You are on page 1of 1

‫َ‬ ‫َ‬ ‫سماءِ(‪)24‬تُؤ ْت ِي أُكُلَها ك ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫مث َا َ‬
‫ل‬ ‫ه ال ْ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ضرِ ُ‬ ‫ن َربِّهَا وَي َ ْ‬ ‫ن َبِإِذ ْ ِ‬ ‫حي ٍ‬‫ل ِ‬ ‫َ‬ ‫ت وَفَْرعُهَا فِي ال َّ َ‬‫صلُهَا ث َاب ِ ٌ‬ ‫جَرةٍ طَيِّبَةٍ أ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫ة كَ َ‬ ‫ة طَيِّب َ ً‬ ‫مث َل ً كَل ِ َ‬
‫م ً‬ ‫ه َ‬‫ب الل ّ ُ‬ ‫ضَر َ‬ ‫ف َ‬ ‫{أل َ ْ‬
‫م ت َر كَي ْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل ِلنَاس َلَعلَّهم يتذ َك َّ‬
‫ت فِي‬ ‫ل الث ّاب ِ ِ‬ ‫َو‬
‫ق‬ ‫ال‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫من‬‫آ‬
‫َ َ‬‫ن‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ت‬‫ِ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َب‬ ‫ث‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫)‬‫‪26‬‬ ‫(‬ ‫رار‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ما‬
‫ْ ِ َ َ‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ث‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ج‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫ٍ‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫)و‬ ‫‪25‬‬ ‫ن(‬
‫َ‬ ‫رو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫َ ُ َِ‬
‫ْ ِ‬ ‫ْ َ ٍ‬ ‫ْ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ض ُّ َ‬
‫شاءُ(‪})27‬‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ن وَيَفْعَ‬ ‫مي َ‬ ‫ه الظ ّال ِ ِ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫خَرةِ وَي ُ ِ‬ ‫حيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي ال ِ‬ ‫ال ْ َ‬

‫ل ضربه الله لكلمة الِيمان وكلمة الِشراك‪ ،‬فمثَّل لكلمة الِيمان بالشجرة‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ة طَيِّب َ ٍ‬
‫ة} هذا مث ٌ‬ ‫جَر ٍ‬
‫ش َ‬ ‫ة طَيِّب َ ً‬
‫ة كَ َ‬ ‫مثَل ً كَل ِ َ‬
‫م ً‬ ‫ب الل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ضَر َ‬
‫ف َ‬ ‫{أل َ ْ‬
‫م تََر كَي ْ َ‬
‫ها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ع َ‬
‫وفْر ُ‬‫ت َ‬ ‫صل َ‬
‫ها ثاب ِ ٌ‬ ‫الطيبة‪ ،‬ولكلمة الِشراك بالشجرة الخبيثة‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬الكلمة الطيبة "ل إِله إِل الله" والشجرة الطيبة "المؤمن" {أ ْ‬
‫ماِء} أي أصلها راسخ في الرض وأغصانها ممتدة نحو السماء ‪.‬‬ ‫في ال َّ‬
‫س َ‬ ‫ِ‬

‫ل وقت بتيسير الخالق وتكوينه‪ ،‬كذلك كلمة الِيمان ثابتة في قلب المؤمن‪ ،‬وعملُه يصعد‬ ‫ها} أي تعطي ثمرها ك َّ‬ ‫ها ك ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫ن بِإِذْ ِ‬
‫ن َرب ِّ َ‬ ‫حي ٍ‬
‫ل ِ‬ ‫ؤت ِي أكُل َ َ‬
‫{ت ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫م يَتَذَك ُّرو َ‬
‫ن} أي يبيّن لهم المثال لعلهم يتعظون فيؤمنون‪.‬‬ ‫ه ْ‬
‫عل ُ‬ ‫سل َ‬‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ا‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫الل‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ض‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫{‬ ‫وقت‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫وثوابه‬ ‫بركته‬ ‫ينال‬ ‫السماء‬ ‫إِلى‬

‫َ‬
‫ض} أي استؤصلت من‬ ‫ق الْر ِ‬
‫و ِ‬ ‫ن َ‬
‫ف ْ‬ ‫م ْ‬ ‫جتُث َّ ْ‬
‫ت ِ‬ ‫حنْظل الخبيثة {ا ْ‬
‫ة} أي ومثل كلمة الكفر الخبيثة كشجرة ال َ‬ ‫خبِيث َ ٍ‬
‫ة َ‬
‫جَر ٍ‬ ‫ة كَ َ‬
‫ش َ‬ ‫خبِيث َ ٍ‬
‫ة َ‬ ‫ل كَل ِ َ‬
‫م ٍ‬ ‫مث َ ُ‬ ‫{ َ‬
‫و َ‬
‫ر} أي ليس لها استقراٌر وثبات‪ ،‬كذلك كلمة الكفر ل ثبات لها ول فرع ول بركة‪،‬‬ ‫ن َ‬
‫قَرا ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ل َ َ‬
‫ها ِ‬ ‫جذورها واقتلعت من الرض لعدم ثبات أصلها { َ‬
‫شبه ما يكسبه المؤمن من بركة الِيمان وثوابه في كل وقت بثمرتها المجتناة في كل حين‪ ،‬فالمؤمن كلما قال "ل إِله إِل‬ ‫قال ابن الجوزي‪ُ :‬‬
‫الله" صعدت إِلى السماء ثم جاء خيُرها ومنفعتها‪ ،‬والكافر ل يُقبل عمله ول يصعد إِلى الله تعالى‪ ،‬لنه ليس له أصل في الرض ثابت‪ ،‬ول فرع في‬
‫السماء‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫ة الدُّنْيَا} أي يثبتهم على كلمة التوحيد "ل إله إل الله" وعلى الِيمان في هذه الحياة فل‬ ‫حيَا ِ‬‫في ال ْ َ‬‫ت ِ‬ ‫ل الثَّاب ِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬‫من ُوا بِال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت الل ّ ُ‬
‫{يُثَب ِّ ُ‬
‫ة} أي عند سؤال الملكين في القبر كما في الحديث الشريف (المسلم إذا سئل في القبر شهد أن ل إله إل الله‬ ‫َ ِ‬‫ر‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫في‬‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫{‬ ‫ْتنون‬ ‫ف‬ ‫يزيغون ول ُ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن} أي ل يهديهم في الحياة ول عند سؤال‬ ‫ه الظّال ِ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫من ُوا } ‪ ..‬الية { َ‬
‫وي ُ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ت الل ّ ُ‬
‫وأن محمدا ً رسول الله فذلك قوله تعالى {يُثَب ِّ ُ‬
‫َ‬
‫شاءُ} أي من هداية المؤمن وإِضلل الكافر ل يُسأل عما يفعل وهم يُسألون‪.‬‬ ‫ما ي َ َ‬‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬‫وي َ ْ‬
‫الملكين وقت الممات { َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫{أَل َم تر إلَى الَّذين بدَلُوا نعمة الل َّه ك ُ ْفرا وأ َ ُ‬
‫سبِيلِهِ قُ ْ‬
‫ل‬ ‫ن َ‬ ‫ضل ّوا ع َ ْ‬ ‫جعَلُوا ل ِل ّهِ أندَادًا ل ِي ُ ِ‬ ‫س الْقََرار(‪)29‬و َ‬
‫س ًُرا وعَلنَ ِية من قَبل أ َن يأ ْ‬ ‫صلَوْنَهَا وَبِئ ْ َ‬
‫م يَ ْ‬ ‫جهَن َّ َ‬ ‫م دَاَر الْبَوَارِ(‪َ )28‬‬ ‫حل ّوا قَوْ َ‬
‫مهُ ْ‬ ‫َ‬
‫ل ًلعِب َادي ال َّ‬
‫ِ‬ ‫ِْ َ َ‬ ‫ِ َ َ ّ‬ ‫ْ ََ ِ‬
‫م ل بَيْعٌ فِيهِ وَل‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫َ ِ ْ ْ ِ ْ َ َ َ ْ ٌ‬ ‫ً‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ا‬
‫ِ ّ َ َ َ ْ ِ ّ َ‬‫ن‬‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ز‬‫ر‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫م‬ ‫ُوا‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫َُ ِ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫صل‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫موا‬ ‫ي‬‫ق‬ ‫ي‬ ‫وا‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ َ َ ُ ُ ِ ُ‬‫آ‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ذ‬ ‫م إِلَى النَّارِ(‪)30‬قُ ْ ِ َ ِ‬ ‫صيَرك ُ ْ‬
‫م ِ‬
‫ن َ‬‫متَّعُوا فَإ ِ َّ‬
‫تَ َ‬
‫ل(‪.})31‬‬ ‫خل ٌ‬ ‫ِ‬

‫سبب النزول‪ :‬نزول الية (‪:)28‬‬

‫ن بَدَّلُوا‪ }..‬قال ابن عباس‪ :‬هؤلء هم كفار مكة‪ .‬وأخرج الحاكم وابن جرير والطبراني وغيرهم عن عمر وعلي رضي الله‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م تََر إِلَى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫{أل َ ْ‬
‫عنهما أنهما قال في المبدّلين‪ :‬هم الفجران من قريش‪ :‬بنو المغيرة‪ ،‬وبنو أمية‪ ،‬فأما بنو المغيرة فقطع الله تعالى دابرهم يوم بدر ‪ -‬أو فكفيتموهم‬
‫‪ -‬وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫فًرا} استفهام للتعجيب أي أل تعجب أيها السامع من أولئك الذين غيَّروا نعمة الله بالكفر والتكذيب؟‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫ة الل ّ ِ‬‫م َ‬ ‫ع َ‬‫ن بَدَّلُوا ن ِ ْ‬ ‫م تََر إِلَى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫{أل َ ْ‬
‫سعة‪ ،‬وبعث فيهم محمدا ً صلى الله عليه وسلم فلم يعرفوا‬ ‫قال المفسرون‪ :‬هم كفار مكة فقد أسكنهم الله حرمه المن‪ ،‬وجعل عيشهم في ال ِّ‬
‫ر} أي أنزلوا قومهم دار الهلك بكفرهم‬ ‫م دَاَر الْب َ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ه ْ‬
‫م ُ‬
‫و َ‬ ‫حلُّوا َ‬
‫ق ْ‬
‫قدر هذه النعمة‪ ،‬وكفروا به وكذبوه‪ ،‬فابتلهم الله بالقحط والجدب { َ‬
‫وأ َ‬
‫َ‬
‫قَراُر} أي أحلوهم في جهنم يذوقون سعيرها وبئست جهنم مستقراً‪.‬‬ ‫س ال ْ َ‬
‫وبِئ ْ َ‬
‫ها َ‬ ‫صل َ ْ‬
‫ون َ َ‬ ‫م يَ ْ‬‫هن َّ َ‬‫ج َ‬‫سرها بقوله { َ‬ ‫وطغيانهم ثم ف َّ‬

‫{وجعلُوا ل ِل َّه أَندادا لي ُ‬


‫فإ ِ َّ‬
‫ن‬ ‫مت َّ ُ‬
‫عوا َ‬ ‫ل تَ َ‬ ‫ه} أي جعلوا لله شركاء مماثلين عبدوهم كعبادته ليُضلوا الناس عن دين الله { ُ‬
‫ق ْ‬ ‫سبِيل ِ ِ‬
‫ن َ‬ ‫ضل ّوا َ‬
‫ع ْ‬ ‫َ ً ِ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫ر} أي استمتعوا بنعيم الدنيا فإِن مردَّكم ومرجعكم إِلى عذاب جهنم‪ ،‬وهو وعيد وتهديد‪.‬‬ ‫م إِلَى النَّا ِ‬
‫صيَرك ُ ْ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫صلةَ} أي قل يا محمد لعبادي الذين آمنوا فلْيقيموا الصلة المفروضة عليهم ويؤدوها على الوجه الكمل‬ ‫موا ال َّ‬ ‫قي ُ‬ ‫من ُوا ي ُ ِ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫عبَاِدي ال ّ ِ‬‫ل لِ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫{ ُ‬
‫ول‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه َ‬
‫في ِ‬
‫ع ِ‬
‫م ل بَي ْ ٌ‬
‫و ٌ‬
‫ي يَ ْ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫أ‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ق‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫{‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫وجهر‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫خفي‬ ‫الزرق‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫عليهم‬ ‫أنعمنا‬ ‫مما‬ ‫ولينفقوا‬ ‫أي‬ ‫}‬‫ة‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫ي‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫عل‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫را‬ ‫ّ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ق‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ما‬ ‫ّ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫قوا‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫و‬‫{ َ‬
‫ل} أي من قبل أن يأتي يوم القيامة الذي ل انتفاع فيه بمبايعة ول صداقة‪ ،‬ول فداء ول شفاعة‪..‬‬ ‫خل ٌ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫{الل َّ َ‬
‫خَر لَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫س َّ‬
‫مرِهِ وَ َ‬ ‫حرِ بِأ ْ‬ ‫جرِيَ فِي الْب َ ْ‬ ‫ك ل ِت َ ْ‬‫م الْفُل ْ َ‬‫خَر لَك ُ ْ‬‫س َّ‬ ‫مو َ‬‫ت رِْزقًا لَك ُ ْ‬
‫مَرا ِ‬ ‫ن الث َّ َ‬
‫م َ‬
‫ج بِهِ ِ‬ ‫ماءً فَأ َ ْ‬
‫خَر َ‬ ‫ماءِ َ‬ ‫ن ال َّ‬
‫س َ‬ ‫م َ‬
‫ل ِ‬ ‫ض وَأَنَز َ‬ ‫َ‬
‫ت وَالْر َ‬ ‫ماوَا ِ‬ ‫س َ‬ ‫خلَقَ ال َّ‬ ‫ه ال ّذِي َ‬‫ُ‬
‫ن‬ ‫سا‬ ‫ن‬‫ال‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫َا‬ ‫ه‬ ‫صو‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫ُوا نعمة الل َّ‬
‫د‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫مو‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ل ما َسأ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫اك‬ ‫آت‬ ‫)و‬ ‫‪33‬‬ ‫ر(‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ل‬ ‫ي‬‫خر لَك ُم الل َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫س‬‫و‬ ‫ن‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫م‬‫ش‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫س‬ ‫)و‬‫‪32‬‬ ‫الَنهَاَر(‬
‫ِ ّ ِ َ َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ ُ ُ ُ َِ ْ َُ ّ‬ ‫َ َ ْ ِ ْ‬ ‫ْ َ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َْ ِ َ َ َ‬‫ِ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫َ َ َ‬
‫م كَفَّاٌر(‪.})34‬‬ ‫لَظَلُو ٌ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫خل َ َ‬
‫ق‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ولما أطال الكلم في وصف أحوال السعداء والشقياء ختم ذلك بذكر الدلئل الدالة على وجود الخالق الحكيم فقال {الل ّ ُ‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ماءً} أي أنزل من السحاب المطر { َ‬ ‫ن ال َّ‬ ‫وأَنَز َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّ‬
‫م َ‬ ‫ه ِ‬‫ج بِ ِ‬
‫خَر َ‬ ‫فأ ْ‬ ‫ماِء َ‬ ‫س َ‬ ‫م َ‬
‫ل ِ‬ ‫ض} أي أبدعهما واخترعهما على غير مثال سبق { َ‬ ‫والْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬‫س َ‬
‫ه} أي ذلَّل‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫في الْبحر بأ َ‬
‫َ ْ ِ ِ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ج‬
‫ْ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫فل‬ ‫ْ‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫خ‬
‫َ َ َ‬‫ّ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫{‬ ‫يأكلونه‬ ‫للعباد‬ ‫ً‬ ‫رزقا‬ ‫والثمار‬ ‫الزروع‬ ‫أنواع‬ ‫من‬ ‫بالمطر‬ ‫أخرج‬ ‫أي‬ ‫}‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ً‬
‫قا‬ ‫الث َّ َ َ ِ ِ ْ‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫را‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫س َّ‬
‫هاَر} أي النهار العذبة لتشربوا منها وتسقوا‬ ‫م الن َ‬ ‫خَر لَك ُ ْ‬ ‫و َ‬‫أمتعتكم من بلد إِلى بلد { َ‬ ‫السفن الكبيرة لتسير بمشيئته‪ ،‬تركبونها وتحملون فيها‬
‫س َّ‬ ‫َ‬ ‫م ال َّ‬ ‫س َّ‬
‫خَر‬ ‫و َ‬‫ن} أي وذل ّل لكم الشمس والقمر يجريان بانتظام ل يفتران‪ ،‬لصلح أنفسكم ومعاشكم { َ‬ ‫مَر دَائِبَي ْ ِ‬
‫ق َ‬‫وال ْ َ‬
‫س َ‬
‫م َ‬‫ش ْ‬ ‫خَر لَك ُ ْ‬ ‫و َ‬ ‫وتزرعوا َ { َ‬
‫هاَر} أي لتسكنوا في الليل‪ ،‬ولتبتغوا من فضله بالنهار‪ ،‬هذا لمنامكم وذاك لمعاشكم ‪.‬‬ ‫وال َ‬‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ل َ‬ ‫م الل ّي ْ َ‬ ‫لَك ُ ْ‬

‫َ‬
‫ن‬
‫وإ ِ ْ‬
‫ه} أي أعطاكم كل ما تحتاجون إِليه‪ ،‬وما يصلح أحوالكم ومعاشكم‪ ،‬مما سألتموه بلسان الحال أو المقال { َ‬ ‫مو ُ‬‫سألْت ُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ن ك ُ ِّ‬
‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫وآت َاك ُ ْ‬
‫{ َ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫سا َ‬ ‫ها} أي وإِن تعدُّوا نِعَم اللهِ عليكم ل تطيقوا حصرها وعدَّها‪ ،‬فهي أكبر وأكثر من أن يحصيها عدد {إ ِ َّ‬
‫ن الِن َ‬ ‫صو َ‬ ‫ح ُ‬ ‫ه ل تُ ْ‬ ‫ة الل ّ ِ‬‫م َ‬ ‫ع َ‬‫عدُّوا ن ِ ْ‬ ‫تَ ُ‬
‫م ك َ َّ‬
‫م لنفسه بتعديه حدود الله‪ ،‬جحود ٌ لنعم الله‪ ،‬وقيل‪ :‬ظلوم في‬ ‫فاٌر} الِنسان اسم جنس أي إن الِنسان لمبالغٌ في الظلم والجحود‪ ،‬ظال ٌ‬ ‫لَظَلُو ٌ‬
‫الشدة يشكو ويجزع‪ ،‬كفَّار في النعمة يجمع ويمنع‪.‬‬

You might also like