You are on page 1of 155

‫شبكة الدرة السلمية‬

‫‪www.aldura.net‬‬

‫السيف الحاد على من أخذ‬


‫بأحاديث الحاد في العتقاد‬
‫تأليف الشيخ العلمة إمام السنة والصول‬
‫سعيد بن مبروك القنوبي‬
‫حفظه ال ورعاه‬

‫الفهرس‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫[*]مقدمة‬

‫[*]الحتجاج بالحاديث الحادية في المسائل العقدية‬

‫[*]رأي المامين مالك وأحمد في خبر الحاد‬

‫[*]المذهب الراجح وأدلته‬

‫[*]أحاديث آحادية ردها الصحابة‬

‫[*]أمثلة من العقائد الفاسدة‬

‫[*]شبه الحشوية ‪..‬والرد عليها‬

‫[*]نصوص العلماء في عدم حجية الحاد في مسائل العتقاد‬

‫[*]رد أخبار الحاد إذا عارضت‬


‫الكتاب أو المتواتر من السنة‬

‫[*]حكم الحادي من الصحيحين‬

‫[*]أحاديث انتقدت على الصحيحين‬

‫[*]أ‪ -‬جواب الروايات المرفوعة‬

‫[*]ب ‪ -‬جواب الروايات الموقوفة‬

‫[*]أحاديث ضعفها اللباني (‪)1‬‬

‫[*]‪ ...‬هم الحشوية المجسمة ‪.‬‬

‫[*]فهرس اليات‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫[*]فهرس الحاديث‬

‫مقدمة‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫إن الحمد ل نحمده و نستعينه‪ ,‬و نستغفره ‪ ,‬و نعوذ بال من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا‬
‫من يهده ال فل مضل له و من يضلل فل هادي له‪ ,‬و أشهد ان ل إله إل ال و حده ل شريك له‬
‫و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى ال عليه و سلم‪.‬‬

‫ل حَقّ ُتقَا ِت ِه َولَ َتمُوتُنّ ِإلّ وَأَنتُم مّسْ ِلمُونَ } (آل عمران ‪)102:‬‬
‫{ يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ ا ّ‬

‫جهَا وَ َبثّ مِ ْن ُهمَا ِرجَالً‬


‫{ يَا أَ ّيهَا النّاسُ اتّقُو ْا رَبّ ُكمُ الّذِي خَلَ َقكُم مّن نّ ْفسٍ وَاحِدَ ٍة َوخَلَقَ مِ ْنهَا زَ ْو َ‬
‫ن عَلَ ْي ُكمْ َرقِيبًا } (النساء ‪)1 :‬‬ ‫كَثِيرًا وَ ِنسَاء وَاتّقُواْ الّ الّذِي َتسَاءلُونَ ِبهِ وَا َل ْرحَامَ ِإنّ الّ كَا َ‬

‫عمَا َل ُكمْ وَ َيغْ ِفرْ َل ُكمْ ُذنُوبَ ُكمْ َومَن‬


‫لّ َوقُولُوا َقوْ ًل سَدِيدًا ُيصْ ِلحْ َل ُكمْ َأ ْ‬
‫{ يَا أَ ّيهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا ا َ‬
‫عظِيمًا } ‪ ( .‬الحزاب ‪) 71 - 70 :‬‬ ‫لّ َورَسُو َلهُ فَ َقدْ فَا َز َفوْزًا َ‬
‫طعْ ا َ‬
‫ُي ِ‬

‫أما بعد ‪ ...‬فإن أصدق الحديث كتاب ال عزوجل و احسن الهدي هدي محمد صلى ال عليه و‬
‫سلم ‪ ,‬و شر المور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضللة (‪. )1‬‬

‫_________________________________‬
‫(‪ )1‬هذا الحديث عام أريد به الخصوص او انه مخصوص بحديث (( من سن في السلم سنة حسنة فله أجرها و اجر‬
‫من عمل بها إلى يوم القيامة و من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )) و هو حديث‬
‫صحيح ثابت رواه مسلم ‪ ) 1017 ( 69‬و النسائي ‪ 77-5/75‬و الترمذي ‪ 2675‬و ابن ماجة ‪ 203‬و الطيالسي ‪ 670‬و‬
‫احمد ‪ 4/357‬و ‪ 359-358‬و ابن حبان ‪ 3308‬و ابن أبي شيبة ج ‪3‬ص ‪ 3‬و الطحاوي في "مشكل الثار" ‪ 245‬و‬
‫‪ , 1540‬و ابن الجعد في مسنده ‪ , 516‬و الطبراني ‪ 2372‬و ‪ 2373‬و ‪ 2374‬و ‪ , 2375‬و البيهقي ‪ , 294-4/293‬و‬
‫البغوي في "شرح السنة" ‪ ,1661‬فإنه ‪ -‬أعني حديث (( من سن في السلم سنة حسنة ‪ )) ...‬إلخ ‪ -‬يدل دللة واضحة‬
‫جلية على ان ما ياتيه الناس من أقوال و أفعال بعد وفاة النبي صلى ال عليه و سلم ليس كله من البدع السيئة كما‬
‫يزعم بعض المبتدعة بل منه ما هو حسن يؤجر قائله و فاعله عليه و إن اختلف في إطلق اسم البدعه عليه و منه ما‬
‫هو سيء يأثم قائله و فاعله ‪ ,‬و للعلماء كلم طويل في ذلك ل تتحمله هذه العجالة و خلصته أن المحدثات من المور‬
‫ضربان ‪-:‬‬

‫احدهما ‪ :‬ما احدث مما خالف كتابا أو سنة او إجماعا صحيحا فهذه البدعة هي الضللة التي يحكم بإثم قائلها او فاعلها‬
‫و عليها يحمل حديث "و كل بدعة ضللة" ‪.‬‬

‫و الثاني ‪ :‬ما احدث من الخير و هذه غير مذمومة بل محمدودة يؤجر قائلها او فاعلها و عليها يحمل قوله ‪ (( :‬من سن‬
‫في السلم سنة حسنة )) ‪.‬‬

‫و قد ذهب إلى ذلك افمام الشافعي كما رواه عنه أبو نعيم في "حلية الولياء" و البيهقي و غيرهما و عز الدين ابن‬
‫عبدالسلم في "القواعد" و في الترغيب عن صلة الرغائب الموضوعة" ‪ ,,‬و النووي في "شرح صحيح مسلم" و‬
‫في "تهذيب السماء و اللغات" ‪ ,‬و ابن حزم و الغزالي في "إحياء علوم الدين" و ابن الثير في "النهاية" و أبو‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫شامة في "الباعث على انكار البدع و الحوادث" و العيني في "عمدة القاري" و الخطابي في "معالم السنن" و‬
‫السيوطي في "المر بالتباع و النهي عن البتداع" و في "حسن المقصد" و في "المصابيح في صلة التراويح" و‬
‫القسطلني في "إرشاد الساري" و ابن مالك في "مبارق الزهار شرح مشارق النوار" و علي القاري في "شرح‬
‫المشكاة" و الزرقاني في "شرح الموطأ" و الحلبي في "إنسان العيون" و ابن عابدين في "رد المحتار" و المناوي‬
‫في "التعاريف" و الصنعاني في "ثمرات النظر" و عبدالحق الدهلولي في "شرح المشكاة" و الشنقيطي المالكي في‬
‫"زاد المسلم" و المام نور الدين السالمي رحمه ال تعالى في "معارج المال" و في "الحجج المقنعة" و غيرهم ‪.‬‬

‫و نص على ذلك الحافظ بن حجر في موضع من "فتح الباري" حيث قال ‪ :‬و التحقيق أنها ‪ -‬البدعة ‪ -‬غن كانت مما‬
‫يندرج تحت مستحسن الشرع فهي حسنة و إن كانت مما يندرج تحيت مستقبح الشرع فهي مستقبحة و إل فهي من‬
‫قسم المباح و قد قسم إلى الحكام الخمسة اهـــ ‪.‬‬

‫و قد نص على ذلك مثل ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ج ‪ 24‬ص ‪ 243‬حيث قال هناك بعد كلم ‪ ... :‬و إنما كان‬
‫يقول هذا تارة و هذا تارة إن كان المران ثابتين عنه فالجمع بينهما ليس بسنة بل بدعة و إن كان جائزا اهــ ‪ .‬و قال ج‬
‫‪24‬ص ‪ 253‬بعد كلم ‪ :‬و أما البتداء فليس سنة مأمور بها ول هو أيضا مما نهي عنه فمن فعله فله قدوة و من تركه‬
‫فله قدوة اهـ ‪.‬‬

‫هذا وقد ذهب بعض العلماء إلى ان حديث (( كل بدعة ضللة)) باق على عمومه و أن المراد به البدعة الشرعية وهي‬
‫ما لم يوجد له أصل من الصول الشرعية ‪ ,‬و إلى هذا القول مال السيد السند في "شرح المشكاة" وابن رجب في‬
‫"جامع العلوم و الحكم" وابن حجر الهيتمي في "التبيين بشرح الربعين" و الزركشي في "البتداع" و اللكنوي في‬
‫"تحفة الخيار" و محمد بخيت المطيعي في "رسالة له عن البدعة" ‪.‬‬

‫و قد ذهب إلى ذلك الحافظ ابن حجر في أكثر من موضع من "فتح الباري" حيث قال في أحد المواضع ‪ :‬و المحدثات‬
‫جمع محدثة و المراد بها ‪ -‬اي حديث (( من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) ‪ -‬ما أحدث و ليس له أصل في‬
‫الشرع و يسمى في عرف الشرع بدعة ‪ ,‬و ما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة اهـ ‪ .‬و قال في موضع آخر ‪:‬‬
‫و البدعة ما أحدث على غير مثال سابق و تطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة اهــ ‪.‬‬

‫و هذا الخلف كما تراه أقرب إلى اللفظ منه إلى المعنى ‪ ,‬فإن الكل متفقون على ان ما كان مخالفا لنص من النصوص‬
‫بدعة سيئة ‪ ,‬و ان ما كان له أصل صحيح أو كانت فيه مصلحة راجحة‪ ,‬و لم يعارض نصا من النصوص مطلوب فعله‪,‬‬
‫و قد يكون مباحا بحسب اختلف المصالح‪ ,‬و هذا بنوعيه ل بد من ان يكون مندرجا تحت أصل من الصول المعتبرة‪,‬‬
‫عرف ذلك من عرفه و جهله من جهله بسبب جهله ل بسبب عدم وجود النص الدال على ذلك ‪ ,‬و بذلك تعرف أنه ل‬
‫فائدة من ترجيح أحد القولين على الخر ما دامت النتيجة التي ستحصل من ذلك واحدة‪.‬‬

‫هذا و الجدير بالذكر ان الصحابة رضوان ال تعالى عليهم قد احدثوا بعد رسول ال صلى ال عليه و سلم بعض المور‬
‫التي لم تكن معهوده في عصره صلى ال عليه و سلم ‪ ,‬و ذلك كتمصير المصار و تدوين الدواوين و كتابة التاريخ‬
‫الهجري و زيادة الذان الول لصلة الجمعة و كتابة القرآن الكريم و جمع الناس على مصحف واحد إلى غير ذلك و لم‬
‫يقل أحد منهم ول أحد ممكن جاء بعدهم ممن يعبأ بقوله إن هذه المور و نحوها بدع غير جائزة فأفهم ذلك و ال أعلم ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫الحتجاج بالحاديث الحادية في المسائل العقدية‬


‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫و بعد ‪ ...‬قفد إختلف الناس في جواز الحتجاج بالحاديث الحادية (‪ )1‬في المسائل العقدية ‪,‬‬
‫على عدة مذاهب أشهرها المذهبان التيان ‪:‬‬

‫المذهب الول ‪:‬‬

‫أن الحاديث الحادية ل يجوز الحتجاج بها في المسائل العقدية ‪ ,‬و ذلك لعدم القطع بثبوتها‬
‫كما سيأتي تحقيقه بإذن ال تعالى ‪.‬‬

‫و هذا هو مذهب جمهور المة كما حكاه النووي في مقدمة "شرح مسلم" و في "الرشاد" و‬
‫في "التقريب" ‪ ,‬و إمام الحرمين في "البرهان" ‪ ,‬و السعد في "التلويح" ‪ ,‬و الغزالي في‬
‫"المستصفى" ‪ ,‬و ابن عبدالبر في "التمهيد" ‪ ,‬وابن الثير في مقدمة "جامع الصول" ‪ ,‬و‬
‫صفي الدين البغدادي الحنبلي في "قواعد الصول" ‪ ,‬و ابن قدامة الحنبلي في "روضة‬
‫الناظر" ‪ ,‬و عبد العزيز البخاري في "كشف السرار" ‪ ,‬وابن السبكي في "جمع الجوامع" ‪,‬‬
‫و المهدي في "شرح المعيار" ‪ ,‬و الصنعاني في "إجابة السائل" ‪ ,‬و ابن عبدالشكور في‬
‫"مسلم الثبوت" ‪ ,‬و الشنقيطي في "مراقي الصعود" ‪ ,‬و آخرون سيأتي ذكر بعضهم بإذن ال‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫وممن قال بهذا القول أصحابنا قاطبة ‪ ،‬والمعتزلة ‪ ،‬والزيدية ‪ ،‬وجمهور الحنفية ‪ ،‬والشافعية ‪،‬‬
‫وجماعة من الظاهرية ‪ ،‬وهو مذهب مالك على الصحيح كما سيأتي –إن شاء ال تعالى‪، -‬‬
‫وعليه جمهور أصحابه ‪ ،‬وبه قال كثير من الحنابلة وهو المشهور عن المام أحمد كما سيأتي‬
‫–إن شاء ال تعالى‪ ، -‬وإليه ذهب ابن تيمية في (منهاج السنة) ج ‪ 2‬ص ‪ 133‬حيث قال ما‬
‫نصه‪:‬‬
‫( الثاني أن هذا من أخبار الحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي ل يصح اليمان إل به) اهـ‪.‬‬
‫وكذلك نص على ذلك في (نقد مراتب الجماع) لبن حزم‪.‬‬

‫المذهب الثاني‪:‬‬

‫أن أخبار الحاد يحتج بها في المسائل العقدية ‪ ،‬وأنها تفيد القطع‪.‬‬

‫وهو مذهب طائفة من الظاهرية منهم ابن حزم ‪ ،‬وبه قالت طائفة من أهل الحديث ‪ ،‬وبعض‬
‫الحنابلة ‪ ،‬واختاره ابن خويز منداد من المالكية ‪ ،‬وزعم (‪ )2‬أنه الظاهر من مذهب مالك ‪،‬‬
‫ونسبه بعضهم إلى المام أحمد بن حنبل وهذا ليس بصحيح عنهما بل الصحيح عنهما خلفه‬
‫كما تقدم‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫__________________________________‬
‫(‪ )1‬المراد بالحاد ما عدا المتواتر كما هو رأي الجمهور ‪.‬‬
‫(‪ )2‬قوله‪( :‬وزعم ‪ ) ...‬فيه إشارة إلى أن هذا لم يثبت عن المام مالك وهو كذلك ‪ ،‬قال الحافظ ابن حجر في لسان‬
‫الميزان ج ‪ 5‬ص ‪ 291‬في ترجمة ابن خويز منداد ما نصه‪:‬‬
‫(عنده شواذ عن مالك واختيارات وتأويلت لم يعرج عليها حذاق المذهب كقوله‪ .... :‬وأن خبر الواحد مفيد للعلم ‪ ...‬وقد‬
‫تكلم فيه أبو الوليد الباجي ‪ ،‬ولم يكن بالجيد النظر ‪ ،‬ول بالقوي في الفقه ‪ ،‬وكان يزعم أن مذهب مالك أنه ل يشهد‬
‫جنازة متكلم ول يجوز شهادتهم ول مناكحتهم ول أماناتهم ‪ ،‬وطعن ابن عبدالبر فيه أيضا ) اهـ‬

‫رأي المامين مالك وأحمد في خبر الحاد‬


‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أما المام مالك فإن مذهبه تقديم عمل أهل المدينة على الحديث الحادي كما هو مشهور عنه‬
‫عند أهل مذهبه وغيرهم‪.‬‬

‫قال القاضي عياض في (ترتيب المدارك) ج ‪ 1‬ص ‪ 66‬باب ما جاء عن السلف والعلماء في‬
‫وجوب الرجوع إلى عمل أهل المدينة‪:‬‬
‫( ‪ ...‬وكونه حجة عندهم وإن خالف الكثر ) إلى أن قال‪( :‬قال ابن القاسم وابن وهب رأيت‬
‫العمل عند مالك أقوى من الحديث) اهـ‪ .‬أي حديث الحاد‪.‬‬

‫فلو كان خبر الواحد يفيد عنده القطع كالمتواتر لما قدم عليه عمل ول غيره ‪ ،‬إذ المقطوع به‬
‫ل يعارض بالمظنون ‪ ،‬ول يمكن أن يتعارض مع مقطوع به ‪ ،‬ول يمكن الجمع بينهما كما هو‬
‫مقرر في أصول الفقه ‪ ،‬وهذا ظاهر جلي‪.‬‬

‫بل ثبت عن المام مالك أنه كان يرد كثيرا من الحاديث الحادية بمجرد مخالفتها لبعض‬
‫القواعد الكلية أو لبعض الدلة العامة ‪ ،‬قال المام الشاطبي في (الموافقات) ج ‪ 3‬ص ‪:23-21‬‬
‫أل ترى إلى قوله في حديث غسل الناء من ولوغ الكلب سبعا (جاء الحديث ول أدري ما‬
‫حقيقته ) وكان يضعفه ويقول‪( :‬يؤكل صيده فكيف يكره لعابه) ‪ ،‬وإلى هذا المعنى قد يرجع‬
‫قوله في حديث خيار المجلس حيث قال بعد أن ذكره‪ ( :‬وليس لهذا عندنا حد معروف ول أمر‬
‫معمول به) فيه إشارة إلى أن المجلس مجهول المدة ‪ ،‬ولو شرط أحد الخيار مدة مجهولة لبطل‬
‫إجماعا ‪ ،‬فكيف يثبت بالشرع حكم ل يجوز شرطا بالشرع ‪ ،‬فقد رجع إلى أصل إجماعي ‪،‬‬
‫وأيضا فإن قاعدة الغرر والجهالة قطعية وهي تعارض هذا الحديث الظني ‪ ،‬إلى أن قال‪ ( :‬ومن‬
‫ذلك أن مالكا أهمل اعتبار حديث (من مات وعليه صوم صام عنه وليه)) ‪ ،‬وقوله‪(( :‬أرأيت لو‬
‫كان على أبيك دين ‪...‬الحديث)) لمنافاته للصل القرآني الكلي نحو {{ أل تزر وازرة وزر‬
‫أخرى وأن ليس للنسان ما سعى }} (النجم ‪ )39-38‬كما اعتبرته عائشة في حديث ابن عمر‪.‬‬

‫وأنكر مالك حديث إكفاء القدور التي طبخت من البل والغنم قبل القسم ‪ ،‬تعويل على أصل‬
‫الحرج الذي يعبر عنه بالمصالح المرسلة ‪ ،‬فأجاز أكل الطعام قبل القسم لمن احتاج إليه‪.‬‬

‫قال ابن العربي‪ (( :‬ونهى عن صيام الست من شوال مع ثبوت الحديث فيه ‪ ،‬تعويل على أصل‬
‫سد الذرائع ‪ ،‬ولم يعتبر في الرضاع خمسا ول عشرا للصل القرآني في قوله {{ وأمهاتكم‬
‫اللتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة }} (النساء‪ )23 :‬وفي مذهبه من هذا كثير ) اهـ ‪،‬‬
‫فكيف بعد هذا يقال‪ :‬إن المام مالكا يرى أن أحاديث الحاد تفيد القطع وأنه يستدل بها في‬
‫مسائل العتقاد‪.‬‬

‫وأما المام أحمد فقد ثبت عنه ثبوتا أوضح من الشمس أنه كان يرى أن أحاديث الحاد ل تفيد‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫القطع ‪ ،‬والدلة على ذلك كثيرة جدًا ‪ ،‬أكتفي هنا بذكر اثنين منها‪:‬‬

‫‪ -1‬روى أحمد ج ‪ 2‬ص ‪ 301‬حديث رقم ‪ ، 8011‬والبخاري ‪ 3604‬ومسلم ‪ )2917( 74‬من‬


‫طريق أبي هريرة رضي ال عنه ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ (( :‬يهلك أمتي هذا‬
‫الحي من قريش ‪ ،‬قالوا‪ :‬فما تأمرنا يا رسول ال ‪ ،‬قال‪ :‬لو أن الناس اعتزلوهم )) ‪ ،‬قال‬
‫عبدال بن أحمد‪ ( :‬وقال أبي في مرضه الذي مات فيه‪ :‬اضرب على هذا الحديث فإنه خلف‬
‫الحاديث عن النبي صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬فهذا دليل واضح وحجة نيرة ‪ ،‬على أنه يرى‬
‫الحديث الحادي ظني ل يفيد القطع وإل لما ضرب عليه ‪ ،‬مع العلم بأن هذا الحديث موجود في‬
‫الصحيحين كما رأيت من تخريجه (‪.)1‬‬

‫‪ -2‬روى مسلم ‪ )511( 266‬والربعة عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ (( :‬يقطع الصلة المرأة والحمار والكلب ‪ ....‬إلخ))‬

‫قال الترمذي في سننه ج ‪ 2‬ص ‪ :163‬قال أحمد‪( :‬الذي ل أشك فيه أن الكلب السود يقطع‬
‫الصلة ‪ ،‬وفي نفسي من الحمار والمرأة شيء) اهـ ‪ ،‬وانظر (الفتح) ج ‪ 1‬ص ‪، 775-774‬‬
‫فهذا أيضا يدل دللة واضحة على أن المام أحمد يرى أن الحاد ل يفيد القطع ‪ ،‬وإل لو كان‬
‫يراه يفيد القطع لما توقف فيه ‪ ،‬وهذا الحديث كما رأيت موجود في صحيح مسلم‪.‬‬

‫____________________‬
‫(‪ )1‬وكذلك ضعف المام أحمد حديث ابن مسعود رضي ال عنه الذي رواه المام مسلم برقم (‪ )50‬أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وعلى آله وسلم قال‪ (( :‬ما من نبي بعثه ال في أمة قبلي إل كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون‬
‫بسنته ‪ ،‬ويقتدون بأمره ‪ ،‬ثم إنه تخلف من بعدهم خلوف ‪ ،‬يقولون ما ل يفعلون ‪ ،‬ويفعلون ما ل يؤمرون ‪ ،‬فمن‬
‫جاهدهم بيده فهو مؤمن ‪ ،‬ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ‪ ،‬ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ‪ ،‬وليس وراء ذلك من‬
‫اليمان حبة خردل )) اهـ‪.‬‬

‫قال المام أحمد كما في (شرح النووي على صحيح مسلم) ج ‪ 2‬ص ‪ 28‬وغيره‪ ( :‬هذا الحديث غير محفوظ) قال‪:‬‬
‫( وهذا الكلم ل يشبه كلم ابن مسعود اهـ‪ .‬وقال ابن الصلح‪ :‬هذا الحديث أنكره أحمد بن حنبل ) اهـ ‪ ،‬قلت‪ :‬والحديثان‬
‫صحيحان عندنا وما خالفهما –إن لم يكن الجمع بينهما وبينه‪ -‬باطل مردود ‪ ،‬وليس هذا موضع بيان ذلك وال‬
‫المستعان‪.‬‬

‫المذهب الراجح وأدلته‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫والمذهب الول هو المذهب الحق الذي ل يجوز القول بخلفه ‪ ،‬والدلة عليه –بحمد ال‪-‬‬
‫كثيرة جداً ‪ ،‬أذكر بعضها هنا ‪ ،‬وأترك البعض الخر لمناسبة أخرى‪.‬‬

‫وإليكم بعض هذه الدلة‪:‬‬

‫(‪ )1‬أنه لو أفاد خبر الواحد العلم لوجب تصديق كل خبر نسمعه ‪ ،‬لكنا ل نصدق كل خبر‬
‫نسمعه ولو كان ناقله ثقة ‪ ،‬وهذا ظاهر ل يحتاج إلى بيان‪.‬‬

‫(‪ )2‬أن الناس قد قسموا الخبار إلى خمسة أقسام‪:‬‬

‫‪ -1‬قسم مقطوع بصدقه‪.‬‬


‫‪ -2‬قسم مقطوع بكذبه‪.‬‬
‫‪ -3‬قسم يحتمل الصدق والكذب ‪ ،‬واحتمال الصدق أرجح من احتمال الكذب‪.‬‬
‫‪ -4‬قسم يحتمل الصدق والكذب ‪ ،‬واحتمال الكذب أرجح من احتمال الصدق‪.‬‬
‫‪ -5‬قسم يحتمل الصدق والكذب على سواء‪.‬‬

‫وجعلوا من القسم الثالث خبر الواحد العدل أو الخبر الذي لم يتواتر ‪ ،‬وذلك لحتمال الذهول‬
‫والسهو والغفلة والخطأ والنسيان ‪ ،‬إلى غير ذلك من الحتمالت ‪ ،‬فإذا تبين ذلك ‪ ،‬فالقطع‬
‫بالصدق مع ذلك محال ‪ ،‬ثم هذا في العدل في علم ال تعالى ‪ ،‬ونحن ل نقطع بعدالة واحد ‪ ،‬بل‬
‫ل يجوز أن يضمر خلف ما يظهر ‪ ،‬ول يستثنى من ذلك إل من استثني بقاطع كأنبياء ال‬
‫ورسله –عليهم أفضل الصلة والسلم‪.-‬‬

‫(‪ )3‬أن الناس قد اتفقوا على أن التصحيح والتحسين والتضعيف ‪...‬إلخ أمور ظنية وأنه ل‬
‫يمكن القطع بشيء من ذلك لحتمال أن يكون الواقع بخلف ذلك ‪ ،‬قال العراقي في ألفيته ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 14‬بشرح السخاوي‪:‬‬

‫وبالصحيح والضعيف قصدوا *** في ظاهر ل القطع ‪ ...‬إلخ‬

‫وإذا الحكم بتصحيح حديث ما ‪ ،‬أمرا مظنونا به ‪ ،‬وأنه يحتمل أن يكون بخلف ذلك ‪ ،‬فل يجوز‬
‫القطع بدللة ما دل عليه ‪ ،‬وهذا أمر ظاهر بين‪.‬‬

‫(‪ )4‬أننا نرى العلماء كثيرا ما يحكمون على بعض الحاديث بالصحة لتوافر شروط الصحة‬
‫فيها عندهم ‪ ،‬ثم يجدون بعض العلل التي تقدح في صحة ذلك الحديث فيحكمون عليه بما‬
‫تقتضيه تلك العلة القادحة ‪ ،‬وقد يضعفون بعض الحاديث لعدم توافر شروط الصحة فيها ‪ ،‬ثم‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫يجدون ما يقويها ‪ ،‬فيحكمون بصحتها وهكذا‪.‬‬

‫وهذا يدل دللة قاطعة على أن الحاد ل يفيد القطع ‪ ،‬وإل لوجب على النسان أن يقطع اليوم‬
‫بكذا ويقطع غدا بضده ‪ ،‬ويعتقد اليوم كذا ويعتقد غدا نقيضه ‪ ،‬وهذا ل يخفى فساده على أحد‪.‬‬

‫(‪ )5‬أنه لو أفاد خبر الواحد العلم ‪ ،‬لما تعارض خبران ‪ ،‬لن العلمين ل يتعارضان ‪ ،‬كما ل‬
‫تتعارض أخبار التواتر ‪ ،‬لكنا رأينا التعارض كثيرا في أخبار الحاد ‪ ،‬وذلك يدل على أنها ل‬
‫تفيد القطع‪.‬‬

‫(‪ )6‬أنه لو أفاد خبر الواحد العلم ‪ ،‬لستوى العدل والفاسق في الخبار ‪ ،‬لستوائهما في‬
‫حصول العلم بخبرهما ‪ ،‬كما استوى خبر التواتر (‪ )1‬في كون عدد المخبرين به عدول أو‬
‫فساقا ‪ ،‬مسلمين أوكفارا ‪ ،‬إذ ل مطلوب بعد حصول العلم ‪ ،‬وإذا حصل بخبر الفاسق لم يكن‬
‫بينه وبين العدل فرق من جهة الخبار ‪ ،‬لكن الفاسق والعدل ل يستويان بالجماع‬
‫والضرورة ‪ ،‬وما ذاك إل لن المستفاد من خبر الواحد إنما هو الظن ‪ ،‬وهو حاصل من خبر‬
‫الواحد العدل دون الفاسق‪.‬‬

‫(‪ )7‬أنه لو أفاد خبر الواحد العلم ‪ ،‬لجاز الحكم بشاهد واحد ولم يحتج معه إلى شاهد ثان ‪ ،‬ول‬
‫يمين عند عدمه ‪ ،‬على مذهب من أجاز الحكم بشهادة الواحد مع اليمين ‪ ،‬ول إلى زيادة على‬
‫الواحد في الشهادة بالزنى واللواط ‪ ،‬لن العلم بشهادة الواحد حاصل ‪ ،‬وليس بعد حصول العلم‬
‫مطلوب ‪ ،‬لكن الحكم بشهادة الواحد بمجرده ل يجوز باتفاقهم‪ .‬وذلك يدل على أنه ل يفيد العلم‪.‬‬

‫(‪ )8‬أن كثيرا من المحدثين بل أكثرهم يرون الروايات بالمعنى ‪ ،‬كما هو معلوم ل يخفى على‬
‫طالب علم ‪ ،‬وقد وردت أحاديث كثيرة جدا في كتب السنة مما ل يمكن أن يقال إل أنها مروية‬
‫بالمعنى ‪ ،‬كما ل يخفى على من له أدنى ممارسة لهذه الكتب ‪ ،‬والرواية بالمعنى ل يؤمن معها‬
‫من الغلط ‪ ،‬ولسيما إذا نظرنا إلى أن كثيرا من الرواة ليس عنده كبير فقه ‪ ،‬بل بعضهم من‬
‫الميين وأشباههم ‪ ،‬وبعضهم من العاجم الذين ل معرفة لهم بلغة العرب ‪ ،‬أضف إلى ذلك أن‬
‫الخلف في هذه المسائل قد وجد من أوائل القرن الثاني ‪ ،‬ومن اعتقد شيئا يمكن أن يعبر عن‬
‫بعض اللفاظ التي يتوهم أنها تدل على ما يعتقده بعبارة قد يفهم غيره الحديث بخلف فهمه‬
‫هو له ‪ ،‬وهذا موجود بكثرة كما يعلم بالطلع على كتب الحديث‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫(‪ )9‬روى البخاري ‪ ، 1227‬ومسلم ‪ ، )573( 97‬وجمع من أئمة الحديث ‪ ،‬أن ذا اليدين قال‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم لما صلى الظهر أو العصر ركعتين‪ :‬يا رسول ال‬
‫أنسيت أم قصرت الصلة ؟ فقال له‪ (( :‬لم أنس ولم تقصر ))) ‪ .....‬ثم قال للناس‪ (( :‬أكما‬
‫يقول ذو اليدين )) فقالوا‪ :‬نعلم ‪ ،‬فتقدم فصلى ما ترك ‪ ،‬ثم سجد سجدتين‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫فهذا يدل دللة واضحة على ان أخبار الحاد ل تفيد القطع ‪ ،‬وإل لكتفى بخبر ذي اليدين ولم‬
‫يحتج إلى سؤال غيره ‪ ،‬إذ ليس بعد القطع مطلوب ‪ ،‬وهذا ظاهر ل يخفى‪.‬‬

‫(‪ )10‬روى البخاري ‪ ، 5191‬ومسلم ‪ )1479( 34‬وغيرهما من طريق ابن عباس رضي ال‬
‫عنهما قال‪ (( :‬لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم اللتين قال ال تعالى‪ (( :‬إن تتوبا إلى ال فقد صغت قلوبكما )) ‪ ،‬حتى‬
‫حج وحججت معه ‪ ،‬وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرز ‪ ،‬ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ ‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬يا أمير المؤمنين ‪ ،‬من المرأتان من أزواج النبي صلى ال عليه وسلم اللتان قال ال‬
‫تعالى‪ (( :‬إن تتوبا إلى ال فقد صغت قلوبكما )) ‪ ،‬قال‪ :‬واعجبا لك يا ابن عباس ‪ ،‬هما عائشة‬
‫وحفصة ‪ ،‬ثم استقبل عمر الحديث يسوقه قال‪:‬‬
‫كنت أنا وجار لي من النصار في بني أمية بن زيد وهم من عوالي المدينة ‪ ،‬وكنا نتناوب‬
‫النزول على النبي صلى ال عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما ‪ ،‬فإذا نزلت جئته بما حدث من‬
‫خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره ‪ ،‬وإذا نزل فعل مثل ذلك ‪ ،‬وكنا معشر قريش نغلب النساء ‪،‬‬
‫فلما قدمنا على النصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم ‪ ،‬فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء‬
‫النصار ‪ ،‬فصخبت على امرأتي فراجعتني ‪ ،‬فأنكرت أن تراجعني قالت‪ :‬ولم تنكر أن أراجعك ؟‬
‫فوال أن أزواج ليراجعنه ‪ ،‬وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل‪ .‬فأفزعني ذلك فقلت له‪ :‬قد‬
‫خاب من فعل ذلك منهن‪ .‬ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها‪ :‬أي حفصة‬
‫أتغاضب إحداكن النبي اليوم حتى الليل ؟ قالت‪ :‬نعم ‪ ،‬فقلت قد خبت وخسرت ‪ ،‬أفتأمنين أن‬
‫يغضب ال لغضب رسول ال فتهلكي ؟ ل تستكثري النبي ول تراجعيه في شيء ول تهجريه ‪،‬‬
‫وسليني ما بدا لك ول يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي – يريد عائشة‪.‬‬

‫قال عمر‪ :‬وكنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا ‪ ،‬فنزل صاحبي النصاري يوم نوبته ‪،‬‬
‫فرجع إلينا عشاء فضرب بابي ضربا شديدا ‪ ،‬وقال‪ :‬أثم هو ؟ ففزعت فخرجت إليه ‪ ،‬فقال‪ :‬قد‬
‫حدث اليوم أمر عظيم ‪ ،‬قلت‪ :‬ما هو ؟ أجاء غسان قال‪ :‬ل ‪ ،‬بل أعظم من ذلك وأهول ‪ ،‬طلق‬
‫النبي نساءه ‪ ،‬وقال عبدال ابن حنين‪ :‬سمع ابن عباس عن عمر فقال‪ :‬اعتزلني النبي أزواجه‬
‫فقلت‪ :‬خابت حفصة وخسرت ‪ ،‬وقد كنت أظن هذا يوشك أن يكون ‪ ،‬فجمعت علي ثيابي ‪،‬‬
‫فصليت صلة الفجر مع النبي ‪ ،‬فدخل النبي مشربة له فاعتزل فيها ‪ ،‬ودخلت على حفصة فإذا‬
‫هي تبكي ‪ ،‬فقلت ما يبكيك ‪ ،‬ألم أكن حذرتك هذا ‪ ،‬أطلقكن النبي ؟ قالت‪ :‬ل أدري ‪ ،‬ها هو‬
‫معتزل في المشربة فخرجت فجئت إلى المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليل‬
‫‪ ،‬ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي فيها النبي فقلت لغلم أسود‪ :‬استأذن لعمر ‪ ،‬فدخل‬
‫الغلم فكلم النبي ثم رجع فقال‪ :‬كلمت النبي وذكرتك له فصمت ‪ ،‬فانصرفت حتى جلست مع‬
‫الرهط الذين عند المنبر‪ .‬ثم غلبني ما أجد فقلت للغلم‪ :‬استأذن لعمر ‪ ،‬فدخل ثم رجع فقال‪ :‬قد‬
‫ذكرتك له فصمت ‪ ،‬فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت للغلم‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫فقلت‪ :‬استأذن لعمر ‪ ،‬فدخل ثم رجع فقال‪ :‬قد ذكرتك له فصمت ‪ ،‬فلما وليت منصرفا – قال‪ :‬إذا‬
‫الغلم يدعوني –فقال‪ :‬قد أذن لك النبي صلى ال عليه وسلم فدخلت على رسول ال فإذا هو‬
‫مضطعجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئا على وسادة من‬
‫أدم حشوها ليف ‪ ،‬فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم‪ :‬يا رسول ال أطلقت نساءك ؟ فرفع إلي‬
‫بصره فقال‪ :‬ل ‪ ،‬فقلت‪ :‬ال أكبر ‪......‬إلخ‪.‬‬

‫ووجه الدللة منه ظاهر ‪ ،‬فإن عمر رضي ال عنه لم يجزم بخبر النصاري بل ذهب يسأل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك بنفسه ولو كان خبر الحاد يفيد القطع لجزم بخبره ‪،‬‬
‫ثم إن المر كان بخلف ما أخبر به النصاري وهذا دليل آخر على أن خبر الحاد ل يفيد‬
‫اليقين ‪ ،‬ثم إن هذا الحديث قد جاء بلفظ آخر وهو دليل آخر على أن الحاد ل يمكن أن يجزم‬
‫بمقتضاه كما ل يخفى ذلك على الفطن‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫(‪ )11‬ثبت عن جماعة من صحابة رسول ال أنهم قد ردوا بعض الحاديث الحادية بمجرد‬
‫معارضتها لبعض الظواهر القرآنية أو لبعض الروايات الخرى ‪ ،‬فلو كانت أخبار الحاد تفيد‬
‫القطع لما ردوها‪.‬‬

‫____________________‬

‫(‪ )1‬في ذلك نظر عندي بالنسبة إلى الحاديث النبوية والخبار التي طال عهدها وتقادم زمنها كما بينته في غيره هذا‬
‫الموضع وال تعالى أعلم‪.‬‬

‫أحاديث آحادية ردها الصحابة‬


‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وإليك بعض المثلة على ذلك‪:‬‬

‫(‪ )1‬رد عمر رضي ال عنه خبر فاطمة بنت قيس عندما روت أن النبي صلى ال عليه وعلى‬
‫آله وسلم لم يجعل لها نفقة ول سكنى ‪ ،‬فقال رضي ال عنه ‪ ( :‬ل نترك كتاب ال وسنة نبينا (‬
‫‪ )1‬صلى ال عليه وسلم لقول امرأة ل ندري لعلها حفظت أو نسيت) والحديث رواه مسلم ‪46‬‬
‫(‪ )1480‬وغيره ‪.‬‬

‫(‪ )2‬ردت السيدة عائشة رضي ال عنها خبر عمر رضي ال عنه في حديث (( تعذيب الميت‬
‫ببكاء أهله عليه )) وقالت كما في صحيح البخاري ‪ 1288‬وغيره ‪ ( :‬رحم ال عمر ‪ ،‬وال ما‬
‫حدث رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ال ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ) ‪ ،‬وقالت ‪:‬‬
‫حسبكم القرآن ( وَلَ َتزِ ُر وَازِرَ ٌة ِوزْرَ ُأخْ َر ) (الزمر‪ )7:‬وكذا ردت خبر ابنه عبد ال في تعذيب‬
‫الميت ببكاء أهله عليه ‪ ،‬وقالت كما في صحيح مسلم ‪ )932( 27‬وغيره ‪ ( :‬يغفر ال لبي عبد‬
‫الرحمن ‪ ،‬أما إنه لم يكن ليكذب ولكن نسى أو أخطأ ‪ ،‬إنما مر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫على يهودية يبكى عليها ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها ) ‪.‬‬

‫(‪ )3‬وردت رضي ال عنها خبر أبي ذر وأبي هريرة رضي ال عنهما أن النبي صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم قال ‪( :‬يقطع الصلة المرأة والحمار والكلب ويقي من ذلك مثل مؤخرة‬
‫الرحل )) رواهما مسلم ‪ )511( 266 ، )510( 265‬واللفظ لبي هريرة ‪.‬‬

‫فقد روى مسلم ‪ )512( 269‬عنها ‪ ،‬أنها قالت عندما ذكر لها هذا الحديث ‪ ( :‬إن المرأة لدابة‬
‫سوء لقد رأيتني بين يدي رسو ال صلى ال عليه وسلم معترضة كاعتراض الجنازة وهو‬
‫يصلي ) وروى البخاري ‪ 514‬ومسلم ‪ 270‬و ‪ )512( 271‬عنها رضي ال عنها أنها قالت ‪( :‬‬
‫قد شبهتمونا بالحمير والكلب وال لقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يصلي وإني‬
‫على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة ‪ . ...‬إلخ ) ‪.‬‬

‫(‪ )4‬وردت رضي ال عنها خبر ابن عمر رضي ال عنهما الذي فيه أن النبي صلى ال عليه‬
‫وعلى آله وسلم اعتمر في رجب ‪.‬‬
‫فقد روى البخاري ‪ 1775‬و ‪ 1776‬ومسلم ‪ )1255( 219‬وغيرهما من طريق مجاهد ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫( دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا نحن بعبد ال بن عمر فجالسناه ‪ ،‬قال ‪ :‬فإذا رجال‬
‫يصلون الضحى ‪ ،‬فقلنا ‪ :‬يا أبا عبد الرحمن ما هذه الصلة ؟ فقال ‪ :‬بدعة ‪ .‬فقلنا له ‪ :‬كم‬
‫اعتمر رسول ال صلى ال عليه وسلم ؟ قال ‪ :‬أربعا إحداهن في رجب ) ‪ .‬قال ‪ :‬فاستحيينا أن‬
‫نرد عليه ‪ .‬فسمعنا استنان أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها ‪ ،‬فقال لها عروة بن الزبير ‪ :‬يا‬
‫أم المؤمنين أل تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن ؟ يقول ‪ :‬اعتمر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أربعا إحداهن في رجب فقالت ‪ ( :‬رحم ال أبا عبد الرحمن أما إنه لم يعتمر عمرة إل‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وهو شاهدها ‪ ،‬وما اعتمر شيئا في رجب ) اهـ ‪.‬‬

‫(‪ )5‬رد ابن عمر رضي ال عنهما حديث أبي هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وعلى آله‬
‫وسلم قال ‪ ... :‬ولقيت عيسى فنعته النبي صلى ال عليه وسلم فقال ‪ :‬ربعة أحمر (‪ )2‬وحديث‬
‫ابن عباس (‪ )3‬رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬رأيت عيسى‬
‫وموسى وإبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر ‪ )) ...‬الحديث (‪)4‬‬

‫فقد روى عنه ــ أعني ابن عمر ــ رضي ال عنهما البخاري ( برقم ‪ ) 3441‬وغيره أنه قال ‪:‬‬
‫ل وال ما قال النبي صلى ال عليه وسلم أحمر ولكن قال ‪ :‬بينما أنا قائم أطوف الكعبة فإذا‬
‫رجل قائم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء فقلت ‪ :‬من هذا‬
‫؟ قالوا ‪ :‬ابن مريم ‪ ،‬فذهبت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور عينه اليمنى كأن عينه‬
‫عنبة طافية قلت ‪ :‬من هذا ؟ قالوا ‪ :‬هذا الدجال وأقرب الناس له شبها ابن قطن ‪.‬‬

‫والروايات بذلك عنهم كثيرة ‪ ،‬وإذا كان ذلك في ذلك العصر الذهبي الزاهر القريب من عهد‬
‫النبوة ‪ ،‬فهل يمكن أن نحتج الن بحديث آحادي على إثبات مسألة عقدية ؟ وبيننا وبين ذلك‬
‫العصر أربعة عشر قرنا ‪ ،‬هاجت فيها أعاصير الفتن‪ ،‬وماجت فيها تيارات الحداث واشتعلت‬
‫نيران البدع ‪ ،‬وعم التعصب ‪ ،‬فأخلق الدين بعد جدته‪ ،‬وتكدرت النفوس بعد صفائها ! ألسنا‬
‫الن أحوج ما نكون إلى اتباع هذا المنهج المستقيم في الحتراز وأخذ الحيطة ‪ ،‬والتمسك‬
‫بالقواطع من كتاب ال والمتواتر من سنة رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ،‬ورد‬
‫المتشابه إلى المحكم ‪ ،‬والمختلف فيه إلى المتفق عليه ؟! ‪.‬‬

‫تابع تكملة هذا الموضوع >>>>>>‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬قال الدار قطني كما في شرح مسلم للنووي ج ‪ 10‬ص ‪ : 95‬قوله ‪ :‬وسنة نبينا زيادة غير محفوظة لم يذكرها‬
‫جماعة من الثقات اهـ يعني أن الثابت قوله ‪ :‬ل نترك كتاب ربنا لقول امرأة ل ندري لعلها حفظت أو نسيت وهو بهذه‬
‫الزيادة ـ وسنة نبينا ـ في صحيح مسلم ‪.‬‬

‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪. )3437‬‬

‫(‪ )3‬جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر وهو غلط ــ وقد غير في بعض النسخ المطبوعة إلى ابن عباس ــ قال‬
‫الحافظ في شرحه ‪ 599( 6‬ــ ‪ : ) 600‬قوله ‪ ( :‬عن ابن عمر كذا وقع في جميع الروايات التي وقعت لنا من نسخ‬
‫البخاري ‪ ،‬وقد تعقبه أبو ذر في روايته فقال ‪ :‬كذا وقع في جميع الروايات المسموعة عن الفربري ( مجاهد عن ابن‬
‫عمر ) ‪ .‬قال ‪ :‬ول أدري أهكذا حدث به البخاري أو غلط فيه الفربري لني رأيته في جميع الطرق عن محمد بن كثير‬
‫وغيره عن مجاهد عن ابن عباس ‪ ،‬ثم ساقه بإسناده إلى حنبل بن إسحاق قال ‪ :‬حدثنا محمد بن كثير ‪ ،‬وقال فيه ابن‬
‫عباس ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬وكذا رواه عثمان بن سعيد الدار مي عن محمد بن كثير قال ‪ :‬وتابعه نصر بن علي عن أبي أحمد الزبيري عن‬
‫إسرائيل ‪ ،‬وكذا رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن إسرائيل اهـ ‪.‬‬
‫وأخرجه أبو نعيم في " المستخرج " عن الطبراني عن أحمد بن مسلم الخز اعي عن محمد بن كثير وقال ‪ :‬رواه‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫البخاري عن محمد بن كثير فقال مجاهد عن ابن عمر ‪ ،‬ثم ساقه من طريق نصر بن علي عن أبي أحمد الزبير عن‬
‫إسرائيل فقال ابن عباس اهـ ‪.‬‬
‫وأخرجه ابن منده في " كتاب اليمان " من طريق محمد بن أيوب بن الضريس وموسى بن سعيد الدنداني كلهما عن‬
‫محمد بن كثير فقال فيه ابن عباس ثم قال ‪ :‬قال البخاري عن محمد بن كثير عن ابن عمر والصواب عن ابن عباس ‪،‬‬
‫وقال أبو مسعود في " الطراف " إنما رواه الناس عن محمد بن كثير فقال مجاهد عن ابن عباس ‪ ،‬فوقع في البخاري‬
‫في سائر النسخ مجاهد عن ابن عمر وهو غلط ‪ ،‬قال ‪ :‬وقد رواه أصحاب إسرائيل منهم يحيى بن أبي زائدة وإسحاق‬
‫بن منصور والنضر بن شميل وآدم بن أبي إياس وغيرهم عن إسرائيل فقالوا ابن عباس قال ‪ :‬وكذلك رواه ابن عون‬
‫عن مجاهد عن ابن عباس اهـ ‪.‬‬
‫ورواية ابن عون تقدمت في ترجمة إبراهيم عليه السلم ‪ ،‬ولكن ل ذكر لعيسى عليه السلم فيها ‪.‬‬

‫وأخرجها عن شيخ البخاري فيها وليس فيها لعيسى ذكر إنما فيها ذكر إبراهيم وموسى فحسب‪ .‬وقال محمد بن‬
‫إسماعيل التيمي ‪ :‬ويقع في خاطري أن الوهم فيه من غير البخاري فإن السماعيلي أخرجه من طريق نصر بن علي‬
‫عن أبي احمد وقال فيه عن ابن عباس ولم ينبه على أن البخاري قال فيه عن ابن عمر ‪ ،‬فلو كان وقع كذلك لنبه عليه‬
‫كعادته ‪.‬‬
‫والذي يرجح أن الحديث لبن عباس ل لبن عمر ما سيأتي من إنكار ابن عمر على من قال إن عيسى أحمر وحلفه على‬
‫ذلك ‪ ،‬وفي رواية مجاهد هذه ( فأما عيسى فأحمر جعد ) فهذا يؤيد أن الحديث لمجاهد عن ابن عباس ل عن ابن عمر ‪،‬‬
‫وال أعلم ‪.‬‬

‫(‪ )4‬رواه البخاري (‪. ) 3438‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫هذا ومن المعلوم أن المطلوب في باب العتقاد ‪ ‘.‬عقد القلب على الثابت الذي ل يمكن أن‬
‫يطرأ عليه في وقت من الوقات خطأ ول وهم ‪ ،‬وذلك ل يمكن حصوله إل بنص الكتاب‬
‫والمتواتر من سنة رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪ ‘.‬بشرط أن تكون دللة كل‬
‫منهما نصا صريحا ل يحتمل التأويل ‪ ،‬وما عدا ذلك ل يمكن العتماد عليه في باب العتقاد ‪.‬‬

‫فالعجب كل العجب ! من أولئك الذين يثبتون بعض قضايا العقدية ‪ ،‬التي لها تعلق بأسماء ال‬
‫وصفاته ‪ ،‬أو وعده ووعيده ‪ ،‬إلى غير ذلك مما له تعلق بباب العتقاد ‪ ،‬ويكفرون من خالفهم‬
‫في ذلك ‪ ،‬ويفسقونه ‪ ،‬ويضللونه ‪ ،‬ويبدعونه ‪ ،‬ول دليل لهم على ذلك ول مستند ‪ ،‬إل مجرد‬
‫العتماد على بعض أحاديث الحاد التي يجوزون على رواتها الخطأ والغلط والوهم والذهول‬
‫والنسيان إلى غير ذلك مما ل يكاد يسلم منه إنسان ‪ ،‬ومن هنا تراهم يتخبطون في عقائدهم‬
‫تخبط عشواء ‪ ،‬فتجدهم اليوم يصوبون من كانوا بالمس يفسقونه ‪ ،‬وتراهم في الغد يحكمون‬
‫بفساد ما اليوم يعتقدونه ‪ .‬والمثلة على ذلك كثيرة جدا ل حاجة لذكرها هنا ‪)1( .‬‬

‫فانظر كيف ل يفسق أرباب هذه النحلة ابن تيمية وتلميذه في هذه المسألة بل يقولون‪ :‬إنهما‬
‫مأجوران على اجتهادهما مع أنهم يفسقون علماء المة في بعض المسائل الفرعية فال‬
‫المستعان على من ل يخشى ال ‪.‬‬

‫وقد اختلفوا في كثير من المسائل العقدية الخرى كمسألة الحد ومسألة قيام الحوادث بالذات‬
‫العلية والقول بالجسمية وإثبات الصورة ل تعالى ـ تعالى ال عن ذلك علوا كبيرا ـ وغيرها ‪،‬‬
‫وليس هذا موضع الرد عليهم في ذلك وال المستعان ‪.‬‬

‫‪-----------------------------------------------------------------‬‬
‫(‪ )1‬ومن العجائب أن أرباب هذه النحلة الخاسرة من أشد الناس تناقضا في هذا الباب ‪ ،‬وذلك لقلة علمهم بهذا الفن‬
‫وغيره ولسباب أخرى يعرفونها بأنفسهم ‪ ،‬ولول خوف الطالة لذكرت بعض الحاديث التي تناقضوا فيها ول سيما‬
‫التي في العقيدة ولعلنا نفرد ذلك برسالة خاصة ــــ إن شاء ال تعالى ــ كما أنهم من أشد الناس اختلفا فيما بينهم في‬
‫مسائل العتقاد ومن هذه المسائل التي اختلفوا فيها ‪:‬‬
‫(أ) مسألة استقرار ال ــ سبحانه وتعالى ــ على العرش ــ تعالى ال عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا ــ ‪:‬‬
‫حيث قال بذلك بعض أرباب هذه النحلة كالدارمي المجسم وابن تيمية وابن القيم ‪ ،‬بل قال بعضهم إنه يقعد بجانبه يوم‬
‫القيامة نبيه محمدا صلى ال عليه وعلى آله وسلم وقد وضعوا للتدليل على ذلك بعض الحاديث كما وضعوا في ذلك‬
‫أيضا عدة أبيات على المام الدار قطني منها ‪ :‬ــ‬
‫فل تنكروا أنه قاعد ول تجحدوا (*) أنه يقعده‬
‫والمتهم بوضعه ابن كادش الكذاب أو شيخه العشاري المغفل ‪ .‬وقد كان أحد مجانينهم يقول ‪ :‬لو أن حالفا حلف بالطلق‬
‫ثلثا أن ال يقعد محمدا صلى ال عليه وسلم على العرش واستفتاني لقلت له ‪ :‬صدقت وبررت ‪ ،‬كذا قال هذا اللعين‬
‫أخزاه ال وعامله بما يستحق ‪.‬‬

‫وذهبت طائفة منهم إلى نفي ذلك مع القول بالعلو الحسي ــ تعالى ال عن ذلك ــ وممن ذهب إلى ذلك ناصر اللباني‬
‫المتناقض حيث قال في مختصر علوه السافل بعد كلم ‪ ... :‬فإنه يتضمن نسبة القعود إلى ال عز وجل وهذا يستلزم‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫نسبة الستقرار عليه تعالى وهذا مما لم يرد فل يجوز اعتقاده ونسبته إلى ال عز وجل ‪ .‬اهـ وقال في ضعيفته ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ : 256‬فاعلم أن إقعاده صلى ال عليه وسلم على العرش ليس فيه إل هذا الحديث الباطل وأما قعوده تعالى على العرش‬
‫فليس فيه حديث يصح ‪ ...‬اهـ قلت ‪ :‬بل ولم يثبت شيء عن رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم في العلو الحسي‬
‫وما استدلوا به على ذلك فكذب موضوع وباطل مخترع مصنوع وما صح من ذلك فل دليل فيه على ذلك البتة ‪ ،‬وبيان‬
‫ذلك في غير هذا الموضع ‪.‬‬

‫وكما أنه لم يثبت عن رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم شيء في ذلك ‪ ،‬كذلك لم يثبت شيء عن صحابته‬
‫رضوان ال تعالى عليهم ‪ ،‬وما روي عنهم فكذب صريح عليهم ‪.‬‬

‫ونحن نتحدى هؤلء الحشوية أن يأتوا لنا برواية صحيحة فيها تصريح بالستقرار أو الستواء الحسي وليستظهروا‬
‫على ذلك بمن شاءوا ولو بالثقلين جميعا ‪ ،‬كما أننا نتحدى أرباب هذه النحلة للمناظرة في هذه المسألة أو غيرها من‬
‫المسائل العقدية ‪.‬‬

‫هذا وكما أنهم كذبوا على رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم وصحابته رضوان ال تعالى عليهم في هذه‬
‫المسألة وغيرها كذلك كذبوا على الئمة الربعة حيث نسبوا إليهم القول بالستواء الحسي وهم كاذبون ‪ ،‬وإليك بيان‬
‫ذلك ‪ :‬ــ‬

‫‪ _1‬المام أبو حنيفة ‪:‬‬


‫علَى الْ َعرْشِ‬
‫نسبوا إليه أنه قال ‪ :‬من قال ل أعرف ربي في السماء أم في الرض فقد كفر لن ال يقول ( الرّحْمَنُ َ‬
‫ستَوَى ) (طه ‪ )5 :‬وعرشه فوق سبع سماوات ‪.‬‬ ‫ا ْ‬

‫والجواب ‪ :‬أن هذا الكلم كذب باطل مصنوع على أبي حنيفة وذلك لن الراوي لهذا الكلم أبو مطيع البلخي وهو كذاب‬
‫دجال ‪ ،‬قال ابن معين ‪ :‬ليس بشيء ‪ ،‬وقال مرة ضعيف ‪ ،‬وقال أحمد ‪ :‬ل ينبغي أن يروى عنه شيء ‪ ،‬وقال البخاري ‪:‬‬
‫ضعيف صاحب رأي ‪ ،‬وقال النسائي ‪ :‬ضعيف ‪ ،‬وقال أبو حاتم ‪ :‬كان مرجئا كذابا ‪ ،‬وقد جزم الذهبي بأنه وضع حديثا‬
‫كما في ترجمة عثمان ابن عبد ال الموي ‪ ،‬قال ابن أبي العز شارح الطحاوبة الحشوي المجسم الضال ج ‪ 2‬ص ‪480‬‬
‫نقل عن ابن كثير ‪ :‬وأما أبو مطيع فهو الحكم بن عبد ال بن مسلمة البلخي ‪ ،‬ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين‬
‫وعمرو بن علي الفلس والبخاري وأبو داود وأبو حاتم الرازي وأبو حاتم محمد بن حبان البستي والعقيلي وابن عدي‬
‫والدارقطني وغيرهم اهـ ‪.‬‬

‫هذا ما قاله هنا بينما قال بعدما أورد الثر السابق ص ‪ : 387‬ول يلتفت إلى من أنكر ذلك ‪ ...‬فتأمل في كلمه واحكم‬
‫عليه بما شئت ‪ .‬وأبو إسماعيل النصاري الملقب بشيخ السلم الراوي لهذا الثر ل يحتج بنقله ول كرامة لنه مجسم‬
‫خبيث قائل بالحلول والتحاد كما قال ابن تيمية كما نقله المام ابن السبكي في" الطبقات الكبرى"ج ‪ 4‬ص ‪ 272‬نقل‬
‫عن الحافظ الذهبي ‪ .‬اهـ‬

‫وعلى تقدير صحة هذا الكلم فقد أجاب عنه المام ابن عبد السلم في حل الرموز كما نقله علي القاري في " شرح‬
‫الفقه الكبر " ص ‪ 271‬قال ‪ :‬من قال ل أعرف ال تعالى في السماء أم في الرض كفر ‪ ،‬لن هذا القول يوهم أن للحق‬
‫مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه ‪ .‬اهـ‬

‫قال القاري ‪ :‬ولشك أن ابن عبد السلم من أجل العلماء وأوثقهم فيجب العتماد على نقله ل على ما نقله الشارح ــ‬
‫يعني شارح الطحاوية المجسم الضال ــ مع أن أبا مطيع رجل وضاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد ‪.‬اهـ كلم‬
‫القاري ‪.‬‬

‫على أن المام أبا حنيفة قد صرح بنفي الستقرار على العرش كما في كتابه " الوصية " كما في "شرح الفقه‬
‫الكبر"ص ‪ 61‬حيث قال ‪ :‬نقر بأن ال على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه ‪ ،‬واستقراره عليه وهو‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى‬
‫الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان ال تعالى ‪ ،‬فهو منزه عن ذلك علوا كبيرا اهـ ‪.‬‬

‫‪ _2‬المام مالك بن أنس ‪_ :‬‬

‫فإنهم يروون عنه أنه قال الستواء معلوم والكيف مجهول واليمان به واجب والسؤال عنه بدعة ‪.‬‬
‫والجواب ‪ :‬أن هذا لم يثبت عن مالك من رواية صحيحة ول حسنة ول ضعيفة خفيفة الضعف ‪ ،‬ومن يدعي خلف ذلك‬
‫فعليه أن يوضح لنا ذلك ونحن بحمد ال على أتم الستعداد لنجيب عليه وندحضه بالحجة والبرهان ‪ ،‬وإنما جاء عنه‬
‫بلفظ ‪ (( :‬الكيف غير معقول والستواء منه غير مجهول واليمان به واجب والسؤال عنه بدعة )) وهذا قاصمة لظهور‬
‫المجسمة ‪.‬‬

‫قال ابن اللبان في تفسير قول مالك هذا كما في " إتحاف السادة المتقين " ج ‪2‬ص ‪ 82‬قوله ‪ :‬كيف غير معقول أي‬
‫كيف من صفات الحوادث وكل ما كان من صفات الحوادث فإثباته في صفات ال تعالى ينافي ما يقتضيه العقل فيجزم‬
‫بنفيه عن ال تعالى ‪ ،‬قوله ‪ :‬والستواء غير مجهول أي أنه معلوم المعنى عند أهل اللغة ‪ ،‬واليمان به على الوجه‬
‫اللئق به تعالى واجب‪ ‘.‬لنه من اليمان بال وبكتبه ‪ ،‬والسؤال عنه بدعة ‪ ‘.‬أي حادث لن الصحابة كانوا عالمين‬
‫بمعناه اللئق بحسب وضع اللغة فلم يحتاجوا للسؤال عنه ‪ ،‬فلما جاء من لم يحط بأوضاع لغتهم ول له نور كنورهم‬
‫يهديه لصفات ربه شرع يسأل عن ذلك ‪ ،‬فكان سؤاله سببا لشتباهه على الناس وزيغهم عن المراد اهـ ‪.‬‬

‫‪3‬ـ المام الشافعي ‪.‬‬


‫‪4‬ـ المام أححمد ‪.‬‬

‫وسيأتي في آخر هذه الرسالة أن ذلك موضوع عليهما فانظر ص ‪ 191‬ــ ‪. 192‬‬

‫هذا وقد رويت هذه العقيدة ــ عقيدة التجسيم ــ عن جماعة من أئمة السنة رواها ابن بطة المجسم الضال وهو كذاب‬
‫وضاع كما سيأتي إن شاء ال ‪ .‬على أن إسناد هذه الرواية منقطع وبذلك تبطل نسبة هذه العقيدة اليهودية الفرعونية‬
‫إلى سلف المة وغيرهم من العلماء وال المستعان ‪.‬‬

‫(ب) مسألة قدم العالم النوعي ‪ :‬ــ‬

‫حيث ذهب ابن تيمية إلى القول بذلك بل زعم ــ وهو غير صادق ــ أنه مذهب أكثر أهل الحديث ومن وافقهم ‪ ،‬والحق أنه‬
‫مذهب بعض فلسفة اليونان ومن سار على منهاجهم كالبرهمية والبوذية ‪ ،‬ولذلك خالفه حتى أهل نحلته ‪.‬‬

‫(ج) القول بفناء النار ‪ :‬ــ‬

‫حيث قال ابن تيمية (**) وتلميذه ابن قيم الجوزية بذلك وخالفهما أكثر أرباب هذه النحلة وإن كانوا لم يفسقوهما بل‬
‫قالوا ‪:‬إنهما مأجوران على اجتهادهما ‪ ،‬وهذه من العجائب الغرائب كيف يقولون بعذرهما في هذه المسألة مع أن‬
‫المسألة من المسائل القطعية باتفاق المة قاطبة ؟ وذلك لن أدلتها قاطعة ل تحتمل الجدل ‪ ،‬وإليك بعض هذه الدلة ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪ :‬ـ‬

‫عنْهُمُ‬
‫خفّفُ َ‬
‫عَليْهِمْ لَ ْعنَةُ الّ وَالْمَلئِكَةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَ يُ َ‬
‫‪ِ ( .1‬إنّ الّذِينَ َك َفرُوا وَمَاتُوا َوهُمْ ُكفّارٌ أُو َلئِكَ َ‬
‫الْعَذَابُ َولَ هُمْ يُنظَرُونَ) (البقرة ‪)162، 161:‬‬
‫ظرُونَ * ِإلّ الّذِينَ تَابُواْ ) (آل عمران ‪) 89 ،88:‬‬ ‫عنْهُمُ الْعَذَابُ َولَ هُمْ يُن َ‬ ‫خفّفُ َ‬ ‫‪2‬ـ ( خَالِدِينَ فِيهَا لَ يُ َ‬
‫‪3‬ـ (خَالِدِينَ فِيهَا َأبَدًا ) ( النساء ‪) 169:‬‬
‫‪4‬ـ ( َولَهُمْ عَذَابٌ ّمقِي ٌم ) (التوبة ‪)68:‬‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪5‬ـ (ِإنّ الَّ لَ َعنَ الْكَا ِفرِينَ َوَأعَدّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا َأبَدًا ) الحزاب ‪) 65 ، 64 :‬‬
‫جرِمِينَ فِي عَذَابِ جَ َهنّمَ خَالِدُونَ * لَ ُي َف ّترُ عَنْهُمْ ) ( الزخرف ‪) 74:‬‬ ‫‪6‬ـ (ِإنّ الْمُ ْ‬
‫‪7‬ـ ( َومَن يَ ْعصِ الَّ َو َرسُولَهُ َفإِنّ لَهُ نَارَ جَ َهنّمَ خَالِدِينَ فِيهَا َأبَدًا ) (الجن ‪) 23:‬‬
‫ب ) (البقرة‪)86:‬‬ ‫عنْهُمُ الْعَذَا ُ‬
‫خفّفُ َ‬ ‫‪8‬ـ ( َفلَ يُ َ‬
‫ن النّارِ ) (البقرة ‪)167:‬‬ ‫‪9‬ـ ( َومَا هُم بِخَارِجِينَ ِم َ‬
‫عنْهَا مَحِيصًا ) (النساء ‪)121:‬‬ ‫‪ 10‬ـ ( َولَ يَجِدُونَ َ‬
‫‪11‬ـ ( َومَا هُم بِخَارِجِينَ ِمنْهَا َولَهُمْ عَذَابٌ ّمقِي ٌم ) (المائدة ‪)37:‬‬
‫ـ (أُ ْولَـ ِئكَ الّذِينَ َليْسَ لَهُمْ فِي الخِرَةِ ِإلّ النّارُ ) (هو ‪)16:‬‬
‫عنْهُمْ ) ( هود ‪)8:‬‬ ‫صرُوفًا َ‬ ‫‪13‬ـ ( َليْسَ َم ْ‬
‫‪14‬ـ َ(أُ ْوَل ِئكَ لَهُمْ عَذَابٌ َألِيمٌ ) ( العنكبوت ‪) 23:‬‬
‫خسَؤُوا فِيهَا َولَ تُ َكلّمُونِ ) ( المؤمنون ‪) 108:‬‬ ‫‪15‬ـ (ا ْ‬
‫خرُجُوا ِمنْهَا ُأعِيدُوا فِيهَا) (السجدة‪. )20:‬‬ ‫‪16‬ـ ( ُكلّمَا َأرَادُوا أَن يَ ْ‬
‫خرُجُوا ِمنْهَا ِمنْ غَمّ ُأعِيدُوا فِيهَا ) (الحج‪)22:‬‬ ‫‪ 17‬ـ ( ُكلّمَا َأرَادُوا أَن يَ ْ‬
‫خرَجُونَ ِمنْهَا َولَ هُمْ ُيسْتَ ْع َتبُونَ ) ( الجاثية‪)35:‬‬ ‫‪18‬ـ (فَا ْليَوْمَ لَ يُ ْ‬
‫خ َبتْ زِ ْدنَاهُمْ سَعِيرًا ) ( السراء‪)97:‬‬ ‫‪19‬ـ ( ّمأْوَاهُمْ جَ َهنّمُ ُكلّمَا َ‬
‫خفّفُ عَنْهُم ّمنْ عَذَابِهَا)(فاطر‪)36:‬‬ ‫علَيْهِمْ َفيَمُوتُوا َولَ يُ َ‬‫‪20‬ـ (لَ ُي ْقضَى َ‬
‫‪21‬ـ (َألَ ِإنّ الظّالِمِينَ فِي عَذَابٍ ّمقِيمٍ ) (الشورى‪)45:‬‬
‫حيَى ) (العلى‪)13:‬‬ ‫‪22‬ـ (ثُمّ لَ يَمُوتُ فِيهَا َولَ يَ ْ‬
‫عنْهَا بِغَا ِئبِينَ ) (النفطار‪14:‬ـ ‪)16‬‬
‫‪23‬ـ ( َوِإنّ ا ْلفُجّارَ َلفِي جَحِيمٍ * َيصْلَ ْونَهَا يَوْمَ الدّينِ * وَمَا هُمْ َ‬
‫علَيْهِمْ نَارٌ مّ ْؤصَدَةٌ ) (البلد‪)20:‬‬ ‫‪24‬ـ ( َ‬
‫‪25‬ـ ( َفلَن ّنزِيدَكُمْ ِإلّ عَذَابًا) ( النبأ ‪)30:‬‬
‫‪26‬ـ (مَا َلنَا مِن مّحِيصٍ ) (إبراهيم‪)29:‬‬
‫‪27‬ـ (جَ َهنّمَ َيصْلَ ْونَهَا َو ِبئْسَ ا ْل َقرَارُ ) ( إبراهيم‪)29:‬‬
‫واليات والحاديث في ذلك كثيرة جدا ل نطيل المقام بذكرها‪.‬‬
‫=====================‬
‫(*) وأورده ابن القيم في بدائع الفوائد ج ‪ 4‬ص ‪ 48‬هكذا ‪:‬‬
‫ول تنكروا أنه قاعد ول تنكروا أنه يقعده‬
‫والكل كذب فقاتل ال الكذب والكذابين ومن يدافع عنهم ‪.‬‬
‫(**) كما نسبه إليه جماعة من العلماء ‪ ،‬وقد وافق الجمهور في بعض كتبه ‪ ،‬ولعل له في المسألة رأيين ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أمثلة من العقائد الفاسدة‬

‫وإنما نذكر هنا بعض العقائد الفاسدة الراء الكاسدة التي أثبتوها ببعض اليات المتشابهة أو‬
‫الحاديث الحادية ‪ ،‬وإليك بعضا من ذلك ‪:‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ قال عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الذي رد به على بشر المريسي ‪:‬‬

‫(أ) قال في ص ‪ ( : 25‬خلق آدم بيده مسيسا ) وقد ذكر ذلك في مواضع ‪ ،‬فتراه يحمل خلقه‬
‫سبحانه لدم على مزاولة الطين بالجارحة ‪.‬‬

‫( ب) قال ص ‪ ( : 74‬إنه ليقعد على الكرسي فما يفضل منه إل قدر أربع أصابع )‬

‫(ج) قال ص ‪ ( : 20‬الحي القيوم ‪ ...‬يتحرك إذا شاء ‪ ،‬وينزل ويرتفع إذا شاء ‪ ،‬ويقبض‬
‫ويبسط إذا شاء ‪ ،‬ويقوم ويجلس إذا شاء ‪ ،‬لن أمارة ما بين الحي والميت التحرك ‪ .‬كل حي‬
‫متحرك ل محالة‪ ،‬وكل ميت غير متحرك ل محالة ) ‪.‬‬

‫قال الكوثري ‪( :‬فإذا معبود هذا الخاسر يقوم ويمشي ويتحرك ‪ ،‬ولعل هذا العتقاد ورثه هذا‬
‫السجزي من جيرانه عباد البقر ‪ ،‬ومن اعتقد ذلك في إله العالمين يكون كافرا باتفاق ‪ ،‬فيا ويح‬
‫من يقتدي بمثله في الصلة أو يناكحه ‪ ،‬فماذا تكون حال من يرتضى هذا الكتاب أو يوصي به‬
‫أشد الوصية أو يطبعه للدعوة إلى ما فيه ؟ وهذا توحيدكم الذي إليه تدعون الناس ) ‪.‬‬

‫(د) قال ص ‪ ( : 85‬ولو شاء لستقر على ظهر بعوضة فاستقرت به بقدرته ولطف ربوبيته ‪،‬‬
‫فكيف على عرش العظيم ) ‪.‬‬
‫قال الكوثري ‪ ( :‬هذا كلمه في ال سبحانه كأن جواز استقرار معبوده على ظهر بعوضة أمر‬
‫مفروغ منه مقبول ‪ ،‬فيستدل بذلك على جواز استقراره تعالى على العرش الذي هو أوسع من‬
‫ظهر البعوضة ‪ ،‬تعالى ال عن ذلك علوا كبيرا ‪ ،‬ول أدري أحدا من البشر نطق بمثل هذا الهذر‬
‫قبل هذا السجزي والحراني المؤتم به وأشياعهما ) ‪.‬‬

‫(هـ) قال ص ‪ ( : 100‬من أنبأك أن رأس الجبل ليس بأقرب إلى ال من أسفله ‪ ،‬ورأس المنارة‬
‫ليس بأقرب إلى ال من أسفلها ) ‪.‬‬
‫قال الكوثري ‪ ( :‬وكلمه هذا يدل على أنه كان يتطلع إلى معبوده من رؤوس الجبال والمآذن‬
‫والمراصد ‪ ،‬كما هو صنيع الصابئه الحرانية عبدة الجرام العلوية ‪ .‬وأما المسلمون فهم‬
‫يعنقدون أن ال سبحانه منزه عن المكان ‪ ،‬ونسبته إلى المكنة سواء ‪ ،‬وليس القرب منه‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫سجُدْ وَاقْ َت ِربْ ) ( العلق ‪ )19:‬وقال الرسول‬


‫بالمسافة ول البعد عنه بالمسافة قال تعالى (وَا ْ‬
‫صلى ال عليه وسلم (( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )) أخرجه النسائي وغيره ‪.‬‬
‫وهذا الخاسر وأشياعه يقولون ‪ :‬ل ‪ ،‬بل اطلع رأس الجبل واصعد فوق المرصد تتقرب إلى‬
‫المعبود ‪ ،‬فهل بعد هذا كفر ؟ اهـ كوثري ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وفي كتاب السنة المنسوب (‪ )1‬لبن أحمد ‪:‬ـ‬


‫(أ) قال ص ‪ ( : 5‬فهل يكون الستواء إل بالجلوس ) ‪.‬‬

‫(ب)قال ص ‪ ( : 70‬إذا جلس الرب على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد ) ‪.‬‬

‫(ج ) قال ص ‪ ( : 71‬إنه ليقعد على الكرسي فما يفضل منه إل قدر أربع أصابع ) ‪.‬‬

‫(د) قال ص ‪ ( : 67‬كتب ال التوراة لموسى بيده ‪ ،‬وهو مسند ظهره إلى الصخرة في اللواح‬
‫من در ‪ ،‬يسمع صرير القلم ‪ ،‬ليس بينه وبينه إل الحجاب )‪.‬‬

‫(هـ) قال ص ‪ ( : 68‬إن ال لم يمس بيده إل آدم ‪ ،‬خلقه بيده ‪ ،‬والجنة ‪ ،‬والتوراة كتبها بيده ‪،‬‬
‫ودملج ال لؤلؤة بيده فغرس فيها قضيبا فقال ‪ ( :‬امتدي حتى أرضي وأخرجي ما فيك بإذني ‪،‬‬
‫فأخرجت النهار والثمار )) ‪.‬‬

‫(و) قال ص ‪ ( : 35‬رآه على الكرسي من ذهب ‪ ،‬يحمله أربعة ‪ :‬ملك في صورة رجل ‪ ،‬وملك‬
‫في صورة أسد ‪ ،‬وملك في صورة ثور ‪ ،‬وملك في صورة نسر ‪ ،‬في روضة خضراء ‪ ،‬دونه‬
‫فراش من ذهب ) ‪.‬‬

‫(ز) قال ص ‪ ( : 149‬أبدى عب بعضه ) ‪.‬‬

‫(ح)قال ص ‪ ( : 164‬ويده الخرى خلو ليس فيها شيء ) ‪.‬‬

‫(ط) قال ص ‪ ( : 165‬يمس بعضه ) ‪.‬‬

‫(ي) قال ‪ ( : 167‬حتى يضع بعضه على بعض ‪ ..‬وحتى يأخذ بقدمه ) ‪.‬‬

‫(ك) قال ص ‪ ( : 149‬أوحى إلى الجبال أني نازل على جبل منك ‪ ،‬فتطاولت الجبال ‪ ،‬وتواضع‬
‫طور سيناء ‪ ،‬وقال ‪ :‬إن قدر لي شيء فسيأتيني ‪ ،‬فأوحى ال أني نازل عليك لتواضعك ‪،‬‬
‫ورضاك بقدري ) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫(ل) قال ص ‪ ( : 77‬ينزل ال في ظل من الغمام ‪ ،‬من العرش إلى الكرسي ‪ ....‬فيتمثل الرب‬
‫فيأتيهم ‪ ...‬والرب أمامهم حتى يمر )‪.‬‬

‫(م) قال ص ‪ ( : 156‬فأصبح ربك يطوف في الرض ) ‪.‬‬

‫(ن) قال ص ‪( : 182‬إن لجهنم سبع قناطر ‪ ،‬والصراط عليهن ‪ ،‬وال في الرابعة منهن ‪ ،‬فيمر‬
‫الخلئق على ال عز وجل وهوفي القنطرة الرابعة ) ‪.‬‬

‫(س) قال ص ‪ ( : 48‬ثم يأتيهم بعد ذلك يمشي ) ‪.‬‬

‫وفي هذين الكتابين وفي غيرهما من كتب أرباب هذه النحلة الخاسرة (‪ )2‬ككتب القاضي أبي‬
‫يعلى وكتب الشيخ الحراني وأذياله كابن القيم وشارح الطحاوية وغيرهما كثير من أمثال هذه‬
‫المسائل التي نستغفر ال من كتابتها ‪ ،‬فضل من أن ندين ال بها ‪.‬‬

‫وقد احتجوا على ذلك ببعض الحاديث الموضوعة ‪ ،‬والخبار المخترعة المصنوعة ‪ ،‬التي ل‬
‫يخفى بطلنها إل على غر جهول ‪ ،‬أو معاند مخذول ‪ ،‬وإن حاولوا تقويتها وتفخيم شأنها إذ‬
‫ذلك هو دأبهم مع سنة رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ؛ حيث إنهم أخذوا يصححون‬
‫ما شاءوا ويضعفون ما شاءوا من غير أن يحتكموا في ذلك إلى شيء من القواعد الحديثية أة‬
‫الصولية ‪.‬‬

‫تابع هذا الموضوع >>>>>>‬


‫‪-------------------------------------------------‬‬
‫(‪)1‬إشارة إلى عدم ثبوته عنه لن في السناد إليه راويا مجهول ‪.‬‬
‫(‪ )2‬هم الحشوية المجسمة ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫قال الستاذ أبو غدة في تعليقاته على الجوبة الفاضلة عن ابن القيم ص ‪ 130‬ـ ‪ : 132‬أما ابن‬
‫القيم ‪ :‬فمع جللة قدره ونباهة ذهنه ويقظته البالغة ؛ فإن المرء ليعجب منه كيف يروي‬
‫الحديث الضعيف والمنكر في بعض كتبه كـ " مدراج السالكين " من غير أن ينبه عليه ؟! بل‬
‫تراه إذا روى حديثا جاء على ( مشربه ) المعروف بالغ في تقويته وتمتينه كل المبالغة ‪ ،‬حتى‬
‫يخيل للقارىء أن ذلك الحديث من قسم المتواتر في حين أنه قد يكون حديثا ضعيفا أو غريبا‬
‫أو منكرا ولكن لما جاء على (مشربه ) جمع له جراميزه ‪ ،‬وهب لتقويته وتفخيم شأنه بكل ما‬
‫أوتيه من براعة بيان وقوة لسان ‪.‬‬

‫وأكتفى ــ على سبيل المثال ــ بالشارة إلى حديث واحد من هذا النمط ‪ ،‬رواه في كتابه ‪ " :‬زاد‬
‫المعاد في هدي خير العباد " أثناء كلمه عن ( وفد بني المنتفق )‪ 3/54( :‬ـ ‪ ) 57‬فقد ساق‬
‫هناك حديثا طويل جدا ‪ ،‬جاء من قول النبي صلى ال عليه وسلم ‪ (( :‬ثم تلبثون ما لبثتم ‪ ،‬ثم‬
‫يتوفى نبيكم والملئكة الذين مع ربك فأصبح ربك عز وجل يطوف في الرض ! وخلت عليه‬
‫البلد ‪. )) ...‬‬

‫وبعد أن ساق الحديث المشار إليه أتبعه بكلم طويل في تقويته استهله بقوله ‪ ( :‬هذا حديث‬
‫جليل كبير ‪ ،‬تنادي جللته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة ‪ ،‬ل يعرف إل‬
‫من حديث عبدالرحمن بن المغيرة المدني ‪ .) ...‬ثم استرسل في توثيق ( عبدالرحمن ) ومن‬
‫رواه استرسال غريبا ! كما أنه سرد الكتب التي روي الحديث فيها ‪ ،‬وهو من أعلم الناس‬
‫بحالها ‪ ،‬ولكن غلبته عادته ومشربه ‪ ،‬فذهب يسردها ويطيل بتفخيم مؤلفيها ‪ ،‬تهويل بقوة‬
‫الحديث وصحته ! مع أن الحديث حينما رواه صاحبه الحافظ ابن كثير في كتابه ‪ ( :‬البداية‬
‫والنهاية ) ‪ 80 /5 ( :‬ــ ‪ ) 82‬أعقبه بقوله ‪ ( :‬هذا حديث غريب جدا ‪ ،‬وألفاظه في بعضها‬
‫نكارة ) ‪.‬‬

‫وكذلك قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " في ترجمة ( عاصم ابن لقيط بن عامر بن‬
‫المنتفق العقيلي ) ‪ ) 5/57( :‬بعد أن أشار للحديث ومن رواه من المؤلفين ‪ ( :‬وهو حديث‬
‫غريب جدا ) ‪.‬‬

‫فحينما يقول الحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر في الحديث المشار إليه ‪ ( :‬حديث غريب‬
‫جدا ‪ ،‬وألفاظه في بعضها نكارة ) ترى الشيخ ابن القيم يسهب ويطنب في دعمه ونصحيحه ‪،‬‬
‫حتى نقل مرتضيا قول من قال ‪ ( :‬ول ينكر هذا الحديث إل جاحد ‪ ،‬أو جاهل ‪ ،‬أو مخالف‬
‫للكتاب والسنة ) !! ‪.‬‬

‫فصنيع ابن القيم هذا يدعو إلى البحث والفحص عن الحاديث التي يرويها من هذا النوع ‪،‬‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ويشيد بها في تآليفه ‪ ،‬وهي من كتب يوجد فيها الحديث الضعيف والمنكر والموضوع اهـ ‪.‬‬

‫وقال اللباني عن الدكتور بكر أبي زيد في تمام المنة ص ‪ : 197‬لقد كان في بحثه بعيدا عن‬
‫التحقيق العلمي والتجرد عن التعصب المذهبي على خلف ما كنا نظن به ‪ ،‬فإنه غلب عليه‬
‫نقل ما يوافقه وطي ما يخالفه أو إبعاده عن موضوعه المناسب له إن نقله ‪ ،‬بحيث ل ينتبه‬
‫القاريء لكونه حجة عليه ل له ‪ .‬وتوسعه في نقد ما يخالفه وتشدده والتشكيك في دللته ‪،‬‬
‫وتساهله في نقد ما يؤيده ‪ ،‬وإظهاره الحديث الضعيف مظهر القوي بطرقه ‪ ،‬وليس له سوى‬
‫طريقين واهيين أوهم القراء أنها خمسة ‪ ،‬ثم يطيل الكلم جدا في ذكر مفردات ألفاظها حتى‬
‫يوصلها إلى عشرة دون فائدة تذكر سوى زيادة اليهام المذكور ‪ ،‬وقال ص ‪ : 198‬يقول هذا‬
‫من عنده توهينا لدللته وهو يعلم أن الئمة جميعا فهموه على خلف زعمه ‪.‬‬

‫وقال ص ‪ 198‬ـ ‪ : 199‬والذي ذكرته هناك حجة عليه لو أنه ساقه بتمامه ‪ ،‬لكنه يأخذ منه‬
‫مايشتهي ويعرض عن الباقي ‪ .‬فتأمل كيف أخذ من كلم المير بعضه وترك البعض الخر‬
‫الذي قال به جميع العلماء الموافقون منهم والمخالفون ‪ ...‬تركه لنه ينقض احتماله الثاني ‪.‬‬
‫وقال ص ‪ : 203‬فتأمل هذا أيها القاريء يتبين لك خطأ الرجل في تضعيفه ليونس ‪ ،‬وأنه لم‬
‫يصدر ذلك منه عن علم ومعرفة بهذا العلم الشريف ‪ ...‬إلخ‪ .‬هذا ومن المعلوم أن اللباني من‬
‫جملة مشايخ أبي زيد بإقرار أبي زيد نفسه ‪.‬‬

‫وقال أحمد محمد شاكر في مقالته ج ‪ 1‬ص ‪ 300‬عن حامد الفقي رئيس ما يسمى بجماعة‬
‫أنصار السنة المحمدية الذي صاحبه أكثر من أربعين عاما ‪ :‬وكنت في بعض الحيان إذا لم‬
‫يعجبك حديث ثابت صحيح ولم تستطع الحكم بضعفه تذهب على تأويله بما يكاد يخرجه عن‬
‫دللة اللفاظ على المعاني ‪ ...‬ثم ازداد المر حين كتبت هامشة معينة حاولت إقناعك‬
‫ببطلنها ‪ ،‬فأصررت على أثباتها ‪ ،‬فعزمت عليك أل تفعل وأعذرت إليك أنها إذا طبعت في‬
‫الكتاب نفضت يدي من الشتراك في تصحيحه إذ ل أستطيع وضع اسمي على الكتاب ينشر فيه‬
‫مثل هذا الكلم ‪ ،‬فلم تعبأ بكلمي فتركت العمل اهـ المراد منه ‪.‬‬

‫والمثلة على ذلك كثيرة يطول المقام بذكرها وبما أوردناه كفاية لمعرفة تعامل هذه الفرقة مع‬
‫سنة رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وسلم ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقد رد عليهم علماء السلم بما يشفي العليل ويروي الغليل ولول خوف الطالة لوردت‬
‫طائفة من أقوالهم مشفوعة بالدلة القاطعة ‪ ،‬والبراهين الساطعة ‪ ،‬بحيث ل يبقى مجال للشك‬
‫أو التشكيك في ضلل هذه الفرقة وبطلن ما هم عليه ‪.‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫يشهد من ثبت اسمه ونسبه وصح نهجه ومذهبه واختبر دينه وأمانته من المة الفقهاء‬
‫والماثل العلماء أهل القرآن المعدلين العيان وكتبوا خطوطهم المعروفة بعباراتهم المألوفة‬
‫مسارعين إلى أداء المانة وتوخوا في ذلك ما تحظره الديانة مخافة قوله تعالى ‪ ( :‬ومن أظلم‬
‫ممن كتم شهادة عنده من ال ) (البقرة ‪ )140:‬أن جماعة من الحشوية الوباش الرعاع‬
‫المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة مالم يسمح به ملحد‬
‫فضل عن موحد ‪ ،‬ول تجوز به قادح في أصل الشريعة ول معطل ‪ ،‬ونسبوا كل من ينزه‬
‫الباري – تعالى وجل – عن النقائص والفات ‪ ،‬وينفي عنه الحدوث والتشبيهات ‪ ،‬ويقدسه‬
‫عن الحلول والزوال ويعظمه عن التعبير من حال إلى حال ‪ ،‬وعن حلوله في الحوادث ‪،‬‬
‫وحدوث الحوادث فيه ‪ ،‬إلى الكفر والطغيان ‪ ،‬ومنافاة أهل الحق واليمان ‪ ،‬وثلب أهل الحق‬
‫وعصابة الدين ‪ ،‬ولعنهم في الجوامع ‪ ،‬والمشاهد ‪ ،‬والمحافل ‪ ،‬والمساجد ‪ ،‬والسواق ‪،‬‬
‫والطرقات ‪ ،‬والخلوة والجماعات ‪ ،‬ثم غرهم الطمع والهمال ‪ ،‬ومدهم في طغيانهم الغي‬
‫والضلل ‪ ...‬وتمادت الحشوية على ضللها والصرار على جهالتها وأبوا إل التصريح بأن‬
‫المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل وأنه ينزل بذاته ويتردد على حمار في صورة شاب‬
‫أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلن من ذهب ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫وقولهم ( وينسبون كل من نزه ال إلى الكفر والطغيان ) أقول ‪ :‬هذا هو الثابت عن أرباب هذه‬
‫النحلة الخاسرة (‪ )1‬كما هو ثابت في كتبهم وكما نسبه إليهم غيرهم من العلماء ويكفي أن ابن‬
‫القيم قال في نونيته عن الذين ينزهون ال سبحانه ‪:‬‬

‫قال المام السبكي الشافعي في "السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل" ص ‪ 182‬بعدما‬
‫أورده بلفظ‪-:‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال – أعني المام السبكي – ص ‪ 55‬بعد أن ذكر كلما لبن القيم ‪ :‬انتهى كلم هذا الملحد تبا‬
‫له وقطع ال دابر كلمه ‪ ...‬إلى أن قال ‪ :‬فما أراد هذا إل أن يقرر عند العوام أنه ل مسلم إل‬
‫هو وطائفته التي ما برحت ذليلة حقيرة ‪ ،‬وما أدري ما يكون وراء ذلك من قصده الخبيث ‪،‬‬
‫فإن الطعن في أئمة الدين ‪ ،‬طعن في الدين وقد يكون هذا فتح باب الزندقة ‪ ،‬ونقص الشريعة ‪،‬‬
‫ويأبى ال ذلك والمؤمنون ‪ ،‬فينبغي لئمة المسلمين ‪ ،‬وولة أمورهم ‪ ،‬أن يأخذوا بالحزم ‪،‬‬
‫ويحسموا مادة الشر في مبدئه قبل أن يستحكم ‪ ...‬فيصعب عليهم رفعه ‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫وذكر قبل ذلك أن هذا الملعون –على حسب تعبيره – أقام طوائف الحنفية ‪ ،‬والمالكية ‪،‬‬
‫والشافعية ‪ ،‬في صورة الملحدة الزنادقة المقرين على أنفسهم باتباع فرعون وهامان و‬
‫أرسطو وابن سينا ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫إلخ القصيدة وقد ادعى بعض الحشوية أن هذه القصيدة لم تثبت نسبتها إلى الصنعاني ‪ ،‬ول‬
‫يهمنا تحقيق ذلك الن ما دام ما ذكر فيها ثابتا عن أرباب هذه النحلة ثبوتا أوضح من شمس‬
‫النهار ‪ ،‬كما يعلم ذلك بالنظر في كتبهم وإن شئت أن تحقق من ذلك فانظر بعض المثلة على‬
‫ذلك في "مجموعة الرسائل النجدية" ‪ ،‬و "عنوان المجد" لترى كيف كفروا الشعرية ‪،‬‬
‫والزيدية ‪ ،‬وسائر فرق الشيعة ‪ ،‬والمعتزلة ‪ ،‬وغيرهم من المسلمين ‪ ،‬وقتلوهم ‪ ،‬وسلبوهم ‪،‬‬
‫واستباحوا أموالهم وانتهكوا أعراضهم ‪ ،‬وال المستعان‪ = )2(.‬ص ‪51‬‬

‫‪ -1‬قال أبو حمزة الشاري ( رحمه ال تعالى ) في خطبته المشهورة ‪ ( :‬الناس منا ونحن منهم‬
‫إل ثلثة مشركا بال عابد وثن وكافرا من أهل الكتاب وسلطانا جائرا ) ‪.‬‬

‫‪ -2‬قال المام العلمة سعيد بن خلفان الخليلي ( رضي ال عنه ) في التمهيد ج ‪ 1‬ص ‪( : 244‬‬
‫إياك أن تعجل بالحكم على أهل القبلة بالشراك من قبل معرفة بأصوله فإنه موضع الهلك‬
‫والهلك ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫والنصوص بذلك عنهم كثيرة جدا يطول المقام بذكرها ‪.‬‬

‫فإن قلت إذا كان المر كذلك فما السبب الذي دعى كثيرا من أرباب المقالت لن ينسبوا إلى‬
‫الباضية أنهم يكفرون مرتكبي الكبائر قلت ‪ :‬هناك ثلثة أسباب وهي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬ظن كثير من الناس أن الباضية أهل الحق والستقامة فرقة من فرق الخوارج ‪ ،‬ول شك‬
‫أن الخوارج يحكمون بهذا الحكم على من لم يوافقهم من المسلمين على ماشهر عنهم ‪،‬‬
‫والحق أن الباضية ل علقة لهم بالخوارج ‪ ،‬ومن تصفح كتبهم – أعني الباضية – تبين له‬
‫ذلك من أول نظرة ‪ ،‬وذلك أن الباضية قد حكموا بضلل الخوارج وفسقوهم بل وحاربوهم ‪،‬‬
‫والنصوص على ذلك كثيرة جدا أكتفي هنا بذكر نص واحد عن المام نور الدين السالمي‬
‫( رحمه ال تعالى ) فقد قال ( رحمه ال ) في "جوهرة" عند ذكره لحكام أهل البغي ‪-:‬‬

‫‪ -2‬قول الباضية أهل الحق والستقامة بوجوب الخروج على الظلمة – كملوك بني أمية وبني‬
‫العباس وأضرابهم – عند القدرة على ذلك لدلة كثيرة من كتاب ال – تعالى – وسنة رسوله (‬
‫صلى ال عليه وسلم ) ليس هذا موضع بسطها وهذا القول لم ينفردوا به بل وافقهم عليه‬
‫جمهور المة ‪.‬‬

‫قال ابن حزم "الفصل" ج ‪ 4‬ص ‪ " : 172 – 171‬وذهبت طوائف من أهل السنة وجميع‬
‫المعتزلة وجميع الخوارج والزيدية إلى أن سل السيوف في المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر واجب ‪ ،‬إذا لم يمكن دفع المنكر إل بذلك ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فإذا كان أهل الحق في عصابة‬
‫يمكنهم الدفع ول ييأسون من الظفر ففرض عليهم ذلك ‪ ،‬وإن كانوا في عدد ل يرجون لقلتهم‬
‫وضعفهم بظفر كانوا في سعة من ترك التغيير باليد ‪ ،‬وهذا قول علي بن أبي طالب ( رضي ال‬
‫عنه ) وكل من معه من الصحابة ‪ ،‬وقول أم المؤمنين عائشة ( رضي ال عنه ) وطلحة‬
‫والزبير وكل من كان معهم من الصحابة ‪ ...‬وهو قول عبدال بن الزبير ومحمد والحسين بن‬
‫علي وبقية الصحابة من المهاجرين والنصار القائمين يوم الحرة رضي ال عن جميعهم‬
‫أجمعين ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقول كل من قام على الفاسق الحجاج ومن واله من الصحابة رضي ال عن جميعهم كأنس‬
‫ابن مالك وكل ممن ذكرنا من أفاضل التابعين كعبدالرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير وابن‬
‫البحتري الطائي وعطاء السلمي الزدي والحسن البصري ومالك بن دينار ‪ – ....‬وذكر أسماء‬
‫كثير من التابعين وأتباعهم – ثم قال ‪ ( :‬وهو الذي تدل عليه أقوال الفقهاء كأبي حنيفة‬
‫والحسن بن حي وشريك ومالك والشافعي وداود وأصحابهم ‪ ،‬فإن كل من ذكرنا من قديم‬
‫وحديث إما ناطق بذلك في فتواه وإما فاعل لذلك بسل سيفه في إنكار ما رأوه منكرا ) انتهى‬
‫كلم ابن حزم من "الفصل" ‪ ،‬ومن المعلوم أن هؤلء لم يكفروا من خرجوا عليهم ‪ .‬وانظر‬
‫كتابنا "الربيع بن حبيب مكانته ومسنده" ص ‪. 69 – 64‬‬

‫‪ -3‬ما يوجد في كتب الباضية من إطلق لفظ الكفر على مرتكبي الكبائر ‪ ،‬ول يخفى أن‬
‫الباضية لم يريدوا بالكفر هنا الشرك ‪ ،‬وإنما أرادوا بذلك كفر النعمة كما هو مقرر في‬
‫مصنفاتهم ‪ ،‬وقد نص على ذلك غير واحد منهم ‪.‬‬

‫والدلة على إطلق النفاق والكفر على مرتكبي الكبائر كثيرة جدا ‪ ،‬أما إطلق النفاق فيدل‬
‫عليه حديث عبدال بن عمرو بن العاص أن النبي (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬أربع من‬
‫كن فيه كان منافقا خالصا ‪ ،‬ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى‬
‫يدعها ‪ :‬إذا ائتمن خان ‪ ،‬وإذا حدث كذب ‪ ،‬وإذا عاهد غدر ‪ ،‬وإذا خاصم فجر )) ‪ ،‬وفي رواية‬
‫(( وإذا وعد أخلف )) بدل قوله (( وإذا عاهد غدر )) ‪.‬‬

‫رواه المام البخاري ‪ 34‬و ‪ 2459‬و ‪ ، 3178‬ومسلم ‪ ) 58 ( 106‬وأبو عوانه ‪، 1/20‬‬


‫والنسائي ‪ ، 8/116‬وأبو داود ‪ ، 4688‬والترمذي ‪ ، 2632‬وأحمد ‪ 2/189‬و ‪ ، 198‬وابن‬
‫حبان ‪ ، 254‬وابن أبي شيبة ج ‪6‬ص ‪ ، 124‬والفرياني في "صفة النفاق" ص ‪15 ، 14 ، 33‬‬
‫‪ ،‬والخرائطي في "مكارم الخلق" ‪ ، 201‬وابن أبي الدنيا في "الصمت" ‪ ، 471‬والحاكم في‬
‫"علوم الحديث" ص ‪ ، 11‬وأبو نعيم في "حلية الولياء"‪ ، 7/204‬وابن منده في "اليمان"‬
‫‪ 522‬و ‪ 523‬و ‪ 524‬و ‪ 525‬و ‪ ، 526‬والبغوي في "شرح السنة" ‪. 37‬‬

‫وحديث أبي هريرة ( رضي ال عنه ) عن النبي (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬آية المنافق‬
‫ثلث ‪ :‬إذا حدث كذب ‪ ،‬وإذا وعد أخلف ‪ ،‬وإذا ائتمن خان )) ‪ .‬رواه المام البخاري ‪ 33‬و‬
‫‪ 2682‬و ‪ 2749‬و ‪ ، 6095‬ومسلم ‪ 107‬و ‪ ، ) 59 ( 108‬والنسائي ‪ ، 8/117‬والترمذي‬
‫‪ ، 2631‬والفرياني في "صفة النفاق" ‪ 24‬و ‪ 25‬و ‪ ، 26‬وابن أبي الدنيا في "الصمت" ‪470‬‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ ،‬وابن منده في "اليمان" ‪ 527‬و ‪ ، 528‬والبغوي في "شرح السنة" ‪. 35‬‬

‫وأما إطلق الكفر فتدل عليه أحاديث كثيرة جدا إليك بعضا منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬عن ابن مسعود ( رضي ال عنه ) قال ‪ :‬قال رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ‪ (( :‬سباب‬
‫المسلم فسوقه ‪ ،‬وقتاله كفر )) ‪.‬‬

‫رواه المام البخاري في صحيحه ‪ 48‬و ‪ 6044‬و ‪ 7076‬وفي "التاريخ الصغير" ‪ 1/263‬وفي‬
‫"الدب المفرد" ‪ ، 436‬ومسلم ‪ 116‬و ‪ ) 64 ( 117‬وأبو عوانه ‪ 1/24‬و ‪ ، 25‬والنسائي‬
‫‪ 7/122‬وفي الكبرى ‪ 3572‬و ‪ 3573‬و ‪ 3574‬و ‪ 3575‬و ‪ ، 3576‬والترمذي ‪ 1983‬و‬
‫‪ 2634‬و ‪ ، 2635‬وابن ماجة ‪ 3939‬وفي المقدمة ‪ ، 69‬وأحمد ‪ 1/385‬و ‪ 411‬و ‪ 433‬و‬
‫‪ 439‬و ‪ 446‬و ‪ 454‬و ‪ 455‬و ‪ ، 460‬والطيالسي ‪ 248‬و ‪ 258‬و ‪ ، 306‬والحميدي ‪، 104‬‬
‫وابن حبان ‪ ، 5939‬والطبري في الكبير ‪ 10105‬و ‪ 10308‬و ‪ ، 10316‬وأبو نعيم في الحلية‬
‫‪ 5/23‬و ‪ 34‬و ‪ 8/123‬و ‪ ، 10/215‬والطحاوي في مشكل الثار ‪ 846‬و ‪ 847‬و ‪ 848‬و ‪749‬‬
‫و ‪ ، 850‬وأبو يعلي ‪ 4988‬و ‪ 4991‬و ‪ 5119‬و ‪ 5276‬و ‪ ، 5332‬وابن الجعد ‪ ، 2715‬وابن‬
‫منده ‪ 653‬و ‪ 654‬و ‪ 655‬و ‪ ، 656‬وابن أبي الدنيا في "الصمت" ‪ ، 590‬والخطيب في‬
‫"تاريخ بغداد" ‪ 87 - 10/86‬و ‪ 185 /13‬وفي "التلخيص"‪ 1/32‬وفي "موضح الوهام"‬
‫‪ ، 1/451‬والبيهقي في "السنن" ‪ 8/20‬وفي "الداب" ‪ ، 142‬والبغوي في "شرح السنة"‬
‫‪ ، 3548‬ومريم بنت عبدالرحمن في جزئها ‪ ، 226‬ورواه الدارقطني في الجزء الثالث‬
‫والعشرين من حديث أبي طاهر ‪ 40‬من طريق أبي هريرة ‪ ،‬وهو وهم أو خطأ من ناسخ ‪.‬‬

‫‪ -2‬ورواه البخاري في "الدب المفرد" ‪ ، 434‬والنسائي ‪ 7/121‬وفي "الكبرى" ‪، 3567‬‬


‫وابن ماجة ‪ ، 3941‬وأحمد ‪ ، 1/176‬والطحاوي في "مشكل الثار" ‪ 844‬و ‪، 845‬‬
‫والطبراني في "الكبير" ‪ 324‬و ‪ ، 325‬وأبو نعيم ‪ ،‬والضياء في "المختارة" من طريق سعد‬
‫بن أبي وقاص ( رضي ال عنه ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬ورواه ابن ماجة ‪ ، 3940‬وأبو نعيم في "الحلية" ‪ ، 8/359‬والخطيب في "تاريخ بغداد"‬


‫‪ 3/397‬وفي "التلخيص" ‪، 2/606‬وابن أبي الدنيا في "الصمت" ‪ ، 592‬من طريق أبي‬
‫هريرة ( رضي ال عنه)‪.‬‬

‫‪ -4‬ورواه ابن أبي عاصم في "الحاد والمثاني" ‪ ، 1087‬وابن أبي الدنيا في "الصمت"‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ ، 591‬والطبراني في "الكبير" ‪ ) 80 ( 17‬من طريق النعمان بن عمرو وعند بعضهم ‪:‬‬


‫عمرو بن النعمان ‪ .‬قال الهيثمي في "المجمع" ‪ ( : 8/75‬ورجاله رجال الصحيح ‪ ،‬غير أبي‬
‫خالد الوالبي ؛ وهو ثقة ) ‪.‬‬

‫ورواه الطبراني في الوسط ‪ ، 738‬والخطيب في الموضح ‪ 2/29‬من طريق ابن مغفل ( رضي‬
‫ال عنه) وإسناده ضعيف وال تعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪ -5‬عن ابن عمر ( رضي ال عنهما ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬ل‬
‫ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) ‪.‬‬

‫رواه المام البخاري ‪ 4403‬و ‪ 6166‬و ‪ 6785‬و ‪ 6868‬و ‪ ، 7077‬ومسلم ‪66 ( 120 ، 119‬‬
‫) ‪ ،‬وأبو عوانه ‪ 1/25‬و ‪ ، 26‬والنسائي ‪ ، 127 - 7/126‬وأبو داود ‪ ، 4686‬وابن ماجة‬
‫‪ ، 3943‬وأحمد ‪ 2/85‬و ‪ 87‬و ‪ ، 104‬وابن أبي شيبة ‪ ،‬وابن حبان ‪ ، 187‬وابن منده في‬
‫"اليمان" ‪ 658‬و ‪. 659‬‬

‫‪ -6‬ورواه البخاري ‪ 121‬و ‪ 4405‬و ‪ 6869‬و ‪ ، 7080‬ومسلم ‪ ، ) 65 ( 118‬والنسائي‬


‫‪ ، 128 - 7/127‬والدارمي ‪ ، 2/69‬وابن ماجة ‪ ، 3942‬وأحمد ‪ 4/358‬و ‪ 363‬و ‪، 366‬‬
‫والطحاوي ‪ ، 2496‬والطبراني ‪ 2402‬و ‪ ، 2277‬وابن أبي شيبة ‪ ،‬وابن منده في "اليمان"‬
‫‪ ، 657‬والبغوي في "شرح السنة" ‪ ، 2550‬من طريق جرير بن عبدال ‪.‬‬

‫‪ -7‬ورواه المام البخاري ‪ 1741‬و ‪ ، 7078‬ومسلم ‪ ، )1679( 29‬وأحمد ‪ 5/39‬و ‪، 49‬‬


‫والطبراني في "الصغير" ‪ ، 419‬والخطيب في "تاريخ بغداد" ‪ ، 8/246‬والبيهقي ج ‪ 5‬ص‬
‫‪ ، 140‬وابن أبي عاصم في "الحاد والمثاني" ‪ ، 1567‬من طريق أبي بكرة ‪.‬‬

‫‪ -8‬ورواه المام البخاري ‪ 1739‬و ‪ ، 7079‬والترمذي ‪ ، 2193‬وأحمد ‪ ، 1/230‬من طريق‬


‫ابن عباس ( رضي ال عنهما ) ‪.‬‬

‫‪ -9‬عن جابر بن عبدال ( رضي ال عنهما ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسبم) قال ‪:‬‬
‫(( ليس بين الرجل والكفر إل تركه الصلة )) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫رواه المام مسلم ‪ ، )82( 134‬وأبو عوانه ‪ ، 1/61‬والنسائي في "الكبرى" ‪ ، 330‬وأبو‬


‫داود ‪ ، 4678‬والترمذي ‪ 2618‬و ‪ 2619‬و ‪ ، 2620‬والدارمي ‪ 280 /1‬و ‪ ، 1078‬وابن أبي‬
‫شيبة ج ‪7‬ص ‪ ، 222‬وأحمد ‪ 3/370‬و ‪ ، 389‬وابن حبان ‪ ، 1453‬والطحاوي في "مشكل‬
‫الثار" ‪ ، 3175‬والطبراني في "الصغير" ‪ ، 419‬وأبو يعلي ‪ 1783‬و ‪ 1953‬و ‪ 2102‬و‬
‫‪ ، 2191‬وأبو نعيم في "الحلية" ‪ 6/276‬و ‪ ، 8/256‬والقضاعي في "مسند الشهاب" ‪266‬‬
‫و ‪ ، 267‬والدارقطني ج ‪2‬ص ‪ ، 53‬والخطيب في "تاريخ بغداد" ‪ ، 10/180‬والبيهقي‬
‫‪ ، 3/366‬وابن منده ‪ 217‬و ‪ ، 219‬والبغوي في "شرح السنة" ‪. 347‬‬

‫‪ -10‬ورواه المام الربيع ( رحمه ال تعالى ) بمعناه من طريق ابن عباس ( رضي ال‬
‫عنهما ) ‪.‬‬

‫‪ -11‬عن بريدة ( رضي ال عنه ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬لعهد الذي‬
‫بيننا وبينهم الصلة ؛ فمن تركها فقد كفر )) ‪.‬‬

‫رواه النسائي ‪ ، 232 - 1/231‬وابن ماجة ‪ ، 1079‬وأحمد ‪ 5/346‬و ‪ ، 355‬وابن أبي شيبة‬
‫ج ‪7‬ص ‪ ، 222‬وابن حبان ‪ ، 1454‬والدارقطني ‪ ، 2/52‬والحاكم ‪ ، 7 - 1/6‬والبيهقي ‪3/366‬‬
‫‪ ،‬وقال الترمذي ‪ ( :‬حديث حسن صحيح غريب ) وصححه الحاكم والذهبي ‪.‬‬

‫وهذا بناء على أن تارك الصلة إذا لم يكن منكرا لوجوبها ل يكفر كفر شرك كما هو مذهب‬
‫الجمهور ؛ كما حكاه عنهم النووي في "شرح صحيح مسلم" وفي "المجموع شرح المهذب"‬
‫‪ ،‬وهذا هو القول الذي يجتمع به شمل الدلة المتعارضة في هذه المسألة ‪.‬‬

‫‪ -12‬عن أبي هريرة ( رضي ال عنه ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬ل‬
‫ترغبوا عن آبائكم ‪ ،‬فمن رغب عن أبيه فقد كفر )) ‪.‬‬

‫رواه البخاري ‪ ، 6768‬ومسلم ‪ )62( 113‬وأبو عوانه ‪ ، 1/24‬وأحمد ‪ ، 2/526‬وابن حبان‬


‫‪ ، 1466‬والطحاوي في "مشكل الثار" ‪ ، 853‬وابن منده في "اليمان" ‪ 590‬و ‪ 591‬و‬
‫‪.592‬‬

‫‪-----------------------------------‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫(‪ )1‬من ذلك قول الحسن بن العباس الرستمي – الذي قال عنه الذهبي في "سير أعلم‬
‫النبلء" ج ‪20‬ص ‪ : 435‬وكان من الشداد في السنة – أي في التشبيه والتجسيم – في‬
‫الشاعرة ‪: -‬‬

‫(‪ )2‬على أن بعض الحشوية قد اعترف بأن هذه القصيدة من إنشاء الصنعاني ‪ ،‬كصاحب‬
‫"المصارعة" وإن ادعى أن الصنعاني قد لبس عليه المر ‪ ،‬وهي دعوى باطلة ل تساوي‬
‫ذكرها ‪ ،‬وإن شئت أن تحقق من ذلك فارجع إلى الكتابين المذكورين ‪ ،‬وغيرهما من كتب‬
‫أرباب هذه النحلة ‪ .‬فإن قلت وكذلك روي عن الباضية أنهم يحكمون بالكفر على مرتكب‬
‫الكبيرة قلت ‪ :‬لم يصح ذلك عنهم البته ومن ادعى خلف ذلك فعليه الدليل ول سبيل له إليه‬
‫ولو استظهر بالثقلين جميعا وإليك ما يدحض دعوى من ادعى على الباضية أنهم يكفرون‬
‫أحدا من المسلمين ممن لم ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة ‪:‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -13‬عن أبي هريرة ( رضي ال عنه ) عنه (صلى ال عليه وسلم) أنه قال ‪ ( :‬اثنتان في‬
‫أمتي هما كفر ‪ :‬الطعن في النسب ‪ ،‬والنياحة على الميت ) ‪.‬‬

‫رواه المام مسلم ‪ )67( 121‬وأحمد ‪ 2/377‬و ‪ 441‬و ‪ ، 496‬وابن منده في "اليمان" ‪660‬‬
‫و ‪ 662‬و ‪. 663‬‬

‫‪ -14‬عن أبي ذر ( رضي ال عنه ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬ليس من‬
‫رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إل كفر ‪ ،‬ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده‬
‫من النار )) ‪.‬‬

‫رواه المام البخاري ‪ ، 3508‬ومسلم ‪ )61( 112‬وأحمد ‪. 5/166‬‬

‫‪ -15‬عن جرير أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬أيما عبد أبق من مواليه ؛ فقد‬
‫كفر حتى يرجع إليهم )) ‪ .‬رواه المام مسلم ‪. )68( 122‬‬

‫‪ -16‬عن ابن عمر ( رضي ال عنهما ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬أيما‬
‫رجل قال لخيه ياكافر ؛فقد باء بها أحدهما )) ‪.‬‬

‫رواه المام البخاري في صحيحه ‪ 6104‬وفي الدب المفرد ‪ 439‬و ‪ 440‬و ‪ 444‬و ‪، 445‬‬
‫ومسلم ‪ ، )60( 111‬ومالك ص ‪ ، 751‬وأبو عوانه ‪ 1/22‬و ‪ ، 23‬وأبو داود ‪، 4687‬‬
‫والترمذي ‪ ، 2638‬وأحمد ‪ 2/18‬و ‪ 44‬و ‪ 47‬و ‪ 60‬و ‪ 105‬و ‪ 112‬و ‪ 113‬والحميدي ‪، 698‬‬
‫وابن حبان ‪ 249‬و ‪ ، 250‬والطحاوي في مشكل الثار ‪ ، 861‬وابن منده في اليمان ‪ 521‬و‬
‫‪ 594‬و ‪ 595‬و ‪ 596‬و ‪ ، 597‬والبيهقي ‪ ، 208/ 10‬والبغوي في "شرح السنة" ‪ 3550‬و‬
‫‪. 3551‬‬

‫‪ -17‬ورواه المام البخاري ‪ 6103‬من طريق أبي هريرة ( رضي ال عنه ) ‪.‬‬

‫‪ -18‬ورواه المام الربيع ( رحمه ال تعالى ) من طريق ابن عباس ( رضي ال عنهما ) برقم‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪. 65‬‬

‫‪ -19‬ورواه المام البخاري ‪ ، 6045‬ومسلم ‪ ، )61( 112‬وأبو عوانه ‪ 24 - 1/23‬وأحمد‬


‫‪ ، 5/181‬والبزار ‪ 2033‬والطحاوي في مشكل الثار ‪ ، 862‬وابن منده في اليمان ‪593‬‬
‫وآخرون من طريق أبي ذر ( رضي ال عنه ) بمعناه ‪.‬‬

‫‪ -20‬عن ابن عباس ( رضي ال عنهما ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬أريت‬
‫النار ‪ ،‬فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أيكفرن بال ؟ قال ‪ :‬يكفرن العشير ويكفرن‬
‫الحسان ‪ ،‬لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ‪ :‬ما رأيت منك خيرا قط )) ‪.‬‬

‫رواه المام البخاري ‪ 29‬و ‪ 1052‬و ‪ ، 5197‬ومسلم ‪ ، )907( 17‬ومالك ص ‪، 167 - 166‬‬
‫وأبو عوانه ‪ ، 380 - 2/379‬والنسائي ‪ ،‬وابن ماجة ‪ ،‬وأحمد ‪ ،‬والبغوي في "مشكل الثار"‬
‫‪ ، 851‬ورواه البخاري ‪ ،‬ومسلم ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬وابن ماجة ‪ ،‬وأحمد ‪ ،‬والبغوي في "شرح‬
‫السنة" من طريق أبي سعيد الخدري ( رضي ال عنه ) ‪.‬‬

‫ورواه البخاري وغيره من طريق أسامة بن زيد ( رضي ال عنهما ) ‪.‬‬

‫ورواه مسلم ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والدارمي ‪ ،‬وأحمد ‪ ،‬من طريق جابر بن عبدال ( رضي ال‬
‫عنهما ) ‪.‬‬

‫ورواه مسلم ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬من طريق أبي هريرة ( رضي ال عنه ) ‪.‬‬

‫ورواه مسلم ‪ ،‬وابن ماجه (‪ ، )4003‬من طريق ابن عمر ( رضي ال عنهما ) ‪.‬‬

‫ورواه الدارمي ‪ ،‬وأحمد ‪ ،‬والطيالسي ‪ ،‬وابن حبان وآخرون من طريق ابن مسعود ( رضي‬
‫ال عنه )‪.‬‬

‫وقد جاء عن غير هؤلء من صحابة رسول ال (صلى ال عليه وسلم) بألفاظ مختلفة ‪.‬‬

‫‪ -21‬عن أبي هريرة قال ‪ :‬قال رسول ال (صلى ال عليه وسلم) (( المراء في القرآن كفر )) ‪.‬‬

‫رواه أبو داود ‪ ، 4603‬والنسائي في "فصائل القرآن" ‪ ، 118‬وأحمد ‪ 2/258‬و ‪ 286‬و ‪424‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫و ‪ 475‬و ‪ 478‬و ‪ 494‬و ‪ 503‬و ‪ ، 528‬وابن أبي شيبة ج ‪7‬ص ‪ ، 188‬وابن حبان ‪ 74‬و‬
‫‪ ، 1464‬والحاكم ‪ ، 2/232‬والبزار ‪" 2313‬كشف الستار" والطبراني في "مسند‬
‫الشاميين" ‪ 1305‬وتمام الرازي في "الفوائد" ‪ ، 1321‬وأبو نعيم في "حلية الولياء"‬
‫‪5/192‬و ‪ 6/215‬و ‪ 13- 8/12‬وفي "أخبار أصبهان" ‪ ، 2/123‬والجري في "شريعته"‬
‫‪75/131‬و ‪ ، 132‬والللكائي في "أصول السنة" ‪ ، 182‬والخطيب في "تاريخ بغداد"‬
‫‪4/81‬و ‪ ، 11/136‬والبغوي ‪. 1/261‬‬

‫وله شاهد من طريق أبي جهم ‪ ،‬رواه أحمد ‪ ، 4/169‬وأبو عبيد في "الفضائل" ‪ ،‬والبيهقي‬
‫في "شعب اليمان" ‪ ، 2/419‬قال الهيثمي في "المجمع" ‪ ( :‬رجاله رجال الصحيح ) ‪.‬‬

‫وله شاهد آخر من طريق زيد بن ثابت ‪ ،‬رواه الطبراني ‪ 5/152‬وإسناده ضعيف ‪ ،‬إل أنه‬
‫يصلح في الشواهد والمتابعات ‪.‬‬

‫وله شاهد ثالث من طريق عمرو بن العاص ‪ ،‬رواه البيهقي في "شعب اليمان" ‪ ، 419‬قال‬
‫الحافظ في الفتح ‪ ( :‬إسناده حسن ) ولي في ذلك نظر ‪.‬‬

‫وله شاهد رابع من طريق عبدال بن عمرو بن العاص ‪ ،‬عند ابن أبي شيبة والجري ‪،‬‬
‫وإسناده تألف بمرة ‪.‬‬

‫‪ -22‬عن ابن عباس ( رضي ال عنهما ) قال ‪ (( :‬جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي (صلى‬
‫ال عليه وسلم) فقالت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ول دين ‪ ،‬ولكني‬
‫أكره الكفر في السلم ‪ ،‬فقال رسول ال ‪ :‬أتردين عليه حديقته ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال رسول ال ‪:‬‬
‫اقبل الحديقة وطلقها تطليقة )) ‪.‬‬

‫رواه المام البخاري ‪ 5273‬و ‪ ، 5276‬والنسائي ‪ ، 6/169‬وابن ماجه ‪ ، 2056‬وابن الجارود‬


‫‪ ، 750‬والدارقطني ‪ ، 255 - 254‬والبيهقي ‪ ، 7/313‬والبغوي في "شرح السنة" ‪، 2349‬‬
‫وفي الباب أحاديث كثيرة ل نطيل المقام بذكرها ‪.‬‬

‫والمراد بالكفر في هذه الحاديث ونحوها عند أصحابنا ( كفر النعمة ) ‪ ،‬وهذا ومن الجدير‬
‫بالذكر أنه قد وافق الصحاب على إثبات كفر النعمة جماعة كبيرة من العلماء ؛ منهم ‪:‬‬
‫البيهقي وابن الثير ‪ ،‬وابن العربي ‪ ،‬والحافظ ابن حجر ‪ ،‬والعيني ‪ ،‬والقسطلني ‪ ،‬ومحمد‬
‫عبده ‪ ،‬ومحمد رشيد رضا ‪ ،‬وابن عاشور ‪ ،‬وغيرهم ‪ ،‬وهو الذي يقتضيه صنيع كل من المام‬
‫البخاري ‪ ،‬والمام مسلم‪ ،‬وابن حبان ‪ ،‬في صحاحهم ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقد اعترف بهذا النوع من الكفر بعض الحشوية أنفسهم كما تجد ذلك مصرحا به في بعض‬
‫كتبهم ‪.‬‬

‫وقد دلت على هذا النوع من الكفر أيضا بعض اليات القرآنية منها قوله تعالى ‪ ( :‬ومن لم‬
‫يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الكافرون ) وقوله ‪ ( :‬ول على الناس حج البيت من استطاع‬
‫إليه سبيل ومن كفر فإن ال غني عن العالمين ) وقوله ‪ ( :‬ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر‬
‫فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ) وقوله ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما‬
‫كفورا ) (‪ .)1‬وال تعالى أعلم ‪.‬‬

‫=ص ‪ )2( 41‬المرسوم الذي أصدره الراضي بموافقة جماعة من العلماء في حق جماعة من‬
‫أرباب هذه الطائفة قال فيه بعد كلم ‪ :‬وتارة أنكم تزعمون أن صورة وجوهكم القبيحة السمجة‬
‫على مثال رب العالمين ‪ ،‬وهيئتكم الرذلة على هيئته ‪ ،‬وتذكرون الكف والصابع والرجلين‬
‫والنعلين المذهبين والشعر القطط ‪ ،‬والصعود إلى السماء ‪ ،‬والنزول إلى الدنيا ‪ -‬تعالى ال عما‬
‫يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا ‪ -‬فلعن ال شيطانا زين لكم هذه المنكرات ‪ ،‬وما‬
‫أغواه ‪ ،‬وأمير المؤمنين يقسم بال قسما يلزمه الوفاء به ‪ ،‬لئن لم تنتهوا عن مذموم مذهبكم ‪،‬‬
‫ليوسعنكم ضربا وتشريدا ‪ ،‬قتل وتبديدا ‪ ،‬وليستعملن السيف في رقابكم ‪ ،‬والنار في منازلكم‬
‫ومحالكم ‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫(‪ )3‬المحضر الذي كتبه جماعة من العلماء في ابن تيمية وأرسل به إلى كثير من البلدان‬
‫ونصه كما في "دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل أحمد" ص ‪42 - 40‬‬
‫وغيره ما يأتي ‪-:‬‬

‫( الحمد ل الذي تنزه عن الشبيه والنظير ‪ ،‬وتعالى عن المثال فقال ( ليس كمثله شيء وهو‬
‫السميع البصير ) ( الشورى ‪ ، ) 11 :‬نحمده على أن ألهمنا العمل بالسنة والكتاب ‪ ،‬ورفع في‬
‫أيامنا أسباب الشك والرتياب ‪ ،‬ونشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪ ،‬شهادة من يرجو‬
‫بإخلصه حسن العقبى والمصير ‪ ،‬ونزه خالقه عن التحيز في جهة لقوله ( وهو معكم أين ما‬
‫كنتم وال بما تعملون بصير ) ( الحديد ‪ ، ) 4 :‬ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي نهج‬
‫سبيل النجاة بمن سلك طريق مرضاته ‪ ،‬وأمر بالتفكر في آلئه ونهى عن التفكر في ذاته ‪،‬‬
‫صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه الذين عل بهم منار اليمان ورفع وشيد بهم قواعد‬
‫الشرع ‪ ،‬وأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال إلى البدع ‪.‬‬

‫وبعد فإن العقائد الشرعية وقواعد السلم المرعية ‪ ،‬وأركان اليمان العلية ‪ ،‬ومذاهب الدين‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫المرضية ‪ ،‬هي الساس الذي يبني عليه ‪ ،‬والموئل الذي يرجع كل أحد إليه ‪ ،‬والطريق التي‬
‫من سلكها فقد فاز فوزا عظيما ‪ ،‬ومن زاغ عنها فقد استوجب عذابا أليما ‪ ،‬فلهذا يجب أن تنفذ‬
‫أحكامها ‪ ،‬ويؤكد دوامها ‪ ،‬وتصان عقائد هذه الملة عن الختلف وتزان بالئتلف ‪ ،‬وتخمد‬
‫نوائر البدع ‪ ،‬ويفرق من فرقها ما اجتمع‬

‫وكان التقي ابن تيمية قبل هذه المدة قد بسط لسان قلمه ‪ ،‬ومد عنان كلمه تحدث في مسائل‬
‫الصفات والذات ‪ ،‬ونص في كلمه على أمور منكرات ‪ ،‬وتكلم فيما سكت عنه الصحابة‬
‫والتابعون ‪ ،‬وفاة بما تجنبه السلف الصالحون ‪ ،‬وأتى في ذلك بما أنكره أئمة السلم ‪ ،‬وانعقد‬
‫على خلفة إجماع العلماء والحكام ‪ ،‬وشهر من فتاويه ما استخف به عقول العباد ‪ ،‬وخالف‬
‫في ذلك فقهاء عصره وعلماء شامه ومصره ‪ ،‬وبعث برسائل إلى كل مكان ‪ ،‬وسمى فتاواه‬
‫بأسماء ما أنزل ال بها من سلطان‬

‫فلما اتصل بنا أنه صرح في حق ال بالحرف والصوت والتجسيم ‪ ،‬قمنا في ال مشفقين من‬
‫هذا النبأ العظيم ‪ ،‬وأنكرنا هذه البدعة ‪ ،‬وعز علينا أن تشيع عمن تضم ممالكنا هذه السمعة ‪،‬‬
‫وكرهنا ما فاه به المبطلون ‪ ،‬وتلونا قوله ( سبحان ال عما يصفون ) ( الصافات ‪، ) 159 :‬‬
‫فإنه جل جلله تنزه في ذاته وصفاته عن العديل والنظير ( ل تدركه البصار وهو يدرك‬
‫البصار وهو اللطيف الخبير ) ( النعام ‪ ) 103 :‬وتقدمت مراسيمنا باستدعاء التقي ابن تيمية‬
‫إلى أبوابنا عندما سارت فتاواه في شامنا ومصرنا ‪ ،‬وصرح فيها بألفاظ ما سمعها ذو فهم إل‬
‫وتل ( لقد جئت شيءا نكرا ) ( الكهف ‪. ) 74 :‬‬

‫ولما وصل إلينا تقدمنا بجمع أولي العقد والحل وذوي التحقيق والنقل ‪ ،‬وحضر قضاة‬
‫السلم ‪ ،‬وحكام النام ‪ ،‬وعلماء الدين ‪ ،‬وفقهاء المسلمين ‪ ،‬وعقدوا له مجلس شرع في مل‬
‫من الئمة وجمع ‪ ،‬فثبت عند ذلك جميع ما نسب إليه بمقتضى خط يده الدال على سوء‬
‫معتقده ‪ ،‬وانفصل ذلك الجمع وهم عليه وعلى عقيدته منكرون ‪ ،‬وآخذوه بما شهد به قلمه‬
‫قائلين ( ستكتب شهادتهم ويسئلون ) ( الزخرف ‪. ) 19 :‬‬

‫وبلغنا أنه استتيب مرارا فيما تقدم ‪ ،‬وأخره الشرع لما تعرض إليه وأقدم ‪ ،‬ثم عاد بعد منعه‬
‫ولم تدخل تلك النواهي في سمعه ‪ ،‬ولما ثبت عليه ذلك في مجلس الحكم العزيز المالكي حكم‬
‫الشرع الشريف أنه يسجن هذا المذكور ‪ ،‬ويمنع من التصرف والظهور ‪.‬‬

‫ومن يومنا هذا نأمر بأن ل يسلك أحد مسلك المذكور من المسالك ‪ ،‬وننهى عن التشبه به في‬
‫اعتقاده مثل ذلك ‪ ،‬أو يعود له في هذا القول متبعا أو لهذه اللفاظ مستمعا ‪ ،‬أو أن يسري في‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫التجسيم مسراه ‪ ،‬أو يفوه بحد العلو مخصصا كما فاه ‪ ،‬أو يتحدث إنسان في صوت أو حرف ‪،‬‬
‫أو يوسع القول في ذات أو وصف ‪ ،‬أو ينطق بتجسيم ‪ ،‬أو يحيد عن الصراط المستقيم ‪ ،‬أو‬
‫يخرج عن رأي الئمة ‪ ،‬وينفرد به علماء المة أو يحيز ال تعالى في جهة أو يتعرض إلى‬
‫حيث وكيف ‪ ،‬فليس لمن يعتقد هذا المجموع عندنا إل السيف ‪ ،‬فليقف كل واحد عند هذا الحد‬
‫ول المر من قبل ومن بعد ‪.‬‬

‫ويلزم كل الحنابلة بالرجوع عما أنكره الئمة من هذه العقيدة ‪ ،‬والخروج من هذه التشبيهات‬
‫الشريدة ‪ ،‬ولزوم ما أمر ال به والتمسك بأهل المذهب الحميدة ؛ فإنه من خرج عن أمر ال‬
‫فقد ضل سواء السبيل ‪ ،‬وليس له غير السجن الطويل مستقر ومقيل ‪.‬‬

‫فقد رسمنا أن ينادي في دمشق المحروسة والبلد الشامية ‪ ،‬وتلك الجهات مع النهي الشديد‬
‫والتخويف والتهديد ‪ ،‬أن ل يتبع التقي ابن تيمية في هذا المر الذي أوضحناه ‪ ،‬ومن تابعه‬
‫منهم تركناه في مثل مكانه وأحللناه ‪ ،‬ووضعناه عن عيون المة كما وضعناه ‪ ،‬ومن أعرض‬
‫عن المتناع ‪ ،‬وأبى إل الدفاع ‪ ،‬أمرنا بعزلهم من مدارسهم ومناصبهم ‪ ،‬وإسقاطهم من‬
‫مراتبهم ‪ ،‬وأن يكون لهم في بلدنا حكم ول قضاء ول إمامة ول شهادة ‪ ،‬ول ولية ول إقامة ‪.‬‬

‫فإننا أزلنا دعوة هذا المبتدع من البلد ‪ ،‬وأبطلنا عقيدته التي ضل بها العباد أو كاد ‪ ،‬ولتثبت‬
‫المحاضر الشرعية على الحنابلة بالرجوع عن ذلك ‪ ،‬ولتسير إلينا المحاضر بعد إثباتها على‬
‫قضاة الممالك ‪ ،‬فقد أعذرنا حيث أنذرنا ‪ ،‬وأنصفنا حيث حذرنا ‪ ،‬وليقرأ مرسومنا هذا على‬
‫المنابر ‪ ،‬ليكون أبلغ واعظ وزاجر ‪ ،‬وأجمل ناه وآمر ‪ ،‬والعتماد على الخط الشريف أعله ‪.‬‬
‫الحمد ل وصلى ال على سيدنا محمد وآله وسلم ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال المام ابن القشيري كما في "إتحاف السادة المتقين بشرح علوم الدين" للعلمة الزبيدي‬
‫ج ‪2‬ص ‪ 109‬عن أرباب هذه الطائفة ‪ :‬وقد نبعث نابغة من الرعاع ‪ ،‬لول استزللهم للعوام بما‬
‫يقرب من أفهامهم ‪ ،‬ويتصور في أوهامهم ‪ ،‬لجللت هذا المكتوب عن تلطيخه بذكرهم ‪،‬‬
‫يقولون نحن نأخذ بالظاهر ‪ ،‬ونجري اليات الموهمة تشبيها والخبار المقتضية حدا وعضوا‬
‫على الظاهر ‪ ،‬ول يجوز أن نطرق التأويل إلى شيء من ذلك ‪ ،‬ويتمسكون بقول ال تعالى‬
‫( وما يعلم تأويله إل ال ) ( آل عمران ‪ ) 7 :‬وهؤلء ‪ -‬والذي أرواحنا بيده ‪ -‬أضر على‬
‫السلم من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الوثان ‪ ،‬لن ضللت الكفار ظاهرة يتجنبها‬
‫المسلمون ‪ ،‬وهؤلء أتوا الدين والعلوم من طريق يغتر به المستضعفون ‪ ،‬فأوحوا إلى‬
‫أوليائهم بهذه البدع ‪ ،‬وأحلوا في قلوبهم وصف المعبود سبحانه بالعضاء والجوارح‬
‫والركوب والنزول والتكاء والستلقاء والستواء بالذات والتردد في الجهات ‪ ،‬فمن أصغى إلى‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ظاهرهم بادر بوهمه إلى تخيل المحسوسات فاعتقد الفضائح فسال به السيل وهو ل يدري ‪.‬‬
‫ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫وقال في "التذكرة الشرقية" في "إتحاف المتقين" للمام الزبيدي ج ‪ 2‬ص ‪ 110‬بعد كلم ‪:‬‬
‫‪...‬والغرض أن يستبين من معه مسكة من العقل أن قول من يقول استواؤه صفة ذاتيه ل يعقل‬
‫معناها ‪ ،‬واليد صفة ذاتية ل يعقل معناها ‪ ،‬والقدم صفة ذاتية ل يعقل معناها ‪ ،‬تمويه ضمنه‬
‫تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل وقد وضح الحق لذي عينين ‪ ،‬وليت شعري هذا الذي ينكر‬
‫التأويل يطرد هذا النكار في كل شيء وفي كل آبة أم يقنع بترك التأويل في صفات ال تعالى ‪،‬‬
‫فإن امتنع من التأويل أصل فقد أبطل الشريعة والعلوم ؛ إذ ما من آية وخبر إل ويحتاج إلى‬
‫تأويل وتصرف في الكلم ؛ لن ثم أشياء ل بد من تأويلها ‪ ،‬ل خلف بين العقلء فيها إل‬
‫الملحدين الذين قصدهم التعطيل للشرائع ‪ ،‬والعتقاد لهذا يؤدي إلى إبطال ما هو عليه من‬
‫التمسك بالشرع ‪ ،‬وإن قال يجوز التأويل على الجملة إل فيما يتعلق بال وبصفاته فل تأويل‬
‫فيه فهذا يصير منه إلى أن ما يتعلق بغير ال تعالى يجب أن يعلم وما يتعلق بالصانع وصفاته‬
‫يجب التغاضي عنه وهذا ل يرضى به مسلم ‪.‬‬

‫وسر المر أن هؤلء الذين يمتنعون عن التأويل معتقدون حقيقة التشبيه ‪ ،‬غير أنهم يدلسون‬
‫ويقولون له يد ل كاليدي ‪ ،‬وقدم ل كالقدام ‪ ،‬واستواء بالذات ل كما نعقل فيما بيننا ‪ ،‬فليقل‬
‫المحقق هذا كلم لبد من استبيان قولكم نجري المر على الظاهر ول يعقل معناه تناقض إن‬
‫أجريت على الظاهر فظاهر الساق في قوله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ) ( القلم ‪ ) 42 :‬هو‬
‫العضو المشتمل على الجلد واللحم والعظم والعصب والمخ ‪ ،‬فإن أخذت بهذا الظاهر ‪،‬‬
‫والتزمت بإقرار بهذه العضاء فهو الكفر ‪ ،‬وإن لم يمكنك الخذ بها ‪ ،‬فإين الخذ بالظاهر‬
‫ألست قد تركت الظاهر وعلمت تقدس الرب تعالى عما يوهم الظاهر فكيف يكون أخذا‬
‫بالظاهر ‪ ،‬وإن قال الخصم ‪ :‬هذه الظواهر ل معنى لها أصل فهو حكم بأنها ملغاة ‪ ،‬وما كان‬
‫في إبلغها إلينا فائدة وهي هذر وهذا محال ‪ ،‬وفي لغة العرب ماشئت من التجوز والتوسع في‬
‫الخطاب ‪ ،‬وكانوا يعرفون موارد الكلم ويفهمون المقاصد ‪ ،‬فمن تجافى عن التأويل فذلك لقلة‬
‫فهمه بالعربية ‪ ،‬ومن أحاط بطرق من العربية هان عليه مدرك الحقائق ‪ ،‬ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬ومن الدلة القاطعة على ركاكة فهمهم وقلة علمهم بكتاب ال تبارك وتعالى وسنة‬
‫رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ولغة العرب ‪ ،‬ونفيهم للمجاز من الكتاب والسنة واللغة‬
‫العربية مع أن المة شبه مجمعة على إثباته ولم يخالف في ذلك إل من شذ ‪.‬‬

‫قال الشوكاني في "إرشاد الفحول" ص ‪ : 22‬المجاز واقع في لغة العرب عند جمهور أهل‬
‫العلم ‪ ،‬وخالف في ذلك أبو إسحاق السفرائيني (‪ ، )2‬وخلفه هذا يدل أبلغ على عدم اطلعه‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫على لغة العرب ‪ ،‬وينادي بأعلى صوت بأن سبب هذا الخلف تفريطه في الطلع على ما‬
‫ينبغي الطلع عليه من هذه اللغة الشريفة وما اشتملت عليه من الحقائق والمجازات التي ل‬
‫تخفى على من له أدنى معرفة بها ‪.‬‬

‫وقد استدل بما هو أوهن من خيوط العنكبوت ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬لو كان المجاز واقعا في لغة العرب‬
‫للزم الخلل بالتفاهم إذ قد تخفى القرينة ) ‪ ،‬وهذا التعليل عليل ؛ فإن تجويز خفاء القرينة‬
‫أخفى من السها ‪ ...‬إلى أن قال ‪ :‬وعلى كل حال فهذا ل ينبغي الشتغال بدفعه ؛ فإن وقوع‬
‫المجاز وكثرته في اللغة العربية أشهر من نار على علم ‪ ،‬وأوضح من شمس النهار ‪.‬‬

‫قال ابن جني ‪ :‬أكثر اللغة مجاز ‪ ،‬وقد قيل إن أبا علي الفارسي قائل بمثل هذه المقالة (‪ )3‬التي‬
‫قالها السفرائيني ‪ ،‬وما أظن مثل أبي علي يقول ذلك فإنه إمام اللغة العربية الذي ل يخفى‬
‫على مثله مثل هذا الواضح البين الجلي ‪ ،‬وكما أن المجاز واقع في لغة العرب فهو واقع أيضا‬
‫في الكتاب العزيز عند الجماهير وقوعا كثيرا بحيث ل يخفى إل على من ل يفرق بين الحقيقة‬
‫والمجاز ‪ ،‬وقد روي عن الظاهرية نفيه في الكتاب العزيز ‪ ،‬وما هذا بأول مسائلهم التي جمدوا‬
‫فيها جمودا يأباه النصاف ‪ ،‬وينكره الفهم ويجحده العقل ‪ ...‬إلى أن قال ‪ :‬وليس في المقام من‬
‫الخلف مايقتضي ذكر بعض المجازات الواقعة في القرآن ‪ ،‬والمر أوضح من ذلك ‪ ،‬كما أن‬
‫المجاز واقع في الكتاب العزيز وقوعا كثيرا فهو واقع في السنة وقوعا كثيرا ‪ ،‬والنكار لهذا‬
‫الوقوع مباهتة ول يستحق المجاوبة ‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫ومثله في مختصره "حصول المأمول" لصديق خان ‪ .‬وقال ابن قدامة الحنبلي في "روضة‬
‫الناظر" ج ‪ ، 1‬ص ‪ ، 182‬بعد أن ذكر بعض اليات القرآنية ‪ :‬وذلك كله لنه استعمال اللفظ‬
‫في غير موضوعه ‪ ،‬ومن منع فقد كابر ‪ ،‬ومن سلم وقال ل أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة‬
‫ل فائدة في المشاحة فيه ‪ .‬وال أعلم ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال السيوطي في "طراز العمامة" ‪ :‬ومن جهل المجاز فرتبه الفهم عنه قاضية ‪ ،‬والغباوة‬
‫عليه قاضية ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقد صرح ابن القيم بالمجاز في "بدائع الفوائد" و "تهذيب السنن" وغيرهما ‪ ،‬بل ألف مؤلفا‬
‫خاصا في ذلك سماه "الفوائد المشوق إلى القرآن وعلم البيان" ‪ ،‬وهو ثابت عنه وإن حاول‬
‫بعض الجهلة نفيه عنه ‪ ،‬وممن نسبه إليه ابن حجر في "الدرر الكامنة" ج ‪3‬ص ‪ ، 400‬وابن‬
‫تغري في "النجوم الزاهرة" ج ‪ 10‬ص ‪ ، 249‬والصفدي في "الوافي" ج ‪2‬ص ‪، 270‬‬
‫والسيوطي في "بغية الوعاة" ‪ ،‬والشوكاني في "البدر الطالع" ‪ ،‬وحاجي خليفة في "كشف‬
‫الظنون" وآخرون ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫==========================‬

‫(‪ )1‬الكفر في هذه الية يشمل كفر الشرك وكفر النعمة ‪ .‬هذا وقد وقع خطأ مطبعي في الطبعة‬
‫الولى لكتابنا "الربيع بن حبيب مكانته ومسنده" حيث وضع هذا التعليق بعد قوله تعالى ‪:‬‬
‫( ليبلوني ءأشكر أم أكفر ) ومن المعلوم أنه ل يمكن أن يراد بالكفر هنا الشرك فتنبه لذلك‬
‫جيدا‬

‫‪-2‬قال إمام الحرمين في "التلخيص" ‪ :‬الظن بالستاذ أنه ل يصح عنه ‪ ،‬وكذا استبعد نسبته‬
‫إلى الستاذ المام الغزالي ‪.‬‬

‫(‪ )3‬هذا ل يصح عن أبي علي ؛ فقد حكى عنه القول بالمجاز تلميذه ابن جني وهو أعرف‬
‫الناس بمذهب شيخه‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫شبه الحشوية ‪..‬والرد عليها‬

‫هذا ولم يأت القائلون بجواز الحتجاج بأحاديث الحاد في مسائل العتقاد بما تقوم به الحجة ‪،‬‬
‫وغاية ما يستندون إليه يعولون عليه ويحتجون به هو أن النبي (صلى ال عليه وسلم) كان‬
‫يبعث الحاد إلى الشاسع من البلد ‪ ،‬قالوا فدل ذلك على أن خبر الحاد تقوم به الحجة في‬
‫القضايا العقدية ‪ ،‬وإل لما اكتفى (صلى ال عليه وسلم) بذلك ‪ ،‬وأيضا فإن أهل قباء قد أخذوا‬
‫بخبر الواحد في التحول إلى القبلة (‪ )1‬وأقرهم رسول ال (صلى ال عليه وسلم) على ذلك ‪،‬‬
‫وهذا كما تراه ل دليل فيه ‪ ،‬بل ول شبهة دليل ‪:‬‬

‫أما الول فقد أجيب عنه بما حاصله ‪ ،‬أن ال تعالى قد بعث نبيه (صلى ال عليه وسلم) بمكة‬
‫ومكث بها ثلثة عشر عاما يدعو الناس إلى عبادة ال تعالى وحده لشريك له ونبذ عبادة‬
‫الصنام والوثان ‪ ،‬وكان الناس يأتون أفواجا من كل حدب وصوب إلى مكة المكرمة لزيارة‬
‫بيت ال الحرام ‪ ،‬وكان رسول ال (صلى ال عليه وسلم) يلتقي بهم فيدعوهم إلى ما أمر به ‪،‬‬
‫وكان هؤلء الحجاج يرجعون إلى بلدانهم فيخبرون أقوامهم بما سمعوه من رسول ال (صلى‬
‫ال عليه وسلم) ‪.‬‬

‫واشتهر بذلك الخبار وتواترت وشاع أمر الدعوة وذاع بحيث لم يخف على أحد من أهل تلك‬
‫المناطق ‪ ،‬ثم هاجر جماعة كبيرة من صحابته (صلى ال عليه وسلم) إلى الحبشة فاستقروا‬
‫بها عدة سنوات ‪ ،‬وأسلم ملك الحبشة واشتهر ذلك عنه ‪ ،‬ثم هاجر رسول ال (صلى ال عليه‬
‫وسلم) وصحابته الكرام (رضي ال عليهم) إلى المدينة ‪ ،‬وقامت بينهم وبين المشركين حروب‬
‫طاحنة ‪ ،‬ثم أجلى رسول ال (صلى ال عليه وسلم) اليهود من المدينة ‪ ،‬وقتل بعض‬
‫طوائفهم ‪ ،‬واشتهر أمر الدعوة بذلك أكثر فأكثر ‪.‬‬

‫وأيضا كانت الوفود العربية تأتي من كل مكان لسماع دعوة رسول ال (صلى ال عليه وسلم)‬
‫ومعرفة ما يدعو إليه ‪ ،‬وكان كثير منهم يدخلون في السلم ويطلبون من رسول ال (صلى‬
‫ال عليه وسلم) أن يبعث معهم أمور دينهم ‪ ،‬كما هو مشهور في كتب السير ‪.‬‬

‫وبذلك يتبين لك أن أصول العتقاد انتقلت عن طريق التواتر القطعي ‪ ،‬وأن أولئك الذين كان‬
‫يبعثهم (صلى ال عليه وسلم) إلى المناطق كانوا يعلمون الناس الفروع الفقهية فقط ‪.‬‬

‫وهذا كله على تسليم ما ادعوه من أن الرسول (صلى ال عليه وسلم) كان يرسل الفراد إلى‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫المناطق الشاسعة ‪ ،‬وإل فإن من تأمل كتب السير والتواريخ ظهر له جليا أنه (صلى ال عليه‬
‫وسلم) لم يكن يكتفي بإرسال الفراد إلى الماكن الشاسعة وإنما كان يرسل جماعات ‪ ،‬ويؤمر‬
‫على كل جماعة أميرا فيذكر اسم ذلك المير من دون أن يذكر من كان تحت إمرته ‪ ،‬كما جرت‬
‫العادة بذلك ‪.‬‬

‫ومما يدل على ذلك ما ذكره الطبري ج ‪2‬ص ‪ 247‬وغيره ‪ ،‬عن عبيد بن صخر بن لوذان‬
‫النصاري السلمي ‪ :‬وكان فيمن بعث النبي (صلى ال عليه وسلم) مع عمال اليمن في سنة‬
‫عشر بعد ما حج حجة التمام ‪ ،‬وقد مات باذام ؛ فلذلك فرق عملها بين شهر بن باذام وعامر‬
‫بن شهر الهمداني وعبدال بن قيس أبي موسى الشعري وخالد بن سعيد ابن العاص والطاهر‬
‫بن أبي هالة ويعلى بن أمية وعمر بن حزم ‪ ،‬وعلى بلد حضرموت زياد بن لبيد البياضي‬
‫وعكاشة بن ثور بن أصغر الغوثي ومعاوية بن كندة ‪ ،‬وبعث معاذ بن جبل معلما لهل البلدين‬
‫‪ :‬اليمن وحضرموت ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫فهؤلء بعض من كانوا مع معاذ (رضي ال عنه) ‪ ،‬وكذا يقال بالنسبة إلى بقية الرسل الذين‬
‫كان يرسلهم رسول ال (صلى ال عليه وسلم) إلى المناطق الشاسعة ‪ .‬على أن أولئك الرسل‬
‫لم يكونوا يبلغون الناس شيئا من أمثال هذه المسائل العقدية المتداولة في عصرنا هذا ‪،‬‬
‫كمسألة الرؤية ‪ ،‬والخلود ‪ ،‬والشفاعة ‪ ،‬ونحوها كما تقدم ‪ ،‬ومن ادعى خلف ذلك فعليه الدليل‬
‫‪ ،‬ول سبيل له إليه ‪ ،‬وإنما غاية ما كانوا يبلغونهم إياه وجوب إفراد ال تعالى بالعبادة ‪ ،‬وأنه‬
‫ل إله إل هو وأن محمدا (صلى ال عليه وسلم) رسول من عنده وهذا ثابت بالتوراة القطعي‬
‫بل هو معلوم من الدين بالضرورة ‪ ،‬وكذا كانوا يعلمونهم المسائل العلمية ول نزاع عند من‬
‫يعتبر بوفاقه وخلفه أنها تثبت بأخبار الحاد وال أعلم ‪.‬‬

‫وأما قولهم إن أهل قباء اكتفوا بخبر الواحد فجوابه ‪:‬‬

‫أن المسألة التي اكتفوا فيها بخبر الواحد مسألة فرعية ظنية ‪ ،‬وليس كلمنا في ذلك إذ ل‬
‫خلف بيننا وبينكم في أن المسائل الفرعية تثبت بأخبار الحاد كما هو مقرر في محله ‪.‬‬

‫وبمثل ذلك أيضا يجاب عن الحديث الذي رواه المام الربيع والمام مالك والبخاري ومسلم‬
‫وغيرهم ‪ ،‬الذي فيه أن أنسا (رضي ال عنه) كان يسقي جماعة من الصحابة (رضي ال‬
‫عليهم) شرابا من فضيخ التمر فجاءهم آت فقال ‪ :‬إن الخمر قد حرمت ‪ ،‬فقال أبو طلحة ‪ :‬يا‬
‫أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها ‪ ،‬قال أنس ‪ :‬فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى‬
‫انكسرت ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫والحاصل أنه ل دللة في تلك الدلة على ما قالوه البته ‪ ،‬لن غاية ما فيها قبول أخبار الحاد‬
‫في بعض المسائل العلمية وليس كلمنا في ذلك كما تقدم ‪.‬‬

‫هذا ومن الجدير بالذكر أن أغلب الحاديث التي استدلوا بها هي نفسها من قبيل الحاد فكيف‬
‫يمكن أن يستدل بحديث آحادي على أن الخبار الحادية تفيد القطع مع أننا ل نقطع بثبوت تلك‬
‫الدلة نفسه‬

‫وقد استدلوا أيضا بأن المنكرين لفادة أخبار الحاد العلم يشهدون شهادة قاطعة جازمة على‬
‫أئمتهم بمذاهبهم وأقوالهم ولو قيل لهم إنها لم تصح لنكروا ذلك غاية النكار ‪...‬إلخ ‪ .‬وهو‬
‫كلم ل أساس له من الصحة ‪ ،‬بل هو كذب صريح ؛ وذلك لننا بمحمد ال تعالى لم نقطع في‬
‫وقت من الوقات بصحة نسبة شيء من أقوال الئمة إليهم إل إذا كان ذلك متواترا عنهم ومن‬
‫ادعى خلف ذلك فعليه أن يقيم الدليل عليه ول سبيل له إليه ‪ ،‬وبذلك ينهدم ما عولوا عليه ‪،‬‬
‫وال تعالى أعلم ‪.‬‬

‫واستدلوا أيضا ببعض اليات القرآنية والحاديث المروية عن رسول ال (صلى ال عليه‬
‫وسلم) ‪ ،‬ول يخفى أن تلك اليات منها ماهو عام الدللة ‪ ،‬ومنها ما ل يستفاد منه ذلك إل من‬
‫طريق المفهوم ‪ ،‬والعام دللته على أفراده ظنية كما هو مقرر عند الصوليين وكذا المفهوم‬
‫عند القائلين بحجيته إذا توافرت فيه شروط الحتجاج به ‪ ،‬وهذا مما ل يمكن الستناد إليه في‬
‫مثل هذه القضية ‪ ،‬على أن تلك الدلة مخصصة بما ذكرناه ‪ ،‬وال تعالى أعلم ‪.‬‬

‫==============================‬

‫‪.‬‬
‫‪ ..-1‬رواه المام الربيع ( رحمه ال تعالى ) ‪ 207‬والبخاري ‪ 40‬و ‪ 399‬ومسلم ‪)526( 13‬‬
‫وغيرهم ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫نصوص العلماء في عدم حجية الحاد في مسائل العتقاد‬

‫وإذا تقرر ذلك ‪ ،‬فإليكم نصوص بعض العلماء من أصحاب المذاهب الربعة حول عدم جواز‬
‫العتماد على أحاديث الحاد في مسائل العتقاد ‪،‬وال ولي التوفيق ‪-:‬‬

‫‪ -1‬قال المام الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" ج ‪2‬ص ‪105،1‬‬
‫‪( :06‬كل لفظ يرد في الشرع مما يستند إلى الذات المقدسة بأن يطلق اسما أو صفة لها ‪ ،‬وهو‬
‫مخالف العقل ‪ ،‬ويسمى المتشابه ‪ ،‬ول يخلو إما أن يتواتر أو ينقل آحادا ‪ ،‬والحاد إن كان نصا‬
‫ل يحتمل التأويل قطعا بافتراء ناقله أو سهوه أو غلطه ‪ ،‬وأن كان ظاهرا فظاهره غير مراد ‪،‬‬
‫وإن كان متواترا فل يتصور أن يكون نصا ل يحتمل التأويل ‪ ،‬بل لبد أن يكون ظاهرا ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -2‬قال القرافي في "تنقيح الفصول وشرحه" ص ‪ 358-356‬الفصل الخامس في خبر‬


‫الواحد ‪ ،‬وهو العدل الواحد أو العدول المفيد للظن ‪ ،‬ثم ذكر كلما ‪ ،‬ثم ذكر حجة من قال إن‬
‫الحاد ل يحتج بها في العمليات كقوله سبحانه ‪(:‬أن الظن ل يغني من الحق شيئا) (يونس‪:‬‬
‫‪ )36‬وقوله ‪( :‬إن يتبعون إل الظن) (النجم ‪ ، )28 :‬قالوا ‪ ( :‬وذلك يقتضي تحريم اتباع الظن )‬
‫‪ ،‬فأجاب عن ذلك بقوله ‪( :‬وجوابها ‪ ،‬أن ذلك مخصوص بقواعد الديانات وأصول العبادات‬
‫القطعيات ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -3‬قال المام أبو منصور عبدالقادر البغدادي في كتابه "أصول الدين" ص ‪( :12‬وأخبار‬
‫الحاد متى صح إسنادها وكانت متونها غير مستحيله في العقل ‪ ،‬كانت موجبة العمل بها دون‬
‫العلم ) ‪.‬‬

‫‪ -4‬قال السنوي ‪ (:‬وأما السنة فالحاد منها ل يفيد إل الظن ) وقال في موضع آخر ‪ ( :‬أن‬
‫رواية الحاد إن أفادت فإنما تفيد الظن ‪ ،‬والشارع إنما أجاز الظن في المسائل العملية وهي‬
‫الفروع ‪ ،‬دون العملية كقواعد أصول الدين ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -5‬قال ابن عبد البر في "التمهيد" ‪ ( :1/7‬اختلف أصحابنا وغيرهم في خبر الواحد هل‬
‫يوجب العلم والعمل جميعا أم يوجب العمل دون العلم ؟ والذي عليه أكثر أهل العلم منهم أنه‬
‫يوجب العمل دون العلم ‪ ،‬وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر ‪ ،‬ول يوجب العلم‬
‫عندهم إل ما شهد به على ال وقطع العذر بمجيئه قطعا ول خلف فيه ‪ ،‬وقال قوم كثير من‬
‫أهل الثر وبعض أهل النظر ‪ :‬إنه يوجب العلم الظاهر والعمل جميعا ‪ ،‬منهم الحسين‬
‫الكرابيسي وغيره ‪ ،‬وذكر ابن خويز منداد أن هذا القول يخرج على مذهب مالك ‪ .‬قال أبو عمر‬
‫‪ :‬الذي نقول به إنه يوجب العمل دون العلم كشهادة الشاهدين والربعة سواء ‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أكثر أهل الفقه والثر ) (‪. )1‬‬

‫‪ -6‬وقال البيهقي في كتاب ‪:‬السماء والصفات" ص ‪ 357‬بعد كلم ‪ ( :‬ولهذا الوجه من‬
‫الحتمال ترك أهل النظر من أصحابنا الحتجاج بأخبار الحاد في صفات ال تعالى إذا لم يكن‬
‫لما انفرد منها أصل في الكتاب أو الجماع ‪ ،‬واشتغلوا بتأويله ) ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -7‬قال المام النووي في شرح صحيح مسلم ج ‪1‬ص ‪ ( : 131‬وأما خبر الواحد فهو ما لم‬
‫يوجد فيه شروط المتواتر سواء كان الراوي له واحدا أو أكثر واختلف في حكمه ‪ ،‬والذي‬
‫عليه جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من المحدثين والفقهاء وأصحاب‬
‫الصول ‪ ،‬أن خبر الواحد الثقة حجة من حجج الشرع يلزم العمل بها ويفيد الظن ول يفيد‬
‫الشرع يلزم العمل بها ويفيد الظن ول يفيد العلم ‪ ) ...‬إلى أن قال ‪ ( :‬وذهبت طائفة من أهل‬
‫الحديث إلى أنه يوجب العلم ‪ ،‬وقال بعضهم يوجب العلم الظاهر دون الباطن ‪ ،‬وذهب بعض‬
‫المحدثين إلى أن الحاد التي في صحيح البخاري أو صحيح مسلم تفيد العلم دون غيرها من‬
‫الحاد ‪ ،‬وقد قدمنا هذا القول وإبطاله في الفصول ‪ ،‬وهذه القاويل كلها سوى قول الجمهور‬
‫باطلة ) ‪ .‬إلى أن قال ‪ ( :‬وأما من قال يوجب العلم فهو مكابر للحس ‪ ،‬وكيف يحصل العلم‬
‫واحتمال الغلط والوهم والكذب وغير ذلك متطرف إليه ؟ )وال أعلم‪.‬‬

‫وقال في "المجموع شرح المهذب" ‪ ( : 4/342‬ومتى خالف خبر الحاد نص القرآن أو‬
‫إجماعا وجب ترك ظاهره ) ‪ .‬وانظر مقدمة صحيح مسلم ‪.‬‬

‫‪ -8‬قال الباجي في "الشارة" ‪ ( : 234‬وأما خبر الحاد فما قصر عن التواتر وذلك ل يقع به‬
‫العلم وإنما يغلب على ظن السامع له صحته لثقة المخبر به لن المخبر وإن كان ثقة يجوز‬
‫عليه الغلط والسهو كالشاهد وقال محمد بن خويز منداد ‪ :‬يقع العلم بخبر الواحد والول عليه‬
‫جميع الفقهاء ) ‪.‬‬

‫وقال في تحقيق المذهب ص ‪ 239-236‬بعد كلم ‪ ...(:‬إل أنه حديث آحاد ل يوجب العلم‪)...‬‬
‫إلى أن قال ‪ ( :‬وعلى كل حال فهو مروي من طريق الحاد الذي ل يقع العلم بما تضمنه ولو‬
‫لم يعترض عليه مما ذكرنا بوجه لم يقع لنا العلم به ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال في "إحكام الفصول" ص ‪ 242-241‬عند ذكره لشروط المتواتر ‪ ( :‬فصل إذا ثبت ذلك‬
‫فل بد أن يزيد هذا العدد على الربعة خلفا لحمد وابن خويز منداد وغيرهما في قولهم ‪ :‬إن‬
‫خبر الواحد يقع به العلم والدليل على ذلك ‪ :‬علمنا أن الواحد والثنين يخبروننا عما شاهدوه‬
‫واضطروا إليه فل يقع لنا العلم بصدقهم ولذلك ل يقع للحاكم العلم بخبر المتداعيين ول بد أن‬
‫أحدهما صادق ول كان العلم يقع بخبر الواحد لوجب أن يضطروا إلى صدق الصادق منهما‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وكذب الكاذب وكذلك ليقع لنا العلم بشهادة الشهود على الزنا وإن كانوا مضطرين إلى ما‬
‫أخبروا به ولو وقع العلم بخبرهم لوجب أن يعلم صدقهم من كذبهم ويضطروا إلى ذلك ولما لم‬
‫يعلم ذلك ولم يقع العلم بخبرهم كانت الزيادة على هذا العدد شرطا فيما يقع العلم بخبرهم ‪...‬‬
‫إلخ ) ‪.‬‬

‫وقال في ص ‪ ( : 234‬وذهب النظام إلى أنه يقع العلم بخبر الواحد إذا قارنته قرائن إن عري‬
‫عنها ل يقع به ‪ ،‬والدليل على بطلن قوله ‪ :‬أنا نجد أنفسنا غير عالمة بما أخبرنا عنه الواحد‬
‫والثنان وإن اقترنت به القرائن التي ادعاها ومما يدل على ذلك ‪ :‬أن الحاكم يرى المدعي‬
‫باكي لطما ويدعي على خصمه الظلم ول يقع له بدعواه العلم ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪ ،‬وله كلم‬
‫في ذلك في غير ما موضع ل نطيل الكلم بذكره ‪.‬‬

‫‪ -9‬قال إمام الحرمين في "البرهان" ‪ ( : 1/606‬ذهبت الحشوية من الحنابلة وكتبه الحديث‬


‫إلى أنخبر الواحد العدل يوجب العلم ‪ ،‬وهذا خزي ى ل يخفى مدركه على ذي لب ‪ ،‬فنقول‬
‫لهؤلء ‪ :‬أتجوزون أن يزل العدل الذي وصفتموه ويخطيء ؟ فإن قالوا ‪ :‬ل ؛ كان بهتا وهتكا‬
‫وخرقا لحجاب الهيبة ‪ ،‬ول حاجة إلى مزيد البيان فيه ‪.‬‬
‫والقول القريب فيه أنه قد زل من الرواة الثبات جمع ل يعدون كثرة ‪ ،‬ولو لم يكن الغلط‬
‫متصورا لما رجع زاو عن روايته ‪،‬والمر بخلف ما تخيلوه ‪ ،‬فإذا تبين إمكان الخطأ فالقطع‬
‫بالصدق مع ذلك محال ‪ ،‬ثم هذا في العدل في علم ال تعالى ‪ ،‬ونحن ل نقطع بعدالة واحد بل‬
‫يجوز أن يضمر خلف ما يظهر ‪ ،‬ول متعلق لهم إل ظنهم أن خبر الواحد يوجب العمل ‪ ،‬وقد‬
‫تكلمنا عليه بما فيه مقنع ) ‪.‬‬

‫وقال في "الورقات" ‪ ( : 184‬والحاد وهو مقابل المتواتر ‪ ،‬وهو الذي يوجب العمل ول‬
‫يوجب العلم ‪ ،‬لحتمال الخطأ فيه ) ‪ .‬ا‪.‬هـ‪ .‬مع زيادة من شرح المحلي عليه ‪ ،‬وقد نص على‬
‫ذلك في عدة مواضع من التلخيص ‪.‬‬

‫‪ -10‬قال المام الغزالي في "المستصفى" ‪ ( :1/145‬اعلم أنا نريد بخبر الواحد في هذا المقام‬
‫ما ل ينتهي من الخبار إلى حد التواتر المفيد للعلم ‪ ،‬فما نقله جماعة من خمسة أو سته مثل‬
‫فهو خبر الواحد) ‪ .‬إلى أن قال ‪ ( :‬وإذا عرفت هذا ‪ ،‬فنقول خبر الواحد ل يفيد العلم وهو‬
‫معلوم بالضرورة ‪ ،‬فإنا ل نصدق بكل ما نسمع ‪ ،‬ولو صدقنا وقدرنا تعارض خبرين ‪ ،‬فكيف‬
‫نصدق بالضدين ‪ ،‬وما حكي عن المحدثين من أنت ذلك يوجب العلم ‪ ،‬فلعلهم أرادوا أنه يفيد‬
‫العلم بوجوب العمل إذ يسمى الظن علما ‪ ،‬لهذا قال بعضهم ‪ :‬يورث العلم الظاهر والعلم ليس‬
‫له ظاهر وباطن وإنما هو الظن) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -11‬قال أبو إسحاق الشيرازي في "التبصرة" ص ‪ ( :298‬أخبار الحاد ل توجب العلم ‪ .‬وقال‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫بعض أهل الظاهر ‪ :‬توجب العلم ‪ .‬إلى أن قال ‪ :‬لنا هو أنه لو كان خبر الواحد يوجب العلم ‪،‬‬
‫لوجب خبر كل واحد ‪ ،‬ولو كان كذلك لوجب أن يقع العلم بخبر من يعي النبوة من غير معجزة‬
‫‪ ،‬ومن يدعي ول على غيره ‪.‬‬

‫ولما لم يقل هذا أحد دل على أنه ليس فيه ما يوجب العلم ‪ ،‬ولنه لو كان خبر الواحد يوجب‬
‫العلم لما اعتبر فيه صفات المخبر من العدالة والسلم والبلوغ وغيرها ‪ ،‬كما لم يعتبر في‬
‫أخبار التواتر ‪ ،‬ولنه لو كان يوجب العلم لوجب أن يقع التبري بين العلماء فيما فيه خبر واحد‬
‫‪ ،‬كما يقع بينهم التبري فيما فيه خبر المتواتر ‪ ،‬ولنه لو كان يوجب العلم لوجب إذا عارضه‬
‫خبر متواتر أن يتعارضا ‪ ،‬ولما ثبت أنه يقدم عليه المتواتر دل على أنه غير موجب للعلم ‪،‬‬
‫وأيضا هو يجوز السهو والخطأ والكذب على واحد فيما نقاه ‪ ،‬فل يجوز أن يقع العلم بخبره )‪.‬‬
‫اهـ‬

‫وقال في "اللمع" ص ‪ ( : 72‬والثاني يوجب العمل ول يوجب العلم ‪ ،‬وذلك مثل الخبار‬
‫المروية في السنن والصحاح وما أشبهها ) ‪ ،‬ثم حكى الخلف في ذلك ثم ذكر الدليل على نحو‬
‫ما ذكر في "التبصرة" ‪.‬‬

‫‪ -12‬قال الخطيب البغدادي في "الكافة في علم الرواية" ص ‪ 432‬باب ‪ :‬ذكر ما يقبل فيه خبر‬
‫الواحد وما ل يقبل فيه ‪ ( :‬خبر الواحد ليقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلفين‬
‫العلم بها والقطع عليها ؛ والعلة في ذلك أنه إذا لم يعلم أن الخبر قول رسول ال (صلى ال‬
‫عليه وسلم) كان أبعد من العلم بمضمونه ‪ ،‬فأما ماعدا ذلك من الحكام التي لم يوجب علينا‬
‫العلم بأن النبي (صلى ال عليه وسلم) قررها وأخبر عن ال عز وجل بها ‪ ،‬فإن خبر الواحد‬
‫فيها مقبول والعمل به واجب ) اهـ‪.‬‬

‫‪ -13‬قال الفخر الرازي في "المعالم" ص ‪( : 138‬اعلم أن المراد في أصول الفقه بخبر الواحد‬
‫الخبر الذي ل يفيد العلم واليقين ) ‪.‬‬

‫وقال في "أساس التقديس" ‪ ( :‬والعجب من الحشوية أنهم يقولون ‪ :‬الشتغال بتأويل اليات‬
‫المتشابهة غير جائز لن تعيين ذلك التأويل مظنون والقول بالظن في القرآن ل يجوز ثم إنهم‬
‫يتكلمون في ذات ال تعالى وصفاته بأخبار الحاد مع أنها في غاية البعد عن القطع واليقين‬
‫وإذا لم يجوزوا تفسير ألفاظ القرآن بالطريق المظنون فلن يمتنعوا عن الكلم في ذات الحق‬
‫تعالى وفي صفاته بمجرد الروايات الضعيفة أولى ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -14‬قال ابن الثير في مقدمة جامع الصول ‪ ( :‬وخبر الواحد ل يفيد العلم ‪ ،‬ولكنا متعبدون به‬
‫‪ ،‬وما حكى عن المحدثين من أن ذلك يورث العلم ؛ فلعلهم أرادوا أنه يفيد العلم بوجوب‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫العمل ‪ ،‬وأسموا الظن علما ؛ ولهذا قال بعضهم ‪ :‬يورث العلم الظاهر ‪ ،‬والعلم ليس له ظاهر‬
‫وباطن ؛ وإنما هو الظن ‪ ،‬وقد أنكر قوم جواز التعبد بخبر الواحد عقل فضل عن وقوعه‬
‫سماعا ‪ ،‬وليس بشيء ‪ .‬وذهب قوم إلى أن العقل يدل على وجوب العمل بخبر الواحد وليس‬
‫بشيء ‪ .‬فإن الصحيح من المذهب ‪ ،‬والذي ذهب إليه الجماهير من سلف المة من الصحابة‬
‫والتابعين والفقهاء والمتكلفين ‪ ،‬أن ل يستحيل التعبد بخبر الواحد عقل ول يجب التعبد عقل ‪،‬‬
‫وأن التعبد واقع سماعا بدليل قبول الصحابة خبر الواحد وعملهم به في وقائع شتى ل تنحصر‬
‫) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -15‬قال ابن الحاجب في "منتهى الوصول" ص ‪ - 71‬بعد أن ذكر الخلف في المسألة ‪-‬‬
‫محتجا بأن خبر الحاد يفيد الظن دون العلم ‪ ( :‬لنا لو حصل العلم به دون قرينة لكان عاديا ‪،‬‬
‫ولو كان كذلك لطرد كخبر التواتر ‪ ،‬وأيضا لو حصل به لدى إلى تناقض المعلومين عند إخبار‬
‫العدلين بالمتناقضين ‪ ،‬وأيضا لو حصل العلم به لوجب تخطئة مخالفه بالجتهاد ‪ ،‬ولعورض به‬
‫التواتر ‪ ،‬ولمتنع التشكيك بما يعارضه ‪ ،‬وكل ذلك خلف الجماع ) ا‪.‬هـ‪ .‬وانظر كلمه في‬
‫مختصر المنتهى مع شرح الواسطي عليه ج ‪ 1‬ص ‪. 656‬‬

‫‪ -16‬قال المام البخاري في كتاب أخبار الحاد من صحيحه ج ‪ 13‬ص ‪ 290‬بشرح الفتح ‪:‬‬
‫( باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الذان والصلة والصوم والفرائض‬
‫والحكام ) ا‪.‬هـ‪ . .‬قال الحافظ ابن حجر في شرحه عليه ‪ ( :‬وقوله الفرائض بعد قوله في‬
‫الذان والصلة والصوم من عطف العام على الخاص ‪ ،‬وأفراد الثلثة بالذكر للهتمام بها ) ‪،‬‬
‫قال الكرماني ‪ ( :‬ليعلم إنما هو في العمليات لفي العتقاديات ) ا‪.‬هـ‪ . .‬وأقره الحافظ على ذلك‬
‫‪.‬‬

‫‪ -17‬قال المامان صدر الشريعة في "التنقيح" وسرحه "التوضيح" ‪ ،‬والسعد التفتازاني في‬
‫"التلويح" ج ‪2‬ص ‪ ( : 4،3‬الثالث ‪ :‬وهو خبر الواحد يوجب العمل دون علم اليقين ‪ ،‬وقيل ل‬
‫يوجب شيئا منهما ‪ ،‬وقيل يوجبهما جميعا ‪ ،‬ووجه ذلك أن الجمهور ذهبوا إلى أنه يوجب‬
‫العمل دون العلم )‪ .‬إلى أن قال ‪ ( :‬بل العقل شاهد بأن الواحد العدل ل يوجب اليقين ‪ ،‬وأن‬
‫احتمال الكذب قائم وإن كان مرجوحا ‪ ،‬وإل لزم القطع بالنقيضين عند إخبار العدلين بهما )‬
‫ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -18‬قال السمرقندي الحنفي في "ميزان الصول" ج ‪2‬ص ‪ ( : 643-642‬ومنها ‪ -‬أي شروط‬


‫الخبر الحاد ‪ -‬أن يكون موافقا لكتاب ال تعالى والسنة المتواترة والجماع ‪ ،‬فأما إذا خالف‬
‫واحدا من هذه الصول القاطعة فإنه يجب رده أو تأويله على وجه يجمع بينهما ‪ ...‬ولن خبر‬
‫الواحد يحتمل الصدق والكذب والسهو والغلط ‪ ،‬والكتاب دليل قاطع فل يقبل المحتمل بمعارضة‬
‫القاطع بل يخرج على موافقة بنوع تأويل ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ومنها أن يرد الخبر في باب العمل فإذا ورد الخبر في باب العتقادات ‪ -‬وهي مسائل الكلم ‪-‬‬
‫فإنه ل يكون حجة لنه يوجب الظن وعلم غالب الرأي ل علما قطعيا فل يكون حجة فيما يبتني‬
‫على العلم القطعي والعتقاد حقيقة ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -19‬قال البزدوي ‪ ( :‬أما دعوى علم اليقين ‪ -‬يريد في أحاديث الحاد ‪ -‬فباطلة بل شبهة لن‬
‫العيان يرده ‪ ،‬وهذا لن خبر الواحد محتمل ل محالة ‪ ،‬ول يقين مع الحتمال ‪ ،‬ومن أنكر هذا‬
‫فقد سفه نفسه وأضل عقله) ‪.‬‬

‫وقال تفريعا على أن خبر الواحد ل يفيد العلم ‪ ( :‬خبر الواحد لما لم يفد اليقين ل يكون حجة‬
‫فيما يرجع إلى العتقاد ‪ ،‬لنه مبني على اليقين ‪ ،‬وإنما كان حجة فيما قصد فيه العمل ) ‪ .‬وقال‬
‫قبل ذلك‪ ( :‬ول يوجب العلم يقينا عندنا ) ‪ ،‬قال شارحه عبدالعزيز البخاري ‪ ( :‬أي ل يوجب‬
‫علم يقين ول علم طمأنينة وهو مذهب أكثر أهل العلم وجملة الفقهاء ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -20‬قال المام السرخسي في أصوله ص ‪ 329‬بعدما ذكر قول من قال إن خبر الواحد يوجب‬
‫العلم وذكر بعض ما يستدلون به ‪ :‬قال ما نصه ‪ ( :‬ولكنا نقول هذا القائل كأنه خفي عليه‬
‫الفرق بين سكون النفس وطمأنينة القلب وبين علم اليقين ‪ ،‬فإن بقاء احتمال الكذب في خبر‬
‫غير المعصوم معاين ليمكن إنكاره ‪ ،‬ومع الشبهة والحتمال ل يثبت اليقين وإنما يثبت سكون‬
‫النفس وطمأنينة القلب بترجح جانب الصدق ببعض السباب ‪ ،‬وقد بينا فيما سبق أن علم‬
‫اليقين ل يثبت بالمشهور من الخبار بهذا المعنى فكيف يثبت بخبر الواحد وطمأنينة القلب‬
‫نوع علم من حيث الظاهر فهو المراد بقوله ‪ ( :‬ثم أعلمهم ) ‪ ،‬ويجوز العمل باعتباره كما‬
‫يجوز العمل بمثله في باب القبلة عند الشتباه ‪ ،‬ويتبقى باعتبار مطلق الجهالة لنه يترجح‬
‫جانب الصدق بظهور العدالة بخلف خبر الفاسق فإنه يتحقق فيه المعارضة من غير أن‬
‫يترجح أحد الجانبين ‪. ) ...‬‬

‫وقال ص ‪ ... ( : 313‬ودون هذا بدرجة أيضا الجماع بعد الختلف في الحادثة إذا كان مختلفا‬
‫فيها في عصر ثم اتفق أهل عصر آخر بعدهم على أحد القولين فقد قال بعض العلماء ‪ :‬هذا ل‬
‫يكون إجماعا وعندنا هو إجماع ولكن بمنزلة خبر الواحد في كونه موجبا للعمل غير موجب‬
‫للعلم)‪.‬‬

‫هذا كلمه وهو صريح كل الصراحة في أن خبر الحاد ل يفيد العلم ‪ ،‬وبذلك تعرف ما في نقل‬
‫ابن تيميه ‪ ،‬حيث زعم أن السرخسي يقول إن خبر الحاد يفيد العلم ‪ ،‬وبذلك تعرف أيضا أن‬
‫هذا الرجل ل يمكن أن يوثق بشيء من نقوله ‪ ،‬وال المستعان ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -21‬قال المام الجصاص في "الفصول في الصول" ج ‪ 3‬ص ‪ ( : 53‬قال أبو بكر ‪ :‬وليس‬
‫لما يقع العلم به من الخبار عدد معلوم من المخبرين عندنا ‪ ،‬إل أنا قد تيقنا ‪ :‬أن القليل ل يق‬
‫ع العلم بخبرهم ‪ ،‬ويقع بخبر الكثير إذا جاءوا متفرقين ل يجوز عليهم التواطؤ في مجرى‬
‫العادة ‪ ،‬وليس يمتنع أن يقع العلم في بعض الحوال بخبر جماعة ول يقع بخبر مثلهم في حال‬
‫أخرى حتى يكونوا أكثر على حسب ما يصادف خبرهم من الحوال ‪ ،‬وقد علمنا يقينا أنه ل يقع‬
‫العلم بخبر والثنين ونحوهما إذا لم يقم الدللة على صدقهم من غير جهة خبرهم ‪ ،‬لنا لما‬
‫امتحنا أحوال الناس لم نر العدد القليل يوجب خبرهم العلم ‪ ،‬والكثير يوجبه إذا كان بالوصف‬
‫الذي ذكرنا ) ‪.‬‬

‫وقال بعد كلم طويل يرد به على من رد قبول خبر الحاد ص ‪ 93‬ما نصه ‪ ( :‬وأما أخبار‬
‫الحاد في أحكام الشرع فإنما الذي يلزمنا بها العمل دون العلم ‪ ،‬فالمستدل بأخبار النبي (صلى‬
‫ال عليه وسلم) على نفي خبر الواحد معتقد لما وصفنا ‪ ،‬وأيضا فإن هذا القول منتقض على‬
‫قائله في الشهادات وأخبار المعاملت في الفتيا ‪ ،‬وحكم الحاكم ونحوها ‪ .‬لن هذه الخبار‬
‫مقبول عند الجميع مع تفردها من الدلئل الموجبة لصحتها ‪.) ...‬‬

‫ثم قال في نفس الصفحة في معرض الرد ‪ ( :‬فأما إذا قلنا يقبل خبر الواحد المخبر غيره عن‬
‫النبي عليه السلم في لزوم العمل به ‪ ،‬دون وقوع العلم بصحته والقطع على عينه ‪ ،‬وقلنا ‪:‬‬
‫إن خبر النبي عليه السلم لما اقتضى وقوع العلم بصحة خبره وما دعى إليه احتاج إلى الدلئل‬
‫الموجبة لصدقه ؛ فلم نجعل المخبر عن النبي عليه السلم أعلى منزلة منه عليه السلم في‬
‫خبره ‪ )...‬إلخ كلمه ‪.‬‬

‫‪ -22‬قال القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي في "تقريب الوصول إلى علم الصول" ص‬
‫‪(: 121‬وأما نقل الحاد فهو خبر الواحد أو الجماعة الذين ل يبلغون حد التواتر وهو ل يفيد‬
‫العلم وإنما يفيد الظن وهو حجة عند مالك وغيره بشروط منها ‪...‬إلخ) ‪.‬‬

‫‪ -23‬قال ابن برهان في "الوصول إلى الصول" ج ‪2‬ص ‪(: 174-172‬خبر الواحد ل يفيد‬
‫العلم ‪ ،‬خلفا لبعض أصحاب الحديث فإنهم زعموا أن ما رواه مسلم والبخاري مقطوع بصحته‬
‫‪ ،‬وعمدتنا أن العلم لو حصل بذلك لحصل بكافة الناس كالعلم بالخبار المتواترة ‪ ،‬ولن‬
‫البخاري ليس معصوما عن الخطأ ‪ ،‬فل نقطع بقول ؛ ولن أهل الحديث وأهل العلم غلطوا‬
‫مسلما والبخاري وأثبتوا أوهامهما ‪ ،‬ولو كان قولهما مقطوعا به لستحال عليهما ذلك ‪ ،‬ولن‬
‫الرواية كالشهادة ول خلف أن شهادة البخاري ومسلم ل يقطع بصحتها ‪ ،‬ولو انفرد الواحد‬
‫منهم بالشهادة لو يثبت الحق به ‪ ،‬فدل على أن قوله ليس مقطوعا به ‪ ،‬وإن أبدوا في ذلك منعا‬
‫كان خلف إجماع الصحابة فإن أصحاب رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ما كانوا يقضون‬
‫بإثبات بشهادة شاهدين ‪...‬إلخ) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -24‬قال صفي الدين الهندي في "نهاية الوصول" ج ‪6‬ص ‪ ( :2802-2801‬إن أرادوا‬


‫بقولهم ‪ :‬يفيد العلم إنه يفيد العلم بوجوب العمل ‪ ،‬أو أنه يفيد اللم بمعنى الظن ‪ ،‬فل نزاع فيه‬
‫لتساويهما ‪ ،‬وبه أشعر كلم بعضهم ‪ ،‬أو قالوا ‪ :‬يورث العلم الظاهر ‪ ،‬ومعلوم أن العلم ليس له‬
‫ظاهر ‪ ،‬فالمراد منه الظن ‪ ،‬وإن أرادوا منه أنه يفيد الجزم بصدق مدلوله ‪ ،‬سواء كان على‬
‫وجه الطراد ‪ ،‬كما نقل بعضهم عن المام أحمد وبعض الظاهرية أو ل على وجه الطراد ‪ ،‬بل‬
‫في بعض أخبار الحاد دون الكل ‪ ،‬كما نقل عن بعضهم فهو باطل ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -25‬قال المام ابن السبكي في "جمع الجوامع" و "المحلى" في شرحه" ج ‪2‬ص ‪157‬‬
‫بحاشية العطار ‪(:‬خبر الواحد ل يفيد العلم إل بقرينه ‪ ،‬كما في إخبار الرجل بموت ولده‬
‫المشرف على الموت مع قرينه البكاء وإحضار الكفن والنعش ‪ ،‬وقال الكثر ‪ :‬ل يفيد مطلقا )‬
‫ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -26‬قال أبو بكر ابن عاصم في "مرتقى الوصول" ‪:‬‬

‫قال شارحه الولتي في "نيل السول" ص ‪ ( : 57‬ومذهب الجمهور أن خبر الحاد ل يفيد‬
‫العلم ولو اختلف به القرائن وكان راويه عدل ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -27‬قال الشيخ ابن عبدالشكور في "مسلم الثبوت" ج ‪ 2‬ص ‪ 121،122‬بشرح "فواتح‬


‫الرحموت" ‪ ( :‬الكثر من أهل الصول ومنهم الئمة الثلثة ‪ ،‬على أن خبر الواحد إن لم يكن‬
‫معصوما ل يفيد العلم مطلقا ‪ ،‬سواء اختلف بالقرائن أو ل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يفيد بالقرينة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬خبر‬
‫العدل يفيد مطلقا ‪ ،‬فعن المام أحمد مطرد؛ فيكون كلما أخبر العدل حصل العلم ‪ ،‬وهذا بعيد عن‬
‫مثله ‪ ،‬فإنه مكابرة ظاهره) ‪ ،‬ثم ذكر كلم البزدوي المتقدم ‪ ،‬إلى أن قال ‪ ( :‬ولو أفاد خبر‬
‫الواحد العلم لدى إلى التناقض إذا أخبر عدلن بمتناقضين ؛ إذ لو أفاد لطرد ‪ ،‬إذ تخصيص‬
‫البعض دون البعض تحكم ‪ ،‬ولو اطرد لفاد هذان المتناقضان العلم أيضا ‪ ،‬فليزم تحقق‬
‫مضمونهما وهو التناقض ) ‪ ،‬إلى أن قال ‪ ( :‬وذلك ‪ -‬أي إخبار عدلين بمتناقضين ‪ -‬جائز بل‬
‫واقع ‪ ،‬كما ل يخفى على المستقري في الصحاح والسنن والمسانيد) إلى أن قال ‪ ( :‬واستدل‬
‫في المشهور أيضا ‪ ،‬لو أفاد خبر الواحد العلم لوجب تخطئة المخالف للخبر بالجتهاد ؛ لنه‬
‫حينئذ اجتهاد على خلف القاطع فيكون خطأ ‪ ،‬وهو خلف الجماع ‪ ،‬فإنه لم يخطئ أحد المفتي‬
‫بخلف خبر الواحد بالجتهاد ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪ ،‬مع زيادة من شرحه "فواتح الرحموت"‬
‫للعلمة النصاري ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -28‬قال أبو الخطاب الحنبلي في "التمهيد" ‪ ( : 3/78‬خبر الواحد ل يقتضي العلم ‪ .‬قال ‪ -‬أي‬
‫أحمد ‪ -‬في رواية الثرم ‪ ( :‬إذا جاء الحديث عن النبي (صلى ال عليه وسلم) بإسناد صحيح ‪،‬‬
‫فيه حكم ‪ ،‬أو فرض ‪ ،‬عملت به ودنت ال تعالى به ‪ ،‬ول أشهد أن النبي (صلى ال عليه‬
‫وسلم) قال ذلك ) فقد نص على أنه ل يقطع به ‪ ،‬وبه قال جمهور العلماء ) ‪ .‬ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -29‬قال صفي الدين البغدادي الحنبلي في "قواعد الصول" ص ‪ ( : 16‬والحاد مالم‬


‫يتواتر ‪ ،‬والعلم ل يحصل به في إحدى الروايتين ‪ ،‬وهو قول الكثرين ومتأخري أصحابنا ‪،‬‬
‫والخرى بلى ‪ ،‬وهو قول جماعة من أهل الحديث ‪ ،‬والظاهرية ) ‪ .‬ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -30‬قال ابن قدامة الحنبلي في "روضة الناظر" ‪ ( : 1/260‬القسم الثاني ‪ :‬أخبار الحاد ‪،‬‬
‫وهي ماعدا المتواتر ‪ ،‬اختلفت الرواية عن إمامنا في حصول العلم بخبر الواحد ‪ ،‬فروي أنه ل‬
‫يحصل به ‪ ،‬وهو قال الكثرين ‪ ،‬والمتأخرين من أصحابنا ‪ ،‬لنا نعلم ضرورة أنا ل نصدق كل‬
‫خبر نسمعه ‪ ،‬ولو كان مفيدا للعلم لما صح ورود خبرين متعارضين ‪ ،‬لستحالة اجتماع‬
‫الضدين ‪ ،‬ولجاز نسخ القرآن والخبار المتواترة به ‪ ،‬لكونه بمنزلتهما في إفادة العلم ‪،‬‬
‫ولوجب الحكم بالشاهد الواحد ولستوى في ذلك العدل والفاسق كما في التواتر ) ‪.‬‬

‫وقد أوضح كلمه هذا العلمة ابن بدران في حواشيه "نزهة الخاطر العاطر" ج ‪ 1‬ص ‪261‬‬
‫حيث قال ‪ ( :‬هذه أدلة القائلين بأن خبر الواحد ل يحصل به العلم ‪ ،‬وبيانها من وجوه نسردها‬
‫على طبق ما هنا ‪-:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬لو أفاد خبر كل واحد العلم لصدقنا كل خبر نسمعه ‪ ،‬لكنا ل نصدق كل خبر نسمعه‬
‫فهو ل يفيد العلم ‪ ،‬فالمصنف طوى المقدم في القياس وذكر التالي وانتقاء اللزم والملزمة ‪،‬‬
‫وهو تصديقنا كل خبر نسمعه ‪...‬ظاهران غنيان عن البيان ‪.‬‬

‫ثانيها ‪ :‬لو أفاد خبر الواحد العلم لما تعارض خبران ؛ لن العلمين ل يتعارضان ‪ ،‬لكنا رأينا‬
‫التعارض كثيرا في أخبار الحاد ‪ ،‬فدل على أنها ل تفيد العلم ‪.‬‬

‫ثالثها ‪ :‬لو أفاد خبر الواحد العلم لجاز نسخ القرآن ومتواتر السنة به ؛ لكونه بمنزلتهما في‬
‫إفادة العلم ‪ ،‬لكن نسخ القرآن ومتواتر السنة به ليجوز لضعفه عنهما ‪ ،‬فدل أنه ل يفيد العلم ‪.‬‬

‫رابعها ‪ :‬لو أفاد خبر الواحد العلم لجاز الحكم بشاهد واحد ‪ ،‬ولم يحتج معه إلى شاهد ول إلى‬
‫يمين عند عدمه ‪ ،‬ول إلى زيادة على الواحد في الشهادة في الزنا واللواط لن العلم بشهادة‬
‫الواحد حاصل ‪ ،‬وليس بعد حصول العلم مطلوب ‪ ،‬لكن الحكم بشهادة واحد بمجرده ليجوز ‪،‬‬
‫وذلك يدل على أنه ل يفيد العلم ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫خامسها ‪ :‬لو أفاد خبر الواحد العلم لستوى العدل والفاسق في الخبار ‪ ،‬لستوائهما في‬
‫حصول العلم بخبرهما ‪ ،‬كما استوى خبر التواتر في كون عدد المخبرين به عدول أو فساقا‬
‫مسلمين أو كفارا ‪ ،‬إذ ل مطلوب بعد حصول العلم ‪ ،‬وإذا حصل بخبر الفاسق لم يكن بينه وبين‬
‫العدل فرق من جهة الخبار ‪ ،‬لكن الفاسق والعدل ل يستويان بالجماع والضرورة ‪ ،‬وما ذاك‬
‫إل لن المستفاد من خبر الواحد إنما هو الظن ‪ ،‬وهو حاصل من خبر العدل دون الفاسق )‬
‫ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -31‬قال الطوفي في "البلبل في أصول الفقه على مذهب أحمد بن حنبل" ج ‪ 2‬ص ‪103‬‬
‫بشرح المختصر ‪ ( :‬الثاني ‪ :‬الحاد وهو ما عدم شروط التواتر أو بعضها ‪ ،‬عن أحمد في‬
‫حصول العلم به قولن ‪ :‬الظهر ل ‪ ،‬وهو قول الكثرين ‪ ،‬ثم ذكر القول الثاني ‪ ،‬ثم ذكر دليل‬
‫القول الول وهو الراجح عنده فقال الولون ‪ :‬لو أفاد العلم لصدقنا كل خبر نسمعه ‪ ،‬ولما‬
‫تعارض خبران ‪ ،‬ولجاز الحكم بشاهد واحد ‪ ،‬ولستوى العدل والفاسق كالتواتر ‪ ،‬واللوازم‬
‫باطلة ‪ ،‬والحتجاج بنحو (وأن تقولوا على ال مال تعلمون ) غير مجد لجواز ارتكاب‬
‫المحرم ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -32‬قال السفاريني الحنبلي في "لوائح النوار السنية" ‪ 1/133‬وفي "لوامع النوار" ‪: 1/5‬‬
‫(وأما تعريفه ‪ -‬يعني علم التوحيد ‪ -‬فهو العلم بالعقائد الدينية عن الدلة اليقينية أي العلم‬
‫بالقواعد الشرعية العتقادية ‪ ،‬والمكتسب من أدلتها اليقينية ‪ ،‬والمراد بالدينية المنسوبة إلى‬
‫دين محمد (صلى ال عليه وسلم) من السمعيات ‪ ،‬وغيرها ‪ ،‬سواء كانت من الدين في الواقع‬
‫ككلم أهل الحق ‪ ،‬أو ل ككلم أهل البدع ‪ ،‬واعتبروا في أدلتها اليقين لعدم العتقاد بالظن في‬
‫العتقاديات ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -33‬قال المام محمد عبده في "المنار" ج ‪ 1‬ص ‪ ( : 135‬والطريق الخرى خبر الصادق‬
‫المعصوم بعد أن قامت الدلئل على صدقه وعصمته عندك ‪ ،‬ول يكون الخبر طريقان لليقين‬
‫حتى تكون سمعت الخبر من نفس المعصوم (صلى ال عليه وسلم) أو جاءك عنه من طريق ل‬
‫تحتمل الريب وهي طريق التواتر دون سواها ‪ ،‬فل ينبوع لليقين بعد طول الزمن بيننا وبين‬
‫النبوة إل سبيل المتواترات التي لم يختلف أحد في وقوعها ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫وقال أيضا ‪ ( :‬ولو أراد مبتدع أن يدعو إلى هذه العقيدة فعليه أن يقيم عليها الدليل الموصل‬
‫إلى اليقين ‪ ،‬إما بالمقدمات العقلية البرهانية أو بالدلة السمعية المتواترة ‪ ،‬ول يمكنه أن يتخذ‬
‫حديثا من حديث الحاد دليل على العقيدة مهما قوي سنده ‪ ،‬فإن المعروف عند الئمة قاطبة‬
‫أن أحاديث الحاد ل تفيد إل الظن ( وإن الظن ل يغني من الحق شيئا ) ا‪.‬هـ‪ ، .‬انظر تفسير‬
‫القاسمي ج ‪ 13‬ص ‪.492‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال في تفسير سورة الفلق من تفسير جزء عم ص ‪ ( : 186‬وأما الحديث فعلى فرض صحته‬
‫هو آحاد ‪ ،‬والحاد ل يؤخذ بها في باب العقائد ‪ ،‬وعصمة النبي (صلى ال عليه وسلم) من‬
‫تأثير السحر في عقله عقيدة من العقائد ‪ ،‬ل يؤخذ في نفيها عنه إل باليقين ‪ ،‬ول يجوز فيها‬
‫بالظن والظنون ‪ ،‬على أن الحديث الذي يصل إلينا من طريق الحاد إنما يحصل الظن عند من‬
‫صح عنده ‪ ،‬أما من قامت له الدلة على أنه غير صحيح فل تقوم به عليه حجة ‪ ،‬وعلى أي‬
‫حال فلنا بل علينا أن نفوض المر في الحديث ‪ ،‬ول نحكمه في عقيدتنا ‪ ،‬ونأخذ بنص الكتاب‬
‫وبدليل العقل ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال في تفسير المنار ج ‪ 3‬ص ‪ ( : 317‬ولصاحب هذه الطريقة في حديث الرفع والنزول في‬
‫آخر الزمان تخريجان ‪ :‬أحدهما ‪ :‬أنه حديث آحاد متعلق بأمر اعتقادي لنه من أمور الغيب ‪،‬‬
‫والمور العتقادية ل يؤخذ فيها إل بالقطع لن المطلوب فيها هو اليقين ‪ ،‬وليس في الباب‬
‫حديث متواتر ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -34‬قال السيد محمد رشيد رضا في "المنار" ج ‪ 1‬ص ‪ ( : 138‬إن بعض أحاديث الحاد‬
‫تكون حجة عند من ثبتت عنده واطمأن قلبه بها ‪ ،‬ول تكون حجة على غيره يلزم العمل بها ‪،‬‬
‫ولذلك لم يكن الصحابة (رضي ال عنهم ) يكتبون جميع ما سمعوه من الحاديث ويدعون‬
‫إليها ‪ ،‬مع دعوتهم إلى إتباع القرآن والعمل به وبالسنة العملية المتبعة له ‪ ،‬إل قليل من بيان‬
‫السنة ‪ -‬كصحيفة علي ‪ -‬كرم ال وجهه‪ -‬المشتملة على بعض الحكام كالدية وفكاك السير‬
‫وتحريم المدينة كمكة ‪ -‬ولم يرض المام مالك من الخليفتين المنصور والرشيد أن يحمل‬
‫الناس على العمل بكتبه حتى الموطأ ‪ ،‬وإنما يجب العمل بأحاديث الحاد على من وثق بها‬
‫رواية ودللة ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫هذه بعض أقوال العلماء من أصحاب المذاهب الربعة حول قضية الستدلل بأحاديث الحاد‬
‫في مسائل العقيدة ‪ ،‬ولهم نصوص أخرى كثيرة ل داعي لذكرها الن ‪ ،‬وبما ذكرناه كفاية ‪،‬‬
‫وهذا كله إذا لم يعارضها نص من الكتاب أو حديث متواتر من السنة ‪.‬‬

‫============================‬
‫‪.‬‬

‫‪ -1..‬وذكر ذلك أيضا في عدة مواضع فانظر مثل ج ‪ 9‬ص ‪ ، 285‬حيث قال هناك ‪ :‬لن أخبار‬
‫الحاد ل يقطع على عينها وإنما توجب العمل فقط ‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫رد أخبار الحاد إذا عارضت‬


‫الكتاب أو المتواتر من السنة‬

‫أما إذا عارضها شيء من ذلك ولم يمكن الجمع بينهما بوجه من وجوه الجمع المعروفة ‪ ،‬فإنه‬
‫يجب الحكم عليها بالوضع باتفاق الجميع ‪ ،‬كما حكى ذلك غير واحد ‪ ،‬وكذا إذا خالفت حكم‬
‫العقل ‪ .‬وإليك ما قاله بعض العلماء في ذلك ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال أبو إسحاق الشيرازي في "اللمع" ص ‪ ( : 82‬إذا روى الخبر ثقة رد بأمور ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلنه ‪ ،‬لن الشرع إنما يرد بمجوزات العقول ‪،‬‬
‫وأما بخلف العقول فل ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن يخالف نص كتاب أو سنة متواترة ‪ ،‬فيعلم أنه ل أصل له أو منسوخ ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أن يخالف الجماع فيستدل به على أنه منسوخ ‪ ،‬أو ل أصل له ‪ ،‬لنه ل يجوز أن‬
‫يكون صحيحا غير منسوخ ‪ ،‬وتجمع المة على خلفه ‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬أن ينفرد الواحد برواية ما يجب على الكافة علمه ‪ ،‬فيدل ذلك على أنه ل أصل له ‪،‬‬
‫لنه ل يجوز أن يكون له أصل وينفرد هو بعلمه من بين الخلق العظيم ‪.‬‬

‫الخامس ‪ :‬أن ينفرد برواية ما جرت العادة أن ينقله أهل التواتر ‪ ،‬فل يقبل لنه ل يجوز أن‬
‫ينفرد في مثل هذا بالرواية ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪ .‬ومثله عن الخطيب البغدادي في الفقيه‬
‫والمتفقه ج ‪. 132 /1‬‬

‫‪ -2‬قال الخطيب في كتاب "الكفاية" ص ‪ ( : 432‬ول يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل ‪،‬‬
‫وحكم القرآن الثابت المحكم ‪ ،‬والسنة المعلومة ‪ ،‬والفعل الجاري مجرى السنة ‪ ،‬وكل دليل‬
‫مقطوع به)اهـ ‪.‬‬

‫‪ -3‬قال ابن الجوزي ‪ ( :‬ما أحسن قول القائل ‪‘ :‬ذا رأيت الحديث يباين المعقول ‪ ،‬أو يخالف‬
‫المنقول ‪ ،‬أو يناقض الصول ‪ ،‬فاعلم أنه موضوع ) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -4‬قال ابن القيم في "نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول" (‪ )1‬ص ‪: 73‬‬
‫( ومنها مخالفة الحديث لصريح القرآن ‪ ،‬ثم ذكر بعض المثلة على ذلك ‪ ،‬إلى أن قال ص ‪78‬‬
‫فصل <غلط وقع في صحيح مسلم > ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط في حديث أبي هريرة ( خلق‬
‫ال التربة يوم السبت ‪ )...‬الحديث ؛ وهو في صحيح مسلم لكن وقع الغلط فيه ‪ ،‬وإنما هو من‬
‫قول كعب الخبار كذلك قال إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير‬
‫وقاله غيره من علماء المسلمين أيضا ‪ ،‬وهو كما قالوا ؛ لن ال أخبر أنه خلق السموات‬
‫والرض وما بينهما في ستة أيام وهذا الحديث يتضمن أن مدة التخليق سبعة أيام ‪ ،‬وال‬
‫أعلم ) ‪.‬‬

‫‪ -5‬قال ابن كثير في "اختصار علوم الحديث" ‪ ( :‬يعرف الموضوع بأمور كثيرة ‪ ،‬ومن ذلك‬
‫ركاكة ألفاظه وفساد معناه ‪ ،‬أو مجازفة فاحشة ‪ ،‬أو مخالفة لما ثبت في الكتاب والسنة‬
‫الصحيحة ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -6‬قال الحافظ ابن حجر ‪ ( :‬ومما يدخل في قرينة حال المروي ‪ ،‬ما نقل عن الخطيب عن أبي‬
‫بكر ابن الطيب ‪ :‬أن من جملة دلئل الوضع أن يكون مخالفا للعقل ‪ ،‬بحيث ل يقبل التأويل ‪،‬‬
‫ويلحق به ما يدفعه الحس والمشاهدة ‪ ،‬أو يكون منافيا لدللة الكتاب القطعية أو السنة‬
‫المتواترة أو الجماع القطعي ‪ ،‬أما المعارضة مع إمكان الجمع فل ) ‪.‬‬

‫‪ -7‬قال السيوطي في ألفيته ص ‪ 84‬بشرح أحمد شاكر ‪:‬‬

‫‪ -8‬قال الشوكاني في "إرشاد الفحول" ص ‪ ( : 46‬المقطوع بكذبه وهو ضروب ‪ ...‬إلى أن‬
‫قال ‪ :‬الخامس ‪ :‬كل خبر استلزم باطل ولم يقبل التأويل ‪ ،‬ومن ذلك الخبر الحادي إذا خالف‬
‫القطعي كالمتواتر) ‪ ،‬وقال ص ‪ ( : 55‬وأما الشروط التي ترجع إلى مدلول الخبر فالول منها ‪:‬‬
‫أن ل يستحيل وجوده في العقل فإن خالف العقل رد ‪ ،‬الثاني ‪ :‬أن ل يكون مخالفا لنص مقطوع‬
‫به على وجه ليمكن الجمع بينهما بحال ) ‪.‬‬

‫‪ -9‬قال السيد رشيد رضا في "المنار" ج ‪ 1‬ص ‪ ( : 86 ، 85‬وإذا كان من علل الحديث‬
‫المانعة من وصفه بالصحة ‪ ،‬مخالفة رواية لغيره من الثقات ‪ ،‬فمخالفة القطعي من القرآن‬
‫المتواتر أولى بسلب وصف الصحة عنه ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال أيضا في تفسير "المنار" ج ‪8‬ص ‪ ( : 449‬فإن قيل قد ورد في الخبار والثار ‪ :‬أن هذه‬
‫اليام الستة هي أيام دنيانا ‪ ،‬واقتصر عليه بعض مفسرينا ‪ ،‬وذكر الحديث ‪...‬وقال ‪ :‬وهذا‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ظاهر في أن الخلق كان جزافا ودفعة واحدة لكل نوع في يوم من أيامنا القاصرة ) ‪.‬‬

‫فالجواب ‪ :‬أن كل ما روي في هذه المسألة من الخبار والثار مأخوذ من السرائيليات ولم‬
‫يصح فيها حديث مرفوع ‪.‬‬

‫وحديث أبي هريرة هذا ‪ -‬وهو أقواها ‪ -‬مردود لمخالفة متنه لنص الكتاب ‪ ،‬وأما سنده فل‬
‫يغرنك رواية مسلم له به ‪ ،‬فهو رواه كغيره عن حجاج بن محمد العور المصيصي عن ابن‬
‫جريج ‪ ،‬وهو قد تغير في آخر عمره ‪ ،‬وثبت أنه حدث بعد اختلط عقله ‪ ،‬كما في تهذيب‬
‫التهذيب وغيره ‪ .‬ثم قال ‪ :‬والظاهر أن هذا الحديث مما حدث به بعد اختلطه ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪،‬‬
‫وهذا أمر متفق عليه فل حاجة لطالة الكلم حوله ‪.‬‬
‫وإذا تقرر ذلك فليعلم أن ما ذكرناه من أن الحديث الحادي ؛ ل يجوز الستناد إليه ول التعويل‬
‫عليه في المسائل العقدية ‪ ،‬هو حكم شامل لكل الحاديث الحادية ‪ ،‬في أي كتاب وعن أي‬
‫شخص رويت ‪ ،‬إذ إن كل أحد معرض للذهول والنسيان كما هو ظاهر جلي ‪.‬‬

‫=================================‬

‫‪ ..-1.‬وطبع باسم "المنار المنيف" انظر ص ‪44 - 43‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫حكم الحادي من الصحيحين‬


‫أما ما يدعيه بعضهم من أن أحاديث الشيخين متفق على صحتها ومقطوع بثبوتها ‪ ،‬إل ما‬
‫استثناه بعض المحدثين منها ‪ ،‬ومع ذلك فهو صحيح ثابت ‪ ،‬فهراء باطل ودعوى فارغة‬
‫تنقصها البينة ‪ ،‬ومن نظر في أحاديث الشيخين بعين النصاف ‪ ،‬تبين له بوضوح أن فيها‬
‫جملة وافرة من الحاديث الضعيفة ‪ ،‬بل والموضوعة التي تشهد بوضعها العقول ‪ ،‬والمتواتر‬
‫من المنقول ‪ ،‬وقد اعترف بذلك الفحول من أرباب التفسير والحديث والفقه والصول ‪ ،‬وإليك‬
‫بعض ما قالوه في ذلك ‪:‬‬

‫‪-1‬قال الحافظ العراقي في "التقييد واليضاح" على مقدمة ابن الصلح ص ‪ 44 ،43‬تعليقا‬
‫على قول ابن الصلح ‪ ( :‬وهذا القسم مقطوع بصحته والعلم اليقيني النظري حاصل به‬
‫‪...‬إلخ ) ‪ .‬قال ‪( :‬وقد عاب الشيخ عز الدين ابن عبدالسلم على ابن الصلح هذا ‪ ،‬وذكر أن‬
‫بعض المعتزلة يرون أن المة إذا عملت بحديث اقتضى ذلك القطع بصحته ‪ .‬قال ‪ :‬وهو مذهب‬
‫رديء ) ‪.‬‬

‫وقال الشيخ محيي الدين النووي في "التقريب والتيسير" ‪ ( :‬خالف ابن الصلح المحققون‬
‫والكثرون فقالوا يفيد الظن ما لم يتواتر ‪ .‬إلى أن قال ‪ :‬وقد اشتد إنكار ابن برهان المام على‬
‫من قال بما قاله الشيخ وبالغ في تغليطه ) ‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪ -2‬قال المام الحافظ النووي في شرحه على صحيح مسلم ج ‪1‬ص ‪ ( : 16‬وأما قول مسلم ‪-‬‬
‫رحمه ال ‪ -‬في صحيحه في باب صفة صلة رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ‪ ( :‬ليس كل‬
‫صحيح عندي وضعته هنا ‪ -‬يعني في كتابه هذا الصحيح ‪ -‬وإنما وضعت هنا ما أجمعوا عليه )‬
‫فمشكل فقد وضع فيه أحاديث كثيرة مختلفا في صحتها لكونها من حديث من ذكرناه ومن لم‬
‫نذكره ممن اختلفوا في صحة حديثه ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -3‬قال السيد الستاذ محمد رشيد رضا بعد للحاديث المنتقد ه على البخاري كما في كتاب‬
‫"أضواء على السنة المحمدية" ص ‪ ( : 250‬وإذا قرأت ما قاله الحافظ فيها رأيتها كلها في‬
‫صناعة الفن ‪ ،‬ولكنك إذا قرأت الشرح نفسه رأيت له في أحاديث كثيرة إشكالت في معانيها أو‬
‫تعارضها مع غيرها مع محاولة الجمع بين المختلفات وحل المشكلت بما يرضيك بعضه دون‬
‫بعض ) ‪.‬اهـ‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪4‬ـ قال المحقق ابن عبدالشكور في "مسلم الثبوت بشرح فواتح الرحموت" ج ‪ 2‬ص ‪( : 123‬‬
‫فرع ‪ :‬ابن الصلح وطائفة من الملقبين بأهل الحديث ‪ ،‬زعموا أن رواية الشيخين ‪ -‬البخاري‬
‫ومسلم ‪ -‬تفيد العلم النظري ‪ ،‬للجماع أن للصحيحين مزية على غيرهما ‪ ،‬والجماع قطعي ‪،‬‬
‫وهذا بهت ‪ ،‬فإن من رجع إلى وجدانه يعلم بالضرورة أن مجرد روايتهما علما لزم تحقيق‬
‫النقيضين في الواقع‪ ،‬وهذا ‪ -‬أي ما ذهب إليه ابن الصلح وأتباعه ‪ -‬بخلف ما قاله الجمهور‬
‫من الفقهاء والمحدثين ‪ ،‬لن انعقاد الجماع على المزية على غيرهما ومن مرويات ثقات‬
‫آخرين ممنوع ‪ ،‬والجماع على مزيتهما أنفسهما مما ل يفيد ‪ ،‬ولن جللة شأنهما وتلقي‬
‫المة لكتابيهما والجماع على المزية لو سلم ل يستلزم ذلك القطع والعلم ‪ ،‬فإن القدر المسلم‬
‫المتلقي بين المة ليس إل أن رجال مروياتهما جامعة للشروط التي اشترطها الجمهور لقبول‬
‫روايتهم ‪ ،‬وهذا ل يفيد إل الظن ‪ ،‬وأما مروياتهما ثابتة عن رسول ال (صلى ال عليه وسلم)‬
‫فل إجماع عليه أصل ‪ ،‬كيف ؟! ول إجماع على صحة ما في كتابيهما ؛ لن رواتهما منهم‬
‫قدريون وغيرهم من أهل البدع وقبول رواية أهل البدع مختلف فيه ‪ ،‬فأين الجماع على صحة‬
‫مرويات القدرية ؟!‬

‫إلى أن قال الشارح ‪ :‬ولنعم ما قال الشيخ ابن الهمام ‪ ( :‬إن قولهم بتقديم مروياتهما على‬
‫مرويات الئمة الخرين قول ل يعتد به ول يقتدي به ‪ ،‬بل هو من تحكماتهم الصرفة ‪ ،‬كيف‬
‫ل ؟ وأن الصحية من تلقاء عدالة الرواة وقوة ضبطهم ‪ ،‬وإذا كان رواة غيرهم عادلين‬
‫ضابطين فهما وغيرهما على السواء ‪ ،‬ول سبيل للحكم بمزيتهما على غيرهما إل تحكما ‪،‬‬
‫والتحكم ل يلتفت إليه ‪ ،‬فافهم ) ا‪.‬هـ‪ . .‬مع زيادة من شارحه النصاري ‪.‬‬

‫‪ -5‬قال ابن المرحل في كتاب "النصاف" عندما ذكر حكم رواية المدلسين ‪ ،‬وأن بعضهم‬
‫استثنى من ذلك مرويات الشيخين ‪ ( :‬إن في النفس من هذا الستثناء ‪ -‬أي استثناء ما في‬
‫الصحيحين ‪ -‬غصة لنها دعوى ل دليل عليها ول سيما أنا قد وجدنا كثيرا من الحفاظ يعللون‬
‫أحاديث وقعت في الصحيحين أو أحدهما بتدليس رواتها ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -6‬قال ابن دقيق العيد ‪ ( :‬لبد من الثبات على طريقة واحدة ‪ ،‬إما القبول مطلقا في كل كتاب ‪،‬‬
‫أو الرد مطلقا في كل كتاب ‪ ،‬وأما التفرقة بين ما في الصحيح من ذلك وما خرج عنه ‪ ،‬فغاية‬
‫ما يوجه به أحد أمرين ‪ :‬إما يدعى أن تلك الحاديث عرف صاحب الصحيح صحة السماع فيما‬
‫قال ‪ ،‬وهذا إحالة على جهالة وإثبات أمر بمجرد الحتمال ‪ ،‬وإما أن يدعى أن الجماع على‬
‫صحة ما في الكتابين دليل على وقوع السماع في هذه الحاديث ‪ ،‬وإل لكان أهل الجماع‬
‫مجمعين على الخطأ وهو ممتنع ‪ ،‬لكن هذا يحتاج إلى إثبات الجماع الذي يمتنع أن يقع نفس‬
‫المر خلف مقتضاه ‪ ،‬قال وهذا فيه عسر ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -7‬وفي أسئلة تقي الدين السبكي للحافظ أبي الحجاج المزري ‪ ( :‬وسألته عن ما وقع في‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫الصحيحين من حديث المدلس معنعنا ‪ ،‬هل نقول ‪ :‬إنهما اطلعا على اتصالها ؟ فقال ‪ :‬كذا‬
‫يقولون ‪ ،‬وما فيه إل تحسين الظن بهما ‪ ،‬وإل ففيهما أحاديث من رواية المدلسين ما توجد‬
‫من غير تلك الطريق إل في الصحيح ) ا‪.‬هـ‪ ، .‬من "النكت على ابن الصلح" ص ‪ 636‬للحافظ‬
‫ابن حجر ‪ ،‬وبمثل ذلك صرح الحافظ الذهبي في "الميزان" ‪.‬‬

‫‪ -8‬قال ابن أبي الوفاء القرشي في "الكتاب الجامع" الذي جعله ذيل للجواهر المضية ج ‪2‬ص‬
‫‪ ( : 428‬وما يقوله الناس ‪ :‬إن من روى له الشيخان فقد جاوز القنطرة ‪ ،‬هذا من التجوه ول‬
‫يقوى ‪ ،‬فقد روى مسلم في كتابه عن ليث بن أبي سليم وغيره من الضعفاء ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬إنما‬
‫روى عنهم في كتابه للعتبار والشواهد والمتابعات وهذا ل يقوى ؛ لن الحافظ قال ‪ :‬العتبار‬
‫والشواهد والمتابعات أمور يتعرفون بها حال الحديث ‪ ،‬وكتاب مسلم التزم فيه الصحيح ‪،‬‬
‫فكيف يتعرف حال الحديث الذي فيه بطرق ضعيفة ؟ واعلم أن ( أن ) و ( عن ) مقتضيتان‬
‫للنقطاع ‪ -‬أي من المدلس ‪ -‬عند أهل الحديث ‪ ،‬ووقع في مسلم والبخاري من هذا النوع‬
‫كثير ‪ ،‬فيقولون على سبيل التجوه ‪ :‬ما كان من هذا النوع في غير الصحيحين فمنقطع ‪ ،‬وما‬
‫كان في الصحيحين فمحمول على التصال ‪.‬‬

‫وروى مسلم في كتابه عن أبي الزبير عن جابر أحاديث كثيرة بالعنعنة ‪ ،‬وقد قال الحافظ ‪ :‬أبو‬
‫الزبير يدلس في حديث جابر ‪ ،‬فما كان بصيغة العنعنة ل يقبل ذلك ‪ .‬وقد ذكر ابن حزم وعبد‬
‫الحق عن الليث بن سعد أنه قال لبي الزبير ‪ :‬علم لي على أحاديث سمعتها من جابر حتى‬
‫أسمعها منك ‪ ،‬فعلم له على أحاديث الظن أنها سبعة عشر حديثا فسمعها منه ‪ ،‬وفي مسلم من‬
‫غير طريق الليث ‪ ،‬عن أبي الزبير عن جابر بالنعنعة ‪.‬‬

‫وقد روى مسلم أيضا في كتابه عن جابر وابن عمر في حجة الوداع أن النبي (صلى ال عليه‬
‫وسلم) توجه إلى مكة يوم النحر ‪ ،‬فطاف طواف الفاضة ‪ ،‬ثم صلى الظهر بمكة ثم رجع إلى‬
‫منى ‪ .‬وفي الرواية الخرى أنه طاف طواف الفاضة ثم رجع فصلى الظهر بمنى ‪ ،‬فيتجوهون‬
‫ويقولون ‪ :‬أعادها لبيان الجواز وغير ذلك من التأويلت ‪ ،‬هذا وقال ابن حزم في هاتين‬
‫الروايتين ‪ :‬إحداهما كذب بل شك ‪.‬‬

‫وروى مسلم حديث السراء وفيه ‪ :‬ذلك قبل أن يوحى إليه ‪ ،‬وقد تكلم الحفاظ في هذه اللفظة‬
‫وضعفوها ‪.‬‬

‫وقد روى مسلم ‪ (( :‬خلق ال التربة يوم السبت )) ‪ ،‬واتفق الناس على أن يوم السبت لم يقع‬
‫فيه خلق ‪ ،‬وأن ابتداء الخلق يوم الحد ‪.‬‬

‫وقد روى مسلم عن أبي سفيان أنه قال للنبي (صلى ال عليه وسلم) لما أسلم ‪ :‬يا رسول ال ‪،‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أعطني ثلثا ‪ ،‬تزوج ابنتي أم حبيبة ‪ ،‬وابني معاوية اجعله كاتبا ‪ ،‬وأمرني أن أقاتل الكفار كما‬
‫قاتلت المسلمين ‪ ،‬فأعطاه النبي (صلى ال عليه وسلم) ما سأله ‪ ،‬الحديث معروف مشهور ‪،‬‬
‫وفي هذا من الوهم ما ل يخفى ‪ ،‬فأم حبيبة تزوجها رسول ال (صلى ال عليه وسلم) وهي‬
‫بالحبشة ‪ ،‬وأصدقها النجاشي عن النبي (صلى ال عليه وسلم) أربعمائة دينار ‪ ،‬وحضر‬
‫وخطب وأطعمهم ‪ ،‬والقصة مشهورة ‪ ،‬وأبو سفيان إنما أسلم عام الفتح ‪ ،‬وبين هجرة الحبشة‬
‫والفتح عدة سنين ‪.‬‬

‫إلى أن قال ‪ :‬وأما إمارة أبي سفيان فقد قال الحفاظ إنهم ل يعرفونها فيجيبون على التجوه‬
‫بأجوبة غير طائلة ‪ ،‬فذكرها ثم قال ‪ :‬وما حملهم على هذا كله إل بعض التعصب ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -9‬وقال ابن تيميه ج ‪13‬ص ‪ 352،353‬من مجموع الفتاوى ‪ ( :‬وكما أنهم يستشهدون‬
‫ويعتبرون بحديث الذي فيه سوء حفظ ‪ ،‬فإنهم أيضا يضعفون من حديث الثقة الصدق الضابط‬
‫أشياء تبين لهم أنه غلط فيها بأمور يستدلون بها ‪ ،‬ويسمون هذا ( علم علل الحديث ) وهو‬
‫من أشرف علومهم ‪ ،‬بحيث يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه ‪ ،‬وغلطه فيه عرف‬
‫إما بسبب ظاهر كما عرفوا أن النبي (صلى ال عليه وسلم) تزوج ميمونة وهو حلل ‪ ،‬وأنه‬
‫صلى في البيت ركعتين ‪ ،‬وجعلوا رواية ابن عباس لتزوجها حراما ولكونه لم يصل مما وقع‬
‫فيه الغلط ‪.‬‬

‫وكذلك أنه اعتمر أربع عمر ‪ ،‬وعلموا أن قول ابن عمر ‪ :‬أنه اعتمر في رجب مما وقع فيه‬
‫الغلط ‪ ،‬وعلموا أنه تمتع وهو آمن في حجة الوداع ‪ ،‬وأن قول عثمان لعلي ‪ ( :‬كنا يومئذ‬
‫خائفين ) مما وقع فيه الغلط ‪ ،‬وأن ما وقع في بعض طرق البخاري ( ل تمتلئ حتى ينشئ ال‬
‫لها خلقا آخر ) مما وقع فيه الغلط وهذا كثير ) ‪.‬‬

‫وقال في ج ‪ 18‬ص ‪ 19-17‬بعد كلم ‪ ( : ...‬ومما قد يسمى صحيحا ما يصححه بعض علماء‬
‫الحديث ‪ ،‬وآخرون يخالفونهم في تصحيحه ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬هو ضعيف ليس بصحيح ‪ ،‬مثل ألفاظ‬
‫رواها مسلم في صحيحه ونازعه في صحتها غيره من أهل العلم ‪ ،‬إما مثله أو دونه أو فوقه ‪،‬‬
‫فهذا ل يجزم بصدقه إل بدليل ‪ ،‬مثل ‪ :‬حديث ابن وعلة عن ابن عباس أن رسول ال (صلى‬
‫ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬أنما إهاب دبغ فقد طهر )) فإن هذا انفرد به مسلم عن البخاري ‪،‬‬
‫وقد ضعفه المام أحمد وغيره ‪ ،‬وقد رواه مسلم ‪ ،‬ومثل ما روى مسلم أم النبي (صلى ال‬
‫عليه وسلم) صلى الكسوف ثلث ركوعات وأربع ركوعات ‪ ،‬انفرد بذلك عن البخاري ‪ ،‬فإن‬
‫هذا ضعفه حذاق أهل العلم ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬إن النبي (صلى ال عليه وسلم) لم يصل الكسوف إل‬
‫مرة واحدة يوم مات ابنه إبراهيم ‪ ،‬وفي نفس هذه الحاديث التي فيها الصلة بثلث ركوعات‬
‫وأربع ركوعات أنه إنما صلى ذلك يوم مات إبراهيم ‪ ،‬ومعلوم أن إبراهيم لم يمت مرتين ول‬
‫كان له إبراهيمان ‪ ،‬وقد تواتر عنه أنه صلى الكسوف يومئذ روكوعين في كل ركعة ‪ ،‬كما‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫روى ذلك عنه عائشة وابن عباس وابن عمرو وغيرهم ؛ فلهذا لم يرو البخاري إل هذه‬
‫الحاديث وهذا حذف ‪ -‬كذا ‪ -‬من مسلم ؛ ولهذا ضعف الشافعي وغيره أحاديث الثلثة والربعة‬
‫ولم يستحبوا ذلك ‪ ،‬وهذا أصح الروايتين عن أحمد ‪ ،‬وروى عنه أنه كان يجوز ذلك قبل أن‬
‫يتبين له ضعف هذه الحاديث ‪.‬‬

‫ومثله حديث مسلم ‪ (( :‬إن ال خلق التربة يوم السبت ‪ ،‬وخلق الجبال يوم الحد ‪ ،‬وخلق‬
‫الشجر يوم الثنين ‪ ،‬وخلق المكروه يوم الثلثاء ‪ ،‬وخلق النور يوم الربعاء ‪ ،‬وبث فيها‬
‫الدواب يوم الخميس ‪ ،‬وخلق آدم يوم الجمعة )) ‪ ،‬فإن هذا طعن فيه من هو أعلم من مسلم‬
‫مثل يحيى بن معين ومثل البخاري وغيرهما ‪ ،‬وذكر البخاري أن هذا من كلم كعب الخبار ‪،‬‬
‫وطائفة اعتبرت صحته مثل أبي بكر ابن النبا ري وأبي الفرج وغيرهما ‪ ،‬والبيهقي وغيره‬
‫وافقوا الذين ضعفوه ‪ ،‬وهذا هو الصواب ؛ لنه قد ثبت بالتواتر أن ال خلق السموات‬
‫والرض وما بينهما في ستة أيام ‪ ،‬وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة ‪ ،‬فيلزم أن يكون أول‬
‫الخلق يوم الحد ‪ ،‬وهكذا هو عند أهل الكتاب ‪ ،‬وعلى ذلك تدل أسماء اليام ‪ ،‬وهذا هو المنقول‬
‫الثابت في أحاديث وآثار أخر ‪ ،‬ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد‬
‫خلق في اليام السبعة ‪ ،‬وهو خلف ما أخبر به القرآن ‪ ،‬مع أن حذاق الحديث يثبتون علة هذا‬
‫الحديث من غير هذه الجهة ‪ ،‬وأن رواية فلن غلط فيه لمور يذكرونها ‪ ،‬وهذا الذي يسمى‬
‫معرفة علل الحديث يكون الحديث إسناده في الظاهر جيدا ‪ ،‬ولكن عرف من طريق آخر ‪ :‬أن‬
‫رواية غلط فرفعه وهو موقوف ‪ ،‬أو أسنده وهو مرسل ‪ ،‬أو دخل عليه حديث في حديث ‪ ،‬وهو‬
‫فن شريف ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -10‬قال العلجوني في "كشف الخفاء" ج ‪ 1‬ص ‪ ( : 10-9‬والحكم على الحديث بالوضع أو‬
‫الصحة أو غيرهما إنما هو بحسب الظاهر للمحدثين باعتبار السناد أو غيره ل باعتبار نفس‬
‫المر والقطع ؛ لجواز أن يكون الصحيح مثل باعتبار نظر المحدث موضوعا أو ضعيفا في‬
‫نفس المر وبالعكس ‪ ،‬ولو كان في الصحيح على الصحيح خلفا لبن الصلح كما أشار إلى‬
‫ذلك الحافظ العراقي في ألفيته بقوله‪:‬‬

‫‪.‬‬
‫‪-11‬قال الصنعاني في "ثمرات النظر" ص ‪ ( : 140-130‬العاشرة ‪ :‬وجود الحديث في‬
‫الصحيحين أو أحدهما ل يقضي بصحته بالمعنى الذي سبق ؛ لوجود الرواية فيهما عمن‬
‫عرفت أنه غير عدل ‪ ،‬فقول الحافظ ابن حجر أن رواتهما قد حصل التفاق على تعديلهم بطرق‬
‫اللزوم ‪ ،‬محل نظر ‪ ،‬لقوله ‪ :‬إن المة تلقت الصحيحين بالقول ‪ ( ،‬هو قول ) سبقه إليه ابن‬
‫الصلح وأبو طاهر المقدسي وأبو عبدالرحمن عبد الخالق ‪ ،‬وإن اختلف هؤلء في إفادة هذا‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫التلقي ‪ :‬العلم أو الظن ‪.‬‬

‫وبسط السيد محمد بن إبراهيم المير سبب الخلف في كتبه وأنه جواز الخطأ على المعصوم‬
‫في ظنه ( أو عدمه ) ‪ ،‬وطول الكلم في ذلك أيضا ‪ ( .‬ولنا عليه أنظار ) وأودعناها ( رسالتنا‬
‫المسماة ) "حل العقال" ‪ ،‬وصحته في حيز المنع ‪ .‬بيان ذلك أنا نورد عليه سؤال الستفسار‬
‫عن طرفي هذه الدعوى ‪ ،‬فنقول ( في ) الول ‪ :‬هل المراد ( أن ) كل المة من خاصة وعامة‬
‫تلقتها بالقبول ‪ ،‬أو المراد ‪ :‬علماء المة المجتهدون ؟ ‪ .‬ومن البين ( أن ) الول غير مراد و (‬
‫أن ) الثاني دعوى على كل فرد من أفراد المة المجتهدين أنه تلقى الكتابين بالقبول ‪ ،‬فل بد‬
‫من البرهان عليها ‪ ،‬وإقامته على هذه الدعوى من المتعذرات عادة ‪ ،‬كإقامة البينة على‬
‫دعوى الجماع الذي جزم به أحمد بن حنبل وغيره أن من ادعاه فهو كاذب ‪.‬‬

‫وإذا كان ( هذا ) في عصره قبل عصر تأليف الصحيحين فكيف من بعده والسلم ل يزال‬
‫منتشرا و تباعد أطراف أقطاره ؟‬

‫والذي يغلب به الظن أن من العلماء المجتهدين من ل يعرف الصحيحين ‪ ،‬إذ معرفتهما‬


‫بخصوصهما ليست شرطا في الجتهاد ‪ ،‬وبالجملة فنحن نمنع هذه الدعوى ونطالب بدليلها ‪.‬‬

‫السؤال الثاني ‪ :‬على تقدير تسليم الدعوى الول ‪ :‬فهل المراد بالتلقي بالقبول تلقي أصل‬
‫الكتابين وجملتهما وأنهما لهذين المامين ( الجليلين ) الحافطين ؟ فهذا ل يفيد إل الحكم‬
‫بصحة نسبتهما إلى مؤلفيهما ‪ ،‬ول يفيد المطلوب أو المراد بالتلقي بالقبول لكل فرد من أفراد‬
‫أحاديثهما ‪ ،‬وهذا هو المفيد المطلوب ‪ ،‬إذ هو الذي رتب عليه التفاق على تعديل رواتهما فإن‬
‫المتلقي بالقبول هو ما حكم المعصوم بصحته ظنا كما رسمه بذلك السيد محمد بن إبراهيم ‪،‬‬
‫وهو يلقي قول الصوليين ‪ :‬إنه الذي يكون المة بين عامل به ومتأول له ‪ ،‬إذ ل يكون ذلك‬
‫إل فيما صح لهم ‪ .‬ويحتمل أنه يدخل في الحسن ‪ ،‬فل يلقي رسمه رسمهم ‪ ،‬إل أنه ل يخفى‬
‫عدم صحة هذه الدعوى ‪ ،‬وبرهان ذلك ما سمعته مما نقلناه من كلم العلماء من عدم عدالة‬
‫كل من فيهما ‪ ،‬بل بالغ ابن القطان فقال ‪ :‬فيهما من ل يعلم إسلمه ‪ ،‬وهذا تفريط وقد تلقاه‬
‫بعض محققي المتأخرين كما أسلفناه ‪.‬‬

‫وإنما قلنا ‪ :‬إنه تفريط ؛ لما علم من أنه ل يروي أحد من أئمة المسلمين عن غير مسلم‬
‫أحاديث رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬كما أن دعوى عدالة كل من فيهما إفراط ‪ ،‬وإذا‬
‫كان كذلك فمن أين يتلقى بالقبول ؟ إل أنه قد استثنى ابن الصلح من التلقي بالقبول‬
‫لحاديثهما ‪ :‬ما انتقده الحافظ كالدراقطني وأبي مسعود الدمشقي وأبي علي الغساني ‪ ،‬قال‬
‫الحافظ ابن حجر ‪ :‬وهو احتراز حسن ‪ .‬وقال ‪ :‬وعدة ما اجتمع لنا من ذلك مما في كتاب‬
‫البخاري وشاركه مسلم في بعضها مائة وعشرة أحاديث ‪ ،‬وتتبعها الحافظ في مقدمة "الفتح"‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وأجاب عن العلل التي قدح بها وبسط الجوبة ‪.‬‬


‫وقال في موضع آخر ‪ :‬ليست كلها واضحة ‪ ،‬بل أكثرها الجواب عنه ظاهر والقدح فيه مندفع ‪،‬‬
‫وبعضها الجواب عنه محتمل ‪ ،‬واليسير منه في الجواب عنها تعسف ‪ ،‬انتهى معنى كلمه ‪.‬‬

‫وأقول فيه ‪ :‬إن المدعى ‪ :‬تلقي المة بالقبول ‪ ،‬وهو أخص من الصحة ‪ ،‬وقد ذهب الكثر‬
‫ومنهم ابن حجر إلى إفادته العلم ‪ ،‬بخلف ما حكم له لمجرد الصحة فغاية ما يفيد الظن ما لم‬
‫ينضم إليه غير ذلك فيفيده ‪ ،‬وهذه الحاديث مخرجة عن الصحيحين لعن التلقي ( بالقبول) ‪،‬‬
‫فإن كان مالم يصح غير متلقي ؛ فالصواب في العبارة أن يقال ‪ :‬غير صحيحة ‪ ،‬ل غير متلقاة‬
‫بالقبول ( ليهامه أنها صحيحة إذ ليس عنها إل التلقي بالقبول ) وهو أخص من الصحة ‪،‬‬
‫ونفى الخص ل يستلزم نفي العم ( والحال أنها ليست بصحيحة ) ‪.‬‬

‫وأما قول السيد محمد بن إبراهيم ( المير ) ‪ :‬إن المة تلقتها بالقبول ‪ ،‬وأن صاحب‬
‫"الكشاف" والمير الحسين ذكرا الصحيحين بلفظ الصحيح ونقل منهما ذلك ‪.‬‬

‫ففي الستدلل بهذا الطلق توقف عندي ‪ ،‬لن لفظ "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم"‬
‫صارا لقبين للكتابين ‪ ،‬فإطلق ذلك عليهما ( من ) إطلق اللقاب ( على مسمياتها ) ‪ ،‬ول يلزم‬
‫منه القرار بالمعنى الصلي الضافي (‪. ) ... )1‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلح" ص ‪ 164 - 163‬تعليقا على قول ابن‬
‫الصلح ‪ :‬أطلق الخطيب والسلفي الصحة على كتاب النسائي ‪ ،‬قلت ‪ -‬الحافظ ابن حجر ‪ -‬وقد‬
‫أطلق عليه أيضا اسم الصحة أبو علي النيسابوري وأبو أحمد ابن عدي وأبو الحسن‬
‫الدارقطني وابن منده وعبدالغني بن سعيد وأبو الخليلي وغيرهم ‪ ،‬وأطلق الحاكم اسم الصحة‬
‫عليه وعلى كتاب أبي داود والترمذي كما سبق ‪ ،‬وقال أبو عبدال ابن منده ‪ :‬الذين خرجوا‬
‫الصحيح أربعة البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وأشار إلى مثل ذلك أبو علي ابن السكن‬
‫ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال ابن الكفاني ‪ :‬وأضبط الكتب المجمع على صحتها كتاب البخاري وكتاب مسلم وبعدهما‬
‫بقية كتب السنن المشهورة كسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارقطني ‪.‬‬

‫ومن المعلوم المتفق عليه أن في السنن كثيرا من الحاديث التي لم تثبت عن رسول ال (صلى‬
‫ال عليه وسلم) ‪.‬‬

‫هذا ومن الجدير بالذكر أن بعضهم قد ادعى صحة جميع ما في مسند أحمد من الحاديث ‪،‬‬
‫وهي دعوى باطلة لمخالفتها للواقع ‪ ،‬وذلك لن في مسند أحمد أحاديث غير قليلة لم تثبت عن‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬وقد نص غير واحد من العلماء على وجود بعض‬
‫الحاديث الضعيفة في المسند ‪ ،‬وإليك بعض نصوصهم في ذلك ‪:‬‬

‫‪ -1‬قال ابن الجوزي في "صيد الخاطر" ‪ : 246 - 245‬كان قد سألني بعض أصحاب الحديث‬
‫هل في مسند المام أحمد ما ليس بصحيح ؟ فقلت نعم ‪ ،‬فعظم ذلك جماعة ينتسبون إلى‬
‫المذهب ‪ ،‬فحملت أمرهم على أنهم عوام وأهملت ذكر ذلك ‪ ،‬وإذا بهم قد كتبوا فتاوى ‪ ،‬فكتب‬
‫فيها جماعة من أهل خراسان منهم أبو العلء الهمذاني يعظمون هذا القول ويردونه ويقبحون‬
‫قول من قاله ‪ ،‬فبقيت دهشا متعجبا وقلت في نفسي ‪ :‬واعجبا صار المنتسبون إلى العلم عامة‬
‫أيضا وما ذاك إل أنهم سمعوا الحديث ولم يبحثوا عن صحيحه وسقيمه ‪ ،‬وظنوا أن من قال ما‬
‫قلته قد تعرض للطعن فيما أخرجه أحمد وليس كذلك ‪ ،‬فإن المام أحمد روى المشهور والجيد‬
‫والردئ ‪ ،‬ثم هو قد رد كثيرا مما روى ولم يقل به ولم يجعله مذهبا له ومن نظر في كتاب‬
‫"العلل" الذي صنفه أبو بكر الخلل رأى أحاديث كثيرة كلها في المسند قد طعن فيها أحمد‬
‫ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -2‬قال ابن تيمية في "منهاج سنته" ج ‪4‬ص ‪ : 15‬وقد يروي المام أحمد وإسحاق وغيرهما‬
‫أحاديث تكون ضعيفة عندهم لتهام رواتها بسوء الحفظ ‪ ،‬ونحو ذلك ليعتبر بها ويستشهد‬
‫بها ‪ ،‬فإنه قد يكون لذلك الحديث ما يشهد أنه محفوظ ‪ ،‬وقد يكون له ما يشهد بأنه خطأ ‪ ،‬وقد‬
‫يكون صاحبه كذابا في الباطن ليس مشهورا بالكذب ‪ ،‬بل يروي كثيرا من الصدق ‪ ،‬فيروي‬
‫حديثه ‪ ،‬وليس كل ما رواه الفاسق يكون كذبا ‪ ،‬بل يجب التبين في خبره كما قال تعالى ‪:‬‬
‫( يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا) ( الحجرات ‪ ، ) 6 :‬فيروي لتنظر سائر‬
‫الشواهد هل تدل على الصدق أو الكذب ‪.‬‬

‫وقال أيضا ج ‪ 4‬ص ‪ : 27‬وليس كل ما رواه أحمد في "المسند" وغيره يكون حجة عنده ‪ ،‬بل‬
‫يروي ما رواه أهل العلم ‪ ،‬وشرطه في "المسند" أن ل يروي عن المعروفين بالكذب عنده ‪،‬‬
‫وإن كان في ذلك ما هو ضعيف ‪.‬‬

‫‪ -3‬قال الحافظ الذهبي في "سير أعلم النبلء" ج ‪11‬ص ‪ : 329‬وفي "المسند" جملة من‬
‫الحاديث الضعيفة ‪ ،‬مما ل يسوغ نقلها ول يجوز الحتجاج بها ‪ ،‬وفيه أحاديث عديدة شبه‬
‫موضوعه ولكنها قطرة في بحر اهـ‪.‬‬
‫وقال في "ميزان العتدال" ج ‪ 1‬ص ‪ 512 - 511‬ترجمة الحسن بن علي بن المذهب التميمي‬
‫راويه المسند عن القطيعي بعد كلم ‪ : ...‬قلت الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليس بالمتقن‬
‫وكذلك شيخه ابن مالك ومن ثم وقع في "المسند" أشياء غير محكمة المتن والسناد ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -4‬قال العراقي كما في " القول المسدد " للحافظ ابن حجر ص ‪ : 3‬إن في " المسند "‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أحاديث ضعيفة كثيرة ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ -5‬قال السخاوي في "فتح المغيث" ج ‪1‬ص ‪ : 89‬والحق أن في "مسند أحمد" أحاديث‬


‫كثيرة ضعيفة ‪ ،‬وبعضها أشد في الضعف من بعض ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫وقد نص على وجود الحاديث الضعيفة في "المسند" غير هؤلء كالقاضي أبي يعلي وابن‬
‫القيم وآخرين ‪ ،‬وقد حقق الشيخ أحمد شاكر ما يقرب من ربع المسند وضعف منه أكثر من‬
‫ثمانمائة حديث ‪ ،‬مع ما عرف عنه من التساهل في تصحيح الحاديث وتوثيق بعض الرواة‬
‫الذين كاد علماء الحديث يجمعون على ضعفهم ‪ ،‬كما ل يخفى ذلك على من طالع تحقيقه لمسند‬
‫أحمد وغيره وقد صرح بذلك الحشوية أنفسهم وال المستعان ‪.‬‬

‫هذا ومن الجدير بالذكر أن المام أحمد نفسه قد ضعف طائفة كبيرة من أحاديث مسنده وفي‬
‫كتاب "العلل" له عدد غير قليل من الحاديث التي ضعفها وهي موجودة في "المسند" (‪. )1‬‬

‫‪ )1‬فقد جاء في "العلل" رقم (‪ : )188‬حدثنا سفيان ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعناه من أربعة عن عائشة لم‬
‫يرفعوه ‪ :‬زريق وعبدال بن أبي بكر ‪ ،‬ويحيى وعبدربه ‪ ،‬سمعوه من عمرة يعني القطع في‬
‫ربع دينار ‪ .‬أعله بالوقف ‪ ،‬وهو في "المسند" ‪. 6/104‬‬

‫‪ )2‬وفيه (‪ : )367‬سألت أبي قلت ‪ :‬يصح حديث سمرة عن النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪:‬‬
‫(( من ترك الجمعة عليه دينار أو نصف دينار يتصدق به )) ‪ ،‬فقال ‪ :‬قدامة بن وبرة يرويه ل‬
‫يعرف رواه أيوب أبو العلء ( وهي عند أبي داود ‪ ) 1054‬فلم يصل إسناده كما وصله همام ‪،‬‬
‫قال ‪ ( :‬نصف درهم أو درهم) خالفه في الحكم وقصر في السناد ‪ .‬وهو في "المسند" ‪ 5/8‬و‬
‫‪. 14‬‬

‫‪ )3‬حديث عمرو بن شعيب ‪ ،‬عن أبيه عن جده أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) (( رد‬
‫ابنته إلى أبي العاص بمهر جديد ونكاح جديد )) ضعفه في "المسند" ‪ 208 - 2/207‬وفي‬
‫"العلل" (‪ )538‬و(‪.)539‬‬

‫‪ )4‬في "العلل" (‪ )709‬و (‪ )715‬أعل حديث عبدال بن مسعود (( أل أصلي لكم صلة رسول‬
‫ال ؟ قال ‪ :‬فصلى ‪ ،‬فلم يرفع يديه إل مرة )) وهو في "المسند" ‪. 1/388‬‬

‫‪ )5‬وفيه (‪ : )1290‬حدثني أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني يحيى بن سعيد ‪ ،‬عن علي بن المبارك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫حدثني يحيى بن أبي كثير أن عمر بن معتب أخبره أن أبا حسن مولى بني نوفل أخبره أنه‬
‫استفتى ابن عباس في مملوك تحته مملوك ‪ ،‬فطلقها تطليقتين ‪ ،‬ثم أعتقها هل يصلح أن‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫يخطبها ؟ قال ‪ :‬نعم قضى بذلك رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ‪ .‬سمعت أبي يقول ‪ :‬قال ابن‬
‫المبارك لمعمر ‪ :‬يا أبا عروة ‪ ،‬من أبو حسن هذا ؟ (‪)2‬‬

‫لقد تحمل صخرة عظيمة ‪ .‬قال أبو حسن مولى عبدال بن الحارث روى عنه الزهري وعمر‬
‫ابن معتب ‪ ،‬فقلت لبي ‪ :‬من عمر بن معتب هذا ؟ فقال ‪ :‬روى عنه محمد بن أبي يحيى ‪ ،‬قلت‬
‫له ‪ :‬أعني عمر بن معتب ‪ :‬هو ثقة ؟ قال ‪ :‬لأدري ‪ .‬وهو في "المسند" ‪. 1/229‬‬

‫‪ )6‬وفيه (‪ : )1366‬سألته عن حديث عمر بن بيان التغلبي عن عروة بن المغيرة ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬
‫عن النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪ (( :‬من باع الخمر فليشقص الخنازير )) ‪ ،‬قلت ‪ :‬من عمر‬
‫بن بيان ؟ فقال ‪ :‬ل أعرفه ‪ .‬وهو في "المسند" ‪. 4/253‬‬

‫‪ )7‬وفيه (‪ : )1711‬سمعت أبي يقول في حديث أبي بشر عن سعيد بن جبير ‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫‪ ( :‬قبض النبي (صلى ال عليه وسلم) وأنا ابن عشر سنين قد قرأت المحكم ) ‪ ،‬قال أبي ‪ :‬هذا‬
‫عندي واه ‪ ،‬وأظنه قال ‪ :‬ضعيف ‪ .‬وهو في "المسند" ‪. 1/153‬‬

‫‪ )8‬وفيه (‪ : )1795‬أنه قال في حديث ابن عمر ‪ (( :‬أحلت لنا ميتتان ودمان ‪ )) ...‬هو منكر ‪،‬‬
‫وضعفه بعبدالرحمن بن زيد أسلم أحد رواته ‪ ،‬وهو في "المسند" ‪. 2/97‬‬

‫‪ )9‬وفيه (‪ : )1884‬سألت أبي عن حديث شعبة ‪ ،‬عن أبي التياح ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعت أبا الجعد ‪،‬‬
‫عن أبي أمامة ‪ :‬خرج النبي على قاص ‪ ، ...‬قال أبي ل أدري من أبو الجعد هذا ‪ .‬وهو في‬
‫"المسند" ‪ 261 /5‬ولو كان كتاب "العلل" للخلل بين أيدينا ‪ ،‬لوقفنا فيه على أحاديث كثيرة‬
‫مما هو في "المسن" قد طعن فيها المام أحمد كما قال ابن الجوزي ‪.‬‬
‫وقال ابن القيم في كتاب "الفروسية" ‪ ،‬الورقة ‪ 191 - 190‬من نسخة الظاهرية ‪ ،‬وهو يرد‬
‫دعوى القائل ‪ :‬إن ما سكت عنه أحمد في "المسند" صحيح ‪ :‬إن هذه الدعوى ل مستند لها‬
‫البته ‪ ،‬بل أهل الحديث كلهم على خلفها ‪ ،‬والمام أحمد لم يشترط في مسنده الصحيح ‪ ،‬ول‬
‫التزمه ‪ ،‬وفي مسنده عدة أحاديث سئل هو عنها فضعفها بعينها ‪ ،‬وأنكرها ‪:‬‬

‫‪ -1‬كما روى ‪ 2/442‬حديث العلء بن عبدالرحمن عن أبي عن أبي هريرة يرفعه ‪ (( :‬إذا كان‬
‫النصف من شعبان فأمسكوا عن الصيام حتى يكون رمضان )) ‪ ،‬وقال حرب ‪ :‬سمعت أحمد‬
‫يقول ‪ :‬هذا حديث منكر ‪ ،‬ولم يحدث العلء بحديث أنكر من هذا وكان عبدالرحمن بن مهدي ل‬
‫يحدث به البته ‪.‬‬

‫‪ -2‬وروى ‪ 6/287‬حديث ‪ (( :‬ل صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل )) ‪ ،‬وسأله الميموني‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫عنه ‪ ،‬فقال أخبرك ما له عندي ذلك السناد إل أنه له عن عائشة وحفصة إسنادان جيدان ‪.‬‬
‫يريد أنه موقوف ‪.‬‬

‫‪ -3‬وروى ‪ 2/386‬و ‪ 442‬و ‪ 458‬و ‪ 470‬حديث ابن المطوس عن أبيه ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪:‬‬
‫(( من أفطر يوما من رمضان لم يقضه عنه صيام الدهر )) ‪ ،‬وقال في رواية منها وقد سأله‬
‫عنه ‪ :‬ل أعرف أبا المطوس ‪ ،‬ول ابن المطوس ‪.‬‬

‫‪ -4‬وروى ‪ 2/418‬و ‪ (( : 3/41‬ل وضوء لمن لم يذكر اسم ال عليه )) ‪ ،‬وقال المروذي ‪ :‬لم‬
‫يصححه أبو عبدال ‪ ،‬وقال ‪ :‬ليس فيه شيء يثبت ‪)1(.‬‬

‫‪ -5‬وروى ‪ 6/113‬و ‪ 114‬و ‪ 171‬و ‪ 236‬حديث عائشة ‪ ( :‬مرن أزواجكن أن يغسلوا عنهم‬
‫أثر الغائط والبول فإني أستحييهم ‪ ،‬وكان رسول ال يفعله ) ‪.‬‬

‫وقال في رواية حرب ‪ :‬لم يصح في الستنجاء بالماء حديث (‪ )2‬؛ قيل له فحديث عائشة قال ‪:‬‬
‫ل يصح ‪ ،‬لن غير قتادة ل يرفعه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بل قد ثبت الحديث بذلك ‪ ،‬وقد حكم بثبوته جماعة كبيرة من العلماء منهم ابن أبي شيبة‬
‫وابن الجوزي وابن الصلح والعراقي والبلقيني وابن الملقن وابن كثير والهيثمي وابن حجر‬
‫والضياء والمنذري والصنعاني والشوكاني وغيرهم ‪.‬‬

‫(‪ )2‬بل قد صح في ذلك أكثر من حديث ‪ ،‬وأصح ما ورد في ذلك حديث أنس بن مالك ( رضي‬
‫ال عنه ) قال كان رسول ال (صلى ال عليه وسلم) يدخل الخلء وأحمل أنا وغلم إداوة من‬
‫ماء وعنزة يستنجي بالماء ‪.‬‬

‫رواه البخاري (‪ )150‬و (‪ )151‬و (‪ )152‬و (‪ )217‬و (‪ )500‬ومسلم ‪ 3/162‬وأبو عوانه‬


‫والنسائي وأبو داود والدارمي وأحمد والطيالسي وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود وابن‬
‫أبي شيبة وابن الجعد وابن المنذر في "الوسط" وابن أبي شريح في "جزء بيبي" والبيهقي‬
‫والبغوي في "شرح السنة" وابن حزم في "المحلى" وغيرهم ‪.‬‬

‫هذا ومن الجدير بالذكر أن هناك أحاديث أخرى من الحاديث التي أعلها المام أحمد وذكرناها‬
‫هنا صحيحة أو حسنة على الصحيح عندنا فلينتبه لذلك ‪ ،‬وال تعالى أعلم ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -6‬وروى ‪ 6/239‬حديث عراك عن عائشة ‪ ( :‬حولوا مقعدتي نحو القبلة ) ‪ ،‬وأعله‬


‫بالرسال ‪ ،‬وأنكر أن يكون عراك سمع من عائشة ‪ ،‬ويروي لجعفر بن الزبير ‪ ،‬وقال في رواية‬
‫المروذي ‪ :‬ليس بشيء ‪.‬‬

‫‪ -7‬وروى ‪ 1/233‬و ‪ 268‬و ‪ 332‬و ‪ 372‬حديث ‪ ( :‬وضوء النبي عليه الصلة والسلم مرة‬
‫مرة ) ‪ ،‬وقال في رواية مهنا ‪ ( :‬الحاديث فيه ضعيفة ) ‪.‬‬

‫‪ -8‬وروى ‪ 3/481‬حديث طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده ‪ ( :‬أن النبي (صلى ال عليه‬
‫وسلم) مسح رأسه حتى بلغ القذال ) ‪ ،‬وأنكره في رواية أبي داود وقال ‪ :‬ما أدري ما هذا ؟‬
‫وابن عيينة كان ينكره ‪.‬‬

‫‪ -9‬وروى ‪ 2/223‬حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يرفعه ‪ ( :‬أيما رجل مس ذكره‬
‫فليتوضأ ) ‪ ،‬وقال في رواية أحمد بن هاشم النطاكي ‪ ( :‬ليس بذاك ‪ ،‬وكأنه ضعفه ) ‪.‬‬

‫‪ -10‬وروى ‪ 5/194‬حديث زيد بن خالد الجهني يرفعه ‪ ( :‬من مس ذكره فليتوضأ ) ‪ ،‬وقال‬
‫مهنا ‪ :‬سألت أحمد عنه فقال ‪ :‬ليس بصحيح الحديث ‪ ،‬والحديث حديث بسرة ! فقلت ‪ :‬من قبل‬
‫جاء خطؤه ؟ فقال من قبل إسحاق أخطأ فيه ‪ ،‬ومن طريقه رواه في "المسند" ‪.‬‬

‫‪ -11‬وروى ‪ 6/262‬عن عائشة ‪ ( :‬مدت امرأة من وراء الستر بيدها كتابا إلى رسول ال‬
‫(صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬فقبض النبي يده ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما أدري أيد رجل أم يد امرأة ‪ ،‬قال ‪ :‬لو‬
‫كنت امرأة غيرت أظفارك بالحناء ) وفي رواية حنبل ‪ :‬هذا حديث منكر ‪.‬‬
‫‪ -12‬وروى ‪ 2/198‬حديث أبي هريرة يرفعه ‪ ( :‬من استقاء فليفطر ‪ ،‬ومن ذرعه القيء فليس‬
‫عليه قضاء ) ‪ ،‬وعلله في رواية مهنا ‪ ،‬وقال أبو داود ‪ :‬سألت أحمد عن هذا فقال ‪ :‬ليس هذا‬
‫بشيء ‪ ،‬إنما هو ( من أكل ناسيا فإنما أطعمه ال تعالى وسقاه ) ‪.‬‬

‫‪ -13‬وروى ‪ 1/215‬و ‪ 222‬و ‪ 244‬و ‪ 280‬حديث ابن عباس أن النبي (صلى ال عليه وسلم)‬
‫(احتجم وهو صائم ) وقال في رواية مهنا وقد سأله عن هذا الحديث ‪ ،‬فقال ‪ :‬ليس بصحيح ‪.‬‬

‫‪ -14‬وروى ‪ 2/98‬حديث ابن عمر يرفعه ‪ ( :‬من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفيه درهم حرام‬
‫لم تقبل له صلة ما دام عليه ) ‪ ،‬وسأله أبو طالب عن هذا الحديث فقال ‪ :‬ليس بشيء ليس له‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫إسناد ‪ ،‬وقال في رواية مهنا ‪ :‬ل أعرف يزيد بن عبدال ‪ ،‬ول هاشما الوقص ‪ ،‬ومن طريقهما‬
‫رواه ‪.‬‬

‫‪ -15‬وروى ( وهو في "العلل" ‪ 5982‬وليس في "المسند" ) عن القواريري ‪ ،‬عن معاذ بن‬


‫معاذ ‪ ،‬عن أشعث الحمراني ‪ ،‬عن ابن سيرين عن عبدال بن شقيق ‪ ،‬عن عائشة ‪ ( :‬كان‬
‫رسول ال ل يصلي في شعرنا ول في لحفنا ) ‪ ،‬وقال في رواية ابنه عبدال ‪ :‬ما سمعت عن‬
‫أشعث أنكر من هذا وأنكره إنكارا شديدا ‪.‬‬

‫‪ -16‬وروى ‪ 1/104‬حديث علي أن العباس سأل رسول ال (صلى ال عليه وسلم) في تعجيل‬
‫صدقته قبل أن تحل ‪ ،‬فرخص له ‪ ،‬وقال الثرم ‪ :‬سمعت أبا عبدال ذكر له هذا الحديث‬
‫فضعفه ‪ ،‬وقال ‪ :‬ليس ذلك بشيء هذا مع أن مذهبه جواز تعجيل الزكاة ‪.‬‬

‫‪ -17‬وروى ‪ 6/291‬حديث أم سلمة أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) أمرها أن توافيه يوم‬
‫النحر بمكة ‪ ،‬وقال في رواية الثرم ‪ :‬هو خطأ ‪ ،‬وقال وكيع ‪ :‬عن أبيه مرسل أن النبي أمرها‬
‫أن توافيه صلة الصبح يوم النحر بمكة أو نحو هذا ‪ .‬وهذا أيضا عجب ‪ ،‬النبي (صلى ال عليه‬
‫وسلم) يوم النحر ما يصنع بمكة ينكر ذلك ‪.‬‬

‫‪ -18‬وروى ‪ 2/321‬حديث أبي هريرة يرفعه ‪ ( :‬من وجد سعة فلم يضح فل يقربن مصلنا ) ‪،‬‬
‫وقال في رواية حنبل ‪ :‬هذا حديث منكر ‪.‬‬

‫‪ -19‬ونظير ما نحن فيه سواء بسواء ما رواه ‪ 6/247‬عن عثمان بن عمر حدثنا يونس ‪ ،‬عن‬
‫الزهري ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن عائشة أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ ( :‬ل نذر في‬
‫معصية ‪ ،‬وكفارته كفارة اليمين ) ‪ ،‬فهذا حديث رواه وبنى عليه مذهبه ‪ ،‬واحتج به ‪ ،‬ثم قال‬
‫في رواية حنبل ‪ :‬هذا حديث منكر ‪.‬‬

‫وهذا باب واسع جدا لو تتبعناه لجاء كتابا كبيرا ‪ ،‬والمقصود أنه ليس كل ما رواه ‪ ،‬وسكت‬
‫عنه يكون صحيحا عنده وحتى لو كان صحيحا عنده ‪ ،‬وخالفه غيره في تصحيحه لم يكن قوله‬
‫حجة على نظيره ‪ .‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫إلى أن قال ‪ :‬وأما قول البخاري ‪ ( :‬لم أخرج في هذا الكتاب إل صحيحا ‪ ،‬وما تركت من‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫الصحيح أكثر ) ‪ .‬وقوله ( ما أدخلت في كتابي الجامع إل ما صح ) ؛ فهو كلم صحيح ‪ ،‬إخبار‬
‫عن نفسه أنه تحرى الصحيح في نظره ‪.‬‬

‫وقد قال زين الدين ‪ :‬إن قول المحدثين ‪ :‬هذا حديث صحيح ‪ ،‬مرادهم ‪ :‬فيما طهر لنا ‪ ،‬عمل‬
‫بظاهر السناد ‪ ،‬ل أنه مقطوع بصحته في نفس المر لجواز الخطأ والنسيان على الثقة ‪،‬‬
‫انتهى ‪ ،‬قلت ‪ :‬فيجوز الخطأ والنسيان على البخاري نفسه فيما حكم بصحته ‪ ،‬وإن كان‬
‫تجويزا مرجوما ؛ لنه بعد تتبع الحفاظ لما في كتابه ‪ ،‬فإظهار ما خالف هذا القول المنقول‬
‫عنه فيه ( من الشرطية ) ما ينهض التجويز ويقود العلم الفطن النظار إلى زيادة الختيار ؟ ‪-‬‬
‫وهذا ما وعدنا به في آخر الفائدة الخامسة ‪.‬‬

‫على أن البخاري ومسلما لم يذكرا شرطا للصحيح ‪ ،‬وإنما استخرج الئمة لهما شروطا بالتتبع‬
‫لطرق رواتهما ‪ ،‬ولم يتفق المتتبعون على شرط معروف ‪ ،‬بل اختلفوا في ذلك اختلفا كثيرا ‪،‬‬
‫يعرف ذلك من مارس كتب أصول الحديث ‪ ،‬والقرب أنهما ل يعتمدان إل على الصدق والضبط‬
‫كما اخترناه ‪.‬‬

‫( وقد صرح به ) الحافظ ابن حجر فيما اسلفناه عنه أنه ل أثر للتضعيف مع الصدق والضبط ‪،‬‬
‫وأنهما ل يريدان بالعدل إل ذلك إن ثبت عنهما شرطا أن ل يكون الرواية إل عن عدل ‪،‬‬
‫وسلمنا ثبوت اشتراطهما العدالة في الراوي ‪ ،‬فمن أين علم ( أن معناها عندهما ) ما‬
‫فسرتموها به ( مما أسلفناه في رسمهما ) ‪.‬‬

‫قال ابن طاهر ‪ :‬شرط البخاري ومسلم أن يخرجا الحديث المجمع على ثقة نقلته إلى الصحابي‬
‫المشهور ‪ ،‬قال زين الدين ‪ :‬ليس ما قاله بجيد ؛ لن النسائي ضعف جماعة أخرج لهما‬
‫الشيخان أو أحدهما ‪ .‬قال السيد محمد إبراهيم ‪ :‬ليس هذا مما اختص به النسائي ‪ ،‬بل قد‬
‫شاركه غير واحد في ذلك من أئمة الجرح والتعديل كما هو معروف في كتب هذا الشأن ‪،‬‬
‫ولكنه تضعيف مطلق غير مبين السبب ‪ ،‬وهو غير مقبول على الصحيح ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫قلت ‪ -‬الصنعاني ‪ : -‬ليس ما أطلقه السيد محمد بصحيح ‪ ،‬فكم من جرح في رجالهما مبين‬
‫السبب كما سمعته فيما سلف ‪ ،‬ولئن سلم فأقل أحوال المطلق أن يوجب توقفا في الراوي وحثا‬
‫على البحث عن تفصيل أحواله وما قيل فيه ‪ .‬ول شك أن هذا ( يفت في عضد ) القطع بالصحة‬
‫‪ ( .‬وهذه فائدة مستقلة أعني تأثير القدح المطلق توقفا في المجروح يوجب عدم العمل بروايته‬
‫حتى يفتش عما قيل ‪ ،‬وإل لزم العمل والقطع ( بالحكم ) مع الشك والحتمال ‪ ،‬وذلك ينافي‬
‫القطع قطعا ‪ .‬ول تغتر بقولهم ‪ :‬الجرح المطلق ل يعتبر به ففيه ما سمعت ) ‪ .‬ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -11‬قال الشيخ أحمد الغماري في "المغير على الجامع الصغير" ‪ -‬بعد أن ذكر العمدة في‬
‫معرفة الحديث الموضوع ‪ ،‬منها وجود النكارة الظاهرة في متنه وإن كان سنده صحيحا ‪ -‬قال‬
‫‪ ( :‬ومنها أحاديث الصحيحين فإن فيهما ما هو مقطوع ببطلنه فل تغتر بذلك ‪ ،‬ول تتهيب‬
‫الحكم عليه بالوضع لما يذكرونه من الجماع على صحة ما فيهما ‪ ،‬فإنها دعوى فارغه ل‬
‫تثبت عند البحث والتمحيص ‪ ،‬فإن الجماع على صحة جميع أحاديث الصحيحين غير معقول‬
‫ول واقع ‪ ،‬ولتقرير ذلك موضع آخر ‪ ،‬وليس معنى هذا أن أحاديثهما ضعيفة أو باطلة أو أنه‬
‫يوجد فيها ذلك بكثرة ‪ ،‬بل المراد أنه يوجد فيهما أحاديث غير صحيحة لمخالفتها للواقع ) ‪.‬‬

‫‪ -12‬قال اللباني في "آداب الزفاف" ص ‪ 60‬قلت ‪ ( :‬وهذا مما ل يشك فيه كل باحث متمرس‬
‫في هذا العلم ‪ ،‬وقد كنت ذكرت نحوه في مقدمة شرح الطحاوية ) ا‪.‬هـ‪ . .‬المراد منه ‪.‬‬

‫وقال قبل ذلك ص ‪ 55،54‬بعد أن ذكر قول بعضهم ‪ ( :‬وجفت الصحف ورفعت القلم عن‬
‫أحاديث الصحيحين ‪ ،‬وإل كانت المة باتفاقها على صحة الصحيح قد ضلت عن سواء‬
‫السبيل )‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ ( :‬وهذا القول وحده منه يكفي القارئ اللبيب أن يقنع بجهل هذا‬
‫المتعالم ‪ ،‬وافترائه على العلماء المتقدمين منهم والمتأخرين في ادعائه الجماع المذكور ‪،‬‬
‫فإنهم ما زالوا إلى اليوم ينتقد أحدهم بعض أحاديث الصحيحين مما يبدو له أنه موضع للنتقاد‬
‫‪ ،‬بغض النظر عن كونه أخطأ في ذلك أم أصاب ‪ ،‬وانتقاد الدارقطني وغيره لهما أشهر أن‬
‫يذكر ) ا‪.‬هـ‪ . .‬المراد منه ‪.‬‬

‫وقال في "إرواء الغليل" ج ‪ 5‬ص ‪ ( : 33‬أما القول بأن من روى له البخاري فقد جاوز‬
‫القنطرة ‪ ،‬فهو مما ل يلتفت إليه أهل التحقيق كأمثال الحافظ العسقلني ‪ ،‬ومن له إطلع ل‬
‫بأس به على كتابه "التقريب" يعلم صدق ما نقول ) ‪.‬‬

‫وقال في مقدمة "شرح العقيدة الطحاوية" بعد كلم حول أحاديث الصحيحين ‪ ( : ...‬وليس‬
‫معنى ذلك أن كل حرف أو لفظة أو كلمه في الصحيحين هو بمنزلة ما في القرآن ‪ ،‬ل يمكن أن‬
‫يكون فيه وهم أو خطأ في شيء من ذلك من بعض الرواة ‪ ،‬كل فلسنا نعتقد العصمة لكتاب بعد‬
‫كتاب ال تعالى أصل ‪ ،‬فقد قال المام الشافعي وغيره ‪ ( :‬أبى ال أن يتم إل كتابه ) ول يمكن‬
‫أن يدعي ذلك أحد من أهل العلم ممن درسوا الكتابين دراسة تفهم وتدبر مع نبذ التعصب ‪،‬‬
‫وفي حدود القواعد العلمية الحديثية ل الهواء الشخصية والثقافية الجنبية عن السلم‬
‫وقواعد علمائه ‪ ...‬إلخ ) ‪.‬‬

‫وقال في مقدمة الجزء الثاني من مختصر صحيح البخاري ص ‪ 8-5‬بعد كلم ‪ ... ( :‬أعود إلى‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أحاديث هذا الصحيح ‪ -‬يعني صحيح البخاري ‪ -‬فأقول ‪ :‬لبد لي من كلمة حق أبديها أداء‬
‫للمانة العلمية ‪ ،‬وتبرئة للذمة ‪ ،‬وهي أن الباحث الفقيه ل يسعه إل أن يعترف بحقيقة علمية ‪،‬‬
‫عبر المام الشافعي فيما روى عنه من قوله ‪ ( :‬أبى ال أن يتم إل كتابه )‪.‬‬

‫ولذلك أنكر العلماء بعض الكلمات وقعت خطأ من أحد الرواة في أحد الحاديث الصحيحة ‪ ،‬فل‬
‫بأس من التذكر ببعضها على سبيل المثال ‪:‬‬

‫‪ )1‬قوله في حديث البرص والقرع والعمى التي برقم (‪ ( : )1471‬بدا ال ) ! مكان‬


‫الرواية الصحيحة ‪ ( :‬أراد ال ) ؛ فإن نسبة البداء ل تعالى ل يجوز ؛ كما سيأتي في التعليق‬
‫على الحديث هناك ‪ ،‬كيف ل وهي من عقائد اليهود عليهم لعائن ال ‪.‬‬

‫‪ )2‬قوله ‪ ( :‬المدهن ) ؛ مكان ‪ ( :‬القائم ) في قوله (صلى ال عليه وسلم) ‪ (( :‬مثل القائم على‬
‫حدود ال والواقع فيها ‪ ))...‬الحديث ( ‪ )1143‬؛ كما سيأتي بيانه هناك ‪.‬‬

‫‪ )3‬قوله في حديث الطاعون (‪ (( : )1475‬فل تخرجوا ( إل ) فرارا منه )) ‪ .‬فقول الراوي ‪( :‬‬
‫إل ) خطأ واضح ؛ كما سيأتي ‪.‬‬

‫‪ )4‬زيادة أحدهم في الحديث (‪ (( : )984‬البيعان بالخيار ‪ ( ...‬يختار ثلث مرار ) )) ‪ .‬فقد نفى‬
‫الحافظ (‪4/327‬و ‪ )334‬ثبوتها ؛ كما سيأتي الشارة إلى ذلك هناك ‪.‬‬

‫‪ )5‬قوله (ص ‪ )176‬في حديث (‪ )1160‬للبعد المملوك الصالح ‪ ( :‬والذي نفسي بيده لول‬
‫الجهاد ‪ )...‬إلخ فإنه مدرج في الحديث ‪ ،‬ليس من كلم النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬وإنما‬
‫هو من كلم أبي هريرة ‪ ،‬فهو كحديثه المتقدم في المجلد الول برقم (‪ ، )90‬حيث زاد الراوي‬
‫في آخره ‪ ( :‬فمن استطاع منكم أن يطيل غرفنه ؛ فليفعل ) ‪ ،‬فإنه مدرج أيضا ؛ كما تقدم بيانه‬
‫هناك ‪.‬‬

‫‪ )6‬ونحو ذلك ما تقدم في المجلد الول (‪ -28‬جزاء الصيد ‪ -21 /‬باب ) ‪ ( :‬أن رجل قال ‪ :‬إن‬
‫أختي نذرت أن تحج ) ‪ ،‬وأنها رواية شاذة عند الحافظ ابن حجر ‪ ،‬والمحفوظ ‪ ( :‬أن امرأة‬
‫قالت ‪ :‬إن أمي نذرت ‪ ...‬الحديث ) ‪ .‬فراجعه هناك ‪.‬‬

‫ونحو ذلك الحديث التي برقم (‪ ، )1209‬فقد أعله السماعيلي بالنقطاع وأقره الحافظ مع‬
‫بعض الشكالت على المتن ذكرها في "فتحه" ‪ ،‬فليراجعه من شاء ‪ .‬ومثله الحديث المتقدم (‬
‫‪ -28‬جزاء الصيد ‪ -11/‬باب ) عن ابن عباس ‪ ( :‬أن النبي (صلى ال عليه وسلم) تزوج‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ميمونة وهو محرم ) ‪ .‬فإن الصح أنه (صلى ال عليه وسلم) تزوجها وهو حلل ؛ كما تقدم‬
‫أيضا هناك ‪.‬‬

‫ومن هذا القبيل الحديث التي برقم (‪ ( : )1050‬قال ال ‪ :‬ثلثة أنا خصمهم يوم القيامة ‪)...‬‬
‫فإن في سنده راويا مختلفا فيه ‪ ،‬والمتقرر أنه سيء الحفظ ‪ ،‬والبخاري نفسه أشار إلى أن‬
‫رواية من روى عنه هذا الحديث ل تصح ‪ ،‬فراجع كلمه هناك فيما يأتي ؛ لتكون على بصيرة‬
‫من دينك وحديث نبيك ‪.‬‬

‫ذكرت هذه النماذج من المثلة ؛ ليكون القراء على بصيرة من دينهم وبينة من أحاديث نبيهم ‪،‬‬
‫متأكدين من صحة الثر السابق ‪ ( :‬أبى ال أن يتم إل كتابه ) ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫======================‬

‫‪ ...-1‬هذا هو الصواب ‪ ،‬ومن أطلق عليهما اسم الصحيحين لم يرد أن كل ما فيهما صحيح‬
‫ثابت ‪ ،‬كما أن من أطلق اسم الصحيح على كل من صحيح ابن خزيمة ابن حبان لم يرد أن كل‬
‫أحاديثهما صحيحة ثابتة ‪ ،‬بل قد أطلق بعضهم اسم الصحيح على "سنن النسائي" ‪.‬‬

‫(‪ )2‬انظر مقدمة المسند ط مؤسسة الرسالة ج ‪ 1‬ص ‪ 70‬فما بعدها‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أحاديث انتقدت على الصحيحين‬

‫وهذه بعض الحاديث التي انتقدها بعض العلماء وهي في الصحيحين أو أحدهما ‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن رأينا فيها ‪:‬‬

‫‪-1‬روى مسلم في صحيحه رقم (‪ )2501‬من طريق عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن ابن‬
‫عباس قال ‪ :‬كان المسلمون ل ينظرون إلى أبي سفيان ول يقاعدونه ‪ ،‬فقال للنبي (صلى ال‬
‫عليه وسلم) ‪ :‬يا نبي ال ثلث أعطنيهن ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬عندي أحسن العرب وأجمله أم‬
‫حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬وتؤمرني أن أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫قال الذهبي في "الميزان" ‪ 3/93‬في ترجمة عكرمة بن عمار أحد رواة هذا الحديث ‪ ( :‬وفي‬
‫صحيح مسلم قد ساق له أصل منكرا عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الثلثة التي طلبها‬
‫أبو سفيان ) ‪ .‬وقال في "سير أعلم النبلء" ‪ 7/137‬عن هذا الحديث ‪ ( :‬قلت ‪ :‬قد ساق له‬
‫مسلم في الصول حديثا منكرا وهو الذي يرويه عن سماك الحنفي عن ابن عباس في المور‬
‫الثلثة التي التمسها أبو سفيان من النبي (صلى ال عليه وسلم) ) ‪.‬‬

‫وقال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ‪ ( : 17/236‬روى مسلم أحاديث قد عرف أنها غلط ‪،‬‬
‫مثل قول أبي سفيان لما أسلم أريد أن أزوجك أم حبيبة ‪ ،‬ول خلف بين الناس أنه تزوجها قبل‬
‫إسلم أبي سفيان ) ‪ .‬وقال في ج ‪18‬ص ‪ ( : 73‬وفيه ‪ -‬أي صحيح مسلم ‪ -‬أن أبا سفيان سأله‬
‫التزوج بأم حبيبة وهذا غلط ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال ابن القيم في "زاد المعاد" ‪ ( : 1/110‬هذا الحديث غلط ل خفاء به ) ‪ .‬قال أبو محمد بن‬
‫حزم ‪ ( :‬وهو موضوع بل شك فيه ‪ ،‬كذبه عكرمة بن عمار ) ‪.‬‬

‫وقال ابن الجوزي ‪ ( :‬في هذا الحديث وهم من بعض الرواة ل شك فيه ول تردد ‪ ،‬وقد اتهموا‬
‫به عكرمة بن عمار ‪ ،‬لن أهل التاريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت تحت عبيدال بن جحش‬
‫وولدت له ‪ ،‬وهاجر بها وهما مسلمان إلى النجاشي يخطبها عليه فزوجه إياها وأصدقها عنه‬
‫صداقا ‪ ،‬وذلك في سنة سبع من الهجرة ‪ ،‬وجاء أبو سفيان فدخل عليها فثنت فراش رسول ال‬
‫(صلى ال عليه وسلم) حتى ل يجلس عليه ‪ ،‬ول خلف أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح‬
‫مكة سنة ثمان ‪ ،‬وأيضا ففي هذا الحديث أنه قال له ‪ :‬وتؤمرني أن أقاتل الكفار كما كنت أقاتل‬
‫المسلمين ‪ ،‬قال ‪ ( :‬نعم ) ‪ .‬ول يعرف أن النبي (صلى ال عليه وسلم) أمر أبا سفيان البتة )‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وأورد ابن القيم هذا الحديث أيضا في "جلء الفهام في الصلة والسلم على خير النام" ص‬
‫‪ 134-132‬فذكره وما أجيب به عنه ‪ ،‬ثم ناقش تلك الوجوه واحدا واحدا ‪ ،‬ثم ختم ذلك بقوله ‪:‬‬
‫(وبالجملة ‪ ،‬فهذه الوجوه وأمثالها مما يعلم بطلنها ‪ ،‬واستكرهها وغثاثتها ‪ ،‬ول تفيد الناظر‬
‫فيها علما ‪ ،‬بل النظر فيها والتعرض لبطالها من منارات العلم ‪ ،‬وال تعالى أعلم ‪ ،‬فالصواب‬
‫أن الحديث غير محفوظ بل وقع فيه تخليط وال أعلم ) ‪.‬‬

‫وقال الشيخ أحمد الغماري في تعليقه على كتاب "أخلق النبي (صلى ال عليه وسلم) لبي‬
‫الشيخ" ص ‪ ( : 54‬هذا الحديث موضوع لمخالفته الواقع ) ‪.‬‬

‫وقال ابن الثير ‪ ( :‬وهذا الحديث مما أنكر على مسلم ‪ ،‬لن أبا سفيان لما جاء يجدد العقد قبل‬
‫الفتح دخل على ابنته أم حبيبة فثنت عنه فراش النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬فقال ‪ :‬وال ما‬
‫أدري أرغبت بي عنه أم به عني ؟ قالت ‪ :‬بل هذا فراش رسول ال (صلى ال عليه وسلم)‬
‫وأنت رجل مشرك ‪ .‬فقال ‪ :‬وال لقد أصابك بعدي يابنيه شر ) ا‪.‬هـ‪" .‬البداية والنهاية" ج‬
‫‪. 4/144‬‬

‫وقال ابن كثير في "السيرة النبوية" ج ‪3‬ص ‪ ، 277‬وفي "البداية والنهاية" ج ‪4‬ص ‪145‬‬
‫بعد أن ذكر بعض الجوبة التي أجيب بها عن هذا الحديث ‪ ( :‬وهذه كلها ضعيفة ‪ ،‬والحسن‬
‫في هذا أنه أراد أن يزوجه ابنته الخرى عمرة لما رأى في ذلك من الشرف ‪ ،‬واستعان بأختها‬
‫أم حبيبة كما في الصحيحين ‪ ،‬وإنما وهم الراوي في تسمية أم حبيبة ) ا‪.‬هـ‪)1( . .‬‬

‫قلت ‪ :‬وهذا في حقيقة الواقع هو أضعف الجوبة لن الرواية نفسها ما يحكم ببطلنه من‬
‫أصله ‪ ،‬فإن فيها أن أبا سفيان قال ‪ :‬يا رسول ال ثلث أعطنيهن ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬إلى أن قال ‪:‬‬
‫وعندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها ‪ .‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فإن فيها أن‬
‫الرسول عليه السلم قد وافق على ذلك ‪ ،‬ومن المعلوم أن الرسول عليه السلم لم يوافق بل‬
‫ول يجوز له لن عنده أختها ‪ ،‬ول يجوز الجمع بين الختين بنص الكتاب والسنة والجماع ‪،‬‬
‫وقد ضعفه أيضا الشيخ عبدال الغماري في "الفوائد المقصودة في الحاديث الشاذة‬
‫والمردودة" ‪ ،‬وقد تعرض لهذا الحديث والجوبة التي أجيب بها عنه ‪ ،‬ثم بيان ما فيها من‬
‫مغامز الزرقاني في "شرح المواهب اللدنية" ‪. 245-3/243‬‬

‫‪-2‬روى مسلم حديث الكسوف وفيه أن النبي (صلى ال عليه وسلم) صلى الكسوف بثلث‬
‫ركوعات (‪ )2‬وبأربع ركوعات (‪ )3‬كما روى أنه صلى بركوعين (‪. )4‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوي" ‪ 1/256‬وهو منقول من كتابه "قاعدة جليلة في التوسل‬
‫والوسيلة" ص ‪ 86‬بعد أن ذكر ‪ ( :‬والصواب أنه لم يصل إل بركوعين إل مرة واحدة يوم مات‬
‫إبراهيم ‪ ،‬وقد بين ذلك الشافعي ‪ ،‬وه قول البخاري وأحمد ابن حنبل في إحدى الروايتين عنه ‪،‬‬
‫والحاديث التي فيها الثلث والربع فيها أنه صلها يوم مات إبراهيم ‪ ،‬ومعلوم أنه لم يمت في‬
‫يومي كسوف ول كان له إبراهيمان ‪ ،‬ومن يقل إنه مات عاشر الشهر فقد كذب )‬

‫وذكر ذلك أيضا في ج ‪ 17‬ص ‪ 236‬من "مجموع الفتاوي" وقال بعد كلم ‪ ...( :‬ومثل ما‬
‫روى ‪ -‬أي المام مسلم ‪ -‬في بعض طرق أحاديث صلة الكسوف أنه صلها بثلث ركوعات‬
‫وأربع ‪ ،‬والصواب أنه لم يصلها إل مرة واحدة بركوعين ‪ ،‬ولهذا لم يخرج البخاري إل هذا ‪،‬‬
‫وكذلك الشافعي وأحمد ابن حنبل في إحدى الروايتين عنه وغيرهما ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪ ،‬وانظر‬
‫أيضا ج ‪18‬ص ‪. 17‬‬

‫وقال في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" ج ‪2‬ص ‪ 447-445‬ط دار العاصمة بعد‬
‫كلم ‪ ... (:‬وكذلك ما روى ‪ -‬أي في صحيح مسلم ‪ -‬أنه (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬صلى‬
‫الكسوف بركوعين أوثلثة ‪ .‬فإن الثابت المتواتر عن النبي عليه الصلة والسلم في‬
‫الصحيحين ‪ ،‬وغيرهما من حديث عائشة ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬وعبدال بن عمرو ‪ ،‬وغيرهم أنه‬
‫(صلى كل ركعة بركوعين ) ولهذا لم يخرج البخاري إل ذلك ‪ .‬وضعف الشافعي ‪ ،‬والبخاري ‪،‬‬
‫وأحمد في إحدى الروايتين عنه ‪ ،‬وغيرهم حديث الثلث ‪ ،‬والربع ‪ ،‬فإن النبي (صلى ال عليه‬
‫وسلم) إنما صلى الكسوف مرة واحدة ‪ ،‬وفي حديث الثلث والربع أنه صلها يوم مات‬
‫إبراهيم ابنه وأحاديث الركوعين كانت ذلك اليوم فمثل هذا الغلط إذا وقع كان في نفس‬
‫الحاديث الصحيحة ما يبين أنه غلط ) ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫وذكر ذلك ابن القيم في "زاد المعاد" ج ‪1‬ص ‪ 456-452‬وقال بعد أن ذكر بعض روايات هذا‬
‫الحديث ‪ ( :‬لكن كبار الئمة ل يصححون ذلك كالمام أحمد والبخاري والشافعي ) ‪ ،‬ثم ذكر‬
‫كلما عن البيهقي فيه تضعيف تلك الروايات ‪ ،‬إلى أن قال ‪ ( :‬والذي ذهب إليه البخاري‬
‫والشافعي من ترجيح الخبار أولى لما ذكر من رجوع الخبار إلى حكاية صلته (صلى ال‬
‫عليه وسلم) يوم توفي ابنه ) ‪.‬‬

‫وقال اللكنوي في "ظفر الماني" ص ‪ ( : 405‬منها ‪ -‬أي الروايات المضطربة ‪ -‬صلة رسول‬
‫ال عليه الصلة والسلم في كسوف الشمس المحرجة في الصحاح الستة وغيرها ‪ ،‬فإنها‬
‫اضطربت اضطرابا فاحشا ‪ ،‬ففي بعضها أنه ركع ركوعين في كل ركعة ‪ ،‬بين كل ركوعين‬
‫قراءة هي أقصر من الولى ‪ ،‬وفي بعضها أنه ركع في كل ركعة ثلث مرات ‪ ،‬وفي بعضها‬
‫أربع مرات ‪ ،‬وفي بعضها خمس مرات ‪ ،‬ولوقوع هذا الضطراب ترك الحنفية العمل بها ‪...‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫إلخ ) ‪.‬‬
‫وقال الشيخ أحمد الغماري في "الهداية في تخريج أحاديث البداية" ‪ ( : 4/198‬والحديث كذب‬
‫باطل مقطوع ببطلنه عقل ولو أنه في صحيح مسلم ‪ ،‬فإنه كسوف الشمس إنما وقع مرة‬
‫واحدة يوم مات إبراهيم ابن الرسول عليه الصلة والسلم ‪ ...‬إلخ ) ‪.‬‬

‫وقال اللباني في "إرواء الغليل" ج ‪3‬ص ‪ ( : 129‬ضعيف وإن أخرجه مسلم ومن ذكر معه‬
‫وغيرهم ‪ ،‬إلى أن قال ‪ :‬فهذا خطأ قطعا ) ‪ ،‬وكذا ضعف هذه الروايات ابن عبدالبر وغيره ‪.‬‬
‫وصححوا أنه صلها بركوعين وهو الصواب‬

‫وقال الحافظ المنذري في "الترغيب" ‪ ( : 1/92‬قد قيل ‪ :‬إن قوله ‪ :‬من استطاع ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬إنما‬
‫هو مدرج من كلم أبي هريرة موقوف عليه ‪ ،‬ذكره غير واحد من الحفاظ ‪ ،‬وال أعلم ) ‪.‬‬

‫وعلق عليه اللباني في "صحيح الترغيب" ج ‪1‬ص ‪ 147‬بقوله ‪ ( :‬وهو الذي جزم به ابن‬
‫تيمية وابن القيم والحافظ وتلميذه الشيخ الناجي ) ا‪.‬هـ‪ . .‬وقال في مجموعة الحاديث الضعيفة‬
‫ج ‪3‬ص ‪ ( : 104‬مدرج الشطر الخر ) ‪ ،‬وقال ص ‪ ( : 106‬قلت ‪ :‬وممن ذهب إلى أنها‬
‫مدرجة من العلماء المحققين شيخ السلم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ) ‪ ،‬وقال هذا في‬
‫"حادي الرواح" ‪ ( : 1/316‬فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلم أبي هريرة ل من كلم‬
‫النبي (صلى ال عليه وسلم) بين ذلك غير واحد من الحفاظ ‪ ،‬وكان شيخنا يقول ‪ :‬هذه اللفظة‬
‫ل يمكن أن تكون من كلم الرسول عليه الصلة والسلم فإن الغرة ل تكون في اليد ‪ ،‬ل تكون‬
‫إل في الوجه ‪ ،‬وإطالته غير ممكنة إذ تدخل في الرأس فل تسمى تلك غرة ) ا‪.‬هـ‪ . .‬ومثل ذلك‬
‫في "إرواء الغليل" ج ‪1‬ص ‪ ، 133‬ثم قال اللباني في "الضعيفة" ‪ ( :‬وكلم الحافظ المتقدم‬
‫يشعر بأنه يرى كونها مدرجة ‪ ،‬وممن صرح بذلك تلميذه إبراهيم الناجي في نقده لكتاب‬
‫"الترغيب" المسمى "العجالة المتيسرة" ص ‪ ، 30‬وهو الظاهر مما ذكره الحافظ من الطرق‬
‫ومن المعنى الذي سبق في كلم ابن تيمية ‪ ) ...‬ا‪.‬هـ‪ . .‬وقد روى الزيادة أيضا المام البخاري‬
‫برقم ‪ 136‬بدون قوله ( غرته )‬

‫‪ (-3‬خلق ال التربة يوم السبت ‪ ،‬وخلق فيها الجبال يوم الحد ‪ ،‬وخلق الشجر يوم الثنين ‪،‬‬
‫وخلق المكروه يوم الثلثاء ‪ ،‬وخلق النور يوم الربعاء ‪ ،‬وبث فيها الدواب يوم الخميس ‪،‬‬
‫وخلق آدم بعد العصر من الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين‬
‫العصر إلى الليل ) ‪ ،‬رواه مسلم برقم ‪ )2789(27‬من طريق أبي هريرة ( رضي ال عنه ) عن‬
‫النبي (صلى ال عليه وسلم)‬

‫قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوي" ‪ ( : 236 ، 17/235‬وأما الحديث الذي رواه مسلم في‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫قوله ‪ ( :‬خلق ال التربة يوم السبت ‪ ...‬إلخ ) ‪ ،‬فهو حديث معلول ‪ ،‬قدح فيه أئمة الحديث‬
‫كالبخاري وغيره ‪ ،‬قال البخاري ‪ ( :‬الصحيح أنه موقوف على كعب ) ‪ ,‬وقد ذكر تعليله‬
‫البيهقي أيضا ‪ ،‬وبينوا أنه غلط ليس مما رواه أبو هريرة عن النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪،‬‬
‫وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجه إياه ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال في ج ‪1‬ص ‪ 257-256‬من "مجموع الفتاوي" ‪ ... ( :‬وكذلك روى مسلم ( خلق ال‬
‫التربة يوم السبت ‪ ...‬إلخ ) ‪ ،‬ونازعه فيه من هو أعلم منه كيحيى بن معين والبخاري‬
‫وغيرهما ‪ ،‬فبينوا أن هذا غلط ليس من كلم النبي عليه السلم ‪ ،‬قال ‪ ( :‬والحجة مع هؤلء‬
‫فإنه قد ثبت بالكتاب ‪ ،‬والسنة ‪ ،‬والجماع أن ال تعالى خلق السموات والرض في ستة أيام ‪،‬‬
‫وأن آخر ما خلقه هو آدم ‪ ،‬وكان خلقه يوم الجمعة ‪ ،‬وهذا الحديث المختلف فيه يقتضي أنه‬
‫خلق ذلك في اليام السبعة ‪ ،‬وقد روى إسناد أصح من هذا أن أول الخلق كان يوم الحد )‬

‫وقال في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" ج ‪2‬ص ‪ 445-443‬بعد كلم ‪ ...( :‬مثل ما‬
‫روى أن ال خلق التربة يوم السبت وجعل خلق المخلوقات في اليام السبعة ‪ ،‬فإن هذا الحديث‬
‫قد بين أئمة الحديث كيحيى بن معين وعبدالرحمن ابن مهدي والبخاري وغيرهم أنه غلط ‪،‬‬
‫وأنه ليس من كلم النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬بل صرح البخاري في "تاريخه الكبير" أنه‬
‫من كلم كعب الحبار ‪ ،‬كما بسط في موضعه ‪.‬والقرآن يدل على غلط هذا ‪ ،‬ويبين أن الخلق‬
‫في ستة أيام ‪ ،‬وثبت في الصحيح أن آخر الخلق كان يوم الجمعة ‪ ،‬فيكون أول الخلق يوم الحد‬
‫) ا‪.‬هـ‪)5(. .‬‬

‫وقال ابن كثير في تفسيره ‪ ( : 1/99‬هذا الحديث من غرائب صحيح مسلم ‪ ،‬وقد تكلم عليه ابن‬
‫المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ ‪ ،‬وجعلوه من كلم كعب الحبار ‪ ،‬وأن أبا هريرة‬
‫إنما سمعه من كلم كعب الحبار ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال المناوي في "فيض القدير" ج ‪3‬ص ‪ ( : 447‬قال الزركشي ‪ :‬أخرجه مسلم ‪ -‬يعني هذا‬
‫الحديث ‪ -‬وهو من غرائبه ‪ ،‬وقد تكلم فيه ابن المديني ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬وغيرهما من الحفاظ ‪،‬‬
‫وجعلوه من كلم كعب الحبار ‪ ،‬وأن أبا هريرة إنما سمعه منه لكن اشتبه على بعض الرواة‬
‫فجعله مرفوعا ) ‪.‬‬

‫وذكره البخاري في "التاريخ" في ترجمة أيوب بن خالد بن أبي أيوب وقال ‪414- 1/1/314‬‬
‫‪ ( :‬وقال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصح ) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وذكره البيهقي في "السماء والصفات" ص ‪ 276-275‬ونقل تضعيفه عن بعض أئمة الحديث‬


‫‪ ،‬وأن ابن المديني أعله بأن إسماعيل بن أبي أمية أخذه عن إبراهيم ابن أبي يحيى وهذا عن‬
‫أيوب بن خالد ‪ ،‬وإبراهيم متروك ‪ .‬وقد تقدم كلم ابن أبي الوفاء القرشي حول هذا الحديث ‪،‬‬
‫وكذا أعله الحاكم أبو عبدال ‪ ،‬والسيد محمد رشيد رضا في "تفسير المنار" ‪ ،‬والشيخ عبدال‬
‫الغماري في "الفوائد المقصودة في بيان الحاديث الشاذة والمردودة" ‪ ،‬والدكتور محمد أبو‬
‫شهبة في كتابه "دفاع عن السنة" ص ‪ ، 58‬والدكتور أحمد محمد نور في تعليقه على‬
‫"التاريخ" ‪ ،‬والستاذ عز الدين بليق في "موازين القرآن والسنة" ص ‪. 77-71‬‬

‫‪ -5‬حديث أنس بن مالك ( رضي ال عنه ) في قصة السراء الذي رواه البخاري رقم (‪)7517‬‬
‫قال ‪ ( :‬حدثنا عبدالعزيز بن عبدال حدثني سليمان عن شريك بن عبدال أنه قال ‪ :‬سمعت‬
‫أنس بن مالك ‪ ...‬فذكره ) ‪ ،‬وهو حديث طويل ‪.‬‬

‫وقد انتقد هذا من أكثر من عشرة وجوه ‪ ،‬ممن أعله ببعض هذه الوجوه الخطابي وابن حزم‬
‫وعبد الحق الشبيلي والقاضي عياض والنووي وآخرون ‪ ،‬وعبارة النووي ‪ :‬وقع في رواية‬
‫شريك ‪ -‬يعني هذه ‪ -‬أوهام أنكرها العلماء ‪.‬‬

‫وقال الذهبي في "الميزان" ج ‪2‬ص ‪ 270‬بعد ذكره لهذا الحديث ‪ ( :‬وهذا من غرائب الصحيح‬
‫) اهـ‪ .‬وقال ابن كثير في تفسيره ‪ ( : 3/3‬إن شريك بن عبدال بن أبي نمر اضطرب في هذا‬
‫الحديث وساء حفظه ولم يضبطه ) ‪ ،‬وانظر الفتح ‪. 13/584‬‬

‫‪-6‬حديث ابن عباس ( رضي ال عنهما ) قال ‪ ( :‬كان الطلق على عهد رسول ال (صلى ال‬
‫عليه وسلم) وأبي بكر وسنتين من خلفة عمر طلق الثلث واحدة ‪ .‬فقال عمر بن الخطاب‬
‫( رضي ال عنه ) ‪ :‬إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة ‪ ،‬فلو أمضيناه عليهم‬
‫؟ فأمضاه عليهم ) ‪ ،‬رواه مسلم ‪ )1472( 15‬من طريق ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس (‬
‫رضي ال عنهما ) ‪.‬‬

‫هذا الحديث ضعفه جماعة من العلماء ‪ ،‬منهم أحمد ابن حنبل والباجي وابن عبدالبر وابن‬
‫العربي والجوزجاني والقرطبي وابن التركماني وابن رجب والقاضي إسماعيل ‪.‬‬

‫قال الجوزجاني ‪ ( :‬هو حديث شاذ ) ‪ .‬وقال البيهقي في السنن ‪ ( :‬أن البخاري لم يخرج هذا‬
‫الحديث لمخالفة هؤلء لرواية طاوس عن ابن عباس ‪ .‬وقال الثرم ‪ :‬سألت أبا عبدال عن‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫حديث ابن عباس بأي شيء تدفعه ؟ قال ‪ :‬برواية الناس عن عبدال بن عباس من وجوه‬
‫خلفه ‪ ،‬وكذلك نقل عنه ابن منصور ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال الباجي ‪ ( :‬وما روي عن ابن عباس في ذلك من رواية طاوس قال فيه بعض المحدثين ‪:‬‬
‫هو وهم ) ‪.‬‬

‫وقال ابن عبدالبر ‪ ( :‬ورواية طاوس وهم وغلط ‪ ،‬ولم يعرج عليها أحد من فقهاء المصار‬
‫بالحجاز والشام والعراق والمشرق والمغرب ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬إن أبا الصهباء ل يعرف في موالي‬
‫ابن عباس)‪.‬‬

‫وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي في الرد على البيهقي" ج ‪7‬ص ‪ ( : 336‬أبو الصهباء‬
‫ممن روى عنهم مسلم دون البخاري ‪ ،‬وتكلموا فيه ‪ .‬قال الذهبي في "الكاشف" ‪ :‬قال‬
‫النسائي ‪ :‬ضعيف ‪ ،‬فعلى هذا يحتمل أن البخاري ترك هذا الحديث لجل أبي الصهباء ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫قال ابن العربي ‪ ( :‬إن هذا الحديث مختلف في صحته ‪ ،‬فكيف يقدم على الجماع ؟ إلى أن قال‬
‫‪ :‬وهذا الحديث لم يرد إل عن ابن عباس ولم يرو عنه إل من طريق طاوس ‪ ،‬فكيف يقبل ما لم‬
‫يروه من الصحابة إل واحد ‪ ،‬وما لم يروه عن ذلك الصحابي إل واحد ؟ وكيف خفي على‬
‫جميع الصحابة وسكتوا عنه إل ابن عباس ؟ وكيف خفي على أصحاب ابن عباس إل طاوس ؟‬
‫)‪.‬‬

‫وقال ابن رجب ‪ ( :‬فهذا الحديث لئمة السلم فيه طريقان ‪ :‬أحدهما وهو مسلك المام أحمد‬
‫ومن وافقه ‪ ،‬ويرجع إلى الكلم في إسناد الحديث لشذوذه وانفراد طاوس به وأنه لم يتابع‬
‫عليه ‪،‬وانفراد الراوي بالحديث وإن كان ثقه هو علة في الحديث يوجب التوقف فيه ‪ ،‬وأن‬
‫يكون شاذا ومنكرا إذا لم يرد معناه من وجه يصح ‪ ،‬وهذه طريقة أئمة الحديث كالمام أحمد‬
‫ويحيى بن القطان ويحيى بن معين وعلي ابن المديني وغيرهم ‪ ،‬وهذا الحديث ل يرويه عن‬
‫ابن عباس غير طاوس ‪.‬‬

‫قال الجوزجاني ‪ :‬هو حديث شاذ ‪ .‬قال ‪ :‬وقد عنيت بهذا الحديث في قديم الدهر فلم أجد له‬
‫أصل ‪ .‬قال ‪ :‬وقد صح عن ابن عباس وهو راوي الحديث أنه أفتى بخلف هذا الحديث ‪،‬‬
‫ولزوم الثلث المجموعة وهذا أيضا علة في الحديث بانفرادها ‪ ،‬فكيف وقد ضم إليها علة‬
‫الشذوذ والنكار والجماع ؟! وقال ‪ :‬كان علماء مكة ينكرون على طاوس ما ينفرد به من‬
‫شواذ القاويل ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال القاضي إسماعيل ‪ ( :‬طاوس مع فضله وصلحه يروي أشياء منكرة منها هذا الحديث ‪،‬‬
‫وعن أيوب أنه كان يعجب من كثرة خطأ طاوس ) ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫وقد ضعف هذا الحديث أيضا الشيخ عبدال الغماري في ( الفوائد المقصودة ) ‪.‬‬

‫‪-7‬جاء في حديث أبي بكرة في خطبته (صلى ال عليه وسلم) يوم النحر بمنى ‪ (( :‬ثم انكفأ إلى‬
‫كبشين أملحين فذبحهما ‪ ،‬وإلى جذيعة من الغنم فقسمها بيننا )) رواه البخاري (‪، )5549‬‬
‫ومسلم رقم ‪. )1679( 29‬‬

‫ذكر ابن القيم في "زاد المعاد" ‪ 263 ،2/262‬جوابين بالنسبة للجمع بين هذا الحديث وحديث‬
‫أنس الذي فيه أن النبي (صلى ال عليه وسلم) ذبح الكبشين بالمدينة ‪ ،‬أحدهما ‪ :‬أن القول‬
‫قول أنس ‪ ،‬ورواية أبي بكرة وقع فيها التباس على بعض الرواة ‪ .‬ثانيهما ‪ :‬أنه (صلى ال‬
‫عليه وسلم) قد ضحى في كل من المدينة ومنى بكبشين ‪ .‬ثم قال ‪ :‬والصحيح إن شاء ال‬
‫الطريقة الولى ‪ ،‬أي الطريقة التي فيها الحكم بضعف رواية أبي بكرة ‪.‬‬

‫‪-7‬حديث عائشة ( رضي ال عنها ) في طواف الفاضة قالت ‪ ( :‬فطاف الذين كانوا أهلوا‬
‫بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ‪ ،‬ثم حلوا ‪ ،‬ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى ‪،‬‬
‫وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا ) رواه البخاري (‪ )1638‬ومسلم‬
‫‪. )1211( 111‬‬

‫ضعف هذه الزيادة وهي قوله ‪ ( :‬ثم طافوا طوافا آخر ‪ ...‬إلخ ) ابن تيمية حيث قال في مناسك‬
‫الحج ج ‪2‬ص ‪ 285‬من مجموع الرسائل الكبرى ‪ ( :‬وقد روى في حديث عائشة أنهم طافوا‬
‫مرتين ؛ لكن هذه الزيادة قيل إنها من قول الزهري ل من قول عائشة ‪ ،‬وقد احتج بها ‪ -‬يعني‬
‫هذه الزيادة ‪ -‬بعضهم على أنه يستحب طوافان ‪ ،‬وهو ضعيف ‪ ،‬والظهر ما في حديث جابر ‪،‬‬
‫ويؤيده قوله ‪ ( :‬دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ) ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪-8‬حديث ابن عباس ‪ ( :‬أن النبي ( صلى ال عليه وسلم ) تزوج ميمونة وهو محرم ) رواه‬
‫البخاري (‪ )1837‬و (‪ ، )4258‬ومسلم ‪ 46‬و ‪. )1410( 47‬‬

‫‪ -9‬قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوي" ‪ 13/353‬بعد كلم ‪ ( :‬وجعلوا رواية ابن عباس‬
‫لتزوجها حراما مما وقع فيه الغلط ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال ابن القيم في "جلء الفهام" ص ‪ 138 ،137‬بعد كلم ‪ ( :‬فالصحيح أنه تزوجها حلل‬
‫كما قال أبو رافع السفير في نكاحها ‪ ،‬وقد بينت وجه غلط من قال نكحها محرما ‪ ،‬وتقدم حديث‬
‫من قال تزوجها حلل من عشرة أوجه مذكورة في غير هذا الموضع ) ا‪.‬هـ‪ ، .‬وانظر "زاد‬
‫المعاد" ج ‪ 1‬ص ‪ ، 113‬و ج ‪5‬ص ‪. 112‬‬

‫وكذا أعل هذا الحديث سعيد بن المسيب وأحمد ابن حنبل وابن عبد الهادي واللباني ‪ ،‬انظر‬
‫آداب الزفاف ص ‪ 61 ، 60‬طبع المكتبة السلمية ‪.‬‬

‫‪-10‬حديث أنس ( رضي ال عنه ) قال ‪ ( :‬صليت خلف النبي عليه الصلة والسلم وأبي بكر‬
‫وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد ل رب العالمين ‪ ،‬ل يذكرون بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫في أول القراءة ول في آخرها ) رواه مسلم ‪. )399( 52‬‬

‫هذا الحديث ضعفه جمع من العلماء ؛ منهم الشافعي والدارقطني والبيهقي وابن عبدالبر‬
‫والفخر الرازي وابن الصلح وابن الملقن والبلقيني والعراقي والسخاوي والسيوطي‬
‫واللكنوي وآخرون ‪ ،‬وقد مثل به جماعة في مصطلح الحديث للحديث المعل ‪.‬‬

‫وأراد بالمسند صحيح مسلم كما أوضح ذلك أحمد شاكر في تعليقاته عليها وقد أقره على‬
‫ذلك ‪ ،‬وانظر "مقدمة ابن الصلح" وحاشية العراقي عليها ص ‪ 121-116‬و "تدريب‬
‫الراوي" للسيوطي ج ‪1‬ص ‪. 257-254‬‬

‫قال السيوطي في ص ‪ ( : 255‬هذا الحديث معلول أعله الحفاظ بوجوه جمعتها وحررتها في‬
‫المجلس الرابع والعشرين بما لم أسبق إليه وأنا ألخصها هنا ) ‪ ،‬فذكرها ثم لخص ذلك ص‬
‫‪ 257‬فقال ‪ ( :‬وتبين بما ذكرناه أن لحديث مسلم السابق تسع علل ‪ :‬المخالفة من الحفاظ‬
‫والكثرين ‪ ،‬والنقطاع ‪ ،‬وتدليس التسوية من الوليد ‪ ،‬والكتابة ‪ ،‬وجهالة الكاتب ‪،‬‬
‫والضطراب في لفظه ‪ ،‬والدراج ‪ ،‬وثبوت ما يخالفه من صحابيه ‪ ،‬ومخالفته لما رواه عدد‬
‫التواتر ) ا‪.‬هـ‪ . .‬وانظر شرح الترمسي على ألفية السيوطي‪.‬‬

‫وقال اللكنوي في "ظفر الماني" ‪ 371-370‬بعد كلم ‪ ... ( :‬والمقصود ههنا بيان أن ألفاظ‬
‫الحديث الوارد في صحيح مسلم وموطأ مالك سوى لفظ فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد ل‬
‫رب العالمين مع قوة سندها وكون رواتها ثقات معللة بوجوه خفية قلما يطلع عليها المحدث‬
‫إل من أوتي سعة النظر وقوة الفكر فذكر بعض عللها إلى أن قال ‪ :‬ومن علل هذه الروايات‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫كثرة الضطراب في المتن كما مر ذكره وثبوت ما يخالفها عن أنس وأنه لم يرد بكلمه نفي‬
‫البسملة ‪...‬إلخ ) ‪.‬‬

‫تابع تكملة هذا الموضوع >>>>>>>‬


‫=========================‬

‫‪.--1‬وقد وافق ابن كثير على هذا الجواب ابن القيم وابن الوزير والصنعاني ‪.‬‬
‫‪ ...-2‬برقم ‪ )902( 6‬وفي رواية أخرى ‪ )902( 7‬صلى ست ركعات وأربع سجدات والمعنى‬
‫واحد‪.‬‬
‫‪ ...-3‬أي في ركعة ‪ ،‬والحديث رواه مسلم برقم ‪ )908( 18‬و ‪. )909( 19‬‬
‫‪...4‬بمعناه أي في كل ركعة ‪ )901( 1‬و ‪ )901( 3‬و ‪ )901( 4‬وغيرها ‪.‬‬
‫‪-5‬وانظر أيضا ج ‪18‬ص ‪ 19-18‬من "مجموع الفتاوي" ‪ ،‬وكتاب "دقائق التفسير" د ‪6‬ص‬
‫‪366‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪-11‬حديث كعب بن مالك في ذبيحة المرأة والمة ‪ ،‬رواه المام البخاري (‪)5504‬و(‪. )5505‬‬

‫قال الحافظ الدارقطني أخرج البخاري حديث عبيدال عن نافع عن ابن كعب عن أبيه ‪ :‬أن‬
‫جارية لكعب ‪.‬‬

‫وعن مالك عن نافع عم رجل من النصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ ‪ :‬أن جارية لكعب‬
‫‪.‬‬

‫وعن موسى عن جويرية عن نافع عن رجل من بني سلمة أخبر عبدال ‪ :‬أن جارية لكعب ‪.‬‬

‫وقال الليث عن نافع سمع رجل من النصار أخبر عبدال ‪ :‬أن جارية لكعب ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا قد‬
‫اختلف فيه على نافع وعلى أصحابه عنه ‪.‬‬

‫اختلف فيه على عبيدال وعلى يحيى بن سعيد وعلى أيوب وعلى قتادة وعلى موسى بن عقبة‬
‫وعلى إسماعيل بن أمية وعلى غيرهم ‪ ،‬فقيل عن نافع عن ابن عمر ول يصح والختلف فيه‬
‫كثير ‪.‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح ص ‪ 535‬بعد أن أورد كلم الدارقطني ‪ :‬قلت ‪ :‬وهو كما‬
‫قال وعلته ظاهرة والجواب عنه فيه تكلف وتعسف ‪.‬‬

‫‪-12‬حديث ‪ :‬اختصام الجنة والنار وفيه ‪ ( :‬فأما الجنة فإن ال ل يظلم من خلقه أحدا وأنه‬
‫ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها ‪ ...‬إلخ ) ‪ .‬رواه المام البخاري من طريق أبي هريرة‬
‫(رضي ال عنه) ( ‪. )7449‬‬

‫‪-13‬قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوي" ج ‪13‬ص ‪ : 353‬هذا مما وقع فيه الغلط ‪ ،‬وقال‬
‫الحافظ ابن حجر في "الفتح" ج ‪13‬ص ‪ : 536‬قال جماعة من الئمة ‪ :‬إن هذا الموضع‬
‫مقلوب ‪ ،‬وجزم ابن القيم بأنه غلط ‪ ،‬واحتج بأن ال تعالى أخبر بأن جهنم تمتلئ من إبليس‬
‫وأتباعه ‪ ،‬وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقيني واحتج بقوله ( ول يظلم ربك أحدا ) ا‪.‬هـ‪ ، .‬وقد‬
‫مثل به ابن الوزير في "تنقيح النظار" ج ‪2‬ص ‪ 107، 106‬مع "توضيح الفكار" للحديث‬
‫المقلوب ‪ ،‬وأقره على ذلك شارحه الصنعاني ‪ ،‬ومن المعلوم أن المقلوب من قسم الضعيف ‪.‬‬

‫وقال الشيخ العلمة طاهر بن صالح الجزائري الدمشقي في "توجيه النظر إلى أصول الثر"‬
‫ص ‪ - 136‬بعد أن أورد كلما لبن تيمية حكم فيه بغلط هذا الحديث ‪ -‬قال ‪ ( :‬تنبيه ‪ :‬ما ذهب‬
‫إليه هذا المحقق من أن ما وقع في بعض طرق البخاري في حديث تحاج الجنة والنار من أن‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫النار ل تمتلئ حتى ينشئ ال لها خلقا آخر ‪ ،‬مما وقع فيه الغلط ‪ ،‬قد مال إليه كثير من‬
‫المحققين كالبلقيني وغيره ‪ ،‬ومن الغريب في ذلك محاولة بعض الغمار ممن ليس له إلمام‬
‫بهذا الفن ‪ ،‬ل من جهة الرواية ول من جهة الدراية نسبة الغلط إليه ؛ كأنه ظن أن النقد قد سد‬
‫بابه على كل أحد أو ظن أن النقد من جهة المتن ل يسوغ لنه يخشى أن يدخل منه أرباب‬
‫الهواء ؛ ولم يدر أن النقد إذا أجرى على المنهج المعروف لم يستنكر ‪.‬‬

‫وقد وقع ذلك لكثير من أئمة الحديث مثل السماعيلي فإنه بعد أن أورد حديث ( يلقى إبراهيم‬
‫أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة ‪ ...‬الحديث ) ‪ ،‬قال ‪ ( :‬وهذا خبر في صحته نظر من‬
‫جهة أن إبراهيم عالم بأن ال ل يخلف الميعاد فقد يجعل ما بأبيه خزيا له مع إخباره بأن ال قد‬
‫وعده أن ل يخزيه يوم يبعثون ‪ ،‬وعلمه بأنه ل خلف لوعده ) ‪ ،‬فانظر كيف أعل المتن بما ذكر‬
‫‪.‬‬

‫فإن قلت ‪ :‬إن كثيرا مما انتقدوه من هذا النوع يمكن تأويله بوجه يدفع النقد ‪ ،‬قلت ‪ :‬إذا أمكن‬
‫التأويل على وجه يعقل ‪ ،‬فل كلم في ذلك ‪ ،‬وإن كان على وجه ل يعقل لم يلتفت إليه ‪ ،‬ولو‬
‫فتح هذا الباب أمكن حمل كل عبارة على خلف ما تدل عليه ‪ ...‬إلخ ) ‪.‬‬

‫وقال اللباني في "الصحيحة" ج ‪ 6/1/93‬وهي بل شك رواية شاذة لمخالفتها للطريق الولى‬


‫عن أبي هريرة ولحديث أنس ‪ ،‬وقد أشار إلى ذلك الحافظ أبو الحسن القابسي ( علي بن محمد‬
‫بن خلف القيرواني ت ‪ ، ) 403‬وقال جماعة من الئمة ‪ :‬إنه من المقلوب وجزم ابن القيم بأنه‬
‫غلط واحتج بأن ال أخبر بأن جهنم تمتلئ من إبليس وأتباعه ‪ ،‬وأنكرها المام البلقيني واحتج‬
‫بقوله تعالى ‪ ( :‬ول يظلم ربك أحدا ) ‪ ،‬ذكره الحافظ في "الفتح" (‪ )536 /13‬ط دار الكتب‬
‫العلمية ‪.‬‬

‫فأقول ‪ -‬اللباني ‪ : -‬هذا الشذوذ في هذا الحديث مثال من عشرات المثلة التي تدل على جهل‬
‫بعض الناشئين الذين يتعصبون ل "صحيح البخاري" ‪ ،‬وكذا ل "صحيح مسلم" تعصبا أعمى‬
‫‪ ،‬ويقطعون بأن كل ما فيهما صحيح ! ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪-14‬حديث معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ‪ ( :‬كانت امرأة مخزومية تستعير‬
‫المتاع وتجحده ‪ ،‬فأمر النبي (صلى ال عليه وسلم) أن تقطع يدها ) ‪ ،‬رواه المام مسلم ‪(9‬‬
‫‪. )1688‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ج ‪ 12‬ص ‪ 108 ،107‬ط دار الكتب العلمية ‪ :‬نقل النووي‬
‫أن رواية معمر شاذة مخالفة لجماهير الرواة ‪ ،‬قال ‪ :‬والشاذة ل يعمل بها ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال المنذري في الحاشية وتبعه المحب الطبري ‪ :‬قيل إن معمرا تفرد بها‬

‫وقال القرطبي ‪ :‬رواية ( أنها سرقت ‪ ...‬إلخ ) أكثر وأشهر من رواية الجحد ‪ ،‬فقد تفرد بها‬
‫معمر من بين الئمة والحفاظ وتابعه على ذلك من ل يقتدي بحفظه ؛ كابن أخي الزهري‬
‫ونمطه هذا قول المحدثين ‪ .‬قال الحافظ ابن حجر قلت ‪ :‬سبقه لبعضه القاضي عياض ‪.‬‬

‫‪ -14‬حديث ‪ (( :‬سبعة يظلهم ال في ظله يوم ل ظل إل ظله ‪ ...‬وفيه ‪ :‬ورجل تصدق بصدقة‬
‫فأخفاها حتى ل يعلم يمينه ما تنفق شماله )) ‪ ،‬رواه المام مسلم ‪. )1031( 91‬‬

‫هذا الحديث مقلوب كما نص على ذلك القاضي عياض وأبو حامد ابن الشرقي والحافظ ابن‬
‫حجر والسخاوي واللكنوي وغيرهم ‪ ،‬والصواب ‪ ( :‬حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه ) ‪.‬‬

‫قال الحافظ في "الفتح" ج ‪ 2‬ص ‪ : 186‬وقد تكلف بعض المتأخرين توجيه هذه الرواية‬
‫المقلوبة ‪ ،‬وليس بجيد ؛ لن المخرج متحد ولم يختلف فيه على عبيدال ابن عمر شيخ يحيى‬
‫فيه ول على شيخه خبيب ول على مالك رفيق عبيدال بن عمر ا‪.‬هـ‪ . .‬وقد مثل به ابن الوزير‬
‫في "تنقيح النظار" للحديث المقلوب ‪ ،‬وأقره على ذلك شارحه الصنعاني ‪.‬‬

‫‪-15‬عن سليمان بن يسار عن السيدة عائشة وفي بعض الروايات سمعت عائشة وفي بعضها‬
‫قالت ‪( :‬كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول ال (صلى ال عليه وسلم) فيخرج إلى الصلة‬
‫وإن بقع الماء في ثوبه) رواه المام البخاري ‪ ، 232 ، 231 ، 230 ، 229‬والمام مسلم‬
‫‪ )289( 108‬وغيرهما‬

‫قال المام الشافعي في "الم" ‪ 1/57‬بعد أن روى هذا الحديث ‪ :‬وهذا ليس بثابت عن‬
‫عائشة ‪ ،‬وهم يخافون فيه غلط عمرو بن ميمون ‪ ...‬إنما هو رأي سليمان بن يسار كذا حفظه‬
‫عنه الحفاظ أنه قال ‪ ( :‬غسله أحب إلي ) ‪ .‬وقد روى عن عائشة خلف هذا القول ‪ .‬ولم يسمع‬
‫سليمان من عائشة حرفا قط ولو رواه عنها لكان مرسل ا‪.‬هـ‪ . .‬وقال البزار ‪ :‬لم يسمع‬
‫سليمان بن يسار من عائشة ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫‪ -16‬حديث جابر ( رضي ال عنه ) ‪ ( :‬أن رجل جاء النبي عليه الصلة والسلم فاعترف‬
‫بالزنا فأعرض عنه النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪ ...‬وفيه ‪ :‬فلما أذلقته الحجارة فر فأدرك‬
‫فرجم حتى مات ‪ ،‬فقال له النبي (صلى ال عليه وسلم) خيرا ‪ ،‬وصلى عليه ) ‪ ،‬رواه المام‬
‫البخاري (‪ )6820‬من طريق محمود بن غيلن عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي‬
‫سلمة ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ج ‪ 12‬ص ‪ 157‬ط دار الكتب العلمية ‪ :‬قوله ( وصلى عليه)‬
‫هكذا وقع هنا عن محمود بن غيلن عن عبدالرزاق ‪ ،‬وخالفه محمد بن يحيى الذهلي وجماعة‬
‫عن عبدالرزاق فقالوا في آخره ‪ :‬ولم يصل عليه ‪ ،‬وقال المنذري في حاشية السنن رواه‬
‫ثمانية أنفس عن عبدالرزاق فلم يذكروا قوله ‪ ( :‬وصلى عليه ) ‪.‬‬

‫قال الحافظ ‪ :‬قلت قد أخرجه أحمد في مسنده عن عبدالرزاق ‪ ،‬ومسلم عن إسحاق بن‬
‫راهويه ‪ ،‬وأبو داود عن محمد بن المتوكل العسقلني ‪ ،‬وابن حبان من طريقه ‪ ،‬زاد أبو داود‬
‫والحسن بن علي الخلل والترمذي عن الحسن بن علي المذكور ‪ ،‬والنسائي وابن الجارود‬
‫عن محمد بن يحيى الذهلي ‪ ،‬زاد النسائي ومحمد بن رافع ونوح بن حبيب والسماعيلي‬
‫والدارقطني من طريق أحمد بن منصور الرمادي ‪ ،‬زاد السماعيلي ومحمد بن عبدالملك بن‬
‫زنجويه وأخرجه أبو عوانه عن الدبري ومحمد ابن سهل الصنعاني ‪ ،‬فهؤلء أكثر من عشرة‬
‫أنفس خالفوا محمودا ‪ ،‬منهم من سكت عن الزيادة ومنهم من صرح بنفيها ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫وقال البيهقي ‪ :‬رواه البخاري عن محمود بن غيلن عن عبدالرزاق إل أنه قال ‪ ( :‬فصلى‬
‫عليه) وهو خطأ لجماعهم على خلفه ‪ ،‬ثم إجماع أصحاب الزهري على خلفه ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫‪-17‬حديث ابن عباس ( رضي ال عنهما ) ‪ ،‬أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪:‬‬
‫( الثيب أحق بنفسها من وليها ‪ ،‬والبكر يستأذنها أبوها في نفسها وأذنها صماتها ) ‪ ،‬رواه‬
‫المام مسلم ( ‪. )1421‬‬

‫فقد أعل جماعة كبيرة من العلماء لفظة ( أبوها ) ‪ .‬قال أبو داود ‪ ( :‬وأبوها ‪ :‬ليس بمحفوظ )‬
‫‪ .‬وقال الدارقطني في "السنن" ج ‪3‬ص ‪ : 241‬ل نعلم أحدا وافق ابن عيينه على هذا اللفظ ‪،‬‬
‫ولعله ذكره من حفظه فسبقه لسانه ا‪.‬هـ‪ ..‬ونحوه للبيهقي في "السنن الكبرى" ج ‪7‬ص ‪. 115‬‬

‫‪ -18‬حديث أبي هريرة ( رضي ال عنه ) أن رسول ال عليه الصلة والسلم قال ‪ (( :‬ل‬
‫يقولن أحدكم عبدي فكلكم عبيد ال ؛ ولكن ليقل فتاي ‪ ،‬ول يقل العبد ربي ؛ وليقل سيدي )) ‪،‬‬
‫رواه المام مسلم (‪ . )2249‬ثم رواه بلفظ (( ول يقل العبد لسيده مولي ؛ فإن مولكم ال )) ‪.‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ج ‪5‬ص ‪ : 225‬قد بين مسلم الختلف في ذلك على‬
‫العمش ‪ -‬أحد رواة هذا الحديث ‪ -‬وأن منهم من ذكر هذه الزيادة ‪ ،‬ومنهم من حذفها ‪ ،‬وقال‬
‫عياض ‪ :‬حذفها أصح ‪ .‬وقال القرطبي ‪ :‬المشهور حذفها ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنما صرنا إلى الترجيح‬
‫للتعارض مع تعذر الجمع وعدم العلم بالتاريخ ‪.‬‬
‫ومقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلق السيد أسهل من إطلق المولى وهو خلف المتعارف ؛‬
‫فإن المولى يطلق على أوجه متعددة منها السفل والعلى ؛ والسيد ل يطلق إل على العلى ؛‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫فكان إطلق المولى أسهل وأقرب إلى عدم الكراهة وال أعلم ‪.‬‬

‫‪ -19‬حديث بريدة في قصة رجم ماعز وذكر الحفر فيه ‪ ،‬وأن ترديده كان في مجالس مختلفة ‪.‬‬
‫رواه المام مسلم ‪. )1695( 23‬‬

‫فقد أعل جماعة من العلماء ذكر الحفر والترديد في عدة مجالس ‪ .‬قال المام أحمد كما في‬
‫"معالم السنن" للخطابي ج ‪6‬ص ‪ : 255 ، 254‬أحاديث ماعز كلها أن ترديده إنما كان في‬
‫مجلس واحد إل ذلك الشيخ بشير بن المهاجر ؛ وذلك عندي منكر الحديث ‪.‬‬

‫وقال ابن القيم ‪ :‬كل هذه اللفاظ صحيحة ‪ ،‬وفي بعضها أنه أمر فحفرت له حفيرة ‪ ،‬ذكرها‬
‫مسلم ‪ ،‬وهي غلط من رواية بشير بن المهاجر ‪ ...‬وإنما حصل الوهم من حفرة الغامدية‬
‫فسرى إلى ماعز وال تعالى أعلم ‪.‬‬

‫وقد اختلف أبي هريرة ( رضي ال عنه ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪:‬‬
‫((اليمان بضع وستون شعبة )) رواه البخاري (‪ ، )9‬ورواه مسلم بلفظ (( اليمان بضع‬
‫وسبعون شعبة )) ‪)1( . )35( 57‬‬

‫‪ -20‬حديث اختلف العلماء في الترجيح بين هاتين الروايتين ‪ ،‬فرجح البيهقي في "شعب‬
‫اليمان" وابن الصلح والحافظ ابن حجر رواية البخاري ‪ ،‬ورجح الحليمي والقاضي عياض‬
‫رواية مسلم ‪ ،‬وانظر الفتح للتفصيل ج ‪1‬ص ‪. 71‬‬

‫‪ -21‬حديث أبي موسى الشعري في ( ساعة الجابة ) رواه المام مسلم ‪. )352( 16‬‬

‫قال الحافظ الدارقطني ص ‪ ( : 235 - 233‬أخرج مسلم حديث ابن وهب عن مخرمة بن بكير‬
‫عن أبيه عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي (صلى ال عليه وسلم) في الساعة المستجاب‬
‫فيها الدعاء يوم الجمعة ما بين أن يجلس المام على المنبر إلى أن يقضي الصلة ‪ ،‬وهذا‬
‫الحديث لم يسنده غير مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي بردة ‪ ،‬وقد رواه جماعة عن أبي بردة‬
‫منقطع أي مقطوع ‪ .‬إلى أن قال ‪ :‬النعمان بن عبد السلم عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي‬
‫بردة عن أبيه ‪ :‬موقوف ‪ ،‬ول يثبت قوله عن أبيه ‪ ،‬ولم يرفعه غير مخزمة عن أبيه ‪ .‬وقال‬
‫أحمد ابن حنبل عن حماد بن خالد ‪ :‬قلت لمخرمة ‪ :‬سمعت من أبيك شيئا ؟ قال ‪ :‬ل ) ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" ج ‪ 2‬ص ‪ 536 ، 535‬عن هذا الحديث ‪ ( :‬إنه أعل‬
‫بالنقطاع والضطراب ) ‪:‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أما النقطاع فلن مخرمة بن بكير لم يسمع من أبيه ؛ قاله أحمد عن حماد بن خالد عن‬
‫مخرمة نفسه ‪ ،‬وكذا قال سعيد بن أبي مريم عن موسى بن سلمة عن مخرمة وزاد ‪ :‬إنما هي‬
‫كتب كانت عندنا ‪ .‬وقال علي ابن المديني ‪ :‬لم أسمع أحدا من أهل المدينة يقول عن مخرمة‬
‫إنه قال في شيء من حديثه ‪ :‬سمعت أبي ‪ ،‬ول يقال ‪ :‬مسلم يكتفي في المعنعن بإمكان اللقاء‬
‫مع المعاصرة وهو كذلك هنا ؛ لنا نقول ‪ :‬وجود التصريح عن مخرمة بأنه لم يسمع من أبيه‬
‫كاف في دعوى النقطاع ‪.‬‬

‫وأما الضطراب ‪ ،‬فقد رواه أبو إسحاق وواصل الحدب ومعاوية بن قرة وغيرهم عن أبي‬
‫بردة من قوله ‪ ،‬وهؤلء من أهل الكوفة ‪ ،‬وأبو بردة كوفي ‪ ،‬فهم أعلم بحديثه من بكير المدني‬
‫؛ وهم عدد وهو واحد ‪ ،‬وأيضا لو كان عند أبي بردة مرفوعا لم يفت برأيه بخلف المرفوع ‪،‬‬
‫ولهذا جزم الدارقطني بأن الموقوف هو الصواب ) ا‪.‬هـ‪ ..‬ونحوه لشيخه الحافظ العراقي ‪.‬‬
‫وضعفه أيضا اللباني في ضعيف الجامع الصغير ‪ ،‬وضعيف أبي داود ص ‪ ، 193‬والتعليق‬
‫على الترغيب ‪. 1/250‬‬

‫‪ -22‬حديث ‪ :‬سأزيد على السبعين ‪ ،‬في تفسير قول ال تعالى ( إن تستغفر لهم سبعين مرة‬
‫فلن يغفر ال لهم ) (التوبة ‪ )80 :‬رواه المامان البخاري (‪ )4670‬ومسلم ‪.‬‬

‫فقد ضعف جماعة من العلماء هذا الحديث ؛ بل حكم بعضهم بوضعه ‪ ،‬ومن هؤلء العلماء‬
‫القاضي الباقلني وإمام الحرمين والغزالي والداودي والستاذ محمد عبده ‪.‬‬

‫قال الغزالي في "المستصفى" ج ‪2‬ص ‪ : 43‬و الظهر أنه غير صحيح لنه عليه السلم‬
‫أعرف الخلق بمعاني الكلم ا‪.‬هـ‪.‬وقال في "المنحول" ص ‪ : 212‬كذب قطعا ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫وقال الداودي ‪ :‬هذا الحديث غير محفوظ ‪ .‬وقال القاضي الباقلني ‪ :‬ل يجوز أن يقبل هذا ول‬
‫يصح أن الرسول قاله ‪.‬‬

‫‪ -23‬حديث الجارية الذي فيه ( أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال لها ‪ :‬أين ال ؟ قالت‬
‫‪ :‬في السماء ) رواه مسلم ‪. )537( 33‬‬

‫فقد حكم ببطلنه جماعة من العلماء ‪ ،‬وهو الحق الذي ل مرية فيه ول تردد ‪ ،‬وبيان بطلنه‬
‫من وجوه ‪-:‬‬

‫الول ‪ :‬أنه مخالف لما تواتر عن النبي (صلى ال عليه وسلم) ؛ أنه كان إذا أتاه شخص يريد‬
‫السلم أمره أن ينطق بالشهادتين من غير أن يسأله هذا السؤال أو نحوه ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫الثاني ‪ :‬مخالفته لما ثبت عن النبي (صلى ال عليه وسلم) أنه كان إذا بعث بعض أصحابه‬
‫للدعوة إلى السلم أمرهم أن يأمروا الناس أن يشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمدا رسول ال‬
‫(صلى ال عليه وسلم) من غير أن يأمرهم أن يبينوا لهم أو يسألوهم عن هذه العقيدة‬
‫المزعومة ‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬أن النبي عليه السلم بين أركان السلم واليمان في حديث جبريل عليه السلم ‪ ،‬ولم‬
‫يذكر فيه عقيدة أن ال في السماء التي عليها المجسمة ‪ - ،‬تعالى اللع عن ذلك علوا كبيرا ‪. -‬‬

‫الرابع ‪ :‬أنه مخالف لحديث ‪ ( :‬أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ل إله إل ال وأن محمدا‬
‫رسول ال ‪ ،‬فإن هم فعلوا ذلك ؛ فقد عموا مني دمائهم وأموالهم إل بحق السلم ‪ ،‬وحسابهم‬
‫على ال ) وقد نص غير واحد على أنه حديث متواتر ‪.‬‬

‫الخامس ‪ :‬أنه مخالف لجماع المة ؛ من أن من نطق بالشهادتين وصدق بما جاء به الرسول‬
‫(صلى ال عليه وسلم) فقد دخل في السلم ‪.‬‬

‫السادس ‪ :‬أن عقيدة أن ال في السماء ل تثبت توحيدا ول تنفي شركا ‪ ،‬وذلك لن بعض‬
‫المشركين يعترفون بوجود ال وكذا النصارى ؛ ومع ذلك يشركون معه في اللوهية غيره ‪.‬‬

‫السابع ‪ :‬أن هذا الحديث قد جاء بألفاظ متعددة ‪ ،‬فقد جاء بما ذكرنا ‪ ،‬وجاء بلفظ ‪ :‬أتشهدين أن‬
‫ل إله إل ال ؟ فقالت ‪ :‬نعم ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫رواه مالك وأحمد ج ‪3‬ص ‪ ، 452‬وعبدالرزاق في "المصنف" ج ‪ 9‬ص ‪ ، 175‬وعبد بن حميد‬


‫والبزار والدارمي ج ‪2‬ص ‪ ، 187‬والطبرني ج ‪12‬ص ‪ ، 27‬وابن أبي شيبة وابن الجارود رقم‬
‫‪ ، 931‬والبيهقي ج ‪10‬ص ‪. 57‬‬

‫قال الهيثمي في "المجمع" ج ‪1‬ص ‪ 23‬و ج ‪4‬ص ‪ : 243‬رجال أحمد رجال الصحيح ‪ .‬وقال‬
‫ابن كثير في التفسير ‪ : 1/547‬إسناده صحيح وجهالة الصحابي ل تضره ا‪.‬هـ‪ ..‬وصححه أيضا‬
‫ابن عبدالبر في "التمهيد" ‪. 9/114‬‬

‫وجاء بلفظ ( من ربك ‪ ...‬إلخ ) رواه الربيع ( رحمه ال ) في "الجامع الصحيح" ج ‪2‬ص‬
‫‪ ، 62‬ورواه بهذا اللفظ في حادثة أخرى كل من النسائي ج ‪6‬ص ‪ ، 252‬وأبي داود ج ‪2‬ص‬
‫‪ ، 230‬وأحمد ج ‪4‬ص ‪ 222‬و ‪ 388‬و ‪ ، 389‬والطبراني ج ‪7‬ص ‪ 320‬و ج ‪7‬ص ‪ ، 136‬وفي‬
‫الوسط وابن حبان والحاكم ج ‪3‬ص ‪ ، 258‬والبيهقي ج ‪7‬ص ‪ 388‬و ‪. 389‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫واللفظ الثاني هو الصواب لموافقته للمتواتر من سنته (صلى ال عليه وسلم) كما بيناه آنفا ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬إن اللفظ الول هو الصواب لرواية المام مسلم له ؛ قلنا ‪ :‬إن الترجيح برواية‬
‫الشيخين أو أحدهما لبعض اللفاظ على رواية غيرهما ضعيف جدا ؛ بل باطل ل وجه له ‪ ،‬لعدم‬
‫وجود الدليل الدال عليه ؛ بل الدلة متوفرة بحمد ال على خلفه ‪ ،‬وهذا هو الذي ذهب إليه‬
‫جمهور المة ‪ ،‬ممن ذهب إليه من المتأخرين العلمة قاسم والكمال بن الهمام في "فتح‬
‫القدير" وفي "التحرير" ‪ ،‬وشارحا كتابه ابن أمير الحاج ومحمد المين المعروف بأمير‬
‫بادشاه وابن كثير والقسطلني وعلي القاري والصنعاني وأكرم السندي وأحمد شاكر‬
‫والكوثري وآخرون وهو الحق ‪.‬‬

‫الثامن ‪ :‬أنه لو سلم جدل أن لفظ مسلم مساو للفظين الخرين ؛ فإنه ل يجوز الحتجاج به ؛‬
‫لن الحديث يكون حينئذ محتمل للكل ؛ ومع الحتمال يسقط الستدلل كما هو مقرر عند أولي‬
‫العلم والكمال ‪.‬‬

‫التاسع ‪ :‬أن يحيى بن أبي كثير ‪ -‬أحد رواة هذا الحديث ‪ -‬مدلس ‪ ،‬وهو وإن كان قد صرح‬
‫بالسماع عند بعضهم إل أن بعض العلماء ل يأخذ برواية المدلس ولو صرح بالسماع ‪ ،‬ول‬
‫شك أن المتفق عليه أولى بالتقديم من المختلف فيه ‪.‬‬

‫العاشر ‪ :‬أن هذا الحديث معارض للقواطع العقلية والنقلية الدالة على عدم تحيز المولى‬
‫سبحانه في جهة الفرق ‪ ،‬والحديث الحادي ل يحتج به في العقائد ‪ -‬كما أوضحناه سابقا ‪ -‬ول‬
‫سيما مع معارضته للقواطع من الكتاب والسنة المتواترة ودللة العقل السليم ‪ .‬هذا ول‬
‫يعترض علينا بصحة إسناد هذا الحديث لننا وإن سلمنا ذلك ل يلزمنا منه الحكم بثبوت هذا‬
‫الحديث وذلك لن صحة السند شرط من شروط صحة الحديث وإذا بطل المتن فل عبرة بقوة‬
‫السناد كما هو مقرر عند علماء الحديث وإليك نصوص بعض العلماء في ذلك ‪-:‬‬

‫‪ )1‬قال الحاكم أبو عبدال في "علوم الحديث" ص ‪ : 113 ، 112‬وإنما يعلل الحديث من أوجه‬
‫ليس للجرح فيها مدخل ‪ ،‬فإن حديث المجروح ساقط واه ‪ ،‬وعلة الحديث تكثر في أحاديث‬
‫الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلول ‪ ،‬والحجة فيه‬
‫عندنا الحفظ والفهم والمعرفة ل غير ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫‪ )2‬قال ابن الجوزي في "الموضوعات" ج ‪1‬ص ‪ : 100 - 99‬وقد يكون السناد كله ثقات‬
‫ويكون الحديث موضوعا أو مقلوبا أو قد جرى فيه تدليس وهذا من أصعب المور ول يعرف‬
‫ذلك إل النقاد ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ )3‬قال ابن الصلح في "مقدمته" ص ‪ : 113‬قد يقال ‪ :‬هذا حديث صحيح السناد ول يصح‬
‫لكونه شاذا أو معلل ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫‪ )4‬قال الطيبي في "الخلصة" ‪ :‬قولهم ‪ :‬حديث صحيح أو حسن ‪ ،‬وقد يصح السناد أو‬
‫يحسن دون متنه لشذوذ أو علةا‪.‬هـ‪..‬‬

‫‪ )5‬قال النووي في "الرشاد" ص ‪ 69‬بعد كلم ‪ : ...‬لنه قد يصح أو يحسن السناد ‪ ،‬ول‬
‫يصح ول يحسن لكونه شاذا أو معللا‪.‬هـ‪ ..‬ومثله في مختصره التقريب ‪.‬‬

‫‪ )6‬قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوي" ج ‪ 18‬ص ‪ : 42‬وقد يترك من حديث الثقة ما علم‬
‫أنه أخطأ فيه ‪ ،‬فيظن من ل خبرة له أن كل ما رواه ذلك الشخص يحتج به أصحاب الصحيح‬
‫وليس المر كذلك ‪ ،‬فإن معرفة علل الحديث علم شريف يعرفه أئمة الفن ‪ ،‬كيحيى بن سعيد‬
‫القطان وعلي ابن المديني وأحمد ابن حنبل والبخاري صاحب الصحيح والدارقطني وغيرهم ‪،‬‬
‫وهذه علوم يعرفها أصحابها ‪.‬‬

‫وقال ص ‪ : 47‬كم من حديث صحيح التصال ثم يقع في أثنائه الزيادة والنقصان فرب زيادة‬
‫لفظة تحيل المعنى ونقص آخر كذلك‪.‬هـ‪.‬المراد منه ‪.‬‬

‫وقال ص ‪ 19‬بعد كلم ‪ : ...‬وهو خلف ما أخبر به القرآن مع أن حذاق أهل الحديث يثبتون‬
‫علة هذا الحديث ‪ -‬يعني حديث (( خلق ال التربة يوم السبت )) ‪ -‬من غير هذه الجهة ‪ ،‬وأن‬
‫رواية فلن غلط فيه لمور يذكرونها وهذا الذي يسمى معرفة علل الحديث ‪ ،‬يكون الحديث‬
‫إسناده في الظاهر جيدا ‪ ،‬ولكن عرف من طريق آخر أن رواية غلط فرفعه وهو موقوف ‪ ،‬أو‬
‫أسنده وهو مرسل ‪ ،‬أو دخل عليه حديث في حديث ‪ ،‬وهذا فن شريفا‪.‬هـ‪.‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ )7‬قال ابن القيم في "الفروسية" ص ‪ : 64‬وقد علم أن صحة السناد شرط من شروط صحة‬
‫الحديث وليست موجبة لصحة الحديث ‪ ،‬فإن الحديث يصح بمجموع أمور منها ‪ :‬صحة سنده‬
‫وانتقاء علته وعدم شذوذه ونكارته ‪.‬‬

‫وقال في تعليقاته على "سنن أبي داود" ج ‪ 1‬ص ‪ 112‬المطبوع بحاشية "عون المعبود" ‪:‬‬
‫أما قولكم إنه قد صح سنده فل يفيد الحكم بصحته ‪ ،‬لن صحة السند شرط أو جزء سبب للعلم‬
‫بالصحة ‪ ،‬ل موجب تام ‪ ،‬فل يلزم من مجرد صحة السند صحة الحديث ما لم ينتف عنه‬
‫الشذوذ والعلة ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬المراد منه ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ )8‬قال ابن جماعة في "المنهل الروي" ص ‪ : 37‬قولهم ‪ :‬حسن السناد أو صحيح السناد‬
‫دون قولهم ‪ :‬حديث صحيح أو حسن إذ قد يصح إسناده أو يحسن دون متنه لشذوذ أو‬
‫علةا‪.‬هـ‪..‬‬

‫‪ )9‬قال ابن الملقن في "المقنع" ج ‪1‬ص ‪ : 89‬قولهم ‪ :‬هذا حديث حسن السناد أو صحيحة‬
‫دون قولهم ‪ :‬حديث صحيح أو حسن لنه قد يقال هذا حديث صحيح السناد ‪ ،‬ول يصح لكونه‬
‫شاذا أو معللا‪.‬هـ‪..‬‬

‫‪ )10‬قال الصنعاني في "توضيح الفكار" ج ‪1‬ص ‪ : 234‬اعلم أن من أساليب أهل الحديث أن‬
‫يحكموا بالصحة والحسن والضعيف على السناد دون متن الحديث ‪ ،‬فيقولون إسناد صحيح‬
‫دون حديث ونحو ذلك أي حسن أو ضعيف لنه قد يصح السناد لثقة رجاله ول يصح الحديث‬
‫لشذوذ أو علة اهـ‪.‬‬

‫وقد نص على ذلك أيضا البلقيني والعراقي والحافظ ابن حجر وزكريا والنصاري والسخاوي‬
‫والسيوطي وعلي القاري واللكنوي وغيرهم بل هو أمر متفق عليه بين أئمة الفن الشريف‪.‬‬

‫وإليك بعض الحاديث التي ضعفها بعض العلماء أو أنهم حكموا بوضعها لنكارة متونها مع‬
‫قوة أسانيدها عندهم ‪ ،‬بغض النظر عن أسانيدها ومتونها عندنا ‪: )2( .‬‬

‫‪ -1‬قال الحاكم أبو عبدال في "علوم الحديث" ص ‪ 58‬عن حديث ابن عمر ( صلة الليل‬
‫والنهار مثنى مثنى ) ‪ :‬هذا حديث ليست له علة في إسناده لنه ليس في رواته إل ثقة ثبت‬
‫وذكر ( النهار ) فيه وهم والكلم عليه يطول ‪.‬ا‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪ -2‬وقال ص ‪ 113‬عن حديث هناك ‪ :‬هذا حديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح وله‬
‫علة فاحشة ‪.‬‬

‫‪ -3‬وقال ص ‪ 41‬عن حديث هناك ‪ :‬هذا حديث مخرج في الصحيح لمسلم بن الحجاج وله علة‬
‫عجيبة‪.‬‬

‫‪ -4‬وقال ص ‪ 59‬عن حديث هناك ‪ :‬هذا إسناد تناوله الئمة والثقات وهو باطل من حيث مالك ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -5‬وقال ص ‪ 59‬عن حديث "اللهم صيبا هنيئا" ‪ :‬وهذا حديث تداوله الثقات هكذا وهو في‬
‫الصل معلول واه ‪.‬‬

‫‪ -6‬وقال ص ‪ 115 - 114‬عن إسناد حديث هناك ‪ :‬وهذا إسناد ل ينظر فيه حديثي إل علم أنه‬
‫من شرط الصحيح ‪ ،‬والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا ‪.‬‬

‫‪ -7‬وقال فيه أيضا ص ‪ 120‬عن حديث في جمع الصلتين ‪ :‬ولم يذكر أبو عبدالرحمن ول أبو‬
‫علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع ‪ ،‬وقتيبة ‪ -‬يعني أحد رواة هذا الحديث ‪ -‬ثقة‬
‫مأمونا‪.‬هـ‪ ..‬والحديث صحيح ثابت وقد صححه غير واحد من المحققين كما ذكرته في غير هذا‬
‫الموضع ‪.‬‬

‫‪ -8‬قال الخطيب البغدادي كما في "تنزيه الشريعة" لبن عراق عن حديث ( إذا مات مبتدع )‬
‫‪ :‬السناد صحيح والمتن منكر ‪.‬‬

‫‪ .-2‬وذلك لنني إنما أردت من ذلك أن أبين تقرر هذه القاعدة عند أئمة الحديث ‪ ،‬وإل فإن‬
‫بعض هذه الحاديث صحيح ثابت عندنا كالحديث رقم (‪ ، )7‬وبعضها ضعيف من جهة سنده‬
‫أيضا كالحديث رقم(‪ )9‬والبعض الخر صحيح السناد منكر المتن كما قال أولئك العلماء ‪ ،‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫‪ -9‬قال الذهبي في "تلخيص المستدرك" ج ‪ 1‬ص ‪ : 317 ، 316‬عند الكلم على حديث علي‬
‫في ( الدعاء والصلة لنسيان القرآن ) ‪ :‬هذا حديث منكر شاذ أخاف أن يكون موضوعا ‪ ،‬وقد‬
‫حيرني ‪ -‬وال ‪ -‬جودة سنده فإنه ليس فيه إل الوليد بن مسلم وقد قال ‪ :‬حدثني ابن جريح ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬بل الحديث باطل من جهة سنده أيضا وله ثلث علل ‪-:‬‬

‫الولى ‪ :‬تدليس الوليد بن مسلم ‪ ،‬فإنه يدلس تدليس التسوية ‪ ،‬وهو من أقبح أنواع التدليس ‪،‬‬
‫فل يحتج بروايته إل إذا صرح بالسماع في جميع الطبقات ‪ ،‬وهذا مما لم يصنعه في هذا‬
‫الحديث ‪ ،‬وهذا كله على رأي من يرى الحتجاج بروايات المدلسين هذا النوع من التدليس ‪،‬‬
‫ولسنا ممن يرى ذلك لنه جرح على التحقيق ‪ ،‬ولو كنا ممن يرى ذلك لستثنينا الوليد بن‬
‫مسلم من ذلك ‪ ،‬لنه ثبت عنه أنه كان يدلس عن الكذابين الدجالين ‪ ،‬ومن كان هذا حاله فل‬
‫يحتج به ول كرامة ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬عنعنة ابن جريح فإنه مدلس مشهور ‪ ،‬قال الدارقطني ‪ :‬تجنب تدليس ابن جريح فإنه‬
‫قبيح التدليس ل يدلس إل فيما سمعه من مجروح كإبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫الثالثة ‪ :‬ضعف سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي أحد رواة هذا الحديث ‪ ،‬قال أبو حاتم ‪:‬‬
‫صدوق مستقيم الحديث لكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين ‪ ،‬وكان عندي لو أن رجل‬
‫وضع له حديثا لم يفهم وكان ل يميزا‪.‬هـ‪..‬‬

‫وللحديث طريق ثانية ‪ ،‬ولكنها ليست مما يفرح به ‪ ،‬لن في إسنادها النقاش شيخ الدارقطني‬
‫وهو كذاب ‪ ،‬إضافة إلى العلتين الولى والثانية اللتين في الطريق الولى وله طريق ثالثه وهي‬
‫كسابقتيها لن في إسنادها متروكا وضعيفا جدا ‪.‬‬

‫‪ -10‬وقال في "تذكرة الحفاظ" عن حديث ( ل تبتئسي على حميمك فإن ذلك من حسناتك ) ‪:‬‬
‫رواته ثقات لكنه منكر ‪.‬‬

‫‪ -11‬وذكر في "الميزان" قصة مجيء أحمد ابن حنبل إلى بيت إسماعيل بن إسحاق السراج‬
‫وسماعه لكلم الحارث المحاسبي لصحابه ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬وهذه حكاية صحيحة السند‬
‫منكرة ل تقع على قلبي ‪ ،‬أستبعد وقوع هذا من مثل أحمد ‪.‬‬

‫‪ -12‬وقال في "سير أعلم النبلء" ‪ 3/209‬بعد أن ذكر حديثا ‪ :‬ومع صحة إسناده هو منكر‬
‫من القول ‪ ،‬وهو يقتضي أن اسم ابن عمر ما غير إلى ما بعد سنة سبع من الهجرة وهو ليس‬
‫بشئ ‪.‬‬

‫‪ -13‬وقال فيه أيضا ج ‪6‬ص ‪ 338 - 337‬عن حديث ابن عمر أن رسول ال (صلى ال عليه‬
‫وسلم) قال ‪" :‬اغسلوا موتاكم" ‪ :‬غريب جدا ‪ ،‬وهذا محمول على من قتل في غير مصاف‬
‫القتال ‪ ،‬ولعل الغلط فيه من شيخ ابن عدي ‪ ،‬والثقة قد يهم ‪.‬‬

‫‪ -14‬وقال في تلخيصه للمستدرك للحاكم ج ‪ 1‬ص ‪ 507 ، 506‬عند الكلم على حديث ( لما‬
‫كان يوم أحد انكفأ المشركون فقال رسول ال (صلى ال عليه وسلم) استووا حتى أثني على‬
‫ربي ‪...‬الحديث ) ‪ :‬قلت ‪ -‬الذهبي ‪ : -‬لم يخرجا لعبيد وهو ثقة ‪ ،‬والحديث مع نظافة إسناده‬
‫منكر أخاف أن يكون موضوعا ‪.‬‬

‫‪ -15‬وقال فيه أيضا ج ‪ 2‬ص ‪ 367 ، 366‬عن حديث علي ‪ ( :‬انطلق بي رسول ال (صلى ال‬
‫عليه وسلم) حتى أتى الكعبة فقال لي ‪ :‬اجلس ‪ ) ...‬الحديث ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ -‬الذهبي ‪ : -‬إسناده‬
‫نظيف والمتن منكر ‪.‬‬

‫‪-16‬وقال فيه أيضا ج ‪ 3‬ص ‪ 128 ، 127‬عن حديث ابن عباس أنه (صلى ال عليه وسلم)‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫نظر إلى علي فقال ‪ (( :‬أنت سيد في الدنيا والخرة )) ‪.‬‬

‫‪ 17‬قلت ‪ -‬والقائل الذهبي ‪ : -‬هذا وإن كان رواته ثقات فهو منكر وليس ببعيد من الوضع ‪،‬‬
‫وإل لي شيء حدث به عبدالرزاق سرا ولم يجسر أن يتفوه لحمد وابن معين والخلق الذين‬
‫رحلوا إليه ؟ ‪.‬‬

‫‪ 18‬وقال فيه أيضا ج ‪ 3‬ص ‪ 159‬عن حديث أسماء بنت عميس كنت في زفاف فاطمة قلت ‪-‬‬
‫والقائل الذهبي ‪ : -‬فيه صالح بن حاتم عن أبيه ‪ ،‬وحاتم خرجا له ‪ -‬يعني الشيخين ‪ -‬وصالح‬
‫من شيوخ مسلم لكن الحديث غلط فإن أسماء كانت ليلة زفاف فاطمة بالحبشة ‪.‬‬

‫‪-19‬وقال فيه أيضا ج ‪ 3‬ص ‪ 171 - 170‬عند تعليقه على تصحيح الحاكم لحديث هناك قلت ‪-‬‬
‫الذهبي ‪ : -‬وروى عن يوسف نوح بن قيس أيضا وما علمت أحدا تكلم فيه ‪ - .‬قلت ‪ :‬وقد وثقه‬
‫يحيى بن معين ‪ ، -‬والقاسم وثقوه ‪ ...‬وما أدري أين آفة هذا الحديث ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫‪ -20‬وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" ج ‪ 4‬ص ‪ : 530‬هذا الحديث ‪ -‬على كل تقدير ‪-‬‬
‫منكر جدا قال شيخنا المام الحافظ أبو الحجاج المزي ‪ :‬هو حديث منكرا‪.‬هـ‪.‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -21‬وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" أيضا ج ‪ 4‬ص ‪ 12 ، 11‬عن حديث عائشة ‪ :‬أنها‬
‫جاءت هي وأبوها فقال إنا نحب أن تدعو لعائشة بدعوة ونحن نسمع ‪ ،‬فقال ‪ :‬اللهم اغفر‬
‫لعائشة بنت أبي بكر الصديق مغفرة واجبة ظاهرة وباطنة ‪ ...‬إلخ ‪ .‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬منكر على‬
‫جودة إسناده ‪.‬‬

‫‪ -22‬وقال فيه أيضا عن حديث ‪ :‬أطعم رسول ال (صلى ال عليه وسم) عن صفية خبزا‬
‫ولحما عند تعليقه على قول الحاكم صحيح ‪ ،‬قلت ‪ :‬بل غلط ‪ ،‬ذي زينب ‪.‬‬

‫‪ -23‬وقال فيه أيضا ج ‪ 4‬ص ‪ 48‬عن حديث هناك ‪ :‬صحيح منكر المتن ‪ ،‬فإن رقية ماتت وقت‬
‫بدر وأبو هريرة أسلم وقت خيبر ‪.‬‬

‫‪ 24‬وقال فيه أيضا ج ‪4‬ص ‪ 99‬عن حديث ‪ ( :‬ل تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية ) قلت ‪:‬‬
‫لم يصححه المؤلف ‪ -‬يعني الحاكم ‪ -‬وهو حديث منكر على نظافة سنده ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -25‬قال ابن طاهر عن حديث أنس ( رضي ال عنه ) في البسملة كما في "محاسن‬
‫الصطلح" للمام البلقيني (‪ : )3‬هذا إسناد صحيح متصل لكن هذه الزيادة في متنه منكرة‬
‫موضوعة ‪.‬‬

‫‪ 26‬قال ابن سيد الناس في "عيون الثر" ج ‪ 1‬ص ‪ 56 - 55‬عن حديث ذكره هناك من رواية‬
‫الترمذي بعد أن ذكره ‪ :‬قلت ‪ :‬ليس في إسناد هذا الحديث إل من خرج له في الصحيح‬
‫وعبدالرحمن بن غزوان أبو نوح لقبه قراد ‪ ،‬وانفرد به البخاري ويونس بن أبي إسحاق انفرد‬
‫به مسلم ‪ ،‬ومع ذلك ففي متنه نكارة ‪ ،‬وهي إرسال أبي بكر مع النبي عليه الصلة والسلم‬
‫بلل ‪ ،‬فكيف وأبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين فإن النبي (صلى ال عليه وسلم) أسن من‬
‫أبي بكر بأزيد من عامين ‪ ،‬وكانت للنبي (صلى ال عليه وسلم) تسعة أعوام على ما قاله أبو‬
‫جعفر محمد بن جرير الطبري وغيره أو اثنا عشر عاما على ما قاله آخرون ‪ ،‬وأيضا فإن بلل‬
‫لم ينتقل لبي بكر إل بعد ذلك بأكثر من ثلثين عاما ‪ ،‬فإنه كان لبني خلف الجمحيين وعندما‬
‫عذب في ال على السلم اشتراه أبو بكر ( رضي ال عنه ) رحمة له واستنقاذا من أيديهم‬
‫وخبره بذلك مشهورا‪.‬هـ‪.‬المراد منه ‪.‬‬

‫تابع تكملة هذا الموضوع >>>>>>>‬

‫‪=====================:‬‬

‫‪ -1‬ول يحضرني ذكر رقم الصفحة الن ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال الزركشي في "الجابة ليراد ما استدركته عائشة على الصحابة" ص ‪ 41‬في تعليق‬
‫على وهم وقع في رواية البخاري لحادثة الفك قال ‪ :‬قوله فيه فدعا رسول ال ( صلى ال‬
‫عليه وسلم ) بريرة ‪ ،‬وبريرة إنما اشترتها عائشة فأعتقتها بعد ذلك ‪ ...‬إلى أن قال ‪ :‬إن تفسير‬
‫الجارية ببريرة مدرج في الحديث من تفسير بعض الرواة ‪ ،‬فيظن أنه من الحديث ‪ ،‬وهو نوع‬
‫غامض ل يتنبه له إل الحذاق‪.‬‬

‫ومن نظائرة ما وقع في الترمذي وغيره من حديث يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر ابن أبي‬
‫موسى عن أبيه قال ‪ :‬خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي عليه الصلة والسلم فذكر‬
‫الراهب ‪ ،‬وقال في آخره ‪ ( :‬فرده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلل وزوده الراهب من الكعك‬
‫والزيت ) ‪ ،‬فهذه من الوهام الظاهرة ‪ ،‬لن بلل إنما اشتراه أبو بكر بعد مبعث النبي (صلى‬
‫ال عليه وسلم) وبعد أن أسلم بلل وعذبه قومه ‪ ،‬لما خرج النبي (صلى ال عليه وسلم) كان‬
‫له من العمر اثنتا عشرة سنة وشهران وأيام ‪ ،‬ولعل بلل لم يكن بعد ولد ‪ ،‬ولما خرج المرة‬
‫الثانية كان له قريب من خمس وعشرين سنة ‪ ،‬ولم يكن مع أبي طالب إنما كان مع ميسرة‬
‫ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" ج ‪ 2‬ص ‪ 265‬بعد كلم ‪ : ...‬وثقه ‪ -‬يعني قرادا أحد‬
‫رواة هذا الحديث ‪ -‬جماعة من الئمة والحفاظ ولم أر أحدا جرحه ومع هذا ففي حديثه غرابة‬
‫‪ ...‬إلى أن قال ‪ :‬الثالث أن قوله ‪ ( :‬وبعث معه أبو بكر بلل ) إن كان عمره (صلى ال عليه‬
‫وسلم) إذ ذاك اثنتي عشرة سنة فقد كان عمر أبي بكر إذ ذاك تسع سنين أو عشر وعمر بلل‬
‫أقل من ذلك فأين كان أبو بكر إذ ذاك ؟ ثم أين كان بلل ؟! كلهما غريبا‪.‬هـ‪..‬‬

‫وقال ابن الجزري كما في "تحفة الحوذي" للمبار كفوري ج ‪ 4‬ص ‪ : 297‬إسناده صحيح‬
‫رجاله الصحيح رجال الصحيح أو أحدهما ‪ ،‬وذكر أبي بكر وبلل فيه غير محفوظ ‪ ،‬وعده‬
‫أئمتنا وهما وهو كذلك ‪ ،‬فإن سن النبي (صلى ال عليه وسلم) اثنتا عشرة سنة وأبو بكر‬
‫أصغر منه بسنتين وبلل لعله لم يكن ولد في ذلك الوقت ا‪.‬هـ‪..‬‬

‫وقال الحافظ ابن حجر في "الصابة" ج ‪ 1‬ص ‪ : 183‬وقد وردت هذه القصة بإسناد رجاله‬
‫ثقات من حديث أبي موسى الشعري أخرجها الترمذي وغيره ولم يسم فيها الراهب ‪ ،‬وزاد‬
‫فيها لفظة منكرة وهي قوله وأتبعه أبو بكر بلل ‪ ،‬وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن‬
‫متأهل ول اشترى يومئذ بلل ‪ ،‬إل أن يحمل أن هذه الجملة الخيرة مقتطعة من حديث آخر‬
‫أدرجت في هذا الحديث ‪ ،‬وفي الجملة هي وهم من أحد رواتها‪.‬هـ‪ ..‬وقد صرح بمثل ذلك في‬
‫"هدي الساري" وال أعلم ‪.‬‬

‫‪ -25‬رواية البخاري لحادثة الفك تقدم كلم الزركشي في ذلك ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -26‬قال الحافظ ابن رجب عن حديث (( إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له‬
‫أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولكم به ‪ ،‬وإذا سمعتم الحديث عني تنكره‬
‫قلوبكم وتنفر عنه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه )) ‪ :‬إسناده قد قيل‬
‫‪ :‬إنه على شرط مسلم ولكنه معلول ا‪.‬هـ‪.‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -27‬قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ج ‪ 10‬ص ‪ 46‬عند ذكره ما رواه ابن مردويه في‬
‫تفسير من حديث أنس في قصة تحريم الخمر وأنه كان يسقي أبا عبيدة وأبا طلحة أن أبا بكر‬
‫وعمر كانا فيهم يشربان الخمر ‪ :‬ومن المستغربات ما رواه ابن مردويه ‪ ...‬إلى أن قال ‪ :‬وهو‬
‫منكر مع نظافة سنده ‪ ،‬وما أظنه إل غلطا ‪.‬‬

‫‪ -28‬أورد الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام" (‪ )647‬حديث الصماء بنت بسر أن رسول ال‬
‫(صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬ل تصوموا يوم السبت إل فيما افترض عليكم فإن لم يجد‬
‫أحدكم إل لحاء عنب أو عود شجرة فليمضغها )) وقال عنه ‪ :‬رواة الخمسة ورجاله ثقات إل‬
‫أنه مضطرب وقد أنكره مالكا‪.‬هـ‪.‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -29‬قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" ج ‪ 1‬ص ‪ 86‬عن حديث هناك ‪ :‬رجاله ثقات إل أنه‬
‫معلول ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ -30‬حديث ابن عباس ( رضي ال عنهما ) قال ‪ (( :‬في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح‬
‫كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى )) ‪ ،‬قال الحاكم ‪ :‬صحيح السناد ووافقه الذهبي في‬
‫"المستدرك" ‪.‬‬

‫اقل السيوطي في "التدريب" ج ‪ : 233 1‬ولم أزل أتعجب من تصحيح الحاكم له حتى رأيت‬
‫البيهقي قال ‪ :‬إسناده صحيح ولكنه شاذ بمرة ول أعلم لبي الضحى علبه متابعا قال السيوطي‬
‫‪ :‬وهذا من البيهقي في غاية الحسن فإنه ل يلزم من صحة السناد صحة المتن لحتمال صحة‬
‫السناد ‪ ،‬مع أن في المتن شذوذا أو علة تمنع صحته ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫وقال الذهبي في "العلو" ص ‪ ... : 61‬هذه بلية تحير السامع ‪ ...‬وهو من قبيل اسمع واسكت‬
‫اهـ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬بل متنه باطل منكر بمرة وإسناده ضعيف ‪ ،‬وليس هذا موضع بيان ذلك ‪ ،‬وعلى تقدير‬
‫ثبوته عن ابن عباس فهو مما رواه عن أهل الكتاب ‪ ،‬وهو مما يجب أن يجزم بكذبه لدلة ل‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫تتسع لها هذه العجالة ‪.‬‬

‫والمثلة على ذلك كثيرة جدا ل نطيل المقام بذكرها ‪ ،‬ولعلنا نفردها بكتاب خاص ‪.‬‬

‫هذا وإذا تقرر لك ذلك علمت بطلن زيادة ( في السماء ) وعلى تقدير ثبوتها فإن المراد بذلك‬
‫علو المرتبة كما أوضحه الحافظ وغيره ‪ ،‬هذا ومن الجدير بالذكر أن للفظ ( في السماء )‬
‫شاهدا رواه إسماعيل الهروي من طريق ابن عباس ( رضي ال عنهما ) ‪ ،‬ولكنه ليس مما‬
‫يفرح به ‪ ،‬لن في إسناه سعيد بن المرزبان وهو متروك منكر الحديث بمرة ‪ ،‬قال ابن معين ‪:‬‬
‫ليس بشيء ‪ ،‬وقال البخاري ‪ :‬منكر الحديث ‪ ،‬وقال النسائي ‪ :‬ضعيف ‪ ،‬وقال مرة ‪ :‬ليس بثقة‬
‫ول يكتب حديثه ‪ ،‬وقال الدارقطني ‪ :‬متروك ‪ ،‬وقال ابن حبان ‪ :‬كثير الوهم فاحش الخطأ وال‬
‫تعالى أعلم ‪.‬‬

‫‪ -24‬حديث ‪ (( :‬فيكشف ربنا عن ساقه )) رواه المام البخاري (‪. )4919‬‬

‫هذا الحديث بهذا اللفظ شاذ ‪ ،‬قال الحافظ في "الفتح" ج ‪8‬ص ‪ 858 - 857‬ط دار الكتب‬
‫العلمية ‪ :‬ووقع في هذا الموضع ( يكشف ربنا عن ساقه ) وهو من رواية سعيد بن أبي هلل‬
‫عن زيد بن أسلم فأخرجه السماعيلي كذلك ثم قال ‪ :‬في قوله ( عن ساقه ) نكرة ‪ ،‬ثم أخرجه‬
‫من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ ( يكشف عن ساقه ) ‪ ،‬قال السماعيلي ‪:‬‬
‫هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة ‪ ،‬ل يظن أن ال تعالى ذو أعضاء وجوارح لما في‬
‫ذلك من مشابهة المخلوقين ‪ -‬تعالى ال عن ذلك ‪ -‬ليس كمثله شيء ا‪.‬هـ‪ . .‬وأقره على ذلك‬
‫الحافظ ابن حجر ‪.‬‬

‫هذا والمراد بالساق في الية والحديث على تقدير صحته (‪ )2‬شدة المر كما قال ابن عباس‬
‫ومجاهد والضحاك وقتادة والنخعي ؛ بل هذا قول الصحابة قاطبة ‪ ،‬وإليه ذهب ابن جرير وابن‬
‫كثير والفخر الرازي وأبو حيان وابن الجوزي والقرطبي واللوسي وآخرون يطول الكلم‬
‫بذكرهم ‪ ،‬وهو الذي ذهب إليه ابن تيمية في ج ‪6‬ص ‪ 394‬من "مجموع الفتاوي" ‪.‬‬

‫تابع تكملة هذا الموضوع >>>>>>>‬


‫==========================================‬

‫‪:‬‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ .-.1‬ورواه أيضا برقم ‪ )35( 58‬بلفظ (( اليمان بضع وسبعون )) أو (( بضع وستون )) إلخ‬

‫‪ -2‬والصحيح عندنا أنه ضعيف كما بينا ذلك في غير هذا الموضع ‪.‬‬

‫والشواهد على ذلك كثيرة ل نطيل المقام بذكرها ‪ ،‬وال تعالى أعلم ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -25‬حديث حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال ‪:‬‬
‫قرأ رسول ال ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) قال ‪ (( :‬إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار‬
‫النار ‪ ،‬نادى مناد ‪ :‬يا أهل الجنة إن لكم موعدا عند ال ويريد أن ينجزكموه ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬ماهو‬
‫؟ ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار ؟ فيكشف ل عنهم الحجاب فينظرون إلى‬
‫ال ‪ ،‬فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجهه ‪ ،‬وهي الزيادة )) رواه مسلم ‪( 297‬‬
‫‪. ) 181‬‬

‫والجواب عن ذلك من وجهين ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬أن في إسناده حماد بن سلمة ‪ ،‬وهو وإن كان صدوقا في نفسه إل أنه سيء الحفظ يهم‬
‫ويخطئ ‪ ،‬وقد اختلط وتغير ‪ ،‬فهو ليس بحجة ‪.‬‬

‫قال الذهبي في "الكاشف" ج ‪1‬ص ‪ ( : 188‬ثقة صدوق يغلط ) ‪ ،‬وقال في "الميزان ج ‪1‬ص‬
‫‪ ( : 590‬كان ثقة له أوهام ) ‪.‬‬

‫وقال في "سير أعلم النبلء" ج ‪7‬ص ‪ 452‬بعد كلم ‪ ( :‬إل أنه طعن في السن ساء حفظه ؛‬
‫فلذلك لم يحتج به البخاري ‪ ،‬وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سمع قبل‬
‫تغيره ) ‪ ،‬إلى أن قال ‪ ( :‬فالحتياط أن ل يحتج فيما يخالف الثقات ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وسيأتي أن هذا الحديث من جملتها ‪.‬‬

‫وقال البيهقي ‪ ( :‬هو من أئمة المسلمين إل أنه لما كبر ساء حفظه ‪ ،‬فلذا تركه البخاري ) ‪.‬‬

‫وقال ابن سعد ‪ ( :‬ثقة ربما حدث بالحديث المنكر ‪ ،‬وقال الباجي ‪ :‬لم يكن عند القطان هناك ) ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬فتلخص من ذلك أنه ل يصح العتماد على رواية فيما يخالف فيه الثقات ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مطلقا‬
‫؛ وهو الصحيح ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن هذه الرواية معلة بالوقف ‪ ،‬قال الترمذي ‪ :‬هذا الحديث إنما أسنده حماد ابن سلمة‬
‫ورفعه ‪ ،‬وروى سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد هذا الحديث عن ثابت البناني عن‬
‫عبدالرحمن بن أبي ليلى قوله ا‪.‬هـ‪ ، .‬وكذا قال أبو مسعود الدمشقي وغيره ‪ ،‬وزادوا مع حماد‬
‫بن زيد وسليمان بن المغيرة حماد بن واقد ومعمر بن راشد ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وأما ما ذكره النووي من أنه يحكم بترجيح رواية الوصل ؛ لن الوصل زيادة من الثقة ‪،‬‬
‫والزيادة من الثقة مقبولة ‪ ،‬وأن الحكم حينئذ يكون لمن وصل الرواية ؛ ففيه أن هذه القاعدة‬
‫مختلف فيها ‪ .‬فذهب أكثر المحدثين ‪ -‬كما حكاه عنهم الخطيب وابن القطان ‪ -‬إلى أن الحكم‬
‫لمن وقف أو أرسل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الحكم للكثر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الحكم للحفظ ‪ ،‬وقيل ‪ :‬على حسب ما ذكره‬
‫النووي ‪ ،‬وقيل غير ذلك ‪.‬‬

‫قال الحاكم أبو عبدال ‪ ( :‬الثالث ‪ :‬من المختلف فيه خبر يرويه ثقة من الثقات عن إمام من‬
‫أئمة المسلمين يسنده ثم يرويه عنه جماعة من الثقات ‪ ،‬فيرسلونه ‪ ،‬وهذا القسم كثير ‪ ،‬وهو‬
‫صحيح على مذهب الفقهاء ‪ ،‬والقول فيه عندهم قول من زاد في إسناد أو المتن ‪ ،‬إذا كان‬
‫ثقة ‪ ،‬وأما أهل الحديث فالقول عندهم فيه قول الجمهور الذين وقفوه أو أرسلوه لما يخشى من‬
‫الوهم على الواحد ) اهـ‪.‬‬

‫وقال ابن دقيق العيد في مقدمة "شرح اللمام" ‪ ( :‬من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنه‬
‫إذا تعارض رواية مرسل ومسند أو رافع وواقف أو ناقص وزائد أن الحكم للزائد فلم يصب في‬
‫هذا ‪ ،‬فإن ذلك ليس قانونا مطردا ‪ ،‬وبمراجعة أحكامهم الجزائية يعرف صواب ما نقول ) ا‪.‬هـ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وقال ابن عبدالهادي كما في "نصب الراية" للزيلعي ج ‪ 337 - 1/336‬بعد كلم ‪ ... ( :‬بل فيه‬
‫‪ -‬أي قبول زيادة الثقة ‪ -‬خلف مشهور ‪ ،‬فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقا ‪ ،‬ومنهم من‬
‫ل يقبلها والصحيح التفصيل ‪ ،‬وهو أنها تقبل في موضع دون موضع ‪ ،‬فتقبل إذا كان الراوي‬
‫الذي رواها ثقة حافظا ثبتا والذي لم يذكرها مثله أو دونه في الثقة ‪ ،‬كما قبل الناس زيادة‬
‫مالك بن أنس قوله ‪ ( :‬من المسلمين ) في صدقة الفطر ‪ ،‬واحتج بها أكثر العلماء ‪ ،‬وتقبل في‬
‫موضع آخر لقرائن تخصها ‪ ،‬ومن حكم في ذلك حكما عاما فقد غلط ‪ ،‬بل كل زيادة لها حكم‬
‫يخصها ‪ ،‬ففي موضع يجزم بصحتها كزيادة مالك ‪ ،‬وفي موضع يغلب على الظن صحتها‬
‫كزيادة سعد بن طارق في حديث (( جعلت لي الرض مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا )) ‪،‬‬
‫وفي موضع يجزم بخطأ الزيادة كزيادة معمر ومن وافقه قوله ‪ ( :‬وإن كان مائعا فل‬
‫تقربوه ) ‪ ،‬وفي موضع يغلب على الظن خطؤها كزيادة معمر في حديث ماعز ‪( :‬الصلة‬
‫عليه ) ‪ ،‬وفي موضع يتوقف في الزيادة كما في أحاديث كثيرة ) ا‪.‬هـ‪ . .‬مع تصرف يسير ‪.‬‬

‫وقال الحافظ العلئي ‪ ( :‬كلم الئمة المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ‪ ،‬ويحيى‬
‫بن سعيد القطان ‪ ،‬وأحمد بن حنبل ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬وأمثالهم يقتضي أنهم ل يحكمون في هذه‬
‫المسألة بحكم كلي ‪ ،‬بل عملهم في ذلك دائر مع الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في‬
‫كل حديث حديث ) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال أيضا بعد كلم ‪ ... ( :‬فأما إذا كان رجال السنادين متكافئين في الحفظ ‪ ،‬أو العدد ‪ ،‬أو‬
‫كان من سنده ‪ ،‬أو رفعه دون من أرسله ‪ ،‬أو وقفه في شيء من ذلك مع أن كلهم ثقات محتج‬
‫بهم ‪ ،‬فههنا مجال النظر واختلف أئمة الحديث والفقهاء ‪.‬‬

‫فالذي يسلكه كثير من أهل الحديث بل غالبهم جعل ذلك علة مانعة للحكم بصحة الحديث‬
‫مطلقا ‪ ،‬فيرجعون إلى الترجيح لحدى الروايتين على الخرى ‪ ،‬فمتى اعتضدت إحدى‬
‫الطريقتين بشيء من وجوه الترجيح حكموا لها ‪ ،‬وإل توقفوا عن الحديث وعللوه بذلك ‪،‬‬
‫ووجوه الترجيح كثيرة ل تنحصر ول ضابطا لها بالنسبة إلى جميع الحاديث ‪ ،‬بل كل حديث‬
‫يقوم به ترجيح خاص ‪ ،‬وإنما ينهض بذلك الممارس الفطن الذي أكثر من الطرق والروايات ‪،‬‬
‫ولهذا لم يحكم المتقدمون في هذا المقام بحكم كلي يشمل القاعدة ‪ ،‬بل يختلف نظرهم بحسب‬
‫ما يقوم عندهم في كل حديث بمفرده وال أعلم ) ‪.‬‬

‫قال ‪ ( :‬وأما أئمة الفقه والصول فإنهم جعلوا إسناد الحديث ورفعه كالزيادة في متنه ‪ ،‬ويلزم‬
‫على ذلك قبول الشاذ كما تقدم ) ‪.‬‬

‫وقال ابن رجب الحنبلي في "شرح علل الترمذي" ص ‪ ( : 244 - 243‬وقد تكرر في هذا‬
‫الكتاب ذكر الختلف في الوصل والرسال والوقف والرفع ‪ ،‬وكلم أحمد وغيره من الحفاظ‬
‫يدل على اعتبار الوثق في ذلك والحفظ ‪ ،‬وقد قال أحمد في حديث أسنده حماد بن سلمة ‪ :‬أي‬
‫شيء ينفع وغيره يرسله ‪ ،‬وذكر الحاكم أن أئمة الحديث على أن القول الكثرين الذين أرسلوا‬
‫الحديث ‪ ،‬وهذا يخالف تصرفه في "المستدرك" ‪ ،‬وقد صنف في ذلك الحافظ الخطيب مصنفا‬
‫حسنا سماه "تميز المزيد في متصل السانيد" وقسمه قسمين ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬ما حكم فيه بصحة ذكر الزيادة في السناد وتركها ‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬ما حكم برد الزيادة وعدم قبولها ‪.‬‬

‫إلى أن قال ‪ :‬وذكر ‪ -‬أي الخطيب ‪ -‬في "الكفاية" حكاية عن البخاري أنه سئل عن حديث أبي‬
‫إسحاق في النكاح بل ولي فقال ‪ :‬الزيادة من الثقة مقبول ‪ ،‬وإسرائيل ثقة ‪ ،‬وهذه الحكاية إن‬
‫صحت فإنما مراده الزيادة في هذا الحديث ‪ ،‬وإل فمن تأمل كتاب "تاريخ البخاري" تبين له‬
‫قطعا أنه لم يكن يرى زيادة كل الثقة في السناد مقبول ‪ ،‬وهكذا الدارقطني يذكر في بعض‬
‫المواضع أن الزيادة من الثقة مقبول ‪ ،‬ثم يرد في أكثر المواضع زيادات كثيرة عن الثقات‬
‫ويرجح الرسال على السناد ‪ ،‬فدل على أن مرادهم زيادة الثقة في تلك الواضع الخاصة وهي‬
‫إذا كان الثقة مبررا في الحفظ ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال الدارقطني في حديث زاد في إسناده ثقات رجل وخالفهما الثوري فلم يذكره فقال ‪ :‬لول‬
‫أن الثوري خالف لكان القول قول من زاد فيه ‪ ،‬لن زيادة الثقة مقبول وهذا تصريح بأنه يقبل‬
‫زيادة الثقة إذا لم يخالفه من هو أحفظ منه ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال ابن الوزير ‪ ( :‬قلت ‪ :‬وعندي أن الحكم في هذا ل يستمر بل يختلف باختلف قرائن‬
‫الحوال ‪ ،‬وهو موضع اجتهاد ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلح" ص ‪ 240‬ط دار الكتب العلمية تعليقا‬
‫على قول ابن الصلح ‪ ( :‬وما صححه ‪ -‬أي الخطيب ‪ -‬من ترجيح الوصل والرفع فهو الصحيح‬
‫في الفقه وأصوله ) ‪.‬‬

‫أقول ‪ -‬والقائل الحافظ ابن حجر ‪ ( : -‬الذي صححه الخطيب شرطه أن يكون الراوي عدل‬
‫ضابطا ‪ ،‬وأما الفقهاء والصوليون فيقبلون ذلك من العدل مطلقا وبين المرين فرق كثير ‪.‬‬
‫وهنا شيء يتعين التنبيه عليه هو ‪ :‬أنهم شرطوا في الصحيح أن ل يكون شاذا وفسروا الشاذ‬
‫بأنه ما رواه الثقة فخالفه من هو أضبط منه أو أكثر عددا ثم قالوا ‪ :‬تقبل الزيادة من الثقة‬
‫مطلقا ‪ ،‬وبنوا على ذلك أن من وصل معه زيادة فينبغي تقديم خبره على من أرسل مطلقا ‪.‬‬

‫فلو اتفق أن يكون من أرسل أكثر عددا أو أضبط حفظا أو كتابا على من وصل أيقبلونه أم ل ؟‬
‫أم هل يسمونه شاذا أم ل ؟ ل بد من التيان بالفرق أو العتراف بالتناقض ‪.‬‬

‫والحق في هذا أن زيادة الثقة ل تقبل دائما ومن أطلق ذلك عن الفقهاء والصوليين فلم يصب‬
‫وإنما يقبلون ذلك إذا استووا في الوصف ولم يتعرض بعضهم لنفيها لفظا ول معنى ‪.‬‬

‫وممن صرح بذلك المام فخر الدين وابن البياري ‪ -‬شارح البرهان ‪ -‬وغيرهما ‪ ،‬وقال ابن‬
‫السمعاني ‪ ( :‬إذا كان راوي الناقصة ل يغفل أو كانت الدواعي تتوفر على نقلها ‪ ،‬أو كانوا‬
‫جماعة ل يجوز عليهم أن يغفلوا عن تلك الزيادة وكان المجلس واحدا ‪ ،‬فالحق أن ل يقبل‬
‫رواية راوي الزيادة هذا الذي ينبغي ) ‪ .‬انتهى ‪ .‬ثم قال ‪ :‬وإنما أردت بإيراد هذا بيان أن‬
‫الصوليين لم يطبقوا على القبول مطلقا بل الخلف بينهم ‪ ،‬ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫وقال ص ‪ 263‬بعد كلم ‪ ... ( :‬وعلى المصنف إشكال أشد منه ‪ ،‬وذلك أنه يشترط في الصحيح‬
‫أن ل يكون شاذا كما تقدم ‪ ،‬ويقول ‪ :‬إنه لو تعارض الوصل والرسال قدم الوصل مطلقا ‪،‬‬
‫سواء كان رواة الرسال أكثر أو أقل ‪ ،‬أحفظ أم ل ‪ ،‬ويختار في تفسير الشاذ أنه الذي يخالف‬
‫رواية من هو أرجح منه ‪ .‬وإذا كان راوي الرسال أحفظ ممن روى الوصل مع اشتراكهما في‬
‫الثقة ‪ ،‬فقد ثبت كون الوصل شاذا ‪ ،‬فكيف يحكم له بالصحة مع شرطه في الصحة أن ل يكون‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫شاذا ؟ هذا في غاية الشكال ‪ ،‬ويمكن أن يجاب عنه بأن اشترط نفي الشذوذ في شرط الصحة‬
‫إنما يقوله المحدثون ‪ ،‬وهم القائلون بترجيح رواية الحفظ إذا تعارض الوصل والرسال ‪،‬‬
‫والفقهاء وأهل الصول ل يقولون بذلك ‪ ،‬والمصنف قد صرح باختيار ترجيح الوصل على‬
‫الرسال ولعله يرى عدم اشتراط نفي الشذوذ في شرط الصحيح لنه هناك لم يصرح عن نفسه‬
‫باختيار شيء بل اقتصر على نقل ما عند المحدثين ‪.‬‬

‫وإذا انتهى البحث إلى هذا المجال ارتفع الشكال ‪ ،‬وعلم منه أن مذهب أهل الحديث أن شرط‬
‫الصحيح أن ل يكون الحديث شاذا ‪ ،‬وأن من أرسل من الثقات إن كان أرجح ممن وصل من‬
‫الثقات قدم وكذا بالعكس ‪ ،‬ويأتي فيه الحتمال عن القاضي وهو أن الشذوذ يقدح في الحتجاج‬
‫لفي التسمية وال أعلم ) ‪.‬‬

‫وقال في "نزهة النظر" ص ‪ ( : 96 - 95‬وزيادة راويهما أي ‪ :‬الصحيح والحسن ( مقبولة‬


‫مالم تقع منافية ل ) رواية ( من هو أوثق ) ممن لم يذكر تلك الزيادة ‪ .‬لن الزيادة إما أن‬
‫تكون ل تنافي بينها وبين رواية من لم يذكرها ‪ ،‬فهذه تقبل مطلقا لنها في حكم الحديث‬
‫المستقل الذي ينفرد به الثقة ‪ ،‬ول يرويه عن شيخه غيره ‪ ،‬وإما أن تكون منافية بحيث يلزم‬
‫من قبولها رد الرواية الخرى ‪ ،‬فهذه التي يقع الترجيح بينها وبين معارضها ‪ ،‬فيقبل الراجح‬
‫ويرد المرجوح ‪.‬‬

‫واشتهر عن جمع من العلماء القول بقبول الزيادة مطلقا من غير تفصيل ‪ ،‬ول يتأتى ذلك على‬
‫طريق المحدثين الذين يشترطون في الصحيح أن ل يكون شاذا ‪ ،‬ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة‬
‫الثقة من هو أوثق منه ‪ ،‬والعجب ممن أغفل ذلك منهم مع اعترافه باشتراط انتقاء الشذوذ في‬
‫حد الحديث الصحيح وكذا الحسن والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كعبد الرحمن بن‬
‫مهدي ويحيى القطان وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي ابن المديني والبخاري وأبي‬
‫زرعة وأبي حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها‬
‫ول يعرف عن أحد منهم لطلق قبول الزيادة )‪.‬اهـ‬

‫وتابعه على ذلك غير واحد من شراحه وقوله ‪ ( :‬فهذه تقبل مطلقا لنها في حكم الحديث‬
‫المستقل الذي ينفرد به الثقة ول يرويه عن شيخه غيره ) كلم ضعيف مردود ‪ ،‬كما بين ذلك‬
‫الحافظ نفسه حيث قال في" النكت على ابن الصلح" ص ‪ 284 - 283‬بعد كلم ‪ ... ( :‬وهو‬
‫احتجاج مردود ‪ ،‬لنه ليس كل حديث تفرد به أي ثقة كان مقبول ‪ ،‬كما سبق بيانه في نوع‬
‫الشاذ ‪ ،‬ثم أن الفرق بين تفرد الراوي بالحديث من أصله وبين تفرده بالزيادة ظاهر ‪ ،‬لن‬
‫تفرده بالحديث ل يلزم منه تطرق السهو والغفلة إلى غيره من الثقات ‪ ،‬إذ ل مخالفة في‬
‫روايته لهم بخلف تفرده بالزيادة إذا لم يروها من هو أتقن منه حفظا وأكثر عددا ‪ ،‬فالظن‬
‫غالب بترجيح روايتهم على روايته ومبنى هذا المر على غلبة الظن ) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال في "فتح الباري" ج ‪ 12‬ص ‪ ( : 312‬والتحقيق أنهما ‪ -‬الشيخان ‪ -‬ليس لهما في تقديم‬
‫الوصل عمل مطرد بل هو دائر مع القرينة مهما ترجح بها اعتمداه وإل كم حديث أعرضا عن‬
‫تصحيحه للختلف في وصله وإرساله ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال السخاوي في "الغاية شرح الهداية" ج ‪1‬ص ‪ 293‬بعد أن ذكر المذاهب المذكورة في‬
‫المسألة ‪ ( :‬ولكن الحق أنه ل طراد فيهما ‪ -‬أي تعارض الوصل والرسال أو الرفع والوقف ‪-‬‬
‫لحكم معين بل الترجيح يختلف بحسب ما يظهر للناقد كما قرره شيخنا وبسطه في محل آخر )‬
‫ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال في "فتح المغيث" ج ‪1‬ص ‪ 194 ، 193‬بعد كلم ‪ ... ( :‬والظاهر أن محل القوال فيما لم‬
‫يظهر فيه ترجيح ‪ ،‬كما أشار إليه شيخنا وأومأ إليه ما قدمته عن ابن سيد الناس ‪ ،‬وإل فالحق‬
‫حسب الستقرار من صنيع متقدمي الفن ‪ ،‬كابن مهدي والقطان وأحمد والبخاري ‪ ،‬عدم الجزم‬
‫بحكم كلي ‪ ،‬بل ذلك دائر مع الترجيح ‪ ،‬فتارة يترجح الوصل وتارة الرسال وتارة يترجح عدد‬
‫الذوات على الصفات ‪ ،‬وتارة العكس ‪ ،‬ومن راجع أحكامهم الجزائية تبين له ذلك ‪ ،‬والحديث‬
‫المذكور لم يحكم له البخاري بالوصل لمجرد أن الواصل معه زيادة ‪ ،‬بل لما انضم لذلك من‬
‫قرائن رجحته ‪ ،‬ككون يونس بن أبي إسحاق وابنيه إسرائيل وعيسى رووه عن أبي إسحاق‬
‫موصول ‪ ،‬ول شك أن آل الرجل أخص به من غيرهم ل سيما وإسرائيل قال فيه الدارقطني ‪:‬‬
‫يشبه أن يكون القول قوله ‪ ،‬ووافقهم على الوصل عشرة من أصحاب أبي إسحاق ممن سمعه‬
‫من لفظه ‪ ،‬واختلفت مجالسهم في الخذ عنه كما جزم به الترمذي ‪.‬‬

‫وأما شعبة والثوري فكان أحدهما له عنه عرضا في مجلس واحد لما رواه الترمذي من طريق‬
‫الطيالسي ‪ ،‬حثنا شعبة قال ‪ :‬سمعت الثوري يسأل أبا إسحاق أسمعت أبا بردة يقول ‪ :‬قال‬
‫رسول ال ( صلى ال عليه وسلم ) ‪ (( :‬ل نكاح إل بولي )) ؟ فقال أبو إسحاق ‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫ول يخفى رجحان الول هذا إذا قلنا حفظ الثوري وشعبة في مقابل عدد الخرين ‪ ،‬مع أن‬
‫الشافعي يقول ‪ :‬العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد ‪ ،‬ويتأيد كل ذلك بتقديم البخاري نفسه‬
‫للرسال في أحاديث أخر لقرائن قامت عنده ‪ ،‬ومنها أنه ذكر لبي داود الطيالسي حديثا وصله‬
‫وقال ‪ :‬إرساله أثبت هذا حاصل ما أفاده شيخنا مع زيادة ‪ ،‬وسبقه لكون ذلك مقتضى كلم‬
‫الئمة ‪ :‬العلئي ومن قبله ابن دقيق العيد وغيرهما وسيأتي في العلل أنه كثر العلل‬
‫بالرسال والوقف للوصل والرفع إن قويا عليهما وهو شاهد لما قررناه ) ‪.‬‬

‫وقال السيوطي في "التدريب" ج ‪2‬ص ‪ ( : 206‬وهذا القسم مع النوع السابق ) وهو المزيد‬
‫في متصل السانيد ( يعترض بكل منهما على الخر ) لنه ربما كان الحكم للزايد وربما كان‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫للناقص والزايد وهم ‪ ،‬وهو يشتبه على كثير من أهل الحديث ول يدركه إل النقاد ا‪.‬هـ‪ . .‬وما‬
‫بين القواس من كلم المام النووي ‪.‬‬

‫وقال البقاعي ‪ :‬بعد أن أورد كلما لبن الصلح في هذه المسألة ‪ ،‬ذكر فيه أن الصحيح عند‬
‫المحدثين والصوليين أن الحكم لمن وصل الرواية ‪ ،‬قال ‪ :‬إن ابن الصلح خلط طريقة‬
‫المحدثين بطريقة الصوليين ‪ ،‬فإن للحذاق من المحدثين في هذه المسألة نظرا لم يحكه ‪ ،‬وهو‬
‫الذي ل ينبغي أن يعدل عنه ‪ ،‬وذلك أنهم ل يحكمون فيها بحكم مطرد ‪ ،‬وإنما يديرون ذلك مع‬
‫القرائن ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫قلت ‪ :‬وهذا هو الحق الحقيق بالقبول ‪ ،‬وهو الذي جرى عليه عمل المحققين من الفقهاء ‪ ،‬كما‬
‫يعرف ذلك من له أدنى ممارسة لهذا الفن ‪.‬‬

‫ونقل الحافظ العلئي عن شيخه ابن الزملكاني أنه فرق بين مسألتي تعارض الوصل والرسال‬
‫والرفع والوقف ‪ ،‬بأن الوصل في السند زيادة عن الثقة فتقبل وليس الرفع زيادة في المتن‬
‫فتكون علة ‪ ،‬وتقرير ذلك أن المتن إنما هو قول النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬فإن كان من‬
‫قول الصحابي فليس بمرفوع فصار منافيا له ؛ لن ما دونه من قول الصحابي مناف لكونه من‬
‫كلم النبي عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وأما الموصل والمرسل فكل منهما موافق للخر في كونه‬
‫من كلم النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬وهو قول قوي له وجه وجيه من الحق كما هو ظاهر‬
‫جلي واضح غير خفي ‪ ،‬وبذلك تعرف أن الحكم برفع هذه الرواية إلى النبي (صلى ال عليه‬
‫وسلم) ل يتمشى إل على رأي من يقول إن الحكم للوصل مطلقا في حالة التعارض ؛ وقد رأيت‬
‫أنه قول ضعيف جدا مخالف لما عليه جماهير المحققين من الفقهاء والمحدثين ‪.‬‬

‫وأما ما ذكره بعض المتحذلقين (‪ )1‬من أن لحديث صهيب شواهد مرفوعة من طريق أنس بن‬
‫مالك وكعب بن عجرة وأبي بن كعب وأبي موسى الشعري ‪ ،‬وموقوفة من طريق أبي بكر‬
‫الصديق وحذيفة وعلي بن أبي طالب وأبي موسى الشعري ‪ ،‬فهذا الكلم منه يدل بأوضح‬
‫دللة وينادي بأعلى صوت على قلة علمه أو سوء قصده وخباثة طبعه ‪ ،‬وقد يجتمع كل ذلك ؛‬
‫وهو الذي أجزم به ‪ ،‬وأستطيع أن أستدل له وأبرهن عليه بما ل يدع مجال للشك أو التشكيك‬
‫في ذلك من كل من شم رائحة العلم والنصاف ولو مرة واحدة في حياته ‪ ،‬ومن أوضح الدلة‬
‫وأسطع البراهين وأقوى الحجج على ذلك قوله بعدما أورد حديث ابن عمر في تفسير قول ال‬
‫تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ( القيامة ‪ : ) 23 ، 22:‬والحديث في درجة‬
‫الحسن ‪ ،‬مع أنه حديث موضوع وكذب مخترع مصنوع ‪ ،‬كما ل يخفى على طالب علم ؛ وذلك‬
‫لن في إسناد ثوير بن أبي فاختة ‪ ،‬وهو ثوير كاسمه‪.‬‬

‫قال المام سفيان الثوري ‪ :‬ثوير ركن من أركان الكذب ‪ .‬وقال الدارقطني وابن الجنيد ‪ :‬متروك‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ .‬وقال البخاري ‪ :‬تركه يحيى وابن مهدي ‪ .‬وقال في الوسط ‪ :‬كان ابن عيينة يغمزه أي‬
‫بالكذب ‪ ،‬وروى الساجي عن أيوب أنه قال ‪ :‬لم يكن مستقيم الشأن ‪ ،‬وقال الجوزجاني ‪ :‬ليس‬
‫بثقة ‪ .‬وقال ابن حبان ‪ :‬كان يقلب السانيد حتى يجيء في رواياته بأشياء كأنها موضوعة ‪.‬‬
‫هذا وقد اضطرب فيه ؛ فرواه مرة مرفوعا ‪ ،‬ورواه مرة موقوفا ‪ ،‬ورواه مرة عن ابن عمر‬
‫( رضي ال عنهما ) مباشرة ‪ ،‬ورواه مرة أخرى عنه بالواسطة ‪ ،‬وهذا الضطراب وحده منه‬
‫يكفي للجزم ببطلن هذا الحديث من أصله ؛ فكيف ورواية ركن من أركان الكذب ‪)2( .‬‬

‫هذا وللحديث شاهدان من طريق ابن عباس وأنس ( رضي ال عنهما ) لبد من التنبيه عليهما‬
‫مخافة أن يغتر بهما بعض من ل علم له ‪.‬‬

‫أما حديث ابن عباس ؛ ففي إسناده باذام مولى هانيء ( رضي ال عنهما ) وهو ضعيف جدا ‪.‬‬
‫قال ابن عدي ‪ :‬ما علمت أحدا من المتقدمين رضيه ‪ ،‬وقد جاء من طريق أخرى ؛ ولكن في‬
‫إسنادها عطية العوفي ؛ وهو مدلس ؛ وقد عنعن كما في "الشريعة" للجري ‪ ،‬و"العتقاد"‬
‫للبيهقي ‪ ،‬ثم هو ضعيف ل تقبل له رواية ولو صرح بالسماع ‪ ،‬قال ابن حنبل ‪ :‬ليحل كتب‬
‫حديثه إل على جهة التعجب ‪ ،‬وقد ضعفه أحمد وهشيم وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي‬
‫والساجي وابن عدي وآخرون ‪.‬‬

‫وأما حديث أنس ففي إسناده صالح بن بشير المري ‪ ،‬قال الفلس ‪ :‬منكر الحديث جدا ‪ .‬وقال‬
‫النسائي ‪ :‬متروك ‪ .‬وقال أحمد ‪ :‬ليس هو صاحب حديث ‪ .‬وقال البخاري ‪ :‬نمكر الحديث ‪ .‬وقال‬
‫ابن حبان ‪ :‬كان يروي الشيء الذي سمعه من ثابت والحسن ونحو هؤلء على التوهم فيجعله‬
‫عن أنس ‪ ،‬فظهر من روايته الموضوعات التي عن الثبات ‪ ،‬فاستحق الترك عن الحتجاج ‪،‬‬
‫كان يحيى بن معين شديد الحمل عليه ‪.‬‬

‫وإذا تقرر ذلك فإليك الجواب عن تلك الروايات التي احتج بها ذلك المتحذلق ‪.‬‬
‫================================‬

‫‪-1‬هو عبدالرحيم الطحان عامله ال بما يستحق ‪.‬‬


‫‪-2‬وقد جاءت رواية في الرؤية عن ابن عمر من طريقين آخرين ؛ وفي إسناد إحداهما كذاب‬
‫ومجهول ‪ ،‬وفي إسناد الخرى ضعف وانقطاع ‪ ،‬ثم هما بغير هذا اللفظ كما هو مبسوط في‬
‫محاله‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أ‪ -‬جواب الروايات المرفوعة‬


‫‪ -1‬أما رواية أنس بن مالك ( رضي ال عنه ) ففيها نوح بن أبي مريم أبو عصمة ؛ وهو‬
‫كذاب دجال ‪.‬‬

‫قال البخاري ‪ :‬قال ابن المبارك لوكيع ‪ :‬عندنا شيخ يقال له أبو عصمة كان يضع كما يضع‬
‫المعلى بن هلل ‪ .‬وقال ابن معين ‪ :‬ليس بشيء ‪ ،‬ول يكتب حديثه ‪ .‬وقال أبو حاتم ومسلم‬
‫والدولبي والدارقطني والساجي ‪ :‬متروك الحديث ‪ ،‬وزاد الساجي ‪ :‬عنده أحاديث بواطيل ‪.‬‬
‫وقال البخاري ‪ :‬ذاهب الحديث ‪ .‬وقال النسائي ‪ :‬ليس بثقة ول مأمون ‪ ،‬وقال في موضع آخر ‪:‬‬
‫سقط حديثه ‪ ،‬وقال مرة ‪ :‬ليس بثقة ول يكتب حديثه ‪ .‬وقال ابن حبان ‪ :‬كان يقلب السانيد ‪،‬‬
‫يروي عن الثقات ما ليس من أحاديث الثبات ؛ ل يجوز الحتجاج به بحال ‪ ،‬وقال أيضا ‪ :‬نوح‬
‫الجامعي ‪ ،‬جمع كل شيء إل الصدق ‪ .‬وقال أبو علي النيسابوري ‪ :‬كان كذابا ‪ .‬وقال النقاش ‪:‬‬
‫روى الموضوعات ‪ ،‬وكذبه ابن عيينة ‪ .‬وقال الحاكم ‪ :‬أبو عصمة مقدم في علومه إل أنه‬
‫ذاهب الحديث بمرة ‪ ،‬وقد أفحش أئمة الحديث القول فيه ببراهين ظاهرة ‪ ،‬وقال أيضا ‪ :‬لقد‬
‫كان جامعا رزق كل شيء إل الصدق ؛ نعوذ بال من الخذلن ‪ .‬وقال الخليلي ‪ :‬أجمعوا على‬
‫ضعفه ‪.‬‬

‫وفيها أيضا سلم بن سالم البلخي ؛ وهو ضعيف جدا ‪ ،‬قال أبو زرعة ‪ :‬ل يكتب حديثه وأومأ‬
‫بيده إلى فيه ‪ ،‬قال ابن حاتم ‪ :‬يعني ل يصدق ‪ .‬وقال ابن المبارك ‪ :‬اتق حيات سلم ل تلسعك ‪،‬‬
‫وقال الخليلي ‪ :‬أجمعوا على ضعفه ‪ ،‬ولم يرو عنه من أهل بلخ إل من لم يكن الحديث من‬
‫صنعته ‪ ،‬وقال ابن حبان ‪ :‬منكر الحديث ؛ يلقب الخبار قلبا ‪.‬‬

‫وللحديث طريق أخرى ؛ ولكنها ليست مما يفرح به ؛ لن في إسنادها عمر ابن سعيد البصري‬
‫البح ‪ ،‬قال البخاري ‪ :‬منكر الحديث ؛ أي ل تحل الرواية عنه كما هو معلوم من صنيع‬
‫البخاري ‪ ،‬بل صرح بذلك البخاري نفسه كما تجد ذلك في "الميزان" وغيره ‪.‬‬

‫وفيها أيضا عبدال بن محمد بن جعفر القاضي ‪ ،‬قال الدارقطني في سؤالت الحاكم ‪ :‬كذاب‬
‫يضع‪.‬‬

‫وفيها أيضا عنعنة مدلسين ؛ مع اختلط أحدهما ‪ ،‬على أن هذه الطريق إنما هي موجودة في‬
‫كتاب "الرؤية" المنسوب إلى الدارقطني ؛ وهو ليس عنه ‪ ،‬وإنما هو مكذوب عليه ‪ ،‬والمتهم‬
‫به ابن كادش أو العشاري ‪ ،‬وبيان ذلك في غير هذا الموضع ‪.‬‬

‫‪-1‬وأما رواية كعب بن عجرة فهي من طريق ابن حميد قال ‪ :‬حدثنا إبراهيم بن المختار عن‬
‫ابن جريج عن عطاء عن كعب ‪ ،‬وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء والكذابين ‪.‬‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -2‬ابن حميد ‪ :‬هو محمد بن حميد التميمي الرازي ؛ ضعيف جدا ‪ ،‬سئل عنه النسائي فقال ‪:‬‬
‫ليس بشيء ‪ ،‬قيل له ‪ :‬البته ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وقال في موضع آخر ‪ :‬كذاب ‪ .‬وقال البخاري ‪ :‬فيه‬
‫نظر ‪ ،‬وهذا جرح شديد كما هو معلوم من صنيع البخاري ‪ .‬وقال ابن حبان ‪ :‬ينفرد عن الثقات‬
‫بالمقلوبات‪ .‬وقال أبو علي النيسابوري ‪ :‬قلت لبن خزيمة ‪ :‬لو حدث السناد عن محمد بن‬
‫حميد ؛ فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنه لم يعرفه ؛ ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى‬
‫عليه أصل ‪ .‬وسئل عنه أبو زرعة ‪ ،‬فأومأ بإصبعه إلى فيه ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬كان يكذب ؟ فقال‬
‫برأسه ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال له السائل ‪ :‬كان قد شاخ ؛ لعله كان يعمل عليه ويدلس عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل يا‬
‫بني كان يتعمد ‪ .‬وقال ابن خراش ‪ :‬كان وال يكذب ‪ .‬وقال صالح جزرة ‪ :‬ما رأيت أجرأ على‬
‫ال منه ‪ ،‬وقال ‪ :‬ما رأيت أحذق بالكذب منه ومن ابن الشاذكوني ‪.‬‬

‫وإبراهيم بن المختار ضعيف ‪ ،‬قال البخاري ‪ :‬فيه نظر ‪ ،‬وهذا جرح شديد كما تقدم من صنيع‬
‫البخاري ‪ .‬وقال زنيج ‪ :‬تركته ‪ ،‬ولم يرضه ‪ .‬وذكره ابن حبان في الثقات وقال ‪ :‬يتقي حديثه‬
‫من رواية ابن حميد عنه ‪ ،‬قلت ‪ :‬وهذا الحديث منها‬

‫وابن جريج ؛ مدلس ‪ ،‬وقد عنعن ‪ ،‬قال الدارقطني ‪ :‬تجنب تدليس ابن جريج ؛ فإنه قبيح‬
‫التدليس ‪ ،‬ل يدلس إل فيما سمعه من مجروح ‪ ،‬مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة‬
‫وغيرهما ‪ ،‬وفي كتاب علي ابن المديني ‪ ،‬سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن جريج عن‬
‫عطاء الخراساني فقال ‪ :‬ضعيف ‪ ،‬قلت ليحيى ‪ :‬إنه يقول أخبرني ‪ ،‬قال ‪ :‬إنه لشيء ؛ كله‬
‫ضعيف ؛ إنما هو كتاب دفعه إليه‪.‬‬

‫وعطاء الخراساني ‪ ،‬قد ضعفه جماعة ‪ ،‬قال ابن حبان ‪ :‬كان رديء الحفظ يخطيء ول يعلم ؛‬
‫فبطل الحتجاج به ‪ .‬وقال الحافظ ‪ :‬صدوق يهم كثيرا ويدلس ويرسل ‪ ،‬وقد كذبه سعيد بن‬
‫المسيب‪.‬‬

‫ثم إن هذه الرواية منقطعة ؛ لن عطاء هذا لم يسمع من أحد من الصحابة إل من أنس ‪ ،‬كما‬
‫قال الطبراني ‪ .‬وله طريق أخرى ‪ ،‬وهي باطلة أيضا ؛ لن في إسنادها عباد بن كثير الثقفي ‪،‬‬
‫وهو متروك ‪ ،‬قال أحمد ‪ :‬روى أحاديث مكذوبة لم يسمعها ‪ ،‬وفيها غير ذلك ‪.‬‬

‫‪-3‬وأما رواية أبي بن كعب ‪ ،‬فهي من طريق زهير بن محمد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني من سمع أبا‬
‫العالية قال ‪ :‬حدثنا أبي بن كعب ‪.‬‬

‫زهير بن محمد ‪ :‬يخطيء يغلط ‪ ،‬قال يحيى في رواية ‪ :‬ضعيف ‪ .‬وقال النسائي ‪ :‬ضعيف ‪،‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال في موضع آخر ‪ :‬ليس بالتقوى ‪ .‬وقال عثمان الدارمي ‪ :‬له أغاليط كثيرة ‪ ،‬وذكره أبو‬
‫زرعة في "الضعفاء" ‪ .‬وقال أبو حاتم ‪ :‬محله الصدق وفي حفظه سوء ‪ .‬وقال الساجي ‪:‬‬
‫منكر الحديث ‪ .‬وقال ابن حبان ‪ :‬يخطيء ويخالف ‪.‬‬

‫وعمرو بن أبي سلمة روايته عن زهير ضعيفة ‪ ،‬قال أحمد ‪ :‬روى عن زهير أحاديث بواطيل ‪.‬‬
‫نعم تابعة الوليد بن مسلم ؛ لكنه يدلس التسوية ‪ ،‬ثم فيها الرجل الراوي عن أبي العالية وهو‬
‫غير معروف ‪ ،‬وقد جاءت من طريق أخرى ‪ ،‬وهي واهية بمرة لن في إسنادها محمد بن‬
‫زكريا الغلبي الضبي ‪ ،‬وهو وضاع كما قال الدارقطني وجاءت من طريق أخرى وهي ضعيفة‬
‫أيضا ‪.‬‬

‫‪-1‬وأما رواية أبي موسى الشعري ؛ ففي إسنادها أبان بن أبي عياش ‪ ،‬قال أحمد ابن حنبل ‪:‬‬
‫متروك الحديث ؛ ترك الناس حديثه منذ دهر ‪ ،‬وقال أيضا ‪ :‬ل يكتب حديثه ‪ .‬وقال يحيى‬
‫والفلس والنسائي والدارقطني وأبو حاتم ‪ :‬متروك الحديث ‪ ،‬وزاد أبو حاتم ‪ :‬وكان رجل‬
‫صالحا ؛ ولكنه بلي بسوء الحفظ ‪ ،‬وقال النسائي في موضع ‪ :‬ليس بثقة ول يكتب حديثه ‪.‬‬
‫وقال الحاكم أبو أحمد ‪ :‬منكر الحديث ‪ ،‬تركه شعبه وأبو عوانة ويحيى وعبدالرحمن ‪ .‬وقد‬
‫روي عنه من طريقين ‪:‬‬

‫إحداهما ‪ :‬رواها ابن وهب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبرني شبيب عن أبان ؛ ورواية ابن وهب عن شبيب‬
‫ضعيفة ‪ ،‬كما قال ابن عدي وتابعه الحافظ ‪.‬‬

‫والثانية ‪ :‬رواها قيس بن الربيع ‪ ،‬وقيس هذا قال عنه الحافظ في "التقريب" ‪ :‬صدوق ‪ ،‬تغير‬
‫لما كبر ؛ أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به ‪.‬‬

‫‪ -5‬وجاء أيضا من طريق ابن عمر ‪ ،‬وفي إسناده ضعيفان ‪ :‬أبو معشر والهيثم بن حميد ‪ ،‬وقد‬
‫تكون فيها غير ذلك فإن إسنادها ل يحضرني الن ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ب ‪ -‬جواب الروايات الموقوفة‬


‫‪-1‬أما رواية أبي بكر ( رضي ال عنه ) ففيها أبو إسحاق السبيعي ‪ ،‬وهو مدلس ‪ ،‬وقد‬
‫عنعن ‪ ،‬ثم هو قد اختلط بآخره ‪ ،‬قال مغيرة ‪ :‬أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم هذا ‪.‬‬
‫وقال معن ‪ :‬أفسد حديث أهل الكوفة أبو إسحاق والعمش ‪ ،‬وصرح بتدليسه أيضا شعبة وابن‬
‫حبان وحسين الكرابيسي وأبو جعفر الطبري ‪ ،‬ونص على اختلطه يحيى بن معين وأحمد‬
‫وآخرون ‪.‬‬

‫ثم إن هذه الرواية مرسلة ؛ لن عامر بن سعد ‪ -‬الراوي عن أبي بكر الصديق ‪ -‬لم يسمع‬
‫منه ‪ ،‬نعم جاءت من طريق أخرى موصولة ؛ لكن سعيد بن نمران ‪ -‬راويها عن الصديق ‪-‬‬
‫مجهول ‪.‬‬

‫‪-2‬وأما رواية حذيفة ‪ ،‬ففيها أيضا أبو إسحاق السبيعي ‪ ،‬وقد عرفت حاله ‪.‬‬

‫‪3‬وأما رواية علي بن أبي طالب ‪ ،‬ففي إسنادها الحارث العور ؛ وهو ضعيف جدا ‪ ،‬قال‬
‫البخاري في "التاريخ الكبير" عن إبراهيم ‪ :‬إنه اتهم الحارث ‪ ،‬وقال أيضا عن مغيرة ‪:‬‬
‫سمعت الشعبي ‪ :‬حدثنا الحارث وأشهد أنه أحد الكذابين ‪ ،‬ونحو ذلك في "التاريخ الصغير" ‪،‬‬
‫وفي "الميزان" قال أيوب ‪ :‬كان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروي عن علي باطل ‪ .‬وفيه‬
‫أيضا قال ابن المديني ‪ :‬كذاب ‪ ،‬واختلفت الرواية عن ابن معين في شأنه ‪ ،‬وأكثر الرواية عنه‬
‫أنه يضعفه ‪.‬‬

‫وفي "التهذيب" عن ابن شاهين في "الثقات" قال ‪ :‬قال أحمد بن صالح المصري ‪ :‬الحارث‬
‫العور ثقة ما أحفظه ! ما أحسن ما روى عن علي ! وأثنى عليه ‪ ،‬قيل له ‪ :‬فقد قال الشعبي‬
‫كان يكذب ‪ ،‬قال ‪ :‬لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه ‪ ،‬قال الشيخ أحمد شاكر في‬
‫تعليقاته على مسند أحمد ‪ :‬هذا تمحل وتأول ضعيف بغيد ‪ ،‬ما الكذب في الرأي هذا ؛ والشعبي‬
‫يقول ‪ :‬حدثنا الحارث وأشهد أنه أحد الكذابين ‪ .‬ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال ‪ :‬أبو زرعة ‪ :‬الحارث ل يحتج بحديثه ‪ .‬وقال الحاكم ‪ :‬ليس بقوي ‪ ،‬ول ممن يحتج به ‪.‬‬
‫وقال الدارقطني ‪ :‬الحارث ضعيف ‪ .‬وقال ابن حبان ‪ :‬كان الحارث غاليا في التشيع ؛ واهيا في‬
‫الحديث ‪ ،‬وفيه غير ما ذكرنا‬
‫‪ -4‬وأما رواية أبي موسى الشعري ‪ ،‬ففيها أبو بكر الهذلي ‪ ،‬وهو متروك وقد كذب ‪ ،‬قال ابن‬
‫معين ‪ :‬ليس بشيء ‪ ،‬وقال في موضع آخر ‪ :‬ليس بثقة ‪ .‬وقال يحيى ‪ :‬وكان غندر يقول ‪ :‬كان‬
‫أبو بكر إمامنا وكان يكذب ‪ .‬وقال النسائي وعلي بن الجنيد ‪ :‬متروك الحديث ‪ .‬وقال ابن‬
‫المديني ‪ :‬ضعيف ليس بشيء ‪ ،‬وقال مرة ‪ :‬ضعيف جدا ‪ ،‬وقال مرة ‪ :‬ضعيف ‪ .‬وقال‬
‫الدارقطني ‪ :‬منكر الحديث متروك ‪ .‬وقال البخاري والساجي ‪ :‬ليس بالحافظ عندهم ‪.‬‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪-5‬وأما رواية ابن مسعود ‪ ،‬ففي إسنادها أبو بكر عبدال بن سليمان بن الشعث ‪ ،‬وهو‬
‫كذاب ؛ كما قال عنه أبوه ؛ وهو أدرى الناس به ‪ ،‬قال ابن الجنيد ‪ :‬سمعت أبا داود يقول ‪:‬‬
‫ابني عبدال كذاب ‪ .‬وقال ابن صاعد ‪ :‬كفانا ما قال أبوه فيه ‪ .‬وقال أبو القاسم البغوي ‪ -‬بعد أن‬
‫قرأ له كتابا ‪ : -‬أنت وال عندي منسلخ من العلم ‪.‬‬

‫وفيها عامر بن الفرات ‪ ،‬وهو مجهول ‪ .‬وفيها من لم أجد له ترجمة ‪ .‬وفيها أسباط بن نصر‬
‫كثير الخطأ ‪.‬‬

‫‪ -6‬وكذا يقال عن رواية ابن عباس ( رضي ال عنهما ) لنها من الطريق نفسها ‪ .‬وجاء عنه‬
‫أيضا من طريق أخرى ‪ ،‬وفي إسنادها الحكم بن أبان ‪ ،‬وهو ضعيف ‪.‬‬

‫على أن هذا الحديث لو ثبت لما كان فيه دليل على ما ادعوه ؛ لن النظر يأتي لمعان عدة كما‬
‫هو معروف ‪ ،‬وانظر "الحق الدامغ" لشيخنا العلمة الخليلي ‪ -‬حفظه ال تعالى ‪. -‬‬

‫هذه خمسة وعشرون (‪ )1‬حديثا بعضها موجودة في الصحيحين ‪ ،‬وبعضها الخر في أحدهما؛‬
‫قد ضعفها جمع من العلماء ‪ ،‬ومنهم ‪ :‬أحمد وابن تيمية وابن القيم واللباني ‪ ،‬وقد تقدم كلم‬
‫ابن تيمية واللباني على أحاديث الشيخين ‪ ،‬ولهما ولغيرهما كلم آخر ل نطيل به المقام ‪ ،‬وقد‬
‫ضعف العلماء جماعة من رجال الشيخين ولول خوف الطالة لذكرت طائفة منهم ‪.‬‬

‫‪ ...‬تنبيهات ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن هناك أحاديث أخرى في الصحيحين أو أحدهما قد ضعفها كثير من العلماء منها ‪:‬‬

‫(‪ )1‬حديث جابر بن عبدال ( رضي ال عنهما ) قال ‪ (( :‬نهى رسول ال أن تنكح المرأة على‬
‫عمتها أو خالتها )) رواه البخاري ‪ 5108‬وغيره من طريق عاصم عن الشعبي أنه سمع جابرا‬
‫( رضي ال عنه ) ‪ ،‬قال البيهقي ‪ :‬الحفاظ يرون رواية عاصم خطأ ‪.‬‬

‫(‪ )2‬عن أنس بن مالك ( رضي ال عنه ) قال وقت لنا رسول ال (صلى ال عليه وسلم) في‬
‫قص الشارب وتقليم الظافر وحلق العانة ونتف البط ‪ ...‬الحديث ‪ ،‬رواه مسلم ‪. )258( 51‬‬

‫قال العقيلي ‪ :‬في حديث جعفر ‪ -‬يعني ابن سليمان الضبعي أحد رواة هذا الحديث ‪ -‬نظر وقال‬
‫ابن عبد البر ‪ :‬لم يروه إل جعفر بن سليمان وليس بحجة لسوء حفظه وكثرة غلطه ا‪.‬هـ‪. .‬‬
‫وفيه نظر ليس هذا موضع ذكره ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫(‪ )3‬عن أنس بن مالك ( رضي ال عنه ) أن النبي (صلى ال عليه وسلم) نهى عن بيع الثمار‬
‫حتى تزهي ‪ ،‬فقيل وما تزهي ؟ قال حتى تحمر قال رسول ال أرأيت إذا منع ال الثمرة بم يأخذ‬
‫أحدكم مال أخيه ‪ ،‬رواه البخاري ‪ 2197 - 1488‬ومسلم ‪. )1555( 15‬‬

‫قال الدارقطني أخرجها جميعا ‪ -‬يعني البخاري ومسلما ‪ -‬حديث مالك عن حميد عن أنس‬
‫فذكره ثم قال ‪ :‬خالف مالكا جماعة منهم إسماعيل بن جعفر وابن المبارك وهشيم ومروان بن‬
‫معاوية ويزيد بن هارون وغيرهم ‪ ،‬قالوا فيه ‪ :‬قال أنس ‪ :‬أرأيت إن منع ال الثمرة ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وقد أخرجها جميعا حديث إسماعيل بن جعفر وقد فصل كلم أنس من كلم النبي (صلى ال‬
‫عليه وسلم) ‪ .‬وقد سبق الدارقطني إلى القول بالدراج في هذا الحديث أبو حاتم وأبو زرعة‬
‫وغير واحد من أئمة الحديث وال تعالى أعلم ‪.‬‬

‫(‪ )4‬أن النبي (صلى ال عليه وسلم) لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج‬
‫منه ‪ ،‬رواه البخاري ‪ ، 4288 ، 1601 ، 398‬فقد ضعفه جماعة من العلماء منهم ابن تيمية (‬
‫‪ )1‬وال أعلم ‪.‬‬

‫(‪ )5‬عن أبي قتادة أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال في حديث (( ‪ ...‬إنما التفريط على‬
‫من لم يصل الصلة حتى يجيء وقت الصلة الخرى فليصلها حين ينتبه لها ‪ ،‬فإذا كان الغد‬
‫فليصلها عند وقتها)) رواه مسلم ‪. )681( 311‬‬

‫قال الخطابي كما في "الفتح" ج ‪ 2‬ص ‪ : 90‬ل أعلم أحدا قال بظاهره وجوبا ‪ ،‬قال ‪ :‬ويشبه‬
‫أن يكون المر فيه للستحباب ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫قال الحافظ ‪ :‬ولم يقل أحد من السلف باستحباب ذلك أيضا ؛ بل عدوا الحديث غلطا من رواية ؛‬
‫وحكى ذلك الترمذي عن البخاري ‪ ،‬ويؤيد ذلك ما رواه النسائي من حديث عمران بن حصين‬
‫أيضا أنهم قالوا ‪ :‬يا رسول ال أل نقضيها لوقتها من الغد ؟ فقال رسول ال ‪ (( :‬ل ينهاكم ال‬
‫عن الربا ويأخذه منكم )) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫(‪ )6‬حديث عائشة ( رضي ال عنها ) مرفوعا (( عشرة من الفطرة ‪ ...‬إلخ )) رواه مسلم ‪56‬‬
‫(‪ )261‬وغيره ‪ .‬قال النسائي ج ‪ 8‬ص ‪ : 128‬وحديث سليمان التيمي وجعفر بن إياس أشبه‬
‫بالصواب من حديث مصعب بن شيبة ‪ -‬يعني هذا الحديث ‪ -‬ومصعب منكر الحديث ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫(‪ )1‬إل أنه نسبه إلى أسامة ‪ ،‬والصحيح أنه عند البخاري من طريق ابن عباس ( رضي ال‬
‫عنه ) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ج ‪ 1‬ص ‪ 6660‬ط دار الكتب العلمية ‪ :‬وأخرجه السماعيلي‬
‫وأبو نعيم في مستخرجيهما من طريق إسحاق بن راهويه عن عبدالرزاق شيخ إسحاق بن‬
‫نصر فيه بإسناده هذا فجعله من رواية ابن عباس عن أسامة بن زيد ‪ ،‬وكذلك رواه مسلم من‬
‫طريق محمد بن بكر عن ابن جريج وهو الرجح ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫قال الدارقطني ‪ :‬تفرد به مصعب بن شيبة ‪ ،‬وخالفه أبو بشر وسليمان التيمي فروياه عن طلق‬
‫قوله غير مرفوع ا‪.‬هـ‪ . .‬وقال في "العلل" ‪ :‬وخالفه ‪ -‬يعني مصعب بن شيبة ‪ -‬سليمان التيمي‬
‫وأبو بشر جعفر بن إياس فروياه عن طلق بن حبيب قال ( كان يقال عشرة من الفطرة ) وهما‬
‫أثبت من مصعب بن شيبة ‪ ،‬وأصح حديثا ا‪.‬هـ‪. .‬‬
‫وقال ابن عبد الهادي في "المحرر" رقم ‪ : 32‬له علة مؤثرة ا‪.‬هـ‪ ، .‬وقد استنكره أيضا ابن‬
‫منده والعقيلي ‪.‬‬

‫(‪ )7‬حديث ابن عباس ( رضي ال عنه ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) (( قضى‬
‫بالشاهد واليمين)) ‪ ،‬رواه مسلم ‪. )1712( 3‬‬

‫هذا الحديث ضعفه جماعة من العلماء منهم ابن معين والبخاري والطحاوي وابن التركماني‬
‫وآخرون ‪.‬‬

‫(‪ )8‬حديث صلته (صلى ال عليه وسلم) الظهر بعد أن طاف بالبيت في حجة الوداع ‪ ،‬فقد‬
‫رواه مسلم عن ابن عمر ( رضي ال عنهما ) أنه صلى بمنى ‪ ، )1308( 335‬روراه من‬
‫طريق جابر ( رضي ال عنه) أنه ( صلى ال عليه وسلم ) صلها بمكة ‪. )1218( 147‬‬

‫قال ابن حزم ‪ :‬أحد هذين الخبرين كذب ‪ ،‬وقال العيني في "البناية شرح الهداية" ‪ :‬أحد‬
‫الخبرين وهم ؛ ولم ندر أيهما ‪ ،‬ومثله عن ابن سيد الناس وابن أبي الوفاء القرشي ‪ ،‬وقال‬
‫ابن العربي ‪ :‬وهو مشكل جدا لصحة كل الطريقين ‪ ،‬وأحدهما وهم ل محاله ‪ ،‬ول ندري أيهما‬
‫صحيح ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وحكم ابن القيم بأن الرواية التي فيها أنه صلها بمكة وهم من الوهام ‪ ،‬ورجح ابن الهمام‬
‫وعلي القاري والدهلوي وغيرهم الرواية التي فيها أنه (صلى ال عليه وسلم) صلى الظهر‬
‫بمكة ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫(‪ )9‬حديث أبي هريرة ( رضي ال عنه ) أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬إن‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان ال ليلقي لها بال يرفعه ال بها درجات )) رواه البخاري‬
‫‪ 6478‬وغيره ‪.‬‬

‫قال اللباني في "ضعيف الجامع وزياداته" ج ‪2‬ص ‪ : 59‬ضعيف ‪ ،‬وقال في "ضعيفته" ج‬


‫‪2‬ص ‪ : 465 - 463‬ضعيف أخرجه البخاري و ‪ ...‬و ‪ ...‬من طريق عبدالرحمن بن عبدال بن‬
‫دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا ‪ ،‬وهذا إسناد ضعيف ‪ ،‬وله علتان ‪:‬‬

‫الولى ‪ :‬سوء حفظ عبد الرحمن هذا ‪ ...‬إلخ‬


‫الثانية ‪ :‬مخالفة المام مالك في رفعه ‪ ...‬إلخ‬

‫(‪ )10‬عن أنس بن مالك ( رضي ال عنه ) قال ‪ (( :‬بعث النبي (صلى ال عليه وسلم) أقواما‬
‫من بني سليم إلى بني عامر في سبعين ‪ ...‬إلخ )) رواه البخاري ‪. 2801‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ج ‪6‬ص ‪ 23‬قوله ‪ ( :‬بعث النبي أقواما من بني سليم إلى‬
‫بني عامر ) قال الدمياطي ‪ :‬هو وهم ‪ ،‬فإن بني سليم مبعوث إليهم ‪ ،‬والمبعوث هم القراء ؛‬
‫وهم من النصار ا‪.‬هـ‪ . .‬قلت ‪ -‬والقائل ابن حجر ‪ -‬التحقيق ‪ :‬أن المبعوث إليهم بنو عامر أما‬
‫بنو سليم فغدروا بالقراء المذكورين ‪ ،‬والوهم في السياق من حفص بن عمر شيخ البخاري‬
‫ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫هذا ومن الجدير بالذكر أن الحافظ الدمياطي قد ذكر طائفة من الوهام التي وردت في صحيح‬
‫المام البخاري كما في "الطبقات الكبرى" لبن السبكي ج ‪ 10‬ص ‪ 115‬وإليك نص ما قاله‬
‫في ذلك ‪ ،‬قال ‪ ( :‬وأما إمام الدنيا أبو عبدال البخاري ففي "جامعة الصحيح" أوهام ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫* في ( باب من بدأ بالحلب والطيب عند الغسل ) ذكر فيه حديث عائشة ‪ ( :‬كان النبي (صلى‬
‫ال عليه وسلم) إذا اغتسل من الجنابة دعا بشيء نحو الحلب فأخذ بكفه ) الحديث ‪.‬‬

‫ظن البخاري أن الحلب ضرب من الطيب فوهم فيه ‪ ،‬وإنما هو إناء يسع حلب الناقة ‪ ،‬وهو‬
‫أيضا المحلب ‪ -‬بكسر الميم ‪ . -‬وحب المحلب ‪ -‬بفتح الميم ‪ : -‬من العقاقير الهندية ‪.‬‬

‫· وذكر في ( باب مسح الرأس كله ) من حديث مالك ‪ ،‬عن عمرو بن يحيى عن أبيه ‪ :‬أن رجل‬
‫قال لعبدال بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى ‪ :‬أتستطيع أن تريني كيف كان رسول ال (صلى‬
‫ال عليه وسلم) يتوضأ ؟ ‪.‬‬

‫قوله ( جد عمرو بن يحيى ) وهم ‪ ،‬وإنما هو عم أبيه ‪ ،‬وهو عمرو بن أبي حسن ‪ ،‬وعمرو‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ابن يحيى بن عمارة بن أبي حسن تميم بن عمرو بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن‬
‫مازن بن النجار المازني ‪ ،‬ولبي حسن صحبة ‪ ،‬وقد ذكره في الباب بعده على الصواب ‪ ،‬من‬
‫حديث وهيب عن عمرو بن يحيى عن أبي قال ‪ :‬شهدت عمرو بن أبي حسن ‪ ،‬سأل عبدال بن‬
‫زيد عن وضوء النبي (صلى ال عليه وسلم) ‪ ...‬الحديث ‪.‬‬

‫* وذكر فيه أيضا في ( باب إذا أقيمت الصلة فل صلة إل المكتوبة ) من حديث شعبة عن‬
‫سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم عن رجل من الزد يقال له ‪ :‬مالك بن بحينة ‪.‬‬

‫وقد وهم شعبة في قوله ( مالك بن بحينة ) وإنما هو ولده عبدال بن بحينة ‪ ،‬وقد رواه‬
‫مسلم ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬وابن ماجة ‪ ،‬على الصواب ‪.‬‬

‫فإما ابن ماجة ؛ فرواه من حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن حفص عن عبدال بن بحينة ‪،‬‬
‫ورواه مسلم والنسائي من حديث أبي عوانة عن سعد بن إبراهيم عن حفص عن ابن بحينة ؛‬
‫يعني عبدال ‪ ،‬وليس لمالك صحبة ‪ ،‬وإنما الصحبة لولده عبدال بن مالك بن القشب ‪ .‬هذا‬
‫قول ابن سعد ‪.‬‬

‫وقال ابن الكلبي ‪ :‬مالك بن معبد بن القشب ‪ ،‬وهو جندب بن نضلة بن عبدال بن رافع ابن‬
‫محضب بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن‬
‫عبدال بن مالك بن نصر بن الزد ‪.‬‬

‫وبحينة أم عبدال ‪ :‬بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف ‪ ،‬واسمها عبدة ‪ ،‬أخت عبيدة بن‬
‫الحارث بن المطلب ‪ ،‬والمقتول يوم بدر ‪ ،‬رفيق حمزة وعلي الذين برزوا يوم بدر لعتبة بن‬
‫ربيعة وأخيه شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ‪ ،‬والوليد بن عتبة ‪ .‬ولبحينة صحبة‬
‫‪.‬‬

‫* وذكر فيه أيضا في ( باب من يقدم في اللحد ) في الجنائز ‪ :‬قال جابر ‪ ( :‬فكفن أبي وعمي‬
‫في نمرة واحدة ) ولم يكن لجابر عم ‪ ،‬وإنما هو عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب ‪،‬‬
‫كانت عنده عمة جابر هند بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن‬
‫سلمة ‪.‬‬

‫* وذكر فيه أيضا في ( غزوة المرأة البحر ) عن عبدال بن محمد عن معاوية بن عمرو عن‬
‫أبي إسحاق عن عبدال بن عبدالرحمن النصاري عن أنس قال ‪ ( :‬دخل النبي (صلى ال عليه‬
‫وسلم) على بنت ملحان ) الحديث ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫قال أبو مسعود ‪ :‬يقط بين أبي إسحاق وبين أبي طوالة عبدال بن عبدالرحمن بن معمر بن‬
‫حزم ‪ :‬زائدة بن قدامة الثقفي ‪.‬‬

‫* وذكر فيه أيضا في "مناقب عثمان بن عفان" ‪ :‬أن عليا جلد الوليد بن عقبة ثمانين ‪.‬‬
‫والذي رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة من حديث عبد العزيز بن المختار عن الداناج عبدال‬
‫بن فيروز عن حضين بن المنذر عن علي ‪ :‬أن عبدالل بن جعفر جلده وعلي يعد ‪ ،‬فلما بلغ‬
‫أربعين قال علي ‪ :‬أمسك ‪.‬‬

‫* وذكر فيه أيضا في < باب وفود النصار > ‪ ( :‬حدثنا علي حدثنا سفيان قال ‪ :‬كان عمرو‬
‫يقول ‪ :‬سمعت جابر بن عبدال يقول ‪ :‬شهد بي خالي العقبة ‪ ،‬قال عبدال بن محمد ‪ :‬قال ابن‬
‫عيينة ‪ :‬أحدهما البراء بن معرور ) ‪.‬‬

‫وهذا وهم ‪ ،‬إنما خاله ثعلبة وعمرو ابنا عنمة بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد‬
‫ابن غنم بن كعب بن سلمة ‪ ،‬أختهما أنيسة بنت عنمة ‪ ،‬أم جابر بن عبدال ‪.‬‬

‫* وذكر فيه أيضا في < باب فضل من شهد بدرا > ‪ :‬فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن‬
‫عبد مناف خبيبا ‪ ،‬وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر ‪.‬‬

‫وهذا وهم ‪ ،‬ما شهد خبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جحجبا بن كلفة ابن‬
‫عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الوس بدرا ‪ ،‬ول قتل الحارث ‪ ،‬وإنما الذي شهد بدرا‬
‫وقتل الحارث بن عامر هو خبيب بن إساف بن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن‬
‫الحارث بن الخزرج ‪.‬‬

‫وفي "الجامع" أوهام غير ذلك ) ا‪.‬هـ‪ . .‬وهناك أحاديث أخرى تكلم فيها العلماء وهي في‬
‫الصحيحين أو في أحدهما ل نطيل المقام بذكرها ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقد استندوا في تضعيفهم لهذه الحاديث إلى عدة قواعد حديثيه وأصولية أهمها ‪:‬‬

‫‪ -1‬المخالفة لكتاب ال العزيز ؛ كحديث ( خلق ال التربة يوم السبت ) ‪.‬‬

‫‪ -2‬المخالفة للواقع ؛ كحديث طلب أبي سفيان من النبي (صلى ال عليه وسلم) للمور الثلثة‬
‫‪.‬‬

‫‪ -3‬ضعف بعض الرواة ‪ ،‬إذ إن الشيخين قد رويا عن جماعة من الضعفاء ‪ ،‬منهم من جرح‬
‫بجرح مجمل وقد أخذ به كثير من العلماء ‪ ،‬منهم من جرح بجرح مفسر ؛ كما هو مبسوط في‬
‫كتب الرجال ؛ كما ل يخفى ذلك على من له أدنى إطلع على هذه الكتب ‪ ،‬حتى بالغ ابن القطان‬
‫حيث قال ‪ :‬في رجالهما من ل يعرف إسلمه ‪ .‬كما نقله عنه المقبلي ؛ كما في "توضيح‬
‫الفكار" للصنعاني ج ‪1‬ص ‪. 103 - 102‬‬

‫‪-4‬التدليس ‪ ،‬فقد روى الشيخان عن جماعة من المدلسين ؛ ولم يصرحوا بالسماع في بعض‬
‫الروايات ؛ ل عند الشيخين ول عند غيرهما ‪ ،‬كما صرح بذلك جماعة من العلماء منهم‬
‫البيهقي وابن حزم والمزي والذهبي والحافظ ابن حجر وغيرهم ‪ ،‬وهذا هو الحق الذي ل‬
‫محيص عنه ‪.‬‬

‫‪ -5‬وإني أتحدى أولئك الذين يقولون إن أولئك المدلسين قد صرحوا بالسماع عند غير‬
‫الشيخين أن يبينوا لنا تلك المواطن التي صرحوا فيها بالسماع ؛ بشرط أن يكون الراوي الذي‬
‫صرح بسماع المدلس من شيخه ثقة ضابطا ؛ وأما إذا كان ضعيفا فل قيمة لتصريحه بالسماع‬
‫؛ كما هو غير خاف على من له أدنى ممارسة لهذه الصناعة ‪.‬‬

‫على أنه توجد عند الشيخين بعض الروايات التي لم يصرح رواتها المدلسون بالسماع من‬
‫طريق أخرى البتة ‪ ،‬كما صرح به المزي وغيره ‪ ،‬وأما ما يدعيه بعضهم من أن هؤلء الرواة‬
‫لعلهم صرحوا بالسماع في بعض الكتب التي لم تصل إلينا ؛ فهذه دعوى فارغة ل يعجز أحد‬
‫أن يأتي بها ‪ ،‬ولو أعطى الناس بحسب دعاويهم لدعى من شاء ما شاء ‪ ،‬على أن هذا الكلم‬
‫لم يقل به أحد ممن يعتبر به ول دل عليه دليل ؛ بل المة مجمعة على خلفه والدلة دالة على‬
‫فساده من أصله ‪ ،‬على أن في بعض رواتهما من يدلس تدليس التسوية ‪ ،‬وهذا الصنف ل يقبل‬
‫منهم التصريح بالسماع إل إذا كان ذلك في جميع الطبقات ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل تقبل رواياتهم مطلقا ؛‬
‫وهو الصحيح الذي عليه أهل التحقيق ‪ ،‬وال ولي التوفيق ‪.‬‬

‫‪ -6‬اختلط بعض الرواة ‪ ،‬فقد رويا ـ أي البخاري ومسلم ـ عن بعض المختلطين ممن ل يعرف‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫عنهم ‪ :‬هل حدثوا بهذه الروايات قبل اختلطهم أو بعد ذلك ؟ لعدم وجود دليل يدل على ذلك ‪،‬‬
‫وأما ما يردده بعضهم ‪ :‬بأن هذه الروايات محمولة على أنهم قد حدثوا بها قبل اختلطهم ؛‬
‫فدعوى ل دليل عليها كسابقتها ‪ ،‬وال المستعان ‪.‬‬

‫‪ -7‬الشذوذ ‪.‬‬

‫‪ -8‬النكارة ‪.‬‬

‫وهذان المران واضحان مما سبق ‪ ،‬وقد رأيت بعض المثلة عليهما ‪.‬‬
‫‪ -9‬الوقف ‪ ،‬وقد قدمنا بعض المثلة أيضا ‪.‬‬

‫‪ -10‬الدراج ‪ ،‬وقد تقدمت أمثلة أيضا ‪.‬‬

‫‪ -11‬القلب ‪ ،‬وقد تقدم بعض المثلة عليه أيضا ؛ كما صرح به غير واحد من العلماء ‪ ،‬وهناك‬
‫أسباب أخرى يحاج بسطها ـ مع هذه ـ إلى رسالة خاصة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬أن هذه الحاديث قد رواها جماعة من أئمة الحديث غير الشيخين ؛ ولم أذكر ذلك عند‬
‫تخريجها لن أرباب هذه النحلة يعترفون بوجود بعض الحاديث الضعيفة في مصنفات أولئك‬
‫الئمة ‪ ،‬كما أن أكثرهم يقر بوجود بعض الحاديث الموضوعة فيها ؛ كما هو مقرر في‬
‫موضعه ‪.‬‬

‫ج‪ -‬أن هذه الحاديث ـ التي ذكرناها ـ ليست كلها ضعيفة عندنا ؛ بل منها الصحيح ومنها‬
‫الحسن ومنها الضعيف ومنها الموضوع ‪ ...‬إلخ ‪ .‬ولذلك قلنا ( بغض النظر عن رأينا فيها )‬
‫وإنما قصدنا من ذكرها أن نبين أن المة لم تجتمع على صحة كل ما في الصحيحين ؛ كما‬
‫يدعي الحشوية ‪.‬‬
‫د‪ -‬ذكرنا أن المام الشافعي ويحيى القطان وعبدالرحمن بن مهدي وغيرهم ممن تقدموا على‬
‫الشيخين قد ضعفوا بعض الحاديث التي رواها الشيخان ‪ ،‬وقد سمعت أن بعض الحشوية قد‬
‫اعترض على ذلك بدعوى أن هؤلء كانوا سابقين على الشيخين ‪ ،‬فل يمكن أن يضعفوا شيئا‬
‫من أحاديثهما ‪ ،‬أو ما أشبه هذا الهراء‪ ،‬وهذا العتراض مما يضحك الثكلى وذلك لنه من‬
‫المعلوم لدى العقلء قاطبة أن الحديث إذا كان ضعيفا بسبب معارضته للكتاب أو السنة‬
‫المتواترة معارضة ل يمكن الجمع بينهما وبينه ‪ ،‬أو كان شاذا أو معل أو في إسناده ضعيف‬
‫وما أشبه ذلك ‪ ،‬فل يمكن أن يحكم بصحته بمجرد رواية فلن أو فلن له ‪ ،‬فتضعيف أولئك‬
‫العلم لبعض أحاديث الشيخين ل يمكن أن يرد أو يلغى بمجرد رواية الشيخين أو أحدهما‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫لتلك الحاديث التي انتقدها عليهما من تقدمهما من العلماء ‪ ،‬وهذا أمر واضح ل يحتاج إلى‬
‫زيادة بيان ‪ ،‬وال المستعان ‪.‬‬

‫ه‪ -‬ادعى بعض الناس أنه ل ينبغي أن يقال عن حديث رواه الشيخان أو أحدهما هذا حديث‬
‫صحيح رواه البخاري أو مسلم أو كلهما وذلك لمرين ‪:‬‬

‫أحدهما ‪ :‬أن أحاديثهما صحيحة ثابته فل داعي لن ينص على ذلك ‪.‬‬

‫والثاني ‪ :‬أن ذلك مخالف لصنيع العلماء السابقين حيث إنهم لم يقولوا عن أي حديث رواه‬
‫الشيخان أو أحدهما صحيح رواه البخاري أو صحيح رواه مسلم أو صحيح رواه الشيخان ‪.‬‬

‫وهذا كلم باطل مردود ‪:‬‬

‫أما المر الول ‪ :‬فقد تقدم بيانه بما فيه الكفاية ‪.‬‬

‫وأما المر الثاني ‪ :‬فهو منقوص بما صنعه كثر من العلماء الذين ثبت عنهم ذلك ‪ ،‬فقد ثبت‬
‫مثل هذا الكلم عن كثير من العلماء منهم الدارقطني والبيهقي وابن منده والذهبي وابن الثير‬
‫وابن السبكي وابن الملقن والحافظ ابن حجر وغيرهم ‪ ،‬وقد أكثر من ذلك ابن الملقن في‬
‫"البدر المنير" والحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" فانظر هما إن شئت أن تتحق‬
‫من ذلك وال أعلم ‪.‬‬

‫و‪ -‬أن تضعيف أصحابنا ( رضوان ال عليهم ) لبعض أحاديث الشيخين أو غيرهما ؛ وكذلك‬
‫عدم احتجاجهم بالحاديث الحادية في مسائل العقيدة ؛ ل يعني ـ بوجه ول بآخر ـ أنهم يرون‬
‫ضعف جميع ما في هذه الكتب أو أنهم ليرون الحتجاج بما فيها ؛ كما توهم الحشوية‬
‫المجسمة ؛ حيث ادعوا زورا وبهتانا أن الباضية ل يحتجون بأحاديث الشيخين أو بما في‬
‫كتب السنة ‪ ...‬إلخ هرائهم ‪.‬‬

‫ومن نظر في شيء من كتب أصحابنا ( رضوان ال عليهم ) وجد ما فيها يكذب هذه الدعوى‬
‫من أصلها ؛ ويجتثها من أساسها ‪ ،‬فإنهم ( رضوان ال عليهم ) قد احتجوا فيها بمئات بل‬
‫آلف الحاديث ؛ كما ل يخفى ذلك على من له أدنى إطلع على شيء من هذه الكتب ؛ بل إنهم‬
‫قد نصوا على ذلك ‪ ،‬وإليك بعض ما قالوه في ذلك ‪-:‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أحاديث ضعفها اللباني (‪)1‬‬


‫وقد ذكرنا فيما سبق أمثلة غير قليلة مما ضعفه اللباني من أحاديث الشيخين أو أحدهما ‪،‬‬
‫وإليك عشرة أحاديث أخرى ضعفها اللباني ‪ ،‬وهي في الصحيحين أو في أحدهما ‪ ،‬غير‬
‫الحاديث التي ذكرناها سابقا ‪)1(-:‬‬

‫‪ -1‬قال ال تعالى ‪ -‬في حديث قدسي ‪ (( : -‬ثلثة أنا خصمهم يوم القيامة ‪ :‬رجل أعطى بي ثم‬
‫غدر ‪ ،‬ورجل باع حرا فأكل ثمنه ‪ ،‬ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره )) رواه‬
‫البخاري ‪ 2227‬و ‪. 2270‬‬

‫قال اللباني في "ضعيف الجامع" ‪ : 4/111‬رواه أحمد والبخاري عن أبي هريرة ضعيف ‪،‬‬
‫وقال في "إرواء الغليل" ج ‪ 5‬ص ‪ ( : 310‬وخلصة القول أن هذا السناد ضعيف ‪ ،‬وأحسن‬
‫أحواله أنه يحتمل التحسين ‪ ،‬وأما التصحيح فهيهات ) ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫هذا ومن الجدير بالذكر أني قد بينت في تلك الرسالة أن المام الربيع وشيخه المام أبا عبيدة‬
‫(رحمهما ال تعالى) من الثقات الثبات ‪ ،‬بخلف ما تدعيه الحشوية المجسمة ‪ ،‬وقد ذكرت في‬
‫تلك الرسالة أن المام الربيع قد قال عنه المام أحمد ل بأس به ‪ ،‬وأن ابن حبان قد ذكره في‬
‫كتابه "الثقات" ‪ ،‬وكذا قد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" ‪ ،‬وأن المام أبا عبيدة قد وثقه‬
‫المام يحيى بن معين ‪ ،‬وأزيد هنا أن ابن شاهين قد قال عن المام الربيع ( رحمه ال ) ثقة‬
‫كما في "الثقات" له ص ‪. 127‬‬

‫‪ ( -2‬كان له (صلى ال عليه وسلم) فرس يقال له اللحيف ) رواه البخاري ‪ ، )2( 2855‬قال‬
‫اللباني في "ضعيف الجامع" ‪ : 4/208‬رواه البخاري عن سهل بن سعد ‪.‬‬

‫‪ ( -3‬ترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر ‪ ) ...‬رواه البخاري ( ‪ ، ) 7435‬ضعيف‬
‫قوله عيانا (‪ )2‬فقال بعد كلم ‪ ... ( :‬ولذلك لم تطمئن النفس لصحة هذه ( عيانا ) لتفرد أبي‬
‫شهاب بها ؛ فهي منكرة أو شاذة على القل ) "ظلل الجنة" ص ‪ 201‬حديث رقم ‪. 461‬‬

‫‪ (( -4‬ل يشربن أحد منكم قائما ‪ ،‬فمن نسي فليستقئ )) رواه مسلم ‪. )2026( 116‬‬
‫قال اللباني في "الضعيفة" ج ‪ 2‬ص ‪ ( : 326‬منكر بهذا اللفظ ‪ ،‬أخرجه مسلم في صحيحه‬
‫من طريق عمر بن حمزة ) ‪ .‬إلى أن قال ‪ ( :‬قلت ‪ -‬أي اللباني ‪ :‬وعمر هذا وإن احتج به مسلم‬
‫فقد ضعفه المام أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم ‪ ،‬ولذلك أورده الذهبي في "الميزان"‬
‫وذكره في "الضعفاء" ‪ ،‬وقال ‪ :‬صعفه ابن معين لنكارة حديثه وقال الحافظ في "التقريب" ‪:‬‬
‫ضعيف ‪...‬إلخ )‪.‬‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ (( -5‬إن من شر الناس عند ال منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم‬
‫ينشر سرها)) رواه مسلم ‪ ، )1437( 123‬قال في "ضعيف الجامع" ‪ : 2/192‬ضعيف ‪ ،‬رواه‬
‫مسلم ‪ ،‬وكذا ضعفه في "إرواء الغليل" ‪ ، 75 ، 7/74‬و "غاية المرام" ص ‪ ، 150‬و‬
‫"مختصر صحيح مسلم" تعليق ‪ ، 150‬و "آداب الزفاف" ‪. 142‬‬

‫‪ -6‬حديث (( إني لفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل )) يعني الجماع دون إنزال ‪ ،‬رواه مسلم ‪( 89‬‬
‫‪. )350‬‬

‫قال في "الضعيفة" ‪ ( : 407 ، 2/406‬ضعيف مرفوعا ) ‪ .‬إلى أن قال ‪ ( :‬وهذا سند ضعيف‬
‫له علتان ‪ :‬الولى عنعنة أبي الزبير ؛ فقد كان مدلسا ‪ ...‬إلخ ‪ ،‬الثانية ضعف عياض بن‬
‫عبدالرحمن الفهري المدني ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫‪ (( -7‬ل تذبحوا إل مسنة إل أن تتعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن )) ‪ ،‬رواه مسلم رقم‬
‫‪. )1963( 13‬‬

‫قال اللباني ‪ ( :‬رواه أحمد ومسلم و‪ ...‬و‪ ...‬ضعيف ) "ضعيف الجامع" ‪ 6/64‬و "إرواء‬
‫الغليل" رقم ‪ ، 1131‬و "الحاديث الضعيفة" ‪ . 1/91‬وقال هناك بعد كلم ‪ ( :‬ثم بدا لي أني‬
‫كنت واهما في ذلك تبعا للحافظ ‪ ،‬وأن هذا الحديث الذي صححه هو وأخرجه مسلم كان‬
‫الحرى به أن يحشر في زمرة الحاديث الضعيفة ‪ ...‬إلخ ) ‪.‬‬

‫‪ (( -8‬إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلته بركعتين خفيفتين )) رواه مسلم ‪. )768( 198‬‬

‫قال اللباني في "ضعيف الجامع" ‪ ( : 1/213‬رواه أحمد ومسلم ‪ ،‬ضعيف ) ‪.‬‬

‫‪ (( -9‬إن ال أوحى إلى أن تواضعوا ‪ ...‬إلخ )) رواه مسلم ‪. )2865( 64‬‬

‫هذا الحديث أورده اللباني في صحيحته ج ‪ 2‬ص ‪ 110‬وقال ‪ ( :‬هذا إسناد رجاله ثقات ‪ ،‬لكن‬
‫له علتان ؛ عنعنة قتادة وسوء حفظ مطر الوراق ) ‪.‬‬

‫‪ (( -10‬ل تدخل الملئكة بيتا فيه كلب ول تماثيل )) رواه مسلم ‪. )2106( 87‬‬

‫قال اللباني في "غاية المرام" ص ‪ ( : 104‬صحيح دون قول عائشة ( ل) فإنه شاذ أو‬
‫منكر )‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقد ضعف أيضا روايات أخرى ل نطيل بذكرها ‪ ،‬وقد قدمنا عن المام أحمد أنه ضعف أو‬
‫استنكر ثمانية أحاديث من أحاديث الشيخين أو أحدهما ‪ ،‬وأزيد هنا حديثين لكمال العشرة ‪:‬‬

‫أولهما ‪ :‬حديث ابن عباس ( رضي ال عنهما ) ‪ ،‬عند مسلم (‪ (( )1‬أيما إهاب دبغ فقد طهر))‪.‬‬

‫قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوي" ج ‪ 18‬ص ‪ 17‬بعد أن ذكره ‪ ( :‬فإن هذا انفرد به مسلم‬
‫عن البخاري ‪ ،‬وقد ضعفه المام أحمد وغيره ) ‪.‬‬

‫ثانيهما ‪ :‬حديث السيدة عائشة ( رضي ال عنها ) ‪ ،‬عند البخاري ‪ 1952‬ومسلم ‪( 153‬‬
‫‪ ، )1147‬أن رسول ال (صلى ال عليه وسلم) قال ‪ (( :‬من مات وعليه صوم صام عنه‬
‫وليه)) ‪ ،‬فقد استنكره المام أحمد كما في "سير أعلم النبلء" ج ‪ 6‬ص ‪ 10‬للمام الذهبي ‪.‬‬

‫وقد قدمنا أيضا عن ابن تيمية وابن القيم أنهما ضعفا طائفة من أحاديث الشيخين ‪ ،‬وذكرنا‬
‫بعض المثلة على ذلك ولدينا عنهما مزيد ‪ ،‬وقد ضعف شارح الطحاوية حديثا في‬
‫الصحيحين ‪ ،‬وصدر حديثا عند البخاري بلفظه ( روي ) الموضوعة للدللة على التضعيف أو‬
‫التشكيك ‪ ،‬وقد نسب هذا الحديث لمسلم ‪ ،‬ول يوجد عنده كما ذكر اللباني في تخريجه ‪.‬‬

‫هذا وقد وجدنا أكثر من مائة عالم (‪ )1‬من أصحاب المذاهب الربعة وغيرهم ضعفوا بعض‬
‫أحاديث الشيخين ‪ ،‬أو أنهم قالوا بوجود بعض الحاديث الضعيفة فيهما ‪ ،‬ولول خوف الطالة‬
‫لذكرتهم مع بعض الحاديث التي ضعفوها ‪ ،‬وسأفرد ذلك برسالة خاصة بإذن ال تعالى ‪ ،‬وإذا‬
‫عرفت هذا تبين لك مقدار علم هؤلء الحشوية المتعالمين الذين يدعون زورا وبهتانا أن‬
‫أحاديث الشيخين تفيد القطع ‪ ،‬أو أنها صحيحة باتفاق الجميع ‪ ،‬وإنني لعجب كل العجب منهم‬
‫كيف خفي عليهم ذلك مع شهرته ؟! ‪.‬‬

‫وأعجب من ذلك أنهم ل يدرون ما في الصحيحين من الحاديث ؛ فتراهم ينسبون إليهما مال‬
‫يوجد فيهما ‪ ،‬ولدينا أمثلة على ذلك عن بعض المتقدمين وبعض المتأخرين من أرباب هذه‬
‫النحلة الخاسرة (‪. )1‬‬

‫وأعجب من ذلك وأغرب أنهم يردون أحاديث الشيخين متى حل لهم ذلك ‪ ،‬ولو كانت موافقة‬
‫لنص الكتاب ‪ ،‬وللمتواتر من سنة النبي الواب (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬وعلى جميع‬
‫الصحاب ‪ ،‬والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الحساب ‪ ،‬باتفاق أولي اللباب ‪ ،‬ولما أجمعت عليه‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫المة المشهود لجماعها بالصواب ‪ ،‬كما هو مقرر عند المحققين من الكتاب ‪ ،‬من المخالفين‬
‫والصحاب ‪ ،‬كما صنع الشيخ الحراني عندما رد حديث (( كان ال ولم يكن شيء غيره ))‬
‫الذي رواه المام البخاري (‪ )3191‬وغيره ‪ ،‬حين رآه مخالفا لمشربه العكر وقوله النكر ‪،‬‬
‫القائل ‪ :‬إن العلم قديم بالنوع ‪ ،‬تبعا لرسطو طاليس وفلسفة اليونان وحثالة الهندوس‬
‫والبوذية والبرهمية ‪ ،‬مع أن هذه الرواية صحيحة ثابتة ‪ ،‬وقد رد عليه كثير من العلماء بسبب‬
‫ذلك ‪ ،‬وفسقوه وضللوه وبدعوه وشنعوا عليه ‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ ...‬برقم ‪ )366( 105‬ولفظه عنده (( إذا دبغ الهاب فقد طهر )) ‪.‬‬

‫‪ ...‬ومن هؤلء ‪-:‬‬

‫‪ -1‬المام مالك ‪ -2‬المام الشافعي ‪ -3‬المام أحمد‬

‫‪ -4‬يحيى بن القطان ‪ -5‬عبدالرحمن بن مهدي ‪ -6‬يحيى بن معين‬

‫‪ -7‬الذهلي ‪ -8‬البخاري ‪ -9‬أبو حاتم‬


‫‪ -10‬أبو زرعة ‪ -11‬ابن المديني ‪ -12‬أبو داود‬
‫‪ -13‬الترمذي ‪ -14‬النسائي ‪ -15‬ابن أبي حاتم‬
‫‪ -16‬الخلل ‪ -17‬الدارقطني ‪ -18‬الحاكم‬
‫‪-19‬البيهقي ‪ -20‬الخطابي ‪ -21‬القاضي الباقلني‬
‫‪ -22‬ابن حزم الظاهري ‪ -23‬الطبري ‪ -24‬إمام الحرمين‬
‫‪ -25‬أبو عبيد ‪ -26‬السماعيلي ‪ -27‬الجوزجاني‬
‫‪ -28‬العقيلي ‪ -29‬ابن المنذر ‪ -30‬أبو الحسن القابسي‬
‫‪ -31‬الغزالي ‪ -32‬القاضي عياض ‪ -33‬الطحاوي‬
‫‪ -34‬ابن طاهر ‪ -35‬أبو حامد ابن الشرقي ‪ -36‬عبدالحق الشبيلي‬
‫‪ -37‬أبو علي الغساني ‪-38‬الداودي ‪ -39‬ابن فورك‬
‫‪ -40‬الباجي ‪ -41‬أبو مسعود الدمشقي ‪ -42‬ابن العربي‬
‫‪ -43‬البزار ‪ -44‬الفخر الرازي ‪ -45‬ابن بطال‬
‫‪ -46‬القاضي إسماعيل ‪-47‬المجد ابن تيمية ‪ -48‬ابن بدر الموصلي‬
‫‪ -49‬الكرماني ‪ -50‬ابن الجوزي ‪ -51‬ابن أبي الوفاء القرشي‬
‫‪ -52‬ابن الثير ‪ -53‬ابن منده ‪ -54‬النووي‬
‫‪ -55‬الحليمي ‪ -56‬ابن برهان ‪ -57‬ابن تيمية‬
‫‪ -58‬الذهبي ‪ -59‬ابن القيم ‪ -60‬ابن عبدالهادي‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ -61‬ابن أبي العز ‪ -62‬المنذري ‪ -63‬ابن القصار‬


‫‪ -64‬ابن التين ‪ -65‬ابن الصلح ‪ -66‬ابن القطان‬
‫‪ -67‬الزيلعي ‪ -68‬الدمياطي ‪ -69‬الصلح العلئي‬
‫‪ -70‬ابن الملقن ‪ -71‬البلقيني ‪ -72‬ابن سيد الناس‬
‫‪ -73‬العراقي ‪ -74‬ابن كثير ‪ -75‬العيني‬
‫‪ -76‬الحافظ ابن حجر ‪ -77‬الكمال ابن الهمام ‪ -78‬السخاوي‬
‫‪-79‬السيوطي ‪ -80‬القرطبي ‪ -81‬القسطلني‬
‫‪ -82‬الزركشي ‪ -83‬ابن عابدين ‪ -84‬علي القاري‬
‫‪ -85‬ابن رجب ‪ -86‬ابن التركماني ‪ -87‬ابن الوزير‬
‫‪ -88‬الجلل اليمني ‪ -89‬المقبلي ‪ -90‬الصنعاني‬
‫‪ -91‬الشوكاني ‪ -92‬ابن عبدالشكور ‪ -93‬عبدالعلي النصاري‬
‫‪ -94‬ولي ال الدهلوي ‪ -95‬محمد الخضر الشنقيطي ‪ -96‬اللكنوي‬
‫‪ -97‬صالح بن طاهر الجزائري ‪ -98‬محمد بن عبدال الترمسش ‪ -99‬محمد عبده‬
‫‪ -100‬محمد رشيد رضا ‪-101‬محمد أنور الكشميري ‪ -102‬محمد بن يوسف البنوري‬
‫‪ -103‬المبار كفوري ‪ -104‬عبدالرؤوف المناوي ‪ -105‬الزرقاني‬
‫‪ -106‬العثماني ‪-107‬محمد بن عابد ‪ -108‬محمد زكريا الكاندهلوي‬
‫‪ -109‬خليل أحمد السهارنفوي ‪ -110‬زاهد الكوثري ‪ -111‬أحمد محمد شاكر‬
‫‪ -112‬أحمد الغماري ‪ -113‬عبدال الغماري‬

‫وغيرهم كثير ‪ ،‬وأغلب هؤلء ـ كما ترى ـ من أتباع المذاهب الربعة (‪ )1‬؛ بل فيهم أئمة‬
‫المذاهب أنفسهم ‪ ،‬وقد ضعف كثير من أئمة المذاهب الخرى طائفة من أحاديث الشيخين ‪،‬‬
‫واستدلوا في ذلك إلى قواعد كالجبال الرواسي ‪ ،‬ولول خوف الطالة لذكرت بعضا منهم ؛ مع‬
‫بعض المثلة على ما ضعفوه من أحاديث الشيخين ؛ وما احتجوا به على ذلك ‪ ،‬ولعلنا نذكر‬
‫ذلك في مناسبة أخرى إن شاء ال تعالى ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بل كلهم باشتثناء ستة منهم ‪ ،‬وهم ‪ :‬ابن حزم والجلل وابن الوزير والمقبلي والصنعاني‬
‫والشوكاني ‪ ،‬والحشوية يجلون هؤلء أكثر من إجللهم لبعض أتباع المذاهب الربعة ‪ ،‬كما‬
‫هو غير خاف على من نظر في شيء من مصنفاتهم ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬

‫=======================‬

‫‪ ..1.‬اعلم أني إنما أذكر كلم هذا الرجل من باب إلزامه ‪ ،‬وإلزام أتباعه ‪ ،‬العاكفين على قراءة‬
‫كتبه على ما فيها من أخطاء فادحة وتناقضات واضحة ‪ ،‬وإل فإنه ليس عندنا هنالك كما بينت‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫حاله في رسالة "المام الربيع بن حبيب مكانته ومسنده"‬

‫‪ .--2‬ولفظه عنده ‪ :‬كان للنبي (صلى ال عليه وسلم) في حائطنا فرس يقال له اللحيف ‪.‬‬
‫‪ ...‬هذا الحديث عندنا ضعيف بذكر هذه الزيادة (عيانا) وبدونها ‪ ،‬كما بيناه في غير هذا‬
‫الموضع ‪ ،‬وال المستعان‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫‪ ...‬هم الحشوية المجسمة ‪.‬‬


‫قال المام العلمة ابن حجر الهيثمي في "الفتاوى الحديثية" ص ‪ 116‬ناقل للمسائل التي‬
‫خالف فيها ابن تيمية الحراني إجماع المسلمين ‪ ... ( :‬وأن العلم قديم بالنوع ‪ ،‬ولم يزل مع ال‬
‫مخلوقا دائما ؛ فجعله موجبا بالذات ل فاعل بالختيار ‪ -‬تعالى ال عن ذلك ‪ ، -‬وقوله‬
‫بالجسمية والجهة والنتقال ‪ ،‬وأنه بقدر العرش ل أصغر ول أكبر ‪ - ،‬تعالى ال عن هذا‬
‫الفتراء الشنيع القبيح والكفر البواح الصريح ‪ ) -‬ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال ص ‪ ( : 203‬وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية‬
‫وغيرهما ‪ ،‬ممن اتخذ إلهه هواه ‪ ،‬وأضله ال على علم ‪ ،‬وختم على سمعه وقبله ‪ ،‬وجعل على‬
‫بصره غشاوة ‪ ،‬فمن يهديه من بعد ال ؟! وكيف تجاوز هؤلء الملحدون الحدود وتعدوا‬
‫الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة ؟! فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم ‪ ،‬وليسوا‬
‫كذلك ‪ ...‬إلخ ) ‪.‬‬

‫وقال في حاشيته على "مناسك النووي" ص ‪ 489‬طبعة المكتبة السلفية ‪ ( :‬ول يغتر بإنكار‬
‫ابن تيمية لسن زيارته (صلى ال عليه وسلم) ‪ ،‬فإنه عبد أضله ال ؛ كما قال العز ابن‬
‫جماعة ‪ ،‬وأطال في الرد عليه التقي السبكي في تصنيف مستقل ‪ ،‬ووقوعه في حق رسول ال‬
‫(صلى ال عليه وسلم) ليس بعجيب ؛ فإنه وقع في حق ال سبحانه وتعالى عما يقول‬
‫الظالمون والجاحدون علوا كبيرا ‪ ،‬فنسب إليه العظائم كقوله ‪ :‬إن ل تعالى جهة ويدا ورجل‬
‫وعينا وغير ذلك من القبائح الشنيعة ‪ ،‬ولقد كفره كثير من العلماء ‪ ،‬عامله ال بعدله وخذل‬
‫متبعيه الذين نصروا ما افتراه على الشريعة الغراء ) (‪ )1‬اهـ‪.‬‬

‫وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" ‪ ( :‬قال شيخنا ‪ -‬أي المام‬
‫الحافظ العراقي ‪ -‬في شرح الترمذي ‪ ( :‬الصحيح في تكفير منكر الجماع ؛ تقييده بإنكار ما‬
‫علم وجوبه بالتواتر ) ومنه القول بحدوث العلم ‪ ،‬وقد حكى القاضي عياض وغيره الجماع‬
‫على تكفير من يقول بقدم العلم )) ‪.‬‬

‫وقال ابن دقيق العيد ‪ ( :‬وقع هنا من يدعي الحذق في المعقولت ‪ ،‬ويميل إلى الفلسفة ‪ ،‬فظن‬
‫أن المخالف في حدوث العلم ل يكفر ‪ ،‬لنه من قبيل مخالفة الجماع ‪ ،‬وتمسك بقولنا إن منكر‬
‫الجماع ل يكفر على الطلق ‪ ،‬حتى يثبت النقل بذلك متواترا عن صاحب الشرع ‪ ،‬قال ‪ :‬وهو‬
‫متمسك ساقط إما عن عمى في البصيرة أو تعام ‪ ،‬لن حدوث العلم من قبيل ما اجتمع فيه‬
‫الجماع والتواتر بالنقل ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫هذا ولقد زاد الشيخ الحراني في نغمة طنبوره ‪ ،‬حيث نسب القول بقدم العلم بالنوع إلى أكثر‬
‫أهل الحديث ومن وافقهم ‪ ،‬حيث قال في "موافقة صحيح منقوله لصريح معقوله" ‪ -‬المطبوع‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫على هامش منهاج البدعة ‪ -‬ج ‪2‬ص ‪ ( : 75‬وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم ل‬
‫يجعلون النوع حادثا بل قديما ‪ ،‬ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده ‪ ،‬كما‬
‫يفرق جمهور العقلء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه ) ا‪.‬هـ‪ . .‬وهو في نقله هذا غير‬
‫صادق ‪ ،‬وذلك لما قدمنا من الجماع على خلفه ‪.‬‬

‫وقال عنه أيضا في نفس الكتاب ‪ :‬فإن قلت ‪ :‬كيف تحكي الجماع السابق على مشروعية‬
‫الزيارة والسفر إليها وطلبها ؛ وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كله ؛‬
‫كما رآه التقي السبكي بخطه ‪ ،‬وأطال ـ أعني ابن تيمية ـ في الستدلل لذلك بم تمجه السماع‬
‫وتنفر عنه الطباع ‪ ،‬بل زعم حرمة السفر لها إجماعا ‪ ،‬وأنه ل تقصر فيه الصلة ‪ ،‬وأن جميع‬
‫الحاديث الواردة فيه موضوعة ‪ ،‬وتبعه بعض من تأخر من أهل مذهبه ‪.‬‬

‫قلت ـ الهيثمي ـ ‪ :‬من هو ابن تيمية حتى ينظر إليه أو يعول في شيء من أمور الدين عليه ‪،‬‬
‫وهل هو إل كما قال جماعة من الئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى‬
‫أظهروا عوار سقطاته ‪ ،‬وقبائح أوهامه وغلطاته كالعز ابن جماعة ‪ ( :‬عبد أضله ال تعالى‬
‫وأغواه وألبسه رداء الخزي وأرداه وبوأه من قوة الفتراء والكذب ما أعقبه الهون وأوجب له‬
‫الحرمان )‪.‬‬

‫وقال عنه في "شرح الشمائل" ‪ ( :‬قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية ‪ :‬أنه ذكر شيئا بديعا ؛‬
‫وهو أنه (صلى ال عليه وسلم) لما رأى ربه واضعا يده بين كتفيه أكرم ذلك الموضع‬
‫بالعذبة ‪ ،‬قال العراقي ‪ :‬لم نجد لذلك أصل ـ يعني من السنة ـ ‪ ،‬قال ابن حجر الهيثمي ‪ :‬بل هذا‬
‫من قبيل رأيهما وضللهما ؛ إذ هو مبني على ما ذهبا إليه وأطال في الستدلل له ‪ ،‬والحط‬
‫على أهل السنة في نفيهم له ؛ وهو إثبات الجهة والجسمية ل تعالى ‪ ،‬ولهما في هذا المقام‬
‫من القبائح وسوء العتقاد ما تصم عنه الذان ‪ ،‬ويقضى عليه بالزور والبهتان ‪ ،‬فقبحهما ال‬
‫‪ ،‬وقبح من قال بقولهما ‪ ،‬والمام أحمد وأتباع مذهبه مبرءون عن هذه الوصمة القبيحة ؛‬
‫كيف وهي كفر عند كثيرين ) ‪.‬‬

‫وقال عنه أيضا في "الفتاوى الحديثية" ص ‪ ( : 144‬ابن تيمية عبد خذله ال ـ تعالى ـ وأضله‬
‫وأعماه وأذله ‪ ،‬وبذلك صرح الئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ‪ ،‬ومن أراد ذلك‬
‫فعليه بمطالعة كلم المام المجتهد المتفق على إمامته وجللته وبلوغه مرتبة الجتهاد أبي‬
‫الحسن السبكي وولده التاج والشيخ المام العز ابن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من‬
‫الشافعية والمالكية والحنفية ‪ ،‬والحاصل ‪ :‬أنه ليقام لكلمه وزن بل يرمى به في كل وعر‬
‫وحزن ‪ ،‬ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل جاهل غال ‪ ،‬وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته ) ‪.‬‬

‫وقال عنه الذهبي في "زغل العلم" ص ‪ ( : 17‬وقد تعبت في وزنه وتفتيشه حتى مللت في‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫سنين متطاولة فما وجدت الذي أخره بين أهل مصر والشام ومقته في نفوسهم ‪ ،‬وازدروا به‬
‫وكذبوه وكفروه إل الكبر والعجب وفرط الغرام في رياسة المشيخة والزدراء بالكبار ‪ ،‬فانظر‬
‫كيف وبال الدعاوى ومحبة الظهور ‪ ...‬وما دفع ال عنه وعن أتباعه أكثر ‪ ،‬وما جرى عليهم‬
‫إل بعض ما يستحقون ‪ ،‬فل تكن في ريب من ذلك ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وإليك النصيحة التي كتبها المام الذهبي لبن تيمية ‪ ،‬قال بعد كلم ‪ ( :‬إلى كم ترى القذاة في‬
‫عين أخيك وتنسى الجذع في عينك ! ‪ .‬إلى كم تمدح نفسك وشقاشقك وعباراتك ‪ ،‬وتذم العلماء‬
‫‪ ،‬وتتبع عورات الناس ؛ مع علمك بنهي الرسول (صلى ال عليه وسلم) (( ل تذكروا موتاكم‬
‫إل بخير ؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا )) ‪ ،‬بلى أعرف أنك تقول لي لتنصر نفسك ‪ :‬إنما‬
‫الوقيعة في هؤلء الذين ما شموا رائحة السلم ‪ ،‬ول عرفوا ما جاء به محمد (صلى ال عليه‬
‫وسلم) وهو جهاد ‪ .‬بلى وال عرفوا خيرا كثيرا مما إذا عمل به العبد فقد فاز ‪ ،‬وجهلوا شيئا‬
‫كثيرا مما ل يعنيهم و (( من حسن إسلم المرء تركه ما ل يعنيه )) ‪.‬‬

‫يا رجل بال عليك كف عنا ؛ فإنك محجاج عليم اللسان ل تقر ول تنام ‪ .‬إياكم والغلوطات في‬
‫الدين ‪ ،‬كره نبيك (صلى ال عليه وسلم) المسائل وعابها ‪ ،‬ونهى عن كثرة السؤال ؛ وقال ‪:‬‬
‫(( إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان )) وكثرة الكلم بغير زلل تقسي القلب‬
‫إذا كان في الحلل والحرام ‪ ،‬فكيف إذا كان في عبارات اليونسية والفلسفة وتلك الكفريات‬
‫التي تعمي القلوب ‪ .‬وال قد صرنا ضحكة في الوجود ؛ فإلى كم تنبش دقائق الكفريات‬
‫الفلسفية لنرد عليها بعقولنا ‪.‬‬

‫يا رجل قد بلغت ( سموم ) الفلسفة وتصنيفاتهم مرات ‪ .‬وكثرة استعمال السموم يدمن عليه‬
‫الجسم وتكمن وال في البدن ‪ .‬واشوقاه إلى مجلس فيه تلوة بتدبر وخشية بتذكر وصمت‬
‫بتفكر ‪ .‬وآها لمجلس يذكر فيه البرار فعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة ‪ ،‬بلى عند ذكر‬
‫الصالحين يذكرون بالزدراء واللعنة ‪ ،‬كان سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقين‬
‫فواخيتهما ‪ ،‬بال خلونا من ذكر بدعة الخميس وأكل الحبوب ‪ ،‬وجدوا في ذكر بدع كنا نعدها‬
‫من أساس الضلل قد صارت هي محض السنة وأساس التوحيد ‪ ،‬ومن لم يعرفها فهو كافر أو‬
‫حمار ‪ ،‬ومن لم يكفره فهو أكفر من فرعون ‪ ،‬وتعد النصارى مثلنا ‪ ،‬وال في القلوب شكوك‬
‫إن سلم لك إيمانك بالشهادتين فأنت سعيد ‪.‬‬

‫يا خيبة من اتبعك فإنه معرض للزندقة والنحلل ؛ لسيما إذا كان قليل العلم والدين باطوليا‬
‫شهوانيا ‪ ،‬لكنه ينفعك ويجاهد عندك بيده ولسانه ؛ وفي الباطن عدو لك بحاله وقلبه ‪ ،‬فهل‬
‫معظم أتباعك إل قعيد مربوط خفيف العقل ‪ ،‬أو عامي كذاب بليد الذهن ‪ ،‬أو غريب واجم قوي‬
‫المكر ‪ ،‬أو ناشف صالح عديم الفهم ‪ ،‬فإن لم تصدقني ففتشهم وزنهم بالعدل ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫يامسلم أقدم حمار شهواتك لمدح نفسك ‪ ،‬إلى كم تصادقها وتعادي الخبار ‪ ،‬إلى كم تصادقها‬
‫وتزدري البرار ‪ ،‬إلى كم تعظمها وتصغر العباد ‪ ،‬إلى متى تخالفها وتمقت الزهاد ؟ أما آن لك‬
‫أن ترعوي ‪ ،‬أما حان لك أن تتوب وتنيب ‪ ،‬أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل ‪ ،‬بلى ـ‬
‫وال ـ ما أذكر أنك الموت ؛ بل تزدري بمن يذكر الموت ‪ ،‬فما أظنك تقبل على قولي ‪ ،‬ول‬
‫تصغي إلى وعظي ؛ بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات ‪ ،‬وتقطع لي أذناب الكلم‬
‫‪ ،‬ولتزال تنتصر حتى أقول ‪ :‬والبتة سكت ‪.‬‬

‫فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعداؤك ‪ .‬وأعداؤك ـ وال‬
‫ـ فيهم صلحاء وعقلء وفضلء ؛ كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر‬
‫‪ .‬قد رضيت منك بأن تسبني علنية وتنتفع بمقالتي سرا ( فرحم ال امرءا أهدى إلى عيوبي )‬
‫ا‪.‬هـ‪ . .‬المراد منه ‪.‬‬

‫هذا ماذكره المام الذهبي عن ابن تيمية ‪ ،‬ومن المعلوم أن الذهبي من أتباع ابن تيمية‬
‫المتأثرين ببعض عقائده الفاسدة ؛ كما ذكر ذلك تلميذه العلمة التاج السبكي في عدة مواضع‬
‫من كتاب "الطبقات الكبرى" ‪ ،‬وقد نقلت بعضا منها في غير هذا الموضع ‪ ،‬وأكتفي هنا بقوله‬
‫‪ :‬والذي أفتي به أنه ل يجوز العتماد على كلم شيخنا الذهبي في ذم أشعري ول شكر حنبلي‬
‫ا‪.‬هـ‪ . .‬وعليه فإذا قدح الذهبي في حشوية كابن تيمية الحراني يجب أن يعض على كلمه‬
‫بالنواجذ ‪.‬‬

‫وقال الحافظ العلئي كما في "ذخائر القصر" لبن طولون ص ‪ 33 ، 32‬عند ذكره للمسائل‬
‫التي فيها ابن تيمية ‪ ( :‬وأما مقالته في أصول الدين فمنها قوله ‪ :‬إن ال ـ سبحانه ـ محل‬
‫الحوادث تعالى ال عما يقول علوا كبيرا ‪ ،‬وأنه مركب مفتقر إلى ذاته افتقار الكل إلى الجزء ‪،‬‬
‫وأن القرآن محدث في ذاته ـ تعالى ـ ‪ ،‬وأن العالم قديم بالنوع ولم يزل مع ال مخلوقا دائما ‪،‬‬
‫فجعله موجبا بالذات ل فاعل بالختيار ـ سبحانه وتعالى ما أحمله ! ـ ‪ ،‬ومنها قوله بالجسيمة‬
‫وبالجهة والنتقال ؛ وهو مردود ‪ .‬وصرح في بعض تصانيفه بأنه قدر العرش ل أكبر منه ول‬
‫أصغر ـ تعالى عن ذلك ـ ‪ ... ،‬وأن عذاب أهل النار ينقطع ول يتأبد ‪ ،‬ومن أفراده أيضا أن‬
‫النوراة والنجيل لم تبدل ألفاظهما بل هي باقية على ما أنزلت بل وقع التحريف في تأويلها ‪،‬‬
‫وله فيه مصنف آخر ما رأيت وأستغفر ال من كتابه مثل هذا فضل عن اعتقاده ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال الشيخ الغماري في "جؤنة العطار" ج ‪1‬ص ‪ ( : 3‬وهذه الشام اليوم قد تسرب إليها‬
‫اللحاد والزندقة زيادة على ما كان فيها سابقا من النصب وغيره ‪ ،‬ولو لم يكن بعد فتنة بني‬
‫أمية إل ظهور ابن تيمية منها لكفى أن تذم ‪ ،‬فإن كل مبتدع وضال من المقلدة إنما ضل حتى‬
‫كفر ؛ بقراءة كتب ابن تيمية ‪ ،‬ويكفي أن قرن الشيطان النجدي وأذنابه من أولد أفكار ابن‬
‫تيمية ول يخفى شرهم وعظيم ضررهم على السلم وأهله ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال في "القول الجلي" ـ بعد كلم ـ ‪ ... ( :‬فقبح ال ابن تيمية وأخزاه وجازاه بما يستحق ‪،‬‬
‫وقد فعل والحمد ل إذ جعله إمام كل ضال بعده ‪ ،‬وجعل كتبه هادية إلى الضلل ؛ فما أقبل‬
‫عليها أحد واعتنى بشأنها إل وصار إمام ضللة في عصره ‪ ،‬ويكفي أن أخرج من صلب‬
‫أفكاره الخبيثة قرن الشيطان وأتباعه كلب النار وشر من تحت أديم السماء ‪ ،‬والذين ملوا‬
‫الكون ظلمة وسوادا وجهة بالجرائم والعظائم في كل مكان ‪ ،‬والكل في صحيفة ابن تيمية إمام‬
‫الضالين وشيخ المجرمين ‪ ،‬وقد قال رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ‪ (( :‬من سن سنة سيئة‬
‫فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )) ‪ ،‬وقال (صلى ال عليه وسلم) ‪ (( :‬من‬
‫دعا إلى ضللة كان عليه إثم من تبعه إلى يوم القيامة )) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وبمناسبة ذكرنا لقوال بعض العلماء في ابن تيمية ‪ ،‬فل بأس من أن نسمعك بعض ما قيل في‬
‫بعض أرباب هذه النحلة الخاسرة ‪-:‬‬

‫(‪ )1‬أبو العز ابن كادش العكبراوي ؛ وهو كذاب مخلط حشوي مشبه مجسم ضال مضل ‪ ،‬قال‬
‫ابن النجار ‪ :‬كان مخلطا كذابا ل يحتج بمثله وللئمة فيه مقال ‪ .‬وقال ابن النماط ‪ :‬كان مخلطا‬
‫‪ .‬وقال أبو سعيد ابن السمعاني ‪ :‬كان ابن ناصر سيء الرأي فيه ‪ .‬قال ابن عساكر ‪ :‬قال لي‬
‫أبو العز ابن كادش ؛ وسمع رجل وضع في حق علي حديثا ‪ :‬وضعت أنا في حق أبي بكر‬
‫حديثا ؛ بال أليس فعلت جيدا ؟ قال الذهبي في "سير أعلم النبلء" ‪ 19/559‬معلقا على ذلك‬
‫‪ :‬قلت ‪ :‬هذا يدل على جهله ؛ يفتخر بالكذب على رسول ال (صلى ال عليه وسلم) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫قلت ‪ :‬فياويحه من الوعيد الشديد الثابت عن رسول ال في حق من كذب عليه ـ عليه أفضل‬
‫الصلة والسلم ـ وياويح من يحتج برواياته من ذلك ‪.‬‬

‫أما قول الذهبي في "الميزان" ‪ : 1/78‬أقر بوضع حديث وتاب وأناب ؛ فمع أنه ل قيمة له في‬
‫باب الحتجاج ؛ إذ رواية الكذاب ل تقبل ولو تاب وأناب ؛ كما هو مذهب المحققين من‬
‫المحدثين والصوليين ‪ ،‬منهم أحمد ابن حنبل والحميدي والصيرفي والسمعاني وابن القطان‬
‫وابن جماعة والزركشي وآخرون ؛ فإننا نطالب من يجزم بتوبته بالسناد الصحيح إليه ؛ الذي‬
‫فيه صدور هذه التوبة منه ؛ وأنى له ذلك ؟! ‪ ،‬هذا وقد كان ابن كادش صديقا حميما للكذاب‬
‫الوضاع الضال المجسم ابن بطة العكبري ‪ ،‬الذي قال عنه الحافظ ابن حجر في "اللسان" ج‬
‫‪4‬ص ‪ : 113‬وقفت لبن بطة على أمر استعظمته واقشعر جلدي منه ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫ثم أثبت أنه وضاع ‪ ،‬وأنه كان يحك أسماء الئمة من كتب الحديث ويضع اسمه مكان الحك ‪،‬‬
‫وقال أبو القاسم الزهري ‪ :‬ابن بطة ضعيف ضعيف ‪ .‬وقال أبو ذر الهروي ‪ :‬اجتهدت على أن‬
‫يخرج لي شيئا من الصول فلم يفعل فزهدت فيه ‪ .‬وأورد الخطيب البغدادي حديثا في إسناده‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ابن بطة ثم قال ‪:‬وهو موضوع بهذا السناد والحمل فيه على ابن بطة ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫ومن المعلوم أن علماء الحديث إذا قالوا عن حديث ( والحمل فيه على فلن ) أنهم يعنون بذلك‬
‫أنه واضعه ‪ ،‬ولذلك أمثلة كثيرة أكتفي هنا بذكر ستة منها ‪-:‬‬

‫‪-1‬قال المام الذهبي في "الميزان" ج ‪1‬ص ‪ 91‬في ترجمة أحمد بن الحسن أبي حنش ‪:‬‬
‫اتهمه الخطيب بوضع هذا الحديث ـ يعني حديث ( من حفظ القرآن في عشرة ‪ ...‬إلخ ) ‪.‬‬

‫‪-2‬قال الخطيب ‪ :‬الحمل فيه عليه ‪.‬‬

‫‪ -2‬جاء في "تنزيه الشريعة المرفوعة" لبن عراق ‪ 1/50‬الحسن بن علي بن محمد اليماني‬
‫الدمشقي عن علي بن بابوية السواري ‪ :‬أتى بخبر كذب ‪ ،‬والحمل فيه عليه أو على شيخه‬
‫فإنهما مجهولن ‪.‬‬

‫‪ -3‬وجاء فيه أيضا ‪ 1/92‬عمر بن نسطاس عن بكير بن القاسم بخبر باطل الحمل فيه عليه ‪.‬‬

‫‪ -4‬وجاء فيه ‪ 1/68‬صالح بن الفتح أبو محمد الشامي عن الفضل بن أحمد بن عامر بخبر‬
‫موضوع ‪ ،‬والحمل فيه على أحدهما ‪.‬‬

‫‪ -5‬وجاء فيه أيضا ‪ 1/100‬محمد بن أحمد الحليمي عن آدم بن أبي إياس بأحاديث باطلة ‪ ،‬قال‬
‫ابن ماكول ‪ :‬والحمل فيه عليه ‪.‬‬

‫‪ -6‬قال الذهبي في "الميزان" ج ‪1‬ص ‪ 503‬في ترجمة الحسن بن علن الخراط ‪ :‬قال ابن‬
‫الجوزي ‪ :‬وضع هذا الحديث ‪ ...‬قال الخطيب ‪ :‬الحمل فيه على الخراط ‪.‬‬

‫(‪ )2‬أبو طالب العشاري الكذاب ‪ ،‬قال الذهبي ‪ :‬ليس بحجة ‪ ،‬وقال بعدما ذكر حديثا موضوعا‬
‫في سنده العشاري هذا ‪ :‬فقبح ال من وضعه ‪ ،‬والعتب إنما هو على محدثي بغداد كيف تركوا‬
‫العشاري يروي هذه الباطيل ‪.‬‬

‫وأورد الحافظ ابن الجوزي حديثا في إسناده العشاري وقال ‪ :‬هذا حديث ل يشك عاقل في‬
‫وضعه ‪ ...‬إلى أن قال ‪ :‬وكان مع الذي رواه نوع تغفل ول أحسبه إل في المتأخرين ‪ ،‬وإن كان‬
‫يحيى بن معين تكلم في ابن أبي الزناد وحكى فيه كلم غيره ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬فلعل بعض أهل الهوى‬
‫أدخله في حديثه ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫قال الحافظ ابن حجر في "اللسان" ج ‪5‬ص ‪ : 303‬وقد تقدم في ترجمة النجاد أنه عمر بآخره‬
‫وأن الخطيب جوز أن يكون أدخل عليه شيء ‪ ،‬وهذا التجويز محتمل في حق العشاري أيضا ‪،‬‬
‫وفي حق ابن أبي الزناد بعيد ؛ فقد وثقه مالك ‪ ،‬وعلق له البخاري بالجزم ‪ ،‬والعلم عند ال‬
‫تعالى ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقال الذهبي في "الميزان" ‪ : 657 ، 3/656‬أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلمة باطن ‪،‬‬
‫منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ‪ ،‬ومنها عقيدة الشافعي ا‪.‬هـ‪ . .‬وأقره الحافظ ابن‬
‫حجر في "اللسان" ج ‪5‬ص ‪ 302، 301‬على ذلك ‪.‬‬

‫(‪ )3‬قال إمام الحرمين عن السجزي المجسم بعد كلم ‪ :‬وأبدي من غمرات جهله فصول ‪،‬‬
‫وسوى على قصبة سخافة عقله نصول ‪ ،‬ومخايل الحمق في تضاعيفها مصقولة ‪ ،‬وبعثات‬
‫الحقائق دونها معقولة ‪ .‬قال ‪ :‬وهذا الجاهل الغر المتمادي في الجهل المصر يتطلع إلى الرتب‬
‫الرفيعة بالدؤب في المطاعن في الئمة والوقيعة ‪ ،‬وقال أيضا ‪ :‬صدر هذا الحمق الباب‬
‫بالمعهود من شتمه ‪ ،‬فأف له ولخرقه ‪ ،‬فقد وال سئمت من البحث عن عواره وإبداء شناره ‪،‬‬
‫وقال ‪ :‬قد كسا هذا التيس الئمة صفاته ‪ .‬وقال ‪ :‬أبدى هذا الحمق كلما ينقض آخره أوله في‬
‫الصفات ‪ ،‬وما ينبغي لمثله أن يتكلم في صفات ال تعالى على جهله وسخافة عقله ‪ ،‬وقال‬
‫أيضا ‪ :‬قد ذكر هذا اللعين الطريد المهين الشريد فصول وزعم أن الشعرية يكفرون بها ‪،‬‬
‫فعليه لعائن ال تترى واحدة بعد أخرى ‪ ،‬وما رأيت جاهل أجسر على التكفير وأسرع إلى‬
‫التحكم على الئمة من هذا الخرق ‪.‬‬

‫وتكلم السجزي في النزول والنتقال والزوال والتصال والنفصال والذهاب والمجيء ‪ ،‬قال‬
‫إمام الحرمين ‪ :‬ومن قال ذلك حل دمه ‪.‬‬

‫(‪ )4‬الحسين بن علي بن إبراهيم الهوازي ؛ الكذاب الدجال ‪ ،‬قال الذهبي في "الميزان"‬
‫‪ : 1/512‬ألف كتابا في الصفات أتى فيه بموضوعات وفضائح وكان يحط على الشعري ‪،‬‬
‫وجمع كتابا في ثلبه وقال أبو طاهر ‪ :‬أقرأ عليه العلم ول أصدقه في حرف واحد ‪ .‬وقال‬
‫الخطيب البغدادي ‪ :‬الهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا ‪.‬‬

‫وقال ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" ‪ ( :‬ل يستبعدن جاهل كذب الهوازي فيما أورده‬
‫من تلك الحكايات ‪ ،‬فقد كان أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات ) ‪ ،‬وقد نص‬
‫ابن عساكر بأن الهوازي هذا هو المتهم بوضع حديث (( رأيت ربي بمعنى على جمل أورق‬
‫عليه جبة )) ‪ ،‬قلت ‪ :‬وقد أورد هذا الهوازي اللعين في كتابه القذر الذي سماه ـ بغير حق ـ‬
‫"البيان في عقود اليمان" جملة نت الحاديث الموضوعة منها ‪ :‬حديث (( إن ال تعالى لما‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أراد أن يخلق نفسه خلق الفرس فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من العرق )) ؛ قاتل ال‬
‫واضعه ماأجراه على ال وأوقحه ‪.‬‬

‫(‪ )5‬عبدالعزيز بن الحارث التميمي الحشوي المجسم الكذاب الوضاع ‪ ،‬قال الذهبي في ترجمته‬
‫في كتاب "الميزان" ‪ : 2/624‬من رؤساء الحنابلة وأكابر البغاددة ؛ إل أنه آذى نفسه ‪،‬‬
‫ووضع حديثا أو حديثين في "مسند المام أحمد" ‪ ،‬قال ابن زرقويه الحافظ ‪ :‬كتبوا عليه‬
‫محضرا بما فعل ‪ ،‬كتب فيه الدارقطني وغيره ـ نسأل ال العافية والسلمة ـ قلت ‪ :‬وقد ابتلى‬
‫المام أحمد بن حنبل بأصحاب جهلة كذبوا عليه ونسبوا إليه ما لم يقله من العقائد والراء‬
‫الكاسدة ؛ كما ذكره ذلك جماعة كبيرة من العلماء منهم ابن الجوزي وابن الصلح وابن‬
‫عبدالسلم والمام السبكي وابنه التاج والذهبي وآخرون ‪.‬‬

‫ومما نسبوه إليه الرد على الجهمية ؛ قال المام الذهبي في "سير أعلم النبلء" ج ‪11‬ص‬
‫‪ 286‬بعد كلم ‪ :‬ل كرسالة الصطخري ‪ ،‬ول كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبدال ‪،‬‬
‫وقال بعد أن أورد شيئا من هذه العقيدة الفاسدة الكاسدة ‪ :‬وال ما قالها المام أحمد ‪ ،‬فقاتل ال‬
‫واضعها ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون مثل هذه الخرافة ويسكتون عليها‬
‫ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫وقد كذبوا أيضا على غيره من أئمة المسلمين ؛ فنسبوا إليهم مالم يقولوه ‪ ،‬وحذفوا من‬
‫كلمهم مال يتناسب مع معتقداتهم ؛ ولدينا على ذلك أمثلة لبأس بها عن أرباب هذه النحلة‬
‫من متقدمين ومتأخرين ومعاصرين ‪ ،‬وقد ذكرنا بعضا منها في غير هذا الموضع ‪.‬‬

‫هذا وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "اللسان" ج ‪4‬ص ‪ 77‬وقبله الذهبي في "الميزان" ج ‪2‬ص‬
‫‪ 525‬عن ابن المسلم أنه سأل عبد العزيز بن الحارث احتج به فقال له ‪ :‬صنعته في الحال‬
‫لدفع به الخصم ‪.‬‬

‫(‪ )6‬شيخ السلم ! بل الضلل ‪ :‬الهكاري ؛ الكذاب المجسم ‪ .‬قال عنه ابن النجار ‪ :‬متهم‬
‫بوضع الحديث وتركيب السانيد ‪ ،‬وإن الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات ‪ ،‬وفي حديثه‬
‫أشياء موضوعة ‪ ،‬وقال الحافظ في "اللسان" ‪ :‬رأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان‬
‫يضع الحديث بأصبهان ‪ ،‬وقال ابن عساكر ‪ :‬لم يكن موثوقا به ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫(‪ - )9( ، )8( ، )7‬ابن حامد وابن الزغواني والقاضي أبو يعلي ‪ ،‬قال عنهم العلمة ابن‬
‫الجوزي الحنبلي في "دفع شبه التشبيه" ص ‪ 99‬فما بعدها ‪ ( :‬صنفوا كتبا شانوا بها المذهب‬
‫‪ ،‬ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام ؛ فحملوا الصفات على مقتضى الحس ؛ فسمعوا أن ال‬
‫تعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ‪ ،‬ووجها زائدا على الذات ‪ ،‬وعينين ‪ ،‬وفما ‪،‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ولهوات ‪ ،‬وأضراسا ‪ ،‬وأضواء لوجهه هي السبحات ‪ ،‬ويدين ‪ ،‬وأصابع ‪ ،‬وكفا ‪ ،‬وخنصرا ‪،‬‬
‫وإبهاما ‪ ،‬وفخذا ‪ ،‬وساقين ‪ ،‬ورجلين ‪.‬‬

‫وقالوا ‪ :‬ما سمعنا بذكر الرأس ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬يجوز أن يمس ويمس ‪ ،‬ويدني العبد من ذاته ‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم ‪ :‬ويتنفس ؛ ثم يرضون العوام بقولهم ‪ :‬ل كما يعقل وقد أخذوا بالظاهر في السماء‬
‫والصفات فسموها تسمية مبتدعة ل دليل لهم في ذلك من النقل ول من العقل ‪ ،‬ولم يلتفتوا إلى‬
‫النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة ل تعالى ‪ ،‬ول إلى إلغاء ما يوجبه‬
‫الظاهر من سمات الحدوث ‪ ...‬ثم يتحرجون من التشبيه ‪ ،‬ويأنفون من إضافته إليهم ‪،‬‬
‫ويقولون نحن أهل السنة ‪ ،‬وكلمهم صريح في التشبيه ‪ ،‬وقد تبعهم خلق من العوام ‪ ...‬ولقد‬
‫كسيتم هذا المذهب شيئا قبيحا ؛ حتى صار ل يقال عن حنبلي إل مجسم ‪ ...‬وقد كان أبو محمد‬
‫التميمي يقول في بعض أئمتكم ‪ :‬لقد شان المذهب شينا قبيحا ل يغسل إلى يوم القيامة ) وله‬
‫في ذلك كلم طويل ل نطيل به المقام ‪.‬‬

‫(‪ )10‬ابن القيم ؛ قال المام العلمة السبكي الشافعي في "السيف الصقيل في الرد على ابن‬
‫زفيل" من ص ‪ 55‬فما بعدها ؛ بعد أن نقل كلما لبن القيم ‪ ( :‬انتهى كلم هذا الملحد تبا له ‪،‬‬
‫وقطع ال دابر كلمه ‪ ،‬انظر هذا الملعون كيف أقام طوائف الشافعية والمالكية والحنفية الذين‬
‫هم قدوة السلم وهداة النام في صورة الملحدة الزنادقة ‪ ،‬المقرين على أنفسهم باتباع‬
‫فرعون وهامان وأرسطو وابن سينا ؛ المقدمين كلمهم على القرآن ‪ ،‬وأن رائده لعنه ال‬
‫ولعنه سألهم عما يقوله أهل الحديث فنسبوهم إلى ما نسبوهم إليه ‪ ،‬وأنه لذلك انحل عن‬
‫الديان وخلع ربقة اليمان ‪ ...‬فما أراد هذا إل أن يقرر عند العوام أنه ل مسلم إل هو وطائفته‬
‫التي مابرحت ذليلة حقيرة ‪ ،‬وما أدري ما يكون وراء ذلك من قصده الخبيث ؛ فإن الطعن في‬
‫أئمة الدين طعن في الدين ‪ ،‬وقد يكون هذا فتح باب الزندقة ونقض الشريعة ‪ ،‬ويأبى ال ذلك‬
‫والمؤمنون ‪ ،‬وجماعة من الزنادقة يكون مبدأ أمرهم خفيا حتى تنتشر ناره ويشتعل شناره ‪،‬‬
‫نسأل ال العافية ‪.‬‬

‫فينبغي لئمة المسلمين وولة أمورهم أن يأخذوا بالحزم ‪ ،‬ويحسموا مادة الشر في مبدئه قبل‬
‫أن يستحكم فيصعب عليهم رفعه ‪ ،‬ثم إن هذا الوقح ل يستحيي من ال ول من الناس ؛ ينسب‬
‫إلى طوائف المسلمين ما لم يقولوه فيه وفي طائفته وهو يزعم بكذبه أنه متمسك بالقرآن ‪...‬‬
‫بل هو زيادة من عنده كذب فيها على ال وعلى رسوله ‪ ،‬فهل وصلت الزنادقة والملحدة‬
‫والطاعنون في الشريعة إلى أكثر من هذا ؛ بل ول عشر هذا ‪ ،‬وإيهامه الجهال أنه هو‬
‫المتمسك بالقرآن والسنة لينفق عندهم كلمه ‪ ،‬ويخفي عنهم سقامه ) ‪.‬‬
‫وقال ص ‪ 37‬بعد كلم ‪ ( :‬فانظر أن مالكا رضي ال عنه وناهيك به ؛ قد فسر الحديث بما قال‬
‫هذا المتخلف النحس ‪ :‬إنه إلحاد ‪ ،‬فهو الملحد عليه لعنة ال ‪ ،‬ما أوقحه وما أكثر تجرأه ‪،‬‬
‫أخزاه ال ) ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫(‪ )11‬اللباني ‪:‬‬


‫‪ -1‬قال محمود مهدي الستانبولي في رسالة أرسلها إلى اللباني ‪ ( :‬ومن حماقتك وسوء أدبك‬
‫‪ ،‬وقال له ‪ :‬إنك تحمل علي كل الحقد منذ الساعة التي امتنعت المدرسة من قبول أولدك إل‬
‫بدفع الجرة عنهم ‪ ،‬حدثتني بذلك شخصيا فاعتذرت لك ‪ ،‬وقلت ‪ :‬بأن المعلمات أصبحن‬
‫شريكات بسبب النظمة الخيرة ؛ فهززت رأسك غضبا ‪ ،‬وكل قصدك أكل حقوقهن كما أكلت‬
‫حقوقي لعدة سنوات بتدريس الخت ابنتك دون أن تتلفظ بكلمة شكر ‪ ،‬ولو فعلت ما فعلت مع‬
‫هر لتقدم بالشكر بطريقته التي فطر عليها ‪ ،‬وقد سبقت بسلوكك الشاذ هذا الشيوخ الجاحدين‬
‫الذين يعتبرون تبرع طلبهم لهم ضريبة لزمة وفرضا عينيا ‪ ،‬وقال ‪ :‬ثم سرقت أموال‬
‫السلفيين ولم تعدها إلى الجماعة كما تقتضي المانة ‪ ،‬ورفضت الحتكام إلى الشرع ‪ ،‬فعلت كل‬
‫هذه الفاعيل التي ذكرت بعضها وسأذكر بعضها الخر ‪ ،‬وقال ‪ :‬إنما فعلته في تلك الليلة من‬
‫توجيه الكلم القاسي لك كان بسبب سلوكك الحمق الشاذ ‪.‬‬

‫وقال ‪ :‬ومن أقبح وأحمق سلوكك وقلة أدبك ‪ ،‬وقال ‪ :‬تقول إنك تريد لقمة الكل ؛ وهل فعل‬
‫ذلك أتباع الرسل ؟ هل شكوت إلى إخوانك فيساعدوك كما ساعدوك مرارا بناء على اقتراحي‬
‫أيها الكنود ‪ ،‬عفوا ليس لجل لقمة الطعام بل لجل التكاثر في الموال ‪. ) ...‬‬

‫وله كلم طويل لعلنا نذكره في مناسبة أخرى ‪ ،‬ومن المعلوم أن الستانبولي من أخص تلمذة‬
‫اللباني ‪ ،‬وبينهما صحبة تقرب من أربعين عاما ‪.‬‬

‫‪ -2‬قال زهير الشاويش في تعليق له على كتاب "تفضيل الكلب على ممن لبس الثياب" طبع‬
‫المكتب السلمي ‪ ( :‬وأخص الذي آتاه ال العلم فانسلخ منه ؛ بلعام ذاك الزمان ومن سار‬
‫على دربه واقتفى آثاره من بلعيم هذه اليام ‪ ،‬وإلى صاحب إبليس من هو بالدس والحتيال‬
‫معروف وإلى المذمم الكريه ‪ ،‬وإلى من هو بالشؤم في الغرب والشرق موصوف ‪ ،‬وإلى من‬
‫زاد على البالة ضغثا وفاق كل من سبقه وخالف كل مظنون ؛ حتى كدنا نتوهم الحديث‬
‫الموضوع صحيحا ‪ ،‬أبت النفوس اللئيمة أن تغادر الدنيا حتى تسيء إلى من أحسن إليها ‪،‬‬
‫وكان من فعله أن أخرجت هذا الكتاب من محبسه ) ويريد بهذا الكلم شيخه اللباني كما هو‬
‫غير خاف ‪.‬‬

‫وقال عنه أيضا ‪ ( :‬ومن العجائب أننا رأينا من بعض المشايخ أشد من ذلك ؛ فقد بلغني أن‬
‫أحدهم يقول لمن لهم عليه حقوق مادية ‪ :‬عليكم بالتسليم لما أقول ول تناقشوا ول تجادلوا‬
‫واقبلوا ما أعترف لكم به فقط لنني ل أكذب ‪ ، ...‬وغفل هذا المغرور بأنه لو كان عندهم ل‬
‫يكذب فقد يهم أو ينسى ‪ ،‬وفي طلبه هذا منهم عنت وجبروت ؛ لن ال ـ سبحانه وتعالى ـ يوم‬
‫القيامة يسمح لكل نفس أن تجادل عن نفسها ‪ ،‬بل أكاد أقول ‪ :‬إنه بهذا ممن يسمي نفسه‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫طاغوتا ‪ ،‬نعوذ بال من الجهل والجبروت ) ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫هذا ومن المعلوم أن الشاويش من تلمذة اللباني بل ومن أخصهم لديه ؛ حيث إنه تتلمذ على‬
‫يديه أكثر من أربعين عاما ‪ ،‬وقد أثنى عليه اللباني في كثير من كتبه ‪ ،‬وذكر أنه نشأ على‬
‫منهاج سلفهم الصالح ‪.‬‬

‫هذا ول أريد أن أطيل هنا الكلم على أفراد هذه الطائفة ‪ ،‬ولعلنا نكتب رسالة خاصة في ذلك ؛‬
‫ولكن ل بأس أن نذكر خمسة نصوص لبعض العلماء في أرباب هذه الطائفة إجمال ونرجي‬
‫البقية إلى وقت آخر إن شاء ال تعالى ‪-:‬‬

‫‪ )1‬قال العلمة التقي الحصني الشافعي في مقدمة كتابه "دفع شبه من شبه ونمرد ونسب ذلك‬
‫إلى السيد الخليل أحمد" ‪ :‬وبعد ‪ :‬فإن سبب وضعي لهذه الحرف اليسيرة ؛ ما دهمني من‬
‫الحيرة من أقوام أخباث السريرة ؛ يظهرون النتماء إلى مذهب السيد الجليل المام أحمد ؛‬
‫وهم على خلف ذلك والفرد الصمد ‪ ،‬والعجب أنهم يعظمونه في المل ويتكاتمون إضلله مع‬
‫بقية الئمة ‪ ،‬وهم أكفر ممن تمرد وجحد ‪ ،‬ويضلون عقول العوام وضعاف الطلبة بالتمويه‬
‫الشيطاني وإظهار التعبد والتقشف وقراءة الحاديث ويعتنون بالمسند ‪ ،‬وكل ذلك خزعبلت‬
‫منهم وتمويه ‪ ...‬فالحاصل من كلم ابن حامد والقاضي وابن الزاغوني من التشبيه والصفات‬
‫التي ل تليق بجناب الحق سبحانه وتعالى ‪ ...‬هي نزعة سامرية في التجسيم ‪ ،‬ونزعة يهودية‬
‫في التشبيه ‪ ،‬وكذا نزعة نصرانية ‪ ...‬وبالغوا في الفتراء إما لجهلهم وإما لضغينة في قلوبهم‬
‫لنهم أفراخ السامرة في التشبيه ويهود في التجسيم ‪.‬‬

‫‪ )2‬قال شارحا "الجوهرة" ص ‪ : 183‬ولقد أسرف بعض الناس في هذا العصر فخاضوا في‬
‫متشابه الصفات بغير حق ‪ ،‬وأتوا في أحاديثهم عنها بما لم يأذن به ال ‪ ...‬فهم قوم قد‬
‫تصوروا الذات اللهية كما صورتها لهم أخيلتهم ‪ ،‬ثم راحوا يستنهضون ظواهر بعض اليات‬
‫إلى تلك الخيلة لتصدقها ‪ ،‬ومن الزيغ يواجهون العامة وأشباههم بما اعتقدوه ‪ ،‬ومن‬
‫المؤسف أنهم ينسبون ما يقولون إلى سلفنا الصالح ‪ ،‬ويخيلون إلى الناس أنهم سلفيون ‪.‬‬

‫ومن أقوالهم ‪ :‬أن ال سبحانه يشار إليه بالشارة الحسية ‪ ،‬وأن له من الجهات الست جهة‬
‫الفوق ‪ ،‬وأنه استوى على العرش بذاته استواء حقيقيا ؛ بمعنى أنه استقر استقرارا حقيقيا ‪،‬‬
‫غير أنهم يعودون للقول بأنه ليس كاستقرارنا وليس على ما نعرف ‪ ،‬وليس لهم مستند في‬
‫ذلك إل التشبث بالظواهر ‪ ،‬ولقد تجلى مذهب السلف والخلف آنفا ؛ وفيه ‪ :‬أنه حمل متشابهات‬
‫الصفات على ظواهرها مع القول بأنها باقية على حقيقتها ليس رأيا لحد من المسلمين ؛ إنما‬
‫هو رأي لبعض أصحاب الديان الخرى كاليهود والنصارى وأهل النحل الضالة كالمشبهة‬
‫والمجسمة ‪.‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وقال ص ‪ : 188‬والحق أنه ليس أحد من السلف فعل ما فعلوه ‪ ،‬ول أحد من الخلف ذهب إليه‬
‫ا‪.‬هـ‪ .‬المراد منه ‪.‬‬

‫‪ )3‬قال العفيف اليافعي في "مرهم العلل المعضلة في دفع الشبه والرد على المعتزلة" ‪:‬‬
‫ومتأخرو الحنابلة غلوا في دينهم غلوا فاحشا ‪ ،‬وتسفهوا سفها عظيما ‪ ،‬وجسموا تجسيما‬
‫قبيحا ‪ ،‬وشبهوا ال بخلقه تشبيها شنيعا ‪ ،‬وجعلوا له من عباده أمثال كثيرة ؛ حتى قال أبو‬
‫بكر ابن العربي في "العواصم" ‪ :‬أخبرني من أثق به من مشيختي ‪ ،‬أن القاضي أبا يعلي‬
‫الحنبلي كان إذا ذكر ال سبحانه يقول فيما ورد من هذه الظواهر في صفاته ـ تعالىـ ‪:‬‬
‫ألزموني ماشئتم فإني ألتزمه إل اللحية والعورة ‪ .‬قال أئمة بعض أهل الحق ‪ :‬وهذا كفر قبيح ‪،‬‬
‫واستهزاء بال تعالى شنيع ‪ ،‬وقائله جاهل به تعالى ‪ ،‬ل يقتدي به ول يلتفت إليه ‪ ،‬ول هو‬
‫متبع لمامة الذي ينتسب إليه ويتستر به ؛ بل هو شريك للمشركين في عبادة الصنام ؛ فإنه‬
‫ما عبد ال ول عرفه ‪ ،‬وإنما صور صنما في نفسه ‪ ،‬ـ فتعالى ال عما يقول الملحدون‬
‫والجاحدون علوا كبيرا ـ اه‪.‬‬

‫قال اليافعي ‪ :‬ولقد أحسن ابن الجوزي من الحنابلة ؛ حيث صنف كتابا في الرد عليهم ونقل‬
‫عنهم أنهم أثبتوا ل صورة كصورة الدمي في أبعاضها ‪ ،‬وقال في كتابه ‪ :‬هؤلء قد كسوا هذا‬
‫المذهب شينا قبيحا ؛ حتى صار ل يقال عن حنبلي إل مجسم ‪ .‬قال ‪ :‬هؤلء متلعبون ‪ ،‬وما‬
‫عرفوا ال ‪ ،‬ول عندهم من السلم خير ‪ ،‬ول يحدثون فإنهم يكابرون العقول وكأنهم يحدثون‬
‫الصبيان والطفال ‪ .‬قال ‪ :‬وكلمهم صريح في التشبيه ‪ ،‬وقد تبعهم خلق من العوام وفضحوا‬
‫التابع والمتبوع ا‪.‬هـ‪. .‬‬

‫‪ )4‬قال ابن عبدالسلم كم في "طبقات الشافعية" ص ‪ ( : 223-222‬والحشوية المشبهة‬


‫الذين يشبهون ال بخلقه ضربان ‪ :‬أحدهما ل يتاحشى من إظهار الحشو ( ويحسبون أنهم‬
‫على شيء أل إنهم هم الكاذبون) ( المجادلة ‪ ، ) 18:‬والخر يتستر بمذهب السلف ‪ ،‬لسحت‬
‫يأكله أو حطام يأخذه ‪.‬‬

‫(يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم ) ( النساء ‪ ، ) 91 :‬ومذهب السلف إنما هو التوحيد‬


‫والتنزيه دون التجسيم والتشبيه ‪ ،‬ولذلك جميع المبتدعة يزعمون أنهم على مذهب السلف‬
‫فهم كما قال القائل ‪:‬‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫وكيف يدعي على السلف أنهم يعتقدون التجسيم والتشبيه ‪ ،‬أو يسكتون عند ظهور البدع‬
‫ويخالفون قوله تعالى ( ول تلبسوا الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) ( البقرة ‪42:‬‬
‫) ‪ ،‬وقوله ( وإذ أخذ ال ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ول تكتمونه ) ( آل عمران ‪:‬‬
‫‪ ، ) 187‬وقوله ( لتبين للناس مانزل إليهم ) ( النحل ‪ ) 44 :‬والعلماء ورثة النبياء ‪ ،‬فيجب‬
‫عليهم من البيان ما وجب على النبياء ‪ ،‬وقال تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير‬
‫ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) (آل عمران‪ ، )104:‬ومن أنكر المنكرات التجسيم‬
‫والتشبيه ‪ ،‬ومن أفضل المعروف التوحيد والتنزيه وإنما سكت السلف قبل ظهور البدع ‪،‬‬
‫فورب السماء ذات الرجع والرض ذات الصدع لقد شمر السلف للبدع لما ظهرت ‪ ،‬فقمعوها‬
‫أتم القمع ‪ ،‬وردعوا أهلها فردوا على القدرية والجهمية والجبرية وغيرهم من أهل البدع ‪،‬‬
‫فجاهدوا في ال حق جهاده ‪.‬‬

‫والجهاد ضربان ‪ :‬ضرب بالجدل والبيان وضرب بالسيف والسنان ‪ ،‬فليت شعري فما الفرق‬
‫بين مجادلة الحشوية وغيرهم من أهل البدع ! ولول خبث في الضمائر وسوء اعتقاد في‬
‫السرائر ( يستخفون من الناس ول يستخفون من ال وهو معهم إذ يبيتون ول يرضى من‬
‫القول ) (النساء ‪ ، )108:‬وإذ سئل عن غير الحشو من البدع أجاب فيه بالحق ‪ ،‬ولول ما‬
‫انطوى عليه باطنه من التجسيم لجاب في مسائل الحشو بالتوحيد والتنزيه ‪ ،‬ولم تزل هذه‬
‫الطائفة المبتدعة قد ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا ( كلما أقدوا نارا للحرب أطفأها ال‬
‫ويسعون في الرض فسادا وال ل يحب المفسدين ) (المائدة ‪ )64 :‬ل تلوح لهم فرصة إل‬
‫إليها ‪ ،‬ول فتنة إل أكبوا عليها ‪ .‬ا‪.‬هـ‪ ، .‬ومثله لبن جهبل في رده على ابن تيمية كما في‬
‫"الطبقات الكبرى" للتاج السبكي ‪.‬‬

‫‪ )5‬قال العلمة التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" عن هؤلء الحشوية بعد كلم ‪:‬‬
‫( فهذه عقيدتهم ويرون أنهم مسلمون ؛ وأنهم أهل السنة ‪ ،‬ولو عدوا عددا لما بلغ علماؤهم‬
‫ول عالم فيهم على الحقيقة مبلغا يعتبر ‪ ،‬ويكفرون غالب علماء المة ثم يعتزون إلى المام‬
‫أحمد ابن حنبل وهو منهم بريء ) ا‪.‬هـ‪ . .‬وله ولغيره كلم آخر ل نطيل المقام بذكره ‪.‬‬

‫ونحن بدورنا نتحدى من يثبت القول بقدم العلم بالنوع عن أكثر أهل الحديث وغيرهم ‪...‬‬
‫نتحداه أن يسمي لنا جماعة من هؤلء العلماء إن كان صادقا فيما يقول ‪ ،‬ولئن كان ابن تيمية‬
‫قد أفضى إلى ما قدم غير مأسوف عليه ؛ فإنا ننقل هذا التحدي إلى أتباعه العاكفين على قراءة‬
‫كتبه العكرة ‪.‬‬

‫وكذلك رد الشيخ الحراني كثيرا من الحاديث النبوية المروية في الصحيحين وغيرهما من‬
‫الكتب الحديثية المعتضدة بإجماع المة المحمدية وبكثير من اليات القرآنية ‪ ،‬الدالة دللة‬
‫صريحة جلية على بقاء النار وخلود أهلها الشرار المشركين الفجار ‪ ،‬حيث قال بفنائها ‪ ،‬وأن‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫أهلها يخرجون منها إلى خير دار وأحسن قرار ‪ ،‬إلى جنات تجري من تحتها النهار مع‬
‫النبيين الطهار والصحابة الخيار من المهاجرين والنصار ومن تبعهم من البرار ‪ ،‬وقد رد‬
‫عليه الئمة النظار بأدلة كالشمس في رابعة النهار ‪ ،‬ولهذا الحراني كثير من الراء‬
‫المستقبحة والقوال المستشنعة التي خالف فيها الئمة العلماء من المفسرين والمحدثين‬
‫والفقهاء ‪ ،‬كما بين ذلك جماعة من النبهاء ‪ ،‬فليراجع كلمهم من شاء ؛ فإن فيه الشفاء من‬
‫عضال الداء ‪ ،‬وال يهدي من يشاء ‪ ،‬ونسأله سبحانه الهداية والتوفيق وأن يسلك بنا أحسن‬
‫طريق ‪ ،‬إنه سبحانه أهل ذلك والقادر عليه ‪.‬‬

‫وبهذا ينتهي الجواب والحمد ل الملك الوهاب ‪ ،‬والصلة والسلم على النبي القانت الواب ‪،‬‬
‫وعلى الل والصحاب والتابعين لهم بإحسان ‪ ،‬وعلى جميع من إلى ربه أناب واتقى يوم‬
‫الحساب ‪.‬‬

‫والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته ‪.‬‬

‫تم بحمد ال‬

‫===============================‬

‫‪ -1‬وقال عنه في "الجواهر النظم في زيادة القبر النبوي المكرم" ‪ :‬وما زال يتلعب به‬
‫الهوى حتى كان مجموعة بدع شنعاء ‪ ،‬ودائرة جهالت وأباطيل شوهاء ‪ ،‬منها ما سبق به ‪،‬‬
‫ومنها ما لم يسبق إليه ‪ ،‬فنجده في مسائل من علم التوحيد حشويا كراميا يقول في ال‬
‫بالجزاء والجهة والمكان والنزول والصعود الحسيين وحلول الحوادث بذاته ـ تعالى ـ ‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى نجد فيه حضيضة الخوارج يكفر أكابر المة ‪ ،‬ويخطيء أعاظم الئمة ‪ ...‬إلخ‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫فهرس اليات‬
‫أل أن الظالمين في عذاب مقيم‬
‫أل تزر وازرة وزر أخرى‬
‫أولئك ليس لهم في الخرة إل النار‬
‫أولئك يئسوا من رحمتي‬
‫إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة ال‬
‫إن الظن ل يغني من الحق شيئا‬
‫إن ال لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا‬
‫إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون ‪ ،‬ل يفتر عنهم‬
‫إن تتوبا إلى ال فقد صغت قلوبكما‬
‫إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر ال لهم‬
‫إن يتبعون إل الظن‬
‫إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا‬
‫اخسئوا فها ول تكلمون‬
‫ثم ل يموت فيها ول يحيى‬
‫جهنم يصلونها وبئس القرار‬
‫الرحمن على العرش استوى‬
‫خالدين فيها أبدا‬
‫خالدين فيها ل يخفف عنهم العذاب ول هم ينظرون‬
‫سبحان ال عما يصفون‬
‫ستكتب شهادتهم ويسألون‬
‫عليهم نار مؤصدة‬
‫فاليوم ل يخرجون منها ول هم يستعتبون‬
‫فل يخفف عنهم العذاب‬
‫فلن نزيدكم إل عذابا‬
‫كلما أرادوا أن يخرجوا منها اعيدوا فيها‬
‫كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها‬
‫كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال‬
‫لتدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف الخبير‬
‫ليقضى عليهم فيموتوا ول يخفف‬
‫لتبين للناس مانزل إليهم‬
‫لقد جئت شيئا نكرا‬
‫للذين احسنوا الحسنى وزيادة‬
‫ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‬


‫ليس مصروفا عنهم‬
‫مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا‬
‫مالنا من محيص‬
‫وإذ أخذ ال ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينه للناس‬
‫وإن الظن ل يغني من الحق شيئا‬
‫وإن الفجار لفي جحيم‬
‫وأن تقولوا على ال مال تعلمون‬
‫واسجد واقترب‬
‫وامهاتكم اللتي أرضعنكم وأخوانكم من الرضاعة‬
‫وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة‬
‫ول تزر وازرة وزر أخرى‬
‫ول تلبسوا الحق بالباطل‬
‫ول يجدون عنها محيصا‬
‫ول يظلم ربك أحدا‬
‫ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير‬
‫ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ‪ ،‬ومن كفر فإن ال غني عن العالمين‬
‫ولهم عذاب مقيم‬
‫وما بخارجين منها ولهم عذاب مقيم‬
‫وما يعلم تأويله إل ال‬
‫وما هم بخارجين من النار‬
‫ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من ال‬
‫ومن لم يحكم بما أنزل ال فأولئك هم الكافرون‬
‫ومن يعص ال ورسوله فإن له نار جهنم‬
‫وهو معكم أينما كنتم وال بما تعملون بصير‬
‫ويحسبون أنهم على شيء أل إنهم هم الكاذبون‬
‫ياأيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول تموتن إل وأنتم مسلمون‬
‫يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وقولوا قول سديدا‬
‫ياأيها الذين آمنوا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحة‬
‫ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق‬
‫يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم‬
‫يستخفون من الناس ول يستخفون من ال‬
‫يوم يكشف عن ساق‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫فهرس الحاديث‬

‫(أ)‬
‫آية المنافق ثلث‬
‫أحلت لنا ميتتان ودمان‬
‫أرأيت لو كان على أبيك دين‬
‫أراد ال‬
‫أربع من كن فيه كان منافقا خالصا‬
‫أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء‬
‫أطعم رسول ال (صلى ال عليه وسلم) عن صفية خبزا‬
‫أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد‬
‫أل أصلي لكم صلة رسول ال (صلى ال عليه وسلم)‬
‫أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا‬
‫أن النبي (صلى ال عليه وسم) أمرها أن توافيه يوم النحر‬
‫أن النبي (صلى ال عليه وسلم) احتجم وهو صائم‬
‫أن النبي (صلى ال عليه وسلم) تزوج ميمونة وهو محرم‬
‫أن النبي (صلى ال عليه وسلم) توجه إلى مكة يوم النحر‬
‫أن النبي (صلى ال عليه وسلم) ذبح الكبشين بالمدينة‬
‫أن رسول ال قضى بالشاهد واليمين‬
‫أنت سيد في الدنيا والخرة‬
‫أنتم الغر المحجلون يوم القيامة‬
‫أيما إهاب دبغ‬
‫أيما رجل قال لخيه يا كافر‬
‫أيما مس ذكره فليتوضأ‬
‫أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر‬
‫إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق‬
‫إن الخمر قد حرمت‬
‫إن العباس سأل رسول ال (صلى ال عليه وسلم) في تعجيل صدقته قبل أن تحل‬
‫إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان ال‬
‫إن ال أوحى إلي أن تواضعوا‬
‫إن ال تعالى لما أراد أن يخلق نفسه خلق الفرس‬
‫إن ال خلق التربة يوم السبت‬
‫إن النبي (صلى ال عليه وسلم) صلى الكسوف ثلث ركوعات وأربع‬
‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬
‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫إن النبي (صلى ال عليه وسلم) لما دخل البيت دعا في نواحيه‬
‫إن النبي (صلى ال عليه وسلم) مسح رأسه حتى بلغ القذال‬
‫إن امرأة قالت ‪ :‬إن أمي نذرت‬
‫إن ذا اليدين قال لرسول ال (صلى ال عليه وسلم)‬
‫إن رجل جاء إلى النبي (صلى ال عليه وسلم) فاعترف بالزنى‬
‫إن رجل قال ‪ :‬إن أختي نذرت‬
‫إن رسول ال رد ابنته إلى أبي العاص بمهر جديد‬
‫إن من شر الناس عند ال منزلة يوم القيامة‬
‫إنطلق بي رسول ال حتى أتى مكة‬
‫إنما التفريط على من يصل الصلة حتى‬
‫إنه (صلى ال عليه وسلم) لما رأى ربه راضعا يده بين كتفيه‬
‫إني لفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل‬
‫اليمان بضع وسبعون شعبه‬
‫اليمان بضع وستون شعبة‬
‫اثنتان في أمتي هما كفر‬
‫إذا دبغ الهاب فقد طهر‬
‫إذا دخل أهل‬
‫إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم‬
‫إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح‬
‫إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا‬
‫إذا مات مبتدع‬
‫اغسلوا موتاكم‬

‫(ب)‬

‫البيعان بالخيار‬
‫بعث النبي (صلى ال عليه وسلم) أقواما من بني سليم إلى بني عامر‬
‫بينما أنا قائم أطوف بالكعبة فإذا رجل قائم سبط‬

‫(ت)‬

‫ترون ربكم عيانا كما ترون القمر‬


‫تعذيب الميت ببكاء‬
‫(ث)‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫الثيب أحق بنفسها من وليها‬


‫ثم إنكفأ إلى كبشين أملحين‬
‫(ج)‬

‫جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي (صلى ال عليه وسلم)‬


‫جعلت لي الرض مسجدا‬

‫(ح)‬

‫حديث أنس ( رضي ال عنه ) في البسملة‬


‫حديث أنس بن مالك في قصة السراء‬
‫حديث بريدة في قصة رجم ماعز وذكر الحفرة فيه‬
‫حديث جبريل عليه السلم‬
‫حديث صلته (صلى ال عليه وسلم) الظهر بعد أن طاف بالبيت في حجة الوداع‬
‫حديث عائشة أنها جاءت هي وأبوها فقال إنا نحب أن تعوا لعائشة‬
‫حديث عائشة في طواف الفاضة ‪ :‬فطاف الذين كانوا أهلوا‬
‫حديث كعب بن مالك في ذبيحة المرأة والمة‬
‫حديث مجاهد قال ‪ :‬دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا نحن بعبدال بن عمر‬
‫حديث وضوء النبي (صلى ال عليه وسلم) مرة مرة‬
‫حولوا مقعدتي نحو القبلة‬

‫(خ)‬

‫خروج أبو طالب إلى الشام وخروج معه النبي (صلى ال عليه وسلم)‬
‫خرج النبي على قاص‬
‫خلق ال التربة‬

‫(د)‬

‫دخل (صلى ال عليه وسلم) على بنت ملحان‬

‫(ر)‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة‬


‫رأيت عيسى وإبراهيم‬

‫(س)‬

‫سأزيد على السبعين‬


‫سباب المسلم فسوق‬
‫سبعة يظلهم ال‬

‫(ص)‬

‫صلة الليل والنهار مثنى مثنى‬


‫صلى الكسوف بثلث ركوعات‬
‫صلى ست ركعات‬
‫صلى كل ركعة بركوعين‬
‫صليت خلف النبي (صلى ال عليه وسلم) وأبي بكر وعمر‬

‫(ع)‬

‫العهد بيننا وبينهم الصلة‬


‫عشرة من الفطرة‬

‫(ف)‬

‫فأما الجنة فإن ال ل يظلم من خلقه أحدا‬


‫فدعا رسول ال بريرة‬
‫فل تخرجوا إل فرارا منه‬
‫في الساعة المستجاب فيها‬
‫في كل أرض نبي كنبيكم‬
‫فيكشف ربنا عن ساقه‬

‫(ق)‬

‫قال ال ‪ :‬ثلثة أنا خصمهم يوم القيامة‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫قرأ رسول ال (صلى ال عليه وسلم) (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ))‬

‫(ك)‬

‫كان ال ولم يكن شيء غيره‬


‫كان الطلق على عهد رسول ال (صلى ال عليه وسلم)‬
‫كان النبي (صلى ال عليه وسلم) إذا اغتسل من الجنابة‬
‫كان رسول ال ل يصلي في شعرنا‬
‫كان رسول ال يدخل الخلء‬
‫كان له (صلى ال عليه وسم) فرس يقال له اللحيف‬
‫كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع متجحده‬
‫كل بدعة ضللة‬
‫كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول ال (صلى ال عليه وسلم)‬
‫كنت في زفاف‬

‫(ل)‬

‫اللهم صيبا هنيئا‬


‫ل تبتئسي على حميمك‬
‫ل تجوز شهادة بدوي‬
‫ل تدخل الملئكة بيت فيه كلب‬
‫ل تذبحوا إل مسنة‬
‫ل تذكروا موتاكم إل بخير‬
‫ل ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض‬
‫ل ترغبوا آبائكم‬
‫ل تصوموا يوم السبت‬
‫ل تمتلئ حتى ينشئ ال لها خلقا آخر‬
‫ل صيام لمن لم يبيت الصيام‬
‫ل نذر في معصية‬
‫ل نكاح إل بولي‬
‫ل وضوء لمن لم يذكر اسم ال عليه‬
‫ل يشربن أحدكم قائما‬
‫ل يقولن أحكم عبدي فكلكم عبيد ال‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫ل ينهاكم ال عن الربا ويأخذه منكم‬


‫لما كان يوم أحد انكفأ المشركون‬
‫ليس بين الرجل والكفر إل تركه الصلة‬
‫ليس من رجل ادعى بغير أبيه‬

‫(م)‬

‫المراء في القرآن كفر‬


‫ما أدري يد رجل أم يد امرأة‬
‫ما من نبي بعثه ال في أمة قبلي‬
‫مثل القائم على حدود ال‬
‫من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد‬
‫من أفطر يوما من رمضان لم يقضيه عنه صيام الدهر‬
‫من أكل ناسيا‬
‫من استقاء فليفطر‬
‫من اشترى ثوبا بعشرة دراهم‬
‫من باع الخمر فليشقص الخنازير‬
‫من ترك الجمعة عليه دينار أو نصف‬
‫من حسن إسلم المرء تركه مال يعنيه‬
‫من حفظ القرآن شفع في عشرة‬
‫من دعا إلى ضللة كان عليه إثم من تبعه‬
‫من سن سنة سيئة‬
‫من سن في السلم‬
‫من مات وعليه صوم صام عنه وليه‬
‫من مس ذكره فليتوضأ‬
‫من وجد سعة فلم يضح‬

‫(ن)‬

‫نهى رسول ال (صلى ال عليه وسلم) أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬


‫شبكة الدرة السلمية‬
‫‪www.aldura.net‬‬

‫(و)‬

‫والذي نفسي بيده لول الجهاد‬


‫وقت لنا رسول ال في قص الشارب‬
‫ولقيت عيسى فنعته النبي فقال‬

‫(ي)‬

‫يا رسول ال أعطني ثلثا‬


‫يا نبي ال ثلث أعطنيهن‬
‫يقطع الصلة المرأة والحمار والكلب‬
‫يلقى إبراهيم أباه آزر يوت القيامة‬
‫يهلك أمتي هذا الحي من قريش‬

‫مكتبة الكتب السلمية‬ ‫شبكة الدرة السلمية‬

You might also like