لا ‪..‬‬
‫للمال ‪ ..‬فحاول أن ل تعارض هذه الطبيعـة فيـه حتـ‬ ‫وأوحـى ال تعال إل بلد الرحةـ أن تقاربـ ‪ ..‬وإل‬
‫تصل على ما تريد منه ‪..‬‬ ‫بلد العصـــية أن تباعدي ‪ ..‬فكان أقرب إل بلد‬
‫ولن المثلة مفاتيح الفهوم ‪ ..‬خذ مثا ًل ‪:‬‬ ‫الطاعة فأخذته ملئكة الرحة ‪..‬‬
‫نفرض أنك زرت مستشفى وقابلت مصادفة صديقا قديا‬ ‫حت الفتي ف السائل الشرعية تد مع السف أن‬
‫كان زميلً لك أيام الام عة ‪ ..‬فدعو ته إل ولي مة غداء ف‬ ‫بعضهم تغلبه عاطفته أحيانا ‪..‬‬
‫بيتك ‪ ..‬فوافق ‪..‬‬ ‫أذكـر أن أحـد جيانـ كان كثيـ اللفات مـع‬
‫فذهبـت إل السـوق واشتريـت حاجات ثـ رجعـت إل‬ ‫زوجته ‪..‬‬
‫البيت لتستعد وجعلت تتصل بعدد من زملئكم السابقي‬ ‫اشتد اللف يوما فطلقها تطليقه ‪ ..‬ث راجعها ‪..‬‬
‫تدعو هم لشاركت كم الولي مة ورؤ ية صاحبك ‪ ..‬من ب ي‬ ‫ث اشتد أخرى ‪ ..‬فطلقها ثانية ‪ ..‬ث راجعها ‪..‬‬
‫هؤلء صديق ‪ -‬من البخلء الذين استول حب الال على‬ ‫وكنـت كلمـا قابلتـه أحذره وأوصـيه ‪ ..‬وأذكره‬
‫قلوب م ‪ -‬ات صلت به فر حب وحيّ ا ‪ ..‬فل ما أ خبته عن‬ ‫بأبنائه ال صغار ‪ ..‬وأه ية اعتبار هم والعنا ية ب م ‪..‬‬
‫الولي مة ‪ ..‬قال ‪ :‬آآه ‪ ..‬يا ليت ن أ ستطيع الضور ورؤ ية‬ ‫وأكرر عليه ‪:‬‬
‫فلن ‪ ..‬لكنـ مرتبـط بشغـل هااام ‪ ..‬فبلغـه سـلمي ‪..‬‬ ‫ل يبق لك إل طلقة واحدة – الثالثة – فإن أوقعتها‬
‫ولعلي أراه ف وقت آخر ‪..‬‬ ‫ل تلـ لك مراجعتهـا إل بعـد زواجهـا مـن آخـر‬
‫فأدركت أنت من معرفتك بطبيعته أنه يشى أن ييء ‪..‬‬ ‫وتطليقه لا ‪ ..‬فاتق ال ‪ ..‬ول ترب بيتك ‪..‬‬
‫فيضطـر إل أن يدعـو الضيـف إل بيتـه ويصـنع له وليمـة‬ ‫حتـ جاءنـ يوما متغيـ الوجـه وقال ‪ :‬يـا شيـخ‬

‫‪51‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫آمن ‪..‬‬ ‫تكلفه مبلغا وقدره ‪ !! ..‬وهو يريد التوفي ‪..‬‬
‫ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ‪ ..‬ومن دخل السجد فهو‬ ‫فقلت له ‪ :‬عموما هذا الضيـف لن يبقـى فـ البلد‬
‫آمن ‪..‬‬ ‫سـيسافر بعـد الغداء مباشرة ‪ ..‬فقال ‪ :‬آآآ ‪ ..‬إذن‬
‫فلما ذهب أبو سفيان لينصرف إل مكة ‪..‬‬ ‫سأؤجل شغلي وآت لرؤيته !!‬
‫نظر إليه رسول ال ‪.. r‬‬ ‫وبعـض مـن تالطهـم مـن الناس يكون اجتماعيا‬
‫فإذا هو الذي استنفر قريشا لربه ف بدر ‪..‬‬ ‫أ سريا ‪ ..‬ي ب أ سرته ‪ ..‬ل ي صب على فراق هم ‪..‬‬
‫واستنفرها لربه ف أحد ‪..‬‬ ‫اطلب م نه أي ش يء إل أن يبتعد عن أولده بسفر‬
‫ث استنفرها لربه ف الندق ‪..‬‬ ‫أو نوه ‪ ..‬فل تكلفه ما ل يطيق ‪..‬‬
‫وإذا رجل قائد ‪ ..‬قد طحنته الرب وطحنها ‪..‬‬ ‫إل غي ذلك من طبائع الناس ‪..‬‬
‫وإذا هو حديث عهد بإسلم ‪..‬‬ ‫يعجب ن ب عض الناس الذي يلك فن ا صطياد ج يع‬
‫فأراد رسول ال ‪ r‬أن يريه قوة السلم ‪..‬‬ ‫القلوب ‪..‬‬
‫‪ " :‬يا عباس ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫فإذا سافر مع بلء اقتصد حت ل يرجهم فأحبوه‬
‫قال ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬اح بس أ با سفيان بض يق الوادي ع ند خ طم ال بل‬ ‫وإن جالس عاطفي ي زاد من ن سبة عاطف ته فأحبوه‬
‫حت تر به جنود ال فياها ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أي أوقفه على طريق اليش وهو يدخل مكة ‪..‬‬ ‫وإن مشـى مـع فكاهييـ مرحيـ ضحـك ومزح‬
‫فخرج العباس بأبـ سـفيان ‪ ..‬حتـ وقـف معـه بضيـق‬ ‫وجاملهم فأحبوه ‪..‬‬
‫الوادي ‪ ..‬حيث تتدفق الكتائب كالسيل إل مكة ‪..‬‬ ‫يلبس لكل حالة لبوسها ‪ ..‬إما نعيمها وإما بؤسها‬
‫وجعلت الكتائب ت ر عل يه برايات ا ‪ ..‬فل ما مرت الكتي بة‬ ‫‪..‬‬
‫الول قال ‪ :‬يا عباس من هؤلء ؟‬ ‫ل م عي ‪ ..‬وان ظر إل ر سول ال‬
‫وعُد بذاكر تك قلي ً‬
‫قال العباس ‪ :‬سليم ‪..‬‬ ‫وقد أقبل بالكتائب لفتح مكة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬مال ولسليم ‪!!..‬‬ ‫قبـل أن‬ ‫كان أبـو سـفيان قـد خرج إل النـب‬
‫ث مرت به الثانية ‪..‬‬ ‫يدخل مكة ‪ ..‬فأسلم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا عباس من هؤلء ؟‬ ‫ف ق صة طويلة ‪ ..‬الشا هد من ها أ نه ل ا أ سلم قال‬
‫قال ‪ :‬مزينة ‪..‬‬ ‫العباس ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬مال ولزينة ‪!!..‬‬ ‫يا ر سول ال ‪ ..‬إن أ با سفيان ر جل ي ب الف خر‬
‫حت نفدت الكتائب ‪ ..‬وهو ما تر كتيبة إل سأل العباس‬ ‫فاجعل له شيئا ‪..‬‬
‫عنها ‪..‬‬ ‫فقال ‪ " : r‬ن عم ‪ ..‬من د خل دار أ ب سفيان ف هو‬

‫‪52‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وماذا يناسبه ‪ ..‬يفيدك عند التعامل أو الكلم معه ‪..‬‬ ‫فإذا أخبه ‪ ..‬قال ‪ :‬مال ولبن فلن ‪..‬‬
‫ف غزوة الديبية ‪..‬‬ ‫ح ت مر ر سول ال ‪ r‬ف كتيبته الضراء ‪ ..‬وفيها‬
‫خرج ر سول ال ‪ .. r‬ب ن م عه من الهاجر ين والن صار‬ ‫الهاجرون والنصار ‪ ..‬قد غطوا أجسادهم بالديد‬
‫ومن لق به من العرب ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فل يرى منهم إل عيونم ‪..‬‬
‫كانوا ألفا وأربعمائة ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬سبحان ال يا عباس ! من هؤلء ؟‬
‫ساقوا مع هم الدى وأحرموا بالعمرة ليعلم الناس أن م إن ا‬ ‫فقال العباس ‪ :‬هذا رسـول ال ‪ r‬فـ الهاجريـن‬
‫خرجوا زائرين لذا البيت معظمي له ‪..‬‬ ‫والنصار ‪..‬‬
‫معه سبعي من البل ‪ ..‬هديا إل البيت الرام‬ ‫وساق‬ ‫قال ‪ :‬هذا الوت الحر ‪ ..‬وال ما لحد بؤلء من‬
‫‪..‬‬ ‫قبل ول طاقة ‪..‬‬
‫وصلوا مكة ‪ ..‬فمنعتهم قريش من دخولا ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ :‬وال يا أ با الف ضل ل قد أ صبح ملك ا بن‬
‫بأصحابه ف موضع اسه الديبية ‪..‬‬ ‫عسكر النب‬ ‫أخيك عظيما !‬
‫جعلت قريش ترسل إليه الرجل تلو الرجل للتفاوض معه‬ ‫قال العباس ‪ :‬يا أبا سفيان ‪ ..‬إنا النبوة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال أبو سفيان ‪ :‬فنعم إذن ‪..‬‬
‫فبعثوا إليه أو ًل مكرز بن حفص ‪..‬‬ ‫فل ما تاوزت م ال يل ‪ ..‬صاح به العباس ‪ ..‬النجاءَ‬
‫ل مـن قريـش ‪ ..‬لكنـه ل يلتزم بعهـد ول‬
‫كان مكرز رج ً‬ ‫إل قومك ‪..‬‬
‫ميثاق ‪ ..‬بل هو فاجر غادر ‪..‬‬ ‫فمضى أبو سفيان سريعا إل مكة ‪..‬‬
‫ل قال ‪ :‬هذا رجل غادر ‪..‬‬
‫فلما رآه رسول ال ‪ r‬مقب ً‬ ‫وجعل يصرخ بأعلى صوته ‪:‬‬
‫فلما انتهى إل رسول ال ‪ .. r‬كلمه با يصلح لثله ‪..‬‬ ‫يا مع شر قر يش ‪ ..‬هذا م مد قد جاء كم في ما ل‬
‫وأ خبه أ نه ما جاء ير يد حربا ‪ ..‬إناـ جاء معتمرا ‪ ..‬ول‬ ‫قبل لكم به ‪ ..‬فمن دخل دار أب سفيان فهو آمن‬
‫ل لذلك ‪..‬‬
‫يكتب معه عهدا لنه يعلم أنه ليس أه ً‬ ‫‪..‬‬
‫رجع مكرز إل قريش فأخبهم ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬قاتلك ال ! وما تغن عنا دارك ؟‬
‫فبعثوا حليس بن علقمة ‪ ..‬سيد الحابيش ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ‪ ..‬ومن دخل‬
‫وكان الحابيـش قوم مـن العرب سـكنوا مكـة تعظيما‬ ‫السجد فهو آمن ‪..‬‬
‫للحرم وعناية بالكعبة ‪..‬‬ ‫فتفرق الناس إل دورهم وإل السجد ‪..‬‬
‫فلما رآه رسول ال ‪ r‬قال ‪:‬‬ ‫ك يف أ ثر ف ن فس أ ب سفيان ب ا‬ ‫فلله در نبيه‬
‫إن هذا مـن قوم يتألون ‪.‬ز أي يتعبدون ‪ ..‬فابعثوا الدي‬ ‫يصلح له ‪..‬‬
‫ف وجهه حت يراه ‪..‬‬ ‫وماـ يسـن ههنـا ‪ ..‬أن تعرف طبيعـة الشخـص‬
‫فل ما رأى الدي من إ بل وغ نم ‪ ..‬ت سيل عل يه من عرض‬ ‫ونفسيته قبل أن تتكلم معه ‪ ..‬فإن معرفة طبيعته ‪..‬‬

‫‪53‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بيضتك لتفضها بم ؟‬ ‫الوادي فـ قلئده وحباله مربوطا مهيئا ليذبـح فـ‬
‫إنا قريش ‪ ..‬قد خرجت معها العوذ الطافيل ‪ ..‬قد لبسوا‬ ‫الرم ‪..‬‬
‫جلود النمور ‪..‬‬ ‫قـد أكـل أوباره مـن طول البـس عـن مله ‪ ..‬قـد‬
‫يعاهدون ال ل تدخلها عليهم عنوة أبدا ‪ ..‬وأي ال لكأن‬ ‫أضناه الوع والعطش ‪..‬‬
‫بؤلء قد انكشفوا عنك غدا ‪..‬‬ ‫لا رأى سيد الحابيش ذلك ‪ ..‬انتفض ‪ ..‬ول يقابل‬
‫وكان أبو بكر خلف النب ‪ .. r‬واقفا ‪..‬‬ ‫رسـول ال ‪ r‬إعظاما لاـ رأى ‪ ..‬وكيـف ينـع‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬امصص بظر اللت ! أنن ننكشف عنه ؟‬ ‫العتمرون عن البيت الرام !!‬
‫تفاجـأ ملك قومـه بذا الواب ‪ ..‬فلم يتعود على مثله ‪..‬‬ ‫رجـع إل قريـش ‪ ..‬فقال لمـ ذلك ‪ ..‬فقالوا له ‪:‬‬
‫لكنه ف القيقة كان يتاج إل جرعة كهذه تفض ما ف‬ ‫اجلس فإنا أنت أعراب ل علم لك ‪..‬‬
‫رأسه من كبياء ‪..‬‬ ‫فغضب الليس ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫فقال عروة متأثرا ‪ :‬من هذا يا ممد ؟‬ ‫يا مع شر قر يش ‪ ..‬وال ما على هذا حالفنا كم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هذا ابن أب قحافة ‪..‬‬ ‫ول على هذا عاهدناكم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أ ما وال لول يد كا نت لك عندي لكفأ تك ب ا ‪..‬‬ ‫أيصد عن بيت ال من جاءه معظما له ؟‬
‫ولكن هذه بذه ‪..‬‬ ‫والذي نفس الليس بيده ‪ ..‬لتخلن بي ممد وبي‬
‫وجعـل عروة يليـ العبارات بعدهـا ‪ ..‬ويكلم النـب ‪r‬‬ ‫ما جاء له من العمرة ‪ ..‬أو لنفرن بالحا يش نفرة‬
‫‪..‬ويل مس ل ية ال نب ‪ ..‬والغية بن شع بة الثق في وا قف‬ ‫رجل واحد ‪..‬‬
‫وراء رأس رسول ال ‪ .. r‬قد غطى وجهه الديد ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬مَ هْ ‪ ..‬كُفّ ع نا ‪ ..‬ح ت نأ خذ لنف سنا ما‬
‫فكان كلما قرب عروة يده من لية رسول ال ‪.. r‬‬ ‫نرضى به ‪..‬‬
‫قرعها شعبة بطرف السيف ‪..‬‬ ‫ــ أرادوا ‪ ..‬أن يبعثوا رجلً شريفا ‪ ..‬فاختاروا‬
‫ثـ‬
‫ث يدها ثانية ‪ ..‬فيقرعها شعبة بطرف السيف ‪..‬‬ ‫عروة بن مسعود الثقفي ‪..‬‬
‫فل ما مد ها الثال ثة ‪ ..‬قال شع بة ‪ :‬اك فف يدك عن و جه‬ ‫فقال ‪ :‬يا معشر قريش إن قد رأيت ما يلقى منكم‬
‫رسول ال ‪ r‬قبل أل تصل إليك يدك ‪ ..‬أي أقطعها !!‬ ‫مـن بعثتموه إل ممـد إذ جاءكـم ‪ ..‬مـن التعنيـف‬
‫فقال عروة ‪ :‬ويكـ مـا أفظـك وأغلظـك ! ومـن هذا يـا‬ ‫وسوء اللفظ ‪ ..‬وقد عرفتم أنكم والد وأن ولد ‪..‬‬
‫ممد ؟‬ ‫قالوا ‪ :‬صدقت ما أنت عندنا بتهم ‪..‬‬
‫فتبسم رسول ال ‪ .. r‬وقال ‪..‬‬ ‫فخرج عروة ‪ ..‬وكان ملكا فـ قومـه ‪ ..‬له شرف‬
‫هذا ابن أخيك الغية بن شعبة الثقفي ‪..‬‬ ‫ومكانة ‪ ..‬وله ترفع على الناس ‪..‬‬
‫فقال عروة ‪ :‬أي غدر وهل غسلت سوأتك إل بالمس !‬ ‫فلما أتى رسول ال ‪ r‬جلس بي يديه ث قال ‪:‬‬
‫ث قام عروة من عند النب ‪ .. r‬وعاد إل قريش ‪..‬‬ ‫يا م مد !! أج عت أوشاب الناس ث جئت ب م إل‬

‫‪54‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فمنهم من أغمض عينيه فجأة وكأنه يرى الرية أمامه ‪..‬‬ ‫فاسع ما قال ‪:‬‬
‫ومنهم من بكى ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬يا مع شر قر يش ‪ ..‬وال ل قد رأ يت ك سرى‬
‫ومن هم من كان ي ستمع دون أد ن تأ ثر وكأ نه ين صت إل‬ ‫وقي صر والنجا شي ‪ ..‬وال ما رأ يت ملكا يعظ مه‬
‫حكاية ما قبل النوم !!‬ ‫أصحابه كما يعظم أصحاب ممد ممدا ‪..‬‬
‫قل م ثل ذلك لو عر ضت قصة حزة ‪ t‬لا وقع شهيدا ف‬ ‫فوقع ف قلب قريش من الرهبة ما ل يقع من قبل ‪..‬‬
‫معركـة أحـد ‪ ..‬وكيـف شقوا بطنـه فأخرجوا كبده ‪..‬‬ ‫فأرسلت قريش سهيل بن عمرو ‪..‬‬
‫وقطعوا أذنيـه ‪ ..‬وجدعوا أنفـه ‪ ..‬وهـو سـيد الشهداء‬ ‫فمضى ي شي إل ر سول ال ‪ ..‬فلما رآه ر سول‬
‫وأسد ال ورسوله ‪..‬‬ ‫ال ‪ .. r‬قال ‪ :‬سـهل أمركـم ‪ ..‬ثـ كتبوا بينهـم‬
‫وعموما ‪..‬‬ ‫صلح الديبية ‪..‬‬
‫علمت ن الياة أن الناس ل يلون من أن يو جد من بين هم‬ ‫لنواع الناس ‪..‬‬ ‫هذا جانــب مــن معرفتــه‬
‫غليـظ غـب ‪ !!..‬ل يسـن ضبـط عباراتـه ‪ ..‬ول ماملة‬ ‫واستعمال الفتاح الناسب ف التعامل مع كل أحد‬
‫السامعي ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ل من هذا ال صنف جلس مرة ف ملس عام‬
‫أذ كر أن رج ً‬ ‫وهذه النواع مـن طباع الناس تلحظهـا حتـ فـ‬
‫‪ ..‬فذ كر ق صة وق عت له مع أ حد البائع ي ‪ ..‬فقال ف‬ ‫إلقاء الكلمات أو السواليف معهم ‪..‬‬
‫معرض حدي ثه ‪ :‬وهذا البائع ض خم جدا كأ نه حار ‪ ..‬ث‬ ‫ويكنك أن تشاهد دليل ذلك بنفسك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يشبه خالد !! وأشار إل رجل بانبه !!‬ ‫حاول أن تل قي ق صة مبك ية أمام ج ع من الناس ‪..‬‬
‫فل أدري كيف صار يشبه خالدا ‪ ..‬وهو كأنه حار !!‬ ‫وانظر إل أنواع تأثرهم ‪..‬‬
‫وقبل التام ‪ ..‬هنا سؤال كبي ‪..‬‬ ‫أذ كر أ ن ألق يت يوما خط بة ضمنت ها ق صة مق تل‬
‫هل يك نك تغي ي طبا عك لتتنا سب مع طباع من تال طه‬ ‫ع مر ‪ .. t‬ول ا و صلت إل كيف ية ط عن أ ب لؤلؤة‬
‫‪..‬؟‬ ‫‪ ..‬قلت – بصوت عالٍ ‪: -‬‬ ‫الجوسي لعمر‬
‫نعم ‪ ..‬كان عمر ‪ t‬مشهورا بي الناس بقوته وصرامته ‪..‬‬ ‫وفجأة خرج أبو لؤلؤة من الحراب على عمر ‪ ..‬ث‬
‫و ف يوم من اليام ‪ ..‬اختلف ر جل مع زوج ته ‪ ..‬وجاء‬ ‫طعنه ثلث طعنات ‪..‬‬
‫يسأل عمر كيف يتعامل معها ‪..‬‬ ‫وقعت الول ف صدره‬
‫فلمـا وقـف عنـد بيـت عمـر وكاد أن يطرق الباب سـع‬ ‫والثانية ف بطنه ‪..‬‬
‫زوجة عمر تصرخ به ‪ ..‬وعمر ساكت ‪ ..‬ل يصرخ ‪ ..‬ل‬ ‫ث استجمع قوته وطعن بالنجر تت سرته ‪..‬‬
‫يضرب ‪..‬‬ ‫ث جررررر النجر حت خرجت بعض أمعائه ‪..‬‬
‫فول الرجل ظهره للباب وكرّ راجعا متعجبا ‪..‬‬ ‫لحظ تُ وأ نا أن ظر ف الوجوه أن الناس تنوعوا ف‬
‫أحس عمر بصوت عند الباب فخرج ونادى الرجل ‪.. :‬‬ ‫كيفية تأثرهم ‪..‬‬

‫‪55‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قالوا ‪ :‬لاذا يا أستاذ ؟!‬ ‫ما خبك ؟‬
‫قال ‪ :‬اختبار ‪ ..‬اختبار مفاجئ ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬يا أمي الؤمني ‪ ..‬جئت أشتكي إليك امرأت‬
‫بدأ الطلب بنوع مــن التذمــر ينفذون مــا طلب ‪..‬‬ ‫فسمعت امرأتك تصرخ بك !!‬
‫ويتهامسون باستياء ‪..‬‬ ‫فقال عمر ‪ :‬يا رجل إنا امرأت ‪ ..‬حليلة فراشي ‪..‬‬
‫كان مـن بينهـم طالب كـبي السـم صـغي العقـل ‪..‬‬ ‫وصانعة طعامي ‪ ..‬وغاسلة ثياب ‪ ..‬أفل أصب منها‬
‫مشا كس كث ي الشا كل سريع الغ ضب متهور ‪ ..‬صاح‬ ‫على بعض السوء ‪..‬‬
‫بأستاذه ‪:‬‬ ‫وعموما ‪ :‬بعـض الناس ل علج له فل بـد مـن‬
‫يا أ ستاذ ‪ ..‬ل نر يد أن ن تب ‪ ..‬ن ن بالكاد ن يب ون ن‬ ‫التكيف معه ‪..‬‬
‫مذاكرون ‪ ..‬بال كيف إذا كنا ما ذاكرنا ؟!!‬ ‫يشتكي إلّ بعض الناس من شدة غضب أبيه ‪ ..‬أو‬
‫قالا الطالب بنبة حادة ‪..‬‬ ‫بل زوجته ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫ثار الدرس وهاج ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما هو على كي فك ‪ ..‬ت تب‬ ‫فأَعْر ضُ عليه بعض طرق العلج فيفيدن أنه جربا‬
‫غصبا عنك ‪ ..‬فاهم ؟! إذا ما هو عاجبك اطلع َبرّا !!!‬ ‫كلها ول تنفع ‪..‬‬
‫ثار الطالب ‪ ..‬وصاح ‪ :‬أنت اللي تطلع َبرّا ‪..‬‬ ‫فمـا اللـ ‪..‬؟! اللـ أن يصـب على أخلقهـم ‪..‬‬
‫توجـه الدرس إل الطالب وهـو يصـيح ويردد ‪ :‬يـا قليـل‬ ‫ويغم َر سيء أخلق هم ف ب ر حَ سَنِها ‪ ..‬ويتك يف‬
‫الدب ‪ ..‬يا عدي التربية ‪ ..‬يا ‪ ..‬ويقترب أكثر وأكثر ‪..‬‬ ‫مع واقعه قدر الستطاع ‪..‬‬
‫نض الطالب واقفا ‪ ..‬ث ‪..‬‬ ‫فبعض الشاكل ليس لا حل ‪..‬‬
‫فظن شرا ‪ ،‬ول تسأل‬ ‫كان ما كان ما لست أذكره‬
‫عن الب!!‬ ‫نتيجة ‪..‬‬
‫و صل ال مر إل إدارة الدر سة ‪ ..‬عو قب الطالب ب صم‬ ‫معرفتـك بطبيعـة الشخـص الذي تالطـه تعلك‬
‫‪ ..‬درجتي وكتابة تعهد بالتزام الدب‬ ‫قادرا على كسب مبته ‪..‬‬
‫أمـا الدرس فصـار حديـث القاصـي والدانـ ‪ ..‬وأصـبح‬
‫‪.21‬أستاذ الرياضيات ‪..‬‬
‫مضرب المثال ‪ ..‬ومثار أحاديث الطلب ف كل الدرسة‬
‫كان يدرس مادة الرياضيات لطلب الرحلة‬
‫‪ ..‬يشي ف مراتا ويسمع التعليقات والمسات ‪ ..‬حت‬
‫الثانوية ‪ ..‬السنة الخية ‪ ..‬كان يلحظ على عدد‬
‫انتقل بعدها إل مدرسة أخرى ‪..‬‬
‫منهم الهال وعدم التابعة ‪ ..‬فأراد أن يؤدبم ‪..‬‬
‫بينمـا مدرس آخـر وقـع له الوقـف نفسـه لكنـه أحسـن‬
‫دخل عليهم يوما ‪..‬‬
‫التصرف معه ‪..‬‬
‫وأول ما ا ستقر على كر سيه فاجأ هم بقوله ‪ :‬كل‬
‫د خل على طل به ‪ ..‬وفاجأ هم بقوله ‪ :‬أخرج ور قة وقلما‬
‫واحد يضع كتابه جانبا ويرج ورقة وقلما !!‬
‫‪ ..‬اختبار مفاجئ ‪..‬‬

‫‪56‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وف الهة القابلة تد أحيانا أن من يقابل البود – دائما‬ ‫وكان من بينهم طالب كذاك الطالب ‪ ..‬صاح ‪ :‬يا‬
‫– ببود ‪ ..‬ل تستقيم له المور ‪..‬‬ ‫أستاذ !! ما هو على كيفك ‪..‬‬
‫فليكن رابطك مع الناس شعرة معاوية ‪..‬‬ ‫كان الدرس جبلً يس بثقل الرجل الت ياول أن‬
‫فقد سئل معاوية ‪ t‬ك يف ا ستطعت أن ت كم الناس أميا‬ ‫يصعد عليه !!‪ ..‬يفهم أن العصب ل يقابل بعصبية‬
‫عشرين سنة ‪ ..‬ث تكمهم خليفة عشرين سنة ؟‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬جعلت بين وبينهم شعرة ‪ ..‬أحد طرفيها ف يدي‬ ‫ابت سم ونظـر إل الطالب وقال ‪ :‬يع ن يـا خالد ما‬
‫والخر ف أيديهم ‪ ..‬فإذا شدوها من جهتهم أرخيت من‬ ‫تريد أن تتب ؟‬
‫جه ت ح ت ل تنق طع ‪ ..‬وإذا أرخوا من جهت هم شددت‬ ‫فقال ‪ -‬صارخا ‪ : -‬ل ‪..‬‬
‫من جهت ‪..‬‬ ‫فقال الدرس بكـل هدووووء ‪ :‬خلص ‪ ..‬اللي مـا‬
‫صدق رضي ال عنه ‪ ..‬ما أحكمه !!‬ ‫يريد يتب نتعامل معه بالنظام ‪..‬‬
‫أظن من السلّمات ف حياتنا أنه ل يكن أن يهنأ بالعيش‬ ‫اكتبوا يـا شباب ‪ :‬السـؤال الول ‪ :‬أوجـد نتيجـة‬
‫زوجان كله ا ع صب غضوب ‪ ..‬ك ما ل ي كن أن تطول‬ ‫هذه العادلة ‪ :‬س ‪ +‬ص = ع ‪ .. 15 +‬ومضـى‬
‫علقة صاحبي كلها كذلك ‪..‬‬ ‫يسوق السئلة ‪..‬‬
‫أذكـر أنـ ألقيـت ماضرة فـ أحدى السـجون ‪ ..‬وكان‬ ‫ل ي صب الطالب الشا كس وقال ‪ :‬أقولك ما أر يد‬
‫قدري أن تكون الحاضرة ف العنب الاص برتكب جرائم‬ ‫أن أخ تب ‪ ..‬ن ظر إل يه الدرس وابت سم بدوووء ‪..‬‬
‫الق تل ‪ ..‬ل ا انته يت من ماضر ت ‪ ..‬تفرقوا إل مهاجع هم‬ ‫وقال ‪ :‬وهـل ألزمتـك أن تتـب ‪ ..‬أنـت رجـل‬
‫وأق بل إل أحدهم شاكرا ‪ ..‬وعرف ن بنف سه وأ نه ال سئول‬ ‫ومسئول عن تصرفاتك ‪..‬‬
‫عن النشطة الثقافية ف العنب ‪..‬‬ ‫ل ي د الطالب ما يث ي غض به أك ثر ‪ ..‬فهدأ وأخرج‬
‫سألته عن سبب ارتكاب جرية القتل عند أكثر هؤلء ‪..‬‬ ‫ورقة وقلما ‪ ..‬وبدأ يكتب السئلة مع زملئه ‪ ..‬ث‬
‫فقال ‪ :‬الغضـب ‪ ..‬الغضـب ‪ ..‬وال يـا شيـخ إن بعضهـم‬ ‫بعدها تت ماسبته على سوء أدبه عن طريق إدارة‬
‫ق تل لجل حفنة ريالت تا صم عليها مع عامل ف بقالة‬ ‫الدرسة ‪..‬‬
‫أو مطة وقود ‪..‬‬ ‫تذكرت هذه الفارقـة فـ القدرة على التعامـل مـع‬
‫صرَعَة‬
‫تذكرت عند ها قول ال نب ‪ ( : e‬ل يس الشد يد بال ّ‬ ‫الواقـف وأنـا أتأمـل فـ مهارات الناس على إذكاء‬
‫‪ ..‬إنا الشديد الذي يلك نفسه عند الغضب ) (‪.. )29‬‬ ‫النيان وإخادها ‪..‬‬
‫نعم ليس البطل هو قوي البدن الذي ما يصارع أحدا إل‬ ‫فالتعامل مع العصب بعصبية يؤدي إل تفجر الوقف‬
‫غلبه ‪ ..‬ل ‪ ..‬فلو كان هذا هو مقياس البطولة لصبحت‬ ‫واحتدام اللف ‪..‬‬
‫اليوانات والوحوش أفخر من الدميي ‪..‬‬ ‫ف من المور ال سلمة ع ند العقلء ‪ ..‬أن من يل قي‬
‫النار بالنار يزدها شررا واحتداما ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪29‬‬

‫‪57‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ح ت توقفوا ‪ ..‬فأل قى غتر ته جانبا ‪ ..‬وتناول قط عة حد يد‬ ‫إنا البطل هو العاقل الذي يعرف كيف يتعامل مع‬
‫‪ -‬هي ف الصل مفك لفتح براغي العجلت عند الاجة‬ ‫الوا قف بهارة ‪ ..‬يتعا مل مع زوج ته ‪ ..‬أولده ‪..‬‬
‫‪ .. -‬ونزل من ال سيارة متوجها إلي هم ‪ ..‬والغ ضب بادٍ‬ ‫مديره ‪ ..‬زملئه ‪ ..‬دون أن يفقدهم ‪..‬‬
‫(‪)30‬‬
‫عليه وقطعة الديد ف يده ‪..‬‬ ‫و ف الد يث ‪ :‬ل يق ضي القا ضي و هو غضبان‬
‫فإذا بالسـيارة القابلة ينل منهـا ثلثـة شباب قـد ضاقـت‬ ‫‪..‬‬
‫ملب سهم بعضلت م ‪ ..‬وتباعدت أيدي هم عن جنوب م من‬ ‫وأمـر ‪ e‬بتدريـب النفـس على اللم فقال ‪ :‬إناـ‬
‫عرض أكتافهم ‪..‬‬ ‫اللم بالتحلم (‪.. )31‬‬
‫أقبلوا يركضون بانفعال إل صـاحبنا ‪ ..‬وقـد رأوه تيـأ‬ ‫ن عم بالتحلم ‪ ..‬يع ن ع ند ك ظم الغضـب فـ الرة‬
‫للقتال !!‬ ‫الول ستتعب ‪ %100‬ول كن ف الثان ية ستتعب‬
‫فل ما رآ هم انت فض ‪ ..‬و غص بري قه ‪ ..‬و هم ينظرون إل يه‬ ‫‪ %90‬ث ف الثال ثة إذا كظ مت غض بك ستتعب‬
‫وإل ما ف يده ‪..‬‬ ‫‪ %80‬وهكذا حت تتدرب ويصبح اللم والدوء‬
‫فل ما ل حظ أن م يدون الن ظر إل قط عة الد يد ‪ ..‬رفع ها‬ ‫عندك طبيعة ‪..‬‬
‫برفق وقال ‪:‬‬ ‫ومن طرائف قصص الغضب أن ذهبت يوما لدينة‬
‫عفوا ‪ ..‬أردت أن أنبهكم إل أن هذه سقطت منكم ‪!! ..‬‬ ‫أملج ( ‪300‬ك جنوب جدة ) للقاء ماضرة ‪..‬‬
‫فتناولا أحدهم بانفعال ‪ ..‬وولوا إل سيارتم ‪ ..‬وهو يشي‬ ‫كان من ب ي الاضر ين شاب سريع الغ ضب ثائر‬
‫بيده إليهم مودعا ‪!!..‬‬ ‫العصاب جدا ‪..‬‬
‫هذا الشاب سافر مرة ب سيارته ول ي كن م ستعجلً‬
‫معادلة ‪..‬‬ ‫فكان يشـي ببطـء ‪ ..‬كان وراءه سـيارة مسـرعة‬
‫عصب ‪ +‬عصب = انفجار‬ ‫تريده أن يفسـح لاـ الطريـق ‪ ..‬وهـو يزداد بطئا‬
‫ويشي لم بيده أن خففوا السرعة ‪..‬‬
‫‪.22‬ماذا تستفيد من هذه الهارة ؟‬
‫ضاق صـاحب السـيارة الخرى بصـاحبنا ذرعا ‪..‬‬
‫كل باب له مفتاح ‪ ..‬والفتاح الناسب لفتح قلوب الناس‬
‫وتعداه ب سرعة وانرف عل يه ب سيارته مؤدبا ‪ ..‬ث‬
‫هو معرفة طبائعهم ‪..‬‬
‫مضى ‪ ..‬ول يصب أحد منهما بضرر ‪..‬‬
‫حل مشاكل الناس ‪ ..‬الصلح بينهم ‪ ..‬الستفادة منهم‬
‫ثارت أع صاب صاحبنا – و هي تثور على أ قل من‬
‫‪ ..‬اتقاء شرورهم ‪..‬‬
‫ذلك بكثييييـ – فزاد سـرعة سـيارته ‪ ..‬وأخـذ‬
‫كل ذلك تصبح فيه بارعا إذا عرفت طبائعهم ‪..‬‬
‫يصرخ ويزمر ‪ ..‬ويشي لم بأضواء السيارة مرارا‬
‫افرض أن شابا وقع بينه وبي أبيه خلف ‪ ..‬اشتد اللف‬
‫حتـ طرده أبوه مـن البيـت ‪ ..‬حاول البـن العودة مرارا‬ ‫( )‬ ‫‪30‬‬

‫( )‬ ‫‪31‬‬

‫‪58‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ستحتاج أن تتزوج ‪ ..‬من يسدد مهرك ؟‬ ‫لكن الب كان عنيدا مصرا ‪..‬‬
‫لو تعطلت سيارتك من يصلحها ؟‬ ‫دخلت للصلح بينهما ‪ ..‬حدثت الب بالنصوص‬
‫لو مرضت ‪ ..‬من سيحاسب الستشفى ؟‬ ‫الشرعية ‪ ..‬خوفته من إث القطيعة ‪..‬‬
‫إخوا نك ي ستفيدون ك ما شاءوا ‪ ..‬م صروف ‪ ..‬هدا يا ‪..‬‬ ‫ل يلتفت إليك ‪ ..‬كان مشحونا غاضبا جدا ‪..‬‬
‫وأنت جالس هكذا ‪..‬‬ ‫أردت أن تستعمل أساليب أخرى للصلح ‪..‬‬
‫مـا يضرك أن تصـلح ذلك كله بقبلة تطبعهـا على جـبي‬ ‫عرفـت مـن طبيعـة هذا الب أنـه عاطفـي جدا ‪..‬‬
‫أبيك ‪ ..‬أو كلمة أسف تمس با ف أذنه ‪..‬‬ ‫جئت إليه وقلت ‪:‬‬
‫وكذلك لو دخلت للصلح بي زوجة وزوجها ‪ ..‬فعلت‬ ‫يـا فلن ‪ ..‬أمـا ترحـم ولدك ‪ ..‬يفترش الرض ‪..‬‬
‫مثـل ذلك ‪ ..‬وفتحـت باب كـل واحـد منهمـا بالفتاح‬ ‫ويلتحف السماء ‪!!..‬‬
‫الناسب ‪..‬‬ ‫أنـت تأكـل وتشرب ‪ ..‬والسـكي يـبيت طاويا‬
‫ومثله لو أردت إجازة من مديرك ف العمل ‪..‬‬ ‫ويصبح جائعا ‪..‬‬
‫وعرفت أنه ل يلتفت إل العواطف ول ألمور الجتماعية‬ ‫أما تذكره إذا رفعت كسرة البز إل فمك ‪ ..‬أما‬
‫‪ ..‬وإنا عمل ( وبس ! ) ‪..‬‬ ‫تذكر مشيه ف حر الشمس ‪..‬‬
‫فقلت له ‪ :‬أحتاج إل إجازة ثل ثة أيام أجدد في ها نشا طي‬ ‫أمـا تذكـر لاـ كنـت تمله صـغيا ‪ ..‬وتضمـه إل‬
‫‪ ..‬وأستعيد حيويت ‪ ..‬أشعر أن إنتاجيت مع ضغط العمل‬ ‫صدرك ‪ ..‬وتشمه وتقبله ‪..‬‬
‫تنحدر تدرييا ‪ ..‬أعطنـ فرصـة لراحـة ( رأسـي ) فقـط‬ ‫أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي!! ‪..‬‬
‫ثلثة أيام ‪ ..‬لعود أنشط وأقدر ‪..‬‬ ‫تدـ أن عاطفـة الب تيـج بذا لكلم ‪ ..‬ويقترب‬
‫وإن كان اجتماعيا ‪ ..‬تلحـظ مـن خلل تعاملتـه ‪ ..‬أنـه‬ ‫أكثر من نقطة اللتقاء ‪..‬‬
‫حريص على السرة والعائلة ‪ ..‬قلت له ‪:‬‬ ‫وإن كان أبوه بيلً مبا للمال ‪ ..‬قلت له ‪:‬‬
‫أريد إجازة لرى والديّ ‪ ..‬أولدي ‪ ..‬أشعر أنم ف واد‬ ‫يا فلن أنت به ل تورط نف سك ‪ ..‬أر جع الولد ت ت‬
‫وأنا ف واد آخر ‪ ..‬إل غي ذلك ‪..‬‬ ‫نظرك وت صرفك ‪ ..‬أخ شى أن ي سرق أو يعتدي ‪..‬‬
‫أتقـن هذه الهارة ‪ ..‬وسـتسمع الناس غدا يقولون ‪ :‬مـا‬ ‫فتلز مك الحك مة ب سداد ما أ خذ ‪ ..‬وإ صلح ما‬
‫رأينا أبرع فلنا ف القدرة على القناع ‪!!..‬‬ ‫خرب ‪ ..‬فأنت أبوه على كل حال ‪ ..‬انتبه ‪..‬‬
‫نتيجة ‪..‬‬ ‫تد أن الب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد‬
‫كل إن سان له مفتاح ‪ ..‬ومعر فة طبي عة الن سان تدلّك‬ ‫‪..‬‬
‫على معرفة مفتاحه الناسب ‪..‬‬ ‫وإن كان كلمك موجها إل البن ‪ ..‬وكان جشعا‬
‫‪.23‬مراعاة النفسيات ‪..‬‬ ‫مبا للمال ‪..‬‬
‫تتقلب أمزجة الناس ف حياتم بي حزن وفرح ‪ ..‬وصحة‬ ‫قلت له ‪ :‬يـا فلن ‪ ..‬لن ينفعـك أل أبوك ‪ ..‬غدا‬

‫‪59‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والطلقة السكينة تستمع إل ذلك وتتخيل حالا بعد قليل‬ ‫ومرض ‪ ..‬وغن وفقر ‪ ..‬واستقرار واضطراب ‪..‬‬
‫ف بيت زوجة أخيها !!‬ ‫وبالتال يتنوع تقبلهم لبعض النواع من التعاملت‬
‫السؤال ‪ :‬هل يناسب إثارة هذا النوع من الحاديث مع‬ ‫‪ ..‬أو رد هم لاـ ب سب حالتهـم الشعور ية وقـت‬
‫امرأة فشلت ف مشروع الزواج ؟!!‬ ‫التعامل ‪..‬‬
‫هـل تظـن أن هذا الطلقـة سـتزداد مبـة لذه الارة ؟‪..‬‬ ‫ف قد يق بل م نك النك تة والطر فة ويتق بل الزاح ف‬
‫ورغبة ف مالستها دائما ؟‪ ..‬وفرحا بزيارتا لا ؟‪..‬‬ ‫و قت ا ستقراره ورا حة باله ‪ ..‬لك نه ل يتق بل ذلك‬
‫نتفق جيعا على جواب واحد نصرخ به قائلي ‪ :‬لااااا ‪..‬‬ ‫ف وقت حزنه ‪..‬‬
‫بل سيمتلئ قلبها حقدا وقهرا ‪..‬‬ ‫فمن غي الناسب أن تطلق ضحكة مدوية ف عزاء‬
‫إذن ما الل ؟ هل تكذب عليها ؟‬ ‫‪ !!..‬لكنها تتمل منك ف نزهة برية ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬ولكـن تتكلم باختصـار ‪ ..‬كأن تقول ‪ :‬وال كان‬ ‫وهذا أمـر مقرر عنـد جيـع العقلء وليـس هـو‬
‫عندنـا بعـض الشغال قضيناهـا ‪ ..‬ثـ تصـرف الكلم إل‬ ‫القصود بديثي هنا ‪..‬‬
‫موضوع آخر تصبها به على كربتها ‪..‬‬ ‫إناـ القصـود هـو مراعاة النفسـيات والشاعـر‬
‫أو افرض ‪ ..‬أن صـديقي اختـبا نايـة الرحلة الثانويـة ‪..‬‬ ‫الشخصـية عنـد الديـث مـع الناس أو التصـرف‬
‫فنجح أحدها وترج بتفوق ‪..‬‬ ‫معهم ‪..‬‬
‫والثان رسب ف عدد من الواد ‪ ..‬أو ترج بنسبة ضعيفة‬ ‫افرض أن امرأة طلقها زوجها وليس لا أب ول أم‬
‫ل تؤهله للقبول ف شيء من الامعات ‪..‬‬ ‫‪ ..‬قد ما تا ‪ ..‬وجعلت ت مع أغراض ها لتع يش مع‬
‫التفوقـ صـاحبه أن‬
‫ُ‬ ‫فهـل َترَى مـن الناسـب عندمـا يزور‬ ‫أخيها وزوجته ‪..‬‬
‫ي سهب ف الد يث حول الامعات ال ت ت قبوله في ها ‪..‬‬ ‫فبينمـا هـي كذلك إذ دخلت عليهـا جارتاـ فـ‬
‫واليزات الت ستمنح له ‪..‬؟‬ ‫الض حى زائرة ‪ ..‬فرح بت الطل قة ب ا ‪ ..‬ووض عت‬
‫قطعا جوابنا جيعا ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫لاـ القهوة والشاي ‪ ..‬فجعلت الزائرة تبحـث عـن‬
‫إذن ما الل ؟‬ ‫أحاديث لتؤانسها ‪ ..‬فسألتها الطلقة ‪:‬‬
‫الل أن يذكر له عموميات يفف با عنه ‪ ..‬كأن يشتكي‬ ‫بالمس رأيتكم خارجي من النل ‪..‬‬
‫مـن كثرة الزحام فـ الامعات ‪ ..‬وقلة القبول ‪ ..‬وخوف‬ ‫فقالت الارة ‪ :‬إي وال ‪ ..‬أبـو فلن أصـر علي أن‬
‫كثي من التقدمي إليها من عدم القبول ‪ ..‬حت يفف عن‬ ‫نتعشى خارج البيت فذهبت معه ‪ ..‬ث مر السوق‬
‫صاحبه م صابه ‪ ..‬في غب ع ند ذلك ف مال سته أك ثر ‪..‬‬ ‫واشترى ل فستانا لعرس أخت ‪ ..‬ث وقف عند مل‬
‫ويبه ويأنس بقربه ‪ ..‬ويشعر أنه قريب من قلبه ‪..‬‬ ‫ذهب ونزل واشترى ل سوارا ألبسه ف العرس ‪..‬‬
‫و قل م ثل ذلك لو الت قى شابان أحده ا أبوه كر ي يغدق‬ ‫ولا رجعنا إل البيت رأى الولد ف ملل فوعدهم‬
‫عليه الموال ‪..‬‬ ‫آخر السبوع أن يسافر بم ‪..‬‬

‫‪60‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث قالت ‪ :‬قد وال يا أبتِ انتشر السواد ‪..‬‬ ‫والخر أبوه بيل ل يكاد يعطيه ما يكفيه ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬قـد وال إذا دفعـت اليـل ووصـلت مكـة ‪..‬‬ ‫ف من غ ي النا سب أن يتحدث ا بن الكر ي بإغداق‬
‫فأ سرعي ب إل بي ت ‪ ..‬فإن م يقولون من د خل داره ف هو‬ ‫أبيه عليه ‪ ..‬وكثرة الال لديه ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫آمن ‪..‬‬ ‫لن هذا النوع من الكلم يض يق به صدر صديقه‬
‫فانطت الفتاة به مسرعة من البل ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويذكره بأساته مع أبيه ‪ ..‬ويستثقل اللوس مع‬
‫فتلقته خيل السلمي ‪ ..‬قبل أن يصل إل بيته ‪..‬‬ ‫هذا الصديق ويشعر ببعده عنه ف هه ‪..‬‬
‫فأقبل أبو بكر إليه ‪..‬‬ ‫لذلك نبـه النـب ‪ e‬إل مراعاة مشاعـر الخريـن‬
‫فاحتفى به مرحبا ‪..‬‬ ‫ونفسـياتم ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل تطيلوا النظـر إل الجذوم‬
‫ث أخذ بيده يقوده ‪ ..‬حت أتى به رسول ال ‪ r‬ف السجد‬ ‫(‪ .. )32‬والجذوم هو الصاب برض ظاهر ف جلده‬
‫‪..‬‬ ‫قد جعله مشوها ف منظره ‪ ..‬فمن غي الناسب أنه‬
‫فل ما رآه ر سول ال ‪ .. r‬فإذا ش يخ كبي ‪ ..‬قد ض عف‬ ‫إذا مـر بقوم أن يطيلوا النظـر إل جلده ‪ ..‬لن هذا‬
‫جسمه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬واقتربت منيته ‪..‬‬ ‫يذكره بصيبته فيحزن ‪..‬‬
‫‪ ..‬ينظر إل أبيه ‪ ..‬وقد فارقه منذ سني‬ ‫وإذا أبو بكر‬ ‫وف موقف غاية ف الراعاة واللطف يتعامل ‪ e‬مع‬
‫‪ ..‬وانشغل عنه بدمة هذا الدين ‪..‬‬ ‫والد أب بكر ‪.. y‬‬
‫الت فت إل أ ب ب كر ‪ t‬فقال مطيبا لنف سه ‪ ..‬و مبينا قدره‬ ‫فإنه ‪ e‬لا أقبل بيوش السلمي إل مكة لفتحها ‪..‬‬
‫الرفيع عنده ‪:‬‬ ‫قال أبو قحافة أبو أب بكر ‪ .. y‬وكان شيخا كبيا‬
‫هل تركت الشيخ ف بيته حت أكون أنا آتيه فيه ؟!‬ ‫‪ ..‬أعمى ‪ ..‬قال لبنة له من أصغر ولده ‪:‬‬
‫كان أبو بكر يعلم أنم ف حرب ‪ ..‬قائدهم رسول ال‬ ‫أي بن ية ‪ ..‬اظهري ب على ج بل أ ب قبيس لن ظر‬
‫‪ ..‬وأن وقتـه أضيـق ‪ ..‬وأشعاله أكثـر مـن أن يتفرغ‬ ‫صدق ما يقولون ‪ ..‬هل جاء ممد ؟‪..‬‬
‫للذهاب لبيت شيخ يدعوه للسلم ‪..‬‬ ‫فأشرفت به ابنته فوق البل ‪ ..‬فقال ‪ :‬أي بنية ماذا‬
‫فقال أبو بكر شاكرا‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هو أحق أن يشي‬ ‫ترين ؟‬
‫إليك ‪ ..‬من أن تشي أنت إليه ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أرى سوادا متمعا مقب ً‬
‫فأجلس النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬أبا قحافة بي يديه‬ ‫قال ‪ :‬تلك اليل ‪..‬‬
‫‪ ..‬بكل لطف وحنان ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬وأرى رجلً يسـعى بيـ يدي ذلك السـواد‬
‫ث مسح على صدره ‪..‬‬ ‫ل ومدبرا ‪..‬‬
‫مقب ً‬
‫ث قال ‪ :‬أسلم ‪..‬‬ ‫ـل‬
‫ـر اليـ‬
‫ـة ذلك الوازع الذي يأمـ‬
‫قال ‪ :‬أي بنيـ‬
‫فأشرق و جه أ ب قحا فة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أش هد أن ل إله إل ال‬ ‫ويتقدم إليها ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪32‬‬

‫‪61‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خزرجي لو يستطيع من الغيـظ رمانا بالنسر والعواء‬ ‫انت فض أ بو ب كر منتشيا م سرورا ‪ ..‬ل ت سعه الدن يا‬
‫فانينه إنه السد السـود والليث والغٌ ف الدماء‬ ‫فرحا ‪..‬‬
‫فلئن أقحم اللواء ونادى يا حاة اللواء أهل اللواء‬ ‫فـ وجـه الشيـخ ‪ ..‬فإذا الشيـب‬ ‫تأمـل النـب‬
‫لتكونن بالبطاح قريش بقعةَ القاع ف أكف الماء‬ ‫يكسوه بياضا ‪ ..‬فقال ‪ : r‬غيوا هذا من شعره ‪..‬‬
‫إنه مصلت يريد لا القتل صموت كالية الصماء‬ ‫ول تقربوه سوادا ‪..‬‬
‫فلما سع رسول ال ‪ .. r‬هذا الشعر ‪ ..‬دخله رحة ورأفة‬ ‫نعم كان يراعي النفسيات ف تعامله ‪..‬‬
‫بم ‪..‬‬ ‫بل إنه ‪ e‬لا دخل مكة قسم جيشه إل كتائب ‪..‬‬
‫وأحب أل ييبها إذ رغبت إليه ‪..‬‬ ‫وأعطى راية إحدى الكتائب ‪ ..‬إل الصحاب البطل‬
‫وأحب أل يغضب سعدا بأخذ الراية منه بعد أن شرفه با‬ ‫سعد بن عبادة ‪.. t‬‬
‫‪..‬‬ ‫كانت الراية مفخرة لن يملها ‪ ..‬ليس له فقط بل‬
‫فأمر سعدا فناول الراية لبنه قيس بن سعد ‪ ..‬فدخل با‬ ‫له ولقومه ‪..‬‬
‫مكة‪ ..‬وأبوه سعد يشي بانبه ‪..‬‬ ‫جعل سعد ينظر إل مكة وسكانا ‪ ..‬فإذا هم الذين‬
‫فرضيت الرأة وقريش لا رأت يد سعد خالية من الراية ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وضيقوا عل يه ‪ ..‬و صدوا‬ ‫حاربوا ر سول ال‬
‫ول يغضب سعد ل نه بقي قائدا لك نه أر يح من عناء ح ل‬ ‫عنه الناس ‪..‬‬
‫الراية وحلها عنه ابنه ‪..‬‬ ‫وإذا هم الذ ين قتلوا سية ويا سر ‪ ..‬وعذبوا بللًُ‬
‫فما أجل أن نصيد عدة عصافي بجر واحد ‪..‬‬ ‫وخبابا ‪..‬‬
‫حاول أن ل تفقد أحدا ‪ ..‬كن ناجحا واكسب الميع ‪..‬‬ ‫كانوا يستحقون التأديب فعلً ‪..‬‬
‫وإن تعارضت مطالبهم ‪..‬‬ ‫هز سعد الراي ية ‪ ..‬و هو يقول ‪ :‬اليوم يوم اللح مة‬
‫** اليوم تستحل الرمة ‪..‬‬
‫اتفاق ‪..‬‬ ‫سعته قريش فشق ذلك عليهم ‪ ..‬وكب ف أنفسهم‬
‫نن نتعامل مع القلوب ‪ ..‬ل مع البدان ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وخافوا أن يفنيهم بقتالم ‪..‬‬
‫فعارضت امرأة رسول ال ‪ r‬وهو يسي ‪ ..‬فشكت‬
‫‪.24‬اهتم بالخرين ‪..‬‬
‫إليه خوفهم من سعد ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬
‫الناس عموما يبون أن يشعروا بقيمتهم ‪..‬‬
‫يا نب الدى إليك لائ ّي قريش ولت حي لاء‬
‫لذا تد هم أحيانا يقومون بب عض الت صرفات ليلفتوا الن ظر‬
‫حيـ ضاقـت عليهـم سـعة الرض وعاداهـم إله‬
‫إليهم ‪!..‬‬
‫السماء‬
‫وقد يترعون قصصا وبطولت لجل أن يهتم الناس بم‬
‫إن سـعدا يريـد قاسـة الظهــر بأهـل الجون و‬
‫أو يعجبوا بم أكثر ‪..‬‬
‫البطحاء‬

‫‪62‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إليـه ‪ ..‬فإذا رجـل أعرابـ ‪ ..‬قـد ل يكون‬ ‫فالتفـت‬ ‫لو رجع رجل إل بيته قادما من عمله متعبا ‪ ..‬فلما‬
‫م ستعدا أن ينت ظر ح ت تنت هي الط بة ‪ ..‬ويتفرغ له ال نب‬ ‫د خل صالة الب يت رأى أولده الرب عة كل من هم‬
‫ليحدثه عن دينه ‪ ..‬وقد يرج الرجل من السجد ول‬ ‫على حال ‪..‬‬
‫يعود إليه ‪..‬‬ ‫أكبهم عمره أحدى عشرة سنة ‪ ..‬يتابع برناما ف‬
‫وقد بلغ المر عند الرجل أهية عالية ‪ ..‬لدرجة أنه يقطع‬ ‫التلفاز ‪..‬‬
‫الطبة ليسأل عن أحكام الدين !!‬ ‫والثان يأكل طعاما بي يديه ‪..‬‬
‫يفكر من وجهة نظر الخر ل من وجهة نظره هو‬ ‫كان‬ ‫والثالث يعبث بألعابه ‪..‬‬
‫فقط ‪..‬‬ ‫والرابع يكتب ف دفاتره ‪..‬‬
‫نزل من على منبه الشريف ‪ ..‬ودعا بكرسي فجلس أمام‬ ‫فسلم الب بصوت مسموع ‪ ..‬السلم عليكم ‪..‬‬
‫الرجل ‪ ..‬وجعل يلقنه ويفهمه أحكام الدين ‪ ..‬حت فهم‬ ‫فلم يلتفت إليه أحد ‪ ..‬ذاك منهمك مع برنامه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫والثان مأخوذ بألعابه ‪ ..‬والثالث مشغول بطعامه ‪..‬‬
‫ث قام من عنده ‪ ..‬ورجع إل منبه وأكمل خطبته ‪..‬‬ ‫إل الرابع ‪ ..‬فإنه ل ا التفت فرأى أباه ‪ ..‬ن فض يده‬
‫آآآه ما أعظمه وأحلمه ‪..‬‬ ‫من دفاتره وأقبل مرحبا ضاحكا ‪ ..‬وقبل يد أبيه ‪..‬‬
‫تربـ أصـحابة فـ مدرسـته ‪ ..‬فكانوا يظهرون الهتمام‬ ‫ث رجع إل دفاتره ‪..‬‬
‫بالخريـن ‪ ..‬والحتفاء بمـ ‪ ..‬ومشاركتهـم أفراحهـم‬ ‫أي هؤلء الربعة سيكون أحب إل الب ؟‬
‫وأتراحهم ‪..‬‬ ‫أجزم أن جوابنا سيكون واحدا ‪ :‬أحبهم إليه الرابع‬
‫‪..‬‬ ‫ومن ذلك ما فعله طلحة مع كعب‬ ‫‪..‬‬
‫شيخ كبي ‪ ..‬نلس إليه ‪ ..‬بعدما كب‬ ‫كعب بن مالك‬ ‫ليس لنه يفوقهم جا ًل أو ذكاءً ‪ ..‬وإنا لنه أشعر‬
‫سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬وكف بصره ‪..‬‬ ‫أباه بأنه إنسان مهم عنده ‪..‬‬
‫وهو يكي ذكريات شبابه ‪ ..‬ف تلفه عن غزوة تبوك ‪..‬‬ ‫ـا‬
‫ـر ‪ ..‬كلمـ‬
‫ـا أظهرت الهتمام بالناس أكثـ‬
‫كلمـ‬
‫وكانت آخر غزوة غزاها النب ‪.. r‬‬ ‫ازدادوا لك حيا وتقديرا ‪..‬‬
‫آذن النب ‪ r‬الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم‬ ‫يراعي ذلك ف الناس ‪ ..‬يشعر‬ ‫كان سيد اللق‬
‫‪..‬‬ ‫كل إنسان أن قضيته قضيته ‪ ..‬وهه هه ‪..‬‬
‫وجعـ منهـم النفقات لتجهيـز اليـش ‪ ..‬حتـ بلغ عدد‬ ‫على منبه يوما يطب الناس ‪..‬‬ ‫قام‬
‫اليش ثلثي ألفا ‪..‬‬ ‫فد خل ر جل من باب ال سجد ‪ ..‬ون ظر إل ر سول‬
‫وذلك حي طابت الظلل الثمار ‪..‬‬ ‫ث قال ‪:‬‬ ‫ال‬
‫ف حر شديد ‪ ..‬وسفر بعيد ‪ ..‬وعدو قوي عنيد ‪..‬‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬رجل يسأل عن دينه ‪ ..‬ما يدري‬
‫كان عدد السلمي كثيا ‪ ..‬ول ت كن أ ساؤهم مموعة ف‬ ‫ما دينه ؟!‬

‫‪63‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ال ما علمنا عليه إل خيا ‪..‬‬ ‫كتاب ‪..‬‬
‫فسكت رسول ال ‪.. r‬‬ ‫قال كعب ‪:‬‬
‫قال كعب ‪:‬‬ ‫وأ نا أي سر ما ك نت ‪ ..‬قد ج عت راحلت ي ‪ ..‬وأ نا‬
‫فلما قضى النب ‪ r‬غزوة تبوك ‪ ..‬وأقبل راجعا إل الدينة‬ ‫أقدر شيء ف نفسي على الهاد ‪..‬‬
‫‪ ..‬جعلت أتذكر ‪ ..‬باذا أخرج به من سخطه ‪ ..‬وأستعي‬ ‫وأنا ف ذلك أصغي إل الظلل ‪ ..‬وطيب الثمار ‪..‬‬
‫على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ‪..‬‬ ‫فلم أزل كذلك ‪ ..‬حتـ قام رسـول ال ‪ r‬غاديا‬
‫حت إذا وصل الدينة ‪ ..‬عرفتُ أن ل أنو إل بالصدق ‪..‬‬ ‫بالغداة ‪..‬‬
‫فدخل النب ‪ r‬الدينة ‪ ..‬فبدأ بالسجد فصلى فيه ركعتي‬ ‫فقلت ‪ :‬أنطلق غدا إل السـوق فأشتري جهازي ‪..‬‬
‫‪ ..‬ث جلس للناس ‪..‬‬ ‫ث ألق بم ‪..‬‬
‫فجاءه الخلفون ‪ ..‬فطفقوا يعتذرون إليه ‪ ..‬ويلفون له ‪..‬‬ ‫فانطلقت إل السوق من الغد ‪ ..‬فعسر علي بعض‬
‫وكانوا بضعـة وثانيـ رجلً ‪ ..‬فقبـل منهـم رسـول ال ‪r‬‬ ‫شأن ‪ ..‬فرجعت ‪..‬‬
‫علنيتهم ‪ ..‬واستغفر لم ‪ ..‬ووكل سرائرهم إل ال ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬أر جع غدا إن شاء ال فأل ق ب م ‪ ..‬فع سر‬
‫وجاءه كعب بن مالك ‪ ..‬فلما سلم عليه ‪ ..‬نظر إليه النب‬ ‫عليّ بعض شأن أيضا ‪..‬‬
‫‪ .. r‬ث تبسّم تبسّم الغضب ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬أرجـع غدا إن شاء ال ‪ ..‬فلم أزل كذلك‬
‫‪ ..‬فلما جلس بي يديه ‪..‬‬ ‫أقبل كعب يشي إليه‬ ‫‪..‬‬
‫فقال له ‪ : r‬ما خلفك ‪ ..‬أل تكن قد ابتعت ظهرك ؟ يعن‬ ‫حت مضت اليام ‪ ..‬وتلفت عن رسول ال ‪.. r‬‬
‫اشتريت دابتك ‪..‬‬ ‫فجعلت أمشي ف السواق ‪ ..‬وأطوف بالدينة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫ل مغموصـا عليـه فـ النفاق ‪ ..‬أو‬
‫فل أرى إل رج ً‬
‫قال ‪ :‬فما خلفك ؟!‬ ‫رجلً قد عذره ال ‪..‬‬
‫فقال ك عب ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬إ ن وال لو جل ست ع ند‬ ‫نعم تلف كعب ف الدينة ‪ ..‬أما رسول ال ‪ r‬فقد‬
‫غيك من أهل الدنيا ‪ ..‬لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر‬ ‫مضى بأصحابه الثلثي ألفا ‪..‬‬
‫‪ ..‬ولقد أعطيت جدلً ‪..‬‬ ‫ح ت إذا و صل تبوك ‪ ..‬ن ظر ف وجوه أ صحابه ‪..‬‬
‫ولك ن وال ل قد عل مت ‪ ..‬أ ن إن حدث تك اليوم حد يث‬ ‫ل صالا م ن شهدوا بي عة العق بة‬
‫فإذا هو يف قد رج ً‬
‫كذب تر ضى به علي ‪ ..‬ليوش كن ال أن ي سخطك علي‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فيقول ‪ : r‬ما فعل كعب بن مالك ؟!‬
‫ولئن حدثتك حديث صدق ‪ ..‬تد عليّ فيه ‪ ..‬إن لرجو‬ ‫فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬خلّفه برداه والنظر ف‬
‫فيه عفوَ ال عن ‪..‬‬ ‫عطفيه ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬وال ما كان ل من عذر ‪..‬‬ ‫فقال معاذ بن ج بل ‪ :‬بئس ما قلت ‪ ..‬وال يا نب‬

‫‪64‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث مضى كعب ‪ .. t‬يسي حزينا ‪ ..‬كسي النفس ‪ ..‬وقعد‬ ‫وال مـا كنـت قـط أقوى ‪ ..‬ول أيسـر منـ حيـ‬
‫ف بيته ‪..‬‬ ‫تلفت عنك ‪..‬‬
‫ض وقت ‪ ..‬حت نى النب ‪ r‬الناس عن كلم كعب‬
‫فلم ي ِ‬ ‫ث سكت كعب ‪..‬‬
‫وصاحبيه ‪..‬‬ ‫فالتفت النب ‪ r‬إل أصحابه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫قال كعب ‪:‬‬ ‫أ ما هذا ‪ ..‬ف قد صدقكم الد يث ‪ ..‬ف قم ‪ ..‬ح ت‬
‫فاجتنبنــا الناس ‪ ..‬وتغيوا لنــا ‪ ..‬فجعلت أخرج إل‬ ‫يقضي ال فيك ‪..‬‬
‫السوق ‪ ..‬فل يكلمن أحد ‪..‬‬ ‫قام كعـب يرـ خطاه ‪ ..‬وخرج مـن السـجد ‪..‬‬
‫وتنكر لنا الناس ‪ ..‬حت ما هم بالذين نعرف ‪..‬‬ ‫مهموما مكروبا ‪ ..‬ل يدري ما يقضي ال فيه ‪..‬‬
‫وتنكرت ل نا اليطان ‪ ..‬ح ت ما هي باليطان ال ت نعرف‬ ‫فلمـا رأى قومـه ذلك ‪ ..‬تبعـه رجال منهـم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وأخذوا يلومونه ‪ ..‬ويقولون ‪:‬‬
‫وتنكرت لنا الرض ‪ ..‬حت ما هي بالرض الت نعرف ‪..‬‬ ‫وال ما نعل مك أذن بت ذنبا قط ق بل هذا ‪ ..‬إ نك‬
‫فأ ما صاحباي فجل سا ف بيوت ما يبكيان ‪ ..‬جعل يبكيان‬ ‫رجل شاعر أعجزت أل تكون اعتذرت إل رسول‬
‫الليل والنهار ‪ ..‬ول يطلعان رؤوسهما ‪ ..‬ويتعبدان كأنما‬ ‫ال ‪ r‬باـ اعتذر إليـه الخلفون !‪ ..‬هل اعتذرت‬
‫الرهبان ‪..‬‬ ‫بعذر ير ضى ع نك ف يه ‪ ..‬ث ي ستغفر لك ‪ ..‬فيغ فر‬
‫وأ ما أ نا فك نت أشَبّ القوم وأجلدَ هم ‪ ..‬فك نت أخرج‬ ‫ال لك ‪..‬‬
‫فأش هد ال صلة مع ال سلمي ‪ ..‬وأطوف ف ال سواق ‪..‬‬ ‫قال كعب ‪:‬‬
‫ول يكلمن أحد ‪..‬‬ ‫فلم يزالوا يؤنبوننـ ‪ ..‬حتـ همـت أن أرجـع‬
‫وآت السجد فأدخل ‪..‬‬ ‫فأكذب نفسي ‪..‬‬
‫وآت رسول ال ‪ r‬فأسلم عليه ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬هل لقي هذا معي أحد ؟‬
‫فأقول فـ نفسـي ‪ :‬هـل حرك شفتيـه برد السـلم علي أم‬ ‫قالوا ‪ :‬نعـم ‪ ..‬رجلن قال مثـل مـا قلت ‪ ..‬فقيـل‬
‫ل؟‬ ‫لما مثل ما قيل لك ‪..‬‬
‫ث أ صلي قريبا م نه ‪ ..‬فأ سارقه الن ظر ‪ ..‬فإذا أقبلت على‬ ‫قلت ‪ :‬من ها ؟ قالوا ‪ :‬مرارة بن الربيع ‪ ..‬وهلل‬
‫صلت ‪ ..‬أقبل إل ‪..‬‬ ‫بن أمية ‪..‬‬
‫وإذا التفتّ نوه ‪ ..‬أعرض عن ‪..‬‬ ‫فإذا ها رجلن صالان قد شهدا بدرا ‪ ..‬ل فيهما‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫أسوة ‪..‬‬
‫ومضت على كعب اليام ‪ ..‬واللم تلد اللم ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬وال ل أرجـع إليـه فـ هذا أبدا ‪ ..‬ول‬
‫وهو الرجل الشريف ف قومه ‪..‬‬ ‫أكذب نفسي ‪..‬‬
‫بل هو من أبلغ الشعراء ‪ ..‬عرفه اللوك والمراء ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬

‫‪65‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يسلم فل يرد عليه السلم ‪..‬‬ ‫وسارت أشعاره عند العظماء ‪ ..‬حت تنوا لقياه ‪..‬‬
‫ويسأل فل يسمع الواب ‪..‬‬ ‫ث هو اليوم ‪ ..‬ف الدي نة ‪ ..‬ب ي قو مه ‪ ..‬ل أ حد‬
‫ومع ذلك ل يلتفت إل الكفار ‪..‬‬ ‫يكلمه ‪ ..‬ول ينظر إليه ‪..‬‬
‫ول يفلح الشيطان ف زعزعته ‪ ..‬أو تعبيده لشهوته ‪..‬‬ ‫ح ت ‪ ..‬إذا اشتدت عل يه الغر بة ‪ ..‬وضا قت عل يه‬
‫ألقى الرسالة ف النار ‪ ..‬وأحرقها ‪..‬‬ ‫الكربة ‪ ..‬نزل به امتحان آخر ‪:‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫فبينما هو يطوف ف السوق يوما ‪..‬‬
‫ومضـت اليام تتلوهـا اليام ‪ ..‬وانقضـى شهـر كامـل ‪..‬‬ ‫إذا رجل نصران جاء من الشام ‪..‬‬
‫وكعب على هذا الال ‪..‬‬ ‫فإذا هـو يقول ‪ :‬مـن يدلنـ على كعـب بـن مالك‬
‫والصار يشتد خناقه ‪ ..‬والضيق يزداد ثقله ‪..‬‬ ‫‪ ..‬؟‬
‫فل الرسول ‪ r‬يُمضي ‪ ..‬ول الوحي بالكم يقضي ‪..‬‬ ‫فطفق الناس يشيون له إل كعب ‪ ..‬فأتاه ‪ ..‬فناوله‬
‫فلما اكتملت أربعون يوما ‪..‬‬ ‫صحيفة من ملك غسان ‪..‬‬
‫فإذا ر سول من ال نب ‪ r‬يأ ت إل ك عب ‪ ..‬فيطرق عل يه‬ ‫عجبا !! من ملك غسان ‪!!..‬‬
‫الباب ‪..‬‬ ‫إذن قـد وصـل خـبه إل بلد الشام ‪ ..‬واهتـم بـه‬
‫فيخرج كعـب إليـه ‪ ..‬لعله جاء بالفرج ‪ ..‬فإذا الرسـول‬ ‫ملك الغساسنة ‪ ..‬عجبا !! فماذا يريد اللك ؟!!‬
‫يقول له ‪:‬‬ ‫فتح كعب الرسالة فإذا فيها ‪:‬‬
‫إن رسول ال ‪ r‬يأمرك أن تعتزل امرأتك ‪..‬‬ ‫" أ ما ب عد ‪ ..‬يا ك عب بن مالك ‪ ..‬إ نه بلغ ن أن‬
‫قال ‪ :‬أُ َطلّقها ‪ ..‬أم ماذا ؟‬ ‫صاحبك قد جفاك وأقصاك ‪ ..‬ولست بدار مضيعة‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن اعتزلا ول تقربا ‪..‬‬ ‫ول هوان ‪ ..‬فالق بنا نواسك "‪..‬‬
‫فدخـل كعـب على امرأتـه وقال ‪ :‬القـي بأهلك فكونـ‬ ‫فلمـا أتـ قراءة الرسـالة ‪ ..‬قال ‪ : t‬إنـا ل ‪ ..‬قـد‬
‫عندهم حت يقضي ال ف هذا المر ‪..‬‬ ‫طمـع ف ّ أهـل الكفـر ‪ !!..‬هذا أيضا مـن البلء‬
‫وأرسل النب ‪ r‬إل صاحب كعب بثل ذلك ‪..‬‬ ‫والشر ‪..‬‬
‫فجاءت امرأة هلل بن أمية ‪ ..‬فقالت ‪:‬‬ ‫ثـ مضـى بالرسـالة فورا إل التنور ‪ ..‬فأشعله ثـ‬
‫يا ر سول ال ‪ ..‬إن هلل بن أم ية ش يخ كبي ضع يف ‪..‬‬ ‫أحرقها فيه ‪..‬‬
‫فهل تأذن ل أن أخدمه ‪..‬؟‬ ‫ول يلتفت كعب إل إغراء اللك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ولكن ل يقربنك ‪..‬‬ ‫ـور‬
‫ـح له باب إل بلط اللوك ‪ ..‬وقصـ‬
‫ـم فُتـ‬
‫نعـ‬
‫فقالت الرأة ‪ :‬يا نب ال ‪ ..‬وال ما به من حركة لشيء ‪..‬‬ ‫العظماء ‪ ..‬يدعونه إل الكرامة والصحبة ‪..‬‬
‫ما زال مكتئبا ‪ ..‬يبكي الليل والنهار ‪ ..‬منذ كان من أمره‬ ‫والدينـة مـن حوله تتجهمـه ‪ ..‬والوجوه تعبـس فـ‬
‫ما كان ‪..‬‬ ‫وجهه ‪..‬‬

‫‪66‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قريب يؤانسه ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫و قد م ضت علي هم خ سون ليلة ‪ ..‬من ح ي ن ى ال نب ‪r‬‬ ‫ـب ‪..‬واشتدت الفوة‬
‫ومرت اليام ثقيلة على كعـ‬
‫الناس عن كلمهم ‪..‬‬ ‫عليه ‪..‬حت صار يراجع إيانه ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫يكلم السلمي ول يكلمونه ‪..‬‬
‫وف الليلة المسي ‪ ..‬نزلت توبتهم على النب ‪ r‬ف ثلث‬ ‫ويسلم على رسول ال ‪ r‬فل يرد عليه ‪..‬‬
‫الليل ‪..‬‬ ‫فإل أين يذهب ‪ !!..‬ومن يستشي !؟‬
‫وكان ف بيت أم سلمة ‪ ..‬فتل اليات ‪..‬‬ ‫قال كعب ‪: t‬‬
‫فقالت أم سلمة ‪: t‬‬ ‫فلمـا طال عليّ البلء ‪ ..‬ذهبـت إل أبـ قتادة ‪..‬‬
‫يا نب ال ‪ ..‬أل نبشر كعب بن مالك ‪..‬‬ ‫وهو ابن عمي ‪ ..‬وأحب الناس إلّ ‪ ..‬فإذا هو ف‬
‫قال ‪ :‬إذا يطم كم الناس ‪ ..‬وينعون كم النوم سائر الليلة‬ ‫حائط بستانه ‪ ..‬فتسورت الدار عليه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ودخلت ‪ ..‬فسلمت عليه ‪..‬‬
‫فل ما صلى ال نب ‪ r‬الف جر ‪ ..‬آذن الناس بتو بة ال عليهم‬ ‫فوال ما رد علي السلم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬يـا أبـا قتادة ‪ ..‬أتعلم أنـ‬
‫فانطلق الناس يبشرونم ‪..‬‬ ‫أحب ال ورسوله ؟‬
‫قال كعب ‪:‬‬ ‫فسكت ‪..‬‬
‫وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا ‪..‬‬ ‫ـب ال‬
‫ـا قتادة ‪ ..‬أتعلم أن ـ أحـ‬
‫ـا أبـ‬
‫فقلت ‪ :‬يـ‬
‫فبينـا أنـا جالس على الال التـ ذكـر ال تعال ‪ ..‬قـد‬ ‫ورسوله ؟‬
‫ضاقت علي نفسي ‪ ..‬وضاقت عليّ الرض با رحبت ‪..‬‬ ‫فسكت ‪..‬‬
‫وما من شيء أهم إلّ ‪ ..‬من أن أموت ‪ ..‬فل يصلي عليّ‬ ‫فقلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬يـا أبـا قتادة ‪ ..‬أتعلم أنـ‬
‫رسو ُل ال ‪ .. r‬أو يوت ‪ ..‬فأكون من الناس بتلك النلة‬ ‫أحب ال ورسوله ؟‬
‫‪ ..‬فل يكلمن أحد منهم ‪ ..‬ول يصلي عل ّي ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪..‬‬
‫فبينما أنا على ذلك ‪..‬‬ ‫سـع كعـب هذا الواب ‪ ..‬مـن ابـن عمـه وأحـب‬
‫إذ سعت صوت صارخ ‪ ..‬على ج بل سلع بأعلى صوته‬ ‫الناس إليه ‪ ..‬ل يدري أهو مؤمن أم ل ؟‬
‫يقول ‪:‬‬ ‫فلم يسـتطع أن يتجلد لاـ سـعه ‪ ..‬وفاضـت عيناه‬
‫ياااااا كعب بن مالك ! ‪ ..‬أبشر ‪..‬‬ ‫بالدموع ‪..‬‬
‫فخررت ساجدا ‪ ..‬وعرفت أن قد جاء فرج من ال ‪..‬‬ ‫ث اقتحم الائط خارجا ‪..‬‬
‫وأقبل إلّ رجل على فرس ‪ ..‬والخر صاح من فوق جبل‬ ‫وذهب إل منله ‪ ..‬وجلس فيه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫يقلب طرفه بي جدرانه ‪ ..‬ل زوجة تالسه ‪ ..‬ول‬

‫‪67‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ن عم ‪ ..‬تاب ال على ك عب و صاحبيه ‪ ..‬وأنزل ف ذلك‬ ‫وكان الصوت أسرع من الفرس ‪..‬‬
‫قرءانا يتلى ‪..‬‬ ‫فلما جاءن الذي سعت صوته يبشرن ‪ ..‬نزعت له‬
‫فقال عز وجل ‪:‬‬ ‫ثوبّ فكسوته إياها ببشراه ‪ ..‬وال ما أملك غيها‬
‫] َلقَدْ تَا بَ اللّ هُ َعلَى النّبِيّ وَالْ ُمهَا ِجرِي َن وَاْلَأنْ صَارِ اّلذِي نَ‬ ‫‪..‬‬
‫ب َفرِي قٍ‬
‫اتَّبعُو ُه فِي سَا َعةِ اْلعُ سْرَ ِة مِ نْ َب ْعدِ مَا كَادَ َيزِي ُغ ُقلُو ُ‬ ‫واستعرت ثوبي ‪ ..‬فلسبتهما ‪..‬‬
‫مِ ْنهُ مْ ُثمّ تَا بَ َعلَ ْيهِ مْ إِنّ هُ ِبهِ ْم َرؤُو فٌ رَحِي ٌم *وَ َعلَى الثّلَثةِ‬ ‫وانطل قت إل ر سول ال ‪ .. r‬فتلقا ن الناس فوجا‬
‫اّلذِي نَ ُخ ّلفُوا حَتّ ى ِإذَا ضَاقَ تْ َعلَ ْيهِ مُ اْلَأرْ ضُ بِمَا رَحُبَ تْ‬ ‫‪ ..‬فوجا ‪..‬‬
‫جَأ مِنَ اللّهِ إِلّا ِإلَيْهِ‬
‫وَضَاقَتْ َعلَ ْيهِمْ َأْنفُسُ ُه ْم وَظَنّوا أَ ْن ل َملْ َ‬ ‫يهنئو ن بالتو بة ‪ ..‬يقولون ‪ :‬ليه نك تو بة ال عل يك‬
‫ُثمّ تَابَ َعلَ ْي ِهمْ لِيَتُوبُوا إِ ّن ال ّلهَ ُه َو الّتوّابُ الرّحِيمُ [ ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫والشاهد من هذه القصة ‪ ..‬أن طلحة ‪ t‬لا رأى كعبا قام‬ ‫ح ت دخلت ال سجد ‪ ..‬فإذا ر سول ال ‪ e‬جالس‬
‫إل يه واعتن قه وهنأه ‪ ..‬فزادت م بة ك عب له ‪ ..‬ح ت كان‬ ‫بي أصحابه ‪ ..‬فلما رأون وال ما قام منهم إلّ إل‬
‫يقول بعد موت طلحة ‪ ..‬وهو يكي القصة بعدها بسني‬ ‫طل حة بن عب يد ال ‪ ..‬قام فاعتنق ن وهنأ ن ‪ ..‬ث‬
‫‪ :‬فوال ل أنساها لطلحة ‪..‬‬ ‫رجع إل ملسه ‪ ..‬فوال ما أنساها لطلحة ‪..‬‬
‫وماذا فعـل طلحـة حتـ يأسـر قلب كعـب ؟ فعـل مهارة‬ ‫فمش يت ح ت و قف على ر سول ال ‪ e‬ف سلمت‬
‫رائدة ‪ ..‬اهتم ّ بـه ‪ ..‬شاركـه فرحتـه ‪ ..‬فصـار له عنده‬ ‫عليه ‪..‬‬
‫حظوة ‪..‬‬ ‫سـرّ‬
‫وهـو يـبق وجهـه مـن السـرور ‪ ..‬وكان إذا ُ‬
‫الهتمام بالناس ومشاركتهم ف مشاعرهم يأسر قلوبم ‪..‬‬ ‫استنار وجهه ‪ ..‬حت كأنه قطعة قمر ‪..‬‬
‫لو كنـت فـ زحةـ المتحانات ‪ ..‬ووصـلت إل هاتفـك‬ ‫فلمـا رآنـ قال ‪ :‬أبشـر بيـ يوم مرّ عليـك منـذ‬
‫الحمول رسـالة مكتوب فيهـا ‪ ..‬بشرنـ عـن امتحاناتـك‬ ‫ولدتك أمك ‪..‬‬
‫وال إن بال مشغول عليـك وأدعـو لك ‪ ،‬صـديقك ‪:‬‬ ‫قلت ‪ :‬أمن عندك يا رسول ال ‪ ..‬أم من عند ال ؟‬
‫إبراهيم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬بل من عند ال ‪ ..‬ث تل اليات ‪..‬‬
‫أليس ستزداد مبتك لذا الصديق ؟ بلى ‪..‬‬ ‫فجلست بي يديه ‪..‬‬
‫ولو كان أبوك مريضا فـ السـتشفى ‪ ..‬فبقيـت معـه فـ‬ ‫فقلت ‪ :‬يا ر سول ال ! إن من توب ت أن أنلع من‬
‫غرف ته وأ نت مشغول البال عل يه ‪ ..‬وات صل بك صديق‬ ‫مال صدقة إل ال ‪ ..‬وإل رسوله ‪..‬‬
‫وسألك عنه ‪ ..‬وقال ‪ :‬تتاج مساعدة ؟ نن ف خدمتك‬ ‫فقال ‪ :‬أم سك عل يك بعض مالك ‪ ..‬فهو خ ي لك‬
‫‪ ..‬فشكرته ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ث ف ال ساء ات صل وقال ‪ :‬إذا ال هل يتاجون أي ش يء‬ ‫فقلت ‪ :‬يا رسول ال ! إن ال إنا نان بالصدق ‪..‬‬
‫أشتريه لم ‪ ..‬فأخبن ‪ ..‬فشكرته ودعوت له ‪..‬‬ ‫وإن من توبت أل أحدث إل صدقا ما بقيت ‪..‬‬

‫‪68‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الشباب الراهق ي ل م ق صات ش عر غري بة ‪ ..‬و مع ذلك‬ ‫أل تشعر أن قلبك ينجذب إليه أكثر ‪..‬؟‬
‫كنت أمازحهم وأطلق التعليقات عليهم تببا وتلطفا ‪..‬‬ ‫بينمـا لو اتصـل بـك آخـر وقال ‪ :‬فلن ‪ ..‬ننـ‬
‫انشغلت بكالةـ هاتفيـة ‪ ..‬فلمـا أنيتهـا فإذا شاب يلبـس‬ ‫خارجون إل نزهة ف البحر ‪ ..‬هاه تذهب معنا ؟‬
‫سلّما مصافحا ‪..‬‬
‫بنطا ًل وقميصا ‪ ..‬يران فيقبل م َ‬ ‫فقلت ‪ :‬وال والدي مريض ول أستطيع ‪..‬‬
‫رحبـت بـه وقلت مازحا ‪ :‬مـا هذه الناقـة ‪ ..‬أنـت اليوم‬ ‫فبدل أن يد عو له ويعتذر أن ل ي سأل عن حاله ‪..‬‬
‫كأنك عريس ‪ ..‬ونو هذه العبارات ‪..‬‬ ‫قال لك ‪ :‬أدري أنه مر يض ل كن هو ف الستشفى‬
‫سكت الشاب قليلً ث قال ‪:‬‬ ‫وعنده مرضون ولن يسـتفيد مـن بقائك تعال معنـا‬
‫مـا عرفتنـ ‪ ..‬أنـا فلن ‪ ..‬الن وصـلت مـن ألانيـا معـي‬ ‫استمتع واسبح و ‪ ..‬قالا وهو يازحك ضاحكا ‪..‬‬
‫جثمان أبـ ‪ ..‬وأنـا متوجـه إل الرياض الن على أقرب‬ ‫وكأن مرض والدك ل يعنيـه ‪ ..‬كيـف سـتكون‬
‫رحلة ‪..‬‬ ‫نظرتك إليه ؟‬
‫ف القي قة ‪ ..‬كأن ا صب علي برم يل ماء بارد ‪ ..‬صرت‬ ‫بل شك أن قدره ف قل بك ينخ فض ل نه ل يه تم‬
‫مرجا جدا ‪ ..‬أبوه مات ‪ ..‬وجثما نه م عه ف الطائرة وأ نا‬ ‫بمومك ‪..‬‬
‫أمازحه وأضحك ‪ ..‬إن هذا لشيء عجاب !!‬ ‫من أحرج ما وقع ل من مواقف ‪..‬‬
‫ل ث قلت ‪ :‬آآآآسف ‪ ..‬وال ما انتبهت إليك‬
‫سكتّ قلي ً‬ ‫أنـ كنـت مسـافرا إل جدة لعدة أيام ‪ ..‬كنـت‬
‫‪ ..‬فأنا هنا منذ أيام ‪ ..‬فأحسن ال عزاءك وغفر لوالدك‬ ‫مشغولً جدا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫و صلتن ر سالة خلل ا على هاتفي من أ خي سعود‬
‫ت ف القيقة معذورا ف عدم انتباهي إل شخصه‬
‫وإن كن ُ‬ ‫كتب فيها ‪:‬‬
‫ل ‪ ..‬وأراه بثوبه وغترته ‪..‬‬
‫‪ ..‬فقد كنت ل أقابله إل قلي ً‬ ‫أحسن ال عزاءك ف ابن عمنا فلن توف ف ألانيا‬
‫فل ما ل بس البنطال وجاء ن فجأة ف زح ة شباب من جدة‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ل يقع ف نفسي أنه فلن ‪..‬‬ ‫ات صلت بأ خي فأ خبن أن ا بن عم نا هذا ‪ -‬و هو‬
‫فمن الهتمام بالناس مشاركتهم ف مشاعرهم وإشعارهم‬ ‫ش يخ كبي ‪ -‬ذ هب ق بل يوم ي لعلج القلب ف‬
‫أن ههم هو هك ‪ ..‬وأنك تب الي لم ‪..‬‬ ‫ألانيـا وتوفـ أثناء إجراء العمليـة ‪ ..‬وأن جثمانـه‬
‫و من هذا النطلق ت د أن الشركات التطورة يكون عند ها‬ ‫ســــيصل قريبا إل مطار الرياض ‪ ..‬دعوت له‬
‫ـ‬
‫ـال التهانـ‬
‫إدارة للعلقات العامــة ‪ ..‬مهمتهــا إرسـ‬ ‫وترحت عليه ‪ ..‬وأنيت الكالة ‪..‬‬
‫وال تبيكات ف النا سبات ‪ ..‬وتقد ي الدا يا ‪ ..‬ون و ذلك‬ ‫بعد ها بيوم ي انت هت أعمال ف جدة وذه بت إل‬
‫‪..‬‬ ‫الطار أنتظر وقت إقلع رحلت للرياض ‪..‬‬
‫الناس كلمـا أشعرتمـ بقيمتهـم وأظهرت الهتمام بمـ‬ ‫فـ هذه الثناء كان يرـ بـ عدد مـن الشباب فإذا‬
‫ملكت قلوبم وأحبوك ‪..‬‬ ‫رأونـ عرفونـ وأقبلوا مسـلمي وكانوا أحيانا مـن‬

‫‪69‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خذ أمثلة سريعة من الواقع ‪:‬‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫لو دخـل شخـص إل مكان مليـء بالناس فلم يدـ‬
‫الناس كلما أشعرتم بقيمتهم وأظهرت الهتمام بم ‪..‬‬ ‫مكانا يلس فيه ‪ ..‬فتفسحت قليلً ‪ ..‬وأوسعت له‬
‫ملكت قلوبم ‪ ..‬وأحبوك ‪..‬‬ ‫مكانا وقلت ‪:‬‬
‫تفضـل يـا فلن ‪ ..‬تعال هنـا ‪ ..‬لشعـر باهتمامـك‬
‫‪.25‬أشعرهم أنك تب الي لم ‪..‬‬
‫وأحبك ‪..‬‬
‫كلما كان قلبك ملوءا بالحبة والنصح للخرين ‪ ..‬كلما‬
‫أو لو كن تم ف ح فل عشاء ‪ ..‬وأق بل ي مل طعا مه‬
‫صرت صادقا ف مهاراتك ف التعامل معهم ‪..‬‬
‫يتلفـت يبحـث عـن طاولة فيهـا مكان فارغ ‪..‬‬
‫وكلمـا أحـس الناس ببـك لمـ ‪ ..‬ازدادوا هـم أيضا لك‬
‫فجهزت له كرسـيا وقلت ‪ :‬حياك اله يـا فلن ‪..‬‬
‫مبة وقبولً ‪..‬‬
‫تفضل هنا ‪ ..‬لشعر باهتمامك أيضا ‪..‬‬
‫كانـت إحدى الطـبيبات تتلئ عيادتاـ الاصـة دائما‬
‫عموما أشعر الناس بقيمتهم ‪ ..‬يبوك ‪..‬‬
‫بالراجِعات ‪..‬‬
‫كان رسول ال ‪ e‬يرص على ذلك أيا حرص ‪..‬‬
‫وكانـت الريضات يرغبـ فـ الجيـء إليهـا دائما وكـل‬
‫انظر إليه وقد قام يطب على منبه يوم جعة ‪..‬‬
‫واحدة تشعر أنا صديقة خاصة لذه الطبيبة ‪..‬‬
‫وفجأة فإذا بأعرابـ يدخـل إل السـجد ويتخطـى‬
‫كانـت هذه الطبيبـة تارس مهارات متعددة تسـحر باـ‬
‫الصـفوف ‪ ..‬وينظـر إل رسـول ال ‪ .. e‬ويصـيح‬
‫قلوب الخرين ‪..‬‬
‫ـ ر سول ال ‪ ..‬ر جل ل يدري مـا دي نه !‬
‫ل‪:‬يا‬
‫قائ ً‬
‫من ذلك ‪ ..‬أن ا اتف قت مع ال سكرتية أن ا إذا ات صلت‬
‫فعلمه دينه ‪..‬‬
‫إحدى الريضات تريـد أن تتحدث مـع الطبيبـة أو تسـألا‬
‫فنل النـب ‪ e‬مـن منـبه ‪ ..‬وتوجـه إل الرجـل‬
‫عن شيء يص الرض ‪..‬‬
‫وطلب كرسيا فجلس عليه ‪ ..‬ث جعل يتحدث مع‬
‫فإن السـكرتية تسـألا عـن اسـها ‪ ..‬وترحـب باـ ‪ ..‬ثـ‬
‫الر جل ويشرح له الد ين إل أن ف هم ‪ ..‬ث عاد إل‬
‫تطلب منها التكرم بالتصال بعد خس دقائق ‪..‬‬
‫منبه ‪..‬‬
‫ث تأ خذ ال سكرتية اللف الاص بذه الري ضة ‪ ..‬وتناوله‬
‫قمـة الهتمام بالناس ‪ ..‬ومـن يدري رباـ لو أهله‬
‫للطبيبـة ‪ ..‬فتقرأ الطبيبـة معلومات الرض ‪ ..‬وتنظـر إل‬
‫لرج الرجل وبقي جاهلً بدينه إل أن يوت ‪..‬‬
‫بطاقتهـا الاصـة ‪ ..‬ومعلوماتاـ الكاملة باـ فيهـا وظيفتهـا‬
‫ولو نظرت ف شائله ‪ .. e‬لوجدت من بين ها أ نه‬
‫وأساء أولدها ‪..‬‬
‫كان إذا صـافحه أحـد ل ينع ‪ e‬يده مـن يـد‬
‫فإذا اتصلت الريضة ‪ ..‬رحبت با الطبيبة ‪ ..‬وسألتها عن‬
‫الصافح ‪ ..‬حت ينع ذاك يده أولً ‪..‬‬
‫مرضها ‪ ..‬وعن فلن ولدها الصغي ‪ ..‬وأخبار وظيفتها ‪..‬‬
‫وكان ‪ e‬إذا كلمـه أحـد التفـت إليـه جيعا ‪ ..‬أي‬
‫و ‪..‬‬
‫التفت بوجهه وجسمه إليه يستمع وينصت ‪..‬‬

‫‪70‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قلوب الخرين ‪..‬‬ ‫فتش عر الري ضة أن هذه الطبي بة تب ها جدا لدر جة‬
‫منهم من أرسل إلّ ‪ :‬وال إن أبكي وأنا أقرأ رسالتك ‪..‬‬ ‫أنا تفظ أساء أولدها وتتذكر مرضها ‪ ..‬ول تنس‬
‫أشكرك أنك ذكرتن بدعائك ‪..‬‬ ‫مكان عملها ‪ ..‬فترغب ف الجيء إليها دائما ‪..‬‬
‫وآ خر ك تب ‪ :‬وال يا أ با ع بد الرح ن ما أدري ب أرد‬ ‫أرأيت أن امتلك القلوب وأسرها سهل جدا ‪..‬‬
‫عليك ! ولكن جزاك ال خيا ‪..‬‬ ‫ول بأس أن تعب عن مبتك للخرين بكل صراحة‬
‫والثالث ك تب ‪ :‬أ سأل ال أن ي ستجيب دعاءك ‪ ..‬ون ن‬ ‫‪ ..‬سواء كانوا أبا أو أما ‪ ..‬أو زوجة أو أبناء ‪ ..‬أو‬
‫وال ل ننساك ‪..‬‬ ‫زملء وجيان ‪..‬‬
‫نن ف القيقة نتاج بي الفينة والخرى أن ُنذَكّر الناس‬ ‫ل تكتم مشاعرك نوهم ‪ ..‬قل لن تبه ‪ :‬أنا أحبك‬
‫بأننا نبهم ‪ ..‬وأن كثرة مشاغل الدنيا ل تنسنا إياهم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أنت غالٍ إل قلب ‪..‬‬
‫ول بأس أن يكون ذلك بثل هذه الرسائل ‪..‬‬ ‫حتـ لو كان عاصـيا قـل له ‪ :‬إنـك أحـب إل مـن‬
‫يكـن أن تكتـب إل أحبابـك ‪ :‬دعوت لكـم بيـ الذان‬ ‫أناس كثيييي ‪..‬‬
‫والقامة ‪ ..‬أو ف ساعة المعة الخية ‪..‬‬ ‫ول تكذب ف هو أ حب إل يك من ملي ي اليهود ‪..‬‬
‫وإذا كا نت ني تك صالة فلن يكون ف هذا إظهار للع مل‬ ‫أليس كذلك ‪ ..‬كن ذكيا ‪..‬‬
‫أو رياء ‪ ..‬وإنا زيادة ألفة ومبة بي السلمي ‪..‬‬ ‫أذكر أن ذهبت مرة لداء العمرة ‪ ..‬وكنت خلل‬
‫أذ كر أ ن ألق يت ماضرة ف م يم دعوي صيفي ف مدينة‬ ‫طوافـ وسـعيي أدعـو للمسـلمي جيعا ‪ ..‬بالفـظ‬
‫الطا يف ‪ ..‬ف جبال الشفاء و هي متنه يت مع ف يه أعداد‬ ‫والن صر والتمك ي ‪ ..‬ورب ا قلت ‪ :‬الل هم اغ فر ل‬
‫كبية من الشباب ‪..‬‬ ‫واغفر لحباب وأصحاب ‪..‬‬
‫كان أكثر الاضرين هم من الشباب الذين يظهر عليهم‬ ‫ـا ‪ ..‬حدت ال على‬
‫ـن شعائرهـ‬
‫ـد انتهائي مـ‬
‫وبعـ‬
‫اليـ والصـلح ‪ ..‬أمـا الشباب الخرون فقـد بقوا فـ‬ ‫التيسي ‪..‬‬
‫أطراف التنهات ما بي لو وطرب ‪..‬‬ ‫ث اكتريت فندقا لبيت فيه ‪ ..‬فلما وضعت رأسي‬
‫انتهت الحاضرة ‪..‬‬ ‫على وسادت كتبت رسالة عب الاتف الوال أقول‬
‫أقبل جع من الشباب يسلمون ‪..‬‬ ‫فيها ‪:‬‬
‫كان من بين هم شاب له ق صة ش عر غري بة ويل بس بنطال‬ ‫"الن أن يت العمرة وتذكرت أحبا ب وأ نت من هم‬
‫جينـ ضيـق ‪ ..‬أقبـل يصـافح ويشكـر ‪ ..‬فسـلمت عليـه‬ ‫فلم أنسك من الدعاء ال يفظك ويوفقك " ‪..‬‬
‫برارة ‪ ..‬وشكرتــه على حضوره وهززت يده وقلت ‪:‬‬ ‫انتهت الرسالة ‪..‬‬
‫وجهك وجه داعية ‪ ..‬تبسم وانصرف ‪..‬‬ ‫أرسـلتها إل السـاء الخزنـة فـ ذاكرة الاتـف ‪..‬‬
‫بعدها بأسبوعي تفاجأت باتصال يقول ‪ :‬هاه ما عرفتن ‪..‬‬ ‫كانت خسمائة اسم ‪..‬‬
‫يـا شيـخ أنـا الذي قلت ل وجهـك وجـه داعيـة ‪ ..‬وال‬ ‫ل أكـن أتصـور التأثيـ العجيـب لذه الرسـالة فـ‬

‫‪71‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فيأت أبو بكر ‪ t‬بالٍ كثي فيدفعه إل رسول ال ‪ r‬وعمر‬ ‫لصـبحن داعيـة إن شاء ال ‪ ..‬ثـ صـار يشرح ل‬
‫واقف مكانه ‪ ..‬يرى العطاء ويسمع الوار ‪..‬‬ ‫مشاعره بعد تلك الكلمات ‪..‬‬
‫ق بل أن يلت فت إل ما يتا جه من مال ‪..‬‬ ‫فإذا بال نب‬ ‫أرأيت كيف يتأثر الناس بصدق العبارة ‪ ..‬والحبة‬
‫يسأل أبا بكر ‪ ( :‬يا أبا بكر ‪ ..‬ما أبقيت لهلك ؟ ) ‪..‬‬ ‫‪!..‬‬
‫نعـم فهـو يبـ أبـا بكـر ‪ ..‬ويبـ أهله ‪ ..‬ول يرضـى‬ ‫أمـا رسـول ال ‪ e‬فقـد كان ياسـر قلوب الناس‬
‫بالضرر عليه ‪..‬‬ ‫بروعة أخلقه ‪ ..‬وقدرته على إظهار مبته الصادقة‬
‫قال أبو بكر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أبقيت لم ال ورسوله ‪..‬‬ ‫لم ‪..‬‬
‫أما الال فقد أتيت به جيعا ‪..‬‬ ‫كان أبو بكر وعمر ‪ ..‬أج ّل الصحابة ‪..‬‬
‫ل يأت بنصفه ‪ ..‬ول بربعه ‪ ..‬وإنا أتى به كله ‪..‬‬ ‫وكانا يتنافسان ف الي دوما ‪..‬‬
‫ف ما كان من ع مر ‪ t‬إل أن قال ‪ ":‬ل جرَم ‪ ..‬ل سابقت‬ ‫وكان أبو بكر يسبق غالبا ‪ ..‬فإن بكر عمر للصلة‬
‫أبا بكر أبدا " ‪..‬‬ ‫وجد أبا بكر سبقه ‪ ..‬وإن أطعم مسكينا وجد أبا‬
‫يبهم‪..‬فكانوا يهيمون به حبا‬ ‫كان الناس يشعرون أنه‬ ‫بكر سبقه ‪..‬‬
‫إحدى ال صلوات ‪ ..‬فكأ نه ع جل ب صلته‬ ‫‪ ..‬صلى ب م‬ ‫وإن صلى ليلة ‪ ..‬وجد ابا بكر قبله ‪..‬‬
‫قليلً حت بدت أقصر من مثيلتا ‪..‬‬ ‫الناس بال صدقة ل سد حا جة‬ ‫و ف يوم أ مر ال نب‬
‫فلما انقضت الصلة ‪ ..‬رأى ‪ e‬تعجب أصحابه ‪..‬‬ ‫نازلة نزلت بالسلمي ‪..‬‬
‫فقال لم ‪ :‬لعلكم عجبتم من تفيفي للصلة ؟‬ ‫وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من الال ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ! ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬اليوم أسبق أبا بكر ‪ ..‬إن سبقته يوما ‪..‬‬
‫‪ :‬إن سعت بكاء صب فرحت أمه ‪!!..‬‬ ‫فقال‬ ‫ذ هب ع مر فجاء بن صف ماله ‪ ..‬فدف عه إل ر سول‬
‫أرأيت كيف يب الخرين ‪ ..‬ويظهر لم هذه الحبة من‬ ‫ال ‪.. r‬‬
‫خلل تعامله ‪..‬‬ ‫لعمر لا رأى الال ؟‬ ‫فما أول كلمة قالا‬
‫لست وحدك ‪..‬‬ ‫هل سأله عن مقدار الال ؟ أم سأله عن نوعه ذهب‬
‫أظ هر عواط فك ‪ ..‬كن صريا ‪ :‬أ نا أح بك ‪ ..‬فر حت‬ ‫أم فضة ؟‬
‫بلقياك ‪ ..‬أنت غال إل قلب ‪..‬‬ ‫كثرة الال ‪ ..‬تكلم بكلمات‬ ‫ل ‪ ..‬بـل لاـ رأى‬
‫‪..‬‬ ‫يستنتج منها عمر أنه مبوب عند رسول ال‬
‫‪.26‬اِحفظ الساء ‪..‬‬ ‫قال لعمر ‪ ( :‬ما أبقيت لهلك يا عمر ؟ ) ‪..‬‬
‫وهذا من الهتمام بالناس ‪..‬‬ ‫قال عمر ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أبقيت لم مثله " ‪..‬‬
‫ما أج ل أن تقا بل شخ صا ما ف مو قف عارض ‪ ..‬كلقاء‬ ‫ويلس عمر عند رسول ال ‪ r‬منتشيا ‪ ..‬ينتظر أبا‬
‫عند بنك ‪ ..‬أو ف طائرة ‪ ..‬أو ف وليمة عامة ‪..‬‬ ‫بكر ‪..‬‬

‫‪72‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأذ كر أ ن ألق يت ماضرة ف إحدى النا طق الع سكرية ‪..‬‬ ‫فتتعرف على اسـه ‪ ..‬ثـ تراه فـ موقـف آخـر ‪..‬‬
‫فازدحم أكثرهم مسلما بعد الحاضرة ‪..‬‬ ‫فتقبل عليه قائلً ‪ :‬مرحبا يا فلن ‪..‬‬
‫كان أحد هم يقترب ويبت عد ‪ ..‬وكأ نه ير يد ال سلم لك نه‬ ‫ل شك أن ذلك يطبع ف قلبه لك مبة وتقديرا ‪..‬‬
‫يجل من مزاحة الخرين ‪..‬‬ ‫حفظـك لسـم الشخـص الذي أمامـك يشعره‬
‫التفت إليه ولحت لوحة اسه ‪ ..‬فمددت يدي إليه وقلت‬ ‫باهتمامك به ‪..‬‬
‫‪ :‬مرحبا فلن !! فتغيـ وجهـه وتعجـب ‪ ..‬ومـد يده‬ ‫فرق بي الدرس الذي يفظ أساء طلبه ‪ ..‬والذي‬
‫مصافحا وهو يتبسم ويقول ‪ :‬هاه !! كيف عرفت اسي ؟‬ ‫ل يفظ ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا أخي الذين نبهم ‪ ..‬لزم نعرف أساءهم ‪..‬‬ ‫قولك للطالب ‪ :‬قم يا فلن ‪ ..‬أحسن من ‪ :‬قم يا‬
‫فكان لذا تأثي كبي عليه ‪..‬‬ ‫طالب ‪..‬‬
‫كثي من الناس يقتنع بذا ويتمن لو استطاع حفظ أساء‬ ‫ح ت ف الرد على الا تف ‪ ..‬أيه ما أ حب إل يك ‪..‬‬
‫الخرين ‪..‬‬ ‫أن ييبك من تتصل به بقوله ‪ :‬نعم ‪..‬أو ألو ‪..‬‬
‫أما أسباب عدم حفظ الساء ‪ ..‬فهي كثية ‪..‬‬ ‫أو يقول متفيا ‪ :‬مرحبا يا خالد ‪ ..‬هل أبو عبد ال‬
‫منها ‪ ..‬عدم الهتمام بالشخاص أثناء مقابلتهم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ومنهـا ‪ ..‬التشاغـل وقـت التعارف وعدم التركيـز أثناء‬ ‫بل شك ان استماعك لسك له ف القلب رنة قبل‬
‫اســـــــــتماع الســـــــــم ‪..‬‬ ‫الذن ‪..‬‬
‫ومنها ‪ ..‬موقفك تاه الشخص القابل ‪..‬‬ ‫جرت العادة بعـد الحاضرات العامـة أن يزدحـم‬
‫كاعتقادك بأ نك لن تقابله مرة أخرى ‪ ..‬فتقول ف نفسك‬ ‫علي بعض الشباب يصافحون ويشكرون ‪..‬‬
‫‪ :‬ل داعي لفظ السم ‪..‬‬ ‫ك نت أحرص على ترد يد كل مة ‪ :‬ال سم الكر ي ؟‬
‫أو كان إنسانا بسيطا ل يستثي اهتمامك ‪..‬‬ ‫حياك ال مـن الخ ؟ ‪ ..‬أقولاـ لكـل واحـد أسـلم‬
‫أو عند ما ل ت سمع ال سم جيدا وتش عر برج من طلب‬ ‫عليـه لبدي له اهتمامـي بـه ‪ ..‬فكان كـل واحـد‬
‫ـــــــــــــــــــه ‪..‬‬
‫إعادة اسـ‬ ‫ييبن مستبشرا ‪ :‬أخوك زياد ‪ ..‬ابنك ياسر ‪..‬‬
‫فهذه أسباب تعل الناس ل يفظون الساء ‪..‬‬ ‫وأذكر يوما أنه بعدما سلم عدد كبي منهم ومضوا‬
‫أما العلج لفظ الساء ‪ ..‬فله طرق ‪ ..‬منها ‪:‬‬ ‫‪ ..‬عاد أحدهم ليسأل ‪ ..‬فأول ما أقبل عليّ قلت‬
‫القتناع بأهية تذكر السم واستشعارك أنك بسماعك له‬ ‫له ‪ :‬حياك ال يا خالد ‪ ..‬فابتهج وقال ‪ :‬ما شاء ال‬
‫ستسأل عنه بعد دقائق ‪..‬‬ ‫!! تعرف اسي !!‬
‫ومن ها ‪ ..‬الترك يز على و جه الش خص أثناء ال ستماع إل‬ ‫الناس عموما يبون مناداتم بأسائهم ‪..‬‬
‫اســــــــــــــــــــــه ‪..‬‬ ‫مـن العروف أن الوظـف العسـكري يعلق لوحـة‬
‫حاول أن تلحـظ الشخـص القابـل وطبيعـة حديثـه‬ ‫صغية على صدره فيها اسه ‪..‬‬

‫‪73‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقد قال ‪ " : e‬وليأت إل الناس الذي يب أن يأتوا إليه‬ ‫وابتسامته لينطبع ف ذاكرتك ‪..‬‬
‫" أي عامل الناس با تب أن يعاملوك به ‪..‬‬ ‫أثناء حديثـك معـه ناده باسـه مرارا ‪ ..‬صـحيح يـا‬
‫كيف ‪..‬؟!‬ ‫فلن ‪..‬؟ سعت يا فلن ‪..‬؟ أنت معي يا فلن ‪..‬؟‬
‫رأ يت على صاحبك ثوبا جيلً ‪ ..‬انت به له ‪ ..‬أ ثن عل يه ‪..‬‬ ‫وكرره أكثــــــر مــــــن مرة ‪..‬‬
‫أسـعه كلمات رنانـة ‪ ..‬مـا شاء ال !! مـا هذا المال !!‬
‫اليوم كأنك عريس !!‬ ‫باختصار ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬أثـن‬
‫زارك يوما فشممـت مـن ثيابـه عطرا فواحا جي ً‬ ‫أشعر ن باهتمامك ب ‪ ..‬بف ظك ا سي ‪ ..‬وناد ن‬
‫عليه ‪ ..‬تفاعل معه ‪ ..‬كن لاحا ‪ ..‬فهو ما وضع الطيب‬ ‫به ‪ ..‬لحبك ‪..‬‬
‫إل لجلك ‪..‬‬
‫‪.27‬كن لاحا‬
‫ردد عبارات جيلة ‪ ..:‬مـا هذه الروائح ‪ ..‬مـا أحسـن‬
‫قسـم كبي مـن الشياء التـ نارسـها فـ الياة ‪..‬‬
‫ذوقك ‪..‬‬
‫نفعلها لجل الناس ل لجل أنفسنا ‪..‬‬
‫دعاك ش خص لطعام ‪ ..‬أ ثن على طعا مه ‪ ..‬فإ نك تعلم أن‬
‫عندما تُدعى لوليمة عرس ‪ ..‬فتلبس أحسن ثيابك‬
‫أ مه أو زوج ته أو أخ ته وق فت ساعات ف الط بخ لجلك‬
‫‪ ..‬إنا تفعل ذلك لجل لفت انتباه الناس وجذب‬
‫‪ ..‬أو لجل الدعويي عموما ‪ ..‬وأنت منهم ‪..‬‬
‫إعجابم ‪ ..‬ل لجل لفت انتباه نفسك ‪..‬‬
‫أو أنـه على القـل تعـب فـ إحضاره مـن الطعـم وملـ‬
‫وتفرح إذا لحظـت أنمـ أُعجبوا بمال هيئتـك ‪..‬‬
‫اللويات ‪ ..‬و ‪ ..‬فأسعه كلمات تعله يشعر أنك مت له‬
‫أو رونق ثيابك ‪..‬‬
‫با قدم لك ‪ ..‬وأن تعبه ل يذهب ُسدَى ‪..‬‬
‫وعندمـا تؤثـث ملس ضيوفـك ‪ ..‬وتتكلف فـ‬
‫دخلت بيـت أحـد أصـدقائك – أو دخلتـ بيـت إحدى‬
‫تزوي قه والعنا ية به ‪ ..‬إن ا تف عل ذلك أيضا ل جل‬
‫صـديقاتك – فرأيـت أثاثا جيلً ‪ ..‬فأثـن على الثاث ‪..‬‬
‫ن ظر الناس ‪ ..‬ل ل جل ن ظر نف سك ‪ ..‬بدل يل أ نك‬
‫والذوق الرف يع ‪ ( ..‬ل كن انت به ل تبالغ ح ت ل يش عر أ نه‬
‫تعتنـ بغرفـة اسـتقبال الضيوف أكثـر مـن عنايتـك‬
‫استهزاء ) ‪..‬‬
‫بالصالة الداخلية ‪ ..‬أو بمام أطفالك !!‬
‫حضرت فـ ملس عام ‪ ..‬فسـمعت حدـ يتكلم مـع‬
‫عندمـا تدعـو أصـحابك إل طعام ‪ ..‬أل ترى أن‬
‫الاضريـن بانطلق ‪ ..‬وقـد أحيـا الجلس ‪ ..‬وأسـعد‬
‫زوجتـك – ورباـ أنـت ‪ -‬تعتنـ بترتيـب الطعام‬
‫الاضرين ‪ ..‬أثن عليه ‪ ..‬خذ بيده إذا قمتم ‪ ..‬قل له ‪ :‬ما‬
‫وتنويعـه أكثـر مـن العادة ‪ ..‬بلى ‪ ..‬وكلمـا زادت‬
‫شاء ال ‪ !!..‬ما هذه القدرات !! بصراحة ما ملّح الجلس‬
‫أهية هؤلء الصحاب ‪ ..‬زادت العناية بالطعام ‪..‬‬
‫إل حضورك ‪..‬‬
‫وكـم تكون سـعادتنا غامرة عندمـا يثنـ أحـد على‬
‫جرب افعل ذلك ‪ ..‬فسوف يبك ‪..‬‬
‫لباسنا أو ديكورات بيوتنا ‪ ..‬أو لذة طعامنا ‪..‬‬
‫رأ يت موقفا جيلً لولد مع أب يه ‪ ..‬قبّ ل يدَه ‪ ..‬قرّ بَ إل يه‬

‫‪74‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كا نت الشا عر تتزا حم ف قل به ‪ ..‬ف هو ينت قل إل مرحلة‬ ‫نعليه ‪ ..‬أثن على الولد ‪ ..‬كن لاحا ‪..‬‬
‫جديدة ‪ ..‬ويفكر ف الكلية الت ستقبله ‪..‬‬ ‫لبس ثوبا جديدا ‪ ..‬أثن عليه ‪ ..‬كن لاحا ‪..‬‬
‫أول ما ركب سيارت شمت رائحة عطره ‪ ..‬كانت رائحة‬ ‫زرت أختك ‪ ..‬رأيت عنايتها بأولدها ‪ ..‬كن لاحا‬
‫نفا ثة جدا ‪ ..‬ويبدو أ نه قد أفرغ العل بة كل ها ذلك اليوم‬ ‫‪ ..‬أثن عليها ‪..‬‬
‫على ملبسه ‪..‬‬ ‫رأ يت عنا ية صاحبك بأولده ‪ ..‬أو رو عة ترحي به‬
‫بصـراحة خنقنـ بالرائحـة ‪ ..‬فتحـت النوافـذ لتنفـس ‪..‬‬ ‫بضيوفـه ‪ ..‬كـن جريئا ‪ ..‬لاحا ‪ ..‬أثـن عليـه ‪..‬‬
‫شعرت أن السكي تكلف ف تزويق ثيابه ‪ ..‬وتطييبها ‪..‬‬ ‫أخرج ما ف صدرك من العجاب به ‪..‬‬
‫ث التفتّ إليه وابتسمت وقلت ‪:‬‬ ‫ركبـت مـع شخـص فـ سـيارته ‪ ..‬أو اسـتأجرت‬
‫ماااا شاااااء ال !!‪ ..‬إيـــش هالروائح اللوة !! أخاف‬ ‫تاك سي ‪ ..‬لح ظت نظا فة سيارته ‪ ..‬حُ س َن قياد ته‬
‫عم يد الكل ية أول ما يشم هالرائحة اللوة ي صرخ بأعلى‬ ‫‪ ..‬كن لاحا ‪ ..‬أثن عليه ‪..‬‬
‫صوته يقول ‪ :‬مقبوووووول ‪..‬‬ ‫قد تقول ‪ :‬هذه أمور عادية ‪ ..‬صحيح لكنها مؤثرة‬
‫ل تت صور مدى ال سرور الذي غ طى على قل به ‪ ..‬والب شر‬ ‫‪..‬‬
‫الذي طفح على وجهه ‪..‬‬ ‫ل قد جر بت ذلك بنف سي ‪ ..‬ومار ست هذه الهارة‬
‫التفت إلّ ‪ ..‬وقال بماس ‪ :‬أشكرك يا أبا عبد الرحن ‪..‬‬ ‫مـع أعداد مـن الناس ‪ ..‬كبارا وصـغارا ‪ ..‬وعمالً‬
‫أشكرك ‪ ..‬وال إنـه عطـر غااال ‪ ..‬وأضعـه دائما والناس‬ ‫ب سطاء ‪ ..‬ومدر سي ‪ ..‬بل مار ستها مع أشخاص‬
‫ما يلحظو نه ‪ ..‬ث بدأ يش مه من طرف غتر ته ويقول ‪:‬‬ ‫يشغلون مناصـب عليـا ‪ ..‬ورأيـت مـن تأثرهـم‬
‫بال عليك ‪ :‬ذوقي حلو ‪..‬؟!‬ ‫أعاجيب ‪..‬‬
‫آآآه ‪ ..‬مر على هذا الو قف أك ثر من ع شر سنوات ‪..‬‬ ‫خاصة ف الشياء الت ينتظرها الناس منك ‪ ..‬كيف‬
‫ف قد ترج ع بد الج يد من الام عة وتع ي ف وظي فة م نذ‬ ‫؟‬
‫سنوات ‪ ..‬إل أن ذلك الو قف ل يزال عالقا ف أذ نه ‪..‬‬ ‫عريس ‪ ..‬رأيته بعد زواجه بأسبوع ‪..‬‬
‫ربا ذكرن به مازحا ف بعض اللقاءات ‪..‬‬ ‫رجل حصل على شهادة عليا ‪..‬‬
‫نعـم ‪ ..‬كـن لاحا ‪ ..‬التحكـم بعواطـف الناس وكسـب‬ ‫شخص سكن بيتا جديدا ‪..‬‬
‫مبتهـم سـهل جدا ‪ ..‬لكننـا فـ أحيان كثية نغفـل عـن‬ ‫كلهم بل شك ينتظرون منك كلمات ‪ ..‬كن كما‬
‫مارسة مهارات عادية نكسبهم با ‪..‬‬ ‫يتوقعون ‪..‬‬
‫كان‬ ‫ول تعجـب إن قلت إن صـاحب اللق العظيـم‬ ‫كان عبـد الجيـد ‪ -‬ابـن عمـي ‪ -‬شابا فـ الرحلة‬
‫يارس هذه الهارات ‪ ..‬وأحسن منها ‪..‬‬ ‫الثانويـة ‪ ..‬بعـد ترجـه طلب منـ الذهاب معـه‬
‫ف أول سني السلم ‪ ..‬لا ضيق على السلمي ف دينهم‬ ‫للجام عة لت سجيله في ها ‪ ..‬ات صلت به ذات صباح‬
‫بكة ‪ ..‬هاجروا إل الدينة ‪..‬‬ ‫ومررت على بيته بسيارت ليافقن للجامعة ‪..‬‬

‫‪75‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ليس غريبا فهو ( عريس ) ‪..‬‬ ‫تركوا ديارهم وأموالم ‪..‬‬
‫طـبيب النفوس ‪ ..‬كان لاحا ‪ ..‬يترقـب الفرص‬ ‫النـب‬ ‫قدم ع بد الرح ن بن عوف الدي نة مهاجرا ‪ ..‬وكان‬
‫لصـطياد القلوب ‪ ..‬أول مـا رآه ‪ ..‬انتبـه لذا التغيـ ‪..‬‬ ‫ف مكة تاجرا مكنا ‪ ..‬لكنه جاء الدينة فقيا معدما‬
‫وجعل ينظر إل أثر الطيب ويقول لعبد الرحن ‪ " :‬مهيم ؟‬ ‫‪..‬‬
‫" ‪ ..‬أي ما الب ؟‬ ‫بيـ‬ ‫كحـل سـريع للمشكلة ‪ ..‬آخـى النـب‬
‫ابت هج ع بد الرح ن ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬تزو جت‬ ‫الهاجرين والنصار ‪..‬‬
‫امرأة من النصار ‪..‬‬ ‫آخى بي عبد الرحن بن عوف وبي سعد بن الربيع‬
‫عجب النب ‪ .. e‬كيف استطاع أن يتزوج وهو حديث‬ ‫النصاري ‪..‬‬
‫عهد بجرة ‪!!..‬‬ ‫كانت نفوسهم سليمة ‪ ..‬وقلوبم صافية ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬فما أصدقتها ؟"‬ ‫فقال سعد لعبد الرحن ‪ :‬أي أُخيّ ‪ ..‬أنا أكثر أهل‬
‫فقال ‪ :‬وزن نواة من ذهب ‪..‬‬ ‫الدينة مالً ‪..‬‬
‫فأراد ‪ r‬أن يزيد من فرحته ‪ ..‬فقال " أوِلمْ ولو بشاة " ‪..‬‬ ‫فأقسم مال نصفي ‪ ..‬فخذ نصفه وأبق ل نصفه ‪..‬‬
‫ث دعا له النب ‪ .. e‬بالبكة ف ماله وتارته ‪..‬‬ ‫ث خ شي سعد أن ع بد الرح ن ير يد أن يتزوج ‪..‬‬
‫فحلت البكة عليه ‪..‬‬ ‫ول يد زوجة ‪..‬‬
‫قال عبد الرحن وهو يصف كسبه وتارته ‪ :‬فلقد رأيتن‬ ‫فعرض عليه أن يزوجه ‪..‬‬
‫ولو رفعت حجرا لرجوت أن أصيب ذهبا وفضة ‪..‬‬ ‫فقال ع بد الرح ن ‪ :‬بارك ال لك ف أهلك ومالك‬
‫وكان ‪ e‬لاحا حت مع الضعفاء والساكي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬دُلّن على السوق ‪!!..‬‬
‫يشعرهم بقيمتهم ‪ ..‬يعلهم يسون أنه منتبه لم ‪ ..‬وأنم‬ ‫صحيح ‪ ..‬ع بد الرح ن ترك ماله ف م كة وا ستول‬
‫مهمون عنده ‪ ..‬وأ نه يقدر لمـ أعمالمـ ال ت يقومون باـ‬ ‫عليه الكفار ‪..‬‬
‫مهما كانت متواضعة ‪..‬‬ ‫لكنه كان ذا عقل راجح ‪ ..‬وخبة تارية واسعة ‪..‬‬
‫فإذا افتقدهـم ‪ ..‬ذَكَرهـم باليـ ‪ ..‬وتلم ّح أعمالمـ ‪..‬‬ ‫دله سـعد على السـوق ‪ ..‬فذهـب فاشترى وباع‬
‫فتشجع الخرون أن يفعلوا كفعلهم ‪..‬‬ ‫فربح ‪..‬‬
‫كان فـ الدينـة امرأة سوداء ‪ ..‬مؤمنـة صـالة ‪ ..‬كا نت‬ ‫يعن اشترى بضاعة بالجل ث باعها حالة ‪ ..‬فصار‬
‫تكنس السجد ‪..‬‬ ‫عنده رأس مال تاجر فيه ‪..‬‬
‫يراها أحيانا ‪ ..‬فيعجب برصها ‪..‬‬ ‫كان‬ ‫وكان يت قن فن الب يع والشراء والماك سة ‪ ..‬ح ت‬
‫مرت أيام ‪ ..‬ففقدها رسول ال ‪ .. r‬فسأل عنها ؟‬ ‫جع مالً فتزوج ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ماتت يا رسول ال ‪..‬‬ ‫ث جاء إل ال نب عل يه ال صلة وال سلم ‪ ..‬وعل يه‬
‫فقال ‪ :‬أفل كنتم آذنتمون ‪..‬‬ ‫ودْعُ زعفران ‪ ..‬أي أثر طيب نساء ‪!!..‬‬

‫‪76‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫فصغّروا أمرها ‪ ..‬وأنا مسكينة مغمورة ل تستحق‬
‫فلمـا امتلت ثياب صـاحبنا طيبا ‪ ..‬قال للبائع بلطـف ‪:‬‬ ‫‪ ..‬وقالوا أيضا ‪ :‬ماتت‬ ‫أن يب عنها رسول ال‬
‫أشكرك ‪ ..‬وإن أعجبن شيء منها فقد أعود إليك ‪..‬‬ ‫بليل ‪ ..‬فكرهنا أن نوقظك ‪..‬‬
‫ذ هب سريعا إل الولي مة متداركا رائ حة الع طر ق بل أن‬ ‫على أن يصـلي عليهـا ‪ ..‬فعملهـا وإن‬ ‫فحرص‬
‫تزول ‪..‬‬ ‫رآه الناس صغيا فهو عند ال كبي ‪ ..‬ولكن كيف‬
‫جلس على العشاء بانب صديقه خالد ‪ ..‬ل يلحظ خالد‬ ‫يصلي عليها وقد ماتت ودفنت ؟!‬
‫الرائحة ‪ ..‬ول يعلق بكلمة ‪..‬‬ ‫قال ‪ : r‬دلون على قبها ‪..‬‬
‫فقال له صاحبنا باستغراب ‪ :‬ما تشم رائحة عطر جيلة ؟!‬ ‫فمشوا م عه ح ت أوقفوه على قب ها ‪ ..‬دلوه ف صلى‬
‫قال خالد ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫عليها ‪..‬‬
‫فقال صحبنا ‪ :‬أكيد أنفك مسدود ‪!!..‬‬ ‫‪ :‬إن هذه القبور ‪ ..‬ملوءة ظلمـة على‬ ‫ثـ قال‬
‫فأجاب خالد فورا ‪ .. :‬لو كان أنفـي مسـدودا ‪ ..‬مـا‬ ‫أهلهـا ‪ ..‬وإن ال عـز وجـل ينورهـا لمـ بصـلت‬
‫شمت رائحة عرقك ‪!!..‬‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫ينت به إل‬ ‫فبال عل يك ‪ ..‬ما هو شعور من رأوه‬
‫اعتراف ‪..‬‬ ‫هذا العمـل الصـغي مـن امرأة ضعيفـة ‪ ..‬كيـف‬
‫مه ما بلغ الش خص من النجاح ‪ ..‬إل أ نه يب قى بشرا‬ ‫سيكون حاسهم للقيام بثل فعلها وأعظم ‪..‬‬
‫يطرب للثناء ‪..‬‬ ‫دعن أهس ف أذنك ‪:‬‬
‫ن ن ف مت مع ل يقدر أحيانا م ثل هذه الهارات ‪..‬‬
‫‪.28‬انتبه ‪ :‬كن لّـاحاً للجمال فقط ‪..‬‬
‫فانت به !! ل يطف ْئ حا سَك فر يق من الثقلء الغلظ‬
‫لنـ يكون لاحا ‪ ..‬فل يكاد‬
‫بعـض الناس يتحمـس كثيا ْ‬
‫الذين مهما لحت ما عندهم من لطائف ‪ ..‬وأثنيت‬
‫يسكت عن اللحظة والثناء ‪..‬‬
‫علي هم بالكلمات الرقي قة الرنا نة ‪ ..‬ل يتأثروا ‪ ..‬أو‬
‫لكنهم قالوا قديا ‪ :‬الشيء إذا زاد عن حده ‪ ..‬انقلب إل‬
‫ردوا على تلطفـك بكلمات سـامة مجوجـة ‪ ..‬ل‬
‫ضده ‪..‬‬
‫طعم لا ‪ ..‬بل ول لون ول رائحة !!‬
‫ومن تعجل الشيء قبل أوانه ‪ ..‬عوقب برمانه ‪..‬‬
‫ومن لطائف هؤلء ‪..‬‬
‫فكن لاحا للشياء الميلة الرائعة ‪ ..‬الت يفرح الشخص‬
‫أن شابا – أعر فه – دُ عي إل ولي مة كبية ‪ ..‬في ها‬
‫برؤيـة الناس لاـ ‪ ..‬وينتظـر ثناءهـم عليهـا ‪ ..‬ويطرب‬
‫أشخاص مهمون ‪ ..‬مر على ال سوق ف طري قه ‪..‬‬
‫لسماع ألفاظ العجاب با ‪..‬‬
‫ودخـل ملـ عطور وأظهـر أنـه سـيشتري فجعـل‬
‫أمـا الشياء التـ يسـتحي مـن رؤيتهـا ‪ ..‬أو يجـل مـن‬
‫الوظف يتفي به ‪ ..‬ويرش عليه من أنواع العطور‬
‫ملحظتها فحاول أن تتعامى عنها ‪..‬‬
‫ما غل ثنه وزكا ريه ‪ ..‬ليختار من بينها ما يناسبه‬

‫‪77‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫منـه ) فخرج باـ ودفعهـا إل صـاحب الدكان – رهنا –‬ ‫ل‪:‬‬
‫مث ً‬
‫حتـ إذا ل يسـدد له قيمـة الزعتـر يـبيع صـاحب الدكان‬ ‫دخلت بيت صاحبك فرأيت الكراسي قدية ‪..‬‬
‫الطهرة ويستوف الثمن لنفسه ‪..‬‬ ‫فانتبه من أن تكون من الثقلء الذي ل يكفون عن‬
‫ث أخذ الزعتر ورجع به إل ضيفه ‪ ..‬فأكل ‪..‬‬ ‫تقدي اقتراحات ل تطلب منهم ‪..‬‬
‫فلمـا انتهـى الضيـف مـن الطعام قال ‪ :‬المـد ل الذي‬ ‫انتبـه مـن أن يفرط لسـانك بقول ‪ :‬لاذا مـا تغيـ‬
‫أطعمنا وسقانا ‪ ..‬وقنعنا با آتانا ‪..‬‬ ‫الكراسي ؟!‬
‫فتأوّه صاحب الدار تأوّه الز ين وقال ‪ :‬لو قنّعَك ال ب ا‬ ‫الثريات نصفها ما يشتغل ‪!!..‬‬
‫آتاك ‪ ..‬لا كانت مطهرت مرهونة !!‬ ‫لاذا ل تشتري ثريات جديدة !!‬
‫وكذلك لو زرت مريضا فل تردد عليه ‪:‬‬ ‫دهان الدار قديييييـم ‪ ..‬لاذا مـا تدهنـه بألوان‬
‫ـفر ‪ ..‬عيناك زائغتان ‪ ..‬جلدك‬
‫ـك أصـ‬
‫أووووه ‪ ..‬وجهـ‬ ‫جديدة !!‬
‫يابس ‪..‬‬ ‫يـا أخـي هـو ل يطلب منـك اقتراحات ‪ ..‬ولسـت‬
‫عجبا !! هل أنت طبيبه ؟ قل خيا أو اصمت ‪..‬‬ ‫مهندس ديكور اتفـق معـك على أن يسـتفيد مـن‬
‫ل زار مريضا ‪ ..‬فجلس عنده قليلً ‪ ..‬ثــ‬
‫ذكروا أن رج ً‬ ‫آرائك ‪ ..‬ابق ساكتا ‪..‬‬
‫سـأله عـن علتـه ‪ ..‬فأخـبه الريـض باـ ‪ ..‬وكانـت علة‬ ‫لعله ل يستطيع تغييها ‪..‬‬
‫خطية ‪..‬‬ ‫لعله ير بضائقة مالية ‪..‬‬
‫فصرخ الزائر ‪:‬‬ ‫لعله ‪..‬‬
‫آآآآ ‪ ..‬هذه العلة أصـابت فلنا صـاحب فمات منهـا ‪..‬‬ ‫ل يس أث قل على الناس م ن يرج هم بالن ظر إل ما‬
‫وأصابت فلنا صديق أخي ول يزال مقعدا منها أشهرا ث‬ ‫يستحون منه ‪ ..‬ث يثيه ويبدأ ف التعليق عليه ‪..‬‬
‫مات ‪ ..‬وأصابت فلنا جار زوج أخت ومات ‪..‬‬ ‫ومثـل ذلك ‪ ..‬لو كان ثوبـه قديا ‪ ..‬أو مكيـف‬
‫والريض يستمع إليه ويكاد أن ينفجر ‪..‬‬ ‫سيارته متعطل ‪ ..‬قل خيا أو اصمت ‪..‬‬
‫فل ما أن ى الزائر كل مه وأراد الروج الت فت إل الر يض‬ ‫ذكروا أن رجلً زار صــاحبا له فوضــع له خبزا‬
‫وقال ‪ :‬هاه ‪ ..‬توصين بشيء ؟‬ ‫وزيتا ‪..‬‬
‫قال الر يض ‪ :‬ن عم ‪ ..‬إذا خر جت فل تر جع إل ّ ‪ ..‬وإذا‬ ‫فقال الضيف ‪ :‬لو كان مع هذا البز زعتر !!‬
‫زرت مريضا فل تذكر عنده الوتى ‪..‬‬ ‫ـن أهله زعترا‬
‫ـاحب الدار وطلب مـ‬
‫ـل صـ‬
‫فدخـ‬
‫وذكروا كذلك أن امرأة عجوزا مرضـت عجوز صـديقة‬ ‫للضيف فلم يد ‪..‬‬
‫لا ‪..‬‬ ‫فخرج ليشتري ول يكن معه مال ‪ !..‬فأب صاحب‬
‫فجعلت هذه العجوز تلت مس من أبنائ ها واحدا وَاحدا أن‬ ‫الدكان أن يـبيعه بالجـل ‪ ..‬فرجـع وأخـذ وأخـذ‬
‫يذهبوا ب ا لتلك الري ضة لزيارت ا و هم يتعللون ويعتذرون‬ ‫مطهر ته ( و هي الناء الذي ي ضع ف يه الاء ليتو ضأ‬

‫‪78‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فتقول ‪ :‬جاءتن هديه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬هدية !! من ؟‬ ‫ح ت ر ضي أ حد أبنائ ها على م ضض ‪ ..‬وذهب ب ا‬
‫فتجيب ‪ :‬من أحد الصدقاء ‪..‬‬ ‫بسيارته ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬صديقك ف الامعة ‪ ..‬أم ف الارة ‪ ..‬أم أين ؟!‬ ‫فل ما و صل ب يت العجوز الري ضة نزلت أ مه وج عل‬
‫فتقول ‪ :‬وال ‪ ..‬آآآ ‪ ..‬صديقي ف الامعة ‪..‬‬ ‫ينتظرها ف سيارته ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬طيب ‪ ..‬ما الناسبة ؟!‬ ‫دخلت الم على الريضـة فإذا هـي قد تكّن من ها‬
‫فتقول ‪ :‬يعن ‪ ..‬مناسبة أيام الامعة ‪..‬‬ ‫الرض ‪ ..‬فسلمت عليها ودعت لا ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬مناسبة إيش ؟!! ناح ‪ ..‬أم كنتم ف رحلة ‪ ..‬أو‬ ‫فلما مشت خارجة مرت ببنات الريضة وهن يبكي‬
‫يكن ‪ ..‬أأ ‪..‬‬ ‫ف صالة البيت ‪..‬‬
‫ويستمر ف استجوابه لك على قضية تافهة ‪!!..‬‬ ‫فقالت ب كل براءة ‪ :‬أ نا ل يتي سر ل الج يء ألي كن‬
‫بال عليك أل تدثك نفسك أن تصرخ به ‪ :‬لاااا تتدخل‬ ‫كلمـا أردت ‪ ..‬وأمكـم مريضـة ويبدو ل أناـ‬
‫فيما ل يعنيك ‪..‬‬ ‫ستموت ‪ ..‬فأحسن ال عزاءكم من الن ‪!!..‬‬
‫وقد يزداد المر سوءا لو أحرجك بالسؤال ف ملس عام‬ ‫فانتبه يا لبيب ‪ ..‬كن لاحا لا يفرح ويسر ‪ ..‬ل لا‬
‫فسبب لك إحراجا ‪..‬‬ ‫يزن ‪..‬‬
‫أذكـر أنـ كنـت فـ ملس مـع عدد مـن الزملء ‪ ..‬بعـد‬
‫الغرب ‪..‬‬ ‫مشكلة ‪:‬‬
‫رن هاتف أحدهم ‪ ..‬كان جالسا بانب ‪..‬‬ ‫إذا اضطررت لل مح سيء ‪ ..‬كو سخ ثو به ‪ ..‬أو‬
‫أجاب ‪ :‬نعم ؟‬ ‫رائحة سيئة ‪ ..‬فأحسن التنبيه ‪ ..‬كن لطيفا ذكيا‬
‫زوجته ‪ :‬ألو ‪ ..‬وينك يا حار ؟!‬ ‫‪..‬‬
‫كان صوتا عاليا لدرجة أن سعت حوارها ‪..‬‬
‫‪.29‬ل تتدخل فيما ل يعنيك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بي ‪ ..‬ال يسلمك ( !!! ) ‪..‬‬
‫من حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬
‫( يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب با بعد الغرب لبيت‬
‫ما أجل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي‬
‫أهلها وانشغل بنا ) ‪..‬‬
‫الطاهر ‪ ..‬فم رسول ال ‪.. r‬‬
‫غضبت الزوجة ‪ :‬ال ل يسلمك ‪ ..‬أنت مبسوط أنك مع‬
‫صحيح ‪ ..‬تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬
‫أصحابك وأنا أنتظر ‪ ..‬وال انك ثور ( !! ) ‪..‬‬
‫كـم هـم ثقلء أولئك الذيـن يزعجونـك بالتدخـل‬
‫قال ‪ :‬ال يرضى عليك ‪ ..‬أمرّك بعد العشاء ‪..‬‬
‫فيما ل يعنيهم ‪..‬‬
‫ت أن كلمه ل يتوافق مع كلمها ‪ ..‬فأدركت أنه‬
‫لحظ ُ‬
‫يشغلك إذا رأى ساعتك ‪ ..‬بكم اشتريتها ‪..‬‬
‫يفعل ذلك لكيل يرج نفسه ‪..‬‬

‫‪79‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫غسيله أمام الناس ‪ ..‬فل ‪..‬‬ ‫انتهـت مكالتـه ‪ ..‬جعلت ألتفـت إل الاضريـن‬
‫قال ‪ : e‬من حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ‪..‬‬ ‫وأتيل أن واحدا منهم سأله ‪:‬‬
‫لكن انتبه !! ل تعط الوضوع أكب من حجمه ‪..‬‬ ‫من كلمك ؟ وماذا يريد منك ؟ ولاذا تغي وجهك‬
‫سافرت إل الدينة النبوية قبل مدة ‪ ..‬كنت مشغو ًل بعدد‬ ‫بعد الكالة ‪..‬؟!!‬
‫من الحاضرات ‪..‬‬ ‫لكن ال رحِمَه لن أحدا ل يتدخل فيما ل يعنيه ‪..‬‬
‫فاتفقـت مـع شاب فاضـل أن يأخـذ ولدي عبـد الرحنـ‬ ‫ومثله لو زرت مريضا ‪ ..‬فسـألته عـن مرضـه ‪..‬‬
‫وأخاه بعد العصر إل حلقة تفيظ أو مركز صيفي ترفيهي‬ ‫فأجا بك بكلمات عا مة ‪ :‬ال مد ل ‪ ..‬ش يء ب سيط‬
‫‪ ..‬ويعيدهم بعد العشاء ‪..‬‬ ‫‪ ..‬مرض صغي وانت هى ‪ ..‬أو نر ها من العبارات‬
‫كان عبـد الرحنـ فـ العاشرة مـن عمره ‪ ..‬خشيـت أن‬ ‫ال ت ل ت مل جوابا صريا ‪ ..‬فل تر جه بالتدق يق‬
‫يسأله ذلك الشاب من باب الفضول أسئلة ل داعي لا ‪..‬‬ ‫عليه ‪ :‬عفوا ‪ ..‬يعن ما هو الرض بالضبط ؟ وضح‬
‫مـا اسـم أمـك ؟ أيـن بيتكـم ؟ كـم عدد إخوانـك ؟ كـم‬ ‫أكثر ‪ !!..‬ماذا تعن ‪ !!..‬ونو ذلك ‪..‬‬
‫يعطيك أبوك من الال ؟‬ ‫عجبا !! ما الداعي لحراجه ‪..‬؟ من حسن إسلم‬
‫فنبهت ع بد الرح ن قائلً ‪ :‬إذا سألك سؤا ًل غ ي منا سب‬ ‫الرء تركه ما يعنيه ‪ ..‬يعن ‪ ..‬تنتظر أن يقول لك ‪:‬‬
‫‪ ..‬ف قل له ‪ :‬قال ‪ : e‬من ح سن إ سلم الرء تر كه ما ل‬ ‫أنا مريض بالبواسي ‪ ..‬أو مصاب برح ف ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫يعنيه ‪ ..‬وكررت عليه الديث حت حفظه ‪..‬‬ ‫ما دام أنه أجاب إجابة عامة فل داعي للتطويل معه‬
‫ركـب عبـد الرحنـ وأخوه ‪ ..‬مـع الشاب ‪ ..‬كان عبـد‬ ‫‪..‬‬
‫الرحن مشدودا متهيبا ‪..‬‬ ‫ول أعن بذا عدم سؤال الريض عن مرضه ؟ إنا‬
‫قال الشباب متلطفا ‪ :‬حياك ال يا عبد الرحن ‪..‬‬ ‫أعن عدم التدقيق ف السئلة ‪..‬‬
‫فأجابه بزم ‪ :‬ال يييك ‪..‬‬ ‫ومثله ‪ ..‬الذي ينادي طالبا أمام الناس فــ ملس‬
‫أراد الشاب السـكي أن يلطّف الوـ ‪ ..‬فقال ‪ :‬الشيـخ‬ ‫عام ‪ ..‬ويسأله بصوت عالٍ ‪:‬‬
‫عنده ماضرة اليوم ؟!‬ ‫هاه يا أحد ‪ ..‬نحت ‪..‬‬
‫حاول الولد أن يتذكـر الديـث فلم تسـعفه ذاكرتـه ‪..‬‬ ‫فيقول ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فصرخ قائلً ‪ :‬ل تتدخل فيما ل يعنيك !!‬ ‫فيسأله ‪ :‬كم نسبتك ؟ كم ترتيبك ف الفصل ؟‬
‫قال الشاب ‪ :‬ل ‪ ..‬أقصد ‪ ..‬بل حت أحضر وأستفيد ‪..‬‬ ‫إن كنت صادقا ف اهتمامك به فاسأله على انفراد‬
‫ف ظن ع بد الرح ن أ نه يتذا كى عل يه ‪ :‬فأعاد الواب ‪ :‬ل‬ ‫بينك وبينه ‪..‬‬
‫تتدخل فيما ل يعنيك ‪..‬‬ ‫ث ل داعي للتدقيق ‪ ..‬كم نسبتك ‪ ..‬لاذا ل تذاكر‬
‫قال الشاب ‪ :‬عفوا عبد الرحن أعن ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لاذا ل تق بل ف الام عة ‪ ..‬إن ك نت م ستعدا‬
‫فصرخ عبد الرحن ‪ :‬لاااا تتدخل فيما ل يعنيك !!‬ ‫لعانته فقف معه جانبا وحدثه با تريد ‪ ..‬أما نشر‬

‫‪80‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلمـا نظرت إل الشاشـة ضحكـت ‪ ..‬بـل غرقـت فـ‬ ‫ول يزل هذا حالما حت رجعا !!‬
‫الضحك ‪..‬‬ ‫أ خبن ع بد الرح ن بالق صة مفتخرا ‪ ..‬فضح كت‬
‫تدري لاذا ؟‬ ‫وفهمته المر مرة أخرى ‪..‬‬
‫جرت عادة بعضهم أن يكتب عبارات على شاشة الاتف‬
‫‪ ..‬يكتب اسه ‪ ..‬أو "اذكر ال" ‪ ..‬أو غيها ‪..‬‬ ‫ورشة عمل ‪..‬‬
‫أما صاحب فقد كتب ‪ " :‬أرجع الهاز يا ملقوف " ‪..‬‬ ‫ماهدة النفس على التحرر من التدخل ف شئون‬
‫كثي من الناس من هذا النوع يتدخلون ف أمور الخرين‬ ‫الخر ين ‪ ..‬متع بة ف البدا ية ‪ ..‬لكن ها مري ة ف‬
‫الشخصية ‪..‬‬ ‫النهاية ‪..‬‬
‫فمن الطبيعي أن يركب معك ف سيارتك ث يفتح الدرج‬
‫‪.30‬كيف تتعامل مع "اللقيف " (‪ )33‬؟‬
‫الذي أمامه ‪ ..‬وينظر ما بداخله ‪!!..‬‬
‫أحيانا يتناول بعـض الناس هاتفـك الوال ‪ -‬بدون‬
‫وامرأة تفتح حقيبة امرأة أخرى لتأخذ أحر الشفاه أو ظل‬
‫استئذان ‪ -‬ويقرأ الرسائل الت فيه ‪..‬‬
‫العيني ‪..‬‬
‫كان صـاحب فـ دعوة عامـة ‪ ..‬وليمـة عشاء عنـد‬
‫وقد يتصل بك فيسألك أين أنت فتقول " طالع مشوار "‬
‫أ حد القضاة ‪ ..‬كل من ف الجلس مشا يخ فضلء‬
‫فيقول ‪ :‬أين ‪..‬؟ من معك ؟‬
‫‪..‬‬
‫مموعة من الناس نالطهم يعاملوننا بثل هذا السلوب ‪..‬‬
‫جلس صـاحب بينهـم ‪ ..‬يتجاذب أطراف الديـث‬
‫فكيف نتعامل معهم ؟‬
‫معهم ‪..‬‬
‫أهم شيء أن ل تفقده ‪ ..‬حاول أن تتجنب الصادمة معه‬
‫ضايقـه وجود هاتفـه الوال فـ جيبـه فأخرجـه‬
‫‪..‬‬
‫ووضعه على الطاولة الت بانبه ‪..‬‬
‫حاول أن ل ( يزعل ) منك أحد ‪..‬‬
‫كان الشيخ الذي بانبه متفاعلً ف الديث معه ‪..‬‬
‫كن ذكيا ف الروج من الو قف ‪ ..‬دون أن يدث بي نك‬
‫من باب العادة أ خذ الش يخ الا تف الوال ‪ ..‬ر فع‬
‫وبينه مشكلة ‪..‬‬
‫إليه ‪ ..‬فلما نظر إل الشاشة تغي وجهه ‪ ..‬وأرجعه‬
‫ل تت ساهل بك سب العداء أو فقدان ال صدقاء ‪ ..‬مه ما‬
‫مكانه ‪..‬‬
‫كانت السباب ‪..‬‬
‫كتم صاحب ضحكة مدوية ‪..‬‬
‫ومن أحسن الساليب للتعامل مع الطفيليي ‪ ..‬هو إجابة‬
‫لا خرج ركبت معه ف سيارته ‪ ..‬وقد وضع هاتفه‬
‫السـؤال بسـؤال ‪ ..‬أو النتقال إل موضوع آخـر تاما‬
‫الوال بان به ‪ ..‬فرفع ته إلّ ‪ -‬ك ما ف عل الش يخ –‬
‫لينسى سؤاله الول ‪..‬‬
‫فلو سألك مثلً ‪ :‬كم مرتبك الشهري ؟‬ ‫‪ ) ( 33‬ملقيصف ‪ :‬لفظصة عاميصة ‪ ،‬جعص " ملقوف " وهصو‬
‫التدخل فيما ل يعنيه ‪ ..‬ويسميه بعضهم " حٍشري " متطفل‬
‫قل له بل طف وتب سم ‪ :‬لاذا هل وجدت ل وظي فة مغر ية‬
‫‪..‬‬
‫‪81‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪.31‬ل تنتقد !!‬ ‫‪..‬‬
‫ركب سيارة صاحبه ‪ ..‬فكانت أول كلمة قالا ‪ :‬ياااه !!‬ ‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن أريد أن أعرف ‪..‬‬
‫ما أقدم سيارتك !!‬ ‫ـل ‪ ..‬ويبدو أن‬
‫ـل ‪ :‬الرتبات هذه اليام مشاكـ‬
‫قـ‬
‫ولا دخل بيته ‪ ..‬رأى الثاث فقال ‪ :‬أووووه ‪ ..‬ما غيت‬ ‫ذلك بسبب ارتفاع أسعار البترول !!‬
‫أثاثك ؟!‬ ‫سيقول ‪ :‬ما دخل البترول ‪..‬‬
‫ولاـ رأى أولده ‪ ..‬قال ‪ :‬مـا شاء ال ‪ ..‬حلويـن ‪ ..‬لكـن‬ ‫فقل ‪ :‬البترول هو الذي يتحكم فغي السعار ‪ ..‬أل‬
‫لاذا ما تلبسهم ملبس أحسن من هذه !!‬ ‫تلحظ أن الروب تقوم لجله ‪..‬‬
‫ول ا قدّ مت له زوج ته طعا مه ‪ ..‬و قد وق فت ال سكينة ف‬ ‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬ليس صحيحا ‪..‬‬
‫الط بخ ساعات ‪ ..‬رأى أنوا عه فقال ‪ :‬ياااا ال ‪ ..‬لاذا ما‬ ‫فالروب ل ا أ سباب أخرى ‪ ..‬والال م اليوم مل يء‬
‫طبختـ ر ّز ؟ أوووه ‪ ..‬اللح قليـل ! ل أكـن أشتهـي هذا‬ ‫بالروب ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫النوع !!‬ ‫وينسى سؤاله الول ‪..‬‬
‫ل لبيـع الفاكهـة ‪ ..‬فإذا الحـل مليـء بأصـناف‬
‫دخـل م ً‬ ‫( هاه ‪ ..‬ما رأيك أل ترج من الوقف بذكاء ؟ )‬
‫الفواكه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬عندك مانو ؟‬ ‫وكذلك لو سألك عن وظيفتك ‪..‬‬
‫قال صاحب الحل ‪ :‬ل ‪ ..‬هذه ف الصيف فقط ‪..‬‬ ‫أو أين ستسافر ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬عندك بطيخ ؟ قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫اسأله ‪ :‬لاذا ‪ ..‬هل ستسافر معي ‪..‬‬
‫فتغي وجهه وقال ‪ :‬ما عندك شيء ‪ ..‬ليش فاتح الحل !‬ ‫سيقول ‪ :‬ل أدري!! أول شيء أخبن ‪..‬‬
‫وخرج ‪..‬‬ ‫قل ‪ :‬لكن إن سافرت معي ‪ ..‬فالتذاكر عليك ‪..‬‬
‫ونسي أن ف الحل أكثر من أربعي نوعا من الفواكه ‪..‬‬ ‫عندهـا سـيدخل فـ موضوع التذاكـر وينسـى‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫الوضوع الصلي ‪..‬‬
‫بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده ‪ ..‬ول يكاد أن يعجبه‬ ‫وهكذا ‪ ..‬ن ستطيع الروج من م ثل هذه الوا قف‬
‫شيء ‪..‬‬ ‫من غي وقوع مشاكل بيننا وبي ألخرين ‪..‬‬
‫فل يرى فـ الطعام اللذيـذ إل الشعرة التـ سـقطت فيـه‬
‫سهوا ‪..‬‬ ‫وقفة ‪..‬‬
‫ول ف الثوب النظ يف إل نق طة ال ب ال ت سالت عل يه‬ ‫إذا ابتليت بتدخل فيما ل يعنيه ‪ ..‬فكن خيا منه‬
‫خطئا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أحسن الروج من الوقف من غي أن ترحه‬
‫ول ف الكتاب الفيد إل خطئا مطبعيا وقع سهوا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فل يكاد يسـلم أحـد مـن انتقاده ‪ ..‬دائم اللحظات ‪..‬‬

‫‪82‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مالسته ‪..‬‬ ‫يدقق على الكبية والصغية ‪..‬‬
‫إذا أنت ل تشرب مرارا على القذا‬ ‫ل ف أيام الثانو ية‬
‫أعرف أ حد الناس ‪ ..‬زامل ته طوي ً‬
‫ظمئت ‪ ,‬وأي الناس تصــــفو‬ ‫والامعة ‪ ..‬ول تزال علقتنا مستمرة ‪ ..‬إل أن ل‬
‫مشاربه؟!‬ ‫ذكر أنه أثن على شيء ‪..‬‬
‫إذا كـنت فـي كل المور معاتبا‬ ‫أ سأله عن كتاب ألف ته و قد أث ن عل يه أناس كثيا‬
‫رفـيقك لن تلـق الـذي ستعاتبه‬ ‫وط بع م نه مئات اللف فيقول ببود ‪ :‬وال ج يد‬
‫معهم ‪:‬‬ ‫قالت أمنا عائشة ‪ t‬وهي تصف حال تعامله‬ ‫‪ ..‬ولكن فيه قصة غي مناسبة ‪ ..‬وحجم الط ما‬
‫ما عاب ر سول ال ‪ r‬طعاما قط ‪ ..‬إن اشتهاه أكله وإل‬ ‫أعجبن ‪ ..‬ونوعية الطباعة أيضا سيئة ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫تركه ‪ .. )34( ..‬نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء‬ ‫وأ سأله يوما عن أداء فلن ف خطب ته ‪ ..‬فل يكاد‬
‫‪..‬‬ ‫يذكر جانبا مشرقا ‪..‬‬
‫وقال أنس ‪ : t‬وال لقد خدمت رسول ال ‪ r‬تسع سني‬ ‫حت صار أثقل علي من البل ‪ ..‬وصرت ل أسأله‬
‫‪ ..‬ما علمته قال لشيء صنعته ‪ :‬ل فعلت كذا وكذا ؟ ول‬ ‫أبدا عن رأيه ف شيء لن أعرفه سلفا ‪..‬‬
‫عاب عليّ شيئا قط ‪ ..‬ووال ما قال ل أفّ قط ‪..‬‬ ‫قل مثل ذلك فيمن يفترض الثالية ف جيع الناس ‪..‬‬
‫هكذا كان ‪ ..‬وهكذا ينبغي أن نكون ‪..‬‬ ‫فييـد مـن زوجتـه أن يكون بيتهـا نظيفا ‪24‬سـاعة‬
‫وأنـا بذلك ل أدعـو إل ترك النصـيحة أو السـكوت عـن‬ ‫‪.. %100‬‬
‫الخطاء ‪ ..‬ول كن ل ت كن مدققا ف كل ش يء ‪ ..‬خا صة‬ ‫ويريدها أيضا أن يبقى أطفالا نظيفي متزيني على‬
‫ف المور الدنيوية ‪ ..‬تعود أن تشّي المور ‪..‬‬ ‫مدى اليوم ‪..‬‬
‫لو طرق بابك ضيف فرحبت به وأدخلته غرفة الضيوف‬ ‫وإن زاره ضيوف افترض أن تطبـخ أحسـن الطعام‬
‫فلمـا أحضرت الشاي تناول الفنجان ‪ ..‬فلمـا نظـر إل‬ ‫‪..‬‬
‫الشاي بداخله قال ‪ :‬لــــ َم ل تل الفنجان ؟ فقلت ‪:‬‬ ‫وإن جالسها افترض أن تدثه بأجل الحاديث ‪..‬‬
‫أزيدك ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬يكفي ‪..‬‬ ‫وكذلك هو مع أولده ‪ ..‬يريدهم ‪ %100‬ف كل‬
‫فطلب ماء فأحضرت له كأس ماء فشكرك وشربه ‪ ..‬فلما‬ ‫شيء ‪..‬‬
‫انتهى قال ‪ :‬ماؤكم حار ‪..‬‬ ‫ومـع زملئه ‪ ..‬ومـع كـل مـن يالطـه فـ الشارع‬
‫ث الت فت إل الك يف وقال ‪ :‬مكيف كم ل يبّد !! وج عل‬ ‫والسوق ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫يشتكى الر ‪ ..‬ث ‪..‬‬ ‫وإن ق صّر أحد من هؤلء أكله بلسانه وأكثر عليه‬
‫أل تشعر بثقل هذا النسان ‪ ..‬وتتمن لو يرج من بيتك‬ ‫النتقاد وكرر اللحظات ‪ ..‬حت يل الناس منه ‪..‬‬
‫ول يعود ‪..‬‬ ‫لنه ل يرى ف الصفحة البيضاء إل السودَ ‪..‬‬
‫مـن كان هذا حاله عذب نفسـه فـ القيقـة ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪34‬‬

‫‪83‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مـا بال أقوام قالوا ‪ :‬كذا وكذا ‪ ..‬لكنـ أصـلي وأنام ‪..‬‬ ‫إذن الناس يكرهون النتقاد ‪..‬‬
‫وأصوم وأفطر ‪ ..‬وأتزوج النساء ‪..‬‬ ‫ل كن إن احت جت إل يه فغل فه بغلف ج يل ث قد مه‬
‫فمن رغب عن سنت فليس من (‪. )35‬‬ ‫للخرين ‪..‬‬
‫وف يوم آخر ‪ ..‬لحظ النب ‪ r‬أن رجالً من الصلي معه‬ ‫قدمه ف صورة اقتراح ‪ ..‬أو بأسلوب غي مباشر ‪..‬‬
‫‪ ..‬يرفعون أبصارهم إل السماء ف أثناء صلتم ‪..‬‬ ‫أو بألفاظ عامة ‪..‬‬
‫وهذا خطأ فالصل أن ينظر أحدهم إل موضع سجوده ‪..‬‬ ‫كان رسـول ال ‪ e‬إذا لحـظ خطئا على أحـد ل‬
‫فقال ‪ : r‬ما بال أقوام يرفعون أب صارهم إل ال سماء ف‬ ‫يواج هه به وإن ا يقول ‪ :‬ما بال أقوام يفعلون كذا‬
‫صلتم ‪..‬‬ ‫وكذا ‪..‬‬
‫فلم ينتهوا عن ذلك وا ستمروا يفعلو نه ‪ ..‬فلم يفضح هم‬ ‫يعن ‪ :‬إياكِ أعن واسعي يا جارة ‪..‬‬
‫أو يسمهم بأسائهم ‪ ..‬وإنا قال ‪:‬‬ ‫ف يوم من الدهر أقبل ثلثة شباب متحمسي ‪ ..‬إل‬
‫لينتهُنّ عن ذلك ‪ ..‬أو لتخطفن أبصارهم (‪.. )36‬‬ ‫الدينة النبوية ‪..‬‬
‫وكا نت بريرة جار ية أمةً ملو كة ف الدي نة ‪ ..‬أرادت أن‬ ‫وصلته‬ ‫كانوا يريدون معرفة كيفية عبادة النب‬
‫تعتـق مـن الرق ‪ ..‬فطلبـت ذلك مـن سـيدها ‪ ..‬فاشترط‬ ‫‪..‬‬
‫عليها ما ًل تدفعه إليه ‪..‬‬ ‫سألوا أزواج النب ‪ r‬عن عمله ف السر ‪..‬‬
‫فجاءت بريرة ‪ ..‬إل عائشة تلتمس منها أن تعينها بال ‪..‬‬ ‫فأ خبتم زوجات ال نب ‪ r‬أ نه ي صوم أحيانا ويف طر‬
‫فقالت عائ شة ‪ :‬إن شئت أعط يت أهلك ث نك ‪ ..‬فتعتق ي‬ ‫أحيانا ‪ ..‬وينام بعضا من الليل ويصلي بعضه ‪..‬‬
‫(‪)37‬‬
‫‪ ..‬لكن يكون الولء ل ‪..‬‬ ‫فقال بعضهم لبعض ‪ :‬هذا رسول ال ‪ r‬قد غفر ال‬
‫فأخـبت الاريـة أهلهـا فأبوا ذلك ‪ ..‬وأرادوا أن يربوا‬ ‫له ما تقدم من ذنبه ‪..‬‬
‫المرين ‪ ..‬ثن عتقها ‪ ..‬وولءها !!‬ ‫ث اتذ كل واحد منهم قرارا ‪!..‬‬
‫من حر صهم على‬ ‫ف سألت عائ شة ال نب ‪ .. r‬فع جب‬ ‫فقال أحدهم ‪ :‬أنا لن أتزوج ‪ ..‬أي سأبقى عزبا ‪..‬‬
‫الال ‪ ..‬ومنعهم للمسكينة من الرية !!‬ ‫متفرغا للعبادة ‪..‬‬
‫فقال لعائشة ‪ :‬ابتاعيها ‪ ..‬فأعتقيها ‪ ..‬فإنا الولء لن أعتق‬ ‫وقال الخر ‪ :‬وأنا سأصوم دائما ‪ ..‬كل يوم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقال الثالث ‪ :‬وأنا ل أنام الليل ‪ ..‬أي سأقوم الليل‬
‫كله ‪..‬‬
‫‪ ) ( 35‬متفق عليه‬ ‫فبلغ النب ‪ r‬ما قالوه ‪..‬‬
‫‪ ) ( 36‬رواه البخاري‬ ‫فقام على منبه ‪ ..‬فحمد ال وأثن عليه ث قال ‪:‬‬
‫‪ ) ( 37‬الولء ‪ :‬هصو إذا أعتصق الشخصص عبدا ملوكا صصار الولء‬ ‫ما بال أقوام !! ( هكذا مبهما ‪ ،‬ل يقل ما بال فلن‬
‫للمع تق ‪ ،‬بع ن أن الع تق يد خل ض من ور ثة هذا الع بد الملوك ب عد‬
‫وفلن ) ‪..‬‬
‫موته ‪ ،‬فيشارك أهل العبد ف ورثه ‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للترمس الخضر ‪..‬‬ ‫أي الولء لك مـا دام أنـك دفعـت الال ‪ ..‬ول‬
‫قال له ‪ :‬ل ‪ ..‬اشرب من الحر ‪ ..‬فيشرب من الحر ‪..‬‬ ‫تلتفت إل شروطهم فهي ظالة ‪..‬‬
‫وإذا أقبل آخر ‪ ..‬وأراد أن يشرب من الحر ‪ ..‬قال له ‪:‬‬ ‫ث قام رسول ال ‪ r‬على النب فقال ‪:‬‬
‫ل ‪ ..‬اشرب من الخضر ‪..‬‬ ‫مـا بال أقوام ( ول يقـل آل فلن ) ‪ ..‬يشترطون‬
‫فإذا اعترض أحدهم ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما الفرق ؟!‬ ‫شروطا ليسـت فـ كتاب ال ‪ ..‬مـن اشترط شرطا‬
‫قال ‪ :‬أ نا ال سئول عن الاء ‪ ..‬يعج بك هذا النظام أو دبر‬ ‫ل يس ف كتاب ال ‪ ..‬فل يس له ‪ ..‬وإن اشترط مائة‬
‫لنفسك ماءً ‪..‬‬ ‫شرط (‪.. )38‬‬
‫إنه شعور النسان الدائم بالاجة إل اعتباره والهتمام به‬ ‫ن عم هكذا ‪ ..‬لوّح بالع صا من بع يد ول تضرب ب ا‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فما أجل أن تقول لزوجتك الهملة ف نظافة بيتها ‪:‬‬
‫نلة ‪ ..‬وذباب !!‬ ‫البارحة تعشينا ع ند صاحب فلن ‪ ..‬وكان الميع‬
‫كن نلة ت قع على الط يب وتتجاوز ال بيث ‪ ..‬ول تك‬ ‫يثن على نظافة منله ‪..‬‬
‫كالذباب يتتبع الروح !!‬ ‫أو تقول لولدك الهمل للصلة ف السجد ‪ : ..‬أنا‬
‫أعجـب مـن فلن ابـن جياننـا مـا نكاد نفقده فـ‬
‫‪.32‬ل تكن أُستاذيّا !!‪..‬‬
‫السجد أبدا ‪!!..‬‬
‫قارن ب ي ثل ثة آباء ‪ ..‬رأى كل وا حد ولده جال سا ع ند‬
‫يعن ‪ ..‬إياك أعن واسعي يا جارة !!‬
‫التلفاز ف أيام المتحانات ‪..‬‬
‫ويق لك أن تسأل ‪ :‬لاذا يكره الناس النتقاد ؟‬
‫فقال الول لولده ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬ذاكر دروسك ‪..‬‬
‫فأقول ‪ :‬لنه يشعرهم بالنقص ‪ ..‬فكل الناس يبون‬
‫وقال الثانـ ‪ :‬ماجـد ‪ ..‬إذا مـا ذاكرت دروسـك وال‬
‫الكمال ‪..‬‬
‫لضربك ‪ ..‬وأحرمك من الصروف ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ذكروا أن رجلً ب سيطا أراد أن يكون له ش يء من‬
‫أما الثالث فقال ‪ :‬صال ‪ ..‬لو تذاكر درو سك ‪ ..‬أح سن‬
‫التحكم ‪..‬‬
‫لك من التلفاز ‪ ..‬صح ؟!‬
‫فعمد إل ترمسي ماء أحدها أخضر والثان أحر ‪..‬‬
‫أيهم أحسن أسلوبا ‪..‬؟‬
‫وعبأها بالاء البارد ‪..‬‬
‫ل شك أنه الثالث ‪ ..‬لنه قدم أمره على شكل اقتراح ‪..‬‬
‫ث جلس للناس ف طريق هم ‪ ..‬وج عل ي صيح ‪ :‬ماء‬
‫وكذلك ف التعا مل مع زوج تك ‪ ..‬سارة لي تك تعمل ي‬
‫بارد مانا ‪..‬‬
‫شاي ‪ ..‬هند أتن أتغدى مبكرا اليوم ‪..‬‬
‫فكان العطشان يقبـل عليـه ويتناول الكأس ليصـب‬
‫وكذلك ‪..‬‬
‫لنفسـه ويشرب ‪ ..‬فإذا رآه صـاحبنا قـد توجـه‬
‫عندما يطئ إنسان ‪ ..‬عال خطأه بأسلوب يعله يشعر أن‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪38‬‬

‫‪85‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالشجار ؟ أم بالنخل ؟ أم بال ُفرْس والروم ؟‬ ‫الفكرة فكر ته هو ‪ ..‬ولدك يغ يب عن ال صلة ف‬
‫نظـر إليـه ‪ e‬فإذا الرجـل عليـه آثار الباديـة ‪ ..‬وإذا هـو‬ ‫السجد ‪..‬‬
‫مضطرب تتزاحم الفكار ف رأسه حول امرأته ‪..‬‬ ‫ل – ‪ :‬سعد ‪ ..‬ما تريد تدخل النة ‪..‬‬
‫قل له – مث ً‬
‫فقال له ‪ : e‬هل لك من إبل ؟‬ ‫بلى ‪ ..‬إذن حافظ على صلتك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫ف يوم من اليام ‪ ..‬وف خيمة أعراب ف الصحراء‬
‫قال ‪ :‬فما ألوانا ؟‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬حر ‪..‬‬ ‫جعلت امرأة تتأوه تلد ‪ ..‬وزوجهـا عنـد رأسـها‬
‫قال ‪ :‬فهل فيها أسود ؟‬ ‫ينتظر خروج الولود ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫اشتد الخاض بالرأة حت انتهت شدتا وولدت ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فيها أورق ؟‬ ‫لكنها ولدت غلما أسود !!‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫ن ظر الر جل إل نف سه ‪ ..‬ون ظر إل امرأ ته فإذا ه ا‬
‫قال ‪ :‬فأن كان ذلك ؟!‬ ‫جبَ كيف صار الغلم أسود !!‬
‫أبيضان ‪ ..‬فع ِ‬
‫يع ن ‪ :‬ما دام أن ا كل ها ح ر ذكورا وإناثا ‪ ..‬ول يس في ها‬ ‫أوقع الشيطان ف نفسه الوساوس ‪..‬‬
‫أي لون آ خر ‪ ..‬فك يف ولدت النا قة المراء ولدا أورق‬ ‫لعل هذا الولد من غيك !!‬
‫‪ ..‬يتلف عن لونا ولون الب ( الفحل ) ‪..‬‬ ‫لعلها زن با رجل أسود فحملت منه !!‬
‫فكر الرجل قليلً ‪ ..‬ث قال ‪ :‬عسى أن يكون نزعه عرق‬ ‫لعل ‪..‬‬
‫‪ ..‬يعن قد يكون من أجداده من هو أورق ‪ ..‬فل زال‬ ‫اضطرب الر جل وذ هب إل الدي نة النبو ية ‪ ..‬ح ت‬
‫الشبه باقيا ف السللة ‪ ..‬فظهر ف هذا الولد ‪..‬‬ ‫دخل على رسول ال ‪ e‬وعنده أصحابه ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬فلعل ابنك هذا نزعه عرق (‪.. )39‬‬ ‫فقال ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ..‬إن امرأتـ ولدت على‬
‫ل فإذا هو جوابه هو‬
‫سع الرجل هذا الواب ‪ ..‬فكر قلي ً‬ ‫فرا شي غلما أ سود !! وإ نا أ هل ب يت ل ي كن في نا‬
‫‪ ..‬والفكرة فكرته ‪ ..‬فاقتنع وأيقن ‪ ..‬ومضى إل امرأته ‪..‬‬ ‫أسود قط !!‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬ ‫نظـر النـب ‪ e‬إليـه ‪ ..‬وكان قادرا على أن يسـمعه‬
‫جلس ‪ e‬مع أصحابه ‪ ..‬فجعل يدثهم عن أبوب الي ‪..‬‬ ‫موع ظة حول ح سن ال ظن بالخر ين ‪ ..‬وعدم اتام‬
‫وكان ما ذكره ‪ ..‬أن قال ‪ :‬وف بضع أحدكم صدقة ‪..‬‬ ‫امرأته ‪..‬‬
‫أي وطء أحدكم امرأته له فيه أجر ‪..‬‬ ‫لكنه أراد أن يارس معه ف الل أسلوبا آخر ‪..‬‬
‫فعجـب الصـحابة وقالوا ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ..‬يأتـ أحدنـا‬ ‫أراد أن ي عل الر جل ي ل مشكل ته بنف سه ‪ ..‬فبدأ‬
‫شهوته ‪ ..‬ويكون له أجر ؟!!‬ ‫ل يقرب له الواب ‪..‬‬
‫يضرب له مث ً‬
‫فمـا الثـل الناسـب له ‪..‬؟ هـل يضرب له مثلً‬
‫( ) رواه مسلم ‪ ،‬وابن ماجة واللفظ له‬ ‫‪39‬‬

‫‪86‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من السلمي ‪ ..‬وتعلم أن السلمي لو شاءوا لفتحوا مكة‬ ‫فأجابمـ ‪ e‬بواب يشعرون بـه أن الفكرة فكرتمـ‬
‫‪ ..‬ولذا كانت قريش تضطر إل التلطف والصانعة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فل يتاجون لنقاش لقناعهم با ‪..‬‬
‫وكأ ن ب م ‪ ..‬ما كانوا يلمون أن يظفروا ول بر بع هذه‬ ‫فقال ‪ : e‬أرأيتم لو وضعها ف حرام ‪ ..‬أكان عليه‬
‫الشروط ‪..‬‬ ‫وزر ‪..‬‬
‫كان أكثر الصحابة متضايقا من شروط العقد ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫ل كن أ ن ل م أن يعترضوا ‪ ..‬والذي يك تب الع قد ويض يه‬ ‫قال ‪ :‬فكذلك لو وضعها ف حلل كان له أجر ‪..‬‬
‫رجل ل ينطق عن الوى ‪..‬‬ ‫بل حت أثناء الوار مع الخر ‪..‬‬
‫ـر يينا وشا ًل ‪ ..‬يتمنــ لو‬
‫كان عمــر متحفزا ‪ ..‬ينظـ‬ ‫تدرج معه عند النصح ف الشياء الت أنتما متفقان‬
‫يستطيع عمل شيء ‪..‬‬ ‫عليها ‪..‬‬
‫فلم يصب ‪..‬‬ ‫خرج ‪ r‬إل مكـة معتمرا فـ ألف وأربعمائة مـن‬
‫وثب عمر فأتى أبا بكر ‪ ..‬وأراد أن يناقشه ‪..‬‬ ‫أصحابه ‪ ..‬فمنعتهم قريش من دخول مكة ‪..‬‬
‫فمـن حكمتـه ‪ ..‬ل يبدأ بالعتراض ‪ ..‬وإناـ بدأ بالشياء‬ ‫ووقعت أحداث قصة الديبية الشهورة ‪..‬‬
‫الت ها متفقان عليها ‪..‬‬ ‫ف آ خر ال مر وب عد مشاورات طويلة ب ي ال نب ‪r‬‬
‫وجعـل يسـأل أبـا بكـر أسـئلة جواباـ ‪ ..‬بلى ‪ ..‬نعـم ‪..‬‬ ‫وقريش ‪ ..‬اتفقوا على صلح ‪..‬‬
‫صحيح ‪..‬‬ ‫كان الذي تول التفاق على بنود الصــلح مــن‬
‫فقال ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬أليس برسول ال ‪..‬؟!‬ ‫جانب قريش هو سهيل بن عمرو ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫اتفق النب ‪ r‬مع سهيل على شروط ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أولسنا بالسلمي ؟!‬ ‫منها ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫•أن يعود السلمون أدراجهم إل الدينة‬
‫قال ‪ :‬أوليسوا بالشركي ؟!‬ ‫من غي عمرة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫•وأن من دخل ف السلم من أهل مكة‬
‫قال ‪ :‬أولسنا على الق ؟‬ ‫وأراد أن يهاجــر إل الدينــة فإن‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫السلمي ف الدينة ل يقبلونه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أوليسوا على الباطل ؟‬ ‫•أما من ارتد عن إسلمه وأراد الذهاب‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫إل الشركي ف مكة فإنه يقبل ‪!!..‬‬
‫قال ‪ :‬فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟!‬ ‫إل غي ذلك من الشروط الت ف ظاهرها أنا هزية‬
‫فقال أبو بكر ‪ :‬يا عمر ‪ ..‬أليس هو رسول ال ‪.‬؟‬ ‫للمسلمي وإذلل لم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫كانت قريش ف الواقع خائفة من هذا العدد الكبي‬

‫‪87‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لو كان ولدك ل يعتنـ بفـظ القرآن ‪ ..‬وتريده أن يزداد‬ ‫قال ‪ :‬فالزم ِغرْزه ‪ ..‬فإن أشهد أنه رسول ال ‪..‬‬
‫حرصا ‪..‬‬ ‫ـا أن‬
‫ـه أبدا ‪ ..‬كمـ‬
‫ـن وراءه تابعا ل تالفـ‬
‫أي كـ‬
‫ابدأ بالشياء الت أنتما متفقان عليها ‪ ..‬أل تريد أن يبك‬ ‫غرزات اليط ف الثوب تكون متتابعة ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬أل تريد أن ترتقي ف درجات النة ‪..‬‬ ‫قال عمر ‪ :‬وأنا أشهد أنه رسول ال ‪..‬‬
‫سيجيبك حتما ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫مضى عمر ‪ ..‬حاول أن يصب ‪ ..‬فلم يستطع ‪..‬‬
‫عندها قدم النصيحة على شكل اقتراح ‪ : ..‬إذن فلو أنك‬ ‫فذهب إل رسول ال ‪.. r‬‬
‫شاركت ف حلقة تفيظ القرآن ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ألست برسول ال ؟!‬
‫وكذلك أنتِ ‪ :‬لو رأيتِ امرأة ل تعتن بجابا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ابدئي معها بالشياء الت أنتما متفقتان عليها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أولسنا بالسلمي ‪ ..‬؟‬
‫أنا أعلم أنك مسلمة ‪ ..‬وحريصة على الي ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ستقول ‪ :‬صحيح ‪ ..‬المد ل ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أوليسوا بالشركي ‪ ..‬؟!‬
‫وامرأة عفيفة ‪ ..‬وتبي ال ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫ستقول ‪ :‬إي وال ‪ ..‬المد ل ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟!‬
‫عندهـا قدمـي النصـيحة على شكـل اقتراح ‪ :‬فلو أنـك‬ ‫‪ :‬أ نا ع بد ال ور سوله ‪ ..‬لن أخالف أمره‬ ‫فقال‬
‫اعتنيت بجابك أكثر ‪ ..‬وحرصت على الستر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ولن يضيعن ‪..‬‬
‫هكذا يكننا أن نصل على ما نريد من الناس من غي أن‬ ‫سكت عمر ‪ ..‬ومضى الكتاب ‪ ..‬ورجع السلمون‬
‫يشعروا ‪..‬‬ ‫إل الدينة ‪..‬‬
‫وم ضت اليام ‪ ..‬ونق ضت قر يش الع هد ‪ ..‬وأق بل‬
‫بارقة ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ r‬فاتا مكة ‪ ..‬مطهرا البيت الرام من‬
‫تستطيع أن تأكل العسل دون تطيم اللية ‪..‬‬ ‫الصنام ‪..‬‬
‫وأدرك عمر أنه كان ف اعتراضه حينذاك على غي‬
‫‪.33‬أمسك العصا من النصف !!‬
‫السبيل ‪..‬‬
‫أشكرك على اختيارك مهنـة التدريـس ‪ ..‬وقـد آتاك ال‬
‫يقول ‪:‬‬ ‫فكان‬
‫أسلوبا حسنا ‪ ..‬وطلبك يبونك كثيا ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫ما زلت أصوم ‪ ..‬وأتصدق ‪ ..‬وأصلي ‪ ..‬وأعتق ‪..‬‬
‫ولكن ‪ :‬ليتك ما تتأخر على الدوام ف الصباح ‪..‬‬
‫مـن الذي صـنعت يومئذ ‪ ..‬مافـة كلمـي الذي‬
‫أنـت جيلة ‪ ..‬والبيـت مرتـب ‪ ..‬ول أنكـر أن الولد‬
‫تكلمته يومئذ ‪ ..‬حت رجوت أن يكون خيا ‪..‬‬
‫متعبون ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫فلله در عمر ‪ ..‬ودر رسول ال ‪ r‬قبله ‪..‬‬
‫ولكن ‪ :‬أتن أن تتمي بلبسهم أكثر ‪..‬‬
‫كيف نستفيد أكثر من هذه الهارة ؟‬

‫‪88‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أهل الدينة ‪..‬‬ ‫هكذا كان أسـلوب صـال مـع الناس ‪ ..‬يذكـر‬
‫وهذا ثناء على زياد ‪ ..‬أن يقول له رســول ال ‪ e‬أمام‬ ‫الوانب الشرقة عند الخطئ ث ينبهه على أخطائه‬
‫الناس إنه من فقهاء الدينة ‪ ..‬هذا ذكر لوانب الصواب‬ ‫‪ ..‬ليكون عادلً ‪..‬‬
‫والصفحات الشرقة لزياد ‪..‬‬ ‫عند ما تنت قد حاول أن تذ كر جوا نب ال صواب ف‬
‫ث قال ‪ : e‬هذا التوراة والن يل ع ند اليهود والن صارى‬ ‫الخطئ ‪ ..‬قبل غيها ‪..‬‬
‫فماذا يغن عنهم ؟! (‪.. )40‬‬ ‫حاول دائما أن تشعر الذي أمامك أن نظرتك إليه‬
‫أي ليسـت العـبة يـا زياد بوجود القرآن ‪ ..‬وإناـ العـبة‬ ‫مشر قة ‪ ..‬وأ نك عند ما تنب هه على أخطائه ل يع ن‬
‫بقراءته ومعرفة معانيه والعمل بأحكامه ‪..‬‬ ‫ذلك أنه سقط من عينك ‪ ..‬أو أنك نسيت حسناته‬
‫هكذا كان تعامله رائعا ‪..‬‬ ‫ول تذكر إل سيئاته ‪..‬‬
‫و ف يوم آ خر ‪ ..‬ي ر ‪ e‬بب عض قبائل العرب يدعو هم إل‬ ‫ل ‪ ..‬بل أشعره أن ملحظا تك عليه تغوص ف ب ر‬
‫السلم ‪ ..‬وكان يتار أحسن العبارات لجل ترغيبهم ف‬ ‫حسناته ‪..‬‬
‫الستجابة له والدخول ف السلم ‪..‬‬ ‫كان النـب ‪ e‬مبوبا بيـ أصـحابه ‪ ..‬وكان يارس‬
‫ف مر ب قبيلة من هم ‪ ..‬ا سهم ‪ :‬ب نو ع بد ال ‪ ..‬فدعا هم إل‬ ‫أساليب رائعة ف التعامل معهم ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬وعرض عليهم نفسه ‪ ..‬وجعل يقول لم ‪:‬‬ ‫و قف مرة بين هم ‪ ..‬فش خص بب صره إل السماء ‪..‬‬
‫يا بن عبد ال ‪ ..‬إن ال قد أحسن اسم أبيكم ‪..‬‬ ‫كأنه يفكر أو يترقب شيئا ‪..‬‬
‫يعن لستم ببن عبد العزى ‪ ..‬أو بن عبد اللت ‪ ..‬وإنا‬ ‫ث قال ‪ :‬هذا أوا نُ يتلس العلم من الناس ‪ ..‬ح ت‬
‫أن تم ب نو ع بد ال ‪ ..‬فل يس ف ا سكم شرك فادخلوا ف‬ ‫ل يقدروا منه على شيء ‪..‬‬
‫السلم ‪..‬‬ ‫أي ‪ :‬يُعرض الناس عـن القرآن وتعلمـه ‪ ..‬وعـن‬
‫بل كان من براعته ‪ r‬أنه كان يرسل رسائل غي مباشرة‬ ‫العلم الشرعي ‪ ..‬فل يرصون عليه ول يفهمونه ‪..‬‬
‫إل الناس ‪ ..‬يذكر فيها إعجابه بم ‪ ..‬ومبته الي لم ‪..‬‬ ‫س منهم ‪ ..‬أي ‪ :‬يرفع عنهم ‪..‬‬
‫فيُختل ُ‬
‫فإذا بلغتهم هذه الرسائل ‪ ..‬عملت فيهم من التأثي أكثر‬ ‫فقام صحاب جل يل ‪ ..‬هو زياد بن لب يد الن صاري‬
‫ما تعمله – ربّما – الدعوة الباشرة ‪..‬‬ ‫وقال بكل حاس ‪:‬‬
‫بطلً ‪ ..‬ول يكـن بطلً عاديا ‪..‬‬ ‫كان خالد بـن الوليـد‬ ‫يـا رسـول ال ‪ ،‬وكيـف يتلس منـا ؟! وقـد قرأنـا‬
‫ل مغوارا ‪ ..‬يضرب له ألف حساب ‪..‬‬
‫بل كان بط ً‬ ‫القرآن ! فوال لنقرأنه ‪ ،‬ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ‪..‬‬
‫وكان النـب ‪ r‬يتشوق لسـلمه ‪ ..‬لكـن أنـ له ذلك ‪..‬‬ ‫فنظـر إليـه النـب ‪ .. e‬فإذا شاب يتفجـر حاسـا‬
‫وخالد ما ترك حربا ضد السلمي إل خاضها ‪ ..‬بل كان‬ ‫وغية على الد ين ‪ ..‬فأراد أن ينبهـه على فهمـه ‪..‬‬
‫هو من أكب أسباب هزية السلمي ف معركة أحد ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬‬
‫ثكل تك أ مك يا زياد ‪ ،‬إ ن ك نت لعدك من فقهاء‬
‫( ) رواه الترمذي والاكم‬ ‫‪40‬‬

‫‪89‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العرب يوما بعد يوم ‪..‬‬ ‫قال فيـه النـب ‪ r‬يوما ‪ ..‬لو جاءنـا لكرمناه ‪..‬‬
‫فقال ف نفسه ‪ :‬أي شيء بقي ؟ أين أذهب ؟‬ ‫وقدمناه على غيه ‪..‬‬
‫إل النجاشـي ؟ ‪ ..‬ل ‪ ..‬فقـد اتبـع ممدا وأصـحابه عنده‬ ‫فكيف كان تأثي ذلك ؟‬
‫آمنون ‪..‬‬ ‫خذ القصة من أولا ‪..‬‬
‫فأخرج إل هرقــل ؟‪ ..‬ل ‪ ..‬أخرج مــن دينــ إل‬ ‫كان خالد من أشداء الكفار وقادتم ‪..‬‬
‫نصرانية ؟‪ ..‬أو يهودية ؟ وأقيم ف عجم ؟‪..‬‬ ‫ل يكاد يفوت فرصة إل حارب فيها رسول ال‬
‫فبن ما خالد يف كر ف شأ نه ‪ ..‬ويتردد ‪ ..‬واليام والشهور‬ ‫أو ترصّد له ‪..‬‬
‫تضي عليه ‪..‬‬ ‫فلما أقبل رسول ال ‪ r‬مع السلمي إل الديبية ‪..‬‬
‫إذ جاء موعد عمرة السلمي ‪ ..‬فأقبلوا إل الدينة ‪..‬‬ ‫وأرادوا العمرة ‪..‬‬
‫دخل ‪ r‬مكة معتمرا ‪..‬‬ ‫خرج خالد ف خيل من الشركي ‪ ..‬فلقوا النب‬
‫فلم يتمل خالد رؤية السلمي مرمي ‪ ..‬فخرج من مكة‬ ‫وأصحابه بوضع يقال له ‪ :‬عسفان ‪..‬‬
‫ف‬ ‫‪ ..‬وغاب أياما أربعة و هي اليام الت قضا ها ال نب‬ ‫فقام خالد قريبا منهم يتحي الفرصة ليصيب رسول‬
‫مكة ‪..‬‬ ‫برمية سهم أو ضربة سيف ‪..‬‬ ‫ال‬
‫عمر ته ‪ ..‬وج عل ين ظر ف طرقات م كة‬ ‫ق ضى ال نب‬ ‫جعل يترصد ويترقب ‪..‬‬
‫وبيوتا ‪ ..‬ويستعيد الذكريات ‪..‬‬ ‫بأ صحابه صلة الظ هر أمام هم ‪..‬‬ ‫ف صلى ال نب‬
‫تذكر البطل خالد بن الوليد ‪..‬‬ ‫فهموا أن يهجموا عليهم ‪ ..‬فلم يتيسر لم ‪..‬‬
‫فالت فت إل الول يد بن الول يد ‪ ..‬و هو أ خو خالد ‪ ..‬وكان‬ ‫علم ب م ‪ ..‬ف صلى بأ صحابه صلة‬ ‫فكأن ال نب‬
‫الوليد مسلما قد دخل مع النب ‪ r‬معتمرا ‪..‬‬ ‫العصر صلة الوف ‪..‬‬
‫أن يب عث إل خالد ر سالة غ ي مباشرة ‪ ..‬يرغ به‬ ‫وأراد‬ ‫أي ق سم أ صحابه إل فريق ي ‪ ..‬فر يق ي صلي م عه‬
‫فيها بالدخول ف السلم ‪..‬‬ ‫وفريق يرس ‪..‬‬
‫للوليد ‪ :‬أين خالد ؟‬ ‫قال‬ ‫فوقـع ذلك مـن خالد وأصـحابه موقعا ‪ ..‬وقال فـ‬
‫فوجئ الوليد بالسؤال ‪ ..‬وقال ‪ :‬يأت ال به يا رسول ال‬ ‫نفسـه ‪ :‬الرجـل منوع عنـا ‪ ..‬أي هناك مـن يميـه‬
‫‪..‬‬ ‫وينع عنه الذى !!‬
‫‪ " :‬مثله ي هل ال سلم !! ولو كان ج عل نكاي ته‬ ‫فقال‬ ‫وأصـحابه ‪ ..‬وسـلكوا طريقا ذات‬ ‫ثـ ارتلـ‬
‫وَ َحدّه مع السلمي ‪ ..‬كان خيا له ‪..‬‬ ‫اليمي ‪ ..‬لئل يروا بالد وأصحابه ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬ولو جاءنا لكرمناه ‪ ..‬وقدمناه على غيه ‪..‬‬ ‫إل الديبيـة ‪ ..‬صـال قريشا على أن‬ ‫وصـل‬
‫ا ستبشر الول يد ‪ ..‬وج عل يطلب خالدا ويب حث ع نه ف‬ ‫يعتمر ف العام القادم ‪ ..‬ورجع إل الدينة ‪..‬‬
‫مكة ‪ ..‬فلم يده ‪..‬‬ ‫رأى خالد أن قريشا ل يزال شأناـ ينخفـض فـ‬

‫‪90‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذا رجل مصاب ‪ ..‬قتل أخوه وأبوه بعركة بدر ‪..‬‬ ‫فلما عزموا على الرجوع للمدينة ‪..‬‬
‫فلقيـت عكرمـة بـن أبـ جهـل ‪ ..‬فقلت له مثـل مـا قلت‬ ‫كتب الوليد كتابا إل أخيه ‪:‬‬
‫لصفوان بن أمية ‪..‬‬ ‫بسـم ال الرحنـ الرحيـم ‪ ..‬أمـا بعـد ‪ ..‬فإنـ ل أر‬
‫فقال ل مثل ما قال ل صفوان بن أمية ‪..‬‬ ‫أع جب من ذهاب رأ يك عن ال سلم ‪ ..‬وعقلك‬
‫قلت ‪ :‬فاكتم علي خروجي إل ممد ‪..‬‬ ‫عقلك ! ومثل السلم يهله أحد ؟‬
‫قال ‪ :‬ل أذكره لحد ‪.‬‬ ‫وقد سألن ر سول ال ‪ r‬عنك وقال ‪ :‬أ ين خالد ؟‬
‫فخرجت إل منل ‪ ..‬فأمرت براحلت فخرجت با ‪..‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يأت ال به ‪..‬‬
‫إل أن لقيت عثمان بن طلحة ‪ ..‬فقلت ‪:‬‬ ‫فقال ‪ " :‬مثله جهـل السـلم !! ولو كان جعـل‬
‫إن هذا ل صديق ‪ ..‬فلو ذكرت له ما أرجو ‪..‬‬ ‫نكاي ته وَ َحدّه مع ال سلمي ‪ ..‬كان خيا له ‪ ..‬ولو‬
‫ث ذكرت من ق تل من آبائه ف حرب نا مع ال سلمي ‪..‬‬ ‫جاءنا لكرمناه ‪ ..‬وقدمناه على غيه ‪..‬‬
‫فكرهت أن أذكّره ‪..‬‬ ‫فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالة ‪..‬‬
‫ث قلت ‪ :‬وما علي أن أخبه ‪ ..‬وأنا راحل ف ساعت هذه‬ ‫قال خالد ‪ :‬فل ما جاء ن كتا به ‪ ..‬نش طت للخروج‬
‫!‪..‬‬ ‫‪ ..‬وزادن رغبة ف السلم ‪..‬‬
‫فذكرت له ما صار أمر قريش إليه ‪ ..‬وقلت ‪:‬‬ ‫وسرن سؤال رسول ال ‪ r‬عن ‪..‬‬
‫إنا نن بنلة ثعلب ف جحر ‪ ..‬لو صُب عليه ذنوب من‬ ‫وأرى فـ النوم كأنـ فـ بلد ضيقـة مدبـة ‪..‬‬
‫ماء لرج ‪..‬‬ ‫فخرجت إل بلد خضراء واسعة ‪..‬‬
‫وقلت له نوا ماـ قلت لصـاحبَيْ ‪ ..‬فأسـرع السـتجابة‬ ‫فقلت ‪ :‬إن هذه لرؤيا حق ‪..‬‬
‫وعزم على الروج معي للمدينة !‪..‬‬ ‫فلما أجعت الروج إل رسول ال ‪ r‬قلت ‪:‬‬
‫فقلت له ‪ :‬إ ن خر جت هذا اليوم ‪ ..‬وأ نا أر يد أن أم ضي‬ ‫من أصاحب إل رسول ال ‪ r‬؟!‬
‫للمدينة ‪..‬‬ ‫فلقيت صفوان بن أمية ‪ ..‬فقلت ‪:‬‬
‫وهذه راحلت مهزة ل على الطريق ‪..‬‬ ‫يا أبا وهب أما ترى ما نن فيه ؟ إنا نن كأضراس‬
‫قال ‪ :‬فتواعدنا أنا وهو ف موضع يقال له "يأجج " ‪ ..‬إن‬ ‫يطحن بعضها بعضا ‪..‬‬
‫سبقن أقام ينتظرن ‪ ..‬وإن سبقته أقمت أنتظره ‪..‬‬ ‫وقد ظهر ممد على العرب والعجم ‪..‬‬
‫فخرجت من بيت آخر الليل سَحَرا ‪ ..‬خوفا من أن تعلم‬ ‫فلو قدمنا على ممد واتبعناه ‪ ..‬فإن شرف ممد لنا‬
‫قريش بروجنا ‪..‬‬ ‫شرف ؟‬
‫فلم يطلع الف جر ح ت التقي نا ف "يأ جج" ‪ ..‬فغدو نا ح ت‬ ‫فأب أشد الباء ‪ ..‬وقال ‪ :‬لو ل يبق غيي ما اتبعته‬
‫انتهينا إل الدة ‪..‬‬ ‫أبدا ‪..‬‬
‫فوجدنا عمرو بن العاص على بعيه ‪..‬‬ ‫فافترقنا ‪ ..‬وقلت ف نفسي ‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ومن يعدها كان خالد رأسا من رؤوس هذا الدين ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬مرحبا بالقوم ‪ ..‬إل أين مسيكم ؟‬
‫أمـا إسـلمه فكان برسـالة غيـ مباشرة وصـلت إليـه مـن‬ ‫فقلنا ‪ :‬وما أخرجك ؟‬
‫‪..‬‬ ‫رسول ال‬ ‫فقال ‪ :‬وما أخرجكم ؟‬
‫وأحكمه ‪..‬‬ ‫فما أحلمه‬ ‫قلنا ‪ :‬الدخول ف السلم ‪ ..‬واتباع ممد ‪.. r‬‬
‫فلنتبع مثل هذه الهارات ف التأثي ف الناس ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬وذاك الذي أقدمن ‪.‬‬
‫فلو رأيت شخصا يبيع دخانا ف بقالة فأردت تنبيهه ‪..‬‬ ‫فاصطحبنا جيعا حت دخلنا الدينة ‪..‬‬
‫وادعـ له بالبكـة فـ‬
‫ُ‬ ‫فأثـن أولً على بقالتـه ونظافتهـا ‪..‬‬ ‫فأننا بظهر الرة ركابنا ‪..‬‬
‫الربح ‪ ..‬ث نبهه على أهية الكسب اللل ‪ ..‬ليشعر أنك‬ ‫فأُخب بنا رسول ال ‪ r‬فسر بنا ‪..‬‬
‫ل تنظـر إليـه بنظار أسـود ‪ ..‬بـل أمسـكت العصـا مـن‬ ‫فلب ست من صال ثيا ب ‪ ..‬ث توج هت إل ر سول‬
‫النصف ‪..‬‬ ‫ال ‪ .. r‬فلقين أخي فقال ‪:‬‬
‫كن ذكيا ‪ ..‬اب ث عن أي ح سنات في من أما مك تغ مر‬ ‫سرّ‬
‫أ سرع ‪ ..‬فإن ر سول ال ‪ .. r‬قد أُ خب بك ف ُ‬
‫فيها سيئاته ‪ ..‬أح سن ال ظن بالخر ين ‪ ..‬ليشعروا بعدلك‬ ‫بقدومك وهو ينتظركم ‪..‬‬
‫معهم فيحبوك ‪..‬‬ ‫فأ سرعنا ال سّي ‪ ..‬فأقبلت إل ر سول ال أم شي ‪..‬‬
‫فل ما رآ ن من بع يد تب سّم ‪ ..‬ف ما زال يتب سم إلّ‬
‫لحة ‪..‬‬ ‫حت وقفت عليه ‪..‬‬
‫عند ما يقت نع الناس أن نا نل حظ ح سناتم ‪ ..‬ك ما نل حظ‬ ‫فسـلمت عليـه بالنبوة ‪ ..‬فرد على السـلم بوجـه‬
‫سيئاتم ‪ ..‬يقبلون منا التوجيه ‪..‬‬ ‫طلْق ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬إن أشهد أن ل إله إل ال ‪ ..‬وأنك رسول‬
‫‪.34‬اجعل معالة الطأ سهلة ‪..‬‬
‫ال ‪..‬‬
‫تتنوع الخطاء الت تقع من الناس كبا وصغرا ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬المـد ل الذي هداك ‪ ..‬قـد كنـت أرى‬
‫ومهما كان حجم الطأ فإنه يكن علجه ‪..‬‬
‫لك عقلً ‪ ..‬رجوت أل يسلمك إل إل خي " ‪..‬‬
‫نعـم قـد ل يفيـد العلج فـ إصـلح مـا أفسـده الطـأ‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن قد رأيت ما كنت أشهد‬
‫‪ .. %100‬لكنه على القل يصلح أكثر الفاسد ‪..‬‬
‫مـن تلك الواطـن عليـك ‪ ..‬معاندا للحـق ‪ ..‬فادع‬
‫عدد غيـ قليـل مـن الناس ل يسـعى إل إصـلح أخطائه‬
‫ال أن يغفرها ل ‪..‬‬
‫لشكه ف قدرته أصلً على علجها ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬السلم يب ما كان قبله " ‪..‬‬
‫وأحيانا تكون طريقت نا ف التعا مل مع الخطاء هي جزء‬
‫قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬على ذلك ‪ ..‬فاستغفر ل ‪..‬‬
‫من الطأ نفسه ‪..‬‬
‫قال ‪ " :‬اللهـم اغفـر لالد بـن الوليـد ‪ ..‬كـل مـا‬
‫يقع ولدي ف خطأ فألومه وأحقره وأعظّم عليه الطأ حت‬
‫َأوْضع فيه ‪ ..‬من صد عن سبيل ال " ‪..‬‬

‫‪92‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أرادوا الرتال ركبت فيه ‪..‬‬ ‫يش عر بأ نه سقط ف بئر ل يس له قاع !! فييأس من‬
‫فلمـا فرغ رسـول ال ‪ r‬مـن غزوتـه ‪ ..‬توجـه قافلً إل‬ ‫الصلح ‪ ..‬ويبقى على ما هو عليه ‪..‬‬
‫الدينة ‪ ..‬حت إذا كان قريبا من الدينة نزل من ًل فبات به‬ ‫وقد تقع ف الطأ زوجت أو يقع فيه صديقي ‪..‬‬
‫بعض الليل ‪..‬‬ ‫فإذا أشعر ته أ نه أخ طأ ول كن الطر يق ل ينق طع ب عد‬
‫ثـ آذن الناس بالرحيـل ‪ ..‬فبدأ الناس يمعون متاعهـم‬ ‫فمعالة الطأ سهلة ‪ ..‬والرجوع إل الق خي من‬
‫للرح يل ‪..‬فخر جت عائ شة لب عض حاجت ها ‪ ..‬و ف عنق ها‬ ‫التمادي ف الباطل ‪..‬‬
‫عقد لا فيه جزع ظفار ‪..‬‬ ‫جاء رجل إل النب ‪ r‬يبايعه على الجرة ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫فلما فرغت من حاجتها ‪ ..‬انسل العقد من عنقها وهي ل‬ ‫إنـ جئت أبايعـك على الجرة ‪ ..‬وتركـت أبوي‬
‫تدري ‪..‬‬ ‫يبكيان ‪..‬‬
‫فلما رجعت العسكر ‪ ..‬وأرادت الدخول ف هودجها ‪..‬‬ ‫فلم يعن فه ‪ .. e‬أو ي قر فِعْله ‪ ..‬أو ي صغر عقله ‪..‬‬
‫لست عنقها فلم تد العقد ‪ ..‬وقد بدأ الناس ف الرحيل‬ ‫فالرجل جاء بنية صالة ويرى أنه فعل الصلح ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أشعره ‪ e‬أن معالةـ الطـأ سـهلة فقال له بكـل‬
‫فرجعـت سـريعا إل مكاناـ الذي قضـت فيـه حاجتهـا ‪..‬‬ ‫ب ساطة ‪ :‬ار جع إليه ما فأضحكه ما ك ما أبكيته ما‬
‫فأخذت تبحث عنه ‪ ..‬وأبطأت ‪..‬‬ ‫‪.. )41(..‬‬
‫وجاء القوم فحملوا هودجهـا وهـم يظنون أناـ فيـه ‪..‬‬ ‫وانتهى المر ‪..‬‬
‫فاحتملوه ‪ ..‬فشدوه على البعي ‪ ..‬ث أخذوا برأس البعي‬ ‫كان ‪ e‬يتعامـل مـع الناس بأسـاليب تربـ فيهـم‬
‫فانطلقوا به ‪..‬‬ ‫الرغ بة ف ال ي وتشعر هم أن م إل ال ي أقرب ‪..‬‬
‫و سار ال يش ‪ ..‬أ ما عائ شة فب عد ب ث طو يل ‪ ..‬وجدت‬ ‫حت وإن وقعوا ف أخطاء ‪..‬‬
‫العقد ‪ ..‬فعادت إل مكان اليش ‪..‬‬ ‫وبي يدي حادثة مروّعة ‪ ..‬الشاهد منها آخرُها ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫لكن سأوردها من أولا رغبة ف الفائدة ‪..‬‬
‫قالت عائشة ‪:‬‬ ‫كان رسول ال ‪ r‬إذا أراد أن يرج سفرا أقرع بي‬
‫‪ .‬فجئت منازل م وليس ب ا داع ول ميب ‪ ..‬قد انطلق‬ ‫نسائه ‪ ..‬فأيتهن خرج سهمها خرج با معه ‪..‬‬
‫الناس ‪..‬‬ ‫فل ما أراد الروج إل غزوة ب ن ال صطلق ‪ ..‬أقرع‬
‫فتيممت منل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدون‬ ‫بينهن فخرج سهم عائشة ‪..‬‬
‫فيجعون إل ‪..‬‬ ‫فخرجـت مـع رسـول ال ‪ .. r‬وذلك بعدمـا أنزل‬
‫فتلف فت بلبا ب ‪ ..‬فبين ما أ نا جال سة ف منل إذ غلبت ن‬ ‫الجاب ‪..‬وكانـت تمـل فـ هودج ‪ ..‬فإذا نزلوا‬
‫عين فنمت ‪..‬‬ ‫نزلت مـن هودجهـا ‪ ..‬وقضـت حاجاتاـ ‪ ..‬فإذا‬
‫فوال إن لضطجعة إذ مرّ ب صفوان بن العطل ‪..‬‬
‫( ) ف الستدرك وصحح إسناده ‪..‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪93‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت وجدت ف نفسي ‪..‬فلما رأيت جفاءه ل قلت ‪:‬‬ ‫وكان قد تلف عن العسكر لبعض حاجاته ‪ ..‬فلم‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬لو أذنت ل فانتقلت إل أمي فمرضتن ‪..‬‬ ‫يبت مع الناس ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل عليك ‪..‬‬ ‫فرأى سواد إنسان نائم ‪ ..‬فأتان فعرفن حي رآن‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫‪ ..‬وقد كان يران قبل أن يضرب الجاب علينا ‪..‬‬
‫فانتقلت إل أمي ول علم ل بشيء ما كان ‪ ..‬حت نقهت‬ ‫فل ما رآ ن قال ‪ :‬إ نا ل وإ نا إل يه راجعون ‪ ..‬ظعي نة‬
‫من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ r‬؟‬
‫فخر جت ليلة لب عض حاج ت وم عي أم م سطح ب نت خالة‬ ‫فاستيقظت باسترجاعه حي عرفن فخمرت وجهي‬
‫أب بكر ‪.. t‬‬ ‫بلباب ‪..‬‬
‫فوال إنا لتمشي معي إذ تعثرت ف مِرطها ‪ ..‬وسقطت أو‬ ‫ووال مـا كلمنـ كلمـة ‪ ..‬ول سـعت منـه غيـ‬
‫كادت ‪..‬‬ ‫استرجاعه ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬تعس مسطح ‪..‬‬ ‫ح ت أناخ راحل ته ‪ ..‬فو طئ على يدي ها ‪ ..‬فرك بت‬
‫ل قـد شهـد‬
‫قلت ‪ :‬بئس لعمـر ال مـا قلت ‪ ..‬تسـبي رج ً‬ ‫وأخذ برأس البعي فانطلق سريعا يطلب الناس ‪..‬‬
‫بدرا ؟‬ ‫فوال ما أدرك نا الناس و ما افتقدو ن ح ت أ صبحنا‬
‫فقالت ‪ :‬أي هنتاه ‪ ..‬أول تسـمعي مـا قال ؟ أومـا بلغـك‬ ‫‪ ..‬فوجدنا هم نازل ي ‪ ..‬فبين ما هم كذلك ‪ ..‬إذ‬
‫الب يا بنت أب بكر ‪..‬‬ ‫طلع الرجل يقود ب البعي ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬وما الب ؟‬ ‫فقال أهـل الفـك مـا قالوا ‪ ..‬وارتجّ العسـكر ‪..‬‬
‫فأخبتن بالذي كان من قول أهل الفك ‪..‬‬ ‫ووال ما أعلم بشيء من ذلك ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬أوقد كان هذا ؟‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫قالت ‪ :‬نعم وال لقد كان ‪..‬‬ ‫ث قدمنا الدينة ‪ ..‬فلم ألبث أن مرضت واشتكيت‬
‫فوال مـا قدرت على أن أقضـي حاجتـ ورجعـت ‪..‬‬ ‫شكوى شديدة ‪ ..‬وأنـا ل يبلغنـ مـن كلم الناس‬
‫فازددت مرضا إل مرضي ‪..‬‬ ‫شيء ‪..‬‬
‫فوال مـا زلت أبكـي ‪ ..‬حتـ ظننـت أن البكاء سـيصدع‬ ‫وقد انتهى الديث إل رسول ال ‪ r‬وإل أبويّ ‪..‬‬
‫كبدي ‪..‬‬ ‫وهـم ل يذكرون ل منـه قليلً ول كثيا ‪ ..‬إل أنـ‬
‫وقلت ل مي ‪ :‬يغ فر ال لك ‪ ..‬تدث الناس ب ا تدثوا يه‬ ‫قد أنكرت من رسول ال ‪ r‬بعض لطفه ب ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول تذكرين ل من ذلك شيئا ‪..‬‬ ‫ك نت إذا اشتك يت رح ن ول طف ب ‪ ..‬فلم يف عل‬
‫قالت ‪ :‬أي بنيـة خففـي عليـك الشأن ‪ ..‬فوال لق ّل مـا‬ ‫ذلك ب ف شكواي تلك ‪..‬‬
‫كا نت امرأة ح سناء ع ند ر جل يب ها ‪ ..‬ول ا ضرائر إل‬ ‫بل كان إذا د خل علي وعندي أ مي ترض ن قال ‪:‬‬
‫كثّرن ‪ ..‬وكثّر الناس عليها ‪..‬‬ ‫كيف تيكم ؟ ل يزيد على ذلك ‪..‬‬

‫‪94‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فل ما سع ذلك أم ي الزرج سعد بن عبادة قام ‪ ..‬وكان‬ ‫قلت ‪ :‬سبحان ال وقد تدث الناس بذا ؟‬
‫رجلً صالا ‪ ..‬لكن أخذته المية ‪..‬‬ ‫فبكيت تلك الليلة حت أصبحت ‪ ..‬ل يرقأ ل دمع‬
‫قام فقال ‪ :‬كذ بت لع مر ال ‪ ..‬ما تضرب أعناق هم ‪ ..‬أ ما‬ ‫‪ ..‬ول أكتحل بنوم ‪..‬‬
‫وال مـا قلت هذه القالة إل أنـك قـد عرفـت أنمـ مـن‬ ‫ث أصبحت أبكي ‪..‬‬
‫الزرج ؟ ولو كانوا من قومك ما قلت هذا ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫فقال أسيد بن حضي ‪ :‬كذبت لعمر ال ‪ ..‬وال لنقتلنه ‪..‬‬ ‫هذا حال عائ شة ‪ ..‬تت هم بذلك و هي الفتاة ال ت ل‬
‫ولكنك منافق تادل عن النافقي ‪..‬‬ ‫يتجاوز عمرها خس عشرة سنة ‪..‬‬
‫ث ثار الناس بعضهم إل بعض ‪ ..‬حت كادوا أن يقتتلوا ‪..‬‬ ‫تتهم بالزنا ‪ ..‬وهي العفيفة الشريفة ‪ ..‬زوجة أطهر‬
‫ور سول ال ‪ r‬قائم على ال نب ‪ ..‬فلم يزل يفض هم ح ت‬ ‫الناس ‪ ..‬التـ مـا كشفـت سـترها ‪ ..‬ول هتكـت‬
‫سكتوا ‪ ..‬وسكت ‪..‬‬ ‫عرضها ‪ ..‬هذا حالا تبكي ف بيت أبويها ‪..‬‬
‫فلما رأى ‪ r‬ذلك ‪ ..‬نزل فدخل بيته ‪..‬‬ ‫أمـا حال رسـول ال ‪ .. r‬فل يبعـد حزنا وها ‪..‬‬
‫* * * * * * * * *‬ ‫عن عائشة ‪..‬‬
‫ولا رأى أن المر ل يكن حله من جهة عموم الناس ‪..‬‬ ‫فل جب يل ير سل ‪ ..‬ول القرآن ينل ‪ ..‬ويب قى ‪r‬‬
‫أراد أن يد حلً من جهة أهل بيته ‪ ..‬وأخص الناس به ‪..‬‬ ‫متحيا ف أمره ‪ ..‬و قد كب عل يه اتام النافق ي ‪..‬‬
‫فدعا عليا وأسامة بن زيد ‪ ..‬فاستشارها ‪..‬‬ ‫وكلم الناس ف عرضه زوجه ‪..‬‬
‫فأما أسامة فأثن على عائشة خيا وقال ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫أهلك ومـا نعلم منهـم إل خيا ‪ ..‬وهذا الكذب والباطـل‬ ‫فل ما طال ال مر عل يه ‪ ..‬قام ‪ r‬ف الناس فخطب هم‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬فحمد ال ‪ ..‬وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫وأمـا علي فإنـه قال ‪ :‬يـا رسـول ال إن النسـاء لكثيـ ‪..‬‬ ‫أيهـا الناس مـا بال رجال يؤذوننـ فـ أهلي ‪..‬‬
‫وإنـك لقادر على أن تسـتخلف ‪ ..‬وسـل الاريـة فإناـ‬ ‫ويقولون عليهم غي الق ‪ ..‬وال ما علمت عليهم‬
‫ستصدقك ‪ ..‬فدعا رسول ال ‪ r‬بريرة ‪..‬‬ ‫إل خيا ‪ ..‬ويقولون ذلك لرجل ‪ ..‬وال ما علمت‬
‫فقال ‪ :‬أي بريرة ‪ ..‬هل رأيت من شيء يريبك من عائشة‬ ‫م نه إل خيا ‪ ..‬ول يد خل بيتا من بيو ت إل و هو‬
‫؟‬ ‫معي ‪..‬‬
‫فقالت بريرة ‪ :‬ل ‪ ..‬والذي بعثك بالق نبيا ‪..‬‬ ‫فلما قال رسول ال ‪ r‬تلك القالة ‪..‬‬
‫وال مـا أعلم إل خيا ‪ ..‬ومـا كنـت أعيـب على عائشـة‬ ‫قام أمي الوس سعد بن معاذ فقال ‪:‬‬
‫شيئا ‪ ..‬إل أناـ جاريـة حديثـة السـن ‪ ..‬فكنـت أعجـن‬ ‫يا رسول ال إن يكونوا من الوس نكفك إياهم ‪..‬‬
‫عجينـ ‪ ..‬فآمرهـا أن تفظـه فتنام عنـه ‪ ..‬فتأتـ الشاة‬ ‫وإن يكونوا مـن إخواننـا مـن الزرج فمرنـا أمرك‬
‫فتأكله ‪..‬‬ ‫فوال إنم لهل أن تضرب أعناقهم ‪..‬‬

‫‪95‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الناس ما قالوا ‪ ..‬وما رأى عائشة منذ قرابة الشهر ‪ ..‬وقد‬ ‫نعم ‪ ..‬كيف ترى الارية على عائشة ريبة ‪ ..‬وهي‬
‫لبث شهرا ل يوحى إليه ف شيء ف شأن عائشة ‪..‬‬ ‫الفتاة ال صالة ال ت ربا ها صديق ال مة أ بو ب كر ‪..‬‬
‫دخل ‪ r‬على عائشة ‪..‬‬ ‫وتزوجها سيد ولد آدم ‪..‬‬
‫فإذا طرية الفراش ‪ ..‬وكأنا فرخ منتوف من شدة البكاء‬ ‫بـل كيـف تقـع فـ ريبـة ‪ ..‬وهـي أحـب الناس إل‬
‫والم ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪ ..‬ول يكن ‪ r‬يب إل طيبا ‪..‬‬
‫وإذا هـي تبكـي ‪ ..‬والرأة تبكـي معهـا ‪ ..‬ل يلكان مـن‬ ‫فهي البيئة البأة ‪ ..‬ولكن ال يبتليها ليعظم أجرها‬
‫المر شيئا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويرفع ذكرها ‪..‬‬
‫فجلس رسول ال ‪ .. r‬فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغن عنك كذا وكذا ‪ ..‬وذكر‬ ‫وتضـي على عائشـة اليام ‪ ..‬واللم تلد اللم ‪..‬‬
‫‪ e‬خب الفك ‪ ..‬وما أشيع من وقوعها ف خطأ كبي ‪..‬ث‬ ‫وهي تتقلب على فراش مرضها ‪ ..‬ل تنأ بطعام ول‬
‫أراد ‪ e‬أن يبي ل ا أن الن سان مه ما و قع ف خ طأ فإن‬ ‫شراب ‪..‬‬
‫معالة هذا الطأ ليست صعبة ‪ ..‬فقال لا ‪:‬‬ ‫و قد حاول ر سول ال ‪ r‬أن ي ل الشكلة ‪ ..‬بط بة‬
‫فإن كنت بريئه فسيبئك ال عز وجل ‪..‬‬ ‫ـ‬
‫على رؤوس الناس فكادت أن تقــع الرب بيـ‬
‫وإن كنت ألمت بذنب ‪ ..‬فاستغفري ال عز وجل وتوب‬ ‫ال سلمي ‪ ..‬وحاول أن يل ها ف بي ته وي سأل عليا‬
‫إليـه ‪ ..‬فإن العبـد إذا اعترف بذنـب ثـ تاب ‪ ..‬تاب ال‬ ‫وزيدا ‪ ..‬فلم يرج بشيء ‪..‬‬
‫عليه ‪..‬‬ ‫فلمـا رأى ذلك ‪ ..‬أراد أن ينهـي المـر مـن جهـة‬
‫هكذا ‪ ..‬حـل سـهل للخطـأ – إن كان قـد وقـع – دون‬ ‫عائشة ‪..‬‬
‫تعقيد وتطويل ‪..‬‬ ‫قالت رضي ال عنها ‪:‬‬
‫قالت عائشة ‪:‬‬ ‫وبكيت يومي ذلك ل ترقأ ل دمعه ‪ ..‬ول اكتحل‬
‫فل ما ق ضى ر سول ال ‪ r‬مقال ته ‪ ..‬قلص دم عي ح ت ما‬ ‫بنوم ‪..‬‬
‫أحس منه قطرة ‪..‬‬ ‫ث بك يت ليل ت القبلة ل تر قأ ل دم عه ول أكت حل‬
‫وانتظرت أبويّ أن ييبا عن رسول ال ‪ r‬فلم يتكلما ‪..‬‬ ‫بنوم ‪..‬‬
‫فقلت لب ‪ :‬أجب عن رسول ال ‪ r‬فيما قال ‪..‬‬ ‫وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وال ما أدري ما أقول لرسول ال ‪.. ! r‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫فقلت لمي ‪ :‬أجيب عن رسول ال ‪.. r‬‬ ‫فأقبل يث الطى إل بيت أب بكر ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬وال ما أدري ما أقول لرسول ال ‪! r‬‬ ‫فا ستأذن ‪ ..‬ود خل علي ها وعند ها أبو ها وأم ها‪..‬‬
‫ووال ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أب‬ ‫وامرأة من النصار ‪..‬‬
‫بكر ف تلك اليام ‪..‬‬ ‫وهي أول مرة يدخل فيها بيت أب بكر ‪ ..‬منذ قال‬

‫‪96‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عن ر سول ال ‪ r‬ح ت ظن نت لتخر جن أنف سهما ‪ ..‬فرقا‬ ‫فلما استعجما علي ‪ ..‬استعبت فبكيت ؟‬
‫من أن يأت من ال تقيق ما قال الناس ‪..‬‬ ‫ثـ قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬وال ل أتوب إل ال ماـ ذكرت‬
‫فل ما ُسرّي ع نه ‪ .. r‬فإذا هو يض حك ‪ ..‬فج عل ي سح‬ ‫أبدا ‪..‬‬
‫العرق عن وجهه ‪..‬‬ ‫إن وال قد عرفت أنكم قد سعتم بذا حت استقر‬
‫وكان أول كلمة تكلم با أن قال ‪:‬‬ ‫ف أنفسكم وصدقتم به ‪ ..‬ولئن قلت لكم إن بريئة‬
‫أبشري يا عائشة قد أنزل ال عز وجل براءتك ‪..‬‬ ‫‪ -‬وال عز وجل يعلم إن بريئة ‪ -‬ل تصدقون ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬المد ل ‪..‬‬ ‫وإن اعتر فت ل كم بأ مر ‪ -‬وال يعلم أ ن م نه بريئة‬
‫وأنزل ال تعال ‪ ] :‬إِنّ اّلذِي نَ جَاءُوا بِاْلِأفْ كِ عُ صَْبةٌ مِنْكُ مْ‬ ‫‪ -‬تصدقون ‪..‬‬
‫ل تَحْ سَبُوهُ َشرّا َلكُ مْ بَ ْل ُهوَ خَ ْيرٌ لَكُ مْ لِ ُكلّ ا ْم ِرئٍ مِ ْنهُ ْم مَا‬ ‫ل إل كمـا قال أ بو‬
‫وإنـ وال ل أجـد ل ولكـم مث ً‬
‫ب مِنَ اْلأِثْ ِم وَاّلذِي َت َولّى كِ ْبرَ ُه مِ ْنهُمْ لَهُ َعذَابٌ عظيم‬
‫س َ‬
‫اكْتَ َ‬ ‫يوسـف ‪ ] :‬فصـب جيـل وال السـتعان على مـا‬
‫* َلوْل ِإ ْذ َس ِمعْتُمُو ُه ظَنّ الْ ُم ْؤمِنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَا تُ ِبأَْنفُ سِ ِهمْ‬ ‫تصفون [ ‪..‬‬
‫ـ ِبَأرَْب َعةِ‬
‫ـ مُبِيٌـ * َلوْل جَاءُوا َعلَيْه ِ‬
‫خَيْرا َوقَالُوا َهذَا ِإفْك ٌ‬ ‫قالت ‪ :‬ث تولت فاضطجعت على فراشي ‪..‬‬
‫ـ‬
‫ـ هُم ُ‬
‫ـ عِ ْن َد اللّه ِ‬
‫ش َهدَاءِ َفأُولَئِك َ‬
‫ـ َيأْتُوا بِال ّ‬
‫ُش َهدَاءَ َفِإذْ لَم ْ‬ ‫وأنا وال أعلم أن بريئة وأن ال مبئي بباءت ‪..‬‬
‫الْكَاذِبُو َن [ ‪..‬‬ ‫ول كن وال ما ك نت أ ظن أن َينِ َل ف شأ ن وح يٌ‬
‫وتو عد ال أولئك بقوله ‪ ] :‬إِنّ اّلذِي نَ ُيحِبّو َن أَ ْن تَشِي عَ‬ ‫يتلى ‪..‬‬
‫ِيمـ فِي الدّنْيَا‬
‫َابـ أَل ٌ‬
‫ُمـ َعذ ٌ‬
‫ِينـ آمَنُوا َله ْ‬
‫شةُ فِي اّلذ َ‬
‫اْلفَاحِ َ‬ ‫ولشأ ن كان أحقرَ ف نف سي من أن يتكلم ال فّ‬
‫وَالْآ ِخ َر ِة وَال ّلهُ َي ْع َلمُ َوأَنُْتمْ ل َت ْعلَمُو َن [ ‪..‬‬ ‫بأمر يتلى ‪..‬‬
‫ثـ خرج رسـول ال ‪ r‬إل الناس ‪ ..‬فخطبهـم ‪ ..‬وتل‬ ‫ول كن ك نت أر جو أن يرى ر سو ُل ال ‪ r‬ف النوم‬
‫عليهـم مـا أنزل ال مـن القران فـ ذلك ‪ ..‬ثـ أقام حـد‬ ‫رؤيا يبئن ال عز وجل با ‪..‬‬
‫القذف على من قذف ‪..‬‬ ‫* * * * * * * * *‬
‫إذن ‪ ..‬ينبغي أن تتعامل مع الخطئ على أنه مريض يتاج‬ ‫فوال ما برح رسول ال ‪ r‬ملسه ‪ ..‬ول خرج من‬
‫إل علج ‪ ..‬ل أن تبالغ ف كبته وتعنيفه ‪ ..‬لنه قد يصل‬ ‫أهل البيت أحد ‪..‬‬
‫إل درجة يشعر معها أنك فرحٌ بذا الطأ ‪..‬‬ ‫حتـ تغشاه مـن ال مـا كان يتغشاه ‪ ..‬وأنزل ال‬
‫والطبيب الناصح هو الذي يهتم بصحة مرضاه أكثر من‬ ‫على نبيه ‪..‬‬
‫اهتمامهم هم بأنفسهم ‪..‬‬ ‫فأما أنا حي رأيته يوحى إليه ‪ ..‬فوال ما فزعت ‪..‬‬
‫قال ‪: r‬‬ ‫و ما بال يت ‪ ..‬قد عر فت أ ن بريئة ‪ ..‬وأن ال غ ي‬
‫إنا مثلي ومثل الناس ‪ ..‬كمثل رجل استوقد نارا ‪..‬‬ ‫ظالي ‪..‬‬
‫فلما أضاءت ما حوله ‪ ..‬جعل ال َفرَاشُ وهذه الدواب الت‬ ‫وأ ما أبواي فوالذي ن فس عائ شة بيده ‪ ..‬ما ُسرّي‬

‫‪97‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ال ‪..‬‬ ‫تقع ف النار يقعن فيها ‪..‬‬
‫•وما نيل منه شيء قط ‪ ..‬فينتقم من صاحبه‬ ‫فجعل ينعهن ‪ ..‬ويغلبنه فيقتحمن فيها !!‬
‫‪ ..‬إل أن ينتهك شيء من مارم ال فينتقم ل‬ ‫جزِكُم عن النار ‪ ..‬وأنتم تقحمون فيها‬
‫فأنا آخذٌ ب َ‬
‫(‪)42‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫إذن ‪ ..‬كان ‪ r‬يغضـب ‪ ..‬لكنـه غضبـه ل ‪ ..‬ل يغضـب‬
‫لنفسه ‪ ..‬وحت نفهم الفرق بي الغضبي ‪:‬‬ ‫رأي ‪..‬‬
‫افرض أن ولدك الصـغي جاءك ذات صـباح وطلب ريالً‬ ‫أحيانا تكون طريقتنـا فـ التعامـل مـع الخطاء‬
‫أو ريال ي م صروفا للمدر سة ‪ ..‬فبح ثت ف مف ظة نقودك‬ ‫أكب من الطأ نفسه ‪..‬‬
‫‪ ..‬فلم ت د إل فئة الم سمائة ريال ‪ ..‬فأعطيت ها له ‪..‬‬
‫‪.35‬‬
‫وقلت ‪:‬‬
‫كمـا أن الناس يتلفون فـ طباعهـم وأشكالمـ ‪..‬‬
‫هذه خسـمائة ريال ‪ ..‬اصـرف منهـا رياليـ ‪ ..‬وأرجـع‬
‫كذلك هـم يتلفون فـ وجهات نظرهـم ‪ ..‬وفـ‬
‫الباقي ‪ ..‬وأكدت عليه وكررت ‪..‬‬
‫قناعاتم وتصرفاتم ‪..‬‬
‫فلما رجع بعد الظهر فإذا الال كله قد صرفه ‪..‬‬
‫فإذا شعرت أن أحدا خالف الصـواب ‪ ..‬ونصـحته‬
‫فماذا ستفعل ؟‪ ..‬وكيف سيكون غضبك ‪..‬؟ قد تضرب‬
‫وحاولت إصلح خطئه ول يقتنع ‪..‬‬
‫وتعنف وتنعه من مصروفه أياما ‪..‬‬
‫فل ت صنف ا سه من ب ي أعدائك ‪ ..‬و خذ المور‬
‫ول كن لو رج عت مرة من صلة الع صر ووجد ته يل عب‬
‫بأريية قدر الستطاع ‪..‬‬
‫بالك مبيوتر ‪ ..‬أو ع ند التلفاز ‪ ..‬ول ي صل ف ال سجد ‪..‬‬
‫فلو حاولت إصـلح خطـأ عنـد أحـد زملئك فلم‬
‫فهل ستغضب كغضبك الول ؟‬
‫يسـتجب ‪ ..‬فل تقلب الصـداقة عداوة ‪ ..‬وإناـ‬
‫أظن نا نت فق أن غضب نا ألول سيكون أ شد وأطول وأك ثر‬
‫اسـتمر فـ التلطـف فلعله أن يبقـى على خطئه ول‬
‫تأثيا من غضبنا الثان ‪..‬‬
‫يزيد ‪..‬‬
‫أما رسول ال ‪ r‬فكان غضبه ل ‪..‬‬
‫وقد قيل ‪ :‬حنانيك بعض الشر أهون من بعض ‪..‬‬
‫وكان يعرض النصـيحة أحيانا ول تقبـل ‪ ..‬فياخـذ المـر‬
‫إذا تعاملت مع الناس بذه الري ية ‪ ..‬فلم تغ ضب‬
‫بدووووء ‪ ..‬فالداية بيد ال ‪..‬‬
‫على كل صغية وكبية ‪ ..‬عشت سعيدا ‪..‬‬
‫إل تبوك على حدود الشام ‪..‬‬ ‫قدم رسول ال‬
‫‪:‬‬ ‫قالت عائشة‬
‫رسولً‬ ‫اقترب من ملكة الروم ‪ ..‬فبعث دحية الكلب‬
‫•ما انتقم رسول ال ‪ r‬لنفسه قط ‪..‬‬
‫إل هرقل ملك الروم ‪..‬‬
‫•و ما ضرب شيئا قط بيده ‪ ..‬ول امرأة‬
‫إل هر قل ‪ ..‬د خل عل يه ‪ ..‬ناوله كتاب‬ ‫و صل دح ية‬
‫‪ ..‬ول خادما ‪ ..‬إل أن ياهد ف سبيل‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪42‬‬

‫‪98‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأراد أن يتأكد من ذلك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫رسول ال‬
‫ل مـن عرب قـبيلة "تيـب" ‪ ..‬كان مـن‬
‫دعـا هرقـل رج ً‬ ‫فلمـا أن رأى هرقـل الكتاب دعـا قسـيسي الروم‬
‫نصارى العرب ‪..‬‬ ‫وبطارقتها ‪ ..‬ث أغلق عليه وعليهم الدار فقال ‪:‬‬
‫وقال له ‪:‬‬ ‫" قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم ‪ ..‬وقد أرسل إلّ‬
‫ل حافظا للحديث ‪ ..‬عربّ اللسان ‪ ..‬أبعثه إل‬
‫ادع ل رج ً‬ ‫أن يدعون إل ثلث خصال ‪ ..‬يدعون ‪:‬‬
‫هذا الرجل بواب كتابه ‪..‬‬ ‫•أن أتبعه على دينه ‪..‬‬
‫م ضى ذاك التج يب ‪ ..‬وجاء بر جل من ب ن تنوخ ‪ ..‬من‬ ‫•أو على أن نعطيـه مالنـا على أرضنـا‬
‫نصارى العرب ‪..‬‬ ‫والرض أرضنا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫د فع هر قل كتابا لذا التنو خي ليو صله لر سول ال‬ ‫•أو نلقي إليه الرب ‪..‬‬
‫وقال له ‪ :‬اذهب بكتاب إل هذا الرجل ‪..‬‬ ‫ث قال هرقل ‪:‬‬
‫فما سعت من حديثه فاحفظ ل منه ثلث خصال ‪:‬‬ ‫وال ل قد عرف تم في ما تقرأون من الك تب ليأخذن‬
‫•انظر هل يذكر صحيفته إل الت كتب بشيء‬ ‫أرضنا ‪ ..‬فهلمّ فلنتبعه على دي نه ‪ ..‬أو نعطيه مالنا‬
‫‪..‬؟‬ ‫على أرضنا ‪..‬‬
‫•وانظر إذا قرأ كتاب فهل يذكر الليل ؟‬ ‫فلمـا سـع القسـاوسة ذلك ‪ ..‬ورأوا أنـه يدعوهـم‬
‫•وانظر ف ظهره هل به شيء يريبك ؟‬ ‫لترك دينهـم ! غضبوا ‪ ..‬ونروا نرة رجـل واحـد‬
‫مضى التنوخي كفارقا للشام ‪ ..‬حت وصل إل تبوك ‪..‬‬ ‫ح ت خرجوا من بران سهم ‪ ..‬أي سقطت أرديت هم‬
‫جالس ب ي ظهرا ن أ صحابه ‪ ..‬م تبيا‬ ‫فإذا ر سول ال‬ ‫من شدة الغضب والنتفاض !!‬
‫على الاء ‪..‬‬ ‫وقالوا ‪ :‬تدعونـا إل أن نذر النصـرانية ‪ ..‬أو نكون‬
‫فوقف التنوخي عليهم ‪ ..‬وقال ‪ :‬أين صاحبكم ؟‬ ‫عبيدا لعراب جاء من الجاز ‪!!.‬‬
‫قيل ‪ :‬ها هو ذا ‪..‬‬ ‫أسـقط فـيـد هرقـل ‪ ..‬وأيقـن أنـه تورط بعرضـه‬
‫فأقبل يشي حت جلس بي يديه ‪..‬‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫فناوله كتاب هرقل ‪..‬‬ ‫وكان هؤلء القساوية لم سطوة وجهور قوي ‪..‬‬
‫‪ ..‬فوض عه ف حِجْره ‪ ..‬ث قال ‪ " :‬م ن أ نت "‬ ‫فأخذه‬ ‫فعلم هرقـل أنمـ إن خرجوا مـن عنده ‪ ..‬أفسـدوا‬
‫‪ ..‬؟‬ ‫عليه الروم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أنا أخو تنوخ ‪..‬‬ ‫فجعـل يهدئهـم ‪ ..‬ويقول ‪ :‬إناـ قلت ذلك لعلم‬
‫‪ " :‬هل لك إل السلم ‪ ..‬النيفية ‪ ..‬ملة أبيك‬ ‫فقال‬ ‫صلبتكم على أمركم ‪..‬‬
‫إبراهيم ؟‬ ‫هـو الرسـول الذي‬ ‫كان هرقـل يعلم أن النـب‬
‫راغبا ف دخول هذا الرجل ف السلم ‪..‬‬ ‫كان‬ ‫‪..‬‬ ‫بشر به عيسى‬

‫‪99‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪:‬‬ ‫ف القيقة ل ي كن هناك ما ي نع التنوخي من اتباع‬
‫تدعونـ إل جنـة عرضهـا السـموات والرض أعدت‬ ‫الق ‪ ..‬إل التعصب لدين قومه ‪ ..‬فحسب !!‬
‫للمتقي !! فأين النار ؟‬ ‫فقال التنوخـي بكـل صـراحة ‪ :‬إنـ رسـول قوم ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬سبحان ال ‍!‍ أين الليل إذا جاء النهار " ‪.‬‬ ‫وعلى دين قومي ‪ ..‬ل أرجع عنه حت أرجع إليهم‬
‫فانت به التنو خي أن هذه الثان ية ال ت أمره هر قل بترقب ها ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فأخذ سهما من جعبته فكتبه ف جلد سيفه ‪..‬‬ ‫هذا التعصـب ‪ ..‬ل يغضـب ‪ ..‬ول‬ ‫فمـا رأى‬
‫فلما أن فرغ معاوية من قراءة الكتاب ‪..‬‬ ‫يعمل مشكلة ‪ ..‬وإنا ضحك وقال ‪:‬‬
‫إل التنوخـي ‪ ..‬الذي ل يقبـل النصـح ‪ ..‬ول‬ ‫التفـت‬ ‫" إ نك ل تدي من أحب بت ول كن ال يهدي من‬
‫يدخل ف الدين ‪ ..‬وقال له متلطفا ‪:‬‬ ‫يشاء وهو أعلم بالهتدين " ‪..‬‬
‫إن لك حقا وإنـك لرسـول ‪ ..‬فلو وجدت عندنـا جائزة‬ ‫بكل هدوء ‪:‬‬ ‫ث قال‬
‫جوزناك با ‪ ..‬إنا ِسفْر مُرمِلون ‪..‬‬ ‫يا أخا تنوخ ‪..‬‬
‫يع ن أت ن أن أعط يك هد ية ‪ ..‬لكن نا ك ما ترا نا م سافرين‬ ‫•إ ن كت بت بكتاب إل ك سرى فمز قه‬
‫جالسي على الرمال !!‬ ‫وال مزقه ومزق ملكه ‪..‬‬
‫‪ :‬أنا أجوزه يا رسول ال ‪..‬‬ ‫فقال عثمان‬ ‫•وكتبت إل النجاشي بصحيفة فخرقها‬
‫ث قام عثمان فف تح رحله ‪ ..‬فأ تى بلة ولباس فوضع ها ف‬ ‫وال مرق ملكه ‪..‬‬
‫حجر التنوخي ‪..‬‬ ‫•وكتبــت إل صــاحبك بصــحيفة‬
‫ث قال ‪ r‬الكر ي ‪ " :‬أي كم ينل هذا الر جل ؟ " ‪ ..‬يع ن‬ ‫فأمســكها ‪ ..‬فلن يزال الناس يدون‬
‫يقوم بق ضيافته !!‬ ‫منه بأسا ما دام ف العيش خي " ‪..‬‬
‫فقال فت من النصار ‪ :‬أنا ‪..‬‬ ‫تذ كر التنو خي و صية هر قل ‪ ..‬وقال ف نف سه ‪:‬‬
‫فقام الن صاري وقام التنو خي ي شي م عه ‪ ..‬وباله مشغول‬ ‫هذه إحدى الثلث الت أوصان با صاحب ‪..‬‬
‫بال مر الثالث الذي أمره هر قل أن يتأ كد له م نه ‪ ..‬و هو‬ ‫فخشي أن ينساها ‪ ..‬فأخذ سهما من جعبته فكتبها‬
‫‪..‬‬ ‫خات النبوة بي كتفي النب‬ ‫ف جنب سيفه ‪..‬‬
‫مشـى التنوخـي خطوات ‪ ..‬وفجأة ‪ ..‬إذا برسـول ال‬ ‫ناول الصـحيفة رجلً عـن‬ ‫ثـ إن رسـول ال‬
‫يصيح به ‪:‬‬ ‫يساره ‪..‬‬
‫" تعال يا أخا تنوخ " ‪!!..‬‬ ‫فقال التنوخـي ‪ :‬مـن صـاحب كتابكـم الذي يقرأ‬
‫فأق بل التنو خي يهوي م سرعا ‪ ..‬ح ت قام ب ي يدي ال نب‬ ‫لكم ؟‬
‫‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬معاوية ‪..‬‬
‫حبوته ‪ ..‬ث أسقط رداءه عن ظهره ‪ ..‬فانكشف‬ ‫فحل‬ ‫يقرأ ‪ ..‬فإذا هرقل قد كتب إل النب‬ ‫بدأ معاوية‬

‫‪100‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫معه با هو عليه ‪ ..‬فتصب عليه أو تفارقه ‪..‬‬ ‫‪ " :‬هاهنـا امـض لاـ‬ ‫ظهره للتنوخـي ‪ ..‬فقال‬
‫ذُ كر أن أش عب سافر مع ر جل من التجار ‪ ..‬وكان هذا‬ ‫أمرت به " ‪..‬‬
‫الرجـل يقوم بكـل شيـء مـن خدمـة وإنزال متاع وسـقي‬ ‫قال التنوخي ‪ :‬فنظرت ف ظهره ‪ ..‬فإذا أنا بات ف‬
‫دواب ‪ ..‬حت تعب وضجر ‪..‬‬ ‫موضـع غضون الكتـف مثـل الجمـة الضخمـة ‪..‬‬
‫(‪)43‬‬
‫وف طريق رجوعهما ‪ ..‬نزل للغداء ‪..‬‬
‫فأنا خا بعييه ما ونزل ‪ ..‬فأ ما أش عب فتمدد على الرض‬
‫‪..‬‬ ‫فكرة ‪..‬‬
‫وأما صاحبه فوضع الفرش ‪ ..‬وأنزل التاع ‪..‬‬ ‫القصـود أن يدرك الناس أخطاءهـم ‪ ..‬وليـس‬
‫ث الت فت إل أش عب وقال ‪ :‬قم اج ع ال طب وأ نا أق طع‬ ‫شرطا أن يصححوها أمامك ‪ ..‬فل تغضب ‪..‬‬
‫اللحم ‪..‬‬
‫‪.36‬قابل الساءة بالحسان ‪..‬‬
‫فقال أش عب ‪ :‬أ نا وال مت عب من طول ركوب الدا بة ‪..‬‬
‫عندما تتعامل مع الناس فإنم يعاملونك ف الغالب‬
‫فقام الرجل وجع الطب ‪..‬‬
‫على ما يريدون هُم ‪ ..‬ل على ما تريد أنت ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا أش عب ! قم أش عل ال طب ‪ ..‬فقال ‪ :‬يؤذي ن‬
‫فل يس كل من قابل ته ببشا شة بادلك بشا شة مثل ها‬
‫الدخان ف صدري إن اقتربت منه ‪ ..‬فأشعلها الرجل ‪..‬‬
‫‪ ..‬فبعضهم قد يغضب ويسيء الظن ويسألك ‪ :‬مم‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم أمسك علي لقطع اللحم ‪ ..‬فقال‬
‫تضحك ؟!‬
‫‪ :‬أخشى أن تصيب السكي يدي ‪ ..‬فقطع الرجل اللحم‬
‫ول كل من أهد يت له هد ية ‪ ..‬رد لك مثل ها ‪..‬‬
‫وحده ‪..‬‬
‫فبعضهـم قـد تدي إليـه ثـ يغتابـك فـ الجالس‬
‫ثـ قال ‪ :‬يـا أشعـب ! قـم ضـع اللحـم فـ القدر واطبـخ‬
‫ويتهمك بالسفه وتضييع الال ‪!!..‬‬
‫ـل‬
‫ـر إل الطعام قبـ‬
‫الطعام ‪ ..‬فقال ‪ :‬يتعبن ـ كثرة النظـ‬
‫ول كل من تفاعلت م عه ف كل مه ‪ ..‬أو أثن يت‬
‫نضوجه ‪..‬‬
‫عليه وتلطفت معه ف عباراتك قابلك بثلها ‪..‬‬
‫فتول الرجل الطبخ والنفخ ‪ ..‬حت جهز الطعام وقد تعب‬
‫فإن ال قسم الخلق كما قسم الرزاق ‪..‬‬
‫‪ ..‬فاضجع على الرض ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أشعب ! قم جهز‬
‫والنهـج الربانـ هـو ‪ ( :‬ول تسـتوي السـنة ول‬
‫سفرة الطعام ‪ ..‬وضع الطعام ف الصحن ‪..‬‬
‫السيئة ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه‬
‫فقال أشعب ‪ :‬جسمي ثقيل ول أنشط لذلك ‪..‬‬
‫عداوة كأنه ول حيم ) ‪..‬‬
‫فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السفرة ‪..‬‬
‫وب عض الناس ل حل له ول إ صلح إل أن تتعا مل‬
‫ث قال ‪ :‬يا أشعب ! قم شاركن ف أكل الطعام ‪..‬‬
‫فقال أشعب ‪ :‬قد استحييت وال من كثية اعتذاري وها‬
‫‪) ( 43‬ف مسند أحد ‪ ..‬بإسناد قال فيه ابن كثي ل بأس به‬
‫أنا أطيعك الن ‪ ..‬ث قام وأكل !!‬
‫‪ ..‬سية ابن كثي ‪. 4/27‬‬
‫‪101‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ما قلت ‪ ..‬و ف ن فس أ صحاب عل يك من ذلك ش يء ‪..‬‬ ‫ف قد تل قي من الناس من هو م ثل أش عب ‪ ..‬فل‬
‫فإذا جئت فقـل بيـ أيديهـم مـا قلت بيـ يدي ‪ ..‬حتـ‬ ‫ل ‪..‬‬
‫تزن ‪ ..‬وكن جب ً‬
‫يذهب عن صدورهم ‪..‬‬ ‫كان الربـ الول ‪ e‬يتعامـل مـع الناس بعقله ل‬
‫فل ما جاء العرا ب ‪ ..‬قال ‪ : e‬إن صاحبكم كان جاء نا‬ ‫بعاطفته ‪ ..‬كان يتحمل أخطاء الخرين ويرفق بم‬
‫ف سألنا فأعطيناه فقال ما قال ‪ ..‬وإ نا قد دعوناه فأعطيناه‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬فزعم أنه قد رضي ‪..‬‬ ‫وانظر إليه ‪ r‬وقد جلس ف ملس مبارك ييط به‬
‫ث التفت إل العراب وقال ‪ :‬أكذاك ؟‬ ‫أصحابه ‪..‬‬
‫قال العراب ‪ :‬نعم فجزاك ال من أهل وعشية خيا ‪..‬‬ ‫فيأتيه أعراب يستعينه ف دية قتيل ‪ ..‬قد قتل ‪ -‬هو‬
‫فلما هم العراب أن يرج إل أهله ‪..‬‬ ‫أن‬ ‫ل ‪ ..‬فأقبـل يريـد مـن النـب‬
‫أو غيه ‪-‬رج ً‬
‫أراد ‪ r‬أن يعطـي أصـحابه درسـا فـ كسـب القلوب ‪..‬‬ ‫يعينه بال ‪ ..‬يؤديه إل أولياء القتول ‪..‬‬
‫فقال لم ‪:‬‬ ‫فأعطاه رسـول ال ‪ e‬شيئا ‪ ..‬ثـ قال تلطفا معـه ‪:‬‬
‫إن مثلي وم ثل هذا العرا ب كم ثل ر جل كا نت له نا قة‬ ‫أحسنت إليك ؟‬
‫فشردت عل يه ‪ ..‬فاتبع ها الناس ‪ ..‬يع ن يركضون وراء ها‬ ‫قال العراب ‪ :‬ل ‪ ..‬ل أحسنت ول أجلت ‪..‬‬
‫ليم سكوها ‪ ..‬و هي ترب من هم فزعا ‪ ..‬ول يزيدو ها إل‬ ‫فغضـب بعـض السـلمي وهوا أن يقوموا إليـه ‪..‬‬
‫نفورا ‪ ..‬فقال صاحب الناقة ‪:‬‬ ‫فأشار النب ‪ e‬إليهم أن كفوا ‪..‬‬
‫خلوا بين وبي ناقت ‪ ..‬فأنا أرفق با وأعلم با ‪..‬‬ ‫ثـ قام ‪ e‬إل منله ‪ ..‬ودعـا العرابـ إل البيـت‬
‫فتو جه إلي ها صاحب النا قة فأ خذ ل ا من قشام الرض ‪..‬‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫ودعاها ‪..‬‬ ‫إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك ‪ ..‬فقلت ما قلت ‪..‬‬
‫حت جاءت واستجابت ‪ ..‬وشد عليها رحلها ‪ ..‬واستوى‬ ‫ث زاده ‪ r‬شيئا من مال وجده ف بيته ‪..‬‬
‫عليها ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬أحسنت إليك ؟‬
‫ولو أن أطعتكم حيث قال ما قال ‪ ..‬دخل النار ‪..‬‬ ‫فقال العرا ب ‪ :‬ن عم فجزاك ال من أ هل وعشية‬
‫يع ن لو طردتوه ‪ ..‬لعله يرت ّد عن الد ين ‪ ..‬فيد خل النار‬ ‫خيا ‪..‬‬
‫(‪)44‬‬
‫‪..‬‬ ‫فأعجبه ‪ r‬هذا الرضى منه ‪ ..‬لكنه خشي أن يبقى‬
‫وما كان الرفق ف شيء إل زانه ‪ ..‬وما نزع من شيء إل‬ ‫فـ قلوب أصـحابه على الرجـل شيـء ‪ ..‬فياه‬
‫شانه ‪.‬‬ ‫أحدهم ف طريق أو سوق ‪ ..‬فل يزال حاقدا عليه‬
‫( ول ت ستوي ال سنة ول ال سيئة اد فع بال ت هي أح سن‬ ‫‪..‬‬
‫فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم ) ‪..‬‬ ‫فأراد أن يسلّ ما ف صدورهم ‪..‬‬
‫فقال له ‪ : e‬إ نك ك نت جئت نا فأعطيناك ‪ ..‬فقلت‬
‫( ) والديث رواه البزار وف سنده مقال ‪..‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪102‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قريش ‪..‬‬ ‫ذُكر أنه ‪ r‬لا فتح مكة ‪ ..‬جعل يطوف بالبيت ‪..‬‬
‫فلما مات أبو طالب ‪ ..‬ضيقت قريش كثيا على النب‬ ‫فأقبل فضالة بن عمي ‪ ..‬رجل يظهر السلم ‪..‬‬
‫ف مكة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ينتظر منه غفلة ‪..‬‬ ‫فجعل يطوف خلف النب‬
‫ونالت من الذى ما ل ت كن نال ته م نه ف حياة ع مه أ ب‬ ‫ليقتله ‪!!..‬‬
‫طالب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫فلما دنا من النب‬
‫يفكـر فـ مكان آخـر يلجـأ إليـه ‪ ..‬يدـ فيـه‬ ‫فجعـل‬ ‫إليه ‪ ..‬فالتفت إليه وقال ‪ :‬أفضالة !!‬ ‫انتبه‬
‫النصرة والتأييد ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فضالة يا رسول ال ‪..‬‬
‫فخرج إل الطائف يلتمس من قبيلة ثقيف النصرة والنعة‬ ‫قال ‪ :‬ماذا كنت تدث به نفسك ؟‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬لشيء ‪ ..‬كنت أذكر ال ‪!!..‬‬
‫دخل الطائف ‪..‬‬ ‫فضحك النب ‪ .. r‬ث قال ‪ :‬أستغفر ال ‪..‬‬
‫فتوجه إل ثلثة رجال هم سادة ثقيف وأشرافهم ‪..‬‬ ‫قال فضالة ‪ : ..‬ثـ وضـع رسـول ال ‪ r‬يده على‬
‫وهم أخوة ثلثة ‪:‬‬ ‫صدري ‪ ..‬فسكن قلب ‪..‬‬
‫عبد ياليل بن عمرو ‪..‬‬ ‫فوال ما رفع رسول ال ‪ r‬يده عن صدري ‪..‬‬
‫وأخوه مسعود ‪..‬‬ ‫حت ما خلق ال شيء أحب إل منه ‪..‬‬
‫وحبيب ‪..‬‬ ‫ث رجع فضالة إل أهله ‪ ..‬فمر بامرأة كان يالسها‬
‫جلس اليهم ‪ ..‬دعاهم إل ال ‪ ..‬كلمهم لا جاءهم له من‬ ‫‪ ..‬ويتحدث إليها ‪..‬‬
‫ن صرته على ال سلم ‪ ..‬والقيام م عه على من خال فه من‬ ‫فلما رأته ‪ ..‬قالت ‪ :‬هلم إل الديث ‪..‬‬
‫قومه ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ل ‪ ..‬ث قال ‪..‬‬
‫فكان ردهم بذيئا !!‬ ‫قالت هلم إل الد يث فقلت ل ** يأ ب عل يك ال‬
‫أ ما أحد هم فقال ‪ :‬أ نا أمرط ثياب الكع بة ‪ ..‬إن كان ال‬ ‫و السلم‬
‫أرسلك !!‬ ‫لو مـا رأيـت ممدا وقـبيله ** بالفتـح يوم تكسـّر‬
‫وقال الخر ‪ :‬أما وجد ال أحدا يرسله غيك ؟!‬ ‫الصنا ُم‬
‫وجعل الثالث يبحث متحذلقا عن عبارة يرد با ‪ ..‬حرص‬ ‫لرأيت دين الضحى بينا ** والشرك يغشى وجهه‬
‫على أن تكون أبلغ من كلم صاحبيه ‪..‬‬ ‫الظلم‬
‫فقال ‪ :‬وال ل أرد عليك أبدا ‪ ..‬لئن كنت رسو ًل من ال‬ ‫وكان فضالة بعدها من صالي السلمي ‪..‬‬
‫كما تقول ‪ ..‬لنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلم‬ ‫يلك قلوب الناس بالعفو عنهم ‪ ..‬يتحمل‬ ‫كان‬
‫‪ ..‬ولئن كنت تكذب على ال ‪ ..‬فما ينبغي ل أن أكلمك‬ ‫الذى ف سبيل التأثي فيهم ‪ ..‬وجرهم إل الي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كثيا من أذى‬ ‫كان أ بو طالب ي كف عن ال نب‬

‫‪103‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وصلح عليه أمر الدنيا والخرة ‪..‬‬ ‫من عندهم وقد يئس من خي ثقيف ‪..‬‬ ‫فقام‬
‫من أن تنل ب غضبك ‪ ..‬أو تل عليّ سخطك ‪..‬‬ ‫وخشـي أن تعلم قريـش أنمـ ردوه ‪ ..‬فيزدادون‬
‫لك العتب حت ترضى ‪ ..‬ول حول ول قوة ال بك ‪..‬‬ ‫أذى له ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فبينما هو كذلك ‪ ..‬فإذ بسحابة تظله‬ ‫فقال لم ‪ :‬إن فعلتم ما فعلتم ‪ ..‬فاكتموا عليّ ‪..‬‬
‫وإذا فيها جبيل عليه السلم ‪ ..‬فناداه ‪:‬‬ ‫فلم يفعلوا ‪ ..‬بل أغروا به سفهاءهم و عبيدهم ‪..‬‬
‫يا م مد ‪ ..‬إن ال قد سع قول قو مك لك ‪ ..‬و ما ردوا‬ ‫‪ ..‬يسـبونه‬ ‫فجعلوا يركضون وراء رسـول ال‬
‫عليك ‪ ..‬وقد بعث لك ملك البال لتأمره با شئت فيهم‬ ‫ويصيحون به ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وقد اصطفوا صفي ‪ ..‬وهو يسرع الطى بينهم ‪..‬‬
‫بكلمة ‪..‬‬ ‫وقبل أن ينطق‬ ‫ل رضخوها بالجارة ‪..‬‬
‫وكلما رفع رج ً‬
‫ناداه ملك البال ‪ ..‬السلم عليك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫ياول ‪ ..‬أن يسـرع فيخطاه ليتقـي مـا‬ ‫وهـو‬
‫يا م مد ‪ ..‬إن ال قد سع قول قو مك لك ‪ ..‬وأ نا ملك‬ ‫يرمونه به من حجارة ‪..‬‬
‫البال ‪ ..‬قد بعثن اليك ربك لتأمرن ما شئت ‪..‬‬ ‫تسيلن بالدماء ‪..‬‬ ‫وجعلت قدماه الشريفتان‬
‫أو يتار ‪..‬‬ ‫ث قبل أن ينطق‬ ‫وهو الكهل الذي جاوز الربعي ‪..‬‬
‫جعل ملك البال يعرض عليه ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬ ‫فأبعد عنهم ‪ ..‬ومشى ‪ ..‬ومشى ‪..‬‬
‫إن شئت تط بق علي هم الخ شبي ‪ ..‬وه ا جبلن عظيمان‬ ‫ح ت جلس ف مو ضع آ من ي ستريح ‪ ..‬ت ت ظل‬
‫ف جانب مكة ‪..‬‬ ‫نلة ‪..‬‬
‫وجعل ملك البال ينتظر المر ‪..‬‬ ‫وهـو منشغـل البال ‪ ..‬كيـف سـتستقبله قريـش ‪..‬‬
‫ي طأ على حظوظ الن فس ‪ ..‬وشهوة النتقام ‪..‬‬ ‫فإذا به‬ ‫كيف سيدخل مكة ‪..‬‬
‫ويقول ‪:‬‬ ‫فرفع طرفه إل السماء وقال ‪:‬‬
‫بل ‪ ..‬أستأن بم ‪ ..‬فإن أرجو أن يرج ال من أصلبم‬ ‫الل هم ال يك أش كو ض عف قو ت ‪ ..‬وقلة حيل ت ‪..‬‬
‫من يعبد ال ل يشرك به شيئا ‪..‬‬ ‫وهوان على الناس ‪..‬‬
‫يا أرحم الراحي ‪..‬‬
‫ل ‪..‬‬
‫كن بط ً‬ ‫أنـت رب السـتضعفي ‪ ..‬وأنـت ربـ ‪ ..‬إل مـن‬
‫وإن الذي بين وبي بن أب‬ ‫تكلنـ ! إل بعيـد يتجهمنـ ‪ ..‬أم إل عدو ملكتـه‬
‫وبي بن عمي لختلف جدا‬ ‫أمري !‬
‫فإن أكلوا لمي وفرت لومهم‬ ‫إن ل يكـن بـك غضـب علي فل أبال ‪ ..‬ولكـن‬
‫وإن هدموا مدي بنيت لم مدا‬ ‫عافيتك هي أوسع ل ‪..‬‬
‫وليسوا إل نصري سراعا وإن هم‬ ‫أعوذ بنور وجهـك الذي أشرقـت له الظلمات ‪..‬‬

‫‪104‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬أو نوع سيارته ‪ ..‬بناء على ذوقه الاص ‪..‬‬ ‫دعون إل نصر أتيتهم شدا‬
‫انتبه دائما أن تكون هذه النصائح والنتقادات مبنية على‬ ‫ول أحل القد القدي عليهم‬
‫مرد أمزجة شخصية ‪..‬‬ ‫وليس رئيس القوم من يمل القد‬
‫نعـم لو طلب رأيـك ‪ ..‬أبده له واعرضـه عليـه ‪ ..‬أمـا أن‬
‫تتكلم معه وتنصح كما تنصح الخطئ ‪ ..‬فل ‪..‬‬ ‫‪.37‬أقنعه بطئه ليقبل النصح ‪..‬‬
‫وأحيانا ‪ ..‬الن صوح ل يش عر أ نه م طئ فل بد أن تكون‬ ‫بعـض الناس يشغـل الخريـن بكثرة التوجيهات‬
‫حجتك قوية عند نصحه ‪..‬‬ ‫واللحظات حتــ يوصــلهم إل مرحلة اللل‬
‫جلس أعراب صلف مع قوم صالي ‪ ..‬فتكلموا حول بر‬ ‫والستثقال ‪..‬‬
‫الوالدين ‪ ..‬والعراب يسمع ‪..‬‬ ‫خا صة إذا كا نت الن صائح والتوجيهات مبن ية على‬
‫فالت فت إل يه أحد هم وقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬ك يف برك بأ مك‬ ‫آراء وأمزجة شخصية ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫كمـن ينصـحك بعـد وليمـة دعوت الناس إليهـا‬
‫فقال العراب ‪ :‬أنا با بار ‪..‬‬ ‫وتعبت ف إعدادها وتعب معك أهلك ومالك ! ث‬
‫قال ‪ :‬ما بلغ من برك با ؟‬ ‫يقول لك هذا النا صح ‪ :‬يا أ خي الوليمة ما كا نت‬
‫قال ‪ :‬وال ما قرعتها بسوط قط !!‬ ‫منا سبة ‪ ..‬وتع بك ذ هب هدرا ‪ ..‬وك نت أ ظن أن ا‬
‫يعن إن احتاج إل ضربا ‪ ..‬ضربا بيده أو عمامته ‪ ..‬أما‬ ‫سـتكون بسـتوى أعلى مـن هذا ‪ ..‬فتقول لاذا ؟‬
‫السوط فل يضربا به ‪ ..‬من شدة البّ!!‬ ‫فيقول ‪ :‬يا أ خي أك ثر الل حم كان مشويا ‪ ..‬وأ نا‬
‫فالسكي ما كان ميزان الطأ والصواب عنده مستقيما ‪..‬‬ ‫أحب اللحم السلوق !!‬
‫فكن رفيقا لطيفا ‪ ..‬حت يقتنع الذي أمامك بطئه ‪..‬‬ ‫والسلطات كانت حامضة بسبب اللليمون ‪ ..‬وأنا‬
‫كان ف عهده ‪ e‬امرأة من ب ن مزوم ت ستلف التاع من‬ ‫ل أحب ذلك ‪..‬‬
‫الن ساء ‪ ..‬وتتغا فل عن رده فإذا سألوها ع نه جحد ته ‪..‬‬ ‫وكذلك اللويات كانـت مزينـة بالكريةـ ‪ ..‬وهذا‬
‫وأنكرت أنا أخذت شيئا ‪..‬‬ ‫يعل طعمها غي مقبول ‪..‬‬
‫حت زاد أذاها ف الحد والسرقة فرفع أمرها إل رسول‬ ‫ثـ يقول لك ‪ :‬وعموما أكثـر الناس أيضا تضايقوا‬
‫ال ‪ .. e‬فقضى فيها أن تقطع يدها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وما أكلوا إل ماملة ‪ ..‬أو لنم اضطروا إليه ‪..‬‬
‫فشق على قريش أن تقطع يدها وهي من قبيلة من كبار‬ ‫فقطعا ‪ ..‬أنـت هنـا سـتنظر إل هذا الناصـح نظرة‬
‫قبائل قريش ‪..‬‬ ‫ازدراء وإعراض ‪ ..‬ولن تق بل م نه ن صيحته ؛ لن ا‬
‫فأرادوا أن يكلموا ال نب ‪ e‬ليخفف هذا ال كم إل ح كم‬ ‫مبنية على آراء وأمزجة شخصية ‪!!..‬‬
‫آخر ‪ ..‬كجلد أو غرامة مال ‪ ..‬أو نو ذلك ‪..‬‬ ‫قل مثل ذلك فيمن ينصح آخر حول طريقة تعامله‬
‫وكلما توجه رجل منهم لنقاش النب ‪ e‬ف هذا المر ‪..‬‬ ‫مع أولده ‪ ..‬أو مع زوجته ‪ ..‬أو طريقة بنائه لبيته‬

‫‪105‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سرقت لقطعت يدها ‪"..‬‬ ‫تردد ورجع ‪..‬‬
‫ث أمر بتلك الرأة الت سرقت فقطعت يدها ‪..‬‬ ‫فقالوا لن يترئ على رسـول ال ‪ e‬إل أسـامة بـن‬
‫‪ :‬فحسنت توبتها بع ُد ‪ ..‬وتزوجت ‪..‬‬ ‫قالت عائشة‬ ‫ز يد ‪ ..‬حِبّ ر سول ال ‪ e‬وا بن ِحبّ ه ‪ ..‬تر ب هو‬
‫وكا نت تأتي ن ب عد ذلك ‪ ..‬فأر فع حاجت ها إل ر سول ال‬ ‫وأبوه ف بيت النب ‪ e‬حت صار كولده ‪..‬‬
‫(‪.. )45‬‬ ‫فكلموا أسامة ‪..‬‬
‫‪ ..‬كل ها‬ ‫له موا قف متعددة مع ر سول ال‬ ‫أ سامة‬ ‫أقبل أسامة إل رسول ال ‪ .. e‬فرحب به وأجلسه‬
‫تفيض بالرحة والتعامل الراقي ‪..‬‬ ‫عنده ‪..‬‬
‫إل الرقات من‬ ‫قال أسامة بن زيد ‪ :‬بعثنا رسول ال‬ ‫جعل أسامة يكلم النب ‪ e‬ليخفف الكم ‪ ..‬ويبي‬
‫جهينة ‪..‬‬ ‫أن هذه الرأة من أشراف الناس ‪..‬‬
‫فهزمنا هم وخرج نا ف آثار هم ‪ ..‬فلح قت أ نا ور جل من‬ ‫ي ستمع ‪ ..‬كان‬ ‫وأ سامة يوا صل الكلم وال نب‬
‫ل منهم ‪..‬‬
‫النصار رج ً‬ ‫أسامة ياول إقناع النب ‪ e‬برأيه ‪..‬‬
‫فلذ منا بشجرة ‪..‬‬ ‫ن ظر ال نب ‪ e‬إل أ سامة ‪ ..‬فإذا هو ياول وينا قش‬
‫فل ما أدركناه ‪ ..‬ورفع نا عل يه ال سيف ‪ ..‬قال ‪ :‬ل إله إل‬ ‫‪ ..‬بكـل قناعـة ‪ ..‬ول يدري أنـه يطلب منـه مـا ل‬
‫ال ‪..‬‬ ‫يوز ‪!!..‬‬
‫فأما صاحب النصاري فخفض سيفه ‪..‬‬ ‫فتغ ي ال نب وغ ضب ‪ e‬وكان أول كل مة قال ا أن‬
‫وأ ما أ نا فظن نت أ نه يقول ا فرقا من ال سلح ‪ ..‬فحملت‬ ‫بي له خطأه فقال ‪:‬‬
‫عليه فقتلته ‪..‬‬ ‫أتشفع ف حد من حدود ال يا أسامة ؟‬
‫‪..‬‬ ‫فعرض ف نفسي من أمره شيء ‪ ..‬فأتيت النب‬ ‫فكأ نه يبي سبب غض به ل سامة ‪ ..‬وأن حدود ال‬
‫فأخبته ‪..‬‬ ‫ـا ل توز‬
‫ـب على عباده إقامتهـ‬
‫تعال الت ـ أوجـ‬
‫فقال ل ‪ :‬أقال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!‬ ‫الشفاعة فيها ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬إنـه ل يقلهـا مـن قِبَلِ نفسـه ‪ ..‬إناـ قالاـ فرقا مـن‬ ‫فانت به أ سامة ‪ ..‬وقال فورا ‪ :‬ا ستغفر ل يا ر سول‬
‫السلح ‪..‬‬ ‫ال ‪..‬‬
‫فأعاد علي ‪ :‬أقال ل إله إل ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!‬ ‫فخ طب ف الناس وأث ن‬ ‫فل ما كان الل يل ‪ ..‬قام‬
‫فهل شق قت عن قل به ‪ ..‬ح ت تعلم أ نه إن ا قال ا فرقا من‬ ‫على ال با هو أهله ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫السلح ‪..‬‬ ‫" أما بعد ‪ ..‬فإنا أهلك الذين من قبلكم ‪:‬‬
‫سكت أ سامة ‪ ..‬ف هو ل ي شق عن قلب الر جل فعلً ‪!!..‬‬ ‫أن م كانوا إذا سرق في هم الشر يف تركوه ‪ ..‬وإذا‬
‫لكنه كان ف ساحة حرب ‪ ..‬والرجل مقاتل !!‬ ‫سرق فيهم الضعيف ‪ ..‬أقاموا عليه الد ‪..‬‬
‫وإن والذي نفسي بيده ‪ ..‬لو أن فاطمة بنت ممد‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪45‬‬

‫‪106‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نعم ‪ ..‬هكذا ‪ :‬ائذن ل بالزنا ‪..‬‬ ‫السـؤال مسـتنكرا ‪ :‬أقال ل إله إل‬ ‫فأعاد عليـه‬
‫إل الشاب ‪ ..‬كان ي ستطيع أن يعظه بآيات‬ ‫ن ظر ال نب‬ ‫ال ‪ ..‬ث قتلته ؟!‬
‫يقرؤها عليه ‪ ..‬أو نصيحة متصرة يرك با اليان ف قلبه‬ ‫يـا أسـامة قتلت رجلً بعـد أن قال ل إله إل ال !!‬
‫سلك أسلوبا آخر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لكنه‬ ‫كيف تصنع بل إله إل ال يوم القيامة ؟!‬
‫بكل هدوء ‪ :‬أترضاه لمك ؟‬ ‫قال له‬ ‫فما زال يقول ذلك حت وددت إن ل أكن أسلمت‬
‫فانتفض الشاب وقد م ّر ف خاطره أن أمه تزن ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫إل يومئذ (‪.. )46‬‬
‫ل ‪ ..‬ل أرضاه لمي ‪..‬‬ ‫فتأمل كيف تدرج معه ببيان الطأ وإقناعه به ‪ ..‬ث‬
‫بكــل هدوء ‪ :‬كذلك الناس ل يرضونــه‬ ‫فقال له‬ ‫وعظه ونصحه ‪..‬‬
‫لمهاتم ‪..‬‬ ‫ولجـل أن يقتنـع النصـوح باـ تقول ‪ ..‬ناقشـه‬
‫ث فاجأه سائلً ‪ :‬أترضاه لختك ؟!‬ ‫بأفكاره ومبادئه هو قدر الستطاع ‪..‬‬
‫فانتفض الشاب أخرى ‪ ..‬وقد تيل أخته العفيفة تزن ‪..‬‬ ‫نعم فكر من وجهة نظره ‪..‬‬
‫وقال مبادرا ‪ :‬ل ‪ ..‬ل أرضاه لخت ‪..‬‬ ‫ف مل سه البارك ‪ ..‬ي يط به‬ ‫بين ما ر سول ال‬
‫‪ :‬كذلك الناس ل يرضونه لخواتم ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫أصحابه ألطهار ‪..‬‬
‫ث سأله ‪ :‬أترضاه لعمتك ؟! أترضاه لالتك ؟!‬ ‫إذ دخـل شاب إل السـجد وجعـل يتلتفـت يينا‬
‫والشاب يردد ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪..‬‬ ‫وشالً كأنه يبحث عن أحد ‪..‬‬
‫‪ :‬فأحب للناس ما تب لنفسك ‪ ..‬واكره للناس‬ ‫فقال‬ ‫‪ ..‬فأقبل يشي إليه‬ ‫وقعت عيناه على رسول ال‬
‫ما تكره لنفسك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أدرك الشاب عنـد ذلك أنـه كان مطئا ‪ ..‬فقال بكـل‬ ‫كان التوقع أن يلس الشاب ف اللقة ويستمع إل‬
‫خضوع ‪:‬‬ ‫الذكر ‪ ..‬لكنه ل يفعل ‪!..‬‬
‫ع ال أن يطهر قلب ‪..‬‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬اد ُ‬ ‫وأ صحابه حوله‬ ‫إن ا ن ظر الشاب إل ر سول ال‬
‫‪ ..‬فجعـل الشاب يقترب ‪ ..‬ويقترب ‪ ..‬حتـ‬ ‫فدعاه‬ ‫‪ ..‬ث قال بكل جرأة ‪:‬‬
‫جلس بي يديه ‪ ..‬ث وضع يده على صدره ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬ائذن ل بـ ‪ ..‬بطلب العلم ؟!‬
‫اللهم اهد قلبه ‪ ..‬واغفر ذنبه ‪ ..‬وحصن فرجه ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ل يقلها ‪ ..‬ويا ليته قالا ‪..‬‬
‫فخرج الشاب و هو يقول ‪ :‬وال ل قد دخلت على ر سول‬ ‫ائذن ل بالهاد ‪ ..‬ل ‪ ..‬ويا ليته قالا ‪..‬‬
‫‪ ..‬و ما ش يء أ حب إلّ من الز نا ‪ ..‬وخرجت من‬ ‫ال‬ ‫أتدري ماذا قال ؟‬
‫ل من الزنا ‪..‬‬
‫عنده وما شيء أبغض إ ّ‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ائذن ل بالزنا ‪..‬‬
‫ث انظر إل استعمال العواطف ‪ ..‬دعاه ‪ ..‬وضع يده على‬ ‫عجبا !! هكذا بكل صراحة ؟!!‬
‫صدره ‪ ..‬دعا له ‪..‬‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪46‬‬

‫‪107‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من التوبيخ ل أرضى استماعه‬ ‫يعن استعمل جيع الساليب لصلح من أمامه ‪..‬‬
‫بل ‪ ..‬إذا انتشر خطأ معي ‪ ..‬واضطررت إل النصح العام‬ ‫بعدما جعله يقت نع بشنا عة الف عل ليتركه عن قنا عة‬
‫‪ ..‬فاع مل بقاعدة ‪ :‬ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فل يفعله أبدا ‪ ..‬ل أمامه ول خلفه ‪..‬‬
‫كما تقدم معنا ‪..‬‬
‫إذن ‪ ..‬اللوم كالسوط الذي يلد به اللئم ظهر اللوم ‪..‬‬ ‫قاعدة ‪..‬‬
‫وب عض الناس ين فر الخر ين إ ما بكثرة لو مه ‪ ..‬أو بلو مه‬ ‫إذا شعـر الخطـئ ببشاعـة خطئه اقتنـع باجتـه‬
‫على أمور انتهت ول يقدم اللوم أو يؤخر فيها شيئا ‪..‬‬ ‫للنصيحة ‪ ..‬وصار قبوله أكثر ‪ ..‬وقناعته أكب ‪..‬‬
‫ل فقيا ‪ ..‬تغرب عـن أهله إل بلد آخـر ‪..‬‬
‫أذكـر أن رج ً‬
‫‪.38‬ل تلمن !! انتهى المر ‪ ..‬؟‬
‫واشت غل سائق شاح نة ‪ ..‬كان ف أ حد اليام متعبا لك نه‬
‫يظـن بعـض الناس أنـه عندمـا يلوم الخريـن على‬
‫ركب الشاحنة ومضى با ف طريق طويل بي مدينتي ‪..‬‬
‫أخطائهم الت ربا تكون ل ترى إل بالجهر ‪..‬‬
‫غلبه النوم أثناء الطريق ‪ ..‬فجعل يصارعه وأسرع قليلً ‪..‬‬
‫يظـن أنـه يتقرب منهـم أكثـر ‪ ..‬أو أنـه يقوي‬
‫فتجاوز سـيارة أمامـه دون أن ينتبـه إل الطريـق فإذا أماه‬
‫شخصيته بذلك ‪..‬‬
‫سيارة صغيه فيها ثلثة أشخاص ‪ ..‬حاول أن يتفاداها ‪..‬‬
‫والق أنه ليس الذكاء والفطنة أن تستطيع اللوم ‪..‬‬
‫ل يستطع ‪ ..‬فاصطدم با وجها لوجه ‪..‬‬
‫وإناـ هـو أن تتجن به قدر السـتطاع ‪ ..‬وت سعى إل‬
‫ـياراتم ويتفرجون‬
‫ـل الارة يوقفون سـ‬
‫ثار الغبار ‪ ..‬وجعـ‬
‫إصـلح الشخاص بأسـاليب ل ترح ‪ ..‬ول ترج‬
‫على الادث ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫نزل سائق الشاحنة ‪ ..‬ونظر إل السيارة الصدومة ‪ ..‬وإل‬
‫أحيانا تتاج ف ب عض المور أن تتعا مى ‪ ..‬خا صة‬
‫من بداخلها فإذا هم موتى ‪..‬‬
‫الشياء الدنيوية ‪ ..‬والقوق الاصة ‪..‬‬
‫أنزلم الناس واتصلوا بالسعاف ‪..‬‬
‫ليـس الغـب بسـيد فـ قومـه ‪ 00‬لكـن سـيد قومـه‬
‫ق عد سائق الشاح نة ينت ظر وو صول ال سعاف ‪ ..‬ويف كر‬
‫التغاب‬
‫فيما سيحصل له بعد الادث من سجن ودية ‪ ..‬ويفكر ف‬
‫واللوم يع تب اللوم سهما حادا يو جه إل يه ‪ ..‬ل نه‬
‫أولده الصغار ‪ ..‬وزوجته ‪..‬‬
‫يشعره بنقصه ‪..‬‬
‫مسكي ‪ ..‬هوم اندت عليه كالبال ‪!!..‬‬
‫هذا أولً ‪..‬‬
‫جعل الناس يرون به ويلومونه ‪..‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تنب النصح ف الل قدر الستطاع ‪..‬‬
‫ل؟‬
‫عجبا ‪ !!..‬أهذا وقت اللوم ‪ ..‬أل يكن أن يؤجل قلي ً‬
‫تغمدن بنصحك ف انفرادي ‪..‬‬
‫قال أحدهم ‪ :‬لاذا تسرع ؟ هذه عواقب السرعة ‪..‬‬
‫وجنبن النصيحة ف الماعة‬
‫وقال آخر ‪ :‬أكيد أنك كنت نعسان ومع ذلك استمريت‬
‫فإن النصح بي الناس نوع ‪..‬‬
‫ف القيادة ‪ !..‬ل توقف سيارتك وتنام ‪..‬؟‬

‫‪108‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ول يوقظهم إل حر الشمس ‪..‬‬ ‫ـرف لمـ‬
‫وقال ثالث ‪ :‬الفروض أن مثلك ل تصـ‬
‫ا ستيقظ ر سول ال ‪ .. r‬وهبّ الناس من نومهم ‪ ..‬فلما‬ ‫رخص قيادة !!‬
‫رأوا الشمس اضطربوا ‪ ..‬وكثر لغطهم ‪..‬‬ ‫كانوا يقولون هذه العبارات بأسـلوب حاد ‪ ..‬فيـه‬
‫الكل ينظر إل بلل ‪..‬‬ ‫تعنيف وصراخ ‪..‬‬
‫التفت ‪ r‬إل بلل وقال ‪ :‬ماذا صنعت بنا يا بلل ؟‬ ‫كان الرجل واجا ‪ ..‬جالسا على صخرة ساكتا ‪..‬‬
‫فأجاب بلل بواب مت صر ‪ ..‬لك نه مو ضح للوا قع تاما‬ ‫متكئا برأسه على يديه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وفجأة هوى على جنبه ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬مااات ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ‪..‬‬ ‫قتلوه بلومهـم ‪ ..‬ولو صـبوا قليلً لكان خيا له‬
‫يع ن أ نا ب شر ‪ ..‬حاولت أن أقاوم النوم ‪ ..‬فلم أ ستطع ‪..‬‬ ‫ولم ‪..‬‬
‫غلبن النوم كما غلبكم !!‬ ‫ضع نف سك مو ضع اللوم ‪..‬الخ طئ ‪ ..‬وف كر من‬
‫‪ :‬صدقت ‪ ..‬وسكت عنه ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫وجهة نظره ‪..‬‬
‫نعم فما فائدة اللوم هنا ‪..‬‬ ‫فأحيانا لو ك نت مكا نه قد ت قع ف خ طأ أ كب من‬
‫فلما رأى ‪ r‬اضطراب الناس ‪ ..‬قال ‪ : r‬ارتلوا ‪..‬‬ ‫خطئه ‪..‬‬
‫فارتلوا ‪ ..‬فمشى شيئا يسيا ‪..‬‬ ‫يراعي ذلك كثيا ‪..‬‬ ‫كان رسول ال‬
‫ث نزل ونزلوا ‪ ..‬فتوضأ وتوضئوا ‪..‬‬ ‫ل ا ان صرف ‪ r‬من خ يب‪ ..‬أطالوا ال سي ح ت تعبوا‬
‫ث صلى بالناس ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فلما سلم ‪ ..‬أقبل على الناس فقال ‪:‬‬ ‫فلمـا أقبـل الليـل ‪ ..‬نزلوا فـ موضـع فـ الطريـق‬
‫إذا نسيتم الصلة ‪ ..‬فصلوها إذا ذكرتوها ‪..‬‬ ‫ليناموا ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فلله دره ما أعقله وأحكمه‬ ‫فقال ‪ : r‬من رجل يفظ علينا الفجر لعلنا ننام ؟‬
‫كان مدرسة لكل قائد ‪..‬‬ ‫متحمسـا فقال ‪ :‬أنـا يـا رسـول ال‬ ‫كان بلل‬
‫ليـس مثـل بعـض الرؤسـاء اليوم ل تكاد عصـا اللوم‬ ‫أحفظه عليك ؟‬
‫والتقريع تنل من يده ‪..‬‬ ‫فاضطجع رسول ال ‪ .. r‬ونزل الناس فناموا ‪..‬‬
‫يضع نفسه مكان من تته ويفكر بعقولم ‪..‬‬ ‫بل كان‬ ‫وقام بلل ي صلي ح ت ت عب ‪ ..‬و قد كان متعبا من‬
‫ويتعامل مع القلوب قبل الجساد ‪..‬‬ ‫طول الطريق قبل ذلك ‪..‬‬
‫يعلم أنم بشر ‪ ..‬وليسوا آلت !!‬ ‫فقعد واستند إل بعيه مستريا ‪ ..‬واستقبل الفجر‬
‫ف السنة الثامنة من الجرة ‪..‬‬ ‫يرمقه ‪ ..‬فغلبته عينه ‪ ..‬فناااام ‪..‬‬
‫ج ع الروم جيشا ‪ ..‬وأق بل من ج هة الشام ‪ ..‬لقتال ال نب‬ ‫كان الميع ف تعب شديد ‪ ..‬فطال نومه ونومهم‬
‫‪ r‬وأصحابه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ومضى الليل ‪ ..‬وطلع لصبح ‪ ..‬والكل نيام ‪..‬‬

‫‪109‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقال بعضهم ‪ :‬نكتب إل رسول ال ‪ r‬نبه بعدد عدونا‬ ‫وقيل إنه ‪ r‬جع جيشا لغزوهم ابتداءً ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫بدأ ‪ r‬ي هز جيشا لر ساله إلي هم ‪ ..‬فلم يزل ي ث‬
‫فإما أن يدنا بالرجال ‪..‬‬ ‫الناس حت جع ثلثة آلف ‪..‬‬
‫أو يأمرنا با يشاء فنمضي له ‪ ..‬وكثر كلم الناس ف ذلك‬ ‫فزودهم با وجد من سلح وعتاد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال لم ‪ :‬أميكم زيد بن حارثة ‪..‬‬
‫فقام عبد ال بن رواحة ‪ ..‬ث صاح بالناس وقال ‪:‬‬ ‫فإن أصيب زيد ‪ ..‬فجعفر بن أب طالب على الناس‬
‫يا قوم ‪ ..‬وال إن ال ت تكرهون هي ال ت خرج تم تطلبون‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬الشهادة ف سبيل ال ‪ ..‬تفرون منها !!‬ ‫فإن أصيب جعفر فعبد ال بن رواحة ‪..‬‬
‫وما نقاتل الناس بعدد ول قوة ول كثرة ‪ ..‬ما نقاتلهم إل‬ ‫وخرج معهم ‪ r‬يودعهم ‪..‬‬
‫بذا الدين الذي أكرمنا ال به ‪ ..‬فانطلقوا فإنا هي إحدى‬ ‫وخرج الناس يودعون اليش ‪..‬‬
‫السنيي ‪ ..‬إما ظهور وإما شهادة ‪..‬‬ ‫ويقولون ‪ :‬صحبكم ال ود فع عن كم ورد كم إلي نا‬
‫فمضى الناس ‪ ..‬يسيون ‪..‬‬ ‫صالي ‪..‬‬
‫ح ت إذا دنوا من ج يش الروم ‪ ..‬ف موق عة "مؤ تة" فإذا‬ ‫كان عبـد ال بـن رواحـة مشتاقا إل الشهادة ‪..‬‬
‫أعداد عظيمة ل قبل لحد با ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬‬
‫قال أبـو هريرة ‪ : t‬شهدت يوم مؤتـة ‪ ..‬فلمـا دنـا منـا‬ ‫لكننـ أسـأل الرحنـ مغفرةً وضرب ًة ذات فرغ‬
‫الشركون ‪ ..‬رأينـا مـا ل قبـل لحـد بـه مـن العدة ‪..‬‬ ‫تقذف الزبدا‬
‫والسلح ‪ ..‬والكراع ‪ ..‬والديباج ‪ ..‬والرير ‪ ..‬والذهب‬ ‫أو طع نة بيدي حران مهزة بر بة تن فذ الحشاء‬
‫‪..‬‬ ‫والكبدا‬
‫فبق بصري ‪..‬‬ ‫حتـ يقال إذا مروا على جدثـي ياأرشـد ال مـن‬
‫فقال ل ثابت بن أرقم ‪ :‬يا أبا هريرة ‪ ..‬كأنك ترى جوعا‬ ‫غا ٍزوَقد رشدا‬
‫كثية ؟‬ ‫ث مضى اليش حت نزلوا "معان" من أرض الشام‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إنك ل تشهد بدرا معنا ‪ ..‬إنا ل ننصر بالكثرة ‪..‬‬ ‫فبلغهـم أن هرقـل ملك الروم قـد نزل مـن أرض‬
‫ث التقى الناس فاقتتلوا ‪..‬‬ ‫البلقاء ف مائة ألف من الروم ‪..‬‬
‫فقاتل زيد بن حارثة براية رسول ال ‪ r‬حت كثرت عليه‬ ‫وانضـم إليـه مـن القبائل حوله مائة ألف ‪ ..‬فصـار‬
‫‪..‬‬ ‫الرماح وسقط صريعا شهيدا‬ ‫جيش الروم مائت ألف ‪..‬‬
‫فأخـذ الرايـة جعفـر بكـل بطولة ‪ ..‬فاقتحـم عـن فرس له‬ ‫فل ما تي قن ال سلمون من ذلك ‪ ..‬أقاموا ف "معان"‬
‫شقراء فجعل يقاتل القوم ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬ ‫ليلتي ينظرون ف أمرهم ‪..‬‬

‫‪110‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫شد بذا صلبك ‪ ..‬فإنك قد لقيت ف أيامك هذه ما لقيت‬ ‫طيبة وبارد شرابا‬ ‫يا حبذا النة واقـترابا‬
‫‪..‬‬ ‫والروم روم قد دنا عذابا كافرة بعيدة أنسابا‬
‫فأخذه من يده فانت هش م نه ن شة ‪ ..‬ث سع الط مة ف‬ ‫علي إن لقيتها ضرابا‬
‫ناحية الناس ‪..‬‬ ‫أن جعفر أخذ اللواء بيمينه فقطعت ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬وأنت ف الدنيا ! فألقاه من يده ‪ ..‬ث أخذ سيفه ث‬ ‫فأخذ اللواء بشماله فقطعت ‪..‬‬
‫تقدم ‪..‬‬ ‫فاحتضنه بعضديه حت قتل وهو ابن ثلث وثلثي‬
‫فقاتل حت قتل ‪.. t‬‬ ‫سنة ‪..‬‬
‫ـج‬
‫ـلمون ‪ ..‬وابتهـ‬
‫ـة ‪ ..‬واضطرب السـ‬
‫ـت الرايـ‬
‫فوقعـ‬ ‫قال ا بن ع مر ‪ :‬وق فت على جع فر يومئذ ‪ ..‬و هو‬
‫الكافرون ‪..‬‬ ‫قت يل ‪ ..‬فعددت به خ سي ب ي طع نة وضر بة ل يس‬
‫والراية تطؤها اليل ‪ ..‬ويغلوها الغبار ‪..‬‬ ‫منها شيء ف دبره ‪..‬‬
‫فأقبل البطل ثابت بن أرقم ‪..‬‬ ‫فأثا به ال بذلك جناح ي ف ال نة يط ي ب ما ح يث‬
‫ث رفعها ‪ ..‬وصاح ‪..‬‬ ‫يشاء ‪..‬‬
‫يا معاشر السلمي ‪ ..‬هذه الراية ‪ ..‬فاصطلحوا على رجل‬ ‫ل مـن الروم ضربـه يومئذ ضربـة فقطعتـه‬
‫إن رج ً‬
‫منكم ‪..‬‬ ‫نصفي ‪..‬‬
‫فتصايح من سعه وقالوا ‪ :‬أنت ‪ ..‬أنت ‪..‬‬ ‫فلما قتل جعفر ‪ ..‬أخذ عبد ال بن رواحة الراية ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما أنا بفاعل ‪..‬‬ ‫ث تقدم با وهو على فرسه ‪..‬‬
‫فأشاروا إل خالد بن الوليد ‪..‬‬ ‫فجعـل يسـتنل نفسـه ‪ ..‬ويتردد بعـض التردد ‪..‬‬
‫فلما أخذ الراية ‪ ..‬قاتل بقوة ‪ ..‬حت إنه كان يقول ‪:‬‬ ‫ويقول ‪:‬‬
‫ل قد اندقّ ف يدي يوم مؤ تة ت سعة أ سياف ‪ ،‬ف ما ب قي ف‬ ‫لتنلن أو لتكرهنه‬ ‫أقسمت يا نفس لتنلنه‬
‫يدي إل صفيحة يانية ‪..‬‬ ‫مال أراك‬ ‫ـــة‬
‫إن أجلب الناس وشدوا الرنـ‬
‫ث اناز خالد باليش ‪ ..‬واناز الروم إل معسكرهم ‪..‬‬ ‫تكرهي النة‬
‫خشـي خالد أن يرجـع باليـش إل الدينـة مـن ليلتـه ‪..‬‬ ‫ث قال ‪:‬‬
‫فيتبعهم الروم ‪..‬‬ ‫هذا حام الوت قـد‬ ‫يا نفـس إل تقتلي تو ت‬
‫فلما أصبحوا ‪ ..‬غي خالد مواقع اليش ‪..‬‬ ‫صليت‬
‫فجعل مقدمة اليش ‪ ..‬ف الؤخرة ‪..‬‬ ‫إن تفعلي فعلهمـا‬ ‫ومـا تنيـت فقـد أعطيـت‬
‫وجعل مؤخرة اليش مقدمة ‪..‬‬ ‫هديت‬
‫ومن كانوا يقاتلون ف يي اليش ‪ ..‬أمرهم بالنتقال إل‬ ‫ث نزل ‪ ..‬فل ما نزل أتاه ا بن عم له بعرق من ل م‬
‫يساره ‪..‬‬ ‫‪..‬‬

‫‪111‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فاتا ‪ ..‬دخلهم الرعب ‪..‬‬ ‫وأمر من ف اليسرة أن يذهبوا للميمنة ‪..‬‬
‫فأرسل إليهم رسول ال ‪ r‬من يقول لم ‪:‬‬ ‫فلما ابتدأ القتال ‪ ..‬وأقبل الروم ‪..‬‬
‫•من دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن ‪..‬‬ ‫فإذا كــل ســرية منهــم ترى رايات جديدة ‪..‬‬
‫•ومن دخل السجد فعو آمن ‪..‬‬ ‫ووجوها جديدة ‪..‬‬
‫•ومن دخل دار أب سفيان فهو آمن ‪..‬‬ ‫فاضطرب الروم ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬قـد جاءهـم فـ الليـل‬
‫فبدأ الناس يفرون من بي يديه ‪.. r‬‬ ‫مدد ‪ ..‬فرعبوا ف القتال ‪..‬‬
‫فاجتمع بعض فرسان قريش ‪ ..‬وأردوا أن ياربوا ‪ ..‬فأب‬ ‫فقتل السلمون منهم مقتلة عظيمة ‪ ..‬ول يقتل من‬
‫عليهم قومهم ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫السلمي إل اثنا عشر رج ً‬
‫فاجتمع نفر منهم ف مكان يقال له الندمة ‪..‬‬ ‫وان سحب خالد بال يش ‪ ..‬آ خر النهار من ساحة‬
‫اجتمـع صـفوان بـن أميـة ‪ ..‬وعكرمـة بـن أبـ جهـل ‪..‬‬ ‫القتال ‪ ..‬ث واصل مسيه نو الدينة ‪..‬‬
‫وسهيل بن عمرو ‪..‬‬ ‫فلما أقبلوا إل الدينة ‪..‬‬
‫وجعوا ناسا معهم بالندمة ليقاتلوا ‪..‬‬ ‫لقيهم الصبيان يتراكضون إليهم ‪ ..‬ولقيتهم النساء‬
‫وكان حاس بن قيس ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ويصلحه ‪..‬‬ ‫يعد سلحا قبل قدوم النب‬ ‫فجعلوا يثون التراب ف وجوه ال يش ‪ ..‬ويقولون‬
‫فقالت له امرأته ‪ :‬لاذا تعد ما أرى ؟‬ ‫‪:‬‬
‫قال ‪ :‬لحمد وأصحابه ‪!!..‬‬ ‫يا فرار ‪ ..‬فررت ف سبيل ال ‪..‬‬
‫كانت امرأته تعلم بقوة السلمي ‪ ..‬فقالت ‪ :‬وال ما أرى‬ ‫فلما سع النب ‪ r‬ذلك ‪..‬‬
‫يقوم لحمد وأصحابه شيء !‬ ‫علم أنم ل يكن أمامهم إل ذلك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وال إ ن لر جو أن أخد مك بعض هم ‪ ..‬يع ي يا سر‬ ‫وأنم فعلوا ما بوسعهم ‪..‬‬
‫بعضهم وييء بم إليها خدما ‪..‬‬ ‫فقال ‪ r‬مدافعا عنهم ‪:‬‬
‫ث قال مفتخرا ‪:‬‬ ‫ليسـوا بالفرار ولكنهـم الكرار ‪ ..‬إن شاء ال عـز‬
‫هذا سلح كامل وأله‬ ‫إن يقبلوا اليوم فما ل علة‬ ‫وجل " ‪.‬‬
‫وذو غرارين سريع السلة‬ ‫نعم انتهى المر ‪ ..‬وهم أبطال ماقصروا ‪ ..‬لكنهم‬
‫ث خرج من عندها ‪ ..‬إل موقع "الندمة" ‪ ..‬حيث اجتمع‬ ‫بشر والمر كان فوق طاقتهم ‪..‬‬
‫أصحابه ‪..‬‬ ‫إذن الصـلة على اليـت الاضـر ‪ ..‬أحيانا انتهـى‬
‫فما هو إل أن لقيهم السلمون ‪ ..‬يتقدمهم سيف ال خالد‬ ‫المر فل فائدة من اللوم ‪..‬‬
‫بن الوليد ‪..‬‬ ‫دائما ‪..‬‬ ‫كان هذا منهجه‬
‫فابتدأ القتال ‪ ..‬وصال البطال ‪..‬‬ ‫ل ا سع الكفار بر سول ال ‪ r‬قادما بي شه إل م كة‬

‫‪112‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فق يل له ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬أ نت تن هى عن الق تل ‪ ..‬وهذا‬ ‫فق تل ف ل ظة واحدة ‪ ..‬أك ثر من اث ن ع شر أو‬
‫خالد بن الوليد ف كتيبته ‪ ..‬يقتل من لقيه من الشركي ؟‬ ‫ثلثة عشر ‪ ..‬من الكفار ‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬قم يا فلن ‪ ..‬فأت خالد بن الوليد ‪ ..‬فقل له‬ ‫فلما رأى حاس بن قيس ذلك ‪..‬‬
‫‪ :‬فليفع يده من القتل " ‪.‬‬ ‫الت فت إل صفوان وعكر مة ‪ ..‬فإذا ه ا يفران إل‬
‫هذا الرجـل يعلم أنمـ الن يعيشون حالة حرب ‪ ..‬وأن‬ ‫بيوتما ‪..‬‬
‫أمرهم قريشا بالبقاء ف بيوتم لئل يقتلوا ‪ ..‬فمن‬ ‫النب‬ ‫فانزم معهـم ‪ ..‬وذهـب يعدو إل بيتـه ‪ ..‬فدخله‬
‫كان ف غي بيته استحق القاتلة ‪..‬‬ ‫سريعا ‪..‬‬
‫ففهم من قول النب ‪ : r‬يرفع يده من الق تل ‪ ..‬أي يق تل‬ ‫وأ خذ ي صيح بامرأ ته فزعا ‪ :‬أغل قي علي با ب ‪..‬‬
‫كل من وقف أمامه ‪ ..‬حت يرفع يده بالسيف لنه ل يد‬ ‫فإن م يقولون من د خل داره وأغلق با به ف هو آ من‬
‫من يقتل ‪!!..‬‬ ‫‪!!..‬‬
‫فأتى الرجل خالدا فصاح به ‪ :‬يا خالد ‪ ..‬إن رسول ال ‪r‬‬ ‫فقالت ‪ :‬فأيـن مـا كنـت تقول ؟ أن تزمهـم ‪..‬‬
‫‪ ..‬يقول ‪ :‬اقتل من قدرت عليه !‬ ‫وتدمن بعضهم ‪!!..‬‬
‫فقتل خالد سبعي إنسانا ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬‬
‫فأتـ رجـل النـب ‪ .. r‬قال ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ..‬هذا خالد‬ ‫إ نك لو شهدت يوم الند مة إذ فر صفوان و فر‬
‫يقتل ‪..‬‬ ‫عكرمة‬
‫فعجب النب ‪ .. r‬كيف يقتل وقد ناه ‪..‬؟!‬ ‫وا ستقبلتهم بال سيوف‬ ‫وأ بو يز يد قائم كالؤت ة‬
‫‪ " :‬أل أنكـ‬ ‫فأرسـل إل خالد ليأتيـه ‪ ..‬فأتاه ‪ ..‬فقال‬ ‫السلمة‬
‫عن القتل ؟ "‬ ‫يقط عن كل ساعد وجج مة ضربا فل ي سمع إل‬
‫فع جب خالد وقال ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬جاء ن فلن فأمر ن‬ ‫غمغمة‬
‫أن أقتل من قدرت عليه ‪..‬‬ ‫ل تنطقي ف اللوم أدن‬ ‫لم نيت خلفنا وههمة‬
‫فأرسـل النـب ‪ r‬إل ذاك الرجـل ‪ ..‬فجاء ورأى خالدا ‪..‬‬ ‫كلمة‬
‫‪ " :‬أل أقل يرفع يده من القتل ؟ "‬ ‫فقال له‬ ‫صحيح ‪ ..‬لو رأت امرأ ته ما رأى من شدة القتال‬
‫فأدرك الرجـل خطأه ‪ ..‬لكـن المـر انتهـى ‪ ..‬فقال ‪ :‬يـا‬ ‫‪ ..‬ما نطقت ف لومه كلمة ‪..‬‬
‫رسـول ال ‪ ..‬أردت ّ أمرا ‪ ..‬وأراد ال أمرا ‪ ..‬فكان أمرُ‬ ‫وف موقف آخر ‪..‬‬
‫ال فوق أمرك ‪ ..‬وما استطعتُ إل الذي كان ‪..‬‬ ‫‪ ..‬م كة فاتا ‪ ..‬ف قد كان يعلم‬ ‫ل ا د خل ال نب‬
‫فسكت عنه النب ‪ r‬وما ردّ عليه شيئا ‪..‬‬ ‫عظمة البلد الرام ‪ ..‬فقاتل قتالً يسيا ‪..‬‬
‫من تأمل ف مسية الياة ‪ ..‬وجد هذا المر ظاهرا ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ :‬إن ال حرم هذا البلد يوم خلق السموات‬
‫أحيانا يكون الشخص قد فعل أحسن ما يستطيع ‪..‬‬ ‫والرض ‪ ..‬وإنا ح ّل ل ساعة من نار " ‪..‬‬

‫‪113‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فكرت في ما قال ‪ ..‬فرأ يت أ نه ل ي ستحق اللوم كثيا ‪..‬‬ ‫رك بت مع أ حد الشباب ف سيارته ‪ ..‬فإذا قياد ته‬
‫وذلك أن الختيارات الت كانت أمامه مدودة ‪..‬‬ ‫جيدة ‪..‬‬
‫يعن بعض الشاكل ليس لا حل ‪ ..‬شخص أبوه عصب ‪..‬‬ ‫وكنت أعلم أنه وقع له حادث تصادم قبل اسبوع‬
‫نصحه بميع الساليب ‪ ..‬ما نفع ‪ ..‬ماذا يفعل ؟‬ ‫‪..‬‬
‫ـك جيدة ‪ ..‬فلماذا‬
‫ـظ أن قيادتـ‬
‫ـألته ‪ :‬ألحـ‬
‫فسـ‬
‫لفتة ‪..‬‬ ‫صدمت قبل أسبوع ؟!‬
‫ضع نف سك مو ضع اللوم وف كر من وج هة نظره ‪ ..‬ث‬ ‫قال ‪ :‬كان ل بد أن أصدم !!‬
‫احكم عليه ‪..‬‬ ‫قلت عجبا !!‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬كان ل بد أن أصدم ‪ ..‬أتدري لاذا ؟‬
‫‪.39‬تأكد من الطأ قبل النصيحة ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ؟!‬
‫كان واضحا من نبة صوته لا اتصل ب ‪ ..‬أنه كن غضبانا‬
‫قال ‪:‬‬
‫يكتم غيظه قدر الستطاع ‪..‬‬
‫أقبلت بسيارت على جسر ‪ ..‬وكنت مسرعا ‪..‬‬
‫ليست هذه هي النبة الت تعودت عليها من فهد ‪..‬‬
‫فلما نزلت منه فإذا السيارات أمامي متوقفة صفوفا‬
‫شعرت أن عنده شيئا ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫بدأ كلمه ‪ ..‬متحدثا عن الفت وتعرض الناس لا ‪..‬‬
‫ل أدري ما السبب ‪ ..‬حادث ف المام ‪ ..‬أو نقطة‬
‫ث احتدت النبة ‪ ..‬وجعل يكرر ‪ :‬أنت داعية ‪ ..‬وطالب‬
‫تفتيش ‪ ..‬ل أدري ‪ ..‬الهم أن تفاجات با ‪..‬‬
‫علم ‪ ..‬وأفعالك مسوبة عليك ‪..‬‬
‫كان أما مي أرب عة م سارات كل ها مليئة بال سيارات‬
‫قلت ‪ :‬أبا عبد ال ليتك تدخل ف الوضوع مباشرة ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكنت ميا بي أن أنرف عنها كلها وأسقط‬
‫قال ‪ :‬الحاضرة لت ألقيتها ف ‪ ..‬وقلت ‪..‬‬
‫مـن فوق السـر ‪ ..‬أو أمسـك فرامـل بأقوى مـا‬
‫تعجبت ‪ ..‬قلت ‪ :‬مت كان ذلك ؟‬
‫أستطيع وعندها ستلعب ب السيارة ف الطريق ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬قبل ثلثة أسابيع ‪..‬‬
‫أو الختيار الثالث ‪ ..‬وهو أهونا ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ل أذهب لتلك النطقة منذ سنة ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬وما هو ؟!‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬وتدثت عن كذا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أن أصـدم إحدى السـيارات الربـع الواقفـة‬
‫ث تبي ل أن صاحب ‪ ..‬بلغ ته إشا عة ف صدقها ‪ ..‬وب ن‬
‫أمامي ‪..‬‬
‫على أساسها مناصحته ‪ ..‬وموقفه ‪ ..‬وكلمه ‪..‬‬
‫ضحكت ‪ ..‬وقلت ‪ ..‬هاه وماذا فعلت ؟‬
‫صحيح أن ن ل أزال أح به ‪ ..‬ل كن نظر ت إليه قصرت ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬خففـت سـرعت قدر اسـتطاعت ‪ ..‬واخترت‬
‫لنن اكتشفت أنه متسرع ‪ ..‬ومثل ما يقولون ( يطي ف‬
‫أرخص السيارات الت أمامي ‪ ..‬و ‪ ..‬و ‪ ..‬صدمتها‬
‫العجّة ) ‪!!..‬‬
‫‪..‬‬

‫‪114‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)47‬‬
‫‪..‬‬ ‫كم هم أولئك الذين يبنون مواقفهم ونظراتم على‬
‫وف عام الوفود ‪ ..‬كان بعض الناس يأت مسلما ‪ ..‬ويبايع‬ ‫إشاعات ‪..‬‬
‫النب ‪ .. r‬وبعضهم يأت كافرا ‪ ..‬ويسلم أو يعاهد ‪..‬‬ ‫قل يل منهم من يأت يك منا صحا ‪ ..‬ليكتشف بعدها‬
‫فبينمـا رسـول ال ‪ r‬مـع أصـحابه يوما ‪ ..‬إذ جاء وفـد‬ ‫أنه كان يري وراء إشاعة ‪..‬‬
‫صدِف ‪ ..‬و هم بض عة ع شر راك با ‪ ..‬فأقبلوا إل ملس‬
‫ال ّ‬ ‫وكثيـ من هم مـن تنطبـع هذه الشاعـة فـ قل به ‪..‬‬
‫النب ‪ .. r‬فجلسوا و ل يسلموا ‪..‬‬ ‫ويكوّن على أساسه تصوره عنك ‪ ..‬وهي كذبة ‪..‬‬
‫فسألهم ‪ " :‬أمسلمون أنتم ؟ "‬ ‫أحيانا يشاع أن فلنا فعل كذا وكذا ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ ..‬قال ‪ " :‬فهل سلمتم ؟ " ‪..‬‬ ‫فل جل أن تت فظ بقدرك عنده ‪ ..‬تأ كد من ال ب‬
‫فقاموا قياما فقالوا ‪ :‬ال سلم عل يك أي ها ال نب ورح ة ال‬ ‫قبل الكلم عنه ‪..‬‬
‫وبركاته ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وهذا منهج النب‬
‫فقال ‪ " :‬وعليكـم السـلم ‪ ..‬اجلسـوا " ‪ ..‬فجلسـوا ثـ‬ ‫إليه ‪..‬‬ ‫أتى رجل إل النب ‪ .. r‬فنظر النب‬
‫سألوه ‪ r‬عن أوقات الصلوات ‪..‬‬ ‫فإذا رجل رث اليئة ‪ ..‬مغب الشعر ‪ ..‬فأراد ‪ r‬أن‬
‫‪ ..‬توسعت بلد السلم ‪..‬‬ ‫وف عهد عمر‬ ‫ينصحه ليصلح من هيئ ته ‪ ..‬لك نه خ شي أن يكون‬
‫فعي عمر سعد بن أب وقاص أميا على الكوفة ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ليس ذا مال ‪..‬‬
‫الرجل فقيا أص ً‬
‫كان أهل الكوفة حينذاك مشاغبي على ولتم ‪..‬‬ ‫فقال له ‪ :‬هل لك من مال ؟‬
‫‪ ..‬يشتكون‬ ‫أر سل ن فر من هم ر سالة إل اللي فة ع مر‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫إليه من سعد ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬من أي الال ‪..‬؟‬
‫وذكروا عيوبا كثية ‪ ..‬حتـ إنمـ قالوا ‪ :‬ول يسـن أن‬ ‫قال ‪ :‬مـن كـل الال ‪ ..‬مـن البـل ‪ ..‬والرقيـق ‪..‬‬
‫يصلي !!‬ ‫واليل ‪ ..‬والغنم ‪..‬‬
‫فلمـا قرأ عمـر الكتاب ‪ ..‬ل يتسـرع باتاذ قرار ‪ ..‬ول‬ ‫قال ‪ :‬فإذا آتاك ال مالً ‪ ..‬فليُر عليك ‪..‬‬
‫كتابة نصيحة ‪..‬‬ ‫ث قال ‪ :‬تن تج إ بل قو مك صحاح آذان ا ‪ ..‬فتع مد‬
‫وإن ا أر سل م مد بن م سلمة إل الكو فة م عه كتاب إل‬ ‫إل الوسى ‪ ..‬فتقطع آذانا ‪..‬‬
‫سعد ‪..‬‬ ‫فتقول ‪ :‬هذه بية ‪ ..‬وتشق ها ‪ ..‬أو ت شق جلود ها‬
‫وأمره أن يسي مع سعد ويسأل الناس عنه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ج عل م مد بن م سلمة ي صلي مع سعد ف ال ساجد ‪..‬‬ ‫وتقول ‪:‬هذه صرم ‪ ..‬فتحرمها عل يك وعلى أهلك‬
‫ويسأل الناس عن سعد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فإن ما أعطاك ال لك حل ‪ ..‬موسى ال أحد‬
‫( ) أخرجه الاكم وصحح إسناده ‪.‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪115‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت كبت سنه ‪ ..‬ورق عظمه ‪ ..‬واحدودب ظهره ‪..‬‬ ‫ول يدع م سجد إل سأل ع نه ‪ ..‬ول يذكرون عن‬
‫وطال عمره حت مل من حياته ‪ ..‬واشتد فقره ‪..‬‬ ‫سعد إل معروفا ‪..‬‬
‫فكان يلس وسـط الطريـق يسـأل الناس ‪ ..‬وقـد سـقط‬ ‫حت دخل مسجدا لبن عبس ‪..‬‬
‫حاجباه على عينيه من شدة الكب ‪ ..‬فإذا مرت به النساء‬ ‫فقام م مد بن م سلمة ‪ ..‬و سأل الناس عن أمي هم‬
‫مد يده يغمزهن ويتعرض لن ‪..‬‬ ‫سعد ؟؟‬
‫فكان الناس يصيحون به ‪ ..‬ويسبونه ‪ ..‬فيقول ‪:‬‬ ‫فأثنوا عليه خيا ‪..‬‬
‫وماذا أفعل !! شيخ كبي مفتون ‪ ..‬أصابتن دعوة الرجل‬ ‫فقال ممد ‪ :‬أنشد كم بال ‪ ..‬هل تعلمون م نه غ ي‬
‫الصال سعد بن أب وقاص ‪..‬‬ ‫ذلك ؟‬
‫قالوا ‪ :‬ل نعلم إل خيا ‪..‬‬
‫حديث ‪..‬‬ ‫فكرر عليهم السؤال ‪..‬‬
‫بئس مط ية الر جل زعموا ‪ ..‬وك فى بالرء إثا أن يدث‬ ‫عندها قام رجل ف آخر السجد ‪ ..‬اسه أسامة بن‬
‫بكل ما سع ‪..‬‬ ‫قتادة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫أما إذ نشدتنا بال ‪ ..‬فاسع ‪:‬‬
‫‪ .40‬اجلدن برفق !!‬
‫إن سـعدا كان ل يسـي بالسـوية ‪ ..‬ول يعدل فـ‬
‫ل يعن ما تقدم من كلم عدمُ اللوم أبدا ‪..‬‬
‫القضية ‪..‬‬
‫بلى ‪ ..‬فقـد تتاج فـ أحيان متكررة أن تلوم الخريـن ‪..‬‬
‫فعجب سعد وقال ‪ :‬أنا كذلك ؟‬
‫ولدك ‪ ..‬زوجتك ‪ ..‬صديقك ‪..‬‬
‫قال الرجل نعم ‪..‬‬
‫لكن يكن تأجيله قليلً ‪ ..‬أو استخدام أساليب أخف ‪..‬‬
‫فقال سعد ‪ :‬أما وال لدعون بثلث ‪:‬‬
‫دع اللوم يتفظ باء وجهه ‪..‬‬
‫اللهـم إن كان عبدك هذا كاذبا ‪ ..‬وقـد قام رياء‬
‫مكة ‪ ..‬وقد قوي شأنه عند العرب ‪..‬‬ ‫بعدما فتح‬
‫وسعة ‪..‬‬
‫وكثر الداخلون ف السلم ‪..‬‬
‫اللهم فـ ‪:‬‬
‫بالناس حنينا ‪ ..‬فجاء الشركون بأح سن صفوف‬ ‫غزا‬
‫•أطل عمره ‪..‬‬
‫‪ ..‬فصفت اليل ‪..‬‬
‫•وأطل فقره ‪..‬‬
‫ث صفت القاتلة ‪ ..‬ث صفت النساء من وراء ذلك ‪..‬‬
‫•وعرضه للفت ‪..‬‬
‫ث صفت الغنم ‪ ..‬ث النعم ‪..‬‬
‫ث خرج سعد من السجد ‪..‬‬
‫والسلمون بشر كثي ‪ ..‬قد بلغوا اثن عشر ألفا ‪..‬‬
‫ومضى إل لدينة ومات بعدها بسنوات ‪..‬‬
‫وكان الشركون قـد سـبقوا إل وادي حنيـ ‪ ..‬واختبأت‬
‫أما ذلك الرجل فل زالت دعوة سعد تلحقه ‪..‬‬
‫كتائب منهم ف جانبيه بي الصخور ‪..‬‬

‫‪116‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جعلوا يتبعونه ويرددون ‪ :‬اقسم علينا فيئنا ‪..‬‬ ‫فمــا هــو إل أن ابتدأ القتال ‪ ..‬ودخلت جوع‬
‫حت تزاحوا عليه ‪ ..‬وضيقوا الطريق بي يديه ‪..‬‬ ‫السلمي ف الوادي ‪..‬‬
‫واضطروه إل شجرة ‪ ..‬فم ّر من شدة الزحام مل صقا ل ا‬ ‫حتـ تفجـر عليهـم الكفار مـن كـل جانـب ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫واضطرب الناس ‪..‬‬
‫فتعلق رداؤه بأغصانا ‪ ..‬حت سقط عن منكبيه ‪ ..‬وصار‬ ‫وجعلت خ يل ال سلمي ‪ ..‬تلوذ خلف ظهور هم ‪..‬‬
‫بطنه وظهره مكشوفا ‪..‬‬ ‫فلم يلبثوا أن انكشفـت خيلهـم ‪ ..‬وكان أو ُل مـن‬
‫فلم يغضب ‪ ..‬وإنا التفت إليهم وقال ‪ ..‬بكل هدووووء‬ ‫فرّ العراب ‪ ..‬وتسلط الكفار وظهروا ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫فالتفـت رسـول ال ‪ .. r‬فإذا الموع تفـر ‪..‬‬
‫أيهـا الناس ‪ ..‬ردوا علي ردائي ‪ ..‬فوالذي نفسـي بيده لو‬ ‫والدماء ت سيل ‪ ..‬وال يل يضرب بعض ها ف ب عض‬
‫كان ل عدد شجر تامة ‪ ..‬نَعما لقسمته عليكم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ث ل تدون بيل ‪ ..‬ول جبانا ‪ ..‬ول كذابا ‪..‬‬ ‫فج عل يأ مر العباس بأن ينادي ‪ :‬يا للمهاجر ين يا‬
‫ل لمسك الموال لنفسه ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬لنه لو كان بي ً‬ ‫للنصار ؟‬
‫ولو كان جبانا لف ّر مع الفارين ‪..‬‬ ‫فرجعوا حت ثبت ‪ r‬ف ثاني أو مائة رجل ‪..‬‬
‫ولو كان كذابا لا نصره رب العالي ‪..‬‬ ‫ث نصر ال السلمي ‪ ..‬وانتهى القتال ‪..‬‬
‫الرائعة كثية ‪..‬‬ ‫مواقفه‬ ‫‪..‬‬ ‫وجعت الغنائم بي يدي النب‬
‫يشي مع بعض أصحابه ‪ ..‬فمر بامرأة تبكي عند‬ ‫كان‬ ‫فإذا الذيـن فروا مـن القتال ‪ ..‬وخافوا مـن الرماح‬
‫قب ‪ ..‬على صب لا ‪..‬‬ ‫والنبال ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ :‬اتقي ال واصبي ‪..‬‬ ‫هـم أول مـن اجتمـع على رسـول ال ‪ .. r‬يريـد‬
‫وكانـت الرأة باكيـة مهمومـة ‪ ..‬فلم تعرف النـب ‪..‬‬ ‫الغنائم ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬إليك عن ‪ ..‬وما تبال أنت بصيبت ‪..‬؟!‬ ‫تعلقت العراب ‪ ..‬برسول ال ‪ r‬يقولون له ‪:‬‬
‫ف سكت ال نب ‪ ..‬وذ هب وترك ها ‪ ..‬ف قد أدى ما عل يه‬ ‫اق سم علي نا فيئ نا ‪ ..‬اق سم علي نا فيئ نا ‪ ..‬يريدون‬
‫‪..‬‬ ‫الغنائم ‪..‬‬
‫وأدرك أن الرأة الن فـ وضـع نفسـي قـد ل يناسـب أن‬ ‫عجبا ‪ !!..‬يقسم فيئكم ‪ ..‬مت صار فيؤكم وأنتم‬
‫يزاد عليها ف النصح أكثر ما سعت ‪..‬‬ ‫ل تقاتلوا ‪..‬‬
‫التفـت بعـض الصـحابة إليهـا وقالوا ‪ :‬هذا رسـول ال‬ ‫كيف تطلبون من الغنيمة ‪ ..‬وهو الذي كان يصرخ‬
‫‪!!..‬‬ ‫بكم لتعودوا وأنتم ل تستجيبون ‪!!..‬‬
‫فندمـت الرأة على مـا قالت ‪ ..‬وقامـت تاول أن تلحـق‬ ‫لك نه ‪ r‬ل ي كن يد قق على م ثل هذا ‪ ..‬فالدن يا ل‬
‫بالنب ‪ ..‬حت وصلت بيته ‪..‬‬ ‫تساوي عنده شيئا ‪..‬‬

‫‪117‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والبارحة أبو أحد يعنين لا تكلم عن السيارات القدية ‪..‬‬ ‫فلم تد على بابه بوابي ‪..‬‬
‫نعم يقصد سيارت ‪ ..‬نعم ‪ ..‬كان ينظر إلّ ‪..‬‬ ‫فقالت معتذرة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ل أعرفك ‪ ..‬الن‬
‫إل آخر مواقف وتفكيات هذا الرجل السكي ‪..‬‬ ‫أصب ‪..‬‬
‫(‪)48‬‬
‫قديا قالوا ف الثل ‪ :‬إن أطاعك الزمان وإل فأطعه ‪..‬‬ ‫فقال إنا الصب عند الصدمة الول ‪..‬‬
‫ل حفظه‬
‫أذكر أن أعرابيا ‪ -‬من أصدقائي ‪ -‬كان يردد مث ً‬
‫مـن جده ‪ ..‬كان يسـمعن إياه كثيا إذا بدأت أتفلسـف‬ ‫اقتل برفق ‪..‬‬
‫عليـه ببعـض العلومات ‪ ..‬فكان يرج زفيا طوييييلً مـن‬ ‫إن ال كتـب الحسـان على كـل شيـء ‪ ..‬فإذا‬
‫صدره ث يقول ‪ :‬ياااا ش يخ ‪ ..‬ال يد اللي ما تقدر تلوي ها‬ ‫قتلتـم فأحسـنوا القتلة ‪ ..‬وإذا ذبتـم فأحسـنوا‬
‫صافحها ‪!!..‬‬ ‫الذبح ‪ ..‬وليحد أحدكم شفرته ‪ ..‬وليح ذبيحته‬
‫وإذا تفكرت ف هذا وجدته صحيحا ‪ ..‬فنحن إذا ل نعود‬ ‫‪ ..‬حديث رواه مسلم‬
‫أنفسـنا على التسـامح وتشيـة المور ‪ ..‬أو بعنـ آخـر‬
‫‪ِ .41‬فرّ من الشاكل !!‬
‫التغا ب ‪ ..‬وعدم الغراق ف التف سيات والظنون ‪ ..‬وإل‬
‫ل ف م ستشفى بدائي لكتشف‬
‫أظ نه لو أجرى تلي ً‬
‫فسوف نتعب كثيا ‪..‬‬
‫فـ جسـمه عشرة أنواع مـن المراض ‪ ..‬أهوناـ‬
‫ليس الغب بسيد ف قومه ‪ ..‬لكن سيد قومه التغاب‬
‫الضغط والسكر ‪..‬‬
‫وأذكر أن شابا متحمسا أقبل إل شيخه يريده أن يساعده‬
‫كان السكي يعذب نفسه كثيا لنه يطالب الناس‬
‫ف اختيار زو جة تكون رفي قة در به ح ت المات ‪ ..‬فقال‬
‫بالثالية التامة ‪ ..‬دائما تده متضايقا من زوجته ‪..‬‬
‫الشيـخ ‪ :‬مـا هـي الصـفات التـ ترغـب وجودهـا فـ‬
‫كسرت الصحن الديد ‪..‬‬
‫زوجتك ؟‬
‫نسيت كنس الصالة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬منظرها جيل ‪ ..‬وقوامها طويل ‪ ..‬وشعرها حرير‪..‬‬
‫أحرقت ثوب الديد بالكواة ‪..‬‬
‫ورائحتهـا عـبي ‪ ..‬لذيذة الطعام ‪ ..‬عذبـة الكلم ‪ ..‬إن‬
‫وأولده ‪ ..‬خالد إل الن ل يفـظ جدول الضرب‬
‫نظرت إليهـا سـرتن ‪ ..‬وإن غبـت عنهـا حفظتنـ ‪ ..‬ل‬
‫‪..‬‬
‫تالف ل أمرا ‪ ..‬ول أخ شى من ها شرا ‪ ..‬ل ا د ين يرفع ها‬
‫وسعد ‪ ..‬ل يظفر بتقدير متاز ‪..‬‬
‫‪ ..‬وحكمة تنفعها ‪..‬‬
‫وسارة ‪ ..‬وهند ‪..‬‬
‫وراح يسـرد مـن صـفات الكمال التفرقـة فـ النسـاء‬
‫هذا حاله ف بيته ‪..‬‬
‫ويمعها ف امرأة واحدة ‪..‬‬
‫أما بي زملئه ‪ ..‬فأعظم ‪ ..‬أبو عبد ال قصدن لا‬
‫فلمـا أكثـر على الشيـخ ‪ ..‬قال له ‪ :‬يـا ولدي ‪ ..‬عندي‬
‫ذكر قصة البخيل ‪!..‬‬
‫طلبك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أين ؟ قال ‪ :‬ف النة بإذن ال ‪ ..‬أما ف الدنيا فعود‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪48‬‬

‫‪118‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فجأة ‪ ..‬فيبعدها ‪ ..‬خوفا من أن يصيب رحل ناقته رجل‬ ‫نفسك التسامح ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫النب‬ ‫نعـم فـ الدنيـا عود نفسـك التسـامح ‪ ..‬ل تعذب‬
‫حت غلبته عينه ف بعض الطريق ‪ ..‬فزاحت راحلته راحلة‬ ‫نف سك بالب حث عن مشاكـل لثارتاـ ‪ ..‬والنقاش‬
‫‪ ..‬فآله ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وضرب رحله رجل النب‬ ‫النب‬ ‫حولا ‪..‬‬
‫من حر ما يد ‪ " :‬حسّ "‬ ‫فقال النب‬ ‫فيوما تصـرخ فـ وجـه جليـس ‪ :‬أنـت تقصـدن‬
‫فاستيقظ كلثوم ‪ ..‬فاضطرب وقال ‪:‬‬ ‫بكلمك ؟‬
‫يا رسول ال ‪ ..‬استغفر ل ‪..‬‬ ‫ويوما فـ وجـه ولدك ‪ :‬أنـت تريـد أن تزننـ‬
‫بكل ساحة ‪ِ :‬سرْ ‪ِ ..‬سرْ ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫بكسلك ؟‬
‫ن عم ‪ِ :‬سرْ ‪ ..‬ول يع مل قض ية ‪ ..‬لاذا تضايق ن ؟ الطر يق‬ ‫ويوما ف وجه زوجتك ‪ :‬أنت تتعمدين إهال بيتك‬
‫واسع ! ما الذي جاء بك بانب ؟! ل ‪ ..‬ل يتعب نفسه ‪..‬‬ ‫؟ ‪...‬‬
‫ضربة رجل ‪ ..‬وانتهت ‪..‬‬ ‫وقـد كان منهـج النـب ‪ .. r‬التسـامح عموما ‪..‬‬
‫دائما ‪..‬‬ ‫كان هذا أسلوبه‬ ‫فكان يستمتع بياته ‪..‬‬
‫جلس يوما بي أصحابه ‪..‬‬ ‫على أهله أحيانا ‪ ..‬ف الض حى ‪..‬‬ ‫كان يد خل‬
‫فأقبلت إليه امرأة ببدة ‪ ..‬قطعة قماش ‪..‬‬ ‫و هو جائع ‪ ..‬في سألم ‪ :‬هل عند كم من ش يء ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ..‬إنـ نسـجت هذه بيدي ‪..‬‬ ‫عندكم طعام ‪..‬‬
‫أكسوكها ‪..‬‬ ‫فيقولون ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكان متاجا إليها ‪..‬‬ ‫فأخذها النب‬ ‫‪ :‬إن إذا صائم ‪..‬‬ ‫فيقول‬
‫وقام ودخل بيته ‪ ..‬فلبسها ‪ ..‬ث خرج إل أصحابه وهي‬ ‫ول يكن يصنع لجل ذلك مشاكل ‪ ..‬ما كان يقول‬
‫إزاره ‪..‬‬ ‫‪ :‬لِمَـ ل تصـنعوا طعاما ‪ ..‬لِم ل تبـون لشتري ‪..‬‬
‫فقال رجل من القوم ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬اكسنيها ‪..‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫إن إذا صائم ‪ ..‬وانتهى المر ‪..‬‬
‫‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫وكان ف تعامله مع الناس ‪ ..‬يتعامل بكل ساحة ‪..‬‬
‫‪ ..‬فخلعها وطواها ‪ ..‬ولبس إزارا قديا ‪..‬‬ ‫ث رجع‬ ‫قال كلثوم بن ال صي ‪ ..‬كان من خيار ال صحابة‬
‫ث أرسل با إل الرجل ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال الناس للرجـل ‪ :‬مـا أحسـنت ‪ ..‬سـألته إياهـا وقـد‬ ‫قال ‪ :‬غزوت مــع رســول ال ‪ r‬غزوة تبوك ‪..‬‬
‫علمت أنه ل يرد سائلً ؟!‬ ‫فسرت ذات ليلة معه ونن بوادي "الخضر" ‪..‬‬
‫فقال الرجـل ‪ :‬وال مـا سـألته ‪ ..‬إل لتكون كفنـ يوم‬ ‫أطالوا الشي ‪ ..‬فجعل يغلبه النعاس ‪..‬‬
‫أموت ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويستيقظ‬ ‫وجعلت ناقته تقترب من ناقة النب‬

‫( ) رواه أبو داود ‪ -‬صحيح‬ ‫‪49‬‬

‫‪119‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)50‬‬
‫سجدة ‪ ..‬أطالا ‪ ..‬حت خشي عليه‬ ‫فسجد رسول ال‬ ‫‪..‬‬ ‫فلما مات الرجل ‪ ..‬كفنه أهله فيها‬
‫أصحابه أن يكون قد أصابه شيء ‪..‬‬ ‫ما أجل احتواء الناس بذه التعاملت ‪..‬‬
‫ث رفع من سجوده ‪..‬‬ ‫يوما يؤم أصحابه ف صلة العشاء ‪..‬‬ ‫قام‬
‫وبعد انتهاء الصلة ‪ ..‬سأله أصحابه ‪ ..‬قالوا ‪ :‬يا رسول‬ ‫فدخـل إل السـجد طفلن ‪ ..‬السـن والسـي ‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬لقـد سـجدت فـ صـلتك هذه سـجدة مـا كنـت‬ ‫‪..‬‬ ‫ابنا فاطمة‬
‫تسجدها ‪ !!..‬أشيء أمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟‬ ‫‪ ..‬وهو يصلي ‪..‬‬ ‫فأقبل إل جدها رسول ال‬
‫‪ :‬كـل ذلك ل يكـن ‪ ..‬ولكـن ابنـ ارتلنـ ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫فكان إذا سـجد ‪ ..‬وثـب السـن والسـي على‬
‫فكرهت أن أعجله ‪ ..‬حت يقضي حاجته ‪.. )52( ..‬‬ ‫ظهره ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكان‬ ‫يوما على أم هانئ بنت أب طالب‬ ‫ودخل‬ ‫أن ير فع رأ سه ‪ ..‬تناول ما بيد يه من‬ ‫فإذا أراد‬
‫جائعا ‪..‬‬ ‫خلفه تناو ًل رفيقا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬هل عندك من طعام نأكله ؟‬ ‫ووضعهما عن ظهره ‪ ..‬فجلسا جانبا ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬ليس عندي إل كسر يابسة ‪ ..‬وإن لستحي أن‬ ‫فإذا عاد لسجوده ‪ ..‬عادا فوثبا على ظهره ‪..‬‬
‫أقدمها إليك ‪..‬‬ ‫صلته ‪..‬‬ ‫حت قضى‬
‫فقال ‪ :‬هلمي بن ‪..‬‬ ‫فأخذها بكل رفق ‪ ..‬وأقعدها على فخذيه ‪..‬‬
‫فأتته بن ‪ ..‬فكسرهن ف ماء ‪ ..‬وجاءت بلح فذرته عليه‬ ‫‪ ..‬فقال ‪ :‬يـا رسـول ال ‪..‬‬ ‫فقام أبـو هريرة‬
‫‪..‬‬ ‫أردّها ‪..‬؟ يعن أعيدها لمهما ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬يأكل هذا البز ملوطا بالاء ‪..‬‬ ‫فجعل‬ ‫عليهما ‪..‬‬ ‫فلم يعجل‬
‫فالتفت إل أم هانئ وقال ‪ :‬هل من إدام ؟‬ ‫ل ‪ ..‬فبقت برقة من السماء ‪..‬‬
‫ث لبث قلي ً‬
‫فقالت ‪ :‬ما عندي يا رسول ال إل شيء من "خلّ" ‪..‬‬ ‫‪ :‬ال قا بأمك ما ‪ ..‬فقا ما فدخل على‬ ‫فقال ل ما‬
‫(‪)51‬‬
‫فقال ‪ :‬هلميه ‪..‬‬ ‫أمهما ‪..‬‬
‫فجاءته به ‪ ..‬فصبه على طعامه ‪ ..‬فأكل منه ‪..‬‬ ‫وف يوم آخر ‪..‬‬
‫ث حد ال عز وجل ‪ ..‬ث قال ‪ :‬نعم الدام الل (‪.. )53‬‬ ‫‪ ..‬على أصـحابه فـ إحدى‬ ‫خرج النـب عليـه‬
‫نعم ‪ ..‬كان يعيش حياته كما هي ‪ ..‬يتقبل المور بسب‬ ‫صلت الظهر أو العصر ‪..‬‬
‫ما هي عليه ‪..‬‬ ‫وهو حامل السن أو السي ‪..‬‬
‫وف رحلة الج ‪..‬‬ ‫فتقدم إل موضـع صـلته ‪ ..‬فوضعـه ‪ ..‬ثـ كـب‬
‫مع أ صحابه ‪ ..‬فنلوا منلً ‪ ..‬فذ هب ال نب‬ ‫خرج‬ ‫مصليا بالناس ‪..‬‬

‫( ) الاكم ف الستدرك‬ ‫‪52‬‬


‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪50‬‬

‫( ) رواه الطبان ف الوسط ‪ ،‬وأصله ف الصحيحي‬ ‫‪53‬‬


‫( ) رواه أحد وقال اليثمي ‪ :‬رجاله ثقات‬ ‫‪51‬‬

‫‪120‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وبعـض الباء والمهات كذلك ‪ ..‬ورباـ بعـض الدرسـي‬ ‫فقضى حاجته ‪..‬‬
‫والدرسات كذلك ‪..‬‬ ‫ث جاء إل حوض ماء فتوضأ منه ‪..‬‬
‫ول تفتش عن الخطاء الفية ‪..‬‬ ‫ليصلي ‪..‬‬ ‫ث قام‬
‫وكـن سـحا فـ قبول أعذار الخريـن ‪ ..‬خاصـة مـن‬ ‫‪ ..‬فوقـف عـن يسـار‬ ‫جاء جابر بـن عبـد ال‬
‫يعتذرون إليـك حفاظا على مبتهـم معـك ‪ ..‬ل لجـل‬ ‫‪ ..‬وكبّر مصليا معه ‪..‬‬ ‫رسول ال‬
‫مصال شخصية ‪..‬‬ ‫بيده ‪ ..‬فأداره ح ت أقا مه عن يي نه‬ ‫فأ خذ ال نب‬
‫اقبل معاذير من يأتيك معتذرا‬ ‫‪..‬‬
‫إن ب ّر عندك فيما قال أو فجرا‬ ‫ومضيا ف صلتما ‪..‬‬
‫فقد أطاعك من يرضيك ظاهره‬ ‫‪ ..‬فتوضأ ‪..‬‬ ‫فجاء جبار بن صخر‬
‫وقد أجلّك من يعصيك مستترا‬ ‫‪..‬‬ ‫ث أقبل فقام عن يسار رسول ال‬
‫‪ ..‬وقد رقى منبه يوما ‪..‬‬ ‫وانظر إل رسول ال‬ ‫بأيديهما جيعا – بكل هدوء ‪ -‬فدفعهما‬ ‫فأخذ‬
‫وخطب بأصحابه فرفع صوته حت أسع النساء العواتق ف‬ ‫حت أقامهما خلفه (‪.. )54‬‬
‫خدورها داخل بيوتن ‪!!..‬‬ ‫جالسا ‪..‬‬ ‫وف يوم كان‬
‫‪ :‬يا معشر من آمن بلسانه ول يدخل اليان إل‬ ‫فقال‬ ‫فأقل بت إل يه أم ق يس ب نت م صن با بن ل ا حد يث‬
‫قلبـه ‪ ..‬ل تغتابوا السـلمي ‪ ..‬ول تتبعوا عوراتمـ ‪..‬فإنـه‬ ‫الولدة ‪ ..‬ليحنكه ويدعو له ‪..‬‬
‫من يت بع عورة أخ يه ‪ ..‬يت بع ال عور ته ‪ ..‬و من يت بع ال‬ ‫فجعله فـ حجره ‪ ..‬فلم يلبـث الصـغي‬ ‫فأخذه‬
‫عورته ‪ ..‬يفضحه ولو ف جوف بيته ‪.. )56( ..‬‬ ‫‪ ..‬وبلل ثيابه بالبول ‪..‬‬ ‫أن بال ف حجر النب‬
‫نعم ل تتصيد الخطاء ‪ ..‬وتتبع العورات ‪ ..‬كن سحا ‪..‬‬ ‫على أن دعا باء فنضحه على أثر‬ ‫فلم يزد النب‬
‫حريصا على عدم إثارة الشكلت أصلً ‪..‬‬ ‫وكان‬ ‫البول (‪.. )55‬‬
‫ف ملس هادئ مع ب عض أ صحابه ‪ ..‬صفت ف يه النفوس‬ ‫وانتهى المر ‪ ..‬ل يغضب ‪ ..‬ول يعبس ‪..‬‬
‫لصحابه ‪:‬‬ ‫‪ ..‬واطمأنت القلوب ‪ ..‬قال‬ ‫فلماذا نعذب ن ن أنف سنا ون صنع من ال بة ق بة ‪..‬‬
‫أل ل يبلغن أحد منكم عن أحد من أصحاب شيئا ‪ ..‬فإن‬ ‫ليـس شرطا أن يكون كـل مـا يقـع حولك مرضيا‬
‫أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ‪.. )57( ..‬‬ ‫لك ‪.. %100‬‬
‫ل تعذب نفسك ‪..‬‬ ‫جل من ل عيب فيه‬ ‫وإن تد عيبا فسدّ اللل‬
‫ل تثر على نفسك الغبار ما دام ساكنا ‪ ..‬وإن ثار فسدّ‬ ‫وعل‬
‫أنفك بِكُمّك ‪ ..‬واستمتع بياتك ‪..‬‬ ‫بعـض الناس يرق أعصـابه ‪ ..‬ويكـب القضايـا ‪..‬‬

‫( ) أخرجه أبو يعلى ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪56‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪54‬‬

‫( ) أخرجه أبو داود ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪57‬‬


‫( )‬ ‫‪55‬‬

‫‪121‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كلفه ما يغلبه فليعنه عليه ‪..‬‬
‫؟!‬ ‫فماذا فعل أبو ذر‬ ‫‪.42‬اعترف بطئك ‪ ..‬ل تكابر ‪..‬‬
‫م ضى أ بو ذر ح ت ل قي بللً ‪ ..‬ث اعتذر ‪ ..‬وق عد على‬ ‫كث ي من الشا كل ال ت رب ا ت ستمر العداوة ب سببها‬
‫الرض ‪ ..‬بيـ يدي بلل ‪ ..‬ثـ جعـل يقرب مـن الرض‬ ‫‪ ..‬سنة وسنتي ‪ ..‬وربا العمر كله ‪ ..‬يكون حلها‬
‫حتـ وضـع خده على التراب وقال ‪ :‬يـا بلل ‪ ..‬طـأ‬ ‫أن يقول أحدها للخر ‪ :‬أنا أخطأت ‪ ..‬وأعتذر ‪..‬‬
‫(‪)58‬‬
‫برجلك على خدي ‪..‬‬ ‫موعد أخلفته ‪ ..‬أو مزحة ثقيلة ‪..‬أو كلمة نابية ‪..‬‬
‫فـ حرصـهم على إطفاء نار‬ ‫هكذا كان الصـحابة‬ ‫سـارع إل إطفاء شرارهـا قبـل أن تضطرم النار‬
‫العداوة ق بل اشتعال ا ‪ ..‬فإن اشتعلت منعو ها من المتداد‬ ‫بسببها ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أ نا آ سف ‪ ..‬ح قك عليّ ‪ ..‬ما ي صي خاطرك إل‬
‫ماورة ‪ ..‬فأغضب أبو بكر‬ ‫وقعت بي أب بكر وعمر‬ ‫طيب ‪..‬‬
‫عمرَ ‪..‬‬ ‫ما أجل أن نتواضع ونسمع الناس هذه العبارات ‪..‬‬
‫فانصرف عنه عم ُر مغضبا ‪..‬‬ ‫وقعـت خصـومة بيـ أبـ ذر وبلل ‪ ..‬رضـي ال‬
‫فلما رأى أبو بكر ذلك ‪ ..‬ندم ‪ ..‬وخشي أن يتطور المر‬ ‫عنهما ‪ ..‬وها صحابيان ‪ ..‬لكنهما بشر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فغضب أبو ذر ‪ ..‬وقال لبلل ‪ :‬يا ابن السوداء ‪..‬‬
‫فانطلق يتبع عمر ‪ ..‬ويقول ‪ :‬استغفر ل يا عمر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫فشكاه بلل إل رسول ال‬
‫وعمر ل يلتفت إليه ‪ ..‬وأبو بكر يعتذر ‪ ..‬ويشي وراءه‬ ‫فقال ‪ :‬أساببت فلنا ؟‬ ‫فدعاه النب‬
‫حت وصل عمر إل بيته ‪ ..‬وأغلق بابه ف وجهه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فمضى أبو بكر إل رسول ال‬ ‫قال ‪ :‬فهل ذكرت أمه ؟‬
‫ل من بعيد ‪ ..‬رآه متغيا ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫مقب ً‬ ‫فلما رآه النب‬ ‫قال ‪ :‬مـن يسـابب الرجال ‪ ..‬ذُكـر أبوه وأمـه يـا‬
‫أما صاحبكم هذا فقد غامر ‪ ..‬جلس أبو بكر ساكتا ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪..‬‬
‫فلم ت ض لظات ‪ ..‬ح ت ندم ع مر على ما كان م نه ‪..‬‬ ‫‪ :‬إنك امرؤ فيك جاهلية ‪..‬‬ ‫فقال‬
‫وكانت قلوبم بيضاء ‪..‬‬ ‫فتغي أبو ذر ‪ ..‬وقال ‪ :‬على ساعت من الكب ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬فسـلم وجلس بانـب‬ ‫فأقبـل إل ملس رسـول ال‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقص عليه الب ‪..‬‬ ‫النب‬ ‫منهجا يتعامل به مع من هم أقل‬ ‫ث أعطاه النب‬
‫وحكى كيف أعرض عن أب بكر ول يقبل اعتذاره ‪..‬‬ ‫منه فقال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫فغضب رسول ال‬ ‫إن ا هم إخوان كم ‪ ..‬جعل هم ال ت ت أيدي كم ‪..‬‬
‫فل ما رأى أ بو بكر غض به ‪ ..‬ج عل يقول ‪ :‬وال يا رسول‬ ‫فمن كان أخوه تت يده ‪ ..‬فليطعمه من طعامه ‪..‬‬
‫وليلب سه من لبا سه ‪ ..‬ول يكل فه ما يغل به ‪ ..‬فإن‬
‫( ) رواه مسلم متصرا‬ ‫‪58‬‬

‫‪122‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عزيزي ل تع جل عليّ ‪ ..‬أ نا م عك أن أ سلوب الر جل ل ا‬ ‫ال ‪ ..‬لنا كنت أظلم ‪ ..‬أنا كنت أظلم ‪..‬‬
‫اعترض على عمر ‪ ..‬غي مناسب ‪ ..‬لكن العجب هو من‬ ‫وجعل يدافع عن عمر ويعتذر له ‪..‬‬
‫قدرة عمر على استيعاب الوقف ‪ ..‬وإطفاء النار ‪..‬‬ ‫‪ :‬هل أن تم تاركون ل صاحب ؟ هل أن تم‬ ‫فقال‬
‫وأخيا ‪ ..‬إذا أردت أن يقبـل الناس منـك ملحظتـك ‪..‬‬ ‫تاركون ل صـاحب ؟ إنـ قلت ‪ :‬يأيهـا الناس إنـ‬
‫ونصحك ‪ ..‬أيا كانوا ‪ ..‬زوجة ‪ ..‬ولدا ‪ ..‬أختا ‪..‬‬ ‫ر سول ال إلي كم جيعا ‪ ..‬فقل تم ‪ :‬كذ بت ‪ ..‬وقال‬
‫فكن أنت متقبلً للنصح أصلً ‪ ..‬غي متكب عنه ‪..‬‬ ‫أبو بكر ‪ :‬صدقت (‪.. )59‬‬
‫كان كثيا ما يقول ل ا ‪ :‬اع ت بأولدك أك ثر ‪ ..‬اطب خي‬ ‫وانت به أن تكون م ن ي صلح الناس ويف سد نف سه ‪..‬‬
‫جيدا ‪ ..‬إل مت أقول ‪ :‬رتب غرفة النوم ‪..‬‬ ‫يدور با كما يدور المار ف الرحى ‪..‬‬
‫وكا نت تردد دائما ب كل أري ية ‪ :‬أب شر ‪ ..‬إن شاء ال ‪..‬‬ ‫فإذا ك نت ف مو ضع توج يه أو اقتداء ‪ ..‬كمدرس‬
‫أمرك ‪..‬‬ ‫مع طل به ‪ ..‬وأب مع أولده ‪ ..‬أو أم ‪ ..‬وكذلك‬
‫قالت له يوما – ناصـحة ‪ : -‬الولد فـ أيام اختبارات‬ ‫الزوجان مع بعضهما ‪..‬‬
‫ـت‬
‫ـر إذا خرجـ‬
‫ـم ‪ ..‬فل تتأخـ‬
‫ويتاجون وجودك بينهـ‬ ‫ثيابا على الناس ‪ ..‬فنال كل وا حد‬ ‫وزع ع مر‬
‫لصحابك ‪ ..‬فما كاد يسمع منها ذلك حت صاح با ‪:‬‬ ‫قطعة قماش تكفيه إزارا أو رداءً ‪..‬‬
‫لست متفرغا لم ‪ ..‬أتأخر أو ل أتأخر ‪ ..‬ليس شغلك ‪..‬‬ ‫ث قام يطب الناس يوم المعة ‪..‬‬
‫ليس لك دخل فّ ‪..‬‬ ‫فقال فـ أول خطبتـه ‪ :‬إن ال كتـب ل عليكـم‬
‫فبال عليك قل ل ‪ :‬كيف تريدها أن تقبل منه نصحا بعد‬ ‫السمع والطاعة ‪..‬‬
‫ذلك !!‬ ‫فقام ر جل من القوم وقال ‪ :‬ل سع لك ول طا عة‬
‫وأخيا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫الذكـي ‪ ..‬هـو الذي يسـد الفتحات فـ جداره حتـ ل‬ ‫فقال عمر ‪ :‬له ؟‬
‫يستطيع الناس أن يسترقوا النظر ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬لنـك قسـمت علينـا ثوبا ‪ ..‬ثوبا ‪ ..‬وأنـت‬
‫بعن ‪ :‬أن ل تفتح ما ًل لشك الناس فيك ‪..‬‬ ‫تلبس ثوبي جديدين ‪..‬‬
‫أذكر أن إحدى المعيات الدعو ية استدعت مموعة من‬ ‫أي إزارك ورداؤك ‪ ..‬كلها نلحظ أنه جديد ‪..‬‬
‫الدعاة لعقد ماضرات ف ألبانيا ‪..‬‬ ‫فقال عمر ‪ :‬قم يا عبد ال بن عمر ‪ ..‬فقام ‪ ..‬فقال‬
‫كان رئيس الراكز الدعوية ف ألبانيا حاضرا الجتماع ‪..‬‬ ‫‪ :‬ألست دفعت ل ثوبك لخطب به ‪..‬؟‬
‫نظرنا إليه ‪ ..‬فإذا ليس ف خديه شعرة واحدة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فن ظر بعض نا إل بعض مستغربا ‪ !!..‬فقد جرت العادة أن‬ ‫فقعد الرجل وقال ‪ :‬الن نسمع ونطيع ‪ ..‬وانتهت‬
‫معفيا لي ته ‪..‬‬ ‫يكون الداع ية ملتزما بدي ر سول ال‬ ‫الشكلة ‪..‬‬
‫ولو بعضها ‪ ..‬فكيف برئيس الدعاة ؟!‬
‫( ) البخاري‬ ‫‪59‬‬

‫‪123‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فل ما ابتدأ الجتماع قال ل نا ضاحكا ‪ :‬يا جا عة ‪..‬‬
‫‪.43‬مفاتيح الخطاء!‬ ‫أ نا أمرد ‪ ..‬أ صلً ل ين بت ل ل ية ‪ ..‬ل تعملوا ل‬
‫التعامل مع الخطاء فن ‪ ..‬فلكل باب مفتاح ‪ ..‬وللقلوب‬ ‫ماضرة إذا انتهينا ‪..‬‬
‫دروب ‪..‬‬ ‫تبسمنا وشكرناه ‪..‬‬
‫إذا وقع أ حد ف خطأ كبي ‪ ..‬وانتشر خبه ف الناس ‪..‬‬ ‫وإن شئت فارحـل معـي إل الدينـة ‪ ..‬وانظـر إل‬
‫وبدأ الناس يترقبون ماذا تفعـل فأشغلهـم بشيـء ‪ ..‬حتـ‬ ‫وقد كان معتكفا ف مسجده ف ليال‬ ‫رسول ال‬
‫يكون عندك و قت لدرا سة ال مر ‪ ..‬ح ت ل يتجرّأ أ حد‬ ‫رمضان ‪..‬‬
‫على مثل فعله ‪ ..‬أو يتعودوا على مثل هذا الطأ ‪..‬‬ ‫زائرة ‪..‬‬ ‫فأقبلت إليه زوجه صفية بنت حيي‬
‫مع أصحابه ف غزوة بن الصطلق ‪..‬‬ ‫خرج‬ ‫فمكثت عنده قليلً ‪..‬‬
‫وأثناء رجوعهم ‪ ..‬نزلوا يستريون ‪..‬‬ ‫ث قامت لتعود لبيتها ‪..‬‬
‫فأرسل الهاجرون غلما لم اسه ‪ :‬جهجاه بن مسعود ‪..‬‬ ‫أن تعود ف ظل مة الل يل وحد ها‬ ‫فلم ي شأ ال نب‬
‫ليستقي لم من البئر ماءً ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأرسل النصار غلما لم اسه ‪ :‬سنان بن وبر الهن ‪..‬‬ ‫فقام معها ليوصلها ‪..‬‬
‫ليستقي لم أيضا ‪..‬‬ ‫فمشـى معهـا فـ الطريـق ‪ ..‬فمـر بـه رجلن مـن‬
‫فازد حم الغلمان على الاء ‪ ..‬فك سع أحده ا صاحبه ‪..‬‬ ‫النصار ‪..‬‬
‫أي ضربه على مؤخرته ‪..‬‬ ‫والرأة معه ‪ ..‬أسرعا ‪..‬‬ ‫فلما رأيا النب‬
‫فصرخ الهن ‪ :‬يااااا معشر النصار ‪..‬‬ ‫لما ‪ :‬على رسلكما إنا صفية بنت حيي‬ ‫فقال‬
‫وصرخ جهجاه ‪ :‬يااااا معشر الهاجرين ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فثار النصار ‪ ..‬وثار الهاجرون ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬سبحان ال يا رسول ال ‪ ..‬أي ‪ :‬أيُعقل أن‬
‫واشتــد اللف ‪ ..‬والقوم قادمون مــن حرب ‪ ..‬ول‬ ‫نشك فيك أن يكون معك امرأة أجنبية عنك ‪!!..‬‬
‫يزالون بسلحهم !!‬ ‫‪ :‬إن الشيطان يري مـن النسـان مرى‬ ‫فقال‬
‫‪ ..‬حت اطفأ ما بينهم ‪..‬‬ ‫فانطلق‬ ‫الدم ‪ ..‬وإن خشيت أن يقذف ف قلوبكما شرا ‪..‬‬
‫فتحركت الفاعي ‪..‬‬ ‫أو قال شيئا ‪.. )60( ..‬‬
‫غضب عبد ال بن أب بن سلول ‪ ..‬وعنده رهط من قومه‬
‫النصار ‪..‬‬ ‫شجاعة ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أوقد فعلوها!! قد نافرونا ‪ ..‬وكاثرونا ف بلدنا ‪..‬‬ ‫ليست الشجاعة أن تصر على خطئك ‪ ..‬وإنا أن‬
‫وال ما أعدّنا وجلبيب قريش هذه ‪ ..‬إل كما قال الول‬ ‫تعترف به ‪ ..‬ول تكرره مرة أخرى ‪..‬‬
‫‪ :‬سَـمّن كلبك يأكلك ‪ ..‬وجوّع كلبك يتبعك !!‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪60‬‬

‫‪124‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أن يرتل ف شدة الر ‪..‬‬ ‫ول تكن عادته‬ ‫ث قال ال بيث ‪ :‬أ ما وال لئن رجع نا ال الدي نة ‪..‬‬
‫ارتل الناس ‪..‬‬ ‫ليخرجن الع ّز منها الذلّ ‪..‬‬
‫‪ ..‬أخبه زيد‬ ‫وبلغ عبد ال بن سلول أن رسول ال‬ ‫ث أق بل على من حضره من قو مه فقال ‪ :‬هذا ما‬
‫بن أرقم با سع منه ‪..‬‬ ‫ـم ‪..‬‬
‫ـم بلدكـ‬
‫ـكم ‪ ..‬أحللتموهـ‬
‫ـم بأنفسـ‬
‫فعلتـ‬
‫‪ ..‬وج عل يلف بال‬ ‫فأق بل ا بن سلول إل ر سول ال‬ ‫وقاستموهم أموالكم ‪ ..‬أما وال لو أمسكتم عنهم‬
‫‪ ..‬ما قلت ‪ ..‬ول تكلمت به ‪ ..‬كذب عل ّي الغلم ‪..‬‬ ‫ما بأيديكم ‪ ..‬لتحولوا إل غي داركم ‪..‬‬
‫وكان ابن سلول رئيسا ف قومه ‪ ..‬شريفا عظيما ‪..‬‬ ‫وج عل ال بيث يهدد ويتو عد ‪ ..‬والذ ين عنده من‬
‫فقال النصـار ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ..‬عسـى أن يكون الغلم‬ ‫أنصاره النافقي ‪ ..‬يؤيدونه ويشجعونه ‪..‬‬
‫أوْهمَ ف حديثه ‪ ..‬ول يفظ ما قال الرجل ‪..‬‬ ‫كان من بي الالسي غلم صغي ‪ ..‬اسه زيد ابن‬
‫وجعلوا يدافعون عن ابن سلول ‪..‬‬ ‫أرقم ‪..‬‬
‫فأقبل سيد من سادة النصار ‪ ..‬أسيد بن حضي ‪ ..‬فحياه‬ ‫فأخبه الب ‪..‬‬ ‫فمضى إل رسول ال‬
‫بتحية النبوة وسلم عليه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وكان عمر بن الطاب جالسا عند النب‬
‫يا ر سول ال ‪ ..‬وال ل قد ر حت ف ساعة منكرة ‪ ..‬ما‬ ‫فثار ‪ ..‬ك يف يرؤ هذا النا فق على ر سول ال‬
‫كنت تروح ف مثلها !!‬ ‫بذا السلوب القبيح ‪ ..‬ورأى عمر أن قتل الفعى‬
‫وقال ‪ :‬أو ما بلغك ما قال صاحبكم ؟‬ ‫فالتفت إليه‬ ‫أول من قطع ذيلها ‪ ..‬ورأى أن قتل ابن سلول ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أي صاحب يا رسول ال ؟‬ ‫يقضي على الفتنة ف مهدها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬عبد ال بن أب ‪..‬‬ ‫ولكن أن يقتله رجل من قومه النصار ‪ ..‬أسلم من‬
‫قال ‪ :‬وما قال ؟‬ ‫أن يقتله رجل من الهاجرين ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬زعم أنه ان رجع ال الدينة أخرج الع ّز منها الذلّ‬ ‫ففقال عمر ‪ :‬يا رسول ال ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫من مر به عباد ابن بشر النصاري فليقتله ‪..‬‬
‫فثار أسيد وقال ‪ :‬فأنت وال يا رسول ال ترجه إن شئت‬ ‫لكـن رسـول ال كان أحكـم ‪ ..‬فهـم قادمون مـن‬
‫‪ ..‬هو وال الذليل ‪ ..‬وأنت العزيز ‪..‬‬ ‫حرب ‪ ..‬والناس بسـلحهم ‪ ..‬والنفوس مشحونـة‬
‫‪:‬‬ ‫ث قال أسيد مففا على رسول ال‬ ‫‪ ..‬وليس من الناسب إثارتم أكثر ‪..‬‬
‫يـا رسـول ال ‪ ..‬ارفـق ‪ ..‬لقـد جاءنـا ال بـك وإن قومـه‬ ‫‪ :‬فكيـف يـا عمـر اذا تدث الناس أن‬ ‫فقال‬
‫لينظمون له الرز ليتوجوه ‪ ..‬فإ نه ليى أ نك قد ا ستلبته‬ ‫ممدا يقتل أصحابه ؟!‬
‫ملكا ‪..‬‬ ‫ل يا عمر ‪ ..‬ولكن آذن الناس بالرحيل ‪..‬‬
‫‪ ..‬ومضى براحلته ‪ ..‬والناس منهم من‬ ‫فسكت النب‬ ‫وكان الناس قـد نزلوا للتوّ واسـتظلوا ‪ ..‬فكيـف‬
‫يمع متاعه ‪ ..‬ومنهم من يرحل راحلته ‪..‬‬ ‫يأمرهم بالرحيل ‪ ..‬ف شدة الر والشمس ‪..‬‬

‫‪125‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اللّ هِ حَتّى يَنفَضّوا َوِللّ هِ َخزَائِ نُ ال سّمَاوَاتِ وَاْلَأرْ ضِ َولَكِنّ‬ ‫وجعلت الادثة تنتشر ‪ ..‬وصارت أحاديث اليش‬
‫ُونـ لَئِن رّ َجعْن َا إِلَى الْ َمدِيَنةِ‬
‫ُونـ * َيقُول َ‬
‫الْمُنَافِقِي َ لَا َيفْ َقه َ‬ ‫‪ .. :‬لاذا ارتلنا ف هذا الوقت ‪ ..‬ماذا قال ؟ كيف‬
‫خرِجَنّ اْلأَ َعزّ مِ ْنهَا اْلَأذَلّ َوِللّ هِ اْل ِعزّ ُة وَِلرَ سُوِل ِه وَِللْ ُم ْؤمِنِيَ‬
‫لَيُ ْ‬ ‫تعامل معه ؟ صدق ابن سلول ‪ ..‬ل بل كذب ‪..‬‬
‫وَلَكِ ّن الْمُنَا ِفقِيَ لَا َي ْعلَمُونَ ) ‪..‬‬ ‫وبدأت الشائعات تزيد ‪ ..‬والكلم يزاد فيه ويُنقَص‬
‫‪ ..‬ث أخذ بأذن الغلم زيد بن أرقم‬ ‫فقرأها رسول ال‬ ‫‪ ..‬واضطرب اليش ‪ ..‬وهم ف طريقهم من قتال‬
‫‪ ..‬وقال ‪ :‬هذا الذي أوف ل بأذنه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ويرون بقبائل أعداء يتربصون بم ‪..‬‬
‫وبدأ الناس يسبون ابن سلول ‪ ..‬ويلومونه ‪..‬‬ ‫ـم ‪ ..‬فأراد أن‬
‫ـش بدأ ينقسـ‬
‫أن اليـ‬ ‫ـر‬
‫فشعـ‬
‫إل عمر وقال ‪ :‬أرأيت يا عمر ‪ ..‬لو قتلته يوم‬ ‫فالتفت‬ ‫يشغلهم عن الشكلة ‪ ..‬وعن النقاش فيها ‪ ..‬لنم‬
‫ذكرت ذلك ‪ ..‬لرعدت له أنوف لو أمرتاــ اليوم بقتله‬ ‫يزيدون أوارهـا ‪ ..‬ويشعلون الفتنـة بيـ الهاجريـن‬
‫لقتلته ‪..‬‬ ‫والنصار ‪..‬‬
‫‪ ..‬فلم يتعرض له بشيء ‪..‬‬ ‫ث سكت عنه‬ ‫وصـار الناس يترقبون متـ ينلون حتـ يتمـع‬
‫وأحيانا إذا وقع الطأ أمام الناس قد تتاج أن تنكر عليه‬ ‫بعضهم إل بعض ويتحدثوا ف المر ‪..‬‬
‫بأسلوب مناسب ‪ ..‬وإن كان أمام الناس ‪..‬‬ ‫بالناس يومهم ذلك والشمس فوقهم ‪..‬‬ ‫فمشى‬
‫جالسا يوما مع أصحابه ‪ ..‬وكانوا ف‬ ‫بينما رسول ال‬ ‫وم شى وم شى ح ت غا بت الش مس ‪ ..‬ف ظن الناس‬
‫أيام قحط ‪ ..‬واحتباس مطر ‪ ..‬وقلة زرع ‪..‬‬ ‫أنمـ سـينلون للصـلة ويرتاحون ‪ ..‬فلم ينل إل‬
‫إذ أتاه أعراب فقال ‪:‬‬ ‫دقائق معدودات ‪ ..‬صـلوا ثـ أمرهـم فارتلوا ‪..‬‬
‫يـا رسـول ال جهدت النفـس ‪ ..‬وضاعـت العيال ‪..‬‬ ‫وواصل الشي ليلتهم حت أصبح ‪..‬‬
‫ونكت الموال ‪ ..‬وهلكت النعام ‪..‬‬ ‫ث نزل فصلى الفجر ‪ ..‬ث أمرهم فارتلوا ‪..‬‬
‫فاسـتسق ال لنـا ‪ ..‬فإنـا نسـتشفع بـك على ال ‪..‬‬ ‫ومشوا صباحهم حت تعبوا ‪ ..‬وآذتم الشمس ‪..‬‬
‫ونستشفع بال عليك ‪..‬‬ ‫فلمـا شعـر أن الرهاق والتعـب سـيطر عليهـم ‪..‬‬
‫‪ ..‬لا سعه يقول نستشفع بال عليك‬ ‫فتغي رسول ال‬ ‫فليس فيهم جهد للكلم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أمرهم فنلوا ‪ ..‬فما كادت أجسادهم تس الرض‬
‫فالشفاعـة والواسـطة تكون مـن الدنـ إل العلى ‪ ..‬فل‬ ‫‪ ..‬حت وقعوا نياما ‪..‬‬
‫يوز أن يقال إن ال يش فع ع ند خلقه ‪ ..‬بل يأمر هم جل‬ ‫وإنا فعل ذلك ليشغل الناس عما حدث ‪..‬‬
‫جلله ‪ ..‬لنه أعلى وأرفع ‪..‬‬ ‫ث أيقظ هم ‪ ..‬وارت ل ب م ‪ ..‬ووا صل ح ت د خل‬
‫‪ :‬ويك !! أتدري ما تقول ؟!!‬ ‫فقال‬ ‫الدينة ‪ ..‬وتفرق الناس ف بيوتم عند أهليهم ‪..‬‬
‫ـبحااان ال ‪..‬‬
‫يقدس ال ‪ ..‬ويردد ‪ ..‬سـ‬ ‫ـل‬
‫ثـ جعـ‬ ‫وأنزل ال تعال سورة النافقي ‪:‬‬
‫سبحااان ال ‪..‬‬ ‫( هُ مُ اّلذِي َن َيقُولُو نَ لَا تُنفِقُوا َعلَى مَ نْ عِن َد رَ سُولِ‬

‫‪126‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أخذ ‪ r‬ينظر إل قبورهم ‪ ..‬ويتذكر أحوالم ‪..‬‬ ‫ف ما زال ي سبح ح ت عُرف ذلك ف وجوه أ صحابه‬
‫ث رفع يديه فدعا لم ‪ ..‬ث أخذ ينظر إل القبور ‪ ..‬ث رفع‬ ‫‪..‬‬
‫يديه ثانية فدعا لم ‪..‬‬ ‫ث قال ‪:‬‬
‫ث لبث مليا ‪ ..‬ث رفعها فاستغفر لم ‪..‬‬ ‫وي ك !! إ نه ل يُ سْتَشفعُ بال على أ حد من خل قه‬
‫وأطال القيام ‪ ..‬وعائشة تنظر إليه من بعيد ‪..‬‬ ‫‪ ..‬شأ ُن ال أعظم من ذلك ‪..‬‬
‫ث التفت ‪ r‬وراءه راجعا ‪..‬‬ ‫وي ك !! أتدري ما ال ؟! إن عر شه على ساواته‬
‫فل ما رأت ذلك عائ شة ‪ ..‬انر فت إل ورائ ها راج عة ‪..‬‬ ‫لكذا ‪ ..‬وقال بأصابعه مثل القبة عليه ‪ ..‬وإنه ليئط‬
‫خشية أن يشعر با ‪..‬‬ ‫به أطيط الرحل بالراكب ‪.. )61( ..‬‬
‫فأسرع ‪ r‬مشيه ‪ ..‬فأسرعت عائشة ‪..‬‬ ‫ولكن إذا وقع الطأ من الشخص لوحده قد يكون‬
‫ـ ‪ ..‬فأحضرَ – أي جرى مسـرعا ‪-‬‬
‫فهرول ‪ ..‬فهرولت ْ‬ ‫هناك شيء من اللي ‪..‬‬
‫فأحضرتْ وجرت ‪..‬‬ ‫أتى رسول ال ‪ r‬إل بيت عائشة ‪ t‬ف ليلتها ‪..‬‬
‫حت سبقته إل البيت فدخلت ‪..‬‬ ‫فوضـع نعليـه مـن رجليـه ‪ ..‬ووضـع رداءه ‪..‬‬
‫ونزعــت درعهــا وخارهــا ‪ ..‬وأقبلت إل فراشهــا‬ ‫واضطجع على فراشه ‪..‬‬
‫فاضطج عت عل يه ‪ ..‬كهيئة النائ مة ‪ ..‬ونفَ سها يتردد ف‬ ‫فلبث كذلك ‪ ..‬حت ظن أن عائشة قد رقدت ‪..‬‬
‫صدرها ‪..‬‬ ‫فقام مـن على فراشـه ‪ ..‬ولبـس رداءه ونعليـه ‪..‬‬
‫فدخل ‪ r‬البيت ‪ ..‬فسمع صوت َنفَسها ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫رويدا ‪..‬‬
‫مالك يا عائش ‪ ..‬حشيا رابية ‪..‬‬ ‫ث فتح الباب رويدا ‪ ..‬وخرج ‪ ..‬وأغلقه رويدا ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ل شيء ‪..‬‬ ‫فل ما رأت عائ شة ذلك ‪ ..‬دخلت ها غَيْرةُ الن ساء ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬لتخبن ‪ ..‬أو ليخبن اللطيف البي ‪..‬‬ ‫وخشيت أنه ذهب إل بعض نسائه ‪..‬‬
‫فأخبته بالب ‪ ..‬وأنا غارت عليه ‪ ..‬فانطلقت تنظر أين‬ ‫فقامت ‪ ..‬ولبست درعها ‪ ..‬وخارها ‪ ..‬وانطلقت‬
‫يذهب ‪..‬‬ ‫ف إثره ‪ ..‬تشي وراءه ‪ ..‬دون أن يشعر با ‪..‬‬
‫ت أمامي ؟‬
‫فقال ‪ : r‬أنت الذي رأي ُ‬ ‫فانطلق ‪ .. r‬يشـي فـ ظلمـة الليـل ‪ ..‬حتـ جاء‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫مقبة البقيع ‪..‬‬
‫فدفعها ف صدرها ‪ ..‬دفعة ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫فو قف عند ها ‪ ..‬ين ظر إل قبور أ صحابه ‪ ..‬الذ ين‬
‫أظننت أن ييف ال عليك ورسوله ‪..‬‬ ‫ـن ‪ ..‬واجتمعوا‬
‫ـن ‪ ..‬وماتوا ماهديـ‬
‫عاشوا عابديـ‬
‫فقالت عائشة ‪ :‬مهما يكت مِ النا سُ ‪ ..‬يعلمه ال عز وجل‬ ‫تت الثرى ‪ ..‬ليضى عنهم من يعلم السرّ وأخفى‬
‫‪..‬؟‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬ث قال ‪ r‬مبينا لا خب خروجه ‪:‬‬
‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪61‬‬

‫‪127‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ويططون أن يسافروا إل بلد كذا ‪ ..‬وهذا البلد ل يسلم‬ ‫إن جب يل عل يه ال سلم ‪ ..‬أتا ن ح ي رأ يت ‪ ..‬ول‬
‫مـن يذهـب إليـه غالبا مـن التعرض للمحرمات الكبار ‪..‬‬ ‫يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ‪..‬‬
‫كالزنا وشرب المر ‪..‬‬ ‫فنادانـ ‪ ..‬فأخفـى منـك فأجبتـه وأخفيتـه منـك ‪..‬‬
‫أردت أن تنصح ‪..‬‬ ‫وظننت أنك قد رقدت ‪ ..‬فكرهت أن أوقظك ‪..‬‬
‫مـن السـاليب أن تدخـل عليهـم وتنصـحهم بكلمتيـ ‪..‬‬ ‫وخشيـت أن تسـتوحشي ‪ ..‬فأمرنـ أن آتـ أهـل‬
‫وترج ‪ ..‬لكن نتيجة ذلك قد ل تكون ناجحة كثيا ‪..‬‬ ‫البقيع فأستغفرَ لم ‪.. )62( ..‬‬
‫فمـا رأيـك أن تفكـك الزمـة ‪ ..‬وتكسـر كـل عود على‬ ‫نعم ‪ ..‬كان ‪ .. r‬سهلً لـيّنا ل يكب الخطاء ‪..‬‬
‫حدة ‪..‬‬ ‫بل كان يرددها ف الناس ويقول ‪:‬‬
‫كيف ؟!‬ ‫كما عند مسلم ‪ :‬ل يفرك مؤمن مؤمنة ‪ ..‬إن كره‬
‫إذا تفرقوا اجلس مع من تظ نه أعقل هم ‪ ..‬و قل ‪ :‬يا فلن‬ ‫منها خلقا ‪ ..‬رضي منها آخر ‪..‬‬
‫‪ ..‬بلغن أنكم ستسافرون ‪ ..‬وأنت أعقلهم ‪ ..‬وتعلم أن‬ ‫أي ل يبغضهـا بغضا تاما ‪ ..‬لجـل خلق عندهـا ‪..‬‬
‫هذا البلد ل ي سلم ال سافر إل يه من البل يا والف ت ‪ ..‬و قد‬ ‫أو طبعٍ يلزمها ‪..‬‬
‫يعود مريضا أو مبتلى ‪ ..‬فما رأيك أن تكسب أجرهم ‪..‬‬ ‫بل يغفر سيئتها لسنتها ‪ ..‬فإذا رأى خطأها تذكر‬
‫وتقترح عليهم أن يسافروا إل بلد آخر ‪ ..‬تستمتعون فيه‬ ‫صوابا ‪ ..‬وإذا شاهد سوءها تذكر حسنها ‪..‬‬
‫بالنار والبحار ‪ ..‬واللعب والنس ‪ ..‬من غي معصية ‪..‬‬ ‫ويتغا ضى ع ما يكر هه من خلق ها ‪ ..‬و ما ل يرضاه‬
‫ل شك أنه إذا سع منك هذا الكلم بالسلوب السن ‪..‬‬ ‫من تعاملها ‪..‬‬
‫سيقل حاسه إل النصف ‪..‬‬ ‫إضاءة ‪..‬‬
‫اذهب إل آخر ‪ ..‬وقل له مثل ذلك ‪..‬‬ ‫ليـس اللوم على مـن ل يقبـل النصـيحة ‪ ..‬وإناـ‬
‫ث قل للثالث مثله ‪..‬‬ ‫على من يقدمها بأسلوب غي مناسب ‪..‬‬
‫دون أن يشعر كل منهم بديثك لصاحبه ‪..‬‬
‫فت جد أن م إذا اجتمعوا ‪ ..‬وتشجّ ع أحد هم واقترح تغي ي‬ ‫‪.44‬فَـكّك الزمة ‪!!..‬‬
‫البلد ‪ ..‬وجد من يعاونه ‪..‬‬ ‫إذا كان الطـأ واقعا مـن مموعـة ‪ ..‬فالصـل أن‬
‫أو لو اكتشفت يوما أن أولدك يتمعون ف غرفة أحدهم‬ ‫تنصحهم وهم متمعون ‪..‬‬
‫‪ ..‬وينظرون إل شريـط فيديـو خليـع ‪ ..‬أو مقاطـع‬ ‫ول كن قد تتاج أحيانا أن تف كك الز مة ‪ ..‬أع ن‬
‫( بلوتوث ) فيها صور خليعة ‪ ..‬أو نو ذلك ‪..‬‬ ‫‪..‬أن تكلم كل واحد علىا حدة ‪ ..‬وتنصحه ‪.‬‬
‫ل منهم على حدة ‪..‬‬
‫فقد يكون من الناسب أن تنصح ك ً‬ ‫مثال ‪ :‬مررت بجلس منلكـم ‪ ..‬وسـعت أخاك‬
‫لكيل تأخذهم العزة بالث ‪..‬‬ ‫ـدقائه – وكانوا ضيوفا عنده –‬
‫ـع أصـ‬
‫يتحدث مـ‬
‫هل لذا شاهد من السية ؟ نعم ‪..‬‬
‫( ) رواه النسائي بسند جيد‬ ‫‪62‬‬

‫‪128‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فإن كانت كما قال فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عنها ‪..‬‬ ‫لا اشتد اللف بي رسول ال ‪ r‬وبي قريش ‪..‬‬
‫وإن كان كاذبا ‪ ..‬دف عت إلي كم ا بن أ خي فافعلوا به ما‬ ‫اجتمعت قريش وقاطعت النب وجيع أقاربه من بن‬
‫شئتم ‪..‬‬ ‫ها شم ‪ ..‬وكت بت صحيفة أن ب ن ها شم ل يُشترى‬
‫فقال القوم ‪ :‬قد رضينا ‪ ..‬فتعاقدوا على ذلك ‪..‬‬ ‫منهـم ‪ ..‬ول يُباع عليهـم ‪ ..‬ول يُزوّجون ‪ ..‬ول‬
‫ث نظروا فإذا هي كما قال رسول ال ‪ .. r‬فزادهم ذلك‬ ‫يُتزوّج منهم ‪..‬‬
‫شرا ‪..‬‬ ‫مع أصحابه ف وادٍ غي ذي زرع‬ ‫وحُبس النب‬
‫وظل بنو هاشم وبنو الطلب ف واديهم ‪ ..‬حت كادوا أن‬ ‫‪..‬‬
‫يهلكوا ‪..‬‬ ‫واشتدت الكر بة على ال صحابة ح ت أكلوا الش جر‬
‫وكان من كفار قريش رجال رحاء ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫منهم ‪ :‬هشام بن عمرو ‪ ..‬وكان ذا شرف ف قومه ‪..‬‬ ‫بل م ضى أحد هم يوما ليبول ‪ ..‬ف سمع صوتا ت ته‬
‫فكان يأتـ بالبعيـ قـد حله طعاما ‪ ..‬وبنـو هاشـم وبنـو‬ ‫‪ ..‬فن ظر فإذا قط عة من جلد بع ي ‪ ..‬فأخذ ها ‪..‬‬
‫الطلب ف الشعب ليلً ‪..‬‬ ‫وغسلها وشواها بالنار ‪ ..‬ث فتّـتَـتها ‪ ..‬وخلطها‬
‫ح ت إذا بلغ به فم الش عب ‪ ..‬خلع خطا مه من رأ سه ث‬ ‫بالاء ‪ ..‬وجعل يتموّن با ثلثة أيام !!‬
‫ضرب على جنبه فدخل الشعب عليهم ‪..‬‬ ‫يوما لعمـه أبـ طالب – وكان مبوسـا‬ ‫فقال‬
‫ومضت اليام ورأى هشام ‪ ..‬أنه ل طاقة له بإطعامهم كل‬ ‫معهم ف الشعب ‪: -‬‬
‫ليلة ‪ ..‬وهم كثي ‪..‬‬ ‫يا عم إن ال قد سلط ا َلرَضة على صحيفة قريش‬
‫فقرر أن ي سعى لن قض ال صحيفة الظال ة ‪ ..‬ول كن أ ن له‬ ‫‪ ..‬فلم تدع في ها ا سا هو ل إل أثبت ته في ها ‪..‬‬
‫ذلك وقريش قد أجعت عليها ‪..‬‬ ‫ونفت منها الظلم والقطيعة والبهتان ‪..‬‬
‫فاتبع أسلوب تفكيك الزمة ‪..‬‬ ‫أي إن دابـة الرضـة أكلت صـحيفة قريشـس فلم‬
‫مشى إل زهي بن أب أمية ‪ ..‬وكانت أمه عاتكة بنت عبد‬ ‫يبق منها إل عبارة ‪ :‬باسك اللهم !!‬
‫الطلب ‪..‬‬ ‫فع جب أ بو طالب وقال ‪ :‬أر بك أ خبك بذا ؟ قال‬
‫فقال ‪ :‬يا زه ي أرض يت أن تأ كل الطعام وتل بس الثياب‬ ‫‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫وتن كح الن ساء ‪ ..‬وأخوالك ح يث عل مت ؟ ل يباع ل م‬ ‫قال ‪ :‬فوال مـا يدخـل عليـك أحـد ‪ ..‬حتـ أخـب‬
‫ول يبتاع منهم ‪ ..‬ول يُنَكّحون ول يُنكحُ إليهم ؟!‬ ‫قريشا بذلك ‪..‬‬
‫أما إن أحلف بال لو كانوا أخوال أب الكم بن هشام ‪..‬‬ ‫ث خرج إل قريش فقال ‪:‬‬
‫‪ -‬يعنـ أبـا جهـل ‪ ..‬وكان أشدهـم عداوة للمؤمنيـ‬ ‫يا مع شر قر يش ‪ ..‬إن ا بن أ خي قد أ خبن بكذا‬
‫وتعصبا للمقاطعة ‪ – ..‬ما تركهم على هذا لحال ‪..‬‬ ‫وكذا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ويك يا هشام ‪ ..‬فماذا أصنع ؟‬ ‫فهلمّ صحيفتكم ‪..‬‬

‫‪129‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فذهـب هشام إل زمعـة بـن السـود ‪ ..‬فكلمـه وذكـر له‬ ‫إن ا أ نا ر جل وا حد وال لو كان م عي ر جل آ خر‬
‫قرابتهم وحقهم ‪..‬‬ ‫لقمت ف نقضها ‪..‬‬
‫فقال له ‪ :‬وهل على هذا المر الذي تدعون إليه من أحد‬ ‫قال ‪ :‬قد وجدت رجلً ‪..‬‬
‫؟‬ ‫قال ‪ :‬من هو ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬فلن وفلن ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أنا ‪..‬‬
‫ـم‬
‫ـد "حطـ‬
‫فاتفقوا جيعا على هذا الرأي ‪ ..‬وتوعدوا عنـ‬ ‫قال زهي ‪ :‬أبغنا ثالثا ‪..‬‬
‫ل بأعلى مكة ‪ ..‬فاجتمعوا هنالك ‪..‬‬
‫الجون " لي ً‬ ‫قال هشام ‪ :‬فاكتم عن ‪..‬‬
‫وأجعوا أمرهـم وتعاقدوا على القيام فـ الصـحيفة حتـ‬ ‫ل عاقلً ‪..‬‬
‫فذهب إل الطعم بن عدي ‪ ..‬وكان رج ً‬
‫ينقضوها ‪..‬‬ ‫فقال له ‪ :‬يا مطعم ‪ ..‬أرضيت أن يهلك بطنان من‬
‫وقال زهيـ ‪ :‬أنـا أبدؤكـم فأكون أول مـن يتكلم ‪ ..‬ثـ‬ ‫بن عبد مناف ‪ ..‬وأنت شاهد على ذلك ‪ ..‬موافق‬
‫تقموا أنتم فتتكلمون ‪..‬‬ ‫لقريش فيه ؟!‬
‫فلمـا أصـبحوا غدوا إل مالسـهم حول الكعبـة ‪ ..‬حيـث‬ ‫قال ‪ :‬ويك فماذا أصنع ؟ إنا أنا رجل واحد ‪..‬‬
‫يتمع الناس ويتبايعون ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬وجدت لك ثانيا ‪..‬‬
‫وغدا زهي بن أب أمية عليه حلة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬من ؟ قال ‪ :‬أنا ‪..‬‬
‫فطاف بالبيت سبعا ‪ ..‬ث أقبل على الناس وصرخ ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬أبغنا ثالثا ‪.‬‬
‫ياااا أ هل م كة أنأ كل الطعام ‪..‬؟ ونل بس الثياب ‪..‬؟ وب نو‬ ‫قال ‪ :‬قد فعلت ‪ ..‬قال ‪ :‬من هو ؟‬
‫هاشـم هلكـي !! ل يباع لمـ ول يبتاع منهـم ‪ ..‬وال ل‬ ‫قال ‪ :‬زهي بن أب أمية ‪..‬‬
‫أقعد حت تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أبغنا رابعا ‪..‬‬
‫فصرخ أبو جهل ‪..‬وكان ف ملس مع أصحابه ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬فاكتم عن ‪..‬‬
‫كذبت ‪ ..‬وال ل تشق ‪..‬‬ ‫فذهـب إل أبـ البختري بـن هشام ‪ ..‬فقال له مـا‬
‫فقام زمعة بن السود وصرخ ‪ :‬بل أنت وال أكذب ‪ ..‬ما‬ ‫قال لصاحبيه ‪..‬‬
‫رضينا كتابتها حي كتبت ‪..‬‬ ‫فتحمس لذلك ‪ ..‬وقال ‪ :‬وهل تد أحدا يعي على‬
‫فالتفت إليه أبو جهل ليد عليه ‪ ..‬ففاجأه البخترى قائما‬ ‫هذا ؟‬
‫يقول ‪ :‬صدق زمعة ‪ ..‬ل نرضى ما كتب فيها ول نقر به‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬من هو ؟‬
‫فالتفت أبو جهل إل البخنري ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬زهي بن أب أمية والطعم بن عدي وأنا معك‬
‫فإذا بالط عم بن عدى ي صرخ ‪ :‬صدقتما وكذب من قال‬ ‫‪..‬‬
‫غي ذلك ‪ ..‬نبأ إل ال منها وما كتب فيها ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أبغنا خامسا ‪..‬‬

‫‪130‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأغراض أخرى ‪..‬‬ ‫وقام هشام بن عمرو وقال مثل قولم ‪..‬‬
‫فالتقط أقرب مطارة إليه ‪ ..‬وأقبل با مبتهجا إل القدر ‪..‬‬ ‫فتحي أبو جهل ‪ ..‬وسكت هنية ث قال ‪ :‬هذا أمر‬
‫وأفرغ نصفها فيه ‪..‬‬ ‫ُقضِي بليل ‪ ..‬تشوور فيه بغي هذا الكان ‪..‬‬
‫لحه أحدنا ‪ ..‬فصرخ به ‪ ..‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬أبو خالد ‪..‬‬ ‫ث انطلق الط عم بن عدي إل الكع بة ‪ ..‬وتو جه إل‬
‫وهو يردد ‪ :‬خلون أشتغل ‪ ..‬خلون ‪..‬‬ ‫الصحفية ليشقها ‪ ..‬فوجد دابة الرضة قد أكلتها‬
‫فسـحبنا الطارة منـه فورا ‪ ..‬وغرقنـا فـ الضحـك الذي‬ ‫‪ ..‬إل باسك اللهم ‪..‬‬
‫يغالبه البكاء ‪..‬‬
‫لننـا اكتشفنـا أناـ مطارة البنيـن ‪ ..‬وليسـت مطارة الاء‬ ‫كن ذكيا ‪..‬‬
‫‪!!..‬‬ ‫الطـبيب الاذق يتلمـس أولً بأصـابعه ‪ ..‬فيختار‬
‫وتغدينا على خبز وشاي ‪..‬‬ ‫الوضع الناسب قبل غرز البرة ‪..‬‬
‫ل تفسد الرحلة ‪ ..‬بل كانت من أمتع الرحلت ‪..‬‬
‫‪.45‬جلد الذات !!‬
‫ولاذا نعذب أنفسنا بأمر قد انتهى ‪..‬‬
‫من الذكريات ‪..‬‬
‫وأذكر أيضا ‪:‬‬
‫أنـا خرجنـا مرة للب ‪ ..‬وكان معنـا أبـو خالد ‪..‬‬
‫لا كنت ف الثانوية خرجت مع بعض الزملء ف رحلة ‪..‬‬
‫صديق لنا نظره ضعيف جدا ‪..‬‬
‫تعطلت بطارية إحدى السيارات ‪..‬‬
‫كنا ندمه ‪ ..‬نقرب إليه الاء ‪ ..‬التمر ‪ ..‬القهوة ‪..‬‬
‫أقبل نا ب سيارة أخرى وأوقفانا ها أمام ها لنو صل ببطاريت ها‬
‫وهو يردد ‪ :‬ل بد أن أساعدكم ‪ ..‬أريد أن أشتغل‬
‫البطارية التعطلة ‪..‬‬
‫معكم ‪ ..‬كلفون بأي عمل ‪..‬‬
‫أق بل طارق وو قف ب ي ال سيارتي ‪ ..‬وش بك ال سلك ف‬
‫ونن ننهاه عن ذلك ‪..‬‬
‫بطارية السيارة الول ‪ ..‬ث شبكها ف البطارية التعطلة ‪..‬‬
‫ذبنا شاة معنا ‪ ..‬وقطعناها ووضعناها ف القدر ‪..‬‬
‫ث أشار لحد الشباب ‪ ..‬شغل السيارة ‪..‬‬
‫تهيدا لطبخها ‪ ..‬ول نشعل النار بعد ‪..‬‬
‫ر كب صاحبنا ‪ ..‬وكان نا قل الر كة ( الق ي ) على ر قم‬
‫وانشغلنا بنصب اليمة ‪ ..‬وترتيب الغراض ‪..‬‬
‫وا حد ‪ ..‬ف ما إن ش غل ال سيارة ح ت قفزت ال سيارة إل‬
‫تركت الشهامة ف أب خالد – ويا ليتها ل تفعل ‪-‬‬
‫المام وصـكت ركبتـ طارق بيـ صـدامي السـيارتي ‪..‬‬
‫فقام وتو جه إل القدر ‪ ..‬فرأى الل حم ‪ ..‬فأدرك أن‬
‫ووقع على الرض مصابا ‪..‬‬
‫أول شيء سنفعله هو أن نصب الاء على اللحم ‪..‬‬
‫وصاحبنا ف السيارة يردد ‪ :‬أشغل مرة ثانية ؟!!‬
‫فتو جه إل الغراض ف ال سيارة ‪ ..‬وج عل يتل مس‬
‫أبعدنـا السـيارتي ‪ ..‬وسـاعدنا طارق على الشـي ‪ ..‬كان‬
‫الغراض ‪ ..‬مولد كهرباء ‪ ..‬أسلك ‪ ..‬مصابيح ‪..‬‬
‫يعرج ويتأل من ركبتيه بشدة ‪..‬‬
‫أربـع مطارات بلسـتيك فيهـا ماء ‪ ..‬وبنيـن ‪..‬‬
‫لك نه أعجب ن أ نه ل يزد أل ه ب صراخ أو سبّ ‪ ..‬أو توب يخ‬

‫‪131‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مررت بأ حد البواب كان مدهونا بالطلء للتوّ ‪ ..‬وبان به‬ ‫‪ ..‬بل ابتسم وأظهر الرضى ‪..‬‬
‫لوحة تذيرية ل تنتبه لا ‪..‬‬ ‫وما فائدة الصراخ ؟ والمر قد انتهى ‪ ..‬وصاحبنا‬
‫وفجأة مسـحت نصـف الطلء بثوبـك ‪ ..‬وطفـق عامـل‬ ‫أدرك خطأه ‪..‬‬
‫الطلء يصرخ بك سابا غضبابا ‪..‬‬ ‫ـل بذه‬
‫ـك ‪ ..‬فاعمـ‬
‫ـتمتع بياتـ‬
‫إذا أردت أن تسـ‬
‫كيف تتعامل مع هذه الشكلة ؟‬ ‫القاعدة ‪:‬‬
‫نن ف كثي من الحيان أيضا نتعامل معها بأسلوب ليس‬ ‫ل تتم بصغائر المور ‪..‬‬
‫ل لا ‪..‬‬
‫حً‬ ‫نن أحيانا نعذب أنفسنا ‪ ..‬ونلدها ‪..‬‬
‫نثور ‪ ..‬نسبّ العامل ‪ ..‬لِ مَ ل تضع لوحة واضحة ‪ ..‬فيد‬ ‫ونضيق ونتأل ‪ ..‬والل ل يل الشكلة ‪..‬‬
‫عليـك بغضـب ‪ ..‬وقـد تكون النتيجـة أن تتلطـخ بتراب‬ ‫افرض أ نك دخلت إل ح فل عرس ‪ ..‬و قد لب ست‬
‫الرض أكثر ما تلطخت بطلء الباب !!‬ ‫ثوبا حسـنا ‪ ..‬ووضعـت فوق رأسـك غترة وعقالً‬
‫على رسلك ‪ ..‬تدري أنت الن ماذا تفعل ؟! إنك تعذب‬ ‫‪ ..‬حت صرت أجل من العريس !!‬
‫نفسك ‪ ..‬تلد ذاتك ‪..‬‬ ‫وبدأت تصافح الناس واحدا واحدا ‪ ..‬وفجأة أق بل‬
‫و قل م ثل ذلك لو تزي نت وذه بت خاطبا ‪ ..‬فمرت بك‬ ‫ـك ‪..‬‬
‫ـن ورائك ‪ ..‬وتعلق بطرف غترتـ‬
‫ـل مـ‬
‫طفـ‬
‫سيارة وأ نت خارج من الب يت ‪ ..‬ور شت عل يك من ماء‬ ‫وسـحبها فسـقطت الغترة والعقال ‪ ..‬والطاقيـة ‪..‬‬
‫كان متمعا على الرض ‪ ..‬هل ستعذب نف سك فت صرخ‬ ‫وصار شكلك مضحكا ‪..‬‬
‫وتزعق بالسيارة وركابا ‪ ..‬وهي قد ولّتك ظهرها ‪..‬‬ ‫كيف تتصرف؟‬
‫وكذلك ‪..‬‬ ‫كثي منا يتعامل مع هذه الشكلة بأسلوب هو ليس‬
‫ل داعي لنتذكر دائما اللم الت مستنا ف حياتنا ‪..‬‬ ‫حلً لا ‪..‬‬
‫مرت به لظات حزينة ف حياته ‪..‬‬ ‫ممد‬ ‫ير كض وراء ال صغي ‪ ..‬ي صرخ ‪ ..‬ي سب ‪ ..‬يل عن‬
‫‪ ..‬ف لظة‬ ‫حت جلس يوما مع زوجه النون عائشة‬ ‫‪..‬‬
‫ساكنة ‪ ..‬فسألته ‪:‬‬ ‫والنتيجة ‪ :‬أنه حقق ما كان يريده الطفل من جذب‬
‫هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد ؟‬ ‫انتباه ‪ ..‬وضجة ‪ ..‬وأضحك الناس عليه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫مرّت تلك العركة ف ذاكرة النب‬ ‫وربا صوره بعضهم وصار بلوتوثا يتناقلونه ‪!!..‬‬
‫آآآه ‪ ..‬ما أق سى ذلك اليوم ‪ ..‬يوم قُ تل ع مه حزة و هو‬ ‫أ نت ه نا – حقي قة – ل تعذب الط فل إن ا تعذب‬
‫من أحب الناس إليه ‪..‬‬ ‫نفسك ‪..‬‬
‫يوم و قف ين ظر إل ع مه وقرة عي نه ‪ ..‬و قد جُدع أن فه ‪..‬‬ ‫أو افرض أنك ‪..‬‬
‫وقطعت أذناه ‪ ..‬وشُ ّق بطنه ‪ ..‬و ُمزّق جسده ‪..‬‬ ‫لبست ثوبا جديدا ‪ ..‬ربا ل تسدد قيمته بعد ‪..‬‬
‫‪ ..‬وجُرح وج هه ‪ ..‬و سالت م نه‬ ‫يوم ك سرت أ سنانه‬ ‫وذهبت إل شركة لتقدم على وظيفة ‪..‬‬

‫‪132‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذه ألف درهـم على أن تذهـب إل سـيد بنـ تيـم ‪..‬‬ ‫الدماء ‪..‬‬
‫الحنف بن قيس ‪ ..‬فتلطمه على وجهه ‪..‬‬ ‫يوم قتل أصحابه بي يديه ‪..‬‬
‫م ضى ال سفيه ‪ ..‬فإذا الح نف جالس مع رجال ‪ ..‬م تبيا‬ ‫إل الدينـة ‪ ..‬وقـد نقـص سـبعون مـن‬ ‫يوم عاد‬
‫بكل رزانة ‪ ..‬قد ضم ركبتيه إل صدره ‪ ..‬وجعل يدث‬ ‫أ صحابه ‪ ..‬فرأى النساء الرامل والطفال اليتامى‬
‫قومه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬يبحثون عن أحبابم وآبائهم ‪..‬‬
‫اقترب السفيه منه ‪ ..‬ودنا ‪ ..‬ودنا ‪ ..‬فلما وقف عنده ‪..‬‬ ‫فعلً ‪ ..‬كان ذلك اليوم قاسيا ‪..‬‬
‫مدّ الحنف إليه رأسه ظانا أنه سيسرّ إليه بشيء ‪..‬‬ ‫‪:‬‬ ‫كانت عائشة تنتظر الواب ‪ ..‬فقال‬
‫فإذا بال سفيه ير فع يده ويل طم الح نف على وج هه لط مة‬ ‫ما لقيت من قومك كان أشد منه ‪..‬‬
‫كادت تزق خده !!‬ ‫يوم العقبة ‪ ..‬إذ عرضت نفسي ‪..‬‬
‫نظر الحنف إليه ‪ ..‬ول يلّ حبوته ‪ ..‬وقال بكل هدوووء‬ ‫ثـ ذكـر لاـ قصـة اسـتنصاره بأهـل الطائف ‪..‬‬
‫‪:‬‬ ‫وتكذيب هم له ‪ ..‬ور مي سفهائهم له بالجارة ح ت‬
‫لاذا لطمتن ؟!!‬ ‫أدموا قدميه ‪.. )63( ..‬‬
‫قال ‪ :‬قوم أعطون ألف درهم على أن ألطم سيد بن تيم‬ ‫‪ ..‬إل‬ ‫ومـع وجود هذه اللم فـ تاريـخ حياتـه‬
‫‪..‬‬ ‫أنـه كان ل يسـمح لاـ أن تنغـص عليـه اسـتمتاعه‬
‫فقال الحنف ‪ ..‬آآآه ‪ ..‬ما صنعت شيئا ‪..‬‬ ‫بالياة ‪..‬‬
‫لست سيد بن تيم ‪!..‬‬ ‫ل تسـتحق اللتفات إليهـا ‪ ..‬وقـد مضـت آلمهـا‬
‫قال ‪ :‬عجبا !! فأين سيد بن تيم ‪..‬‬ ‫وبقيت حسناتا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هل ترى ذاك الرجل الالس وحده ‪ ..‬وسيفه بانبه‬ ‫إذن ل تقتل نفسك بالمّ ‪..‬‬
‫؟‬ ‫وكذلك ل تقتل الناس بالم واللوم ‪..‬‬
‫وأشار إل رجـل اسـه حارثـة بـن قدامـة ‪ ..‬امتل غضبا‬ ‫نن أحيانا نتعامل مع بعض الشاكل بأساليب هي‬
‫وغيظا ‪ ..‬لو قُسّم غضبه على أمةٍ لكفاهم ‪..‬‬ ‫ل لا ‪..‬‬
‫ف القيقة ليست ح ً‬
‫قال ‪ :‬نعم أراه ‪ ..‬الالس هناك ‪..‬‬ ‫كان الحنف بن قيس سيد بن تيم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فاذهب والطمه لطمة ‪ ..‬فذاك سيد بن تيم ‪..‬‬ ‫ل ي كن ساد قو مه بقوة ج سد ‪ ..‬ول كثرة مال ‪..‬‬
‫مضى الرجل إليه ‪ :‬واقترب من حارثة ‪ ..‬فإذا عينا حارثة‬ ‫ول ارتفاع نسب ‪..‬‬
‫تلتمع شررا ‪..‬‬ ‫وإنا سادهم باللم والعقل ‪..‬‬
‫وقف السفيه عليه ‪ ..‬ورفع يده ولطمه على وجهه ‪ ..‬فما‬ ‫حقد عليه قوم ‪..‬‬
‫كادت يده تفارق خده ح ت الت قط حار ثة سيفه ‪ ..‬وق طع‬ ‫فأقبلوا إل سفيه من سفهائهم وقالوا له ‪:‬‬
‫يده ‪!!..‬‬
‫‪.‬‬ ‫( ) تقدمت القصة كاملة ص‬ ‫‪63‬‬

‫‪133‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قلب فكيف أطيق أن أتبسما‬ ‫وقديا قيل ‪ :‬الفائز هو الذي يضحك ف النهاية !!‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم واطرب فلو قارنتها ***‬
‫قضيت عمرك كله متألا‬ ‫قناعة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬العدى حول علت صيحاتم ***‬ ‫ل ل ا ‪..‬‬
‫التعا مل مع الشكلة بأ ساليب لي ست ح ً‬
‫َأأُ َسرّ والعداء حول ف المى‬ ‫يعذبك ‪ ..‬ول يل الشكلة !!‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ‪ ،‬ل يطلبوك بذمهم ***‬
‫‪.46‬مشاكل ليس لا حل ‪..‬‬
‫لو ل تكن منهم أجلّ وأعظما!‬
‫كم ترى من الناس غاضبا وهو يقود سيارته ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬الليال جرعتن علقما ***‬
‫ورب ا ضرب بيد يه على مقود ها ‪ ..‬وردد ‪ ..‬أوووه‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ولئن جرعت العلقما‬
‫دائما زحة ‪ ..‬زحة ‪..‬‬
‫فلعل غيك إن رآك مُرَنّـما ***‬
‫أو قد تراه يشي ف الطريق ‪ ..‬ول يتمل أن يكلمه‬
‫طرح الكآبة خلفه وترنا‬
‫أحـد ‪ ..‬بـل متضايـق أشـد الضيـق ‪ ..‬ويردد ‪:‬‬
‫أتراك تغنم بالترن درها ***‬
‫أوووف حررر شديييد ‪!!..‬‬
‫أم أنت تسر بالبشاشة مغنما‬
‫ورباـ كنـت زميلً له فـ مكتـب واحـد ‪ ..‬تبتلى‬
‫فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى ***‬
‫برؤيته كل يوم ‪ ..‬ويشغلك كلما جلس ‪ " ..‬ياخي‬
‫متلطم ولذا نب النما (‪.. )64‬‬
‫العمل كثييي ‪ ..‬أوووه إل مت ما يزيدون رواتبنا "‬
‫نعم استمتع بياتك ‪..‬‬
‫‪ ..‬ويدخل عابسا ‪ ..‬ويرج ساخطا ‪..‬‬
‫انتبه أن تكون ظروفك مؤثرة على سلوكك ‪ ..‬ف عملك‬
‫وربا أكثر التشكي من آلم بدنه ‪ ..‬أو إعاقة ولده‬
‫‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫فمـا ذنبهـم أن يتعذبوا بأمور ليـس هـم طرفا فيهـا ‪ ..‬ول‬
‫ل بد أن نقتنع جيعا أننا تواجهنا ف حياتنا مشاكل‬
‫يلكون حلها ؟‬
‫ليس لا حل ‪ ..‬فل بد أن نتعامل معها بأريية ‪..‬‬
‫ل تعلهـم إذا رأوك ‪ ..‬أو ذكروك ‪ .‬ذكروا معـك المـ‬
‫قال ‪ :‬السماء كئيبة وتهما ***‬
‫والزن ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ابتسم ‪ ،‬يكفي التجهم ف السما!‬
‫عن النياحة على اليت ‪ ..‬والصراخ ‪ ..‬وشق‬ ‫لذا نى‬
‫قال ‪ :‬الصبا ول ! فقلت له ‪ :‬ابتسم ***‬
‫اليب ‪ ..‬وحلق الشعر ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫لن يرجع السف الصبا التصرما‬
‫لاذا ؟‬
‫قال ‪ :‬الت كانت سائي ف الوى ***‬
‫لن التعامـل مـع الوت يكون بتغسـيل اليـت وتكفينـه‬
‫صارت لنفسي ف الغرام جهنما‬
‫والصلة عليه ودفنه ‪ ..‬والدعاء له ‪..‬‬
‫خانت عهودي بعدما ملكتها ***‬
‫( ) أبيات ليليا أبو ماضي من ديوانه ص ‪656‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪134‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ‪ :‬سبع عشرة سنة ‪..‬‬ ‫أ ما ال صراخ والعو يل فل ين فع شيئا ‪ ..‬سوى أ نه‬
‫قلت ‪ :‬ال يشفيه ‪ ..‬ويبارك لك ف إخوانه ‪..‬‬ ‫يقلب متعة الياة إل أحزان ‪..‬‬
‫فخفـض رأسـه وقال ‪ :‬يـا شيـخ ‪ ..‬ليـس له إخوان ‪ ..‬ل‬ ‫مشى العاف بن سليمان مع صاحب له ‪ ..‬فالتفت‬
‫ُأرْزق بغي هذا الولد ‪ ..‬وقد أصابه ما ترى ‪..‬‬ ‫إليه صاحبه عابسا وقال ‪ :‬ما أشد البد اليوم ؟‬
‫قلت له ‪ :‬سعد ‪ ..‬ب كل اخت صار ‪ ..‬ل تق تل نف سك بال م‬ ‫فقال العاف ‪ :‬أستدفأت الن ؟‬
‫‪ ..‬لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ث خففت عنه مصابه وذهبت ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فماذا ا ستفدت من الذم ؟ لو سبّحت لكان‬
‫نعم ل تقتل نفسك بالم ‪ ..‬فالم ل يفف الصيبة ‪..‬‬ ‫خيا لك ‪..‬‬
‫أذكر أن قبل فترة ‪ ..‬ذهبت إل الدينة النبوية ‪..‬‬ ‫عش حياتك ‪..‬‬
‫التقيـت بالد ‪ ..‬قال ل ‪ :‬مـا رأيـك أن نزور الدكتور ‪:‬‬ ‫ل تن قب عن الشكلت ‪ ..‬ول تد قق ف صغائر‬
‫عبد ال ‪..‬‬ ‫المور ‪ ..‬وإنا استمتع بياتك ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬لاذا ‪ ..‬ما الب ؟‬
‫قال ‪ :‬نعزيه ‪..‬‬ ‫‪.47‬ل تقتل نفسك بالم ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬نعزيه ؟!!‬ ‫كان أحد طلب ف الامعة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعـم ‪ ..‬ذهـب ولده الكـبي بالعائلة كلهـا لضور‬ ‫غاب أ سبوعا كاملً ‪ ..‬ث لقي ته ف سألته ‪ :‬سلمات‬
‫حفـل عرس فـ مدينـة ماورة ‪ ..‬وبقـي هـو فـ الدينـة‬ ‫‪ ..‬سعد ‪..‬؟‬
‫لرتباطه بالامعة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل شيء ‪ ..‬كنت مشغو ًل قليلً ‪..‬‬
‫و ف أثناء عودت م و قع ل م حادث مروع ‪ ..‬فماتوا جيعا‬ ‫كان الزن واضحا عليه ‪..‬‬
‫‪ ..‬أحدى عشر نفسا !!‬ ‫قلت ‪ :‬ما الب ؟‬
‫كان الدكتور رجلً صـالا قـد جاوز المسـي ‪ ..‬لكنـه‬ ‫قال ‪ :‬كان ولدي مريضا ‪ ..‬عنده تليـف فـ الكبـد‬
‫على كل حال ‪ ..‬بشر ‪ ..‬له مشاعر وأحاسيس ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وأ صابه ق بل أيام ت سمم ف الدم ‪ ..‬وتفاجأت‬
‫فـ صـدره قلب ‪ ..‬وله عينان تبكيان ‪ ..‬ونفـس تفرح‬ ‫أمس أن التسمم تسلل إل الدماغ ‪..‬‬
‫وتزن ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ..‬اصب ‪ ..‬وأسأل‬
‫تلقى الب الفزع ‪ ..‬صلى عليهم ‪ ..‬ث وسدهم ف التراب‬ ‫ال أن يشفيه ‪..‬‬
‫بيديه ‪ ..‬إحدى عشر نفسا ‪..‬‬ ‫وإن قضـى ال عليـه بشيـء ‪ ..‬فأسـأل ال أن يعله‬
‫صـار يطوف فـ بيتـه حيان ‪ ..‬يرـ بألعاب متناثرة ‪ ..‬قـد‬ ‫شافعا لك يوم القيامة ‪..‬‬
‫مضى عليها أيام ل ترك ‪ ..‬لن خلود وسارة اللتان كانتا‬ ‫قال ‪ :‬شافع ؟ يا شيخ ‪ ..‬الولد ليس صغيا ‪..‬‬
‫تلعبان با ‪ ..‬ماتتا ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬كم عمره ؟‬

‫‪135‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫راتب قليل ‪..‬‬ ‫يأوي إل فراشـه ‪ ..‬ل يرتـب ‪ ..‬لن أم صـال ‪..‬‬
‫امرأة مع زوجها ‪ :‬بيتنا قد ي ‪ ..‬سيارتنا متهال كة ‪ ..‬ثيا ب‬ ‫ماتت ‪..‬‬
‫ليست على الوضة ‪..‬‬ ‫يرـ بدراجـة ياسـر ‪ ..‬ل تتحرك ‪ ..‬لن الذي كان‬
‫أفنيت يا مسكي عمرك بالتأوه والزن‬ ‫يقودها ‪ ..‬مااات ‪..‬‬
‫وظللت مكتوف اليدين تقول حاربن الزمن‬ ‫يد خل غرف ابن ته ال كبى ‪ ..‬يرى حقائب عر سها‬
‫إن ل تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن‬ ‫مصـفوفة ‪ ..‬وملبسـها مفروشـة على سـريرها ‪..‬‬
‫ماتت ‪ ..‬وهي ترتب ألوانا وتنسقها ‪..‬‬
‫إضاءة‬ ‫سبحان من صبّره ‪ ..‬وثبت قلبه ‪..‬‬
‫عش حياتك با بي يدك من معطيات ‪ ..‬لتسعد‬ ‫كان الضيوف يأتون ‪ ..‬معهـم قهوتمـ ‪ ..‬لنـه ل‬
‫أحد عنده يدم أو يُعي ‪..‬‬
‫‪.48‬ارض با قسم ال لك ‪..‬‬
‫العجيب أنك إذا رأيت الرجل ف العزاء ‪ ..‬حسبت‬
‫كنــت فــ رحلة إل أحــد البلدان للقاء عدد مــن‬
‫أنه أحد العزين ‪ ..‬وأن الصاب غيه ‪..‬‬
‫الحاضرات ‪..‬‬
‫كان يردد ‪ ..‬إنا ل وإنا إليه راجعون ‪ ..‬ل ما أخذ‬
‫كان ذلك البلد مشهورا بوجود م ستشفى كبي للمراض‬
‫وله ما أعطى ‪ ..‬وكل شيء عنده بأجل مسمى ‪..‬‬
‫العقلية ‪..‬أو كما يسميه الناس "مستشفى الجاني" ‪..‬‬
‫وهذا هو ق مة الع قل ‪ ..‬فلو ل يف عل ذلك ‪ ..‬لات‬
‫ألقيت ماضرتي صباحا ‪ ..‬وخرجت وقد بقي على أذان‬
‫ها ‪..‬‬
‫الظهر ساعة ‪..‬‬
‫أعرف أحـد الناس أراه دائما سـعيد ‪ ..‬وإذا تأملت‬
‫كان معي عبد العزيز ‪ ..‬رجل من أبرز الدعاة ‪..‬‬
‫حاله وجدت ‪:‬‬
‫التفت إليه ونن ف السيارة ‪ ..‬قلت ‪ :‬عبد العزيز ‪ ..‬هناك‬
‫وظيفته متواضعة‬
‫مكان أود أن أذهب إليه ما دام ف الوقت متسع ‪..‬‬
‫بيته وضيق ‪ ..‬إيار ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬أيـن ؟ صـاحبك الشيـخ عبـد ال ‪ ..‬مسـافر ‪..‬‬
‫سيارته قدية ‪..‬‬
‫والدكتور أحدـ اتصـلت بـه ول يبـ ‪ ..‬أو تريـد أن نرـ‬
‫أولده كثيون ‪..‬‬
‫الكتبة التراثية ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫و مع ذلك كان دائم البت سامة ‪ ..‬مبوبا ‪ ..‬يع يش‬
‫قلت ‪ :‬كل ‪ ..‬بل ‪ :‬مستشفى المراض العقلية ‪..‬‬
‫حياته ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬الجاني !! قلت ‪ :‬الجاني ‪..‬‬
‫صحيح ‪ ..‬ل يقتل نفسه بالم ‪..‬‬
‫فض حك وقال مازحا ‪ :‬لاذا ‪ ..‬تر يد أن تتأ كد من عقلك‬
‫ول تكثر التشكي‪..‬فيملّك الناس‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫عنده ولد معوق ‪ ..‬ولدي مريض ‪ ..‬ضايق صدري‬
‫قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكـن نسـتفيد ‪ ..‬نعتـب ‪ ..‬نعرف نعمـة ال‬
‫‪ ..‬يا أخي مسكي ولدي ‪ ..‬خلص فهمنا ‪..‬‬

‫‪136‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جدرانا وأرضها باللون البن ‪..‬‬ ‫علينا ‪..‬‬
‫سألت الطبيب ‪ :‬ما هذا ؟!! قال ‪ :‬منون ‪..‬‬ ‫سكت ع بد العز يز يف كر ف حال م ‪ ..‬شعرت أ نه‬
‫شعرت أ نه ي سخر من سؤال ‪ ..‬فقلت ‪ :‬أدري أ نه منون‬ ‫حز ين ‪ ..‬كان ع بد العز يز عاطفيا أك ثر من اللزم‬
‫‪ ..‬لو كان عاقلً لا رأيناه هنا ‪ ..‬لكن ما قصته ؟‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬هذا الرجـل إذا رأى جدارا ‪ ..‬ثار وأقبـل يضربـه‬ ‫أخذن بسيارته إل هناك ‪..‬‬
‫بيده ‪ ..‬وتارة يضربه برجله ‪ ..‬وأحيانا برأسه ‪..‬‬ ‫أقبلنا على مبن كالغارة‪..‬الشجار تيط به من كل‬
‫فيوما تتكسـر أصـابعه ‪ ..‬ويوما تكسـر رجله ‪ ..‬ويوما‬ ‫جانب‪..‬كانت الكآبة ظاهرة عليه‪..‬‬
‫يشج رأسه ‪ ..‬ويوما ‪ ..‬ول نستطع علجه ‪ ..‬فحبسناه ف‬ ‫قابل نا أ حد الطباء ‪ ..‬ر حب ب نا ث أخذ نا ف جولة‬
‫غر فة ك ما ترى ‪ ..‬جدران ا وأرض ها مبط نة بال سفنج ‪..‬‬ ‫ف الستشفى ‪..‬‬
‫فيضرب كما يشاء ‪ ..‬ث سكت الطبيب ‪ ..‬ومضى أمامنا‬ ‫أخذ الطبيب يدثنا عن مآسيهم ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬
‫ماشيا ‪..‬‬ ‫وليس الب كالعاينة ‪..‬‬
‫أ ما أ نا و صاحب ع بد العز يز ‪ ..‬فظلل نا واقف ي نتم تم ‪:‬‬ ‫دلف بنـا إل أحـد المرات ‪ ..‬سـعت أصـواتا هنـا‬
‫المد ل الذي عافانا ما ابتلك به‬ ‫وهناك ‪..‬‬
‫ث مضينا نسي بي غرف الرضى ‪..‬‬ ‫كانت غرف الرضى موزعة على جانب المر ‪..‬‬
‫حت مررنا على غرفة ليس فيها أسرة ‪ ..‬وإنا فيها أكثر‬ ‫مرر نا بغر فة عن يين نا ‪ ..‬نظرت داخل ها فإذا أك ثر‬
‫مـن ثلثيـ رجلً ‪ ..‬كـل واحـد منهـم على حال ‪ ..‬هذا‬ ‫من عشرة أسرة فارغة ‪ ..‬إل واحدا منها قد انبطح‬
‫يؤذن ‪ ..‬وهذا يغن ‪ ..‬وهذا يتلفت ‪ ..‬وهذا يرقص ‪..‬‬ ‫عليه رجل ينتفض بيديه ورجليه ‪..‬‬
‫وإذا من بينهم ثلثة قد أُجلسوا على كراسي ‪ ..‬وربطت‬ ‫التفتّ إل الطبيب وسألته ‪ :‬ما هذا !!‬
‫أيديهـم وأرجلهـم ‪ ..‬وهـم يتلفتون حولمـ ‪ ..‬وياولون‬ ‫ـرع ‪..‬‬
‫ـاب بنوبات صـ‬
‫قال ‪ :‬هذا منون ‪ ..‬ويصـ‬
‫التفلت فل يستطيعون ‪..‬‬ ‫تصيبه كل خس أو ست ساعات ‪..‬‬
‫تعج بت و سألت ال طبيب ‪ :‬ما هؤلء ؟ ولاذا ربطتمو هم‬ ‫قلت ‪ :‬ل حول ول قوة إل بال ‪ ..‬منـذ متـ وهـو‬
‫دون الباقي ؟‬ ‫على هذا الال ؟‬
‫فقال ‪ :‬هؤلء إذا رأوا شيئا أمامهــم اعتدوا عليــه ‪..‬‬ ‫قال ‪:‬منذ أكثر من عشر سنوات ‪..‬كتمت عبة ف‬
‫يكسرون النوافذ ‪ ..‬والكيفات ‪ ..‬والبواب ‪..‬‬ ‫نفسي ‪ ..‬ومضيت ساكتا ‪..‬‬
‫لذلك ننـ نربطهـم على هذا الال ‪ ..‬مـن الصـباح إل‬ ‫بعد خطوات مشيناها ‪ ..‬مررنا على غرفة أخرى ‪..‬‬
‫الساء ‪..‬‬ ‫بابا مغلق ‪ ..‬وف الباب فتحة يطل من خللا رجل‬
‫قلت وأنا أدافع عبت ‪ :‬منذ مت وهم على هذا الال ؟‬ ‫من الغرفة ‪ ..‬ويشي لنا إشارات غي مفهومة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬هذا م نذ ع شر سنوات ‪ ..‬وهذا م نذ سبع ‪ ..‬وهذا‬ ‫حاولت أن أسـرق النظـر داخـل الغرفـة ‪ ..‬فإذا‬

‫‪137‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ل يعقلون حاله ‪..‬‬ ‫جديد ‪ ..‬ل يض له إل خس سني !!‬
‫خر جت من هذه الغر فة ‪ ..‬ول أ ستطع أن أت مل أك ثر ‪..‬‬ ‫خر جت من غرفت هم ‪ ..‬وأ نا أتف كر ف حال م ‪..‬‬
‫قلت للطبيب ‪ :‬دلن على الباب ‪ ..‬للخروج ‪..‬‬ ‫وأحد ال الذي عافان ما ابتلهم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬بقي بعض القسام ‪..‬‬ ‫سألته ‪ :‬أين باب الروج من الستشفى ؟‬
‫قلت ‪ :‬يكفي ما رأيناه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ب قي غر فة واحدة ‪ ..‬ل عل في ها عبة جديدة‬
‫مشـى الطـبيب ومشيـت بانبـه ‪ ..‬وجعـل يرـ ف طريقـه‬ ‫‪ ..‬تعال ‪..‬‬
‫بغرف الرضى ‪ ..‬ونن ساكتان ‪..‬‬ ‫وأ خذ بيدي إل غر فة كبية ‪ ..‬ف تح الباب ود خل‬
‫وفجأة التفت إلّ وكأنه تذكر شيئا نسيه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬وجرن معه ‪..‬‬
‫يـا شيـخ ‪ ..‬هنـا رجـل مـن كبار التجار ‪ ..‬يلك مئات‬ ‫كان ما ف الغرفة شبيها با رأيته ف غرفة سابقة ‪..‬‬
‫الليي ‪ ..‬أصابه لوثة عقلية فأتى به أولده وألقوه هنا منذ‬ ‫مموعـة مـن الرضـى ‪ ..‬كـل منهـم على حال ‪..‬‬
‫سنتي ‪..‬‬ ‫راقص ‪ ..‬ونائم ‪..‬‬
‫وهنا رجل آخر كان مهندسا ف شركة ‪ ..‬وثالث كان ‪..‬‬ ‫و ‪ ..‬و ‪ ..‬عجبا ماذا أرى ؟؟‬
‫وم ضى ال طبيب يدث ن بأقوام ذلوا ب عد عز ‪ ..‬وآخر ين‬ ‫رجل جاوز عمره المسي ‪ ..‬اشتعل رأسه شيبا ‪..‬‬
‫افتقروا بعد غن ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وجلس على الرض القرف صاء ‪ ..‬قد ج ع ج سمه‬
‫أخذت أمشي بي غرف الرضى متفكرا ‪..‬‬ ‫بع ضه على ب عض ‪ ..‬ين ظر إلي نا بعين ي زائغت ي ‪..‬‬
‫سبحان من قسم الرزاق بي عباده ‪..‬‬ ‫يتلفت بفزع ‪..‬‬
‫يعطي من يشاء ‪ ..‬وينع من يشاء ‪..‬‬ ‫كل هذا طبيعي ‪..‬‬
‫قد يرزق الرجل مالً وحسبا ونسبا ومنصبا ‪ ..‬لكنه يأخذ‬ ‫لكن الشيء الغريب الذي جعلن أفزع ‪ ..‬بل أثور‬
‫منـه العقـل ‪ ..‬فتجده مـن أكثـر الناس مالً ‪ ..‬وأقواهـم‬ ‫‪ ..‬هو أن الر جل كان عاريا تاما ل يس عل يه من‬
‫جسدا ‪ ..‬لكنه مسجون ف مستشفى الجاني ‪..‬‬ ‫اللباس ول ما يستر العورة الغلظة ‪..‬‬
‫وقـد يرزق آخـر حسـبا رفيعا ‪ ..‬وما ًل وفيا ‪ ..‬وعقلً‬ ‫تغي وجهي ‪ ..‬وامتقع لون ‪ ..‬والتفت إل الطبيب‬
‫كبيا ‪ ..‬لك نه ي سلب م نه ال صحة ‪ ..‬فتجده مقعدا على‬ ‫فورا ‪ ..‬فلما رأى حرة عين ‪..‬‬
‫سـريره ‪ ..‬عشريـن أو ثلثيـ سـنة ‪ ..‬مـا أغنـ عنـه ماله‬ ‫قال ل ‪ ..‬هدئ مـن غضبـك ‪ ..‬سـأشرح لك حاله‬
‫وحسبه ‪!!..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ومن الناس من يؤتيه ال صحة وقوة وعقلً ‪ ..‬لكنه ينعه‬ ‫هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا عضه بأسنانه وقطعه‬
‫الال فتراه يشتغل حال أمتعة ف سوق أو تراه معدما فقيا‬ ‫‪ ..‬وحاول بلعه ‪ ..‬وقد نلبسه ف اليوم الواحد أكثر‬
‫يتنقل بي الرف التواضعة ل يكاد يد ما يسد به رمقه‬ ‫من عشرة ثياب ‪ ..‬وكلها على مثل هذا الال ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فتركناه هكذا صيفا وشتاءً ‪ ..‬والذ ين حوله مان ي‬

‫‪138‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ل تتلفا ‪ ..‬وإنك إن عصيتن أطعتك ‪..‬‬ ‫و من الناس من يؤت يه ‪ ..‬وير مه ‪ ..‬ور بك يلق ما‬
‫فقال له عمرو‪ :‬فإن أمي عليك ‪ ..‬وإنا أنت مدد ل ‪..‬‬ ‫يشاء ويتار ‪ ..‬ما كان لم الية ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فدونك ‪..‬‬ ‫فكان حريا بكل مبتلى أن يعرف هدايا ال إليه قبل‬
‫فتقدم ‪ ..‬عمرو بن العاص ‪ t‬فصلى بالناس ‪..‬‬ ‫أن يعـد مصـائبه عليـه ‪ ..‬فإن حرمـك الال فقـد‬
‫وب عد الغزوة ‪ ..‬كان أول من و صل الدي نة ‪ ..‬عوف بن‬ ‫أعطاك ال صحة ‪ ..‬وإن حر مك من ها ‪ ..‬ف قد أعطاك‬
‫مالك ‪.. t‬‬ ‫العقل ‪ ..‬فإن فاتك ‪ ..‬فقد أعطاك السلم ‪ ..‬هنيئا‬
‫فمضى إل رسول ‪.. r‬‬ ‫لك أن تعيش عليه وتوت عليه ‪..‬‬
‫فلما رآه ‪ ..‬قال له ‪ .. r‬أخبن ‪..‬‬ ‫ف قل بلء ف يك الن بأعلى صوتك ‪ :‬الممممد ل‬
‫فأ خبه عن الغزوة ‪ ..‬وما كان ب ي أ ب عبيدة وعمرو بن‬ ‫‪..‬‬
‫العاص ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وكذلك كان الصحابة الكرام‬
‫فقال ‪ : r‬يرحم ال أبا عبيدة بن الراح ‪..‬‬ ‫بعـث رسـول ال ‪ .. r‬عمرو بـن العاص ‪ t‬جهـة‬
‫‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬يرحم ال أبا عبيدة‬ ‫الشام ‪ ..‬ف غزوة ذات السلسل ‪..‬‬
‫فكرة ‪..‬‬ ‫فلما صار إل هناك رأى كثرة عدوه ‪..‬‬
‫انظـر للجوانـب الشرقـة مـن حياتـك ‪ ..‬قبـل أن تنظـر‬ ‫فبعث إل رسول ال ‪ r‬يستمده ‪..‬‬
‫للمظلمة ‪ ..‬لتكون أسعد ‪..‬‬ ‫فبعـث إليـه ‪ r‬أبـا عـبيدة بـن الراح ‪ ..‬أميا على‬
‫مدد ‪ ..‬ف يه الهاجرون الولون ‪ ..‬وفي هم أ بو ب كر‬
‫‪.49‬كن جبلً ‪..‬‬ ‫وعمر ‪ ..‬وقال ‪ r‬لب عبيدة حي وجهه ‪ :‬ل تتلفا‬
‫فـ بدايـة سـلوكي فـ طريـق الدعوة ‪ ..‬دعيـت للقاء‬ ‫‪..‬‬
‫ماضرة ف إحدى القرى ‪..‬‬ ‫فخرج أبو عبيدة ‪..‬‬
‫ا ستقبلن ال سئول عن الدعوة هناك ‪ ..‬رك بت سيارته ‪..‬‬ ‫حتـ إذا قدم على عمرو قال له عمرو ‪ :‬إناـ جئت‬
‫كانت قدية متهالكة ‪..‬‬ ‫مددا ل ‪..‬‬
‫تدثت معه ‪ ..‬أخبن أنه حديث عهد بزواج ‪..‬‬ ‫فقال له أبـو عـبيدة ‪ :‬ل ولكـن على مـا أنـا عليـه‬
‫ث اشت كى إلّ من غلء الهور ف قريت هم ‪ ..‬ح ت إ نه ل‬ ‫وأنت على ما أنت عليه ‪..‬‬
‫يستطع أن يشتري سيارة جديدة ‪ ..‬أو على القل أحسن‬ ‫ل ‪ ..‬هينا عل يه أ مر‬
‫ل لينا سه ً‬
‫وكان أ بو عبيدة رج ً‬
‫من سيارته ‪..‬‬ ‫الدنيا ‪..‬‬
‫دعوت له بالتوفيق ‪..‬‬ ‫فقال له عمرو ‪ :‬بل أنت مددي ‪..‬‬
‫ث دخلت وألقيت الحاضرة ‪ ..‬وف آخرها ‪ ..‬قرئت عليّ‬ ‫فقال له أ بو عبيدة ‪ :‬يا عمرو إن ر سول ال ‪.. r‬‬
‫السئلة ‪ ..‬وكان من بينها سؤال عن غلء الهور ‪..‬‬ ‫قد قال ل ‪:‬‬

‫‪139‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تأكـد أن الشجار الثابتـة ل تقتلعهـا الرياح ‪ ..‬مهمـا‬ ‫ففرحت به وقلت ‪ :‬جاءك يا مهنا ما تتمنا !!‬
‫اشتدت ‪ ..‬وإنا النصر صب ساعة ‪..‬‬ ‫وانطلقــت أتكلم عــن غلء الهور وتأثيه على‬
‫كل ما زاد عقلك ‪ ..‬قل جهلك ‪ ..‬وإذا زاد قدرك ‪ ..‬قل‬ ‫الشباب والفتيات ‪..‬‬
‫غضبك ‪..‬‬ ‫ما زوج بناته بأكثر من‬ ‫ث ذكرت إن رسول ال‬
‫كالبحر ل يركه أي شيء ‪ ..‬ويا جبل ما تزك ريح ‪!..‬‬ ‫خسـمائة درهـم ‪ ..‬ثـ رفعـت صـوت قائلً ‪ :‬يعنـ‬
‫بل إنك لو استثارك شخص ما ‪ ..‬ف ملس ‪ ..‬أو بيت ‪..‬‬ ‫؟!!‬ ‫بناتكم أحسن من بنات النب‬
‫أو قناة فضائية ‪ ..‬أو ماضرة عامة ‪..‬‬ ‫ف صرخ ر جل مُ سن من طرف ال صف قائلً ‪ :‬إ يش‬
‫فإنـك إذا بقيـت هادئا ل تغضـب ول تثـر ‪ ..‬مال الناس‬ ‫فيهم بناتنا ؟‬
‫معك ضده ‪..‬‬ ‫فثار آخر وقال ‪ :‬يتكلم على بناتنا !!‬
‫ل بقافلة تارة من الشام ‪..‬‬
‫كان أ بو سفيان بن حرب مقب ً‬ ‫ـه وقال ‪ :‬أوووه‬
‫ونض ـ الثالث جاثيا على ركبتيـ‬
‫فخرج إليهم السلمون لقتالم ‪..‬‬ ‫تتكلم على بناتنا ؟!!‬
‫ففـر أبـو سـفيان بالقافلة ‪ ..‬وأرسـل إل قريـش فخرجـت‬ ‫ك نت ف حال ل أح سد عل يه ‪ ..‬وك نت ف أوائل‬
‫بيش عرمرم ‪..‬‬ ‫طريق الدعوة ‪ ..‬وحديث التخرج من الامعة ‪..‬‬
‫ووقعـت معركـة بدر بيـ السـلمي وقريـش ‪ ..‬وانتصـر‬ ‫بقيـت سـاكتا ل أنبـس ببنـت شفـة ‪ ..‬نظرت إل‬
‫السلمون ‪..‬‬ ‫الول لاـ تكلم وتبسـمت ‪ ..‬فلمـا تكلم الثانـ ‪..‬‬
‫قتل من كفار قريش سبعون ‪ ..‬وأُسِر منهم سبعون ‪..‬‬ ‫نظرت إليه أيضا وتبسمت ‪ ..‬وكذلك الثالث ‪..‬‬
‫رجـع مـن تبقـى مـن جيـش قريـش ‪ ..‬وهـم جرحـى ‪..‬‬ ‫كان بعض الشباب ف آخر السجد يتضاحكون ‪..‬‬
‫وجوعى ‪..‬‬ ‫وبعضهم قاموا وقوفا ينظرون ‪ ..‬وكأن بم يقولون‬
‫ث وصل أبو سفيان بقافلته إل مكة ‪..‬‬ ‫‪ :‬وقف حار الشيخ ف العقبة !!‬
‫فمشـى عبـد ال بـن أبـ ربيعـة وعكرمـة بـن أبـ جهـل‬ ‫ل ا رأوا هدوئي ‪ ..‬هدؤوا ‪ ..‬ث قام أحد هم وقال ‪:‬‬
‫وصفوان ابن أمية ‪..‬‬ ‫يا جاعة ‪ ..‬خلوا الشيخ يوضح قصده ‪..‬‬
‫ف رجال من قريش من أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانم‬ ‫فســكتوا ‪ ..‬فشكرت له عمله ‪ ..‬ثــ اعتذرت‬
‫يوم بدر ‪..‬‬ ‫وأثنيت عليهم – وعلى بناتم ‪ -‬ووضحت مرادي‬
‫فكلموا أبا سفيان ومن كانت له ف تلك العي من قريش‬ ‫‪..‬‬
‫تارة ‪..‬‬ ‫ع ند تعاملك مع الناس ‪ ..‬أ نت ف القي قة ت صنع‬
‫فقالوا ‪ :‬يـا معشـر قريـش ‪ ..‬إن ممدا قـد وتركـم وقتـل‬ ‫شخ صيتك ‪ ..‬وتب ن ف عقول م ت صورات ع نك ‪..‬‬
‫خيار كم ‪ ..‬فأعينو نا بذا الال على حر به لعل نا ندرك م نه‬ ‫يبنون على أسـاسها أسـاليب تعاملهـم معـك ‪..‬‬
‫ثأرا ‪ ..‬ففعلوا ‪..‬‬ ‫واحترامهم لك ‪..‬‬

‫‪140‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلمـا نزل أبـو سـفيان والشركون بأصـل أحـد فرح‬ ‫وقـد قال ال فيهـم ‪ " :‬إن الذيـن كفروا ينفقون‬
‫السلمون الذين ل يشهدوا بدرا بقدوم العدو عليهم ‪..‬‬ ‫أموالم ليصدوا عن سبيل ال فسينفقونا ث تكون‬
‫وقالوا ‪ :‬قد ساق ال علينا أمنيتنا ‪..‬‬ ‫علي هم ح سرة ث يغلبون والذ ين كفروا إل جه نم‬
‫ث قال النب ‪ r‬لصحابه ‪:‬‬ ‫يشرون " ‪.‬‬
‫" من ر جل يرج ب نا على القوم من ك ثب ـ أي من‬ ‫فخرجـت قريـش ‪ ..‬بدهـا وحديدهـا ‪ ..‬وجدهـا‬
‫قريب ـ من طريق ل ير بنا عليهم " ؟‬ ‫وأحابيشها ‪..‬‬
‫فقال رجل من بن حارثة بن الارث اسه أبو خيثمة ‪:‬‬ ‫وخرج معها من تابعها من بن كنانة وأهل تامة ‪..‬‬
‫أنا يا رسول ال ‪..‬‬ ‫وخرجوا مع هم بالن ساء لئل ي فر الرجال من القتال‬
‫فسلك به ف أرض بن حارثة وبي أموالم ومزارعهم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫حت سلك به ف مال لرجل اسه ‪ :‬مربع ابن قيظي ‪..‬‬ ‫فخرج أبو سفيان بزوجته هند بنت عتبة ‪..‬‬
‫ل منافقا ضرير البصر ‪..‬‬
‫وكان رج ً‬ ‫وخرج عكرمة بن أب جهل بزوجته أم حكيم بنت‬
‫فلما سع ِحسّ رسول ال ‪ .. r‬ومن معه من السلمي ‪..‬‬ ‫الارث ‪..‬‬
‫قام يثي ف وجوههم التراب ‪ ..‬ويقول ‪ :‬إن كنت رسول‬ ‫وخرج الارث بن هشام بفاط مة ب نت الول يد بن‬
‫ال فإن ل أحل لك أن تدخل ف حائطي ‪..‬‬ ‫الغية ‪..‬‬
‫ث أخذ البيث حفنة من التراب ف يده ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫فأقبـل الكفار ‪ ..‬حتـ نزلوا على شفيـ الوادي‬
‫وال لو أعلم أن ل أصيب با غيك يا ممد لضربت با‬ ‫مقابل الدينة ‪..‬‬
‫وجهك ‪..‬‬ ‫فلما سع ب م ر سول ال ‪ .. r‬ا ستشار أ صحابه ‪..‬‬
‫فابتدره القوم ‪..‬‬ ‫ما رأيكم ؟‍‬
‫‪:‬‬ ‫فقال النب‬ ‫نبقى ف الدينة فإذا دخلوها علينا ‪..‬‬
‫" ل تقتلوه ‪ ..‬فهذا الع مى ‪ ..‬أع مى القلب ‪ ..‬أع مى‬ ‫فقال له ناس ل يكونوا شهدوا بدرا ‪ :‬نرج يـــا‬
‫البصر ‪" ..‬‬ ‫رسول ال إليهم نقاتلهم بـ "أحد" ‪..‬‬
‫ومضى رسول ال ‪ .. r‬ول يلتفت إل ذلك النافق ‪..‬‬ ‫ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫لو كل كلب عوى ألقمته حجرا‬ ‫فما زالوا برسول ال ‪ r‬حت لبس أداة الرب ‪..‬‬
‫لصبح الصخر مثقالً بدينار‬ ‫ثـ ندموا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬يـا رسـول ال أقـم ‪ ..‬فالرأي‬
‫والكلب تنبح ‪ ..‬والقافلة تسييييي ‪..‬‬ ‫رأيك ‪..‬‬
‫قناعة ‪..‬‬ ‫فقال ل م ‪ :‬ما ينب غي ل نب أن ي ضع أدا ته ب عد ما‬
‫الرياح ل ترك البال ‪ ..‬لكنهــا تلعــب بالرمال ‪..‬‬ ‫لبسها حت يكم ال بينه وبي عدوه ‪..‬‬

‫‪141‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫وتشكلها كما تشاء ‪..‬‬
‫فأُتَ به يوما إل رسول ال فأمر به فجُلد ‪..‬‬
‫ث مرت أيام ‪ ..‬فشرب خرا ‪ ..‬فجيء به أخرى فجلد ‪..‬‬ ‫‪.50‬ل تلعنه ‪ ..‬إنه يشرب خرا ‪!!..‬‬
‫ومرت أيام ‪ ..‬ث جيء به قد شرب خرا ‪ ..‬فجلد ‪..‬‬ ‫أكثر الناس الذين نالطهم مهما بلغ من السوء ‪..‬‬
‫فلما ول خارجا ‪ ..‬قال رجل من الصحابة ‪:‬‬ ‫إل أنه ل يلو من خي وإن كان قليلً ‪..‬‬
‫لعنه ال ‪ ..‬ما أكثر ما يؤتى به !!‬ ‫فلو ا ستطعنا أن نعثر على مفتاح ال ي لكان حسنا‬
‫فالت فت إل يه ‪ ..‬و قد تغ ي وج هه فقال له ‪ :‬ل تلع نه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫(‪)65‬‬
‫فوال ما علمت أنه يب ال ورسوله ‪..‬‬ ‫اشت هر عن ب عض الجرم ي ‪ ..‬أ نه كان ي سطو على‬
‫بيوت الناس وي سرق أموال م ‪ ..‬لين فق بعض ها على‬
‫فن ‪..‬‬ ‫ضعفاء وأيتام !! أو يبن با مساجد !!‬
‫ق بل أن تبدأ ف نزع شجرة ال شر ف الخر ين ‪ ..‬اب ث‬ ‫أو كالت ترى أيتاما جوعى فتزن لتحصل مالً تسد‬
‫عن شجرة الي واسقها ‪..‬‬ ‫به جوعهم ‪..‬‬
‫بن مسجدا ل من غي حله **‬
‫‪.51‬إذا ل يكن ما تريد فأرد ما يكون ‪!!..‬‬ ‫فكان بمد ال غي موفق‬
‫مـا دمـت مُلزمـا فاسـتمتع ‪ ..‬هكذا كنـت أقول لشاب‬ ‫كمطعمة اليتام من كدّ عرضها ! **‬
‫أصـيب برض السـكر ‪ ..‬فكان يشرب الشاي مـن غيـ‬ ‫لك الويــل ل تزنــ ول‬
‫سكر ‪ ..‬ويتأسف لاله ‪..‬‬ ‫تتصدقي‬
‫كنـت أقول له ‪ :‬هـل إذا تأسـفت وحزنـت أثناء شربـك‬ ‫وكم من حامل سكي ليطعن با ‪ ..‬فاستعطفه طفل‬
‫الشاي ‪ ..‬هل تنقلب الرارة حلوة ‪..‬‬ ‫أو امرأة فرق قلبه ‪ ..‬وألقى سكينه عنه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫إذن عامـل الناس جيعا باـ تعلم فيهـم مـن خيـ ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ما دمت ملزما ‪ ..‬فاستمتع ‪..‬‬ ‫قبل أن تسيء الظن بم ‪..‬‬
‫أعن لن تأت الدنيا دائما على ما نب ‪..‬‬ ‫‪ ..‬بلغ من خلقه أنه كان يلتمس العاذير‬ ‫ممد‬
‫وهذا يقع ف حياتنا كثيا ‪..‬‬ ‫للمخطئيـ ‪ ..‬ويسـن الظـن بالذنـبي ‪ ..‬وكان إذا‬
‫سيارتك قدية ‪ ..‬مكيف ل يشتغل ‪ ..‬مراتب مزقة ‪ ..‬ول‬ ‫قابـل عاصـيا ينظـر فيـه إل جوانـب اليان قبـل‬
‫تستطيع حاليا تغييها ‪ ..‬ما الل ؟‬ ‫جوانب الشهوة والعصيان ‪..‬‬
‫تقدمت للدراسة بالامعة ‪ ..‬فقبلت ف كلية ل ترغب ف‬ ‫ما كان يسيء الظن بأحد ‪ ..‬يعاملهم كأنم أولده‬
‫الدراسـة فيهـا ‪ ..‬حاولت تعديـل الال فلم تسـتطع ‪..‬‬ ‫وإخوانه ‪ ..‬يب لم الي كما يبه لنفسه ‪..‬‬
‫قد ابتلي بشرب المر‬ ‫كان رجل ف عهد النب‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪65‬‬

‫‪142‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ن عم ‪ ..‬عش حيا تك ‪ ..‬ل و قت في ها لِلهمّ ‪ ..‬تعا مل مع‬ ‫فاضطررت لواصـلة الدراسـة ‪ ..‬وأكملت سـنتي‬
‫العطيات الت بي يديك ‪..‬‬ ‫وثلث ‪ ..‬فما الل ؟‬
‫مع أصحابه ف غزوة فق ّل طعامهم ‪ ..‬وتعبوا ‪..‬‬ ‫خرج‬ ‫تقدمـت لوظيفـة فلم تقبـل ‪ ..‬وقبلت فـ أخرى ‪..‬‬
‫فأمرهم ‪ ..‬أن يمعوا ما عندهم من طعام ‪..‬‬ ‫وبدأت دوامك فيها ‪ ..‬فما الل؟‬
‫وفرش رداءه ‪ ..‬وصار الرجل يأت بالتمرة ‪ ..‬والتمرتي ‪..‬‬ ‫خطبت فتاتا فرفضت ‪ ..‬وتزوجت آخر ‪ ..‬ما الل‬
‫وكسـرة البـز ‪ ..‬وكلهـا تتمـع فوق هذا الرداء ‪ ..‬ثـ‬ ‫؟‬
‫أكلوا ‪ ..‬وهم مستمتعون ‪..‬‬ ‫كث ي من الناس ي عل ال ل هو الكتئاب الدائم ‪..‬‬
‫والتأفف من واقعه ‪ ..‬وكثرة التشكي إل من عرف‬
‫لحة ‪..‬‬ ‫و من ل يعرف ! وهذا ل يرد إل يه رزقا فا ته ‪ ..‬ول‬
‫ما كل ما يتمن الرء يدركه ‪..‬‬ ‫يعجل برزق ل يكتب له ‪..‬‬
‫تري الرياح با ل تشتهي السفن‬ ‫إذن ما الل ؟‬
‫العا قل ف هو الذي يتك يف مع واق عه كيف ما كان ‪..‬‬
‫‪.52‬نتلف ونن إخوان !‬
‫مادام ل يستطيع التغيي إل الحسن ‪..‬‬
‫ذُكـر أن الشافعـي رحهـ ال تناظـر يوما مـع أحـد العلماء‬
‫أحد أصدقائي كان يشرف على بناء مسجد ‪..‬‬
‫حول مسألة فقهية عويصة ‪..‬‬
‫فضاقـت بمـ النفقـة ‪ ..‬فتوجهوا إل أحـد التجار‬
‫فاختلفا ‪ ..‬وطال الوار ‪ ..‬حت علت أصواتما ‪..‬‬
‫للستعانة به ف إكمال البناء ‪..‬‬
‫ول يستطع أحدها أن يقنع صاحبه ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬وأعطاهم ما‬
‫فتح لم الباب ‪ ..‬جلس معهم قلي ً‬
‫وكأن الرجل تغي وغضب ‪ ..‬ووجد ف نفسه ‪..‬‬
‫تيسر ‪ ..‬ث أخرج دواء من جيبه وجعل يتناوله ‪..‬‬
‫فل ما انت هى الجلس وتوج ها للخروج ‪ ..‬الت فت الشاف عي‬
‫قال له أحدهم ‪ :‬سلمات ‪ ..‬عسى ما شر !!‬
‫إل صاحبه ‪ ..‬وأخذ بيده وقال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬هذه حبوب منو مة ‪ ..‬م نذ ع شر سني‬
‫أل يصح أن نتلف ونبقى إخوانا ‪!..‬‬
‫ل أنام إل با ‪..‬‬
‫وجلس بعض علماء الديث يوما ‪ ..‬عند الليفة ‪..‬‬
‫دعوا له ‪ ..‬وخرجوا ‪..‬‬
‫فتكلم رجل ف الجلس بديث ‪..‬‬
‫فمروا على حفريات وأعمال طرق عنـــد مرج‬
‫فاستغرب العال منه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما هذا الديث !! من أين‬
‫الدينـة ‪ ..‬وقـد وضـع عندهـا أنوار تعمـل بولد‬
‫؟‬ ‫جئت به ؟ تكذب على رسول ال‬
‫كهربائي قد مل الدنيا ضجيجا ‪..‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬بل هذا حديث ‪ ..‬ثابت ‪..‬‬
‫ليس هذا هو الغريب ‪..‬‬
‫قال العال ‪ :‬ل ‪ ..‬هذا حديث ل نسمع به ‪ ..‬ول نفظه ‪..‬‬
‫الغر يب أن حارس الولد هو عا مل فق ي قد افترش‬
‫وكان ف الجلس وزير عاقل ‪..‬‬
‫قصاصات جرائد ‪ ..‬ونااااام ‪..‬‬

‫‪143‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رهج السنابك والغبار الطيب‬ ‫فالتفـت إل العال وقال بدوء ‪ :‬يـا شيـخ ‪ ..‬هـل‬
‫ولقد أتانا من مقال نبينا ***‬ ‫‪..‬؟‬ ‫حفظت جييييع أحاديث النب‬
‫قول صحيح صادق ل يكذب‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫ل يستوي وغبار خيل ال ف ***‬ ‫قال ‪ :‬فهل حفظت نصفها ؟‬
‫أنف امريء ودخان نار تلهب‬ ‫قال ‪ :‬ربا ‪..‬‬
‫هذا كتاب ال ينطق بيننا ***‬ ‫فقال ‪ :‬فاعتـب هذا الديـث مـن النصـف الذي ل‬
‫ليس الشهيد بيت ل يكذب‬ ‫تفظه ‪..‬‬
‫ث قال ‪:‬‬ ‫وانتهت الشكلة ‪..‬‬
‫إن من عباد من فتح ال ف الصيام ‪ ..‬فيصوم ما ل يصومه‬ ‫كان الفضيـل بـن عياض وعبـد ال بـن البارك‬
‫غيه ‪ ..‬ومنهم من فتح له ف قراءة القرآن ‪ ..‬ومنهم من‬ ‫صاحبي ل يفترقان ‪..‬‬
‫فتـح له فـ طلب العلم ‪ ..‬ومنهـم مـن فتـح فـ الهاد ‪..‬‬ ‫وكانا عالي زاهدين ‪..‬‬
‫ومنهم من فتح له ف قيام الليل ‪..‬‬ ‫عنّ لع بد ال بن البارك فخرج للقتال والرباط ف‬
‫وليس ما أنت عليه بأفضل ما أنا عليه ‪..‬‬ ‫الثغور ‪..‬‬
‫وما أنا عليه ‪ ..‬ليس بأفضل ما أنت عليه ‪..‬‬ ‫وبقي الفضيل بن عياض ف الرم يصلي ويتعبد ‪..‬‬
‫وكلنا على خي ‪..‬‬ ‫وف يوم رق فيه القلب ‪ ..‬وأسبلت الدمعة ‪..‬‬
‫وهكذا كان منهج الصحابة ‪..‬‬ ‫ك تب الفض يل إل ا بن البارك كتابا يدعوه ف يه إل‬
‫اجتمـع الكفار وتألبوا لرب السـلمي فـ الدينـة ‪..‬‬ ‫الجيـء والتعبـد فـ الرم ‪ ..‬والشتغال بالذكـر‬
‫وجاؤوا ف جيش ل تشهد العرب مثله كثرة وعتادا ‪..‬‬ ‫وقراءة القرآن ‪..‬‬
‫فحفـر السـلمون خندقا ل يسـتطع الكفار أن يتجاوزوه‬ ‫فلما قرأ ابن البارك الكتاب ‪..‬‬
‫لدخول الدينة ‪..‬‬ ‫أخذ رقعة وكتب إل الفضيل ‪:‬‬
‫فعسكر الكفار وراء الندق ‪..‬‬ ‫يا عابد الرمي لو أبصرتنا ***‬
‫وكان ف الدي نة قبيلة ب ن قري ظة ‪ ..‬و هم يهود يترب صون‬ ‫لعلمت أنك ف العبادة‬
‫بالؤمني ‪..‬‬ ‫تلعب‬
‫فأقبلوا إل الكفار يدونمـ ‪ ..‬ويعيثون فـ الدينـة فسـادا‬ ‫من كان يضب خده بدموعه ***‬
‫ونبا ‪..‬‬ ‫فنحورنا بدمائنا تتخضب‬
‫وقد انشغل السلمون عنهم بالرباط عند الندق ‪..‬‬ ‫أو كان يتعب خيله ف باطل ***‬
‫وم ضت اليام ع صيبة ‪ ..‬ح ت أر سل ال على الكفار ريا‬ ‫فخيولنا يوم الصبيحة تتعب‬
‫وجنودا ‪ ..‬من عنده فتمزق جيشهم ‪ ..‬وانقلبوا خائبي ‪..‬‬ ‫ريح العبي لكم ونن عبينا ***‬

‫‪144‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فصلوها ‪..‬‬ ‫يرون أذيال هزيتهم ف ظلمة الليل ‪..‬‬
‫فذكر ذلك للنب ‪ r‬فلم يعنف واحدا من الفريقي ‪..‬‬ ‫فل ما أ صبح ر سول ال ‪ .. r‬ان صرف عن الندق‬
‫فحاصرهم النب ‪ .. r‬حت نصره ال عليهم ‪..‬‬ ‫راجعا إل الدينة ‪..‬‬
‫ووضع السلمون السلح ‪ ..‬ورجعوا إل بيوتم ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫ودخـل رسـول ال ‪ r‬بيتـه ‪ ..‬ووضـع السـلح‬
‫ليست الغاية أن نتفق ‪ ..‬لكن الغاية أن ل نتلف ‪..‬‬ ‫واغتسل ‪..‬‬
‫فلما كانت الظهر ‪ ..‬جاءه جبيل ‪..‬‬
‫‪.53‬الرفق ‪ ..‬إل زانه ‪..‬‬
‫فنادى رسول ال ‪ .. r‬من خارج البيت ‪..‬‬
‫يتكرر على ألسنتنا كثيا عندما نعجب بشخص ما ‪ ..‬أن‬
‫فقام رسول ال ‪ r‬فزعا ‪..‬‬
‫نصفه قائلي ‪:‬‬
‫فقال له جبيـل عليـه السـلم ‪ :‬أوقـد وضعـت‬
‫فلن رزين ‪ ..‬فلن ثقيل ‪ ..‬فلن راكد ‪..‬‬
‫السلح يا رسول ال ؟‬
‫وإذا أردنـا مذمـة شخـص قلنـا ‪ :‬فلن عجول ‪ ..‬فلن‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫خفيّف ‪..‬‬
‫قال جب يل ‪ :‬ما وض عت اللئ كة ال سلح ب عد ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬ما كان الرفق ف شيء إل زانه‬ ‫أما رسول ال‬
‫ومـا رجعـت الن إل مـن طلب القوم ‪ ..‬طلبناهـم‬
‫(‪)66‬‬
‫‪ ..‬وما نزع من شيء إل شانه ‪..‬‬
‫حت بلغنا حراء السد ‪..‬‬
‫هل تستطيع تريك طن الديد بأصبع ؟‬
‫إن ال يأمرك بال سي إل ب ن قري ظة ‪ ..‬فإ ن عا مد‬
‫نعم ‪ :‬إذا أحضرت رافعة ‪ ..‬ث ربطته برفق ‪ ..‬وأحكمت‬
‫إليهم فمزلزل بم ‪..‬‬
‫ربطه ‪..‬‬
‫فأمر رسول ال ‪ r‬مؤذنا فأذن ف الناس ‪:‬‬
‫ث رفعته ‪ ..‬فإذا تعلق ف الواء ‪ ..‬حركه بأصغر أصابعك‬
‫" من كان سامعا مطيعا ‪ ..‬فل يصلي العصر إل ف‬
‫‪..‬‬
‫بن قريظة " ‪..‬‬
‫اتفق صديقان على أن يتقدما لرجل لطبة ابنتيه ‪ ..‬كانت‬
‫فت سابق الناس إل سلحهم ‪ ..‬و سعوا وأطاعوا ‪..‬‬
‫إحداها أكب من الخرى ‪..‬‬
‫ومضوا إل ديار بن قريظة ‪..‬‬
‫قال أحده ا لل خر ‪ :‬أ نا آ خذ ال صغية ‪ ..‬وأ نت تأ خذ‬
‫فدخل عليهم وقت العصر وهم ف الطريق ‪..‬‬
‫الكبية ‪..‬‬
‫فقال بعضهم ل نصلي العصر إل ف بن قريظة ‪..‬‬
‫فصاح صاحبه ‪ :‬لاااا ‪ ..‬بل أنت خذ الكبية ‪ ..‬وأنا آخذ‬
‫وقال بعض هم ‪ :‬بل ن صلي ل يرد م نا ذلك ‪ ..‬يع ن‬
‫الصغية ‪..‬‬
‫إنا أراد السراع إليهم ‪..‬‬
‫فقال الول ‪ :‬ط يب ‪ ..‬أ نت تأ خذ ال صغية ‪ ..‬وأ نا آ خذ‬
‫فصلوا العصر وأكملوا مسيهم ‪..‬‬
‫وأخرهـا الخرون ‪ ..‬حتـ وصـلوا بنـ قريظـة ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪66‬‬

‫‪145‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلزم أبو يوسف شيخه سني ‪..‬‬ ‫الت أصغر منها ‪..‬‬
‫فل ما بلغ أ بو يو سف سن الشباب ‪ ..‬ون بغ على أقرا نه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬موافق ‪!!..‬‬
‫أصابه مرض أقعده ‪..‬‬ ‫ول يدرك أن صاحبه ما غي قراره ‪ ..‬سوى أنه غي‬
‫فزاره أبـو حنيفـة ‪ ..‬وكان الرض شديدا متمكنا منـه ‪..‬‬ ‫أسلوب الكلم برفق ‪..‬‬
‫فلما رآه أبو حنيفة حزن ‪ ..‬وخاف عليه اللك ‪..‬‬ ‫و ف الد يث ‪ :‬إذا أراد ال بأ هل ب يت خيا أد خل‬
‫وخرج وهو يكلم نفسه قائلً ‪ :‬آآآه يا أبا يوسف ‪ ..‬لقد‬ ‫عليهـم الرفـق ‪ ..‬وإذا أراد ال بأهـل بيـت شرا ‪..‬‬
‫(‪)67‬‬
‫كنت أرجوك للناس من بعدي !!‬ ‫نزع منهم الرفق ‪..‬‬
‫ومضى أبو حنيفة ير خطاه حزينا إل حلقته وطلبه ‪..‬‬ ‫وفيـه ‪ :‬إن ال رفيـق يبـ الرفـق ‪ ..‬ويعطـي على‬
‫وم ضت يومان ‪ ..‬فش في أ بو يو سف ‪ ..‬واغت سل ول بس‬ ‫الرفق ما ل يعطي على العنف ‪ ..‬وما ل يعطي على‬
‫(‪)68‬‬
‫ثيابه ليذهب لدرس شيخه ‪..‬‬ ‫ما سواه ‪..‬‬
‫فسأله من حوله ‪ :‬إل أين تذهب ؟‬ ‫الرفيـق ‪ ..‬اليـ الليـ ‪ ..‬مبوب عنـد الناس ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إل درس الشيخ ‪..‬‬ ‫تطمئن إليه النفوس ‪ ..‬وتثق فيه ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬إل الن تطلب العلم ؟ أنـت قـد اكتفيـت ‪ ..‬أمـا‬ ‫خاصـة إذا صـاحب ذلك وزن للكلم ‪ ..‬وقدرة‬
‫بلغك ما قال فيك الشيخ ؟‬ ‫على التعامل الرائع ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬وما قال ؟!‬ ‫من أش هر طلب علماء النف ية المام أ بو يو سف‬
‫قالوا ‪ :‬قـد قال ‪ :‬كنـت أرجوك للناس مـن بعدي ‪ ..‬أي‬ ‫القاضي ‪..‬‬
‫أ نك قد حصلت كل علم أ ب حنيفة ‪ ..‬فلو مات الشيخ‬ ‫هو أشهر طلب أب حنيفة ‪..‬‬
‫اليوم جلست مكانه ‪..‬‬ ‫كان أبو يوسف ف صغره فقيا ‪ ..‬وكان أبوه ينعه‬
‫فأعجب أبو يوسف بنفسه ‪..‬‬ ‫مـن حضور درس أبـ حنيفـة ‪ ..‬ويأمره بالذهاب‬
‫وم ضى إل ال سجد ورأى حل قة أ ب حني فة ف ناح ية ‪..‬‬ ‫للسوق لتكسب ‪..‬‬
‫فجلس ف الناحية الخرى ‪ ..‬وبدأ يدرس ويفت ‪..‬‬ ‫كان أبو حنيفة حريصا عليه ‪ ..‬وإذا غاب عاتبه ‪..‬‬
‫التفت أبو حنيفة إل اللقة الديدة ‪ ..‬فسأل ‪ :‬حلقة من‬ ‫فاشت كى أ بو يو سف يوما إل أ ب حني فة حاله مع‬
‫هذه ؟‬ ‫والده ‪ ..‬فاسـتدعى أبـو حنيفـة والد أبـ يوسـف‬
‫قالوا ‪ :‬هذا أبو يوسف ‪..‬‬ ‫وسأله ‪ :‬كم يكسب الولد كل يوم ؟‬
‫قال ‪ :‬شُفي من مرضه ؟!‬ ‫قال ‪ :‬درهان ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أنا أعطيك الدرهي ‪ ..‬ودعه يطلب العلم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فلم ل يأت إل درسنا ؟!‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪67‬‬

‫قالوا ‪ :‬حدثوه باـ قلت ‪ ..‬فجلس يدرس الناس واسـتغن‬


‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪68‬‬

‫‪146‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فنظر أبو يوسف إليه ‪ ..‬ث سأله ‪ :‬بال من أرسلك ‪..‬‬ ‫عنك ‪..‬‬
‫فأشار إل أب حنيفة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أرسلن الشيخ ‪..‬‬ ‫ففكر أبو حنيفة كيف يتعامل مع الوقف برفق ‪..‬‬
‫فقام أ بو يو سف من مل سه ‪ ..‬وم ضى ح ت و قف على‬ ‫وجعل يفكر ث قال ‪:‬‬
‫حلقة أب حنيفة وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬ ‫يأب أبو يوسف إل أن نقشّر له العصا!!‬
‫فلم يلتفت أبو حنيفة إليه ‪..‬‬ ‫ث التفت إل أحد طلبه الالسي وقال ‪:‬‬
‫فأقبل أبو يوسف حت جثى على ركبتيه بي يدي الشيخ‬ ‫يا فلن ‪ ..‬اذ هب إل الش يخ الالس هناك ‪ ..‬يع ن‬
‫‪ ..‬وقال بكل أدب ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬ ‫أبا يوسف ‪ ..‬فقل له ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬عندي مسألة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ما مسألتك ؟‬ ‫ف سيفرح بك وي سألك عن م سألتك ‪ ..‬ف ما جلس‬
‫قال ‪ :‬تعرفها ‪..‬‬ ‫إل ليسأل !!‬
‫قال ‪ :‬مسألة الياط والثوب ؟‬ ‫فقـل له ‪ :‬رجـل دفـع ثوبا له إل خياط ليقصـره ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫فلمـا جاءه بعـد أيام يريـد ثوبـه جحده الياط ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬اذهب وأجب ‪.‬ز ألست شيخا ‪..‬‬ ‫وأنكـر أنـه أخـذ منـه ثوبا ‪ ..‬فذهـب الرجـل إل‬
‫قال ‪ :‬الشيخ أنت ‪..‬‬ ‫الشرطـة فاشتكاه فأقبلوا واسـتخرجوا الثوب مـن‬
‫فقال ابو حنيفة ‪ :‬ننظر ف مقدار تقصي الياط للثوب ‪..‬‬ ‫الدكان ‪..‬‬
‫فإن كان ق صره على مقاس الر جل ‪ ..‬فمع ن ذلك أ نه قام‬ ‫والسؤال ‪ :‬هل يستحق الياط أجرة تقصي الثوب‬
‫بالع مل كاملً ‪ ..‬ث بدا له أن ي حد الثوب ‪ ..‬فيكون قام‬ ‫أم ل يستحق ؟‬
‫بالعمل لجل الرجل ‪ ..‬فيستحق عليه الجرة ‪..‬‬ ‫فإن أجابك وقال ‪ :‬يستحق ‪ ..‬فقل له ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫وإن كان ق صره على مقاس نف سه ‪ ..‬فمع ن ذلك أ نه قام‬ ‫وإن قال ‪ :‬ل يستحق ‪ ..‬فقل له ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬
‫بالعمل لجل نفسه ‪ ..‬فل يستحق على ذلك أجرة ‪..‬‬ ‫فرح الطالب بذه السـألة الشكلة ‪ ..‬ومضـى على‬
‫فقبل أبو يوسف رأس أب حنيفة ‪ ..‬ولزمه حت مات أبو‬ ‫أب يوسف وقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مسألة ‪..‬‬
‫حنيفة ‪ ..‬ث قعد أبو يوسف للناس من بعده ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ما مسألتك ؟‬
‫فلو استعمل الزوجان الرفق مع بعضهما ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬رجل دفع ثوبا إل خياط ‪..‬‬
‫وكذلك البوان ‪..‬‬ ‫فأجاب أ بو يو سف على الفور قائلً ‪ :‬ن عم ي ستحق‬
‫والدراء ‪ ..‬والدرسون ‪..‬‬ ‫الجرة ‪ ..‬ما دام أت العمل ‪..‬‬
‫نستعمل الرفق دائما ‪ ..‬ف سواقة السيارة ‪ ..‬ف التدريس‬ ‫فقال السائل ‪ :‬أخطأتَ ‪..‬‬
‫‪ ..‬ف البيع والشراء ‪..‬‬ ‫فعجب أبو يوسف ‪ ..‬وتأمل ف السألة أكثر ‪ ..‬ث‬
‫وإن كان الرء قد يتاج الشدة أحيانا ‪ ..‬ح ت ف الن صح‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ل يستحق الجرة ‪..‬‬
‫‪ ..‬وهذا هو الكمة ف النصيحة ‪ ..‬وهي وضع المور ف‬ ‫فقال السائل ‪ :‬أخطأت ‪..‬‬

‫‪147‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وكانوا يؤذونه بأنواع الذى ‪ ..‬وهو صابر ‪..‬‬ ‫مواضعها ‪..‬‬
‫وف يوم ‪..‬‬ ‫وقد كان غضبه ‪ r‬دائما – إن غضب – ف المور‬
‫اجتمـع أشرافهـم فـ الجـر ‪ ..‬فذكروا رسـول ال‬ ‫الدينية ‪..‬‬
‫فقالوا ‪:‬‬ ‫لنفسـه قـط ‪ ..‬إل أن‬ ‫فمـا غضـب رسـول ال‬
‫ما رأي نا م ثل ما صبنا عل يه من هذا الر جل قط ‪ ..‬س ّفهَ‬ ‫تنتهك حرمة من مارم ال ‪..‬‬
‫أحلم نا ‪ ..‬وش تم آباء نا ‪ ..‬وعاب دين نا ‪ ..‬وفرق جاعت نا‬ ‫يوما رجلً من اليهود ‪..‬‬ ‫قابل عمر بن الطاب‬
‫‪ ..‬وسب آلتنا ‪ ..‬وصرنا منه على أمر عظيم ‪..‬‬ ‫فأطلعـه على كلم فـ التوراة ‪ ..‬فأعجبـه ‪ ..‬فأمره‬
‫‪ ..‬فأقبـل‬ ‫فبينمـا هـم فـ ذلك ‪ ..‬إذ طلع رسـول ال‬ ‫فنسخه له ‪..‬‬
‫يشي حت استلم الركن ‪..‬‬ ‫ث جاء ع مر بذه ال صحيفة من التوراة إل ر سول‬
‫ث مر بم طائفا بالبيت ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ال‬
‫فغمزوه ببعض القول ‪..‬‬ ‫فقرأها عليه ‪..‬‬
‫‪ ..‬فر فق ب م ‪ ..‬و سكت عن هم‬ ‫فتغ ي و جه ر سول ال‬ ‫أن ع مر مع جب ب ا م عه ‪ ..‬وأن‬ ‫فل حظ ال نب‬
‫‪ ..‬ومضى ‪..‬‬ ‫التل قي عن الديانات ال سابقة ‪ ..‬إن فُ تح الجال له‬
‫فلما مر بم الثانية ‪ ..‬غمزوه بثلها ‪..‬‬ ‫‪ ..‬اختلط ذلك بالقرآن ‪ ..‬والتبــس المــر على‬
‫فتغي وجهه أيضا ‪ ..‬فسكت عنهم ‪ ..‬ومضى ف طوافه ‪..‬‬ ‫الناس ‪..‬‬
‫فمر بم الثالثة ‪ ..‬فغمزوه بثلها ‪..‬‬ ‫وك يف يف عل ع مر ذلك ‪ ..‬وين سخ ‪ ..‬ويك تب ‪..‬‬
‫فرأى أن الرفق ل يصلح مع أمثال هؤلء ‪ ..‬فوقف عليهم‬ ‫!!‬ ‫دون استئذان النب‬
‫وقال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬وقال ‪ :‬أمتهوكون فيهـا يـا ابـن‬ ‫فغضـب‬
‫أت سمعون يا مع شر قر يش !! أ ما والذي نف سي بيده ل قد‬ ‫الطاب ؟! أي شاكّون ف شريعت ‪..‬‬
‫جئتكم بالذبح ‪ ..‬ووقف أمامهم ‪..‬‬ ‫والذي نفسي بيده لقد جئتكم با بيضاء نقية ‪ ..‬ل‬
‫فل ما سع القوم هذا التهد يد ‪ ..‬الذ بح ‪ ..‬و هو ال صادق‬ ‫تسألوهم عن شيء ‪ ..‬فيخبوكم بق فتكذبوا به‬
‫المي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو ببا طل فت صدقوا به ‪ ..‬والذي نف سي بيده لو‬
‫انتفضوا ‪ ..‬ح ت ما من هم من ر جل إل وكأن ا على رأ سه‬ ‫أن موسى حيا ما وسعه إل أن يتبعن ‪.. )69( ..‬‬
‫طائر وقـع ‪ ..‬حتـ أن أشدهـم عليـه ليتلطـف معـه ‪..‬‬ ‫وال يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح ‪..‬‬
‫وصاروا يقولون ‪ :‬انصرف أبا القاسم راشدا ‪ ..‬فما كنت‬ ‫يأت عند الكعبة‬ ‫‪ ..‬كان‬ ‫ف أوائل بعثة النب‬
‫جهولً ‪..‬‬ ‫وقريش ف مالسهم ‪ ..‬ويصلي ‪ ..‬ول يلتفت إليهم‬
‫عنهم ‪..‬‬ ‫فانصرف رسول ال‬ ‫‪..‬‬
‫نعم ‪..‬‬
‫( ) رواه أحد وأبو يعلى والبزار‬ ‫‪69‬‬

‫‪148‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قالت زينـب ‪ :‬وال مـا أراهـا قالت ذلك إل لتفعـل ‪..‬‬ ‫إذا قيل ‪ :‬حلم ‪ ،‬قل ‪ :‬فللحلم موضع **‬
‫ولكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك ‪..‬‬ ‫وحلم الف ت ف غ ي موض عه‬
‫فل ما أت ت جهاز ها ‪ ..‬قدّم إلي ها أ خو زوج ها كنا نة بن‬ ‫جهل‬
‫الربيع بعيا ‪..‬‬ ‫وإن كان التت بع ل سية ال نب ‪ r‬ي د أ نه كان يغلب‬
‫فركبته و أخذ قوسه و كنانته ‪..‬‬ ‫الرفق دائما ‪..‬‬
‫ث خرج با نارا يقود با و هي ف هودج لا ‪..‬‬ ‫انتبه !! ليس الضعف والب ‪ ..‬وإنا الرفق ‪..‬‬
‫فرآها الناس ‪ ..‬و تدث بذلك رجال من قريش ‪ ..‬كيف‬ ‫ومن مواقف الرفق ‪:‬‬
‫ترج إليه ابنته وقد فعل بنا ما فعل ف بدر ‪..‬‬ ‫أ نه ب عد وق عة بدر بش هر ‪ ..‬أراد أ بو العاص زوج‬
‫فخرجوا ف طلبها حت أدركوها بذي طوى ‪..‬‬ ‫أن يرسلها إل الدينة عند أبيها‬ ‫زينب بنت النب‬
‫وكان أول مـن سـبق إليهـا هبار بـن السـود ‪ ..‬فروعهـا‬ ‫‪..‬‬
‫بالرمح و هي ف الودج ‪..‬‬ ‫فب عث ر سول ال ‪ r‬ز يد بن حار ثة ‪ ..‬ورجلً من‬
‫فقيل ‪ :‬إنا كانت حاملً ففزعت ‪ ..‬وطرحت ولدها ‪..‬‬ ‫النصار ‪..‬‬
‫وأقبل الكفار يتسابقون إليها ‪ ..‬وعهم السلح ‪..‬‬ ‫فقال ‪:‬كونـا ببطـن يأجـح حتـ ترـ بكمـا زينـب‬
‫وهي ليس معها إل أخو زوجها كنانة ‪..‬‬ ‫فتصحباها فتأتيان با ‪..‬‬
‫فلما رأى ذلك ‪..‬‬ ‫فخرجا مكانما ‪..‬‬
‫وبرك على الرض ‪ ..‬ث نثر كنانته وصف رماحه بي يديه‬ ‫فأمرها أبو العاص بالتجهز ‪ ..‬فبدأت ف جع متاعها‬
‫‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫و ال ل يد نو م ن ر جل إل وض عت ف يه سهما ‪ ..‬وكان‬ ‫فبينا هي تتجهز ‪ ..‬لقيتها هند بنت عتبة ‪ ..‬زوجة‬
‫راميا ‪ ..‬فتكركر الناس عنه وتراجعوا ‪..‬‬ ‫أب سفيان ‪..‬‬
‫وأخذوا ينظرون إليه من بعيد ‪ ..‬ل هو يقدر على الذهاب‬ ‫فقالت ‪ :‬يـا ابنـة ممـد ‪ ..‬أل يبلغنـ أنـك تريديـن‬
‫‪ ..‬ول هم يترئون على القتراب منه ‪..‬‬ ‫اللحوق بأبيك ؟‬
‫حت بلغ أبا سفيان أن زينب خرجت إل أبيها ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬ما أردت ذلك ‪..‬‬
‫فأقبل ف جلة جع من قريش ‪ ..‬فلما رأى كنانة قد تهز‬ ‫فقالت ‪ :‬أي ابنة عم ‪ ..‬أن أردت أن تفعلي ‪..‬‬
‫بنبله ‪ ..‬ورأى القوم قد استوفزوا لقتاله ‪..‬‬ ‫فإن كان لك حاجة بتاع ما يرفق بك ف سفرك ‪..‬‬
‫صاح به وقال ‪:‬‬ ‫أو بال تتبلغي به إل أبيك ‪..‬‬
‫يا أيها الرجل ‪ ..‬كف عنا نبلك حت نكلمك ‪..‬‬ ‫فإن عندي حاجتـك فل تضطنـ منـ ‪ ..‬أي ل‬
‫فكف نبله ‪ ..‬فأقبل أبو سفيان حت وقف عليه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫تجلي ‪..‬‬
‫إنك ل تصب ‪ ..‬خرجت بالرأة على رؤوس الناس علنية‬ ‫فإنه ل يدخل بي النساء ما بي الرجال ‪..‬‬

‫‪149‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫طالا سعهم مرارا يقولون ‪ :‬يا أخي ما عندك مشاعر !!‬ ‫‪..‬‬
‫ل يكن يتفاعل معهم أبدا ‪..‬‬ ‫وقد عرفت م صيبتنا ونكبتنا ف بدر ‪ ..‬و ما د خل‬
‫أتاه ولده يوما فرحا مسـتبشرا ‪ ..‬يلوّح بدفتـر الواجـب‬ ‫علينا من ممد ‪ ..‬قتل أشرافنا ‪ ..‬ورمل نساءنا ‪..‬‬
‫وقد وقع الدرس فيه كلمة " متاز " ‪ ..‬ل يلتفت الب إليه‬ ‫فإذا رآك الناس ‪.‬ز وتســامعت القبائل ‪ ..‬أنــك‬
‫‪ ..‬وإن ا قال ‪ :‬ط يب ‪ ..‬عادي ‪ ..‬وال لو أ نك جا يب‬ ‫خرجت بابنته علنية ‪ ..‬على رؤوس الناس من بي‬
‫شهادة الدكتوراه !!‬ ‫أظهرنا ‪..‬‬
‫كان النتظر غي ذلك ‪..‬‬ ‫أن ذلك عـن ذل أصـابنا ‪ ..‬وأن ذلك ضعـف منـا‬
‫طالب عنده ف الفصل ‪ ..‬كان خفيف الدم ‪ ..‬لحظ ثقل‬ ‫ووهن ‪..‬‬
‫الدرس ( والدرس !!) فلطـف الوّ بنكتـة أطلقهـا ‪ ..‬فلم‬ ‫ولعمري مالنا ببسها من أبيها من حاجة ‪ ..‬ومالنا‬
‫تتحرك تعابي وجه الدرس وإنا قال ‪ :‬تستخف دمك ؟!‬ ‫من ثأر عليها ‪..‬‬
‫كنت أتن أن يكون تصرفه غي ذلك ‪..‬‬ ‫ولكن ارجع بالرأة ‪ ..‬حت إذا هدأت الصوات ‪..‬‬
‫د خل إل البقالة ‪ ..‬فقال له العامل الب سيط ‪ :‬ال مد ل ‪..‬‬ ‫وتدث الناس أن قد رددناها ‪..‬‬
‫جاءتن رسالة من أهلي ‪ ..‬ل يتفاعل ‪..‬‬ ‫سلّها سرا ‪ ..‬وألقها بأبيها ‪..‬‬
‫فُ‬
‫هل سأل نفسه لاذا أخبه أصلً ‪ ..‬ليشاركه فرحته ‪..‬‬ ‫فلما سع كنانة ذلك ‪ ..‬اقتنع به ‪ ..‬وعاد با ‪..‬‬
‫زار أ حد زملئه ‪ ..‬فو ضع له القهوة والشاي ‪ ..‬ث د خل‬ ‫فأقامت ليال ف مكة ‪..‬‬
‫البيـت وجاء بطفله الول حديـث لولده ‪ ..‬قـد لفـه فـ‬ ‫حتـ إذا هدأت الصـوات ‪ ..‬خرج باـ ليلة مـن‬
‫مهاده ‪ ..‬ولو اسـتطاع أن يلفـه بفون عينيـه لفعـل ‪ ..‬ثـ‬ ‫الليال ‪ ..‬فمشى با ‪..‬‬
‫وقف به بي يديه وقال ‪ :‬ما رأيك ف هذا البطل ؟‬ ‫حت أسلمها إل زيد بن حارثة وصاحبه ‪..‬‬
‫فنظـر إليـه بـبود ‪ ..‬وقال ‪ ..‬مـا شاء ال ‪ ..‬ال يلي لك‬ ‫فقدما با ليلً على رسول ال ‪.. r‬‬
‫إياه ‪ ..‬ث رفع فنجال الشاي ليشرب ‪..‬‬
‫كان النت ظر أن يتفا عل أك ثر ‪ ..‬يأ خذ الغلم ب ي يد يه ‪..‬‬ ‫وحي ‪..‬‬
‫يقبله ‪ ..‬يدح جاله ‪ ..‬وصحته ‪..‬‬ ‫ما كان الر فق ف ش يء إل زا نه ‪ ..‬و ما نزع من‬
‫لكن صاحبنا كان ( غبيا ) ‪..‬‬ ‫شيء إل شانه ‪..‬‬
‫عندما تتعامل مع الناس ‪ ..‬قس المور بأهيتها عندهم ‪..‬‬
‫‪.54‬بي الي ‪ ..‬واليت ‪..‬‬
‫ل عندك أنت ‪..‬‬
‫كان ثقيلً على الناس ‪ ..‬على زملئه ‪ ..‬جيانـه ‪..‬‬
‫ـن شهادة‬
‫ـبة لولدك أغلى عنده مـ‬
‫ـة "متاز" بالنسـ‬
‫فكلمـ‬
‫إخوانه ‪ ..‬حت على أولده ‪..‬‬
‫الدكتوراه عند الدكتور ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬كان ثقيل الدم ‪..‬‬
‫وهذا الولود عند صاحبك أغلى عنده من الدنيا ‪ ..‬كلما‬

‫‪150‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ولا أقبل الليل عليهم اشتد البد ‪..‬‬ ‫رآه ودّ أن ي شق قل به وي سكنه ف يه ‪ ..‬أفل ي ستحق‬
‫واستمروا يفرون ‪..‬‬ ‫منك حبك لصاحبك أن تشاركه ولو بعض شعوره‬
‫‪..‬‬ ‫فخرج عليهم رسول ال‬ ‫‪..‬‬
‫فرآهم يفرون بأيديهم راضي مستبشرين ‪..‬‬ ‫أحيانا يكون بعض الناس متحمسا لشيء معي ‪..‬‬
‫قالوا ‪:‬‬ ‫فلما رأوا رسول ال‬ ‫لذلك تدـ الذيـن ل يتفاعلون مـع الناس يشتكـي‬
‫نن الذين بايعوا ممدا *** على الهاد ما بقينا أبدا‬ ‫أحدهم دائما ‪..‬‬
‫فقال ميبا لم ‪:‬‬ ‫لاذا أولدي ل يبون ( ال سوالف ) م عي ‪ ..‬فنقول‬
‫اللهم إن العيش عيش الخرة ‪ ،‬فاغفر للنصار والهاجرة‬ ‫‪ :‬لنم يكون لك النكتة فل تتفاعل ‪ ..‬ويروون‬
‫‪..‬‬ ‫قصصهم ف مدارسهم ‪ ..‬وكأنم يكلمون جدارا ‪..‬‬
‫ويستمر تفاعله معهم ‪ ..‬طوال اليام ‪..‬‬ ‫ح ت ذ كر لك ش خص ق صة ‪ ..‬أ نت تعرف ها ‪ ..‬فل‬
‫فسمعهم وقد علهم الغبار ‪ ..‬وهم يرددون ‪:‬‬ ‫مانع من التفاعل معه ‪..‬‬
‫ول تصدقنا ول صلينا‬ ‫وال لول ال ما اهتدينا‬ ‫قال ع بد ال ا بن البارك ‪ :‬وال إن الر جل ليحدث ن‬
‫وثبت القدام إن لقينا‬ ‫فأنزلن سكينة علينا‬ ‫بالديث وأنا أعرفه من قبل أن تلده أمه فأسعه منه‬
‫إذا أرادوا فتنة أبينا‬ ‫إن الل قد بغوا علينا‬ ‫‪ ..‬وكأن أول مرة أسعه ‪..‬‬
‫ل ‪ :‬أبينا ‪ ..‬أبينا ‪.‬‬
‫فكان يرفع صوته متفاعلً معهم قائ ً‬ ‫ما أجل هذه الهارة ‪..‬‬
‫وكان إذا مازحه أحد تفاعل معه ‪ ..‬وضحك وتبسم ‪..‬‬ ‫قبيل معركة الندق ‪..‬‬
‫د خل عل يه ع مر و هو ‪ r‬غضبان على ن سائه ‪ ..‬ل ا أكثرن‬ ‫عمل السلمون ف حفر الندق حت أحكموه ‪..‬‬
‫عل يه مطالب ته بالنف قة ‪ ..‬فقال ع مر ‪ :‬يَا رَ سُولَ اللّ هِ ‪َ ..‬لوْ‬ ‫وكان من بينهم رجل اسه جعيل ‪ ..‬فغيه النب‬
‫شرَ ُقرَْيشٍ ‪َ ..‬ن ْغلِبُ النّسَاءَ ‪..‬‬
‫رَأَْيتَنا وَ ُكنّا َمعْ َ‬ ‫إل عمرو ‪..‬‬
‫فكنا إذا سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها ‪..‬‬ ‫فكان الصحابة يشتغلون ‪ ..‬ويعملون ‪..‬‬
‫ُمـ نِسـَا ُؤ ُهمْ ‪ ..‬فطفـق‬
‫ْمـ َت ْغلُِبه ْ‬
‫َفلَمّاـ قَ ِدمْنَا الْ َمدِيَنةَ ِإذَا َقو ٌ‬ ‫ويرددون قائلي ‪:‬‬
‫نساؤنا يتعلمن من نسائهم ‪..‬‬ ‫ساه من بعد جعيل عمرا ***‬
‫َسـمَ النّبِيّ ‪ .. r‬ثـ زاد عمـر الكلم ‪ ..‬فازداد تبسـم‬
‫فَتَب ّ‬ ‫وكان للبائس يوما ظهرا‬
‫النب ‪.. r‬‬ ‫فكانوا إذا قالوا ‪ :‬عمروا ‪ ..‬قال معهـم رسـول ال‬
‫وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه ‪..‬‬ ‫‪ : r‬عمروا ‪..‬‬
‫يتعا مل مع أنواع من الناس ل يقدرون التعا مل‬ ‫وكان‬ ‫وإذا قالوا ‪ :‬ظهرا ‪ ..‬قال لم ‪ :‬ظهرا ‪..‬‬
‫الراقي ‪ ..‬ول يتفاعلون معه ‪ ..‬بل ينغلقون ويتعجلون ‪..‬‬ ‫فيتحمسون أكثر ‪ ..‬ويشعرون أنه معهم ‪..‬‬
‫ومع ذلك كان يصب عليهم ‪..‬‬ ‫وال لول ال ما اهتدينا ‪..‬‬

‫‪151‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأخذت تدثه بأحاديث نساء ‪ ..‬وهو يتفاعل معها ‪..‬‬ ‫كان ‪ .. r‬يوما نازلً بوضـع يقال له "العرانـة "‬
‫وهـي تفصـل الكلم وتطيـل ‪ ..‬وهـو على كثرة مشاغله‬ ‫بي مكة والدينة ‪..‬‬
‫يستمع ويتفاعل ويعلق ‪..‬‬ ‫ومعـه بلل ‪ ..‬فجاءه ‪ r‬أعرابـ يبدو أنـه كان قـد‬
‫حت قضت حديثها ‪..‬‬ ‫حاجة فوعده با ول تتيسر بعد‬ ‫طلب من النب‬
‫فحدثته أنه جلست إحدى عشرة امرأة – ف أيام الاهلية‬ ‫ل ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ ..‬وكان العراب مستعج ً‬
‫‪ -‬فتعاهدن وتعاقدن أن ل يكتمـن مـن أخبار أزواجهـن‬ ‫يا ممد ‪ ..‬أل تنجز ل ما وعدتن ؟‬
‫شيئا ‪..‬‬ ‫متلطفا ‪ :‬أبشر ‪..‬‬ ‫فقال له‬
‫فجعلن يتذاكرن أزواجهن با فيهم ول يكذبن !!‬ ‫وهل هناك كلمة أرق منها ‪!!..‬‬
‫قالت الول ‪:‬‬ ‫فقال العرا ب ب كل صلفة ‪ :‬قد أكثرت علي من‬
‫زوجي لم جل غث على رأس جبل ‪..‬‬ ‫أبشر !‬
‫ل سهل فيتقى ول سي فينتقل ‪..‬‬ ‫من عبارته ‪ ..‬لكنه كتم غيظه ‪..‬‬ ‫فغضب النب‬
‫( تشبه زوجها بالبل الوعر الذي وضعوا فوقه لم جل‬ ‫والتفت إل أب موسى وبلل وكانا جالسي بانبه‬
‫كبي غ ي ج يد ‪ ..‬فل يرص أ حد للو صول إل يه ل صعوبة‬ ‫‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫الوصـول إليـه ‪ ..‬وهـو ل يسـتحق التعـب لجله ‪ ..‬أي ‪:‬‬ ‫رد البشرى فاقبل أنتما ‪..‬‬
‫لسوء خلقة ‪ ..‬وأنه يتكب ‪ ..‬مع أنه ليس عنده ما يتكب‬ ‫فاستبشرا ‪..‬‬
‫بسببه فهو بيل فقي ) ‪..‬‬ ‫بقدح ف يه ماء فغ سل يد يه ووج هه ف يه‬ ‫ث د عا‬
‫قالت الثانية ‪:‬‬ ‫ج فيه ‪..‬‬
‫وم ّ‬
‫زوجي ل أبث خبه ‪..‬‬ ‫ثـ قال ‪ :‬اشربـا منـه وأفرغـا على وجوهكمـا‬
‫إن أخاف أن ل أذره ‪..‬‬ ‫ونوركما وأبشرا ‪ ..‬أي ببكة هذا الاء ‪..‬‬
‫إن أذكره أذكر عجره وبره ‪..‬‬ ‫فأخذا القدح ففعل ‪..‬‬
‫( أي ‪ :‬زوجها كثي العيوب ‪ ..‬وتشى إذا ذكرت ما فيه‬ ‫قري بة من هم ‪ ..‬جال سة وراء‬ ‫وكا نت أم سلمة‬
‫أن يبلغه ذلك فيطلقها ‪ ..‬وهي متعلقة به بسبب أولدها‬ ‫ستار ‪ ..‬فأرادت أن ل تفوت ا الب كة ‪ ..‬فنادت من‬
‫‪..‬‬ ‫وراء الستر ‪ :‬أفضل لمكما ‪ ..‬أي أبقيا لا منه ‪..‬‬
‫لكنها ل تدحه فإن له عُجَر وبُجَر !! والعجر ‪ :‬أن تنعقد‬ ‫فأفضل لا منه طائفة ‪.. )70( ..‬‬
‫العروق ف السد حت تصي منتفخة ‪ ..‬فتؤل ‪..‬‬ ‫ـس الجلس ‪..‬‬
‫ـر ‪ ..‬أنيـ‬
‫ـف العشـ‬
‫إذن كان لطيـ‬
‫والبُجَر انتفاخ عروق ف البطن ‪)!! ..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ل يعمل قضية وخلفا من كل شيء ‪..‬‬
‫متحم ً‬
‫قالت الثالثة ‪:‬‬ ‫يوما مع عائشة ‪..‬‬ ‫جلس‬
‫زوجي العَشَنّق ‪..‬‬
‫( )‬ ‫‪70‬‬

‫‪152‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ف ‪ ..‬ليعلم البثّ ‪..‬‬
‫ول يُولِج الك ّ‬ ‫إن أنطق أطلق ‪..‬‬
‫(أي ‪ :‬إن زوجها يكثر الكل حت يلفه لفا فل يبقي لم‬ ‫وإن أسكت أُعلّق ‪..‬‬
‫شيئا ‪ ..‬والشراف يشفّـه شفا ‪ ..‬يشربـه كله ‪ ..‬وإذا نام‬ ‫وهو على حد السّنان الـ ُمذَلّق ‪..‬‬
‫التف ّ باللحاف ول يدع لزوجتـه شيئا ‪ ..‬وإذا حزنـت ل‬ ‫( أي ‪ :‬زوجها طويل قبيح ‪ ..‬سيء اللق ‪ ..‬ول‬
‫يقرب كفه إليها أو يلطفها ليعلم سبب حزنا ‪.. ) ..‬‬ ‫يت سامح مع ها بل على م ثل حد ال سيف !! ف هي‬
‫قالت السابعة ‪:‬‬ ‫مهددة بالطلق كل ل ظة ‪ ..‬ل يت مل كلم ها ‪..‬‬
‫زوجي غياياء أو عياياء ( أي غب !! )‬ ‫ومتـ اشتكـت إليـه شيئا طلقهـا ‪ ..‬ول يعاملهـا‬
‫طباقاء ( أحق !)‬ ‫معاملة الزواج ‪ ..‬فهي عنده كالعلقة ) ‪..‬‬
‫كل داء له داء ( جيع العيوب فيه !)‬ ‫قالت الرابعة ‪:‬‬
‫إن حدثتـه سـبك ‪ ( ..‬ل يقبـل حديثا ول مؤانسـة ‪ .‬بـل‬ ‫زوجي كـ لَـيْـلِ تِهامة ‪..‬‬
‫يسب ويلعن دوما ) ‪..‬‬ ‫ل َح ٌر ول َقرٌ ‪..‬‬
‫وإن مازحته ‪ :‬شجًك ( ضرب رأسك فجرحه !) ‪..‬‬ ‫ول مافة ول سآمة ‪..‬‬
‫أو فلًك ( ضرب اللد فجرحه ) ‪..‬‬ ‫( ليل تامة ل رياح فيه فيطيب لهله ‪ ..‬فوصفت‬
‫ـع الرأس‬
‫ـل الواضـ‬
‫أو جعـ كلّ لكـِ ‪ ( ..‬يضرب كـ‬ ‫زوجهـا بميـل العشرة ‪ ..‬واعتدال الخلق ‪ ..‬فل‬
‫والسد ! ) ‪..‬‬ ‫أذى عنده ) ‪..‬‬
‫قالت الثامنة ‪:‬‬ ‫قالت الامسة ‪:‬‬
‫زوجي ‪ ..‬الس مس أرنب ‪ ( ..‬أي ناعم رقيق ) ‪..‬‬ ‫زوجي إن دخل فَـهِد ‪..‬‬
‫والريح ريح زرنب ‪ ( ..‬وهو نبات طيب الرائحة ) ‪..‬‬ ‫وإن خرج أَسِد ‪..‬‬
‫وأ نا اغل به والناس يغلب ‪ ( ..‬أي سهل مع ها ين صاع ل ا‬ ‫ول يسأل عما عَـهِد ‪..‬‬
‫تريد ‪ ..‬لكنه بطل يغلب الناس وشخصيته أمامهم قوية )‬ ‫( أي ‪ :‬إذا د خل بي ته صار كالف هد و هو اليوان‬
‫‪..‬‬ ‫العروف وهو كري نشيط ‪ ..‬وغذا خرج من البيت‬
‫قالت التاسعة ‪:‬‬ ‫وخالط الناس فهـو أسـد لشجاعتـه ‪ ..‬وهـو أيضا‬
‫زوجي رفيع النجاد ‪ ( ..‬بيته واسع مفتوح للضيوف ) ‪..‬‬ ‫سـحٌ ل يدقـق فـ السـؤال عـن مـا يأخذه أهله أو‬
‫عظيـم الرماد ‪ ( ..‬كثيـ إشعال النار اسـتقبالً للضيوف‬ ‫يصرفونه ‪)..‬‬
‫وطبخا لم ) ‪..‬‬ ‫قالت السادسة ‪:‬‬
‫قر يب الب يت من الناد ‪ ( ..‬الجلس الذي يلس ف يه مع‬ ‫ف ‪..‬‬
‫زوجي إن أكل ل ّ‬
‫أصحابه وهو النادي قريب من بيته لرصه على أهله ) ‪..‬‬ ‫وإن شرب اشتفّ ‪..‬‬
‫ل يشبع ليله يضاف ‪ ( ..‬ل يأكل كثيا عند الناس ) ‪..‬‬ ‫وإن اضطجع التفّ ‪..‬‬

‫‪153‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ودائس ومنق ( أي دواب كثية ) ‪..‬‬ ‫ول ينام ليلة يُخَاف ‪ ( ..‬إذا كان هناك خطر بالليل‬
‫فعنده أقول فل أقبـح ‪ ( ..‬تتكلم باـ شاءت ول ينتقـد‬ ‫من عدو أو غيه ‪ ..‬يظل مستيقظا يرس ويراقب )‬
‫كلمها ) ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وأرقـد فأتصـبح ‪ ( ..‬تشبـع نوما إل الصـباح ‪ ..‬لكثرة‬ ‫قالت العاشرة ‪:‬‬
‫الدم ) ‪..‬‬ ‫زوجي مالك ‪..‬‬
‫وأشرب فأتقنح ‪ ( ..‬جيع الشربة عندها ‪ ..‬تروى منها )‬ ‫وما مالك ؟! ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫مالك خي من ذلك ‪..‬‬
‫أم أب زرع ؟! فما أم أب زرع !!‬ ‫له إبل كثيات البارك ‪..‬‬
‫عكومها رداح ‪ ( ..‬سينة جيلة ) ‪..‬‬ ‫قليلت السارح ‪..‬‬
‫وبيتها فساح ‪ ( ..‬بيتها واسع ) ‪..‬‬ ‫وإذا سعن الزهر ‪ ..‬أيقنّ أنن هوالك ‪..‬‬
‫ابن أب زرع ؟! فما بن أب زرع !!‬ ‫( زوجهـا اسـه مالك ‪ ..‬مهمـا وصـفته لن تيـط‬
‫مضجعه كمسل شطبة ‪ ( ..‬ينام نوما رفيقا بأدب ) ‪..‬‬ ‫بأوصـافه الميلة ‪ ..‬إبله دائما قريبـة منـه وقـل مـا‬
‫ويشبعه ذراع الفرة ‪ ( ..‬ل يأكل كثيا ) ‪..‬‬ ‫تسـرح أي تذهـب للرعـي ‪..‬لتكون جاهـة للحلب‬
‫بنت أب زرع ؟! فما بنت أب زرع !!‬ ‫من ها ونر ها للضيوف ‪ ..‬وإذا سعت اف بل صوت‬
‫طوع أبيها وطوع أمها ‪..‬‬ ‫ح ّد وتهّز ‪ ..‬عل مت أ نه سيهلك‬
‫الز هر ال سكي تُ َ‬
‫وملء كسائها ‪ ( ..‬متسترة ) ‪..‬‬ ‫بعضهن ذبا للضيوف ) ‪..‬‬
‫وغيظ جارتا ‪ ( ..‬تغار جاراتا من جالا ولذة عيشها ) ‪..‬‬ ‫قالت الادية عشرة ‪:‬‬
‫جارية أب زرع ؟! فما جارية أب زرع !! ( الادمة !! )‬ ‫زوجي أبو زرع ؟! ( اسه أبو زرع ) ‪..‬‬
‫ل تبث حديثنا تبثيثا ‪ ( ..‬ل تنشر أسرار البيت ) ‪..‬‬ ‫فما أبو زرع ‪..‬‬
‫ول تنفث ميتنا تنفيثا ‪ ( ..‬ل تبدد طعام البيت وتعبث به‬ ‫أناس من حلي أذ ن ‪ ( ..‬ألب سها اللي والذ هب )‬
‫) ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ول تل بيتنا تعشيشا ‪ ( ..‬ل تمل البيت فيمتل بالوساخ‬ ‫ومل من شحم عضدي ‪ ( ..‬سنت عنده ) ‪..‬‬
‫) ‪..‬‬ ‫وبحنـ فبجحـت إل نفسـي ‪ ( ..‬مدحنـ حتـ‬
‫ث قالت ‪:‬‬ ‫أعجبت بنفسي ) ‪..‬‬
‫خرج أبو زرع والوطاب تخض ‪ ( ..‬خرج من بيته يوما‬ ‫وجد ن ف أ هل غني مة بشِقّ ‪ ( ..‬كان اهل ها فقراء‬
‫ف وقت ربيع ) ‪..‬‬ ‫ل يلكون إل غنيمات ) ‪..‬‬
‫فلقـى امرأة معهـا ولدان لاـ كالفهديـن ‪ ( ..‬رأى امرأة‬ ‫فجعلن ف أهل صهيل وأطيط ( نقلها إل بيت فيه‬
‫جالسة حولا طفلن جيلن قويا البنية ) ‪..‬‬ ‫خيل وإبل ) ‪..‬‬

‫‪154‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ابنتك ‪ ..‬زوجتك ‪..‬‬ ‫يلعبان مـن تتـ خصـرها برمانتيـ ‪ ( ..‬يلعبان‬
‫زوجك ‪ ..‬ولدك ‪ ..‬زميلتك ‪..‬‬ ‫بثدييها ) ‪..‬‬
‫كل من تالطهم كن حيا متفاعلً ‪..‬‬ ‫فطلقنـ ونكحهـا ‪ ( ..‬أعجبتـه ‪ ..‬فطلق أم زرع‬
‫أحيانا تكون ناســـيا الوضوع ‪ ..‬قال لك – مثلً ‪: -‬‬ ‫وتزوجها !! ) ‪..‬‬
‫أبشرك الوالد شُفي من مرضه ‪ ..‬فل تقل ‪ :‬أصلً ‪ ..‬مت‬ ‫فنكحـت بعده رجل سـريا ‪ ( ..‬تزوجـت ام زرع‬
‫مرض ؟!!‬ ‫رجلً كريا ) ‪..‬‬
‫أو ‪ :‬أ خي خرج من ال سجن ‪ ..‬ل ت قل ‪ :‬وال ما در يت‬ ‫ركب شريا ‪ ( ..‬ركب خيلً سابقا ) ‪..‬‬
‫أصلً أنه دخل السجن ‪..‬‬ ‫وأخذ خطيا ‪..‬‬
‫وأخيا ‪ ..‬يا جاعة ‪..‬‬ ‫وأراح علي نعما ثريا ‪ ( ..‬أكرمهـا وأهداهـا لنـه‬
‫التشجيع والتفاعل ينفع حت مع اليوانات ‪..‬‬ ‫ثري ) ‪..‬‬
‫قال أبو بكر الرقي ‪:‬‬ ‫وأعطا ن من كل رائ حة زوجا ‪ ( ..‬أك ثر ل ا من‬
‫كنت بالبادية ‪..‬‬ ‫الطياب ويعطيهـا اثنيـ مـن كـل شيـء لتسـتعمل‬
‫فوافيـت قـبيلة مـن قبائل العرب ‪ ..‬فأضافنـ رجـل منهـم‬ ‫وتدي إن شاءت ) ‪..‬‬
‫وأدخلن خباءه ‪..‬‬ ‫وقال ‪ :‬كلي أم زرع ‪..‬‬
‫فرأ يت ف الباء عبدا أ سود مقيدا بق يد ‪ ..‬ورأ يت جِمال‬ ‫وميي أهلك ‪ ( ..‬أهدي لهلك وأعطيهم ) ‪..‬‬
‫قد ماتت بي يدي البيت ‪..‬‬ ‫ث قالت ‪:‬‬
‫وقد بقى منها جل وهو ناحل ذابل كأنه ينع روحه ‪..‬‬ ‫فلو جعت كل شيء أعطانيه ‪..‬‬
‫فقال ل الغلم ‪ :‬أ نت ض يف ‪ ..‬ولك حق ‪ ..‬فتش فع فّ‬ ‫ما بلغ أصغر آنية أب زرع ‪ ( ..‬ل يزال قلبها معلقا‬
‫إل مولي ‪ ..‬فإنـه مكرم لضيفـه ‪ ..‬فل يرد شفاعتـك فـ‬ ‫بأب زرع ‪ !!..‬ما الب إل للحبيب الول )‬
‫هذا القدر ‪ ..‬فعساه يل القيد عن ‪..‬‬ ‫يسـتمع بكـل غنصـات إل عائشـة وهـي‬ ‫كان‬
‫فسكت عنه ‪ ..‬ول أدر ما جرمه ‪..‬‬ ‫تد ثه ‪ ..‬ول يظ هر ل ا ضجرا ول مللً ‪ ..‬مع تع به‬
‫فلما أحضروا الطعام ‪ ..‬امتنعت ‪ ..‬وقلت ‪:‬‬ ‫وكثرة مشاغله ‪ ..‬وتراكم هومه ‪..‬‬
‫ل آكل ‪ ..‬ما ل أشفع ف هذا العبد ‪..‬‬ ‫حت إذا انتهت عائشة من حديثها ‪:‬‬
‫فقال ال سيد ‪ :‬إن هذا الع بد قد أفقر ن ‪ ..‬وأهلَ كَ جي عَ‬ ‫قال ‪ : e‬كنت لك كأب زرع لم زرع ‪..‬‬
‫مال ‪..‬‬ ‫إذن ‪ ..‬اتفقنا ‪ ..‬على أهية إظهار اللطف والهتمام‬
‫فقلت ‪ :‬ماذا فعل ؟!‬ ‫بالناس ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إن له صوتاً طيبا ‪ ..‬وإ ن ك نت أع يش من ظهور‬ ‫فإذا جاءك ولدك متزينا بثوب ج يل ‪ ..‬ما رأ يك يا‬
‫هذه المال ‪ ..‬فحمّلها أحالً ثقالً ‪..‬‬ ‫أب ؟ ‪ ..‬تفاعل ‪..‬‬

‫‪155‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انتهت كذلك ‪..‬‬ ‫وكان ينشـد الشعار ويدو باـ ‪ ..‬حتـ قطعـت‬
‫عندما ننصح الناس ‪ ..‬فنحن ف الواقع نتعامل مع قلوبم‬ ‫مسية ثلثة أيام ف ليلة واحدة من طيب نغمته ‪..‬‬
‫‪ ..‬ل أجسادهم ‪..‬‬ ‫فلما حطت أحالا ‪ ..‬ماتت كلها ‪ ..‬إل هذا المل‬
‫لذلك تد بعض البناء يتقبل من أمه ول يتقبل من أبيه ‪..‬‬ ‫الواحد ‪..‬‬
‫أو العكس ‪..‬‬ ‫ول كن أ نت ضي في ‪ ..‬فلكرام تك قد وهب ته لك ‪..‬‬
‫والطلب يتقبلون من مدرس ‪ ..‬دون الخر ‪..‬‬ ‫وأطلق الغلم من قيده ‪..‬‬
‫وأول الباعة ف النصيحة ‪..‬‬ ‫فاشتقت إل ساع هذا الصوت ‪..‬‬
‫أن ل تكثر منها وتدقق على كل صغي وكبي ‪ ..‬حت ل‬ ‫فلمـا أصـبحنا أمره أن يدو على جلـ يسـتقى الاء‬
‫يشعر الخرون أنك مراقب لركاتم وسكناتم ‪ ..‬فتثقل‬ ‫من بئر هناك ‪ ..‬لينشط المل للعمل ‪..‬‬
‫عليهم ‪..‬‬ ‫فانطلق الغلم بصوت حسن ‪ ..‬فلما رفع صوته ‪..‬‬
‫ليس الغب بسيد ف قومه *** لكن سيد قومه التغاب‬ ‫سعه ال مل فهام وهاج ون سي نف سه ‪ ..‬ح ت ق طع‬
‫وإن اسـتطعت أن تقدم انصـيحة على شكـل اقتراح ‪..‬‬ ‫حباله ‪..‬‬
‫فافعل ‪..‬‬ ‫ووقعت أنا على وجهي من حسن الصوت ‪ ..‬فما‬
‫(‪)71‬‬
‫لو قللت اللح ف الطعام ‪ ..‬لكان أحسن ‪..‬‬ ‫أظن أن سعت قط صوتا أطيب منه ‪..‬‬
‫لو تغي ملبسك بثياب أجل ‪..‬‬ ‫طور نفسك بالتدريب ‪..‬‬
‫لو ما تتأخر عن مدرستك مرة أخرى ‪ ..‬أفضل ‪..‬‬ ‫كن حيا ل ميتا ‪ ..‬تفا عل بكل مك ‪ ..‬بت عبيات‬
‫ما رأيك لو فعلت كذا ‪ ..‬أقترح عليك كذا وكذا ‪..‬‬ ‫وجهك ‪ ..‬حت يأنس الخرون بك ‪..‬‬
‫أحسن من قولك ‪..‬‬
‫يا قل يل الدب ‪ ..‬كم مرة قلت لك ‪ ..‬أ نت ما تف هم ‪..‬‬ ‫‪.55‬اجعل لسانك عذبا ‪..‬‬
‫إل مت أعلمك ؟!!‬ ‫ل تلو حياتنـا مـن مواقـف نتاج فيهـا إل تقديـ‬
‫اجعله يتفظ باء وجهه ‪ ..‬ويشعر بقيمته حت وهو مطئ‬ ‫توجيهات ونصائح للخرين ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫الولد ‪ ..‬الزوج ‪ ..‬الصديق ‪ ..‬الار ‪ ..‬البوين ‪..‬‬
‫لن القصود علج أخطائه ل النتقام منه أوإهانته ‪..‬‬ ‫تتلف نايات النصائح ‪ ..‬باختلف بداياتا ‪..‬‬
‫يعن يا جاعة ‪ ..‬بالعبارة الصرية ‪:‬‬ ‫أعنـ ‪ :‬إن كانـت البدايـة بأسـلوب مناسـب ‪..‬‬
‫ل أحد يب أن يتلقى الوامر ‪..‬‬ ‫ومدخل لطيف ‪..‬‬
‫يوما أن يوجـه عبـد ال بـن عمـر للتعبـد بصـلة‬ ‫أراد‬ ‫انتهت كذلك ‪..‬‬
‫الليل ‪..‬‬ ‫وإن كانـت بأسـلوب جاف ‪ ..‬ومدخـل عنيـف ‪..‬‬
‫فما دعاه وقال ‪ :‬يا عبد ال قم الليل ‪..‬‬
‫( ) إحياء علوم الدين ‪2/275‬‬ ‫‪71‬‬

‫‪156‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫وإناـ قدم النصـيحة على شكـل اقتراح ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫ومضت اليام ‪ ..‬وكشف ال له القضية كلها ‪..‬‬ ‫نعم الرجل عبد ال لو كان يقوم الليل ‪..‬‬
‫حديثا ‪ ..‬فأظهرته ‪..‬‬ ‫وبعد أيام ‪ ..‬أسر إل حفصة‬ ‫و ف روا ية قال ‪ :‬يا ع بد ال ل ت كن م ثل فلن ‪..‬‬
‫فدخـل عليهـا يوما ‪ ..‬وعندهـا الشفاء بنـت عبـد ال ‪..‬‬ ‫كان يقوم الليل ‪..‬‬
‫وكانت صحابية تتعلم الطب ‪ ..‬وتعال الناس ‪..‬‬ ‫بـل إن اسـتطعت أن تلفـت نظره إل الخطاء مـن‬
‫ـا‬
‫ـة النملة كمـ‬
‫للشفاء ‪ :‬أل تعلمي ـ هذه رقيـ‬ ‫فقال‬ ‫حيث ل يشعر فهو أول ‪..‬‬
‫علمتيها الكتابة ‪..‬‬ ‫ع طس ر جل ع ند ع بد ال بن البارك ‪ ..‬فلم ي قل‬
‫ورق ية النملة كلم كا نت ن ساء العرب تقوله ‪ ..‬يعلم كل‬ ‫المد ل ‪ ..‬فقال عبد ال ‪ :‬ماذا يقول العاطس إذا‬
‫من سعه أنه كلم ل يضر ول ينفع ‪..‬‬ ‫عطـس ؟ قال ‪ :‬المـد ل ‪ ..‬فقال ‪ :‬عبـد ال ‪:‬‬
‫ورقية النملة الت كانت تعرف بينهن أن يقال ‪:‬‬ ‫يرحك ال ‪..‬‬
‫العروس تتفل ‪ ..‬وتتضب وتكتحل ‪ ..‬وكل شيء تفتعل‬ ‫وكان رسول ال ‪ r‬كذلك ‪..‬‬
‫‪ ..‬غي أن ل تعصي الرجل ‪..‬‬ ‫كان إذا ان صرف من صلة الع صر ‪ ..‬د خل على‬
‫فأراد ‪ r‬بذا القال تأنيب حفصة والتأديب لا تعريضا ‪..‬‬ ‫نسائه واحدة واحدة ‪..‬‬
‫بأن تردد جلة ‪ :‬غي أن ل تعصي الرجل ‪..‬‬ ‫فيدنو من إحداهن ‪ ..‬ويتحدث معها ‪..‬‬
‫أحد السلف استلف منه رجل كتابا ‪ ..‬فرده إليه بعد أيام‬ ‫فدخـل على زينـب بنـ جحـش ‪ ..‬فوجـد عندهـا‬
‫وعليـه آثار طعام ‪ ..‬كأنـه حلـ عليـه خبزا أو عنبا ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬وكان ‪ r‬يب العسل واللواء ‪..‬‬
‫عس ً‬
‫فسكت صاحب الكتاب ‪..‬‬ ‫فاحتبس عندها أكثر ما كان يتبس عند غيها ‪..‬‬
‫وب عد أيام جاءه صاحبه ي ستعي م نه كتابا آ خر ‪ ..‬فأعطاه‬ ‫فغارت عائشة وحفصة ‪ ..‬وتواصتا من دخل عليها‬
‫الكتاب ف طبق ‪!!..‬‬ ‫تقول له ‪:‬‬
‫فقال الرجل ‪ :‬إنا أريد الكتاب ‪ ..‬فما بال الطبق ؟!‬ ‫أ جد م نك ر يح مغاف ي ‪ ..‬و هو شراب حلو يش به‬
‫ـه‬
‫ـل عليـ‬
‫ـق لتحمـ‬
‫ـه ‪ ..‬والطبـ‬
‫فقال ‪ :‬الكتاب لتقرأ فيـ‬ ‫العسل ‪ ..‬ولكن له رائحة سيئة ‪..‬‬
‫طعامك !!‬ ‫وكان ‪ r‬يشتد عليه أن يوجد منه الريح من بدنه‬
‫فأخذ الكتاب ‪ ..‬ومضى ‪ ..‬فقد وصلت الرسالة ‪..‬‬ ‫أو فمه ‪ ..‬لنه يناجي جبيل ‪ ..‬ويناجي الناس ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬وينع‬
‫وأذكـر أن أن أحدهـم كان يعود إل بيتـه لي ً‬ ‫فلما دخل على حفصة ‪ ..‬سألته ماذا أكل ؟‬
‫ثوبه ‪ ..‬يعلقه على الشماعة ‪ ..‬وينام ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬شربت عسلً عند زينب ‪..‬‬
‫فتأ ت زوج ته ‪ ..‬وتف تح مف ظة النقود ‪ ..‬ث تأ خذ ال صرف‬ ‫فقالت ‪ :‬إن أجد منك ريح مغافي ‪..‬‬
‫الوجود ‪ ..‬من فئة الريال ‪ ..‬والمسة ‪..‬‬ ‫ل ‪ ..‬ولن أعود له ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ل بل شربت عس ً‬
‫فإذا اسـتيقظ صـباحا وذهـب إلى عمله ‪ ..‬واحتاج أن‬ ‫ث قام ود خل على عائشة ‪ ..‬فقالت له عائشة مثل‬

‫‪157‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والبنت الصغية تسمع وهي ساكته ‪..‬‬ ‫ياسب ف بقالة ونوها ‪ ..‬ل يد صرفا ‪..‬‬
‫وبعد الغداء رجعت الصغية إل غرفتها ‪ ..‬فإذا بي يديها‬ ‫فراقبها ‪ ..‬حت فهم القضية ‪..‬‬
‫ألعاب كثية ‪ ..‬والعروسـة مـن بينهـا ‪ ..‬فالتقطتهـا ‪..‬‬ ‫فر جع إل بي ته يوما ‪ ..‬و قد ج عل ف جي به ضفدعا‬
‫وجاءت باــ إل الم وقال ‪ :‬مامــا ‪ ..‬هذه التيطردت‬ ‫‪..‬‬
‫اللئكة ‪ ..‬افعلي با ماشئت !!‬ ‫ونزع ثوبـه كالعادة ‪ ..‬واضطجـع كهيئة النائم ‪..‬‬
‫يع ن دع الن صوح يت فظ باء وج هه ‪ ..‬وي كن أن تأ كل‬ ‫وأخذ يشخر ‪ ..‬وهو يراقب الثوب ‪..‬‬
‫العسل من غي أن تطم اللية ‪..‬‬ ‫فأقبلت زوجته لتأخذ ما يتيسر ‪..‬كالعادة !!‬
‫ل تنصحه كأنه قد كفر بفعله ‪..‬‬ ‫ـا‬
‫ـي رويدا ‪ ..‬أدخلت يدهـ‬
‫أقبلت إل الثوب تشـ‬
‫بل وأحسن الظن به ‪ ..‬واعتب أنه وقع ف الطأ من غي‬ ‫بدوووء ‪..‬‬
‫قصد ‪ ..‬أو من غي أن يعلم ‪..‬‬ ‫فلمسـت الضفدع ‪ ..‬فتحرك فجأة ‪ ..‬فصـرخت ‪:‬‬
‫كانت المر ف أول السلم ل ترم بعد ‪..‬‬ ‫آآآآه‪ ..‬يدي ‪..‬‬
‫وف يوم أقبل عامر بن ربيعة ‪ ..‬الصحاب الليل ‪..‬‬ ‫ففتح الزوج عينيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬وأنا ‪ ..‬آآآه ‪ ..‬جيب‬
‫مـن سـفر ‪ ..‬فأهدى لرسـول ال ‪ r‬راويـة خرـ ‪ ..‬جرة‬ ‫‪..‬‬
‫كاملة ملوءة خرا ‪..‬‬ ‫ليتنا نستعمل هذا السلوب ‪ ..‬مع جيع الناس ‪..‬‬
‫إل المر مستغربا ‪ ..‬والتفت إل عامر بن‬ ‫نظر النب‬ ‫أولدنا إذا وقعوا ف أخطاء ‪ ..‬ومع طلبنا ‪..‬‬
‫ربيعة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أما علمت أنا قد حرمت ‪..‬؟‬ ‫نايـف أحـد الصـدقاء ‪ ..‬كان له أم صـالة ‪ ..‬ل‬
‫قال ‪ :‬حرمت ؟! ل ‪ ..‬ما علمت يا رسول ال ‪..‬‬ ‫ترضى ن يبقى ف البيت صور أبدا ‪ ..‬لن اللئكة‬
‫قال ‪ :‬فإنا قد حرمت ‪..‬‬ ‫ل تدخل بيتا فيه كلب ول صورة ‪..‬‬
‫فحملها عامر ‪ ..‬فأسرّ إليه بعضهم بأن يبيعها ‪..‬‬ ‫كان عند ها طقلة صغية ‪ ..‬عند ها ألعاب متنو عة‬
‫فقال ‪ :‬ل ‪ ..‬إن ال إذا حرم شيئا ‪..‬‬ ‫ـمعه النـب‬
‫فسـ‬ ‫‪ ..‬إل الدّمى ‪ ..‬العرائس ‪..‬‬
‫حرم ثنه ‪..‬‬ ‫أهدت إليها خالتها دُمية ‪ ..‬عروسة ‪ ..‬وقالت لا ‪:‬‬
‫(‪)72‬‬
‫فاهراقها على التراب ‪..‬‬ ‫فأخذها‬ ‫العب با ف غرفتك ‪ ..‬واحذري أن تراها أمك ‪..‬‬
‫وانتبـه أن تدح نفسـك وأنـت تنصـح ‪ ..‬فترفـع نفسـك‬ ‫وبعد يومي ‪ ..‬علمت الم ‪..‬‬
‫وتسحب النصوح إل القاع ‪ ..‬ل أحد يرضى بذلك ‪..‬‬ ‫فأرادت أن تقدم النصيحة بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫بعـض الباء – مثلً‪ .. -‬إذا نصـح ولده بدأ يذكـر أماده‬ ‫جلسـوا على الطعام ‪ ..‬فقالت أم نايـف ‪ :‬يـا أولد‬
‫‪..‬أنا كنت وكنت ‪ ..‬ولعل الولد يعلم تاريخ والده ‪!!..‬‬ ‫‪ !!..‬من يوم ي ‪ ..‬وأ نا أش عر أن الب يت ل يس ف يه‬
‫ملئكـة !! ل أدري لاذا خرجـت ‪ ..‬ل حول ول‬
‫قوة إل بال ‪..‬‬
‫( ) رواه الطبان‬ ‫‪72‬‬

‫‪158‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫انتهى ‪..‬‬ ‫باختصار ‪..‬‬
‫يا معاذ ‪ ..‬وال إن أحبك ‪ ..‬فل تدعن ف دبر كل صلة‬ ‫الكلمة الطيبة ‪ ..‬صدقة ‪..‬‬
‫أن تقول ‪ :‬اللهم أعن على ذكرك ‪ ..‬وشكرك ‪ ..‬وحسن‬
‫عبادتك ‪..‬‬ ‫‪.56‬اختصر ‪ ..‬ول تادل ‪..‬‬
‫يا عمر ‪ ..‬إنك رجل قوي ‪ ..‬فل تزاحن عند الجر ‪..‬‬ ‫يقولون ‪ :‬إن الناصح كاللد ‪..‬‬
‫وكذلك كان العقلء بعده ‪..‬‬ ‫وبقدر مهارة اللد ف اللد ‪ ..‬يبقى الل ‪..‬‬
‫الفرزدق الشاعر فقال ‪:‬‬ ‫لقي أبو هريرة‬ ‫أقول ‪ :‬مهارة اللد ‪ ..‬ل قوة اللد !!‬
‫يا ا بن أ خي إ ن أرى قدم يك صغيتي ‪ ..‬ولن تعدم ل ما‬ ‫فاللد العنيـــــف الذي يضرب بقوة ‪ ..‬يتأل‬
‫موضعا ف النة ‪..‬‬ ‫الضروب وقت وقوع السياط ‪ ..‬ث ما يلبث حت‬
‫يع ن فاع مل ل ا ‪ ..‬ودع ع نك قذف لح صنات ف شعرك‬ ‫ينساها ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أما اللد الستاذ ف صنعته ‪..‬فقد ل يضرب بقوة‬
‫‪ ..‬كان على فراش الوت ‪ ..‬فجعلوا الناس‬ ‫ــر‬
‫وعمـ‬ ‫‪ ..‬لكنه يعلم أن يوقع السوط ‪..‬‬
‫يثنون عليه ‪..‬‬ ‫كذلك الناصـح ‪ ..‬ليسـت العـبة بكثرة الكلم ‪..‬‬
‫وجاء شاب فقال ‪ :‬أب شر يا أم ي الؤمن ي ببشرى ال لك‬ ‫ول طول النصيحة ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقدم فـ السـلم مـا قـد‬ ‫مـن صـحبة رسـول ال‬ ‫وإنا بأسلوب الناصح ‪..‬‬
‫علمت ‪ ..‬ث َولِيت فعدلت ‪ ..‬ث شهادة ‪..‬‬ ‫فاختصر قدر الستطاع ‪ ..‬إذا أردت أن تنصحه فل‬
‫فقال عمر ‪ :‬وددت أن ذلك كفاف ل علي ول ل ‪..‬‬ ‫تلق عليه ماضرة ‪!!..‬‬
‫فلما أدبر الشاب ‪ ..‬فإذا إزاره يس الرض ‪ ..‬مسبل ‪..‬‬ ‫خا صة إذا كان ال مر متفقا عل يه ‪ ..‬ك من تن صحه‬
‫أن يقدم النصيحة للشاب ‪..‬‬ ‫فأراد عمر‬ ‫عن الغ ضب ‪ ..‬أو شرب ال مر ‪ ..‬أو ترك ال صلة‬
‫فقال ‪ :‬ردوا علي الغلم ‪..‬‬ ‫‪ ..‬أو عقوق الوالدين ‪ ..‬ال ‪..‬‬
‫فلما وقف الشاب بي يديه ‪ ..‬قال ‪ :‬يا بن أخي ‪ ..‬ارفع‬ ‫تأملت النصـائح النبويـة الشخصـية الباشرة ‪..‬‬
‫ثوبك ‪ ..‬فإنه أنقى لثوبك ‪ ..‬وأتقى لربك (‪.. )73‬‬ ‫فوجدت ا ل تز يد الواحدة من ها عن سطر وا حد ‪..‬‬
‫انتهى ‪ ..‬باختصار ‪ ..‬الرسالة وصلت ‪..‬‬ ‫أو سطرين ‪..‬‬
‫واترك الدال قدر الستطاع ‪..‬‬ ‫ا سع ‪ :‬يا علي ‪ ..‬ل تت بع النظرة النظرة ‪ ..‬فإن لك‬
‫خاصـة إذا شعرت أن الذي أمامـك يكابر ‪ ..‬فالقصـود‬ ‫الول وليست لك الثانية ‪..‬‬
‫إيصال النصيحة إليه ‪..‬‬ ‫انتهى ‪ ..‬نصيحة باختصار ‪..‬‬
‫وقد ذم ال الدال ‪ ( :‬ما ضربوه لك إل جدلً ) ‪..‬‬ ‫يا عبد ال بن عمر ‪ ..‬كن ف الدنيا كأنك غريب‬
‫‪ ..‬أو عابر سبيل ‪..‬‬
‫( ) البخاري‬ ‫‪73‬‬

‫‪159‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وأثن عليه ‪ ..‬ث قل ‪ :‬ولكن ‪ ..‬ث انسف كلمه إن كان‬ ‫‪ :‬ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه ‪ ..‬إل‬ ‫وقال‬
‫خاطئا ‪..‬‬ ‫أوتوا الدل ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬أنـا زعيـم لبيـت فـ ربـض النـة لنـ ترك‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫الدال وإن كان مقا ‪..‬‬
‫نبه على الطأ ‪ ..‬ول تلق ماضرة ‪..‬‬ ‫أحيانا يقتنـع الشخـص بالفكرة ‪ ..‬لكـن أكثـر‬
‫النفوس فيها أنفة وكب ‪..‬‬
‫‪.57‬ل تبال بكلم اللق ‪..‬‬
‫( وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ‪..‬‬
‫أعجبت ن عبارة رددها اب ن ع بد الرح ن يوما ‪ ..‬وأظ نه ف‬
‫ل أن يعرف الطأ ليتجنبه ف‬
‫فالغاية عندك أنت أص ً‬
‫ذلك السن ل يكن يفقه معناها‪..‬‬
‫الرة القادمة ‪ ..‬وليس الغاية أن تنتصر أنت عليه ‪..‬‬
‫كان يقول ‪ :‬طنّش تعِش تَـنْـتَـعِش ‪!!..‬‬
‫فلستما ف حلبة مصارعة ‪..‬‬
‫تأملت فـ هذه العبارة وأنـا ألحـظ حول انتقادات الناس‬
‫ل ‪..‬‬
‫‪ ..‬لي ً‬ ‫على علي وفاطمة‬ ‫دخل النب‬
‫‪ ..‬وآراءهم ‪ ..‬وأحاديثهم ‪..‬‬
‫فقال لما ‪ :‬أل تصليان ‪ ..‬أي أل تقوما الليل ‪..‬‬
‫فوجدت أن الناس ف كلمهم وذمهم لنا يتنوعون ‪..‬‬
‫فقال علي ‪ :‬أنفسنا بيد ال ‪ ..‬مت شاء أن يبعثنا ‪..‬‬
‫فيهـم الناصـح الصـادق الذي ل يتقـن فـن النصـيحة ‪..‬‬
‫بعثنا ‪..‬‬
‫وبالتال يزنك بأسلوب نصحه أكثر ما يفرحك ‪..‬‬
‫ظهره ‪ ..‬ومضى وهو يضرب بيده‬ ‫فولها النب‬
‫وفيهم الاسد ‪ ..‬الذي يقصد حزنك وهك ‪..‬‬
‫على فخذه ويقول ‪ :‬وكان النسـان أكثـر شيـء‬
‫وفيهـم قليـل البـة ‪ ..‬الذي يهذي باـ ل يدري ‪ ..‬ولو‬
‫جد ًل ‪.. )74( ..‬‬
‫سكت لكان خيا له ‪..‬‬
‫وأحيانا قـد يذكـر النصـوح ‪ ..‬كلما يعتذر بـه ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬فهـو ينظـر للحياة‬
‫وفيهـم مـن طـبيعته النتقاد أصـ ً‬
‫وهـو ليـس عذرا مقنعا لكنـه يقوله ‪..‬ليحفـظ ماء‬
‫بنظارة سوداء ‪..‬‬
‫وجهه ‪..‬‬
‫وقديا قيل ‪ :‬لو اتدت الذواق لبارت السلع ‪..‬‬
‫فكن سحا ‪..‬‬
‫ذكروا أن جحا ركب على حار ‪ ..‬وولده يشي بانبه ‪..‬‬
‫ول تغلق عليـه البواب بـل أبقهـا مفتوحـة أمامـه‬
‫فمروا بناس ‪ ..‬فقال الناس ‪ :‬انظروا لذا الب الغليــظ‬
‫وأنت تنصح ‪..‬‬
‫يركب مرتاحا ‪ ..‬ويدع ولده يشي ف الشمس ‪..‬‬
‫وحتـ لو تكلم بكلم خاطـئ ‪ ..‬فيمكـن أن تعال‬
‫سعهم ج حا ‪ ..‬فأو قف المار ‪ ..‬ونزل ‪ ..‬وأر كب ولده‬
‫خطأه من حيث ل يشعر ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫كأن تقول ‪ :‬صحيح ‪ ..‬وأنا معك أن النسان يفقد‬
‫ث مشيا ‪ ..‬وجحا يشعر بنوع من الزهو ‪..‬‬
‫أعصابه غصبا عنه ‪..‬‬
‫فمرا بقوم آخرين ‪ ..‬فقال أحدهم ‪ :‬انظروا إل هذا البن‬
‫( )‬ ‫‪74‬‬

‫‪160‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وانتهى ‪ ..‬ل تشغله باللتفات وراءه !!‬ ‫العاق ‪ ..‬يركب ويدع أباه يشي ف الشمس ‪..‬‬
‫وعموما ‪..‬‬ ‫سعهم جحا ‪..‬‬
‫ليس يلو الرء من ضد ولو **‬ ‫فأوق المار ‪ ..‬ثـ ركـب مـع ولده ‪ ..‬ليتقـو كلم‬
‫طلب العزلة ف رأس جبل ‪!!..‬‬ ‫الناس وانتقاداتم ‪..‬‬
‫فل تعذب نفسك ‪..‬‬ ‫فمرا بقوم ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬انظروا إل هذ ين الغليظ ي ‪..‬‬
‫ل يرحون اليوان ‪..‬‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫فنل جحا ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا ولدي ‪ ..‬انزل ‪..‬‬
‫قال أحد السلف ‪ :‬من جعل دينه عرضة للخصومات ‪..‬‬ ‫فنل الولد وجعـل يشـي بانـب أبيـه ‪ ..‬والمار‬
‫أكثر التنقل !!‬ ‫ليس فوقه أحد ‪..‬‬
‫فمرا بقوم ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬انظروا إل هذيـن السـفيهي‬
‫‪.58‬ابتسم ‪ ..‬ث ابتسم ‪ ..‬ث ابتسـ ‪ ..‬ث أبتـ ‪..‬‬
‫‪ ..‬يشيان والمار فارغ ‪ ..‬و هل خلق المار إل‬
‫أعر فه م نذ سني ‪ ..‬ف هو أ حد زملئي ف عملي ‪ ..‬على‬
‫ليُركب ‪..‬‬
‫كل حال ‪..‬‬
‫فصرخ جحا وجرّ ولده معه ‪ ..‬ودخل تت المار‬
‫لكن هل تصدق أنن إل الن ل أدري هل نبتت له أسنان‬
‫‪ ..‬وحله ‪!!..‬‬
‫أم ل !!‬
‫ولو رأ يت ج حا وقت ها لقلت له ‪ :‬يا حبيب القلب‬
‫دائم التجهم ‪ ..‬والعبوس ‪ ..‬وكأنه إذا ابتسم نقص عمره‬
‫‪ ..‬افعل ما تشاء ‪ ..‬ول تبال بكلم اللق ‪ ..‬فرضا‬
‫‪ ..‬أو ق ّل ماله !!‬
‫الناس غاية ل تدرك ‪..‬‬
‫إل‬ ‫قال جرير بن عبد ال البجلي ‪ :‬ما رآن رسول ال‬
‫ومن الذي ينجو من الناس سالا‬
‫تبسم ف وجهي ‪..‬‬
‫ولو غاب عنهم بي خافيت نسر ‪..‬‬
‫البتسامة أنواع ‪ ..‬ومراتب ‪..‬‬
‫بعض الناس ‪ ..‬ل يفكر ف رأيه قبل أن يطرحه ‪..‬‬
‫فمنهـا البشاشـة الدائمـة ‪ ..‬أن يكون وجهـك صـبوحا‬
‫يأتيـك بعدمـا تتزوج ‪ ..‬ويقول ‪ ..‬ليـش تطـب‬
‫مبتهجا دائما ‪..‬‬
‫فلنة ؟‬
‫فلو كنت مدرسا ودخلت الفصل على طلبك ‪ ..‬فالقهم‬
‫وكأن بك ‪ ..‬تتمن أن تصرخ ف وجهه وتقول ‪ :‬يا‬
‫بوجه بشوش ‪..‬‬
‫أ خي تزو جت ‪ ..‬خلص ‪ ..‬انت هى الوضوع ‪ ..‬ما‬
‫رك بت طائرة ‪ ..‬ومش يت ف ال مر والناس ينظرون إل يك‬
‫أحد طلب منك اقتراحات ‪..‬‬
‫‪ ..‬كن بشوشا ‪..‬‬
‫أو يأتيـك وقـد بعـت سـيارتك ‪ ..‬فيقول ‪ ..‬ليتـك‬
‫دخلت بقالة ‪ ..‬أو مطـة وقود ‪ ..‬مددت له السـاب ‪..‬‬
‫أخبتن ‪ ..‬فلن كان سيعطيك أكثر ‪..‬‬
‫ابتسم ‪..‬‬
‫يـا أخـي ‪ ..‬بـس !! الرجال باع سـيارته ‪ ..‬خلص‬

‫‪161‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫البت سامة ح ت ف أحلك الظروف ‪ ..‬يف كر ف عوا قب‬ ‫ف الجلس ‪ ..‬ودخل شخص وسلم بصوت عال ‪..‬‬
‫المور قبل أن يفعلها ‪..‬‬ ‫ومر بنظره على الالسي ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬
‫وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده ‍‍!‬ ‫دخلت على مموعة ‪ ..‬وصافحتهم ‪ ..‬ابتسم ‪..‬‬
‫هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كل ‪..‬‬ ‫وعموما ‪ :‬البتسـامة لاـ مـن التأثيـ الكـبي فـ‬
‫إذن ليس مثل الصب والتحمل ‪..‬‬ ‫امتصـاص الغضـب والشـك والتردد ‪ ..‬مـا ل‬
‫نعم بعض المور نثور لا ونغضب ‪ ..‬وعلجها شيء آخر‬ ‫يشاركها غيها ‪..‬‬
‫تاما ‪..‬‬ ‫الب طل هو الذي ي ستطيع التغلب على عواط فه ‪..‬‬
‫لا قال ‪ :‬ليس الشديد بالصرعة ‪ ..‬إنا الشديد‬ ‫وصدق‬ ‫والتبسم ‪..‬‬
‫الذي يلك نفسه عند الغضب ‪..‬‬ ‫ي شي مع ال نب ‪ r‬يوما‪..‬‬ ‫كان أ نس بن مالك‬
‫‪ ..‬يذب الناس بالتب سم والبشا شة‬ ‫كان ال نب الكر ي‬ ‫عليه بُرد نران غليظ الاشية ‪..‬‬ ‫والنب‬
‫‪..‬‬ ‫فلحقهما أعراب ‪..‬‬
‫خرجو إل غزوة خيب ‪ ..‬وف أثناء القتال ‪..‬‬ ‫يريـد أن‬ ‫أقبـل هذا العرابـ يري وراء النـب‬
‫و قع من ح صن اليهود جراب ف يه ش حم ‪ ..‬قر بة كاملة‬ ‫يلحق به ‪ ..‬حت إذا اقترب منه ‪..‬‬
‫ملوءة سنا ‪..‬‬ ‫جبذه بردائه جبذة شديدة ‪ ..‬فتحرك الرداء بعنـف‬
‫على عاتقه فرحا ومضى به إل‬ ‫حله عبد ال بن مغفل‬ ‫على رقبة النب ‪.. r‬‬
‫رحله وأصحابه ‪..‬‬ ‫قال أنس ‪ :‬حت نظرت إل صفحة عاتق رسول ال‬
‫فلقيه الرجل السئول عن جع الغنائم وترتيبها ‪ ..‬فجذب‬ ‫‪ .. r‬قد أثرت با حاشية البُرد من شدة جبذته ‪..‬‬
‫الراب إليه ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫فماذا ير يد هذا الر جل ؟! ل عل بيتـه يترق وأقبـل‬
‫هاتِ هذا نقسمه بي السلمي ‪..‬‬ ‫يريد معونة ‪ ..‬أو أحاطت بم غارة من الشركي ‪..‬‬
‫فتعلق به عبد ال ‪ :‬ل وال ‪ ..‬ل أعطيكه ‪ ..‬أنا أصبته ‪..‬‬ ‫اسع ماذا يريد ‪ ..‬قال ‪ :‬يا ممد ‪ ( ..‬لحظ ل يقل‬
‫قال ‪ :‬بلى ‪ ..‬وجعل يتجاذبا الراب ‪..‬‬ ‫‪ :‬يا رسول ال ) ‪..‬‬
‫فمـر بمـا رسـول ال ‪ .. r‬فرآهاـ ‪ ..‬وهاـ يتجاذبان‬ ‫قال ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬مُر ل من مال ال الذي عندك ‪..‬‬
‫الراب ‪..‬‬ ‫فالت فت ر سول ال ‪ .. r‬ث ض حك ‪ ..‬ث أ مر له‬
‫فتبسم ‪ r‬ضاحكا ‪ ..‬ث قال لصاحب الغان ‪:‬‬ ‫بعطاء ‪..‬‬
‫ل أبالك ‪ ..‬خل بينه وبينه ‪..‬‬ ‫نعــم ‪ ..‬كان ‪ r‬بطلً ل تســتفزه مثــل هذه‬
‫فتركه ‪ ..‬فانطلق به عبد ال إل رحله وأصحابه ‪ ..‬فأكلوه‬ ‫التصـرفات ‪ ..‬ول يعاقـب أو تثور أعصـابه على‬
‫‪..‬‬ ‫التافهات ‪..‬‬
‫وأخيا ‪ ..‬تبسمك ف وجه أخيك صدقة ‪..‬‬ ‫كان واسـع البطان ‪ ..‬قويا يضبـط أعصـابه ‪ ..‬دائم‬

‫‪162‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عندهم ‪..‬‬ ‫قال ل ‪:‬‬
‫أو يأ خذ سيارتك بغ ي إذ نك ‪ ..‬أو ير جك بطلب ها ح ت‬ ‫فلن سحرن بأخلقه ‪ ..‬حت تعلقت به نفسي ‪..‬‬
‫تأذن على مضض ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬ل ؟! قال ‪ :‬دائما بشوش ‪ ..‬و ما رآ ن إل‬
‫أو تدـ مموعـة طلب فـ يسـكنون فـ شقـة واحدة ‪..‬‬ ‫تبسم !!‬
‫ي ستيقظ أحد هم ليذ هب إل جامع ته ‪ ..‬في جد أن معط فه‬
‫لبسه فلن ‪ ..‬وحذاءه ف رجل فلن ‪..‬‬ ‫‪.59‬الطوط المر ‪..‬‬
‫ومـن تعدي الطوط المراء أنـك ‪ ..‬تدـ بعـض الناس‬ ‫كان من طلب ف الامعة‪..‬‬
‫يرج صاحبه بزحة ثقيلة أو سؤال مرج ف ملس عام ‪..‬‬ ‫كان وا سع الثقافة ‪ ..‬حري صا على تكو ين علقات‬
‫والش خص مه ما بلغ من الح بة لك ‪ ..‬إل أ نه يب قى بشرا‬ ‫مع الناس ‪ ..‬لكنه كان ثقيل الدم عليهم ‪..‬‬
‫يرضى ويغضب ‪ ..‬ويفرح ويسخط ‪..‬‬ ‫جاءن يوما ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫لا أقبل رسول ال ‪ r‬إل الدينة راجعا من تبوك ‪..‬‬ ‫يــا دكتور ‪ ..‬زملئي يغضبون منــ دائما ‪ ..‬ل‬
‫قدم عليـه فـ ذلك الشهـر عروة بـن مسـعود الثقفـي ‪..‬‬ ‫يتحملون مزحي ‪..‬‬
‫وكان سيدا جليل القدر ‪ ..‬رفيع الكانة عند قومه ثقيف‬ ‫قلت ف نف سي ‪ :‬أ نا ل أحتملك ساكتا ‪ ..‬فك يف‬
‫‪..‬‬ ‫أحتملك متكلما ‪..‬؟! خاصـة إذا كنـت تسـتخف‬
‫قبل أن يصل إل الدينة ‪ ..‬فأسلم ‪..‬‬ ‫فأدرك النب‬ ‫دمك وتزح ‪!..‬‬
‫وسأله أن يرجع إل قومه فيدعوهم إل السلم ‪..‬‬ ‫سألته ‪ :‬لاذا ل يتملون مزحك ؟! أعطن مثالً ‪..‬‬
‫فخاف عليه ‪ ..‬وقال له ‪ :‬إنم قاتلوك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬عطـس أحدهـم فقلت ‪ :‬ال يلعنـك ‪ ( ..‬ثـ‬
‫وعرف ‪ r‬أن قبيلة ثقيف فيهم نوة المتناع ‪ ..‬والصرامة‬ ‫ل ‪ :‬يـا‬
‫سـكتّ ) ‪ ..‬فلمـا غضـب ‪ ..‬أكملت قائ ً‬
‫ف التعامل ‪ ..‬حت لو كان مع رئيسهم ‪..‬‬ ‫إبليس ‪ ..‬ويرحك يا فلن ‪!!..‬‬
‫فقال عروة ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬أنا أحب إليهم من أبكارهم‬ ‫مسكي كان يظن نفسه بذلك ‪ ..‬خفيف الدم!!‬
‫‪ ..‬وأبصارهم ‪..‬‬ ‫الناس مهمـا قبلوا مزاحـك ومداعباتـك ‪ ..‬إل أنـه‬
‫وكان مببا مطاعا فيهم ‪..‬‬ ‫تبقى هناك خطوط حراء ل يبون أن تتعداها ‪..‬‬
‫فخرج يدعـو قومـه إل السـلم رجاء أن ل يالفوه ‪..‬‬ ‫خاصة إذا كان ذلك أمام الخرين ‪..‬‬
‫لعظم منلته فيهم ‪..‬‬ ‫بعض الناس ل يراعي ذلك ‪..‬‬
‫فلما وصل إل ديار قومه ‪ ..‬رقى على مرتفع وصاح بم‬ ‫فتجد أنه يعتدي على حاجاتم ‪..‬‬
‫حت اجتمعوا ‪ ..‬وهو سيدهم ‪..‬‬ ‫ل مـن باب ( اليانـة ) يأخـذ هاتفـك الوال‬
‫فمث ً‬
‫فدعا هم إل ال سلم ‪ ..‬وأظ هر ل م أ نه أ سلم ‪ ..‬وج عل‬ ‫ويت صل به ك ما ير يد ‪ ..‬أو رب ا أر سل ر سائل إل‬
‫يردد ‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا رسول ال‬ ‫أشخاص أنـت ل ترغـب أن يظهـر رقـم هاتفـك‬

‫‪163‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫كانوا يسيون مع النب ف مسي ‪..‬‬ ‫فلمـا سـعوا منـه ذلك ‪ ..‬صـاحوا ‪ ..‬وثاروا أن‬
‫فنعس رجل وهو على راحلته ‪..‬‬ ‫يتركوا آلتهم ‪..‬‬
‫فغافله صاحبه وانتزع سهما من كنانته ‪..‬‬ ‫ورموه بالنبل من كل جهة ‪..‬‬
‫فشعر الرجل بن يعبث بسلحه ‪ ..‬فانتبه فزعا مذعورا ‪..‬‬ ‫حت وقع صريعا ‪.. t‬‬
‫(‪)76‬‬
‫‪ :‬ل يل لرجل أن يروع مسلما ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫فأقبل إليه أبناء عمه ‪ ..‬وهو ينازع الوت ‪..‬‬
‫ومثله الذي يزح فياك أوقفت سيارتك عند بقالة – مثلً‬ ‫وقال ‪ :‬يا عروة ‪ :‬ما ترى ف دمك ؟‬
‫‪ -‬وهي تشتغل فيأت ويقودها ‪ ..‬ويوهك أنا سرقت ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬كرامة أكرمن ال با ‪ ..‬وشهادة ساقها ال‬
‫مازحا‪..‬‬ ‫إل ‪..‬‬
‫قد ياملك صاحبك ويض حك أحيانا على مز حة مرو عة‬ ‫فليس فّ إل ما ف الشهداء الذين قتلوا مع رسول‬
‫‪ ..‬لكنه متأل ‪..‬‬ ‫ال ‪ .. r‬فل تقتتلوا لجلي ‪ ..‬ول تأخذوا بثأري‬
‫ولربا صب الليم على الذى‬ ‫من أحد ‪..‬‬
‫وفؤاده من حره يتأوه‬ ‫‪ ..‬لا بلغه خب مقتله ‪..‬‬ ‫فقيل إن النب‬
‫ولربا شكل الليم لسانه‬ ‫قال فيه ‪ :‬إن مثله ف قومه ‪ ..‬كمثل صاحب ياسي‬
‫حذر الكلم وإنه لفوه‬ ‫‪..‬‬ ‫ف قومه ‪..‬‬
‫فانتبه ! الناس لم أحاسيس مهما بلغت ف القرب‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫منهم ‪ ..‬وإن كانوا ف منلة الخ والولد ‪..‬‬
‫كـل مـا زاد عـن حده ‪ ..‬انقلب ضده ‪ ..‬وكـم مزحـة‬ ‫على ذلك ‪ ..‬فنهـى عـن ترويـع‬ ‫لذا نبـه النـب‬
‫انتهت شجارا !!‬ ‫الؤمن ‪..‬‬
‫يوما يسي مع أصحابه ‪..‬‬ ‫كان‬
‫‪.60‬حفظ السر ‪..‬‬
‫وكان كـل واحـد منهـم معـه متاعـه ‪ ..‬سـلحه ‪..‬‬
‫اشتهر قديا ‪ :‬كل سرٍ جاوز الثني ‪ ..‬شاع ‪..‬‬
‫فراشه ‪ ..‬طعامه ‪..‬‬
‫و من اللطائف أن أحد هم سئل ‪ :‬من الثن ي ؟ فأشار إل‬
‫نزلوا من ًل ‪ ..‬فنام رجل منهم ‪..‬‬
‫شفتيه ‪ ..‬وقال ‪ :‬هذان !!‬
‫فأقبل صاحبه إل حبل معه فأخذه ‪ ..‬مازحا ‪..‬‬
‫ل أذكـر أنـ هسـت فـ أذن أحـد مـن الناس بسـرّ ‪..‬‬
‫فاستيقظ الرجل ‪ ..‬فوجد متاعه ناقصا ‪ ..‬ففزع ‪..‬‬
‫واستأمنته إياه ‪ ..‬ث فاجأن قائلً ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬اسح ل ل‬
‫وأخذ يبحث عن حبله ‪..‬‬
‫أستطيع أن أكتمه ‪..‬‬ ‫(‪)75‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪ :‬ل يل لسلم أن يروع مسلما‬ ‫فقال‬

‫( ) رواه الطبان وغيه‬ ‫‪76‬‬


‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪75‬‬

‫‪164‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ ..‬رؤيا أفزعتها ‪ ..‬فلما أصبحت بعثت إل أخيها العباس‬ ‫بـل كـل شخـص يضرب بيده صـدره ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫بن عبد الطلب ‪ ..‬فقالت له ‪:‬‬ ‫وال لو وضعوا الشمس ف يين ‪ ..‬والقمر ف شال‬
‫يا أخي ‪ ..‬وال لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتن ‪ ..‬وتوفت‬ ‫‪ ..‬أو السيف على رقبت ‪ ..‬على أن أخب بسرك ‪..‬‬
‫أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ‪ ..‬فاكتم عليّ ما‬ ‫ما أخبت !!‬
‫أحدثك ‪ ..‬ول تدث به أحدا ‪..‬‬ ‫ث إذا اطمأننت ووثقت ‪ ..‬وكشفت له أسرارك ‪..‬‬
‫قال لا ‪ :‬نعم ‪ ..‬وما رأيت ؟‬ ‫ت صبّر شهر ين أو ثل ثة ‪ ..‬ث حدث به ‪ ..‬فل يزال‬
‫قالت ‪ :‬رأ يت راكبا أق بل على بع ي ‪ ..‬ح ت و قف بوادي‬ ‫يُتناقل حت يصلك ‪..‬‬
‫"البطح" ‪ ..‬ث صرخ بأعلى صوته ‪ :‬أل انفروا يا آل غدر‬ ‫فوجدت أن سرك ل ينبغي أن ياوز شفتيك ‪ ..‬فل‬
‫إل مصارعكم ف ثلث ‪!..‬‬ ‫تكلف الناس ما ل يطيقون ‪..‬‬
‫فأرى الناس قد اجتمعوا إل يه ‪ ..‬ث م ضى فد خل ال سجد‬ ‫إذا ضاق صدر الرء عن سر نفسه‬
‫والناس يتبعونه ‪..‬‬ ‫فصـدر الذي يسـتودع السـر‬
‫فبين ما هم حوله ‪ ..‬إذ صعد به بعيه فوق الكع بة ‪ ..‬ث‬ ‫أضيق‬
‫صرخ بثل ها ‪ :‬انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث‬ ‫جربت كثيا من الناس ‪ ..‬فوجدتم كذلك ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫والشكلة أنـك تأتيهـم على سـبيل السـتشارة ‪..‬‬
‫ثـ صـعد بـه بعيه على رأس ج بل أبـ قـبيس ‪ ..‬فصـرخ‬ ‫فيشيون عليك ‪ ..‬ث يفضحون سرك ‪..‬‬
‫بثلها ‪:‬‬ ‫فيسقطون من عينك ‪ ..‬ويصبحون من أبغض الناس‬
‫انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث ‪..‬‬ ‫إليك ‪..‬‬
‫ث أ خذ صخرة فقذف ها من أعلى ال بل ‪ ..‬فأقبلت توي‬ ‫ومن أعجب ما ف التاريخ ‪..‬‬
‫من فوق البل ‪ ..‬ح ت إذا كانت بأ سفل البل تكسرت‬ ‫أنه قبل معركة بدر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬بقافلة قر يش مقبلة وأراد قتال ا‬ ‫لا سع ال نب‬
‫فمـا بقـي بيـت مـن بيوت مكـة إل دخلتـه كسـرة مـن‬ ‫‪..‬‬
‫الصــــخرة ‪ ..‬فاضطرب العباس وقال ‪ :‬وال إن هذه‬ ‫خرج ‪ r‬إلي ها مع أ صحابه ‪ ..‬فل ما ش عر ب م أ بو‬
‫لرؤيا !‬ ‫ل اسـه ضمضـم بـن عمرو‬
‫سـفيان ‪ ..‬اسـتأجر رج ً‬
‫ث خشي أن تنتشر فيصيبه أذى ‪ ..‬فقال لا مذرا ‪ :‬وأنت‬ ‫الغفاري ‪ ..‬وقال اذهب وأخب قريشا بالب ‪..‬‬
‫فاكتميها ل تذكريها لحد ‪..‬‬ ‫فمضى ضمضم ‪ ..‬مسرعا إل مكة ‪ ..‬كان وصوله‬
‫ثـ خرج العباس منشغـل البال بأمـر هذه الرؤيـا ‪ ..‬فلقـي‬ ‫مكة يتاج أن يسي أياما ‪..‬‬
‫الوليد بن عتبة وسط الطريق ‪ ..‬وكان له صديقا ‪..‬‬ ‫وأهل مكة ل يدرون عن شيء من ذلك ‪..‬‬
‫فحدثه بالرؤيا ‪ ..‬وقال له ‪ :‬اكتمها ‪ ..‬فل تب با أحدا ‪..‬‬ ‫و ف ليلة من الليال رأت عات كة ب نت ع بد الطلب‬

‫‪165‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلما أقبل العباس إل بيته ‪..‬‬ ‫فمضى الوليد ‪..‬‬
‫ل تبق امرأة من بن عبد الطلب ‪ ..‬إل جاءت إليه غاضبة‬ ‫فلقي ابنه عتبة فحدثه با ‪..‬‬
‫‪ ..‬تقول ‪ :‬أقررت لذا الفاسق البيث أن يقع ف رجالكم‬ ‫ث ل يض سويعات ‪..‬‬
‫‪ ..‬ث قد تناول النساء وأنت تسمع ‪ ..‬أما فيكم حية ‪..‬‬ ‫ح ت حدث ب ا عت بة ‪ ..‬ث تناقل ها الناس ‪ ..‬وف شا‬
‫فاحتمـى العباس ‪ ..‬وثار ‪ ..‬وقال ‪ :‬وال ‪ ..‬لئن عاد أبـو‬ ‫الديث با ف أهل مكة ‪ ..‬حت تدثت با قريش‬
‫جهل إل مثل كلمه ‪ ..‬لفعلن وأفعلن ‪..‬‬ ‫ف مالسها ‪..‬‬
‫فلما كان اليوم الثالث ‪ ..‬من رؤيا عاتكة ‪..‬‬ ‫وف الضحى ذهب العباس ليطوف بالكعبة ‪..‬‬
‫ذهب العباس إل السجد ‪ ..‬وهو مغضب ‪..‬‬ ‫فإذا أبو جهل جالس ف َرهْط من قريش ‪ ..‬ف ظل‬
‫فلما دخل السجد رأى أبا جهل ‪ ..‬فمشي نوه يتعرضه‬ ‫الكعبة ‪ ..‬يتحدثون برؤيا عاتكة !!‬
‫ليعود لبعض ما قال فيقع به ‪..‬‬ ‫س قال ‪:‬‬
‫فلما رأى أبو جهل العبا َ‬
‫فإذا بأب جهل يرج من باب السجد يشتد مسرعا ‪..‬‬ ‫يا أبا الفضل ‪ ..‬إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا‬
‫فعجب العباس من سرعته ‪ !!..‬فقد كان مستعدا لصومة‬ ‫‪..‬‬
‫وعراك ‪ ..‬فقال العباس فـ نفسـه ‪ :‬ماله لعنـه ال ؟! أكلّ‬ ‫فلما أقبل إليه العباس وجلس معهم ‪..‬‬
‫هذاخوفٌ من أن أشاته ؟!‬ ‫قال له أبـو جهـل ‪ :‬يـا بنـ عبـد الطلب ‪ ..‬متـ‬
‫وإذا أبو جهل قد سع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري‬ ‫حدثت فيكم هذه النبية ؟‬
‫الذي أرسله أبو سفيان ليستعي بأهل مكة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬وما ذاك ؟‬
‫وإذا ضمضم يصرخ ف الوادي واقفا على بعيه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬تلك الرؤيا الت رأت عاتكة ‪..‬‬
‫قد جدع أنف بعيه ‪ ..‬والدم يسيل على وجه البعي ‪..‬‬ ‫قال العباس ‪ :‬وما رأت ؟‬
‫و قد شق ضم ضم قمي صه و هو يقول ‪ :‬يا مع شر قر يش‬ ‫قال ‪ :‬يـا بنـ عبـد الطلب ‪ ..‬أمـا رضيتـم أن يتنبـأ‬
‫اللطيمة ‪ ..‬اللطيمة ‪..‬‬ ‫رجالكم حت تتنبأ نساؤكم ؟‬
‫أموالكم مع أب سفيان قد عرض لا ممد ف أصحابه ل‬ ‫قد زع مت عات كة ف رؤيا ها أ نه قال ‪ :‬انفروا ف‬
‫أرى أن تدركوها ‪..‬‬ ‫ثلث ‪ ..‬فسننتظر بكم ثلثة أيام ‪..‬‬
‫ث صاح بأعلى صوته ‪ :‬الغوث ‪ ..‬الغوث ‪..‬‬ ‫فإن يك حقا ما تقول ‪ ..‬فسيكون ‪..‬‬
‫عندهـا تهزت قريـش وخرجـت ‪ ..‬وكان مـن أمرهـا فـ‬ ‫وإن تضـ الثلث ول يكـن مـن ذلك شـئ نكتـب‬
‫معركة بدر ما كان ‪..‬‬ ‫عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت العرب ‪..‬‬
‫فتأمل كيف انتشر السر ف لحة عي ‪ ..‬مع قوة الرص‬ ‫فاضطرب العباس ‪ ..‬و ما رد عل يه شيئا ‪ ..‬وج حد‬
‫وشدة الستئمان ‪!!..‬‬ ‫الرؤيا ‪ ..‬وأنكر أن تكون رأت شيئا ‪..‬‬
‫ومن نشر السر أيضا ‪..‬‬ ‫ث تفرقوا ‪..‬‬

‫‪166‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث أسرّ إليها حديثا ‪ ..‬فضحكت فقلت ‪:‬‬ ‫لا أسلم ‪ ..‬أراد أن ينشر الب ‪..‬‬ ‫أن عمر‬
‫ما رأيت كاليوم ‪ ..‬فرحا أقرب من حزن ‪..‬‬ ‫فأقبل إل رجل منهم ‪ ..‬هو أعظمهم نشرا للشاعة‬
‫؟‬ ‫فسألت فاطمة عما قال لا النب‬ ‫‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬ما كنت لفشي سر رسول ال ‪.. r‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا فلن ‪ ..‬إ ن مد ثك ب سرٍ ‪ ..‬فاك تم ع ن‬
‫حت قبض النب ‪.. r‬‬ ‫‪!..‬‬
‫فسألتها ؟‬ ‫قال ‪ :‬ما سرك ؟‬
‫فقالت ‪ :‬أ سر إلّ ‪ :‬إن جب يل كان يعارض ن (‪ )77‬القرآن‬ ‫قال ‪ :‬أشعرت أ ن قد أ سلمت ‪ ..‬فانت به ‪ ..‬ل ت ب‬
‫كـل سـنة مرة وإنـه عارضنـ العام مرتيـ ‪ ..‬ول أراه إل‬ ‫أحدا ‪..‬‬
‫حضر أجلي ‪ ..‬وإنك أول أهل بيت لاقا ب ‪ ..‬فبكيت ‪..‬‬ ‫ث تول عنه عمر ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أما ترضي أن تكون سيدة نساء أهل النة ‪ ..‬أو‬ ‫ف ما كاد يغ يب ع نه ‪ ..‬ح ت ج عل الر جل يطوف‬
‫نساء الؤمني ‪ ..‬فضحكت لذلك ‪..‬‬ ‫بالناس ويردد ‪ :‬أعلمتَ أن عمر أسلم ‪ !!..‬أعلمتَ‬
‫أن عمر أسلم ‪!!..‬‬
‫قالوا ‪..‬‬ ‫عجبا !! وكالة أنباء متنقلة ‪..‬‬
‫من عرف سرك أسرك ‪..‬‬ ‫ف حاجة‬ ‫أنسا‬ ‫وف يوم من اليام بعث النب‬
‫‪..‬‬
‫‪.61‬قضاء الاجات ‪..‬‬
‫؟‬ ‫فمرّ بأمه ‪ ..‬فسألته ‪ ..‬إل ماذا أرسلك النب‬
‫لا بدأ تُ ف دراسة الاجستي ‪ ..‬اطلعت على عدد أوسع‬
‫فقال ‪ :‬وال ‪ ..‬ما ك نت لف شي سرّ ر سول ال ‪r‬‬
‫من كتب الفرق والطوائف ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫ـ ‪..‬‬
‫ـب الباجاتـ‬
‫ـب ‪ ..‬الذهـ‬ ‫ـن بي ـ هذه الذاهـ‬ ‫مـ‬
‫هكذا كان أنس وهو صغي ‪ ..‬ف شدة حفظه للسر‬
‫‪bragmatizem‬‬
‫‪..‬‬
‫وترجته بالعربية ‪ :‬الذهب النفعي ‪..‬‬
‫وأن لك اليوم أن تد مثل أنس ‪..‬‬
‫لا تبحرت ف دراسة هذا الذهب أدركت لاذا كنا نسمع‬
‫قالت عائشة ‪.. t‬‬
‫ف أوروبا وأمريكا ‪ ..‬أنه ف كثي من الحيان يهجر البن‬
‫أقبلت فاطمة تشي ‪ ..‬كأن مشيتها مشية النب ‪r‬‬
‫أباه ‪ ..‬وإذا قابله ف مطعم فكل واحد منهما ياسب عن‬
‫‪..‬‬
‫نفسه ‪..‬‬
‫فقال النب ‪ : r‬مرحبا بابنت ‪ ..‬ث أجلسها عن يينه‬
‫فعلً ‪ ..‬مادام أن لن أستفيد منك فلماذا أخدمك ؟!‬
‫‪ -‬أو عن شاله ‪.. -‬‬
‫لاذا أنفـق مال ؟! واصـرف وقتـ ؟! وأبذل جهدي ؟!‬
‫ث أسرّ إليها حديثا ‪ ..‬فبكت ‪..‬‬
‫دون مردود مادي يعود علي ‪..‬‬
‫فقلت لا ‪ :‬ل تبكي ‪..‬‬
‫( ) يعارضه القرآن ‪ :‬يراجع القرآن معه ‪.‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪167‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والعري والوع ‪ ..‬تغي وجهه ‪..‬‬ ‫السلم قلب هذا اليزان ‪..‬‬
‫ث قام ‪ ..‬فدخل بيته ‪ ..‬فلم يد شيئا يتصدق به عليهم ‪..‬‬ ‫فقال ال ( وأحسنوا إن ال يب الحسني ) ‪.‬‬
‫فخرج ‪ ..‬ودخـل بيتـه الخـر ‪ ..‬وخرج ‪ ..‬يبحـث ‪..‬‬ ‫‪ ( :‬لئن ام شي مع ا خي ف حا جة ح ت‬ ‫وقال‬
‫يلتمس شيئا لم ‪ ..‬فلم يد ‪..‬‬ ‫أثبتها له ‪ ..‬أحب إلّ من أن أعتكف ف مسجدي‬
‫ث راح إل السجد ‪ ..‬فصلى الظهر ‪ ..‬ث صعد منبه ‪..‬‬ ‫هذا شهرا ) ‪..‬‬
‫فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫ومن كان ف حاجة أخيه ‪ ..‬كان ال ف حاجته ‪..‬‬
‫أما بعد ‪ ..‬فإن ال عز وجل ‪ ..‬أنزل ف كتابه ‪ ( :‬يَا َأّيهَا‬ ‫يشي ف الطريق فتوقفه الارية وتقول ‪:‬‬ ‫وكان‬
‫س وَا ِحدَ ٍة وَ َخلَ قَ‬
‫النّا سُ اّتقُوا رَبّكُ مُ اّلذِي َخ َلقَكُ ْم مِ نْ َنفْ ٍ‬ ‫ل إليك حاجة ‪ ..‬فيقف معها حت يسمع حاجة ‪..‬‬
‫مِنْهَا َزوْجَهَا َوبَثّ مِ ْنهُمَا رِجَالً َكثِيا َونِ سَاءً وَاّتقُوا اللّ هَ‬ ‫وقد يضي معها إل بيت سيدها ليقضيها لا ‪..‬‬
‫اّلذِي تَسَاءَلُونَ ِب ِه وَاْلَأرْحَامَ إِ ّن ال ّلهَ كَانَ َعلَيْ ُك ْم َرقِيبا ) ‪..‬‬ ‫بل كان ‪ r‬يالط الناس ويصب على أذاهم ‪..‬‬
‫ث قرأ ‪..‬‬ ‫كان يعاملهـم بنفـس رحيمـة ‪ ..‬وعيـ دامعـة ‪..‬‬
‫( يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اّتقُوا اللّهَ وَْلتَنْ ُظرْ َنفْسٌ مَا َق ّدمَتْ ِل َغدٍ‬ ‫ولسان داع ‪ ..‬وقلب عطوف ‪..‬‬
‫وَاّتقُوا ال ّلهَ إِنّ ال ّلهَ خَِبيٌ بِمَا َتعْ َملُونَ ) ‪..‬‬ ‫كان يش عر أ نه هو و هم ‪ ..‬ج سد وا حد ‪ ..‬يش عر‬
‫وجعل يتلوا اليات والواعظ ‪ ..‬ث صاح بم ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫بفقر الفقي ‪ ..‬وحزن الزين ‪ ..‬ومرض الريض ‪..‬‬
‫تصدقوا قبل أن ل تصدقوا ‪ ..‬تصدقوا قبل أن يال بينكم‬ ‫وحاجة الحتاج ‪..‬‬
‫وبي الصدقة ‪..‬‬ ‫انظـر إليـه ‪ .. r‬وقـد جلس فـ مسـجده يدث‬
‫ت صدق امرؤ من ديناره ‪ ..‬من دره ه ‪ ..‬من بره ‪ ..‬من‬ ‫أصحابه ‪..‬‬
‫شعيه ‪ ..‬ول يقرن أحد كم شيئا من ال صدقة ‪ ..‬وج عل‬ ‫ل عليه من بعيد ‪..‬‬
‫فإذا به يرى سوادا مقب ً‬
‫يعدد أنواع الصدقات حت قال ‪:‬‬ ‫نظـر إليهـم ‪ ..‬فإذا هـم قوم فقراء أقبلوا عليـه مـن‬
‫ولو بشق ترة ‪..‬‬ ‫مضر ‪ ..‬من قبل ند ‪..‬‬
‫فقام رجل من النصار بصرة ف كفه ‪ ..‬فناولا رسول ال‬ ‫ومن شدة فقرهم قد اجتابوا النمار ‪..‬‬
‫‪ r‬وهو على منبه ‪..‬‬ ‫يع ن يلك أحد هم قط عة قماش فل ي د ث ن البرة‬
‫فقبضها رسول ال ‪ r‬يعرف السرور ف وجهه ‪..‬‬ ‫واليـط ‪ ..‬فيخرق القماش مـن وسـطه ثـ يرج‬
‫وقال ‪ :‬من سن سنة حسنة ‪ ..‬فعمل با كان له أجرها ‪..‬‬ ‫رأسه ويسدل باقيه على جسده ‪..‬‬
‫ومثل أجر من عمل با ل ينقص من أجورهم شيء ‪..‬‬ ‫أقبلوا قـد اجتابوا النمار ‪ ..‬وتقلدوا السـيوف ‪..‬‬
‫و من سن سنة سيئة ‪ ..‬فع مل ب ا ‪ ..‬كان عل يه وزر ها ‪..‬‬ ‫وليس عليهم أزر ول شيء غيُها ‪ ..‬ل عمامة ول‬
‫ومثل وزر من عمل با ل ينقص من أوزارهم شيء ‪..‬‬ ‫سراويل ول رداء ‪..‬‬
‫فقام الناس ‪ ..‬فتفرقوا إل بيوتمـ ‪ ..‬وجاءوا بصـدقات ‪..‬‬ ‫فلمـا رأى رسـول ال ‪ r‬الذي بمـ مـن الهـد‬

‫‪168‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حت جاءن يوما جاره ‪ ..‬قال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬صاحبك ‪ ..‬ل‬ ‫فمن ذي دينار ‪ ..‬ومن ذي درهم ‪..‬‬
‫يصلي بنا ‪ ..‬ول معنا !!‬ ‫ومن ذي تر ‪ ..‬ومن ذي ثياب ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬ل ؟!!‬ ‫ح ت اجت مع ب ي يد يه ‪ r‬كومان ‪ ..‬كوم من طعام‬
‫قال ‪ :‬ل أدري ‪ ..‬لكنـه هـو المام ‪ ..‬ومـع ذلك يغيـب‬ ‫‪ ..‬وكوم من ثياب ‪..‬‬
‫كثييييا عن السجد ‪..‬‬ ‫فل ما رأى ‪ r‬ذلك تلل وجهه ح ت كأ نه فل قة من‬
‫فجعلت ألتمـس له العذار ‪ ..‬فقلت ‪ :‬لعله مشغول بأمـر‬ ‫قمر ‪..‬‬
‫ضروري ‪ ..‬لعله غي موجود بالبيت ‪..‬‬ ‫ث قسمه بي الفقراء ‪ ..‬رواه مسلم ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا شييييخ ‪ ..‬سيارته واقفة عند الباب ‪ ..‬وأنا متأكد‬ ‫ف بيته ‪ ..‬قالت ‪:‬‬ ‫ولا سئلت عائشة عن حاله‬
‫أنه ف بيته ‪..‬‬ ‫كان يكون ف حاجة أهله ‪ ..‬أو ف مهنة أهله ‪..‬‬
‫جعلت أتقصى السبب لنصح صاحب ‪..‬‬ ‫أفل تعـل مـن طرق دخولك إل قلوب الناس ‪..‬‬
‫حت وجدت السبب ‪..‬‬ ‫قضاء حاجاتم ‪..‬‬
‫الرجل بكم إمامته للمسجد ‪..‬‬ ‫احتاج شخص إل مستشفى ‪ ..‬فأوصلته إليه ‪..‬‬
‫يأت إليه الناس ويلتمسون منه العانة ف حاجاتم ‪..‬‬ ‫استعان بك ف مشكلة فأعنته عليها ‪..‬‬
‫هذا عليه دين يريد أن يبحث له عمن يسدده ‪..‬‬ ‫يراك تقضي حاجته ‪ ..‬وتقف معه ف كربته ‪ ..‬وهو‬
‫وهذا متخرج من الثانوية ويريد شفاعة لدخول الامعة ‪..‬‬ ‫يعلم أنك ل ترجو من ذلك جزاء ول شكورا ‪..‬‬
‫وهذا مريض يريد إعانته على دخول الستشفى الفلن ‪..‬‬ ‫أحسن إل الناس تستعبد قلوبم‬
‫وهذا عنده بنات كبار ويريد لن أزواج ‪..‬‬ ‫فطال ا ا ستعبد الن سان‬
‫وهذا عليه أيار لبيته ل يسدده ‪..‬‬ ‫إحسان‬
‫وهذا أعطاه ور قة ا ستفتاء ف طلق ليذ هب ب ا للمف ت‬ ‫رؤية ‪..‬‬
‫العام ‪..‬‬ ‫مـن عاش لغيه فسـيعيش متعبا ‪ ..‬لكنـه سـيحيا‬
‫وهذا ‪..‬‬ ‫كبيا ‪ ..‬ويوت كبيا ‪..‬‬
‫وهـو رجـل عادي ليـس له قدرات كـبية ول علقات‬
‫الواسعة ‪ ..‬ول وجاهة متميّزة ‪..‬‬ ‫‪.62‬ل تتكلف ما ل تطيق !!‬
‫وكان ال سكي يغل به الياء وال جل من كل أ حد ‪ ..‬فل‬ ‫كان صـاحب مـن خيار الناس ‪ ..‬خلقا ‪ ..‬ودينا ‪..‬‬
‫يقدر أن يعتذر من أحد أبدا ‪..‬‬ ‫وعقلً ‪..‬‬
‫بل يأخذ معروض هذا ويعده بسداد دينه ‪..‬‬ ‫كان إمام مسجد بانب بيته ‪..‬‬
‫ويكتب رقم هاتف الثان ‪ ..‬ويعده أن يقبل ف الامعة ‪..‬‬ ‫لكن كنت أسع ذمه على ألسنة أناس كثيين ‪..‬‬
‫ويقول للثالث ‪ :‬تعال بعـد يوميـ وتدـ ورقـة دخول‬ ‫كنت أتعجب من ذلك ‪ ..‬ول أجد له جوابا ‪..‬‬

‫‪169‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أقابلك ف وقت واسع ‪..‬‬ ‫الستشفى جاهزة ‪..‬‬
‫جعل ُيعَظّم حجم الوضوع وأنا أستمع له بلطف ‪ ..‬لكن‬ ‫وهكذا دواليك ‪..‬‬
‫قد علمت ن الياة أن أك ثر الناس يعطون المور أ كب من‬ ‫فيأتو نه على الو عد ‪ ..‬ويعتذر ‪ ..‬ويعطي هم مواع يد‬
‫حجمها ‪ ..‬وصاحب الاجة منون با حت تقضى ‪..‬‬ ‫أخرى ‪..‬‬
‫قال ل ‪ :‬أظـن لك ماضرة غدا فـ مدينـة كذا ‪ ..‬وهـي‬ ‫ح ت صار يتهرب من هم ‪ ..‬ول يرد على هات فه ‪..‬‬
‫مدينة على بعد ‪200‬كم من الرياض ‪..‬‬ ‫بل وأحيانا ل يرج من بيته ‪!!..‬‬
‫قلت ‪ :‬صحيح ‪..‬‬ ‫وصار من يلقاه منهم ‪ ..‬إن وجده ‪ ..‬يسبه ويصرخ‬
‫قال ‪ :‬سآت إليك هناك ‪ ..‬وأقابلك بعد الحاضرة ‪..‬‬ ‫به ‪ ..‬ويردد ‪ :‬طيب لاذا تعدن ‪ ..‬لاذا تعلن أبن‬
‫تعجبت من حرصه ‪..‬‬ ‫المال عليك ‪..‬‬
‫وفعلً ‪ ..‬خرجـت بعـد الحاضرة فخرج الرجـل وراءي‬ ‫والثان يقول ‪ :‬ل أكلم إل أنت ‪ ..‬وتركت غيك لا‬
‫مسعا حاف القدمي ‪ ..‬يمل ورقة صغية ف يده ‪..‬‬ ‫وعدتن ‪..‬‬
‫وق فت م عه جانبا ‪ ..‬قلت ‪ :‬تف ضل ‪ ..‬ش كر ال حر صك‬ ‫ل ا عر فت حاله ‪ ..‬أيق نت أ نه ح فر لنف سه حفرة ‪..‬‬
‫‪ ..‬ما حاجتك ؟‬ ‫ث تردى فيها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يـا شيـخ ‪ ..‬عندي أخ يمـل الشهادة البتدائيـة ‪..‬‬ ‫سعته مرة يعتذر من أحدهم ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫وأريدك أن تدبر له وظيفة ‪..‬‬ ‫آسف ‪ ..‬ل أستطع أن أفعل شيئا ف موضوعك ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬بس ؟!!‬ ‫وذاك يقول ب كل قوة ‪ :‬ط يب أ نت ضي عت الو قت‬
‫قال ‪ :‬بس ؟!!‬ ‫عل ّي ‪ ..‬ليتك أخبتن من قبل ‪..‬‬
‫كان الرجل متحمسا ‪ ..‬ومنظره يثي الشفقة ‪ ..‬ويبدو أن‬ ‫تذكرت عند ها قول الك يم ‪ :‬العتذار ف البدا ية‬
‫أخاه ير بظروف صعبة فعلً ‪..‬‬ ‫خي من العتذار ف النهاية ‪..‬‬
‫أيق نت أ ن لو وعد ته سأخلف ‪ ..‬فن حن ف ز من ل يكاد‬ ‫مـا أجلـ أن يعرف الرء قدراتـه ‪ ..‬ويتحرك فـ‬
‫حامـل البكالوريوس أن يدـ وظيفـة ‪ ..‬فضلً عـن حامـل‬ ‫حدود الدائرة الرسومة حوله ‪..‬‬
‫البتدائية ‪ ..‬وأنا أعرف حدود قدرات ‪..‬‬ ‫ولقد جربت ذلك بنفسي ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يا أ خي ‪ ..‬وال أتن أن أ ساعدك ‪ ..‬وأخوك أخي‬ ‫أذكـر أنـ ألقيـت ماضرة فـ أحـد الجمعات‬
‫‪ ..‬وأنا أتأل له كما تتأل ‪..‬‬ ‫العسكرية بالرياض ‪..‬‬
‫لك ن ل أ ستطيع م ساعدتك أبدا ‪ ..‬أت ن أن تتكرم عليّ‬ ‫وبعد ها جاء ن أحد هم وقال ‪ :‬يا ش يخ أريدك ف‬
‫وتعفين ‪..‬‬ ‫موضوع ضروري جدا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬حاول ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬تفضل ‪ ..‬ما هو ؟‬
‫قلت ‪ :‬لااا أقدر ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬مـا يصـلح أن أذكره الن ‪ ..‬ل بدّ أن‬

‫‪170‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫با أنت أيضا وقل ‪:‬‬ ‫فناول ن الور قة ال ت ف يده ‪ ..‬وقال ‪ :‬ط يب ‪ ..‬يا‬
‫مااااااا أقدر ‪ !! ..‬ف هي خ ي من العتذار ع ند العودة ‪..‬‬ ‫شيـخ خـذ هذه الورقـة فيهـا أرقام هواتفنـا ‪ ..‬إذا‬
‫ضاق وقت ‪ ..‬أقفلت الحلت ‪ ..‬نسيت ‪..‬‬ ‫وجدت له وظيفة فاتصل بنا ‪..‬‬
‫وكذلك مع زملئك ‪ ..‬وإخوانك ‪..‬‬ ‫أدر كت أ نه ير يد أن يربط ن ب بل أ مل ‪ ..‬و سيظل‬
‫أرجو أن تكون الفكرة وصلت ‪..‬‬ ‫ينتظر التصال ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬بل دع الورقة معك ‪ ..‬وخذ رقمي أنت ‪..‬‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫وإن وجدت له وظيفة فاتصل ب ‪ ..‬لعلي أن أكتب‬
‫العتذار ف البداية ‪ ..‬خي من العتذار ف النهاية ‪..‬‬ ‫لك شفاعة للمسئول فيها ‪..‬‬
‫سكت الرجل قليلً ‪ ..‬انتظرت أن يودعن ‪..‬‬
‫‪.63‬من ركل القطة ؟!‬
‫لكنـ تفاجأت أنـه قال ل ‪ :‬بيـض ال وجهـك ‪..‬‬
‫قبل أن تيب على السؤال ‪ ..‬اسع القصة كاملة ‪..‬‬
‫وال يـا شيـخ ‪ ..‬سـبق أن كلمـت الميـ فلن فـ‬
‫كان يعمل سكرتيا لدير سيء الخلق ‪ ..‬ل يطبق مهارة‬
‫موضوع أخـي منـذ سـنة ‪ ..‬فأخـذ الورقـة ‪ ..‬ول‬
‫واحدة من مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫يتصل ب إل الن ‪..‬‬
‫كان هذا الد ير يرا كم العمال على نف سه ‪ ..‬ويمل ها ما‬
‫ومرة كل مت اللواء فلن ‪ ..‬فأ خذ الور قة أيضا ‪..‬‬
‫ل تطيق ‪..‬‬
‫ول يتصـل ول يهتـم ‪ ..‬هؤلء أناس مـا يهتمون‬
‫صاح بسكرتيه يوما ‪ ..‬فدخل ووقف بي يديه ‪..‬‬
‫بالضعفاء ‪ ..‬ال ينتقـم منهـم ‪ ..‬ال ‪ ..‬وبدأ يدعـو‬
‫قال ‪َ :‬سمْ ‪ ..‬تفضل ؟‬
‫عليهم ‪..‬‬
‫صرخ به ‪ :‬اتصلت باتف مكتبك ‪ ..‬ول ترد ‪..‬‬
‫فقلت ف نف سي ‪ ..‬ال مد ل ‪ ..‬لو أخذت الور قة‬
‫قال ‪ :‬كنت ف الكتب الجاور ‪ ..‬آسف ‪..‬‬
‫لصرت ثالثهم ‪..‬‬
‫قال بضجـر ‪ :‬كـل مرة آسـف ‪ ..‬آسـف ‪ ..‬خـذ هذه‬
‫نعم ‪ ..‬العتذار ف البدا ية خ ي من إخلف الوعد‬
‫الوراق ‪ ..‬ناولا لرئيس قسم الصيانة ‪ ..‬وعد بسرعة ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫مضى متضجرا ‪ ..‬وألقاها على مكتب رئيس قسم الصيانة‬
‫ما أج ل أن نكون صرحاء مع الخر ين ‪ ..‬عارف ي‬
‫‪ ..‬وقال ‪ :‬ل تؤخرها علينا ‪..‬‬
‫لدود قدراتنا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬طيب ضعها بأسلوب مناسب ‪..‬‬
‫أحيانا عنـد خروجـك مـن البيـت ‪ ..‬تصـرخ بـك‬
‫قال ‪ :‬مناسب ‪ ..‬غي مناسب ‪ ..‬الهم خلصها بسرعة ‪..‬‬
‫زوجتك ‪..‬‬
‫تشاتا ‪ ..‬حت ارتفعت أصواتما ‪..‬‬
‫ـك حليبا ‪ ..‬وسـكرا ‪ ..‬وحفائظ ‪..‬‬
‫أحضـر معـ‬
‫ومضى السكرتي إل مكتبه ‪..‬‬
‫وعشاء ‪..‬‬
‫بعد ساعتي أقبل أحد الوظفي الصغار ف الصيانة ‪ ..‬إل‬
‫فانت به ‪ ..‬ل تردد ‪ :‬ط يب ‪ ..‬ط يب ‪ ..‬وإن ا ا صرخ‬

‫‪171‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الدين ‪ ..‬ووُحّد رب العالي ‪..‬‬ ‫رئي سه وقال ‪ :‬سأذهب ل خذ أولدي من الدر سة‬
‫ج عل رؤ ساء القبائل يأتون إل يه مذعن ي مؤمن ي ‪ ..‬ومن هم‬ ‫وأعود ‪..‬‬
‫من كانوا يأتون صاغرين حاقدين ‪..‬‬ ‫صرخ الرئيس ‪ :‬وأنت كل يوم ترج ‪..‬‬
‫وف يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب ‪ ..‬له ف قومه ملك‬ ‫قال ‪ :‬هذا حال مـن عشـر سـنوات ‪ ..‬أول مرة‬
‫ومنعه ‪..‬‬ ‫تعترض عليّ ‪..‬‬
‫أق بل عا مر بن الطف يل ‪ ..‬وكان قو مه يقولون له ل ا رأوا‬ ‫قال ‪ :‬أنـت مـا يصـلح معـك إل العيـ المراء ‪..‬‬
‫انتشار ال سلم ‪ :‬يا عا مر إن الناس قد أ سلموا فأ سلم ‪..‬‬ ‫ارجع لكتبك ‪..‬‬
‫وكان متكبا كتغطرسا ‪..‬‬ ‫م ضى ال سكي إل مكت به ‪ ..‬وتول أ حد الدر سي‬
‫فكان يقول لم ‪ :‬وال لقد كنت أقسمت أل أموت حت‬ ‫إيصالم ‪ ..‬لا طال وقوفهم ف الشمس ‪..‬‬
‫تلّك ن العرب علي هم وتتب عَ ع قب ‪ ..‬فأ نا أت بع ع قب هذا‬ ‫عاد هذا الوظف إل بيته غاضبا ‪ ..‬فأقبل إليه ولده‬
‫الفت من قريش !!‬ ‫الصغي معه لعبة ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫ث لا رأى تكن السلم ‪ ..‬وانصياع الناس لرسول ال ‪e‬‬ ‫بابا ‪ ..‬هذه أعطانيها الدرس لنن ‪..‬‬
‫‪ ..‬ركب ناقته مع بعض أصحابه ومضى إل رسول ال ‪e‬‬ ‫صاح به الب ‪ :‬اذهب لمك ‪ ..‬ودفعه بيده ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫مضـى الطفـل باكيا ‪ ..‬فأقبلت إليـه قطتـه الميلة‬
‫دخل السجد على رسول ال ‪ e‬وهو بي أصحابه الكرام‬ ‫تتم سح برجل يه كالعادة ‪ ..‬فركل ها برجله فضر بت‬
‫‪..‬‬ ‫بالدار ‪..‬‬
‫فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم قال ‪ :‬يا‬ ‫السؤال ‪ :‬من ركل القطة ؟‬
‫ممد خالن ‪ ..‬أي قف معي على انفراد ‪..‬‬ ‫أظنك ‪ ..‬تبتسم ‪ ..‬وتقول ‪ :‬الدير ‪..‬‬
‫وكان ‪ e‬حذرا مـن أمثال هؤلء ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل وال حتـ‬ ‫صحيح الدير ‪..‬‬
‫تؤمن بال وحده ‪..‬‬ ‫لاذا ل نتعلم فنّ توزيع الدوار ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬يا ممد خالن ‪..‬‬ ‫والشياء ال ت ل نقدر علي ها نقول ب كل شجا عة ‪..‬‬
‫فأب النب ‪ .. e‬فل زال يكرر ‪ ..‬يا ممد قم معي أكلمْك‬ ‫هذه ليست ف أيدينا ‪ ..‬ل نقدر ‪..‬‬
‫‪ ..‬يا ممد قم معي أكلمْك ‪..‬‬ ‫خا صة أن ت صرفاتك قد يتعدى ضرر ها إل أقوام ل‬
‫حتـ قام معـه رسـول ال ‪ .. e‬فاجتـر عامـر إليـه أحـد‬ ‫يكونوا طرفا ف الشكلة أصلً ‪..‬‬
‫أصحابه اسه إربد ‪ ..‬وقال ‪ :‬إن سأشغل عنك وجهه فإذا‬ ‫وانتبه أن يستثيك الخرون ‪ ..‬ويرجونك فتضطر‬
‫فعلت ذلك فاضربـه بالسـيف ‪ ..‬فجعـل إربـد يده على‬ ‫لوعود ‪ ..‬قد ل تستطيع تنفيذها ‪..‬‬
‫سيفه واستعد ‪..‬‬ ‫انتقل معي إن شئت إل الدينة ‪ ..‬وانظر إل رسول‬
‫فانفرد الثنان إل الدار ‪ ..‬ووقـف معه ما ر سول ال ‪e‬‬ ‫ال ‪ e‬وقد جلس ف ملسه البارك ‪ ..‬بعدما انتشر‬

‫‪172‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تعب من السي ‪ ..‬فصادف امرأة من قومه يقال لا سلولية‬ ‫يكلم عامرا ‪ ..‬وقبـض أربـد بيده على السـيف ‪..‬‬
‫وكانـت فـ خيمـة لاـ ‪ ..‬وكانـت امرأة فاجرة ‪ ..‬يذمهـا‬ ‫فكلما أراد أن يسله يبست يده ‪ ..‬فلم يستطع سل‬
‫الناس ويتهمون من دخل بيتها ‪..‬‬ ‫السيف ‪..‬‬
‫فلم يدـ مأوى آخـر ‪ ..‬فنل عـن فرسـه مضطرا ونام فـ‬ ‫وجعـل عامـر يشاغـل رسـول ال ‪ .. e‬وينظـر إل‬
‫بيتها ‪..‬‬ ‫إربد ‪ ..‬وإربد جامد ل يتحرك ‪..‬‬
‫فاخذ ته غدة وانتفاخ ف حلقه ك ما يظهر ف أعناق البل‬ ‫فالتفت ‪ e‬فرأى أربد وما يصنع ‪..‬‬
‫فيقتلُها ‪ ..‬ففزع واضطرب ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا عامر بن الطفيل ‪ ..‬أسلم ‪..‬‬
‫وجعل يتلمس الورم ويقول ‪ :‬غدة كغدة البعي ‪ ..‬وموت‬ ‫فقال عامر ‪ :‬يا ممد ما تعل ل إن أسلمت ؟‬
‫ف بيت سلولية ‪..‬‬ ‫فقال ‪ e‬لك ما للمسلمي وعليك ما عليهم ‪..‬‬
‫أي ‪ :‬ل موت يشرّف ‪ ..‬ول مكان يشرّف ‪..‬‬ ‫قال عامر ‪ :‬أتعل ل اللك من بعدك إن أسلمت ؟‬
‫كان يتمن أن يوت ف ساحة قتال ‪ ..‬بسيوف البطال ‪..‬‬ ‫أن يعد عامرا بوعد قد ل يتحقق ‪..‬‬ ‫ل يشأ النب‬
‫فإذا به يوت برض حيوانات ‪ ..‬ف بيت فاجرة !!‬ ‫فكان صريا جريئا م عه ‪ ..‬وقال ‪ :‬ل يس ذلك لك‬
‫تبا ‪ ..‬للذل والهانة ‪..‬‬ ‫ول لقومك ‪..‬‬
‫فأخذ يصيح بم ‪ :‬قربوا فرسي ‪..‬‬ ‫فخفف عامر الطلب قليلً ‪ ..‬وقال ‪ :‬أسلم على أن‬
‫فقربوه ‪ ..‬فوثب على فرسه ‪ ..‬وأخذ رمه ‪ ..‬وصار يول‬ ‫ل الوبر ولك الدر ‪ ..‬أي أكون ملكا على الباديـة‬
‫به الفرس ‪..‬‬ ‫وأنت على الاضرة ‪..‬‬
‫وهو يصيح من شدة الل ‪ ..‬ويتحسس عنقه بيده ويقول‬ ‫‪ ..‬أيضا ل يريـد أن يلزم نفسـه بوعود‬ ‫فإذا بـه‬
‫‪ :‬غدة كغدة البعي وموت ف بيت سلولية ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل يدري تتحقق أم ل ‪ ..‬فقال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه ‪ ..‬حت سقط عن فرسه‬ ‫عند ها غ ضب عا مر وتغ ي وج هه ‪ ..‬و صاح بأعلى‬
‫ميتا ‪..‬‬ ‫صوته ‪:‬‬
‫تركه أصحابه ‪ ..‬ورجعوا إل قومهم ‪..‬‬ ‫ل جردا ‪..‬‬
‫وال يـا ممـد ‪ ..‬لملناـ عليـك خي ً‬
‫فل ما دخلوا ديار هم ‪ ..‬أق بل الناس إل إر بد ي سألونه ‪ :‬ما‬ ‫ورجا ًل مردا ‪ ..‬ولربطن بكل نلة فرسا ‪..‬‬
‫وراءك يا أربد ؟‬ ‫ولغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ل شيء ‪ ..‬وال لقد دعانا ممد إل عبادة شيء ‪..‬‬ ‫ث خرج يزبد ويرعد ‪..‬‬
‫لوددت لو أنـه عندي الن فأرميـه بالنبـل حتـ أقتله ‪..‬‬ ‫ينظر إليه وهو مولّ ‪..‬‬ ‫فجعل‬
‫فخرج بعـد مقالتـه بيوم أو يوميـ معـه جلـ له ليـبيعه ‪..‬‬ ‫ث ر فع ‪ e‬ب صره إل ال سماء وقال ‪ :‬الل هم اكف ن‬
‫فأرسل ال عليه وعلى جله صاعقة فأحرقتهما ‪..‬‬ ‫عامرا ‪ ..‬وا ْه ِد قومه ‪..‬‬
‫وأنزل ال عز وجل ف حال عامر وأربد ‪ " :‬اللّ هُ َي ْعلَ ُم مَا‬ ‫خرج عامـر مـع أصـحابه حتـ إذا فارق الدينـة ‪..‬‬

‫‪173‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فمثلً ‪ :‬جاء إل يك لتب حث لخ يه عن وظي فة ‪ ..‬لن أباك‬ ‫ض ا َلرْحَا ُم َومَا َت ْزدَادُ وَ ُكلّ‬
‫تَحْمِلُ كُ ّل أُنثَى َومَا َتغِي ُ‬
‫مسئول كبي ‪ ..‬أو أخاك ‪ ..‬أو أنت ‪..‬‬ ‫شَ ْيءٍ عِن َدهُ بِ ِم ْقدَا ٍر *‬
‫فاعتذر بأسـلوب يفـظ ماء وجهـه ويعله يشعـر أنـك‬ ‫ي الْمَُتعَا ِل *‬
‫شهَادَةِ الْكَبِ ُ‬
‫عَاِلمُ اْلغَ ْيبِ وَال ّ‬
‫تشاركه الم ‪ ..‬قل – مثلً ‪: -‬‬ ‫َسوَاء مّنكُم مّ نْ أَ َسرّ اْل َقوْ َل وَمَن َج َهرَ بِ ِه َومَ نْ ُهوَ‬
‫يا فلن ‪ ..‬أ نا أش عر بعانا تك ‪ ..‬وأخوك أع تبه أ خي ‪..‬‬ ‫خفٍ بِاللّيْ ِل وَسَارِبٌ بِالّنهَارِ *‬
‫مُسْتَ ْ‬
‫ولئن كان إخوانـ خسـة فهـو السـادس ‪ ..‬لكـن الشكلة‬ ‫حفَظُونَ هُ مِ نْ‬
‫لَ ُه مُ َعقّبَا تٌ مّ ن بَيْ ِن َيدَيْ هِ َومِ نْ َخ ْلفِ هِ يَ ْ‬
‫أن ن ل أ ستطيع أن أف عل شيئا الن ‪ ..‬فاعذر ن ‪ ..‬وأ سأل‬ ‫َأمْرِ اللّ هِ إِنّ اللّ هَ لَ ُيغَّي ُر مَا ِب َقوْ مٍ حَتّ ى ُيغَّيرُوْا مَا‬
‫ال أن يوفق أخاك ‪..‬‬ ‫ل َم َردّ لَ ُه َومَا‬
‫سهِ ْم وَِإذَا َأرَادَ اللّ هُ ِب َقوْ مٍ سُوءًا فَ َ‬
‫ِبأَْنفُ ِ‬
‫مع بتسامة لطيفة ‪ ..‬وتعبيات وجه مناسبة ‪..‬‬ ‫َلهُم مّن دُوِنهِ مِن وَا ٍل *‬
‫فكأنـك بذا الرد الميـل قضيـت له مـا يريـد ‪ ..‬أليـس‬ ‫ـ َخوْفًـا وَطَمَعًـا وَيُنْشِىءُ‬
‫ـ الَْبرْق َ‬
‫ُهوَ اّلذِي ُيرِيكُم ُ‬
‫كذلك ‪..‬؟‬ ‫السّحَابَ الّثقَا َل *‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫ح الرّ ْعدُ بِحَ ْم ِد ِه وَالْمَلَِئ َكةُ مِ نْ خِيفَتِ هِ وَُيرْ سِلُ‬
‫َويُ سَبّ ُ‬
‫كن صريا مع نف سك ‪ ..‬جريئا مع الناس ‪ ..‬واعرف‬ ‫صوَاعِ َق فَيُ صِيبُ ِبهَا مَن يَشَاء َوهُ مْ يُجَادِلُو َن فِي‬
‫ال ّ‬
‫قدراتك والتزم بدودها ‪..‬‬ ‫ال ّلهِ َو ُهوَ َشدِي ُد الْمِحَا ِل *‬
‫ـ لَ‬
‫ـ مِـن دُونِه ِ‬
‫ـ َيدْعُون َ‬
‫ـ دَ ْعوَةُ الْحَقّـ وَاّلذِين َ‬
‫لَه ُ‬
‫‪.64‬الـتـواضـع ‪..‬‬ ‫يَ سْتَجِيبُو َن لَهُم بِشَ ْيءٍ ِإلّ كَبَا سِطِ َكفّيْ هِ إِلَى الْمَاء‬
‫كنت ف ملس فيه عدد من الوجهاء ‪..‬‬ ‫لِيَ ْبلُ َغ فَا ُه َومَا ُهوَ ِببَاِلغِ هِ َومَا دُعَاء الْكَا ِفرِي نَ إِ ّل فِي‬
‫فتحدث أحد من رآه استغن ! وقال ف أثناء حديثه ‪:‬‬ ‫ضَلَلٍ " ‪..‬‬
‫‪ ..‬ومررت بأحـد العمال ‪ ..‬فمدّ يده ليصـافحن ‪..‬‬ ‫ن عم ‪ ..‬ل تلتزم إل ب ا ت ثق أ نه يك نك الوفاء به ‪..‬‬
‫فترددت ث مددت يدي وصافحته ‪..‬‬ ‫بعون ال ‪..‬‬
‫ث قال ‪ :‬مع أن ل أعطي يدي لي أحد ‪..‬‬ ‫مرة خطيبا فـ الناس ‪ ..‬فتكلم عـن الخرة‬ ‫قام‬
‫ما شاء ال يقول ‪ :‬ل أعطي يدي لي أحد ‪..‬‬ ‫وأحوالا ‪ ..‬ث صاح قائلً ‪ :‬يا فاطمة بنت ممد ‪..‬‬
‫أ ما ر سول ال ‪ .. r‬فكا نت ال مة الملو كة الضعي فة ‪..‬‬ ‫سلين من مال ما شئت ‪ ..‬فإ ن ل أغ ن ع نك من‬
‫تلقاه ف وسط الطريق ‪ ..‬فتشتكي إليه من ظلم أهلها ‪..‬‬ ‫ال شيئا ‪..‬‬
‫أو كثرة شغلها ‪ ..‬فيجعل يده ف يدها ‪ ..‬فينطلق معها إل‬ ‫وأخيا ‪..‬‬
‫أهلها ليشفع لا ‪..‬‬ ‫مـع التأكيـد على أهيـة عدم اللتزام بالشيـء إل‬
‫وكان يقول ‪ :‬ل يد خل ال نة من كان ف قل به مثقال ذرة‬ ‫وأ نت قادر عل يه ‪ ..‬إل أ نه ينب غي ع ند العتذار أن‬
‫من كب ‪..‬‬ ‫نستعمل أسلوبا ذكيا ‪..‬‬

‫‪174‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وذقنه على راحلته متخشعا ‪..‬‬ ‫كم سعنا الناس يرددون ‪ :‬يا أ خي ‪ ..‬فلن مت كب‬
‫فكل مه‬ ‫وقال ا بن م سعود ‪ :‬أق بل ر جل إل ر سول ال‬ ‫‪ ..‬فلن "شايف نفسه " ‪..‬‬
‫ف شيء ‪ ..‬فأخذته الرعدة ‪..‬‬ ‫وتسـأله ‪ :‬لاذا ل تسـتعن بارك فـ كذا ؟ فيقول ‪:‬‬
‫‪ :‬هون عل يك ‪ ..‬فإن ا أ نا ا بن امرأة من قر يش‬ ‫فقال‬ ‫فلن متكب علينا ‪ ..‬ما يعطينا وجه !!‬
‫تأكل القديد ‪ ( ..‬اللحم الـمجفف ) ‪..‬‬ ‫كـم هـم مبغوضون أولئك الذيـن يتكـبون على‬
‫يقول ‪ :‬أجلس ك ما يلس الع بد ‪ ..‬وآ كل ك ما‬ ‫وكان‬ ‫الناس ‪ ..‬ويعاملونم باستعلء ‪..‬‬
‫يأكل العبد ‪..‬‬ ‫كم هو منبوذ ‪ ..‬ذاك الذي يط غى أن رآه ا ستغن‬
‫نعم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫تواضع تكن كالنجم لح لناظر‬ ‫ذاك الذي يصـعر خده للناس ويشـي فـ الرض‬
‫على صفحات الاء وهو رفيع‬ ‫مرحا ‪..‬‬
‫ول تكُ كالدخان يعلو بنفسه‬ ‫ذاك الذي يتكــــب على العمال ‪ ..‬والدام ‪..‬‬
‫على طبقات ال ّو وهو رفيع‬ ‫والفقراء ‪..‬‬
‫باختصار ‪..‬‬ ‫يت كب عن مادثت هم ‪ ..‬وم صافحتهم ‪ ..‬ومال ستهم‬
‫من توا ضع ل رف عه ‪ ..‬و ما زاد ال عبدا بالتوا ضع إل‬ ‫‪..‬‬
‫عزا ‪..‬‬ ‫م كة فاتا ‪ ..‬ج عل ي ر بطرقات م كة‬ ‫ل ا د خل‬
‫الت طالا أوذي فيها ‪ ..‬واستُهزئ به ‪..‬‬
‫‪.65‬العبادة الفية ‪..‬‬ ‫كم سع ف طرقاتا ‪ ..‬يا منون ‪ ..‬ساحر ‪ ..‬كاهن‬
‫قبل عشر سنوات ‪ ..‬ف أيام ربيع ‪ ..‬وف ليلة باردة كنت‬ ‫‪ ..‬كذاب ‪..‬‬
‫ف الب مع أصدقاء ‪..‬‬ ‫و هو اليوم يدخل ها قائدا عزيزا ‪ ..‬مكنا ‪ ..‬قد أذل‬
‫تعطلت إحدى السـيارات ‪ ..‬فاضطررنـا إل البـيت فـ‬ ‫ال أهلها بي يديه ‪..‬‬
‫العراء ‪..‬‬ ‫فكيف كان شعوره وهو داخل ؟‬
‫أذ كر أ نا أشعل نا نارا تلق نا حول ا ‪ ..‬و ما أج ل أحاد يث‬ ‫قال عبد ال بن أب بكر ‪:‬‬
‫الشتاء ف دفء النار ‪..‬‬ ‫إل ذي طوى ‪ ..‬وقف على‬ ‫لا وصل رسول ال‬
‫طال ملسنا فلحظت أحد الخوة انس ّل من بيننا ‪..‬‬ ‫راحلته معتجرا بقطعة برد حراء ‪..‬‬
‫كان رجلً صالا ‪ ..‬كانت له عبادات خفية ‪..‬‬ ‫لي ضع رأ سه تواضعا ل ‪ ..‬ح ي‬ ‫وأن ر سول ال‬
‫كنـت أراه يتوجـه إل صـلة المعـة مبكرا ‪ ..‬بـل أحيانا‬ ‫رأى ما أكرمه ال به من الفتح ‪ ..‬حت إن عثنونه (‬
‫وباب الامع ل يفتح بعد ‪!!..‬‬ ‫طرف ليته ) ليكاد يس واسطة الرحل ‪..‬‬
‫قام وأخذ إناءً من ماء ‪..‬‬ ‫م كة يوم الف تح‬ ‫وقال أ نس ‪ :‬د خل ر سول ال‬

‫‪175‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فأحبوه ‪..‬‬ ‫ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته ‪..‬‬
‫فيحبه أهل السماء ‪..‬‬ ‫أب طأ علي نا ‪ ..‬فق مت أترق به ‪ ..‬فرأي ته بعيدا ع نا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ث تنل له الحبة ف أهل الرض ‪..‬‬ ‫قـد لف جسـده برداء مـن شدة البد وهـو سـاجد‬
‫فذلك قول ال " إن الذيــن آمنوا وعملوا الصــالات‬ ‫على التراب ‪ ..‬ف ظلمة ‪ ..‬يتملق ربه ويتحبب إليه‬
‫سيجعل لم الرحن ُودّا " ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وإذا أب غض ال عبدا ‪ ..‬نادى جب يل ‪ :‬إ ن أبغ ضت فلنا‬ ‫أيق نت أن لذه العبادة الف ية ‪ ..‬عِزا ف الدن يا ق بل‬
‫فأبغ ضه ‪ ..‬فيبغ ضه جب يل ‪ ..‬ث يُنادى ف أ هل ال سماء ‪:‬‬ ‫الخرة ‪..‬‬
‫إن ال يبغض فلنا فأبغضه ‪..‬‬ ‫مضت السنوات ‪..‬‬
‫فيبغضه أهل السماء ‪..‬‬ ‫وأعرفه اليوم ‪ ..‬قد و ضع ال له القبول ف الرض‬
‫ث تنل له البغضاء ف الرض ‪.. )78( ..‬‬ ‫‪..‬‬
‫‪ :‬من استطاع منكم أن يكون له‬ ‫قال الزبي بن العوام‬ ‫له مشاركات ف الدعوة ‪ ..‬وهداية الناس ‪..‬‬
‫خبيئة من عمل صال فليفعل ‪..‬‬ ‫إذا م شى ف ال سوق أو ال سجد ‪ ..‬رأ يت ال صغار‬
‫والعبادة الفية أنواع ‪..‬‬ ‫قبل الكبار يتسابقون إليه ‪ ..‬مصافحي ‪ ..‬ومبي ‪..‬‬
‫منها ‪ ..‬الفاظ على صلة الليل ‪ ..‬ولو ركعة واحدة وترا‬ ‫كــم يتمنــ الكثيون مــن تار ‪ ..‬وأمراء ‪..‬‬
‫كل ليلة ‪ ..‬ت صليها ب عد العشاء مباشرة ‪ ..‬أو ق بل أن تنام‬ ‫ومشهور ين ‪ ..‬أن ينالوا ف قلوب الناس من الح بة‬
‫‪ ..‬أو قبل الفجر ‪ ..‬لتكتب عند ال من قوام الليل ‪..‬‬ ‫مثل ما نال ‪..‬‬
‫‪ :‬إن ال وتر يب الوتر ‪ ..‬فأوتروا يا أهل القرآن‬ ‫قال‬ ‫ولكن هيهاااات ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أأب يت سهران الد جى ‪ ..‬و تبيته *** نوما ! وتب غي‬
‫ومن ها ‪ ..‬ال سعي ف ال صلح ب ي الناس ‪ ..‬ب ي الزملء‬ ‫بعد ذاك لاقي ؟‬
‫التخاصمي ‪ ..‬بي اليان ‪ ..‬بي الزوجي ‪..‬‬ ‫ـالات‬
‫ـن آمنوا وعملوا الصـ‬
‫ـم ‪ ( ..‬إن الذيـ‬
‫نعـ‬
‫‪ :‬ال أ خبكم بأف ضل من در جة ال صلة وال صيام‬ ‫قال‬ ‫سيجعل ل م الرح ن وُدا ) ‪ ..‬أي يعل ل م مبة ف‬
‫والصدقة ؟‬ ‫قلوب اللق ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫إذا أحبك ال جعل لك القبول ف الرض ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬إصلح ذات البي ‪ ..‬وفساد ذات البي هي الالقة‬ ‫قال ‪ : e‬إن ال إذا أحـب عبدا نادى جبيـل ‪..‬‬
‫(‪)79‬‬
‫فقال ‪:‬‬
‫ومنها الكثار من ذكر ال ‪..‬‬ ‫إن قد أحببت فلنا فأحبه ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فيحبه جبيل ‪..‬‬
‫( ) رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬والترمذي واللفظ له ‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫ثـ يُنادى فـ أهـل السـماء ‪ :‬إن ال يبـ فلنا‬


‫( ) رواه أحد وغيه ‪.‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪176‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بعدك يا أبا بكر ‪ ..‬لقد أتعبت اللفاء من بعدك يا أبا بكر‬ ‫فإن من أحب شيئا أكثر من ذكره ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪ :‬أل أنبئكم بي أعمالكم‬ ‫وف الديث ‪ ..‬قال‬
‫* * * * * * * *‬ ‫‪ ..‬وأزكاها ع ند مليككم ‪ ..‬وأرفعها ف درجات كم‬
‫ول يكن عمر ‪ t‬بعيدا ف تعبده وإخلصه عن أب بكر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وخ ي ل كم من إعطاء الذ هب والورق ‪ ..‬وخ ي‬
‫فقد رآه طلحة بن عبيد ال ‪..‬‬ ‫لكـم مـن أن تلقوا عدوكـم فتضربوا أعناقهـم‬
‫خرج ف سواد الليل ‪ ..‬فدخل بيتا ث ‪ ..‬خرج منه ودخل‬ ‫ويضربوا أعناقكم ‪..‬؟‬
‫بيتا آخـر ‪ ..‬فعجـب طلحـة ‪ ..‬ماذا يفعـل عمـر فـ هذه‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى ‪ ..‬وما ذاك يا رسول ال ؟‬
‫البيوت !!‬ ‫قال ‪ :‬ذكر ال عز وجل (‪.. )80‬‬
‫فلمـا أصـبح طلحـة ذهـب إل البيـت الول‪..‬فإذا عجوز‬ ‫ومنها ‪ ..‬صدقة السر ‪ ..‬فصدقة الس ّر تطفئ غضب‬
‫عمياء مقعدة‪..‬‬ ‫الرب ‪..‬‬
‫فقال لا ‪ :‬ما بال هذا الرجل يأتيك ؟‬ ‫ـر خرج إل‬
‫ـلى الفجـ‬
‫ـر ‪ t‬إذا صـ‬
‫ـو بكـ‬
‫كان أبـ‬
‫قالت ‪ :‬إنه يتعاهدن منذ كذا وكذا ‪ ..‬يأتين با يصلحن‬ ‫الصحراء ‪ ..‬فاحتبس فيها شيئا يسيا ‪ ..‬ث عاد إل‬
‫ويرج عن الذى ‪..‬‬ ‫الدينة ‪..‬‬
‫فخرج طلحة وهو يقول‪ :‬ثكلتك أمك يا طلحة‪..‬أعثرا تُ‬ ‫فعجـب عمـر ‪ t‬مـن خروجـه ‪ ..‬فتبعـه يوما خفيـة‬
‫عمرَ تتبع؟‬ ‫بعدما صلى الفجر ‪..‬‬
‫* * * * * * * *‬ ‫فإذا أبـو بكـر يرج مـن الدينـة ويأتـ على خيمـة‬
‫وخرج مرة ‪ t‬إل ضواحـي الدينـة ‪ ..‬فإذا برجـل عابر‬ ‫قدية ف الصحراء ‪ ..‬فاختبأ له عمر خلف صخرة‬
‫سبيل نازل و سط الطر يق ‪ ..‬و قد ن صب خي مة قدي ة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وق عد ع ند باب ا ‪ ..‬مضطر بَ الال ‪ ..‬ف سأله ع مر ‪ :‬من‬ ‫فلبث أبو بكر ف اليمة شيئا يسيا ‪ ..‬ث خرج ‪..‬‬
‫الرجل ؟‬ ‫فخرج عمر من وراء صخرته ودخل اليمة ‪ ..‬فإذا‬
‫قال ‪ :‬من أهل البادية ‪ ..‬جئت إل أمي الؤمني أصيب من‬ ‫فيها امرأة ضعيفة عمياء ‪ ..‬وعندها صبية صغار ‪..‬‬
‫فضله ‪..‬‬ ‫فسألا عمر ‪ :‬من هذا الذي يأتيكم ‪..‬‬
‫فسمع عمر أني امرأة داخل اليمة ‪ ..‬فسأله عنه ؟‬ ‫فقالت ‪ :‬ل أعرفـه ‪ ..‬هذا رجـل مـن السـلمي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬انطلق رحك ال لاجتك ‪..‬‬ ‫يأتينا كل صباح ‪ ..‬منذ كذا وكذا ‪..‬‬
‫قال عمر ‪ :‬هذا من حاجت ‪..‬‬ ‫قال فماذا يفعـل ‪ :‬قالت ‪ :‬يكنـس بيتنـا ‪ ..‬ويعجـن‬
‫فقال ‪ :‬امرأ ت ف الطلق ‪ -‬يع ن تلد ‪ -‬ول يس عندي مال‬ ‫عجيننا ‪ ..‬ويلب داجننا ‪ ..‬ث يرج ‪..‬‬
‫ول طعام ول أحد ‪..‬‬ ‫فخرج عمـر وهـو يقول ‪ :‬لقـد أتعبـت اللفاء مـن‬
‫فرجع عمر إل بيته سريعا ‪ ..‬فقال لمرأته أم كلثوم بنت‬
‫( ) رواه أحد والترمذي وغيها ‪ ،‬صحيح ‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪177‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فلمـا مات وجدوا فـ ظهره آثار سـواد ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬هذا‬ ‫علي ‪ :‬هل لك ف خي ساقه ال إليك ؟‬
‫ظهر حال ‪ ..‬وما علمناه اشتغل حالً ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬ومـا ذاك ‪ ..‬فأخبهـا ببـ الرجـل ‪..‬‬
‫فانقطـع الطعام عـن مائة بيـت فـ الدينـة ‪ ..‬مـن بيوت‬ ‫فحملت امرأ ته مع ها متاعا ‪ ..‬وح ل هو جرابا ف يه‬
‫الرامـل واليتام ‪ ..‬كان يأتيهـم طعامهـم بالليـل ‪ ..‬ل‬ ‫طعام ‪ ..‬وقدرا وحطبا ‪ ..‬ومضى إل الرجل ‪..‬‬
‫يدرون من يضره إلي هم ‪ ..‬فعلموا أ نه الذي ين فق علي هم‬ ‫ودخلت امرأة عمر على الرأة ف خيمتها ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وق عد هو ع ند الر جل ‪ ..‬فأش عل النار وأ خذ ين فخ‬
‫و صام أ حد ال سلف عشر ين سنة ‪ ..‬ي صوم يوما ويف طر‬ ‫ال طب ‪ ..‬وي صنع الطعام ‪ ..‬والدخان يتخلل لي ته‬
‫يوما ‪ ..‬وأهله ل يدرون عنـه ‪ ..‬كان له دكان يرج إليـه‬ ‫‪ ..‬والرجل قاعد ينظر إليه ‪..‬‬
‫إذا طلعـت الشمـس ويأخـذ معـه فطوره وغداءه ‪ ..‬فإذا‬ ‫فبينمـا هـو على ذلك ‪ ..‬إذ صـاحت امرأتـه مـن‬
‫كان يوم صـومه تصـدق بالطعام ‪ ..‬وإذا كان يوم فطره‬ ‫دا خل الي مة ‪ ..‬يا أم ي الؤمن ي ‪ ..‬ب شر صاحبك‬
‫أكله ‪..‬‬ ‫بغلم ‪..‬‬
‫فإذا غربت الشمس ‪ ..‬رجع إل أهله وتعشى معهم ‪..‬‬ ‫فل ما سع الر جل ‪ ..‬أم ي الؤمن ي ‪ ..‬فزع وقال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ..‬كانوا يستشعرون العبودية ل ف جيع أحوالم ‪..‬‬ ‫أ نت ع مر بن الطاب ‪ ..‬قال ‪ :‬ن عم ‪ ..‬فاضطرب‬
‫هم التقون ‪ ..‬وال يقول ‪ } :‬إِنّ ِللْمُّتقِيَ َمفَازًا * َحدَائِ قَ‬ ‫الرجل ‪ ..‬وجعل يتنحى عن عمر‪ ..‬فقال له عمر ‪:‬‬
‫وَأَعْنَابًا * وَ َكوَاعِ بَ َأْترَابًا * وَ َكأْ سًا ِدهَاقًا * لّا يَ سْ َمعُونَ‬ ‫مكانك ‪..‬‬
‫فِيهَا َل ْغوًا َولَا ِكذّابًا * َجزَاء مّن رّّبكَ عَطَاء حِسَابًا { ‪..‬‬ ‫ثـ حلـ عمـر القدر ‪ ..‬وقربـه إل اليمـة وصـاح‬
‫فاطلب مبة الالق ‪ ..‬وهو يتكفل بزرع مبتك ف قلوب‬ ‫بامرأته ‪ ..‬أشبعيها ‪..‬‬
‫خلقه ‪..‬‬ ‫فأكلت الرأة من الطعام ‪ ..‬ث أخرجت باقي الطعام‬
‫خارج اليمة ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫فقام ع مر فأخذه فوض عه ب ي يدي الر جل ‪ ..‬وقال‬
‫ليس الغاية أن تكون ظواهر الخرين تبك ‪ ..‬إنا الغاية‬ ‫له ‪ :‬كل ‪ ..‬فإنك قد سهرت من الليل ‪..‬‬
‫أن تبك بواطنهم أيضا ‪..‬‬ ‫ث نادى عمر امرأته فخرجت إليه ‪..‬‬
‫فقال للر جل ‪ :‬إذا كان من ال غد ‪ ..‬فأت نا نأ مر لك‬
‫‪.66‬أخرجهم من الفرة ‪..‬‬
‫با يصلحك ‪..‬‬
‫أل يقـع مرة أن أحرجـك شخـص فـ ملس عام بكلمـة‬
‫* * * * * * * *‬
‫جارحة ‪..‬‬
‫وكان علي بـن السـي يمـل جراب البـز على‬
‫أو رباـ سـخر منـك ‪ ..‬بأي شيـء وإن كان صـغيا ‪..‬‬
‫ظهره بالليـل ‪ ..‬فيتصـدق باـ‪..‬ويقول ‪ :‬إن صـدقة‬
‫بلباسك أو كلمك ‪ ..‬أو أسلوبك ‪..‬‬
‫السر تطفىء غضب الرب ‪..‬‬

‫‪178‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ خي ل تل مه ‪ ..‬ت صصه صعب ‪ ..‬ل كن سيشد حيله إن‬ ‫فدافع عنك شخص ما ‪ ..‬فشعرت بامتنان عظيم له‬
‫شاء ال ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل نه كأن ا أم سك بطرف ثو بك عند ما دف عك‬
‫كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء ‪..‬‬ ‫غيك إل هاوية ‪..‬‬
‫إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكل خافقة سكون‬ ‫مارس هذه الهارة مع الخرين ‪ ..‬وسترى لا تأثيا‬
‫كان عبد ال بن مسعود ‪ .. t‬يشي مع النب ‪.. r‬‬ ‫ساحرا ‪..‬‬
‫فمرا بشجرة فأمره النــب أن يصــعدها ويت ّز له عودا‬ ‫لو دخلت على ش خص وأق بل ولده ي مل طبقا ف‬
‫يتسوك به ‪..‬‬ ‫طعام ‪ ..‬لكنه استعجل قليلً ‪ ..‬فكاد أن يقع الطبق‬
‫فر قى ا بن م سعود وكان خفيفا ‪ ..‬ن يل ال سم ‪ ..‬فأ خذ‬ ‫على الرض ‪ ..‬فانطلق الب عليــه ثائرا ‪ ..‬لاذا‬
‫يعال العود لقطعه ‪..‬‬ ‫العجلة ؟ كم مرة أعلمك ؟ ‪..‬‬
‫فأ تت الر يح فحر كت ثو به وكش فت ساقيه ‪ ..‬فإذا ه ا‬ ‫فاحرّ وجه الولد واصفرّ ‪..‬‬
‫ساقان دقيقتان صغيتان ‪..‬‬ ‫فقلت أنـت ‪ :‬ل ‪ ..‬بـل فلن بطـل ‪ ..‬رجُل ‪ ..‬مـا‬
‫فضحك القوم من دقة ساقيه ‪..‬‬ ‫ـل هذا لوحده ‪ ..‬ولعله‬
‫ـل كـ‬
‫ـه يمـ‬
‫شاء ال عليـ‬
‫فقال النب ‪ : r‬ممّ تضحكون ؟! ‪ ..‬من دقة ساقيه ؟!‬ ‫استعجل لن فيه أغراض أخرى أيضا ‪..‬‬
‫(‪)81‬‬
‫والذي نفسي بيده إنما أثقل ف اليزان من أحد ‪..‬‬ ‫أي امتنان سيشعر به الغلم لك ‪..‬‬
‫هذا مع الصغار ‪ ..‬فما بالك مع الكبار ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫لو أثنيـت على زميـل فـ اجتماع ‪ ..‬بعدمـا صـبوا‬
‫كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء ‪..‬‬ ‫ل من اللوم ‪..‬‬
‫عليه واب ً‬
‫أو أثنيت على أحد إخوانك ‪ ..‬بعدما انكب الراد‬
‫‪.67‬الهتمام بالظهر ‪..‬‬
‫السرة عليه معاتبي ‪..‬‬
‫كان أ بو حني فة جال سا يوما ب ي طل به ف ال سجد يدرس‬
‫ش ْر يا‬
‫شاب أحر جه ش خص ب سؤال أمام الناس ‪ :‬بَ ّ‬
‫‪..‬‬
‫فلن ‪ ..‬كم نسبتك ف الامعة ؟!‬
‫وكان بـه أل فـ ركبتـه ‪ ..‬وقـد مـد رجله ‪ ..‬واتكـأ على‬
‫بال عليـك ‪ ..‬هـل هذا سـؤال يسـأله عاقـل أمام‬
‫جدار ‪..‬‬
‫الناس ؟!!‬
‫ف هذه الثناء ‪ ..‬أقبل رجل عليه لباس حسن ‪ ..‬وعمامة‬
‫فانقلب و جه الشاب متلونا ‪ ..‬فأنقذ ته قائلً بل طف‬
‫حسنة ‪ ..‬ومظهر مهيب ‪ ..‬كان وقورا ف مشيته ‪ ..‬جليلً‬
‫‪ :‬ليش يا أبا فلن ‪ ..‬ستزوجه ؟!! أو عندك وظيفة‬
‫ف خطوته ‪..‬‬
‫له ؟ أو ‪..‬‬
‫أفسح له لطلب حت جلس بانب أب حنيفة ‪..‬‬
‫فضحكوا ونُسي السؤال ‪..‬‬
‫أو لو عاتبه على دن ّو معدله الدراسي ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا‬
‫( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها‬ ‫‪81‬‬

‫‪179‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫منديل ‪ ..‬وأشرطة كاسيت متناثرة ‪..‬‬ ‫فل ما رأى ا بو حني فة مظهره ‪ ..‬ورزان ته ‪ ..‬ورتا بة‬
‫لكو نت فكرة عن الش خص مباشرة أ نه فوضوي ‪ ..‬غ ي‬ ‫هيئ ته ‪ ,,‬ا ستحى من طري قة جل سته وث ن رجله ‪..‬‬
‫مبال بالترتيب ‪..‬‬ ‫وتمل أل ركبته لجله ‪..‬‬
‫وكذلك ف لباس الناس ‪ ..‬ومظهرهم العام ‪..‬‬ ‫استمر أبو حنيفة ف درسه والرجل يسمع ‪..‬‬
‫والذي أعنيـه هنـا هـو الهتمام بالظهـر ل السـراف فـ‬ ‫فلما انتهى من الدرس ‪..‬‬
‫اللباس أو السيارة ‪ ..‬أو الثاث ‪ ..‬أوغيها ‪..‬‬ ‫بدأ الطلب يسـألون ‪ ..‬فرفـع ذلك الرجـل يده‬
‫يعتن بذه النواحي كثيا ‪..‬‬ ‫كان رسول ال‬ ‫ليسأل ‪..‬‬
‫فكان له حلة حسنة يلبسها ف العيدين والمعة ‪..‬‬ ‫التفت إليه الشيخ ‪ ..‬وقال ‪ :‬ما سؤالك ؟‬
‫وكانت له حلة يلبسها ف استقبال الوفود ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا شيخ ‪ ..‬مت وقت صلة الغرب ؟‬
‫كان يعتن بظهره ورائحته ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬إذا غربت الشمس ‪!! ..‬‬
‫وكان يب الطيب ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬وإذا جاء الليـل والشمـس ل تغرب ‪ ..‬فماذا‬
‫‪ :‬كان رسـول ال ‪ .. r‬أزهـر اللون كأن‬ ‫قال أنـس‬ ‫نفعل ؟!‬
‫عرقه اللؤلؤ ‪ ..‬إذا مشا تكفأ ‪..‬‬ ‫فقال أ بو حني فة ‪ :‬آن ل ب حني فة أن ي د رجل يه ‪..‬‬
‫وما مسست ديباجا ول حريرا ألي من كف رسول ال ‪r‬‬ ‫ومد رجله كما كانت ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫و سكت عن هذا ال سؤال التنا قض !!‪ ..‬إذ ك يف‬
‫ول شمت مسكا ول عنبا أطيب من رائحة النب ‪.. r‬‬ ‫يأت الليل والشمس ل تغرب ؟!!‬
‫وكانت يدُه مطيب ًة كأنا أخرجت من جؤنة عطار ‪..‬‬ ‫يقولون إن النظرة الول إليـك تكوّن فـ ذهـن‬
‫وكان ‪ .. r‬يعرف بريح الطيب إذا أقبل ‪..‬‬ ‫القابل أكثر من ‪ %70‬من تصوره عنك ‪..‬‬
‫( كان رسول ال ‪ r‬ل يرد الطيب ) ‪..‬‬ ‫وقال أنس‬ ‫ويبدو أنـه عنـد التأمـل سـتجد أن النظرة الول‬
‫قال أ نس ‪ :‬ما م سست حريرا ول ديباجا أل ي من كف‬ ‫تكون أكثر من ‪ %95‬عنك ‪ ..‬حت تتكلم ‪ ..‬أو‬
‫‪..‬‬ ‫رسول ال‬ ‫تعرّف بنفسك ‪..‬‬
‫وكان ‪ r‬أحسـن الناس وجها ‪ ..‬كان وجهـه مسـتنيا‬ ‫ولو مشيت ف مر ف مستشفى أو شركة وبانبك‬
‫كالشمس ‪..‬‬ ‫شخص عليه ثياب حسنة ‪ ..‬وعليه وقار ف مشيته‬
‫وكان إذا ُسرّ ا ستنـار وج هه ‪ ..‬ح ت كأن وج هه قط عة‬ ‫‪ ..‬لرأيت أنك – ربا ل شعوريا – إذا وصلت إل‬
‫قمر ‪..‬‬ ‫باب ف المر التفتّ إليه وقلت له ‪ :‬تفضل ‪ ..‬طال‬
‫قال جابر بـن سـرة رأيـت رسـول ال ‪ r‬فـ ليلة مضيئة‬ ‫عمرك !!‬
‫مقمرة ‪..‬‬ ‫ولو ركبت سيارة أحد أصدقائك فرأيتها فوضى ‪..‬‬
‫فجعلت أنظر إل رسول ال ‪ r‬وإل القمر ‪ ..‬وعليه حلة‬ ‫هنا فردة حذاء مرمي ‪ ..‬وهنا روق شاورما ‪ ..‬وها‬

‫‪180‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حراء ‪ ..‬فإذا هو عندي أحسن من القمر ‪..‬‬
‫‪.68‬الصدق ‪..‬‬ ‫وكان يأمـر السـلمي بذلك يأمـر السـلمي براعاة‬
‫أذكـر أنـ كنـت أراقـب على الطلب يوما فـ قاعـة‬ ‫الظهر ‪..‬‬
‫المتحان ‪ ..‬وكان المتحان يوم خيـس ‪ ..‬ومـع أن يوم‬ ‫‪ ..‬قال ‪ :‬أتيت النب‬ ‫عن أب الحوص عن أبيه‬
‫الم يس هو إجازة أ صلً إل أن نا اضطرر نا أن ن عل ف يه‬ ‫‪ r‬وعل ّي ثوب دون ( أي ردئ ) ‪..‬‬
‫امتحانا لزحة الواد ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : r‬ألك مال ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫ب عد م ضي ر بع ساعة من بدا ية المتحان ‪ ..‬أق بل أ حد‬ ‫قال ‪ :‬مـن أي الال ؟ قلت ‪ :‬مـن البـل والبقـر‬
‫الطلب متأخرا ‪ ..‬كان السـكي يبدو عليـه الضطراب‬ ‫والغنم واليل والرقيق ‪..‬‬
‫الشديد ‪..‬‬ ‫ـة ال‬
‫فقال ‪ : r‬فإذا آتاك ال مالً ‪ ..‬فلُيَ أث ُر نعمـ‬
‫قلت له ‪ :‬عفوا ‪ ..‬أتيـت متأخرا ولن أسـح لك بدخول‬ ‫عليك وكرامتِه ‪..‬‬
‫المتحان ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( : r‬من أنعم ال عليه نعمة ‪ ..‬فإن ال يب‬
‫فبدأ يرجون أن أسح له ‪..‬‬ ‫أن يرى أثر نعمته على عبده ) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ما الذي أخرك ؟!‬ ‫قال ‪:‬‬ ‫وعن جابر بن عبدال‬
‫قال ‪ :‬وال يا دكتور ‪ ..‬راحت علي نومة !!‬ ‫أتانـا رسـول ال ‪ .. r‬زائرا فـ منلنـا فرأى رجلً‬
‫أعجبن صدقه ‪ ..‬وقلت تفضل ‪ ..‬فدخل وامتحن ‪..‬‬ ‫شعثا قد تفرق شعره ‪..‬‬
‫بعده بدقائق أقبل طالب آخر ‪ ..‬قلت ‪ :‬ما أخرك ؟‬ ‫فقال ‪ :‬أما كان يد هذا ما يُسكن به شعره ؟‬
‫قال ‪ :‬يا دكتور وال الطر يق زححححمة ‪ ..‬تعرف الناس‬ ‫ورأى رجلً آخـر وعليـه ثياب وسـخة فقال ‪ :‬أمـا‬
‫ف الصباح طالعي لدواماتم ‪ ..‬هذا رايح جامعته ‪ ..‬وهذا‬ ‫كان هذا يد ماء يغسل به ثوبه ؟ ‪..‬‬
‫لشركته ‪ ..‬وهذا ‪..‬‬ ‫وقال ‪ ( :‬من كان له شعر فليكرمه ) ‪..‬‬
‫وجعل يعدد عليّ ليقنعن أن الطريق زحة ‪..‬‬ ‫وكان يرّص على حسن السمت ‪ ..‬وجال الشكل‬
‫ونسي السكي أن اليوم إجازة للموظفي ‪ ..‬وربا ليس ف‬ ‫‪ ..‬واللباس ‪ ..‬وطيب الرائحة ‪..‬‬
‫الطرق إل طلبنا !!‬ ‫وكان يردد فـ الناس قائلً ‪ ( :‬إن ال جيـل يبـ‬
‫قلت له ‪ :‬يعن الشوارع زحة ‪ ..‬والسيارات تل الطرق ؟‬ ‫المال ) (‪.. )82‬‬
‫قال ‪ :‬إي وال يا دكتور كأنك ترى ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬يا شا طر !! إذا أردت أن تكذب فاض بط الكذ بة‬ ‫تربة ‪..‬‬
‫‪ ..‬يا أخي اليوم خييييس ‪ ..‬يعن ما فيه دوامات ‪ ..‬من‬ ‫النظرة الول إليك تطبع ف ذهن القابل ‪%70‬‬
‫أين جاءت الزحة ؟!!‬ ‫من تصوره عنك ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬آه يا دكتور ‪ ..‬ن سيت ‪ " ..‬بن شر علي الك فر " ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪82‬‬

‫‪181‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قالت ‪ :‬أعطيه ترا ‪..‬‬ ‫ــف‬
‫ــيارة فوقـ‬
‫أي تعطلت إحدى إطارات السـ‬
‫فقال لا ‪ :‬أما إنك لو ل تعطيه شيئا ‪ ..‬كتبت عليك كذبة‬ ‫لصلحها ‪!!..‬‬
‫(‪)85‬‬
‫كان السكي مضطربا متورطا ‪ ..‬فضحكت ودخل‬
‫إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة ‪..‬‬ ‫وكان‬ ‫ليمتحن ‪..‬‬
‫ل يزل معرضا عنه ‪..‬‬ ‫نعـم ‪ ..‬مـا أقبـح أن يكتشـف الناس أنـك تكذب‬
‫فـ كثيـ مـن الحيان يندفـع بعـض الناس إل الكذب ‪..‬‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫لجل إظهار أنفسهم بصورة أكب من القيقة ‪..‬‬ ‫الكذب ينفـر الناس عنـك ‪ ..‬ويفقدك الصـداقية‬
‫فتجده يكذب ف بطولت يؤلفها ‪ ..‬ومواقف يترعها ‪..‬‬ ‫عندهم ‪..‬‬
‫أو يزيد ف القصص ‪ ..‬ليملّحها ‪..‬‬ ‫ويعلهم ل يثقون فيك ‪..‬‬
‫أو يدعي أشياء عنده ‪ ..‬وهو كاذب ‪ ..‬فيتشبع با ل يعط‬ ‫فلو وق عت لحد هم مشكلة ‪ ..‬فلن يشكو ها إل يك‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫أو تد الكذاب يعد ويلف ‪..‬‬ ‫ولو تكلمت بشيء لن يسمعوه بتقبل ‪..‬‬
‫أو يتورط بأمور ‪ ..‬فيختلق أعذارا متنو عة ‪ ..‬و سرعان ما‬ ‫‪ :‬يطبع الؤمن على اللل كلها إل اليانة‬ ‫قال‬
‫(‪)83‬‬
‫يكتشف الناس كذبه فيها ‪..‬‬ ‫والكذب‬
‫وقف أحد العلماء أمام السلطان ‪ ..‬فشهد على شيء ‪..‬‬ ‫وسـئل ‪ ..‬فقيـل له ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ..‬أيكون‬
‫فقال السلطان ‪ :‬كذبت ‪..‬‬ ‫الؤمن جبانا ؟‬
‫فصاح العال ‪ :‬أعوذ بال ‪ ..‬وال لو نادى منادٍ من السماء‬ ‫فقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫‪ :‬إن ال أحلّ الكذب ‪ ..‬لاـ كذ بت ‪ ..‬فك يف و هو‬ ‫فقيل ‪ :‬أيكون الؤمن بيلً ؟‬
‫حرام !!‬ ‫فقال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫فقيل ‪ :‬أيكون الؤمن كذابا ؟‬
‫حقيقة ‪..‬‬ ‫(‪)84‬‬
‫فقال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫الكذب لون واحد كله أسود ‪..‬‬ ‫وقال عبد ال بن عامر ‪:‬‬
‫دعتن أمي يوما ‪ ..‬ورسول ال قاعد ف بيتنا ‪..‬‬
‫‪.69‬الشجاعة ‪..‬‬
‫فقالت ‪:‬‬
‫قال ل بعد ما خرج نا من الولي مة ‪ :‬ت صدق ك نت أعرف‬
‫ها ‪ ..‬تعال أعطيك ‪..‬‬
‫اسم الصحاب الذي تكلمتم عنه ‪..‬‬
‫فقال لا رسول ال ‪ :‬وما أردت أن تعطيه ؟‬
‫قلت ‪ :‬عجبا !! ليش ما ذكرته ‪ ..‬وقد رأيتنا متحيين ؟!‬
‫( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها‬ ‫‪83‬‬

‫( ) رواه أبو داود‬ ‫‪85‬‬


‫( ) مالك ف الؤطأ‬ ‫‪84‬‬

‫‪182‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فيهم ‪ :‬يا جبناااااء ‪ ..‬إل مت ؟!‬ ‫خفض رأسه وقال ‪ :‬خجلت أتكلم ‪..‬‬
‫البان ل يبن مدا ‪ ..‬هو صفر على الشمال دائما ‪..‬‬ ‫قلت ف نفسي ‪ :‬تبا للجُب ‪..‬‬
‫إن حضر ملسا تلحّف بـجُـبْنه ول يشارك برأي ‪ ..‬أو‬ ‫وآخر كان يدرس ف السنة الخية من الثانوية ‪..‬‬
‫ينطق بكلمة ‪..‬‬ ‫التقيت به يوما فقال ل ‪ :‬قبل يومي دخلت الفصل‬
‫وإن ذكروا نك تة ضحكوا وعلّقوا ‪ ..‬ول ي ستطع أن يز يد‬ ‫‪ ..‬فرأيت الطلب واجي ‪ ..‬والدرس جالس على‬
‫على أن خفض رأسه وتبسم ‪..‬‬ ‫كرسيه ‪ ..‬بدون شرح ‪..‬‬
‫وإن حضر ملسا ‪ ..‬ل ينتبه أحد لوجوده ‪..‬‬ ‫جلست وسألت الذي بانب ‪ :‬ما الب ؟!‬
‫والعظم من ذلك إن كان أبا ‪ ..‬أو زوجا ‪ ..‬أو مديرا ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬زميلنا عساف مات البارحة ‪..‬‬
‫أو حت زوجة أو أما ‪..‬‬ ‫كان فـ الفصـل عدد مـن أصـدقاء عسـاف ‪..‬‬
‫الناس يكرهون البان ‪ ..‬وليس له قدر ‪..‬‬ ‫تاركون للصـلة ‪ ..‬والغون فـ عدد مـن الحرمات‬
‫فعود نفسك على الشجاعة ف اللقاء ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫الشجاعة ف النصح ‪..‬‬ ‫كان تأثي الب عليهم واضحا ‪ ..‬حدثتن نفسي أن‬
‫الشجاعة ف تطبيق مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬ ‫ألقي عليهم كلمة وعظية أحثهم فيها على الصلة‬
‫‪ ..‬وبر الولدين ‪ ..‬وإصلح النفس ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫قلت له ‪ :‬متااااز ‪ ..‬هل فعلت ؟‬
‫عوّد نفسك ودربا ‪ ..‬وإنا النصر ‪ :‬صب ساعة ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بصراحة ‪ ..‬ل ‪ ..‬خجلت ‪..‬‬
‫سكت ‪ ..‬وكظمت غيظي وأنا أقول ف نفسي ‪ :‬تبا‬
‫‪.70‬الثبات على البادئ ‪..‬‬
‫للـجُبْن ؟!!‬
‫كلما كانت شخصية الشخص أقوى ‪ ..‬وثباته على مبادئه‬
‫امرأة تسألا ‪ :‬لاذا ل تصارحي زوجك بالوضوع ؟‬
‫أشد ‪ ..‬كان أهم ف الياة ‪..‬‬
‫فتقول ‪ :‬أستحي !! خفت يزعل !! خفت يهجرن‬
‫أحينا يكون من مبادئك عدم أخذ الرشوة ‪ ..‬مهما ملّحوا‬
‫‪ ..‬خفت ‪..‬‬
‫أساءها ‪ ..‬بشيش ‪ ..‬هدية ‪ ..‬عمولة ‪..‬‬
‫شاب تسـأله ‪ :‬لــَم ل تبـ أباك بالشكلة قبـل أن‬
‫زو جة يكون من مبادئ ها ‪ ..‬عدم الكذب على زوج ها ‪..‬‬
‫تتفاقم ؟!‬
‫مهما زينوه لا ‪ ..‬تشية حال ‪ ..‬كذب أبيض ‪..‬‬
‫فيقول ‪ :‬أخاف ‪ ..‬ما أترأ ‪..‬‬
‫مـن البادئ ‪ ..‬عدم تكويـن علقات مرمـة مـع النـس‬
‫أو ربا رفع أحدهم ضغطك بقوله ‪ :‬أستحي أبتسم‬
‫الخر ‪ ..‬عدم شرب المر ‪..‬‬
‫‪ ..‬أخجل أثن عليه ‪..‬‬
‫شخـص ل يدخـن ‪ ..‬جلس مـع أصـحابه ‪ ..‬ليثبـت على‬
‫أخاف يقولون يامل ‪ ..‬يستخف دمه ‪..‬‬
‫مبادئه ‪..‬‬
‫أسـع هذه التصـرفات كثيا ‪ ..‬فأتنـ أن أصـرخ‬

‫‪183‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فغضبوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬إنا ل نأتك يا ابن الطاب ‪..‬‬ ‫الش خص الثا بت على مبادئه وإن انتقد ته أ صحابه‬
‫فسكت عمر ‪..‬‬ ‫أحيانا ‪ ..‬واتموه بعدم الرو نة ‪ ..‬إل أن مشاعر هم‬
‫فقالوا ‪ :‬نشترط أن تدع لنـا الطاغيـة ثلث سـني ‪ ..‬ثـ‬ ‫الداخلية تؤمن أنا أمام بطل ‪..‬‬
‫تدمه بعدها إن شئت ‪..‬‬ ‫فتجد أن أكثرهم يلجأ إليه ويشعر بأهيته أكثر ن‬
‫أنم يساومونه على أمر ف العقيدة !! هو‬ ‫فرأى النب‬ ‫غيه ‪..‬‬
‫أ صل من أ صول ال سلم ‪ ..‬ف ما دام أن م سيسلمون ‪..‬‬ ‫وليش هذا خاصا بأحد النسي دون الخر ‪ ..‬بل‬
‫فما الداعي للتعلق بالصنم ‪!! ..‬‬ ‫الرجال والنساء ف ذلك سواء ‪..‬‬
‫‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫فاثبـت على مبادئك ول تقدم تنازلت ‪ ..‬عندهـا‬
‫قالوا ‪ :‬فدعه سنتي ‪ ..‬ث اهدمه ‪..‬‬ ‫سيضخ الناس لا ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫لاـ ظهـر السـلم فـ الناس جعلت لقبائل تفـد إل‬
‫قالوا ‪ :‬فدعه سنة واحدة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫رسول ال‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رج ً‬
‫قالوا ‪ :‬فدعه شهرا واحدا !!‬ ‫ال سجد لي سمعوا‬ ‫فل ما قدموا أنزل م ر سول ال‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫القرآن ‪..‬‬
‫فل ما رأوا أ نه ل ي ستجب لمـ ف ذلك ‪ ..‬فال سألة شرك‬ ‫فسألوه ‪ :‬عن الربا والزنا والمر ؟‬
‫وإيان ‪ ..‬ل مال فيها للمفاوضة !!‬ ‫فحرم عليهم ذلك كله ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬فتولّ أنت هدمها ‪ ..‬أما نن فإنا‬ ‫وكان ل م صنم ورثوا عباد ته وتعظي مه عن آبائ هم‬
‫لن ندمها أبدا ‪..‬‬ ‫‪ ..‬اسه " الربة " ‪ ..‬ويصفونه بـ " الطاغية " ‪..‬‬
‫‪ :‬سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫وينسـجون حوله القصـص والكايات للدللة على‬
‫فقالوا ‪ :‬وال صلة ‪ ..‬ل نر يد أن ن صلي ‪ ..‬فإن نا نأ نف أن‬ ‫قوته ‪..‬‬
‫تعلو إست الرجل رأسه !!‬ ‫فسألوه عن " الربة " ما هو صانع با ؟‬
‫‪ :‬أ ما ك سر أ صنامكم بأيدي كم ف سنعفيكم من‬ ‫فقال‬ ‫قال ‪ :‬اهدموها ‪..‬‬
‫ذلك ‪..‬‬ ‫ففزعوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬هيهات ‪ ..‬لو تعلم الربـة أنـك‬
‫وأما الصلة ‪ ..‬فل خي ف دين ل صلة فيه ‪!!..‬‬ ‫تريد أن تدمها ‪ ..‬قتلت أهلها !!‬
‫فقالوا ‪ :‬سنؤتيكها ‪ ..‬وإن كانت دناءة ‪..‬‬ ‫وكان عمر حاضرا ‪ ..‬فعجب من خوفهم من هدم‬
‫فكاتبوه على ذلك ‪..‬‬ ‫صنم ‪..‬‬
‫وذهبوا إل قومهـم ‪ ..‬ودعوهـم إل السـلم ‪ ..‬فأسـلموا‬ ‫فقال ‪ :‬ويكم يا معشر ثقيف !! ما أجهلكم !! إنا‬
‫على مضض ‪..‬‬ ‫الربة حجر ‪..‬‬

‫‪184‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث قدم علي هم رجال من أ صحاب ر سول ال‬
‫‪.71‬إغراءات ‪..‬‬ ‫لدم الصنم ‪..‬‬
‫قرأت أن شابا مسلما ف بريطانيا ‪ ..‬اطلع على قرأ إعلن‬ ‫فيهم خالد بن الوليد ‪ ..‬والغية بن شعبة الثقفي ‪..‬‬
‫لحدى الشركات حول حاجتهـا إل موظفيـ يعملون فـ‬ ‫فتوجه الصحابة إل الصنم ‪..‬‬
‫الراسات ‪..‬‬ ‫ففزعت ثقيف ‪ ..‬وخرج الرجال والنساء والصبيان‬
‫أقبل إل اللجنة الختصة بقابلة التقدمي ‪ ..‬فإذا جع كبي‬ ‫‪..‬‬
‫من الشباب ‪ ..‬ما بي مسلمي وغي مسلمي ‪..‬‬ ‫وجعلوا يرقبون ال صنم ‪ ..‬و قد و قع ف قلوب م أ نه‬
‫كلما خرج شخص من القابلة سأله الواقفون ‪ ..‬عن ماذا‬ ‫لن ينهدم ‪ ..‬وأن الصنم سيمنع نفسه ‪..‬‬
‫سألوك ؟ وباذا أجبت ؟‬ ‫فقام الغية بن شعبة ‪ ..‬فأخذ الفأس ‪ ..‬والتفت إل‬
‫كان من أهم أسئلتهم ‪ :‬كم كأسا تشرب من المر يوميا‬ ‫الصحابة الذين معه وقال ‪:‬‬
‫؟!‬ ‫وال لضحكنكم من ثقيف !!‬
‫جاء دور صاحبنا ‪ ..‬فد خل ‪ ..‬وتتاب عت عل يه ال سئلة ‪..‬‬ ‫ث اق بل إل ال صنم ‪ ..‬فضرب ال صنم بالفأس ‪ ..‬ث‬
‫حت سألوه ‪ :‬كم تشرب من المر ؟‬ ‫سقط وجعل يرفس برجله ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬أنا ل أشرب المر ‪..‬‬ ‫فصـاحت ثقيـف ‪ ..‬وارتوا ‪ ..‬وفرحوا ‪ ..‬وقالوا ‪:‬‬
‫قالوا ‪ :‬لاذا !! هل أنت مريض ؟!‬ ‫أبعد ال الغية ‪ ..‬قتلته الربة ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬لكن مسلم ‪ ..‬والمر حرام ‪..‬‬ ‫ث التفتوا إل بقية الصحابة وقالوا ‪:‬‬
‫قالوا ‪ :‬يعن ل تشربا حت ف عطلة آخر السبوع ؟!!‬ ‫من شاء منكم فليقترب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫عندها قام الغية ضاحكا ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫فنظر بعضهم إل بعض متعجبي ‪..‬‬ ‫ويكم يا معشر ثقيف ‪ ..‬إنا هي لكاع ( أي مزحة‬
‫فلما ظهرت النتائج ‪ ..‬فإذا اسه ف أوائل القبولي ‪..‬‬ ‫) ‪ ..‬وهذا صنم ‪ ..‬حجارة ومدر ‪ ..‬فاقبلوا عافية‬
‫بدأ عمله معهم ‪ ..‬ومضى عليه أشهر ‪..‬‬ ‫ال واعبدوه ‪..‬‬
‫و ف يوم ل قي أ حد ال سئولي ف تلك القابلة و سأله ‪ :‬لاذا‬ ‫ث أق بل يهدم الصـنم ‪ ..‬والناس معـه ‪ ..‬ف ما زالوا‬
‫كنتم تكررون سؤال عن المر ؟!‬ ‫يهدمونا حجرا حجرا ‪ ..‬حت سووها بالرض ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬لن الوظيفة الطلوبة هي ف الرا سات ‪ ..‬وكلما‬
‫توظف فيها شاب ‪ ..‬فوجئنا به يشرب ال مر ويسكر ‪..‬‬ ‫وحْـيْ ‪..‬‬
‫فيضيع مكانه ‪ ..‬ويهجم على الشركة من يسرقها ‪ ..‬فلما‬ ‫"مـن طلب رضـا الناس بسـخط ال سـخط ال‬
‫وجدناك ل تشرب ال مر عرف نا أن نا وقع نا على مبتغا نا ‪..‬‬ ‫عل يه وأ سخط عل يه الناس ‪ ،‬و من طلب ر ضا ال‬
‫فوظفناك هنا !!‬ ‫بسخط الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس "‬

‫‪185‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مثله ‪ ..‬ول يريد أن يرتفع إل مستواهم ‪!!..‬‬ ‫ما أجل الثبات على البادئ وإن كثرت الغراءات‬
‫وف الثل ‪ :‬ودت الزانية لو أن النساء كلهن زني ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫مـن التجارب فـ حياتنـا ‪ ..‬أن تدـ زوجـة كثية الكذب‬ ‫الشكلة أننا نعيش ف متمعات قلّ أن تد فيها من‬
‫على زوجها ‪ ..‬تربت على ذلك ‪ ..‬وتعودت عليه ‪ ..‬فإذا‬ ‫يتمسـك مبادئه ‪ ..‬يعيـش مـن أجلهـا ويوت مـن‬
‫رأت من تنكر عليها ‪ ..‬وتنصحها بالصدق ‪ ..‬حاولت أن‬ ‫أجلهـا ‪ ..‬ويثبـت على اللتزام باـ ‪ ..‬وإن كثرت‬
‫ترها إل مستنقعها ‪ ..‬فكررت عليها ‪ :‬الرجال ما يصلح‬ ‫الغراءات ‪..‬‬
‫معهم إل كذا ‪ ..‬ما تشي أمورك معه إل بالكذب ‪..‬‬ ‫إذا مشيـت على الصـحيح ‪ ..‬والتزمـت بالصـراط‬
‫فل تزال با حت تتنازل عن مبادئه وتتغي ‪ ..‬أو ربا تثبت‬ ‫السـتقيم ‪ ..‬فأصـحاب البادئ الخرى لن يتركوك‬
‫‪ ..‬ولعلها ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫و قل م ثل ذلك ف م سئول ح سن اللق مع موظف يه ‪..‬‬ ‫فعدم قبولك للرشوة يغضب زملءك الرتشي ‪..‬‬
‫ويرى أن هذا ما يفيد العمل ‪ ..‬ويزرث الراحة ف قلوبم‬ ‫وامتنعاك عن الزنا ‪ ..‬يغضب الفاعلي !!‬
‫‪ ..‬ويزيد النتاج ‪..‬‬ ‫كان يعِ سّ ليلة من‬ ‫ذُ كر أن ع مر بن الطاب‬
‫فيلقاه مسئول سيء اللق ‪ ..‬مبغوض من قِبَل موظفيه ‪..‬‬ ‫الليال ‪..‬‬
‫فيح سده – رب ا – أو ير يد أن يقن عه بأ سلوب آ خر ف‬ ‫يراقب وينظر ‪..‬‬
‫التعا مل ‪ ..‬فيقول له ‪ :‬ل تف عل كذا ‪ ..‬واف عل كذا ‪ ..‬ول‬ ‫ف مر بأ حد البيوت ف ظل مة الل يل ‪ ..‬ف سمع ف يه‬
‫تبتسم ‪ ..‬ول ‪..‬‬ ‫رجال سكارى ‪ ..‬فكره أن يطرق عليهم الباب ليلً‬
‫أو صاحب بقالة ل يبيع السجائر ‪ ..‬فيحول أن يقنعه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وخشي أن يكون ظنه خاطئا ‪ ..‬وأراد أن يتثبت‬
‫ل واث بت على مبادئك ‪ ..‬و قل بأعلى صوتك ‪:‬‬
‫ف كن بط ً‬ ‫من المر ‪..‬‬
‫لااااا ‪ ..‬مهما أغروك ‪..‬‬ ‫فتناول ك سرة ف حم من على الرض ‪ ..‬وو ضع ب ا‬
‫أن يتنازل عـن‬ ‫وقديا حاول الكفار مـع رسـول ال‬ ‫علمة على الباب ‪ ..‬ومضى ‪..‬‬
‫مبادئه ‪ ..‬فقال ال له ‪ ( :‬ودوا لو ُتدْهن فيدهنون ) ‪..‬‬ ‫سع صاحب الدار صوتا عن الباب ‪ ..‬فخرج ‪..‬‬
‫ل ليحافظوا عليهـا ‪..‬‬
‫يعنـ أنمـ ل مبادئ عندهـم أصـ ً‬ ‫فرأى العلمـة ‪ ..‬ورأى ظهـر عمـر موليا ‪ ..‬ففهـم‬
‫وبالتال ل ما نع عند هم من التنازل عن مبادئ هم ‪ ..‬فانت به‬ ‫القصة ‪..‬‬
‫أن يغروك بترك مبادئك ‪..‬‬ ‫فكان الصـل أن يسـح العلمـة وينتهـي المـر ‪..‬‬
‫لكنن الرجل ل يفعل ذلك ‪!!..‬‬
‫قال تعال ‪:‬‬ ‫وإنا أخذ كسرة الفحم وأقبل إل بيوت جيانه ‪..‬‬
‫" فل تطع الكذبي * ودوا لو تدهن فيدهنون "‬ ‫وجعل يرسم على أبوابا علمات !!‬
‫وكأنه يريد أن ينل الناس إل مستواه ‪ ..‬ويكونون‬

‫‪186‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫حنيفا مسلما وما كان من الشركي ‪..‬‬ ‫‪.72‬العفو عن الخرين ‪..‬‬
‫بتلك الصور كلها فطمست ‪..‬‬ ‫ث أمر‬ ‫ل تلو الياة من عثرات تصيبنا من الناس ‪..‬‬
‫ث وجد فيها حامة من عيدان فكسرها بيده ‪ ..‬ث طرحها‬ ‫فهذه مزحة ثقيلة ‪ ..‬وتلك كلمة نابية ‪ ..‬وتعدّ على‬
‫‪..‬‬ ‫حاجات شخصية ‪..‬‬
‫ث وقف على باب الكعبة ‪..‬‬ ‫خصـومة بيـ اثنيـ فـ ملس ‪ ..‬أو اختلف فـ‬
‫وقد اجتمع له الناس ف السجد مسلمي والكفار ينظرون‬ ‫وجهات نظر ‪ ..‬أو آراء ‪..‬‬
‫إليه ‪..‬‬ ‫وبعضنـا يكـب الوضوع فـ نفسـه ‪ ..‬وليـس عنده‬
‫ث صلى ركعت ي ث ان صرف إل زمزم ‪ ..‬فاطلع في ها ‪..‬‬ ‫استعداد للعفو أو النسيان ‪..‬‬
‫ودعا باء فشرب منها وتوضأ ‪..‬‬ ‫أو رباـ ل يلك اسـتعدادا لقبول أعذار الخريـن‬
‫والناس يبتدرون وضوءه ‪..‬‬ ‫والعفو عنهم ‪..‬‬
‫والشركون يتعجبون من ذلك ‪ ..‬ويقولون ‪ :‬ما رأينا ملكا‬ ‫ب عض الناس يعذب نف سه بعدم عفوه ‪ ..‬يل صدره‬
‫قط ول سعنا به مثل هذا ‪..‬‬ ‫بأحقاد تشغله تعذبه ‪..‬‬
‫ثـ أقبـل إل مقام إبراهيـم فأخره عـن الكعبـة ‪ ..‬وكان‬ ‫ول در السد ما أعدله ‪ ..‬بدأ بصاحبه فقتله ‪..‬‬
‫ملصقا با ‪..‬‬ ‫فل تعذب نفسك ‪ ..‬هناك أشياء ل يكن أن تعاقب‬
‫على باب الكعبة فقال ‪:‬‬ ‫ث قام‬ ‫عليها ‪..‬‬
‫ل إله إل ال ‪ ..‬وحده ل شريـك له ‪ ..‬صـدق وعده ‪..‬‬ ‫اِنسَ الاضي ‪ ..‬وعش حياتك ‪..‬‬
‫ونصر عبده ‪ ..‬وهزم الحزاب وحده ‪..‬‬ ‫مكة فاتا ‪ ..‬واطمأن الناس‬ ‫لا دخل رسول ال‬
‫أل كل مأثرة ‪ ..‬أو دم ‪ ..‬أو مال ُيدّ عى ‪ ..‬ف هو موضوع‬ ‫‪..‬‬
‫تت قدمي هاتي ‪ ..‬إل سدانة البيت ‪ ..‬وسقاية الاج ‪..‬‬ ‫خرج حت جاء الكعبة فطاف با سبعا على راحلته‬
‫ث جعل يقرر بعض الحكام الشرعية فقال ‪:‬‬ ‫‪..‬‬
‫َألَا وقتيل الطأ شبه العمد بالسوط والعصا ‪ ..‬ففيه الدية‬ ‫فلما قضى طوافه ‪ ..‬دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه‬
‫مغلظة مائة من البل ‪ ..‬أربعون منها ف بطونا أولدها ‪..‬‬ ‫مفتاح الكعبة ‪ ..‬ففتحت له فدخلها ‪..‬‬
‫ث نظر إل رؤوس قريش وساداتا ‪ ..‬فصاح بم ‪:‬‬ ‫فرأى فيه صور اللئكة وغيهم ‪..‬‬
‫يا معشر قر يش ‪ ..‬إن ال قد أذهب عن كم نوة الاهل ية‬ ‫ورأى إبراه يم عل يه ال سلم م صورا ف يده الزلم‬
‫‪ ..‬وتعظّمها بالباء ‪..‬‬ ‫يستقسم با ‪..‬‬
‫الناس من آدم ‪ ..‬وآدم من تراب ‪..‬‬ ‫‪ :‬قاتلهـم ال ‪ ..‬جعلوا شيخنـا يسـتقسم‬ ‫فقال‬
‫ّاسـ إِنّاـ َخ َلقْنَاك ُم مّنـ ذَ َكرٍ َوأُنث َى‬
‫ثـ تل " ي َا َأيّه َا الن ُ‬ ‫بالزلم !! ما شأن ابراهيم والزلم ؟!‬
‫وَ َج َعلْنَاكُم ْـ ُشعُوبًا َوقَبَائِلَ لَِتعَا َرفُوا إِنّ أَ ْك َرمَكُم ْـ عِندَ اللّهِـ‬ ‫مـا كان إبراهيـم يهوديا ول نصـرانيا ولكـن كان‬

‫‪187‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ ين منع كم له من دخول م كة معتمرا ‪ ..‬ل ا جاء كم ق بل‬ ‫أَْتقَا ُكمْ إِنّ ال ّلهَ َعلِيمٌ خَِبيٌ "‬
‫سني ‪ ..‬وتركتموه مبوسا ف الديبية ‪ ..‬منوعامن دخول‬ ‫ث جعل يتأمل ف وجوه الكفار ‪..‬‬
‫مكة ؟‬ ‫و هو ف عزه ومل كه ع ند الكع بة ‪ ..‬و هم ف ذل م‬
‫أين صدكم لعمه أب طالب عن السلم وهو على فراش‬ ‫وضعفهم ‪..‬‬
‫الوت ؟‬ ‫فـ مكان طالاـ كذبوه فيـه ‪ ..‬وأهانوه ‪ ..‬وألقوا‬
‫أين ‪..‬؟ أين ‪..‬؟ شريط طويييييل من الذكريات الؤلة ير‬ ‫الوساخ على رأسه وهو ساجد ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أمام ناظريه‬ ‫وكفار قريـش بيـ يديـه ‪ ..‬مهزوميـ ‪ ..‬أذلء ‪..‬‬
‫ليـس هـو فقـط ‪ ..‬بـل أمام ناظري أبـ بكـر وعمـر ‪..‬‬ ‫صاغرين ‪..‬‬
‫وعثمان وعلي ‪ ..‬وبلل وع مر ‪ ..‬ف كل وا حد من هؤلء‬ ‫ث قال ‪ :‬يا معشر قريش ‪ ..‬ما ترون أن فاعل فيكم‬
‫‪ ..‬له مع قريش قصة حزينة ‪..‬‬ ‫؟‬
‫كان يسـتطيع أن ينل بمـ أقسـى أنواع العقوبـة ‪ ..‬فهـم‬ ‫فانتنفضوا ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬تفعـل بنـا خيا ‪ ..‬أنـت أخ‬
‫أعداء ماربون ‪ ..‬معتدون ‪ ..‬خونة ‪..‬‬ ‫كري ‪ ..‬وابن أخ كري ‪..‬‬
‫نعم خونة ‪ ..‬خانوا صلح الديبية ‪ ..‬واعتدوا ‪..‬‬ ‫عجبا !! هـل نسـوا مـا كانوا يفعلونـه بذا الخ‬
‫كانوا مرمي ‪ ..‬متحيين ‪ ..‬ل يدرون ماذا سيُفعل بم ‪..‬‬ ‫الكري ‪ ..‬أين سبكم ‪ :‬منون ‪ ..‬ساحر ‪ ..‬كاهن ؟!‬
‫يدوس على الحقاد ‪ ..‬ويلق بمته عااااليا ‪..‬‬ ‫فإذا به‬ ‫مــا دام أخا كريا ‪ ..‬وأبوه أخ كريــ !! فلماذا‬
‫ويقول كل مة يه تف ب ا التار يخ ‪ :‬اذهبوا ‪ ..‬فأن تم الطلقاء‬ ‫حاربتموه ؟!‬
‫‪..‬‬ ‫أين تعذيبكم للمسلمي الضعفاء ‪..‬‬
‫فينطلقون ‪ ..‬مستبشرين ‪ ..‬تكاد أرجلهم تطي من الفرح‬ ‫هذا بلل واقـف ‪ ..‬وآثار التعذيـب ل تزال فـ‬
‫‪..‬‬ ‫ظهره ‪..‬‬
‫أحقا عفا عنا ؟!!‬ ‫وتلك نلة قريبة قتلت عندها أمية ‪ ..‬وزوجها ياسر‬
‫ينظـر حول الكعبـة ‪ ..‬فإذا ثلثمائة وسـتون‬ ‫ثـ تلفـت‬ ‫‪ ..‬وهذا ابنهما عمار مع السلمي يشهد ‪..‬‬
‫صنما ‪ ..‬تعبد من دون ال ‪ ..‬عند بيته العظّم ‪!!..‬‬ ‫أيـن حبسـكم له مـع السـلمي الضعفاء ‪ ..‬ثلث‬
‫يضربا بيده الكرية ‪ ..‬فتهوي ‪ ..‬وهو يقول ‪:‬‬ ‫فجعل‬ ‫سـني فـ شعـب بنـ عامـر ‪ ..‬حتـ أكلوا ورق‬
‫جاء القـ ‪ ..‬وزهـق الباطـل ‪ ..‬جاء القـ ‪ ..‬ومـا يبدئ‬ ‫الشجـر مـن شدة الوع ‪..‬؟!! مـا رحتـم بكاء‬
‫الباطل وما يعيد ‪..‬‬ ‫الصغي ‪ ..‬ول أني الشيخ الكبي ‪ ..‬ول حاملً ول‬
‫عدد مـن كفار قريـش العتاة البغاة ‪ ..‬الذيـن لمـ تاريـخ‬ ‫مرضعا !!‬
‫أسود مع السلمي ‪ ..‬فروا من مكة قبل دخول النب‬ ‫أين حربكم له ف بدر ‪ ..‬وأحد ‪ ..‬وتزبكم عليه ف‬
‫وأصحابه إليها ‪..‬‬ ‫الندق ؟‬

‫‪188‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فرجع صفوان معه ‪..‬‬ ‫منهم صفوان بن أمية ‪..‬‬
‫حت وصل إل مكة ‪ ..‬فمضى به عمي حت وقف به على‬ ‫فإنه فر منها هاربا ‪ ..‬وقد تي أين يذهب ‪..‬‬
‫رسول ال ‪.. r‬‬ ‫فمضى إل جدة ليكب منها إل اليمن ‪..‬‬
‫فقال صفوان ‪ :‬إن هذا يزعم أنك قد أمنتن ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ونسـيانه‬ ‫فلمـا رأى الناس عفـو رسـول ال‬
‫‪ :‬صدق ‪..‬‬ ‫قال‬ ‫للماضي الليم ‪..‬‬
‫قال صفوان ‪ :‬أ ما دخول ف ال سلم ‪ ..‬فاجعل ن باليار‬ ‫فقال ‪:‬‬ ‫جاء عمي بن وهب إل رسول ال‬
‫فيه شهرين ‪..‬‬ ‫يا نب ال إن صفوان بن أم ية سيد قو مه ‪ ..‬و قد‬
‫فقال ‪ : r‬أنت باليار فيه أربعة أشهر ‪..‬‬ ‫خرج هاربا منـك ‪ ..‬ليقذف نفسـه فـ البحـر ‪..‬‬
‫ث أسلم صفوان بعد ذلك ‪..‬‬ ‫فّأمّنه ‪ ..‬صلى ال عليك ‪..‬‬
‫ما أجل العفو عن الناس ‪ ..‬ونسيان الاضي الليم ‪ ..‬هذا‬ ‫قال ‪ r‬بكل بساطة ‪ :‬هو آمن ‪..‬‬
‫خلق بل شـك ل يسـتطيعه إل العظماء ‪ ..‬الذيـن يترفعون‬ ‫قال عمي ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬فأعطن آية يعرف با‬
‫بأخلق هم عن سفالة النتقام ‪ ..‬وال قد ‪ ..‬وشفاء الغ يظ‬ ‫أما نك ‪ ..‬فأعطاه ر سول ال ‪ r‬عمام ته ال ت د خل‬
‫‪ ..‬فالياة قصية ‪ -‬على كل حال ‪ .. -‬نعم هي أقصر‬ ‫فيها مكة ‪ ..‬حت إذا رآها صفوان ‪ ..‬عرفها فوثق‬
‫من أن ندنسها بقد وضغينة ‪..‬‬ ‫ف صدق عمي ‪..‬‬
‫هينا لينا ‪..‬‬ ‫حت ف الاجات الاصة ‪ ..‬كان‬ ‫خرج با عمي حت أدركه ‪ ..‬وهو يريد أن يركب‬
‫قال القداد بن السود ‪ : t‬قدمت الدينة أنا وصاحبان ل‬ ‫ف البحر ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا صفوان ‪ ..‬فداك أ ب وأ مي ‪ ..‬ال ‪ ..‬ال‬
‫فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد ‪..‬‬ ‫ف نفسك أن تلكها ‪ ..‬فهذا أمان من رسول ال ‪r‬‬
‫فأتينا إل النب ‪ .. r‬فذكرنا له ‪ ..‬فأضافنا ف منل وعنده‬ ‫قد جئتك به ‪..‬‬
‫أربع أعن ‪..‬‬ ‫فقال صفوان ‪ :‬ويك ‪ ..‬أغرب عن فل تكلمن ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬احلبهـن يـا مقداد ‪ ..‬وجزئهـن أربعـة أجزاء ‪..‬‬ ‫فإنك كذاب ‪ ..‬وكان خائفا من مغبة ما كان فعله‬
‫وأعط كل إنسان جزءا فكنت أفعل ذلك ‪..‬‬ ‫بالسلمي ‪..‬‬
‫فكان القداد كل مساء ‪ ..‬يلب فيشرب هو وصاحباه ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أي صفوان ‪ ..‬فداك أ ب وأ مي ‪ ..‬ر سول ال‬
‫ويبقـى جزء النـب عليـه الصـلة والسـلم ‪ ..‬فإن كان‬ ‫‪ ..‬أف ضل الناس ‪ ..‬وأبر الناس ‪ ..‬وأحلم الناس‬
‫موجودا شربه ‪ ..‬وإن كان غائبا حفظوه له حت يرجع ‪..‬‬ ‫‪..‬وخي الناس ‪ ..‬وهو ابن عمك ‪ ..‬عزّه عزك ‪..‬‬
‫وف ليلة من الليال ‪ ..‬تأخر النب ‪ r‬ف الجيء إليهم ‪..‬‬ ‫وشرفُه شرفك ‪ ..‬وملكُه ملكك ‪..‬‬
‫واضطجع القداد على فراشه ‪ ..‬فقال ف نفسه ‪:‬‬ ‫قال ‪ :‬إن أخافه على نفسي ‪..‬‬
‫إن النب ‪ .. r‬قد أتى أهل بيت من النصار ‪ ..‬فأطعموه‬ ‫قال ‪ :‬هو أحلم من ذاك وأكرم ‪..‬‬

‫‪189‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كبي ‪ ..‬فمله حت علت رغوته ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ث أتى به النب ‪ .. r‬فقال ‪ :‬اشرب ‪..‬‬ ‫فلو قمت فشربت هذه الشربة ‪..‬‬
‫فلما رأى رسول ال ‪ r‬كثرة اللب ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫فلم تزل به نفسه حت قام فشربا ‪ ..‬ول يبق للنب‬
‫أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد ؟‬ ‫‪ r‬شيئا ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬اشرب يا رسول ال ‪ ..‬فقال ‪ :‬ما الب يا مقداد ؟‬ ‫قال القداد ‪ :‬فلما دخل ف بطن وتقار ‪ ..‬أخذن ما‬
‫ث ناول القدح‬ ‫قال ‪ :‬اشرب ث الب ‪ ..‬فشرب النب‬ ‫قدم وما حدث ‪..‬‬
‫للمقداد ‪ ..‬فقال القداد ‪ :‬اشرب يـا رسـول ال ‪..‬فشرب‬ ‫فقلت ‪ :‬ييـء الن النـب ‪ r‬جائعا ‪..‬ظمآنا ‪ ..‬فل‬
‫ث ناوله القدح ‪ ..‬قال ‪ :‬اشرب يا رسول ال ‪..‬‬ ‫يرى ف القدح شيئا ‪ ..‬فيدعو علي ‪..‬‬
‫قال القداد ‪ ..‬فل ما عر فت أن ر سول ال ‪ r‬قد روي ‪..‬‬ ‫فسجيت ثوبا على وجهي ‪ ..‬يعن من الم ‪..‬‬
‫وأصابتن دعوته ‪..‬‬ ‫فلما مضى بعض الليل ‪..‬‬
‫ضحكت حت ألقيت إل الرض ‪..‬‬ ‫وجاء ال نب ‪ .. r‬ف سلم ت سليمة ت سمع اليقظان ‪..‬‬
‫فقال رسول ال ‪ :‬إحدى سوآتك يا مقداد ! ‪.‬‬ ‫ول توقظ النائم ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬إ نك قد أبطأت علي نا الليلة ‪..‬‬ ‫والقداد على فراشـه ‪ ..‬ينظـر إليـه ‪ ..‬فأقبـل ‪ r‬إل‬
‫وكنت جائعا فقلت ف نفسي لعل رسول ال ‪ r‬قد تعشى‬ ‫إنائه ‪..‬‬
‫عند بعض النصار ‪ ..‬وقص عليه القصة كلها ‪ ..‬وكيف‬ ‫فكشف عنه فلم ير شيئا ‪ ..‬فرفع بصره إل السماء‬
‫أن العن حلبت ف ليلة واحدة مرتي ‪ ..‬على غي العادة‬ ‫‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ففزع القداد ‪ ..‬وقال ‪ :‬الن يدعو عل ّي ‪..‬‬
‫كان من أمري كذا ‪ ..‬فصنعت كذا وكذا ‪..‬‬ ‫فتسمع ماذا يقول ‪ ..‬فإذا به ‪ .. r‬يقول ‪:‬‬
‫فقال ‪ :‬مـا كانـت هذه إل رحةـ ال ‪ ..‬أل كنـت آذنتـ‬ ‫اللهم اسق من سقان ‪ ..‬وأطعم من أطعمن ‪..‬‬
‫توقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها ‪..‬‬ ‫فلمـا سـع القداد ذلك ‪ ..‬أَغتنـم دعوة ال نب عليـه‬
‫فقلت ‪ :‬والذي بعثـك بالقـ مـا أبال إذا أصـبتَها ‪..‬‬ ‫الصلة والسلم ‪..‬‬
‫وأصبتُها معك من أصابا من الناس ‪..‬‬ ‫قام فأخـذ الشفرة السـكي ‪ ..‬فدنـا إل العنـ ‪..‬‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫ليذبح إحداها ‪ ..‬ليطعم النب ‪.. r‬‬
‫الياة أخـذ وعطاء ‪ ..‬فاجعـل عطاءك أكثـر مـن‬ ‫فجعل يسهن ينظر أيتهن أسن ليذبها ‪..‬‬
‫أخذك ‪..‬‬ ‫فوقعت يده على ضرع إحدا هن فإذا هي حا فل ‪..‬‬
‫مليئة باللب ‪..‬‬
‫‪.73‬الكرم ‪..‬‬
‫ونظر إل الخرى فإذا هي حافل ‪..‬‬
‫قال لم ‪ :‬من سيدكم ؟‬
‫فنظرت فإذا هـي كلهـن حفـل ‪ ..‬فحلب فـ إناء‬

‫‪190‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وإليك الديث كاملً ‪:‬‬ ‫قالوا ‪ :‬سيدنا فلن ‪ ..‬على أننا نبخّله ‪..‬‬
‫قال سفيان ‪:‬‬ ‫فقال ‪ :‬وأي داء أدوُأ مـن البخـل ؟!! بـل سـيدكم‬
‫دخلت الدينة ‪ ..‬فإذا أنا برجل قد اجتمع الناس عليه ‪..‬‬ ‫البيض العد فلن ‪..‬‬
‫فقلت ‪ :‬من هذا ؟‬ ‫هكذا جرى النقاش ب ي إحدى القبائل وب ي ر سول‬
‫قالوا ‪ :‬أبو هريرة ‪..‬‬ ‫ال ‪ e‬لا أسلموا فسألم عن سيدهم ليقره عليهم‬
‫فدنوت منه حت قعدت بي يديه ‪ ..‬وهو يدث الناس ‪..‬‬ ‫بعد إسلمهم أو يغيه ‪..‬‬
‫فل ما سكت وخل ‪ ..‬قلت ‪ :‬أنشدك ال ‪ ..‬ب ق و حق ‪..‬‬ ‫نعم وأي داء أدوأ من البخل ‪..‬‬
‫‪ ..‬وعلمته ‪..‬‬ ‫لا حدثتن حديثا سعته من رسول ال‬ ‫ما أقبح البخل وما أعرض الناس عنه ‪ ..‬وما أثقله‬
‫فقال أبو هريرة ‪ :‬أفعل ‪ ..‬لحدثنك حديثا حدثنيه رسول‬ ‫عليهم ‪..‬‬
‫‪ ..‬عقلته وعلمته ‪..‬‬ ‫ال‬ ‫ل يكاد يقيم ف بيته وليمة يتحبب با إليهم ‪ ..‬ول‬
‫ث ن شغ أ بو هريرة نش غة ( ش هق ) ‪ ..‬فم كث قليلً ‪ ..‬ث‬ ‫يكاد يهدي هديـة ‪ ..‬ول يكاد يعتنـ بمال مظهره‬
‫أفاق ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ول يه تم بزكاء برائح ته ‪ ..‬توفيا للمال ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأنـا‬ ‫فقال ‪ :‬لحدثنـك حديثا حدثنيـه رسـول ال‬ ‫ورضا بالدون ‪..‬‬
‫وهو ف هذا البيت ‪ ..‬ليس فيه أحد غيي وغيه ‪..‬‬ ‫أما الكري فهو مفضال على أصحابه ‪ ..‬قريب من‬
‫ثـ نشـغ أ بو هريرة نشغـة أخرى ‪ ..‬فمكـث بذلك ‪ ..‬ثـ‬ ‫أحبابه ‪ ..‬إن اشتاقوا للجتماع والنس ففي بيته ‪..‬‬
‫أفاق ‪ ..‬ومسح وجهه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫وإن نقـص على أحدهـم شيـء تفضـل عليـه بـه ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأ نا‬ ‫أف عل ‪ ..‬لحدث نك بد يث حدثن يه ر سول ال‬ ‫فيأسر نفوسهم بكرمه ‪ ..‬ويستعبد قلوبم بإحسانه‬
‫وهو ف هذا البيت ‪ ..‬ليس فيه أحد غيي وغيه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫ث نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ‪ ..‬ث مال خارّا على وجهه‬ ‫أحسن إل الناس تستعبد قلوبم‬
‫ل ‪ ..‬ث أفاق ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫‪ ..‬وأسندته طوي ً‬ ‫فطالا استعبد النسان إحسان‬
‫‪:‬‬ ‫حدثن رسول ال‬ ‫وينب غي ع ند إكرام غيك أن تكون ني تك ح سنة ‪..‬‬
‫إن ال عـز وجـل إذا كان يوم القيامـة ‪ ..‬نزل إل العباد‬ ‫للتآلف مع إخوانك السلمي ‪ ..‬وكسب مودتم ‪..‬‬
‫ليقضي بينهم ‪ ..‬وكل أمة جاثية ‪..‬‬ ‫والتقرب إل ال بالحسان إليهم ‪ ..‬ل لجل شهرة‬
‫فأول من يدعو به ‪ :‬رجل جع القرآن ‪ ..‬ورجل يقتل ف‬ ‫أو رئاسة أو كسب مديهم وثنائهم ‪..‬‬
‫سبيل ال ‪ ..‬ورجل كثي الال ‪..‬‬ ‫قال ‪ : e‬أول من ت سعر ب م النار ثل ثة ‪ ..‬وذ كر‬
‫فيقول ال للقارىء ‪ :‬أل أعلمك ما أنزلت على رسول ؟‬ ‫من هم رجلً كان ين فق ليقال جواد أي كر ي ‪ ..‬فلم‬
‫قال ‪ :‬بلى يا رب ‪..‬‬ ‫يع مل ابتغاء و جه الالق وإن ا ابت غى و جه الخلوق‬
‫قال ‪ :‬فماذا عملت فيما علمت ؟‬ ‫‪ ..‬ريا ًء وسعة ‪..‬‬

‫‪191‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بيتك ‪ ..‬الم ‪ ..‬الب ‪ ..‬الزوجة ‪ ..‬الولد ‪ ..‬ث القرب‬ ‫قال ‪ :‬كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ‪..‬‬
‫قالقرب ‪ ..‬ابدأ بنف سك ث ب ن تعول ‪ ..‬وك فى بالرء إثا‬ ‫فيقول ال له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫أن يضيع من يعول ‪..‬‬ ‫وتقول اللئكة له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫ول بد من التفريق بي الكرم والسراف ‪..‬‬ ‫فيقول ال عــز وجــل ‪ :‬أردت أن يقال ‪ :‬فلن‬
‫دلف رجل ف شارع قدي فمر ببيت متهالك ‪ ..‬فإذا فتاة‬ ‫قارىء ‪ ..‬فقد قيل ‪..‬‬
‫صغية قد جل ست على عت بة الباب بثياب ر ثة ‪ ..‬وهيئة‬ ‫ويؤتى بصاحب الال فيقول ‪ :‬أل أوسع عليك حت‬
‫فقية ‪ ..‬فسألا ‪ :‬من أنت ؟‬ ‫ل أدعك تتاج إل أحد ؟‬
‫قالت ‪ :‬أنا ابنة حات الطائي ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬عجبا !! ابنـة حاتـ الطائي الكريـ الواد ‪ ..‬على‬ ‫قال ‪ :‬فماذا عملت فيما آتيتك ؟‬
‫هذا الال ؟!!‬ ‫قال ‪ :‬كنت أصل الرحم ‪ ..‬وأتصدق ‪..‬‬
‫فقالت ‪ :‬كرم أب صينا إل ما ترى !!‬ ‫فيقول ال ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫أكرم الناس ‪ ..‬ول يكـن جشعا ينظـر‬ ‫كان رسـول ال‬ ‫وتقول اللئكة ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫ف مصلحة نفسه ول يلتفت إل غيه ‪..‬‬ ‫ويقول ال ‪ :‬بــل أردت أن يقال ‪ :‬فلن جواد ‪..‬‬
‫كل ‪..‬‬ ‫فقد قيل ذلك ‪..‬‬
‫قال ابو هريرة ‪: t‬‬ ‫ويؤتى بالرجل الذي قتل ف سبيل ال ‪ ..‬فيقال له ‪:‬‬
‫وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد على الرض من‬ ‫فيم قتلت ؟‬
‫الوع ‪ ..‬وإن كنت لشد الجر على بطن من الوع ‪..‬‬ ‫فيقول ‪ :‬أمرت بالهاد ف سبيلك ‪ ..‬فقاتلت ح ت‬
‫ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يرجون منه ‪ ..‬فمر‬ ‫قتلت ‪..‬‬
‫أبو بكر ‪ ..‬فسألته عن آية من كتاب ال ‪ ..‬ما سألته إل‬ ‫فيقول ال ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫ليستتبعن ‪ ..‬فلم يفعل ‪..‬‬ ‫وتقول اللئكة له ‪ :‬كذبت ‪..‬‬
‫ث مرّ ع مر ‪ ..‬ف سألته عن آ ية من كتاب ال ‪ ..‬ما سألته‬ ‫ويقول ال ‪ :‬بـل أردت أن يقال ‪ :‬فلن جريـء ‪..‬‬
‫إل ليستتبعن ‪ ..‬فمر فلم يفعل ‪..‬‬ ‫فقد قيل ذلك ‪..‬‬
‫ث مرّ ب أبو القاسم ‪ .. r‬فتبسم حي رآن ‪ ..‬وعرف ما‬ ‫على ركبت فقال ‪:‬‬ ‫ث ضرب رسول ال‬
‫ف وجهي وما ف نفسي ‪..‬‬ ‫يا أ با هريرة ‪ ..‬أولئك الثل ثة أول خلق ال ت سعر‬
‫ث قال ‪ :‬أ با هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لب يك يا ر سول ال ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫بم النار يوم القيامة (‪.. )86‬‬
‫ِالْحَقْ ‪..‬‬ ‫فإذا أحسنت النية ف كرمك فأبشر بالي ‪..‬‬
‫ومضـى ‪ ..‬فاتبعتـه ‪ ..‬فدخـل ‪ ..‬فاسـتأذن ‪ ..‬فأذن ل ‪..‬‬ ‫وأول من ت سن إلي هم ليحبوك ويكرموك ‪ ..‬أ هل‬
‫فدخلت ‪..‬‬
‫( ) رواه الترمذي والاكم ‪ ،‬وهو صحيح‬ ‫‪86‬‬

‫‪192‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بق يت أ نا وأ نت ؟ قلت ‪ :‬صدقت يا ر سول ال ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫فوجد لبنا ف قدح ‪ ..‬فقال ‪ :‬من أين هذا اللب ؟‬
‫اقعـد فاشرب ‪ ..‬فقعدت فشربـت ‪ ..‬فقال ‪ :‬اشرب ‪..‬‬ ‫قالوا ‪ :‬أهداه لك فلن ‪ ..‬أو فلنة ‪..‬‬
‫فشربت ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬
‫فما زال يقول ‪ :‬اشرب ‪ ..‬حت قلت ‪ :‬ل ‪ ..‬والذي بعثك‬ ‫قال ‪ِ :‬الْحَقْ أهل الصفة ‪ ..‬فادعهم ل ‪..‬‬
‫بالقـ ‪ ..‬ما أجـد له مسـلكا ‪ ..‬قال ‪ :‬فأر ن ‪ ..‬فأعطيتـه‬ ‫قال ‪ :‬وأهـل الصـفة أضياف السـلم ‪ ..‬ل يأوون‬
‫(‪)87‬‬
‫القدح ‪ ..‬فحمد ال وسّى ‪ ..‬وشرب الفضلة ‪..‬‬ ‫إل أهـل ول إل مال ‪ ..‬إذا أتتـه صـدقة بعـث باـ‬
‫وللكرم أسرار ‪..‬‬ ‫إليهم ول يتناول منها شيئا ‪ ..‬وإذا أتته هدية أرسل‬
‫أحيانا ل تتكرم على الشخص مباشرة ‪ ..‬وإنا تتكرم على‬ ‫إلي هم ‪ ..‬وأ صاب من ها وأشرك هم في ها ‪ ..‬ف ساءن‬
‫من يبهم ‪ ..‬فيحبك ‪..‬‬ ‫ذلك ‪..‬‬
‫زارن أحد الصدقاء يوما ‪ ..‬وكان يمل كيسا فيه عدد‬ ‫وقلت ‪ :‬وما هذا اللب ف أهل الصفة !! كنت أحق‬
‫من اللويات واللعاب ‪ ..‬أظن ها ل تكل فه بض عة ريالت‬ ‫أن أصـيب مـن هذا اللبـ شربـة أتقوى باـ ‪ ..‬فإذا‬
‫‪ ..‬وضعها بانب الباب لا دخل ‪ ..‬وقال ‪ :‬هذه للولد‬ ‫جاءوا ‪ ..‬أمرن ‪ ..‬فكنت أنا أعطيهم ‪ ..‬وما عسى‬
‫‪..‬‬ ‫أن يبلغن من هذا اللب ‪..‬‬
‫فرح با الصغار ‪ ..‬وفرحت ب ا أنا لنه أشعر ن أنه يب‬ ‫ول يكـن مـن طاعـة ال ‪ ..‬وطاعـة رسـوله ب ٌد ‪..‬‬
‫إدخال السرور على أولدي ‪..‬‬ ‫فأتيتهم ‪ ..‬فدعوتم ‪..‬‬
‫كان أحد السلف عالا ‪ ..‬لكنه كان فقيا ‪..‬‬ ‫فأقبلوا ‪ ..‬فأذن ل م ‪ ..‬وأخذوا مالسهم من الب يت‬
‫فكان طلبـه يهدون إليـه بيـ فترة وأخرى ‪ ..‬أنواعا مـن‬ ‫‪ ..‬فقال ‪ :‬يا أبا هر ‪..‬‬
‫الدايا ‪ ..‬تر ‪ ..‬دقيق ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪ ..‬قال ‪ :‬خذ ‪ ..‬فأعطهم‬
‫ـخ مكرما‬
‫ـه ‪ ..‬ل يزل الشيـ‬
‫وكان الطالب إذا أهدى إليـ‬ ‫‪..‬‬
‫مقبلً عليه ‪ ..‬ما دامت هديته باقية ‪..‬‬ ‫فأخذت القدح ‪ ..‬فجعلت أعطيـه الرج َل فيشرب‬
‫فإذا انتهت ‪ ..‬رجع إل طبعه الول ‪..‬‬ ‫حت يروى ‪ ..‬ث يرد عليّ القدح ‪ ..‬فأعطيه الخر‬
‫ففكر أحد طلبه بدية يملها إل الشيخ ‪ ..‬تكون معقولة‬ ‫‪ ..‬فيشرب ح ت يروى ‪ ..‬ث يرد علي القدح ‪..‬‬
‫الثمن ‪ ..‬وتطول مدة بقائها ‪..‬‬ ‫فأعط يه ال خر فيشرب ح ت يروى ‪ ..‬ث يرد علي‬
‫فأهدى إليه كيس ملح ‪..‬‬ ‫القدح ‪..‬‬
‫ولو استشرتن ف هديتي ستهدي إحداها إل صديق ‪..‬‬ ‫حت انتهيت إل النب ‪ .. r‬وقد روي القوم كلهم‬
‫أولما زجاجة عطر رائع ‪ ..‬ثي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فأخـذ القدح فوضعـه على يده ‪ ..‬فنظـر إلّـ‬
‫أو ساعة حائطية تكتب عليها إهداءً باسه ‪..‬‬ ‫فتبسم فقال ‪ :‬أبا هر ‪ ..‬قلت ‪ :‬لبيك يا رسول ال‬
‫‪ ..‬قال ‪:‬‬
‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪87‬‬

‫‪193‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فالقوي يتجرأ على إيذاء الضعيـف ‪ ..‬يدفعـه بيده ‪ ..‬أو‬ ‫لخترت السـاعة ‪ ..‬لناـ يطول بقاؤهـا ‪ ..‬ويراهـا‬
‫يركله برجله ‪ ..‬يضرب ويقّر ‪ ..‬في صي أ سدا عل يه لكنه‬ ‫دائما ‪..‬‬
‫ف الروب نعامة !!‬ ‫وأذ كر أن أ حد طل ب أهدي ته ساعة حائط ية في ها‬
‫والغن يتعدى على الفقي ‪ ..‬فيهينه ف الجالس ‪ ..‬يقاطعه‬ ‫إهداء باسه ‪..‬‬
‫ف كلمه ‪..‬‬ ‫وترج من الكلية ‪ ..‬ومرت السني ‪..‬‬
‫أما صاحب النصب والاه ‪ ..‬فله حظ كبي من ذلك ‪..‬‬ ‫ث زرت إحدى الدن فتفاجأت به ي ضر الحاضرة‬
‫وقل مثل ذلك فيمن جعل ال نسبه رفيعا ‪..‬‬ ‫ويدعون إل بيته ‪..‬‬
‫وهؤلء فـ القيقـة ‪ ..‬إضافـة إل بغـض الناس لمـ ‪..‬‬ ‫فلمـا دخلت ملس الضيوف فإذا بـه يشيـ إل‬
‫وتنيهم زوال عزهم ‪ ..‬وفرحهم بصائبهم ‪..‬‬ ‫السـاعة معلقـة على الائط ‪ ..‬ويقول ‪ :‬هذه أغلى‬
‫هم أيضا مفلسون ‪..‬‬ ‫هدية عندي ‪..‬‬
‫وان ظر إل ر سول ال ‪ ..‬و قد جلس مع أ صحابه يوما‬ ‫وقد مر على ترجه سبع سني ‪..‬‬
‫فقال لم ‪:‬‬ ‫ـاعة ل تكلف إل شيئا‬
‫ـي أن تعلم أن هذه السـ‬
‫بقـ‬
‫أتدرون ما الفلس ؟‬ ‫يسيا ‪ ..‬لكن قيمتها العنوية أعلى وأكب ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬الفلس فينا من ل درهم له ول متاع ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬إن الفلس مـن أمتـ يأتـ يوم القيامـة بصـلة ‪..‬‬ ‫وجهة نظر ‪..‬‬
‫و صيام ‪ ..‬وزكاة ‪ ..‬ويأ ت قد ش تم هذا ‪ ..‬وقذف هذا ‪..‬‬ ‫كسب قلوب الناس فرص قد ل تتكرر‬
‫وأكل مال هذا ‪ ..‬وسفك دم هذا ‪ ..‬وضرب هذا ‪..‬‬
‫‪.74‬كف الذى ‪..‬‬
‫فيعطى هذا من حسناته ‪ ..‬وهذا من حسناته ‪ ..‬فإن فنيت‬
‫كان الناس يبغضونه ‪..‬‬
‫حسـناته قبـل أن يقضـى مـا عليـه ‪ ..‬أخـذ مـن خطاياهـم‬
‫(‪)88‬‬ ‫ما يكاد أحد يسلم من أذاه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فطرحت عليه ‪ ..‬ث طرح ف النار‬
‫إن سلمت من يده فلن تسلم من لسانه ‪ ..‬وإن فاته‬
‫أذى الناس بشت أشكاله ‪..‬‬ ‫لذا كان يتجنب‬
‫أن يلدك ب سوط ل سانه ف حضر تك فلن يفو ته أن‬
‫‪ :‬ما ضرب ر سول ال شيئا قط بيده‬ ‫قالت عائ شة‬
‫يلدك ف غيبتك ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول امرأة ‪ ..‬ول خادما ‪ ..‬إل أن ياهد ف سبيل ال ‪..‬‬
‫ل مكروها ‪ ..‬أثقل على الناس من‬
‫فعلً ‪ ..‬كان رج ً‬
‫وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه ‪ ..‬إل أن ينتهك‬
‫صم البال الراسيات ‪..‬‬
‫شيء من مارم ال ‪ ..‬فينتقم ل عز وجل (‪.. )89‬‬
‫وإذا تأملت ف أحوال الناس فسوف تصل إل يقي‬
‫وعموما ‪ ..‬من استعمل هذه النعم لذى الناس أبغضوه ‪..‬‬
‫بأنـه ل يؤذي غالبا إل مـن كان عنده نعمـة تفوق‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪88‬‬ ‫من يقابله ‪..‬‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪89‬‬

‫‪194‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫التا جر ل يرق له كل مي ‪ ..‬وقال ‪ -‬ب كب ‪ : -‬أبدا ‪ ..‬ما‬ ‫وقـد يبتليـه ال فـ دنياه قبـل أخراه ‪ ..‬فيشفـي‬
‫ظل مت أحدا ‪ ..‬ول أعتدِ على ش يء من حقوق الناس ‪..‬‬ ‫صدورهم ‪..‬‬
‫وأشكرك على نصيحتك ‪ ..‬وخرج ‪..‬‬ ‫أذكـر أن أحـد ال صدقاء مـن طلبـة العلم وحفظـة‬
‫مرت أيام وغاب الر جل ع ن ‪ ..‬خش يت أن يكون و جد‬ ‫القرآن ‪ ..‬كان رجلً صـالا ‪ ..‬يأتيـه بعـض الناس‬
‫علي ف نفسه ‪ ..‬ولكن ل عليّ فهي نصيحة أسديتها إليه‬ ‫أحيانا يقرأ عليهم شيئا من القرآن كرقية شرعية ‪..‬‬
‫‪ ..‬تفاجأت به يوما ف مكان ما ‪ ..‬لقين فأقبل إلّ مسلما‬ ‫وقد شفى ال تعال على يده من شاء ‪..‬‬
‫مسرورا ‪..‬‬ ‫دخل عليه يوما من اليام رجل تبدو عليه علمات‬
‫سألته ‪ :‬هاه ‪ ..‬ما الخبار ؟‬ ‫الثراء ‪ ..‬جلس بي يدي الشيخ وقال ‪ :‬يا شيخ ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬المـد ل ‪ ..‬الن يدي بيـ ‪ ..‬بغيـ طـب ول‬ ‫أ نا عندي آلم ف يدي الي سرى تكاد تقتل ن ‪ ..‬ل‬
‫علج !!‬ ‫أنام ف ليل ‪ ..‬ول أرتاح ف نار ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬كيف ؟‬ ‫ذهبـت إل عدد كـبي مـن الطباء ‪ ..‬أجروا ل‬
‫قال ‪ :‬لا خرجت من عندك ‪ ..‬جعلت أفكر ف نصيحتك‬ ‫الفحوصات ‪ ..‬عملوا تارين ‪ ..‬ما فيه فائدة أبدا ‪..‬‬
‫‪ ..‬وأستعيد شريط ذكريات ف ذهن ‪ ..‬وأفكر !! ترى هل‬ ‫الل يزيد ويشتد حت انقلبت حيات عذابا ‪..‬‬
‫ظلمت أحدا ؟! هل أكلت حق أحد ؟! فتذكرت أن قبل‬ ‫يا ش يخ ‪ ..‬أ نا تا جر وعندي عدد من الؤ سسات‬
‫سنوات لا كنت أبن ق صري ‪ ..‬كان بانبه أرض رغبت‬ ‫والشركات ‪ ..‬فأخشـى أن أكون أصـبت بعيـ‬
‫ف ضم ها إل يه ليكون أج ل ‪ ..‬كا نت الرض ملكا لمرأة‬ ‫حاسدة ‪ ..‬أو وضع ل أحد الشرار سحرا ‪..‬‬
‫أرملة توف زوجها وخلّف أيتاما ‪..‬‬ ‫قال الشيـخ ‪ :‬قرأت عليـه سـورة الفاتةـ ‪ ..‬وآيـة‬
‫أردتا أن تبيع الرض فأبت ‪ ..‬وقالت ‪ :‬وماذا أفعل بقيمة‬ ‫الكرسي ‪ ..‬وسورة الخلص والعوذتي ‪..‬‬
‫الرض ‪ ..‬بل تب قى لؤلء اليتام ح ت ي كبوا ‪ ..‬أخ شى‬ ‫ل يظهر عليه تأثر ‪ ..‬خرج من عندي شاكرا ‪..‬‬
‫أن أبيعها ويتشتت الال ‪..‬‬ ‫ر جع إلّ بعد أيام يش كو الل نف سه ‪ ..‬قرأت عليه‬
‫أرسلت إليها مرارا لشرائها ‪ ..‬وهي تأب علي ذلك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ذهب ور جع ‪ ..‬وقرأت عل يه ‪ ..‬ل يظهر عليه‬
‫قلت ‪ :‬فماذا فعلت ؟‬ ‫أي تسن ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬انتزعت الرض منها بطرقي الاصة ‪..‬‬ ‫قلت له ل ا اش تد عل يه اللم ‪ :‬قد يكون ما أ صابك‬
‫قلت ‪ :‬طرقك الاصة !!‬ ‫هـو عقوبـة على شيـء فعلتـه ‪ ..‬مـن ظلم أحـد‬
‫قال ‪ :‬ن عم ‪ ..‬علقا ت الوا سعة ‪ ..‬ومعار ف ‪ ..‬ا ستخرجت‬ ‫الضعفاء ‪ ..‬أو أكل حقوقهم ‪ ..‬أو ظلمت أحدا ف‬
‫ترخيصا ببناء الرض وضممتها إل أرضي ‪..‬‬ ‫ماله فمنع ته ح قه ‪ ..‬أو غ ي ذلك ‪ ..‬فإن كان هناك‬
‫قلت ‪ :‬وأم اليتام ؟!!‬ ‫شيء من ذلك فسارع إل التوبة ما جنيت ‪ ..‬وأعد‬
‫قال ‪ :‬سـعت باـ حصـل لرضهـا فكانـت تأتـ وتصـرخ‬ ‫القوق إل أهلها ‪ ..‬واستغفر ال ما مضى ‪..‬‬

‫‪195‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فالظال يغفل عن ظلمه ويرى أنه أعدل الناس ‪..‬‬ ‫بالعمال الذ ين يعملون لتمنع هم من البناء ‪ ..‬و هم‬
‫والغب يرى أنه أذكى الناس ‪..‬‬ ‫يضحكون منها يظنونا منونة ‪ ..‬وف الواقع أنن أنا‬
‫والخرق السفيه ‪ ..‬يرى أنه حكيم زمانه ‪..‬‬ ‫الجنون ليس هي ‪..‬‬
‫أذ كر ل ا ك نت شابا – وأظن ن ل أزال كذلك – أع ن ل ا‬ ‫كانـت تب كي وترفـع يدي ها إل السـماء ‪ ..‬هذا مـا‬
‫كنت ف أوائل الدراسة الثانوية ‪ ..‬أقبل علينا ضيف ثقيل‬ ‫رأي ته بعي ن ‪ ..‬ول عل دعاء ها ف ظل مة الل يل كان‬
‫‪ ..‬ل أدري هل أك مل درا سته البتدائ ية أم ل ؟ ل كن‬ ‫أعظم ‪..‬‬
‫الذي أجزم به أنه يقرأ ويكتب ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬هاه ‪ ..‬أكمل ‪..‬‬
‫وكنـت مشغولً وقـت دخوله بسـألة شرعيـة ل أجـد لاـ‬ ‫قال ‪ :‬رحـت أسـأل وأبثـ عنهـا ‪ ..‬حتـ عثرت‬
‫جوابا ‪..‬‬ ‫عليهـا ‪ ..‬فبكيـت واعتذرت ‪ ..‬ول زلت باـ حتـ‬
‫وضعـت له مـا يوضـع للضيـف مـن قِرى ‪ ..‬ثـ تناولت‬ ‫قبلت منـ تعويضا عـن تلك الرض ‪ ..‬ودعـت ل‬
‫الا تف وجعلت أكرر الت صال بالش يخ ا بن باز رح ه ال‬ ‫وسامتن ‪..‬‬
‫لسؤاله عنها ‪..‬‬ ‫فوال ما إن خفضت يديها ‪ ..‬حت دبت العافية ف‬
‫ل أجد الشيخ ‪..‬‬ ‫بدن ‪..‬‬
‫رآن صاحب منشغلً إل هذا الد ‪ ..‬فسألن ‪ :‬بن تتصل‬ ‫ثـ أطرق التاجـر برأسـه قليلً ‪ ..‬ثـ رفعـه وقال ‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫ونفع ن دعاؤها – بإذن ال – نفعا ع جز ع نه طب‬
‫قلت ‪ :‬بالشيخ ابن باز ‪ ..‬عندي استفتاء مهم ‪..‬‬ ‫الطباء ‪..‬‬
‫ل بكـل ث قة ‪ :‬سبحان ال ‪ ..‬ا بن باز ‪ ..‬وأنـا‬
‫فبادر ن قائ ً‬
‫موجود ؟!! ( لول الياء لعلت بقيــة الكتاب علمات‬ ‫قالوا ‪..‬‬
‫تعجب !! )‬ ‫نامت عيو نك والظلوم منت به*يد عو عليك وع ي‬
‫تدـ مـن الناس كثييـن كذلك ‪ ..‬فتحمـل ثقلهـم ‪..‬‬ ‫ال ل تنم‬
‫وعاملهم بلطف ‪ ..‬واكسبهم ‪..‬‬
‫‪.75‬ل للعداوات ‪..‬‬
‫حاول بقدر استطاعتك أن ل تكسب عداوات ‪..‬‬
‫تد أن الناس عند التعامل معهم لم طبائع ‪..‬‬
‫فلم تبعـث عليهـم وكيلً ‪ ..‬أنقـذ مـا يكـن إنقاذه ‪ ..‬ول‬
‫منهـم الغضوب ومنهـم البارد ‪ ..‬ومنهـم الذكـي‬
‫تعذب نفسك ‪..‬‬
‫ومنهم الغب ‪ ..‬والتعلم والاهل ‪..‬‬
‫خاطرة ‪..‬‬
‫ومنهم حسن الظن وسيء الظن ‪ ..‬و ‪:‬‬
‫الياة اقصر من أن تشغلها باكتساب عداوات‬
‫من عامل الناس لقى منهم نصبا ‪..‬‬
‫‪.76‬اللسان ‪ ..‬ملك !!‬ ‫فإن َسوْسَهم بـغ ٌي وطغيان‬

‫‪196‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مــع أنــك لو تأملت لوجدت أن التعــبيين متماثلن‬ ‫تأملت فيما يدث التبا غض والشقاق بي الناس ‪..‬‬
‫متطابقان ‪ ..‬لكـن الول عـب بأسـلوب والخـر عـب‬ ‫ويعل بعضهم أثقل من البل على الخرين ‪ ..‬فل‬
‫بأسلوب آخر ‪..‬‬ ‫يبون رؤي ته ول مال سته ‪ ..‬ول ال سفر م عه ‪ ..‬ول‬
‫حضور وليمة هو مدعو إليها ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬اللسان سيد العضاء ‪..‬‬ ‫وجدت أن أكثر يوصل الشخص إل هذا الستوى‬
‫‪:‬‬ ‫وف الديث ‪ ..‬قال‬ ‫البغيض هو اللسان ‪..‬‬
‫إذا أصـبح ابـن آدم فإن العضاء كلهـا تكفـر اللسـان ‪..‬‬ ‫ف كم من خ صومات وق عت ب ي إخوان ‪ ..‬وأزواج‬
‫فتقول ‪:‬‬ ‫‪ ..‬و ‪ ..‬بسبب مسبة أو غيبة أو شتم ‪!!..‬‬
‫اتق ال فينا ‪ ..‬فإنا نن بك ‪ ..‬فإن ا ستقمت استقمنا ‪..‬‬ ‫لسـان الفتـ نصـف ونصـف فؤاده ‪ ..‬فلم يبـق إل‬
‫(‪)90‬‬
‫‪..‬‬ ‫وإن اعوججت اعوججنا ‪..‬‬ ‫صورة اللحم والدم‬
‫نعم ‪ ..‬وال إنه لسيد ‪..‬‬ ‫ذُكـر أن ملكا معظما رأى فـ منامـه أن أسـنانه‬
‫سيد ف خطبة المعة ‪ ..‬وسيد ف الصلح بي الناس ‪..‬‬ ‫تساقطت ‪..‬‬
‫وسيد ف التسويق ‪ ..‬وسيد ف الحاماة ‪..‬‬ ‫فاستدعى أحد العبين ‪ ..‬وقص عليه الرؤيا وسأله‬
‫ول يعن هذا أنه إذا فقده النسان ‪ ..‬انتهت حياته ‪ ..‬كل‬ ‫عن تعبيها ؟!‬
‫بل صاحب المة يبقى بطلً ‪..‬‬ ‫فتغي العب لا سعها ‪ ..‬وجعل يردد ‪ :‬أعوذ بال ‪..‬‬
‫ل يكـن أبـو عبـد ال يتلف كثياُ عـن بقيـة أصـدقائي ‪..‬‬ ‫ـني ‪ ..‬ويوت‬
‫ـك السـ‬
‫ـي عليـ‬
‫أعوذ بال ‪ ..‬تضـ‬
‫لكنه – وال يشهد – من أحرصهم على الي ‪..‬‬ ‫أولدك وأهلك جيعا ‪ ..‬وتبقـى فـ ملكـك وحدك‬
‫له عدة نشاطات دعو ية من أبرز ها ما يقوم به أثناء عمله‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬فهو يعمل مترجا ف معهد الصم البكم ‪.‬‬ ‫ف صاح اللك ‪ ..‬وغ ضب ‪ ..‬و سب ول عن ‪ ..‬وأ مر‬
‫ات صل ب يو ما وقال ‪ :‬ما رأ يك أن أح ضر إل م سجدك‬ ‫بالعب أن يسحب ويلد ‪..‬‬
‫اثني من منسوب معهد الصم للقاء كلمة على الصلي ‪..‬‬ ‫ث د عا ب عب آ خر ‪ ..‬و قص عل يه الرؤ يا ‪ ..‬و سأله‬
‫تعجبت !! وقلت ‪ :‬صم يلقون كلمة على ناطقي ؟‬ ‫عن تعبيها ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وليكن ميئنا يوم الحد ‪..‬‬ ‫فاستهل ذاك العب ‪ ..‬وتبسم ‪ ..‬وأظهر البشاشة ‪..‬‬
‫انتظرت يوم الحد بفارغ الصب ‪..‬‬ ‫وقال ‪ :‬أبشر ‪ ..‬خي ‪ ..‬خي ‪ ..‬أيها اللك ‪..‬‬
‫وجاء الوعد ‪..‬‬ ‫هذا معناه أ نك سيطول عمرك جدا ‪ ..‬ح ت تكون‬
‫وقفت عند باب السجد أنتظر ‪..‬‬ ‫آخر أهلك موتا ‪ ..‬وتبقى طول عمرك ملكا ‪..‬‬
‫فإذا بأب عبد ال يقبل بسيارته ‪..‬‬ ‫فاستبشر اللك وأ مر له بالعطيات ‪ ..‬وبقي راضيا‬
‫عليه ‪ ..‬ساخطا على الخر !!‬
‫( ) رواه أحد والترمذي‬ ‫‪90‬‬

‫‪197‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ولدت أ صم ‪ ..‬ونشأت ف جدة ‪ ..‬وكان أهلي يهملون ن‬ ‫وقف قريبا من الباب ‪ ..‬نزل ومعه رجلن ‪..‬‬
‫‪ ..‬ل يلتفتون إلّ ‪ ..‬كنت أرى الناس يذهبون إل السجد‬ ‫أحدها كان يشي بانبه ‪..‬‬
‫‪ ..‬ول أدري لاذا ! أرى أب أحيانا يفرش سجادته ويركع‬ ‫والثان قد أمسكه أبو عبد ال يقوده بيده ‪..‬‬
‫ويسجد ‪ ..‬ول أدري ماذا يفعل ‪..‬‬ ‫نظرت إل الول فإذا هو أ صم أب كم ‪ ..‬ل ي سمع‬
‫وإذا سألت أهلي عن شيء ‪ ..‬احتقرون ول ييبون ‪..‬‬ ‫ول يتكلم ‪ ..‬لكنه يرى ‪..‬‬
‫ث سكت أبو عبد ال والتفت إل أحد وأشار له ‪..‬‬ ‫والثانـ أصـم ‪ ..‬أبكـم ‪ ..‬أعمـى ‪ ..‬ل يسـمع ول‬
‫فواصل أحد حديثه ‪ ..‬وأخذ يشي بيديه ‪ ..‬ث تغي وجهه‬ ‫يتكلم ول يرى ‪..‬‬
‫‪ ..‬وكأنه تأثر ‪..‬‬ ‫مددت يدي وصافحت أبا عبد ال ‪..‬‬
‫خفض أبو عبد ال رأسه ‪..‬‬ ‫كان الذي عن يينه – وعلمت بعدها أن اسه أحد‬
‫ث بكى أحد ‪ ..‬وأجهش بالبكاء ‪..‬‬ ‫‪ -‬ينظر إلّ مبتسما ‪ ..‬فمددت يدي إليه مصافحا‬
‫تأثر كثي من الناس ‪ ..‬ل يدرون لاذا يبكي ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫واصل حديثه وإشاراته بتأثر ‪ ..‬ث توقف ‪..‬‬ ‫فقال ل أبو عبد ال ‪ -‬وأشار إل العمى ‪: -‬‬
‫فقال أبو عبد ال ‪ :‬أحد يكي لكم الن فترة التحول ف‬ ‫سلم أيضا على فا يز ‪ ..‬قلت ‪ :‬ال سلم علي كم ‪..‬‬
‫حياته ‪ ..‬وكيف أنه عرف ال والصلة بسبب شخص ف‬ ‫فايز ‪..‬‬
‫الشارع ع طف عل يه وعل مه ‪ ..‬وك يف أ نه ل ا بدأ ي صلي‬ ‫فقال أ بو ع بد ال ‪ :‬أم سك يده ‪ ..‬هو ل ي سمعك‬
‫ش عر بقدر قر به من ال ‪ ..‬وت يل ال جر العظ يم لبلئه ‪..‬‬ ‫ول يراك ‪..‬‬
‫وكيف أنه ذاق حلوة اليان ‪..‬‬ ‫جعلت يدي ف يده ‪ ..‬فشدن وهز يدي ‪..‬‬
‫ومضى أبو عبد ال يكي لنا بقية قصة أحد ‪..‬‬ ‫د خل الم يع ال سجد ‪ ..‬وب عد ال صلة جلس أ بو‬
‫كان أكثر الناس مشدودا متأثرا ‪..‬‬ ‫ع بد ال على الكر سي و عن يكي نه أح د ‪ ..‬و عن‬
‫لكن كنت منشغلً ‪ ..‬أنظر إل أحد تارة ‪ ..‬وإل فايز تارة‬ ‫يساره فايز ‪..‬‬
‫أخرى ‪ ..‬وأقول ف نفسي ‪ ..‬هاهو أحد يرى ويعرف لغة‬ ‫كان الناس ينظرون مندهشيـــ ‪ ..‬ل يتعودوا أن‬
‫الشارة ‪ ..‬وأبـو عبـد ال يتفاهـم معـه بالشارة ‪ ..‬ترى‬ ‫يلس على كرسي الحاضرات أصم ‪..‬‬
‫ك يف سيتفاهم مع فا يز ‪ ..‬و هو ل يرى ول ي سمع ول‬ ‫التفت أبو عبد ال إل أحد وأشار إليه ‪..‬‬
‫يتكلم ‪!!..‬‬ ‫فبدأ أحدـ يشيـ بيديـه ‪ ..‬والناس ينظرون ‪ ..‬ل‬
‫انتهى أحد من كلمته ‪ ..‬ومضى يسح بقايا دموعه ‪..‬‬ ‫يفهموا شيئا ‪..‬‬
‫التفت أبو عبد ال إل فايز ‪..‬‬ ‫ـب‬
‫ـد ال ‪ ..‬فاقترب إل مكـ‬
‫فأشرت إل أب ـ عبـ‬
‫قلت ف نفسي ‪ :‬هه ؟؟ ماذا سيفعل ؟!!‬ ‫الصوت وقال ‪:‬‬
‫ضرب أبو عبد ال بأصابعه على ركبة فايز ‪..‬‬ ‫أحدـ يكـي لكـم قصـة هدايتـه ‪ ..‬ويقول لكـم ‪..‬‬

‫‪198‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خدمته للدين وخدمتهم ‪..‬‬ ‫فانطلق فايز كالسهم ‪ ..‬وألقى كلمة مؤثرة ‪..‬‬
‫الم الذي يمله رجل أعمى أصم أبكم ‪ ..‬لعله يعدل الم‬ ‫تدري كيف ألقاها ؟‬
‫الذي يمله هؤلء جيعا ‪..‬‬ ‫بالكلم ؟ كل ‪ ..‬فهو أبكم ‪ ..‬ل يتكلم ‪..‬‬
‫والناس ألف منهم كواحد ** وواحد كاللف إن أمر عنا‬ ‫ـة‬
‫ـى ‪ ..‬ل يتعلم لغـ‬
‫ـو أعمـ‬
‫بالشارة ؟ كل ‪ ..‬فهـ‬
‫رجل مدود القدرات ‪ ..‬لكنه يترق ف سبيل خدمة هذا‬ ‫الشارة ‪..‬‬
‫الد ين ‪ ..‬يش عر أ نه جندي من جنود ال سلم ‪ ..‬م سئول‬ ‫ألقـى الكلمـة بــ ( اللمـس ) ‪ ..‬نعـم باللمـس ‪..‬‬
‫عن كل عاص ومقصر ‪..‬‬ ‫يعل أبو عبد ال ( الترجم ) يده بي يدي فايز ‪..‬‬
‫كان يرك يد يه بر قة ‪ ..‬وكأ نه يقول يا تارك ال صلة إل‬ ‫فيلم سه فا يز ل سات معي نة ‪ ..‬يف هم من ها التر جم‬
‫مت ‪..‬؟ يا مطلق البصر ف الرام إل مت ‪..‬؟ يا واقعا ف‬ ‫مراده ‪ ..‬ث ي ضي ي كي ل نا ما فه مه من فا يز ‪..‬‬
‫الفواحش ؟ يا آكلً للحرام ؟ بل يا واقعا ف الشرك ؟‬ ‫وقد يستغرق ذلك ربع ساعة ‪..‬‬
‫كلكـم إل متـ ‪ ..‬أمـا يكفـي حرب العداء لديننـا ‪..‬‬ ‫وفا يز ساكن هادئ ل يدري هل انت هى التر جم أم‬
‫فتحاربونه أنتم أيضا !!‬ ‫ل ‪ ..‬لنه ل يسمع ول يرى ‪..‬‬
‫كان السكي يتلون وجهه ويعتصر ليستطيع إخراج ما ف‬ ‫فإذا انتهى الترجم من كلمه ‪ ..‬ضرب ركبة فايز‬
‫صدره ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فيمد فايز يديه ‪..‬‬
‫تأ ثر الناس كثيا ‪ ..‬ل ألت فت إلي هم ‪ ..‬لك ن سعت بكاء‬ ‫فيضـع الترجـم يده بيـ يديـه ‪ ..‬ثـ يلمسـه فايـز‬
‫وتسبيحات ‪..‬‬ ‫للمسات أخر ‪..‬‬
‫انتهى فايز من كلمته ‪ ..‬وقام ‪ ..‬يسك ابو عبد ال بيده‬ ‫ظل الناس يتنقلون بأعينهم بي فايز والترجم ‪ ..‬بي‬
‫‪ ..‬تزاحم الناس عليه يسلمون ‪..‬‬ ‫عجب تارة ‪ ..‬وإعجاب أخرى ‪..‬‬
‫كنت أراه يسلم على الناس ‪ ..‬وأحس أنه يشعر أن الناس‬ ‫وج عل فا يز ي ث الناس على التو بة ‪ ..‬كان أحيانا‬
‫عنده سواسيه ‪..‬‬ ‫يسك أذنيه ‪ ..‬وأحيانا لسانه ‪ ..‬وأحيانا يضع كفيه‬
‫يسلم على الميع ‪ ..‬ل يفرق بي ملك وملوك ‪ ..‬ورئيس‬ ‫على عينيه ‪..‬‬
‫ومرؤوس ‪..‬وأمي ومأمور ‪..‬‬ ‫فإذا هو يأ مر الناس ب فظ ال ساع والب صار عن‬
‫يسـلم عليـه الغنياء والفقراء ‪ ..‬والشرفاء والوضعاء ‪..‬‬ ‫الرام ‪..‬‬
‫والميع عنده سواء ‪..‬‬ ‫كنـت أنظـر إل الناس ‪ ..‬فأرى بعضهـم يتمتـم ‪:‬‬
‫كنت أقول ف نفسي ليت بعض النفعيي مثلك يا فايز ‪..‬‬ ‫سبحان ال ‪ ..‬وبعض هم يه مس إل الذي بان به ‪..‬‬
‫أخذ أبو عبد ال بيد فايز ‪ ..‬ومضى به خارجا من السجد‬ ‫وبعضهم يتابع بشغف ‪ ..‬وبعضهم يبكي ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أما أنا فقد ذهبت بعيييييدا ‪..‬‬
‫أخذت أمشي بانبهما ‪ ..‬وها متوجهان للسيارة ‪..‬‬ ‫أخذت أقارن ب ي قدرا ته وقدرات م ‪ ..‬ث أقارن ب ي‬

‫‪199‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بالسكوت ‪ ..‬يصرخ با ‪ ..‬ينهرها ‪ ..‬يشتد المر بينهما‬ ‫والترجم وفايز يتمازحان ف سعادة غامرة ‪..‬‬
‫‪ ..‬فينهدم البناء ‪ ..‬ويطلقها ‪..‬‬ ‫آآآه ما أحقر الدنيا ‪..‬‬
‫لذا أمـر ‪ e‬الشخـص إذا غضـب أن يسـكت ‪ ..‬نعـم‬ ‫كم من أ حد ل ي صب بر بع م صابك يا فا يز ول‬
‫يسكت ‪..‬‬ ‫يستطع أن ينتصر على الضيق والزن ‪..‬‬
‫لنه إن ل يضبط لسانه ‪ ..‬أرداه ف الهالك ‪..‬‬ ‫أيـن أصـحاب المراض الزمنـة ‪ ..‬فشـل كلوي ‪..‬‬
‫يوت الفت من زلة بلسانه‬ ‫شلل ‪ ..‬جلطات ‪ ..‬سكري ‪ ..‬إعاقات ‪..‬‬
‫وليس يوت الرء من زلة الرجل‬ ‫لاذا ل يستمتعون بياتم‪..‬ويتكيفون مع واقعهم ‪..‬‬
‫أذكـر أنـ دخلت قبـل فترة فـ مشكلة بيـ عائلتيـ‬ ‫ما أج ل أن يبتلي ال عبده ث ين ظر إل قل به فياه‬
‫للصلح بينهما ‪..‬‬ ‫شاكرا راضيا متسبا ‪..‬‬
‫ل عاقلً كبيا ف ال سن أظ نه قد‬
‫وق صة اللف ‪ :‬أن رج ً‬ ‫مرت اليام ‪ ..‬ول تزال صـورة فايـز مرسـومة أمام‬
‫تاوز الستي من عمره ‪ ..‬خرج ف نزهة صيد مع مموعة‬ ‫ناظري ‪..‬‬
‫من أصدقائه ‪ ..‬وسنهم جيعا متقارب ‪..‬‬ ‫حقيقة ‪..‬‬
‫دارت بينهم الحاديث وذكريات الصبا ‪ ..‬ث تكلموا عن‬ ‫الن سان ل ل مه يؤ كل ‪ ..‬ول جلده يل بس‬
‫أراض لجداد هم بالقر ية ‪ ..‬فثار خلف ب ي اثن ي من هم‬ ‫‪ ..‬فماذا فيه غي حلوة اللسان !!‬
‫حول أحد الراضي يلكها أحدها وادعى الخر أنا لده‬
‫‪..‬‬ ‫‪.77‬اضبط لسانك ‪..‬‬
‫اشتـد بينهمـا النقاش حتـ قال مالك الرض لصـاحبه ‪:‬‬ ‫إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط ال ل يلقي لا‬
‫وال لن رأيتك قريبا من أرضي لفرغن هذا ف رأسك ‪..‬‬ ‫بالً يكتب ال عليه با سخطه إل يوم يلقاه ‪..‬‬
‫ث تناول بندقية الصيد الت بانبه ووجهها أعلى من رأس‬ ‫هكذا حذر ال نب ‪ e‬الناس من إطلق الكلم على‬
‫صاحبه بترين أو ثلثة ث أطلق منها رصاصة ‪..‬‬ ‫عواهنه ‪ ..‬دون النظر ف العواقب ‪..‬‬
‫ثار الرجلن وكادا أن يقتتل ‪ ..‬ل كن أ صحابما هدؤوه ا‬ ‫عدم ضبط اللسان قد يؤدي إل الهالك ‪..‬‬
‫وتفرقوا إل بيوتم ‪..‬‬ ‫احفظ لسانك أيها النسان‬
‫ل ي ستطع الر جل الذي أطلق عل يه الر صاص أن ينام من‬ ‫ل يلدغنك إنـه ثـعبان‬
‫شدة الغ يظ ‪ ..‬ف ما كاد أن ي صبح ح ت كان قد أج ع أن‬ ‫كم ف القابر من قتيل لسانه‬
‫يشفـي غيظـه مـن صـاحبه ‪ ..‬فحمـل سـلحا مـن نوع "‬ ‫كانت تاب لقاءه الشجعان‬
‫كلشينكوف " ومضى يبحث عن صاحبه ‪ ..‬حت رآه ف‬ ‫كـم مـن امرأة طلقهـا زوجهـا بسـبب اللسـان ‪..‬‬
‫سيارته عند مدرسة بنات ‪..‬‬ ‫يتلف معهـا ‪ ..‬فتردد قائلة له ‪ :‬طلقنـ ‪ ..‬أتداك‬
‫كان صـاحبه متقاعدا مـن وظيفتـه ويعمـل سـائقا لسـيارة‬ ‫تطلقنـ ‪ ..‬إن كنـت رجلً طلقنـ ‪ ..‬فيأمرهـا‬

‫‪200‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عل يه ومكث ف غيبو بة أياما ‪ ..‬ث شفي وأد خل ال سجن‬ ‫خا صة لن قل الدر سات ‪ ..‬و قد أو قف سيارته ع ند‬
‫وحكم عليه القاضي الشرعي بإقامة حد القتل عليه ‪..‬‬ ‫باب الدرسـة وجلس داخلهـا ينتظـر خروجهـن ‪..‬‬
‫وصدق أبو بكر لا قال ‪ :‬ما شيء أحوج إل طول سجن‬ ‫وبان به ممو عة من ال سيارات تش به سيارته كل ها‬
‫من لسان ‪..‬‬ ‫مصصة لنقل الدرسات أو الطالبات ‪..‬‬
‫ل أ نس خب ذلك اللي فة الذي جلس يوما مع ندي ه ‪..‬‬ ‫اختبـأ الرجـل خلق شجرة بعيدة لئل ينتبـه إليـه ‪..‬‬
‫يضاحكـه ويازحـه ‪ ..‬فلعـب الشيطان برؤوسـهما فشربـا‬ ‫وكان ضع يف الب صر ‪ ..‬وو جه سلحه إل ال سائق‬
‫خرا ‪ ..‬فلمـا غابـت العقول ‪ ..‬وسـيطرت أم البائث ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وحاول جاهدا أن يسدد الطلقة إل رأسه ‪ ..‬ث‬
‫وصار الواحد منهما أضل من المار ‪..‬‬ ‫ضغـط على الزناد ‪ ..‬ودوى صـوت الرصـاص‬
‫التفـت الليفـة إل حاجبـه وأشار له إل النديـ وقال ‪:‬‬ ‫وانطلقـت ثلث رصـاصات واسـتقرت فـ رأس‬
‫اقتلوه ‪..‬‬ ‫الســائق ‪ ..‬ثار الناس واضطربوا ‪ ..‬وفزعــت‬
‫وكان الليفة إذا أمر أمرا ل يراجَع فيه ‪..‬‬ ‫الطالبات ‪ ..‬وارتفع الصراخ ‪..‬‬
‫فانطلق الاجب إل الندي وتله برجليه ‪ ..‬وهو يصرخ ‪..‬‬ ‫واجت مع الشر طة ‪ ..‬وأحاطوا بالنط قة ‪ ..‬والر جل‬
‫ويستغيث بالليفة ‪ ..‬والليفة يضحك ويردد ‪ :‬اقتلوه ‪..‬‬ ‫قد هشمت الطلقات ججمته ‪ ..‬ومات ‪..‬‬
‫اقتلوه ‪..‬‬ ‫أمـا القاتـل فقـد توجـه بكـل هدووووء إل مفـر‬
‫فقتلوه ‪ ..‬وألقوه ف بئر مهجورة ‪..‬‬ ‫الشرطة وأخبهم بالقصة ‪ ..‬وقال ‪ :‬أنا قتلت فلنا‬
‫فلمـا أصـبح الليفـة ‪ ..‬اشتاق إل مـن يؤانسـه ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫‪ ..‬والن قد شفيت صدري فاقتلون أو أحرقون أو‬
‫ادعوا ل نديي فلن ‪..‬‬ ‫اسجنون ‪ ..‬افعلوا ماشئتم ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬قتلناه !! قال ‪ :‬قتلتموه ؟!! مــن قتله ؟! ولاذا ؟‬ ‫أدخلوه إل غرفة التوقيف ‪ ..‬وخرج الضابط لعاينة‬
‫ومن أمركم ؟! وجعل يدافع عباته ‪..‬‬ ‫مكان الادث ‪ ..‬فلما اطلع على بطاقة القتول فإذا‬
‫فقالوا ‪ :‬أنت أمرتنا البارحة ‪ ..‬وأخبوه بالقصة ‪..‬‬ ‫الفاجأة الكـبى !! إذا بالقتيـل ليـس هـو صـاحبه‬
‫فسكت ‪ ..‬وخفض رأسه متندما ث قال ‪ :‬رب كلمة قالت‬ ‫الذي أراد أن يش في صدره م نه وإن ا هو ش خص‬
‫لصاحبها دعن ‪..‬‬ ‫آخر ليس له دخل بالقضية ‪..‬‬
‫أعود وأقول ‪ :‬كم من ش خص نفر الناس عن شخصه ‪..‬‬ ‫فأقبـل الضابـط يشـي بسـرعة ‪ ،‬والرجـل السـن‬
‫وبغضهم ف نفسه ‪ ..‬وجر إل نفسه الويلت بسبب عدم‬ ‫القصـود بالق تل يشـي بان به ‪ ..‬حتـ أدخله مفـر‬
‫ضبطه للسانه ‪..‬‬ ‫الشر طة وأوق فه أمام الزنزا نة ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا فلن !‬
‫قال ابن الوزي ‪:‬‬ ‫أتدعي أنك قتلت هذا ؟! الرصاص أصاب شخصا‬
‫ومن العجب أن من الناس من يقوى على التحرز من أكل‬ ‫آخر !!‬
‫الرام ‪ ..‬ومن الزنا ‪ ..‬والسرقة ‪ ..‬لكنه ل يقوى على أن‬ ‫فصرخ السكي وأصابه حالة هستيية ‪ ..‬ث أغمي‬

‫‪201‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لطبيب الطفال ‪..‬‬ ‫يتحرز مـن حركـة لسـانه ‪ ..‬فيتكلم فـ أعراض‬
‫ل ا رأ يت هذا الن ظر ثارت أع صابك – ول نلو مك على‬ ‫الناس ‪ ..‬ول يقدر على منع نفسه من ذلك ‪..‬‬
‫ذلك – فصـرخت بالوظـف ‪ :‬هيـه !! أنـت جالس فـ‬
‫مسـتشفى أو فـ ‪ ...‬مـا تاف ال ؟!! الرضـى يئنون مـن‬ ‫عجيبة ‪..‬‬
‫الل وأنت تقرأ جريدة !! ل وتد خن أيضا !! وال عجب‬ ‫اليوان لسـانه طويـل ول ينطـق ‪ ..‬والنسـان‬
‫‪ ..‬مثلك مـا يربيـه إل شكوى لديـر السـتشفى ‪ ..‬أو‬ ‫لسانه قصي ول يصمت !!‬
‫الفروض أن تفصل من عملك ‪..‬‬
‫‪.78‬الفتاح ‪..‬‬
‫وبدأت تيل هذه العبارات كالبق عليه ‪..‬‬
‫الدح ‪ ..‬هو مفتاح القلوب ‪..‬‬
‫هب أنه ‪ ..‬ل يرد عليك ‪ ..‬ول يقابل صراخك بصراخ ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬من أجل مهارات الكلم أن تكون مبدعا ف‬
‫هب فعلً أ نه أل قى جريد ته ‪ ..‬وأن ى تو يل الر ضى إل‬
‫تعويـد نفسـك على اكتشاف صـواب الخريـن ‪..‬‬
‫الطباء ‪..‬‬
‫ومدحهـم والثناء عليهـم بـه ‪ ..‬قبـل النتباه إل‬
‫هل تع تب نف سك ن حت ف حل الشكلة ‪ ..‬كل ‪ ..‬أ نت‬
‫خطئهم ‪..‬‬
‫هنـا عالتـ الوقـف لكنـك ل تعال الشكلة ‪ ..‬لنـه وإن‬
‫ويتأ كد ذلك عند ما تر يد أن تن به شخ صا إل خ طأ‬
‫استجاب إليك الن إل أنه سيعود إل تصرفه الشي غدا‬
‫ما ‪..‬‬
‫وبعد غ ٍد ‪..‬‬
‫كث ي من الناس يرد الن صيحة ل ل جل ت كبه عنها‬
‫إذن كيف أتصرف ؟!!‬
‫‪ ..‬أو عدم اقتنا عه بطئه ‪ ..‬وإن ا لن النا صح ل‬
‫تعال إل يه واك ظم غي ظك ‪ ..‬تعا مل مع الو قف بع قل ل‬
‫يسلك الطريق الصحيح لتقدي النصيحة ‪..‬‬
‫بعاطفـة ‪ ..‬ل تدع الناظـر الؤذيـة تؤثـر فـ تصـرفاتك ‪..‬‬
‫هب أنك ذهبت إل مستشفى حكومي لعلج ‪..‬‬
‫ابتسم – وإن كنت مغضبا ‪ ،‬وإن كانت البتسامة صفراء‬
‫ـتقبال فإذا وراء‬
‫ـف السـ‬
‫ـا أقبلت إل موظـ‬
‫فلمـ‬
‫ل مشكلة ‪ ،‬ابتسم – وقل ‪ :‬السلم عليكم ‪..‬‬
‫الزجاج شاب مراهـق يقلب جريدة بيـ يديـه ‪..‬‬
‫سيقول و هو ين ظر إل لع به الف ضل ‪ :‬علي كم ال سلم ‪..‬‬
‫وبيده سيجاره ‪ ..‬غي مبال با حوله ‪..‬‬
‫انتظر لظة ‪..‬‬
‫وإذا شيـخ كـبي أعمـى يقـف متعبا فـ يده اليمنـ‬
‫قـل أي كلمـة تعله يلتفـت إليـك ‪ ..‬كأن تقول ‪ :‬كيـف‬
‫طفل صغي ‪ ..‬وف الخرى ورقة مراجعة ينتظر أن‬
‫الال ؟ ‪ ..‬مساك ال بالي ‪..‬‬
‫يوله الوظف إل الطبيب ‪..‬‬
‫سيفع رأسه ‪ -‬حتما – إليك ويقول ‪ :‬المد ل بي ‪..‬‬
‫وإذا بانبـه عجوز كـبية بيدهـا طفلة تبكـي وقـد‬
‫ف هذه الرحلة تكون قد قطعت نصف الشوار ‪..‬‬
‫تكنت المى من جسدها ‪ ..‬وتنتظر أيضا الوظف‬
‫تلطف إليه بأي عبارة تدحه با ‪ ..‬قل له مثلً ‪ :‬تصدق !‬
‫أن يفرغ مـن قراءة أخبار ناديـه الفضـل ليحولاـ‬
‫الفروض مثلك ما يعمل ف استقبال مستشفى ‪..‬‬

‫‪202‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وكذلك اسـتعمل هذه السـاليب مـع كـل شخـص تعال‬ ‫سيتغي ويقول ‪ :‬لاذا ؟‬
‫سلوكه ‪..‬‬ ‫قـل ‪ :‬لن هذا الوجـه النيـ إذا رآه الريـض زال‬
‫مثـل شخـص يتهاون بالصـلة ‪ ..‬أو أب يهمـل بناتـه‬ ‫مرضه فل يتاج إل طبيب ‪..‬‬
‫فيتكشفن ‪ ..‬ويتساهلن بالجاب ‪..‬‬ ‫سيبتسم متعجبا من جرأتك – يا بطل ‪ .. -‬وتنبلج‬
‫أو شاب عاق لوالديه ‪..‬‬ ‫أساريره ‪..‬‬
‫لجل أن يقبلوا منك ل بد أن تارس الهارات الناسبة ‪..‬‬ ‫وقـد صـار الن مهيئا لقبول لنصـيحة ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬
‫نعم ‪ ..‬استخدم العبارات اللطيفة ف إصلح خطأ الخر‬ ‫ماذا عندك ؟‬
‫‪ ..‬كن مؤدبا ‪ ..‬مترما لرأيه ‪..‬‬ ‫عندها قل ‪ :‬يا أخي البيب ترى هذا الشيخ الكبي‬
‫قل له ‪ :‬أنا ما أنصحك إل لن أعلم ‪ ..‬أنك تقبل النصح‬ ‫‪ ..‬وهذه العجوز السـكينة ‪ ..‬ليتـك تنهـي لمـا‬
‫‪..‬‬ ‫إجراءات الدخول على الطبيب ‪..‬‬
‫وفـ التنيـل العزيـز يقول ال ‪ ( :‬إذا ناجيتـم الرسـول‬ ‫سيتناول أوراقهما ‪ ..‬ويولما للطبيب ‪ ..‬ث يتناول‬
‫فقدموا بي يدي نواكم صدقة ) ‪..‬‬ ‫ورقتك ‪ ..‬فإذا انتهى منك وسلمك الورقة ‪..‬‬
‫وقد كان الر ب الك يم ‪ e‬يستعمل طرقا ومهارات تعل‬ ‫فقـل له ‪ :‬سـبحان ال ‪ ..‬هذه أول مرة أراك ومـع‬
‫من يعدل سلوكهم ل يلكون إل أن يقبلوا منه ‪..‬‬ ‫ذلك فقـد دخلت إل قلبـ ‪ ..‬ل أدري كيـف !!‬
‫أراد يوما أن يعلم معاذ بن ج بل ذكرا يقوله ب عد ال صلة‬ ‫وال إنـك أحـب إلّ مـن آلف الناس ‪ ( ..‬وفعلً‬
‫‪..‬‬ ‫أنت صادق فهو مسلم أحب إليك حتما من مليي‬
‫فأق بل إل معاذ وقال ‪ :‬يا معاذ ‪ ..‬وال إ ن أح بك ‪ ..‬فل‬ ‫غي السلمي ) ‪..‬‬
‫تدعـن فـ دبر كـل صـلة أن تقول ‪ :‬اللهـم أعنـ على‬ ‫سيفرح ويشكر لك لطفك ‪..‬‬
‫ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ‪..‬‬ ‫فقل ‪ :‬وعندي كلمات أود أن تسمعها لكن أخاف‬
‫بال عليك ‪ ..‬ما علقة القطع الول من الكلم "وال إن‬ ‫أن تغضبك ‪..‬‬
‫أحبـك " بالقطـع الثانـ " ل تدعـن أن تقول اللهـم أعنـ‬ ‫سيقول ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬
‫على ذكرك "‪..‬‬ ‫عند ها قدم له الن صيحة ‪ ..‬أ نت قد م نّ ال عل يك‬
‫قد يكون النسب لقوله إن أحبك أن يقول بعدها وأريد‬ ‫بذه الوظيفـة ‪ ..‬وفـ واجهـة السـتشفى ‪ ..‬وأنـت‬
‫أن أزو جك ابن ت – مثلً – أو أعط يك مالً ‪ ..‬أو أدعوك‬ ‫ل مع الراجعي ‪..‬‬
‫قدوة لغيك ‪ ..‬فليتك تتلطف قلي ً‬
‫إل طعام ‪..‬‬ ‫وت تم ب م ‪ ..‬ل عل دعوة صالة تر فع لك ف ظل مة‬
‫ولكن أن يتبع خب الحبة تعليمه ذكرا من أذكار الصلة‬ ‫الليل من فم عجوز عابدة ‪ ..‬أو شيخ زاهد ‪..‬‬
‫‪ !!..‬فهذا يتاج إل تأمل ‪..‬‬ ‫أجزم أ نه سيخفض رأ سه وأ نت تتكلم ‪ ..‬ويردد ‪:‬‬
‫أتدري ما مو قع قوله ‪ " :‬وال إ ن أح بك " ؟ إ نه التهيئة‬ ‫أشكرك ‪ ..‬جزاك ال خيا ‪..‬‬

‫‪203‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ف بدا ية بع ثة ال نب ‪ .. e‬كان الناس ما ب ي مق بل ومدبر‬ ‫لقبول النصــيحة ‪ ..‬فإذا ارتاحــت نفــس معاذ‬
‫‪..‬‬ ‫واستبشر ‪ ،‬أعطاه النصيحة ‪..‬‬
‫وكان رجل ف الدينة اسه سويد بن الصامت وكان رجلً‬ ‫وف موقف آخر ‪ ..‬قبض ‪ e‬يد عبد ال بن مسعود‬
‫شريفا ف قومه ‪ ..‬عاقلً شاعرا ‪ ..‬يفظ كلم الكماء ‪..‬‬ ‫بيده اليمن ‪ ،‬ث وضع يده اليسرى فوقها ‪ ،‬كنوع‬
‫حت قيل إنه كان يفظ كل ما روي عن لقمان الكيم ‪..‬‬ ‫من الع طف والتهيئة ‪ ،‬ث قال ‪ :‬يا ع بد ال ‪ ..‬إذا‬
‫حتـ بلغ مـن إعجاب الناس بـه أنمـ كانوا يسـمونه ‪:‬‬ ‫جلست ف التشهد فقل ‪ :‬التحيات ل والصلولت‬
‫الكا مل ‪ ..‬للده وشعره ‪ ..‬وشر فه ون سبه ‪ ..‬و هو الذي‬ ‫والطيبات ‪ ،‬السـلم عليـك أيهـا النـب ورحةـ ال‬
‫يقول ‪:‬‬ ‫وبركاته ‪..‬‬
‫أل رب من تدعو صديقا ولو ترى‬ ‫ومضت السني ومات رسول ال ‪ .. e‬فكان عبد‬
‫مقالته بالغيب ساءك ما يفري‬ ‫ال يفخـر بذلك ويقول ‪ :‬علمنـ رسـول ال ‪e‬‬
‫مقالته كالشهد ما كان شاهدا‬ ‫التشهد وكفي بي كفيه ‪..‬‬
‫وبالغيب مأثور على ثغرة النحر‬ ‫وفـ يوم آخـر لحـظ ‪ e‬أن عمـر ‪ t‬إذا طاف‬
‫يسرك باديه وتت أديه‬ ‫بالكعبـة وحاذى الجـر السـود ‪ ..‬زاحـم الناس‬
‫نيمة غش تبتري عقب الظهر‬ ‫وقبله ‪ ..‬وكان صـلبا قوي البدن ‪ ..‬ورباـ زاحـم‬
‫تبي لك العينان ما هو كات‬ ‫الضعفاء ‪..‬‬
‫من الغل والبغضاء بالنظر الشزر‬ ‫فأراد ‪ e‬أن يعدل سـلوكه ‪ ..‬فقال – على سـبيل‬
‫قدم سويد بن ال صامت يوما إل م كة حاجا ‪ ..‬أو معتمرا‬ ‫التهيئة لقبول النصيحة ‪ : -‬يا عمر إنك رجل قوي‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فتحدث الناس بدخوله مكـة ‪ ..‬وأقبلوا لرؤيتـه ‪ ..‬فسـمع‬ ‫فرح ع مر بذا الثناء ‪ ..‬فقال ‪ : e‬فل تزاح ن ع ند‬
‫ال نب ‪ e‬به فأق بل عل يه ‪ ..‬فدعاه إل ال ‪ ..‬وإل ال سلم‬ ‫الجر ‪..‬‬
‫‪ ..‬وج عل يد ثه بالتوح يد والر سالة وأ نه نب يو حى إل يه‬ ‫ومرة أراد أن ينصح ابن عمر بقيام الليل ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫قرآن ‪ ..‬وأن هذا القرآن هـو كلم ال تعال ‪ ..‬فيـه عـب‬ ‫نعـم الرجـل عبـد ال لو كان يقوم الليـل ‪ ..‬وفـ‬
‫وأحكام ‪..‬‬ ‫روا ية قال ‪ :‬يا ع بد ال ل ت كن م ثل فلن ‪ ..‬كان‬
‫فقال له سويد ‪ :‬فلعل الذي معك مثل الذي معي ؟‬ ‫يقوم الليل ‪..‬‬
‫فقال له رسول ال ‪ : r‬ما الذي معك ؟‬ ‫ل ت كن م ثل فلن ‪ ..‬كان يقوم الل يل ‪ ..‬فترك قيام‬
‫قال ‪ :‬معي ملة لقمان ‪ -‬يعن حكمة لقمان ‪.. -‬‬ ‫الليل ‪..‬‬
‫فلم يعنفـه ‪ e‬أو يقره ‪ - ..‬مـع أنـه يضاهـي كلم ال‬ ‫ن عم ‪ ..‬كان ‪ e‬ي ستعمل هذا ال سلوب الرائع مع‬
‫بكلم البشر ‪ .. -‬وإنا تلطف معه ‪ ..‬وقال ‪ : r‬اعرضها‬ ‫جيع الناس ‪ ..‬ومع الوجهاء خاصة ‪..‬‬

‫‪204‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صورة قاتة ف ميلتك ‪ ..‬فإذا رأيت صورته أو سعت اسه‬ ‫علي ‪..‬‬
‫ف مكان تبادر إل ذهنك ذاك الوجه العابس ‪..‬‬ ‫فشرع سويد يقرأ ما يفظ من كلم لقمان وحِكَمِه‬
‫ولو لقيك شخص بابتسامة ف موقف ‪ ..‬ث ابتسم ف لقاء‬ ‫‪ ..‬ورسول ال ‪ e‬يستمع إليه بكل هدوووء ‪..‬‬
‫آخر ‪ ..‬وثالث ‪ ..‬لنطبع ف ذهنك عنه صورة مشرقة ‪..‬‬ ‫فلمـا انتهـى سـويد ‪ ..‬قال ‪ e‬له ‪ :‬إن هذا لكلم‬
‫هذا فيمـن ل يكون بينـك وبينـه علقـة دائمـة وإناـ هـي‬ ‫حسن ‪..‬‬
‫لقاءات عابرة ‪..‬‬ ‫ثـ قال ‪ -‬مشوقا لسـويد ‪ : -‬والذي معـي أفضـل‬
‫أمـا الشخاص الذي نلقاهـم دائما كزوجـة وأولد ‪..‬‬ ‫مـن هذا ‪ ..‬قرآن أنزله ال تعال علي ‪ ..‬هـو هدى‬
‫وزملء ف مكتب ‪ ..‬وجيان ف حارة ‪ ..‬فإن تعاملنا معهم‬ ‫ونور ‪..‬‬
‫لن يكون بأسـلوب واحـد دائما ‪ ..‬نعـم هـم سـيوننا‬ ‫ثـ تل عليـه رسـول ال ‪ r‬القرآن ‪ ..‬ودعاه إل‬
‫ضاحكي لطيفي ‪ ..‬لكنهم حتما سيوننا تارة غاضبي ‪..‬‬ ‫ال سلم ‪ ..‬و سويد يستمع منصتا ‪ ..‬فلما فرغ ‪e‬‬
‫وتارة عابسي ‪ ..‬أو ماصمي ‪ ..‬أو شاتي ‪ ..‬لننا بشر ‪..‬‬ ‫من كلمه ‪ ..‬ظهر على سويد التأ ثر ‪ ..‬وقال ‪ :‬إن‬
‫وبالتال فإن مبتهم لنا تتحدد على حسب طغيان حسناتنا‬ ‫هذا لقول حسن ‪..‬‬
‫عند هم أو سيئاتنا ‪ ..‬أو قل بعبارة أخرى ‪ :‬تتحدد مبتهم‬ ‫ث انصرف سويد عن النب ‪ .. e‬ول يزال متأثرا‬
‫لنا بسب مقدار الرصيد العاطفي الذي ف حسابنا عندهم‬ ‫با سع ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقدم الدي نة على قو مه ‪ ..‬فلم يل بث أن و قع قتال‬
‫كيف ؟!‬ ‫بيـ قـبيلت الوس والزرج ‪ ..‬وكان مـن قـبيلة‬
‫عند ما ي قع لك مو قف ج يل مع إن سان فإ نك تض يف إل‬ ‫الوس فقتلته الزرج ‪..‬‬
‫سـجل ذكرياتـه ذكرى جيلة عنـك ‪ ..‬أو بعبارة أخرى‬ ‫وذلك قبـل أن يهاجـر النـب ‪ e‬إل الدينـة ‪ ..‬ول‬
‫تف تح لك ف قل به ح سابا تودع ف يه م بة لك واحتراما ‪..‬‬ ‫يدرى هل أ سلم أم ل ؟ وإن كان ر جل من قو مه‬
‫ث تتول بعد ذلك زيادة رصيدك العاطفي أو السحب منه‬ ‫ليقولون ‪ :‬إنا لنراه قد قتل وهو مسلم ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫فكل ابتسامة تقابله با ‪ ..‬تزيد من رصيدك العاطفي عنده‬ ‫باختصار ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫أسرف ف الديح ‪ ..‬واقتصد ف النقد ‪..‬‬
‫وكل هدية ‪ ..‬تزيد رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫‪.79‬الرصيد العاطفي‬
‫وكل ماملة ‪ ..‬تزيد رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫تصورات الناس عنا نن الذين نصنعها ‪..‬‬
‫و كل إها نة ت قع م نك له ‪ ..‬أو م سبة ‪ ..‬أو ش تم ‪ ..‬فإ نك‬ ‫فلو لقيك شخص ف السوق فعبس ف وجهك ‪..‬‬
‫تسحب من رصيدك العاطفي ‪..‬‬ ‫ث لقيك ف بقالة ‪ ..‬فعبس ف وجهك أيضا ‪..‬‬
‫وبالتال إذا كان ر صيدك العاط في عنده كثيا ‪ ..‬ووق عت‬ ‫ث صادفته ف عرس ‪ ..‬فلقيك عابسا ‪ ..‬لرست عنه‬

‫‪205‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ب سبب تراكمات كبار صب البع ي على أول ا ‪ ..‬و صب ‪..‬‬ ‫يوما مـا فـ موقـف أغاظـه فسـحبت مـن رصـيدك‬
‫وصب ‪ ..‬حت ل يطق صبا ‪ ..‬فانقصم ظهره بشيء صغي‬ ‫العاطفـي مقدارا معينا ‪ ..‬فإن هذا لن يؤثـر كثيا‬
‫‪..‬‬ ‫لن رصيدك العاطفي عنده كثي ‪..‬‬
‫وهكذا الرأة الت طلقها زوجها ‪ ..‬أجزم أن السبب ليس‬ ‫وإذا البيب أتى بذنب واحد‬
‫هو ترك ها زيارة أخ ته فح سب ‪ ..‬وإن ا تراكمات قبله ‪..‬‬ ‫جاءت ماسنه بألف شفيع‬
‫من ع صيان لطلبا ته ‪ ..‬عدم تق يق لرغبا ته ‪ ..‬عدم تبب ها‬ ‫أمـا إن ل يكـن عنده لك رصـيد عاطفـي وجعلت‬
‫إل يه ‪ ..‬تكبها عل يه ‪ ..‬عدم احترام رأ يه ‪ ..‬ف هي ت سحب‬ ‫تسحب من الرصيد وليس فيه شيء أصلً ‪ ..‬فإن‬
‫دوما من ر صيدها العاط في عنده دون أن تودع ف يه شيئا‬ ‫حسابك عنده سيكون بالناقص !! وبالتال قد يقع‬
‫‪ ..‬وترح ول تداوي ‪..‬‬ ‫ف قل به لك كره ‪ ..‬أو ا ستثقال ‪ ..‬ل نك ت سحب‬
‫وهو يتمل ويتمل ‪ ..‬حت جاء هذا الوقف فقصم ظهر‬ ‫من رصيدك العاطفي ول تودع ‪..‬‬
‫البعي ‪..‬‬ ‫أل تسـمع يوما عـن زوجـة طلقهـا زوجهـا ‪ ..‬فإذا‬
‫ولو أنا اعتنت بكثرة اليداع ف رصيدها العاطفي ‪ ..‬من‬ ‫سئلت عن سبب الطلق قالت ‪ :‬ال سبب تا فه ‪..‬‬
‫حسن لقاء له ‪ ..‬وتغنج ودلل ‪ ..‬وتبب إليه ‪ ..‬ومازحة‬ ‫طلب منـ الذهاب معـه لزيارة أختـه فرفضـت ‪..‬‬
‫وخ فة ظل ‪ ..‬وعنا ية بطعا مه ولبا سه ‪ ..‬واحترام لرأ يه ‪..‬‬ ‫فغضب وجعل يسبن ويشتمن ث طلقن !!‬
‫لصار رصيدها العاطفي كبيا ‪ ..‬وملكت مليارات ف قلبه‬ ‫ولو تأملت بذكاء فـ سـبب الطلق ‪ ..‬لاـ وجدت‬
‫‪ ..‬وبالتال لن يضر لو وقع موقف سحبت به من رصيدها‬ ‫ال سبب هو هذا الو قف التا فه ‪ ..‬وإن ا هذا الو قف‬
‫العاطفي ‪..‬‬ ‫هو القشة الت قصمت ظهر البعي ‪..‬‬
‫وقل مثل ذلك ف الطالب الشاكس الذي يقع منه موقف‬ ‫ف قد ذُ كر أن رجلً كان له ج ل جلد قوي ‪ ..‬فأراد‬
‫صـغي فيغضـب الدرس غضبا شديدا ‪ ..‬وقـد يضربـه‬ ‫سفرا ‪ ..‬فج عل ي مل متا عه عل يه ‪ ..‬ويرب طه على‬
‫ويطرده من الفصل ‪ ..‬و ‪ ..‬ث يقول الطالب أنا ما فعلت‬ ‫ظهره ‪ ..‬والمل متماسك ‪ ..‬حت كوم على ظهره‬
‫شيئا هي مرد نكتة أطلقتها من غي استئذان ‪ ..‬ول ينتبه‬ ‫ما يمله أربعـة جال ‪ ..‬فبدأ البع ي يه تز من ث قل‬
‫إل أن هذه النكتة هي القشة الت قصمت ظهر البعي ‪..‬‬ ‫ال مل والناس ي صيحون بالر جل ‪ :‬يك في ما حلت‬
‫قل مثله ف زملء تاصموا ‪ ..‬أو جيان تنازعوا ‪..‬‬ ‫عل يه ‪ ..‬فأ خذ حز مة من ت ب وقال ‪ :‬هذه خفي فة‬
‫إذن ‪ ..‬نن نتاج دائما إل نودع ف قلب كل واحد نلقاه‬ ‫و هي آ خر التاع ‪ ..‬فل ما طرح ها على ظهره سقط‬
‫رصيدا عاطفيا ‪..‬‬ ‫البعيـ على الرض ‪ ..‬فقيـل ‪ :‬قشـة قصـمت ظهـر‬
‫الزوج يتح ي الفرص ليودع ف قلب زوج ته ‪ ..‬وي سجل‬ ‫بعي !!‬
‫نقاطا أكثر وأكثر ‪..‬‬ ‫ولو تفكرت لرأيت أن القشة مظلومة فليست هي‬
‫والزوجة تتاج أيضا ‪..‬‬ ‫ال ت ق صمت ظ هر البع ي وإن ا انق صم ظ هر البع ي‬

‫‪206‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وكان له قدرة عجيبـة على اليقاع بنـ ‪ ..‬وكـم مـن‬ ‫والولد يتاج أن يودع ف قلب والده ‪..‬‬
‫مسـكينة صـارت متيمـة ببـه ‪ ..‬عالقـة بشراكـه ‪ ..‬ومـن‬ ‫والدرس مع طلبه ‪ ..‬والخ مع أخيه ‪..‬‬
‫العجب أنه ل يكن يلك سيارة فارهة يغريهن بركوبا ‪..‬‬ ‫بل حت الدير مع من هم تت إدارته ‪ ..‬يتاج إل‬
‫ول تكن جيبه مليئة بالال ليغدق عليهن الدايا ‪..‬‬ ‫ذلك ‪..‬‬
‫ول تظنن أنه أوت وسامة أو جالً ‪ ..‬كل ‪ ..‬فإن أسأل ال‬
‫لك أن ل تبتلى بالنظر إل وجهه !!‬ ‫باختصار ‪..‬‬
‫لكنـه كان يغلق فمـه على لسـان ‪ ..‬لو تكلم مـع حجـر‬ ‫وإذا البيب أتى بذنب واحد‬
‫لفلقه ‪ ..‬ولو سعه نر لدفّقه ‪..‬‬ ‫جاءت ماسنه بألف شفيع‬
‫فكان ي صطاد الفتيات بل سانه ا صطيادا ‪ ..‬بل ي سحرهن‬
‫‪.80‬الساحر ‪..‬‬
‫سحرا ‪..‬‬
‫الكلم ببلش ‪ ..‬يا أخي سَمّعنا كلمة حلوة ‪..‬‬
‫وحديثها السحر اللل لو أنه‬
‫هكذا بدأت السكينة تعاتب زوجها ‪..‬‬
‫ل ين قتل السلم التحرز‬
‫صـحيح هـو مـا قصـر معهـا فـ طعام ول لباس ‪..‬‬
‫إن طال ل يلل وإن هي أوجزت‬
‫ولكنه ل يكن يسحرها بعسول الكلم ‪!! ..‬‬
‫ود الحدث أنا ل توجز‬
‫يمع العقلء أن أهم صفات البائع الاهر أن يكون‬
‫ثلثةُ رجال سادة ف قوم هم‬ ‫أق بل يوما إل ر سول ال‬
‫ساحرا ف كلمه ‪ ..‬فيدد ‪ :‬من عيون ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫خل الساب علينا ‪ ..‬تعبك راحة ‪..‬‬
‫قيس بن عاصم ‪ ..‬والزبرقان بن بدر ‪ ..‬وعمرو بن الهتم‬
‫وتزيد قيمة البائع كلما زادت عباراته جا ًل ‪ ..‬فإن‬
‫‪..‬‬
‫أضاف إل ح سن العبارة جودة ف و صف ال سلعة‬
‫وكلهم من قبيلة تيم ‪..‬‬
‫‪ ..‬وقدرة على إقناع الزبون بالشراء ‪ ..‬صار قد‬
‫فبدؤوا يتفاخرون ‪..‬‬
‫اكتسب نورا على نور ‪..‬‬
‫فقال الزبرقان ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬أ نا سيد ت يم ‪ ..‬والطاع‬
‫وي مع الجربون أن من أ هم صفات ال سكرتي أن‬
‫فيهم ‪ ..‬والجاب فيهم ‪ ..‬أمنعهم من الظلم ‪ ..‬فآخذ لم‬
‫يكون لسـانه عذبا ‪ ..‬وعباراتـه حلوة ‪ ..‬فيطرب‬
‫بقوقهم ‪..‬‬
‫الساع بقوله ‪َ :‬سمْ ‪ ..‬أبشر ‪ ..‬نن ( خدّامينك )‬
‫ث أشار إل السيد الخر عمرو بن الهتم ‪ ..‬وقال ‪ :‬وهذا‬
‫‪..‬‬
‫يعلم ذاك ‪..‬‬
‫ورباـ شغفـت زوجـة بزوجهـا حبا ‪ ..‬وهـو كثيـ‬
‫فأثن عمرو عليه وقال ‪ :‬وال يا رسول ال ‪ ..‬إنه لشديد‬
‫البخل قليل المال ‪ ..‬لكنه يسحرها بعباراته ‪..‬‬
‫العارضة ‪ ..‬مانع لانبه ‪ ..‬مطاع ف ناديه ‪..‬‬
‫أذكر أن شابا مراهقا كان مغرما بغازلة الفتيات ‪..‬‬
‫ث سكت عمرو ‪..‬‬

‫‪207‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫النصار الذين قاتلوا مع النب ‪ t‬ف بدر ث قتلوا ف أحد‬ ‫ـب الزبرقان ‪ ..‬وودّ لو لن عمروا زاد ف ـ‬
‫فغضـ‬
‫ـروا فــ الندق ‪ ..‬ول زالوا معــه يقاتلون‬
‫‪ ..‬وحوصـ‬ ‫الثناء ‪ ..‬وظن أنه حسده على سيادته ‪..‬‬
‫ويُقتَلون ‪ ..‬ح ت فتحوا م عه م كة ‪ ..‬ث مضوا إل معر كة‬ ‫فقال الزبرقان ‪ :‬وال يا ر سول ال ‪ ..‬ل قد علم ما‬
‫حني ‪..‬‬ ‫قال ‪ ..‬وما منعه أن يتكلم به إل السد ‪..‬‬
‫ففي الصحيحي ‪..‬‬ ‫فغضـب عمرو ‪ ..‬وقال ‪ :‬أنـا أحسـدك ؟!! فوال‬
‫أن القتال اشتـد أول العركـة ‪ ..‬وانكشـف الناس عـن‬ ‫إ نك لئ يم الال ‪ ..‬حد يث الال ‪ ..‬أح ق الوالد ‪..‬‬
‫رسول ال ‪ ..‬فإذا الزية تلوح أمام السلمي ‪..‬‬ ‫مضيع ف العشية ‪ ..‬وال يا رسول ال لقد صدقت‬
‫فالتفت ‪ e‬إل أصحابه ‪ ..‬فإذا هم يفرون من بي يديه ‪..‬‬ ‫في ما قلت أو ًل ‪ ..‬و ما كذ بت في ما قلت آخرا ‪..‬‬
‫فصاح بالنصار ‪..‬‬ ‫لكنـ رجـل رضيـت فقلت أحسـ َن مـا علمـت ‪..‬‬
‫يا معشر النصار ‪ ..‬فقالوا ‪ :‬لبيك يا رسول ال ‪..‬‬ ‫أقبحـ مـا وجدت ‪ ..‬ووال لقـد‬
‫فقلتـ َ‬
‫ُ‬ ‫وغضبـت‬
‫وعادوا إليه ‪ ..‬وصفوا بي يديه ‪..‬‬ ‫صدقت ف المرين جيعا ‪..‬‬
‫ول زالوا يدفعون العدو بسـيوفهم ‪ ..‬ويفدون رسـول ال‬ ‫مـن سـرعة حجتـه ‪ ..‬وقوة بيانـه ‪..‬‬ ‫فعجـب‬
‫‪ e‬بنحورهم ‪ ..‬حت فر الكفار وانتصر السلمون ‪..‬‬ ‫ومهارات لسانه ‪..‬‬
‫وبعدما انتهت العركة‪ ..‬وجعت الغنائم بي يدي النب ‪e‬‬ ‫فقال ‪ :‬إن مـن البيان لسـحرا ‪ ..‬إن مـن البيان‬
‫‪ ..‬أخذوا ينظرون إليها ‪..‬‬ ‫لسحرا (‪.. )91‬‬
‫وأحدهم يتذكر أولده الوعى ‪ ..‬وأهلَه الفقرا ‪ ..‬ويرجو‬ ‫فكـن مبدعا فـ مهارات لسـانك ‪ ..‬فلو قال لك ‪:‬‬
‫أن يناله من هذه الغنائم شيء يوسع به عليهم ‪..‬‬ ‫ناولن القلم ‪ ..‬قل ‪ :‬من عيون ‪ ..‬تفضل ‪..‬‬
‫فبينما هم على ذلك ‪..‬‬ ‫ـا فلن عندي طلب ‪ :‬اطلب‬
‫ـن يـ‬
‫ولو قال ‪ ..‬لكـ‬
‫فإذا برسول ال ‪ .. e‬يدعو القرع بن حابس ‪ -‬ما أسلم‬ ‫عيون ‪َ ..‬س ْم ‪..‬‬
‫إل ق بل أيام ف ف تح م كة ‪ ..‬فيعط يه مائة من ال بل ‪ ..‬ث‬ ‫أريـد منـك خدمـة ‪ :‬تفضـل ‪ ..‬خدمنـا أناسـا مـا‬
‫يدعو أبا سفيان ويعطيه مائة من البل ‪..‬‬ ‫يساوون أثر رجليك ‪..‬‬
‫ول يزال يقسـم النعـم ‪ ..‬بيـ أقوام ‪ ..‬مـا بذلوا بذل‬ ‫مارس هذا ال سلوب الذي يدغدغ الشا عر ‪ ..‬مع‬
‫النصار ‪ ..‬ول جاهدوا جهادهم ‪ ..‬ول ضحوا تضحيتهم‬ ‫أمك ‪ ..‬نعم أسعها كلمات رقيقة لينة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫مع أبيك ‪ ..‬زوجتك ‪ ..‬أولدك ‪ ..‬زملئك ‪..‬‬
‫فلما رأى النصار ذلك ‪..‬‬ ‫فهذا السـلوب ل يسـرك شيئا ‪ ..‬وتسـحر بـه‬
‫قال بعضهم لبعض ‪ :‬يغفر ال لرسول ال ‪ ..‬يعطي قريشا‬ ‫الخرين ‪ ..‬وتزيل ما ف نفوسهم ‪..‬‬
‫ويتركنا ‪ ..‬وسيوفنا تقطر من دمائهم ‪..‬‬ ‫وانظر إل حال النصار ‪ y‬بعد معركة حني ‪..‬‬
‫فل ما رأى سيدهم سعد بن عبادة ‪ t‬ذلك ‪ ..‬د خل على‬
‫( ) رواه الاكم ف الستدرك ‪ ،‬وأصله ف الصحيحي‬ ‫‪91‬‬

‫‪208‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫صدّقتم ‪..‬‬
‫صدَقتم ول ُ‬
‫قال ‪ :‬أما وال لو شئتم لقلتم ‪ ..‬فل َ‬ ‫رسول ال ‪ .. e‬فقال ‪:‬‬
‫لو شئتـم لقلتـم ‪ :‬أتيتنـا مكذبا فصـدقناك ‪ ..‬ومذولً‬ ‫يا ر سول ال ‪ ..‬إن أ صحابك من الن صار وجدوا‬
‫فنصرناك ‪ ..‬وطريدا فآويناك ‪ ..‬وعائلً فواسيناك ‪..‬‬ ‫عليك ف أنفسهم ‪ ..‬قال ‪ :‬وما ذاك ؟!!‬
‫ث قال ‪ :‬يا معشر النصار ‪ ..‬أوجدت على رسول ال ف‬ ‫قال ‪ :‬لاـ صـنعت فـ هذا الفـئ الذي أصـبت ‪..‬‬
‫أنفسكم ‪ ..‬ف لعاعة من الدنيا ‪ ..‬تألفت با قوما ليسلموا‬ ‫ق سمت ف قو مك ‪ ..‬وأعط يت عطايا عظاما ‪ ..‬ف‬
‫‪ ..‬ووكلتم ال إسلمكم ‪..‬‬ ‫قبائل العرب ‪..‬‬
‫إن قريشا حديثوا عهد باهلية ومصيبة ‪ ..‬وإن أردت أن‬ ‫ول يكن ف النصار منه شئ ‪..‬‬
‫أجبهم ‪ ..‬وأتألفهم ‪..‬‬ ‫فقال ‪ : e‬فأين أنت من ذلك يا سعد ؟‬
‫أل ترضون يا مع شر الن صار ‪ ..‬أن يذ هب الناس بالشاة‬ ‫قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬ما أنا إل امرؤ من قومي ‪..‬‬
‫والبعي ‪ ..‬وترجعون برسول ال ‪ e‬إل بيوتكم ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬فاجعـ ل قومـك‪ ..‬فلمـا اجتمعوا ‪ ..‬أتاهـم‬
‫لو سلك الناس واديا أو شعبا ‪ ..‬و سلكت الن صار واديا‬ ‫رسول ال ‪..‬‬
‫أو شعبا ‪ ..‬ل سلكت وادي الن صار ‪ ..‬أو ش عب الن صار‬ ‫فحمد ال وأثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪ :‬يا معشر النصار‬
‫‪..‬‬ ‫‪ ..‬ما قالة بلغتن عنكم ؟‬
‫فوالذي نفـس ممـد بيده ‪ ..‬إنـه لول الجرة ‪ ..‬لكنـت‬ ‫قالوا ‪ :‬أ ما رؤ ساؤنا يا ر سول ال فلم يقولوا شيئا‬
‫امرءا مـن النصـار ‪ ..‬اللهـم ارحـم النصـار ‪ ..‬وأبناء‬ ‫وأما ناس منا حديثة أسنانم فقالوا يغفر ال لرسول‬
‫النصار ‪ ..‬وأبناء أبناء النصار ‪..‬‬ ‫ال يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم‬
‫فبكـى القوم حتـ أخضلوا لاهـم ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬رضينـا‬ ‫‪..‬‬
‫برسول ال قَ سْما وحظا‪ ..‬ث انصرف رسول ال وتفرقوا‬ ‫فقال ‪ : e‬يـا معشـر النصـار ‪ ..‬أل تكونوا ضللً‬
‫‪..‬‬ ‫فهداكم ال ب ‪..‬‬
‫بل إ نك بالعبارات الميلة ت ستطيع أن تدر الناس أحيانا‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى ول ورسوله ‪ ..‬النة الفضل ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أل تكونوا عالة فأغناكـم ال ‪ ..‬وأعداءً فألف‬
‫ذكر أنه كان ف صعيد مصر رجل غن متسلط يسمونه "‬ ‫بي قلوبكم ‪..‬‬
‫البا شا " كان يلك فداد ين من الزارع ‪ ..‬كان متغطر سا‬ ‫قالوا ‪ :‬بلى ول ورسوله ‪ ..‬النة الفضل ‪..‬‬
‫يارس أصناف الذلل على الزارعي الصغار ‪..‬‬ ‫ث سكت ر سول ال ‪ .. e‬و سكتوا ‪ ..‬وانتظرَ ‪..‬‬
‫دارت الزمان دور ته فأ صاب أر ضه ما أتلف ها ‪ ..‬فأ صبح‬ ‫وانتظروا ‪..‬‬
‫فقيا بعد غن ‪ ..‬كسيا‬ ‫فقال ‪ :‬أل تيبون يا معشر النصار ‪..‬‬
‫جاع أولده و هو ل يس عنده م صدر يتك سب م نه ‪ ..‬ول‬ ‫قالوا ‪ :‬وباذا ني بك يا ر سول ال ‪ ..‬ول ولر سوله‬
‫يعرف صنعة غي الزراعة ‪ ..‬لكن أرضه تالفة ‪..‬‬ ‫النة والفضل ‪..‬‬

‫‪209‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال ‪ :‬اليوم سـوف أحرث الرض ‪ ..‬وعندي مراث يره‬ ‫فخرج يبحث عن عمل ‪ ..‬أي عمل ‪..‬‬
‫ثوران ‪ ..‬ثور أبيـض وثور أسـود ‪ ..‬والثور السـود اليوم‬ ‫أق بل على مزرعـة لحـد الفلحيـ الضعفاء الذيـن‬
‫مر يض ول ي ستطيع أن يع مل ‪ ..‬والثور الب يض ل يط يق‬ ‫ذاقوا من إذلله قديا ‪ ..‬د خل عل يه ‪ ..‬وقال ب كل‬
‫جر الرا ثة وحده ‪ ..‬فأريدك أن تقوم اليوم بوظي فة الثور‬ ‫مذلة ‪ :‬هل أ جد ع نك عملً ‪ ..‬أق طف الث مر ‪ ..‬أو‬
‫ال سود ‪ ..‬فأ نت قوي أي ها البا شا ‪ ..‬أ نت قائد ‪ ..‬أ نت‬ ‫أنقي البوب ‪ ..‬أو أقلم الشجار ‪ ..‬أو ‪..‬‬
‫رئيس ‪ ..‬تسي ف المام دائما ‪..‬‬ ‫فثار الزارع ف وجهه وقال ‪ :‬أ نت تع مل عندي !!‬
‫توجه الباشا بكل كبياء إل الراثة ‪ ..‬ووقف بانب الثور‬ ‫أنـت التكـب التغطرس ‪ ..‬المـد ل أن اسـتجاب‬
‫الب يض ‪ ..‬أق بل الزارع إل يه وبدأ بالثور الب يض ورب طه‬ ‫دعاءنا عليك وأذلك ‪ ..‬ث طرده من بستانه ‪..‬‬
‫بالبال لي جر الحراث ‪ ..‬ث تو جه إل البا شا و هو يردد‬ ‫مضى ير قدمي خيبته ‪ ..‬حت دخل بستانا آخر ‪..‬‬
‫قائلً ‪ :‬يا أح سن با شا ف العال ‪ ..‬يا قوي ‪ ..‬يا ب طل ‪..‬‬ ‫فإذا بفلح له معـه ذكريات أليمـة ‪ ..‬فطرده كمـا‬
‫والباشا يتلفت ف زهو ‪ ..‬ث ربط البال ف كتفي الباشا‬ ‫طرده الول ‪..‬‬
‫‪ ..‬وركب هو على الراثة معه السوط !! وصاح ‪ :‬امش‬ ‫مضى الباشا ( !! ) السكي ل يلوي على شيء ‪..‬‬
‫‪ ..‬وضرب ظهـر الثور فتحرك ‪ ..‬وترك الباشـا يرـ‬ ‫ول يريد أن يرجع إل أولده خاليا ‪..‬‬
‫الحراث ‪ ..‬والفلح يردد ‪ :‬جيل يا باشا ‪ ..‬متاز يا ملك‬ ‫مـر على مزرعـة لفلح ثالث ‪ ..‬فدخـل ليجرب‬
‫‪ ..‬ويضرب ظهر الثور ‪ ..‬ويصيح أقوى يا باشا ‪ ..‬أحسن‬ ‫حظه معه ‪..‬‬
‫يا باشا ‪..‬‬ ‫رآه الفلح فانبهر ‪ ..‬وقد ذاق أيضا من إذلله من‬
‫والباشا السكي ل يتعود على ذلك ‪ ..‬لكنه كان ير بكل‬ ‫قبل ‪ ..‬قال الباشا ‪ :‬أنا أبث عن عمل ‪ ..‬أولدي‬
‫قوته ‪ ..‬من الصباح حت غابت الشمس ‪ ..‬وكأنه غائب‬ ‫جوعى ‪..‬‬
‫العقل ‪..‬‬ ‫فأراد الفلح أن يذله ‪ ..‬وأن ينتقـم منـه بأسـلوب‬
‫فل ما انت هى فك الفلح ع نه البال ‪ ..‬و هو يقول ‪ :‬وال‬ ‫ذكي ‪..‬‬
‫شغلك جيل يا باشا ‪ ..‬هذا أحسن يوم مر علي يا باشا ‪..‬‬ ‫فقال له ‪ :‬أهلً أي ها البا شا !! نورت ب ستان !! من‬
‫ث بضع جنيهات ‪ ..‬ومضى الباشا إل بيته ‪..‬‬ ‫مثلي اليوم الباشـا الكـبي يدخـل أرضـي !! أنـت‬
‫دخـل على أولده ‪ ..‬وقـد تقرحـت كتفاه ‪ ..‬وسـالت‬ ‫الباشا الكبي ‪ ..‬أنت الباشا الوجيه !! أنت ‪..‬‬
‫الدماء مـن أسـفل قدميـه ‪ ..‬والعرق يغرق ثيابـه ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫وجعـل يدّره بذه العبارات ‪ ..‬حتـ صـار الباشـا‬
‫لكنه ل يزال منتشيا مدرا ‪..‬‬ ‫منوما تنويا مغناطيسيا !!‬
‫ل ‪..‬‬
‫سأله أولده ‪ :‬هاه ‪ ..‬هل وجدت عم ً‬ ‫ثـ قال الفلح ‪ :‬مرحبا وأهلً ‪ ..‬عندي عمـل ‪..‬‬
‫فقال ‪ -‬بكل فخر ‪ : -‬نعم ‪ ..‬أنا الباشا ‪ ..‬كيف ل أجد‬ ‫لكن ل أدري هل يناسبك أم ل ؟‬
‫عملً ‪..‬‬ ‫قال الباشا ‪ :‬وما هو ؟‬

‫‪210‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كن ماهرا ف الروج من الوقف ‪ ..‬فإذا طلب منك أحد‬ ‫فقالوا ‪ :‬فماذا اشتغلت ؟!‬
‫شيئا ول ت ستطع قضاءه فعلى ال قل رده بعبارات جيلة ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬اشتغلت ‪ ..‬هاه !! اشتغلت !!‬
‫كما قال ‪:‬‬ ‫وبدأ يصحو من تديره ‪ ..‬ويدرك ما أصابه ‪..‬‬
‫ل خ يل عندك تدي ها ول مال *** فلي سعد الن طق إن ل‬ ‫قال ‪ :‬اشتغلت ثورا !!!‬
‫تسعد الال‬
‫فلو علم شخص بأنك ستسافر إل مدينة معينة ‪ ..‬فحاءك‬ ‫قرار ‪..‬‬
‫وقال ‪ :‬أريدك أن تشتري ل حا جة من الدي نة ال ت أ نت‬ ‫اختر أطيب الكلم كما تتار أطيب الثمر ‪..‬‬
‫م سافر إلي ها ‪ ..‬وأ نت ل رغ بة لك ف قضاء حاج ته لي‬
‫‪.81‬فليسعد النطق إن ل تسعد الال !!‬
‫سبب ‪ ..‬فكيف تيب ؟‬
‫من أحرج الواقف أن يقصدك صاحب حاجة ‪ ..‬ث‬
‫فلي سعد الن طق إن ل تسعد الال ‪ ..‬قل له ‪ :‬وال يا فلن‬
‫يرجع خائبا غي مقضية حاجته ‪..‬‬
‫أخدمك بعيون ‪ ..‬وأنت أحب إلّ من أناس كثي ‪ ..‬لكن‬
‫نعـم قضاء حاجات الناس طاعـة عظيمـة ‪ ..‬ولو ل‬
‫أخ شى أن يض يق وق ت ‪ ..‬وعندي ب عض الظروف تنع ن‬
‫يكـن فيهـا إل قوله ‪ : e‬لئن أمشـي مـع أخـي فـ‬
‫من إحضارها ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫حاجة حت أثبتها له ‪ ،‬أحب إل من أن أعتكف ف‬
‫ولو دعاك إل وليمة وأردت أن تعتذر وخشيت أن يد ف‬
‫مسجدي هذا شهرا " (‪ )92‬لكفى ف فضلها ‪..‬‬
‫نفسـه عليـك ‪ ..‬فقدم مقدمات ‪ ..‬قـل – مثلً – أنـا مـا‬
‫لكن بعض الاجات يصعب قضاؤها ‪ ..‬فليس كل‬
‫أع تبك إل كوا حد من إخوا ن ‪ ..‬وأ نت من أغلى الناس‬
‫من طلب م نك أن ت سلفه ما ًل قدرت على إعطائه‬
‫إل قلب ‪ ..‬لكن مشغول الليلة ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫وأنت ل تكذب فقد يكون شغلك هذا جلسة مع أولدك‬
‫ول كـل مـن طلب منـك مرافقتـه فـ سـفر قدرت‬
‫‪ ..‬أو قراءة ف كتاب ‪ ..‬أو نوم !! فهي كلها أشغال ‪..‬‬
‫على تلبية طلبه ‪..‬‬
‫وقد كان ممد ‪ e‬يلك الناس بأخلق يأسر با قلوبم ‪..‬‬
‫ول كل من طلب حا جة م عك كقلم أو ساعة أو‬
‫ان ظر إليه عليه ال سلم ‪ ..‬وقد جلس مع أ صحابه الكرام‬
‫غيها ‪ ..‬استطعت إعطاءها له ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫ـر الناس إذا ل تلبّـ حاجاتمـ‬
‫والشكلة أن أكثـ‬
‫فحدثهم عن البيتِ الرام ‪ ..‬وفضلِ العمرة والحرام ‪..‬‬
‫وجدوا عليـك فـ أنفسـهم ‪ ..‬وقـد يذمونـك فـ‬
‫فطارت أفئدتم شوقا إل ذاك القام ‪..‬‬
‫الجالس ‪ ..‬ويتهمونــك تارة بالبخــل ‪ ..‬وتارة‬
‫فأمرهم بالتجهز للرحيل إليه ‪ ..‬وحثهم على التسابق عليه‬
‫بالنانية ‪ ..‬وتارة ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫إذن ما العمل ؟!‬
‫فما لبثوا أن تهزوا ‪ ..‬وحلوا سلحهم وترزوا ‪..‬‬
‫فخرج ‪ e‬مـع ألف وأربعمائة مـن أصـحابه ‪ ..‬مهليـ‬
‫( )‬ ‫‪92‬‬

‫‪211‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫شاب يسي على الرمضاء ‪ ..‬يرفل ف قيوده ‪ ..‬وهو يصيح‬ ‫بالعمرة ملبي ‪ ..‬يتسابقون إل البلد المي ‪..‬‬
‫‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬فنظروا إليه ‪ ..‬فإذا هو أبو جندل ولد‬ ‫فلما اقتربوا من جبال مكة ‪..‬‬
‫سهيل بن عمرو ‪ ..‬وكان قد أسلم فعذبه أبوه وحبسه ‪..‬‬ ‫بر كت الق صواء ‪ -‬نا قة ال نب عل يه ال سلم ‪.. -‬‬
‫فلما سع بالسلمي ‪ ..‬تفلت من البس وأقبل ير قيوده‬ ‫فحاول أن يبعثها لتسي ‪ ..‬فأبت عليه ‪..‬‬
‫‪ ..‬تسيل جراحه دما ‪ ..‬وتفيض عيونه دمعا ‪..‬‬ ‫فقال الناس ‪ :‬خلت القصـواء ‪ ( ..‬أي عصـت )‬
‫ث ر مى ب سده التهالك ب ي يدي ال نب ‪.. e‬وال سلمون‬ ‫فقال ‪: e‬‬
‫ينظرون إليه ‪..‬‬ ‫ما خلت الق صواء ‪ ..‬و ما ذاك ل ا بلق ‪ ..‬ول كن‬
‫فل ما رآه سهيل ‪ ..‬غ ضب !! ك يف تفلت هذا الف ت من‬ ‫حبسها حا بس الفيل ( يع ن ف يل أبرهة ل ا أق بل به‬
‫حب سه ‪ ..‬ث صاح بأعلى صوته ‪ :‬هذا يا م مد أول من‬ ‫مع جيش من اليمن يريد هدم الكعبة فحبسهم ال‬
‫أقاضيك عليه أن ترده إل ‪..‬‬ ‫عن ذلك ) ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬إنا ل نقض الكتاب بعد ‪..‬‬ ‫ثـ قال ‪ : J‬والذي نفسـي بيده ل يسـألون خطـة‬
‫قال ‪ :‬فوال إذا ل أصالك على شيء أبدا ‪..‬‬ ‫يعظمون فيها حرمات ال ‪ ..‬إل أعطيتهم إياها ‪..‬‬
‫فقال ‪ : e‬فأجزه ل ‪ ..‬قال ‪ :‬مـا أنـا بجيزه لك ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫ث زجر ها فوث بت ‪ ..‬فتو جه إل م كة ‪ ..‬ح ت نزل‬
‫بلى فاف عل ‪ ..‬قال ‪ :‬ما أ نا بفا عل ‪ ..‬ف سكت ال نب ‪.. e‬‬ ‫بالديبية قريبا من م كة ‪ ..‬فتسامع به كفار قريش‬
‫وقام سـهيل سـريعا إل ولده يره بقيوده ‪ ..‬وأبـو جندل‬ ‫‪ ..‬فخرج إليه كبارهم ليدوه عن مكة ‪ ..‬فأب إل‬
‫يصيح ويستغيث بالسلمي ‪ ..‬يقول ‪:‬‬ ‫أن يدخلها معتمرا ‪..‬‬
‫أي معشر السلمي أرد إل الشركي وقد جئت مسلما ‪..‬‬ ‫فما زالت البعوث بينه وبي قريش‪..‬حت أقبل عليه‬
‫أل ترون ما قد لقيت من العذاب ‪ ..‬ول زال يستغيث بم‬ ‫سهيل بن عمرو ‪..‬‬
‫حت غاب عنهم ‪..‬‬ ‫فصــــال النــــب ‪ e‬على أن يعودوا إل‬
‫والسـلمون تذوب أفئدتمـ حزنا عليـه ‪ ..‬فتـ فـ ريعان‬ ‫الدينة‪..‬ويعتمروا ف العام القادم‪..‬‬
‫الشباب ‪ ..‬يُشدد عليه العذاب ‪..‬‬ ‫ث كتبوا بينهم صلحا عاما ‪ ..‬وفيه ‪:‬‬
‫وينقل من العيش الرغيد ‪ ..‬إل البلء الشديد ‪..‬‬ ‫اشترط سـهيل ‪ :‬أنـه ل يرج مـن مكـة مسـلم‬
‫و هو ا بن سيد من ال سادات‪..‬طال ا تن عم باللذات‪..‬وتلذذ‬ ‫مستضعف يريد الدينة ‪ ..‬إل ُردّ إل مكة ‪ ..‬أما من‬
‫بالشهوات ‪..‬‬ ‫خرج من الدينة وجاء إل مكة مرتدا إل الكفر ‪..‬‬
‫ث ير أمام السلمي بقيوده ‪ ..‬ليعاد إل سجنه وحديده ‪..‬‬ ‫فيُقبل ف مكة ‪..‬‬
‫وهـم ل يلكون له شيئا ‪ ..‬مضـى أبـو جندل إل مكـة‬ ‫فقال ال سلمون ‪ :‬سبحان ال !! من جاء نا م سلما‬
‫وحيدا ‪ ..‬يسـأل ربـع الثبات على الديـن ‪ ..‬والعصـمة‬ ‫نرده إل الكافرين !! كيف نرده إل الشركي وقد‬
‫واليقي ‪ ..‬أما السلمون فقد رجعوا مع رسول ال ‪ e‬إل‬ ‫جاء مسلما ‪ ..‬فبينما هم كذلك إذ أقبل عليهم ‪..‬‬

‫‪212‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذا ف الوس والزرج يوما إل الليل ‪..‬‬ ‫الدينـة ‪ ..‬وهـم فـ حنـق شديـد على الكافريـن ‪..‬‬
‫فقال له أبـو بصـي ‪ :‬وال إنـ لرى سـيفك هذا يـا فلن‬ ‫وحزن على السـلمي السـتضعفي ‪ ..‬ثـ اشتـد‬
‫جيدا ‪ ..‬فقال ‪ :‬أ جل وال إ نه ل يد ل قد جر بت به ‪ ..‬ث‬ ‫العذاب على الضعفاء ف م كة ‪ ..‬ح ت ل يطيقوا له‬
‫جربت ‪ ..‬فقال أبو بصي ‪ :‬أرن أنظر إليه ‪ ..‬فناوله إياه ‪..‬‬ ‫احتمالً ‪..‬‬
‫ف ما كاد ال سيف ي ستقر ف يده ‪ ..‬ح ت رف عه ث هوى به‬ ‫فبدأ أبــو جندل ‪ ..‬وصــاحبه أبــو بصــي ‪..‬‬
‫على رقبـة الر جل فأطار رأسـه ‪ ..‬فلمـا رجـع ال خر مـن‬ ‫والسـتضعفون فـ مكـة ‪ ..‬ياولون التفلت مـن‬
‫حاجته ‪..‬‬ ‫قيودهم ‪..‬‬
‫رأى جسـد صـاحبه مزقا ‪ ..‬مند ًل مزقا ‪ ..‬ففزع ‪ ..‬وفرّ‬ ‫ح ت ا ستطاع أ بو ب صي ‪ t‬أن يهرب من حب سه ‪..‬‬
‫حت أتى الدينة ‪ ..‬فدخل السجد يعدو ‪..‬‬ ‫فمضـى مـن سـاعته إل الدينـة ‪ ..‬يمله الشوق ‪..‬‬
‫ل ‪ ..‬فزعا ‪ ..‬قال ‪ :‬لقـد رأى هذا ذعرا‬
‫فلمـا رآه ‪ e‬مقب ً‬ ‫ويدوه ال مل ‪ ..‬ف صحبة ال نب ‪ e‬وأ صحابه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫مضـى يطوي قفار الصـحراء ‪ ..‬تترق قدماه على‬
‫فل ما و قف ب ي يد يه ‪ e‬صاح من شدة الفزع ‪ ..‬قال ‪:‬‬ ‫الرمضاء ‪..‬‬
‫قُتِل وال صاحب ‪ ..‬وإن لقتول ‪..‬‬ ‫حت وصل الدينة ‪ ..‬فتوجه إل مسجدها ‪ ..‬فبينما‬
‫فلم يلبث أن دخل عليهم أبو بصي ‪ ..‬تلتمع عيناه شررا‬ ‫النب ‪ e‬ف السجد مع أصحابه ‪ ..‬إذ دخل عليهم‬
‫‪ ..‬والسيف ف يده يقطر دما ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫أ بو ب صي ‪ ..‬عل يه أث ُر العذاب ‪ ..‬ووعثاءُ ال سفر ‪..‬‬
‫يا نب ال ‪ ..‬قد أو ف ال ذم تك ‪ ..‬قد رددت ن إلي هم ث‬ ‫وهو أشعث أغب ‪..‬‬
‫أنان ال منهم ‪ ..‬فضمن إليكم ‪ ..‬قال ‪ :‬ل ‪..‬‬ ‫فمـا كاد يلتقـط أنفاسـه ‪ ..‬حتـ أقبـل رجلن مـن‬
‫فصاح أبو بصي بأعلى صوته ‪ ..‬قال ‪ :‬أو ‪ ..‬يا رسول ال‬ ‫كفار قريش فدخل السجد ‪ ..‬فلما رآها أبو بصي‬
‫‪ ..‬أعطن رجا ًل أفتح لك مكة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فزع واضطرب ‪ ..‬وعادت إليـه صـورة العذاب‬
‫فأعجب النب ‪ e‬بشجاعته ‪ ..‬لكنه ل يستطيع أن ينفذ له‬ ‫‪ ..‬فإذا هاـ يصـيحان ‪ ..‬يـا ممـد ‪ ..‬رده إلينـا ‪..‬‬
‫طلبه فبينه وبي أهل مكة عهد ‪..‬‬ ‫العهدُ الذي جعلت لنـا ‪ ..‬فتذكـر النـب ‪ e‬عهده‬
‫لكنه ‪ e‬أراد أن يرده بلطف ‪ ..‬فليسعد النطق إن ل يسعد‬ ‫لقريش أن يرد إليهم من يأتيه من مكة ‪ ..‬فأشار إل‬
‫الال ‪..‬‬ ‫أ ب ب صي ‪ ..‬أن يرج من الدي نة ‪ ..‬فخرج معه ما‬
‫التفـت ‪ e‬إل أصـحابه وقال مادحا لبـ بصـي ‪ :‬ويـل‬ ‫أبـو بصـي ‪ ..‬فلمـا جاوزا الدينـة ‪ ..‬نزل لطعام ‪..‬‬
‫أمه !! مسعّر حرب لو كان معه رجال ‪..‬‬ ‫وجلس أحدها عند أب بصي ‪..‬‬
‫فكا نت هذه الكلمات بثا بة التخف يف والعتذار من أ ب‬ ‫وغاب الخر ليقضي حاجته ‪..‬‬
‫بصي ‪..‬‬ ‫فأخرج القاعد عند أب بصي سيفه ‪ ..‬ث أخذ يهزه‬
‫وظل أبو بصي واقفا عند باب السجد ينتظر إذن النب ‪e‬‬ ‫‪ ..‬ويقول م ستهزءا بأ ب ب صي ‪ :‬لضر بن ب سيفي‬

‫‪213‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ينصر ‪..‬‬ ‫له بالكوث ف الدينة ‪..‬‬
‫فل ما دخلوا عل يه وأ خبوه أن ال نب ‪ ε‬أذن ل م ب سكن‬ ‫لكنـه ‪ ε‬تذكـر عهده مـع قريـش فأمـر أبـا بصـي‬
‫الدينـة ‪ ..‬وأن غربتهـم انتهـت ‪ ..‬وحاجتهـم قضيـت ‪..‬‬ ‫بالروج من الدينة ‪ ..‬فسمع أبو بصي وأطاع ‪..‬‬
‫ونفوسهم أمنت ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬وما حل ف نفسه على الدين ‪ ..‬ول انقلب‬
‫فاستبشر أبو بصي ‪ ..‬ث قال وهو يصارع الوت ‪ :‬أرون‬ ‫عدوا للمسلمي ‪..‬‬
‫كتاب رسول ال ‪ .. ε‬فناولوه إياه ‪..‬‬ ‫ف هو ير جو ما ع ند الل يم الكر ي ‪ ..‬من الثواب‬
‫فأخذه فقبله ‪ ..‬ث جعله على صدره ‪ ..‬وقال ‪ :‬أش هد أن‬ ‫العظ يم ‪ ..‬الذي من أجله ترك أهله ‪ ..‬وفارق ولده‬
‫ل إله إل ال ‪ ..‬وأش هد أن ممدا ر سول ال ‪ ..‬أش هد أن‬ ‫‪ ..‬وأتعب نفسه ‪ ..‬وعذب جسده ‪..‬‬
‫ل إله إل ال ‪ ..‬وأش هد أن ممدا ر سول ال ‪ ..‬ث ش هق‬ ‫خرج أبو بصي من الدينة ‪ ..‬فاحتار أين يذهب ‪..‬‬
‫ومات ‪..‬‬ ‫ففـي مكـة عذاب وقيود ‪ ..‬وفـ الدينـة مواثيـق‬
‫فرحـم ال أبـا بصـي ‪ ..‬وصـلى على نـب الرحةـ وسـلم‬ ‫وعهود ‪..‬‬
‫تسليما كثيا ‪..‬‬ ‫فمضـى إل سـيف البحـر قريبا مـن جدة ‪ ..‬فنل‬
‫و من ال سعاد بالن طق وال سحر بالكلم ‪ ..‬أن ترا عي من‬ ‫هناك ‪ ..‬فـ صـحراء قاحلة ‪ ..‬ل أنيـس فيهـا ول‬
‫معك إذا جاملك ‪ ..‬وتتلطف معه ‪..‬‬ ‫جليس ‪..‬‬
‫ذكر أن امرأة فقية اضطجعت بانب زوجها على فراش‬ ‫فت سامع به ال سلمون ال ستضعفون ب كة ‪ ..‬فعلموا‬
‫عت يق ‪ ..‬ف كوخ قد ي ‪ ..‬جدرا نه مرق عة ‪ ..‬و سقفه من‬ ‫أنه باب فرج انفتح لم ‪ ..‬فالسلمون ف الدينة ل‬
‫جذوع النخل ‪..‬‬ ‫يقبلونم ‪ ..‬والكفار ف مكة يعذبونم ‪..‬‬
‫فجالت ببصـرها تنظـر إل جدران بيتهـا ‪ ..‬ثـ ركّزت‬ ‫فتفلت أبو جندل من قيوده ‪ ..‬فلحق بأب بصي ‪..‬‬
‫بصرها إل السقف ‪ ..‬وسرحت بفكرها بعيدا ‪ ..‬ث قالت‬ ‫ث جعل السلمون يتوافدون إليه ف مكانه ‪ ..‬حت‬
‫‪:‬‬ ‫كثر عددهم ‪ ..‬واشتدت قوتم ‪..‬‬
‫تدري ماذا أتن ؟‬ ‫ـش ‪ ..‬إل‬
‫فجعلت ل تر ـ بم ـ قافلة تارة لقريـ‬
‫قال ‪ :‬هاه !! ماذا تتمني ؟‬ ‫اعترضوا لا ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬أتن أن نلك بيتا كبيا تسعد ف يه مع أولدك ‪..‬‬ ‫فل ما ك ثر ذلك على قر يش ‪ ..‬أر سلوا إل ال نب ‪ε‬‬
‫وتدعو إليه أصدقاءك ‪ ..‬ونلك سيارة فارهة ‪ ..‬ترتاح إذا‬ ‫ناشدو نه بال أن يضم هم إل يه ‪ ..‬فأر سل ال نب ‪ε‬‬
‫سقتها ‪ ..‬ويزيد راتبك ضعفي حت تسدد ديونك ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫إليهم أن يأتوا الدينة ؟ فلما وصل إليهم الكتاب ‪..‬‬
‫وم ضت ال سكينة ت سرد له بماس أ سباب ال سعادة ال ت‬ ‫استبشروا وفرحوا ‪..‬‬
‫تتمناها له ‪..‬‬ ‫ل كن أ با ب صي كان قد أل به مرض الوت ‪ ..‬و هو‬
‫والر جل غارق ف أحلم خيب ته ‪ ..‬يائس من صلح حاله‬ ‫يردد قائلً ‪ :‬رب العلي الكب من ينصر ال فسوف‬

‫‪214‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نعود إل أصـل كلمنـا ‪ ..‬كيـف تعـل الدعاء مهارة فـ‬ ‫‪ ..‬ل يلك أية مهارة من مهارات الكلم ‪..‬‬
‫كسب قلوب الناس ‪..‬؟‬ ‫فلما تعبت قالت له ‪ :‬وأنت ماذا تتمن ؟!‬
‫الناس عموما يبون الدعاء لم ‪ ..‬حت عند السلم عليهم‬ ‫فنظـر إل السـقف طويلً ثـ قال ‪ :‬أتنـ أن ينطلق‬
‫ولقائهم يفرحون إن دعوت لم ‪..‬‬ ‫جذع من هذا ال سقف وي قع على رأ سك فيق سمه‬
‫فمع قولك ‪ :‬كيف الال وما الخبار ؟ أضف إليها ‪ :‬ال‬ ‫نصفي ‪..‬‬
‫يرسك ‪ ..‬ال يعلك مباركا ‪ ..‬ال يثبت قلبك ‪..‬‬
‫ول تكن عبارات دعائك مستهلكة أو اعتيادية مثل ‪ :‬ال‬ ‫حديث ‪..‬‬
‫يوفقـك ‪ ..‬ال يفظـك ‪ ..‬نعـم هـي دعاء حسـن لكـن‬ ‫‪ :‬ما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال‬ ‫سألوه‬
‫السامع اعتاد عليه حت ل يعد يرن ف أذنه عند ساعه ‪..‬‬ ‫‪ :‬هذا وهذا ‪ ..‬يعن الفرج واللسان‬
‫وإن قابلت أحدا م عه أولده ‪ ..‬فادع ل م و هو ي سمع ‪..‬‬
‫‪.82‬الدعاء ‪..‬‬
‫ال يقر بم عينك ‪ ..‬ال يمع شلكم ‪ ..‬ال يرزقك برهم‬
‫ل أعنـ هنـا الكلم عـن فضـل الدعاء ‪ ..‬وآدابـه‬
‫‪ ..‬ونو ذلك ‪..‬‬
‫وشروط إجابته ‪..‬‬
‫أنـا أحكـي هذا عـن تربـة ‪ ..‬لقـد جربتـه كثيا كثيا ‪..‬‬
‫فهذا ليـس له علقـة مباشرة باـ نناقشـه هنـا وهـو‬
‫فرأيته يسلب قلوب الناس سلبا ‪..‬‬
‫مهارات التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫دع يت ف ليلة من ليال ش هر رمضان ق بل سنتي إل لقاء‬
‫وإن ا أع ن ‪ :‬ك يف ت عل الدعاء مهارة ف ك سب‬
‫مباشر ف إحدى القنوات الفضائية ‪..‬‬
‫الناس ؟‬
‫كان اللقاء حول أحوال العبادة فـــ رمضان ‪ ..‬وكان‬
‫ومن ذلك أن تدعو ال أيضا أن يهديك إل أحسن‬
‫انعقاد اللقاء ف مكة الكرمة ف غرفة بأحد الفنادق مطلة‬
‫الخلق ‪ ..‬كما كان البيب ‪ e‬يدعو قائلً ‪:‬‬
‫على الرم ‪ ..‬كنـا نتحدث عـن رمضان ‪ ..‬والشاهدون‬
‫(اللهم لك المد ‪ ..‬ل إله إل أنت ‪ ..‬سبحانك‬
‫يرون مـن خلل النافذة التـ خلفنـا العتمريـن والطائفيـ‬
‫وبمدك ‪ ..‬ظلمت نفسي ‪ ..‬واعترفت بذنب ‪..‬‬
‫خلفنا على الواء مباشرة ‪..‬‬
‫فاغفر ل ذنوب ‪ ..‬ل يغفر الذنوب إل أنت ‪..‬‬
‫كان النظــر مهيبا ‪ ..‬والكلم مؤثرا ‪ ..‬حتــ إن مقدم‬
‫اهدنـ لحسـن الخلق ‪ ..‬ل يهدي لحسـنها إل‬
‫البنامج رق قلبه وبكى أثناء اللقة ‪..‬‬
‫أنت ‪..‬‬
‫كان ال و إيانيا ‪ ..‬ما أف سده علي نا إل أ حد ال صورين !!‬
‫واصـرف عنـ سـيئها ‪ ..‬إنـه ل يصـرف سـيئها إل‬
‫كان يسـك كاميا التصـوير بيـد ‪ ..‬واليـد الثانيـة فيهـا‬
‫أنت ‪..‬‬
‫سيجارة ‪ ..‬وكأ نه ير يد أن ل تض يع عل يه ل ظة من ل يل‬
‫(‪)93‬‬
‫لبيك وسعديك والي بيديك ‪.. ) ..‬‬
‫رمضان إل وقد أشبع رئتيه سيجارا !!‬
‫أزعجن هذا كثيا ‪ ..‬وخنقن وصاحب الدخان ‪ ..‬لكن ل‬
‫( ) أخرجه أبو عوانة‬ ‫‪93‬‬

‫‪215‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قلت أفل تتمن أن يعطيك ال ما يعطيهم ؟ قال ‪ :‬بلى ‪..‬‬ ‫ي كن بد من ال صب ‪ ..‬فاللقاء مبا شر ‪ ..‬و ما حيلة‬
‫قلت ‪ :‬ارفع يديك ‪ ..‬وسأدعو لك ‪.‬ز أمن على دعائي ‪..‬‬ ‫الضطر إل ركوبا !!‬
‫رفعت يدي وقلت ‪ :‬اللهم اغفر له ‪ ..‬قال ‪ :‬آمي ‪ ..‬قلت‬ ‫مضت ساعة كاملة ‪ ..‬وانتهى اللقاء بسلم ‪..‬‬
‫‪ :‬اللهم ارفع درجته واجعه مع أحبابه ف النة ‪ ..‬اللهم ‪..‬‬ ‫أقبـل إلّ الصـور ‪ -‬والسـيجارة فـ يده ‪ -‬شاكرا‬
‫ول زلت أدعو حت رق قلبه وبكى ‪ ..‬وأخذ يردد ‪ :‬آمي‬ ‫مثنيا ‪ ..‬فشددت على يده وقلت ‪ ..‬وأنــت أيضا‬
‫‪ ..‬آمي ‪..‬‬ ‫أشكرك على مشاركتك ف تصوير البامج الدينية‬
‫فلمـا أردت أن أختـم الدعاء ‪ ..‬قلت ‪ :‬اللهـم إن ترك‬ ‫‪ ..‬ول إليك كلمة لعلك تقبلها ‪ ..‬قال ‪ :‬تفضل ‪..‬‬
‫التدخي فاستجب هذا الدعاء وإن ل يتركه فاحرمه منه ‪..‬‬ ‫تفضل ‪..‬‬
‫فانف جر الر جل باكيا ‪ ..‬وغ طى وج هه بيد يه وخرج من‬ ‫قلت ‪ :‬الدخان والسـجا ‪ ..‬فقاطعنـ ‪ :‬ل تنصـحن‬
‫الغرفة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وال ما فيه فائدة يا شيخ ‪..‬‬
‫مضـت عدة شهور ‪ ..‬فدعيـت إل مقـر تلك القناة للقاء‬ ‫قلت ‪ :‬ط يب ا سع م ن ‪ ..‬أ نت تعلم أن ال سجاير‬
‫مباشر ‪..‬‬ ‫حرام وأن ال يقول ‪ ..‬فقاطعنـ مرة أخرى ‪ :‬يـا‬
‫فلما دخلت البن فإذا برجل بدين يقبل عليّ ث ‪ ..‬يسلم‬ ‫شيخ ل تضع وقتك ‪ ..‬أنا مضى ل أكثر من أربعي‬
‫علي برارة ‪ ..‬ويق بل رأ سي ‪ ..‬وينح ن على يدي ليقبل ها‬ ‫سنة وأ نا أد خن ‪ ..‬الدخان يري ف عرو قي ‪ ..‬ما‬
‫‪ ..‬وهو متأثر جدا ‪..‬‬ ‫فيه فااائدة ‪ ..‬كان غيك أشطر !!‬
‫فقلت له ‪ :‬شكـر ال لطفـك ‪ ..‬وأدبـك ‪ ..‬وأقدر لك‬ ‫قلت ‪ :‬يعن ما فيه فائدة ؟!!‬
‫مبتك ‪ ..‬لكن اسح ل فأنا ل أعرفك ‪..‬‬ ‫فأحرج من وقال ‪ :‬ادع ل ‪ ..‬ادع ل ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬هل تذ كر ال صور الذي ن صحته ق بل سنتي ليترك‬ ‫فأمسكت يده وقلت ‪ :‬تعال معي ‪..‬‬
‫التدخي ؟!‬ ‫قلت تعال ننظر إل الكعبة ‪..‬‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫فوقفنـا عنـد النافذة الطلة على الرم ‪ ..‬فإذا كـل‬
‫قال ‪ :‬أنا هو ‪ ..‬وال يا شيخ إن ل سيجارة ف فمي منذ‬ ‫شب ف يه مل يء بالناس ‪ ..‬ما ب ي را كع و ساجد ‪..‬‬
‫تلك اللحظة ‪..‬‬ ‫ل مؤثرا ‪..‬‬
‫ومعتمر وباك ‪ ..‬كان النظر فع ً‬
‫ما أجل الذكريات إذا كانت سارة ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬هل ترى هؤلء ؟‬
‫ف موسم الج قبل ثلث سنوات ‪ ..‬ذهبت للقاء كلمة‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫ف إحدى حلت الج الكبى ف صلة العصر ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬جاؤوا مـن كـل مكان ‪ ..‬بيـض وسـود ‪..‬‬
‫ب عد الكل مة ازد حم الناس ي سألون وي سلمون ‪ ..‬حاولت‬ ‫عرب وأعاجم ‪ ..‬أغنياء وفقراء ‪..‬كلهم يدعون ال‬
‫التخلص ال سريع لرتبا طي بحاضرة بعد هم فورا ف حلة‬ ‫أن يتقبل منهم ويغفر لم ‪..‬‬
‫أخرى ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬صحيح ‪ ..‬صحيح ‪..‬‬

‫‪216‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قلت ‪ :‬نعم ‪ ..‬نعم ‪..‬‬ ‫لحظت من بينهم شاب يقدم رجلً ويؤخر أخرى‬
‫قال ‪ :‬أنـا هـو ‪ ..‬أبشرك ول المـد أنـ مـا وضعـت‬ ‫‪ ..‬مستحٍ أن يزاحم الناس ‪..‬‬
‫السيجارة ف فمي منذ تلك اللحظة ‪ ..‬تركت التدخي ‪..‬‬ ‫الت فت إل يه ‪ ..‬ومددت يدي نوه ف صافحن ‪ ..‬ث‬
‫فصلحت كثي من أمور حيات ‪..‬‬ ‫سألته ف وسط الزحام ‪ : ..‬عندك سؤال ؟‬
‫هززت يده مشجعا ‪ ..‬ومض يت ‪ ..‬و قد أيق نت أن الدعاء‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫للناس ف وجوه هم ‪ ..‬و هم ي سمعون ‪ ..‬رب ا يكون أك ثر‬ ‫ل والناس مزدحون ‪ ..‬حت اقترب ‪..‬‬
‫فجررته إ ّ‬
‫تأثيا من النصح الباشر ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬ما سؤالك ؟‬
‫ومثله لو رأ يت شابا بارا بأب يه ‪ ..‬فقلت له ‪ :‬جزاك ال ‪..‬‬ ‫فقال وهـو مسـتعجل ‪ :‬ذهبـت لرمـي المرات ‪..‬‬
‫ال يوفقك ‪ ..‬ال يعل أولدك بارين بك ‪..‬‬ ‫معي جدت وأخت ‪ ..‬وكان زحاما شديدا ‪ ..‬و ‪..‬‬
‫بل شك أن هذا الدعاء سيكون دافعا له أكثر ‪..‬‬ ‫انتهى من سؤاله ‪ ..‬فأجبته عليه ‪..‬‬
‫كان النـب الكريـ ‪ ..‬عليـه أفضـل الصـلة والتسـليم ‪..‬‬ ‫ش مت م نه خلل ذلك رائ حة دخان ‪ ..‬فتب سمت‬
‫مبدعا ف استعمال الدعاء لدعوة الناس وكسبهم والتأثي‬ ‫وسألته ‪ :‬تدخن ؟‬
‫فيهم لتقريبهم للدين ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪..‬‬
‫كان الطفيل بن عمرو سيدا مطاعا ف قبيلته دوس ‪..‬‬ ‫قلت ‪ :‬أسأل ال أن يغفر لك ‪ ..‬ويتق بل حجك ‪..‬‬
‫قدم مكـة يوما فـ حاجـة ‪ ..‬فلمـا دخلهـا ‪ ..‬رآه أشراف‬ ‫إن تركت التدخي من هذه اللحظة ‪..‬‬
‫قريـش ‪ ..‬فأقبلوا عليـه ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬مـن أنـت ؟ قال ‪ :‬أنـا‬ ‫سكت الشاب ‪ ..‬كان واضحا من وج هه أ نه تأ ثر‬
‫الطفيل بن عمرو ‪ ..‬سيد دوس ‪..‬‬ ‫بالكلم ‪..‬‬
‫فقالوا ‪ :‬إن ههنا رجل ف مكة يزعم أنه نب ‪ ..‬فاحذر أن‬ ‫مضت ثانية أشهر ‪..‬‬
‫تلس معه أو تسمع كلمه ‪ ..‬فإنه ساحر ‪ ..‬إن استمعت‬ ‫فذهبت للقاء ماضرة ف إحدى الدن ‪..‬‬
‫إليه ذهب بعقلك ‪..‬‬ ‫أقبلت إل السجد ‪ ..‬فإذا شاب وقور ينتظرن عند‬
‫قال الطف يل ‪ :‬فو ال ما زالوا ب يوفون ن منـه ‪ ..‬ح ت‬ ‫با به ‪ ..‬تفاجأت به ل ا رآ ن ‪ ..‬يق بل عل يّ متحم سا‬
‫أجعت أل أسع منه شيئا ‪ ..‬ول أكلمه ‪ ..‬بل حشوت ف‬ ‫ويسلم برارة ‪..‬‬
‫أذنّ كر سفا ‪ -‬و هو الق طن – خوفا من أن يبلغ ن ش يء‬ ‫ل أعرفه ‪ ..‬لكن بادلته السلم والترحيب ‪..‬‬
‫من قوله ‪ ..‬وأنا مارّ به ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬هل عرفتن ‪..‬‬
‫قال الطفيـل ‪ :‬فغدوت إل السـجد ‪ ..‬فإذا رسـول ال ‪ρ‬‬ ‫قلت ‪ :‬أشكـر لك لطفـك ‪ ..‬ومبتـك ‪ ..‬لكنـ ل‬
‫قائم يصلي عند الكعبة ‪..‬‬ ‫أعرفك ‪..‬‬
‫فقمت منه قريبا ‪ ..‬فأب ال إل أن يسمعن بعض قوله ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬هـل تذكـر الشاب الدخـن الذي قابلتـه فـ‬
‫فسمعت كلما حسنا ‪ ..‬فقلت ف نفسي ‪ :‬واثكل أمي !‬ ‫الج ‪ ..‬ونصحته بترك التدخي ؟‬

‫‪217‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ماله ورزقه بيد من ف السماء ‪ ..‬صحته وسقمه بيد من ف‬ ‫وال إ ن لر جل لب يب ‪ ..‬ما ي فى عليّ ال سنُ من‬
‫السماء ‪ ..‬منصبه وجاهه بيد من ف السماء ‪ ..‬بل حياته‬ ‫القب يح ‪ ..‬ف ما ينع ن أن أ سع من هذا الر جل ما‬
‫وموته بيد من ف السماء ‪..‬‬ ‫يقول ‪ ..‬فإن كان الذي به حسنا قبلته ‪ ..‬وإن كان‬
‫فإذا رضي أهل السماء ‪ ..‬فل عليه ما فاته من الدنيا ‪..‬‬ ‫قبيحا تركته ‪ ..‬فمكثت حت قضى صلته ‪ ..‬فلما‬
‫إذا أحبه ال ‪ ..‬فلبيغضه بعدها من شاء ‪ ..‬وليتنكر له من‬ ‫قام منصرفا إل بيته تبعته ‪..‬‬
‫شاء ‪ ..‬وليستهزئ به من شاء ‪..‬‬ ‫حت إذا دخل بيته دخلت عليه ‪ ..‬فقلت ‪ :‬يا ممد‬
‫فليتك تلو والياة مريرة‬ ‫‪ ..‬إن قومك قالوا ل كذا وكذا ‪..‬‬
‫وليتك ترضى والنام غضاب‬ ‫ووال ما برحوا يوفون ن م نك ح ت سددت أذ ن‬
‫وليت الذي بين وبينك عامر‬ ‫بكرسف لئل أسع قولك ‪ ..‬وقد سعت منك قولً‬
‫وبين وبي العالي خراب‬ ‫حسنا ‪ ..‬فاعرض عليّ أمرك ‪..‬‬
‫إذا صح منك الود فالكل هي‬ ‫فابتهـج النـب عليـه الصـلة والسـلم ‪ ..‬وفرح‬
‫وكل الذي فوق التراب تراب‬ ‫‪..‬وعرض السـلم على الطفيـل ‪ ..‬وتل عليـه‬
‫نعم ‪ ..‬أسلم الطفيل ف مكانه ‪ ..‬وشهد شهادة الق ‪..‬‬ ‫القرآن ‪ ..‬فتف كر الطف يل ف حاله ‪ ..‬فإذا كل يوم‬
‫ث ارتفعت هته ‪ ..‬فقال ‪ :‬يا نب ال ‪ ..‬إن امرؤ مطاع ف‬ ‫يعيشه يزيده من ال بعدا ‪..‬‬
‫قومي ‪ ..‬وإن راجع إليهم وداعيهم إل السلم ‪..‬‬ ‫وإذا هو يعبد حجرا ‪ ..‬ل يسمع دعاءه إذا دعاه ‪..‬‬
‫ل همّ‬
‫ث خرج الطفيل من مكة ‪ ..‬مسرعا إل قومه ‪ ..‬حام ً‬ ‫ول ي يب نداءه إذا ناداه ‪ ..‬وهذا ال ق قد تبي له‬
‫هذا الدين ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫يصعد به جبل ‪ ..‬وينل به واد ‪..‬‬ ‫ث بدأ الطفيل يتفكر ف عاقبة إسلمه ‪..‬‬
‫حت وصل ديار قومه ‪ ..‬فلما دخلها ‪ ..‬أقبل إليه أبوه ‪..‬‬ ‫كيف يغي دينه ودين آبائه !!‪ ..‬ماذا سيقول الناس‬
‫وكان شيخا كبيا ‪..‬‬ ‫عنه ؟!‬
‫فقال الطفيل ‪ :‬إليك عن يا أبت ‪ ..‬فلست منك ولست‬ ‫حيا ته ال ت عاش ها ‪ ..‬أمواله ال ت جع ها ‪ ..‬أهله ‪..‬‬
‫من ‪..‬‬ ‫ولده ‪ ..‬جيانه ‪ ..‬خلنه ‪ ..‬كل هذا سيضطرب ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ول يا بن ؟ قال ‪ :‬أسلمت وتابعت دين ممد ‪.. r‬‬ ‫سكت الطفيل ‪ ..‬يفكر ‪ ..‬يوازن بي دنياه وآخرته‬
‫قال ‪ :‬أي بن دين دينك ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فاذهـب فاغتسـل وطهـر ثيابـك ‪ ..‬ثـ ائتنـ حتـ‬ ‫وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الائط ‪..‬‬
‫أعلمك ما علمت ‪..‬‬ ‫نعـم سـوف يسـتقيم على الديـن ‪ ..‬وليض مـن‬
‫فذ هب أبوه واغت سل وط هر ثيا به ‪ ..‬ث جاء فعرض عل يه‬ ‫يرضـى ‪ ..‬وليسـخط مـن يسـخط ‪ ..‬وماذا يكون‬
‫السلم فأسلم ‪..‬‬ ‫أهل الرض ‪ ..‬إذا رضي أهل السماء ‪..‬‬

‫‪218‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فقال الطفيل ف نفسه ‪ ..‬هلكت دوْس ‪..‬‬ ‫ث مشى الطفيل إل بيته ‪ ..‬فأتته زوجته مرحبة ‪..‬‬
‫فإذا بالرحيم الشفيق ‪ .. ρ‬يقول ‪ " :‬اللهم اهد دوسا ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬إليك عن ‪ ..‬فلست منك ولست من ‪..‬‬
‫اللهم اهد دوسا ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬ول ؟ بأب أنت وأمي ‪..‬‬
‫ث التفت إل الطفيل وقال ‪ :‬ار جع إل قومك ‪ ..‬فادعُهم‬ ‫قال ‪ :‬فرّق بينـ وبينـك السـلم ‪ ..‬وتابعـت ديـن‬
‫‪ ..‬وارفق بم ‪..‬‬ ‫ممد ‪.. ρ‬‬
‫فرجع إليهم ‪ ..‬فلم يزل بم ‪ ..‬حت أسلموا ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬فدين دينك ‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬ما أحسن قرع أبواب السماء ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬فقلت فاذ هب فتطهري ‪ ..‬ث ارج عي إلّ ‪..‬‬
‫ليس الطفيل وقومه فقط ‪ ..‬وإنا غيهم كثي ‪..‬‬ ‫فواّته ظهرها ذاهبة ‪..‬‬
‫كان السـلمون فـ بدايـة الدعوة النبويـة قلة ‪ ..‬ل يتعدوا‬ ‫ث خا فت من صنمهم أن يعاقب ها ف أولد ها إن‬
‫ثانية وثلثي رجل ‪..‬‬ ‫تركت عبادته ‪..‬‬
‫فألـحّ أبو بكر يوما على رسول ال ‪ ε‬ف الظهور أمام‬ ‫فرجعت إليه وقالت ‪ :‬بأب أنت وأمي ‪ ..‬أما تشى‬
‫الناس بالدعوة ولجهر بالسلم ‪..‬‬ ‫على الصبية من ذي الشرى ‪ ..‬؟‬
‫‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬إنا قليل ‪..‬‬ ‫فقال‬ ‫وذو الشرى صنم عند هم يعبدو نه ‪ ..‬وكانوا يرون‬
‫متحم سا ‪ ..‬فلم يزل يل حّ على ر سول‬ ‫كان أ بو ب كر‬ ‫أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى ‪..‬‬
‫ال ‪ ε‬ح ت اجتمعوا فخرجوا ‪ ..‬يتقدم هم ر سول ال‬ ‫فقال الطفيـل ‪ :‬اذهـب ‪ ..‬أنـا ضامـن لك أن ل‬
‫‪..‬‬ ‫يضرهم ذو الشرى ‪..‬‬
‫توجهوا إل السجد ‪..‬‬ ‫فذهبـت فاغتسـلت ‪ ..‬ثـ عرض عليهـا السـلم‬
‫تفرقوا ف نواحي السجد ‪ ..‬كل رجل ف عشيته ‪..‬‬ ‫فأسلمت ‪..‬‬
‫وقام أبـو بكـر فـ الناس خطيبا ‪ ..‬يدعـو إل السـلم ‪..‬‬ ‫ثـ جعـل الطفيـل يطوف فـ قومـه ‪ ..‬يدعوهـم إل‬
‫ويذم آلتهم ‪..‬‬ ‫السـلم بيتا بيتا ‪ ..‬ويقبـل عليهـم فـ نواديهـم ‪..‬‬
‫وثار الشركون على السـلمي ‪ ..‬فضربوهـم فـ نواحـي‬ ‫ويقف عليهم ف طرقاتم ‪..‬‬
‫السجد ضربا شديدا ‪..‬‬ ‫لكنهم أََبوْا إل عبادة الصنام ‪ ..‬فغضب الطفيل ‪..‬‬
‫كان الشركون كثي ‪ ..‬فتفرق السلمون ‪..‬‬ ‫وذهب إل مكة ‪..‬‬
‫أقبل جع منهم إل أب بكر ‪ ..‬وضربوه ضربا شديدا ‪..‬‬ ‫فأق بل على ر سول ال ‪ ρ‬فقال ‪ :‬يا ر سول ال ‪..‬‬
‫فوقع على الرض ف شدة الرمضاء ‪..‬‬ ‫إن دوسـا قـد عصـت وأبـت ‪ ..‬يـا رسـول ال ‪..‬‬
‫فد نا م نه الفا سق عت بة بن ربي عة ‪ ..‬فج عل يضر به بنعل ي‬ ‫فادع ال عليهم ‪..‬‬
‫مصوفي ‪ ..‬ويفركهما على وجهه ‪..‬‬ ‫فتغ ي و جه ال نب عل يه ال صلة وال سلم ‪ ..‬ور فع‬
‫ث قام على ب طن أ ب ب كر ‪ ..‬ح ت سالت الدماء من وجه‬ ‫يديه إل السماء ‪..‬‬

‫‪219‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عنه ‪..‬‬ ‫أب بكر ‪ ..‬وتزق لم وجهه ‪ ..‬حت ما يعرف فمه‬
‫وكانت أم جيل مسلمة تكتم إسلمها ‪..‬‬ ‫من أنفه ‪..‬‬
‫خر جت أ مه ح ت جاءت أم ج يل ‪ ..‬فقالت ‪ :‬إن أ با ب كر‬ ‫وجاء بنو تيم قبيلة أب بكر ‪ ..‬يتعادون ‪..‬‬
‫يسألك عن ممد بن عبد ال ‪..‬‬ ‫وأبعدوا الناس عن أب بكر ‪ ..‬وحلوه ف ثوب حت‬
‫فقالت ‪ :‬ما أعرف أ با ب كر ‪ ..‬ول م مد بن ع بد ال ‪..‬‬ ‫أدخلوه منله ‪..‬‬
‫لكن أتبي أن أمضي معك إل ابنك ؟‬ ‫وهم ل يشكون أنه ميت ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم ‪..‬‬ ‫ث رجع قومه بنو تيم ‪ ..‬فدخلوا السجد ‪ ..‬وجعلوا‬
‫فم ضت مع ها ‪ ..‬حتـ دخلت على أبـ بكـر ‪ ..‬فوجدتـه‬ ‫يصرخون ف الشركي ‪ ..‬يقولون ‪:‬‬
‫صريعا دنفا ‪ ..‬مزق الوجه ‪ ..‬مرهق السد ‪..‬‬ ‫وال لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة ‪..‬‬
‫فلما رأته أم جيل صاحت ‪ ..‬وقالت ‪:‬‬ ‫ثـ رجعوا ال أبـ بكـر ‪ ..‬وهـو مغمـى عليـه ‪..‬‬
‫وال إن قوما نالوا هذا منـك لهـل فسـق وكفـر ‪ ..‬وإنـ‬ ‫ليدرون ‪ ..‬حي أو ميت !!‬
‫لرجو أن ينتقم ال لك منهم ‪..‬‬ ‫ظل أبو قحافة والد أب بكر ‪ ..‬مع قومه ‪ ..‬واقفي‬
‫قال ‪ :‬فما فعل رسول ال ‪.. e‬‬ ‫عند أب بكر ‪ ..‬يكلمونه ‪ ..‬فل ييبهم ‪..‬‬
‫وكا نت أم أ ب بكر بانبها ‪ ..‬فخا فت أم ج يل أن يفضح‬ ‫وأمه تبكي عند رأسه ‪..‬‬
‫أمر إسلمها ‪ ..‬فيؤذونا ‪..‬‬ ‫فل ما كان آ خر النهار ‪ ..‬ف تح عين يه ‪ ..‬فكان أول‬
‫فقالت ‪ :‬يا أبا بكر ‪ ..‬هذه أمك تسمع ‪..‬‬ ‫كلمة قالا ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬فل شيء عليك فيها ‪..‬‬ ‫ما فعل رسول ال ‪ .. e‬؟!‬
‫‪ ..‬سال صال ‪..‬‬ ‫قالت ‪ :‬أبشر ‪ ..‬فرسول ال‬ ‫رضي ال عن أب بكر ‪ ..‬كان يهيم برسول ال‬
‫قال ‪ :‬فأين هو ؟‬ ‫حبا ‪ ..‬ياف عليه أكثر ما ياف على نفسه ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬ف دار أب الرقم ‪..‬‬ ‫كان كل من حوله ‪ ..‬أبوه أمه ‪ ..‬قومه ‪ ..‬مشركي‬
‫فقالت أمه ‪ :‬قد علمت خب صاحبك ‪ ..‬فقم فأكل طعاما‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬أو اشرب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫فغضبوا ‪ ..‬وجعلوا يسبون رسول ال‬
‫قال ‪ :‬فإن ل عليّـ أن ل أذوق طعاما أو شرابا ‪ ..‬حتـ‬ ‫ثـ قاموا ‪ ..‬وقالوا لم أبـ بكـر ‪ :‬أطعميـه شيئا أو‬
‫بعين ‪..‬‬ ‫أرى رسول ال‬ ‫اسقيه ‪..‬‬
‫فانتظرتـا ‪ ..‬حتـ إذا هدأ الناس ‪ ..‬خرجتـا بـه يتكيـء‬ ‫فجعلت أمه تلح عليه ‪..‬‬
‫عليهما ‪ .‬فذهبتا به إل بيت أب الرقم ‪..‬‬ ‫ل ‪ :‬ما فعل رسول ال ‪.. e‬؟‬
‫وهو يردد قائ ً‬
‫حت أدخلتاه على رسول ال ‪.. e‬‬ ‫فقالت ‪ :‬وال مال علم بصاحبك ‪..‬‬
‫فلمـا دخـل فإذا وجـه جريـح ‪ ..‬ودماء تسـيل ‪ ..‬وثياب‬ ‫فقال ‪ :‬اذ هب إل أم ج يل ب نت الطاب ‪ ..‬ف سليها‬

‫‪220‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هريرة إل السلم ‪..‬‬ ‫مزقة ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فدعا لا رسول ال‬ ‫يقبله‬ ‫‪ ..‬فأ كب عل يه ال نب‬ ‫فرآه ر سول ال‬
‫فرجع أبو هريرة إل أمه ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فل ما كان على الباب ‪ ..‬فإذا هو مغلق ‪ ..‬فحركه ليد خل‬ ‫وأكب عليه السلمون يقبلونه ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫ورقّ له رسـول ال ‪ ε‬رقـة شديدة ‪ ..‬حتـ ظهـر‬
‫فإذا بأمـه تفتـح له الباب ‪ ..‬وتقول ‪ :‬أشهـد أن ل إله إل‬ ‫‪..‬‬ ‫التأثر على وجهه الشريف‬
‫ال ‪ ..‬وأن ممدا رسول ال ‪..‬‬ ‫فأراد أبو بكر أن يفف عليه ‪ ..‬فقال ‪ :‬بأب وأمي‬
‫وهو يبكي من الفرح‬ ‫فرجع أبو هريرة إل رسول ال‬ ‫يا رسول ال ‪ ..‬ليس من بأس ‪ ..‬إل ما نال الفاسق‬
‫‪..‬‬ ‫من وجهي ‪..‬‬
‫وجعـل يقول ‪ :‬أبشـر يـا رسـول ال ‪ ..‬قـد اسـتجاب ال‬ ‫ث قال أبو بكر ‪ ..‬البطل الذي يمل هم الدعوة ‪..‬‬
‫دعوتك ‪ ..‬وهدى ال أم أب هريرة إل السلم ‪..‬‬ ‫ويسن استثمار الواقف ‪..‬‬
‫ثـ قال أبـو هريرة ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ..‬أدع ال أن يببنـ‬ ‫كان جريا ‪ ..‬جائعا عطشانا ‪ ..‬ومـع ذلك ‪ ..‬قال‬
‫وأمي إل عباده الؤمني ‪ ..‬ويببهم إلينا ‪..‬‬ ‫‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬هذه أمي برة بوالديها ‪ ..‬وأنت‬
‫‪ :‬اللهـم حبـب عـبيدك هذا وأمـه إل عبادك‬ ‫فقال‬ ‫مبارك ‪ ..‬فادع ها ال ال عز و جل ‪ ..‬وادع ال ل ا‬
‫الؤمني ‪ ..‬وحببهم إليهما ‪..‬‬ ‫‪ ..‬عسى ال أن يستنقذها بك من النار ‪..‬‬
‫قال أ بو هريرة ‪ :‬ف ما على الرض مؤ من ول مؤم نة ‪ ..‬إل‬ ‫فدعا لا رسول ال ‪ .. ε‬ث دعاها ال ال عز وجل‬
‫(‪)94‬‬
‫وهو يبن وأحبه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فأسلمت فورا ف مكانا ‪..‬‬
‫كان الدعاء أصلً من الصول الت يتعاملون با ‪..‬‬
‫إضاءة ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫أسلم أبو هريرة‬
‫( وقال ربكم ادعون أستجب لكم )‬ ‫وبقيت أمه كافرة ‪..‬‬
‫كان يدعوها إل السلم فتأب ‪..‬‬
‫‪.83‬الترقيع !!‬
‫ما‬ ‫فدعاها يوما ‪ ..‬وألـحّ فأسعته ف رسول ال‬
‫أحيانا عند مارستنا لبعض الهارات مع الخرين نكتشف‬
‫يكره ‪..‬‬
‫بأننا أخطأنا تقدير الهارة الناسبة للشخص ‪ ..‬أو قد نكون‬
‫فضاق صدر أب هريرة بذلك ‪ ..‬وذهب إل رسول‬
‫وضعناها ف غي موضعها ‪..‬‬
‫وهو يبكي ‪ ..‬فقال ‪:‬‬ ‫ال‬
‫مثل من رأى شابا وسيما ‪ ..‬فأراد أن يارس معه مهارة "‬
‫يا ر سول ال ‪ ..‬إ ن ك نت أد عو أ مي إل ال سلم‬
‫كـن لاحا " فقال له ‪ :‬مـا شاء ال مـا هذه الثياب الميلة‬
‫فتأ ب علي ‪ ..‬وإ ن دعوت ا اليوم فأ سعتن ف يك ما‬
‫أكره ‪ ..‬فادع ال يـا رسـول ال أن يهدي أم أبـ‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪94‬‬

‫‪221‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫على مارسة الهارات لكنها سرعان ما تزول ‪..‬‬ ‫والرونق البهي والوجه السفر ‪ ..‬ث بدل أن يقول ‪:‬‬
‫وأحيانا يكون تصـرفك الحرج للخريـن أو الحزن لمـ‬ ‫ما أ سعد زوج تك بك‪ ..‬قال ‪ :‬يا لي تك بنتا ح ت‬
‫ليس خاطئا ‪ ..‬لكن الوقف يفرضه علينا ‪..‬‬ ‫أتزوجك !!!‬
‫مثـل أن يتلف اثنان مـن زملئك ‪ ..‬فترى أن القـ مـع‬ ‫مزحة ثقييييلة جدا ‪ ..‬أليس كذلك ؟!‬
‫أحدها فتقف معه ‪..‬وقد تعاتب الخر ‪..‬‬ ‫قال أحد الزملء ‪:‬‬
‫أو قـد يقـع ذلك بيـ اثنيـ مـن أولدك أو طلبـك أو‬ ‫فـ الامعـة كان لدي طالب بليـد لكـن ال تعال‬
‫جيانك ‪ ..‬أو غيهم ‪..‬‬ ‫عوضـه عـن بلدتـه بشيـء مـن الوسـامة ‪ ..‬وكان‬
‫فمـا اللـ ؟ هـل نسـمح لذه الواقـف أن تفقدنـا الناس‬ ‫يلس فـ آخـر القاعـة دائما ‪ ..‬ويسـرح بفكره‬
‫واحدا تلو ال خر ‪ ..‬ون ن نت عب ف ا ستقطابم والتح بب‬ ‫بعييييدا ‪..‬‬
‫إليهم ‪..‬‬ ‫كنت أطلب منه دائما أن يلس ف المام ليتابع ‪..‬‬
‫كل ‪..‬‬ ‫و هو يتغا فل عن ذلك ‪ ..‬ك نت أت نب إحرا جه أو‬
‫إذن ما التصرف الصحيح ؟‬ ‫إحراج غيه مـن الطلب فهـم كبار فـ الرحلة‬
‫الواب ‪ :‬أنـك إذا أحسـست أن أحدا ضاق صـدره مـن‬ ‫الامعية ‪..‬‬
‫كلمة منك ‪ ..‬أو تضايق من تصرف معي فسارع فورا إل‬ ‫دخلت يوما فإذا هو منشغل آخر القاعة كعادته ‪..‬‬
‫مداواة الرح قبـل أن يلتهـب ‪ ..‬باسـتعمال أي مهارة‬ ‫فلمـا جلسـت على الكرسـي قلت له ‪ :‬يـا عبـد‬
‫أخرى مناسبة ‪..‬‬ ‫الحسـن ‪ ..‬تعال فـ المام ‪ ..‬فقال ‪ :‬يـا دكتور‬
‫كيف ؟!‬ ‫مكان مناسب وسأنتبه معك ‪..‬‬
‫خذ مثالً ‪..‬‬ ‫ـا نشوف‬
‫ـي اقترب قليلً خلنـ‬
‫ـا أخـ‬
‫فقلت ‪ " :‬يـ‬
‫كا نت م كة ق بل أن يفتح ها ال سلمون ت ت قب ضة كفار‬ ‫خدودك اللوة " ‪ ..‬التفـت بعـض الطلب إليـه‬
‫قريش ‪..‬‬ ‫معلقي ‪ ..‬فانقلب وجهه أحر ‪..‬‬
‫وكانوا قـد ضيقوا على السـلمي السـتضعفي فيهـا ‪..‬‬ ‫شعرت أن وقعت ف حفرة ‪ ..‬فقلت ‪ -‬مرقعا ‪: -‬‬
‫وسيطروا على أبناء السلمي الذين هاجروا ول يستطيعوا‬ ‫" ال يا هي بتنبسط البنت اللي بتتزو جك ‪ ..‬أما‬
‫أخذ أبنائهم معهم ‪..‬‬ ‫هؤلء فسيتعبون ليجدوا من توافق على الزواج بم‬
‫فعلً كانت حال السلمي عصيبة ‪..‬‬ ‫!!"‪..‬‬
‫أق بل ال نب ‪ e‬إل م كة معتمرا فرد ته قر يش ‪ ..‬وكان ما‬ ‫ث بدأت ف شرح الدرس فورا دون أن أترك فرصة‬
‫كان مـن قصـة الديبيـة ‪ ..‬وكتـب ‪ e‬بينـه وبيـ قريـش‬ ‫لحـد ليفكـر فـ الوقـف أصـلً ‪ ..‬تبسـم الطالب‬
‫صلحا ‪ ..‬واتفق نعهم أن يرجع إل الدينة من غي عمرة‬ ‫وانبلجت أساريره وجلس ف القدمة ‪..‬‬
‫على أن يأت ف العام القادم ويعتمر ‪..‬‬ ‫وإن كا نت هذه الخطاء قد ت قع ف بدا ية التدرب‬

‫‪222‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ث التفت إل جعفر وقال ‪ " :‬أشبهت خلقي وخلقي " ‪..‬‬ ‫ومضى ‪ ε‬إل الدينة ‪..‬‬
‫فانظـر كيـف كان ‪ ε‬حكيما ماهرا فـ غسـل قلوب‬ ‫وب عد سنة أق بل ‪ ε‬مع ال صحابة مرم ي ملب ي ‪..‬‬
‫الخرين وكسب مبتهم ‪..‬‬ ‫ودخلوا مكة ‪ ..‬واعتمروا ‪..‬‬
‫ط يب ما رأ يك أن نعود إل ق صة صاحبنا الذي قال ‪ :‬يا‬ ‫ل بث ‪ ε‬في ها أرب عة أيام ‪ ..‬فل ما تو جه خارجا من ها‬
‫ليتك بنتا حت أتزوجك !! كيف يرقع ما خرّق ؟!!‬ ‫إل الدينـة تبعتـه طفلة صـغية هـي ابنـة حزة ‪.. τ‬‬
‫بي يديه عدة أبواب للهرب ‪..‬‬ ‫وكان قد قتل ف معركة أحد ‪ ..‬وبقيت ابنته يتيمة‬
‫منهـا أن يدخـل فـ موضوع آخـر مباشرة –لئل يترك‬ ‫ف مكة ‪..‬‬
‫للسامع فرصة ليفكر ف الملة الارحة الت سعها منه –‬ ‫أخذت الصغية تنادي رسول ال ‪.. ρ‬‬
‫فيقول مثلً ‪ :‬ال يرزقك حورية أجل منك ‪ ..‬قل ‪ :‬آمي‬ ‫تقول ‪ :‬يا عم يا عم ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫وكان علي يسي بانب النب ‪ ε‬مع زوجته فاطمة‬
‫أو يطرح موضوعا بعيدا تاما ‪ ..‬كأن يسـأله عـن أخيـه‬ ‫بنت رسول ال ‪.. ε‬‬
‫ال سافر ‪ ..‬أو سيارته الديدة ‪ ..‬أو نو ها ‪ ..‬لئل يترك له‬ ‫فتناول ا علي ‪ τ‬فأ خذ بيدها وناولا لفاط مة وقال ‪:‬‬
‫أو لغيه من ال سامعي حوله أي فر صة للوقوع ف الرج‬ ‫دونك ابنة عمك ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فحملتها فاطمة ‪..‬‬
‫فل ما رآ ها ز يد ‪ .. τ‬تذ كر أن ر سول ال ‪ ε‬قد‬
‫تربة ‪..‬‬ ‫آ خى بي نه وب ي حزة ل ا ها جر إل الدي نة ‪ ..‬فأق بل‬
‫ليس العيب أن تطئ إنا الطأ أن تصر عليه‬ ‫ز يد إلي ها ليأخذ ها و هو يقول ‪ :‬ب نت أ خي ‪ ..‬أ نا‬
‫أحق با ‪..‬‬
‫‪.84‬انظر بعيني ‪..‬‬
‫فأقبل جعفر وقال ‪ :‬ابنة عمي وخالتها تت ‪ ..‬يعن‬
‫ـة أخطاء الناس‬
‫نن ـ نبدع ف ـ أحيان كثية ف ـ رؤيـ‬
‫أساء بنت عميس زوجته ‪ ..‬وأنا أحق با ‪..‬‬
‫وملحظتها ‪ ..‬وربا ف تنبيههم عليها ‪..‬‬
‫فقال علي ‪ :‬أنا أخذتا وهي ابنة عمي ‪..‬‬
‫ولكننا قلما نبدع ف رؤية الي الذي عندهم ‪ ..‬والنتباه‬
‫فلما رأى ‪ ε‬اختلفهم ‪ ..‬قضى با لالتها ودفعها‬
‫إل الصواب الذي يارسونه ‪ ..‬لنمدحهم به ‪..‬‬
‫إل جعفـر ليكفلهـا ‪ ..‬وقال ‪ " :‬الالة بنلة الم "‬
‫قل ذلك ف الدرس مع طل به ‪ ..‬ف كل الدر سي يذمون‬
‫‪..‬‬
‫الطالب البل يد اله مل ف واجبا ته ‪ ..‬الك سول التأ خر ف‬
‫ث خشي ‪ ε‬أن يد علي أو زيد ف نفسيهما ‪ ..‬لا‬
‫ل منهم من يدح الطالب الجد‬
‫الضور دائما ‪ ..‬لكن قلي ً‬
‫نزعها منهما ‪..‬‬
‫‪ ..‬الذي يضر مبكرا وخطه حسن وكلمه جيد ‪..‬‬
‫فقال مواسيا لعلي ‪ " :‬أنت من و أنا منك " ‪..‬‬
‫كثيا ما ننبه أولد نا إل أخطائهم ‪ ..‬لكنهم ي سنون ول‬
‫وقال لزيد ‪ " :‬أنت أخونا و مولنا " ‪..‬‬

‫‪223‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لكن قلبه كان ملوءا إيانا ‪ ..‬وكان ‪ e‬يلحظ ذلك فيه ‪..‬‬ ‫ننتبه إل قليلً ‪..‬‬
‫جالسا يوما ‪..‬‬ ‫فبينما النب‬ ‫ما يعلنا أحيانا نفوت فرصا كثية كنا من خللا‬
‫إذ جيء إليه بال فجعل يقسمه بي بعض أصحابه ‪..‬‬ ‫نستطيع أن ننفذ إل قلوب الناس ‪..‬‬
‫فأعطى رجا ًل ‪ ..‬وترك رجالً ‪..‬‬ ‫ف من أبدع مهارات الكلم ‪ ..‬أن تتدح ال ي الذي‬
‫فكأن الذ ين ترك هم وجدوا ف أنف سهم ‪ ..‬وعتبوا ‪ ..‬لاذا‬ ‫عند الناس ‪..‬‬
‫ل يعطنا ‪..‬‬ ‫كان قوم أ ب مو سى الشعري ‪ t‬ل م اهتمام بتلوة‬
‫بذلك ‪ ..‬قام أمام الناس ‪ ..‬فحمـد ال تعال‬ ‫فلمـا علم‬ ‫القرآن وحفظه ‪ ..‬وربا فاقوا كثيا من الصحابة ف‬
‫ث أثن عليه ‪ ..‬ث قال ‪:‬‬ ‫كثرة تلوته وتسي الصوت به ‪..‬‬
‫أ ما ب عد ‪ ..‬فوال إ ن لع طي الر جل ‪ ..‬وأدع الر جل ‪..‬‬ ‫يوما ف سفر ‪..‬‬ ‫فرافقوا النب‬
‫والذي أدع أحبّ إلّ من الذي أُعطي ‪..‬‬ ‫فلمـا أصـبح الناس ‪ ..‬واجتمعوا قال عليـه الصـلة‬
‫ولكن أعطي أقواما لا أرى ف قلوبم من الزع واللع ‪..‬‬ ‫والسلم ‪:‬‬
‫وأَكِ ُل أقواما إل ما جعل ال ف قلوبم من الي ‪ ..‬منهم ‪:‬‬ ‫إ ن لعرف أ صوات رف قة الشعري ي بالقرآن ح ي‬
‫عمرو بن تغلب ‪..‬‬ ‫يدخلون بالل يل ‪ ..‬وأعرف منازل م ‪ ..‬من أ صواتم‬
‫فلمـا سـع عمرو بـن تغلب هذا الثناء على الل ‪ ..‬طار‬ ‫بالقرآن بالليل ‪ ..‬وإن كنت ل أر منازلم حي نزلوا‬
‫فرحا ‪..‬‬ ‫بالنهار ‪.. )95(..‬‬
‫وكان يدث بذا الديـث بعدهـا ‪ ..‬ويقول ‪ :‬فوال مـا‬ ‫فكأ نك بألشعري ي و هم ي ستمعون هذا لثناء أمام‬
‫حر النعم (‪.. )97‬‬ ‫أحب أن ل بكلمة رسول ال‬ ‫الناس يتوقدون حرصا بعدها على الي ‪..‬‬
‫وف يوم آخر ‪..‬‬ ‫أبـا موسـى ‪..‬‬ ‫وفـ ذات صـباح ‪ ..‬لقـي النـب‬
‫‪ ..‬قائلً ‪ :‬من أسعد‬ ‫‪ ..‬فسأل النب‬ ‫أقبل أبو هريرة‬ ‫فقال له ‪:‬‬
‫الناس بشفاعتك يوم القيامة ‪..‬‬ ‫لو رأيتنـ البارحـة وأنـا أسـتمع لقراءتـك ‪ ..‬لقـد‬
‫‪ -‬مشجعا – ‪ :‬لقد كنت أظن أن ل أحد يسأل‬ ‫فقال‬ ‫أوتيت من مزامي آل داود ‪..‬‬
‫عن هذا قبلك ‪ ..‬لا رأيت من حرصك على العلم ‪..‬‬ ‫فقال أ بو مو سى ‪ :‬لو عل مت أ نك ت ستمع لقراء ت‬
‫أ سعد الناس بشفاع ت يوم القيا مة ‪ ..‬من قال ‪ :‬ل إله إل‬ ‫‪ ..‬لبتا لك تبيا (‪.. )96‬‬
‫ال خالصا من قلبه ‪..‬‬ ‫ل من عا مة ال صحابة‬
‫وكان عمرو بن تغلب ‪ t‬رج ً‬
‫وسلمان الفارسي ‪ ..‬كان من خيار الصحابة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ل يتميز بعلم كما تيز أبو بكر ‪ ..‬ول بشجاعة‬
‫ل يكـن مـن العرب ‪ ..‬بـل كان ابنا لحـد كبار فارس ‪..‬‬ ‫كمـا تيـز عمـر ‪ ..‬ول بقوة حفـظ كأبـ هريرة ‪..‬‬
‫وكان أبوه يبه ويقربه ‪ ..‬لدرجة أنه كان يبسه ف البيت‬
‫( ) متفق عليه‬ ‫‪95‬‬

‫( ) رواه البخاري‬ ‫‪97‬‬


‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪96‬‬

‫‪224‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وجهة نظر ‪..‬‬ ‫خوفا عليه ‪..‬‬
‫تفاءل وأحسـن الظـن بالناس ‪..‬وشجعهـم ‪..‬لينطلقوا‬ ‫‪..‬‬ ‫أدخل ال اليان ف قلب سلمان‬
‫أكثر‬ ‫خرج من بيت أبيه ‪..‬‬
‫سـافر إل الشام باحثا عـن القـ ‪ ..‬احتال بعـض‬
‫‪.85‬فن الستماع ‪..‬‬ ‫الناس عل يه وباعوه إل يهودي على أ نه ع بد ملوك‬
‫مهارات جذب الناس وكسـب قلوبمـ ‪ ..‬بعضهـا يكون‬ ‫‪..‬‬
‫بفعل الشيء ‪ ..‬وبعضها يكون بتركه ‪..‬‬ ‫وحصـلت له قصـة طوييييلة ‪ ..‬حتـ وصـل إل‬
‫فالبتسامة تذب ‪ ..‬كما أن ترك العبوس يذبم ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫رسول ال‬
‫والحاديـث الميلة والنكات واللطائف تذب الناس ‪..‬‬ ‫يقدر له ذلك ‪..‬‬ ‫فكان النب‬
‫كما أن الستماع إليهم والتفاعل مع أحاديثهم ‪ ..‬يذبم‬ ‫جالسـا بيـ أصـحابه يوما ‪ ..‬إذا‬ ‫فبينمـا كان‬
‫‪..‬‬ ‫أنزلت عليه سورة المعة ‪..‬‬
‫فما رأيك أن أتكلم معك هنا عن ‪ :‬الدووووء الذاب !!‬ ‫يقرؤها على أ صحابه ‪ ..‬و هم ي ستمعون‬ ‫فجعل‬
‫نعـم ‪ ..‬بعـض الناس ل يتكلم كثيا ‪ ..‬ول تكاد تسـمع‬ ‫‪..‬‬
‫صوته ف الجالس والتجمعات ‪..‬‬ ‫َثـ فِي اْلُأمّيّيَ رَسـُولًا‬
‫وهـو يقرأ ‪ُ " :‬ه َو اّلذِي َبع َ‬
‫بل لو راقبته ف جلسة أو نزهة ‪ ..‬لرأيته ل يتحرك منه إل‬ ‫مّ ْنهُ مْ يَ ْتلُو َعلَ ْيهِ مْ آيَاتِ هِ وَُيزَكّيهِ ْم وَُي َعلّ ُمهُ مُ الْكِتَا بَ‬
‫رأ سه وعيناه ‪ ..‬ن عم قد يتحرك ف مه أحيانا بالتب سم ‪ ..‬ل‬ ‫ي"‬
‫ضلَالٍ مّبِ ٍ‬
‫وَالْحِكْ َم َة وَإِن كَانُوا مِن قَبْ ُل َلفِي َ‬
‫بالكلم !!‬ ‫ِمـ َو ُهوَ‬
‫حقُوا ِبه ْ‬
‫ُمـ لَمّاـ َيلْ َ‬
‫فلمـا قرأ ‪" :‬وَآ َخرِينَـ مِ ْنه ْ‬
‫ومع ذلك يبه الناس ‪ ..‬ويأنسون بجالسته ‪..‬‬ ‫حكِيمُ " ‪..‬‬
‫اْل َعزِيزُ الْ َ‬
‫تدري لاذا ؟!‬ ‫قال رجل من الصحابة ‪ :‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫لنه يارس الدووووء الذااااب ‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫فسكت النب‬
‫فـن السـتماع له مهارات متعددة ‪ ..‬بـل حدثنـ أحـد‬ ‫فأعاد الرجل السؤال ‪ ..‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫الهتمي أنه حضر أكثر من خس عشرة دورة تدريبية ف‬ ‫فلم يرد عليه ‪..‬‬
‫مهارات الستماع ‪!!..‬‬ ‫فأعاد ‪ ..‬من هؤلء يا رسول ال ؟‬
‫قارن بي اثني ‪:‬‬ ‫فلتفت النب إل سلمان ‪..‬‬
‫رجل إذا تكلمت بي يديه بقصة وقعت لك ‪ ..‬قاطعك ف‬ ‫ث وضع يده عليه وقال ‪ :‬لو كان اليان عند الثريا‬
‫أولا وقال ‪ :‬وأنا أيضا وقع ل شيء مشابه ‪..‬‬ ‫‪ ..‬لناله رجال من هؤلء (‪.. )98‬‬
‫فتقول ‪ :‬له اصب حت أكمل ‪..‬‬
‫فيسـكت قليلً ‪ ..‬فإذا انسـجمت فـ قصـتك ‪ ..‬قاطعـك‬
‫( ) رواه مسلم‬ ‫‪98‬‬

‫‪225‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫منها حديثا أو قصة ‪ ..‬بل على عادته يتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪..‬‬ ‫ل ‪ :‬صـحيح ‪ ..‬صـحيح ‪ ..‬نفـس القصـة التـ‬
‫قائ ً‬
‫كانت كثية التذمر منه دون أن ينتبه إل سبب ذلك ‪..‬‬ ‫وقعت ل وهو أنن ذات مرة ذهبت ‪..‬‬
‫كان كـل الناس يكرمونـه ويدحونـه إل هـي ‪ ..‬فقرر أن‬ ‫فتقول له ‪ :‬أخي انتظر ‪ ..‬فيسكت ‪ ..‬ث ما يصب‬
‫يصطحبها معه يوما إل إحدى ماضراته لترى ما ل تر ‪..‬‬ ‫ل ‪ :‬عجل ‪ ..‬عجل ‪..‬‬
‫فيقاطعك قائ ً‬
‫قال لا يوما ‪ :‬ترافقين ؟‬ ‫هذا الول ‪..‬‬
‫قالت ‪ :‬إل أين ؟‬ ‫الثان ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ماضرة لحد الدعاة ‪ ..‬نستفيد منها ‪..‬‬ ‫كان وأنـت تتحدث معـه أو معهـم ‪ ..‬يتلفـت يينا‬
‫رك بت م عه ف سيارته ‪ ..‬مش يا ‪ ..‬وق فا ع ند ال سجد ‪..‬‬ ‫ويسـارا ‪ ..‬وقـد يرج جهاز هاتفـه مـن جيبـه ‪..‬‬
‫كا نت الماه ي غفية ‪ ..‬كل هم جاؤوا ي ستمعون إل هذا‬ ‫ويك تب ر سالة أو يقرأ شيئا من الر سائل ‪ ..‬أو من‬
‫الحاضر الفذ ‪..‬‬ ‫يدري لعله يلعـب باللعاب اللكترونيـة الوجودة‬
‫دخلت هي إل ق سم الن ساء ‪ ..‬ود خل هو و سط جهرة‬ ‫فيه !!‬
‫الناس واعتلى الكرسي وبدأ ماضرته ‪..‬‬ ‫أمـا الثالث ‪ ..‬فيملك مهارات السـتماع ‪ ..‬تدـ‬
‫كان الناس ينصـتون معجـبي ‪ ..‬حتـ زوجتـه يبدو أناـ‬ ‫أ نك تتحدث و قد ر كز عين يه بر فق ين ظر إل يك ‪..‬‬
‫كانت معجبة ‪!..‬‬ ‫وتشعـر بتابعتـه ‪ ..‬فهـو تارة يهـز رأسـه موافقا ‪..‬‬
‫انتهت الحاضرة ‪ ..‬خرج إل سيارته و سط نشوة النجاح‬ ‫وتارة يتب سم ‪ ..‬وتارة يض مّ شفت يه متعجبا ‪ ..‬ورب ا‬
‫‪ ..‬وأقبلت زوجته وركبت السيارة بانبه ‪..‬‬ ‫ردد ‪ :‬عجيب ‪ ..‬سبحان ال ‪..‬‬
‫ل يدع لاـ فرصـة ‪ ..‬بدأ يتكلم فورا عـن زحةـ الناس ‪..‬‬ ‫أي هؤلء سـتكون راغبا دائما فـ مالسـته ‪..‬‬
‫وجال السجد ‪ ..‬و ‪ ..‬ث سألا ‪ :‬ما رأيك ف الحاضرة ؟‬ ‫وتفرح بزيارته ‪ ..‬وتنبلج أساريرك ف الديث معه‬
‫فقالت ‪ :‬كانت جيلة ومؤثرة ‪ ..‬ولكن من الحاضر ؟‬ ‫‪..‬؟ ل أشك أنه الخي ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬عجبا ل تعر ف صوته ‪ ..‬قالت ‪ :‬مع زح ة الناس ‪..‬‬ ‫إذن جذب قلوب الناس ‪ ..‬ل يكون فقط بإساعهم‬
‫وضعف ساعات الصوت ل أنتبه كثيا ‪..‬‬ ‫ما يبون ‪ ..‬بل وبالستماع منهم لا يبون !!‬
‫فقال – منتشيا ‪ : -‬أنا ‪ ..‬أنا الحاضر ‪..‬‬ ‫أذكـر أن أحـد الدعاة البارزيـن منـ أوتـ منطقا‬
‫فقالت ‪ :‬آآآ ‪ ..‬وأ نا أقول ف نف سي طوال جلو سي ‪ :‬ما‬ ‫ول سانا ‪ ..‬كان يتن قل متحدثا دائما ‪ ..‬ما ب ي م نب‬
‫أكثر كلمه ‪..‬‬ ‫جعـة ‪ ..‬وكرسـي فتوى ‪ ..‬وماضرة فـ جامعـة ‪..‬‬
‫إذن ‪ ..‬الستماع إل الناس فن ومهارة ‪..‬‬ ‫فهو دائما يتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪ ..‬ويتكلم ‪..‬‬
‫ب عض الناس ين سى أن ال ج عل لك فما واحدا وأذن ي ‪..‬‬ ‫وكان الناس يرونـه على النابر والقنوات الفضائيـة‬
‫ليستمع أكثر ما تكلم ‪..‬‬ ‫ويبو نه ويرغبون ف ا ستماع حدي ثه ‪ ..‬إل زوج ته‬
‫وأظنـه لو اسـتطاع لقلب العادلة ‪ ..‬مـن شدة مبتـه‬ ‫‪ ..‬ف هو معها ف الب يت دائما ‪ ..‬ول يكاد ي ستمع‬

‫‪226‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فانتفض ضماد وقال ‪ :‬أعد علي كلماتك هؤلء ‪..‬‬ ‫للحديث ‪..‬‬
‫فأعادها ‪ ε‬عليه ‪..‬‬ ‫فعود نفسـك على النصـات ‪ ..‬حتـ لو كان لك‬
‫ـة ‪ ،‬وقول‬
‫ـعت قول الكهنـ‬
‫ـد سـ‬
‫فقال ضماد ‪ :‬وال لقـ‬ ‫على الكلم ملحظة ‪..‬‬
‫السـحرة ‪ ،‬وقول الشعراء ‪ ،‬فمـا سـعت مثـل هؤلء‬ ‫ف أوائل بع ثة ال نب ‪ .. ε‬كان عدد ال سلمي قليلً‬
‫الكلمات ‪ ..‬فلقد بلغن ناعوس البحر ‪..‬‬ ‫‪ ..‬وكان الكفار يكذبونـه ونفرون الناس عنـه ‪..‬‬
‫فهلم يدك أبايعك على السلم ‪..‬‬ ‫ويشيعون أنه ‪ ε‬كاهن وكذاب ‪ ..‬وربا أشاعوا أنه‬
‫فبسـط النـب ‪ ε‬يده ‪ ..‬وأخـذ ضماد يلع ثوب الكفـر‬ ‫منون أو ساحر ‪..‬‬
‫ويردد ‪ :‬أشهـد أن ل إله إل ال وأشهـد أن ممدا عبده‬ ‫ف يوم من اليام قدم إل مكة رجل اسه ضماد ‪..‬‬
‫ورسوله ‪..‬‬ ‫وهـو حكيـم له علم بالطـب والعلج ‪ ..‬يعال‬
‫فعلم ‪ ε‬أن له عنــد قومــه شرفا ‪ ..‬فقال له ‪ :‬وعلى‬ ‫الجنون والسحور ‪..‬‬
‫قومك ؟ أي تدعوهم إل السلم ؟‬ ‫فلمـا خالط الناس سـع سـفهاء الكفار يقولون عـن‬
‫فقال ضماد ‪ :‬وعلى قومـي ‪ ..‬ثـ ذهـب إل قومـه هاديا‬ ‫رسول ال ‪ : ε‬جاء الجنون ‪ ..‬ورأينا الجنون ‪..‬‬
‫داعيا ‪..‬‬ ‫فقال ضماد ‪ :‬أ ين هذا الر جل ؟ ل عل ال أن يشف يه‬
‫إذن لتكون مستمعا ماهرا ‪:..‬‬ ‫على يدي ؟‬
‫أنصت ‪ ..‬هز رأسك متابعا ‪..‬‬ ‫فدله الناس على رسول ال ‪.. ε‬‬
‫تفاعـل بتعابيـ وجهـك كتقطيـب البـي حينا ‪ ..‬ورفـع‬ ‫فلما لقيه ‪ ..‬قال ضماد ‪ :‬يا ممد ‪ ..‬إن أرقى من‬
‫الاجبي حينا آخر ‪..‬‬ ‫هذه الرياح ‪ ..‬وإن ال يشفي على يدي من شاء ‪..‬‬
‫والتبسم ‪ ..‬وتريك الشفتي بتعجب ‪..‬‬ ‫فهلم أعالك ‪ ..‬وجعل يتكلم عن علجه وقدراته‬
‫وانظر إل أثر ذلك فيمن يتكلم معك ‪ ..‬سواء كان صغيا‬ ‫‪..‬‬
‫أو كبيا ‪..‬‬ ‫والنب ‪ ε‬ينصت إليه ‪ ..‬وذاك يتكلم ‪ ..‬والنب ‪ε‬‬
‫ستجد أنه يركز نظره عليك ‪ ..‬ويقبل بقلبه إليك ‪..‬‬ ‫ينصـت ‪ ..‬أتدري ينصـت إل ماذا ؟ ينصـت إل‬
‫كلم رجل كافر جاء ليعاله من مرض النون !!‬
‫نتيجة ‪..‬‬ ‫آآآه ما أحكمه ‪.. ε‬‬
‫براعت نا ف ال ستماع إل الخر ين ‪ ..‬تعل هم بارع ي ف‬ ‫حت إذا انتهى ضماد من كلمه ‪..‬‬
‫مبتنا والستئناس بنا ‪..‬‬ ‫ـد ل ‪ ..‬نمده‬
‫ـل هدوووء ‪ :‬إن المـ‬
‫قال ‪ ε‬بكـ‬
‫ون ستعينه ‪ ..‬من يهده ال فل م ضل له و من يضلل‬
‫‪.86‬فن الوار ‪..‬‬
‫فل هادي له ‪ ..‬وأشهـد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫أل تذ كر يوما من الد هر أ نك جل ست ف مكان فاح تد‬
‫شريك له ‪..‬‬

‫‪227‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ل ‪..‬‬
‫الصغية ‪ ..‬فكن جب ً‬ ‫الوار بي نك وب ي ش خص ما ‪ ..‬فب قي ف نف سك‬
‫لاـ قدم النـب ‪ r‬إل مكـة فاتا ‪ ..‬بعدمـا نقضـت قريـش‬ ‫عليه بغض أو غضب أياما ‪..‬‬
‫العهد ‪..‬‬ ‫أو لعلك تذكـر جدا ًل حصـل بيـ اثنيـ – وقـد‬
‫كان ‪ .. r‬قد دعا ال أن يعمي ع نه قر يش ‪ ..‬ليبغتهم ‪..‬‬ ‫يكون ف قض ية تاف هة – وأ نت تن ظر إليه ما و قد‬
‫قبل أن يستعدوا للقتال ‪..‬‬ ‫ارتف عت ال صوات واحرت العيون ‪ ..‬ث تفر قا ‪..‬‬
‫فل ما أق بل ال نب عل يه ال صلة وال سلم ‪ ..‬إل م كة نزل‬ ‫واسثقل كل منهما صاحبه بعدها ‪..‬‬
‫قريبا منها ‪..‬‬ ‫إذن نن نتعب ف جذب بعض الناس إلينا بمارسة‬
‫ول تعلم قريش بشيء ‪..‬‬ ‫مهارات متنوعة ‪ ..‬ث نفرقهم عنا بوقف ل نسن‬
‫ولكنهم كانوا يتوجسون ويترقبون ‪..‬‬ ‫التصرف فيه ‪..‬‬
‫فخرج فـ تلك الليلة التـ نزل فيهـا النـب عليـه الصـلة‬ ‫ومن ذلك عدم إتقان فن الوار ‪..‬‬
‫والسلم ‪ ..‬أبو سفيان ف نفر معه يتجسسون الخبار ‪..‬‬ ‫ل وعرا ‪ ..‬ينبغي أن يعتن‬
‫الحاور كالذي يصعد جب ً‬
‫وينظرون هل يدون خبا ‪ ..‬أو يسمعون به ‪..‬‬ ‫بو ضع يده ومو ضع رجله ‪ ..‬فت جد صاعد ال بل‬
‫وجعل النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬يترقب الصبح ليغي‬ ‫ينظـر إل الصـخرة التـ يريـد أن يتعلق باـ ‪..‬‬
‫على قريش ‪..‬‬ ‫ويفحصها بنظره ويتأمل ف قوة ثباتا قبل أن يضع‬
‫فلما رأى العباس ‪ .. t‬ذلك ‪..‬‬ ‫ـ قبضتـه ‪ ..‬وكذلك فـ الصـخرة ال ت يثبـت‬
‫عليه ا‬
‫قال ‪ :‬واصباح قريش ! وال لئن دخل رسول ال ‪ r‬مكة‬ ‫عليها قدمه ‪ ..‬ث إذا أراد أن يرفع قدمه عن صخرة‬
‫عنوة أي بالقوة ‪ ..‬قبـل أن يأتوه فيسـتأمنوه ‪ ..‬إنـه للك‬ ‫نظـر إل الصـخرة قبـل أن يغادرهـا خشيـة أن ل‬
‫قريش إل آخر الدهر ‪..‬‬ ‫يسن رفع رجله من عليها فتهوي به ‪..‬‬
‫فقام العباس ‪ ..‬فاستأذن النب عليه الصلة والسلم ‪..‬‬ ‫لن أطيل عليك الكلم ‪ ..‬فخيه ما قل ودل ‪..‬‬
‫فأذن له ‪ ..‬فركب على بغلة رسول ال ‪ r‬البيضاء ‪..‬‬ ‫الدخول فـ حوار أو جدال أمـر غيـ ممود ‪..‬‬
‫ومضى يشي با ‪..‬‬ ‫ولعلك توافق ن أن أك ثر من ‪ %90‬من الوارات‬
‫وأبـو سـفيان فـ أصـحابه ‪ ..‬يقترب وينظـر إل نيان‬ ‫والجادلت غي مفيدة ‪..‬‬
‫السلمي ‪ ..‬ويقول ‪:‬‬ ‫فحاول ت نب الدال قدر ال ستطاع ‪ ..‬ول تغ ضب‬
‫ما رأ يت كالليلة نيانا قط ول ع سكرا ‪ ..‬ما أع ظم هذا‬ ‫إذا اعترض عليـك أحـد أو جادلك ‪ ..‬خـذ المـر‬
‫‪ ..‬من ترى هؤلء ‪..‬؟‬ ‫بأريية قدر الستطاع ول تعذب نفسك بالتفكي ف‬
‫فقال صاحبه ‪ :‬هذه وال خزاعة حشتها الرب ‪..‬‬ ‫نيـة العترض ‪ ..‬وماذا يقصـد ‪ ..‬ولاذا أحرجنـ‬
‫ـن أن تكون هذه نياناـ‬
‫ـل مـ‬
‫ـة أذل وأقـ‬
‫قال ‪ :‬خزاعـ‬ ‫أمامهـم ‪ ..‬ل تقتـل نفسـك بالمـ ‪ ..‬وتعامـل مـع‬
‫وعسكرها ‪..‬‬ ‫الوقـف بدووووء ‪ ..‬فالرياح ل تزـ إل الصـخور‬

‫‪228‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فدخل عليه عمر ‪..‬‬ ‫فبينما العباس يسي على البغلة ‪..‬‬
‫وجعـل يقول ‪ :‬يـا رسـول ال ‪ ..‬هذا أبـو سـفيان ‪ ..‬قـد‬ ‫إذا بأب سفيان وأصحابه ‪ ..‬قد قبضت عليهم خيل‬
‫أمكن ال منه بغي عقد ول عهد ‪ ..‬فدعن فلضرب عنقه‬ ‫الؤمني ‪..‬‬
‫؟ ‪..‬‬ ‫فأقبل أبو سفيان فزعا ‪ ..‬فركب خلف العباس ‪..‬‬
‫فقال العباس ‪ :‬يا رسول ال ‪ ..‬إن قد أجرته ‪..‬‬ ‫وجعل أصحابه يتبعونه فزعي ‪ ..‬والؤمنون خلفهم‬
‫ث جلس إل رسول ال ‪ .. ρ‬فأخذ برأسه ‪ ..‬وجعل يناجيه‬ ‫‪..‬‬
‫ف أذنه ‪..‬‬ ‫فجعل العباس ي سرع بأ ب سفيان ‪ ..‬إل ر سول ال‬
‫وعمر يردد يا رسول ال ‪ ..‬اضرب عنقه ‪..‬‬ ‫‪.. ρ‬‬
‫فلما أكثر عمر ف شأنه ‪..‬‬ ‫وكلمـا مـر بنار مـن نيان السـلمي ‪ ..‬قالوا ‪ :‬مـن‬
‫التفت إليه العباس وقال ‪:‬‬ ‫هذا ؟‬
‫مهلً يا ع مر ! فوال أن لو كان من رجال ب ن عدي بن‬ ‫فإذا رأوا بغلة ر سول ال ‪ .. ρ‬ورأوا العباس علي ها‬
‫كعـب ‪ ..‬مـا قلت هذا ‪ ..‬أي لو كان مـن قرابتـك ‪ ..‬مـا‬ ‫‪..‬‬
‫قلت هذا ‪ ..‬ولك نك قد عر فت أ نه من رجال ب ن ع بد‬ ‫قالوا ‪ :‬عم رسول ال ‪ .. ρ‬على بغلة رسول ال ‪ρ‬‬
‫مناف ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فش عر ع مر أ نه سيدخل ف جدال ل يتنا سب مع الال‬ ‫والعباس ي سرع ب ا ‪ ..‬ياف أن يفطنوا ل ب سفيان‬
‫الذي هم فيه ‪ ..‬ث ما الفائدة الرجوة من النقاش ف مسألة‬ ‫‪ ..‬فيقتله أ حد ق بل أن يؤم نه ال نب عل يه ال صلة‬
‫لو كان من بن كعب رغب ف إسلمه أما من غيهم فل‬ ‫والسلم ‪..‬‬
‫يهمه !!‬ ‫حت مر بنار عمر بن الطاب ‪ τ‬فقال ‪ :‬من هذا ؟‬
‫قال عمر بكل هدووووء ‪ :‬مهلً يا عباس ‪ ..‬مهلً ‪..‬‬ ‫وقام إليهم ‪ ..‬فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة‬
‫فوال لسلمك يوم أسلمت ‪ ..‬كان أحب إل من إسلم‬ ‫‪..‬‬
‫أب الطاب لو أسلم !‬ ‫صاح بالناس قال ‪ :‬أبو سفيان عدو ال ! ‪ ..‬المد‬
‫ل ن قد عر فت أن إ سلمك ‪ ..‬كان أ حب إل ر سول ال‬ ‫ل الذي أمكن منك بغي عقد ول عهد ‪..‬‬
‫‪ ρ‬من إسلم الطاب ‪..‬‬ ‫فمنعه العباس ‪..‬‬
‫فلما سع العباس ‪ τ‬ذلك سكت ‪..‬‬ ‫ثـ ذهـب عمـر يشتـد ‪ ..‬نوـ رسـول ال ‪.. ρ‬‬
‫انتهـى الوار ‪ ..‬مـع أنـه كان فـ إمكان عمـر أن يطيله‬ ‫والعباس يسرع بالدابة ‪ ..‬حت سبقه ‪ ..‬فلما وصل‬
‫ويزيده ‪ ..‬فيقول ‪ :‬ماذا تق صد ؟!! هل تت هم ني ت ؟! هل‬ ‫إل موضـع النـب ‪ .. ρ‬اقتحـم العباس عـن البغلة‬
‫تعلم ما ف قلب ؟! لاذا تثي النعرة القبلية ؟!‬ ‫سريعا ‪..‬‬
‫كل ل يقـل ذلك ‪ ..‬فهـم جيعا كانوا أرفـع مـن أن ينغ‬ ‫فدخل على رسول ال ‪.. ρ‬‬

‫‪229‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وال لقد ظننت أن لو كان ل مع ال إل هٌ غيه لغن عن‬ ‫الشيطان بينهم ‪..‬‬
‫شيئا!‬ ‫سكت ع مر والعباس ‪ ..‬وأ بو سفيان وا قف ينت ظر‬
‫فقال ‪ : r‬ويكـ يـا أبـا سـفيان أل يأن لك أن تعلم أنـ‬ ‫أن يأمر النب ‪ e‬فيه بشيء ‪..‬‬
‫رسول ال ؟‬ ‫ـا عباس إل رحلك فإذا‬
‫ـه يـ‬
‫ـب بـ‬
‫فقال ‪ : r‬اذهـ‬
‫فقال أ بو سفيان ‪ :‬بأ ب أ نت وأ مي ما أحل مك وأكر مك‬ ‫أصبحت فأتن به ‪..‬‬
‫وأوصلك !‬ ‫فذهب به العباس ‪ ..‬إل خيمته ‪..‬‬
‫أما هذه وال فإن ف النفس منها حت الن شيئا !‬ ‫فبات عنده ‪ ..‬فل ما أصبح أ بو سفيان صبيحة تلك‬
‫فقال له العباس ‪ :‬وي ك أ سلم واش هد أن ل إله إل ال ‪..‬‬ ‫الليلة ‪..‬‬
‫وأن ممد رسول ال قبل أن تضرب عنقك ؟‬ ‫ورأى الناس ينحون للصــلة ‪ ..‬وينتشرون فــ‬
‫ل ث قال ‪ :‬أشهد ‪..‬‬
‫فسكت قلي ً‬ ‫اسـتعمال الطهارة ‪ ..‬خاف ‪ ..‬وقال للعباس ‪ :‬مـا‬
‫فسر النب عليه الصلة والسلم ‪ ..‬سرورا عظيما ‪..‬‬ ‫بالم ؟‬
‫فقال العباس ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ..‬إن أ با سفيان ر جل ي ب‬ ‫قال ‪ :‬إن م قد سعوا النداء ف هم ينتشرون لل صلة‬
‫الفخر فاجعل له شيئا ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫فقال ‪ " : r‬نعم ‪ ..‬من دخل دار أب سفيان فهو آمن " ‪..‬‬ ‫فل ما حضرت ال صلة ‪ ..‬ورآ هم يركعون بركو عه‬
‫فقال أبو سفيان ‪:‬‬ ‫‪ ..‬ويسجدون بسجوده ‪..‬‬
‫فأنشـد أبـو سـفيان ‪ t‬بيـ يدي رسـول ال ‪ .. r‬أبياتا ‪..‬‬ ‫أقبـل عليـه العباس بعدمـا صـلى ‪ ..‬ليمضـي بـه إل‬
‫يعتذر إليه ما كان مضى منه ‪..‬‬ ‫رسول ال ‪.. r‬‬
‫لعمرك إن يوم أحل راية‬ ‫فقال ‪ :‬يا عباس ما يأمرهم بشيء إل فعلوه ؟‬
‫لتغلب خيل اللت خيل ممد‬ ‫قال ‪ :‬نعم ‪ ..‬وال لو أمرهم بترك الطعام والشراب‬
‫لكالدل اليان أظلم ليله‬ ‫لطاعوه ‪..‬‬
‫فهذا أوان حي أهدي و أهتدي‬ ‫فقال أ بو سفيان ‪ :‬يا عباس ‪ ..‬ما رأ يت كالليلة ‪..‬‬
‫هدان هاد غي نفسي و نالن‬ ‫ول ملك كسرى وقيصر !‬
‫مع ال من طردت كل مطرد‬ ‫فلما انقضت الصلة ‪ ..‬غدا به إل رسول ال ‪.. r‬‬
‫أصد و أنأى جاهدا عن ممد‬ ‫فلما رآه ‪ r‬قال ‪:‬‬
‫وأدعى و إن ل أنتسب من ممد‬ ‫" ويك يا أبا سفيان ‪ ..‬أل يأن لك أن تعلم أنه ل‬
‫فق يل إ نه حيـ قال ‪ :‬ونال ن ‪ ..‬مع ال مـن طردت كل‬ ‫إله إل ال ؟‬
‫مطرد ‪ ..‬ضرب رسـول ال ‪ r‬بيده فـ صـدره وقال ‪" :‬‬ ‫فقال ‪ :‬بأبـ أنـت وأمـي ! مـا أحلمـك وأكرمـك‬
‫أنت طردتن كل مطرد " ‪..‬‬ ‫وأوصلك !‬

‫‪230‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العترض قبل أن يشعره باعتراضه ‪..‬‬
‫أذكـر أن شيخا كـبي السـن جلس فـ ملس فتكلم عـن‬ ‫فكرة ‪..‬‬
‫حادثة خصومة رآها بي اثني ف مطة وقود ‪ ..‬وكيف أن‬ ‫ليـس الذكاء أن تنتصـر عنـد الدال ‪ ..‬وإناـ‬
‫شجارها زاد واشتد حت حل إل مفر الشرطة ‪..‬‬ ‫ل ‪..‬‬
‫الذكاء أن ل تدخل ف الدال أص ً‬
‫فقفز أحد الالسي – من الثرثارين – مشاركا ف القصة‬
‫‪.87‬اقطع الطريق على العترضي ‪..‬‬
‫فقال ‪ :‬ن عم صحيح ‪ ..‬وح صل بينه ما كذا ‪ ..‬وفلن هو‬
‫من أكثر ما يوغر صدور بعض الناس على بعض ما‬
‫الخطئ ‪ ..‬وبدأ يذكر تفاصيل ل تدث ‪..‬‬
‫ينيه اللسان من مفاسد ‪..‬‬
‫فالتفت إليه الشيخ وكأن به يكاد ينفجر ‪ ..‬لكنه تاسك‬
‫و من ذلك ا ستعجال بعـض الناس بالعتراض على‬
‫وقال بكل هدووووء ‪:‬‬
‫الد يث ومقاط عة التكلم دون تروّ ون ظر ‪ ..‬فيثور‬
‫أنت هل حضرت الادثة ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫عنـد ذلك جدال عقيـم يوغـر الصـدور ويفسـد‬
‫قال ‪ :‬فهل حدثك أحد من حضروها ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫النفوس ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬فهل اطلعت على ماضر التحقيق ؟ قال ‪ :‬ل‬
‫لن ت ستطيع إ صلح ج يع الناس وتأديب هم بالداب‬
‫عند ها صاح الش يخ وقال ‪ :‬ط يب يا ‪ ...‬ك يف تكذب ن‬
‫الشرعية ‪ ..‬أو تدريبهم على مهارات متميزة ‪..‬‬
‫وأنت ل تدري عن شيء !!‬
‫ودعنا نتجاوز مرحلة التنظي الت تلو لبعض الناس‬
‫فأعجبتن مقدماته قبل اعتراضه ‪..‬‬
‫أن يدندن عليهـــا دائما بقوله ‪ :‬الفروض الناس‬
‫ولو أ نه اعترض دون أن يذ كر مقدمات يغلق ب ا البواب‬
‫يفعلون كذا ‪ ..‬والفروض يتعودون على كذا ‪..‬‬
‫على صـاحبه ‪ ..‬لكان لصـاحبه مال واسـع للخروج مـن‬
‫دعك من هذا ‪ ..‬وأ ّد الصلة على اليت الاضر –‬
‫الوقف ولو بالكذب ‪..‬‬
‫كما يقال ‪.. -‬‬
‫فنحـن أحيانا نتاج عندمـا نريـد أن نقرر أشياء أن نقدم‬
‫أعنـ أننـا ينبغـي عنـد تعاملنـا مـع الخطاء أن ل‬
‫بقدمات نقنع با الخالفي قبل أن يعترضوا ‪..‬‬
‫ننشغل ببحث ما يب على الخرين أن يفعلوه بل‬
‫لا خرجت قريش لقتال النب ‪ ε‬وأصحابه ف بدر ‪ ..‬كان‬
‫ماذا يب علينا نن أن نفعله ‪..‬‬
‫بعـض العقلء فيهـا ل يريدون الروج ‪ ..‬لكـن قومهـم‬
‫عند ما تر يد أن تتكلم بش يء غر يب قد ي ستعجل‬
‫أكرهوهم عليه ‪..‬‬
‫الخرون العتراض عل يه ‪ ..‬ينب غي عل يك أن تغلق‬
‫فعلم النب ‪ ε‬بم ‪ ..‬وتأكد أنم وإن حضروا العركة فلن‬
‫علي هم أبواب العتراض بقدمات تيب هم في ها عن‬
‫يقع منهم قتال للمسلمي ‪..‬‬
‫أسـئلتهم قبـل أن يطرحوهـا ‪ ..‬بـل وتزيـل باـ‬
‫فلما اقترب ‪ ε‬من ميدان العركة ‪ ..‬أراد أن ينبه أصحابه‬
‫استغرابم قبل أن يتكلموا به ‪..‬‬
‫لذلك ‪ ..‬وأن ينهاهم عن قتلهم ‪ ..‬لكنه يعلم أنه سيقع ف‬
‫وبعـض الناس يسـن فعلً أن يغلق البواب على‬
‫قلوب بعض الناس سؤال ‪ :‬كيف ل نقتلهم وهم خرجوا‬

‫‪231‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فندم أبو حذيفة ‪ .. y‬على ما تكلم به ‪ ..‬وقال ‪:‬‬ ‫لربنا !! لاذا استثن هؤلء بالذات ؟!‬
‫ما أنا بآمن من تلك الكلمة الت قلت يومئذ ‪ ..‬و ل أزال‬ ‫فقدم مقدمة أزال با العتراضات ث ذكر التوجيه‬
‫منها خائفا إل أن تكفرها عن الشهادة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬قام ‪ e‬فـ أصـحابه وقال ‪ :‬إنـ قـد عرفـت أن‬
‫فقتل يوم اليمامة شهيدا ‪.. y‬‬ ‫رجا ًل من ب ن ها شم وغيهم قد أخرجوا كرها ل‬
‫حاجة لم بقتالنا ‪..‬‬
‫نصيحة ‪..‬‬ ‫انتهى هذه مقدمة ‪..‬‬
‫كن ذكيا وتغدّ بم قبل أن يتعشوا بك !‬ ‫ث قال ‪ :‬ف من ل قي من كم أحدا من ب ن ها شم فل‬
‫يقتله ‪..‬‬
‫‪.88‬انتظر ‪ ..‬ل تعترض ‪!!..‬‬
‫ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الارث بن أسد‬
‫أذكر أن ماضرا كان يتكلم عن فن الوار ‪..‬‬
‫فل يقتله ‪..‬‬
‫فعرض شيئا من قصة يوسف عليه السلم ‪..‬‬
‫ومن لقي العباس بن عبد الطلب ‪ ..‬عم رسول ال‬
‫فلما وصل إل قوله تعال ( ودخل معه السجن فتيان قال‬
‫‪ r‬فل يقتله ‪..‬‬
‫أحده ا إ ن أرا ن أع صر خرا وقال ال خر إ ن أرا ن أح ل‬
‫فإنه إنا خرج مستكرها ‪..‬‬
‫فوق رأسي خبزا تأكل الطي منه ) ‪..‬‬
‫فمضى الصحابة على ذلك ‪ ..‬وبدؤوا يتحدثون ف‬
‫جعل يتأمل ف الاضرين ث سألم ‪:‬‬
‫مالسهم بذلك ‪..‬‬
‫ود خل م عه ال سجن فتيان ؟! أيه ما د خل ق بل ال خر ‪..‬‬
‫فقال أ بو حذي فة بن عت بة بن ربي عة ‪ :‬أنق تل آباء نا‬
‫يوسف أم الفتيان ؟‬
‫وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس ‪..‬‬
‫فصاح أحدهم ‪ :‬يوسف ‪..‬‬
‫وال لئن لقيته للمنه بالسيف ‪..‬‬
‫فصاح آخر ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬الفتيان ‪..‬‬
‫فبل غت الكل مة ر سول ال ‪ .. r‬فالت فت إل ع مر‬
‫فانطلق ثالث ‪ :‬ل ‪ ..‬ل ‪ ..‬بل يوسف ‪ ..‬يوسف ‪..‬‬
‫فقال ‪ " :‬يا أبا حفص " ‪..‬‬
‫فاستذكى رابع وقال ‪ :‬دخلوا مع بعض !!‬
‫قال عمر ‪ :‬وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال‬
‫وتكلم خامـس ‪ ..‬وارت فع الل غط ‪ ..‬ح ت ضاع الوضوع‬
‫‪ r‬بأب حفص ‪..‬‬
‫الساسي ‪..‬‬
‫قال ‪ r‬يا أ با ح فص ‪ ( :‬أيضرب و جه عم ر سول‬
‫ويبدو أن الحاضر قصد ذلك ‪..‬‬
‫ال بالسيف ! ) ‪..‬‬
‫فجعل يتأمل وجوههم ‪ ..‬والوقت يضي ‪..‬‬
‫فاستبشع ذلك ‪ ..‬وانتفض ‪ ..‬كيف يرد أمر رسول‬
‫ث ابتسم ابتسامة عريضة ‪ ..‬وأشار لم بفض الصوات‬
‫ال ‪ .. r‬أليس مسلما ‪ ..‬فصاح قال ‪:‬‬
‫وقال ‪:‬‬
‫يـا رسـول ال دعنـ فلضرب عنقـه بالسـيف ‪..‬‬
‫وما الشكلة !! دخل قبلهم أو دخلوا قبله !! هل تستحق‬
‫فوال لقد نافق ‪..‬‬

‫‪232‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪..‬‬ ‫السألة كل هذا اللف ؟!‬
‫لعل له عذرا وأنت تلوم ‪..‬‬ ‫فعلً ‪ ..‬لو تأملت واقعنـا لوجدت أننـا فـ أحيان‬
‫كان زياد لطيفا حريصا على نصح الناس ‪..‬‬ ‫كثية نكون ثقلء على الخريـن بكثرة اعتراضنـا‬
‫وقـف يوما عنـد إشارة مرور فإذا بـه يسـمع صـوتا عاليا‬ ‫على ما يقولون فيكون أحد هم متحم سا ف ق صة‬
‫لغان غربية ‪ ..‬تي من أين هذا الصوت ‪ ..‬وأخذ يتلفت‬ ‫يكي ها ‪ ..‬ث يفا جأ ب ن يعترض ويف سد عل يه مت عة‬
‫يبحث عن مصدره ‪ ..‬فإذا هو من السيارة الجاورة له ‪..‬‬ ‫الديـث بالعتراض على أشياء ل تؤ ثر ف القصـة‬
‫وإذا صاحبها قد زاد صوت الذياع إل أعلى درجا ته ‪..‬‬ ‫شيئا ‪..‬‬
‫حت أسع البعيد والقريب ‪..‬‬ ‫نعم ‪ ..‬ل تكن ثقيلً تعترض على كل شيء ‪..‬‬
‫جعـل صـاحب يضرب على منبـه سـيارته وياول أن ينبـه‬ ‫أذكـر أن أخـي الصـغر سـعود لاـ كان طفلً فـ‬
‫ذاك الر جل إل خ فض صوت مذيا عه ‪ ..‬ل كن الر جل ل‬ ‫ال سابعة ‪ ..‬د خل ال سجد ل صلة العشاء ‪ ..‬ويبدو‬
‫يلتفت ول يرد ‪ ..‬يبدوا أنه لشدة انسجامه مع ما يسمع‬ ‫أ نه كان م ستعجلً وتأ خر المام ف الج يء لقا مة‬
‫صار ل يدري عما حوله ‪..‬‬ ‫الصلة ‪ ..‬فلما ضاق بذلك ذرعا توجه نو الؤذن‬
‫حاول زياد أن يتبي وجه السائق الذي أسدل غترته على‬ ‫وكان شيخا كبيا ضعيف السمع ووقف خلفه ‪..‬‬
‫جانب وجهه ‪ ..‬وبعد جهد رآه فإذا ليته تل وجهه !!‬ ‫ث قال ماولً تغيي صوته ‪ :‬أقم الصلة ‪ ..‬وكان قد‬
‫ازداد العجـب ‪ ..‬شخـص بذه اليئة بدل أن يسـتمع إل‬ ‫قبض على طرف أنفه بيده ‪..‬‬
‫القرآن يستمع الغان !! ل وبصوت عا ٍل أيضا !!‬ ‫ث ول هاربا ‪..‬‬
‫أضاءت الشارة خضراء ‪ ..‬ومشى الميع ‪..‬‬ ‫أ ما الؤذن ف ما كاد ي سمع ذلك ح ت ترك ناهضا‬
‫أصـرّ زياد على مناصـحة الرجـل فجعـل يشـي وراءه ‪..‬‬ ‫ليقيم الصلة ‪ ..‬فنبهه بعض الأمومي ‪ ..‬فجلس ‪..‬‬
‫وقف الرجل عند دكان ‪ ..‬ونزل ليشتري منه حاجة ‪..‬‬ ‫كان موقفا طريفا ‪ ..‬لكن ل أورده لطرافته ‪..‬‬
‫أوقـف زياد سـيارته وراءه وصـار يتأمله وهـو يشـي فإذا‬ ‫وإناـ لنـ جلسـت بعدهـا فـ ملس فذكـر أحـد‬
‫الثوب قصي ‪ ..‬واللحية تل عارضيه ‪..‬‬ ‫الالسـي القصـة وقال فـ أثنائهـا ‪ :‬وكان سـعود‬
‫تسـابقت إل قلبـه الوسـاوس ‪ ..‬أظنـه نزل ليخرج الن‬ ‫م ستعجلً ل نه سيذهب إل الب حر مع أب يه _ مع‬
‫بعلبة سجائر !!‬ ‫العلم بأن الرياض ف صحراء ول ت قع على ساحل‬
‫خرج الرجل فإذا ف يده ملة إسلمية !!‬ ‫بر ‪ .. -‬فتحيت هل أف سد عل يه ق صته وأعترض‬
‫ل يصـب زياد ‪ ..‬وأخـذ ينادي بلطـف ‪ :‬يـا أخـي ‪ ..‬لو‬ ‫‪ ..‬أم أن العلو مة غ ي مؤثرة ف الق صة فل دا عٍ‬
‫سحت ‪ ..‬هيه ‪..‬‬ ‫للعتراض واكتسـاب العداوات ‪ ..‬فآثرت الثانـ‬
‫ل يرد عليه الرجل ول يلتفت ‪..‬‬ ‫وسكت ‪..‬‬
‫رفع صوته ‪ :‬هيه ‪ ..‬هيه ‪ ..‬لو سحت ‪ ..‬يا أخي ‪ ..‬اسع‬ ‫وأحيانا قد تعترض على شيء أنت غي فاهه أصلً‬

‫‪233‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لناسب أن تكتب قبل حاجتك شيئا من الثناء على جوده‬ ‫‪..‬‬
‫وكرمه ومبته للخي ‪ ..‬ث بعد ذلك تكتب حاجتك ‪..‬‬ ‫وصل الرجل سيارته وركبها ‪ ..‬ول يلتفت ‪..‬‬
‫ومثله لو أردت حاجة من أبيك أو أخيك أو – من يدري‬ ‫نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا أخي‬
‫ربا – زوجتك ‪ ..‬يناسب أن تقدم قبلها بقدمة ‪..‬‬ ‫‪ ..‬ال يهديك ‪ ..‬ما تسمع ‪..‬‬
‫فلو دعوت نفرا من أ صدقائك إل مأد بة غداء ‪ ..‬وأردت‬ ‫نظر الرجل إليه وابتسم وشغل سيارته ‪ ..‬فاشتغل‬
‫أن ت ب زوج تك لت عد الطعام وت يئ الب يت ‪ ..‬لنا سب أن‬ ‫الذياع مباشرة بصوت مزعج جدا ‪..‬‬
‫تقول قبـل ذلك ‪ ..‬بصـراحة طعامـك لذيـذ ‪ ..‬جيـع‬ ‫ـك ‪..‬‬
‫ـي حرام عليـ‬
‫ـا أخـ‬
‫فثار زياد ‪ ..‬وقال ‪ :‬يـ‬
‫أ صدقائي يفرحون إذا دعوت م ل جل أن يأكلوا من ع مل‬ ‫أزعجـت الناس ‪ ..‬تريـد تسـمع الغانـ اسـعها‬
‫يدك ‪ ..‬ت صدقي !! ل قد أكلت ف أر قى الطا عم ‪ ..‬و ما‬ ‫لوحدك ‪ ..‬بدل ما تسمع قرآن تسمع أغانٍ ؟!‬
‫ذ قت لذة كلذة طعا مك أبدا ‪ ..‬وب صراحة رأ يت البار حة‬ ‫فجعـل الرجـل يزيـد ابتسـامته ‪ ..‬والغانـ بأعلى‬
‫صديقا ل جاء من سفر ‪ ..‬ومن باب الجاملة قلت له تغد‬ ‫صوت ‪..‬‬
‫معي غدا ‪ ..‬فتفاجأت به أن وافق ‪ !!..‬فدعوت معه بعض‬ ‫ثار زياد أكثر ‪ ..‬وجعل وجهه يم ّر ‪ ..‬وصار يرفع‬
‫الصدقاء ‪ ..‬فليتك تعملي لنا طعاما ‪..‬‬ ‫صوته ليسمعه ‪..‬‬
‫هذا السلوب أحسن من صراخك إذا دخلت بيتك ‪ :‬يا‬ ‫فل ما رأى الر جل أن ال مر و صل إل هذا ال د ‪..‬‬
‫فلنة ‪ ..‬فلنة ‪..‬‬ ‫جعل يشي بيديه إل أذنيه وينفضهما ‪..‬‬
‫فتجيبك ‪ :‬لبيك ‪ ..‬أنا قادمة ‪ ..‬وهي تظن أنك ستدعوها‬ ‫ث أخرج دفترا صغيا من جيبه ومكتوب على أول‬
‫إل نزهة ‪..‬‬ ‫ورقة منه ‪:‬‬
‫فتقول ‪ :‬ب سرعة ‪ ..‬ب سرعة ‪ ..‬الط بخ ‪ ..‬الط بخ ‪ ..‬عندي‬ ‫أنا رجل أصم ل أسع ‪ ..‬فضلً اكتب ما تريد !!‬
‫رجال ســيأتون ‪ ..‬ل تتأخري بالغداء ‪ ..‬وانتبهــي أثناء‬
‫إعداده ‪ ..‬و ‪..‬‬ ‫لحة ‪..‬‬
‫ومثله لو أردت أن تطلب إجازة من مديرك ‪..‬‬ ‫قال ال تعال ‪" :‬وكان النسان عجولً " فانتبه ل‬
‫أو تب أمك أو أباك بب ‪..‬‬ ‫تغلب عجلتك تؤدتك ‪..‬‬
‫وقد قرأت ف سية النب الكرم ‪ .. ε‬ما يدل على ذلك‬
‫‪.89‬قبل نواكم ‪ ..‬صدقة ‪..‬‬
‫‪..‬‬
‫الطلبات الكـبية تتاج إل تيئة الطلوب منـه قبـل‬
‫كان النب ‪ ρ‬قد رضع ف صغره قريبا من ديار هوازن ‪..‬‬
‫طلبها ‪ ..‬لئل يسارع إل الرفض ‪..‬‬
‫وكان يرجو أن يسلموا ‪..‬‬
‫وهذا عام ف الطلبات الشفهية والكتوبة ‪..‬‬
‫فبل غه ‪ ..‬أن هوازن قد ج عت جوع ها ‪ ..‬فخرج إلي هم ‪..‬‬
‫فلو أردت أن تك تب إل غ ن تطلب م نه حا جة ‪..‬‬
‫وقاتلهم ‪..‬‬

‫‪234‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫السيوف ‪..‬‬ ‫فنصر ال نبيه ‪ r‬عليهم ‪ ..‬فساق الغنائم ‪..‬‬
‫لا أقبل رسول ال ‪ .. r‬يريد العمرة ‪ ..‬خافت قريش ‪..‬‬ ‫فأقبـل بعضهـم إل رسـول ال ‪ .. r‬وهـو نازل‬
‫وكاد ال نب ‪ r‬أن يقاتل هم ‪ ..‬لول أن م ‪ ..‬ألوا عل يه ح ت‬ ‫بالعرانة ‪..‬‬
‫ك تب بي نه وبين هم ‪ ..‬هد نة لدة ع شر سنوات ‪ ..‬و قف‬ ‫وقد قتل من قتل من رجالم ‪ ..‬وجعل رسول ال‬
‫للقتال ‪..‬‬ ‫‪ r‬النساء والطفال ف مكان ‪..‬‬
‫وكان ف صلح الديب ية ‪ ..‬ل ا ك تب ‪ ..‬أ نه من شاء من‬ ‫فقام منهم خطيبهم زهي بن صرد فقال ‪:‬‬
‫القبائل أن يدخل ف عقد ممد وعهده دخل ومن شاء أن‬ ‫يا رسول ال إنا ف الظائر من السبايا خالتك ‪..‬‬
‫يدخل ف عقد قريش وعهدهم دخل ‪..‬‬ ‫وحواضنك ‪ ..‬اللت كن يكفلنك ‪..‬‬
‫فتواثبت خزاعة وقالوا ‪ :‬نن ندخل ف عقد ممد وعهده‬ ‫ولو أنا ملحنا لبن أب شر ‪ ..‬أو النعمان بن النذر‬
‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫وتواثبـت بنـو بكـر وقالوا ‪ :‬ننـ ندخـل فـ عقـد قريـش‬ ‫ث أ صابنا منه ما م ثل الذي أ صابنا م نك ‪ ..‬رجو نا‬
‫وعهدهم ‪..‬‬ ‫عائدتم وعطفهم ‪..‬‬
‫وكان بي هذين اليي دماء وقتال ‪..‬‬ ‫وأنت رسول ال خي الكفولي ‪ ..‬ث أنشأ يقول ‪:‬‬
‫واشتدت ضغي نة قر يش على خزا عة ‪ ..‬لكن هم خافوا أن‬ ‫امنن علينا رسول ال ف كرم‬
‫يصيبوهم بشيء فينتصر لم النب ‪.. r‬‬ ‫فإنك الرء نرجوه و ننتظر‬
‫فل ما م ضى من هد نة الديب ية ‪ ..‬ن و ال سبعة أو الثمان ية‬ ‫امنن على نسوة قد كنت ترضعها‬
‫عشر شهرا ‪..‬‬ ‫إذ فوك تلؤه من مضها الدرر‬
‫ل باء يقال له الوت ي ‪..‬‬
‫و ثب ب نو ب كر على خزا عة ‪ ..‬لي ً‬ ‫ل تعلنا كمن شالت نعامته‬
‫وهو قريب من مكة ‪ ..‬وطلبوا العانة من قريش ‪..‬‬ ‫و استبق منا فإنا معشر زهر‬
‫فقالت قريش ‪ :‬ما يعلم بنا ممد وهذا الليل وما يرانا من‬ ‫إنا لنشكر آلء و إن كفرت‬
‫أحد ‪..‬‬ ‫وعندنا بعد هذا اليوم مدخر‬
‫فأعانوهم عليهم بالكراع والسلح ‪ ..‬وقاتلوهم معهم ‪..‬‬ ‫ِينـ‬
‫وقـد أدب ال الؤمنيـ ‪ ..‬فقال ‪ ":‬يَا َأيّهَا اّلذ َ‬
‫ففزعت خزاعة ‪..‬‬ ‫جوَاكُمْ‬
‫آمَنُوا ِإذَا نَاجَيْتُمُ الرّسُو َل َف َقدّمُوا َبيْنَ َيدَيْ َن ْ‬
‫وقتل من قتل من رجالم ونسائهم وذراريهم ‪..‬‬ ‫ص َدقَةً" (‪.. )99‬‬
‫َ‬
‫فلما رأى رجل منهم وهو عمرو بن سال ‪ ..‬ما حل بقومه‬ ‫وكا نت العرب ‪ ..‬إذا أرادت أن ت ستنجد بأ حد ‪..‬‬
‫‪ ..‬ركب بعيه ‪ ..‬وهرب من يد قريش ‪..‬‬ ‫أو تطلب عونــه ‪ ..‬أول مــا تلجــأ إل الكلم‬
‫حت قدم على رسول ال ‪ r‬ف الدينة ‪..‬‬ ‫والشعار ‪ ..‬فتحدث فــــ النفوس مال تفعله‬
‫فدخلها فزعا ‪ ..‬مصابا مكروبا ‪..‬‬
‫( ) سورة الجادلة ( ‪.. ) 12‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪235‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يبغتهم ف بلدهم ‪..‬‬ ‫ثـ أقبـل إل السـجد ‪ ..‬عليـه أثـر الطريـق ووعثاء‬
‫ور سول ال ‪ ..ρ‬قد اش تد غض به على قر يش ليانتهم ‪..‬‬ ‫السفر ‪..‬‬
‫فكان يتجهز ويقول ‪ :‬كأنكم بأب سفيان قد جاءكم يشد‬ ‫ووقف بي يدي رسول ال ‪ .. ρ‬فقال ‪:‬‬
‫ف العقد ويزيد ف الدة " ‪.‬‬ ‫يا رب إن ناشد ممدا‬
‫ث أقبل نفر من خزاعة آخرين إل رسول ال ‪.. ρ‬‬ ‫حلف أبيه وأبينا التلدا‬
‫فيهم بديل بن ورقاء ‪ ..‬حت قدموا على رسول ال ‪.. ρ‬‬ ‫قد كنتم وِلْدا وكنا والدا‬
‫فأخـبوه باـ أصـيب منهـم ‪ ..‬ومظاهرة قريـش بنـ بكـر‬ ‫ثت أسلمنا فلم ننع يدا‬
‫عليهم ‪..‬‬ ‫فانصر رسول ال نصرا أبدا‬
‫فوعد هم ال نب ‪ ρ‬بالن صر ‪ ..‬وقال ل م ‪ " :‬ارجعوا فتفرقوا‬ ‫وادع عباد ال يأتوا مددا‬
‫فـ البلدان " ‪ ..‬وخشـي أن تعلم قريـش ببـهم معـه ‪..‬‬ ‫فيهم رسول ال قد تردا‬
‫فتقاتلهم ‪ ..‬قبل وصوله إليهم ‪..‬‬ ‫إن سيما خسفا وجهه تربدا‬
‫فانصرفوا راجعي إل ديارهم ‪..‬‬ ‫ف فيلق كالبحر يري مزبدا‬
‫فلقوا أبا سفيان بعسفان ‪ ..‬قد بعثته قريش إل رسول ال‬ ‫إن قريشا أخلفوك الوعدا‬
‫‪.. ρ‬‬ ‫ونقّضوا ميثاقك الؤكدا‬
‫يشد العقد ويزيد ف الدة ‪ ..‬وقد رهبوا أن يكون بلغه ما‬ ‫وجعلوا ل ف كداء رصدا‬
‫فعلوا ‪..‬‬ ‫وزعموا أن لست أدعوأحدا‬
‫ل ‪ ..‬خ شي أن يكون أق بل من‬
‫فل ما ل قي أ بو سفيان بدي ً‬ ‫فهم أذل وأقل عددا‬
‫عند رسول ال ‪ .. ρ‬فقال ‪ :‬من أين أقبلت يا بديل ؟‬ ‫هم بيتونا بالوتي هجدا‬
‫فقال بد يل ‪ :‬سرت ف خزا عة ف هذا ال ساحل ف ب طن‬ ‫وقتلونا ركعا وسجدا‬
‫هذا الوادي ‪..‬‬ ‫فلما سع النب ‪ ρ‬هذا الكلم ‪ ..‬والشعر ‪ ..‬والنداء‬
‫فسكت أبو سفيان ‪..‬‬ ‫‪ ..‬انتفض ‪ ..‬وغضب ‪..‬‬
‫فلما جاوزه بديل ‪..‬أقبل أبو سفيان إل مبك ناقة بديل ‪..‬‬ ‫وقال ‪ " :‬نصرت يا عمرو بن سال " ‪..‬‬
‫فأخذ من بعرها ففته بيده ‪ ..‬فرأى فيه نوى التمر ‪ ..‬فعلم‬ ‫ث قام ‪ ..‬م سرعا ‪ ..‬وأ مر الناس بالتج هز للخروج‬
‫أن الناقة كانت بالدينة ‪ ..‬فهم الذين يطعمون دوابم نوى‬ ‫للقتال ‪..‬‬
‫التمـر ‪ ..‬فقال أبـو سـفيان ‪ :‬أحلف بال لقـد جاء بديـل‬ ‫ففزع الناس يتجهزون ‪ ..‬وهــم ل يعلمون أيــن‬
‫ممدا ‪..‬‬ ‫سيكون القتال ‪..‬‬
‫ث مضى أبو سفيان ‪..‬‬ ‫و قد خ شي ‪ ρ‬أن ي ب بوجه ته ‪ ..‬في صل ال ب إل‬
‫ح ت و صل الدي نة ‪ ..‬فتو جه إل ب يت ابن ته أم حبي بة زوج‬ ‫قريش ‪ ..‬وسأل ال أن يعمي على قريش خبه حت‬

‫‪236‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وما كان منه مقطوعا فل وصله ال !‬ ‫رسول ال ‪.. r‬‬
‫فلما سع أبو سفيان ذلك ‪ ..‬تغي ‪ ..‬فكأنا لُطِم ‪..‬‬ ‫فل ما د خل أق بل ليجلس على فراش ر سول ال ‪r‬‬
‫فخرج أبو سفيان وهو يقول ‪ :‬جزيت من ذي رحم شرا‬ ‫‪ ..‬فطوته من تته ‪..‬‬
‫‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬يا بنية ما أدري أرغبت ب عن هذا الفراش‬
‫فلما يئس ما عندهم دخل على علي ‪ ..‬فقال له ‪:‬‬ ‫‪ ..‬أو رغبت به عن ؟‬
‫يا علي أنت أقربم ب نسبا ‪ ..‬فاشفع ل إل رسول ال ‪r‬‬ ‫فقالت ‪ :‬بل هو فراش ر سول ال ‪ r‬وأ نت مشرك‬
‫‪..‬‬ ‫نس ‪ ..‬فلم أحب أن تلس على فراشه ‪..‬‬
‫فقال له علي ‪ :‬يا أبا سفيان ‪ ..‬إنه ليس أحد من أصحاب‬ ‫فعجـب منهـا ‪ ..‬وقال ‪ :‬يا بن ية وال لقـد أصـابك‬
‫رسـول ال ‪ r‬يفتات على رسـول ال ‪ r‬بوار ‪ ..‬أي ل‬ ‫بعدي شر !‬
‫يستطيع أحد منعه عن أحد إن أراده ‪ ..‬فهو ل ينطق عن‬ ‫ث م ضى أ بو سفيان إل ر سول ال ‪ .. r‬فقال ‪ :‬يا‬
‫الوى ‪..‬‬ ‫ممد اشدد العقد وزدنا ف الدة ‪..‬‬
‫وأ نت سيد قر يش ‪ ..‬وأكب ها ‪ ..‬وأمنع ها ‪ ..‬فأ جر ب ي‬ ‫فقال ‪ : r‬ولذلك قدمـت ؟ هـل كان مـن حدث‬
‫عشي تك ‪ ..‬وام نع نف سك ‪ ..‬يع ن ‪ :‬صح بالناس إ ن قد‬ ‫قبلكم ؟!‬
‫منعت نفسي ‪..‬ث الق بأرضك ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬معاذ ال ! ننـ على عهدنـا وصـلحنا يوم‬
‫قال أبو سفيان ‪ :‬أو ترى ذلك يغن عن شيئا ‪..‬‬ ‫الديبية ل نغي ول نبدل ‪..‬‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ..‬ولكن هو رأي أراه ‪..‬‬ ‫ف سكت ع نه ال نب ‪ .. r‬فكرر عل يه أ بو سفيان ‪..‬‬
‫فخرج أبو سفيان إل الناس ف الدينة ث صاح ‪..‬‬ ‫ورسول ال ‪ r‬ل ييبه ‪..‬‬
‫أل إن قد أجرت بي الناس ‪ ..‬ول وال ما أظن أن يفرن‬ ‫فخرج من عند رسول ال ‪.. r‬‬
‫أحد ‪..‬‬ ‫وأتى أبا بكر فقال ‪ :‬اشفع ل عند ممد ‪ ..‬أن يدد‬
‫فقام أبـو سـفيان فـ السـجد فقال ‪ :‬أيهـا الناس إنـ قـد‬ ‫العقد ‪ ..‬ويزيد ف الدة ‪ ..‬أو امنعن وقومي ‪..‬‬
‫أجرت بي الناس ‪..‬‬ ‫فقال أ بو ب كر ‪ :‬جواري ف جوار ر سول ال ‪.. r‬‬
‫ث ركب بعيه فانطلق إل مكة ‪..‬‬ ‫ول أمنـع أحدا منـه ‪ ..‬وأمـا أنـا فوال لو وجدت‬
‫فلما أن قدم على قريش قالوا ‪ :‬ما وراءك ؟‬ ‫الذر تقاتلكم لعنتها عليكم ‪..‬‬
‫هل جئت بكتاب من ممد أو عهد ؟‬ ‫فخرج أبو سفيان ‪ ..‬فأتى عمر بن الطاب فكلمه‬
‫قال ‪ :‬ل وال لقد أب علي ‪..‬‬ ‫‪ ..‬فقال عمـر بـن الطاب ‪ :‬أنـا أشفـع لكـم عنـد‬
‫و قد تتب عت أ صحابه ف ما رأ يت قوما للك علي هم أطوع‬ ‫رسول ال ‪ r‬؟‬
‫منهم له ‪..‬‬ ‫بل ما كان من حلفنا جديدا فأخلقه ال ‪..‬‬
‫ولقد جئت ممدا فكلمته ‪ ..‬فوال ما رد علي شيئا ‪..‬‬ ‫وما كان منه مثبتا فقطعه ال ‪..‬‬

‫‪237‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال صاحبه ‪ :‬أقول لك ‪ :‬عن ‪ ..‬يعن عن ‪..‬‬ ‫ث جئت ا بن أ ب قحا فة فوال ما وجدت ف يه خيا‬
‫قال فهد ‪ :‬طيب نقترب ونتأكد ‪..‬‬ ‫‪..‬‬
‫اقتربا ‪ ..‬وجعل يركزان النظر أكثر وأكثر ‪..‬‬ ‫ث جئت عمر فوجدته أعدى عدو‪..‬‬
‫كان واضحا أن الذي أمامهما غراب !!‬ ‫ث جئت عليا فوجدته ألي القوم ‪..‬‬
‫قال فهد ‪ :‬يا أخي ‪ ..‬وال غراب ‪..‬‬ ‫و قد أشار علي بأ مر صنعته ‪ ..‬فوال ما أدري هل‬
‫هز صاحبه رأسه بكل حزام وقال ‪ :‬عنـززززز‬ ‫يغن عنا شيئا أم ل ؟‬
‫سكت ف هد ‪ ..‬واقتر با أك ثر ‪ ..‬فش عر الغراب باقتراب ما‬ ‫قالوا ‪ :‬باذا أمرك ؟‬
‫فطااار ‪..‬‬ ‫قال ‪ :‬أمرن أن أجي بي الناس ففعلت ‪..‬‬
‫ف صاح ف هد ‪ :‬ال أ كب ‪ ..‬غراب ‪ ..‬أرأ يت غراب ‪ ..‬طار‬ ‫قالوا ‪ :‬هل أجاز ذلك ممد ؟‬
‫‪..‬فقال صاحبه ‪ :‬عننننـز ‪ ..‬لو طار !!‬ ‫قال ‪ :‬ل ‪..‬‬
‫لاذا أوردت هذه القصة ؟‬ ‫قالوا ‪ :‬ويك ما زادك الرجل على أن لعب بك ‪..‬‬
‫أوردتا لجل أن أبي ‪ :‬أن هذه الهارات الت تقدمت فيما‬ ‫فما يغن عنا ما قلت ‪..‬‬
‫مضى من صفحات ‪ ..‬تصلح مع الناس عموما ‪..‬‬ ‫فقال ‪ :‬ل وال ما وجدت غي ذلك ‪..‬‬
‫ل كن مع ذلك يب قى أن ب عض الناس مه ما مار ست م عه‬ ‫فاغتـم أبـو سـفيان ‪ ..‬ودخـل على امرأتـه فحدثهـا‬
‫مهارات ل يتفاعل معك ‪..‬‬ ‫الديث فقالت ‪:‬‬
‫فلو مار ست م عه مهارة الل مح ‪ ..‬فقلت ‪ :‬ما شاء ال ما‬ ‫قبحك ال من وافد قوم ! فما جئت بي ‪..‬‬
‫أجل ثيابك ‪ ..‬كأنك عريس ‪ ..‬وأنت تتوقع منه أن يتبسم‬ ‫ث أقبل رسول ال ‪ .. ρ‬إل مكة فاتا ‪..‬‬
‫ويشكرك على لطفك ‪ ..‬فإنه ل يفعل ذلك ‪ ..‬وإنا ينظر‬
‫إل يك شزرا ‪ ..‬ويقول ‪ :‬ط يب ‪ ..‬ط يب ‪ ..‬ل تا مل ‪ ..‬ل‬ ‫‪ ..‬بالشارة يفهمُ ‪..‬‬
‫ت ستخف د مك ‪ ..‬ون و ذلك من العبارات ال سامة ال ت‬ ‫اللقمة الكبية تتاج لضغ جيد قبل ابتلعها‬
‫تدل على عدم خبته ف التعامل مع الناس ‪..‬‬
‫‪.90‬ليس مهما أن تنجح دائما ‪..‬‬
‫ومثله الرأة الت قد تارس مع زوجها مهارات ‪ ..‬كمهارة‬
‫كان ف هد ي شي مع صاحبه ‪ -‬العن يد الكابر ‪ -‬ف‬
‫التفاعـل مثلً ‪ ..‬فيحكـي نكتـة باردة ‪ ..‬فتتفاعـل معـه‬
‫صحراء فرأ يا سوادا رابضا على التراب ‪ ..‬تف يه‬
‫ضاحكـة ‪ ..‬فيقول ‪ :‬طيـب ‪ ..‬ل تغصـب نفسـك على‬
‫الريح تارة وتظهره تارة ‪..‬‬
‫الضحك ؟!!‬
‫التفت فهد إل صاحبه وسأله ‪ :‬تتوقع ‪ ..‬ما هذا ؟!‬
‫إذا واجهت هذه النوعيات من الناس فاعلم أنم ل يثلون‬
‫فقال صاحبه ‪ :‬هذه عن !!‬
‫الجتمع ‪..‬‬
‫قال فهد ‪ :‬بل غراب ‪..‬‬
‫ولقـد جربـت هذه الهارات بنفسـي ‪ ..‬نعـم وال جربتهـا‬

‫‪238‬‬
‫حـيـاتِـك‬‫ع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ‬
‫سـتَـمـتـ ْ‬
‫ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يقولون ل ‪ :‬يا ع بد العز يز أ نت تغيت ف تعاملك مع نا‬ ‫بنفسي فرأيت آثارها ف الناس ‪ ..‬كبارا وصغارا ‪..‬‬
‫منذ شهر ‪..‬‬ ‫بسـطاء وأذكياء ‪ ..‬وأصـحاب مناصـب عليـا ‪..‬‬
‫ففكرت ف ذلك فإذا أ نا أط بق ما تعلم ته من مهارات ف‬ ‫وطلب عندي ف الكلية ‪ ..‬ومع أولدي ‪ ..‬فرأيت‬
‫الدورة الســابقة ‪ ..‬فجئت لحضــر الدورة مرة أخرى‬ ‫لا أعاجيب ‪..‬‬
‫لتأكيد ما تعلمته من مهارات ‪..‬‬ ‫بـل جربتهـا مـع متلف الجناس والنسـيات ‪..‬‬
‫إذا كنت جادا ف التغيي فكن بطلً وابدأ الآآآن ‪..‬‬ ‫فرأيت آثارها ‪..‬‬
‫وال إن لك ناصح ‪..‬‬
‫باختصار ‪..‬‬
‫هل أنت جاد ف التغيي ؟‬

‫ل وابدأ الن‬
‫‪.91‬كن بط ً‬
‫أذكر أن ألقيت دورة ف مهارات التعامل مع الناس‬
‫‪ ..‬كان عبد العزيز من بي الضور ‪ ..‬كان تأثره‬
‫واضحا ‪..‬‬
‫لحظته يكتب كل شاردة وواردة ‪..‬‬
‫مضت أيام الدورة الثلثة ‪ ..‬وتفرقنا ‪..‬‬
‫بعدهـا بشهـر ألقيـت الدورة نفسـها مرة أخرى ‪..‬‬
‫فل ما نظرت إل الضور ‪ ..‬فإذا ع بد العز يز يلس‬
‫ف الصف الول !!‬
‫تلكنـ العجـب !! لاذا يضرهـا مرة أخرى وهـو‬
‫يعلم أن سأعيد الكلم نفسه !‬
‫لاـ أذن للصـلة ‪ ..‬أخذتـه ومشيـت بـه جانبا ‪..‬‬
‫و سألته ‪ :‬ع بد العز يز ‪ ..‬لاذا ت ضر مرة أخرى ‪..‬‬
‫وأنت تعلم أن سأعيد الكلم نفسه ‪ !! ..‬والذكرة‬
‫التـ بيـ يديـك هـي نفسـها الذكرة السـابقة !!‬
‫والشهادة التـ سـتحصل عليهـا هـي الشهادة‬
‫نفسها !! يعن لن تستفيد شيئا ‪..‬‬
‫ـحاب وزملئي‬
‫ـدق !! وال إن أصـ‬
‫فقال ل ‪ :‬تصـ‬

‫‪239‬‬

You might also like