You are on page 1of 698

‫المامة العظمى‬

‫عند أهل السنة والماعة‬

‫تأليف‬
‫عبد ال بن عمر بن سليمان الدميجي‬

‫الطبعة الول‬

‫‪1‬‬
‫‪ 1407‬هـ ‪ 1987 -‬م‬

‫‪2‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫قال تعال ‪:‬‬
‫﴿ أََفحُكْمَ الْجَاهِِليّ ِة يَْبغُو َن َومَنْ َأحْسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َق ْومٍ يُوِقنُونَ ﴾ ‪.‬‬
‫( سورة الائدة ‪ :‬آية ‪) 50‬‬
‫وقال تعال ‪:‬‬
‫﴿ يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُمْ فَإِن َتنَا َزعْتُ ْم فِي شَ ْي ٍء‬
‫ل﴾‪.‬‬ ‫َف ُردّوهُ إِلَى الّلهِ وَالرّسُولِ إِن كُنتُمْ ُت ْؤمِنُونَ بِالّل ِه وَاْلَي ْومِ ال ِخ ِر ذَِلكَ خَْي ٌر وَأَحْسَ ُن تَ ْأوِي ً‬
‫( سورة النساء ‪ :‬آية ‪. ) 59‬‬
‫وقال رسول ال ‪:‬‬
‫« لينقضن عرى السلم عروة عروة ‪ ،‬فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالت تليها ‪،‬‬
‫وأولن نقضًا الكم وآخرهن الصلة » ‪.‬‬
‫( حديث شريف إسناده صحيح ) ‪.‬‬
‫وقال رسول ال ‪:‬‬
‫« ل طاعة لخلوق ف معصية الالق » ‪.‬‬
‫( حديث شريف إسناده صحيح ) ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أصل هذا الكتاب ‪:‬‬
‫رسصالة علميصة تقدم بصه الؤلف للحصصول على درجصة التخصصص الول‬
‫( الاجسصتي ) مصن جامعصة أم القرى بكصة الكرمصة كليصة الشريعصة والدراسصات‬
‫السصلمية قسصم الدراسصات العليصا الشرعيصة فرع العقيدة ‪ .‬وقصد تكونصت لنصة‬
‫الناقشة من ‪:‬‬
‫‪ -1‬معال الدكتور راشد بن راجح الشريف ‪ ،‬مدير جامعة أم القرى ‪ .‬الشرف‬
‫على الرسالة رئيسًا ‪.‬‬
‫‪ -2‬فضيلة الشيخ السيد سابق عضوًا ‪.‬‬
‫‪ -3‬فضيلة الشيخ كمال هاشم نا عضوًا ‪.‬‬
‫ومنح صاحبها درجة الاجستي بتقدير (متاز)‬
‫وذلك يوم ‪ 1403 /8 /10‬هـ ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫القدمة‬
‫إن ال مد ل نمده ون ستعينه ون ستغفره ‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنف سنا و من سيئات‬
‫أعمالنصا مصن يهده ال فل مضصل له ‪ ،‬ومصن يضلل فل هادي له ‪ ،‬وأشهصد أن ل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له ‪ ،‬وأشهد أن ممدًا عبده ورسوله ﴿ يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ اّتقُواْ اللّ هَ حَقّ‬
‫سلِمُونَ ﴾ (‪ ﴿ . )1‬يَا َأّيهَا النّاسُ اّتقُوْا رَبّكُمُ الّذِي َخَلقَكُم مّن‬ ‫ُتقَاتِهِ وَ َل تَمُوتُنّ إِ ّل وَأَنتُم مّ ْ‬
‫ّن ْفسٍ وَاحِ َد ٍة وَخَلَ َق مِْنهَا َزوْ َجهَا َوَبثّ مِْنهُمَا رِجَالً كَثِيا وَنِسَاء وَاّتقُواْ الّلهَ الّذِي تَسَاءلُونَ‬
‫بِهِ وَا َلرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَا َن َعلَيْكُ ْم رَقِيبا ﴾ (‪ ﴿ . )2‬يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا اّتقُوا اللّ َه وَقُولُوا َقوْلً‬
‫سَدِيدا * يُ صِْلحْ لَكُ مْ َأعْمَالَكُ ْم وََي ْغ ِفرْ لَكُ ْم ُذنُوبَكُ ْم َومَن يُطِ ْع اللّ َه َورَ سُوَلهُ َفقَدْ فَازَ َفوْزا‬
‫عَظِيما ﴾ (‪. )3‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فإن من أعظم نعم ال عز وجل على هذه المة أن أنزل إليها خي كتبه ‪ ،‬وأرسل إليها‬
‫أف ضل خل قه ‪ ،‬وجعل ها خ ي أ مة أخر جت للناس ‪ ،‬تأ مر بالعروف ‪ ،‬وتن هى عن الن كر ‪،‬‬
‫وتؤمن بال ‪ ،‬كما تكفل لا بفظ دينها الذي ارتضاه لا ‪ ،‬وكلّفها ح ل هذه الرسالة ‪،‬‬
‫والهاد ف سبيلها ‪ ،‬لتكون كلمة ال هي العليا ‪ ،‬وكلمة الذين كفروا السفلى ‪ .‬فحازت‬
‫هذه المة بشرف هذه الرسالة زمام القيادة للبشرية جعًا ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة آل عمران ‪. 102‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 1‬‬
‫‪ )(3‬سورة الحزاب آية ‪. 71 ، 70‬‬

‫‪5‬‬
‫ول قد كان هناك من ال مم والطوائف من يدّعي أ نه شعب ال الختار ‪ ،‬وأ نه الهيمن‬
‫على هذه البشرية ‪ ،‬وأنا ل تلق إل من أجله ولدمته ‪ ،‬فلما جاء السلم ‪ ،‬واستضاءت‬
‫بنوره مشارق الرض ومغارباص ‪ ،‬وتدفقصت أفواج البشريصة مصن كصل حدب وصصوب فص‬
‫الدخول ف هذا النور الد يد ‪ ،‬ث قا مت هذه ال مة على يد رعيل ها الول بإي صال كل مة‬
‫الق إل أطراف العمورة ‪ ،‬عند ذلك تقوضت هيمنة تلك الشعوب ‪ ،‬وأفلتت البشرية من‬
‫تت يديها ودخلت ف دين ال أفواجًا ‪.‬‬
‫وعندئذٍ وق فت تلك ال مم الهزو مة تن ظر ب سرة وح قد وح سد إل هذا ال مر الذي‬
‫أفقد ها زمام سلطتها و سيطرتا على البشر ية و هو ال سلم الذي اختاره ال لذه البشر ية‬
‫دينًا ‪ ،‬وابت عث الؤمن ي به إل إخراج العباد من عبادة العباد إل عبادة ال وحده ‪ ،‬و من‬
‫ضيق الدنيا إل سعة الدنيا والخرة ‪ ،‬ومن جور الديان إل عدل السلم ‪.‬‬
‫بعد ذلك علم أعداء هذا الدين أنه ل بد من طمس معال هذا النور الديد لَتَيقّنهم أنه‬
‫ل بقاء لمص ول قرار مصع وجوده ‪ ،‬فجربوا عدة طرق للقضاء عليصه ‪ ،‬منهصا الواجهصة‬
‫س الرخيص والتخريب ‪ ،‬وإثارة الفت ف صفوف السلمي ‪ ،‬ومنها‬ ‫بالسيف ‪ ،‬ومنها الد ّ‬
‫التشكيك وإثارة الشبهات حول حقائق هذا الدين ‪ ،‬وتشويش تصورها ف نفوس الؤمني‬
‫به ‪ ،‬ومن ها إق صاؤه عن ال سيطرة وال كم وت صريف أمور الؤمن ي به ‪ .‬إل غ ي ذلك من‬
‫الوسائل ‪.‬‬
‫لذلك فل تكاد تو جد حقي قة من حقائق هذا الد ين إل تعر ضت للدس والتشو يه من‬
‫قبل أعداء الدين الظاهرين ‪ ،‬ومن قبل من دخلوا فيه بتصورات غريبة عنه وأرادوا إدخالا‬
‫فيه وجعلها من حقائقه ‪.‬‬
‫ول ا كان موضوع ( المامصة العظ مى ) مصن أ هم المور وأخطرهصا ل نه الارس لذا‬
‫الدين ‪ ،‬واليد الطول لنشره والذود عن حاه من عبث العابثي وطمع الطامعي ‪ ،‬فقد كان‬
‫لذا الوضوع وافر الظ والنصيب من هذا‬

‫‪6‬‬
‫التشكيك والتدنيس منذ أول عصر هذه المة وإل يومنا هذا ‪.‬‬
‫أ ما ف الع صور التقد مة فل ي فى ما لع بد ال بن سبأ اليهودي وأعوا نه من إدخال‬
‫تصورات وثنية قدية على هذا الوضوع ‪ .‬ومن ث تقبلها وتتلمذ عليها وآمن با الرافضة‬
‫من بعده ‪ ،‬ح ت جعلو ها الر كن ال ساسي من أركان دين هم ‪ .‬وجعلوا الئ مة ف سللة‬
‫معينة من آل البيت ‪ ،‬وجعلوا لم من الوصاف ما ل يليق إل بال عز وجل ‪ ،‬أو بأنبيائه‬
‫صلى ال عليهم وسلم ‪ ،‬كالعلم بالغيبات والعصمة ‪ ،‬بل جعلوهم ف منلة فوق النبوة ‪،‬‬
‫واعتقدوا فيهم الرجعة وتناسخ الرواح ‪ ،‬وما إل ذلك من التصورات الوثنية البحتة ‪.‬‬
‫واستمر هذا العتقاد سائرًا حت يومنا هذا ‪ ،‬وأصبح ياهد ف سبيله ‪ ،‬ويقاتَل ف نشره‬
‫بالدافع والطائرات ‪.‬‬
‫أما ما تعرض له هذا الوضوع ف أذهان غ ي الرافضة من يدّعون أنم من أ هل السنة ف‬
‫العصر الديث فل يقل خطرا عن سابقه ‪.‬‬
‫فأعداء هذا الدين حينما عزموا على الطاحة بالدولة العثمانية ‪ ،‬عندما انتابا الضعيف‬
‫والنيار ‪ ،‬بقدر بعدهصا عصن التمسصك بقائق هذا الديصن كانوا يعلمون أنمص وإن أطاحوا‬
‫با ‪ ،‬فإن الطاقة الت ف نفوس هذه الشعوب ستتحول إل حركة وإل ماهدة ‪ ،‬فل بد من‬
‫العمصل الدائب على إخاد هذه الطاقصة باليلة تارة ‪ ،‬وبالدس أخرى وبالقوة حينًا آخصر ‪،‬‬
‫فنشأت فكرة فصل الدين عن الدولة ‪ ،‬وقام با أناس يملون اسم السلم وبأساء إسلمية‬
‫أخذوها عن الغرب الاهلي وديانته الباطلة ‪ .‬فبدأت الملة الشرسة ف تقرير أن الدين ما‬
‫هو إل عل قة ب ي الع بد ور به ‪ ،‬ل د خل له ف الياة ‪ ،‬أو أ نه مرد ركيعات تؤدى ف‬
‫ال سجد ‪ ،‬أو أدع ية وأذكار تردد ‪ ،‬أو طقط قة م سابح ف زوا يا معزولة ‪ ،‬أو سياحة دين ية‬
‫(!) تقام ف أماكن مصوصة من هذه الرض ‪ .‬واستمرت هذه العركة حت آمن با كثي‬
‫من ضعاف العقول من السلمي ‪.‬‬
‫ولا مات هذا الرجل الريض ( الدولة العثمانية ) تقاست كلب الدنيا‬

‫‪7‬‬
‫هذه التركة ‪ ،‬وغرست الفرقة والنفور بي أبناء السلمي ‪ ،‬وصرفت الولء إل التراب أو‬
‫إل العرق وال قبيلة ‪ ،‬بد ًل من الولء وال ب ف ال ول ‪ .‬وا ستمر ذلك فترة ح ت تتل مذ‬
‫على أيديهم من ل يعرف من السلم إل اسه ‪ ،‬فانسحبوا ظاهرًا ‪ ،‬وأعلنوا استقلل هذه‬
‫الدويلت ال صغية ال صوري ‪ -‬وذلك ب عد مقاو مة عني فة من أبناء ال سلمي ‪ -‬وإن كانوا‬
‫جعلوا مكاننص عصبيدًا لمص ربوهصم على أيدهصم وبأفكارهصم ‪ ،‬ويأمرونمص فيطيعون ‪،‬‬
‫وين صحونم في ستجيبون ‪ ،‬فكانوا خدمًا ل م ‪ ،‬ورعاة على م صال أ سيادهم القد مة على‬
‫مصال شعوبم ‪ .‬وبذا أحكموا السيطرة على بلد السلمي ‪ ،‬وفرضوا العلمانية ( اللدينية‬
‫) على هذه الشعوب الغلوبة على أمرها ‪ ،‬وأبعدوا الدين عن كل شيء اسه الكم ‪.‬‬
‫لكصن هذه الطاقصة الكامنصة فص قلوب الفئة الؤمنصة ل تنطفِص ‪ ،‬وإناص بدأت التحركات‬
‫وعلت ال صيحات تنادي ف كل مكان ‪ :‬ل بد من ح كم إ سلمي ‪ ،‬ول بد من سياسة‬
‫الدنيا بذا الدين ‪ ،‬ول بد من ترير الولء ل وحده ل لشرق ول لغرب ‪.‬‬
‫بعد هذه ال صيحات تن به أعداء ال إل أ نه ل بد من القضاء على هذه الفكرة وط مس‬
‫مفاهيمهصا ‪ ،‬بعصد القضاء على حقيقتهصا وواقعهصا ‪ .‬ول يكتفوا بتجنيصد أبناء دينهصم ‪-‬‬
‫الستشرقي ‪ -‬بل استخدموا بعض أدعياء العلم والدين ‪ ،‬كما انضمت إليهم طوائف من‬
‫التطوعي النتسبي للسلم ‪ .‬فهرعت القلم لتكتب عن نظام الكم ف السلم ‪ ،‬فهناك‬
‫من أن كر أن يكون ف ال سلم نظام ح كم ‪ ،‬أو أ نه يد عو إل إقا مة دولة إ سلمية (‪، )1‬‬
‫وآخر ل يانع من أن يكون‬

‫‪ )(1‬انظر ‪( :‬ص ‪ )64‬من هذا البحث ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الشعب مسلمًا والكومة ل دينية (‪ ، )1‬ومنهم من قال بأن قيام حكومة إسلمية ف هذا‬
‫العصر من الستحيلت ( فمن ينظر ف كتب الشريعة الصلية بعي البصية والذق ‪ ،‬يد‬
‫أنه من غي العقول أن تضع قانونًا أو كتابًا أو مبدأ ف القرن الثان من الجرة ‪ ،‬ث تيء‬
‫بعد ذلك لتطبق هذا القانون سنة ‪ 1354‬هص (‪. ) )2‬‬
‫ويقول آخصر ‪ ( :‬إن قيام نظام اللفصة بالشروط وبالصصورة التص بينهصا رجال الفقصه‬
‫السلمي يعد ‪ -‬ف عصرنا هذا ‪ -‬شأنه شأن الجاع ضربًا من ضروب الحال (‪. ) )3‬‬
‫وأحد الدعاة إل الوحدة السلمية يقول ‪ ( :‬إننا ل نرى أن تكون الوحدة قائمة على‬
‫دولة واحدة لا حكومة مسيطرة على السلمي (‪ ) )4‬ويقول ‪ ( :‬إن الوحدة الت نبتغيها ل‬
‫تس سلطانًا ‪ -‬أي سلطان ‪ -‬يقوم بالق ‪ ..‬ول تس شكل الكم ف أي إقليم إسلمي )‬
‫(‪. )5‬‬
‫أمصا عقلء هؤلء ‪ -‬إن كان لمص عقلء ‪ -‬فقالوا ‪ :‬ل ‪ .‬إنكصم قصد أبعدتص النجعصة ‪،‬‬
‫وافتري تم على ال سلم ‪ ،‬فال سلم له نظام ح كم ‪ ،‬ود عا إل إقا مة دولة ‪ ،‬فن حن مع شر‬
‫السلمي سبقنا الغرب إل الديقراطية (‪ ، )6‬فنظام الكم‬

‫‪ )(1‬ينقل مصطفى صبي عن شيخ الزهر ‪ -‬الراغي ‪ -‬قوله ‪ ( :‬بأن ف إمكان أي حكومة إسلمية أن ترج‬
‫من دينها فتصبح حكومة ل دينية ‪ ،‬وليس ف هذا مانع مع أن يبقى الشعب على إسلمه ‪ ،‬كما هو الال ف‬
‫تركيا الديدة ) ‪ .‬موقف العقل والعلم والدين (‪. )4/285‬‬
‫‪ )(2‬موقف العقل والعلم والدين (‪ ( )4/359‬الامش ) من كلم الشيخ الراغي مع وفد الشبان العراقيي‬
‫النشور ف جريدة الهرام فباير ‪ 1936‬م ‪.‬‬
‫‪ )(3‬مبادئ نظام الكم ف السلم لعبد الميد متول ص ‪ ، 162‬ط ‪ .‬ثانية ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الوحدة السلمية لب زهرة (ص ‪ ، )251‬ط ‪ .‬ثانية ‪ 1397‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ )(5‬الوحدة السلمية لب زهرة (ص ‪ ، )252‬ط ‪ .‬ثانية ‪ 1397‬هص ‪ .‬ن ‪ -‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ )(6‬إسلم بل مذاهب لصطفى الشكعة (ص ‪ . )57‬ط ‪ .‬رابعة ‪ .‬ن ‪ .‬دار النهضة الصرية ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ف السلم هو الديقراطية ‪ ،‬بل إن السلم هو ( أبو الديقراطيات ) ‪.‬‬
‫وقابلهم الخرون فقالوا ‪ :‬ل بل أنتم مطئون ‪ ،‬فنظام الكم ف السلم هو الشتراكية‬
‫‪ ،‬وامتلت الكتبات والؤلفات بالديث عن ديقراطية السلم واشتراكيته ‪.‬‬
‫هذا و قد ساهم ب عض الكتاب الحدث ي ف الكتا بة ف هذا الوضوع بف كر متم يز ‪،‬‬
‫وأهداف نبيلة ‪ ،‬لنم قد ساءهم ما لحظوه ف تلك الكتابات من انراف وفكر معوج ‪،‬‬
‫لكن هم بثوا ال سألة بت صورات متأثرة بالوا قع العا صر الذي يعيشو نه ‪ ،‬فتأثرت كتابات م‬
‫بتلك الت صورات ‪ ،‬وأغلب هم كا نت كتاب ته مقار نة ب ي نظام ال سلم والن ظم العا صرة ‪،‬‬
‫وكأن بينه ما شيئًا من التكا فؤ فيكون للمقار نة مكان ‪ ،‬ون سوا أ نه ل و جه للمقار نة ب ي‬
‫الشمس ف رابعة النهار وبي شعة صغية ل تكاد ترى ‪ ،‬فما بالك بن يقارن النور الذي‬
‫ل حد له بالظلمة الدامسة ‪.‬‬
‫لذا كله رأيت من الواجب علي مع قصر باعي وضعف ساعدي أن أخوض ف هذا‬
‫البحر الضم لعلي أسهم ف رفع الستار وإزالة هذا الوحل والطي الذي غطى على أذهان‬
‫كثي من السلمي وتصوراتم لذه القيقة الناصعة والوضوع الطي ( المامة ) وأن أبي‬
‫حقائقه صافية نقية ‪ ،‬خالية من أي شائبة أو تصور غريب ‪ -‬بقدر استطاعت الحدودة ‪-‬‬
‫لعلها تتضح لطالب الق ‪ ،‬ولكل ذي لب ‪ ،‬ولكل ساع إل معرفة دينه كما أنزل ال عز‬
‫وجل ‪ ،‬وكما سار عليه السلف الصال رضوان ال عليهم أجعي ‪ ،‬ليشمروا عن ساعد‬
‫ال د ف إقا مة هذا ال صرح العظ يم الذي ح طم وأب عد عن الوا قع العملي ف هذه الياة‬
‫العاصرة ‪.‬‬
‫و ف بدا ية عملي هذا تطل عت إل تق يق هد ف ب مة كبية وأ مل قوي ‪ ،‬وأردت أن‬
‫أتعرض لذه السصألة مصن جيصع جوانبهصا ‪ ،‬وأدرس النرافات التص اعترتاص ‪ ،‬القديص منهصا‬
‫والديث ‪ ،‬فثابرت ف البحث والتنقيب وجع الراجع والصادر ‪ ،‬وبالفعل جعت الكثية‬
‫من الصادر ‪ .‬كما عرجت على التاهات‬

‫‪10‬‬
‫العاصرة التأثرة بالفكر الغرب ‪.‬‬
‫ث دخلت الوضوع وب عد سنتي من الع مل الدائب ‪ ،‬نظرت إل نف سي فإذا أ نا ف‬
‫منتصف الطريق ‪ ،‬فاستخرت ال وقررت القتصار ف هذه الرحلة على ( المامة العظمى‬
‫ع ند أ هل ال سنة والما عة ) وإرجاء الوا نب الخرى إل مرحلة أخرى إن شاء ال ‪ ،‬إذا‬
‫كان ف الع مر ف سحة ‪ ،‬خ صوصًا و قد ج عت أغلب مراج عه وج عت ف يه مادة علم ية ل‬
‫بأس با ‪ ،‬ث رجعت إل ل ش ل ما جعت ف هذا الانب وهو ( الما مة العظمى عند‬
‫أهل السنة والماعة ) وها هو ذا الذي أقدم له الن ‪.‬‬
‫منهجي ف البحث ‪:‬‬
‫أما عن النهج الذي سرت عليه ف هذا البحث ‪ ،‬فقد حاولت قدر استطاعت أن أدخل‬
‫إل بثص الوضوع بدون أي تصصور سصابق ‪ ،‬أو فكرة معينصة أراهصا صصوابًا وأدافصع عنهصا‬
‫وأحاول تأويل النصوص لتوافقها ‪ ،‬سواء كان هذا التصور أو هذه الفكرة عصرية أو قدية‬
‫‪ ،‬كما حاولت أن أدخل إليه مردًا عن الوى والشهوة ‪ ،‬وهذه ما تصرف النسان عادة‬
‫عن ال ق وإن كان أو ضح من الش مس ‪ ،‬وكذلك حاولت ق مع العاط فة وأل يكون ل ا‬
‫سبيل إل التدخل ف تسيي موضوعات البحث إل عاطفة السلم الت يب أن تكون ف‬
‫ضم ي كل م سلم ف كل ل ظة من لظا ته ‪ ،‬بشرط أل تره إل العتداء أو الفتراء على‬
‫من يالفه ف الرأي ‪.‬‬
‫بعد ذلك أخذت أجع النصوص الشرعية ‪ ،‬من كتاب ومن سنة صحيحة ‪ ،‬وما كان‬
‫من ها يتاج إل تف سي أو إيضاح حاولت أخذه عن ال سلف ال صال والرع يل الول الذ ين‬
‫كانت تصوراتم صافية نقية ‪ ،‬ل يصبها غبش ول يصرفها انراف ‪.‬‬
‫فحاولت جع فتاوى الصحابة والتابعي ‪ ،‬وأقول ثقات العلماء قديًا وحديثًا ف تفسي‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مع إرجاع كل ن قل إل أ صله ‪ -‬قدر ال ستطاع ‪ -‬مع تر يج اليات والحاد يث ‪،‬‬
‫وذكر أقوال علماء الرح والتعديل ف صحة ذلك الديث من عدمه ‪.‬‬
‫وحيث إن بعض السائل قد ل تسعف النصوص الشرعية ف إيضاحها ‪ ،‬لذلك حاولت‬
‫تت بع سية اللفاء الراشد ين ‪ -‬رضوان ال تعال علي هم أجع ي ‪ -‬و سنتهم من قول ية أو‬
‫فعل ية ‪ ،‬خا صة الشيخ ي أ بو ب كر وع مر ‪ ،‬لن سنتهم سنة شرع ية ل مر ال نب بإتباع‬
‫سنتهم ‪ ،‬وخص الشيخي بالقتداء بما (‪. )1‬‬
‫ث بعد ذلك أقوال ثقات علماء السلمي قديًا وحديثًا ‪.‬‬
‫ك ما إ ن حاولت أن أط هر ب ثي هذا من أن آ خذ عن إن سان ل يد ين بذا الد ين ‪،‬‬
‫فطرحت كل ما كتبه الستشرقون جنبًا ‪ ،‬وإن كان فيه بعض الق إل أننا ف غن عنه ‪،‬‬
‫ويكفينا ما جره الخذ عنهم من ويلت ف انراف الفكر السلمي خاصة ف مثل هذا‬
‫الوضوع الطي ‪.‬‬
‫من كل ما سبق كا نت الادة العلم ية لذا الب حث و قد أدخلت ف يه نقولً عن ب عض‬
‫كبار العلماء الذ ين قد يالفون أ هل ال سنة والما عة ف ب عض م سائل العقيدة كال صفات‬
‫ونوها ‪ ،‬لكنهم يوافقونم ف موضوع المامة ‪ ،‬لذلك فهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه‬
‫السنة ‪ ،‬وليسوا من أهل السنة فيما خالفوها فيه ‪.‬‬
‫وعندما أنقل عن أحد من العتزلة فإن أنص على مذهبه ‪.‬‬
‫ك ما إ ن ل أحاول التعرض ف كث ي من الحيان إل الراء الشاذة الخال فة لرأي أ هل‬
‫السنة والماعة إل بالتلميح والشارة ف أكثر الحيان ‪.‬‬
‫أما ما كان بينهم من اختلفات ف الرأي ‪ ،‬أو آراء يقول با بعضهم‬

‫‪ )(1‬انظر ‪( :‬ص ‪ )117 ،116‬من هذا الكتاب ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫فإ ن أذ كر الرأي ي وأدلة كل منه ما ‪ ،‬ث الترج يح ب ي هذه الراء ‪ ،‬مؤيدا ذلك بالدل يل‬
‫وسبب الترجيح ‪.‬‬
‫خطة البحث ‪:‬‬
‫أ ما عن ال طة ال ت سرت علي ها ف كتا بة هذه الطرو حة التواض عة ف قد ق سمتها إل‬
‫مقدمة وبابي وخاتة ‪.‬‬
‫أما القدمة ‪ :‬فقد ذكرت فيها سبب اختيار هذا الوضوع ‪ ،‬ولحة سريعة عن الكتابة‬
‫فيه ‪ ،‬ث عن منهجي ف الرسالة والطة ‪ ،‬وبعض الصعوبات الت لقيتها أثناء البحث ‪ .‬ث‬
‫تدثت عن صلة هذا الوضوع بالعقيدة ‪.‬‬
‫أ ما الباب الول ‪ :‬ف قد ق سمته إل أرب عة ف صول ‪ ،‬الف صل الول ف تعر يف الما مة ‪،‬‬
‫فتكلمت عن التعريف اللغوي ث الصطلحي والتعريف الختار ‪ ،‬وورود لفظ المامة ف‬
‫الكتاب والسنة ‪ ،‬ث الترادف بي ألفاظ المامة ‪ ،‬واللفة ‪ ،‬وإمارة الؤمني ‪ ،‬ث الديث‬
‫عن ا ستعمالت لف ظي الما مة والل فة ‪ ،‬ث الفرق ب ي الل فة واللك ‪ ،‬وأخيًا جواز‬
‫إطلق لفظ الليفة على من سوى الراشدين ‪.‬‬
‫أمصا الفصصل الثانص ‪ :‬فعصن وجوب المامصة وأدلة ذلك مصن الكتاب والسصنة والجاع‬
‫والقواعد الشرعية ونوها ‪ ،‬ث عرجت إل مناقشة القائلي بعدم وجوب المامة من قدماء‬
‫أو معاصرين ‪ ،‬ث أتبعته بالديث عن الكلّف بإقامة هذا الواجب النْسِي ‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث ‪ :‬فخصصته للحديث عن مقاصد المامة ‪ ،‬وهي باختصار ( إقامة‬
‫سسْ الدنيا بالدين ‪ ،‬وآراء‬‫الدين ‪ ،‬وسياسة الدنيا به ) ‪ ،‬وفيه تدثت عن حكم من ل يَ ُ‬
‫العلماء ف ذلك ‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع ‪ :‬فتحدثت فيه عن طر يق انعقاد المامة ‪ .‬فتحدثت ف البداية عن‬
‫مشروعية الطرق الت انعقدت با المامة للخلفاء الربعة‬

‫‪13‬‬
‫الراشدين ‪ ،‬ث الديث عن النّ صّيّة على أب بكر رضي ال عنه وآراء العلماء فيها ‪ ،‬وأدلة‬
‫كل رأي ‪ ،‬ث الرأي الرا جح ‪ ،‬ث الكلم عن دعوى الن صية على علي ر ضي ال ع نه ‪،‬‬
‫وبيان بطلن ا ‪ ،‬وأن ا ل أ صل ل ا ‪ ،‬ول يدّع ها علي ‪ ،‬ول غيه من الئ مة ‪ .‬والن صوص‬
‫الواردة عنه رضي ال عنه ف ذلك ‪.‬‬
‫ث ثبوت مبايعته لب بكر رضي ال عنه بعد وفاة الرسول وإن ل يضر السقيفة ‪.‬‬
‫ث قمت باستعراض تاريي لطرق انعقاد المامة لم ‪ .‬رضوان ال عليهم ‪ ،‬وبعد كل‬
‫طريقة أحدّد النتائج الستخلصة من هذه الطريقة ‪ .‬بعد ذلك اتضحت لنا الطرق الشرعية‬
‫للنعقاد وهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الختيار من قبل أهل الل والعقد ‪ ،‬ث تدثت عن أهيته ‪ ،‬وعن مشروعيته ‪،‬‬
‫ث الديث عن أهل الل والعقد ‪ ،‬وما يتعلق بم من أحكام ‪.‬‬
‫ثص الديصث عصن الطريقصة الثانيصة وهصي ‪ :‬السصتخلف ‪ ،‬وبيّنصت أدلة جوازهصا وأناص‬
‫مشروطة برضا أهل الل والعقد ‪ ،‬ومبايعتهم للمستخلف الذي تتوفر فيه شروط المامة ‪.‬‬
‫ث أتبع ته بب حث عن البي عة و ما يتعلق ب ا من أحكام ‪ .‬ب عد ذلك تد ثت عن طري قة‬
‫القهر والغلبة وآراء العلماء فيها ‪.‬‬
‫أما الباب الثان ‪ :‬فقد قسمته إل أربعة فصول أيضًا ‪.‬‬
‫فالفصل الول ‪ :‬ف الديث عن شروط المام ‪ ،‬ووقفت عند شرط القرشية ‪ ،‬وبَيّنْ تُ‬
‫من هم قر يش ‪ ،‬وأدلة اشتراط هذا الشرط ‪ ،‬وآراء العلماء ف يه ‪ ،‬ث الرأي الرا جح ‪ ،‬ث‬
‫الك مة من هذا الشرط ‪ ،‬مع مناق شة رأي ا بن خلدون ‪ ،‬والدهلوي ‪ ،‬ورش يد ر ضا ‪ .‬ث‬
‫أتبعتصه بالديصث عصن اشتراط الفضل ية وآراء العلماء فص هذا الشرط ‪ ،‬وأدلتهصم ‪ ،‬والرأي‬
‫الراجح ف ذلك ‪ .‬ث ضمنت هذا الفصل مبحثًا عن الفاضلة بي اللفاء الراشدين والدلة‬
‫على ذلك ‪ ،‬مع نبذة يسية من الحاد يث الواردة ف فضل كل واحد منهم ‪ .‬ث ختمته‬
‫بوقف‬

‫‪14‬‬
‫بعض الفرق السلمية من ذلك ‪.‬‬
‫أما الفصل الثان ‪ :‬فخصصته عن الديث عن واجبات المام وحقوقه ‪ ،‬وهذا قسمته‬
‫إل ثلث مباحث ‪:‬‬
‫البحث الول ‪ :‬عن واجبات المام ‪.‬‬
‫والثان ‪ :‬عن حقوقه ‪ ،‬ووقفت عند حق الطاعة ‪ ،‬وبينت فيم تكون الطاعة وحدودها‬
‫وما يتعلق بذلك من أحكام ‪.‬‬
‫أ ما الب حث الثالث ‪ :‬فخ صصته بالد يث عن الشورى وحكم ها ‪ ،‬ومدى إلزاميت ها‬
‫للمام ‪ ،‬والرأي الراجح ف كل ذلك ‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث ‪ :‬فكان عن العزل ‪ ،‬والروج على الئمة ‪ ،‬وهذا قسمته على ثلثة‬
‫مباحث أيضًا ‪:‬‬
‫البحث الول عن ‪ :‬أسباب العزل وآراء العلماء فيه ‪.‬‬
‫الب حث الثا ن عن ‪ :‬و سائل العزل ‪ ،‬ووق فت ع ند م سألة ال سيف والثورة ال سلحة ‪،‬‬
‫وبينت تضييق السلم لذه الوسيلة لطورتا ‪ ،‬ولنا ترّ عادة إل منكر أكب من النكر‬
‫الراد إزالته ‪ ،‬وأنا سبب للفت وإراقة دماء السلمي ف غي مصلحة ‪.‬‬
‫أما البحث الثالث فخصصته عن ‪ :‬الروج على الئمة وقسمته إل قسمي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ف الديث عن الارجي وأقسامهم ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬ف الديث عن الخروج عليهم وأقسامهم ‪.‬‬
‫ل عند الروج على الئمة الفسقة الظلمة الذين ل يصلوا إل ح ّد الكفر ‪،‬‬ ‫ووقفت طوي ً‬
‫ومذاهب العلماء ف السألة ‪ ،‬وأدلة كل مذهب ‪ ،‬ث ناقشت هذه الدلة وعقبت على ذلك‬
‫بالرأي الذي أراه صوابًا وعلمًا ‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع ‪ :‬فكان عن موقف أهل السنة من تعدد الئمة فبينت‬

‫‪15‬‬
‫الراء ف هذه السألة ‪ ،‬وأدلة كل مذهب ‪ ،‬ث الرأي الراجح ‪.‬‬
‫وأخيًا ختمت البحث با أمكنن استنتاجه من كل الوضوعات السابقة ‪.‬‬
‫من الصعوبات الت واجهتن ف البحث ‪:‬‬
‫إن كل ع مل يعمله ال سلم يبت غي به و جه ال تعال ل بد وأن يوا جه ف طري قه ذلك‬
‫شيئًا مصن الصصعوبات والشقصة ‪ ،‬فمنهصم مصن تعوقصه عصن اسصتكمال طريقصه ‪ ،‬ومنهصم مصن‬
‫يتجاوزهصا ‪ ،‬وهذه الصصعوبات منهصا مصا يكصن تاوزه ‪ ،‬ومنهصا مصا ل يكصن ‪ ،‬ومصن أهصم‬
‫الصعوبات الت واجهتن ف هذا البحث وأعانن ال عز وجل وحده على تاوزها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬سعة الوضوع وتشع به ‪ ،‬وكثرة م سائله ‪ ،‬و كل م سألة ف يه تتاج إل بوث‬
‫بالضافة إل اختلف الراء ف هذه القضايا وتباينها ‪.‬‬
‫‪ -2‬إبعاد الوضوع عن التطبيق ف الواقع منذ زمن بعيد ‪ ،‬فأول انراف وقع ف الواقع‬
‫السلمي هو النراف ف الكم ‪ ،‬وصرفه عن مراه ال صحيح ‪ ،‬ول يزال هذا النراف‬
‫مستمرًا ‪ ،‬لذلك فنحن ل نعال هذا الوضوع من حيث الواقع العاصر اليوم ‪ ،‬وإنا نعاله‬
‫من حيث هو مبادئ نظرية أو ًل ‪ ،‬ث من حيث هو مبادئ قابلة للتطبيق العملي ف الوقت‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫‪ -3‬صصعوبة جعص العلومات وآراء العلماء القدميص فص هذه السصألة ‪ ،‬لن الوضوع‬
‫بُحث ف أماكن متفرقة من كتبهم ‪ ،‬فمنهم من بثه ف كتب العقائد ف أبواب المامة‬
‫وغيها ‪ ،‬ومنهم من بثه ف الفقه ف مواطن متلفة منه ‪ ،‬فمنهم من خ صّه بباب معي ‪،‬‬
‫ومنهم من بثه ف أحكام البغاة ‪ ،‬ومنهم من بثه ف الدود والقضاء ‪ ،‬ومنهم من تكلم‬
‫فيه عند الديث عن الصلة ‪ ،‬وف المعة ‪ ،‬وف الوكالة ‪ ،‬وف الزواج ‪ ،‬وف الهاد‬

‫‪16‬‬
‫والسّيَر ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫أما كتب الديث وشروحه فمنهم من خ صّه باب معيّن ومهم من بثه ف الناقب ‪،‬‬
‫ومنهم من أورده ف الهاد وال سّي ‪ ،‬أو ف شروط الصلح ‪ ،‬ونو ذلك ‪ ،‬أما كتب أصول‬
‫ص له أحيانًصا فص المصر أو العموم أو فرض الكفايصة أو الجتهاد أو‬
‫الفقصه فقصد تتعرض ُ‬
‫الستصحاب أو الصلحة ‪ ،‬أما كتب التاريخ فأكثر الحيان ف أول كتبهم أو ف التراجم‬
‫أو ف ثنايا الكتب عند ب عض الحداث ‪ ،‬لذا كله فمن الصعب الوقوف على رأي العال‬
‫من كتابه ف يسر وسهولة ‪ ،‬مع أن ما كتبه علماؤنا القدمون ف هذا الوضوع قليل جدًا‬
‫ومبع ثر ف طيات الك تب ول عل من أك ثر من ك تب ف هذا الوضوع ه ا صاحب كتا ب‬
‫الحكام السلطانية الوردي ‪ ،‬وأبو يعلى ف الصفحات الول من كتابيهما ‪.‬‬
‫صلة الوضوع بالعقيدة ‪:‬‬
‫السصلم كُلّ ل يتجزأ ‪ ،‬أنزله ال عصز وجصل ليخرج الناس مصن الظلمات إل النور ‪،‬‬
‫وربط فيه بي الحكام العملية ومسائل العقيدة مثل ‪ :‬اليان بال واليوم الخر ‪ ،‬والعقاب‬
‫الخروي الذي يلحصق الخالف ‪ .‬ونوص ذلك ‪ .‬وهذا واضصح فص كتاب ال عصز وجصل‬
‫والمثلة على ذلك منها قوله تعال ‪:‬‬
‫﴿ الزّاِنيَ ُة وَالزّانِي فَاجِْلدُوا كُ ّل وَاحِ ٍد مّْنهُمَا مَِئةَ َجلْ َدةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم ِبهِمَا رَأَْفةٌ فِي دِي ِن اللّ هِ‬
‫إِن كُنتُمْ ُت ْؤمِنُونَ بِالّل ِه وَاْلَي ْومِ ال ِخ ِر ‪. )1( ﴾ ...‬‬
‫ق وَال سّا ِرقَ ُة فَاقْ َطعُواْ َأيْدَِيهُمَا َجزَاء بِمَا كَ سَبَا‬‫وقال عن عقو بة ال سارق ‪ ﴿ :‬وَال سّارِ ُ‬
‫نَكَالً مّ َن اللّ ِه وَاللّ ُه َعزِيزٌ حَكِي ٌم ﴾ (‪ . )2‬وقال ف الطلق ‪ ﴿ :‬يَا َأيّهَا النّبِيّ ِإذَا َطّلقْتُ مُ‬
‫النّ سَاء فَ َطّلقُوهُنّ ِلعِدِّتهِنّ وَأَحْصُوا اْلعِ ّدةَ وَاّتقُوا اللّهَ َربّكُ مْ ﴾ (‪ . )3‬والمثلة على ذلك أكثر‬
‫من أن تصر ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة النور آية ‪. 2‬‬


‫‪ )(2‬سورة الائدة آية ‪. 38‬‬
‫‪ )(3‬سورة الطلق ‪ :‬الية الول ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫فجميع الحكام متصلة بالعقيدة وقائمة عليها ‪ ،‬وكلها أحكام عملية فالحكام الفقهية‬
‫من أعمال الوارح والقلوب ‪ ،‬والعقدية من أعمال القلوب ‪ .‬وكل عمل ل يكون عن نية‬
‫خالصة ‪ -‬وهي عمل القلب ‪ -‬فمردود ‪.‬‬
‫و ما تق سيم الد ين إل م سائل أ صولية وفرع ية ‪ -‬والراد بال صولية الحكام العلم ية‬
‫التعل قة بأعمال القلوب ‪ ،‬والفرع ية الحكام العمل ية التعلقة بأعمال الوارح ‪ -‬إل تق سيم‬
‫حادث (‪ )1‬قد يقصد منه التسهيل والتنويع ‪ ،‬وإن كان الصل لواحد ل فرق بينهما لكن‬
‫هذا التفصيل قد جرّ إل الوقوع ف التفريق بينهما ‪ ،‬وبناء أحكام تصّ أحدها دون الخر‬
‫‪ ،‬يقول ابن القيم رحه ال عن هذا القسيم ‪ ( :‬إنه ل يرد ف كتاب ول سنة ‪ ) ...‬قال ‪( :‬‬
‫وكل تقسيم ل يشهد له الكتاب والسنة وأصول الشرع بالعتبار فهو تقسيم باطل يب‬
‫إلغاؤه ‪ ،‬وهذا التقسيم أصل من أصول ضلل القوم ‪ ،‬فإنم فرقوا بي ما سّوه أصو ًل وما‬
‫سّوه فروعًا ) ‪ .‬قال ‪ ( :‬و قد وضعوا عل يه أحكامًا ‪ ،‬وضعو ها بعقول م وآرائ هم ‪ ،‬من ها‬
‫التكفي بالطأ ف مسائل الصول دون الفروع ‪ ،‬وهذا من أبطل الباطل كما سنذكره ‪،‬‬
‫ومنه إثبات الفروع بأخبار الحاد دون الصول وغي ذلك ‪ ) ...‬ث تتبع رحه ال الفروق‬
‫الت جعلوها بي الصول والفروع وأبطلها بالجة والبهان (‪. )2‬‬
‫وقد تبع ابن القيم شيخه ابن تيمية رحه ال ف ذلك ‪ ،‬حيث ل يسلّم شيخ السلم‬
‫بذا التقسيم فيقول ‪ ( :‬بل الق أن الليل من كل واحد من الصنفي ( مسائل أصول )‬
‫والدقيق مسائل فروع ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬فإن هذه تسمية مدثة ‪ ،‬قسمها طائفة من الفقهاء والتكلمي ‪ ،‬وهو عن‬
‫التكلمي والصوليي أغلب ) ‪ ...‬ممع الفتاوى (‪. )6/65‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬متصر الصواعق الرسلة (ص ‪. )413‬‬
‫‪ ) 3(3‬مموع الفتاوي (‪. )57 – 6/56‬‬

‫‪18‬‬
‫والذي يهمنا ف هذا المر هو ما يتعلق بوضوع المامة وهل هي من مواضيع العقيدة‬
‫أم من مواضيع الفقه ؟ ‪ ،‬والق أن لا جوانب عقدية ‪ ،‬ولا جوانب فقهية ‪ ،‬كما أن لا‬
‫جوانصب تارييصة ‪ ،‬ولذلك فعلماء السصلف رحهصم ال عنصد ذكرهصم لعقائدهصم يذكرون‬
‫ذلك ‪ ،‬فل نكاد ند أحدًا ذكر عقيدته إل وينص على التربيع باللفاء الربعة وأن ترتيبهم‬
‫ف اللفة على ترتيبهم ف الفضل ‪ ،‬كما ينصون على أن المامة ف قريش ل يعاديهم أحد‬
‫إل كبّ ه ال ف النار ‪ ،‬وين صون على ال صلة خلف كل إمام بر أو فا جر والهاد وال ج‬
‫معه ‪ ،‬وعلى تري الروج على الئمة ‪ ،‬وعلى السمع والطاعة لم ف غي معصية ‪ ،‬وهذه‬
‫كل ها من مبا حث الما مة ‪ ،‬ولذلك ن د التكلم ي ين صون على باب الما مة ف أوا خر‬
‫كتبهم ف العقيدة ‪.‬‬
‫كمصا أنمص يوردون ذلك فص مسصائل العقيدة للرد على النرافات والبدع التص نشأت‬
‫حول هذا الوضوع ‪ ،‬كبدعة الروافض ‪ ،‬واعتقاداتم الفاسدة ف المامة ‪ ،‬وأنا من أركان‬
‫الدين ‪ ،‬واعتقاد العصمة ‪ ،‬والرجعة ‪ ،‬وعلم الغيب ونو ذلك ف أئمتهم ‪ ،‬فيذكرها علماء‬
‫ال سلف للرد علي هم ‪ ،‬ول تبيي مالفت هم ف ذلك ‪ ،‬و مع بد عة الروا فض بد عة الوارج ف‬
‫وجوب الروج على الئمة الفسقة ونو ذلك ‪.‬‬
‫وكذلك م ا يعل ها من ال سائل التعل قة بالعقيدة ف الع صر الا ضر هو إنكار ب عض‬
‫النتسبي للدين أنا من الدين ‪ ،‬وهذه من أخطر السائل الفكرية العاصرة ‪.‬‬
‫أ ما الوا نب الفقه ية ف موضوع الما مة فكثية ‪ :‬من ذلك شروط الئ مة ‪ ،‬وكيف ية‬
‫اختيار إمام السلمي ‪ ،‬وأهل الل والعقد ‪ ،‬وشروطهم ‪ ،‬وعددهم ‪ ،‬والشورى وأحكامها‬
‫‪ ،‬والبيعة وأحكامها ‪ ،‬ونو ذلك ‪.‬‬
‫أ ما الوا نب التاري ية ف الوضوع ‪ :‬ف هو درا سة الوضوع من ناح ية سية اللفاء‬
‫الراشد ين ‪ ،‬ث مَ نْ َبعْدَ هم رضوان ال علي هم ‪ ،‬والحداث ال ت ح صلت ف عهود هم ‪،‬‬
‫والنتائج والعب والحكام الستخلصة من ذلك ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ولذلك فموضوع المامة هذا من أدلة الترابط والتلزم بي الحكام العقدية والفقهية ‪،‬‬
‫وإن كلً من ها ملزم لل خر وقائم عل يه ‪ .‬ولذلك ف قد ج عل ال عز و جل طا عة الئ مة‬
‫والنصح لم وعدم الروج عليهم بغي مبر شرعي من العبادة الت يثاب فاعلها ‪ ،‬ويعاقب‬
‫تاركها بالعذاب الخروي يوم القيامة ‪.‬‬
‫وأخيًا ‪:‬‬
‫وبذا ال هد التوا ضع ل أد عي أ ن قد وف يت الوضوع ح قه ‪ ،‬وا ستكملته من ج يع‬
‫جوانبه ‪ ،‬ولكن حسب أنن ل أدخر ف سبيل ذلك وسعًا ‪ .‬وأقول كما قال الفاروق رضي‬
‫ال ع نه ‪ ( :‬ر حم ال من أهدى إلّ عيوب ) ‪ .‬فمن و جد ف يه خطأ ‪ ،‬أو ع ثر على نقص‬
‫حرف أو كلمة أو مع ن ي ب تغييه ‪ ،‬فإ ن أناشده ال ف إصلحه ‪ ،‬وأداء حق النصيحة‬
‫فيه ‪ ،‬فإن النسان ضعيف ‪ ،‬ل يسلم من الطأ إل من عصمه ال بتوفيقه ‪ ،‬ونن نسأل ال‬
‫ذلك ونرغب إليه ف تقيقه ‪.‬‬
‫وأخيًا فإ ن أش كر ال عز و جل وأحده أو ًل وآخرًا وظاهرًا وباطنًا على نع مه وآلئه‬
‫الت ل تعد ول تصى ‪ .‬والذي أعانن على إكمال هذا البحث ‪.‬‬
‫ك ما أش كر بعد ذلك كل من ساهم م عي ف إخراج هذا البحث من ح يث التوجيه‬
‫والنصح ‪ ،‬أو التقوي والناقشة أو الراجعة والتدقيق ‪ .‬سائلً الول عز وجل أن يزيهم عن‬
‫خ ي الزاء ‪ ،‬وأن يوفق نا وإيا هم إل ما ي به ويرضاه ‪ .‬وأخ صّ بالش كر ‪ :‬معال الدكتور‬
‫راشد بن راجح الشريف ‪ ،‬الذي كان ل شرف التتلمذ على يديه فكان الشرف على هذه‬
‫الرسالة ‪ ،‬وقد منحن الكثي من وقته وتوجيهاته ‪ ،‬مع كثرة أعبائه ومسؤولياته ‪ .‬فجزاه ال‬
‫عن خي الزاء ‪ ،‬وأجزل له الجر والثوبة ‪.‬‬

‫\‬ ‫***‬

‫‪20‬‬
‫وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي ‪ .‬وصلى ال وسلم على نبينا ممد وعلى آله‬
‫وصحبه وأتباعه إل يوم الدين ‪.‬‬
‫بقلم راجي عفو ربه‬
‫عبد ال بن عمر بن سليمان الدميجي‬
‫مكة الكرمة ‪ 5/6/1403 :‬هص ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪21‬‬
22
‫الباب الول‬
‫المامة عند أهل السنة والماعة‬
‫ويتوي على الفصول التالية ‪:‬‬
‫الفصل الول ‪ :‬تعريف المامة‬
‫الفصل الثان ‪ :‬وجوبا‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مقاصدها‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬طرق انعقادها‬

‫‪23‬‬
24
‫الفصل الول‬

‫تعريفها‬

‫‪25‬‬
26
‫الفصل الول‬
‫تعريفها‬
‫التعريف اللغوي ‪:‬‬
‫الما مة ف الل غة م صدر من الف عل ( أمّ ) تقول ‪ ( :‬أمّ هم وأمّ ب م ‪ :‬تقدم هم ‪ ،‬و هي‬
‫المامة ‪ ،‬والمام ‪ :‬كل ما ائتم به من رئيس أو غيه ) (‪. )1‬‬
‫ويقول ابن منظور ‪ ( :‬المام كل من ائتم به قوم كانوا على الصراط الستقيم أو كانوا‬
‫ضال ي ‪ ..‬وال مع ‪ :‬أئ مة ‪ ،‬وإمام كل ش يء قيّ مه وال صلح له ‪ ،‬والقرآن إمام ال سلمي ‪،‬‬
‫و سيدنا م مد ر سول ال إمام الئ مة ‪ ،‬واللي فة إمام الرع ية ‪ ،‬وأم ت القوم ف ال صلة‬
‫إمامة ‪ ،‬وائتم به ‪ :‬اقتدي به ‪.‬‬
‫والمام ‪ :‬الثال ‪ ،‬وإمام الغلم ف الك تب ما يتعل مه كل يوم ‪ ،‬وإمام الثال ما امت ثل‬
‫عليه ‪ ،‬والمام ‪ :‬اليط الذي يُمَ ّد على البناء فيبن عليه ويسوى عليه ساف البناء ‪ ) ..‬أ ‪.‬‬
‫هص (‪. )2‬‬
‫وقال صصاحب تاج العروس ‪ ( :‬والمام ‪ :‬الطريصق الواسصع ‪ ،‬وبصه فُسصّر قوله تعال ‪:‬‬
‫﴿ وَإِّنهُمَا َلبِِإمَامٍ مِّبيٍ ﴾ (‪ )3‬أي ‪ :‬بطريق يُؤم ‪ ،‬أي ‪ :‬يقصد فيتميز قال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬القاموس الحيط للفيوز آبادي ‪ :‬مد الدين ممد بن يعقوب (‪ . )4/78‬ن ‪ .‬دار اليل ‪ :‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ )(2‬لسان العرب لبن منظور ‪ :‬جال الدين ممد بن مكرم (‪ )12/24‬مادة ( أمم ) ‪ .‬ن ‪ .‬دار صادر ودار‬
‫بيوت ‪ -‬بيوت ط ‪ 1388 .‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(3‬سورة الجر آية ‪. 79‬‬

‫‪27‬‬
‫( واللي فة إمام الرع ية ‪ ،‬قال أ بو ب كر ‪ :‬يقال فلن إمام القوم معناه ‪ :‬هو التقدم علي هم ‪،‬‬
‫ويكون المام رئيسًا كقولك ‪ :‬إمام السلمي ) ‪ ،‬قال ‪ ( :‬والدليل ‪ :‬إمام السفر ‪ ،‬والادي‬
‫‪ :‬إمام البل ‪ ،‬وإن كان وراءها لنه الادي لا ‪ ) ..‬أ ‪ .‬هص (‪. )1‬‬
‫وقال الوهري فص الصصحاح ‪ ( :‬المّ بالفتصح القصصد ‪ ،‬يقال ‪ :‬أَمّه وأمهص وتأمهص إذا‬
‫قصده ) (‪ . )2‬إل غي ذلك من العان القاربة ‪.‬‬
‫ومن جيع ما سبق نلحظ تقارب مدلول هذه اللفاظ عند أصحاب اللغة ‪.‬‬
‫التعريف الصطلحي ‪:‬‬
‫أما من حيث الصطلح ‪ :‬فقد عرفها العلماء بعدة تعريفات ‪ ،‬وهي وإن ‪ -‬اختلفت‬
‫ف اللفاظ فهي متقاربة ف العان ‪ ،‬ومن هذه التعريفات ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما ذكره الاوردي ح يث قال ‪ ( :‬الما مة موضو عة لل فة النبوة ف حرا سة الد ين‬
‫وسياسة الدنيا به ) أ ‪ .‬هص (‪. )3‬‬
‫(‪ )2‬ويقول إمام الرمي الوين ‪ ( :‬المامة رياسة تامة ‪ ،‬وزعامة تتعلق بالاصة والعامة‬
‫ف مهمات الدين والدنيا ) أ ‪ .‬هص (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬تاج العروس من جواهر القاموس لحمد مرتضي الزبيدي (‪ . )8/193‬ن ‪ .‬دار مكتبة الياة ‪ :‬بيوت‬
‫لبنان ‪.‬‬
‫‪ )(2‬تاج اللغة وصحاح العربية لساعيل بن حاد الوهري (‪ )5/1865‬تقيق أحد عبد الغفور عطار ‪ .‬ط ‪.‬‬
‫ثانية ‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار العلم للمليي ‪ :‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية لعلي بن ممد الاوردي (ص ‪ )5‬الثالثة ‪ 1393‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬شركة مكتبة ومطبعة‬
‫مصطفى الباب اللب ‪ -‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ )(4‬غياث المم ف التياث الظلم لب العال الوين (ص ‪ . )15‬ط ‪ .‬أول ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الدعوة‬
‫السكندرية تقيق د ‪ .‬مصطفى الين ‪ .‬د ‪ .‬فؤاد عبد النعم ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫(‪ )3‬وعرف ها الن سفي ف عقائده بقوله ‪ ( :‬نيا بة عن الر سول عل يه ال سلم ف إقا مة الد ين‬
‫بيث يب على كافة المم التباع ) (‪. )1‬‬
‫(‪ )4‬ويقول صاحب الواقف ‪ ( :‬هي خلفة الرسول ف إقامة الدين بيث يب إتباعه‬
‫على كافة المة ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )5‬أما العلمة ابن خلدون فيعرفها بقوله ‪ ( :‬هي حل الكافة على مقتضى النظر الشرعي‬
‫ف مصالهم الخروية والدنيوية الراجعة إليها ‪ ،‬إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع‬
‫إل اعتبارها بصال الخرة ‪ ،‬فهي ف القيقة خلفة عن صاحب الشرع ف حراسة الدين‬
‫وسياسة الدنيا به ) أ ‪ .‬هص (‪. )3‬‬
‫(‪ )6‬ويقول ال ستاذ م مد ن يب الطي عي ‪ ( :‬الراد ب ا ‪ -‬أي الما مة الرئا سة العا مة ف‬
‫شؤون الدنيا والدين ) (‪. )4‬‬
‫إل غي ذلك من التعريفات الت تدور حول هذه العان ‪.‬‬
‫التعريف الختار ‪:‬‬
‫والختار من هذه التعريفات ما ذكره ابن خلدون لنه الامع الانع ف نظري ‪ ،‬وبيان‬
‫ذلك أ نه ف قوله ‪( :‬ح ل الكا فة ) يرج به وليات المراء والقضاة وغي هم ‪ ،‬لن ل كل‬
‫منهم حدوده الاصة به وصلحيته القيدة ‪ ،‬وف قوله ‪ ( :‬وعلى مقتضى النظر الشرعي )‬
‫قيد لسلطته ‪ ،‬فالمام يب أن تكون‬

‫‪ )(1‬العقائد النسفية (ص ‪ )179‬ط ‪ 1326 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬شركة صحافة عثمانية ‪.‬‬
‫‪ )(2‬الواقف لليي (ص ‪ )395‬ط ‪ .‬بدون ‪ :‬ت ‪ .‬بدون ‪ :‬ن ‪ .‬عال الكتب بيوت ‪.‬‬
‫‪ )(3‬القدمة للعلمة ابن خلدون (ص ‪ . )190‬ط ‪ .‬الرابعة ‪ 1398‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الباز للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫مكة ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الجموع شرح الهذب للنووي ‪ .‬التكملة لحمد نيب الطيعي (حص ‪ )5‬من التكملة والسابع عشر من‬
‫الجموع (ص ‪ . )517‬ن ‪ .‬زكريا علي يوسف ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫سلطاته مقيدة بواف قة الشري عة ال سلمية ‪ ،‬وف يه أيضًا وجوب سياسة الدن يا بالد ين ل‬
‫بالهواء والشهوات والصال الفردية ‪ ،‬وهذا القيد يرج به اللك ‪.‬‬
‫وف قوله ‪ ( :‬ف مصالهم الخروية والدنيوية ) تبيي لشمول مسؤولية المام لصال‬
‫الدين والدنيا ل القتصار على طرف دون الخر ‪.‬‬
‫لفظ ( المام ) ف الكتاب والسنة ‪:‬‬
‫هذا وقد ورد لفظ ( المام ) ف القرآن الكري بصيغة الفراد ف عدة مواضع منها قوله‬
‫تعال حكا ية عن إبراه يم عل يه وعلى نبي نا ال صلة وال سلم ‪ ﴿ :‬قَالَ ِإنّ ي جَا ِعلُ كَ لِلنّا سِ‬
‫ِإمَاما قَا َل َومِن ُذرّيّتِي قَالَ لَ َينَا ُل َعهْدِي الظّاِل ِميَ ﴾ (‪ . )1‬والعن ‪ ( :‬أن مُ صَّيرُك للناس‬
‫إمامًا يؤت به ‪ ،‬ويقتدى به ) (‪. )2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ك ما ورد ف قوله تعال حكا ية عن دعاء الؤمن ي ‪ ﴿ :‬وَا ْج َعلْنَا ِللْمُّتقِيَ ِإمَاما ﴾‬
‫أي ‪ ( :‬أئمة يقتدي بنا من بعدنا ) (‪ )4‬وقال البخاري ‪ ( :‬أئمة نقتدي بن قبلنا ‪ ،‬ويقتدي‬
‫بنا من بعدنا ) (‪. )5‬‬
‫وورد اللفظ بصيغة المع ف قوله تعال ‪َ ﴿ :‬و َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً َيهْدُونَ بَِأ ْمرِنَا ﴾ (‪ . )6‬أي‬
‫‪ ( :‬أئمة يؤت بم ف الي ف طاعة ال ف إتباع أمره ونيه ‪ ،‬ويقتدى بم ‪ ،‬ويتبعون عليه )‬
‫(‪. )7‬‬

‫‪ )(1‬سورة البقرة آية ‪. 124‬‬


‫‪ )(2‬تفسي الطبي السمى ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن ) لحمد بن جرير الطبي (‪ )1/529‬ط ‪.‬‬
‫ثالثة ‪ 1388 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب القاهرة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬سورة الفرقان آية ‪. 74‬‬
‫‪ ) (4‬تفسي الطبي (‪. )19/52‬‬
‫‪ )(5‬صحيح البخاري ‪ :‬ك ‪ :‬العتصام ب ‪ :‬القتداء بسنن الرسول فتح الباري (‪. )13/248‬‬
‫‪ )(6‬سورة النبياء آية ‪. 73‬‬
‫‪ )(7‬تفسي الطبي (‪. )17/49‬‬

‫‪30‬‬
‫جعََلهُمُ اْلوَارِِثيَ ﴾ (‪ )1‬أي ‪ :‬ولة وملوكًا (‪. )2‬‬ ‫جعََلهُمْ َأئِمّ ًة وََن ْ‬
‫وف قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَنَ ْ‬
‫كما ورد اللفظ بعن ‪ :‬من يؤت بم ف الشر ‪ .‬فقال تعال ‪َ ﴿ :‬فقَاتِلُواْ أَئِمّةَ الْ ُك ْفرِ إِّنهُمْ‬
‫لَ أَيْمَا َن َلهُمْ ﴾ (‪ )3‬أي ‪ ( :‬رؤساء الكفر بال ) (‪ )4‬وقوله ‪ ﴿ :‬وَ َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَ ْدعُونَ إِلَى‬
‫صرُونَ ﴾ (‪ )5‬أي ‪ ( :‬جعل نا فرعون وقومه أئ مة يأ ت ب م أ هل الع تو‬ ‫النّا ِر وََيوْ مَ اْلقِيَا َمةِ لَا يُن َ‬
‫على ال والكفر به ) (‪ . )6‬لكن إذا أطلق لفظ ( المام ) فإنه ل ينصرف إل أئمة الباطل ‪،‬‬
‫لنه ورد ذكرهم ف القرآن بذه الكلمة مقيدة ‪ .‬كما ف هذه اليات ‪.‬‬
‫وورد الل فظ أيضًا ف موا طن كثية من الد يث النبوي الشر يف من ها قوله ‪ « :‬المام‬
‫العظم الذي على الناس راع ‪ ،‬وهو مسؤول عن رعيته ‪ » ..‬الديث (‪ . )7‬وقوله ‪« :‬‬
‫الئمة من قريش » (‪ . )8‬والراد ‪ :‬الاكم أو الليفة ‪.‬‬
‫إل غي ذلك من الحاديث الكثية ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة القصص آية ‪. 5‬‬


‫‪ )(2‬تفسي الطبي (‪. )20/28‬‬
‫‪ )(3‬سورة التوبة آية ‪. 12‬‬
‫‪ )(4‬تفسي الطبي (‪. )10/87‬‬
‫‪ )(5‬سورة القصص آية ‪. 41‬‬
‫‪ )(6‬تفسي الطبي (‪. )20/79‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬ك ‪ .‬الحكام ب ‪ ، 1 :‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ ، )13/111‬ورواه مسلم‬
‫أيضًا ف ك ‪ :‬المارة ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1459( 1829‬وأبو داود ف ك ‪ :‬المارة ب ‪ ، 1 :‬عون (‪، )8/146‬‬
‫والترمذي ك ‪ :‬الهاد ب ‪ ، 7 :‬ح ‪ ، )4/208( 1705‬ورواه أحد ف مسنده (‪. )2/54‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحد ف مسنده (‪ ، )3/183‬ورواه البخاري ومسلم بغي هذا اللفظ ‪ .‬وسيأت زيادة تريج وإيضاح‬
‫لللفاظ ف ذكر الشروط ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وهكذا أخذت الما مة مع ن ا صطلحيًا إ سلميًا ‪ ،‬فق صد بالمام ‪ :‬خلي فة ال سلمي‬
‫وحاكمهم ‪ ،‬وتوصف المامة أحيانًا بالمامة العظمى أو الكبى تييزًا لا عن المامة ف‬
‫الصلة ‪ ،‬على أن المامة إذا أطلقت فإنا توجه إل المامة الكبى أو العامة ‪ ،‬كما أوضح‬
‫ذلك ابن حزم رحه ال (‪. )1‬‬
‫الترادف بي ألفاظ ‪ :‬المام والليفة وأمي الؤمني (‪: )2‬‬
‫والذي يبدو من ا ستعراض الحاد يث الواردة ف باب الل فة والما مة أن الر سول‬
‫والصحابة والتابعي الذين رووها ل يفرقوا بي لفظ خليفة وإمام ‪ ،‬ومن بعد تولية عمر بن‬
‫الطاب رضي ال تعال ع نه أضافوا إليها لفظ ‪ :‬أمي الؤمني ‪ -‬وإل ذلك ذهب العلماء‬
‫فجعلو ها من الكلمات التراد فة الؤد ية إل مع ن وا حد فيقول النووي ‪ ( :‬يوز أن يقال‬
‫للمام ‪ :‬الليفة ‪ ،‬والمام ‪ ،‬وأمي الؤمني ) (‪. )3‬‬
‫ويقول ابن خلدون ‪ :‬وإذ قد بيّنّا حقيقة هذا النصف وأنه نيابة عن صاحب الشريعة‬
‫ف حفظ الدين وسياسة الدنيا به تسمى خلفة وإمامة والقائم به خليفة وإمام ) أ ‪ .‬هص‬
‫(‪ )4‬ويعرف ابن منظور اللفة بأنا المارة (‪. )5‬‬
‫وإل ذلك ذهب الستاذ ممد نيب الطيعي ف تكملته للمجموع‬

‫‪ )(1‬الفصل ف اللل والهواء والنحل (‪ )4/90‬ط ‪ .‬ثانية ‪ 1395‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار العرفة للطباعة والنشر‬
‫بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ )(2‬هذا الترادف من قبيل دللتها وإطلقها على ذات واحدة ‪ ،‬أما من حيث معانيها فلكل واحدة منها معناها‬
‫الاص با ‪ .‬مثل القرآن والفرقان والدى والنور فهي مترادفة من حيث دللتها على القرآن ‪ ،‬ومتباينة من‬
‫حيث معانيها ‪.‬‬
‫‪ )(3‬روضة الطالبي ليحي بن شرف الدين النووي (‪ . )10/49‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪ .‬وانظر ‪ :‬نوه ف مغن‬
‫الحتاج للشربين (‪. )4/132‬‬
‫‪ )(4‬القدمة (ص ‪. )190‬‬
‫‪ )(5‬لسان العرب (‪. )9/83‬‬

‫‪32‬‬
‫للنووي حيث قال ‪ ( :‬المامة واللفة وإمرة الؤمني مترادفة ) (‪ )1‬وكذلك الستاذ ممد‬
‫رش يد ر ضا (‪ ، )2‬ويف سر الش يخ أ بو زهرة الترادف ب ي لف ظي الل فة والما مة بقوله ‪:‬‬
‫( الذاهب السياسية كلها تدور حول اللفة وهي المامة الكبى ‪ ،‬وسيت خلفة لن‬
‫الذي يتول ها ويكون الا كم الع ظم للم سلمي يلف ال نب (‪ )3‬ف إدارة شؤون م ‪،‬‬
‫وتسمى إمامة ‪ :‬لن الليفة كان يسمى إمامًا ‪ ،‬ولن طاعته واجبة ‪ ،‬ولن الناس كانوا‬

‫‪ )(1‬الجموع (‪. )17/517‬‬


‫‪ )(2‬اللفة أو المامة العظمى لحمد رشيد رضا (ص ‪. )101‬‬
‫‪ )(3‬أجاز الفقهاء تسمية المام خليفة بإطلق ‪ ،‬وخليفة رسول ال ‪ ،‬واختلفوا ف تسميته خليفة ال ‪،‬‬
‫لِئ َكةِ ِإنّي جَاعِلٌ‬
‫فأجازه بعضهم اقتباسًا من اللفة العامة الت للدميي ف قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَإِذْ قَالَ َربّكَ ِل ْلمَ َ‬
‫فِي ا َلرْضِ َخلِي َفةً ‪ ﴾ ...‬الية ‪ .‬البقرة ‪ . 30‬قال الطبي ‪ ( :‬أي ‪ :‬من ‪ .‬يلفن ف الكم بي خلقي ‪ .‬وذلك‬
‫الليفة هو آدم ‪ ،‬ومن قام مقامه ف طاعة ال ‪ ،‬والكم بالعدل بي خلقه ونسب هذا القول إل ابن مسعود‬
‫وابن عباس رضي ال عنهما ) ‪ .‬تفسي الطبي (‪. )1/200‬‬
‫ومنع المهور ذلك لن معن الية ليس عليه ‪ .‬قال ابن كثي ‪ ( :‬أي قوم يلف بعضهم بعضنا قرنًا بعد‬
‫قرن ‪ ،‬وجيلً بعد جيل ) ‪ .‬تفسي ابن كثي (‪ )1/99‬ط ‪ .‬كتاب الشعب ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬فالقصود أن ال تعال ل يلفه غيه ‪ ،‬فإن اللفة إنا تكون عن غائب ‪،‬‬
‫وهو سبحانه شهيد مدبر للقه ل يتاج ف تدبيهم إل غيه ) ‪ .‬منهاج السنة النبوية (‪ )1/138‬ن ‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمية بيوت ‪ .‬قال ‪ ( :‬بل هو سبحانه يكون خليفة لغيه ‪ .‬قال النب ‪ « :‬اللهم أنت الصاحب ف‬
‫السفر والليفة ف الهل ‪ ،‬اللهم اصحبنا ف سفرنا ‪ ،‬واخلفنا ف أهلنا » ‪ ) .‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن‬
‫تيمية (‪ )35/45‬ط ‪ .‬أول ‪ 1386‬هص ‪ .‬الرياض ‪ .‬والديث صحيح رواه مسلم ف الج رقم (‪، )1342‬‬
‫وأبو داود ف الهاد ‪ ،‬ب ‪ ، 72 :‬عون (‪ ، )7/260‬والترمذي ف الدعوات ب ‪ ، 42 :‬رقم (‪( ، )3438‬‬
‫‪ ، )5/497‬وأحد (‪ ، )1/256‬والنسائي ‪ ،‬والدارمي ‪ ،‬والمام مالك ف الوطأ (‪. )2/977‬‬
‫واستدل بعضهم على ذلك با روي عن أب بكر رضي ال عنه أنه قال ‪ ( :‬لست خليفة ال ‪ ،‬ولكن خليفة‬
‫رسول ال ) ‪ .‬انظر ‪ :‬مقدمة ابن خلدون (ص ‪ )190‬وهذا نصّ ف السألة لوْ صحّ ‪ ،‬ولكنه ضعيف فقد رواه‬
‫ابن سعد ف الطبقات عن ابن أب مليكة قال ‪ :‬قيل لب بكر ‪ ..‬الب ) الطبقات (‪ )3/183‬؛ ورواه المام‬
‫أحد ف السند حديث رقم (‪ )59‬بتحقيق أحد شاكر عن ابن أب مليكة قال قيل لب بكر ‪ ...‬ورواه اللل‬
‫بنفس السند ‪ .‬انظر ‪ :‬السند من مسائل المام أحد ورقة (‪ )37‬مطوط ‪ .‬لكن ابن أب مليكة هذا ل يسمع‬
‫من أب بكر فالب ضعيف لنقطاع السند ‪ ،‬انظر زيادة تريج له السند بتحقيق أحد شاكر (‪ )1/179‬وممع‬

‫‪33‬‬
‫يسيون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم الصلة ) (‪ )1‬أي يأتون به ‪ ،‬وقد كان اللفاء‬
‫هصم الذيصن يتولون إمامصة الصصلة خاصصة المصع والعياد لكصن لاص اتسصعت رقعصة الدولة‬
‫السصلمية ‪ ،‬وضعفصت الناحيصة العلميصة عنصد اللفاء ‪ ،‬أخذوا ينيبون عنهصم مصن يقومون‬
‫مقامهم ف إمامة الصلة ‪ ،‬وخطب المع والعياد ‪.‬‬
‫كما يفسر الستاذ ممد البارك رحه ال سبب اختيار هذه اللفاظ ( المام ‪ ،‬والليفة‬
‫‪ ،‬وأميص الؤمنيص ) بأنصه ‪ :‬ابتعاد بالفهوم السصلمي للدولة ورياسصتها عصن النظام اللكصي‬
‫بفهومصه القديص عنصد المصم الخرى مصن الفرس والرومان الختلف اختلفًا أسصاسيًا عصن‬
‫الفهوم السلمي الديد ) (‪. )2‬‬
‫هذا و قد كان اللفاء الول يلقبون باللفاء ك ما يلقبون بالئ مة ‪ ،‬وم نذ خل فة ع مر‬
‫بن الطاب رضي ال تعال عنه استعمل السلمون لقب ( أمي‬

‫= = الزوائد (‪ )5/198‬وذهب الراغب الصفهان إل أن ‪ ( :‬اللفة ‪ :‬النيابة عن الغي ‪ ،‬إما لغيبة النوب‬
‫عنه ‪ ،‬وإما لوته ‪ ،‬وإما لعجزه ‪ ،‬وإما لتشريف الستخلف ) ‪.‬‬
‫قال ‪ ( :‬وعلى ها الوجه الخي استخلف ال أولياءه ف الرض ‪. ) ...‬‬
‫ث ذكر اليات الدالة على ذلك ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬الفردات للراغب (ص ‪. )156‬‬
‫‪ )(1‬تاريخ الذاهب السلمية لب زهرة الزء الول ف السياسة والعقائد (ص ‪ . )21‬ن ‪ .‬دار الفكر العرب ‪.‬‬
‫‪ )(2‬نظام السلم ( الكم والدولة ) (ص ‪ )61‬ط ‪ .‬ثالثة ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الفكر ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الؤمني ) فيذكر ابن سعد ف طبقاته أنه لا مات أبو بكر رضي ال تعال عنه وكان يُ ْدعَى‬
‫خلي فة ر سول ال قيل لع مر ‪ :‬خلي فة خليفة ر سول ال ‪ ،‬فقال السلمون ‪ :‬من جاء‬
‫ب عد ع مر ق يل له ‪ :‬خلي فة خلي فة خلي فة ر سول ال فيطول هذا ‪ ،‬ول كن اجتمعوا على‬
‫اسم تدعون به الليفة ‪ ،‬يد عى به من بعده من اللفاء ‪ ،‬قال بعض أصحاب ر سول ال‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ :‬نن الؤمنون وعمر أمينا ‪ ،‬فدعي عمر ( أمي الؤمني ) فهو أول من سي بذلك‬
‫‪.‬‬
‫وروي أن لب يد بن ربي عة وعدي بن حا ت ر ضي ال عنه ما ل ا قد ما من الدي نة ‪ ،‬قال‬
‫لعمرو بن العاص ‪ :‬ا ستأذن ل نا يا أم ي الؤمن ي ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنت ما وال أ صبتما ا سه ‪ ،‬ف هو‬
‫الم ي ون ن الؤمنون ‪ ،‬فد خل عمرو على ع مر فقال ‪ :‬ال سلم عل يك يا أم ي الؤمن ي ‪،‬‬
‫فقال عمر ‪ :‬ما هذا ؟ فقال ‪ :‬أنت المي ‪ ،‬ونن الؤمنون ‪ ،‬فجرى الكتاب من يومئذ (‪.)2‬‬
‫وقيل ف سببها غي ذلك (‪. )3‬‬
‫أ ما ل فظ الم ي بإطلق ف قد كان م ستعملً ف عهد ال نب ‪ ،‬ل كن ل ي كن مق صورًا‬
‫على اللي فة ‪ ،‬وإن ا ي سمى به أمراء اليوش والقال يم والدن ون و ذلك ‪ ،‬و قد ورد ف‬
‫الديث « من أطاعن فقد أطاع ال ‪ ،‬ومن عصان فقد عصى ال ‪ ،‬ومن أطاع أميي فقد‬
‫أطاعن ‪ ،‬ومن عصى أميي فقد عصان » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬الطبقات الكبى لبن سعد (‪ )3/281‬ط ‪ 1398 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار بيوت ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه الطبان ‪ .‬وقال اليثمي ‪ :‬رجاله رجال الصحيح ممع الزوائد (‪. )9/61‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬مناقب عمر ابن الطاب لبن الوزي (ص ‪ )59‬ط ‪ .‬أول ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الباز للنشر‬
‫والتوزيع تقيق د ‪ .‬زينب إبراهيم القاروط ‪.‬‬
‫‪ )(4‬متفق عليه رواه البخاري ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬ف ك ‪ :‬الحكام ‪ ،‬ب ‪ :‬قول ال تعال ‪ ﴿ :‬أطيعوا ال وأطيعوا‬
‫الرسول ‪ ﴾ ...‬فتح الباري (‪ ، )13/111‬ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ ،‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المراء ف غي معصية‬
‫ح ‪ ، )3/1466( 1835‬ورواه النسائي ف البيعة ‪ .‬ب ‪ :‬الترغيب ف طاعة المام (‪ )7/154‬وغيهم ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫استعمالت لفظي اللفة والمامة‬
‫ومن اللحظ أن لفظ ( المامة ) يغلب استعمالم عادة عند أهل السنة ف مباحثهم‬
‫العقدية والفقهية ‪ ،‬بينما الغالب استعمالم لفظ ( اللفة ) ف كتاباتم التاريية ‪ ،‬ولعل‬
‫السبب ف ذلك يعود إل أن هذه الباحث ‪ -‬خاصة العقدية ‪ -‬قد كتبت للرد على البتدعة‬
‫ف هذا الباب كالشيعة والوارج ‪.‬‬
‫فالشيعصة يسصتخدمون لفصظ المامصة دون اللفصة ‪ ،‬ويعتبوناص إحدى أركان اليان‬
‫عند هم ‪ ،‬ويفرقون ب ي الما مة والل فة ‪ ،‬ف هم يع تبون الما مة رئا سة د ين ‪ ،‬والل فة‬
‫رئا سة دولة (‪ ، )1‬ويريدون من ذلك إثبات أن عليًا ر ضي ال تعال ع نه كان إمامًا ز من‬
‫خلفة الثلثة الذين سبقوه ‪ .‬وف ذلك فصل للدين عن الدولة ‪ .‬وهذا ل يقره السلم ‪.‬‬
‫ومن ذهب إل التفريق بينهما أيضًا الرافضة الباطنية (‪ ، )2‬وبعض العتزلة (‪. )3‬‬
‫وأرجع بعض الكتاب العاصرين سبب استعمال لفظ ( المامة ) عند أهل السنة إل‬
‫تأثر أهل السنة بالشيعة (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬المامة لحمد حسي آل ياسي (ص ‪ )19‬ط ‪ .‬ثانية ن ‪ .‬الكتب العلمي بيوت ‪ .‬وانظر ‪ :‬نظرية‬
‫المامة لدى الشيعة الثن عشرية د ‪ .‬أحد ممود صبحي (ص ‪ )24‬ط ‪ .‬بدون ن ‪ .‬دار العارف ‪.‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬المامة وقائم القيامة د ‪ .‬مصطفى غالب (ص ‪ )19‬ط ‪ 1981 .‬م ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة اللل ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل (حص ‪ )20‬ق ‪( 1 :‬ص ‪. )129‬‬
‫‪ )(4‬نظرة المامة لدى الشيعة الثن عشرية (ص ‪ )23‬د ‪ .‬أحد ممود صبحي ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ويرى بعضهم أن هذه التسمية من اختراعات الشيعة (‪ )1‬وهذا غي صحيح لستعمال‬
‫السصلمي هذا اللفصظ قبصل انشقاق الشيعصة عصن الماعصة ‪ ،‬ولوروده فص بعصض اليات‬
‫والحاديث كما سبق ‪ ،‬ولستعمال الصحابةُ رضوان ال عليهم له ‪.‬‬
‫وم ا سبق ف تعر يف الما مة يت ضح ل نا أن العلماء الذ ين ت صدوا لتعريف ها قدّموا أمور‬
‫الد ين والعنا ية به وحف ظه على أمور الدن يا ‪ ،‬بع ن ج عل الثان ية تاب عة للول ‪ ،‬وبيان أن‬
‫سياسة الدن يا ي ب أن تكون بالد ين وشرائ عه وتعالي مه ‪ ،‬وأن ف صل الد ين عن ال سياسة‬
‫مالفة صرية لتعاليم السلم ولشريعته الربانية ‪ ،‬وأن سياسة الدنيا بالقواني الوضعية أو‬
‫بالراء والشهوات النف سية مال فة أيضًا لل سلم ‪ ،‬فل يوز أن يطلق على هذا النوع من‬
‫الكم بأنه حكم إسلمي ‪ ،‬أو متمش مع الشريعة السلمية ‪ ،‬بل هو مالفة صرية لا ل‬
‫يقره السلم ‪.‬‬
‫الفرق بي اللفة واللك ‪:‬‬
‫ولذا فرق العلماء بيص اللفصة واللك ‪ ،‬فيقول العلمصة ابصن خلدون فص ذلك ‪ ( :‬إن‬
‫اللك ال طبيعي ‪ :‬هو ح ل الكا فة على مقت ضى الغرض والشهوة ‪ ،‬وال سياسي ‪ :‬هو ح ل‬
‫الكاف على مقتضصى النظصر العقلي فص جلب الصصال الدنيويصة ودفصع الضار ‪ ،‬واللفصة‬
‫هي ‪ :‬حل الكافة على مقتضى النظر الشرعي ف مصالهم الخروية والدنيوية الراجعة‬
‫إليها ) أ ‪ .‬هص (‪. )2‬‬
‫والفرق ب ي الل فة واللك ثا بت ف الحاد يث ال صحيحة ال صرية عن ال نب من‬
‫ذلك ‪:‬‬
‫(‪ )1‬قول حذيفة رضي ال عنه ‪ ( :‬قال النب ‪ « :‬تكون‬

‫‪ )(1‬الجتمع السلمي وأصول الكم د ‪ .‬ممد الصادق عفيفي (ص ‪ )123‬ط ‪ .‬أول ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار‬
‫العتصام ‪.‬‬
‫‪ )(2‬القدمة (ص ‪. )190‬‬

‫‪37‬‬
‫النبوة في كم ما شاء ال أن تكون ‪ ،‬ث يرفع ها إذا شاء أن يرفع ها ‪ ،‬ث تكون خل فة على‬
‫منهاج النبوة ‪ ،‬فتكون ما شاء ال أن تكون ‪ ،‬ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها ‪ ،‬ث تكون ملكًا‬
‫عاظًا (‪ ، )1‬فيكون ما شاء ال أن يكون ‪ ،‬ث يرفع ها إذا شاء أن يرفع ها ‪ ،‬ث تكون ملكًا‬
‫جبية ‪ ،‬فتكون ما شاء ال أن تكون ‪ ،‬ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها ‪ ،‬ث تكون خلفة على‬
‫منهاج النبوة » ‪ .‬ث سكت ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )2‬ومنها الديث الذي رواه أهل السنن وغيهم عن سعيد بن جهان عن سفينة مول‬
‫ر سول ال عن النب قال ‪ « :‬خلفة النبوة ثلثون سنة ث يؤت ال ملكه ‪ -‬أو اللك ‪-‬‬
‫من يشاء » ‪ .‬وف رواية ‪ « :‬ستكون اللفة ثلثون عامًا ث يكون اللك » (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬وف بعض الروايات ملكًا عضوضًا ‪ ،‬وملك عضوض ‪ :‬شديد فيه عسف وعنف ‪ .‬ومعن الديث ‪ :‬يصيب‬
‫الرعية فيه عسف وظلم كأنم ُيعَضّون فيه عضًا ‪ .‬لسان العرب مادة ( عضض ) (‪. )7/191‬‬
‫‪ )(2‬الديث رواه أحد (‪ ، )4/273‬والطيالسي رقم (‪ ، )438‬وفيه ‪ :‬داود بن إبراهيم الواسطي ( وثّقه‬
‫الطيالسي وحدّث عنه ميزان العتدال (‪ )3/203‬وفيه حبيب بن سال ‪ :‬مول النعمان وكاتبه وثقه أبو حات ‪،‬‬
‫وقال البخاري ‪ :‬فيه نظر ‪ ،‬وقال ابن عدي ‪ :‬ف إسناده اضطراب ميزان العتدال (‪ )1/455‬والديث قال عنه‬
‫اليثمي ف ممع الزوائد (‪ ( : )5/189‬رواه أحد ‪ ،‬والبزار أت منه والطبان ببعضه ف الوسط ورجاله‬
‫ثقات ) وحسّنه اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬سلسلة الحاديث الصحيحة حديث رقم (‪ . )1/8( )5‬وقد عزاه شيخ‬
‫السلم ابن تيمية إل مسلم ‪ .‬انظر ‪ :‬مموع الفتاوى (‪ )35/19‬ول أجده فيه ‪.‬‬
‫‪ )(3‬هذا الديث رواه أبو داود ك ‪ :‬السنة ‪ .‬ب ‪ . 8 :‬عون (‪ )12/397‬ورواه الترمذي ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫‪ 48‬ح ‪ )4/503( ، 2226‬وقال ‪ :‬حديث حسن ‪ ،‬قد رواه غي واحد عن سعيد بن جهان ول نعرفه إل‬
‫من حديث سعيد ‪ ،‬ورواه أحد (‪ )4/372‬وصححه ‪ ،‬قال اللل ‪ ( :‬أخبنا الروزي قال ‪ :‬ذكرت لب عبد‬
‫ال حديث سفينة فصححه ‪ ،‬وقال هو صحيح ‪ ،‬قلت ‪ :‬إنم يطعنون ف سعيد بن جهان ‪ .‬فقال ‪ :‬سعيد بن‬
‫جهان ثقة ‪ ،‬روى عنه غي واحد ‪ ،‬منهم حاد وحشرج والعوام وغي واحد ‪ .‬قلت لب عبد ال ‪ :‬إن عياش‬
‫بن صال حكى عن علي بن الدين ذكر عن يي بن القطان أنه تكلم ف سعيد بن جهان ‪ ،‬فغضب وقال ‪:‬‬
‫باطل ما سعت يي تكلم فيه فقد روى عن سعيد بن جهان غي واحد ) ‪ .‬انظر ‪ :‬السند من مسائل المام‬
‫أحد للخلل مطوط ‪ -‬ورقة (‪. )64‬‬
‫والديث صححه من العاصرين ناصر الدين اللبان وقد أفاض ف تريه ‪ .‬انظر ‪ :‬سلسلة الحاديث‬
‫الصحيحة حديث رقم (‪ )1/198( ، )460‬وذكر له طرقًا كثية غي طريق سعيد بن جهان ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫(‪ )3‬وعن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬جلس جبيل إل النب فنظر إل السماء فإذا‬
‫ملك ينل ‪ ،‬فقال له جبيل ‪ :‬هذا اللك ما نزل منذ خلق قبل الساعة ‪ ،‬فلما نزل قال ‪ :‬يا‬
‫ممد أرسلن إليك ربك ‪ :‬أملكًا أجعلك ‪ ،‬أم عبدًا رسولً ؟ قال له جبيل ‪ :‬تواضع لربك‬
‫يا ممد ‪ .‬فقال رسول ال ‪ « :‬ل ‪ ،‬بل عبدًا رسو ًل » (‪ . )1‬وهذا يدل على أنه ل يكن‬
‫ملكًا مع أنه إمام السلمي بل منازع ‪.‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬ل يتر أن يكون ملكًا لئل ينقص ‪ -‬من أجره شيئًا ‪-‬‬
‫لا ف ذلك من الستمتاع بالرياسة والال عن نصيبه من الخرة ‪ ،‬فإن العبد الرسول أفضل‬
‫عند ال من النب اللك ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )4‬و من الثار ما روي عن سليمان ر ضي ال تعال ع نه سأل عن الفر قُ ب ي اللي فة‬
‫واللك ‪ ،‬فقال سلمان ‪ :‬إن أ نت جبيت من أرض ال سلمي درهًا أو أ قل أو أك ثر ث‬
‫وضعته ف‬

‫‪ )(1‬رواه المام أحد (‪ ، )2/231‬وابن حبان ف صحيحه ح ‪( ، 2137‬ص ‪ )525‬وقال عنه اللبان ‪:‬‬
‫صحيح على شرط مسلم ‪ .‬انظر ‪ :‬سلسلة الحاديث الصحيحة ح رقم ‪. )3/3( ، 1002‬‬
‫‪ )(2‬مموع الفتاوى (‪. )35/34‬‬

‫‪39‬‬
‫غي حقه فأنت ملك ‪ ،‬وأما الليفة فهو الذي يعدل ف الرعية ‪ ،‬ويقسم بينهم بالسوية ‪،‬‬
‫ويش فق علي هم شف قة الر جل على أ هل بي ته ‪ ،‬والوالد على ولده ‪ ،‬ويق ضي بين هم بكتاب‬
‫ال ‪ .‬فقال كعب ‪ :‬ما كنت أحسب ف هذا الجلس من يفرق بي اللك والليفة ‪ ،‬ولكن‬
‫ال ألم سلمان الجابة ) (‪. )1‬‬
‫فهذا من الفروق ف نوعية سياسة الرعية ‪ ،‬ومن الفروق أيضًا الطريق الت يتم با اللك‬
‫أو اللفة ‪ ،‬فاللك يتم عادة عن طريق القهر والغلبة والعهد من الباء للبناء ونو ذلك ‪،‬‬
‫دون الرجوع إل أهل الل والعقد ‪ ،‬أما اللفة فل تكون إل بإقرار أهل الل والعقد ‪،‬‬
‫سواء عن طريق الختيار أو عن طريق الستخلف كما سيأت ‪:‬‬
‫ل كن م ا ي ب الت نبيه له أن كلم نا ه نا ل يش مل اللك الذي ذكره ال لب عض أ نبيائه‬
‫كداود و سليمان وغيه ا عليه ما ال سلم ‪ ،‬ف قد قال ال تعال عن داود ‪ ﴿ :‬وَقَتَ َل دَاوُودُ‬
‫َهص مِمّاص يَشَاءُ ﴾ (‪ . )2‬وقال عصن سصليمان ‪:‬‬ ‫ْكص وَالْحِكْ َم َة َوعَلّم ُ‬
‫ّهص الْ ُمل َ‬
‫َاهص الل ُ‬
‫ُوتص وَآت ُ‬‫جَال َ‬
‫ك سَُليْمَا َن وَمَا َك َفرَ ُسلَيْمَا ُن وَلَ صكِنّ الشّيْا ِطيَ‬
‫﴿ وَاتَّبعُوْا مَا َتتْلُواْ الشّيَاطِيُ َعلَى مُلْ ِ‬
‫َك َفرُواْ ﴾ (‪ . )3‬وغيهم من النبياء من سُمّا ملوكًا فهؤلء أنبياء معصومي ‪ ،‬ول شك أن‬
‫ملكهصم على نجص القص قطع ًا ‪ ،‬لذلك ل يرد عليصه الذم الوارد فص الحاديصث السصابقة‬
‫لعصمتهم عليهم السلم ‪.‬‬
‫جواز إطلق لفظ ( خليفة ) على من سوى الراشدين‬
‫هذا وقد أجاز أهل السنة والماعة إطلق كلمة ( خلفاء ) على من جاءوا بعد اللفاء‬
‫الراشد ين وإن كانوا ملوكًا بشرط كون م من قر يش ‪ ،‬لقول ال نب ‪ « :‬الل فة بعدي‬
‫ثلثون ث يؤت ال اللك من يشاء » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬الطبقات الكبى لبن سعد (‪ . )3/306‬وانظر ‪ :‬تاريخ اللفاء للسيوطي (ص ‪ )140‬ط ‪ .‬أول ‪1371‬‬
‫هص ن ‪ .‬الكتبة التجارية الكبى بصر ‪.‬‬
‫‪ )(2‬سورة البقرة آية ‪. 251‬‬
‫‪ )(3‬سورة البقرة آية ‪. 102‬‬
‫‪ )(4‬سبق تريه قريبًا (ص ‪. )33‬‬

‫‪40‬‬
‫أجازوا ذلك بدليل ما رواه البخاري ومسلم ف صحيحيهما عن أب هريرة رضي ال‬
‫تعال عنه عن رسول ال قال ‪ « :‬كانت بنوا إسرائيل تسوسهم النبياء ‪ ،‬كما هلك نب‬
‫خل فه نب ‪ ،‬وأ نه ل نب بعدي ‪ ،‬و ستكون خلفاء فتك ثر » قالوا ‪ :‬ف ما تأمر نا ؟ قال ‪« :‬‬
‫فوا ببيعة الول فالول ‪ ،‬ث أعطوهم حقهم ‪ ،‬فإن ال سائلهم عما استرعاهم » (‪ . )1‬قال‬
‫ابن تيمية رحه ال ‪ - :‬قول ‪ « :‬فتكثر » دليل على من سوى اللفاء الراشدين فإنم ل‬
‫صا قوله ‪ « :‬فوا بيعصصة الول فالول » دلّ على أنمصص يتلفون ‪،‬‬ ‫يكونوا كثيًا ‪ ،‬وأيضًص‬
‫والراشدون ل يتلفوا ) (‪. )2‬‬
‫ومن الدلة على جواز إطلق ذلك ما ورد ف الديث التفق عليه أيضًا عن جابر بن‬
‫سرة رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال يقول ‪ « :‬يكون اثنا عشر خليفة » ‪-‬‬
‫ث قال كلمة ل أسعها ‪ -‬فقلت لب ما قال ؟ قال ‪ « :‬كلهم من قريش » (‪ . )3‬فهذا يدل‬
‫أيضًا على إطلق اللفصة على مصن سصوى الراشديصن ‪ ،‬وإن كان فيهصم بعصض النراف‬
‫والتقصي ف بعض واجبات الد ين بشرط القرشية ‪ ،‬لن م ل يكونوا يطلقون اللفة على‬
‫من ليس بقرشي ‪ ،‬ولذلك سوا زعماء العثمانيي بالسلطي ول يسموهم اللفاء ‪.‬‬
‫قال ابن الزرق ‪ ( :‬قال البغوي ‪ :‬ل بأس أن يسمى القائم بأمر السلمي أمي الؤمني‬
‫والليفة وإن كان مالفًا لسية أئمة العدل ‪ ،‬لقيامه بأمر‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬النبياء ‪ .‬ب ‪ ، 50 :‬فتح الباري (‪ )6/495‬ورواه مسلم ف ك ‪:‬‬
‫المارة ‪ .‬ب ‪ :‬الوفاء ببيعة الليفة ‪ ،‬ح ‪ )3/1471( 1842‬ورواه ابن ماجة ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 42 :‬ح‬
‫‪ ، )2/958( 2871‬وأحد ف السند (‪. )2/97‬‬
‫‪ )(2‬مموع الفتاوى (‪. )35/20‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ 51 :‬بلفظ ( أمي ) بدلً من ( خليفة ) ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )13/211‬ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬الناس تبع لقريش ‪ ،‬ح ‪ . )3/1452( 1821‬وغيها ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الؤمنيص وتسصمع السصلمي له ) (‪ )1‬وذلك بشرط إقامصة معال الديصن وإن قَصّصرُوا هصم فص‬
‫أعمال أنفسهم أو ظلموا أو جاروا ف الموال ونوها ‪ ،‬أما إذا ل يقيموا الدين أو انرفوا‬
‫ل ‪ .‬بدليل قوله‬
‫انرافًا يؤدي إل الكفر فل يوز ذلك ‪ ،‬بل ل ولية لم على السلمي أص ً‬
‫جعَلَ الّلهُ ِللْكَاِفرِي َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ سَبِيلً ﴾ (‪ . )2‬وال أعلم ‪.‬‬
‫تعال ‪ ﴿ :‬وَلَن َي ْ‬

‫*****‬

‫‪ )(1‬بدائع السلك (‪. )1/92‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 141‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثان‬

‫وجوب المامة‬

‫‪43‬‬
44
‫الفصل الثان‬
‫وجوب المامة‬
‫ات فق ال سواد الع ظم من ال سلمي على وجوب ن صب المام (‪ ، )1‬ول ي شذ عن هذا‬
‫(‪)4‬‬
‫الجاع إل النجدات من الوارج (‪ ، )2‬والصم (‪ ، )3‬والفوطي‬

‫‪ )(1‬انظر على سبيل الثال ‪ :‬الامع لحكام القرآن (‪ ، )1/264‬وكشاف القناع (‪ ، )6/158‬ومنتهى‬
‫الرادات لبن النجار (‪ ، )2/494‬وحاشية القليوب على شرح النهاج (‪ ، )4/173‬ومغن الحتاج (‬
‫‪ ، )4/129‬والدر الختار (‪ ، )1/115‬والسامرة (ص ‪ ، )254‬والحكام السلطانية للماوردي (ص ‪، )5‬‬
‫ولب يعلى (ص ‪ ، )19‬والفصل ف اللل والهواء والنحل لبن حزم (‪ ، )4/87‬ومراتب الجاع له (ص‬
‫‪ ، )124‬والسياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪ ، )161‬ومقدمة ابن خلدون (ص ‪ ، )191‬وبدائع السلك لبن‬
‫الزرق (‪ ، )1/71‬وغيها من كتب الفقه ‪.‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬مقالت السلميي (‪ )1/205‬ط ‪ .‬الثانية ‪ 1389‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة النهضة الصرية ‪ .‬تقيق ممد‬
‫ميي الدين عبد الميد ‪ .‬ومن يذكر عنه عدم وجوب المامة من الوارج أيضًا الحكمة ‪ ،‬لكنهم تراجعوا عن‬
‫ذلك ‪ ،‬ويُنسب هذا القول إل الباضية أيضًا لكنهم ينفون ذلك ‪ .‬انظر بتوسع ‪ :‬رسالة ( الوارج تاريهم‬
‫وآراؤهم العتقادية وموقف السلم منها ) للطالب ‪ :‬غالب بن علي عواجي ‪ ،‬إشراف د ‪ .‬عثمان عبد النعم‬
‫عيش (ص ‪ )362‬لنيل الاجستي جامعة اللك عبد العزيز بكة ‪ 1399/ 98 .‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(3‬أبو بكر عبد الرحن بن كيسان الصم من كبار العتزلة من الطبقة السادسة ‪ ،‬فرق وطبقات العتزلة (ص‬
‫‪. )65‬‬
‫‪ )(4‬هو هشام بن عمرو الفوطي شيبان من أهل البصرة من الطبقة السادسة ‪ ،‬طبقات العتزلة (ص ‪ ، )69‬وإليه‬
‫تنسب فرق الاشية من العتزلة ‪ ،‬الفرق بي الفرق (ص ‪. )159‬‬

‫‪45‬‬
‫مصن العتزلة (‪ . )1‬وفص هذا يقول المام ابصن حزم ‪ ( :‬اتفصق جيصع أهصل السصنة ‪ ،‬وجيصع‬
‫الرجئة ‪ ،‬وجيع الشيعة ‪ ،‬وجيع الوارج على وجوب المامة ‪ ،‬وأن المة واجب عليها‬
‫النقياد لمام عادل ‪ ،‬يق يم في هم أحكام ال ‪ ،‬ويسصوسهم بأحكام الشري عة التص أتصى ب ا‬
‫رسول ال حاشا النجدات من الوارج فإنم قالوا ‪ :‬ل يلزم الناس فرض المامة ‪ ،‬وإنا‬
‫عليهم أن يتعاطوا الق بينهم ‪ .‬أ ‪ .‬هص (‪. )2‬‬
‫وقال القرطب ‪ ( :‬ول خلف ف وجوب ذلك بي المة ول بي الئمة ‪ ،‬إل ما روي‬
‫عن الصم ‪ ،‬حيث كان عن الشريعة أصم ‪ .‬وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه‬
‫ومذهبه (‪. )3‬‬
‫والوجبون ل ا من هم من يرى وجوب ا عن طر يق الشرع ‪ ،‬و هم أ هل ال سنة والما عة‬
‫ل ‪ ،‬والوجبون لا عقلً منهم من يوجبها على‬ ‫وأكثر العتزلة (‪ ، )4‬ومنهم من يوجبها عق ً‬
‫ال تعال ‪ -‬تعال ال ع ما يقولون علوًا كبيًا ‪ -‬و هم الشي عة ‪ ،‬ومن هم من يوجب ها على‬
‫الناس ‪ .‬وهم العتزلة البغداديون (‪ ، )5‬والاحظ من معتزلة البصرة (‪. )6‬‬

‫‪ )(1‬أصول الدين للبغدادي (ص ‪ . )272‬ط ‪ .‬الثانية ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الكتب العلمية بيوت ‪.‬‬
‫‪ )(2‬الفصل ف اللل والهواء والنحل (‪. )4/87‬‬
‫‪ )(3‬الامع لحكام القرآن لب عبد ال ممد بن أحد القرطب (‪ )1/264‬ط ‪ .‬الثالثة ‪ 1386‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار‬
‫القلم ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل (جص ‪ ، 20‬ص ‪ )141‬ق ‪ . 1‬وانظر ‪ :‬العثمانية للجاحظ (ص ‪. )261‬‬
‫‪ )(5‬شرح نج البلغة لبن أب الديد (‪ )2/308‬ط ‪ .‬أول ‪ 1378‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار إحياء الكتب العربية ‪-‬‬
‫عيسى اللب الباب وشركاه ‪ .‬ت ‪ :‬ممد أبو الفضل إبراهيم ‪.‬‬
‫‪ )(6‬العثمانية للجاحظ (ص ‪ . )261‬ط ‪ . 1374 .‬ن ‪ .‬دار الكتاب العرب ‪ ،‬تقيق عبد السلم هارون ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الدلة‬
‫قلنا ‪ :‬إن أهل السنة والماعة يرون أن المامة واجبة ‪ ،‬وأنه ل بد للمسلمي من إمام‬
‫يقيم شعائر الدين وينصف الظلومي من الظالي ‪ ،‬ويستدلون على ذلك بأدلة من الكتاب‬
‫والسنة والجاع والقواعد الشرعية ‪ ،‬وإليك الن تفصيل ذلك ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬الدلة من القرآن الكري ‪:‬‬
‫ّهص وَأَطِيعُواْ الرّسصُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ‬
‫ِينص آمَنُواْ أَطِيعُواْ الل َ‬
‫(‪ )1‬قول ال تعال ‪ ﴿ :‬ي َا َأيّه َا الّذ َ‬
‫مِنكُ مْ ﴾ الية (‪ ، )1‬أورد الطبي عن أب هريرة رضي ال تعال عنه ‪ ( :‬أن أول المر هم‬
‫المراء ) (‪ )2‬ث قال الطبي ‪ :‬أول القوال ف ذلك بالصواب قول من قال ‪ :‬هم المراء‬
‫والولة في ما كان ل طا عة وللم سلمي م صلحة ) (‪ )3‬وقال ا بن كث ي ‪ ( :‬الظا هر ‪ -‬وال‬
‫أعلم أن الية عامة ف جيع أول المر من المراء والعلماء ) (‪ )4‬وهذا هو الراجح ‪.‬‬
‫وو جه ال ستدلل من هذه ال ية ‪ :‬أن ال سبحانه أو جب على ال سلمي طا عة أول‬
‫ال مر من هم و هم الئ مة ‪ ،‬وال مر بالطا عة دل يل على وجوب ن صب ول ال مر ‪ ،‬لن ال‬
‫تعال ل يأمصر بطاعصة مصن ل وجود له ‪ ،‬ول يفرض طاعصة مصن وجوده مندوب ‪ ،‬فالمصر‬
‫بطاعته يقتضي المر بإياده ‪ ،‬فدل على أن إياد إمام للمسلمي واجب عليهم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة النساء آية ‪. 59‬‬


‫‪ )(2‬تفسي الطبي (‪ )7/497‬تقيق أحد شاكر وقال عنه ‪ :‬إسناده صحيح ‪.‬‬
‫‪ )(3‬نفس الرجع (‪. )7/502‬‬
‫‪ )(4‬تفسي القرآن العظيم لبن كثي (‪ )2/303‬ط ‪ .‬دار الشعب تقيق د ‪ .‬ممد إبراهيم البنا ‪ ،‬وممد أحد‬
‫عاشور وعبد العزيز غنيم ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫(‪ )2‬ومن الدلة أيضًا قول ال تعال ماطبًا الر سول ‪ ﴿ :‬فَاحْكُم بَْينَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّ هُ‬
‫ِنص الْحَق ّ ‪ ﴾ ...‬اليصة (‪ ، )1‬وقوله تعال ‪ ﴿ :‬وَأ ِ‬
‫َنص‬ ‫َاءكص م َ‬
‫ُمص عَمّاص ج َ‬ ‫ِعص َأ ْهوَاءه ْ‬ ‫وَلَ تَتّب ْ‬
‫ض مَا أَنزَ َل اللّ هُ‬‫احْكُم َبيَْنهُم بِمَا أَنزَلَ اللّ هُ وَ َل تَتّبِ عْ َأ ْهوَاءهُ مْ وَاحْ َذ ْرهُ مْ أَن َيفِْتنُو َك عَن َبعْ ِ‬
‫إِلَْيكَ ﴾ (‪. )2‬‬
‫فهذا المر من ال تعال لرسوله بأن يكم بي السلمي با أنزل ال ‪ -‬أي بشرعه‬
‫‪ ، -‬وخطاب الرسول خطاب لمته ما ل يرد دليل يصصه به ‪ ،‬وهنا ل يرد دليل على‬
‫التخصيص ‪ ،‬فيكون خطابًا للمسلمي جيعًا بإقامة الكم با أنزل ال إل يوم القيامة ‪ ،‬ول‬
‫يعن إقامة الكم والسلطان إل إقامة المامة ‪ ،‬لن ذلك من وظائفها ول يكن القيام به‬
‫على الوجه الكمل إل عن طريقها ‪ ،‬فتكون جيع اليات المرة بالكم با أنزل ال دليلً‬
‫على وجوب نصب إمام يتول ذلك ‪ ..‬وال أعلم ‪.‬‬
‫ت وَأَنزَْلنَا َم َعهُ مُ‬
‫(‪ )3‬ومن الدلة أيضًا قول ال تبارك وتعال ‪َ ﴿ :‬لقَدْ َأ ْر َسلْنَا رُ سَُلنَا بِالْبَيّنَا ِ‬
‫سطِ وَأَنزَْلنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْ سٌ شَدِي ٌد َومَنَافِ ُع لِلنّا سِ وَِلَيعْلَ مَ‬‫ب وَالْمِيزَا نَ ِلَيقُومَ النّا سُ بِاْلقِ ْ‬‫اْلكِتَا َ‬
‫ص ُرهُ َورُ ُسَلهُ بِاْلغَْيبِ إِنّ الّلهَ َق ِويّ َعزِيزٌ ﴾ (‪. )3‬‬
‫الّلهُ مَن يَن ُ‬
‫فمهمة الرسل عليهم الصلة والسلم ومن أتى بعدهم من أتباعهم أن يقيموا العدل بي‬
‫الناس على وفصق مصا فص الكتاب النل ‪ ،‬وأن ينصصروا ذلك بالقوة ‪ ،‬وهذا ل يأتص لتباع‬
‫الر سل إل بتنصيب إمام يق يم فيهم العدل ‪ ،‬وين ظم جيوش هم الناصرة ‪ ،‬ولذا يقول ش يخ‬
‫السلم ابن تيمية رحه ال ‪ ( :‬فالدين الق ل بد فيه من الكتاب الادي والسيف‬

‫‪ )(1‬سورة الائدة آية ‪. 83‬‬


‫‪ )(2‬سورة الائدة آية ‪. 49‬‬
‫‪ )(3‬سورة الديد آية ‪. 25‬‬

‫‪48‬‬
‫النا صر ‪ ..‬فالكتاب يبي ما أ مر ال به و ما ن ى ع نه ‪ ،‬وال سيف ين صر ذلك ويؤيده ) أ ‪.‬‬
‫هص (‪. )1‬‬
‫(‪ )4‬ومن الدلة القرآنية أيضًا جيع آيات الدود والقصاص ونوها من الحكام الت يلزم‬
‫القيام با وجود المام ‪.‬‬
‫وآيات وجوب ال مر بالعروف والن هي عن الن كر ونو ها من اليات ‪ ،‬فالوا قع أن‬
‫ج يع اليات القرآن ية ال ت نزلت بتشر يع ح كم من الحكام ال ت تتعلق بوضوع الما مة‬
‫وشؤون ا جاءت على أ ساس أن قيام الما مة الشرع ية والقيادة العا مة ف الجت مع الشر عي‬
‫ش يء مفروغ من إثبا ته ول نقاش ف لزو مه ‪ ،‬ذلك لن الحكام الشار إلي ها من المور‬
‫الت يتوقف امتثالا وتنفيذها على وجود المام لنا من مسئولياته ووظائفه ‪ ،‬فتشريع مثل‬
‫هذه الحكام يلزمه مسبقًا الفروغية من تشريع حكم لزوم المامة وقيام الدولة السلمية‬
‫ف الجتمع السلم ‪ ،‬وهذا ينهي نا إل أن لزوم الما مة وإقامة الدولة ف الجتمع السلمي‬
‫من بديهات وضروريات الشريعة السلمية ‪.‬‬
‫ثانيًا الدلة من السنة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدلة من السنة القولية ‪:‬‬
‫روي عن ال نب أحاد يث كثية في ها دللة على وجوب ن صب المام ‪ ،‬و من هذه‬
‫الدلة ما يلي ‪:‬‬

‫‪ )(1‬منهاج السنة النبوية ف نقض كلم الشيعة والقدرية ‪ .‬لشيخ السلم ابن تيمية (‪ )1/142‬ن ‪ .‬دار الكتب‬
‫العلمية بيوت ‪ ،‬وبامشه كتاب بيان موافقة صريح العقول لصحيح النقول ‪ .‬للمؤلف نفسه ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما عن ال نب قال ‪ « :‬من مات ول يس ف‬
‫عن قه بي عة مات مي تة جاهل ية » (‪ )1‬أي ‪ :‬بي عة المام ‪ ،‬وهذا وا ضح الدللة على وجوب‬
‫ن صب المام ل نه إذا كا نت البي عة واج بة ف ع نق ال سلم ‪ ،‬والبي عة ل تكون إل لمام ‪،‬‬
‫فنصب المام واجب ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ومن ها ما رواه أ بو سعيد الدري ر ضي ال تعال ع نه أن ر سول ال قال ‪ « :‬إذا‬
‫خرج ثل ثة ف سفر فليؤمروا أحد هم » ‪ .‬ومثله عن أ ب هريرة ‪ ،‬و عن ع بد ال بن ع مر‬
‫رضصي ال تعال عنهمصا أن النصب قال ‪ « :‬ل يلص لثلثصة يكونون بفلة مصن الرض إل‬
‫أمّروا أحدهم » (‪ )2‬قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ ( :‬فإذا كان قد أوجب ف أقلّ‬
‫الماعات وأقصصر الجتماعات ‪ ،‬أن يول أحدهصم ‪ ،‬كان هذا تشبيهًا على وجوب ذلك‬
‫فيما هو أكثر من ذلك ) أ ‪ .‬هص (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وحوب الوفاء ببيعة اللفاء ‪ ،‬ح ‪. )3/1478( 1851‬‬
‫‪ )(2‬الديث رواه أبو داود ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 87 :‬عون (‪ ، )7/267‬وأحد (‪ ، )2/177‬وأخرجه البزار‬
‫من حديث عمر بن الطاب بسند صحيح ‪ ،‬وأخرجه أيضًا بسند صحيح من حديث ابن عمرو مرفوعًا بلفظ ‪:‬‬
‫« إذا كانوا ثلثة ف سفر فليؤمروا أحدهم » ‪ .‬وأخرجه بذا اللفظ الطبان من حديث ابن مسعود بإسناد‬
‫صحيح ‪ ،‬وهذه الحاديث يشهد بعضها لبعض وقد سكت أبو داود والنذري عن حديث أب سعيد وأب‬
‫هريرة ‪ ،‬وكلها رجالما رجال الصحيح إل علي بن بر وهو ثقة ‪ .‬قال ف اللصة ‪ ( :‬وثقه ابن معي ‪ .‬ول‬
‫يذكر فيه قادحًا ) ‪ .‬انظر ‪ :‬نيل الوطار (‪ )8/255‬والروض النضي للسياغي ( التتمة ) (‪ )5/23‬وقد صححه‬
‫ناصر الدين اللبان ف ‪ :‬إرواء الغليل ح ‪ ، )8/106( 2454‬والستاذ أحد شاكر ف تريه للمسند ح‬
‫‪. )10/133( 6647‬‬
‫‪ )(3‬السبة لشيخ السلم ابن تيمية (ص ‪ )11‬ط ‪ .‬أول ‪ 1976‬م ‪ .‬ن ‪ .‬دار الشعب ‪ .‬تقيق صلح عزام ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫(‪ )3‬ومن ها الد يث الذي رواه أ بو أما مة الباهلي عن ال نب أ نه قال ‪ « :‬لينق ضن عرى‬
‫ال سلم عروة ‪ ،‬عروة ‪ ،‬فكل ما انتق ضت عروة تش بث الناس بال ت تلي ها ‪ ،‬وأول ن نقضًا‬
‫ال كم ‪ ،‬وآخر هن ال صلة » (‪ . )1‬قال ال ستاذ ع بد الكر ي زيدان ( والق صود بال كم ‪:‬‬
‫الكصم على النهصج السصلمي ‪ ،‬ويدخصل فيصه بالضرورة وجود الليفصة الذي يقوم بذا‬
‫الكم ‪ ،‬ونقضه يعن التخلي عنه وعدم اللتزام به ‪ ،‬وقد قرن بنقض الصلة وهي واجبة ‪،‬‬
‫فد ّل على وجوبه ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )4‬ومنها أيضًا الديث الشهور ف السنن عن العرباض بن سارية عن النب أنه قال ‪-‬‬
‫من حد يث طو يل ‪ « -‬إ نه من يعش من كم ف سيى اختلفًا كثيًا ‪ ،‬فعلي كم بسنت و سنة‬
‫اللفاء الراشدين الهديي ‪ ،‬تسكوا با وعضوا عليها بالنواجذ ‪ ،‬وإياكم ومدثات المور‬
‫فإن كل بدعة ضللة » (‪. )3‬‬
‫وقد تواتر عن الصحابة رضوان ال عليهم أنم بايعوا أبا بكر رضي ال عنه باللفة‬
‫بعد لاق النب بالرفيق العلى ‪ ،‬ث استخلف أبو بكر عمر رضي ال تعال عنهما ‪ ،‬ث‬
‫استخلف عمر أحد الستة الذين اختاروا عثمان رضي ال عنه ‪ ،‬ث بعد استشهاده‬

‫‪ )(1‬رواه المام أحد (‪ ، )5/251‬وابن حبان ف صحيحه ح ‪( ، 257‬ص ‪ ، )87‬والاكم ف الستدرك (‬


‫‪ )4/92‬عن أب أمامة وصححه ناصر الدين اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬صحيح الامع الصغي ح ‪. )5/15( 4951‬‬
‫‪ )(2‬أصول الدعوة لعبد الكري زيدان (ص ‪ )195‬ط ‪ .‬ثالثة ‪ . 1396‬ن ‪ .‬مكتبة النار السلمية ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه الترمذي ف ك ‪ :‬العلم ‪ .‬ب ‪ ، 16 :‬ح ‪ ، )5/44( 2676‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬وأبو داود ف‬
‫ك ‪ :‬السنة ‪ .‬ب ‪ ، 5 :‬عون (‪ ، )12/359‬وابن ماجة ف القدمة ب ‪ ، 6 :‬ح ‪ ، )1/15( 42‬وأحد (‬
‫‪ ، )4/126‬والدارمي ف القدمة ‪ .‬ب ‪ . 6 :‬قال أبو نعيم ‪ :‬هو حديث جيد من صحيح الشاميي ‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫جامع العلوم والكم (ص ‪. )243‬‬

‫‪51‬‬
‫بايعوا عليًا باللفة ‪ ،‬فهذه سنتهم رضي ال عنهم ف اللفة ‪ ،‬وعدم التهاون ف منصبها ‪،‬‬
‫فوجب القتداء بم ف ذلك بأمر النب ‪.‬‬
‫إل غ ي ذلك من الحاد يث الدالة على وجوب طا عة الكام في ما ل مع صية ف يه ‪،‬‬
‫وأحاديث البيعة ‪ ،‬والمر بالوفاء با للول فالول ‪ ،‬وحرمة الروج على أئمة السلمي ‪،‬‬
‫وال ث على ضرب ع نق من جاء ينازع المام ال ق ‪ ،‬وال ت سترد إن شاء ال ف ثنا يا‬
‫البحصث ‪ .‬كصل هذه الحاديصث تقتضصي وجود المام السصلم ‪ ،‬فد ّل ذلك على وجوب‬
‫نصيبه ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬من السنة الفعلية ‪:‬‬
‫إن الر سول أقام أول حكو مة إ سلمية ف الدي نة ‪ ،‬و صار ر سول ال أول إمام‬
‫لتلك الكومة ‪ ،‬فبعد أن هيأ ال لذا الدين من ينصره ورسوله بدأ ف تشييد أركانا ‪،‬‬
‫فأصلح ما بي الوس والزرج من مشاكل وحروب طاحنة قدية ‪ ،‬ث آخى بي النصار‬
‫والهاجريصن ‪ ،‬ونظصم اليوش الجاهدة لنشصر هذا الديصن والذود عصن حاه ‪ ،‬وقصد أرسصل‬
‫الرسصل والدعوات إل ملوك الدول الجاورة يدعوهصم إل السصلم ‪ ،‬وعقصد التفاقات‬
‫والعاهدات مع اليهود وغي هم ‪ ،‬وأبان أحكام ال سرى و ما يتعلق ب م ‪ ،‬وأحكام الرب‬
‫وأ هل الذ مة ‪ ،‬وقام بتدب ي ب يت مال ال سلمي وتوزي عه ك ما أ مر ال عز و جل ‪ ،‬وعيّ ن‬
‫المراء والقضاة لتدبيص شؤون السصلمي ‪ ،‬وأقام الدود الشرعيصة والعقوبات ‪ ..‬إل غيص‬
‫ذلك من مظاهر الدولة ووظائف المامة ‪ .‬يقول المام الشاطب رحه ال ‪ ( :‬ثبت أن النب‬
‫ل يت حت أتى ببيان جيع ما يتاج إليه من أمر الدين والدنيا ‪ ،‬وهذا ل مالف عليه‬
‫من أهل السنة ) (‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬العتصام للمام أب إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطب (‪ . )1/49‬ط ‪ .‬بدون ن ‪ .‬الكتبة التجارية‬
‫الكبى ‪ -‬مصر ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ومن العلوم أن قيام هذه الدولة وزعامته لا ل يكن هدفًا له ف حد ذاته ‪ ،‬وإنا هو‬
‫من م ستلزمات هذا الد ين الذي ل ي تم إل به ‪ ،‬ك يف وقد عرضت عل يه قريش من أول‬
‫ب آلتهم ‪ ،‬فرفض ذلك رفضًا‬ ‫وهلة اللك عليها من دون تعب ول جهاد ‪ ،‬وإنا بترك س ّ‬
‫(‪ )1‬باتًا ‪ .‬وإن ا كان هد فه الوح يد القيام بتبل يغ هذه الر سالة وحل ها إل الناس ‪ ،‬واتاذ‬
‫كافة الوسائل الؤدية إل ذلك ‪ ،‬ومن هذه الوسائل قيام الدولة السلمية ‪ ،‬فهي واجبة لذا‬
‫الغرض ‪ ،‬ولنا من مستلزمات هذا الدين ‪.‬‬
‫يقول ال ستاذ ع بد القادر عودة رح ه ال ‪ ( :‬فالر سول كوّن من ال سلمي وحدة‬
‫سصياسية ‪ ،‬وألفّ منهصم جيعًا دولة واحدة كان هصو رئيسصها وإمامهصا العظصم وكان له‬
‫وظيفتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬التبليغ عن ال ‪.‬‬
‫والثان ية ‪ :‬القيام على أ مر ال وتوج يه سياسة الدولة ف حدود ال سلم ‪ ،‬و قد انت هى‬
‫(‪)2‬‬
‫ع هد التبل يغ بوفاة الر سول وانقطاع الو حي ‪ ،‬وإذا ل ي كن بالناس حا جة إل التبل يغ‬
‫بعد وفاة الرسول لوجود القرآن والسنة ‪ ،‬فإنم ف أشد الاجة إل من يقوم على القرآن‬
‫وال سنة وي سوسهم ف حدود ال سلم ب عد أن َكوّ نَ الر سول من هم وحدة سياسية ‪،‬‬
‫وا ستّ ل م رئا سة الدولة وإما مة ال سلمي ف مشارق الرض ومغارب ا ‪ ،‬بل إن التأ سي‬
‫بالرسول وإتباع سنته يقتضي من السلمي جيعًا أن يُ َكوّنوا من أنفسهم وحدة سياسية‬
‫واحدة ‪ ،‬وأن يقيموا لم دولة واحدة تمعهم ‪ ،‬وأن يقيموا على رأسها من يلف الرسول‬

‫‪ )(1‬سية ابن هشام (‪ )1/293‬ط ‪ .‬الثانية ‪ 1375‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مصطفى الباب اللب مصر ‪ .‬تقيق ‪ :‬مصطفى‬
‫السقا ‪ ،‬وإبراهيم البياري ‪ ،‬وعبد الفيظ شلب ‪.‬‬
‫‪ )(2‬أي تبليغ شرع جديد ‪ .‬أما تبليغ القرآن والسنة فهذا واجب على علماء المة اتفاقًا ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ف إقامة الدين وتوجيه سياسة الدولة توجيهًا إسلميًا خالصًا ) أ ‪ .‬هص (‪. )1‬‬
‫فالق صود أن ف عل ال نب ف تول ية زعا مة الدولة ال سلمية الول دل يل على وجوب‬
‫المامة ‪ ،‬حيث أن النب ‪ -‬كان مبينًا للحكام الشرعية بقوله وفعله وإقراره ‪ ،‬وفعله‬
‫يقتضي الوجوب (‪ )2‬إذا ل يكن مت صًا به ول جبلّيا ول مترددًا بي البلي وغيه ‪ ،‬ول‬
‫بيانًا لج مل كق طع يد ال سارق ونوه لقوله تعال ‪ ﴿ :‬فَآمِنُوْا بِاللّ ِه َورَ سُوِلهِ النّبِيّ ا ُلمّيّ‬
‫الّذِي ُي ْؤمِ نُ بِاللّ ِه وَكَلِمَاتِ ِه وَاتِّبعُو هُ َلعَلّكُ مْ َتهَْتدُو نَ ﴾ (‪ ، )3‬ولقوله تعال ‪ ﴿ :‬وَمَا آتَاكُ مُ‬
‫الرّ سُولُ فَخُذُو ُه َومَا َنهَاكُ ْم عَنْ هُ فَانَتهُوا ‪ ﴾ ...‬الية (‪ )4‬ولقوله عز من قائل كريًا ﴿ فَلَمّا‬
‫َقضَى زَيْ ٌد مّْنهَا وَطَرا َزوّ ْجنَا َكهَا لِكَ يْ لَا يَكُو َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ َحرَ جٌ فِي َأ ْزوَا جِ َأ ْدعِيَاِئهِ مْ‬
‫ضوْا مِْنهُنّ وَطَرا ‪ ﴾ ...‬ال ية (‪ )5‬قال ا بن النجار ‪ ( :‬فلول الوجوب ل ا ر فع تزوي ه‬ ‫ِإذَا َق َ‬
‫الرج عن الؤمني ف أزواج أدعيائهم ) (‪. )6‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬الجاع ‪:‬‬
‫ومن أهم الدلة الدالة على وجوب المامة الجاع على ذلك من قبل‬

‫‪ )(1‬السلم وأوضاعنا السياسية للستاذ عبد القادر عودة (ص ‪ )127‬ط ‪ .‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ )(2‬على خلف بي علماء الصول ‪ ،‬لكن هذا هو الراجح لقوة الدليل ‪ .‬انظر ‪ :‬تفصيل السألة ف شرح‬
‫الكوكب الني لبن النجار النبلي (‪ )2/189‬منشورات مركز البحث العلمي بامعة أم القرى ‪ .‬تقيق د ‪.‬‬
‫ممد الزحيلي ‪ ،‬ود ‪ .‬نزيه حاد ‪.‬‬
‫‪ )(3‬سورة العراف آية ‪. 158‬‬
‫‪ )(4‬سورة الشر آية ‪. 7‬‬
‫‪ )(5‬سورة الحزاب آية ‪. 63‬‬
‫‪ )(6‬شرك الكوكب الني (‪. )2/190‬‬

‫‪54‬‬
‫المة ‪ ،‬وأول ذلك إجاع الصحابة رضوان ال عليهم على تعيي خليفة للنب بعد وفاته‬
‫‪ ،‬بل حت قبل دفنه وتهيزه (‪. )1‬‬
‫و قد ورد ف ذلك عدة روايات من ها ما رواه البخاري ف صحيحه عن عائشة ر ضي‬
‫ال تعال عنها أن رسول ال مات ‪ ،‬وأبو بكر بالسنح (‪ )2‬قال إساعيل ‪ -‬يعن بالعالية‬
‫‪ -‬فقام ع مر يقول ‪ :‬وال ما مات ر سول ال ‪ ،‬قالت ‪ :‬وقال ع مر ‪ :‬وال ما كان يقع‬
‫ف نفسي إل ذاك ‪ ،‬وليبعثنّه ال فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ‪ ،‬فجاء أبو بكر فكشف‬
‫عن رسول ال فقبّله فقال ‪ :‬بأب أنت وأمي طبت حيًا وميتًا ‪ ،‬والذي نفسي بيده ‪ ،‬ل‬
‫يذيقنك ال الوتتي أبدًا ‪ ،‬ث خرج فقال ‪ :‬أيها الالف على رسلك ‪ .‬فلما تكلم أبو بكر‬
‫جلس عمر ‪ ،‬فحمد ال أبو بكر وأثن عليه وقال ‪ :‬أل من كان يعبد ممدًا فإن ممدًا‬
‫ت وَإِّنهُم مّيّتُو نَ ﴾‬ ‫ك مَيّ ٌ‬
‫قد مات ‪ .‬ومن كان يعبد ال فإن ال حي ل يوت وقال ‪ ﴿ :‬إِنّ َ‬
‫(‪ ، )3‬وقال ‪َ ﴿ :‬ومَا مُحَمّدٌ إِ ّل رَ سُولٌ قَدْ َخلَ تْ مِن قَْبلِ هِ الرّ سُلُ أََفإِن مّا تَ َأوْ ُقتِلَ ان َقلَْبتُ مْ‬
‫جزِي اللّهُ الشّا ِكرِي َن ﴾ (‪. )4‬‬ ‫ب عَلَ َى َعقَِبيْهِ فَلَن َيضُرّ اللّهَ شَيْئا وَسََي ْ‬
‫عَلَى َأ ْعقَاِبكُ ْم َومَن يَنقَلِ ْ‬
‫قال ‪ :‬فش نج الناس يبكون ‪ ،‬قال ‪ :‬واجتم عت الن صار إل سعد بن عبادة ف سقيفة ب ن‬
‫ساعدة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬منا أمي ومنكم أمي ‪ ،‬فذهب إليهم أبو بكر وعمر وعبيدة ابن الراح ‪،‬‬
‫فذهب عمر يتكلم ‪ ،‬فأسكته أبو بكر ‪ ،‬وكان عمر يقول ‪ ( :‬وال ما أردت بذلك إل أن‬
‫قد هيأت كلمًا قد أعجبن خشيت أل يبلغه أبو بكر ) ث تكلم أبو بكر ‪ ،‬فتكلم أبلغ‬

‫‪ )(1‬كانت وفاته عليه الصلة والسلم يوم الثني بعد أن زاغت الشمس لثنت عشرة خلت من ربيع الول‬
‫وكان دفنه ‪ -‬كما يقول ابن هشام ‪ -‬من وسط الليل ليلة الربعاء ‪ .‬انظر ‪ :‬سية ابن هشام (‪، )4/664‬‬
‫وانظر سبل السلم (‪ )2/111‬ن ‪ .‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ )(2‬السنح ‪ :‬قيل بتسكي النون وقيل بضمها ‪ :‬منازل بن الارث من الزرج بالعوال بينه وبي السجد النبوي‬
‫ميل ‪ .‬فتح الباري (‪. )7/29‬‬
‫‪ )(3‬سورة الزمر آية ‪. 30‬‬
‫‪ )(4‬سورة آل عمران آية ‪. 144‬‬

‫‪55‬‬
‫الناس ‪ ،‬فقال فص كلمصه ‪ :‬ننص المراء وأنتصم الوزراء ‪ ،‬فقال حُباب بصن النذر ‪ :‬وال ل‬
‫نفعل منا أمي ومنكم أمي ‪ ،‬فقال أبو بكر ‪ :‬ل ‪ ،‬ولكنا المراء وأنتم الوزراء ‪ ،‬هم أوسط‬
‫العرب دارًا وأعراب م أن سابًا ‪ ،‬فبايعوا ع مر وأ با عبيدة ‪ ،‬فقال ع مر ‪ :‬بل نباي عك أ نت ‪،‬‬
‫فأنت سيدنا وخينا وأحب إل رسول ال فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس ) (‪. )1‬‬
‫وبذا ي تبي أ نه قد ث بت أن ال صحابة رضوان ال علي هم أجع ي بجرد أن بلغ هم ن بأ وفاة‬
‫ال نب بادروا إل ع قد اجتماع ال سقيفة الذي ضم كبار الهاجر ين والن صار ‪ ،‬وتركوا‬
‫أ هم المور لدي هم ذلك الو قت و هو ته يز الر سول وتشيي عه (‪ ، )2‬وراحوا يتداولون‬
‫ويتشاورون ف أ مر اللفة ‪ ،‬وهم وإن اختلفوا أول ال مر حول الش خص الذي ينبغي أن‬
‫يبا يع فإن م أجعوا على وجوب وجود إمام ‪ ،‬ول ي قل أ حد أبدًا ل حا جة ل نا إل ذلك ‪.‬‬
‫وقد وافق بقية الصحابة الذين ل يكونوا حاضرين على ما أقره الجتمعون من قبل عندما‬
‫جرت البيعة ف السجد ف اليوم التال ‪ .‬وف هذا يقول القرطب رحه ال تعال ‪ ( :‬أجعت‬
‫الصحابة بعد اختلف وقع بي‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ك ‪ :‬مناقب الصحابة ‪ .‬ب ‪ ، 5 :‬قول النب ‪ « :‬لو كنت متخذًا خليلً ‪ ، » ...‬فتح‬
‫الباري (‪. )7/19‬‬
‫‪ )(2‬ف تقديهم اختيار الليفة ومبايعته قبل تهيز النب دللة على أن ذلك من أهم الواجبات ‪ ،‬وإل لا ساغ‬
‫تقديه على دفن الرسول خصوصًا وقد أمر السراع ف دفن النازة ‪ ،‬كما ف الديث عن أب هريرة قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال ‪ « :‬أسرعوا بالنازة فإن تك صالة فخي تقدمونا إليه ‪ ،‬وإن يك سوى ذلك ‪ ،‬فشّر‬
‫تضعونه عن رقابكم » ‪ .‬متفق عليه رواه البخاري واللفظ له ‪ .‬ك ‪ :‬النائز ‪ .‬باب السرعة بالنازة ‪ ، 51‬ك ‪:‬‬
‫السرعة بالنازة ‪ ،‬فتح الباري (‪ )3/183‬ومسلم ف ك ‪ :‬النائز ‪ ،‬ب ‪ :‬السراع بالنائز ‪ ،‬ح ‪( 944‬‬
‫‪ )2/652‬وهذا وإن كان الظاهر منه السراع ف الشي ولكنه عام وقد روى أبو داود أن طلحة بن الباء‬
‫مرض فأتاه النب يعوده فقال ‪ « :‬إن ل ُأرَى طلحة إل قد حدث فيه الوت فآذنون به وعجلوا ‪ ،‬فإنه ل‬
‫ينبغي ليفة مسلم أن تبس بي ظهران أهله » ‪ .‬ك ‪ :‬النائز ‪ ،‬ب ‪ :‬تعجيل النازة وكراهية حبسها ‪ .‬لكنه‬
‫ضعيف ‪ .‬انظر ‪ :‬عون العبود (‪. )436 ، 8/435‬‬

‫‪56‬‬
‫الهاجرين والنصار ف سقيفة بي ساعدة ف التعيي حت قالت النصار ‪ :‬منا أمي ومنكم‬
‫أميص ‪ ) ...‬قال ‪ ( :‬فلو كان فرض الما مة غيص واجصب ل فص قريصش ول فص غي هم لاص‬
‫ساغت هذه الناظرة والحاورة عليها ‪ -‬يقصد ما جرى بينهم من نقاش ف مسألة التعيي‬
‫‪ -‬ولقال قائل ( إن ا لي ست واج بة ل ف قر يش ول ف غي هم ف ما لتنازع كم و جه ‪ ،‬ول‬
‫فائدة ف أمر ليس بواجب ) (‪. )1‬‬
‫ويقول الشهر ستان ‪ ( :‬ول ا قر بت وفاة أ ب ب كر فقال ‪ :‬تشاوروا ف هذا ال مر ‪ .‬ث‬
‫وصف عمر بصفاته وعهد إليه واستقر المر عليه ‪ ،‬وما دار ف قلبه ول ف قلب أحد أنه‬
‫يوز خلو الرض من إمام ‪ ،‬ول ا قر بت وفاة ع مر ج عل ال مر شورى ب ي ستة ‪ ،‬وكان‬
‫التفاق على عثمان ر ضي ال ع نه ‪ ،‬وب عد ذلك التفاق على علي ر ضي ال ع نه ‪ ،‬فدل‬
‫ذلك كله على أن الصحابة رضوان ال عليهم ‪ ،‬وهم الصدر الول كانوا على بكرة أبيهم‬
‫متفق ي على أ نه ل بد من إمام ‪ ) ...‬ث يقول ‪ ( :‬فلذلك الجاع على هذا الو جه دل يل‬
‫قاطع على وجوب المامة ) (‪. )2‬‬
‫ويقول اليت مي ‪ ( :‬اعلم أيضًا أن ال صحابة رضوان ال علي هم أجعوا على أن ن صب‬
‫المام ب عد انقراض ز من النبوة وا جب ‪ ،‬بل جعلوه أ هم الواجبات ح يث اشتغلوا به عن‬
‫دفن رسول ال ) (‪. )3‬‬
‫وقد نقل هذا الجاع طائفة من العلماء ‪ ،‬منهم الاوردي حيث قال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬الامع لحكام القرآن للقرطب (‪ )1/264‬ط ‪ .‬ثالثة ‪ 1386‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار القلم ‪.‬‬
‫‪ )(2‬ناية القدام ف علم الكلم للشهرستان (ص ‪ )480‬ط ‪ .‬بدون ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة الثن ببغداد ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الصواعق الحرقة ف الرد على أهل البدع والزندقة لحد بن حجر اليتمي (ص ‪ )7‬ط ‪ .‬ثانية ‪ 1385‬هص‬
‫ن ‪ .‬مكتبة القاهرة ‪ .‬مصر ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫( وعقدها ‪ -‬أي المامة ‪ -‬لن يقوم با واجب بالجاع ‪ ،‬وإن شّذ عنهم الصم ) (‪. )1‬‬
‫ويقول النووي ‪ ( :‬وأجعوا على أنه يب على السلمي نصب خليفة ‪ )2( ) ..‬ويقول ابن‬
‫خلدون ‪ ( :‬نصب المام واجب ‪ ،‬وقد عرف وجوبه ف الشرع بإجاع الصحابة والتابعي‬
‫‪ ،‬لن أصحاب رسول ال عند وفاته بادروا إل بيعة أب بكر رضي ال عنه ‪ ،‬وتسليم‬
‫النظر إليه ف أمورهم ‪ ،‬وكذا ف كل عصر من العصار ‪ ،‬واستقر ذلك إجاعًا دا ًل على‬
‫وجوب نصب المام ) أ ‪ -‬هص (‪. )3‬‬
‫وقصد سصبق كلم ابصن حزم فص اتفاق المصة على ذلك ‪ ،‬ول يالف إل مصن ل يعتدّ‬
‫بخالفتهم (‪. )4‬‬
‫رابعًا ‪ :‬القاعدة الشرعية ( ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب ) (‪. )5‬‬
‫ومن الدلة على وجوب المامة القاعدة الشرعية القائلة بأن ما ل يتم الواجب إل به‬
‫فهو واجب ‪ ،‬وقد علم أن ال سبحانه وتعال أمر بأمور ليس ف مقدور آحاد الناس القيام‬
‫با ‪ ،‬ومن هذه المور إقامة الدود وتهيز اليوش الجاهدة لنشر السلم ‪ ،‬وإعلء كلمة‬
‫ال ‪ ،‬وجباية الزكاة وصرفها‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )5‬‬


‫‪ )(2‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪ )12/205‬ط ‪ .‬بدون ن ‪ .‬الطبعة الصرية ومكتبتها ‪.‬‬
‫‪ )(3‬القدمة (ص ‪. )191‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪( :‬ص ‪ )40‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(5‬هناك فرق بي ( ما ل يتم الوجوب إل به ) وبي ( ما ل يتم الواجب إل به ) فالول واجب كالطهارة‬
‫للصلة ‪ ،‬والثان ليس بواجب كبلوغ النصاب للزكاة ‪ .‬انظر ‪ :‬مذكرة أصول الفقه للشنقيطي (ص ‪. )14‬‬

‫‪58‬‬
‫ف م صارفها الحددة ‪ ،‬و سد الثغور وح فظ حوزة ال سلمي ‪ ،‬ون شر العدل ود فع الظلم ‪،‬‬
‫وق طع النازعات الواق عة ب ي العباد ‪ ..‬إل غ ي ذلك من الواجبات ال ت ل ي ستطيع أفراد‬
‫الناس القيام ب ا ‪ ،‬وإن ا ل بد من إياد ال سلطة وقوة ل ا حق الطا عة على الفراد ‪ ،‬تقوم‬
‫بتنفيذ هذه الواجبات ‪ ،‬وهذه السلطة هي المامة ‪.‬‬
‫فبناء على ذلك ي ب تعي ي إمام ي ضع له ويطاع ‪ ،‬ويكون له حق الت صرف ف تدب ي‬
‫المور حت يتأتى له القيام بذه الواجبات ‪ ،‬وف هذا يقول أمي الؤمني علي بن أب طالب‬
‫رضصي ال تعال عنصه ‪ ( :‬ل بصد للناس مصن إمارة َبرّة كانصت أو فاجرة ) قالوا ‪ :‬يصا أميص‬
‫الؤمن ي هذه البة قد عرفنا ها ‪ ،‬ف ما بال الفاجرة ؟ قال ‪ ( :‬يقام ب ا الدود ‪ ،‬وتأ من ب ا‬
‫السبل وياهد با العدو ‪ ،‬ويقسم با الفيء ) (‪. )1‬‬
‫ويقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ‪ ( :‬ي ب أن يعرف أن ول ية أ مر الناس من‬
‫أعظصم واجبات الديصن ‪ ،‬بصل ل قيام للديصن إل باص ‪ ،‬فإن بنص آدم ل تتصم مصصلحتهم إل‬
‫بالجتماع لاجصة بعضهصم إل بعصض ) (‪ )2‬ويقول معللً ذلك ‪ ( :‬لن ال أوجصب المصر‬
‫بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬ول يتم ذلك إل بقوة وإمارة ‪ ،‬وكذلك سائر ما أوجبه من‬
‫الهاد والعدل وإقامصة الجص والمصع والعياد ونصصر الظلوم ‪ ،‬وإقامصة الدود ل تتصم إل‬
‫بالقوة والمارة ) (‪. )3‬‬
‫ويقول ابن حزم ‪ ( :‬وقد علمنا بضرورة العقل وبديهته أن قيام الناس با‬

‫‪ )(1‬منهاج السنة (‪ )1/146‬والسياسة الشرعية (ص ‪ . )63‬ط ‪ .‬رابعة ‪ 1969‬م ‪ .‬ن ‪ .‬دار الكتاب العرب‬
‫وعزاه صاحب كن العمال إل البيهقي ف شعب اليان ‪ .‬انظر ‪ :‬الكن (‪ )5/751‬ح ‪. 14286‬‬
‫‪ )(2‬السياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪. )161‬‬
‫‪ )(3‬نفس الرجع (ص ‪. )162‬‬

‫‪59‬‬
‫أوج به ال من الحكام علي هم ف الموال ‪ ،‬والنايات ‪ ،‬والدماء ‪ ،‬والنكاح ‪ ،‬والطلق ‪،‬‬
‫وسصائر الحكام كلهصا ‪ ،‬ومنصع الظال ‪ ،‬وإنصصاف الظلوم ‪ ،‬وأخصذ القصصاص على تباعصد‬
‫أقطارهم وشواغلهم ‪ ،‬واختلف آرائهم ‪ ،‬وامتناع من ترى ف كل ذلك متنع غي مكن‬
‫‪ ) ..‬إل أن قال ‪ ... ( :‬وهذا الذي ل بصد منصه ضرورة ‪ ،‬وهذا مشاهصد فص البلد التص ل‬
‫رئيس لا ‪ ،‬فإنه ل يقام هناك حكم حق ‪ ،‬ول ح ّد حت قد ذهب الدين ف أكثرها ‪ ،‬فل‬
‫تصح إقامة الدين إل بالسناد إل واحد أو أكثر ‪. )1( ) ...‬‬
‫خامسًا دفع أضرار الفوضى ‪:‬‬
‫ك ما أن من الدلة على وجوب الما مة د فع أضرار الفو ضى ‪ ،‬لن ف عدم اتاذ إمام‬
‫معي من الضرار والفوضى ما ل يعلمه إل ال ‪ ،‬ودفع الضرر وحاية الضروريات المس‬
‫‪ -‬الدين ‪ ،‬والنفس ‪ ،‬والعرض ‪ ،‬والال ‪ ،‬والعقل ‪ -‬واجب شرعًا ‪ ،‬ومن مقاصد الشريعة‬
‫حفظهصا ‪ .‬وهذا ل يتصم إل بإقامصة إمام للمسصلمي ‪ ،‬فدل على وجوبصه ‪ ،‬قال المام أحدص‬
‫رحه ال ف رواية ممد بن عوف بن سفيان المصي (‪ ( : )2‬الفتنة إذا ل يكن إمام يقوم‬
‫بأمر الناس ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬الفصل ف اللل والنحل (‪. )4/87‬‬


‫‪ )(2‬أبو جعفر ممد بن عوف بن سفيان الطائي المصي قال عنه اللل ‪ :‬إنه حافظ إمام ‪ ،‬توف زمانه‬
‫معروف بالتقدم ف العلم والعرفة على أصحابه سع من أب الغية وأهل الشام والعراق ‪ ،‬وكان أحد بن حنبل‬
‫يعرف له ذلك ويسأله عن الرجال من أهل بلده ف سنة ‪272‬هص ‪ ،‬عن شذرات الذهب (‪، )2/163‬‬
‫وطبقات النابلة (‪. )1/310‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪ )19‬والسند من مسائل المام أحد للخلل مطوط ورقة (‪، )1‬‬
‫وطبقات النابلة (‪ )1/311‬بلفظ بأمر السلمي ) ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ويقول ابن البارك رحه ال ‪:‬‬
‫بعروتصصه الوثقصصى لنصص دانصصا‬ ‫إن الماعصة حبصل ال فاعتصصموا‬
‫(‬ ‫(‬

‫فص ديننصا رحةص منصه ودنيانصا‬ ‫كصم يدفصع ال بالسصلطان مظلمصة‬


‫(‬ ‫(‬

‫(‪)1‬‬
‫وكان أضعفنصا نبًصا لقوانصا‬ ‫لول الليفصة ل تأمصن لنصا سصبل‬
‫(‬ ‫(‬

‫ويقول أبو حامد الغزال رحه ال ‪ ( :‬إن الدنيا والمن على النفس والموال ل ينتظم‬
‫إل بسلطان مطاع ‪ ،‬فتشهد له مشاهدة أوقات الفت بوت السلطي والئمة ‪ ،‬وإن ذلك‬
‫لو دام ول يتدارك بن صب سلطان آ خر مطاع دام الرج ‪ ،‬وع مّ ال سيف وش ل الق حط ‪،‬‬
‫وهل كت الوا شي ‪ ،‬وتعطلت ال صناعات ‪ ،‬وكان كل من غلب سلب ‪ ،‬ول يتفرغ أ حد‬
‫للعبادة والعلم إن ب قي حيًا ‪ ،‬والكثرون يهلكون ت ت ظلل ال سيوف ‪ ،‬ولذا ق يل الد ين‬
‫والسلطان توأمان ‪ ،‬ولذا قيل ‪ :‬الدين أُسّ والسلطان حارس ‪ ،‬ومال أُسّ له فمهدوم ‪ .‬وما‬
‫ل حارس له فضائع (‪ ، )2‬وعلى الملة ل يتمارى العاقصصل فصص أن اللق على اختلف‬
‫طبقاتم ‪ ،‬وما هم عليه من تشتت الهواء ‪ ،‬وتباين الراء لو ُخلّوا وشأنم ‪ ،‬ولو ل يكن‬
‫ل م رأي مطاع ي مع شتات م للكوا من ع ند آخر هم ‪ ,‬وهذا داء ل علج له إل ب سلطان‬
‫قاهر مطاع يمع شتات الراء ‪ ،‬فبان أن السلطان ضروري ف نظام الدين ونظام الدنيا ‪،‬‬
‫ونظام الدن يا ضروري ف نظام الد ين ‪ ،‬ونظام الد ين ضروري ف الفوز ب سعادة الخرة ‪،‬‬
‫وهو مقصود النبياء قطعًا ‪ ،‬فكان وجوب المام من ضروريات الشرع الذي ل سبيل إل‬
‫تركه فاعلم ذلك ‪ .‬أ ‪ .‬هص (‪. )3‬‬

‫‪ )1(1‬انظر ‪ :‬اللية لب نعيم (‪ . )8/164‬ط ‪ 1394 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مطبعة السعادة القاهرة ‪ .‬وانظر ‪ :‬بدائع‬
‫السلك (‪. )1/108‬‬
‫‪ )(2‬ينسب هذا القول إل أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال تعال عنه ‪ .‬انظر ‪ :‬الداب الشرعية لبن‬
‫مفلح النبلي (‪ )1/200‬ط ‪ 1972 .‬م ‪ .‬ن ‪ .‬دار العلم للجميع ‪.‬‬
‫‪ )(3‬القتصاد ف العتقاد للغزال (ص ‪ )199‬ط ‪ 1393 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة الندي بصر ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫قلت ‪ :‬وخي دليل على ذلك ‪ :‬الواقع الرير الذي تعيشه المة السلمية اليوم ‪ ،‬ففيه‬
‫دللة قاط عة على أ نه لن تقوم لل سلم قائ مة إل بالرجوع إل ال ‪ ،‬ث ال سعي إل إقا مة‬
‫اللفة السلمية الت ما فتئ أعداء السلم ينخرون ف جنباتا حت قوضوها ‪ ،‬وصار لم‬
‫ما أرادوا فب عد أن أُبعدت الل فة ال سلمية ‪ ،‬ونُ حي ال سلم عن قيادة ال مة ‪ ،‬عُطلت‬
‫الدود ‪ ،‬وانته كت العراض والرمات ‪ ،‬وعطلت را ية الهاد ‪ ،‬وق سمت بلد ال سلمي‬
‫إل دويلت متناحرة يضرب بعضها رقاب بعض ‪ .‬وسلبت خيات السلمي من أراضيهم‬
‫‪ ،‬وتكال بت علي هم ال مم الكافرة من كل حدب و صوب ( و ما الذل الذي ي يم على‬
‫السلمي فيجعلهم يعيشون على هامش العال ‪ ،‬وف ذيل المم ومؤخرة التأريخ ‪ ،‬إل قعود‬
‫ال سلمي عن الع مل لقا مة الل فة وعدم مبادرت م إل ن صب خلي فة ل م التزامًا بال كم‬
‫الشرعي الذي أصبح معلومًا من الدين بالضرورة كالصلة والصوم والج ‪ ،‬فالقعود عن‬
‫العمل لستئناف الياة السلمية معصية من أكب العاصي ‪ ،‬لذلك كان نصب خليفة لذه‬
‫المة فرضًا لزمًا لتطبيق الحكام على السلمي ‪ ،‬وحل الدعوة السلمية إل جيع أناء‬
‫العال ) (‪ . )1‬لذلك فل خلص لذه المة ما هي فيه اليوم من الذل والوان إل بالنابة إل‬
‫ال ‪ ،‬ث إقامة حكم ال على هذه الرض وفق ما ارتضى لا ربا عز وجل ‪.‬‬
‫سادسًا ‪ :‬المامة من المور الت تقتضيها الفطرة وعادات الناس ‪:‬‬
‫و من الدلة أيضًا أن النوع إل تن صيب رئ يس للجما عة أ مر فطري ‪ ،‬ج بل ال اللق‬
‫عل يه ‪ ،‬ح يث إن الن سان مد ن بالط بع ‪ -‬ك ما يقال ‪ -‬ف هو ل ي ستطيع أن يع يش بفرده‬
‫ل عن أخيه النسان الخر ‪ ،‬بل ل بد أن يعيش مع الناس حت تستقيم أمور‬ ‫وحيدًا مستق ً‬
‫حياته ‪ ،‬وتتحقق مصاله ‪ ،‬ونتيجة‬

‫‪ )(1‬قواعد نظام الكم ف السلم د ‪ .‬ممود عبد الجيد الالدي (ص ‪ )248‬ط ‪ .‬أول ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪.‬‬
‫دار البحوث العلمية ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫لخالطة الناس الخرين قد تتعارض مصالهم مع مصاله ‪ ،‬ويدث الحتكاك بينه وبينهم‬
‫وي صل التنازع ‪ ،‬فل بد من أم ي يت صم إل يه الناس ‪ ،‬ويرتضو نه ليح كم ف منازعت هم‬
‫وخ صوماتم ‪ ،‬و من ه نا كان تن صيب المام أمرًا ضروريًا للمحاف ظة على حقوق الناس ‪،‬‬
‫وضمان اسصتقرار الياة ‪ ،‬وفص هذا أمرًا ضروريًا للمحافظصة على حقوق الناس ‪ ،‬وضمان‬
‫ا ستقرار الياة ‪ ،‬و ف هذا يقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ‪ ( :‬كل ب ن آدم ل ت تم‬
‫م صلحتهم ل ف الدن يا ول ف الخرة إل بالجتماع والتنا صر ‪ ،‬فالتعاون والتنا صر على‬
‫جلب منافعهم ‪ ،‬والتناصر لدفع مضارهم ‪ ،‬ولذا يقال ‪ :‬النسان مدن بالطبع ‪ ،‬فإذا جعوا‬
‫فل بد لم من أمور يفعلونا يتلبون با الصلحة ‪ ،‬وأمور يتنبونا لا فيها من الفسدة ‪،‬‬
‫ويكونون مطيعي للمر بتلك القاصد ‪ ،‬وللناهي عن تلك الفاسد ‪ ،‬فجميع بن آدم ل بد‬
‫ل م من طاعة آ مر وناه ‪ ،‬ف من ل يكن من أهل الك تب اللية ول من أ هل دين ‪ ،‬فإن م‬
‫(‪)1‬‬
‫يطيعون ملوك هم في ما يرون أ نه يعود ب صال دنيا هم ‪ .‬م صيبي تارة ومطئي أخرى )‬
‫أ ‪ .‬هص ‪.‬‬
‫والسلطة السية للمجتمع هذه هي إحدى الركان الكونة لي متمع كان (‪ ، )2‬فل‬
‫يكن أن يقوم أي متمع ما ل تكتمل أركانه ‪.‬‬
‫وقديًا قال الشاعر صلءة ابن عمر بن مالك الفوه الودي (‪: )3‬‬

‫‪ )(1‬السبة لشيخ السلم ابن تيمية (ص ‪. )8‬‬


‫‪ )(2‬فالجتمع مكون من أفراد وصلت اجتماعية يددها العرف وقواني مرسومة وأنظمة متبعة وسلطة تسي‬
‫أمور الجتمع ‪ ،‬وفوق هذا كله وأهم من هذا كله شعور بالنتماء إل هيئة واحدة وجاعة واحدة وعقيدة‬
‫يشترك جيع الفراد ف احترامها والفاظ عليها ‪ .‬الجتمع السلمي لحمد أمي الصري (ص ‪ )7‬ط ‪ .‬أول‬
‫‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الرقم ‪.‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬ديوان الفواه الودي ضمن مموعة ‪ :‬الطرائف الدبية (ص ‪ )10‬للميمن ن ‪ .‬دار الكتب العلمية‬
‫ط ‪ .‬بدون ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫صادوا‬
‫صراة إذا جهالم ص سص‬
‫ول سص‬ ‫ل يصلح الناس فوضى ل سراة لم‬
‫(‬ ‫(‬

‫وقال قبل هذا البيت ‪:‬‬


‫ول عماد إذا ل ترس أوتاد‬ ‫صد‬
‫صت ل يبتن ص إل له عمص‬
‫والبيص‬
‫(‬ ‫(‬

‫يومًا ‪ ،‬فقد بلغوا المر الذي كادوا‬ ‫فإن تمصصصصصع أوتاد وأعمدة‬
‫(‬ ‫(‬

‫والنوع إل إتباع قائد معيص ليصس ماص فطصر ال عليصه بنص النسصان فحسصب ‪ ،‬بصل‬
‫يشاركهم ف ذلك بعض اليوانات وحت الشرات ‪ ،‬فأنت ترى البل تكون عادة تابعة‬
‫لقائدها ( المل الفحل ) تتبعه حيث سار ‪ ،‬ولذلك ل يهتم راعي البل إل بتوجيه هذا‬
‫القائد ‪ ،‬ومن ث تتبعه البقية ‪ ،‬أما الشرات فل أدل من بروز تلك الفطرة منها عند النحل‬
‫الذي يتخذ له ( ملكًا ) (‪ )1‬من سللة معينة يقوم بمايته وتوفي ما يتاجه ‪ ،‬ويتبعه حيث‬
‫كان ‪ .‬ف ما بالك بالن سان الذي من حه ال الع قل ‪ ،‬وجعله يدرك ال طأ من ال صواب ‪،‬‬
‫ويعرف ما ينفعه ما يضره ‪.‬‬
‫مناقشة الراء الخالفة‬
‫م ا سبق ي تبي أن أ هل ال سنة والما عة ويوافق هم أك ثر العتزلة يذهبون إل وجوب‬
‫المامة شرعًا ‪ -‬على خلف ف الدلة الت استنبطوا منها هذا الكم الشرعي ‪ -‬وتبي لنا‬
‫أنا ثابتة وواجبة بالكتاب والسنة والجاع والقواعد الشرعية كما سبق ‪ .‬ول يشذ عن‬
‫هذا إل شرذمة قليلة من العتزلة والشيعة وهم على آراء متلفة كما سيأت ‪:‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬شفاء العليل لبن القيم (ص ‪ )145‬ط ‪ .‬ثانية ‪ .‬ن ‪ .‬دار التراث تاريخ ‪ :‬بدون ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫أولً ‪ :‬فمنهم من أوجبها عقلً ل شرعًا وهم فريقان ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أحده ا ‪ :‬أوجب ها على الناس ‪ :‬وين سب هذا القول إل معتزلة بغداد (‪ )1‬والا حظ‬
‫من معتزلة البصرة (‪ ، )3‬ومن أقوى أدلتهم على ذلك هو ‪ ( :‬أن أصل دفع الضرة واجب‬
‫بكصم العقصل قطعًا ‪ ،‬فكذلك الضرة الظنونصة يبص دفعهصا عقلً ‪ ،‬وذلك لن الزئيات‬
‫الظنونة الندرجة تت أصل قطعي الكم ‪ ،‬يب إدراجها ف ذلك الكم قطعًا ) (‪. )4‬‬
‫وللرد على هؤلء نقول ‪ :‬كون هذا الدليل عقلي ل شرعي غي مسلم به ‪ ،‬وقد استدل‬
‫أهصل السصنة بذا الدليصل على وجوب المامصة شرع ًا ‪ ،‬لن وجوب دفصع الضرر ثابصت‬
‫بالشرع ‪ .‬فقد قال ال عز وجل ‪ ﴿:‬وَلَ تُ ْلقُوْا بِأَيْدِيكُ مْ ِإلَى الّتهْلُ َكةِ ﴾ (‪ )5‬الية وقال ‪:‬‬
‫« ل ضرر ول ضرار » (‪. )6‬‬

‫‪ )(1‬شرح نج البلغة لبن أب الديد (‪ . )2/308‬وانظر ‪ :‬الروض النضي للسباغي ‪ -‬التتمة للعباس بن أحد‬
‫السن (‪. )5/18‬‬
‫‪ )(2‬هو ‪ :‬عمرو بن بر الاحظ وكنيته أبو عثمان ‪ .‬من كبار العتزلة ‪ ،‬وإليه تنسب الاحظية من فرقهم ‪ ،‬وهو‬
‫‪ :‬من الطبقة السابعة توف سنة (‪ )255‬ف أيام الهتدي ‪ .‬انظر ‪ :‬فرق وطبقات العتزلة (ص ‪. )73‬‬
‫‪ )(3‬شرح الواقف للجرجان (‪ )8/348‬ط ‪ 1325 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مطبعة السعادة مصر ‪.‬‬
‫‪ )(4‬العثمانية للجاحظ (ص ‪. )261‬‬
‫‪ )(5‬سورة البقرة آية ‪. 125‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن ماجة عن عبادة بن الصامت ‪ ،‬ك ‪ :‬الحكام ب ‪ ، 17 :‬ح ‪ ، )2/784( 2340‬والدار قطن ‪،‬‬
‫ورواه مالك ف الوطأ مرسلً عن عمرو بن يي عن أبيه عن النب فأسقط أبا سعيد قال النووي ف أربعينه ‪:‬‬
‫حديث حسن وقال ‪ :‬له طرق يقوي بعضها بعضًا ‪ .‬انظر ‪ :‬جامع العلوم والكم لبن رجب النبلي (ص‬
‫‪ ، )286‬والديث رواه عبد ال بن المام أحد ف السند (‪ )5/327‬فهو من زوائد السند ‪ ،‬وصححه ناصر‬
‫الدين اللبان ف سلسلة الحاديث الصحيحة رقم (‪. )1/99( )250‬‬

‫‪65‬‬
‫كما أن العقل ل يستقل بتحليل شيء ول تريه ‪ ،‬فهذا من أخص خصائص الشرع ‪.‬‬
‫يقول القا ضي أ بو يعلى رح ه ال ‪ ( :‬إن الع قل ل يُعلم به فرض الش يء ول إباح ته ‪ ،‬ول‬
‫تليصل شيصء ول تريهص ) (‪ . )1‬قلت ‪ :‬ولو كان كذلك لاص كان هناك حاجصة إل إرسصال‬
‫الرسل وإنزال الوحي ‪.‬‬
‫كما أن ما ينبغي التنبيه عليه أنه ل تعارض بي الشرع الصحيح والعقل السليم ‪ ،‬فكل‬
‫ما أثبته الشرع فالعقل السليم يوافقه ‪ ،‬وكل ما نفاه الشرع فالعقل السليم ينفيه فل يتصور‬
‫التعارض بينه ما ‪ ،‬وإذا و قع التعارض فإ ما أن الن قل للشرع غ ي صحيح ‪ ،‬وإ ما أن الع قل‬
‫مريض ‪ ،‬يقول شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ ( :‬إن الجة العقلية الصحيحة ل تناقض‬
‫ال جة الشرع ية ال صحيحة ‪ ،‬بل يت نع تعارض ال جج ال صحيحة ‪ ،‬سواء كا نت عقل ية أو‬
‫سعية وعقلية ) (‪ . )2‬ل يتلف فيه العقلء ل يتصور أن يعارضه الشرع البتة ‪ ،‬ومن تأمل‬
‫ذلك فيمصا تنازع العقلء فيصه مصن السصائل الكبار وجصد مصا خالف النصصوص الصصرية‬
‫ال صحيحة شبهات فا سدة يعلم بالع قل بطلن ا ‪ ،‬بل يعلم بالع قل ثبوت نقيض ها ‪ ،‬فتأ مل‬
‫ذلك ف م سائل التوح يد ‪ ،‬وال صفات ‪ ،‬وم سائل القدر ‪ ،‬والنبوات والعاد ‪ ،‬ت د ما يدل‬
‫عليه صريح العقل ل يالفه سع قط ‪ ،‬بل السمع الذي يالفه إما أن يكون حديثًا موضوعًا‬
‫أول تكون دللته مالفة لا دل عليه العقل ‪ ،‬ونن نعلم قطعًا أن الرسل ل يبون بحالت‬
‫العقول ‪ ،‬وإن أخبوا بجازات العقول ‪ ،‬فل يبون با ييله العقل ) (‪ )3‬أ ‪ .‬هص ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )19‬‬


‫‪ )(2‬رسالة ف العقل والروح لشيخ السلم ابن تيمية ضمن مموعة الرسائل النيية الجلد الول (حص ‪، 2‬‬
‫ص ‪. )27‬‬
‫‪ )(3‬متصر الصواعق الرسلة لبن القيم (‪ . )1/141‬ط ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة الرياض الديثة ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫فالقصود أنا ل نسلم بتعارض النقل الصحيح مع العقل السليم وإذا كان هناك تعارض‬
‫فإننا نراجع النص ‪ ،‬فإذا ثبتت صحته قدمناه على ما يتصور أنه معقول (‪. )1‬‬
‫ب‪ -‬والفريق الثان قالوا ‪ :‬بوجوب المامة عقلً على ال سبحانه وتعال عما يقولون‬
‫علوًا كبيًا ‪ :‬وهؤلء هم الرافضة (‪ )2‬من إمامية وإساعيلية ‪ ،‬واستدلوا على ما ذهبوا إليه با‬
‫يلي ‪ :‬قالوا ‪ ( :‬المامصة لطصف ‪ ،‬واللطصف واجصب على ال تعال ) (‪ )3‬ومرادهصم باللطصف‬
‫الوا جب ‪ ( :‬هو ما يقرب الع بد إل طا عة ال تعال ويبعده عن مع صيته بغ ي إلاء ول‬
‫إكراه ول إجبار ) (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬وهذا خلف ما عليه التكلمون من العتزلة والشاعرة ‪ ،‬فهم ف هذه الناحية يقدمون العقل على الشرع‬
‫ويؤولون النصوص الصرية حت توافق عقولم الريضة ‪ ،‬وقد أدى بم هذا إل مزالق خطية من التأويل‬
‫والتعطيل والتحريف وهذا ناشئ عن فساد ف تصورهم للسلم ‪ :‬فالسلم يب أل يضع أمام عينيه رأيًا أو‬
‫نظامًا يلوي رقاب النصوص الشرعية حت يسوقها إليه ولكنه يستوحي النصوص الشرعية حكمها ف هذه‬
‫الراء والنظم ث يأخذ به ‪ ،‬وهذا العوجاج ف التفكي والغبش ف التصور الذي وقع فيه أولئك وقع فيه اليوم‬
‫أرباب النظر العقلي العاصرون الذين ياولون إخضاع الشريعة لتطلبات العصر التجددة ف زعمهم ‪.‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬كشف الراد شرح تريد العتقاد ‪ -‬نصي الدين الطوسي والشرح للحسي بن يوسف الطهر اللي‬
‫(ص ‪ ، )388‬وانظر عقائد المامية الثن عشرية لبراهيم الوسي (ص ‪ . )73‬ط ‪ .‬ثانية وشرح السعد على‬
‫العقائد النسفية (ص ‪ )183‬ن ‪ .‬شركة الصحافة العثمانية ‪ 1326‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(3‬كشف الراد (ص ‪. )388‬‬
‫‪ )(4‬عقائد المامية (ص ‪ ، )38‬وانظر ‪ :‬الفرق السلمية للغراب (ص ‪ . )173‬ط ‪ .‬ثانية ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة ومطبعة‬
‫ممد علي صبيح ‪ .‬مصر ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وللرد عليهصم نقول ‪ :‬إن دعواهصم الياب على ال تعال مأخوذة عصن العتزلة فص‬
‫وجوب فعصل الصصلح على ال تعال ‪ .‬وهذا مصن قلة معرفتهصم بال ‪ ،‬وسصوء أدبمص معصه‬
‫سبحانه وتعال ‪ ﴿ :‬مَا قَ َدرُوا اللّهَ حَقّ قَ ْدرِهِ إِنّ اللّهَ َل َق ِويّ َعزِيزٌ ﴾ (‪ . )1‬فالعبيد الخلوقون‬
‫ليس لم حق الياب على ال تعال ‪ ،‬لنه تعال ﴿ ل يُ سَْأ ُل عَمّا َيفْعَ ُل َوهُ ْم يُ سَْألُونَ ﴾‬
‫(‪ )2‬ول نه عز و جل ﴿ َي ْفعَ ُل مَا يَشَاءُ ﴾ (‪ )3‬و ﴿ يَحْ ُك مُ مَا ُيرِيدُ ﴾ (‪ )4‬ل راد لقضائه ول‬
‫معقب لكمه ‪.‬‬
‫ومن أراد ال هدايته فبفضله ومَنّه وكرمه ‪ ،‬ومن أراد غوايته فبعدله وحكمته ﴿ ُيضِلّ‬
‫مَن يَشَا ُء وََيهْدِي مَن يَشَاءُ ﴾ (‪ . )5‬ول أن يوجب ويرم على نفسه كيف يشاء مت شاء‬
‫سهِ الرّحْ َمةَ لََيجْ َمعَنّكُمْ إِلَى َيوْمِ اْلقِيَامَةِ ل رَيْبَ فِيهِ ﴾‬
‫ب عَلَى َنفْ ِ‬
‫كما قال تعال ‪ ﴿ :‬كَتَ َ‬
‫(‪ . )6‬أي أوجبها وقضاها بطريق التفضل والحسان على ذاته القدسة (‪. )7‬‬
‫وعن أب هريرة رضي ال عنه عن النب قال ‪ « :‬لا قضى ال اللق كتب ف كتابه‬
‫‪ ،‬وهو يكتب على نفسه ‪ ،‬وهو وضع (‪ )8‬عنده على‬

‫‪ )(1‬سورة الج آية ‪. 74‬‬


‫‪ )(2‬سورة النبياء آية ‪. 23‬‬
‫‪ )(3‬سورة إبراهيم آية ‪. 27‬‬
‫‪ )(4‬سورة الائدة آية ‪. 1‬‬
‫‪ )(5‬سورة الدثر آية ‪. 31‬‬
‫‪ )(6‬سورة النعام آية ‪. 12‬‬
‫‪ )(7‬ماسن التأويل لمال الدين القاسي (‪ . )6/470‬ط ‪ .‬الثانية ‪ 1398‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الفكر بيوت ‪.‬‬
‫‪ )(8‬بفتح فسكون أي موضوع وورد ف بعض الروايات بلفظ (موضوع ) فتح الباري (‪. )13/385‬‬

‫‪68‬‬
‫العرش ‪ ( :‬إن رحت تغلب غضب ) ‪ )1( . » .‬وقال ف الديث القدسي ‪:‬‬
‫« قال ال تعال ‪ ( :‬يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي ‪ ،‬وجعلته بينكم مرمًا فل‬
‫تظالوا ‪ » . ) ...‬الديث (‪. )2‬‬
‫أما دعوى أن المامة عندهم ل طف يقرب العبد إل ال ‪ ،‬وهم يقولون بإمامة الهدي‬
‫النت ظر الذي ينتظرو نه م نذ أك ثر من ألف سنة فممنوع ‪ .‬وذلك لن ‪ ( :‬الل طف الذي‬
‫ذكرتوه ل ي صل إل بإمام قا هر قادر ظا هر ‪ ،‬غ ي م تف عن الناس ‪ ،‬يشاه أفراد ال مة‬
‫فيجون ثوابه ويشون عقابه ‪ ،‬يدعوهم إل الطاعات ويزجرهم عن العاصي ‪ ،‬فيقيم بينهم‬
‫القصصاص والدود ويعمصل على النصصاف مصن الظال للمظلوم ‪ ،‬وأنتصم ل توجبون هذا‬
‫اللطصف على ال كمصا فص زماننصا هذا ‪ .‬فإن المام الذي تؤمنون بصه متصف غيص ظاهصر ‪،‬‬
‫وغائب غي حاضر ‪ ،‬ل يتأتى منه قهر الناس حت يشوا عقابه ويرجوا ثوابه ‪ ،‬ول يتأتى‬
‫م نه دعوت م إل الطاعات ‪ ،‬وزجر هم عن العا صي ‪ ،‬والوا قع الذي تقولون بوجو به و هو‬
‫المام العصوم الختفي ليس لطفًا ‪ ،‬لنه ل يتصور منه تقريب الناس إل الصلح وإبعادهم‬
‫عن الفساد مع اختفائه بعيدًا عنهم ‪ ،‬والختفي والعدوم ‪ -‬سواء ‪. )3( ) ...‬‬
‫والواقع أن ج يع الحكام الشرعية الت فرضها ال على عباده هي لطف منه سبحانه‬
‫على هذا العن ‪ ،‬فكيف تب عليه المامة دون غيها من الحكام ؟‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬ف ك ‪ :‬التوحيد ‪ .‬ب ‪ :‬ويذركم ال نفسه ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )13/384‬ومسلم ف ك ‪ :‬التوبة ‪ .‬ب ‪ ، 2 :‬سعة رحة ال ح ‪. )4/2108( 2751‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬الب ‪ .‬ب ‪ :‬تري الظلم ‪ ،‬ح ‪. )4/1994( 2577‬‬
‫‪ )(3‬شرح الواقف للجرجان (‪ . )8/348‬وانظر ‪ :‬منهاج السنة (‪. )1/20‬‬

‫‪69‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬ومنهم من قال بعدم وجوبا ‪:‬‬
‫وهم كما سبق النجدات من الوارج ‪ ،‬والصم ‪ ،‬والفوطي من العتزلة ‪ ،‬فالصم كما‬
‫قال عنه البغدادي يقول ‪ ( :‬إذا تنصاحت المة استغنت عن المام ) (‪ )1‬والفوطي يقول ‪:‬‬
‫( بسصقوط المامصة عنصد الفتنصة ) (‪ )2‬ويعلق البغدادي على هذا القول فيقول ‪ ( :‬إناص أراد‬
‫الطعن ف إمامة علي ‪ ،‬لنا عقدت ف حال الفتنة وبعد مقتل إمام قبله ) (‪. )3‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬وهناك صنف آ خر ل ينازعوا ف حا جة الناس إل قيادة ‪ ،‬ولكن هم أنكروا أن‬
‫ال سلم جاء بال مر بإقا مة الل فة ‪ ،‬وأن هناك ما ي سمى بالكو مة ال سلمية أمر نا ال‬
‫بإقامتها ‪ ،‬وأن السلم دين ودولة ‪ -‬بل هو دين فقط ‪ .‬يضيء لنا الطريق إل ال وليس‬
‫قوة سياسية تتحكم ف الناس ‪ .‬ومن هؤلء علي عبد الرازق ف كتابه ( السلم وأصول‬
‫الكصم ) (‪ )4‬حيصث ذهصب إل أن السصلم ديصن دعوة فقصط ‪ ،‬ول دخصل له فص الدولة ‪،‬‬
‫و سياسة أ مر الدن يا ‪ ،‬وأن ممدًا ما كان إل ر سو ًل لدعوة دين ية خال صة للد ين ‪ ،‬ل‬
‫تشوبا نزعة ملك ول دعوة لدولة ) (‪ )5‬ويقول ‪ :‬والق أن‬

‫‪ )(1‬أصول الدين للبغدادي (ص ‪. )272‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (ص ‪ . )272‬وانظر ‪ :‬مقالت السلميي للشعري (‪. )2/133‬‬
‫‪ )(3‬الفرق بي الفرق (ص ‪. )163‬‬
‫‪ )(4‬إن صحت نسبة الكتاب إليه ‪ .‬وإل فهناك من يقول إنه كتبه أحد الستشرقي النليز وتبناه عبد الرزاق ‪،‬‬
‫وقد توصّل الستاذ ضياء الدين الريس إل أن مؤلف الكتاب أحد اثني إما ( مرجليوث ) اليهودي الذي كان‬
‫أستاذًا للعربية ف بريطنيا وتدل كتاباته عن السلم على أنه كان صهيونيًا معاديًا للسلم والسلمي ‪ ،‬أو أنه‬
‫( توماس أرنلود ) الستشرق العروف ‪ ،‬وقد ذهب علي عبد الرازق إل بريطانيا وبقي فيها عامي ‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫السلم واللفة (ص ‪ )175‬وغيها ‪.‬‬
‫‪ )(5‬السلم وأصول الكم علي عبد الرازق (ص ‪ )136‬ط ‪ 1978 .‬م ‪ .‬ن ‪ .‬دار مكتبة الياة بيوت تعليق‬
‫د ‪ .‬مدوح حقي ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الديصن السصلمي بريصء مصن تلك اللفصة ‪ ...‬واللفصة ليسصت فص شيصء مصن الطصط‬
‫الدينية ) (‪. )1‬‬
‫وقد ظهر هذا الكتاب بعد إلغاء مصطفى كمال اللفة والناس يكادون يمعون على‬
‫تسفيه صنيعه ‪ ،‬وظهر حي كان كثي من السلمي ‪ -‬ومن بينهم اللك فؤاد ‪ -‬يطمعون‬
‫علمائه‬ ‫ف اللفة ويسعون إليها (‪ ، )2‬وظهر حي كان الزهر ‪ -‬والدعي تأليفه أحد‬
‫(‪)3‬‬
‫التخرجي منه ‪ -‬يبدي نشاطًا واضحًا ف الدعوة إل الؤتر السلمي أو مؤتر اللفة‬
‫‪.‬‬
‫وقصد ترجصم هذا الكتاب إل اللغصة النليزيصة ‪ ،‬واعتصب أحصد الراجصع السصاسية لعلم‬
‫الجتماع السلمي ف دراسة الامعات المريكية على الصوص للسلم وتعاليمه (‪. )4‬‬
‫لكن علي عبد الرازق الؤلف لذا الكتاب حوكم عليه من قبل الامع الزهر ‪ ،‬فمثل‬
‫للمحاك مة أمام هيئة كبار العلماء ‪ ،‬و صدر ف ح قه ال كم التال ‪ ( :‬حكم نا ن ن ش يخ‬
‫الامع الزهر ‪ -‬وكان إذ ذاك الشيخ ممد أبو الفضل ‪ -‬بإجاع أربع وعشرين عالًا معنا‬
‫من هيئة كبار العلماء بإخراج الشيخ علي عبد الرازق ‪ :‬أحد علماء الامع الزهر ‪،‬‬

‫‪ )(1‬نفس الرجع (ص ‪. )210‬‬


‫‪ )(2‬مبادئ نظام الكم ف السلم عبد الميد متول ط ‪ .‬ثانية ‪ 1974‬م ‪ .‬ن ‪ :‬منشأة العارف بالسكندرية‬
‫‪.‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬التاهات الوطنية ف الدب العاصر د ‪ .‬ممد ممد حسي (‪ )2/86‬ط ‪ .‬ثالثة ‪ 1392‬هص ‪ .‬ن ‪.‬‬
‫دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬هامش (ص ‪ )232‬من الفكر السلمي وصلته بالستعمار الغرب د ‪ .‬ممد البهي ط ‪ .‬ثامنة‬
‫‪ 1395‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة وهبة ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫والقاضي الشرعي بحكمة النصورة البتدائية الشرعية ‪ ،‬ومؤلف كتاب ( السلم وأصول‬
‫الكم ) من زمرة العلماء ) ‪ .‬صدر هذا الكم بدار الدارة العامة للمعاهد الدينية ف يوم‬
‫الربعاء ‪ 22‬الحرم ‪ 1344‬هص ( ‪ 12‬أغسطس ‪ 1925‬م ) (‪. )1‬‬
‫و قد سبقه إل هذا ال صنيع ف ثوب خادم كتاب الل فة و سلطة ال مة ) (‪ )2‬وإن كان‬
‫يهدف فص ظاهصر أمره إل مصا أقدم عليصه مصصطفى كمال مصن الفصصل بيص اللفصة‬
‫والكومة (‪. )3‬‬
‫ث تاب عه ف دعو ته تلك ع بد الم يد متول ح يث يقول ‪ ( :‬فالوا قع أن الل فة ذات‬
‫صبغة دنيوية أكثر من دينية ‪ ،‬وما يدل على ذلك أننا ل ند ف القرآن أو السنة كما قدمنا‬
‫نصا صريا يشر إل شيء من أحكامها ‪ ،‬بل ول عن وجوبا أو عدم وجوبا ) (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬كتاب حكم هيئة كبار العلماء ف كتاب السلم وأصول الكم (ص ‪ . )32‬ط ‪ .‬ثانية ‪1344 .‬‬
‫هص ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعة السلفية ‪.‬‬
‫‪ )(2‬نقله إل العربية عبد الغن سن ( نزيل القاهرة ‪ ،‬والسكرتي العام بولية بيوت ‪ ،‬ومتصرف اللذقية‬
‫سابقًا ) حسب ما هو مدون ف غلف الكتاب ‪ ،‬والكتاب مهول الؤلف ‪ ،‬ولكن يقول د ‪ .‬ممد ممد‬
‫حسي ( العروف أن لنة من الترك قد وضعته بإشارة الكماليي ‪ -‬مصطفى كمال أتاتورك وأتباعه ‪ ،‬وأن‬
‫حكومتهم هي الت أشرفت على تأليفه وأعانت على نشره ) التاهات الوطنية (‪ )2/68‬وهذا واضح حيث‬
‫أشار إليه الترجم ف التمهيد بقول ‪ ( :‬وهؤلء الفاضل بعد أن قتلوا السألة بثًا وتدقيقًا جعوا الحكام‬
‫الشرعية أخذًا من الكتب الفقهية ‪ ،‬والوثائق والستندات أخذًا من الكتاب والسنة والقياس والجاع ونشرت‬
‫حكومة الجلس تلك الجموعة بعنوان ( اللفة وسلطة المة انظر ‪ :‬التمهيد (ص ‪ )3 - 1‬من الكتاب ‪.‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪( :‬ص ‪ )3 - 1‬من كتاب اللفة وسلطة المة ط ‪ 1342 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مطبعة اللل ‪.‬‬
‫‪ )(4‬مبادئ نظام الكم ف السلم عبد الميد متول (ص ‪. )157‬‬

‫‪72‬‬
‫ث جاء ب عد ذلك الستاذ خالد ممد خالد مقتف آثارهم ف كتاب ( من هنا نبدأ )‬
‫ولكنصه تراجصع عصن مقاله ذلك ‪ ،‬وألف كتاب ناسصخًا لاص سصبق وهصو كتابصه ( الدولة فص‬
‫السلم ) والرجوع إل الق خي من التمادي ف الباطل ‪.‬‬
‫هذا وللرد على دعوى القائل ي بعدم وجوب الل فة مطلقا ‪ ،‬والقائل ي بأ نه ل يرد ف‬
‫السلم أمر بإقامة المامة نقول ‪ :‬هذا الفصل جيعه رد عليهم ‪ ،‬وهم ل يعتدّ بخالفتهم ‪،‬‬
‫ول يؤ به لقول م ‪ ،‬لن م قد كابروا بدعوا هم ‪ ،‬وأنكروا ما ل ين كر ‪ ،‬ول يكموا الشرع‬
‫في ما ذهبوا إل يه ‪ ،‬ولو فعلو ذالك متلب سي بتقوى ال ساعي لرضا ته لدركوا أن ن صب‬
‫الليفة واجب على المة شرعا بالكتاب والسنة والجاع والقواعد الشرعية كما مر (‪. )1‬‬
‫الكلف بإقامة هذا الواجب‬
‫بعد هذا كله يتضح جليًا ثبوت وجوب المامة ‪ ،‬ولكن لسائل أن يسأل ما نوعية هذا‬
‫الوجوب ؟ ومن الكلف بإقامته ‪ ،‬هل هو فرض عي واجب على كل مسلم ومسلمة أو‬
‫فرض كفاية ؟ وعلى هذه التساؤلت ييب علماء السنة‬

‫‪ )(1‬هذا وقد تصدى للرد على علي عبد الرازق وكتابه كثي من علماء السلمي وألف ف ذلك كتبًا ولعل من‬
‫أبرزها ‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب ( نقض كتاب السلم وأصول الكم ) للشيخ ممد الضر حسي شيخ الامع الزهر السابق ‪.‬‬
‫‪ -2‬كتاب ( السلم واللفة ف العصر الديث ‪ -‬نقد كتاب السلم وأًصول الكم ) للدكتور ضياء‬
‫الدين الريس ‪.‬‬
‫‪ -3‬كتاب ( نقد علمي لكتاب السلم وأصول الكم ) ممد الطاهر عاشور وغيهم من العلماء ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫وفقهاؤها ‪ ،‬فيقول القاضي أبو يعلى ‪ ( :‬وهي فرض على الكفاية ‪ ،‬ماطب با طائفتان من‬
‫الناس ‪ ،‬أحدها ‪ :‬أهل الجتهاد حت يتاروا ‪ ،‬والثانية ‪ :‬من يوجد فيه شرائط المامة حت‬
‫ينتصب أحدهم للمامة ) ( ‪. )1‬‬
‫ويقول الاوردي الشافعي رحه ال ‪ ( :‬فإذا ثبت وجوبا ففرضها على الكفاية كالهاد‬
‫وطلب العلم ‪ ،‬فإذا قام با من هو من أهلها سقط ( ففرضها على الكفاية ) ‪ )2( ) .‬وإن‬
‫ل يقم با أحد خرج من الناس فريقان ‪ :‬أحدها أهل الختيار حت يتاروا إمامًا للمة ‪،‬‬
‫والثان ‪ :‬أهل المامة حت ينتصب أحدها للمامة ‪ ،‬وليس على من عدا هذين الفريقي‬
‫من المة ف تأخي المامة حرج ول مأث (‪ ، )3‬وإذا تيز هذان الفريقان من المة ف فرض‬
‫المامة وجب أن يعتب كل فريق منهما بالشروط العتبة فيه (‪. )4‬‬
‫ويقول النووي ‪ ( :‬تول المامة فرض كفا ية ‪ ،‬فإن ل يكن من يصلح إل واحد تعي‬
‫عليصه ‪ ،‬ولزمصه طلبهصا إن ل يبتدؤه ) (‪ )5‬هذا إذا كان الدافصع له الرص على مصصلحة‬
‫السلمي ‪ ،‬وإل فإن من شروط المام أل يطلبها لنفسه كما سيأت ف الشروط ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪ . )19‬وانظر ‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية (ص ‪ )410‬ط ‪ .‬رابعة ‪.‬‬
‫‪ )(2‬كذا ‪ ،‬ولعلها زائدة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬ذهب بعض العلماء إل تديد الفترة الت تهل فيها المة بثلث أيام وذلك لعمل اللفاء الربعة ‪ ،‬ولقول‬
‫عمر رضي ال عنه ‪ ( :‬فإذا متّ فتشاوروا ثلثة أيام ‪ .‬ول يأتي الرابع إل وعليكم أمي منكم ) ‪ .‬تاريخ‬
‫الطبي (‪ . )3/293‬وانظر زيادة تفصيل ف ‪ :‬قواعد نظام الكم ف السلم للخالدي (ص ‪. )254‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )6 ، 5‬‬
‫‪ )(5‬روضة الطالبي للنووي (‪. )10/43‬‬

‫‪74‬‬
‫والق أنه ل شك أن وجوبا على الطائفتي آكد من غيها ‪ ،‬ولكن إذا ل تقوما بذا‬
‫الواجب فإن الث يلحق الميع ‪ ،‬وهذا هو الفهوم من كونا فرض كفاية ‪ ،‬أي إذا قام با‬
‫بعض هم سقطت عن الباق ي ‪ ،‬ول كن إذا ل ي قم ب ا أ حد أ ث الم يع ‪ ،‬كال مر بالعروف‬
‫والنهي عن النكر ‪ ،‬والهاد ‪ ،‬والعلم ‪ .‬وغي ذلك ‪.‬‬
‫واليوم وقد تقاعست هاتان الطائفتان عن القيام بذا الواجب ‪ ،‬أو حيل بينهم وبي ما‬
‫يشتهون ‪ ،‬فتعيص على كصل مسصلم ‪ -‬كصل بسصب اسصتطاعته ‪ -‬العمصل لقامصة اللفصة‬
‫السلمية العامة ‪ ،‬الت تمع شل السلمي تت راية التوحيد الصادقة ‪ ،‬وترد لذا الدين‬
‫هيمنته وقيادته ‪ ،‬وترد للمسلمي كيانم ومكانتهم الت فقدوها بسبب تقصيهم ف القيام‬
‫بذا الواجب العظيم ‪ ،‬وال الستعان ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪75‬‬
76
‫الفصل الثالث‬
‫مقاصد الِمامة‬

‫‪77‬‬
78
‫مقاصد المامة ‪:‬‬
‫المامة والكم ف السلم وسيلة ل غاية ‪ ،‬وسيلة إل مقاصد معينة يستطيع المام با‬
‫له من صلحيات خاصة أن يقق ويبلغ ما يعجز عن بلوغه آحاد السلمي ‪.‬‬
‫وجاع هذه القا صد هو إقا مة أ مر ال عز و جل ف الرض على الو جه الذي شرع ‪،‬‬
‫والمر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬المر بكل معروف ون شر الي والرفع من قدره ‪،‬‬
‫والنهي عن كل منكر والقضاء على كل فساد والطّ من شأنه وأهله ‪ ،‬وهذا هو الدف‬
‫والق صد ال ساسي للما مة ف ال سلم ‪ ،‬و قد أو ضح ال عز و جل هذا الدف ف كتا به‬
‫الكر ي ح يث قال ‪ ﴿ :‬الّذِي نَ إِن مّكّنّاهُ مْ فِي الَْأرْ ضِ أَقَامُوا ال صّلَا َة وَآَتوُا الزّكَاةَ وََأ َمرُوا‬
‫ف وََن َهوْا عَ ِن الْمُن َك ِر وَِلّلهِ عَاقَِبةُ الُْأمُورِ ﴾ (‪. )1‬‬
‫بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫فهذا هو الامع لقاصد المامة جيعًا كما قال ابن تيمية رحه ال ‪ ( :‬وجيع الوليات‬
‫السلمية إنا مقصودها المر بالعروف والنهي عن النكر ) (‪ )2‬أ ‪ .‬هص وقال ‪ ( :‬القصود‬
‫والواجب بالوليات إصلح دين اللق الذي مت فاتم خسروا خسرانًا مبينًا ول ينفعهم‬
‫ما نعموا به ف الدنيا ‪ ،‬وإصلح ما ل‬
‫يقوم الدين إل به من أمر دنياهم ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬سورة الج آية ‪. 41‬‬


‫‪ )(2‬السبة لشيخ السلم ابن تيمية (ص ‪. )14‬‬
‫‪ )(3‬مموع الفتاوى (‪. )28/262‬‬

‫‪79‬‬
‫وهذه القاصد والهداف ‪ -‬كما هو واضح من تعريف أهل السنة السابق ‪ -‬للمامة‬
‫تتمثل ف مقصدين كبيين ها إقامة الدين وسياسة الدنيا به ‪:‬‬
‫القصد الول ‪ :‬إقامة الدين ‪:‬‬
‫الراد به الدين الق ‪ ،‬وهو السلم ‪ ،‬وهو القصد الول والهم كما قال ابن المام ‪:‬‬
‫( والقصد الول إقامة الدين ‪ ،‬أي ‪ :‬جعله قائم الشعار على الوجه الأمور به من إخلص‬
‫الطاعات وإحياء السنن وإماتة البدع ليتوفر العباد على طاعة الول سبحانه ) (‪. )1‬‬
‫وتتمثل إقامة الدين ف أمرين ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬حفظه ‪:‬‬
‫من العلوم أن ال عز وجل قد تكفل بفظ القرآن الكري كما قال تعال ‪ ﴿ :‬إِنّا نَحْ ُن‬
‫َنزّْلنَا الذّ ْك َر وَإِنّا لَ هُ لَحَافِظُو نَ ﴾ (‪ . )2‬ول يكِلْ حفظه إلينا ‪ .‬كما وكل إل المم السابقة‬
‫ح فظ كتب ها فأ صابا التحر يف والتبد يل ‪ ،‬ك ما قال جل شأ نه ﴿ إِنّ ا أَنزَلْنَا الّت ْورَاةَ فِيهَا‬
‫ّونص وَالَ ْحبَارُ بِم َا‬
‫ِينص هَادُوْا وَالرّبّاِني َ‬
‫َسصلَمُواْ لِلّذ َ‬
‫ِينص أ ْ‬
‫ّونص الّذ َ‬
‫ُمص بِه َا النّبِي َ‬‫هُدًى وَنُورٌ َيحْك ُ‬
‫حفِظُوْا مِن ِكتَابِ الّلهِ وَكَانُوْا عََلْيهِ ُشهَدَاء ﴾ الية (‪. )3‬‬
‫اسْتُ ْ‬

‫‪ )(1‬السامرة للكمال بن أب شريف ف شرح السايرة للكمال بن المام ف علم الكلم (ص ‪ )153‬ط ‪ .‬ثانية‬
‫‪ 1347 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مطبعة السعادة بصر ‪.‬‬
‫‪ )(2‬سورة الجر آية ‪. 9‬‬
‫‪ )(3‬سورة الائدة آية ‪. 44‬‬

‫‪80‬‬
‫وهيأ ال عز وجل للسنة النبوية جهابذة العلماء والنقاد الذين حفظوها ف صدورهم‬
‫ودوّنو ها ف الك تب مرو ية بأ سانيدها ‪ ،‬ميّزوا ب ي ال صحيح والضع يف والوضوع من ها ‪،‬‬
‫وهذا من حفظ ال سبحانه لذا الدين ‪ ،‬وبفظ القرآن والسنة يبقى الدين مفوظًا عزيزًا‬
‫منيعًا إل أن يرث ال الرض ومن عليها ‪ ،‬وهذا من فضل ال علينا ومَنّه ‪.‬‬
‫وإنا الراد هنا براسة الدين وحفظه هو حراسة العقيدة السلمية ف صدور الؤمني‬
‫با ‪ ،‬وحفظ تصور الؤمني لذا الدين صافيًا سالًا من الغبش ‪ ،‬وإبقاء حقائقه ومعانيه كما‬
‫أنزله عز وجل ‪ ،‬وك ما بلّغها ر سول ال ‪ ،‬وسار عليها صحابته الكرام ‪ ،‬ونقلو ها إل‬
‫الناس من بعده ‪ ،‬وتطبيقها ف الواقع الحسوس ‪ ،‬وحكم الناس با ‪ ،‬ل أن تبقى ف بطون‬
‫الكتب للتبك با واتاذها زينة ف الجالس والكاتب ‪.‬‬
‫لذلك يكون حفظ الدين بذا العن متمثلً ف ‪:‬‬
‫‪ -1‬نشره والدعوة إليه بالقلم واللسان والسنان ‪:‬‬
‫ف من أ هم القا صد نشصر هذا الديصن والدعوة إل يه ف دا خل المصة ال سلمية ‪ ،‬وفص‬
‫الجتمعات الخرى الت ل تدين به ‪ ،‬وتبيي حقائق هذا الدين ناصعة نقية ‪.‬‬
‫ص ‪ ،‬لناص وظيفصة الرسصل عليهصم الصصلة‬‫والدعوة إل ال هصي أشرف القامات وأعله ا‬
‫والسلم وأتباعهم ‪ ،‬وقد قام با نبينا ممد خي قيام من حي بعثه ال عز وجل حت‬
‫توفاه ‪ ،‬قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬والرسول قام بذه الدعوة فإنه أمر اللق بكل‬
‫ما أمر ال به ‪ ،‬وناهم عن كل ما‬

‫‪81‬‬
‫نى ال عنه ‪ ،‬أمر بكل معروف ونى عن كل منكر ) (‪. )1‬‬
‫ِنص‬
‫ّكص وَلَا تَكُونَنّ م َ‬ ‫ْعص ِإلَى رَب َ‬‫وذلك امتثال لمصر ال عصز وجصل حيصث قال ‪ ﴿ :‬وَاد ُ‬
‫شرِكِيَ ﴾ (‪ )2‬وقال ‪ ﴿ :‬قُ ْل هَ ص ِذ ِه سَبِيلِي َأدْعُو إِلَى اللّ هِ َعلَى بَ صِ َيةٍ َأنَ ْا َومَ نِ اتَّبعَنِي‬
‫اْلمُ ْ‬
‫‪ ﴾ ...‬الية (‪. )3‬‬
‫وهذا الوا جب وا جب على مموع ال مة ك ما قال ا بن تيم ية ‪ ( :‬و هو الذي ي سميه‬
‫العلماء فرض كفاية ‪ ،‬إذا قام به طائفة منهم سقط عن الباقي ‪ ،‬فالمة كلها ماطبة بفعل‬
‫ذلك ‪ ،‬ولكن إذا قام به طائفة سقط عن الباقي ) (‪. )4‬‬
‫وحيث إن المام هو النائب عن مموع المة ‪ ،‬فإن هذا الواجب يكون ف حقه آكد‬
‫وعليصه فرض عيص ‪ ،‬لن له القدرة والسصلطان أكثصر مصن غيه مصن أفراد السصلمي ‪ .‬فعلى‬
‫الدولة ‪ -‬مثلة ف شخصه ‪ -‬أن تقوم بتنفيذ هذا الدف الليل ف داخل البلد وخارجها ‪.‬‬
‫والدعوة إل السلم تكون بطريقي ‪ :‬باللسان ‪ ،‬والسنان أو بتعبي أب العال الوين ‪:‬‬
‫( فللدعاء إل الد ين ال ق م سلكان ‪ :‬أحده ا ال جة وإيضاح الح جة ‪ .‬والثا ن ‪ :‬القتهار‬
‫بغرار ال سيوف ‪ ،‬وإيراد الاحد ين الاهر ين منا هل التوف ) (‪ . )5‬وذلك لن ال سلم ل‬
‫يأت لقوم دون قوم ‪ ،‬أو لجتمع دون متمع ‪ ،‬أو لزمن دون آخر ‪ ،‬بل جاء خاتًا ناسخًا‬
‫لا قبله من الشرائع وماطبا به كل أفراد البشر ‪ ،‬من حي بعثة ممد إل أن تنتهي الدنيا‬
‫‪.‬‬

‫‪ )(1‬مموع الفتاوى (‪. )15/161‬‬


‫‪ )(2‬سورة القصص آية ‪. 87‬‬
‫‪ )(3‬سورة يوسف آية ‪. 108‬‬
‫‪ )(4‬مموع الفتاوى (‪. )15/165‬‬
‫‪ )(5‬غياث المم ف التياث الظلم لب العال الوين (ص ‪. )144‬‬

‫‪82‬‬
‫فعلى الدولة السلمية أن تعمل بشت الوسائل على نشر شريعة السلم وتبليغها لن‬
‫ل تصل إليه ‪ .‬فإذا ل يستجب الجتمع الذي أبلغ با فتعرض عليه الزية ‪ -‬إن كانوا من‬
‫أهل ها ‪ -‬فيكونون ف ذ مة السلمي عليهم الما ية لم ‪ ،‬و تبيي حقائق الد ين ل م ‪ ،‬ح ت‬
‫يدخل من يدخل ف السلم منهم عن طواعية ورغبة وقناعة ‪ ،‬لنه ل إكراه ف الدين ‪.‬‬
‫فإذا ر فض الجت مع هذ ين المر ين فل سبيل إل الرب ‪ ،‬فعلى الدولة مقاتلت هم ح ت ل‬
‫تكون فت نة ويكون الد ين كله ل ‪ ،‬ك ما قال عز و جل ﴿ وَقَاتِلُوهُ مْ َحتّ ى لَ تَكُو َن فِتَْنةٌ‬
‫وَيَكُونَ الدّينُ ِلّلهِ ﴾ (‪. )1‬‬
‫قال السصبكي ‪ ( :‬فمصن وظائف السصلطان تنيصد النود ‪ ،‬وإقامصة فرض الهاد لعلء‬
‫كل مة ال تعال ‪ ،‬فإن ال تعال ل يوله على ال سلمي ليكون رئي سا آكل شاربًا م ستريًا‬
‫بل لينصر الدين ‪ ،‬ويعلي الكلمة ‪ ،‬فمن حقه أل يدع الكفار يكفرون أنعم ال ول يؤمنون‬
‫بال ول رسوله ) (‪. )2‬‬
‫وإل تقيق هذا القصد سلك إمام السلمي الول هذا السلك ‪ ،‬فبعد أن شرفه ال‬
‫بالرسصالة ‪ ،‬وأمره بالتبليصغ ‪ ،‬ومكنصه ال فص الرض ‪ ،‬أخصذ يرسصل الرسصل (‪ )3‬إل الدائن‬
‫يدعون م إل الدخول ف د ين ال ‪ ،‬و يبينون ل م طر يق ال ق ‪ ،‬ويقرؤون م القرآن ‪ ،‬وأ خذ‬
‫يراسل اللوك والزعماء ويكاتبهم (‪، )4‬‬

‫‪ )(1‬سورة البقرة ‪. 191‬‬


‫‪ )(2‬معيد النعم ومبيد النقم للسبكي (ص ‪. )16‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )13/241‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬كتاب النب إل كسرى ف صحيح البخاري ك ‪ :‬العلم ‪ .‬ب ‪ ، 7 :‬فتح الباري (‪، )1/154‬‬
‫وكتابه إل قيصر ف البخاري أيضًا ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 99 :‬فتح الباري (‪ . )6/107‬وكتابه إل بعض‬
‫رؤساء اليمن ف سنن أب داود ك ‪ :‬الراج والمارة ‪ .‬ب ‪( ، 27 :‬عون ‪ ، )8/268‬وكتابه إل أهل هجر ف‬
‫طبقات ابن سعد ‪( :‬ح ‪ ، 1‬ق ‪ ، 1‬ص ‪ . ) 21‬وإل القوقس ف الطبقات أيضًا ‪( :‬ح ‪ ، 1‬ق ‪ ، 2‬ص‬
‫‪ ، )16‬وإل أكيدر دومه ف ‪ :‬مسند أحد (‪ . )3/133‬وإل ملوك بصرى ف الطبقات ‪( :‬ح ‪ ، 2‬ق ‪ ، 1‬ص‬
‫‪ . )92‬وإل بن بكر بن وائل ف مسند أحد (‪ )5/68‬وغيهم ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫يدعوهصم إل السصلم ‪ ،‬فإن أبوا فالزيصة ‪ ،‬عصن يصد وهصم صصاغرون ‪ ،‬فإن أبوا فالرب ‪،‬‬
‫وبالفعل قاتل الشركي من الفرس والروم وغيهم ‪ ،‬وسيّر اليوش لنشر هذا الدين حت‬
‫توفاه ال عز وجل ‪.‬‬
‫وعلى سنته سار خلفاؤه الراشدون ر ضي ال عن هم من بعده ح ت ل ي ض قرن من‬
‫الزمان إل و قد عم ال سلم أرجاء العمورة ‪ ،‬ود خل الناس ف د ين ال أفوا جا ‪ ،‬و حق‬
‫لارون الرشيصد رحهص ال أن ياطصب السصحابة ‪ ( :‬أمطري حيصث شئت فسصيأتين‬
‫خراجك ) ‪.‬‬
‫والهاد لنشر الدين وإن كان من فروض الكفايات (‪ )1‬على آحاد‬

‫‪ )(1‬ذهب بعض العلماء إل أن الهاد فرض عي على الفراد ‪ ،‬وحكى هذا عن سعيد بن السيب استدللً‬
‫بقوله تعال ‪ ﴿ :‬انْفِرُواْ ِخفَافا َوِثقَالً وَجَا ِهدُواْ ِبَأمْوَاِل ُكمْ وَأَن ُفسِ ُكمْ فِي َسبِيلِ الّلهِ ‪ ﴾ ...‬الية سورة‬
‫التوبة ‪ . 41‬ث قال ‪ ﴿ :‬إِلّ تَنفِرُواْ ُي َع ّذبْ ُكمْ َعذَابا أَلِيما ﴾ وبقوله تعال ‪ُ ﴿ :‬كِتبَ َعَلْيكُمُ اْل ِقتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ‬
‫ّل ُكمْ ‪ ﴾ ...‬الية سورة البقرة ‪ . 216‬وبقوله ‪ « :‬من مات ول يغز ول يدث نفسه بالغزو مات على‬
‫شعبة من النفاق » ‪ .‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬ذم من مات ول يغز ‪ ،‬ح ‪، )3/1517( 1910‬‬
‫ورواه أبو داود ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪( 18 :‬عون ‪ ، )7/181‬والنسائي ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪، )6/8( ، 2 :‬‬
‫وأحد ف السند (‪ )2/374‬والدارمي وغيهم ‪.‬‬
‫لكن جهور العلماء على أنه من فروض الكفاية لقوله تعال ‪َ ﴿ :‬ومَا كَانَ اْلمُ ْؤمِنُونَ ِليَنفِرُواْ كَآّفةً ‪...‬‬
‫﴾ الية ‪ .‬سورة التوبة آية ‪ .122‬لكنه يتعي ف بعض الواضع على تفصيل ف كتب الفقه ‪ .‬انظر على سبيل‬
‫الثال ‪ :‬الغن والشرح الكبي (‪ ، )10/364‬وقال ابن القيم ‪ ( :‬التحقيق أن جنس الهاد فرض عي إما‬
‫بالقلب ‪ ،‬وإما باللسان ‪ ،‬وإما بالال ‪ ،‬وإما باليد ‪ ،‬فعلى كل مسلم أن ياهد بنوع من هذه النواع زاد العاد (‬
‫‪. )2/66‬‬

‫‪84‬‬
‫السلمي إل أنه ف حق المام من فروض العيان كالدعوة ‪ ،‬كما قال إمام الرمي رحه‬
‫ال ‪ ( :‬وأما الهاد فموكول إل المام ‪ ،‬ث يتعي عليه إدامة النظر فيه ‪ -‬على ما قد سبق‬
‫ذكره ‪ -‬فيصي أمر الهاد بثابة فرائض العيان والسبب فيه ‪ :‬أنه تَ َطوّق أمور السلمي ‪،‬‬
‫وصار مع اتاد شخصه كأنه السلمون بأجعهم ‪ ،‬فمن حيث اتناط (‪ )1‬جر النود وعقد‬
‫اللو ية والبنود بالمام ‪ ،‬و هو نائب عن كا فة أ هل ال سلم ‪ ،‬صار قيا مه ب ا على أق صى‬
‫المكان به كصلواته الت يقيمها ‪. )2( ) ...‬‬
‫و قد حدد ب عض الفقهاء الدة الزمن ية ال ت ي سقط الوجوب في ها ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إن أ قل ما‬
‫يف عل مرة ف كل عام ول ي سقط الفرض إل بذلك ‪ ،‬وا ستدلوا على ذلك ‪ ( :‬بأن الز ية‬
‫تب على أهل الذمة ف كل عام ‪ ،‬وهي بدل من النصرة ‪ ،‬فكذلك مبدلا وهو الهاد ‪،‬‬
‫فيجب ف كل عام مرة إل من عذر ) (‪ . )3‬وتفصيل السألة ف كتب الفقه ‪.‬‬
‫‪ -2‬دفع الشبه والبدع والباطيل وماربتها ‪:‬‬
‫ومن مقاصد المامة أيضًا العمل بشت الوسائل على أن يكون الدين مصونًا عن كل ما‬
‫يسيء إليه سواء ف هذا ما يتعلق بالعقيدة السلمية أو غيها ‪ ،‬وقد أشار الفقهاء إل هذا‬
‫العن ‪ ،‬فقال أبو يعلى ‪ ( :‬إن على المام‬

‫‪ )(1‬كذا ‪ ،‬ولعلها من باب ( نوط ) تقول ‪ :‬نيط به الشيء ‪ :‬وصل به لسان العرب مادة ( نوط ) (‪)7/420‬‬
‫فيكون العن أن جر اليوش منوط به ‪ .‬أي ‪ :‬معلق وموصول به لنه السؤول الول عنها ‪.‬‬
‫‪ )(2‬غياث المم (ص ‪. )156‬‬
‫‪ )(3‬الغن والشرح الكبي (‪ . )10/368‬ن ‪ .‬الكتبة السلفية بالدينة ومكتبة الؤيد بالطائف ‪ .‬وانظر ‪ :‬شرح‬
‫منتهى الرادات (‪ ، )2/92‬ن ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫حفظ الدين على الصول الت أجع عليها سلف المة ‪ ،‬فإن زاغ ذو شبهة عنه بَيّن له‬
‫الجصة ‪ ،‬وأوضصح له الصصواب ‪ ،‬وأخذه باص يلزمصه مصن القوق والدود ‪ ،‬ليكون الديصن‬
‫مروسًا من خلل ‪ ،‬والمة منوعة من الزلل ) (‪. )1‬‬
‫فعلى الدولة السلمية ماربة البدع ‪ ،‬ودحض الشبه والفتريات والباطيل الت يروجها‬
‫أعداء السلم ‪ ،‬وعليها ماربة الفكار الدامة بشت الوسائل ‪ ،‬وتبيي ما فيها من أباطيل ‪،‬‬
‫ح ت يب قى الناس ف سلمة وأ من ف دين هم وأفكار هم ‪ ،‬وإن من أخ طر المور أن يتب ن‬
‫الولة هذه البدع والفكار ‪ ،‬و ف ذلك من فساد الد ين ما ف يه ‪ .‬يقول الفض يل رضي ال‬
‫عنه ‪ ( :‬من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم السلم ) (‪ . )2‬ويقول ابن الزرق ‪:‬‬
‫( ركون البتدع إل الولة من أعظم ما يل بذا الفظ ‪ -‬أي حفظ الدين ‪ -‬لمرين ‪:‬‬
‫ل ‪...‬‬ ‫أحدها ‪ :‬لا فيه من الخافة لن أب من الجابة له سجنًا وضربًا وقت ً‬
‫الثان ‪ :‬ما ينشأ عن ذلك من كثرة الجيبي للدعوة ‪ ،‬لن سوق أكثر النفوس لا يراد‬
‫منها بوازع السلطان أمكن ما هو بجرد الباعث الدين ‪...‬‬
‫وعنصد ذلك فيجصب على ولة المصر إبعاد هذا الصصنف الشؤوم وإسصلمهم لجراء‬
‫أحكام السنة عليهم مافة الفتنة بم أولً ‪ ،‬وإدخال الضرر بم على الدين ثانيًا ) (‪. )3‬‬
‫ووسائل دفاع ذلك كثية ‪ ،‬منها التعليم لم ‪ ،‬لجة عليهم ‪ ،‬كما فعل علي رضي ال‬
‫عنه مع الوارج حينما بعث عبد ال بن عباس رضي ال عنهما لناظرتم فرجع منهم خلق‬
‫كثي ‪ .‬ومنها تعزير التعنت منهم وتغريبه وهجره ‪ ،‬كما فعل عمر رضي ال عنه بصبيغ‬
‫الذي أخذ يسأل عن متشابه‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪ )27‬ونوه عند الاوردي (ص ‪. )11‬‬


‫‪ )(2‬تلبيس إبليس لبن الوزي (ص ‪ . )14‬ط ‪ .‬الثانية ‪ 1386‬هص ن ‪ .‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬
‫‪ )(3‬بدائع السلك (‪. )2/131‬‬

‫‪86‬‬
‫القرآن فضربه عمر وقال ‪ :‬احلوه على قتب ث أخرجوه حت تقدموا به بلده ‪ ،‬ث ليقم‬
‫خطيبًا ‪ ،‬ث ليقل إن صبيغًا طلب العلم فأخطأه ) (‪ . )1‬ومنها القتل ‪ ،‬كما قاتل علي رضي‬
‫ال عنه الوارج ‪.‬‬
‫والواقع أن الوسيلة تتلف باختلف البدعة والداعي إليها والظروف الحيطة بأصحابا‬
‫‪.‬‬
‫فالق صود أن صيانة الفكار من غ بش البدع والفكار الدا مة من مقا صد الما مة ‪،‬‬
‫ومن مسئوليات المام نشر الدين وتوعية الجتمع وتثقيفهم بأمور دينهم حت يكونوا ف‬
‫حصن منيع من الفكار الدامة ‪ ،‬وعليه أل يدع لا مالً للوصول إل أفكارهم وأن ياربا‬
‫بكل وسيلة تدي ‪.‬‬
‫‪ -3‬حاية البيضة وتصي الثغور (‪. )2‬‬
‫من مقاصد المامة أيضًا توفي المن للمسلمي ف الجال الثقاف وهو ما تدثنا عنه ف‬
‫النقطة السابقة ‪ ،‬أو الجال العسكري سواء كان داخليًا أو خارجيًا حت يكون الناس ف‬
‫أمن وسلم على دينهم وأرواحهم وعقولم وأعراضهم وأموالم ‪ ،‬قال الاوردي ف تعداده‬
‫لسئوليات المام ‪ ( :‬الثالث ‪ :‬حاية البيضة والذب عن الري لتتصرف الناس ف العايش‬
‫وينتشروا ف‬

‫‪ )(1‬رواه الجري ف الشريعة مسندًا (ص ‪ . )73‬ط ‪ .‬أول ‪ 1369‬هص تقيق ممد حامد الفقي ‪ ،‬ن ‪.‬‬
‫مطبعة السنة الحمدية ‪.‬‬
‫‪ )(2‬البيضة ‪ :‬أصل القوم ومتمعهم ‪ ،‬وبيضة القوم ‪ :‬ساحتهم ‪ .‬لسان العرب مادة ( بيض ) (‪. )7/126‬‬
‫والثغور ‪ :‬جع ثغر وهو ما يلي دار الرب ‪ ،‬والثغر ‪ :‬موطن الخالفة من فروج البلدان ‪ .‬نفس الرجع مادة‬
‫( ثغر ) (‪. )4/103‬‬

‫‪87‬‬
‫ال سفار آمن ي من تغر ير بن فس أو مال ) (‪ . )1‬وقال إمام الرم ي ‪ ( :‬وأ ما اعتناء المام‬
‫بسد الثغور فهو من أهم المور وذلك بأن يصن أساس الصون والقلع ‪ ،‬ويستظهر لا‬
‫بذخائر الطعمصة ومسصتنقعات الياه ‪ ،‬واحتفار النادق ‪ ،‬والعتاد وآلت القصصد والدفصع ‪،‬‬
‫ويرتب على كل ثغر من الرجال ما يليق به ) (‪. )2‬‬
‫وقد ورد الث على الرابطة ف سبيل ال والمر با ف كتاب ال حيث قال تعال ‪﴿ :‬‬
‫يَا أَّيهَا الّذِي نَ آمَنُوْا ا صِْبرُواْ وَ صَاِبرُوْا َورَابِطُوْا وَاّتقُواْ اللّ هَ َلعَلّكُ مْ ُت ْفلِحُو نَ ﴾ (‪ . )3‬قال ابن‬
‫كث ي ‪ ( :‬ق يل ‪ :‬الراد بالراب طة ه نا مراب طة الغزو ف نور العدو ‪ ،‬وح فظ ثغور ال سلم‬
‫و صيانتها عن دخول العداء حوزة بلد السلمي وقد وردت الخبار بالترغيب ف ذلك‬
‫‪. )4( ) ...‬‬
‫وورد ف سنة رسول ال أحاديث كثية ف ذلك منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما رواه البخاري ف صحيحه عن سهل بن سعد الساعدي رضي ال تعال عنه‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬رباط يوم ف سبيل ال خي من الدنيا وما عليها » (‪. )5‬‬
‫‪ -2‬ومنها ما رواه م سلم ف صحيحه عن سلمان الفار سي رضي ال تعال ع نه عن‬
‫ر سول ال قال ‪ « :‬رباط يوم وليلة خ ي من صيام ش هر وقيا مه وإن مات جرى عل يه‬
‫عمه الذي كان يعمله ‪ ،‬وأجرى عليه رزقه ‪،‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪ )16‬وبنحوه عند أب يعلى (ص ‪. )27‬‬


‫‪ )(2‬غياث المم (ص ‪. )156‬‬
‫‪ )(3‬آخر سورة آل عمران ‪.‬‬
‫‪ )(4‬تفسي القرآن العظيم (‪. )2/171‬‬
‫‪ )(5‬صحيح البخاري ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 73‬فتح الباري (‪ ، )6/85‬وبنحوه عند النسائي ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫‪ ، 39‬وابن ماجة ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 7 :‬وأحد (‪ )1/62‬وغيهم ‪...‬‬

‫‪88‬‬
‫وأمن من الفتان » (‪. )1‬‬
‫‪ -3‬ومنها ما رواه أحد بسنده عن النب قال ‪ « :‬من رابط ف شيء من سواحل‬
‫السلمي ثلثة أيام أجزأت عنه رباط سنة » (‪. )2‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬تنفيذه ‪:‬‬
‫وذلك يكون بالمور التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إقامة الشرائع والدود وتنفيذ الحكام ‪:‬‬
‫من لوازم حرا سة الد ين أيضًا تنف يذ أحكا مه من ‪ :‬جبا ية الزكاة ‪ ،‬وتق سيم الف يء ‪،‬‬
‫وتنظيم اليوش الجاهدة ‪ ،‬وأمر بالعروف ‪ ،‬وني عن النكر ‪ ،‬وإقامة الدود الت شرعها‬
‫ال عز و جل ‪ ،‬وأ مر بتنفيذ ها ‪ .‬وح يث إن أقامت ها من اخت صاصات الولة أو من ينيبو نه‬
‫عن هم من القضاة الشرعي ي ونو هم ‪ .‬ح يث ل ي ستطيع آحاد الناس إقامت ها وإل كا نت‬
‫هناك الفت والحن ‪ ،‬لذلك فهي من مقاصد المامة الختصة با ‪ ،‬قال شيخ السلم ابن‬
‫تيم ية رح ه ال ‪ ( :‬وإقا مة الدود واج بة على ولة المور ‪ ،‬وذلك ي صل بالعقو بة على‬
‫ترك الواجبات وفعل الحرمات ) (‪. )3‬‬
‫والعقوبات الشرع ية نوعان ‪ :‬عقو بة مقّدرة ‪ .‬و هي ‪ :‬الدود ‪ :‬ك حد ال سرقة ‪ ،‬وجلد‬
‫الفتري ‪ .‬وعقوبة غي مقدرة ‪ .‬وهي ‪ :‬التعزير ‪ .‬وهذه راجعة إل اجتهاد‬

‫‪ )(1‬صحيح مسلم ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬فضل الرباط ف سبيل ال ‪ ،‬ح ‪. )3/1520 ( 1913‬‬
‫‪ )(2‬قال صاحب الفتح الربان ‪ :‬أورده اليثمي وقال ‪ :‬رواه أحد والطبان من رواية ‪ :‬إساعيل بن عياش عن‬
‫الدنيي وبقية رجاله ثقات الفتح الربان (‪ )14/10‬فالديث ضعيف لن إساعيل الذكور روايته صحيحة عن‬
‫الشاميي فقط ‪.‬‬
‫‪ )(3‬السبة (ص ‪. )55‬‬

‫‪89‬‬
‫الاكم أو من ينيبه من القضاة الشرعيي ‪ ،‬وتتلف صفاتا ومقاديرها بسب كب الذنب‬
‫وصغره وبسب حال الذنب ‪.‬‬
‫وهذه الدود ل تشرع إل للتطبيق ‪ ،‬فيجب إقامتها على الشريف والوضيع ‪ ،‬والقوي‬
‫والضعيف ‪ ،‬ل يل تعطيلها ل بشفاعة ول بدية ول بغيها كما قال ‪ « :‬أقيموا حدود‬
‫ال ف القر يب والبع يد ‪ ،‬ول تأخذ كم ف ال لومة لئم » (‪ . )1‬وقال عل يه أفضل الصلة‬
‫(‪)2‬‬
‫والسلم ‪ « :‬من حالت شفاعته دون حد من حدود ال ‪ ،‬فقد ضادّ ال ف أمره »‬
‫صباحًا » (‪. )3‬‬ ‫‪ .‬وقال ‪ « :‬حدّ يع مل به ف الرض خ ي من أن يطروا أربع ي‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال معلقًا على هذا الديث ‪ ( :‬وهذا لن العاصي سبب‬
‫لن قص الرزق والوف من العدو ‪ ،‬ك ما يدل عل يه الكتاب وال سنة ‪ ،‬فإذا أقي مت الدود‬
‫ظهرت طاعة ال ونقصت معصية ال تعال ‪ ،‬فحصل الرزق والنصر ) (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬رواه ابن ماجة ف ك ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ ، 3 :‬ح ‪ )2/849( 2540‬قال ف الزوائد هذا إسناد صحيح على‬
‫شرط ابن حبان ‪ ،‬فقد ذكر جيع رواته ف ثقاته ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو داود ف ك ‪ :‬القضية ‪ .‬ب ‪ ، 14 :‬عون (‪ )10/5‬ورواه المام أحد ف مسنده (‪)2/70‬‬
‫وصححه أحد شاكر ‪ .‬انظر ‪ :‬تريه للمسند (‪ )7/204‬ح ‪ . 5385‬كما صححه اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬سلسلة‬
‫الحاديث الصحيحة ح ‪. 438‬‬
‫‪ )(3‬رواه النسائي ف ك ‪ :‬حد السارق ‪ .‬ب ‪ :‬الترغيب ف إقامة الد ‪ ، )8/76( ،‬وابن ماجة ف ك ‪ :‬الدود‬
‫‪ ،‬ب ‪ ، 3 :‬ح ‪ ، )2/848( 2538‬ورواه أحد ف مسنده (‪ . )2/362‬وصححه السين عبد الجيد هاشم‬
‫ف تكملته لتخريج السند ح ‪ . )16/301( ، 8723‬والديث حسّنه النذري ف الترغيب ‪ . 1533‬وقال‬
‫ابن حجر ف متصر الترغيب والترهيب ‪ :‬رواه الطبان ف الكبي والوسط ‪ .‬وسند الكبي حسن (ص ‪)206‬‬
‫‪ .‬كما حسَنه العراقي ف تريه للحياء (‪ . )2/155‬وحسّنه اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬سلسلة الحاديث الصحيحة ح‬
‫‪. 231‬‬
‫‪ )(4‬السياسة الشرعية (ص ‪. )68‬‬

‫‪90‬‬
‫وإن من أعظم النكرات ف هذا الشأن أن يترك الوال إنكار النكر ‪ ،‬أو إقامة الدّ بال‬
‫يأخذه ك ما قال ا بن تيم ية ‪ ( :‬وول ال مر إذا ترك إنكار النكرات ‪ ،‬وإقا مة الدود علي ها‬
‫بال يأخذه ‪ ،‬كان بنلة مقدم الراميصة الذي يقاسصم الحاربيص على الخيذة ‪ ،‬وبنلة‬
‫القواد الذي يأخذ ما يأخذه ليجمع بي اثني على فاحشة ‪ ،‬وكان حاله شبيها بال عجوز‬
‫السوء إمرأة لوط ) (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬حل الناس عليه بالترغيب والترهيب ‪:‬‬
‫ومن مقاصد المامة ف تنفيذ الدين حل الناس على الوقوف عند حدود ال ‪ ،‬والطاعة‬
‫لوامره وترغيبهم ف ذلك ‪ ،‬ومعاقبة الخالفي بالعقوبات الشرعية كما سبق ‪ .‬لن بعض‬
‫الناس ل ي صلح إل بالقوة ‪ ،‬ك ما أن بعض هم ل ي صلحه إل الل ي وال سماحة ‪ .‬ك ما قال‬
‫الشوكان رحه ال ‪ ( :‬فإن من الناس من يصلح بالوان ‪ ،‬ويفسد بالكرام كما هو معلوم‬
‫ل كل من يعرف أحوال الناس واختلف طبقات م ) (‪ . )2‬فم ثل هؤلء يبص أطر هم على‬
‫الق أطرًا كما روي عن النب أنه قال ‪ « :‬إن بن إسرائيل لا وقع فيهم النقص ‪ ،‬كان‬
‫الر جل يرى أخاه على الذ نب فينهاه ع نه ‪ ،‬فإذا كان من ال غد ‪ ،‬ل ين عه ما رأى م نه أن‬
‫يكون أكيله وشريبصه وخليطصه ‪ ،‬فضرب ال قلوب بعضهصم ببعصض ‪ ،‬ونزل فيهصم القرآن‬
‫فقال ‪ُ ﴿ :‬لعِ نَ الّذِي نَ َك َفرُوْا مِن بَنِي إِ ْسرَائِي َل َعلَى لِ سَا ِن دَاوُو َد َوعِي سَى اْب نِ َمرْيَ َم ‪...‬‬
‫﴾ ح ت بلغ ﴿ وََلوْ كَانُوا ُي ْؤمِنُو نَ بِال والنّبِيّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْ ِه مَا اتّخَذُوهُ مْ َأوْلِيَاء وَلَ صكِنّ‬
‫كَثِيا مّْنهُمْ فَا ِسقُونَ ﴾ (‪ . » )3‬فقال ‪ :‬وكان رسول ال متكئًا فجلس‬

‫‪ )(1‬السياسة الشرعية (ص ‪. )73‬‬


‫‪ )(2‬من كتابه ( قطر الول على حديث الول ) أو ( ولية وال والطريق إليها ) تقدي وتقيق د ‪ .‬إبراهيم‬
‫هلل (ص ‪ . )259‬ط ‪ 1397 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الكتب الديثة ‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫‪ )(3‬سورة الائدة آية ‪. 81 ، 8‬‬

‫‪91‬‬
‫وقال « ل ‪ .‬حت تأخذوا على يد الظال فتأطروه (‪ )1‬على الق أطرًا » (‪. )2‬‬
‫ول كن هذا ال سلوب ل ي كن ا ستعماله إل ب عد إزالة عوا مل الف ساد والنكرات من‬
‫الجتمع ‪ ،‬وهو من وسائل حفظ الدين وتنفيذه ‪ ،‬ومن مقاصد المامة ‪ ،‬فل يكن الدعاء‬
‫بفصظ الديصن وجصب الناس عليصه مصع ترك الفاسصد والنكرات بل إزالة ول إبعاد مصع توفصر‬
‫القدرة على ذلك ‪ .‬ك ما أ نه ينب غي تي سي طرق ال ي أمام العا مة ‪ ،‬والترغ يب ف يه ب كل‬
‫مكن ‪.‬‬
‫كمصا أن مصن وسصائل حفصظ هذا الديصن ومصن تنفيذه بالضافصة إل مصا سصبق القصصد‬
‫التال (‪: )3‬‬

‫‪ )(1‬الطر ‪ :‬عطف الشيء تقبض على أحد طرفيه فتعوجه لسان العرب مادة ( أطر ) (‪ )4/24‬والعن ‪:‬‬
‫تعطفونه على الق ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه ابن ماجة ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬المر بالعروف ‪ ، ...‬ح ‪ )2/1328( 4006‬واللفظ له ‪ .‬ورواه‬
‫الترمذي ف تفسي سورة الائدة ح ‪ ، )5/252( 3047‬وقال ‪ :‬حسن غريب ‪ ،‬ورواه أبو داود ف ك ‪:‬‬
‫اللحم ‪ .‬ب ‪ ، 17 :‬عون (‪ . )11/488‬وقال النذري ‪ :‬ذكر أن بعضهم رواه عن أب عبيدة عن النب‬
‫مرسلً ‪ ...‬وقد تقدم أنا أبا عبيدة بن عبد ال بن مسعود ل يسمع من أبيه فهو منقطع ‪ .‬عون العبود (‬
‫‪ ، )11/488‬ورواه المام أحد ف السند (‪ ، )1/391‬وقال عنه أحد شاكر ‪ :‬ضعيف لنقطاعه ‪ ،‬ح‬
‫‪ ، 3717‬من السند (‪ )5/268‬تقيق أحد شاكر ‪.‬‬
‫‪ )(3‬أفردت هذا القصد مستقلً عن سابقه وإن كان داخلً ف تنفيذ هذا الدين ‪ ،‬بل هو التنفيذ الفعلي له ‪ ،‬ول‬
‫شك أيضًا أنه من أهم وسائل حفظ هذا الدين ‪ ،‬أفردته مقصدًا مستقلً لهيته نظرًا لبعاده عن التطبيق ف‬
‫العصر الاضر واستبداله بالقواني الوضعية والنظمة الاهلية الستمدة من أهواء البشر وميولتم الشخصية ‪.‬‬
‫وللرد على القائلي بأن الدين ما هو إل شعائر تعبدية تقام ف السجد ‪ ،‬وأخلق وأذكار تردد ف الناسبات‬
‫ل دخل له ف الياة العامة للناس ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫القصد الثان‬
‫ثانيًا ‪ :‬سياسة الدنيا به ‪ :‬أو الكم ف شؤون هذه الياة با أنزل ال ‪.‬‬
‫القصد الثان من مقاصد المامة هو سياسة الدنيا بالدين ‪ ،‬أو الكم ف هذه الياة با‬
‫أنزل ال عز و جل ‪ ،‬و قد تكلم نا في ما سبق ف ( حرا سة الد ين ) عن إقا مة الدود‬
‫والعقوبات ‪ ،‬و هي ل شك من ال كم ب ا أنزل ال ‪ ،‬ولكن ها لي ست وحد ها الراد ب ص‬
‫( الكم با أنزل ال ) بل الراد به ‪ :‬إدارة وتدبي جيع شؤون الياة وفقًا لقواعد الشريعة‬
‫ومبادئ ها وأحكام ها الن صوص علي ها أو ال ستنبطة من ها وفقًا لقوا عد الجتهاد ال سليم ‪،‬‬
‫فالدود جزء من الكم با أنزل ال ‪ ،‬وليس قاصرًا عليها كما يتصور أكثر الناس ‪.‬‬
‫وقد بي ال عز وجل ف كتابه الكري القاعدة الساسية ف التصور السلمي للحكم‬
‫فقال ‪ ﴿ :‬إِ ِن الْحُ ْك مُ إِل ِللّ هِ ﴾ ف أكثر من آية (‪ ، )1‬فهو سبحانه الاكم الهيمن ‪ ،‬وكل‬
‫ما ف الوجود ت ت هيمن ته وتدبيه ‪ ،‬فالاكم ية الطل قة له وحده عز و جل دون غيه ‪.‬‬
‫فيجب على كل مسلم أن يعي هذه القاعدة ويفهمها جيدًا ويطبقها على أكمل وجه لنا‬
‫مضمون السلم ومقتضى كلمة ( ل إله إل ال ) فل إيان بدون اليان با ‪.‬‬
‫عموم الرسالة الحمدية ‪:‬‬
‫وما يب اليان به أيضًا عموم الرسالة الحمدية وشولا لكل متطلبات الياة ‪ ،‬وأنا‬
‫الشريعة الاتة والصالة للبشرية جعاء حت قيام الساعة ‪ ،‬حيث قال عز وجل ‪ ﴿ :‬اْلَيوْ مَ‬
‫أَكْمَ ْلتُ لَ ُكمْ دِينَكُ ْم وََأتْمَ ْمتُ َعلَيْكُ ْم ِنعْمَتِي‬

‫‪ )(1‬ف ثلث آيات ‪ ،‬الول ف سورة النعام آية ‪ ، 57‬والثانية ‪ ،‬والثالثة ف سورة يوسف آية ‪. 67 ، 40‬‬

‫‪93‬‬
‫ل َم دِينا ﴾ (‪ )1‬ويقول عصز وجصل ‪ ﴿ :‬مّاص َفرّطْنَا فِي الكِت ِ‬
‫َابص مِن‬ ‫ِسص َ‬
‫ُمص ال ْ‬
‫ِيتص لَك ُ‬‫َو َرض ُ‬
‫َابص ِتبْيَانا لّ ُكلّ شَ ْيءٍ َوهُدًى َورَحْمَةً‬ ‫شَ ْيءٍ ﴾ (‪ )2‬ويقول سصبحانه ‪ ﴿ :‬وََنزّلْنَا عَلَي َ‬
‫ْكص الْكِت َ‬
‫شرَى لِلْ ُمسْلِ ِميَ ﴾ (‪. )3‬‬
‫وَبُ ْ‬
‫وليس معن شول الشريعة وكمالا بميع متطلبات الياة هو الن صّية على كل جزئية‬
‫بعين ها ‪ ،‬فهذا أ مر متعذر وتم يل للن صوص ما ل تتمله ‪ ،‬وإن ا الراد أن ا جاءت بتف صيل‬
‫بعصض المور التص ل تتغيص ول تتأثصر بالزمان والكان والظروف الحيطصة ‪ ،‬أمصا مصا يتأثصر‬
‫بعوا مل الياة الحي طة ف قد جاءت الشري عة له بالقوا عد الكل ية ال ت من ها ي كن ا ستنباط‬
‫الحكام الختلفة بالوسائل الشروعة ‪ .‬وف هذا يقول المام الشاطب رحه ال ‪ ( :‬لو كان‬
‫الراد بالية ‪ -‬اْلَيوْ مَ أَكْ َملْ تُ لَكُ ْم دِينَ ُك مْ ‪ - ...‬الكمال بسب تصيل الزئيات بالفعل ‪،‬‬
‫فالزئيات ل ناية لا فل تنحصر برسوم ‪ .‬وقد نص العلماء على هذا العن ‪ ،‬فإنا الراد‬
‫الكمال بسصب مصا يتاج إليصه مصن القواعصد الكليصة التص يري عليهصا مصا ل نايصة له مصن‬
‫النوازل ) (‪. )4‬‬
‫فما يدث ويد من أقضية ل بد وأن يوجد ف الشريعة من القواعد الكلية والزئية‬
‫ال ت ي كن أن يرد إليها حكم هذه القضية ‪ ،‬أو يقاس عليها ‪ ،‬وهذه هي مه مة الجتهد ‪،‬‬
‫كما قال عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه ( يدّ للناس من القضية بقدر ما أحدثوا من‬
‫فجور ) ‪ .‬وإل فل معن لعموم الشريعة وشولا لميع ما تتاجه البشرية من أحكام ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة الائدة آية ‪. 3‬‬


‫‪ )(2‬سورة النعام آية ‪. 38‬‬
‫‪ )(3‬سورة النحل آية ‪. 89‬‬
‫‪ )(4‬العتصام (‪ )2/305‬ط ‪ .‬التجارية ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ويقول شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ ( :‬الصواب الذي عليه جهور أئمة السلمي‬
‫أن النصوص وافية بمهور أحكام أفعال العباد ‪ ،‬ومنهم من يقول إنا وافية بميع ذلك ‪،‬‬
‫وإنا أنكر ذلك من أنكره لنه ل يفهم معان النصوص العامة الت هي أقوال ال ورسوله‬
‫صع الكلم ‪ ،‬فيتكلم‬ ‫صث ممدًا بوامص‬ ‫وشولا ص لحكام أفعال العباد ‪ .‬وذلك أن ال بعص‬
‫بالكل مة الام عة العا مة ال ت هي قض ية كل ية ‪ ،‬وقاعدة عا مة تتناول أنواعًا كثية ‪ ،‬وتلك‬
‫النواع تتناول أعيانًا ل تصى ‪ ،‬فبهذا الوجه تكون النصوص ميطة بأحكام أفعال العباد )‬
‫(‪ )1‬أ ‪ .‬هص ‪ .‬وقد وصف تلميذه ابن القيم رحه ال هذه النقطة بأنا ‪ ( :‬موضع مزلة أقدام‬
‫‪ ،‬ومضلة أفهام ‪ ،‬وهصو مقام ضنصك ‪ ،‬ومعترك صصعب ‪ ،‬فرّط فيصه طائفصة فعطلوا الدود‬
‫وضيعوا القوق وجرؤوا أهصل الفجور على الفسصاد ‪ ،‬وجعلوا الشريعصة قاصصرة ل تقوم‬
‫بصال العباد متاجة إل غيها ‪ ،‬وسدوا على نفوسهم طرقًا صحيحة من طرق معرفة الق‬
‫والتنف يذ له ‪ ،‬مع علم هم وعلم غي هم قطعًا أ نه حق مطا بق للوا قع ‪ ،‬ظنًا من هم منافت ها‬
‫لقوا عد الشرع ‪ ،‬ولع مر ال إن ا ل تناف ما جاء به الر سول وإن نا فت ما فهموه من‬
‫شريعتصه باجتهادهصم ‪ ،‬والذي أوجصب لمص ذلك نوع تقصصي فص معرفصة الواقصع ‪ ،‬وتنيصل‬
‫أحد هم على ال خر ‪ ،‬فل ما رأى ولة المور ذلك وأن الناس ل ي ستقيم ل م أمر هم إل‬
‫ل وف سادًا‬
‫بأ مر وراء ما فه مه هؤلء من الشري عة أحدثوا من أوضاع سياستهم شرًا طوي ً‬
‫عريضًا ‪ ) ...‬إل أن قال ‪ ( :‬وأفرطت طائفة أخرى قابلت هذه الطائفة فسوغت من ذلك‬
‫ما يناف حكم ال ورسوله ‪ .‬وكل الطائفتي أتيت من تقصيها ف معرفة ما بعث ال به‬
‫رسوله وأنزل به كتبه ) ‪ . )2( .‬أ ‪ .‬هص ‪.‬‬

‫‪ )(1‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية (‪ . )19/280‬وقريب من هذا النص ف منهاج السنة (‪. )3/163‬‬
‫‪ )(2‬الطرق الكمية لبن القيم (ص ‪ . )14 ، 13‬وانظر ‪ :‬إعلم الوقعي له (‪. )4/375‬‬

‫‪95‬‬
‫فالقصود أن شريعة ال وافية بكل ما تتاجه البشرية وما من قضية إل ولا ف كتاب‬
‫ال و سنة ر سوله ح كم ‪ ،‬إ ما ن صًا أو ظاهرًا أو ا ستنباطًا أو غ ي ذلك من الدللت ‪،‬‬
‫علم ذلك من علمه وجهله من جهله (‪ ، )1‬وإل لكان ذلك تكذيبًا ل عز و جل القائل ﴿‬
‫اْلَيوْمَ أَكْ َملْتُ لَكُ ْم دِينَكُ ْم ‪ ﴾ ...‬الية (‪ )2‬واستنقاصًا لشرعه ولبيان ال ورسوله ‪ ،‬وحكمًا‬
‫عليه بعدم الكفاية للناس عند التنازع وقد قال عز وجل ‪ ﴿ :‬فَإِن تَنَا َز ْعتُ مْ فِي َش ْيءٍ َف ُردّو هُ‬
‫(‪)3‬‬
‫إِلَى اللّ هِ وَالرّ سُولِ إِن كُنتُ مْ ُت ْؤمِنُو نَ بِاللّ ِه وَاْلَيوْ مِ ال ِخرِ ذَلِ كَ خَْي ٌر وَأَحْ سَنُ تَ ْأوِيلً ﴾‬
‫ويلحصظ فص التعصبي أنصه قال ‪ ﴿ :‬فِي شَ ْيءٍ ﴾ وهصي نكرة فص سصياق الشرط فتدل على‬
‫العموم أي ‪ :‬كصل شيصء صصغيًا كان أو كصبيًا ‪ ،‬والتنازع شامصل لمور الديصن والدنيصا ‪.‬‬
‫جرَ بَْيَنهُ ْم ‪...‬‬‫ل َورَبّ كَ لَ ُي ْؤمِنُو نَ حَتّ َى يُحَكّمُو كَ فِيمَا َش َ‬ ‫وكذلك ال ية الخرى ‪ ﴿ :‬فَ َ‬
‫﴾ الية (‪ )4‬فإن اسم الوصول مع صلته من صيغ العموم عند الصوليي وغيهم ‪ ،‬وذلك‬
‫العموم والشمول هو من ناح ية الجناس والنواع ‪ ،‬ك ما أ نه من ناح ية القدر ‪ ،‬فل فرق‬
‫\‬ ‫هنا بي نوع ونوع ‪ ،‬كما أنه ل فرق بي القليل والكثي ‪.‬‬

‫‪ )(1‬يقول ابن رجب النبلي رحه ال ‪ ( :‬ما ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيء بالتحليل والتحري ما قدم يفى‬
‫فهمه من نصوص الكتاب والسنة ‪ ،‬فإن دللة هذه النصوص قد تكون بالنص والتصريح ‪ ،‬وقد تكون بطريق‬
‫العموم والشمول ‪ ،‬وقد تكون بطريق الفحوى والتنبيه ‪ ...‬وقد تكون دللته بطريق مفهوم الخالفة ‪ ...‬وقد‬
‫أخذ الكثرون بذلك وجعلوه حجة ‪ ،‬وقد تكون دللته من باب القياس ‪ ،‬فإذا نصّ الشارع على حكم ف‬
‫شيء لعن من العان وكان ذلك العن موجودًا ف غيه فإنه يتعدى الكم إل كل ما وجد فيه ذلك العن عند‬
‫جهور العلماء ‪ ،‬وهو من باب العدل واليزان الذي أنزله ال وأمر بالعتبار به ‪ ،‬فهذا كله ما يعرف به دللة‬
‫النصوص على التحليل والتحري ) أ ‪ .‬هص ‪ .‬جامع العلوم والكم (ص ‪. )267‬‬
‫‪ )(2‬سورة الائدة آية ‪. 3‬‬
‫‪ ) (3‬سورة النساء آية ‪. 59‬‬
‫‪ )(4‬سورة النساء آية ‪. 65‬‬

‫‪96‬‬
‫والراد بالتحاكم إل ال والرسول أي ‪ :‬إل كتاب ال وسنة رسوله (‪. )1‬‬
‫وب عد أن تبي ل نا هذا كان لزامًا علي نا معر فة ما هي المور ال ت بي نت الشري عة في ها‬
‫الكليات والزئيات التف صيلية الدقي قة ‪ ،‬و ما هي المور ال ت أعطت نا في ها القوا عد الكل ية‬
‫العامة وسوغت التفصيلت لجتهدي المة ينظرون ف القواعد الشرعية الكلية والحكام‬
‫الخرى ويقي سون بعض ها على بعض ‪ ،‬مع مراعاة ال صال والقواعد ال صولية العا مة ال ت‬
‫راعت ها الشري عة عمومًا ‪ ،‬و ما هي ال سائل ال ت أباح ال ل نا إشغال العقول في ها والب حث‬
‫عنها وعن دقائقها ‪ .‬كان لزامًا علينا معرفتها وتفصيلها حت ل يلتبس علينا المر ونكون‬
‫على بينة من أمرنا ‪.‬‬
‫جوانب الياة البشرية ‪:‬‬
‫لذا نستطيع أن نقسم الياة البشرية إل ثلثة أقسام ل تلو من أحدها (‪ )2‬وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬جوانب ثابتة متعلقة بقيقة النسان ذاته ‪ :‬ل تتغي بتغي الظروف والحوال ول‬
‫تتبدل إطلقًا ‪ ،‬فهذه جاءت الشريعة لا بأحكام تفصيلية دقيقة وواضحة ‪ ،‬وذلك كأحكام‬
‫السرة ‪ ،‬وكالدود ‪ ،‬والشعائر التعبدية ‪ .‬ونو ذلك ‪.‬‬
‫‪ -2‬جوانب ثابتة الوهر والدف ولكنها متجددة الصور ومتغية الساليب لرتباطها‬
‫بتغيات الزمان والكان ‪ ،‬فهذه جاءت الشريعة لا بأحكام‬

‫‪ )(1‬كما فسره بذلك ماهد وغيه من السلف ‪ .‬انظر ‪ :‬تفسي القرآن العظيم لبن كثي (‪. )2/304‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬العلمانية نشأتا وتطورها وآثارها ف الياة السلمية العاصرة للشيخ سفر بن عبد الرحن الوال‬
‫(ص ‪ )695‬بتصرف ‪ .‬من مطبوعات مركز البحث العلمي وإحياء التراث السلمي بامعة أم القرى ط ‪.‬‬
‫أول ‪ 1402‬هص ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫كلية وقواعد عامة تفظ الانب الثابت فيه وتبقى الوانب ذات العلقة بالتغي مسموح‬
‫الجال في ها للمجت هد الذي ملك أدوات الجتهاد أن يبي جزئيات ا الدقي قة النا سبة لتلك‬
‫الفترة ‪ ،‬وذلك كالنهج القتصادي للدولة ‪ ،‬والطة التعليمية والدارية ‪ ،‬والنظمة الرورية‬
‫‪ ،‬وقواني السي ونو ذلك ‪ .‬فمثلً النهج القتصادي قد وضعت له الشريعة قواعد عامة‬
‫وكليات ثابتة ل تتغي ول بد من مراعاتا والسي على ضوئها عند رسم أي منهج ف أي‬
‫عصر أو مصر ‪ .‬فقد أوضحت الشريعة أن الال ملك ل عز وجل ‪ ،‬والبشر مستخلفون‬
‫فيه ‪ ،‬وأوضحت وجوب تأمي الضروريات لكل فرد ‪ ،‬وتري أكل أموال الناس بالباطل‬
‫ف أي صورة من صوره ‪ ،‬وتري الربا والكوس ‪ ،‬والنهي عن الحتكار والشع وتقرير‬
‫حصق اللكيصة الفرديصة ‪ ،‬والنهصي عصن أن يكون دولة بيص الغنياء ‪ ،‬والثص على النفاق‬
‫ووجوبه ف بعض الحيان (‪ ، )1‬وأوجبت الزكاة وبينت أنصبتها ومصارفها وجيع دقائقها‬
‫‪ ...‬إل غي ذلك ‪ ،‬أما وضع الطط القتصادية وطرق الستثمار وتديد النظمة الكفيلة‬
‫بإعطاء كل ذي حق ح قه ‪ ،‬وحفظ أموال السلمي من ع بث العابثي ‪ ،‬وكيف ية التعا مل‬
‫الباح بي الؤسسات العامة والاصة وإشراف الدولة ‪ ...‬إل فهذا راجع إل اجتهاد المة‬
‫فص إطار تلك القواعصد والقيود العامصة ‪ ،‬يقول الدكتور ممصد عبصد الواد ممصد ‪ ( :‬مصن‬
‫الواجب أن تؤخذ معظم (‪ )2‬الحكام والقواعد الت وضعت ها هذه الن ظم ( أي الوضعية )‬
‫من الحكام والقواعد الت استنبطها الفقهاء السلمون ف الذاهب الفقهية الختلفة ‪ .‬أما‬
‫العاملت ال ت جدت ب سبب الخترعات الدي ثة ف من الم كن وضصع أحكام ل ا بطر يق‬
‫القياس أو القتباس ف حدود القواعد الصولية ف الفقه السلمي ) (‪ )3‬وبذا تأخذ الصبغة‬
‫الشرعية ‪.‬‬

‫‪ )(1‬قبسات من الرسول لفضيلة الستاذ ممد قطب (ص ‪. )191‬‬


‫‪ )(2‬بل ‪ :‬كل ‪.‬‬
‫‪ )(3‬التطوير التشريعي ف الملكة العربية السعودية د ‪ .‬ممد عبد الواد ممد (ص ‪. )18‬‬

‫‪98‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ل كن يشترط ف هذا الجت هد ال ستنبط أن يكون مالكًا لدوات الجتهاد وأهل له‬
‫كما يشترط أل يصادم نصًا شرعيًا فليس من حق أي موظف أو مستشار قانون ل يعرف‬
‫من السلم إل اسه أن يقوم برسم هذه الطط والنظمة ‪.‬‬
‫وقد وضع المام الشافعي قاعدة جليلة دقيقة ف نو هذا ‪ ،‬ولكنه ل يضعها ف الذين‬
‫يشّرعون القواني عن مصادر غي إسلمية ‪ ،‬فقد كانت بلد السلم إذ ذاك بريئة من هذا‬
‫العار ‪ ،‬ولكنه وضعها ف الجتهدين العلماء من السلمي الذين يستنبطون الحكام قبل أن‬
‫يتثبتوا ما ورد ف الكتاب والسنة الصحيحة ‪ ،‬ويقيسون ويتهدون برأيهم على غي أساس‬
‫صحيح ‪ ،‬ح ت ولو وا فق ال صواب ح يث يقول ‪ ( :‬و من تكلّف ما ج هل ‪ ،‬و ما ل تثب ته‬
‫معرفته كانت موافقته للصواب ‪ -‬إن وافقه من حيث ل يعرفه ‪ -‬غي ممودة وال أعلم ‪،‬‬
‫وكان بطئه غي معذور إذا ما نطق‬

‫‪ )(1‬اشترط علماء الصول ف الجتهد عدة شروط نملها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون عارفًا بالكتاب والسنة ‪ ،‬بأن يعرف مظان الحكام وكيفية استنباطها ‪ ،‬وأن يكون عارفًا‬
‫بأسباب النول وما ورد ف تفسيها وتأويلتا وبالناسخ والنسوخ وبصحة الديث من ضعفه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون عارفًا بالجاع وحجيته ومظان وجوده ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون عالًا بوجوه القياس وعلل الحكام والكم التشريعية الت شرعت من أجلها الحكام ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يعرف من النحو والفقه ما يكفيه ف معرفة ما يتعلق بالكتاب والسنة من نص ظاهر وممل وحقيقة‬
‫وماز وعام وخاص ومطلق ومقيد ‪ ..‬إل ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون عنده ملكة الستنباط ‪ ،‬وأن يكون ذكي الفؤاد متوقد الذهن ‪ ،‬وأن يكون خبيًا بوقائع‬
‫وأحوال الناس ومعاملتم ومصالهم ‪ ...‬فإذا تعذرت هذه الشروط فالمثل المثل ‪ .‬انظر ‪ :‬ف ذلك روضة‬
‫الناظر لبن قدامة (ص ‪ )190‬والدخل إل مذهب المام أحد لبن بدران (ص ‪ )181‬وعلم أصول الفقه‬
‫لعبد الوهاب خلف (ص ‪. )218‬‬

‫‪99‬‬
‫فيما ل ييط علمه بالفرق بي الطأ والصواب فيه ) (‪. )1‬‬
‫يقول الستاذ أحد شاكر تعليقًا على هذا ‪ ( :‬ومعن هذا واضح أن الجتهد ف الفقه‬
‫ال سلمي على قوا عد ال سلم ل يكون معذورًا إذا ما كان اجتهاده على غ ي أ ساس من‬
‫معرفة ‪ ،‬وعن غي تثبيت ف البحث عن أدلة الكتاب والسنة ‪ ،‬حت لو أصاب ف الكم إذ‬
‫تكون إصابته مصادفة ل تب على دليل ‪ ،‬ول تب على اجتهاد صحيح ‪.‬‬
‫أما الذي يتهد ويتشرع على قواعد خارجة عن قواعد السلم فإنه ل يكون متهدًا ‪،‬‬
‫ول يكون م سلمًا إذ ق صد إل و ضع ما يراه من الحكام واف قت ال سلم أم خالف ته ‪،‬‬
‫فكا نت موافق ته لل صواب إن واف قه من ح يث ل يعر فه بل من ح يث ل يق صده غ ي‬
‫ممودة ‪ ،‬بل كانوا با ل يقلون عنهم كفرًا حي يالفون هذا وهذا بديهي ‪. )2( ) ...‬‬
‫‪ -3‬أما المور الدنيوية الحضة ‪ :‬كأساليب تطوير الزراعة والصناعة ‪ ،‬والتعرف على‬
‫خ صائص الادة ‪ ،‬وال ستفادة من ها ف عمارة الرض ‪ ،‬و سائر النش طة البشر ية ال ت ل‬
‫علقصة لاص بالتحليصل أو التحريص ‪ ،‬ول بالدى والضلل ‪ ،‬فهذه قصد وكلهصا ال إل نفصس‬
‫النسان ليجد ويتهد ويبحث ويعمل فيها بسب ما يوصله عقله وتفكيه ‪ .‬وهذه هي‬
‫التص قال فيهصا النصب ‪ « :‬أنتصم أعلم بأمور ديناكصم » (‪ )3‬وهذه مندرجصة تتص حكصم‬
‫البا حة ‪ ،‬إل أن ا تب قى خاض عة للغا ية ال ساسية من الوجود و هي العبادة ك ما قال تعال‬
‫‪َ ﴿ :‬ومَا َخَل ْقتُ الْجِ ّن وَالِنسَ إِل لَِيعْبُدُونِ ﴾ (‪ )4‬فإذا أريد بذه العمال وجه ال ‪،‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة للمام الشافعي تقيق أحد شاكر (ص ‪ )53‬ط ‪ .‬ثانية ‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة دار التراث ‪.‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬تعليقه على مسند المام أحد (‪. )6/304‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم ك الفضائل ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب امتثال ما قاله شرعًا دون ما ذكره من معايش الدنيا ‪ ،‬ح‬
‫‪ ، )4/1836( 2363‬ابن ماجة ف ك ‪ :‬الرهون ‪ .‬ب ‪ ، 15 :‬تلقيح النخل ‪ ،‬ح ‪، )2/825( 1471‬‬
‫وأحد ف السند (‪. )3/152‬‬
‫‪ )(4‬سورة الذاريات آية ‪. 56‬‬

‫‪100‬‬
‫والتّقوّي على طاع ته ون صرة دي نه ‪ ،‬فإن ا تكون داخلة ف مفهوم العبادة ويثاب الع بد على‬
‫فعل ها ‪ ،‬وإن أر يد ب ا الكابرة والرياء والتعال على ال ومار بة ال ور سوله فإ نه يعا قب‬
‫عليها ‪.‬‬
‫حكم سياسة الدنيا بغي الدين ‪:‬‬
‫والن بعد أن عرفنا شول الشريعة لميع جوانب الياة بقي علينا أن نعرف حكم من‬
‫ل يسس الدنيا بذا الدين ‪ ،‬أو بعبارة أخرى من ل يُحَكّم دين ال ف شؤون هذه الياة ‪،‬‬
‫واستبداله بالقواني الوضعية الت وضعها البشر ‪ ،‬ولن ند كبي عناء ف البحث عن هذا‬
‫الكم فقد بيّنه ال عز وجل ف العديد من اليات الصرية ‪.‬‬
‫ك َومَا‬ ‫‪ -1‬فمنها قوله عز وجل ‪ ﴿ :‬أََلمْ َترَ إِلَى الّذِي َن َي ْزعُمُونَ أَّنهُ ْم آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إَِليْ َ‬
‫ص َوُيرِيدُ‬
‫ُوتص وَقَدْ ُأ ِمرُواْ أَن يَ ْك ُفرُواْ بِه ِ‬
‫ص أَن يََتحَاكَمُواْ ِإلَى الطّاغ ِ‬ ‫ص ُيرِيدُون َ‬
‫أُنزِ َل مِصن قَْبلِك َ‬
‫ُمص ضَللً َبعِيدا ﴾ (‪ )1‬والذي يظهصر مصن أول وهلة مصن التعصبي بقوله‬ ‫َانص أَن ُيضِّله ْ‬
‫الشّيْط ُ‬
‫﴿ َي ْزعُمُو نَ ﴾ التكذيب لم فيما ادعوه من اليان ‪ ،‬فيكون ال قد نفي عنهم اليان‬
‫ب سبب التحا كم إل غ ي شرع ال ‪ ،‬وذلك ل نه ل يت مع التحا كم إل غ ي شرع ال مع‬
‫ل ‪ ،‬بل أحدها ينا ف الخر ‪ ،‬ول يكون هناك إيان حقًا إل بعد‬ ‫اليان ف قلب عبد أص ً‬
‫ّهص َفقَدِ‬
‫ُوتص وَُيؤْم ِن بِالل ِ‬‫َنص يَ ْك ُفرْ بِالطّاغ ِ‬ ‫الكفصر بالطاغوت كمصا قال عصز وجصل ‪ ﴿ :‬فَم ْ‬
‫سكَ بِاْل ُع ْروَةِ اْل ُوْثقَىَ لَ انفِ صَامَ لَهَا وَاللّ هُ َسمِي ٌع عَلِي مٌ ﴾ (‪ )2‬وهذا هو مع ن ‪ ( :‬ل‬ ‫ا سْتَمْ َ‬
‫إله إل ال ) ‪.‬‬
‫والطاغوت ‪ :‬مشتق من الطغيان ‪ :‬وهو ماوزة الد ‪ ،‬فكل من حكم بغي ما جاء به‬
‫النب ‪ ،‬أو حاكم إل غي ما جاء به النب‬

‫‪ )(1‬سورة النساء آية ‪. 60‬‬


‫‪ )(2‬سورة البقرة آية ‪. 256‬‬

‫‪101‬‬
‫فقد حكم بالطاغوت وحاكم إليه ‪ ،‬وذلك من حق كل أحد أن يكون حاكمًا با جاء به‬
‫النب فقط ل بلفه ‪ ،‬كما أن من حق كل أحد أن ياكم إل ما جاء به النب ‪ ،‬فمن‬
‫ح كم بلفه أو حا كم إل خلفه فقد ط غى وجاوز حده حكمًا أو تكيمًا فصار بذلك‬
‫طاغوتًا لتجاوزه حده ) (‪: )1‬‬
‫ل َورَبّ كَ لَ ُي ْؤمِنُو نَ حَتّىَ يُحَكّمُو َك فِيمَا‬ ‫‪ -2‬و من الدلة أيضًا قوله عز و جل ‪ ﴿ :‬فَ َ‬
‫ت وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيما ﴾ (‪ )2‬فهنا نرى‬ ‫سهِ ْم َحرَجا مّمّا َقضَيْ َ‬ ‫جرَ َبيَْنهُمْ ثُمّ لَ يَجِدُواْ فِي أَنفُ ِ‬
‫شَ َ‬
‫أن ال عز وجل ُيقْ سِم بذاته العلية على نفي اليان عن من ل يُحَكّ ْم رسول ال ‪ ،‬ول‬
‫يكت فّ بجرد التحكيم فقط ‪ ،‬بل أضاف إليه عدم وجود شيء من الرج ف نفوسهم ‪،‬‬
‫ول يكتف بذلك أيضًا بل ل بد من النقياد الطلق والتسليم التام لكمه ‪.‬‬
‫وند أيضًا أن ال عز وجل قد أطلق على من ل يكم با أنزل ال ‪ :‬الكفر ‪ ،‬والظلم ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ك هُمُ الْكَاِفرُونَ ﴾‬
‫والفسوق ‪ ،‬فقال عز وجل ﴿ َومَن لّ ْم يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل اللّهُ فَُأوْلَصِئ َ‬
‫و ﴿ َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَ َل اللّهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الظّاِلمُونَ ﴾ (‪ )4‬و ﴿ َومَن لّمْ َيحْكُم بِمَا‬
‫ك هُ مُ اْلفَا ِسقُونَ ﴾ (‪ )5‬و قد روي أن ا نزلت ف أ هل الكتاب ل ا حرّفوا‬ ‫أَنزَ َل اللّ هُ فَُأوْلَ صِئ َ‬
‫دينهم وهي ‪ -‬وإن ثبت ذلك ‪ -‬فهي عامة ف كل من ل يكم با أنزل ال ‪ ،‬لن العبة‬
‫بعموم اللفظ ل بصوص السبب ‪ ،‬وقد رد على القائلي بذا القول حذيفة رضي ال عنه‬
‫فقال ‪ ( :‬نعم الخوة لكم بنو إسرائيل ‪ ،‬إن كانت لم كل ُمرّة ‪ ،‬ولكم‬

‫‪ )(1‬تكيم القواني للشيخ ممد بن إبراهيم (ص ‪. )3‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 65‬‬
‫‪ )(3‬سورة الائدة آية ‪. 44‬‬
‫‪ )(4‬سورة الائدة آية ‪. 45‬‬
‫‪ )(5‬سورة الائدة آية ‪. 47‬‬

‫‪102‬‬
‫كل حلوة ‪ ،‬كل وال لتسلكن طريقهم قدر الشراك ) (‪. )1‬‬
‫وقيل فيها أيضًا أنا ‪ ( :‬كفر دون كفر ) أي ‪ :‬غي ناقل من اللة كما روي ذلك عن‬
‫ابن عباس وطاوس وغيها (‪. )2‬‬
‫والق أنا تبقى على إطلقها فقد يرج من اللة ‪ ،‬وقد يكون كفرًا أصغر بسب حال‬
‫الاكم ‪ ،‬كما قال شارح الطحاوية ‪ ( :‬إنه إن اعتقد ‪ -‬أي الاكم ‪ -‬أن الكم بغي ما‬
‫أنزل ال غ ي وا جب ‪ ،‬وأ نه م ي ف يه ‪ ،‬أو ا ستهان به مع تيق نه أ نه ح كم ال فهذا ك فر‬
‫أ كب ‪ ،‬وإن اعت قد وجوب ال كم ب ا أنزل ال ‪ ،‬وعل مه ف هذه الواق عة ‪ ،‬وعدل ع نه مع‬
‫اعترافه بأنه مستحق للعقوبة ‪ ،‬فهذا عاص ‪ ،‬ويسمى كافرًا كفرًا مازيًا ‪ ،‬أو كفرًا أصغر )‬
‫(‪ . )3‬قلت ‪ :‬وعلى هذا يت مل تف سي ا بن عباس ‪ ،‬وطاوس ر ضي ال عنه ما ‪ :‬الك فر بأ نه‬
‫كفر دون كفر ‪.‬‬
‫كلم الشيخ ممد بن إبراهيم رحه ال ‪:‬‬
‫وقصد أوسصع الوضوع بثًا الشيصخ ممصد بصن إبراهيصم رحهص ال تعال ‪ -‬مفتص الديار‬
‫السعودية سابقًا ‪ -‬فقال ‪ ( :‬ومن المتنع أن يسمي ال سبحانه وتعال الاكم بغي ما أنزل‬
‫ال كافرًا ول يكون كافرًا ‪ ،‬بل هو كافر مطلقًا إما كفر عمل أو كفر اعتقاد ‪. ) ...‬‬
‫قال ‪ ( :‬أما الول ‪ :‬وهو كفر العتقاد فهو أنواع ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن يحد الاكم بغي ما أنزل ال أحقية حكم ال ورسوله ‪ ،‬وهو معن ما‬
‫روي عن ابن عباس ‪ .‬واختاره ابن جرير أن ذلك ‪ :‬جحود ما أنزل ال من الكم الشرعي‬
‫‪ ،‬وهذا ل نزاع فيه بي أهل العلم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬تفسي الطبي (‪. )6/256‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬تفسي الطبي (‪. )6/256‬‬
‫‪ )(3‬شرح العقدية الطحاوية (ص ‪ )302‬ط ‪. 3 .‬‬

‫‪103‬‬
‫الثا ن ‪ :‬أن ل ي حد الا كم بغ ي ما أنزل ال كون ح كم ال ور سوله حقًا ‪ ،‬ل كن‬
‫اعتقد أن حكم غي الرسول أحسن من حكمه وأت وأشل لا يتاجه الناس من الكم‬
‫بينهم عند التنازع ‪ ،‬إما مطلقًا أو بالنسبة إل ما استجد من الوادث الت نشأت مع تطور‬
‫الزمان وتغ ي الحوال ‪ ،‬وهذا أيضًا ل ر يب أ نه ك فر لتفضيله أحكام الخلوق ي ال ت هي‬
‫مض زبالة الذهان وصرف حثالة الحكام عن حكم الكيم البي ‪...‬‬
‫الثالث ‪ :‬أل يعتقد كونه أحسن من حكم ال ورسوله لكن اعتقد أنه مثله فهذا ‪:‬‬
‫كالنوع ي اللذ ين قبله ف كو نه كافرًا الك فر النا قل عن اللة ل ا يقتض يه ذلك من ت سوية‬
‫الخلوق بالالق ‪...‬‬
‫الرابع ‪ :‬أل يعتقد كون حكم الاكم بغي ما أنزل ال ماثلً لكم ال ورسوله فضلً‬
‫عن أن يعتقد كونه أحسن منه ‪ ،‬لكن اعتقد جواز الكم با يالف حكم ال ورسوله ‪،‬‬
‫فهذا كالذي قبله يصدق عل يه ما يصدق عليه لعتقاده جواز ما علم بالن صوص الصرية‬
‫القاطعة تريه ‪.‬‬
‫الامس ‪ :‬وهو أعظمها وأشلها وأظهرها معاندة للشرع ومكابرة لحكامه ‪ ،‬ومشاقة‬
‫صلً وتفريعًا‬
‫ل ورسصوله ‪ ،‬ومضاهاة بالحاكصم الشرعيصة ‪ ،‬إعدادًا وإمدادًا وإرصصادًا وتأص ي‬
‫ل وتنويعًا وحكمًا وإلزامًا ومراجصع ومسصتندات ‪ ،‬فكمصا أن للمحاكصم مراجصع‬ ‫وتشكي ً‬
‫م ستمدات مرجع ها كل ها إل كتاب ال و سنة ر سوله ‪ ،‬فلهذه الحا كم مرا جع هي ‪:‬‬
‫القانون اللفصق مصن شرائع شتص ‪ ،‬وقوانيص كثية ‪ :‬كالقانون الفرنسصي ‪ ،‬والقانون‬
‫المري كي ‪ ،‬والقانون البيطا ن ‪ ،‬وغي ها من القوان ي ‪ ،‬و من مذا هب ب عض البدعي ي‬
‫النتسبي إل الشريعة وغي ذلك ‪ .‬فهذه الحاكم الن ف كثي من أمصار الِسلم مهيأة‬
‫مكمّلة ‪ ،‬مفتوحة البواب ‪ ،‬والناس‬

‫‪104‬‬
‫إلي ها أ سراب إ ثر أ سراب ‪ ،‬ي كم حكامها ب ا يالف ح كم ال سنة والكتاب ‪ ،‬من أحكام‬
‫ذلك القانون وتلزمهم به وتقرهم عليه وتتمه عليهم ‪ ،‬فأي كفر فوق هذا الكفر ‪ ،‬وأي‬
‫مناقضة للشهادة بأن ممدًا رسول ال بعد هذه الناقضة ‪...‬‬
‫ال سادس ‪ :‬ما ي كم به كث ي من رؤ ساء العشائر والقبائل من البوادي ونو هم من‬
‫حكايات آبائ هم وأجداد هم وعادات م ال ت ي سمونا ( سلومهم ) يتوارثون ذلك من هم ‪،‬‬
‫ويكمون بصه ‪ ،‬ويصصلون على التحاكصم إليصه عنصد الناع ‪ ،‬بقاء على أحكام الاهليصة‬
‫وإعراضًا ورغبة عن حكم ال ورسوله ‪ ،‬فل حول ول قوة إل بال ‪.‬‬
‫وأما القسم الثان ‪ :‬من مسمى كفر الاكم بغي ما أنزل ال ‪ ،‬وهو الذي ل يرج عن‬
‫اللة ‪ ،‬فقد تقدم تفسي ابن عباس رضي ال عنهما لقول ال عز وجل ‪َ ﴿ :‬ومَن لّمْ َيحْكُم‬
‫ك هُ مُ الْكَاِفرُو نَ ﴾ قد شل ذلك القسم ‪ ،‬وذلك ف قوله رضي ال‬ ‫بِمَا أَنزَ َل اللّ هُ فَُأوْلَصِئ َ‬
‫عنه ف الية ( كفر دون كفر ) وقوله ‪ ( :‬ليس بالكفر الذي تذهبون إليه ) ‪ .‬أ ‪ .‬هص ‪.‬‬
‫وذلك أن تمله شهوتصه وهواه على الكصم فص القضيصة بغيص مصا أنزل ال مصع اعتقاده أن‬
‫حكم ال ورسوله هو الق ‪ ،‬واعترافه على نفسه بالطأ ومانبة الدى ) ‪ .‬أ ‪ .‬هص (‪. )1‬‬
‫‪ -4‬واليات ف حكم الاكم بغي ما أنزل ال كثية يصعب استقصاؤها ‪ ،‬منها قوله‬
‫تعال ف سورة التو بة ‪ ﴿ :‬اتّخَذُواْ أَحْبَا َرهُ ْم َو ُرهْبَاَنهُ مْ َأرْبَابا مّ ن دُو نِ اللّ هِ وَالْمَ سِي َح ابْ نَ‬
‫(‪)2‬‬
‫شرِكُو نَ ﴾‬ ‫َمرْيَ َم وَمَا ُأ ِمرُواْ إِل ِلَيعْبُدُواْ إِلَ صها وَاحِدا ل إِلَ صهَ إِل ُهوَ ُسبْحَاَنهُ عَمّ ا يُ ْ‬
‫ويفسرها حديث عدي بن حات رضي ال عنه‬

‫‪ )(1‬تكيم القواني لحمد بن إبراهيم (ص ‪ )8 - 5‬وقد نقلته بطوله مع الختصار قدر المكان لهيته وقوته‬
‫العلمية ‪ ،‬وللحاجة الاسة إليه خصوصًا ف عصرنا الاضر ‪.‬‬
‫‪ )(2‬سورة التوبة آية ‪. 31‬‬

‫‪105‬‬
‫عندما سع النب يتلوها فقال ‪ :‬يا رسول ال لسنا نعبدهم ‪ ،‬قال ‪ « :‬أليسوا يلون لكم‬
‫مصا حرم ال فتحلونصه ؟ ويرمون مصا أحصل ال فتحرمونصه ؟ » قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ « :‬فتلك‬
‫عبادت م » (‪ . )1‬فالا كم الذي يشّرع للناس ‪ ،‬فيح ّل ل م ما حرّم ال ‪ ،‬ويرم علي هم ما‬
‫أحل ال قد جعل نفسه ربًا لم ‪.‬‬
‫ومن ها كذلك ف سورة النور ﴿ ‪ ...‬وََيقُولُو نَ آمَنّ ا بِاللّ هِ وَبِالرّ سُو ِل وَأَ َطعْنَا ثُمّ َيَتوَلّى‬
‫ك َومَا ُأوْلَئِكَ بِالْ ُم ْؤمِِنيَ * وَِإذَا ُدعُوا إِلَى اللّ ِه َورَ سُوِلهِ لَِيحْكُ َم بَْيَنهُ مْ‬ ‫َفرِي ٌق مّْنهُم مّن َبعْ ِد ذَلِ َ‬
‫ِإذَا َفرِي ٌق مّنْهُم مّ ْع ِرضُو نَ ‪ ﴾ ...‬إل قوله ‪ ﴿ :‬إِنّمَا كَا نَ َقوْ َل الْ ُم ْؤمِنِيَ ِإذَا ُدعُوا إِلَى اللّ هِ‬
‫ك هُمُ الْ ُمفِْلحُونَ ﴾ (‪. )2‬‬ ‫َورَسُوِلهِ لِيَحْكُ َم بَْيَنهُمْ أَن َيقُولُوا سَ ِمعْنَا وَأَ َطعْنَا وَُأوْلَِئ َ‬
‫ومنها قوله تعال ف سورة ممد ‪ ﴿ :‬إِنّ الّذِينَ ا ْرتَدّوا عَلَى َأ ْدبَا ِرهِم مّن َبعْدِ مَا تََبيّنَ‬
‫َلهُ مُ اْلهُدَى الشّْيطَا ُن َسوّلَ َلهُ ْم وََأمْلَى َلهُ ْم * ذَلِ كَ بِأَّنهُ ْم قَالُوا لِلّذِي نَ َك ِرهُوا مَا َنزّلَ اللّ هُ‬
‫سَُنطِيعُكُمْ فِي َبعْضِ ا َل ْم ِر ‪. )3( ﴾ ...‬‬
‫وقد سى ال سبحانه وتعال هذا النوع من الكم بأنه ‪ ( :‬حكم الاهلية ) وذلك ف‬
‫سنُ مِ َن الّل ِه‬
‫قوله ‪ ﴿ :‬أَفَحُكْ َم الْجَاهِلِيّةِ َيْبغُونَ َومَنْ أَحْ َ‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي ف ك ‪ :‬التفسي ‪ .‬تفسي سورة التوبة ح ‪. )5/278( 3095‬‬


‫وقال ‪ :‬هذا حديث غريب ‪ ،‬ورواه ابن جرير ف تفسيه (‪ ، )10/114‬وابن سعد ‪ ،‬وعبد بن حيد ‪ ،‬وابن‬
‫النذر ‪ ،‬وابن أب حات ‪ ،‬وأبو الشيخ ‪ ،‬وابن مردويه ‪ ،‬والبيهقي ‪ .‬انظر ‪ :‬تفة الحوذي (‪ )8/494‬وحسّنه‬
‫شيخ السلم ابن تيمية ف كتاب اليان (ص ‪ . )64‬وحسّنه من العاصرين اللبان ف كتابه غاية الرام ف‬
‫تريج أحاديث اللل والرام (ص ‪ )20‬رقم (‪. )6‬‬
‫‪ )(2‬سورة النور اليات (‪. )51 - 47‬‬
‫‪ )(3‬سورة ممد اليات (‪. )26 ، 25‬‬

‫‪106‬‬
‫حُكْما ّل َقوْ مٍ يُوِقنُو نَ ﴾ (‪ )1‬فج عل ال كم حكم ي ل ثالث ل ما ‪ :‬ح كم إ سلمي ‪ ،‬و هو‬
‫الكم ‪ :‬بكتاب ال وسنة رسوله ‪ ،‬وحكم جاهلي ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما خالف ذلك ‪.‬‬
‫وليست الاهلية فترة مددة من الزمان والكان انتهت ‪ ،‬إنا كل متمع يكم بغي ما‬
‫أنزل ال فهو متمع جاهلي مهما أوت من قوة مادية ‪ ،‬ومن كشوفات علمية خارقة ‪ ،‬وقد‬
‫قال رسول ال ‪ « :‬أبغض الناس إل ال ثلثة » ‪ .‬وذكر منهم « مبتغ ف السلم سنة‬
‫الاهلية » (‪ . )2‬وقال عل يه الصلة والسلم لب ذر ‪ « :‬إنك امرؤ فيك جاهلية » ‪ .‬قال‬
‫ال سن الب صري ر ضي ال ع نه ‪ ( :‬من ح كم بغ ي ما أنزل ال فح كم الاهل ية ) (‪. )3‬‬
‫وقال ا بن ح جر ‪ ( :‬كل مع صية تؤ خذ من ترك وا جب أو ف عل مرم ف هي من أخلق‬
‫الاهلية ) (‪. )4‬‬
‫و من ذلك ما ابتلي به ال سلمون اليوم من ت سلط ب عض الطغاة على مقال يد ال كم ‪،‬‬
‫واتاذهم حكم الاهلية شرعة ومنهاجًا لم ‪ ،‬وتركهم حكم ال وراءهم ظهريًا كأنم ل‬
‫يعلمون ‪ ،‬يقول ال ستاذ أح د شا كر رح ه ال ‪ ( :‬نرى ف ب عض بلد ال سلمي قوان ي‬
‫ضُر بت علي ها ‪ ،‬نقلت عن أورو با الوثن ية اللحدة ‪ ،‬و هي قوان ي تالف ال سلم مال فة‬
‫جوهر ية ف كث ي من أ صولا وفروع ها ‪ ،‬بل إن ف بعض ها ما ين قض ال سلم ويهد مه ‪،‬‬
‫وذلك أمر واضح بديهي ‪ ،‬ل يالف فيه إل من يغالط نفسه ‪ ،‬ويهل دينه أو يعاديه من‬
‫حيث يشعر أو ل يشعر ‪ ،‬وهي ف كثي من‬

‫‪ )(1‬سورة الائدة آية ‪. 50‬‬


‫‪ )(2‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الديات ‪ .‬ب ‪ ، 9 :‬فتح الباري (‪. )12/210‬‬
‫‪ )(3‬تفسي القرآن العظيم لبن كثي (‪. )1/510‬‬
‫‪ )(4‬فتح الباري (‪. )1/85‬‬

‫‪107‬‬
‫أحكامها أيضًا توافق التشريع السلمي ‪ ،‬أو ل تنافيه على القل ‪ ،‬وإن العمل با ف بلد‬
‫السلمي غي جائز حت فيما يوافق التشريع السلمي ‪ ،‬لن من وضعها حي وضعها ل‬
‫ين ظر إل موافقت ها لل سلم أو مالفت ها ‪ ،‬إن ا ن ظر إل موافقت ها إل قوان ي أورو با ‪ ،‬أو‬
‫لبادئها وقواعدها ‪ ،‬وجعلها هي الصل الذي يرجع إليه ‪ ،‬فهو آث مرتد بذا سواء أوضع‬
‫حكمًا موافقًا للسلم أم مالفًا له ‪. )1( ) ....‬‬
‫ويرى فضيلته أن الواقع ف هذا الرم العظيم من الناس ثلثة وهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬التشرع ‪ ( :‬ويقصصد بصه فص مصصطلحاتم اليئة التشريعيصة ‪ ،‬وعلى رأسصهم المصر‬
‫بذلك ‪ ،‬و هو الا كم العلى للدولة ‪ ،‬الذي يع ي اليئة ويأمر ها بذلك ويدد ل ا مهمت ها‬
‫ويصادق على ما تتبناه من تشريعات ) ‪ .‬قال ع نه ‪ :‬فإ نه يضع هذه القواني و هو يعتقد‬
‫صحتها وصحة ما يعمل ‪ ،‬فهذا أمره بَيّن وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ) (‪. )2‬‬
‫‪ -2‬الدافع ‪ ( :‬وهو الذي يدافع عن هذه القواني وينفذها ) قال عنه ‪ ( :‬فإنه يدافع‬
‫بالق وبالباطل الخالف للسلم معتقدًا صحته فهو كزميله التشرع ‪ ،‬وإن كان غي ذلك‬
‫كان منافقًا خالصًا مهما يعتذر بأنه يؤدي واجب الدفاع ) (‪. )3‬‬
‫‪ -3‬الاكصم ‪ :‬وهصو الذي يقضصي ويكصم بيص الناس بذه القوانيص ‪ ،‬فعصن هذا يقول‬
‫الستاذ أحد شاكر ‪ ( :‬قد يكون له ف نفسه عذر حي يكم با يوافق السلم من هذه‬
‫القواني ‪ ،‬وإن كان‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬تعليقه على مسند المام أحد (‪. )6/303‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬تعليقه على السند (‪. )6/305‬‬
‫‪ )(3‬نفس الرجع ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫التحقيق الدقيق ل يعل لذا العذر قيمة ‪ ،‬أما حي يكم با يناف السلم ما ن صّ عليه‬
‫الكتاب وال سنة ‪ ،‬وم ا تدل عل يه الدلئل من ها فإ نه على اليقي م ا يد خل ف هذا الد يث‬
‫يق صد حد يث ‪ « :‬وعلى الرء ال سمع والطا عة في ما أ حب أو كره ‪ ،‬إل أن يؤ مر بع صية‬
‫فل سع ول طا عة » ‪ .‬قد أ مر بع صية القوان ي ال ت يرى أن عل يه واجبًا أن يطيع ها لن ا‬
‫أمرته بعصية ‪ ،‬بل با هو أشد من العصية أن يالف كتاب ال وسنة رسوله فل سع ول‬
‫طاعة ‪ ،‬فإن سع وأطاع كان عل يه من الوزر ما كان على آمره الذي وضع هذه القواني‬
‫وكان كمثله سواء ) (‪. )1‬‬
‫‪ -4‬كما يكن أن يضاف إل ما ذكره الشيخ صنف رابع وهو ‪ ( :‬الحكوم ) خاصة‬
‫إذا رضي وتابع ‪ ،‬فعلى الحكوم أل يتحاكم إليها ‪ ،‬وأن يبيّن حرمة ذلك ‪ ،‬وأن يسعى ف‬
‫سبيل مقاومت ها والتحا كم إل شرع ال قدر ا ستطاعته ول يكلف ال نف سًا إل و سعها ‪.‬‬
‫وقد قال ف الديث الذي روته أم سلمة رضي ال تعال عنها أن رسول ال قال ‪« :‬‬
‫إنصه يسصتعمل عليكصم أمراء فتعرفون وتنكرون ‪ ،‬فمصن كره فقصد برئ ‪ ،‬ومصن أنكصر فقصد‬
‫سلم ‪ ،‬ولكن من رضي وتابع » (‪ . )2‬أما ف حالة الجبار والضرورة الشرعية فالضرورة‬
‫تقدّر بقدرها ‪.‬‬
‫والن ب عد أن عرف نا وجوب سياسة الدن يا بشرع ال النل ‪ ،‬وأ نه ل مال للتردد ول‬
‫للتخيي ‪ ،‬فالقضية قضية إيان وكفر ‪ ،‬قضية إسلم‬

‫‪ )(1‬التعليق على مسند المام أحد (‪. )6/305‬‬


‫‪)(2‬رواه مسلم ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب النكار على المراء فيما يالف الشرع ‪ ،‬ح ‪)3/1481( 1854‬‬
‫‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫أو ل إسصلم ‪ ،‬فل غرابصة أن يكون هذا مصن أهصم مقاصصد المامصة العظمصى وهصو غايتهصا‬
‫وهدف ها الذي من أجله شر عت ‪ ،‬نود أن نتعرف على ب عض القا صد الفرع ية النات ة عن‬
‫هذه القيقة الكلية فمنها ‪:‬‬
‫القاصد الفرعية ‪:‬‬
‫‪ -1‬العدل ورفع الظلم ‪:‬‬
‫وهذا من أهم القاصد وأسى الطالب الت أمر السلم بتطبيقها ‪ ،‬ول يعل السلم‬
‫اللتزام بذا المر خا صًا بالكام فحسب ‪ ،‬بل أمر كل إنسان بالعدل ف جيع أموره الت‬
‫يزاولا سواء ف ذلك ما يتصل بالسرة أو بالار أو بغي ذلك …‬
‫وقد تتطابق على وجوب العدل آيات الكتاب الكيم ‪ ،‬وأحاديث الرسول ‪.‬‬
‫أما اليات فكثية جدًا منها ‪:‬‬
‫َنص‬
‫ّهص يَ ْأ ُمرُ بِاْلعَدْ ِل وَالِحْسصَا ِن وَإِيتَاء ذِي اْل ُقرْبَى وَيَنْهَى ع ِ‬ ‫قوله عصز وجصل ‪ ﴿ :‬إِنّ الل َ‬
‫حشَاء وَالْمُن َكرِ وَالَْبغْيِ َيعِظُ ُكمْ َلعَلّكُمْ َتذَ ّكرُونَ﴾ (‪ . )1‬ومنها قوله عز وجل ‪ ﴿ :‬إِنّ اللّهَ‬ ‫اْلفَ ْ‬
‫يَ ْأ ُمرُكُ مْ أَن تُؤدّوْا ا َلمَانَا تِ إِلَى َأهِْلهَا وَِإذَا حَكَ ْمتُم بَيْ نَ النّا سِ أَن تَحْكُمُواْ بِاْلعَدْلِ إِنّ اللّ هَ‬
‫ِنعِمّا َيعِظُكُم ِبهِ إِ ّن الّلهَ كَا َن سَمِيعا َبصِيا ﴾ (‪. )2‬‬
‫ومنها قوله عز وجل ‪ ﴿ :‬وَِإذَا قُ ْلتُ ْم فَاعْدِلُوْا وََلوْ كَا َن ذَا ُق ْربَى وَِب َعهْدِ اللّ هِ َأوْفُوْا ذَلِكُ مْ‬
‫َوصّاكُم ِبهِ َلعَلّكُمْ تَ َذ ّكرُونَ ﴾ (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬سورة النحل آية ‪. 90‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 58‬‬
‫‪ )(3‬سورة النعام آية ‪. 152‬‬

‫‪110‬‬
‫جرِمَنّكُمْ شَنَآ ُن َقوْمٍ َعلَى‬‫بل قد أوجب ال العدل حت مع العداء قال تعال ‪ ﴿ :‬وَلَ َي ْ‬
‫أَلّ َتعْدِلُواْ اعْدِلُواْ ُهوَ َأ ْقرَ بُ لِلّت ْقوَى وَاّتقُواْ اللّ هَ إِنّ اللّ هَ خَبِيٌ بِمَا َتعْمَلُو نَ ﴾ (‪ ، )1‬وأمر نبيه‬
‫داود عليه السلم بالكم بالعدل ‪ -‬وهو الق ‪ -‬وناه عن إتباع الوى مع أنه نب معصوم‬
‫س بِالْحَقّ وَلَا‬
‫‪ ،‬فقال عز وجل ‪ ﴿ :‬يَا دَاوُودُ ِإنّا َجعَ ْلنَاكَ َخلِيفَ ًة فِي الَْأرْضِ فَاحْكُم بَيْ َن النّا ِ‬
‫َتتّبِ عِ اْل َهوَى فَُيضِلّ كَ عَن سَبِيلِ اللّ هِ إِنّ الّذِي َن َيضِلّو َن عَن َسبِي ِل اللّ هِ َلهُ ْم عَذَا بٌ شَدِي ٌد بِمَا‬
‫نَسُوا َي ْومَ اْلحِسَابِ ﴾ (‪ )2‬إل غي ذلك من اليات ‪.‬‬
‫أما الحاديث النبوية فكثية أيضًا منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث السبعة الذين يظلهم ال يوم ل ظل إل ظله ‪ ،‬وذكر منهم إمام عادل (‪. )3‬‬
‫‪ -2‬ومنهصا قوله ‪ « :‬ليصس مصن وال أمصة َقلّت أو كثرت ل يعدل فيهصا إل كبّهص ال‬
‫تبارك وتعال على وجهه ف النار » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬سورة الائدة آية ‪. 8‬‬


‫‪ )(2‬سورة ص آية ‪. 26‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه رواه البخاري ف ك ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ ، 19 :‬فتح الباري (‪ ، )12/112‬ومسلم ف ك ‪:‬‬
‫الزكاة ‪ .‬ب ‪ :‬إخفاء الصدقة ‪ ،‬ح ‪ ، )2/715( 1031‬ورواه الترمذي ف ك ‪ :‬الزهد ‪ .‬ب ‪ :‬ف الب ف ال‬
‫ح ‪ ، )4/598( 2391‬والنسائي ف ك ‪ :‬آداب القضاء ‪ .‬ب ‪ ، )8/222( ، 78 :‬ومالك ف الوطأ ف ك ‪:‬‬
‫الشعر ‪ .‬ب ‪ :‬ما جاء ف التحابي ف ال (‪. )2/952‬‬
‫‪ )(4‬رواه المام أحد ف السند (‪ ، )5/25‬والبخاري بنحوه الفتح الربان (‪. )23/14‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -3‬ومن ها ما رواه أ بو هريرة ر ضي ال تعال ع نه عن ال نب قال ‪ « :‬ما من أم ي‬
‫عشرة إل يؤتى به يوم القيامة مغلو ًل ‪ ،‬ل يفكه إل العدل أو يوبقه الور» (‪. )1‬‬
‫‪ -4‬ومنها قوله ‪ « :‬القسطون على منابر من نور عن يي الرحن ‪ ،‬وكلتا يديه يي‬
‫‪ ،‬هم الذين يعدلون ف حكمهم وأهلهم وما ولوا » (‪. )2‬‬
‫‪ -5‬وقد روى أبو عبيد بسنده إل أب هريرة رضي ال عنه عن النب قال ‪ « :‬لعمل‬
‫المام العادل ف رعيته يومًا واحدًا أفضل من عبادة العابد ف أهله مائة عام أو خسي عامًا‬
‫» (‪ )3‬شك هشيم ( وهو شيخ أب عبيد ) ‪ .‬إل غي ذلك من الحاديث الكثية ‪.‬‬
‫وف مقابل ذلك ندد السلم بالظلم والظالي وتوعدهم ‪ ،‬واليات والحاديث ف هذا‬
‫كثية منها قوله ‪ « :‬إن ال ليملي للظال حت إذا أخذه ل يفلته » (‪. )4‬‬
‫وقد جعل ال الظلم من أسباب هلك المم ‪ .‬فما من دولة‬

‫‪ )(1‬رواه المام أحد ف السند وقال اليثمي ‪ :‬إسناده جيد ورجاله رجال لصحيح وقال النذري ‪ :‬أخرجه‬
‫البزار بإسناد رجال الصحيح ‪ .‬انظر ‪ :‬الفتح الربان (‪ ، )23/14‬ورواه الدارمي ف سننه (‪. )2/240‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬فضيلة المام العادل ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1458( 1827‬وأخرجه النسائي ف‬
‫ك ‪ :‬آداب القضاة ‪ .‬ب ‪ :‬فضل الاكم العادل ف حكمه (‪ ، )8/221‬ورواه أحد ف السند (‪. )2/160‬‬
‫‪ )(3‬الموال (ص ‪. )13‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ف تفسي سورة هود فتح الباري (‪ ، )8/354‬ومسلم ف ك ‪ :‬الب ‪ .‬ب ‪ :‬تري الظلم ح‬
‫‪. )4/1997( 2583‬‬

‫‪112‬‬
‫يتفشى فيها الظلم إل ويبدأ فيها النيار ‪ ،‬وحلّت عليها عقوبة ال تعال ‪ ﴿ :‬وَكَذَلِ كَ‬
‫أَخْ ُذ رَبّ كَ ِإذَا أَخَ َذ اْل ُقرَى َوهِ يَ ظَاِلمَةٌ إِنّ أَخْذَ هُ أَلِي ٌم شَدِي ٌد ﴾ (‪ )1‬قال ش يخ ال سلم ا بن‬
‫تيم ية رح ه ال ‪ ( :‬إن العدل نظام كل ش يء ‪ ،‬فإذا أق يم أ مر الدن يا بعدل قا مت ‪ ،‬وإن ل‬
‫يكن لصاحبها ف الخرة من خلق ‪ ،‬وإن ل تقم بعدل ل تقم ‪ ،‬وإن كان لصاحبها من‬
‫اليان ما يزى به ف الخرة ) (‪. )2‬‬
‫والعدل ال ق ل يكون إل بت طبيق أحكام الشري عة ال ت تضم نت العدل كل العدل ف‬
‫إعطاء القوق ل صحابا وتنظ يم العلقات ب ي الناس تنظيمًا عاد ًل ‪ .‬وإن من أ كب الظلم‬
‫وأخطره أن يتعدى حاكم من الكام على حق من حقوق ال تعال فيقوم بالتشريع للمة‬
‫يرعاها ‪ ،‬وف هذا يكون ظالًا لنفسه بأن عرضها لغضب ال وسخطه ‪ ،‬وأحلها دار البوار‬
‫‪ .‬فتعدى حدوده وطغى على حق من حقوق ال عز وجل ل يوز إل له ‪ ،‬وكذلك يكون‬
‫ظالًا للرعيصة التص تتص يده حيصث حرمهصم مصن عدل ال وشرعصه ‪ ،‬وحّلهصم مصن الثام‬
‫والوزار ب سبب إجبار هم على التحا كم إل الطاغوت ‪ ،‬و قد رأي نا في ما سبق ما ف ذلك‬
‫من الوعيد ‪.‬‬
‫وللعدل صور شت ‪ ،‬منها القيام بنع الظلم وإزالته عن الظلوم ‪ ،‬ومنع انتهاك حرمات‬
‫الناس ‪ ،‬وحقوق هم التعل قة بأنف سهم وأعراض هم وأموال م ‪ ،‬وإزالة آثار التعدي الذي ي قع‬
‫علي هم ‪ ،‬وإعادة حقوق هم إلي هم ‪ ،‬ومعاق بة العتدي علي ها ب ا ي ستحقه من العقو بة ‪ .‬و من‬
‫صوره أيضًا َفضّ الصومات والنازعات بي السلمي‬

‫‪ )(1‬سورة هود آية ‪. 102‬‬


‫‪ )(2‬السبة (ص ‪. )94‬‬

‫‪113‬‬
‫وإعطاء كصل ذي حصق حقصه ‪ ،‬وتعيص القضاة الكفاء لتحقيصق ذلك ‪ .‬ومراعاة حقوق‬
‫أهل الذمة ‪.‬‬
‫ومن صوره أيضًا القيام بق أفراد الشعب ف كفالة حرياتم وحياتم العاشية حت ل‬
‫يكون فيهم عاجز متروك ‪ ،‬ول ضعيف مهمل ‪ ،‬ول فقي بائس ‪ ،‬ول خائف مهدد ‪.‬‬
‫و من صوره أيضًا الت سوية ب ي الناس ف العاملة ومكافأة جهود هم ب سبها ‪ ،‬وإ سناد‬
‫العمال والوظائف ل ن ي ستحقونا ‪ ،‬وعدم الفاضلة والتمي يز بين هم تبعًا للهوى وال صلحة‬
‫الشخصية ‪ ،‬أو غي ذلك من السباب غي الشرعية ‪.‬‬
‫ومن صوره أيضًا ‪ :‬أل تتدخل مراكز الناس الجتماعية وأنسابم ف خضوعهم لقتضى‬
‫العدل ‪ .‬فالشريعة السلمية تطبق على كل أحد ‪ ،‬ل فرق ف ذلك بي الشريف وغيه ‪،‬‬
‫ول بي حا كم ومكوم ‪ ،‬و ف ذلك يقول الر سول ‪ « :‬إن ا هلك من كان قبل كم أن م‬
‫كانوا إذا سَرق الشر يف تركوه ‪ ،‬وإذا سرق الضع يف أقاموا عل يه ال د ‪ ،‬وأ ي ال لو أن‬
‫فاطمة بنت ممد سرقت لقطعت يدها » (‪. )1‬‬
‫إل غي ذلك من الصور الت ل حصر لا ‪.‬‬
‫وقد ر سم اللفاء الراشدين رضي ال عنهم أ سى الصور وأرفعها ف إقامة العدل ف‬
‫الرعية ‪ .‬فهذا أبو بكر رضي ال عنه يقول‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 12 :‬فتح الباري (‪ ، )12/87‬ورواه أبو داود ك ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ :‬الد‬
‫يشفع فيه ‪ ،‬عون (‪ . )12/31‬ورواه أيضًا الاكم وغيه ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫لر جل ش كا إل يه أ حد عماله أ نه ق طع يده ظلمًا ‪ ( :‬لئن ك نت صادقًا لقيد نك م نه ) ‪،‬‬
‫وروى أبو داود وغيه عن عمر رضي ال عنه ‪ :‬أنه خطب الناس فقال ‪ ( :‬إن ل أبعث‬
‫عمالي ليضربوا أبشاركم ‪ ،‬ول ليأخذوا أموالكم ‪ ،‬ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم‬
‫و سنتكم ‪ ،‬ف من ف عل به ذلك فليف عه إلّ أق صه م نه ) ‪ .‬فقال عمرو بن العاص ‪ :‬لو أن‬
‫رجلً أدب ب عض رعي ته تق تص م نه ؟ قال ‪ ( :‬أي والذي نف سي بيده أق صه ‪ ،‬و قد رأ يت‬
‫رسول ال يقص من نفسه ) (‪. )1‬‬
‫إل غي ذلك من الصور الرائعة الت يضيق القام عن ذكرها ‪ .‬ول غرابة ف ذلك ‪ ،‬فهم‬
‫الذين تربوا على يد سيّد البشرية ممد ‪.‬‬
‫‪ -2‬جع الكلمة وعدم الفرقة ‪:‬‬
‫ك ما أن من غايات الما مة ومقا صدها ج ع الكل مة ‪ ،‬وعدم الفر قة وتوح يد صفوف‬
‫ال سلمي ‪ ،‬ول يكون هذا إل تتص قيادة واحدة ‪ .‬وقصد ورد المصر بذلك ف كتاب ال‬
‫عصز وجصل وفص سصنة رسصوله فقال تعال ‪ ﴿ :‬إِنّ هَذِهِصُأمّتُكُم ْصُأمّ ًة وَاحِ َدةً وَأَنَا رَبّكُم ْص‬
‫فَا ْعبُدُو نِ ﴾ (‪ ، )2‬وأمرهم بالتاد واللتفاف حول راية واحدة فقال تعال ‪ ﴿ :‬وَاعْتَصِمُواْ‬
‫حبْلِ اللّه ِص َجمِيعا وَلَ َت َفرّقُواْ ﴾ (‪ )3‬وحرم التنازع بينهصم ‪ ،‬وبَيّنص أنصه يفضصي إل الخفاق‬‫بِ َ‬
‫والضعف ‪،‬‬

‫‪ )(1‬رواه أبو داود ف سننه ك ‪ :‬الديات ‪ .‬ب ‪ :‬القود من الضربة ‪ ، ...‬عون (‪ . )12/269‬ورواه المام أحد‬
‫ف السند ‪ .‬وصححه أحد شاكر ح ‪ . )1/278( 286‬وانظر ‪ :‬الطبقات (‪. )3/293‬‬
‫‪ )(2‬سورة النبياء آية ‪. 92‬‬
‫‪ )(3‬سورة آل عمران آية ‪. 103‬‬

‫‪115‬‬
‫ب رِيُكُ ْم ‪ ﴾ ...‬ال ية (‪ ، )1‬وحذر هم من أن‬ ‫فقال تعال ‪ ﴿ :‬وَلَ َتنَا َزعُواْ َفَتفْشَلُوْا وَتَ ْذهَ َ‬
‫ص حدث للذيصن من قبلهصم ‪ ﴿ :‬وَلَ تَكُونُواْ كَالّذِينَص‬ ‫يؤدي ب م الختلف إل الفر قة كم ا‬
‫َت َفرّقُوْا وَاخَْتَلفُوْا ‪ ﴾ ...‬الية (‪ )2‬إل غي ذلك من اليات الكثية ‪.‬‬
‫يقول الستاذ عبد القادر عودة رحه ال ‪ ( :‬لقد صنع السلم للوحدة السلمية كل‬
‫ما يقتضيه التوحيد ‪ ،‬وأقام الوحدة على دعائم ثابتة ل يتطرق إليها اللل ما دام السلمون‬
‫متمسكي بدينهم حريصي على طاعة ربم ‪ .‬وحّد السلم بي السلمي جيعًا با أوجب‬
‫عليهصم مصن اليان برب واحصد‪ ،‬والضوع لله واحصد ‪ ،‬وإتباع كتاب واحصد ‪ ،‬ومشرع‬
‫وا حد ‪ ،‬وب ا ج عل لل مة ال سلمية على تعدد أفراد ها من هدف وا حد وتفك ي وا حد‬
‫ومن هج وا حد ‪ ،‬وب ا ط بع عل يه ال سلمي من آداب وأخلق موحدة ‪ ،‬وب ا ج عل ال مة‬
‫كل ها من قبلة واحدة ‪ ،‬و سياسة واحدة ‪ ،‬و سلوك وا حد ‪ ،‬وأ مر ل يتلف على أ صوله‬
‫اثنان ) (‪. )3‬‬
‫ومن مقومات جع الكلمة هذه أنه آ خى بي السلمي ‪ ،‬وجعل الرابطة بينهم رابطة‬
‫العقيدة ‪ ،‬العقيدة وحدها ‪ .‬قال ال تعال ‪ ﴿ :‬إِنّمَا الْ ُم ْؤمِنُونَ ِإ ْخ َوةٌ ﴾ (‪ ، )4‬وقال عز وجل‬
‫حتُم ِبِنعْمَتِهِ ِإ ْخوَانا‬
‫‪ ﴿ :‬وَاذْ ُكرُواْ ِنعْمَتَ اللّهِ َعلَيْكُمْ ِإذْ كُنتُمْ َأعْدَاء فََألّفَ بَيْ َن قُلُوِبكُمْ فَأَصْبَ ْ‬
‫﴾ ال ية (‪ . )5‬وقال ‪ « :‬ال سلم أ خو ال سلم ‪ ،‬ل يظل مه ول يقره ‪ ،‬التقوى ها ه نا ‪-‬‬
‫ويشي إل صدره ‪-‬‬

‫‪ )(1‬سورة النفال آية ‪. 46‬‬


‫‪ )(2‬سورة آل عمران آية ‪. 105‬‬
‫‪ )(3‬السلم وأوضاعنا السياسية (ص ‪. )274‬‬
‫‪ )(4‬سورة الجرات آية ‪. 10‬‬
‫‪ )(5‬سورة آل عمران آية ‪. 103‬‬

‫‪116‬‬
‫بسصب امرئ مصن الشصر أن يقصر أخاه السصلم ‪ ،‬كصل السصلم على السصلم حرام ‪ ،‬دمصه ‪،‬‬
‫وماله ‪ ،‬وعرضصه » (‪ . )1‬وقضصى على الواجصز الغرافيصة والعصصبيات الوطنيصة والقبليصة ‪،‬‬
‫وقضصى على اختلفات اللغصة والنصس واللون ‪ ،‬وجعصل اليزان والعيار الثابصت لقياس‬
‫ّاسصإِنّاص َخَلقْنَاكُم مّنص ذَ َك ٍر وَأُنثَى‬
‫الفضليصة هصو التقوى والعمصل الصصال ﴿ يَا َأيّهَا الن ُ‬
‫وَ َجعَلْنَاكُ مْ ُشعُوبا وََقبَائِ َل لَِتعَارَفُوا إِنّ َأ ْكرَمَكُ ْم عِندَ اللّ هِ َأْتقَاكُ مْ ﴾ (‪ )2‬وجعلهم ف التسوية‬
‫بينهم كأسنان الشط الواحد فقد روي عنه أنه قال ‪ « :‬الناس سواسية كأسنان الشط‬
‫الواحد » (‪ . )3‬أما التفاخر بالحساب ‪ ،‬والنساب ‪ ،‬والعصبيات ‪ ،‬والجناس ‪ ،‬واللوان‬
‫‪ .‬فقد عدّه من أعمال الاهلية ‪ ،‬وليس من السلم ف شيء قال ‪ « :‬يا أيها الناس إن‬
‫ربكم واحد ‪ ،‬وإن أباكم واحد ‪ ،‬أل ل فضل لعرب على عجمي ‪ ،‬ول لعجمي على عرب‬
‫‪ ،‬ول لح ر على أ سود ‪ ،‬ول ل سود على أح ر إل بالتقوى » (‪ . )4‬ويقول عل يه ال صلة‬
‫والسلم ‪ « :‬إن ال عز وجل أذهب عنكم عبّيّة الاهلية ‪ ،‬وفخرها بالباء ‪ ،‬الناس بنوا آدم‬
‫‪ ،‬وآدم من تراب ‪ ،‬مؤمن تقي ‪ ،‬وفاجر شقي ‪ ،‬لينتهي أقوام يفخرون بالرجال ‪ ،‬إنا هم‬
‫فحم من فحم جهنم ‪ ،‬أو ليكونن أهون على ال من‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬الب ‪ .‬ب ‪ :‬تري ظلم السلم وخذله ‪ ، ...‬ح ‪ . )4/1986( 2564‬وروى أبو داود‬
‫بعضه ف ك ‪ :‬الدب ‪ .‬ب ‪ :‬الؤاخاة ‪ ،‬عون (‪ ، )13/236‬ورواه الترمذي ف ك ‪ :‬الب ‪ .‬ب ‪ ، 18 :‬ح‬
‫‪ . )4/3259( 1927‬وروى ابن ماجة بعضه ف ‪ :‬ك الزهد ‪ .‬ب ‪ ، 23 :‬ح ‪ ، )2/4106( 4213‬وأحد‬
‫ف السند (‪. )3/491‬‬
‫‪ )(2‬سورة الجرات آية ‪. 13‬‬
‫‪ )(3‬أخرجه الديلمي عن سهل بن سعد ‪ .‬انظر ‪ :‬كشف الفاء ومزيل اللتباس عما اشتهر من الحاديث على‬
‫ألسنة الناس للعجلون (‪ . )2/451‬وهو ضعيف السناد ‪.‬‬
‫‪ )(4‬رواه المام أحد ف السند (‪. )5/411‬‬

‫‪117‬‬
‫العلن الت تدفع النت بأنوفها » (‪. )1‬‬
‫ويقول أيضًا ‪ « :‬من قُتِل ت ت را ية عم ية يد عو إل ع صبية أو يغ ضب للع صبية فقتلة‬
‫جاهلية » (‪ )2‬وف رواية « فقتلته » (‪. )3‬‬
‫إل غي ذلك من الحاديث ‪.‬‬
‫هذا هو حكم السلم ف السلمي ‪ ،‬جعلهم أمة واحدة ‪ ،‬وجعل منهم دولة واحدة ‪،‬‬
‫وأمرهم أن يعلوا لم إمامًا واحدًا يكم هذه الدولة ‪ ،‬ويمع شل المة ‪ ،‬ويصرف عنها‬
‫كل أسباب الفرقة ‪ ،‬وبالفعل كان لا ذلك عدة قرون ‪ ،‬فكانت تت لواء واحد ‪ ،‬وقيادة‬
‫واحدة حتص آخصر اللفصة العباسصية فص مصصر ‪ ،‬ثص غزو التتار للبلد السصلمية ‪ ،‬ثص قيام‬
‫العبا سي ف م صر ‪ ،‬ث قا مت الدولة العبيد ية (‪ )4‬ف م صر أيضًا ‪ ،‬ك ما ظهرت ف ن فس‬
‫الوقت اللفة الموية ف بلد الندلس ‪ ،‬فأصبح ف العال ثلث حكومات ‪ :‬العباسية ف‬
‫الشرق ومركزها بغداد ‪ ،‬والعبيدية ف مصر ومركزها القاهرة ‪ ،‬والموية ف الناح الغرب‬
‫ومركزها قرطبة ‪ ،‬ث غربت شس الدولة العباسية ف بغداد لتشرق مرة أخرى ف القاهرة‬
‫ف عصر دولة الماليك ‪ ،‬وظلت تمل لواء الزعامة الدينية حت كان الكم العثمان للعال‬
‫العرب فتَمّ تنازل آخر اللفاء العباسيي بالقاهرة عن‬

‫‪ )(1‬رواه المام أحد ف السند (‪ ، )2/524‬وحسنه اللبان ‪ .‬وقال ‪ :‬رواه الطحاوي ‪ ،‬وابن منده ‪ ،‬والبيهقي‬
‫‪ .‬انظر ‪ :‬صحيح الامع الصغي (‪ )2/119‬ح ‪. 1783‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب ملزمة جاعة السلمي ح ‪. )3/1478( ، 1850‬‬
‫والنسائي ف ك ‪ :‬تري الدماء ‪ .‬ب ‪ :‬التغليظ فيمن قاتل تت راية عمية (‪ . )7/123‬وأحد ف السند (‬
‫‪ )488 ، 2/306‬بألفاظ متقاربة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن ماجة ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ . 7 :‬ح ‪. )2/1302( ، 3948‬‬
‫‪ )(4‬ل يورد السيوطي أحدًا من اللفاء العبيدين ف كتابه ( تاريخ اللفاء ) قال ‪= :‬‬

‫‪118‬‬
‫اللفة للسلطان العثمان سليم الول (‪ ، )1‬واستمرت الدولة العثمانية إل سنة ‪ 1924‬م ‪،‬‬
‫حيث أعلن إلغاؤها مصطفى كمال أتاتورك (‪ )2‬بعد إلغائه‬

‫‪ =1‬لن إمامتهم غي صحيحة لمور ‪:‬‬


‫منها أنم غي قرشيي ‪ ،‬وإنا ستّهم بالفاطميي جهلة العوام وإل فجدُهم موسي ‪...‬‬
‫ومنها لن أكثرهم زنادقة خارجون عن السلم ‪ ...‬انظر ‪ :‬تاريخ اللفاء (ص ‪ . )5 ، 4‬قال الُحَشيّ ‪:‬‬
‫اسم جد الفاطميي متلف فيه اختلفًا كثيًا والذي يترجح عندنا أنم جهلة فجار ‪ ،‬موس أو يهود ‪ .‬كما‬
‫ذكره الؤلف ‪ ،‬ول ند أحدًا دافع عنهم كالقريزي صاحب الطط والتأريخ ‪ ،‬وهو ُمتّهم لن نسبه متصل بم‬
‫حشّي هو ممد ميي الدين عبد الميد ‪ .‬وانظر ‪ :‬ملحق كتاب‬ ‫كما قيل ‪ ،‬حاشية تاريخ اللفاء (ص ‪ ، )4‬وال َ‬
‫العواصم من القواصم لبن العرب (ص ‪ )199‬تقيق الحشي نفسه ‪.‬‬
‫هذا وقد منع الشيخ أبو عمرو عثمان بن مرزوق ‪ -‬لا قدم مصر أيام العبيديي ‪ -‬أصحابه من الصلة إل‬
‫خلف من يعرفون ‪ ،‬وعلّل ابن تيمية ذلك بقوله ‪ ( :‬لن ملوكها ف ذلك الزمان ‪ -‬العبيديون ‪ -‬مظهرين‬
‫للتشيع وكانوا باطنية ملحدة ) ‪ ،‬مموعة الرسائل والسائل (‪ . )6/199‬ولزيادة اليضاح عن العبيديي ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية (‪ )28/635‬فما بعدها ‪.‬‬
‫() بتصرف من كتاب السلم واللفة للدكتور علي حسن الربوطلي (ص ‪. )7‬‬
‫‪ )(2‬مصطفى كما أتاتورك (‪ 1938 -1880‬م) ولد بسالونيك من طائفة الدونا اليهودية ‪ ،‬وخدم ف اليش‬
‫التركي ‪ ،‬وصدر أمر من السلطان ممد الامس بقتله ‪ ،‬كان صديقًا للنليز فهيؤوه لزعامة الشعب التركي‬
‫عن طريق جعية التاد والترقي الت تسيها اليهودية والاسونية ‪ ،‬وت للنليز ما أرادوا سنة ‪ 1921‬م ‪ ،‬وأعلن‬
‫إلغاء اللفة سنة ‪ 1924‬م ‪ ،‬وفصل الدين عن الدولة وحارب السلم ومنع تطبيق الشريعة السلمية وجعل‬
‫القانون الدن الورب بدلً منها ‪.‬‬
‫كان فاسقًا مدمنًا للخمر مات ف سن الثامنة والمسي بعد مرض بسبب المر صدرت فتوى بروجه عن‬
‫العقيدة السلمية وأنه مات كافرًا ‪ .‬ويذكر مصطفى صبي أنه قد أُلّف ف أوروبا العادية للسلم ما ينيف‬
‫عن ستمائة كتاب تكريًا لصطفى كمال أتاتورك ‪ .‬انظر ‪ :‬الوسوعة العربية (‪ ، )1/44‬ونظام اللفة ف‬
‫الفكر السلمي د ‪ .‬مصطفى حلمي (ص ‪ )540‬وموقف العقل والعلم والدين لصطفى صبي (‪، 4/300‬‬
‫‪. )301‬‬

‫‪119‬‬
‫السصلطنة العثمانيصة سصنة ‪ 1918‬م وإنشاء المهوريصة التركيصة ‪ .‬فكان آخصر عهصد العال‬
‫ال سلمي بالدولة الام عة (‪ )1‬و ت القضاء على الدولة ال سلمية ‪ ،‬فانفرط عقد ها وتز قت‬
‫أشلؤ ها ‪ ،‬وأ صبحت فري سة سهلة للعداء الذ ين كادوا ل ا ح ت أطاحوا ب ا ث تكالبوا‬
‫عليها من كل جانب ‪ ،‬وأخذوا يتقاسون تركة هذا ( الرجل الريض ) على ما أسوه ‪.‬‬
‫فقطعوها إربًا ورسوا بينها الدود (‪ ، )2‬فشتتوا أمر السلمي وأهدافهم ‪ ،‬وزرعوا بذرة‬
‫النقمة والبغضاء بينهم ‪ ،‬فأخذوا يتطاحنون فيما بينهم ‪ ،‬هذا يعتز بولئه الشرقي ‪ ،‬والخر‬
‫بالغربص ‪ ،‬وهذا بقوميتصه ‪ ،‬والخصر بوطنيتصه ‪ ،‬والثالث بفرعونيتصه ‪ ...‬إل غيص ذلك مصن‬
‫النعرات الاهلية حت وصلت إل ما وصلت إليه الن من الذل والوان فل حول ول قوة‬
‫إل بال العلي العظيم ‪.‬‬
‫‪ -3‬القيام بعمارة الرض واستغلل خياتا فيما هو صال للسلم والسلمي ‪:‬‬
‫كذلك من مقاصد المامة ومن مظاهر سياسة الدنيا بالدين القيام بعمارة الرض الت‬
‫َاسصَتعْ َمرَكُمْ فِيه َا ‪...‬‬
‫ْضص و ْ‬
‫ّنص ا َلر ِ‬
‫اسصتعمرنا ال فيهصا ‪ .‬قال تعال ‪ُ ﴿ :‬هوَ أَنشَأَك ُم م َ‬
‫﴾ الية (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬السلم واللفة (ص ‪. )7‬‬


‫‪ )(2‬بعد أن كان العال السلمي دولة واحدة وتت زعامة واحدة ‪ ،‬أصبح اليوم أكثر من أربعي دولة لكل‬
‫دولة زعامتها وحدودها وولؤها وهدفها الاص با ‪.‬‬
‫‪ )(3‬سورة هود آية ‪. 61‬‬

‫‪120‬‬
‫ول يكون ذلك إل بأن تقوم الدولة السلمية بتهيئة جيع ما يتاجه الناس من متلف‬
‫ال صناعات ‪ ،‬والرف ‪ ،‬والعلوم ‪ ،‬وتوف ي سبل الب حث العل مي والختراع ‪ ،‬و قد ج عل‬
‫الفقهاء ذلك من فروض الكفا ية ال ت ي ب وجود ها ف ال مة ‪ ،‬قال ا بن عابد ين ‪ ( :‬من‬
‫فروض الكفاية الصنائع الحتاج إليها ) (‪ ، )1‬ويترتب على هذا لوق الث بالمة والئمة‬
‫إذا ق صرا ف ت صيلها ‪ ،‬ولذلك ج عل الفقهاء من حق المام إجبار أ صحاب ال صناعات‬
‫الضرورية على القيام با إذا امتنعوا عنها ‪ ،‬يقول العلمة ابن القيم رحه ال ‪ ( :‬ومن ذل‬
‫أن يتاج الناس إل صناعة طائفة كالفلحة ‪ ،‬والنساجة ‪ ،‬والبناء وغي ذلك ‪ .‬فلول المر‬
‫أن يلزمهم بذلك بأجرة مثلهم ‪ ،‬فإنه ل تتم مصلحة الناس إل بذلك ‪ ،‬ولذا قالت طائ فة‬
‫من أصحاب أحد والشافعي إن تعلم هذه الصناعات فرض كفاية ) (‪ )2‬أ ‪ .‬هص ‪.‬‬
‫وكذلك مصن عمارة الرض أيضًا اسصتثمار خيات البلد باص يقصق مصصال السصلمي‬
‫العامة كشق الطرق ‪ ،‬وإقامة الصانع ‪ ،‬واستخراج العادن ‪ ،‬وتنظيم الري ‪ ،‬وإقامة السدود‬
‫‪ ،‬وتسي وسائل الزراعة ‪ ،‬الت تزيد ف الحصول ‪ ،‬وإياد سبل العمل الشريفة للمة ‪،‬‬
‫إل غي ذلك من المور الت ل حصر لا ‪ ،‬وقد شعر بذه السؤولية أمي الؤمني عمر بن‬
‫الطاب رضصي ال عنصه فقال ‪ ( :‬لو أن بغلة عثرت فص سصواد العراق لشيصت أن يسصأل‬
‫عنها عمر لاذا ل يسو لا الطريق ) ‪.‬‬
‫وقد كتب أبو يوسف إل هارون الرشيد رحهما ال تعال يبي له أن على الليفة أن‬
‫يأ مر ب فر النار وإجراء الاء في ها ‪ ،‬وتم يل ب يت الال وحده نفقات ذلك فقال ‪ ( :‬فإذا‬
‫اجتمعوا ‪ -‬أي أهل البة ‪ -‬على أن‬

‫‪ )(1‬رد الحتار على الدر الختار (‪. )3‬‬


‫‪ )(2‬الطرق الكمية (ص ‪. )226‬‬

‫‪121‬‬
‫ف ذلك صلحًًا وزيادة ف الراج أمرت بفر تلك النار وجعلت النفقة من بيت الال ‪،‬‬
‫ول تمل النفقة على أهل البلد ‪ ...‬وكل ما فيه مصلحة لهل الراج ف أرضهم وأنارهم‬
‫وطلبوا إصلح ذلك أجيبوا إليه إذا ل يكن فيه ضرر على غيهم ) (‪. )1‬‬
‫يقول الستاذ عبد الكري زيدان ‪ ( :‬كما يكن القياس على ما ذكره أبو يوسف جع‬
‫العمال اللزمصة لسصتغلل ثروات البلد وخياتاص على وجصه يعود بالنفصع العميصم على‬
‫الميع ) (‪ . )2‬وال أعلم ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪ )(1‬الراج لب يوسف (ص ‪. )119‬‬


‫‪ )(2‬أصول الدعوة (ص ‪. )227‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫طرق انعقاد المامة‬

‫‪123‬‬
124
‫الفصل الرابع‬
‫طرق انعقاد المامة‬
‫عند النظر إل نصوص الكتاب والسنة فإننا ل ند هناك ن صًا صريًا ف تعيي الطريقة‬
‫ال ت تث بت ب ا الما مة للمام ‪ ،‬ول يس ثَمّ ة إل الن صوص العا مة التعل قة بالول ية والتول ية ‪،‬‬
‫سواء أكانت صغرى أم كبى ‪ ،‬كالشورى ونوها ‪.‬‬
‫لذلك ل ي بق أمام نا إل ا ستعراض الطرق ال ت انعقدت ب ا الما مة للخلفاء الراشد ين‬
‫رضي ال عنهم أجعي ‪.‬‬
‫ونن نعتقد أن هذه الطرق تعتب شرعية للدلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما ورد ف حد يث العرباض بن سارية الطو يل ‪ ،‬وم نه قوله ‪ ... « :‬فعلي كم‬
‫بسنت ‪ ،‬وسنة اللفاء الراشدين من بعدي َعضّ عليها بالنواجذ ‪ ،‬وإياكم ومدثات المور‬
‫‪ » ....‬إل (‪. )1‬‬
‫فهذا أ مر صريح م نه بوجوب اللتزام ب سنته و سنة اللفاء الراشد ين ‪ ،‬و من سنتهم‬
‫الطريقة الت ت ت توليتهم با ‪ .‬يقول ابن رجب النبلي رحه ال ‪ ( :‬وف أمره بإتباع‬
‫سنته وسنة اللفاء الراشدين من بعده (و) (‪ )2‬أمره بالسمع والطاعة لولة المور عمومًا ‪،‬‬
‫دليصل على أن سصنة اللفاء الراشديصن متبعصة كإتباع السصنة بلف غيهصم مصن ولة‬
‫المور ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬حديث صحيح وسبق تريه ف فصل أدلة الوجوب (ص ‪. )45‬‬


‫‪ )(2‬ليست ف الصل ‪ ،‬لكن الساق يقتضيها ‪.‬‬
‫‪ )(3‬جامع العلوم والكم (ص ‪. )249‬‬

‫‪125‬‬
‫‪ -2‬ومنها قوله ‪ « :‬اقتدوا باللّذين من بعدي ‪ ،‬أب بكر وعمر » وف لفظ ‪ « :‬إن‬
‫ل أدري ما بقائي في كم ‪ ،‬فاقتدوا باللذ ين من بعدي ‪ ،‬وأشار إل أ ب ب كر وع مر » (‪، )1‬‬
‫وهذا نص صريح ف وجوب القتداء بأب بكر وعمر رضي ال تعال عنهما ‪ ،‬ومن ذلك‬
‫القتداء بما ف طريقة تعيي الليفة ‪ ،‬ومن جاء من بعدهم من اللفاء الراشدين ل يرج‬
‫عن طريقته ما ف ال سابق ‪ .‬ك ما قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ‪ ( :‬أ مر ‪ -‬أي ال نب ‪-‬‬
‫بإتباع سنة اللفاء الراشدين ‪ ،‬وهذا يتناول الئمة الربعة ‪ ،‬وخص أبا بكر وعمر بالقتداء‬
‫بمصا ‪ ،‬ومرتبصة القتدى بصه فص أفعاله وفيمصا سصنه للمسصلمي فوق سصنة التبصع فيمصا سصنه‬
‫فقط ) (‪. )2‬‬
‫‪ -3‬الجاع على ذلك ‪:‬‬
‫والجاع حجة شرعية ‪ ،‬فما بالك إذا كان من الصحابة والرعيل الول منهم ‪ ،‬فإنه ل‬
‫يرد ف الروايات الكثية الت وصفت لنا وصفًا دقيقًا كل ما حدث من ظروف وملبسات‬
‫ومراجعات ومناقشات بي الصحابة ف تعيي اللفاء الراشدين ‪ ،‬ل يرد ف هذه الروايات‬
‫أية رواية عن أحد من الصحابة تطعن ف الطريقة الت تّ با تعيي أحد من اللفاء ‪ ،‬وما‬
‫كان هناك من خلف ‪ -‬وهو قليل جدًا وانتهى باجتماع السقيفة ل كما‬

‫‪ )(1‬رواه المام أحد ف السند (‪ ، )5/382‬والترمذي وحسنه ك ‪ :‬الناقب ب ‪ ، )5/609( ، 16 :‬ح‬


‫‪ ، 3662‬وابن ماجة ف القدمة ب ‪ ، )1/37( ، 11 :‬وابن أب سعد ف الطبقات (‪ ، )2/98‬وابن عساكر‬
‫كما ف الدر النثور (‪ ، )1/330‬وصححه ناصر الدين اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬صحيح الامع الصغي ح ‪( ، 1153‬‬
‫‪. )1/372‬‬
‫‪ )(2‬مموعة الفتاوى (‪. )4/400‬‬

‫‪126‬‬
‫يصوره بعض الؤرخ ي ‪ -‬فإنا هو ف الش خص الول ل ف طري قة التولية ‪ ،‬وينتهي هذا‬
‫اللف بعد القتناع ووضوح الجة ‪ ،‬وتبيي الدلئل ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬وهم الذين جاهدوا مع‬ ‫وعصر اللفاء الراشدين هو التطبيق العملي للسلم كام ً‬
‫الر سول ‪ ،‬وقدّموا ال هج والرواح ف سبيل ال ‪ ،‬وعاشوا مع التن يل ل ظة بلح ظة ‪،‬‬
‫لذلك كانوا أفقصه الناس وأعرفهصم بقواعصد الشرع ومقاصصده ‪ ،‬وقصد عملوا أعمالً كثية‬
‫وأجعوا عليها ‪ ،‬وهذه العمال ل يكن معهم دليل معيّن عليها ‪ ،‬وإنا مستندهم ف ذلك‬
‫الصلحة الت تتلئم مع مقا صد الشريعة كجمع القرآن ‪ ،‬وتدو ين الدواوين ‪ ،‬وتول ية أب‬
‫بكر لعمر ‪ ،‬وجعل عمر أمر اللفة ف ستة ‪ ،‬إل غي ذلك من الصال الت ل شك عاقل‬
‫أنا معتبة شرعًا ‪ ،‬ومن أنكرها فهو ل يعرف ول يفقه منهج السلف رضوان ال عليهم ‪.‬‬
‫لذلك كان ل بد لنا من استعراض تاريي سريع لبايعة كل من اللفاء الربعة ‪ ،‬وقبل‬
‫الشروع ف ذلك علينا أن نقق هل هناك نص صريح من رسول ال يدل على أن أبا‬
‫بكر الصديق هو الليفة من بعده أم أنا تثبت بالختيار ؟ وكذلك َزعْ مُ الرافضة النصية‬
‫على علي رضصي ال تعال عنصه هصل له أصصل فص كتاب ال وسصنة رسصوله ؟ أو أنصه مرد‬
‫الفتراء مصن الرافضصة على ال وعلى رسصوله وعلى الصصحابة رضوان ال عليهصم أجعيص‬
‫فنقول ‪:‬‬
‫الكلم ف الّنصّية على أب بكر رضي ال تعال عنه‬
‫قد عهد‬ ‫ذهب بعض أهل السنة إل القول بالنصية على خلفة أب بكر ‪ ،‬وأن النب‬
‫إليه وهم على قولي ‪ :‬من قال بالنص الفي ‪ ،‬ومن قال بالنص اللي ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫الذهب الول ‪:‬‬
‫من قال بالنص الفي والشارة على أب بكر ‪ ،‬وينسب هذا القول إل السن البصري‬
‫رحه ال وجاعة من أهل الديث (‪ ، )1‬وهو رواية عن المام أحد (‪. )2‬‬
‫واستدلوا على ذلك بعدة أدلة هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬بتقدي النب له ف الصلة فقد روى البخاري ف صحيحه بسنده عن أب موسى‬
‫قال ‪ :‬مرض النب فاشتد مرضه فقال ‪ « :‬مروا أبا بكر فليصل بالناس » ‪ ،‬قالت عائشة‬
‫‪ ( :‬إ نه ر جل رق يق إذا قام مقا مك ل ي ستطع أن ي صلي بالناس ) ‪ ،‬قال ‪ « :‬مروا أ با ب كر‬
‫فليصصل بالناس » فعادت ‪ .‬فقال ‪ « :‬مري أبصا بكصر فليصصل بالناس ‪ ،‬فإنكصن صصواحب‬
‫يوسف » ‪ .‬فأتاه الرسول فصلى بالناس ف حياة النب (‪. )3‬‬
‫قال الروزي ‪ :‬قيل لب عبد ال ‪ -‬أحد بن حنبل ‪ -‬قول النب ‪ :‬يؤم القوم أقرؤهم ‪،‬‬
‫فلما مرض قال ‪ « :‬قدموا أبا بكر يصلي بالناس » ‪ ،‬وقد كان ف القوم من هو أقرأ من أب‬
‫بكر ؟ فقال أبو عبد ال ‪ :‬إنا أراد‬

‫‪ )(1‬شرح العقدية الطحاوية لبن أب العز النفي (ص ‪ )471‬ط ‪ .‬الثالثة ‪.‬‬


‫‪ )(2‬العتمد ف أصول الدين لب يعلى الفراء (ص ‪ . )226‬ط ‪ .‬دار الشرق ‪.‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه رواه البخاري ف ك ‪ :‬الذان ‪ .‬ب ‪ ( 46 :‬واللفظ له ) ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪)2/164‬‬
‫ومسلم ف ك ‪ :‬الصلة ‪ .‬ب ‪ :‬استخلف المام ‪ .‬ح ‪ )1/314( ، 418‬والترمذي ف ‪ :‬الناقب ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫‪ )5/613( ، 16‬والنسائي ف ‪ :‬المامة (‪ ، )15‬وابن ماجة ف ك ‪ :‬إقامة الصلة ‪ .‬ب ‪ ، 143 :‬ح‬
‫‪ ، )1/390( ، 1234‬وأحد (‪. )4/412‬‬

‫‪128‬‬
‫اللفة ) (‪. )1‬‬
‫وقال ال سيوطي ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬هذا الد يث ‪ -‬أي حديث تقديه ف الصلة بروايا ته‬
‫التعددة ‪ -‬أو ضح دللة عل أن ال صديق أف ضل ال صحابة على الطلق وأحق هم بالل فة‬
‫وأولهم بالمامة (‪. )2‬‬
‫‪ -2‬وا ستدلوا أيضًا ب ا ورد ف الصحيحي أ نه ل ا خ طب قرب وفا ته وقال ‪ « :‬إن‬
‫عبدًا خيه ال ‪ » ...‬الد يث ‪ .‬و ف آخره « ول يبق ي باب إل سد إل باب أ ب ب كر »‬
‫وف لفظ « ل يبقي ف السجد خوخة إل سدت إل خوخة أب بكر » (‪. )3‬‬
‫قال ال سيوطي ‪ ( :‬قال العلماء ‪ :‬هذا إشارة إل الل فة ) (‪ )4‬ك ما ا ستدلوا بالحاد يث‬
‫الت استدل با من قال بالنص اللي وهي كالتال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬السند من مسائل المام أحد للخلل ورقة (‪ ، )43‬وقال الشعري ‪ :‬قد علم بالضرورة أن رسول ال‬
‫أمر الصديق أن يصلي بالناس مع حضور الهاجرين والنصار مع قوله ‪ « :‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال »‬
‫فدل على أنه كان أقرأهم ( تاريخ اللفاء ص ‪ ) 63‬وهو الذي ذهب إليه ابن حجر ف فتح الباري (‪)9/52‬‬
‫لكن يعضد قول المام أحد قول عمر ‪ ( :‬أقرأنا ُأَبيّ ‪ ) ....‬رواه البخاري ف التفسي ‪ .‬ب ‪ ، 7 :‬فأبو بكر‬
‫أقرأ الصحابة بعن ‪ :‬أعلمهم وأفقههم أما ف التلوة فأب أقرأ منه ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫‪ )(2‬تاريخ اللفاء ص (‪. )63‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه رواه البخاري ف الناقب ‪ .‬ب ‪ 45 :‬فتح الباري (‪ ، )7/227‬ومسلم ف ‪ :‬فضائل الصحابة ح‬
‫‪ )4/1854( ، 2382‬وغيها ‪.‬‬
‫‪ )(4‬تاريخ اللفاء ص (‪. )61‬‬

‫‪129‬‬
‫الذهب الثان ‪:‬‬
‫مصن قال بالنصص اللي على خلفصة أبص بكصر الصصديق رضصي ال تعال عنصه ‪ ،‬وهذا‬
‫قول جا عة من أ هل الد يث ‪ ،‬وإل يه ذ هب ا بن حزم الظاهري (‪ )1‬ورج حه ا بن ح جر‬
‫اليتمي (‪. )2‬‬
‫واستدلوا على ذلك با يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ب ا رواه الشيخان عن جبي بن مطعم قال ‪ :‬أتت امرأة النب فأمر ها أن تر جع‬
‫إليه ‪ ،‬قالت ‪ :‬أرأيت إن جئت فلم أجدك ؟ كأنا تريد الوت ‪ ،‬قال ‪ « :‬إن ل تدين فأت‬
‫أبا بكر » (‪. )3‬‬
‫قال ابن حزم ‪ ( :‬وهذا نص جلي على استخلف أب بكر ) (‪. )4‬‬
‫‪ -2‬وبا رواه الشيخان أيضًا ‪ ،‬واللفظ لسلم ‪ ،‬عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قال‬
‫ل رسول ال ‪ « :‬أدعي ل أباك وأخاك حت أكتب كتابًا ‪ ،‬فإن أخاف أن يتمن متمن‬
‫ويقول قائل أ نا أول ‪ ،‬ويأ ب ال والؤمنون إل أ با ب كر » (‪ . )5‬وأخر جه أح د وغيه من‬
‫طرق وف بعضها ‪ :‬قالت ‪ :‬قال ل‬

‫‪ )1(1‬انظر ‪ :‬الفصل ف اللل والهواء والنحل (‪. )4/108‬‬


‫‪ )2(2‬الصواعق الحرقة ص (‪. )26‬‬
‫‪ )(3‬البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ ، 51 :‬فتح الباري (‪ )13/206‬ومسلم ف ك ‪ :‬الفضائل ‪ .‬ب ‪ :‬فضائل‬
‫أب بكر ح ‪ . )4/1856( ، 2386‬وانظر ‪ :‬السنة لبن أب عاصم (‪ )2/547‬تقيق اللبان ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الفصل (‪. )4/108‬‬
‫‪ )(5‬البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ ، 51 :‬فتح الباري (‪ )13/205‬بلفظ ( يأب ال ويدفع الؤمنون ) ‪،‬‬
‫ومسلم ف ك ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬ب ‪ :‬فضائل أب بكر ‪ ،‬ح ‪. )4/1857( ، 2387‬‬

‫‪130‬‬
‫رسول ال ف مرضه الذي مات فيه ‪ « :‬أدعي ل عبد الرحن بن أب بكر أكتب لب‬
‫ب كر كتابًا ل يتلف عل يه أ حد بعدي » ‪ ،‬ث قال ‪ « :‬دع يه ‪ ،‬معاذ ال أن يتلف الؤمنون‬
‫ف أب بكر » (‪ . )1‬قال ابن حزم ‪ ( :‬فهذا نص جلي على استخلفه عليه الصلة والسلم‬
‫أبا بكر على ولية المة بعده ) (‪. )2‬‬
‫‪ -3‬وب ا أخر جه الا كم و صححه عن أ نس ر ضي ال تعال ع نه قال ‪ ( :‬بعث ن ب نو‬
‫ال صطلق إل ر سول ال أن سله إل من ند فع صدقاتنا بعدك ؟ فأتي ته ف سألته فقال ‪« :‬‬
‫إل أب بكر » (‪. )3‬‬
‫‪ -4‬وب ا رواه حذي فة ر ضي ال تعال ع نه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال ر سول ال « اقتدوا باللذ ين‬
‫من بعدي أب بكر وعمر » (‪. )4‬‬
‫إل غيص ذلك مصن الحاديصث الصصحيحة الشية إل خلفتصه رضصي ال تعال عنصه‬
‫كأحاديث الرؤى وغيها ‪ ،‬وهناك أحاديث صرية ف استخلفه لكنها ل تسلم من مقال‬
‫ف أسانيدها آثرنا الصفح عنها (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬مسند المام أحد (‪. )6/144( ، )6/106‬‬


‫‪ )(2‬الفصل (‪. )1/108‬‬
‫‪ )(3‬رواه الاكم (‪ )3/77‬وصححه ‪ .‬ووافقه الذهب وفيه مصر بن منصور الروزي ل أجد له ترجة إل ف‬
‫تاريخ بغداد (‪ )13/286‬ول يذكر فيه جرحًا ول تعديلً أما بقية رجاله ثقات ‪ ،‬وعلي بن مسهر ثقة له‬
‫غرائب بعدما أضرّ قاله ف التقريب (‪. )2/44‬‬
‫‪ )(4‬حديث صحيح سبق تريه ف هذا الفصل (ص ‪. )117‬‬
‫‪ )(5‬انظر ‪ :‬على سبيل الثال كتاب السنة لبن أب عاصم (‪. )2/546‬‬

‫‪131‬‬
‫رأي شيخ السلم ابن تيمية ف هذه السألة‬
‫يقول ا بن تيم ية ف هذه ال سألة ‪ ( :‬التحق يق أن ال نب دلّ السلمي على ا ستخلف‬
‫أب بكر وأرشدهم إليه بأمور متعددة من أقواله وأفعاله ‪ ،‬وأخب بلفته إخبار راض بذلك‬
‫حامصد له ‪ ،‬وعزم على أن يكتصب بذلك عهدًا ثص علم أن السصلمي يتمعون عليصه فترك‬
‫الكتاب اكتفاء بذلك ‪ ...‬فلو كان التعي ي م ا يشت به على ال مة لبي نه ر سول ال بيانًا‬
‫قاطعًا للعذر ‪ ،‬ول كن ل ا دل م دللت متعددة على أن أ با ب كر هو التع ي وفهموا ذلك‬
‫حصل القصود ‪ ،‬ولذا قال عمر بن الطاب ف خطبته الت خطبها بحضر من الهاجرين‬
‫والنصار ‪ ( :‬وليس فيكم من تقطع إليه العناق مثل أب بكر ) رواه البخاري ومسلم ‪...‬‬
‫(‪ )2( . ) )1‬إل أن قال ‪ ( :‬فخلفصة أبص بكصر الصصديق دلت النصصوص الصصحيحة على‬
‫صحتها وثبوتا ورضا ال ورسول ال له با ‪ ،‬وانعقدت ببايعة السلمي له واختيارهم‬
‫إياه اختيارًا استندوا فيه إل ما علموه من تفضيل ال ورسوله با وأنا حق وأن ال أمر با‬
‫وقدرها ‪ ،‬وأن الؤمني يتارونا وكان هذا أبلغ من مرد العهد با لنه حينئذ يكون طريق‬
‫ثبوت ا الع هد ‪ ،‬وأ ما إذا كان ال سلمون قد اختاروه من غ ي ع هد ودلت الن صوص على‬
‫صوابم فيما فعلوه ورضا ال ورسوله بذلك كان ذلك دليلً على أن الصديق كان فيه من‬
‫الفضائل الت بان با عن غيه ما علم السلمون به أنه أحقهم باللفة فإن ذلك ل يتاج‬
‫إل عهد خاص ) (‪. )3‬‬
‫فابن تيمية إذن يرى أن الرسول ل يصدر عنه أمر إل السلمي بأن يكون أبو بكر‬
‫هو الليفة من بعده ‪ ،‬وإنا علم من ال سبحانه أن السلمي سيختارونه لزاياه الت يتمتع‬
‫با ويفوق با غيه ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سيأت تريه قريبًا ف تولية أب بكر ‪.‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )1/139‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )141 ، 1/140‬‬

‫‪132‬‬
‫الرأي الراجح‬
‫وهذا هصو الرأي الراجصح فص نظري لن القول بأناص قصد ثبتصت بالنصص قصد يصصعب‬
‫الستدلل عليه ‪ ،‬لن أقواله وأفعاله الت يستدل با على أن خلفة أب بكر ثابتة بالنص‬
‫ل تفيد هذا إفادة صرية ‪ ،‬فتقدي الرسول أبا بكر للصلة بالناس ليس نصًا على خلفته‬
‫ل جليًا ول خفيًا وإنا هو إرشاد للمة إل أن أبا بكر أول بأن ينوب عن الرسول ‪،‬‬
‫وكذلك أحاد يث سد البواب والوخ إل باب أ ب ب كر فف يه إشارة إل فضله وتيزه عن‬
‫غيه ل أكثر ‪.‬‬
‫أ ما الحاد يث الدالة على أ نه أراد أن يك تب عهدًا ث تر كه ف قد ترك ذلك لعل مه بأن‬
‫الؤمني سيختارونه من دون عهد منه فدل على أنه ليس هناك عهد ‪.‬‬
‫وكذلك حديصث الرأة السصائلة ‪ ،‬ومبعوث بنص الصصطلق ‪ .‬ففيصه ‪ :‬إخبار بأن الذي‬
‫سيكون واليًا هو أ بو ب كر ‪ ،‬فلتأ ته الرأة وت سأله ‪ ،‬وليد فع بنوا ال صطلق إل يه زكات م ‪.‬‬
‫وكذلك حديث المر بالقتداء ليس نصًا ف اللفة ‪.‬‬
‫فهذه الحاد يث ال ت ي ظن ب عض الناس أن ا تف يد ال نص على إما مة أ ب ب كر ر ضي ال‬
‫تعال عنه إنا تدل على علم رسول ال عن طريق الوحي بأن السلمي سيجتمعون على‬
‫خلفة أب بكر لزاياه الت ل يضارعه فيها أحد كما تدل إل رضا ال ورسوله بذلك دون‬
‫غيه ‪ ،‬وهذا هو الذي فه مه ال صحابة رضوان ال تعال علي هم من ها ‪ ،‬يدل على ذلك ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اجتماع ال سقيفة ‪ :‬ح يث ل ا تو ف ر سول ال اجت مع الن صار ف سقيفة ب ن‬
‫ساعدة لختيار خليفة للمسلمي ‪ -‬وسيأت بيان ذلك مفصلً قريبًا إن شاء ال ‪ -‬فلو كان‬
‫هناك نص ما اجتمعوا لذلك ولبايعوا العهود إليه‬

‫‪133‬‬
‫مباشرة وهم أحرص الناس على إتباع رسول ال ‪.‬‬
‫‪ -2‬كما يدل على ذلك أيضًا أخذ أب بكر رضي ال تعال عنه بيدي عمر وأب عبيدة‬
‫ابن الراح وقوله ‪ ( :‬قد اخترت لكم أحد هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم (‪ )1‬فلو كان‬
‫هناك عهد له ل يز له أن يتار ‪ ،‬ول يعقل أن ل يعلم هو بذلك وهو العهود له ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن ها قول عمر رضي ال تعال ع نه حين ما طلب م نه أن يتار خليفة للم سلمي‬
‫بعده فقال ‪ ( :‬إن أستخلف فقد استخلف من هو خي من ‪ -‬يعن أبا بكر ‪ -‬وأن أترك‬
‫فقد ترك من هو خي من ‪ -‬يع ن الرسول (‪ . )2‬وهذا نص ف السألة بأن النب ل‬
‫يستخلف أحدًا بعده ‪.‬‬
‫‪ -4‬وما يدل على ذلك أيضًا قول عائشة رضي ال تعال عنها حينما سئلت من كان‬
‫رسول ال مستخلفًا لو استخلف ؟ فقالت ‪ :‬أبو بكر ‪ ،‬قيل ث من ؟ قالت ‪ :‬عمر ‪ ،‬قيل‬
‫ث من ؟ قالت ‪ :‬أبو عبيدة ابن الراح (‪ . )3‬فقول السائل ‪ ( :‬لو استخلف ) دال على أنه‬
‫ل يستخلف ‪ ،‬والسؤال عما لو كان مستخلفًا فمن سيستخلف ؟‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ك ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ :‬رجم البلى رقم (‪ )31‬فتح الباري (‪ )12/144‬وسية ابن هشام (‬
‫‪ ، )4/660‬ومسند المام أحد ‪ .‬انظر ‪ :‬الفتح الربان (‪. )23/58‬‬
‫‪ )(2‬متفق عليه رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ ، 51 :‬فتح الباري (‪ ، )13/206‬ومسلم ك ‪ :‬المارة ‪.‬‬
‫‪ )12/204( ، 11‬بشرح النووي ‪ ،‬وأبو داود بنحوه ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ ، 8 :‬عون العبود (‪)8/157‬‬
‫والترمذي ‪ :‬فت ‪ )4/502( ، 48 .‬تقيق شاكر ‪ ،‬وأحد (‪. )1/43‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم ‪ ،‬فضائل الصحابة ‪ )15/154( ، 9 :‬بشرح النووي ‪ ،‬وأحد ف السند (‪ )6/63‬بلفظ‬
‫( لستخلف أبا بكر أو عمر ) ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ -5‬ومن ها ما رواه المام أح د ب سنده إل ا بن عباس ر ضي ال عنه ما قال ‪ ( :‬مات‬
‫رسصول ال ول يوص ) (‪ . )1‬فهذا دليصل صصريح فص السصألة على أن النصب ل يوص‬
‫باللفة ل لب بكر ‪ ،‬ول لعلي رضي ال عنها ‪ ،‬ول لغيها ‪.‬‬
‫‪ -6‬ومنها ما رواه المام أحد بسنده إل علي رضي ال عنه قال ‪ :‬قيل يا رسول ال‬
‫من تؤمر بعدك ؟ قال ‪ « :‬إن تؤمروا أبا بكر تده أمينًا زاهدًا ف الدنيا راغبًا ف الخرة ‪،‬‬
‫وإن تؤمروا عمر تدوه قويًا أميًنا ل ياف ف ال لومة لئم ‪ ،‬وإن تؤمروا عليًا ول أراكم‬
‫فاعلي تدوه هاديًا مهديًا يأخذ بكم الطريق الستقيم » (‪. )2‬‬
‫فقول النصب ‪ « :‬إن تؤمروا » دليصل على أنصه ل يؤمصر أحدًا ‪ ،‬وإناص وكصل ذلك إل‬
‫ال سلمي ث ا ستعرض ب عض أفا ضل ال صحابة مبتدئًا بأ ب ب كر وب ي ما ف كل وا حد‬
‫منهم من الصال الميدة الميزة له ‪.‬‬
‫دعوى النصّية على علي ‪:‬‬
‫أما دعوى النصية من النب باللفة لعلي رضي ال عنه والوصية‬

‫‪ )(1‬رواه أحد بسند قال عنه أحد شاكر ‪ :‬صحيح ‪ .‬انظر ‪ :‬السند تقيق أحد شاكر ح ‪)5/68( ، 3189‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحد وصححه أحد شاكر ح ‪ ، )2/157( ، 859‬وقال اليثمي ‪ :‬رواه أحد ‪ ،‬والباز ‪ ،‬والطبان‬
‫ف الوسط ‪ .‬ورجال البزار ‪ :‬ثقات ‪ .‬ممع الزوائد (‪ )5/176‬وقال صاحب كن العمال ‪ :‬رواه أحد ‪ ،‬وابن‬
‫أب خيثمة ف ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ ،‬والاكم ف الستدرك ‪ ،‬وأبو نعيم ف اللية‪ ،‬وابن الوزي ف الواهيات‬
‫فأخطأ ‪ ،‬وابن عساكر ‪ ،‬وسعيد بن منصور ‪ .‬انظر ‪ :‬الكن (‪ )5/799‬ح ‪. 14419‬‬

‫‪135‬‬
‫له بذلك فل يس هناك من كتاب ول سنة يدل على ذلك لن ا ل ت قع ‪ ،‬وإن ا ابتدع هذه‬
‫القالة ع بد ال بن سبأ اليهودي اللع ي (‪ )1‬ليش تت ب ا ش ل ال سلمي ‪ ،‬وتلقف ها من بعده‬
‫الشي عة (‪ )2‬وجعلو ها من أ صول اليان عند هم ‪ ،‬بل هي أ صل اليان ‪ ،‬ث أدخلوا علي ها‬
‫كثيًا من التحريفات فجعلوها متسللة ف عقبه ‪ ،‬أي أن كل إمام يوصي با لن بعده من‬
‫آل البيت ‪ ،‬وزعموا أن النب نص على كل واحد منهم بالتلميح تارة وبالتصريح أخرى‬
‫‪ ،‬كما أدخلوا عليها القول بالعصمة والرجعة وعلم الغيب وإكمال الشريعة إل غي ذلك‬
‫من الكفريات ‪.‬‬
‫ولكصي يسصتدلوا على مصا ذهبوا إليصه وليسصتميلوا جهلة السصلمي وعوامهصم ذهبوا إل‬
‫كتاب ال العزيز ‪ ،‬فقاموا يتارون منه اليات العامة الادحة للمؤمني ولولياء ال التقي‬
‫ويصصونا بعلي رضي ال عنه ‪ ،‬ويصصون علي با رضي ال عنه ‪ ،‬وأسعفهم ف ذلك‬
‫كثي من وضاع الدث ‪ ، :‬والؤرخي ‪ ،‬وبعض الروايات غي الثابتة والطعون ف صحتها‬
‫‪.‬‬
‫ث ذهبوا إل سنة رسول ال وجعلوا يتأولون الحاديث الواردة ف مناقبه رضي ال‬
‫عنه ويزيدون فيها وينقصون ليستدلوا با على بدعتهم‬

‫‪ )(1‬ذهب علماء الرافضة العاصرين إل القول بأن عبد ال بن سبأ شخصية وهية ل حقيقة لا ليتبؤوا من‬
‫القول بأن أصل التشيع من اليهود ‪ ،‬ومن هؤلء عبد ال فياض ف كتابه تاريخ المامية وأسلفهم من الشيعة‬
‫(ص ‪ ، )95‬ومرتضي العسكري ف عبد ال بن سبأ (ص ‪ )28‬وما بعدها ‪ ،‬ومن غي الشيعة طه حسي ف‬
‫الفتنة الكبى حيث يقول ‪ ( :‬إن ابن السوداء ل يكن إل وهًا ‪ ،‬وإن وجد فلم يكن ذا خطر ) ‪، )1/132( .‬‬
‫وما علم هؤلء النكرون أن أئمة الشيعة أنفسهم قد ترجوا له وبينوا مقالته مثل الناشئ الكب ف كتاب‬
‫مسائل المامة (ص ‪ ، )22‬والقمي ف القالت والفرق (ص ‪ ، )20‬والنوبت ف فرق الشيعة (ص ‪، )19‬‬
‫والكشي ف رجاله (ص ‪ )99 ، 98‬والطوسي وغيهم ‪....‬‬
‫‪ )(2‬وبعض العتزلة كالنظام ومن وافقه ‪ .‬انظر ‪ :‬اللل والنحل للشهرستان (‪. )1/57‬‬

‫‪136‬‬
‫الكبية ‪ ،‬ووضعوا بسبب ذلك كثيًا من الحاديث ‪ ،‬ونسوبا إل النب زورًا وبتانًا ‪،‬‬
‫والنب منها بريء ‪ ،‬وقد تصدى لا علماء السنة وبيّنوا وضعها ‪ ،‬كما ألف الرافضة كثيًا‬
‫مصن الكتصب الكفر ية الدا مة لديصن السصلم ونسصوبا إل أئ مة البيصت البءاء مصن ذلك ‪:‬‬
‫ككتاب الفر الامع ‪ ،‬الذي ينسبونه إل أب عبد ال جعفر الصادق رضي ال عنه (‪. )1‬‬
‫ولسنا الن ف هذا القام بصدد مناقشتهم ف دعواهم ‪ ،‬بل نرى أن مناقشتهم ف هذا‬
‫الع صر والوض مع هم ف الرد علي هم عد ي الفائدة و من إضا عة الو قت بل طائل (‪، )2‬‬
‫وال سبب ف ذلك أ نه ل يس هناك َحكَ ٌم يترا جع إل يه ال صمان ويقران ب ا ي كم به ع ند‬
‫التنازع ‪ ،‬فالسصلمون مأمورون ‪ -‬إذا حصصل بينهصم نزاع ‪ -‬أن يعلوا كتاب ال وسصنة‬
‫ر سوله هي ال كم الف صل بين هم ‪ ،‬ك ما قال تعال ‪ ﴿ :‬وَمَا اخَْتَلفْتُ مْ فِي هِ مِن شَ ْيءٍ‬
‫حكْمُ هُ إِلَى اللّ هِ ﴾ (‪ ، )3‬وقال ‪ ﴿ :‬فَإِن تَنَا َز ْعتُ مْ فِي َش ْيءٍ َف ُردّو هُ إِلَى اللّ ِه وَالرّ سُو ِل ‪...‬‬
‫فَ ُ‬
‫﴾ الية (‪. )4‬‬
‫ولكصن هؤلء الراف ضة ل يسصلمون بصه ‪ ،‬بصل يزعمون أنصه مرف ‪ ،‬وأن الصصحيح هصو‬
‫كتاب فاطمة رضي ال عنها الذي عند أئمتهم ‪ ،‬والذي‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬أصول الكاف للكلين (‪ )1/239‬ط ‪ .‬ثالثة ‪ 1388‬هص ‪ .‬دار الكتب السلمية طهران ‪.‬‬
‫‪ )(2‬إنا الواجب هو تذير السلمي من خطرهم ‪ ،‬وكشف مذهبهم على حقيقته ‪ ،‬وإبانة عيوبه ومزالقه‬
‫الطية وبُعده عن السلم ‪ ،‬وإيضاح خطرهم على السلم والسلمي حت ل يغتّر بم جهلة السلمي كما‬
‫هو حاصل اليوم خصوصًا وقد تصدى لبانة الق لم كثي من علماء السنة قديًا وحديثًا ‪ ،‬ولعل من أشل‬
‫الكتب الت ناقشتهم مناقشة علمية دقيقة هو كتاب شيخ السلم ابن تيمية السمى منهاج السنة النبوية ف‬
‫نقض كلم الشيعة القدرية ‪.‬‬
‫‪ )(3‬سورة الشورى آية ‪. 10‬‬
‫‪ )(4‬سورة النساء آية ‪. 59‬‬

‫‪137‬‬
‫يعادل ثل ثة أضعاف ال صحف الذي ف أيدي نا ح يث يروي شيخ هم الكلي ن ف كتا به‬
‫( الكافص ) ‪ -‬وهصو بنلة صصحيح البخاري عنصد السصلمي (‪ - )1‬بسصنده إل أبص جعفصر‬
‫الصادق رضي ال عنه أنه يقول ‪ -‬وحاشاه ال أن يقول مثل هذا ‪ -‬وإن عندنا لصحف‬
‫فاطمة عليها السلم ‪ ،‬وما يدريهم ما مصحف فاطمة ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ - :‬أي الراوي أبو‬
‫بصي ‪ -‬وما مصحف فاطمة عليها السلم ؟ قال ‪ :‬مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلث‬
‫مرات ‪ ،‬وال ما فيه من قرآنكم حرف واحد ‪ . )2( ) ...‬وقد أَلّف أحد علمائهم الكبار ‪-‬‬
‫النوري الطبسصي ‪ -‬كتاب ًا كصبيًا سصاه ( فصصل الطاب فص إثبات تريصف كتاب رب‬
‫الرباب ) (‪ )3‬جع فيه نصوصًا كثية عن علماء الرافضة ومتهديهم ف متلف العصور ‪،‬‬
‫وز عم من خلل ا أن القرآن قد ز يد ف يه ون قص ‪ ،‬وذ كر ف يه سورة الول ية (‪ )4‬ال ت تكاد‬
‫تمع الرافضة على حذفها من القرآن الكري وهي أشبه‬

‫‪ )(1‬يقول أحد بن مكي ‪ -‬من كبار علماء الرافضة ‪ -‬عن الكاف ‪ ( :‬كتاب الكاف ف الديث ل يعمل‬
‫المامية مثله ) ‪ .‬ويقول شيخهم الجلسي ‪ ( :‬كتاب الكاف أضبط الصول وأجعها وأحسن مؤلفات الفرقة‬
‫الناجية وأعظمها ) ‪ .‬ويقصد بالفرقة الناجية فرقته الرافضة الضالة ‪ .‬انظر ‪ :‬هذه النصوص وغيها ف مقدمة‬
‫أصول الكاف (‪. )1/27‬‬
‫‪ )(2‬أصول الكاف (‪ )1/239‬ومن تناقضهم عليهم لعائن ال أنم يطعنون ف القرآن ويزعمون تريفه ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فهم ياولون الستدلل به على مذهبهم ‪ ،‬وكذلك السنة يقولون ‪ :‬ل نقبل إل ما كان عن طريق الشيعة‬
‫إل آل البيت ولكن إذا وجدوا خبًا ضعيفًا أو موضوعًا أو رواية تاريية ل سند لا ول أصل تؤيد مذهبهم‬
‫استدلّوا با ‪...‬‬
‫‪ )(3‬هو ميزرا حسي بن ممد تقي النوري الطبسي طبع ف إيران عام ‪ 1298‬هص ‪ ،‬وعندي منه صورة وهو‬
‫مصور ف مكتبة مركز البحث العلمي ‪ ،‬والكتبة الركزية بامعة أم القرى ‪ ،‬والامعة السلمية ‪.‬‬
‫‪ )(4‬يذكر السيد مب الدين الطيب أنه وجد هذه السورة الت يزعمون أنا من القرآن مطبوعة ف مصاحفهم‬
‫ف إيران وأخذ لا صورة وجعلها ف كتابه الطوط العريضة (ص ‪. )12‬‬

‫‪138‬‬
‫ما تكون بقرآن مسيلمة الكذاب الذي زعم أنه أوحي إليه به ‪.‬‬
‫أما عن السنة فهم ل يؤمنون إل با ف كتبهم وبإسنادهم على أئمتهم من آل البيت‬
‫الطهّر الذين هم من هذا الراء برءاء ‪ ،‬وما ورد عن طريق ثقات السلمي من غي الرافضة‬
‫فل يقبلونه ‪ ،‬لذلك فل مال لللتقاء والناقشة إل إذا ت التفاق على الصول الت يتحاكم‬
‫إلي ها و هي ‪ :‬كتاب ال تعال ك ما فه مه ال صحابة والتابعون وال سنة ال صحيحة ‪ ،‬و تبأت‬
‫الرافضة بصدق من ذلك النفاق الذي يتخذونه دينًا ويسمونه ( َتقِيّة ) (‪ )1‬لنه مع التقية‬
‫يظل النقاش عملً ل قيمة له مهما وصل إليه من نتائج ف الظاهر ‪.‬‬
‫يقول سليمان بن جر ير ‪ -‬من الزيد ية ‪ ( : -‬إن أئ مة الراف ضة قد وضعوا مقالت ي‬
‫لشيعتهم ل يظهر أحد قط عليهم ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬القول بالبداء ‪ .‬فإذا أظهروا قو ًل ‪ :‬إنه سيكون لم قوة وشوكة وظهور ث ل‬
‫يكون المر على ما أظهروه ‪ .‬قالوا بدا ل تعال ف ذلك (‪. )2‬‬
‫والثانية ‪ :‬الّتقِيّة فكلما أرادوا تكلموا به ‪ ،‬فإذا قيل لم ف ذلك ‪ :‬إنه ليس بق ‪ ،‬وظهر‬
‫لم البطلن قالوا إنا قلناه تقية ‪ ،‬وفعلناه تقية (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬ينسب شيخهم الكلين إل جعفر الصادق رضي ال عنه أنه يقول ‪ :‬التقيّة دين ودين آبائي ول إيان لن ل‬
‫تقية له ‪ .‬أصول الكاف (‪. )2/219‬‬
‫‪ )(2‬انظر قولم ف ‪ :‬البداء أصول الكاف (‪ )1/146‬ويسندون إل جعفر الصادق ‪ -‬البيء ‪ -‬قوله ‪ :‬ما عُظِم‬
‫ال بثل البداء وف رواية ‪ ( :‬ما عبد ال بشيء مثل البداء ) ‪.‬‬
‫‪ )(3‬اللل والنحل للشهرستان (‪. )1/160‬‬

‫‪139‬‬
‫ول كن لزيادة الفائدة نذ كر ب عض الثار الدالة على براءة أم ي الؤمن ي علي ر ضي ال‬
‫عنه ما نسبه إليه الرافضة من دعوى النصية والحقية باللفة من أب بكر وعمر وعثمان‬
‫رضي ال عنهم والروية عنه نفسه فمنها ‪:‬‬
‫الثار الرويـة عـن علي رضـي ال عنـه والدالة على عدم النصـية ل عليـه ول على‬
‫غيه ‪:‬‬
‫‪ -1‬روى مسلم ‪ -‬وغيه ‪ -‬بسنده إل أب الطفيل قال ‪ :‬سئل علي ‪ :‬أخصّكم رسول‬
‫ال بشي ؟ فقال ‪ :‬ما خصنا رسول ال بشيء ل يعم به الناس كافة إل ما كان ف‬
‫قراب سيفي هذا ‪ .‬فأخرج صحيفة مكتوبًا فيها ‪ « :‬لعن ال من ذبح لغي ال ‪ ،‬ولعن ال‬
‫من سرق منار الرض ‪ ،‬ولعن ال من لعن والده ‪ ،‬ولعن ال من آوى مدثًا » (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬وعصن عمرو بصن سصفيان قال ‪ :‬لاص ظهصر علي يوم المصل قال ‪ :‬أيهصا الناس ‪ :‬إن‬
‫رسول ال ل يعهد إلينا ف هذه المارة شيئًا حت رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر‬
‫فأقام واستقام حت مضى سبيله ‪ ،‬ث إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر ‪ ،‬فأقام‬
‫وا ستقام ح ت ضرب الد ين برا نه ‪ ،‬ث إن أقوامًا طلبوا الدن يا فكا نت أمور يق ضي ال‬
‫فيها (‪. )2‬‬
‫‪ -3‬وقال ا بن سعد ف الطبقات ‪ :‬أخب نا وك يع بن الراح عن أ ب ب كر الذل عن‬
‫السن قال ‪ :‬قال علي لا ُقبِ ضَ النب نظرنا ف أمرنا فوجدنا النب قد قدم أبا بكر ف‬
‫الصلة فرضينا لدنيانا من رضى رسول ال لديننا فقدمنا أبا بكر (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف صحيحه ك ‪ :‬الضاحي ‪ .‬ب ‪ :‬تري الذبح لغي ال ‪ ،‬ح ‪، )3/1567( ، 1978‬‬
‫والنسائي ف الطهارة ‪ ، 105 :‬وأحد ف السند (‪. )1/118‬‬
‫‪ )(2‬قال الباركفوري ‪ :‬أخرجه أحد ‪ ،‬والبيهقي ف ‪ :‬دلئل النبوة بسند حسن تفة الحوذي (‪. )6/478‬‬
‫‪ )(3‬طبقات ابن سعد (‪ . )3/183‬وأخرجه ابن عساكر بأطول منه ‪ .‬انظر ‪ :‬تاريخ اللفاء للسيوطي (ص‬
‫‪ ، )177‬وأخرجه اللل ف السند من مسائل المام أحد ورقة (‪. )37‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ -4‬وعن أب وائل قال ‪ :‬قيل لعلي أل تستخلف علينا ؟ قال ‪ :‬ما استخلف رسول ال‬
‫فأ ستخلف ‪ ،‬ول كن إن يرد ال بالناس خيًا ف سيجمعهم على خي هم ك ما جع هم ب عد‬
‫نبيهم على خيهم (‪. )1‬‬
‫‪ -5‬وعصن قيصس بصن عباد قال ‪ :‬كنصا مصع علي فكان إذا شهصد مشهدًا أو أشرف على‬
‫أك مة أو ه بط واديًا قال ‪ :‬سبحان ال ‪ ،‬و صدق ال ور سوله ‪ ...‬إل أن قال ‪ :‬ف سألناه‬
‫ص ‪ ( :‬فهصل عهصد رسصول ال إليصك شيئًا ف ذلك ؟ قال ‪ :‬فأعرض عنصا ‪ ،‬وألحنصا‬ ‫فقلن ا‬
‫عليه ‪ ،‬فلما رأى ذلك قال ‪ :‬وال ما عهد إلّ رسول ال عهدًا إل شيئًا عهده إل الناس‬
‫‪ ،‬ولكن الناس وقفوا على عثمان رضي ال عنه فقتلوه ‪ ،‬فكان غيي فيه أسوأ حالً وفعلً‬
‫من ‪ ،‬ث إن رأيت أن أحقهم بذا المر فوثبت عليه ‪ ،‬فال أعلم أصبنا أم أخطأنا (‪. )2‬‬
‫فكل هذه النصوص تدلّ دللة قاطعة على أن رسول ال ل يوص باللفة ول يعهد‬
‫با لحد بعده ل أب بكر ‪ ،‬ول علي ‪ ،‬ول غيها ‪ ،‬وإنا ظهر منه أقوال وأفعال تدل على‬
‫أنه يريدها لب بكر بعده ‪ ،‬ويقر ذلك ويرضى به وأنه يعلم أن السلمي لن يتاروا عليه‬
‫غيه كما مر ‪.‬‬

‫‪ )(1‬قال الباركفوري ‪ :‬أخرجه الاكم ف الستدرك ‪ ،‬وصححه البيهقي ف ‪ :‬الدلئل تفة الحوذي (‬
‫‪. )6/478‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحد ف مسنده ‪ ،‬وقال صاحب الفتح الربان ‪ :‬فيه علي بن زيد وهو ابن جدعان وثقه بعضهم‬
‫وضعفه آخرون وإسناده جيد ‪ .‬الفتح الربان (‪ . )23/116‬وصححه أحد شاكر ‪ .‬انظر ‪ :‬السند ح‬
‫‪. )2/287( ، 1206‬‬

‫‪141‬‬
‫ثبوت مبايعة علي والزبي لب بكر رضي ال عنهم ‪:‬‬
‫ثبت بالسانيد الصحيحة مبايعة علي والزبي لب بكر رضي ال عنهم بعد وفاة النب‬
‫وقبل دفنه من ذلك ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه أ بو سعيد الدري ر ضي ال ع نه قال ‪ :‬قُ بض ر سول ال ‪ ،‬واجت مع‬
‫الناس ف دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر ‪ ...‬إل أن قال ‪ :‬فصعد أبو بكر النب ‪،‬‬
‫فن ظر ف وجوه القوم فلم ير الزب ي ‪ ،‬قال ‪ :‬فد عا بالزب ي ‪ ،‬فجاء ‪ ،‬فقال ‪ :‬قلت ا بن ع مة‬
‫رسصول ال وحواريصه ‪ ،‬أردت أن تشصق عصصا السصلمي ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل تثريصب يصا خليفصة‬
‫رسول ال فقام فبايعه ‪ ،‬ث نظر ف وجوه القوم ‪ ،‬فلم ير عليًا ‪ ،‬فدعا بعلي بن أب طالب‬
‫‪ ،‬فجاء فقال ‪ :‬قلت ابصن عصم رسصول ال ‪ ،‬وختنصه على ابنتصه ‪ ،‬أردت أن تشصق عصصا‬
‫السلمي ‪ ،‬قال ‪ :‬ل تثريب يا خليفة رسول ال فبايعه ) (‪. )1‬‬
‫( ‪ )2‬ويعضد ما سبق قول موسى بن عقبة ف مغازيه عن سعد بن إبراهيم ‪.‬حدثن أب‬
‫أن أباه عبد الرحن بن عوف كان مع عمر وأن ممد بن مسلمة كسر سيف الزبي ‪ ،‬ث‬
‫خطب أبو بكر واعتذر إل الناس وقال ‪ :‬ما كنت حريصًا على المارة يومًا ول ليلة ‪ ،‬ول‬
‫سألتها ف سر ول علنية ‪ ،‬فقبل الهاجرون مقالته ‪ .‬وقال علي والزبي ‪ :‬ما غضبنا إل أن‬
‫أُخّرنا عن الشورة ‪،‬‬

‫‪ )(1‬قال الافظ ابن كثي ‪ ( :‬رواه البيهقي عن الاكم ‪ ،‬وأب ممد بن حامد القري ‪ .‬وقد رواه علي بن عاصم‬
‫عن الريري عن أب ضرة عن أب سعيد الدري ‪ ) ...‬قال ‪ ( :‬وهذا إسناد صحيح مفوظ من حديث أب‬
‫نضرة النذر بن مالك عن أب سعيد سعد بن مالك بن سنان الدري ) ‪ ،‬قال ‪ ( :‬وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة‬
‫علي بن أب طالب أما ف أول يوم أو اليوم الثان من الوفاة ) قال ‪ ( :‬وهذا حق فإن علي بن أب طالب ل‬
‫يفارق الصديق ف وقت من الوقات ول ينقطع ف صلة من الصلوات خلفه ) ‪ .‬انظر ‪ :‬البداية والنهاية (‬
‫‪. )5/249‬‬

‫‪142‬‬
‫وإنا نرى أن أبا بكر أحق الناس با ‪ ،‬إنه لصاحب الغار ‪ ،‬وإنا لنعرف شرفه وخبه ‪ ،‬ولقد‬
‫أمره رسول ال أن يصلي بالناس وهو حي ) (‪. )1‬‬
‫والعذر ف ذلك ‪ -‬وهو عدم مشورتم ‪ -‬كما قال الازري ‪ ( :‬إنه خشي من التأخر‬
‫عن البيعة الختلف لا وقع من النصار ) (‪ )2‬وسيأت ف حديث السقيفة ‪.‬‬
‫أما ما ثبت ف الصحيحي (‪ ، )3‬أن عليّا رضي ال عنه بايع أبا بكر رضي ال عنه بعد‬
‫وفاة فاطمة رضي ال عنها ‪ -‬بعد ستة أشهر من وفاة النب ‪ -‬فما ذلك إل لنا رضي‬
‫ال عنها كانت قد أخذت ف خاطرها على أب بكر رضي ال عنه بعض العتب ‪ ،‬لتوهها‬
‫أن لا ف مياث النب حق ‪- ،‬والصواب خلف ذلك لورود النص ‪ ،‬وكذلك ف صدقة‬
‫الرض ال ت ب يب ‪ ،‬فلم تكلم ال صديق ح ت ما تت فاحتاج علي أن يرا عي خاطر ها ب عض‬
‫الشيء ‪ ،‬فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها رأى علي أن يدد البيعة مع أب بكر‬
‫رضي ال عنهما ‪ ...‬مع ما تقدم له من البيعة قبل دفن رسول ال ) (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬البداية والنهاية لبن كثي (‪ )5/250‬وقال ‪ :‬إسناده جيد ‪.‬‬


‫‪ )(2‬فتح الباري (‪ )7/495‬وقد صرّح بذلك أبو بكر رضي ال عنه كما ف الديث الذي رواه المام أحد‬
‫وغيه وفيه ‪ ... ( :‬فبايعون لذلك وقبلتها وتوفت أن تكون فتنة بعدها ردّة ) قال ابن كثي ‪ :‬هذا إسناد جيد‬
‫قوي ‪ .‬انظر ‪ :‬البداية والنهاية (‪. )5/248‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬البخاري ك ‪ :‬الغازي ‪ .‬ب ‪ :‬غزوة خيب فتح الباري (‪ )7/493‬ومسلم ك ‪ :‬الهاد والسي ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫قوله ‪ « :‬ل نُورَث ما تركناه صدقة » ‪ ،‬ح ‪. )3/1380 ( ، 1759‬‬
‫‪ )(4‬البداية والنهاية (‪ . )250 ، 5/249‬وانظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )7/495‬‬

‫‪143‬‬
‫استعراض تاريي لطرق تولية اللفاء الراشدين رضي ال عنهم‬
‫ب عد ذلك ن ستعرض طرق تول ية اللفاء الراشد ين ر ضي ال عن هم لنأ خذ من ها الطرق‬
‫الشرعية لتولية المام من بعدهم وهي كالتال ‪:‬‬
‫تولية أب بكر الصديق رضي ال عنه‬
‫ل وم نه‬
‫روى البخاري ف صحيحه عن ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه حديثًا طوي ً‬
‫( ‪ ...‬وأنه قد كان من خبنا حي توف ال نبيه أن النصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم‬
‫ف سقيفة بن ساعدة ‪ ،‬وخالف عنا علي والزبي ومن معهما ‪ ،‬واجتمع الهاجرون إل أب‬
‫بكر ‪ ،‬فقلت لب بكر ‪ :‬انطلق بنا إل إخواننا هؤلء من النصار فانطلقنا نريدهم ‪ ،‬فلما‬
‫دنونصا منهصم لقينصا منهصم رجلن صصالان (‪ ، )1‬فذكرا مصا تال عليصه القوم ‪ ،‬فقال ‪ :‬أيصن‬
‫تريدون يا معشر الهاجرين ؟ فقلنا ‪ :‬نريد إخواننا هؤلء من النصار ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل عليكم‬
‫أل تقربوهم أقضوا أمر كم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬وال لنأتينهم ‪ ،‬فانطلق نا ح ت أتينا هم ف سقيفة ب ن‬
‫ساعدة ‪ ،‬فإذا رجل مزمّل بي ظهراينهم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬من هذا ؟ فقالوا ‪ :‬هذا سعد بن عبادة‬
‫ل تشهّد خطيبهم (‪ )2‬فأثن على ال با هو‬ ‫فقلت ‪ :‬ماله ؟ فقالوا ‪ :‬يوعك ‪ ،‬فلما جلسنا قلي ً‬
‫أهله ث قال ‪ :‬أ ما ب عد ‪ :‬فن حن أن صار ال وكتي بة ال سلم ‪ ،‬وأن تم ‪ -‬مع شر الهاجر ين ‪-‬‬
‫رهط ‪ ،‬وقد دفّت دافّة (‪ )3‬من‬

‫‪ )(1‬وردت تسميتها ف بعض الروايات وها ‪ :‬عوير بن ساعدة ‪ ،‬ومعن بن عدي ‪ .‬انظر ‪ :‬سية ابن هشام (‬
‫‪ ، )4/660‬وفتح الباري (‪ ، )12/151‬والفتح الربان (‪. )23/60‬‬
‫‪ )(2‬قال الافظ ابن حجر ‪ :‬ل أقف على اسه ‪ ،‬وكان ثابت بن قيس بن شاس يدعى خطيب النصار ‪ ،‬فالذي‬
‫يظهر أنه هو ‪ ،‬فتح الباري (‪. )12/151‬‬
‫‪ )(3‬الدافة ‪ :‬العدد القليل وأصله من الدف وهو السي البطيء ف جاعة فتح الباري (‪. )12/151‬‬

‫‪144‬‬
‫قوم كم فإذا هم يريدون أن يتزلو نا من أ صلنا وأن يضنو نا (‪ )1‬من ال مر ‪ ،‬فل ما سكت‬
‫أردت أن أتكلم وكنت أداري منه بعض الد ‪ ،‬فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر ‪ :‬على‬
‫رسلك ‪ ،‬فكرهت أن أغضبه ‪ ،‬فتكلم فكان هو أحلم من وأوقر ‪ ،‬وال ما ترك من كلمة‬
‫أعجبتن ف تزويري إل قال ف بديهته مثلها أو أفضل منها حت سكت ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما ذكرت‬
‫في كم من خ ي فأن تم له أ هل ولن يعرف هذا ال مر إل لذا ال ي من قر يش ‪ ،‬هم أو سط‬
‫العرب نسبًا ودارًا وقد رضيت لكم هذا أحد هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ‪ -‬فأخذ‬
‫بيدي ويد أب عبيدة عامر بن الراح وهو جالس بيننا ‪ -‬فلم أكره ما قال غيها ‪ ،‬كان‬
‫وال أن أُقدّم فتضرب عن قي ل يقرب ن من ذلك إ ث أ حب إل من أن تأمّ ر على قوم في هم‬
‫أ بو ب كر ‪ ،‬الل هم إل أن ت سول إل نف سي ع ند الوت شيئًا ل أجده الن ‪ ،‬فقال قائل من‬
‫النصار (‪ : )2‬أنا جذيلها الحكك ‪ ،‬وعذيقها الرجب (‪ ، )3‬منا أمي ومنكم أمي يا معشر‬
‫قريش ‪ ،‬فكثر اللغط وارتفعت الصوات حت فرقت من الختلف ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ابسط يدك‬
‫يا أبا بكر ‪ ،‬فبسط يده فبايعته وبايعه الهاجرون ث بايعته النصار ونزونا على سعد بن‬
‫عبادة فقال قائل منهم ‪ :‬قتلتم سعد بن عبادة ‪ ،‬فقلت ‪ :‬قتل ال سعد بن عبادة (‪ ، )4‬قال‬
‫عمر ‪ :‬وإنا وال‬

‫‪ )(1‬حضنه واحتضنه عن المر أخرجه منه ناحية عنه واستبد به أو حبسه عنه ‪ ،‬فتح الباري (‪. )12/152‬‬
‫‪ )(2‬ف الروايات الخر ‪ :‬هو الباب بن النذر ‪ .‬انظر مثلً ‪ :‬الفتح الربان (‪ )23/58‬وعند البخاري نفسه ف‬
‫ك ‪ :‬فضائل الصحابة باب قول النب ‪ « :‬لو كنت متخذًا خليلً » فتح الباري (‪ )7/20‬وغيها ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الذل ‪ :‬عود ينصب للبل الرباء لتحتكّ فيه ‪ ،‬فأراد أنه يستشفى برأيه ‪ ،‬والعُذيق ‪ :‬تصغي عذق ‪،‬‬
‫والرجّب ‪ :‬أي يدعم النخلة إذا كثر حلها ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )7/31‬‬
‫‪ )(4‬هناك روايات أخر تذكر تراجع سعد رضي ال عنه فقد روى المام أحد ف مسند الصديق عن عثمان عن‬
‫أب معاوية عن داود بن عبد ال الودي عن حيد بن عبد الرحن ‪ -‬هو الميي ‪ ، -‬فذكر حديث السقيفة‬
‫وفيه ‪ :‬إن الصديق قال ‪ :‬قريش ولة هذا المر ‪ ،‬فبّر الناس تبع لبهم ‪ ،‬وفاجرهم تبع لفاجرهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال‬
‫له سعد ‪ :‬صدقت ‪ ،‬نن الوزراء وأنتم المراء ‪ .‬السند (‪ )1/5‬قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ :‬فهذا مرسل‬
‫حسن ولعل حيدًا أخذه من بعض الصحابة الذين شهدوا ذلك ‪ ...‬قال ‪ :‬وفيه فائدة جليلة جدًا ‪ ،‬وهي أن‬
‫سعد بن عبادة نزل عن مقامه الول ف دعوى المارة وأذعن للصديق بالمارة فرضي ال عنهم أجعي ‪.‬‬
‫منهاج السنة (‪ ، )1/143‬أما أحد شاكر فقد ضعف هذا الديث لنقاطعه قال ‪ :‬فإن حيد بن عبد الرحن =‬

‫‪145‬‬
‫ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أب بكر ‪ ،‬خشينا إن فارقنا القوم ول تكن‬
‫بيعة أن يبايعوا رجلً منهم بعدنا ‪ ،‬فإما بايعناهم على ما ل نرضى ‪ ،‬وإما نالفهم فيكون‬
‫(‪)1‬‬
‫ل من غي مشورة من السلمي فل يتابع هو ول الذي بايعه َت ِغرّ َه‬ ‫فسادًا ‪ ،‬فمن بايع رج ً‬
‫أن يقتل ) (‪. )2‬‬
‫فهذه هي البي عة الول ك ما تذكر ها ال صادر ‪ ،‬و هي بي عة فضلء وكبار الهاجر ين‬
‫والنصار له رضي ال عنه ‪ ،‬ث تبعتها البيعة الثانية وهي بيعة عامة السلمي ف السجد‬
‫على النب ‪ ،‬وروى البخاري ف صحيحه عن أنس بن مالك رضي ال عنه أنه سع خطبة‬
‫عمر الخرة حي جلس على النب ‪ ،‬وذلك‬

‫‪ =1‬الميي التابعي الثقة يروي عن أمثال أب هريرة وأب بكرة وابن عمر وابن عباس ‪ ...‬ول يصرح هنا بن‬
‫حدثه هذا الديث ‪ ،‬وظاهر أنه ل يدرك وفاة الرسول وحديث السقفية (‪ . )1/164‬وقال اليثمي ‪ :‬رجاله‬
‫ثقات إل أن حيد بن عبد الرحن ل يدرك أبا بكر ‪ .‬انظر ‪ :‬ممع الزوائد (‪. )5/191‬‬
‫() قال ف النهاية ‪ :‬مصدر غررته إذا ألقيته ف الغرر ‪ ،‬وهي من التغرير كالّت ِعلّة من التعليل ‪ ،‬وف الكلم مضاف‬
‫تقديره ‪ :‬خوف تغرة أن يقتل أي ‪ :‬خوف وقوعهما ف القتل ‪ .‬انظر ‪ :‬النهاية ف غريب الديث والثر (‬
‫‪ )3/356‬ط ‪ .‬أول ‪ 1383‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(2‬البخاري ك ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ :‬رجم البلى رقم (‪ . )31‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ )22/144‬وسية ابن هشام‬
‫(‪ )4/660‬المام أحد ‪ .‬انظر ‪ :‬الفتح الربان (‪ ، )23/58‬ومناقب عمر بن الطاب لبن الوزي (ص ‪)51‬‬
‫‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫الغد من يوم توف النب فتشهد وأبو بكر صامت ل يتكلم قال ‪ :‬كنت أرجو أن يعيش‬
‫ر سول ال ح ت يدبر نا ‪ -‬ير يد بذلك أن يكون آخر هم ‪ -‬فإن ي كن م مد قد مات‬
‫فإن ال قصد جعصل بيص أظهركصم نورًا تتدون بصه باص هدى ال ممدًا ‪ ،‬وإن أبصا بكصر‬
‫صاحب رسول ال ثان اثني فإنه أول بأموركم فقوموا فبايعوه ‪ ،‬وكانت طائفة منهم‬
‫قد بايعوه قبل ذلك ف سقيفة بن ساعدة ‪ ،‬وكانت بيعة العامة على النب ‪.‬‬
‫قال الزهري ‪ :‬عن أ نس بن مالك سعت ع مر يقول ل ب ب كر يومئذ ‪ :‬ا صعد ال نب ‪،‬‬
‫فلم يزل به حت صعد النب فبايعه الناس عامة (‪. )1‬‬
‫قال ابن كثي ‪ ( :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬ث تكلّم أبو بكر فحمد ال وأثن عليه بالذي هو‬
‫أهله ث قال ‪ :‬أيها الناس إن قد وليت عليكم ولست بيكم ‪ ،‬فإن أحسنت فأعينون ‪،‬‬
‫وإن أسأت فقوّمون ‪ ،‬الصدق أمانة ‪ ،‬والكذب خيانة ‪ ،‬والضعيف فيكم قوي عندي حت‬
‫أر جع إل يه ح قه ‪ ،‬والقوي في كم ضع يف ح ت آ خذ ال ق م نه إن شاء ال ‪ ،‬ل يدع قوم‬
‫الهاد إل خذلم ال بالذل ‪ ،‬ول تشيع الفاحشة ف قوم إل عمهم ال بالبلء ‪ ،‬أطيعون ما‬
‫أط عت ال ور سوله ‪ ،‬فإذا ع صيت ال ور سوله فل طا عة ل علي كم قوموا إل صلتكم‬
‫يرحكم ال ) (‪. )2‬‬
‫النتائج الستخلصة ‪:‬‬
‫هذه زبدة الروايات ال ت وردت ف بي عة أ ب ب كر ر ضي ال ع نه بالل فة ‪ ،‬ول نا أن‬
‫ن ستنتج من مموع هذه الروايات ب عض الفوائد الا صة بوضوع نا ف من هذه الفوائد ما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬الستخلف ‪ ، 51 ،‬فتح الباري (‪ ، )13/206‬والبداية والنهاية (‬


‫‪ ، )6/301‬وسية ابن هشام (‪... )4/661‬‬
‫‪ )(2‬البداية والنهاية (‪ )16/301‬وقال ‪ :‬إسناده صحيح ‪ .‬وانظر ‪ :‬سية ابن هشام (‪. )4/661‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ -1‬الدللة على أن النصب ل ينصص صصراحة على الليفصة مصن بعده ‪ ،‬وإن أخصب بنص‬
‫سيتول ‪ ،‬وف هذا دللة على أن للمام أن يترك الختيار للمسلمي من بعده ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن بي عة أ ب ب كر ر ضي ال تعال ع نه ت ت ب عد مشاورات ب ي فضلء الهاجر ين‬
‫والنصصار ‪ ،‬وفص هذا دللة على أن الذي يقوم بالختيار هصم فضلء القوم وعلماؤهصم‬
‫ورؤساؤهم وهم من يسمّمون بص ( أهل الل والعقد ) وسيأت دراسة مفصلة لهل الل‬
‫والعقد قريبًا إن شاء ال ‪.‬‬
‫‪ -3‬ل يشترط الجاع التام على اختيار اللي فة فل ت ضر مال فة ب عض القوم ك ما ل‬
‫تضر مالفة سعد بن عبادة رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪ -4‬مشروعية البيعة للخليفة الختار من قبل أهل الل والعقد أو ًل ‪ ،‬ث من قبل عامة‬
‫السلمي ثانيًا ‪ ،‬كما تّ لب بكر رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪ -5‬ل يشترط ف النتخاب حضور جيع أهل الل والعقد كما ‪ :‬ل يضر تلف علي‬
‫بن أب طالب ‪ ،‬والزبي بن العوام رضي ال عنهما حيث تلفا عن الختيار ‪ -‬كما ذكرت‬
‫بعض الروايات (‪ - )1‬لتجهيز النب وإن كانا بايعا بعد ذلك (‪. )2‬‬
‫وعلى ضوء هذه النقاط ستتضح لنا الطريقة الول لنعقاد اللفة وهي النتخاب من‬
‫قبل أهل الل والعقد ‪ ،‬والت سنوضحها بعد هذا العرض التاريي لبايعة الربعة رضي ال‬
‫تعال عنهم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬سية ابن هشام (‪ ، )4/658‬والبداية والنهاية (‪. )6/301‬‬


‫‪ )(2‬البداية والنهاية (‪ . )6/302‬وانظر ‪ :‬مبايعتهما لب بكر رضي ال عنهم بعد وفاة النب بيوم أو بيومي‬
‫(ص ‪ )133‬من هذا الفصل ‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬تولية عمر رضي ال عنه ‪:‬‬
‫أ ما انعقاد الل فة لع مر فثب تت بطري قة أخرى مغايرة ‪ -‬إل حد ما ‪ -‬ولكن ها شرع ية‬
‫أيضًا بالدللة السابقة وهي طريقة الستخلف ( العهد ) ‪.‬‬
‫قال ابن الوزي ‪ ( :‬عن السن بن أب السن رضي ال عنه قال ‪ :‬لا ثقل أبو بكر‬
‫رضوان ال تعال عليه واستبان له من نفسه ‪ .‬جع الناس فقال ‪ :‬إنه قد نزل ب ما ل ترون‬
‫ول أظنن إل لأت ‪ ،‬وقد أطلق ال أيانكم من بيعت ‪ ،‬وحلّ عنكم عقدت ‪ ،‬وردّ عليكم‬
‫أمر كم ‪ ،‬فأمّروا علي كم من أحبب تم فإن كم إن أمّر ت علي كم ف حياة م ن كان أجدر أل‬
‫تتلفوا بعدي ‪ ،‬فقاموا فص ذلك وحلوا عنصه فلم تسصتقم لمص ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إرأ لنصا يصا خليفصة‬
‫ر سول ال قال ‪ :‬فلعل كم تتلفون ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فعلي كم ع هد ال على الر ضا ؟‬
‫قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬فأمهلون أنظر ل ودينه ولعباده ‪ ،‬فأرسل أبو بكر إل عثمان بن عفان‬
‫رضي ال ع نه فقال ‪ :‬أ شر علي بر جل ‪ .‬وال إنك عندي ل ا لهل ومو ضع فقال ‪ -‬أي‬
‫عثمان ‪ : -‬ع مر ‪ .‬فقال ‪ :‬اك تب ‪ . ،‬فك تب ح ت انت هى إل ال سم فغُ شي عل يه ث أفاق‬
‫فقال ‪ :‬اكتب عمر ) (‪. )1‬‬
‫وذكر أنه لا أراد العقد دعا عبد الرحن بن عوف فيما ذكر ابن سعد عن الواقدي عن‬
‫ابن أب سبة عن عبد الجيد بن سهيل عن أب سلمة ابن عبد الرحن قال ‪ -‬وذكر طرقًا‬
‫أخر ‪ : -‬إن أبا بكرالصديق لا اسُت ِع ّز به (‪ )2‬دعا عبد الرحن بن عوف فقال ‪ :‬أخبن عن‬
‫عمر بن الطاب ‪ ،‬فقال عبد الرحن ‪ :‬ما تسألن عن أمر إل وأنت أعلم به من ‪ ،‬فقال أبو‬
‫ب كر ‪ :‬وإن ‪ ...‬فقال ع بد الرح ن ‪ :‬و هو وال أف ضل من رأ يك ف يه ‪ ،‬ث د عا عثمان بن‬
‫عفان فقال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬مناقب عمر بن الطاب (ص ‪. )52‬‬


‫‪ )(2‬كذا والراد اشتد به الرض ‪ .‬كما ف مناقب عمر لبن الوزي (ص ‪. )54‬‬

‫‪149‬‬
‫أخبن عن عمر فقال ‪ :‬أنت أخبنا به ‪ ،‬فقال ‪ :‬على ذلك يا أبا عبد ال ‪ ،‬فقال عثمان ‪:‬‬
‫اللهم علمي به أن سريرته خي من علنيته ‪ ،‬وأنه ليس فينا مثله ‪ .‬فقال أبو بكر ‪ :‬يرحك‬
‫ال ‪ ،‬وال لو ترك ته ما عدو تك ‪ ،‬وشاور معه ما سعيد بن ز يد أ با العور ‪ ،‬وأ سيد بن‬
‫الضي ‪ ،‬وغيها من الهاجرين والنصار ‪ ،‬فقال أسيد ‪ :‬اللهم علمه الية بعدك يرضى‬
‫سرّ خ ي من الذي يعلن ‪ ،‬ول يل هذا ال مر أ حد‬ ‫للر ضى ‪ ،‬وي سخط لل سخط ‪ ،‬الذي يُ ِ‬
‫أقوى عليه منه ‪ ،‬وسع بعض أصحاب النب بدخول عبد الرحن وعثمان على أب بكر‬
‫وخلوتم به ‪ ،‬فدخلوا على أب بكر فقال له قائل منهم ‪ :‬ما أنت قائل لربك إذا سألك عن‬
‫استخلفك عمر علينا وقد ترى غلظته ؟ فقال أبو بكر ‪ :‬أجلسون ‪ ،‬أبا ل توفون ؟ ‪:‬‬
‫خاب من تزود من أمركم بظلم أقول ‪ :‬اللهم إن استخلفت عليهم خي أهلك ‪ ،‬أبلغ ما‬
‫قلت لك من ورائك ‪ ،‬ث اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال ‪ ( :‬اكتب بسم ال الرحن‬
‫الرحيم ‪ :‬هذا ما عهد أبو بكر بن أب قحافة ف آخر عهده بالدنيا خارجًا منها ‪ ،‬وعند‬
‫ل فيها ‪ .‬حيث يؤمن الكافر ‪ ،‬ويوقن الفاجر ‪ ،‬ويصدق الكاذب ‪.‬‬ ‫أول عهده بالخرة داخ ً‬
‫إن استخلفت عليكم بعدي عمر بن الطاب فاسعوا له وأطيعوا ‪ ،‬وإن ل آل ال ورسوله‬
‫ودينه ونفسي وإياكم خيًا ‪ ،‬وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب من الث ‪ ،‬والي أردت ‪،‬‬
‫ول أعلم الغ يب ‪ ،‬و سيعلم الذ ين ظلموا أي منقلب ينقلبون ‪ ،‬وال سلم علي كم ورح ة ال‬
‫وبركاته ) ‪ .‬ث أمر بالكتاب فختمه ‪ .‬ث قال بعضهم ‪ :‬لا أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب‬
‫وبقي ذكر عمر ‪ :‬ف ُذهِب به قبل أن يسمي أحدًا ‪ ،‬فكتب عثمان إن قد استخلفت عليكم‬
‫عمر بن الطاب ث أفاق أبو بكر فقال ‪ :‬اقرأ علي ما كتبت ‪ ،‬فقرأ عليه فذكر عمر بن‬
‫الطاب فكبّر أبو بكر وقال ‪ :‬أراك خفت إن أقبلت نفسي ف غشيي تلك يتلف الناس ‪،‬‬
‫ل ‪ ،‬ث أمره فخرج بالكتاب‬ ‫فجزاك ال عن ال سلم وأهله خيًا ‪ ،‬وال إن ك نت ل ا له ً‬
‫متومًا ‪ .‬ومعصه عمصر بصن الطاب ‪ ،‬وأسصيد بصن سصعيد القرضصي ‪ ،‬فقال عثمان للناس ‪:‬‬
‫أتبايعون لن ف هذا الكتاب ؟ فقالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬قد علمنا به ‪ ،‬قال ابن سعد‬
‫‪ :‬علي القائل ‪ ،‬وهو عمر فأقروا بذلك جيعًا ورضوا به وبايعوا ‪ ،‬ث دعا أبو بكر‬

‫‪150‬‬
‫عمر خاليًا فأوصاه با أوصاه به ‪ ،‬ث خرج من عنده فرفع أبو بكر يديه مدًا فقال ‪ :‬اللهم‬
‫إنص ل أرد بذلك إل صصلحهم وخفصت عليهصم الفتنصة فعملت فيهصم باص أنصت أعلم بصه ‪،‬‬
‫واجتهدت لم رأي ‪ ،‬فوليت عليهم خيهم وأقواهم عليهم وأحرصهم على ما أرشدهم ‪،‬‬
‫وقد حضرن من أمرك ما حضر فاخلفن فيهم ‪ ،‬فهم عبادك ونواصيهم بيدك أصلح لم‬
‫واليهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نب الرحة وهدى الصالي بعده وأصلح‬
‫له رعيته (‪. )1‬‬
‫النتائج الستخلصة ‪:‬‬
‫فهذه مبايعة عمر رضي ال عنه ‪ ،‬ويكننا الن أن نستنتج منها على غرار ما تقدم ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬جواز الستخلف لشخص معي ‪.‬‬
‫‪ -2‬مشاورة أهل الل والعقد قبل العزم على تعيي الليفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬كتابة العقد للخليفة العهود إليه ‪.‬‬
‫‪ -4‬العهد ل يكفي لتولية المام ‪ ،‬وإنا ل بد من البيعة للمام العهود إليه ‪.‬‬
‫وعلى ضوء هذه النقاط سصتتضح طريقصة السصتخلف قريبًا إن شاء تعال ‪ .‬فلنرجصئ‬
‫التفصيل عنها إل موضعه ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬تولية عثمان بن عفان رضي ال عنه ‪:‬‬
‫ل ذكر فيه تفاصيل طعن‬
‫روى البخاري ف صحيحه عن عمرو بن ميمون حديثًا طوي ً‬
‫عمر رضي ال تعال عنه ‪ ،‬ث حله إل بيته ث دخولم عليه ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الطبقات الكبى لبن سعد (‪ . )200 ، 3/199‬وانظر الرواية هذه متصرة ف كل من تاريخ الطبي (‬
‫‪ )3/428‬الطبعة الثانية ‪ ،‬ومناقب عمر بن الطاب لبن الوزي (ص ‪. )54‬‬

‫‪151‬‬
‫وفيه ‪ :‬فقالوا ‪ :‬أوص يا أمي الؤمني ‪ ،‬استخلف (‪ . )1‬فقال ‪ :‬ما أجد أحق بذا المر من‬
‫هؤلء الن فر ‪ -‬أو الر هط ‪ -‬الذ ين تو ف ر سول ال و هو عن هم راض ‪ :‬ف سمى عليّ ا ‪،‬‬
‫وعثمان ‪ ،‬والزب ي ‪ ،‬وطل حة ‪ ،‬و سعدًا ‪ ،‬وع بد الرح ن (‪ . )2‬وقال ‪ :‬يشهد كم ع بد ال بن‬
‫عمر وليس له من المر شيء ‪ -‬كهيئة التعزية له ‪ -‬فإن أصابت المرة سعدًا فهو ذاك وإل‬
‫فليستعن به أيكم ما ُأمّر ‪ ،‬فإن ل أعزله عن عجز ول خيانة ‪ ...‬إل أن قال الراوي ‪ :‬فلما‬
‫فرغ من دف نه اجت مع هؤلء الر هط فقال ع بد الرح ن ‪ :‬اجعلوا أمر كم إل ثل ثة من كم ‪.‬‬
‫فقال الزبيص ‪ :‬قصد جعلت أمري إل علي ‪ .‬فقال طلحصة ‪ :‬قصد جعلت أمري إل عثمان ‪.‬‬
‫وقال سعد ‪ :‬قد جعلت أمري إل عبد الرحن بن عوف ‪ ،‬فقال عبد الرحن ‪ :‬أيكما تبأ‬
‫مصن هذا المصر فنجعله إليصه وال عليصه والسصلم لينظرن أفضلهصم فص نفسصه ‪ ،‬فأسصكت‬
‫الشيخان ‪ ،‬فقال ع بد الرح ن ‪ :‬أفتجعلو نه إلّ وال علي أن ل آلو عن أفضل كم ؟ قال ‪:‬‬
‫ن عم ‪ ،‬فأ خذ ب يد أحده ا فقال ‪ :‬لك قرا بة من ر سول ال والقدم ف ال سلم ما قد‬
‫علمت ‪ ،‬فال عليك لئن أ ّمرْتك لتعدلن ولئن َأ ّم ْرتُ عثمان لتسمعن ولتطيعن ‪.‬‬

‫‪ )(1‬ثبت عنه رضي ال عنه أنه قيل له ‪ :‬أل تستخلف يا أمي الؤمني ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن أستخلف فقد استخلف من‬
‫هو خي من ‪ -‬يعن أبا بكر ‪ -‬وإن أترك فقد ترك من هو خي من ‪ -‬يعن رسول ال ‪ -‬فأثنوا عليه فقال ‪:‬‬
‫( راغب وراهب وددت أن نوت منها كفافًا ل ل ول علي ‪ ،‬ل أتملها حيًا وميتًا ) ‪ .‬متفق عليه وسبق‬
‫تريه (ص ‪ . )125‬والمع بي هذا واستخلفه أحد الستة ‪ :‬يتمل أن يكون ذلك ف صحته قبل طعن‬
‫الجوسي له ‪ ،‬ويتمل أن يكون قاله ث تراجع ونصّ على هؤلء الستة ‪.‬‬
‫‪ )(2‬هؤلء هم بقية العشرة البشرين بالنة منهم ‪ :‬أبو بكر ‪ ،‬وأبو عبيدة ‪ .‬وقد توفوا ‪ .‬ومنهم ‪ :‬عمر بن‬
‫الطاب ‪ ،‬ومنهم سعيد بن زيد ‪ ،‬وهذا ل ينصّ عليه ف أهل الشورى ولعل السبب ف ذلك لنه ابن عم عمر‬
‫فلم يسمّه عمر مبالغة ف التبي من المر وال أعلم ) ‪ .‬فتح الباري (‪. )7/67‬‬

‫‪152‬‬
‫ث خل بال خر فقال م ثل ذلك ‪ ،‬فل ما أ خذ اليثاق قال ‪ :‬ار فع يدك أباي عك يا عثمان‬
‫فبايعه ‪ ،‬فبايعه علي وول أهل الدار فبايعوه (‪. )1‬‬
‫وف بعض الروايات أنا لا انصرت بي عثمان وعلي رضي ال عنهما ‪ ( :‬نض عبد‬
‫الرحن بن عوف يستشي الناس فيهما ويمع رأي السلمي برأي رؤوس الناس وأخيارهم‬
‫جيعًا وأشتاتًا ‪ ،‬مثن وفرادى ومتمعي ‪ ...‬فسعى ف ذلك عبد الرحن ثلثة أيام بلياليهن‬
‫ل يغتمض بكثي نوم إل صلة ودعاء واستخارة وسؤا ًل من ذوي الرأي عنهم ‪ ،‬فلم يد‬
‫أحدًا يعدل بعثمان بن عفان رضي ال عنه (‪. )2‬‬
‫وهكذا تتص البيعصة لعثمان رضصي ال عنصه بإجاع الصصحابة رضوان ال عليهصم كمصا‬
‫قال المام أحدص رحهص ال تعال ‪ ( :‬ل يتمعوا على بيعصة أحصد كمصا اجتمعوا على بيعصة‬
‫عثمان ) (‪. )3‬‬
‫النتائج الستخلصة ‪:‬‬
‫والذي يكن أن نستنتجه من هذه البيعة ما يلي ‪:‬‬
‫جواز العهصد إل أشخاص معينيص دون تعييص العهود إليصه بعينصه إذا كان ذلك هصو‬
‫الصلح ‪ ،‬ويرى ابن تيمية رحه ال سبب عدم تعيي واحد بعينه من‬

‫‪ )(1‬البخاري كتاب ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ ، 8 :‬قصة البيعة والتفاق على عثمان ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )7/59‬ونوه ف السند رقم (‪ ، )89‬بإسناد صحيح ‪ .‬انظر ‪ :‬السند (‪ )1/192‬تقيق شاكر ‪ ،‬وتاريخ‬
‫الطبي (‪ ، )4/228‬وتاريخ اللفاء (ص ‪ ، )135‬والبداية والنهاية (‪ )7/145‬على اختلف ف اللفاظ ‪.‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬البخاري كتاب ‪ :‬الحكام ‪ .‬باب ‪ ، 43 :‬كيف يبايع الناس المام ؟ فتح الباري (‪، )13/193‬‬
‫والبداية والنهاية (‪ )7/146‬واللفظ له ‪.‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )3/166‬‬

‫‪153‬‬
‫ال ستة ح ت ل يدث الختلف والاز عة ‪ .‬ول نه رأى الف ضل متقاربًا ف ال ستة ‪ ،‬ورأى‬
‫أيضًا أنه إذا عَيّن واحدًا قد ل يسن القيام بإمامة السلمي فيصبح عمر نفسه مسؤولً عنه‬
‫لنسبته إليه فترك التعيي خوفًا من التقصي (‪. )1‬‬
‫أ ما ا بن بطال ف هو يرى ‪ -‬ك ما ن قل ع نه ا بن جر ير ‪ -‬أن ف هذه الطري قة ج ع ب ي‬
‫طريقة الرسول ف ترك الستخلف وتفويض المر للمسلمي ‪ ،‬وبي طريقة صاحبه أب‬
‫بكر رضي ال عنه ف الستخلف قال ‪ :‬فأخذ من فعل النب طرفًا وهو ترك التعيي ‪،‬‬
‫ومن فعل أب بكر طرفًا وهو العهد لحد الستة وإن ل ينص عليه (‪ . )2‬فهي طريقة جامعة‬
‫بي العهد والختيار ‪.‬‬
‫تولية علي رضي ال عنه ‪:‬‬
‫بعصد حادثصة اسصتشهاد الليفصة الراشصد عثمان بصن عفان رضصي ال تعال عنصه ظهصر‬
‫الختلف ف صفوف السلمي ‪ ،‬وهو بق ‪ -‬كما يرى ابن تيمية ‪ -‬أول نزاع ظهر على‬
‫المامة ‪ ،‬حيث ما جرى من قبل ل يكن نزاعًا بالعن القيقي ( إل ما جرى ف اجتماع‬
‫ال سقيفة ‪ ،‬وما اتصلوا حت اتفقوا ‪ ،‬وم ثل هذه ل يسمى نزاعًا ) (‪ . )3‬وك ما قال حذي فة‬
‫رضي ال عنه ‪ ( :‬إنا ‪ -‬أي حادثة استشهاد عثمان ‪ -‬كانت أول الفت ‪ ،‬وآخرها فتنة‬
‫السيح ) (‪ . )4‬أما تصوير بعض الؤرخي وأصحاب الغراض ما كان ف السقيفة بأنه ‪:‬‬
‫الصراع الرهيب والتناحر على المامة فل أساس له من الصحة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬نفس الرجع (‪. )3/162‬‬


‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/207‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )1/29‬‬
‫‪ )(4‬السند من مسائل المام أحد للخلل ق ‪. )48( :‬‬

‫‪154‬‬
‫وقد واجه استخلف علي رضي ال عنه صعوبات كثية ‪ ،‬ل تواجه من سبقه ‪ ،‬منها‬
‫حادثة استشهاد عثمان رضي ال عنه ‪ ،‬ودخول القتلة الجرمي ف صف علي ‪ ،‬ومطالبة‬
‫بعض السلمي بالقصاص منهم ‪ ،‬وإنكار أهل الشام الماعي لبايعته (‪ ، )1‬وخروج بعض‬
‫كبار الصحابة رضي ال تعال عنهم كطلحة ‪ ،‬والزبي ‪ ،‬وعائشة ‪ ،‬وغيهم ‪.‬‬
‫والن نرى القصة الكاملة لتولية علي رضي ال تعال عنه‬
‫قال اللل ‪ ( :‬أ خبن م مد بن علي بن ممود قال ‪ :‬حدث نا أ بو ب كر الثرم ‪ -‬أمله‬
‫علينا من كتابه ‪ -‬حدثنا أبو عبد ال حدثنا إسحاق بن يوسف قال ‪ :‬حدثنا عبد اللك عن‬
‫سلمة بن كهيل عن سال ابن أب العد عن ممد بن النيفة قال ‪ :‬كنت مع علي رحه ال‬
‫وعثمان مصر ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتاه رجل فقال ‪ :‬إن أمي الؤمني مقتول ‪ ،‬ث جاء آخر فقال ‪ :‬إن‬
‫أميص الؤمنيص مقتول السصاعة ‪ ،‬قال ‪ :‬فقام علي رحهص ال ‪ ،‬قال ممصد ‪ :‬فأخذت بوسصطة‬
‫توفًا عليه ‪ .‬فقال ‪ :‬خلّ ل أم لك ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتى علي الدار وقد قتل الرجل رحه ال فأتى‬
‫داره فدخلها فأغلق بابه ‪ ،‬فأتاه الناس فضربوا عليه الباب فدخلوا عليه فقالوا ‪ :‬إن هذا قد‬
‫ُق تل ‪ ،‬ول بد للناس من خلي فة ول نعلم أحدًا أ حق ب ا م نك فقال ل م علي ‪ :‬ل تريدو ن‬
‫فإن لكم وزير خي من لكم أمي ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ل وال ل نعلم أحدًا أحق با منك قال ‪ :‬فإن‬
‫أبي تم علي فإن بيع ت ل تكون سرًا ‪ ،‬ول كن أخرج إل ال سجد ف من شاء يبايع ن بايع ن ‪،‬‬
‫فخرج إل ال سجد فباي عه الناس ‪ ،‬قال أ بو ع بد ال ‪ :‬ما سعته إل م نه ‪ ،‬ما أعج به من‬
‫حديث ) (‪. )2‬‬
‫وف رواية ‪ ( :‬فقال عبد ال بن عباس ‪ :‬فكرهت أن يأت السجد كراهية أن يشغب‬
‫عليه ‪ ،‬وأب هو إل السجد فلما دخل جاء الهاجرون والنصار فبايعوا وبايع الناس ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬نظام اللفة ف الفكر السلمي (ص ‪. )106‬‬


‫‪ )(2‬السند من مسائل المام أحد للخلل ق (‪. )63‬‬
‫‪ )(3‬السند من مسائل المام أحد للخلل ق (‪. )63‬‬

‫‪155‬‬
‫وقال ابن كثي ‪ :‬ذكر سيف بن عمر عن جاعة من شيوخه قالوا ‪ :‬بقيت الدينة خسة‬
‫أيام ب عد مق تل عثمان وأمي ها الغاف قي بن حرب يلتم سون من ييب هم إل القيام بال مر ‪،‬‬
‫وال صريون يلحون على علي و هو يهرب من هم إل اليطان ‪ ،‬ويطلب الكوفيون الزب ي فل‬
‫يدو نه ‪ ،‬والب صريون يطلبون طل حة فل ييب هم ‪ ،‬فقالوا ‪ ،‬في ما بين هم ل نول أحدًا من‬
‫هؤلء الثل ثة ‪ .‬فمضوا إل سعد بن أ ب وقاص فقالوا ‪ :‬إ نك من أ هل الشورى فلم يق بل‬
‫منهم ‪ ،‬ث راحوا إل ابن عمر فأب عليهم ‪ ،‬فحاروا ف أمرهم ث قالوا ‪ :‬إن نن رجعنا إل‬
‫أم صارنا بق تل عثمان من غ ي إمرة اختلف الناس ف أمر هم ول ن سلم ‪ ،‬فرجعوا إل علي‬
‫فألّوا عل يه وأ خذ الش تر النخ عي بيده فباي عه ‪ ،‬وذلك يوم الم يس الرا بع والعشر ين من‬
‫ذي الجة وذلك بعد مراجعة الناس لم ف ذلك وكلهم يقول ‪ :‬ل يصلح لا إل علي ‪،‬‬
‫فلما كان يوم المعة وصعد النب بايعه من ل يبايعه بالمس (‪. )1‬‬
‫وروى سيف عن أ ب حار ثة مرز العبش مي و عن أ ب عثمان يز يد بن أ سيد الغ سان‬
‫قال ‪ :‬لاص كان يوم الميصس على رأس خسصة أيام على مقتصل عثمان جعوا أهصل الدينصة‬
‫فوجدوا سعدًا والزب ي خارج ي ‪ ،‬ووجدوا طل حة ف حائط له ‪ ...‬فل ما اجت مع ل م أ هل‬
‫الدي نة قال ل م أ هل م صر ‪ :‬أن تم أ هل الشورى وأن تم تعقدون الما مة وأمر كم عابر على‬
‫ل تنصبونه ونن لكم تبع ‪ .‬فقال المهور ‪ :‬علي بن أب طالب نن‬ ‫المة فانظروا لكم رج ً‬
‫به راضون ‪ ...‬فقال علي ‪ :‬دعون والتمسوا غيي ‪ ...‬فقالوا ‪ :‬ننشدك ال أل ترى الفتنة‬
‫أل تاف ال ؟ فقال ‪ :‬إن أحببتم ركبت بكم ما أعلم ‪ ،‬وإن تركتمون فإنا أنا كأحدكم‬
‫إل أ ن أ سعكم وأطوع كم ل ن وليتموه أمر كم ‪ ،‬ث افترقوا على ذلك واتعدوا ال غد فل ما‬
‫أصبحوا يوم المعة حضر السجد وجاء علي حت صعد النب فقال ‪ ( :‬يا أيها الناس عن‬
‫مل وإذن ‪ .‬إن هذا أمركم ليس لحد فيه حق‬

‫‪ )(1‬البداية والنهاية (‪ ، )7/227‬وهو عند الطبي (‪. )4/434‬‬

‫‪156‬‬
‫إل من أ ّمرْ ت ‪ ،‬و قد افترق نا بال مس على أ مر ‪ ،‬فإن شئ تم قعدت ل كم وإل فل أ جد على‬
‫أحد ) ‪ .‬فقالوا ‪ :‬نن على ما فارقناك عليه بالمس (‪. )1‬‬
‫وهكذا ت ت البي عة لعلي رضي ال ع نه ول كن وجود الف سدين دا خل ال صف أدى إل‬
‫تصدعه ‪ ،‬وبدأت الفرقة بي السلمي حيث وقعت موقعة المل الشهورة ‪ .‬وأعلن معاوية‬
‫رضي ال عنه وأهل الشام عدم دخولم ف الطاعة حت يؤ خذ بثأر عثمان ‪ ،‬فسار إليهم‬
‫علي بيشه ووقعت موقعة صفي وغيها من العارك ‪ .‬ث انشق عليه صفه بعد التحكيم‬
‫وخرجت عليه الوارج وقاتلهم وكثرت الفت ف عصره رضي ال تعال عنه ‪.‬‬
‫والذي يهمنا ف هذا البحث هو الطريقة الت تت با مبايعته وهي كما رأينا طريقة‬
‫الختيار كالت ثبتت با إمامة أب بكر حيث إن عثمان رضي ال تعال عنه ل يستخلف‬
‫أحدًا بعده (‪ ، )2‬فبعد حادثة استشهاده بقي الناس ف غيبة من إمام حت اختاره أهل الل‬
‫والعقد ‪ .‬وعقدوا المامة له بعد مشاورات ومناقشات طويلة ‪.‬‬
‫ويلحظ أيضًا أنه ل يكن هناك أحد يدعي المامة لنفسه بعد عثمان ‪ ،‬ول يكن علي‬
‫رضي ال تعال عنه حري صًا عليها ‪ ،‬وإن ا قبلها بعد إلاح خوفًا من ازدياد الفت ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فلم ي سلم من ها ر ضي ال ع نه وأرضاه ‪ .‬وكذلك ل يدع أن هناك ن صًا على إمام ته‬
‫كما تقول الرافضة فد ّل على كذبم ‪ .‬لعنهم ال ‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬تاريخ الطبي (‪ )435 - 4/343‬متصرًا ‪...‬‬


‫‪ )(2‬روى المام أحد بسنده ف مسند عثمان أنه ُطلِب من عثمان أن يستخلف فسكت ‪ .‬انظر ‪ :‬السند ح‬
‫‪ ، 455‬وقال أحد شاكر ‪ :‬إسناده صحيح قال ‪ :‬رواه البخاري ‪ ،‬والاكم (‪. )1/358‬‬

‫‪157‬‬
‫طرق انعقاد المامة ‪:‬‬
‫ب عد هذا العرض التاري ي الو جز للطرق ال ت ت ت ب ا تول ية اللفاء الراشد ين وعلى‬
‫ضوئها يكننا أن ندّد الطرق الشرعية الثابتة لتولية المام وها طريقتان فقط ‪:‬‬
‫الطريقة الول ‪ :‬الختيار ‪:‬‬
‫والذي يقوم به هم أ هل ال ل والع قد ‪ ،‬و هي الطري قة ال ت ت ت ب ا تول ية أ ب ب كر‬
‫الصديق ‪ ،‬وعلي بن أب طالب رضي ال تعال عنهما كما رأينا ‪:‬‬
‫أهية الختيار ‪:‬‬
‫قلنا ‪ :‬إن المامة وسيلة ل غاية ‪ ،‬وسيلة إل إقامة المر بالعروف والنهي عن النكر‬
‫بفهومصه الواسصع ‪ -‬كمصا مرّ فص مقاصصد المامصة ‪ -‬وهذا واجصب على جيصع أفراد المصة‬
‫السصلمية ‪ ،‬وحيصث إنصه ل يكصن القيام بصه على وجهصه الكمصل إل بعصد تنصصيب إمام‬
‫للمسلمي يقودهم وينظم لم طريق الوصول إل القيام بذا الواجب العام ‪ ،‬لذلك فالمة‬
‫م سؤولة عن اختيار من ت نبيه عن ها ‪ ،‬وت سلّم له زمام الذعان والنقياد لقود ها إل تق يق‬
‫هذا الدف العظيصم الذي هصو واجصب على السصلمي عمومًا ‪ ،‬فالِمام مصا هصو إل نائب‬
‫ووكيل عن هذه المة ‪ ،‬وليس له ف نظر السلم أية ميزة أو قداسة أو صفة من الصفات‬
‫ال ت يتعال ب ا عن بق ية أفراد ال سلمي ‪ .‬فم سؤولية الختيار لذا النائب راج عة إل ال مة‬
‫نف سها ل نه النائب عن ها وح يث إن ال مة متفر قة ف ال صقاع والم صار ‪ ،‬في ها القوي‬
‫والضع يف ‪ ،‬والعال بال صلحة والا هل ‪ ،‬والعا قل وغيه ‪ ،‬و صاحب الوى والغرض ‪ ،‬إل‬
‫غي ذلك من الختلفات الت يصعب معها التمييز بي الصال والطال والذي يَُتوَ سّ ُم فيه‬
‫حل هذه المانة وغيه ‪ .‬ولذلك تكون السؤولية ف‬

‫‪158‬‬
‫هذا الجال واق عة على أعناق عقلء ال مة وعلمائ ها وفضلئ ها ‪ ،‬ف هم الذ ين يتارون من‬
‫ل للقيام بذا الوا جب الشر عي الذي أوج به ال علي هم و هو إقا مة شرع ال ف‬ ‫يرو نه أه ً‬
‫أرضه ‪ ،‬والمر بالعروف والنهي عن النكر ف جيع أناء العمورة ‪.‬‬
‫لذلك تبدو أهية المة ف اختيار من تلزمه عنانا ليسي با إل أداء ما أوجبه ال عليها‬
‫والقيام بأعباء اللفة الدمية على هذه الرض ‪.‬‬
‫كمصا تبدوا أهيصة عقلء المصة ‪ -‬أهصل اللص والعقصد ‪ -‬الذيصن تثصق فيهصم وتسصلمهم‬
‫مسؤوليتها ‪ ،‬وتملهم المانة ليختاروا لم من يقودهم بكتاب ال إل ما يرضي ال ‪.‬‬
‫فهذه الفئة ‪ -‬أ هل ال ل والع قد ‪ -‬تتح مل ال سؤولية من ج هة اختيار ها من ت سلّم له‬
‫قيادها باعتبارهم أفراد من أفراد السلمي ‪ .‬ومن جهة إنابة المة لم وثقتهم فيهم ليختاروا‬
‫ل لثل هذا النصب العظيم ‪ ،‬ومن جهة ثالثة أنم شركاء من يتارونه ف الث‬ ‫من يكون أه ً‬
‫أمام ال إذا ل يهدوا أنفسهم ف اختيار الصلح ‪.‬‬
‫ومن شعورهم بثقل هذه السؤوليات مع أنم أفاضل المة وعقلؤها وعلماؤها فإن‬
‫اختيارهم سيكون بعد تروّ وترّ بعيدًا من أن تدنسه أهواء شهوانية ‪ ،‬أو مطامع شخصية ‪،‬‬
‫أو تع صبات قبل ية أو مذهب ية ‪ ،‬و سيكون موفقًا و صائبًا إن شاء ال خا صةً إذا شعروا إزاء‬
‫ذلك بأن الذي سصيختارونه سصيترتب على السصلمي عموم ًا له مصن الواجبات والقوق‬
‫الشيء الكثي وستكون طاعته ف غي معصية واجبة على جيع أفراد المة ‪ ،‬وإذا قصر ف‬
‫شيء من ذلك فإن الفئة الت اختارته سيكون عليها من وزره نصيب إذا ل تكن أجهدت‬
‫نفسها ف اختيار من تراه مناسبًا ‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫كل ما سبق يدلنا على أهية هذا الطريق ( الختيار ) وأنه أقرب الطرق بل هو الطريق‬
‫ال صل لختيار المام ف الشري عة ال سلمية على اعتبار أن ال ستخلف مشروط بواف قة‬
‫أهل الل والعقد على الستخلف كما سيأت ‪:‬‬
‫وهذه الطريقة ثابتة الشروعية بالسنة والجاع ‪:‬‬
‫فمن السنة ‪:‬‬
‫‪ -1‬فعل النب ‪ :‬فقد توف ول ينص نصًا صريًا على الليفة من بعده وإنا أخب بن‬
‫سيتول كما رأينا ‪ ،‬والذي يد ّل على ذلك قول عمر النف الذكر ‪:‬‬
‫( إن أستخلف فقد استخلف من هو خي من ‪ -‬يعن أبا بكر ‪ -‬وإن أترك فقد ترك‬
‫من هو خ ي م ن ‪ -‬يع ن ر سول ال ‪ )1( ) -‬وتوج يه الدللة من ذلك أن ال نب قد‬
‫أو جب تن صيب المام ‪ -‬ك ما مر ‪ -‬و قد تو ف ول يع هد إل أ حد بعده فكان ل بد من‬
‫الختيار فدل على مشروعيته ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومنها قوله لا قيل له من تؤمر بعدك ؟ فقال ‪ « :‬إن تؤمروا أبا بكر تدوه أمينًا‬
‫زاهدًا ف الدن يا ‪ ،‬راغبًا ف الخرة ‪ ،‬وإن تؤمروا ع مر تدوه قويّ ا أمينًا ل تأخذه ف ال‬
‫لومة لئم ‪ ،‬وإن تولوها عليّا تدوه هاديًا مهديًا » (‪. )2‬‬
‫ووجه الدللة ‪ :‬إنه لو ل يز الختيار ل يقل ‪ :‬إن تؤمروا فلنًا فكذا ‪ ،‬أو تؤمروا فلنًا‬
‫فكذا ‪ ،‬أو تولوها فلنًا فكذا ‪.‬‬

‫‪ )(1‬متفق عليه وسبق تريه (ص ‪ )125‬من هذا الفصل ‪.‬‬


‫‪ )(2‬قال أبو يعلى ‪ :‬رواه ابن بطة بإسناده عن علي ‪ .‬انظر ‪ :‬العتمد (ص ‪ )225‬قلت ‪ :‬ورواه أيضًا المام‬
‫أحد ف السند (‪ )1/209‬بلفظ ‪ « :‬وإن تؤمّروا عليّا ول أراكم فاعلي تدوه هاديًا مهديًا ‪ ،‬يأخذ بكم‬
‫الصراط الستقيم » ‪ .‬وانظر ‪ :‬زيادة التخريج (ص ‪. )126‬‬

‫‪160‬‬
‫‪ -3‬ومنها فعل اللفاء الراشدين رضي ال تعال عنهم كما سبق ‪ ،‬وقد أمرنا بإتباع‬
‫سنتهم والقتداء بأب بكر ‪ ،‬وعمر ‪ -‬كما مرّ ‪ -‬وقد قال عمر بن الطاب رضي ال تعال‬
‫عنه ‪ ( :‬من بايع رجلً من غي مشورة من السلمي فل يتابع هو ول الذي بايعه َت ِغرّة أن‬
‫يقتل ) (‪. )1‬‬
‫ومن الجاع ‪:‬‬
‫رأينا فيما سبق ف العرض التاريي كيفية اختيار الصحابة لب بكر ث لعلي رضي ال‬
‫تعال عنهمصا ‪ ،‬ول تذكصر الروايات أحدًا اعترض على هذه الطريقصة وخالف فيهصا ‪ ،‬فدلّ‬
‫على إجاعهصم ‪ ،‬ومصن حكصى هذا الجاع مصن العلماء النووي وغيه ‪ ،‬فقال النووي فص‬
‫شرحه لصحيح مسلم ‪ ( :‬وأجعوا على انعقاد اللفة بالستخلف ‪ ،‬وعلى انعقادها بعقد‬
‫أهل الل والعقد لنسان إذا ل يستخلف الليفة ) (‪. )2‬‬
‫ول يالف فص هذا إل الرافضصة لنصه يتنافص مصع عقيدة النصص عندهصم الباطلة ولذلك‬
‫وجهوًا إليه نقدًا مريرًا ولكن ل عبة بخالفتهم ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬والذي يقوم بذا الختيار هم أهل الل والعقد ‪ ،‬ولنا أن نتساءل من هم أهل‬
‫الل والعقد ؟ وما هي الشروط الت يب أن تتوفر فيهم ؟ وهل يشترط عدد معي أم ل ؟‬
‫وما هي وظائفهم ؟ ‪ ...‬إل وللجابة على هذه التساؤلت نقول ‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري وغيه ‪ .‬انظر ‪ :‬تريه (ص ‪ )137‬من هذا الفصل ‪.‬‬


‫‪ )(2‬صحيح مسلم بشرح النووي (‪. )12/205‬‬

‫‪161‬‬
‫أهل الل والعقد‬
‫هصم ‪ :‬فئة مصن الناس على درجصة مصن الديصن واللق والعلم بأحوال الناس وتدبيهصم‬
‫المور ‪ ،‬وي سمون أ هل الختيار ‪ ،‬وأ هل الشورى ‪ ،‬وأ هل الرأي والتدب ي ‪ ،‬كما حدد هم‬
‫ب عض العلماء بأن م ‪ ( :‬العلماء والرؤ ساء ووجهاء الناس ‪ ،‬الذ ين يتي سر اجتماع هم ) (‪. )1‬‬
‫إل غي ذلك ‪ .‬من السميات الت أُطلقت على هذه الماعة ‪.‬‬
‫وهذه الفئة يو كل إلي ها الن ظر ف م صال ال مة الدين ية والدنيو ية ومن ها اختيار المام‬
‫للم سلمي ‪ ،‬ف هي ال سئولة عن ت صفح أحوال الذ ين ي كن صلحيتهم لتول هذا الن صب‬
‫الهصم والجتهاد فص ذلك ‪ ،‬فمصن رأوه صصالًا لتول هذا النصصب بايعوه على كتاب ال‬
‫وسنة نبيه ولزوم طاعته فيما ليس فيه معصية ‪ ،‬وهذه الفئة تقوم باختيار المام نيابة عن‬
‫المة جيعًا ‪ ،‬فهم بباشرتم هذا الختيار ل يثلون أنفسهم فقط ‪ ،‬بل يثلون المة كلها ‪،‬‬
‫ولذا فإ نه ع ند مباي عة أ هل ال ل والع قد المام ت ب مبايع ته والنقياد له على سائر أفراد‬
‫المة (‪. )2‬‬
‫ومشروعية اعتبارها ورد به القرآن والسنة ‪:‬‬
‫فمصن القرآن قوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا َأيّهَا الّذِينَص آمَنُواْ أَطِيعُوْا اللّه َص وَأَطِيعُواْ الرّسصُو َل وَُأوْلِي‬
‫ا َل ْم ِر مِنكُ ْم ﴾ ‪ .‬وهم العلماء والولة ‪ -‬كما مرّ ‪. -‬‬
‫ومن ها قوله تعال ‪ ... ﴿ :‬وََل ْو َردّو هُ إِلَى الرّ سُو ِل وَإِلَى ُأ ْولِي ا َل ْم ِر مِْنهُ مْ َلعَلِمَ هُ الّذِي نَ‬
‫ستَنبِطُوَن ُه مِْنهُمْ ﴾ الية ‪.‬‬
‫يَ ْ‬

‫‪ )(1‬ناية الحتاج إل شرح النهاج (‪. )7/390‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬رئاسة الدولة ف الفقه السلمي د ‪ .‬ممد رأفت عثمان (ص ‪. )257‬‬

‫‪162‬‬
‫أما من السنة فلقوله ‪ « :‬أخرجوا ل من كم اثن عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم با‬
‫فيهم » ‪ .‬وذلك للنصار ف بيعة العقبة الثانية (‪. )1‬‬
‫شروط أهل الل والعقد ‪:‬‬
‫وقد حدد العلماء الشروط الت يب أن تتوفر ف من يكون أهلً للدخول ف هذه الفئة‬
‫من الناس ‪ .‬وهذه الشروط تنقسم إل قسمي ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬شروط الولية العامة وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬السلم ‪:‬‬
‫وهذا شرط أ ساسي ف كل ول ية ف البلد ال سلمية فل يوز في ها تول ية من ل يس‬
‫جعَلَ اللّهُ لِ ْلكَاِفرِي َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ سَبِيلً ﴾ (‪ . )2‬ولنه‬
‫بسلم وذلك لقوله تعال ‪ ﴿ :‬وَلَن َي ْ‬
‫ل ولية لكافر على م سلم قال ابن النذر ‪ ( :‬أجع كل من يفظ عنه من أ هل العلم أن‬
‫الكا فر ل ول ية له على م سلم ) (‪ ، )3‬ول نه ل ت ب طا عة غ ي ال سلم ‪ ،‬ول النقياد له ‪،‬‬
‫ول تعزيزه ول توقيه و قد أذله ال ب سبب كفره ‪ ،‬فل توز تولي ته على ش يء من شؤون‬
‫السلمي ‪ ،‬قال ابن القيم رحه ال تعال ‪ ( :‬لا كانت التولية شقيقة الولية كانت توليتهم‬
‫نوعًا من َتوَلّيهم ‪ ،‬وقد حكم تعال بأن من تولهم فهو منهم ‪ ،‬ول يتم اليان إل بالباءة‬
‫منهصم ‪ ،‬والوليصة تنافص الباءة ‪ ،‬فل تتمصع الوليصة والباءة أبدًا ‪ ،‬والوليصة " إعزاز ‪ .‬فل‬
‫تتمع هي وإذلل الكفر أبدًا ‪ ،‬والولية ‪:‬‬

‫‪ )(1‬سية ابن هشام (‪ )2/51‬وطبقات بن سعد الكبى (‪. )3/602‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 141‬‬
‫‪ )(3‬أحكام أهل الذمة لبن القيم (‪ )2/414‬تقيق د ‪ .‬صبحي الصال ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫صلة فل تامع معاداة الكافر أبدًا ) (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬العقل ‪:‬‬
‫فل يوز تولية غي العاقل سواء كان لصغره ‪ -‬أي ل يبلغ ‪ -‬أو لطارئ طرأ فأدى إل‬
‫زوال عقله أو نق صانه ‪ ،‬و هو ما يؤ ثر ف مقدرة الش خص على التمي يز فهذا ل يول من‬
‫أمور السلمي شيئًا فكيف باختيار خليفة لم ‪.‬‬
‫‪ -3‬الذكورة ‪:‬‬
‫يشترط كث ي من الفقهاء الذكورة ف الوليات العا مة وذلك لقوله تعال ‪ ﴿ :‬الرّجَالُ‬
‫ض َوبِمَا أَن َفقُوْا مِنْ َأ ْموَاِلهِمْ ﴾ (‪. )2‬‬
‫ضهُمْ َعلَى َبعْ ٍ‬
‫َقوّامُو َن عَلَى النّسَاء بِمَا َفضّلَ الّلهُ َب ْع َ‬
‫ولقوله لا قيل ‪ :‬إن كسرى خلفته ابنته قال ‪ « :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة‬
‫» (‪. )3‬‬
‫ولن الوليات يتاج فيهصا إل الدخول فص مافصل الرجال وهذا مظور على النسصاء ‪.‬‬
‫ولنه يتاج فيها إل كمال الرأي ‪ ،‬وتام العقل‬

‫‪ )(1‬أحكام أهل الذمة (‪. )1/242‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 34‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 18 :‬فتح الباري (‪ ، )13/53‬والنسائي ‪ :‬قضاة ‪ ، 8 .‬والترمذي ‪ :‬فت‬
‫‪ ، 75 .‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح (‪ )4/528‬تقيق أحد شاكر وآخرين ‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫والفطنصة ‪ .‬والرأة ناقصصة العقصل ‪ ،‬قليلة الرأي ل تقبصل شهادتاص ولو كان معهصا ألف مرأة‬
‫مثلها ما ل يكن معهن رجل إل فيما ل يطّلع عليه إل النساء من عيوب الرأة ‪ .‬وقد نبّه‬
‫ال على ضللن ونسيانن بقوله تعال ‪ ﴿ :‬أَن َتضِلّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَ ّكرَ إِ ْحدَاهُمَا ا ُل ْخرَى ﴾‬
‫(‪ )1‬قال ابن قدامة ف الغن ‪ ( :‬ولذا ل يولّ النبيه ول أحد من خلفائه ول من بعده امرأة‬
‫قضاء قط ‪ ،‬ول ولية بلد فيما بلغنا ‪ ،‬ولو جاز ذلك ل يل منه جيع الزمان غالبًا ) (‪. )2‬‬
‫فإذا كان ذلك ف القضاة والولية الصغية غي وارد ففي الولية الكبية والل والعقد‬
‫أول ‪.‬‬
‫ول عبة با يتشدق به أكثر الكتاب الحدثي من ضرورة خروج الرأة وإشراكها ف‬
‫البلانات والجالس العامة ‪ ،‬وأن هذا من حقوقها الت منحها إياها السلم ‪ .‬لن هؤلء‬
‫ل ينظرون إل هذه السألة بنظار السلم الصاف ‪ ،‬وإل ‪ :‬فالق أبلج ‪ ،‬وإنا ينظرون إليها‬
‫و قد تشب عت أفكار هم بالتيارات الشرق ية أو الغرب ية اللحدة ‪ ،‬و هم ف مو قف ض عف‬
‫وانزامية وانبهار بتلك المم ومدنياتا الزائفة ‪ ،‬ث يأتون فيؤولون النصوص ويضعونا ف‬
‫غيص مواضعهصا ويرّفون الكلم عصن مواضعصه حتص توافصق أهواءهصم ‪ ،‬ثص يقولون هذا هصو‬
‫السلم الذي أرسل به الرسلون ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرية ‪:‬‬
‫الرية شرط أساسي ف أدن الوليات ‪ ،‬ومن ث يب توافرها ف أهل الل والعقد ‪،‬‬
‫لن اكتمال الهلية شرط فيهم ‪ ،‬ولنه مول لغيه‬

‫‪ )(1‬سورة البقرة آية ‪. 282‬‬


‫‪ )(2‬الغن والشرح الكبي (‪. )11/380‬‬

‫‪165‬‬
‫فكيصف يكون واليًا على موله وغيه مصن الناس ‪ .‬قال إمام الرميص ‪ ( :‬وكذلك ل يناط‬
‫هذا المر ‪ -‬أي عقد المامة والختيار ‪ -‬بالعبيد وإن حازوا قصب السبق ف العلوم )(‪.)1‬‬
‫وماص يدل على اشتراط هذا الشرط حديصث جابر رضصي ال عنصه قال ‪ :‬جاء عبصد يبايصع‬
‫النب على الجرة ول يشعر النب أنه عبد ‪ ،‬فجاء سيده يريده فقال النب ‪ « :‬بعنيه‬
‫» ‪ .‬فاشتراه بعبدين أسودين ‪ ،‬ث ل يبايع أحدًا حت يسأله ‪ « :‬أعبد هو » ؟ (‪ )2‬فهذا يدل‬
‫على اشتراط الر ية ف الباي عة ‪ ،‬وح يث إن مه مة أ هل ال ل والع قد هي اختيار اللي فة‬
‫ومبايعته فدل على اشتراط الرية ف أهل الل والعقد ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬الشروط الاصة ‪:‬‬
‫هذه هي الشروط العامة ف جيع الوليات ف الدولة السلمية ‪ ،‬أما الشروط الاصة‬
‫فبالضافة إل ما سبق ‪:‬‬
‫‪ -5‬العدالة ‪:‬‬
‫وهي هيئة كامنة ف النفس توجب على النسان اجتناب الكبائر والصغائر ‪ ،‬والتعفف‬
‫عن ب عض الباحات الار مة للمروءة ‪ ،‬وبناء على هذا الشرط فل يوز تول ية الفا سق ول‬
‫من فيه نقص ينع الشهادة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬غياث المم (ص ‪. )49‬‬


‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬الساقاة ‪ .‬ب ‪ :‬جواز بيع اليوان باليوان من جنسه متفاضلً ح ‪( ، 1602‬‬
‫‪ . )3/1225‬والنسائي ف ك البيعة ‪ :‬ب ‪ :‬بيعة الملوك (‪ ، )7/150‬والترمذي ك البيوع ب ‪ ، 22 :‬وابن‬
‫ماجة ك ‪ :‬الهاد ب ‪. 41 :‬‬

‫‪166‬‬
‫ومصن شأن اشتراط العدالة أن يؤدي إل ثقصة أفراد المصة فص اختيار العدل ‪ ،‬ويكون‬
‫اختيار الليفة عن طريق من تتوفر فيه هذه الشروط مدعاة إل ثقة الناس فيه والنقياد له ‪.‬‬
‫وتث بت العدالة بال ستفاضة والشهرة قال النووي ‪ ( :‬ف من اشتهرت عدال ته ب ي أ هل العلم‬
‫وشاع الثناء عليه با كفى فيها ) (‪. )1‬‬
‫‪ -6‬العلم ‪:‬‬
‫يشترط فص أهصل القص والعقصد درجصة معينصة مصن العلم تؤهلهصم إل حسصن الختيار‬
‫للخليفصة ‪ .‬قال الاوردي ‪ ( :‬أمصا أهصل الختيار فالشروط العتصبة فيهصم ثل ثة ‪ :‬أحدهصا ‪:‬‬
‫العدالة الامعة لشروطها ‪ .‬والثان ‪ :‬العلم الذي يتوصل به إل معرفة من يستحق المامة‬
‫على الشروط الع تبة في ها ‪ . )2( ) ...‬وقال الوي ن ‪ ( :‬فلو ل ي كن العيّ ن التخيّ ر عالًا‬
‫ب صفات من ي صلح لذا الشأن لو شك أن يض عه ف غ ي مله ‪ ،‬وي ر إل يه ضررًا ب سوء‬
‫اختياره ‪ ،‬ولذا ل يد خل ف ذلك العوام ‪ ،‬و من ل ُيعَ ّد من أ هل الب صائر ) (‪ . )3‬أ ما أن‬
‫يكون هناك تديد لدرجة معينة من العلم ‪ ،‬كأن يكون متهدًا فالذي يظهر أنه ل يشترط‬
‫الجتهاد ‪ ،‬ولكل عصر ما يناسبه ‪.‬‬
‫‪ -7‬الرأي والكمة ‪:‬‬
‫بالضافة إل العلم بالحكام الشرعية فإنه يشترط أيضًا أن يكون‬

‫‪ )(1‬تدريب الراوي شرح تقريب النووي (‪. )1/301‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية (ص ‪ . )6‬وانظر ‪ :‬الحكام السلطانية لب يعلى الفراء (ص ‪. )19‬‬
‫‪ )(3‬غياث المم (ص ‪. )50‬‬

‫‪167‬‬
‫الختار مصن ذوي الرأي السصديد والنظصر الثاقصب الذي يعرف حاجات الدول وطبائع‬
‫الرجال ‪ ،‬ويكون عنده من القدرة على التمي يز الكا ف ف الختيار ليوا فق ال صلح لتول‬
‫اللفصة ‪ .‬قال الاوردي ‪ ( :‬الثالث ‪ -‬أي مصن الشروط ‪ -‬الرأي والكمصة الؤديان إل‬
‫اختيار من هو للمامة أصلح ‪ ،‬وبتدبي الصال أقوم وأعرف ) (‪. )1‬‬
‫فهذه هي شروط أ هل الختيار ال ت ينب غي أن تتو فر في هم ‪ ،‬و هم ‪ :‬أول من يأ ث ف‬
‫تأخي تولية المام كما قال الاوردي ‪ ( :‬فإنه إذا أهل القيام بذا المر فإنه يأث فريقان من‬
‫الناس ‪.‬‬
‫الفريق الول ‪ :‬أهل الختيار حت يتاروا إمامًا للمة ‪...‬‬
‫والثان ‪ :‬أهل المامة حت ينتصب أحدهم للمامة ) (‪. )2‬‬
‫وقد سبق أن بيّنا أن المة أيضًا تأث لنا من فروض الكفايات ‪ ،‬فإذا ل يقم با بعضهم‬
‫أث الميع ‪.‬‬
‫هل لهل العاصمة مزية على غيهم ف الختيار ؟‬
‫ول قد ذ هب ب عض العلماء إل تم يل أ هل الختيار القيم ي ف العا صمة ال ت ي سكنها‬
‫المام السابق والت مات فيها مسؤولية أخص ف اختيار المام الديد دون من عداهم من‬
‫أهل الختيار ف الدن الخرى وباقي الصقاع ‪ ،‬لنم هم الذين يبلغهم النبأ أولً ‪ ،‬ولن‬
‫من يصلح للمامة يوجد عادة ف العاصمة أكثر ما يوجد ف غيها من البلد ‪ ،‬وإل ذلك‬
‫ذ هب البائي من العتزلة فقال ‪ ( :‬إن ن صب الما مة وا جب على أ هل الدي نة ال ت مات‬
‫فيها‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية (ص ‪ . )6‬وانظر أيضًا ‪ :‬أبو يعلى ف الحكام السلطانية (ص ‪. )19‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية (ص ‪. )6 ، 5‬‬

‫‪168‬‬
‫المام ‪ ،‬وهم بوجوب ذلك أول من َبعُد ) (‪. )1‬‬
‫ولكن هذا الرأي غي مقبول عند الخرين فهذا أبو يعلى يقول ‪ ( :‬وليس لن كان ف‬
‫بلد مزّية على غيه من أهل البلد يتقدم با ‪ ،‬وإنا صار من يتص ببلد المام متوليًا لعقد‬
‫(‪)2‬‬
‫المامة لسبق عمله بوته ‪ ،‬ولن من يصلحون للخلفة ف الغالب موجودون ف بلده )‬
‫‪ .‬واعتب الاوردي ذلك الختصاص عرفًا ل شرعًا ‪ ،‬وذكر السباب الت ذكرها أبو يعلى‬
‫النفة الذكر (‪ . )3‬وعلق ابن حزم على ذلك الرأي بقوله ‪ ( :‬أما قول من يقول ‪ :‬إن عقد‬
‫الما مة ل ي صح إل بع قد أ هل حضرة المام وأ هل الو ضع الذي ف يه قرار الئ مة ‪ ...‬هو‬
‫قول فا سد ل ح جة لهله ‪ ،‬و كل قول ف الد ين عرى من ذلك من القرآن أو من سنة‬
‫الرسول أو إجاع المة التيقن فهو باطل بيقي ) (‪ . )4‬والواقع أنم ل يقولوا ل يصح‬
‫إل بعقدهم وإنا قالوا ‪ ( :‬هم بوجوب ذلك أول من َبعُد ) ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ورباص يكون ذلك مناسصبًا لتلك العصصور التص يصصعب فيهصا التنقصل ووسصائل‬
‫الت صال ‪ ،‬أ ما اليوم ف قد تقد مت و سائل الت صال ‪ ،‬وأم كن انتشار ال ب والجتماع ف‬
‫لظات قليلة ‪ ،‬فل مزية لهل العاصمة على غيهم ‪.‬‬
‫وظائف أهل الل والعقد ‪:‬‬
‫ب عد أن عرف نا أ هل ال ل والع قد وشروط هم نود أن ن ستعرض بإياز أهصم الوظائف‬
‫الناطة بعاتق هذه الفئة من الناس وهي ‪:‬‬

‫‪ )(1‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل (جص ‪ ، 20‬ق ‪ ، 2‬ص ‪. )68‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية (ص ‪. )19‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )6‬‬
‫‪ )(4‬الفصل ف اللل والنحل (‪. )4/668‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ -1‬اختيار الليفة وعقد البيعة له ‪:‬‬
‫وهو موضوع الفصل ‪ ،‬وقد سبق أن بينا أنم أول من يأث عند تأخيهم لختيار إمام‬
‫السلمي ومبايعتهم له وأنه منوط بم ‪ ،‬يقول الاوردي ‪ ( :‬فإذا اجتمع أهل الل والعقد‬
‫للختيار تصصفحوا أحوال أهصل المامصة الوجودة فيهصم شروطهصا ‪ ،‬فقدموا للبيعصة منهصم‬
‫أكثر هم فضلً وأكمل هم شروطًا ‪ ،‬و من ي سرع الناس إل طاع ته ول يتوقفون عن بيع ته ‪،‬‬
‫فإذا تبي لم من بي الماعة من أدا هم الجتهاد إل اختياره عرضوها عليه فإن أجاب‬
‫إليها بايعوه عليها وانعقدت ببيعتهم له المامة ‪ ،‬وإن ل يب إليها ل يب عليها لنا عقد‬
‫مراضاة واختيار ل يدخله إكراه ول إجبار ‪ ،‬وعدل عنه إل من سواه من مستحقيها (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬التمييز بي التقدمي للمامة ‪:‬‬
‫كما أن من الهام النوطة بذه الفئة هو التمييز بي الذين يتقدمون للمامة وتتوفر فيهم‬
‫شروط ها ‪ ،‬فإذا تكا فأ ف شروط ها اثنان قُدّم أ سنهما قال الاوردي ‪ ( :‬وإن ل ت كن زيادة‬
‫السن مع كمال البلوغ شرطًا فإن بويع أصغرها سنًا جاز ) (‪. )2‬‬
‫فإذا كان أحده ا ‪ :‬أعلم ‪ ،‬وال خر ‪ :‬أش جع ‪ ،‬رو عي ف الختيار ما يوج به الو قت ‪،‬‬
‫قال صاحب الحكام السلطانية ‪ ( :‬فإن كانت الاجة إل فضل الشجاعة أدعى لنتشار‬
‫الثغور وظهور البغاة كان الشجصع أحصق ‪ ،‬وإن كانصت الاجصة إل فضصل العلم أدعصى‬
‫لسكون الدهاء ‪ ،‬وظهور أهل البدع كان العلم أحق ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪ . )7‬وانظر ‪ :‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )24‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجعي السابقي ‪.‬‬
‫‪( )(3‬ص ‪. )7‬‬

‫‪170‬‬
‫أما إذا كانا متكافئي ف جيع المور فتنازعا ف ذلك فقد قال بعض العلماء ‪ :‬يكون‬
‫قدحًا ف منعه ما من ها ‪ ،‬والذي عل يه جهور العلماء والفقهاء ك ما قال الاوردي ‪ ( :‬إن‬
‫التنازع فيها ل يكون قدحًا مانعًا فقد تنازع أهل الشورى (‪ )1‬فما ُردّ عنها طالب ول منع‬
‫عنها راغب ) (‪. )2‬‬
‫واختلف الفقهاء فيما يقطع به هذا التنازع على رأيي ‪:‬‬
‫الول ‪:‬‬
‫القرعة ‪ ،‬قال أبو يعلى ‪ ( :‬فقياس قول أحد رحه ال ‪ :‬أنه يقرع بينهما فيبايع من قرع‬
‫منه ما ‪ ،‬ل نه قال ف روا ية اب نه ع بد ال (‪ )3‬ف م سجد ف يه رجلن تداع يا الذان ف يه ‪:‬‬
‫( يقرع بينهما ) واحتج بقول سعد ولفظ الديث ما رواه أبو حفص العبكري بإسناده‬
‫عن أب شبمة ‪ ( :‬إن الناس تشاطوا ف الذان يوم القادسية فأقرع بينهم سعد ) (‪. )4‬‬
‫الثان ‪:‬‬
‫الختيار فيكون أهل الل والعقد باليار ف بيعة أيهما شاءوا ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الق ‪ :‬أنه ل يكن هناك تنازع كما مرّ ‪ ،‬وإنا اجتمعوا فتنازل بعضهم عن بعض حت بفيت بي اثني‬
‫و َحكَم ‪ ،‬فشاور الكم الناس واختار من اختاروه ‪.‬‬
‫‪ )(2‬الحكام السلطانية (ص ‪. )7‬‬
‫‪ )(3‬مسائل المام أحد رواية ابنه عبد ال (ص ‪ )57‬تقيق زهي الشاويش ن ‪ .‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )25‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ -3‬مبايعة النفع ‪:‬‬
‫ومن وظائف أهل الل والعقد أنه عند اجتماع عدد تتوفر فيهم شروط المامة فإنه ل‬
‫يب عليهم اختيار الفضل ‪ ،‬بل الول أن يتاروا النفع والصلح والناسب للمقام ‪ ،‬فإن‬
‫اجت مع الفضل وال صلحة ف ش خص وا حد كان ذلك هو الطلوب ‪ ،‬ك ما تو فر ذلك ف‬
‫اللفاء الراشديصن رضصي ال تعال عنهصم ‪ ،‬فإن ترتيبهصم فص اللفصة موافصق لترتيبهصم فص‬
‫الفضلية ‪ ،‬فأفضلهم ‪ ،‬أبو بكر ‪ ،‬ث عمر ‪ -‬باتفاق أهل السنة ‪ -‬ث عثمان ‪ ،‬ث علي رضي‬
‫ال تعال عنهم أجعي ‪ ،‬وهم كذلك مرتبون على حسب الصلحة والنفعة ‪ ،‬فمن مصلحة‬
‫ال سلمي أن يتول ال مر ب عد ر سول ال أ بو ب كر لقوة إيا نه وعزي ته على الذود عن‬
‫السلم ‪ ،‬وقد كان ف عصر ارتدت فيه بعض القبائل على السلم ومنعت أخرى الزكاة‬
‫بجة وفاة النب فكان ل يصلح لثل هذه القام إل أبو بكر رضي ال تعال عنه ‪ ،‬ث جاء‬
‫ع مر ر ضي ال تعال ع نه وكان سيفًا م سلو ًل على أعداء ال سلم الارج ي ‪ ،‬فكان هو‬
‫الناسب لذا القام ‪ ،‬ث من بعده عثمان ‪ ،‬ث علي رضي ال تعال عنهم أجعي ‪ .‬وسيأت‬
‫زيادة بيان إن شاء ال عن الفاضلة بينهم ‪.‬‬
‫فالق صود أن الول تول ية الن فع وإن ل ي كن الف ضل ‪ ،‬وهذا أ مر وا ضح ف سية‬
‫الرسول ‪ ،‬وتأميه المراء على اليوش ‪ ،‬قال ابن القيم رحه ال ‪ ( :‬والقصود أن هديه‬
‫تولية النفع وإن كان غيه أفضل منه ) (‪. )1‬‬
‫وسيأت زيادة بيان لذه النقطة عند ذكر شروط المام إن شاء ال ‪.‬‬

‫‪ )(1‬إعلم الوقعي (‪. )1/107‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ -4‬عزل الليفة ‪:‬‬
‫الذي يقوم بع قد الما مة للخلي فة نيا بة عن ال مة هم أ هل ال ل والع قد ‪ ،‬فكذلك إن‬
‫طرأ ‪ ،‬أي ‪ :‬حدث على المام الن صوب فالذي يعلن عزله وي ستبدله بغيه هم هؤلء الفئة‬
‫مصن الناس ‪ ،‬ول دخصل للدهاء فص مثصل هذه المور ‪ ،‬فلو طرأ مثلً على المام النصصوب‬
‫جنون ‪ ،‬أو مرض شد يد ل ير جى برؤه ‪ ،‬أو و قع ف أيدي العداء ول ير جى له فكاك ‪،‬‬
‫أو ارتد عن الدين ‪ -‬والعياذ بال ‪ -‬أو نو ذلك ‪ ،‬ففي هذه الالة تقوم هذه الفئة بإعلن‬
‫عزله واستبداله بغيه ‪.‬‬
‫وسيأت زيادة بيان لذا الوضوع إن شاء ال ‪.‬‬
‫عدد أهل الل والعقد ‪:‬‬
‫اختلف العلماء ف تد يد العدد الذي تنع قد به الما مة من أ هل ال ل والع قد اختلفًا‬
‫كبيًا ‪ .‬ويكن نا ح صر هذا الختلف ف ثل ثة مذا هب ن ستعرضها أولً ث نرى الرأي‬
‫الراجح منها ‪.‬‬
‫الذهب الول ‪:‬‬
‫وهؤلء اشترطوا الجاع التام على الليفة الختار ول يددوه بعدد معي ‪...‬‬
‫وانقسموا إل قسمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوم اشترطوا الجاع التام من قبل المة على الليفة الختار الذي يتاره‬

‫‪173‬‬
‫أهل الل والعقد ‪ ،‬وقد عزا الشعري هذا القول إل الصم من العتزلة فقال ‪ ( :‬ل تنعقد‬
‫إل بإجاع السصلمي ) (‪ . )1‬وحكصي هذا القول روايصة عصن المام أحدص رحهص ال تعال‬
‫فقال ف ر سالة عبدوس بن مالك العطار ‪ ( :‬أ صول ال سنة عند نا التم سك ب ا كان عل يه‬
‫أصحاب رسول ال ‪ ) ...‬إل أن قال ‪ ( :‬ومن ول اللفة فأجع عليه الناس ورضوا به‬
‫‪. )2( ) ...‬‬
‫وقال ف رواية إسحاق بن منصور لا سئل عن حديث النب « من مات وليس له‬
‫إمام مات مي تة الاهل ية » ما معناه ؟ فقال ‪ :‬أتدري ما المام ؟ المام الذي ي مع عل يه‬
‫السلمون كلهم يقول هذا إمام فهذا معناه ) (‪. )3‬‬
‫‪ -2‬وقوم اشترطوا إجاع أهل الل والعقد ‪ :‬وحكى ابن خلدون أن هذا هو السبب‬
‫الذي ج عل ب عض ال صحابة يعدلون عن بي عة علي ر ضي ال تعال ع نه إل الطال بة بدم‬
‫عثمان رضصي ال تعال عنصه فقال ‪ ( :‬رأى آخرون أن بيعتصه ‪ -‬أي علي ‪ -‬ل تنعقصد ‪،‬‬
‫لفتراق الصحابة أهل الل والعقد بالفاق ‪ ،‬ول تلزم بعقد من تولها من غيهم أو من‬
‫القليصل منهصم ‪ ) ...‬إل أن قال ‪ ( :‬ذهصب إل ذلك معاويصة ‪ ،‬وعمرو بصن العاص ‪ ،‬وأم‬
‫الؤمني عائشة ‪ ،‬والزبي ‪ ،‬وابنه ‪ ...‬إل ) (‪ )4‬رضي ال تعال عنهم أجعي ‪.‬‬
‫وذهب إل ذلك أيضًا أبو يعلى ف كتابه ( العتمد ف أصول الدين )‬

‫‪ )(1‬مقالت السلميي (‪ . )2/194‬وانظر ‪ :‬الفرق بي الفرق (ص ‪. )176‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )1/112‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )1/112‬‬
‫‪ )(4‬القدمة (ص ‪. )214‬‬

‫‪174‬‬
‫حيث قال ‪ ( :‬لن المام يب الرجوع إليه ول يسوغ خلفه والعدول عنه كالجاع ‪ ،‬ث‬
‫إن الجاع يعتب ف انعقاده جيع أهل الل والعقد كذلك عقد المامة له ) (‪. )1‬‬
‫وعند النظر ف هذا الذهب نده مردودًا بشطرية للسباب التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أما اشتراط إجاع الدهاء فل يلتفت إليه ‪ ،‬لن طبقة الدهاء لبدّ أن تكون مقلدة‬
‫لفئة في ها ‪ ،‬تؤ ثر علي ها بالدعا ية والضج يج ‪ ،‬فل ت ستطيع أن ت كم ف أناة وتعقّ ل لتختار‬
‫المام العادل ‪ ،‬و من ث فإن أ هل ال ل والع قد و هم ‪ :‬الطلي عة الواع ية والفئة ال ستنية من‬
‫أهصل الجتهاد مصن المصة هصم الديرون باختيار المام ‪ ،‬لنمص سصيحتملون وزره إذا ل‬
‫يتحروا ف اختياره الصواب ‪ ،‬وسيكونون شركاءه ف مآثه ومظاله (‪. )2‬‬
‫ب‪ -‬ولنه كما يقول ابن حزم رحه ال ‪ ( :‬تكليف ما ل يطاق وما ليس ف الوسع‬
‫و ما هو أع ظم الرج ‪ ،‬وال تعال ل يكلف نف سًا إل و سعها ‪ .‬قال تعال ‪ ﴿ :‬وَمَا َجعَلَ‬
‫عََليْكُمْ فِي الدّي ِن مِنْ َحرَجٍ ﴾ (‪. )3‬‬
‫جص‪ -‬وهو مدفوع أيضًا با حدث بي الصحابة ف سقيفة بن ساعدة إذا التقى ف‬
‫تلك السقيفة بعض أهل الل والعقد ‪ ،‬ول ينتظروا حضور الميع ‪ ،‬وف ذلك القام بايعوا‬
‫أبا بكر رضي ال تعال عنه دون انتظار لرأي الخرين ‪.‬‬

‫‪( )(1‬ص ‪. )139‬‬


‫‪ )(2‬الجموع شرح الهذب ‪ -‬التكملة للمطيعي (‪. )17/519‬‬
‫‪ )(3‬الفصل (‪. )4/167‬‬

‫‪175‬‬
‫د‪ -‬أما قياس ذلك على الجاع فهو قياس مع الفارق ‪.‬‬
‫الذهب الثان ‪:‬‬
‫وهناك من حدد أهل الل والعقد بعدد معي ‪ ،‬واختلفوا ف هذا التحديد إل عدة آراء‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوم قالوا ‪ ( :‬إن أقل ما تنعقد به أربعون ل دونم ‪ ،‬لن عقد المامة فوق عقد‬
‫المعة ول تنعقد بأقل من أربعي ) (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬وذهب آخرون إل ‪ :‬القول بأن أقل ما تنعقد به خسة يتمعون على عقدها ‪ ،‬أو‬
‫يعقدها أحدهم برضا الربعة ‪ ،‬واحتجوا لذلك بأن بيعة أب بكر انعقدت بمسة ‪ ،‬ولن‬
‫عمصر قصد جعلهصا شورى فص سصتة ) (‪ . )2‬ونُسصب هذا القول إل شيوخ العتزلة البائيص‬
‫والقاضي عبد البار (‪ . )3‬وقال الاوردي ‪ ( :‬وهذا قول أكثر الفقهاء والتكلمي من أهل‬
‫البصرة ) (‪. )4‬‬
‫‪ -3‬وذهب آخرون إل انعقادها بأربعة قياسًا على أكثر نصاب الشهود (‪. )5‬‬
‫‪ -4‬وذهب الفريق الخر إل اشتراط أن يكونوا ثلثة ‪ ،‬لنم جاعة ل توز مالفتهم‬
‫(‪. )6‬‬
‫‪ -5‬وذهب آخرون إل انعقادها برضا اثني للثالث ‪ ،‬لن الثني أقلّ المع وليكونا‬
‫حاكمًا وشاهدين كما يصح عقد النكاح بول وشاهدين (‪. )7‬‬

‫‪ )(1‬مآثر النافة (‪. )1/42‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬مآثر النافة (‪. )1/43‬‬
‫‪ )(3‬الفصل (‪ . )1/167‬وانظر ‪ :‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل (حص ‪ ، 20‬ق ‪ ، 1‬ص ‪. )254 - 252‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية (ص ‪. )7‬‬
‫‪ )(5‬مآثر النافة (‪ ، )1/43‬وناية الحتاج للرملي (‪. )7/410‬‬
‫‪ )(6‬ناية الحتاج (‪. )7/410‬‬
‫‪ )(7‬نفس الصدر ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫وعزا الاوردي هذا القول إل علماء الكوفة (‪ . )1‬ونسبه البغدادي إل سليمان بن جرير‬
‫الزيدي وطائفة من العتزلة (‪. )2‬‬
‫‪ -6‬وقالت طائفة تنعقد بواحد ‪ ،‬واستدلوا على ذلك بأن العباس قال لعلي رضي ال‬
‫ص ‪ ( :‬امدد يدك أبايعصك فيقول الناس عصم رسصول ال بايصع ابصن عمصه ‪ ،‬فل‬ ‫تعال عنهم ا‬
‫يتلف عل يك اثنان ) ‪ .‬ولن ع مر ل ا با يع أ با ب كر ر ضي ال تعال عنه ما تب عه ال صحابة‬
‫على ذلك ووافقوه ‪ .‬ولنه حُكْ ٌم ‪ ،‬وحكم واحد نافذ (‪ ، )3‬وقد عزا البغدادي هذا القول‬
‫إل أب السن الشعري (‪ )4‬وإليه ذهب اليي ف الواقف (‪ )5‬والغزال ف فضائح الباطنية‬
‫ح يث يقول ‪ ( :‬والذي نتاره أ نه يُكت فى بش خص وا حد يع قد البي عة للمام ) (‪ . )6‬وبذا‬
‫القول قال إمام الرم ي ح يث ذ كر أن ‪ ( :‬أقرب الذا هب ما ارتضاه القا ضي أ بو ب كر ‪.‬‬
‫و هو ‪ :‬النقول عن شيخ نا أ ب ال سن ر ضي ال عنه ما ‪ ،‬و هو ‪ :‬أن الما مة تث بت بباي عة‬
‫رجل واحد من أهل العقد ) (‪ )7‬لكنه اشترط بعد ذلك أن يكون ذا شوكة وإل فل (‪. )8‬‬
‫وإليه ذهب أبو عبد ال القرطب ف تفسيه (‪ ، )9‬وهو مذهب الزيدية (‪ )10‬ومن قال بذا‬
‫الرأي من الُحدثي د ‪ .‬ضياء الدين الريس ف كتابه النظريات السياسية‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية (ص ‪. )7‬‬


‫‪ )(2‬أصول الدين (ص ‪. )281‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )7‬‬
‫‪ )(4‬أصول الدين (ص ‪. )281‬‬
‫‪ )(5‬الواقف لليي (ص ‪. )400‬‬
‫‪ )(6‬فضائح الباطنية (ص ‪. )176‬‬
‫‪ )(7‬غياث المم ف التياث الظلم (ص ‪. )54‬‬
‫‪ )(8‬نفس الصدر (ص ‪. )56‬‬
‫‪ )(9‬أحكام القرآن (‪. )1/269‬‬
‫‪ )(10‬انظر ‪ :‬تتمة الروض النضي للسيد أحد السن (‪ )5/28‬ط ‪ ، 2 .‬ن ‪ .‬الؤيد بالطائف ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫السلمية (‪. )1‬‬
‫وذهب جهور الشافعية إل أنا تنعقد بن تيسر حضوره وقت البايعة ف ذلك الوضع‬
‫من العلماء والرؤساء ووجهاء الناس التصفي بصفات الشهود ‪ ،‬حت لو تعلق الل والعقد‬
‫بوا حد كفى ‪ .‬قال القلقشندي ‪ ( :‬و هو الصح عند أصحابنا الشافعية ) (‪ . )2‬وإل ذلك‬
‫ذهب القلنسي شيخ البغدادي (‪ )3‬ومن الُحدَثي د ‪ .‬صلح الدين دبوس ف كتابه الليفة‬
‫توليته وعزله (‪. )4‬‬
‫ويلحظ أن هناك فرقًا بي ما ذهب إليه الشعري وأتباعه وما ذهب إليه الشافعية ‪،‬‬
‫وهصو أن جهور الشافعيصة تشترط لنعقادهصا بواحصد أن ل يكون ثةص غيه منص يكصن أن‬
‫يوصف بصفات أهل الل والعقد ‪ ،‬أما الشعرية فل تشترط ذلك ‪ ،‬وإنا تكتفي بواحد‬
‫من أهل الل والعقد (‪. )5‬‬
‫وعند النظر ف هذه القوال والراء ندها مرجوحة لا يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قياس عدد أهصل اللص والعقصد على عدد مصن تصصح بمص المعصة أو الشهود ‪ ،‬أو‬
‫النكاح أو غيها غي مسلم به ‪ ،‬لنه قياس مع الفارق ‪ ،‬ول يصح انفراد عدد قليل بالبتّ‬
‫ف أ مر ي هم ال مة كل ها ‪ ،‬الل هم إل إذا ق ّل أفراد جا عة أ هل ال ل والع قد فحينئذ تكون‬
‫الضرورة هي اللجئة إل القول‬

‫‪ )(1‬النظريات السياسية السلمية (ص ‪. )227‬‬


‫‪ )(2‬مآثر النافة (‪ ، )1/44‬وبنحوه انظر ‪ :‬روضة الطالبي للنووي (‪ )10/434‬ن ‪ .‬الكتب السلمي وانظر‬
‫‪ :‬ناية الحتاج للرملي وغيها من كتب الشافعية ‪.‬‬
‫‪ )(3‬أصول الدين (ص ‪. )281‬‬
‫‪( )(4‬ص ‪. )126‬‬
‫‪ )(5‬لزيادة اليضاح يراجع كتاب رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص ‪. )268‬‬

‫‪178‬‬
‫بانعقاد المامة بالعدد القليل ‪ ( .‬ولنه ليس قول من قال ‪ :‬تنعقد باثني بأول من قول من‬
‫قال ‪ :‬تنع قد بأرب عة ‪ ،‬ول قول من قال ‪ :‬تنع قد بأرب عة بأول من قول ‪ :‬من قال ‪ :‬تنع قد‬
‫بالماعة ‪. )1( ) ...‬‬
‫‪ -2‬أما الحتجاج ببيعة أب بكر وعمر رضي ال تعال عنهما فل يصح ‪ ،‬لن بيعة أب‬
‫ب كر ل تنع قد ببي عة الم سة الذ ين ذكرو هم ف قط ‪ ،‬وإن ا ت ت بباي عة كبار الهاجر ين‬
‫والن صار ك ما م ّر مع نا ف حد يث ال سقيفة ‪ ،‬قال ا بن تيم ية ع ند قول الراف ضي ‪ :‬إن م‬
‫يقولون ‪ :‬المام بعد رسول ال أبو بكر ببايعة عمر برضا أربعة قال ‪ :‬فيقال له ‪( :‬‬
‫ل يس هذا قول أئ مة ال سنة وإن كان ب عض أ هل الكلم يقولون ‪ :‬إن الما مة تنع قد ببي عة‬
‫أربعة كما قال بعضهم ‪ :‬تنعقد ببيعة اثني ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬تنعقد ببيعة واحد ‪ ،‬فليست‬
‫هذه أقوال أئمة السنة ‪ ،‬بل المامة عندهم تثبت بوافقة أهل الشوكة عليها ‪ ،‬ول يصي‬
‫الرجل إمامًا حت يوافقه أهل الشوكة الذين يصل بطاعتهم له مقصود المامة ) ‪ .‬إل أن‬
‫قال ‪ ( :‬ولو قُدّر أن عمر وطائفة معه بايعوه ‪ -‬أي أبا بكر ‪ -‬وامتنع الصحابة عن البيعة ل‬
‫يصصر إمامًا بذلك ‪ ،‬وإناص صصار إمامًا ببايعصة جهور الصصحابة الذيصن هصم أهصل القدرة‬
‫والشوكة ) (‪ . )2‬أ ‪ .‬هص ‪.‬‬
‫‪ -3‬وكذلك ف عل ع مر ف ح صر الل فة ف ال ستة الذ ين اختار هم فنقول هذا ل يس‬
‫حصرًا لعدد أهل الل والعقد الذين يتارون ‪ ،‬وإنا لن يتار منهم ‪ ،‬فهم جيعًا مرشحون‬
‫للخل فة ويتار أحد هم ‪ ،‬يد ّل على ذلك ما مرّ مع نا أن ع بد الرح ن بن عوف ر ضي ال‬
‫عنه بقي ثلثًا ل تغتمض عينه بكثي نوم وهو يشاور كبار الهاجرين والنصار ‪ ،‬قال ابن‬
‫تيمية ‪ ( :‬عثمان ل يصر إمامًا باختيار بعضهم ‪ -‬أي بعض الستة ‪ -‬بل ببايعة الناس له ‪،‬‬

‫‪ )(1‬العتمد ف أصول الدين لب يعلى (ص ‪. )239‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )1/141‬‬

‫‪179‬‬
‫وج يع ال سلمي بايعوا عثمان ل يتخلف عن بيع ته أ حد ) (‪ . )1‬و قد م ّر مع نا قول المام‬
‫أحد ف ذلك عند الكلم على مبايعة عثمان رضي ال تعال عنه ‪.‬‬
‫‪ -4‬أ ما ال ستدلل على صحة بي عة الوا حد ببادرة ع مر ف بي عة أ ب ب كر ث تب عه‬
‫الصحابة ووافقوه على ذلك فل يصح ‪ ،‬لن سبب إتباعهم له هو رضاهم با ذهب إليه ‪،‬‬
‫ل أنه قد ألزمتهم مبايعته إتباعه ‪ ،‬وإل لو فرض أنه ل يبايع غي عمر لا ثبتت إمامة أب‬
‫بكر خصوصًا وهو القائل ‪ ( :‬من بايع رجلً من غي مشورة السلمي فل يتابع هو ول‬
‫الذي بايع َت ِغرّة أن يقتل ) (‪. )2‬‬
‫أما كون عمر هو السابق إل البيعة ففي كل بيعة ل بد من سابق ‪ ،‬كما قال ابن تيمية‬
‫(‪. )3‬‬
‫‪ -5‬أ ما ال ستدلل على صحة بي عة واحدة بأن العباس قال لعلي بن أ ب طالب ب عد‬
‫موت ال نب ‪ :‬امدد يدك أباي عك ‪ ،‬فيقول الناس عم ر سول ال با يع ا بن أخ يه ‪ ...‬إل فل‬
‫يصح لمور منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الا جة إل إثبات ن سبة هذا القول إل العباس ر ضي ال تعال ع نه وهذا متعذر ‪،‬‬
‫لن القائل ل يذكر السند ول حت الصدر ول أعثر أنا على سند له (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬منهاج السنة (‪. )1/142‬‬


‫‪ )(2‬رواه البخاري وغيه وسبق تريه (ص ‪. )137‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )1/142‬‬
‫‪ )(4‬ث وجدت عند ابن ف الطبقات لفظًا قريبًا من هذا العن وهو ‪ .... :‬قال العباس لعلي ‪ ،‬قم حت أبايعك‬
‫ومن حضر ‪ ،‬فإن هذا المر إذا كان ل يُرَ ّد مثله ‪ ،‬والمر ف أيدينا ‪ ...‬إل الطبقات الكبى (‪ )2/246‬لكن‬
‫ف إسناده ممد بن عمر وهو الواقدي ‪ .‬وعلماء الرح والتعديل يضعفون روايته ‪ .‬انظر ‪ :‬تذيب التهذيب (‬
‫‪ . )9/369‬قال الذهب ‪ :‬استقر الجاع على توهي الواقدي ميزان العتدال (‪ ، )3/666‬ومع ذلك فهو‬
‫إمام التأريخ والسي والخبار ‪ .‬انظر ‪ :‬ميزان العتدال (‪. )3/663‬‬

‫‪180‬‬
‫ب‪ -‬ولو فرض صحته فإنه ل يتم ول يفعله ‪.‬‬
‫جص‪ -‬ولو فعله فل يكون ذلك إل تبيبًا وتشجيعًا لغيه ف البايعة وتكون مبادرة منه‬
‫لعلهم يتابعونه على ذلك ‪.‬‬
‫‪ -6‬وأما ما ذهب إليه جهور الشافعية من انعقاد المامة بالواحد إذا انصر فيه أهل‬
‫الل والعقد فكما قال د ‪ .‬ممد رأفت عثمان ‪ ( :‬ل يصل ف عصر من العصور انصار‬
‫الل والعقد ف واحد ‪ ،‬ويندر أن يصل ذلك ) (‪ . )1‬والنادر ل حكم له ‪.‬‬
‫‪ -7‬وما يدل على أنا ل تنعقد بالواحد ما روي عن عمر بن الطاب رضي ال تعال‬
‫ع نه عن ال نب أ نه قال ‪ « :‬من أراد ببو حة ال نة فليلزم الما عة ‪ ،‬فإن الشيطان مع‬
‫الواحد ‪ ،‬وهو من الثني أبعد » (‪. )2‬‬
‫الذهب الثالث ‪:‬‬
‫ذهب أصحاب الذهب الثالث إل العتدال ف تديد أهل الل والعقد ‪ ،‬فلم يشترطوا‬
‫الجاع ك ما قال أ صحاب الذ هب الول ‪ ،‬ول يشترطوا عددًا معينًا ك ما قال أ صحاب‬
‫الذهب الثان ‪ ،‬وإنا اشترطوا جهور أهل الل والعقد والغلبية الذين هم أهل الشوكة ‪،‬‬
‫والذيصن ببايعتهصم واختيارهصم للمام يصصل مقصصود المامصة وطبقًا لذا التاه ل يؤدي‬
‫تلف بعضهم إل الطعن ف صحة الختيار ‪ ،‬كما ل يؤدي موافقة القلة أن تعطي للخليفة‬
‫السند الشرعي للسلطة ‪ ،‬لن تلف القلة ل يؤثر ف مقصود الولية ‪ ،‬وموافقة القلة‬

‫‪ )(1‬رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص ‪. )273‬‬


‫‪ )(2‬رواه المام أحد (‪ ، )1/18‬والترمذي ‪ )4/446( :‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه‬
‫‪ .‬ورواه ابن ماجة ‪ ،‬والطيالسي ‪ ،‬وغيهم ‪ .‬وصححه اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬سلسلة الحاديث الصحيحة (‬
‫‪ )1/173‬حديث رقم (‪ )431‬كما صححه أحد شاكر ف تريه للمسند ح ‪ ، )1/204( ، 114‬والرسالة‬
‫للشافعي رقم (‪. )1315‬‬

‫‪181‬‬
‫ليس من شأنه أن يققها ‪ ،‬وإنا العبة بوافقة الغلبية ( المهور ) لنه بوافقتهم يتحقق‬
‫القصود من السلطة العامة المثلة ف الليفة ‪. )1( ،‬‬
‫قال الاوردي ‪ ( :‬قالت طائ فة ل تنع قد إل بمهور أ هل ال ل والع قد من كل بلد ‪،‬‬
‫ليكون الرضا به عامًا والتسليم لمامته إجاعًا ) (‪ . )2‬ومن ذهب إل هذا القول أبو يعلى‬
‫فص الحكام السصلطانية فقال ‪ ( :‬أمصا انعقادهصا باختيار أهصل اللص والعقصد فل تنعقصد إل‬
‫بمهور أهل الل والعقد ‪ ،‬قال أحد ف روا ية إسحاق بن إبراه يم ( المام الذي يتمع‬
‫قول أ هل ال ل والع قد (‪ . )3‬عل يه كل هم يقول هذا إمام ) ‪ ،‬قال ‪ :‬وظا هر هذا أن ا تنع قد‬
‫بماعتهم ) (‪.)4‬‬
‫وذهب إل ذلك أيضا شيخ السلم بن تيمية رحه ال حيث قال ‪ ( :‬وإنا صار إمامًا‬
‫‪ -‬أي أ بو ب كر ر ضي ال تعال ع نه ‪ -‬ببايع ته جهور ال صحابة الذ ين هم أ هل القدرة‬
‫والشوكصة ‪ ،‬ولذا ل يضصر تلف سصعد بصن عبادة (‪ )5‬رضصي ال تعال عنصه ‪ ،‬لن ذلك ل‬
‫يقدح ف مق صود الول ية ‪ ،‬فإن الق صود ح صول القدرة وال سلطان اللذ ين ب ما ت صل‬
‫مصصال المامصة ‪ ،‬وذلك قصد حصصل بوافقصة المهور على ذلك ‪ ،‬فمصن قال يصصي إمامًا‬
‫بوافقة واحد أو اثني أو أربع ‪ ،‬وليسوا هم ذوي القدرة والشوكة فقد غلط ‪ ،‬كما أن من‬
‫ظن أن تلف الواحد أو الثني أو العشرة يضر فقد غلط ) (‪. )6‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬طرق اختيار الليفة د ‪ .‬النادي (ص ‪. )192‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية (ص ‪. )7‬‬
‫‪ )(3‬الرواية السابقة بنفس العبة إل أنه بدل ( أهل الل والعقد ) جعل ( السلمون ) وف هذه الرواية جعل‬
‫الناشر ( أهل الل والعقد ) بي قوسي ث علّق عليها ف الاشية بقوله بياض بالصل ‪ .‬ول أدري من أين أتى‬
‫با ! ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )23‬‬
‫‪ )(5‬سبق معنا رواية تفيد تراجع سعد عن موقفه هذا رضي ال تعال عنه (ص ‪. )136‬‬
‫‪ )(6‬منهاج السنة (‪. )1/141‬‬

‫‪182‬‬
‫الرأي الراجح وأدلة الترجيح ‪:‬‬
‫وهذا هو الرأي الذي نيل إليه ونرجحه لا يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬لتفاقه مع ما حصل ف بيعة اللفاء الراشدين رضي ال تعال عنهم ‪ -‬كما مر ‪-‬‬
‫فإنم ل يشترطوا إجاع أهل الل والعقل ‪ ،‬ول يددوا الفئة الناخبة بعدد معي كما ذهب‬
‫إل ذلك أ صحاب الذ هب الثا ن ‪ ،‬ول يكتفوا ف الباي عة بأي عدد م كن ‪ ،‬بل كانوا‬
‫يكثرون الستشارة واستطلع الرأي العام ‪ -‬كما أمر ‪. -‬‬
‫ث عليه القرآن‬
‫‪ -2‬وكذلك من الرجحات لذا الذهب تقيقه لبدأ الشورى الذي ح ّ‬
‫الكري ‪ ،‬ورغّب فيه الرسول ف أكثر من موضع ‪ -‬كما سيأت ‪ -‬فهو يتفق مع قواعد‬
‫الفقه السلمي وما يقضي به العقل والنطق ‪ ،‬وإل هذا الرأي ذهب من الكتاب الحدثي‬
‫الدكتور ممد رأفت عثمان ف كتابه ( رئاسة الدولة ف الفقه السلمي) (‪ ، )1‬والدكتور‬
‫فؤاد ممد النادي ف كتابه ( طرق اختيار الليفة ) (‪ ، )2‬والدكتور ممد فاروق النبهان ف‬
‫كتابه ( نظام الكم ف السلم (‪ ، )3‬والدكتور ممد عمارة ف كتابه ( السلم وفلسفة‬
‫الكم ) (‪. )4‬‬

‫‪( )(1‬ص ‪. )274‬‬


‫‪( )(2‬ص ‪ )193‬الكتاب الول ‪.‬‬
‫‪( )(3‬ص ‪. )475‬‬
‫‪( )(4‬ص ‪. )444‬‬

‫‪183‬‬
‫الطريقة الثانية‬
‫العهد ( الستخلف ) ‪:‬‬
‫ومن طرق انعقاد المامة العهد من الليفة السابق إل من يتاره من السلمي ‪ ،‬ويراه‬
‫لئقًا بذا النصب من بعده ‪ ،‬فإذا أحس الليفة بقرب أجله وأراد أن يستخلف على القوم‬
‫أحدهم فإنه يقوم بشاورة أهل الل والعقد فيمن يتار ‪ ،‬فإذا وقع رأيه على شخص معيّن‬
‫يصلح لذا القام ووافقه أهل الل والعقد فإنه يعهد إليه من بعده ‪.‬‬
‫والن ل بد ل نا من التعرف على الع هد وحك مه ‪ ،‬و هل يع تب العهود له إمامًا بجرد‬
‫العهد أم ل بد من مبايعة أهل الل والعقد ‪ ،‬ث مبايعة جهور السلمي له باللفة ؟ وما‬
‫شروط هذا العهد ؟ إل غي ذلك من الباحث التعلقة بذا الوضوع ‪ .‬فنقول ‪:‬‬
‫تعريف العهد لغة ‪:‬‬
‫العهد كل ما عوهد ال عليه وك َل ما بي العباد من الواثيق فهو عهد ‪ ،‬والعهد الوصية‬
‫كقول سعد حي خاصم سعد بن زمعة ف ابن أمته فقال ‪ ( :‬إن أخي عهد إل فيها ) أي‬
‫‪ :‬أوصى ‪ ،‬ومنه الديث ( تسكوا بعهد أم عبد ) (‪ )1‬أي ‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي ضمن حديث « اقتدوا باللذين من بعدي ‪ ...‬وفيه ‪ « :‬وتسكوا بعهد ابن مسعود » عن ابن‬
‫مسعود نفسه ف ك ‪ :‬الناقب ‪ .‬ب ‪ ، 38 :‬مناقب عبد ال بن مسعود (‪ )5/672‬وقال ‪ :‬حسن غريب ل‬
‫نعرفه إل من هذا الوجه ‪.‬‬
‫وعند أحد عن حذيفة يرفعه « ‪ ...‬وتسكوا بعهد عمار ‪ ،‬وما حدّثكم ابن مسعود فصدّقوه » السند (‬
‫‪. )5/385‬‬

‫‪184‬‬
‫ما يوصيكم ويأمركم ‪ ،‬وهو عبد ال بن مسعود رضي ال تعال عنه ‪ ،‬والعهد التقدم إل‬
‫الرء ف الشيء ‪ ،‬والعهد الذي يكتب للولة مشتق منه ‪ ،‬والمع عهود ‪ ...‬والعهد الوثق‬
‫واليمي يلف بما الرجل ‪ ،‬وقيل ول العهد لنه ول اليثاق والذي يؤخذ على من بايع‬
‫الليفة (‪ ... )1‬إل غي ذلك من العان الخر كالوفاء والمان ‪ ...‬وغيها ما ليس له صلة‬
‫بوضوعنا ‪...‬‬
‫والعهد ف الصطلح ‪:‬‬
‫هو اختيار العاهد إنسانًا معينًا لعمل معي من أعمال الدولة يبدأ من رئاستها وينتهي‬
‫إل أدن درجة من درجاتا ‪ ،‬ويسمي هذا الختيار عهدًا ‪ ،‬ث انتقل الصدر ( عهد ) إل‬
‫الوثيقة الكتوبة الت يليها أو يكتبها العاهد لغيه ‪ ،‬فإذا ما قيل عهد انصرف الفهوم إل‬
‫أحد العنيي وفقًا لسياق العبارة أو لكليهما معًا (‪. )2‬‬
‫أدلة مشروعيته ‪:‬‬
‫السصتخلف جائز شرعًا ‪ ،‬ومصن الطرق الشروعصة لنعقاد المامصة إذا كان مكتمصل‬
‫الشروط ‪ .‬ومن الدلة على ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله ف الد يث الذي رواه البخاري ‪ « :‬ل قد ه مت ( أو أردت ) أن أر سل‬
‫إل أ ب ب كر واب نه فأع هد أن يقول القائلون أو يتم ن التمنون ‪ ،‬ث قلت ‪ :‬يأ ب ال ويد فع‬
‫الؤمنون ‪ ،‬أو يدفع ال ويأب الؤمنون » (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬لسان العرب مادة ( عهد ) (‪. )3/331‬‬


‫‪ )(2‬نظام الكم ف الشريعة والتأريخ السلمي د ‪ .‬ظافر القاسي (ص ‪. )168‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه وسبق تريه عند الديث عن النصية على أب بكر من هذا الفصل (ص ‪. )121‬‬

‫‪185‬‬
‫و ف روا ية أخرى عن عائ شة ر ضي ال تعال عن ها قالت ‪ :‬قال ل ر سول ال ‪ :‬ف‬
‫مرضه ‪ « :‬ادعي ل أباك وأخاك حت أكتب لب بكر كتابًا ‪ ،‬فإن أخاف أن يتمن متمن‬
‫ويقول قائل ‪ :‬أنا أول ‪ ،‬ويأب ال والؤمنون إل أبا بكر » (‪. )1‬‬
‫ف في هذ ين الديث ي دللة واض حة على أن ال نب هَمّ أن يع هد ث تر كه لعل مه أن‬
‫الناس لن يتاروا غي أب بكر رضي ال تعال عنه ‪ ،‬فدلّ على جوازه ‪.‬‬
‫وقد قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال تعليقًا على هذا الديث ( فبيّن أنه يريد‬
‫أن يكتب كتابًا خوفًا ‪ ،‬ث علم أن المر واضح ظاهر ليس ما يقبل الناع فيه ‪ ...‬قال ‪:‬‬
‫وتركصه ‪ -‬أي العهصد والكتا بة ‪ -‬لعدم الا جة إل يه وظهور فضيلة ال صديق وا ستحقاقه ‪،‬‬
‫وهذا أبلغ من العهد ) (‪. )2‬‬
‫‪ -2‬و من الدلة على جوازه أيضًا ف عل اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال عن هم ‪ ،‬ف قد‬
‫استخلف أبو بكر عمر بن الطاب ‪ ،‬وعهد عمر بالمر إل الستة الذين توف رسول ال‬
‫و هو عن هم راض ل ستخلف من يرو نه من هم ‪ ،‬و قد قال ع مر ر ضي ال ع نه ‪ ( :‬إن‬
‫أستخلف فقد استخلف من هو خي من ‪ -‬يعن أبا بكر ‪ -‬وإن أترك فقد ترك من هو خي‬
‫من يعن رسول ال ) (‪ . )3‬وقد م ّر معنا صيغة استخلف ك ّل من أب بكر لعمر ‪ ،‬ث‬
‫عمر للستة رضي ال تعال عنهم ‪ ،‬وقد سبق هذا الستخلف مشاورات طويلة مع كبار‬
‫الهاجرين والنصار ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم واللفظ له ف ك ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬ب ‪ :‬فضائل أب بكر ح ‪ ، )4/1857( 2387‬وروى‬
‫نوه المام أحد ف مسنده (‪ ، )6/106‬و (‪. )6/144‬‬
‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )1/140‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه وسبق تريه (ص ‪ )125‬من هذا الفصل ‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ -3‬و من الدلة على جواز ال ستخلف إجاع ال صحابة ‪ ،‬فلم تذ كر الروايات أحدًا‬
‫خالف واح تج بأن الع هد ل يوز حين ما ع هد أ بو ب كر إل ع مر ‪ ،‬ث حين ما ع هد ع مر‬
‫بالمر شورى إل الستة من بعده ‪ ،‬فدل ذلك على الواز ‪.‬‬
‫وقد حكى هذا الجاع كثي من العلماء فقال الاوردي ‪ ( :‬وأما انعقاد المامة بعهد‬
‫من قبله فهو ما انعقد الجاع على جوازه ‪ ،‬ووقع التفاق على صحته ) (‪. )1‬‬
‫وقال النووي ف شر حه ل صحيح م سلم ‪ ( :‬حا صله أن ال سلمي أجعوا على أن‬
‫الليفة إذا حضرته مقدمات الوت وقبل ذلك وقبل ذلك يوز له الستخلف ‪ ،‬ويوز له‬
‫تركه ‪ ،‬فإن تركه فقد اقتدى بالنب ف هذا ‪ ،‬وإل فقد اقتدى بأب بكر رضي ال تعال‬
‫عنصه ‪ ،‬وأجعوا على انعقاد اللفصة بالسصتخلف ) (‪ . )2‬وقال ابصن حزم ‪ ( :‬واتفقوا أن‬
‫للمام أن يستخلف قَبْل أم ل (‪ )3‬ول يتلف ف جواز ذلك لب بكر رضي ال تعال عنه‬
‫أحد ‪ ،‬وإجاعهم هو الجاع ) (‪ . )4‬بل اعْتََبرَ أن هذه الطريقة هي أحسن الطرق وأفضلها‬
‫فقال ‪ ( :‬فوجد نا ع قد الما مة ي صح بوجوه أول ا وأفضل ها وأ صحها ‪ :‬أن يع هد المام‬
‫اليت إل إنسان يتاره إمامًا بعد موته ‪ ،‬وسواء فعل ذلك ف صحته أو ف مرضه أو عند‬
‫مو ته ‪ .‬إذ ل نص ول إجاع على ال نع من أ حد هذه الوجوه ما ف عل ر سول ال بأ ب‬
‫(‪)5‬‬
‫بكر‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية (ص ‪. )10‬‬


‫‪ )(2‬صحيح مسلم بشرح النووي (‪. )15/205‬‬
‫‪ )(3‬كذا ‪ .‬ولعل الراد أنم اتفقوا على أن للمام أن يستخلف قبل موته وله أن يترك ‪.‬‬
‫‪ )(4‬مراتب الجاع لبن حزم (ص ‪. )145‬‬
‫‪ )(5‬سبق أن ابن حزم من يقول بالنصية على أب بكر رضي ال تعال عنه ولذلك رجّح هذه الطريقة ‪ ،‬وقصر‬
‫التولية الصحيحة عليها ‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫وكما فعل أبو بكر بعمر ‪ ،‬وكما فعل سليمان بن عبد اللك بعمر بن عبد العزيز ‪. ) ...‬‬
‫قال ‪ ( :‬وهذا هصو الوجصه الذي نتاره ونكره غيه لاص فص هذا الوجصه مصن اتصصال‬
‫المامة وانتظام أ مر السلم وأهله ‪ ،‬ورفع ما يتخوف من الختلف والشغب م ا يتوقع‬
‫صر وارتفاع النفوس وحدوث‬ ‫صن انتشار المص‬ ‫صى ومص‬ ‫صة فوضص‬ ‫صن بقاء المص‬‫ف ص غيه مص‬
‫الطماع ) أ ‪ .‬هص (‪. )1‬‬
‫قلت ‪ :‬والراد بالجاع فيما سبق هو إجاع أهل السنة فقط ‪ ،‬لن العتزلة قد خالفوا‬
‫أهل السنة ف هذه الطريقة ( الستخلف أو ( العهد ) حيث قصروها على الختيار فقط‬
‫(‪ ، )2‬ونسب الشوكان هذا القول إل الشعرية أيضًا (‪ ، )3‬ولكن ف هذه النسبة نظر ‪ ،‬لن‬
‫لكثر الشاعرة يوافقون أهل السنة ف هذا القام ‪.‬‬
‫‪ -4‬ومصن الدلة على جواز السصتخلف أيضًا قياسصه على اسصتخلف النصب على‬
‫ج يش مؤ تة ‪ ،‬وإذا ف عل ال نب ذلك ف المارة على ال يش جاز مثله ف الل فة ‪ ،‬ف قد‬
‫ذكر المام البخاري رحه ال تعال من رواية عبد ال بن عمر رضي ال تعال عنهما أن‬
‫رسول ال أمّر على جيش مؤتة زيد بن حارثة وقال ‪ « :‬إن قتل فجعفر بن أب طالب ‪،‬‬
‫فإن قتل فعبد ال بن رواحة » وف رواية « وإن قتل فليتض السلمون رجلً » فتقدم زيد‬
‫فقتل ‪ ،‬فأخذ الراية جعفر وتقدم فقتل ‪ ،‬فأخذ الراية عبد ال‬

‫‪ )(1‬الفصل ف اللل والنحل (‪. )4/169‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل (‪ . )20/205‬ق (‪. )1‬‬
‫‪ )(3‬نيل الوطار (‪. )6/56‬‬

‫‪188‬‬
‫ابن رواحة فتقدم فقتل ‪ ،‬فاختار السلمون بعده خالد بن الوليد (‪. )1‬‬
‫وبناء على ما سبق فإن طريقة الستخلف جائزة شرعًا ‪ ،‬ل عبة با ذهب إليه بعض‬
‫الُحدَث ي من ماولة الط عن ف هذه الطري قة الشرع ية وزعم هم أن ا تؤدي إل ال ستبداد‬
‫والظلم ونوها ‪ .‬وما علموا أن الكفاءة شرط أساسي ف الستخلف ‪ ،‬وأنه ل يتم إل بعد‬
‫مشاورة أ هل ال ل والع قد ومبايعت هم له ‪ ،‬وأ نه يشترط ف العهود له أن يكون م ستكملً‬
‫لشروط المامة كما سيأت ‪:‬‬
‫البيعة للمعهود له من قبل أهل الل والعقد ورضاهم بذلك ‪:‬‬
‫لكن هل تنعقد اللفة بجرد العهد من المام السابق أم ل بد من البيعة للمعهود له‬
‫من قبل أهل الل والعقد ؟ للعلماء ف ذلك قولن ‪ ،‬والذي يترجح لنا أنه ل بد من البيعة‬
‫للمعهود له ‪ ،‬وذلك لف عل اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال عن هم ‪ ،‬فأ بو ب كر ل ا أراد أن‬
‫يستخلف عمر شاور كبار الهاجرين والنصار ف ذلك ‪ ،‬فكلّهم وافقه على العهد لعمر ‪،‬‬
‫ح يث أ خذ من هم اليثاق على أن يبايعوا من يتاره ب عد أن طلبوا م نه ال ستخلف فأ خذ‬
‫يستشي كبارهم ف عمر ‪ ،‬وكلّهم أيده على رأيه فيه ‪ ،‬فعهد إليه فبايعوه وبايعه الناس ‪-‬‬
‫كما مرّ ‪ -‬ف السجد ‪.‬‬
‫وكذلك شأن ع مر فإ نه ل ي كن ينوي ال ستخلف وقال ‪ ( :‬ل أتمل ها حيًا وميتًا )‬
‫ل عليه الصحابة فجعلها ف الستة ‪ ،‬وهم بقية العشرة البشرين‬
‫فأ ّ‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ‪ :‬مغازي ‪ . 44 .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ )7/510‬بدون « وإن قُتل فليتضى ‪ » ...‬ونوه‬
‫عند المام أحد ف مسنده (‪. )1/265‬‬

‫‪189‬‬
‫بالنة والذين توف النب وهو عنهم راض ‪ ،‬ول شك أنم أفضل الوجودين من الصحابة‬
‫‪ ،‬ث رأي نا مشاورة ع بد الرح ن بن عوف الناس ‪ ،‬وأ نه أ خذ ثلث ليال ل يغت مض بكث ي‬
‫نوم يشاور الناس ح ت أشاروا عل يه بعثمان ‪ ،‬ورأى أن م ل يعدلون به أحدًا فباي عه وباي عه‬
‫الناس ) (‪. )1‬‬
‫وكذلك قال علي بن أب طالب رضي ال عنه فيما رواه عنه زيد بن علي رحه ال ف‬
‫مموعه بسنده إل علي قال ‪ ( :‬ول تنعقد المامة إل بيعة السلمي ) (‪. )2‬‬
‫فلو كانت البيعة غي لزمة لا فعلها الصحابة رضوان ال تعال عليهم ‪ .‬قال أبو يعلى‬
‫الفراء ‪ ( :‬الما مة ل تنع قد للمعهود له بن فس الع هد ‪ ،‬وإن ا تنع قد بع هد ال سلمي ) (‪. )3‬‬
‫وعلى هذا فيمكن أن يسمى العهد ترشيحًا بلغة العصر ‪ .‬وقال الاوردي ‪ ( :‬وذهب بعض‬
‫علماء الب صرة إل أن ر ضا أ هل الختيار لبيع ته شرط ف لزوم ها لل مة ) (‪ . )4‬وقال ش يخ‬
‫السلم ابن تيمية رحه ال تعال ‪ ...( :‬وكذلك عمر لا عهد إليه أبو بكر إنا صار إمامًا‬
‫لا بايعوه وأطاعوه ‪ ،‬ولو قُدّر أنم ل ينفذوا عهد أب بكر ول يبايعوه ل يصر إمامًا ‪) ...‬‬
‫(‪. )5‬‬
‫وبذا ي صل التقارب ب ي طر يق الختيار وطر يق الع هد ‪ ،‬ف أن كل منه ما مشروط‬
‫بوافقة أهل الل والعقد ومبايعتهم له ‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬مبايعة أب بكر وعثمان رضي ال تعال عنهما من هذا الفصل (ص ‪ ، 135‬ص ‪. )142‬‬
‫‪ )(2‬الروض النضي شرح مموع الفقه الكبي للسياغي ( التتمة لحد السن ) ‪. )5/18 ( :‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية (ص ‪. )25‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )10‬‬
‫‪ )(5‬منهاج السنة (‪. )1/142‬‬

‫‪190‬‬
‫أمصا القائلون بعدم اشتراط رضصا أهصل اللص والعقصد والبايعصة فمنهصم الاوردي حيصث‬
‫يقول ‪ ( :‬وال صحيح أن بيع ته منعقدة ‪ ،‬وأن الر ضا ب ا غيص مع تب ) (‪ . )1‬وقال صاحب‬
‫السلفة ف معرفة اللفة ‪ ( :‬حكم المام ف العهد حكم أهل الختيار ف العقد ) (‪. )2‬‬
‫واحتجوا لذلك بأن بي عة ع مر ل تتو قف على ر ضا ال صحابة ‪ ،‬ولن المام أ حق ب ا‬
‫فكان اختياره فيها أمضى (‪. )3‬‬
‫وُي َردّ على ذلك بأن بيعة عمر حصلت بوافقة جهور الصحابة رضوان ال تعال عليهم‬
‫‪ -‬كما مرّ بنا ‪ -‬وأن من اعترض على ذلك لزعمه أنه خائف من غلظة عمر تراجع وبايع‬
‫كما بايع غيه كما مرّ ‪ ،‬ونن ل نشترط الجاع من قبل أهل الل والعقد ل ف الختيار‬
‫ول ف الستخلف ‪.‬‬
‫أما أحقية المام دون غيه فهذا ما ل تقوم له حجة ‪ ،‬بل الق لعامة السلمي ينوب‬
‫عنهم ف ذلك كباؤهم وعقلؤهم وعلماؤهم ‪ -‬أهل الل والعقد ‪ -‬وما المام إل ساعٍ‬
‫لم فيما يصلحهم ف دينهم ودنياهم ‪ ،‬فإن هو وافق الصلح واستخلف الناسب ستوافقه‬
‫جاعة أهل الل والعقد ‪ ،‬وإن هو أخطأ ف ذلك فخطأه غي ملزم لبقية السلمي ‪ ،‬خاصة‬
‫بعد موته وسقوط بيعته من رقابم ‪ .‬فلبُد من الرجوع إليهم واستشارتم ف ذلك ‪ ،‬فإذا‬
‫اختار من ي صلح وواف قه أ هل ال ل والع قد على ذلك ف هو الطلوب بل هو لق صر الشّ ر‬
‫وإماتة الفتنة أقرب ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية (ص ‪. )10‬‬


‫‪ )(2‬نشأة السلفة ف معرفة اللفة لعبد القادر أحد الطبي ( مطوط ) ورقة (‪ )23‬ف الكتبة الركزية بامعة‬
‫أم القرى تت رقم التسلسل (‪ )1225‬رقم التسجيل (‪. )1818‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )10‬‬

‫‪191‬‬
‫وبناء على هذا فإن تعييص المام ومبايعتصه سصواء عصن طريصق الختيار أو السصتخلف‬
‫مداره على ‪ -‬أ هل ال ل والع قد – و ما المام ال ستخلف إل مر شح ف قط فإن ق بل أ هل‬
‫الشأن ‪ -‬أ هل ال ل والع قد ‪ -‬ت ت له البي عة وانعقدت له الما مة ‪ ،‬وإن رفضوا فل عبة‬
‫بترشيح المام السابق ‪ ،‬وهذا هو الواضح من سية اللفاء الراشدين ف ذلك وال أعلم ‪.‬‬
‫شروطه ‪:‬‬
‫هذا و قد حدّد العلماء شروط الوا جب توفر ها ليكون ال ستخلف صحيحًا نمل ها‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون الشروط الطلوبة ف المام متحققة ف العهود إليه ‪ :‬كالسلم والرية‬
‫والبلوغ ‪ ،‬والعقل والذكورة ‪ ،‬والعدالة والقرشية وغيها ‪ .‬وبناء على هذا فإنه ل يوز أن‬
‫يعهد إل صغي ول إل فاسق ول إل غي الكفء وغيهم من ل تتوفر فيه شروط المام‬
‫العتبة شرعًا وستأت مفصّلة قريبًا إن شاء ال ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يق بل العهود إل يه وير ضى به ‪ ،‬فإن ل يق بل العهود إل يه فل ينع قد عهده ول‬
‫يب على ذلك ‪ ،‬لن العهد عقد بي طرفي فل بد من موافقة كل من الطرفي ورضاها ‪،‬‬
‫قال النووي ‪ ( :‬يشترط لنعقاد الما مة أن ي يب البا يع ‪ ،‬فإن امت نع ل تنع قد إمام ته ول‬
‫يب عليها ) (‪. )1‬‬
‫‪ -3‬أن يكون العهود له حاضرًا أو ف ح كم الا ضر ‪ ،‬ب يث يكون معلوم القا مة ‪،‬‬
‫أما إذا كان العهود إليه مفقودًا أو مهو ًل فل يوز العهد إليه‬

‫‪ )(1‬روضة الطالبي (‪. )10/43‬‬

‫‪192‬‬
‫ول استخلفه (‪. )1‬‬
‫‪ -4‬أن يكون المام العاهد قد قام بذا العهد والمامة ل زالت معقودة له ‪ ،‬فإن عهد‬
‫بالمامة ف حال طروء عارض يرجه عن المامة ل يصح العهد (‪. )2‬‬
‫‪ -5‬مشاورة العاهد أهل الل والعقد وموافقتهم له ف عهده بدون أي إجبار أو إكراه‬
‫‪ .‬ومبايعتهم للمعهود له (‪. )3‬‬
‫هذا وقد يكون العهد إل واحد وقد يكون إل اثني فأكثر وهذا يكون على ضربي ‪:‬‬
‫الول ‪:‬‬
‫أن ي عل الما مة شورى بين هم ‪ ،‬ك ما ف عل ع مر بن الطاب ر ضي ال تعال ع نه ‪،‬‬
‫ففصي هذه الال يبص أن يتار أهصل اللص والعقصد أحصد العهود إليهصم ثص يبايعوه إمامًا‬
‫للمسلمي (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬النظام الساسي ف السلم (ص ‪ )247‬د ‪ .‬ممد عبد القادر أبو فارس ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص ‪. )287‬‬
‫‪ )(3‬كما سبق توضيح هذا الشرط (ص ‪ )180‬فما بعدها ‪ .‬سيأت له زيادة بيان ف شروط البيعة (ص ‪.)199‬‬
‫حدَثي هذا من العهد ‪ ،‬وإنا اعتبه طريقًا ثالثًا وهو ‪ :‬التولية عن طريق الثقة ‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫‪ )(4‬ل يعتب بعض الُ ْ‬
‫الليفة توليته وعزله للدكتور صلح دبوس (ص ‪ . )159‬ونن ل نرى أن هناك فرقًا بي العهد وهذا ‪ ،‬بل‬
‫المام العاهد الستكمل شروط المامة هو من الثقات أيضًا ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫الثان ‪:‬‬
‫ل ‪ :‬إن م تّ ففلن‬
‫أن يعهد المام بالمامة إل أكثر من واحد يرتبها فيهم ‪ ،‬فيقول مث ً‬
‫هصو المام ‪ ،‬فإن مات فالمام فلن ‪ ،‬فإن مات فالمام فلن ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬فالمامصة حينئذ‬
‫ي ب أن يرا عى في ها الترت يب الذكور ‪ ،‬و قد ا ستدل العلماء على هذا بف عل ال نب ف‬
‫غزوة مؤتة وتوليته المارة لثلثة على الترتيب كما مر ‪.‬‬
‫العهد إل الباء أو البناء ‪:‬‬
‫اختلف العلماء ف جواز ذلك على ثلثة مذاهب ‪:‬‬
‫الول ‪:‬‬
‫عدم جواز العهد إل أصول العاهد أو فروعه ‪ ،‬وذلك لن العهد كالشهادة والكم ‪،‬‬
‫فل تقبل شهادة الرجل لصوله ول لفروعه ‪ ،‬لوجود التهمة بقه ‪ ،‬فالنسان بطبعه يبّ‬
‫نفسه ويؤثرها على غيها ف أكثر الحيان ‪ ،‬ويب أصوله وفروعه لنه جزء منهم وهم‬
‫جزء م نه ‪ ،‬فل تمله العاط فة على مان بة ال صواب وتزك ية والده أو ولده ل مر الل فة ‪،‬‬
‫وهو ل يستحقها وليس كفؤًا لا ‪ ،‬والسلم مأمور بالبتعاد عن الشبهات ومواطن التهم ‪،‬‬
‫فإن من اتّقى الشبهات فقد استبأ لدينه وعرضه ‪.‬‬
‫الثان ‪:‬‬
‫جواز العهد إل الصول والفروع وذلك ( لنه أمي المة ‪ ،‬نافذ المر لم وعليهم ‪،‬‬
‫فغلب ح كم الن صب على ح كم النّ سب ‪ ،‬ول ي عل للته مة عل يه طريقًا ) (‪ . )1‬قال ا بن‬
‫خلدون ‪ ( :‬ول يُتّهم المام ف هذا‬

‫‪ )(1‬مآثر النافة (‪ ، )1/52‬وانظر الحكام السلطانية (ص ‪ ، )25‬وللماوردي (ص ‪. )10‬‬

‫‪194‬‬
‫ال مر ‪ ،‬وإن ع هد إل أب يه أو اب نه ‪ ،‬ل نه مأمون الن ظر ل م ف حيا ته ‪ ،‬فأول أن ل يت مل‬
‫فيها تبعة ما بعد ماته ‪ ،‬خلفًا لن قال ‪ :‬باتامه ف الولد والوالد ‪ ،‬أو لن خ صّص اتامه‬
‫بالولد دون الوالد ‪ ،‬فإ نه بع يد عن الظ نة ف ذلك كله ‪ ،‬ل سيما إذا كا نت هناك داع ية‬
‫تدعوا إليه من إيثار مصلحة أو توقع مفسدة فتنتفي الظنة عند ذلك رأ سًا ‪ ،‬كما وقع ف‬
‫ع هد معاو ية ليثار اب نه يز يد بالع هد دون سواه ‪ ...‬إن ا هو مراعاة ال صلحة ف اجتماع‬
‫الناس ) (‪. )1‬‬
‫الثالث ‪:‬‬
‫صه إل الوالد ‪،‬‬
‫صع إل الولد َأمْيَلَ منص‬ ‫إن له النفراد بذلك للوالد دون الولد ‪ ،‬لن الطبص‬
‫ولذلك كان ما يقتنيه ف الغلب مذخور لولده دون والده ) (‪. )2‬‬
‫الرأي الراجح وأدلة الترجيح ‪:‬‬
‫والذي يترجّح عندي من هذه الراء هو الرأي الول لسببي اثني ها ‪:‬‬
‫‪ -1‬إقتداء باللفاء الراشي رضي ال تعال عنهم ‪ ،‬حيث كانوا بعيدين كل البعد عن‬
‫مواطن الشبهة ‪ ،‬فلم يعهد أبو بكر رضي ال تعال عنه لبنه ‪ ،‬ول يعهد عمر لبنه عبد ال‬
‫‪ ،‬وكان مصن فضلء الصصحابة ‪ ،‬وقصد اقترح ذلك عمصر بعصض الصصحابة رضوان ال تعال‬
‫عليهم ‪ ،‬فقد ذكر ابن سعد ف الطبقات قال ‪ :‬أخبنا وكيع بن الراح عن العمش عن‬
‫إبراهيصم قال ‪ :‬قال عمصر ‪ ( :‬مصن أسصتخلف ؟ لو كان أبصو عصبيدة ابصن الراح ‪ ،‬فقال له‬
‫رجل ‪ :‬يا أمي الؤمني أين أنت من عبد ال بن عمر ؟ فقال ‪ :‬قاتلك ال ‪ ،‬وال‬

‫‪ )(1‬مقدمة ابن خلدون (ص ‪ )210‬بشيء من الختصار ‪.‬‬


‫‪ )(2‬مآثر الناقة (‪ )1/52‬والحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )10‬‬

‫‪195‬‬
‫ص على أنه‬ ‫ما أردت با ال ‪ )1( ) ...‬وكما مرّ بنا أنه جعله من أهل الشورى ‪ ،‬ولكن ن ّ‬
‫ل يتول اللفة زيادة ف الورع والبعد عن الشبهة ‪.‬‬
‫وكذلك حصر اللفة ف هؤلء الستة وهم بقية العشرة إل سعيد بن زيد لنه كان‬
‫يَمت له بصلة ‪ -‬فهو ابن عمّ عمر ‪ -‬فلم يسمّه بُعدًا عن الشّبهة ‪ ،‬ومبالغة ف التَّبرّي من‬
‫المر (‪. )2‬‬
‫وكذلك عثمان رضي ال تعال عنه ل يعهد إل أحد من أقاربه مع أن أكثر الؤرخي‬
‫يتهمونه ببّه لم رضوان ال تعال عليه ‪.‬‬
‫ب منه ذلك ‪ ،‬فعند وفاته‬ ‫وكذلك علي رضي ال تعال عنه ل يعهد إل السن وقد ُطلِ َ‬
‫ر ضي ال تعال ع نه سأل الناس ‪ :‬أناب يع اب نك ال سن ؟ فر ّد علي هم ‪ ( :‬ل آمر كم ول‬
‫أناكم ‪ ،‬أنتم أبصر ) ‪ .‬وحينما طُلب منه أن يوصي باللفة سأله رجل فقال ‪ :‬أل تعهد‬
‫يا أم ي الؤمن ي ‪ .‬فأجا به ‪ :‬ل ‪ .‬وإن ا أترك كم ك ما ترك كم ر سول ال (‪ ... )3‬وذلك‬
‫مبالغة منه رضي ال عنه ف التبي ‪.‬‬
‫فالوْل القتداء بؤلء البطال والسي على منوالم لنحوز الفوز ف الدنيا والخرة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬طبقات بن سعد (‪. )3/343‬‬


‫‪ )(2‬وبنفس السند ذكر هذا الثر اللل ف السند من مسائل أحد ورقة (‪. )39‬‬
‫‪ )(3‬مسند أحد جص ‪ ، 2‬حديث رقم ‪ ، 1078‬عن عبد ال بن سبع ‪ ،‬قال أحد شاكر ‪ :‬إسناده صحيح (‬
‫‪ ، )2/242‬والديث ف ممع الزوائد (‪ )137 : 9‬وقال فيه ‪ ( :‬رواه أحد وأبو يعلى ورجاله رجال‬
‫الصحيح غي عبد ال بن سبيع وهو ثقة ورواه البزار بإسناد حسن ) ‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ -2‬إن المام مه ما بلغ من التقوى والورع وال صلح يب قى إن سانًا ف يه ميول وغرائز‬
‫وطباع ونوازع نو الي وأخرى نو الشّر ‪ ،‬فهو يطئ ويصيب ‪ ،‬ويذنب ويستغفر ليس‬
‫حبّ آبائه وأبنائه وماباتم غالبًا ‪ .‬فالول له‬
‫بعصوم ‪ ،‬ويتأثر بعوامل جبلّيّة فُ ِط َر عليها ك ُ‬
‫البتعاد عن موا طن الته مة والشب هة ‪ ،‬وال ستباء لدي نه وعر ضه من ذلك ‪ ،‬و هي ‪ :‬أما نة‬
‫يب التحرز منها ‪ ،‬وأداؤها على وجهها الكمل ‪ ،‬وقد حذّر ال تعال من عاطفة البنوة‬
‫فقال ‪ ﴿ :‬أَنّمَا َأ ْموَالُكُ ْم وََأوْلَادُكُمْ ِفتَْنةٌ ﴾ (‪ )1‬أي ‪ :‬فل تقوده عاطفة البنوة إل اللك ‪.‬‬
‫أ ما مصن سبق وأجاز العهصد للولد فإ نه اشترط أن يكون الدف مصصلحة ال سلمي ل‬
‫غرضًا دنيويًا رخي صًا ‪ ،‬بل اعتب ذلك بعض الكتاب من شروط صحة العهد عمومًا فقد‬
‫قال د ‪ .‬صصلح دبوس ‪ ( :‬الشرط الثانص ‪ :‬أن يسصتوحي العاهصد مصن عهده مصصلحة‬
‫السلمي ‪ ،‬وهذا ما يكشف عنه عمل أب بكر عند توليته لعمر رضي ال تعال عنهما كما‬
‫هو ظاهر من عهده له ) (‪ . )2‬والذي سبق أن عرضناه آنفًا ‪ ،‬وكذلك ع هد معاو ية لب نه‬
‫يزيد بدافع مصلحة السلمي وإل فهناك من هو أحق منه وأفضل وأصلح ‪ ،‬ولكن خشي‬
‫إن تركهصم بدون عهصد أن تعود الفتنصة مرة أخرى ‪ ،‬يقول ابصن خلدون فص هذا الصصدد ‪:‬‬
‫( وكذلك عهد معاوية على يزيد خوفًا من افتراق الكلمة ‪ ،‬لا كانت بنوا أمية ل يرضوا‬
‫تسليم المر إل من سواهم ‪ ،‬فلو قد عهد إل غيه اختلفوا عليه مع أن ظنه به كان صالًا‬
‫‪ ،‬ول يرتاب أ حد ف ذلك ‪ ،‬ول ي ظن معاو ية غيه ‪ ،‬فلم ي كن ليع هد إل يه وهو يعت قد ما‬
‫كان عليه من الفسق ‪ ،‬حاشا ال لعاوية من ذلك ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬سورة النفال آية ‪. 28‬‬


‫‪ )(2‬الليفة توليته وعزله (ص ‪. )149‬‬
‫‪ )(3‬القدمة (ص ‪. )206‬‬

‫‪197‬‬
‫وذلك من باب مباي عة الفضول مع وجود الف ضل ‪ -‬ك ما سيأت ف الشروط ‪ -‬فل‬
‫يصار إل العهد إل القارب إل إذا ما رَجّحت مصلحة السلمي ذلك ‪ ،‬وتُيقّن تقيق هذه‬
‫ال صلحة ‪ .‬وبناء على هذا فهم متفقون على أن الما مة ل تورث ‪ ،‬فل يس من ال سلم ف‬
‫ش يء أن تكون الما مة ف أ سرة معي نة ‪ ،‬أو طائ فة خا صة ‪ ،‬قال ا بن خلدون ‪ ( :‬وأ ما أن‬
‫يكون القصد بالعهد حفظ التراث على البناء فليس من القاصد الدينية ‪ ،‬إذ هو أمر من‬
‫ص به من يشاء من عباده ‪ ،‬وينب غي أن ت سن ف يه الن ية ما أم كن خوفًا من الع بث‬ ‫ال ي ّ‬
‫بالنا صب الدين ية ‪ ،‬واللك ل يؤت يه من يشاء ) (‪ . )1‬وقال ع بد القا هر البغدادي ‪ ( :‬كل‬
‫(‪)2‬‬
‫من قال با ‪ -‬أي بإمامة أب بكر رضي ال عنه ‪ -‬قال ‪ :‬إن المامة ل تكون موروثة )‬
‫‪ .‬ومعلوم أن كل أ هل ال سنة يقولون بإما مة أ ب ب كر ر ضي ال ع نه ‪ ،‬ول يالف هم إل‬
‫الراف ضة من الشي عة ‪ ،‬وقال ا بن حزم ‪ ( :‬ل خلف ب ي أ حد من أ هل ال سلم ف أ نه ل‬
‫يوز التوارث في ها ) (‪ . )3‬فنظام ال كم الورا ثي غ ي معترف به إذن ف ال سلم مطلقًا ‪،‬‬
‫وقد قال ال عز وجل ‪ ﴿ :‬وَِإذِ اْبتَلَى ِإْبرَاهِيمَ َربّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَ ّمهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ‬
‫ِإمَاما قَا َل َومِن ُذرّيّتِي قَالَ لَ َينَا ُل َعهْدِي الظّاِل ِميَ ﴾ (‪. )4‬‬
‫البيعة‬
‫رأينا فيما سبق الطرق الشرعية لنعقاد المامة ‪ ،‬وهي الختيار والستخلف ورأينا أن‬
‫كلً منهما ل بد فيه من البيعة من ِقبَل أهل الل‬

‫‪ )(1‬نفس الرجع (ص ‪. )212‬‬


‫‪ )(2‬أصول الدين (ص ‪. )184‬‬
‫‪ )(3‬الفصل ف اللل والنحل (‪. )4/167‬‬
‫‪ )(4‬سورة البقرة آية ‪. 124‬‬

‫‪198‬‬
‫والعقد ‪ ،‬ث من قبل عموم السلمي الذين يتيسر حضورهم ‪ ،‬والن نودّ نتعرّف على ماهِيّة‬
‫البيعة وأنواعها وشروطها وأقسامها وغي ذلك ما ل يتعلق با من أحكام فنقول ‪:‬‬
‫تعريفها ‪:‬‬
‫البيعة ‪ :‬بفتح الباء تطلق ويراد با ال صفقة على إياب البيع ‪ ،‬وعلى الباي عة والطاعة ‪،‬‬
‫قال ا بن منظور ‪ ( :‬والبي عة ‪ :‬الباي عة والطا عة ‪ ،‬و قد تبايعوا على ال مر كقولك ‪ :‬أ صفقوا‬
‫عل يه ‪ ،‬وباي عه عل يه مباي عة ‪ :‬عاهده ‪ ،‬وبايع ته من الب يع والبي عة جيعًا والتبا يع مثله ‪ ،‬و ف‬
‫الديث أنه قال ‪ « :‬أل تبايعون على السلم » ؟ هو عبارة عن العاقدة والعاهدة ‪ ،‬كأن‬
‫(‪)1‬‬
‫كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره )‬
‫‪.‬‬
‫فالبيعة إذن تعن ‪ :‬إعطاء العهد من البايع على السمع والطاعة للمي ف غي معصية ‪،‬‬
‫ف الن شط والكره والع سر والي سر وعدم منازع ته ال مر وتفو يض المور إل يه ‪ .‬قال ا بن‬
‫خلدون ‪ ( :‬اعلم أن البيعة هي ‪ :‬العهد على الطاعة كأن البايع يعاهد أميه على أنه يُ سَلّم‬
‫له النظر ف أمر نفسه وأمور السلمي ‪ ،‬ل ينازعه ف شيء من ذلك ‪ ،‬ويطيعه فيما يكلفه‬
‫به من المر على النشط والكره ‪ ،‬وكانوا إذا بايعوا المي وعقدوا عهده جعلوا أيديهم ف‬
‫يده تأكيدًا للع هد ‪ ،‬فأش به ذلك ف عل البائع والشتري ‪ ،‬ف سمي بي عة م صدر باع و صارت‬
‫البيعصة مصصافحة باليدي ‪ ،‬هذا مدلولاص فص عرف اللغصة ومعهود الشرع وهصو الراد فص‬
‫الديث ف بيعة النب ليلة العقبة وعند الشجرة ) (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬لسان العرب مادة ( بيع ) (‪. )8/26‬‬


‫‪ )(2‬مقدمة ابن خلدون (ص ‪. )209‬‬

‫‪199‬‬
‫أنواع البيعة ‪:‬‬
‫تتنوع البي عة ف الشرع ب سب ال مر البا يع عل يه ‪ ،‬وأ هم المور ال ت با يع ال نب‬
‫أصحابه عليها أربعة ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬البي عة على ال سلم ‪ ،‬و هي أو جب النواع وآكد ها ‪ ،‬ول ش يء من البيعات‬
‫نكثه كفر إل هذه ‪ ،‬أما غيها فكبية من الكبائر وذنب عظيم ‪ ،‬وأكثر ما كان النب‬
‫يبا يع الناس على ال سلم ‪ ،‬وذلك أن يأ ت الر جل الذي ير يد الدخول ف ال سلم في سلم‬
‫على ال نب وي ضع يده ف يده ويتش هد أو يتع هد بالتزام ال سلم ‪ ،‬في صي بذلك م سلمًا‬
‫مبايعًا للرسول ‪ .‬وكل هذا ثابت عن النب بأدلة صحيحة كثية منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬قول ال عز و جل ‪ ﴿ :‬يَا َأيّهَا النّبِيّ ِإذَا جَاء كَ الْ ُم ْؤمِنَا تُ يُبَاِيعْنَ كَ َعلَى أَن ل‬
‫سرِقْ َن وَل َيزِْنيَ وَل َي ْقتُلْ نَ َأوْلَا َدهُنّ وَل يَ ْأِتيَ ِبُبهْتَا نٍ َيفَْترِينَ هُ بَْي نَ‬
‫شرِكْ نَ بِاللّ هِ شَيْئا وَل يَ ْ‬
‫يُ ْ‬
‫أَيْدِيهِنّ وََأرْ ُجِلهِنّ وَل َيعْصِيَنكَ فِي مَ ْعرُوفٍ َفبَاِي ْعهُنّ وَا ْسَت ْغفِرْ َلهُنّ اللّهَ إِنّ اللّ َه َغفُو ٌر رّحِيمٌ‬
‫﴾ (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬حديث جر ير بن ع بد ال رضي ال عنه قال ‪ :‬بايعت ر سول ال على شهادة‬
‫أل إله إل ال وأن ممدًا رسصول ال ‪ ،‬وإقام الصصلة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪ ،‬والسصمع والطاعصة‬
‫والنصح لكل مسلم ) (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬المتحنة آية ‪. 12‬‬


‫‪ )(2‬متفق عليه ‪ ،‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬البيوع ‪ .‬ب ‪ ، 68 :‬هل يبيع حاضر لباد بغي أجر ؟ فتح الباري (‬
‫‪ ، )4/370‬ورواه مسلم ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬بيان أنه ل يدخل النة إل الؤمن ‪ ،‬ح ‪، )1/75( ، 56‬‬
‫ورواه الترمذي ف ‪ :‬الب ‪ ، 17 .‬والنسائي ف البيعة ‪ ، 16 :‬والدارمي ف ‪ :‬البيوع ‪ ،‬وأحد ف السند (‬
‫‪. )4/358‬‬

‫‪200‬‬
‫وهذا الديث شامل لذا النوع ولغيه من أنواع البيعات كما سيأت ‪.‬‬
‫‪ -3‬حد يث ضماد ر ضي ال تعال ع نه الطو يل وف يه أ نه قال لل نب ‪ ( :‬هات يدك‬
‫(‬ ‫أبايعك على السلم ) ‪ ،‬فبايعه ‪ ،‬فقال رسول ال ‪ « :‬وعلى قومك » ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وعلى قومي ) (‪. )1‬‬
‫‪ -4‬حديث جابر بن عبد ال رضي ال تعال قال ‪ :‬جاء أعراب إل النب فقال ‪( :‬‬
‫بايعْنص على السصلم ‪ ،‬فبايعصه على السصلم ‪ ،‬ثص جاء مصن الغصد ممومًا فقال ‪ :‬أقلنص ‪.‬‬
‫فأب ‪ ،‬فلما ولّى قال ‪ « :‬الدينة كالكي تنفي خبثها وتنصع طيبها » (‪. )2‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬البيعة على النصرة والنعة ‪:‬‬
‫وهذه تتضح ف البيعة الت أخذها النب على وفد النصار ‪ ،‬وهي بيعة العقبة الثانية‬
‫(‪ ، )3‬وكان عددهم إذ ذاك ثلثة وسبعي رجلً وامرأتي ‪ ( :‬فواعدهم النب سرّا بالعقبة‬
‫من أوسط أيام التشريق ‪ ،‬فلما حضروا ‪ ،‬تكلّم النب فتل القرآن ودعا إل ال ورغّب ف‬
‫السلم ‪ ،‬ث قال ‪ :‬أبايعكم على أن تنعون ما تنعون منه نساءكم وأبناءكم قال ‪ :‬فأخذ‬
‫الباء بن معرور بيده ث قال ‪ :‬نعم والذي بعثك‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المعة ‪ .‬ب ‪ :‬تفيف الصلة والطبة ‪ ،‬ح ‪. )2/593( ، 868‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ ، 50 :‬من نكث بيعته ‪ ،‬فتح الباري (‪. )13/205‬‬
‫‪ )(3‬كانت بيعة العقبة الول على السلم كما ف بيعة النساء ﴿ يَا َأيّهَا الّنِبيّ إِذَا جَاءكَ اْلمُ ْؤ ِمنَاتُ ‪. ﴾ ...‬‬
‫انظر البخاري ك ‪ :‬اليان ب ‪ ، 11 :‬فتح الباري (‪ ، )1/64‬وسية ابن هشام (‪. )1/433‬‬

‫‪201‬‬
‫بالق نبيًا لنمنعنك ما ننع منه أزرنا فبايعنا رسول ال ‪ ...‬إل ) (‪. )1‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬البيعة على الهاد ‪:‬‬
‫وقد وردت ف القرآن الكري وف السنة الشريفة ف عدة مواضع منها ‪:‬‬
‫سهُ ْم وََأ ْموَاَلهُم بِأَنّ َلهُ ُم الَنّةَ‬‫‪ - 1‬قول ال تعال ‪ ﴿ :‬إِنّ اللّ هَ اشَْترَى مِ نَ اْل ُم ْؤمِِنيَ أَنفُ َ‬
‫ُيقَاِتلُو َن فِي سَبِيلِ اللّ هِ فََيقُْتلُو َن وَُيقَْتلُو َن َوعْدا َعلَيْ هِ َحقّا فِي الّت ْورَا ِة وَالِنِي ِل وَاْل ُقرْآ نِ َومَ نْ‬
‫شرُوْا بَِبْيعِكُمُ الّذِي بَاَيعْتُم ِب ِه َوذَِلكَ ُهوَ اْل َفوْزُ اْلعَظِيمُ ﴾ (‪. )2‬‬ ‫َأوْفَى ِب َعهْدِ ِه مِنَ الّلهِ فَا ْستَبْ ِ‬
‫فال سبحانه وتعال ابتاع من الؤمني أنفسهم وأموالم بأن لم النة وعدًا عليه حقًا‬
‫ف كتبه النلة أن يفي لم ما وعدهم إذا هم وفوا ما عاهدوا ال عليه ‪ ،‬فقاتلوا ف سبيل‬
‫ال فقتلوا أو قُتلوا ‪ .‬وذكر ابن جرير عن شر بن عطية قال ‪ ( :‬ما من مسلم إل ول ف‬
‫عن قه بي عة وفّ ى ب ا أو مات علي ها ف قول ال تعال ‪ ﴿ :‬إِنّ اللّ هَ ا ْشَترَى مِ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ‬
‫سهُ ْم ‪ ﴾ ...‬ال ية (‪ . )3‬قال الش يخ حا فظ حكمي رحه ال ‪ ( :‬ولو ل ي كن ف ذلك‬ ‫أَنفُ َ‬
‫إل قول رب عز وجل ‪ -‬وذكر الية ‪ -‬لكانت هذه الية كافية ف نعش القلوب وتييج‬
‫النفوس وتشويقها ‪ ،‬وحلها على تلك البيعة الرابة الت ل خطر لا ول ياط بعظم فضلها‬
‫وال ال ستعان ) (‪ . )4‬فهذه البي عة ف ع نق كل م سلم ‪ ،‬و هي الهاد ف سبيل ال و هي‬
‫مستمرة ‪ ،‬لن الهاد‬

‫‪ )(1‬مسند المام أحد (‪ ، )5/325‬وسية ابن هشام (‪. )1/443‬‬


‫‪ )(2‬التوبة آية ‪. 111‬‬
‫‪ )(3‬تفسي الطبي (‪. )11/35‬‬
‫‪ )(4‬معارج القبول (‪ )1/300‬ن ‪ .‬جاعة إحياء التراث مصر ‪ .‬ط ‪ .‬بدون ‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫ماض إل يوم القيامة ‪ ،‬وهي ف هذا الوطن تتمل البيعة بعن الشراء ‪ ،‬وتتمل أن تكون‬
‫بعن العهد ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومنها ما ورد ف الديبية من قول ال تعال ‪ ﴿ :‬إِنّ الّذِي َن يُبَاِيعُونَ كَ إِنّمَا ُيبَاِيعُو نَ‬
‫س ِه َومَ نْ َأ ْوفَى بِمَا عَاهَ َد َعلَيْهُ اللّهَ‬
‫اللّهَ يَدُ اللّهِ َفوْ قَ أَيْدِيهِ مْ فَمَن نّكَثَ فَإِنّمَا يَنكُثُ َعلَى َنفْ ِ‬
‫سُيؤْتِيهِ أَجْرا عَظِيما ﴾ (‪ . )1‬فهذه الت كانت ف الديبية ‪ .‬وذُكر ف سببها أن رسول ال‬ ‫فَ َ‬
‫أر سل عثمان بن عفان ر ضي ال ع نه إل م كة للتفاوض مع الشرك ي وإخبار هم أن‬
‫الرسول جاء معتمرًا ل غازيًا ‪ ،‬فاحتبسته قريش ف مكة ‪ ،‬وأشيع عند النب أنه قد قتل‬
‫‪ ،‬فقال النب ‪ « :‬ل نبح حت نناجز القوم » ‪ ،‬ودعا إل البيعة ‪ ،‬وكانت بيعة الرضوان‬
‫ت ت الشجرة (‪ . )2‬و قد نزل ف هذه البي عة ‪ ،‬قرآنًا يتلى إل يوم القيا مة ‪ ،‬و هو قوله تعال‬
‫ج َرةِ َفعَلِ َم مَا فِي‬
‫ف نفس السورة ‪َ ﴿ :‬لقَ ْد َرضِ َي اللّهُ عَنِ الْ ُم ْؤمِِنيَ ِإذْ يُبَاِيعُونَكَ تَحْتَ الشّ َ‬
‫ُقلُوِبهِم ْص فَأَنزَلَ السّصكِيَن َة عََلْيهِم ْص وَأَثَاَبهُم ْص فَتْحا َقرِيبا ‪ . )3( ﴾ ...‬وفص هذه ال ية يتدح ال‬
‫صنيعهم ف هذا الوقف وينحهم رضاه عز وجل وهو هدفهم النشود رضوان ال عليهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬وروى البخاري عن يزيد بن أب عبيد قال ‪ :‬قلت ‪ :‬لسلمة بن الكوع ‪ :‬على أي‬
‫شيء بايعتم رسول ال يوم الديبية ؟ قال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬سورة الفتح آية ‪. 10‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬بتوسع سية ابن هشام (‪ ، )3/315‬وتفسي ابن كثي (‪. )7/314‬‬
‫‪ )(3‬سورة الفتح آية ‪. 18‬‬

‫‪203‬‬
‫( على الوت ) (‪ . )1‬و ف روا ية ع ند البخاري ‪ ( :‬على ال صب ) ‪ .‬و ف روا ية م سلم عن‬
‫جابر قال ‪ ( :‬ل نبايع رسول ال على الوت ‪ ،‬وإنا بايعناه على أل نفر ) (‪. )2‬‬
‫‪ -4‬وروى البخاري ف باب البيعة ف الرب ‪ ...‬أحاديث كثية ف ذلك حت كان‬
‫ما يردده الهاجرون والنصار يوم الندق من الرجز ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫على الهاد مصصا حيينصصا أبدًا‬ ‫ننصصص الذيصصصن بايعوا ممدًا‬
‫(‬ ‫(‬

‫رابعًا ‪ :‬البيعة على الجرة ‪:‬‬


‫وكانت أول المر فرض عي على من أسلم ‪ ،‬ث انتهت بعد الفتح ‪ ،‬ومن أدلة ذلك‬
‫حديث ماشع بن مسعود رضي ال عنه قال ‪ :‬أتيت بأخي بعد الفتح فقلت ‪ :‬يا رسول‬
‫ال جئتك بأخي لتبايعه على الجرة ‪ ،‬قال ‪ « :‬ذهب أهل الجرة با فيها » ‪ ،‬فقلت ‪ :‬على‬
‫أي ش يء تباي عه ؟ قال ‪ « :‬أباي عه على ال سلم والهاد وال ي » (‪ . )4‬والراد الجرة من‬
‫م كة إل الدي نة ‪ ،‬أ ما الجرة من بلد الك فر إل بلد ال سلم ‪ ،‬فهذه حكم ها م ستمرة إل‬
‫قيام الساعة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الغازي ‪ .‬ب ‪ ، 35 :‬غزوة الديبية ‪ ،‬فتح الباري (‪ ، )7/449‬ومسلم ف ك ‪:‬‬
‫المارة ‪ .‬ب ‪ :‬استحباب مبايعة المام اليش ‪ ،‬ح ‪. )3/1486( ، 1861‬‬
‫‪ )(2‬صحيح مسلم ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬استحباب مبايعة المام اليش ‪ ،‬ح ‪. )3/1483( ، 1856‬‬
‫‪ )3(3‬البخاري ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 110 :‬ف البيعة ف الرب ‪ ،‬فتح الباري (‪. )6/117‬‬
‫‪ )(4‬متفق عليه ‪ :‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 110 :‬ف البيعة ف الرب ‪ ،‬فتح الباري (‪، )6/116‬‬
‫ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬تري رجوع الهاجر إل استيطان وطنه ‪ ،‬ح ‪. )3/1487( ، 1863‬‬

‫‪204‬‬
‫خامسًا ‪ :‬البيعة على السمع والطاعة ‪:‬‬
‫وهذه هي الت إذا أطلقت البيعة انصرفت إليها ‪ ،‬والت كانت تعطي للئمة عند تعينهم‬
‫خلفاء للمسلمي ‪ -‬وهي الراد ف هذا الباب ‪ -‬والدلة عليها كثية منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬حد يث عبادة بن ال صامت ر ضي ال تعال ع نه قال ‪ :‬بايع نا ر سول ال على‬
‫السمع والطاعة ف العسر واليسر ‪ ،‬والنشط والكره ‪ ،‬وعلى أثرة علينا ‪ ،‬وعلى أل ننازع‬
‫المر أهله ‪ ،‬إل أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من ال فيه برهان ) ‪ .‬وف رواية ‪ ( :‬وعلى أن‬
‫نقول بالق أينما كنا ‪ ،‬وأل ناف ف ال لومة لئم ) (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬حد يث ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما قال ‪ ( :‬ك نا نبا يع ر سول ال على‬
‫ال سمع والطا عة يقول ل نا ‪ « :‬في ما ا ستطعت » (‪ . ) )2‬وتقدم حد يث جر ير بن ع بد ال‬
‫وف يه الباي عة على ال سمع والطا عة فلقّ نه ر سول ال ‪ « :‬في ما ا ستطعت ‪ ،‬والن صح ل كل‬
‫مسلم » ‪.‬‬
‫ونن ف بثنا هذا سنقتصر على هذا النوع من البيعات ‪ ،‬وهو بيعة المام رعيته على‬
‫السمع والطاعة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬متفق عليه رواه البخاري ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 2 :‬قول النب ‪ « :‬سترون بعدي أمورًا تنكرونا » فتح‬
‫الباري (‪ ، )13/5‬ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المراء تنكرونا ف غي معصية ح ‪( ، 1749‬‬
‫‪. )3/1470‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬البيعة على السمع والطاعة فيما استطاع ‪ ،‬ح ‪. )3/1490( ، 1867‬‬

‫‪205‬‬
‫شروط صحة البيعة ‪:‬‬
‫ذ كر العلماء أن هناك ب عض الشروط ال ت ي ب توفر ها ل صحة ع قد البي عة ‪ :‬و من ث‬
‫يب على السلم أن يبايع لن توفرت فيه هذه الشروط وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتمع ف الأخوذ له البيعة شروط المامة ‪ -‬وستأت مفصلة ‪ -‬فل تنعقد مع‬
‫فوات واحد منها إل مع الشوكة والغلبة كما سيأت ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون التول لعقد البيعة ‪ -‬بيعة النعقاد ‪ -‬أهل الل والعقد كما سبق أن بينًا‬
‫أن ذلك من وظائفهم ‪ ،‬قال الرملي ‪ ( :‬أما بيعة غي أهل الل والعقد من العوام فل عبة‬
‫ل ا ) (‪ )1‬قلت ‪ :‬ذلك ف بي عة النعقاد ‪ ،‬أ ما البي عة العا مة فل هم ذلك ك ما سيأت ‪ ،‬لك نه‬
‫يشترط ف البايع التكليف ‪ ،‬بدليل أن زينب بنت حيد ذهبت بابنها عبد ال بن هشام ‪-‬‬
‫وكان قد أدرك النب ‪ -‬إل رسول ال فقالت ‪ :‬يا رسول ال بايعه ‪ .‬فقال النب ‪« :‬‬
‫هو صغي » ‪ .‬فسمح رأسه ودعا له ) (‪. )2‬‬
‫ودل يل هذا الشرط هو ف عل اللفاء الراشد ين ر ضي ال عن هم ك ما م ّر ‪ ،‬وقول ع مر‬
‫ل من غ ي مشورة ال سلمي فل‬ ‫ر ضي ال ع نه ك ما ث بت ف ال صحيح ‪ ( :‬من با يع رج ً‬
‫يبايع ) ‪ .‬وف رواية ‪ ( :‬فل يتابع هو ومن بايعه َت ِغرّة أن يقتل ) (‪ . )3‬وقال عمر رضي ال‬
‫عنه وهو على فراش الوت ‪ ( :‬أمهلوا ‪ ،‬فإن حدث ب حدث فليصل بالناس صهيب مول‬
‫بن جدعان ثلث ليال ‪ ،‬ث اجعوا ف اليوم الثالث أشراف الناس ‪ ،‬وأمراء الجناد فأمّروا‬

‫‪ )(1‬ناية الحتاج (‪. )7/390‬‬


‫‪ )(2‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ ، 46 :‬بيعة الصغي ‪ ،‬فتح الباري (‪. )13/200‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ :‬رجم البلى من الزنا إذا أحصنت ‪ ،‬فتح الباري (‪، )12/145‬‬
‫ورواه المام أحد ف السند (‪ . )1/56‬وانظر ‪( :‬ص ‪. )137‬‬

‫‪206‬‬
‫أحدكم ‪ -‬لحظ الطاب ‪ :‬للستة ‪ -‬فمن تأمر من غي مشورة فاضربوا عنقه ) (‪. )1‬‬
‫‪ -3‬أن ييب البايع إل البيعة ‪ .‬فلو امتنع ل تنعقد إمامته ول يب عليها ‪ .‬قال النووي‬
‫ف الروضة ‪ ( :‬إل أن يكون من ل يصلح للمامة إل واحد فيجب بل خلف ) (‪. )2‬‬
‫‪ -4‬أن يتّحِ َد العقود له ‪ ،‬بأن ل تعقد البيعة لكثر من واحد ‪ ،‬يدل على ذلك ما رواه‬
‫مسلم ف صحيحه بسنده إل أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ « :‬إذا بويع لليفتي‬
‫فاقتلوا ال خر منه ما » (‪ )3‬وقوله ‪ « :‬فوا بي عة الول فالول » (‪ . )4‬ولذلك أ ب سعيد‬
‫ابن السيب رحه ال لا دعي إل البيعة للوليد وسليمان ابن عبد اللك بن مروان ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫( ل أبا يع اثن ي ما اختلف الل يل والنهار ) ‪ ،‬قال ‪ :‬فق يل ‪ :‬اد خل من الباب واخرج من‬
‫الباب الخر ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ل وال ل يقتدي ب أحد من الناس فجُلِد وأْلبِس السوح ) (‪. )5‬‬
‫‪ -5‬أن تكون البيعصة على كتاب ال وسصنة رسصوله قولً وعملً ‪ ،‬وهذا الشرط‬
‫وا ضح ف خ طب اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال عن هم ك ما مر ‪ ،‬ح يث قال أ بو ب كر‬
‫رضي ال عنه ‪ ( :‬أطيعون ما أطعت ال ورسوله ‪ . )6( ) ...‬وتبعه عمر فقال ‪ ( :‬فورب‬
‫الكعبة لحلن العرب على‬

‫‪ )(1‬سنن البيهقي (‪. )8/151‬‬


‫‪ )(2‬مآثر الناقة (‪. )1/45‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ ،‬ب ‪ :‬إذا بويع لليفتي ‪ ،‬ح ‪ )3/1480( ، 1853‬وغيه ‪.‬‬
‫‪ )(4‬متفق عليه وسبق تريه ف التعريف (ص ‪. )36‬‬
‫‪ )(5‬حلية الولياء لب نعيم (‪ )2/170‬قال العراقي ‪ :‬إسناده صحيح انظر حاشية إحياء علوم الدين (‬
‫‪ ، )2/145‬وانظر البداية والنهاية (‪ )9/60‬و (‪. )9/101‬‬
‫‪ )(6‬سية ابن هشام (‪ )4/661‬والبداية والنهاية (‪ . )6/301‬قال ابن كثي ‪ :‬إسناده صحيح ‪ .‬انظر ‪( :‬ص‬
‫‪ )138‬من هذا الفصل ‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫الطريق ي ) ‪ .‬وقال ع بد الرح ن بن عوف لعثمان ر ضي ال عنه ما ‪ ( :‬أباي عك على سنة‬
‫ال ‪ ،‬وسنة رسوله ‪ ،‬والليفتي من بعده ) (‪ . )1‬فوافقه عثمان وبايعه على ذلك ‪.‬‬
‫وك ما ك تب ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما لع بد اللك بن مروان ب عد أن اجت مع‬
‫عل يه الناس ‪ ( :‬إ ن أُقرّ بال سمع والطا عة لع بد ال ع بد اللك بن مروان أم ي الؤمن ي على‬
‫سنة ال وسنة رسوله ما استطعت وإنّ بن قد أقروا بثل ذلك ) (‪. )2‬‬
‫قال د ‪ .‬ظافر القاسي ‪ ( :‬وهذا الشرط مستند إل صريح القرآن الكري حيث ترددت‬
‫آية واحدة (‪ )3‬ف سورة واحدة ول يتغي فيها إل جزء واحد ‪َ ﴿ :‬ومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ‬
‫ك هُ ُم الْكَاِفرُو َن ‪ . )4( ﴾ ...‬فإذا خالف البا يع هذا الشرط فلم يع مل ب ا ف‬ ‫اللّ هُ فَُأوْلَ صِئ َ‬
‫الكتاب والسصنة أو عمصل باص يناقضهمصا فقصد انتقضصت بيعتصه لقوله ‪ « :‬ال سلمون على‬
‫شروطهم » (‪. )5‬‬
‫‪ -6‬الرية الكاملة للمبايع ف البيعة ‪ ،‬كما فعل الصحابة رضوان ال تعال عليهم ف‬
‫بيعة اللفاء الراشدين ‪ ،‬فلم تذكر الروايات أنم أجبوا أحدًا‬

‫‪ )(1‬صحيح البخاري ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ ، 43 :‬كيف يبايع المام الناس ؟ (فتح الباري (‪. )13/194‬‬
‫‪ )(2‬صحيح البخاري ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ ، 43 :‬كيف يبايع المام الناس ؟ فتح الباري (‪. )13/194‬‬
‫‪ )(3‬الق أنا جزء من آية وليست آية مستقلة ف الواضع الثلث ‪ .‬انظر ‪ :‬سورة الائدة اليات ‪، 45 ، 43‬‬
‫‪. 47‬‬
‫‪ )(4‬نظام الكم ف الشريعة والتأريخ السلمي (ص ‪. )274‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري تعليقًا ف ك ‪ :‬الجارة ‪ .‬ب ‪ :‬أجرة السمسرة ‪ ...‬فتح الباري (‪ ، )4/451‬ورواه أبو داود‬
‫ف ك ‪ :‬القضية ‪ .‬ب ‪ :‬ف الصلح ‪ ،‬عون (‪ . )9/516‬ونوه عند الترمذي ‪ :‬ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬ف الصلح‬
‫وزاد ‪ ( :‬إل شرطًا حرّم حللً أو أحلّ حرامًا ) (‪ )3/626‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫على بيعصة قصط ‪ ،‬وإناص يبايصع باختياره أو يترك ‪ ،‬وقصد كانوا يبدون اعتراضاتمص ولكنهصم‬
‫يتراجعون بعصد القتناع بالجصة والبهان ‪ ،‬وبناء على هذا الشرط فبيعصة الكره ل تلزم ‪،‬‬
‫فقد قال ابن كثي ‪ ( :‬روى ابن جرير عن المام مالك أنه أفت الناس ببايعته ‪ -‬أي ممد‬
‫بن ع بد ال بن ح سن الذي خرج سنة ‪ 145‬ه ص ‪ -‬فق يل له ‪ :‬فإن ف أعناق نا بي عة‬
‫للمن صور ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن ا كن تم مكره ي ‪ ،‬ول يس لكره بي عة ‪ ،‬فباي عه الناس ع ند ذلك ولزم‬
‫مالك بيته ) (‪ . )1‬وكان هذا هو سبب منته رحه ال وجلده (‪. )2‬‬
‫وماص يدل على هذا الشرط أيض ًا أن البيعصة عقصد مراضاة واختيار ل سصبيل فيهصا إل‬
‫الجبار والكراه ‪.‬‬
‫‪ -7‬الشهاد على الباي عة ‪ :‬من العلماء من شروط الشهاد على الباي عة (‪ )3‬وذلك لئل‬
‫يدعصي مدع أن المامصة عقدت له سصرًا فيؤدي ذلك إل الشقاق والفتنصة والذيصن قالوا ‪:‬‬
‫بوجوب الشهاد على ع قد الما مة قالوا ‪ :‬يك في شاهدان خلفًا للجبائي ف اشترا طه ‪:‬‬
‫أربعة شهود وعاقدًا ومعقودًا له مستنبطًا ذلك من ترك عمر المر شورى بي ستة ‪ ،‬فوقع‬
‫المر على عاقد وهو ‪ :‬عبد الرحن بن عوف ‪ ،‬ومعقود له وهو ‪ :‬عثمان بن عفان ‪ ،‬وبقي‬
‫الرب عة الخرون شهودًا ‪ ،‬قال الشنقي طي رح ه ال ‪ ( :‬ول ي فى ض عف هذا ال ستنباط‬
‫كما َنبّه عليه القرطب وابن كثي والعلم عند ال تعال ) (‪. )4‬‬
‫أمصا جهور العلماء فقصد قالوا ‪ :‬بأنصه ل يبص الشهاد ‪ ،‬لن إياب الشهاد يتاج إل‬
‫دليل من النقل وهذا ل دليل عليه منه ‪.‬‬

‫‪ )(1‬البداية والنهاية (‪. )10/84‬‬


‫‪ )(2‬آداب الشافعي ومناقبه للرازي (ص ‪. )203‬‬
‫‪ )(3‬انظر مآثر النافة للقلقشندي (‪. )1/45‬‬
‫‪ )(4‬أضواء البيان (‪. )1/61‬‬

‫‪209‬‬
‫قلت ‪ :‬والذ ين قالوا بإياب الشهاد هم القائلون بواز أن يكون العا قد واحدًا ‪ ،‬فه نا‬
‫يب الشهاد ‪ ،‬و سبق أن بيّنّا الراجح ف هذه السألة ‪ ،‬وهو أن الذي يقوم بالعقد هم ‪:‬‬
‫أهصل اللص والعقصد ‪ ،‬فهصم جاعصة ل يتاج معهصم إل شهود ‪ ،‬وسصبق أن ناقشنصا القوال‬
‫الحددة لهل الل والعقد (‪ )1‬فالاصل أن هذا الشرط غي واجب اشتراطه ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫حكم نكث البيعة ‪:‬‬
‫ال سلم د ين اللتزام والنظام ‪ ،‬و من بديهيات هذا الد ين الوفاء بالعهود سواء كا نت‬
‫بي السلمي بعضهم مع بعض ‪ ،‬أو حت مع الكفار ‪ ،‬وقد ورد ف القرآن الكري الوفاء‬
‫بذه العهود سواء كانت عهودًا خاصة بي الفراد أو بي جاعاتم ‪ ،‬أو حت بي السلمي‬
‫وأعدائهم من الكفار ‪ .‬ومن هذه اليات ‪.‬‬
‫سؤُولً ﴾ (‪. )2‬‬ ‫‪ -1‬قوله تعال ‪ ﴿ :‬وََأ ْوفُواْ بِاْل َعهْدِ إِ ّن اْل َعهْدَ كَا َن مَ ْ‬
‫‪ -2‬وقوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُواْ َأ ْوفُواْ بِاْل ُعقُو ِد ‪ ...‬الية ﴾ (‪. )3‬‬
‫ص َبعْدَ‬
‫ّمص وَ َل تَن ُقضُواْ ا َليْمَان َ‬
‫ص ِإذَا عَاهَدت ْ‬‫‪ -3‬وقوله عصز وجصل ‪ ﴿ :‬وََأوْفُواْ ِب َعهْدِ اللّه ِ‬
‫َتوْكِي ِدهَا وَقَدْ َجعَ ْلتُمُ الّلهَ َعلَيْ ُكمْ َكفِيلً إِنّ الّلهَ َيعْلَ ُم مَا َت ْفعَلُونَ ﴾ (‪. )4‬‬
‫وهذا عام ف كل عقد وعهد ‪ ،‬والبيعة بميع أنواعها داخلة ف هذه العقود والعهود ‪،‬‬
‫وهذه اليات تدل على وجوب الوفاء با ‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪( :‬ص ‪ )164‬من هذا الفصل ‪.‬‬


‫‪ )(2‬سورة السراء آية ‪. 34‬‬
‫‪ )(3‬سورة الائدة الية الول ‪.‬‬
‫‪ )(4‬سورة النحل آية ‪. 91‬‬

‫‪210‬‬
‫والبيعة نفسها لا كانت تتلف باختلف البايع عليه كما رأينا آنفًا ف تعداد أنواعها ‪،‬‬
‫فإنه ل يصح إطلق حكم معي على من ل يلتزم بالبيعة ‪ ،‬دون تقييده إما لفظًا أو بقرينة‬
‫الال ب ا يدل على النوع الراد من هذه البيعات ‪ ،‬ول كل نوع حك مه الاص ‪ ،‬فمن ها ما‬
‫هو كفر ‪ ،‬ومنها ما هو معصية وكبية من الكبائر ‪ ،‬فالسألة إذًا تتاج إل تفصيل كما‬
‫سيأت ‪:‬‬
‫‪ -1‬البيعة على السلم ‪:‬‬
‫فهذه إذا نقضها البايع يكون كافرًا مرتدًا عن السلم ‪ ،‬كما فعل العراب ف الديث‬
‫السابق ‪ ،‬مع أنه من الحتمل أن يكون هذا العراب قد طلب القالة من البيعة على الجرة‬
‫ل على السلم عندما استوخم الدينة وأصابته حاها ‪ ،‬فل يكون بذلك مرتدًا عن السلم‬
‫‪ ،‬بل يكون مرتكبًا لكبية من الكبائر آنذاك وهي التعرب بعد الجرة (‪. )1‬‬
‫و قد أث بت ال اليان ل ن ل يها جر ‪ ،‬وإن كان ن فى ع نه الول ية ك ما ف قوله تعال‬
‫‪ ... ﴿ :‬وَالّذِي َن آمَنُوْا وَلَ ْم ُيهَا ِجرُوْا مَا لَكُم مّ ن وَ َليَتِهِم مّ ن شَ ْيءٍ حَتّ ى ُيهَا ِجرُوْا وَإِ نِ‬
‫صرُ إِ ّل َعلَى َق ْومٍ بَْينَكُ ْم وََبيَْنهُم مّيثَاقٌ ‪ ﴾ ...‬الية (‪. )2‬‬
‫صرُوكُمْ فِي الدّينِ َفعَلَْيكُمُ الّن ْ‬
‫اسْتَن َ‬
‫علمًا بأن البي عة على ال سلم كا نت خا صة بال نب ‪ ،‬ل نعلم من ال صحابة ول من‬
‫بعد هم أحدًا أخذ ها ‪ ،‬وإن ا كان الر جل ب عد وفاة ال نب يد خل ف ال سلم دون بي عة‬
‫لحد ‪ ،‬بل إن النب نفسه ل يبايع جيع السلمي على السلم ‪ ،‬فإن منهم من أسلم ول‬
‫يره ‪ ،‬وكثي منهم أسلم ول يضع يده ف يده ‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )13/200‬‬


‫‪ )(2‬سورة النفال آية ‪. 72‬‬

‫‪211‬‬
‫أما البيعة على الجرة فقد انقطعت بانقطاع الجرة بعد فتح مكة كما مر ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما من نكث البيعة على النصرة أو الهاد أو السمع والطاعة دون أن يصدر منه‬
‫ما يناف أصل اليان ‪ ،‬فهذا يكون بذلك عاصيًا مرتكبًا لكبية من الكبائر ‪ ،‬وهي ‪ :‬نقض‬
‫العهد الذي توعد ال فاعله ‪ ،‬وهذه تتلف حرمتها باختلف موضوعها ‪ ،‬فأشدها حرمة‬
‫ن كث بي عة المام الشر عي على ال سمع والطا عة ف غ ي مع صية من دون مبر شر عي ‪،‬‬
‫وهي ‪ :‬عقد على الدوام إل إذا حدث من البايع أو قام به ما ينقضها كالوت أو الكفر أو‬
‫النون ونو ذلك ‪ ،‬وهي الراد بالبيعة عند الطلق ‪.‬‬
‫أ ما البي عة على الن صرة وال هد ف هي تأ ت ف ظروف ا ستثنائية ولذلك تُذ كر مقيدة ‪،‬‬
‫ويب الوفاء با عند انعقادها ‪ ،‬ونكثها أخف من نكث بيعة المام على السمع والطاعة ‪،‬‬
‫فإنه يوز أن يبايع القائد السلم جيشه على الثبات والصب ‪ ،‬وقد يثبت ويصب هذا البايع‬
‫وقد ل يثبت ‪.‬‬
‫و قد ورد أحاد يث كثية ف وجوب الوفاء ببي عة المام على ال سمع والطا عة ف غ ي‬
‫معصية ‪ ،‬وتري نكث بيعته بدون مبر شرعي ‪ ،‬ومن هذه الحاديث ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث ابن عباس رضي ال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال « من رأى من أميه‬
‫شيئًا يكرهه فليصب ‪ ،‬فإنه ليس أحد يفارق الماعة شبًا فيموت إل مات ميتة الاهلية »‬
‫(‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ ، 4 :‬فتح الباري (‪ ، )13/121‬ومسلم ف ك ‪:‬‬
‫المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب ملزمة جاعة السلمي ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1477( ، 1849‬والدارمي ‪ :‬ك ‪ :‬السية ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫‪ ، 7‬وأحد ف السند (‪. )1/275‬‬

‫‪212‬‬
‫قال ا بن أ ب حزة ‪ ( :‬الراد بالفار قة ال سعي إل حل ع قد البي عة ال ت ح صلت لذلك‬
‫المي ) (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬حديث عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما أن النب قال ‪ « :‬من بايع‬
‫إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قلبه فليطعه ما استطاع ‪ ،‬فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق‬
‫الخر » (‪. )2‬‬
‫‪ -3‬ومنها ما روي عن أب حازم رضي ال عنه قال ‪ :‬قاعدت أبا هريرة خس سني ‪،‬‬
‫فسمعته يدث عن النب قال ‪ « :‬كانت بنو إسرائيل تسوسهم لنبياء ‪ ،‬كلما هلك نب‬
‫خلفه نب ‪ ،‬وأنه ل نب بعدي ‪ ،‬وستكون خلفاء فتكثر » ‪ .‬قالوا فما تأمرنا يا رسول‬
‫ال ؟ قال ‪ « :‬فوا ببيعصة الول فالول ‪ ،‬وأعطوهصم حقهصم ‪ ،‬فإن ال سصائلهم عمصا‬
‫استرعاهم » (‪. )3‬‬
‫‪ -4‬حديث ابن عمر رضي ال عنهما عن النب قال ‪ « :‬من مات وليس ف عنقه‬
‫بي عة مات مي تة الاهل ية » (‪ . )4‬أي ‪ :‬ع ند وجود المام الشر عي ‪ ،‬وذلك ل نه قد يف هم‬
‫بعض الناس من ظاهر هذا الديث أنه يب على السلم أن يبايع الاكم الوجود ف عصره‬
‫مه ما كان هذا الا كم ‪ ،‬سواء كان فا سقًا أو ظالًا ‪ ،‬بل ولو كافرًا والعياذ بال ‪ ،‬ح ت‬
‫يسلم من هذا الوعيد وهو ‪ « :‬اليتة الاهلية » ‪.‬‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )13/7‬‬


‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب الوفاء ببيعة اللفاء ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1473( ، 1844‬وأبو داود ف‬
‫ك ‪ :‬البيعة ‪ .‬ب ‪ ، 25 :‬عون (‪ ، )11/319‬وابن ماجة ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، )2/1306( ، 9 :‬ح‬
‫‪ ، 3956‬والنسائي ف ك ‪ :‬البيعة ‪ .‬ب ‪ :‬على من بايع المام وأعطاه صفقة قلبه (‪ ، )7/153‬وأحد (‬
‫‪. )2/161‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه وسبق تريه ف التعريف (ص ‪. )36‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب ملزمة جاعة السلمي عند ظهور الفت ‪ ...‬ح ‪( ، 1851‬‬
‫‪. )3/1478‬‬

‫‪213‬‬
‫وال ق خلف هذا الف هم ‪ ،‬فالذي يف هم م نه أ نه إذا كان هناك إمام شر عي ‪ ،‬توفرت‬
‫فيه شروط صحة البيعة ‪ ،‬وانتفت نواقضها ‪ ،‬فإنه يب على السلم أن يبادر إل البيعة إذا‬
‫كان من أهل الل والعقد ‪ ،‬أو طلبت منه ول يوز له أن يبيت ول يراه إمام ‪ ،‬أما إذا ل‬
‫تكن شروط صحة البيعة متوفرة ف هذا الاكم ‪ ،‬فليس عليه واجب البيعة ‪ ،‬بل عليه أن‬
‫يسعى لياد المام الشرعي حسب طاقته ول يكلف ال نفسًا إل وسعها ‪.‬‬
‫والذي يدل على أن الديث خلف ظاهره ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن البي عة واج بة وجوبًا كفائيًا إذا قام به الب عض سقط ‪ ،‬الباق ي ك ما هو قول‬
‫المهور (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬ف عل راوي الد يث ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما نف سه ‪ ،‬ف هو أول بف هم‬
‫الديث على وجهه الصحيح من غيه ‪ ،‬فقد قال عنه الافظ ابن حجر ‪ ( :‬أنه امتنع أن‬
‫يبايع لعلي أو معاوية ‪ ،‬ث بايع لعاوية لا اصطلح مع السن بن علي واجتمع عليه الناس ‪،‬‬
‫وبايع لبنه يزيد بعد موت معاوية لجتماع الناس عليه ‪ ،‬ث امتنع من البايعة لحد حال‬
‫الختلف إل أن قتل الزبي وانتظم اللك كله لعبد اللك بن مروان فبايع له حينئذ ) (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬العتمد ف أصول الدين (ص ‪ ، )254‬وروضة القضاة وطريق النجاة للسمنان (‪، )1/69‬‬
‫والحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪ ... )27‬وللماوردي (ص ‪. )15‬‬
‫‪ )(2‬فتح الباري (‪ . )13/195‬وانظر ‪ :‬اعتزاله للحرب بي ابن الزبي والجاج ‪ .‬البداية والنهاية (‪)9/121‬‬
‫وإنكاره على أب سعيد الدري مبايعته لبن الزبي ث لهل الشام مسند أحد (‪. )3/30‬‬

‫‪214‬‬
‫فلو فهم الديث على ظاهره لا بات ليلة إل وف عنقه بيعة لحدها يعطيها من يدلّه‬
‫عل يه اجتهاده على أ نه أقرب لل صواب ‪ ،‬و قد روي ع نه قوله ‪ ...( :‬لك ن أكره أن أبا يع‬
‫أميين قبل أن يتمع الناس على أمي واحد ) (‪. )1‬‬
‫فالقصود أنه أخذ مدة وليس ف عنقه بيعة لحد ‪ ،‬وهذا على خلف ظاهر الديث ‪.‬‬
‫لنتفاء أحد شروط صحة البيعة ‪ ،‬وهو أن يكون البايع واحدًا ‪ ،‬كما مر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما رواه حذيفة بن اليمان رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬يكون دعاة‬
‫على أبواب جهنم ‪ ،‬من أجابم إليها قذفوه فيها » ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬صفهم لنا ؟‬
‫قال ‪ « :‬هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا » ‪ ،‬فقلت ‪ :‬فما تأمرن إن أدركن ذلك ؟‬
‫قال ‪ « :‬فالزم جاعصة السصلمي وإمامهصم ‪ ،‬فإن ل يكصن لمص جاعصة ول إمام فاعتزل تلك‬
‫الفرق كلها ‪ ،‬ولو أن تعض بأصل شجرة ‪ ،‬حت يدركك الوت وأنت كذلك » (‪. )2‬‬
‫كمصا أمصر عنصد الختلف بقوله ‪ « :‬تأخذون باص تعرفون ‪ ،‬وتَ َدعُون مصا تنكرون‬
‫وتقبلون على خاصتكم وتذرون أمر عوامكم » (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬السند (‪. )3/30‬‬


‫‪ )(2‬متفق عليه ‪ ،‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ،11 :‬كيف المر إذا ل تكن جاعة ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )13/35‬ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب ملزمة جاعة السلمي عند ظهور الفت (‪، )3/1475‬‬
‫وابن ماجة ف الفت ‪ .‬ب ‪ ، 13 :‬ف العزلة ‪ ،‬ح ‪. )2/1317( ، 39779‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن ماجة ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 10 :‬التثبت ف الفتنة ‪ ،‬ح ‪ ، )2/1308( ، 3957‬وأبو داود ف‬
‫ك ‪ :‬اللحم ‪ .‬ب ‪ ،17 :‬عون (‪ ، )11/498‬وف السند (‪. )2/162‬‬

‫‪215‬‬
‫فلو كانت البيعة واجبة ف عنق كل مسلم ف كل وقت لمر ببايعة إمام إحدى هذه‬
‫الفرق ‪ ،‬علمًا بأن ل كل فر قة إمامًا ‪ ،‬فل يوز مباي عة إل المام الشر عي م ت و جد ‪ ،‬وقد‬
‫رفصع ال عنصا الرج والعنصت وأرشدنصا عنصد وقوع هذه الالة أن ُنقْبِل على أمصر الاصصة‬
‫( وهم أهل الشخص وذويه وأقاربه وإخوانه ) وندع أمر العامة من سوى ذلك ‪.‬‬
‫‪ -4‬كما أنه لو أخذ الدث على الفهم السابق لا بقي شيء اسه الولء والباء أصلً ‪،‬‬
‫وتوض يح ذلك أن البي عة ت عبي عن الولء ‪ -‬أو هي الولء نف سه ‪ -‬فإذا قل نا إ نه ل بد من‬
‫إعطاء البيعة للموجود كائنًا من كان ‪ ،‬فمعن هذا ‪ :‬إننا واليناه وعادينا من عاداه ‪ ،‬سواء‬
‫كان فاسقًا ‪ ،‬أو ظالًا ‪ ،‬أو كافرًا والعياذ بال ‪ .‬وهذا يؤدي إل الوقوع ف مذور أكب ما‬
‫(‪)1‬‬
‫تو عد به نا قض البي عة القي قي ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ﴿ :‬وَمَن َيَتوَلّهُم مّنكُ مْ فَِإنّ هُ مِْنهُ ْم ﴾‬
‫وحاشا أن يأمرنا ال بوالة أعدائه ‪.‬‬
‫فالق صود أن البي عة ح كم شر عي ‪ ،‬له شروط وموا نع جاء الشرع ب ا ‪ ،‬فم ت تق قت‬
‫الشروط وانت فت الوا نع و جب ال كم وإ ما ل فل ‪ .‬ن و الزكاة ف هي الر كن الثالث من‬
‫أركان السلم وقد توعد الشارع من ل يؤدها بأشد العذاب ‪ ،‬ولكن هذا الوعيد ل يقع‬
‫إل عندما يلك النسان الال الذي فيه زكاة ‪ ،‬ويكتمل النصاب ‪ ،‬ث يول عليه الول ‪،‬‬
‫وغ ي ذلك من الشروط ‪ ،‬ث ي نع زكا ته ‪ ،‬وكذلك ه نا ‪ .‬فإذا كان هناك إمام شر عي ‪،‬‬
‫وامتنع السلم من البيعة ‪ ،‬عند ذلك يقع ف الوعيد الذي نص عليه الديث ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫وقد سئل المام أحد رحه ال عن حديث « من مات وليس له‬

‫‪ )(1‬سورة الائدة آية ‪. 51‬‬

‫‪216‬‬
‫إمام مات ميتصة جاهليصة » مصا معناه ؟ فقال ‪ ( :‬أتدري مصا المام ؟ المام الذي ‪ :‬يمصع‬
‫السلمون عليه ‪ ،‬كلهم يقول هذا إمام ‪ ،‬فهذا معناه ) (‪. )1‬‬
‫من يأخذها ؟‬
‫والذي يأخذ البيعة من السلمي هو المام ف حاضرة الدولة السلمية ‪ ،‬أما القاليم‬
‫البعيدة فقد يأخذها هو أو من ينيبه عنه ‪ ،‬فلقد أخذ النب البيعة بنفسه ‪ ،‬وكان أحيانًا‬
‫ينيب عنه كما فعل ف بيعة النساء ‪ ،‬فقد روي أن النب ‪ :‬أمر عمر بن الطاب أن يأخذ‬
‫البي عة من الن ساء عام الف تح ‪ ،‬وكان من ب ي الن ساء ه ند ب نت عت بة ر ضي ال تعال عن ها‬
‫حيث قال لعمر ‪ « :‬بايعهن واستغفر لن ال ‪ ،‬فبايعهن عمر رضي ال تعال عنه »‬
‫(‪. )2‬‬
‫صور البيعة ‪:‬‬
‫وللبيعة ف عهد النب ث من جاء من بعده عدة صور منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصافحة والكلم ‪:‬‬
‫وقد مر معنا بعض الحاديث الصرحة بذلك (‪ )3‬وهذا هو الغالب ف بيعات النب‬
‫و من ذلك بي عة الرضوان ‪ ،‬و قد قال ال تعال في ها ‪ ﴿ :‬إِنّ الّذِي نَ يُبَاِيعُونَ كَ إِنّمَا يُبَاِيعُو نَ‬
‫الّلهَ يَدُ الّلهِ َفوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬السند من مسائل المام أحد للخلل ق ‪. )1( .‬‬


‫‪ )(2‬تفسي الطبي (‪ ، )28/78‬وشرح ثلثيات السند للسفارين (‪ . )2/927‬ط ‪ .‬أول ‪.‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪( :‬ص ‪ )192‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الفتح آية ‪. 10‬‬

‫‪217‬‬
‫‪ -2‬الكلم فقط ‪:‬‬
‫وهذا يكون عادة ف مبايعته للنساء ومن به عاهة ‪ ،‬فقد كانت مبايعته لن كلمًا‬
‫فقط ‪ ،‬لنه ل يوز للمسلم أن ي سّ يد امرأة أجنبية ‪ ،‬وأحيانًا يبايعهن من تت الثياب ‪،‬‬
‫والذي يد ّل على ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما رُوي أَن أُميمة بنت رقيقة دخلت ف نسوة تبايع ‪ ،‬فقلن ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬ابسط‬
‫يدك نصافحك ‪ .‬فقال ‪ « :‬إ ن ل أ صافح الن ساء ‪ ،‬ول كن سآخذ علي كن » ‪ ،‬فأ خذ علينا‬
‫حت بلغ ‪ ﴿ :‬وَلَا َيعْصِيَنكَ فِي َم ْعرُوفٍ ﴾ فقال ‪ « :‬فيما أطقتّ واستطعت » ‪ ،‬فقلن ‪( :‬‬
‫ال ورسوله أرحم بنا من أنفسنا ) (‪. )1‬‬
‫ب‪ -‬وقالت عائشة رضي ال عنها ‪ ( :‬وال ما مست يد رسول ال يد امرأة قط ‪،‬‬
‫غي أنه بايعهن بالكلم ) (‪. )2‬‬
‫جصص ‪ -‬وكمصا بايصع النصب الرجصل الجذوم حيصث أرسصل له وقال ‪ « :‬ارجصع فقصد‬
‫بايعتك » (‪. )3‬‬
‫‪ - 3‬الكتابة ‪:‬‬
‫وهذا وا ضح ف مباي عة النجا شي له ح يث ك تب إل يه فقال ‪ ( :‬ب سم ال الرح ن‬
‫الرحيم ‪ ،‬إل ممد رسول ال من ‪ :‬النجاشي الصحم بن‬

‫‪ )(1‬رواه ابن ماجة ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 43 :‬ح ‪ ، )2/959( ، 2875‬والنسائي ف ك ‪ :‬البيعة ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫بيعة النساء (‪ ، )7/149‬ومالك ف الوطأ ‪ ،‬تنوير الوالك (‪ ، )2/250‬وأحد ف السند (‪. )6/357‬‬
‫وغيهم بألفاظ متقاربة ‪ .‬وصححه اللبان انظر ‪ :‬سلسلة الحاديث الصحيحة ح ‪. )2/52( ، 529‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ف تفسي سورة المتحنة ‪ ،‬فتح الباري (‪ ، )8/636‬وابن ماجة ف الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 43 :‬ح‬
‫‪. )2/960( ، 2875‬‬
‫‪ )(3‬رواه النسائي ف ك ‪ :‬البيعة ‪ .‬ب ‪ :‬بيعة من به عاهة (‪ ، )7/150‬ومسلم ف السلم ح ‪( ، 2231 :‬‬
‫‪. )4/1752‬‬

‫‪218‬‬
‫أب ر ‪ ،‬سلم عل يك يا ر سول ال ورح ة ال وبركا ته من ال الذي ل إله إل هو الذي‬
‫هدانص للسصلم ‪ ،‬أمصا بعصد ‪ :‬فقصد بلغنص كتابصك يصا رسصول ال فيمصا ذكرت مصن أمصر‬
‫عيسى ‪ ) ...‬إل أن قال ‪ ( :‬وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأصحابه وأسلمت على يديه‬
‫ل رب العالي ) (‪. )1‬‬
‫وقد ثبت عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أنه ‪ :‬كتب إل عبد اللك بن مروان‬
‫يبايعه فكتب ‪ ( :‬بسم ال الرحن الرحيم أما بعد ‪ :‬لعبد اللك بن مروان أمي الؤمني ‪،‬‬
‫سلم عل يك ‪ ،‬فإ ن أح د إل يك ال الذي ل إله إل هو ‪ ،‬وُأِقرّ لك بال سمع والطا عة على‬
‫سنة ال وسنة رسوله فيما استطعت ) (‪. )2‬‬
‫أما ما رُوي ف كتب التاريخ من أن بعض اللفاء يطلب الطلق واليمي والنذور عند‬
‫البايعصة ‪ ،‬فهذا ل أصصل له فص الشرع النيصف ‪ ،‬وإناص هصو مصن فرط التثبصت وخوفًا مصن‬
‫نقض ها ‪ ،‬وعلى أي حال فهذا ل يس من الشرع الط هر ف ش يء ‪ .‬وأول من ابتدع أيان‬
‫البيعة هو الجاج بن يوسف السقفي لا أراد أن يُحلّف الناس على بيعة الليفة عبد اللك‬
‫ابن مروان (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬البداية والنهاية (‪ ، )3/84‬وانظر ‪ :‬مموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي واللفة الراشدة (ص ‪ )78‬د ‪.‬‬
‫ممد حيد ال ‪ .‬ط ‪ .‬ثالثة ‪ 1389‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري وغيه ‪ ،‬وسبق تريه (ص ‪. )199‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬الغن (‪ ، )1/824‬والقواعد النورانية (ص ‪ 223‬و ‪. )259‬‬

‫‪219‬‬
‫أقسام البيعة ‪:‬‬
‫وللبيعة قسمان ‪:‬‬
‫‪ -1‬بيعة النعقاد ‪:‬‬
‫وهذه البيعة هي ‪ :‬ال ت يقوم با أهل ال ل والعقد ‪ ،‬وبوجب ها يكون للش خص البا يع‬
‫سصلطان ‪ ،‬له حصق الطاعصة والنصصرة والنقياد ‪ .‬وهذه البيعصة واضحصة فص سصية اللفاء‬
‫الراشدين رضي ال تعال عنهم ‪ ،‬فقد كان أهل الختيار يقومون باختيار المام ث يبايعونه‬
‫كما فعل الصحابة رضوان ال عليهم ف سقيفة بن ساعدة ‪ ،‬وهذه بيعة النعقاد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما البيعة العامة ( بيعة الطاعة ) ‪:‬‬
‫فهي البيعة الت يؤديها سائر السلمي بعد بيعة النعقاد ‪ ،‬وهذا ما جرى عليه العمل ف‬
‫بيعة اللفاء الراشدين رضي ال تعال عنهم ‪ ،‬فهذا أبو بكر بعد أن بايعه أهل الل والعقد‬
‫ف سقيفة بن ساعدة صعد النب اليوم الثان ث قام عمر رضي ال عنه فأخب الناس بأنم قد‬
‫اختاروه وبايعوه ‪ ،‬وأمر هم ببايع ته فباي عه عا مة ال سلمي (‪ ، )1‬وهذه هي البي عة العا مة ‪،‬‬
‫ومثل أب بكر بقية اللفاء الراشدين رضي ال عنهم كما مرّ معنا ف استعراض بيعاتم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬كما سبق ف طرق مبايعته من هذا الفصل (ص ‪. )137‬‬

‫‪220‬‬
‫أسباب البيعة‬
‫وقد ذكر القلقشندي (‪ )1‬السباب والواضع الت تؤخذ فيها البيعة نلخّصها فيما يلي ‪:‬‬
‫ال سبب الول ‪ :‬موت اللي فة النتصب من غ ي ع هد بالل فة ل حد بعده ‪ ،‬كما ف‬
‫قصة الصديق التقدمة بعد وفاة النب ‪ ،‬أو بتركها شورى ف جاعة معينة كما فعل عمر‬
‫‪.‬‬
‫الثا ن ‪ :‬خلع اللي فة النتصب لو جب يقت ضي اللع ‪ ،‬فتحتاج ال مة إل مباي عة إمام ‪،‬‬
‫يقوم بأمورها ‪ ،‬ويتمل أعباءها ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن يتوهم الليفة خروج ناحية من النواحي عن الطاعة ‪ ،‬فيو جه إليهم من‬
‫يأخذ البيعة له عليهم ‪ ،‬لينقادوا لمره ويدخلوا تت طاعته ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أن تؤخذ البيعة للخليفة العهود إليه بعد وفاة العاهد ‪.‬‬
‫الامس ‪ :‬أن يأخذ الليفة النتصب البيعة على الناس لِولّي عهده باللفة ‪ ،‬بأن يكون‬
‫خليفته بعده ‪.‬‬

‫‪ )(1‬صبح العشى ف صياغة النشاء لب العباس أحد بن علي القلقشندي (‪ )10/274‬مصوره عن الطبعة‬
‫الميية ‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫القهر والغلبة‬
‫بيّنّا فيما مضى الطرق الشرعية الصحيحة لنعقاد المامة ‪ ،‬وهناك طريق آخر ‪ ،‬تب‬
‫الطاعة بوجبه ويرم الروج عليه بسببه ‪ ،‬ولكنه ليس من الطرق الشرعية ‪ ،‬ول يوز إل‬
‫للضرورة لجصل مصصلحة السصلمي وحقصن دمائهصم ‪ ،‬وهذا هصو طريصق القهصر والغلبصة‬
‫والستيلء على الكم بالقوة ‪ ،‬ومنه ما يسمى اليوم بالنقلبات العسكرية وما شابها ‪،‬‬
‫وهذا هو الغالب اليوم ف العال السلمي ‪.‬‬
‫وهذا الطر يق ل يمع السلمون على اعتباره ما تنعقد المامة عن طريقه بل هم فيه‬
‫مذهبان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قالوا ل تنعقصد إمامتصه ول تبص طاعتصه لنصه ل تنعقصد له المامصة بالبيعصة إل‬
‫باسصتكمال الشروط فكذا القهصر ) (‪ . )1‬وذهصب إل هذا القول الوارج والعتزلة ووجصه‬
‫لبعض الشافعية (‪. )2‬‬
‫الثان ‪ :‬وهو مذهب أهل السنة والماعة أن المامة يصح أن تعقد لن غلب الناس ‪،‬‬
‫وق عد بالقوة على كر سي ال كم ‪ ،‬قال المام أح د ف روا ية عبدوس بن مالك العطار ‪:‬‬
‫( ومن غلب عليهم بالسيف حت صار خليفة ‪ ،‬وسي أمي الؤمني ‪ ،‬فل يلّ لحد يؤمن‬
‫بال واليوم ال خر ‪ ،‬أن يبيت ول يراه إمامًا ) (‪ . )3‬وقال أيضًا ف روا ية أ ب الارث ف‬
‫ج عليه من يطلب اللك فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم ‪ ،‬تكون‬ ‫خرُ ُ‬
‫المام ‪ ( :‬يَ ْ‬

‫‪ )(1‬مآثر النافة (‪. )1/59‬‬


‫‪ )(2‬نفس الصدر ‪ ،‬وانظر ‪ :‬رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص ‪. )293‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )23‬‬

‫‪222‬‬
‫المعة مع من غلب ) ‪ .‬واحتج بأن ابن عمر صلى بأهل الدينة زمن الرّة وقال ‪ ( :‬نن‬
‫مع من غلب ) (‪. )1‬‬
‫وهذا مذهب مالك والشافعي رحهما ال تعال ‪ ،‬فأما مالك فقد قال يي بن يي ‪-‬‬
‫من أ صحاب مالك ‪ -‬ح ي سئل ‪ :‬البي عة مكرو هة ؟ قال ‪ ( :‬ل ) ‪ ،‬ق يل له ‪ :‬وإن كانوا‬
‫أئ مة جور ؟ فقال ‪ ( :‬قد با يع ا بن ع مر لع بد اللك بن مروان وبال سيف أ خذ اللك ‪،‬‬
‫أ خبن بذلك مالك ع نه أ نه ك تب إل يه ‪ ،‬وأ مر له بال سمع والطا عة على كتاب ال و سنة‬
‫نبيه ) (‪. )2‬‬
‫أ ما الشاف عي رح ه ال ف قد روى البيه قي بإ سناده عن حرملة قال ‪ :‬سعت الشاف عي‬
‫يقول ‪ :‬ك ّل من غلب على الل فة بال سيف ح ت ي سمى خليفة ‪ ،‬وي مع الناس عل يه فهو‬
‫خليفة ) (‪. )3‬‬
‫وقال النووي ‪ ( :‬أ ما الطر يق الثالث ف هو القهر وال ستيلء ‪ ،‬فإذا مات المام فتصدى‬
‫للمامة من ج ع شرائط ها من غ ي ا ستخلف ول بيعة ‪ ،‬وق هر الناس بشوكته وجنوده ‪،‬‬
‫انعقدت خلفته ‪ ،‬لينتظم شل السلمي ‪ ،‬فإن ل يكن جامعًا للشرائط ‪ ،‬بأن كان فاسقًا أو‬
‫جاهلً فوجهان أصحهما انعقادها لا ذكرناه وإن كان عاصيًا بفعله ) (‪ . )4‬وإليه‬

‫‪ )(1‬نفس الصدر (‪ ، )23‬وانظر ف هذا العن قوله مسندًا ف طبقات ابن سعد ‪ ( :‬ل أقاتل ف الفتنة ‪ ،‬وأصلي‬
‫وراء من غلب ) ‪ )4/149( .‬وسنده صحيح إل سيف الازن أما هو ‪ :‬فذكره ابن حات ول يذكر فيه جرحًا‬
‫ول تعديلً ‪ .‬انظر إرواء الغليل (‪. )2/304‬‬
‫‪ )(2‬العتصام للشاطب (‪ )2/182‬وكتابة ابن عمر وبيعته هذه ثابتة ف البخاري وغيه وسبق تريها (ص‬
‫‪ )199‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(3‬مناقب الشافعي للبيهقي (‪ )1/449‬ط ‪ .‬أول ‪ . 1391‬تقيق السيد أحد صقر ‪.‬‬
‫‪ )(4‬روضة الطالبي (‪. )10/46‬‬

‫‪223‬‬
‫ذهب أبو عبد ال القرطب ونسبه سهل بن عبد ال التستري وابن خويز منداد (‪. )1‬‬
‫وقال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رحهص ال ‪ ( :‬فم ت صار قادرًا على سياستهم ‪ ،‬إ ما‬
‫بطاعتهم أو بقهره فهو ذو سلطان مطاع إذا أمر بطاعة ال ) (‪. )2‬‬
‫وقال الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال ‪ ( :‬الئمة ممعون من كل مذهب على‬
‫أن مصن تغلّب على بلد أو بلدان ‪ ،‬له حكصم المام فص جيصع الشياء ‪ ،‬ولول هذا مصا‬
‫استقامت الدنيا ‪ ،‬لن الناس من زمن طويل قبل المام أحد إل يومنا هذا ما اجتمعوا على‬
‫إمام وا حد ‪ ،‬ول يعرفون أحدًا من العلماء ذ كر أن شيئًا من الحكام ل ي صح إل بالمام‬
‫العظم ) (‪. )3‬‬
‫ويلحظ من كلم الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال ‪ :‬أنه يعتب التغلب حاكمًا‬
‫ت ب طاع ته ‪ ،‬ل إمامًا وخلي فة للم سلمي ‪ ،‬ل نه ل ي ستوف شروط الما مة غالبًا ‪ ،‬ول‬
‫تنعقد له من طريق شرعي ‪ ،‬بل بالقوة والقهر والستيلء والغصب ‪ ،‬والغصب حرام ف‬
‫السلم ‪ .‬فله حكم‬

‫‪ )(1‬الامع لحكام القرآن (‪. )1/269‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )1/142‬‬
‫‪ )(3‬الدرر السنية (‪ . )7/239‬ومن ذهب إل القول بالجاع أيضًا الافظ ابن حجر حيث قال ‪ ( :‬وقد أجع‬
‫الفقهاء على وجوب طاعة السلطان التغلب والهاد معه ‪ ،‬وأن طاعته خي من الروج عليه ‪ ،‬لا ف ذلك من‬
‫حقن الدماء وتسكي الدهاء ) ‪ .‬فتح الباري (‪ . )13/7‬قلت ‪ :‬ولعلهما ل يعتبا خلف الوارج والعتزلة‬
‫ومن معهم خارقًا للجاع ‪ .‬وهو الصحيح ‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫المام يطاع ف طاعة ال وياهد معه ويصلى خلفه ‪ ،‬ول يوز الروج عليه ‪ ،‬وإن كان‬
‫عليه إث فإثه على نفسه ‪ ،‬والسلمون منه برءاء قال صاحب كتاب اللفصة وسلطة المة‬
‫‪ ( :‬ول كن هذه ال مة ل ت كن خل فة حقي قة ‪ ،‬بل ملك و سلطنة وتغلب ‪ ...‬و ف التغلب‬
‫يكون القول للسيف والكم للغالب ضرورة ) (‪ . )1‬وقال ‪ ( :‬وإطلق اسم المامة على‬
‫هؤلء التَغلّبة وعلى اللوك والسلطي مطلقًا باعتبار معناه العم ) (‪. )2‬‬
‫وقصد بَيّنص الغزال الكمصة فص وجوب طاعتصه وإعطائه حكصم المام فقال ‪ ( :‬لو تعذر‬
‫وجود الورع والعلم ف من يت صدى للما مة ‪ ،‬وكان ف صرفه إثارة فت نة ل تطاق حكم نا‬
‫بانعقاد إمام ته ‪ ،‬لن نا ب ي أن نرّك فت نة بال ستبدال ‪ ،‬ف ما يل قى ال سلمون م نه من الضرر‬
‫يزيد على ما يفوتم من نقصان هذه الشروط الت أثبتت الزية الصلحة ‪ ،‬فل يهدم أصل‬
‫ال صلحة شغفًا بزايا ها كالذي يب ن ق صرًا ويهدم م صرًا ‪ ،‬وب ي أن ن كم بلو البلد من‬
‫المام وبفسصاد القضيصة وذلك مال ‪ ،‬وننص نقضصي بنفوذ قضاء أهصل البغصي فص بلدهصم‬
‫لسيس حاجتهم ‪ ،‬فكيف ل نقضي بصحة المامة عند الاجة والضرورة ؟ ) (‪. )3‬‬
‫ومع أن التغلّب ُيعْطَي حكم المام نظرًا إل حال الاجة والضرورة كما قلنا ‪ ،‬إل أن‬
‫علماء السلمي ل ييزوا أن يكون القهر طريقًا لنعقاد إمامة الكافر للمسلمي ‪ ،‬إذ حال‬
‫القهر يكن أن يتسامح فيه عن بعض شروط المامة ‪ ،‬كالعلم والعدالة لقوله ‪ « :‬أَل من‬
‫ل عليه وال فرآه يأت شيئًا من معصية ال ؛ فليكره ما يأت من معصية ال‬ ‫وَ َ‬

‫‪ )(1‬اللفة وسلطة المة (ص ‪. )27‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (ص ‪. )28‬‬
‫‪ )(3‬إحياء علوم الدين (‪ )2/233‬مت إتاف السادة التقي للزبيدي ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ول ينعنّ يدًا من طا عة » (‪ . )1‬وكالر ية والقرش ية لقوله ‪ ... « :‬لو ا ستعمل علي كم‬
‫عبد يقودكم بكتاب ال فاسعوا له وأطيعوا » (‪ . )2‬ونوها من شروط ‪.‬‬
‫أ ما شرط ال سلم فل ي كن أبدًا إ سقاطه عن المام ( وعلى هذا فلو تغلب على هذا‬
‫النصصب ‪ ،‬فل يوز شرعًصا السصكوت على هذا الوضصع ‪ ،‬ويبص خلع هذا التغلب‬
‫ص َعلَى اْل ُم ْؤمِنِيَص‬
‫ص ِللْكَاِفرِين َ‬
‫جعَلَ اللّه ُ‬
‫بقوة السصلح لن ال سصبحانه يقول ‪ ﴿ :‬وَلَن يَ ْ‬
‫سَبِيلً ﴾ (‪ . )4( ) )3‬ولقوله للذي قال أفل ننابذهم ؟ ‪ -‬أي أئمة الور ‪ -‬قال ‪ « :‬ل ما‬
‫أقاموا فيكصم الصصلة ‪ ،‬ل مصا أقاموا فيكصم الصصلة » (‪ . )5‬والكافصر غيص مقيصم للصصلة ‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫فوجبت منابذته ولقوله « ‪ ...‬إل أن تركوا كفرا بواحًا عندكم من ال فيه برهان »‬
‫‪.‬‬
‫وبذا نكون قد تكلّم نا على الطرق ال ت تنع قد ب ا الما مة ع ند جهور ال سلمي أ هل‬
‫السنة والماعة ‪ ،‬وعلى الوضوعات التعلقة با ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬خيار الئمة وشرارهم ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1482( 1855‬والدرامي ف الرقاق‬
‫‪ ، 78‬وأحد ف السند (‪. )6/24‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم واللفظ له ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب الطاعة ف غي معصية ‪ ،‬ح ‪، )3/1468( ، 1838‬‬
‫والترمذي ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ )4/209( ، 28 :‬وابن ماجة ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪، )2/955( ، 39 :‬‬
‫وأحد ف السند (‪. )4/570‬‬
‫‪ ) (3‬النساء آية ‪. 141 :‬‬
‫‪ )(4‬رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص ‪. )294‬‬
‫‪ )(5‬رواه مسلم ك‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬خيار الئمة وشرارهم ‪ ،‬ح ‪ )3/1482( ، 1855‬وغيه ‪.‬‬
‫‪ )(6‬متفق عليه وسبق تريه ص (‪. )196‬‬

‫‪226‬‬
‫هذا و قد خالف ف الزيدية من الشيعة ‪ ،‬حيث جعلوا الدعوة إل النفس هي الطريقة‬
‫لنعقاد المامة (‪ )1‬ووافقهم البائي من العتزلة (‪. )2‬‬
‫أ ما الراف ضة المام ية ف هم ل يرون غ ي الن صية طريقًا للما مة على من بعده من آل‬
‫البيت حت المام الستور ف زعمهم الذي ينتظرونه إل اليوم وإل قيام الساعة ‪.‬‬
‫وسبق الديث عن النصية ف أول هذا الفصل با يغن عن العادة ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪ )(1‬نيل الوطار (‪ ، )6/51‬وانظر الروض النضي ‪ -‬التتمة ‪ -‬للحسن (‪. )5/22‬‬


‫‪ )(2‬شرح الواقف للجرجان (‪. )8/254‬‬

‫‪227‬‬
228
‫الباب الثان‬
‫المام عند أهل السنة والماعة‬
‫ويشمل الفصول التالية‬
‫الفصل الول ‪ :‬شروط المام‬
‫الفصل الثان ‪ :‬واجباته وحقوقه‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬عزله والروج على الئمة‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬موقفهم من تعدد الئمة‬

‫‪229‬‬
230
‫الفصل الول‬
‫شروط الِمام‬

‫‪231‬‬
232
‫الفصل الول‬
‫شروط المام‬
‫المام هو الرئ يس العلى للدولة ال سلمية ‪ ،‬و من ال طبيعي أن تكون هناك شروط ل‬
‫بد من توفرها فيه ‪ ،‬نظرًا للمكانة الت سيشغلها والسؤولية الكبى الت ستلقى على عاتقه‬
‫وليكون كفؤًا لمل هذه المانة الثقيلة ‪.‬‬
‫وهذه الشروط التص اشترطهصا العلماء فيمصن يراد توليتصه رئاسصة الدولة السصلمية هصي‬
‫شروط ي ب مراعات ا ف الال أن ل تول أمورها إل من تق قت ف يه هذه الشروط ‪ ،‬أما‬
‫إذا انتفصت حال الختيار وألئت المصة إل حال ل اختيار لاص فيصه كتغلب ونوه ‪ ،‬وتول‬
‫ال مر من ل ي صلح له ول ي ستكمل شروط الما مة ف في هذه الال ل تشترط ج يع تلك‬
‫الشروط لن ذلك سيؤدي إل ف ت عظي مة ‪ ،‬ال مة ف غ ن عن ها ‪ ،‬لن م صلحة ال سلمي‬
‫تقتضي ذلك وعلى قاعدة ( ارتكاب أخف الضررين ) فيتساهل ف بعض هذه الشروط ‪،‬‬
‫إل أن تتغي الوضاع وحي الوقت الناسب لتولية مكتمل الشروط ‪ ،‬فالاصل أن فقدان‬
‫بعصض الشروط فص الاكصم التغلب ل يقتضصي جواز الروج عليصه وعدم طاعتصه فص غيص‬
‫معصية ‪.‬‬
‫وهذه الشروط منها ما هو شرط ف كل ولية إسلمية كبية كانت أو صغية ‪ ،‬ومنها‬
‫ما هو خاص بالمامة العظمى ‪ ،‬وقد سبق الديث عن شروط أهل الل والعقد ‪ ،‬وهي‬
‫شروط واجب توفرها ف المام بالضافة إل شروط أخرى خاصة به وهي شروط ‪ :‬منها‬
‫ما هو شرط كمال ومنها ما هو شرط صحة ل بد منه ويتضح ذلك عند الديث عن كل‬
‫شرط ‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫والن ن ستعرض هذه الشروط و نبي آراء العلماء في ها وأدلة اشتراط ها والرأي الرا جح‬
‫ف الشروط الختلف فيها فنقول ‪:‬‬
‫الشرط الول ‪ :‬السلم ‪:‬‬
‫وهذا شرط وا جب ف كل ول ية إ سلمية صغية كا نت أو كبية و من باب أول‬
‫اشتراطها ف الولية العظمى ‪ ،‬والدلة على هذا الشرط كثية منها ‪:‬‬
‫جعَلَ اللّ هُ ِللْكَاِفرِي َن َعلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ َسبِيلً ﴾ (‪ )1‬أي ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬قول ال عز و جل ‪ ﴿ :‬وَلَن يَ ْ‬
‫بأن ي سلطوا علي هم ف الدن يا (‪ ، )2‬ومعلوم أن الول ية العظ مى هي أع ظم سبيل وأقوى‬
‫تسليط على الحكوم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ومنها اليات الدالة على النهي عن تول الكفار كقول ال عز وجل ‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا‬
‫ض َومَن يََتوَّلهُم مّنكُ ْم فَإِنّهُ‬
‫ضهُمْ َأوِْليَاء َبعْ ٍ‬
‫الّذِي َن آمَنُواْ ل تَتّخِذُواْ الَْيهُودَ وَالنّصَارَى َأوْلِيَاء َبعْ ُ‬
‫مِْنهُ مْ ﴾ (‪ . )3‬وقوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا َأيّهَا الّذِي َن آمَنُواْ ل َتتّخِذُوْا الْكَاِفرِي نَ َأوِْليَاء مِن دُو نِ‬
‫جعَلُواْ لِلّ ِه عََليْكُ ْم ُسلْطَانا مّبِينا ﴾ (‪ )4‬ومنها قوله تعال ‪ّ ﴿ :‬ل يَتّخِذِ‬ ‫اْل ُم ْؤمِِنيَ أَُترِيدُونَ أَن تَ ْ‬
‫اْل ُم ْؤمِنُونَ اْلكَاِفرِينَ َأوِْليَاء مِن ُدوْنِ الْ ُم ْؤمِِنيَ َومَن َي ْفعَلْ ذَِلكَ فََليْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَ ْيءٍ إِلّ أَن‬
‫(‪)6‬‬
‫ُمص ُتقَا ًة ‪ ﴾ ...‬اليصة (‪ . )5‬إل غيص ذلك مصن اليات الناهيصة عصن تول الكفار‬ ‫َتّتقُواْ ِمْنه ْ‬
‫وتوليتهم نوع من التول النهي عنه ‪ ،‬لذا‬

‫‪ )(1‬سورة النساء آية ‪. 141‬‬


‫‪ )(2‬تفسي ابن كثي (‪. )3/388‬‬
‫‪ )(3‬سورة الائدة آية ‪. 51‬‬
‫‪ )(4‬سورة النساء ‪. 144‬‬
‫‪ )(5‬سورة آل عمران آية ‪. 28‬‬
‫‪ )(6‬جع هذه اليات العلمة ابن القيم رحه ال ف كتابه أحكام أهل الذمة (‪ )1/238‬فلياجعها من شاء ‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫ل يوز توليتهم على شيء من أمور السلمي ‪ ،‬وقد سبق أن ذكرنا كلم ابن القيم رحه‬
‫ال ف ذلك (‪. )1‬‬
‫جص‪ -‬ومن أدلة اشتراط السلم ف المام قوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُواْ‬
‫ص على‬ ‫اللّ هَ وَأَطِيعُواْ الرّ سُولَ وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُ ْم ‪ ﴾ ...‬الية (‪ )2‬فقوله تعال ﴿ مِنكُ ْم ﴾ ن ّ‬
‫اشتراط أن يكون ول ال مر من ال سلمي ‪ ،‬قال د ‪ .‬ممود الالدي ‪ ( :‬ول ترد كل مة ﴿‬
‫ُأوْلِي ا َلمْرِ ﴾ إل مقرونصة بأن يكونوا مصن السصلمي ‪ ،‬فدلّ على أن ول المصر يشترط أن‬
‫يكون م سلمًا ) (‪ . )3‬ومعلوم أن الكا فر ل ت ب طاع ته ف ش يء أبدًا ‪ ،‬بل ت ب مارب ته‬
‫ومقاتل ته ب نص القرآن (‪ )4‬ح ت ي سلم أو يع طي الز ية عن يد و هو صاغر إن كان من‬
‫أهلها ‪.‬‬
‫د‪ -‬ومن الدلة على ذلك أيضًا ما روته أم الؤمني عائشة رضي ال عنها عن النب‬
‫(‪)6‬‬
‫أنصه قال ‪ « :‬إنصا ل نسصتعي بشرك » (‪ )5‬وفص روايصة ‪ « :‬ارجصع فلن أسصتعي بشرك »‬
‫للذي تبعصه يوم بدر وأراد أن يغزو معصه وهصو على شركصه فإذا ورد النهصي عصن السصتعانة‬
‫بالكافر ف بعض المور فكيف يستعان به‬

‫‪ )(1‬انظر ‪( :‬ص ‪. )154‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 59‬‬
‫‪ )(3‬قواعد نظام الكم ف السلم (ص ‪. )296‬‬
‫ح ّرمُونَ مَا حَ ّرمَ الّلهُ َو َرسُوُلهُ‬
‫‪ )(4‬إشارة إل قوله تعال ‪ ﴿ :‬قَاِتلُواْ اّلذِينَ لَ يُ ْؤ ِمنُونَ بِالّلهِ وَلَ بِاْليَ ْومِ الخِرِ وَلَ يُ َ‬
‫ح ّق مِنَ اّلذِينَ أُوتُواْ اْل ِكتَابَ َحتّى ُيعْطُواْ اْلجِ ْزَيةَ عَن َيدٍ وَ ُهمْ صَاغِرُونَ ﴾ التوبة ‪ .29‬وقوله ‪:‬‬ ‫وَلَ َيدِينُونَ دِينَ الْ َ‬
‫﴿ وَقَاِتلُواْ اْل ُمشْرِ ِكيَ كَآّفةً َكمَا ُيقَاتِلُوَن ُكمْ كَآّفةً ‪ ﴾ ...‬الية ‪ .‬التوبة ‪. 36‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن ماجة ‪ :‬كتاب الهاد ‪ .‬باب ‪ :‬ف الستعانة بالشركي (‪ )2/9445‬ح ‪. 2832‬‬
‫‪ )(6‬رواه مسلم ك ‪ :‬الهاد ‪ ،‬حديث رقم (‪ ، )3/1449( ، )1817‬ورواه أبو داود ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ف الشرك‬
‫يسهم له ‪ )7/304( ،‬من عون العبود ‪ ،‬وأحد ف السند (‪ ، )6/68‬والترمذي ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والدرامي‬
‫وغيهم ‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫على تدبي أمور السلمي ويول أمرهم !‬
‫ول قد امت ثل لذا ال مر خلفاء ال سلمي ‪ ،‬فهذا ع مر بن الطاب ر ضي ال تعال ع نه‬
‫يعاتب أبا مو سى الشعري على اتاذ كاتب نصران فقد قال عبد ال بن أحد ‪ :‬حدثنا‬
‫أب حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن ساك بن حرب عن عياض الشعري عن أب موسى‬
‫رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬قلت لعمر رضي ال عنه ‪ :‬إن ل كاتبًا نصرانيًا قال ‪ :‬مالك ؟‬
‫ِينص آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الَْيهُو َد وَالنّصصَارَى‬
‫قاتلك ال ‪ .‬أمصا سصعت ال يقول ‪ ﴿ :‬يَا َأيّهَا الّذ َ‬
‫ُمص ‪ ﴾ ...‬اليصة (‪ )1‬أل اتذت‬ ‫ّهص مِْنه ْ‬
‫ُمص فَإِن ُ‬
‫ْضص وَمَن يََتوَلّهُم مّنك ْ‬
‫ُمص َأوِْليَاء َبع ٍ‬
‫ضه ْ‬‫َأوْلِيَاء َب ْع ُ‬
‫حنيفيًا ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا أمي الؤمني ل كتابته وله دينه ‪ .‬قال ‪ ( :‬ل أُكرمهم إذ أهانم‬
‫ال ‪ ،‬ول أعزهم إذ أذلم ال ‪ ،‬ول أُدنيهم إذ أقصاهم ال ) (‪ . )2‬وقال عمر رضي ال عنه‬
‫أيضًا ‪ ( :‬ل تؤمنوهم وقد خوّنم ال ‪ ،‬ول تُقرّبوهم وقد أبعدهم ال ‪ ،‬ول تُعزّوهم وقد‬
‫أذلم ال ) (‪ )3‬ودرج على ذلك اللفاء الذين لم ثناء حسن ف المة كعمر بن عبد العزيز‬
‫والنصور والرشيد والهدي والتوكل والقتدر وغيهم (‪. )4‬‬
‫جص‪ -‬الجاع على ذلك ‪:‬‬
‫أجع السلمون على عدم جواز تولية الكفار تدبي أمور السلمي ‪ ،‬وأنه ل ولية لكافر‬
‫على مسلم ‪ ،‬وقد حكى هذا الجاع كثي من أهل العلم منهم ‪ :‬ابن النذر حيث قال ‪( :‬‬
‫أجع كل من يفظ عنه‬

‫‪ )(1‬سورة الائدة آية ‪. 51‬‬


‫‪ )(2‬أحكام أهل الذمة (‪ ، )1/210‬وعيون الخبار لبن قتيبة (‪ )1/43‬نسخة مصورة عن ط ‪ .‬دار الكتاب ‪.‬‬
‫ن ‪ :‬الؤسسة الصرية العامة للتأليف ‪ 1383‬هص ‪ .‬وهذا السناد قال عنه اللبان ‪ ( :‬إسناد حسن ) انظر ‪:‬‬
‫إرواء الغليل (‪. )8/256‬‬
‫‪ )(3‬أخرجه البيهقي ‪ .‬وصححه اللبان انظر ‪ :‬إرواء الغليل (‪. )8/256‬‬
‫‪ )(4‬انظر تفصيل ذلك ف ‪ :‬أحكام أهل الذمة (‪. )1/212‬‬

‫‪236‬‬
‫من أهل العلم أن الكافر ل ولية له على مسلم بال ) (‪ )1‬وقال القاضي عياض ‪ ( :‬أجع‬
‫العلماء على أن المامة ل تنعقد لكافر ‪ ،‬وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل ‪ .‬قال ‪ :‬وكذا‬
‫لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها ) (‪. )2‬‬
‫وبناء على هذا فل يوز أن تعقد المامة لكافر أصلي أو مرتد ‪ ،‬لن معن إقامة دولة‬
‫إ سلمية هو أن تلتزم بالن هج ال سلمي تطب قه وتع يش حيات ا على و فق تعالي مه ‪ ،‬وهذا‬
‫النهج السلمي ل يتصور تطبيقه إل من أناس يدينون بالولء والضوع التام لشّرع هذا‬
‫النهج ‪ ،‬يقول الستاذ ممد أسد ‪ ( :‬إننا يب أل نتعامى عن القائق ‪ ،‬فنحن ل نتوقع من‬
‫شخص غ ي م سلم مه ما كان نزيهًا مل صًا وفيًا مبًا لبلده متفانيًا ف خد مة مواطن يه أن‬
‫يع مل من صميم فؤاده لتحق يق الهداف اليديولوج ية لل سلم ‪ ،‬وذلك ب سبب عوا مل‬
‫نفسية مضة ل نستطيع أن نتجاهلها ‪ ،‬إنن أذهب إل حد القول أنه ليس من النصاف أن‬
‫نطلب منه ذلك ) (‪. )3‬‬
‫الشرط الثان ‪ :‬البلوغ ‪:‬‬
‫وهذا من الشروط البديهية واللزمة ف كل ولية إسلمية صغية كانت أو كبية ‪،‬‬
‫فل تنعقد إمامة الصب لنه مول عليه ف أموره وموكل به غيه ‪ ،‬فكيف يوز أن يكون‬
‫س َفهَاء َأ ْموَالَكُ مُ الّتِي َجعَلَ اللّ هُ لَكُ مْ قِيَاما‬
‫ناظرًا ف أمور المة ‪ ،‬قال تعال ‪ ﴿ :‬وَلَ ُتؤْتُواْ ال ّ‬
‫وَا ْرزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُ ْم وَقُولُواْ َلهُمْ َقوْ ًل‬

‫‪ )(1‬أحكام أهل الذمة (‪. )2/414‬‬


‫‪ )(2‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪. )12/229‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السلم ف الكم (ص ‪ )83‬نقله إل العربية منصور ممد ماضي ‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫ّمعْرُوفا ﴾ (‪ )1‬والراد بالسفهاء هنا ‪ ( :‬الصغار والنساء ) (‪ )2‬فإذا نينا عن إعطائهم أموالم‬
‫لن م ل ي سنون الت صرف ف من باب أول أل يقّلدوا تدب ي أمور ال سلمي ‪ ،‬ولن ال صغي‬
‫غ ي مكلف ل ا روي عن علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه عن ال نب قال ‪ « :‬إن القلم‬
‫ر فع عن ثل ثة ‪ :‬عن الجنون ح ت يف يق ‪ ،‬و عن ال صب ح ت يدرك ‪ ،‬و عن النائم ح ت‬
‫يستيقظ » (‪ )3‬فمن رُفع عنه القلم ل يصح تصرفه ف المور لنه غي مكلف شرعًا فما دام‬
‫ل يلك التصرف ف خاصة نفسه فل يوز شرعًا أن يكون مالكًا للتصرف ف جيع شؤون‬
‫السلمي ‪ ،‬ومن ل يلي أمر نفسه ل يلي أمر السلمي من باب أول ‪.‬‬
‫هذا و قد روي أن ال نب أ مر بالتعوذ من إمارة ال صبيان ‪ .‬ف عن أ ب هريرة ر ضي ال‬
‫تعال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬تعوذوا بال من رأس السبعي ‪ ،‬ومن إمارة الصبيان‬
‫» (‪ . )4‬قال ابن حزم ‪ ( :‬وجيع فرق أهل القبلة ليس منهم أحد ييز إمامة امرأة ول إمامة‬
‫صب ل يبلغ إل الرافضة فإنا تيز إمامة الصغي (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬سورة النساء آية ‪. 5‬‬


‫‪ )(2‬أحكام القرآن لبن العرب (‪ )1/318‬هذا على سبيل الغالب وإل ففيه رجال سفهاء ‪ ،‬كما أن هناك نساء‬
‫عاقلت ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ :‬ل يرجم الجنون والجنونة ‪ )12/120( ،‬من الفتح ‪ ،‬وروي أيضًا عن‬
‫عائشة ورواه أبو داود ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ :‬ف الجنون يسرق أو يصيب حدًا ‪ ،‬عون (‪ ، )12/72‬والترمذي ك ‪:‬‬
‫الدود ‪ .‬ب ‪ :‬ما جاء فيمن ل يب عليه الد (‪ ، )4/32‬وابن ماجة ك ‪ :‬الطلق ‪ .‬ب ‪ :‬طلق العتوه ح‬
‫‪ ، )1/658( ، 2041‬والدرامي ‪ ،‬وأحد ف السند (‪. )6/100‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحد (‪ ، )2/326‬وضعفه اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬ضعيف الامع الصغي (‪ . )3/36‬وقال الشوكان ‪ :‬وقد‬
‫أخرج ما يشهد له أحد من حديث قيس الغفاري مرفوعًا قال ‪ :‬ورجاله رجال الصحيح ‪ ،‬نيل الوطار (‬
‫‪ )8/298‬وقال اليثمي ‪ :‬رواه أحد والبزار ورجال أحد رجال الصحيح غي كامل بن علء وهو ‪ :‬ثقة ممع‬
‫الزوائد (‪. )7/220‬‬
‫‪ )(5‬الفصل ف اللل والنحل (‪. )4/110‬‬

‫‪238‬‬
‫قلت ‪ :‬وكذلك الوارج وخاصة الشبيبية كما سيأت (‪. )1‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬العقل ‪:‬‬
‫وهذا أيضًا من الشروط البديه ية فل تنع قد ول ية لذا هب ع قل بنون أو غيه ( لن‬
‫العقل آلة التدبي فإذا ذهب العقل ذهب التدبي ) (‪ . )2‬ولن ذاهب العقل يتاج ف نفسه‬
‫من يصرف أموره فكيف يوكل إليه تصريف أمور السلمي ‪.‬‬
‫وإذا كان الصب مرومًا من هذا النصب لذا السبب فمن باب أول الجنون ‪ ،‬وقد مر‬
‫(‪)3‬‬
‫معنا حديث النب ‪ « :‬رفع القلم عن ثلثة » ‪ ،‬وذكر منهم « والجنون حت يفيق »‬
‫قال الغزال معللً عدم جواز إما مة الجنون وال صب ‪ ( :‬الثا ن ‪ :‬الع قل فل تنع قد لجنون‬
‫فإن التكاليف ملك المر وعصامه ) (‪. )4‬‬
‫هذا وقد قسم العلماء زوال العقل إل أقسام هي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما كان عارضًا مرجوًا زواله كالغماء فهذا قال عنه أبو يعلى ‪ ( :‬ل ينع عقدها‬
‫ول استدامتها لنه مرض قليل اللبث ‪ ،‬ولن النب أغمي عليه ف مرضه ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪( :‬ص ‪. )234‬‬


‫‪ )(2‬مآثر النافة (‪. )1/32‬‬
‫‪ )(3‬سبق تريه قريبًا (ص ‪ )226‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(4‬فضائح الباطنية (ص ‪. )180‬‬
‫‪ )(5‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )21‬‬

‫‪239‬‬
‫(‪ )2‬ما كان لزمًا ل يرجى زواله كالنون والبل ‪ ،‬وهذا ينقسم إل ثلثة أقسام ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما كان مطبقًا ل يتخلله إفاقة فهذا ينع البتداء والستدامة ‪ ،‬وإذا طرأ عليه أبطلها‬
‫لنه ينع مقصود الولية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما كان أكثر زمانه البل فهذا كما كان مطبقًا ‪.‬‬
‫جص ‪ -‬ما كان أكثر زمانه الفاقة فهذا ينع من عقد المامة (‪ )1‬واختلف ف منعه من‬
‫استدامتها ‪.‬‬
‫هذا ول يكتفي ف رئيس الدولة أن يكون عاقلً فقط ‪ ،‬بل ل بد أن يكون على درجة‬
‫عالية من الذكاء والفطنة تكّنه من التفكي ف قضايا المة وإياد اللول الناسبة لا ‪.‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬الرية ‪:‬‬
‫وهذا الشرط أيضًا من الشروط الضرور ية ف الما مة لن الملوك ل ي ق له التصرف‬
‫ف ش يء إل بإذن سيده ‪ ،‬فل ول ية له على نف سه ‪ ،‬فك يف تكون له الول ية على غيه ‪،‬‬
‫ويعلل الغزال هذا الشرط بقوله ‪ ( :‬فل تنعقد المامة لرقيق ‪ ،‬فإن منصب المامة يستدعى‬
‫ا ستغراق الوقات ف مهمات اللق فك يف ينتدب ل ا من هو كالفقود ف حق نف سه‬
‫الوجود لالك يتصرف تت تدبيه وتسخيه ‪ ،‬كيف وف اشتراط نسب قريش ما يتضمن‬
‫هذا الشرط ‪ ،‬إذ ليس يتصور الرق ف نسب قريش بال من الحوال ) (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪ ، )18‬ولب يعلى (ص ‪. )21‬‬


‫‪ )(2‬فضائح الباطنية (ص ‪. )180‬‬

‫‪240‬‬
‫هذا و قد ن قل ا بن بطال عن الهلب الجاع على ذلك فقال ‪ ( :‬وأج عت ال مة على‬
‫أنا ‪ -‬أي المامة ‪ -‬ل تكون ف العبيد ) (‪ . )1‬وقال الشنقيطي ‪ ( :‬ل خلف ف هذا بي‬
‫العلماء ) (‪. )2‬‬
‫ول يشذ عن هذا الجاع إل الوارج ‪ ،‬فإنم جوزوا أن يكون المام عبدًا (‪ )3‬وشذوذ‬
‫الوارج ل يعده العلماء قادحًا ف صحة الجاع ‪.‬‬
‫فإن قيل ‪ :‬ورد ف الصحيح ما يدل على إمامة العبد فقد أخرج البخاري ف صحيحه‬
‫من حديث أنس بن مالك رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬اسعوا وأطيعوا‬
‫وإن ا ستعمل علي كم ع بد حب شي كأن رأ سه زبي بة » (‪ . )4‬ونوه عن العرباض بن سارية‬
‫رضي ال تعال عنه ف الديث الطويل ‪ :‬قال وعظنا رسول ال يومًا بعد صلة الغداة‬
‫موعظصة بليغصة ذرفصت منهصا العيون ‪ ،‬ووجلت منهصا القلوب ‪ ،‬فقام رجصل فقال ‪ :‬إن هذه‬
‫موعظة مودع ‪ ،‬فماذا تعهد إلينا يا رسول ال ؟ قال ‪ « :‬أوصيكم بتقوى ال ‪ ...‬والسمع‬
‫والطاعة وإن عبد حبشي ‪ » ...‬الديث (‪ . )5‬وما ف معناها ‪.‬‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )13/122‬‬


‫‪ )(2‬أضواء البيان (‪. )1/55‬‬
‫‪ )(3‬اللل والنحل للشهرستهان (‪. )1/116‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )13/121‬ونوه عند مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المراء ف غي معصية ‪ ،‬ح ‪( ، 1834‬‬
‫‪ ، )3/1465‬وابن ماجة ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ :‬طاعة المام ‪ ،‬ح ‪ ، )2/955( ، 2859‬والنسائي ف ‪ :‬البيعة‬
‫(‪ ، )26‬وأحد ف السند (‪. )3/114‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو داود ف ك ‪ :‬السنة ‪ .‬ب ‪ :‬ف لزوم السنة ‪ ،‬عون (‪ ، )12/359‬والترمذي ف ك ‪ :‬العلم ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫ما جاء ف الخذ بالسنة ‪ )5/44( ...‬واللفظ له ‪ ،‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬ورواه ابن ماجة ف ‪ :‬القدمة ‪ .‬ب‬
‫‪ :‬إتباع سنة اللفاء الراشدين ‪ ،‬ح ‪ )1/16( ، 42‬وانظر زيادة التخريج ف ‪ :‬إرواء الغليل (‪ )8/107‬وهو‬
‫صحيح ‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫فالواب على ذلك من أوجه ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أ نه قد يضرب ال ثل ب ا ل ي قع ف الوجود عادة ‪ ،‬فإطلق الع بد الب شي ل جل‬
‫البال غة ف المر بالطاعة ‪ ،‬وإن كان ل يتصور شرعًا أن يلي ذلك ‪ ،‬ذ كر ابن ح جر هذا‬
‫الواب عن الطاب (‪ ، )1‬ويشبه هذا الوجه قوله تعال ‪ ﴿ :‬قُلْ إِن كَا نَ لِلرّحْمَ ِن وَلَدٌ فََأنَا‬
‫َأوّلُ اْلعَابِدِي َن ﴾ (‪ )2‬على أحد التفسيات (‪. )3‬‬
‫(‪ )2‬أن الراد باستعمال العبد البشي أن يكون مأمورًا من وجهه المام العظم على‬
‫بعض البلد ‪ ،‬قال الشنقيطي رحه ال ‪ ( :‬وهو أظهرها ) (‪ )4‬فليس هو المام العظم ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن يكون أطلق عليه اسم العبد نظرًا لتصافه بذلك سابقًا مع أنه وقت التولية حر‬
‫‪ ،‬ونظيه إطلق لفظ اليتيم على البالغ باعتبار اتصافه به سابقًا ف قوله ‪ ﴿ :‬وَآتُوْا اْليَتَامَى‬
‫َأ ْموَاَلهُ ْم ‪ ﴾ ...‬الية (‪. )5‬‬
‫(‪ )4‬أو أن الراد بذلك التغلّب ل الختار ‪ ،‬ففي هذه الالة تب طاعته وإن كان عبدًا‬
‫حبشيًا ‪ ،‬ول يوز الروج عليه لجرد عبوديته ‪ ،‬ويؤيد هذا الرأي لفظ ‪ « :‬إن تأمر عليكم‬
‫‪ » ...‬فلفظ « تأمر » يدل على أنه تسلط على المارة بنفسه ول يؤمر من قبل أهل الل‬
‫والعقد ‪.‬‬
‫والراجح من هذه الجابات ف نظري هو الواب الثان ‪ ،‬وهو الذي رجحه الشنقيطي‬
‫رحه ال ‪ ،‬وسبب الترجيح هو ورود بعض الحاديث الدالة على ذلك ‪ ،‬منها ما أخرجه‬
‫الاكم من حديث علي رضي ال عنه‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )13/122‬‬


‫‪ )(2‬سورة الزخرف آية ‪. 81‬‬
‫‪ )(3‬أضواء البيان (‪. )1/56‬‬
‫‪ )(4‬أضواء البيان (‪. )1/56‬‬
‫‪ )(5‬سورة النساء آية ‪. 2‬‬

‫‪242‬‬
‫عن النب قال ‪ « :‬الئمة من قريش ‪ ،‬أبرارها أمراء أبرارها وفجارها أمراء فجارها ‪،‬‬
‫ولكل حق ‪ ،‬فآتوا كل ذي حق حقه ‪ ،‬وإن أمرت قريش فيكم عبدًا حبشيًا مدعًا فاسعوا‬
‫له وأطيعوا » (‪ . )1‬ويع ضد هذا الرأي أيضًا ألفاظ الديصث ‪ « :‬وإن ا ستعمل » ‪ ,‬و « إن‬
‫ُأمّر » ونوها ‪ ...‬وال أعلم ‪.‬‬
‫وم ا يدل على اشتراط الر ية ‪ ،‬وأن تصرف الع بد باطل وإن كان حاكمًا ح كم العز‬
‫بن ع بد ال سلم رح ه ال ببيع أمراء الدولة اليوب ية ف م صر ‪ -‬المال يك ‪ -‬ل نه ل ي صح‬
‫شرعًا ت صرفهم إل إذا عتقوا فح كم ببيعهم وإدخال أثان م إل ب يت مال السلمي ‪ ،‬فل ما‬
‫ح كم بذلك غضبوا وغ ضب ن م الد ين أيوب ‪ -‬حا كم م صر ف ذلك الو قت ‪ -‬وقال ‪:‬‬
‫هذا ليس من اختصاصه فقرر العزل الرحيل عن مصر فجهز أمتعته وسار ‪ ،‬ث لقه جيع‬
‫الناس وقالوا ‪ :‬إن خرج خرج نا ‪ ،‬فل حق به ن م الد ين ف الطر يق وترضاه وطلب م نه أن‬
‫يعود وينفذ ما حكم به ‪ ،‬فعاد ونفذ ما أراد (‪. )2‬‬
‫الشرط الامس ‪ :‬أن يكون ذكرًا ‪:‬‬
‫من شروط المام أن يكون ذكرًا ( ول خلف ف ذلك بي العلماء ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬الستدرك (‪ )76 ، 4/75‬قال ابن رجب النبلي ‪ :‬إسناده جيد ‪ ،‬ولكنه روي عن علي موقوفًا ‪ ،‬وقال‬
‫الدارقطن ‪ :‬هو أشبه ‪ .‬جامع العلوم والكم (ص ‪ . )248‬وصححه اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬صحيح الامع ح‬
‫‪. )2/406( ، 2754‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬طبقات الشافعية الكبى للسبكي (‪ )217 ، 8/216‬ط ‪ .‬أول ‪ .‬ن ‪ .‬عيسى الباب اللب القاهرة‬
‫‪ -‬تقيق عبد الفتاح ممود اللو ‪ ،‬و د ‪ .‬ممود الطناحي ‪.‬‬
‫‪ )(3‬أضواء البيان (‪ )1/55‬وعدّه ابن حزم من السائل الجمع عليها ‪ .‬انظر ‪ :‬مراتب الجاع له (ص ‪. )125‬‬

‫‪243‬‬
‫ويدل عل يه ما ث بت ف صحيح البخاري وغيه من حد يث أ ب بكرة ر ضي ال تعال‬
‫عنه أن النب لا بلغه أن فارسًا ملّكوا ابنة كسرى قال ‪ « :‬لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة‬
‫» (‪ . )1‬و قد ورد ف القرآن الكر ي كث ي من اليات الدالة على تقد ي الرجال على الن ساء‬
‫ضهُ مْ عَلَى َبعْ ضٍ‬ ‫من ذلك قوله تعال ‪ ﴿ :‬الرّجَالُ َقوّامُو نَ َعلَى النّ سَاء بِمَا َفضّلَ اللّ هُ َب ْع َ‬
‫(‪)3‬‬
‫وَبِمَا أَن َفقُوْا مِ نْ َأ ْموَاِلهِ ْم ‪ ﴾ ...‬الية (‪ )2‬وأخب النب بأن النساء ناقصات عقل ودين‬
‫والمامة تتاج إل كمال الرأي وتام العقل والفطنة ‪ ،‬لذلك ل تقبل شهادتا إل إذا كان‬
‫معها رجل ‪ ،‬وقد نبّه ال على ضللن ونسيانن بقوله تعال ‪ ﴿ :‬أَن َتضِلّ ْإحْدَاهُمَا فَتُذَ ّكرَ‬
‫إِحْدَاهُمَا ا ُل ْخرَى ﴾ (‪ )4‬وسبق أن ذكرنا كلم ابن قدامة ف هذا العن (‪. )5‬‬
‫كما أن إمامة السلمي تقتضي الدخول ف الحافل ومالطة الرجال‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري وغيه وسبق تريه ف (‪ )155‬من طرق النعقاد ‪.‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 34‬‬
‫‪ )(3‬إشارة إل حديث أب سعيد الدري رضي ال عنه قال ‪ :‬خرج رسول ال ف أضحى أو فطر إل الصلى‬
‫‪ ،‬فم ّر على النساء فقال ‪ « :‬يا معشر النساء تصدقن فإن أريتكن أكثر أهل النار » ‪ ،‬فقلن ‪ :‬وب يا رسول ال ؟‬
‫قال ‪ « :‬تكثرن اللعن وتكفرن العشي ‪ ،‬ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الازم من‬
‫إحداكن » ‪ ،‬قلن ‪ :‬وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول ال ؟ قال ‪ « :‬أليس شهادة الرأة على النصف من شهادة‬
‫الرجل ؟ » قلن ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ « :‬فذلك من نقصان عقلها ‪ ،‬أليس إذا حاضت ل تصل وتصم ؟ » قلن ‪ :‬بلى ‪،‬‬
‫قال ‪ « :‬فذلك من نقصان دينها » ‪ .‬الديث رواه البخاري ف ك ‪ :‬اليض ‪ .‬ب ‪ :‬ترك الائض الصوم ‪ ،‬فتح‬
‫الباري (‪ ، )1/405‬وروى مسلم نوه عن ابن عمر ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬بيان نقصان اليان بنقص‬
‫الطاعات ‪ ...‬ح ‪ ، )1/86( ، 79‬ورواه الترمذي ف ‪ :‬اليان (‪ ، )5/10‬وأبو داود ف ‪ :‬السنة ‪ ،‬عون (‬
‫‪ ، )12/438‬وابن ماجة ف ‪ :‬الفت ‪ ،‬ح ‪ . 4003‬وغيهم ‪.‬‬
‫‪ )(4‬سورة البقرة آية ‪. 282‬‬
‫‪ )(5‬انظر ‪ )156( :‬من فصل طرق النعقاد ‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫ْنص فِي‬
‫وقيادة اليوش ونوص ذلك ‪ ،‬وهذا مظور على النسصاء شرعًا بقوله تعال ‪ ﴿ :‬وََقر َ‬
‫ُبيُوتِكُنّ ﴾ (‪ )1‬وغيها ‪.‬‬
‫يقول الغزال ‪ ( :‬الرابصع الذكوريصة ‪ ،‬فل تنعقصد المامصة لمرأة ‪ ،‬وإن اتصصفت بميصع‬
‫خلل الكمال وصفات الستقلل ‪ ،‬وكيف تترشح امرأة لنصب المامة وليس لا منصب‬
‫القضاء ول منصصب الشهادة فص أكثصر الكومات ) (‪ . )2‬وقال البغوي ‪ ( :‬اتفقوا على أن‬
‫الرأة ل تصلح أن تكون إمامًا ول قاضيًا ‪ ،‬لن المام يتاج إل الروج لقامة أمر الهاد‬
‫والقيام بأمور ال سلمي ‪ ،‬والقا ضي يتاج إل البوز لف صل ال صومات ‪ ،‬والرأة عورة ل‬
‫تصصلح للبوز وتعجصز لضعفهصا عصن القيام بأكثصر المور ‪ ،‬ولن الرأة ناقصصة والمامصة‬
‫والقضاء من كمال الوليات فل يصلح لا إل الكامل من الرجال ) (‪. )3‬‬
‫والوا قع يش هد لذلك فالناس بتجارب م يعرفون أ نه ل ي صلح للما مة إل الرجال وإن‬
‫صار من هن ف من صب رئا سة الدولة فإن ا كان نادرًا ولظروف ا ستثنائية ‪ .‬وكذلك طبي عة‬
‫الرأة النفسية والسمية ل تتلءم أبدًا مع هذا النصب ‪ ،‬فكما هو معروف أن طبيعة الرأة‬
‫يلحظ عليها إرهاف العاطفة وسرعة النفعال وشدة النان ( وقد خلقت هذه الصفات‬
‫ف الرأة لت ستطيع ب ا أن تؤدي وظيفت ها الول و هي المو مة والضا نة ) (‪ )4‬وإذا كا نت‬
‫هذه الصصفات لزمصة فص مضمار المومصة والضانصة فقصد تكون ضارة فص مضمار القيادة‬
‫والرئاسة ‪ ،‬أما الرجل فل يندفع ف الغالب ‪ -‬مع عواطفه ووجدانه ‪ -‬كما تندفع الرأة ‪،‬‬
‫بل يغلب عليه الدراك والفكر والروي وها قوام السؤولية والقيادة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة الحزاب آية ‪. 33‬‬


‫‪ )(2‬فضائح الباطنية (ص ‪. )180‬‬
‫‪ )(3‬شرح السنة للبغوي (‪. )10/77‬‬
‫‪ )(4‬السلم لحد شلب (ص ‪. )226‬‬

‫‪245‬‬
‫لذلك فإن ال سبحانه وتعال شرع للر جل ما يلئم بني ته ال سمية والنف سية كالهاد‬
‫والقيادة ون و ذلك ‪ ،‬وشرع للمرأة ما يلئم تكوين ها أيضًا من ترب ية وحضا نة وأعمال‬
‫أخرى تلئمها ‪.‬‬
‫هذا و قد ح كى الجاع على عدم جواز تول ية الرأة الما مة ا بن حزم الظاهري ح يث‬
‫قال ‪ ( :‬وج يع فرق أ هل القبلة ل يس من هم أحدي ي يز إما مة الرأة ) (‪ )1‬وكذلك القر طب‬
‫(‪ . )2‬وخالف فص ذلك الوارج ‪ ،‬فهناك فرقصة منهصم تقول بواز ذلك وهصي ‪ :‬الشبيبيصة‬
‫( أتباع شبيب بن يز يد الشيبا ن ) (‪ )3‬قال البغداي عنهم ‪ ( :‬إ نه من أتبا عه أجازوا إما مة‬
‫الرأة منهم إذا قامت بأمورهم وخرجت على مالفيهم وزعموا أن غزالة أم شبيب كانت‬
‫المام بعد قتل شبيب إل أن قتلت ) (‪. )4‬‬
‫هذا عن المامة أما القضاء فلبعض العلماء فيه رأي ‪ ،‬ولكن جهورهم ينع ذلك قال‬
‫ابن التي فيما حكاه عنه ابن حجر ‪ ( :‬احتج بديث أب بكرة ‪ -‬النف الذكر ‪ -‬من قال‬
‫ل يوز أن تول الرأة القضاء ‪ .‬وهو قول المهور وخالف ابن جرير الطبي فقال ‪ :‬يوز‬
‫أن تقضي فيما تقبل شهادتا فيه ‪،‬‬

‫‪ )(1‬الفصل (‪. )4/110‬‬


‫‪ )(2‬أحكام القرآن (‪. )1/271‬‬
‫‪ )(3‬هو ‪ :‬شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس بن عمرو بن الصلت الشيبان الارجي خرج بالوصل ف عهد عبد‬
‫اللك بن مروان فبعث إليه الجاج خسة قواد فقتلهم واحدًا بعد الخر ‪ ،‬ث سار إل الكوفة وقاتل الجاج‬
‫وحاصره ‪ ،‬غرق بدجلة سنة سبع وسبعي ‪ .‬تاريخ السلمي للذهب (‪. )3/160‬‬
‫‪ )(4‬الفرق بي الفرق (ص ‪ . )110‬وعند الذهب أنا امرأته استخلفها بعده ‪ ،‬فدخلت الكوفة ‪ ،‬وقامت خطيبة‬
‫وصلّت الصبح بم ف الامع فقرأت ف الركعة الول بالبقرة وف الثانية بآل عمران ‪ ...‬راجع الذهب تاريخ‬
‫السلم (‪ ، )3/160‬والطط (‪ ، )2/355‬والعارف لبن قتيبة (ص ‪. )180‬‬

‫‪246‬‬
‫وأطلق بعض الالكية الواز ) (‪ )1‬وروى ذلك عن أب حنيفة ‪ ( :‬أنا تلي الكم فيما توز‬
‫فيه شهادة النساء ) (‪ . )2‬ولسنا بصدد بث هذه السألة فلها مال آخر ‪.‬‬
‫الشرط السادس ‪ :‬العلم ‪:‬‬
‫مصن شروط المام أن يكون لديصة حصصيلة علميصة كافيصة لتدبيص المور على وجههصا‬
‫الك مل ‪ ،‬و قد أشار القرآن الكر ي ف ق صة طالوت إل هذا الشرط ‪ ،‬وجعله من المور‬
‫ال ت جعلته أحق باللك دون غيه فقال تعال ‪ ﴿ :‬وَقَالَ َلهُ ْم نَبِّيهُ مْ إِنّ اللّ هَ قَدْ َبعَ ثَ َلكُ مْ‬
‫ت َسعَ ًة مّ نَ‬ ‫ك مِنْ ُه وَلَ مْ ُيؤْ َ‬
‫ح نُ أَحَقّ بِالْمُلْ ِ‬
‫ك عَلَْينَا وَنَ ْ‬
‫ت مَلِكا قَاُلوَاْ َأنّى يَكُو نُ لَ هُ اْلمُلْ ُ‬
‫طَالُو َ‬
‫ج سْ ِم وَاللّ هُ ُيؤْتِي ُملْكَ ُه مَن‬ ‫سطَةً فِي اْلعِلْ ِم وَالْ ِ‬
‫اْلمَالِ قَالَ إِنّ اللّ هَ ا صْ َطفَا ُه عَلَْيكُ ْم َوزَادَ هُ بَ ْ‬
‫يَشَاءُ وَاللّ ُه وَا سِ ٌع َعلِي ٌم ﴾ (‪ )3‬وقال عن سليمان عل يه ال سلم ‪ ﴿ :‬وَشَ َددْنَا ُملْكَ هُ وَآتَْينَا هُ‬
‫اْلحِكْمَ َة َوفَص ْصلَ الْخِطَاب ِص ﴾ (‪ )4‬وقال عصن يوسصف عليصه السصلم ‪ ﴿ :‬قَا َل ا ْجعَلْنِي عَلَى‬
‫َخزَآئِ ِن ا َلرْ ضِ ِإنّي َحفِي ظٌ َعلِي مٌ ﴾ (‪ )5‬وقد فضّل ال الذين يعلمون على الذين ل يعلمون‬
‫ف آيات كثية منها ‪ ﴿ :‬قُ ْل هَ ْل يَ سَْتوِي الّذِي نَ َيعَْلمُو نَ وَالّذِي نَ ل َيعْلَمُو نَ ﴾ (‪ . )6‬ولكن‬
‫العلماء اختلفوا ف تديد هذا العلم فهل يشترط ف المام أن يكون قد بلغ مرتبة الجتهاد‬
‫أم ل ؟ على قولي ‪:‬‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )13/56‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (‪. )8/128‬‬
‫‪ )(3‬سورة البقرة آية ‪. 247‬‬
‫‪ )(4‬سورة ص آية ‪. 20‬‬
‫‪ )(5‬سورة يوسف آية ‪. 55‬‬
‫‪ )(6‬سورة الزمر آية ‪. 9‬‬

‫‪247‬‬
‫الول ‪ :‬قالوا ‪ :‬يشترط أن يكون بلغ مرتبة الجتهاد وهم المهور ‪ ،‬فقد قال الشاطب‬
‫رحه ال ‪ ( :‬إن العلماء نقلوا التفاق على أن المامة الكبى ل تنعقد إل لن نال رتبة‬
‫الجتهاد والفتوى ف علوم الشرع ) (‪ ، )1‬وقال إمام الرمي الوين ‪ ( :‬فالشرط أن‬
‫يكون المام متهدًا بالغًا مبلغ الجتهدين مستجمعًا صفات الفتي ‪ ،‬ول يؤثر ف اشتراط‬
‫ذلك خلف ) (‪ ، )2‬وقال الرملي ف سياق عده لشروط المام ‪ ... ( :‬متهدًا كالقاضي‬
‫وأول ‪ ،‬بل حكى فيه الجاع ‪ ) ...‬قال ‪ ( :‬وكون أكثر من ول أمر المة بعد اللفاء‬
‫الراشدين غي متهد إنا هو لتغلبهم فل َي ِر ْد ) (‪. )3‬‬
‫وإل هذا القول ذهب المام الشافعي (‪ ، )4‬والاوردي (‪ ، )5‬والقاضي أبو يعلى (‪، )6‬‬
‫وعبد القاهر البغدادي (‪ ، )7‬والقرطب (‪ ، )8‬وابن خلدون (‪ ، )9‬والقلقشندي (‪ )10‬وغيهم‬
‫واستدلوا على ما ذهبوا إليه بالدلة التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن الصحابة رضوان ال عليهم قدّموا للمامة من قدمه الرسول للصلة ‪ -‬كما مر‬
‫‪ -‬وقد قال ‪ (( :‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب‬

‫‪ )(1‬العتصام (‪. )2/126‬‬


‫‪ )(2‬غياث المم (‪. )66‬‬
‫‪ )(3‬ناية الحتاج (‪. )7/409‬‬
‫‪ )(4‬الم (‪ )1/161‬ط ‪ .‬الول ‪ 1381‬هص ن ‪ .‬مكتبة الكليات الزهرية ‪.‬‬
‫‪ )(5‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )6‬‬
‫‪ )(6‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )20‬‬
‫‪ )(7‬أصول الدين (ص ‪. )277‬‬
‫‪ )(8‬أحكام القرآن (‪. )1/271‬‬
‫‪ )(9‬القدمة (ص ‪. )139‬‬
‫‪ )(10‬مآثر النافة (‪. )1/37‬‬

‫‪248‬‬
‫ال ‪ ،‬فإن كانوا ف القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ‪ )) ...‬إل الديث (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬واستدلوا أيضًا بالقياس حيث قاسوا منصب المامة العظمى على منصب القضاء ‪،‬‬
‫قال الباقلن ‪ ( :‬لن القاضي الذي يكون من ِقبَلِه يفتقر إل ذلك فالمام أول ) وقد سبق‬
‫كلم الرملي وقياسه على القضاء ‪.‬‬
‫‪ -3‬واستدلوا أيضًا بطبيعة العمل الوكل إل المام العظم قال إمام الرمي الوين ‪:‬‬
‫( والدليل عليه أن أمور معظم الدين تتعلق بالئمة فأما ما يتص بالولة وذوي المر فل‬
‫شك ف ارتباطه بالمام ‪ ،‬وأما ما عداه من أحكام فقد يتعلق به من جهة انتدابه للمر‬
‫بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬فلو ل يكن المام مستقلً بعلم الشريعة لحتاج إل مراجعة‬
‫العلماء ف تفاصيل الوقائع الت ترفع إل المام ‪ ،‬وذلك يشتت رأيه ويرجه عن دائرة‬
‫الستقلل ) ‪. 2‬‬
‫ويقول القلقشندي ‪ ( :‬ل نه متاج لن ي صرف المور على الن هج القو ي ويري ها على‬
‫ال صراط ال ستقيم ‪ ،‬ولن يعلم الدود وي ستوف القوق ويف صل ال صومات ب ي الناس ‪،‬‬
‫وإذا ل يكن عالًا متهدًا ل يقدر على ذلك ) ‪. 3‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬الصلة ‪ ،‬ب ‪ :‬من أحق بالمامة ‪ ،‬ح ‪ ، )1/465( 290‬والبخاري تعليقًا ف الذان ‪،‬‬
‫ب ‪ 54 :‬الفتح (‪ ، )2/184‬وأبو داود ف ك ‪ :‬الصلة ‪ ،‬ب ‪ :‬من أحق بالمامة عون (‪، )2/289‬‬
‫والترمذي ف باب ‪ :‬من أحق بالمامة ‪ ،‬ح ‪ ، )1/458( 235‬والنسائي ف ‪ :‬المامة ‪ ،‬ب ‪ ، 3 :‬وابن ماجة‬
‫ف ‪ :‬الذان ‪ ،‬ب ‪ ، 5 :‬وأحد (‪. )3/48‬‬
‫‪ 2‬غياث المم (ص ‪. )66‬‬
‫‪ 3‬مآثر النافة (‪. )1/37‬‬

‫‪249‬‬
‫‪ -4‬أما ابن خلدون فقد استدل على اشتراط الجتهاد بقوله ‪ ( :‬لن التقليد نقص ‪،‬‬
‫والمامصة تسصتدعي الكمال فص الوصصاف والحوال ) ‪ .‬وقال ‪ ( :‬لنصه إناص يكون منفذًا‬
‫لحكام ال تعال إذا كان عالًا با ‪ ،‬وما ل يعلمها ل يصح تقديه لا ) (‪. )1‬‬
‫الثانص ‪ :‬ومصن العلماء مصن ل يشترط الجتهاد فص المام قال الشهرسصتان ‪ ( :‬ومالت‬
‫جا عة من أ هل ال سنة إل ذلك ح ت جوّزوا أن يكون المام غ ي مت هد ول خبي بوا قع‬
‫الجتهاد ‪ ،‬ول كن ي ب أن يكون م عه من يكون من أ هل الجتهاد فياج عه ف الحكام‬
‫ويستفتيه ف اللل والرام ‪ ،‬ويب أن يكون ف الملة ذا رأي متي وبصر ف الوادث‬
‫نافصذ ) (‪ )2‬واعتصب ا بن حزم هذا الشرط مصن الشروط ال ستحبة ل الواج بة (‪ ، )3‬وإل هذا‬
‫القول ذهب أكثر النفية (‪ )4‬وبه قال الغزال حيث يقول ‪ ( :‬وليست رتبة الجتهاد ما ل‬
‫بد منه ف المامة ضرورة بل الورع الداعي إل مراجعة أهل العلم فيه كاف ‪ ،‬فإذا كان‬
‫الق صود ترت يب الما مة على و فق الشرع فأي فرق ب ي أن يعرف ح كم الشرع بنظره أو‬
‫يعرفه بإتباع أفضل أهل زمانه ؟ ! ) (‪. )5‬‬
‫واحتج القائلون بعدم اشتراط الجتهاد با يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬بتعذر حصول هذا الشرط مع بقية الشروط ف شخص وا حد خصوصًا ف هذه‬
‫الزمان ‪ ،‬حيث ضعف الوزاع الدين عند الناس ‪ ،‬وضعفت همهم عن طلب العلم وبلوغ‬
‫مرتبة الجتهاد فيه ‪.‬‬

‫‪ )(1‬مقدمة ابن خلدون (ص ‪. )193‬‬


‫‪ )(2‬اللل والنحل (‪. )1/160‬‬
‫‪ )(3‬الفصل (‪. )4/166‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬رئاسة الدولة ف الفقه السلم (ص ‪. )134‬‬
‫‪ )(5‬فضائح الباطنية (ص ‪. )191‬‬

‫‪250‬‬
‫‪ -2‬ك ما ا ستدلوا على ذلك أيضًا بأنصه طالاص كان القصصود من ت صريف المور أن‬
‫يكون على وفق ما يقضي به الشرع السلمي ‪ ،‬فإنه من المكن حصول ذلك بالستعانة‬
‫بالعلماء الجتهدين واستفتائهم ف كل أمر يتاج فيه إليهم ‪.‬‬
‫القول الراجح ‪:‬‬
‫والذي يظهصر ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬أنصه ل بد أن يكون المام على در جة كاف ية من العلم‬
‫الشر عي ومن العلوم الخرى ‪ ،‬لن طبي عة وظيف ته ت ستلزم ذلك و ف ب عض الحيان يتعي‬
‫عليه إبداء الرأي ف ساعة حرجة ل يكنه فيها جع العلماء واستفتاؤهم ‪.‬‬
‫ولكن ليس من الضروري أن يبلغ درجة الجتهاد الطلق لتعذرها ف كثي من الناس اليوم‬
‫بسبب ضعف المم عن طلب العلم وانشغالم بالدنيا وملذاتا ‪.‬‬
‫وهذه السألة من السائل الجتهادية لنه ل يرد نص صريح فيها ‪ ،‬وإنا مرجع ذلك‬
‫إل الضرورة والاجصة والصصلحة ‪ ،‬فإذا وُجِد متهصد تتوفصر فيصه بقيصة الشروط الضروريصة‬
‫والنصصوص عليهصا فهصو الطلوب ‪ ،‬وإن تعذر وجوده فل تترك مصصال السصلمي تتعطصل‬
‫ويدب فيهم الفساد بسبب عدم وجود الجتهد الذي تتوفر فيه شروط المام وال أعلم ‪.‬‬
‫الشرط السابع ‪ :‬العدالة ‪:‬‬
‫العدالة صفة كامنة ف النفس توجب على النسان اجتناب الكبائر والصغائر والتعفف‬
‫عن بعض الباحات الار مة للمروءة ‪ ،‬وهي مموعة صفات أخلقية من التقوى والورع‬
‫وال صدق والما نة والعدل ورعا ية الداب الجتماع ية ومراعاة كل ما أوج بت الشري عة‬
‫اللتزام به ‪.‬‬
‫وبناء على هذا الشرط فل يوز تولية الفاسق ول من فيه نقص ينع‬

‫‪251‬‬
‫الشهادة ‪ .‬قال القاضصي عياض ‪ ( :‬ول تنعقصد لفاسصق ابتداء ) (‪ )1‬وذكصر مثله الافصظ فص‬
‫الفتح (‪ )2‬وقال القرطب ‪ ( :‬ول خلف بي المة ف أنه ل يوز أن تعقد اللفة لفاسق )‬
‫(‪. )3‬‬
‫ومن الدلة على اشتراط هذا الشرط ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما ورد ف ق صة إبراه يم عل يه ال سلم حين ما قال له ر به ‪ ﴿ :‬قَالَ إِنّ ي جَاعِلُ كَ‬
‫لِلنّا سِ ِإمَاما قَا َل َومِن ُذرّيّتِي قَالَ ل َينَا ُل َعهْدِي الظّالِ ِميَ ﴾ (‪ . )4‬عن ماهد ‪ ( :‬أنه أراد‬
‫أن الظال ل يكون إمامًصا ‪ ، )5( ) ...‬وقال الفخصر الرازي ‪ ( :‬احتصج المهور على أن‬
‫الفاسصق ل يصصلح أن تعقصد له المامصة بذه اليصة ﴿ ل َينَا ُل َعهْدِي الظّاِلمِيَ ﴾ ووجصه‬
‫الستدلل با على وجهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ما بيّنّ ا أن قوله ﴿ لَ َينَا ُل َعهْدِي الظّالِمِيَ ﴾ جواب لقوله ‪ ﴿ :‬وَمِن ُذرّيّتِي‬
‫﴾ طلب للما مة ال ت ذكر ها ال تعال ‪ ،‬فو جب أن يكون الراد بذا الع هد هو الما مة‬
‫ليكون الواب مطابقًا لل سؤال فت صي ال ية كأ نه تعال قال ‪ :‬ل ينال الما مة الظالون ‪،‬‬
‫وكصل عاص فإنصه ظال لنفسصه ‪ ،‬فكانصت اليصة دالة على مصا قلناه ) (‪ . )6‬وبنحوه ذهصب‬
‫الشوكا ن فقال ‪ ( :‬و قد ا ستدل بذه ال ية جا عة من أ هل العلم على أن المام ل بد أن‬
‫يكون من أهل العدل والعمل بالشرع كما ورد لنه إذا زاغ عن ذلك كان ظالًا ‪،‬‬

‫‪ )(1‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪. )12/229‬‬


‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/8‬‬
‫‪ )(3‬الامع لحكام القرآن (‪ )1/270‬وانظر ‪ :‬السياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪. )21‬‬
‫‪ )(4‬سورة البقرة آية ‪. 124‬‬
‫‪ )(5‬أحكام القرآن للجصاص (‪. )1/69‬‬
‫‪ )(6‬التفسي الكبي للفخر الرازي (‪ )4/46‬ط ‪ .‬مؤسسة الطبوعات السلمية القاهرة ‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫ويكن أن ينظر إل ما يصدق عليه اسم العهد وما تفيده الضافة من العموم فيشمل جيع‬
‫ذلك اعتبارًا بعموم اللفصظ مصن غيص نظصر إل السصبب ول السصياق ‪ ) ...‬إل أن قال ‪:‬‬
‫( فالول أن يقال ‪ :‬إن هذا البص فص معنص المصر لن أخباره تعال ل يوز أن تتخلف ‪،‬‬
‫وقد علمنا أنه قد عهده من المامة وغيها كثي من الظالي ) (‪ . )1‬قال الفقيه النفي أبو‬
‫(‪)2‬‬
‫بكر الصاص ‪ ( :‬فثبت بدللة هذه الية بطلن إمامة الفاسق وأنه ل يكون خليفة )‬
‫وقال الزمشري عند تفسي هذه الية ‪ ( :‬وقالوا ‪ :‬ف هذا دليل على أن الفاسق ل يصلح‬
‫للمامة وكيف يصلح لا من ل يوز حكمه وشهادته ول تب طاعته ول يقبل خبه ول‬
‫يقدم للصلة ) ‪ .‬قال ‪ ( :‬وعن ابن عيينة ‪ :‬ل يكون الظال إمامًا قط ‪ ،‬وكيف يوز نصب‬
‫الظال للما مة ‪ ،‬والمام إن ا هو لكفّ الظل مة ‪ ،‬فإذا ن صب من كان ظالًا ف نف سه ف قد‬
‫جاء الثل السائر ‪ :‬من استرعى الذئب ظلم ) (‪. )3‬‬
‫(‪ )2‬ومنها قوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَا ِسقٌ بَِنبَأٍ َفتَبَيّنُوا ‪ ﴾ ...‬الية‬
‫(‪ . )4‬فال سبحانه وتعال أمر ف هذه الية بالتبي ع ند قول الفاسق ( ول يوز أن يكون‬
‫الاكم ما ل يقبل قوله ويب التبيّن عند حكمه ‪ ،‬ولن الفاسق ل يوز أن يكون شاهدًا‬
‫فلن ل يكون قاضيًا أول ) (‪ )5‬ولن ل يكون حاكمًا للمسلمي أول ‪.‬‬
‫س ِرِفيَ الّذِي َن ُيفْسِدُونَ فِي الَْأ ْرضِ وَل‬ ‫(‪ )3‬ومنها قوله تعال ﴿ وَلَا تُطِيعُوا َأ ْمرَ الْمُ ْ‬

‫‪ )(1‬فتح القدير للشوكان (‪. )1/138‬‬


‫‪ )(2‬أحكام القرآن للجصاص (‪ )1/70‬ط ‪ 1335 .‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الكشاف (‪. )1/309‬‬
‫‪ )(4‬سورة الجرات آية ‪. 6‬‬
‫‪ )(5‬الغن والشرح الكبي (‪. )11/382‬‬

‫‪253‬‬
‫يُ صْلِحُونَ ﴾ (‪ . )1‬فال سبحانه وتعال ينهانا ف هذه الية عن طاعة السرف وف موطن‬
‫آخر يأمرنا بطاعة المام ف غي معصية ‪ ،‬فوجب أل يكون المام من قد نى ال عز وجل‬
‫عن طاعتهم ‪.‬‬
‫(‪ )4‬وا ستدل على ذلك أيضًا بأن الق صد ال ساسي من ن صب اللي فة هو ر فع ظلم‬
‫الظال ‪ ،‬ل ت سليط الظال على الناس ‪ ،‬والظال ي تل به أ مر الد ين والدن يا فك يف ي صلح‬
‫للوليصة ومصا الوليصة إل لدفصع شره ! قال الوينص ‪ ( :‬والب الفاسصق على فرط حصد بصه‬
‫وإشفاقه على ولده ل يعتمد ف مال ولده فكيف يؤتن ف المامة العظمى فاسق ل يتقي‬
‫ال و من ل يقاوم عقله هواه ونف سه المارة بال سوء ول ين هض رأ يه ب سياسة نف سه فأ ن‬
‫يصلح خطة السلم ) (‪. )2‬‬
‫وقال ابن خلدون ‪ ( :‬وأما العدالة فلنه منصب دين ينظر ف سائر الناصب الت هي‬
‫شرط فيها ‪ ،‬فكان أول باشتراطها فيه ) (‪ )3‬وقال البغدادي ‪ ( :‬وأقل ما يب له من هذه‬
‫ال صلة أن يكون م ن يوز قبول شهاد ته تملً وأدا ًء ) (‪ )4‬والقي قة أ نه إذا كان ال تعال‬
‫قد ج عل العدالة شرطًا ف أ صغر ما يت صور من الوليات والحكام م ثل حضا نة ال صغي‬
‫وال كم ف جزاء ال صيد ‪ ،‬وأن الفا سق ل ي صلح أن يكون واليًا على صغي أو يتيم ‪ ،‬ول‬
‫حكمًا ف مسألة قياسية فيكف يصلح واليًا على المة جعاء ‪ ،‬وحكمًا ف قضايا ف غاية‬
‫الطورة ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ك ما يدل على ذلك أن الف سق مدعاة للت ساهل ف ت طبيق أحكام الشري عة وإقا مة‬
‫الدين ‪ ،‬فلو كان فسقه بشرب خر مثلً فالتصور عقلً أنه ل بد أن‬

‫‪ )(1‬سورة الشعراء آية ‪. 151‬‬


‫‪ )(2‬غياث المم ص (‪. )68‬‬
‫‪ )(3‬مقدمة ابن خلدون ص (‪. )193‬‬
‫‪ )(4‬أصول الدين ص (‪. )277‬‬

‫‪254‬‬
‫ي قع م نه الت ساهل ف شأن ال مر وشارب ا ‪ ،‬وهكذا ف سائر الحكام ك ما أن الخيار‬
‫العدول ف المة كثي والمد ل فما الداعي لتولية الفاسق ؟‬
‫هذا وقد قسم الاوردي الفسق الذي تزول به العدالة إل قسمي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ما تابع فيه الشهوة ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬ما تعلق فيه بشبهة ‪.‬‬
‫فأمصا الول منهصا فمتعلق بأفعال الوارح وهصو ارتكابصه للمحظورات وإقدامصه على‬
‫النكرات تكيمًا للشهوة وانقيادًا للهوى ‪ ،‬فهذا ‪ -‬ك ما يرى الاوردي ‪ -‬ي نع من انعقاد‬
‫المامة ومن استدامتها ‪. )1( ...‬‬
‫وأ ما الثا ن ‪ :‬فمتعلق بالعتقاد والتأول بشب هة تعترض فيتأول ل ا خلف ال ق ‪ ،‬ف قد‬
‫اختلف العلماء فيهصا ‪ ،‬فذهصب فريصق مصن العلماء إل أناص تنصع مصن انعقاد المامصة ومصن‬
‫استدامتها ‪ ...‬وقال كثي من علماء البصرة ‪ ( :‬إنه ل ينع من انعقاد المامة ول يرج به‬
‫منها كما ل ينع من ولية القضاء وجواز الشهادة ) (‪. )2‬‬
‫أ ما إذا تعذر العدل واضطرت ال مة إل ول ية الفا سق ( جاز ذلك ولذا قال ا بن ع بد‬
‫السلم ‪ :‬لو تعذرت العدالة ف الئمة قدمنا أقلهم فسقًا قال الذرعي ‪ :‬وهو متعي إذ ل‬
‫سبيل إل جعل الناس فوضى ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬سيأت لقضية العزل بالفسق زيادة بيان إن شاء ال ‪.‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية (ص ‪. )17‬‬
‫‪ )(3‬ناية الحتاج للرملي (‪. )7/409‬‬

‫‪255‬‬
‫هذا وما ينبغي التنبيه له أن اشتراط العدالة هو ف حالة الختيار والعهد فقط ‪ ،‬أما ف‬
‫حالة التغلب فل يشترط ‪ ،‬والدلة على ذلك كثية جدًا منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما روته أم سلمة زوج النب قالت ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬إنه يستعمل عليكم‬
‫أمراء فتعرفون وتنكرون ‪ ،‬فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع‬
‫» ‪ ،‬قالوا يا ر سول ال ‪ :‬أل نقاتل هم ؟ « قال ل ما صلوا » (‪ )1‬قال النووي ‪ :‬إن ف قوله‬
‫‪ « :‬ل ما صلوا » عدم جواز الروج على اللفاء بجرد الظلم أو الف سق ما ل يغيوا‬
‫شيئًا من قواعد السلم ) (‪. )2‬‬
‫‪ -2‬ومنها ما رواه البخاري وغيه عن عبد ال بن مسعود رضي ال تعال عنه قال ‪:‬‬
‫قال لنصا رسصول ال ‪ « :‬إنكصم سصترون بعدي أثرة (‪ )3‬وأمورًا تنكروناص » ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فمصا‬
‫تأمرنا يا رسول ال ؟ قال ‪ « :‬أدوا إليهم حقهم وسلوا ال حقكم » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ك ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬وجوب النكار على المراء فيما يالف الشرع ‪ ،‬ح ‪( 1854‬‬
‫‪ ، )3/1480‬ورواه الترمذي ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ :‬رقم (‪ )4/529( )78‬بتحقيق شاكر ‪ ،‬وأبو داود ف ‪:‬‬
‫السنة ‪ .‬باب ‪ :‬قتل الوارج (‪ )13/106 ،‬عون العبود ‪ ،‬وأخرجه المام أحد ف مسنده (‪ )6/295‬بألفاظ‬
‫متقاربة ‪.‬‬
‫‪ )(2‬صحيح مسلم بشرح النووي (‪. )12/243‬‬
‫‪ )(3‬الثرة ‪ :‬بفتح المزة والثاء ‪ :‬السم من آثر يؤثر إيثارًا إذا أعطى ‪ ،‬أراد أن يستأثر عليكم فيفضل غيكم ف‬
‫نصيبه من الفيء ‪ .‬والستئثار ‪ :‬النفراد بالشيء ‪ .‬انظر ‪ :‬لسان العرب مادة ( أثر ) (‪. )4/8‬‬
‫‪ )(4‬الديث رواه البخاري ف الفت باب قوله عليه السلم ‪ « :‬سترون بعدي أمورًا تنكرونا » ‪ .‬فتح الباري (‬
‫‪ )13/5‬واللفظ له ‪ .‬ورواه مسلم ف المارة ‪ .‬باب ‪ :‬وجوب الوفاء ببيعة اللفاء ‪ ،‬ح ‪( ،1843‬‬
‫‪ ، )3/1472‬ورواه الترمذي ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ :‬ما جاء ف الثرة (‪ )4/482‬بتحقيق أحد شاكر وآخرين ‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫إل غيص ذلك مصن الحاديصث الكثية فص هذا الوضوع ولذلك كان مذهصب السصلف‬
‫رضوان ال عليهصم الصصلة والهاد مصع كل إمام برًا كان أو فاجرًا ‪ ،‬لن هذا مصن طا عة‬
‫ال ‪ ،‬فهم يطاعون ف طاعة ال ويعصون ف معصيته ‪ .‬وهذا ما أدى بأب يعلى أن يقول ‪:‬‬
‫( وقد روي عن المام أح د ألفاظ تقتضي إسقاط اعتبار العدالة والعلم والفضل فقال ف‬
‫رواية عبدوس بن مالك ‪ ( :‬ومن غلبهم بالسيف حت صار خليفة وسي أمي الؤمني ل‬
‫يل لحد يؤمن بال واليوم الخر أن يبيت ول يراه إمامًا عليه برًا كان أو فاجرًا فهو أمي‬
‫الؤمن ي ) وقال أيضًا ف روا ية الروزي ‪ ( :‬فإن كان أميًا يعرف بشرب ال سكر والغلول‬
‫يغزو معه إنا ذلك له ف نفسه ) (‪. )1‬‬
‫فمقصود المام أحد الوال التغلب كما هو نص الرواية الول ‪ -‬ل ف حالة الختيار‬
‫من قبل أهل الل والعقد ‪ ،‬ويدلّ على ذلك ‪ -‬بالضافة إل ما سبق ‪ -‬قوله أيضًا ‪ ( :‬وإن‬
‫المامصة ل توز إل بشروطهصا ‪ :‬النسصب ‪ ،‬والسصلم ‪ ،‬والمايصة ‪ ،‬والبيصت ‪ ...‬وحفصظ‬
‫الشريعصة ‪ ،‬وعلم الحكام ‪ ،‬وصصحة التنفيصذ والتقوى ‪ ،‬وإتيان الطاعصة ‪ ،‬وضبصط أموال‬
‫السلمي ‪ ،‬فإن شهد له بذلك أهل الل والعقد من علماء السلمي وثقاتم أو أخذ هو‬
‫ذلك على نفسصه ثص رضيصه السصلمون جاز له ذلك ) (‪ )2‬فهذا يدلّ على أن المام أحدص‬
‫يشترط كغيه العدالة والعلم ف حالة الختيار أما ف حالة التغلب فل يشترط كما سبق ‪.‬‬
‫وهذا ما حدا بالحناف أل يعدوا العدالة من الشروط‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )20‬‬


‫‪ )(2‬طبقات النابلة (‪. )2/305‬‬

‫‪257‬‬
‫الواج بة وأجازوا أن يلي الفا سق أ مر ال مة ‪ ،‬لكن هم يكرهون ذلك (‪ ، )1‬ل نه قد ث بت أن‬
‫الصحابة صلّوا خلف أئمة الور من بن أمية ورضوا بتقلدهم رئاسة الدولة ‪.‬‬
‫والرد عليهم أن ذلك ف حال التغلب ل ف حال الختيار كما مر ‪ .‬وهناك من يعل‬
‫الفسق موجبًا للعزل ‪ ،‬وبناء عليه فل تلزم إمامة التغلب الفاسق بل العدل فقط ‪ ،‬وسيأت‬
‫لا زيادة بيان إن شاء ال عند الديث عن العزل ‪.‬‬
‫وبذا ي تبي أن هذا الشرط وا جب توفره ف المام ع ند الختيار دون التغلب لتظا فر‬
‫الدلة على ذلك ‪.‬‬
‫كما أنه ما ينبغي التنبيه له أنه ليس القصود بالعدالة أن يكون الرشح للمامة معصومًا‬
‫ف أقواله وأفعاله وت صرفاته ‪ ،‬خاليًا من كل ن قص ‪ ،‬مبء من كل ع يب ‪ -‬ك ما تدّ عي‬
‫الرافضة ‪ ، -‬فهذه الصفات ل يدرك ها إل الرسل علي هم الصلة وال سلم الذ ين أكرمهم‬
‫ال بالعصمة من الكبائر والذنوب وعدم إقرارهم على الصغائر إن وقعت منهم ‪.‬‬
‫أمصا السصلم العادي فقصد يقصع فص بعصض الذنوب والثام ولكنصه سصرعان مصا يسصترجع‬
‫ويستغفر ال ما بدر منه ويعزم أل يعود ‪ ،‬فهذه ل ترم مروءته ول تبطل عدالته ‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬السامرة ف شرح السايرة (ص ‪ )167 ، 166‬ط ‪ .‬ثانية ‪ 1347‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مطبعة السعادة ‪.‬‬
‫مصر ‪ .‬وانظر ‪ :‬حاشية رد الحتار على الدر الختار (‪. )1/548‬‬

‫‪258‬‬
‫وقد روي عن النب أنه قال ‪ « :‬كل ابن آدم خطاء وخي الطائي التوابون » (‪. )1‬‬
‫كما أن العدالة معتبة ف كل زمان بأهله وإن اختلفوا ف وجه التصاف با ‪ ،‬فنحن‬
‫نقطع بأن عدالة الصحابة ل تساويها عدالة التابعي ‪ ،‬وعدالة التابعي ل تساويها عدالة من‬
‫بعد هم ‪ ،‬وكذلك كل زمان مع ما بعده إل زمان نا هذا ‪ ،‬فلو ق يس عدول زمان نا بعدول‬
‫الصحابة والتابعي ل يعدوا عدولً لتباين ما بينهما من التصاف بالتقوى والروءة ‪ ،‬ولكن‬
‫ل بد من اعتبار كل عدول زمان ب سبه ‪ ،‬وإل ل ي كن إقا مة ول ية يشترط في ها العدالة‬
‫التامة ‪ ...‬وال أعلم ‪.‬‬
‫الشرط الثامن ‪ :‬الكفاءة النفسية ‪:‬‬
‫وم ا ينب غي توفره ف اللي فة أيضًا أن يكون شجاعًا جريئًا على إقا مة الدود واقتحام‬
‫الروب بصصيًا باص كفيلً بمصل الناس عليهصا ‪ ،‬عارفًا بالدهاء قويًا على معاناة السصياسة‬
‫وحسن التدبي ليصبح له بذلك ما جعل له من حاية الدين وجهاد العدو وإقامة الحكام‬
‫وتدبي الصال ‪.‬‬
‫ودليل اشتراط هذا الشرط هو طبيعة هذا النصب الذي يتاج إل كل‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي ك ‪ :‬صفة القيامة ‪ .‬ب ‪ ، 49 :‬ح ‪ )4/659( 2499‬وقال ‪ :‬غريب ل نعرفه إل من‬
‫حديث علي بن مسعدة عن قتادة ‪ ،‬ورواه ابن ماجة ف ‪ :‬الزهد ‪ .‬ب ‪ :‬ذكر التوبة ‪ ،‬ح ‪)2/1420( 4251‬‬
‫بنفس طريق الترمذي ‪ ،‬ورواه أحد (‪ )3/198‬وفيه ‪ :‬علي بن مسعدة هذا متلف فيه ‪ ،‬والكثر على تضعيفه‬
‫انظر ‪ :‬تذيب التهذيب (‪ )7/318‬وبقية رجاله ثقات ‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫هذه ال صفات ح ت يكون قادرًا على سياسة الرع ية وتدب ي م صالهم الدين ية والدنيو ية ‪،‬‬
‫ولن الوادث ال ت تدث ف الدولة تر فع إل يه ول يت سن له الب تّ في ها ك ما ل ت تبي له‬
‫الصلحة إل إذا كان على قدر من الكمة والرأي والتدبي ‪ ،‬ولذلك فل يول إل من كان‬
‫عنده القدرة على ذلك ‪ ،‬يدل عليه قول النب لب ذر رضي ال عنه حينما قال له ‪ :‬يا‬
‫رسصول ال أل تسصتعملن ؟ قال ‪ :‬فضرب بيده على منكصب ‪ ،‬ثص قال ‪ « :‬يصا أبصا ذر إنصك‬
‫ضعيف ‪ ،‬وإنا أمانة ‪ ،‬وإنا يوم القيامة خزي وندامة ‪ ،‬إل من أخذها بقها وأدى الذي‬
‫عليه فيها » ‪ .‬وف رواية قال له ‪ « :‬يا أبا ذر ‪ ،‬إن أراك ضعيفًا ‪ ،‬وإن أحب لك ما أحب‬
‫لنفسي ‪ ،‬ل تأمّرنّ على اثني ول تولي مال يتيم » (‪ )1‬فإذا كان هذا ف الولية الصغرى‬
‫و ف الموال ف من باب أول ف الما مة العظ مى الشاملة للقيام بأعباء الوليات ال صغرى‬
‫والكبى والموال وغيها ‪.‬‬
‫وإل اشتراط هذا الشرط ذهب إمام الرمي الوين (‪ )2‬وسبقه أبو يعلى حيث يقول ‪:‬‬
‫( الثالث ‪ :‬أن يكون قَيّ ما بأ مر الرب وال سياسة وإقا مة الدود ل تلح قه رأ فة ف ذلك‬
‫والذب عصن المصة ) (‪ )3‬وبصه قال الاوردي ‪ ( :‬الرابصع ‪ :‬الرأي الفضصي إل سصياسة الرعيصة‬
‫(‪)4‬‬
‫وتدبي الصال ‪ ،‬الامس ‪ :‬الشجاعة ‪ ،‬والنجدة الؤدية إل حاية البيضة وجهاد العدو )‬
‫وبه قال البغدادي (‪ ، )5‬وابن‬

‫‪ )(1‬الديث رواه مسلم ف ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬كراهية المارة بغي ضرورة ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1457( 1825‬وأبو‬
‫داود ف ‪ :‬الوصايا ‪ .‬باب ‪ :‬ما جاء ف الدخول ف الوصايا ‪ )8/70( ،‬عون العبود ‪ ،‬والنسائي ف ‪ :‬كتاب‬
‫الوصايا ‪ .‬باب ‪ :‬النهي عن الولية على مال اليتيم ‪ ،‬وأحد ف السند (‪. )5/173‬‬
‫‪ )(2‬غياث المم (ص ‪. )68‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية لب يعلي (ص ‪. )20‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )6‬‬
‫‪ )(5‬أصول الدين (ص ‪. )277‬‬

‫‪260‬‬
‫خلدون (‪ ، )1‬واليي ف الواقف (‪ )2‬والغزال ف فضائح الباطنية (‪ )3‬وغيهم كثي ‪.‬‬
‫فهذا هصو مذهصب جهور العلماء ‪ ،‬وهناك مصن العلماء مصن ل يشترطون هذا الشرط‬
‫ت فيه‬
‫موزين الكتفاء بأن يستشي المام أصحاب الراء الصائبة ف كل ما يتاج إل الب ّ‬
‫من المور اله مة معلل ي ذلك بأ نه يندر أن يتو فر هذا الشرط مع الشروط الطلو بة ف‬
‫المامة من الجتهاد وغيه ‪.‬‬
‫والوا قع أ نه ل يس هناك ح ّد مع ي لذا الشرط ‪ ،‬وإن ا ل كل زمان ب سبه ‪ ،‬فال هم أل‬
‫يكون هناك قصور ي ّل بالقاصد الت من أجلها نصب المام ‪ ...‬وال أعلم ‪.‬‬
‫الشرط التاسع ‪ :‬الكفاءة السمية ‪:‬‬
‫والقصود با سلمة الواس والعضاء الت يؤثر فقدانا على الرأي والعمل ‪ .‬كذهاب‬
‫الب صر والن طق وال سمع فهذه تؤ ثر ف الرأي ‪ ،‬وفقدان اليد ين والرجل ي يؤ ثر ف النهوض‬
‫و سرعة الر كة ‪ ،‬وتشوه الن ظر وتض عف من هي بة المام ف نفوس الرع ية ‪ ،‬و قد أشار‬
‫القرآن الكر ي إل هذا الشرط ف ق صة طالوت ك ما مر وذلك ف قوله تعال ‪ ﴿ :‬إِنّ اللّ هَ‬
‫اصْ َطفَا ُه عَلَْيكُ ْم َوزَا َدهُ بَسْ َطةً فِي اْلعِلْ ِم وَاْلجِسْمِ ﴾ (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬القدمة (ص ‪. )193‬‬
‫‪( )(2‬ص ‪. )398‬‬
‫‪ )(3‬فضائح الباطنية (ص ‪. )185‬‬
‫‪ )(4‬سورة البقرة آية ‪. 247‬‬

‫‪261‬‬
‫من أجل هذا قسّم الفقهاء أوجه النقص السدية إل أربعة أقسام ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ما ل ينع من عقد المامة وهو ‪ :‬النقص الذي ل يؤثر فقده ف رأي ول عمل‬
‫ول يشي ف النظر فهذا نقص ل يول دون قيام الليفة بوظائفه لنه ل يؤثر ف كفاءته‬
‫وقدرته على سياسة المور ف الدولة السلمية ‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬النقص الذي ينع من اختيار الش خص لنصب اللفة كفقد اليدين أو عجز‬
‫الرجل ي الذي ين عه من النهوض ويؤ ثر ف حرك ته ‪ ،‬فهذا وذاك ن قص يؤ ثر ف الكفاءة‬
‫اللزم توفرها ف الرشح للخلفة ‪ ،‬ويعوقه عن مباشرة سلطاته واختصاصاته فيما لو ول‬
‫أ مر ال مة ‪ ،‬و هو ما ي ضر بقوق ها وم صالها العا مة ‪ ،‬لذلك فإن هذا الن قص يول دون‬
‫صلحية الش خص لرئا سة الدولة ‪ ،‬ك ما أ نه يؤدي ف حالة طروء هذا الن قص عل يه ب عد‬
‫توليته اللفة إل منع استدامتها ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬و هو الن قص الؤدي إل الع جز الزئي ويؤ ثر ف أداء ب عض العمال كق طع‬
‫إحدى اليديصن أو الرجليص ‪ ،‬وهذا مصن شأنصه أن يول دون اختياره للخلفصة لعجزه عصن‬
‫كمال التصرف ‪ ،‬ول يتلف الفقهاء ف ذلك وإنا اختلفوا ف استدامتها على ما سنوضحه‬
‫إن شاء ال عند الديث عن العزل ‪.‬‬
‫الرا بع ‪ :‬و هو الن قص الذي ي نع اللي فة من مباشرة العباء القررة على الن صب ول‬
‫يول دون قيا مه ب سائر اخت صاصاته و سلطاته كالن قص الؤ ثر ف الظ هر كجدع ال نف‬
‫وسل إحدى العيني ‪ ،‬فهذا ل يرجه من المامة بعد عقدها اتفاقًا ‪ ،‬لعدم تأثيه ف شيء‬
‫من حقوق ها ‪ ،‬أ ما ف الختيار فالعلماء ف يه على رأي ي من هم من أجاز ‪ ،‬ومن هم من م نع‬
‫لي سلم الولة من شي يعاب ون قص يزدري فتق ّل هيبتهم ‪ ،‬و ف قلّت ها نفور عن الطا عة ‪،‬‬
‫وما أدى إل هذا فهو نقص ف حقوق المة ‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫أمصا عصن شرط سصلمة الواس ‪ .‬فالسصمع والنطصق يشترطصه كثيص مصن الفقهاء ‪ ،‬لن‬
‫الوقوف على م صال ال سلمي والرأي والتدب ي يتو قف عليه ما ومن هم من ل يشترطه ما‬
‫لمكان الف هم عن طر يق الكتا بة (‪ )1‬ونو ها ‪ .‬ل كن الرا جح اشتراط توفره ا ف اللي فة‬
‫للحاجة إليهما ‪ ،‬وكذلك البصر فهو من الشروط الت يب توافره ضرورة ‪ ،‬لن العمى‬
‫ل يستطيع أن يدبر أمر نفسه وهو ما ل يسمح له أن يدبر أمر السلمي ‪ ،‬أما ف الولية‬
‫(‪)2‬‬
‫الصغرى فجائز لن النب ول ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى على الدينة عدة مرات‬
‫وقصد خالف فص اشتراط هذا الشرط ا بن حزم رحهص ال تعال فقال ‪ ( :‬ل يضصر المام أن‬
‫يكون ف خلقه عيب ‪ ،‬كالعمى والصم والجدع والجذم والحدب ‪ ،‬والذي ل يدان‬
‫له ول رجلن ‪ ،‬ومن بلغ الرم ما دام يعقل ولو أنه ابن مائة عام ‪ ...‬فكل هؤلء إمامتهم‬
‫جائزة ‪ ،‬إذ ل ينع منها نص القرآن ول سنة ول إجاع ول نظر ول دليل أصل ) (‪. )3‬‬
‫ونن ل نقول بأنه نص عليه قرآن ول سنة ول إجاع ‪ ،‬وإنا مقصود المامة ل يتم إل‬
‫بن كانت فيه هذه الشروط ‪ ،‬وما ل يتم الواجب إل به فهو واجب وال أعلم ‪.‬‬

‫‪ ) (1‬انظر ‪ :‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪ ، )19‬ولب يعلى ‪( :‬ص ‪ )22، 21‬وانظر ‪ :‬مآثر النافة (‬
‫‪ )1/34‬ومقدمة ابن خلدون ‪( :‬ص ‪ )193‬ومن الكتب الديثة انظر ‪ :‬طرق اختيار الليفة د ‪ .‬فؤاد ممد‬
‫النادي (ص ‪ ، )64‬ورئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص ‪. )168‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬سنن أب داود ك ‪ :‬الراج والمارة ‪ .‬ب ‪ :‬الضرير يول ‪ ،‬عون (‪ ، )8/149‬ومسند المام أحد (‬
‫‪ ، )3/192‬وطبقات ابن سعد (‪ ، )2/31‬وسية ابن هشام وغيهم ‪.‬‬
‫‪ ))3‬الفصل ف اللل والهواء والنحل (‪. )4/167‬‬

‫‪263‬‬
‫الشرط العاشر ‪ :‬عدم الرص عليها ‪:‬‬
‫و قد نص ال نب على هذا الشرط ‪ ،‬وج عل الرص علي ها بغ ي م صلحة شرع ية ت مة‬
‫يعاقب عليها بنعه منها ‪ .‬والدلة على هذا الشرط كثية منها ‪:‬‬
‫(‪ )1‬عن عبد الرحن بن سرة رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬قال ل رسول ال ‪ « :‬يا‬
‫عبصد الرحنص بصن سصرة ل تسصأل المارة ‪ ،‬فإن أعطيتهصا عصن مسصألة وكلت إليهصا ‪ ،‬وإن‬
‫أعطيتها عن غي مسألة أعنت عليها » (‪. )1‬‬
‫(‪ )2‬وعن أب موسى رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬دخلت على النب أنا ورجلن من‬
‫قومي فقال أحد الرجلي ‪َ :‬أمّرنا يا رسول ال ‪ ،‬وقال الخر مثله ‪ ،‬فقال ‪ « :‬إنا ل ُنوَلّي‬
‫هذا من سأله ول من حرص عليه » (‪. )2‬‬
‫ولذلك قال سصفيان الثوري رحهص ال ‪ ( :‬إذا رأيصت الرجصل يرص على أن ي َؤمّرص‬
‫فأ ّخرْه ) (‪ )3‬أمصا إذا كان فص تقديص النسصان نفسصه مصصلحة شرعيصة كأن يكون أهلً لذا‬
‫النصب فيموت الوال ول يوجد غيه ‪ ،‬وخشي من التأخر الفتنة والضياع ‪ ،‬فله أن يقدم‬
‫نف سه بن ية ال صلحة الشرع ية ل بن ية الرص علي ها ‪ ،‬قال الا فظ ا بن ح جر ‪ ( :‬وهذا ل‬
‫يالف ما فرض ف الديث الذي قبله من الصول بالطلب أو بغي طلب ‪ ،‬بل ف التعبي‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬من سأل المارة وكل إليها ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )3/124‬ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬النهي عن طلب المارة والرص عليها ‪ ،‬ح ‪)3/1456( 1652‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ )(2‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬ما يكره من الرص على المارة ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )13/125‬ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬النهي من طلب المارة ‪ ، ...‬ح ‪. )3/1456( 1733‬‬
‫‪ )(3‬شرح السنة للبغوي (‪. )10/58‬‬

‫‪264‬‬
‫ب ص ( حرص ) إشارة إل أن من قام بال مر ع ند خش ية الضياع يكون ك من ُأعْ طى بغ ي‬
‫سؤال ‪ ،‬لف قد الرص غالبًا ع من هذا شأ نه ‪ ،‬و قد يغت فر الرص ف حق من تع ي عل يه‬
‫لكونه يصي واجبًا عليه ) (‪ . )1‬وقد سبق أن نقلنا كلم النووي ف ذلك ) (‪. )2‬‬
‫هذا وقد سأل الولية بعض النبياء الصطفي عليهم وعلى نبينا الصلة والسلم حينما‬
‫رأوا أنم أكفأ من يقوم با ‪ ،‬ولطورة ما يترتب عليها لو وضعت ف يد غي أمينة ‪ ،‬فهذا‬
‫(‪)3‬‬
‫ظ عَلِيمٌ ﴾‬
‫يوسف عليه السلم يقول للملك ‪ ﴿ :‬ا ْجعَ ْلنِي َعلَى َخزَآئِنِ ا َلرْضِ ِإنّي َحفِي ٌ‬
‫وهذا سليمان عليه السلم يسأل ال عز وجل الولية فيقول ‪ ﴿ :‬قَا َل َربّ ا ْغ ِفرْ لِي َوهَبْ‬
‫لِي مُلْكا لّا يَنَبغِي لِأَحَ ٍد مّ ْن َبعْدِي ‪ ﴾ ...‬الية (‪. )4‬‬
‫الشرط الادي عشر ‪ :‬القرشية ‪:‬‬
‫هذا الشرط من الشروط ال ت وردت الن صوص عل يه صرية وانع قد إجاع ال صحابة‬
‫والتابع ي عل يه ‪ ،‬وأط بق عل يه جاه ي علماء ال سلمي ‪ ،‬ول يالف ف ذلك إل الن صزر‬
‫الي سي من أ هل البدع كالوارج وب عض العتزلة وب عض الشاعرة ‪ ،‬ون ن سنورد الدلة‬
‫الثب تة لذا الشرط ‪ ،‬ث أدلة الناف ي ‪ ،‬ونرى الرا جح من ها ‪ ،‬والك مة من ذلك و هل هذا‬
‫الشرط مطلق أم مقيد ‪ ،‬إل غي ذلك من البحوث التعلقة بذا الوضوع ‪.‬‬
‫وقبل معالة الوضوع ل بد لنا من التعرف على قريش هؤلء من هم ؟‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )13/126‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬فصل أدلة الوجوب من هذا البحث (ص ‪. )68‬‬
‫‪ ))3‬سورة يوسف آية ‪. 55‬‬
‫‪ )(4‬سورة ص آية ‪. 35‬‬

‫‪265‬‬
‫من هم قريش ؟‬
‫قبيلة قر يش هم أولد قر يش ‪ ،‬واختلف النّ سّابون ف قر يش هذا من هو ؟ على عدة‬
‫أقوال ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قيل هو ‪ :‬النضر بن كنانة بن خزية بن مدركة بن إلياس بن مضر ‪ .‬قال ابن‬
‫هشام ‪ ( :‬النضر قريش ‪ ،‬فمن كان من ولده فهو ‪ :‬قرشي ‪ .‬ومن ل يكن من ولده فليس‬
‫بقرشصي ) (‪ . )1‬وإل هذا القول ذهصب بعصض الشافعيصة ‪ ،‬ويدل على ذلك مصا ذكره ابصن‬
‫إسحاق وغيه ف قصة وفد كنده ‪ ( :‬أن الشعث بن قيس قال ‪ :‬يا رسول ال ‪ ،‬نن بنو‬
‫آ كل الرار ‪ ،‬وأ نت ا بن آ كل الرار (‪ )2‬فتب سم ر سول ال وقال ‪ « :‬نا سبوا بذا الن سب‬
‫العباس بن عبد الطلب ‪ ،‬وربيعة بن الارث ‪ » ...‬ث قال لم ‪ « :‬ل ‪ .‬بل نن بنو النضر‬
‫بن كنانة ل نقفوا أمنا ول ننتفي من أبينا » (‪ ، )3‬فقال الشعث بن قيس ‪ :‬هل فرغتم يا‬
‫ل يقول ا إل ضرب ته ثان ي (‪ . )4‬قال البغدادي ‪ ( :‬وهذا‬
‫مع شر كندة ؟ وال ل أ سع رج ً‬
‫اختيار أب عبيدة معمر بن الثن ‪ ،‬وأب عبيد القاسم بن سلم ‪ ،‬وبه قال الشافعي رضي ال‬
‫عنه وأصحابه (‪ )5‬وهو قول ابن حزم (‪ )6‬وابن منظور (‪. )7‬‬

‫‪ )(1‬سية ابن هشام (‪. ) 1/93‬‬


‫‪ )(2‬الرار شجر من شجر البوادي ‪ ،‬وآكل الرار هو ‪ :‬الارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن‬
‫كندة ‪ ،‬وللنب جدة من كندة مذكورة وهي أم كلب ابن مرة وإياها أراد الشعث ‪ .‬عن زاد العاد (‬
‫‪. )3/40‬‬
‫‪ )(3‬قفى أمه ‪ :‬أي رماها بالفجور ‪ ،‬وانتفى من أبيه أي انتسب إل غي أبيه ‪.‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬سية ابن هشام (‪ ، )4/585‬وطبقات ابن سعد (‪ )1/23‬بنحوه ‪.‬‬
‫‪ )(5‬أصول الدين (ص ‪. )276‬‬
‫‪ )(6‬جهرة أنساب العرب (ص ‪ )12‬ط ‪ .‬رابعة ‪ .‬ن ‪ .‬دار العارف ‪ .‬تقيق عبد السلم هارون ‪.‬‬
‫‪ )(7‬انظر ‪ :‬مادة ( قرش ) من لسان العرب لبن منظور (‪. )6/334‬‬

‫‪266‬‬
‫وقول الافظ ابن حجر (‪ )1‬وابن قيم الوزية (‪ )2‬رحهم ال تعال ‪.‬‬
‫الثا ن ‪ :‬أن قريشًا هو ف هر بن مالك ‪ ،‬قال الزبيي ‪ ( :‬قالوا ‪ :‬ا سم ف هر بن مالك ‪،‬‬
‫قريشي ‪ ،‬ومن ل يلد فهر فليس من قريش ) (‪ . )3‬وقال الزبيدي ‪ ( :‬والصحيح عند أئمة‬
‫النسب أن قريشًا هو ‪ :‬فهر بن مالك بن النضر ‪ ،‬وهو ‪ :‬جاع قريش وهو ‪ :‬الد الادي‬
‫ع شر (‪ )4‬لر سول ال ‪ ،‬ف كل من ل يلده فل يس بقر شي (‪ )5‬قيل ‪ :‬ا سه فهر ‪ .‬ولق به ‪:‬‬
‫قريش ‪ .‬وقيل ‪ :‬العكس ‪ ،‬وقد روي عن نساب العرب أنم قالوا ‪ :‬من جاوز فهرًا فليس‬
‫من قريش (‪ ، )6‬قال الزهري ‪ ( :‬وهو الذي أدركت عليه من أدركت من نساب العرب أن‬
‫من جاوز فهرًا فليس من قريش ) (‪. )7‬‬
‫قال الشنقي طي ‪ ( :‬فالفهري قر شي بل نزاع ‪ ،‬و من كان من أولد مالك بن الن ضر ‪،‬‬
‫أو أولد النضر بن كنا نة فف يه خلف ‪ ،‬ومن كان من أولد كنانة من غ ي النضر فليس‬
‫بقرشي بل نزاع ) (‪ )8‬ويدل على ذلك ما رواه واثلة بن السقع قال ‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬
‫« إن ال اصطفى‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )6/534‬‬


‫‪ )(2‬زاد العاد (‪. )3/40‬‬
‫‪ )(3‬نسب قريش لبن الصعب الزبيي (ص ‪ )12‬ط ‪ .‬ثانية ‪ .‬ن ‪ .‬دار العارف بصر ‪.‬‬
‫‪ )(4‬لن نسبه كالتال ‪ :‬هو ممد بن عبد ال بن عبد الطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي بن كلب‬
‫بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ‪ ...‬إل انظر سية ابن هشام (‪. )1/1‬‬
‫‪ )(5‬إتاف السادة التقي بشرح إحياء علوم الدين (‪. )2/30‬‬
‫‪ )(6‬شرح الواهب اللدنية للزرقان (‪ )1/75‬ط ‪ .‬أول ‪1325 .‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعة الزهرية الصرية ‪.‬‬
‫‪ )(7‬زاد العاد لبن القيم (‪. )3/40‬‬
‫‪ )(8‬أضواء البيان (‪. )1/52‬‬

‫‪267‬‬
‫كنا نة من ولد إ ساعيل ‪ ،‬وا صطفى قريشًا من كنا نة وا صطفى من قر يش ب ن ها شم ‪،‬‬
‫واصطفان من بي هاشم » (‪. )1‬‬
‫وهناك أقوال أخرى ضعيفة وهي ‪:‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬قالت التميم ية ‪ :‬قر يش أولد إلياس بن م ضر وأدخلوا أنف سهم ف جلة قر يش‬
‫لن م من ولد إلياس بن م ضر ‪ ،‬وهذا اختيار أ ب عمرو بن العلء وأ ب ال سن الخ فش‬
‫وحاد بن سلمة الفقيه وعبيد ال بن حسن القاضي وسوار بن عبد ال وروي مثله عن أب‬
‫السود الدؤل (‪. )2‬‬
‫رابعًا ‪ :‬وقالت القيسية ‪ :‬إن قريشًا هم جيع ولد مضر بن نزار ‪ ،‬فأدخلت قيس غيلن‬
‫ف هذه الملة ‪ ،‬و به قال من الفقهاء م سعر بن كدام ‪ ،‬و قد روي مثله عن حذي فة بن‬
‫اليمان ) (‪. )3‬‬
‫وسيت قريش قريشًا من التقرش ‪ ،‬والتقرش التجارة والكتساب ‪ ،‬وقال ابن إسحاق ‪:‬‬
‫ص (‪ ، )4‬قال الزبيدي ‪ ( .‬وقصد ح كى‬
‫ص مصن بعصد تفرقه ا‬
‫يقال سصيت قريصش قريشًا لتجمعه ا‬
‫بعضهم ف تسمية فهر بقريش عشر ين قو ًل أوردتا ف شرحي على القاموس ) (‪ )5‬وقيل‬
‫غي ذلك (‪. )6‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم واللفظ له ف ‪ :‬كتاب الفضائل ‪ .‬باب ‪ :‬فضل نسب النب ‪ ،‬ح ‪، )4/1782( 2276‬‬
‫وروى الترمذي (‪ )5/583‬نوه ‪ .‬وأحد (‪ ، )4/107‬ورواه ابن سعد انظر ‪ :‬الطبقات (‪. )1/20‬‬
‫‪ )(2‬أصول الدين للبغدادي (ص ‪. )277‬‬
‫‪ )(3‬أصول الدين (ص ‪. )277‬‬
‫‪ )(4‬سية ابن هشام (‪ . )94 ، 1/93‬وانظر ‪ :‬لسان العرب مادة ( قرش ) (‪. )6/334‬‬
‫‪ )(5‬انظر ‪ :‬تاج العروس (‪. )4/337‬‬
‫‪ )(6‬من شاء الستزادة فلياجع نسب قريش لبن الصعب الزبيي (ص ‪ ، )12‬ولسان العرب مادة (قرش) (‬
‫‪ ، )6/335‬وفتح الباري (‪. )6/534‬‬

‫‪268‬‬
‫أدلة أهل السنة والماعة على اشتراط القرشية‬
‫قلنا ‪ :‬إن جاهي علماء السلمي قاطبة ذهبوا إل اشتراط هذا الشرط وحكى الجاع‬
‫عل يه من ق بل ال صحابة والتابع ي ‪ ،‬و به قال الئ مة الرب عة ‪ ،‬فقال المام أح د ف روا ية‬
‫ال صطخري ‪ ( :‬الل فة ف قر يش ما ب قي من الناس اثنان ‪ ،‬ل يس ل حد من الناس أن‬
‫ينازع هم في ها ول يرج علي هم ‪ ،‬ول ن قر لعي هم ب ا إل قيام ال ساعة ) (‪ ( )1‬و قد نص‬
‫الشافعي رضي ال عنه على هذا ف بعض كتبه (‪ ، )2‬وكذلك رواه زرقان عن أب حنيفة )‬
‫(‪ )3‬وقال المام مالك ‪ ( :‬ول يكون ‪ -‬أي المام ‪ -‬إل قرشيًا ‪ .‬وغيه ل حكصم له إل أن‬
‫يدعوا إل المام القرشصي ) (‪ )4‬ول يالف فص ذلك إل النر اليسصي مصن الوارج وبعصض‬
‫العتزلة وبعصض الشاعرة (‪ ، )5‬واسصتدل الثبتون بعدة أدلة صصرية صصحيحة مصن السصنة‬
‫والجاع فمن السنة ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه البخاري ف صحيحه عن معاوية رضي ال تعال عنه حيث قال البخاري‬
‫‪ ( :‬باب المراء من قريش ‪ ،‬حدثنا أبو اليمان أخبنا شعيب عن الزهري قال ‪ :‬كان ممد‬
‫بن جبي بن مطعم يدث أنه بلغ معاوية ‪ -‬وهم عنده ف وفد من قريش ‪ -‬أن عبد ال بن‬
‫عمرو يدث أنه سيكون ملك‬

‫‪ )(1‬طبقات النابلة (‪ )1/26‬لبن أب يعلي ‪.‬‬


‫‪ )(2‬الم (‪. )1/143‬‬
‫‪ )(3‬أصول الدين ص (‪. )275‬‬
‫‪ )(4‬أحكام القرآن لبن العرب (‪. )4/1721‬‬
‫‪ )(5‬سيأت ذكر أسائهم وآرائهم قريبًا ‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫من قحطان (‪ )1‬فغ ضب فقام فأث ن على ال ب ا هو أهله ث قال ‪ :‬أ ما ب عد فإ نه بلغ ن أن‬
‫رجالً من كم يدثون أحاد يث لي ست ف كتاب ال ول تؤ ثر عن ر سول ال وأولئك‬
‫جهال كم فإيا كم والما ن ال ت ت ضل أهل ها ‪ ،‬فإ ن سعت ر سول ال يقول ‪ « :‬إن هذا‬
‫المر ف قريش ل يعاديهم أحد إل كبه ال ف النار على وجهه ما أقاموا الدين » (‪. )2‬‬
‫(‪ )2‬ومنها الديث التفق على صحته عن عبد ال بن عمر قال ‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬
‫« ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي منهم اثنان » (‪ )3‬قال الا فظ ابن حجر ‪ ( :‬وليس‬
‫الراد حقيقة العدد ‪ ،‬وإنا الراد به انتفاء أن يكون المر ف غي قريش ) (‪. )4‬‬
‫(‪ )3‬ومنها ما رواه البخاري ومسلم ف صحيحهما عن أب هريرة رضي ال تعال عنه‬
‫قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬الناس تبع لقريش ف هذا الشأن ‪،‬‬

‫‪ )(1‬قول عبد ال بن عمرو بن العاص ‪ -‬الذي أنكره عليه معاوية ف الديث الذكور ‪ -‬إنه سيكون ملك من‬
‫قحطان ‪ ...‬إل إن أراد به القحطان الذي صحت الرواية بلكه فل وجه لنكاره لثبوت أمره ف الصحيح من‬
‫حديث أب هريرة أن رسول ال قال ‪ « :‬ل تقوم الساعة حت يرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه‬
‫» ‪ .‬أخرجه البخاري ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب‪ :‬ف تغي الزمان حت يعبدوا الوثان ‪ )13/76( .‬من الفتح ‪ ،‬وذكره‬
‫ف الناقب ف ذكر قحطان (‪ ، )6/545‬وأخرجه مسلم ف ‪ :‬كتاب الفت وأشراط الساعة ‪ .‬ب ‪ :‬ل تقوم‬
‫الساعة حت ير الرجل بقب الرجل فيتمن أن يكون مكان اليت من البلء ‪ ،‬ح ‪ ، )4/2232( 2910‬وهذا‬
‫القحطان ل يعرف اسه عند الكثرين وقيل ‪ :‬اسه جهجاه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬شعيب بن صال ‪ ،‬وقيل غي ذلك ‪ .‬وال‬
‫أعلم ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ )13/115‬وأضواء البيان (‪. )1/55‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ف ‪ :‬كتاب الحكام ‪ .‬باب ‪ :‬المراء من قريش ‪ )13/114( ،‬من الفتح ‪.‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ‪ :‬ك الحكام ‪ .‬باب ‪ :‬المراء من قريش ‪ )13/114( ،‬من الفتح ‪ ،‬ومسلم‬
‫ف ‪ :‬كتاب المارة ‪ .‬باب ‪ :‬اللفة ف قريش ‪ ،‬ح ‪. )3/1452( 1820‬‬
‫‪ )(4‬فتح الباري (‪. )13/117‬‬

‫‪270‬‬
‫مسلمهم تبع لسلمهم ‪ ،‬وكافرهم تبع لكافرهم » (‪. )1‬‬
‫(‪ )4‬و ف م سند المام أح د أن أ با ب كر وع مر ل ا ذه با إل سقيفة ب ن ساعدة ح ي‬
‫أنزل‬ ‫اجتمع النصار لختيار خليفة رسول ال ‪ ،‬تكلّم أبو بكر ول يترك شيئًا‬
‫ف النصار وذكره رسول ال من شأنم إل ذكره ‪ ،‬وقال ‪ :‬ولقد علمتم أن رسول ال‬
‫قال ‪ « :‬لو سلك الناس واديًا وسلكت النصار واديًا سلكت وادي النصار » ‪ .‬ولقد‬
‫علمت يا سعد أن رسول ال قال وأنت قاعد ‪ « :‬قريش ولة هذا المر فََب ّر الناس تبع‬
‫(‪)2‬‬
‫لبهم ‪ ،‬وفاجرهم تبع لفاجرهم » ‪ ،‬فقال له سعد ‪ :‬صدقت نن الوزراء وأنتم المراء‬
‫‪.‬‬
‫وقد مرّ معنا ف الرواية الواردة ف الصحيح والت أثبتناها ف مبايعة أب بكر رضي ال‬
‫تعال عنه عند ذكره لذا الديث بعناه ل بلفظه حيث قال ‪ ( :‬ولن يعرف هذا المر إل‬
‫لذا الي من قريش ) (‪. )3‬‬
‫(‪ )5‬ومنها ما رواه المام أحد بسنده عن أنس بن مالك ‪ :‬أن رسول ال قام على‬
‫باب البيت ونن فيه فقال ‪ « :‬الئمة من قريش ‪ ،‬إن لم عليكم حقًا ولكم عليكم حقًا‬
‫مثصل ذلك ‪ ،‬مصا إن اسصترحوا رحوا ‪ ،‬وإن عاهدوا وفوا ‪ ،‬وإن حكموا عدلوا ‪ ،‬فمصن ل‬
‫يفعل ذلك منهم فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي » (‪ . )4‬وقال ابن حزم ‪ ( :‬وهذه‬
‫رواية الئمة من‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬البخاري كتاب الناقب ‪ .‬باب ‪. )6/526( . 2 :‬‬


‫ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ ،‬ب ‪ :‬الناس تبع لقريش واللفة ف قريش ‪ ،‬ح ‪1818‬‬
‫(‪ ، )3/1451‬ورواه المام أحد ف مسنده (‪. )2/243‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحد ف مسنده بإسناد مرسل حسن (‪ )1/5‬وله شواهد تقويه ‪ .‬انظر تريه ف ‪( :‬ص ‪ )136‬من‬
‫طرق النعقاد من هذا البحث ‪.‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪( :‬ص ‪. )136‬‬
‫‪ )(4‬رواه المام أحد ف مسنده (‪ . )3/183‬وقال اليثمي ‪ :‬رجاله ثقات ‪ .‬انظر ‪ :‬ممع الزوائد (‪، )5/192‬‬
‫وروى ابن أب عاصم ف السنة الشطر الول منه وصححه اللبان انظر ‪ )2/531( :‬من كتاب السنة ‪ ،‬وقال‬
‫ابن حجر ‪ :‬وأخرجه الطبان ‪ ،‬والطيالسي ‪ ،‬والبزار =‬

‫‪271‬‬
‫قر يش ) جاءت م يء التوا تر روا ها أ نس بن مالك ‪ ،‬وع بد ال بن ع مر بن الطاب ‪،‬‬
‫ومعاوية وروى جابر بن عبد ال ‪ ،‬وجابر بن سرة ‪ ،‬وعبادة بن الصامت معناها (‪. )1‬‬
‫قلت ‪ :‬وأكثر من هذا ما ذكره الافظ ابن حجر حيث قال ‪ ( :‬قد جعت طرقه عن‬
‫ن و أربع ي صحابيًا ل ا بلغ ن أن ب عض فضلء الع صر ذ كر أ نه ل يرد إل عن أ ب ب كر‬
‫الصديق ) (‪ . )2‬إل غي ذلك من الحاديث الكثية ف هذا الباب ‪.‬‬
‫ثانيًا الجاع ‪:‬‬
‫أما الجاع ‪ :‬فقد حكاه غي وا حد من العلماء منهم ‪ :‬النووي ح يث قال ف شرحه‬
‫لد يث ‪ « :‬الناس ت بع لقر يش ‪ » ...‬إل ‪ .‬الد يث ‪ ( :‬هذه الحاد يث وأشباه ها دل يل‬
‫ظاهر على أن اللفة متصة بقريش ل يوز عقدها لحد من غيهم ‪ ،‬وعلى هذا انعقد‬
‫الجاع ف زمن الصحابة والتابعي فمن بعدهم بالحاديث الصحيحة ) (‪. )3‬‬
‫ومنهم القاضي عياض ‪ .‬فقد نقل عنه النووي قوله ‪ ( :‬اشتراط كونه – أي‬

‫‪ =1‬والصنف ف التاريخ ‪ -‬يعن البخاري ‪ -‬وأخرجه النسائي ‪ ،‬وأبو يعلى نوه وغيهم ‪ )13/114( .‬من‬
‫فتح الباري ‪ .‬وسئل المام أحد عن هذا الديث فقال ‪ :‬ل أعرف إل أن ابن أب ذئب قد حدث عنه معمر‬
‫غي حديث السند من مسائل المام أحد ‪ .‬ورقة (‪ )8‬وقد صحح أحد شاكر هذا السناد ف تريه للمسند ‪،‬‬
‫ح ‪ . 7640‬وصححه اللبان ف صحيح الامع الصغي ‪ ،‬ح ‪ . )2/406( 2755‬وانظر زيادة تريج ف ‪:‬‬
‫الروض النضي (‪. )5/18‬‬
‫() الفصل ف اللل والهواء والنحل (‪. )4/89‬‬
‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )7/32‬‬
‫‪ )(3‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪. )12/200‬‬

‫‪272‬‬
‫المام ‪ -‬قرشيًا هو ‪ :‬مذهب العلماء كافة ‪ .‬قال ‪ :‬وقد احتج به أبو بكر وعمر رضي ال‬
‫عنه ما على الن صار يوم ال سقيفة فلم ينكره أ حد ‪ ،‬قال القا ضي ‪ :‬و قد عد ها العلماء ف‬
‫م سائل الجاع ‪ ،‬ول ين قل عن أ حد من ال سلف في ها قول ول ف عل يالف ما ذكر نا ‪،‬‬
‫وكذلك مصن بعدهصم فص جيصع العصصار قال ‪ :‬ول اعتداد بقول النظام ومصن وافقصه مصن‬
‫الوارج وأ هل البدع أ نه ‪ :‬يوز كو نه من غ ي قر يش ‪ ،‬ول سخافة ضرار بن عمرو ف‬
‫قوله ‪ :‬إن غي القرشي من النبط وغيهم يقدم على القرشي لوان خلعه إن عرض منه أمر‬
‫وهذا الذي قاله من باطل القول وزخرفه مع ما هو عليه من مالفة إجاع السلمي وال‬
‫أعلم ) (‪. )1‬‬
‫ومن حكى هذا الجاع أيضًا الاوردي (‪ ، )2‬واليي ف الواقف (‪ ، )3‬وابن خلدون ف‬
‫القدمة (‪ ، )4‬والغزال ف فضائح الباطنية (‪ )5‬وغيهم ‪.‬‬
‫ومن الحدثي الشيخ ممد رشيد رضا حيث قال ‪ ( :‬أما الجاع على اشتراط القرشية‬
‫ف قد ث بت بالن قل والف عل ‪ ،‬رواه ثقات الحدث ي ‪ ،‬وا ستدل به التكلمون وفقهاء مذا هب‬
‫السنة كلهم ‪ ،‬وجرى عليه العمل بتسليم النصار وإذعانم لبن قريش ‪ ،‬ث إذعان السواد‬
‫العظم من المة عدة قرون ‪. )6( ) ...‬‬
‫ولكن الافظ ابن حجر يعترض على هذا الجاع بقوله ‪ ( :‬قلت ‪:‬‬

‫‪ )(1‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪. )12/200‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية (ص ‪. )6‬‬
‫‪( )(3‬ص ‪. )398‬‬
‫‪( )(4‬ص ‪. )194‬‬
‫‪( )(5‬ص ‪. )180‬‬
‫‪ )(6‬اللفة أو المامة العظمي لرشيد رضا (ص ‪. )19‬‬

‫‪273‬‬
‫ويتاج من نقل الجاع إل تأويل ما جاء عن عمر من ذلك ‪ ،‬فقد أخرج أحد عن عمر‬
‫بسند رجاله ثقات أنه قال ‪ ( :‬إن أدركن أجلي وقد مات أبو عبيدة استخلفت معاذ بن‬
‫جبل ‪ ...‬الد يث ) ‪ .‬ومعاذ بن ج بل أنصاري ل ن سب له ف قر يش فيحت مل أن يقال ‪:‬‬
‫لعل الجاع انعقد بعد عمر على اشتراط أن يكون الليفة قرشيًا ‪ ،‬أو تغي اجتهاد عمر ف‬
‫ذلك وال أعلم ) (‪. )1‬‬
‫القائلون بعدم اشتراط القرشية وأدلتهم‬
‫أول من قال بعدم اشتراط القرشية الوارج الذين خرجوا على علي رضي ال عنه ( إذ‬
‫جوزوا أن تكون الما مة ف غ ي قر يش ‪ ،‬و كل من ن صبوه برأي هم وعا شر الناس على ما‬
‫مثلوا له من العدل واجتناب الور كان إمامًا ) (‪. )2‬‬
‫وز عم ضرار بن عمرو ‪ -‬من شيوخ العتزلة ‪ -‬أيضًا أن الما مة ت صلح ف غ ي قر يش‬
‫( حت إذا اجتمع قرشي ونبطي ق‪ ،‬دمنا النبطي إذ هو أقل عددًا وأضعف وسيلة فيمكننا‬
‫خلعه إذا خالف الشريعة )(‪ )3‬قال الشهرستان ‪ ( :‬والعتزلة ‪ -‬أي جهورهم ‪ -‬وإن جوزوا‬
‫المامة ف غي قرشي ‪ ،‬إل أنم ل ييزون تقدي النبطي على القرشي (‪ )4‬وزعم الكعب أن‬
‫القرشصي أول باص مصن الذي يصصلح لاص مصن غيص قريصش ‪ ،‬فإن خافوا الفتنصة جاز عقدهصا‬
‫لغيه ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪ . )13/119‬والواقع أنه ل يرجع إل التأويل إل إذا صح الب ف مالفة عمر للجاع ‪،‬‬
‫ولكن هذا الثر ضعيف لنقطاعه وسيأت الكلم عليه قريبًا (ص ‪. )265‬‬
‫‪ )(2‬اللل والنحل (‪. )1/116‬‬
‫‪ )(3‬اللل والنحل للشهرستان ( جص ‪ 1‬ص ‪. )91‬‬
‫‪ )(4‬اللل والنحل (‪. )1/91‬‬
‫‪ )(5‬أصول الدين (ص ‪. )275‬‬

‫‪274‬‬
‫ومن الشاعرة إمام الرمي الوين حيث مال إل عدم اشتراطه ‪ ،‬وزعم أنه من أخبار‬
‫الحاد وهصو على مذهبصه البا طل ل يتصج بصه فص م ثل هذه ال سائل حيصث قال ‪ ( :‬وهذا‬
‫مسصلك ل أوثره ‪ ،‬فإن نقلة هذا الديصث معدودون ل يبلغون مبلغ عدد التواتصر والذي‬
‫يوضح الق ف ذلك ‪ :‬أنا ل ند ف أنفسنا ثلج الصدور واليقي الثبوت بصدد هذا من‬
‫فلق فص رسصول ال ‪ ،‬كمصا ل ندص ذلك فص سصائر أخبار الحاد ‪ ،‬فإذًا ل يقتضصي هذا‬
‫الد يث العلم باشتراط الن سب ف الما مة ) (‪ )1‬وقال ف كتا به ( الرشاد ) ‪ ( :‬وهذا م ا‬
‫يالف فيه بعض الناس ‪ ،‬وللحتمال فيه عندي مال ‪ ،‬وال أعلم بالصواب ) (‪. )2‬‬
‫وقد اختلف قول أب بكر الباقلن ‪ ،‬فاشترط القرشية ف كتابه ( النصاف ) فقال ‪( :‬‬
‫ويب أن يعلم أن المامة ل تصلح إل لن تتمع فيه شرائط منها ‪ :‬أن يكون قرشيًا لقوله‬
‫‪ « :‬الئمة من قريش » (‪ )3‬ول يشترطها ف كتابه ( التمهيد ) حيث قال ‪ ( :‬إن ظاهر‬
‫الب ل يقضي بكونه قرشيًا ‪ ،‬ول العقل يوجبه ) (‪.)4‬‬
‫وإل نفي اشتراط القرشية ذهب أكثر الكتاب الحدثي منهم ‪ :‬الشيخ‬

‫‪ )(1‬غياث المم للجوين (ص ‪. )163‬‬


‫‪ )(2‬الرشاد إل قواعد الدلة ف أصول العتقاد لب العال الوين (ص ‪ )427‬ط ‪1369 .‬هص ‪ .‬مكتبة‬
‫الاني بصر تقيق ‪ :‬ممد يوسف موسى ‪ ،‬وعلي عبد النعم عبد الميد ‪.‬‬
‫‪ )(3‬النصاف للباقلن (ص ‪. )69‬‬
‫‪ )(4‬نقلً عن الستاذ عبد الوهاب عبد اللطيف ف تعليقه على الصواعق الحرقة للهيثمي (ص ‪ )9‬ول أقف على‬
‫هذا الكلم ف كتاب التمهيد لن النسخة الوجودة التداولة الن من تقيق جاعة من الستشرقي ‪ ،‬وقد حذفوا‬
‫كتاب المامة كاملً ‪ ،‬وقد نسب هذا الكلم إل الباقلن ابن خلدون أيضًا ‪ .‬انظر ‪ :‬القدمة (ص ‪. )194‬‬

‫‪275‬‬
‫م مد أ بو زهرة ف كتا به ( تار يخ الذا هب ال سلمية ) وذهب إل أن الحاد يث الواردة‬
‫مرد أخبار ل تف يد حكمًا (‪ ، )1‬ومنهم العقاد (‪ ، )2‬ومنهم د ‪ .‬علي ح سن الربوطلي ف‬
‫كتابه ( السلم واللفة ) (‪ )3‬وترأ على رمي الحاديث الذكورة بالوضع ‪ ،‬ومنهم د ‪.‬‬
‫صلح الدين دبوس ف كتابه ( الليفة توليته وعزله ) وذهب إل أن هذه الحاديث مرد‬
‫أخبار (‪ ، )4‬ومن هم ال ستاذ م مد البارك رح ه ال وع فا ع نه واعتب ها من باب ال سياسة‬
‫الشرعية التغية بتغي العوامل (‪. )5‬‬
‫واستدل من ذهب إل نفي اشتراط القرشية با يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬بقول النصصار يوم السصقيفة ( منصا أميص ومنكصم أميص ) (‪ )6‬قالوا ‪ :‬فلو ل يكصن‬
‫النصار يعرفون أنه يوز أن يتول المامة غي قرشي لا قالوا ذلك ‪.‬‬
‫(‪ )2‬و من أدلت هم أيضًا ما أخر جه البخاري ف صحيحه من حد يث أ نس بن مالك‬
‫ر ضي ال تعال ع نه قال ‪ :‬قال ر سوا ال ‪ « :‬ا سعوا وأطيعوا وإن ا ستعمل علي كم ع بد‬
‫حب شي كأن رأ سه زبي بة » (‪ )7‬فالد يث أو جب الطا عة ل كل إمام وإن كان عبدًا ‪ ،‬فدل‬
‫على عدم اشتراط القرشية ‪.‬‬
‫(‪ )3‬واستدلوا أيضًا بقول عمر بن الطاب رضي ال تعال عنه ‪ ( :‬إن أدركن أجلي‬
‫وأبو عبيدة حي استخلفته ‪ ...‬فإن أدركن أجلي وقد مات أبو عبيدة‬

‫‪. )1/90( )(1‬‬


‫‪ )(2‬الديقراطية ف السلم (ص ‪ )69‬ط ‪ .‬رابعة ‪ .‬ن ‪ :‬دار العارف مصر ‪.‬‬
‫‪( )(3‬ص ‪. )42‬‬
‫‪()(4‬ص ‪. )270‬‬
‫‪ )(5‬نظام السلم ف الكم والدولة (ص ‪. )71‬‬
‫‪ )(6‬سبق تريه ف مبايعة أب بكر (ص ‪ )136‬من فصل طرق النعقاد ‪.‬‬
‫‪ )(7‬سبق تريه عند الديث على اشتراط الرية من هذا الفصل (ص ‪. )229‬‬

‫‪276‬‬
‫اسصتخلفت معاذ بصن جبصل ) (‪ )1‬والعروف أن معاذ بصن جبصل أنصصاري ل نسصب له فص‬
‫قر يش (‪ )2‬فدل على الواز ‪ .‬ك ما روي ع نه ر ضي ال تعال ع نه أ نه قال ‪ ( :‬لو أدرك ن‬
‫أحد رجلي ‪ ،‬ث جعلت هذا المر إليه لوثقت به ‪ :‬سال مول أب حذيفة ‪ ،‬وأبو عبيدة بن‬
‫الراح ) (‪. )3‬‬
‫( ‪ )4‬كما استنتجوا من قول أب بكر رضي ال تعال عنه ‪ ( :‬إن العرب ل تدين إل‬
‫لذا ال ي من قر يش ‪ ) ...‬أن هذا تعل يل لطا عة العرب ل م فإذا تغ ي الال تغ ي مو ضع‬
‫الختيار ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ومنهم من قال ‪ :‬إن هذه الحاديث الت يستدل با أهل السنة إنا هي على سبيل‬
‫الخبار ‪ ،‬ول يس في ها أمر ي ب امتثاله ‪ ،‬ذ هب إل ذلك ب عض الكتاب الحدثي كالش يخ‬
‫ممد أب زهرة (‪ )4‬ود ‪ .‬صلح الدين دبوس (‪ . )5‬وغيهم ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫(‪ )6‬وا ستدلوا على ذلك أيضًا بقوله تعال ‪ ﴿ :‬إِنّ أَ ْك َرمَكُ ْم عِن َد اللّ هِ َأْتقَاكُ ْم ﴾‬
‫فجعصل الفضليصة والكرام بالتقوى ل بالعاييص الخرى كالنسصب ونوه ‪ ،‬بصل وردت‬
‫أحاديث تذر من التفاخر بالنساب والساب ‪ ،‬وتنهى عن العصبية الاهلية منها ‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه أحد ف مسنده (‪ . )1/18‬وقال عنه الافظ ابن حجر ‪ :‬رجاله ثقات ‪ .‬فتح الباري (‪)13/119‬‬
‫لكن ف إسناده انقطاع لن شريح بن عبيد تابعي متأخر ل يدرك عمر ‪ ،‬وكذلك راشد بن سعد المصي ل‬
‫يدرك عمر ‪ ،‬فالديث ضعيف لنقطاعه انظر ‪ :‬السند تقيق أحد شاكر ‪ ،‬ح ‪. )1/201( 108‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬الصابة لبن حجر (‪. )9/219‬‬
‫‪ )(3‬السند (‪ . )1/60‬وصحح الستاذ أحد شاكر إسناده ح ‪. )1/112( 129‬‬
‫‪ )(4‬تاريخ الذاهب السلمية (‪. )1/90‬‬
‫‪ )(5‬الليفة توليته وعزله (ص ‪. )270‬‬
‫‪ )(6‬سورة الجرات آية ‪. 13‬‬

‫‪277‬‬
‫أ‪ -‬قوله ‪ « :‬أر بع من أم ت من أ مر الاهل ية ل يتركون ن ‪ :‬الف خر بالح ساب ‪،‬‬
‫والطعن ف النساب ‪ ،‬والنياحة ‪ ،‬والستسقاء بالنجوم » (‪. )1‬‬
‫ب‪ -‬ومنها قوله ‪ « :‬إن ال أذ هب عن كم عُبّيّ ة (‪ )2‬الاهل ية وفخر ها بالباء ‪ .‬الناس‬
‫رجلن ‪ :‬مؤمصن تقصي ‪ ،‬وفاجصر شقصي ‪ .‬أنتصم بنوا آدم ‪ ،‬وآدم مصن تراب ‪ .‬ليدعصن رجال‬
‫فخرهم بأقوام إنا هم فحم من فحم جهنم ‪ ،‬أو ليكونن أهون على ال من العلن الت‬
‫تدفع بأنفها النت » (‪. )3‬‬
‫مناقشة هذه الدلة‬
‫(‪ )1‬أما استدللم بقول النصار ‪ ( :‬منا أمي ومنكم أمي ) فواضح البطلن ‪ ،‬وذلك‬
‫لرجوعهم رضي ال عنهم عن هذا القول ف تلك اللحظة بعد أن سعوا النص الوارد عن‬
‫النب الذي رواه أبو بكر رضي ال تعال عنه‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬مناقب النصار ‪ .‬ب ‪ :‬القسامة ف الاهلية ‪ ،‬فتح الباري (‪ ، )6/156‬ورواه مسلم‬
‫واللفظ له ف ‪ :‬النائز ‪ .‬ب ‪ :‬التشديد ف النياحة ‪ ،‬ح ‪. )2/644( 934‬‬
‫‪ )(2‬عبية الاهلية ‪ :‬بضم العي الهملة وكسر الوحدة الشددة وفتح الثناة التحتية الشددة ‪ :‬أي ‪ :‬فخرها‬
‫وتكبها ‪ .‬قال الطاب ‪ :‬العبية الكب والنخوة ‪ ،‬يريد بذا القول ما كان عليه أهل الاهلية من التفاخر‬
‫بالنساب والتباهي با ‪ ،‬وأصله مهموز من العبء وهو ‪ :‬الثقل وفيه لغة أخرى وهي ‪ :‬العبية بالكسر ‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫غريب الديث للخطاب (‪ )1/190‬ط ‪ .‬مركز البحث العلمي بامعة أم القرى ‪1402 .‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو داود ف سننه ك ‪ :‬الدب ‪ .‬ب ‪ :‬التفاخر بالحساب ‪ )14/21( .‬عون العبود ‪ ،‬وأخرج نوه‬
‫الترمذي ف ك ‪ :‬الناقب ‪ .‬ب ‪ :‬فضل الشام واليمن ‪ )5/735( ،‬وقال ‪ :‬حسن غريب ‪ .‬وسبق تريه (ص‬
‫‪ )110‬من فصل مقاصد المامة ‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫ف قوله ‪ :‬ولقد علمت يا سعد أن رسول ال قال وأنت قاعد « قريش ولة هذا المر‬
‫‪ ،‬فب الناس ت بع لب هم ‪ ،‬وفاجر هم ت بع لفاجر هم » ‪ .‬فقال له سعد ‪ :‬صدقت ‪ ( .‬ن ن‬
‫الوزراء وأنتم المراء ) (‪ . )1‬فيحتمل أنم قالوا هذا القول قبل أن يعرفوا النص الذي يثبت‬
‫اللفة ف قريش ولذا رجعوا إل رشدهم لا عرفوا القيقة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أما استدللم بأحاديث المر بالطاعة وإن كان عبدًا حبشيًا ‪ ،‬فقد سبق الواب‬
‫عليها مفصلً (‪ )2‬وأن الراد إما إمامة التغلب أو المارة الصغرى على بعض الوليات ‪ ،‬أو‬
‫ل‪.‬‬‫لجل البالغة ف المر بالطاعة وضرََبهُ مث ً‬
‫(‪ )3‬أما استدللم بقول عمر ف إرادته استخلف معاذ بن جبل النصاري رضي ال‬
‫تعال عنصه فهذا ل يتصم ‪ ،‬وإناص رشصح عمصر سصتة قرشييص اختارهصم وقال ‪ ( :‬ليختاروا‬
‫أحدهم ) ‪ ،‬وأيضًا لو ثبت ذلك فإن النص مقدّم على قول الصحاب وإن بلغ من الفضل‬
‫ما بلغ ‪ ،‬ولعله اجتهاد من عمر رضي ال تعال عنه ث تراجع عنه إل النص ‪ ،‬وقد أجاب‬
‫الافظ ف الفتح (‪ )3‬على هذا العتراض باحتمالي ها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إما أن يكون الجاع انعقد بعد عمر على اشتراط أن يكون الليفة قرشيًا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإما أن يكون قد تغي اجتهاد عمر ف ذلك ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬وإما أن يريد من قوله ذلك الولية الصغرى ‪ ،‬أي ‪ :‬على أحد القاليم ‪ ،‬وهذا‬
‫ل يشترط فيه النسب اتفاقًا ‪ .‬هذا على افتراض صحة الديث وإل فقد سبق أن بينا ضعفه‬
‫لنقطاع سنده فل يصلح‬

‫‪ )(1‬رواه أحد (‪ )1/5‬وسبق تريه ف طرق النعقاد (ص ‪. )137‬‬


‫‪ )(2‬انظر الواب على هذا الديث مفصلً ‪( :‬ص ‪ )230‬من هذا الفصل عند الديث على اشتراط القرشية‬
‫ففيه ما يغن عن العادة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬فتح الباري (‪. )13/119‬‬

‫‪279‬‬
‫للحتجاج به ‪.‬‬
‫أ ما الد يث الثا ن والذي ف يه ذ كر سال مول أ ب حذي فة وأ ب عبيدة فيحت مل إرادة‬
‫التولية الصغرى أيضًا ‪ ،‬أو أنه يعتب قرشيًا ‪ ،‬لن أبا حذيفة القرشي (‪ )1‬قد تبناه وهو مول‬
‫له ‪ ،‬ومول القوم منهم ‪ ،‬وقد أرضعته زوجه ‪ -‬وهو كبي ‪ -‬بعد تري التبن فأصبح ابنًا له‬
‫‪ ،‬وقصة إرضاعه مشهورة وهي ف صحيح مسلم وغيه ‪ ،‬قال ابن عبد الب ‪ ( :‬وهو يعد‬
‫ف قريش لا ذكرنا ) (‪ )2‬ويقصد قوله ‪ ( :‬لنه لا أعتقته مولته زوج أب حذيفة تول أبا‬
‫(‪)4‬‬
‫حذيفة وتبناه أبو حذيفة ‪ ،‬ولذلك عُ ّد ف الهاجرين ) (‪ )3‬أما أبو عبيدة فقرشي باتفاق‬
‫‪.‬‬
‫( ‪ )4‬أما استدللم بقول أب بكر ‪ ( :‬إن العرب ل تدين إل لذا الي من قريش ‪) ...‬‬
‫وقول م بأن هذا تعل يل لطا عة العرب ل م ‪ ،‬فإذا تغ ي الال تغ ي مو ضع الختيار ‪ ،‬هكذا‬
‫عللوه ‪ ،‬وهو تعليل بعيد ‪ ،‬لنه ظاهر ف أحقية قريش باللفة فهو بق دليل على اشتراط‬
‫القرشية ل على نفيها ‪ ،‬والنصوص الت ذكرت استدلل أب بكر مبينة لذا الظاهر ‪ ،‬وهذا‬
‫ما فهمه الصحابة رضي ال تعال عنهم ‪ ،‬بدليل تسليمهم بالطاعة لب بكر رضي ال عنه‬
‫حينما بي لم هذا الدليل ‪ ...‬وال أعلم ‪.‬‬
‫(‪ )5‬وأما من قال بأنا على سبيل الخبار وليس فيها أمر فمردود ‪ ،‬لنا أمر ف صيغة‬
‫البص ‪ ،‬وقصد وردت بعصض الحاديصث بالمصر الصصريح كقوله ‪ « :‬قدموا قريشًا ول‬
‫تقدموها » (‪ )5‬فهذا أمر منه بذلك ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الصابة (‪. )11/81‬‬


‫‪)(2‬الستيعاب لبن عبد الب‪ -‬على هامش الصابة لبن حجر (‪. )4/101‬‬
‫‪ )(3‬الستيعاب لبن عبد الب ‪ -‬على هامش الصابة لبن حجر (‪. )4/101‬‬
‫‪ )(4‬الصابة (‪. )5/285‬‬
‫‪ )(5‬أخرجه البيهقي ‪ .‬وعند الطبان مثله ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ ، )13/118‬ورواه ابن أب عاصم ف السنة (‬
‫‪ . )2/637‬وصححه اللبان انظر ‪ :‬إرواء الغليل ح ‪. )2/295( 519‬‬

‫‪280‬‬
‫كما أنه لو كان إخبار من النب لتحقق الب ‪ ،‬وهو ‪ :‬أنه لن يتول اللفة إل قرشي‬
‫‪ ،‬لن خصب الصصادق لبصد أن يتحقصق ‪ ،‬لكصن الواقصع غيص ذلك ‪ ،‬فقصد تول اللفصة غيص‬
‫القرشي ي ‪ ،‬من هم من يد عي كذبًا أ نه قر شي كال عبيديي الذي ت سموا بالفاطمي ي (‪، )1‬‬
‫ومنهم ‪ :‬من ل يدع ذلك كسلطي الدولة العثمانية ‪ ،‬قال ابن حزم ‪ ( :‬هذان البان ‪-‬‬
‫يق صد حد يث ا بن ع مر ‪ ،‬ومعاو ية ال سابق ذكره ا ‪ -‬وإن كا نا بل فظ ال ب فه ما أ مر‬
‫صحيح مؤ كد إذ لو جاز أن يو جد ال مر ف غ ي قر يش لكان تكذيبًا ل ب ال نب وهذا‬
‫كفر من أجازه ) (‪. )2‬‬
‫( ‪ )6‬وأما ما قالوه من أن السلم نى عن العصبية ‪ ،‬وأن تسود طائفة معينة على سائر‬
‫السلمي وأنه جاء بالساواة بي السلمي جيعًا ل فرق بي عرب ول عجمي إل بالتقوى‬
‫‪ ...‬إل ‪.‬‬
‫نقول ‪ :‬إن ال سلم باشترا طه أن يكون المام قرشيًا ل ي كن بذلك داعيًا إل الع صبية‬
‫القبلية الت نى عنها ف أكثر من موضع ‪ ،‬فإن المام ف نظر السلم ليس له أي مزية على‬
‫سائر أفراد المة ول لسرته أدن حق زائد على غيهم ‪ ،‬فالمام وغيه من أفراد السلمي‬
‫سواء ف نظر السلم ‪ ،‬بل هو متحمل من التبعات والسؤوليات ما يعله من أشدّ الناس‬
‫حلً وأثقلهم حسابًا يوم القيامة ‪.‬‬
‫وهذا وليس معن أن السلم نى عن العصبية أن الناس ل تفاضل بينهم ‪ ،‬بل التفاضل‬
‫ب ي اللق ف الدن يا من صميم الفطرة ووردت أدلة شرع ية على ذلك ‪ .‬فجمهور العلماء‬
‫(‪ )3‬على أن جنس العرب خي من غيهم ‪ ،‬كما أن جنس قريش خي من غيهم ‪ ،‬قد ثبت‬
‫ف الصحيح عنه أنه سئل أي الناس أكرم ؟ فقال ‪ « :‬أتقاهم » ‪ .‬فقالوا ‪ :‬ليس‬

‫‪ )(1‬انظر لكشف كذبم وتبي أصلهم ‪ :‬تاريخ السيوطي (ص ‪. )4‬‬


‫‪ )(2‬الحلى لبن حزم (‪. )10/503‬‬
‫‪ )(3‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية (‪. )19/29‬‬

‫‪281‬‬
‫عن هذا ن سألك ‪ ،‬فقال ‪ « :‬فيو سف نب ال ا بن يعقوب نب ال ‪ ،‬ا بن إ سحاق نب ال ‪،‬‬
‫ابصن إبراهيصم خليصل ال » ‪ .‬قالوا ‪ :‬ليصس عصن هذا نسصألك ‪ ،‬قال ‪ « :‬أفعصن معادن العرب‬
‫ت سألون ؟ خيار هم ف الاهل ية خيار هم ف ال سلم إذا فقهوا » ‪ .‬و ف روا ية ‪ « :‬الناس‬
‫معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم ف الاهلية خيارهم ف السلم إذا فقهوا » (‪. )1‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬ذهبت طائفة إل عدم التفضيل بي الجناس ‪ ،‬وهذا قول‬
‫طائ فة من أ هل الكلم ‪ :‬كالقا ضي أ ب ب كر ا بن الط يب وغيه ‪ ...‬وهذا القول يقال له‬
‫مذهصب الشعوب ية وهصو ‪ :‬قول ضع يف مصن أقوال أ هل البدع (‪ )2‬وقال ‪ ( :‬لكصن تفض يل‬
‫الملة على الملة ل ي ستلزم أن يكون كل فرد أف ضل من كل فرد فإن ف غ ي العرب‬
‫خلق كثي خي من أكثر العرب ‪ ،‬وف غي قريش من الهاجرين والنصار خي من أكثر‬
‫قريش ‪. ) ...‬‬
‫قال ‪ ( :‬والقصود أنه أرسل ‪ - -‬إل جيع الثقلي النس والن فلم يص العرب‬
‫دون غيهم من المم بأحكام شرعية ‪ ،‬ولكن خص قريشًا بأن المامة فيهم ‪ ،‬وخص بن‬
‫هاشم بتحري الزكاة عليهم ‪ ،‬وذلك لن جنس قريش لا كانوا أفضل ‪ ،‬وجب أن تكون‬
‫المامة ف أفضل الجناس مع المكان ‪ ،‬وليست الما مة أمرًا شاملً وإن ا يتولها وا حد‬
‫من الناس ) (‪ . )3‬وقال شيخ السلم ‪ ( :‬وإذا فرضنا اثني أحدها ‪ :‬أبوه نب ‪ .‬والخر ‪:‬‬
‫أبوه كافر ‪ .‬وتساويا ف التقوى والطاعة من كل وجه كانت درجتهما ف النة سواء ‪،‬‬
‫ول كن أحكام الدن يا بلف ذلك ف ‪ :‬الما مة ‪ ،‬والزوج ية ‪ ،‬والشرف ‪ ،‬وتر ي ال صدقة‬
‫ونو ذلك ‪ ) ...‬قال ‪ :‬والي ف الشراف أكثر‬

‫خذَ الّلهُ ِإْبرَاهِيمَ َخلِيلً ﴾ ‪( ،‬‬


‫‪ )(1‬متفق عليه رواه البخاري ف ‪ :‬كتاب النبياء ‪ .‬باب ‪ :‬قول ال تعال ﴿ وَاتّ َ‬
‫‪ )6/387‬من الفتح ‪ ،‬ورواه مسلم ف ‪ :‬كتاب الفضائل ‪ .‬ب ‪ :‬من فضائل يوسف عليه السلم ‪ ،‬حديث رقم‬
‫(‪. )4/1846( )1378‬‬
‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )2/260‬‬
‫‪ )(3‬مموع الفتاوى (‪ )19/30‬وانظر قريبًا منه ‪ :‬منهاج السنة (‪. )2/260‬‬

‫‪282‬‬
‫منه ف الطراف (‪. )1‬‬
‫أ ما ن فس ترت يب الثواب والعقاب على القرا بة ومدح ال عز و جل للش خص الع ي‬
‫وكرامته عند ال وفضله فهذا ل يؤثر فيه النسب ‪ ،‬وإنا الؤثر الوحيد هو التقوى والعمل‬
‫الصال ‪ ،‬كما قال عز وجل ‪ ﴿ :‬إِنّ أَ ْك َرمَكُ ْم عِن َد الّلهِ َأْتقَاكُمْ ﴾ (‪. )2‬‬
‫و قد ورد عن النب أحاديث كثية ف فضل قريش على سائر القبائل (‪ )3‬منها قوله‬
‫‪ « :‬إن ال اصطفى كنانة من بن إساعيل ‪ ،‬واصطفى قريشًا من كنانة ‪ ،‬واصطفى بن‬
‫ها شم من قر يش ‪ ،‬وا صطفان من ب ن ها شم » (‪ . )4‬فالا صل أن هناك من أل غى فضيلة‬
‫الن ساب مطلقًا ‪ ،‬وهناك من يف ضل الن سان بن سبه على من هو أع ظم م نه ف اليان‬
‫ل عمن هو مثله ‪ .‬قال ابن تيمية ‪ ( :‬فكل القولي خطأ ‪ ،‬وها متقابلن ‪ ،‬بل‬ ‫والتقوى فض ً‬
‫الفضيلة بالن سب فضيلة جلة ‪ ،‬وفضيلة ل جل الظ نة وال سبب ‪ ،‬والفضيلة باليان والتقوى‬
‫فضيلة تعيي وتقيق وغاية ‪ ،‬فالول يفضل به لنه سبب وعلمه ‪ ،‬ولن الملة أفضل من‬
‫جلة تساويها ف العدد ‪ ،‬والثان يفضل به لنه القيقة والغاية ‪ ،‬ولن كل من كان أتقى‬
‫كان أكرم ع ند ال ‪ ،‬والثواب من ال ي قع على هذا ‪ ،‬لن القي قة قد وجدت فلم يعلق‬
‫الكم بالظنة ) (‪. )5‬‬
‫فالقصود أن اشتراط القرشية ف المام ليس له علقة بالعصبية‬

‫‪ )(1‬النتقي من منهاج العتدال للذهب (ص ‪. )530‬‬


‫‪ )(2‬سورة الجرات آية ‪. 13‬‬
‫‪ )(3‬من شاء الستزادة فليجع إل ‪ :‬كتاب السنة لبن أب عاصم (‪. )2/632‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وأحد وغيهم وسبق تريه ‪( :‬ص ‪ )256‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(5‬منهاج السنة (‪. )2/261‬‬

‫‪283‬‬
‫القبلية الت نى السلم عنها ألبتة ‪ .‬كما أن النسب ف حد ذاته ف أصل الشريعة ل قيمة‬
‫له ذاتية وإنا هو صفة كمال ‪.‬‬
‫هذا وأ هل ال سنة ل يق صروها على نوع بعي نه من قر يش ‪ ،‬وإن ا كان من انت سب إل‬
‫قر يش جازت له الما مة إذا توفرت شروط ها الخرى ‪ ،‬وهناك من البتد عة من ق صرها‬
‫على فرع معي ‪ ،‬فقصرها بعضهم على بن هاشم ‪ ،‬وهؤلء انقسموا إل قسمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الراوندية (‪ : )1‬وهؤلء يرون أنا يب أن تكون ف العباس بن عبد الطلب وولده‬
‫إل أن ينتهوا با إل أب جعفر النصور ‪.‬‬
‫‪ -2‬الرافضة ‪ :‬وهؤلء يرون أنا يب أن تكون ف علي رضي ال عنه ث ف ولده من‬
‫بعده ‪ ،‬ث اختلفوا بعد ذلك إل مذاهب شت ‪:‬‬
‫فزع مت الزيد ية من هم أن ا ل تكون إل ف ولد علي ر ضي ال ع نه ‪ ،‬و من خرج من‬
‫ولد السن أو السي شاهرًا سيفه وفيه آلت المامة فهو المام ‪.‬‬
‫وزعمت المامية أنا ف واحد مصوص من أولد علي رضي ال عنه وهو ‪ :‬ممد بن‬
‫ال سن الع سكري المام الثا ن ع شر الذي ينتظرو نه ح يث قالوا ‪ :‬إن الما مة ف علي ث‬
‫السن ث السي ث تسلسلت ف أبناءهم إل ممد بن السن العسكري ( النتظر ) وقال‬
‫بعض الغلة من الروافض ‪ :‬إن المامة ف الصل ف علي وولده ث أخرجوها إل جاعة‬
‫من غي قريش ‪ ،‬إما بدعواهم وصية بعض الئمة إليه ‪ ،‬وإما بدعواهم تناسخ الرواح من‬
‫المام إل من يزعمون أن المامة انتقلت إليه كالبيانية ف دعواها انتقال روح‬

‫‪ )(1‬هم أتباع أب هريرة الراوندي من فرقة الكيسانية انظر ‪ :‬القالت (‪ )1/96‬واعتقادات فرق السلمي‬
‫والشركي للرازي (ص ‪ )95‬ط ‪ .‬جديدة ‪1398 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة الكليات الزهرية ‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫الله من أب هاشم بن ممد بن النفية إل بيان ‪ ،‬وكدعوى من ادّعى أن الروح انتقلت‬
‫إل الطاب السدي ‪ ،‬وكدعوى النصورية نبوة أب منصور العجلي وإمامته (‪. )1‬‬
‫تقييد سلطتهم والتوعد بروج المر عنهم ‪:‬‬
‫هذا ومصع ذلك فلم ترد هذه ال سلطة مطلقصة ‪ ،‬وإناص مقّيدة بإقامصة الديصن ‪ ،‬وتوعدهصم‬
‫بروج ال مر عن هم إذا ل يراعوا حقوق ها ‪ ،‬ف قد جاءت الحاد يث الشية إل ذلك على‬
‫ثلثة أناء ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬وعيدهم باللعن إذا ل يافظوا على الأمور به كما ف حديث ‪ « :‬الئمة من‬
‫قريش ما فعلوا ثلثًا ‪ ،‬ما إن استرحوا ‪ ،‬وإن عاهدوا وفوا ‪ ،‬وإن حكموا عدلوا ‪ ،‬فمن ل‬
‫يفعل ذلك فعليه لعنه ال واللئكة والناس أجعي » (‪ )2‬ق‪ .‬ال ابن حجر ( وليس ف هذا‬
‫ما يقتضي خروج المر عنهم ) (‪. )3‬‬
‫الثان ‪ :‬وعيدهم بأن يسلط ال عليهم من يبالغ ف أذيتهم ‪ ،‬فعند أحد وأب يعلي من‬
‫حديث ابن مسعود يرفعه ‪ « :‬يا معشر قريش إنكم أهل هذا المر ما ل تعصوا ال ‪ ،‬فإذا‬
‫عصيتموه بعث ال عليكم من يلحاكم ك ما يلحى هذا القضيب ‪ ،‬لقض يب ف يده ‪ ،‬ث‬
‫لى القضيب فإذا هو أبيض يصلد » (‪ , )4‬وليس ف هذا تصريح بروج المر عنهم أيضًا‬
‫وإن‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬أصول الدين (ص ‪. )275‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحد وغيه وسبق تريه (ص ‪ )259‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(3‬فتح الباري (‪. )13/116‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحد ف مسنده (‪ )4/458‬وأبو يعلي وغيها ‪ .‬قال عنه اليثمي ‪ :‬رواه أحد ‪ ،‬وأبو يعلي ‪ ،‬والطبان‬
‫ف الوسط ‪ ،‬ورجال أحد رجال الصحيح ‪ ،‬ورجال أب يعلي ثقات ‪ .‬ممع الزوائد (‪ . )5/192‬قال الافظ‬
‫ابن حجر ‪ :‬ورجاله ثقات إل أنه من رواية عبيد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود عن عم أبيه عبد ال بن‬
‫مسعود ول يدركه ‪ ،‬قال ‪ :‬وله شاهد من مرسل عطاء بن يسار ‪ .‬أخرجه الشافعي ‪ ،‬والبيهقي من طريقه بسند‬
‫صحيح إل عطاء ولفظه ‪ :‬قال لقريش ‪ « :‬أنتم أول الناس بذا المر ما كنتم على الق إل أن تعدلوا عنه ‪،‬‬
‫فتلحون كما تلحى هذه الريدة » ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ . )13/114‬والديث صححه أحد شاكر ف‬
‫تريه للمسند ‪ :‬ح ‪. )6/279( 4380‬‬

‫‪285‬‬
‫كان فيه إشعار به ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الذن ف القيام عليهم وقتالم (‪ ، )1‬واليذان بروج المر عنهم ‪ ،‬كما أخرج‬
‫الطيالسي والطبان من حديث ثوبان يرفعه ‪ « :‬استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ‪ ،‬فإن‬
‫ل يسصتقيموا فضعوا سصيوفكم على عواتقكصم فأبيدوا خضراءهصم ‪ ،‬فإن ل تفعلوا فكونوا‬
‫زراعي أشقياء » (‪ . )2‬قال الافظ ابن حجر ‪ ( :‬ويؤخذ من بقية الحاديث أن خروجه‬
‫عنهم إنا يقع بعد إيقاع ما هددوا به من اللعن أو ًل وهو الوجب للخذلن وفساد التدبي‬
‫وقد وقع ‪ ...‬ث التهديد بتسليط من يؤذيهم عليه ووجد ذلك ‪ ...‬ث طرأ عليهم طائفة بعد‬
‫طائفة حت انتزع المر منهم ف جيع القطار ول يبق للخليفة إل مرد السم ف بعض‬

‫‪ )(1‬ليس على إطلقه وسيأت تفصيل لذه السألة إن شاء ال ‪.‬‬


‫‪ )(2‬قال اليثمي ‪ :‬رواه الطبان ف ‪ :‬الصغي ‪ ،‬والوسط ‪ .‬ورجال الصغي ثقات ‪ ،‬ممع الزوائد (‪، )5/195‬‬
‫وقال المام أحد ‪ ( :‬حديث العمش عن سال بن أب العد عن ثوبان ‪ « :‬أطيعوا قريش ‪ » ...‬ليس بصحيح‬
‫‪ .‬سال بن أب العد ل يلق ثوبان ) ‪ .‬السند من مسائل المام أحد ورقة (‪ )8‬وبنحوه قال الافظ ابن حجر ث‬
‫قال ‪ :‬وله شاهد ف الطبان من حديث النعمان بن بشي بعناه فتح الباري (‪ )13/116‬فالديث وإن كان‬
‫رجاله ثقات إل أنه ضعيف لنقطاعه ‪ ،‬وقد طعن المام أحد ف متنه فقال ‪ :‬الذي يروى من الحاديث‬
‫خلف حديث ثوبان ‪ ،‬وما أدري ما وجهه ‪ .‬السند من مسائل المام أحد ورقه (‪ . )8‬وروي عن أم هان‬
‫مثله قال عنه المام أحد ‪ :‬ليس بصحيح هو ‪ :‬منكر ‪ .‬نفس الرجع ‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫المصار ) (‪ )1‬أما اليوم فلم يبق اسم ول جسم إل رسوم ف طيات الكتب وصدق رسول‬
‫ال ! ‪.‬‬
‫هل يوز خلو قريش من هو صال للمامة ؟‬
‫وعلى هذا الت ساؤل ي يب القا ضي أ بو يعلي بقوله ‪ ( :‬ل يوز خلو قر يش م ن ي صلح‬
‫للمامة خلفًا للجبائي (‪ )2‬ف قوله ‪ :‬يوز ‪ ،‬وإذا خلوا جاز نصب إمام من غيهم يستوف‬
‫القوق ويقيصم الدود ‪ ،‬والدللة عليصه أنصه قصد ورد الشرع بالمامصة فص قريصش ‪ ،‬فلو‬
‫خلت قر يش م ن ي صلح للما مة كان ف يه تكل يف ن صبه إمامًا مع عدم القدرة ‪ ،‬ول يوز‬
‫هذا ) (‪. )3‬‬
‫قلت ‪ :‬ويدل عل يه أيضًا حد يث ا بن ع مر التقدم ‪ « :‬ل يزال هذا ال مر ف قر يش ما‬
‫بقصي مصن الناس اثنان » (‪ . )4‬وهذا وإن ل يرد حقيقصة العدد فإناص يدل على بقاء الوجوب‬
‫إل قيام الساعة ‪ ،‬ول يكن أن يوجب الشرع شيئًا ل وجود له ‪ ،‬ويدل عليه أيضًا حديث‬
‫عمرو بن العاص رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )13/117‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬الغن ف أبواب التوحيد ‪ ،‬والعدل للقاضي عبد البار العتزل (‪ )20/239‬القسم الول ‪ .‬قلت ‪:‬‬
‫وعليه أكثر العتزلة كما يذكر ابن أب الدد ذلك بقوله ‪ ( :‬وقال أكثر أصحابنا ‪ :‬معن قول النب ‪ « :‬الئمة‬
‫من قريش » أن القرشية شرط إذا وجد ف قريش من يصلح للمامة ‪ ،‬فإن ل يكن فيها فليست القرشية شرطًا‬
‫فيها ) ‪ .‬شرح نج البلغة (‪. )9/87‬‬
‫‪ )(3‬العتمد ف أصول الدين (ص ‪. )241‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري وغيه وسبق تريه (ص ‪ )258‬من هذا الفصل ‪ .‬وهذا لفظ مسلم ‪ ،‬أما البخاري فلفظه «‬
‫ما بقي منهم اثنان » ‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫رسول ال يقول ‪ « :‬قريش ولة الناس ف الي والشر إل يوم القيامة » (‪. )1‬‬
‫وي ستدل به أيضًا على عدم وقوع ما فر ضه الفقهاء من الشافع ية وغي هم أ نه إذا ل‬
‫يوجد قرشي يستخلف كنان ‪ ،‬فإن ل يوجد فمن بن إساعيل ‪ ،‬فإن ل يوجد منهم أحد‬
‫م ستجمع الشروط فعج مي ‪ ،‬و ف و جه ‪ :‬جره ي ‪ ،‬وإل ف من ولد إ سحاق (‪ )2‬قال ا بن‬
‫ل ‪،‬‬‫ح جر ‪ ( :‬قالوا ‪ :‬وإن ا فرض الفقهاء ذلك على عادت م ف ذ كر ما ي كن أن ي قع عق ً‬
‫وإن كان ل يقع عادة أو شرعًا ) (‪. )3‬‬
‫الكمة من اشتراط القرشية‬
‫من ال سلم به أن كل تشر يع من ال سبحانه وتعال ل بد له من حك مة ومق صد‬
‫شريف علمه من علمه وجهله من جهله ‪ ،‬ونن لسنا مطالبي بعرفة حكمة كل تشريع‬
‫يرد بل مطالبون بالتحقيق من صحة هذا التشريع ‪ ،‬ث تنفيذه ف واقع الياة العملي سواء‬
‫اتضحت لنا حكمته أم ل ‪ .‬ومن هذا القبيل اشتراط القرشية ف المام ‪.‬‬
‫رأي ابن خلدون ‪:‬‬
‫وقد حاول بعض العلماء الهتداء إل هذه الكمة والتعرف عليها ‪ ،‬ومن أشهر أولئك‬
‫ابن خلدون حيث قال ف مقدمته ‪ ( :‬إن الحكام الشرعية‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح غريب ‪ .‬ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬ما جاء أن اللفاء من قريش إل‬
‫أن تقوم الساعة ‪ )4/503( .‬ونوه عند مسلم عن عبد ال بن مسعود ‪ « :‬ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي‬
‫منهم اثنان » ‪ .‬ك المارة ‪ .‬ب ‪ :‬الناس تبع لقريش ‪ ،‬ح ‪. )3/1452( 1820‬‬
‫‪ )(2‬انظر على سبيل الثال ‪ :‬ناية الحتاج (‪. )7/409‬‬
‫‪ )(3‬فتح الباري (‪. )13/119‬‬

‫‪288‬‬
‫كل ها ل بد ل ا من مقا صد وح كم تشت مل علي ها وتشرع لجل ها ‪ ،‬ون ن إذا بث نا عن‬
‫الكمة ف اشتراط النسب القرشي ومقصد الشارع منه ل يقتص فيه على التبك بوصلة‬
‫ل ‪ ،‬لكن‬ ‫النب كما هو ف الشهور ‪ ،‬وإن كانت تلك الوصلة موجودة والتبك با حاص ً‬
‫التبك ليس من القاصد الشرعية كما علمت ‪ .‬فلبد إذن من الصلحة ف اشتراط النسب‬
‫وهي القصودة من مشروعيتها ‪ ،‬وإذا سبنا وقسنا ل ند إل اعتبار العصبية الت تكون با‬
‫الما ية والطال بة ‪ ،‬ويرت فع اللف والفر قة بوجود ها ل صاحب الن صب لت سكن إل يه اللة‬
‫وأهلها ‪ ،‬وينتظم حبل اللفة فيها ‪ ،‬وذلك أن قريشًا كانوا عصبة مضر وأصلهم ‪ ،‬وأهل‬
‫الغلب في هم ‪ ،‬وكان ل م على سائر م ضر العزة بالكثرة والع صبية والشرف ‪ ،‬فكان سائر‬
‫العرب يعترف ل م بذلك وي ستكينون لغلب هم ‪ ،‬فلو ج عل ال مر ف سواهم لتو قع افتراق‬
‫الكلمصة ‪ ...‬والشارع يذر مصن ذلك [ لنصه ] (‪ )1‬حريصص على اتفاقهصم ورفصع التنازع‬
‫والشتات بين هم لتح صل اللح مة والع صبية وت سن الما ية ‪ ،‬بلف ما إذا كان ال مر ف‬
‫[ غيص ] (‪ )2‬قريصش ‪ ،‬لنمص قادر على سصوق الناس بعصصا الغلب إل مصا يراد منهصم ‪ ،‬فل‬
‫يشى من أحد من خلف عليهم ول فرقة ‪ ،‬لنم كفيلون حينئذ بدفعها ومنع الناس منها‬
‫‪ ،‬فاشتراط نسبهم القرشي ف هذا النصب وهم أهل العصبية القوية ليكون أبلغ ف انتظام‬
‫اللة واتفاق الكلمة ‪ . )3( ) ...‬قال ‪ ( :‬فإذا ثبت اشتراط القرشية إنا هو لدفع التنازع با‬
‫كان ل م من الع صبية والغلب ‪ ،‬وعلم نا أن الشارع ل ي ص الحكام ب يل ول ع صر ول‬
‫أمة معينة ‪ ،‬علمنا أن ذلك إنا هو من الكفاية ‪ ،‬فرددناه إليها وطردنا العلة الشتملة على‬
‫القصود من القرشية وهي وجود العصبية ‪ ،‬فاشتراطنا ف القائم بأمور السلمي أن يكون‬
‫من قوم أول عصبية قوية غالبة على من معها ) (‪. )4‬‬

‫‪)(1‬ساقط من الصل ‪.‬‬


‫‪ )(2‬ساقط من الصل ‪.‬‬
‫‪ )(3‬مقدمة ابن خلدون (ص ‪. )195‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (ص ‪. )196‬‬

‫‪289‬‬
‫مناقشة هذا الرأي ‪:‬‬
‫هذا هو كلم ابن خلدون ف الكمة ‪ ،‬وأنت تلحظ أنه جعل مدار علة الشرط هو‬
‫العصبية ‪ ،‬فإن وجدت وجد الشرط وإن عدمت عدم ‪ ،‬فإذا ل تكن لقريش عصبية فعلى‬
‫رأيه ل يلزم أن تكون المامة فيهم ‪ ،‬بل يب أن تكون ف القوى عصبية ف ذلك العصر‬
‫وإن كان من غي قريش (‪. )1‬‬
‫ل كن ع ند ا ستقراء الن صوص ل ن د أن ا تدل على ذلك ‪ ،‬فالتشر يع ال سلمي جاء‬
‫تشريعًا للحياة من أول النبوة الحمد ية إل قيام ال ساعة ‪ ،‬ف هو غ ي خاص بزمان مع ي أو‬
‫مكان مدد ولو كان الراد الع صبية ل نص علي ها ال نب أو للزم أن تكون الع صبية دائمًا‬
‫لقر يش ‪ ،‬لن الن صوص ن صت على قر يش بالذات ‪ ،‬وهذا ما ل يقول به أ حد وخلف‬
‫الواقع فدل على بطلن ذلك ‪ ،‬وكذلك لو كانت العلة هي العصبية فقط لكانت اللفة‬
‫بعد النب ف أقوى بيوت قريش عصبية ‪ ،‬والواقع يالف ذلك ‪ ،‬فالليفة بعد النب هو‬
‫أبو بكر الصديق بإجاع أهل السنة ‪ ،‬وهو من تيم ‪ ،‬وليست بأقوى بطون قريش (‪ )2‬ف‬
‫ذلك الع صر ‪ .‬ول بأكثر هم ع صبية ‪ ،‬بل كا نت بنوا ها شم أقوى من هم شو كة وأك ثر‬
‫عصبية ‪ ،‬ول تكن اللفة الول فيهم ‪ ،‬فدل على أن القصود ليس هو العصبية ‪ ...‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬ومن ذهب هذا الذهب من الكتاب الحدثي د ‪ .‬ممد ضياء الدين الريس ف كتابه النظريات السياسية‬
‫السلمية (ص ‪ )302‬ود ‪ .‬ممد فاروق النبهان ف كتابه نظام الكم ف السلم (ص ‪ ، )470‬ود ‪ .‬ممد‬
‫فؤاد النادي ف كتابه طرق اختيار الليفة (ص ‪ )107‬ومؤلفو اللفة وسلطة المة (ص ‪ )23‬تعريب عبد‬
‫الغن سن ‪ ،‬وإليه ذهب الشيخ عبد الوهاب خلف ف السياسة الشرعية (ص ‪ )56‬واستحسنه الستاذ ممد‬
‫يوسف موسى ف نظام الكم ف السلم (ص (‪. )69‬‬
‫‪ )(2‬رئاسة الدولة ف الفقه السلمي (ص ‪. )163‬‬

‫‪290‬‬
‫رأي ول ال الدهلوي ‪:‬‬
‫ومنص حاول التماس الكمصة أيض ًا شاه ول ال الدهلوي حيصث قال ‪ ( :‬والسصبب‬
‫القت ضي لذا ‪ -‬أي اشتراط الن سب القر شي ف الما مة ‪ -‬أن ال ق الذي أظهره ال على‬
‫لسان نبيه إنا جاء بلسان قريش وف عاداتم ‪ ،‬وكان أكثر ما تعيّن من القادير والدود‬
‫ما هو عندهم ‪ ،‬وكان العدّ لكثي من الحكام ما هو فيهم ‪ ،‬فهم أقوى به وأكثر الناس‬
‫تسكًا بذلك ‪ ،‬وأيضًا فإن قريشًا قوم النب وحزبه ول فخر لم إل بعلو دين ممد ‪،‬‬
‫و قد اجت مع في هم ح ية دين ية وح ية ن سبية فكانوا مظ نة القيام بالشرائع والتم سك ب ا ‪،‬‬
‫وأيضًا فإنه يب أن يكون الليفة من ل يستنكف الناس عن طاعته ‪ ،‬لللة نسبه وحسبه‬
‫ل ‪ ،‬وأن يكون منص عرف منهصم الرئاسصات‬ ‫‪ ،‬فإن مصن ل نسصب له يراه الناس حقيًا ذلي ً‬
‫والشرف ‪ ،‬ومارس قومصه جعص الرجال ونصصب القتال ‪ ،‬وأن يكون قومصه أقوياء يمونصه‬
‫وينصرنه ويبذلون دونه النفس ول تتمع هذه المور إل ف قريش ‪ ،‬لسيما بعدما بعث‬
‫النب ونبه به أمر قريش ) (‪. )1‬‬
‫رأي ممد رشيد رضا ‪:‬‬
‫وقريب من هذا ما ذهب إليه الشيخ ممد رشيد رضا ف مال التماسه لذه الكمة‬
‫حيث يقول ‪ ( :‬إن ال تعال ختم دينه وأكمله بكتابه الكيم الذي أنزله قرآنًا عربيًا ‪ ,‬و (‬
‫حكمًا عربيًا ) على خاتص رسصله العربص القرشصي ‪ ،‬وزعامتهصم وقوة العرب وحايصة هذه‬
‫الدعوة بسيوفهم ‪ ،‬وك ّل من دخل ف السلم من العاجم وكان له عمل صال فيه كان‬
‫تابعًا لم متلقيًا عنهم ‪،‬‬

‫‪ )(1‬حجة ال البالغة لشاه ول ال الدهلوي (‪ )2/737‬ن ‪ :‬دار الكتب الديثة بالقاهرة تقيق السيد سابق ‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫على م ساواة الشرع ف أحكا مه بين هم ‪ ،‬ونبوغ كث ي من موالي هم الذ ين ا ستعربوا ل م ‪،‬‬
‫وكا نت قر يش ف جلة بطون ا أك مل العرب خلقًا وأخلقًا ‪ ،‬وف صاحة وذكاء ‪ ،‬وفهمًا‬
‫وقوة عار ضة ‪ ،‬ك ما كا نت أ صرح ن سبًا ف سللة إ ساعيل ‪ ،‬وأشرف تأريًا ف العرب‬
‫بفضائلهصا وفواضلهصا ‪ ،‬وخدمتهصا لبيصت ال تعال ‪ ،‬فكان مموع هذه الزايصا التص كملت‬
‫بال سلم مؤهلً ل ا لجتماع كل مة العرب علي ها ‪ ،‬ث كل مة من يد خل ف ال سلم من‬
‫ص من الرسول وإجاع الصحابة عليه ‪ ) ...‬ث‬ ‫شعوب العجم بالول ‪ ،‬ولسيما بعد الن ّ‬
‫يقول ( فحكمة جعله صلوات ال وسلمه عليه نبوته فيها وسببه أمران ‪:‬‬
‫( ‪ )1‬كثرة الزايا الت تنشر با الدعوة وتكون بسب طباع البشر سببًا لمع الكلمة ‪،‬‬
‫ومنع العارضة والزاحة أو ضعفها وكذلك كان ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن تكون إقامة السلم متسلسلة ف سلئل أول من تلقاها ودعا إليها ونشرها‬
‫حت ل ينقطع اتصال سيها العنوي والتاريي ‪. )1( ) ...‬‬
‫مناقشة هذين الرأيي ‪:‬‬
‫وهكذا يلحظ أن كل من الدهلوي ورشيد رضا يرى الكمة من اشتراط القرشية لا‬
‫لذه القبيلة من النلة والفضل والكانة ‪ ،‬قد يكون هذا هو السبب وقد يكون غيه على‬
‫أن نا ل ن سلم بم يع هذه النقاط الزئ ية ال ت ذكرا ها ‪ ،‬وعلى سبيل الثال قول الدهلوي ‪:‬‬
‫( الق الذي أظهره ال على لسان نبيه إنا جاء بلسان قريش وف عاداتم ‪ . ) ...‬فهذا‬
‫ليس بصحيح فأكثر عاداتم حاربا السلم وحرمها ول يقر من عاداتم إل القليل جدًا ‪،‬‬
‫وال ت تتلءم و ما جاء به ال سلم ‪ ،‬كإكرام الض يف ونوه ب عد أن صبغها ال سلم ‪ ،‬فل‬
‫يوز أن نقول ‪ :‬إن السلم جاء بعادات قريش ‪.‬‬
‫ونو ها ف كلم ال ستاذ م مد رش يد ر ضا رح ه ال ف عدة خد مة قر يش لب يت ال‬
‫الرام من الزايا والفضائل ‪ ،‬فهذه ل ترفع منلتهم على الذين آمنوا‬

‫‪ )(1‬اللفة أو المامة العظمى (ص ‪. )21‬‬

‫‪292‬‬
‫حرَا مِ كَمَ ْن‬
‫بال واليوم الخر بنص القرآن ‪ ﴿ :‬أَ َج َعلْتُ مْ ِسقَايَةَ الْحَاجّ َوعِمَا َرةَ الْمَ سْجِ ِد الْ َ‬
‫آمَ نَ بِاللّ ِه وَاْلَيوْ مِ ال ِخ ِر ‪ ﴾ ...‬ال ية (‪ )1‬وإن كان لذه الد مة منلة ع ند العرب وفضيلة‬
‫لقريصش على غيهصا ‪ ،‬وعمارة السصاجد مصن أفضصل القربات عنصد ال ‪ ،‬لكنهصا ل تنفصع‬
‫صاحبها إذا خلت من اليان ﴿ ِإنّمَا َيعْ ُم ُر مَ سَاجِ َد اللّ هِ مَ ْن آمَ نَ بِاللّ ِه وَالَْيوْ مِ ال ِخ ِر ‪...‬‬
‫﴾ الية (‪. )2‬‬
‫وكذلك قوله ‪ ( :‬واقتضت حكمته أن يكون نشره ف مشارق الرض ومغاربا بدعوة‬
‫قر يش وزعامت هم ) ‪ .‬فهذا غ ي م سلم به ‪ ،‬لن الدعوة أول ما انتشرت كا نت ب ساهة‬
‫جيع السلمي من قريش ‪ ،‬ومن النصار ومن القبائل العربية الخرى ‪ ،‬بل ومن العاجم‬
‫أيضًا فكان كل فرد يأ ت في سلم ويتعلم أمور الد ين ينقلب إل قبيلته داعيًا إل ال فيؤ من‬
‫على يديه اللق الكثي ‪ ،‬وقد تؤمن القبيلة بأكملها بسبب هذا الداعية فينضمون إل جند‬
‫ال ناشرين لذا الدين وداعي له ‪ ،‬وبذلك انتشرت الدعوة ف مشارق الرض ومغاربا ‪،‬‬
‫وكانوا تت قيادات متلفة قرشية وغي قرشية ‪.‬‬
‫وكذلك اعتباره كون ا ف سلسلة واحدة مت صلة من ال سباب ال ت خ صت قر يش‬
‫بالمامة ‪ ،‬فهذا أيضًا غي مسلم ‪ ،‬لنه قد يفهم من ذلك التوارث ف المامة ‪ ،‬وهذا قد‬
‫اتفق العلماء على أنه ليس من السلم ف شيء كما مر (‪ )3‬ول يقل به إل الروافض ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة التوبة آية ‪. 19‬‬


‫‪ )(2‬سورة التوبة آية ‪. 18‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬فصل طرق انعقاد المامة (ص ‪. )189‬‬

‫‪293‬‬
‫الرأي الراجح ‪:‬‬
‫ب قي الن أن أدل بدلوي ف التماس هذه الك مة ف هي ‪ -‬في ما أرى وال أعلم ‪ -‬أن‬
‫قريشًا هي أف ضل قبائل العرب ب نص الد يث عن ال نب ‪ ،‬ف عن واثلة بن ال سقع قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال ‪ « :‬إن ال اصطفى قريشًا من كنانة ‪ ،‬واصطفى من قريش بن هاشم ‪،‬‬
‫واصطفان من بن هاشم » (‪. )1‬‬
‫فالعرب ف الجناس وقريش ف العرب مظنة أن يكون فيهم الي أعظم ما يوجد ف‬
‫غي هم ‪ ،‬ولذا كان من هم أشرف خلق ال ال نب الذي ل ياثله أ حد ف قر يش ‪ ،‬فضلً‬
‫عن وجوده ف سائر العرب وغي العرب ‪ ،‬وكان منهم اللفاء الراشدون ‪ ،‬وسائر العشرة‬
‫البشرين بالنة رضي ال عنهم ‪ ،‬وغيهم من ل يوجد له نظي ف العرب وغي العرب ‪،‬‬
‫وكان ف العرب السابقون الولون من ل يوجد لم نظي ف سائر الجناس ‪ ،‬فل بد أن‬
‫يوجد ف الصنف الفضل ما ل يوجد مثله ف الفضول ‪ ،‬فمظنة وجود الفضلء ف قريش‬
‫أكثر من مظنة وجودهم ف غيها ‪ ،‬ول يص النب بن هاشم دون غيهم من قريش‬
‫وهم أفضل بطون قريش ‪ ،‬لنا بطن من قبيلة فعددها مصور وقليل ‪ ،‬فل يلزم أن يكون‬
‫الفضلء فيها ‪ ،‬كما أن أفضل الناس بعد النب ل يكن فيهم ‪ ،‬وإنا ف بن تيم وهو أبو‬
‫بكر ‪ ،‬ث عمر من بن عدي ‪ ،‬ث عثمان من بن أمية ‪ ،‬ث علي من بن هاشم ‪.‬‬
‫وم ا يدل على ف ضل العرب على غي هم قول المام أح د ف روا ية ال صطخري ع ند‬
‫ذكر عقيدته ‪ ( :‬ويعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ويبهم لديث ‪ « :‬حبهم إيان ‪،‬‬
‫وبغضهم نفاق » ‪ .‬ول يقول بقول الشعوبية‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ‪ ،‬والترمذي وغيها وسبق تريه (ص ‪. )256‬‬

‫‪294‬‬
‫ص ونفاقًصا‬‫وأراذل الوال الذيصن ل يبون العرب ول يقرون لمص بفضصل ‪ ،‬فإن لمص بدعً ا‬
‫وخلفًا ) (‪. )1‬‬
‫ومن الكمة أيضًا أن ال سبحانه وتعال قد ميزهم عن غيهم من سائر القبائل بقوة‬
‫النبصل وسصداد الرأي ‪ ،‬وهاص صصفتان هامتان وضروريتان للمام ‪ ،‬يدل على ذلك الديصث‬
‫الذي رواه أحد بسنده عن جبي بن مطعم رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬إن‬
‫للقر شي مثلي قوة الر جل من غ ي قر يش » ‪ .‬فق يل للزهري ‪ :‬ما ع ن بذلك ؟ قال ‪ :‬ن بل‬
‫الرأي (‪. )2‬‬
‫قد يكون هذا السبب ف تصيص قريش بالمامة وقد يكون غيه ول أثر لعدم معرفتنا‬
‫الكمة من ذلك على الكم العام والعمل به وهو اشتراط القرشية ف الرشح للمامة ‪.‬‬
‫وهذا الشرط كغيه من الشروط السابقة الت ل تشترط إل عند الختيار من قبل أهل‬
‫ال ل والع قد ‪ ،‬أ ما إذا كان تول المام للما مة بغ ي هذه الطري قة فل يشترط ف يه القرش ية‬
‫ل ومن عهد إليه من إمام سابق وخشيت الفتنة إن عُزل ‪ ،‬ففي مثل هذه الالة‬ ‫كالتغلب مث ً‬
‫ت ب طاع ته ف غ ي مع صية والهاد م عه ون و ذلك ‪ ،‬وله من القوق ما للقر شي ب نص‬
‫الحاديث السابقة (‪ )3‬والوجبة لطاعة التغلب وإن ل تكتمل فيه جيع هذه الشروط ‪ .‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬طبقات النابلة لبن أب يعلي (‪. )1/30‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحد ف مسنده (‪ . )4/81‬قال عنه السبكي ‪ :‬إسناده صحيح ‪ .‬انظر طبقات الشافعية الكبى (‬
‫‪ )1/191‬والديث أخرجه الاكم ف الستدرك (‪ ، )4/72‬وصححه على شرط البخاري ومسلم وأقره‬
‫الذهب ‪ ،‬وأخرجه اليثمي ف ممع الزوائد (‪ )10/26‬عن أحد ‪ ،‬وأب يعلي ‪ ،‬والبزار ‪ ،‬والطبان ‪ ،‬ث قال ‪:‬‬
‫ورجال أحد رجال الصحيح ‪ ،‬والديث أخرج نوه أبو نعيم ف اللية (‪ ، )9/64‬والبيهقي ف مناقب‬
‫الشافعي تقيق السيد أحد صقر (‪. )1/22‬‬
‫‪( )(3‬ص ‪ )213‬فما بعدها ‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫الكلم ف اشتراط الفضلية‬
‫هذا الشرط متلف فيه بي العلماء وهو ‪ :‬هل يب أن يكون المام أفضل أهل زمانه ؟‬
‫أو يوز أن يول الفضول مصع وجود الفاضصل ؟ وفص هذا البحصث ناول أن نتعرف على‬
‫آراء الفريقي وأدلة كل منهما ث نرى الراجح من ذلك ونعقبه ببحث موجز عن الفاضلة‬
‫بي اللفاء الراشدين وموقف أهل السنة والفرق الخرى من ذلك ‪:‬‬
‫وقبل الوض ف الوضوع نريد أن ندد العن القصود بالفضل وف أي شيء تكون‬
‫الفاضلة ؟ وذلك لنصه قصد يقصع بعصض الختلف نتيجصة للختلف فص الصصطلح وإل‬
‫فالنتيجة واحدة ‪.‬‬
‫فالفضصل فص نظري إذا أطلق انصصرف إل الفضصل عنصد ال كمسصائل التفضيصل بيص‬
‫ال صحابة وب ي ال نبياء وبين هم وب ي اللئ كة ون و ذلك ‪ .‬هذا وإن كان من علم الغ يب‬
‫الذي ل يعلمه إل ال ‪ ،‬إل أننا نكم على الناس بسب أعمالم الظاهرة ‪ ،‬أما الباطنة فل‬
‫علم لنا با وحساب صاحبها عند ربه عز وجل ‪ ،‬فإذا رأينا من رجلٍ الصلح والتقوى‬
‫وكثرة التعبد بالفرائض والنوافل حكمنا بأنه أفضل من هو دونه ف الظاهر من أعماله ‪،‬‬
‫وإن كنا ما ندري ما يفي ضميه فهذا بينه وبي ال عز وجل ‪ ،‬وربا كان عند ال القل‬
‫أعمالً أفضل لعلة خافية ل يعلمها إل ال ‪ ،‬وهذا الكم ظن الدللة ول نقطع إل با صح‬
‫ف الشرع تفضيله كالفاضلة بي اللفاء الراشدين ونوه ‪.‬‬
‫وإل هذا الرأي ذهصب القاضصي عبصد البار العتزل ونسصبه إل قومصه حيصث قال ‪:‬‬
‫( والعلوم أنم ل يريدون بالتفضيل ما قدمناه ‪ -‬أي كالنسب والعقل ‪ - ...‬وإنا عنوا ف‬
‫باب الد ين الذي ير جع إل كثرة الثواب ومزي ته على ثواب غيه ‪ ،‬وإذا قل نا ز يد فا ضل‬
‫فالراد أنه يستحق من الثواب قدرًا‬

‫‪296‬‬
‫كثيًا ‪ ) ...‬إل أن قال ‪ ( :‬وإذا قل نا هو أف ضل من غيه فالراد أن له على غيه مز ية ف‬
‫قدر الثواب ) (‪. )1‬‬
‫أما إذا خصص هذا الفضل كأن يقال ‪ :‬الفضل ف العلم ‪ ،‬أو الفضل ف الشجاعة ‪،‬‬
‫أو الفضصل فص توفصر الشروط ‪ ،‬فهذا ينصصرف إل مصا خصصص بصه ويكصن أن يعصب عنصه‬
‫بالصلح أو النفع للمسلمي ‪.‬‬
‫وهذا خلف ما ذهب إليه إمام الرمي الوين فقد اعتب الفضل هنا بعن الصلح‬
‫والنفع للمسلمي حيث قال ‪ ( :‬فالعن بالفضل استجماع اللل الت يشترط اجتماعها‬
‫ف التصدي للمامة ‪ ،‬فإذا أطلقنا الفضل ف هذا الباب عنينا به الصلح للقيام على اللق‬
‫با يستصلحهم ) (‪. )2‬‬
‫فالراد بالفضل عند الوين هو الصلح ف أمور الناس ل الفضل ف الدين ‪ .‬بعد هذا‬
‫نشرع ف الوضوع فنقول ‪:‬‬
‫القائلون باشتراط الفضلية‬
‫ذهصب إل اشتراط أن يكون المام أفضصل أهصل عصصره طوائف مصن الشاعرة وبعصض‬
‫العتزلة وبعض الوارج (‪ )3‬وجيع الرافضة من الشيعة إل بعض الزيدية ‪ ،‬فمن الشاعرة أبو‬
‫السن الشعري رحه ال حيث نسب البغدادي هذا القول إليه فقال ‪ ( :‬قال أبو السن‬
‫الشعري يب أن يكون‬

‫‪ )(1‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل (حص ‪ ، 20‬ق ‪ ، 2‬ص ‪. )116‬‬


‫‪ )(2‬غياث المم (ص ‪. )122‬‬
‫‪ )(3‬الفصل (‪. )4/163‬‬

‫‪297‬‬
‫المام أفضل أهل زمانه ف شروط المامة (‪ ، )1‬ول تنعقد المامة لحد مع وجود من هو‬
‫أفضل منه ‪ ،‬فإن عقدها قوم للمفضول كان العقود له من اللوك دون الئمة ) (‪. )2‬‬
‫ونسب هذا القول للنظام والاحظ من العتزلة حيث قال ‪ ( :‬إن المامة ل يستحقها‬
‫إل الفضل ‪ ،‬ول يوز صرفها إل الفضول ) (‪. )3‬‬
‫وإل هذا القول ذهب بعض أهل السنة منهم أبو يعلي فقال ‪ ( :‬وف البتداء لو عدلوا‬
‫‪ -‬أي لو عدل أ هل ال ل والع قد ف ابتداء الع قد ‪ -‬عن الف ضل لغ ي عذر ل ي ز ‪ ،‬وإن‬
‫كان لعذر من كون الفضل غائبًا أو مريضًا أو كان الفضول أطوع ف الناس جاز ) (‪. )4‬‬
‫أ ما الشي عة فكل هم يذهبون إل اشتراط الفضل ية (‪ )5‬إل الرير ية من الزيد ية ‪ ،‬و هم‬
‫أتباع سليمان بن جرير الزيدي فقد ( أجاز إمامة الفضول ) (‪ )6‬وإل البترية منهم كذلك‬
‫حيث قالوا بقول الريرية ف المامة (‪ )7‬وهو مذهب زيد بن علي رحه ال الذي تنسب‬
‫إليه الزيدية قال الشهرستان ‪ ( :‬وكان من‬

‫‪ )(1‬لعله يقصد بالتفضيل هنا استجماع شروط المامة ل التفضيل عند ال وهو الذي ذهب إليه الوين وسبق‬
‫ذكره ‪.‬‬
‫‪ )(2‬أصول الدين (ص ‪ )293‬وانظر ‪ :‬الفرق بي الفرق (ص ‪. )352‬‬
‫‪ )(3‬نفس الرجع (ص ‪ )293‬وانظر ‪ :‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )8‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية لب يعلي (ص ‪ )23‬والعتمد له (ص ‪. )245‬‬
‫‪ )(5‬انظر ‪ :‬كشف الراد شرح تريد العتقاد لنصي الدين الطوسي والشرح للحلي (ص ‪ ، )392‬وعقائد‬
‫المامية الثن عشرية (ص ‪ ، )78‬وحق اليقي ف معرفة أصول الدين (‪. )1/141‬‬
‫‪ )(6‬الفرق بي الفرق (ص ‪. )34‬‬
‫‪ )(7‬اللل والنحل (‪. )1/161‬‬

‫‪298‬‬
‫مذهبه جواز إمامة الفضول مع قيام الفضل ) (‪. )1‬‬
‫أدلة القائلي بوجوب تولية الفضل دون الفضول ‪:‬‬
‫استدلوا على ما ذهبوا إليه بعدة أدلة أهها ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما روي عن النب أنه قال ‪ « :‬أيا رجل استعمل رجلً على عشرة أنفس علم‬
‫أن ف العشرة أفضل من استعمل ‪ ،‬فقد غش ال وغش رسوله ‪ ،‬وغش جاعة السلمي »‬
‫ل من‬‫(‪ . )2‬ونوه ما رواه الا كم و صححه عن ا بن عباس مرفوعًا ‪ « :‬من ا ستعمل رج ً‬
‫ع صابة وفي هم من هو أر ضى ل م نه ‪ ،‬ف قد خان ال ور سوله والؤمن ي » (‪ . )3‬فهذا ف‬
‫الماعة الصغية فأول اشتراطه ف الماعة الكبية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ومنها ما روي عن عمر بن الطاب رضي ال تعال عنه أنه قال ‪ ( :‬لو علمت‬
‫أن أحدًا من الناس أقوى عليه من – يعن الولية – لكنت أقدم فتضرب عنقي أحب إل‬
‫من أن أليه ) (‪. )4‬‬
‫(‪ )3‬ما روي عن عمر أيضًا أنه قال ‪ ( :‬إن لترج أن أستعمل الرجل وأنا أجد من‬
‫هو أقوى منه ) (‪ )5‬وإذا كان هذا ف المارة ففي المامة من باب أول ‪.‬‬

‫‪ )(1‬نفس الرجع (‪. )1/159‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو يعلي ف مسنده عن حذيفة بسند ضعيف ‪ .‬انظر ‪ :‬ضعيف الامع الصغي (‪. )2/265‬‬
‫‪ )(3‬رواه الاكم عن ابن عباس بسند ضعيف أيضًا ‪ .‬انظر ‪ :‬ضعيف الامع الصغي لللبان (‪. )5/162‬‬
‫وقريب منه عند أب يعلي عن حذيفة انظر ‪ :‬كن العمال (‪ )6/19‬ح ‪ ، 14653‬ونوه ف السند عن أب بكر‬
‫ح ‪ ، 21‬لكنه ضعيف لن ف سنده مهول ‪ .‬السند (‪ )1/165‬تقيق أحد شاكر ‪ .‬قال اليثمي ‪ :‬رواه أحد‬
‫وفيه رجل ل يسم ممع الزوائد (‪. )5/232‬‬
‫‪ )(4‬الطبقات الكبى لبن سعد (‪. )3/275‬‬
‫‪ )(5‬نفس الرجع (‪. )3/305‬‬

‫‪299‬‬
‫(‪ )4‬و من الدلة على ذلك أيضًا أن ال صحابة قد عقدوا الما مة للف ضل فالف ضل ‪،‬‬
‫فاللفاء الربعة مرتبون على حسب الفضلية ‪ ،‬أفضلهم أولم أبو بكر ث عمر ث عثمان ث‬
‫علي ‪ ،‬وقد احتج بذا أبو السن الشعري (‪ )1‬رحه ال تعال ‪.‬‬
‫أما الرافضة فل يسلمون بذلك ‪ ،‬بل يدعون أن الفضل هو علي بن أب طالب رضي‬
‫ال عنه ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ومن الدلة أيضًا أن الفضل من كان أقرب إل انقياد الماهي له واجتماع الراء‬
‫على متابعته ‪.‬‬
‫(‪ )6‬واستدلوا أيضًا على ذلك بأن العقل يقضي بقبح تقدي الفضول على الفضل ف‬
‫إقا مة أحكام الشري عة وح فظ حوزة اللة ‪ ،‬وهذا الدل يل قد احت جت به الشي عة ‪ ،‬وضرب‬
‫الييص لذلك مثالً فقال ‪ ( :‬فإن مصن ألزم الشافعصي ‪ -‬رحهص ال ‪ -‬حضور درس آحاد‬
‫العلماء والعمل بفتواه عد سفيهًا قاضيًا بغي قضية العقل ) (‪. )2‬‬
‫القائلون بواز إمامة الفضول ‪:‬‬
‫ذهب أكثر أهل السنة والماعة وأكثر العتزلة وأكثر الوارج ومن الشيعة ‪ :‬زيد بن‬
‫علي رضي ال عنه ‪ ،‬والبترية من الزيدية ‪ ،‬إل جواز إمامة الفضول مع وجود الفاضل ‪،‬‬
‫وأن مدار ذلك راجع إل مصلحة السلمي فإن كانت الصلحة تقتضي تقدي الفضول قدم‬
‫‪ ،‬وإن كانت تقتضي تقدي الفاضل قدم ‪ ،‬ولنه رب مفضول ف علمه وعمله هو بالزعامة‬
‫أعرف وبشرائطها أقوم (‪ . )3‬وذكر ابن حزم أن ‪ ( :‬الجاع قد انعقد على جواز إمامة‬

‫‪ )(1‬أصول الدين للبغدادي (ص ‪. )293‬‬


‫‪ )(2‬الواقف لليي (ص ‪. )413‬‬
‫‪ )(3‬الواقف (ص ‪ ، )413‬وانظر ‪ :‬الامع لحكام القرآن (‪. )1/271‬‬

‫‪300‬‬
‫الفضول ) (‪ )1‬وقال المام أحد بن حنبل حينما سئل عن الرجلي يكونان أميين ف الغزو‬
‫وأحدها ‪ :‬قوي فاجر ‪ ،‬والخر ‪ :‬صال ضعيف ‪ ،‬مع أيهما يغزى ؟ قال ‪ ( :‬أما الفاجر‬
‫القوى فقوتصه للمسصلمي وفجوره على نفسصه ‪ ،‬وأمصا الصصال الضعيصف فصصلحه لنفسصه‬
‫وضعفه على السلمي ‪ ،‬فُيغزى مع القوي الفاجر ) (‪. )2‬‬
‫أدلتهم على جواز إمامة الفضول‬
‫استدلوا على ما ذهبوا إليه بالدلة التالية ‪:‬‬
‫(‪ )1‬فعل النب ف أمرائه ورؤساء أجناده ‪ ،‬فلم يكن يتار أفضلهم فيوليه المارة ‪،‬‬
‫بل ول المارة أناسًا فيهم من هو أفضل منهم ‪ ،‬فاستعمل على أعمال اليمن معاذ بن جبل‬
‫‪ ،‬وأبا موسى الشعري ‪ ،‬وخالد بن الوليد ‪ .‬وعلى عمان عمرو بن العاص ‪ .‬وعلى نران‬
‫أ با سفيان ‪ .‬وعلى م كة عتاب بن أ سيد ‪ .‬وعلى الطائف عثمان بن أ ب العاص ‪ .‬وعلى‬
‫البحرين العلء بن الضرمي ‪ ،‬وغيهم رضي ال عنهم أجعي ‪ .‬ول خلف ف أن ‪ :‬أبا‬
‫بكر ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬وعثمان ‪ ،‬وعلي ‪ ،‬وطلحة ‪ ،‬والزبي ‪ ،‬وعبد الرحن بن عوف ‪ ،‬وسعد بن‬
‫أ ب وقاص ‪ ،‬و سعيد بن ز يد ‪ ،‬وعمار بن يا سر ‪ ،‬وأ با عبيدة ‪ ،‬وا بن م سعود ‪ ،‬وأ با ذر‬
‫رضي ال عنهم أجعي أفضل من ذ كر ‪ .‬قال ا بن حزم ‪ ( :‬ف صح يقينًا أن ال صفات ال ت‬
‫ي ستحق ب ا الما مة والل فة ل يس من ها التقدم ف الف ضل ) (‪ )3‬لذا فقد كان من هد يه‬
‫تول ية الن فع للم سلمي وإن كان غيه أف ضل م نه (‪ )4‬وعلى هذا سار خلفاؤه الراشدون‬
‫رضي ال عنهم ف توليتهم المراء‬

‫‪ )(1‬الفصل (‪. )4/164‬‬


‫‪ )(2‬السياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪. )16‬‬
‫‪ )(3‬الفصل (‪. )4/165‬‬
‫‪ )(4‬إعلم الوقعي لبن القيم (‪. )1/107‬‬

‫‪301‬‬
‫فهم ل يشترطون الفضل ‪ ،‬قال ابن حجر عن عمر رضي ال عنه ‪ ( :‬والذي يظهر من‬
‫سية ع مر ف أمرائه الذ ين كان يؤمر هم ف البلد أ نه كان ل يرا عي الف ضل ف الد ين‬
‫فقط ‪ ،‬بل يضم إليه مزيد العرفة بالسياسة مع اجتناب ما يالف الشرع فيها ‪ ،‬فلجل هذا‬
‫استخلف معاوية ‪ ،‬والغية ابن شعبة ‪ ،‬وعمرو بن العاص مع وجود من هو أفضل من كل‬
‫منهم ف أمر الدين والعلم كأب الدرداء ف الشام وابن مسعود ف الكوفة ) (‪. )1‬‬
‫فهذا وإن كان فص المارة الصصغرى فإنصه يقاس عليصه المامصة الكصبى فل تشترط‬
‫الفضل ية ‪ ،‬بل قد روي ع نه ر ضي ال ع نه قوله ‪ ( :‬إ ن لترج أن أ ستعمل الر جل وأ نا‬
‫أجد أقوى منه ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )2‬قول أبص بكصر رضصي ال عنصه يوم السصقيفة ‪ ( :‬قصد رضيصت لكصم أحصد هذيصن‬
‫الرجلي ‪ -‬يعن أبا عبيدة وعمر ‪ -‬فبايعوا أيهما شئتم ) (‪ )3‬ومن العلوم أن أبا بكر أفضل‬
‫من عمر ‪ ،‬وعمر أفضل من أب عبيدة ‪ ،‬فدل على أبا بكر يرى إمامة الفضول مع وجود‬
‫الفضل ‪.‬‬
‫(‪ )3‬عهد عمر رضي ال ع نه إل الستة ‪ ،‬ولبد أن لبعضهم على بعض فضلً ‪ ،‬فدل‬
‫ذلك على أن عمر قد أجاز أن يعقد لواحد منهم إذا اجتمعوا عليه ‪ ،‬ورأوا ‪ -‬مصلحتهم‬
‫ف توليته ‪ ،‬وهذا يدل على أنه ل يشترط أن يكون المام أفضل الناس (‪. )4‬‬
‫(‪ )4‬إجاع ال صحابة رضوان ال تعال علي هم على إما مة معاو ية ر ضي ال ع نه ب عد‬
‫تسليم السن رضي ال عنه المر إليه ‪ ،‬وسي ذلك العام عام‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )13/198‬‬


‫‪ )(2‬طبقات ابن سعد (‪. )3/284‬‬
‫‪ )(3‬سبق تريه ف مبايعة أب بكر (ص ‪. )136‬‬
‫‪ )(4‬انظر الصواعق الحرقة (ص ‪. )9‬‬

‫‪302‬‬
‫الما عة ‪ ،‬و ف بقا يا ال صحابة من هو أف ضل منه ما بل خلف م ن أن فق من ق بل الف تح‬
‫وقا تل ‪ ،‬قال ا بن حزم ‪ ( :‬فكل هم أول م عن آخر هم با يع معاو ية ورأى إمام ته ‪ ،‬وهذا‬
‫إجاع متي قن ب عد إجاع ‪ -‬يق صد ما سبق من كلم أ ب ب كر وع هد ع مر إل ال ستة فلم‬
‫يالف ف ذلك أحد من الصحابة ‪ -‬فدل إجاعهم عليه على جواز إمامة من غيه أفضل‬
‫بيق ي ل شك ف يه ‪ ،‬إل أن حدث من ل وزن له ع ند ال تعال فخرقوا الجاع بآرائ هم‬
‫الفاسدة بل دليل نعوذ بال من الذلن ) (‪. )1‬‬
‫(‪ )5‬ومن أدلتهم أيضًا أنه ل سبيل إل معرفة الفضل إل بنص أو إجاع وهذه متنعة‬
‫الن فل يدري أحد فضل إنسان على غيه من بعد الصحابة إل بالظن والكم بالظن ل‬
‫ي ل (‪ )2‬لقوله تعال ذامًا لقوم ﴿ إِن نّظُنّ إِل ظَنّا وَمَا نَحْ نُ بِ ُم سَْتْيقِِنيَ ﴾ (‪ )3‬ونو ها من‬
‫اليات ‪.‬‬
‫(‪ )6‬و من الدلة أيضًا أ نه تكل يف ب ا ل يطاق وإلزام ب ا ل ي ستطاع ‪ ،‬وهذا با طل ل‬
‫ي ل ‪ ،‬وذلك لن قريشًا مفترقون ف البلد فمعر فة أ سائهم مت نع فك يف معر فة أحوال م‬
‫فكيف معرفة أفضلهم ؟ وأيضًا فالناس متباينون ف الفضائل فيكون الواحد أزهد ‪ ،‬ويكون‬
‫الخر أورع ‪ ،‬ويكون الثالث أعلم ‪ ،‬وهكذا فكيف يبي التفاوت بينهم ؟ (‪. )4‬‬
‫مناقشة الدلة‬
‫وبعد هذا العرض والنظر ف أدلة كل من الطرفي نرى رجحان أدلة الجيزين لا يأت ‪:‬‬

‫‪ )(1‬الفصل (‪. )4/164‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (‪. )4/165‬‬
‫‪ )(3‬سورة الاثية آية ‪. 32‬‬
‫‪ )(4‬الفصل (‪. )4/165‬‬

‫‪303‬‬
‫أ ما ما روي عن ال نب أ نه قال ‪ « :‬أي ا رجلً ا ستعمل رجلً ‪ » ...‬إل الد يث ‪،‬‬
‫وكذلك حديث ابن عباس فهما حديثان ضعيفان ل تقوم بما حجة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الول ‪ :‬ضع فه الش يخ نا صر الد ين اللبا ن ف تري ه للجا مع ال صغي لل سيوطي‬
‫والثان ‪ :‬ذكر ضعفه أيضًا ف ضعيف الامع الصغي (‪ )2‬ول عبة بتصحيح الاكم له لنه‬
‫معروف بت ساهله رح ه ال ف ذلك ‪ ،‬ورب ا صحح ما ل ي صح ‪ ،‬وي كن أن ت مل هذه‬
‫الحاديث وما شاكلها على من ترك الفضل غشًا للمسلمي وماباة لحد ‪ ،‬أما من ول‬
‫الفضول ل صلحة ال سلمي فهذا قد ن صح ل ولر سوله وقام ب ا أوج به ال عل يه ‪ ...‬وال‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫أمصا الديصث الثالث فإن صصح فهصو حجصة لصصحاب الرأي الثانص ‪ ،‬لنصه ل يشترط‬
‫الفضل بل الصلح ‪ ،‬وكذلك قول عمر رضي ال عنه فإنه ل ينص على الفضل بل قال‬
‫القوى ‪ ،‬أي ‪ :‬على سياسة الناس والقيام بأعباء هذا النصب فل حجة لم فيها وإنا ها‬
‫حجة للقائلي بالقول الثان ‪.‬‬
‫أ ما ا ستدللم بترت يب الل فة للخلفاء الراشد ين على ح سب أفضليت هم فهذا صحيح‬
‫ومسلم به ‪ ،‬إل أنه ليس فيه دللة على منع تولية الفضول ‪ ،‬بل هناك الشواهد من أقوالم‬
‫تدل على خلف ذلك كما مر ف ذكر أدلة الخرين ‪.‬‬
‫أ ما قول م إن الف ضل أقرب إل انقياد الماه ي له فهذا غ ي م سلم به ‪ ،‬إذ رب ا يكون‬
‫الفضول أقدر على القيام بصصال المامصة ‪ ،‬ونصصبه أوقصع لنتظام حال الرعيصة وأوثصق فص‬
‫اندفاع الفتنة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬ضعيف الامع الصغي (‪. )2/265‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (‪. )2/262‬‬

‫‪304‬‬
‫أما كون العقل يقبح تقدي الفضول على الفضل فغي مسلم به ‪ ،‬لن الدف من إقامة‬
‫اللفة هو تقيق مقاصدها ‪ ،‬فالقدر على تقيق هذه القاصد هو الول بالتنصيب سواء‬
‫كان هو الفضل أم الفضول ‪.‬‬
‫الرأي الراجح ‪:‬‬
‫فالذي يترجح عندي هو ‪ :‬أن القدر على تقيق أهداف المامة هو الول بالتنصيب‬
‫سواء كان فاضلً أو مفضو ًل ‪ ،‬لنه إذا كان صالًا ف نفسه ضعيفًا ف تدب ي المور أ ثر‬
‫هذا الضعف على جيع المة ‪ ،‬أما إذا كان قويًا ف سياسته وحسن تدبيه وعنده شيء من‬
‫التقصصي فص الطاعصة فإن هذا التقصصي ترجصع مضرتصه على نفسصه دون المصة ‪ ،‬فهصو أول‬
‫بالتقد ي ‪ ،‬ولذلك م نع ر سول ال أ با ذر ر ضي ال ع نه من التول ية وب ي له ال سبب ف‬
‫من عه ‪ ،‬فع نه ر ضي ال ع نه قال ‪ :‬قلت يا ر سول ال أل ت ستعملن ؟ قال ‪ :‬فضرب بيده‬
‫ص أبصا ذر إنصك ضعيصف ‪ ،‬وإناص أمانصة ‪ ،‬وإناص يوم القيامصة خزي‬ ‫على منكصب ثص قال ‪ « :‬ي ا‬
‫وندامة ‪ ،‬إل من أخذها بقها وأدى الذي عليه فيها » (‪ )1‬هذا أبو ذر الذي قال فيه النب‬
‫‪ « :‬ما ت قل ال غباء ول ت ظل الضراء على ذي ل جة أ صدق وأو ف من أ ب ذر شبيه‬
‫عيسى بن مري » ‪ .‬على نبينا وعليه السلم قال ‪ :‬فقام عمر بن الطاب فقال يا نب ال ‪:‬‬
‫أفنعرف ذلك له ؟ قال ‪ « :‬نعم فاعرفوا له » (‪. )2‬‬
‫أما إذا اجتمع الفضل والصلح ف شخص واحد فهو الول بالتقدي بل شك ‪ ،‬وإنا‬
‫يصار إل الثان لجل الصلحة العامة وخوف وقوع الفتنة ‪،‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ‪ ،‬وأبو داود ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬وأحد وسبق تريه (ص ‪ )226‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه الترمذي بلفظ « ما أظلت الضراء ‪ » ...‬إل ف ‪ :‬الناقب ‪ .‬ب ‪ :‬مناقب أب ذر ‪ ،‬ح ‪3801‬‬
‫وقال ‪ :‬حديث حسن (‪ ، )5/669‬ورواه ابن ماجة ف القدمة ب ‪ ، 11 :‬وأحد (‪ ، )2/163‬وابن سعد (‬
‫‪ ، )4/168‬وابن حبان ف صحيحه (ص ‪. )560‬‬

‫‪305‬‬
‫ل صالًا بعده ‪ ،‬كما قال‬ ‫وهذا ما حدا بعمر بن عبد العزيز رضي ال عنه أن ل يول رج ً‬
‫مالك رحهص ال للعمري ‪ ( :‬أتدري مصا الذي منصع عمصر بصن عبصد العزيصز أن يول رجلً‬
‫صالًا ؟ ) قال العمري ‪ ( :‬ل أدري ) ‪ .‬قال مالك ‪ ( :‬لكن أنا أدري ‪ ،‬إنا كانت البيعة‬
‫ل صالًا أن ل يكون ليزيد بد من القيام فتقوم هجمة‬ ‫ليزيد بعده فخاف عمر إن ول رج ً‬
‫فيفسد ما ل يصلح ) (‪ )1‬قال الشاطب تعليقًا على هذه الرواية ‪ ( :‬فظاهر هذه الرواية أنه‬
‫إذا خيف عند خلع غي الستحق وإقامة الستحق أن تقع فتنة وما ل يصلح ‪ ،‬فالصلحة ف‬
‫الترك ) (‪. )2‬‬
‫علمًا بأن الصلح هذا يتلف من ولية أخرى ‪ ،‬فينبغي أن يعل ف كل ولية الصلح‬
‫ل ا ‪ ،‬فإن الول ية ل ا ركنان ك ما قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية وه ا ‪ ( :‬القوة ‪ ،‬والما نة‬
‫‪ ، ) ...‬أخذًا من الية الكرية ‪ ﴿ :‬إِنّ َخْيرَ مَ ِن اسْتَ ْأ َج ْرتَ اْل َقوِيّ ا َل ِميُ ﴾ قال ‪ ( :‬والقوة‬
‫ف كل ول ية ب سبها ‪ .‬فالقوة ف ول ية الرب تر جع إل شجا عة القلب ‪ ،‬وإل ال بة‬
‫بالروب والخاد عة في ها ‪ .‬والقوة ف ال كم ب ي الناس تر جع إل العلم بالعدل الذي دل‬
‫عليه الكتاب والسنة ‪ ،‬وإل القدرة على تنفيذ الحكام ‪ .‬والمانة ترجع إل خشية ال ‪...‬‬
‫وترك خشيصة الناس ) (‪ )3‬قال ‪ ( :‬فالواجصب فص كصل وليصة الصصلح بسصبها ‪ ،‬فإذا تعيص‬
‫رجلن أحدها ‪ :‬أعظم أمانة ‪ .‬والخر ‪ :‬أعظم قوة ‪ .‬قدم أنفعهما لتلك الولية ‪ ،‬وأقلهما‬
‫ضررًا فيها ) (‪ )4‬وقد سبق كلم الاوردي وأب يعلي ف أنه يراعى ما يقتضيه العصر ( فإذا‬
‫كانت الاجة إل فضل الشجاعة أدعى لنتشار الثغور وظهور البغاة ‪ ،‬كان الشجع أحق‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬وإن كانت الاجة إل فضل العلم لسكون الدهاء وظهور البدع كان العلم أحق )‬
‫وهذا هو مذهب أهل‬

‫‪ )(1‬العتصام للشاطب (‪ )2/128‬وذكرها استدل ًل على العمل بالصال الرسلة ‪.‬‬


‫‪ )(2‬العتصام للشاطب (‪ )2/128‬وذكرها استدل ًل على العمل بالصال الرسلة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬السياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪. )15 ، 14‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (ص ‪. )16‬‬
‫‪ )(5‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪ ، )7‬ولب يعلي (ص ‪. )24‬‬

‫‪306‬‬
‫السنة كما قرره شيخ السلم ابن تيمية فقال‪ ( :‬أهل السنة يقولون ينبغي أن يول الصلح‬
‫للول ية إذا أم كن إ ما وجوبًا ع ند أكثر هم ‪ ،‬وإ ما ا ستحبابًا ع ند بعض هم ‪ ،‬وإن عدل عن‬
‫الصلح مع قدرته لواه فهو ظال ومن كان عاجزًا عن توليته الصلح مع مبته لذلك فهو‬
‫معذور ) (‪. )1‬‬
‫أسباب العدول عن الفضل إل الفضول ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أ ما القا ضي ع بد البار من العتزلة ف قد حدد أ سبابًا معي نة تقت ضي ف رأ يه جواز‬
‫العدول عن إمامة الفاضل إل الفضول إذا وجد أحد هذه السباب وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون ف الفضل علة ترجه من أن يصح كونه إمامًا ‪ ،‬نو أن تكون بعض‬
‫الشرائط الت يتاج إليها المام مفقودة ‪ ،‬كالعلم وكالعرفة بالسياسة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الفضل من غي قريش فيقدم الفضول من قريش عليه لثبوت السمع‬
‫الدال على أن المامة ف قريش ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يقترن إل حال الفضول ما يعله بالتقدي أحق وإن كان الول سليم الال ‪،‬‬
‫وذلك ب ق شهرة فضله و صلحه ع ند الاص والعام دون الف ضل فيكون بالتقد ي أول ‪،‬‬
‫لن النفوس إليه أسكن ‪ ،‬ولن الفضل الطلوب ف المامة إنا يراد لا يعود على الكافة من‬
‫الصلحة ‪.‬‬
‫‪ -4‬كذلك القول ف من يعرف أن انقياد الناس له أكثر واستقامتهم إليه أت وشكواهم‬
‫إليه أعظم ‪ ،‬فهو بالتقدي أحق من هو أفضل منه إذا ل يكن هذا حاله ‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا كان ف حال العقد عارض يقتضي تقدي الفضول ‪ ،‬نو أن يكون الفضول ف‬
‫البلد الذي مات فيه المام ومست الاجة إل نصب آخر ‪،‬‬

‫‪ )(1‬منهاج السنة (‪. )1/147‬‬


‫‪ )(2‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل ح (‪ )20‬قسم أول (ص ‪ ( )228 ، 227‬باختصار ) ‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫وإن أخصر نصصب الفضول أدى إل فتنصة أو مصا شاكلهصا ‪ ،‬أو أن يكون الفاضصل غائبًا أو‬
‫مريضًا أو نو ذلك ‪.‬‬
‫أ ما إذا ل يو جد هناك أي سبب يؤدي إل تقد ي الفضول على الفا ضل فالول تقد ي‬
‫الفضل لنه الصلح قطعًا ‪ ،‬وإذا بايع أهل الل والعقد الفضول ول لكن هناك أي سبب‬
‫فالمامة له منعقدة وطاعته واجبة ‪.‬‬
‫وبذا ننتهي إل أن الفضلة ليست شرطًا ف المامة ‪ ،‬ول يب أن يكون أفضل أهل‬
‫زمانه ‪ ...‬وال أعلم ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪308‬‬
‫مبحث‬
‫ف‬

‫الفاضلة بي اللفاء الراشدين‬

‫‪309‬‬
310
‫مبحث‬
‫ف‬
‫الفاضلة بي اللفاء الراشدين‬
‫ب عد الد يث عن الفاضلة ‪ ،‬و هل الفضل ية شرط من شروط الما مة أم ل ‪ ،‬وب عد‬
‫ذكرنا أن اللفاء الراشدين مرتبون ف اللفة حسب ترتيبهم ف الفضلية ‪ ،‬أحببنا زيادة‬
‫بيان وتدل يل على هذه القض ية ‪ ,‬فنذ كر مذ هب ال سلف أ هل ال سنة والما عة ث نذيّ ل‬
‫باختصار لراء الفرق الضالة وموقفهم من ذلك فنقول ‪:‬‬
‫مذهب السلف أهل السنة والماعة ف الفاضلة بي اللفاء الراشدين ‪.‬‬
‫ات فق أ هل ال سنة والما عة على تفض يل أ ب ب كر وع مر على عثمان وعلى ر ضي ال‬
‫عنهصم أجعيص ‪ ،‬قال ش يخ ال سلم ابصن تيميصة ‪ ( :‬فهذا متفصق عليصه بيص أئمصة ال سلمي‬
‫الشهورين بالمامة ف العلم والدين من الصحابة والتابعي وتابعيهم ‪ ،‬وهو مذهب مالك‬
‫وأهل الدينة ‪ ،‬والليث بن سعد وأهل مصر ‪ ،‬والوزاعي وأهل الشام ‪ ،‬وسفيان الثوري ‪،‬‬
‫وأ ب حني فة ‪ ،‬وحاد بن ز يد ‪ ،‬وحاد بن سلمة وأمثال م من أ هل العراق ‪ ،‬و هو مذ هب‬
‫الشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬وإسحاق ‪ ،‬وأب عبيد وغي هؤلء من الئمة ) (‪. )1‬‬
‫وح كى مالك إجاع أ هل الدي نة على ذلك فقال ‪ ( :‬ما أدر كت أحدًا م ن يقتدى به‬
‫يشك ف تقدي أب بكر وعمر ) (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية (‪. )4/421‬‬


‫‪ )(2‬نفس الصدر ( ‪. )4/421‬‬

‫‪311‬‬
‫ونقل البيهقي ف العتقاد بسنده إل أب ثور عن الشافعي أنه قال ‪ ( :‬أجع الصحابة‬
‫وأتباعهم على أفضلية أب بكر ث عمر ث عثمان ث علي ) (‪. )1‬‬
‫والدلة على ما ذهبوا إليه مستفيضة منها على سبيل الثال ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه البخاري وغيه عن نا فع عن ع بد ال بن ع مر ر ضي ال تعال عنه ما‬
‫قال ‪ ( :‬ك نا ن ي ب ي الناس ف ز من ال نب فنخ ي أ با ب كر ‪ ،‬ث ع مر بن الطاب ‪ ،‬ث‬
‫عثمان بن عفان رضي ال عنهم ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )2‬وفص روايصة قال سصال بصن عبصد ال ‪ :‬إن عبصد ال بصن عمصر قال ‪ ( :‬كنصا نقول‬
‫رضي‬ ‫ورسول ال حي ‪ :‬أفضل أمة النب بعده أبو بكر ث عمر ث عثمان‬
‫ال عنهم ) (‪. )3‬‬
‫وكل الديثي نص ف السألة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وقصد روي آثار مسصتفيضة عصن علي رضصي ال تعال عنصه نفسصه ففصي صصحيح‬
‫البخاري عن ممد بن النفية أنه قال ‪ ( :‬قلت لب ‪ :‬أي الناس خي بعد رسول ال ؟‬
‫قال ‪ :‬أبو بكر ‪ ،‬قلت ‪ :‬ث من ؟ قال ‪ :‬عمر ‪ ،‬وخشيت أن يقول عثمان قلت ‪ :‬ث أنت ؟‬
‫قال ‪ :‬ما أنا إل رجل من السلمي ) (‪ . )4‬قال ابن تيمية ‪ ( :‬وروي هذا عن علي بن أب‬
‫طالب من نو ثاني وجهًا ‪ ،‬وأنه كان يقول على منب الكوفة ‪ ،‬بل قال ‪ :‬ل أوتى بأحد‬
‫يفضلن على أب‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪ . )7/17‬وانظر ‪ :‬منهاج السنة (‪ ، )1/168‬ومناقب الشافعي (‪ )1/433‬بنحوه ‪.‬‬


‫‪ )(2‬رواه البخاري ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬ف ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ . 4 :‬فتح الباري (‪ ، )7/16‬وأبو داود ف ‪:‬‬
‫كتاب السنة ‪ .‬باب ‪ :‬ف التفضيل ‪ ،‬عون العبود (‪ ، )8/380‬والترمذي وغيهم ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو داود ف ‪ :‬كتاب السنة ‪ .‬باب ف التفضيل ‪ ،‬عون العبود (‪. )8/381‬‬
‫‪ )(4‬البخاري كتاب فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ :‬رقم ‪ ، 4‬فتح الباري (‪. )7/20‬‬

‫‪312‬‬
‫ب كر وع مر إل جلد ته حد الفتري ‪ ،‬ف من فضله على أ ب ب كر وع مر جلد بقت ضى قوله‬
‫رضي ال عنه ‪ -‬ثاني سوطًا ) (‪. )1‬‬
‫قلت ‪ :‬وفص هذا أكصب حجصة على بطلن قول الرافضصة بأنصه ل يبايصع إل تقيصة وكان‬
‫مكرهًا وإل فهو أفضل منهما ‪ ،‬ولو كان المر كذلك لا أعلنه على رؤوس الشهاد على‬
‫النب ‪ ،‬ولا جلد من يقول ذلك حد الفتراء ‪.‬‬
‫ومنها ما رواه البخاري أيضًا وغيه عن ابن عباس رضي ال تعال عنهما قال ‪ ( :‬إن‬
‫لواقف ف قوم ندعوا ال لعمر بن الطاب وقد وضع على سريره ‪ ،‬إذا رجل من خلفي‬
‫كنتص لرجصو أن يعلك ال مصع‬ ‫ُ‬ ‫قصد وضصع مرفقصه على منكصب يقول ‪ :‬رحكص ال إن‬
‫صاحبيك لن كثيًا ما كنت أسع رسول ال يقول ‪ :‬كنت وأبو بكر وعمر ‪ ،‬وفعلت‬
‫وأبو بكر وعمر ‪ ،‬وانطلقت وأبو بكر وعمر ‪ ،‬فإن كنت لرجو أن يعلك ال معهما ‪،‬‬
‫فالتفتّ فإذا هو علي بن أب طالب ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )4‬وروي عن سفيان الثوري أنه قال ‪ ( :‬من زعم أن عليًا كان أحق بالولية منهما‬
‫فقد خطّأ أبا بكر وعمر والهاجرين والنصار رضي ال عن جيعهم وما أراه يرتفع له مع‬
‫هذا ع مل إل السماء ) (‪ )3‬و ف رواية ( ‪ ...‬فقد أزرى على اث ن ع شر ألفًا من أصحاب‬
‫ر سول ال ‪ ،‬و ما أراه ‪ ...‬إل الد يث ) (‪ )4‬هذا بالضا فة إل ما روي عن ال نب ف‬
‫كل منهم من الفضائل ‪:‬‬

‫‪ )(1‬مموع الفتاوى(‪. )4/422‬‬


‫‪)(2‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ ، 4‬الفتح (‪ . )7/22‬ومسلم ف ك ‪ :‬فضائل‬
‫الصحابة ‪ .‬ب ‪ :‬من فضائل عمر ‪ ،‬ح ‪. )4/1858( 2389‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو داود ف ‪ :‬كتاب السنة ‪ .‬باب ‪ :‬ف التفضيل ‪ ،‬عون العبود (‪. )8/382‬‬
‫‪ )(4‬السند من مسائل المام أحد للخلل مطوط ورقة (‪ )55‬وصحح النووي أسانيده عن سفيان ‪ :‬انظر‬
‫الصواعق الحرقة لبن حجر اليتمي (ص ‪. )16‬‬

‫‪313‬‬
‫من فضائل أب بكر الصديق رضي ال عنه‬
‫فقد ورد ف فضائل أب بكر الصديق أحاديث كثية صحيحة صرية ف تفضيله على‬
‫المة بعد نبيها ‪ ،‬ومن هذه الحاديث ‪:‬‬
‫(‪ )1‬عن ا بن عباس ر ضي ال تعال عنه ما أن ال نب قال ‪ « :‬لو ك نت متخذًا خليلً‬
‫لتذت أبصا بكصر ‪ ،‬ولكصن أخصي وصصاحب » ‪ .‬وفص روايصة « ‪ ...‬لكصن أُخوّة السصلم‬
‫أفضل » (‪. )1‬‬
‫(‪ )2‬ومن ها ما ورد ف ال صحيح أيضًا أ نه كان ب ي أ ب ب كر وع مر ر ضي ال تعال‬
‫عنهما كلم ‪ ،‬فطلب أبو بكر من عمر أن يستغفر له فلم يفعل ‪ ،‬فجاء أبو بكر إل النب‬
‫فذ كر ذلك فقال ‪ :‬اجلس يا أ با ب كر يغ فر ال لك ( ثلثًا ) ‪ ،‬ث إن ع مر ندم ‪ ،‬فجاء‬
‫إل منل أب بكر فلم يده ‪ ،‬فجاء إل النب فجعل وجه النب يتمعّر حت أشفق أبو بكر‬
‫فجثا على ركبتيه فقال ‪ :‬يا رسول ال وال أنا كنت أظلم ( مرتي ) فقال النب ‪« :‬‬
‫إن ال بعثن إليكم فقلتم كذبت ‪ ،‬وقال أبو بكر صدق وواسان بنفسه وماله ‪ ،‬فهل أنتم‬
‫تاركوا ل أصحاب ( مرتي ) فما أذوي بعدها » (‪. )2‬‬
‫(‪ )3‬ما روي عن عمرو بن العاص ر ضي ال ع نه أ نه سأل ال نب أي الناس أ حب‬
‫إليك ؟ قال ‪ « :‬عائشة » ‪ ،‬قلت من الرجال ؟ قال ‪ « :‬أبوها » ‪ ،‬قلت ‪:‬‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ :‬قول النب « لو كنت متخذًا خليلً » فتح الباري‬
‫(‪ ، )7/18‬ومسلم عن ابن مسعود ف ‪ :‬فضائل الصحابة ب ‪ :‬من فضائل أب بكر ‪ ،‬ح ‪)4/1855( 2383‬‬
‫‪ ،‬والترمذي ف ‪ :‬كتاب الناقب ‪ .‬باب مناقب أب بكر حديث رقم (‪ . )5/606( )3655‬وغيهم ‪.‬‬
‫‪ )(2‬صحيح البخاري ف ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ :‬قول النب « لو كنت متخذًا خليلً ‪ » ...‬فتح الباري (‬
‫‪. )7/18‬‬

‫‪314‬‬
‫ث من ؟ قال ‪ « :‬عمر بن الطاب » (‪. )1‬‬
‫إل غي ذلك من الحاديث الت يصعب استقصاؤها ‪ ،‬وقد سبق الديث عن بعض‬
‫الدلة على أفضليتصه واسصتحقاقه المامصة عنصد الكلم على النصصية (‪ )2‬قال أبصو السصن‬
‫(‪)3‬‬
‫الشعري ‪ ( :‬وإذا وجبت إمامة أب بكر بعد الرسول وجب أنه أفضل السلمي )‬
‫وقد استدل على إمامته بعده آيات من القرآن الكري منها قوله تعال ‪َ ﴿ :‬لقَ ْد َرضِ يَ اللّ هُ‬
‫ج َرةِ ﴾ (‪ )4‬فقال ‪ ( :‬وقد أجع هؤلء الذين أثن ال‬ ‫عَ ِن الْ ُم ْؤمِِنيَ ِإذْ ُيبَاِيعُونَ كَ تَحْ تَ الشّ َ‬
‫علي هم ومدح هم ‪ ،‬على إما مة أ ب ب كر ال صديق ر ضي ال ع نه و سوه خلي فة ر سول ال‬
‫وبايعوه وانقادوا له ‪ ،‬وأقروا له بالفضل وكان أفضل الماعة ف جيع الصال الت يستحق‬
‫با المامة من العلم والزهد وقوة الرأي وسياسة المة وغي ذلك ) (‪. )5‬‬
‫من فضائل الفروق عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫أما فضائل عمر فبالضافة إل أنه من العشرة البشرين بالنة هو وأبو بكر ‪ ،‬وعثمان ‪،‬‬
‫وعلي ‪ ،‬فقد ورد فيه عن النب أحاديث كثية منها ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه أبو هريرة عن النب قال ‪ « :‬لقد كان فيمن قبلكم مدثون ‪،‬‬

‫‪ )(1‬البخاري ك الفضائل ‪ .‬ب ‪ « :‬لو كنت متخذًا خليلً » ‪ ،‬فتح الباري (‪ ، )7/18‬ومسلم ف فضائل‬
‫الصحابة ‪ .‬ب ‪ :‬من فضائل أب بكر ‪ ،‬ح ‪ )4/1856( 2384‬وقريب منه عند الترمذي عن عائشة إل أنا ل‬
‫تذكر نفسها رضي ال عنها تواضعًا منها ‪ .‬انظر ‪ :‬كتاب الناقب ‪ .‬باب مناقب أب بكر حديث رقم (‪)3657‬‬
‫(‪ )5/607‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬
‫‪ )(2‬انظر (ص ‪ )118‬فما بعدها ‪.‬‬
‫‪ )(3‬البانة (ص ‪ )255‬تقيق د ‪ .‬فوقية حسي ممود ‪.‬‬
‫‪ )(4‬سورة الفتح آية ‪. 18‬‬
‫‪ )(5‬البانة (ص ‪. )252‬‬

‫‪315‬‬
‫فإن يكن ف أمت أحد فإنه عمر » (‪. )1‬‬
‫(‪ )2‬ومنها ما رواه سعد بن أب وقاص ‪ ،‬عن النب قال ماطبًا عمر رضي ال عنه ‪:‬‬
‫« والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجّا إل سلك فجّا غي فجك » (‪. )2‬‬
‫(‪ )3‬ومنها ما رُوي عن النب أنه قال ‪ « :‬لو كان بعدي نب لكان عمر » (‪. )3‬‬
‫وقد ورد له فضائل أخرى مقرونًا مع أب بكر منها ‪:‬‬
‫(‪ )1‬عن أ ب سعيد الدري رضي ال تعال ع نه قال ‪ :‬قال ر سول ال ‪ « :‬إن أ هل‬
‫الدرجات العل ليا هم من تت هم ك ما ترون الن جم الطالع ف أ فق ال سماء ‪ ،‬وإن أ با ب كر‬
‫وعمر منهم وأنعما » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ :‬فضائل عمر ‪ ،‬الفتح (‪ ، )7/42‬ومسلم عن‬
‫عائشة ف ‪ :‬مناقب عمر ‪ ،‬ح ‪ ، )4/1864( 2398‬ورواه الترمذي ف ‪ :‬الناقب ‪ .‬باب ‪ :‬مناقب عمر ‪ ،‬رقم‬
‫الديث (‪. )5/622( )3693‬‬
‫‪ )(2‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ :‬فضائل عمر ‪ ،‬فتح الباري (‪ ، )7/41‬ومسلم ف‬
‫‪ :‬فضائل عمر ‪ ،‬ح ‪ . )4/1863( 2396‬وقريب منه عند الترمذي (‪. )5/622‬‬
‫‪ )(3‬رواه الاكم ف الستدرك وصححه ‪ ،‬ووافقه الذهب (‪ )3/85‬ورواه الترمذي ف ‪ :‬الناقب ‪ .‬باب ‪ :‬مناقب‬
‫عمر ‪ ،‬حديث رقم (‪ )3686‬وقال ‪ :‬حسن غريب (‪. )5/619‬‬
‫‪ )(4‬رواه الترمذي ف الناقب ‪ .‬ب ‪ :‬مناقب أب بكر ‪ ،‬ح ‪ . 3658‬وقال ‪ :‬حديث حسن (‪ ، )5/607‬ورواه‬
‫ابن ماجة ف القدمة ‪ .‬ب ‪ :‬من فضائل أصحاب النب ‪ ،‬ح ‪ ، )1/37( 96‬ورواه المام أحد ف السند (‬
‫‪ ، )3/26‬ورواه ابن حبان ف صحيحه كلهم عن أب سعيد الدري ‪ ،‬ورواه الطبان عن جابر ‪ ،‬وابن عساكر‬
‫عن أب هريرة انظر ‪ :‬الصواعق الحرقة (ص ‪ . )77‬وقريب منه عند الطبان عن أب هريرة قال اليثمي ‪:‬‬
‫رجاله رجال الصحيح غي سلم بن قتيبة وهو ‪ :‬ثقة ‪ .‬ممع الزوائد (‪. )9/54‬‬

‫‪316‬‬
‫(‪ )2‬ومنها ما روي عن علي رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬أبو بكر‬
‫وعمر سيدا كهول أهل النة من الولي والخرين إل النبيي والرسلي » (‪. )1‬‬
‫الفاضلة بي عثمان وعلي رضي ال تعال عنهما‬
‫أما الفاضلة بي عثمان وعلي فهذه دون تلك ‪ ،‬وقد حصل فيها نزاع بي السلف قال‬
‫ا بن تيم ية ‪ ( :‬فإن سفيان الثوري وطائ فة من أ هل الكو فة رجحوا عليًا على عثمان ‪ ،‬ث‬
‫ر جع عن ذلك سفيان وغيه ‪ ،‬وب عض أ هل الدي نة توقّ ف ف عثمان وعلي و هي إحدى‬
‫الروايت ي عن مالك ‪ ،‬ل كن الروا ية الخرى ع نه تقد ي عثمان على علي ك ما هو مذ هب‬
‫سائر الئ مة كالشافعي وأ ب حنيفة وأصحابه ‪ ،‬وأح د وأصحابه ‪ ،‬وغ ي هؤلء من أئمة‬
‫السلم ) (‪. )2‬‬
‫أما أبو حنيفة رح ه ال فقد روي عنه ( تقد ي علي على عثمان ) (‪ )3‬وجاء ف السي‬
‫الكبي لحمد بن السن الشيبان ‪ ( :‬روى نوح بن أب مري عن أب حنيفة رضي ال عنه‬
‫أ نه قال ‪ :‬سألته عن مذ هب أ هل ال سنة فقال ‪ :‬أن تف ضل أ با ب كر وع مر ‪ ،‬وت ب عليّ ا‬
‫وعثمان ‪ ،‬وترى السح على الفي ‪ )4( ،‬ول تكفر أحدًا‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي ف ‪ :‬الناقب ‪ ،‬ح ‪ ، 3664‬وقال ‪ :‬حسن غريب (‪ ، )5/610‬ورواه ابن ماجة ف القدمة ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬من فضائل أصحاب النب ‪ ،‬ح ‪ ، )1/38( 100‬ورواه ابن حبان ف صحيحه موارد الظمآن (ص‬
‫‪ ، )538‬ورواه أحد ‪ .‬وقال صاحب الفتح الربان ‪ :‬إسناده صحيح ‪ ،‬ورجاله ثقات (‪. )22/184‬‬
‫‪ )(2‬مموع الفتاوى (‪. )4/426‬‬
‫‪ )(3‬شرح العقيدة الطحاوية (ص ‪. )486‬‬
‫‪ )(4‬مالفة للرافضة ‪ ،‬لنم ل يرون السح على الفي ول الصلة فيها ‪ ،‬ولذلك درج علماء السلف على ذكر‬
‫هذه السألة الفرعية ف عقائدهم للدللة على مالفتهم للرافضة ‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫من أهل القبلة ‪ ،‬وتؤمن بالقدر ‪ ،‬ول تنطق ف ال بشيء ‪ ) ...‬ث قال الشارح ‪ ( :‬ومن‬
‫الناس من يقول ‪ :‬ق بل الل فة كان عليّا مُقَدّمًا على عثمان ‪ ،‬وب عد الل فة عثمان أف ضل‬
‫من علي ) (‪ )1‬ث اعتذر الشارح عن كلم المام السابق بقوله ‪ ( :‬ول ُي ِردْ أبو حنيفة رضي‬
‫ال عنه با ذكر تقدي علي على عثمان ‪ ،‬ولكن مراده أن مبتهما من مذهب أهل السنة‬
‫فالواو عنده ل توجب الترتيب ) (‪. )2‬‬
‫قلت ‪ :‬بل قد صرّح ف الف قه ال كب بتقد ي عثمان على علي فقال ‪ ( :‬وأف ضل الناس‬
‫بعد النبيي عليهم الصلة والسلم أبو بكر ‪ ،‬ث عمر بن الطاب الفاروق ‪ ،‬ث عثمان بن‬
‫عفان ذو النور ين ‪ ،‬ث علي بن أ ب طالب الرت ضى ر ضي ال تعال عن هم أجع ي ) (‪. )3‬‬
‫و هو ظا هر الذ هب قال ال سرخسي ‪ ( :‬فأ ما الذ هب عند نا أن عثمان أف ضل من علي‬
‫رضوان ال عليهما قبل اللفة وبعدها ) (‪. )4‬‬
‫أدلة تفضيل عثمان على علي رضي ال عنه ‪:‬‬
‫وم ا سبق يت ضح أن الغالب ية العظمى من أ هل ال سنة والما عة على تقد ي عثمان على‬
‫علي ‪ ،‬ول يالف إل القليل ‪ ،‬ويدل على صحة ما ذهبوا إليه ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما تقدّم من قول ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما ‪ :‬ك نا نقول ور سول ال‬
‫ح ّي ‪ ( :‬أفضل المة بعد نبيها أبو بكر ث عمر ث عثمان رضي ال عنهم ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬شرح السي الكبي (‪. )1/158‬‬


‫‪) (2‬شرح السي الكبي (‪. )1/158‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬مت الفقه الكب لب حنيفة (ص ‪ )168‬من الفقه الكب مع شرحه للمل علي القاري ‪.‬‬
‫‪ )(4‬شرح السي الكبي (‪ ، )1/158‬وانظر ‪ :‬شرح العقدية الطحاوية (ص ‪. )486‬‬
‫‪ )(5‬متفق عليه وسبق تريه قريبًا (ص ‪. )399‬‬

‫‪318‬‬
‫(‪ )2‬وكذلك ف قصة بيعة عثمان الثابتة ف الصحيح ‪ -‬كما مر ‪ -‬أنه لا ل يبق ف‬
‫الشورى إل عثمان ‪ ،‬وعلي ‪ ،‬وال كم ع بد الرحنص بن عوف ‪ ،‬وبقصي ع بد الرح ن بن‬
‫عوف ثلثصة أيام بلياليهصا يشاور الهاجريصن والنصصار والتابعيص لمص بإحسصان ‪ ،‬ويشاور‬
‫أمهات الؤمن ي ‪ ،‬ويشاور أمراء الم صار ‪ -‬فإن م كانوا بالدي نة حجوا مع ع مر وشهدوا‬
‫موته ‪ -‬حت قال عبد الرحن ‪ ( :‬إن ل ثلثًا ما اغتمضت بنوم ) بعد هذا كله وبعد أخذ‬
‫الواثيق منهما على أن يبايع من بايعه ‪ ،‬أعلن النتيجة بعد هذا الستفتاء وهي قوله ‪ ( :‬إن‬
‫رأ يت الناس ل يعدلون بعثمان ) فباي عه علي وع بد الرح ن و سائر ال سلمي بي عة ر ضى‬
‫واختيار (‪ )1‬فدلّ ذلك على تقديه ف الفضلية عليه ‪ ،‬قال ابن تيمية ‪ ( :‬وهذا إجاع منهم‬
‫على تقدي عثمان على علي ) (‪ )2‬ولا سأل رجل عبد ال بن البارك أيهما أفضل علي أو‬
‫عثمان قال ‪ ( :‬قد كفا نا ذاك ع بد الرح ن بن عوف (‪ ، ) )3‬وقال ع بد ال بن م سعود‬
‫رضي ال عنه حينما ول عثمان اللفة ( أمّرنا خي من بقي ول نَأْل ) (‪. )4‬‬
‫ولذا قال أيوب وأحد بن حنبل والدارقطن ‪ ( :‬من قَدّم عليًا على عثمان فقد أزرى‬
‫بالهاجرين والنصار ) (‪ )5‬ويف سّر ابن تيمية ذلك بأنه ‪ ( :‬لو ل يكن عثمان أحق بالتقدي‬
‫وقد قدموه كانوا إما جاهلي بفضله ‪ ،‬وإما ظالي بتقدي الفضول من غي ترجيح دين ‪،‬‬
‫ومن نسبهم إل الهل‬

‫‪ )(1‬انظر تفصيل ذلك ‪ :‬طرق النعقاد (ص ‪ ، )143‬وهذه الرواية من البخاري ك ‪ . 93 :‬باب ‪ ، 43 :‬فتح‬
‫الباري (‪ ، )13/193‬ومن البداية والنهاية (‪ )7/146‬بتصرف يسي ‪.‬‬
‫‪ )(2‬مموع الفتاوى (‪. )4/428‬‬
‫‪ )(3‬السند من مسائل المام أحد للخلل ورقة (‪. )57‬‬
‫‪ )(4‬قال ف ممع الزوائد ‪ :‬رواه الطبان بأسانيد ‪ ،‬ورجال أحدها رجال الصحيح (‪ )9/88‬وذكره اللل ف‬
‫السند من مسائل المام أحد ورقة (‪. )57‬‬
‫‪ )(5‬مموع الفتاوى (‪ . )4/428‬وانظر ‪ :‬شرح العقيدة الطحاوية (ص ‪. )486‬‬

‫‪319‬‬
‫والظلم فقد أزرى بم ) (‪. )1‬‬
‫والسلف وإن كان بعضهم يرى التوقف بعد ذكر عثمان ‪ ،‬ل يقدّمون على علي أحدًا‬
‫بعد الثلثة ‪ ،‬كما قال المام أحد ‪ ( :‬من ل يربّع بعلي فهو أضل من حار أهله ) (‪ )2‬وإنا‬
‫من قال بالتوقف ف التفضيل عند عثمان يريد القتداء بديث ابن عمر السابق ‪ ،‬فيذكرون‬
‫الثلثة ث يملون بقية أصحاب الشورى كما هي رواية عن المام أحد نفسه فقد ذكر‬
‫عنه الللكائي قوله ‪ ( :‬وخي المة بعد نبيها ‪ ،‬أبو بكر الصديق‪ ،‬ث عمر بن الطاب ‪،‬‬
‫ث عثمان بن عفان ‪ .‬نقدّم هؤلء الثلثة كما قدّمهم أصحاب رسول ال ل يتلفوا ف‬
‫ذلك ‪ ،‬ث بعد هؤلء الثل ثة أ صحاب الشورى الم سة ‪ :‬علي بن أ ب طالب ‪ ،‬وطل حة ‪،‬‬
‫والزبي ‪ ،‬وعبد الرحن بن عوف ‪ ،‬وسعد كلهم يصلح للخلفة وكلهم إمام ‪ ،‬ونذهب إل‬
‫حديث ابن عمر ( كنا نع ّد ورسول ال حيّ وأصحابه متوافرون أبو بكر ‪ ،‬ث عمر ‪ ،‬ث‬
‫عثمان ) (‪. )3‬‬
‫وبنحوه تامًا عن علي بن الدين (‪. )4‬‬
‫وإن كان ورد ع نه نف سه رح ه ال روايات ي نص في ها على الترب يع بعلي من ها الروا ية‬
‫السابقة ‪ ( :‬من ل يربّع بعلي فهو أضل من حار أهله ) ‪ .‬ومنها رواية الصطرخي حيث‬
‫قال في ها ‪ ( :‬وخ ي ال مة ب عد نبي ها ‪ :‬أ بو ب كر ‪ ،‬وع مر ب عد أ ب ب كر ‪ ،‬وعثمان ب عد‬
‫عمر ‪ ،‬وعلي بعد عثمان ‪ ،‬ووقف قوم على عثمان ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬مموع الفتاوى (‪. )4/428‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )2/208‬‬
‫‪ )(3‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة (ص ‪. )157‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (ص ‪. )163‬‬
‫‪ )(5‬طبقات النابلة لبن أب يعلى (‪. )1/30‬‬

‫‪320‬‬
‫ولذلك كانت خلصة رأي المام أحد رحه ال ف التفضيل ‪ -‬على ما يراه اللل ‪-‬‬
‫هي من قوله ‪ ( :‬من قال ‪ :‬أبو بكر وعمر وعثمان فقد أصاب ‪ .‬وهو الذي العمل عليه ‪،‬‬
‫ومن قال ‪ :‬أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي ال عنهم فصحيح أيضًا جيد ل بأس به‬
‫وبال التوفيق ) (‪. )1‬‬
‫قلت ‪ :‬لكنه ورد عنه رحه ال تكذيبه لن نسبه إل التوقف عند عثمان فقال ف رواية‬
‫م مد بن عوف الم صي ‪ ( :‬وخ ي الناس ب عد ر سول ال ‪ :‬أ بو ب كر ث ع مر ‪ ،‬ث‬
‫عثمان ‪ ،‬ث علي ‪ ،‬فقلت له يا أ با ع بد ال ‪ ،‬فإن م يقولون ‪ :‬إ نك وق فت على عثمان ؟‬
‫فقال ‪ :‬كذبوا وال علي ‪ ،‬إنا حدثتهم بديث ابن عمر ‪ -‬وذكر الديث ‪ -‬ول يقل النب‬
‫‪ :‬ل تايروا بعد هؤلء بي أحد ‪ ،‬ليس لحد ف ذلك حجة ‪ ،‬فمن وقف على عثمان‬
‫ول يربع بعلي فهو على غي السنة يا أبا جعفر ) (‪. )2‬‬
‫فالاصل أن من نص على التربيع على علي ‪ ،‬ومن توقف عن التنصيص عند عثمان ‪،‬‬
‫كلهم ل يقدمون على علي بعد الثلثة أحدًا ‪ ،‬ول يلزم من عدم التنصيص عليه بعد عثمان‬
‫أنم يقدمون عليه أحدًا ‪ ،‬قال ابن تيمية ‪ ( :‬فليس ف أهل السنة من يقدم عليه ‪ -‬أي علي‬
‫‪ -‬أحدًا غ ي الثل ثة ‪ ،‬بل يفضلو نه على جهور أ هل بدر ‪ ،‬وأ هل بي عة الرضوان ‪ ،‬وعلى‬
‫السابقي الولي من الهاجرين والنصار ‪ ،‬وما ف أهل السنة من يقول ‪ :‬إن طلحة والزبي‬
‫وسعدًا وعبد الرحن بن عوف أفضل منه ‪ ،‬بل غاية ما يقولون السكوت عن التفضيل بي‬
‫أهصل الشورى ) (‪ )3‬وقصد حكصى الافصظ ابصن حجصر الجاع على أن ترتيصب اللفاء فص‬
‫الفضلية كترتيبهم ف‬

‫‪ )(1‬السند من مسائل المام أحد للخلل ورقة (‪. )62‬‬


‫‪ )(2‬طبقات النابلة (‪. )1/313‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )2/206‬‬

‫‪321‬‬
‫اللفة ) (‪. )1‬‬
‫لكصن مصن قدم علي ًا على عثمان هصل هصو مبتدع أم ل ؟ وعلى هذا السصؤال ييصب‬
‫اللل ‪ ،‬فقد قال بعد ذكره لعدة روايات مسنده عن إمام أهل السنة أحد بن حنبل فيمن‬
‫قدم عليًا على عثمان قال ‪ ( :‬فاستقر القول من أب عبد ال أنه يكره هذا القول ول يزم‬
‫ف تبديعه ‪ ،‬وإن قال قائل ‪ :‬هو مبتدع ل ينكر عليه وبال التوفيق ) (‪. )2‬‬
‫من فضائل عثمان رضي ال عنه‬
‫والن نورد ب عض الحاد يث الواردة ف فضل ذي النور ين عثمان بن عفان ر ضي ال‬
‫عنه منها ‪:‬‬
‫‪ -‬قول النب ‪ « :‬من يفر بئر رومة (‪ )3‬فله النة » ‪ .‬فحفرها عثمان ‪ ،‬وقال ‪« :‬‬
‫من جهز جيش العسرة فله النة ‪ ،‬فجهزه عثمان » (‪ )4‬زاد الترمذي‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )7/34‬‬


‫‪ )(2‬السند من مسائل المام أحد للخلل ورقة (‪. )56‬‬
‫‪ )(3‬كانت عينًا لرجل من غفار يبيع منها القربة بد فعرض عليه النب شراؤها بعي ف النة ؟ فقال يا رسول‬
‫ال ليس ل ول لعيال غيها ‪ ،‬فبلغ ذلك عثمان رضي ال عنه فاشتراها بمس وثلثي ألف درهم ‪ ،‬ث أتى‬
‫النب فقال ‪ :‬أتعل ل ما جعلت له ؟ قال ‪ « :‬نعم » ‪ ،‬قال ‪ :‬قد جعلتها للمسلمي ‪ .‬قال ابن حجر ‪ :‬وإن‬
‫كانت أولً عينًا فل مانع أن يفر فيها بئرًا ‪ ،‬ولعل العي كانت تري إل بئر فوسعها وطواها فنسب حفرها‬
‫إليه ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )5/408‬‬
‫‪ )(4‬ذكرها البخاري تعليقًا ف كتاب ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬باب ‪ :‬مناقب عثمان ‪ ،‬فتح الباري (‪)7/52‬‬
‫ووصلهما ف قصة عثمان لا حوصر رضي ال عنه ‪ .‬انظر ‪ :‬الوصايا ‪ .‬باب ‪ :‬نفقة القيم للوقف ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪. )5/406‬‬

‫‪322‬‬
‫فقال النب ‪ « :‬ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم » مرتي ‪. )1( .‬‬
‫‪ -2‬ومنها ما روته عائشة رضي ال تعال عنها عن النب أنه قال ‪ « :‬أل أستحي من‬
‫رجل تستحي منه اللئكة يعن عثمان » (‪. )2‬‬
‫ومن الحاديث الدالة على فضائله رضي ال عنه الت شارك فيها أبا بكر وعمر رضي‬
‫ال تعال عنهما ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه أ نس بن مالك ر ضي ال تعال ع نه قال ‪ :‬صعد ال نب أحدًا وم عه أ بو‬
‫ب كر ‪ ،‬وع مر ‪ ،‬وعثمان ‪ ،‬فر جف ب م فقال ‪ « :‬أ سكن أ حد ‪ -‬أظ نه ضر به برجله ‪-‬‬
‫فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان » (‪. )3‬‬
‫(‪ )2‬ومنها ما رواه أبو موسى الشعري رضي ال تعال عنه أن النب دخل حائطًا‬
‫وأمر ن ب فظ باب الائط فجاء ر جل ي ستأذن ‪ ،‬فقال ‪ « :‬ائذن له وبشره بال نة » ‪ ،‬فإذا‬
‫أ بو ب كر ‪ ،‬ث جاء آ خر ي ستأذن فقال ‪ « :‬إئذن له وبشره بال نة » ‪ ،‬فإذا ع مر ‪ ،‬ث جاء‬
‫آ خر ي ستأذن ف سكت هني هة ث قال ‪ « :‬ائذن له وبشره بال نة على بلوى ت صيبه » ‪ ،‬فإذا‬
‫عثمان بن عفان وعند مسلم ‪ :‬فقال ‪ « :‬اللهم صبًا أو ال الستعان » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬سنن الترمذي ف ‪ :‬الناقب ‪ .‬باب ‪ :‬مناقب عثمان ‪ ،‬حديث رقم (‪. )5/626( )3701‬‬
‫‪ )(2‬رواة مسلم ف ك ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬ب ‪ :‬من فضائل عثمان ‪ ،‬ح ‪. )4/1866( 2401‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬ف كتاب الصحابة ‪ .‬باب ‪ :‬مناقب عثمان ‪ )7/53( ،‬من الفتح ‪ ،‬والترمذي‬
‫ف ‪ :‬الناقب ‪ .‬باب ‪ :‬مناقب عثمان ‪ ،‬رقم الديث (‪ )5/624( )3697‬وقال ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬
‫‪ )(4‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف كتاب ‪ :‬الفضائل ‪ .‬باب ‪ :‬مناقب عثمان ‪ )7/53( ،‬من الفتح ‪ ،‬ورواه‬
‫مسلم ف ‪ :‬الفضائل ‪ .‬ب ‪ :‬من فضائل عثمان ح ‪ ، )4/1867( 2403‬ورواه الترمذي ف ‪ :‬مناقب عثمان ‪،‬‬
‫حديث رقم (‪. )5/631( )3710‬‬

‫‪323‬‬
‫من فضائل علي بن أب طالب رضي ال عنه‬
‫ورد ف حق أم ي الؤمن ي علي بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه كث ي من الحاد يث‬
‫ال صحيحة الدالة على فضله وكثرة مناق به ح ت ق يل إ نه ل يرد ف حق أ حد من ال صحابة‬
‫بالسانيد الياد أكثر ما جاء ف علي (‪ )1‬ومن هذه الحاديث ما يلي ‪:‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬الستدرك (‪ ، )3/107‬وروي هذا القول عن المام أحد ‪ ،‬وعن إساعيل القاضي ‪ ،‬والنسائي ‪،‬‬
‫وأب علي النيسابوري ‪ .‬ذكر ذلك الافظ ابن حجر ف فتح الباري (‪ )7/71‬وعلل ذلك بأنه ‪ ( :‬تأخر ووقع‬
‫الختلف ف زمانه ‪ ،‬وخروج من خرج عليه ‪ ،‬فكان ذلك سبب لنتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من‬
‫الصحابة ردًا على من خالفه ‪ ،‬فكان الناس طائفتي لكن البتدعة قليلة جدًا ‪ ،‬ث كان من أمر علي ما كان‬
‫فنجمت طائفة أخرى حاربوه ‪ ،‬ث اشتد الطب فتنقصوه ‪ ،‬واتذوا لعنه على النابر سنة ‪ .‬ووافقهم الوارج‬
‫على بغضه ‪ ،‬وزادوا حت كفروه مضمومًا ‪ .‬ذلك منهم إل عثمان فصار الناس ف حق علي ثلثة ‪ :‬أهل‬
‫السنة ‪ ،‬والبتدعة من الوارج ‪ ،‬والحاربي له من بن أمية وأتباعهم ‪ ،‬فاحتاج أهل السنة إل بث فضائله فكثر‬
‫الناقل لذلك لكثرة من يالف ذلك ‪ ،‬وإل فالذي ف نفس المر أن لكل من الربعة من الفضائل إذا حرر‬
‫بيزان العدل ل يرج عن قول أهل السنة والماعة أصلً ) ‪ .‬فتح الباري (‪ )7/71‬فل يلزم من ذلك أفضليته‬
‫على الثلثة الذي سبقوه باللفة ‪ ،‬قلت ‪ :‬وقد يكون من هذه السباب أيضًا ظهور بعض التشيع له الذي قد‬
‫يؤدي ببعضهم إل وصفه با ليس فيه ‪ ،‬وهذا أدى بأهل السنة إل إيضاح وتبيي ما ورد ف الرجل عن النب‬
‫على حقيقته ‪ ،‬لكن السباب السابقة تؤدي إل كثرة طرق هذه الحاديث ل كثرة الحاديث نفسها وال‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫هذا وقد يعتب بعض العلماء أن السبب هو وضع الروافض للحديث ف فضائله قلت ‪ :‬ل شك أنم قد‬
‫وضعوا الشيء الكثي ف ذلك ‪ ،‬ولكن هذا معروف عند أهل السنة ول يندرج عليهم ‪ ،‬لن ال قد هيأ لذه‬
‫السنة جهابذة العلماء والنقاد فبينوا الصحيح من الضعيف من الوضوع فكل الحاديث الوضوعة من الروافض‬
‫معروفة عند علماء السنة فل يدرجونا ف كتبهم ‪ ،‬وإن أدرجوها بينوا ما فيها أو عرف ذلك من بعدهم من‬
‫السند ‪ ،‬والمد ل الذي حفظ لنا ديننا ‪ ،‬وإل فقد قال الليلي ف الرشاد ‪ :‬قال بعض الافظ ‪ :‬تأملت ما‬
‫وضعه أهل الكوفة ف فضائل علي وأهل بيته فزاد على ثلثائة ألف وال أعلم ‪ .‬انظر ‪ :‬تنيه الشريعة الرفوعة‬
‫عن الخبار الشنيعة الوضوعة لبن عراق (‪. )1/407‬‬

‫‪324‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه البخاري ومسلم عن سعد بن أب وقاص أن رسول ال خرج إل تبوك‬
‫وا ستخلف عليًا ‪ ،‬فقال ‪ « :‬أتلف ن ف ال صبيان والن ساء ؟ » قال ‪ « :‬أل ترضى أن تكون‬
‫من بنلة هارون من موسى إل أنه ل نب بعدي » (‪. )1‬‬
‫وهذا الديث ما تعلقت به الروافض ف أن اللفة كانت حقًا لعلي وأنه وصى له با‬
‫ول حجة لم فيه ‪ ،‬بل غاية ما ف المر إثبات فضيلة من فضائل علي رضي ال عنه ‪ ،‬ول‬
‫يتعرض الديث لكونه أفضل من غيه أو مثله ‪ ،‬وليس فيه أية دللة على استخلفه بعده ‪،‬‬
‫لن النب إنا قال هذا تطييبًا لاطره حي استخلفه على الدينة ف غزوة تبوك ‪ .‬ويؤيد‬
‫هذا أن هارون الشبه به ل يكن خليفة بعد موسى عليهما السلم بل توف ف حياته ‪ ،‬كما‬
‫أن هارون كان نبيًا مع أخيه موسى عليهما السلم ‪ ،‬وإنا استخلفه حينما ذهب ليقات ‪.‬‬
‫ربه للمناجاة وال أعلم ‪ .‬علمًا بأنه ل يلزم من التشبيه الساواة ف كل الحوال ‪.‬‬
‫«‬ ‫(‪ )2‬ومنها ما روي عن سهل بن سعد ‪ ( :‬أن رسول ال قال يوم خيب ‪:‬‬
‫لعط ي هذه الرا ية رجلً يف تح ال على يد يه ‪ ،‬ي ب ال ور سوله وي به ال ور سوله » ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فبات الناس يدركون (‪ )2‬ليلت هم أي هم يعطا ها ‪ .‬قال ‪ :‬فل ما أ صبح الناس غدوا على‬
‫رسول ال كلهم يرجوا أن يعطاها ‪ ،‬فقال ‪ « :‬أين علي بن أب طالب ؟ » فقالوا ‪ :‬هو‬
‫يا ر سول ال يشتكي عينيه ‪ ،‬قال ‪ « :‬فأر سلوا إل يه » ‪ ،‬فأ ت به فبصق ر سول ال ف‬
‫عينيه ودعا له وبرأ حت كأن‬

‫‪ )(1‬البخاري ف ‪ :‬الغازي ‪ .‬باب غزوة تبوك ‪ ،‬فتح الباري (‪ )8/112‬ومسلم ف ‪ :‬الفضائل ‪ .‬ب ‪ :‬من‬
‫فضائل علي ‪ ،‬ح ‪ ، )4/1870( 2404‬والترمذي ف ‪ :‬مناقب علي ‪ ،‬رقم (‪ )5/641( )3731‬وابن حبان‬
‫‪ ،‬موارد الظمآن (ص ‪ )543‬وغيهم ‪.‬‬
‫‪ )(2‬أي يوضون ويتحدثون ف ذلك ‪ .‬انظر ‪ :‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪. )15/178‬‬

‫‪325‬‬
‫ل يكن به وجع ‪ ،‬فأعطاه الراية ‪ ...‬الديث ) (‪. )1‬‬
‫فهذه الحاديصث غيصض مصن فيصض الحاديصث الصصحيحة الواردة فص مناقصب اللفاء‬
‫الراشدين رضي ال عنهم أوردت بعضها نوذجًا ل استقصاء وإل فمناقبهم قد صنف فيها‬
‫ملدات ‪.‬‬
‫هذا وب عض أ هل ال سنة قد خّ س باللفاء الراشد ين ‪ ،‬ول كن اختلفوا ف الا مس ‪،‬‬
‫فمن هم من جعله ع مر بن ع بد العز يز ‪ ،‬وُروي ذلك عن سفيان الثوري (‪ )2‬وروي عن‬
‫الشاف عي (‪ )3‬أيضًا ‪ .‬ومن هم من جعله ال سن بن علي للف ته ال ت مدت ا ستة أش هر ق بل‬
‫ال صلح ‪ ،‬وا ستدلوا على ذلك بد يث سُفينة ال سابق « الل فة بعدي ثلثون سنة ‪» ...‬‬
‫الديث ‪ .‬وقد عدّوا هذه الشهر الستة تام الثلثي سنة (‪. )4‬‬
‫وهذا القول أقوى من سابقه ‪ ،‬لن معاوية رضي ال عنه أفضل من عمر بن عبد العزيز‬
‫(‪)5‬‬
‫ل صحبة رسول ال وكتابته الوحي بي يديه وغيها‬ ‫ول ُيعّد منهم ‪ ،‬ويكفيه فض ً‬
‫ف ‪ ،‬فرفع‬‫وإنا اشتهر فضل عمر بن ع بد العزيز لنه أ تى بعد سنوات من الظلم والعَ سْ ِ‬
‫الظال ورد المانات إل‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ‪ .‬والفظ له ف كتاب ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬ب ‪ :‬من فضائل علي ‪ ،‬ح ‪، )4/1872( 2406‬‬
‫ورواه البخاري متصرًا عن سلمة بن الكوع ف كتاب ‪ :‬الفضائل ‪ .‬باب ‪ :‬مناقب علي ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ )7/270‬وغيها ‪.‬‬
‫‪ )(2‬سنن أب داود ك ‪ :‬السنة ‪ .‬ب ‪ ، 7‬عون (‪ ، )12/383‬وحلية الولياء (‪. )7/332‬‬
‫‪ )(3‬آداب الشافعي ومناقبه لبن أب حات (ص ‪ ، )189‬ومناقب الشافعي للبيهقي (‪. )1/448‬‬
‫‪ )(4‬تاريخ اللفاء للسيوطي (ص ‪. )9‬‬
‫‪ )(5‬من شاء الستزادة ف هذا الوضوع فليجع إل كتاب ‪ :‬العواصم من القواصم وحاشيته (ص ‪ )151‬فما‬
‫بعدها ‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫أهل ها ‪ .‬أ ما معاو ية ر ضي ال ع نه ف قد جاء ب عد أف ضل ال مة ب عد ال نبياء ‪ ،‬و هم اللفاء‬
‫الربعصة الراشدون رضصي ال تعال عنهصم أجعيص ‪ ،‬ومصع ذلك فقصد كان له مصن الفضصل‬
‫والمانة وحسن سياسة الرعية ومبتهم له الشيء الكثي ‪ ،‬روى الثرم بسنده إل أب هريرة‬
‫الكتّب قال ‪ :‬كنا عند العمش فذكروا عمر بن العزيز وعدله فقال العمش ‪ ( :‬فكيف‬
‫لو أدركتصم معاويصة ؟ ) قالوا فص حلمصه ؟ قال ‪ ( :‬ل وال بصل فص عدله ) (‪ . )1‬قال شيصخ‬
‫ال سلم ا بن تيم ية ‪ ( :‬ات فق العلماء على أن معاو ية أف ضل ملوك هذه ال مة ) (‪ . )2‬و قد‬
‫روي عن ال نب أحاد يث ف فضله ر ضي ال ع نه ‪ ،‬هذا من ناح ية اللفاء ‪ ،‬أ ما أف ضل‬
‫الصحابة عمومًا بعد الربعة فهم بقية أهل الشورى ‪.‬‬
‫من السنة الفاضلة بي اللفاء الراشدين‬
‫هذا وبنا سبة حديث نا عن التفض يل ب ي اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال عن هم قد‬
‫يعترض معترض فيقول ‪ :‬الول أن ن بّ أصحاب النب جيعًا ول نفاضل بينهم ‪ ،‬ولذا‬
‫العترض نقول ‪ :‬السنة الفاضلة بينهم على ما جاءت به الحاديث الصحيحة ‪ ،‬وسار عليه‬
‫السلف الصال‬

‫‪ )(1‬منهاج السنة (‪ )3/185‬وقد سئل المام أحد ‪ :‬أيا أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فقال ‪ :‬معاوية‬
‫أفضل ‪ ،‬لسنا نقيس بأصحاب رسول ال أحدًا ‪ ،‬قال رسول ال ‪ « :‬خي القرون قرن ث الذين يلونم »‬
‫الديث متفق عليه ‪ ،‬وف رواية قال ‪ :‬كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز واستدل بديث ‪:‬‬
‫« لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ول نصيفه ‪ . » ...‬رواه مسلم ف ‪ :‬فضائل الصحابة ‪ .‬ح‬
‫‪ ، )4/1963( 2540‬انظر ‪ :‬السند من مسائل المام أحد ورقة (‪. )68‬‬
‫‪ )(2‬مموع الفتاوى (‪. )4/478‬‬

‫‪327‬‬
‫من تفض يل أ ب ب كر ث ع مر ث عثمان ث علي ر ضي ال تعال عن هم أجع ي على سائر‬
‫ال صحابة ‪ ،‬و قد سئل المام أح د عن ر جل ي ب أ صحاب ر سول ال ول يف ضل‬
‫بعضهم على بعض وهو يبهم قال ‪ ( :‬السنة أن يفضل أبا بكر وعمر وعثمان وعلي من‬
‫اللفاء ) (‪. )1‬‬
‫وإنا الذي ذموا التحدث فيه والتعرض له هو ما شجر بي الصحابة من قتال وفت بعد‬
‫مق تل الشه يد عثمان ر ضي ال ع نه ‪ ،‬ث الناع الذي ح صل ب ي علي ومعاو ية ر ضي ال‬
‫عنهما ومن معهما من الصحابة (‪. )2‬‬
‫موقف بعض الفرق السلمية من التفضيل‬
‫الشاعرة مصع أهصل السصنة فص هذا الوضوع ‪ ،‬بصل مالفتهصم لهصل السصنة فص باب‬
‫(‪)3‬‬
‫( المامة ) عمومًا قليلة جدًا ‪ ،‬ولذلك ينتحلون السنة ويُنَحّلُونا ف مثل هذا الوضوع‬
‫وهناك فرق أخرى خالفت ف هذه السألة نستعرض آراءهم باختصار ومن هذه الفرق ‪:‬‬
‫(‪ )1‬العتزلة ‪:‬‬
‫ووافقت العتزلة أهل السنة ف تول جيع الصحابة والترحّم عليهم وعلى صحة إمامة‬
‫اللفاء الربعصة على الترتيصب ‪ ،‬وعلى أن أبصا بكصر أفضصل مصن عمصر ‪ ،‬وعمصر أفضصل مصن‬
‫عثمان ‪ ،‬ولكن هم اختلفوا ف أيه ما أف ضل أ بو ب كر ‪ ،‬أم علي ر ضي ال عنه ما على أقوال‬
‫ثلثة ‪:‬‬
‫‪ -1‬منهم من يرتّب اللفاء الراشدين ف اللفة أبو بكر ‪ ،‬فعمر ‪ ،‬فعثمان ‪،‬‬

‫‪ )(1‬السند من مسائل المام أحد للخلل ( مطوط ) ورقة (‪. )54‬‬


‫‪ )(2‬انظر من أقوالم ف ذلك ( ص ‪ )527‬من الفصل الثالث ‪.‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬نقض النطق لبن تيمية (ص ‪. )16‬‬

‫‪328‬‬
‫فعل يّ ‪ .‬وكذلك ف الف ضل وهذا قول قدماء الب صريي ‪ ،‬ومن هم عمرو بن عب يد والنظام‬
‫الاحظ وثامة بن أشرس والفوطي والشحام وغيهم (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬ومن هم من قال بف ضل أ ب ب كر فع مر فعثمان ولك نه تو قف ف أ مر علي ون سبة‬
‫فضله إل ف ضل أ ب ب كر أيه ما أف ضل ‪ ...‬فمن هم من فضّل عليّ ا على عثمان وتو قف ف‬
‫التفضل بينه وبي أب بكر ومن هؤلء واصل ابن عطاء (‪ )2‬وأبو هذيل العلف ‪ .‬وتبعهم‬
‫من التأخرين أبو هاشم بن أب علي البائي وأبو السي ممد بن علي بن الطيب البصري‬
‫(‪ )3‬ف أول حياتما ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومنهم من ذهب إل تفضيل علي على أب بكر وهذا مذهب العتزلة البغداديي ‪،‬‬
‫( وذهب هذا الذهب من متأخري البصريي أبو علي الُبّائي بعد أن كان متوقفًا ‪ ،‬والتزم‬
‫التوقف ف مصنفاته ‪ ،‬ث اعتنق تفضيل علي عند وفاته ) (‪ )4‬وكذلك أبو السي ممد بن‬
‫علي البصري ف آخر حياته ( لنه يقطع أن أمي الؤمني ‪ -‬أي عليّا ‪ -‬أفضل الماعة )‬
‫(‪ ، )5‬وم ن ذ هب إل تفض يل علي على أ ب ب كر القا ضي ع بد البار ح يث قال ‪ ( :‬فأ ما‬
‫عندنا ‪ :‬أي أفضل الصحابة أمي الؤمني علي ث السن ث السي عليهم السلم ) (‪. )6‬‬

‫‪ )(1‬السلم وفلسفة الكم د ‪ .‬ممد عمارة (ص ‪. )516‬‬


‫‪ )(2‬شرح الصول المسة للقاضي عبد البار (ص ‪. )767‬‬
‫‪ )(3‬السلم وفلسفة الكم (ص ‪. )516‬‬
‫‪ )(4‬السلم وفلسفة الكم (ص ‪. )516‬‬
‫‪ )(5‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل ( جص ‪ ، 20‬ق ‪ ، 1‬ص ‪. )216‬‬
‫‪ )(6‬شرح الصول المسة (ص ‪. )767‬‬

‫‪329‬‬
‫الوارج ‪:‬‬
‫أما الوارج ف هم يقولون بأفضل ية وإما مة أ ب ب كر وع مر وعثمان ح ت انقضاء ال ست‬
‫السنوات الول من حكمه ‪ ،‬ث علي حت قبوله التحكيم ‪ ،‬وما يُجْمع عليه الوارج كما‬
‫قال الشعري ( إكفار علي وعثمان ) (‪. )1‬‬
‫الروافض ‪:‬‬
‫وعلى‬ ‫أ ما الروا فض فهم ممعون على تفض يل علي على سائر أصحاب ر سول ال‬
‫أنه ليس بعد النب أفضل منه (‪. )2‬‬
‫وج يع هذه الفرق الضالة الخال فة ل هل ال سنة والما عة ل يس ع ند أ حد من ها دل يل‬
‫صريح من كتاب ال أو سنة رسوله الصحيحة الت يكنها أن تقابل الحاديث السابقة‬
‫الدالة على مذهب الق ف هذه السألة ‪ ،‬وهو مذهب أهل السنة والماعة ‪.‬‬
‫أما أن نوض معهم ف مادلت عقلية ل تركز على أساس ‪ ،‬ول تصل إل قرار فهذا‬
‫يتاج إل بث أوسع ومدة زمنية أطول ‪ ،‬ولو أردنا استقصاء كل مبحث ف هذه الرسالة‬
‫لبلغت الجلدات ‪ ،‬لكن نبي مذهب الق ‪ -‬مذهب أهل السنة والماعة ‪ -‬وندلل عليه‬
‫بالدلة الصرية الصحيحة ونشي إشارة متصرة إل من خالف من الفرق على حسب ما‬
‫يسمح لنا به الوقت وحجم الرسالة ‪ ،‬وال الستعان ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفرق بي الفرق (ص ‪ . )73‬وانظر ‪ :‬القالت (‪. )1/167‬‬


‫‪ )(2‬مقالت السلميي (‪. )1/150‬‬

‫‪330‬‬
‫الفصل الثان‬
‫واجبات الِمام وحقوقه‬
‫البحث الول ‪ :‬واجبات الِمام‬

‫‪331‬‬
332
‫الفصل الثان‬
‫واجبات الِمام وحقوقه‬
‫البحث الول ‪ :‬واجبات الِمام‬
‫تهيد ‪:‬‬
‫الكم ف نظر السلم تبعة ومسؤولية ‪ ،‬ل يُشْرع إل لتحقيق أهداف وبلوغ مقاصد ‪،‬‬
‫وتقيق هذه الهداف وبلوغ هذه القاصد مسؤولية مشتركة بي الكام والحكومي وهم‬
‫مسؤولون عنها جيعًا ‪.‬‬
‫وح يث كان مق صود ج يع الوليات ف ال سلم أن يكون الد ين كلّه ل ‪ ،‬وأن تكون‬
‫كلمة ال هي العليا ‪ ،‬وأن تكون العبادة ل وحده ‪ ،‬فإن ال سبحانه وتعال إنا خلق اللق‬
‫لذلك ‪ ،‬وبه أنزل الكتب وبه أرسل الرسل ‪ ،‬ومن أجله جاهد الرسول والؤمنون ‪ ،‬قال‬
‫تعال ‪ ﴿ :‬وَمَا َخَلقْ تُ اْلجِنّ وَالن سَ إِل ِلَيعْبُدُو نِ ﴾ (‪ . )1‬وجاع الد ين وج يع الوليات‬
‫هو المر والنهي ‪ ،‬والذي بعث ال به رسوله هو المر بالعروف والنهي عن النكر ‪،‬‬
‫ضهُ مْ َأوْلِيَاء َبعْ ضٍ‬
‫و هو ن عت الؤمن ي ف كتاب ال تعال ﴿ وَالْ ُم ْؤمِنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَا تُ َب ْع ُ‬
‫يَ ْأ ُمرُونَ بِالْ َم ْعرُوفِ َويَْن َهوْ َن عَنِ الْمُن َك ِر ‪. )2( ﴾ ...‬‬
‫وحيث إن المام هو النائب أو الوكيل (‪ )3‬عن المة ف تقيق هذه‬

‫‪ )(1‬الذاريات آية ‪. 56‬‬


‫‪ )(2‬التوبة آية ‪. 71‬‬
‫‪ )(3‬على خلف بي الفقهاء هل هو ول أو كيل ؟ انظر ‪ :‬القواعد لبن رجب (ص ‪ )116‬ط ‪ .‬أول‬
‫‪1392‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة الكليات الزهرية ‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫القاصد الشرعية ‪ ،‬وقد أعطته زمام السلطة للسي با إل تقيق هذه القاصد عند بيعتها‬
‫له ‪ ،‬لذلك كان عليصه مصن الواجبات مصا ليصس على غيه ‪ ،‬ولن مناط الوجوب فيهصا هصو‬
‫القدرة وقد حصلت له بعد مبايعتهم له ‪ ،‬فلزمه القيام بذا الواجب الثقيل ‪.‬‬
‫لكنصه ل يسصتطيع وحده القيام بتحقيصق هذه القاصصد مهمصا بلغ مصن القوة والذكاء‬
‫والفطنة ‪ ،‬لذلك أوجب السلم على الحكومي أيضًا واجبات وحقوقًا للمام مقابل تلك‬
‫الواجبات اللقاة على عاتقه ‪ ،‬وعن طريق هذه القوق تكمل له القدرة ف القيام با أوجبه‬
‫ال عليه من تقيق لذه القاصد ‪.‬‬
‫وجريًا على القاعدة ال سلمية ف تقد ي الوا جب على ال ق فإ ن سأتدث أو ًل عن‬
‫الواجبات اللقاة على عا تق المام ‪ ،‬ث أت بع ذلك بالد يث عن حقو قه على الرع ية ‪ ،‬ث‬
‫الديث عن الشورى ‪ ،‬وهل هي واجب من الواجبات اللقاة على عاتقه ؟ أم أنا حق من‬
‫حقوقه على رعيته ‪.‬‬
‫واجبات المام‬
‫حِمْلُ الما مة ثق يل ‪ ،‬وواجبات ا كبية ل ت ستطيع القيام ب ا على وجه ها الك مل إل‬
‫أولو العزم من الرجال ‪ ،‬لذلك كانت من أعظم القربات عند ال لن احتسب القيام با ‪،‬‬
‫وق صد التقرّب إل يه تعال ‪ ،‬ولذلك قال ‪ « :‬سبعة يظل هم ال ت ت ظله يوم ل ظل إل‬
‫ظله ‪ » ...‬وذكر منهم ‪ « :‬إمام عادل ‪. )1( » ...‬‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الذان ‪ .‬ب ‪ :‬من جلس ف السجد ينتظر الصلة ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )2/143‬ومسلم ف ك ‪ :‬الزكاة ‪ .‬ب ‪ :‬فضل إخفاء الصدقة ‪ ،‬ح ‪ ، )2/715( 1031‬والترمذي ف ك ‪:‬‬
‫الزهد ‪ .‬ب ‪ ، 53 :‬والنسائي ف القضاة ‪ .‬ب ‪ ، 2 :‬والوطأ ف الشعر (‪ ، )14‬وأحد (‪. )2/439‬‬

‫‪334‬‬
‫وما يدل على ثقل هذا المل ما رواه مسلم ف صحيحه عن أب ذر الغفاري رضي‬
‫ال عنه أن النب قال له ف المارة ‪ « :‬إنا أمانة ‪ ،‬وإنا يوم القيامة خزي وندامة إل من‬
‫أخذ ها بق ها وأدى الذي عل يه في ها » (‪ . )1‬و عن ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما أن‬
‫ر سول ال قال ‪ « :‬أل كل كم راع وكل كم م سؤول عن رعي ته ‪ ،‬فالمام الع ظم الذي‬
‫على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته ‪ ،‬والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن‬
‫رعيته ‪ ،‬والرأة راعية على أهل بيت زوجها وهي مسؤولة عنهم ‪ ،‬وعبد الرجل راع على‬
‫مال سيّده وهو مسؤول عنه ‪ ،‬أل كلّكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » (‪. )2‬‬
‫ومن أهم هذه الواجبات ما يلي ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬واجبات أساسية ‪:‬‬
‫الواجب الول والساسي والامع لكثي من الواجبات الشرعية هو ‪ :‬السعي إل تقيق‬
‫مقا صد الما مة ال ت من أجل ها ُشرِ عت ‪ ،‬و هي بعبارة مت صرة ‪ ( :‬إقا مة الد ين و سياسة‬
‫ل ‪ ،‬ول مانع هنا‬‫الدنيا به ) وقد أفرد تُ فيما سبق للحديث عن هذه القاصد فصلً كام ً‬
‫من إعادة متصرة للنقاط الت بثتها هناك ف هذا الفصل ‪.‬‬
‫القصد الول ‪ :‬إقامة الدين ‪ :‬وتتمثل ف ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬حفظه وذلك با يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬نشره والدعوة إليه بالقلم واللسان والسنان ‪.‬‬
‫‪ -2‬دفع الشبه والباطيل وماربتها ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف صحيحه ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬كراهة المارة بغي ضرورة ‪ ،‬ح ‪. )3/1457( 1825‬‬
‫‪ )(2‬متفق عليه ‪ .‬وسبق تريه ف التعريف (ص ‪. )26‬‬

‫‪335‬‬
‫‪ -3‬حاية البيضة وتصي الثغور حت يكون السلمون ف أمن على دينهم وأنفسهم‬
‫وأموالم وأعراضهم ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬تنفيذه وذلك با يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إقامة شرائعه وحدوده وتنفيذ أحكامه ‪ :‬وذلك يشمل جباية الزكاة ‪ ،‬وتقسيم‬
‫الفيء ‪ ،‬وتنظ يم اليوش الجاهدة لجل رفع راية السلم ‪ ،‬وإقا مة قضاة الشرع للحكم‬
‫بي الناس با أنزل ال ‪ ،‬وتنفيذ هذه الحكام والدود الت شرعها ال لعباده ‪ ...‬إل ‪.‬‬
‫‪ -2‬حل الناس عليه بالترغيب والترهيب ‪.‬‬
‫القصد الثان ‪ :‬سياسة الدنيا بذا الدين ‪ .‬وهو ‪ :‬الكم با أنزل ال ف جيع شؤون‬
‫هذه الياة ‪ ،‬وينتج عن هذا القصد بعض القاصد الفرعية منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬العدل ورفع الظلم ‪.‬‬
‫‪ -2‬جع الكلمة وعدم الفرقة ‪.‬‬
‫‪ -3‬القيام بعمارة الرض واستغلل خياتا فيما هو صال للسلم والسلمي ‪ .‬وقد‬
‫سبق بسط هذه الوضوعات ومناقشتها فل داعي للعادة (‪. )1‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬واجبات فرعية ‪:‬‬
‫لكصن بالضافصة إل هذه الواجبات الرئيسصة هناك بعصض الواجبات اللزمصة على الِمام‬
‫وإن ل يكصن بعضهصا مصن الهداف الرئيسصة للِمامصة ‪ ،‬وإناص هصي وسصائل إل تقيصق هذه‬
‫الهداف ‪ ،‬وبناء على القاعدة الصولية ( ما ل يتم‬

‫‪ )(1‬انظر فصل مقاصد المامة من الباب الول (ص ‪ )70‬فما بعدها ‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫الواجب إل به فهو واجب ) فهي واجبه على المام إذًا ‪ ...‬ومن هذه الواجبات ما يلي ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬استيفاء القوق الالية لبيت الال وصرفها ف مصارفها الشرعية ‪:‬‬
‫من واجبات الِمام ومسؤولياته السام ا ستيفاء القوق الال ية أو الوارد أو كما يقول‬
‫أ بو يعلى ‪ ( :‬جبا ية الف يء ‪ ،‬وال صدقات على ما أوج به الشرع ن صًا واجتهادًا من غ ي‬
‫عسف ) (‪ )1‬وكذلك الصروفات والنفقات والعطاءات ‪ ،‬وعلى حدّ قول القاضي أب يعلى‬
‫‪ ( :‬تقدير العطاء وما يستحق من بيت الال من غي سرف ول تقصي ‪ ،‬ودفعه ف وقت ل‬
‫تقدي فيه ول تأخي ) (‪. )2‬‬
‫والواقع أن هذا الواجب وإن كان من مقاصد المامة ومن الواجبات الساسية وداخل‬
‫ل ل ا للمام ف يه من دور‬
‫ف مق صد ( تنف يذ ال سلم ) إل أن ن ذكر ته ه نا مفردًا ومف صّ ً‬
‫اجتهادي فيما ل نصّ فيه من تقدير العطاءات ونوها ‪ ،‬كما ذكرته لزيادة تفصيل ما سبق‬
‫ل‪.‬‬ ‫مم ً‬
‫وفص هذا القام يسصن بنصا أن نأخصذ لحصة سصريعة فص الديصث عصن موارد بيصت الال‬
‫ومصارفه ووجوه صرفها ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية (ص ‪. )28‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (ص ‪. )28‬‬

‫‪337‬‬
‫موارد بيت الال ‪:‬‬
‫‪ -1‬الزكاة ‪:‬‬
‫وهي ‪ :‬الركن الثان من أركان السلم ‪ ،‬ثابتة بالكتاب والسنة والجاع ‪ ،‬تب على‬
‫كل م سلم وم سلمة مَلَ كَ ن صابًا وحال عل يه الول في ما يشترط ف يه ذلك ‪ .‬و قد حدّدت‬
‫الشريعة السلمية نصاب كل صنف من أصناف الموال الزكّاة ‪.‬‬
‫وقد اتفق الصحابة على قتال مانعيها ‪ ،‬وعلى هذا فمن أنكر وجوبا كفر ‪ ،‬ومن منعها‬
‫معتقدًا وجوب ا وقدر المام على أخذ ها م نه أخذ ها م نه جبًا وعزّره على امتنا عه ‪ ،‬وإن‬
‫كان خارجًا عن قب ضة المام قاتله ‪ ,‬ك ما ف عل أ بو ب كر ال صّدّيق ر ضي ال ع نه ‪ ،‬وقال‬
‫قولته الشهورة ‪ ( :‬وال لو منعون عقالً ‪ -‬وف رواية عناقًا ‪ -‬كانوا يُؤدونه إل رسول ال‬
‫لقاتلتهم عليه ) (‪. )1‬‬
‫وهي ليست حقًا موكولً للفراد يؤديه منهم من شاء ويدعه من أراد ‪ ،‬وإنا هي حق‬
‫عام يتوله المام وولته فيقومون ببايته من تب عليه ‪ ،‬ويصرفونه إل من تب له ‪.‬‬
‫والدلة على ذلك كثية منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬قول ال تعال ‪ِ ﴿ :‬إنّمَا الصّدَقَاتُ لِ ْل ُف َقرَاء وَالْمَسَا ِكيِ وَاْلعَامِِليَ َعلَْيهَا‬

‫‪ )(1‬البخاري كتاب ‪ :‬العتصام ‪ .‬باب ‪ :‬القتداء بسنة الرسول ‪ ،‬فتح الباري (‪ ، )13/250‬ومسلم ف‬
‫كتاب ‪ :‬اليان ‪ .‬باب المر بقتال الناس حت يقولوا ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ،‬ح ‪. )1/51( 20‬‬

‫‪338‬‬
‫ب وَاْلغَا ِر ِميَ وَفِي سَبِيلِ اللّ هِ وَابْ ِن ال سّبِي ِل َفرِيضَ ًة مّ نَ اللّ هِ وَاللّ هُ‬
‫وَالْ ُمؤَّل َفةِ قُلُوُبهُ ْم وَفِي الرّقَا ِ‬
‫عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ (‪. )1‬‬
‫فالشا هد من الية قوله ﴿ وَاْلعَامِِليَ َعلَيْهَا ﴾ قال الف خر الرازي ف تفسيه ‪ ( :‬دلت‬
‫هذه ال ية على أن هذه الزكاة يتول أخذ ها وتفرقت ها المام و من يلي من ِقبَله ‪ ،‬والدل يل‬
‫عليه أن ال جعل للعالي سهمًا فيها ‪ ،‬وهذا يدل على أنه ل بد ف أداء هذه الزكوات من‬
‫عامل ‪ ،‬والعامل هو الذي نصبه المام لخذ الزكوات فد ّل هذا النص على أن المام هو‬
‫الذي يأخذ الزكوات ) (‪. )2‬‬
‫كما يدلّ ذلك أيضًا أن بعض الصارف الذكورة ل يكن أن يصرفها إل المام ‪ ،‬مثل‬
‫م صرف الؤلّ فة قلوب م ‪ ،‬فهذا ل يقوم به إل المام ‪ ،‬فدلّ على ا ستحقاق دفع ها إل يه ‪.‬‬
‫ومثل إعداد العدّة والعُ َددِ للجهاد ف سبيل ال فل يكن تنظيم ذلك إل بتصرف المام ‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله تعال ‪ ﴿ :‬خُ ْذ مِ نْ َأ ْموَاِلهِ ْم صَدََقةً تُ َط ّه ُرهُ مْ َوُتزَكّيهِم بِهَا وَ صَلّ َعلَْيهِ مْ إِنّ‬
‫صَلََتكَ سَكَنٌ ّلهُ ْم وَالّلهُ ﴾ (‪. )3‬‬
‫فالطاب فقوله ﴿ خُ ْذ ﴾ لل نب ول كل من يلي أ مر ال سلمي من بعده ك ما ف هم‬
‫الصحابة رضوان ال عليهم بذلك (‪. )4‬‬
‫‪ -3‬ومنها ما رواه ابن عباس ف الصحيحي وغيها أن النب حي بعث معاذًا إل‬
‫الي من قال له ‪ ... « :‬أعِْلمْهُم أن ال افترض عليهم ف أموال م صدقة تؤ خذ من أغنيائهم‬
‫فتر ّد على فقرائهم ‪ ،‬فإن هم‬

‫‪ )(1‬سورة التوبة آية ‪. 60‬‬


‫‪ )(2‬التفسي الكبي للرازي (‪ )16/114‬ط ‪ .‬ثانية ‪.‬‬
‫‪ )(3‬سورة التوبة آية ‪. 103‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬تفسي القرآن العظيم لبن كثي (‪. )4/145‬‬

‫‪339‬‬
‫أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالم ‪ » ...‬الديث (‪. )1‬‬
‫والشاهد من الديث قوله ‪ « :‬تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم » فبي الديث أن‬
‫الشأن فيها أن يأخذها ويردها رادّ ‪ ،‬ل أن تترك لختيار من وجبت عليه ) (‪. )2‬‬
‫قال الافصظ ابصن حجصر ‪ ( :‬اسصتدل بصه على أن المام هصو الذي يتول قبصض الزكاة‬
‫وصرفها ‪ ،‬إما بنفسه وإما بنائبه فمن امتنع منهم أخذت منه قهرًا ) (‪. )3‬‬
‫ومعروف ف السية النبوية والتاريخ سعاة النب الذين بعثهم إل المصار ‪ ،‬وكذلك‬
‫سار على ن جه خلفاؤه من ب عد ‪ .‬ولل صحابة فتاوى كثية ف هذا الوضوع (‪ ، )4‬ولذا‬
‫قال العلماء ‪ ( :‬يب على المام أن يبعث السعاة لخذ الصدقة لن النب واللفاء من‬
‫بعده كانوا يبعثون ال سعاة ‪ ،‬ولن ف الناس من يلك الال ول يعرف ما ي ب عل يه ف يه ‪،‬‬
‫ومنهم من يبخل فوجب أن يبعث من يأخذ ‪. )5( ) ....‬‬
‫الكمة ف دفعها للمام ‪:‬‬
‫ولقيام المام بمعها ث توزيعها دون قيام الالك بتوزيعها بنفسه على مستحقيها حكم‬
‫كثية منها ‪:‬‬

‫‪ )(1‬البخاري ف كتابه ‪ :‬الزكاة ‪ .‬باب ‪ :‬أخذ الصدقة من الغنياء وترد ف الفقراء ‪ ،‬فتح الباري (‪. )3/357‬‬
‫‪ )(2‬فقه الزكاة للقرضاوي (‪. )2/749‬‬
‫‪ )(3‬فنح الباري (‪. )3/360‬‬
‫‪ )(4‬راجع بتوسع فقه الزكاة للقرضاوي (‪. )2/754‬‬
‫‪ )(5‬الجموع (‪ )6/167‬والروضة (‪ )2/210‬للنووي ‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫‪ -1‬أن كثيًا من الفراد قد توت ضمائرهم أو يصيبها السقم والزال فل ضمان‬
‫للفقي إذا ترك حقه لثل هؤلء ‪.‬‬
‫‪ -2‬ف أخذ الفقي حقه من الكومة ل من الغن نفسه حفظ لكرامته ‪ ،‬وصيانة لاء‬
‫وجهه أن يراق بالسؤال ‪ ،‬ورعاية لشاعره أن يرحها النّ والذى ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ترك ال مر للفراد ي عل التوز يع فو ضى ف قد ينت به أك ثر من غ ن لعطاء فق ي‬
‫واحد ‪ ،‬على حي يغفل عن آخر ل يفطن له أحد ‪ ،‬وربا كان أشدّ فقرًا (‪. )1‬‬
‫كل ما سبق يدل على أن على المام أن يطلب الزكاة ويبيها من أصحابا ‪ ،‬ث يقوم‬
‫بتوزيعها على مستحقيها الذين ذكرتم الية السابقة ‪ .‬وعلى المة أن تدفعها إليه أو إل‬
‫عماله الذين يرسلهم لبايتها ‪.‬‬
‫أ ما إذا ل يطلب ها أو ز عم الالك أ نه قد دفع ها بنف سه و صرفها ‪ ،‬أو كان المام غ ي‬
‫عادل ‪ ،‬ويصرفها ف غي وجوهها الستحقة فهل يوز أن يوزعها الالك بنفسه ؟ ف مثل‬
‫هذه الال يتاج المر إل تفصيل ‪.‬‬
‫أضرب الموال الزكاة ‪:‬‬
‫الموال الزكاة ضربان ‪ ،‬ظاهرة ‪ ،‬وباطنة ‪ ،‬فالموال الظاهرة هي ‪ :‬ما ل يكن إخفاؤه‬
‫مصن الزروع والثمار والواشصي ‪ ...‬إل ‪ .‬والباطنصة هصي ‪ :‬مصا أمكصن إخفاؤه مصن الذهصب‬
‫والفضة وعروض التجارة ونو ذلك ‪ ،‬واختلف ف زكاة الفطر فمن الفقهاء من جعلها من‬
‫الموال الظاهرة ‪ ،‬ومنهم من جعلها من الباطنة ‪...‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬فقه الزكاة للقرضاوي (‪. )2/756‬‬

‫‪341‬‬
‫أ‪ -‬الموال الظاهرة ‪:‬‬
‫ذهب المام مالك وأبو حنيفة وأبو عبيد إل أنه ل يفرق الموال الظاهرة إل المام ‪،‬‬
‫لقول ال تعال ﴿ خُ ْذ مِ نْ َأ ْموَاِلهِ ْم صَدَقَةً ﴾ ولن أبا بكر طالبهم بالزكاة وقاتل مانعيها‬
‫عليها ‪ ...‬ووافقه الصحابة على هذا ‪ ،‬ولن ما للمام قبضه بكم الولية ل يوز دفعه إل‬
‫الول عليه كول اليتيم (‪ ، )1‬وللشافعي قولن ف الذهب ‪ ( :‬أظهرها وهو الديد ‪ -‬يوز‬
‫‪ -‬والقدي ل يوز ‪ ،‬بل يب صرفها إل المام إن كان عادلً ) (‪ )2‬وروي عن المام أحد‬
‫ص صدقة الرض فيعجبنص دفع ها إل ال سلطان ‪ )3( ) ...‬قال أبصو الطاب مصن‬ ‫قوله ‪ ( :‬أم ا‬
‫النابلة ‪ ( :‬دفصع الزكاة إل المام العادل أفضصل ‪ ،‬ومنص قال بدفعهصا إل المام ‪ :‬الشعصب‬
‫وممد بن علي ‪ -‬الباقر ‪ -‬وأبو رزين والوزاعي ) (‪. )4‬‬
‫قال أ بو عب يد ‪ ( :‬وهذا عند نا هو قول أ هل ال سنة والعلم من أ هل الجاز والعراق‬
‫وغيهم ف الصامت ‪ ،‬لن السلمي مؤتنون عليه كما ائتمنوا على الصلة ‪ ،‬وأما الواشي‬
‫وال ب والثمار فل يلي ها إل الئ مة ‪ ،‬ول يس لرب ا أن يغيب ها عن هم ‪ ،‬وإن فرق ها ووضع ها‬
‫مواضعها فليست قاضية عنه ‪ ،‬وعليه إعادتا إليهم فرقت بي ذلك السنة والثار ) (‪. )5‬‬
‫ب‪ -‬الموال الباطنة ‪:‬‬
‫أ ما الموال الباط نة من نقود وعروض تارة فلم يظ هر خلف ب ي الفقهاء ف أن ا إذا‬
‫دفعت زكاتا إل المام أجزأت ‪ ،‬ولكن هل يب‬

‫‪ )(1‬الغن والشرح الكبي لبن قدامة (‪. )2/508‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬الروضة (‪. )2/205‬‬
‫‪ )(3‬الغن والشرح الكبي (‪. )2/508‬‬
‫‪ )(4‬الغن والشرح الكبي (‪. )2/508‬‬
‫‪ )(5‬الموال لب عبيد (ص ‪. )509‬‬

‫‪342‬‬
‫عليه أخذها ؟ وهل عليه أن يب الناس على دفعها إليه أم ل ؟ وللجابة على ذلك نقول ‪:‬‬
‫قد كانت ف الصل تدفع للمام ف زمن النب ث خليفتيه من بعده ‪ -‬لنه ل يرد ف‬
‫الدلة تفريق بي الموال الظاهرة والباطنة ‪ -‬لكنه اختلف ف أدائها إليهم بعد مقتل عثمان‬
‫ر ضي ال ع نه (‪ ، )1‬فكان من هم من يدفع ها إلي هم ‪ ،‬ومن هم من يق سمها ‪ ،‬ف صار أرباب‬
‫الموال كالوكلء عن المام وإن ل يب طل ذلك ح قه ف أخذ ها ‪ ،‬ولذا قالوا ‪ ( :‬لو علم‬
‫السلطان من أهل بلدة على أنم ل يؤدون زكاة الموال فإنه يطالبهم با ) (‪. )2‬‬
‫ومنص ذهصب إل أناص مفوضصة إل أرباب الموال النفيصة والشافعيصة ‪ ،‬قال الاوردي ‪:‬‬
‫( ليس لوال الصدقات نظر ف زكاة الال الباطن ‪ ،‬وأربابه أحق بإخراج زكاته منه ‪ ،‬إل‬
‫أن يبذلا أرباب الموال طوعًا فيقبلها منهم ‪ ،‬ويكون ف تفريقها عونًا لم ) (‪ )3‬أما النابلة‬
‫فقد قال ابن قدامة ‪ ( :‬يستحب للن سان أن يلي تفرقة الزكاة بنفسه ‪ ،‬ليكون على يقي‬
‫من وصولا إل مستحقها سواء كانت من الموال الظاهرة أو الباطنة ‪ .‬قال المام أحد ‪:‬‬
‫( أعجصب إلّ أن يرجهصا ‪ ،‬وإن دفعهصا إل السصلطان فهصو جائز ) ‪ .‬قال ‪ :‬وقال السصن‬
‫(‪)4‬‬
‫ومكحول ‪ ،‬و سعيد بن جبي ‪ ،‬وميمون بن مهران ‪ :‬يضع ها رب الال ف موضع ها )‬
‫وقال أبو يعلي ‪ -‬من‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬الرجع السابق (ص ‪. )504‬‬


‫‪ )(2‬شرح فتح القدير للكمال بن المام (‪ )1/487‬ط ‪ .‬بولق سنة ‪ . 1315‬وف طبعة اللب (‪)2/162‬‬
‫عام ‪ 1398‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية (ص ‪. )113‬‬
‫‪ )(4‬الغن والشرح الكبي (‪. )2/507‬‬

‫‪343‬‬
‫النابلة ‪ ( : -‬ول يس لوال ال صدقات ن ظر ف زكاة الال البا طن ‪ ،‬وأربا به أ حق بإخراج‬
‫زكاته منه إل أن يبذلا أرباب الموال طوعًا فيقبلها منهم ‪ ،‬ويكون ف تفرقتها عونًا لم ‪،‬‬
‫ونظره م صوص بزكاة الال الظا هر ‪ ،‬يؤمَر أرباب الموال بدفع ها إل يه إذا طلب ها ‪ ،‬فإن ل‬
‫يطلبها جاز دفعها إليه (‪ )1‬وف رواية عبد ال بن المام أحد قال ‪ ( :‬سألت أب عن الزكاة‬
‫تدفع إل السلطان أو يقسمها هو ؟ قال ‪ :‬يقسمها هو ) (‪ )2‬وما يدل على جواز إخراجها‬
‫بنف سه ما رواه أ بو سعيد ال قبي قال ‪ ( :‬جئت ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه بائ ت‬
‫در هم ‪ ،‬فقلت يا أم ي الؤمن ي هذا زكاة مال ‪ ،‬قال ‪ :‬و قد عت قت يا كي سان ؟ قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬نعم قال ‪ :‬با أنت فاقسمها ) (‪ )3‬كما يدل على ذلك حديث ‪ « :‬سبعة يظلهم ال‬
‫ت ت ظله يوم ل ظل إل ظله ‪ » ...‬وذ كر من هم ‪ « :‬ور جل ت صدق بيمي نه ح ت ما تعلم‬
‫شاله ما أنفقت يينه » (‪ )4‬وهذا عام ف صدقة التطوع والزكاة الواجبة ‪.‬‬
‫فالذي يظهر ما سبق أن المام العادل إذا طلب الزكاة وجب دفعها إليه سواء كانت‬
‫ظاهرة أو باطنة ‪ ،‬أما إذا ل يطلبها ول يرسل عماله لبايتها ‪ ،‬ففي هذه الال لصحاب‬
‫الال الق ف توزيعها على من يرون أنه من أهلها ‪ ،‬وإن دفعها إل المام جاز ذلك وأجزأ‬
‫عنهم ‪ ،‬كما أنا ل تسقط بعدم مطالبة المام لا ‪ ،‬فهي حق ف عنق كل مسلم وإن رفض‬
‫المام أخذها أو توزيعها أو كان الناس ف زمان ل إمام فيه ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية لب يعلي (ص ‪. )115‬‬


‫‪ )(2‬مسائل المام أحد برواية ابنه عبد ال (ص ‪ )152‬تقيق زهي الشاويش ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي (‪ ، )4/114‬وأبو عبيد ف الموال (ص ‪ . )507‬وحسنه اللبان ف إرواء الغليل (‬
‫‪. )3/342‬‬
‫‪ )(4‬متفق عله وسبق تريه ف هذا الفصل (ص ‪. )320‬‬

‫‪344‬‬
‫دفعها إل أئمة الور ‪:‬‬
‫هذا إذا كان المام عاد ًل ‪ ،‬أما إذا ل يكن كذلك فهل يب دفعها إليه عند طلبها أم‬
‫ل ؟ وهل تزئ إذا أخذها وإن كان يضعها ف غي موضعها ؟‬
‫والواقع أننا عند استعراض الدلة والفتاوى والنصوص الواردة ف السألة ند منها ما‬
‫يوجب الدفع ومنها ما ينع ذلك ‪ ،‬فلنستعرضها ونرى الراجح منها ‪:‬‬
‫الدلة الوجبة لدفع الزكاة لئمة الور ‪:‬‬
‫‪ -1‬عن جرير بن عبد ال قال ‪ ( :‬جاء ناس من العراب إل رسول ال فقالوا ‪ :‬إن‬
‫«‬ ‫أنا سًا من ال صدقي ( جباة ال صدقة ) يأتون نا فيظلمون نا ‪ ،‬فقال ر سول ال ‪:‬‬
‫أرضوا مصدقيكم » ‪. )1( ) .‬‬
‫ل قال لرسول ال ‪ :‬إذا أدّيت الزكاة‬ ‫‪ -2‬وعن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رج ً‬
‫إل ر سولك ف قد برئت من ها إل ال ور سوله ؟ قال ‪ « :‬ن عم ‪ .‬إذا أديت ها إل ر سول ف قد‬
‫برئت منها إل ال ورسوله ‪ ،‬ولك أجرها وإثها على من بدّلا » (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬الزكاة ‪ .‬ب ‪ :‬إرضاء السعاة ‪ ،‬ح ‪ )2/686( 989‬وأبو داود ف ك ‪ :‬الزكاة ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫إرضاء الصدق ‪ ،‬عون (‪ ، )4/473‬والنسائي ف ‪ :‬الزكاة ‪ ، )14( .‬وأحد ف السند (‪. )4/362‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحد (‪ ، )3/136‬وعزاه ابن حجر ف تليص البي إل الارث بن أب أسامة وابن وهب ‪ .‬تليص‬
‫البي (‪. )2/174‬‬

‫‪345‬‬
‫‪ - 3‬كما يد ّل على ذلك فتاوى الصحابة والتابعي ‪ ،‬وكلم الفقهاء من ذلك ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما روي عن سهل بن أب صال عن أبيه قال ‪ ( :‬اجتمع عندي نفقة فيها صدقة ‪-‬‬
‫يعن بلغت نصاب الزكاة ‪ -‬فسألت سعد بن أب وقاص وابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد‬
‫الدري أن أق سمها أو أدفعها إل السلطان ؟ فأمرو ن جيعًا أن أدفعها إل ال سلطان ‪ ،‬ما‬
‫اختلف علي منهم أحد ) ‪ .‬وف رواية فقلت لم ‪ ( :‬هذا السلطان يفعل ما ترون ‪ -‬كان‬
‫هذا ف عهد بن أمية ‪ -‬فأدفع إليهم زكات ؟ فقالوا كلهم ‪ :‬نعم فادفعها ) (‪. )1‬‬
‫ب‪ -‬وعصن ابصن عمصر رضصي ال عنهمصا قال ‪ ( :‬ادفعوا صصدقاتكم إل مصن وله ال‬
‫أمركم ‪ ،‬فمن بر فلنفسه ومن أث فعليها ) (‪ . )2‬وف رواية عن قزعة مول زياد بن أبيه أن‬
‫ابن عمر قال ‪ ( :‬ادفعوا إليهم وإن شربوا با المر ) (‪. )3‬‬
‫جص‪ -‬و عن الغية بن شع بة أ نه قال لول له ‪ -‬و هو على أمواله بالطائف – ( ك يف‬
‫ت صنع ف صدقة مال ؟ قال ‪ :‬من ها ما أت صدق به ‪ ،‬ومن ها ما أد فع إل ال سلطان ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫وف يم أ نت من ذلك ؟ ‪ -‬أن كر عل يه أن يفرق ها بنف سه ‪ -‬فقال ‪ :‬إن م يشترون ب ا الرض‬
‫ويتزوجون با النساء ‪ .‬فقال ‪ :‬ادفعها إليهم ‪ ،‬فإن رسول ال أمرنا أن ندفعها إليهم‬
‫) (‪ . )4‬قال ابن قدامة ‪ ( :‬روي عن المام أحد أنه قال ‪ :‬قيل لبن عمر ‪ :‬إنم يقلدون با‬

‫‪ )(1‬رواه سعيد بن منصور ف مسنده وابن أب شيبة (‪ )3/156‬ط ‪ .‬السلفية ‪ ،‬والبيهقي (‪ ، )4/115‬وأبو‬
‫عبيد ف الموال (ص ‪ . )504‬قال اللبان ‪ :‬وهذا سند صحيح على شرط مسلم ‪ .‬إرواء الغليل (‪. )3/380‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو عبيد ف الموال (ص ‪. )505‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي (‪ )4/115‬بإسناد صحيح ‪ .‬قاله النووي ف الجموع (‪ . )6/163‬ونوه عند أب عبيد (ص‬
‫‪ . )506‬وصحح اللبان إسناده ‪ :‬إرواء الغليل (‪. )3/380‬‬
‫‪ )(4‬رواه البيهقي ف السنن الكبى (‪. )4/115‬‬

‫‪346‬‬
‫الكلب ‪ ،‬ويشربون با المور ‪ ،‬قال ‪ :‬ادفعها إليهم ‪ ،‬قال ‪ :‬وكان ابن عمر يدفع زكاته‬
‫إل من جاءه من سعاة ابن الزبي أو ندة الروري ) (‪ )1‬من الوارج ‪.‬‬
‫د‪ -‬أ ما أقوال الفقهاء ‪ :‬فللشافع ية ف د فع الموال الظاهرة إل المام الائر وجهان ‪.‬‬
‫أحده ا ‪ :‬يوز ‪ ،‬ول ي ب ‪ .‬قال النووي ‪ ( :‬وأ صحها ي ب ال صرف إل يه لنفاذ حك مه‬
‫وعدم انعزاله ) (‪. )2‬‬
‫أما النابلة فقد قال ابن قدامة ف الغن ‪ ( :‬ل يتلف الذهب أن دفعها إل المام جائز‬
‫سواء كان عادلً أو غي عادل ‪ ،‬وسواء كانت ف الموال الظاهرة أو الباطنة ويبأ بدفعها‬
‫إليه ) (‪. )3‬‬
‫القائلون بعدم جواز دفعها إل أئمة الور ‪:‬‬
‫و ف القا بل ن د من ال صحابة والتابع ي والفقهاء من أف ت بعدم جواز دفع ها إل أئ مة‬
‫الور إذا علم أنم ل يضعونا ف مواضعها فمنهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬يروى رجوع ابن عمر عن فتاواه السابقة وإفتاؤه بعدم دفعها إليهم يدل على‬
‫ذلك ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما رواه عبد ال بن المام أحد بسنده عن أبيه إل خيثمة قال ‪ :‬سألت ابن عمر‬
‫عن الزكاة ؟ فقال ‪ ( :‬ادفعها إليهم ) ‪ ،‬وسألته مرة أخرى فقال ‪ ( :‬ل تدفعها إليهم ‪ ،‬فقد‬
‫أضاعوا الصلة ) (‪. )4‬‬
‫ب‪ -‬وروى أبو عبيدة بسنده عن ميمون قال ‪ :‬إن صديقًا لبن عمر أخبن أنه قال‬
‫لبن عمر ‪ :‬ما ترى ف الزكاة فإن هؤلء ل يضعونا‬

‫‪ )(1‬الغن والشرح الكبي (‪. )2/508‬‬


‫‪ )(2‬الجموع (‪ )6/107‬ط ‪ :‬الدن ‪ .‬مكتبة الرشاد بدة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الغن والشرح الكبي (‪. )2/509‬‬
‫‪ )(4‬مسائل المام أحد برواية ابنه عبد ال (ص ‪. )152‬‬

‫‪347‬‬
‫مواضعها ؟ فقال ‪ :‬ادفعها إليهم قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬أرأيت لو أخّروا الصلة عن وقتها أكنت‬
‫تصلي معهم ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال فقلت ‪ :‬هل الصلة إل مثل الزكاة ؟ فقال ‪ ( :‬لبّسوا علينا‬
‫لبّس ال عليهم ) (‪. )1‬‬
‫جص‪ -‬وروى أبو عبيد بسنده إل حبان بن أب جبله عن ابن عمر أنه رجع عن قوله‬
‫ف دفع الزكاة إل السلطان وقال ‪ ( :‬ضعوها ف مواضعها ) (‪. )2‬‬
‫ف لم واكْذبم ول ُتعْطِهم شيئًا إذا ل يضعوها مواضعها )‬ ‫‪ -2‬وقال الثوري ‪ ( :‬احْلِ ْ‬
‫وقال ‪ ( :‬ل تعطهم ) (‪. )3‬‬
‫‪ -3‬وقال عطاء ‪ ( :‬أعطهم إذا وضعوها مواضعها ) ( فمفهومه كما قال ابن قدامة ‪:‬‬
‫( أنه ل يعطيهم إذا ل يكونوا كذلك ) (‪. )4‬‬
‫‪ -4‬وقال الشعب وأبو جعفر ‪ ( :‬إذا رأيت الولة ل يعدلون فضعها ف أهل الاجة )‬
‫‪.‬‬
‫‪ -5‬وقال إبراهيم ‪ ( :‬ضعوها ف مواضعها فإن أخذها السلطان أجزأك ) (‪ . )5‬وروي‬
‫عنه قوله ‪ ( :‬ل تؤدوا الزكاة لن يور فيها ) (‪. )6‬‬
‫‪ -6‬ومن أقوال الفقهاء ما ذهب إليه البهوت بقوله ‪ ( :‬وإن ل يكن يضعها أي المام‬
‫– مواضعها ( َحرُم ) دفعها ( ويوز ) وعبارة الحكام السلطانية وكثي من النسخ ويب‬
‫( كتمها إذن ) وهذا قول القاضي ف الحكام السلطانية ) (‪. )7‬‬

‫‪ )(1‬الموال لب عبيد (ص ‪. )508‬‬


‫‪ )(2‬الموال (ص ‪. )508‬‬
‫‪ )(3‬الغن والشرح الكبي لبن قدامة (‪. )508 ، 2/507‬‬
‫‪ )(4‬الغن والشرح الكبي لبن قدامة (‪. )508 ، 2/507‬‬
‫‪ )(5‬الرجع السابق (‪ . )2/508‬وانظر ‪ :‬موسوعة إبراهيم النخعي الفقهية ‪ .‬د ‪ .‬ممد رواس قلعة جي الكتاب‬
‫الثان (ص ‪ . )318‬ن ‪ .‬مركز البحث العلمي جامعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ )(6‬مصنف عبد الرزاق (‪ . )4/48‬وانظر ‪ :‬الوسوعة أيضًا (ص ‪. )318‬‬
‫‪ )(7‬كشاف القناع للبهوت (‪. )2/302‬‬

‫‪348‬‬
‫القول الراجح ‪:‬‬
‫وعند النظر ف هذه الدلة يتضح رجحان قول القائلي بواز دفع الزكاة إل سلطي‬
‫ل بالحاد يث الذكورة وبعموم الحاد يث‬ ‫الور وإجزائ ها إذا طلبو ها وخي فت الفت نة عم ً‬
‫الوج بة لطاعت هم وإن جاروا ‪ ،‬وأنّ علي هم ما حُمّلوا وعلي كم ما حل تم ‪ ،‬وأدّوا إلي هم‬
‫حقهم وسلوا ال حقكم ‪ .‬ونوها ‪ .‬والت ستأت مف صّلَة عند الديث عن حق الطاعة إن‬
‫شاء ال ‪.‬‬
‫و قد روي عن بش ي بن ال صاصية قال ‪ :‬قل نا ‪ :‬يا ر سول ال إن قومًا من أ صحاب‬
‫ال صدقة يعتدون علي نا أفنك تم من أموال نا بقدر ما يعتدون علي نا ؟ فقال ‪ « :‬ل » (‪ . )1‬أ ما‬
‫ت الفتنة ‪ ،‬أو أمكن إخفاؤها ‪ ،‬فعلى صاحبها ترّي الحق با‬ ‫إذا ل ُيلِحّوا ف طلبها وُأمِنَ ْ‬
‫من أهلها ودفعها إليه ‪ ...‬وال أعلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الزية ‪:‬‬
‫الورد الثان من موارد بيت مال السلمي هو الزية ‪ .‬وهي ‪ :‬الال القدر الأخوذ من‬
‫الذ مي ‪ ،‬يلتزم إذا ما د خل ف ذ مة ال سلمي بأدائ ها إل الدولة ال سلمية إذا أحبّ البقاء‬
‫ح ّرمُو نَ مَا‬‫على دي نه ‪ .‬قال تعال ‪ ﴿ :‬قَاِتلُواْ الّذِي نَ ل ُي ْؤمِنُو نَ بِاللّ ِه وَلَ بِاْلَيوْ مِ ال ِخرِ وَلَ ُي َ‬
‫جزَْي َة عَن يَدٍ‬
‫َح ّرمَ الّلهُ َورَسُوُل ُه وَلَ يَدِينُو َن دِينَ الْحَ ّق مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ اْلكِتَابَ حَتّى ُيعْطُوْا الْ ِ‬
‫َوهُمْ صَا ِغرُونَ ﴾ (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬رواه أبو داود ف ك ‪ :‬الزكاة ‪ .‬ب ‪ :‬رضاء الصدق ‪ ،‬عون العبود (‪ )4/470‬قال الشوكان ‪ :‬أخرجه‬
‫أيضًا عبد الرزاق وسكت عنه أبو داود والنذري ‪ .‬وف إسناده ‪ :‬ديسم السدوسي ‪ .‬ذكره ابن حبان ف الثقات‬
‫‪ .‬وقال ف التقريب ‪ :‬مقبول ‪ .‬نيل الوطار (‪ . )4/76‬وترجته ف اليزان (‪ )2/29‬وهو ف معن حديث مسلم‬
‫السابق (ص ‪ )331‬من هذا الفصل ( ارضوا مصدقيكم ) ‪.‬‬
‫‪ )(2‬سورة التوبة آية ‪. 29‬‬

‫‪349‬‬
‫وت سقط الز ية ب عد وجوب ا إذا أ سلم الذ مي ‪ ،‬أو عجزت الدولة عن حايت هم ‪ ،‬ولذا ردّ‬
‫أ بو عبيدة بن الراح ر ضي ال عن الز ية إل الذمي ي ف ب عض مدن الشام ع ند ع جز‬
‫اليش السلمي عن حايتهم ‪.‬‬
‫ول تب الزية ف السنّة إل مرة واحدة (‪. )1‬‬
‫(‪ )3‬الراج ‪:‬‬
‫وهو ما ضُرب على أراضي الكفار الغنومة عنوة الت تركت بيد أصحابا ‪ ،‬وأول من‬
‫ف عل ذلك اللي فة الرا شد ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه ‪ ،‬إذ فرض على أرض العراق‬
‫الراج وتركها بيد أصحابا بعد مشاورة منه للصحابة رضي ال عنهم وموافقتهم له على‬
‫ص عل يه أح د ف روا ية‬ ‫رأ يه ‪ ،‬وأ ما قدر الراج الضروب فيع تب ب ا تتمله الرض (‪ )2‬ن ّ‬
‫م مد بن داود و قد سئل عن حد يث ع مر ‪ ( :‬و ضع على َجرِ يب (‪ )3‬ال َكرْ مِ كذا وعلى‬
‫جريب كذا كذا ) هو شيء موصوف على الناس ل يزاد عليه أو عن رأى المام غي هذا‬
‫زاد ون قص ؟ قال بل هو على رأي المام إن شاء زاد وإن شاء ن قص ‪ .‬وقال هو َبيّ ن ف‬
‫حديصث عمصر ‪ ( :‬إن زدت عليهصم كذا أل يهدهصم ؟ ) إناص نظصر عمصر إل مصا تطيصق‬
‫الرض ) (‪. )4‬‬

‫‪ )1(1‬الحكام السلطانية للفراء (ص ‪. )165‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )145‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )148‬‬
‫‪ )4(4‬الريب لغة ‪ :‬الوادي ‪ ،‬واستعي ليكون اسًا لساحة مربعة من الرض ‪ ،‬فهو وحدة قياس مربعة أو‬
‫م َكسّرة ‪ ،‬وهو أيضًا وحدة كيل كبية ومساحة الريب ال ُعمَرية تعادل ‪ 1366.0416‬م ‪ . 2‬انظر ‪:‬‬
‫اليضاح والتبيان ف معرفة الكيال واليزان لبن الرفعة النصاري ط ‪ .‬مركز البحث العلمي وإحياء التراث‬
‫السلمي بامعة أم القرى ‪ .‬الاشية للدكتور الاروف (ص ‪ )81 ، 80‬أما جريب الكيل فيعادل (‬
‫‪ )10448‬غرامًا من القمح انظر ‪( :‬ص ‪ )87‬نفس الرجع والراد هنا وحدة الساحة ‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫(‪ )4‬العشور ‪:‬‬
‫وهي ضريبة تؤخذ من الذميي والستأمني على أموالم العدّة للتجارة إذا دخلوا بلد‬
‫السلمي ‪ ،‬ومقدارها نصف العشر على الذمي ‪ ،‬والعشر على الرب ‪ ،‬لنم يأخذون على‬
‫تّار ال سلمي مثله إذا قدموا بلد هم (‪ )1‬أ ما الذميون فلن م صولوا على ذلك ‪ ،‬قاله أ بو‬
‫عب يد ومالك بن أ نس (‪ )2‬و قد روى أ بو عب يد بإ سناده إل الش عب قال ‪ ( :‬أول من وضع‬
‫العشر ف السلم عمر ) (‪. )3‬‬
‫ويشترط فيه النصاب كما ذهب إل ذلك النابلة (‪ )4‬والنفية ‪ ،‬أما مالك فلم يشترط‬
‫ذلك (‪. )5‬‬
‫(‪ )5‬الغنائم ‪:‬‬
‫الغنيمة هي الال الأخوذ من الكفار بالقتال ‪ .‬وقد سّاها ال تعال أنفالً لنا زيادة ف‬
‫أموال السلمي (‪ )6‬وهي ‪ :‬أربعة أصناف ‪ :‬أسرى ‪ ،‬وسب ‪ ،‬وأرضون ‪ ،‬وأموال منقولة ‪،‬‬
‫وهذه هي الغنائم الألوفة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الموال لب عبيد (ص ‪. )473‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (ص ‪. )467‬‬
‫‪ )(3‬نفس الرجع (ص ‪. )467‬‬
‫‪ )(4‬الغن والشرح الكبي (‪. )10/599‬‬
‫‪ )(5‬الموال (ص ‪. )478‬‬
‫‪ )(6‬السياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪. )32‬‬

‫‪351‬‬
‫(‪ )6‬الفيء ‪:‬‬
‫و هو كل ما أخذه ال سلمون من الكفار بغ ي قتال ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ﴿ :‬وَمَا أَفَاء اللّ ُه‬
‫سّلطُ رُ سَُل ُه عَلَى مَن‬
‫ب وَلَكِنّ اللّ هَ ُي َ‬
‫عَلَى رَ سُوِلهِ ِمْنهُ مْ فَمَا َأوْ َجفْتُ ْم عََليْ ِه مِ نْ َخيْ ٍل وَل رِكَا ٍ‬
‫يَشَاءُ وَالّل ُه عَلَى كُ ّل شَ ْيءٍ قَدِيرٌ ﴾ (‪. )1‬‬
‫و سُمّي فيئًا لن ال تعال أفاءه على السلمي ‪ ،‬أي ردّه عليهم من الكفار لص ( أن ال‬
‫تعال إنا خلق الموال إعانة على عبادته ‪ ،‬لنه إنا خلق اللق لعبادته ‪ ،‬فالكافرون به أباح‬
‫أنفسهم الت ل يعبدوه با وأموالم الت ل يستعينوا با على عبادته ‪ ،‬لعباده الؤمني الذين‬
‫يعبدونه ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )7‬الوارد الخرى ‪:‬‬
‫و من موارد ب يت الال الموال ال ت ل يس ل ا مالك ُمعًيّ ن م ثل من مات من ال سلمي‬
‫وليس له وارث معيّن ‪ ،‬وكالغصوب ‪ ،‬والعواري ‪ ،‬والودائع ‪ .‬الت تعذّر معرفة أصحابا ‪،‬‬
‫والرا ضي ال ت ت ستغلّها الدولة أو تؤجر ها ‪ ،‬والعادن ال ت ت ستخرجها الدولة من با طن‬
‫الرض ‪ ،‬وخسص الركاز ‪ .‬وهصي ‪ :‬العادن السصتخرجة مصن باطصن الرض ‪ ،‬كالذهصب‬
‫والفضة والنحاس واللح ونوها ‪ ...‬أما إذا استخرجتها الدولة فهي لبيت مال السلمي ‪.‬‬
‫ومن ها ما يفر ضه المام على الغنياء ع ند الضرورة وع جز ب يت الال ل صرفه على شؤون‬
‫الدولة والرعية الضرورية مثل نفقات الند والسلح وسد حاجات الحتاجي ونو ذلك ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة الشر آية ‪. 6‬‬


‫‪ )(2‬السياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪. )40‬‬

‫‪352‬‬
‫مصارف بيت الال‬
‫(‪ )1‬الزكاة ‪:‬‬
‫وتصرف لن سّاهم ال ف كتابه ف قوله تعال ‪ ﴿ :‬إِنّمَا الصّدَقَاتُ ِل ْلفُ َقرَاء وَالْ َمسَا ِكيِ‬
‫ي وَفِي َسبِي ِل الّلهِ وَابْنِ السّبِيلِ‬ ‫ي عََلْيهَا وَالْ ُمؤَّلفَ ِة قُلُوُبهُمْ َوفِي الرّقَابِ وَاْلغَا ِرمِ َ‬
‫وَاْلعَامِِل َ‬
‫َفرِيضَ ًة مّ َن الّل ِه وَالّلهُ َعلِي ٌم حَكِي ٌم ﴾ ‪ ( .‬التوبة آية ‪. )60‬‬
‫ول يوز صرفها لغي هؤلء الثمانية ‪ ،‬ول إل بن هاشم ول لواليهم لقوله ‪ « :‬إن‬
‫الصدقة ل تنبغي لل ممد ‪ ،‬إنا هي أوساخ الناس » (‪. )1‬‬
‫أما بنوا الطلب ففيهم روايتان عن المام أحد بالنع وبالواز ‪ ،‬وإل الواز ذهب‬
‫أبو حنيفة (‪ ، )2‬واستدل الانعون بديث جبي بن مطعم رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول‬
‫ال ‪ « :‬إنا وبنوا الطلب ل نفترق ف جاهلية ول إسلم ‪ ،‬وإنا نن وهم شيء واحد »‬
‫ل ‪ ،‬لنم‬ ‫(‪ . )3‬قال ابن حزم ‪ ( :‬فص ّح أنه ل يوز أن ُي َفرّق بي حكمهم ف شيء أص ً‬
‫شيء واحد بنصّ كلمه عليه الصلة والسلم ‪ ،‬فص ّح أنم آل ممد ‪ ،‬وإذ هم آل ممد‬
‫فالصدقة عليهم حرام ) (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف كتاب ‪ :‬الزكاة ‪ .‬باب ‪ :‬ترك استعمال آل النب على الصدقة حديث رقم (‪( )1073‬‬
‫‪. )2/752‬‬
‫‪ )(2‬الغن والشرح الكبي (‪. )2/520‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو داود ف سننه ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬بيان مواضع المس وسهم ذوي القرب عون (‪، )8/202‬‬
‫ورواه البخاري بلفظ ‪ « :‬إنا بنوا الطلب وبنوا هاشم شيء واحد » عن جبي نفسه ف ك ‪ :‬فرض المس ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬الدليل على أنه المس للمام ‪ .‬فتح الباري (‪ ، )6/144‬ورواه النسائي ‪ ،‬وابن ماجة أيضًا ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الحلى لبن حزم (‪. )6/210‬‬

‫‪353‬‬
‫(‪ )2‬الزية والراج والعشور ونوها ‪:‬‬
‫فهذه تُدخ َل إل بيصت مال السصلمي ‪ ،‬وتصصرف فص العطاءات والنفقات السصتحقة‬
‫ومصصروفات بيصت الال الخرى على حسصب مصا يراه المام ‪ .‬ونوهصا موارد بيصت الال‬
‫الاصة بالدولة كالراضي الؤجرة والموال الت ل صاحب لا ونو ذلك ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الغنائم ‪:‬‬
‫وهذه تصصصرف كمصصا قال تعال ‪ ﴿ :‬يَسصصْأَلُوَن َ‬
‫ك عَنصصِ الَنفَالِ قُ ِل الَنفَا ُل لِلّهصصِ‬
‫وَالرّ سُو ِل ‪ . )1( ﴾ ...‬وقوله ‪ ﴿ :‬وَا ْعلَمُواْ َأنّمَا َغنِمْتُم مّن شَ ْيءٍ فَأَنّ ِللّ هِ خُمُ َ‬
‫سهُ وَلِلرّ سُولِ‬
‫وَلِذِي اْل ُقرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَ سَا ِكيِ وَابْ نِ ال سّبِي ِل ‪ ﴾ ...‬ال ية (‪ . )2‬فالوا جب ف الغ نم‬
‫تميسه ‪ ،‬وصرف الُمس إل من ذكره ال تعال ‪ ،‬وقسمة الباقي بي الغاني ‪ ،‬قال عمر‬
‫ابن الطاب رضي ال تعال عنه ‪ ( :‬الغنيمة لن شهد الوقعة ‪ ،‬وهم الذين شهدوها للقتال‬
‫سواء قاتلوا أو ل يقاتلوا ) (‪. )3‬‬
‫ويب قسمها بالعدل ‪ ،‬فل ياب أحد ل لرياسة ‪ ،‬ول لاه ‪ ،‬ول لفضل ‪ ،‬كما فعل‬
‫ال نب وخلفائه من بعده ‪ .‬ف في صحيح البخاري أن سعد بن أ ب وقاص رضي ال ع نه‬
‫رأى له فضلً على من دونه ‪ ،‬فقال النب ‪:‬‬

‫‪ )(1‬سورة النفال آية ‪. 1‬‬


‫‪ )(2‬سورة النفال آية ‪. 41‬‬
‫‪ )(3‬السياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪. )33‬‬

‫‪354‬‬
‫« هل تُنْ صَرون وترزقون إل بضعفائ كم » (‪ )1‬والعدل ف الق سمة أن يقُ سم للر جل سهم‬
‫وللفرس سهمان ‪ ،‬كما فعل النب عام خيب » (‪. )2‬‬
‫أ ما إن رأى المام أن ف تفض يل ب عض الجاهد ين على ب عض م صلحة دين ية يعلم ها‬
‫هو ‪ ،‬ل لوى النفس ‪ ،‬فله ذلك كما فعل النب غي مرة (‪. )3‬‬
‫(‪ )4‬الفيء ‪.‬‬
‫وهذا يق سم على من ذكر هم ال ف سورة ال شر قال تعال ‪ ﴿ :‬مّ ا أَفَاء اللّ هُ َعلَى‬
‫رَ سُوِل ِه مِ نْ َأهْ ِل اْل ُقرَى َفلِلّ هِ وَلِلرّ سُو ِل وَِلذِي اْل ُقرْبَى وَالَْيتَامَى وَالْمَ سَا ِكيِ وَابْ نِ ال سّبِيلِ كَ يْ‬
‫ل يَكُو َن دُولَةً َبيْ َن ا َلغِْنيَاء مِن ُك ْم َومَا آتَاكُمُ الرّسُولُ َفخُذُو ُه َومَا َنهَاكُ ْم عَنْهُ فَانَتهُوا وَاّتقُوا‬
‫اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ اْل ِعقَابِ * لِ ْل ُف َقرَاء الْ ُمهَا ِجرِي َن الّذِينَ ُأ ْخرِجُوا مِن دِيا ِرهِ ْم وََأ ْموَاِلهِ ْم يَْبَتغُونَ‬
‫ك هُمُ الصّادِقُو َن * وَالّذِينَ َتَب ّوؤُوا الدّارَ‬ ‫صرُونَ اللّ َه َورَسُوَلهُ ُأوْلَئِ َ‬ ‫ضوَانا َويَن ُ‬‫ل مّنَ اللّهِ َو ِر ْ‬
‫َفضْ ً‬
‫وَا ِليَا َن مِن َقبِْلهِمْ ُيحِبّو َن مَنْ هَا َجرَ إِلَْيهِ ْم وَل َيجِدُونَ فِي صُدُو ِرهِمْ‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬باب ‪ ، 76 :‬من استعان بالضعفاء والصالي ف الرب ‪ .‬بدون (وترزقون)‬
‫انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ . )6/88‬ورواه أحد ف مسنده (‪ . )1/173‬وروى نوه الترمذي ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬باب ‪:‬‬
‫ف الستفتاح بصعاليك السلمي ‪ ،‬ح ‪ ، )4/206( 1702‬وأبو داود ف ‪ :‬الهاد ‪ ، 70 .‬والنسائي ف ‪:‬‬
‫الهاد ‪ ، 43 .‬وأحد ف مسنده (‪. )5/198‬‬
‫‪ )(2‬البخاري ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬باب ‪ :‬سهام الفرس ‪ ، 51 .‬فتح الباري (‪ ، )6/67‬ومسلم ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬باب ‪:‬‬
‫كيفية قسم الغنيمة بي الاضرين ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1383( 1762‬وأبو داود ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬باب ف ‪ :‬سهام‬
‫اليل ‪ ،‬عون العبود (‪ ، )7/404‬وأحد ف مسنده (‪. )2/62‬‬
‫‪ )(3‬السياسة الشرعة (ص ‪. )35‬‬

‫‪355‬‬
‫س ِه‬
‫سهِ ْم وََلوْ كَا َن ِبهِ مْ خَ صَاصَ ٌة وَمَن يُو قَ شُحّ َنفْ ِ‬ ‫حَاجَ ًة مّمّ ا أُوتُوا وَُيؤِْثرُو نَ َعلَى أَنفُ ِ‬
‫فَُأوَْلئِ كَ هُ ُم الْ ُمفْلِحُو َن * وَالّذِي نَ جَاؤُوا مِن َبعْ ِدهِ مْ َيقُولُو نَ َربّنَا ا ْغ ِفرْ َلنَا وَلِ ْخوَانِنَا الّذِي نَ‬
‫ف رّحِي مٌ ﴾ ( الشر‬ ‫ك َرؤُو ٌ‬ ‫ل لّلّذِي َن آمَنُوا رَبّنَا ِإنّ َ‬
‫جعَ ْل فِي قُلُوِبنَا غِ ً‬
‫سََبقُونَا بِا ِليَا ِن وَل تَ ْ‬
‫‪. )10 : 7‬‬
‫و عن ع مر بن الطاب ر ضي ال قال ‪ ( :‬كا نت أموال ب ن النض ي م ا أفاء ال على‬
‫ر سوله م ا ل يو جف ال سلمون عل يه من خ يل ول ركاب ‪ ،‬فكا نت لل نب فكان ين فق‬
‫على أهله نفقة سنته ) ‪ .‬وف لفظ ‪ ( :‬يبس لهله قوت سنتهم ويعل ما بقي ف الكراع‬
‫والسلح عدة ف سبيل ال ) (‪. )1‬‬
‫وعلى هذا فيصرف الفيء بعد وفاة النب ف جيع مصال السلمي ‪ ،‬ومنها التفاق‬
‫على ذوي الاجات ود فع الرزاق للج ند والعلماء والقضاء و سائر موظ في الدولة ‪ ،‬ك ما‬
‫يع طي م نه إل عموم ال سلمي ‪ ،‬وهذا هو الأثور عن اللفاء الراشد ين ر ضي ال تعال‬
‫عنهم ف سيتم وهديهم ‪ ،‬ولذلك قال عمر بن الطاب رضي ال تعال عنه ‪ ( :‬وال ما‬
‫أحد أحق بذا الال من أحد ‪ ،‬وال ما من السلمي أحد إل وله ف هذا الال نصيب إل‬
‫عبدًا ملوكًا ‪ ،‬ولك نا على منازل نا من كتاب ال تعال وق سمنا من ر سول ال فالر جل‬
‫وبلؤه ف السلم ‪ ،‬والرجل وقدمه‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬باب ‪ :‬الجن ومن يترس بترس صاحبه ‪ . 80 ،‬انظر ‪ :‬الفتح (‬
‫‪ ، )6/93‬ورواه مسلم ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬باب ‪ :‬حكم الفيء ‪ ،‬ح ‪. )3/1376( 1757‬‬

‫‪356‬‬
‫ف السلم ‪ ،‬والرجل وغناؤه ف السلم ‪ ،‬والرجل وحاجته ) (‪. )1‬‬
‫وقد روى عنه أيضًا ‪ ( :‬وال لئن بقيت لم إل قابل ليأتي الراعي ببل صنعاء حظّه‬
‫من هذا الال وهو يرعى مكانه ) (‪. )2‬‬
‫ويفهم من هذا كله أن عموم السلمي لم نصيب من مال الفيء ‪ ،‬فيعطون منه بعد‬
‫سد النفقات الضرورية للدولة ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ويلحق بالفيء ويكون مصرفه مصرف الفيء الموال الت ليس لا مالك معي ‪،‬‬
‫م ثل من مات من ال سلمي ول يس له وارث ‪ ،‬وكالغ صوب ‪ ،‬والعواري ‪ ،‬والودائع وغ ي‬
‫ذلك من أموال السلمي الت تعذر معرفة أصحابا ) (‪ ، )3‬أو الت ل صاحب لا ‪.‬‬
‫وجوه صرف الموال‬
‫الواجب على المام عند صرف الموال أن يبتدئ ف القسمة بالهم‬

‫‪ )(1‬رواه أحد ف مسنده تت رقم (‪ )292‬من الزء الول وصححه أحد شاكر انظر ‪ :‬تريه للمسند (‬
‫‪ ، )1/281‬وف سنده ‪ :‬ممد بن إسحاق صاحب السية ‪ .‬قال فيه أحد شاكر ‪ :‬ثقة تكلم فيه بغي حجة ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬تريج السند (‪ )1/193‬قلت ‪ :‬جهور الحدثي على تسي حديثه إذا انفرد به وال أعلم ‪ .‬كما روى‬
‫الديث أبو داود ف كتاب ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬ما يلزم المام من أمر الرعية ‪ .‬انظر ‪ :‬عون العبود (‪)8/166‬‬
‫بزيادة ‪ ( :‬والرجل وعياله ) وف إسناده ‪ :‬ممد ابن إسحاق أيضًا ‪ .‬ورواه ابن سعد ف الطبقات (‪)3/299‬‬
‫عن السائب بن يزيد ‪.‬‬
‫‪ )(2‬جزء من الثر السابق ‪.‬‬
‫‪ )(3‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية (‪ . )277 ، 8/276‬وقريب منه ف (‪ )28/568‬من نفس‬
‫الرجع ‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫فالهم من مصال السلمي ‪،‬كعطاء من يصل للمسلمي منهم منفعة عامة أو الحتاجي‬
‫فمن هؤلء ‪:‬‬
‫(‪ )1‬القاتلة ‪ :‬وهم أهل النصرة والهاد ‪ ،‬وهم أحق الناس بالفيء ‪ ،‬فإنه ل يصل إل‬
‫بم ‪ ،‬حت اختلف الفقهاء ف مال الفيء هل هو متص بم أو مشترك ف جيع الصال ؟‬
‫( على قولي للشافعي ووجهي ف مذهب أحد ‪ ،‬لكن الشهور ف مذهبه وهو مذهب أب‬
‫حنيفة ومالك ‪ :‬أنه ل يتص به القاتلة بل يصرف ف الصال كلها ) (‪)1‬كما سبق ذكره ‪،‬‬
‫وكذلك إذا قتل أو مات من القاتلة فإنه ترزق امرأته وأولده الصغار حت يكبوا (‪. )2‬‬
‫(‪ )2‬ذُوو الوليات كالولة والقضاة والعلماء والسصصعاة على الال جعًصا وحفظًصا‬
‫وقسمة ‪ ،‬وجع القائمي على مصال السلمي ‪.‬‬
‫( ‪ )3‬كذلك ي صرف ف الثان والجور ل ا ي عم نف عه من سداد الثغور بالكراع‬
‫وال سلح ‪ ،‬وعمارة ما يتاج إل عمار ته من طرقات الناس كال سور والقنا طر وطرقات‬
‫الياه والنار ونو ذلك ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ومصن السصتحقي ذوو الاجات ‪ :‬فإن الفقهاء قصد اختلفوا هصل يقدّمون فص غيص‬
‫الصدقات من الفيء ونوه ‪ -‬على غيهم ؟ على قولي ف مذهب المام أحد وغيه منهم‬
‫من قال يقدّمون ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬الال أ ستحق بال سلم ‪ ،‬فيشتركون ف يه ك ما يشترك‬
‫الور ثة ف الياث ‪ ،‬قال ا بن تيم ية ‪ ( :‬وال صحيح أن م يقدّمون ‪ ،‬فإن ال نب كان يقدّم‬
‫ذوي الاجات كما قدّمهم ف مال بن النضي ‪ ،‬وقال عمر رضي ال عنه ‪ ( :‬ليس أحد‬
‫أحق بذا‬

‫‪ )(1‬مموع الفتاوى (‪. )28/565‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (‪. )28/582‬‬

‫‪358‬‬
‫الال من أحد ‪ . )1( ) ...‬وذكر كلم عمر النف الذكر (‪. )2‬‬
‫(‪ )5‬كما يوز ‪ -‬بل يب ‪ -‬العطاء لتأليف من يتاج إل تأليف قلبه ‪ ،‬وإن كان ل‬
‫ي ل له أ خذ ذلك ‪ ،‬ك ما خ صّص ال ف القرآن ن صيبًا للمؤل فة قلوب م من ال صدقات ‪،‬‬
‫وكما كان يعطيهم من الفيء ونوه فقد أعطى القرع بن حابس ‪ ،‬وعيينة بن حصن‬
‫صد الي ص الطائي وقال ‪ « :‬إن ص إنا ص فعلت ذلك‬ ‫صة العامري ‪ ،‬وزيص‬
‫الفزاري ‪ ،‬وعلقمص‬
‫لتألفهم » (‪. )3‬‬
‫قال شيصخ السصلم ابصن تيميصة ‪ ( :‬وهذا النوع مصن العطاء وإن كان ظاهره إعطاء‬
‫الرؤسصاء وترك الضعفاء كمصا يفعصل اللوك فالعمال بالنيات ‪ ،‬فإذا كان القصصد بذلك‬
‫مصلحة الدين وأهله ‪ ،‬كان من جنس عطاء النب وخلفائه ‪ ،‬وإن كان القصود العلو ف‬
‫الرض والفساد كان من جنس عطاء فرعون ) (‪. )4‬‬
‫أما ما فضل عن منا فع السلمي ‪ ،‬فإ نه يق سم بينهم ‪ ،‬ل كن مذهب الشاف عي وب عض‬
‫أصحاب أح د أ نه ل يس للغنياء الذ ين ل منف عة فيهم حق ‪ ،‬ك ما فعل عمر بن الطاب‬
‫رضي ال عنه لا كثر الال أعطى منه عامة السلمي فكان لميع السلمي فرض ف ديوان‬
‫عمر بن الطاب غنيهم وفقيهم ‪ ...‬ومع هذا فالواب تقدي الفقراء على الغنياء الذين‬
‫ل‬

‫‪ )(1‬السياسة الشرعية (ص ‪. )51‬‬


‫‪ )(2‬سبق تريج هذا الثر قريبًا (ص ‪. )342‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه عن أب سعيد رواه البخاري ف كتاب ‪ :‬التوحيد ‪ .‬باب ‪ :‬قوله تعال ﴿ َتعْرُجُ اْل َملَاِئ َكةُ وَالرّوحُ‬
‫إَِلْيهِ ﴾ وغيه انظر ‪ :‬فتح الباري ( ‪ ، )13/415‬ورواه مسلم ف ‪ :‬الزكاة ‪ .‬باب ‪ :‬ذكر الوارج وصفاتم ‪،‬‬
‫حديث رقم (‪ ، )2/741( )1064‬ورواه أبو داود ف كتاب ‪ :‬السنة ‪ .‬ب ‪ . 28 :‬والنسائي ف ‪ :‬الزكاة ‪.‬‬
‫ب ‪. 79 :‬‬
‫‪ )(4‬السياسة الشرعية (ص ‪. )55‬‬

‫‪359‬‬
‫منفعصة فيهصم ‪ ،‬فل يعطصي شيئًا حتص يفضصل عصن الفقراء ‪ .‬هذا مذهصب المهور كمالك‬
‫وأحد ف الصحيح من الروايتي عنه (‪ . )1‬ويدل على ذلك قوله تعال ‪ ﴿ :‬كَ يْ لَا يَكُو نَ‬
‫دُولَةً َبيْنَ الَْأغْنِيَاء مِنكُ ْم ﴾ ( الشر آية ‪. ) 7 :‬‬
‫لكن هل يب التساوي ف العطاء أم ل ؟ ورد ف السنن ( أن النب كان إذا أتاه مال‬
‫أعطى الهل قسمي وال َع َزبَ قسمًا (‪ ) )2‬فيفضّل التأهل على العزب ‪.‬‬
‫أ ما ع مر فمذه به ف ق سمة الف يء هو التفض يل ف العطاء بالفضائل الدين ية وحاجات‬
‫الرعية ‪ ،‬يدل على ذلك كلمه النف الذكر (‪ ، )3‬أما أبو بكر الصديق رضي ال عنه فقد‬
‫كان مذه به الت سوية ف العطاء إذا ا ستووا ف الا جة ‪ ،‬وإن كان بعض هم أف ضل ف دي نه‬
‫وقال ‪ ( :‬إنا أسلموا ل وأجورهم على ال ‪ ،‬وإنا هذه الدنيا بلغ ) ‪.‬‬
‫وروي ع نه أ نه قال ‪ ( :‬ا ستوى في هم إيان م ‪ -‬يع ن أن حاجت هم ف الدن يا واحدة ‪-‬‬
‫فأعطيهم لذلك ل للسابقة والفضيلة ف الدين ‪ ،‬فإن أجرهم يبقى على ال ‪ ،‬فإذا استووا ف‬
‫الاجة سوى بينهم ف العطاء ) (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬مموع الفتاوى (‪. )28/567‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو داود ف ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬ف أرزاق الذرية ‪ )8/169( ،‬من عون العبود ‪ ،‬عن عوف بن مالك‬
‫الشجعي ‪ ،‬ورواه أحد ف مسنده (‪ ، )6/25‬ورواه ابن حبان ف صحيحه ‪ .‬وحسنه ابن تيمية ف مموع‬
‫الفتاوى (‪. )28/584‬‬
‫‪( )(3‬ص ‪ )342‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(4‬يراجع بتوسع وتفضيل مموع فتاوى ابن تيمية (‪ )28/583‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫أما عن حقوق العاملي ف الدولة فعلى الدولة تأمي الزواج للموظف والسكن والادم‬
‫والركب ‪ ،‬كما ف الديث الذي رواه أبو داود بإسناده إل جبي بن نفي عن الستورد بن‬
‫شداد قال سعت النب يقول ‪ « :‬من كان ل نا عاملً فليكتسب زو جة ‪ ،‬فإن ل ي كن له‬
‫خادم فليكتسب خادمًا ‪ ،‬فإن ل يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا » ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو بكر‬
‫‪ :‬أخبتُ أن النب قال ‪ « :‬من اتذ غي ذلك فهو غالّ أو سارق » (‪. )1‬‬
‫وكذلك من مات وعليه دين ‪ ،‬وليس له مال يفي بدينه ‪ ،‬أو له أولد قصرّ فإن المام‬
‫يؤدي ما عل يه من د ين من ب يت مال ال سلمي ‪ ،‬ك ما ف الد يث الذي رواه أ بو هريرة‬
‫قال ‪ « :‬من ترك مالً فلورثته ‪ ،‬ومن ترك كلّ فعلينا » وف رواية عن جابر بن عبد‬
‫ال ‪ « :‬أ نا أول بكُ ّل مؤ من من نف سه فأي ا ر جل مات وترك دينًا فإلّ ‪ ،‬و من ترك مالً‬
‫فلورثته » (‪. )2‬‬
‫ومن واجبات المام بالضافة إل ما سبق ‪:‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬اختيار الكفاء للمناصب القيادية ‪:‬‬
‫نظرًا لثقل العباء النوطة بالمام فإنه ل يستطيع وحده القيام بتدبيها جيعًا ‪ ،‬ولذلك‬
‫كان ل بد له من ولة ومعاوني يقومون‬

‫‪ )(1‬سنن أب داود كتاب ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬ف أرزاق العمال ‪ )8/161( .‬من عون العبود ‪ .‬والديث سكت‬
‫عنه النذري كما قال صاحب عون العبود ‪.‬‬
‫‪ )(2‬متفق عليه رواه البخاري كتاب ‪ :‬الفرائض ‪ .‬باب ‪ ، 15 :‬فتح الباري (‪ )12/27‬عن أب هريرة ‪ ،‬ورواه‬
‫مسلم ف ‪ :‬الفرائض ‪ .‬باب ‪ :‬من ترك مالً فلورثته ‪ )3/1237( ،‬حديث رقم (‪ )1619‬وابن ماجه ف ‪:‬‬
‫الصدقات ‪ .‬باب ‪ ، 13 :‬من ترك دينًا أو ضياعًا فعلى ال ورسوله ‪ ،‬ح ‪ ، )2/807( 2415‬والنسائي ف ‪:‬‬
‫النائز ‪. 67‬‬

‫‪361‬‬
‫بسصاعدته ويوليهصم بعصض الهام وبعصض الهات ‪ ،‬فيكونون فيهصا نوابًا عنصه ‪ ،‬يوافونصه‬
‫بأخبارها ‪ ،‬ويقومون بتدبيها نيابة عنه على حسب ما يأمرهم به ‪ ،‬لذلك كان لزامًا عليه‬
‫أن يتار من الولة من َتْبرَأ ب م ذم ته ‪ ،‬ل نه ال سئول الول عن كل مظل مة أو خ طأ ي قع‬
‫منهم على الرعية ‪.‬‬
‫وأول وأقرب هؤلء هصم الوزراء والسصتشارون والبطانصة ‪ ،‬فيجصب أن يكون حصصيفًا‬
‫يقظًا ف اختيارهم ‪ ،‬قال ال تعال حكاية عن موسى عليه السلم ‪ ﴿ :‬وَا ْجعَل لّي َوزِيرا‬
‫مّ نْ َأهْلِي * هَارُو نَ أَخِي * اشْ ُددْ بِ هِ َأ ْزرِي * وَأَ ْشرِكْ هُ فِي َأ ْمرِي ﴾ (‪ )1‬وقال تعال ‪ ﴿ :‬يَا‬
‫ُمص خَبَا ًل ‪ ﴾ ...‬اليصة (‪ )2‬وقال‬ ‫ُمص َل يَأْلُونَك ْ‬ ‫خذُواْ بِطَانَ ًة مّنص دُونِك ْ‬ ‫ِينص آمَنُواْ َل تَتّ ِ‬
‫أَيّه َا الّذ َ‬
‫ك مَ َع الّذِي نَ يَ ْدعُو َن رَّبهُم بِاْلغَدَا ِة وَاْلعَشِيّ ُيرِيدُو َن وَ ْجهَ هُ وَل َتعْدُ‬ ‫س َ‬ ‫تعال ‪ ﴿ :‬وَا صِْبرْ َنفْ َ‬
‫عَيْنَا َك عَْنهُ مْ ُترِيدُ زِيَنةَ اْلحَيَاةِ الدّنْيَا وَل تُطِ ْع مَ نْ َأ ْغفَلْنَا قَ ْلبَ هُ عَن ذِ ْكرِنَا وَاتَّب عَ َهوَا هُ وَكَا نَ‬
‫َأ ْمرُهُ ُفرُطا ﴾ (‪. )3‬‬
‫وروى البخاري بسنده عن أب سعيد الدري عن النب قال ‪ « :‬ما استخلف خليفة‬
‫إل له بطانتان ‪ ،‬بطانصة تأمره باليص وتضصه عليصه ‪ ،‬وبطانصة تأمره بالشصر وتضصه عليصه ‪،‬‬
‫والعصوم من عصم ال » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬سورة طه اليات ‪. 32 - 29‬‬


‫‪ )(2‬سورة آل عمران ‪. 118‬‬
‫‪ )(3‬سورة الكهف ‪. 28‬‬
‫‪ )(4‬البخاري كتاب ‪ :‬القدر ‪ .‬باب ‪ ، 8 :‬فتح الباري (‪ ، )11/501‬ورواه النسائي ف كتاب ‪ :‬البيعة (‬
‫‪ ، ) 38‬وأحد ف مسنده (‪. )3/39( ، )2/289‬‬

‫‪362‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬قال رسول ال « إذا أراد ال بالمي خيًا جعل‬
‫له وز ير صدق ‪ ،‬إن ن سي ذكره ‪ ،‬وإن ذ كر أعا نه ‪ ،‬وإذا أراد ال به غ ي ذلك ج عل له‬
‫وزير سوء ‪ ،‬إن نسي ل يذكره ‪ ،‬وإن ذكر ل يعنه » (‪. )1‬‬
‫وع نه قال ‪ « :‬إن ال ل يب عث نبيًا إل وله بطانتان ‪ .‬بطا نة تأمره بالعروف وتنهاه‬
‫عن النكر ‪ ،‬وبطانة ل تألوه خبا ًل ‪ ،‬ومن يوق بطانة السوء فقد وقي » (‪. )2‬‬
‫ويدخل ف الكم الوزراء والبطانة جيع الولة الذين يقوم بتوليتهم ‪ ،‬كالقضاة ‪ ،‬وولة‬
‫الرب ‪ ،‬وال سبة ‪ ،‬والال ‪ .‬وغي هم ‪ ،‬قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ‪ ( :‬فيجب على ول‬
‫المر أن يول على كل عمل من أعمال السلمي أصلح من يده لذلك العمل ) (‪. )3‬‬
‫ل وهو يد‬ ‫كما روي عن النب أنه قال ‪ « :‬من ول من أمر السلمي شيئًا فول رج ً‬
‫من هو أ صلح للم سلمي م نه ‪ ،‬ف قد خان ال ور سوله » ‪ .‬و ف روا ية ‪ « :‬من قلد رجلً‬
‫عملً على ع صابة ‪ ،‬و هو ي د ف تلك الع صابة أر ضى م نه ‪ ،‬ف قد خان ال وخان ر سوله‬
‫وخان الؤمني » (‪ . )4‬وقال عمر بن الطاب رضي ال عنه ‪ ( :‬من ول من أمر السلمي‬
‫ل لودة أو قرابة بينهما ‪ ،‬فقد‬
‫شيئًا فول رج ً‬

‫‪ )(1‬رواه أبو داود ف ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬ف اتاذ الوزير ‪ )8/150( ،‬عون العبود ‪ .‬قال الشارح ‪ ( :‬والديث‬
‫سكت عنه النذري ) ‪ .‬ورواه النسائي ف ‪ :‬البيعة ‪ ، 33 .‬وأحد (‪ )6/70‬من السند ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه الترمذي ف حديث طويل ك ‪ :‬الزهد ‪ .‬ب ‪ :‬معيشة أصحاب النب ‪ ،‬ح ‪، )4/585( 2369‬‬
‫وابن حبان ‪ ،‬والاكم ‪ ،‬والنسائي ‪ .‬انظر ‪ :‬تفة الحوذي (‪. )7/39‬‬
‫‪ )(3‬السياسة الشرعية (ص ‪. )6‬‬
‫‪ )(4‬رواه الاكم وصححه وروى بعضهم أنه من قول عمر لبنه وسبق تريه (ص ‪. )287‬‬

‫‪363‬‬
‫خان ال ور سوله وال سلمي ) (‪ )1‬فل يس على المام إل أن ي ستعمل أصلح الوجود ‪ ،‬و قد‬
‫ل يكون ف موجوده من هو صال لتلك الول ية فيختار الم ثل فالم ثل ف كل من صب‬
‫ب سبه ‪ ،‬وإذا ف عل ذلك ب عد الجتهاد التام وأخذه الول ية بق ها ‪ ،‬ف قد أدى الما نة وقام‬
‫بالواجب ف هذا وصار ف هذا الوضع من أئمة العدل القسطي عند ال ‪.‬‬
‫هذا وابن تيمية ‪ -‬رحه ال ‪ -‬ل يقصر واجب ول المر على تولية الصلح فقط ‪ ،‬بل‬
‫تعدّى ذلك إل وجوب العداد والتأه يل ليتو فر لعمال الدولة من يتول ها من القادر ين‬
‫على القيام با ‪ ،‬حيث يقول ‪:‬‬
‫( ومع أ نه يوز تول ية غ ي ال هل للضرورة إذا كان أ صلح الوجود ‪ ،‬في جب مع ذلك‬
‫السصعي فص إصصلح الحوال ‪ ،‬حتص يكمصل فص الناس مصا ل بصد لمص مصن أمور الوليات‬
‫والمارات ونو ها ‪ ،‬ك ما ي ب على الع سر ال سعي ف وفاء دي نه ‪ ،‬وإن كان ف الال ل‬
‫يُطلب منه إل ما يقدر عليه ) (‪. )2‬‬
‫كما استنبط رحه ال شروط التوظيف الساسية من اليات القرآنية التالية ‪:‬‬
‫﴿ إِنّ َخْي َر مَ نِ ا ْستَأْ َج ْرتَ اْل َقوِيّ الَْأمِيُ ﴾ (‪ )3‬وقول صاحب م صر ليو سف عل يه‬
‫السلم ‪ِ ﴿ :‬إنّ كَ الَْيوْ مَ لَ َديْنَا مِ ِكيٌ َأمِيٌ ﴾ (‪ )4‬وقوله تعال ف صفة جبيل ‪ ﴿ :‬إِنّ هُ َل َقوْلُ‬
‫رَسصُولٍ َكرِيٍ * ذِي ُق ّوةٍ عِن َد ذِي اْل َعرْ شِ مَكِيٍ * مُطَاعٍصثَمّ َأمِيٍ ﴾ (‪ )5‬وهذه الشروط‬
‫هي ‪ :‬القوة ‪ ،‬والمانة ‪ ،‬وتعنيان ‪ :‬العلم ‪ ،‬والبة ف‬

‫‪ )(1‬السياسة الشرعية (ص ‪. )7‬‬


‫‪ )(2‬السياسة الشرعية (ص ‪. )21‬‬
‫‪ )(3‬سورة القصص آية ‪. 26‬‬
‫‪ )(4‬سورة يوسف آية ‪. 54‬‬
‫‪ )(5‬سورة التكوير اليات ‪. 21 : 19‬‬

‫‪364‬‬
‫العمل الوكل إليه والقدرة عليه ‪ ،‬والشية ل ل للناس (‪. )1‬‬
‫هذا ول يقدّم الرجل لكونه طلب الولية أو سبق ف الطلب ‪ ،‬بل ذلك سبب ف النع ‪،‬‬
‫لقول النب ‪ « :‬إنا وال ل ُنوَلّي هذا العمل أحدًا سأله أو أحدًا حرص عليه » (‪ . )2‬وقال‬
‫لعبد الرحن بن سرة ‪ « :‬يا عبد الرحن ل تسأل المارة فإنك إن أعطيتها عن غي مسألة‬
‫أُعنت عليها ‪ ،‬وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها » (‪. )3‬‬
‫فإن عدل عن الحق الصلح إل غيه لجل قرابة بينهما أو صداقة أو موافقة ف بلد‬
‫أو مذهصب أو طريقصة أو جنصس كالعربيصة والفارسصية والتركيصة والروميصة ونوص ذلك ‪ ،‬أو‬
‫ص مصن مال أو منفعصة أو غيص ذلك مصن السصباب ‪ ،‬أو لضغصن فص قلبصه على‬ ‫لرشوة يأخذه ا‬
‫ال حق ‪ ،‬أو عداوة بينه ما ‪ ،‬ف قد خان ال ور سوله والؤمن ي ود خل في ما ن ى ال ع نه ف‬
‫ُمص‬
‫ُمص وَأَنت ْ‬
‫ّهص وَالرّسصُو َل وَتَخُونُواْ َأمَانَاِتك ْ‬
‫ِينص آمَنُواْ لَ َتخُونُوْا الل َ‬
‫قوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا َأيّهَا الّذ َ‬
‫َتعْلَمُو نَ ﴾ (‪ )4‬لذلك تع تب تول ية الولة وال ستعانة بالعوان م سؤولية ج سيمة ي ب أل‬
‫ت سلّم إل لرباب ا الذ ين ي ْقدِرون علي ها ‪ ،‬وإن ا من أع ظم المانات ‪ ،‬و من أخ طر المور‬
‫توسيدها لغي أهلها ‪ ،‬بل ذلك من علمات الساعة ‪ ،‬روى البخاري ف صحيحه عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه عن النب قال ‪ « :‬إذا ضُّيعَت المانة ‪ ،‬انتظر الساعة » ‪ .‬قيل ‪ :‬يا‬
‫رسول ال وما إضاعتها ؟ قال ‪ « :‬إذا وُسّد المر إل غي أهله فانتظر الساعة » (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬السياسة الشرعية (ص ‪. )14‬‬


‫‪ )(2‬متفق عليه وسبق تريه ف الشروط (ص ‪. )252‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه وسبق تريه ف الشروط (ص ‪. )252‬‬
‫‪ )(4‬سورة النفال آية ‪. 27 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري ف كتاب العلم ‪ .‬باب ‪ .2 :‬انظر ‪ :‬الت على فتح الباري (‪. )142 ، 1/141‬‬

‫‪365‬‬
‫وقال ‪ « :‬كل كم راع وكل كم م سؤول عن رعي ته ‪ » ...‬الد يث (‪ . )1‬وروي عن‬
‫عمران بن سُليم عن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال ‪ « :‬من استعمل فاجرًا وهو يعلم‬
‫أنه فاجر فهو مثله » (‪. )2‬‬
‫ماسبتهم ‪:‬‬
‫هذا مع أن من وا جب المام ح سن اختيار ول ته والتدق يق والتحري ف ذلك ‪ ،‬فإن‬
‫عليه أيضًا تتبّع أخبارهم ‪ ،‬وماسبتهم على ك ّل صغية وكبية ‪ ،‬فقد روى البخاري رحه‬
‫ال ف صحيحه عن أب حيد الساعدي أن النب استعمل ابن اللتبية ‪ -‬وف رواية التبية‬
‫‪ -‬على صدقات بن سُليم ‪ ،‬فلما جاء رسول ال وحاسبه قال ‪ :‬هذا لكم وهذه هدية‬
‫أهديت ل ‪ ،‬فقال رسول ال ‪ « :‬فهل جلست ف بيت أبيك وبيت أمك حت تأتيك‬
‫هديتك إن كنت صادقًا ؟ » ث قام رسول ال فخطب ف الناس فحمد ال وأثن عليه ث‬
‫قال ‪ « :‬أما بعد ‪ :‬فإن أستعمل رجا ًل منكم على أمور ما ولن ال ‪ ،‬فيأت أحدكم فيقول‬
‫ل جلس ف بيت أبيه وبيت أمه حت تأتيه هديته إن‬ ‫‪ :‬هذا لكم وهذه هدية أهديت ل ‪ .‬فه ّ‬
‫كان صادقًا ؟ فوال ل يأ خذ أحد كم من ها شيئًا ‪ -‬قال هشام ‪ :‬بغ ي ح قه ‪ -‬إل جاء ال‬
‫ل ْعرِفَنّ ما جاء ال رج ٌل ببع ي له رغاء ‪ ،‬أو ببقرة ل ا خوار ‪ ،‬أو‬
‫يمله يوم القيا مة ‪ .‬أل فَ َ‬
‫شاة َتْيعَر (‪ - )3‬ث رفع يديه حت رأيت بياض إبطيه ‪ -‬أل هل بلغت ؟ » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬سبق تريه (ص ‪. )26‬‬


‫‪ )(2‬مناقب عمر لبن الوزي (ص ‪. )78‬‬
‫‪ )(3‬شاة تيعر ‪ :‬أي ‪ :‬تصيح ‪ .‬واليعار صوت الغنم ‪ .‬وقيل ‪ :‬صوت العزى ‪ ،‬وقيل هو ‪ :‬الشديد من أصوات‬
‫الشاء ‪ .‬لسان العرب مادة ( َيعَرَ ) (‪. )5/301‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬ماسبة المام عماله ‪ ،‬فتح الباري (‪. )13/189‬‬

‫‪366‬‬
‫و عن الح نف بن قيس ‪ -‬وكان أ حد ولة عمر ر ضي ال ع نه ‪ -‬قال ‪ :‬قد مت على‬
‫ع مر بن الطاب رضوان ال عل يه فاحتب سن عنده حو ًل ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أح نف قد بلو تك‬
‫وخبتك ‪ ،‬فرأيت أن علنيتك حسنة ‪ ،‬وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علنيتك ‪ ،‬وإنّا‬
‫كنا لنُحَدّث ( إنا يهلك هذه المة كلّ منافق عليم ) (‪. )1‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬الشراف بنفسه على تدبي المور وتفقّد أحوال الرعية ‪:‬‬
‫ك ما قل نا إن المام هو ال سئول الول عن كل صغية و كبية ف الدولة ‪ ،‬و مع أ نه‬
‫شرَع له اتاذ الوزراء والعوان على تدب ي المور ‪ ،‬إل أ نه ي ب عل يه أن يشرف بنف سه‬ ‫يُ ْ‬
‫على هؤلء الوزراء والعوان ‪ ،‬وأل يتّكصل عليهصم ‪ ،‬فعليصه أيضًا أن يقوم بالشراف على‬
‫أحوال الرعيصة ويتفقصد أحوالمص ‪ ،‬وأل يتجصب عنهصم حتص يعرف أوضاعهصم ‪ ،‬فيعيص‬
‫متاجهم ‪ ،‬وينصر مظلومهم ‪ ،‬ويقمع ظالهم ‪ ،‬قال أبو يعلى ف تعداده لواجبات المام ‪:‬‬
‫( العاشصر ‪ :‬أن يباشصر بنفسصه مشارفصة المور ‪ ،‬وتصصفح الحوال ‪ ،‬ليهتمّ بسصياسة المصة‬
‫ل بلذة أو عبادة ‪ ،‬ف قد يون الم ي ويغشّ‬ ‫وحرا سة اللة ‪ ،‬ول يعول على التفو يض تشاغ ً‬
‫النا صح ‪ ،‬و قد قال تعال ‪ ﴿ :‬يَا دَاوُودُ ِإنّ ا َجعَلْنَا كَ َخلِيفَ ًة فِي الرْ ضِ فَاحْكُم بَيْ نَ النّا سِ‬
‫بِالْحَقّ وَل َتتّبِ عِ اْل َهوَى ﴾ (‪ )2‬فلم يقت صر سبحانه على التفو يض دون الباشرة ‪ ،‬و قد قال‬
‫‪ « :‬كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته » (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬مناقب عمر لبن الوزي (ص ‪. )117‬‬


‫‪ )(2‬سورة ص آية ‪. 26‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪ )28‬والديث سبق تريه ف التعريف (ص ‪. )26‬‬

‫‪367‬‬
‫والذي يد ّل على ما سبق ذكره من وجوب مباشرة المام بنفسه وعدم الحتجاب عن‬
‫رعيته والنصح لم ما رواه أبو داود بإسناد إل أب مري الزدي قال سعت رسول ال‬
‫يقول ‪ « :‬من ولّه ال عز وجل شيئًا من أمر السلمي فاحتجب دون حاجتهم و ُخلّتِهم‬
‫وفقرهم ‪ ،‬احتجب ال دون حاجته وخلته وفقره » (‪. )1‬‬
‫واختلف ف مشروع ية الا جب للحكام ( فقال الشاف عي وجا عة ينب غي للحا كم أل‬
‫يتخصذ حاجب ًا ‪ ،‬وذهصب آخرون إل جوازه وحُمصل الول على زمصن سصكون الدهاء‬
‫واجتماع هم على ال ي ‪ ،‬وطواعيت هم للحا كم ‪ .‬وقال آخرون ‪ :‬بل ي ستحب ذلك حينئذ‬
‫شرّير (‪. )2‬‬
‫ليتب الصوم وينع الستطيل ويدفع ال ّ‬
‫ود خل أ بو م سلم الول ن على معاو ية بن أ ب سفيان ر ضي ال ع نه فقال ‪ :‬ال سلم‬
‫عليك أيها الجي ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬قل ‪ :‬السلم عليك أيها المي ‪ ،‬فقال ‪ :‬السلم عليك أيها‬
‫الج ي ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬قل ‪ :‬ال سلم عل يك أي ها الم ي ‪ ،‬فقال ‪ :‬ال سلم عل يك أي ها الج ي ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬قل ‪ :‬المي ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬دعوا أبا مسلم فإنه أعلم با يقول ‪ .‬فقال ‪ :‬إنا أنت‬
‫أجي ‪ ،‬استأجرك ربّ هذه الغنم لرعايتها ‪ ،‬فإن أنت هَنَأْ تَ جرباها ‪ ،‬وداويت مرضاها ‪،‬‬
‫وحبست أُولها على أخراها ‪ ،‬وفّاك سيدها أجرك ‪ ،‬وإن أنت ل تنأ جرباها ‪ ،‬ول تداو‬
‫مرضاها ‪ ،‬ول تبس أولها على أخراها ‪ ،‬عاقبك سيدها ‪. )3( ) ...‬‬

‫‪ )(1‬رواه أبو داود ف ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ ، 13 :‬عون العبود (‪ ، )8/165‬ورواه الترمذي ‪ ،‬وأحد بن حنبل ف‬
‫السند (‪ . )5/239‬وقال ابن حجر ‪ :‬إسناده جيد انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )13/233‬‬
‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/133‬‬
‫‪ )(3‬نقلً عن السياسة الشرعية (ص ‪. )12‬‬

‫‪368‬‬
‫وك تب القا ضي أ بو يو سف إل أم ي الؤمن ي هارون الرش يد يذّره من مغبّ ة إهاله‬
‫للرع ية وتضي يع حقوق ها ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬احذر أن تض يع رعي تك في ستوف رب ا حق ها م نك ‪،‬‬
‫ويضيعك ‪ -‬با أضعت ‪ -‬أجرك ‪ ،‬وإنا يدعم البنيان قبل أن يتهدم ‪ ،‬وإنا لك من عملك‬
‫ما عملت فيما ولّك ال أمره ‪ ،‬وعليك ما ضيعت منه ‪ ،‬فل تنس القيام با ولك ال أمره‬
‫فلست تُنسى ‪ ،‬ول تغفل عنهم فليس يُغفل عنك ‪. )1( ) ...‬‬
‫فمت شعر الئمة بذا الشعور ‪ ،‬وقاموا بذا الواجب حازوا رضى ال عز وجل ورضى‬
‫الناس ‪ ،‬واستقام لم أمر هم ‪ ،‬ومت تنكّبُوا هذا الطريق َخ سِروا الدن يا والخرة وذلك هو‬
‫السران البي ‪.‬‬
‫وم ن قام بذا الوا جب خ ي قيام خلفاء الر سول ‪ ،‬فلنأ خذ نوذجًا من ذلك ‪ .‬فهذا‬
‫ع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه روى ع نه ال سن رح ه ال قوله ‪ ( :‬ولئن ع شت إن شاء‬
‫صلُون‬
‫ال لسي ّن ف الرعية حو ًل ‪ ،‬فإن أعلم أن للناس حوائج تقطع عن ‪ ،‬أما هم فل يَ ِ‬
‫إلً ‪ ،‬وأما عمالم فل يرفعونا إلّ ‪ .‬فأسي إل الشام فأقيم با شهرين ‪ ،‬ث أسي إل مصر‬
‫فأقيم با شهرين ‪ ،‬ث أسي إل البحرين فأقيم با شهرين ‪ ،‬ث أسي إل الكوفة فأقيم با‬
‫شهرين ‪ ،‬ث أسي إل البصرة فأقيم با شهرين ) (‪ . )2‬وعن طاوس أن عمر قال ‪ ( :‬أرأيتم‬
‫إن استعملت عليكم خي من أعلم ث أمرته بالعدل أقضيت ما علي ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ل حت أنظر ف عمله أعمل با أمرته أم ل ‪. )3( ) ...‬‬

‫‪ )(1‬الراج لب يوسف (ص ‪. )5‬‬


‫‪ )(2‬مناقب عمر لبن الوزي (ص ‪. )121‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي ف سننه وابن عساكر ‪ ،‬قاله صاحب كن العمال (‪ )5768‬ح ‪. 14328‬‬

‫‪369‬‬
‫رابعًا ‪ :‬الرفق بالرعية والنصح لم وعدم تتبع عوراتم ‪:‬‬
‫ك ما أن من واج به أيضًا الر فق بذه الرع ية ال ت ا سترعاه ال أمر ها ‪ ،‬والن صح ل م ‪،‬‬
‫وعدم تتبع سوءاتم عوراتم ‪ ،‬وقد ورد ف هذا الواجب أحاديث وآثار كثية منها ‪:‬‬
‫ما رواه مسلم ف صحيحه بسنده عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬سعت رسول ال‬
‫يقول ف بيت هذا ‪ « :‬اللهم من وَلِ َي من أمر أمت شيئًا فش ّق عليهم فاشقق عليه ‪ ،‬ومن ول‬
‫من أمر أمت شيئًا فرفق بم فارفق به » (‪. )1‬‬
‫قال النووي ‪ ( :‬هذا من أبلغ الزوا جر عن الش قة على الناس ‪ ،‬وأع ظم الثّ على الر فق‬
‫بم ‪ ،‬وقد تظاهرت الحاديث بذا العن ) (‪. )2‬‬
‫ومنها ما رواه البخاري بسنده إل السن قال ‪ :‬إن عبيد ال بن زياد زار َم ْعقِل بن يسار‬
‫ف مر ضه الذي مات ف يه ‪ ،‬فقال له مع قل ‪ :‬إ ن مد ثك حديثًا سعته من ر سول ال‬
‫سعت النب يقول ‪ « :‬ما من عبد يسترعيه ال رعية من السلمي فيموت وهو غاشّ لم‬
‫إل حرّم ال عليه النة » (‪ . )3‬وعند مسلم قال ‪ « :‬ما من عبد يلي أمر السلمي ث ل‬
‫يهد لم وينصح لم إل ل يدخل النة معهم » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬مسلم كتاب ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬فضيلة المام العادل ‪ ،‬رقم الديث (‪. )3/1458( )1828‬‬
‫‪ )(2‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪. )12/213‬‬
‫‪ )(3‬البخاري ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬من استرعى رعيته فلم ينصح لا ‪ ،‬فتح الباري (‪. )13/126‬‬
‫‪ )(4‬مسلم ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬استحقاق الوال الغاش لرعيته النار ‪ ،‬ح ‪. )1/125( 142‬‬

‫‪370‬‬
‫و عن ال سن أن عائذ بن عمرو كان من أ صحاب ر سول ال د خل على عب يد ال‬
‫ا بن زياد فقال ‪ :‬أي ب ن ‪ :‬إ ن سعت ر سول ال يقول ‪ « :‬إن شرّ الرّعاء الُطَ َم َة (‪، )1‬‬
‫فإياك أن تكون منهم » ‪ ،‬فقال له ‪ :‬اجلس إنا أنت من نالة أصحاب ممد ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫وهل كانت لم نالة ؟ إنا كانت النخالة بعدهم وف غيهم (‪. )2‬‬
‫ومن ها ما رواه أ بو داود ب سنده عن أ ب أما مة قال ‪ :‬إن ر سول ال قال ‪ « :‬إذا ابت غى‬
‫المي الرّيبة ف الناس أفسدهم » (‪. )3‬‬
‫و عن معاو ية ر ضي ال ع نه قال ‪ :‬سعت ال نب يقول ‪ « :‬إ نك عن تتب عت عورات‬
‫الناس أفسدتم ‪ ،‬أو كدت تفسدهم » (‪. )4‬‬
‫خامسًا ‪ :‬أن يكون قدوة حسنة لرعيته ‪:‬‬
‫من طبيعة النفس البشرية أنا دائمًا مولعة بتقليد القوى سواء كان ف الي أو الش ّر ‪،‬‬
‫وحيث إن المام هو الذي ف يده زمام السلطة‬

‫‪ )(1‬الُطمة ‪ :‬العنيف التعسف قليل الرحة ‪ .‬انظر ‪ :‬لسان العرب مادة ( حطم ) (‪. )12/139‬‬
‫‪ )(2‬مسلم ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬استحقاق الوال الغاش رعيته النار ‪ ،‬ح ‪ ، )1/126( 142‬وأحد (‪. )5/25‬‬
‫‪ )(3‬سنن أب داود ك ‪ :‬الدب ‪ .‬ب ‪ :‬النهي عن التجسس ‪ ،‬عون (‪ . )13/232‬وأحد ف السند (‪، )6/4‬‬
‫وقال مقق جامع الصول ‪ :‬هو ‪ :‬حديث حسن ‪ .‬جامع الصول (‪. )4/83‬‬
‫‪ )(4‬سنن أب داود ك ‪ :‬الدب ‪ .‬ب ‪ :‬النهي عن التجسس ‪ ،‬عون (‪ ، )13/232‬ورواه ابن حبان ف‬
‫صحيحه (ص ‪ . )359‬وعزاه صاحب كن العمال لعبد الرزاق ف الصنف انظر ‪ :‬الكن (‪ )5/797‬ح‬
‫‪.14359‬‬

‫‪371‬‬
‫والتدب ي ‪ ،‬فإن نفوس الرع ية تكون مول عة في ما يذ هب إل يه ‪ ،‬لذلك و جب عل يه أن يكون‬
‫قدوة ح سنة لتبا عه ح ت ي سيوا على ن جه ‪ ،‬ويقلّدوه ف سنّته ال سنة ‪ ،‬لن عيون م‬
‫معقودة بصه وأبصصارهم شاخصصة إليصه ‪ ،‬فإن أي صصغية تبدوا منصه تتجسصم لدى العامّة ‪،‬‬
‫ويتخذون منهصا ثغرة ينفذون منهصا إل النراف ‪ ،‬وقلّ أن يردّهصم بعصد ذلك نصصح أو‬
‫تويف ‪.‬‬
‫ولذلك لا دخل قائد جيش السلمي سعد بن أب وقاص رضي ال عنه قصر كسرى‬
‫ع َومَقَا مٍ َكرِيٍ * وََنعْ َمةٍ‬
‫ت َوعُيُو ٍن * َو ُزرُو ٍ‬
‫و هو يتلوا قوله تعال ‪ ﴿ :‬كَ مْ َترَكُوا مِن جَنّا ٍ‬
‫كَانُوا فِيهَا فَا ِكهِيَ * كَ َذلِ كَ وََأ ْورَْثنَاهَا َقوْما آ َخرِي نَ ﴾ (‪ )1‬أر سل سعد كل ما ف ق صر‬
‫كسرى إل أمي الؤمني عمر بن الطاب ‪ ،‬وأخذ عمر رضي ال عنه يقلّب هذه النفائس‬
‫ويقول ‪ :‬إن قوم ًا أدّوا هذا لمناء ‪ .‬فقال علي بصن أبص طالب رضصي ال عنصه ‪ ( :‬لقصد‬
‫عففت فعفّت رعيتك ‪ ،‬ولو رتعت لرتعت ) ث قسم عمر على ذلك ف السلمي ‪.‬‬
‫وقد روى البخاري رحه ال عن أب بكر رضي ال عنه ف حديثه للحسية لا سألته ‪:‬‬
‫مصا بقاء هذا المصر الصصال الذي جاء ال بصه بعصد الاهليصة ؟ قال ‪ :‬مصا اسصتقامت بكصم‬
‫أئمتكم ) (‪. )2‬‬
‫وقال عمر بن الطاب رضي ال عنه ‪ ( :‬إن الناس ل يزالوا مستقيمي ما استقامت لم‬
‫أئمتهم وهداتم ) (‪ ، )3‬وقال ‪ ( :‬الرعية مؤدية إل‬

‫‪ )(1‬سورة الدخان اليات من ‪. 28 : 25‬‬


‫‪ )(2‬رواه البخاري ف كتاب ‪ :‬مناقب النصار ‪ .‬باب ‪ :‬أيام الاهلية ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ ، )7/147‬ورواه‬
‫الدارمي ف مسنده ف ‪ :‬القدمة ‪ .23 :‬باب ‪ :‬ف كراهية أخذ الرأي ‪.‬‬
‫‪ )(3‬طبقات ابن سعد (‪ ، )3/292‬والبيهقي ف سننه ‪.‬‬

‫‪372‬‬
‫المام ما أدى المام إل ال ‪ ،‬فإن رتع المام رتعوا ) (‪. )1‬‬
‫لذلك كان من سيته رضي ال عنه ‪ -‬كما ذكر ذلك سال بن عبد ال عن أبيه قال ‪:‬‬
‫( كان ع مر إذا أراد أن ين هى الناس عن ش يء تقدّم لهله فقال ‪ :‬ل أعل من أحدًا و قع ف‬
‫شيء ما نيت عنه إل أضعفت له العقوبة ) (‪. )2‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ ( :‬وينبغي أن ُيعْرف أن أول المر كالسوق ما‬
‫ن فق ف يه جُلب إل يه ‪ ،‬هكذا قال ع مر بن ع بد العز يز ‪ ،‬فإن نفق ف يه الصدق والبّ والعدل‬
‫والمانة جُلب إليه ذلك ‪ ،‬وإن نفق فيه الكذب والور واليانة جُلب إليه ذلك ) (‪. )3‬‬
‫وتاريخ السلمي ناطق با للسوة الطيبة ف الكّام من أثر ف المة ‪ ،‬ففي أيام عمر بن‬
‫الطاب شاع الزهد والتق شف إقتدا ًء به ‪ ،‬و ف أيام الول يد بن ع بد اللك (‪ )4‬تنا فس الناس‬
‫ف إنشاء الساجد وإقامة اللجئ للمرضى والعجزة ماراة ليول الليفة ف ذلك ‪ ،‬وف أيام‬
‫عمر بن عبد العزيز شاعت روح العدالة ف الجتمع ‪ ،‬وأقبل الناس على إقامة شعائر الدين‬
‫أسوة بذا الليفة العادل ‪.‬‬

‫‪ )(1‬طبقات ابن سعد (‪ ، )3/292‬والبيهقي ف السنن الكبى ‪ ،‬وابن أب شيبة ‪ ،‬والنسائي ‪ .‬قاله صاحب كن‬
‫العمال (‪ )5/765‬ح ‪. 14318‬‬
‫‪ )(2‬الطبقات الكبى (‪. )3/289‬‬
‫‪ )(3‬السياسة الشرعية (ص ‪. )32‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬البداية والنهاية (‪. )9/165‬‬

‫‪373‬‬
‫هذا وقد قيل ‪ ( :‬الناس على دين ملوكهم ) (‪. )1‬‬
‫قال الطرطو شي ‪ ( )2( :‬ل أزل أ سع الناس يقولون ‪ :‬أعمال كم عمال كم ك ما تكونوا‬
‫يول عليكم ) (‪ )3‬إل أن ظفرت به ف قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَكَذَلِكَ ُنوَلّي َب ْعضَ الظّالِ ِميَ َبعْضا‬
‫سبُونَ ﴾ (‪. )5( ، )4‬‬
‫بِمَا كَانُوْا يَكْ ِ‬
‫هذا وهناك أعمال أخرى ‪ -‬غي ما ذُكر ‪ -‬مناطة بالئمة أو من يولونه مكانم ‪ ،‬مثل‬
‫ل له ‪ ،‬وإقامة المع والعياد وقيادة اليوش ونو ذلك ‪.‬‬ ‫ولية من ل و ّ‬

‫‪ )(1‬قال السخاوي ‪ :‬ل أعرفه حديثًا ‪ .‬انظر ‪ :‬القاصد السنة (ص ‪ )441‬ح ‪ .1236‬ط ‪ .‬أول ‪ . 1399‬ن‬
‫‪ :‬دار الكتب العلمية بيوت ‪.‬‬
‫‪ )(2‬هو ‪ :‬أبو بكر ممد بن الوليد من علماء الالكية ‪ .‬انظر ‪ :‬النجوم الزاهرة (‪. )5/231‬‬
‫‪ )(3‬رواه الديلمي ف مسند الفردوس ‪ ،‬والبيهقي ف ‪ :‬شعب اليان ‪ .‬عن أب إسحاق السبيعي مرسلً قاله‬
‫صاحب كن العمال (‪ )6/89‬ح ‪ ، 14972‬وقال العجلون ‪ ( :‬رواه الاكم ومن طريقه الديلمي عن أب‬
‫بكرة مرفوعًا وأخرجه البيهقي بلفظ ‪ ( :‬يؤمر عليكم ) بدون شك وبذف أب بكر فهو منقطع ‪ ،‬وأخرجه ابن‬
‫جيع والقضاعي عن أب بكرة بلفظ ( يول عليكم ) بدون شك وف سنده ماهيل ‪ ،‬ورواه الطبان بعناه عن‬
‫السن ‪ ) ...‬كشف الفا ومزيل اللباس (‪ . )2/184‬والديث ضعفه اللبان ف ‪ :‬ضعيف الامع الصغي (‬
‫‪. )4/160‬‬
‫‪ )(4‬سورة النعام آية ‪. 129‬‬
‫‪ )(5‬سراج اللوك للطرطوشي (ص ‪ ، )101‬ط ‪ .‬أول ‪ 1319‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬الطبعة الزهرية الصرية ‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫البحث الثان‬
‫حقوق المام‬
‫إذا قام الليفة بالواجبات السابقة ثبت له بإزائها كثي من القوق الت تعينه على القيام‬
‫بذه الواجبات خي قيام ‪ ،‬ومن هذه القوق ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬حق الطاعة ‪:‬‬
‫الطاعة دعامة من دعائم الكم ف السلم وقاعدة من قواعد نظامه السياسي ‪ ،‬وهي‬
‫من المور الضرورية لتمكي المام من القيام بواجبه اللقى على عاتقه ‪ ،‬وضرورية أيضًا‬
‫لتمك ي الدولة من تنف يذ أهداف ها وتق يق أغراض ها ‪ ،‬ور ضي ال عن ع مر بن الطاب‬
‫حيث يقول ‪ ( :‬ل إسلم بل جاعة ‪ ،‬ول جاعة بل أمي ‪ ،‬ول أمي بل طاعة ) ‪.‬‬
‫وإن من أهم ما ييز نظام السلم عن غيه من النظم الرضية الت وضعها البشر هو‬
‫ذلك الوازع الدي ن ف ضم ي الؤ من ‪ ،‬ف هو ي ستشعر ‪ -‬ع ند قيام المام بواج به ‪ -‬أن ال‬
‫سبحانه وتعال قد أجب عليه الطاعة لذا المام ‪ ،‬فيؤنبه ضميه ويردعه وازعه الدين عن‬
‫الخلل بنظام الدولة أو التمرد والعصيان على أي أمر من أمور الدولة الت وضعتها لصال‬
‫المة ‪ ،‬وإن غابت عنه عي الرقيب والارس لذا النظام ‪ ،‬لنه يشعر بأن الرقيب حي قيوم‬
‫ل تأخذه سنة ول نوم ‪ ،‬و هو مطلع عل يه عال بأحواله ف كل ل ظة وأوان ‪ .‬وهذا ما ل‬
‫وجود له ف النظم الرضية ‪ ،‬فكل منهم يراقب عي الرقيب وحارس النظام ‪ ،‬وهو بشر‬
‫مثلهم ‪ ،‬ومن طبيعة البشر الضعف والغفلة والتقصي ‪ ،‬فإن غاب عنه فل رقيب ول‬

‫‪375‬‬
‫حارس ول وازع دين أو خلقي يردعه من التمرد على هذا النظام الراد حفظه ‪.‬‬
‫كذلك الؤ من إذا ات ذ هذه الطا عة قر بة ل سبحانه وتعال وعبادة ‪ ،‬فله علي ها ال جر‬
‫الز يل ‪ ،‬ل نه يطيع هم امتثالً ل مر ال ور سوله بذلك ل لشخا صهم ‪ .‬في جو من ال‬
‫الثواب على ذلك ‪ .‬أما النظم الخرى فل رجاء ول أجر إل ما يصيبه ف هذه الياة الدنيا‬
‫من حطامها ‪ ،‬ومن النتائج الترتبة على حفظ هذه النظام ‪َ ﴿ ،‬ومَا الْحَيَا ُة الدّْنيَا فِي ال ِخ َرةِ‬
‫ع﴾‪.‬‬ ‫إِ ّل مَتَا ٌ‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ‪ ( :‬فطاعة ال ورسوله واجبة على كل أحد ‪ ،‬وطاعة ولة‬
‫المور واجبة لمر ال بطاعتهم ‪ ،‬فمن أطاع ال ورسوله بطاعة ولة المر ل فأجره على‬
‫ال ‪ ،‬ومن كان ل يطيعهم إل لا يأخذه من الولية والال فإن أعطوه أطاعهم و إن منعوه‬
‫عصاهم فماله ف الخرة من خلق ) (‪. )1‬‬
‫وقد روى البخاري ومسلم وغيها عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب قال ‪« :‬‬
‫ثل ثة ل يكلم هم ال يوم القيا مة ول ين ظر إلي هم ‪ ،‬ول يزكي هم ول م عذاب أل يم ‪ :‬ر جل‬
‫على فضل ماء بالفلة ينعه من ابن السبيل ‪ ،‬ورجل بايع رجلً بسلعة بعد العصر فحلف‬
‫له بال لخذها بكذا وكذا فصدقه وهو غي ذلك ‪ ،‬ورجل بايع إمامًا ل يبايعه إل لدنيا‬

‫‪ )(1‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية (‪. )17 ، 16 /35‬‬

‫‪376‬‬
‫ف » (‪. )1‬‬
‫فإن أعطاه منها وف وإن ل يعطه ل ي ِ‬
‫لذلك فالسمع والطاعة للفاء السلمي وأئمتهم من أجل الطاعات والقربات عند ال‬
‫تعال ‪ ،‬ومن الواجبات اللقاة على عاتق كل مسلم ‪..‬‬
‫قال ابن كثي ‪ ( :‬وقال الصياح بن سوادة الكندي ‪ :‬سعت عمر بن عبد العزيز يطب‬
‫وهو يقول ‪ ﴿ :‬الّذِي نَ إِن مّكّنّاهُ مْ فِي الَْأرْ ضِ‪ ﴾ ...‬الية (‪ . )2‬ث قال ‪ ( :‬أل إنا ليست‬
‫على الوال وحده ولكنهصا على الوال والوال عليصه ‪ ،‬أل أنبئكصم باص لكصم على الوال مصن‬
‫ذلك ؛ وب ا للوال علي كم م نه ؟ إن ل كم على الوال من ذل كم أن يؤاخذ كم بقوق ال‬
‫علي كم ‪ ،‬وأن يهدي كم إل ال ت هي أقوم ما ا ستطاع ‪ ،‬وإن علي كم من ذلك الطا عة غ ي‬
‫البزوزة (‪ )3‬ول الستكرهة ول الخالف سرها علنيتها ) (‪. )4‬‬
‫أدلة وجوبا‬
‫السمع والطاعة للمام من أهم حقوقه الواجبة له ‪ ،‬ومن أعظم الواجبات على الرعية‬
‫له ‪ ،‬وقد دَ ّل على ذلك الكتاب والسنة ‪:‬‬

‫‪ )(1‬البخاري ف ‪ :‬الحكام ‪ .‬باب ‪ ، 48 :‬من بايع رجلً ل يبايعه إل للدنيا ‪ ،‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )13/201‬ومسلم ف ‪ :‬اليان ‪ .‬باب ‪ :‬غلظ تري إسبال الزار والن بالعطية ‪ ،‬رقم (‪، )1/103( )108‬‬
‫والترمذي ف ‪ :‬السي ‪ .‬باب ‪ :‬ما جاء ف نكث البيعة ‪ ،‬رقم (‪ ، )4/150( )1595‬وابن ماجه ف ك ‪:‬‬
‫التجارات ‪ .‬باب كراهية اليان ف الشراء والبيع ‪ ،‬رقم الديث (‪. )2/744( )2207‬‬
‫‪ )(2‬سورة الج آية ‪. 41‬‬
‫‪ )(3‬بزه يبزه بزًا ‪ :‬غلبه وغصبه ‪ .‬وبز الشيء انتزعه يقول ‪( :‬ل ألزمكم الطاعة قسرًا ) ‪.‬‬
‫‪ )(4‬تفسي ابن كثي (‪. )5/434‬‬

‫‪377‬‬
‫فمن الكتاب ‪:‬‬
‫قوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُوْا اللّ َه وَأَطِيعُوْا الرّ سُو َل وَُأوْلِي ا َلمْ ِر مِنكُ ْم فَإِن‬
‫َتنَا َزعْتُ مْ فِي شَ ْيءٍ َف ُردّو هُ إِلَى اللّ ِه وَالرّ سُولِ إِن كُنُت مْ ُت ْؤمِنُو نَ بِاللّ هِ وَالَْيوْ مِ ال ِخرِ ذَلِ كَ َخْيرٌ‬
‫وَأَحْسَ ُن تَ ْأوِيلً ﴾ (‪. )1‬‬
‫فلمصا أمصر ال تعال الرعاة والولة بأداء المانات إل أهلهصا والكصم بالعدل فص اليصة‬
‫السابقة لا ‪ ﴿ :‬إِنّ اللّ هَ يَ ْأ ُمرُكُ مْ أَن تُؤدّواْ ا َلمَانَا تِ إِلَى َأ ْهِلهَا وَِإذَا َحكَمْتُم بَْي نَ النّا سِ أَن‬
‫حكُمُواْ بِاْلعَدْلِ ﴾ أ مر الرع ية من اليوش وغي هم بطا عة أول ال مر الفاعل ي لذلك ف‬ ‫تَ ْ‬
‫قسمهم وحكمهم ومغازيهم وغي ذلك ‪ ،‬إل أن يأمروا بعصية ال ‪ ،‬فل طاعة لخلوق ف‬
‫معصصية الالق ) (‪ . )2‬وأولو المصر فص هذه اليصة هصم كمصا قال الشوكانص ‪ ( :‬الئمصة‬
‫والسلطي والقضاة وكل من كانت له ولية شرعية ل ولية طاغوتية ‪ ،‬والراد طاعتهم‬
‫فيما يأمرون به وينهون عنه ما ل تكن معصية ) (‪. )3‬‬
‫وقال ابن حجر ‪ ( :‬قال ابن عيينة ‪ :‬سألت زيد بن أسلم عنها ‪ -‬أي عن أول المر ف‬
‫هذه الية ‪ -‬ول يكن بالدينة أحد يفسر القرآن بعد ممد بن كعب مثله ‪ -‬فقال ‪ :‬اقرأ ما‬
‫قبلها تعرف ‪ ،‬فقرأت ‪ ﴿ :‬إِنّ اللّ هَ يَ ْأمُرُكُ مْ أَن تُؤدّوْا ا َلمَانَا تِ إِلَى َأ ْهِلهَا وَِإذَا حَكَ ْمتُم َبيْ نَ‬
‫حكُمواْ بِاْلعَدْل ﴾ الية ‪ .‬فقال ‪ :‬هذه ف الولة ) (‪. )4‬‬ ‫النّاسِ أَن تَ ْ‬

‫‪ )(1‬سورة النساء آية ‪. 59‬‬


‫‪ )(2‬ماسن التأويل للقاسي (‪. )5/353‬‬
‫‪ )(3‬فتح القدير للشوكان (‪. )1/481‬‬
‫‪ )(4‬فتح الباري (‪. )13/111‬‬

‫‪378‬‬
‫وتشمل أيضًا العلماء كما رواه الطبي بإسناده عن ابن عباس وابن أب نيح والسن‬
‫وماهد وعطاء وغيهم (‪. )1‬‬
‫فالصصواب إذًا شولاص كمصا قال شيصخ السصلم ابصن تيميصة ‪ ( :‬وأولو المصر أصصحابه‬
‫وذووه ‪ ،‬وهصم الذيصن يأمرون الناس ‪ ،‬وذلك يشترك فيصه أهصل اليصد والقدرة وأهصل العلم‬
‫والكلم ‪ ،‬فلهذا كان أولو المصر صصنفي ‪ :‬العلماء ‪ ،‬والمراء ‪ .‬فإذا صصلحوا صصلح الناس‬
‫وإذا فسدوا فسد الناس ) (‪. )2‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬من السنة ‪:‬‬
‫أما من السنة فالحاديث كثية ف وجوب السمع والطاعة للئمة ف غي معصية نأخذ‬
‫منها ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه البخاري ومسلم وغيها عن أب هريرة رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬قال‬
‫ر سول ال ‪ « :‬من أطاع ن ف قد أطاع ال ‪ ،‬و من ع صان ف قد ع صى ال ‪ ،‬و من أطاع‬
‫أميي فقد أطاعن ومن عصى أميي فقد عصان » (‪. )3‬‬
‫(‪ )2‬ومنها ما رواه البخاري بسنده عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رسول ال‬
‫قال ‪ « :‬ا سعوا وأطيعوا وإن ا ستعمل علي كم ع بد حب شي كأن رأ سه زبي بة ما أقام في كم‬
‫كتاب ال » ‪ .‬وف رواية إن رسول ال قال لب‬

‫‪ )(1‬تفسي الطبي (‪ )7/500‬تقيق آل شاكر ‪.‬‬


‫‪ )(2‬السبة لبن تيمية (ص ‪. )118‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه ‪ .‬وسبق تريه ف فصل التعريف (ص ‪. )30‬‬

‫‪379‬‬
‫ذر ‪ « :‬اسع وأطع ولو لبشي كأن رأسه زبيبة » (‪. )1‬‬
‫(‪ )3‬ومنها ما رواه البخاري ومسلم والترمذي عن عبد ال بن مسعود رضي ال تعال‬
‫عنصه قال ‪ :‬قال رسصول ال ‪ « :‬إناص سصتكون بعدي أثرة وأمور تنكروناص » قالوا ‪ :‬يصا‬
‫رسول ال ! كيف تأمر من أدرك ذلك منا ؟ قال ‪ « :‬تؤدون الق الذي عليكم وتسألون‬
‫ال الذي لكم » (‪. )2‬‬
‫(‪ )4‬ومنها ما رواه البخاري ومسلم وغيها عن عبادة الصامت رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫( بايعنا رسول ال على السمع والطاعة ف العسر واليسر والنشط والكره ‪ ،‬وعلى أثرة‬
‫علينا ‪ ،‬وعلى أل ننازع ال مر أهله ‪ ،‬وعلى أن نقول الق أين ما ك نا ل ناف ف ال لومة‬
‫لئم ) ‪ .‬وف رواية لسلم ‪ « :‬إل أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من ال فيه برهان » (‪. )3‬‬
‫إل غي ذلك من الحاديث الكثية الوجبة لطاعة الئمة ف غي معصية وإن جاروا ‪،‬‬
‫روى أبو عبيد القاسم بن سلم بسنده إل مصعب‬

‫‪ )(1‬البخاري كتاب الحكام ‪ .‬باب ‪ ، 4 :‬السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ )13/121‬ونوه عند مسلم عن أم الصي الحسية ف ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬وجوب طاعة المراء ف غي‬
‫معصية ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1468( 1838‬والنسائي (‪ )7/154‬ف ‪ :‬البيعة ‪ .‬باب ‪ :‬الترغيب ف طاعة المام ‪.‬‬
‫‪ )(2‬البخاري ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ ، 2 :‬قوله عليه السلم ‪ « :‬سترون بعدي أثرة وأمورًا تنكرونا » ‪ ،‬فتح‬
‫الباري (‪ ، )13/5‬ومسلم ف ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬وجوب الوفاء ببيعة اللفاء ‪ ،‬ح ‪، )3/1472( 1843‬‬
‫والترمذي ف ‪ :‬الفت ‪ .‬رقم (‪ . )2195‬باب ‪ :‬ما جاء ف الثرة ‪. )4/482( ،‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬قول النب ‪ « :‬سترون بعدي أمورًا تنكرونا » ‪ ،‬فتح‬
‫الباري (‪ ، )13/5‬ومسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المراء ف غي معصية ‪ ،‬ح ‪( 1709‬‬
‫‪. )3/1470‬‬

‫‪380‬‬
‫ا بن سعد قال ‪ :‬قال علي بن أب طالب رضي ال عنه كلمات أصاب فيهن الق ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫( ي ق على المام أن ي كم ب ا أنزل ال ‪ ،‬وأن يؤدي الما نة ‪ ،‬فإذا ف عل ذلك ف حق على‬
‫الناس أن يسمعوا له ويطيعوا وييبوه إذا دعا ) (‪. )1‬‬
‫طاعة المام ليست مطلقة‬
‫حين ما أو جب ال عز و جل على الرع ية أن تط يع ولة المور ال سلمي ل ي عل هذه‬
‫الطا عة مطل قة من كل ق يد ‪ ،‬وذلك لن الا كم والحكوم كل هم عب يد ل عز و جل ‪،‬‬
‫واجب عليهم طاعته وامتثال أوامره ‪ ،‬لنه هو الاكم وحده ‪ ،‬فإذا قصرت الرعية ف حق‬
‫من حقوق ال تعال فعلى الاكم تقويها بالترغيب والترهيب حت تستقيم على الطريق ‪،‬‬
‫وكذلك الاكم إذا أمر بعصية فل سع ول طاعة له ‪ ،‬وإنا على المة نصحه وإرشاده ‪،‬‬
‫والسصعي بكصل وسصيلة إل إرجاعصه إل القص شريطصة أل يكون هناك مفسصدة أعظصم مصن‬
‫مصلحة تقويه ‪ ،‬وإل فعلى الرعية الصب حت يقضي ال فيه بأمره ويريهم منه ‪.‬‬
‫يقول السصتاذ الودودي رحهص ال فص شأن تقييصد سصلطة الاكصم والفرد فص الكصم‬
‫السلمي ‪ ( :‬لقد أقيم بي الفرد والدولة ف هذا النظام توازن ل هو يعل الدولة سلطانًا‬
‫مطلق اليد ‪ ،‬فتصبح السيد صاحب السطوة والسلطة واليمنة على كل شيء فتجعل من‬
‫النسان عبدًا ملوكًا لا ل حول له ول‬

‫‪ )(1‬الموال (ص ‪ ، )12‬ورواه الطبان ف تفسيه (‪ )8/490‬تقيق شاكر ‪ ،‬واللل ف السند من مسائل‬


‫المام أحد ورقة (‪ ، )5‬ورواه زيد بن علي ف ‪ :‬مموع الفقه الكبي ‪ .‬انظر ‪ :‬تتمة الروض النضي (‪. )5/15‬‬
‫وقال الشارح ‪ :‬أخرجه الفرياب ‪ ،‬وسعيد بن منصور ‪ ،‬وابن أب شيبة ‪ ،‬وابن زنويه ف الموال ‪ ،‬وابن جرير ‪،‬‬
‫وابن أب حات ‪ .‬انظر ‪ :‬تتمة الروض النضي (‪. )5/16‬‬

‫‪381‬‬
‫طول ‪ ،‬ول هصو يعطصي الفرد حريصة مطلقصة ويترك له البصل على الغارب ‪ ،‬فيصصبح عدوًا‬
‫لنفسه ولصلحة الماعة ‪ ،‬وإنا أعطى الفراد حقوقهم الساسية ‪ ،‬وألزم الكومة بإتباع‬
‫القانون العلى والتزام الشورى ‪ ،‬وهيصأ الفرص التامصة لتربيصة وتنشئة الشخصصية الفرديصة‬
‫وحفظها من تدخل السلطة دون وجه من ناحية ‪ ،‬ث من جانب آخر ربط الفرد بضوابط‬
‫الخلق وفرض عليه طاعة الكومة الت تسي وفق قانون ال وشرعته ‪ ،‬والتعاون معها ف‬
‫الي والعروف ومنعه من إيقاع اللل ف نظامها وبث الفوضى ف أرجائها والتقاعس عن‬
‫التضحية بالروح والال والنفس ف سبيل حايتها والفاظ عليه ) (‪. )1‬‬
‫أدلة تقييد سلطة الاكم ‪:‬‬
‫والدلة على تقي يد سلطة الا كم وأ نه ل طا عة له ف مع صية كثية جدًا نأ خذ من ها‬
‫بعض النماذج ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬من كتاب ال ‪:‬‬
‫(‪ )1‬يقول ال تعال ‪ ﴿ :‬يَا َأيّهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُوْا اللّ هَ وَأَطِيعُواْ الرّ سُو َل وَُأوْلِي ا َلمْ ِر‬
‫مِنكُ مْ فَإِن َتنَا َزعْتُ مْ فِي شَ ْيءٍ َف ُردّو هُ إِلَى اللّ هِ وَالرّ سُولِ إِن كُنتُ مْ ُت ْؤمِنُو نَ بِاللّ ِه وَاْلَيوْ مِ ال ِخرِ‬
‫ذَِلكَ خَْي ٌر وَأَحْسَ ُن تَ ْأوِيلً ﴾ (‪. )2‬‬
‫قال الافصظ ابصن حجصر ‪ :‬قال الطيصب ‪ ( :‬أعاد الفعصل فص قوله ‪ ﴿ :‬وَأَطِيعُواْ الرّسصُولَ‬
‫﴾ إشارة إل استقلل الرسول بالطاعة ‪ ،‬ول يعده ف أول المر إشارة‬

‫‪ )(1‬اللفة واللك للمودودي (ص ‪ )36 ، 35‬تعريب ‪ :‬أحد إدريس ‪.‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء الية ‪. 59:‬‬

‫‪382‬‬
‫إل أنه يوجد فيهم من ل تب طاعته ‪ ،‬ث بي ذلك ف قوله ‪ ﴿ :‬فَإِن تَنَا َزعْتُمْ فِي شَ ْيءٍ ﴾‬
‫كأنصه قيصل ‪ :‬فإن ل يعملوا بالقص فل تطيعوهصم وردوا مصا تالفتصم فيصه إل حكصم ال‬
‫ورسوله ) (‪. )1‬‬
‫ستُم أمرت بطاعتنا ف‬ ‫وعن أب حازم سلمة بن دينار أن مسلمة بن عبد اللك قال ‪ ( :‬ألَ ْ‬
‫قوله ‪ ﴿ :‬وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُ ْم ﴾ ؟ قال ‪ :‬أليست قد نزعت عنكم إذا خالفتم الق بقوله ﴿‬
‫فردوه إل ال والرسول ‪. )2( ﴾ ...‬‬
‫فالشا هد من ال ية أن المام الطاع ي ب أن يكون من السلمي كما سبق بيانه ع ند‬
‫ذكر الشروط ‪ ،‬وأنه إذا وقع خلف بينه وبي رعيته فالكم ف ذلك هو كتاب ال وسنة‬
‫رسوله ل هواه وبطشه ‪ ،‬فدل ذلك على تقييد سلطته بإتباع الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫قال الش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ‪ ( :‬إن م ‪ -‬أي أ هل ال سنة والما عة ‪ -‬ل‬
‫يوزون طاعة المام ف كل ما يأمر به ‪ ،‬بل ل يوجبون طاعته إل فيما تسوغ طاعته فيه‬
‫ف الشريعة ‪ ،‬فل يوزون طاعته ف معصية ال وإن كان إمامًا عاد ًل ‪ ،‬فإذا أمرهم بطاعة‬
‫ال أطاعوه ‪ ،‬مثل أن يأمرهم بإقام الصلة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪ ،‬والصدق ‪ ،‬والعدل ‪ ،‬والج ‪،‬‬
‫والهاد ف سبيل ال ‪ .‬فهم ف القيقة إنا أطاعوا ال ‪ ،‬والكافر والفا سق إذا أمر ب ا هو‬
‫طاعة ل ل ترم طاعة ال ‪ ،‬ول يسقط وجوبا لمر ذلك الفاسق با ‪ ،‬كما أنه إذا تكلم‬
‫بق ل يز تكذيبه ول يسقط وجوب إتباع الق لكونه قد قاله فاسق ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )13/112‬‬


‫‪ )(2‬الكشاف للزمشري (‪ )1/535‬والقصة ذكرها الافظ ابن حجر بدون ذكر الساء ف الفتح (‪)13/111‬‬
‫‪ .‬وذكرها أيضًا صاحب بدائع السلك (‪. )1/78‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )2/76‬‬

‫‪383‬‬
‫قال فأهصل السصنة ‪ :‬ل يطيعون ولة المور مطلقًا إنمص يطيعونمص فص ضمصن إطاعصة‬
‫الرسول كما قال تعال ‪ ﴿ :‬أَطِيعُوْا الّل َه وَأَطِيعُوْا الرّسُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُ ْم ‪ ﴾ ...‬الية‬
‫(‪. )2( ، )1‬‬
‫َكص عَلَى أَن ل‬ ‫َاتص ُيبَاِيعْن َ‬
‫َاءكص الْ ُم ْؤمِن ُ‬
‫(‪ )2‬ومنهصا قوله تعال‪ ﴿ :‬ي َا أَيّه َا النّبِيّ ِإذَا ج َ‬
‫سرِقْ َن وَلَا َي ْزِنيَ وَل َيقْتُ ْل نَ َأوْل َدهُنّ وَل يَ ْأِتيَ ِبُبهْتَا نٍ َيفَْترِينَ هُ بَْي نَ‬
‫شرِكْ نَ بِاللّ هِ شَيْئا وَل يَ ْ‬
‫يُ ْ‬
‫أَيْدِيهِنّ وََأرْ ُجِلهِنّ وَل َيعْ صِيَنكَ فِي مَ ْعرُو فٍ َفبَاِي ْعهُنّ وَا ْسَت ْغفِرْ َلهُنّ اللّ هَ إِنّ اللّ َه َغفُورٌ‬
‫رّحِي ٌم ﴾ (‪. )3‬‬
‫ف ﴾ روى ابن جرير بسنده‬ ‫والشاهد من الية قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَل َيعْصِيَنكَ فِي َم ْعرُو ٍ‬
‫عن ابن زيد ف قوله ‪ ﴿ :‬وَل َيعْصِيَنكَ فِي َم ْعرُوفٍ ﴾ قال ‪ :‬إن رسول ال نبيّه وخيته‬
‫من خلقه ‪ ،‬ث ل يستحلّ له أمر إل بشرط ‪ ،‬ل يقل ﴿ ل َيعْصِيَنكَ ﴾ ويترك ‪ .‬حت قال ‪:‬‬
‫﴿ فِي َم ْعرُو فٍ ﴾ فكيف ينبغي لحد أن يطاع ف غي معروف وقد اشترط ال هذا على‬
‫نبيه ) (‪. )4‬‬
‫وقال الزمشري مف سرًا سبب تقي يد طا عة الر سول بالعروف مع أ نه ل يأ مر إل‬
‫بالعروف ‪ ( :‬نبصه بذلك على أن طاعصة الخلوق فص معصصية الالق جديرة بالتوقصي‬
‫والجتناب ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬سورة النساء آية ‪. 59‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )2/76‬‬
‫‪ )(3‬سورة المتحنة آية ‪. 12‬‬
‫‪ )(4‬تفسي الطبي (‪ . )28/80‬ونوه ف تفسي ابن كثي (‪. )8/127‬‬
‫‪ )(5‬الكشاف (‪ . )4/95‬ونوه ف فتح القدير (‪. )5/216‬‬

‫‪384‬‬
‫وقال الكيا الراسي ‪ ( :‬يؤخذ من قوله ‪ ﴿ :‬وَل َيعْ صِيَنكَ فِي َم ْعرُو فٍ ﴾ أنه ل طاعة‬
‫لحد ف غي معروف ) ‪ ...‬قال ‪ :‬وأمر النب ل يكن إل بعروف وإنا شرطه ف الطاعة‬
‫لئل يترخص أحد ف طاعة السلطي ) (‪. )1‬‬
‫فيؤخذ من هذا أن طاعة الخلوقي جيعهم ‪ :‬حاكم هم ومكوميهم مقيدة بأن تكون‬
‫بالعروف ‪ ،‬والعروف هو ما عرف من الشارع والعقل السليم حسنه أمرًا كان أو نيًا ‪،‬‬
‫وال كم ف ذلك هم العلماء الذ ين ي ستنبطون ال كم من الكتاب وال سنة ك ما قال تعال‬
‫‪َ ﴿ :‬وَلوْ َردّو هُ ِإلَى الرّ سُو ِل وَإِلَى ُأوْلِي ا َل ْمرِ مِْنهُ مْ َلعَلِمَ هُ الّذِي َن يَ سْتَنبِطُوَنهُ مِْنهُ مْ ﴾ (‪. )2‬‬
‫إذا ل يكن المام عالًا ‪ -‬مع أنه من شروطه ‪ -‬وكما شلت الية السابقة ﴿ أَطِيعُوْا اللّ هَ‬
‫وَأَطِيعُواْ الرّ سُو َل وَُأوْلِي ا َل ْم ِر مِنكُ مْ ﴾ العلماء أيضًا ‪ ،‬ولن نا أمر نا ع ند التنازع بالتحا كم‬
‫إل كتاب ال وسنة رسوله وهذا ما يمله علماء الشرع ويتعلمونه ويعلمونه ‪ .‬لذلك كله‬
‫تكون طاعة الكام تبعًا لطاعة العلماء وف هذا يقول ابن القيم رحه ال ‪ ( :‬والتحقيق أن‬
‫المراء إناص يطاعون [ إذا ] (‪ )3‬أَمروا بقتضصى العلم ‪ ،‬فطاعتهصم تبصع لطاعصة العلماء ‪ ،‬فإن‬
‫الطاعة إنا تكون ف العروف وما أوجبه العلم ‪ ،‬فكما أن طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول‬
‫‪ ،‬فطاعصة المراء تبصع لطاعصة العلماء ‪ ،‬ولاص كان قيام السصلم بطائفتص العلماء والمراء ‪،‬‬
‫وكان الناس كلهصم تبعًا لمص ‪ ،‬كان صصلح العال بصصلح هاتيص الطائفتيص ‪ ،‬وفسصاده‬
‫بفسادها كما قال عبد ال بن البارك وغيه من السلف ‪ ( :‬صنفان من الناس إذا صلحا‬
‫صلح الناس ‪ ،‬وإذا فسدا فسد الناس ‪ ،‬قيل من هم ؟ قال ‪ :‬اللوك والعلماء ) (‪ )4‬وكما قال‬
‫عبد ال بن البارك ‪:‬‬

‫‪ )(1‬نقلً عن ‪ :‬ماسن التأويل (‪. )16/137‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 83‬‬
‫‪ )(3‬ف الصل ( إذ ) ‪.‬‬
‫‪ )(4‬إعلم الوقعي (‪. )1/10‬‬

‫‪385‬‬
‫ويورث الذّلّ إدمانُهصصصا‬ ‫رأيصت الذنوب تيصت القلوب‬
‫(‬ ‫(‬

‫وخيص لنفسصك عصصيانا‬ ‫وترك الذنوب حياة القلوب‬


‫(‬ ‫(‬

‫صوء ورهباناص‬
‫وأحبار سص‬ ‫وهصصل بَدّل الديصصن إل اللوك‬
‫(‬ ‫(‬

‫ول تغصل فص البيصع أثاناص‬ ‫وباعوا النفوس فلم يربوا‬


‫(‬ ‫(‬

‫(‪)1‬‬
‫يبي لذي العقل إنتانا‬ ‫صة‬
‫صع القوم فص جيفص‬
‫صد رتص‬
‫لقص‬
‫(‬ ‫(‬

‫ثانيًا ‪ :‬من السنة ‪:‬‬


‫أما الدلة على تقييد سلطة المام من السنة فكثية جدًا نأخذ منها ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه الم سة وأح د عن ع بد ال بن ع مر ر ضي ال عنه ما أن ر سول ال‬
‫قال ‪ « :‬على الرء ال سمع والطا عة في ما أ حب أو كره إل أن يؤ مر بع صية فل سع ول‬
‫طاعة » (‪. )2‬‬
‫قال ابن القيم رحه ال تعليقًا على هذا الديث ‪ ( :‬وف هذا الديث دليل على أن من‬
‫أطاع ولة المر ف معصية ال كان عاصيًا ‪ ،‬وأن ذلك ل يهد له عذرًا عند ال ‪ ،‬بل إث‬
‫الع صية ل حق به ‪ ،‬وإن كان لول ال مر ل يرتكب ها ‪ ،‬وعلى هذا يدل هذا الد يث وهذا‬
‫وجهه وبال التوفيق ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬ذكرها ابن عبد الب بسنده إل ابن البارك ف كتاب جامع بيان العلم وفضله (ص ‪ )166 ، 165‬ط ‪.‬‬
‫‪ 1398‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الباز للنشر والتوزيع بكة ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ف ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ‪ ،‬فتح الباري (‪، )13/122‬‬
‫ومسلم ف ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المام ف غي معصية ‪ ،‬ح ‪ ، )3/1469( 1839‬والترمذي ف ‪:‬‬
‫الهاد ‪.‬ب ‪ :‬ما جاء ل طاعة لخلوق ف معصية الالق ‪ ،‬ح ‪ ، )4/209( 1707‬وأبو داود ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب‬
‫‪ :‬الطاعة ‪ ،‬عون العبود (‪ ، )7/290‬والنسائي ف ‪ :‬البيعة ‪ ، )7/160( ،‬وأحد ف السند ح ‪( 4668‬‬
‫‪ )6/111‬تقيق أحد شاكر ‪.‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬شرح ابن القيم لسنن أب داود الطبوع مع عون العبود (‪. )7/290‬‬

‫‪386‬‬
‫(‪ )2‬ومنها ما رواه البخاري ‪ -‬واللفظ له ‪ -‬ومسلم وغيها عن علي بن أب طالب‬
‫ل من الن صار ‪ ،‬وأمر هم أن‬ ‫ر ضي ال ع نه قال ‪ :‬ب عث ال نب سريّة ‪ ،‬وأمّ ر علي ها رج ً‬
‫يطيعوه ‪ ،‬فغ ضب علي هم وقال ‪ :‬أل يس قد أ مر ال نب أن تطيعو ن ؟ قالوا ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫عزمت عليكم لا جعتم حطبًا وأوقدت نارًا ث دخلتم فيها ‪ ،‬فجمعوا حطبًا وأوقدوا نارًا ‪،‬‬
‫فل ما هوا بالدخول فقام ين ظر بعض هم إل ب عض ‪ ،‬فقال بعض هم ‪ :‬إن ا تبع نا ال نب فرارًا‬
‫من النار أفندخل ها ؟ فبين ما هم كذلك إذ خدت النار ‪ ،‬و سكن غض به ‪ ،‬فذُ ِكرَ لل نب‬
‫فقال ‪ « :‬لو دخلوها ما خرجوا منها ‪ ،‬إنا الطاعة ف العروف » (‪. )1‬‬
‫ورويت هذه القصة أيضًا وجاء فيها أن أميها كان عبد ال بن حذافة السهمي وكان‬
‫امرءًا فيه دعابة ‪ ،‬ول يكن من النصار بل كان مهاجريًا ‪.‬‬
‫فهذا قد أمرهم بدخول نار الدنيا ‪ ،‬وقد أوجب الرسول عصيانه ‪ ،‬فما بالك بالذين‬
‫يأمرون بدخول نار الخرة بارتكاب العاصي ! فكيف تكون طاعتهم ؟ ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ومنها ما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رسول ال قال ‪:‬‬
‫« اسعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ‪ ،‬فتح الباري‬
‫(‪ ، )13/122‬ومسلم ف المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المام ف غي معصية ‪ ،‬ح ‪، )3/1469( 1840‬‬
‫ومسند أحد رقم (‪ )2/47( )622‬تقيق أحد شاكر ‪ ،‬وأبو داود ف ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ :‬الطاعة ‪ ،‬عون العبود (‬
‫‪. )7/289‬‬

‫‪387‬‬
‫زبيبة ‪ ،‬ما أقام فيكم كتاب ال » (‪. )1‬‬
‫فهذا الديث قيد الطاعة للمام الذي يقود بكتاب ال وبناء على ذلك فل توز طاعة‬
‫حا كم ي كم بغ ي ما أنزل ال ف حك مه هذا ‪ ،‬سواء كان هذا ال كم مرجًا له من اللة‬
‫أولً ‪ -‬كمصا سصبق بيانصه ‪ -‬لنصه فص كلتصا الالتيص عاص ل يأمصر بالعروف ‪ ،‬ول طاعصة‬
‫لخلوق ف معصية الالق ‪.‬‬
‫(‪ )4‬ومن ها ما رواه المام أح د ب سنده إل ع بد ال بن م سعود ر ضي ال تعال ع نه‬
‫قال ‪ :‬قال ر سول ال ‪ « :‬إ نه سيلي أمر كم من بعدي رجال يطفؤون ال سنة ويدثون‬
‫البد عة ‪ ،‬ويؤخرون ال صلة عن مواقيت ها » ‪ ،‬قال ا بن م سعود ‪ :‬ك يف ب إذا أدركتهم ؟‬
‫قال ‪ « :‬ليس ‪ -‬يا ابن أم عبد ‪ -‬طاعة لن عصى ال » ‪ .‬قالا ثلث مرات (‪. )2‬‬
‫ونوص مصا رواه عبادة بصن الصصامت رضصي ال عنصه قال ‪ « :‬سصيليكم أمراء بعدي ‪،‬‬
‫يعرفونكم ما تنكرون ‪ ،‬وينكرون عليكم ما تعرفون ‪ ،‬فمن أدرك ذلك منكم فل طاعة لن‬
‫عصى ال (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬متفق عليه رواه البخاري ف ك ‪ :‬الحكام ‪ .‬ب ‪ :‬السمع والطاعة للمام ما ل يأمر بعصية ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )13/111‬ومسلم عن أم الصي ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المراء ف غي معصية ‪ ،‬ح ‪1838‬‬
‫(‪. )3/1468‬‬
‫‪ )(2‬مسند أحد ح ‪ ، 3790‬تقيق أحد شاكر وقال ‪ :‬إسناده صحيح (‪ )5/301‬ورواه ابن ماجة ‪ ،‬والطبان‬
‫قال اللبان ‪ :‬إسناده جيد على شرط مسلم ‪ .‬سلسلة الحاديث الصحيحة (‪. )2/139‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحد (‪ ، )1/399‬والاكم وصححه (‪ ، )3/356‬وصححه اللبان ‪ .‬سلسلة الحاديث الصحيحة‬
‫ح ‪. )2/138( 590‬‬

‫‪388‬‬
‫(‪ )5‬بل إن الطا عة الطل قة من كل ق يد ترّ إل الشرك بال وعبادة الرجال بعض هم‬
‫ّهص‬
‫ُونص الل ِ‬
‫ُمص َأرْبَابا مّنص د ِ‬ ‫ُمص َو ُرهْبَاَنه ْ‬
‫لبعصض كمصا قال عصز وجصل ‪ ﴿ :‬اتّخَذُواْ أَ ْحبَا َره ْ‬
‫صحَاَنهُ عَمّاص‬
‫ص َح ابْن َص َمرْيَم َص وَمَا ُأ ِمرُواْ إِلّ لَِيعْبُدُواْ إِلَصصها وَاحِدا لّ إِلَصصهَ ِإلّ ُهوَ سُبْ‬
‫وَالْمَس ِي‬
‫شرِكُونَ ﴾ (‪. )1‬‬ ‫يُ ْ‬
‫وف حديث عدي بن حات رضي ال عنه ‪ ،‬وكان قد قدم على النب وهو نصران‬
‫فسمعه يقرأ هذه الية ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت له ‪ :‬إنا لسنا نعبدهم قال ‪ « :‬أليس يرمون ما أحلّ‬
‫ال فتحرمونصه ‪ ،‬ويُحلّون مصا حرّم ال فيحِلّونصه ؟ » قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ « :‬فتلك‬
‫عبادت م » (‪ . )2‬قال ا بن تيم ية ‪ :‬وكذلك قال أ بو البختري (‪ ( : )3‬أَمَا إن م يُ صَلّوا ‪ ،‬ولو‬
‫أمروهم أن يعبدوهم من دون ال ما أطاعوهم ‪ ،‬ولكن أمروهم فجعلوا حلل ال حرامه ‪،‬‬
‫وحرامه حلله ‪ ،‬فأطاعوهم ‪ ،‬فكانت تلك الربوبية ) (‪. )4‬‬
‫وقال الربيع بن أنس ‪ :‬قلت لب العالية ‪ :‬كيف كانت تلك الربوبية ف بن إسرائيل ؟‬
‫قال ‪ :‬كانت الربوبية أنم وجدوا ف كتاب ال ما أمروا به ونوا عنه ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬لن نسبق‬
‫أحبارنا بشيء ‪ ،‬فما أمرونا به ائتمرنا وما نونا عنه انتهينا لقولم ‪ ،‬فاستنصحوا الرجال‬
‫ونبذوا كتاب ال وراء ظهورهم ‪ ،‬فقد بيّن النب أن عبادتم إنا كانت ف تليل الرام‬
‫وتري اللل ‪ ،‬ل أنم صَلّوا لم وصاموا لم ودعوهم من دون ال ‪ ،‬فهذه عبادة للرجال‬
‫وتلك عبادة للموال ) (‪ )5‬يقصد حديث ‪ « :‬تعس‬

‫‪ )(1‬سورة التوبة آية ‪. 31‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحد ‪ ،‬والترمذي وغيها ‪ .‬وحسنه ابن تيمية واللبان ‪ .‬وسبق تريه ف القاصد (ص ‪. )98‬‬
‫‪ )(3‬ورد ف بعض أسانيد الطبي عن أب البختري عن حذيفة التفسي (‪. )10/114‬‬
‫‪ )(4‬اليان لبن تيمية (ص ‪. )64‬‬
‫‪ )(5‬اليان لبن تيمية (ص ‪. )64‬‬

‫‪389‬‬
‫عبد الدينار » ‪ .‬وروى الطبي بسنده إل ابن جريج عند قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَل يَتّخِذَ َب ْعضُنَا‬
‫ّهص ‪ ﴾ ...‬اليصة (‪ . )1‬قال ‪ ( :‬ل يطصع بعضنصا بعضًا فص معصصية‬ ‫ُونص الل ِ‬
‫َبعْضا َأرْبَابا مّنص د ِ‬
‫ال ) (‪. )2‬‬
‫لذلك ف من أطاع العلماء والمراء في ما ف يه مع صية ل ف قد اتذ هم أربابًا من دون ال‬
‫عز و جل ‪ ،‬وهذا شرك وعبادة ل م من دون ال ‪ ،‬وأي ذ نب أ كب من أن يت خذ الن سان‬
‫ش ّرعًا يطيعه ف معصية ال ‪ ،‬ويرم عليه ما أحلّ ال له ‪.‬‬
‫الخر ربًا مُ َ‬
‫والطاعة ف العصية طاعة للطاغوت ‪ ،‬وقد ُأمِرنا بالكفر به ‪ ،‬قال ابن تيمية ‪ ( :‬والطاع‬
‫ف مع صية ال والطاع ف إتباع غ ي الدى ود ين ال ق سواء كان مقبو ًل خبه الخالف‬
‫لكتاب ال أو مطاعًا أمره الخالف لمر ال هو طاغوت ) (‪. )3‬‬
‫من كل ما سبق يتبي أن طاعة الئمة مقيدة با ليس فيه معصية ل ورسوله ‪ ،‬أما ما كان‬
‫كذلك فل طاعة لم فيه كما نصت الدلة ‪ .‬ويتبي لنا كذلك أن الطاعة للئمة الت أمرنا‬
‫ال باص وأوجبهصا على الرعيصة إناص هصي طاعصة مبصصرة ل طاعصة عمياء كمصا تنصص عليهصا‬
‫الصطلحات العسكرية ف النظم الوضعية ‪ ،‬وكما تنص عليها بعض الطرق الصوفية من‬
‫إياب الطاعة العمياء على الشخص أمام مريده ‪ ،‬أما السلم فل « إنا الطاعة ف العروف‬
‫» كما مرّ معنا ف قصة أصحاب السرية وأميهم وتوجيه النب لم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة آل عمران آية ‪. 64‬‬


‫‪ )(2‬تفسي الطبي (‪. )3/304‬‬
‫‪ )(3‬مموعة الفتاوى (‪. )28/201‬‬

‫‪390‬‬
‫ولو أجيزت الطا عة ف الع صية لكان هناك تنا قض ف ال سلم ‪ ،‬إذ ل يع قل أن يرّم‬
‫الشارع شيئًا ث يوجبه ) (‪. )1‬‬
‫ويعلق الستاذ أحد شاكر على حديث ‪ « :‬السمع والطاعة على الرء فيما أحب وكره‬
‫‪ ...‬إل » بقوله ‪ ... ( :‬ث قَيّد هذا الواجب ‪ -‬واجب الطاعة ‪ -‬بقيد صحيح دقيق ‪،‬‬
‫يعل للمكلف الق ف تقديره ما كلف به ‪ ،‬فإن أمره من له المر عليه بعصية فل سع‬
‫ول طاعة ‪ ،‬ل يوز له أن يعصي ال بطاعة الخلوق ‪ ،‬فإن فعل كان عليه من الث ما كان‬
‫على من أمره ‪ ،‬ل يعذر عند ال بأنه أتى هذه العصية بأمر غيه ‪ ،‬فإنه مكلّف مسئول عن‬
‫عمله ‪ ،‬شأنه شأن آمره سواء ‪.‬‬
‫ومن الفهوم بداهة أن العصية الت يب على الأمور أل يطيع فيها المر هي العصية‬
‫الصرية الت يدلّ الكتاب والسنة على تريها ‪ ،‬ل العصية الت يتأوّل فيها الأمور ويتحايل‬
‫حت يوهم نفسه أنه إنا امتنع لنه أمر بعصية مغالطة لنفسه ولغيه ) (‪. )2‬‬
‫فهذا ردّ على الذين يرتكبون العاصي بجة أنم قد أُمروا با ‪ ،‬فيقولون الث على من‬
‫أمر نا ل علي نا ‪ ،‬وال ق أن الِ ث على ال مر وعلى الفا عل ‪ ،‬و كل ما سبق من أحاد يث‬
‫وأقوال للعلماء ردّ على زعمهم ومادعتهم أنفسهم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬النظام السياسي ف السلم د ‪ .‬عبد القادر أبو فارس (ص ‪. )73‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬حاشية السند (‪ )6/301‬لحد شاكر ‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫هذا و قد خر جت طائ فة من أ هل الشام ز من الموي ي يرون الطا عة الطل قة للمام ‪،‬‬
‫وأن ال يتق بل ح سناته ‪ ،‬ويتجاوز عن سيئاته ‪ ،‬يقول ش يخ ال سلم ا بن تيم ية عن هذه‬
‫الطائفة ‪ ... ( :‬وأما غالية الشام أتباع بن أمية فكانوا يقولون ‪ :‬إن ال إذا استخلف خليفة‬
‫تقبّ ل م نه ال سنات ‪ ،‬وتاوز له عن ال سيئات ‪ ،‬ورب ا قالوا ‪ :‬إ نه ل يا سبه ‪ ،‬ولذا سأل‬
‫الوليصد بصن عبصد اللك عصن ذلك العلماء فقالوا ‪ :‬يصا أميص الؤمنيص أنصت أكرم على ال أم‬
‫داود ؟ وقد قال له ‪ ﴿ :‬يَا دَاوُودُ إِنّا َجعَلْنَا كَ خَلِيفَةً فِي ا َلرْ ضِ فَا ْحكُم بَْي نَ النّا سِ بِاْلحَقّ‬
‫وَل تَتّبِ ِع اْل َهوَى فَُيضِلّ كَ عَن َسبِي ِل اللّ هِ إِنّ الّذِي نَ َيضِلّو َن عَن سَبِيلِ اللّ هِ َلهُ ْم عَذَا بٌ شَدِيدٌ‬
‫بِمَا َن سُوا َيوْ مَ اْلحِ سَابِ ﴾ (‪ )1‬وكذلك سؤال سليمان بن عبد اللك عن ذلك لب حازم‬
‫الدن ف موعظته الشهورة فذكر له هذه الية ) (‪ )2‬ث بيّن رحه ال تعال غلطهم فقال ‪:‬‬
‫( لكن غلط من غلط منهم من جهتي ‪ .‬من جهة ‪ :‬أنم كانوا يطيعون الولة طاعة مطلقة‬
‫‪ ،‬ويقولون ‪ :‬إن ال أمصر بطاعتهصم ‪ .‬الثانيصة ‪ :‬قول مصن قال منهصم ‪ :‬إن ال إذا اسصتخلف‬
‫خليفة تقبّل منه السنات وتاوز له عن السيئات ) (‪. )3‬‬
‫طاعة المام الائر‬
‫هذه الطا عة لي ست مشرو طة بكون الِمام عاد ًل ‪ ،‬بل ح ت ولو كان ف يه ش يء من‬
‫الور والف سق على نف سه ‪ ،‬كأن يكون ف يه تق صي ف حق ال تعال ‪ ،‬أو ب عض حقوق‬
‫الدمي ي ‪ ،‬لن العادل الائف والرا قب ل عز و جل قَلّ أن يأ مر بع صية و هو يعلم أن ا‬
‫معصية ‪ ،‬أما الذي قد يأمر بعصية ل تعال فهو‬

‫‪ )(1‬سورة ص آية ‪. 26‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )1/232‬‬
‫‪ )(3‬نفس الراجع (‪. )1/233‬‬

‫‪392‬‬
‫الائر والفا سق ‪ ،‬فهذا يطاع ف طا عة ال ويع صى ف مع صية ال ‪ ،‬ما ل ي صل به جوره‬
‫وفسقه إل الد الذي يوجب عزله ‪ -‬وسيأت بيان ذلك وأقوال العلماء وأدلتهم ف فصل‬
‫قادم إن شاء ال ‪ -‬والذي يدل على ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه البخاري وم سلم والترمذي وغي هم عن ع بد ال بن م سعود ر ضي ال‬
‫تعال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬إنا ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونا » ‪ ،‬قالوا‬
‫‪ :‬يصا رسصول ال كيصف تأمصر مصن أدرك ذلك منصا ؟ قال ‪ « :‬تؤدّون القص الذي عليكصم‬
‫وتسألون ال الذي لكم » (‪. )1‬‬
‫ل أ تى ال نب فقال ‪ :‬يا ر سول ال ‪ ،‬ا ستعملت‬ ‫(‪ )2‬و عن سعيد بن حض ي أن رج ً‬
‫فلن ًا ول تسصتعملن ‪ ،‬قال ‪ « :‬إنكصم سصترون بعدي أثرة فاصصبوا حتص تلقونص على‬
‫الوض » (‪. )2‬‬
‫(‪ )3‬ومن ها حد يث سلمة بن يز يد أ نه قال ‪ :‬يا نب ال أرأ يت إن قا مت علي نا أمراء‬
‫يسألونا حقهم ‪ ،‬وينعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ‪ ،‬ث سأله فأعرض عنه ‪ ...‬إل أن‬
‫قال ‪ « :‬اسعوا وأطيعوا فإن عليهم ما حُمّلوا وعليكم ما حُمّلتم » (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬متفق عليه وسبق تريه (ص ‪ )244‬من هذا الفصل ‪.‬‬


‫‪ )(2‬متفق عليه رواه البخاري ف الفت ‪ .‬ب ‪ :‬قول النب ‪ « :‬سترون بعدي أمورًا تنكرونا » ‪ .‬الفتح (‬
‫‪ ، )13/5‬ومسلم ف الزكاة ‪ .‬ح ‪ ، )2/733( 1059‬والترمذي ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ح ‪، )4/482( 2189‬‬
‫والنسائي ف ‪ :‬آداب القضاة ‪ .‬ب ‪. )8/224( ، 4 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬ف طاعة المراء وإن منعوا القوق ‪ ،‬ح ‪. )3/1474( 1846‬‬

‫‪393‬‬
‫(‪ )4‬ومنها ما رواه مسلم عن حذيفة رضي ال عنه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ‪ :‬إنا‬
‫شرّ فجاء ال ب ي فن حن ف يه ‪ ،‬ف هل من وراء هذا ال ي من شر ؟ قال ‪ « :‬ن عم » ‪،‬‬ ‫ك نا بِ َ‬
‫قلت ‪ :‬و هل وراء هذا ال شر خ ي ؟ قال ‪ « :‬ن عم » ‪ ،‬قلت ‪ :‬ف هل وراء هذا ال ي شر ؟‬
‫صة ل يهتدون بدي ‪ ،‬ول‬ ‫صف ؟ قال ‪ « :‬يكون بعدي أئمص‬ ‫صم » ‪ ،‬قلت ‪ :‬كيص‬ ‫قال ‪ « :‬نعص‬
‫يستنون بسنت ‪ ،‬وسيقوم فيكم رجال ‪ ،‬قلوبم قلوب الشياطي ف جثمان إنس » ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬ك يف أ صنع يا ر سول ال إن أدر كت ذلك ؟ قال ‪ « :‬ت سمع وتط يع وإن ضُر بَ‬
‫ظهرك وُأخِذَ مالك فاسع وأطع » (‪. )1‬‬
‫فهذه الحاديث وما ف معناها تَ ُدلّ ف جلتها على أن الطاعة ف العروف واجبة على‬
‫ال سلم للمام ‪ ،‬وإن م نع ب عض القوق وا ستأثر بب عض الموال ‪ ،‬بل ولو تعدى ذلك إل‬
‫الضرر بالسم كالضرب ‪ ،‬أو إل أخذ الال ونوه من المور الشخصية (‪ ، )2‬فعلى الؤمن‬
‫القيام با أوجبه ال عليه من الطاعة ف العروف ‪ ،‬وأن يتسب حقه عند ال عز وجل ‪،‬‬
‫فعند ال تتمع الصوم ‪ ،‬وذلك سدّا لفتح باب الفت والختلف الذموم ‪.‬‬
‫كما تدل على أن الؤمن ينبغي أل يغضب ول ينتقم إل ل عز وجل ‪ ،‬ل لنفسه أسوة‬
‫بالر سول ك ما ف ال صحيح ‪ ( :‬أن ر سول ال ما انت قم لنف سه قط إل أن تنت هك‬
‫حرمات ال ) (‪ )3‬فإذا قص ّر المام ف ح ٍق‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب ملزمة جاعة السلمي عند ظهور الفت ‪. )3/1476( ،‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬الشريعة للجري (ص ‪. )40‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الدب ‪ .‬ب ‪ :‬قول النب « يسروا ول تعسروا » ‪ .‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )10/524‬ومسلم ف ك ‪ :‬الفضائل ‪ .‬ب ‪ :‬مباعدته للثام ‪ ،‬ح ‪. )4/1813( 2327‬‬

‫‪394‬‬
‫من حقوق الدنيا لحد الرعية فعليه أن يطيعه ف طاعة ال ‪ ،‬ول يعصيه بسبب منعه هذا‬
‫القص ‪ ،‬وإن كان يرتكصب شيئًا مصن العاصصي فص نفسصه ‪ ،‬وعنده تقصصي فص أداء بعصض‬
‫الواجبات ‪ ،‬ففي هذه الال على الؤمن نصحه وطاعته ف طاعة ال ‪ ،‬أما إن تطرّق المر‬
‫إل ما يس الدين كأن يأمره بعصية ل عز وجل فهنا ل سع ول طاعة ‪ ،‬بل يب عليه‬
‫العصيان وإن تَرتّب على ذلك ما ترتّب ‪ ،‬ورضى ال عن الصديق حيث يقول ف خطبته‬
‫الشهورة ‪ ( :‬أطيعونص مصا أطعصت ال ورسصوله ‪ ،‬فإذا عصصيت ال ورسصوله فل طاعصة ل‬
‫عليكم ) (‪ ، )1‬وكما ف حديث عبادة بن الصامت النف الذكر وفيه ‪ ( :‬وأن نقول كلمة‬
‫ال ق ‪ ،‬ول ناف ف ال لو مة لئم ) ف ن فس مبايعت هم على ال سمع والطا عة ف الع سر‬
‫والي سر ‪ ...‬إل ‪ .‬ول شك أن من قام بال ق ود عا إل يه فإن أمراء الور سيتصدّون له ‪،‬‬
‫فعليه حينئذٍ أن يصب ويثبت ويستمر ويتسب ذلك عند ال تعال ‪ ،‬قال تعال ‪ ﴿ :‬وَْأ ُمرْ‬
‫ك مِ ْن َعزْ مِ الُْأمُورِ ﴾ (‪ )2‬ول ا‬
‫بِالْ َم ْعرُو فِ وَانْ َه عَ نِ الْمُن َك ِر وَا صِْب ْر َعلَى مَا أَ صَاَبكَ إِنّ ذَلِ َ‬
‫سصئل النصب أي الهاد أفضصل ؟ قال ‪ « :‬كل مة حصق عنصد سصلطان جائر » (‪ . )3‬وروى‬
‫الاكم عن عبد الرحن بن بشي النصاري قال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬سية ابن هشام (‪. )4/661‬‬


‫‪ )(2‬سورة لقمان آية ‪.17‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحد (‪ )5/251‬وابن ماجة ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬ح ‪، 4011‬‬
‫‪ . )2/1330( 4012‬قال ف الزوائد ‪ :‬ف إسناده ‪ :‬أبو غالب وهو ‪ :‬متلف فيه ‪ ...‬وباقي رجال السناد‬
‫ثقات ‪ ،‬ورواه الترمذي ف الفت ‪ .‬ب ‪ :‬أفضل الهاد ‪ ،‬ح ‪ )4/471( 2174‬وقال ‪ :‬هذا حديث حسن‬
‫غريب من هذا الوجه ‪ ،‬وروي عن طارق بن شهاب عند أحد (‪ ، )314/‬والنسائي (‪ . )7/161‬قال‬
‫الرناؤوط ‪ :‬إسناده صحيح ‪ ،‬وصححه النووي والدري انظر ‪ :‬تريه لشرح السنة (‪ . )10/66‬والديث‬
‫حسنه البغوي شرح السنة (‪ . )10/66‬وصححه اللبان لطرقه وقد جعها حفظه ال انظر ‪ :‬السلسلة‬
‫الصحيحة ح ‪. )1/262( 491‬‬

‫‪395‬‬
‫أتى رجل فنادى ابن مسعود فأكبّ عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أبا عبد الرحن مت أضلّ وأنا أعلم ؟‬
‫قال ‪ :‬إذا كا نت عل يك أمراء إذا أطعت هم أدخلوك النار ‪ ،‬وإذا ع صيتهم قتلوك ) (‪ )1‬فم ثل‬
‫هؤلء مالفتهم إذا أمروا بعصية واجبة وإن حصل للنسان أذى منهم ‪.‬‬
‫ومصع تقريصر هذا يبص أن ُننَبّهص إل أنصه ليصس متفقًا على وجوب الصصب على الذى‬
‫الشخصي عند السلف ‪ ،‬فقد خالف ف ذلك ناس منذ عصر الصحابة رضي ال عنهم ‪،‬‬
‫عملً بأدلة أخرى مثل ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعال ﴿ وَالّذِينَ ِإذَا َأصَاَبهُمُ اْلَبغْيُ هُ ْم يَنَتصِرُونَ ﴾ (‪. )2‬‬
‫‪ -2‬حد يث « من ُقتِ َل دون ماله ف هو شه يد » (‪ )3‬و ما شاب ها دون تفر يق ب ي وقوع‬
‫الظلم والب غي من حا كم أو غيه ‪ ،‬من ذلك ما روي أن معاو ية أر سل إل عا مل له أن‬
‫يأ خذ الو هط ‪ -‬و هي أرض لع بد ال بن عمرو بالطائف ‪ ،‬فبلغ ذلك ع بد ال بن عمرو‬
‫فلبس سلحه هو وموال يه وغلم ته وقال ‪ :‬إ ن سعت ر سول ال يقول « من قتل دون‬
‫ماله مظلومًا فهو شهيد » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬الستدرك (‪ )4/462‬وقال الذهب ‪ :‬صحيح ‪.‬‬


‫‪ )2(2‬سورة الشورى آية ‪. 39‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الظال والغصب ‪ .‬ب ‪ :‬من قاتل دون ماله فهو شهيد ‪ ،‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )5/123‬ومسلم ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ح ‪ ، )1/124( 141‬وأبو داود ف ك ‪ :‬السنة ‪ .‬ب ‪ ، 29 :‬والنسائي‬
‫ف تري الدم ‪ .‬ب ‪ ، 22 :‬والترمذي ف ‪ :‬الديات ‪ .‬ب ‪ ، 21 :‬وأحد ف السند (‪. )1/79‬‬
‫‪ )(4‬أصل القصة ف مسلم ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ح ‪ )1/124( 141‬وعامل معاوية هو أخوه عنبسة بن أب سفيان‬
‫وانظر ‪ :‬زيادة بيان للقصة ف فتح الباري (‪. )5/123‬‬

‫‪396‬‬
‫ل كن هذه الدلة عا مة وتلك أ خص فتخ صص العموم ‪ ،‬قال ا بن النذر ‪ ( :‬الذي عل يه‬
‫أهل العلم أن للرجل أن يدفع ما ذُكِر إذا أريد ظلمًا بغي تفصيل ‪ ،‬إل أن كل من يفظ‬
‫عنه من علماء الديث كالجمعي على استثناء السلطان للثار الواردة بالمر بالصب على‬
‫جوره وترك القيام عليه ) (‪. )1‬‬
‫وما تدر الشارة إليه أيضًا أن المام ابن احزم له موقف متشدد ف هذه السألة ‪ ،‬فهو‬
‫يرى أن الصب على المام إذا أخذ الال وضرب الظهر إنا هو إذا َتوَلّى ذلك بق ‪ ،‬وقال‬
‫‪ ( :‬أ ما إن كان ذلك ببا طن فمعاذ ال أن يأ مر ر سول ال بال صب على ذلك ) (‪ )2‬و قد‬
‫انتهى به المر إل القول بأن هذه الحاديث منسوخة وهذا ُبعْدٌ منه رحه ال ‪.‬‬
‫وسيأت زيادة بيان لذه السائل ولوقف أهل السنة من أئمة الور عند مناقشة العزل‬
‫إن شاء ال ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬النصرة والتقدير ‪:‬‬
‫ات ضح ل نا ع ند ذ كر واجبات المام ع ظم ال سئولية اللقاة على عات قه ‪ ،‬ومن ها مارب ته‬
‫للفسصاد والفسصدين ‪ ،‬وهذه تعله فص خطصر منهصم ‪ ،‬لذلك فعلى المصة أن تقوم بانبصه‬
‫ُسصلِمُه لعدائه الفسصدين سصواء كانوا داخصل الدولة‬ ‫وتسصاعده على نوائب القص ‪ ،‬ول ت ْ‬
‫السلمية أو خارجها ‪ ،‬يدل على ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬قول ال عصصز وجصصل ‪ ﴿ :‬وََتعَاوَنُوْا َعلَى الْ ّب وَالّت ْقوَى وَلَ َتعَاوَنُوْا َعلَى ا ِلثْمصصِ‬
‫وَاْلعُ ْدوَا ِن ‪ ﴾ ...‬الية (‪ )3‬ول شك أن معاضدة المام الق ومناصرته من الب الذي يترتب‬
‫عليه نصرة السلم والسلمي ‪.‬‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )5/134‬‬


‫‪ )(2‬الفصل ف اللل والنحل (‪. )4/173‬‬
‫‪ )(3‬الائدة آية ‪. 2‬‬

‫‪397‬‬
‫(‪ )2‬يدل على ذلك أيضًا ما رواه عمرو بن العاص رضي ال عنهما أن النب قال ‪:‬‬
‫« من با يع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قل به فليط عه ما ا ستطاع ‪ ،‬فإن جاء آ خر ينازعه‬
‫فاضربوا رقبة الخر ‪ » ...‬الديث (‪. )1‬‬
‫قال أ بو يعلي ‪ ( :‬وإذا قام المام بقوق ال مة و جب له علي هم حقان الطا عة والن صرة‬
‫ما ل يوجد من جهته ما يريج به عن المامة ) (‪. )2‬‬
‫وقال السصتاذ ممصد أسصد ‪ ( :‬إن على السصلمي أن يقفوا متحديصن وراء الكومصة‬
‫الشرع ية يؤيدون ا ويؤازرون ا ويضحون من أ جل هذه الوحدة ب كل متع هم وملذات م و ما‬
‫يلكون من الدنيا وبياتم أيضًا ‪. )3( ) ...‬‬
‫ولذلك شرع قتال أ هل الب غي إذا بدؤوا بقتال المام العادل بدون تأو يل سائغ ‪ ،‬ك ما‬
‫س َعوْنَ فِي‬ ‫شرع حد الرابة ف قوله تعال ‪ ﴿ :‬إِنّمَا َجزَاء الّذِي نَ يُحَارِبُو َن اللّ هَ َورَ سُوَلهُ َويَ ْ‬
‫ا َلرْ ضِ َف سَادا أَن ُي َقتّلُواْ َأ ْو يُ صَلّبُواْ َأ ْو ُتقَطّ عَ َأيْدِيهِ ْم وََأرْ ُجلُهُم مّ نْ خِل فٍ َأوْ يُن َفوْْا مِ نَ‬
‫ض ‪ ﴾ ...‬الية ( الائدة ‪. ) 33‬‬ ‫ا َل ْر ِ‬
‫قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ‪ ( :‬إذا طلب هم ‪ -‬أي الحارب ي ‪ -‬ال سلطان أو‬
‫نوابه لقامة الد بل عدوان فامتنعوا عليه ‪ ،‬فإنه يب على السلمي قتالم باتفاق العلماء‬
‫حت يقدر عليهم كلهم (‪. )4‬‬
‫وللموضوع تف صيلت كثية مذكورة ف ك تب الف قه ل يس هذا مقام تف صيلها ‪ .‬أ ما‬
‫قتال أهل البغي فسيأت له زيادة بيان إن شاء ال تعال ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ‪ ،‬وأبو داود وغيها وسبق ترجه (ص ‪. )204‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )28‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السلم ف الكم (ص ‪. )132‬‬
‫‪ )(4‬السياسة الشرعية (ص ‪. )85‬‬

‫‪398‬‬
‫كمصا أن على السصلمي احترام المام العادل وتقديره والدعاء له وعدم إهانتصه حتص‬
‫يكون له مهابة عند ضعاف النفوس ‪ ،‬فيتدعون عما تليه عليهم عواطفهم وشهواتم يدل‬
‫على ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما روي عن زياد بن كسيب العدوي قال ‪ :‬كنت مع أب بكرة ‪ -‬رضي ال عنه‬
‫‪ -‬تت منب ابن عامر وهو يطب وعليه ثياب رقاق ‪ ،‬فقال أبو بلل ‪ :‬انظروا إل أمينا‬
‫يل بس ثياب الف ساق ‪ ،‬فقال أ بو بكرة ‪ :‬ا سكت سعت ر سول ال يقول ‪ « :‬من أهان‬
‫سلطان ال ف الرض أهانه ال » (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬و عن أ ب مو سى الشعري قال ‪ :‬قال ر سول ال ‪ « :‬إن من إجلل ال تعال‬
‫إكرام ذي الشيبصة السصلم ‪ ،‬وحامصل القرآن غيص الغال فيصه والافص عنصه ‪ ،‬وإكرام ذي‬
‫السلطان القسط » (‪. )2‬‬
‫وقال حذي فة بن اليمان ر ضي ال ع نه ‪ ( :‬ما م شى قوم إل سلطان ال ف الرض‬
‫ليذلوه إل أذلم ال قبل أن يوتوا ) (‪. )3‬‬
‫وقال الفض يل بن عياض ‪ ( :‬لو أن ل دعوة م ستجابة لعلت ها للمام لن به صلح‬
‫الرعية ‪ ،‬فإذا صلح أمنت العباد والبلد ) (‪. )4‬‬
‫وقال سهل بن عبد ال رحه ال ‪ ( :‬ل يزال الناس بي ما عظموا السلطان والعلماء ‪،‬‬
‫فإن عظموا هذيصن أصصلح ال دنياهصم وأخراهصم ‪ ،‬وإن اسصتخفوا بذيصن أفسصدوا دنياهصم‬
‫وأخراهم ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬حسن غريب ‪ .‬ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، )4/502( ، 47 :‬وروى المام أحد نوه عن‬
‫أب بكرة (‪ ، )5/42‬ورواه الطيالسي (‪. )2/167‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو داود ف الدب ‪ .‬ب ‪ :‬إنزال الناس منازلم ‪ ،‬عون (‪ . )13/192‬قال النووي ‪ :‬وهو حديث‬
‫حسن ‪ .‬انظر ‪ :‬التبيان ف آداب حلة القرآن (ص ‪. )12‬‬
‫‪ )(3‬شرح السنة للبغوي (‪ )10/54‬تقيق الرناؤوط ‪.‬‬
‫‪ )(4‬البداية والنهاية (‪. )10/199‬‬
‫‪ )(5‬تفسي القرطب (‪. )5/260‬‬

‫‪399‬‬
‫هذا بشرط أن يكون المام من أئ مة العدل ‪ ،‬أ ما أئ مة الور والف سق فل يعانون على‬
‫فسقهم وظلمهم ‪ ،‬وقد قال مالك رحه ال فيما رواه عنه ابن القاسم (‪ )1‬أنه قال ‪ ( :‬إن‬
‫كان المام مثل عمر بن عبد العزيز وجب على الناس الذب عنه والقتال معه ‪ ،‬وأما غيه‬
‫فل ‪ ،‬دعه وما يراد منه ينتقم ال من الظال بظال ‪ ،‬ث ينتقم من كليهما ) (‪. )2‬‬
‫بل إذا رأى ال سلم أ نه ل فائدة من الدخول علي هم ومنا صحتهم أو خاف على نف سه‬
‫فتنتهم فعليه اعتزالم ‪ ،‬وترك الدخول عليهم ‪ ،‬والذر من موافقتهم على باطل ‪ ،‬يدل على‬
‫ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث كعب بن عجرة رضي ال عنه عن النب قال ‪ « :‬سيكون بعدي أمراء ‪،‬‬
‫فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبم ‪ ،‬وأعانم على ظلمهم فليس من ‪ ،‬ولست منه ‪ ،‬وليس‬
‫بوارد عليّ الوض ‪ ،‬ومن ل يدخل عليهم ول يعنهم على ظلمهم ‪ ،‬ول يصدقهم بكذبم‬
‫‪ ،‬فهو من وأنا منه ‪ ،‬وهو وارد عليّ الوض » (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬هو أبو عبد ال عبد الرحن بن القاسم بن خالد ولد سنة ‪ 133‬وتوف ‪ 191‬هص ‪ .‬صحب مالكًا عشرين‬
‫سنة ‪ ،‬وانتفع به أصحاب مالك بعد موته ‪ .‬وهو صاحب الدونة ‪ .‬قال عنه النسائي ‪ :‬ل يرو أحد الوطأ عن‬
‫مالك أثبت من ابن القاسم ‪ .‬انظر ‪ :‬ترجته ف الزء السادس من الدونة (ص ‪ . )470‬ن ‪ .‬دار صادر ‪.‬‬
‫‪ )(2‬شرح الرشي على متصر خليل (‪ )8/60‬ن ‪ .‬دار صادر ‪ .‬بيوت ‪ .‬وأحكام القرآن لبن العرب (‬
‫‪. )4/1721‬‬
‫‪ )(3‬رواه الترمذي وقال ‪ :‬صحيح غريب ‪ .‬ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ ، )4/525( ، 72 :‬والنسائي ك ‪ :‬البيعة ‪.‬‬
‫ب ‪ ، )7/160( ، 35 :‬وابن حبان ف صحيحه ‪ ،‬موارد الظمآن (ص ‪ ، )378‬والطيالسي بدون ذكر‬
‫الوض (‪ ، )2/165‬ورواه أحد عن ابن عمر رقم (‪ . )5702‬وقال أحد شاكر ‪ :‬صحيح السناد (‪)8/62‬‬
‫من السند ‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫قال أبو سليمان الطاب رحه ال ‪ ( :‬ليت شعري من الذي يدخل إليهم اليوم (‪ )1‬فل‬
‫ي صدقهم على كذب م ‪ ،‬و من الذي يتكلم بالعدل إذا ش هد مال سهم ‪ ،‬و من الذي ين صح‬
‫ومن الذي ينتصح منهم ؟ إن أسلم لك يا أخي ف هذا الزمان وأحوط لدينك أن تقل من‬
‫مالطتهم وغشيان أبوابم ونسأل ال الغن عنهم والتوفيق لم ) (‪. )2‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا ف القرن الرابع الجري فما بالك بالامس عشر !!!‬
‫‪ -2‬ما روي عن أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬من بدا جفا ‪،‬‬
‫ومن اتبع الصيد غفل ‪ ،‬ومن أت أبواب السلطان افتت ‪ ،‬وما ازداد عبد من السلطان قربًا‬
‫إل ازداد من ال بعدًا » (‪. )3‬‬
‫‪ -3‬و عن أ ب هريرة ر ضي ال ع نه عن ال نب قال ‪ ... « :‬وإن أب غض القراء إل ال‬
‫الذي يزورون المراء » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬ولد الطاب رحه ال سنة ‪ 317‬هص وتوف سنة ‪388‬هص ‪.‬‬


‫‪ )(2‬العزلة للخطاب (ص ‪. )92‬‬
‫‪ )(3‬السند (‪ )2/371‬ورواه أيضًا من طريق أخرى عن أب هريرة نفسه (‪ )2/440‬لكن ف إسناده رجل ل‬
‫يسم ‪ ،‬ورواه أيضًا عن ابن عباس (‪ ، )1/357‬وعزاه السيوطي إل الطبان ف الكبي عن ابن عباس ‪ .‬انظر ‪:‬‬
‫صحيح الامع الصغي (‪ )5/264‬رقم الديث (‪ . )6000‬والديث حسنه اللبان وذكره ف سلسلة‬
‫الحاديث الصحيحة رقم (‪ ، )3/267( )1272‬وعزاه أيضًا إل ابن عدي ‪ .‬والديث رواه أيضًا الترمذي‬
‫عن ابن عباس بدون زيادة ( وما ازداد عبد ‪ ) ...‬ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ ، 69 :‬رقم الديث (‪( )2256‬‬
‫‪ )4/523‬وقال ‪ :‬حسن صحيح غريب من حديث ابن عباس ل نعرفه إل من حديث الثوري ‪ .‬ورواه أبو‬
‫داود ف الضاحي باب ‪ ،24 :‬والنسائي ف ‪ :‬الصيد ‪ .‬ب ‪ .24 :‬أيضًا ‪.‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن ماجة ف القدمة ‪ .‬ب ‪ ، 23 :‬ح ‪. )1/94( 256‬‬

‫‪401‬‬
‫‪ -4‬وروي عن حذيفة رضي ال عنه قال ‪ ( :‬إياكم ومواطن الفت ‪ ،‬قيل ‪ :‬وما هي ؟‬
‫قال ‪ :‬أبواب المراء يدخصل أحدكصم على الميص ‪ ،‬فيصصدقه بالكذب ويقول مصا ليصس‬
‫فيه ) (‪. )1‬‬
‫وقال خالد بن ز يد ‪ :‬سعت م مد بن علي ‪ -‬البا قر ‪ -‬يقول ‪ :‬قال ع مر بن الطاب‬
‫رضصي ال عنصه ‪ ( :‬إذا رأيتصم القارئ يبص الغنياء فهصو صصاحب دنيصا وإذا رأيتموه يلزم‬
‫السلطان فهو لص ) (‪. )2‬‬
‫وقال أ بو ذر ل سلمة ‪ ( :‬يا سلمة ل ت غش أبواب ال سلطي ‪ ،‬فإ نك ل ت صيب من‬
‫دنياهم شيئًا إل أصابوا من دينك أفضل منه ) (‪. )3‬‬
‫وقال سعيد بن ال سيب ‪ ( :‬ل تلئوا أعين كم من أعوان الظل مة إل بالنكار بقلوب كم‬
‫لكي ل تبط أعمالكم الصالة ) (‪. )4‬‬
‫وروى المام أحد عن معمر بن سليمان الرقي عن فرات بن سليمان عن ميمون بن‬
‫مهران قال ‪ ( :‬ثلث ل تبلون نف سك ب ن ‪ ،‬ل تد خل على سلطان وإن قلت آمره بطا عة‬
‫ال ‪ ،‬ول تدخصل على امرأة وإن قلت أعلمهصا كتاب ال ‪ ،‬ول تصصغي بسصمعك إل ذي‬
‫هوى فإنك ل تدري ما يعلق بقلبك من هواه ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬حلية الولياء (‪. )1/277‬‬


‫‪ )(2‬البداية والنهاية (‪. )9/310‬‬
‫‪ )(3‬إحياء علوم الدين (‪. )2/142‬‬
‫‪ )(4‬البداية والنهاية (‪. )9/100‬‬
‫‪ )(5‬البداية والنهاية (‪. )9/315‬‬

‫‪402‬‬
‫والراد من كل ما سبق هم سلطي الور والظلم ‪ ،‬والن هي عن مالطت هم وإتيان م‬
‫بقصد التقرب إليهم وحصول شيء من دنياهم ‪.‬‬
‫وإعانتهم على ظلمهم قد تكون بجالستهم ومؤازرتم ‪ ،‬وقد تكون بتبير أخطائهم ‪،‬‬
‫بل قد تكون بالسكوت عنهم وعدم إنكار النكر عليهم ‪ ،‬وتكون بالدعاء لم كما قيل ‪:‬‬
‫( من دعا لظال بالبقاء ‪ ،‬فقد أحب أن يعصى ال ف أرضه ) (‪. )1‬‬
‫قال ابن تيمية ‪ ( :‬وقد قال غي واحد من السلف ‪ :‬أعوان الظلمة من أعانم ولو أنه‬
‫لق لم دواة أو برى لم قلمًا ‪ .‬ومنهم من كان يقول ‪ :‬بل من يغسل ثيابم من أعوانم ‪،‬‬
‫وأعوانم هم أزواجهم الذكورون ف الية ) (‪. )2‬‬
‫شرُوا الّذِينَ ظَلَمُوا وََأ ْزوَا َجهُ ْم ‪ ﴾ ...‬الية (‪. )3‬‬
‫يقصد قوله تعال ‪ ﴿ :‬احْ ُ‬
‫أ ما الدخول علي هم على سبيل الن صح ل م وأمر هم بالعروف وني هم عن الن كر فهذا‬
‫باب آخر كما سيأت ف النصح لم ‪ ،‬كما أن خلفاء السلمي العدول تب مناصحتهم‬
‫ومؤازرتم ومشاركتهم ف الرأي ‪ ،‬وقد كان القراء هم أصحاب ملس عمر رضي ال عنه‬
‫ومشاورته (‪. )4‬‬
‫وقد عقد الغزال ف إحياء علوم الدين بابًا فيما يل من مالطة السلطي الظلمة وما‬
‫يرم ‪ ،‬وحكم غشيان مالسهم والدخول عليهم‬

‫‪ )(1‬رفعه الغزال ف الحياء (‪ )2/87‬ول يصح ‪ ،‬قال العراقي ‪ :‬ل أجده مرفوعًا ‪ ،‬وإنا رواه ابن أب الدنيا ف‬
‫كتاب الصمت من قول السن ‪ .‬انظر ‪ :‬حاشية الحياء نفس الصفحة ‪.‬‬
‫‪ )(2‬كتاب اليان لبن تيمية (ص ‪. )61‬‬
‫‪ )(3‬سورة الصافات آية ‪. 22‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬العتصام ‪ .‬ب ‪ . 2 :‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )13/250‬‬

‫‪403‬‬
‫والكرام لمص ‪ .‬فقال ‪ ( :‬اعلم أن لك مصع المراء والعمال الظلمصة ثلثصة أحوال ( الالة‬
‫الول ) و هي ‪ :‬شر ها أن تد خل علي هم ‪ ( .‬والثان ية ) و هي ‪ :‬دون ا أن يدخلوا عل يك ‪.‬‬
‫( والثالثة ) وهي ‪ :‬السلم أن تعتزل عنهم فل تراهم ول يرونك ‪. )1( ) ...‬‬
‫قال ‪ ( :‬ول يوز الدخول إل بعذرين ‪:‬‬
‫أحده ا ‪ :‬أن يكون من جهت هم أ مر إلزام ل أ مر إكرام ‪ ،‬وعلم أ نه لو امت نع أوذي أو‬
‫( فسد ) (‪ )2‬عليهم طاعة الرعية واضطرب عليهم أمر السياسة ‪ ،‬فيجب عليه الجابة ل‬
‫طاعة لم بل مراعاة لصلحة اللق حت ل تضطرب الولية ‪.‬‬
‫والثا ن ‪ :‬أن يد خل علي هم ف د فع ظلم عن م سلم سواه أو عن نف سه ‪ ،‬إ ما بطر يق‬
‫السصبة ‪ ،‬أو بطريصق التظلم فذلك رخصصة بشرط أل يكذب ول يثنص ول يدع نصصيحة‬
‫يتوقع لا قبو ًل ‪ ،‬فهذا حكم الدخول ) (‪. )3‬‬
‫قلت ‪ :‬ويضاف إل ما سبق أمر آخر وهو ‪:‬‬
‫الثالث ‪ :‬الدخول عليهم بقصد مناصحتهم وأمرهم بالعروف ونيهم عن النكر ‪ ،‬كما‬
‫دل عل يه الد يث ‪ « :‬أف ضل الهاد كل مة حق ع ند سلطان جائر » (‪ . )4‬وغيه و سيأت‬
‫قريبًا زيادة بيان لذه النقطة إن شاء ال ‪.‬‬
‫و قد كان من شدة ورع بعض ال سلف رضوان ال عليهم أن نوا عن الدخول عليهم‬
‫ولو للمر بالعروف والنهي عن النكر ‪ -‬وسبق ذكر بعض الثار الدالة على ذلك ‪ -‬يقول‬
‫الافظ بن رجب النبلي رحه ال ‪ ( :‬وقد كان كثي من السلف ينهونه عن الدخول على‬
‫اللوك لن أراد أمرهم بالعروف ونيهم عن النكر أيضًا ‪ .‬ومن نى عن ذلك عمر بن عبد‬
‫العزيز ‪ ،‬وابن البارك ‪،‬‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين (‪. )2/142‬‬


‫‪ )(2‬كذا ولعلها ( فسدت ) ‪.‬‬
‫‪ )(3‬إحياء علوم الدين (‪. )2/145‬‬
‫‪ )(4‬سبق تريه (ص ‪. )356‬‬

‫‪404‬‬
‫والثوري وغيهم من الئمة ‪ .‬وقال ابن البارك ‪ :‬ليس المر الناهي من اعتزلم ‪ ،‬وسبب‬
‫هذا ما يشى من فتنة الدخول عليهم فإن النفس قد تيل للنسان إذا كان بعيدًا عنهم أنه‬
‫يأمرهم وينهاهم ويغلظ عليهم ‪ ،‬فإذا شاهدهم قريبًا مالت النفس إليهم ‪ ،‬لن مبة الشرف‬
‫كام نة ف الن فس له ولذلك يداهن هم ويلطفهم ورب ا مال إلي هم وأحب هم ول سيما إن ل‬
‫طفوه وأكرموه وقبل ذلك منهم ) (‪. )1‬‬
‫قال ‪ ( :‬وقصد جرى ذلك لعبصد ال بصن طاوس مصع بعصض المراء بضرة أبيصه طاوس‬
‫فوبّخَ هُ على فعله ذلك ‪ ،‬وكتب سفيان الثوري إل عبّاد بن عبّاد وكان ف كتابه ‪ ( :‬إياك‬
‫والمراء أن تد نو من هم أو تالط هم ف ش يء من الشياء ‪ ،‬وإياك أن تدع ويقال لك ‪:‬‬
‫لتش فع وتدرأ عن مظلوم أو ترد مظل مة ‪ ،‬فإن ذلك خدي عة إبل يس ‪ ،‬وإناص اتذ ها فجار‬
‫القراء سلمًا ‪ ،‬وما كفيت عن السألة والفتيا فاغتنم ذلك ول تنافسهم ‪ ،‬وإياك أن تكون‬
‫م ن ي ب أن يع مل بقوله ‪ ،‬أو ين شر قوله أو ي سمع قوله ‪ ،‬فإذا ترك ذلك م نه عرف ف يه ‪،‬‬
‫وإياك وحب الرياسة ‪ ،‬فإن الر جل يكون حب الرياسة أ حب إل يه من الذ هب والفضة ‪،‬‬
‫وهو ‪ :‬باب غامض ل يبصره إل البصي من العلماء السماسرة فتفقد بقلب واعمل بنية ‪،‬‬
‫واعلم أنه قد دنا من الناس أمر يشتهي الرجل أن يوت والسلم ) (‪. )2‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الناصحة ‪:‬‬
‫شرٌ ‪ ،‬يعتر يه ما يعتري الب شر من الض عف وال طأ والن سيان ‪،‬‬
‫سبق أن قل نا إن المام بَ َ‬
‫ولذلك شرعت النصيحة له لتذكيه وتبيي ما قد يفى‬

‫‪ )(1‬من رسالة شرح حديث ‪ :‬ما ذئبان جائعان أرسل ف غنم ‪ ...‬إل لبن رجب (ص ‪ )13‬ضمن مموعة‬
‫الرسائل النيية الجلد الثان ‪ :‬الزء الثالث ‪ .‬الرسالة الول ‪.‬‬
‫‪ )(2‬الرجع السابق (ص ‪. )13‬‬

‫‪405‬‬
‫عل يه من المور ‪ ،‬وهذه من حقو قه على الرع ية ‪ ،‬فعلى الرع ية القيام بأدائ ها إل يه سواء‬
‫طلبها أم ل ‪ ،‬والدلة على هذا كثية منها ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما رواه مسلم ف صحيحه عن تيم الداري أن النب قال ‪ « :‬الدين النصيحة »‪.‬‬
‫و ف روا ية ‪ -‬قال ا ثلثًا ‪ -‬قل نا ‪ :‬ل ن ؟ قال ‪ « :‬ل ولكتا به ولر سوله ولئ مة ال سلمي‬
‫وعامتهم » (‪. )1‬‬
‫وهذا من الحاد يث العظي مة و من جوا مع كل مه ‪ ،‬قال النووي ‪ ( :‬وأ ما ما قاله‬
‫جا عة من العلماء أ نه أ حد أرباع ال سلم أي ‪ :‬أ حد الحاد يث الرب عة ال ت ت مع أمور‬
‫السلم فليس كما قالوا بل الدار على هذا وحده ) (‪. )2‬‬
‫ومعنص النصصيحة ل كمصا نقله النووي عصن الطابص وغيه مصن العلماء ‪ ( :‬أن معناهصا‬
‫منصرف إل اليان به ‪ ،‬ونفي الشريك عنه ‪ ،‬وترك اللاد ف صفاته ‪ ،‬ووصفه بصفات‬
‫الكمال ‪ ،‬واللل كل ها ‪ ،‬وتني هه سبحانه وتعال من ج ع النقائص ‪ ،‬والقيام بطاع ته ‪،‬‬
‫واجتناب معصيته ‪ ،‬والب فيه والبغض فيه ‪...‬‬
‫وأ ما الن صيحة لكتا به سبحانه وتعال ‪ :‬فاليان بأ نه كلم ال تعال وتنيله ل يشب هه‬
‫شيء من كلم اللق ‪ ،‬ول يقدر على مثله أحد من اللق ‪ ،‬ث تعظيمه وتلوته حق تلوته‬
‫وتسينها والشوع عندها ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬بيان أن الدين النصيحة ‪ ،‬ح ‪ ، )1/74( 95‬ورواه البخاري تعليقًا ‪.‬‬
‫ووصله ابن حجر ف الفتح (‪ ، )1/137‬ورواه الترمذي ف ‪ :‬الب ‪ .‬ب ‪ ، )4/324( 17 :‬والنسائي ف ‪:‬‬
‫البيعة ‪ .‬ب ‪ ، 31 :‬والدارمي ف ‪ :‬الرقائق ‪ ، 41‬وأحد ف السند (‪. )1/351‬‬
‫‪ )(2‬شرح صحيح مسلم للنووي (‪. )1/37‬‬

‫‪406‬‬
‫وأما النصيحة لرسوله فتصديقه على الرسالة ‪ ،‬واليان بميع ما جاء به ‪ ،‬وطاعته‬
‫ف أمره ون يه ‪ ،‬ون صرته حيًا وميتًا ‪ ،‬ومعاداة من عاداه وموالة من واله ‪ ،‬وإعظام ح قه‬
‫وتوقيه ‪ ،‬وإحياء سنته وبث دعوته ونشر شريعته ‪...‬‬
‫وأ ما الن صيحة لئ مة ال سلمي ‪ :‬فمعاونت هم على ال ق وطاعت هم ف يه ‪ ،‬وأمر هم به‬
‫وتذكريهم برفق ولطف ‪ ،‬وإعلمهم با غفلوا عنه ول يبلغهم من حقوق السلمي ‪ ،‬وترك‬
‫الروج عليهم ‪ ،‬وتألف قلوب الناس لطاعتهم ‪.‬‬
‫وأما النصيحة لعامة السلمي وهم من عدا ولة المر ‪ :‬فبإرشادهم إل مصالهم ف‬
‫آخرتم ودنياهم ‪ ...‬وأمرهم بالعروف ونيهم عن النكر ) (‪. )1‬‬
‫والنصيحة كما قال الطاب ‪ ( :‬كلمة جامعة معناها ‪ :‬حيازة الظ للمنصوح له ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬ويقال هو ‪ :‬من وج يز ال ساء ‪ ،‬ومت صر الكلم ‪ ،‬ول يس ف كلم العرب كل مة مفردة‬
‫يستوف با العبارة عن هذه الكلمة ) (‪. )2‬‬
‫وقال أبصو عمرو بصن الصصلح ‪ ( :‬النصصيحة ‪ :‬كلمصة جامعصة تتضمصن قيام الناصصح‬
‫ل ) (‪. )3‬‬
‫للمنصوح له بوجوه الي إرادة وفع ً‬

‫‪ )(1‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪ ) 39 ، 1/38‬متصرًا ‪.‬‬


‫‪ )(2‬الصدر السابق (‪. )1/37‬‬
‫‪ )(3‬جامع العلوم والكم (ص ‪. )76‬‬

‫‪407‬‬
‫(‪ )2‬ومنها ما رواه جبي بن مطعم رضي ال عنه قال ‪ :‬قام رسول ال باليف من‬
‫من فقال ‪ « :‬نضر ال امرءًا سع مقالت فبلغها ‪ ،‬فرب حامل فقه غي فقيه ‪ ،‬ورب حامل‬
‫فقصه إل مصن هصو أفقصه منصه ‪ ،‬ثلث ل يغصل عليهصن قلب مؤمصن ‪ :‬إخلص العمصل ل ‪،‬‬
‫والنصيحة لولة السلمي ‪ ،‬ولزوم جاعتهم ‪ ،‬فإن دعوتم تيط من ورائهم » (‪. )1‬‬
‫ما سبق نستنتج أن النصيحة أصل عظيم من أصول السلم ولذلك عدها ابن بطة من‬
‫أصول السنة عند السلف رضوان ال عليهم (‪. )2‬‬
‫وقد كان النب عندما يبايع أحدًا ‪ ،‬يشترط عليه النصح لكل مسلم ‪ .‬قال جرير بن‬
‫عبد ال رضي ال عنه ‪ ( :‬بايعت النب على النصح لكل مسلم ) (‪. )3‬‬
‫و قد دأب ال صحابة رضوان ال علي هم على أداء هذا ال ق لئمتهم ‪ ،‬فقد روى المام‬
‫أحد بسنده إل ممد بن عبد ال أن عبد ال بن عمر لقي‬

‫‪ )(1‬رواه ابن ماجة حديث رقم (‪ )3056‬كتاب ‪ :‬الناسك ‪ .‬باب ‪ :‬الطبة يوم النحر (‪ . )2/1015‬قال ف‬
‫الزوائد ‪ :‬هذا إسناد فيه ‪ :‬ممد بن إسحاق وهو ‪ :‬مدلس وقد رواه بالعنعنة والت على حاله صحيح ‪ .‬قلت ‪:‬‬
‫ورواه أحد من طريق ابن إسحاق نفسه أيضًا (‪ )4/80‬وابن إسحاق متلف فيه فمنهم من يصحح حديثه‬
‫ومنهم من يسنه ‪ ،‬وقد رواه ابن ماجة من طريق أخرى ليس فيها ابن إسحاق حديث رقم (‪ )230‬ف ‪:‬‬
‫القدمة ‪ .‬باب ‪ ، )1/84( 18‬ورواه عبد ال بن المام أحد ف السند عن أنس (‪ )3/225‬وأيضًا عن يزيد‬
‫بن ثابت (‪. )5/183‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬الشرح والبانة عن أصول السنة والديانة (ص ‪ )179‬رسالة ماجستي مقدمة من الطالب رضا‬
‫معطي نعسان بامعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم كتاب ‪ :‬اليان ‪ .‬باب ‪ :‬بيان أن الدين النصيحة ‪ ،‬حديث رقم (‪ ، )1/75( )98‬والنسائي ف‬
‫‪ :‬البيعة (‪. )6‬‬

‫‪408‬‬
‫نا سًا خرجوا من ع ند مروان فقال ‪ :‬من أ ين جاء هؤلء ؟ قالوا ‪ :‬خرج نا من ع ند الم ي‬
‫مروان ‪ ،‬قال ‪ :‬وكل حق رأيتموه تكلّمتم به وأعنتم عليه ‪ ،‬وكل منكر رأيتموه أنكرتوه‬
‫عليه ؟ قالوا ‪ :‬ل وال ‪ ،‬بل يقول ما ينكر فنقول قد أصبت أصلحك ال ‪ ،‬فإذا خرجنا من‬
‫عنده قل نا ‪ :‬قاتله ال ما أظل مه وأفجره ‪ .‬قال ع بد ال ‪ :‬ك نا بع هد ر سول ال نع ّد هذا‬
‫نفاقًا لن كان هكذا (‪. )1‬‬
‫وقد رغب النب ف أن يؤدي الؤمن هذه النصيحة إل أئمة الور وإن خاف منهم‬
‫اللك وعد ذلك من أفضل الهاد يدل عليه الحاديث التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬عن أ ب أما مة ر ضي ال ع نه أن رجلً قال ‪ :‬يا ر سول ال ! أي الهاد أف ضل ؟‬
‫ورسول ال يرمي المرة الول فأعرض عنه ‪ ،‬ث قال له عند المرة الوسطى فأعرض عنه‬
‫‪ ،‬فلما رمى جرة العقبة ووضع رجله ف الغرز قال ‪ :‬أين السائل ؟ قال ‪ :‬أنا ذا يا رسول‬
‫ال ‪ .‬قال ‪ « :‬أفضل الهاد كلمة حق عند سلطان جائر » (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬رواه أحد ف مسنده رقم (‪ )5373‬بتحقيق أحد شاكر وقال عنه ‪ :‬إسناد صحيح (‪ . )7/198‬ورواه‬
‫البخاري قريبا من عبد ال بن عمر عن أبيه ف كتاب ‪ :‬الحكام ‪ .‬باب ما يكره من ثناء السلطان وإذا خرج‬
‫قال غي ذلك ‪ ،‬فتح الباري (‪ . )13/170‬وروى نوه البيهقي ف سننه (‪ )166 ، 8/165‬نوه ‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحد (‪ ، )5/251‬ورواه ابن ماجه ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ :‬المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬حديث‬
‫رقم (‪ 4011‬و ‪ )2/1330( )4012‬قال ف الزوائد ‪ :‬ف إسناده ‪ :‬أبو غالب وهو ‪ :‬متلف فيه ‪ ،‬ضعّفه ابن‬
‫سعد ‪ ،‬وأبو حات ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬ووثقه الدارقطن ‪ .‬وقال ابن عدي ‪ :‬ل بأس به ‪ .‬وراشد بن سعد قال فيه أبو‬
‫حات ‪ :‬صدوق ‪ ،‬وباقي رجال السناد ثقات ‪ .‬ورواه الترمذي عن أب سعيد الدري ف كتاب ‪ :‬الفت ‪.‬‬
‫باب ‪ :‬أفضل الهاد ‪ ،‬رقم الديث (‪ )4/471( )2174‬وقال ‪ :‬هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ‪،‬‬
‫ورواه عن طارق بن شهاب عند أحد (‪ ، )4/314‬والنسائي (‪ . )7/161‬قال الرناؤوط وإسناده صحيح ‪.‬‬
‫وصححه النووي ‪ ،‬والنذري ‪ .‬انظر ‪ :‬تريه لشرح السنة (‪ ، )10/66‬والديث حسنه البغوي شرح السنة (‬
‫‪ . )10/66‬وصححه اللبان لطرقه وقد جعها حفظه ال انظر ‪ :‬السلسلة الصحيحة (‪ )1/62‬حديث رقم (‬
‫‪. )491‬‬

‫‪409‬‬
‫قال الطاب ‪ ( :‬إنا كان هذا أفضل الهاد لن من جاهد العدو كان على أمل الظفر‬
‫بعدوه ول يتي قن الع جز ع نه ‪ ،‬ل نه ل يعلم يقينًا أ نه مغلوب ‪ ،‬وهذا يعلم أن يد سلطانه‬
‫أقوى من يده ‪ ،‬فصرات الثوبة فيه على قدر عظيم الئونة (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬و عن جابر بن ر ضي ال ع نه عن ال نب قال ‪ « :‬خ ي الشهداء حزة بن ع بد‬
‫الطلب ‪ ،‬ورجل قام إل رجل فأمره وناه ف ذات ال فقتله على ذلك » (‪. )2‬‬
‫‪ -3‬وروى أحد بسنده إل عبد ال بن عمرو قال ‪ :‬سعت رسول ال يقول ‪ « :‬إذا‬
‫رأيتم أمت تاب الظال أن تقول له إنك أنت ظال فقد ُت ُودّع منها » (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬العزلة (ص ‪. )92‬‬
‫‪ )(2‬أخرجه الاكم ف الستدرك وقال ‪ :‬صحيح السناد ول يرجاه قال الذهب ‪ :‬قلت ‪ :‬الصفار ل يدري من‬
‫هو (‪ . )3/195‬وقد ذكر اللبان هذا الديث ف ‪ :‬السلسلة الصحيحة ح ‪ ، 374‬الجلد الول ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحد ف مسنده رقم (‪ )6520‬وقال أحد شاكر ‪ :‬صحيح السناد (‪ ، )10/30‬وعزاه السيوطي إل‬
‫الطبان ف الكبي ‪ ،‬والاكم ف الستدرك ‪ ،‬والبيهقي ف الشعب ‪ .‬وضعفه اللبان ‪ .‬انظر ‪ :‬ضعيف الامع‬
‫الصغي وزيادته حديث رقم (‪. )1/182( )600‬‬

‫‪410‬‬
‫وقد كان اللفاء الراشدون رضي ال عنهم يَحُثّون أقوامهم على نصحهم وتقويهم إذا‬
‫أخطئوا ‪ ،‬فهذا أ بو ب كر ر ضي ال ع نه يقول ف خطب ته الشهورة ‪ ( :‬أي ها الناس إن ا أ نا‬
‫متبع ‪ ،‬ولست ببتدع ‪ ،‬فإن أحسنت فأعينون ‪ ،‬وإن زغت فقوّمون ) (‪. )1‬‬
‫وقال رضي ال عنه ‪ ( :‬إن قد وُلّيت عليكم ولست بيكم ‪ ،‬فإن أحسنت فأعينون‬
‫وإن أسأت فقوّمون ) (‪. )2‬‬
‫وهذا ع مر ر ضي ال ع نه يقول في ما رواه سفيان بن عيي نة ع نه ‪ ( :‬وأ حب الناس إل‬
‫من إل رفع عيوب ) (‪ )3‬وكذلك بقية اللفاء ‪.‬‬
‫ك ما أ نه ينب غي للنا صح لل سلطان أن يرا عي مكان ته ب يث ل يرق هيب ته ‪ .‬يدل على‬
‫ذلك حديصث عياض بصن غنصم الشعري رضصي ال عنصه قال ‪ :‬قال ‪ « :‬مصن كان عنده‬
‫نصيحة لذي سلطان فل يكلمه با علنية ‪ ،‬وليأخذ بيده فلْيخل به ‪ ،‬فإن قَِبَلهَا ‪َ ،‬قبَِلهَا ‪،‬‬
‫وإل كان قد أدى الذي عليه والذي له » (‪. )4‬‬
‫ك ما أ نه ي ب على النا صح أن يذر التأن يب والتعي ي (‪ )5‬والغي بة وال سعاية ح ت تكون‬
‫خالصة ل تعال ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الطبقات الكبى لبن سعد (‪. )3/183‬‬


‫‪ )(2‬البداية والنهاية (‪ . )5/248‬قال ابن كثي ‪ :‬رواه ابن إسحاق بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الطبقات الكبى (‪. )3/293‬‬
‫‪ )(4‬قال العراقي ف تريه لحاديث إحياء علوم الدين ‪ :‬أخرجه الاكم ف الستدرك ‪ .‬وقال ‪ :‬صحيح السناد‬
‫‪ .‬انظر ‪ :‬الاشية (‪. )2/318‬‬
‫‪ )(5‬ألف ابن رجب النبلي رسالة قيمة ف الفرق بي النصيحة والتعيي حققها نم عبد الرحن خلف ونشرتا‬
‫الكتبة القيمة ‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫وقد كان علماء السلف رضوان ال عليهم يصدعون بقول الق والنصح لئمة الور‬
‫ف وجوه هم ‪ ،‬وإن توقعوا أو تيقنوا اليذاء ب سبب ذلك ‪ ،‬ل يشون ف ال لو مة لئم ‪،‬‬
‫لن م يعلمون أن من قتل بسبب ذلك فهو شهيد ‪ ،‬والشهادة أغلى أمان الؤ من الصدق‬
‫بو عد ال ‪ ،‬لذلك قدموا على ذلك موطن ي أنف سهم على اللك ومتمل ي ألوان العذاب ‪،‬‬
‫وصابرين عليه ف ذات ال تعال ‪ ،‬ومتسبي لا يبذلونه من مهجهم عند ال ‪.‬‬
‫والمثلة على ذلك كثية نأخذ منها على سبيل الثال ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قدم هشام بصن عبصد اللك حاجًا إل مكصة فلمصا دخلهصا قال ‪ :‬ائتونص برجصل مصن‬
‫الصحابة ‪ ،‬فقيل ‪ :‬يا أمي الؤمني قد تفانوا ‪ ،‬فقال ‪ :‬من التابعي ‪ .‬فأت بطاوس اليمان ‪،‬‬
‫فل ما دخل عل يه خلع نعل يه باش ية بساطه ‪ ،‬ول يسلم عليه بإمرة الؤمني ‪ ،‬ول كن قال ‪:‬‬
‫السلم عليك يا هشام ‪ ،‬ول يكنه ‪ ،‬وجلس بإزائه ‪ .‬وقال ‪ :‬كيف أنت يا هشام ؟ فغضب‬
‫هشام غضبًا شديدًا حت هم بقتله ‪ .‬فقيل له ‪ :‬أنت ف حرم ال وحرم رسوله ‪ ،‬ول يكن‬
‫ذلك ‪ .‬فقال ‪ :‬يصا طاوس مصا الذي حلك على مصا صصنعت ؟ قال ‪ :‬ومصا الذي صصنعت ؟‬
‫فازداد غضبًا وغيظًا ‪ .‬قال ‪ :‬خل عت نعل يك باش ية ب ساطي ‪ ،‬ول تق بل يدي ‪ ،‬ول ت سلم‬
‫على بإمرة الؤمنيص ول تكننص ‪ ،‬وجلسصت بإزائي بغيص إذنص ‪ ،‬وقلت ‪ :‬كيصف أنصت يصا‬
‫هشام ؟ قال ‪ :‬أ ما ما فعلت من خلع نعلي باش ية ب ساطك فإ ن أخلعه ما ب ي يدي رب‬
‫العزة كل يوم خس مرات ‪ ،‬ول يعاتبن ول يغضب عليّ ‪ ،‬وأما قولك ل تقبل يدي فإن‬
‫سعت أمي الؤمني علي‬

‫‪412‬‬
‫ا بن أ ب طالب ر ضي ال ع نه يقول ‪ ( :‬ل ي ل لر جل أن يق بل يد أ حد إل امرأ ته من‬
‫شهوة ‪ ،‬أو ولده من رح ة ) ‪ .‬وأ ما قولك ل ت سلم علي بإمرة الؤمن ي فل يس كل الناس‬
‫راضيص بإمرتصك فكرهصت أن أكذب ‪ ،‬وأمصا قولك ل تكننص فإن ال تعال سصى أنصبياءه‬
‫وأولياءه فقال ‪ :‬يا يي يا عيسى ‪ ،‬وكن أعداءه فقال ‪َ ﴿ :‬تبّ تْ يَدَا َأبِي َلهَ بٍ َوَتبّ ﴾ ‪،‬‬
‫وأ ما قولك ‪ :‬جل ست بإزائي فإ ن سعت أم ي الؤمن ي عليًا ر ضي ال ع نه يقول ‪ ( :‬إذا‬
‫أردت أن تنظصر إل رجصل مصن أهصل النار فانظصر إل رجصل جالس وحوله قوم قيام ) (‪. )1‬‬
‫فانظر إل عزة الؤمن كيف تفعل أمام السلطي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وروى أ بو سليمان الطا ب ب سنده إل ع بد ال بن ب كر ال سهمي قال ‪ :‬سعت‬
‫ب عض أ صحابنا قالوا ‪ :‬أر سل ع مر بن هبية ‪ -‬و هو على العراق ‪ -‬إل فقهاء من فقهاء‬
‫الب صرة وفقهاء من فقهاء الكو فة ‪ ،‬وكان م ن أتاه من فقهاء الب صرة ال سن ‪ ،‬و من أ هل‬
‫الكوفة الشعب ‪ ،‬فدخلوا عليه ‪ ،‬فقال لم ‪ :‬إن أمي الؤمني يزيد يكتب إل ف أمور أعمل‬
‫با فما تريان ؟ قال ‪ :‬فقال الشعب ‪:‬أصلح ال المي أنت مأمور والتبعة على من أمرك ‪،‬‬
‫فأقبصل على ال سن فقال ‪ :‬مصا تقول ؟ قصد قال هذا ‪ ،‬قصل أنصت ‪ ،‬قال ‪ :‬اتصق ال يصا عمصر‬
‫فكأ نك بلك قد أتاك فا ستزلك عن سريرك هذا ‪ ،‬وأخر جك من سعة ق صرك إل ض يق‬
‫قبك ‪ ،‬إن ال تعال ينج يك من يز يد ‪ ،‬وإن يز يد ل ينج يك من ال سبحانه ‪ ،‬فإياك أن‬
‫تعرض ل تعال بالعا صي ‪ ،‬فإ نه ل طا عة لخلوق ف مع صية الالق ‪ .‬ث قام فتب عه الذن‬
‫فقال ‪ :‬أي ها الشيخ ما حلك على ما ا ستقبلت به الم ي ؟ قال ‪ :‬حل ن عل يه ما أ خذ ال‬
‫تعال على العلماء ف علم هم ث تل ‪ ﴿ :‬وَِإذَ أَخَ َذ اللّ ُه مِيثَا قَ الّذِي نَ أُوتُوْا الْ ِكتَا بَ لَُتبَيّنُنّ هُ‬
‫س وَلَ تَ ْكتُمُوَنهُ فََنبَذُوهُ َورَاء‬
‫لِلنّا ِ‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين للغزال (‪. )2/146‬‬

‫‪413‬‬
‫ُظهُو ِرهِمْ ‪ ﴾ ...‬الية (‪. )2( ، )1‬‬
‫إل غي ذلك من الثلة الت ل حصر لا ‪.‬‬
‫فهذه كانت سية العلماء وعاداتم ف المر بالعروف والنهي عن النكر والنصح لئمة‬
‫السلمي وعامتهم ‪ ،‬وقلة مبالتم بسطوة السلطي ‪ ،‬لكنهم اتكلوا على ال وقاموا بأداء‬
‫ما أوج به ال علي هم و سعوا ف الطر يق الو صل إل الشهادة ‪ ،‬فل ما أخل صوا ل الن ية أ ثر‬
‫كلمهم ف كثي من القلوب القاسية فلينها وأزال قسوتا ‪ ،‬أما الن فقد قيدت الطماع‬
‫ألسنة العلماء فسكتوا ‪ ،‬وإن تكلموا ل تساعد أقوالم أعمالم فلم ينجحوا ‪ ،‬ولو صدقوا‬
‫وقصدوا رضا ال ف ذلك وأخلصوا له النية لفلحوا ‪ ،‬ففساد الرعايا بفساد اللوك وفساد‬
‫اللوك بف ساد العلماء ‪ -‬ك ما مر ‪ -‬وف ساد العلماء با ستيلء حب الال والاه والن صب ‪،‬‬
‫ومن استول عليه ذلك ل يقدر على النكار أو النصح لراذل الناس ‪ ،‬فكيف على اللوك‬
‫والكابر ‪ ،‬ولو تكلم ل يسمع له لنه ل ينصح نفسه فيصلحها فكيف يصلح غيه !‬
‫لذلك ركز أعداء السلم على هذه النقطة وهي إغراق العلماء بالدنيا وفتحها عليهم‬
‫بدون ح ساب ح ت ينشغلوا ب ا عن واجب هم القي قي ‪ ،‬و هو مياث ال نبياء ‪ ،‬الذي هو‬
‫العلم الستلزم للمر بالعروف والنهي عن النكر ‪.‬‬

‫‪ )(1‬آل عمران ‪. 187‬‬


‫‪ )(2‬العزلة للخطاب (ص ‪. )96‬‬

‫‪414‬‬
‫وهذه أخطر وسيلة لفساد العلماء لن مابتهم ومواجهتهم وإهانتهم تؤدي إل ازدياد‬
‫قوة إيان م وثبات م على ال ق ‪ .‬ك ما تؤدي إل انت صار العا مة ل م وبغض ها ل ن أهان م ‪،‬‬
‫ولذلك قال سصفيان الثوري رحهص ال ‪ ( :‬مصا أخاف مصن إهانتهصم ل ‪ ،‬وإناص أخاف مصن‬
‫إكرامهم فيميل قلب إليهم ) ( ‪. ) 1‬‬
‫وبالفعل وللسف عند تطبيقهم لذه الوسيلة حصل لم مطلوبم ‪ -‬إل ما شاء ربك ‪-‬‬
‫وهو النشغال بالدنيا والسكوت عنهم وعما يرتكبونه من معاص ف حقوق ال وحقوق‬
‫العباد ‪.‬‬
‫بل و صل ال مر إل أن وجدوا ل م من يعين هم على ظلم هم و يبر ل م أعمال م و هو‬
‫مسوب على العلماء ‪ ،‬ويتكلم باسهم وباسم السلم ‪ .‬وهذا من أسباب تاديهم ف غيهم‬
‫وإعجاب م بآرائ هم مه ما كان بعد ها عن ال ق ‪ ،‬و هو ‪ :‬كثرة ثناء الناس علي هم خا صة‬
‫العلماء فقد وجدوا من علماء الدنيا من يبر لم أعمالم مهما كان خطؤها ‪ ،‬وقصده من‬
‫ذلك ح صول رضا هم والتقرب إلي هم ‪ ،‬وبلوغ ش يء من حطام هذه الدن يا الفان ية ال ت‬
‫بأيديهم ‪.‬‬
‫ولو أن العلماء قاموا ب تبيي ما أوج به ال علي هم ‪ ،‬وأخل صوا ذلك ل وترفعوا وتنهوا‬
‫عن الدن يا وحطام ها ‪ ،‬ووقفوا ف و جه كل ظال فدلوه على ال ق ون صحوه ‪ ،‬وحذروه‬
‫مغ بة ما أقدم عل يه من مع صية ال ل رتد عت ال سلطي الظل مة عن كث ي من غي ها ‪،‬‬
‫ولبصروا الق ول يف عليهم شيء من أمرهم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬تلبس إبليس (ص ‪. )122‬‬

‫‪415‬‬
‫ول كن من هم بأمثال ‪ :‬ال سن ‪ ،‬وطاوس ‪ ،‬و سفيان الثوري ‪ ،‬و سعيد بن ال سيب ‪،‬‬
‫وسعيد بن جبي ‪ ،‬وأب حنيفة ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬والبخاري ‪ ،‬والعز بن عبد‬
‫ال سلم (‪ ، )1‬وا بن تيمية ‪ ،‬وأمثال م من العلماء العلم الجاهد ين الخل صي الذ ين يقفون‬
‫فص وجصه الظال فيقولون له ( أنصت ظال ) مهمصا كان منصصب هذا الظال ‪ ،‬ومهمصا كان‬
‫إغراؤه لم بالدنيا ‪ ،‬ومهما ترتب على مواقفهم هذه من أذي يصيب أجسادهم ‪ ،‬ولكنه‬
‫يبقي للسلم هيمنته ‪ ،‬وللمة كرامتها ويردع الظالي عن غيهم ‪ ...‬وال الستعان ‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬حق الال ‪:‬‬
‫واجبات المام كثية كمصا سصبق تسصتدعي التفرغ التام لتدبيص شؤون الرعيصة ‪ ،‬وهصو‬
‫كغيه من الناس ف حاجة إل الال لأكله ومشربه وخدمه وعياله ونو ذلك ‪ ،‬لذلك فقد‬
‫جعل السلم له حقًا ف مال السلمي يأخذ منه ما يكفيه ومن يعول ‪ ،‬وقد أخذ أبو بكر‬
‫وعمر رضي ال عنهما ما يكفيهما من بيت الال ‪ .‬فقد روى ابن سعد ف الطبقات بسنده‬
‫عن عطاء بن السائب قال ‪ :‬لا استخلف أبو بكر رضي ال عنه أصبح غاديًا إل السوق‬
‫وعلى رقبته أثواب يتجر با ‪ ،‬فلقيه عمر بن الطاب ‪ ،‬وأبو عبيدة ابن الراح فقال له ‪:‬‬
‫أيصن تريصد يصا خليفصة رسصول ال ؟ قال ‪ :‬السصوق ‪ .‬قال ‪ :‬تصصنع ماذا وقصد وليصت أمصر‬
‫السصلمي ؟ قال ‪ :‬فمصن أيصن أطعصم عيال ؟ قال له ‪ :‬انطلق حتص نفرض لك شيئًا فانطلق‬
‫معهما ‪ ،‬ففرضوا له كل يوم شطر شاة وكسوة ف الرأس والبطن ) (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬مواقفهم من الكام ف كتاب ( السلم بي العلماء والكام ) لعبد العزيز البدري ‪.‬‬
‫‪ )(2‬الطبقات الكبى لبن سعد (‪. )3/184‬‬

‫‪416‬‬
‫وروى البخاري وابن سعد بسنديهما عن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ ( :‬لا استخلف‬
‫أبو بكر الصديق قال ‪ :‬لقد علم قومي أن حرفت ل تكن تعجز عن مئونة أهلي ‪ ،‬وشغلت‬
‫بأمر السلمي ‪ ،‬فسيأكل آل أب بكر من هذا الال ‪ ،‬واحترف للمسلمي فيه ) ( ‪. ) 1‬‬
‫ولا وُل عمر بن الطاب أمر السلمي بعد أب بكر مكث زمانًا ل يأكل من الال حت‬
‫دخلت عليه ف ذلك خصاصة ‪ ،‬وأرسل إل أصحاب رسول ال فاستشارهم ف ذلك‬
‫فقال ‪ :‬قد شغلت نف سي ف هذا ال مر ف ما ي صلح ل ف يه ؟ فقال عثمان بن عفان ‪ :‬كل‬
‫وأط عم قال ‪ :‬وقال ذلك سعيد بن ز يد بن عمرو بن نف يل ‪ .‬وقال ع مر لعلي ‪ :‬ما تقول‬
‫أنت ف ذلك ؟ قال ‪ :‬غداء وعشاء ‪ ،‬فأخذ عمر بذلك ) (‪. )2‬‬
‫وروى أحد بسنده إل عبد ال بن زرير عن علي بن أب طالب قال ‪ :‬يا ابن زرير إن‬
‫سعت رسول ال يقول ‪ « :‬ل يل للخليفة من مال ال إل قصعتان ‪ ،‬قصعة يأكلها هو‬
‫وأهله ‪ ،‬وقصعة يضعها بي الناس » (‪. )3‬‬
‫وروى أيضًا ا بن سعد وا بن أ ب شي بة عن حار ثة بن مضرب قال ‪ :‬قال ع مر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه ‪ ( :‬إن أنزلت نفسي من مال ال منلة‬

‫‪ )(1‬البخاري كتاب ‪ :‬البيوع باب ‪ . 15 :‬كسب الرجل وعمله بيده الفتح (‪ ، )4/303‬وابن سعد ف‬
‫الطبقات (‪. )3/185‬‬
‫‪ )(2‬طبقات ابن سعد (‪. )3/307‬‬
‫‪ )(3‬السند حديث رقم (‪ )578‬وقد صححه أحد شاكر (‪ )2/26‬وإن كان ف إسناده ‪ :‬ابن ليعة والكثرون‬
‫على تضعيفه ‪ ،‬وعزاه صاحب كن العمال إل ابن عساكر انظر ‪ :‬الكن (‪ )5/774‬ح ‪. 14349‬‬

‫‪417‬‬
‫مال اليتيصم ‪ ،‬إن اسصتغنيت اسصتعففت ‪ ،‬وإن افتقرت أكلت بالعروف ) (‪ . )1‬قلت ‪ :‬أشار‬
‫ص َغنِيّاص فَ ْليَسصَْت ْعفِفْ وَمَصن كَانصَ َفقِيًا َفلْيَأْكُلْ‬
‫بذلك إل قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَمَصن كَان َ‬
‫بِالْ َم ْعرُو فِ ﴾(‪ . )2‬وتساءل بعض السلمي عما يلّ لمي الؤمني من الال فقال عمر ‪:‬‬
‫( أ نا أ خبكم ب ا أ ستحل م نه ‪ ،‬ي ل ل حلتان ‪ :‬حلة ف الشتاء ‪ ،‬وحلة ف الق يظ ‪ .‬و ما‬
‫أحج عليه وأعتمر من الظهر‪ ،‬وقوت وقوت أهلي كقوت رجل من قريش ليس بأغناهم‬
‫ول بأفقرهم ‪ ،‬ث أنا َبعْدُ رجل من السلمي يصيبن ما يصيبهم ) (‪. )3‬‬

‫ما سبق يتّضح أن للمام أن يأخذ من مال السلمي راتبًا معيّنا يَ سُ ّد به حاجته ومن‬
‫يعول من غي إسراف ول تقتي ‪ ،‬وقد أثبت النب هذا الق لن ول ولية من إمارة أو‬
‫غيها وإن كان موسرًا ‪ ،‬فقد روى البخاري بسنده إل حويطب بن عبد العزى أخبه أن‬
‫عبد ال بن السعدي أخبه أنه قدم على عمر ف خلفته فقال له عمر ‪ :‬أل أحدّث أنك‬
‫تلي من أعمال الناس أعما ًل فإذا أعط يت العمالة (‪ )4‬كرهت ها ؟ فقلت ‪ :‬بلى فقال ع مر ‪:‬‬
‫ما تريد ذلك ؟ قلت ‪ :‬إن ل أفراسًا وأعبدًا وأنا بي ‪،‬‬

‫‪ )(1‬ابن سعد ف الطبقات (‪ . )3/276‬قال الافظ ابن حجر ‪ :‬سنده صحيح ‪ .‬انظر ‪ :‬فتح الباري ‪( .‬‬
‫‪. )13/151‬‬
‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 6 :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات ابن سعد (‪ . )3/276‬وقال ابن حجر ‪ :‬وأخرجه الكاربيسي بسند صحيح عن الحنف ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬كنا بباب عمر فذكر قصة وفيها ما سبق ‪ .‬فتح الباري (‪. )13/151‬‬
‫‪ )(4‬قال ابن حجر ‪ :‬العُمالة بضم الهملة ‪ .‬وتفيف اليم أي ‪ :‬أجرة العمل ‪ ،‬وأما العَمالة بفتح العي فهي نفس‬
‫العمل فتح الباري (‪. )13/152‬‬

‫‪418‬‬
‫وأريد أن تكون عمالت صدقة على السلمي ‪ ،‬قال عمر ‪ :‬ل تفعل فإن كنت أردت الذي‬
‫أردت فكان رسول ال يعطين العطاء فأقول أعطه أفقر إليه من ‪ ،‬حت أعطان مرة مالً‬
‫فقلت ‪ :‬أعطه أفقر إليه من ‪ ،‬فقال النب ‪ « :‬خذه فتموّله وتصدق به فما جاءك من هذا‬
‫الال وأ نت غ ي مشرف ول سائل فخذه وإل فل تتب عه نف سك » (‪ . )1‬قال الا فظ ا بن‬
‫ح جر ‪ :‬قال ال طبي ‪ ( :‬ف حد يث ع مر الدل يل الوا ضح على أن من شُ غل بش يء من‬
‫أعمال السلمي أخذ الرزق على عمله ذلك ) (‪ . )2‬لكن عليه أن يتقي ال فيه ‪ ،‬فإنه أمانة‬
‫ف يده فعل يه أن يأ خذ ما يكف يه بل إ سراف ول تقت ي ‪ ،‬ول يع بث بأموال ال سلمي ال ت‬
‫ائتمنه ال عليها ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬الكم مدة صلحيته للمامة ‪:‬‬
‫ومن حقوق المام أن يبقى حاكمًا ما دام صالًا للمامة وليس له وقت مدد ينتهي‬
‫إليصه ‪ ،‬حتص ينتهصي أجله ‪ ،‬أو تنتهصي قدرتصه وطاقتصه فص القيام باص ‪ ،‬يقول الدكتور ممصد‬
‫ال صادق عفي في ‪ ( :‬وللخلي فة ال ق ف أن ي كم مدى الياة ‪ ،‬ح ت يأ من اللق والنفاق ‪،‬‬
‫وحت ل يستكي لحد طمعًا ف تديد انتخابه مرة ثانية ‪ ،‬والاكم عندما ينظر يب أن‬
‫تكون نظرته شاملة ‪ ،‬أي ‪ :‬ينظر إل الشعب ف مموعه دون تفرقة بي طائفة وأخرى ‪،‬‬
‫وأن يعمل على أساس أنه باق مدى الياة طال الزمن أو قصر ‪ ،‬حت يكون عمله خال صًا‬
‫من الشبهات ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ف ‪ :‬الحكام ‪ .‬باب ‪ :‬رزق الاكم والعاملي عليها ‪ ،‬الفتح (‪ ، )13/150‬ورواه مسلم‬
‫ف ‪ :‬الزكاة ‪ .‬حديث (‪ ، )2/723( )1045‬والنسائي ف ‪ :‬الزكاة (‪ ، )3/105‬وأبو داود ف ‪ :‬المارة ‪.‬‬
‫باب ‪ :‬أرزاق العمال ‪ ،‬عون العبود (‪ ، )8/161‬وأحد (‪. )1/71‬‬
‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/154‬‬
‫‪ )(3‬الجتمع السلمي وأصول الكم (ص ‪. )195‬‬

‫‪419‬‬
‫وهذا ما يالف فيه السلم النظم الديقراطية الت تدد فترة معينة للرئيس ‪ ،‬ث بعدها‬
‫ينتخب انتخابًا ثانيًا ‪ ،‬وف هذه الالة يكون هَمّه جع أكب عدد من الصوات الرشّحة‬
‫له ‪ ،‬فيخ صّ أعضاء حزبه ومرشحيه بالصلحة دون غيهم من الناس لكسب رضاهم ‪...‬‬
‫وال أعلم ‪.‬‬
‫*****‬

‫‪420‬‬
‫البحث الثالث‬
‫الشورى‬
‫بعد الديث عن واجبات المام وحقوقه يسن أن أفرد مبحثًا للحديث عن الشورى‬
‫ل ف مب حث واجبات المام ول ف حقو قه ‪ ،‬لن‬ ‫ومكانت ها ف ال سلم ‪ ،‬ول أجعله داخ ً‬
‫السألة خلفية ‪ ،‬فهناك من يعتبها من واجبات المام وبعدها عند عرضه للواجبات ‪ ،‬أما‬
‫الذ ين يرون ا من الندوبات ف هم ل يعلون ا من واجبات المام ‪ ،‬وهذا هو مفهوم عا مة‬
‫السلف من الفقهاء وغيهم ‪.‬‬
‫و ف هذا الب حث سأتدث عن تعر يف الشورى اللغوي وال صطلحي ‪ ،‬ث الد يث‬
‫عن مشروعيت ها وأدلة ذلك ‪ ،‬ث عن حكم ها و هل هي واج بة أو م ستحبة ونعرض أدلة‬
‫الرأيي ث الرأي الراجح ‪ ،‬وأخيًا الد يث عن مدى إلزام المام با وآراء كل فريق ‪ ،‬ث‬
‫نذيّل ذلك بالرأي الراجح ف السألة ‪.‬‬
‫والقيقة إن سأستعرض كل ما سبق بشيء من الياز لن هذه السألة من السائل‬
‫الشائ كة ‪ ،‬والكلم في ها طو يل ‪ ،‬و قد كفا نا مئو نة هذا الب حث ب عض العلماء الفا ضل‬
‫وألفوا فيها كتبًا مستقلة (‪ )1‬ورسائل علمية ‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر على سبيل الثال ‪ :‬الشورى وأثرها ف الديقراطية للدكتور عيد الميد إساعيل النصاري ف (‪)470‬‬
‫صفحة ‪ ،‬ومبدأ الشورى ف السلم د ‪ .‬يعقوب الليجي ف (‪ )304‬صفحات وغيهم كثي ‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫تعريف الشورى‬
‫(‪ )1‬ف اللغة ‪:‬‬
‫الشورى الشاورة والشورة ‪ :‬مصادر للفعل شاور قال ف اللسان ‪ :‬يقال ‪ :‬شار العسل‬
‫يشوره شورًا ‪ ،‬وشيارة ومشارًا ومشارة ا ستخرجه من ال َوقْبَة واجتباه ‪ ،‬وقال أ بو عب يد ‪:‬‬
‫شرت العسل واشترته اجتنيته وأخذته من موضعه ‪ ...‬ويقال ‪ :‬اشرن على العسل أي أعن‬
‫‪ ،‬وشرت الدابة شورًا عرضتها على البيع أقبلت با وأدبرت ‪ ...‬إل ) (‪. )1‬‬
‫فأصل الشورى إذن الستخراج والظهار والعانة على ذلك والصدر مَشُور َة ( بفتح‬
‫شوَرة ) لغتان ‪ ،‬قال ا بن ح جر ‪:‬‬ ‫ال يم و ضم العج مة ) وب سكون العج مة وف تح الواو ( مَ ْ‬
‫الول أرجح (‪. )2‬‬
‫(‪ )2‬ف الصطلح ‪:‬‬
‫أ ما ف ال صطلح ف هي ‪ ( :‬ا ستطلع الرأي من ذوي ال بة ف يه للتو صل إل أقرب‬
‫المور للحق ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬لسان العرب مادة ( شور ) (‪. )436 - 4/434‬‬


‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/341‬‬
‫‪ )(3‬الشورى ف ظل نظام الكم السلمي للستاذ عبد الرحن عبد الالق (ص ‪ )14‬ط ‪ )1975( .‬م ‪ .‬ن ‪.‬‬
‫الدار السلفية ودار القلم ‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫هذا وقد ذهب بعض الُحْدَثي إل التفريق بي الشورى والشْورة فجعل الشورى هي‬
‫شوَرة أخذ الرأي على سبيل اللزام (‪ ، )1‬ث حاول الستدلل على‬ ‫أخذ الرأي مطلقًا ‪ ،‬وال ْ‬
‫رأيه هذا ‪ ،‬ولكن الذي يظهر أنه ل فرق بينهما ‪ ،‬والدلة الت أوردها غي مقنعة ‪.‬‬
‫مشروعيتها‬
‫مشروعية الشورى ثابتة بالكتاب والسنة وسية اللفاء الراشدين رضي ال تعال عنهم‬
‫‪ ،‬فقد رغّ ب ال سلم في ها ف أك ثر من موضع ‪ ،‬وجعلها من المور ال ت ل غ ن لطالب‬
‫ال ق عن ها ‪ ،‬سواء كا نت ف المور الا مة كتدب ي شؤون ال مة ‪ ،‬أو ف المور الا صة‬
‫بالفراد والشؤون الشخصية ‪ .‬وقد حلت هذا السم إحدى سور كتاب ال النّل ‪.‬‬
‫والدلة على مشروعيتها كثية منها ‪:‬‬
‫(‪ )1‬من الكتاب ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قول ال عز وجل ‪َ ﴿ :‬فبِمَا رَحْمَ ٍة مّ نَ اللّ هِ لِن تَ َلهُ ْم وََلوْ كُن تَ فَظّا َغلِي ظَ اْلقَلْ ِ‬
‫ب‬
‫ف عَْنهُ ْم وَا سَْت ْغ ِفرْ َلهُ ْم وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرِ فَِإذَا َع َزمْ تَ فََتوَكّلْ‬
‫لَن َفضّوْا مِ نْ َحوْلِ كَ فَاعْ ُ‬
‫حبّ الْمَُتوَكِّليَ ﴾ (‪. )2‬‬ ‫عَلَى الّلهِ إِنّ الّلهَ يُ ِ‬
‫قال ابن جرير الطبي بعد سرده لعدة آثار عن السلف ف تفسي هذه الية ‪ ( :‬وأول‬
‫القوال بالصواب ف ذلك أن يقال ‪ :‬إن ال عز وجل‬

‫‪ )(1‬قواعد نظام الكم ف السلم (ص ‪ )173‬د ‪ .‬ممود عبد الجيد الالدي ‪.‬‬
‫‪ )(2‬سورة آل عمران آية ‪. 159‬‬

‫‪423‬‬
‫أمر نبيه بشاورة أصحابه فيما َحزَبَه من أمر عدوه ومكايد حربه ‪ ،‬تألفًا منه بذلك من‬
‫ل ت كن ب صيته بال سلم الب صية ال ت يؤمَن عل يه مع ها فت نة الشيطان ‪ ،‬وتعريفًا م نه أم ته‬
‫مَأْتَى المور ال ت تزب م من بعده ‪ ،‬ومطلب ها ليقتدوا به ف ذلك ع ند النوازل ال ت تنل‬
‫بم ‪ ،‬فيتشاورا فيما بينهم كما كانوا يرونه ف حياته يفعله ‪ ،‬فأما النب فإن ال كان‬
‫ُي َعرّ فه مطالب وجوه ما حز به من المور بوح يه أو إلا مه إياه صواب ذلك ‪ ،‬وأ ما أم ته‬
‫فإن م إذا تشاوروا م ستنّي بفعله ف ذلك على ت صادق ‪ ،‬تَأَخّ (‪ )1‬لل حق وإرادة جيع هم‬
‫للصواب من غي ميل إل هوى ‪ ،‬ول حيد عن هدى فال مسددهم وموفقهم ) (‪. )2‬‬
‫وقد أخرج ابن أب حات عن السن قال ‪ ( :‬وقد علم ال أنه ما به إليهم حاجة ولكن‬
‫أراد أن يست به من بعده ) (‪. )3‬‬
‫و عن الضحاك بن مزا حم قال ‪ ( :‬ما أ مر ال نبيه بالشورة إل ل ا علم في ها من‬
‫الفضل ) (‪. )4‬‬
‫ب‪ -‬قوله تعال ف سورة الشورى ‪ ﴿ :‬فَمَا أُوتِيتُم مّن شَ ْيءٍ فَمَتَا عُ الْحَيَا ِة الدّْنيَا َومَا‬
‫عِن َد اللّ هِ خَْي ٌر وَأَبْقَى لِلّذِي َن آمَنُوا َوعَلَى َرّبهِ مْ َيَتوَكّلُو نَ * وَالّذِي نَ َيجْتَِنبُو نَ َكبَاِئرَ ا ِلثْ مِ‬
‫وَاْل َفوَاحِ شَ وَِإذَا مَا َغضِبُوا هُ مْ َي ْغ ِفرُو نَ * وَالّذِي َن ا سَْتجَابُوا ِلرَّبهِ ْم وَأَقَامُوا ال صّلةَ وََأ ْم ُرهُ مْ‬
‫شُورَى بَيَْنهُ ْم َومِمّا َرزَقْنَاهُمْ يُن ِفقُونَ ﴾ (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬توخي المر تراه وقصده ويمه ‪ ،‬ث تقلب واوه ألفًا فيقال ‪ :‬تأخيت المر ‪.‬‬
‫‪ )(2‬تفسي الطبي (‪ )7/345‬تقيق أحد شاكر وأخيه ‪.‬‬
‫‪ )(3‬فتح الباري (‪ . )13/340‬قال ابن حجر ‪ :‬إسناده حسن ‪.‬‬
‫‪ )(4‬تفسي الطبي (‪. )7/345‬‬
‫‪ )(5‬سورة الشورى اليات ‪. 38 - 36‬‬

‫‪424‬‬
‫فقصد بيص ال سصبحانه وتعال فص هذه اليات الصصفات السصاسية التص تيصز الؤمنيص‬
‫ُمص ﴾ قال‬‫ُمص شُورَى بَيَْنه ْ‬
‫ومدحهصم باص ‪ ،‬وذكصر مصن ضمصن هذه الصصفات أن ﴿ وََأمْ ُره ْ‬
‫القرطب ‪ ( :‬فمدح ال الشاورة ف المور بدح القوم الذين كانوا يتثلون ذلك ) (‪ )1‬قيل‬
‫‪ :‬إنا نزلت ف النصار ‪ ،‬قال النقاش ‪ ( :‬كانت النصار قبل قدوم النب إذا أرادوا أمرًا‬
‫تشاوروا ف يه ث عملوا عل يه فمدح هم ال به ) (‪ )2‬ل كن هذا بع يد ‪ ،‬لن ا ذكرت ف ثنا يا‬
‫أوصاف الؤمني الت ل تكن قبل السلم مثل إقام الصلة والنفاق ‪ ،‬وهذه ل تشرع إل‬
‫بعد ميء السلم ول يكونوا يعرفون الصلة قبل أن يسلموا ‪.‬‬
‫قال الستاذ سيد قطب رحه ال ‪ ( :‬وهنا ف هذه اليات يصور خصائص هذه المة‬
‫الت تطبعها وتيزها ‪ ،‬ومع أن هذه اليات مكية نزلت قبل قيام الدولة السلمة ف الدينة ‪،‬‬
‫فإننا ند فيها أن من صفة هذه الماعة السلمة ( وأمرهم شورى بينهم ) ‪ ...‬ما يوحي‬
‫بأن وضع الشورى أعمق ف حياة السلمي من مرد أن يكون نظامًا سياسيًا للدولة ‪ ،‬فهو‬
‫طا بع أ ساسي للجما عة كل ها ‪ ،‬يقوم عل يه أمر ها كجما عة ‪ ،‬ث يت سرب من الما عة إل‬
‫الدولة ) (‪. )3‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬من السنة ‪:‬‬
‫سنة النب العملية حافلة بالترغيب ف الشورى والض عليها وكانت سة بارزة ف‬
‫سيته وف سية اللفاء الراشدين من بعده لذلك فقد دل على مشروعيتها جانب السنة‬
‫العملي أكثر من القول ‪.‬‬

‫‪ )(1‬تفسي القرطب (‪. )16/37‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (‪. )16/37‬‬
‫‪ )(3‬ف ظلل القرآن (‪ )5/3160‬ط ‪ .‬دار الشروق ‪ 1396 .‬هص ‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫أ‪ -‬السنة القولية ‪:‬‬
‫ع ند التت بع والتق صي لل ستدلل على مشروع ية الشورى بال سنة القول ية ل أع ثر على‬
‫نص صريح سليم من مقال ‪ .‬نعم قد روي عدة أحاديث ولكن عند تحيصها ووضعها‬
‫( ‪)1‬‬
‫تت مهر النقد ل أجد فيها شيئًا ليس فيه مقال ف إسناده فضربت عن أكثرها صفحًا‬
‫ولعل من أحسنها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما روي عن عبد الرحن بن غنم أن النب قال لب بكر وعمر ‪ « :‬لو أنكما‬
‫تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما ف مشورة أبدًا » ( ‪. ) 2‬‬

‫‪ )(1‬انظر الحاديث الواردة ف هذه السألة ف ‪ :‬كتاب الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪ )65‬فما بعدها ‪.‬‬
‫‪ )(2‬ذكر ابن حجر أن هذا الديث ف فضائل الصحابة لسد بن موسى والعرفة ليعقوب ابن سفيان بسند ‪-‬‬
‫ل بأس به ‪ -‬عن عبد الرحن بن غنم وهو متلف ف صحبته فتح الباري (‪ )13/340‬قلت ‪ :‬وقد رواه أحد‬
‫ف السند عن عبد الرحن بن غنم أيضًا ف (‪ . )4/227‬وفيه عبد الميد بن مهران عن شهر بن حوشب ‪،‬‬
‫فعبد الميد هذا وثقه يي بن معي وأبو داود الطيالسي ‪ ،‬وقال أبو حات ‪ :‬أحاديثه عن شهر صحاح ‪ ،‬وقال‬
‫أحد ‪ :‬أحاديثه عن شهر مقاربة ‪ ،‬وهناك من طعن فيه ‪ .‬انظر ‪ :‬ميزان العتدال (‪. )2/538‬‬
‫وشهر بن حوشب قال ابن معي ‪ :‬ثقة ‪ .‬وقال أبو حات ليس هو بدون أب الزبي ول يتج به ‪ ،‬وقال أبو‬
‫زرعة ‪ :‬ل بأس به ‪ ،‬وقال النسائي وابن عدي ‪ :‬ليس بالقوي ‪ .‬ميزان العتدال (‪ ، )2/283‬وقد طعن فيه‬
‫بعضهم أيضًا ‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫‪ -2‬أ ما حد يث « ال ستشار مؤتنص » (‪ )1‬فهذا وإن ل ي كن ف يه ترغ يب صريح ف‬
‫الشورى ‪ ،‬إل أ نه إخبار بع ن الطلب ل ن ا ستشي أن يكون أمينًا ف أداء مشور ته ‪ ،‬و قد‬
‫روي من عدة طرق عن أب هريرة وابن مسعود وعائشة وابن عمر وأم سلمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬حديث أب هريرة رضي ال عنه قال ‪ ( :‬ما رأيت أحد أكثر مشورة لصحابه من‬
‫النب ) (‪. )2‬‬
‫ب‪ -‬أما السنة الفعلية ‪:‬‬
‫فيما يؤكد ترغيب السلم ف الشورى بالضافة إل ما سبق هو فعل النب فهو مع‬
‫جللة قدره وعظيصم منلتصه وتأييده بالوحصي الليص ‪ ،‬مصع ذلك فقصد كان كثيص الشاورة‬
‫لصحابه ‪ ،‬كما مر ف حديث أب هريرة ‪،‬‬

‫‪ )(1‬رواه ابن ماجة عن أب هريرة وعن أب مسعود ف ‪ :‬الدب رقم (‪ . )3746 ، 3745‬ف باب ‪ :‬الستشار‬
‫مؤتن ‪ .‬قال ف الزوائد ‪ :‬إسناد حديث ابن مسعود صحيح رجاله ثقات ‪ :‬السنن (‪ ، )2/1233‬ورواه‬
‫الطبان عن عبد ال بن الزبي يرفعه ‪ .‬قال اليثمي ‪ :‬ورجاله رجال الصحيح ممع الزوائد (‪ . )8/97‬ورواه‬
‫الترمذي عن أب هريرة ‪ .‬وقال ‪ :‬هذا حديث حسن حديث رقم (‪ )2822‬كتاب ‪ :‬الدب ‪ .‬باب ‪ :‬أن‬
‫الستشار مؤتن ‪ .‬قال ‪ :‬وف الباب عن ابن مسعود وأب هريرة وابن عمر وروي بنحوه عن أم سلمة وقال ‪:‬‬
‫هذا غريب من حديث أم سلمة (‪ )5/126‬تقيق أحد شاكر وآخرين ‪ .‬ورواه أبو داود ف سننه ف ‪ :‬الدب‬
‫‪ .‬باب ف الشورى ‪ ،‬عون العبود (‪ )14/36‬عن أب هريرة ‪ ،‬ورواه الدارمي ف السي (‪ )13‬وأحد ف السند‬
‫(‪. )5/274‬‬
‫‪ )(2‬قال فيه ابن حجر ‪ :‬رجاله ثقات إل أنه منقطع ‪ .‬فتح الباري (‪ )13/340‬وقد أشار إليه الترمذي فقال ‪:‬‬
‫ويروى عن أب هريرة فذكره ‪ -‬يعن بدون إسناد ‪ -‬ف الهاد ‪ .‬باب ‪ ، )4/214( ، 34 :‬ورواه الشافعي ف‬
‫الم (‪ ، )7/95‬ورواه البيهقي ف سننه (‪ ، )10/109‬والسيوطي ف الدر النثور (‪. )2/90‬‬

‫‪427‬‬
‫والسية حافلة بالمثلة الكثية لشورته لصحابه ‪:‬‬
‫‪ -‬فقد شاورهم يوم بدر ف التوجه إل قتال الشركي (‪. )1‬‬
‫‪ -‬وشاورهم قبل معركة أحد أيبقى ف الدينة أم يرج إل العدو (‪ )2‬؟ ‪.‬‬
‫‪ -‬وشاورهم ف أسرى بدر ( ‪. ) 3‬‬
‫‪ -‬وشاور ال سعدين ‪ -‬سعد بن معاذ ‪ ،‬و سعد بن عبادة ‪ -‬يوم الندق فأشارا عل يه‬
‫بترك مصالة العدو على بعض ثار الدينة مقابل انصرافهم عنها فأخذ برأيهما (‪. )4‬‬
‫‪ -‬وشاورهم عام الديبية (‪. )5‬‬
‫‪ -‬وشاورهم ف حصار الطائف (‪. )6‬‬
‫‪ -‬واستشار عليًا وأسامة رضي ال عنهما ف أمر عائشة ف قصة الفك (‪. )7‬‬
‫‪ -‬واستشار ف عقوبة النافقي الذين آذوه ف أهله فقال ‪ « :‬ما تشيون‬

‫‪ )(1‬مسلم كتاب ‪ :‬الهاد والسي ‪ .‬باب ‪ :‬ف غزوة بدر حديث رقم (‪ ، )3/1403( )1717‬وسية ابن‬
‫هشام (‪. )2/614‬‬
‫‪ )(2‬سية ابن هشام (‪. )3/63‬‬
‫‪ )(3‬مسلم كتاب ‪ :‬الهاد ‪ .‬حديث رقم (‪ ، )3/1384( )1763‬والسند (‪. )3/243‬‬
‫‪ )(4‬الصنف لعبد الرزاق (‪ )5/368‬ط ‪ .‬الكتب السلمي تقيق عبد الرحن العظمي ‪ .‬والبداية والنهاية (‬
‫‪. )4/104‬‬
‫‪ )(5‬الصنف (‪ ، )5/330‬وسنن البيهقي (‪ ، )10/109‬والبداية والنهاية (‪. )4/164‬‬
‫‪ )(6‬مسلم كتاب ‪ :‬الهاد والسي ‪ .‬باب غزوة الطائف ‪ ،‬حديث (‪ ، )3/1402( )1778‬والسند حديث‬
‫رقم ( ‪ )4588‬تيق أحد شاكر (‪ ، )6/268‬وطبقات ابن سعد (‪. )2/159‬‬
‫‪ )(7‬البخاري كتاب ‪ :‬العتصام ‪ .‬باب ‪ ( ، 28 :‬وأمرهم شورى بينهم ) فتح الباري (‪ ، )13/339‬وزاد‬
‫العاد (‪. )2/126‬‬

‫‪428‬‬
‫عليّ ف قوم يسبون أهلي ‪. )1( » ...‬‬
‫إل غي ذلك من الصور الكثية من استشارته لصحابه ‪.‬‬
‫‪ -3‬سية اللفاء الراشدين وآثار السلف ‪:‬‬
‫لقد َظلّت الشورى سة واضحة ف عهد اللفاء الراشدين رضي ال عنهم ‪ ،‬ول يكاد‬
‫يلو بم موقف من الواقف الاسة إل تشاوروا فيه ‪ .‬والمثلة على ذلك ل تصى أهها ‪:‬‬
‫قصة السقيفة وعهد عمر إل الستة للتشاور بينهم ‪ -‬كما مرّ ‪ -‬وجع الصحف وتوحيد‬
‫السلمي على مصحف واحد ونو ذلك ‪ ،‬بل قد كانوا يأمرون ولتم بأن ل يبموا أمر‬
‫إل بعد التشاور فيه ‪ ،‬فهذا أبو بكر رضي ال عنه يكتب إل خالد بن الوليد حي وجهه‬
‫إل حرب الرتدين ‪ ( :‬واستشر من معك من أكابر أصحاب رسول ال فإن ال تعال‬
‫موفقك بشورتم ) ( ‪. ) 2‬‬
‫وعن ميمون بن مهران قال ‪ :‬كان أبو ب كر الصديق إذا ورد عل يه أ مر نظر ف كتاب‬
‫ال ‪ ،‬فإن وجد فيه ما يقضي به قضى بينهم ‪ ،‬وإن علمه من سنة رسول ال قضى به ‪،‬‬
‫وإن ل يعلم خرج فسصأل السصلمي عصن السصنة ‪ ،‬فإن أعياه ذلك دعصا رؤوس السصلمي‬
‫وعلماءهم واستشارهم ( ‪. ) 3‬‬
‫وعلى هذا سار عمر رضي ال تعال عنه فقد ( كان القراء أصحاب‬

‫‪ )(1‬البخاري كتاب ‪ :‬العتصام ‪ .‬باب ‪ ( ، 28 :‬وأمرهم شورى بينهم ) ( ‪ )13/340‬من الفتح ‪ ،‬ومسلم‬
‫كتاب‪ :‬التوبة ‪ ،‬حديث رقم (‪. )4/2137( )2770 - 58‬‬
‫‪ )(2‬مموعة الوثائق السياسية (ص ‪. )268‬‬
‫‪ )(3‬أخرجه البيهقي بسند صحيح قاله الافظ ابن حجر ف الفتح (‪. )13/342‬‬

‫‪429‬‬
‫مشورة عمر كهولً كانوا أو شبابًا وكان قافًا عند كتاب ال عز وجل ) (‪. )1‬‬
‫وقد سبق كلم عمر ف الشورى ف اللفة ‪ ،‬وعلى هذا سار الئمة من بعدهم ‪ .‬قال‬
‫البخاري ‪ ( :‬وكانت الئمة بعد النب يستشيون المناء من أهل العلم ف المور الباحة‬
‫بالنب )‬ ‫ليأخذوا بأسهلها ‪ ،‬فإذا وضح الكتاب والسنة ل يتعدوه إل غيه إقتداء‬
‫(‪. )2‬‬
‫أما آثار السلف الدالة على الترغيب‬
‫ف الشورى فكثية منها ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما روي عن السن رحه ال تعال قال ‪ ( :‬ما تشاور قوم قط بينهم إل هداهم‬
‫ال لفضل ما يضرهم ) وف لفظ ‪ ( :‬إل عزم ال لم بالرشد أو بالذي ينفع ) (‪. )3‬‬
‫(‪ )2‬قال قتادة ‪ ( :‬ما تشاور قوم يبتغون وجه ال إل هُدُوا لرشد أمرهم ) (‪. )4‬‬
‫وأسصند الطصبي عنصه قوله ‪ ... ( :‬وإن القوم إذا شاروا بعضهصم بعضًا وأرادوا بذلك‬
‫وجه ال عزم لم على رشده ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬ذكره البخاري ف كتاب ‪ :‬العتصام ‪ .‬باب ‪ ، 28‬قول ال تعال ﴿ وََأمْرُ ُهمْ شُورَى َبْينَ ُهمْ ﴾ الفتح (‬
‫‪. )13/339‬‬
‫‪ )(2‬البخاري ف صحيحه كتاب ‪ :‬العتصام ‪ .‬باب ‪ ، 28 :‬وأمرهم شورى بينهم (‪ )13/339‬من الفتح ‪.‬‬
‫‪ )(3‬قال الافظ ف الفتح ‪ :‬أخرجه البخاري ف ‪ :‬الدب الفرد ‪ .‬وابن أب حات بسند قوي عن السن ‪ .‬قلت ‪:‬‬
‫وقد رواه الطبي عنه أيضًا (‪ . )7/344‬تقيق أحد شاكر وروي مرفوعًا إل النب لكنه ل يصح ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الكلم الطيب لبن تيمية تقيق اللبان (ص ‪ ، )71‬والوابل الصيب لبن القيم (ص ‪. )235‬‬
‫‪ )(5‬تفسي الطبي (‪. )7/344‬‬

‫‪430‬‬
‫الكمة من مشروعية الشورى وشيء من فوائدها ‪:‬‬
‫تتلف الكمة من مشروعية الشورى بالنسبة للنب عنها بالنسبة لسائر الئمة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬أما بالنسبة للرسول ‪ :‬فقد قيل عن الكمة من مشروعيتها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إنا ذلك ليستُ ّن به من بعده ‪ ،‬سبق كلم السن رحه ال ‪ ( :‬قد علم أنه ما به‬
‫إليهم حاجة ‪ ،‬ولكن أراد أن يست به من بعده ) (‪. )1‬‬
‫وروى ال طبان عن سفيان بن عيي نة قوله ‪ ﴿ :‬وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ قال ‪ ( :‬هي‬
‫للمؤمني أن يتشاورا فيما ل يأتم عن النب ف أثر ) (‪. )2‬‬
‫قال أبصو بكصر ابصن العربص ‪ ( :‬وكانصت هذه فائدة لنص بعده ليسصت بالنصب فص‬
‫الشاورة ) (‪. )3‬‬
‫‪ -2‬وقيل ‪ :‬بل هو لتطييب نفوس أصحابه رضوان ال عليهم ولتألف قلوبم ‪ ،‬وليوا‬
‫أنه يسمع منهم ويستعي بم ‪ ،‬يدل على ذلك أول الية ﴿ وََلوْ كُن تَ فَظّا غَلِي ظَ اْلقَلْ بِ‬
‫لَن َفضّوْا مِ نْ َحوْلِ كَ ﴾ ف قد روى ال طبي عن الرب يع أ نه قال ‪ ( :‬أ مر ال نبيه أن يشاور‬
‫أصحابه ف المور ‪ ،‬وهو يأتيه الوحي من السماء لنه أطيب لنفسهم ) (‪ )4‬وعن قتادة‬
‫قوله ‪ ( :‬أمر ال عز وجل نبيه أن يشاور أصحابه ف المور وهو يأتيه وحي السماء ‪،‬‬
‫لنه أطيب لنفس القوم ‪ . )5( ) ...‬قيل ‪ :‬كانت سادات العرب إذا‬

‫‪ )(1‬أخرجه ابن حات بسند حسن ‪ .‬فتح الباري (‪. )13/340‬‬


‫‪ )(2‬تفسي الطبي (‪ )7/345‬تقيق أحد شاكر ‪.‬‬
‫‪ )(3‬أحكام القرآن (‪. )1/298‬‬
‫‪ )(4‬تفسي الطبي (‪. )7/344‬‬
‫‪ )(5‬نفس الرجع ‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫ل يشاورا ف ال مر شق علي هم ‪ ،‬فأ مر ال ر سوله بشاورة أ صحابه ‪ ،‬لئل يث قل علي هم‬
‫استبداده بالرأي دونم (‪. )1‬‬
‫‪ -3‬أ ما القول الثالث ‪ :‬فل يبي له الرأي وأ صوب المور ف التدب ي ‪ ،‬ف قد روي عن‬
‫الضحاك بن مزاحم قوله ‪ ﴿ :‬وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ قال ‪ :‬ما أمر ال عز وجل نبيه‬
‫بالشورة إل لا علم فيها من الفضل ) (‪. )2‬‬
‫قلت ‪ :‬هذا ل يكون إل ف المور الربية والمور الدنيوية الت قال فيها ‪ « :‬أنتم أعلم‬
‫بأمور دنياكم » (‪ . )3‬وقوله ‪ « :‬إن كان شيئًا من أمر دنياكم فشأنكم به ‪ ،‬وإن كان شيئًا‬
‫من أمر دينكم فإلّ » (‪ . )4‬ولستجابته لرأي الباب بن النذر يوم بدر وسلمان الفارسي‬
‫يوم الندق ون و ذلك ‪ .‬أ ما أمور التشر يع ف هو وإن كان يت هد إذا ل ينل عل يه و حي‬
‫ولكن ال عز و جل يقره على ذلك الجتهاد إن أصاب الق ويرشده ويرده إل الصواب‬
‫إن جانبه ‪ ،‬كما ورد ف قصة أسرى بدر حينما أخذ الفدية من السرى فنل العتاب من‬
‫خنَ فِي ا َل ْرضِ ‪. )5( ﴾ ...‬‬
‫السماء ﴿ مَا كَانَ لَِنبِيّ أَن يَكُونَ َلهُ أَ ْسرَى حَتّى يُثْ ِ‬
‫‪ -4‬وهناك قول رابع ‪ :‬وهو ‪ ( :‬أن الرسول أمر بالشاورة لنه ف غزوة أحد كان‬
‫معظم الصحابة قد أشاروا عليه بالروج خاصة الذين ل يقاتلوا يوم‬

‫‪ )(1‬الكشاف للزمشري (‪. )1/475‬‬


‫‪ )(2‬تفسي الطبي (‪. )7/344‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم عن أنس ف ‪ :‬الفضائل ‪ .‬باب وجوب امتثال ما قاله شرعًا دون ما ذكره من معايش الدنيا على‬
‫سبيل الرأي ‪ .‬حديث رقم (‪ . )4/1836( )2363‬وسبق تريه ف مقاصد المامة (ص ‪. )92‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن ماجة ف كتاب ‪ :‬الرهون ‪ .‬باب ‪ ، 15 :‬تلقيح النخل ‪ ،‬حديث رقم (‪ ، )2471‬والسند (‬
‫‪ )6/123‬عن عائشة أيضًا ‪.‬‬
‫‪ )(5‬سورة النفال آية ‪. 67‬‬

‫‪432‬‬
‫بدر ‪ -‬وكان الرسول يرى عدم الروج والتحصن بالدينة ‪ ،‬فلما خرج بناء على رأيهم‬
‫وقع ما وقع من انزام السلمي ‪ ،‬فلو أن الرسول ترك مشاورتم بعد ذلك لعتقدوا أن‬
‫ف قلبه منهم بسبب مشاورتم بقية أثر ‪ ،‬فأمره ال سبحانه بالشاورة بعد غزوة أحد حت‬
‫يدل ذلك على أنه ل يبق ف قلبه أثر من تلك الواقعة ) (‪. )1‬‬
‫والواقع أنه ل منافاة بي هذه الكم جيعًا فقد تكون جيعها من حكم أمر ال سبحانه‬
‫وتعال رسوله بشورة أصحابه ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكمة من مشروعيتها بالنسبة للخلفاء ولسائر المة ‪:‬‬
‫أ ما بالن سبة للئ مة والمراء و سائر الب شر فالو ضع يتلف ‪ -‬و قد سبق الد يث عن‬
‫ضعف النفس البشرية غي العصومة ‪ ،‬وأنا معرضة للهوى والطأ والنسيان لذلك فهي ف‬
‫حاجة ماسة إل استشارة غيها ‪ ،‬والستعانة بم ف الوصول إل الصواب ‪.‬‬
‫ومن الفوائد والكم الت من أجلها شرعت الشورى ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬إحراز الصواب غالبًا ‪:‬‬
‫ل نه إذا طُرح ال مر للشورى فإ نه سيجتهد كل من ال ستشارين ف ا ستخراج الو جه‬
‫الم ثل ف تلك الواق عة ال ت ي ستشار بشأن ا ‪ ،‬فت صي الرواح بذلك متطاب قة متواف قة على‬
‫ت صيل أ صلح الوجوه وأمثل ها ‪ ،‬وتطا بق الرواح الطاهرة على الش يء الوا حد من أع ظم‬
‫أسباب حصوله ‪،‬‬

‫‪ )(1‬ف ظلل القران (‪ ، )1/501‬والتفسي الكبي للرازي (‪. )9/67‬‬

‫‪433‬‬
‫ول شك أن الرأي الصادر من مموعة ملصة يكون أقرب إل الصواب من رأي الفرد‬
‫غالبًا ‪ ،‬وقد يتص بعضهم بعرفة الصلحة والصواب فيكون ف الستشارة كشفًا لذا‬
‫الستور فتعم الفائدة ‪ ،‬وقال ابن الزرق (( كان يقال ‪ :‬من ُأعْطِيَ أربعًا ل ينع أربعًا ‪ ،‬من‬
‫ُأعْطِيَ الشكر ل ينع الزيد ‪ ،‬ومن ُأعْطِيَ التوبة ل ينع القبول ‪ ،‬ومن ُأعْطِ َي الستخارة ل‬
‫ينع الية ‪ ،‬ومن ُأعْ ِطيَ الشورة ل ينع الصواب )) (‪. )1‬‬
‫ولكن هذا ليس على الطلق فربا ينفرد الفرد أو القلية برأي هو عي الصواب ‪،‬‬
‫ورأي الماعة هو خطأ ‪ ،‬كما سيأت تقريره عند الديث عن مدى إلزامية الشورى‬
‫للمام ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المن من ندم الستبداد بالرأي الظاهر خطؤه ‪:‬‬
‫والذي قد يولد ف النفوس ما ل تمد عقباه ‪ ،‬وقد رأينا ذلك ف الكمة من مشروعية‬
‫الشورى بالنسبة للنب ص فبالنسبة إل غيه أول ‪ ،‬وقد قيل ‪ (( :‬ما خاب من استخار ‪،‬‬
‫ول ندم من استشار )) (‪ . )2‬وروي مرفوعًا إل النب ص أيضًا ‪ (( :‬استرشدوا العاقل‬
‫ترشدوا ‪ ،‬ول تعصوه فتندموا )) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬بدائع السلك (‪. )1/304‬‬


‫‪ )(2‬روي مرفوعًا إل النب ص رواه الطبان ف أوسطه ‪ ،‬والقضاعي عن أنس وحسنه السيوطي ( انظر تفسي‬
‫القرطب ( الاشية ) (‪ )4/250‬وقال العجلون ‪ (( :‬ف سنده ضعيف جدًا )) انظر كشف الفاء ومزيل‬
‫اللباس (‪. )2/260‬‬
‫‪ )(3‬أخرجه الطيب من رواية مالك عن أب هريرة مرفوعًا ( الدر النثور (‪. )6/10‬‬

‫‪434‬‬
‫(‪ )3‬ازدياد العقل با واستحكامه ‪:‬‬
‫قال الطرطوشي ‪ (( :‬الستشي وإن كان أفضل رأيًا من الستشار فإنه يزداد برأيه رأيًا‬
‫كما تزداد النار بالسليط ضوء )) (‪ . )1‬وقال ابن الزرق ‪ (( :‬وقد قيل ‪ :‬الشاورة لقاح‬
‫ل أخذ نصف عقله )) (‪ . )2‬وقال بعض الكماء ‪:‬‬ ‫العقل ورائد الصواب ‪ ،‬ومن شاور عاق ً‬
‫(( حق على العاقل الازم أن يضيف إل رأيه آراء العقلء ‪ ،‬فإذا فعل أمن من عثاره ‪،‬‬
‫ووصل إل اختياره )) (‪. )3‬‬
‫(‪ )4‬المن من عتب المة عند الطأ وإقامة الجة على العترض ‪ :‬لنه إذا نوقشت السألة‬
‫الجتهادية من جانب أهل الشورى ‪ ،‬فلو حصل خطأ بعد ذلك فإن اللوم ل يكون على‬
‫المام وحده ‪ ،‬ول يكون هناك حجة لعترض بعد ذلك ‪ .‬وقيل ‪ :‬ومن أكثر الشورة ل‬
‫يعدم عند الصواب قادحًا (‪ )4‬وعند الطأ عاذرًا )) (‪. )5‬‬
‫(‪ )5‬التجرد با عن الوى والبعد عن الوقوع ف شباكه ‪:‬‬
‫لن النفس البشرية معرضة دائمًا إل ذلك إل من عصمه ال لذلك ‪ .‬قال بعض الكماء ‪:‬‬
‫إنا يتاج اللبيب ذو التجربة إل الشاورة ليتجرد له رأيه من هواه ‪ .،‬وسئل أحدهم ‪:‬‬
‫(( ل يكن رأي الستشار أفضل‬

‫‪ )(1‬سراج اللوك للطرطوشي ص ‪. 68‬‬


‫‪ )(2‬بدائع السلك (‪. )1/304‬‬
‫‪ )(3‬بدائع السلك (‪. )1/304‬‬
‫‪ )(4‬كذا والصواب (( مادحًا )) ‪.‬‬
‫‪ )5(5‬بدائع السلك (‪. )1/304‬‬

‫‪435‬‬
‫من رأي ال ستشي ؟ فقال ‪ :‬لن رأي الستشار معرى من الوى (‪ . )1‬و ما أحسن ما قاله‬
‫بشار بن برد ‪:‬‬
‫( إذا بلغ الرأي النصصيحة فاسصتعن برأي نصصيح أو نصصيحة حازم ول تعصل الشورى‬
‫عليك غضاضة مكان الواف قوة للقوادم وخل الوينا للضعيف ول تكن نؤمًا فإن الزم‬
‫ليس بنائم ) (‪. )2‬‬
‫قال الصمعي ‪ :‬قلت لبشار ‪ :‬يا أبا معاذ إن الناس يتعجبون من أبياتك ف النشورة ‪-‬‬
‫يعن هذه البيات فقال ‪ :‬يا أبا سعد إن الشاور بي صواب بفوز بثمرته أو خطأ يشارك‬
‫ف مكروهه ‪ .‬فقلت له ‪ :‬أنت ف قولك هذا أشعر منك ف شعرك (‪. )3‬‬
‫(‪ )6‬استمناح الرحة والبكة ‪:‬‬
‫كما قال عمر بن العزيز رحه ال ‪ ( :‬الشورة والناظرة بابا رحة ‪ ،‬ومفتاحا بركة ‪ ،‬ل‬
‫يضل معهما رأي ول يفقد معهما حزم ) (‪ )4‬كما يدل العمل با على الداية والسداد قول‬
‫علي رضي ال عنه ‪ ( :‬الشورة عي الداية وقد خاطر من استغن برأيه ) (‪ . )5‬وروي عن‬
‫سهل بن سعد الساعدي عن‬

‫‪ )(1‬بدائع السلك (‪. )305 ، 1/304‬‬


‫‪ )(2‬ديوان بشار بن برد (‪ )173 ، 4/172‬ط ‪ . 1376 .‬شرح وتعليق ‪ :‬ممد الطاهر بن عاشور ‪ .‬ن ‪.‬‬
‫لنة التأليف والترجة والنشر القاهرة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬بدائع السلك (‪. )1/310‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (‪ ، )1/305‬وانظر ‪ :‬أدب الدنيا والدين للماوردي (ص ‪ )289‬ط ‪ .‬ثالثة ‪.‬‬
‫‪ )(5‬نفس الراجع ‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫رسول ال قال ‪ « :‬ما شقي قط عبد بشورة ‪ ،‬وما سعد باستغناء رأي » (‪. )1‬‬
‫(‪ )7‬كما أن من فوائد الشورى أنا خي وسيلة للكشف عن الكفاءات والقدرات وبا‬
‫يظ هر الكفاء ‪ ،‬وت ستفيد ال مة من كفاءات م ‪ ،‬قال صحاب الع قد الفر يد ‪ ( :‬من ف ضل‬
‫الشورى أن ا تك شف لك طباع الرجال ‪ ،‬فم ت طل بت اختيار ر جل فشاوره ف أ مر من‬
‫المور ‪ ،‬يظهر لك رأيه وفكره وعدله وجوره وخي وشره ) (‪. )2‬‬
‫مالت الشورى ( فيم تكون ؟ )‬
‫من العلوم بداهة والتفق عليه بي العلماء أن الشورى ل تكون فيما نزل فيه وحي ‪،‬‬
‫ُمص‬
‫ُمص ف ِي ا َل ْمرِ ﴾ و ﴿ وََأمْ ُره ْ‬
‫كمصا اتفقوا على تصصيص عموم قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَشَا ِو ْره ْ‬
‫شُورَى بَيَْنهُ مْ ﴾ ب ا ل ينل ف يه و حي ‪ ،‬إل أن م اختلفوا ف مدى هذه ال صوصية على‬
‫أقوال ثلثة ‪:‬‬
‫(‪ )1‬فمنهم من قال ‪ :‬إنه خاص ف أمور الرب ما ليس فيه حكم ‪ ،‬وقد نسب هذا‬
‫القول ا بن ح جر إل الداودي (‪ ، )3‬وقال أ بو ب كر ا بن العر ب ‪ ( :‬قال علماؤ نا ‪ :‬الراد به‬
‫ال ستشارة ف الرب ‪ ،‬ول شك ف ذلك ‪ ،‬لن الحكام ل ي كن ل م في ها رأي بقول ‪،‬‬
‫وإنا هي بوحي مطلق من عند ال عز وجل ‪،‬‬

‫‪ )(1‬تفسي القرطب ‪ .‬والديث ضعيف قال ابن حزم ‪ :‬مرسل ‪ .‬قال أحد شاكر ‪ :‬فيه عيسى الواسطي غي‬
‫معروف ‪ .‬انظر ‪ :‬الحكام ف أصول الحكام تقيق أحد شاكر (ص ‪ )771‬ط ‪ 1970 .‬م نقلً عن الشورة‬
‫وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )69‬‬
‫‪ )(2‬العقد الفريد لب سال ممد بن طلحة القرشي النصيب (ص ‪ )43‬ط ‪ .‬مطبعة الوطن سنة ‪ 1306‬هص ‪.‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬فتح الباري (‪. )13/340‬‬

‫‪437‬‬
‫أو باجتهاد من النب على من يوز له الجتهاد ) (‪. )1‬‬
‫(‪ )2‬ومنهم من قال بأ نه خاص ف المور الدنيو ية (‪ )2‬ف قط الرب ية وغ ي الرب ية قال‬
‫الزمشري ‪ ( :‬ف أمر الرب ونوه ما ل ينل فيه وحي ) (‪. )3‬‬
‫(‪ )3‬أنه ف كل أمر ليس فيه نص ‪ :‬قال سفيان بن عيينة ف قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَشَا ِو ْرهُمْ‬
‫ف ا َل ْم ِر ﴾ ‪ ( :‬هو للمؤمني أن يتشاوروا فيما ل يأتم عن النب فيه أثر ) (‪ . )4‬ويؤيده‬
‫ما روي عن علي بن أب طالب رضي ال عنه قال ‪ :‬قلت ‪ :‬يا رسول ال ! المر ينل بنا‬
‫بعدك ل ينل ف يه قرآن ‪ ،‬ول ي سمع م نك ف يه بش يء ‪ ،‬قال ‪ « :‬اجعوا له العا بد من أم ت‬
‫واجعلوه بينكم شورى ‪ ،‬ول تنقضوه برأي واحد » (‪ . )5‬قال شيخ السلم ابن تيمية ف‬
‫ذكره لفوائد الشورى ‪ ( :‬وليستخرج منهم الرأي فيما ل ينل فيه وحي من أمر الروب‬
‫والمور الزئية وغي ذلك ‪ . )6( ) ...‬وقال الصاص ‪ ( :‬ولا ل يص ال تعال أمر الدين‬
‫مصن أمور الدنيصا فص أمره وجصب أن يكون ذلك فيهمصا جيعًا ) (‪ )7‬وبناء على هذا فل‬
‫تكون الشورى إل ف ال مر الذي ل نص ف يه ف هي ف المور ال ت في ها م سرح للع قل‬
‫لسصتخلص الرأي الذي يؤدي إل رعايصة شؤون السصلمي على جهصة اليص والصصلح‬
‫والسصداد ‪ ،‬كمصا قال ابصن خويرز منداد ‪ ( :‬واجصب على الولة مشاورة العلماء فيمصا ل‬
‫يعلمون ‪ ،‬وما‬

‫‪ )(1‬أحكام القرآن (‪. )1/297‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )13/340‬‬
‫‪ )(3‬الكشاف (‪. )1/474‬‬
‫‪ )(4‬تفسي الطبي (‪. )7/245‬‬
‫‪ )(5‬أخرجه الطيب من رواية مالك ‪ .‬انظر ‪ :‬الدر النثور (‪ ، )6/10‬والدارمي عن أب سلمة ‪.‬‬
‫‪ )(6‬السياسة الشرعية لبن تيمية (ص ‪. )158‬‬
‫‪ )(7‬أحكام القرآن (‪. )2/330‬‬

‫‪438‬‬
‫أشكصل عليهصم مصن أمور الديصن ‪ ،‬ووجوه اليصش فيمصا يتعلق بالروب ‪ ،‬ووجوه الناس‬
‫صال البلد‬
‫صا يتعلق بصص‬
‫صال ‪ ،‬ووجوه الوزراء والكتاب والعمال فيمص‬‫صا يتعلق بالصص‬‫فيمص‬
‫وعمارتا ) (‪. )1‬‬
‫الرأي الختار ‪:‬‬
‫بعد النظر واستعراض الجالت الت شاور النب فيها أصحابه ندها ليست مصورة‬
‫ف المور التعل قة بشؤون الرب ‪ .‬صحيح أن أك ثر حالت الشورى ال ت ت ت ف عهده‬
‫كا نت ف أمور الرب ولكن ها ل تقت صر على ذلك بل شلت أيضًا كثيًا من المور‬
‫الدنيويصة الخرى ذات الهيصة والطصر بالنسصبة للجماعصة ومسصتقبلها ‪ ،‬والمور الشرعيصة‬
‫الجتهاديصة التص ل يرد فيهصا نصص ‪ ،‬أو فص التص ورد فيهصا نصص بعصد الجتهاد يقرر هذا‬
‫الجتهاد أو يقومه ويصلح اعوجاجه ‪ .‬ومن المثلة على ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬مصا رواه الترمذي وحسصنه عصن علي بصن أبص طالب رضصي ال عنصه قال ‪ ( :‬لاص‬
‫نزلت ﴿ يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا ِإذَا نَا َجيْتُ ُم الرّسُو َل ‪ ﴾ ...‬الية (‪ )2‬قال ل النب ‪ « :‬ما ترى‬
‫«‬ ‫دينار ؟ » ‪ .‬قلت ل يطيقونه ‪ ،‬قال « فنصف دينار ؟ » قلت ‪ :‬ل يطيقونه ‪ ،‬قال‬
‫فكم ؟ » قلت ‪ :‬شعية ‪ ،‬قال ‪ « :‬إنك لزهيد » ‪ .‬فنلت ‪ ﴿ :‬أَأَ ْش َفقْتُ مْ ‪ ﴾ ...‬الية ‪ .‬فب‬
‫خفف ال عن هذه المة ) (‪ . )3‬قال ابن حجر ‪ ( :‬ففي هذه الديث الشاورة ف بعض‬
‫الحكام ) (‪ . )4‬قلت ‪ :‬وذلك ف‬

‫‪ )(1‬أحكام القرآن (‪ ، )251 ، 4/250‬وفتح القدير للشوكان (‪. )2/41‬‬


‫‪ )(2‬سورة الجادلة آية ‪. 12‬‬
‫‪ )(3‬رواه الترمذي ف سننه ف كتاب ‪ :‬التفسي ‪ .‬باب ‪ :‬تفسي سورة الجادلة ‪ )5/406( 59 ،‬وقال ‪:‬‬
‫حديث حسن غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه وقال الافظ ابن حجر ‪ :‬ورواه ابن حبان وصححه ‪ .‬الفتح (‬
‫‪. )13/340‬‬
‫‪ )(4‬فتح الباري (‪. )13/340‬‬

‫‪439‬‬
‫تديد ما أوكل إل اجتهاده مثل مقدار الصدقة هنا ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وكذلك ما ورد ف قصة أسرى بدر ‪ ،‬وهي من المور الشرعية الجتهادية قبل‬
‫نزول ال نص ‪ ،‬فنل ال نص يقوم خ طأ اجتهاده و يبي ال ق ف هذه ال سألة والنماذج ف‬
‫مثل هذا كثية ‪.‬‬
‫وكذلك الصصحابة رضوان ال عليهصم قصد تشاوروا فص بعصض الحكام ‪ ،‬مثصل مياث‬
‫الدة ‪ ،‬و حد شرب ال مر وعدده ‪ ،‬و ف إملص الرأة ‪ ،‬وقتال ما ن عي الزكاة ‪ ،‬وغي ها‬
‫من المور الشرعية ‪ ،‬وبذا يتبي رجحان الرأي الثالث ‪.‬‬
‫لكصن ماص ينبغصي التنبصه له أن مشاورتمص فص المور الشرعيصة هصو البحصث عصن النصص‬
‫وا ستطلع الرأي ‪ ،‬ل نه رب ا يكون ف ال سألة نص خ في على بعض هم دون ب عض ‪ ،‬أو‬
‫تكون مشاورتم بقصد الوصول إل فهم صحيح لنص معي اختلفت النظار ف فهمه ‪،‬‬
‫فإذا و ضح ال نص و صح فل مال للتشاور ب عد ذلك بل الت سليم الطلق والنقياد ل مر ال‬
‫ورسوله ‪ .‬ولذلك كان من سنة الصحابة رضوان ال عليهم سؤال النب عند إرادة طرح‬
‫وجهات نظرهم ف مسألة ما هل هو أمر منل ل مال فيه للرأي أم ل ؟ نو قول الباب‬
‫بن النذر ‪ ( :‬هل هو منل أنزل كه ال ؟ أم هو الرأي والرب والكيدة ؟ ) ‪ .‬ون و كلم‬
‫السعدين يوم الندق وغيها ‪.‬‬
‫ل كما يدار اليوم ف برلانات الطواغيت هل نطبق شرع ال أم شرع فرنسا وإيطاليا ؟‬
‫وهل نطبق هذا الد الثابت ف الكتاب والسنة أم ل ؟‬
‫فهذه لي ست شورى ‪ ،‬بل ك فر وردة عن د ين ال و عن ال سلم والعياذ بال ‪ .‬لن‬
‫السلم‬

‫‪440‬‬
‫ُونص َحتّ َى‬
‫ّكص لَ ُي ْؤمِن َ‬
‫ل َورَب َ‬
‫هصو السصتسلم ل بإتباع أمره ووحيصه والنقياد لذلك ﴿ فَ َ‬
‫ُسصلّمُواْ‬
‫ْتص َوي َ‬
‫ُسصهِمْ َحرَجا مّمّاص َقضَي َ‬
‫ُمص ثُمّ َل يَجِدُوْا فِي أَنف ِ‬
‫جرَ َبيَْنه ْ‬
‫ُوكص فِيمَا شَ َ‬
‫حكّم َ‬
‫يُ َ‬
‫سلِيما ﴾ (‪ . )1‬وال الستعان ‪.‬‬ ‫تَ ْ‬
‫حكم الشورى‬
‫ل قد اختلف العلماء قديًا وحديثًا ف ح كم الشورى ‪ ،‬هل هو للوجوب أو للندب ‪،‬‬
‫وذلك بالن سبة لل نب ث ل ن بعده ‪ ،‬فإذا وج بت عل يه ف من باب أول ولة ال مر من‬
‫بعده ‪ ،‬وإذا ل تكن واجبة عليه ل تكن واجبة على الولة من بعده ‪.‬‬
‫وعند استعراض أقوال العلماء قديًا وحديثًا ند أن عامة علماء السلف على أنا للندب‬
‫ل للوجوب ‪ ،‬وهناك منهم من قال ‪ :‬بأنا للوجوب كما سيأت ‪.‬‬
‫أمصا الكتاب الحدثون فأكثرهصم على وجوب الشورى ‪ ،‬وننص ل نريصد الوض فص‬
‫أعماق السصألة لناص مسصألة بثصت قديًا ‪ ،‬وأشبعصت بثًا فص العصصر الديصث ‪ ،‬وإناص‬
‫سنستعرض أهم الدلة الت يستند إليها هؤلء وأولئك ‪ ،‬ث نبي ما يترجح ف آخر البحث‬
‫‪.‬‬
‫القائلون بالوجوب ‪:‬‬
‫قلنصا ‪ :‬إن عامصة الفقهاء الحدثيص يرون وجوب الشورى بالنسصبة للمام ‪ ،‬وإل ذلك‬
‫ذهب بعض الفقهاء القدميي منهم ‪:‬‬

‫‪ )(1‬النساء آية ‪. 65‬‬

‫‪441‬‬
‫(‪ )1‬أبو بكر الصاص ف كتابه أحكام القرآن حيث يقول ‪ ( :‬وغي جائز أن يكون‬
‫المر بالشاورة على جهة تطييب نفوسهم ورفع أقدارهم ولتقتدي المة به ف مثله ‪ ،‬لنه‬
‫لو كان معلومًا عند هم إن م إذا ا ستفرغوا مهود هم ف ا ستنباط ما شاوروا ف يه و صواب‬
‫الرأي في ما سئلوا ع نه ‪ ،‬ث ل ي كن ذلك كذلك معمولً عل يه ول متل قى من هم بالقبول‬
‫بوجه ‪ ،‬ل يكن ف ذلك تطييب نفوسهم ول رفع لقدارهم بل فيه إياشهم وأعلمهم بأن‬
‫آراءهم غي مقبولة ول معمول عليها ‪ .‬فهذا تأويل ساقط ل معن له ) (‪ . )1‬يقصد صرف‬
‫المر من الوجوب إل الندب ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابصن خويصز منداد (‪ : )2‬حيصث نقصل القرطصب عنصه قوله ‪ ( :‬واجصب على الولة‬
‫مشاورة العلماء ) (‪. )3‬‬
‫(‪ )3‬ا بن عط ية الال كي (‪ : )4‬ف قد ن قل ع نه القر طب أيضًا قوله ‪ ( :‬إن الشورى من‬
‫قواعد الشريعة وعزائم الحكام ‪ ،‬ومن ل يستشي أهل العلم والدين فعزله واجب ) (‪. )5‬‬
‫(‪ )4‬فخر الدين الرازي حيث يقول ‪ ( :‬والتحقيق ف القول إنه تعال أمر أول البصار‬
‫بالعتبار فقال ‪ ﴿ :‬فَاعْتَِبرُوا يَا أُولِي الْأَْبصَارِ ﴾ وكان عليه السلم سيد‬

‫‪ )(1‬أحكام القرآن للجصاص (‪ )2/330‬تقيق ممد الصادق قمحاوي ‪ .‬ن ‪ .‬دار الصحف ‪.‬‬
‫‪ )(2‬أبو عبد ال الفقيه الصول الالكي توف سنة ‪ 400‬هص ‪ .‬الديباد الذهب لبن فرحون (‪. )2/229‬‬
‫‪ )(3‬تفسي القرطب (‪. )4/249‬‬
‫‪ )(4‬عبد الق الفسر والقاضي الالكي توف سنة ‪ 541‬هص ‪ .‬طبقات الفسرين للداودي (‪. )1/260‬‬
‫‪ )(5‬تفسي القرطب (‪. )4/249‬‬

‫‪442‬‬
‫أول الب صار ‪ ،‬ومدح ال ستنبطي فقال ‪َ ﴿ :‬لعَلِمَ هُ الّذِي نَ َي سْتَنبِطُوَنهُ مِْنهُ مْ ﴾ وكان أك ثر‬
‫الناس عقلً وذكا ًء ‪ ،‬وهذا يدل على أنصه كان مأمورًا بالجتهاد إذا ل ينل عليصه وحصي ‪،‬‬
‫والجتهاد يتقوى بالناظرة والباحثصة ‪ ،‬فلهذا كان مأمورًا بالشاورة ‪...‬ثص قال ‪ ( :‬ظاهصر‬
‫المر للوجوب فقوله ﴿ شَا ِو ْرهُمْ ﴾ يقتضي الوجوب ) (‪. )1‬‬
‫هذا وقصد نسصب هذا الشوكانص للهادويصة فقال ‪ ( :‬وقصد ذهبصت الادويصة إل وجوب‬
‫استشارة المام لهل الفضل ) (‪. )2‬‬
‫أ ما الحدثون فغالبيت هم ك ما قل نا ‪ ،‬و من أشهر هم ‪ :‬م مد عبده ورش يد ر ضا (‪، )3‬‬
‫وال ستاذ ع بد القادر عودة (‪ ، )4‬وأ بو زهرة (‪ ، )5‬وممود شلتوت (‪ ، )6‬ود ‪ .‬ع بد الكر ي‬
‫زيدان (‪ ، )7‬ود ‪ .‬عبصد الميصد إسصاعيل النصصاري (‪ ، )8‬وضياء الديصن الريصس (‪ ، )9‬ود ‪.‬‬
‫يعقوب الليجي (‪ ، )10‬وغيهم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬التفسي الكبي السمى مفاتيح الغيب (‪ )9/67‬ط ‪. 2 .‬‬


‫‪ )(2‬نيل الوطار (‪. )7/256‬‬
‫‪ )(3‬تفسي النار (‪ )4/45‬ط ‪. 3 .‬‬
‫‪ )(4‬السلم وأوضاعنا السياسية (ص ‪ )194‬حيث قال ‪ :‬هي صفة لزمة للمسلم ل يكمل إيانه إل بتوفرها ‪.‬‬
‫‪ )(5‬ابن حزم (ص ‪. )252‬‬
‫‪ )(6‬السلم عقيدة وشريعة (ص ‪ )438‬فما بعدها ط ‪ .‬ثامنة ‪.‬‬
‫‪ )(7‬أصول الدعوة (ص ‪. )207‬‬
‫‪ )(8‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )108‬‬
‫‪ )(9‬النظريات السياسية ف السلم (ص ‪. )333‬‬
‫‪ )(10‬مبدأ الشورى ف السلم (ص ‪. )100‬‬

‫‪443‬‬
‫أدلتهم ‪:‬‬
‫استدل القائلون بالوجوب على ما ذهبوا إليه بالتال ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أهصم وأقوى دليصل على إياب الشورى عنصد مصن قال بإياباص هصو قوله تعال ‪:‬‬
‫﴿ فَبِمَا رَحْمَ ٍة مّ َن اللّ هِ لِن تَ َلهُ ْم وََلوْ كُن تَ َفظّا غَلِي ظَ اْلقَلْ بِ لَن َفضّواْ مِ ْن َحوْلِ كَ‬
‫حبّ‬ ‫ف عَْنهُ ْم وَاسَْت ْغ ِفرْ َلهُ ْم وَشَا ِو ْرهُمْ فِي ا َل ْمرِ فَِإذَا َع َزمْتَ فََتوَكّ ْل َعلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ يُ ِ‬
‫فَاعْ ُ‬
‫اْلمَُتوَكِّليَ ﴾ (‪. )1‬‬
‫قالوا ‪ :‬فهذا أمر ظاهره الوجوب ول قرينة تصرفه عن ذلك ‪ ،‬فدل على أنه واجب ف‬
‫حق النب فهو ف حق من هو دونه أول (‪. )2‬‬
‫حيَاةِ الدّنْيَا ‪ ﴾ ...‬إل قوله‬ ‫ع الْ َ‬‫(‪ )2‬ومن ها قوله تعال ‪ ﴿ :‬فَمَا أُوتِيتُم مّ ن شَ ْيءٍ فَ َمتَا ُ‬
‫ُمص‬
‫ُمص َومِمّاص َرزَقْنَاه ْ‬ ‫ُمص شُورَى َبيَْنه ْ‬‫ِمص وَأَقَامُوا الصصّل َة وََأ ْمرُه ْ‬ ‫اسصتَجَابُوا ِلرَّبه ْ‬ ‫ِينص ْ‬‫‪ ﴿ :‬وَالّذ َ‬
‫يُنفِقُونَ ﴾ (‪. )3‬‬
‫فقصد بيص ال سصبحانه وتعال صصفات الؤمنيص السصاسية والميزة لمص ومدحهصم على‬
‫ذلك ‪ ،‬و من هذه ال صفات الشورى ‪ .‬و قد ذكر ها ال ب عد صفة ال صلة ال ت هي عماد‬
‫الد ين وق بل صفة الزكاة ‪ ،‬فو ضع الشورى ب ي إقام ال صلة وأداء الزكاة من أ كب الدلة‬
‫على وجوباص ‪ ،‬ودل هذا على أنصه إذا كانصت الصصلة فريضصة عباديصة ‪ ،‬والزكاة فريضصة‬
‫اجتماعية ‪ ،‬فإن الشورى‬

‫‪ )(1‬سورة آل عمران ‪.159‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬السلم وأوضاعنا السياسية (ص ‪ ، )194‬والشورى ف ظل نظام الكم السلمي (ص ‪، )36‬‬
‫والشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )57‬‬
‫‪ )(3‬سورة الشورى اليات ‪. 38 - 36‬‬

‫‪444‬‬
‫فريضة سياسية (‪. )1‬‬
‫(‪ )3‬كما استدلوا على ذلك بأن الرسول على جللة قدره ‪ ،‬وعظيم منلته ‪.‬‬
‫كان كثي الشاورة لصحابه ‪ -‬وسردوا كثيًا من المثلة على ذلك وسبق ذكر أهها وإذا‬
‫كان ذلك بالنسبة للنب فبالنسبة لولة المر بعده ألزم وأوجب ‪.‬‬
‫(‪ )4‬واستدلوا ببعض الحاديث النسوبة إل النب (‪ )2‬وسبق ذكر أهها علمًا بأن ل‬
‫أجد فيها ما ينهض لدرجة السن ‪ ،‬حت يكون صالًا للحتجاج فآثرت الصفح عنها ‪.‬‬
‫(‪ )5‬وا ستدلوا كذلك بنماذج من سنن اللفاء الراشد ين و سيتم كتول ية المام و ما‬
‫يتعلق بالروب وتولية المراء على القاليم وغيها من الشاكل الطارئة والت تتطلب حلً‬
‫(‪)3‬‬
‫غي مقرر ف القرآن والسنة كجمع القرآن وجع المة على مصحف واحد وغي ذلك‬
‫‪.‬‬
‫القائلون بالندب ‪:‬‬
‫أما من ذهب إل القول بأنا للندب وأنا من ال سنن الؤكدة الت دل الكتاب والسنة‬
‫على مشروعيتها وإن كانت ل تصل إل حد الوجوب هم كما‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪ )53‬نقلً عن الشروعية السلمية العليا د ‪ .‬على جريشه (ص‬
‫‪ . )254‬وانظر ‪ :‬الشورى ف ظل نظام الكم السلمي (ص ‪. )38‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪ ، )65‬ومبدأ الشورى ف السلم للمليجي (ص ‪. )95‬‬
‫‪ )(3‬انظر بالتفصيل ‪ :‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )77‬‬

‫‪445‬‬
‫سبق معظم السلف وبعض اللف ‪ .‬وقد سبق معنا تعليل المر بالشورة وأقوال السن‪،‬‬
‫وقتادة ‪ ،‬والربيع ‪ ،‬وسفيان بن عيينة ‪ ،‬والضحاك (‪. )1‬‬
‫ومنص ذهصب إل أن المصر الوارد للندب ل للوجوب المام الشافعصي (‪ )2‬رحهص ال ‪،‬‬
‫والمام أحدص حيصث يقول ‪ ( :‬مصا أحسصن هذا ‪ -‬أي الشاورة ‪ -‬لو كان الكام يفعلونصه‬
‫يشاورون وينتظرون ) (‪ )3‬لكن يلحظ أنه يريد القضاة ‪ ،‬قال ابن قدامة ‪ ( :‬ول مالف ف‬
‫استحباب ذلك ) (‪ )4‬أي ‪ :‬الشورة بالنسبة للقضاة (‪. )5‬‬
‫وقد أشار إل الستحباب شيخ السلم ابن تيمية حيث قال ‪ ( :‬ل غن لول المر عن‬
‫الشاورة ‪ ،‬فإن ال تعال أمر با نبيه (‪ )6‬وهذه العبارة ل يفهم منها الوجوب كما فهمه‬
‫بعض الكتاب (‪ )7‬وما يعضد هذا الفهم ‪ -‬أي أنا ليست للوجوب ‪ -‬قوله عند تفسي قول‬
‫ال تعال ‪ ﴿ :‬وََأمْ ُرهُ مْ شُورَى بَيَْنهُ ْم ﴾ قال ‪ ( :‬والقصود هنا أن ال لا حدهم على هذه‬
‫الصصفات مصن اليان والتوكصل ومانبصة الكبائر ‪ ،‬والسصتجابة لربمص ‪ ،‬وإقام الصصلة ‪،‬‬
‫والشتوار ف أمرهم ‪ ...‬كان‬

‫‪ )(1‬انظر ‪( :‬ص ‪ )417‬فما بعدها من هذا البحث ‪.‬‬


‫‪ )(2‬الم (‪ )5/18‬ط ‪ .‬ثانية ‪. 1393‬‬
‫‪ )(3‬الغن والشرح الكبي (‪. )11/369‬‬
‫‪ )(4‬الغن والشرح الكبي (‪. )11/369‬‬
‫‪ )(5‬من قال باستحبابا للقاضي من الفقهاء ‪ :‬النووي ف ‪ :‬روضة الطالبي (‪ ، )11/142‬والسرخسي ف‬
‫البسوط (‪ . )16/71‬قال ‪ ( :‬إن القاضي وإن كان عالًا فينبغي له أل يدع مشاورة العلماء ) ‪ ،‬والشربين ف‬
‫مغن الحتاج (‪ )4/391‬ط ‪ 1377 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مصطفي الباب وانظر ‪ :‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبي‬
‫(‪ )4/125‬وغيهم ‪.‬‬
‫‪ )(6‬السياسة الشرعية (ص ‪ ، )157‬وانظر ‪ :‬مموعة الفتاوى (‪. )28/386‬‬
‫‪ )(7‬كما ذهب إل ذلك الستاذ عبد الرحن عبد الالق فقال ‪ :‬إن من قال بالوجوب شيخ السلم ابن تيمية‬
‫ث ذكر هذا النص ‪ .‬انظر ‪ :‬الشورى ف ظل نظام الكم السلمي (ص ‪. )130‬‬

‫‪446‬‬
‫هذا دليلً على أن ضدّ هذه ال صفات ل يس ممودًا بل مذمومًا ‪ ،‬وعدم الحمود ل يكون‬
‫ممودًا إل أن يل فه ما هو ممود ‪ .‬ولن حد ها والثناء علي ها طلب ل ا وأ مر ب ا ولو أ نه‬
‫أ مر ا ستحباب ) (‪ )1‬والل حظ أن ال صفات ال ت ذكر ها كل ها م مع على أن ال مر ب ا‬
‫للوجوب و هي ‪ :‬اليان ‪ ،‬والتو كل ‪ ،‬ومان بة الكبائر ‪ ،‬وال ستجابة ل ‪ ،‬وإقام ال صلة ‪.‬‬
‫وليس فيها ما يتمل الستحباب إل صفة الشاورة ‪ ،‬فدلّ على أنه يقصد بأمر الستحباب‬
‫المر بالشتوار وال أعلم ‪.‬‬
‫و قد صرح بال ستحباب تلميذه ا بن الق يم رح ه ال فقال ف معرض تعداده للفوائد‬
‫الفقهية الستنبطة من قصة الديبية قال ‪ ( :‬ومنها استحباب مشاورة المام رعيته وجيشه‬
‫ا ستخراجًا لو جه الرأي وا ستطابة لنفو سهم ‪ ،‬وأمنًا لعتب هم وتعرفًا ل صلحة ي تص بعلم ها‬
‫بعضهم دون بعض وامتثالً لمر الرب ف قوله ‪ ﴿ :‬وَشَا ِو ْرهُمْ فِي ا َلمْ ِر ﴾ ‪. )2( ) .‬‬
‫ومن قال بالستحباب أيضًا الافظ ابن حجر ‪ ،‬ونسب ذلك إل البيهقي وأب نصر‬
‫القشيي أيضًا فقال ‪ ( :‬اختلفوا ف وجوبا فنقل البيهقي ف العرفة الستحباب وبه جزم‬
‫أبو نصر القشيي ف تفسيه وهو الرجّح ) (‪. )3‬‬
‫ويظهر أن هذا هو ما ذهب إليه الاوردي وأبو يعلى لنما لا عَدّوا واجبات الئمة ل‬
‫يذكروا من ها الشورى ‪ ،‬وإن ا ذكرا ها من وظائف أم ي الرب اللز مة له (‪ . )4‬ك ما أن‬
‫الفقهاء ع ند مناقشت هم ل ا ل يناقشو ها على أ ساس أن ا من وظائف المام بل ناقشو ها‬
‫بالنسبة للقاضي كما مرّ ‪.‬‬

‫‪ )(1‬مموعة الفتاوى (‪. )16/37‬‬


‫‪ )(2‬زاد العاد (‪ ، )2/141‬وانظر ‪ :‬إعلم الوقعي (‪. )4/256‬‬
‫‪ )(3‬فتح الباري (‪. )13/341‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪ ، )43‬ولب يعلى (ص ‪. )45‬‬

‫‪447‬‬
‫وقد حكى النووي الجاع على استحبابا بالنسبة للمة فقال عند شرحه لديث بدء‬
‫الذان ف م سلم ‪ ( :‬وف يه التشاور ف المور ل سيما اله مة ‪ ،‬وذلك م ستحب ف حق‬
‫المة بإجاع العلماء ) (‪. )1‬‬
‫وهناك من العلماء من يقول بأن ا واج بة ف حق ال نب م ستحبة ف حق ال مة ‪،‬‬
‫فالنووي رحه ال يقول ‪ ( :‬واختلف أصحابنا هل كانت الشاورة واجبة على رسول ال‬
‫أم كانت سنة ف حقه كما ف حقنا ) ‪ ،‬قال ‪ ( :‬والصحيح عندهم وجوبا ‪ ،‬وهو‬
‫ص فِصي ا َل ْمرِ ﴾ والختار الذي عليصه جهور الفقهاء‬ ‫الختار ‪ ،‬قال ال تعال ﴿ وَشَا ِو ْرهُم ْ‬
‫ومققو الصول أن المر للوجوب ) (‪. )2‬‬
‫وف البجيمي على الطيب قوله ‪ ( :‬قال ف الصائص وشرحها للمناوي ‪ :‬واختص‬
‫بوجوب الشاورة عليصه لذوي الحلم والعقلء فص المصر ‪ ،‬قال ‪ :‬وجوب الشاورة ‪-‬‬
‫أي بالنسبة للنب ‪ -‬هو ما صححه الرافعي والنووي ) (‪. )3‬‬
‫والوا قع أ نه لو ث بت وجوب ا بالن سبة لل نب فوجوب ا على غيه من باب أول ‪ ،‬ل كن‬
‫يظهر أن الذي جعلهم يقصرون الوجوب على النب دون غيه هو تصيصهم الطاب‬
‫ف قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَشَا ِو ْرهُمْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ على النب دون غيه من سائر المة ‪ ،‬والواقع‬
‫أن الطاب للنب أو ًل ‪ ،‬ث لسائر المة بطريق التّبع ما ل َي ِردْ قرينة تصصه ‪ ،‬ويستأنس‬
‫بقولم ‪ ( :‬العبة بعموم اللفظ ل بصوص السبب ) ‪ .‬والمثلة على ذلك ف القرآن الكري‬
‫كثية مثل قوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا أَّيهَا النّبِيّ اتّقِ الّل َه ‪ ﴿ ، ﴾ ...‬يَا أَّيهَا النّبِيّ جَاهِ ِد الْ ُكفّا َر‬

‫‪ )(1‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪. )4/76‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (‪. )4/76‬‬
‫‪ )(3‬البجيمي على الطيب (‪ )4/327‬ط ‪ .‬أخية ‪ 1370‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مصطفى الباب اللب ‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫وَالْ ُمنَاِف ِقيَ ‪ ﴾ ...‬الية ‪ .‬و ﴿ يَا أَّيهَا النّبِيّ ِإذَا َطّلقْتُ مُ النّ سَاء ‪ ﴾ ...‬ونوها ‪ .‬فقد يكون‬
‫الطاب خاصًا بالنب والكم عام له ولمته ‪.‬‬
‫الدلة ‪:‬‬
‫يستدل القائلون بأن الشورى للندب ل للوجوب با يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ل يس هناك دل يل يد ّل على الوجوب إل ال مر ف قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي‬
‫ا َل ْمرِ ﴾ ولكن هذا المر للندب ل للوجوب يدل على ذلك ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن النصب ليصس باجصة للشورى فقصد أغناه ال بتوفيقصه للصصواب وبالوحصي عصن‬
‫الشورى ‪ ،‬ولذلك رُوي عن بعض كبار التابعي ف العن القصود والكمة من هذا المر‬
‫عدة روايات (‪ ، )1‬وكلها دالة على الندب ل على الوجوب ‪.‬‬
‫ص بالنب قال الشوكان ‪:‬‬ ‫ب‪ -‬ومع التسليم بأن هذا المر يقتضي الوجوب فهو خا ّ‬
‫( والستدلل بالية على الوجوب إنا يتمّ بعد تسليم أنا غي خاصة برسول ال ‪ ،‬أو‬
‫بعد تسليم أن الطاب الاص به يع ّم المة أو الئمة وذلك متلف فيه عند أهل الصول )‬
‫(‪ )2‬وقد سبق كلم الرافعي والنووي من الشافعية ف أن المر خاصّ به ‪.‬‬
‫فالق صود ‪ :‬إن كان هناك وجوب ف هو خاص بال نب وقياس الئ مة على ال نب قياس‬
‫مع الفارق ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سبق ذكر هذه الروايات (ص ‪ )417‬فما بعدها من هذا البحث ‪.‬‬


‫‪ )(2‬نيل الوطار (‪. )7/256‬‬

‫‪449‬‬
‫(‪ )2‬أ ما ال ية الثان ية و هي قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَالّذِي نَ ا سْتَجَابُوا ِل َرّبهِ مْ وََأقَامُوا ال صّل َة‬
‫وََأ ْمرُهُ مْ شُورَى َبيَْنهُ مْ َومِمّا َرزَقْنَاهُ مْ يُنفِقُو نَ ﴾ ( الشورى ‪ )38‬فل دللة فيها ألبتة على‬
‫وجوب الشورى ‪ ،‬وإنا هي مدح من ال سبحانه وتعال لن اتصف بذه الصفة ‪ -‬كما‬
‫مر تقر ير ذلك ع ند الد يث على مشروعيت ها ‪ -‬وقل نا ‪ :‬إن ا أ مر مطلوب ومرغّ ب ف يه ‪،‬‬
‫لكن ليس هناك ما يدل على الوجوب ‪.‬‬
‫أما كونا وقعت بي الصلة والنفقة وها فرضان ولذلك تأخذ حكمهما ‪ ،‬فهذا مبن‬
‫على القول بأن كل معطوف يأ خذ ح كم العطوف عل يه من ناح ية الياب أو التحر ي ‪،‬‬
‫وهذا ل يس ب صحيح ‪ ،‬هذا على فرض أن النف قة الذكورة هي الزكاة الفرو ضة ‪ ،‬أ ما أن‬
‫تكون عامصة شاملة للمفروضصة والتطوع فهذا أقرب لن السصورة مكيصة ‪ ،‬والزكاة ل تدد‬
‫أنصبتها وف أي شيء تكون إل ف السنة الثالثة من الجرة ‪ ،‬وهذا ما يؤكد ما ذهبنا إليه ‪.‬‬
‫بل وما يدل على أن العطوف ل يأخذ حكم العطوف عليه ‪ -‬الشرعي ل اللغوي ‪ -‬هو‬
‫أنه قد ذكر ف هذه الصفات ما ليس بواجب بل هو من ماسن الخلق الندوبة ‪ ،‬وهي‬
‫قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَِإذَا مَا َغضِبُوا هُ مْ َي ْغ ِفرُو نَ ﴾ فل أحد يقول أنه يب على السلم الغفرة‬
‫صَبرَ َو َغ َفرَ إِ ّن ذَلِكَ لَمِ ْن َعزْمِ الُْأمُورِ‬
‫عند الغضب لن أغضبه ‪ ،‬بل قد قال تعال ‪ ﴿ :‬وَلَمَن َ‬
‫﴾ ل من واجبت ها ‪ ،‬وقال ‪ ﴿ :‬فَمَ نِ اعَْتدَى عََليْكُ مْ فَاعْتَدُوْا َعلَيْ هِ بِمِْث ِل مَا اعْتَدَى عَلَْيكُ مْ‬
‫‪. ﴾ ...‬‬
‫فالق صود أن هذه ال ية ل يس في ها دللة على وجوب الشورى ‪ ،‬بل مدح ل ن ات صف‬
‫بذه الصفة ‪ ،‬وهذا يقتضي مدح الفعل ‪ ،‬وهذا ما نقول به ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أمصا الحاديصث والثار الواردة فص ذلك فالحاديصث ضعيفصة ‪ -‬كمصا مصر تقريره‬
‫ث ‪ ،‬وهذا‬ ‫والثار جلة ليس فيها دللة على الوجوب بل على الترغيب وال ّ‬

‫‪450‬‬
‫ما ل خلف فيه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أما كون النب كان يشاور أصحابه ‪ ،‬وقد شاورهم ف مواقف كثية كما مر‬
‫فهذا ‪ -‬كما يظهر ‪ -‬ل يدل على وجوبا بل على مشروعيتها ‪ ،‬وأنا من فضائل العمال‬
‫ومستحباتا ‪ ،‬وينبغي للعاقل أن يأخذ با أسوة بالنب (‪. )1‬‬
‫هذا وقصد رجصح الدكتور ممود عبصد الجيصد الالدي قول مصن قال ‪ :‬بأناص للندب ل‬
‫للوجوب ‪ ،‬وا ستدل على ذلك بقوله ‪ ( :‬إن ال مر الوارد ف القرآن قد اقترن بقري نة تدلّ‬
‫على عدم الزم اللزم لتعييص الكصم فص الوجوب ‪ ،‬وذلك ظاهصر فص كون الشورى ل‬
‫تكون فص فرض ول مندوب ول مكروه ول حرام ‪ ،‬لن الكصم قصد عُيّنص فص كصل منهصا‬
‫فالشرع يلزم المة بأخذه كما ُعيّن ‪ ) ...‬إل أن قال ‪ ( :‬وكون الشورى ل تكون إل ف‬
‫الباحات يد ّل على أنا ليست فرضًا إل أن الذي رجح كونا مندوبة وليست مباحة ثناء‬
‫ال تبارك وتعال على السلمي الذين يعلون إبرام أمورهم شورى بينهم بقوله تعال ‪﴿ :‬‬
‫وَالّذِينَ اسْتَجَابُوا ِل َرّبهِمْ ‪ ﴾ ...‬الية فالدح هنا قرينة على أن فعلها مرجح على عدم فعلها‬
‫‪ ،‬فكان كذلك قرينة على تعيي حكم الندب ف الشورى ) (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬هذا وقد رد أصحاب القول على هذه العتراضات ردودًا طويلة ول نريد أن نتوسع ف هذه القضية‬
‫الشائكة فهي تتاج إل رسائل خاصة وقد كفينا عناء ذلك ول المد ‪ ،‬انظر بالتفصيل ‪ :‬الشورى وأثرها ف‬
‫الديقراطية (ص ‪ )52‬فما بعده ‪.‬‬
‫‪ )(2‬قواعد نظام الكم ف السلم (ص ‪. )153 ، 152‬‬

‫‪451‬‬
‫الرأي الراجح ‪:‬‬
‫الذي يتر جح ل ب عد الن ظر والتدق يق ف الدلة والعتراضات علي ها ‪ ،‬أ نه ل يس هناك‬
‫دليل صريح على الوجوب إل قوله تعال ‪َ ﴿ :‬وشَا ِو ْرهُمْ فِي ا َل ْمرِ ﴾ وقد م ّر معنا ذكر ما‬
‫ي صرف هذا ال مر إل الندب والستحباب ‪ -‬خاصة ف حق المة ‪ -‬أما غيه من الدلة‬
‫فل تصل إل حد اللزام والياب ‪ ،‬وإنا فيها الثّ على فعلها ‪ ،‬والترغيب ف ذلك وأنا‬
‫من عزائم المور ومستحباتا ‪.‬‬
‫ث عليها السلم أنه من‬ ‫وليس معن قولنا إنا من المور الشروعة والستحبة الت ح ّ‬
‫ال سهل ترك ها والتهاون ب ا ‪ ،‬وخ صوصًا و قد علم نا مبلغ حرص ال نب و صحابته على‬
‫التمسك بثل هذه المور وإن كانت ليست من الفروض والواجبات فقد كانوا ل يَدَعون‬
‫المور الستحبة كقيام الليل والسنن الرواتب بعد الصلة والوتر وركعت الفجر ‪ ،‬فلم يكن‬
‫يدعمها النب ل ف سفر ول حضر ‪ -‬وهذا على قول من قال ‪ :‬بأنا من السنن الؤكدة‬
‫ل مصن الواجبات ‪ -‬وكذلك الئمصة الذيصن نتحدث عنهصم فهصم كمصا عرفصت مصن ذكصر‬
‫الشروط الواجب توفرها فيهم من العلم والعدل والورع والمانة ‪ ...‬إل فمن كانت فيه‬
‫هذه الشروط الواجب فمن الؤكد أنه لن يتأخر عنها ساعة خاصة ف مهمات المور ‪ ،‬بل‬
‫هو الذي سيطلب الستشارة من تلقاء نفسه دون أن تفرض عليه لا لا من الفضل وسداد‬
‫الرأي وأنا أقرب طريق للوصول إل الق ‪.‬‬
‫أمصا إذا كانوا مصن جبابرة السصلطي التغلبصة فهؤلء عادة يكونون مصن أجهصل الناس‬
‫لنشغالمص باللذات وشهوات أنفسصهم ‪ ،‬وهؤلء يبص عليهصم السصؤال والشاورة لذوي‬
‫البصة والعلم عمصا يهلونصه لكمال مصا نقصص فيهصم مصن شروط المامصة قال تعال ‪﴿ :‬‬
‫فَا سْأَلُواْ َأهْ َل الذّ ْكرِ إِن كُنتُ مْ لَ َتعْلَمُو نَ ﴾ ( النحل ‪ ) 43 :‬وكذلك من يهل النص ف‬
‫قضية من القضايا وهو يظن وجوده‬

‫‪452‬‬
‫ففي هذه الال عليه أن يسأل ويستشي العلماء وإن كان متهدًا ‪.‬‬
‫والذي يلفصت النتباه حقًا فص هذا القام هصو تشدّد أكثصر الكتاب الُحْدثيص فص هذا‬
‫الوضوع مع أنه من العروف عنهم ف الغالب التساهل وتتبع الرخص وغضّ الطرف عن‬
‫كثي من السائل اللزامية الواجبة بالنصوص الصرية ‪.‬‬
‫فالذي حدا بمص إل ذلك ‪ -‬كمصا يبدو ل وال أعلم ‪ -‬ليصس هصو بسصبب قوة الدليصل‬
‫وثبو ته عند هم ‪ ،‬فال سلف أك ثر فهمًا ل ا ‪ -‬أي الدلة ‪ -‬من هم وأحرص على الع مل ب ا‬
‫والتمسك با ‪ -‬وقد يكون سببًا عند بعضهم لكنهم قلة ‪ -‬فالسبب الذي دعا إل ذلك ف‬
‫نظري هو أحد المور الثلثة التالية ‪:‬‬
‫( ‪ )1‬هو بسبب ما ابتلوا به من حكام جهلة ظلمة ‪ ،‬ل علم سديد عندهم يدلّهم على‬
‫ال ي وال صواب ‪ ،‬ول خوف من ال وورع يعل هم ير صون على إ صابة ال ق والهتمام‬
‫بشؤون رعايا هم ‪ ،‬ويعل هم يرفعون الظلم وال ستبداد ‪ ،‬والتع سف ع من ت ت أيدي هم ‪،‬‬
‫ف هم ياولون ال ّد من ذلك عن طر يق إياب الشورى ‪ ،‬و من ث إنشاء مالس للشورى‬
‫تدافع عن حقوقهم الهضومة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ك ما أن من دوا فع ب عض الكتّاب إل التشدد ف م ثل هذا الوضوع هو التأ ثر‬
‫والنبهار بديقراطيات الغرب الوثنية ‪ ،‬فهم ياولون أن يثبتوا مثل هذا الوضوع حت يقال‬
‫إن ما عندكم ف الديقراطية هو عندنا ف السلم أو ف ( ديقراطية السلم )كما يلوا‬
‫لبعضهم أن يسميها !!‬
‫ومن ث فل فرق بيننا وبي الغرب !! وشتان بي الشورى ف السلم والديقراطية عند‬
‫الغرب ‪.‬‬

‫‪453‬‬
‫( ‪ )3‬كما أن من أسباب الهتمام عند بعض الباحثي ف هذا الوضوع والتشدد فيه‬
‫هو للرد على اتام الستشرقي للسلم بأنه دين الستبداد والتعسف فحت يردوا مثل هذا‬
‫التام يوجبون م ثل هذا الوضوع ح ت يقال ‪ :‬ل يس صحيحًا أن ال سلم د ين ال ستبداد‬
‫والتعسف بدليل أنه يوجب الشورى ويلزم با الكام ‪.‬‬
‫هذه هي السباب ف نظري فمنها ما يدل على حسن نية ‪ .‬كالذين دفعهم إل ذلك‬
‫السصبب الول ‪ ،‬والثالث ‪ .‬ولكنص أخالفهصم فص العلج ‪ ،‬فالعلج ليصس هصو أن نؤول‬
‫الن صوص ونو جب شيئًا ل يوج به ال ور سوله ح ت ن سلم من هذه البلوى أو ند فع هذه‬
‫التهمة ‪ .‬وإنا نرجع أو ًل إل سبب نشوء هذه البليا‪ ،‬وتصديق ضعاف العقول بذه التهم‬
‫‪ ،‬وهو ‪ :‬غياب السلم عن التطبيق ف الواقع ‪ .‬فالعلج الصحيح إذًا هو السعي إل قيام‬
‫ل صادقًا ‪ ،‬ومن ث فإنا سترفع‬ ‫اللفة السلمية الصحيحة النظيفة الت تثل السلم تثي ً‬
‫مشكلة ال ستبداد والظلم و ستسد كل باب للتام والفتراء على ال سلم وتل قم العا ند‬
‫الجر وتقنع طالب الق بالواقع ل بالكلم ‪.‬‬
‫أ ما ما دام ال سلم ف طيات الك تب على الرفوف ‪ ،‬فالظلم وال ستبداد سيبقى وإن‬
‫أن شئ هناك مالس صورية للشورى تنت ظر الشارة من رؤ سائها ف قط فت قر الذي ي ْه َووْن‬
‫كما هو واقع اليوم ‪ .‬كما أن الشبه والتامات ستبقى لنه ل يدفع مثل هذا التام الب‬
‫الذي على الورق ‪ .‬ولن يردع الظلمة عن ظلمهم القول بأن الشورى واجبة فعليكم العمل‬
‫با ‪ ،‬لنم قد استحلوا ما هو من أعظم الكبائر وأشد الذنوب الت ل شك ف حرمتها ‪،‬‬
‫بل ما هو كفر والعياذ بال كتحكيم غي شرع ال ‪ .‬فكيف ينصاعون إل قول القائل ‪ :‬إن‬
‫الشورى واجبة عليكم ‪ ،‬فعليكم العمل با ‪.‬‬

‫‪454‬‬
‫وقد يستغرب كثي من الناس هذا الل وهو العلج ويقولون ‪ :‬إنه من طلب الستحيل‬
‫وإنه مطلب صحيح ولكنه بعيد النال ‪ .‬ونن نقول لم ‪ :‬ليس المر كما تفهمون بل هو‬
‫وارد وواقع إن شاء ال ‪ .‬فلو أصلح كل منا نفسه ومن تت يده لصلحت بذلك الشعوب‬
‫وإذا صصلحت واسصتقامت على منهصج ال فلن يبقصى لظال أو متعسصف مكان بيص هذه‬
‫الشعوب ‪ ،‬وإنا سيتول القيادات من صالي هذه الشعوب ( وكما تكونوا يول عليكم )‬
‫وهذا هو الطلوب وبشائر الحاد يث النبو ية تدل على ذلك إن شاء ال م ثل ف تح روم يه‬
‫وقتال يهود على جانب النهر وغي ذلك كثي وهو قريب إن شاء ال ‪.‬‬
‫أ ما دعاة الديقراط ية وماكاة الغرب ف كل ش يء وماولت التقر يب ب ي ال سلم‬
‫والكفر التمثل ف وثنيات الغرب العاصرة فهذا هو طلب الستحيل حقًا ‪ ،‬لنه لن يتمع‬
‫الق مع الباطل أبدًا وإن التقيا ف بعض الوانب وتلك سنة ال ف خلقه ‪ ،‬فالسلم شرع‬
‫ال ومنهجصه ومضمونصه عبادة ال وحده ل شريصك له ‪ ،‬أمصا الديقراطيصة فشرع الكفار‬
‫ومنهجهم ومضمونا عبادة البشر بعضهم لبعض ووسيلتها الول ‪ :‬فصل الدين عن واقع‬
‫الياة العملي ‪ .‬وشتان ب ي الك فر واليان ‪ .‬ولؤلء نقول ‪ :‬صححوا إيان كم ومعرفت كم‬
‫بال وشر عه أو ًل ث ب عد ذلك تعالوا لتعالوا م ثل هذه القضا يا ‪ .‬فإن ف شريعت نا ‪ -‬ول‬
‫سنُ مِ َن اللّ هِ حُكْما ّل َقوْ مٍ‬
‫المد ‪ -‬الغناء كل الغناء ‪ ،‬والكتفاء كل الكتفاء ﴿ َومَ نْ أَحْ َ‬
‫يُوِقنُونَ ﴾ (‪. )1‬‬

‫‪ )(1‬سورة الائدة آية ‪. 50‬‬

‫‪455‬‬
‫هل الشورى ملزمة أو معلمة ؟‬
‫كما سبق أن بيّنا أن العلماء على ضربي ف حكم الشورى ‪ ،‬فهم كذلك هنا فمنهم‬
‫من يرى أن الشورى ملزمة للمام وعليه النقياد للغالبية منهم ‪ ،‬ومنهم من يرى أنا فقط‬
‫معلمة يستخرج با الصواب ‪ ،‬فعندما يشاور المام أهل الرأي ينظر على آرائهم ث يتار‬
‫منها ما يظنه أقرب للصواب سواء كان رأي الغلبية أم رأي القلية أم رأيه هو وحده ‪.‬‬
‫والن نستعرض أدلة كل من الفريقي بإياز ‪ ،‬ث نرى الرأي الراجح ‪:‬‬
‫أدلة القائلي بأن الشورى ملزمة ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ا ستدلوا بقوله تعال ‪َ ﴿ :‬وشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرِ فَِإذَا َع َزمْ تَ َفَتوَكّ ْل عَلَى اللّ هِ ﴾ ‪.‬‬
‫قالوا ‪ :‬فالعزم ‪ :‬هصو الخصذ برأي الكثريصة أو هصو دال على الخصذ برأي الكثريصة (‪. )1‬‬
‫ويد ّل على ذلك قوله فص الديصث الذي رواه أميص الؤمنيص علي رضصي ال عنصه قال ‪:‬‬
‫سئل رسول ال عن العزم فقال ‪ « :‬مشاورة أهل الرأي ث إتباعهم » (‪. )2‬‬
‫ل‬‫وما روي عن خالد بن معدان وعبد الرحن بن أب حسي أن رج ً‬

‫‪ )(1‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )193‬‬


‫‪ )(2‬عزاه ابن كثي ف تفسيه لبن مردويه (‪ ، )2/129‬وكذلك السيوطي ف الدر النثور (‪ )2/90‬ول يذكرا‬
‫له سند ول يكما عليه ‪.‬‬

‫‪456‬‬
‫قال ‪ :‬يا رسول ال ما العزم ؟ قال ‪ « :‬أن تشاور ذا رأي ث تطيعه » (‪ . )1‬قال الصاص‬
‫‪ ( :‬وف ذكر العزية عقيب الشاورة دللة على أنا صدرت عن الشورة ) (‪. )2‬‬
‫ص ﴾ فقالوا ‪ ( :‬اليصة تفيصد‬‫ص شُورَى َبيَْنهُم ْ‬
‫(‪ )2‬كمصا اسصتدلوا بقوله ‪ ﴿ :‬وََأ ْمرُهُم ْ‬
‫الوجوب ‪ ،‬ولو كان أ خذ الشورى بجرد الرأي ف قط دون التق يد برأي الكثر ية ل ا كان‬
‫المر شورى حقًا ) (‪ )3‬ولا كان للمشورة فائدة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ك ما ا ستدلوا بقوله ‪ « :‬لو أنك ما تتفقان ‪ -‬يع ن أ با ب كر وع مر ‪ -‬على أ مر‬
‫واحد ما عصيتكما ف مشورة أبدًا » (‪ . )4‬قالوا ‪ :‬فالديث دال على رجحان رأي الثني‬
‫على الواحد ‪ ،‬ومن ث رجحان رأي الكثرية على القلية (‪. )5‬‬
‫(‪ )4‬كما استدلوا بالسنة الفعلية حيث قالوا ‪ :‬إنه ل يثبت أن النب شاور أصحابه ث‬
‫أعرض عن رأي الغالبية ‪ ،‬قال الستاذ عبد الرحن عبد الالق ‪ :‬إنه ل ترد ( حادثة واحدة‬
‫تدل على أن الرسول تسّك برأيه ف أمر شورى ) (‪. )6‬‬

‫‪ )(1‬سنن البيهقي كتاب ‪ :‬آداب القاضي (‪ ، )10/112‬ورواه السيوطي ف الدر النثور (‪ )2/90‬وهو ‪:‬‬
‫مرسل ‪.‬‬
‫‪ )(2‬أحكام القرآن (‪. )2/331‬‬
‫‪ )(3‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )193‬‬
‫‪ )(4‬سبق تريه (ص ‪. )412‬‬
‫‪ )(5‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )196‬‬
‫‪ )(6‬الشورى ف ظل نظام الكم السلمي (ص ‪. )106‬‬

‫‪457‬‬
‫ك ما ا ستدلوا بآراء وح جج عقل ية وأحاد يث عا مة ف ال مر بلزوم الما عة وال سواد‬
‫العظم ونو ذلك (‪. )1‬‬
‫أدلة القائلي بعدم إلزامية الشورى للمام وإنا هي معلمة ‪:‬‬
‫استدلوا على ذلك بالت ‪:‬‬
‫(‪ )1‬قوله تعال ‪ ... ﴿ :‬وَشَا ِو ْرهُ مْ فِي ا َل ْمرَِ فَِإذَا َع َزمْ تَ فََتوَكّ ْل َعلَى اللّ هِ ﴾ فالية ‪:‬‬
‫خطاب موجّه إل النب ‪ ،‬بدأت بالعفو والستغفار للصحابة الذين أشاروا عليه بالروج‬
‫يوم أحد للقاة العدو ‪ ،‬وأصابم ما أصابم ف ذلك اليوم ( فكيف يلزم الرسول بآراء‬
‫من يفترقون إل عفوه واستغفاره ‪ ،‬فهو ف الحل العلى وهم ف الحل الدن ) (‪ )2‬قال‬
‫الطبي ‪ ( :‬فإذا ص ّح عزمك بتثبيتنا إياك وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من أمر دينك‬
‫ودنياك فا مض ل ا أمرناك على ما أمرناك به ‪ ،‬وا فق ذلك آراء أ صحابك و ما أشاروا به‬
‫عليك أو خالفها ‪ ( ،‬وتوكل ) فيما تأت من أمورك أو تدع وتاول أو تزاول ( على ال )‬
‫فثق به ف كل ذلك وارض بقضائه ف جيعه دون آراء سائر خلقه ومعونتهم فص ﴿ إِنّ‬
‫حبّ اْلمَُتوَكِّليَ ﴾ وهم الراضون بقضائه ‪ ،‬والستسلمون لكمه فيهم ‪ ،‬وافق ذلك‬ ‫اللّ هَ يُ ِ‬
‫منهم هوى أو خالفه ) (‪. )3‬‬
‫وقد سرد الدكتور عبد الميد إساعيل النصاري أقوال خسة عشر مفسرًا كلها تدور‬
‫حول هذا العن (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬راجع إن شئت ‪ :‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪ )206‬وما بعدها ‪ ،‬والشورى ف ظل نظام الكم‬
‫السلمي (ص ‪ )107‬فما بعدها ‪.‬‬
‫‪ )(2‬الشورى ف السلم د ‪ .‬حسن هويدي (ص ‪. )8‬‬
‫‪ )(3‬تفسي الطبي (‪ )7/346‬تقيق أحد شاكر وأخيه ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )116 ، 115‬‬

‫‪458‬‬
‫ّهص وَأَطِيعُوْا‬
‫ِينص آمَنُواْ أَطِيعُواْ الل َ‬
‫(‪ )2‬كمصا اسصتدلوا أيضًا بقوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا أَيّهَا الّذ َ‬
‫ص وَالرّسصُو ِل ‪...‬‬ ‫ص إِلَى اللّه ِ‬ ‫ص فِصي شَ ْيءٍ َف ُردّوه ُ‬‫ص فَإِن تَنَا َزعْتُم ْ‬
‫الرّسصُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُم ْ‬
‫﴾ الية (‪. )1‬‬
‫فال ية تدل على أ نه إذا ح صل خلف ب ي أول ال مر والرع ية ‪ ،‬فإ نه ي ب الردّ إل‬
‫كتاب ال وسنة نبيه ‪ ،‬فإذا وجد الكم وجب إتباعه ‪ ،‬ول طاعة لحد ف مالفته وإن ل‬
‫يكن الكم صريًا ‪ ،‬وقد تنازع السلمون فيه ( فينبغي أن يستخرج من كل منهم رأيه ‪،‬‬
‫فأي الراء أشبه بكتاب ال وسنة رسوله عمل به ) (‪ . )2‬ل بقول الكثرية ول بالقلية ‪،‬‬
‫أما ف السائل الباحة الجتهادية فنحن ملزمون بطاعتهم بنص الية ( فكيف يأمرنا ال‬
‫بطاعة الليفة ‪ ،‬وتقضي الشورى بخالفته ! ) (‪. )3‬‬
‫(‪ )3‬كما استدلوا بوادث من السية ل يلتزم الرسول برأي الغلبية ‪ ،‬م ثل بعض‬
‫الواقف ف صلح الديبية (‪ )4‬وكذلك اللفاء الراشدين من بعده ‪ ،‬مثل موقف أب بكر من‬
‫حروب الردة ‪ ،‬وإصرار أب بكر رضي ال عنه على رأيه ‪ ،‬وف تنفيذه ليش أسامة ‪ ،‬وقد‬
‫كان الصحابة يشيون عليه بعدم إنفاذه لطورة الوقف ‪ ،‬وقاسم عمر رضي ال عنه ولته‬
‫نصف أموالم وهم كبار الصحابة ‪ :‬كأب هريرة وعمرو بن العاص ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬وسعد‬
‫بن أب وقاص بغي شورى (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬سورة النساء آية ‪. 59‬‬


‫‪ )(2‬السياسة الشرعية (ص ‪. )158‬‬
‫‪ )(3‬الشورى ف السلم د ‪ .‬حسن هويدي (ص ‪. )19‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (ص ‪. )9‬‬
‫‪ )(5‬نفس الرجع (ص ‪. )18‬‬

‫‪459‬‬
‫ول يأ خذ عثمان ر ضي ال ع نه بشورة ال صحابة الذ ين أشاروا عل يه با ستعمال الشدة‬
‫مع أ صحاب الشاعات ‪ ،‬وكذلك علي ر ضي ال ع نه ف قد سارع ب عد تول يه الل فة إل‬
‫عزل ولة الم صار ‪ ،‬ول ي سمع لشورة ال صحابة بأن ل يتع جل بنع هم ح ت يت مّ له أمره‬
‫ويستقر حكمه (‪. )1‬‬
‫(‪ )4‬ومن الدلة أيضًا أن الليفة مكتمل الشروط يكون ف الغالب متهدًا ‪ ،‬والجتهد‬
‫يرم عليه التقليد ‪ ،‬فإن رأى رأيًا صوابًا وخالفه فيه الكثرية من أهل الشورى فهل يوز‬
‫له شرعًا أن ير جع عن رأ يه ال صواب فيقلّد هم ف رأي هم الذي يراه خطاء ؟ (‪ )2‬ك ما أن‬
‫المام مسصئول مسصئولية كاملة عصن أعماله فل يوز إلزامصه بتنفيصذ رأي غيه إن ل يقتنصع‬
‫بصوابه ‪ ،‬لن كون النسان مسئو ًل عن عمله يعن أنه يعمله باختياره ورأيه ‪ ،‬ل أن يعمل‬
‫وينفذ رأي غيه على وجه اللزام وهو كاره له غي مقتنع به ‪ ،‬ث يسأل هو عن هذا الرأي‬
‫ونتائجه ‪ ،‬قال شارح الطحاوية ‪ ( :‬وقد دلت نصوص الكتاب والسنة وإجاع سلف المة‬
‫أن ول المصر وإمام الصصلة والاكصم وأميص الرب وعامصل الصصدقة يطاع فص مواضصع‬
‫الجتهاد وليس عليه أن يطيع أتباعه ف موارد الجتهاد ‪ ،‬بل عليهم طاعته ف ذلك وترك‬
‫رأيهم لرأيه ) (‪. )3‬‬
‫ل قاطعًا أو راجحًا عليه ‪ ،‬إذ أن صواب‬ ‫(‪ )6‬إن الكثرة ليست مناطًا للصواب ول دلي ً‬
‫الرأي أو خطأه ي ستمدان من ذات الرأي ل من كثرة أو قلة القائل ي ) (‪ . )4‬فال سلم ل‬
‫يعل كثرة العدد ميزانًا للحق والباطل كما تفعله‬

‫‪ )(1‬مبدأ الشورى ف السلم للمليجي (ص ‪. )126 ، 125‬‬


‫‪ )(2‬الشورى ف السلم (ص ‪. )22‬‬
‫‪ )(3‬شرح العقدية الطحاوية (ص ‪ )362‬ط ‪ .‬ثالثة ‪.‬‬
‫‪ )(4‬أصول الدعوة د ‪ .‬عبد الكري زيدان (ص ‪. )213‬‬

‫‪460‬‬
‫الديقراطيات الديثصة ‪ ( ،‬ومبدأ الكثريصة هذا مبدأ غيص إسصلمي ) (‪ )1‬قال السصتاذ‬
‫الودودي ‪ ( :‬فإن من الم كن ف ن ظر ال سلم أن يكون الر جل الفرد أ صوب رأيًا وأحدّ‬
‫بصرًا ف مسألة من السائل من سائر أعضاء الجلس ) (‪. )2‬‬
‫و قد ورد ف القرآن كث ي من اليات تدل على أن الكثرة غالبًا على خلف ال ق نو‬
‫ُونص ﴾ (‪ )3‬وقوله ‪ ﴿ :‬وَم َا أَ ْكَثرُ الن ِ‬
‫ّاسص وََلوْ‬ ‫ّاسص ل ُي ْؤمِن َ‬
‫قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَلَكِن ّ أَكَْثرَ الن ِ‬
‫ُمص إِل ظَنّا ﴾ (‪ )5‬وقوله‬ ‫َصصتَ بِ ُم ْؤمِنِيَ ﴾ (‪ )4‬وقوله عصز وجصل ‪ ﴿ :‬وَمَا يَتّب ُ‬
‫ِعص أَكَْث ُره ْ‬ ‫َحر ْ‬
‫تعال ‪ ﴿ :‬وَإِن تُطِ عْ أَكَْث َر مَن فِي ا َلرْ ضِ ُيضِلّو َك عَن َسبِي ِل اللّ هِ ﴾ (‪ )6‬وغيها كثي وال‬
‫أعلم ‪.‬‬
‫الرأي الراجح‬
‫بعد النظر ف الدلة والتحقيق ند أن من الطأ إصدار حكم عام على مسائل متلفة‬
‫م ثل هذه ‪ ،‬ونقول ‪ :‬إن الشورى ملز مة للمام أو غ ي ملز مة على الطلق ‪ ،‬ول كن ال مر‬
‫يتاج إل تفصيل نذكره باختصار ‪ ،‬لن منها ما هو ملزم ‪ ،‬ومنها ما هو غي ملزم وهي‬
‫كالتال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬الشورى وأثرها ف الديقراطية (ص ‪. )172‬‬


‫‪ )(2‬نظرية السلم وهديه للمودودي (ص ‪. )59‬‬
‫‪ )(3‬سورة غافر آية ‪. 59‬‬
‫‪ )(4‬سورة يوسف آية ‪. 103‬‬
‫‪ )(5‬سورة يونس آية ‪. 36‬‬
‫‪ )(6‬سورة النعام آية ‪. 116‬‬

‫‪461‬‬
‫(‪ )1‬إذا كان فص المصر الطروح للمشاورة حكصم شرعصي ‪ ،‬ول يعرف المام حكمصه‬
‫فحينئذ ي ب عل يه الشاورة ف يه و سؤال أ هل العلم ح ت ي تبي له الدل يل فيح كم به وإذا‬
‫اتضح له الدليل وجب عليه اللتزام به ‪ ،‬كما قال تعال ‪َ ﴿ :‬ومَا كَا نَ لِ ُم ْؤمِ نٍ وَل ُم ْؤمِنَةٍ‬
‫ِإذَا َقضَى الّل ُه َورَسُوُلهُ َأمْرا أَن يَكُونَ َلهُمُ الْخَِي َر ُة مِنْ َأ ْم ِرهِمْ ﴾ (‪. )1‬‬
‫أ ما إذا ل ي كن ف ال سألة دل يل صريح فإ نه ف هذه الال يأ خذ من كلّ رأ يه ‪ ،‬ث‬
‫يعرضها على الكتاب والسنة ‪ ،‬فما كان أشبه بما أخذ به ‪ ،‬ووجب على الناس طاعته ‪،‬‬
‫ك ما كان اللفاء رضي ال عن هم يفعلونه ‪ ،‬م ثل ما حصل ف ‪ :‬مياث الدة ‪ ،‬وإملص‬
‫الرأة ‪ .‬وهو ف هذه الال غي ملزم برأي معي من هذه الراء سواء كان عليه الكثر أم‬
‫القل ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أما الحكام والقضايا الجتهادية الت ل يرد فيها دليل ول شبهة دليل وإنا هي‬
‫من مسائل الجتهاد الفوضة ففي هذه السألة على المام أن ُيعْمِل رأيه ‪ ،‬ث يعزم على ما‬
‫يؤد يه إل يه اجتهاده ‪ ،‬وينب غي له ف م ثل هذا الال أن ي ستني بآراء العلماء وذوي ال بة‬
‫ويستشيهم ‪ ،‬وف مثل هذه الال ل يُ ْلزَم برأي معيّن من آراء الستشارين قلّوا أو كثروا ‪،‬‬
‫ّهص وَأَطِيعُواْ‬
‫بصل يكون اجتهاده الذي عزم عليصه واجصب الطاعصة لقوله تعال ‪ ﴿ :‬أَطِيعُواْ الل َ‬
‫الرّسُولَ وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُ ْم ‪ )2( ﴾ ....‬وهذا ل يكون إل ف المور الت ل نص فيها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أما القضا يا الفن ية ال ت يتص بعرفتها ذوو ال بات والختصاصات فهذه ينبغي‬
‫للمام أل يشاور فيهصا إل ذوي الختصصاص ‪ ،‬وأن يتّبصع الصصواب ولو مصن واحصد ‪ ،‬إذا‬
‫اتضح له أو ترجح عنده أن هذا هو‬

‫‪ )(1‬سورة الحزاب آية ‪. 36‬‬


‫‪ )(2‬سورة النساء آية ‪. 59‬‬

‫‪462‬‬
‫ال صواب ‪ ،‬ول ُي َعرّج على الكثرة أو القلة ‪ ،‬وذلك ك ما ف عل ال نب يوم بدر عند ما أراد‬
‫النول فأخبه صاحب البة والستراتيجية العسكرية ‪ -‬بلغة العصر ‪ -‬الباب بن النذر‬
‫ر ضي ال ع نه بالكان النا سب للنول ‪ ،‬فواف قه ال نب على رأ يه ‪ ،‬ونوه ق صة سليمان‬
‫الفارسي وحفر الندق ‪.‬‬

‫(‪ )4‬أما ما سوى ذلك من المور العامة ‪ ،‬فإنه ينبغي للمام أن يستشي فيها ويكثر‬
‫مصن ذلك كمصا دلّت على ذلك النصصوص السصابقة ‪ ،‬ول بأس أن يعصل الرجّحص هصو رأي‬
‫الغلبية كما فعل النب يوم أُحَد حينما ألّ عليه بالروج الصحابةة الذين ل يشاركوا‬
‫ف بدر طلبًا للشهادة ‪ ،‬و قد كان يرى عدم الروج هو وب عض كبار ال صحابة ‪ ،‬وك ما‬
‫حصل عند حصاره للطائف لا هَمّ بالرجوع والنسحاب ‪ ،‬فرأى القوم يكرهونه فتركهم‬
‫حت اتضح له منهم الرغبة ف النسحاب ‪ ،‬فضحك منهم النب وأمر بالرحيل (‪. )1‬‬
‫أما إذا أصرّ على رأيه فعلى الرعية الطاعة والنقياد له ف غي معصية ‪ ،‬وقد يقال فما‬
‫الفائدة إذًا من الشورى ؟‬
‫والواب ‪ :‬أن فائدة الشورى تظهصر فص ظهور الرأي الصصواب ‪ ،‬والظنون فص الليفصة‬
‫مكتمل الشروط أن يأخذ بالصواب وما فيه مصلحة ل بواه وشهوته ‪ ،‬وليس معن وجود‬
‫كثي من الوادث ف السية وفيها يرجع المام عن رأيه ويأخذ برأي الستشارين ما يدل‬
‫على إلزاميت ها له ‪ ،‬فهذا ل ح جة ف يه بل الفروض ف اللي فة وغيه من أ هل الن صيحة أن‬
‫يتبع الق حيثما ظهر ‪ ،‬وذلك كثي ف تارينا وهو من ثرات الشورى الطيبة فقد يرجع‬
‫عن رأ يه إل رأي هم ‪ ،‬و قد يرجعون عن رأي هم إل رأ يه ‪ ،‬وإل فل فائدة للشورى أ صلً‬
‫ويكون تشريعهصا عبثًصا ‪ ،‬لذلك فتلك الوادث ل تدل على إلزاميصة الشورى للمام وال‬
‫أعلم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ومر تريه (ص ‪. )428‬‬

‫‪463‬‬
‫تنبيه‬

‫الد يث عن الشورى ف هذا الب حث الق صود ب ا الشورى ب ي المام ورعي ته أي ف‬


‫حالة وجود المام ‪ ،‬وهذه الحكام خاصة بالشورى ف مثل هذه الال ‪.‬‬

‫أما الشورى بي أهل الل والعقد لختيار المام فهي تالف وتغاير ما هنا ‪ ،‬وقد سبق‬
‫أن بيّنا أنا هي الطريق الشرعي الول لتعيي المام ‪ ،‬وهي السماة ( النتخاب ) وتلك لا‬
‫أحكامها الاصة الغايرة للشورى الذكورة ف هذا البحث ‪ ،‬فهي واجبة إذا ل يكن هناك‬
‫عهد من الليفة السابق ‪ ،‬كما قال عمر رضي ال عنه ‪ ( :‬من بايع إمامًا من غي مشورة‬
‫السلمي فل يبايع ‪ .‬وف رواية ‪ ( :‬يتابع ) هو ول الذي بايعه تَغرّه أن يقتل ) (‪ )1‬كما أن‬
‫تلك الشورى ملزمة للناس إذا اختاره أهل الل والعقد وبايعوه كما سبق ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪ )(1‬البخاري كتاب ‪ :‬الدود ‪ .‬باب ‪ :‬رجم البلى رقم (‪ )31‬فتح الباري (‪ . )12/144‬وانظر ‪ :‬تريه‬
‫(ص ‪ )137‬من فصل طرق النعقاد ‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫عزل الِمام والروج على الئمة‬

‫‪465‬‬
466
‫الفصل الثالث‬
‫عزل الِمام والروج على الئمة‬
‫ذكرنا ف الفصل السابق الواجبات النوطة بالئمة والقوق الترتبة على تلك الواجبات‬
‫ل ل ا الن صب ‪ ،‬ل كن لو‬‫‪ ،‬و من قبله ذكر نا الشروط ال ت تشترط ف الِمام ح ت يكون أه ً‬
‫نقص شرط من هذه الشروط أو قصّر المام ف واجب من هذه الواجبات فما الكم ؟‬
‫لذا جاء السصلم بعلج شاف يعال بصه هذه الشكلة الطية ‪ ،‬وهذا العلج يتلف‬
‫باختلف الداء ‪ ،‬فقد يكون هذا العلج هو النصح والتذكي والتقوي ‪ ،‬وقد يكون الجر‬
‫والذلن والقاط عة ‪ ،‬و قد يكون العزل بالو سائل ال سليمة و قد يكون ف ب عض الالت‬
‫بالروج عليه وسلّ السيوف ‪.‬‬
‫ونظرًا لهية هذا الوضوع وخطورته ‪ ،‬ولقلة التفصيل الوارد فيه من علمائنا القدمي‬
‫والحدث ي ‪ ،‬واختلف وجهات الن ظر ف يه قديًا وحديثًا ‪ ،‬ول كل وج هة أدلت ها الشرع ية‬
‫الا صة ب ا ‪ ،‬لذلك كله رأ يت من الوا جب على تزئة الوضوع وتف صيله قدر ال ستطاع‬
‫ح ت يتكون عند نا صورة واض حة لذا القض ية ‪ ،‬لذلك كان ل بد من تبيان ال سببات‬
‫الوج بة للعزل وآراء العلماء في ها ‪ ،‬ث الد يث عن و سائل العزل وآراء العلماء ف كل‬
‫وسيلة ‪ ،‬ث الديث عن أحوال الئمة الخروج عليهم من عدالة وفسق وكفر ‪ ،‬ث أحوال‬
‫الارجي على أولئك من خوارج وماربي وبغاة وأهل حق ‪ ،‬وذلك لكي تتضح الصورة‬
‫ويزول اللبس عن هذه القضية فأقول ‪:‬‬

‫‪467‬‬
‫البحث الول‬
‫مسببات العزل‬
‫من الت فق عل يه ب ي العلماء أن المام ما دام قائ ما بواجبا ته اللقاة على عات قه ‪ ،‬مال كا‬
‫القدرة على الستمرار ف تدبي شؤون رعيته ‪ ،‬عاد ًل بينهم فإنه ل يوز عزله ول الروج‬
‫عل يه ‪ ،‬بل ذلك م ا حذر م نه ال سلم وتو عد الغادر بعذاب أل يم يوم القيا مة ‪ ،‬ك ما أن‬
‫الخطاء اليسية ‪ ،‬ل توز عزل المام ‪ ،‬لن الكمال ل وحده والعصوم من عصمه ال ‪،‬‬
‫وكل ابن آدم خطاء وخي الطابي التوابون ‪ ،‬لكن هناك أمور عظيمة لا تأثي على حيات‬
‫ال سلمي الدين ية والدنيو ية ‪ ،‬من ها ما يؤدي إل ضرورة عزل المام الرت كب ل ا ‪ ،‬وهذه‬
‫المور منها ‪ :‬ما هو متفق عليه بي العلماء ‪ .‬ومنها ‪ :‬ما هو متلف فيه ‪ .‬والن نستعرض‬
‫هذه السباب لنرى آراء العلماء فيها ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الكفر والردّة بعد السلم ‪:‬‬
‫أول المور وأعظم السباب الوجبة لعزل الوال وخلعه عن تدبي أوامر السلمي هو‬
‫الردة والكفر بعد اليان ‪ ،‬فإذا ما ارتكب المام جرمًا عظيمًا يؤدي إل الكفر والرتداد‬
‫عن الد ين فإ نه ينعزل بذلك عن تدب ي أ مر ال سلمي ‪ ،‬ول يكون له ول ية على م سلم‬
‫ل ﴾ (‪ )1‬وأي سصبيل‬
‫سصِي ً‬
‫ِينص َعلَى الْ ُم ْؤمِنِيَ َب‬
‫ّهصِللْكَاِفر َ‬
‫جعَلَ الل ُ‬
‫بال ‪ ،‬قال تعال ‪ ﴿ :‬وَلَن يَ ْ‬
‫أعظم من سبيل المامة ؟ وف الديث الذي رواه عبادة بن الصامت رضي ال تعال عنه‬
‫قال ‪ ( :‬بايعنا ‪ -‬أي رسول ال ‪ -‬على السمع والطاعة ف منشطنا ومكرهنا وعسرنا‬
‫ويسرنا‬

‫‪ )(1‬النساء آية ‪. 141‬‬

‫‪468‬‬
‫وأثرة علينصا ‪ ،‬وأل ننازع المصر أهله إل أن تروا كفرًا بواحًصا عندكصم مصن ال فيصه‬
‫برهان ) (‪. )1‬‬
‫قال الطاب ‪ ( :‬معن « بواحًا » يريد ظاهرًا باديًا من قولم باح بالشيء يبوح بوحًا‬
‫وبواحًا إذا أذاعه وأظهره ) (‪ « )2‬وعندكم من ال فيه برهان » قال الافظ ابن حجر ‪( :‬‬
‫أي ‪ :‬نص آية أو خب صحيح ل يتمل التأويل ) (‪ . )3‬وقال النووي ‪ ( :‬الراد بالكفر هنا‬
‫الع صية ‪ ،‬ومع ن الد يث ل تنازعوا ولة المور ف وليات م ‪ ،‬ول تعترضوا علي هم إل أن‬
‫تروا منهم منكرًا مققًا تعلمونه من قواعد السلم ) (‪. )4‬‬
‫ومصن مفهوم هذا الديصث أنصه ل يشترط أن يعلن هذا الاكصم الردة عصن السصلم أو‬
‫الك فر ‪ ،‬بل يك في إظهاره لب عض الظا هر الوج بة للك فر قال الكشميي ‪ ( :‬ودل ‪ -‬أي‬
‫هذا الد يث ‪ -‬أيضًا على هذا أن أ هل القبلة يوز تكفي هم وإن ل يرجوا عن القبلة ‪،‬‬
‫وأنصه قصد يلزم الكفصر بل التزام وبدون أن يريصد تبديصل اللة ‪ ،‬وإل ل يتصج الرائي إل‬
‫برهان ) (‪. )5‬‬
‫فظاهر الديث أن من طرأ عليه الكفر فإنه يب عزله ‪ ،‬وهذا أهون ما يب على المة‬
‫نوه ‪ ،‬إذ الواجب أن يقاتل ويباح دمه بسبب ردته امتثا ًل‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬قول النب « سترون بعدي أمورًا تنكرونا » فتح الباري‬
‫(‪ ، )13/5‬ورواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المراء ف غي معصية ‪ )3/1470( ،‬ح‬
‫‪. 1709‬‬
‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/8‬‬
‫‪ )(3‬نفس الصدر (‪. )13/5‬‬
‫‪ )(4‬صحيح مسلم بشرح النووي (‪. )12/229‬‬
‫‪ )(5‬إكفار اللحدين (ص ‪ )22‬للكشميي ط ‪ 1388 .‬ن ‪ .‬الجلس العلمي ف كراتشي ‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫لقوله ف الديث الذي رواه ابن عباس ‪ « :‬من بدل دينه فاقتلوه » (‪. )1‬‬
‫وقد سبق عند ذكر الشروط أن الكافر ل ولية له على السلم بال وهذا السبب ف‬
‫عزل المام مل اتفاق بي العلماء ‪ ،‬وممع عليه عندهم ‪ ،‬قال أبو يعلي ‪ ( :‬إن حدث منه‬
‫ما يقدح ف دينه ‪ ،‬نظرت فإن كفر بعد إيانه فقد خرج عن المامة ‪ ،‬وهذا ل إشكال فيه‬
‫لنه قد خرج عن اللة ووجب قتله ) (‪. )2‬‬
‫وقال القاضي عياض ‪ ( :‬أجع العلماء على أن المامة ل تنعقد لكافر وعلى أنه لو طرأ‬
‫عليه كفر وتغيي للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولية وسقطت طاعته ‪ ،‬ووجب على‬
‫السصلمي القيام عليصه وخلعصه ونصصب إمام عادل إن أمكنهصم ذلك ‪ ،‬فإن ل يقصع ذلك إل‬
‫لطائفة وجب عليهم القيام بلع الكافر ) (‪ . )3‬وقال الافظ ابن حجر ‪ ( :‬أنه ‪ -‬أي المام‬
‫‪ -‬ينعزل بالكفر إجاعًا ‪ ،‬فيجب على كل مسلم القيام ف ذلك فمن قوي على ذلك فله‬
‫الثواب ‪ ،‬ومن داهن فعليه الث ‪ ،‬ومن عجز وجبت عليه الجرة من تلك الرض (‪. )4‬‬
‫وقال السفاقسي ‪ ( :‬أجعوا على أن الليفة إذا دعا إل كفر أو بدعة يثار عليه ) (‪. )5‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ :‬ل يعذب بعذاب ال ‪ )6/149( ،‬من الفتح ‪ .‬ورواه أبو داود ف ك‬
‫‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪ . 35 :‬انظر ‪ :‬عون العبود (‪ ، )12/3‬وابن ماجة ف ك ‪ :‬الدود ‪ .‬ب ‪)2/848( ، 3 :‬‬
‫والنسائي ‪ ،‬وأحد ‪.‬‬
‫‪ )(2‬العتمد ف أصول الدين (ص ‪. )243‬‬
‫‪ )(3‬صحيح مسلم بشرح النووي (‪. )12/229‬‬
‫‪ )(4‬فتح الباري (‪. )13/123‬‬
‫‪ )(5‬إرشاد الساري بشرح صحيح البخاري (‪. )10/217‬‬

‫‪470‬‬
‫الثان ‪ :‬ترك الصلة والدعوة إليها ‪:‬‬
‫كما أن من السباب الوجبة لعزل المام ترك الصلة والدعوة إليها ‪ ،‬إما جحودًا فهذا‬
‫كفر ويدخل ف السبب ال نف الذكر ‪ ،‬وإما تاونًا وكسلً فعلى رأي بعض العلماء أنه‬
‫معصية وكبية من الكبائر ‪ ،‬وعلى الرأي الخر أنه كفر ‪ ،‬وهناك أحاديث صحيحة تشهد‬
‫(‪)1‬‬
‫لذا الرأي منها قوله ‪ « :‬العهد الذي بيننا وبينهم الصلة ‪ ،‬فمن تركها فقد كفر »‬
‫‪ .‬وغيه من الحاد يث ول يس هذا م ل ب ث لذه ال سألة ‪ .‬فعلى أي الال ي ي ب عزل‬
‫ل بالحاد يث الواردة ف ذلك وال ت ن ت عن منابذة الئ مة‬ ‫المام الذي يترك ال صلة عم ً‬
‫الورة ونقض بيعتهم وعن مقاتلتهم بشرط إقامتهم الصلة ومن الحاديث ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما رواه مسلم عن عوف بن مالك رضي ال تعال ع نه قال ‪ :‬سعت ر سول ال‬
‫يقول ‪ « :‬خيار أئمت كم الذ ين تبون م ويبون كم ‪ ،‬وت صلون علي هم وي صلون علي كم ‪،‬‬
‫وشرار أئمت كم الذ ين تبغضون م ويبغضون كم ‪ ،‬وتلعنون م ويلعنون كم » ‪ .‬قال ‪ :‬قل نا يا‬
‫ر سول ال ‪ :‬أفل ننابذ هم ع ند ذلك ؟ قال ‪ « :‬ل ما أقاموا في كم ال صلة ‪ ،‬ل ما أقاموا‬
‫فيكم الصلة ‪ » ...‬الديث (‪ . )2‬ومن مفهوم الديث أنه مت تركوا إقامة الصلة فإنم‬
‫ينابذون ‪ ،‬والنابذة هي الدافعة والخاصمة والقاتلة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ ، 9 :‬ترك الصلة ‪ .‬وقال ‪ :‬حسن صحيح غريب ‪ )5/14( .‬ح‬
‫‪ ، 2618‬ورواه النسائي ف ك ‪ :‬الصلة ‪ .‬ب ‪ ، 8‬الكم ف تارك الصلة (‪ ، )1/231‬ورواه ابن ماجة ف ‪:‬‬
‫القامة ‪ .‬باب ‪ ، 77 :‬فيمن ترك الصلة (‪ ، )1/342‬وأحد ف مسنده (‪. )5/346‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬خيار الئمة وشرارهم ‪ )3/1482( ،‬ح ‪. 1855‬‬

‫‪471‬‬
‫‪ -2‬كما يدل على ذلك أيضًا الديث الذي رواه مسلم وغيه عن أم سلمة رضي ال‬
‫عنها قالت ‪ :‬إن رسول ال قال ‪ « :‬إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون ‪ ،‬فمن‬
‫كره فقد برئ ‪ ،‬ومن أنكر فقد سلم ‪ ،‬ولكن من رضي وتابع » ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أفل نقاتلهم ؟‬
‫قال ‪ « :‬ل ما صلوا » (‪. )1‬‬
‫وهذا الد يث ف يه الت صريح بقاتلة المراء الذ ين ل ي صلون ‪ ،‬ومعلوم أن القاتلة هي‬
‫آخر وسيلة من وسائل العزل كما سيأت ‪.‬‬
‫وقد سبق ذكر كلم القاضي عياض وادعاؤه إجاع العلماء على عزل المام ( لو ترك‬
‫إقامة الصلة والدعوة إليها ) (‪. )2‬‬
‫الثالث ‪ :‬ترك الكم با أنزل ال ‪:‬‬
‫وهذا السبب أيضًا كالذي قبله تستوي فيه الصور من الكم بغي ما أنزل ال الخرجة‬
‫لفاعلها من السلم ‪ ،‬وكذلك الصور الت ل ترجه من اللة ‪ ،‬وقد سبق بث هذه الصور‬
‫وتفنيدها ‪.‬‬
‫والذي يدل على أن هذا ال سبب مو جب لعزل المام بم يع صوره الكفرة والف سقة‬
‫هو ورودها مطلقة ف الحاديث النبوية الصحيحة التية ‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب النكار على المراء فيما يالف الشرع ‪ )3/1483( ،‬ح‬
‫‪ ، 1854‬ورواه الترمذي ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ . 78 :‬وقال ‪ :‬حسن صحيح (‪ )4/529‬ح ‪ ، 2265‬ورواه‬
‫أبو داود ف ك ‪ :‬السنة ‪ .‬ب ‪ :‬ف قتل الوارج ‪ ،‬عون العبود (‪ ، )13/106‬ورواه أحد ف مسنده (‬
‫‪. )6/395‬‬
‫‪ )(2‬صحيح مسلم بشرح النووي (‪. )12/229‬‬

‫‪472‬‬
‫‪ -1‬عن أنس بن مالك ر ضي ال تعال عنه أن ر سول ال قال ‪ « :‬ا سعوا وأطيعوا‬
‫وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب ال » (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬وعن أم الصي الحسية رضي ال تعال عنها قالت ‪ ( :‬حججت مع رسول ال‬
‫حجصة الوداع ‪ ...‬إل أن قالت ‪ :‬ثص سصعته يقول ‪ « :‬إن أمصر عليكصم عبصد مدع ‪-‬‬
‫حسبتها قالت ‪ :‬أسود ‪ -‬يقودكم بكتاب ال فاسعوا له وأطيعوا » ‪ .‬وف رواية ‪ :‬الترمذي‬
‫والنسائي سعته يقول ‪ « :‬يا أيها الناس اتقوا ال وإن أمر عليكم عبد حبشي مدع فاسعوا‬
‫له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب ال » (‪. )2‬‬
‫فهذه الحاديث واضحة الدللة على أنه يشترط للسمع والطاعة أن يقود المام رعيته‬
‫بكتاب ال ‪ .‬أما إذا ل يكم فيهم شرع ال فهذا ل سع له ول طاعة وهذا يقتضي عزله ‪،‬‬
‫وهذا ف صور الكم بغي ما أنزل ال الفسقة ‪ ،‬أما الكفرة فهي توجب عزله ولو بالقاتلة‬
‫كما سبق بيانه ف السبب الول وال أعلم ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬الفسق والظلم والبدعة ‪:‬‬
‫سبق الدث على أن من التفق عليه بي العلماء أن المامة ل تعقد لفاسق ابتداء ‪ .‬قال‬
‫القرطب ‪ ( :‬ل خلف بي المة أنه ل يوز‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ف ‪ :‬الحكام ‪ .‬باب ‪ :‬السمع والطاعة للمام ما ل تكن معصية ‪ ،‬وغيه وسبق تريه ف‬
‫الشروط (ص ‪. )229‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬وجوب طاعة المراء ف غي معصية ‪ ،‬ح ‪، )3/1468( 1838‬‬
‫والترمذي ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ :‬ما جاء ف طاعة المام ‪ ،‬ح ‪ ، )4/209( 1706‬والنسائي ك ‪ :‬ف البيعة ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬الض على طاعة المام (‪. )7/154‬‬

‫‪473‬‬
‫أن تعقد المامة لفاسق (‪ . )1‬وسبق تفصيل الدلة الواردة ف ذلك عند الديث عن شرط‬
‫العدالة ‪.‬‬
‫لكن لو انعقدت المامة لعادل ث طرأ عليه الفسق فما الكم ؟ هنا حصل اللف بي‬
‫العلماء فمنهم من قال يستحق العزل وتنتقض بيعته ‪ ،‬ومنهم من قال باستدامة العقد ما ل‬
‫يصل به الفسق إل ترك الصلة أو الكفر ‪ ،‬وفصل آخرون القول ف ذلك على ما سيأت ‪:‬‬
‫(‪ )1‬القائلون بالعزل مطلقًا ‪:‬‬
‫وهؤلء يرون أن طروء الفسق كأصالته ف إبطال العقد وذلك لنتفاء الغرض القصود‬
‫أصصلً مصن المامصة ‪ ،‬ونسصب القرطصب هذا القول للجمهور فقال ‪ ( :‬قال المهور ‪ :‬إنصه‬
‫تنف سخ إمام ته ‪ ،‬ويلع بالف سق الظا هر العلوم ‪ ،‬ل نه قد ث بت أن المام إن ا يقام لقا مة‬
‫الدود واستيفاء القوق ‪ ،‬وحفظ أموال اليتام والجاني ‪ ،‬والنظر ف أمورهم ‪ ،‬وما فيه‬
‫من الفسق يقعده عن القيام بذه المور والنهوض با ‪. ) ...‬‬
‫(‪)2‬‬
‫قال ‪ ( :‬فلو جوزنا أن يكون فاسق أدى إل إبطال ما أقيم له ‪ ،‬وكذلك هذا مثله )‬
‫‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ونسب الزبيدي هذا القول إل الشافعي ف القدي (‪ ، )3‬وإليه ذهب بعض أصحابه )‬
‫وهو الشهور عن أب حنيفة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الامع لحكام القرآن (‪. )1/270‬‬


‫‪ )(2‬الامع لحكام القرآن (‪. )1/271‬‬
‫‪ )(3‬إتاف السادة التقي بشرح إحياء علوم الدين (‪. )2/233‬‬
‫‪ )(4‬مآثر النافة (‪. )1/72‬‬

‫‪474‬‬
‫وهو مذهب العتزلة والوارج ‪ ،‬أما العتزلة فقد قال عنهم القاضي عبد البار ‪ ( :‬فأما‬
‫الحداث الت يرج با من كونه إمامًا فظهور الفسق سواء بلغ حد الكفر أو ل يبلغ لن‬
‫ذلك يقدح ف عدال ته ) قال ‪ ... ( :‬ل فرق ب ي الف سق بالتأو يل ‪ ،‬وب ي الف سق بأفعال‬
‫الوارح ف هذا الباب عند مشاي نا ‪ ...‬وهذا م ا ل خلف ف يه ‪ ،‬لن م أجعوا أ نه يه تك‬
‫بالفجور وغيه ( وكذا ) أنه ل يبقى على إمامته ) (‪. )1‬‬
‫وأما الوارج فإنم لا كانوا يقولون بأن الفسق يرج مرتكبه من اليان قالوا بانعزال‬
‫المام إذا فسق لنه حينئذ ليس مؤمنًا ‪ -‬على مذهبهم ‪ -‬وغي الؤمن ل يصلح أن يكون‬
‫إمامًا ‪ ،‬وما أجعت عليه الوارج هو ( الروج على الئمة ) (‪. )2‬‬
‫(‪ )2‬القائلون بعدم العزل بالفسق مطلقًا ‪:‬‬
‫وهم جهور أهل السنة ‪ ،‬قال القاضي عياض ‪ ( :‬وقال جهور أهل السنة من الفقهاء‬
‫والحدثي والتكلمي ل ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل القوق ول يلع ول يوز الروج‬
‫عليه بذلك بل يب وعظه وتويفه ) (‪. )3‬‬
‫وقال النووي ‪ ( :‬إن المام ل ينعزل بالفسصق على الصصحيح ) (‪ )4‬وقال أبصو يعلى فص‬
‫العتمد ‪ ( :‬ذكر شيخنا أبو عبد ال ف كتابه عن أصحابنا أنه ل ينخلع بذلك ‪ ،‬أي بفسق‬
‫الفعال كأخذ الموال وضرب البشار ‪ ،‬ول يب الروج عليه ‪ ،‬بل يب وعظه وتويفه‬
‫‪ ،‬وترك طاعته ف شيء ما‬

‫‪ )(1‬الغن ف أبواب التوحد والعدل (‪ )20/170‬ق ‪. 2‬‬


‫‪ )(2‬الفرق بي الفرق (ص ‪. )73‬‬
‫‪ )(3‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪. )12/229‬‬
‫‪ )(4‬روضة الطالبي (‪. )10/48‬‬

‫‪475‬‬
‫يدعو إليه من معاصي ال تعال ) (‪. )1‬‬
‫وذ هب ف كتا به ( الحكام ال سلطانية ) إل أن الف سق ( ل ي نع من ا ستدامة الما مة‬
‫سواء كان متعلقًا بأفعال الوارح وهو ارتكاب الحظورات وإقدامه على النكرات إتباعًا‬
‫لشهوة ‪ ،‬أو كان متعلقًا بالعتقاد وهصو ‪ :‬التأول لشبهصة تعرض يذهصب فيهصا إل خلف‬
‫الق ) (‪. )2‬‬
‫ث استدل على ما ذهب إليه بكلم المام أحد ف النع من الروج على الئمة لا ف‬
‫ذلك من إحياء الفتنة ‪ ،‬وبالحاديث المرة بالصب على جور الئمة وسيأت ذلك موضحًا‬
‫فيما بعد ‪.‬‬
‫لكن ما ينبغي التنبيه إليه ف هذا القام هو أن الراد هنا هل الفسق يعله مستحقًا للعزل‬
‫أم ل ؟ أما عن الروج والقاتلة بالسيف فهذه سيأت الكلم عليها ‪ ،‬علمًا بأن هناك طرقًا‬
‫للعزل غ ي ال سيف ‪ ،‬سيأت إيضاح ها قريبًا ‪ ،‬ول يس كل من ا ستحق العزل يعزل ‪ ،‬وإن ا‬
‫ين ظر إل ما سيترتب على هذا العزل ‪ ،‬فإن تر تب عل يه فت نة أ كب ل ي ز العزل والروج‬
‫عل يه ‪ .‬ك ما ل يوز إنكار الن كر بن كر أع ظم م نه ‪ ،‬أ ما إذا أم نت الفت نة وقدر على عزله‬
‫بوسيلة ل تؤدي إل فت نة ففي هذه الال يقوم أ هل ال ل والع قد بعزله لنم الذ ين أبرموا‬
‫معه عقد المامة ‪ ،‬فهم الذين يلكون نقضه ‪.‬‬

‫‪ )(1‬العتمد ف أصول الدين (ص ‪. )243‬‬


‫‪( )(2‬ص ‪. )20‬‬

‫‪476‬‬
‫(‪ )3‬ومنهم من فصل ف ذلك ‪:‬‬
‫وهذا التفصيل من جهتي ‪ :‬من جهة ماهية الفسق ‪ ،‬ومن جهة زمان العزل ‪.‬‬
‫أ‪ -‬فأ ما ما يتعلق باه ية الف سق ‪ :‬ف قد ذ كر الاوردي الشاف عي أن الف سق الا نع لع قد‬
‫المامة واستدامتها على ضربي ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬ما تابع فيه الشهوة ‪ .‬وهو ‪ :‬فسق الوارح ‪ ،‬وهو ‪ :‬ارتكابه الحظورات ‪،‬‬
‫وإقدامصه على النكرات ‪ ،‬تكيمًا للشهوة وانقيادًا للهوى ‪ .‬قال ‪ ( :‬فهذا فسصق ينصع مصن‬
‫انعقاد المامة ومن استدامتها ‪ ،‬فإذا طرأ على من انعقدت إمامته خرج منها ) (‪. )1‬‬
‫الثا ن منه ما متعلق ‪ :‬بالعتقاد والتأول لشب هة تعترض فيتأول ل ا خلف ال ق ‪ ،‬ف قد‬
‫اختلف العلماء في ها ( فذ هب فر يق من هم إل أن ا ت نع من انعقاد الما مة و من ا ستدامتها‬
‫ويرج بدوثه منها ‪ ...‬وقال كثي من علماء البصرة ‪ :‬إنه ل ينع من انعقاد المامة ول‬
‫يرج به منها ‪ ،‬كما ل ينع ولية القضاء وجواز الشهادة ) (‪. )2‬‬
‫ب‪ -‬أما ما يتعلق بزمان العزل ففيها ثلثة أوجه وهي كالتال ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬ينخلع بنفس الفسق ‪ ...‬كما لو مات ‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )17‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية (ص ‪. )17‬‬

‫‪477‬‬
‫والثان ‪ :‬ل ينخلع حت يكم بلعه ‪ ،‬كما إذا فك عنه الجر ث صار مبذرًا ‪ ،‬فإنه ل‬
‫يصح أن يصي مجورًا عليه إل بالكم ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬إن أمكن استتابته وتقوي اعوجاجه ل يلع وإن ل يكن ذلك خلع (‪. )1‬‬
‫وهذا الوجصه هصو الذي رجحصه الوينص (‪ )2‬وذهصب إليصه ابصن حزم الظاهري فقال ‪:‬‬
‫( والواجب إن وقع شيء من الور وإن قل أن يكلم المام ف ذلك وينع منه ‪ ،‬فإن امتنع‬
‫وراجع الق وأذعن للقود من البشرة أو العضاء ولقامة حد الزنا والقذف والمر عليه‬
‫فل سبيل إل خلعه ‪ .‬وهو ‪ :‬إمام كما كان ل يل خلعه ‪ ،‬فإن امتنع من إنفاذ شيء من‬
‫هذه الواجبات عليه ول يراجع وجب خلعه وإقامة غيه من يقوم بالق ) (‪. )3‬‬
‫وقد استدل القائلون بالعزل بالدلة الدالة على اشتراطه ف عقد المامة ابتداء ‪ -‬وسبق‬
‫ذكر ها ‪ -‬قالوا ‪ :‬فكذلك ه نا ‪ ،‬ولن الغرض من الن صب هو حا ية جناب الد ين ور فع‬
‫الظلم وتقيق العدل ‪ ،‬فإذا انتفت هذه الصال انتفى مقصود المامة والمامة واجبة شرعًا‬
‫كما مر فدل على أنه ل بد أن يكون المام عاد ًل ‪.‬‬
‫واستدل الانعون بالحاديث الصحيحة الكثية ف المر بالصب على جور الئمة وعدم‬
‫نزع اليد من الطاعة ‪ ،‬وبا يترتب على العزل من‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬تكملة الجموع للمطيعي (‪. )17/520‬‬


‫‪ )(2‬غياث المم (ص ‪ ، )92‬وانظر ‪( :‬ص ‪ )76‬و (ص ‪. )88‬‬
‫‪ )(3‬الفصل (‪. )4/176‬‬

‫‪478‬‬
‫فت وإراقة الدماء وقد يلب دفع هذا النكر منكرًا أكب منه وهذا ل يوز ‪ ،‬وسيأت زيادة‬
‫بيان وتفصيل لذه الدلة قريبًا إن شاء ال ‪.‬‬
‫الامس ‪ :‬نقص التصرف ‪:‬‬
‫ومصن مسصببات العزل أيضًا نقصص التصصرف ‪ ،‬وذلك بأن يطرأ على المام مصا يقيصد‬
‫تصرفاته أو يبطلها ‪ ،‬وقد قسمه العلماء إل حجر وقهر ‪:‬‬
‫أ‪ -‬فال جر ‪ ( :‬هو ‪ :‬أن ي ستول عل يه من أعوا نه من ي ستبد بتنف يذ المور من غ ي‬
‫تظاهر بعصية ول ماهرة بشاقه ) (‪. )1‬‬
‫فهذا ل يقت ضي عزله وخرو جه من أحكام الما مة ‪ ،‬وإن ا ين ظر إل أفعال من ا ستول‬
‫على أموره وهي ‪ :‬ل ترج عن صورتي ‪.‬‬
‫‪ -1‬أمصا أن تكون جاريصة على أحكام الديصن ومقتضصى العدل ‪ ،‬وفص هذه الالة يوز‬
‫( إقراره عليها تنفيذًا لا وإمضاء لحكمها ‪ ،‬لئل يقف من المور الدينية ما يعود بفساد‬
‫على المة ) (‪. )2‬‬
‫‪ -2‬وإ ما أن تكون أفعاله خارج ية عن ح كم الد ين ومقت ضى العدل ف في هذه الال‬
‫( ل يز إقراره عليها ‪ ،‬ولزمه أن يستنصر من يقبض يده ويزيل تغلبه ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪ ، )19‬ولب يعلى (ص ‪. )22‬‬


‫‪ ) (2‬نفس الرجع للماوردي (ص ‪ ، )20‬لب يعلى (ص ‪. )23‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪ ، )23‬وللماوردي (ص ‪. )20‬‬

‫‪479‬‬
‫ب‪ -‬أما الفهر فله صورتان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬السر ‪:‬‬
‫وهو ‪ :‬أن يصي مأسورًا ف يد عدو قاهر ل يقدر على اللص منه ‪ ،‬سواء كان هذا‬
‫العدو مشركًا أو مسلمًا باغيًا ‪ ،‬وهذا السألة تتاج إل تفصيل كما سيأت ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون مرجو اللص من هذا السر فهو ف هذه حال باق على إمامته ‪ ،‬قال‬
‫الاوردي ‪ ( :‬وهو على إمامته ما كان مرجو اللص مأمول الفكاك إما بقتال أو بفداء )‬
‫(‪ )1‬وعلى كافة المة استنقاذه لا أوجبته المامة من نصرته ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون ميئوسًا من خلصه ‪ ،‬وف هذه الال ينظر إل السر ‪:‬‬
‫أ‪ -‬فإن كانوا الشركي ‪ :‬فعلى أهل الل والعقد استئناف بيعة غيه على المامة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كانوا بغاة ‪ :‬فلن يلو حالم من أمرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬إ ما أن يكونوا قد ن صبوا لنف سهم إمامًا دخلوا ف بيع ته ‪ ،‬وانقادوا لطاع ته ف في‬
‫هذه الال يكون ( المام الأسور ف أيديهم خارجًا من‬

‫‪ ) (1‬الصدر السابق (نفس الصفحات) ‪.‬‬

‫‪480‬‬
‫المامة بالياس من خلصه ‪ ،‬لنم قد انازوا بدار تفرد حكمها عن الماعة وخرجوا با‬
‫عن الطاعة ‪ ،‬فلم يبق لهل العدل بم نصرة وللمأسور معهم قدرة ‪ ،‬وعلى أهل الختيار‬
‫فص دار العدل أن يعقدوا المامصة لنص ارتضوا لاص فإن خلص الأسصور ل يعصد إل المامصة‬
‫لروجه منها ) (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬وإما أن يكونوا ل ينصبوا لم إمامًا ‪ ،‬بل كانوا فوضى ل إمام لم ففي هذه الالة‬
‫يكون ( المام الأسصور فص أيديهصم على إمامتصه ‪ ،‬لن بيعتهصم له لزمصة وطاعتصه عليهصم‬
‫واجبة ‪ ،‬فصار معهم كمصيه مع أهل العدل إذا صار تت الجر ‪ ،‬وعلى أهل الختيار‬
‫أن يستنيبوا عنه ناظرًا يلفه إن ل يقدر على الستنابة ‪ ،‬فإن قدر عليها كان أحق باختيار‬
‫من يستنيبه منهم ) (‪. )2‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬أن يرج عليه من يستول على المامة بالقوة ‪:‬‬
‫وهذا أحد طرق انعقاد المامة كما سبق ذكره ‪ ،‬وهو ما يسمى بالقهر والغلبة ‪ ،‬وف‬
‫هذه الال إذا ت كن هذا القا هر وغلب على المام الول ‪ ،‬وا ستول على تدب ي المور ‪،‬‬
‫فإن المام السصابق فص هذا الال يكون معزو ًل ‪ ،‬وتنعقصد المامصة لذا السصتول الديصد‬
‫للضرورة ‪ ،‬وحت ل يقع الناس ف الفوضى والفتنة ‪ ،‬ويعمّ الفساد ‪ ،‬وقد صلى ابن عمر‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية لب يعلي (ص ‪ ، )23‬وللماوردي (ص ‪. )20‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪ ، )20‬ولب يعلي (ص ‪. )23‬‬

‫‪481‬‬
‫رضصي ال تعال عنهمصا بأهصل الدينصة يوم الرّة (‪ )1‬وقال ‪ ( :‬ننص مصع مصن غلب ) (‪. )2‬‬
‫وقال ‪ ( :‬ل أقاتل ف الفتنة ‪ ،‬وأصلي وراء من غلب ) (‪. )3‬‬
‫وذهب المام أحد رحه ال إل بطلن إمامة السابق كما ف رواية أب الارث ‪ ( :‬ف‬
‫المام يرج عليه من يطلب اللك ‪ ،‬فيفتت الناس فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم ‪ ،‬مع‬
‫من تكون المعة ؟ قال ‪ ( :‬مع من غلب ) (‪. )4‬‬
‫وقد سبق الديث عن هذه الطريقة ‪ ،‬وأدلة ثبوتا ‪ ،‬وأقوال العلماء فيها وأنا ليست‬
‫من الطرق الشروعة وإنا للضرورة ‪ ،‬ولن مصلحة السلمي تقتضي ذلك ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬نقص الكفاءة ‪:‬‬
‫وذلك بعجز عقلي أو جسدي له تأثي على الرأي أو العمل ‪ :‬وهذه منها ما ينع عقد‬
‫المامة ابتداء وينع استدامتها ‪ ،‬ومنها ما ينع عقدها ابتداء فقط ‪ -‬كما سبق بيانه عند‬
‫الديث على الشروط‬

‫‪ )(1‬الرة موضع قريب من الدينة ‪ ،‬ووقعة الرة هذه هي الوقعة الت حصلت بي يزيد ابن معاوية وبي أهل‬
‫الدينة لا خلعوه لا أخذوا عليه من فسق ‪ ،‬فبعث إليهم من يردهم إل الطاعة ‪ ،‬وأنظرهم ثلثة أيام ‪ ،‬فلما‬
‫رجعوا قاتلهم واستباح الدينة ثلثة أيام ‪ ...‬انظر ‪ :‬البداية والنهاية (‪. )8/232‬‬
‫‪ )(2‬الطبقات الكبى لبن سعد (‪. )4/110‬‬
‫‪ )(3‬الطبقات أيضًا (‪ . )4/149‬وإسناده صحيح إل سيف الازن ‪ ،‬أما هو فأورده ابن أب حات ول يذكر فيه‬
‫جرحًا ول تعديلً ‪ .‬انظر ‪ :‬إرواء الغليل (‪. )2/304‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )23‬‬

‫‪482‬‬
‫‪ -‬ومنها ما ل ينع العقد ل ابتداء ول ينع من استدامتها ‪ ،‬ونن ف هذا القام سنقتصر‬
‫على ما ينع من عقد المامة ابتداء ومن استدامتها ‪ ،‬لن ذلك هو الوجب للعزل فقط ‪.‬‬
‫أ‪ -‬زوال الع قل ‪ :‬بنون ونوه ‪ ،‬وهذا م ا ل خلف ف يه (‪ )1‬إذا كان دائمًا ل ين فك ‪،‬‬
‫لن النون يتصد عادة ( فلو ل ينصصبوا إمامًا آخصر لدى ذلك إل اختلل المور ‪ ،‬ولن‬
‫الجنون يب ثبوت الولية عليه ‪ ،‬فكيف يكون وليًا لكافة المة ) ؟ (‪ )2‬وأيضًا لن ذلك‬
‫( ينع القصود الذي هو إقامة الدود واستيفاء القوق وحاية السلمي ) (‪. )3‬‬
‫هذا إذا كان مطبق ًا ل يتخلله إفاقصة ‪ ،‬أمصا إذا كان يتخلله إفاقصة يعود فيهصا إل حال‬
‫السلمة ففي هذه الناحية يتاج المر إل تفصيل ( فإن كان أكثر زمانه البل فهو كما لو‬
‫كان مطبقًا ‪ -‬أي ي نع ابتداء الع قد وا ستدامته ‪ -‬وإن كان أك ثر زما نه الفا قة ف قد ق يل ‪:‬‬
‫ي نع من عقد ها ‪ ،‬و هل ي نع من ا ستدامتها ؟ فق يل ‪ :‬ي نع من ا ستدامتها ك ما ي نع من‬
‫ابتدائها ‪ ،‬لن ف ذلك إخللً بالنظر الستحق فيه ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬ل ينع من استدامتها وإن‬
‫م نع من عقد ها ‪ ،‬ل نه يرا عى ف ابتداء عقد ها سلمة كاملة و ف الروج من ها ن قص‬
‫كامل ) (‪ )4‬أما إن كان عارضًا يرجى زواله كالغماء ونوه فهذا‬

‫‪ )(1‬حكى الوين الجاع على ذلك ‪ .‬انظر ‪ :‬غياث المم (ص ‪. )93‬‬


‫‪ )(2‬مآثر النافة (‪. )1/67‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )21‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪ ، )21‬وللماوردي (ص ‪. )18‬‬

‫‪483‬‬
‫ل ينع العقد ابتداء ‪ ،‬ومن ث ل ينع استدامتها من باب أول ‪.‬‬
‫ب‪ -‬فقد بعض الواس الؤثرة ف الرأي أو العمل مثل ‪:‬‬
‫‪ -1‬العمى ‪ :‬فهذا ينع من عقدها ومن استدامتها ‪ ،‬لنه يُْبطِل القضاء وينع من جواز‬
‫الشهادة ‪ -‬على رأي المهور ‪ -‬فأول أن ي نع من صحة الما مة (‪ . )1‬أ ما ع شى الع ي‬
‫وضعف البصر فل ينع من الستدامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصمم والرس ‪ :‬ففي انعزاله بطروئهما عليه ثلثة مذاهب حكاها الاوردي‬
‫وهي ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ينعزل بذلك ك ما ينعزل بالع مى لتأثيه ا ف التدب ي والع مل ‪ ،‬ورجّح هذا‬
‫القول (‪ ، )2‬وعليه اقتصر الرافعي والنووي (‪. )3‬‬
‫الثان ‪ :‬ل ينعزل لقيام الشارة مقام السمع ‪ ،‬والروج من المامة ل يكون إل بنقص‬
‫كامل ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬إن كان يسصن الكتابصة ل يعزل ‪ ،‬وإن كان ل يسصنها انعزل ‪ ،‬لن الكتابصة‬
‫مفهومة والشارة موهومة (‪. )4‬‬
‫أما ما ل يؤثر ذهابه ف الرأي والعمل كالَشَم ف النف الذي ينع إدراك الروائح ‪،‬‬
‫وفقصد الذوق الذي يعرف بصه الطعوم فإنمصا ل يوجبان العزل بل خلف ‪ ،‬وكذلك ل‬
‫ينعزل بتمتمة‬

‫‪ )(1‬نفس الصدر والصفحة ‪.‬‬


‫‪ )(2‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )18‬‬
‫‪ )(3‬مآثر الناقة (‪. )1/68‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية (ص ‪. )18‬‬

‫‪484‬‬
‫اللسان ونوها لن نب ال موسى عليه السلم ل تنعه عقدة لسانه من النبوة فأول أل ينع‬
‫المامة (‪. )1‬‬
‫هذا وقد سبقت الشارة إل أن من الفقهاء من ل يشترط هذه المور ف المامة عند‬
‫ابتداء الع قد ‪ ،‬و من باب أول ب عد الع قد كا بن حزم وغيه لك نه رأي مرجوح ك ما سبق‬
‫تبيان ذلك ‪.‬‬
‫جص‪ -‬فقد بعض العضاء الخل فقدها بالعمل أو النهوض ‪:‬‬
‫وذلك كذهاب اليد ين أو الرجلي ‪ .‬فإذا طرأ على المام ش يء من ذلك انعزل لعجزه‬
‫عن كمال القيام بقوق ال مة ‪ .‬أ ما ما يؤ ثر ف ب عض الع مل دون ب عض كذهاب إحدى‬
‫اليدين أو إحدى الرجلي ففيه وجهان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أ نه ل يؤ ثر وإن كان ذلك ي نع ع قد الما مة ابتداء ‪ ،‬لن الع تب ف عقد ها‬
‫كمال السلمة ‪ ،‬فيعتب ف الروج منها كمال النقص ‪ ،‬وهذا هو الراجح ‪.‬‬
‫والثان ‪ :‬يؤثر لنقص الركة ‪ ،‬فلو كان ذلك ل يؤثر فقده ف عمل ول نوض كقطع‬
‫الذكر أو النثيي ‪ ،‬فهذا ل ينع من المامة ول من استدامتها ‪ ،‬لن ذلك مؤثر ف التناسل‬
‫فقط ‪ ...‬وقد استدلوا على ذلك بوصف ال ليحي بن زكريا عليهما السلم وثنائه عليه‬
‫حيَ ﴾ (‪ )2‬وقد رُوي عن‬‫فقال تعال ‪ ﴿ :‬وَ َسيّدا َو َحصُورا َونَبِيّا مّ َن الصّالِ ِ‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪ ، )21‬وانظر ‪ :‬مآثر الناقة (‪. )1/69‬‬


‫‪ )(2‬سورة آل عمران آية ‪. 39‬‬

‫‪485‬‬
‫ابن عباس رضي ال عنهما ( أنه ل يكن له ذكر يغشى به النساء ‪ )1( ) ...‬قالوا ‪ ( :‬فلما‬
‫ل ينع ذلك من النبوة ‪ ،‬فأول أن ل ينع من المامة ) (‪. )2‬‬
‫ونو ذلك سل إحدى العيني وجدع النف والذن لن ذلك ل تأثي له على القوق‬
‫وال أعلم ‪.‬‬
‫البحث الثان‬
‫وسيلة العزل‬
‫بعد الديث عن السباب السببة لعزل أئمة الور بقي النظر ف الوسيلة الت يكن أن‬
‫يُعزل با المام الستحق لذلك وهنا ثلث وسائل هي ‪:‬‬

‫‪ )(1‬روي عن ابن عباس وغيه هذا القول ورواه ابن أب حات مرفوعًا بسنده إل ابن العاص ‪ -‬ل يدري عبد‬
‫ال أو عمرو ‪ -‬عن النب ورواه موقوفًا على سعيد بن السيب ‪ .‬قال ابن كثي ‪ :‬وهو أقوى إسنادًا من‬
‫الرفوع ‪ ،‬بل وف صحة الرفوع نظر ‪ .‬ووصفه بأنه غريب جدًا ‪ .‬انظر ‪ :‬تفسي ابن كثي (‪ )2/31‬وكذلك‬
‫رواه الطبي ف التفسي (‪ )6/378‬تقيق أحد شاكر ‪ ،‬والسيوطي ف الدر النثور ج (‪ )2/22‬الرفوع‬
‫والوقوف وقال ‪ ( :‬وهو أقوى إسنادًا من الرفوع ) ولعل الراجح ف تفسي ( حصورًا ) أي ‪ :‬معصومًا من‬
‫الذنوب كما رجح ذلك القاضي عياض ف الشفاء ‪ ،‬وابن كثي ف ‪ :‬التفسي وليس كما ورد ‪ .‬انظر التفسي (‬
‫‪. )2/31‬‬
‫‪ )(2‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )21‬‬

‫‪486‬‬
‫(‪ )1‬أن يعزل المام نفسه ‪:‬‬
‫وقصد اتفصق العلماء على أن المام إذا أحصس مصن نفسصه عدم القدرة على القيام بأعباء‬
‫المامة فإن له عزل نفسه ‪ ،‬قال القرطب ‪ ( :‬يب عل يه أن يلع نفسه إذا وجد ف نفسه‬
‫نقصًا يؤثر ف المامة ) (‪ )1‬وكذلك إذا كان ف عزله إخاد لفتنة قد تزداد وتستمر إذا أصرّ‬
‫على منصبه ‪ ،‬بل هو ممود ف مثل هذه الالة إذا عزل نفسه ‪ ،‬ولذلك أثن جيع السلمي‬
‫على سبط ر سول ال ال سن بن علي ر ضي ال عنه ما حين ما عزل نف سه وتنازل عن‬
‫المامة لعاوية رضي ال عنه ‪ ،‬بعد أن بايعه أهل العراق حقنًا لدماء السلمي ‪ ،‬بل قد أثن‬
‫عل يه ق بل وقو عه جده حين ما قال ‪ ( :‬إن اب ن هذا سيد ‪ ،‬ول عل ال أن ي صلح به ب ي‬
‫فئتي من السلمي ) (‪. )2‬‬
‫أما إذا ل يكن هناك عذر شرعي للعزل ‪ ،‬بل طلبًا للتخفيف ف الدنيا والخرة فللفقهاء‬
‫ف هذه السألة رأيان ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬ينعزل ‪ :‬لن إلزامه بالستمرار قد يلحق الضرر به قي آخرته ودنياه (‪ )3‬ولنه‬
‫ك ما ل تلز مه الجا بة إل الباي عة ل يلز مه الثبات (‪ ، )4‬ول نه وك يل للم سلمي وللوك يل‬
‫عزل نفسه (‪. )5‬‬
‫الثان ‪ :‬ل ينعزل ‪ :‬واستدلوا على ذلك با روي أن أبا بكر رضي ال تعال عنه‬

‫‪ )(1‬الامع لحكام القرآن للقرطب (‪. )1/272‬‬


‫‪ )(2‬رواه البخاري من حديث أب بكرة ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 20 :‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )13/61‬‬
‫‪ )(3‬مآثر النافة (‪. )1/66‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (‪. )1/65‬‬
‫‪ )(5‬العتمد ف أصول الدين (ص ‪. )240‬‬

‫‪487‬‬
‫طلب من السلمي أن يقيلوه من منصب اللفة حينما قال ‪ ( :‬أقيلون أقيلون ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ل‬
‫وال ل نقيلك ول نستقيلك ‪ ،‬رضيك رسول ال لديننا أفل نرضاك لدنيانا ) (‪. )1‬‬
‫فلو كان عزل نفسه مؤثرًا لا طلب منهم القالة (‪. )2‬‬
‫والق أن ذلك راجع إل مصلحة السلمي العامة ‪ ،‬فإن كان ف بقائه مصلحة كإخاد‬
‫فت نة ونو ها فعل يه البقاء ‪ ،‬وإن كان ف بقائه مف سدة أ كب من ال صلحة الترت بة على بقائه‬
‫فعليه الستقالة ‪ ،‬كما فعل السن رضي ال عنه ‪ ،‬وإن كان المران متساوين فهو باليار‬
‫وال أعلم ‪.‬‬
‫(‪ )2‬السيف ( القتال والثورة السلحة ) ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وهذا هو أخطر الطرق وبسببه تنشأ الفت عادة ‪ ،‬وهو الذي يراه جيع فرق الزيدية‬
‫وجيع الوارج (‪ - )4‬ومن أجله سوا خوارج ‪ -‬وجيع العتزلة لن المر بالعروف والنهي‬
‫عن النكر أحد أصولم المسة وكثي من الرجئة وبعض الشاعرة وبعض أهل السنة كما‬
‫تقدم ‪ ،‬وإن كان فيمن سبق أن ذكرنا أنه مع القائلي باستحقاق أئمة الور والفسق العزل‬
‫‪ .‬إل أنم ليسوا ممعي على هذه الطريقة ف كل وقت وهي سل السيوف ‪ ،‬لا يترتب‬
‫عليها‬

‫‪ )(1‬ضعيف ‪ .‬قال ابن حجر ‪ :‬رواه الطالقان ف السنة من طريق شبابة بن سوار عن شعيب بن ميمون ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫هو منكر متنًا ‪ ،‬منقطع سندًا ‪ .‬انظر ‪ :‬تلخيص البي (‪. )4/52‬‬
‫‪ )(2‬مآثر النافة (‪. )1/65‬‬
‫‪ )(3‬مقالت السلميي (‪. )1/150‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (‪. )1/204‬‬

‫‪488‬‬
‫من مفاسد أعظم من الصلحة الرجوة من عزله ‪.‬‬
‫فالقصصود أنصه ل يلزم مصن قول القائل إن المام الائر الظال يسصتحق العزل ويرى‬
‫الروج عليه أنه يرى الروج دائمًا ‪ ،‬لن هناك طرقًا للعزل غي هذه الطريقة ول يترتب‬
‫علي ها ما يتر تب على هذه ‪ .‬ك ما أن كثيًا م ن ذكرناه ل يرى الروج على الئ مة وي نع‬
‫من ذلك وهم الغالبية من أهل السنة ‪ ،‬أنم يقصدون هذه الطريقة دون غيها ‪ ،‬يد ّل على‬
‫ذلك مقاطعتهم وانعزالم عن أئمة الور ‪ ،‬وتبيي فسادهم وتذير الناس منه ‪ ،‬وهذا هو‬
‫الذي تدل عليه الدلة الانعة من الروج ‪.‬‬
‫هذا و قد اختلف القائلون بال سيف والثورة ف تد يد العدد الذي ينب غي الروج عنده‬
‫إذا اجتمع ( فقال بعض الزيدية ‪ :‬إذا اجتمع عدد مثل أهل بدر ‪ ،‬وقالت العتزلة ‪ :‬إذا كُنّا‬
‫جا عة ‪ ،‬وكان الغالب في نا أ نا نك في مالفي نا ‪ ،‬وقال آخرون ‪ :‬أَيّ عدد اجت مع ‪ ،‬وقال‬
‫قائلون ‪ :‬إذا كان مقدار أهل الق نصف مقدار أهل البغي ) (‪. )1‬‬
‫(‪ )3‬الطرق السلمية الخرى ‪:‬‬
‫وهناك طرق غ ي ما تقدم ‪ ،‬من ها أن يتقدم إل الِمام الائر أ هل ال ل والع قد الذ ين‬
‫عقدوا له البيعة وينصحونه وينذرونه مغبّة انرافه ‪ ،‬ويهلونه ويصبون عليه فترة من الزمن‬
‫لعله ير جع أو يرعوي ع ما هو عل يه من ظلم وطغيان ‪ ،‬فإن أ صرّ على ذلك فعلي هم أن‬
‫يعملوا لعزله بكل الوسائل المكنة ‪ ،‬بشرط أل يترتب على ذلك مفسدة أكب من الفسدة‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬القالت (‪. )158 ، 2/157‬‬

‫‪489‬‬
‫الرجو إزالتها ‪ ،‬لن عزله من النهي عن النكر ‪ ،‬والنكر ل يرفع با هو أنكر منه ‪.‬‬
‫و من هذه الو سائل ما ي سمى ف الع صر الد يث بالع صيان الد ن (‪ )1‬وهذه الطري قة‬
‫تكون على النحو التال ‪ ( :‬إذا شعرت المة بأن هذا المام فاسق مستهتر وجائر ل يصلح‬
‫للمامة ‪ ،‬وتقدمت إليه بالنصيحة ولكنه أب واستكب ‪ ،‬فما عليها إل أن تقاطعه وتقاطع‬
‫من له به أية علقة ‪ ،‬وحينئذ يد نفسه منبوذًا من أمته فإما اعتدل وإما اعتزل ) (‪. )2‬‬
‫قلت ‪ :‬وهذه ل ا م ستند من الشرع ‪ ،‬و هو ما جاء ف ال طبان عن ال نب قال ‪« :‬‬
‫يكون ف آ خر الزمان أمراء ظل مة ‪ ،‬ووزراء ف سقة ‪ ،‬وقضاة خو نة ‪ ،‬وفقهاء كذ بة ‪ ،‬ف من‬
‫أدرك منكم ذلك فل يكونن لم جابيًا ول عريفًا ول شرطيًا » (‪ . )3‬وال أعلم ‪.‬‬
‫البحث الثالث‬
‫الروج على الئمة‬
‫الروج ف العرف الشر عي كل مة تطلق على أحوال متفاو تة ‪ ،‬وت سري علي ها أحكام‬
‫متلفة ‪ ،‬فقد يكون الراد بالروج هو عدم القرار بإمامة الِمام ‪،‬‬

‫‪ )(1‬النظام السياسي ف السلم لب فارس (ص ‪. )273‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبان ف العجم الصغي (‪ )1/204‬وقال ‪ :‬ل يروه عن قتادة إل ابن أب عروبة ‪ ،‬ول عنه إل ابن‬
‫البارك تفرد به داود بن سليمان وهو شيخ ل بأس به ‪ .‬وبنحوه عند أب يعلى ‪ ،‬ورجاله رجال الصحيح خل‬
‫عبد الرحن بن مسعود وهو ثقة ‪ .‬انظر ‪ :‬ممع الزوائد (‪. )5/240‬‬

‫‪490‬‬
‫و قد يكون بالتحذ ير م نه و من طاع ته وم ساعدته والدخول عل يه ‪ ،‬و قد يراد به القاتلة‬
‫والنابذة بال سيف ‪ ،‬وهذا الخ ي هو الراد ف أك ثر عبارات ال سلف حين ما ين صّون على‬
‫تري الروج والنهي عنه عند ذكر عقائدهم ‪.‬‬
‫وبناء على تفاوت هذه الحوال ‪ ،‬فإنصصه تعتريصصه الحكام المسصصة نظرًا لختلف‬
‫السباب واللبسات ‪ ،‬فقد يكون مرمًا وكبية من الكبائر ‪ ،‬وقد يكون مكروهًا ‪ ،‬وقد‬
‫يكون مباحًا ‪ ،‬وقد يكون مندوبًا ‪ ،‬وقد يكون واجبًا ‪ ،‬لذلك فمن الطأ إطلق القول فيه‬
‫ب كم خاص دون مراعاة لل سباب واللب سات الداع ية إل ذلك ‪ ،‬ولذا فإ نه ع ند إرادة‬
‫إطلق ال كم الشر عي على هذه القض ية فإ نه ي ب أن ين ظر إل ج يع أطراف ها بالنظار‬
‫الشرعي ومن ث يتبي الكم ‪.‬‬
‫والذي يظهر ل أن أطراف هذه القضية الت لا تأثي مباشر على الكم ثلثة هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الارجون ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخروج عليهم ‪.‬‬
‫جص‪ -‬وسيلة الروج ‪.‬‬
‫وقد سبق الديث عن وسيلة العزل با فيه الكفاية ‪ ،‬فيبقى الطرفان الخران ‪ ،‬ولذلك‬
‫كان لزامًا علينا ف هذا البحث أن نُصّهما بشيء من التفصيل ‪ ،‬حت تكون الرؤية أمامنا‬
‫واضحة فنقول ‪:‬‬
‫أو ًل الارجون ‪:‬‬
‫قسّم العلماء الارجي على الئمة إل أربعة أقسام وهم ‪:‬‬

‫‪491‬‬
‫‪ -1‬الوارج ‪:‬‬
‫وهم أصحاب الذهب العروف ‪ ،‬وهم الذين خرجوا على أمي الؤمني علي أب طالب‬
‫ر ضي ال تعال ع نه يوم التحك يم ث صار ل م آراء ومعتقدات خا صة ب م ‪ ،‬من ها إكفار‬
‫عثمان وعلي والكمي ‪ .‬وأصحاب المل ومن رضي بتحكيم الكمي رضي ال عنهم‬
‫أجعيصص ‪ ،‬ومنهصصا الكفار بارتكاب الذنوب ووجوب الروج على المام الائر (‪، )1‬‬
‫ويسمون بالرورية والشراة والارقة والحكمة وهم يصلون إل عشرين فرقة (‪. )2‬‬
‫وهؤلء قد ورد نص صريح من النب ف المر بقاتلتهم ‪ ،‬فعن أمي الؤمني علي بن‬
‫أب طالب رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال يقول ‪ « :‬سيخرج قوم ف آخر‬
‫الزمان حداث ال سنان ‪ ،‬سفهاء الحلم ‪ .‬يقولون من قول خ ي الب ية ‪ ،‬ل ياوز إيان م‬
‫حناجرهم ‪ ،‬يرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن ف‬
‫قتلهم أجرًا لن قتلهم يوم القيامة » (‪ . )3‬وغي ذلك من‬

‫‪ )(1‬الفرق بي الفرق (ص ‪. )73‬‬


‫‪ )(2‬انظر لزيادة تفصيل عنهم ‪ :‬الفرق السلمية للغراب (ص ‪ )264‬وغيه من كتب الفرق واللل ‪.‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬استتابة الرتدين ‪ .‬ب ‪ ، 6 :‬قتل الوارج ‪ ، ...‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )12/283‬ومسلم ف ك ‪ :‬الزكاة ‪ .‬ب ‪ :‬التحريض على قتال الوارج ‪ ،‬ح ‪ )2/746( 1066‬وأبو داود‬
‫ف ك ‪ :‬السنة ‪ .‬ب ‪ ، 8 :‬والترمذي ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 24 :‬والنسائي ‪ ،‬وابن ماجة ‪ ،‬والدارمي ‪ ،‬وأحد ‪،‬‬
‫وغيهم ‪.‬‬

‫‪492‬‬
‫الحاديصث الصصحيحة الكثية التص أمرت بقتالمص ‪ ،‬ووعدت مصن قتلهصم أو قتلوه بالجصر‬
‫الزيل عند ال يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاربون ‪:‬‬
‫وهم قطاع الطرق الفسدون ف الرض إذا كان لم منعة وسلح واستعرضوا الناس ‪،‬‬
‫فإن على المام ‪ -‬إذا تكن منهم أن يقيم فيهم حكم ال ف قوله ‪ -‬تعال ‪ ﴿ :‬إِنّمَا َجزَاء‬
‫س َعوْنَ فِي الرْ ضِ َف سَادا أَن ُي َقتّلُواْ َأ ْو يُ صَلّبُواْ َأ ْو ُتقَطّ عَ‬
‫الّذِي نَ ُيحَارِبُو نَ اللّ َه َورَ سُوَلهُ وََي ْ‬
‫أَيْدِيهِ ْم وََأرْجُلُهُم مّ نْ خِل فٍ َأوْ يُن َفوْْا مِ نَ ا َلرْ ضِ ‪ ﴾ ...‬ال ية (‪ )1‬وك ما ف عل ال نب‬
‫بالعرنيي ‪ ،‬أما إذا ل يتمكن المام منهم بعسكره فإن على باقي الرعية أن تقاتل معه حت‬
‫يقيم الد عليهم إذا استوجبوا ذلك ‪.‬‬
‫‪ -3‬البغاة ‪:‬‬
‫وهم الذين يرجون على المام العادل طلبًا للملك بتأويل سائغ ‪ ،‬أو غي سائغ (‪، )2‬‬
‫وف حكمهم من خرج على المام‬

‫‪ )(1‬سورة الائدة آية ‪. 33‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ )12/286‬وقد اختلف أصحاب الذاهب ف تديد البغي ‪ ،‬ولكن الذي يستخلص‬
‫من جيع آرائهم هو اتفاق النفية والالكية والظاهرية على أن البغي هو الروج على المام العادل مع اشتراط‬
‫النعة والتأويل ‪ ،‬كما يتبي أن الشافعية والنابلة يعتبون البغي هو الروج بالتأويل والنعة على المام العادل‬
‫والائر ‪ .‬انظر تفصيل السألة ف كتاب ‪ :‬أحكام البغاة والحاربي ‪ .‬للدكتور خالد رشيد الميلي (‪)1/40‬‬
‫فيما بعدها ‪ .‬رسالة دكتوراه من جامعة القاهرة ط ‪ 1977 .‬م ‪ .‬ن ‪ :‬دار الرية للطباعة والنشر ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫وقد ساعدت جامعة بغداد على نشره ‪.‬‬

‫‪493‬‬
‫القص انتقامًا أو عصصبية ‪ ،‬أو قبليصة ‪ ،‬أو لغرض دنيوي ‪ ،‬ونوص ذلك ‪ ،‬فهؤلء ل يقاتلون‬
‫ابتداء ‪ ،‬وإن ا يسعى ف الصلح بين هم وبي المام ‪ ،‬فإن كان ل م مظلمة رفعت عنهم ‪،‬‬
‫وإن كان لمص شبهصة بيص لمص وجصه القص فيهصا ‪ ،‬وإن كان لمص حصق أعطوا إياه ‪ ،‬فإن ل‬
‫ينصصاعوا بعصد ذلك إل الصصلح وبدأوا فص القتال ففصي هذه الالة يقاتلون عملً بقوله‬
‫تعال ‪ ﴿ :‬وَإِن طَاِئفَتَان ِص مِن َص الْ ُم ْؤمِنِيَ اقَْتتَلُوا فَأَص ْصلِحُوا َبيَْنهُمَا فَإِن َبغَت ْصإِحْدَاهُمَا عَلَى‬
‫َصصلِحُوا َبيَْنهُمَا بِاْلعَدْلِ‬
‫َاءتص فَأ ْ‬
‫ّهص فَإِن ف ْ‬ ‫الُْأ ْخرَى َفقَاتِلُوا الّتِي تَبْغِي حَتّىص َتفِيءَ ِإلَى َأ ْمرِ الل ِ‬
‫سطُوا إِنّ اللّ هَ يُحِبّ الْ ُمقْ سِ ِطيَ ﴾ (‪ . )1‬ولقوله ‪ « :‬من أتا كم وأمر كم ج يع على‬ ‫وَأَقْ ِ‬
‫رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جاعتكم فاقتلوه » (‪. )2‬‬
‫وهذه الق سام الثل ثة أوجز نا الد يث عن ها لن م ل ا ستكمال الد يث عن ها ك تب‬
‫الفقه لن شاء التفصيل والزيادة على خلف بي الفقهاء ف أحكامهم ‪ ،‬أما الذي يلزم بيانه‬
‫ف هذا الفصل فهم أهل القسم الرابع التال ‪:‬‬
‫‪ -4‬أهل الق ‪:‬‬
‫وهم أهل عدل خرجوا على إمام جائر ‪ ،‬أو هم كما قال الافظ ابن حجر ‪ ( :‬قسم‬
‫خرجوا غضبًا للدين من أجل جور الولة‬

‫‪ )(1‬سورة الجرات ‪. 9‬‬


‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬حكم من فرق أمر السلمي ‪ ،‬ح ‪. )3/1480( 1852‬‬

‫‪494‬‬
‫وترك عملهم بالسنة النبوية ‪ ،‬فهؤلء هم أهل حق ‪ ،‬ومنهم السي بن علي وأهل الدينة‬
‫ف الرّة والقراء الذين خرجوا على الجاج ) (‪ )1‬فهؤلء ل توز مقاتلتهم على الصحيح ‪،‬‬
‫قال الافظ ‪ ( :‬وأما من خرج عن طاعة إمام جائر أراد الغلبة على ماله أو نفسه أو أهله‬
‫فهو معذور ول ي ّل قتاله ‪ ،‬وله أن يدفع عن نفسه وماله وأهله بقدر طاقته ) ‪ .‬وقد َأ ْو َردَ‬
‫على هذا القول ما يدل عل يه فقال ‪ ( :‬قد أخرج ال طبي ب سند صحيح عن ع بد ال بن‬
‫الارث عن رجل من بن نضر (‪ )2‬عن ‪ -‬علي وذكر الوارج ‪ -‬فقال ‪ ( :‬إن خالفوا إمامًا‬
‫عادلً فقاتلوهم ‪ ،‬وإن خالفوا إمامًا جائرًا فل تقاتلوهم ‪ ،‬فإن لم مقا ًل ) (‪. )3‬‬
‫وقال ابن حزم ‪ ( :‬وأما الورة من غي قريش فل يل أن يقاتل مع أحد منهم ‪ ،‬لنم‬
‫كلهم أهل منكر إل أن يكون أحدهم أقلّ جورًا فيقاتل معه من هو أجور منه ) (‪. )4‬‬
‫وعلى هذا فإنصه إذا كان المام جائرًا وخرج عليصه عادل فل توز مقاتلة العادل ‪ ،‬أمصا‬
‫إذا كان المام عادلً وخرج عليصه عادل مثله (‪ )5‬أو كان جائرًا وخرج عليصه جائر مثله ‪،‬‬
‫ففي مثل هذه الالة يكون القتال قتال فتنة ‪ ،‬والول ترك القتال فيها للنصوص الواردة ‪-‬‬
‫وستأت قريبًا إن شاء ال ‪.‬‬

‫‪ )(1‬فتح الباري (‪. )12/286‬‬


‫‪ )(2‬ل حظ أن ف السند جهالة وقد حكم بصحته فكيف يكون ذلك ؟!‬
‫‪ )(3‬فتح الباري (‪. )12/301‬‬
‫‪ )(4‬الحلى (‪. )10/508‬‬
‫‪ )(5‬العادل ل يرج على العادل عادة ‪ ،‬وخروجه على العادل يشهد بأنه ليس بعادل ‪ ،‬لن الروج على المام‬
‫العادل ظلم وفسق كبية من الكبائر كما سبق بيانه ‪.‬‬

‫‪495‬‬
‫كما ل تب طاعة المام وإن كان عادلً إذا أمر بقاتلتهم ( إذ طاعته إنا تب فيما ل‬
‫يعلم الأمور أنا معصية بالنص ‪ ،‬فمن علم أن هذا هو قتال الفتنة الذي تركه خي من فعله‬
‫ص معي خاص ‪ -‬أي الحاديث الناهية عن القتال ف الفتنة ‪-‬‬ ‫ل يب عليه أن يعدل عن ن ّ‬
‫إل نص عام مطلق ف طاعة أول المر ‪ ،‬ولسيما وقد أمر ال تعال عند التنازع بالرد إل‬
‫ال والر سول (‪ )1‬قال ال طبي ‪ ( :‬وال صواب أن يقال ‪ :‬إن الفت نة أ صلها البتلء ‪ ،‬وإنكار‬
‫النكر واجب على كل من قدر عليه ‪ ،‬فمن أعان الحق أصاب ‪ ،‬ومن أعان الخطئ أخطأ‬
‫‪ ،‬وإن أشكل المر فهي الالة الت ورد النهي عن القتال فيها ) (‪. )2‬‬
‫هذا في ما ي ص مقاتلة أ هل ال ق أ ما مقاتلة الكفار والرتد ين فهذا وا جب مع ج يع‬
‫الئ مة سواء كانوا عدولً أم فجارًا ‪ ،‬ك ما ت ب ال صلة خلف هم ف الم عة والماعات ‪،‬‬
‫لن هذه المور كلها أمور تعبدية طاعة ل تعال تب إقامتها ‪ ،‬سواء كان هناك إمامًا أم‬
‫ل ‪ ،‬سواء كان هذا المام صالًا أم فاجرًا ‪ ،‬لن صلحه وفجوره ف هذا القام على نفسه‬
‫‪ ،‬وهذا مل اتفاق بي أهل السنة والماعة ‪ ،‬ول يشذ عنهم إل بعض أهل البدع ‪ ،‬وكانوا‬
‫ين صّون عليه عادة عند ذكر عقائدهم ‪ ،‬قال المام أحد ‪ ( :‬الهاد ماض قائم مع الئمة‬
‫بروا أو فجروا ‪ .‬ل يبطله جور جائر ‪ ،‬ول عدل عادل ‪ ،‬والمعصة والعيدان والجص مصع‬
‫السلطان وإن ل يكونوا بررة عدو ًل أتقيا ‪. )3( ) ...‬‬
‫هذه هي أقسام الذين يرجون على الئمة ‪ .‬ولكل قسم من هذه‬

‫‪ )(1‬مموعة فتاوى شيخ السلم ابن تيمية (‪. )4/443‬‬


‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/31‬‬
‫‪ )(3‬طبقات النابلة (‪ )1/26‬وبنحوه انظر ‪ :‬عقيدة السلف وأصحاب الديث لب عثمان الصابون ضمن‬
‫مموعة الرسائل النيية (‪ )1/129‬وغيها ‪.‬‬

‫‪496‬‬
‫القسام أحكامه الاصة به ف القتال ‪ ،‬وكل واحد منها يغاير الخر ‪ ،‬ولذلك فقد عاب‬
‫ش يخ السلم ا بن تيم ية على كث ي من الفقهاء من أ صحاب أ ب حني فة والشافعي وأح د‬
‫وغيهم من الصنفي ف ( قتال أهل البغي ) فإنم قد يعلون قتال أب بكر لانعي الزكاة ‪،‬‬
‫وقتال علي الوارج ‪ ،‬وقتاله ل هل ال مل و صفي ‪ ،‬إل غ ي ذلك من قتال النت سبي إل‬
‫السصلم مصن باب قتال أهصل البغصي ‪ )1( ،‬قال ‪ ( :‬أمصا جهور أهصل العلم فيفرقون بيص‬
‫( الوارج الارقي ) وبي أهل المل وصفي وغي أهل المل وصفي من يُعدّ من البغاة‬
‫التأوليص ‪ ،‬وهذا هصو العروف عصن الصصحابة ‪ ،‬وعليصه عامصة أهصل الديصث والفقهاء‬
‫والتكلميص ) وقال فص موضصع آخصر ‪ ( :‬والصصنفون فص الحكام يذكرون قتال البغاة‬
‫والوارج جيعًا ‪ ،‬وليس عن النب ف قتال البغاة حديث (‪ )2‬إل حديث كوثر بن حكيم‬
‫عن نافع وهو موضوع ‪ ،‬وأما كتب الديث الصنفة مثل صحيح البخاري والسنن فليس‬
‫في ها إل قتال أهصل الردة والوارج ‪ ،‬وهصم أهصل الهواء وكذلك كتصب السصنة النصصوص‬
‫علي ها عن المام أح د ونوه ‪ ،‬وكذلك في ما أ ظن ‪ -‬والكلم ل بن تيم ية ‪ -‬ك تب مالك‬
‫وأ صحابه ل يس في ها باب قتال البغاة وإن ا ذكروا أ هل الردة والهواء ‪ ،‬قال ‪ ( :‬وهذا هو‬
‫ال صل الثا بت بكتاب ال و سنة ر سوله ‪ ،‬و هو الفرق ب ي القتال ل ن خرج عن الشري عة‬
‫وال سنة ‪ ،‬فهذا الذي أ مر به ال نب ‪ ،‬وأ ما القتال ل ن ل يرج إل عن طا عة إمام مع ي‬
‫فليس ف النصوص أمر بذلك ) (‪ )3‬ث بي ما نتج عن هذا اللط فقال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬مموعة الفتاوى (‪. )35/53‬‬


‫‪ )(2‬قال المام أحد ‪ ( :‬وهو ‪ -‬أي علي بن أب طالب رضي ال عنه ‪ -‬الذي سنّ قتالم ‪ -‬أي البغاة ‪-‬‬
‫وأحكامهم ‪ ،‬ليس عن النب ول عن اللفاء غيه فيه سنة ) مناقب الشافعي للبيهقي (‪. )1/451‬‬
‫‪ )(3‬مموعة الفتاوى (‪. )4/451‬‬

‫‪497‬‬
‫( فارتكب الولون ثلثة ماذير ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬قتال من خرج عن طا عة ملك مع ي ‪ ،‬وإن كان قريبًا م نه أو مثله ف ال سنة‬
‫والشريعة لوجود الفتراق ‪ ،‬والفتراق هو الفتنة ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬التسوية بي هؤلء وبي الرتدّين عن بعض شرائع السلم ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬التسوية بي هؤلء وبي قتال الوارج الارقي من السلم كما يرق السهم‬
‫مصن الرميصة ‪ ،‬ولذا تدص تلك الطائفصة يَدْخلون فص كثيص مصن أهواء اللوك وولة المور‬
‫ويأمرون بالقتال مع هم لعدائ هم بناء على أن م أ هل العدل وأولئك البغاة ‪ ،‬و هم ف ذلك‬
‫بنلة التعصبي لبعض أئمة العلم أو أئمة الكلم أو أئمة الشيخة على نظرائهم مدّعي أن‬
‫الق معهم ‪ ،‬أو أنم أرجح بوى قد يكون فيه تأويل بتقصي ل بالجتهاد ‪ ،‬وهذا كثي ف‬
‫علماء المة وعبادها وأمرائها وأجنادها ‪ ،‬وهو من البأس الذي ل يرفع من بينها ‪ ،‬فنسأل‬
‫ال العدل فإنه ل حول ول قوة إل به ) (‪ . )1‬أ ‪ .‬هص ‪.‬‬
‫هذه أقسام الارجي وأحكام مقاتلتهم ‪ ،‬أما عن أحكام خروجهم وقتالم ‪:‬‬
‫فالقسم الول ‪ :‬من فعل فعلهم واعتقد عقائدهم فهو مشكوك ف إسلمه ‪ ،‬خصوصًا‬
‫وقد قال ‪ « :‬يرقون من الدين مروق السهم من الرمية » (‪ ، )2‬وقد اختلف أهل السنة‬
‫ف تكفي الوارج (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬مموعة الفتاوى (‪. )2/452‬‬


‫‪ )(2‬سبق تريه قريبًا (ص ‪. )492‬‬
‫‪ )3(3‬من ذهب إل تكفي الوارج ‪ :‬المام البخاري ةالقاضي أبو بكر والسبكي والقرطب ‪ ،‬ونقله أيضًا عن‬
‫صاحب الشفاء ‪ -‬القاضي عياض – وكذلك صاحب الروضة – المام النووي )) انظر فتح الباري (‬
‫‪ )12/300‬ومن قال بعدم تكفيهم المام علي بن أب طالب وعمر بن عبد العزيز والشافعي والطاب وابن‬
‫بطال والوين وأكثر أهل الصول ‪ ،‬وابن تيمية والشاطب ‪ .‬انظر فتح الباري (‪ ، )12/300‬ومنهاج السنة (‬
‫‪ ) 62 ، 3/60‬والعتصام (‪ ، )2/186‬وكن العمال (‪. )11/320‬‬

‫‪498‬‬
‫أما القسم الثان ‪ :‬فمن فعل فعلهم فهو عاص ل تعال مستحق إقامة الد الذكور ‪.‬‬
‫حد الرابة ‪.‬‬
‫أ ما الق سم الثالث ‪ :‬فل يوز فعل هم ل ا سبق أن ذكر نا من تر ي الروج على أئ مة‬
‫العدل والوعيد الوارد ف ذلك ‪ .‬وهذا مل اتفاق بي أهل السنة والماعة ‪.‬‬
‫أما القسم الرابع ‪ :‬فهو مل نظر وهو مال البحث ف هذا الفصل وستتبي لنا النتيجة‬
‫آخر الفصل إن شاء ال ‪.‬‬
‫ثانيًا الخروج عليهم ‪:‬‬
‫أما الخروج عليهم ( الئمة ) فأحوالم متباينة من شخص لخر ‪ ،‬وواحدهم ل يرج‬
‫عن أحد ثلثة ‪ :‬إما أن يكون عاد ًل مسقطًا ‪ ،‬وإما أن يكون كافرًا مرمًا ‪ ،‬وإما أن يكون‬
‫حاله مترددًا ب ي هذ ين و هو الفا سق أو الظال ‪ ،‬وهذا قد يكون ف سقه وظل مه على نف سه‬
‫و ف أعماله الا صة ‪ ،‬و قد يتعدى ذلك إل الرع ية إ ما ف أموال م وأنف سهم أو ف دين هم‬
‫وأعراضهم ‪ .‬ولكل واحد من هؤلء حكم خاص ‪.‬‬
‫‪ -1‬المام العادل القسط ‪:‬‬
‫فهذا يرم الروج عليصه مطلق ًا وباتفاق العلماء ‪ ،‬يدل على ذلك اليصة والحاديصث‬
‫المرة بالطاعة لول المر من السلمي ‪ -‬وقد سبق تفصيلها عند الديث على القوق با‬
‫يغ ن عن العادة ‪ -‬ويدل على ذلك أيضًا اليات والحاد يث الواردة ف وجوب الوفاء‬
‫بالبيعة ‪ ،‬وما ورد من‬

‫‪499‬‬
‫النهي والتحذير من نكثها ف ذلك ‪ -‬وسبق تفصيلها أيضًا (‪ - )1‬حت ولو وجد بعد إبرام‬
‫العقد والبايعة لن هو أفضل وأكمل شروطًا ‪ -‬كما سبق بيانه عند الديث عن اشتراط‬
‫الفضلية (‪ - )2‬بل تب مناصرته ومقاتلة من ناوأه وبغى عليه إذا ل يفيء إل أمر ال (‪. )3‬‬
‫هذا و قد سبق أن بيّنّ ا أن العدالة الطلو بة ال ت بات صاف الِمام ب ا يرم الروج عل يه‬
‫كائنًا من كان هذا الارج ل تقتضي أن يكون معصومًا ف أقواله وأفعاله ‪ ،‬بل كل بشر‬
‫عرضة للوقوع ف الطأ وف بعض الذنوب ‪ ،‬لكن إذا كان حري صًا على التحرز من ذلك‬
‫ويرجع عن خطئه إذا تبي له ذلك ويستغفر ويتوب إل ال عما بدر منه ‪ ،‬ويرجع حقوق‬
‫الدميي إل أصحابا إذا ظهر له الطأ ف تصرفه فيها إذا أمكن ذلك ‪ .‬فهو بذه الصفات‬
‫من أئ مة العدل الوا جب طاعت هم والحرم الروج علي هم ب كل صور الروج الختل فة ‪.‬‬
‫ولؤلء الئمة نرجو من ال الغفرة لم فيما يقعون فيه من خطأ ولم ثواب الجتهاد الذي‬
‫بذلوه ف سبيل الوصول إل الق سواء أصابوه أم خالفوه ‪ ،‬والتائب من الذنب كمن ل‬
‫ذنب له ‪.‬‬
‫‪ -2‬الروج على الاكم الكافر الرتد ‪:‬‬
‫وهذا ‪ -‬أيض ًا ‪ -‬متفصق على وجوب الروج عليصه ومنابذتصه بالسصيف إذا قُدر على‬
‫ذلك ‪ ،‬أما إذا ل يكن لم قدرة عليه فعليهم السعي إل سلوك أقرب طريق للطاحة به ‪،‬‬
‫وتليص السلمي من تسلطه عليهم‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬فصل طرق النعقاد (ص ‪ )201‬فما بعدها ‪.‬‬


‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬فصل شروط المام (ص ‪ )284‬فما بعدها ‪.‬‬
‫‪ )(3‬للستزادة انظر ‪ :‬فصل واجبات المام وحقوقه (ص ‪ )383‬فما بعدها ‪.‬‬

‫‪500‬‬
‫مهما كلّف ذلك من جهد ‪ ،‬يدل على ذلك حديث عُبادة النف الذكر « ‪ ...‬وأل ننازع‬
‫المر أهله إل أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من ال فيه برهان » (‪. )1‬‬
‫قال الا فظ بن ح جر ‪ ( :‬وإذا و قع من ال سلطان الك فر ال صريح فل توز طاع ته ف‬
‫ذلك ‪ ،‬بل ت ب ماهد ته ل ن قدر علي ها ك ما ف الد يث ‪ ...‬يع ن حد يث عبادة ال نف‬
‫الذكر ) (‪. )2‬‬
‫وقال ف موضع آخر ‪ ( :‬إنه ‪ -‬أي الاكم ‪ -‬ينعزل بالكفر إجاعًا ‪ ،‬فيجب على كل‬
‫م سلم القيام ف ذلك ‪ ،‬ف من قوي على ذلك فله الثواب ‪ ،‬و من دا هن فعل يه ال ث ‪ ،‬و من‬
‫عجز وجبت عليه الجرة من تلك الرض ) (‪. )3‬‬
‫و قد سبق الكلم على أ نه ل ول ية لكا فر على م سلم بال ع ند الد يث عن شرط‬
‫(‪)5‬‬
‫السلم (‪ ، )4‬وعلى وجوب العزل لن ارتد عن السلم عند الديث عن أسباب العزل‬
‫با يغن عن العادة وال أعلم ‪.‬‬
‫‪ -3‬الروج على المام الفاسق ‪:‬‬
‫سبق الديث عن اختلف العلماء ف الفسق هل هو من‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬وسبق تريه (ص ‪ )454‬من هذا الفصل ‪.‬‬


‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/7‬‬
‫‪ )(3‬فتح الباري (‪. )13/123‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬فصل شروط المام ‪ :‬الشرط الول (ص ‪ )222‬فما بعدها ‪.‬‬
‫‪ )(5‬انظر ‪( :‬ص ‪ )453‬من هذا الفصل ‪.‬‬

‫‪501‬‬
‫مسصببات العزل أم ل ؟ ‪ .‬وبناء على ذلك الختلف اختلفوا أيضًا فص الروج على أئمصة‬
‫الور وسصلطي الظلم ‪ ،‬والذي يظهصر ل أن سصبب اختلفهصم هصو اختلف أفهامهصم‬
‫للنصصوص الشرعيصة الناهيصة عصن الروج ‪ ،‬والخرى الؤيدة له ‪ ،‬كمصا أن أحوال أولئك‬
‫السلطي غي منضبطة وغي ثابتة ‪ ،‬فمنهم القريب إل العدل ‪ ،‬ومنهم القريب إل الكفر ‪،‬‬
‫ومنهم الغامض ‪ ،‬ومنهم من يكون ف عصر يندر فيه الخيار ‪ ،‬ومنهم من يكون بلف‬
‫ذلك ‪ ،‬ث إن من العلماء من ينظر إل السنات ويقتصر على نصوص الطاعة ‪ ،‬ومنهم من‬
‫ي صر نظره على ال سيئات وي ستشهد بأحاد يث الروج ‪ ،‬و من ناح ية ثال ثة ين ظر ب عض‬
‫الفقهاء إل كون الارج مساويًا للمخروج عليه أو أظلم منه بينما يرى الخرون أنه أعدل‬
‫وأحق ‪.‬‬
‫لذلك فمصن الصصعب أن يكون هناك قاعدة منضبطصة ثابتصة لذا الصصنف التذبذب فص‬
‫حقيق ته و ف نظرة الناس إل يه ‪ ،‬ول كن قد يمع هم مذهبان ‪ ،‬مذ هب ل يرى الروج على‬
‫أئمة الظلم ول ييزه ‪ ،‬ومذهب آخر يرى ذلك ويوجبه ‪ ،‬والن نستعرض هذين الذهبي‬
‫وأدلة كل منهما حت يتضح لنا وجه الق إن شاء ال ‪:‬‬
‫الذهب الول‬
‫القائلون بعدم جواز الروج على الئمة الظلمة ‪:‬‬
‫ذهصب غالب أهصل السصنة والماعصة إل أنصه ل يوز الروج على أئمصة الظلم والور‬
‫بالسيف ما ل يصل بم ظلمهم وجورهم إل الكفر البواح ‪ ،‬أو ترك الصلة والدعوة إليها‬
‫أو قيادة المة بغي كتاب ال تعال‬

‫‪502‬‬
‫كما نصت عليها الحاديث السابقة ف أسباب العزل (‪. )1‬‬
‫وهذا الذهب منسوب إل الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة الت وقعت بي علي ومعاوية‬
‫رضي ال عنهما ‪ .‬وهم ‪ :‬سعد بن أب وقاص ‪ ،‬وأسامة بن زيد ‪ ،‬وابن عمر ‪ ،‬وممد بن‬
‫(‪)3‬‬
‫مسلمة (‪ ، )2‬وأبو بكرة رضي ال تعال عنهم أجعي ‪ .‬وهو ‪ :‬مذهب السن البصري‬
‫والشهور عن المام أح د بن حن بل وعا مة أ هل الد يث ‪ .‬قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية‬
‫رحهص ال ( ‪ ...‬ولذا كان مذهصب أهصل الديصث ترك الروج بالقتال على اللوك البغاة‬
‫والصب على ظلمهم إل أن يستريح بر ‪ ،‬أو يستراح من فاجر ‪. )4( ) ...‬‬
‫(‪)5‬‬
‫هذا وقد ادعى الجاع على ذلك بعض العلماء كالنووي ف شرحه لصحيح مسلم‬
‫وكابن ماهد البصري الطائي (‪ )6‬فيما حكاه عنه ابن حزم (‪ )7‬ولكن دعوى الجاع فيها‬
‫نظر ‪ ،‬لن هناك من أهل السنة من خالف ف ذلك كما سيأت ‪:‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪( :‬ص ‪ )457 - 453‬من هذا الفصل ‪.‬‬


‫‪ )(2‬الفصل ف اللل والهواء والنحل لبن حزم (‪. )4/171‬‬
‫‪ )(3‬البداية والنهاية لبن كثي (‪. )9/135‬‬
‫‪ )(4‬مموعة الفتاوى (‪. )4/444‬‬
‫‪. )12/229( )(5‬‬
‫‪ )(6‬هو ‪ :‬أبو عبد ال ممد بن أحد بن ماهد البصري الطائي التكلم ‪ .‬من كبار الشاعرة وهو ‪ :‬شيخ‬
‫الباقلن ‪.‬‬
‫‪ )(7‬مراتب الجاع لبن حزم (ص ‪. )199‬‬

‫‪503‬‬
‫الدلة ‪:‬‬
‫استدلوا على مذهبهم وهو ترك الروج على أئمة الظلم بالسيف بالدلة التالية ‪:‬‬
‫أولً ‪ :‬الحاديصث الواردة ف المصر بالطاعصة وعدم نكصث البيعصة والمصر بالصصب على‬
‫جورهم وإن رأى النسان ما يكره ‪ .‬وهي أحاديث كثية بلغت حد التواتر العنوي كما‬
‫ذكر ذلك الشوكان (‪ )1‬رحه ال ‪ .‬أهها ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث عبادة بن الصامت رضي ال تعال عنه قال ‪ ( :‬بايعنا رسول ال على‬
‫السمع والطاعة ف العسر واليسر والنشط والكره ‪ ،‬وعلى أثرة علينا وعلى أل ننازع المر‬
‫أهله إل أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من ال فيه برهان ) ‪ .‬وف رواية ‪ ( :‬وعلى أل ننازع‬
‫ال مر أهله ‪ ،‬وعلى أن نقول ال ق أين ما ك نا ل ناف ف ال لو مة لئم ) (‪ . )2‬قال ا بن‬
‫تيم ية ب عد ذكره لذا الد يث ‪ ( :‬فهذا أ مر الطا عة مع ا ستئثار ول ال مر ‪ ،‬وذلك ظلم‬
‫منه ‪ ،‬وني عن منازعة المر أهله وذلك ني عن الروج عليه ) (‪. )3‬‬
‫‪ -2‬حديصث أم سصلمة رضصي ال تعال عنهصا قالت ‪ :‬إن رسصول ال قال ‪ « :‬إنصه‬
‫ي ستعمل علي كم أمراء ‪ ،‬فتعرفون وتنكرون ‪ ،‬ف من كره ف قد برئ و من أن كر ف قد سلم ‪،‬‬
‫ولكن من رضي وتابع » ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أفل نقاتلهم قال ‪ « :‬ل ما صلوا » (‪. )4‬‬
‫‪ -3‬حديث ابن عباس رضي ال تعال عنهما عن النب قال ‪ « :‬من‬

‫‪ )(1‬نيل الوطار (‪. )7/199‬‬


‫‪ )(2‬متفق عليه ‪ .‬وسبق تريه قريبًا (ص ‪ )454‬من هذا الفصل ‪.‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )2/88‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم والترمذي وأبو داود وغيهم ‪ .‬وسبق ترجه (ص ‪ )457‬من هذا الفصل ‪.‬‬

‫‪504‬‬
‫رأى مصن أميه شيئًا يكرهصه فليصصب فإنصه مصن فارق الماعصة شصبًا فمات ‪ ...‬مات ميتصة‬
‫تاهلية » (‪. )1‬‬
‫‪ -4‬حديث عوف بن مالك الشجعي رضي ال عنه قال ‪ :‬سعت رسول ال يقول‬
‫‪ « :‬خيار أئمت كم الذ ين تبون م ويبون كم ‪ ،‬وت صلون علي هم وي صلون علي كم ‪ .‬وشرار‬
‫أئمتكم الذين تبغضونم ويبغضونكم ‪ ،‬وتلعنونم ويلعنونكم » ‪ .‬قال ‪ :‬قلنا يا رسول ال‬
‫أفل ننابذهم ؟ قال ‪ « :‬ل ما أقاموا فيكم الصلة ‪ ،‬أل من ول عليه وال فرآه يأت شيئًا من‬
‫معصية ال فليكره ما يأت من معصية ال ‪ ،‬ول ينعن يدًا من طاعة » (‪. )2‬‬
‫‪ -5‬حديث عبد ال بن عمر رضي ال تعال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬من‬
‫خلع يدًا من طاعة لقي ال يوم القيامة ول حجة له ‪ ،‬ومن مات وليس ف عنقه بيعة مات‬
‫ميتة جاهلية » (‪. )3‬‬
‫‪ -6‬حد يث حذي فة قال ‪ :‬قال ر سول ال ‪ « :‬يكون بعدي أئ مة ل يهتدون بد يي‬
‫ول يستنون بسنت ‪ ،‬وسيقوم فيهم رجال قلوبم قلوب الشياطي ف جثمان إنس » قال ‪:‬‬
‫قلت ‪ :‬ك يف أ صنع يا ر سول ال إن أدر كت ذلك ؟ قال ‪ « :‬ت سمع وتط يع وإن ضرب‬
‫ظهرك وأخذ مالك فاسع‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف الفت ‪ .‬ب ‪ :‬سترون بعدي أمورًا تنكرونا ‪ ،‬فتح الباري (‪ ، )13/5‬ومسلم‬
‫ف ك ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬ملزمة جاعة السلمي ‪ ...‬ح ‪ ، )3/1477( ، 1849‬وأحد ف السند (‪. )1/275‬‬
‫‪)(2‬رواه مسلم وسبق تريه (ص ‪. )456‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم ‪ .‬وسبق تريه (ص ‪ )204 ، 44‬عن البيعة ‪.‬‬

‫‪505‬‬
‫وأطع » وف رواية ‪ « :‬تلزم جاعة السلمي وإمامهم » ‪ .‬قال فإن ل يكن لم جاعة ول‬
‫إمام ؟ قال ‪ « :‬فاعتزل تلك الفرق كل ها ولو أن ت عض على أ صل شجرة ‪ ،‬ح ت يدر كك‬
‫الوت وأنت على ذلك » (‪. )1‬‬
‫إل غي ذلك من الحاديث الكثية ف هذا العن ‪ ،‬وهي جيعها صرية ف النهي عن‬
‫الروج على الئمة ‪ ،‬وإن رأى النسان ما يكره ‪ ،‬وصرية كذلك ف المر بالصب على‬
‫جورهم وعدم نزع اليد من الطاعة ‪.‬‬
‫ثان يا ‪ :‬الحاد يث الدالة على تر ي اقتتال ال سلمي في ما بين هم ‪ ،‬وعلى الن هي عن‬
‫القتال ف الفتنة ‪:‬‬
‫و من الدلة على عدم جواز الروج على الئ مة الف ساق الحاد يث الدالة على تر ي‬
‫القتتال بي السلمي ‪ ،‬وهذا يقع عادة عندما ترج طائفة عن طاعة إمامها ‪ ،‬لنه يستنجد‬
‫بنده من ال سلمي فيح صل القتتال بين هم ‪ ،‬وهناك ما يدل على غلظ تر ي ق تل ال سلم‬
‫أخاه السلم ‪ ،‬وعلى النهي عن القتتال بي السلمي ‪ ،‬ومن هذه الدلة ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -1‬مصا رواه البخاري (‪ )2‬بسصنده إل طريصف أبص تيمصة قال ‪ :‬شهدت صصفوان‬
‫وجندبًا (‪ )4‬وأصحابه وهو يوصيهم فقالوا ‪ :‬هل سعت من‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ :‬كيف المر إذا ل تكن جاعة ‪ .‬الفتح (‪ ، )13/35‬ومسلم‬
‫ف ‪ :‬المارة ‪ .‬ح ‪. )3/1475( 1847‬‬
‫‪ )(2‬رواه ف كتاب ‪ :‬الحكام ‪ .‬باب ‪ ، 9 :‬من شاق شق ال عليه ‪ ،‬حديث رقم (‪ )7152‬الفتح (‬
‫‪. )13/128‬‬
‫‪ )(3‬هو ‪ :‬ابن مرز بن زياد التابعي الثقة الشهور من أهل البصرة عن الفتح (‪. )13/129‬‬
‫‪ )(4‬هو ‪ :‬ابن عبد ال البجلي الصحاب الشهور ‪.‬‬

‫‪506‬‬
‫رسول ال شيئًا ؟ قال سعته يقول ‪ « :‬من سع سع ال به يوم القيامة » ‪ .‬قال ‪ « :‬ومن‬
‫شاق ش قق ال عل يه يوم القيا مة » ‪ .‬فقالوا ‪ :‬أو صنا ‪ .‬فقال إن أول ما ين ت من الن سان‬
‫بطنه فمن استطاع أن ل يأكل إل طيبًا فليفعل ومن استطاع أن ل يال بينه وبي النة‬
‫بلء كف من دم هراقه (‪ )1‬فليفعل ‪.‬‬
‫قال الا فظ ا بن ح جر ‪ ( :‬وهذا وإن ل يرد م صرحًا برف عه لكان ف ح كم الرفوع ‪،‬‬
‫لنه ل يقال بالرأي ) (‪. )2‬‬
‫‪ -2‬وعن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أن النب قال ‪ « :‬سباب السلم فسوق‬
‫وقتاله كفر » (‪. )3‬‬
‫‪ -3‬و عن الح نف بن ق يس ر ضي ال تعال ع نه قال ‪ :‬ذه بت لن صر هذا الر جل ‪-‬‬
‫يعن على بن أب طالب رضي ال عنه ‪ -‬فلقين أبو بكرة فقال أين تريد ؟ فقلت ‪ :‬أنصر‬
‫هذا الرجصل ‪ ،‬فقال ‪ :‬ارجصع فإنص سصعت رسصول ال يقول ‪ « :‬إذا التقصى السصلمان‬
‫بسيفيهما فالقاتل والقتول ف النار » ‪ .‬فقلت ‪ :‬يا رسول ال هذا القاتل فما بال القتول ؟‬
‫قال ‪ « :‬إنه كان حريصًا على قتل صاحبه » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬هراقه ‪ :‬أي ‪ :‬صبه ‪.‬‬


‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/130‬‬
‫‪ )(3‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ ، 36 :‬خوف الؤمن أن يبط عمله وهو ل يشعر ‪ .‬الفتح‬
‫(‪ ، )1/108‬ومسلم ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬قول النب ‪ « :‬سباب السلم فسوق » ‪ .‬ح ‪. )1/81( 116‬‬
‫‪ )(4‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ ( ، 22 :‬وإن طائفتان من الؤمني اقتتلوا ‪ ) ...‬الفتح (‬
‫‪ ، )1/85‬ورواه مسلم ف ك ‪ :‬الفت ‪.‬ح ‪ ، )4/2213( 2888‬ورواه أبو داود ‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬وأحد ‪ ،‬ورواه‬
‫ابن ماجة عن أب موسى بنحوه ف الفت رقم (‪. )2/1311( )3964‬‬

‫‪507‬‬
‫‪ -4‬و عن جر ير أن ال نب قال له ف ح جة الوداع ‪ :‬ا ستنصت الناس فقال ‪ « :‬ل‬
‫ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض » (‪. )1‬‬
‫فهذه الحاد يث و ما ف معنا ها تدل على تر ي اقتتال ال سلمي في ما بين هم ‪ ،‬وهذا ل‬
‫شك يكون عند الروج على الئمة بالسيف ‪ ،‬فدل على تري ذلك الروج ‪.‬‬
‫أحاديث النهي عن القتال ف الفتنة ‪:‬‬
‫ك ما أن م ا يدل على ذلك الحاد يث الواردة ف الن هي عن القتال ف الفت نة ‪ ،‬و هي‬
‫أحاديث كثية منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬عن أ ب هريرة ر ضي ال تعال ع نه عن ال نب أ نه قال ‪ « :‬ستكون ف ت القا عد‬
‫فيها خي من القائم ‪ ،‬والقائم خي من الاشي ‪ ،‬والاشي فيها خي من الساعي ‪ ،‬من تشرف‬
‫ل ا ت ستشرفه ‪ ،‬و من و جد في ها مل جأ فلي عذ به » (‪ . )2‬أي ‪ :‬من و جد عا صمًا وموضعًا‬
‫يلتجئ إليه ويعتزل فيه فليعتزل (‪. )3‬‬
‫‪ -2‬وعن أب سعيد رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬يوشك أن يكون‬
‫خي مال السلم غنم يتبع با شعف البال ومواقع‬

‫‪ )(1‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬العلم ‪ .‬ب ‪ ، 43 :‬النصات للعلماء ‪ .‬الفتح (‪. )1/217‬‬
‫ومسلم ف ك ‪ :‬اليان ‪ ،‬ح ‪ . )1/82( 118‬باب ‪ :‬بيان معن قول النب ‪ « :‬ل ترجعوا بعدي كفارًا ‪. » ...‬‬
‫ورواه الترمذي ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ :‬ل ترجعوا بعدي كفارًا ‪ ،‬ح ‪. )4/486( 2193‬‬
‫‪ )(2‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 9 :‬الفتح (‪ ، )13/30‬ومسلم ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫نزول الفت كمواقع القطر ‪ ،‬ح ‪ ، 2886‬وروى نوه الترمذي عن سعد بن أب وقاص ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ح‬
‫‪ ، )4/486( 2194‬وأحد ف السند (‪. )1/169‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ )13/30‬بتصرف يسي ‪.‬‬

‫‪508‬‬
‫القطر ‪ ،‬يفر بدينه من الفت » (‪. )1‬‬
‫وهذا يدل على فضل اعتزال الفت عند وقوعها ‪ ،‬وأنا مفسدة للدين الذي هو أول ما‬
‫يب على السلم صيانته وحفظه ‪.‬‬
‫‪ -3‬وعن أب بكر رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال ‪ « :‬إنا ستكون فت ‪.‬‬
‫أل ث تكون فتنة القاعد فيها خي من الاشي فيها ‪ ،‬والاشي فيها خي من الساعي إليها ‪.‬‬
‫أل فإذا نزلت أو وقعصت فمصن كان له إبصل فليلحصق بإبله ‪ ،‬ومصن كانصت له غنصم فليلحصق‬
‫بغنمه ‪ ،‬ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه » ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال أرأيت‬
‫من ل يكن له إبل ول غنم ول أرض ؟ قال ‪ « :‬يعمد إل سيفه فيدق على حده بجر ‪ ،‬ث‬
‫لينج إن استطاع النجاء ‪ .‬اللهم هل بلغت ‪ -‬ثلثًا ‪ . » -‬قال ‪ :‬فقال رجل ‪ :‬يا رسول ال‬
‫أرأيت إن أكرهت حت ينطلق ب إل أحد الصفي أو إحدى الفئتي فضربن رجل بسيفه‬
‫أو يئ سهم فيقتلن ؟ قال ‪ « :‬يبوء بإثه وإثك ويكون من أصحاب النار » (‪. )2‬‬
‫‪ -4‬و عن عدي سة ب نت إهبان بن صيفي الغفاري قالت ‪ :‬جاء علي بن أ ب طالب إل‬
‫أ ب فدعاه للخروج م عه ‪ ،‬فقال له أ ب ‪ :‬إن خليلي وا بن ع مك ع هد إل إذا اختلف الناس‬
‫أن اتذ سيفًا من خشب فقد اتذته فإن شئت خرجت به معك ‪ ...‬قالت ‪ :‬فتركه (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬التغرب ف الفتنة الفتح (‪ ، )13/40‬وأبو داود ف الفت ‪ .‬ب ‪ ، 4 :‬عون‬
‫(‪ ، )11/349‬والنسائي ف ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ ، 30 :‬وابن ماجة ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ ،13 :‬ح ‪( 3980‬‬
‫‪. )1317‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم ف ‪ :‬المارة ‪ .‬ب ‪ :‬نزول الفت كمواقع القطر ‪ .‬ح ‪. )3/2212( 2887‬‬
‫‪ )(3‬رواه الترمذي واللفظ له ‪ .‬ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 33 :‬ح ‪ . 2203‬وقال ‪ :‬حسن غريب ل نعرفه إل من‬
‫حديث عبد ال بن عبيد (‪ ، )4/490‬ورواه ابن ماجة ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 11 :‬ح ‪. )2/1309( 3960‬‬
‫وانظر ‪ :‬مسند المام أحد (‪ )5/69‬بنحوه ‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫وقطعوا‬ ‫‪ -5‬وعن أب موسى أن النب قال ف الفت ‪ « :‬كسروا فيها سيوفكم‬
‫(‪)1‬‬
‫أوتاركم واضربوا بسيوفكم الجارة ‪ ،‬فإن دخل على أحدكم فليكن كخي ابن آدم »‬
‫‪.‬‬
‫فهذه النصوص جيعها تدل على النهي عن القتال ف الفتنة ول شك أن الروج على‬
‫الئ مة م ا يؤدي إل الفت نة ‪ ،‬فدل ذلك على الن هي عن الروج على الئ مة الظل مة ‪ .‬قال‬
‫الافظ ابن حجر ‪ ( :‬والراد بالفتنة ف هذا الباب ‪ :‬هو ما ينشأ عن الختلف ف طلب‬
‫اللك حيث ل يعلم الحق من البطل ) (‪. )2‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الحاديث الدالة على أن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ‪:‬‬
‫فقد قال ‪ « :‬إن ال يؤيد هذا اليدين بالرجل الفاجر » (‪ . )3‬وف رواية « ‪ ...‬بأقوام‬
‫ل خلق لم » (‪. )4‬‬
‫فإذا كان الدين قد يؤيد وينصر بسبب رجل فاجر ‪ ،‬ول يضر الدين فجوره فل يوز‬
‫الروج على الئمة الفجرة لجرد فجورهم ‪ ،‬لن‬

‫‪ )(1‬رواه ابن ماجة متصرا ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 11 :‬ح ‪ ، )2/1310( 3961‬والترمذي ف الفت ‪ .‬ب ‪:‬‬
‫‪ ، 33‬ح ‪ . 2204‬وقال ‪ :‬هذا حديث حسن غريب صحيح (‪ ، )4/491‬وأبو داود ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪، 2 :‬‬
‫عون العبود (‪. )12/337‬‬
‫‪ )(2‬فتح الباري (‪. )13/31‬‬
‫‪ )(3‬سنن الدارمي (‪. )2/241‬‬
‫‪ )(4‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ ، 182 :‬إن ال ليؤيد هذا الدين ‪ ...‬فتح الباري (‬
‫‪ ، )6/179‬ومسلم ف ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬غلظ تري قتل النسان نفسه ‪ ،‬ح ‪ . )1/105( 178‬وذلك ف قصة‬
‫الرجل الذي قاتل مع النب وقال عنه إنه من أهل النار ‪ ،‬وظهر بعد ذلك أنه قتل نفسه ‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫فجور الفاجر منهم ل يضر هذا الدين وإنا ضرره على نفسه ‪ ،‬وقد ير هذا الروج إل‬
‫فت وويلت ل تمد عقباها ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ومن الدلة على عدم الروج أيضًا موقف الصحابة الذين توقفوا عن القتال ف‬
‫الفتنة ‪ ،‬وموقف علماء السلف أيام حكم بن أمية وبن العباس وكان ف بعضهم فسوق‬
‫وظلم ‪ ،‬ومن هم الجاج بن يو سف الثق في الذي كفره بعض هم ‪ ،‬وكان ال سن الب صري‬
‫يقول ‪ ( :‬إن الجاج عذاب ال فل تدافعوا عذاب ال بأيدي كم ول كن علي كم ال ستكانة‬
‫ِمص وَم َا‬
‫اسصتَكَانُوا ِلرَّبه ْ‬
‫َابص فَم َا ْ‬
‫والتضرع فإن ال تعال يقول ‪َ ﴿ :‬وَلقَدْ َأخَذْنَاه ُم بِاْلعَذ ِ‬
‫َيَتضَ ّرعُونَ ﴾ (‪. )2( ) )1‬‬
‫وقيل للشعب ف فتنة ابن الشعث (‪ : )3‬أين كنت يا عامر ؟ قال ‪ ( :‬كنت‬

‫‪ )(1‬سورة الؤمنون آية ‪. 76‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )1/241‬‬
‫‪ )(3‬كانت سنة إحدى وثاني حينما بعث الجاج ابن الشعث قائدًا على اليش لحاربة رتبيل ملك الترك ‪،‬‬
‫وكان كل منهما يكره الخر ‪ ،‬فمضى ابن الشعث ‪ ،‬وفتح كثيًا من البلد ‪ ،‬ورأى التوقف ف فصل الشتاء‬
‫حت يذهب البد ‪ ،‬ويتقوى السلمون ‪ ،‬فعاتبه الجاج ‪ ،‬وكتب إليه بكلم بذيء ‪ ،‬فلم يتمله ابن الشعث‬
‫فشاور أصحابه ف خلعه ‪ ،‬فوافقوه ‪ ،‬وجعل الناس يلتفون حوله ‪ ،‬فسي إليه الليفة عبد اللك بن مروان جيشًا‬
‫بقيادة الجاج ‪ ،‬فهزمهم ابن الشعث ودخل البصرة ‪ ،‬ث رأى أن يلع الليفة أيضًا ‪ ،‬فوافقه جيع من ف‬
‫البصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب ‪ ،‬ث أخذت تدور بينهم العارك ‪ ،‬منها معركة (دير الماجم )‬
‫الشهورة ‪ ،‬وراح ضحية لذه الفتنة خلق كثي من الصالي ‪ .‬انظر بتوسع ‪ :‬البداية والنهاية (‪ )9/35‬فما‬
‫بعدها ‪.‬‬

‫‪511‬‬
‫حيث يقول الشاعر ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و صوت إن سان فكدت أط ي‬ ‫عوى الذئب فاسصتأنت بالذئب إذ عوى‬
‫(‬ ‫(‬

‫أصابتنا فتنة ل نكن فيها بررة أتقياء ول فجرة أقوياء ) (‪. )2‬‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ ( :‬ولذا استقر رأي أهل السنة على ترك القتال‬
‫ف الفتنة ‪ ،‬للحاديث الصحيحة الثابتة عن النب وصاروا يذكرون هذا ف عقائدهم ‪،‬‬
‫ويأمرون بالصب على جور الئمة وترك قتالم (‪. )3‬‬
‫قلت ‪ :‬ول يكاد أحد من علماء السلف يذكر عقيدته إل وينص على هذه السألة ذاتا‬
‫‪ ،‬ومن المثلة على ذلك ما ذكره المام أحد ف عقيدته ف أكثر من رواية حيث قال ‪:‬‬
‫( ول يل قتال السلطان ول الروج عليه لحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع على‬
‫غي السنة والطريق (‪ )4‬وسيأت تقرير مذهب المام أحد قريبًا إن شاء ال ‪ .‬وبنحو كلم‬
‫المام أحد هذا ‪ .‬نص على ذلك أبو زرعة ‪ ،‬وابن أب حات الرازيان (‪، )5‬‬

‫‪ )(1‬هذا البيت ف غريب الديث للحرب (ص ‪ )732‬تقيق سليمان العايد رسالة دكتوراه من جامعة أم القرى‬
‫‪ 1402‬هص ‪ .‬ورواه ابن قتيبة ف الشعر والشعراء (‪ ، )787‬وعزاه للحيمر السعدي ‪ ،‬وانظر كتاب ‪ :‬العزلة‬
‫للخطاب (ص ‪ )56‬فقد رواه بسنده إل الشافعي وعزاه إل تأبط شرًا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )2/241‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )2/241‬‬
‫‪ )(4‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة للللكائي تقيق أحد سعد حدان ‪ :‬رسالة دكتوراه عام ‪1401‬‬
‫هص ‪ .‬جامعة أم القرى (ص ‪. )158‬‬
‫‪ )(5‬نفس الرجع (ص ‪ )167‬و(ص ‪. )179‬‬

‫‪512‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وعلي بصن الدينص (‪ ، )1‬وغيهصم كثيص ‪ :‬كالطحاوي (‪ ، )2‬وأبص عثمان الصصابون‬
‫وغيهم ‪.‬‬
‫خام سًا ‪ :‬و من الدلة على الن هي عن الروج على الئ مة صلة ال صحابة رضوان ال‬
‫عليهم خلف أئمة الور والبتدعة ‪ ،‬وهذا يقتضي القرار بإمامتهم ‪.‬‬
‫يقول شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ‪ ( :‬إذا ظهر من الصلي بدعة أو فجور وأمكن‬
‫ال صلة خلف من يعلم أ نه مبتدع أو فا سق مع إمكان ال صلة خلف غيه ‪ ،‬فأك ثر أ هل‬
‫العلم يصححون صلة الأموم ‪ ،‬وهذا مذهب الشافعي وأب حنيفة وهو ‪ :‬أحد القولي ف‬
‫مذهب مالك وأحد ‪ ،‬وأما إذا ل يكن الصلة إل خلف البتدع أو الفاجر كالمعة الت‬
‫إمام ها مبتدع أو فا جر ول يس هناك ج عة أخرى فهذه ت صلى خلف البتدع والفا جر ع ند‬
‫عامة أهل السنة والماعة ‪ ،‬وهذا مذهب الشافعي وأب حنيفة وأحد بن حنبل وغيهم‬
‫من أئمة السنة بل خلف عندهم ) (‪. )4‬‬
‫والذي يدل على ذلك الواز فعصل الصصحابة رضوان ال عليهصم حيصث كانوا يصصلون‬
‫خلف من يعرفون فجوره ‪ ،‬كما صلى عبد ال بن‬

‫‪ )(1‬نفس الرجع (ص ‪. )164‬‬


‫‪ )(2‬شرح العقيدة الطحاوية (ص ‪ )366‬ط ‪. 3 .‬‬
‫‪ )(3‬رسالة عقيدة السلف وأصحاب الديث لب عثمان ضمن مموعة الرسائل النيية (‪. )1/129‬‬
‫‪ )(4‬مموعة الرسائل والسائل الرسالة الخية (‪ )5/198‬تعليق ممد رشيد رضا ‪ .‬ن ‪ .‬لنة التراث العرب ‪.‬‬

‫‪513‬‬
‫مسعود وغيه من الصحابة خلف الوليد بن عقبة بن أب معيط ‪ ،‬وقد كان يشرب المر ‪،‬‬
‫و صلى مرة ال صبح أربعًا ‪ ،‬وجلده عثمان ر ضي ال ع نه على ذلك ‪ ،‬وكان ع بد ال بن‬
‫عمر وغيه من الصحابة يصلون خلف الجاج بن يوسف (‪ ، )1‬وكان الصحابة والتابعون‬
‫يصلون خلف ابن أب عبيد وكان متهمًا باللاد (‪ ، )2‬وأخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ( :‬أن ابن عمر كان ف زمان الفتنة ل يأت أميًا إل صلى خلفه وأدى إليه زكاة ماله )‬
‫‪.‬‬
‫سـادسًا ‪ :‬ومصن الدلة على عدم جواز الروج على الئمصة الفسصقة مراعاة مقاصصد‬
‫الشري عة إذ أن من أهداف الشري عة ال سلمية تق يق أك مل ال صلحتي بتفو يت أدناه ا ‪،‬‬
‫ودفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما ‪ .‬ول شك أن الضرر ف الصب على جور الكام‬
‫أقل منه ف الروج عليهم لا يؤدي إليه من الرج والرج ‪ ،‬فقد يرتكب ف فوضى ساعة‬
‫من الظال ما ل يرتكب ف جور سني ‪ .‬قال ابن تيمية ‪ ( :‬وقل من خرج على إمام ذي‬
‫سلطان إل كان ما تولد على فعله من الشر ‪ ،‬أعظم ما تولد من الي ) (‪. )4‬‬
‫ولذلك ( فل يهدم أصصل الصصلحة شغفًصا بزاياهصا ‪ ،‬كالذي يبنص قصصرًا ويهدم‬
‫مصرًا ) (‪. )5‬‬
‫وذكر ابن الزرق ف معرض استدلله أن جور المام ل‬

‫‪ )(1‬حديث كان ابن عمر يصلي خلف الجاج ذكره ابن أب شيبة ف الصنف ‪ .‬وقال عنه اللبان ‪ :‬سنده‬
‫صحيح على شرط الستة ‪ .‬انظر ‪ :‬إرواء الغليل (‪. )2/303‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬مموعة الرسائل والسائل (‪. )5/199‬‬
‫‪ )(3‬قال اللبان ‪ :‬سنده صحيح ‪ .‬انظر ‪ :‬إرواء الغليل (‪. )2/204‬‬
‫‪ )(4‬منهاج السنة (‪. )2/241‬‬
‫‪ )(5‬إحياء علوم الدين على هامشه إتاف السادة التقي للزبيدي (‪. )2/233‬‬

‫‪514‬‬
‫يسقط وجوب الطاعة قال ‪ ( :‬الثان ‪ :‬دللة وجوب درء أعظم الفاسد عليه ‪ ،‬إذا ل خفاء‬
‫أن مفسدة عصيانه تربو على مفسدة إعانته بالطاعة له كما قالوا ف الهاد معه ‪ ،‬ومن ثَمّ‬
‫قيل ‪ :‬عصيان الئمة هدم أركان اللة ) (‪ )1‬كما أن ف الصب على جورهم واحتساب ذلك‬
‫ع ند ال تكف ي ال سيئات ومضاع فة الجور ( فإن ال تعال ما سلطهم علي نا إل لف ساد‬
‫أعمالنا ‪ ،‬والزاء من جنس العمل فعلينا الجتهاد ف الستغفار والتوبة وإصلح العمل )‬
‫(‪ . )2‬وذكر شيخ السلم ابن تيمية أن الكمة الت راعاها الشارع ف النهي عن الروج‬
‫على المراء وندب إل ترك القتال فص الفتنصة لاص فص القاتلة مصن قتصل للنفوس بل حصصول‬
‫للمصلحة الطلوبة ‪ .‬قال ‪ ( :‬وإن كان الفاعلون لذلك يرون أن مقصودهم المر بالعروف‬
‫والن هي عن الن كر كالذ ين خرجوا بالرة وبد ير الما جم على يز يد والجاج وغيه ا‬
‫‪ )3( ) ...‬قال ‪ ( :‬لكن إذا ل يزل النكر إل با هو أنكر منه صارت إزالته على هذا الوجه‬
‫منكرًا ‪ ،‬وإذا ل ي صل العروف إل بن كر ‪ ،‬مف سدته أع ظم من م صلحة ذلك العروف ‪،‬‬
‫كان تصصيل ذلك العروف على هذا الوجصه منكرًا ‪ ،‬وبذا الوجصه صصارت الوارج‬
‫ي ستحلون ال سيف على أ هل القبلة ح ت قاتلت عليًا ‪ -‬ر ضي ال تعال ع نه ‪ -‬وغيه من‬
‫ال سلمي ‪ ،‬وكذلك من وافق هم ف الروج على الئ مة بال سيف ف الملة من العتزلة‬
‫والزيدية والفقهاء وغيهم ) (‪. )4‬‬
‫ويقرر تلميذه ابصن القيصم رحهمصا ال هذه السصألة فيقول ‪ ( :‬إن النصب شرع لمتصه‬
‫إياب إنكار النكر ليحصل بإنكاره من‬

‫‪ )(1‬بدائع السلك (‪. )1/78‬‬


‫‪ )(2‬شرح العقيدة الطحاوية (ص ‪. )368‬‬
‫‪ )(3‬منهاج السنة (‪. )2/243‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع ‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫العروف ما يبه ال ورسوله ‪ ،‬فإذا كان إنكار النكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إل‬
‫ال ورسوله فإنه ل يسوغ إنكاره وإن كان ال يبغضه ويقت أهله ‪ ،‬وهذا كالنكار على‬
‫اللوك والولة بالروج عليهم ‪ ،‬فإنه أساس كل شر وفتنة إل آخر الدهر ‪ ،‬وقد استأذن‬
‫ال صحابة ر سول ال ف قتال المراء الذ ين يؤخرون ال صلة عن وقت ها ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬أفل‬
‫نقاتل هم ؟ فقال ‪ « :‬ل ‪ ،‬ما أقاموا ال صلة » ‪ ،‬وقال ‪ « :‬و من رأى من أميه ما يكر هه ‪،‬‬
‫فلي صب ول ين عن يدًا من طا عة » ‪ .‬و من تأ مل ما جرى على ال سلم ف الف ت الكبار‬
‫والصغار ‪ ،‬رآها من إضاعة هذا الصل وعدم الصب على منكره ‪ ،‬فطلب إزالته فتولّد منه‬
‫ما هو أكب منه ‪ ،‬فقد كان رسول ال يرى بكة أكب النكرات ول يستطيع تغييها ‪،‬‬
‫بل لا فتح ال مكة وصارت دار إسلم عزم على تغيي البيت وردّه على قواعد إبراهيم ‪،‬‬
‫ومنعه من ذلك مع قدرته عليه ‪ -‬خشية وقوع ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش‬
‫لذلك ‪ ،‬لقرب عهد هم بال سلم وكون م حدي ثي ع هد بك فر ‪ ،‬ولذا ل يأذن ف النكار‬
‫على المراء باليصد لاص يترتصب عليصه مصن وقوع مصا هصو أعظصم منصه ‪ )1( ) ...‬إل أن قال ‪:‬‬
‫( فإنكار النكر أربع درجات ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬أن يزول ‪ ،‬ويلفه ضده ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬أن يقلّ وإن ل يُزل بملته ‪.‬‬
‫[ الثالثة ‪ :‬أن يتساويا ‪.‬‬
‫الرابعة ] (‪ : )2‬أن يلفه ما هو شر منه ) ‪.‬‬
‫قال ‪ ( :‬فالدرجتان الوليان مشروعتان ‪ ،‬والثالثة موضع اجتهاد ‪،‬‬

‫‪ )(1‬إعلم الوقعي (‪. )3/4‬‬


‫‪ )(2‬ما بي القوسي ليس ف الطبوعة ‪ ،‬لكن السياق يقتضيه ‪ ،‬ولعله سقط عند الطبع ‪.‬‬

‫‪516‬‬
‫والرابعة مرمة ) (‪ )1‬ث ضرب المثلة على كل درجة ‪ ،‬ومنها قوله ف التمثيل على الرابعة‬
‫‪ ( :‬سعت شيخ السلم ابن تيمية قدّس ال سره ونوّر ضريه يقول ‪ ( :‬مررت أنا وبعض‬
‫أصحاب ف زمن التتار بقوم منهم يشربون المر ‪ ،‬فأنكر عليهم من كان معي ‪ ،‬فأنكرت‬
‫عليه وقلت له ‪ :‬إنا حرّم ال المر لنا تصد عن ذكر ال وعن الصلة ‪ ،‬وهؤلء تصدهم‬
‫المر عن قتل النفوس وسب الذراري وأخذ الموال فدعهم ) (‪. )2‬‬
‫سابعًا ‪ :‬ومن الدلة على عدم جواز الروج على الئمة أننا عند استعراضنا للفت الت‬
‫قامت ف التأريخ السلمي الول ند أنا ل تؤت الثمار الرجوة من قيامها ‪ ،‬بل بالعكس‬
‫قد أدت إل فت وفرقة بي السلمي ل يعلم عظم فسادها إل ال ‪ ،‬يقول العلمي ‪ ( :‬وقد‬
‫جرّب السلمون الروج فلم يروا منه إل الشر ‪:‬‬
‫‪ -1‬خرج الناس على عثمان يرون أنم يريدون الق ‪.‬‬
‫‪ -2‬ث خرج أهل المل يرى رؤساؤهم ومعظمهم أنم إنا يطلبون الق ‪ ،‬فكانت‬
‫ثرة ذلك بعد اللقيا ‪ ،‬والت أن انقطعت خلفة النبوة وتأسست دولة بن أمية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ث اضطر السي بن علي إل ما اضطر إليه فكانت تلك الأساة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ث خرج أهل الدينة فكانت وقعة الرّة ‪.‬‬
‫‪ -5‬ث خرج القرّاء مع ابن الشعث فماذا كان ؟‬
‫‪ -6‬ث كانت قضية زيد بن علي ‪ ،‬وعرض عليه الروافض أن ينصروه على أن يتبأ من‬
‫أب بكر وعمر ‪ ،‬فخذلوه ‪ ،‬فكان ما كان ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬إعلم الوقعي (‪. )3/4‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع (‪. )3/5‬‬
‫‪ )(3‬التنكيل با ف تأنيب الكوثري من الباطيل لعبد الرحن بن يي العلمي (‪ )1/94‬ط ‪ .‬أول ‪1401 .‬‬
‫هص ‪ .‬باكستان ‪ ،‬لهور ‪.‬‬

‫‪517‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قلت ‪ :‬وقد عدّ أبو السن الشعري خسة وعشرين خارجًا كلهم من آل البيت‬
‫ول يك تب ل حد من هم ن صيب ف الروج ‪ ،‬وقال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية ‪ ( :‬وق ّل من‬
‫خرج على إمام ذي سلطان إل كان ما تولد على فعله من الشر ‪ ،‬أعظم ما تولّد من الي‬
‫‪. )2( ) ...‬‬
‫فإذا كان هذا مآل الارج ‪ ،‬وإن كان قصصده حسصنًا ‪ ،‬ول يريصد إل اليص وإصصلح‬
‫الوضاع ‪ ،‬فكيف يوز الروج ؟‬
‫الذهب الثان‬
‫القائلون بالروج على أئمة الور والظلم‬
‫(‪)4‬‬
‫ذهبصت طوائف مصن أهصل السصنة وبعصض الشاعرة والعتزلة والوارج (‪ )3‬والزيديصة‬
‫وكث ي من الرجئة إل الروج على أئ مة الور ‪ ،‬و سلّ ال سيول وا ستخدام القوة ف تغي ي‬
‫النكر إذا ل يكن دفع النكر إل بذلك ولو ل يصلوا إل درجة الكفر ‪ .‬قال ابن حزم ( إن‬
‫س ّل ال سيوف ف ال مر بالعروف والن هي عن الن كر وا جب إذا ل ي كن د فع الن كر إل‬
‫بذلك ) (‪ )5‬ون سب هذا القول إل ب عض ال صحابة وغي هم من التابع ي وتابعي هم و من‬
‫بعدهم ‪ .‬فقال ‪ ( :‬وهذا قول علي بن أب طالب رضي ال عنه وكل من معه من الصحابة‬
‫‪ ،‬وقول أم الؤمن ي عائ شة ر ضي ال عن ها ‪ ،‬وطل حة والزب ي ‪ .‬و كل من كان مع هم من‬
‫الصحابة ‪ .‬وقول‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬مقالت السلميي (‪. )166 - 1/151‬‬


‫‪ )(2‬منهاج السنة (‪. )2/241‬‬
‫‪ )(3‬انظر ‪ :‬مقالت السلميي (‪. )1/204‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (‪. )1/150‬‬
‫‪ )(5‬الفصل ف اللل والهواء والنحل (‪. )4/171‬‬

‫‪518‬‬
‫معاوية ‪ ،‬وعمرو ‪ ،‬والنعمان بن بشي ‪ ،‬وغيهم من معهم من الصحابة رضي ال عنهم‬
‫أجعي ‪ .‬وهو ‪ :‬قول عبد ال بن الزبي ‪ ،‬وممد بن السن بن علي ‪ ،‬وبقية الصحابة من‬
‫الهاجرين والنصار القائمي يوم الرّة رضي ال عن جيعهم أجعي ‪ .‬وقول كل من قام‬
‫على الفاسق الجاج ومن واله من الصحابة رضي ال عن جيعهم ‪ :‬كأنس بن مالك ‪.‬‬
‫وكل من كان من ذكرنا من أفاضل التابعي ‪ ...‬ث من بعد هؤلء من تابعي التابعي ومن‬
‫بعدهم ‪ :‬كعبد ال بن عبد العزيز بن عبد ال بن عمر ‪ ،‬وكعبد ال بن عمر ‪ ،‬وممد بن‬
‫عجلن ‪ ،‬ومن خرج مع ممد بن عبد ال بن السن ‪ ،‬وهاشم بن بشر ‪ ،‬ومطر الوراق ‪،‬‬
‫ومن خرج مع إبراهيم بن عبد ال ‪ ،‬وهو الذي تدل عليه أقوال الفقهاء ‪ :‬كأب حنيفة ‪،‬‬
‫والسن بن حي وشريك ‪ ،‬ومالك ‪ ،‬والشافعي ‪ ،‬وداود وأصحابم ‪ .‬فإن ك ّل من ذكرنا‬
‫من قدي وحديث إما ناطق بذلك ف فتواه ‪ ،‬وإما فاعل لذلك بسل سيفه ف إنكار ما رأوه‬
‫منكرًا ‪ ) ...‬أ ‪ .‬هص ‪. )1( .‬‬
‫الدلة ‪:‬‬
‫صلُوا إل ح ّد الكفر بالدلة التالية ‪:‬‬
‫استدل القائلون بالروج على أئمة الور وإن ل َي ِ‬
‫أو ًل من القرآن الكري ‪:‬‬
‫‪ -1‬قال ال تعال ‪ ﴿ :‬وَإِن طَاِئفَتَا ِن مِ َن الْ ُم ْؤمِنِيَ ا ْقتََتلُوا فَأَ صِْلحُوا َبيَْنهُمَا فَإِن َبغَ تْ‬
‫إِحْدَاهُمَا عَلَى الُ ْخرَى َفقَاِتلُوا الّتِي َتْبغِي حَتّى َتفِيءَ ِإلَى َأ ْمرِ الّل ِه ‪ ﴾ ...‬الية (‪. )2‬‬

‫‪ )(1‬الفصل (‪. )172 ، 4/171‬‬


‫‪ )(2‬سورة الجرات آية ‪. 19‬‬

‫‪519‬‬
‫ففي هذه الية أمر ال عز وجل بقتال الفئة الباغية سواء كان المام معها أم مع العادلة‬
‫‪ -‬إذ ليس من شرطه أن يكون مع العادلة دائمًا ‪ -‬هذا مع أن هذه الفئة الباغية الت يب‬
‫أن تقاتل ل توصف بالكفر البواح ‪ .‬بل وصفت باليان ‪.‬‬
‫وبناء على هذا فلو خر جت طائ فة م قة على إمام جائر و جب على ال سلمي ن صرتا‬
‫وقتاله وإن ل يكن كفر كفرًا بواحًا ‪ ،‬وعليه جرى العمل زمن الصحابة رضي ال عنهم‬
‫والتابعي حيث أن معظمهم أيد عبد ال بن الزبي رضي ال عنه ف خروجه على بن أمية‬
‫وقتالم (‪. )1‬‬
‫‪ -2‬ك ما ا ستدلوا لذهب هم بقوله تعال لبراه يم عل يه ال سلم ‪ ﴿ :‬قَالَ إِنّ ي جَاعِلُ كَ‬
‫لِلنّا سِ ِإمَاما قَا َل وَمِن ُذرّيّتِي قَالَ ل يَنَالُ َعهْدِي الظّالِمِيَ ﴾ (‪ . )2‬والما مة ع هد ال فل‬
‫يوز أن ينال هذا العهد ظال ‪ ،‬وإن ناله وجب الروج عليه وإرجاعه عن ظلمه أو طرده‬
‫عن منصب المامة ‪.‬‬
‫صتدلوا أيضًصا بقوله تعال ‪ ﴿ :‬وََتعَاوَنُوْا َعلَى الْ ّب وَالّت ْقوَى وَل َتعَاوَنُوْا عَلَى‬
‫‪ -3‬واسص‬
‫ا ِلثْ ِم وَاْلعُ ْدوَا ِن ﴾ (‪ . )3‬قالوا ‪ :‬فعدم الروج على المام الظال والسكوت عنه من التعاون‬
‫على الث والعدوان النهي عنه ‪ ،‬وإنكار النكر وماهدة الظلمة والفسقة من الب الذي أمر‬
‫ال تعال بالتعاون عليه ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬كما ستدلوا باليات والحاديث على وجوب المر بالعروف‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬البداية والنهاية لبن كثي (‪ . )238‬وقد اختلف الناس ف هذه السألة فمن قائل فتنة ابن الزبي ‪،‬‬
‫ومن قائل ‪ :‬خلفة ابن الزبي ‪ .‬وال أعلم بالصواب ‪.‬‬
‫‪ )(2‬سورة البقرة آية ‪. 124‬‬
‫‪ )(3‬سورة الائدة آية ‪. 2‬‬

‫‪520‬‬
‫والنهي عن النكر فمنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬قول ال عز و جل ‪ ﴿ :‬وَلْتَكُن مّنكُ مْ ُأمّةٌ يَ ْدعُو نَ إِلَى الْخَْي ِر وَيَ ْأ ُمرُو نَ بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫ف‬
‫وَيَْن َهوْنَ َعنِ الْمُن َك ِر وَُأوْلَصِئكَ هُمُ الْ ُم ْفلِحُونَ ﴾ (‪ )1‬وقوله عز وجل ‪ُ ﴿ :‬لعِ َن الّذِينَ َك َفرُواْ‬
‫مِن بَنِي ِإ ْسرَائِي َل عَلَى لِ سَا ِن دَاوُو َد َوعِي سَى ابْ ِن َمرْيَ َم ذَلِ كَ بِمَا عَ صَوا وّكَانُواْ َيعْتَدُو َن *‬
‫كَانُواْ لَ يََتنَا َهوْ َن عَن مّن َكرٍ َفعَلُوهُ لَِبْئسَ مَا كَانُواْ َي ْفعَلُونَ ﴾ (‪. )2‬‬
‫‪ -2‬ومن ها ما ورد عن أ ب ب كر ال صديق ر ضي ال تعال ع نه ع ند قوله تعال ‪ ﴿ :‬يَا‬
‫ضرّكُم مّن ضَلّ ِإذَا اهَْتدَيْتُ ْم ﴾ (‪ )3‬حينما قام خطيبًا‬ ‫أَّيهَا الّذِي نَ آمَنُوْا َعلَيْكُ مْ أَنفُ سَكُمْ لَ َي ُ‬
‫فح مد ال وأث ن عل يه ث قال ‪ ( :‬أي ها الناس إن كم تقرؤون هذه ال ية ‪ -‬وتل ها ‪ -‬وإن كم‬
‫تضعون ا على غ ي موضع ها ‪ ،‬وإ ن سعت ر سول ال قال ‪ « :‬إن الناس إذا رأوا الن كر‬
‫ول يغيو نه أو شك ال عز و جل أن يعم هم بعقا به » ‪ .‬و ف روا ية ‪ « :‬إن الناس إذا رأوا‬
‫الظال فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم ال بعقاب منه » (‪. )4‬‬
‫‪ -3‬ومنها قوله ‪ « :‬من رأى منكم منكرًا فليغيه بيده ‪ ،‬فإن ل يستطع‬

‫‪ )(1‬سورة آل عمران آية ‪. 104‬‬


‫‪ )(2‬سورة الائدة آية ‪. 79 ، 78‬‬
‫‪ )(3‬سورة الائدة ‪. 105‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحد ف السند (‪ )1/153‬حديث رقم (‪ )1‬وقال أحد شاكر إسناده صحيح ‪ ،‬ورواه الترمذي ف‬
‫ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬ما حاء ف نزول العذاب إذا ل يغي النكر ‪ ،‬ح ‪ . 2168‬وقال ‪ :‬حديث صحيح (‪)4/467‬‬
‫‪ ،‬ورواه أبو داود ف ‪ :‬اللحم ‪ .‬ب ‪ :‬المر والنهي ‪ ،‬عون (‪ ، )11/489‬وابن ماجة ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬المر‬
‫بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬ح ‪ ، )2/1327( 4005‬ورواه النسائي ‪ ،‬وابن حبان ف صحيحه وغيهم ‪.‬‬

‫‪521‬‬
‫فبلسانه ‪ ،‬فإن ل يستطع فبقلبه ‪ ،‬وذلك أضعف اليان » (‪. )1‬‬
‫‪ -4‬ومنها ما روي عن عبد ال بن مسعود رضي ال تعال عنه قال ‪ :‬قال رسول ال‬
‫‪ « :‬إن أول ما دخل النقص على بن إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول ‪ :‬يا‬
‫هذا اتق ال ودع ما تصنع فإنه ل يل لك ‪ ،‬ث يلقاه من الغد وهو على حاله فل ينعه أن‬
‫يكون أكيله وشريبصه وقعيده ‪ ،‬فلمصا فعلوا ذلك ضرب ال قلوب بعضهصم ببعصض ‪ ،‬ونزل‬
‫فيهم القرآن فقال ‪ُ ﴿ :‬لعِ َن الّذِي نَ َكفَرُوْا مِن َبنِي إِ ْسرَائِيلَ َعلَى ِل سَا ِن دَاوُودَ َوعِي سَى ابْ نِ‬
‫َمرْيَمَص ‪ ﴾ ...‬إل قوله ﴿ فَاسِصقُونَ ﴾ ‪ -‬وكان متكئًا ثص جلس ‪ -‬ثص قال ‪ « :‬كل وال‬
‫لتأمرن بالعروف ولتنهون عصن النكصر ‪ ،‬ثص لتأخذن على يصد الظال ولتأطرنصه على القص‬
‫أطرًا ‪ ،‬ولتقصرنه على الق قصرًا ‪ ،‬أو ليضربن ال قلوب بعضكم ببعض ‪ ،‬ث يلعنكم كما‬
‫لعنهم » (‪ . )2‬قالوا ‪ :‬فإنكار النكر واجب على كل مسلم سواء صدر هذا النكر من أمي‬
‫أو حقيص ‪ ،‬أو شريصف أو وضيصع ‪ ،‬ول يرد فص اليات والحاديصث المرة بذلك اسصتثناء‬
‫للمراء ‪ ،‬فدل على وجوب إنكار النكر عليهم ‪ ،‬وإزالته ولو بالقوة عند الستطاعة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬كون النهي عن النكر من اليان ‪ ،‬ح ‪ ، )1/69( 49‬ورواه الترمذي‬
‫ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬ما جاء ف المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬ح ‪ ، )4/470( 2172‬ورواه أبو داود ف‬
‫ك ‪ :‬اللحم ‪ .‬ب ‪ :‬المر والنهي عن أب سعيد ‪ .‬انظر ‪ :‬عون العبود (‪. )11/491‬‬
‫‪ )2(2‬رواه أبو داود ف ك ‪ :‬اللحم ‪ .‬ب ‪ :‬المر والنهي ‪ ،‬عون (‪ ، )11/487‬ورواه الترمذي وحسنه ف‬
‫كتاب ‪ :‬التفسي ‪ .‬ح ‪ ، )5/252( 3048 ، 3047‬وابن ماجة ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ :‬المر بالعروف ‪( .‬‬
‫‪ )2/1323( ، )4/4006‬بألفاظ متقاربة ‪ .‬وروياه أيضًا مرسلً – أي الترمذي وابن ماجة – قال ابن‬
‫مفلح النبلي ‪ :‬وإسناد هذا الب ثقات ‪ .‬وأبو عبيد ل يسمع من أبيه عندهم ‪ .‬انظر ‪ :‬الداب الشرعية (‬
‫‪. )1/193‬‬

‫‪522‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬الحاديث الدالة على عزل الظال والروج عليه وكفه عن ظلمه‬
‫كما أن هناك أحاديث دالة على وجوب ماهدة الظلمة وكفهم عن ظلمهم منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث ابن م سعود رضي ال تعال ع نه قال ‪ :‬قال ر سول ال ‪ « :‬ما من نب‬
‫بع ثه ال ف أ مة قبلي إل كان له من أم ته حواريون وأ صحاب يأخذون ب سنته ويقتدون‬
‫بأمره ‪ .‬ث إنا تلف من بعدهم خلوف يقولون مال يفعلون ويفعلون مال يؤمرون ‪ .‬فمن‬
‫جاهدهم بيده فهو مؤمن ‪ ،‬ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ‪ ،‬ومن جاهدهم بقلبه فهو‬
‫مؤمن وليس وراء ذلك من اليان حبة خردل » (‪. )1‬‬
‫قال ا بن ر جب النبلي ‪ ( :‬وهذا يدل على جهاد المراء بال يد ) (‪ )2‬و هو نص صريح‬
‫ف السألة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن ها حد يث ع بد ال بن عمرو قال ‪ :‬سعت ر سول ال يقول ‪ « :‬إذا رأي تم‬
‫أمت تاب الظال أن تقول له ‪ :‬إنك أنت ظال فقد تودع منهم » (‪. )3‬‬
‫‪ -3‬وعن حذيفة رضي ال تعال عنه قال ‪ -‬ف حديث طويل ‪ : -‬قلت يا رسول ال‬
‫أرأيت هذا الي الذي أعطانا ال أيكون بعده شر كما كان قبله ؟ قال ‪ « :‬نعم » ‪ ،‬قلت‬
‫‪ :‬فما العصمة من ذلك ؟ قال ‪ « :‬السيف » ‪ ،‬قلت ‪:‬‬

‫‪ )1(1‬رواه مسلم ف ك ‪ :‬اليان ‪ .‬ب ‪ :‬النهي عن النكر من اليان ‪ ،‬ح ‪. )1/70( 50‬‬
‫‪ )2(2‬جامع العلوم والكم (ص ‪. )304‬‬
‫‪ )(3‬مسند المام أحد (‪ . )2/163‬وقد صحح الستاذ أحد شاكر هذا الديث ‪ .‬انظر ‪ :‬تريه السند ‪.‬‬
‫حديث رقم (‪. )10/30( )6521‬‬

‫‪523‬‬
‫يا رسول ال ث ماذا يكون ؟ قال ‪ « :‬إن كان ل خليفة ف الرض فضرب ظهرك ‪ ،‬وأخذ‬
‫مالك فأطعصه ‪ ،‬وإل فمصت وأنصت عاض بذل شجرة » ‪ ،‬قلت ‪ :‬ثص ماذا ؟ قال ‪« :‬‬
‫الدجال ‪ . » ...‬وف رواية ‪ :‬قلت ‪ :‬فما العصمة يا رسول ال ؟ قال ‪ « :‬السيف » ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬قلت ‪ :‬و هل ب عد هذا ال سيف بق ية ؟ قال ‪ « :‬نعم ‪ ،‬تكون أمارة على أقذاء وهد نة على‬
‫دخن » ‪ ،‬قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ث ماذا ؟ قال ‪ « :‬تنشأة دعاة الضللة ‪. )1( » ...‬‬
‫‪ -4‬و عن عق بة بن مالك ر ضي ال تعال ع نه من ره طه قال ‪ :‬ب عث ر سول ال‬
‫سرية فسلمت رجلً منهم سيفًا فلما رجع قال ‪ :‬لو رأيت ما لمنا رسول ال ؟ قال ‪:‬‬
‫« أعجزت إذا بعثت رجلً فلم يض لمري أن تعلوا مكانه من يضي لمري » (‪. )2‬‬
‫وهذا الد يث يدل على أ مر ال نب بأن المام إذا ل ي ض على سنة ال نب وحاد‬
‫عنها ‪ ،‬فإنه يعزل ويعل مكانه من يتبع السنة ويسي على منهاجها ‪.‬‬
‫‪ -5‬وعن ابن عمر رضي ال تعال عنهما قال ‪ :‬قال رسول ال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه أبو داود ف الفت ‪ .‬ب ‪ :‬ذكر الفت ودلئلها ‪ ،‬عون العبود (‪ . )11/312‬ورواه المام أحد بعدة‬
‫أسانيد ف السند (‪ . )404 ، 5/403‬وحسنه اللبان ف الامع الصغي ح ‪. ) . 3/54( 2992‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو داود ف ك ‪ :‬الهاد ‪ .‬ب ‪ :‬ف الطاعة ‪ .‬عون (‪ . )7/291‬وقال الشيخ عبد القادر الرناؤوط ‪:‬‬
‫إسناده حسن ‪ ،‬قال النذري ‪ :‬ذكر أبو عمر النمري وغيه أن عقبة هذا روى عن النب حديثًا واحدًا ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬جامع الصول لبن الثي (‪ ، )4/71‬وكلم النذري ف عون العبود (‪ ، )7/291‬وعزاه صاحب‬
‫كن العمال إل الطيب البغدادي ف التفق (‪ )5/297‬ح ‪. 14415‬‬

‫‪524‬‬
‫« سصيكون عليكصم أمراء يأمرونكصم باص ل يفعلون ‪ .‬فمصن صصدقهم بكذبمص وأعانمص على‬
‫ظلمهم فليس من ولست منه ولن يرد على الوض » (‪. )1‬‬
‫‪ -6‬هذا وقد قال أبو بكر الصديق رضي ال تعال عنه ف خطبته الشهورة لا انعقدت‬
‫له اللفة ‪ ( :‬أيها الناس إن قد وليت عليكم ولست بيكم ‪ ،‬فإن أحسنت فأعينون وإن‬
‫أ سأت فقومو ن ‪ )2( ) ...‬فهذا أ مر م نه ر ضي ال ع نه لل صحابة بالتقو ي ع ند ح صول‬
‫النراف ف رعايته لم وهو أبو بكر الصديق ‪ ،‬فأول بالتقوي من يأت من بعده ‪ ،‬وييد‬
‫عن الطريق (‪. )3‬‬
‫رابعًا ‪ :‬الحاديث الدالة على خطر الئمة الضلي ‪:‬‬
‫وقد ورد عن النب عدة أحاديث تذر من الئمة الضلي ‪ ،‬وأنم خطر كبي على‬
‫المة وعلى دينها ‪ ،‬لذلك يب السعي إل إبعاد خطرهم‬

‫‪ )(1‬رواه أحد ف السند ‪ .‬وصححه أحد شاكر حديث رقم (‪ . )8/62( )5702‬وقال ف ممع الزوائد ‪:‬‬
‫رواه أحد والبزار ‪ ...‬وفيه ‪ :‬إبراهيم بن قعيس ‪ .‬ضعفه أبو حات ‪ ،‬ووثقه ابن حبان ‪ ،‬وبقية رجاله رجال‬
‫الصحيح (‪ ، )5/247‬وف السند أيضًا عن جابر وهو ف الترغيب والترهيب (‪ ، )3/150‬ورواه الترمذي عن‬
‫كعب بن عجرة ف ‪ :‬الفت ‪ .‬باب ‪ ، 72 :‬رقم (‪ )2259‬وقال ‪ :‬حديث صحيح غريب ل نعرفه من حديث‬
‫مسهر إل من هذا الوجه (‪. )4/525‬‬
‫‪ )(2‬انظر ‪ :‬سي ابن هشام (‪ ، )4/161‬والبداية والنهاية (‪ )6/301‬قال ابن كثي ‪ :‬إسناده صحيح ‪.‬‬
‫‪ )(3‬وهناك أحاديث أخرى كثية ف هذا الباب منها « ‪ ...‬فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم‬
‫‪ » ...‬ونوها ‪ .‬ولكن آثرت الصفح عنها لنا ل تسلم من مقال ‪.‬‬

‫‪525‬‬
‫عن هذه ال مة ‪ ،‬ال ت ت ب حايت ها على كل م سلم إذا غز يت أرض ها أو ن بت أموال ا‬
‫فكيف إذا غزي دينها ؟‬
‫ومن هذه الحاديث ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬عن ثوبان ر ضي ال تعال ع نه قال ‪ :‬قال ر سول ال ‪ « :‬إن ا أخاف على أم ت‬
‫الئمة الضلي ‪. )1( » ...‬‬
‫‪ -2‬و عن ثوبان ر ضي ال ع نه ف الد يث الطو يل عن ال نب قال ‪ « :‬زو يت ل‬
‫الرض ح ت رأ يت مشارق ها ومغارب ا ‪ » ...‬إل أن قال ‪ « :‬وإن ا أتوف على أم ت أئ مة‬
‫مضلي ‪. )2( » ...‬‬
‫‪ -3‬وف رواية عند الطيالسي ‪ « :‬أخوف ما أخاف على أمت الئمة الضلي » (‪. )3‬‬
‫‪ -4‬وروى أحد بسنده إل عبد ال بن مسعود قال ‪ :‬إن رسول ال قال ‪ « :‬أشد‬
‫الناس عذابًا يوم القيامة ‪ :‬رجل قتله نب ‪ ،‬أو قتل نبيًا ‪،‬‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬ما جاء ف الئمة الضلي ‪ ،‬ح ‪ . 2229‬وقال ‪ :‬حسن صحيح (‬
‫‪ . )4/504‬وصححه اللبان ف تعليقه على مشكاة الصابيح (‪. )3/1484‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو داود ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 1 :‬عون (‪ ، )323 ، 11/322‬وابن ماجة ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 9 :‬ح‬
‫‪ ، )2/1304( 3952‬ورواه المام أحد ف السند (‪ )4/123‬عن شداد بن أوس ‪ ،‬وأصل الديث بدون‬
‫زيادة « وإنا أتوف ‪ » ...‬ف مسلم ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ح ‪. )4/2215( 2889‬‬
‫‪ )(3‬مسند الطيالسي (‪ . )2/165‬وبنحوه ف السند عن شداد بن أوس ‪ .‬قال ف ممع الزوائد ‪ :‬رجاله رجال‬
‫الصحيح (‪. )5/239‬‬

‫‪526‬‬
‫وإمام ضللة ‪ ،‬ومثل من المثلي » (‪ )1‬ولذلك فقد قال عمر لكعب ‪ :‬أن أسألك عن أمر‬
‫فل تكتمن قال ‪ :‬وال ل أكتمك شيئًا أعلمه قال ‪ :‬أخوف شيء توفه على أمة ممد‬
‫؟ قال ‪ « :‬أئمة مضلي » ‪ ،‬قال عمر ‪ :‬صدقت ‪ ،‬قد أسر ذلك إلّ وأعلمنيه رسول ال‬
‫) (‪. )2‬‬
‫وروى أبو شامة بسنده إل زياد بن حدير قال ‪ ( :‬قال ل عمر ‪ :‬هل تعرف ما يهدم‬
‫السصلم ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬يهدمصه زلة عال وجدال منافصق بالكتاب ‪ ،‬وحكصم الئمصة‬
‫الضلي ) (‪. )3‬‬
‫فإذا كانت هذه خطورتم فمجاهدتم واجبة تليه الصلحة الشرعية ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬ومن الدلة على تري الروج على أئمة الضللة ‪:‬‬
‫هو إجاع العلماء على قتال أي طائفة امتنعت عن شريعة من شرائع السلم ‪ ،‬فهذه‬
‫ي ب جهاد ها وقتال ا باتفاق ال سلمي ‪ .‬قال ش يخ ال سلم ا بن تيم ية رح ه ال ‪ ( :‬وأي ا‬
‫طائفة انتسبت إل السلم وامتنعت عن بعض شرائعه الظاهرة التواترة فإنه يب جهادها‬
‫باتفاق السلمي ‪ ) ...‬قال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه المام أحد ف السند رقم (‪ . )3868‬وقال أحد شاكر ‪ :‬إسناده صحيح (‪ . )5/332‬قال اليثمي‬
‫رواه البزار ‪ ..‬ورجاله ثقات وكذلك رواه المام أحد ممع الزوائد (‪ . )5/236‬والديث حسنه اللبان ف‬
‫صحيح الامع الصغي (‪. )1/335‬‬
‫‪ )(2‬مسند المام أحد حديث رقم (‪ . )293‬قال ف ممع الزوائد ‪ :‬رجاله ثقات (‪ . )5/238‬وحسن‬
‫الستاذ أحد شاكر إسناده (‪. )1/282‬‬
‫‪ )(3‬الباعث على إنكار البدع والوادث لب شامة (ص ‪. )15‬‬

‫‪527‬‬
‫( فثبت بالكتاب والسنة وإجاع المة أنه يقاتل من خرج عن شريعة السلم وإن تكلم‬
‫بالشهادت ي ‪ ،‬و قد اختلف الفقهاء ف الطائ فة المتن عة لو تر كت ال سنة الرات بة كركع ت‬
‫الفجصر هصل يوز قتالمصا ؟ على قوليص ‪ ،‬فأمصا الواجبات والحرمات الظاهرة والسصتفيضة‬
‫فيقا تل علي ها بالتفاق (‪ . )1‬فهذه الطائ فة ي ب جهاد ها سواء كان المام مع ها أم ل ‪.‬‬
‫فدل على وجوب الروج على أئ مة الور إذا امتنعوا عن شري عة من شرائع ال سلم ‪ ،‬أو‬
‫تركوا شيئًا من الواجبات ‪ ،‬أو فعلوا الحرمات الظاهرة ‪.‬‬
‫و قد قال ر سول ال ‪ « :‬ل تزال طائفة من أم ت ظاهرين ح ت يأتي هم أمر ال و هم‬
‫ظاهرون » (‪ )2‬و ف روا ية ‪ « :‬ل تزال طائ فة من أم ت على ال ق ظاهر ين ل يضر هم من‬
‫يذلم حت يأت أمر ال » (‪. )3‬‬
‫هذا وقد جاء تفسي هذا الظهور بأنه النصر ف القتال كما ف الروايات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديصث جابر بصن سصرة ‪ « :‬لن يصبح هذا الديصن قائمًا يقاتصل عليصه عصصابة مصن‬
‫السلمي حت تقوم الساعة » (‪. )4‬‬
‫‪ -2‬رواية جابر بن عبد ال ‪ « :‬ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق‬

‫‪ )(1‬مموعة الفتاوى (‪. )358 ، 28/357‬‬


‫‪ )(2‬متفق عليه ‪ .‬رواه البخاري ف ك ‪ :‬العتصام ‪ .‬ب ‪ ، 10 :‬الفتح (‪ ، )13/293‬ورواه مسلم ف ك ‪:‬‬
‫المارة ‪ .‬ح ‪ )3/1523( 192‬كلها عن الغية بن شعبة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم عن ثوبان ف ‪ :‬المارة ‪ .‬ح ‪ . )3/1523( 1920‬والترمذي ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ :‬ما جاء ف‬
‫الئمة الضلي ‪ ،‬ح ‪ . 2229‬وقال ‪ :‬حسن صحيح (‪ ، )4/504‬وأبو داود ف ‪ :‬الفت ‪ .‬ف باب ‪ . 1 :‬عون‬
‫العبود (‪. )11/324‬‬
‫‪ )(4‬مسلم ف المارة حديث رقم (‪ ، )3/1524( )1922‬وقريب من هذا اللفظ ف السند (‪ )5/92‬عن‬
‫جابر نفسه ‪.‬‬

‫‪528‬‬
‫ظاهرين إل يوم القيامة » (‪ . )1‬وف رواية عمران بن الصي ‪ ... « :‬يقاتلون على الق‬
‫ظاهرين على من ناوأهم حت يقاتل آخرهم السيح الدجال » (‪. )2‬‬
‫‪ -3‬روا ية عق بة بن عا مر ‪ « :‬ل تزال ع صابة من أم ت يقاتلون على أ مر ال قاهر ين‬
‫لعدوّهم ‪ ،‬ل يضرّهم من خالفهم حت تأتيهم الساعة وهم على ذلك » (‪. )3‬‬
‫فهذه الطائفة النصورة تقاتل قطعًا وليس قتالا خا صًا بالكفار الصرحاء فحسب ‪ ،‬بل‬
‫تقا تل كل من يذل ا ويالف ها ‪ ،‬وأعظم هم الئ مة الضلون ك ما ف الحاد يث ال سابقة‬
‫لسصيما إذا كانوا أخطصر على الديصن مصن الكفار الصصرحاء ‪ ،‬فدلّ على أن ال قصد وعصد‬
‫الارج لنصرة دينه بالنصر والتمكي ‪ ،‬وهذا يدل على مشروعية مثل هذا الروج ‪.‬‬
‫سادسًا ‪ :‬ومن الدلة أيضًا فعل الصحابة والسلف رضوان ال عليهم أجعي ‪:‬‬
‫فالصحابة الذين عاصروا الفتنة الت وقعت بي علي وأصحاب المل رضي ال عنهم‬
‫أجع ي ل يكونوا يرون أن ال بر الوح يد للخروج هو الك فر يدلّ على ذلك أن ال صحابة‬
‫كانوا ف زمن علي ثلثة أقسام ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬من كان مع علي ‪.‬‬

‫‪ )(1‬مسلم ف اليان رقم (‪ ، )1/137( )156‬وف ‪ :‬المارة ‪ .‬رقم (‪ ، )3/1524( )1923‬وأحد (‬


‫‪. )3/345‬‬
‫‪ )(2‬أبو داود ف الهاد ‪ :‬باب ‪ ، 4 :‬ف دوام الهاد ‪ .‬عون العبود (‪. )7/162‬‬
‫‪ )(3‬مسلم ف ‪ :‬المارة ‪ .‬حديث رقم (‪. )3/1525( )1924‬‬

‫‪529‬‬
‫الثان ‪ :‬من كان مع معاوية (‪. )1‬‬
‫الثالث ‪ :‬الذين توقفوا ‪ ،‬وهم القلّةُ رضي ال عنهم أجعي ‪.‬‬
‫فأما علي ومن معه فلو أنم يعلمون أنه ل يصح الروج إل ف حالة الكفر لكان هذا‬
‫وحده كافيًصا فص الحتياج على مصن خالفهصم ‪ ،‬ول اشتهصر ذلك عنهصم ‪ ،‬وأفحموا‬
‫خ صومهم ‪ ،‬ول سيما أ صحاب ال مل ‪ ،‬فإن من الثا بت أن أ صحاب ال مل ( طل حة ‪،‬‬
‫والزبي ‪ ،‬وعائشة ) بايعوا عليًا ‪ ،‬ث خرجوا عليه ‪ ،‬ومع ذلك ل ينقل عن علي وأصحابه‬
‫أن م احتجوا علي هم بأن عليًا ل يك فر فل يوز ل كم الروج بل كل ما احتجوا به أن م‬
‫خرجوا عن الطا عة دون سبب وج يه ‪ ،‬يدل على ذلك ما رواه البخاري (‪ )2‬عن ع بد ال‬
‫بن زياد ال سدي قال ‪ ( :‬ل ا سار طل حة ‪ ،‬والزب ي ‪ ،‬وعائ شة إل الب صرة ‪ .‬ب عث علي ‪:‬‬
‫عمار بن ياسر ‪ ،‬والسن بن علي ‪ ،‬فقدما الكوفة فصعدا النب فكان السن بن علي فوق‬
‫ال نب ف أعله ‪ ،‬وقام عمار أ سفل من ال سن ‪ ،‬فاجتمع نا إل يه ‪ ،‬ف سمعت عمارًا يقول ‪:‬‬
‫( إن عائشة قد سارت إل البصرة ‪ ،‬وال إنا لزوجة نبيكم ف الدنيا والخرة ‪ ،‬ولكن ال‬
‫ابتلكم ليعلم إياه تطيعون أم هي ) أما علي نفسه فما زاد أن قال ف حق طلحة والزبي ‪:‬‬
‫ل م ن با يع أ با ب كر خال فه لقاتلناه ‪،‬‬
‫( بايعا ن بالدي نة وخالفا ن بالب صرة ‪ ،‬ولو أن رج ً‬
‫وكذلك ع مر ) (‪ )3‬و كل الروايات الديث ية والتأري ية ال ت روت الحاورات وال جج‬
‫الت حصلت بي الطرفي ل تذكر أحدًا منهم احتج بأنه ل يوز الروج على المام إل أن‬
‫يكفر ‪ ،‬فدل على أنم ل يرون ذلك ‪.‬‬

‫‪ )(1‬أهل الشام هم الفئة الباغية لقول الرسول « عمار تقتله الفئة الباغية ‪ » ...‬وعلي أقرب إل الق لقوله‬
‫عن الوراج ‪ « :‬تقتلهم أدن الطائفتي إل الق ‪ . » ...‬وال أعلم ‪.‬‬
‫‪ )(2‬الامع الصحيح ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 18 :‬فتح الباري (‪. )13/53‬‬
‫‪ )(3‬أخرجه إسحاق بن راهويه من طريق سال الرادي انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ . )13/53‬وانظر ‪ :‬تاريخ السلم‬
‫للذهب (‪ )3/391‬بلفظ (خلعان ) بدلً من ( خالفان ) ‪.‬‬

‫‪530‬‬
‫أما طلحة والزبي وأهل الشام وفيهم معاوية والنعمان بن بشي والغية بن شعبة رضي‬
‫ال عن هم أجع ي فلو أن م يعلمون أن سبب الروج هو الك فر وحده ث خرجوا وقاتلوا‬
‫ال سلمي لكان مع ن هذا أن م متعمدون ا ستحلل مقاتلة المام وإرا قة دماء ال سلمي ‪،‬‬
‫وليسصوا متهديصن مطئيص ‪ ،‬وهذا ل يوز فص حقهصم قطعًا ‪ ،‬ولو أنمص يعلمون ذلك ول‬
‫يرجوا حتص كفصر علي ‪ -‬حاشصا ل أن يكفصر ‪ -‬ل حتجوا بصه وأظهروه ‪ ،‬ول يعللوا‬
‫خروجهم بالطالبة بدم عثمان ‪-‬فدل على أنم يرون الروج على المام ولو ل يكفر ‪.‬‬
‫أ ما الذ ين توقفوا ‪ ،‬وأشهر هم ع بد ال بن ع مر ‪ ،‬و سعد بن أ ب وقاص ‪ ،‬وأ سامة بن‬
‫زيد ‪ ،‬وممد بن مسلمة ‪ ،‬وأبو موسى ‪ ،‬فهؤلء ل ينقل عنهم أن سبب توقفهم هو أن‬
‫أحدًا من الفئتي ل يكفر فل يوز الروج عليه ‪ ،‬بل الثابت أن توقفهم كان عن اجتهاد‬
‫ووجهة نظر إذ رأوا أنا فتنة ل يتبي لم المر فيها وقد نى النب عن القتال ف الفتنة ‪،‬‬
‫والذي يدل على أن هذا هو سبب توقفهم ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أما أسامة بن زيد فقد روى البخاري أن حرملة قال ‪ ( :‬أر سلن أ سامة إل علي‬
‫وقال إ نه سيسألك الن فيقول ‪ :‬ما خلف صاحبك ؟ ‪ -‬أي الذي أخره ع نا ‪ -‬ف قل له ‪:‬‬
‫يقول لك ‪ :‬لو ك نت ف شدق ال سد لحب بت أن أكون م عك ف يه ‪ ،‬ول كن هذا ال مر ل‬
‫أره ) (‪. )1‬‬
‫ل بأحاديث النهي عن القتال ف‬ ‫‪ -2‬أما عبد ال بن عمر فقد كان يرى الكف ‪ ،‬عم ً‬
‫الفت نة ‪ ،‬ومثله سعد ‪ ،‬وم مد بن م سلمة ‪ ،‬إل أن ا بن عمر و سعدًا ن قل عنه ما الندم على‬
‫أن ما ل يقاتل الفئة الباغ ية ال ت قتلت عمارًا ‪ .‬ف قد روي عن ع بد ال بن ع مر أ نه قال ‪:‬‬
‫( من هي الفئة الباغية ؟ ولو علمنا ما سبقتن أنت ول غيك على قتالا ) (‪ )2‬وروي عنه‬
‫أنه قال ‪ ( :‬ما أجد ف نفسي شيئًا‬

‫‪ )(1‬صحيح البخاري ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 20 :‬فتح الباري (‪. )13/61‬‬


‫‪ )(2‬الفصل (‪. )4/171‬‬

‫‪531‬‬
‫إل أن ل أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أب طالب ) (‪ )1‬أما سعد فقد روي عنه أنه قال ‪:‬‬
‫( ندمت على تركي قتال الفئة الباغية ) (‪. )2‬‬
‫‪ -3‬أما أبو موسى وأبو مسعود فقد دخل على عمار حي بعثه علي إل أهل الكوفة‬
‫يسصتنفرهم فقال ‪ :‬مصا رأيناك أتيصت أمرًا أكره عندنصا مصن إسصراعك فص هذا المصر منصذ‬
‫أسلمت ‪ ،‬فقال عمار ‪ :‬ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرًا أكره عندي من إبطائكما عن‬
‫ل من الطرفي قد عاب الخر بالنسبة لا يعتقده ‪ ،‬ول‬ ‫هذا المر ‪ )3( ) ...‬فاللحظ أن ك ً‬
‫يذكر واحد من الثلثة الكفر أو عدمه ‪.‬‬
‫وهذا حذيفة رضي ال عنه ‪ -‬الذي اشتهر بروايته لحاديث الفت ‪ ،‬لنه كان يسأل‬
‫النب عن الشر ليجتنبه ‪ -‬يقول ‪ ( :‬يا أيها الناس أل تسألون ؟ فإن الناس كانوا يسألون‬
‫النب عن الي ‪ ،‬وكنت أسأله عن الشر ‪ ،‬أفل تسألون عن ميت الحياء ؟ فقال ‪ :‬إن‬
‫ال تعال بعصث ممدًا فدعصا الناس مصن الضللة إل الدى ‪ ،‬ومصن الكفصر إل اليان ‪،‬‬
‫فاستجاب من استجاب ‪ ،‬فحي بالق من كان ميتًا ‪ ،‬ومات بالباطل من كان حيًا ‪ ،‬ث‬
‫ذهبت النبوة فكانت اللفة على منهاج النبوة ‪ ،‬ث يكون ملكًا عضوضًا ‪ ،‬فمن الناس من‬
‫ينكر بقلبه ‪ ،‬ويده ‪ ،‬ولسانه ‪ ،‬والق استكمل ‪ ،‬ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه ‪ ،‬كافًا يده‬
‫و ُشعْبَ ًة من الق ترك ‪ ،‬ومنهم من ينكر بقلبه كافًا يده ولسانه ‪ ،‬وشعبتي من الق ترك ‪،‬‬
‫ومنهم من ل ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الحياء ) (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬سي أعلم النبلء (‪ ، )3/232‬وروي عنه أن الفئة الباغية يعن با الجاج وإسناده صحيح ‪ .‬انظر ‪ :‬سي‬
‫أعلم النبلء (‪. )3/232‬‬
‫‪ )(2‬الامع لحكام القرآن للقرطب (‪. )16/319‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ف صحيحه ف ك ‪ :‬الفت ‪ .‬ب ‪ ، 18 :‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )13/53‬‬
‫‪ )(4‬حلية الولياء لب نعيم مسندًا (‪. )275 ، 1/274‬‬

‫‪532‬‬
‫من كل ما سبق نستطيع أن نقول ‪ :‬إن أكثر الصحابة رضوان ال عليهم يرون جواز‬
‫الروج والقاتلة في ما دون الك فر ‪ ,‬و هو ما ي سمى بالروج لت صحيح الوضاع ‪ -‬أي‬
‫للمر بالعروف والنهي عن النكر ‪ -‬ومستندهم آية الجرات ‪َ ﴿ :‬فقَاِتلُوا الّتِي تَْبغِي حَتّى‬
‫َتفِيءَ إِلَى َأ ْمرِ اللّ هِ َ ﴾ (‪ )1‬حيث أمر الشارع بقتال الفئة الباغية مع وصفها باليان ‪ ،‬وقد‬
‫تكون طائفة المام هي الباغية وذلك إذا تاوزت حدود الشرع ‪ ،‬ولذلك قال العلماء ‪( :‬‬
‫إن حكمة ال تعال ف حرب الصحابة التعريف منهم لحكام قتال أهل التأويل ‪ ،‬إذ كان‬
‫أحكام قتال أهل الشرك قد عرفت على لسان الرسول وفعله ) (‪. )2‬‬
‫موقف السلف من غي الصحابة‬
‫أما من جاء بعد الصحابة رضوان عليهم من أهل القرون الفضلة وغيهم من السلف ‪،‬‬
‫فقد كان يرى كثي منم الروج على الئمة الفسقة الظلمة ‪ ،‬وقد قام بعضهم فعلً على‬
‫بعض المراء الظلمة ‪ ،‬فمن الصحابة السي بن علي ‪ ،‬وعبد ال بن الزبي ‪ ،‬ومن معهم‬
‫ر ضي ال عن جيع هم ‪ .‬وقام ج ع عظ يم من التابع ي وال صدر الول على الجاج بن‬
‫يو سف الثق في مع ا بن الش عث ‪ .‬قال ا بن كث ي ‪ ( :‬وواف قه ‪ -‬أي ا بن الش عث ‪ -‬على‬
‫خلعهما ‪ -‬أي الجاج وع بد اللك بن مروان ‪ -‬جيع من ف البصرة من الفقهاء والقراء‬
‫والشيوخ والشباب ‪ ،‬ح ت ق يل ‪ :‬إ نه خرج م عه ثلثة وثلثون ألف فارس ومائة وعشرون‬
‫ألف راجل ) (‪ . )3‬ووقعت بينهم وقعة دير الماجم سنة ‪ 82‬هص (‪ . )4‬ومن‬

‫‪ )(1‬سورة الجرات آية ‪. 9‬‬


‫‪ )(2‬الامع لحكام القرآن للقرطب (‪. )16/319‬‬
‫‪ )(3‬البداية والنهاية (‪. )9/36‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (‪. )9/96‬‬

‫‪533‬‬
‫هؤلء أيضًا كبي التابعي سعيد بن جبي (‪ ، )1‬وطلق بن حبيب (‪ ، )2‬وقتبية بن مسلم (‪. )3‬‬
‫( كمصا خرج الناس على الوليصد بصن يزيصد بصن عبصد اللك لاص رأوا فسصقه وحاصصروه ثص‬
‫قتلوه ) (‪ . )4‬قال الذهب ‪ ( :‬ل يصح عن الوليد كفر ول زندقة ‪ ،‬بل اشتهر بشرب المر‬
‫والتلوط ‪ ،‬فخرجوا عليه لذلك ) (‪ . )5‬أما عمر بن عبد العزيز ‪ :‬فقد روي عنه أنه ( أمر‬
‫بضرب من سى يزيد بن معاوية أمي الؤمني عشرين سوطًا ) (‪ )6‬وهذا يدل على أنه ل‬
‫يقر له بإمامة ‪.‬‬
‫وقال الافظ ابن حجر ف ترجة السن بن صال ف الرد على التهم الت وجهت إليه‬
‫قال ‪ ( :‬قول م كان يرى ال سيف ‪ ،‬يع ن كان يرى الروج بال سيف على أئ مة الور ‪...‬‬
‫قال ‪ :‬وهذا مذهب للسلف قدي ‪ ،‬لكن استقر المر على ترك ذلك لا رأوه قد أفضى إل‬
‫ما هو أشد منه ‪. )7( ) ...‬‬
‫آراء أئمة الذاهب الربعة ‪:‬‬
‫سبق أن عد ابن حزم الئمة الثلثة ‪ -‬أبا حنيفة ‪ ،‬ومالكًا ‪ ،‬والشافعي ‪ .‬بأنم ‪ :‬من‬
‫يرى سل السيوف ف المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬وإنكار منكرات الئمة الظلمة ‪.‬‬

‫‪ )(1‬نفس الرجع (‪. )9/49‬‬


‫‪ )(2‬نفس الراجع (‪. )9/101‬‬
‫‪ )(3‬البداية والنهاية (‪. )9/167‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬القاضي أبو يعلي وكتابه الحكام السلطانية ‪ .‬د ‪ .‬ممد عبد القادر أبو فارس (ص ‪. )450‬‬
‫‪ )(5‬تاريخ اللفاء للسيوطي (ص ‪. )251‬‬
‫‪ )(6‬الصواعق الحرقة (ص ‪ . )224‬وانظر الروض الباسم (‪. )2/190‬‬
‫‪ )(7‬تذيب التهذيب (‪. )2/288‬‬

‫‪534‬‬
‫أ ما أ بو حني فة رح ه ال تعال ف قد كان يرى الروج على أئ مة الور ‪ ،‬و هو ظا هر‬
‫مذه به على قول أ ب ب كر ال صاص ‪ ،‬ف قد قال ‪ ( :‬و من الناس من يظ هر أن مذ هب أ ب‬
‫حنيفة تويز إمامة الفاسق وخلفته ‪ ،‬وأنه يفرق بينه وبي الاكم فل ييز حكمه ‪ ،‬وذكر‬
‫ذلك عن بعض التكلمي ‪ . ) ..‬قال ‪ ( :‬ول فرق عند أب حنيفة بي القاضي والليفة ف‬
‫أن شرط كل منه ما العدالة ‪ ،‬وأن الفا سق ل يكون خليفة ‪ ،‬ول يكون حاكمًا ‪ ،‬ك ما ل‬
‫تقبصل شهادتصه ‪ . ) ...‬قال ‪ ( :‬وكان مذهبصه رحهص ال مشهورًا فص قتال الظلمصة وأئمصة‬
‫الور ‪ ،‬ولذلك قال الوزاعي ‪ ( :‬احتملنا أبا حنيفة على كل شيء حت جاءنا بالسيف ‪-‬‬
‫يعن قتال الظلمة ‪ -‬فلم نتمله ‪ ) ...‬قال ‪ ( :‬وقضيته ف أمر زيد بن علي مشهورة ‪ ،‬وف‬
‫حله الال إل يه وفتياه الناس سرًا ف وجوب ن صرته والقتال م عه ‪ ،‬وكذلك أمره مع م مد‬
‫وإبراهيم ابن عبد ال بن حسن ) ‪. )1( ) .‬‬
‫وقال أبصو إسصحاق الفزاري لبص حنيفصة ‪ ( :‬مصا اتقيصت ال حيصث حثثصت أخصي على‬
‫الروج مع إبراهيم ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنه كما لو قتل يوم بدر ‪ ،‬وقال شعبة ‪ :‬وال لي عندي بدر‬
‫ال صغرى ) (‪ )2‬وكان يقول ف الن صور وأشيا عه ‪ ( :‬لو أرادوا بناء م سجد وأرادو ن على‬
‫عد آجره لا فعلت ) (‪. )3‬‬
‫أما المام مالك فقد روى ابن جرير عنه أنه أفت الناس ببايعة ممد ابن عبد ال بن‬
‫ح سن ‪ -‬خرج سنة ‪ 45‬ه ص ‪ -‬فق يل له ‪ ( :‬فإن ف أعناق نا بي عة للمن صور ‪ :‬فقال ‪ :‬إن ا‬
‫كن تم مكره ي ‪ ،‬ول يس لكره بي عة ‪ ،‬فباي عه الناس ع ند ذلك عن قول مالك ‪ ،‬ولزم مالك‬
‫بيته ) (‪ . )4‬وقال ابن العرب من الالكية ‪ ( :‬قال‬

‫‪ )(1‬أحكام القرآن للجصاص (‪ )1/70‬ط ‪ 1335‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬دار الكتاب العرب ‪ .‬وانظر ‪ :‬اللل والنحل‬
‫للشهرستان (‪. )1/158‬‬
‫‪ )(2‬شذرات الذهب لبن العماد النبلي (‪ . )1/214‬ونوه ف تاريخ بغداد (‪. )13/384‬‬
‫‪ )(3‬الكشاف للزمشري (‪. )1/309‬‬
‫‪ )(4‬البداية والنهاية (‪. )10/84‬‬

‫‪535‬‬
‫علماؤنا ف رواية سحنون ‪ :‬إنا يقاتل مع المام العدل سواء كان الول أو الارج عليه ‪،‬‬
‫فإن ل يكو نا عد ين فأم سك عنه ما إل أن تراد بنف سك أو مالك أو ظلم ال سلمي فاد فع‬
‫ذلك ‪ ...‬قال ‪ ( :‬وقصد روى ابصن القاسصم عصن مالك ‪ :‬إذا خرج على المام العدل خارج‬
‫وجب الدفع عنه ‪ ،‬مثل عمر بن عبد العزيز ‪ ،‬فأما غيه فدعه ينتقم ال من ظال بثله ‪ ،‬ث‬
‫ينتقم من كليهما ‪ ،‬قال ال تعال ‪َ ﴿ :‬فِإذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا َب َعثْنَا عَلَْيكُ ْم عِبَادا لّنَا ُأوْلِي‬
‫بَأْ سٍ شَدِيدٍ فَجَا سُواْ ِخلَلَ الدّيَا ِر وَكَا َن َوعْدا ّم ْفعُولً ﴾ (‪ . )1‬قال مالك ‪ :‬إذا بويع للمام‬
‫فقام عل يه إخوا نه قوتلوا إذا كان الول عد ًل ‪ ،‬فأ ما هؤلء فل بي عة ل م إذا كان بو يع ل م‬
‫على الوف ) (‪. )2‬‬
‫ومشهور ف التاريخ أن سبب جلد المام هو قوله بعدم انعقاد أيان البيعة ‪ ،‬لن البيعة‬
‫عنده ولء قلب ‪ ،‬وليست مواثيق تؤخذ على الستكراه ‪ ،‬فقد روى ابن أب حات بسنده‬
‫إل حرملة قال ‪ :‬سعت الشافعي قال ‪ :‬كان على أهل الدينة الاشي (‪ )3‬فأرسل إل مالك‬
‫وقال ‪ :‬أنت الذي تفت ف الكراه وإبطال البيعة ؟ فضربه مردًا مائة ‪ ،‬حت أصاب كتفه‬
‫خلع ‪ ،‬وكان ل يزر إزاره بيده ) (‪. )4‬‬
‫أمصا المام الشافعصي رحهص ال فقصد نسصبه إل هذا القول التفتازانص فص شرحصه للعقائد‬
‫النسفية (‪ ، )5‬ونسبه إل ذلك الزبيدي من أصحابه ‪ ،‬وقال ‪ :‬أنه‬

‫‪ )(1‬سورة السراء آية ‪. 5‬‬


‫‪ )(2‬أحكام القرآن لبن العرب (‪ ، )4/1721‬وبعضه ف الرشي على متصر خليل (‪. )8/60‬‬
‫‪ )(3‬هو ‪ :‬جعفر بن سليمان ابن عم النصور ‪ .‬انظر ‪ :‬النتقاء لبن عبد الب (ص ‪. )44‬‬
‫‪ )(4‬آداب الشافعي ومناقبه للرازي (ص ‪. )203‬‬
‫‪( )(5‬ص ‪ )145‬نقلً عن النظريات السياسية السلمية (ص ‪. )339‬‬

‫‪536‬‬
‫رأيه ف القدي من مذهبه (‪. )1‬‬
‫أما المام أحد رحه ال فالروايات عنه ف هذه القضية متلفة ‪ -‬كما هو الغالب على‬
‫مذه به رح ه ال و هو تعدد الروايات ‪ -‬والشهور ع نه هو القول بعدم جواز الروج على‬
‫(‪)2‬‬
‫الئمة الفسقة ‪ ،‬فقد نقل عنه ابن أب يعلى ف طبقات النابلة من رواية الصطخري‬
‫قوله ‪ ( :‬والنقياد إل مصن وله ال أمركصم ‪ ،‬ول تنع يدًا مصن طاعتصه ‪ ،‬ول ترج عليصه‬
‫بسصيفك حتص يعصل ال فرجًا ومرجًا ‪ ،‬ول ترج على السصلطان ‪ ،‬وتسصمع وتطيصع ول‬
‫تن كث بيعة ‪ ،‬فمن فعل ذلك فهو مبتدع مالف للجماعة ) (‪ . )3‬وقال ف رواية عبدوس‬
‫بن مالك القطان ‪ ( :‬و من غلب هم بال سيف ح ت صار خلي فة و سي أم ي الؤمن ي ل ي ل‬
‫لحصد يؤمصن بال واليوم الخصر أن يصبيت ول يراه إمامًا ‪ ،‬برًا كان أو فاجرًا ‪ ،‬فهصو أميص‬
‫الؤمني ) (‪. )4‬‬
‫وقال اللل ‪ ( :‬أخبن ممد بن أب هارون وممد بن جعفر أن أبا الارث حدثهم‬
‫قال ‪ :‬سألت أبا عبد ال ف أمي كان حدثهم ببغداد ‪ ،‬وهم قوم بالروج معه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا‬
‫أبصا عبصد ال مصا تقول فص الروج مصع هؤلء القوم ؟ فأنكصر ذلك عليهصم وجعصل يقول ‪:‬‬
‫سبحان ال ‪ ،‬الدماء ‪ ،‬الدماء ل أرى ذلك ول أمر ته ‪ ،‬ال صب على ما ن ن ف يه خ ي من‬
‫الفتنة ‪ ،‬تسفك فيها الدماء ‪،‬‬

‫‪ )(1‬إتاف السادة التقي شرح إحياء علوم الدين (‪. )2/233‬‬


‫‪ )(2‬أحد بن جعفر بن يعقوب بن عبد ال أبو العباس الصطخري أحد تلميذ المام أحد ومن روى عنه ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬طبقات النابلة (‪. )1/24‬‬
‫‪ )(3‬طبقات النابلة (‪ . )1/26‬ونوه ف مناقب المام أحد لبن الوزي (ص ‪ ، )176‬وانظر ‪ :‬شرح أصول‬
‫اعتقاد أهل السنة والماعة للللكائي (ص ‪ . )158‬رسالة دكتوراه إعداد أحد سعد حدان جامعة أم القرى‬
‫‪ 1401‬هص ‪.‬‬
‫‪ )(4‬الحكام السلطانية لب يعلى (ص ‪. )20‬‬

‫‪537‬‬
‫وت ستباح في ها الموال ‪ ،‬وتنت هك في ها ( الرمات ) (‪ ، )1‬أما علمت ما كان الناس فيه ؟‬
‫يعن أيام الفتنة ‪ ،‬قلت ‪ :‬والناس اليوم ف فتنة يا أبا عبد ال ‪ ،‬قال ‪ :‬وإن كان ‪ .‬فإنا هي‬
‫فتنة خاصة ‪ ،‬فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل ‪ ،‬الصب على هذا ويسلم لك‬
‫دينك خي لك ) (‪. )2‬‬
‫وقال حن بل ف ول ية الوا ثق ‪ ( :‬اجت مع فقهاء بغداد إل أ ب ع بد ال وقالوا ‪ :‬هذا أ مر‬
‫قد تفا قم وف شا ‪ -‬يعنون إظهار خلق القرآن ‪ -‬نشاورك ف أ نا ل سنا نر ضى بإمر ته ول‬
‫سصلطانه فقال ‪ ( :‬عليكصم النكرة بقلوبكصم ‪ ،‬ول تلعوا يدًا مصن طاعصة ‪ ،‬ول تشقوا عصصا‬
‫السلمي ) (‪. )3‬‬
‫وقال ف رواية الروزي وذكر السن بن صال فقال ‪ ( :‬كان يرى السيف ول نرضى‬
‫بذهبه ) (‪. )4‬‬
‫كل ما سبق يدل على أن المام أحد رحه ال كان ل يرى الروج على الئمة وإن‬
‫ظلموا وجاروا ‪ ،‬وارتكبوا بعض البدع ‪ ،‬لكن ند هناك روايات معارضة لا سبق منها ‪:‬‬
‫ما ورد ف رواية حنبل قال عن الأمون ‪ ( :‬وأي بلء كان أكب من الذي أحدث عدو‬
‫ال ‪ ،‬وعدو السلم من إماتة السنة ؟ ‪. )5( ) ...‬‬

‫‪ )(1‬الصل مطموس والسياق يقتضيه ‪.‬‬


‫‪ )(2‬السند من مسائل المام أحد (مطوط) ورقة (‪. )9‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية (ص ‪. )21‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع والصفحة ‪.‬‬
‫‪ )(5‬نفس الرجع (ص ‪ . )20‬ونوه ف السند من مسائل المام أحد ورقة (‪. )2‬‬

‫‪538‬‬
‫وقال أبو يعلي ‪ ( :‬قال المام أحد فيما رأيته على ظهر جزء من كتب أخي رحه ال ‪،‬‬
‫حدثنا أبو الفتح بن منيع قال ‪ :‬سعت جدي يقول ‪ ( :‬كان أحد إذا ذكر الأمون قال ‪:‬‬
‫كان ل مأمون ) (‪ . )1‬وقال ف روا ية الثرم ف امرأة ل ول ل ا ( ال سلطان ) ‪ ،‬فق يل له ‪:‬‬
‫تقول السلطان ونن على ما ترى اليوم ؟ وذلك وقت يتحن فيه القضاة ‪ .‬فقال ‪ ( :‬أنا ل‬
‫أقول على ما نرى ‪ ،‬إنا قلت ‪ :‬السلطان ) (‪. )2‬‬
‫بل قد صرّح باللع للمبتدع عند الستطاعة فذكر ابن أب يعلى ف ذيل كتابه ‪ -‬طبقات‬
‫النابلة ‪ -‬كتابًا ذكر فيه بالسند التصل اعتقاد المام أحد قال فيه ‪ :‬وكان يقول ‪ ( :‬من‬
‫دعصا منهصم إل بدعصة فل تيبوه ول كرامصة ‪ ،‬وإن قدرتص على خلعصه فافعلوا ) (‪ . )3‬فهذا‬
‫تصريح منه رحه ال بأن صاحب البدعة إن قدر على خلعه فللمسلمي ذلك ‪.‬‬
‫وهذا ل شك معارض للروايات السابق ذكرها ‪ ،‬ويصعب المع بينهما إل إذا قلنا ‪:‬‬
‫ص ما ل يوز معصه الروج ‪ ،‬وت مل عليصه تلك‬ ‫إن الف سق والور والبد عة متل فة ‪ ،‬فمنه ا‬
‫الروايات القائلة بالنع ‪ ،‬ومنها ما هو أعظم فيجوز الروج بشرط الستطاعة وتمل عليه‬
‫هذه الروايات ‪ .‬أو أ نه م نع من الروج ل نه ي شك ف نوا يا الارج ي ‪ ،‬أو يعلم ضعف هم‬
‫وأنم سيحدثون فتنًا وملحم بي السلمي ‪ ،‬وأجاز لن سوى ذلك ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫أما مذهب النابلة فهو عدم جواز الروج على المام الائر (‪، )4‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية (ص ‪. )20‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع والصفحة ‪.‬‬
‫‪ )(3‬طبقات النابلة (‪. )2/305‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬الغن والشرح الكبي (‪. )10/52‬‬

‫‪539‬‬
‫وخالف ف ذلك ابن رزين وابن عقيل وابن الوزي (‪ )1‬فهم يرون الروج ‪.‬‬
‫قصة أحد بن نصر الزاعي ‪:‬‬
‫ل على ال سلطان البتدع الوا ثق بال القائل بلق القرآن أح د بن‬ ‫وم ن طبّ ق الروج فع ً‬
‫ن صر الزا عي الذي و صفه ا بن كث ي بأ نه ‪ ( :‬من أ هل العلم والديا نة ‪ ،‬والع مل ال صال ‪،‬‬
‫والجتهاد ف الي ‪ ،‬وكان من أئمة السنة المرين بالعروف والناهي عن النكر ) (‪. )2‬‬
‫والذي قال عنه المام أحد ‪ ( :‬رحه ال ما أسخاه لقد جاد بنفسه له ) (‪. )3‬‬
‫وقصته ‪ :‬إنه قد ساءه ما رآه من انراف اللفة وإظهار البدعة ‪ ،‬فقام بدعوة سرّية إل‬
‫المر بالعروف والنهي عن النكر ‪ ،‬ونشط هو وأصحابه ف جيع اللوف من أهل بغداد ‪،‬‬
‫فل ما كان ش هر شعبان من سنة إحدى وثلث ي ومائت ي انتظ مت البي عة له ف ال سرّ على‬
‫القيام بالمر بالعروف والنهي عن النكر والروج على السلطان لبدعته ودعوته إل القول‬
‫بلق القرآن ‪ ،‬ولا هو عليه هو وأمراؤه وحاشيته من العاصي والفواحش وغيها ‪ ،‬ولكن‬
‫الطة اكتشفت ف نايتها بسبب خلل ف اليعاد التفق عليه وذهب أحد بن نصر شهيدًا ‪،‬‬
‫وحزن عليه أهل بغداد سني طويلة ل سيما المام أحد رحه ال ) (‪. )4‬‬
‫وأخيًا فهذه آراء العلماء فص هذه السصألة ‪ ،‬وهذه أقوال كصل طائفصة ‪ .‬وهذه أدلتهصم‬
‫والن نناقش هذه الراء ‪ ،‬ونرى الراجح منها ‪.‬‬

‫‪ )(1‬النصاف ف معرفة الراجح من اللف (‪. )10/311‬‬


‫‪ )(2‬البداية والنهاية (‪. )10/303‬‬
‫‪ )(3‬نفس الرجع (‪. )10/304‬‬
‫‪ )(4‬القصة متصرة من البداية والنهاية (‪. )306 - 10/303‬‬

‫‪540‬‬
‫مناقشة أدلة الطرفي‬
‫أو ًل ‪ :‬مناقشة أدلة الذهب الول ‪ :‬وهو عدم الروج ‪:‬‬
‫عند النظر ف الدلة الدالة على تري الروج على الئمة الظلمة نلحظ ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أما الحاديث المرة بالطاعة فهي ‪ :‬مقيدة بالعروف ‪ ،‬وبا ل يكن فيه ل معصية‬
‫‪ .‬أما الحاديث الناهية عن الروج ‪ ،‬والمرة بالصب ‪ ،‬وإن رأى النسان ما يكره فهي‬
‫مقيّدة با تروا كفرًا بواحًا ‪ ...‬وما أقاموا الصلة ‪ ...‬وما قادوكم بكتاب ال ‪ .‬وهي بق‬
‫أحاديث صرية ف السألة يب العمل با ‪.‬‬
‫‪ -2‬أما الستدلل بالحاديث الناهية عن القتتال بي السلمي ‪ ،‬وعن القتال ف الفتنة‬
‫‪ ،‬فهذا وارد فيمصا إذا ل يتصبي للنسصان وجصه القص فص القتال ففصي هذه الالة عليصه أن‬
‫يعتزل ‪ ،‬أ ما إذا تبيّن له و جه ال ق فعل يه أن ين صر ال ق ك ما ف عل ال صحابة أيام الفت نة ‪،‬‬
‫فمنهم من رأى أن الق مع علي فقاتل معه ‪ ،‬ومنهم من رأى أن الق مع معاوية فقتل‬
‫معه ‪ ،‬ومنهم من ل يتبيّن له وجه الق فتوقف ‪.‬‬
‫‪ -3‬أ ما ال ستدلل بالحاد يث الدالة على أن ال يؤ يد هذا الد ين بالر جل الفا جر ‪،‬‬
‫فليصس كصل فاجصر مؤيدًا للديصن ‪ ،‬بصل الغالب منهصم حرب على الديصن ‪ ،‬وإل ل يكونوا‬
‫فجرة ‪ ،‬وإنا معن الديث أنم ف بعض الواقف قد يكون لم مواقف حسنة تؤيد الدين‬
‫وتنصره ‪ ،‬كما يدل على ذلك‬

‫‪541‬‬
‫سبب الديث وهو الرجل الذي كان يقاتل مع الرسول فلما أصابه جرح قتل نفسه ‪.‬‬
‫‪ -4‬أما الستدلل بفعل الصحابة رضوان ال عليهم أجعي فالذي يتضح من سياق‬
‫أدلة الفريق ي ‪ -‬الانع ي والجيز ين ‪ -‬لن كلً منه ما ي ستدل بف عل ب عض ال صحابة ‪ -‬أن‬
‫هناك من تبيّن له وجه الق مع علي فقاتل معه ومنهم من تبي له وجه الق مع معاوية‬
‫والطالبة بدم عثمان فقاتل معه ‪ ،‬ومنهم من ل يتبي له وجه الق مع أح ٍد منهما فتوقف‬
‫واعتزل ‪ ،‬وكل هم متهدون ‪ ،‬فال صيب من هم مأجور والخ طئ معذور ‪ ،‬وله أ جر اجتهاده‬
‫إن شاء ال ‪ ،‬وليس لنا إتباع أحد منهم مع اختلفهم إل إذا تبيّن لنا وجه الق من ذلك‬
‫بدليل من كتاب أو سنة صحيحة فعلينا إتباع الدليل ‪.‬‬
‫والول ‪ :‬المساك عما جرى بينهم ‪ ،‬وعدم الحتجاج بفعلهم وقت اللف ‪ ،‬ونتبع‬
‫ما ورد عن السلف وموقفهم من ذلك ‪ ،‬فقد سئل السن البصري رح ه ال عن قتالم‬
‫فقال ‪ ( :‬قتال شهده أصحاب رسول ال وغبنا ‪ ،‬وعلموا وجهلنا ‪ ،‬واجتمعوا فاتبعنا ‪،‬‬
‫واختلفوا فوقفنصا ) (‪ )1‬قال الحاسصب ‪ ( :‬فنحصن نقول كمصا قال السصن ‪ ،‬ونعلم أن القوم‬
‫كانوا أعلم ب ا دخلوا ف يه م نا ‪ ،‬ونت بع ما اجتمعوا عل يه ‪ ،‬ون قف عند ما اختلفوا ف يه ‪ ،‬ول‬
‫نبتدع رأيا منا ‪ ،‬ونعلم أنم اجتهدوا وأرادوا ال عز وجل ‪ ،‬إذ كانوا غي مهتمي ف الدين‬
‫‪ ،‬ونسأل ال التوفيق ) (‪ . )2‬قلت ‪ :‬ونن نقول كما قالوا رحهم ال تعال ورضي عنهم ‪.‬‬
‫هذا وقد قال أبو سليمان الطاب ‪ ( :‬أما ما شجر بي الصحابة من‬

‫‪ )(1‬الامع لحكام القرآن للقرطب (‪. )16/322‬‬


‫‪ )(2‬الصدر السابق ‪.‬‬

‫‪542‬‬
‫المور ‪ ،‬وحدث ف زمانم من اختلف الراء ‪ ،‬فإنه باب كلما قلّ التّسرع فيه والبحث‬
‫ع نه كان أول بنا وأسلم ‪ ،‬وما يب علي نا أن نعتقده ف أمرهم أنم كانوا أئمة علماء ‪،‬‬
‫و قد اجتهدوا ف طلب ال ق ‪ ،‬وترّوا جه ته ‪ ،‬وتوخوا ق صده ‪ ،‬فال صيب من هم مأجور ‪،‬‬
‫والخطصئ معذور ‪ ،‬وقصد تعلق كصل منهصم بجصة ‪ ،‬وفزع إل عذر ‪ ،‬والقايسصة عليهصم ‪،‬‬
‫والباحثة عنهم ‪ ،‬اقتحام فيما ل يعنينا ‪. )1( ) ...‬‬
‫وروى رحه ال بسنده إل الشافعي قوله ‪ :‬قيل لعمر بن عبد العزيز ‪ :‬ما تقول ف أهل‬
‫صفي ؟ قال ‪ ( :‬تلك دماء ط هر ال يدي من ها ‪ ،‬فل أحب أن أخضب لسان با ) (‪. )2‬‬
‫سبْتُ ْم وَلَ ُتسَْألُونَ‬
‫سَبتْ َولَكُم مّا كَ َ‬
‫ونقول كما قال تعال ‪ ﴿ :‬تِ ْلكَ ُأمّ ٌة قَدْ َخلَتْ َلهَا مَا كَ َ‬
‫عَمّا كَانُوا َيعْمَلُونَ ﴾ (‪. )3‬‬
‫أ ما ال ستدلل ب صلة ال صحابة خلف البتد عة ‪ ،‬فهذه ل تقت ضي القرار بإمامت هم ‪،‬‬
‫ولن الصلة ل يلحق ضرر إمامها الأموم ‪ ،‬بل هو عليه وحده ‪ ،‬وهذا ل منازع فيه عند‬
‫أهل السنة (‪ )4‬وليست ف مل الشكال ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫‪ -5‬أ ما ال ستدلل بأن ال صلحة ف ترك القتال فهذه متوق فة على غالب ال ظن ‪ ،‬وقوة‬
‫الارج والخروج عليصه ‪ ،‬ومصا ييصط بالسصألة مصن أحوال ‪ ،‬فإذا كان الغالب على الظصن‬
‫حصول منكر أكب ما سعى إل دفعه فالواجب‬

‫‪ )(1‬العزلة للخطاب (ص ‪. )23‬‬


‫‪ )(2‬نفس الرجع ( ص ‪ ، )44‬ورواه أبو حات الرازي ف ‪ :‬آداب الشافعي ومناقبه (ص ‪ ، )314‬وكذلك‬
‫البيهقي ف ‪ :‬مناقب الشافعي (‪ ، )1/449‬ورواه أبو نعيم ف اللية (‪. )9/114‬‬
‫‪ )(3‬سورة البقرة آية ‪. 134‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬الفصل (‪ )4/176‬قال ‪ :‬وخلف هذا القول بدعة مدثة ‪.‬‬

‫‪543‬‬
‫ال نع ‪ ،‬وإن كان الغالب على ال ظن أن ال صلحة ف الروج ‪ ،‬وأ نه قد يتر تب على تر كه‬
‫مفسدة أعظم من ذلك ‪ ،‬فالواجب الروج ‪ .‬فالراجح الصلحة العامة على كل حال ‪.‬‬
‫هذا وإن كان فيمصا سصبق أن غالبيصة مصن خرج ل يتصم على أيديهصم خيص ‪ ،‬ول يؤمصر‬
‫بسببهم بعروف أو ينه عن منكر ‪ ،‬وما حصل من الشر والفتنة كان أعظم ‪ .‬ول يرزوا‬
‫ل قاطعًا وإن ا ترد لل ستئناس ف قط وترج يح ك فة أن ال نع من‬
‫الن صر فهذه ل ت صلح دلي ً‬
‫الروج فيه من الصلحة أكثر ما ف الروج ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬مناقشة أدلة القائلي بالروج ‪:‬‬
‫إذا سبنا أدلة القائلي بالروج وس ّل السيوف على أئمة الور وإزالة منكراتم نلحظ‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أ ما ال ستدلل باليات ال سابق ذكر ها ف هذا القام فغ ي مُ سَلّم به ‪ ،‬إذ هي‬
‫ضعي فة الدللة على هذه ال سألة ‪ ،‬وذلك لن ال ية الول ‪ ﴿ :‬وَإِن طَاِئفَتَا ِن مِ نَ الْ ُم ْؤمِنِيَ‬
‫اقْتََتلُوا ‪ ﴾ ...‬تبي ال كم ع ند ح صول القتال ومعر فة الفئة الباغ ية من العادلة ‪ ،‬ول تأ مر‬
‫ال ية بالروج والقتال ابتدا ًء ‪ .‬بل أمرت بال صلح ‪ .‬أ ما اليتان الثان ية والثال ثة ف هي من‬
‫العموميات الخصصة بالحاديث الناهية عن الروج على الئمة الظلمة ‪ ،‬كما أنما ليستا‬
‫صريت الدللة على هذه السألة ‪ ،‬فالول قد يستفاد منها النهي عن تولية الظال ابتداء ل‬
‫على الروج عل يه ب عد تولي ته ‪ ،‬والثان ية ي ستفاد من ها التعاون على الب والتقوى عمومًا ‪،‬‬
‫ول يس كل خروج على الئ مة الظل مة يع تب من الب الأمور بالتعاون عل يه ‪ ،‬بل قد يكون‬
‫من الث والعدوان النهي عنه ف نفس الية ‪ ،‬وهذا راجع إل الصلحة والضرة‬

‫‪544‬‬
‫الترتبة على الروج ‪.‬‬
‫‪ -2‬أمصا السصتدلل باليات والحاديصث المرة بالعروف والناهيصة عصن النكصر على‬
‫الروج فهذا وارد إذا توافرت شروط المصر بالعروف والنهصي عصن النكصر ‪ ،‬ومصن هذه‬
‫الشروط أل يترتب على إنكار النكر منكر أعظم منه ‪ ،‬كما أن من شروطها الستطاعة ‪،‬‬
‫وقد نى النب عن أن يذل الؤمن نفسه ‪ ،‬فعن حذيفة رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رسول‬
‫ال ‪ « :‬ل ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه » ‪ ،‬قالوا ‪ :‬كيف يذل نفسه ؟ قال ‪ « :‬يتعرض‬
‫من البلء لا ل يطيق » (‪. )1‬‬
‫وعلى كل حال فال مر بالعروف والن هي عن الن كر وا جب عل كل حال بشرو طه‬
‫ودرجا ته العرو فة ‪ .‬و هي عا مة ‪ ،‬أ ما الحاد يث الناه ية عن الروج على الئ مة ‪ .‬ف هي‬
‫أخص ‪ ،‬فيقدم الاص على العام ‪.‬‬
‫‪ -3‬أما الستدلل بالحاديث الدالة على عزل الظلمة وماهدتم فهذه قد ترد على‬
‫و سائل العزل غ ي ال سيف ‪ ،‬ول يس في ها ما يدل على ال سيف إل الد يث الول « ف من‬
‫جاهدهم بيده فهو مؤمن ‪ » ...‬كما أنا عامة ف كل ظال والسابقة خاصة بأئمة الور‬
‫فيستثنون من العموم ‪.‬‬
‫‪ -4‬أمصا السصتدلل بالدلة الدالة على خطصر الئمصة الضليص على الروج ‪ ،‬فهصو‬
‫اسصتدلل ضعيصف ‪ ،‬فالحاديصث تصبي مالمص مصن خطورة ‪ ،‬ولذلك ينبغصي أل يولوا أمور‬
‫السصلمي ابتداء ‪ ،‬أمصا إذا تولوا فل يعانون ول يقربون ‪ ،‬وقصد تدل على العزل بالوسصائل‬
‫السلمية ‪ ،‬أما السيف فليس ف تلك الحاديث‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي ف الفت ‪ .‬ب ‪ 67 :‬ح ‪ . 2254‬وقال ‪ :‬حسن غريب (‪ ، )4/523‬ورواه أحد ف السند‬
‫(‪. )5/405‬‬

‫‪545‬‬
‫أي دللة عليه ‪.‬‬
‫‪ -5‬أمصا السصتدلل بإجاع العلماء على قتال الطائفصة المتنعصة عصن بعصض الشرائع‬
‫السصلمية ‪ ،‬فهذا اسصتدلل وارد بشرط السصتطاعة ‪ ،‬وإل فل ‪ ،‬لن جهاد الكفار يشرط‬
‫ف يه غالب ية ال ظن على الن صر ‪ ،‬فكذلك ه نا ‪ ،‬أ ما التهور وتعر يض ال مة للف ت مع عدم‬
‫حصول النتيجة الرجوة فهذا ل يوز ‪.‬‬
‫‪ -6‬أ ما ا ستدللم بف عل ال صحابة وال سلف ‪ ،‬فهذا يرد عل يه ما ورد على ا ستدلل‬
‫أصحاب الذهب الول على الدليل نفسه ‪.‬‬
‫الرأي الراجح والنتيجة‬
‫م ا سبق يت ضح ل نا قوة أدلة أ صحاب الذ هب الول ‪ ،‬وأن ا صرية ف ال سألة ‪ ،‬وإن‬
‫كان ف أدلة أ صحاب الذ هب الثا ن ما ل يرد عل يه اعتراض ‪ ،‬و هو قوي الدللة ف با به‬
‫لذلك فيمكننا المع بي الدلة السالة من العتراض (‪ )1‬عند الطرفي ‪ ،‬وهو الذي يترجح‬
‫عندنا ‪ ،‬ونستنتجه من هذا الفصل ‪ ،‬وذلك كالتال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬ذهب ابن حزم إل دعوى أن الحاديث المرة بالصب على جور الئمة وعلى الكف عن قتالم منسوخة‬
‫بآيات وأحاديث المر بالعروف والنهي عن النكر انظر ‪ :‬الفصل (‪ . )4/173‬وقد أبعد النجعة ف هذه‬
‫الدعوى لنه ل يصار إل النسخ إل إذا وقع التعارض التام ‪ ،‬ول يكن المع بي الدلة ‪ ،‬وعلم التقدم من‬
‫التأخر ‪ .‬ولكن كل هذا غي وارد ف هذه السألة ‪ ،‬لنه ل تعارض فيما بينها ولكل دللته ف بابه ويكن العمل‬
‫با جيعًا ‪.‬‬

‫‪546‬‬
‫‪ -1‬أن ال مر بالعروف والن هي عن الن كر وا جب بال يد وبالل سان وبالقلب بشرط ‪:‬‬
‫القدوة والستطاعة ‪ ،‬وأنه ‪ :‬ل يوز إنكار النكر بنكر أكب منه ‪.‬‬
‫‪ -2‬وجوب إقامة الج والهاد والمعة والعيدين مع الئمة وإن كانوا فسقة لنه حق ل‬
‫‪ ،‬ل ينعه جور جائر ‪ ،‬ول عدل عادل ‪.‬‬
‫‪ -3‬تري الروج على المام العادل سواء كان الارج عادلً أم جائرًا ‪ ،‬وإن ذلك ما‬
‫ن ى ع نه ال سلم أ شد الن هي وأ مر بطاعت هم ‪ ،‬و من خرج علي هم ف هو باغ ‪ ،‬وعل يه ت مل‬
‫الحاديث الطلقة ف السمع والطاعة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أ ما المام الق صر و هو الذي ي صدر م نه مالفات عمل ية ‪ ،‬أو ت ساهل ف اللتزام‬
‫بأحكام الشرع ‪ ،‬فهذا ت ب طاع ته ون صحه وعل يه ت مل أحاد يث « ‪ ...‬فليكره ما يأت من‬
‫معصية ال ول ينعن يدًا من طاعة » ‪ .‬وما ف معناها ‪ ،‬وأن الروج عليه حرام ‪ ،‬وإذا كان‬
‫باجتهاد فهو خطأ ‪.‬‬
‫‪ -5‬أما الفاسق والظال والبتدع ‪ :‬وهو الرتكب للمحظورات والكبائر دون ترك الصلة‬
‫ل سيما ظلم القوق أو دعوة إل بدعة فهذا يطاع ف طاعة ال ويعصى مع النكار عليه ف‬
‫الع صية ‪ ،‬ويوز عزله إن أم كن بإحدى الطرق ال سلمية ال سابقة ‪ -‬عدا ال سيف ‪ -‬بشرط أل‬
‫يترتب على ذلك مفسدة أ كب ‪ ،‬فإن ل يكن ذلك و جب البالغة ف النكار عل يه والتحذ ير‬
‫من ظل مه وبدع ته ح ت لو أدى ال مر إل العتزال عن الع مل م عه والتعرض لذاه بشرط أل‬
‫يكون سبب ذلك حقًا شخ صيًا ‪ ،‬وعلى هذا ت مل أحاد يث ‪ « :‬من جاهد هم بنف سه ف هو‬
‫مؤمن ‪ . » ...‬وحديث ‪ « :‬من دخل عليهم وأعانم على ظلمهم ‪ . » ...‬وما ف معناها مع‬
‫حديث ‪ « :‬فاصب وإن جلد ظهرك وأخذ مالك ‪ . » ...‬وعلى هذا تمل أيضًا أقوال الئمة‬
‫الربعة ونوهم وأفعالم ‪ ،‬وما أصابم بسبب ذلك من من ‪.‬‬
‫‪ -6‬الاكصم الكافصر والرتصد ‪ ،‬وفص حكمصه تارك الصصلة ونوه ‪ ،‬فهؤلء يبص الروج‬
‫عليهم ولو بالسيف إذا كان غالب الظن القدرة عليهم ‪ ،‬عملً بالحاديث ‪ ... « :‬ل إل أن‬
‫تروا كفرًا بواحًا ‪ » ...‬و « ل ما أقاموا فيكم الصلة ‪ » ...‬و « ‪ ...‬ما قادوكم بكتاب ال‬
‫» ‪ .‬ونوها مع اليات‬

‫‪547‬‬
‫والحاديث المرة بجاهدة الكفار والنافقي لتكون كلمة ال هي العليا ‪ .‬أما إذا ل يكن‬
‫هناك قدرة على الروج عليه فعلى المة أن تسعى لعداد القدرة والتخلص من شره ‪.‬‬
‫‪ -7‬وبناء على ما سبق فإنه يكننا أن نستنبط ضوابط لشروعية العزل ف النقاط التالية‬
‫‪:‬‬
‫أ‪ -‬قيام السبب القتضي للعزل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬رجحان الصلحة العامة على الضرة ‪.‬‬
‫جص‪ -‬أن يصدر العزل عن أهل الل والعقد ف المة ‪ ،‬لنم هم الذين أبرموا العقد‬
‫معه ‪ ،‬فلهم وحدهم حق حله إذا استوجب ذلك شرعًا ‪.‬‬
‫‪ -8‬يلحظ تشديد السلف رضوان ال عليهم ف النهي عن الروج على أئمة الور‬
‫بالسيف والمر بالصب عليهم ‪ ،‬وذلك لا يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عملً بالحاديث الواردة ف ذلك كما سبق ‪.‬‬
‫ب‪ -‬حرصًا على تنب الفت وتعرض المة لا ‪ ،‬وإراقة الدماء ف غي ملها ‪.‬‬
‫ج ص‪ -‬وماف ظة على هذا الن صب الل يل ف ال مة الذي م ت ض عف ا ستهانت ب م‬
‫أعداؤهم ‪ ،‬ومت قوي خافتهم وهابتهم ‪.‬‬
‫ول ينبغصي أن يفهصم مصن ذلك أنصه الجلل لولئك العصصاة واحترامهصم ‪ ،‬ول خوف‬
‫منهم ‪ ،‬ول الطمع فيما ف أيديهم وكسب رضاهم ‪ ،‬يدل على ذلك سيتم معهم ‪ ،‬وما‬
‫يلقونه بسببهم من الحن ‪ ،‬وهي مشهورة منشورة ‪ ،‬ومدونة ف بطون الكتب ‪ .‬وال أعلم‬
‫‪.‬‬
‫*****‬

‫‪548‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫موقفهم من تعدد الئمة‬

‫‪549‬‬
550
‫موقف أهل السنة من تعدد الئمة‬
‫سبق الديصث فص الفصصول السصابقة عصن شروط الئمصة وحقوقهصم وواجباتمص ومتص‬
‫يستحقون العزل وما إل ذلك من الحكام ‪.‬‬
‫وب قي هناك موضوع ف غا ية اله ية ‪ ،‬وجد ير بالب حث والعال ة و هو ‪ :‬هل يو جب‬
‫السلم على المة السلمية أن تكون دولة واحدة بإمام واحد ؟ أو ييز للمة السلمية‬
‫أن تكون دويلت عديدة ‪ ،‬كل واحدة م ستقلة عن الخرى ‪ ،‬ل ا إمام ها ول ا سياستها‬
‫السصتقلة التص قصد تتعارض مصع أختهصا الجاورة ‪ ،‬كمصا كان قائمصا فص فترة مصن الفترات‬
‫الاضية ‪ ،‬وكما هو حاصل الن ف الاضر من انقسام المة السلمية إل دويلت طائفية‬
‫صغية تتناحر وتتنافر فيما بينها ؟ ‪.‬‬
‫الواقصع أن ل سلم قد جاء بالدواء الشا ف لذا الداء العضال ‪ ،‬ولذلك ف من الواجصب‬
‫علي نا الك شف عن هذا الدواء ‪ ،‬وإظهاره للم سلمي لعل هم يرععون إل ال ق ‪ ،‬ويرجعون‬
‫إل رشدهم بمع كلمتهم ‪ ،‬وتوحيد صفهم ‪ ،‬ووقوفهم أما أعدائهم صفًا واحدًا ‪ ،‬بدلً‬
‫من هذه الفرقة والضعف والوان ‪،‬‬

‫‪551‬‬
‫وهو ما أراده لم أعداؤهم ‪ ،‬فنقول ‪:‬‬
‫درس علماؤنا هذه السألة وناقشوها وبيّنوا وجه الق فيها ‪ ،‬ومن خلل هذه الدارسة‬
‫اتضح أن ف السألة مذهبي ‪:‬‬
‫الذهب الول‬
‫وهو مذهب جاهي السلمي من أهل السنة والماعة وغيهم قديًا وحديثًا وهو أنه ‪:‬‬
‫ل يوز تعدد الئمة ف زمن واحد وف مكان واحد ‪ ،‬قال الاوردي ‪ ( :‬إذا عقدت المامة‬
‫لمامي ف بلدين ل تنعقد إمامتهما ‪ ،‬لنه ل يوز أن يكون للمة إمامان ف وقت واحد ‪،‬‬
‫وإن شذ قوم فجوزوه ) (‪. )1‬‬
‫وقال النووي ‪ ( :‬اتفق العلماء على أنه ل يوز أن يعقد لليفتي ف عصر واحد ‪.)2( ) ...‬‬
‫وهؤلء القائلون بالنع على مذهبي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قوم قالوا بال نع مطلقًا سواء ات سعت رق عة الدولة ال سلمية أم ل ‪ ،‬وإل هذا القول‬
‫ذهب أكثر أهل السنة والماعة ‪ ،‬وبعض العتزلة حت زعم النووي اتفاق العلماء عليه (‪.)3‬‬

‫‪ )(1‬الحكام السلطانية (ص ‪. )9‬‬


‫‪ )(2‬شرح النووي لصحيح مسلم (‪. )12/233‬‬
‫‪ )(3‬نفس الرجع ‪.‬‬

‫‪552‬‬
‫ب‪ -‬وهناك من قال بالنع إل أن يكون هناك سبب مانع من التاد على إمام واحد ‪،‬‬
‫ويقت ضي هذا ال سبب التعدد ‪ ،‬ف في هذه الالة يوز التعدد ‪ .‬وذ كر إمام الرم ي الوي ن‬
‫أهصم هذه السصباب فص قوله ‪ ( :‬منهصا اتسصاع الطصة ‪ ،‬وانسصحاب السصلم على أقطار‬
‫متباينة ‪ ،‬وجزائر ف الج متقاذفة ‪ ،‬وقد يقع قوم من الناس نبذة من الدنيا ل ينتهي إليهم‬
‫نظر المام ‪ ،‬وقد يتول خط من ديار الكفر بي خطة السلم ‪ ،‬وينقطع بسبب ذلك نظر‬
‫المام عن الذين وراءه من السلمي ‪ ) ...‬قال ‪ ( :‬فإذا اتفق ما ذكرناه فقد صار صائرون‬
‫عند ذلك إل تويز نصب إمام ف القطر الذي ل يبلغه أثر نظر المام (‪. )1‬‬
‫وعزا الوينص هذا القول إل شيخصه أبص السصن الشعري ‪ ،‬والسصتاذ أبص إسصحاق‬
‫السفرايين (‪ ، )2‬وهو وجه لبعض أصحاب الشافعي (‪ ، )3‬ورجحه أبو منصور البغدادي‬
‫(‪ ، )4‬وإل ذلك ذ هب القر طب ف تف سيه فقال ‪ ( :‬ل كن إذا تباعدت القطار ‪ ،‬وتباي نت‬
‫كالندلس وخراسان ‪ ،‬جاز ذلك ) (‪. )5‬‬
‫لكن يلحظ من أقوال الجيزين عند اتساع الرقعة ‪ ،‬إنا ذلك بسبب الضرورة ‪ ،‬وإل‬
‫فإن وحدة المامصة هصي الصصل ‪ ،‬وإن التعدد إناص أبيصح على سصيبل السصتثناء الحصض ‪،‬‬
‫ولضرورات تيزه ‪ ،‬والضرورة تقدر‬

‫‪ )(1‬غياث المم (ص ‪. )28‬‬


‫‪ )(2‬هو ‪ :‬إبراهيم بن ممد بن إبراهيم بن مهران ‪ .‬فقيه جليل وعال أصول توف سنة ‪ 418‬هص ‪ .‬وفيات‬
‫العيان (‪ ، )1/28‬وطبقات الشافعية (‪ ، )4/256‬والعلم (‪. )1/59‬‬
‫‪ )(3‬مآثر النافة للقلشندي (‪. )1/46‬‬
‫‪ )(4‬أصول الدين (ص ‪. )274‬‬
‫‪ )(5‬الامع لحكام القرآن (‪. )1/273‬‬

‫‪553‬‬
‫بقدرها وإذا زالت الضرورة زال حكمها وبقي الصل ‪.‬‬
‫الذهب الثان‬
‫القائلون بواز التعدد مطلقًا‬
‫وإل ذلك ذهب بعض العتزلة كالاحظ ‪ ،‬وبعض الكرامية (‪ )1‬وعلى رأسهم ممد بن‬
‫كرام ال سجستان (‪ . )2‬الذي ينت سبون إل يه وكذلك أ بو ال صباح ال سمرقندي (‪ ، )3‬وغرض‬
‫الكرامية من ذلك هو إثبات إمامة كل من علي ومعاوية رضي ال عنهما أيام الفتنة (‪. )4‬‬
‫وهو مذهب المزية من الوارج (‪ ، )5‬والزيدية من الشيعة حيث جوزوا لص ( كل‬
‫فاطمي عال شجاع سخي خرج بالمامة أن يكون إمامًا واجب الطاعة ‪ ،‬وجوزوا خروج‬
‫إماميص فص قطريصن يسصتجمعان هذه الصصال ‪ ،‬ويكون كصل واحصد منهمصا واجصب‬
‫الطاعة ) (‪. )6‬‬
‫وقالت الرافضصة ‪ ( :‬يوز أن يكون إمامان فص وقصت واحصد ‪ .‬أحدهاص ‪ :‬صصامت ‪.‬‬
‫والخر ناطق ‪ .‬وزعموا ‪ :‬أن السي بن علي كان صامتًا ف وقت‬

‫‪ )(1‬أصول الدين (ص ‪. )274‬‬


‫‪ )(2‬الفصل (‪ ، )4/88‬والفرق بي الفرق (ص ‪. )223‬‬
‫‪ )(3‬الفصل (‪. )4/88‬‬
‫‪ )(4‬انظر ‪ :‬منهاج السنة (‪. )1/144‬‬
‫‪ )(5‬اللل والنحل (‪ . )1/130‬وهم أتباع حزة بن أدرك ‪ ،‬وف الفرق بي الفرق (ص ‪( . )98‬أكرك) ‪.‬‬
‫‪ )(6‬اللل والنحل (‪. )1/155‬‬

‫‪554‬‬
‫السن (‪ )1‬رضي ال عنهما ث نطق بعد موته ) ‪.‬‬
‫الدلة‬
‫والن نورد أدلة كل مذهب لنرى وجه الق فيهما ‪ ،‬ونناقش منها ما يستحق النقاش‬
‫فنقول ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬أدلة أصحاب الذهب الول ‪ :‬وهم القائلون بنع التعدد ‪:‬‬
‫استدلوا على ما ذهبوا إليه بأدلة من الكتاب والسنة والجاع والعقول ‪:‬‬
‫‪ -1‬من الكتاب ‪:‬‬
‫ف قد ورد ف القرآن الكر ي العد يد من اليات ال ت تد عو ال سلمي وتأمر هم بالجاع‬
‫والتآلف ‪ ،‬وتنهى عن التفرق والختلف الؤديي إل التنازع والفشل ‪ ،‬فمن هذه اليات‬
‫ُمص ِإذْ‬
‫ّهص عََليْك ْ‬ ‫َتص الل ِ‬
‫ّهص جَمِيعا وَلَ َت َفرّقُوْا وَاذْ ُكرُواْ ِنعْم َ‬ ‫حبْلِ الل ِ‬‫َصصمُواْ بِ َ‬
‫قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَا ْعت ِ‬
‫حتُم بِِنعْ َمِتهِ ِإ ْخوَانا ‪ ﴾ ...‬الية (‪. )2‬‬ ‫ف بَيْ َن قُلُوبِ ُكمْ فََأصْبَ ْ‬
‫كُنتُمْ َأعْدَاء فَأَلّ َ‬
‫ومنها قوله تعال ‪ ﴿ :‬وَلَ تَكُونُواْ كَالّذِي َن َت َفرّقُوْا وَاخْتََلفُوْا مِن َبعْ ِد مَا جَاءهُ مُ اْلبَيّنَا تُ‬
‫ب عَظِيمٌ ﴾ (‪. )3‬‬ ‫وَُأوْلَصِئكَ َلهُمْ عَذَا ٌ‬
‫ومنها قوله عز من قائل ‪ ﴿ :‬وَأَطِيعُواْ الّلهَ َورَسُوَل ُه وَلَ َتنَا َزعُواْ َفَتفْشَلُوْا‬

‫‪ )(1‬مقالت السلميي (‪ ، )2/150‬وأصول الدين (ص ‪. )274‬‬


‫‪ )(2‬سورة آل عمران آية ‪. 103‬‬
‫‪ )(3‬سورة آل عمران آية ‪. 105‬‬

‫‪555‬‬
‫صِبرُواْ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّاِبرِينَ ﴾ (‪ . )1‬إل غي ذلك من اليات الكثية ف‬
‫وَتَ ْذهَبَ رِيُكُ ْم وَا ْ‬
‫هذا العن ‪.‬‬
‫ووجه الدللة من هذه اليات أنا جيعًا جاءت متفقة على المر بالوحدة والتضامن ‪،‬‬
‫والنهي عن التشتت والفتراق والختلف ‪ ،‬لا ينجم عن ذلك عادة من التنازع والفشل‬
‫المقوت ‪ ،‬وكلها تدل على وجوب وحدة المة السلمية وتضامنها ‪ ،‬وذلك ل يتأتى إل‬
‫إذا كان إمامها واحدًا ل ينازعه أحد ‪ ،‬إذ إن وجود إمامي فأكثر يؤدي إل غية أحدها‬
‫من ال خر ‪ ،‬ومناف سته له ‪ ،‬وماولة التعال عل يه ‪ ،‬و من ث إل الشقاق والتنا حر ل مالة ‪،‬‬
‫وهذا ما نى السلم عنه ‪ ،‬فدل على وجوب أن يكون إمام السلمي واحدًا ‪ ،‬لن ما ل‬
‫يتم الواجب إل به فهو واجب ‪.‬‬
‫‪ -2‬من السنة ‪:‬‬
‫أما من السنة فقد ورد عن النب أحاديث صحيحة صرية ف هذه تدل على وجوب‬
‫منع تعدد الئمة ف الزمن الواحد ومن هذه الحاديث ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مصا رواه أبصو سصعيد الدري رضصي ال تعال عنصه عصن النصب قال ‪ « :‬إذا بويصع‬
‫لليفتي فاقتلوا الخر منهما » (‪ . )2‬فالمر بقتل الخر يدل على تري نصب إمامي ف‬
‫آن واحد ‪ ،‬لن القتل ل يكون إل عن كبية يتفاقم خطرها ‪ .‬لذلك فل يوز عقد البيعة‬
‫لليفتي ف زمن واحد ‪.‬‬

‫‪ )(1‬سورة النفال آية ‪. 46‬‬


‫‪ )(2‬رواه مسلم ف كتاب ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬إذا بويع لليفتي ‪ .‬حديث رقم (‪. )3/1480( )1853‬‬

‫‪556‬‬
‫وأول بعض العلماء القتل هنا باللع والعتراض عليه ل بالقتل القيقي (‪. )1‬‬
‫ولكن هذا التأويل ل مل له ومردود بالديث التال ‪:‬‬
‫ب‪ -‬ما رواه عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال تعال عنهما أنه سع النب يقول‬
‫‪ « :‬من بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قلبه فليطعه ما استطاع ‪ ،‬فإن جاء آخر ينازعه‬
‫فاضربوا رقبة الخر ‪ » ...‬الديث (‪. )2‬‬
‫جص‪ -‬ما رواه أبو حازم قال ‪ :‬قاعدت أبا هريرة خس سني فسمعته يدث عن النب‬
‫قال ‪ « :‬كانت بنو إسرائيل تسوسهم النبياء ‪ ،‬كلما هلك نب خلفه نب ‪ ،‬وأنه ل نب‬
‫بعدي ‪ ،‬و ستكون خلفاء فتك ثر ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ف ما تأمر نا ؟ قال ‪ « :‬فوا ببي عة الول فالول ‪،‬‬
‫وأعطوهم حقهم ‪ ،‬فإن ال سائلهم عما استرعاهم » (‪. )3‬‬
‫د‪ -‬ومن ها ما رواه عرف جة بن شر يح قال ‪ :‬سعت ر سول ال يقول ‪ « :‬من أتا كم‬
‫وأمركم جيع على رجل واحد ‪ ،‬يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جاعتكم فاقتلوه » (‪. )4‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪. )12/156‬‬


‫‪ )(2‬رواه مسلم وغيه وسبق تريه ف فصل واجبات المام وحقوقه (ص ‪. )204‬‬
‫‪ )(3‬رواه الشيخان وسبق تريه (ص ‪. )36‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم ف ‪ :‬المارة ‪ .‬باب ‪ :‬حكم من فرق أمر السلمي ‪ .‬حديث رقم (‪. )3/1480( )1852‬‬

‫‪557‬‬
‫‪ -3‬الجاع ‪:‬‬
‫فإن الصحابة رضي ال عنهم قد اتفقوا على أنه ل يوز أن يلي إمامة المة أكثر من‬
‫واحد ‪ ،‬ودليل ذلك أن الهاجرين ل يوافقوا النصار ف طلبهم أن يكون منهم أمي ‪ ،‬ومن‬
‫الهاجرين أمي حينما طلبوا ذلك ف سقيفة بن ساعدة ‪ ،‬وكان ما روي ف ذلك الوقف‬
‫قول أ ب ب كر ر ضي ال ع نه ‪ ( :‬هيهات أن يت مع سيفان ف غ مد ) (‪ )1‬عندئ ٍذ ر ضي‬
‫النصار بذلك ‪ ،‬فصار ذلك منهم إجاعًا على عدم جواز تعدد الئمة ‪ ،‬بل روى البيهقي‬
‫ف الط بة نف سها عبارة أك ثر ت صريًا من ال سابقة و هي قوله ‪ ( :‬أ نه ل ي ل أن يكون‬
‫للم سلمي أميان ‪ ،‬فإ نه مه ما ي كن ذلك يتلف أمر هم وأحكام هم ‪ ،‬وتتفرق جاعت هم‬
‫ويتنازعون فيما بينهم ‪ ،‬هنالك تترك السنة ‪ ،‬وتظهر البدعة ‪ ،‬وتعظم الفتنة ‪ ،‬وليس لحد‬
‫على ذلك صلح ) (‪. )2‬‬
‫أ ما من بعد هم ف قد ن قل الجاع على ذلك النووي (‪ ، )3‬وإمام الرم ي الوي ن (‪، )4‬‬
‫والقر طب (‪ ، )5‬والقا ضي ع بد البار (‪ ( )6‬من العتزلة ) وا بن حزم ح يث قال ‪ ( :‬واتفقوا‬
‫أنه ل يوز أن يكون على السلمي ف وقت واحد ف جيع الدنيا إمامان ‪ ،‬ل متفقان ول‬
‫مفترقان ‪ ،‬ول ف مكاني ول ف مكان واحد (‪ )7‬وخالفه ف ذلك شيخ السلم ابن تيمية‬
‫فقال ‪:‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬فتح الباري (‪ . )12/153‬وقيل ‪ :‬إنه من قول عمر ‪ .‬وهو عند البزار وغيه ‪.‬‬
‫‪ )(2‬السنن الكبى للبيهقي (‪ )8/145‬عن ابن إسحاق ‪.‬‬
‫‪ )(3‬شرحه لصحيح مسلم (‪. )12/232‬‬
‫‪ )(4‬نفس الرجع (‪ )12/232‬علمًا بأنه من القائلي بواز التعدد عند وجود السبب الؤدي إل ذلك كما مر ‪.‬‬
‫‪ )(5‬الامع لحكام القرآن (‪. )1/273‬‬
‫‪ )(6‬الغن ف أبواب التوحيد والعدل (‪ )20/243‬ق ‪. 1‬‬
‫‪ )(7‬مراتب الجاع لبن حزم (ص ‪. )144‬‬

‫‪558‬‬
‫( الناع فص ذلك معروف بيص التكلميص فص هذه السصألة كأهصل الكلم والنظصر ‪،‬‬
‫فمذ هب الكرام ية وغي هم جواز ذلك ‪ ،‬وأن عليًا كان إمامًا ومعاو ية كان إمامًا ‪ ،‬وأ ما‬
‫أئ مة الفقهاء فمذهب هم أن كلً من هم ين فذ حك مه ف أ هل ولي ته ك ما ين فذ ح كم المام‬
‫الوا حد ‪ ،‬وأ ما جواز الع قد ل ما فهذا ل يف عل مع اتفاق ال مة ‪ )1( ) ...‬ل كن نفاذ ح كم‬
‫الثا ن كنفاد ح كم المام التغلب على حد سواء ‪ ،‬فل ينا ف هذا ال كم الج مع عل يه ‪،‬‬
‫وليصس الكلم إل حكصم الشرع ‪ ،‬أمصا المور الطارئة فلهصا مال آخصر ‪ ،‬وتأخصذ أحكام‬
‫الضرورة ‪.‬‬
‫والراد بالجاع الذكور هنا هو ‪ :‬إجاع الصحابة وسلف هذه المة ‪ ،‬وإل فقد سبق‬
‫أن ذكرنصا مصن خالف فص هذه السصألة مصن الكراميصة وغيهصم مصن أهصل الهواء ‪ ،‬ولكصن‬
‫مالفتهصم ل تؤثصر فص إجاع أهصل السصنة والماعصة على ذلك ‪ ،‬لن الجاع القصصود ‪:‬‬
‫إجاعهم ل إجاع جيع الناس ‪ ...‬وال أعلم ‪.‬‬
‫‪ -4‬العقول ‪:‬‬
‫أمصا الدليصل بالعقول فإن تعدد الئمصة للمصة السصلمية الواحدة يؤدي إل الختلف‬
‫والشقاق والصصومات وحصصول الفتص والضطرابات والقلقصل ‪ ،‬واختلف أمصر الديصن‬
‫والدنيا ‪ ،‬وهذا ل يوز ‪ .‬وبناء على ذلك فل توز المامة لكثر من واحد ف زمن واحد‬
‫‪.‬‬
‫وكذلك لو جاز فص العال إمامان لاز أن يكون ثلثصة وأربعصة وأكثصر ‪ ،‬فإن منصع مصن‬
‫ذلك مانع كان متحكمًا بل برهان ‪ ،‬ومدعيًا بل دليل ‪ ،‬وهذا‬

‫‪ )(1‬نقد مراتب الجاع لبن تيمية (ص ‪ )216‬بذيل كتاب مراتب الجاع لبن حزم ‪.‬‬

‫‪559‬‬
‫الباطل الذي ل يعجز عنه أحد ‪ ،‬وإن جاز ذلك المر حت يكون ف كل عام إمام ‪ ،‬أوف‬
‫كل مدينة إمام ‪ ،‬أو ف كل قرية إمام ‪ ،‬أو يكون كل واحد إمامًا وخليفة ف منله ‪ ،‬وهذا‬
‫الفساد الحض وهلك الدين والدنيا (‪. )1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أدلة القائلون بالواز ‪:‬‬
‫استدل القائلي بواز تعدد الئمة با يلي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬إن الق صود من ن صب المام إن ا هو تق يق م صال الرع ية ‪ ،‬وهذا إن ا يتح قق‬
‫بانضباط ودقة أكثر إذا كان هناك أكثر من إمام ‪ ،‬فكلما كان ف كل قطر إمام كان كل‬
‫واحد منهم أقدر على القيام بأعباء منصبه ومتابعة رعيته ‪ ،‬وما يتاجون إليه ‪ ،‬ومراقبة من‬
‫يعينهم من الولة والقضاة والعمال وغيهم ‪ ،‬وذلك بسبب قلة الشاكل والوادث الناشئة‬
‫من ضيق الساحة الت تت يده (‪. )2‬‬
‫(‪ )2‬إ نه ل ا جاز أن يو جد أك ثر من نب ف ز من وا حد ‪ ،‬ول ي فض ذلك إل إبطال‬
‫النبوة ‪ ،‬الت هي الصل ‪ ،‬جاز ذلك ف المامة من باب أول ‪ ،‬لنا فرع النبوة ) (‪. )3‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬الفصل (‪ ، )4/88‬واللل والنحل (‪ ، )1/113‬وأصول الدين (ص ‪. )275‬‬


‫‪ )(2‬منهاج اليقي شرح أدب الدنيا والدين لويس وفا بن ممد (ص ‪ . )223‬نقلً عن رئاسة الدولة (ص‬
‫‪. )249‬‬
‫‪ )(3‬الامع لحكام القرآن (‪ . )1/273‬وانظر ‪ :‬الرجع السابق ‪.‬‬

‫‪560‬‬
‫الواب على هذه الدلة‬
‫أول ما يلحظ على استدللم على هذه السألة ‪ ،‬أنا أدلة عقلية ‪ ،‬ليس فيها أدلة من‬
‫كتاب ال ول سنة رسوله تقابل تلك الدلة السابقة ‪ .‬وهي مع ذلك ضعيفة الدللة ‪،‬‬
‫مردودة وماب عليها با يلي ‪:‬‬
‫( ‪ )1‬أما الدليل الول ‪ :‬فالواب عنه يتلخص ف ‪ :‬أن منصب الرئاسة ل يعل لتحقيق‬
‫ال صال الدنيو ية فح سب ك ما زعم تم ‪ ،‬بل جُ عل أيضًا لرا سة الد ين ‪ ،‬والحاف ظة على‬
‫ال صال الدين ية إل جا نب ال صال الدنيو ية ال ت أشر ت إلي ها ‪ ،‬وهذا ل يتأ تى مع تعدد‬
‫الئمصة ‪ ،‬بصل بالعكصس إذا كان المام واحصد أمكنصه السصيطرة على جيصع أقطار السصلمي‬
‫وأصبحوا يدًا واحدة متحدين ف أمورهم الدينية والدنيوية ‪ ،‬وأمكنهم التكامل القتصادي‬
‫والبشري ‪ ،‬وأصبحوا قوة عظيمة على من ناوأهم ‪.‬‬
‫كما أنه إذا تباعدت القطار فيمكن التغلب على ذلك عن طريق الولة والنواب الذين‬
‫يعينهم المام ‪ ،‬ويقومون هم بدورهم بتنفيذ أوامره الصادرة إليهم ‪.‬‬
‫يضاف إل ذلك ما ين جم عن التعدد من مفا سد ‪ ،‬و من ف ت وحروب وقطي عة ب ي‬
‫ال سلمي ‪ ،‬رب ا كا نت أك ثر ضررًا من ال صال الشار إلي ها فهؤلء قد نظروا إل ب عض‬
‫وجوه الصلحة وأغفلوا النظر عن وجود الفسدة الت تتضاءل أمامها هذه الصلحة ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وجوابًا على الدليصل الثانص ‪ :‬أن قياس المامصة على النبوة قياس مصع الفارق فهصو‬
‫قياس با طل ‪ ،‬لن ال نبياء مع صومون من عداوة بعض هم لب عض بع كس حال الئ مة ف في‬
‫حال التعدد ‪ ،‬سيكون هناك اختلف وشقاق ل‬

‫‪561‬‬
‫مالة لا جبلت عليه النفس البشرية من حب العلو والعتداء والسيطرة على الخرين ‪.‬‬
‫أما ما دعا الكرامية إل القول بواز التعدد ‪ ،‬وذلك لثبات إمامة كل من علي ومعاوية‬
‫ر ضي ال عنه ما فل شك ع ند أ هل ال سنة أن المام ف ذلك الو قت هو ‪ :‬علي بن أ ب‬
‫طالب ر ضي ال ع نه اللي فة الرا شد الرا بع ‪ ،‬ومعاو ية ر ضي ال ع نه ل يرج عل يه طلبًا‬
‫للما مة ‪ ،‬وإن ا طل با للثأر من قتلة عثمان الذ ين دخلوا ف صف علي ‪ -‬وعلي معذور ف‬
‫تأخي إقامة الد عليهم لا هم من شوكة ومنعة ولن المور مضطربة ول تستقر له بعد ‪-‬‬
‫و قد كان معاو ية واليًا لع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه على الشام ‪ ،‬ث لعثمان بن عفان‬
‫رضصي فأراد البقاء على وليتصه تلك ‪ ،‬ولذلك فأهصل الشام أول مصا بايعوا معاويصة ( بايعوه‬
‫على الطلب بدم عثمان أميًا ول يطمع ف اللفة ) (‪ . )1‬ول يدع معاوية اللفة إل بعد‬
‫تنازل ال سن ومبايع ته ‪ ،‬ومباي عة ال سلمي له بالل فة ‪ .‬والول عدم الوض في ما ش جر‬
‫بينهم رضي ال عنهم جيعًا وأرضاهم ‪.‬‬
‫الترجيح ‪:‬‬
‫ي تبي ل نا م ا سبق أن ال ق مع أ صحاب الذ هب الول ‪ ،‬ل ا ورد ف هذه ال سألة من‬
‫ن صوص شرع ية يرم على ال سلم تطيها ‪ ،‬ول معارض ل ا ع ند الطرف النازع ‪ .‬ويعضد‬
‫ما سبق المور التالية ‪:‬‬

‫‪ )(1‬وقعة صفي لنصر بن مزاحم (ص ‪ )82‬تقيق عبد السلم هارون ‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 1401‬هص ‪ .‬وانظر ‪:‬‬
‫السألة ف العواصم من القواصم ( الاشية ) (ص ‪ ، )127‬والصواعق الحرقة للهيتمي (ص ‪ ، )216‬وسي‬
‫أعلم النبلء للذهب (‪ ، )3/140‬وتاريخ السلم له (‪. )3/324‬‬

‫‪562‬‬
‫( ‪ )1‬أن التعدد يؤدي إل الختلف والتحا سد والتنا حر ‪ ،‬ك ما هو طبي عة الن فس‬
‫البشر ية ‪ ،‬وحالة الكومات اليوم خ ي شا هد على ذلك ‪ .‬وهذا التش تت الخ طط له من‬
‫قبل أعداء السلمي هو من أكب السباب الت أدت إل ضعف السلمي وإذللم وتسلط‬
‫أعدائهم عليهم ‪.‬‬
‫( ‪ )2‬أن الدعاء بأن تعدد الرؤساء يسهل مهمة الشراف وتقيق الصال للرعية غي‬
‫مسلم به ‪ ,‬ل سيما ف عصرنا الاضر ‪ ،‬بسبب ما أحرز من تقدم هائل يبهر العقول ف‬
‫ج يع أجهزة الوا صلت والت صالت ‪ ،‬وهذا م ا ل يدع مالً لل شك ف تق يق التاب عة‬
‫والشراف بكل يسر وسهولة ‪ ،‬وإذن فمن المكن إسناد العمال وتصريف شؤون المة‬
‫ف كل قطر إل ولة أكفاء ‪ ،‬يقومون با تت إشراف المام ومتابعته ‪.‬‬
‫ل ف العصور الول ‪ ،‬على‬ ‫( ‪ )3‬أنه ما دامت وحدة المة السلمية قد تققت فع ً‬
‫الر غم من ات ساع رق عة الدولة ال سلمية و صعوبة الوا صلت والت صالت بالن سبة لذلك‬
‫الوقت ‪ ،‬ومع ذلك رست أنصع صفحات التأريخ لذه المة من القوة وحسن الدارة ‪،‬‬
‫فمن المكن اليوم تقيقها من باب أول بكل يسر وسهولة ‪ ،‬ولذلك فل يبقى للمحتجي‬
‫بالضرورة حجة بعد اليوم ‪.‬‬
‫الكم لو وقع بيعتان ف زمن واحد‬
‫هذا هو الكم الشرعي ف منع تعدد الئمة ‪ ،‬وأن ذلك ل يوز ‪ ،‬ولكن لو حصلت‬
‫بيعتان لمامي ف زمن واحد ‪ ،‬ففي هذه الالة العلماء فيها ثلث طوائف وهي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬ذهبت طائفة إل أن المامة الصحيحة تسلم للمام الذي عقدت إمامته‬

‫‪563‬‬
‫ف البلد الذي مات فيه المام السابق ‪.‬‬
‫( ‪ )2‬وذهبت طائفة ثانية إل أنه يب على كل واحد من المامي أن يتخلّى عن‬
‫المامصة لصصاحبه ‪ ،‬وعندئذٍ يتار أهصل اللص والعقصد منهمصا مصن تتوفصر فيصه هذه الشروط‬
‫الطلوبة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬وذهبت طائفة ثالثة أن المامة تنعقد لسبقهما بيعة (‪ )1‬وهذا هو الصواب الؤيّد‬
‫بالدل يل ال سابق ‪ « :‬فوا ببي عة الول فالول » (‪ . )2‬قال الاوردي ‪ ( :‬وال صحيح ف ذلك‬
‫وما عليه الفقهاء الحققون أن المامة لسبقهما بيعة وعقدًا ) (‪. )3‬‬
‫هذا إذا عُلم ال سابق أ ما إذا جُهِل أو بو يع ل ما ف ل ظة واحدة فللعلماء في ها ثل ثة‬
‫أقوال هي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬القرعة بينهما ‪.‬‬
‫(‪ )2‬إبطال العقدين ‪ ،‬واستئناف عقد جديد لحدها أو لغيها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬و ُح كي عن الغزال أ نه قال بالكثرية ‪ ( :‬فالمام من انعقدت له البيعة من أك ثر‬
‫اللق ‪ ،‬والخالف للكثر باغ يب ردّه إل النقياد إل الق ) (‪. )4‬‬
‫والذي يظهر ‪ -‬وال أعلم ‪ -‬هو إبطال العقدين واستئناف اليار من جديد وذلك لن‬
‫أحدها باطل ول يكن تييز الباطل منهما فيبطلن ‪ ،‬ويعقد لن يتاره أهل اللّ والعقد‬
‫من جديد ‪ .‬وال أعلم ‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر ‪ :‬الحكام السلطانية للماوردي (ص ‪. )9‬‬


‫‪ )(2‬رواه مسلم ‪ ،‬وسبق تريه (ص ‪. )36‬‬
‫‪ )(3‬الحكام السلطانية (ص ‪ . )9‬وانظر ‪ :‬الحلى (‪. )10/504‬‬
‫‪ )(4‬السامرة شرح السايرة (ص ‪ )170‬ط ‪ .‬ثانية ‪.‬‬

‫‪564‬‬
‫الاتة‬
‫ونتيجة البحث‬
‫بعد هذا الستعراض الطويل ‪ ،‬والدراسة الستفيضة لتلك الوضوعات الكثية يكننا أن‬
‫ندّد بعض النقاط الستنتجة ما سبق وهي ‪:‬‬
‫( ‪ )1‬أن السلم جاء بنظام كامل للحكم ‪ ،‬وهذا يدلّنا على شول السلم ‪ ،‬وصلحه‬
‫ل كل زمان ومكان ‪ ،‬فهذه الر سالة هي الر سالة الالدة والباق ية ‪ .‬صالة للت طبيق إل قيام‬
‫الساعة ‪ ،‬وأنه لن َيصْلُح آخر هذه المة إل با صلح به أولا ‪.‬‬
‫( ‪ )2‬أن المامة ثابتة الوجوب بالكتاب ‪ ،‬والسنة ‪ ،‬والجاع ‪ ،‬والقواعد الشرعية ‪.‬‬
‫و هو وجوب كفائي ‪ ،‬متوجّ ه إل أ هل ال ل والع قد باعتبار هم المثلون لل مة ‪ ،‬النائبون‬
‫عن ها ف هذه اله مة الطية ‪ .‬وإذا تقاعس أ هل ال ل والع قد فإن ال ث يل حق كل من له‬
‫قدرة واستطاعة ‪ ،‬حت يسعى لقامة هذا الواجب بقدر ما أوت من قوة واستطاعة ‪.‬‬
‫( ‪ )3‬بطلن دعوى من قال بأن السلم ل يأت بنظام للحكم ‪ ،‬وأنه ل يوجب على‬
‫السلمي إقامة دولة إسلمية متميزة ‪.‬‬
‫( ‪ )4‬أن المامة ف حدّ ذاتا وسيلة ل غاية ‪ ،‬وسيلة إل إقامة أمة تقف نفسها على‬
‫الي والعدل ‪ ،‬ت ّق الق وتبطل الباطل أمة تأمر بالعروف وتنهى عن النكر وتؤمن بال ‪،‬‬
‫أمة تقوم بأداء رسالتها السماوية على منهاج السلم الذي رسه ال لا ‪.‬‬
‫( ‪ )5‬أن من أهداف المامة هو حفظ الدين ‪ ،‬وسياسة الدنيا به ‪ ،‬وأن ذلك أهم‬
‫الواجبات اللقاة على عاتق المام ‪ ،‬وكفر من فرّق بي الدين وساس الدنيا بغي هذا الدين‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )6‬أنه ل ِع ّز ‪ ،‬ول رفعة ‪ ،‬ول قيام للمة السلمية إل بالرجوع إل التحاكم‬

‫‪565‬‬
‫إل كتاب ال وسنة رسوله ‪ ،‬والسعي إل إقامة اللفة السلمية الت تفظ الدين وتعيد‬
‫للمسلمي عزتم وكرامتهم ‪.‬‬
‫(‪ )7‬أن خلفة أب بكر الصديق رضي ال عنه ثبتت باختيار السلمي له ‪ ،‬ومبايعتهم‬
‫له مصع وجود الكثيص مصن النصصوص التص تدّل على أن السصلمي لن يتاروا غيه ‪ ،‬وعلى‬
‫رضى ال ورسوله بذلك ‪ ،‬وأنه أفضل المة بعد نبيها ‪.‬‬
‫(‪ )8‬أن خلفة أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه تثبت باختيار السلمي‬
‫ص من النب عليه باللفة ‪ ،‬ول َيدّع هو شيئًا من ذلك‬ ‫ومبايعتهم له ‪ ،‬وأنه ليس هناك ن ّ‬
‫‪ ،‬وأنه بريء من كل ما تنسبه الرافضة إليه ‪.‬‬
‫( ‪ )9‬ثبوت شرع ية الطرق ال ت تّ مت ب ا مباي عة وتول ية اللفاء الراشد ين ‪ ،‬وأن نا‬
‫مأمورون بإتباعهم ف ذلك ‪.‬‬
‫( ‪ )10‬أن الذي يقوم باختيار المام هم عقلء المة ‪ ،‬وعلماؤها ( أهل الل والعقد )‬
‫ول دخصل للعامصة ‪ ،‬والدهاء فص الختيار ‪ ،‬ولذلك فل يتار العقلء عادة إل العقصل ‪،‬‬
‫وال صلح لذا الن صب الط ي ‪ ،‬ولذلك فل مال للدعا ية والتلم يع وبذل الموال الباطلة‬
‫لكسب الصوات الرخيصة كما ف الديقراطيات الديثة ‪.‬‬
‫( ‪ )11‬مشروع ية ال ستخلف ‪ ،‬مع ضرورة مواف قة أ هل ال ل والع قد ‪ ،‬ومبايعت هم‬
‫للمستخلف ‪.‬‬
‫ل منه ما يُشترط ف يه‬‫( ‪ )12‬يت مع طر يق الختيار من طر يق ال ستخلف ف أن ك ً‬
‫رضى أهل الل والعقد ومبايعتهم ‪.‬‬
‫(‪ )13‬أن المامة ل تورث ‪.‬‬
‫(‪ )14‬تري نكث البيعة ‪ ،‬وأنا واجبة ف عنق السلم مت وُجِد المام الستحق لا ‪.‬‬
‫(‪ )15‬طريقة القهر والغلبة ليست من الطرق الشرعية ‪ ،‬وإنا تنعقد المامة‬

‫‪566‬‬
‫با نظرًا لصلحة السلمي لا قد يرّ ذلك عادة من الفت ‪.‬‬
‫( ‪ )16‬للمام شروط ل بد من توفّرها ‪ ،‬حت يكون أهلً لذا النصب العظيم ‪ ،‬أما‬
‫عند القهر والغلبة فل تشترط جيع تلك الشروط ‪.‬‬
‫(‪ )17‬ثبوت إشتراط القرشيصة ‪ ،‬وأن المامصة فيهصم ل يوز صصرفها إل غيهصم ‪ ،‬وأن‬
‫ذلك ليصس مصن العصصبية الذمومصة فص شيصء ‪ ،‬لن المامصة فص نظصر السصلم تكليصف ل‬
‫تشريف ‪.‬‬
‫( ‪ )18‬عدم اشتراط أن يكون المام أفضل أهل زمانه ‪ ،‬وإنا الول اختيار الصلح‬
‫والنفع للمسلمي ‪.‬‬
‫( ‪ )19‬اللفاء الراشدون الربعة مرتّبون ف اللفة على ترتيبهم ف الفضلية ‪ ،‬وأنه‬
‫ل يس من ال سلف أ حد يقدّم على أ ب ب كر ث ع مر وغيه ا ‪ ،‬أ ما الفاضلة ب ي عثمان ‪،‬‬
‫وعلي رضي ال عنهما فهي دون تلك ‪ ،‬و قد اختلفوا ف تبديع من قدّم عليًا على عثمان‬
‫ف الفضل ‪ ،‬وأن من السنة التفضيل بينهم على ما جاءت به الثار ‪.‬‬
‫( ‪ )20‬على المام واجبات كثية ‪ ،‬يب عليه القيام با ‪ ،‬كما أن له حقوقًا أخرى‬
‫تعينه على القيام بتلك الواجبات ‪.‬‬
‫( ‪ )21‬طا عة المام واج بة في ما وا فق الشرع ‪ ،‬ومرّ مة في ما خالف الشرع ‪ ،‬وأن‬
‫سصلطات الئمصة مقيّدة بكوناص موافقصة للكتاب والسصنة ‪ ،‬فيطاعون فيمصا هصو ل طاعصة ‪،‬‬
‫ويع صون في ما هو ل مع صية ‪ ،‬ول طا عة لخلوق ف مع صية الالق ‪ ،‬و من أطاع هم ف‬
‫معصية فالث على المر والأمور ‪.‬‬
‫( ‪ )22‬مشروعية الشورى ‪ ،‬وأنا واجبة عند اختيار المام ‪ ،‬أما ف تدبي شؤون الرعيّة‬
‫فهي مستحبة ‪ ،‬ينبغي للمام أن يشاور ‪ ،‬وليست واجبة عليه ‪ ،‬كما أنه لو استشار فإنه‬
‫ل يس ملزمًا بإتباع م ستشاريه ‪ ،‬ل نه ال سئول الول عن ت صريف المور فيحت مل وحده‬
‫تبعات خطئه ‪.‬‬
‫(‪ )23‬تري الروج على أئمة العدل وإثارة الفت ‪ ،‬وأن ذلك من أكب الذنوب ‪.‬‬
‫(‪ )24‬أن بقاء الاكم ف منصبه منوط بصلحيته لتول قيادة السلمي ‪ ،‬أما‬

‫‪567‬‬
‫إذا ف قد هذه ال صلحية ‪ ،‬وارت كب شيئًا من م سببات العزل فلل مة مثّلة ف أ هل ال ل‬
‫والع قد أن تطلب م نه أن يعزل نف سه ‪ ،‬فإن أ ب فل ها أن تعلن عزله عن من صبه إذا أم نت‬
‫وقوع الفتنة ‪ .‬ك ما ل يوز ل ا إقصاؤه عن ال كم بقوة ال سلح إل ف أض يق نطاق عند‬
‫ظهور الكفصر البواح ‪ ،‬وال طر التيقّنص على ال سلمي فص دينهصم ‪ ،‬فإذا كان ذلك فليقدّم‬
‫السلم دمه دون دينه ‪.‬‬
‫( ‪ )25‬وجوب اتاد السلمي فيما بينهم ‪ ،‬وأن يكون إمامهم واحد مهما اتسعت‬
‫رقعة ديار السلم ‪ ،‬وتري البيعة لكثر من إمام ف زمن واحد ‪.‬‬
‫( ‪ )26‬تيّز نظام الكم ف السلم عن ج يع أنظمة ال كم الوضيعة ‪ ،‬القد ي منها‬
‫والد يث ‪ ،‬وأن اللف بي نه وبين ها ف الغا ية والو سيلة والهداف ‪ .‬ف هو نظام متميّ ز ل‬
‫ينطبق عليه أي وصف من الوصاف العهودة لنظم الكم الوضيعة ‪.‬‬
‫انتهى ول المد والنّة وآخر دعوانا‬
‫أن المد ل رب العالي‬

‫‪568‬‬
‫الفهارس العامة‬
‫أو ًل ‪ :‬فهرست اليات ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬فهرست الحاديث والثار ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬فهرست العلم الترجم لم ‪.‬‬
‫رابعًا ‪ :‬قائمة الراجع والصادر ‪.‬‬
‫خامسًا ‪ :‬فهرست الوضوعات العامة ‪.‬‬

‫‪569‬‬
‫تنبيه واعتذار‬
‫وقع ف ترتيب الفهارس حيث جاءت غي مطابقة لكان الوضوعات ف داخل الكتاب‬
‫ونن إذ نعتذر من القراء الكرام نرجو النتباه إل التعديل التال ف أرقام صفحات الفهرس‬
‫وذلك للحصول على الرقام الصحيحة ‪.‬‬

‫‪570‬‬
‫أولً ‪:‬‬

‫فهرست اليات القرآنية‬

‫‪571‬‬
572
‫فهرست اليات القرآنية‬
‫حرف اللف (أ)‬
‫الصفحة‬ ‫الية‬
‫‪395‬‬ ‫ك ‪........‬‬
‫وَْأ ُمرْ بِالْ َم ْعرُوفِ وَاْنهَ عَ ِن الْمُن َكرِ وَاصِْب ْر عَلَى مَا َأصَاَب َ‬
‫‪54‬‬ ‫فَآمِنُواْ بِالّلهِ َورَسُوِلهِ النّبِيّ ا ُلمّ ّي ‪...........................‬‬
‫‪242‬‬ ‫وَآتُواْ الْيَتَامَى َأ ْموَاَلهُمْ ‪...................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫وَاتَّبعُوْا مَا تَْتلُوْا الشّيَا ِطيُ َعلَى مُ ْلكِ سَُليْمَانَ ‪......‬‬
‫‪374 ، 97‬‬ ‫اتّخَذُواْ َأحْبَا َرهُ ْم َو ُرهْبَاَنهُمْ َأ ْربَابا مّن دُونِ الّلهِ ‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫وَا ْج َعلْنَا ِللْمُّت ِقيَ ِإمَاما ‪.‬‬
‫‪265‬‬ ‫ا ْجعَلْنِي َعلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ ِإنّي َحفِيظٌ َعلِيمٌ‬
‫‪362‬‬ ‫وَا ْجعَل لّي َوزِيرا مّنْ َأهْلِي هَارُونَ أَخِي‬
‫‪403‬‬ ‫شرُوا الّذِينَ َظلَمُوا وََأ ْزوَا َجهُ ْم ‪.‬‬
‫احْ ُ‬
‫‪48‬‬ ‫حقّ ‪.‬‬
‫فَاحْكُم َبيَْنهُم بِمَا أَنزَلَ الّل ُه وَلَ تَتّبِعْ َأ ْهوَاءهُمْ عَمّا جَاء َك مِنَ الْ َ‬
‫‪82‬‬ ‫شرِ ِكيَ‬
‫ك وَل تَكُونَ ّن مِنَ الْ ُم ْ‬
‫وَادْعُ إِلَى رَّب َ‬
‫‪198‬‬ ‫وَِإذِ اْبتَلَى ِإْبرَاهِي َم َرّبهُ ِبكَلِمَاتٍ‬
‫‪110‬‬ ‫وَِإذَا ُقلْتُ ْم فَاعْدِلُوْا وََلوْ كَا َن ذَا ُقرْبَى‬
‫‪536‬‬ ‫س شَدِيدٍ ‪.‬‬
‫فَِإذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا َبعَثْنَا َعلَيْكُ ْم ِعبَادا لّنَا ُأوْلِي بَ ْأ ٍ‬
‫‪33‬‬ ‫وَِإذْ قَا َل رَّبكَ ِللْمَلَئِ َكةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي ا َل ْرضِ خَلِيفَةً‬
‫‪116‬‬ ‫وَاذْ ُكرُواْ ِنعْ َمتَ الّلهِ َعلَيْكُمْ ِإذْ كُنتُمْ َأعْدَاء فَأَلّفَ بَْينَ قُلُوبِكُمْ‬
‫‪452‬‬ ‫فَاسْأَلُواْ َأهْ َل الذّ ْكرِ إِن كُنتُمْ لَ َتعْلَمُونَ‬
‫‪362‬‬ ‫شيّ‬
‫ك مَعَ الّذِينَ يَ ْدعُو َن رَّبهُم بِاْلغَدَا ِة وَاْلعَ ِ‬
‫س َ‬
‫وَاصِْبرْ َنفْ َ‬
‫‪555‬‬ ‫وَأَطِيعُواْ الّل َه َورَسُوَلهُ وَ َل تَنَا َزعُوْا فََتفْشَلُواْ‬
‫‪، 115‬‬ ‫وَاعَْتصِمُوْا بِحَْبلِ الّلهِ جَمِيعا وَلَ َت َفرّقُوا‬
‫‪555‬‬

‫‪573‬‬
‫‪442‬‬ ‫فَا ْعتَِبرُوا يَا أُولِي الْبصَارِ‬
‫‪354‬‬ ‫وَا ْعَلمُواْ أَنّمَا غَِنمْتُم مّ ن َشيْ ٍء فَأَنّ لِلّ هِ ُخمُ سَهُ َولِلرّ سُولِ َوِلذِي اْلقُرْبَى وَالْيَتَامَى‬
‫وَاْلمَسَا ِكيِ‬
‫‪84‬‬ ‫ِإلّ تَنفِرُواْ ُي َعذّْب ُكمْ َعذَابا َألِيما‬
‫‪80‬‬ ‫إِنّا َنحْ ُن نَ ّزلْنَا الذّكْ َر وَِإنّا لَهُ َلحَافِظُونَ‬
‫‪80‬‬ ‫إِنّا أَنزَلْنَا التّوْرَاةَ فِيهَا ُهدًى وَنُورٌ‬
‫‪48‬‬ ‫حقّ‬
‫فَاحْكُم َبيْنَهُم ِبمَا أَن َزلَ اللّهُ َولَ تَتِّبعْ َأهْوَاء ُهمْ َعمّا جَاءكَ مِنَ اْل َ‬
‫‪283 ، 277‬‬ ‫إِنّ َأكْ َرمَ ُكمْ عِندَ اللّهِ أَْتقَا ُكمْ ‪...................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫إِنِ اْلحُكْمُ إِلّ ِلّلهِ ‪.............................................‬‬
‫‪106‬‬ ‫إِنّ الّذِينَ ا ْرتَدّوا َعلَى َأدْبَا ِرهِم مّن َبعْ ِد مَا تََبيّنَ َلهُمُ اْلهُدَى‬
‫‪، 203‬‬ ‫إِنّ الّذِينَ ُيبَاِيعُوَنكَ إِنّمَا يُبَاِيعُونَ الّلهَ‬
‫‪217‬‬
‫‪110‬‬ ‫إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُ بِاْلعَدْ ِل وَا ِلحْسَا ِن وَإِيتَاء ذِي اْل ُقرْبَى‬
‫‪، 110‬‬ ‫إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُكُمْ أَن تُؤدّواْ ا َلمَانَاتِ ِإلَى َأهِْلهَا‬
‫‪378‬‬
‫‪202‬‬ ‫سهُ ْم وََأ ْموَاَلهُم‬
‫إِنّ الّلهَ ا ْشَترَى مِنَ الْ ُم ْؤمِِنيَ أَنفُ َ‬
‫‪261‬‬ ‫سمِ‬
‫جْ‬‫صطَفَاهُ عَلَيْ ُكمْ وَزَادَهُ َبسْطَةً فِي اْلعِ ْلمِ وَاْل ِ‬
‫إِنّ اللّهَ ا ْ‬
‫‪، 137 ، 96‬‬ ‫فَإِن تَنَا َزعُْتمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ‬
‫‪383‬‬
‫‪244 ، 165‬‬ ‫ضلّ إْ ْحدَا ُهمَا فَُت َذكّرَ إِ ْحدَا ُهمَا الُخْرَى‬
‫أَن َت ِ‬
‫‪461‬‬ ‫ضلّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ‬
‫َوإِن ُت ِطعْ َأكْثَرَ مَن فِي الَ ْرضِ ُي ِ‬
‫‪364 ، 306‬‬ ‫إِنّ خَيْرَ َمنِ اسْتَ ْأجَرْتَ اْلقَوِيّ الَْأ ِميُ‬
‫‪، 519 ، 494‬‬
‫وَإِن طَاِئفَتَا ِن مِ َن الْ ُم ْؤمِِنيَ ا ْقتََتلُوا فََأصِْلحُوا َبيَْنهُمَا‬
‫‪544‬‬
‫‪84‬‬ ‫اْنفِرُواْ ِخفَافا َوِثقَالً‬
‫‪364‬‬ ‫إِّنكَ الْيَ ْومَ َلدَيْنَا مِ ِكيٌ َأمِيٌ‬
‫‪55‬‬ ‫إِّنكَ مَّيتٌ َوإِنّهُم مّيّتُونَ ‪.‬‬

‫‪574‬‬
‫‪106‬‬ ‫إِّنمَا كَانَ قَ ْولَ اْلمُ ْؤمِِنيَ إِذَا ُدعُوا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ لَِيحْ ُكمَ بَيْنَ ُهمْ ‪.‬‬
‫‪116‬‬ ‫إِّنمَا اْلمُ ْؤمِنُونَ إِ ْخوَةٌ ‪.‬‬
‫‪197‬‬ ‫أنّمَا َأ ْموَالُكُ ْم وََأوْلدُكُمْ فِْتنَ ٌة‬
‫\‬

‫‪، 338‬‬ ‫إِنّمَا الصّدَقَاتُ ِل ْل ُفقَرَاء وَالْ َمسَا ِكيِ‬


‫‪353‬‬
‫‪، 398‬‬ ‫س َعوْنَ فِي ا َل ْرضِ فَسَادا ‪.‬‬
‫إِنّمَا َجزَاء الّذِينَ يُحَارِبُونَ الّلهَ َورَسُوَل ُه وََي ْ‬
‫‪493‬‬
‫‪293‬‬ ‫إِنّمَا َيعْ ُمرُ مَسَاجِدَ الّلهِ مَ ْن آمَنَ بِالّلهِ وَالَْي ْومِ ال ِخرِ‬
‫‪303‬‬ ‫ستَْيقِِنيَ‬
‫إِن نّظُنّ إِل َظنّا َومَا نَحْ ُن بِمُ ْ‬
‫‪27‬‬ ‫وَإِّنهُمَا َلبِِإمَامٍ مِّبيٍ‬
‫‪107‬‬ ‫وَإِ ّن هَ ِذهِ ُأمّتُكُمْ ُأمّ ًة وَاحِ َدةً‬
‫‪364‬‬ ‫إِّنهُ َل َقوْ ُل رَسُولٍ َكرِيٍ‬
‫‪210‬‬ ‫سؤُولً‬
‫وََأوْفُوْا بِاْل َعهْدِ إِنّ اْل َعهْدَ كَا َن مَ ْ‬
‫‪210‬‬ ‫وََأوْفُوْا ِب َعهْدِ الّلهِ ِإذَا عَاهَدتّمْ‬
‫حرف التاء (ت )‬
‫‪، 397‬‬ ‫وََتعَاوَنُوْا َعلَى الْ ّب وَالّت ْقوَى‬
‫‪520‬‬
‫‪543‬‬ ‫ت وَلَكُم مّا كَسَْبتُمْ‬
‫ِت ْلكَ ُأمّ ٌة قَدْ َخَلتْ َلهَا مَا َكسََب ْ‬
‫حرف اليم (ج )‬
‫‪25‬‬ ‫وَ َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً َيهْدُونَ بَِأ ْمرِنَا‬
‫‪26‬‬ ‫صرُونَ ‪.‬‬
‫وَ َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَ ْدعُونَ إِلَى النّا ِر وََي ْومَ اْلقِيَامَةِ لَا يُن َ‬
‫‪293‬‬ ‫حرَامِ كَمَ ْن آمَنَ بِالّلهِ ‪.‬‬
‫ج َوعِمَا َرةَ الْ َمسْجِدِ الْ َ‬
‫أَ َجعَ ْلتُمْ ِسقَاَيةَ اْلحَا ّ‬
‫***** حرف الاء (ح) ‪ ،‬والاء (خ)‬
‫‪106 ، 3‬‬ ‫حكْمَ اْلجَاهِِليّةِ َيْبغُونَ َومَنْ أَ ْحسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َق ْومٍ يُوقِنُو َن ‪.‬‬
‫أَفَ ُ‬

‫‪575‬‬
‫‪، 339‬‬ ‫خُ ْذ مِنْ َأ ْموَاِلهِ ْم صَدََق ًة‬
‫‪342‬‬

‫‪576‬‬
‫\‬

‫حرف الذال (ذ)‬


‫‪211‬‬ ‫وَالّذِي َن آمَنُوْا وَلَمْ ُيهَا ِجرُوْا مَا لَكُم مّن وَلَيَِتهِم مّن شَ ْيءٍ َحتّى ُيهَا ِجرُواْ ‪.‬‬
‫‪377 ، 79‬‬ ‫الّذِينَ إِن مّكّنّاهُ ْم فِي الَْأ ْرضِ َأقَامُوا الصّل َة ‪..........‬‬
‫‪396‬‬ ‫صرُونَ ‪...........‬‬
‫وَالّذِينَ ِإذَا َأصَاَبهُ ُم الَْبغْ ُي هُ ْم يَنَت ِ‬
‫حرف الراء (ر)‬
‫‪، 164‬‬ ‫ضهُ ْم عَلَى َب ْعضٍ ‪.‬‬
‫الرّجَالُ َقوّامُونَ عَلَى النّسَاء بِمَا َفضّلَ الّلهُ َب ْع َ‬
‫‪244‬‬
‫‪265‬‬ ‫َربّ ا ْغفِرْ لِي َو َهبْ لِي مُلْكا ل يَنَبغِي لِأَحَ ٍد مّنْ َبعْدِي ‪...‬‬
‫حرف السي (س)‬
‫‪485‬‬ ‫حيَ ‪.......‬‬
‫وَسَيّدا وَ َحصُورا وَنَِبيّا مّنَ الصّاِل ِ‬
‫حرف الشي (ش)‬
‫‪247‬‬ ‫ب ‪........‬‬
‫وَشَ َددْنَا مُ ْل َكهُ وَآتَْينَاهُ اْلحِكْمَ َة وََفصْ َل الْخِطَا ِ‬
‫حرف الفاء ( ف )‬
‫‪، 423‬‬ ‫َفبِمَا رَحْمَ ٍة مّ َن اللّ هِ لِن تَ َلهُ ْم وََلوْ كُن تَ فَظّا غَلِي ظَ اْلقَلْ بِ لَن َفضّوْا مِ نْ‬
‫‪444‬‬ ‫َحوِْلكَ ‪....................‬‬
‫‪444 ، 424‬‬ ‫حيَاةِ الدّنْيَا ‪..................‬‬
‫ع الْ َ‬
‫فَمَا أُوتِيتُم مّن شَ ْيءٍ فَمَتَا ُ‬

‫‪577‬‬
‫***** حرف القاف (ق)‬
‫‪31‬‬ ‫فَقَاِتلُواْ َأئِمّ َة الْ ُك ْفرِ ِإّنهُمْ لَ أَيْمَا َن َلهُمْ ‪..............‬‬
‫‪349‬‬ ‫قَاتِلُواْ الّذِينَ لَ ُي ْؤمِنُونَ بِالّل ِه وَلَ بِاْلَي ْومِ ال ِخرِ ‪......‬‬
‫‪83‬‬ ‫وَقَاتِلُوهُمْ َحتّى لَ تَكُونَ ِفتَْن ٌة وَيَكُونَ الدّينُ ِلّلهِ ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫حكْمَةَ َوعَلّ َم ُه مِمّا َيشَاءُ ‪.‬‬
‫ك وَالْ ِ‬
‫وَقََتلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ الّلهُ الْ ُم ْل َ‬
‫‪247‬‬ ‫قَا َل ا ْجعَ ْلنِي عَلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ ‪.........‬‬
‫‪، 30‬‬ ‫ص ِإمَاما قَا َل وَمِصن ُذرّيّتِصي قَالَ َل يَنَا ُل َعهْدِي‬
‫ص لِلنّاس ِ‬
‫قَالَ ِإنّيص جَاعِلُك َ‬
‫‪، 198‬‬ ‫الظّالِ ِميَ ‪.......‬‬
‫‪، 252‬‬
‫‪520‬‬
‫‪247‬‬ ‫وَقَالَ َلهُ ْم نَبِّيهُمْ إِ ّن الّلهَ قَ ْد َب َعثَ لَ ُكمْ طَالُوتَ مَلِكا ‪...‬‬
‫‪245‬‬ ‫وََقرْنَ فِي بُيُوتِ ُكنّ ‪.............‬‬
‫‪242‬‬ ‫قُلْ إِن كَا َن لِلرّحْمَ ِن وََلدٌ فَأَنَا َأوّ ُل اْلعَابِدِينَ ‪....‬‬
‫‪82‬‬ ‫قُ ْل هَص ِذهِ سَبِيلِي َأ ْدعُو إِلَى الّل ِه عَلَى َبصِ َيةٍ َأنَ ْا َومَنِ اتَّبعَنِي ‪...‬‬
‫‪247‬‬ ‫قُ ْل هَ ْل يَسَْتوِي الّذِينَ َي ْعلَمُونَ وَالّذِينَ ل َيعْلَمُو َن ‪......‬‬
‫حروف الكاف (ك)‬
‫‪68‬‬ ‫سهِ الرّحْ َم َة ‪.......‬‬
‫ب عَلَى َنفْ ِ‬
‫كََت َ‬
‫‪84‬‬ ‫ب عََليْكُمُ اْلقِتَا ُل َو ُهوَ ُك ْرهٌ لّكُمْ ‪..........‬‬
‫كُِت َ‬
‫‪113‬‬ ‫وَكَذَِلكَ أَخْ ُذ رَّبكَ ِإذَا أَ َخذَ اْل ُقرَى َوهِيَ ظَالِ َم ٌة ‪..‬‬
‫‪374‬‬ ‫وَكَذَِلكَ ُنوَلّي َبعْضَ الظّالِ ِميَ َبعْضا بِمَا كَانُواْ يَ ْكسِبُو َن ‪..‬‬
‫‪372‬‬ ‫ع َو َمقَامٍ َكرِ ٍي ‪..‬‬
‫ت َوعُيُونٍ َو ُزرُو ٍ‬
‫كَمْ َترَكُوا مِن َجنّا ٍ‬
‫‪360‬‬ ‫كَيْ ل يَكُو َن دُوَلةً بَيْ َن ا َلغِْنيَاء مِنكُ ْم ‪............‬‬
‫حرف اللم (ل)‬
‫‪521‬‬ ‫وَلْتَكُن مّنكُمْ ُأمّةٌ َي ْدعُونَ ِإلَى اْلخَْي ِر ‪..........‬‬

‫‪578‬‬
579
‫‪، 521 ، 91‬‬ ‫ُلعِنَ الّذِينَ َك َفرُوْا مِن بَنِي إِ ْسرَائِي َل ‪...........‬‬
‫‪522‬‬
‫‪511‬‬ ‫وََل َقدْ أَ َخذْنَاهُم بِاْل َعذَابِ َفمَا ا ْستَكَانُوا لِرَبّ ِهمْ َومَا َيَتضَرّعُونَ ‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫َل َقدْ أَرْ َسلْنَا رُ ُسلَنَا بِاْلبَيّنَاتِ ‪...................‬‬
‫‪315 ، 302‬‬ ‫شجَرَةِ ‪..‬‬
‫حتَ ال ّ‬
‫َل َقدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ اْلمُ ْؤمِِنيَ إِذْ يُبَاِيعُوَنكَ َت ْ‬
‫‪461‬‬ ‫وَلَ ِكنّ َأكْثَرَ النّاسِ ل يُ ْؤمِنُونَ ‪.............‬‬
‫‪54‬‬ ‫فََلمّا َقضَى َزْيدٌ مّنْهَا وَطَرا ‪...................‬‬
‫‪101‬‬ ‫أََلمْ تَرَ إِلَى اّلذِينَ يَ ْز ُعمُونَ أَنّ ُهمْ آمَنُواْ ِبمَا أُن ِزلَ إِلَْيكَ ‪..‬‬
‫‪450‬‬ ‫وََلمَن صَبَرَ َو َغفَرَ إِنّ ذَِلكَ َل ِمنْ عَزْمِ ا ُلمُورِ ‪....‬‬
‫‪، 163 ، 42‬‬ ‫جعَ َل الّلهُ ِللْكَاِفرِي َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ سَبِيلً ‪....‬‬
‫وَلَن يَ ْ‬
‫‪، 234 ، 226‬‬
‫‪468‬‬
‫‪، 162‬‬ ‫ستَنِبطُوَنهُ مِْنهُمْ‬
‫وََل ْو َردّوهُ إِلَى الرّسُو ِل وَإِلَى ُأوْلِي ا َل ْمرِ مِْنهُمْ َل َعلِ َمهُ الّذِينَ يَ ْ‬
‫‪385‬‬
‫حرف اليم (م)‬
‫‪137‬‬ ‫َومَا ا ْخَتلَفُْتمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ َفحُ ْكمُهُ إِلَى اللّهِ ‪..............‬‬
‫‪54‬‬ ‫خذُوهُ َومَا نَهَا ُكمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ‪.....‬‬
‫َومَا آتَا ُكمُ الرّسُولُ َف ُ‬
‫‪352‬‬ ‫َومَا َأفَاء اللّهُ عَلَى َرسُولِهِ مِنْ ُهمْ َفمَا َأوْ َجفُْتمْ َعلَيْهِ ِمنْ خَْيلٍ وَل ِركَابٍ ‪...‬‬
‫‪355‬‬ ‫مّا َأفَاء اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ ِمنْ َأ ْهلِ الْقُرَى ‪...‬‬
‫‪461‬‬ ‫صتَ ِب ُم ْؤمِِنيَ ‪.‬‬
‫َومَا َأكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَ ْ‬
‫‪333‬‬ ‫وَاْلمُ ْؤمِنُونَ وَاْلمُ ْؤمِنَاتُ َب ْعضُ ُهمْ أَوِْليَاء َب ْعضٍ ‪.‬‬
‫‪333 ، 100‬‬ ‫َومَا َخلَ ْقتُ اْلجِنّ وَالْإِنسَ إِل لَِيعُْبدُونِ ‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ‪.........‬‬
‫‪68‬‬ ‫مَا َقدَرُواْ اللّهَ َحقّ َقدْرِهِ ‪............‬‬
‫‪84‬‬ ‫َومَا كَانَ الْ ُم ْؤمِنُونَ ِليَن ِفرُواْ كَآفّةً ‪...........‬‬
‫‪462‬‬ ‫وَمَا كَا نَ لِ ُم ْؤمِ ٍن وَل ُمؤْمَِنةٍ ِإذَا قَضَى اللّ ُه َورَ سُوُلهُ َأمْرا أَن يَكُو نَ َلهُ مُ‬

‫‪580‬‬
‫اْلخَِي َر ُة مِنْ َأ ْم ِرهِمْ‬

‫‪581‬‬
‫‪432‬‬ ‫خنَ فِي ا َل ْرضِ ‪.‬‬
‫مَا كَانَ لَِنبِيّ أَن يَكُونَ َلهُ أَ ْسرَى حَتّى يُثْ ِ‬
‫‪55‬‬ ‫َومَا مُحَمّدٌ إِ ّل َرسُولٌ قَدْ َخَلتْ مِن َقبِْلهِ الرّسُلُ ‪....‬‬
‫‪461‬‬ ‫َومَا يَتّبِعُ أَكَْث ُرهُمْ إِلّ ظَنّا ‪....................‬‬
‫‪455‬‬ ‫َومَنْ َأحْسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َقوْمٍ يُوِقنُونَ‬
‫‪450‬‬ ‫فَمَنِ اعْتَدَى َعلَيْ ُكمْ فَاعْتَدُوْا عََلْيهِ ِبمِثْ ِل مَا ا ْعتَدَى َعلَيْكُ ْم ‪....‬‬
‫‪102‬‬ ‫َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الظّاِلمُونَ ‪...‬‬
‫‪102‬‬ ‫َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم اْلفَا ِسقُونَ ‪...‬‬
‫‪، 102‬‬ ‫َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الْكَاِفرُونَ ‪....‬‬
‫‪، 105‬‬
‫‪208‬‬
‫‪216‬‬ ‫َومَن يََتوَّلهُم مّنكُ ْم فَإِّن ُه مِْنهُمْ ‪....‬‬
‫‪101‬‬ ‫ت وَُي ْؤمِن بِالّلهِ ‪...‬‬
‫فَمَ ْن يَ ْك ُفرْ بِالطّاغُو ِ‬
‫***** حرف النون (ن)‬
‫‪31‬‬ ‫جعََلهُمُ اْلوَارِِثيَ ‪...‬‬
‫جعََلهُمْ َأئِمّ ًة وََن ْ‬
‫وَنَ ْ‬
‫‪94‬‬ ‫وََنزّلْنَا َعلَْيكَ الْكِتَابَ ِتبْيَانا لّكُ ّل شَ ْيءٍ ‪...‬‬
‫حرف الاء (هـ)‬
‫‪120‬‬ ‫ُهوَ أَنشَأَكُم مّ َن ا َل ْرضِ وَاسَْتعْ َمرَكُمْ فِيهَا ‪...‬‬
‫حرف (ل)‬
‫‪237‬‬ ‫س َفهَاء َأ ْموَالَكُ ُم الّتِي َجعَلَ الّلهُ لَكُمْ ِقيَاما ‪...‬‬
‫وَلَ ُتؤْتُواْ ال ّ‬
‫‪253‬‬ ‫ض وَل ُيصْلِحُو َن ‪...‬‬
‫سرِِفيَ الّذِينَ ُيفْسِدُو َن فِي ا َل ْر ِ‬
‫وَل تُطِيعُوا َأمْرَ الْمُ ْ‬
‫‪، 116‬‬ ‫وَلَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ َت َفرّقُوْا وَاخَْتَلفُواْ ‪...‬‬
‫‪555‬‬
‫‪65‬‬ ‫وَلَ تُ ْلقُوْا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الّت ْهلُكَةِ ‪..‬‬

‫‪582‬‬
‫‪116‬‬ ‫َولَ َتنَا َزعُواْ فََت ْفشَلُواْ ‪...‬‬
‫‪، 102 ، 96‬‬ ‫جرَ َبيَْنهُمْ ‪...‬‬
‫حكّمُوكَ فِيمَا شَ َ‬
‫ل َورَّبكَ لَ ُي ْؤمِنُونَ َحتّىَ يُ َ‬
‫فَ َ‬
‫‪441‬‬
‫‪234‬‬ ‫خذِ اْلمُ ْؤمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء ‪...‬‬
‫لّ يَّت ِ‬
‫‪390‬‬ ‫خذَ َب ْعضُنَا َبعْضا أَرْبَابا مّن دُونِ اللّهِ ‪...‬‬
‫َولَ َيّت ِ‬
‫‪111‬‬ ‫َولَ َيجْ ِرمَنّ ُكمْ َشنَآنُ قَ ْومٍ َعلَى َألّ َت ْعدِلُواْ ا ْعدِلُواْ ‪...‬‬
‫‪68‬‬ ‫ل ُيسَْألُ َعمّا َي ْف َعلُ َو ُهمْ ُيسْأَلُونَ ‪...‬‬
‫حرف الياء (ي)‬
‫‪521‬‬ ‫ضلّ إِذَا اهَْتدَْيُتمْ ‪..........‬‬
‫يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ َعلَيْ ُكمْ أَن ُفسَكُمْ لَ َيضُ ّركُم مّن َ‬
‫‪88‬‬ ‫صبِرُواْ وَصَابِرُواْ ‪.............‬‬
‫يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ ا ْ‬
‫‪، 235 ، 162‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُوْا الّلهَ وَأَطِيعُوْا الرّسُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُمْ‬
‫‪، 382 ، 378‬‬
‫‪459 ، 386‬‬ ‫‪............‬‬
‫‪439‬‬ ‫جوَاكُ ْم صَدَقَةً ‪..‬‬
‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوا ِإذَا نَاجَْيتُمُ الرّسُولَ َفقَ ّدمُوا َبيْنَ يَ َديْ نَ ْ‬
‫‪253‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ ِبنَبٍَأ فَتََبيّنُوا‬
‫‪210‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ َأوْفُواْ بِاْل ُعقُودِ ‪.‬‬
‫‪234‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الْكَاِفرِينَ َأوِْليَاء مِن دُونِ الْ ُم ْؤمِِنيَ ‪..‬‬
‫‪236‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الَْيهُو َد وَالّنصَارَى َأوْلِيَاء ‪..‬‬
‫‪362‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا بِطَاَن ًة مّن دُونِكُمْ ‪...‬‬
‫‪365‬‬ ‫يَا أَيّهَا اّلذِينَ آمَنُواْ لَ َتخُونُواْ اللّهَ وَالرّسُولَ ‪...‬‬
‫‪117‬‬ ‫يَا أَيّهَا النّاسُ إِنّا َخلَقْنَاكُم مّن َذكَرٍ َوأُنثَى ‪...‬‬
‫‪448‬‬ ‫يَا أَيّهَا النّبِيّ اّتقِ اللّهَ ‪...‬‬
‫‪384 ، 200‬‬ ‫يَا َأّيهَا النّبِيّ ِإذَا جَاءكَ اْل ُم ْؤمِنَاتُ يُبَاِيعَْنكَ ‪...‬‬
‫‪449 ، 17‬‬ ‫يَا أَيّهَا النّبِيّ إِذَا َطلّقُْتمُ الّنسَاء ‪...‬‬
‫‪448‬‬ ‫يَا َأّيهَا النّبِ ّي جَاهِدِ اْل ُكفّارَ وَالْمُنَاِف ِقيَ ‪...‬‬
‫\‬

‫‪583‬‬
‫‪، 111‬‬ ‫يَا دَاوُودُ إِنّا َجعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ا َل ْرضِ فَا ْحكُم بَْينَ النّاسِ بِاْلحَ ّق ‪...‬‬
‫‪392 ، 367‬‬
‫‪354‬‬ ‫ك عَنِ الَنفَالِ قُلِ الَنفَالُ ِلّلهِ وَالرّسُولِ ‪..‬‬
‫يَسَْألُوَن َ‬
‫‪68‬‬ ‫ُيضِ ّل مَن يَشَا ُء وََيهْدِي مَن يَشَاءُ ‪...‬‬
‫‪، 94 ، 93‬‬ ‫اْلَي ْومَ أَ ْكمَ ْلتُ لَكُ ْم دِينَكُمْ ‪....‬‬
‫‪96‬‬

‫‪584‬‬
585
‫ثانيا‬
‫فهرست الحاديث والثار‬

‫‪586‬‬
587
‫فهرست الحاديث والثار‬
‫حرف اللف (أ)‬
‫الصفحة‬ ‫طرف الديث‬
‫‪323‬‬ ‫إئذن له وبشره بالنة ‪.‬‬
‫‪208‬‬ ‫أبايعك على سنة ال ورسوله والليفتي من بعده (قول عبد الرحن بن عوف‬
‫‪107‬‬ ‫أبغض الناس إل ال ثلثة ‪.‬‬
‫‪317‬‬ ‫أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل النة ‪.‬‬
‫‪152‬‬ ‫أتعلو نه إلّ وال عليّ أن ل آلو عن أفضل كم ؟ قالوا ‪ :‬ن عم ( من قول ع بد‬
‫الرحن بن عوف ‪.‬‬
‫‪438‬‬ ‫اجعوا له العابد من أمت ث اجعلوه بينكم شورى ‪.‬‬
‫‪411‬‬ ‫ل عيوب ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫أحب الناس إلّ من رفع إ ّ‬
‫‪348‬‬ ‫احلف لم وأكذبم ول تعطهم شيئًا ( من قول الثوري ) ‪.‬‬

‫‪526‬‬ ‫أخوف ما أخاف على أمت الئمة الضلي ‪.‬‬


‫‪، 130‬‬ ‫ادعي ل أباك وأخاك حت أكتب كتابًا ‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫‪346‬‬ ‫ادفعوا صدقاتكم إل من وله ال أمركم ( من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪346‬‬ ‫ادفع ها إلي هم فإن ر سول ال أمر نا أن ندفع ها إلي هم ( من قول الغية بن‬
‫شعبة ) ‪.‬‬
‫‪363‬‬ ‫إذا أراد ال بالمي خيًا جعل له وزير صدق ‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫إذا ابتغى المي الريبة ف الناس أفسدهم ‪.‬‬
‫‪507‬‬ ‫إذا التقا السلمان بسيفيهما فالقاتل والقتول ف النار ‪.‬‬

‫‪588‬‬
‫‪556 ، 207‬‬ ‫إذا بويع لليفتي فاقتلوا الخر منهما ‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫إذا خرج ثلثة ف سفر فليؤمروا أحدهم ‪.‬‬
‫‪402‬‬ ‫إذا رأي تم القارئ ي ب الغنياء ف هو صاحب دن يا ‪ ،‬وإذا رأيتموه يلزم ال سلطان‬
‫فهو لص ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪523 ، 410‬‬ ‫إذا رأيتم أمت تاب الظال أن تقول له إنك أنت ظال فقد تودع منها ‪.‬‬
‫‪365‬‬ ‫إذا ضيعت المانة فانتظر الساعة ‪.‬‬
‫هامش ‪74‬‬ ‫فإذا مت فتشاورا ثلثة أيام ‪ ،‬ول يأتي اليوم الرابع إل وعليكم أمي منكم ( من قول عمر )‬
‫‪369‬‬ ‫أرأيتم إن استعملت عليكم خي ما أعلم ث أمرته بالعدل أقضيت ما علي؟(من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪278‬‬ ‫أربع من أمت من أمر الاهلية ل يتركونن ‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫ارجع فقد بايعتك ‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫أرضوا مصدقيكم ‪.‬‬
‫‪434‬‬ ‫استرشدوا العاقل ترشدوا ول تعصوه فتندموا ‪.‬‬
‫‪286‬‬ ‫استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ‪.‬‬
‫‪، 264 ، 229‬‬ ‫اسعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي ‪.‬‬
‫‪، 373 ، 366‬‬
‫‪458‬‬
‫‪56‬‬ ‫أسرعوا بالنازة‬
‫‪380‬‬ ‫اسع وأطع ولو لبشي كأن رأسه زبيبة ‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫اسكن أحد فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان ‪.‬‬
‫‪526‬‬ ‫أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتله نب أو قتل نبيًا ‪.‬‬
‫‪، 147‬‬ ‫أطيعون ما أطعت ال ورسوله ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪395 ، 207‬‬
‫‪339‬‬ ‫أعْلمهم أن ال افترض عليهم ف أموالم صدقة ‪.‬‬
‫‪282‬‬ ‫أفعن معادن العرب تسألون ؟ خيارهم ف الاهلية خيارهم ف السلم إذا فقهوا‬
‫‪131 ، 126‬‬ ‫اقتدوا باللذين من بعدي ‪.‬‬

‫‪589‬‬
‫هامش ‪129‬‬ ‫أ ْقرَأْنَا أُبَ ّي ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫أقيموا حدود ال ف القريب والبعيد ‪.‬‬
‫‪488‬‬ ‫أقيلون أقيلون قالوا ‪ :‬ل وال ل نقيلك ول نستقيلك (من قول أب بكر )‬
‫‪275 ، 31‬‬ ‫الئمة من قريش ‪.‬‬
‫‪243‬‬ ‫الئمة من قريش ‪ .‬فإن أمرت قريش فيكم عبدًا حبشيًا مدعًا فاسعوا له وأطيعوا ‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫الئمة من قريش إن لم عليكم حقًا ولكم عليهم حقًا ‪ ،‬ما إن استرحوا رحوا‬
‫‪335 ، 31‬‬ ‫المام العظم الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته ‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫الناس سواسية كأسنان الشط ‪.‬‬
‫‪389‬‬ ‫ألي سوا يرمون ما أحل ال فتحرمو نه ويلون ما حرم ال فتحلونه قال ‪:‬‬
‫قلت بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فتلك عبادتم ‪.‬‬
‫‪171‬‬ ‫امدد يدك أبايعك فيقول الناس عم رسول ال بايع ابن أخيه ( من قول العباس‬
‫‪346‬‬ ‫أمرون جيعًا أن أدفعها إل السلطان ما اختلف علي منهم أحد ( من قول أب‬
‫صال ) ‪.‬‬
‫‪206‬‬ ‫امهلوا فإن حدث ب حدث فليص ّل بالناس صهيب ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪276‬‬ ‫إن أدركن أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪،160 ،134‬‬ ‫إن أستخلف فقد استخلف من هو خي من ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫‪112‬‬ ‫إن ال ليملي للظال حت إذا أخذه ل يفلته ‪.‬‬
‫‪، 117‬‬ ‫إن ال أذهب عنكم ِعبّية الاهلية وفخرها بالباء ‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫‪171‬‬ ‫إن الناس تشاطوا ف الذان يوم القاد سية ‪ ،‬فأقرع بين هم سعد ( من قول أ ب‬
‫شبمه ) ‪.‬‬
‫‪235‬‬ ‫إنا ل نستعي بشرك ‪.‬‬
‫‪238‬‬ ‫إن القلم رفع عن ثلثة ‪.‬‬

‫‪590‬‬
‫‪، 267‬‬ ‫إن ال اصطفى كنانة من ولد إساعيل ‪.‬‬
‫‪، 283‬‬
‫‪294‬‬
‫‪، 264‬‬ ‫إنا ل نول هذا من سأله ول من حرص عليه ‪.‬‬
‫‪365‬‬
‫‪314‬‬ ‫إن ال بعثن إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق ‪.‬‬
‫‪316‬‬ ‫إن أهل الدرجات العلى لياهم من تتهم كما ترون النجم الطالع ف أفق‬
‫السماء ‪.‬‬
‫‪353‬‬ ‫إن الصدقة ل تنبغي لل ممد إنا هي أوساخ الناس ‪.‬‬
‫‪353‬‬ ‫إ نا وبنوا الطلب ل نفترق ف جاهل ية ول إ سلم ‪ .‬إن ا ن ن و هم ش يء‬
‫واحد ‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫أنا أول بكل مؤمن من نفسه ‪ ،‬وأيا رجل مات وترك دينًا فإلّي ‪ ،‬ومن‬
‫ترك مالً فلورثته ‪.‬‬
‫‪363‬‬ ‫إن ال ل يبعث نبيًا إل وله بطانتان ‪.‬‬
‫‪430‬‬ ‫إن القوم إذا شاور بعضهصم بعضًا وأرادوا بذلك وجصه ال عزم لمص على‬
‫رشدهم ( من قول قتادة ) ‪.‬‬
‫‪473‬‬ ‫إن أمر عليكم عبد فاسعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب ال ‪.‬‬
‫‪487‬‬ ‫إن ابن هذا سيد ولعل ال أن يصلح به فئتي متقاتلي من السلمي ‪.‬‬
‫‪510‬‬ ‫إن ال ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر أو بأقوام ل خلق لم ‪.‬‬
‫‪521‬‬ ‫إن الناس إذا رأوا النكر ول يغيونه أوشك ال عز وجل أن يعمهم بعقابه ‪.‬‬
‫‪521‬‬ ‫إن الناس إذا رأوا الظال فلم يأخذوا على يديه ‪.‬‬
‫‪522‬‬ ‫إن أول ما دخل النقص على بن إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل ‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫إن بن إسرائيل لا وقع فيهم النقص كان الرجل يرى أخاه على الذنب ‪.‬‬
‫‪، 100‬‬ ‫أنتم أعلم بأمور ديناكم ‪.‬‬

‫‪591‬‬
‫‪432‬‬
‫‪، 135‬‬ ‫إن تؤمروا أبا بكر تدوه أمينًا زاهدًا ف الدنيا راغبًا ف الخرة ‪.‬‬
‫‪160‬‬

‫‪509‬‬ ‫إن خليلي وابصن عمصك عهصد إلّي إذا اختلف الناس أن أتذص سصيفًا مصن‬
‫خشب ( من قول اهبان بن صيفي ) ‪.‬‬
‫‪394‬‬ ‫إن رسول ال ما انتقم قط إل أن تنتهك حرمات ال ‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫إن شر الرعاء الطمة ‪.‬‬
‫‪530‬‬ ‫إن عائشة قد سارت إل البصرة وال إنا لزوجة نبيكم ف الدنيا والخرة‬
‫( من قول عمار ) ‪.‬‬
‫‪40 ، 39‬‬ ‫إن عمر بن الطاب سأل عن الفرق بي اللفة واللك ( قول سلمان )‬
‫‪143‬‬ ‫إن عليّا بايع أبا بكر بعد وفاة فاطمة ‪.‬‬
‫‪، 380‬‬ ‫إنكم سترون بعدي أثرة وأمور تنكرونا ‪.‬‬
‫‪393‬‬
‫‪393‬‬ ‫إنكم سترون بعدي أثرة فاصبوا حت تلقون على الوض ‪.‬‬
‫‪432‬‬ ‫إن كان شيئًا من أمور دنياكم فشأنكم به ‪ ،‬وإن كان شيئًا من أمر دينكم‬
‫فإلّي ‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتم أو كدت تفسدهم ‪.‬‬
‫‪130‬‬ ‫إن ل تدين فأت أبا بكر ‪.‬‬
‫‪295‬‬ ‫إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غي قريش ‪.‬‬
‫‪526‬‬ ‫إنا أخاف على أمت الئمة الضلي ‪.‬‬
‫‪367‬‬ ‫إنا يهلك هذه المة كل منافق عليم ‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫إنا أهلك من كان قبلكم أنم كانوا إذا سرق الشريف تركوه ‪.‬‬
‫‪399‬‬ ‫إن من إجلل ال تعال إكرام ذي الشيبة السلم وحامل القرآن غي الغال فيه والاف ‪.‬‬
‫‪401‬‬ ‫إن من أبغض القراء إل ال الذين يزورون المراء ‪.‬‬

‫‪592‬‬
‫‪154‬‬ ‫إنا كانت أول الفت ‪ -‬أي حادثة استشهاد عثمان وآخرها فتنة السيح‬
‫( من قول حذيفة‬

‫‪593‬‬
‫‪509‬‬ ‫إنا ستكون فت أل ثُمّ تكون فتنة القاعد فيها خي من الاشي ‪.‬‬
‫‪270‬‬ ‫إن هذا المر ف قريش ل يعاديهم أحد إل كبّه ال ف النار ‪.‬‬
‫‪388‬‬ ‫إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويدثون البدعة ‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫إنه من يعش منكم فسيى اختلفًا كثيًا فعليكم بسنت وسنة اللفاء‬
‫الراشدين من بعدي ‪.‬‬
‫‪149‬‬ ‫إنه قد نزل ب ما ل ترون ‪ ،‬ول أظنن إل لأتّي وقد أطلق ال أيانكم من‬
‫بيعت ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪، 109‬‬ ‫إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون ‪ .‬فمن كره فقد بريء ومن‬
‫‪، 256‬‬ ‫أنكر فقد سلم ‪.‬‬
‫‪472‬‬
‫‪، 109‬‬ ‫إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون ‪.‬‬
‫‪، 256‬‬
‫‪472‬‬
‫‪، 208‬‬ ‫إن أقر بالسمع والطاعة لعبد ال عبد اللك بن مروان (من قول ابن عمر)‬
‫‪219‬‬
‫‪، 417‬‬ ‫إن أنزلت نفسي من مال ال منلة اليتيم ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪418‬‬
‫‪359‬‬ ‫إن إنا فعلت ذلك لتألفهم ‪ -‬لا أعطى القرع بن حابس وصحبه ‪. -‬‬
‫‪56‬‬ ‫إن لرى طلحة قد حدث فيه الوت فآذنون به وعجلوا ‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫إن ل أبعث عمال ليضربوا أبشاركم ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫إن ل أصافح النساء ‪.‬‬
‫‪299‬‬ ‫إن لترج أن استعمل الرجل وأنا أجد من هو أقوى منه (من قول عمر)‬
‫‪411‬‬ ‫إ ن قد ول يت علي كم ول ست بي كم فإن أح سنت فأعينو ن وإن أ سأت‬
‫فقومون ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪241‬‬ ‫أوصيكم بتقوى ال والسمع والطاعة وإن عبد حبشي ‪.‬‬

‫‪594‬‬
‫‪380‬‬ ‫إل أن تروا كفرًا بواحًا ‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫أل من ول عليه وآل فرآه يأت شيئًا من معصية ال فليكره ما يأت من معصية ال ‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫أل أستحي من رجل تستحي منه اللئكة‬
‫\‬

‫‪325‬‬ ‫أل ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى‬


‫‪، 314‬‬ ‫أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة ‪ .‬قلت ومن الرجال ؟ قال أبوها‬
‫‪315‬‬
‫‪، 395‬‬ ‫أي الهاد أفضل ؟ قال ‪ .‬كلمة حق عند سلطان جائر ‪.‬‬
‫‪409‬‬
‫‪402‬‬ ‫إياكصم ومواطصن الفتص قيصل ومصا هصي ؟ قال ‪ :‬أبواب المراء ( مصن قول‬
‫حذيفة ) ‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫أيها الناس إن رسول ال ل يعهد ف هذه المارة شيئًا (من قول علي)‬
‫‪، 147‬‬ ‫أيها الناس أن قد وليت عليكم ولست بيكم ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪525‬‬
‫‪411‬‬ ‫أيها الناس إنا أنا متبع ولست ببتدع فإن أحسنت فأعينون وإن أسأت‬
‫فقومون ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫حرف الباء (ب)‬
‫‪200‬‬ ‫على شهادة أل إله إل ال ‪.‬‬ ‫بايعت رسول ال‬
‫‪217‬‬ ‫بايعهن واستغفر لن ال ‪.‬‬
‫‪، 205‬‬ ‫بايعنا رسول ال على السمع والطاعة ف العسر واليسر ‪.‬‬
‫‪، 380‬‬
‫‪، 468‬‬
‫‪504‬‬
‫‪408‬‬ ‫على النصح لكل مسلم ( جرير بن عبد ال ) ‪.‬‬ ‫بايعت النب‬
‫‪، 201‬‬ ‫أبايعكم على أن تنعون ما تنعون منه نساءكم وأبناءكم ‪.‬‬
‫‪193‬‬

‫‪595‬‬
‫‪530‬‬ ‫بايعان بالدينة وخالفان بالبصرة ( من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪131‬‬ ‫بعثن بنو الصطلق إل رسول ال أن سله إل من ندفع صدقتنا ؟‬

‫‪596‬‬
‫حرف التاء (ت)‬
‫‪215‬‬ ‫تأخذون با تعرفون وتدعون ما تنكرون ‪.‬‬
‫‪، 394‬‬ ‫تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسع وأطع ‪.‬‬
‫‪، 505‬‬
‫‪506‬‬
‫‪238‬‬ ‫تعوذوا بال من رأس السبعي ومن إمارة الصبيان ‪.‬‬
‫‪38 ، 37‬‬ ‫تكون النبوة ما شاء ال فيكم أن تكون ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها ‪.‬‬
‫‪515‬‬ ‫تقتلهم ‪ -‬أي الوارج ‪ -‬أدن الطائفتي إل الق ‪.‬‬
‫حرف الثاء (ث)‬
‫‪، 376‬‬ ‫ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم ولم عذاب‬
‫‪377‬‬ ‫أليم ‪.‬‬
‫حرف اليم (ج)‬
‫‪166‬‬ ‫جاء عبصد يبايصع النصب على الجرة فبايعصه ‪ -‬فجاء سصيده يريده فقال ‪:‬‬
‫بعنيه ‪.‬‬
‫حرف الاء (ح)‬
‫‪90‬‬ ‫حد يعمل به ف الرض خي من أن يطروا أربعي صباحًا ‪.‬‬
‫حرف الاء (ح)‬
‫‪419‬‬ ‫خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا الال وأنت غي مشرف له ‪،‬‬
‫ول سائل فخذه وإل فل تتبعه نفسك ‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫‪326 ، 33‬‬ ‫خلفة النبوة ثلثون سنة ‪.‬‬
‫‪، 471‬‬ ‫خيار أئمتكم الذين تبونم ويبونكم ‪.‬‬
‫‪505‬‬
‫حرف الدال (د)‬
‫‪142‬‬ ‫دعصا أبصو بكصر بالزبيص فقال ‪ :‬قلت ابصن عمصة رسصول ال ؟ ‪ -‬فقال ‪ :‬ل‬
‫تثريب يا خليفة رسول ال ؟‬
‫‪406‬‬ ‫الد ين الن صيحة قل نا ل ن ؟ قال ‪ :‬ل ولر سوله ولكتا به ولئ مة ال سلمي‬
‫وعامتهم ‪.‬‬
‫حرف الذال (ذ)‬
‫‪204‬‬ ‫ذهب أهل الجرة با فيها ‪.‬‬
‫حرف الراء (ر)‬
‫‪88‬‬ ‫رباط يوم ف سبيل ال خي من الدنيا وما فيها ‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫رباط يوم وليلة خي من صيام شهر وقيامه ‪.‬‬
‫‪313‬‬ ‫رحك ال إن كنت لرجو أن يعلك ال مع صاحبيك ( من قول علي )‬
‫‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫رضينا لدنيانا من رضي رسول ال لديننا ( من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪، 372‬‬ ‫الرع ية مؤد ية إل المام ما أدى المام إل ال فإن ر تع المام رتعوا ( من‬
‫‪373‬‬ ‫قول عمر ) ‪.‬‬

‫‪598‬‬
‫حرف الزاي (ز)‬
‫‪526‬‬ ‫زويت ل الرض حت رأيت مشارقها ومغاربا ‪.‬‬
‫حرف السي (س)‬
‫‪456‬‬ ‫سئل النب عن العزم فقال ‪ :‬مشاورة أهل الرأي ث إتباعهم ‪.‬‬
‫‪457‬‬ ‫سئل النب عن العزم فقال ‪ :‬أن تشاور ذا رأي ث تطيعه ‪.‬‬
‫‪507‬‬ ‫سباب السلم فسوق وقتاله كفر ‪.‬‬
‫‪، 111‬‬ ‫سبعة يظلهم ال يوم ل ظل إل ظله ‪.‬‬
‫‪، 334‬‬
‫‪344‬‬
‫‪38‬‬ ‫ستكون اللفة من بعدي ثلثون ث يكون اللك ‪.‬‬
‫‪508‬‬ ‫ستكون فت القاعد فيها خي من القائم ‪.‬‬
‫‪،126 ، 56‬‬ ‫حديث السقيفة ( فيه أحاديث كثية ) ‪.‬‬
‫‪، 133‬‬
‫‪143‬‬
‫‪492‬‬ ‫سيخرج قوم ف آ خر الزمان حداث ال سنان سفهاء الحلم يقولون من‬
‫قول خي البية ‪.‬‬
‫‪400‬‬ ‫سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبم ‪.‬‬
‫‪525‬‬ ‫سيكون عليكم أمراء يأمرونكم با ل يفعلون فمن صدقهم ‪.‬‬
‫‪374‬‬ ‫سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون ‪ ،‬وينكرون عليكم ما تعرفون‬
‫حرف الضاد (ض)‬
‫‪348‬‬ ‫ضعوها ف مواضعها ‪ -‬أي الصدقة ‪ ( -‬من قول ابن عمر )‬

‫‪599‬‬
‫حرف العي (ع)‬
‫‪524‬‬ ‫ل فلم يض لمري أن تعلوا مكانه من يض لمري‬
‫أعجزت إذا بعثت رج ً‬
‫‪386‬‬ ‫على الرء السمع والطاعة فيما أحب وأكره إل أن يؤمر بعصية ‪.‬‬
‫‪، 194‬‬ ‫على أي ش يء بايع تم ر سول ال يوم الديب ية قال ‪:‬على الوت ‪ .‬من‬
‫‪195‬‬ ‫قول سلمة بن الكوع ) ‪.‬‬
‫‪530‬‬ ‫عمار تقتله الفئة الباغية ‪.‬‬
‫‪112‬‬ ‫لعمل المام العادل ف رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد ف أهله مائة عام‬
‫أو خسي عامًا ‪.‬‬
‫‪، 141‬‬ ‫عهد أب بكر لعمر ‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫‪471‬‬ ‫العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر ‪.‬‬
‫‪، 186‬‬ ‫عهد عمر بالمر إل الستة ‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫حرف الغي (غ)‬
‫‪354‬‬ ‫الغنيمة لن شهد الوقعة ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫حرف الفاء (ف)‬
‫‪، 41‬‬ ‫فوا ببيعة الول فالول ‪.‬‬
‫‪، 207‬‬
‫‪، 213‬‬
‫‪، 557‬‬
‫‪564‬‬
‫حرف القاف (ق)‬
‫‪125‬‬ ‫قد اخترت لكم هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ‪ ( .‬من قول أب بكر )‬

‫‪600‬‬
‫‪219‬‬ ‫وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأصحابه ( من كلم النجاشي ) ‪.‬‬
‫‪344‬‬ ‫وقد عتقت يا كيسان ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬با أنت فأقسمها ‪ ( .‬من قول‬
‫عمر ) ‪.‬‬
‫‪268‬‬ ‫قدموا قريشًا ول تقدموها ‪.‬‬
‫‪288‬‬ ‫قريش ولة الناس ف الي والشر إل يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪، 271‬‬ ‫قريش ولة هذا المر ‪ .‬فقال سعد ‪ :‬صدقت نن الوزراء وأنتم المراء ‪.‬‬
‫‪، 272‬‬
‫‪279‬‬
‫‪141‬‬ ‫قيل لعلي ‪ :‬استخلف قال ‪ :‬ما استخلف رسول ال فأستخلف ‪ ( .‬من‬
‫قول علي ) ‪.‬‬
‫حرف الكاف (ك)‬
‫‪، 41‬‬ ‫كانت بنوا إسرائيل تسوسهم النبياء ‪.‬‬
‫‪، 213‬‬
‫‪557‬‬
‫‪510‬‬ ‫كسروا فيها سيوفكم وقطعوا أوتاركم ‪.‬‬
‫‪259‬‬ ‫كل ابن آدم خطاء وخي الطاءين التوابون ‪.‬‬
‫‪45 ، 374‬‬ ‫كما تكونوا يول عليكم ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪395‬‬ ‫ك نا بع هد ر سول ال ن عد هذا نفاقًا ل ن كان هكذا ‪ ( .‬من قول ع بد‬
‫ال بن عمر ) ‪.‬‬
‫‪205‬‬ ‫ك نا نبا يع ر سول ال على ال سمع والطا عة يقول ل نا في ما ا ستطعت ‪.‬‬
‫( من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫ك نا ن ي ب ي الناس ف ز من ال نب فنخ ي أ با ب كر ث ع مر ث عثمان ‪.‬‬
‫( من قول ابن عمر ) ‪.‬‬

‫‪601‬‬
‫‪147‬‬ ‫كنت أرجو أن يعيش رسول ال حت يدبرنا ‪ ( .‬من قول عمر )‬

‫‪602‬‬
‫حرف اللم (ل)‬
‫‪325‬‬ ‫لعطي هذه الراية رجلً يفتح ال على يديه يب ال ورسوله ويبه ال‬
‫ورسوله ‪.‬‬
‫‪348‬‬ ‫لبسوا علينا لبس ال عليهم ‪ ( .‬من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫لست خليفة ال ‪ ،‬ولكن خليفة رسول ال ‪ ( .‬قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫لعن ال من ذبح لغي ال ‪.‬‬
‫‪372‬‬ ‫لقد عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعوا ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪315‬‬ ‫لقد كان فيمن قبلكم مدثون ‪.‬‬
‫‪215‬‬ ‫لك ن أكره أن أبا يع أمي ين ق بل أن يت مع الناس على أم ي وا حد ‪ ( .‬من‬
‫قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫للرجل سهم وللفرس سهمان ‪.‬‬
‫‪338‬‬ ‫وال لو منعو ن عقالً كانوا يؤدو نه لر سول ال لقاتلت هم عل يه ‪ ( .‬من‬
‫قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫اللهم أنت الصاحب ف السفر ‪.‬‬
‫‪356‬‬ ‫وال ل أحد أحق بذا الال من أحد ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫وال ما مست يد رسول ال يد امرأة قط ‪.‬‬
‫‪370‬‬ ‫اللهم من ول من أمر أمت شيئًا فشق عليهم فأشقق عليه ‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫وال ما عهد إلّ رسول ال إل شيئًا عهده إل الناس ( من قول علي )‬
‫‪69 ، 68‬‬ ‫لا قضى ال اللق كتب ف كتابه ‪ ..‬إن رحت تغلب غضب ‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫ل نبايع رسول ال على الوت ‪ ،‬وإنا بايعناه على أل نفر (عن جابر)‬
‫‪439‬‬ ‫لا نزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ‪ ﴾ ...‬قال ل النب‬
‫‪ :‬ما ترى ؟‬
‫‪528‬‬ ‫لن يبح هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من السلمي ‪.‬‬
‫\‬

‫‪603‬‬
‫‪24 ، 164‬‬ ‫لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪277‬‬ ‫لو أدركن أحد هذين الرجلي ث جعلت هذا المر إليه لوثقت به ‪ ( .‬من قول‬
‫عمر ) ‪.‬‬
‫‪226‬‬ ‫لو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب ال فاسوا وأطيعوا ‪.‬‬
‫‪327‬‬ ‫لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ول نصيفه ‪.‬‬
‫‪، 426‬‬ ‫لو أنكما تتفقان على أمر واحد ما خالفتكما ‪.‬‬
‫‪457‬‬
‫‪387‬‬ ‫لو دخلوها ما خرجوا منها إنا الطاعة ف العروف ‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫لو سلك الناس واديًا لسلكت وادي النصار وشعبها ‪.‬‬
‫‪299‬‬ ‫لو علمصت أحدًا مصن الناس أقوى عليصه منص لكنصت أقدم فتضرب عنقصي‬
‫أحب إل من أن أليه ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪316‬‬ ‫لو كان بعدي نب لكان عمر ‪.‬‬
‫‪531‬‬ ‫لو كنت ف شدق السد لحببت أن أكون معك فيه ‪ ،‬ولكن هذا المر‬
‫ل أره ‪ ( .‬من قول أسامة لعلي ) ‪.‬‬
‫‪314‬‬ ‫لو كنت متخذًا خليلً لتذت أبا بكر ‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫ليس من وال أمة قلت أو كثرت ل يعدل فيها إل كبه ال ف النار ‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫لينقض عرى السلم عروة عروة ‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫أليسوا يلون لكم ما حرم ال فتحلونه ؟‬
‫حرف اليم (م)‬
‫ما أجد ف نفسي شيئًا إل أن ل أقاتل الفئة الباغية مع علي ‪ ( .‬من قول ابن ‪532 ، 531‬‬
‫عمر ) ‪.‬‬
‫‪362‬‬ ‫ما استخلف خليفة إل له بطانتان ‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫ما أنا إل رجل من السلمي ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬

‫‪604‬‬
‫‪372‬‬ ‫مصا بقاء هذا المصر الصصال الذي جاء ال بصه بعصد الاهليصة ؟ قال ‪( :‬مصا‬
‫استقامت بكم أئمتكم ) ‪ ( .‬من قول أب بكر ) ‪.‬‬

‫‪605‬‬
‫\‬

‫‪135‬‬ ‫مات رسول ال ول يوص ‪ ( .‬من قول ابن عباس ) ‪.‬‬


‫‪430‬‬ ‫ما تشاور قوم قط إل هداهم ال لفضل ما يضرهم ‪( .‬من قول السن )‬
‫‪430‬‬ ‫ما تشاور قوم قط يبتغون و جه ال إل هدوا لر شد أمر هم ‪ ( .‬من قول‬
‫قتادة )‬
‫‪305‬‬ ‫ما تقل الغباء ول تظل الضراء على ذي لجة أصدق وأوف من أب ذر ‪.‬‬
‫‪434‬‬ ‫ما خاب من استخار ول ندم من استشار ‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫ما خصنا رسول ال بشيء ل يعم به الناس ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪427‬‬ ‫مصا رأيصت أحدًا أكثصر مشورة لصصحابه مصن النصب ‪ ( .‬مصن قول أبص‬
‫هريرة ) ‪.‬‬
‫‪532‬‬ ‫ما رأيناك أتيت أمرًا أكره عندنا من إسراعك ف هذا المر ‪ ( .‬من قول‬
‫أب موسى وأب مسعود ) ‪.‬‬
‫‪437‬‬ ‫ما شقي قط عبد بشورة ‪ ،‬وما سعد باستغناء رأي ‪.‬‬
‫‪385‬‬ ‫ما م شى قوم إل سلطان ال ليذلوه إل أذل م ال ق بل أن يوتوا ‪ ( .‬من‬
‫قول حذيفة ) ‪.‬‬
‫‪112‬‬ ‫ما من أم ي عشرة إل يؤ تى به يوم القيا مة مغلولً ل يف كه إل العدل أو‬
‫يوبقه الور ‪.‬‬
‫‪370‬‬ ‫ما من عبد يسترعيه ال رعية من السلمي ث يوت وهو غاش لم إل ل‬
‫يدخل النة معهم‬
‫‪370‬‬ ‫ما من عبد يلي أمر السلمي ث ل يهد لم وينصح لم إل ل يدخل النة‬
‫معهم ‪.‬‬
‫‪523‬‬ ‫ما من نب بعثه ال قبلي إل كان له من أمته حواريون ‪.‬‬

‫‪606‬‬
‫‪201‬‬ ‫الدينة كالكي تنفي خبثها ‪ ،‬وتنصع طيبها ‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪.‬‬
‫‪427‬‬ ‫الستشار مؤتن ‪.‬‬
‫‪، 116‬‬ ‫السلم أخو السلم ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫‪208‬‬ ‫السلمون على شروطهم ‪.‬‬
‫‪436‬‬ ‫الشورة عي الداية وقد خاطر من استغن برأيه ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪112‬‬ ‫القسطون على منابر من نور ‪.‬‬
‫‪، 479‬‬ ‫من أتاكم وأمركم جيع على رجل منكم يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه‬
‫‪541‬‬
‫‪379 ، 35‬‬ ‫من أطاعن فقد أطاع ال ومن عصان فقد عصى ال ‪.‬‬
‫‪181‬‬ ‫من أراد ببو حة ال نة فليلزم الما عة فإن الشيطان مع الوا حد و هو من‬
‫الثني أبعد ‪.‬‬
‫‪، 195‬‬ ‫من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة ابن الراح ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪196‬‬
‫‪299‬‬ ‫مصن اسصتعمل رجلً على عصصابة وفيهصم أرضصى ال منصه فقصد خان ال‬
‫ورسوله والؤمني ‪.‬‬
‫‪399‬‬ ‫من أهان سلطان ال ف الرض أهانه ال ‪.‬‬
‫‪، 213‬‬ ‫من با يع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قل به فليط عه ما ا ستطاع فإن جاء‬
‫‪، 398‬‬ ‫آخر ينازعه فأضربوا عنق الخر ‪.‬‬
‫‪557‬‬
‫‪، 161‬‬ ‫ل من غي مشورة السلمي فل يتابع هو ول الذي بايعه تغرة‬‫من بايع رج ً‬
‫‪، 180‬‬ ‫أن يقتل ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪206‬‬
‫‪401‬‬ ‫من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل ‪.‬‬

‫‪607‬‬
‫‪470‬‬ ‫من بدل دينه فاقتلوه ‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫من حالت شفاعته دون حد من حدود ال فقد ضار ال من أمره‬

‫‪608‬‬
‫‪107‬‬ ‫من حكم بغي ما أنزل ال فحكم الاهلية ‪ ( .‬من كلم السن البصري )‬
‫‪403‬‬ ‫من دعا لظال بالبقاء فقد أحب أن يعصى ال ف أرضه ‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫من رابط ف شيء من سواحل السلمي ثلثة أيام أجزأت عنه رباط سنة‬
‫‪، 203‬‬ ‫من رأى من أميه شيئًا يكرهه فليصب ‪.‬‬
‫‪505‬‬
‫‪، 521‬‬ ‫من رأى منكم منكرًا فليغيه بيده ‪.‬‬
‫‪522‬‬
‫‪313‬‬ ‫من ز عم أن عليًا أ حق بالول ية ف قد خ طأ أ با ب كر وع مر والهاجر ين‬
‫والنصار ‪ ( .‬من قول سفيان الثوري ) ‪.‬‬
‫‪507‬‬ ‫من سع سع ال به يوم القيامة ‪ ،‬ومن شاق شقق ال عليه يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪118‬‬ ‫من قتل تت راية عمية يدعوا إل عصبية ‪.‬‬
‫‪382‬‬ ‫من قتل دون ماله فهو شهيد ‪.‬‬
‫‪134‬‬ ‫من كان رسول ال مستخلفًا لو استخلف ؟ قالت ‪ :‬أبو بكر ‪ ( .‬من قول‬
‫عائشة ) ‪.‬‬
‫‪411‬‬ ‫من كان عنده نصيحة لذي سلطان فل يكلمه با علنية ‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫ل فليكتسب زوجة ‪.‬‬
‫من كان لنا عام ً‬
‫‪76‬‬ ‫من مات ول يغز ول يدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية ‪.‬‬
‫‪505 ، 50‬‬ ‫من مات وليس ف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ‪.‬‬
‫‪368‬‬ ‫من وله ال شيئًا من أمور السلمي فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم ‪.‬‬
‫‪531‬‬ ‫من هي الفئة الباغ ية ؟ لو علم نا ما سبقتن أ نت ول غيك على قتال ا ‪.‬‬
‫( من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪322‬‬ ‫من يفر بئر رومة فله النة ‪.‬‬

‫‪609‬‬
‫حرف النون (ن)‬
‫‪266‬‬ ‫ناسبوا بذا النسب العباس بن عبد الطلب وربيعة بن الارث ‪.‬‬
‫‪، 270‬‬ ‫الناس ت بع لقر يش ف هذا الشأن م سلمهم ت بع ل سلمهم ‪ ،‬وكافر هم ت بع‬
‫‪271‬‬ ‫لكافرهم ‪.‬‬
‫‪374‬‬ ‫الناس على دين ملوكهم ‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫نن الؤمنون وعمر أمينا ‪ ( .‬قول بعض أصحاب رسول ال ) ‪.‬‬
‫‪223‬‬ ‫نن مع من غلب ‪ ( .‬من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪532‬‬ ‫ندمت على تركي قتال الفئة الباغية ‪ ( .‬من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪408‬‬ ‫نضر ال امرأ سع مقالت فبلغها فرب حامل فقه غي فقيه ‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫نعم إذا أديتها إل رسول فقد برئت منها ‪.‬‬
‫حرف الاء (هـ)‬
‫‪201‬‬ ‫هات يدك أبايعك على السلم فبايعه فقال الرسول وعلى قومك قال‬
‫‪ :‬وعلي قومي ( عن ضماد ) ‪.‬‬
‫‪352‬‬ ‫فهل جلست ف بيت أبيك أو بيت أمك حت تأتيك هديتك ‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫هل تنصرون وترزقون إل بضعفائكم ‪.‬‬
‫حرف الل (ل)‬
‫‪197‬‬ ‫ل آمركم ول أناكم أنتم أبصر ‪ ( .‬من قول علي )‬

‫‪610‬‬
‫‪207‬‬ ‫ل أبايع اثني ما اختلف الليل والنهار ‪ ( .‬من قول سعيد بن السيب ) ‪.‬‬
‫‪، 214‬‬ ‫ل أقاتل ف الفتنة وأصلي وراء من غلب ‪ ( .‬من قول بن عمر ) ‪.‬‬
‫‪467‬‬
‫‪312‬‬ ‫ل أوتى بأحد يفضلن على أب بكر وعمر إل جلدته حد الفتري ‪ ( .‬من‬
‫قول علي ) ‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫ل بل عبدًا رسو ًل ‪.‬‬
‫‪347‬‬ ‫ل تدفعها إليهم فقد أضاعوا الصلة ‪ ( .‬من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪508‬‬ ‫ل ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ‪.‬‬
‫‪155‬‬ ‫ل تريدون ‪ ،‬إن لكم وزير خي من لكم أمي ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪، 528‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت على الق ظاهرين حت يأتيهم أمر ال ‪.‬‬
‫‪529‬‬
‫‪529‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق ‪.‬‬
‫‪270‬‬ ‫ل تقوم الساعة حت يرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫ل حت تأطروهم على الق أطرًا ‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫ل ضرر ول ضرار ‪.‬‬
‫‪471 ، 226‬‬ ‫ل ما أقاموا فيكم الصلة ‪.‬‬
‫‪، 505 ،‬‬
‫‪547‬‬
‫‪203‬‬ ‫ل نبح حت نناجز القوم ‪.‬‬
‫‪196‬‬ ‫ل وإنا أترككم كما ترككم رسول ال ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫ل يبقي باب إل سدّ إل باب أب بكر ‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫ل يل لثلثة يكونون بفلة من الرض إل أمروا أحدهم ‪.‬‬
‫‪417‬‬ ‫ل يل للخليفة من هذا الال إل قصعتان ‪.‬‬
‫‪270‬‬ ‫ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي منهم اثنان ‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫‪545‬‬ ‫ل ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ‪.‬‬
‫حرف الياء (ي)‬
‫‪305 ، 260‬‬ ‫يا أبا ذر إنك ضعيف وإنا أمانة ‪.‬‬
‫‪396‬‬ ‫يا أبا عبد الرحن مت أ ضل وأنا أعلم ؟ قال ‪ :‬إذا كانت عليك أمراء إذا‬
‫أطعتهم أدخلوك النار ‪ ،‬وإذا عصيتهم قتلوك ‪ ( .‬من قول ابن مسعود ) ‪.‬‬
‫‪532‬‬ ‫عن ال ي‬ ‫يا أي ها الناس أل ت سألون ؟ فإن الناس كانوا ي سألون ال نب‬
‫وكنت أسأله عن الشر ‪ ( .‬من قول حذيفة ) ‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫يا أيها الناس إن ربكم واحد ‪.‬‬
‫‪156‬‬ ‫يا أي ها الناس عن ملأ وإذن ‪ ،‬إن هذا أمركم ل يس ل حد ف يه حق‪ ( .‬من قول‬
‫علي )‬
‫‪249 ، 248 ، 128‬‬
‫يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال ‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مرمًا ‪.‬‬
‫‪، 264‬‬ ‫يا عبد الرحن بن سره ل تسأل المارة ‪.‬‬
‫‪365‬‬
‫‪523‬‬ ‫يا رسول ال أرأيت هذا الي الذي أعطانا ال أيكون بعده شر كما كان‬
‫قبله ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما العصمة ؟ قال‪ :‬السيف ‪.‬‬
‫‪349‬‬ ‫يا ر سول ال إن القوم من أ صحاب ال صدقة يعتدون علي نا أفنك تم من‬
‫أموالنا بقدر ما يعتدون علينا ؟ قال ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫‪206‬‬ ‫يا رسول ال بايعه فقال هو صغي فمسح رأسه ودعا له ‪ ( .‬عن زينب بنت‬
‫جحش ) ‪.‬‬
‫‪285‬‬ ‫يا معشر قريش إنكم أهل هذا المر ما ل تعصوا ال فإذا عصيتموه بعث‬
‫عليكم من يلحاكم ‪.‬‬
‫‪232‬‬ ‫يا معشر النساء تصدقن ‪.‬‬
‫‪356‬‬ ‫يبس لهله قوت سنتهم ويعل ما بقي ف الكراع ‪.‬‬

‫‪612‬‬
‫‪381‬‬ ‫يق على المام أن يكم با أنزل ال وأن يؤدي المانة ‪( .‬من قول عليّ)‬
‫\‬

‫‪613‬‬
‫‪41‬‬ ‫يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ‪.‬‬
‫‪، 394‬‬ ‫يكون بعدي أئمة ل يهتدون بديي ول يستنون بسنت ‪.‬‬
‫‪505‬‬
‫‪215‬‬ ‫يكون دعاة على أبواب جهنم من أجابم إليها قذفوه فيها ‪.‬‬
‫‪، 508‬‬ ‫يوشك أن يكون خي مال السلم غنم ‪.‬‬
‫‪509‬‬
‫‪527‬‬ ‫يهدمصه أي السصلم ‪ ،‬زلة عال وجدال منافصق بالكتاب ‪ ،‬وحكصم الئمصة‬
‫الضلي ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪614‬‬
‫ثالثًا ‪:‬‬
‫فهرست العلم الترجم لم‬
‫‪537‬‬ ‫إبراهيم بن ممد ‪ ..‬أبو إسحاق السفرايين ‪.‬‬
‫‪428‬‬ ‫ابن خويز منداد ‪.‬‬
‫‪428‬‬ ‫ابن عطية الالكي ‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫أبو بكر عبد الرحن الصم ‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫أبو جعفر ممد بن عوف المصي ‪.‬‬
‫‪491‬‬ ‫جندب بن عبد ال ‪.‬‬
‫‪234‬‬ ‫شبيب بن يزيد الشيبان ( الارجي ) ‪.‬‬
‫‪491‬‬ ‫صفوان بن مرز‬
‫‪386‬‬ ‫عبد الرحن بن القاسم بن خالد ‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫عمرو بن بر الاحظ ‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫ممد نيب الطيعي ‪.‬‬
‫‪488‬‬ ‫ممد بن ماهد ‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫مصطفى كمال أتاتورك ‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫هشام بن عمرو الفوطي ‪.‬‬
‫ملحوظة ‪:‬‬
‫اقتصرت على ذكر الصفحة الت وردت فيها الترجة فقط ‪.‬‬

‫‪615‬‬
‫رابعًا ‪:‬‬
‫قائمة الراجع والصادر‬

‫‪616‬‬
617
‫رابعًا ‪:‬‬
‫قائمة الراجع والصادر‬
‫‪ -1‬القرآن الكري ‪.‬‬
‫‪ -2‬البانة عن أصول الديانة لب السن الشعري ( ت ‪324 :‬هص ) تقيق د ‪ .‬فوقيه‬
‫حسي ممود ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1397‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار النصار ‪ -‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن حزم ‪ -‬حياته وعصره وآراؤه الفقهية ‪ ،‬لحمد أب زهرة ‪ .‬ط ‪ 1373‬هص ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫دار الفكر العرب ‪.‬‬
‫‪ -4‬إتاف ال سادة التق ي بشرح أ سرار إحياء علوم الد ين ‪ .‬لح مد بن م مد ال سين‬
‫الزبيدي الشهي برتضى ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار إحياء التراث العرب ‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -5‬التاهات الوطنية ف الدب العاصر ‪ .‬د ‪ .‬ممد ممد حسي ت ‪ 1403 :‬هص ‪.‬‬
‫ط ‪ :‬ثالثة ‪ 1392 .‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار النهضة الصرية ‪.‬‬
‫‪ -6‬أحكام أ هل الذ مة ل ب ع بد ال م مد بن أ ب ب كر ا بن الق يم ( ‪751 -691‬ه ص)‬
‫تق يق ‪ :‬د ‪ .‬صبحي ال صال ‪ .‬ط ‪ :‬الثان ية ‪ 1401 .‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬دار العلم للملي ي ‪.‬‬
‫بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -7‬أحكام البغاة والحاربي د ‪ .‬خالد رشيد الميلي رسالة دكتوراه من جامعة القاهرة‬
‫ط ‪ 1977 :‬م ‪ .‬ن ‪ :‬دار الرية للطباعة والنشر ‪ .‬وقد ساعدت جامعة بغداد على نشره‬
‫‪.‬‬
‫‪ -8‬الحكام السلطانية والوليات الدينية لعلي بن ممد الاوردي ت ‪ 450 :‬هص ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫الثالثة ‪ 1393‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب ‪ -‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -9‬الحكام السلطانية للقاضي أب يعلي ممد بن السي الفراء النبلي ت ‪ 458 :‬هص‬
‫‪ .‬تقيصق ‪ :‬ممصد حامصد الفقصي ‪ .‬ط ‪ :‬ثانيصة ‪ 1386‬هصص ‪ .‬ن ‪ :‬شركصة مكتبصة ومطبعصة‬
‫مصطفى الباب اللب ‪ .‬القاهرة ‪ -‬مصر ‪.‬‬

‫‪618‬‬
‫‪ -10‬أحكام القرآن ‪ -‬لب بكر ممد بن عبد ال العروف بابن العرب ( ‪543 - 468‬‬
‫هص) تقيق ‪ :‬علي ممد البجاوي ‪ .‬ط ‪ :‬ثالثة ‪ . 1392‬ن ‪ :‬مطبعة عيسى الباب اللب‬
‫وشركاه ‪.‬‬
‫‪ -11‬أحكام القرآن لحد بن علي أب بكر الرازي العروف بالصاص ( ‪370 - 305‬‬
‫هص) ط ‪ :‬الول ‪ 1335‬هص ‪ .‬طبع بطبعة الوقاف السلمية ف دار اللفة العلية ‪ .‬ن‬
‫‪ :‬دار الكتاب العرب بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة أخرى بتحقيق ‪ :‬ممد الصادق قمحاوي ‪ .‬ط ‪ :‬الثانية ‪ .‬ن دار الصحف ‪-‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -12‬إحياء علوم الدين لب حامد ممد بن ممد الغزال (ت ‪ 505 :‬هص) ط ‪ :‬بدون‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬دار العرفة للطباعة والنشر بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -13‬الداب الشرع ية لبراه يم بن م مد بن مفلح النبلي (ت ‪ 884 :‬ه ص) ط ‪:‬‬
‫‪ 1972‬م ‪ .‬ن ‪ .‬دار العلم للجميع ‪.‬‬
‫‪ -14‬آداب الشافعي ومناقبه لب ممد عبد الرحن ابن أب حات الرازي (‪327 - 240‬‬
‫هص) تقيق وتعليق ‪ :‬عبد الرحن عبد الالق ‪ .‬ط ‪ 1373 :‬هص ‪.‬‬
‫‪ -15‬أدب الدن يا والدين لب السن علي بن ممد بن حبيب الاوردي (ت ‪450 :‬‬
‫هص) ط ‪ :‬ثالثة ‪.‬‬
‫‪ -16‬الرشاد إل قواطع الدلة ف أصول العتقاد لب العال الوين (ت ‪ 419 :‬هص)‬
‫تق يق ‪ :‬م مد يو سف مو سى وعلى ع بد الن عم ع بد الم يد ‪ .‬ط ‪ 1369 :‬ه ص ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫مكتبة الاني بصر ‪.‬‬
‫‪ -17‬إرشاد الساري شرح صحيح البخاري لشهاب الدين أحد بن ممد بن الطيب‬
‫القسطلن وبامشه مت صحيح مسلم وشرح النووي عليه (‪ 923 - 851‬هص) ط ‪:‬‬
‫سابعة ‪ .‬سنة ‪ 1323‬هص ‪ .‬بالطبعة الكبى الميية ببولق ‪ .‬مصر ‪.‬‬

‫‪619‬‬
‫‪ -18‬إرواء الغليل تريج أحاديث منار السبيل للشيخ ممد ناصر الدين اللبان ط ‪ .‬أول‬
‫‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬

‫‪620‬‬
‫‪ -19‬الستيعاب ف معرفة الصحاب لب عمر يوسف بن عبد ال بن ممد بن عبد الب‬
‫على هامش كتاب الصابة لبن ح جر ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1390‬ه ص ‪ .‬ن ‪ .‬مكت بة الكليات‬
‫الزهرية القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -20‬السلم د ‪ .‬أحد شلب ‪ .‬ط ‪ :‬سادسة ‪ 1979‬م ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة النهضة الصرية ‪.‬‬
‫القاهرة ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -21‬السلم بي العلماء والكام لعبد العزيز البدري ‪ .‬ط ‪ 1966 :‬م ‪ .‬ن ‪ .‬الكتبة‬
‫العلمية بالدينة النورة ‪.‬‬
‫‪ -22‬ال سلم عقيدة وشري عة لحمود شلتوت ‪ .‬ط ‪ :‬ثام نة ‪ 1395‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫الشروق ‪.‬‬
‫‪ -23‬السلم وأصول الكم لعلي عبد الرازق ‪ .‬ط ‪ 1978 :‬م ‪ .‬تعليق د ‪ :‬ممود حقي‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬دار مكتبة الياة ‪ .‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ -24‬السلم وأوضاعنا السياسية للستاذ عبد القادر عودة ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ن ‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ .‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ -25‬السلم واللفة ف العصر الديث نقد كتاب السلم وأصول الكم د ‪ .‬ضياء‬
‫الدين الريس ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1393‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬منشورات العصر الديث بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -26‬ال سلم والل فة د ‪ .‬علي ح سن الربوطلي ‪ .‬ط ‪ 1969 :‬م ‪ .‬دار بيوت‬
‫للطباعة والنشر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -27‬السلم وفلسفة الكم د ممد عمارة ‪ .‬ط ‪ 1979 :‬م ‪ .‬ن ‪ :‬دار الؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر ‪.‬‬
‫‪ -28‬الصابة ف تييز الصحابة للحافظ أحد بن علي العسقلن العروف بابن حجر (‬
‫‪ 852 - 773‬هص) ‪ .‬تقيق ‪ :‬ممد الزين ‪ .‬ط ‪ :‬الول ‪ 1390‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة‬
‫الكليات الزهرية وبامشه الستيعاب لبن عبد الب ‪.‬‬
‫‪ -29‬أصصول الدعوة لعبصد الكريص زيدان ‪ .‬ط ‪ :‬ثالثصة ‪ 1396‬هصص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبصة النار‬
‫السلمية ‪.‬‬

‫‪621‬‬
‫‪ -30‬أصول الدين لب منصور عبد القادر بن طاهر التميمي البغدادي (ت ‪ 429 :‬هص)‬
‫ط ‪ :‬ثانية ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتب العلمية بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -31‬أصول الكاف لب جعفر ممد بن يعقوب بن إسحاق الكلين (ت ‪ 328 :‬هص)‬
‫ط ‪ :‬ثالثة ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتب السلمية ‪ .‬طهران ‪.‬‬
‫‪ -32‬أضواء البيان ف إيضاح القرآن بالقرآن ‪ .‬لح مد الم ي بن م مد الختار الك ن‬
‫الشنقيطي ‪ -‬طبع على نفقة ممد بن عوض بن لدن رحه ال ‪ .‬ط ‪ :‬الثانية ‪ 1400‬هص‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة التراث السلمي ‪ .‬حلب ‪.‬‬
‫‪ -33‬العتصام لب إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطب (ت ‪ 790 :‬هص) ط ‪1323 :‬‬
‫هص ‪ .‬الكتبة التجارية الكبى ‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -34‬اعتقادات فرق السلمي والشركي ‪ .‬لفخر الدين ممد بن عمر الطيب الرازي (‬
‫‪ 606 - 544‬هص) ‪ .‬ط ‪ 1398 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة الكليات الزهرية ‪.‬‬
‫‪ -35‬العلم قاموس التراجم ‪ ،‬لي الدين الزركلي ‪ .‬ط ‪ :‬الرابعة ‪ 1979‬م ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫العلم للمليي بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪-36‬إعلم الوقعي عن رب العالي لشمس الدين أب عبد ال ممد بن أب بكر العروف‬
‫بابن القيم (ت ‪ 751 :‬هص) راجعه وعلق عليه ‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد ‪ .‬ط ‪1973 :‬‬
‫م ‪ .‬ن ‪ :‬دار اليل للنشر والتوزيع بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -37‬القتصاد ف العتقاد لب حامد الغزال (ت ‪ 505 :‬هص) تقيق ‪ :‬ممد مصطفى‬
‫أبو العل ‪ .‬ط ‪ 1393 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة الندي بالقاهرة ‪.‬‬
‫‪ -38‬إكفار اللحديصن فص ضروريات الديصن لحمصد نور شاه الكشميي (ت ‪1352 :‬‬
‫هص) ط ‪ 1388 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الجلس العلمي بكراتشي ‪ -‬باكستان ‪.‬‬

‫‪622‬‬
‫‪ -39‬الم ‪ .‬لحمد بن إدريس الشافعي ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1381‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة الكليات‬
‫الزهرية ‪ .‬ونسخة ثانية ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ 1393‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار العرفة ‪.‬‬
‫‪ -40‬المامة لحمد حسي آلياسي ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب العالي ‪ .‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ -41‬المامة لدى الشيعة الثن عشرية ‪ .‬د ‪ .‬أحد ممود صبحي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫دار العارف ‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫‪-42‬المامة وقائم القيامة ‪ .‬د ‪ .‬مصطفى غالب ‪ .‬ط ‪ 1981 :‬م ‪ .‬مكتبة اللل ‪.‬‬
‫‪ -43‬الموال ‪ .‬ل ب عب يد القا سم بن سلم (ت ‪ 224 :‬ه ص) تق يق ‪ :‬م مد خل يل‬
‫هراس ‪ .‬ن ‪ .‬مكتبة الكليات الزهرية ‪ .‬دار الفكر ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -44‬النتقاء ف فضائل الثل ثة أئ مة الفقهاء مالك والشاف عي وأ ب حني فة ‪ .‬ل ب ع مر‬
‫يوسف بن عبد ال بن عبد الب (ت ‪ 463 :‬هص) ‪.‬‬
‫‪-45‬النصاف فيما يب اعتقاده ول يوز الهل به للقاضي أب بكر بن الطيب الباقلن‬
‫(ت ‪ 403 :‬هص) تقيق ‪ :‬ممد زاهد الكوثري ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ 1382‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مؤسسة‬
‫الاني للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة ‪.‬‬
‫‪ -46‬النصاف ف معرفة الراجح من اللف على مذهب المام البجل أحد بن حنبل (‬
‫‪ 885 - 817‬هص) صححه وحققه ‪ :‬ممد حامد الفقي ‪ .‬ط ‪ :‬الول ‪ 1374‬هص ‪.‬‬
‫ن ‪ :‬بدون ‪.‬‬
‫‪ -47‬اليضاح والتبا ين ف معر فة الكيال واليزان ل ب العباس ن م الد ين بن الرف عة‬
‫النصاري (ت ‪ 710 :‬هص) تقيق ‪ :‬د ‪ .‬ممد أحد اساعيل الاروف ‪ .‬ط ‪1400 :‬‬
‫هص ‪ .‬ن ‪ :‬مركز البحث العلمي بامعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ -48‬اليان لشيخ السلم ابن تيمية (‪ 728 - 661‬هص) ط ‪ :‬الثالثة ‪ 1399‬هص ‪.‬‬
‫الكتب السلمي ‪.‬‬

‫‪623‬‬
‫حرف الباء (ب)‬
‫‪ -49‬الباعث على إنكار البدع والوادث لب ممد عبد الرحن بن إساعيل العروف‬
‫بأب شامة (‪ 665 - 599‬هص) ‪ .‬تقيق ‪ :‬عثمان أحد عنب ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1398‬هص ‪.‬‬
‫ن ‪ :‬دار الدى للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪ -50‬البجيمي علي الطيب للشيخ سليمان البجيمي السماه تفة البيب على شرح‬
‫الط يب ‪ ،‬والط يب هو ‪ :‬م مد الشربي ن الط يب ‪ .‬ط ‪ :‬أخية ‪ 1370‬ه ص ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫مصطفى الباب اللب مصر ‪.‬‬
‫‪ -51‬بدائع ال سلك ف طبائع اللك ل ب ع بد ال بن الزرق (ت ‪ 896 :‬ه ص) تق يق‬
‫وتعليق ‪ :‬د علي سامي النشار ‪ .‬ن ‪ :‬وزارة الإعلم المهورية العراقية ‪.‬‬
‫‪ -52‬البداية والنهاية للحافظ عماد الدين ابن كثي (ت ‪ 774 :‬هص) ط ‪ :‬ثالثة ‪1979‬م‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة العارف بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫)حرف التاء (ت‬
‫‪ -53‬تاج العروس من جواهر القاموس لحمد مرتضى الزبيدي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫مكتبة الياة ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -54‬تاج الل غة و صحاح العرب ية ‪ .‬ل ساعيل بن حاد الوهري ‪ .‬تق يق ‪ :‬أح د ع بد‬
‫الغفور عطار ‪ .‬ط ‪ :‬الثانية ‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار العلم للمليي ‪ .‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ -55‬تاريخ السلم وطبقات الشاهي والعلم للحافظ ممد بن أحد بن عثمان الذهب‬
‫(ت ‪ 748 :‬هص) تقيق ‪ :‬حسام الدين القدسي ‪ .‬ن ‪ :‬مطبعة القدس ‪.‬‬

‫‪624‬‬
‫‪ -56‬تاريخ المامية وأسلفهم من الشيعة ‪ .‬لعبد ال فياض ‪ .‬ط ‪ :‬بغداد ‪1970‬م ‪.‬‬
‫‪ -57‬تاريخ بغداد أو مدينة السلم ‪ .‬للحافظ أب بكر أحد بن علي الطيب البغدادي‬
‫(ت ‪ )463 :‬ن ‪ :‬دار الكتاب العرب ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -58‬تاريخ اللفاء للل الدين عبد الرحن بن أب بكر السيوطي (ت ‪ 911 :‬هص)‬
‫تق يق ‪ :‬م مد م ي الد ين ع بد الم يد ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1371‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬الكت بة التجار ية‬
‫الكبى بصر ‪.‬‬
‫‪ -59‬تاريخ الطبي السمى ( تاريخ الرسل واللوك ) لب جعفر ممد بن جرير الطبي‬
‫(‪ 310 - 224‬هص) تقيق ‪ :‬ممد أبو الفضل إبراهيم ‪ .‬ط ‪ :‬الرابعة ‪ .‬ن ‪ :‬دار العارف‬
‫‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -60‬تاريخ الذاهب السلمية الزء الول ف السياسة والعقائد لحمد أب زهرة ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار الفكر العرب ‪.‬‬
‫‪ -61‬التب السبوك ف نصيحة اللوك لب حامد ممد بن ممد بن ممد الغزال (ت ‪:‬‬
‫‪ 505‬هص) تقيق ‪ :‬ممد مصطفى أبو العل ‪ .‬ط ‪ :‬شركة الطباعة الفنية التحدة ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫مكتبة الندي ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -62‬التبيان ف آداب حلة القرآن ‪ .‬ليحي بن شرف الدين النووي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬توزيع‬
‫مكتبة العارف بالرياض ‪.‬‬
‫‪ -63‬تك يم القوان ي للش يخ م مد بن إبراه يم آل الش يخ (ت ‪ 1389 :‬ه ص) ط ‪:‬‬
‫‪ 1380‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مطابع الثقافة بكة الكرمة ‪.‬‬
‫‪ -64‬تفة الحوذي شرح جامع الترمذي لب العلى ممد عبد الرحن بن عبد الرحيم‬
‫الباركفوري (‪ 1353 - 1283‬هص) مراجعة ‪ :‬عبد الرحن ممد عثمان ‪ .‬ط ‪ :‬ثالثة‬
‫‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -65‬تدريصب الراوي شرح تقريصب النووي ‪ .‬للل الديصن عبصد الرحنص بصن أبص بكصر‬
‫السيوطي (‪ 911 - 849‬هص) ط ‪ :‬الثانية ‪ 1385‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة السلفية ‪.‬‬

‫‪625‬‬
‫‪ -66‬التطور التشريعي ف الملكة العربية السعودية ‪ .‬د ‪ .‬ممد عبد الواد ممد ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫‪ 1397‬هص ‪ :‬منشأة العارف السكندرية ‪.‬‬
‫‪ -67‬تفسي القرآن الكيم الشهي بتفسي النار لحمد رشيد رضا ‪ .‬ط ‪ :‬الثالثة ‪.‬‬
‫‪ -68‬تفسي القرآن العظيم لعماد الدين ابن كثي ( ‪ 774 - 700‬هص) تقيق ‪ :‬د ‪.‬‬
‫م مد إبراه يم الب نا ‪ .‬م مد أح د عاشور ‪ .‬ع بد العز يز غن يم ‪ .‬ط ‪ .... :‬ن ‪ :‬دار الف كر‬
‫العرب ‪.‬‬
‫‪ -69‬تلبس إبليس ‪ .‬لمال الدين أب الفرج عبد الرحن بن الوزي (ت ‪ 597 :‬هص)‬
‫ط ‪ :‬ثانية ‪ 1368‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -70‬تلخيص البي ف تريج أحاديث الرافعي الكبي للحافظ أب الفضل شهاب الدين‬
‫أح د بن علي بن م مد بن ح جر الع سقلن (ت ‪ 852 :‬ه ص) تق يق وتعل يق ‪ :‬شعبان‬
‫ممد إساعيل ‪ .‬ط ‪ 1399 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة الكليات الزهرية ‪.‬‬
‫‪ -71‬تنيه الشريعة الرفوعة عن الخبار الشنيعة الوضوعة ‪ .‬لب السن علي بن ممد بن‬
‫عراق الكنان (‪ 963 - 907‬هص) تقيق ‪ :‬عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد ال ممد‬
‫الصديق ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -72‬التنكيل با ف تأنيب الكوثري من الباطيل ‪ .‬لعبد الرحن بن يي العلمي ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫أول ‪ 1401‬هص ‪ .‬لهور ‪ -‬باكستان ‪.‬‬
‫‪ -73‬تذيب التهذيب للحافظ شهاب الدين أب الفضل أحد بن علي بن حجر العسقلن‬
‫(ت ‪ 852 :‬هص) ط ‪ :‬أول ‪ 1325‬هص ‪ .‬مطبعة دار العارف النظامية ف حيدر أباد ‪-‬‬
‫الدكن ‪ -‬الند ‪.‬‬

‫‪626‬‬
‫حرف اليم (ج)‬
‫‪ -74‬جامع الصول ف أحاديث الرسول للمام مد الدين أب السعادات البارك بن ممد‬
‫بن الث ي الزري ‪( .‬ت ‪ 606 :‬ه ص) تق يق ع بد القادر الرناؤوط ‪ .‬ن ‪ :‬مكت بة‬
‫اللوان ومطبعة اللح ومكتبة دار البيان ‪.‬‬
‫‪ -75‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن ( تفسي الطبي ) لب جعفر ممد بن جرير‬
‫الطبي (‪ 310 - 224‬هص) ط ‪ :‬الثالثة ‪ 1388‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة ومطبعة مصطفى‬
‫الباب اللب ‪ .‬القاهرة ‪ .‬نسخة أخرى تقيق أحد شاكر وممود شاكر ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫دار العارف بصر ‪.‬‬
‫‪ -76‬جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي ف روايته وحله ‪ .‬لب عمر يوسف بن عبد الب‬
‫النمري القرطب (ت ‪ 463 :‬هص) ط ‪ 1398 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الباز للنشر والتوزيع بكة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -77‬جامع العلوم والكم ف شرح خسي حديثًا من جوامع الكلم ‪ .‬تأليف زين الدين‬
‫أ ب الفرج ع بد الرح ن بن شهاب الد ين بن أح د بن ر جب النبلي ( من علماء القرن‬
‫الثامن الجري ) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار العرفة للطباعة والنشر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -78‬الامع لحكام القرآن لب عبد ال ممد بن أحد النصاري القرطب ‪ .‬ط ‪ :‬ثالثة‬
‫‪ 1387‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتاب العرب للطباعة والنشر ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -79‬جهرة أنساب العرب لب ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم الندلسي ( ‪384‬‬
‫‪ 456 -‬هص) تقيق عبد السلم هارون ‪ .‬ط ‪ :‬الرابعة ‪ .‬ن ‪ :‬دار العارف بصر ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪627‬‬
‫حرف الاء (ح)‬
‫‪ -80‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبي ‪ .‬الاشية للعلمة شس الدين ممد بن عرفة‬
‫الد سوقي ‪ .‬والشرح ال كبي ل ب البكات سيدي أح د الدرد ير ‪ .‬ط ‪ :‬الكت بة التجار ية‬
‫الكبى ‪ .‬ن ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ -81‬حجة ال البالغة ‪ .‬لشاه ول ال الدهلوي ‪ .‬تقيق السيد سابق ن ‪ :‬دار الكتب‬
‫الديثة ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -82‬السبة لشيخ السلم ابن تيمية ‪ .‬تقيق ‪ :‬صلح عزام ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1976‬م ‪ .‬ن‬
‫‪ :‬دار الشعب ‪.‬‬
‫‪ -83‬حق اليقي ف معرفة أصول الدين ‪ .‬لعبد ال شب (‪1243 - 1118‬هص) ن ‪ :‬دار‬
‫الكتاب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -84‬حل ية الولياء وطبقات ال صفياء ل ب نع يم أح د بن ع بد ال ال صبهان (ت ‪:‬‬
‫‪430‬هص) ط ‪1394 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مطبعة السعادة ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫حرف الاء (خ)‬
‫‪ -85‬الراج ‪ -‬للقاضي أب يوسف يعقوب بن إبراهيم ( ‪182 - 113‬هص) ط ‪ :‬الرابعة‬
‫‪1392‬هص ‪ .‬الطبعة السلفية ومكتبتها ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -86‬الطط ‪ .‬لتقي الدين أحد بن علي بن عبد القادر العروف بالقريزي ‪ .‬ط ‪ :‬بولق‬
‫‪1270‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار التحرير للطبع والنشر ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -87‬الطوط العريضة للسس الت قام عليها دين الشيعة المامية الثن عشرية لحب‬
‫الدين الطيب ‪ .‬ط ‪ :‬التاسعة ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعة السلفية ومكتبتها ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -88‬الوارج ( تاريهم وآراؤهم العتقادية ومو قف السلم منها ) للطالب غالب بن‬
‫علي عوا جي ‪ .‬إشراف د ‪ .‬عثمان عبد النعم عيش ‪ .‬لن يل الاج ستي ف العقيدة ‪ .‬جام عة‬
‫اللك عبد العزيز بكة عام ‪1399 /98‬هص ‪.‬‬

‫‪628‬‬
‫‪ -89‬اللفة أو المامة العظمى لحمد رشيد رضا ‪ .‬مطبعة النار سنة ‪1341‬هص ‪.‬‬
‫‪ -90‬والل فة واللك ل ب العلى الودودي ‪ .‬تعر يب أحدص إدر يس ‪ .‬ط ‪ :‬أول‬
‫‪1398‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار العلم ‪ .‬الكويت ‪.‬‬
‫‪ -91‬اللفة وسلطة المة لماعة من التراك ‪ .‬تعريب عبد الغن سن ط ‪1342 :‬هص‬
‫‪.‬مطبعة اللل ‪.‬‬
‫‪ -92‬الليفة توليته وعزله ‪ .‬د ‪ .‬صلح الدين دبوس ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬مؤسسة الثقافة‬
‫الامعية ‪.‬‬
‫حرف الدال (د)‬
‫‪ -93‬الدرر السنية ف الجوبة النجدية ‪ .‬جع عبد الرحن بن قاسم العصامي القحطان ‪.‬‬
‫ط ‪ :‬ثانية ‪ 1385‬هص ‪.‬‬
‫‪ -94‬الدر النثور ف التفسي بالأثور ‪ .‬جلل الدين عبد الرحن بن أب بكر السيوطي (‬
‫‪911 - 849‬هص) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬ممد أمي دمج ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -95‬الدولة ف ال سلم لالد م مد خالد ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪1401‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬دار ثا بت‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -96‬الديقراطية ف السلم لعباس ممود العقاد ‪ .‬ط ‪ :‬رابعة ‪ .‬ن ‪ :‬دار العارف ‪ .‬مصر‬
‫‪.‬‬
‫‪ -97‬ديوان الفوه ألودي ض من ممو عة الطرائف الدب ية للميم ن ‪ .‬ن ‪ :‬دار الك تب‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫‪ -98‬ديوان بشار بن برد ‪ .‬ط ‪1376 :‬ه ص ‪ .‬شرح وتعل يق م مد الطا هر بن عاشور ‪.‬‬
‫ن ‪ :‬لنة التأليف والترجة والنشر ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪629‬‬
‫حرف الراء (ر)‬
‫‪ -99‬رئاسة الدولة ف الفقه السلمي د ‪ .‬ممد رأفت عثمان ‪ .‬ط ‪ :‬مطبعة السعادة ‪.‬‬
‫مصر ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتاب الامعي ‪.‬‬
‫‪ -100‬الرسالة للمام ممد بن إدريس الشافعي تقيق أحد شاكر ط ‪ :‬ثانية ‪1399‬هص‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة دار التراث ‪.‬‬
‫‪ -101‬ر سالة شرح حد يث « ما ذئبان جائعان أر سل ف غ نم ‪ » ..‬إل ‪ .‬للحا فظ ع بد‬
‫الرح ن بن شهاب الد ين بن أح د بن ر جب النبلي (ت ‪795 :‬ه ص) ض من ممو عة‬
‫الرسائل النيية الجلد الثان الرسالة الول ‪ .‬ط ‪1346 :‬هص ‪ .‬بإدارة الطباعة النيية ‪.‬‬
‫‪ -102‬رسالة ف العقل والروح لشيخ السلم ابن تيمية ضمن مموعة الرسائل النيية‬
‫الرسالة الثانية من الزء الثان من الجلد الول ‪ .‬ط ‪1343 :‬هص ‪ .‬إدارة الطباعة النيية‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬ممد أمي دمج ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -103‬الروض البا سم ف الذب عن سنة أ ب القا سم ‪ .‬ل ب ع بد ال ال سيد م مد بن‬
‫إبراهيم الوزير (‪840 - 775‬هص) ط ‪1385 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعة السلفية ومكتبتها ‪.‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -104‬روضة الطالبي ليحي بن شرف الدين النووي ( ‪676 - 631‬هص) ن ‪ :‬الكتب‬
‫السلمي ‪.‬‬
‫‪ -105‬روضة الناظر وجنة الناظر ف أصول الفقه ‪ .‬لوفق الدين عبد ال بن أحد بن‬
‫قدا مة القد سي (‪620 - 541‬ه ص) ط ‪ :‬الراب عة ‪1397‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬الطب عة ال سلفية‬
‫ومكتبتها ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -106‬الروض النضيص للقاضصي شرف الديصن السصي بصن أحدص السصياغي (‪- 1180‬‬
‫‪1221‬هص) مع التتمة للسيد العباس بن أحد السن ‪ .‬ط ‪ :‬الثانية ‪ 1388‬هص ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫مكتبة الؤيد بالطائف ‪.‬‬

‫‪630‬‬
‫حرق الزاء (ز)‬
‫‪ -107‬زاد العاد ف هدى حي العباد ‪ -‬لشمس الدين أب عبد ال ممد بن أب بكر‬
‫العروف بابن القيم (‪751 - 691‬هص) راجعه وقدم له ‪ :‬طه عبد الرؤوف طه ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫‪1390‬هص ‪ .‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫حرف السي (س)‬
‫‪ -108‬سبل السلم شرح بلوغ الرام لحمد بن إساعيل المي اليمن الصنعان ( ‪1059‬‬
‫‪1182 -‬هص) ن ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ -109‬سراج اللوك ‪ .‬ل ب ب كر م مد بن م مد بن الول يد الفهري الطرطر شي (ت ‪:‬‬
‫‪520‬هص) ط ‪ :‬أول ‪1319‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار النصار ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -110‬سلسلة الحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها للستاذ ممد ناصر الدين‬
‫اللبان ط ‪ :‬الثانية ‪1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -111‬سلسلة الحاديث الضعيفة والوضوعة وأثرها السيئ ف المة للستاذ ممد ناصر‬
‫الدين اللبان ‪ .‬ط ‪ :‬الرابعة ‪1398‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -112‬سنن أب داود لسليمان بن الشعث بن إسحاق ( ‪275 - 202‬هص) الطبوع‬
‫على مت عون العبود بشرح أب داود لب الطيب ممد شس الق العظيم أبادي ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫الثالثة ‪1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة السلفية ‪.‬‬
‫‪ -113‬سنن ابن ماجة للحافظ أب عبد ال ممد بن يزيد القزوين ابن ماجة ( ‪- 207‬‬
‫‪275‬ه ص) ح قق ن صوصه ورق مه ‪ :‬م مد فؤاد ع بد البا قي ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار الف كر‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫‪ -114‬سنن الترمذي السمى ( الامع الصحيح ) لب عيسى ممد بن عيسى بن سوره‬
‫(‪279 - 209‬هص) تقيق وشرح ‪ :‬أحد ممد شاكر وغيه ‪ .‬ط ‪ :‬الثانية ‪1398‬هص‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪631‬‬
‫‪ -115‬سنن الدار مي ل ب م مد ع بد ال بن ع بد الرح ن بن الف ضل بن برام الدار مي‬
‫(ت ‪225 :‬هص) ن ‪ :‬دار إحياء السنن النبوية ‪.‬‬
‫‪ -116‬السنن الكبى لب بكر أحد بن السي بن علي البيهقي (ت ‪458 :‬هص) وف‬
‫ذيله الوهر النفيس لعلء الدين بن علي بن عثمان الاردين الشهي بابن التركمان (ت ‪:‬‬
‫‪745‬هص) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار الفكر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -117‬السنة ‪ .‬لب بكر عمر بن أب عاصم الضحاك من ملد الشيبان (ت ‪287 :‬هص)‬
‫ومعصه ظلل النصة فص تريصج السصنة للسصتاذ ممصد ناصصر الديصن اللبانص ‪ .‬ط ‪ :‬الول‬
‫‪1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -118‬ال سياسة الشرع ية لشيخ السلم ابن تيم ية ‪ .‬ط ‪ :‬رابعة ‪ 1969‬م ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫الكتاب العرب ‪ .‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ -119‬ال سياسة الشرع ية أو نظام الدولة ال سلمية ف الشؤون الد ستورية والارج ية‬
‫والالية للشيخ عبد الوهاب خلف ‪ .‬ط ‪1370 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار النصار ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -120‬سصي أعلم النبلء لشمصس الديصن ممصد بصن أحدصبصن عثمان الذهصب (ت ‪:‬‬
‫‪748‬هص) تقيق ‪ :‬شعيب الرناؤوط ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪1402‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪.‬‬
‫‪ -121‬سصية ابصن هشام لبص ممصد عبصد اللك بصن هشام العافري ‪ .‬تقيصق ‪ :‬مصصطفى‬
‫السصقا ‪ .‬إبراهيصم البياري وعبصد الفيصظ شلبص ‪ .‬ط ‪ :‬الثانيصة ‪1375‬هصص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبصة‬
‫ومطبعة مصطفي الباب اللب ‪ .‬مصر ‪.‬‬

‫‪632‬‬
‫حرف الشي (ش)‬
‫‪ -122‬شذرات الذهب ف أخيار من ذهب لب الفلح عبد الي بن العماد النبلي (ت‬
‫‪1089 :‬هص) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار الفاق الديدة ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -123‬شرح ابن القيم ل سنن أ ب داود الطبوع على هامش عون العبود ‪ .‬تقيق ع بد‬
‫الرحن ممد عثمان ‪ .‬ط ‪ :‬الثالثة ‪1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة السلفية ‪.‬‬
‫‪ -124‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة والماعة ‪ .‬لب القاسم هبة ال بن السي بن‬
‫منصور الطبي الللكائي ‪ .‬تقيق ‪ :‬أحد بن سعد حدان ‪ .‬رسالة دكتوراه من جامعة أم‬
‫القرى ‪ .‬إشراف د ‪ .‬عثمان عبد النعم عيش عام ‪401‬هص ‪ .‬طبع استانسل ‪.‬‬
‫‪ -125‬شرح الصول المسة للقاضي عبد البار بن أحد ‪ :‬تعليق ‪ :‬أحد بن السي بن‬
‫أب هاشم تقيق ‪ :‬دكتور عبد الكري عثمان ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪1384‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة وهبة ‪.‬‬
‫القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -126‬شرح ثلثيات السند للشيخ ممد السفارين النبلي ‪ .‬تقيق ‪ :‬زهي الشاويش ‪.‬‬
‫ط ‪ :‬أول ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -127‬شرح الرشي على متصر خليل لحمد الرشي ‪ .‬وبامشه حاشية الشيخ علي‬
‫العدوي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ن ‪ :‬دار صادر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -128‬شرح العقيدة الطحاوية لبن أب اعز النفي تريج ‪ :‬ممد ناصر الدين اللبان ‪.‬‬
‫ط ‪ :‬ثالثة ‪ ،‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -129‬شرح السعد على العقائد النسفية لنجم الدين عمر النسفي ‪ .‬والشارح سعد الدين‬
‫سعود بن عمر (ت ‪792 :‬هص) ط ‪1326 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬شركة الصحافة العثمانية ‪.‬‬
‫‪ -130‬شرح السنة لب ممد السي بن مسعود الفراء البغوي ‪ .‬تقيق وتريج شعيب‬
‫الرناؤوط ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪1394‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬

‫‪633‬‬
‫‪ -131‬شرح السي الكبي لحمد بن السي الشيبان ‪ .‬إملء ممد بن أحد السرخسي (‬
‫من علماء القرن الامس الجري ) تقيق ‪ :‬صلح الدين النجد ‪ .‬ط ‪ 1971 :‬م ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫مطبعة شركة العلنات الشرقية بالتعاقد مع معهد الخطوطات العربية ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -132‬شرح فتح القدير ‪ .‬للكمال بن المام ‪ .‬ط ‪ :‬بولق سنة ‪1315‬هص نسخة ثانية‬
‫‪ .‬ط ‪ :‬اللب ‪1398‬هص ‪.‬‬
‫‪ -133‬شرح الكو كب الن ي ‪ .‬تأل يف ممد بن أح د بن ع بد العزيز بن علي الفتوحي‬
‫النبلي العروف بابصن النجار (ت ‪972 :‬هصص) تقيصق د ‪ .‬ممصد الزحيلي ‪ ،‬ود ‪ .‬نزيصه‬
‫حاد ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪1400‬هصص ‪ .‬مصن منشوارت مركصز البحصث العلمصي واحياء التراث‬
‫السلمي بامعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ -134‬شرح منتهى الرادات لبن النجار النبلي (ت ‪972 :‬هص) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬دار‬
‫الفكر ‪.‬‬
‫‪-135‬شرح الوا قف لل سيد علي بن م مد الرجانصب (ت ‪816 :‬هصص) ط ‪ :‬أول‬
‫‪1325‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مطبوعات السعادة ‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -136‬شرح الواهب اللدنية للقسطلن ‪ .‬تأليف ممد بن عبد الباقي الزرقان ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫أول ‪1325‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعة الزهرية الصرية ‪.‬‬
‫‪ -137‬شرح النووي على صحيح م سلم ‪ .‬ليح ي بن شرف الد ين النووي ( ‪- 631‬‬
‫‪676‬هص) ن ‪ :‬الطبعة الصرية ومكتبتها ‪.‬‬
‫‪ -138‬شرح نج البلغة لبن أب الديد ‪ .‬تقيق ‪ :‬ممد أبو الفضل إبراهيم ‪ .‬ط ‪ :‬أول‬
‫‪1378‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪ .‬عيسى الباب اللب وشركاه ‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫‪-139‬الشرح والبانة عن أصول أهل السنة والديانة لبن بطة العبكري رسالة ماجستي‬
‫ف العقيدة مقدمة من الطالب رضى معطي نعسان بامعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ -140‬الشري عة ‪ .‬ل ب ب كر م مد بن ال سي الجري (ت ‪360 :‬ه ص) تق يق م مد‬
‫حامد الفقي ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪1369‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مطبعة السنة الحمدية ‪.‬‬

‫‪634‬‬
‫‪ -141‬شفاء العليل ف مسائل القضاء والقدر والكمة والتعليل ‪ .‬لب عبد ال ممد بن‬
‫أب بكر بن القيم (ت ‪751 :‬هص) ترير ‪ :‬السان حسن عبد ال ‪ ،‬ط ‪ :‬الثانية ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫دار التراث ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -142‬الشورى ف السلم ‪ .‬د ‪ .‬حسن هويدي ‪ .‬ط ‪ 1395 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة النار‬
‫السلمية ‪ .‬الكويت ‪.‬‬
‫‪ -143‬الشورى ف ظل نظام الكم السلمي ‪ .‬عبد الرحن عبد الالق ‪ .‬ط ‪1975 :‬‬
‫م ‪ .‬ن ‪ :‬الدار السلفية ودار القلم ‪ .‬الكويت ‪.‬‬
‫‪ -144‬الشورى وأثرها ف الديقراطية ‪ .‬د ‪ .‬عبد الميد إساعيل النصاري ‪ .‬ط ‪ :‬الول‬
‫‪1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعة السلفية ومكتبتها ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫حرف الصاد (ص)‬
‫‪ -145‬صبح الع شى ف صياغة الن شا ل ب العباس أح د بن علي القلقشندي (ت ‪:‬‬
‫‪821‬هص) مصورة عن الطبعة الميية ‪.‬‬
‫‪ -146‬صحيح البخاري ال سمى ( الا مع ال صحيح ) ل ب ع بد ال م مد بن إ ساعيل‬
‫البخاري (‪256 - 194‬هصص) الطبوع على متص فتصح الباري بشرح صصحيح البخاري‬
‫لبن حجر العسقلن ترقيم ‪ :‬ممد فؤاد عبد الباقي ط ‪ ، .....‬ن ‪ :‬الكتبة السلفية ‪.‬‬
‫‪ -147‬صحيح الامع الصغي وزياداته للحافظ جلل الدين السيوطي ‪ .‬تقيق ‪ :‬ممد‬
‫ناصر الدين اللبان ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪1374‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -148‬صحيح مسلم ‪ .‬لب السي مسلم بن الجاج القشيي النيسابوري (‪- 206‬‬
‫‪261‬ه ص) ترق يم وتق يق ‪ :‬م مد فؤاد ع بد البا قي ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1374‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫إحياء الكتب العربية ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪635‬‬
‫‪ -149‬ال صواعق الحر قة ف الرد على أ هل البدع والزند قة ‪ .‬لح د بن ح جر اليت مي‬
‫الكي (‪ 974 - 899‬هص) ‪ .‬ط ‪ :‬الثانية ‪ 1385‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة القاهرة ‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫حرف الضاد (ض)‬
‫‪ -150‬ضعيف الامع الصغي وزياداته للسيوطي ‪ .‬تقيق وترتيب وتريج الشيخ ناصر‬
‫الدين اللبان ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫حرف الطاء (ط)‬
‫‪ -151‬طبقات النابلة للقا ضي أ ب ال سي م مد بن أ ب يعلى وذيله ل ب الفرج ع بد‬
‫الرحن بن شهاب الدين بن رجب النبلي (‪ 795 - 636‬هص) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫العرفة للطباعة والنشر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -152‬طبقات الشافعية الكبى ‪ .‬لتاج الدين أ ب نصر ع بد الوهاب بن علي بن عبد‬
‫الكا ف ال سبكي (‪ 771 - 727‬ه ص) تق يق ‪ :‬ع بد الفتاح م مد اللو ود ‪ .‬ممود‬
‫الطناحي ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1383‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬عيسى الباب اللب ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -153‬الطبقات الكبى لب عبد ال ممد بن سعد بن منيع البصري ( ‪230 - 168‬‬
‫هص ) ط ‪ 1398 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار بيوت للطباعة والنشر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -154‬الطرق الكمية ف السياسة الشرعية لش مس الدين م مد بن أ ب ب كر ابن القيم‬
‫(ت ‪ 751 :‬هص) ن ‪ :‬دار الباز للنشر والتوزيع ‪ .‬مكة الكرمة ‪.‬‬

‫‪636‬‬
‫حرف العي (ع)‬
‫‪ -155‬العثمانية ‪ .‬لب عثمان عمرو بن بر الاحظ ( ‪ 255 - 150‬هص) تقيق ‪ :‬عبد‬
‫السلم هارون ‪ .‬ط ‪ 1374 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتاب العرب ‪ .‬بيوت ‪.‬‬
‫‪ -156‬العزلة ل ب سليمان ح د بن ممد بن إبراه يم الطا ب الب ست ( ‪388 - 317‬‬
‫هص) ط ‪ :‬ثانية ‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعة السلفية ومكتبتها القاهرة ‪.‬‬
‫‪ - 157‬عقائد المامية الثن عشرية ‪ ،‬لبراهيم الوسوي الزنان ط ‪ :‬ثانية ‪ 1393‬هص‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬مؤسسة العلمي للمطبوعات ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -158‬العقد الفريد لحد بن ممد بن عبد ربه الندلسي ‪( .‬ت ‪ 328 :‬هص) تقيق ‪:‬‬
‫ممد سعيد العريان ط ‪ :‬ثانية ‪ 1372‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة التجارية الكبى بصر ‪.‬‬
‫‪ -159‬عقيدة السلف وأصحاب الديث ‪ .‬لب عثمان الصابون ضمن مموعة الرسائل‬
‫النييصة ‪ .‬الجلد الول ‪ -‬الزء الول ‪ -‬الرسصالة السصادسة ‪ .‬ط ‪ 1343 :‬هصص ‪ .‬إدارة‬
‫الطباعة النيية ‪ .‬ن ‪ :‬ممد أمي دمج ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -160‬علم أصول الفقه ‪ .‬لعبد الوهاب خلف ‪ .‬ط ‪ :‬الثانية عشرة ‪ 1398‬هص ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ‪ .‬الكويت ‪.‬‬
‫‪ -161‬العلمانية نشأتا وتطورها وآثارها ف الياة السلمية العاصرة للستاذ سفر بن‬
‫عبد الرح ن الوال ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1402‬هص ‪ .‬منشورات مركز البحث العلمي وإحياء‬
‫التراث السلمي بامعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ -162‬العوا صم من القوا صم ف تق يق موا قف ال صحابة ب عد موت ال نب ‪ .‬تأل يف‬
‫القاضي أب بكر ممد بن عبد ال بن العرب (‪ 543 - 468‬هص) تقيق وتعليق ‪ :‬مب‬
‫الدين الطيب ‪ .‬راجع أحاديثه ‪ :‬ممود مهدي استانبول ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار العرفة ‪.‬‬
‫بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬

‫‪637‬‬
‫‪ -163‬عون العبود شرح سنن أب داود لب الطيب ممد شس الق العظيم آبادي ‪ .‬ط‬
‫‪ :‬الثالثة ‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة السلفية ‪.‬‬
‫‪ -164‬عيون الخبار لبن قتيبة الدينوري نسخة مصورة عن طبعة دار الكتاب ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫الؤسسة الصرية العامة للتأليف (‪ 1383‬هص) ‪.‬‬
‫حرف الغي (غ)‬
‫‪ -165‬غاية الرام ف تريج أحاديث اللل والرام ‪ .‬للشيخ ممد ناصر الدين اللبان ‪.‬‬
‫ط ‪ :‬أول ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -166‬غر يب الد يث ‪ .‬ل ب إ سحاق إبراه يم بن إ سحاق الر ب (ت ‪ 285 :‬ه ص)‬
‫الجلدة الام سة ‪ .‬تقيصق ودراسصة ‪ :‬سصليمان إبراهيصم العابصد ‪ .‬إشراف الدكتور ‪ :‬ممود‬
‫ممد الطناحي ‪ .‬رسالة دكتوراه مقدمة لامعة أم القرى عام ‪ 1402‬هص ‪.‬‬
‫‪ -167‬غريب الديث لب سليمان حد بن ممد بن إبراهيم الطاب البست ( ‪- 317‬‬
‫‪ 388‬هص) تقيق ‪ :‬عبد الكري إبراهيم العزباوي ‪ .‬ط ‪ 1402 :‬هص ‪ .‬من منشورات‬
‫مركز البحث العلمي وإحياء التراث السلمي ‪ :‬بامعة أم القرى ‪.‬‬
‫‪ -168‬غياث ال مم ف التياث الظلم ‪ .‬ل ب العال إمام الرم ي ع بد اللك الوي ن ‪.‬‬
‫تقيق ‪ :‬د ‪ .‬مصطفى حلمي ‪ ،‬د ‪ .‬فؤاد عبد النعم ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫الدعوة ‪ .‬السكندرية ‪.‬‬
‫***‬

‫‪638‬‬
‫حرف الفاء (ف)‬
‫‪ -169‬ف تح الباري بشرح صحيح المام البخاري للحا فظ أح د بن علي بن ح جر‬
‫الع سقلن (‪ 852 - 773‬ه ص) تصحيح وتعليق ‪ :‬ع بد العز يز بن عبد ال بن باز ‪-‬‬
‫أشرف على طبعه ‪ :‬مب الدين الطيب ‪ .‬ورقم أبوابه وأحاديثه ممد فؤاد عبد الباقي ‪.‬‬
‫ن ‪ :‬الكتبة السلفية ‪.‬‬
‫‪ -170‬الف تح الربا ن لترت يب م سند المام أح د بن حن بل الشيبا ن وم عه كتاب بلوغ‬
‫المان من أسرار الفتح الربان ‪:‬كلها تأليف أحد بن عبد الرحن البنا الشهي بالساعات‪.‬‬
‫ط ‪ :‬ثانية ‪ .‬ن ‪ :‬دار إحياء التراث العرب ‪.‬‬
‫‪ -171‬فتح القدير الامع بي فن الرواية والدراية من علم التفسي ‪ .‬تأليف ممد بن علي‬
‫بن ممد الشوكان (ت ‪ 1250 :‬هص) ط ‪ :‬ثانية ‪ 1383‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة ومطبعة‬
‫مصطفى الباب اللب وأولده بصر ‪.‬‬
‫‪ -172‬الفرق ب ي الفرق لع بد القادر بن طا هر بن م مد البغدادي (ت ‪ 429 :‬ه ص)‬
‫تق يق ‪ :‬م مد م ي الد ين ع بد الم يد ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار العر فة للطبا عة والن شر ‪.‬‬
‫بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -174‬فرق وطبقات العتزلة تأليف القاضي عبد البار بن أحد المذان (ت ‪415 :‬‬
‫هصص) تقيصق وتعليصق ‪ :‬د ‪ .‬علي سصامي النشار والسصتاذ عصصام الديصن ممصد علي ط ‪:‬‬
‫‪ 1972‬م ‪ .‬ن ‪ :‬دار الطبوعات الامعية ‪.‬‬
‫‪ -175‬فصل الطاب ف إثبات تريف كتاب رب الرباب ‪ .‬تأليف ميزرا حسن ممد‬
‫‪ 1298‬هص ‪.‬‬ ‫النووي الطبسي ‪ .‬مصور عن طبعة إيران‬
‫‪ -176‬الف صل ف اللل والهواء والن حل ل ب ممصد علي بن أحدص بن حزم الظاهري‬
‫وبام شه اللل والن حل للشهر ستان ‪ .‬ط ‪ :‬ثان ية ‪ 1395‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬دار العر فة للطبا عة‬
‫والنشر ‪ .‬بيوت ‪.‬‬

‫‪639‬‬
‫‪ -177‬فضائح الباطنية ‪ .‬لب حامد الغزال ‪ .‬تقيق ‪ :‬عبد الرحن بدوي ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪.‬‬
‫ن ‪ :‬مؤسسة دار الكتب الثقافية ‪ .‬الكويت ‪.‬‬
‫‪ -178‬الفقه الكب لب حنيفة النعمان بن ثابت الكوف مع شرحه للمل علي القاري‬
‫النفي ‪ .‬ط ‪ 1399 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪1389‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الرشاد‬ ‫‪ -179‬ف قه الزكاة ليو سف القرضاوي ‪ .‬ط ‪ :‬أول‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -180‬الف كر ال سلمي و صلته بال ستعمار العر ب ‪ .‬د ‪ .‬م مد الب هي ‪ .‬ط ‪ :‬الثام نة‬
‫‪ 1395‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة وهبة ‪ .‬القاهرة ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -181‬ف ظلل القرآن للستاذ سيد قطب ‪ .‬ط ‪ 1396 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الشروق ‪.‬‬
‫حرف القاف (ق)‬
‫‪ -182‬القاموس الح يط ‪ .‬ل جد الد ين م مد بن يعقوب الفيوز أبادي ‪ .‬تق يق م مد‬
‫مصطفى أبو العل ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار اليل بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -183‬القاضي أبو يعلي وكتابه الحكام السلطانية ‪ .‬د ‪ .‬ممد عبد القادر أبو فارس ‪.‬‬
‫رسالة دكتوراه ف السياسة الشرعية من الزهر ‪ .‬ط ‪1401 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬وزارة الوقاف‬
‫والشؤون السلمية والقدسات ف الملكة الردنية الاشية ‪ .‬عمان ‪ -‬الردن ‪.‬‬
‫‪ -184‬قبسات من الرسول للستاذ ‪ /‬ممد قطب ‪ .‬ط ‪ :‬سابعة ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫الشروق ‪.‬‬
‫‪ -185‬ق طر الول على حد يث الول أو ( ول ية ال والطر يق إلي ها ) لح مد بن علي‬
‫الشوكا ن (ت ‪1250 :‬ه ص) تقد ي وتق يق ‪ :‬د ‪ .‬إبراه يم هلل ‪ .‬ط ‪ 1370 :‬ه ص ‪.‬‬
‫ن ‪ :‬دار الكتب الديثة مصر ‪.‬‬
‫‪ -186‬القوا عد ف الف قه ال سلمي للحا فظ أ ب الفرج ع بد الرح ن بن ر جب النبلي (‬
‫‪795 - 736‬هصص) راجعصه وقدم له وعلق عليصه ‪ :‬طصه عبصد الرؤوف سصعد ‪ .‬ط ‪ :‬أول‬
‫‪ 1392‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة الكليات الزهرية ‪ .‬القاهرة ‪ -‬مصر ‪.‬‬

‫‪640‬‬
‫‪ -187‬قواعد نظام الكم ف السلم ‪ .‬د ‪ .‬ممود ع بد الج يد الالدي ‪ .‬ط ‪ :‬أول‬
‫‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار البحوث العلمية ‪.‬‬
‫حرف الكاف (ك)‬
‫‪ -188‬كتاب ح كم هيئة كبار العلماء ف كتاب ال سلم وأ صول ال كم ط ‪ :‬ثان ية‬
‫‪ 1344‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعة السلفية ومكتبتها القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -189‬الكشاف عن حقائق التنيل وعيون القاويل ف وجوه التأويل ‪ .‬تأليف أب القاسم‬
‫جار ال ممود بن عمر الزمشري (‪538 - 467‬هص) ومعه حاشية الرجان ‪ .‬وكتاب‬
‫النصصاف لبصن النيص السصكندري ‪ .‬تقيصق ممصد الصصادق قمحاوي ‪ .‬ط ‪ :‬أخية‬
‫‪ 1392‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب وأولده ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -190‬كشاف القناع عن مت القناع لنصور بن يونس بن إدريس البهوت ( ‪- 1000‬‬
‫‪1051‬هص) ط ‪ 1394 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مطبعة الكومة بكة الكرمة ‪.‬‬
‫‪ -191‬كشف الفا ومزيل اللباس عما اشتهر من الحاديث على ألسنة الناس ‪ .‬للشيخ‬
‫إساعيل بن ممد العجلون (ت ‪1162 :‬هص) أشرف على طبعه ‪ :‬أحد القلش ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫بدون ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة التراث السلمي بلب ودار التراث بالقاهرة ‪.‬‬
‫‪ -192‬كشصف الراد شرح تريصد العتقاد ‪ .‬لنصصي الديصن الطوسصي (ت ‪672 :‬هصص)‬
‫والشرح للحسصي بصن يوسصف الطهصر اللي (‪726‬هصص) ط ‪ .‬أول ‪ 1399‬هصص ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫مؤسسة العلمي للمطبوعات ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬

‫‪641‬‬
‫‪ -193‬ك ن العمال ف سنن القوال والفعال لعلء الد ين علي الت قي بن حسام الد ين‬
‫الندي البهان فوري (ت ‪975 :‬هصص) ضبطصه وفسصر غريبصه ‪ :‬الشيصخ حسصن رزوق ‪.‬‬
‫صححه وو ضع فهار سه صفوت ال سقا ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1389‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬مكت بة التراث‬
‫السلمي بلب ‪.‬‬
‫‪ -194‬الكلم الط يب لش يخ ال سلم أح د بن ع بد الل يم بن تيم ية الرا ن ( ‪- 661‬‬
‫‪728‬ه ص) تق يق وتر يج م مد نا صر الد ين اللبا ن ‪ .‬ط ‪ :‬الثال ثة ‪ 1397‬ه ص ‪ .‬ن ‪.‬‬
‫الكتب السلمي ‪.‬‬
‫حرف اللم (ل)‬
‫‪ -195‬لسان العرب لمال الدين ممد بن مكرم بن منظور (‪711 - 630‬هص) ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫‪ 1388‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار صادر ودار بيوت للطباعة والنشر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫حرف اليم (م)‬
‫‪ -196‬مآثر النافة ف معال اللفة لحد بن علي القلقشندي ( ‪820 - 756‬هص)‬
‫تقيق عبد الستار أحد فراج ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ 1380‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬عال الكتب ‪ .‬بيوت ‪-‬‬
‫لبنان ‪.‬‬
‫‪ -197‬مبادئ نظام الكم ف السلم ‪ .‬لعبد الميد متول ‪ .‬ط ‪ .‬ثانية ‪ 1374‬هص ‪ .‬ن‬
‫‪ :‬منشأة العارف بالسكندرية ‪.‬‬
‫‪ -198‬مبدأ الشورى ف السلم ‪ .‬د ‪ .‬يعقوب ممد الليجي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬مؤسسة‬
‫الثقافة الامعية بالسكندرية ‪.‬‬
‫‪ -199‬البسوط لشمس الدين ممد بن أب سهل الرضى ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ .‬ن ‪ :‬دار العرفة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -200‬الجتمصع السصلمي لحمصد أميص الصصري ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1400‬هصص ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫الرقم ‪ -‬الكويت ‪.‬‬

‫‪642‬‬
‫‪ -201‬الجت مع ال سلمي وأ صول ال كم ‪ .‬د ‪ .‬م مد ال صادق عفي في ‪ .‬ط ‪ :‬أول‬
‫‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار العتصام ‪ -‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -202‬ممع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أب بكر اليثمي (ت ‪:‬‬
‫‪807‬هص) ط ‪ :‬ثانية ‪ 1402‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتاب العرب ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -203‬الجموع شرح الهذب ‪ .‬لب زكريا مي الدين يي بن شرف الدين النووي‬
‫(ت ‪676 :‬ه ص) مع التكملة لح مد ن يب الطي عي ‪ .‬ن ‪ :‬زكر يا علي يو سف ‪ .‬مطب عة‬
‫المام ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة أخرى نشر مكتبة دار الرشاد بدة التكملة ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ .‬ن ‪ .‬الكتبة العلمية‬
‫بالفجالة ‪.‬‬
‫‪ -204‬مموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ‪ .‬جع عبد الرحن بن قاسم وابنه ‪ .‬ط ‪:‬‬
‫أول ‪ 1386‬هص ‪ -‬الرياض ‪.‬‬
‫‪ -205‬مموعة الرسائل والسائل لشيخ السلم ابن تيمية ‪ .‬تعليق ممد رشيد رضا ‪ .‬ن‬
‫‪ :‬لنة التراث العرب ‪.‬‬
‫‪ -206‬ممو عة الوثائق السياسية للعهد النبوي والل فة الراشدة ‪ .‬د ‪ .‬ممد ح يد ال‬
‫آبادي ‪ .‬ط ‪ :‬ثالثة ‪ 1389‬هص ‪.‬‬
‫‪ -207‬ما سن التأو يل ( تف سي القا سي ) لح مد جال الد ين القا سي ( ‪- 1283‬‬
‫‪1332‬هص) وقف على طبعه ورقمه ‪ :‬ممد فؤاد عبد الباقي ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ 1389‬هص ‪.‬‬
‫ن ‪ :‬دار الفكر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -208‬الحلى لب ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم (ت ‪456 :‬هص) تصحيح ‪:‬‬
‫حسن زيدان طلبة ‪ .‬ط ‪ 1390 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة المهورية بصر ‪.‬‬
‫‪ -209‬متصر الصواعق الرسلة على الهمية والعطلة تأليف ممد بن أب بكر بن القيم ‪.‬‬
‫اختصره الشيخ ممد بن الوصلي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة الرياض الديثة ‪.‬‬

‫‪643‬‬
‫‪ -210‬الدخل إل مذهب المام أحد للشيخ عبد القادر بن أحد بن مصطفى العروف‬
‫با بن بدران الدمش قي ‪ .‬ط ‪ :‬إدارة الطبا عة الني ية ‪ .‬وأعاد طب عه ونشره دار إحياء التراث‬
‫العرب ‪.‬‬
‫‪ -211‬الدونة الكبى للمام مالك بن أنس ‪ .‬ط ‪ :‬بطبعة السعادة بصر ‪ .‬ن ‪ :‬دار صادر‬
‫بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -212‬مرا تب الجاع لبن حزم وبذيله نقد مراتب الجاع لبن تيمية ‪ .‬ط ‪ :‬أول‬
‫‪ 1978‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الفاق بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -213‬مسائل المام أحد برواية ابنه عبد ال ‪ :‬تقيق ‪ :‬زهي الشاويش ‪ .‬ط ‪ :‬أول‬
‫‪ 1401‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ‪.‬‬
‫‪ -214‬ال سامرة للكمال بن أ ب شر يف ف شرح ال سايرة للكمال بن المام ف علم‬
‫الكلم ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ 1347‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مطبعة السعادة ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -215‬ال ستدرك على ال صحيحي للحا فظ أ ب ع بد ال الا كم الني سابوري (ت ‪:‬‬
‫‪455‬هص) ن ‪ :‬دار الكتاب العرب ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -216‬مسند المام أحد بن ممد بن حنبل ( ‪241 - 164‬هص) وبامشه منتخب كن‬
‫العمال ف سنن القوال والفعال ‪ .‬ن ‪ :‬الكتب السلمي ودار صادر بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -217‬السند من مسائل المام أحد ‪ .‬رواية أب بكر أحد بن ممد بن هارون بن يزيد‬
‫اللل ( مطوط ) صورة م نه ف مكت بة الام عة ال سلمية والصل ف الت حف البيطا ن‬
‫تت رقم ‪:‬‬
‫‪Order SCH 4849 Catologue oriental : 2675‬‬
‫‪ -218‬مصنف ابن أب شيبة السمى الكتاب الصنف ف الحاديث والثار ‪ .‬لعبد ال بن‬
‫ممد بن أب شيبة (ت ‪235 :‬هص) طبع ونشر الدار السلفية ‪ .‬بومباي ‪ -‬الند ‪.‬‬
‫‪ -219‬ال صنف ل ب ب كر ع بد الرزاق بن هام ال صنعان (‪211 - 126‬ه ص) تق يق ‪:‬‬
‫حبيب الرحن العظمي ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1391‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬الجلس العلمي بكراتشي ‪.‬‬

‫‪644‬‬
‫‪ -220‬معارج القبول بشرح سلم الوصول إل علم الصول ف التوحيد للشيخ حافظ بن أحد‬
‫حكمي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬جاعة إحياء التراث ‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -221‬العارف لب ممد عبد ال بن مسلم بن قتيبة الدنيوري ( ‪276 -213‬هص)ط ‪:‬الثانية‬
‫‪.‬‬
‫‪ -222‬التعمد ف أصول الدين لب يعلي ممد بن السي الفراء (ت ‪458 :‬هص) تقيق ‪ :‬د‬
‫‪ .‬وديع زيدان حداد ‪ .‬ط ‪ :‬دار الشرق ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة الشرقية ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -223‬الع جم الفهرس للفاظ الد يث النبوي ‪ -‬رت به ونظ مه لف يف من ال ستشرقي‬
‫ونشره ‪ .‬د ‪ .‬أ ‪ .‬ي ‪ .‬ونستك ‪ .‬ط ‪ 1936 :‬م ‪ .‬مكتبة بريل ف مدينة ليدن ‪.‬‬
‫‪ -224‬العجم الفهرس للفاظ القرآن الكري ‪ .‬وضعه ممد فؤاد عبد الباقي ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫إحياء التراث العرب ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -225‬الغن لب ممد عبد ال بن أحد بن ممد بن قدامة ( ت ‪620 :‬هص) ومعه الشرح‬
‫الكبي لب عمر ممد بن أحد بن قدامة القدسي (ت ‪682 :‬هص) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة‬
‫السلفية بالدينة النورة ‪ .‬ومكتبة الؤيد بالطائف ‪.‬‬
‫‪ -226‬مغن الحتاج إل معرفة معان ألفاظ النهاج للشيخ ممد الشربين الطيب ( من أعيان‬
‫علماء الشافعيي ف القرن العاشر الجري ) على مت النهاج للنووي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة‬
‫السلمية لصاحبها الاج رياض الشيخ ‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة أخرى ‪ .‬ط ‪ 1377 :‬ه ص شر كة مكت بة ومطب عة مصطفى الباب الل ب وأولده ‪.‬‬
‫القاهرة ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -227‬الغنص فص أبواب التوحيصد والعدل ‪ .‬للقاضصي أبص السصن عبصد البار السصد أبادي‬
‫( العتزل ) (ت ‪415 :‬هص) تقيق ‪ :‬د ‪ .‬عبد الليم ممود ‪ .‬ود ‪ .‬سليمان دنيا ‪ ،‬مراجعة د ‪.‬‬
‫إبراهيصم مدكور ‪ .‬إشراف ‪ .‬د ‪ .‬طصه حسصي ‪ .‬ط ‪ 1966 :‬م ‪ .‬ن ‪ :‬الدار الصصرية للتأليصف‬
‫والترجة ‪.‬‬
‫‪ -228‬مفاتيح الغ يب الشهور بص ( التف سي ال كبي ) لب ع بد ال ممد بن ع مر بن حسي‬
‫القر شي الل قب بف خر الد ين الرازي (‪606 - 544‬ه ص) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬مؤ سسة الطب عة‬
‫السلمية بالقاهرة ‪.‬‬
‫\‬

‫‪645‬‬
‫‪ -‬نسخة أخرى ط ‪ :‬ثانية ‪ .‬ن ‪ :‬دار الكتب العلمية طهران ‪.‬‬

‫‪646‬‬
‫‪ -229‬مقالت ال سلميي ل ب ال سن على بن إ ساعيل الشعري (ت ‪330 :‬ه ص)‬
‫تق يق ‪ :‬م مد م ي الد ين ع بد الم يد ‪ .‬ط ‪ :‬ثان ية ‪1389 .‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬مكت بة النه ضة‬
‫الصرية ‪.‬‬
‫‪ -230‬القد مة ‪ .‬ل بن خلدون ‪ .‬ط ‪ :‬الراب عة ‪ 1398‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الباز للن شر‬
‫والتوزيع ‪ .‬مكة الكرمة ‪.‬‬
‫‪ -231‬اللل والن حل ‪ .‬ل ب الف تح م مد بن ع بد الكر ي بن أ ب ب كر أح د الشهر ستان‬
‫( ‪548 - 479‬هص ) تقيق ‪ :‬ممد سيد كيلن ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ 1395‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫العرفة ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪-232‬مناقب الشافعي لب بكر أحد بن السي البيهقي ( ‪ ) 458 - 384‬تقيق ‪:‬‬
‫السيد أحد صقر ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1391‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة دار التراث ‪.‬‬
‫‪ -233‬مناقب عمر بن الطاب لب الفرج عبد الرحن بن علي بن ممد بن الوزي (‬
‫‪ )597 - 508‬تقيق ‪ :‬د ‪ .‬زينب إبراهيم القاروط ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1400‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫الباز للنشر والتوزيع بكة الكرمة ‪.‬‬
‫‪ -234‬النتقي من منهاج العتدال ف نقض كلم أهل الرفض والعتزال لشيخ السلم‬
‫ا بن تيم ية اخت صره الا فظ أ بو ع بد ال م مد بن عثمان الذ هب (‪748 - 673‬ه ص)‬
‫تقيق ‪ :‬مب الدين الطيب ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ن ‪ :‬بدون ‪.‬‬
‫‪ -235‬منحه العبود ف ترتيب مسند الطيالسي أب داود لحد عبد الرحن البنا الشهي‬
‫بال ساعات ‪ ،‬وال سند ل ب داود سليمان بن داود بن الارود العروف بالطيال سي (ت ‪:‬‬
‫‪204‬هص) ط ‪ :‬ثانية ‪ .‬ن ‪ :‬الكتبة السلمية ‪.‬‬
‫‪ -236‬منهاج السلم ف الكم لحمد أسد ‪ .‬نقله إل العربية منصور ممد ماضي ‪ .‬ط‬
‫‪ :‬خامسة ‪ 1978‬م ‪ .‬ن ‪ :‬دار العلم للمليي ‪ .‬بيوت لبنان ‪.‬‬

‫‪647‬‬
‫‪ -237‬منهاج ال سنة النبو ية ف ن قض كلم الشي عة القدر ية وبام شه بيان مواف قة صريح‬
‫العقول لصصحيح النقول كلهاص لشيصخ السصلم ابصن تيميصة (ت ‪728 :‬هصص) ن ‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -238‬موارد الظمآن إل زوائد ابن حيان للحافظ نور الدين علي بن أب بكر اليثمي‬
‫(ت ‪807 :‬هصص) تقيصق ممصد عبصد الرزاق حزة ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬الطبعصة السصلفية‬
‫ومكتبتها ‪ -‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -239‬الواقف ف علم الكلم ‪ .‬للقاضي عضد الدين عبد الرحن بن أحد اليي ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫عال الكتب ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪ .‬ومكتبة التنب ‪ -‬القاهرة ‪ .‬ومكتبة سعد الدين ‪ -‬دمشق ‪.‬‬
‫‪ -240‬موسوعة إبراهيم النخعي الفقهية ‪ .‬د ‪ .‬ممد رواس قلعة جي الكتاب الثان ‪ .‬ط‬
‫‪ :‬أول ‪ 1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مركز البحث العلمي وإحياء التراث السلمي ‪ -‬جامعة أم‬
‫القرى ‪.‬‬
‫‪ -241‬الو طأ للمام مالك بن أ نس ‪ .‬صححه ورق مه وخرج أحادي ثه م مد فؤاد ع بد‬
‫الباقي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار إحياء الكتب العربية عيسى الباب اللب وشركاه ‪.‬‬
‫‪ -242‬مو قف الع قل والعلم والد ين من رب العال ي وعباده الر سلي ل صطفى صبي‬
‫( ش يخ ال سلم للدولة العثمان ية سابقًا ) ط ‪ 1369 :‬ه ص ‪ .‬ن ‪ :‬الكت بة ال سلمية‬
‫لصاحبها الاج رياض الشيخ ‪.‬‬
‫‪ -243‬ميزان العتدال ف نقد الرجال لب عبد ال ممد بن أحد بن عثمان الذهب (ت‬
‫‪748 :‬هص) تقيق ‪ :‬علي ممد البجاوي ‪ .‬ط ‪ :‬أول ‪ 1382‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار العرفة‬
‫للطباعة والنشر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫*****‬

‫‪648‬‬
‫حرف النون (ن)‬
‫‪ -244‬نسب قريش لب عبد ال الصعب بن عبد ال بن الصعب الزبيي ( ‪- 156‬‬
‫‪236‬هص) تقيق ‪ :‬أ ‪ .‬ليقي بروفنال ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ .‬ن ‪ :‬دار العارف ‪ .‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -245‬نشأة السلفة ف معرفة اللفة لعبد القادر أحد الطبي ( مطوط ) ف الكتبة‬
‫الركزية بامعة أم القرى تت رقم تسلسل ‪ 1225‬رقم تسجيل ‪. 1818‬‬
‫‪ -246‬نظام السلم ( الكم والدولة ) للستاذ ‪ /‬ممد البارك ‪ .‬ط ‪ :‬ثالثة ‪ 1400‬هص‬
‫‪ .‬ن ‪ :‬دار الفكر ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -247‬نظام الكم ف السلم ‪ .‬د ‪ .‬ممد يوسف موسى ‪ .‬ط ‪ :‬ثانية ‪ 1964‬م ‪ .‬ن ‪:‬‬
‫دار العرفة بالقاهرة ‪.‬‬
‫‪ -248‬نظام الكم ف السلم ‪ .‬د ‪ .‬ممد فاروق النبهان ‪ .‬ط ‪ 1394 :‬هص مطبوعات‬
‫جامعة الكويت ‪ .‬ن ‪ :‬دار السياسة ‪.‬‬
‫‪ -249‬نظام ال كم ف الشري عة والتأر يخ ال سلمي ‪ .‬د ‪ .‬ظا فر القا سي ‪ .‬ط ‪ :‬ثان ية‬
‫‪ 1397‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار النفائس بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -250‬نظام اللفة ف الفكر السلمي ‪ .‬د ‪ .‬مصطفى حلمي ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫النصار ‪ .‬القاهرة ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -251‬النظريات السصياسية السصلمية للدكتور ضياء الديصن الريصس ‪ .‬ط ‪ :‬سصابعة‬
‫‪1979‬م‪ .‬ن ‪ :‬دار التراث ‪ .‬القاهرة ‪.‬‬
‫‪ -252‬نظرية السلم وهديه ف السياسة والقانون والدستور لب العلى الودودي ط ‪:‬‬
‫‪ 1389‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مؤسسة الرسالة ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -253‬نقد مراتب الجاع لشيخ السلم ابن تيمية بذيل مراتب الجاع لبن حزم ‪ .‬ط‬
‫‪ :‬أول ‪ 1978‬م ‪ .‬ن ‪ :‬دار الفاق الديدة ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -254‬نايصة القدام فص علم الكلم ‪ .‬لحمصد بصن عبصد الكريص الشهرسصتان (‪- 479‬‬
‫‪548‬هص) ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة الثن ببغداد ‪.‬‬

‫‪649‬‬
‫‪ -255‬النهاية ف غريب الديث والثر لب السعادات البارك بن ممد بن الثي الزري‬
‫(ت ‪606 :‬هصص) تقيصق ‪ :‬ممود ممصد الطناحصي وطاهصر أحدص الزاوي ‪ .‬ط ‪ :‬ثانيصة‬
‫‪1399‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫‪ -256‬ناية الحتاج إل شرح النهاج لب العباس أحد بن حزة بن شهاب الدين الرملي‬
‫(ت ‪1004 :‬هص) ط ‪ 1357 :‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب‬
‫‪ .‬القاهرة ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة أخرى ‪ .‬ط ‪ :‬أخية ‪ 1386 .‬هص ‪ .‬ن ‪ .‬مصطفى الباب اللب ‪ -‬مصر ‪.‬‬
‫‪ -257‬نيل الوطار شرح منتقى الخبار من أحاديث سيد الخيار ‪ .‬تأليف ممد بن‬
‫علي بن ممد الشوكان (ت ‪1250 :‬هص) ط ‪ :‬الخية ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة ومطبعة مصطفى‬
‫الباب اللب وأولده بصر ‪.‬‬
‫حرف الواو (و)‬
‫‪ -258‬الوا بل ال صيب ورا فع الكلم الط يب ل ب ع بد ال م مد بن الق يم ( ‪- 691‬‬
‫‪751‬ه ص) تق يق وتعل يق ‪ :‬إ ساعيل النصاري ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ن ‪ .‬رئاسة إدارات البحوث‬
‫العلمية والفتاء والدعوة والرشاد ف الملكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫‪ -259‬وفيات العيان وأنباء أبناء الزمان لب العباس شس الدين أحد بن ممد بن أب‬
‫ب كر بن خلكان (‪681 - 608‬ه ص) حق قه ‪ :‬إح سان عباس ‪ .‬ط ‪ :‬بدون ‪ .‬ن ‪ :‬دار‬
‫الثقافة ‪ .‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ -260‬وق عة صفي لن صر بن مزا حم النقري (ت ‪212 :‬ه ص) تق يق ‪ :‬ع بد ال سلم‬
‫هارون ‪ .‬ط ‪ :‬ثالثة ‪ 1401‬هص ‪ .‬ن ‪ :‬مكتبة الاني بصر ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪650‬‬
651
‫خامسًا‬

‫فهرست الوضوعات العامة‬

‫‪652‬‬
653
‫فهرست الوضوعات العامة‬

‫الصفحة‬ ‫الوضوع‬
‫‪5‬‬ ‫القدمة‬
‫‪11‬‬ ‫منهج البحث‬
‫‪13‬‬ ‫خطة البحث‬
‫‪17‬‬ ‫صلة الوضوع بالعقيدة‬
‫الباب الول‬
‫الفصل الول‬
‫تعريف المامة‬
‫‪27‬‬ ‫التعريف اللغوي ‪.‬‬
‫‪28‬‬ ‫التعريف الصطلحي ‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫التعريف الختار وسبب الختيار ‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫لفظ ( المام ) ف الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫الترادف بي ألفاظ ‪ :‬المام ‪ ،‬الليفة ‪ ،‬أمي الؤمني ‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫استعمالت لفظي المامة واللفة ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرق بي اللفة واللك ‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫جواز إطلق لفظ خليفة على غي الراشدين ‪.‬‬
‫الفصل الثان‬
‫وجوب المامة‬
‫‪45‬‬ ‫وجوب المامة ثابت بالكتاب والسنة والجاع والقواعد الشرعية ‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫الدلة ‪.................................................................‬‬

‫‪654‬‬
‫‪47‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬الدلة من القرآن الكري ‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬من السنة ‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫أ‪ -‬السنة القولية ‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫ب‪ -‬السنة الفعلية ‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬الجاع ‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫رابعًا ‪ :‬القاعدة الشرعية ( ما ل يتم الواجب إل به فهو واجب ) ‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫خامسًا ‪ :‬دفع أضرار الفوضى ‪.‬‬
‫‪62‬‬ ‫سادسًا ‪ :‬كونا ما تقتضيه الفطرة وعادات الناس ‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫مناقشة الراء الخالفة ‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -1‬القائلون بوجوبا عقلً ل شرعًا والرد عليهم ‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫ل على ال تعال والرد على ( الرافضة ) ‪.‬‬ ‫‪ -2‬القائلون بوجوبا عق ً‬
‫‪70‬‬ ‫‪ -3‬القائلون بعدم وجوبا مطلقا ‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪ -4‬القائلون بأن السلم ل يأت بنظام للحكم وإنا هو دين فقط ‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫الكلف بإقامة هذا الواجب ‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫مقاصدها‬
‫‪79‬‬ ‫مقاصد المامة‬
‫‪80‬‬ ‫القصد الول ‪ :‬إقامة الدين ويتمثل ف ‪:‬‬
‫‪80‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬حفظه ‪ :‬وذلك يكون بالمور التالية ‪:‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪ -1‬نشره والدعوة إليه بالقلم واللسان والسنان ‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪ -2‬دفع الشبه والبدع والباطيل وماربتها ‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪ -3‬حاية البيضة وتصي الثغور ‪.‬‬

‫‪655‬‬
‫‪89‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬تنفيذه وذلك بالمور التالية ‪:‬‬
‫‪89‬‬ ‫‪ -1‬إقامة الشرائع والدود وتنفيذ الحكام ‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪ -2‬حل الناس عليه بالترغيب والترهيب ‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫القصد الثان ‪ :‬سياسة الدنيا به ‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫عموم الرسالة الحمدية وشولا لميع متطلبات الياة ‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫جوانب الياة البشرية ‪.‬‬
‫‪101‬‬ ‫حكم سياسة الدنيا بغي الدين ‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫كلم الشيخ ممد بن إبراهيم رحه ال ‪.‬‬
‫‪107‬‬ ‫الراد بالاهلية ‪.‬‬
‫‪107‬‬ ‫كلم الستاذ أحد شاكر ‪.‬‬
‫‪110‬‬ ‫القاصد الفرعية الناتة عن هذا القصد ‪:‬‬
‫‪110‬‬ ‫‪ -1‬العدل ورفع الظلم ‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪ -2‬جع الكلمة وعدم الفرقة ‪.‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪ -3‬القيام بعمارة الرض واستخراج خياتا ‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫الفصل الرابع‬
‫طرق النعقاد‬
‫‪125‬‬ ‫شرعية الطرق الت انعقدت با اللفة للخلفاء الربعة الراشدين ‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫الكلم ف النصية على أب بكر ‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫الذهب الول ‪.‬‬
‫‪130‬‬ ‫الذهب الثان ‪.‬‬
‫‪132‬‬ ‫رأي شيخ السلم ابن تيمية ‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫الرأي الراجح وأدلته ‪.‬‬
‫‪135‬‬ ‫دعوى النصية على علي ‪.‬‬

‫‪656‬‬
‫‪140‬‬ ‫الثار الروية عن علي والدالة على عدم النصية ل عليه ول على غيه ‪.‬‬
‫‪142‬‬ ‫ثبوت مبايعة علي والزبي لب بكر رضي ال عنهم قبل دفن النب ‪.‬‬
‫‪144‬‬ ‫استعراض تأريي لطرق تولية اللفاء الراشدين ‪.‬‬
‫‪144‬‬ ‫تولية أب بكر اللفة رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪147‬‬ ‫النتائج الستخلصة ‪.‬‬
‫‪149‬‬ ‫تولية عمر رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪151‬‬ ‫النتائج الستخلصة ‪.‬‬
‫‪151‬‬ ‫تولية عثمان رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪153‬‬ ‫النتائج الستخلصة ‪.‬‬
‫‪154‬‬ ‫تولية علي رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪158‬‬ ‫الطرق الشرعية لتولية المام الستنبطة ما سبق ‪.‬‬
‫‪158‬‬ ‫الطريقة الول ‪ :‬الختيار ‪.‬‬
‫‪158‬‬ ‫أهية الختيار ‪.‬‬
‫‪160‬‬ ‫أدلة مشروعيته ‪.‬‬
‫‪162‬‬ ‫أهل الل والعقد ‪.‬‬
‫‪163‬‬ ‫شروطهم ‪.‬‬
‫‪168‬‬ ‫هل لهل العاصمة مزية على غيهم ؟‬
‫‪169‬‬ ‫وظائفهم ‪.‬‬
‫‪173‬‬ ‫عددهم وفيه عدة مذاهب ‪.‬‬
‫‪173‬‬ ‫الول ‪.‬‬
‫‪176‬‬ ‫الثان ‪.‬‬
‫‪181‬‬ ‫الثالث ‪.‬‬
‫‪183‬‬ ‫الرأي الراجح وأدلة الترجيح ‪.‬‬
‫‪184‬‬ ‫الطريقة الثانية ‪ :‬الستخلف ( العهد ) ‪.‬‬

‫‪657‬‬
‫‪184‬‬ ‫تعريفه ‪.‬‬
‫‪185‬‬ ‫أدلة مشروعيته ‪.‬‬
‫‪189‬‬ ‫البيعة للمعهود له ‪.‬‬
‫‪192‬‬ ‫شروطه ‪.‬‬
‫‪194‬‬ ‫العهد للباء والبناء وفيه ثلثة مذاهب ‪.‬‬
‫‪194‬‬ ‫الذهب الول ‪.‬‬
‫‪194‬‬ ‫الذهب الثان ‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫الذهب الثالث ‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫الرأي الراجع وأدلة الترجيح ‪.‬‬
‫‪198‬‬ ‫البيعة ‪.‬‬
‫‪199‬‬ ‫تعريفها ‪.‬‬
‫‪200‬‬ ‫أنواعها ‪.‬‬
‫‪206‬‬ ‫شروط صحتها ‪.‬‬
‫‪210‬‬ ‫حكم نكثها ‪.‬‬
‫‪217‬‬ ‫من يأخذها ؟‬
‫‪217‬‬ ‫صورها ‪.‬‬
‫‪220‬‬ ‫أقسامها ‪:‬‬
‫‪220‬‬ ‫أ‪ -‬بيعة النعقاد ‪.‬‬
‫‪220‬‬ ‫ب‪ -‬البيعة العامة ‪.‬‬
‫‪221‬‬ ‫أسبابا ‪.‬‬
‫‪222‬‬ ‫طريق القهر والغلبة وآراء العلماء فيه ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪658‬‬
‫الباب الثان‬
‫الفصل الول‬
‫‪231‬‬ ‫شروط المام‬
‫‪233‬‬ ‫شروط المام ‪:‬‬
‫‪234‬‬ ‫الشرط الول ‪ :‬السلم ‪.‬‬
‫‪237‬‬ ‫الشرط الثان ‪ :‬البلوغ ‪.‬‬
‫‪239‬‬ ‫الشرط الثالث ‪ :‬العقل ‪.‬‬
‫‪240‬‬ ‫الشرط الرابع ‪ :‬الرية ‪.‬‬
‫‪243‬‬ ‫الشرط الامس ‪ :‬أن يكون ذكرًا ‪.‬‬
‫‪247‬‬ ‫الشرط السادس ‪ :‬العلم ‪.‬‬
‫‪247‬‬ ‫هل يشترط الجتهاد ؟ على قولي ‪.‬‬
‫‪248‬‬ ‫الول ‪ :‬قالوا باشتراط بلوغ درجة الجتهاد ‪.‬‬
‫‪248‬‬ ‫الدلة على ذلك ‪.‬‬
‫‪250‬‬ ‫الثان ‪ :‬قالوا بعدم اشتراطه ‪.‬‬
‫‪250‬‬ ‫الدلة ‪:‬‬
‫‪251‬‬ ‫القول الراجح ‪.‬‬
‫‪251‬‬ ‫الشرط السابع ‪ :‬العدالة ‪.‬‬
‫‪259‬‬ ‫الشرط الثامن ‪ :‬الكفاءة النفسية ‪.‬‬
‫‪261‬‬ ‫الشرط التاسع ‪ :‬الكفاءة السمية ‪.‬‬
‫‪264‬‬ ‫الشرط العاشر ‪ :‬عدم الرص على المامة ‪.‬‬
‫‪265‬‬ ‫الشرط الادي عشر ‪ :‬القرشية ‪.‬‬
‫‪266‬‬ ‫من هم قريش ؟‬
‫‪269‬‬ ‫أدلة اشتراط هذا الشرط ‪.‬‬
‫‪274‬‬ ‫القائلون بعدم اشتراط القرشية ‪.‬‬
‫‪276‬‬ ‫أدلتهم ‪.‬‬

‫‪659‬‬
‫‪278‬‬ ‫مناقشة هذه الدلة ‪.‬‬
‫‪285‬‬ ‫تقييد سلطة قريش والتوعد بروج المر عنهم ‪.‬‬
‫‪287‬‬ ‫هل يوز خلو قريش من هو صال للمامة ؟‬
‫‪288‬‬ ‫الكمة من اشتراط القرشية ‪.‬‬
‫‪288‬‬ ‫رأي ابن خلدون ‪.‬‬
‫‪290‬‬ ‫مناقشة هذا الرأي ‪.‬‬
‫‪291‬‬ ‫رأي ول ال الدهلوي ‪.‬‬
‫‪291‬‬ ‫رأي ممد رشيد رضا ‪.‬‬
‫‪292‬‬ ‫مناقشة هذين الرأيي ‪.‬‬
‫‪294‬‬ ‫الرأي الراجح ‪.‬‬
‫‪296‬‬ ‫الكلم ف اشتراط الفضلية ‪.‬‬
‫‪297‬‬ ‫القائلون باشتراط الفضلية ‪.‬‬
‫‪299‬‬ ‫أدلتهم ‪.‬‬
‫‪300‬‬ ‫القائلون بواز إمامة الفضول ‪.‬‬
‫‪301‬‬ ‫أدلتهم ‪.‬‬
‫‪303‬‬ ‫مناقشة الدلة ‪.‬‬
‫‪305‬‬ ‫الرأي الراجح ‪.‬‬
‫‪307‬‬ ‫أسباب العدول عن الفضل إل الفضول ‪.‬‬
‫‪309‬‬ ‫مبحث ف الفاضلة بي اللفاء الراشدين ‪.‬‬
‫‪311‬‬ ‫مذهب أهل السنة والماعة ف الفاضلة بينهم ‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫أدلتهم‬
‫‪314‬‬ ‫من فضائل أب بكر الصديق رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪315‬‬ ‫من فضائل الفاروق رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪317‬‬ ‫الفاضلة بي عثمان وعلي رضي ال عنهما ‪.‬‬
‫‪318‬‬ ‫أدلة تفضيل عثمان على علي ‪.‬‬
‫‪322‬‬ ‫من فضائل ذي النورين رضي ال عنه ‪.‬‬

‫‪660‬‬
‫‪323‬‬ ‫من فضائله الت شارك فيها أبا بكر وعمر ‪.‬‬
‫‪324‬‬ ‫من فضائل علي رضي ال عنه ‪.‬‬
‫‪327‬‬ ‫هل من السنة الفاضلة بينهم كما سبق أم الول أن نبهم ول نفاضل بينهم ؟‬
‫‪328‬‬ ‫موقف بعض الفرق السلمية من التفضيل ‪.‬‬
‫‪328‬‬ ‫الشاعرة ‪.‬‬
‫‪328‬‬ ‫العتزلة ‪.‬‬
‫‪330‬‬ ‫الوارج ‪.‬‬
‫‪330‬‬ ‫الروافض ‪.‬‬
‫الفصل الثان‬
‫‪332‬‬ ‫واجبات المام وحقوقه‬
‫‪333‬‬ ‫تهيد ‪.‬‬
‫البحث الول ‪:‬‬
‫‪334‬‬ ‫واجبات المام ‪.‬‬
‫‪335‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬واجبات أساسية وتتمثل ف ‪.‬‬
‫‪335‬‬ ‫مقاصد المامة وسبق الكلم عليها ‪.‬‬
‫‪336‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬واجبات فرعية وتتمثل ف ‪.‬‬
‫‪337‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬استيفاء القوق الالية وصرفها ف مصارفها الشرعية ‪.‬‬
‫‪338‬‬ ‫موارد بيت الال ‪.‬‬
‫‪338‬‬ ‫‪ -1‬الزكاة ‪.‬‬
‫‪340‬‬ ‫أدلة كونا من واجبات المام وأنه الختص بصرفها ‪.‬‬
‫‪341‬‬ ‫الكمة ف دفعها للمام ‪.‬‬
‫‪431‬‬ ‫أضرب الموال الزكاة ‪.‬‬

‫‪661‬‬
‫‪342‬‬ ‫أ‪ -‬الموال الظاهرة ‪.‬‬
‫‪342‬‬ ‫ب‪ -‬الموال الباطنة ‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫دفعها إل أئمة الور ‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫الدلة على ذلك ‪.‬‬
‫‪347‬‬ ‫القائلون بعدم جواز دفعها إل أئمة الور وأدلتهم ‪.‬‬
‫‪349‬‬ ‫القول الراجح ‪.‬‬
‫‪349‬‬ ‫‪ -2‬الزية ‪.‬‬
‫‪350‬‬ ‫‪ -3‬الراج ‪.‬‬
‫‪351‬‬ ‫‪ -4‬العشور ‪.‬‬
‫‪351‬‬ ‫‪ -5‬الغنائم ‪.‬‬
‫‪352‬‬ ‫‪ -6‬الفيء ‪.‬‬
‫‪352‬‬ ‫‪ -7‬الوارد الخرى ‪.‬‬
‫‪353‬‬ ‫مصارف بيت الال ‪.‬‬
‫‪353‬‬ ‫‪ -1‬الزكاة ‪.‬‬
‫‪354‬‬ ‫‪ -2‬الزية والراج والعشور ونوها ‪.‬‬
‫‪354‬‬ ‫‪ -3‬الغنائم ‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫‪ -4‬الفيء ‪.‬‬
‫‪357‬‬ ‫‪ -5‬الصارف الخرى ‪.‬‬
‫‪357‬‬ ‫وجوه صرف الموال ‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬اختيار الكفاء للمناصب القيادية ‪.‬‬
‫‪366‬‬ ‫ماسبتهم ‪.‬‬
‫‪367‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬الشراف بنفسه على تدبي المور وتفقد أحوال الرعية ‪.‬‬
‫‪370‬‬ ‫رابعًا ‪ :‬الرفق بالرعية والنصح لم وعدم تتبع عوراتم ‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫خامسًا ‪ :‬أن يكون قدوة حسنة لرعيته ‪.‬‬
‫‪375‬‬ ‫البحث الثان ‪ :‬حقوق المام ‪.‬‬
‫‪375‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬حق الطاعة ‪.‬‬

‫‪662‬‬
‫‪377‬‬ ‫أدلة وجوبا ‪.‬‬
‫‪381‬‬ ‫طاعة الئمة ليست مطلقة ‪.‬‬
‫‪382‬‬ ‫أدلة تقييد سلطة الاكم ‪.‬‬
‫‪392‬‬ ‫طاعة المام الائر ‪.‬‬
‫‪397‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬النصرة والتقدير ‪.‬‬
‫‪405‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬الناصحة ‪.‬‬
‫‪416‬‬ ‫رابعًا ‪ :‬حق الال ‪.‬‬
‫‪419‬‬ ‫خامسًا ‪ :‬الكم مدة صلحيته للمامة ‪.‬‬
‫‪421‬‬ ‫البحث الثالث ‪ :‬الشورى ‪.‬‬
‫‪421‬‬ ‫متويات البحث ‪.‬‬
‫‪422‬‬ ‫تعريف الشورى ‪.‬‬
‫‪422‬‬ ‫‪ -1‬ف اللغة ‪.‬‬
‫‪422‬‬ ‫‪ -2‬ف الصطلح ‪.‬‬
‫‪423‬‬ ‫أدلة مشروعيتها ‪.‬‬
‫‪423‬‬ ‫‪ -1‬من الكتاب ‪.‬‬
‫‪425‬‬ ‫‪ -2‬من السنة ‪.‬‬
‫‪426‬‬ ‫أ‪ -‬السنة القولية ‪.‬‬
‫‪427‬‬ ‫ب‪ -‬السنة الفعلية ‪.‬‬
‫‪429‬‬ ‫‪ -3‬سية اللفاء الراشدين ‪.‬‬
‫‪430‬‬ ‫آثار السلف الدالة على الترغيب فيها ‪.‬‬
‫‪431‬‬ ‫الكمة من مشروعيتها وشيء من فوائدها ‪.‬‬
‫‪431‬‬ ‫أ‪ -‬بالنسبة للرسول ‪.‬‬
‫‪433‬‬ ‫ب‪ -‬بالنسبة للخلفاء ولسائر المة ‪.‬‬
‫‪437‬‬ ‫موضوعات الشورى ( فيم تكون ؟ ) ‪.‬‬
‫‪439‬‬ ‫الرأي الختار ‪.‬‬
‫‪441‬‬ ‫حكم الشورى ‪.‬‬

‫‪663‬‬
‫‪441‬‬ ‫القائلون بالوجوب ‪.‬‬
‫‪444‬‬ ‫أدلتهم ‪.‬‬
‫‪445‬‬ ‫القائلون بالندب ‪.‬‬
‫‪449‬‬ ‫أدلتهم ‪.‬‬
‫‪452‬‬ ‫الرأي الراجح ‪.‬‬
‫‪453‬‬ ‫أسباب اهتمام أغلبية الحدثي بالقول بوجوبا ‪.‬‬
‫‪456‬‬ ‫الشورى ملزمة أو معلمة ؟‬
‫‪456‬‬ ‫أدلة القائلي بأن الشورى ملزمة ‪.‬‬
‫‪458‬‬ ‫أدلة القائلي بأن الشورى غي ملزمة للمام وإنا هي ( معلمة ) ‪.‬‬
‫‪461‬‬ ‫الرأي الراجح ‪.‬‬
‫‪464‬‬ ‫تنبيه ‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫‪467‬‬ ‫العزل والروج على الئمة‬
‫فيه ثلث مباحث ‪:‬‬
‫‪468‬‬ ‫البحث الول ‪ :‬مسببات العزل ‪:‬‬
‫‪468‬‬ ‫الول ‪ :‬الكفر والردة بعد السلم ‪.‬‬
‫‪471‬‬ ‫الثان ‪ :‬ترك الصلة والدعوة إليها ‪.‬‬
‫‪472‬‬ ‫الثالث ‪ :‬ترك الكم با أنزل ال ‪.‬‬
‫‪473‬‬ ‫الرابع ‪ :‬الفسق والظلم والبدعة وهذا فيه ثلث مذاهب ‪:‬‬
‫‪474‬‬ ‫‪ -1‬القائلون بالعزل مطلقًا ‪.‬‬
‫‪475‬‬ ‫‪ -2‬القائلون بعدم العزل مطلقًا ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومنهم من فصل ف ذلك ‪:‬‬
‫‪477‬‬ ‫أ‪ -‬من جهة ماهية الفسق ‪.‬‬
‫‪477‬‬ ‫ب‪ -‬من جهة زمان العزل ‪.‬‬

‫‪664‬‬
‫‪479‬‬ ‫الامس ‪ :‬نقص التصرف ‪ :‬وهو على ضربي ‪:‬‬
‫‪479‬‬ ‫أ– الجر ‪.‬‬
‫‪480‬‬ ‫ب‪ -‬القهر وهو على صورتي ‪.‬‬
‫‪480‬‬ ‫الول ‪ :‬السر ‪.‬‬
‫‪481‬‬ ‫الثانية ‪ :‬أن يرج عليه من يستول على المامة بالقوة ‪.‬‬
‫‪482‬‬ ‫السادس ‪ :‬نقص الكفاءة وذلك بص ‪:‬‬
‫‪483‬‬ ‫أ‪ -‬زوال العقل ‪.‬‬
‫‪484‬‬ ‫ب‪ -‬فقد بعض الواس الؤثرة ف الرأي والعمل ‪.‬‬
‫‪485‬‬ ‫جص‪ -‬فقد بعض العضاء الخل فقدها بالعمل أو النهوض ‪.‬‬
‫‪486‬‬ ‫البحث الثان ‪ :‬وسائل العزل ‪:‬‬
‫‪487‬‬ ‫‪ -1‬أن يعزل المام نفسه ‪.‬‬
‫‪488‬‬ ‫‪ -2‬السيف ( القتال والثورة السلحة ) ‪.‬‬
‫‪489‬‬ ‫‪ -3‬الطرق السلمية الخرى ‪.‬‬
‫‪490‬‬ ‫البحث الثالث ‪ :‬الروج على الئمة ‪:‬‬
‫‪491‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬الارجون ‪ :‬وهم أربعة أقسام ‪.‬‬
‫‪492‬‬ ‫‪ -1‬الوارج ‪.‬‬
‫‪493‬‬ ‫‪ -2‬الحاربون ‪.‬‬
‫‪493‬‬ ‫‪ -3‬البغاة ‪.‬‬
‫‪494‬‬ ‫‪ - 4‬أهل الق ‪.‬‬
‫‪499‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬الخروج عليهم وهم ثلثة أقسام ‪:‬‬

‫‪499‬‬ ‫‪ -1‬المام العادل ‪.‬‬


‫‪500‬‬ ‫‪ -2‬الاكم الكافر الرتد ‪.‬‬
‫‪501‬‬ ‫‪ -3‬المام الفسق وفيه مذهبان ‪:‬‬

‫‪665‬‬
‫‪502‬‬ ‫الذهب الول ‪ :‬القائلون بعدم جواز الروج على الئمة الظلمة ‪.‬‬
‫‪504‬‬ ‫الدلة ‪ :‬وهي ‪:‬‬
‫‪504‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬أحاديث المر بالطاعة وعدم نكث البيعة والمر بالصب على جوره ‪.‬‬
‫‪506‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬الحاديث الدالة على تري اقتتال السلمي فيما بينهم وعن القتال ف‬
‫الفتنة ‪.‬‬
‫‪510‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬الحاديث الدالة على أن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ‪.‬‬
‫‪511‬‬ ‫رابعًا ‪ :‬موقف الصحابة الذين وقفوا عن القتال ف الفتنة ‪.‬‬
‫‪513‬‬ ‫خامسًا ‪ :‬صلة الصحابة خلف أئمة الور والبتدعة ‪.‬‬
‫‪514‬‬ ‫سادسًا ‪ :‬تقيق أكمل الصلحتي بتفويت أدناها ‪.‬‬
‫‪517‬‬ ‫سابعًا ‪ :‬تارب السابقي تدل على أن الفت ل تأت بي ‪.‬‬
‫‪518‬‬ ‫الذهب الثان ‪:‬‬
‫‪518‬‬ ‫القائلون بالروج على أئمة الور والظلم ‪.‬‬
‫‪519‬‬ ‫الدلة ‪.‬‬
‫‪519‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬من القرآن الكري ‪.‬‬
‫‪520‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬الحاديث الدالة على وجوب المر بالعروف والنهي عن النكر ‪.‬‬
‫‪523‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬الحاديث الدالة على عزل الظال والورج عليه وكفه عن الظلم ‪.‬‬
‫‪525‬‬ ‫رابعًا ‪ :‬الحاديث الدالة على خطر الئمة الضلي ‪.‬‬
‫‪527‬‬ ‫خام سًا ‪ :‬إجاع العلماء على قتال أي طائ فة امتن عت عن شري عة من شرائع‬
‫السلم ‪.‬‬
‫‪529‬‬ ‫سادسًا ‪ :‬فعل الصحابة والسلف رضوان ال عليهم أجعي ‪.‬‬
‫‪533‬‬ ‫موقف السلف من غيهم ‪.‬‬
‫‪534‬‬ ‫آراء أئمة الذاهب الربعة ‪:‬‬

‫‪666‬‬
‫‪535‬‬ ‫المام أبو حنيفة ‪.‬‬
‫‪535‬‬ ‫المام مالك ‪.‬‬
‫‪536‬‬ ‫المام الشافعي ‪.‬‬
‫‪537‬‬ ‫المام أحد بن حنبل ‪.‬‬
‫‪540‬‬ ‫قصة أحد بن نصر الزاعي ‪.‬‬
‫‪541‬‬ ‫مناقشة أدلة الطرفي ‪:‬‬
‫‪541‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬مناقشة أدلة الذهب الول وهو عدم الروج ‪.‬‬
‫‪544‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬مناقشة أدلة الذهب الثان وهم القائلون بالروج ‪.‬‬
‫‪546‬‬ ‫الرأي الراجح والنتيجة ‪.‬‬
‫‪549‬‬ ‫الفصل الرابع‬
‫موقفهم من تعدد الئمة‬
‫الذاهب ف هذه السألة مذهبان ‪:‬‬
‫‪552‬‬ ‫الول ‪ :‬النع من تعدد الئمة وهم على مذهبي ‪:‬‬
‫‪552‬‬ ‫أ‪ -‬قوم قالوا بالنع مطلقًا وهو مذهب أكثر أهل السنة والماعة ‪.‬‬
‫‪553‬‬ ‫ب‪ -‬قوم قالوا بالنع إل أن يكون هناك مانع كاتساع الرقعة ‪.‬‬
‫‪554‬‬ ‫الثان ‪ :‬القائلون بواز التعدد مطلقًا ‪.‬‬
‫‪555‬‬ ‫الدلة ‪.‬‬
‫‪555‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬أدلة القائلي بنع التعدد ‪.‬‬
‫‪555‬‬ ‫‪ -1‬من الكتاب ‪.‬‬
‫‪556‬‬ ‫‪ -2‬من السنة ‪.‬‬
‫‪558‬‬ ‫‪ -3‬الجاع ‪.‬‬
‫‪559‬‬ ‫‪ -4‬العقول ‪.‬‬

‫‪667‬‬
‫‪560‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬أدلة القائلي بالواز ‪.‬‬
‫‪561‬‬ ‫الواب على هذه الدلة ‪.‬‬
‫‪562‬‬ ‫الترجيح ‪.‬‬
‫‪563‬‬ ‫الكم لو وقع بيعتي ف زمن واحد ‪.‬‬
‫‪565‬‬ ‫الاتة ونتيجة البحث ‪:‬‬
‫الفهارس العامة ‪:‬‬
‫‪573‬‬ ‫أو ًل ‪ :‬فهرست اليات القرآنية ‪.‬‬
‫‪585‬‬ ‫ثانيًا ‪ :‬فهرست الحاديث النبوية والثار ‪.‬‬
‫‪606‬‬ ‫ثالثًا ‪ :‬فهرست العلم الترجم لم ‪.‬‬
‫‪609‬‬ ‫رابعًا ‪ :‬قائمة الراجع والصادر ‪.‬‬
‫‪643‬‬ ‫خامسًا ‪ :‬فهرست الوضوعات العامة ‪.‬‬

‫*****‬

‫‪668‬‬
‫ملحق فهرس اليات والحاديث‬
‫بترتيب لنة تبع الناشر على الشبكة‬
‫بي يدي الفهرس ‪:‬‬
‫‪ -1‬ل ننظر إل ( ال ) التعريف بعي العتبار ‪ .‬فلفظ الناس تد ف حرف النون ‪.‬‬
‫‪ -2‬أيضًا ل ننظر للحرف الشدد باعتباره حرفي ‪ ،‬بل اعتبناه حرفًا واحدًا ‪.‬‬
‫‪ -3‬لفظ الللة ( ال ) اعتبناه ف حرف اللف ث اللم ‪ ،‬وكذا اللهم ‪ ،‬والذي‬
‫والذين ‪.‬‬
‫‪ -4‬المزة الت على الواو أو الياء ل نعتبها هزة ف حرف المزة بل الت على الواو‬
‫تدها ف الواو ‪ ،‬والت على الياء تدها ف الياء ‪.‬‬

‫‪669‬‬
‫أولً‬
‫فهرست اليات القرآنية‬
‫حرف اللف (أ)‬
‫الصفحة‬ ‫الية‬
‫‪، 105‬‬ ‫اتّخَذُواْ َأحْبَا َرهُ ْم َو ُرهْبَاَنهُمْ َأ ْربَابا مّن دُونِ الّلهِ ‪........................‬‬
‫‪389‬‬
‫‪293‬‬ ‫حرَامِ كَمَ ْن آمَنَ بِالّلهِ ‪..........‬‬ ‫ج َوعِمَا َرةَ الْ َمسْجِدِ الْ َ‬ ‫أَ َجعَ ْلتُمْ ِسقَاَيةَ اْلحَا ّ‬
‫‪265‬‬ ‫ا ْجعَلْنِي َعلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ ِإنّي َحفِيظٌ َعلِيمٌ ‪..........................‬‬
‫‪403‬‬ ‫شرُوا الّذِينَ َظلَمُوا وََأ ْزوَا َجهُ ْم ‪.....................................‬‬ ‫احْ ُ‬
‫حكْمَ اْلجَاهِِليّةِ َيْبغُونَ َومَنْ أَ ْحسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َق ْومٍ يُوقِنُو َن ‪106 ، 3 ........‬‬ ‫أَفَ ُ‬
‫‪84‬‬ ‫إِلّ تَن ِفرُوْا ُيعَذّبْكُ ْم عَذَابا أَلِيما ‪.......................................‬‬
‫الّذِينَ إِن مّكّنّاهُ ْم فِي الَْأ ْرضِ َأقَامُوا الصّل َة ‪377 ، 79 ...........................‬‬
‫‪101‬‬ ‫أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِينَ َي ْزعُمُونَ أَّنهُ ْم آمَنُواْ ِبمَا أُنزِلَ إَِلْيكَ ‪...................‬‬
‫إِنّصصصصص أَ ْك َرمَكُمصصصصصْ عِندَ اللّهصصصصصِ َأْتقَاكُمصصصصصْ ‪283 ، 277‬‬
‫‪.........................................‬‬
‫‪106‬‬ ‫إِنّ الّذِينَ ا ْرتَدّوا َعلَى َأدْبَا ِرهِم مّن َبعْ ِد مَا تََبيّنَ َلهُمُ اْلهُدَى ‪..............‬‬
‫‪، 203‬‬ ‫إِنّ الّذِينَ ُيبَاِيعُوَنكَ إِنّمَا يُبَاِيعُونَ الّلهَ ‪..................................‬‬
‫‪217‬‬
‫‪202‬‬ ‫صهُ ْم وََأ ْموَالَهُصصم‬
‫إِنّصص اللّهصصَ ا ْشَترَى مِنصصَ الْ ُم ْؤمِنِيَصص أَنفُسص َ‬
‫‪.........................‬‬
‫‪261‬‬ ‫جسْمِ ‪.................‬‬ ‫إِنّ الّلهَ اصْ َطفَاهُ َعلَيْكُ ْم َوزَا َدهُ َبسْطَ ًة فِي اْل ِعلْ ِم وَالْ ِ‬
‫‪110‬‬ ‫إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُ بِاْلعَدْ ِل وَا ِلحْسَا ِن وَإِيتَاء ذِي اْل ُقرْبَى ‪......................‬‬
‫‪، 110‬‬ ‫إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُكُمْ أَن تُؤدّواْ ا َلمَانَاتِ ِإلَى َأهِْلهَا ‪..........................‬‬
‫‪378‬‬
‫خرَى ‪232 ، 165 ...........................‬‬ ‫أَن َتضِلّ إْحْدَاهُمَا َفتُذَ ّكرَ إِحْدَاهُمَا ا ُل ْ‬

‫‪670‬‬
‫‪93‬‬ ‫إِنِ اْلحُكْمُ إِلّ ِلّلهِ ‪...................................................‬‬
‫‪364 ، 306‬‬ ‫ج ْرتَ الْقَ ِويّ اْلَأمِيُ ‪...............................‬‬
‫ِإنّ َخيْرَ َمنِ ا ْسَتأْ َ‬
‫‪303‬‬ ‫ستَْيقِِنيَ ‪.................................‬‬
‫إِن نّظُنّ إِل َظنّا َومَا نَحْ ُن بِمُ ْ‬
‫‪115‬‬ ‫إِ ّن هَ ِذهِ ُأمّتُكُمْ ُأمّ ًة وَاحِ َدةً ‪.........................................‬‬
‫‪80‬‬ ‫إِنّا أَنزَلْنَا التّوْرَاةَ فِيهَا ُهدًى وَنُورٌ ‪.......................................‬‬
‫‪80‬‬ ‫صصصَ‬
‫ص َلحَافِظُونص‬
‫صص ُ‬
‫صصص لَهص‬
‫ص نَ ّزلْنَصصصا الذّكْ َر وَإِنّاص‬
‫صص ُ‬
‫صصص َنحْنص‬
‫إِنّاص‬
‫‪.....................................‬‬
‫‪84‬‬ ‫اْنفِرُواْ ِخفَافا َوِثقَالً ‪..................................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫ك مَّيتٌ وَِإّنهُم مّيّتُونَ ‪.............................................‬‬ ‫إِّن َ‬
‫‪364‬‬ ‫إِّنكَ الَْي ْومَ لَدَْينَا مِ ِكيٌ َأ ِميٌ ‪..........................................‬‬
‫‪197‬‬ ‫أَنّمَا َأ ْموَالُكُ ْم وََأوْلدُكُمْ فِْتنَ ٌة ‪.........................................‬‬
‫‪، 398‬‬ ‫س َعوْنَ فِي ا َل ْرضِ فَسَادا ‪......‬‬
‫إِنّمَا َجزَاء الّذِينَ يُحَارِبُونَ الّلهَ َورَسُوَل ُه وََي ْ‬
‫‪493‬‬
‫‪، 338‬‬ ‫إِنّمَا الصّدَقَاتُ ِل ْل ُفقَرَاء وَالْ َمسَا ِكيِ ‪...................................‬‬
‫‪353‬‬
‫‪106‬‬ ‫إِنّمَا كَانَ َقوْلَ الْ ُم ْؤمِِنيَ ِإذَا ُدعُوا ِإلَى الّلهِ َورَسُوِلهِ ِليَحْكُ َم بَيَْنهُمْ ‪........‬‬
‫‪116‬‬ ‫إِنّمَا الْ ُم ْؤمِنُونَ إِ ْخ َوةٌ ‪................................................‬‬
‫‪293‬‬ ‫إِنّمَا َيعْ ُمرُ مَسَاجِدَ الّلهِ مَ ْن آمَنَ بِالّلهِ وَالَْي ْومِ ال ِخرِ ‪.....................‬‬
‫‪364‬‬ ‫إِّنهُ َل َقوْ ُل رَسُولٍ َكرِيٍ ‪...............................................‬‬
‫حرف التاء (ت )‬
‫‪543‬‬ ‫ت وَلَكُم مّا كَسَْبتُ ْم ‪....................‬‬
‫ِت ْلكَ ُأمّ ٌة قَدْ َخَلتْ َلهَا مَا َكسََب ْ‬
‫حرف الاء (خ)‬
‫‪، 339‬‬ ‫خُ ْذ مِنْ َأ ْموَاِلهِ ْم صَدََق ًة ‪..............................................‬‬
‫‪342‬‬

‫‪671‬‬
‫حرف الراء (ر)‬
‫‪265‬‬ ‫َربّ ا ْغفِرْ لِي َو َهبْ لِي مُلْكا ل يَنَبغِي لِأَحَ ٍد مّنْ َبعْدِي ‪.................‬‬
‫‪، 164‬‬ ‫ضهُ ْم عَلَى َب ْعضٍ ‪...........‬‬
‫الرّجَالُ َقوّامُونَ عَلَى النّسَاء بِمَا َفضّلَ الّلهُ َب ْع َ‬
‫‪244‬‬
‫حرف الفاء ( ف )‬
‫‪54‬‬ ‫فَآمِنُواْ بِالّلهِ َورَسُوِلهِ النّبِيّ ا ُلمّ ّي ‪.....................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫ح ّق ‪......‬‬
‫فَاحْكُم َبيَْنهُم بِمَا أَنزَلَ الّل ُه وَلَ تَتّبِعْ َأ ْهوَاءهُمْ عَمّا جَاء َك مِنَ الْ َ‬
‫‪536‬‬ ‫س شَدِيدٍ ‪..........‬‬ ‫فَِإذَا جَاء َوعْدُ أُولهُمَا َبعَثْنَا َعلَيْكُ ْم ِعبَادا لّنَا ُأوْلِي بَ ْأ ٍ‬
‫‪452‬‬ ‫فَاسْأَلُواْ َأهْ َل الذّ ْكرِ إِن كُنتُمْ لَ َتعْلَمُونَ ‪...............................‬‬
‫‪442‬‬ ‫فَا ْعتَِبرُوا يَا أُولِي الْبصَارِ ‪............................................‬‬
‫يءٍ َف ُردّوهُ ِإلَى الّلهِ وَالرّسُولِ ‪، 137 ، 96 ........................‬‬ ‫فَإِن تَنَا َزعْتُ ْم فِي شَ ْ‬
‫‪383‬‬
‫‪، 423‬‬ ‫َفبِمَا رَحْمَ ٍة مّ َن اللّ هِ لِن تَ َلهُ ْم وََلوْ كُن تَ فَظّا غَلِي ظَ اْلقَلْ بِ لَن َفضّوْا مِ نْ‬
‫‪444‬‬ ‫َحوِْلكَ ‪............................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫َفقَاِتلُواْ َأئِمّ َة الْ ُك ْفرِ ِإّنهُمْ لَ أَيْمَا َن َلهُمْ ‪.................................‬‬
‫جرَ َبيَْنهُمْ ‪، 102 ، 96 .................‬‬ ‫حكّمُوكَ فِيمَا شَ َ‬ ‫ل َورَّبكَ لَ ُي ْؤمِنُونَ َحتّىَ يُ َ‬ ‫فَ َ‬
‫‪441‬‬
‫‪54‬‬ ‫َفلَمّا َقضَى زَيْ ٌد مّْنهَا وَطَرا ‪...........................................‬‬
‫حيَاةِ الدّنْيَا ‪444 ، 424 ..............................‬‬ ‫ع الْ َ‬ ‫فَمَا أُوتِيتُم مّن شَ ْيءٍ فَمَتَا ُ‬
‫‪450‬‬ ‫فَمَنِ اعْتَدَى َعلَيْ ُكمْ فَاعْتَدُوْا عََلْيهِ ِبمِثْ ِل مَا ا ْعتَدَى َعلَيْكُ ْم ‪...............‬‬
‫‪101‬‬ ‫ت وَُي ْؤمِن بِالّلهِ ‪...................................‬‬ ‫فَمَ ْن يَ ْك ُفرْ بِالطّاغُو ِ‬
‫حرف القاف (ق)‬
‫‪349‬‬ ‫قَاتِلُواْ الّذِينَ لَ ُي ْؤمِنُونَ بِالّل ِه وَلَ بِاْلَي ْومِ ال ِخ ِر ‪..........................‬‬
‫‪247‬‬ ‫قَا َل ا ْجعَ ْلنِي عَلَى َخزَآئِنِ ا َل ْرضِ ‪....................................‬‬

‫‪672‬‬
‫‪، 30‬‬ ‫ص ِإمَاما قَا َل وَمِصن ُذرّيّتِصي قَالَ َل يَنَا ُل َعهْدِي‬
‫ص لِلنّاس ِ‬
‫قَالَ ِإنّيص جَاعِلُك َ‬
‫‪، 198‬‬ ‫الظّالِ ِميَ ‪..........................................................‬‬
‫‪، 252‬‬
‫‪520‬‬
‫‪265‬‬ ‫قَا َل َربّ ا ْغ ِفرْ لِي َو َهبْ لِي ُملْكا ل يَنَبغِي لِأَحَ ٍد مّ ْن َبعْدِي ‪.............‬‬
‫‪242‬‬ ‫قُلْ إِن كَا َن لِلرّحْمَ ِن وََلدٌ فَأَنَا َأوّ ُل اْلعَابِدِينَ ‪...........................‬‬
‫‪82‬‬ ‫قُ ْل هَص ِذهِ سَبِيلِي َأ ْدعُو إِلَى الّل ِه عَلَى َبصِ َيةٍ َأنَ ْا َومَنِ اتَّبعَنِي ‪.............‬‬
‫‪247‬‬ ‫قُ ْل هَ ْل يَسَْتوِي الّذِينَ َي ْعلَمُونَ وَالّذِينَ ل َيعْلَمُو َن ‪......................‬‬
‫حروف الكاف (ك)‬
‫‪68‬‬ ‫سهِ الرّحْ َم َة ‪......................................‬‬ ‫ب عَلَى َنفْ ِ‬
‫كََت َ‬
‫‪84‬‬ ‫ب عََليْكُمُ اْلقِتَا ُل َو ُهوَ ُك ْرهٌ لّكُمْ ‪...................................‬‬
‫كُِت َ‬
‫‪372‬‬ ‫ع َو َمقَامٍ َكرِ ٍي ‪.....................‬‬
‫ت َوعُيُونٍ َو ُزرُو ٍ‬
‫كَمْ َترَكُوا مِن َجنّا ٍ‬
‫‪360‬‬ ‫كَيْ ل يَكُو َن دُوَلةً بَيْ َن ا َلغِْنيَاء مِنكُ ْم ‪...............................‬‬
‫حرف اللم (ل)‬
‫‪234‬‬ ‫خ ِذ الْ ُم ْؤمِنُونَ اْلكَافِرِينَ َأوِْليَاء ‪............................‬‬
‫ل يَتّ ِ‬
‫‪68‬‬ ‫ل يُسَْأ ُل عَمّا َي ْفعَلُ َوهُ ْم يُسْأَلُونَ ‪.....................................‬‬
‫صرَائِيلَ ‪، 521 ، 91‬‬
‫صص ْ‬‫صصصَ َكفَرُوْا مِصصصن بَنِصصصي إِسص‬ ‫لُعِنصصصصَ الّذِينص‬
‫‪522‬‬
‫‪...................................‬‬
‫‪48‬‬ ‫ت ‪..........................................‬‬ ‫َلقَدْ َأرْسَ ْلنَا رُ ُسلَنَا بِالَْبيّنَا ِ‬
‫ج َرةِ ‪315 ، 203‬‬
‫ص عَنصصِ الْ ُم ْؤمِنِيَص ِإذْ ُيبَاِيعُونَكصصَ َتحْتصصَ الشّ َ‬ ‫َلقَ ْد َرضِيصصَ اللّهصُ‬
‫‪................‬‬
‫حرف اليم (م)‬
‫‪355‬‬ ‫مّا أَفَاء الّلهُ َعلَى رَسُوِل ِه مِنْ َأ ْهلِ اْل ُقرَى ‪..............................‬‬

‫‪673‬‬
‫‪432‬‬ ‫خنَ فِي ا َل ْرضِ ‪................‬‬
‫مَا كَانَ لَِنبِيّ أَن يَكُونَ َلهُ أَ ْسرَى حَتّى يُثْ ِ‬
‫‪94‬‬ ‫ب مِن شَ ْيءٍ ‪......................................‬‬ ‫مّا َفرّطْنَا فِي الكِتَا ِ‬
‫‪68‬‬ ‫مَا قَ َدرُوْا الّلهَ حَ ّق قَ ْد ِرهِ ‪............................................‬‬

‫حرف الاء (هـ)‬


‫‪120‬‬ ‫ُهوَ أَنشَأَكُم مّ َن ا َل ْرضِ وَاسَْتعْ َمرَكُمْ فِيهَا ‪.............................‬‬
‫حرف الواو (و)‬
‫‪242‬‬ ‫وَآتُواْ الْيَتَامَى َأ ْموَاَلهُمْ ‪...............................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫وَاتَّبعُوْا مَا تَْتلُوْا الشّيَا ِطيُ َعلَى مُ ْلكِ سَُليْمَانَ ‪..........................‬‬
‫‪362‬‬ ‫وَا ْجعَل لّي َوزِيرا مّنْ َأهْلِي هَارُونَ أَخِي ‪..............................‬‬
‫‪30‬‬ ‫وَا ْج َعلْنَا ِللْمُّت ِقيَ ِإمَاما ‪...............................................‬‬
‫‪82‬‬ ‫شرِ ِكيَ ‪............................‬‬ ‫ك وَل تَكُونَ ّن مِنَ الْ ُم ْ‬ ‫وَادْعُ إِلَى رَّب َ‬
‫‪198‬‬ ‫وَِإذِ اْبتَلَى ِإْبرَاهِي َم َرّبهُ ِبكَلِمَاتٍ ‪......................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫وَِإذْ قَا َل رَّبكَ ِللْمَلَئِ َكةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي ا َل ْرضِ خَلِيفَةً ‪..................‬‬
‫‪110‬‬ ‫وَِإذَا ُقلْتُ ْم فَاعْدِلُوْا وََلوْ كَا َن ذَا ُقرْبَى ‪..................................‬‬
‫‪116‬‬ ‫وَاذْ ُكرُواْ ِنعْ َمتَ الّلهِ َعلَيْكُمْ ِإذْ كُنتُمْ َأعْدَاء فَأَلّفَ بَْينَ قُلُوبِكُمْ ‪...........‬‬
‫‪362‬‬ ‫شيّ ‪.................‬‬ ‫ك مَعَ الّذِينَ يَ ْدعُو َن رَّبهُم بِاْلغَدَا ِة وَاْلعَ ِ‬
‫س َ‬ ‫وَاصِْبرْ َنفْ َ‬
‫‪555‬‬ ‫وَأَطِيعُواْ الّل َه َورَسُوَلهُ وَ َل تَنَا َزعُوْا فََتفْشَلُواْ ‪............................‬‬
‫‪، 115‬‬ ‫وَاعَْتصِمُوْا بِحَْبلِ الّلهِ جَمِيعا وَلَ َت َفرّقُوا ‪........................‬‬
‫‪555‬‬
‫‪354‬‬ ‫س ُه وَلِلرّ سُولِ َولِذِي اْل ُقرْبَى‬
‫وَاعَْلمُواْ أَنّمَا َغنِمْتُم مّ ن َش ْيءٍ فَأَنّ لِلّ هِ خُمُ َ‬
‫ي ‪................................................‬‬ ‫وَاْليَتَامَى وَالْمَسَا ِك ِ‬
‫‪211‬‬ ‫وَالّذِي َن آمَنُوْا وَلَمْ ُيهَا ِجرُوْا مَا لَكُم مّن وَلَيَِتهِم مّن شَ ْيءٍ َحتّى ُيهَا ِجرُواْ ‪..‬‬
‫‪396‬‬ ‫صرُونَ ‪...............................‬‬ ‫وَالّذِينَ ِإذَا َأصَاَبهُ ُم الَْبغْ ُي هُ ْم يَنَت ِ‬

‫‪674‬‬
‫‪395‬‬ ‫ك ‪...............‬‬
‫وَْأ ُمرْ بِالْ َم ْعرُوفِ وَاْنهَ عَ ِن الْمُن َكرِ وَاصِْب ْر عَلَى مَا َأصَاَب َ‬
‫‪461‬‬ ‫وَإِن تُطِعْ أَ ْكَثرَ مَن فِي ا َل ْرضِ ُيضِلّو َك عَن سَبِيلِ الّلهِ ‪...................‬‬
‫‪، 519 ، 494‬‬
‫وَإِن طَاِئفَتَا ِن مِ َن الْ ُم ْؤمِِنيَ ا ْقتََتلُوا فََأصِْلحُوا َبيَْنهُمَا ‪.....................‬‬
‫‪544‬‬
‫‪27‬‬ ‫وَإِّنهُمَا َلبِِإمَامٍ مِّبيٍ ‪.................................................‬‬
‫‪210‬‬ ‫وََأوْفُوْا ِب َعهْدِ الّلهِ ِإذَا عَاهَدتّمْ ‪.........................................‬‬
‫‪210‬‬ ‫سؤُولً ‪................................‬‬
‫وََأوْفُوْا بِاْل َعهْدِ إِنّ اْل َعهْدَ كَا َن مَ ْ‬
‫‪، 397‬‬ ‫وََتعَاوَنُوْا َعلَى الْ ّب وَالّت ْقوَى ‪..........................................‬‬
‫‪520‬‬
‫‪31‬‬ ‫صرُونَ ‪...............‬‬ ‫وَ َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَ ْدعُونَ إِلَى النّا ِر وََي ْومَ اْلقِيَامَةِ لَا يُن َ‬
‫‪30‬‬ ‫وَ َجعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً َيهْدُونَ بَِأ ْمرِنَا ‪.......................................‬‬
‫‪485‬‬ ‫حيَ ‪.................................‬‬ ‫وَسَيّدا وَ َحصُورا وَنَِبيّا مّنَ الصّاِل ِ‬
‫‪247‬‬ ‫ب ‪.......................‬‬ ‫وَشَ َددْنَا مُ ْل َكهُ وَآتَْينَاهُ اْلحِكْمَ َة وََفصْ َل الْخِطَا ِ‬
‫‪83‬‬ ‫وَقَاتِلُوهُمْ َحتّى لَ تَكُونَ ِفتَْن ٌة وَيَكُونَ الدّينُ ِلّلهِ ‪........................‬‬
‫‪247‬‬ ‫وَقَالَ َلهُ ْم نَبِّيهُمْ إِ ّن الّلهَ َقدْ َب َعثَ َلكُمْ طَالُوتَ َملِكا ‪....................‬‬
‫‪40‬‬ ‫حكْمَةَ َوعَلّ َم ُه مِمّا َيشَاءُ ‪.......‬‬ ‫ك وَالْ ِ‬ ‫وَقََتلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ الّلهُ الْ ُم ْل َ‬
‫‪245‬‬ ‫وََقرْنَ فِي بُيُوتِ ُكنّ ‪...................................................‬‬
‫‪113‬‬ ‫وَكَذَِلكَ أَخْ ُذ رَّبكَ ِإذَا أَ َخذَ اْل ُقرَى َوهِيَ ظَالِ َم ٌة ‪.......................‬‬
‫‪374‬‬ ‫وَكَذَِلكَ ُنوَلّي َبعْضَ الظّالِ ِميَ َبعْضا بِمَا كَانُواْ يَ ْكسِبُو َن ‪................‬‬
‫‪253‬‬ ‫ض وَل ُيصْلِحُو َن ‪......‬‬ ‫سرِِفيَ الّذِينَ ُيفْسِدُو َن فِي ا َل ْر ِ‬ ‫وَل تُطِيعُوا َأمْرَ الْمُ ْ‬
‫‪، 116‬‬ ‫وَلَ تَكُونُواْ كَالّذِينَ َت َفرّقُوْا وَاخَْتَلفُواْ ‪..................................‬‬
‫‪555‬‬
‫‪65‬‬ ‫وَلَ تُ ْلقُوْا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الّت ْهلُكَةِ ‪.......................................‬‬
‫‪116‬‬ ‫شلُواْ ‪................................................‬‬ ‫وَلَ تَنَا َزعُواْ فََتفْ َ‬
‫‪237‬‬ ‫س َفهَاء َأ ْموَالَكُ ُم الّتِي َجعَلَ الّلهُ لَكُمْ ِقيَاما ‪...................‬‬
‫وَلَ ُتؤْتُواْ ال ّ‬

‫‪675‬‬
‫‪390‬‬ ‫وَلَ يَتّخِذَ َب ْعضُنَا َبعْضا َأرْبَابا مّن دُونِ الّلهِ ‪............................‬‬
‫‪111‬‬ ‫ج ِرمَنّكُ ْم شَنَآنُ َق ْو ٍم عَلَى َألّ َتعْدِلُوْا اعْدِلُواْ ‪.......................‬‬ ‫وَلَ يَ ْ‬
‫‪521‬‬ ‫وَلْتَكُن مّنكُمْ ُأمّةٌ َي ْدعُونَ ِإلَى اْلخَْي ِر ‪..................................‬‬
‫‪511‬‬ ‫ض ّرعُو َن ‪.............‬‬
‫وََلقَدْ أَخَ ْذنَاهُم بِاْلعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا ِل َرّبهِمْ َومَا َيَت َ‬
‫‪461‬‬ ‫وَلَكِ ّن أَ ْكَثرَ النّاسِ ل ُي ْؤمِنُو َن ‪........................................‬‬
‫‪450‬‬ ‫وَلَمَن صََب َر َو َغ َفرَ إِ ّن ذَِلكَ لَمِ ْن َع ْزمِ ا ُلمُورِ ‪...........................‬‬
‫‪، 163 ، 42‬‬ ‫جعَ َل الّلهُ ِللْكَاِفرِي َن عَلَى الْ ُم ْؤمِِنيَ سَبِيلً ‪.........................‬‬ ‫وَلَن يَ ْ‬
‫‪، 234 ، 226‬‬
‫‪468‬‬
‫‪، 162‬‬ ‫ستَنِبطُوَنهُ مِْنهُمْ‬
‫وََل ْو َردّوهُ إِلَى الرّسُو ِل وَإِلَى ُأوْلِي ا َل ْمرِ مِْنهُمْ َل َعلِ َمهُ الّذِينَ يَ ْ‬
‫‪385‬‬
‫‪54‬‬ ‫َومَا آتَاكُ ُم الرّسُو ُل فَخُذُوهُ َومَا َنهَا ُكمْ َعْنهُ فَانَتهُوا ‪.....................‬‬
‫‪137‬‬ ‫َومَا اخَْتَلفْتُمْ فِيهِ مِن َش ْيءٍ َفحُكْ ُمهُ إِلَى الّل ِه ‪............................‬‬
‫‪352‬‬ ‫ب ‪...‬‬
‫َومَا َأفَاء الّلهُ عَلَى رَسُوِلهِ مِْنهُ ْم فَمَا َأوْ َجفْتُ ْم َعلَْيهِ مِ ْن خَيْ ٍل وَل رِكَا ٍ‬
‫‪461‬‬ ‫س وََلوْ َح َرصْتَ بِ ُم ْؤمِِنيَ ‪...............................‬‬ ‫َومَا أَ ْكَثرُ النّا ِ‬
‫‪، 100‬‬ ‫جنّ وَالْإِنسَ إِل ِلَيعْبُدُونِ ‪................................‬‬ ‫َومَا خََل ْقتُ الْ ِ‬
‫‪333‬‬
‫‪462‬‬ ‫وَمَا كَا نَ لِ ُم ْؤمِ ٍن وَل ُمؤْمَِنةٍ ِإذَا قَضَى اللّ ُه َورَ سُوُلهُ َأمْرا أَن يَكُو نَ َلهُ مُ‬
‫اْلخَِي َر ُة مِنْ َأ ْم ِرهِمْ ‪..................................................‬‬
‫‪84‬‬ ‫َومَا كَانَ الْ ُم ْؤمِنُونَ ِليَن ِفرُواْ كَآفّةً ‪.....................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫َومَا مُحَمّدٌ إِ ّل َرسُولٌ قَدْ َخَلتْ مِن َقبِْلهِ الرّسُلُ ‪........................‬‬
‫‪461‬‬ ‫َومَا يَتّبِعُ أَكَْث ُرهُمْ إِلّ ظَنّا ‪............................................‬‬
‫‪455‬‬ ‫َومَنْ َأحْسَ ُن مِنَ الّلهِ حُكْما ّل َقوْمٍ يُوِقنُونَ ‪..............................‬‬
‫‪102‬‬ ‫َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الظّاِلمُونَ ‪..................‬‬
‫‪102‬‬ ‫َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم اْلفَا ِسقُونَ ‪..................‬‬

‫‪676‬‬
‫‪، 102‬‬ ‫َومَن لّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَ َل الّلهُ فَُأ ْولَصِئكَ هُ ُم الْكَاِفرُونَ ‪..................‬‬
‫‪، 105‬‬
‫‪208‬‬
‫‪216‬‬ ‫َومَن يََتوَّلهُم مّنكُ ْم فَإِّن ُه مِْنهُمْ ‪........................................‬‬
‫‪333‬‬ ‫ض ‪...........................‬‬ ‫ضهُمْ َأوْلِيَاء َبعْ ٍ‬‫وَالْ ُم ْؤمِنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَاتُ َبعْ ُ‬
‫‪31‬‬ ‫جعََلهُمُ اْلوَارِِثيَ ‪....................................‬‬ ‫جعََلهُمْ َأئِمّ ًة وََن ْ‬
‫وَنَ ْ‬
‫‪94‬‬ ‫وََنزّلْنَا َعلَْيكَ الْكِتَابَ ِتبْيَانا لّكُ ّل شَ ْيءٍ ‪................................‬‬
‫‪439‬‬ ‫جوَاكُ ْم صَدَقَةً ‪..‬‬
‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوا ِإذَا نَاجَْيتُمُ الرّسُولَ َفقَ ّدمُوا َبيْنَ يَ َديْ نَ ْ‬
‫‪88‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ اصِْبرُواْ َوصَاِبرُواْ ‪..................................‬‬
‫‪، 235 ، 162‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ أَطِيعُوْا الّلهَ وَأَطِيعُوْا الرّسُو َل وَُأوْلِي ا َل ْمرِ مِنكُمْ‬
‫‪، 382 ، 378‬‬
‫‪459 ، 386‬‬ ‫‪.......‬‬
‫‪253‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ ِبنَبٍَأ فَتََبيّنُوا ‪.......................‬‬
‫‪210‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ َأوْفُواْ بِاْل ُعقُودِ ‪.....................................‬‬
‫‪521‬‬ ‫ضرّكُم مّن ضَلّ ِإذَا اهْتَدَْيتُمْ ‪......‬‬ ‫سكُمْ لَ َي ُ‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُوْا عََليْكُمْ أَنفُ َ‬
‫‪362‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا بِطَاَن ًة مّن دُونِكُمْ ‪.......................‬‬
‫‪234‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الْكَاِفرِينَ َأوِْليَاء مِن دُونِ الْ ُم ْؤمِِنيَ ‪........‬‬
‫‪236‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتتّخِذُوْا الَْيهُو َد وَالّنصَارَى َأوْلِيَاء ‪.................‬‬
‫‪365‬‬ ‫يَا َأّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ لَ َتخُونُوْا الّل َه وَالرّسُولَ ‪...........................‬‬
‫‪117‬‬ ‫يَا َأّيهَا النّاسُ إِنّا خََلقْنَاكُم مّن ذَ َك ٍر وَأُنثَى ‪.............................‬‬
‫‪448‬‬ ‫يَا َأّيهَا النّبِ ّي اتّ ِق الّلهَ ‪................................................‬‬
‫‪384 ، 200‬‬ ‫يَا َأّيهَا النّبِيّ ِإذَا جَاءكَ اْل ُم ْؤمِنَاتُ يُبَاِيعَْنكَ ‪.............................‬‬
‫يَا َأّيهَا النّبِيّ ِإذَا طَّلقْتُ ُم النّسَاء ‪449 ، 17 ........................................‬‬
‫‪448‬‬ ‫يَصصصصا َأيّهَصصصصا النّبِيّصصصص جَاهِدِ اْل ُكفّارَ وَالْمُنَاِفقِيَصصصص‬
‫‪.................................‬‬

‫‪677‬‬
‫‪، 111‬‬ ‫يَا دَاوُودُ إِنّا َجعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ا َل ْرضِ فَا ْحكُم بَْينَ النّاسِ بِاْلحَقّ ‪........‬‬
‫‪392 ، 367‬‬
‫‪354‬‬ ‫ك عَنِ الَنفَالِ قُلِ الَنفَالُ ِلّلهِ وَالرّسُولِ ‪........................‬‬
‫يَسَْألُوَن َ‬
‫‪68‬‬ ‫ُيضِ ّل مَن يَشَا ُء وََيهْدِي مَن يَشَاءُ ‪.....................................‬‬
‫اْلَي ْومَ أَ ْكمَ ْلتُ لَكُ ْم دِينَكُمْ ‪، 94 ، 93 ...........................................‬‬
‫‪96‬‬

‫‪%‬‬
‫فهرس الحاديث والثار‬
‫حرف اللف (أ)‬
‫الصفحة‬ ‫طرف الديث‬
‫‪208‬‬ ‫أبايعك على سنة ال ور سوله والليفتي من بعده (قول ع بد الرح ن بن‬
‫عوف‬
‫‪201‬‬ ‫أبايعكم على أن تنعون ما تنعون منه نساءكم وأبناءكم ‪.‬‬
‫‪107‬‬ ‫أبغض الناس إل ال ثلثة ‪.‬‬
‫‪317‬‬ ‫أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل النة ‪.‬‬
‫‪152‬‬ ‫أتعلو نه إلّ وال عليّ أن ل آلو عن أفضل كم ؟ قالوا ‪ :‬ن عم ( من قول‬
‫عبد الرحن بن عوف ‪.‬‬
‫‪438‬‬ ‫اجعوا له العابد من أمت ث اجعلوه بينكم شورى ‪.‬‬
‫‪411‬‬ ‫ل عيوب ( من قول عمر ) ‪.‬‬ ‫أحب الناس إلّ من رفع إ ّ‬
‫‪348‬‬ ‫احلف لم وأكذبم ول تعطهم شيئًا ( من قول الثوري ) ‪.‬‬

‫‪526‬‬ ‫أخوف ما أخاف على أمت الئمة الضلي ‪.‬‬


‫‪186 ، 130‬‬ ‫ادعي ل أباك وأخاك حت أكتب كتابًا ‪.‬‬

‫‪678‬‬
‫‪346‬‬ ‫ادفعها إليهم فإن رسول ال أمرنا أن ندفعها إليهم ( من قول الغية بن‬
‫شعبة ) ‪.‬‬
‫‪346‬‬ ‫ادفعوا صدقاتكم إل من وله ال أمركم ( من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫إذا ابتغى المي الريبة ف الناس أفسدهم ‪.‬‬
‫‪363‬‬ ‫إذا أراد ال بالمي خيًا جعل له وزير صدق ‪.‬‬
‫‪507‬‬ ‫إذا التقا السلمان بسيفيهما فالقاتل والقتول ف النار ‪.‬‬
‫‪556 ، 207‬‬ ‫إذا بويع لليفتي فاقتلوا الخر منهما ‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫إذا خرج ثلثة ف سفر فليؤمروا أحدهم ‪.‬‬
‫‪523 ، 410‬‬ ‫إذا رأيتم أمت تاب الظال أن تقول له إنك أنت ظال فقد تودع منها ‪.‬‬
‫‪402‬‬ ‫إذا رأيتم القارئ يب الغنياء فهو صاحب دنيا ‪ ،‬وإذا رأيتموه يلزم السلطان‬
‫فهو لص ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪365‬‬ ‫إذا ضيعت المانة فانتظر الساعة ‪.‬‬
‫‪369‬‬ ‫أرأيتم إن استعملت عليكم خي ما أعلم ث أمرته بالعدل أقضيت ما علي؟(من‬
‫قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪278‬‬ ‫أربع من أمت من أمر الاهلية ل يتركونن ‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫ارجع فقد بايعتك ‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫أرضوا مصدقيكم ‪.‬‬
‫‪434‬‬ ‫استرشدوا العاقل ترشدوا ول تعصوه فتندموا ‪.‬‬
‫‪286‬‬ ‫استقيموا لقريش ما استقاموا لكم ‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫أسرعوا بالنازة‬
‫‪323‬‬ ‫اسكن أحد فليس عليك إل نب وصديق وشهيدان ‪.‬‬
‫‪380‬‬ ‫اسع وأطع ولو لبشي كأن رأسه زبيبة ‪.‬‬
‫‪، 264 ، 229‬‬ ‫اسعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي ‪.‬‬
‫‪، 373 ، 366‬‬
‫‪458‬‬
‫‪526‬‬ ‫أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتله نب أو قتل نبيًا ‪.‬‬

‫‪679‬‬
‫‪، 147‬‬ ‫أطيعون ما أطعت ال ورسوله ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪، 207‬‬
‫‪395‬‬
‫‪524‬‬ ‫ل فلم يض لمري أن تعلوا مكانه من يض لمري‬ ‫أعجزت إذا بعثت رج ً‬
‫‪339‬‬ ‫أعْلمهم أن ال افترض عليهم ف أموالم صدقة ‪.‬‬
‫‪282‬‬ ‫أف عن معادن العرب ت سألون ؟ خيار هم ف الاهل ية خيار هم ف ال سلم إذا‬
‫فقهوا‬
‫‪131 ، 126‬‬ ‫اقتدوا باللذين من بعدي ‪.‬‬
‫هامش ‪129‬‬ ‫أ ْقرَأْنَا أُبَ ّي ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪488‬‬ ‫أقيلون أقيلون قالوا ‪ :‬ل وال ل نقيلك ول نستقيلك (من قول أب بكر )‬
‫‪90‬‬ ‫أقيموا حدود ال ف القريب والبعيد ‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫أل أستحي من رجل تستحي منه اللئكة‬
‫‪380‬‬ ‫إل أن تروا كفرًا بواحًا ‪.‬‬
‫‪325‬‬ ‫أل ترضى أن تكون من بنلة هارون من موسى‬
‫‪225‬‬ ‫أل من ول عل يه وآل فرآه يأ ت شيئًا من مع صية ال فليكره ما يأ ت من‬
‫معصية ال ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫اللهم أنت الصاحب ف السفر ‪.‬‬
‫‪370‬‬ ‫اللهم من ول من أمر أمت شيئًا فشق عليهم فأشقق عليه ‪.‬‬
‫‪389‬‬ ‫ألي سوا يرمون ما أحل ال فتحرمو نه ويلون ما حرم ال فتحلونه قال ‪:‬‬
‫قلت بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فتلك عبادتم ‪.‬‬
‫‪106‬‬ ‫أليسوا يلون لكم ما حرم ال فتحلونه ؟‬
‫‪335 ، 31‬‬ ‫المام العظم الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته ‪.‬‬
‫‪171‬‬ ‫امدد يدك أبايعك فيقول الناس عم رسول ال بايع ابن أخيه ( من قول العباس‬
‫‪346‬‬ ‫أمرون جيعًا أن أدفعها إل السلطان ما اختلف علي منهم أحد ( من قول أب‬
‫صال ) ‪.‬‬

‫‪680‬‬
‫‪206‬‬ ‫أمهلوا فإن حدث ب حدث فليصلّ بالناس صهيب ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪487‬‬ ‫إن ابن هذا سيد ولعل ال أن يصلح به فئتي من السلمي ‪.‬‬
‫‪276‬‬ ‫إن أدركن أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪،160 ،134‬‬ ‫إن أستخلف فقد استخلف من هو خي من ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫‪، 117‬‬ ‫إن ال أذهب عنكم ِعبّية الاهلية وفخرها بالباء ‪.‬‬
‫‪278‬‬
‫‪، 267‬‬ ‫إن ال اصطفى كنانة من ولد إساعيل ‪.‬‬
‫‪، 283‬‬
‫‪294‬‬
‫‪314‬‬ ‫إن ال بعثن إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق ‪.‬‬
‫‪112‬‬ ‫إن ال ليملي للظال حت إذا أخذه ل يفلته ‪.‬‬
‫‪363‬‬ ‫إن ال ل يبعث نبيًا إل وله بطانتان ‪.‬‬
‫‪510‬‬ ‫إن ال يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر أو بأقوام ل خلق لم ‪.‬‬
‫‪473‬‬ ‫إن أمر عليكم عبد فاسعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب ال ‪.‬‬
‫‪316‬‬ ‫إن أهل الدرجات العلى لياهم من تتهم كما ترون النجم الطالع ف أفق‬
‫السماء ‪.‬‬
‫‪522‬‬ ‫إن أول ما دخل النقص على بن إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل ‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫إن بن إسرائيل لا وقع فيهم النقص كان الرجل يرى أخاه على الذنب ‪.‬‬
‫‪457‬‬ ‫أن تشاور ذا رأي ث تطيعه‬
‫‪، 135‬‬ ‫إن تؤمروا أبا بكر تدوه أمينًا زاهدًا ف الدنيا راغبًا ف الخرة ‪.‬‬
‫‪160‬‬
‫‪509‬‬ ‫إن خليلي وابصن عمصك عهصد إلّي إذا اختلف الناس أن أتذص سصيفًا مصن‬
‫خشب ( من قول اهبان بن صيفي ) ‪.‬‬
‫‪394‬‬ ‫إن رسول ال ما انتقم قط إل أن تنتهك حرمات ال ‪.‬‬

‫‪681‬‬
‫‪371‬‬ ‫إن شر الرعاء الطمة ‪.‬‬
‫‪353‬‬ ‫إن الصدقة ل تنبغي لل ممد إنا هي أوساخ الناس ‪.‬‬
‫‪530‬‬ ‫إن عائشة قد سارت إل البصرة وال إنا لزوجة نبيكم ف الدنيا والخرة‬
‫( من قول عمار ) ‪.‬‬
‫‪143‬‬ ‫إن عليّا بايع أبا بكر بعد وفاة فاطمة ‪.‬‬
‫‪40 ، 39‬‬ ‫إن عمر بن الطاب سأل عن الفرق بي اللفة واللك ( قول سلمان )‬
‫‪238‬‬ ‫إن القلم رفع عن ثلثة ‪.‬‬
‫‪430‬‬ ‫إن القوم إذا شاور بعضهصم بعضًا وأرادوا بذلك وجصه ال عزم لمص على‬
‫رشدهم ( من قول قتادة ) ‪.‬‬
‫‪432‬‬ ‫إن كان شيئًا من أمور دنياكم فشأنكم به ‪ ،‬وإن كان شيئًا من أمر دينكم‬
‫فإلّي ‪.‬‬
‫‪295‬‬ ‫إن للقرشي مثلي قوة الرجل من غي قريش ‪.‬‬
‫‪130‬‬ ‫إن ل تدين فأت أبا بكر ‪.‬‬
‫‪401‬‬ ‫إن من أبغض القراء إل ال الذين يزورون المراء ‪.‬‬
‫‪399‬‬ ‫إن من إجلل ال تعال إكرام ذي الشيبة السلم وحامل القرآن غي الغال‬
‫فيه والاف ‪.‬‬
‫‪521‬‬ ‫إن الناس إذا رأوا الظال فلم يأخذوا على يديه ‪.‬‬
‫‪521‬‬ ‫إن الناس إذا رأوا النكر ول يغيونه أوشك ال عز وجل أن يعمهم بعقابه‬
‫‪.‬‬
‫‪171‬‬ ‫إن الناس تشاطوا ف الذان يوم القاد سية ‪ ،‬فأقرع بين هم سعد ( من قول أ ب‬
‫شبمه ) ‪.‬‬
‫‪270‬‬ ‫إن هذا المر ف قريش ل يعاديهم أحد إل كبّه ال ف النار ‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫أنا أول بكل مؤمن من نفسه ‪ ،‬وأيا رجل مات وترك دينًا فإلّي ‪ ،‬ومن‬
‫ترك مالً فلورثته ‪.‬‬

‫‪682‬‬
‫‪235‬‬ ‫إنا ل نستعي بشرك ‪.‬‬
‫‪264‬‬ ‫إنا ل نول هذا من سأله ول من حرص عليه ‪.‬‬
‫‪365‬‬ ‫إنا وال ل ُنوَلّي هذا العمل أحدًا سأله أو أحدًا حرص عليه‬
‫‪353‬‬ ‫إ نا وبنوا الطلب ل نفترق ف جاهل ية ول إ سلم ‪ .‬إن ا ن ن و هم ش يء‬
‫واحد‬
‫‪432 ، 100‬‬ ‫أنتم أعلم بأمور ديناكم ‪.‬‬
‫‪371‬‬ ‫إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتم أو كدت تفسدهم ‪.‬‬
‫‪393‬‬ ‫إنكم سترون بعدي أثرة فاصبوا حت تلقون على الوض ‪.‬‬
‫‪256‬‬ ‫إنكم سترون بعدي أثرة وأمور تنكرونا ‪.‬‬
‫‪526‬‬ ‫إنا أخاف على أمت الئمة الضلي ‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫إنا أهلك من كان قبلكم أنم كانوا إذا سرق الشريف تركوه ‪.‬‬
‫‪367‬‬ ‫إنا يهلك هذه المة كل منافق عليم ‪.‬‬
‫‪388‬‬ ‫إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويدثون البدعة ‪.‬‬
‫‪149‬‬ ‫إنه قد نزل ب ما ل ترون ‪ ،‬ول أظنن إل لأتّي وقد أطلق ال أيانكم من‬
‫بيعت ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫إنه من يعش منكم فسيى اختلفًا كثيًا فعليكم بسنت وسنة اللفاء‬
‫الراشدين من بعدي ‪.‬‬
‫إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون ‪ .‬فمن كره فقد بريء ومن ‪، 109‬‬
‫‪، 256‬‬ ‫أنكر فقد سلم ‪.‬‬
‫‪472‬‬
‫‪، 380‬‬ ‫إنا ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونا‬
‫‪393‬‬
‫‪509‬‬ ‫إنا ستكون فت أل ثُمّ تكون فتنة القاعد فيها خي من الاشي ‪.‬‬
‫‪154‬‬ ‫إنا كانت أول الفت ‪ -‬أي حادثة استشهاد عثمان وآخرها فتنة السيح (‬
‫من قول حذيفة‬

‫‪683‬‬
‫إ ن أ قر بال سمع والطا عة لع بد ال ع بد اللك بن مروان ( من قول ا بن ‪219 ، 208‬‬
‫عمر )‬
‫‪418 ، 417‬‬ ‫إن أنزلت نفسي من مال ال منلة اليتيم ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪359‬‬ ‫إن إنا فعلت ذلك لتألفهم ‪ -‬لا أعطى القرع بن حابس وصحبه ‪. -‬‬
‫‪411‬‬ ‫إ ن قد ول يت علي كم ول ست بي كم فإن أح سنت فأعينو ن وإن أ سأت‬
‫فقومون ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪218‬‬ ‫إن ل أصافح النساء ‪.‬‬
‫‪299‬‬ ‫إ ن لترج أن ا ستعمل الر جل وأ نا أ جد من هو أقوى م نه ( من قول‬
‫عمر ) ‪.‬‬
‫‪56‬‬ ‫إن لرى طلحة قد حدث فيه الوت فآذنون به وعجلوا ‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫إن ل أبعث عمال ليضربوا أبشاركم ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪241‬‬ ‫أوصيكم بتقوى ال والسمع والطاعة وإن عبد حبشي ‪.‬‬
‫‪، 395‬‬ ‫أي الهاد أفضل ؟ قال ‪ :‬كلمة حق عند سلطان جائر ‪.‬‬
‫‪409‬‬
‫‪، 314‬‬ ‫أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة ‪ .‬قلت ومن الرجال ؟ قال أبوها‬
‫‪315‬‬
‫‪402‬‬ ‫إياكصم ومواطصن الفتص قيصل ومصا هصي ؟ قال ‪ :‬أبواب المراء (مصن قول‬
‫حذيفة )‬
‫‪323‬‬ ‫إئذن له وبشره بالنة ‪.‬‬
‫‪275 ، 31‬‬ ‫الئمة من قريش ‪.‬‬
‫‪243‬‬ ‫الئمة من قريش ‪ ،‬أبرارها أمراء أبرارها‬
‫‪285‬‬ ‫الئمة من قريش ما فعلوا ثلثًا ‪ ،‬ما إن استرحوا‬
‫‪271‬‬ ‫الئمة من قريش إن لم عليكم حقًا ولكم عليهم حقًا ‪ ،‬ما إن استرحوا‬
‫رحوا‬
‫‪243‬‬ ‫الئمة من قريش ‪ ......‬فإن أمرت قريش فيكم عبدًا حبشيًا مدعًا فاسعوا له‬

‫‪684‬‬
‫وأطيعوا‬
‫‪140‬‬ ‫أيها الناس إن رسول ال ل يعهد إلينا ف هذه المارة شيئًا ( من قول‬
‫علي )‬
‫‪411‬‬ ‫أيها الناس إنا أنا متبع ولست ببتدع فإن أحسنت فأعينون وإن أسأت‬
‫فقومون ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪، 147‬‬ ‫أيها الناس أن قد وليت عليكم ولست بيكم ( من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪525‬‬

‫حرف الباء (ب)‬


‫‪530‬‬ ‫بايعان بالدينة وخالفان بالبصرة ( من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪200‬‬ ‫بايعت رسول ال على شهادة أل إله إل ال ‪.‬‬
‫‪408‬‬ ‫بايعت النب على النصح لكل مسلم ( جرير بن عبد ال ) ‪.‬‬
‫‪، 205‬‬ ‫بايعنا رسول ال على السمع والطاعة ف العسر واليسر ‪.‬‬
‫‪، 380‬‬
‫‪، 468‬‬
‫‪504‬‬
‫‪217‬‬ ‫بايعهن واستغفر لن ال ‪.‬‬
‫‪131‬‬ ‫بعثن بنو الصطلق إل رسول ال أن سله إل من ندفع صدقتنا ؟‬
‫حرف التاء (ت)‬
‫‪215‬‬ ‫تأخذون با تعرفون وتدعون ما تنكرون ‪.‬‬
‫‪، 394‬‬ ‫تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسع وأطع ‪.‬‬
‫‪، 505‬‬
‫‪506‬‬
‫‪238‬‬ ‫تعوذوا بال من رأس السبعي ومن إمارة الصبيان ‪.‬‬

‫‪685‬‬
‫‪530‬‬ ‫تقتلهم ‪ -‬أي الوارج ‪ -‬أدن الطائفتي إل الق ‪.‬‬
‫‪38 ، 37‬‬ ‫تكون النبوة ما شاء ال فيكم أن تكون ث يرفعها إذا شاء أن يرفعها ‪.‬‬
‫حرف الثاء (ث)‬
‫ثل ثة ل يكلم هم ال يوم القيا مة ول ين ظر إلي هم ول يزكي هم ول م عذاب ‪3 ، 376‬‬
‫‪77‬‬ ‫أليم ‪.‬‬
‫حرف اليم (ج)‬
‫‪166‬‬ ‫جاء عبد يبايع النب على الجرة فبايعه ‪ -‬فجاء سيده يريده فقال ‪ :‬بعنيه‬
‫حرف الاء (ح)‬
‫‪90‬‬ ‫حد يعمل به ف الرض خي من أن يطروا أربعي صباحًا ‪.‬‬
‫‪، 56‬‬ ‫حديث السقيفة ( فيه أحاديث كثية ) ‪.‬‬
‫‪، 126‬‬
‫‪، 133‬‬
‫‪، 143‬‬
‫‪، 154‬‬
‫‪، 175‬‬
‫‪، 179‬‬
‫‪، 273‬‬
‫‪276‬‬
‫حرف الاء (ح)‬
‫‪419‬‬ ‫خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا الال وأنت غي مشرف له ‪ ،‬ول‬
‫سائل فخذه وإل فل تتبعه نفسك ‪.‬‬
‫‪، 38‬‬ ‫خلفة النبوة ثلثون سنة ‪.‬‬
‫‪326‬‬

‫‪686‬‬
‫‪، 471‬‬ ‫خيار أئمتكم الذين تبونم ويبونكم ‪.‬‬
‫‪505‬‬
‫حرف الدال (د)‬
‫‪142‬‬ ‫دعا أبو بكر بالزبي فقال ‪ :‬قلت ابن عمة رسول ال ؟ ‪ -‬فقال ‪ :‬ل تثريب‬
‫يا خليفة رسول ال ؟‬
‫‪406‬‬ ‫الديصن النصصيحة قلنصا لنص ؟ قال ‪ :‬ل ولرسصوله ولكتابصه ولئمصة السصلمي‬
‫وعامتهم ‪.‬‬
‫حرف الذال (ذ)‬
‫‪204‬‬ ‫ذهب أهل الجرة با فيها ‪.‬‬
‫حرف الراء (ر)‬
‫‪88‬‬ ‫رباط يوم ف سبيل ال خي من الدنيا وما فيها ‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫رباط يوم وليلة خي من صيام شهر وقيامه ‪.‬‬
‫‪313‬‬ ‫رحك ال إن كنت لرجو أن يعلك ال مع صاحبيك ( من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫رضينا لدنيانا من رضي رسول ال لديننا ( من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪، 372‬‬ ‫الرعيصة مؤديصة إل المام مصا أدى المام إل ال فإن رتصع المام رتعوا ( مصن‬
‫‪373‬‬ ‫قول عمر )‬
‫حرف الزاي (ز)‬
‫‪526‬‬ ‫زويت ل الرض حت رأيت مشارقها ومغاربا ‪.‬‬
‫حرف السي (س)‬
‫‪507‬‬ ‫سباب السلم فسوق وقتاله كفر ‪.‬‬
‫‪، 111‬‬ ‫سبعة يظلهم ال يوم ل ظل إل ظله ‪.‬‬
‫‪، 334‬‬
‫‪344‬‬

‫‪687‬‬
‫‪38‬‬ ‫ستكون اللفة من بعدي ثلثون ث يكون اللك ‪.‬‬
‫‪508‬‬ ‫ستكون فت القاعد فيها خي من القائم ‪.‬‬
‫‪492‬‬ ‫سيخرج قوم ف آ خر الزمان حداث ال سنان سفهاء الحلم يقولون من‬
‫قول خي البية ‪.‬‬
‫‪400‬‬ ‫سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبم ‪.‬‬
‫‪525‬‬ ‫سيكون عليكم أمراء يأمرونكم با ل يفعلون فمن صدقهم ‪.‬‬
‫‪456‬‬ ‫سئل النب عن العزم فقال ‪ :‬مشاورة أهل الرأي ث إتباعهم ‪.‬‬
‫‪374‬‬ ‫سيليكم أمراء بعدي يعرفونكم ما تنكرون ‪ ،‬وينكرون عليكم ما تعرفون‬
‫حرف الضاد (ض)‬
‫‪348‬‬ ‫ضعوها ف مواضعها ‪ -‬أي الصدقة ‪ ( -‬من قول ابن عمر )‬
‫حرف العي (ع)‬
‫‪، 203‬‬ ‫على أي شيء بايعتم رسول ال يوم الديبية قال ‪ :‬على الوت ‪ .‬من قول‬
‫‪204‬‬ ‫سلمة بن الكوع ) ‪.‬‬
‫‪386‬‬ ‫على الرء السمع والطاعة فيما أحب وأكره إل أن يؤمر بعصية ‪.‬‬
‫‪530‬‬ ‫عمار تقتله الفئة الباغية ‪.‬‬
‫‪، 150‬‬ ‫عهد أب بكر لعمر ‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪471‬‬ ‫العهد الذي بيننا وبينهم الصلة فمن تركها فقد كفر ‪.‬‬
‫‪، 186‬‬ ‫عهد عمر بالمر إل الستة ‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫حرف الغي (غ)‬
‫‪354‬‬ ‫الغنيمة لن شهد الوقعة ( من قول عمر ) ‪.‬‬
‫حرف الفاء (ف)‬
‫فإذا مت فتشاورا ثلثة أيام ‪ ،‬ول يأتي اليوم الرابع إل وعليكم أمي منكم هامش ‪74‬‬

‫‪688‬‬
‫( من قول عمر )‬
‫‪352‬‬ ‫فهل جلست ف بيت أبيك أو بيت أمك حت تأتيك هديتك ‪.‬‬
‫‪، 41‬‬ ‫فوا ببيعة الول فالول ‪.‬‬
‫‪، 207‬‬
‫‪، 213‬‬
‫‪، 557‬‬
‫‪564‬‬
‫حرف القاف (ق)‬
‫‪134‬‬ ‫قد اخترت لكم هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم ‪ ( .‬من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪280‬‬ ‫قدموا قريشًا ول تقدموها ‪.‬‬
‫‪288‬‬ ‫قريش ولة الناس ف الي والشر إل يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪، 271‬‬ ‫قريش ولة هذا المر ‪ .‬فقال سعد ‪ :‬صدقت نن الوزراء وأنتم المراء ‪.‬‬
‫‪، 272‬‬
‫‪279‬‬
‫‪141‬‬ ‫فأ ستخلف ‪ ( .‬من‬ ‫ق يل لعلي ‪ :‬ا ستخلف قال ‪ :‬ما ا ستخلف ر سول ال‬
‫قول علي ) ‪.‬‬
‫حرف الكاف (ك)‬
‫‪، 41‬‬ ‫كانت بنوا إسرائيل تسوسهم النبياء ‪.‬‬
‫‪، 213‬‬
‫‪557‬‬
‫‪510‬‬ ‫كسروا فيها سيوفكم وقطعوا أوتاركم ‪.‬‬
‫‪259‬‬ ‫كل ابن آدم خطاء وخي الطاءين التوابون ‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫كلهم من قريش ‪.‬‬
‫‪4 ، 374‬‬ ‫كما تكونوا يول عليكم ‪.‬‬

‫‪689‬‬
‫‪55‬‬
‫‪409‬‬ ‫كنا بعهد رسول ال نعد هذا نفاقًا لن كان هكذا ‪ ( .‬من قول عبد ال‬
‫بن عمر ) ‪.‬‬
‫‪205‬‬ ‫كنا نبايع رسول ال على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعت ‪( .‬‬
‫من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫كنا ني بي الناس ف زمن النب فنخي أبا بكر ث عمر ث عثمان ‪( .‬‬
‫من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪147‬‬ ‫كنت أرجو أن يعيش رسول ال حت يدبرنا ‪ ( .‬من قول عمر )‬
‫حرف اللم (ل)‬
‫‪196‬‬ ‫ل آمركم ول أناكم أنتم أبصر ‪ ( .‬من قول علي )‬
‫‪207‬‬ ‫ل أبايع اثني ما اختلف الليل والنهار ‪ ( .‬من قول سعيد بن السيب ) ‪.‬‬
‫‪482‬‬ ‫ل أقاتل ف الفتنة وأصلي وراء من غلب ‪ ( .‬من قول بن عمر ) ‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫ل أوتى بأحد يفضلن على أب بكر وعمر إل جلدته حد الفتري ‪ ( .‬من‬
‫قول علي ) ‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫ل بل عبدًا رسو ًل ‪.‬‬
‫‪347‬‬ ‫ل تدفعها إليهم فقد أضاعوا الصلة ‪ ( .‬من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪508‬‬ ‫ل ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ‪.‬‬
‫‪155‬‬ ‫ل تريدون ‪ ،‬إن لكم وزير خي من لكم أمي ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪، 528‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت على الق ظاهرين حت يأتيهم أمر ال ‪.‬‬
‫‪529‬‬
‫‪529‬‬ ‫ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق ‪.‬‬
‫‪270‬‬ ‫ل تقوم الساعة حت يرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫ل حت تأطروهم على الق أطرًا ‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫ل ضرر ول ضرار ‪.‬‬

‫‪690‬‬
‫‪، 226‬‬ ‫ل ما أقاموا فيكم الصلة ‪.‬‬
‫‪، 471‬‬
‫‪، 505‬‬
‫‪547‬‬
‫‪203‬‬ ‫ل نبح حت نناجز القوم ‪.‬‬
‫‪196‬‬ ‫ل وإنا أترككم كما ترككم رسول ال ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫ل يبقي باب إل سدّ إل باب أب بكر ‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫ل يل لثلثة يكونون بفلة من الرض إل أمروا أحدهم ‪.‬‬
‫‪417‬‬ ‫ل يل للخليفة من مال ال إل قصعتان ‪.‬‬
‫‪287‬‬ ‫ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي من الناس اثنان ‪.‬‬
‫‪270‬‬ ‫ل يزال هذا المر ف قريش ما بقي منهم اثنان ‪.‬‬
‫‪545‬‬ ‫ل ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه ‪.‬‬
‫‪325‬‬ ‫لعط ي هذه الرا ية رجلً يف تح ال على يد يه ي ب ال ور سوله وي به ال‬
‫ورسوله‬
‫‪348‬‬ ‫لبسوا علينا لبس ال عليهم ‪ ( .‬من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫لست خليفة ال ‪ ،‬ولكن خليفة رسول ال ‪ ( .‬قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪112‬‬ ‫لعمل المام العادل ف رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد ف أهله مائة عام‬
‫أو خسي عامًا ‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫لعن ال من ذبح لغي ال ‪.‬‬
‫‪372‬‬ ‫لقد عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعوا ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪315‬‬ ‫لقد كان فيمن قبلكم مدثون ‪.‬‬
‫‪215‬‬ ‫لكن أكره أن أبايع أميين قبل أن يتمع الناس على أمي واحد ‪ ( .‬من قول‬
‫ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫للرجل سهم وللفرس سهمان ‪.‬‬

‫‪691‬‬
‫‪204‬‬ ‫ل نبايع رسول ال على الوت ‪ ،‬وإنا بايعناه على أل نفر ‪ ( .‬عن جابر )‬
‫‪.‬‬
‫‪69 ، 68‬‬ ‫لا قضى ال اللق كتب ف كتابه ‪ ..‬إن رحت تغلب غضب ‪.‬‬
‫‪439‬‬ ‫لا نزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ‪ ﴾ ...‬قال ل النب ‪،‬‬
‫ما ترى ؟‬
‫‪528‬‬ ‫لن يبح هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من السلمي ‪.‬‬
‫‪2 ، 164‬‬ ‫لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫لو أدركن أحد هذين الرجلي ث جعلت هذا المر إليه لوثقت به‪ ( .‬من ‪277‬‬
‫قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪226‬‬ ‫لو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب ال فاسوا وأطيعوا ‪.‬‬
‫‪327‬‬ ‫لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ول نصيفه ‪.‬‬
‫‪، 426‬‬ ‫لو أنكما تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما ف مشورة أبدًا‬
‫‪457‬‬
‫‪387‬‬ ‫لو دخلوها ما خرجوا منها إنا الطاعة ف العروف ‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫لو سلك الناس واديًا لسلكت وادي النصار وشعبها ‪.‬‬
‫لو علمت أحدًا من الناس أقوى عليه من لكنت أقدم فتضرب عنقي أحب ‪299‬‬
‫إل من أن أليه ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪316‬‬ ‫لو كان بعدي نب لكان عمر ‪.‬‬
‫لو كنت ف شدق السد لحببت أن أكون معك فيه ‪ ،‬ولكن هذا المر ل ‪531‬‬
‫أره ‪ ( .‬من قول أسامة لعلي ) ‪.‬‬
‫‪314‬‬ ‫لو كنت متخذًا خليلً لتذت أبا بكر ‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫ليس من وال أمة قلت أو كثرت ل يعدل فيها إل كبه ال ف النار ‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫لينقض عرى السلم عروة عروة ‪.‬‬

‫‪692‬‬
‫حرف اليم (م)‬
‫‪، 531‬‬ ‫ما أجد ف نفسي شيئًا إل أن ل أقاتل الفئة الباغية مع علي ‪ ( .‬من قول ابن‬
‫‪532‬‬ ‫عمر ) ‪.‬‬
‫‪362‬‬ ‫ما استخلف خليفة إل له بطانتان ‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫ما أنا إل رجل من السلمي ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪372‬‬ ‫مصا بقاء هذا المصر الصصال الذي جاء ال بصه بعصد الاهليصة ؟ قال ‪( :‬مصا‬
‫استقامت بكم أئمتكم ) ‪ ( .‬من قول أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪430‬‬ ‫ما تشاور قوم قط إل هداهم ال لفضل ما يضرهم ‪ ( .‬من قول السن )‬
‫‪430‬‬ ‫ما تشاور قوم قط يبتغون وجه ال إل هدوا لرشد أمرهم ‪( .‬من قول قتادة‬
‫‪305‬‬ ‫ما تقل الغباء ول تظل الضراء على ذي لجة أصدق وأوف من أب ذر ‪.‬‬
‫‪434‬‬ ‫ما خاب من استخار ول ندم من استشار ‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫ما خصنا رسول ال بشيء ل يعم به الناس ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪427‬‬ ‫ما رأيت أحدا أكثر مشورة لصحابه من النب ‪ ( .‬من قول أب هريرة )‬
‫‪532‬‬ ‫ما رأيناك أتيت أمرًا أكره عندنا من إسراعك ف هذا المر ‪ ( .‬من قول أب‬
‫موسى وأب مسعود ) ‪.‬‬
‫‪437‬‬ ‫ما شقي قط عبد بشورة ‪ ،‬وما سعد باستغناء رأي ‪.‬‬
‫‪385‬‬ ‫ما مشى قوم إل سلطان ال ليذلوه إل أذلم ال قبل أن يوتوا ‪ ( .‬من قول‬
‫حذيفة ) ‪.‬‬
‫‪112‬‬ ‫ما من أمي عشرة إل يؤتى به يوم القيامة مغلولً ل يفكه إل العدل أو يوبقه‬
‫الور ‪.‬‬
‫‪370‬‬ ‫ما من عبد يسترعيه ال رعية من السلمي ث يوت وهو غاش لم إل ل‬
‫يدخل النة معهم‬
‫‪370‬‬ ‫ما من عبد يلي أمر السلمي ث ل يهد لم وينصح لم إل ل يدخل النة‬
‫معهم ‪.‬‬

‫‪693‬‬
‫‪523‬‬ ‫ما من نب بعثه ال قبلي إل كان له من أمته حواريون ‪.‬‬
‫‪135‬‬ ‫مات رسول ال ول يوص ‪ ( .‬من قول ابن عباس ) ‪.‬‬
‫‪201‬‬ ‫الدينة كالكي تنفي خبثها ‪ ،‬وتنصع طيبها ‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫مروا أبا بكر فليصل بالناس ‪.‬‬
‫‪427‬‬ ‫الستشار مؤتن ‪.‬‬
‫‪، 116‬‬ ‫السلم أخو السلم ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫‪99‬‬ ‫السلمون على شروطهم ‪.‬‬
‫‪436‬‬ ‫الشورة عي الداية وقد خاطر من استغن برأيه ‪ ( .‬من قول علي ) ‪.‬‬
‫‪112‬‬ ‫القسطون على منابر من نور ‪.‬‬
‫‪5 ، 494‬‬ ‫من أتاكم وأمركم جيع على رجل منكم يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه‬
‫‪57‬‬
‫من أراد ببو حة ال نة فليلزم الما عة فإن الشيطان مع الوا حد و هو من ‪181‬‬
‫الثني أبعد ‪.‬‬
‫‪، 195‬‬ ‫من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة ابن الراح ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪196‬‬
‫من استعمل رجلً على عصابة وفيهم أرضى ال منه فقد خان ال ورسوله ‪299‬‬
‫والؤمني ‪.‬‬
‫‪، 35‬‬ ‫من أطاعن فقد أطاع ال ومن عصان فقد عصى ال ‪.‬‬
‫‪379‬‬
‫‪399‬‬ ‫من أهان سلطان ال ف الرض أهانه ال ‪.‬‬
‫من بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ‪، 213‬‬
‫‪، 398‬‬ ‫ينازعه فأضربوا عنق الخر ‪.‬‬
‫‪557‬‬
‫ل من غي مشورة السلمي فل يتابع هو ول الذي بايعه تغرة ‪، 161‬‬ ‫من بايع رج ً‬

‫‪694‬‬
‫‪، 180‬‬ ‫أن يقتل ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪206‬‬
‫‪401‬‬ ‫من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل ‪.‬‬
‫‪470‬‬ ‫من بدل دينه فاقتلوه ‪.‬‬
‫‪90‬‬ ‫من حالت شفاعته دون حد من حدود ال فقد ضار ال من أمره‬
‫‪107‬‬ ‫من حكم بغي ما أنزل ال فحكم الاهلية ‪ ( .‬من كلم السن البصري ) ‪.‬‬
‫‪403‬‬ ‫من دعا لظال بالبقاء فقد أحب أن يعصى ال ف أرضه ‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫من رابط ف شيء من سواحل السلمي ثلثة أيام أجزأت عنه رباط سنة ‪.‬‬
‫‪، 212‬‬ ‫من رأى من أميه شيئًا يكرهه فليصب‬
‫‪505‬‬
‫‪، 521‬‬ ‫من رأى منكم منكرًا فليغيه بيده ‪.‬‬
‫‪522‬‬
‫‪313‬‬ ‫من زعم أن عليًا أحق بالولية فقد خطأ أبا بكر وعمر والهاجرين والنصار‬
‫( من قول سفيان الثوري ) ‪.‬‬
‫‪507‬‬ ‫من سع سع ال به يوم القيامة ‪ ،‬ومن شاق شقق ال عليه يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪118‬‬ ‫من قتل تت راية عمية يدعوا إل عصبية ‪.‬‬
‫‪396‬‬ ‫من قتل دون ماله فهو شهيد ‪.‬‬
‫‪396‬‬ ‫من قتل دون ماله مظلومًا فهو شهيد‬
‫‪363‬‬ ‫من قلد رجلً عملً على عصابة ‪ ،‬وهو يد ف تلك العصابة أرضى منه‬
‫‪134‬‬ ‫من كان رسول ال مستخلفًا لو استخلف ؟ قالت ‪ :‬أبو بكر ‪ ( .‬من قول‬
‫عائشة ) ‪.‬‬
‫‪411‬‬ ‫من كان عنده نصيحة لذي سلطان فل يكلمه با علنية ‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫ل فليكتسب زوجة ‪.‬‬ ‫من كان لنا عام ً‬
‫‪84‬‬ ‫من مات ول يغز ول يدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية ‪.‬‬
‫‪، 50‬‬ ‫من مات وليس ف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ‪.‬‬

‫‪695‬‬
‫‪505‬‬
‫‪، 216‬‬ ‫من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية‬
‫‪217‬‬
‫‪531‬‬ ‫من هي الفئة الباغية ؟ لو علمنا ما سبقتن أنت ول غيك على قتالا ‪ ( .‬من‬
‫قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪368‬‬ ‫من وله ال شيئًا من أمور السلمي فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم ‪.‬‬
‫‪322‬‬ ‫من يفر بئر رومة فله النة ‪.‬‬
‫حرف النون (ن)‬
‫‪272‬‬ ‫الناس تبع لقريش‬
‫‪، 270‬‬ ‫الناس ت بع لقر يش ف هذا الشأن م سلمهم ت بع ل سلمهم ‪ ،‬وكافر هم ت بع‬
‫‪271‬‬ ‫لكافرهم ‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫الناس سواسية كأسنان الشط ‪.‬‬
‫‪374‬‬ ‫الناس على دين ملوكهم ‪.‬‬
‫‪266‬‬ ‫ناسبوا بذا النسب العباس بن عبد الطلب وربيعة بن الارث ‪.‬‬
‫‪223‬‬ ‫نن مع من غلب ‪ ( .‬من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪482 ،‬‬
‫‪35‬‬ ‫نن الؤمنون وعمر أمينا ‪ ( .‬قول بعض أصحاب رسول ال ) ‪.‬‬
‫‪532‬‬ ‫ندمت على تركي قتال الفئة الباغية ‪ ( .‬من قول ابن عمر ) ‪.‬‬
‫‪408‬‬ ‫نضر ال امرأ سع مقالت فبلغها فرب حامل فقه غي فقيه ‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫نعم إذا أديتها إل رسول فقد برئت منها ‪.‬‬
‫حرف الاء (هـ)‬
‫‪201‬‬ ‫هات يدك أبايعك على السلم فبايعه فقال الرسول وعلى قومك قال ‪:‬‬
‫وعلي قومي ( عن ضماد ) ‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫هل تنصرون وترزقون إل بضعفائكم ‪.‬‬

‫‪696‬‬
‫حرف الواو (و)‬
‫‪356‬‬ ‫وال ل أحد أحق بذا الال من أحد ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪338‬‬ ‫وال لو منعون عقالً كانوا يؤدونه لرسول ال لقاتلتهم عليه ‪ ( .‬من قول‬
‫أب بكر ) ‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫وال ما عهد إلّ رسول ال إل شيئًا عهده إل الناس ‪ ( .‬من قول علي )‬
‫‪218‬‬ ‫وال ما مست يد رسول ال يد امرأة قط ‪.‬‬
‫‪219‬‬ ‫وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأصحابه ( من كلم النجاشي ) ‪.‬‬
‫‪334‬‬ ‫وقد عتقت يا كيسان ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬با أنت فأقسمها ‪ ( .‬من قول‬
‫عمر ) ‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫ول يبقي باب إل سدّ إل باب أب بكر ‪.‬‬
‫‪505‬‬ ‫ومن مات وليس ف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية‬

‫حرف الياء (ي)‬


‫‪، 260‬‬ ‫يا أبا ذر إنك ضعيف وإنا أمانة ‪.‬‬
‫‪305‬‬
‫‪396‬‬ ‫يا أ با ع بد الرح ن م ت أ ضل وأ نا أعلم ؟ قال ‪ :‬إذا كا نت عل يك أمراء إذا‬
‫أطعتهم أدخلوك النار ‪ ،‬وإذا عصيتهم قتلوك ‪ ( .‬من قول ابن مسعود ) ‪.‬‬
‫‪532‬‬ ‫يصا أيهصا الناس أل تسصألون ؟ فإن الناس كانوا يسصألون النصب عصن اليص‬
‫وكنت أسأله عن الشر ‪ ( .‬من قول حذيفة ) ‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫يا أيها الناس إن ربكم واحد ‪.‬‬
‫‪156‬‬ ‫يا أي ها الناس عن ملأ وإذن ‪ ،‬إن هذا أمر كم ل يس ل حد ف يه حق ‪ ( .‬من‬
‫قول علي ) ‪.‬‬
‫‪523‬‬ ‫يا رسول ال أرأيت هذا الي الذي أعطانا ال أيكون بعده شر كما كان‬
‫قبله ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬ما العصمة ؟ قال‪ :‬السيف ‪.‬‬

‫‪697‬‬
‫‪349‬‬ ‫يا رسول ال إن القوم من أصحاب الصدقة يعتدون علينا أفنكتم من أموالنا‬
‫بقدر ما يعتدون علينا ؟ قال ‪ :‬ل ‪.‬‬
‫‪206‬‬ ‫يا رسول ال بايعه فقال هو صغي فمسح رأسه ودعا له ‪ ( .‬عن زينب‬
‫بنت جحش ) ‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مرمًا ‪.‬‬
‫‪، 264‬‬ ‫يا عبد الرحن بن سره ل تسأل المارة ‪.‬‬
‫‪365‬‬
‫‪285‬‬ ‫يا معشر قريش إنكم أهل هذا المر ما ل تع صوا ال فإذا عصيتموه بعث‬
‫عليكم من يلحاكم ‪.‬‬
‫‪244‬‬ ‫يا معشر النساء تصدقن ‪.‬‬
‫‪356‬‬ ‫يبس لهله قوت سنتهم ويعل ما بقي ف الكراع ‪.‬‬
‫‪381‬‬ ‫يق على المام أن يكم با أنزل ال وأن يؤدي المانة ‪ ( .‬من قول عل ّي )‬
‫‪41‬‬ ‫يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ‪.‬‬
‫‪، 394‬‬ ‫يكون بعدي أئمة ل يهتدون بدي ول يستنون بسنت ‪.‬‬
‫‪490‬‬
‫‪215‬‬ ‫يكون دعاة على أبواب جهنم من أجابم إليها قذفوه فيها ‪.‬‬
‫‪527‬‬ ‫يهدمصه أي السصلم ‪ ،‬زلة عال وجدال منافصق بالكتاب ‪ ،‬وحكصم الئمصة‬
‫الضلي ‪ ( .‬من قول عمر ) ‪.‬‬
‫‪، 508‬‬ ‫يوشك أن يكون خي مال السلم غنم ‪.‬‬
‫‪509‬‬
‫‪، 128‬‬ ‫يؤم القوم أقرؤهم لكتاب ال ‪128 .‬‬
‫‪، 248‬‬
‫‪249‬‬

‫*****‬

‫‪698‬‬

You might also like