You are on page 1of 8

‫( صفة الرجولة في القرآن )‬

‫عناصر الموضوع ‪:‬‬


‫‪.1‬صفة الرجولة في القرآن الكريم‬
‫‪.2‬حاجة المة إلى الرجال‬
‫‪.3‬أمور ليست من الرجولة‬

‫صفة الرجولة في القرآن‪:‬‬


‫الرجولة صفة يمتن ال بها على من يشاء من عباده‪ ،‬ونحن اليوم نعاني انعدام صفة الرجولة في‬
‫كثير من المسلمين‪ .‬دين ال‪ ..‬والدعوة إليه‪ ..‬والصبر على الذى في سبيل ال‪ ..‬وإعانة الرسل‬
‫ونصرتهم‪ ..‬الثبات في مواطن الفتن‪ ..‬تثبيت الناس على السلم‪ ..‬كل هذا يحتاج إلى رجولة‪.‬‬

‫صفة الرجولة في القرآن الكريم‪:‬‬


‫إن الحمد ل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من‬
‫يهده ال فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له‪ .‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪،‬‬
‫وأشهد أن محمدا عبده ورسوله‪ .‬يَا َأ ّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَل َتمُوتُنّ ِإلّا َوَأ ْنتُمْ‬
‫خلَقَ ِم ْنهَا‬
‫خلَ َقكُمْ مِنْ نَ ْفسٍ وَاحِ َدةٍ َو َ‬
‫سِلمُونَ [آل عمران‪ . ]102:‬يَا َأ ّيهَا النّاسُ اتّقُوا َر ّبكُمُ الّذِي َ‬
‫مُ ْ‬
‫عَل ْيكُمْ‬
‫ن اللّهَ كَانَ َ‬
‫جهَا َو َبثّ ِم ْن ُهمَا رِجَالً َكثِيرا َونِسَاءً وَاتّقُوا اللّهَ الّذِي تَسَا َءلُونَ بِهِ وَالَْأرْحَامَ إِ ّ‬
‫َزوْ َ‬
‫عمَاَلكُمْ َو َيغْ ِفرْ‬
‫رَقِيبا [النساء‪ . ]1:‬يَا َأ ّيهَا الّذِينَ آ َمنُوا اتّقُوا اللّهَ وَقُولُوا َقوْلً سَدِيدا * ُيصْلِحْ َلكُمْ أَ ْ‬
‫َلكُمْ ُذنُو َبكُمْ َومَنْ يُطِ ِع اللّهَ َورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ َفوْزا عَظِيما [الحزاب‪ . ]71-70:‬أما بعـد‪ :‬فإن‬
‫أصدق الحديث كتاب ال‪ ،‬وخير الهدي هدي محمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وشر المور محدثاتها‪،‬‬
‫وكل محدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضللة‪ ،‬وكل ضللة في النار‪ .‬أيها الخوة‪ :‬حديثنا عن مشكلة من‬
‫المشاكل التي تواجه العالم السلمي اليوم‪ .‬إن من المور التي خُذِل فيها السلم أيما خذلن‪،‬‬
‫هذه القضية ‪-‬أيها الخوة‪ -‬وهي انعدام صفة الرجولة في كثير من المسلمين اليوم‪ .‬والرجولة‬
‫صفة يمتن بها ال عز وجل بها على من يشاء من عبادة‪ ،‬كما قال ذلك الرجل المؤمن الذي يعلّم‬
‫صاحبَه الكافر‪ ،‬يقول له موبخا ومقرعا‪ ،‬ومذكرا له بنعم ال عز وجل عليه‪َ :‬أكَ َف ْرتَ بِالّذِي‬
‫سوّاكَ رَجُلً [الكهف‪ . ]37:‬هذا الرجولة التي يمتن ال عز‬
‫خلَ َقكَ مِنْ ُترَابٍ ثُمّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمّ َ‬
‫َ‬
‫وجل وينعم بها‪ ،‬لها صفات ولها خصائص‪ ،‬ل تكتمل إل بها‪ ،‬ول تقوم إل عليها‪ ،‬ول تشتد إل‬
‫بهذه الركان‪ .‬والرسل الذين بعثوا إلى أقوامهم ما كانوا إل رجالً‪ ،‬قال ال عز وجل‪َ :‬ومَا‬
‫س ْلنَا مِنْ َق ْبِلكَ ِإلّا رِجَالً نُوحِي ِإَل ْيهِمْ [النحل‪ ]43:‬فلم يرسل ال عز وجل إلى الناس إل‬
‫َأرْ َ‬
‫رجالً‪ .‬هذه الرجولة ‪-‬أيها الخوة‪ -‬التي ضاعت مضامينها اليوم‪ ،‬وفقدت أركانها عند الكثيرين‪،‬‬
‫فصاروا أشباه الرجال ول رجال‪ .‬هذه الرجولة نحتاج لنتعرف على صفاتها من القرآن الكريم‪،‬‬
‫وسنذكر في هذه الخطبة ‪-‬إن شاء ال‪ -‬شيئا من صفات الرجولة‪ ،‬حتى يعلم الرجل اليوم هل هو‬
‫رجل بالمعنى الحقيقي أم هو هيكل خارجي ل يدل على مضمون الرجولة مطلقا؟!‬

‫التعلق بالمساجد وحب الطهارة‪:‬‬


‫يقول ال تعالى واصفا المسجد الذي ينبغي أن يكون حاله الصحيح‪ ،‬ومَن هو بداخلِه؛ يقول ال‬
‫علَى التّ ْقوَى مِنْ َأوّلِ َيوْمٍ [التوبة‪ ]108:‬أسس على التقوى‪ ،‬أسس على‬
‫سسَ َ‬
‫تعالى‪َ :‬لمَسْجِدٌ أُ ّ‬
‫علَى التّ ْقوَى [التوبة‪ ]108:‬أنشئ على‬
‫سسَ َ‬
‫التوحيد‪ ،‬أسس على العقيدة الصحيحة ‪َ ..‬لمَسْجِدٌ أُ ّ‬
‫التقوى لوجه ال عز وجل ‪ ..‬مِنْ َأوّلِ َيوْمٍ أَحَقّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ [التوبة‪ ]108:‬أحق أن تقوم فيه يا‬
‫محمد ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬من مسجد الضرار الذي بناه المنافقون‪ .‬ما هي صفاته الخرى؟‬
‫ط ّهرِينَ [التوبة‪:‬‬
‫حبّ ا ْلمُ ّ‬
‫ط ّهرُوا وَاللّهُ يُ ِ‬
‫حبّونَ أَنْ َيتَ َ‬
‫ما هي أهم صفة من صفاته؟ فِيهِ رِجَالٌ يُ ِ‬
‫‪ ]108‬أين مكان أولئك الرجال؟! أين مكانهم؟! هل هم في الندية أو في الحفلت؟! هل هم في‬
‫السواق يمرحون ويسرحون؟! هل هم في المجتمعات الفارغة التي تُ ْفرِغ الرجولة من معانيها؟!‬
‫ط ّهرُوا‬
‫حبّونَ أَنْ َيتَ َ‬
‫كل ‪-‬أيها الخوة‪ -‬فِيهِ رِجَالٌ [التوبة‪ ]108:‬في هذا المسجد رجال‪ .‬رِجَالٌ ُي ِ‬
‫[التوبة‪ ]108:‬يأتون إلى المسجد على طهارة‪ ،‬وال يحب هؤلء الرجال الذين من صفتهم‬
‫ط ّهرِينَ [التوبة‪ . ]108:‬هذه صفة من صفات الرجال‪.‬‬
‫حبّ ا ْلمُ ّ‬
‫الطهارة وَاللّهُ يُ ِ‬

‫ذكر ال تعالى وإقام الصلة وترك ما يلهي عنها‪:‬‬


‫وانظر معي إلى مشهد مقابل في سورة النور‪ ،‬مماثل لتلك الية في سورة التوبة ‪ ..‬يقول ال‬
‫ن اللّهُ أَنْ ُترْفَعَ [النور‪ ]36:‬شاء‬
‫عز وجل‪ :‬فِي ُبيُوتٍ [النور‪ ]36:‬أي‪ :‬مساجد‪ .‬فِي ُبيُوتٍ أَذِ َ‬
‫سبّحُ لَهُ فِيهَا‬
‫سمُهُ [النور‪ ]36:‬اسمه عز وجل وحده ل شريك له‪ .‬يُ َ‬
‫ال أن ترفع‪َ .‬ويُ ْذ َكرَ فِيهَا ا ْ‬
‫سبّحُ لَهُ فِيهَا بِا ْلغُ ُدوّ وَالْآصَالِ‬
‫بِا ْلغُ ُدوّ وَالْآصَالِ [النور‪ ]36:‬أين الفاعل؟! مَن الذي يسبح؟! يُ َ‬
‫سبّحُ‬
‫[النور‪ ]36:‬غُدوةً وأصيلً‪ ،‬مَن الذي يسبح؟! مَن في هذه المساجد يسبح ال عز وجل؟! يُ َ‬
‫لَهُ فِيهَا بِا ْلغُ ُدوّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ ل ُت ْلهِيهِمْ تِجَا َرةٌ وَل َبيْعٌ عَنْ ِذ ْك ِر اللّهِ َوإِقَا ِم الصّلةِ َوإِيتَاءِ‬
‫ال ّزكَاةِ َيخَافُونَ َيوْما َتتَ َقّلبُ فِيهِ الْ ُقلُوبُ وَالَْأبْصَارُ [النور‪ : ]37-36:‬مَن في هذا المسجد؟! إنهم‬
‫رجالٌ‪ ،‬ثم جاءت بقية الصفات‪ .‬قال ابن كثير رحمه ال‪ :‬قوله‪ :‬رِجَالٌ [النور‪ : ]37:‬فيه إشعار‬
‫ِب ِه َم ِمهِم السامية‪ ،‬ونياتهم وعزائمهم العالية‪ ،‬التي بها صاروا عمّارا للمساجد التي هي بيوت ال‬
‫سبّحُ لَهُ فِيهَا بِا ْلغُ ُدوّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ [النور‪ ]37-36:‬يسبحون ال في المساجد‪،‬‬
‫في أرضه‪ .‬يُ َ‬
‫وما هي صفاتهم الخرى؟ قال ال‪ :‬ل ُت ْلهِيهِمْ تِجَـا َرةٌ وَل َبيْـعٌ عَنْ ِذ ْكرِ اللّهِ َوإِقَامِ الصّلةِ‬
‫َوإِيتَاءِ ال ّزكَاةِ َيخَافُونَ َيوْما َتتَ َقّلبُ فِيهِ الْ ُقلُوبُ وَالَْأبْصَارُ [النور‪ . ]37:‬أيها الخوة‪ :‬هؤلء هم‬
‫الرجال الذين لم تلههم تجارة ول بيع عن أي شيء؟ عن ذكر ال‪ ،‬وإقام الصلة‪ .‬قال بعض‬
‫السلف رحمه ال‪ :‬يبيعون ويشترون ‪-‬هؤلء الرجال‪ -‬يبيعون ويشترون؛ ولكن كان أحدهم إذا‬
‫سمع النداء وميزانه في يده خفضه‪ ،‬وأقبل إلى الصلة‪ .‬ومر عمرو بن دينار رحمه ال ومعه‬
‫سالم بن عبد ال ‪ ،‬قال‪[ :‬كنت مع سالم بن عبد ال ونحن نريد المسجد‪ ،‬فمررنا بسوق المدينة ‪،‬‬
‫خمّروا متاعهم‪ ،‬فنظر سالم إلى أمتعتهم ليس معها أحد] لم يجلسوا‬
‫وقد قاموا إلى الصلة‪ ،‬و َ‬
‫أمامها ليحرسوها‪ ،‬أو لينظروا فيها‪ ،‬أو أغلقوا الدكاكين وقعدوا على الرصيف في الطريق‬
‫ينتظرون متى تنتهي الصلة حتى يكون كل واحد منهم أول من يفتح الدكان‪ ،‬تركوا أمتعتهم في‬
‫الشارع‪ ،‬وغطوها في السوق‪ ،‬وذهبوا إلى المسجد ‪[ ..‬فنظر سالم إلى أمتعتهم ليس معها أحد‪،‬‬
‫فتل هذا الية‪ :‬رِجَالٌ ل ُت ْلهِيهِمْ تِجَا َرةٌ وَل َبيْعٌ عَنْ ِذ ْك ِر اللّهِ [النور‪ ،]37:‬ثم قال‪ :‬هم هؤلء]‬
‫هؤلء الذين عنى ال بقوله في هذه الية‪ ،‬هؤلء الذين قدموا مراد ال على مراد أنفسهم‪ ،‬وآثروا‬
‫طاعة ال على المتاع الدنيوي الزائل‪ ،‬آثروا الستجابة لهذا النداء العلوي الرباني‪ :‬حي على‬
‫الصلة‪ ،‬حي على الفلح‪ ،‬على نداء الجشع والطمع الذي يثيره الشيطان‪ ،‬والنفس المارة‬
‫بالسوء‪ .‬أيها الخوة‪ :‬كم من الرجال اليوم يقعدون في محلتهم ودكاكينهم‪ ،‬أو يدخُلون داخلها في‬
‫حجر مخفية‪ ،‬فيقعد أحدهم في مكتبه وراء الطاولة يجيب على هذا الهاتف وهذا الرجل‪ ،‬ويكلّم‬
‫ويفاوض ويخفض ويرفع‪ ،‬ويماكس ويشاكس‪ ،‬ويترك نداء ال‪ ،‬يترك المسجد‪ ،‬ل يجيب داعي‬
‫سمّى هؤلء رجالً؟! كل‪ .‬إنهم أشباه الرجال ول رجال‪.‬‬
‫ال إليه‪ ،‬لماذا أيها الخوة؟! هل يُ َ‬

‫الثبات على المنهج الرباني‪:‬‬


‫ومن صفات الرجال‪ :‬أنهم يثبتون على المنهج الرباني الذي أنزله ال عز وجل ‪ ..‬أيها الخوة‪:‬‬
‫إنه المنهاج الذي وضعه رب العزة تبارك وتعالى‪ ،‬ليستقيم عليه الناس ‪ ..‬هذا المنهاج الذي ل‬
‫يصح أن ينحرف النسان عنه يَمنة ول يَسرة‪ ،‬لبد أن يرقبه ويجاهد نفسه للسير عليه ‪ ..‬هذا‬
‫المنهاج المتضمن لقواعد أصولية‪ ،‬ومسائل تصورية‪ ،‬ل يمكن أن يتخلى عنها المسلم بأي حال‬
‫من الحوال ‪ ..‬هذا المنهاج الذي عليه صور ومنارات تضيء للمسلم الطريق ‪ ..‬هذا المنهاج‬
‫الرباني منهاج أهل السنة والجماعة ‪ ،‬الطائفة المنصورة لبد من الثبات عليه‪ .‬قال ال عز وجل‬
‫عَليْهِ [الحزاب‪:‬‬
‫مادحا صنفا من أصناف الرجال‪ :‬مِنَ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللّهَ َ‬
‫‪ ]23‬عاهدوا ال ثم صدقوا في الوعد‪ ،‬صدقوا ما عاهدوا ال على هذا المنهج‪ ،‬استمروا عليه‪،‬‬
‫تشبثوا به‪ ،‬وساروا غير مضطربين ول متحيرين‪ ،‬ل تعيقهم العوائق‪ ،‬ول تقف أمامهم‬
‫ل صَدَقُوا‬
‫الصعوبات ول الشهوات‪ ،‬ول الشبهات التي يثيرها أعداء السلم‪ .‬مِنَ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ِرجَا ٌ‬
‫حبَهُ [الحزاب‪ ]23:‬ومات على هذا المنهج شهيدا عاملً‬
‫عَليْهِ َف ِم ْنهُمْ مَنْ َقضَى نَ ْ‬
‫مَا عَاهَدُوا اللّهَ َ‬
‫ظرُ [الحزاب‪ ]23:‬ينتظر أن يتوفاه‬
‫حبَهُ َو ِم ْنهُمْ مَنْ َي ْنتَ ِ‬
‫لمنهج ال عز وجل‪َ .‬ف ِم ْنهُمْ مَنْ َقضَى نَ ْ‬
‫ال على حسن الختام؛ ليموت على هذا المنهاج غير مغيّر ول مبدل‪ .‬قال ال عز وجل‪َ :‬و ِم ْنهُمْ‬
‫ظرُ َومَا بَ ّدلُوا َتبْدِيلً [الحزاب‪ ]23:‬ما بدلوا ول غيروا ول انحرفوا‪ ،‬بل هم مستقيمون‬
‫مَنْ َي ْنتَ ِ‬
‫على هذا المنهاج‪ ،‬ينتظرون أمر ال تعالى أن يتوفاهم وهم سائرون على هذا الدرب مستقيمون‬
‫عليه‪ ،‬ل يلوُون على شيء إل مرضاة ربهم عز وجل‪ .‬إنه الثبات على المنهج الذي افتقده كثيرٌ‬
‫من المسلمين اليوم‪ ،‬حتى ممن شغلوا بالعمل للسلم‪ ،‬قامت عندهم انحرافات في التصور‬
‫والسلوك‪ ،‬فانحرفوا عن منهج ال‪ .‬أيها الخوة‪ :‬ليست القضية أن نمسك الطريق فقط‪ ،‬ول أن‬
‫نعرفه فقط‪ ،‬ول أن نصل إليه فقط‪ ،‬إن المسألة أن نستمر عليه بغير تبديل ول تحريف َومَا‬
‫بَ ّدلُوا َتبْدِيلً [الحزاب‪.]23:‬‬

‫تأييد الرسل ومناصرتهم‪:‬‬


‫هذه الرجولة التي يصفها ال تعالى في القرآن‪ ،‬أن مِن أهلها مَن يؤيد الرسل في دعوتهم‬
‫ويناصرهم‪ ،‬ويبين للناس أن ما جاءت به الرسل هو الحق‪ ،‬ويعين الرسل ويساعدهم‪ .‬قال‬
‫تعالى‪ :‬وَجَاءَ مِنْ أَ ْقصَى ا ْلمَدِينَةِ [يس‪ ]20:‬مَن الذي جاء؟ هل جاء جيش جرار‪ ،‬أو فئامٌ كثيرة‬
‫سعَى‬
‫من الناس؟ وَجَاءَ مِنْ أَ ْقصَى ا ْلمَدِينَةِ رَجُلٌ [يس‪ ]20:‬جاء من آخر المدينة ‪َ ..‬رجُلٌ يَ ْ‬
‫[يس‪ ]20:‬يشتد‪ ،‬ولماذا جاء؟! ألن هناك سوقا أو حراجا ل يريد أن يفوته منه شيء؟! ألن‬
‫سلِينَ‬
‫هناك أسهما تباع ل يريد أن يفوت منها شيء؟! كل ‪-‬أيها الخوة‪ -‬قَالَ يَا َقوْمِ ا ّت ِبعُوا ا ْل ُمرْ َ‬
‫* ا ّت ِبعُوا مَنْ ل يَسَْأُلكُمْ أَجْرا وَهُمْ ُم ْهتَدُونَ [يس‪ ]21-20:‬اتبعوهم‪ ،‬اتبعوهم هؤلء الرسل َومَا‬
‫جعُونَ [يس‪ . ]22:‬ثم يبين عرض حقائق العقيدة‪ ،‬التصورات‬
‫ط َرنِي َوِإَليْهِ ُترْ َ‬
‫عبُدُ الّذِي فَ َ‬
‫ِليَ ل أَ ْ‬
‫النقية الصافية الخالية من شوائب الشرك‪ ،‬حتى توفاه ال عز وجل فقال‪ :‬يَا َل ْيتَ َق ْومِي َي ْعَلمُونَ‬
‫ج َعَلنِي مِنَ ا ْل ُمكْ َرمِينَ [يس‪ . ]27-26:‬فمن صفات الرجولة ‪-‬أيها‬
‫* ِبمَا غَ َفرَ لِي َربّي وَ َ‬
‫الخوة‪ -‬أن نكون نحن الذين نسمي أنفسنا رجالً‪ ،‬أن نكون أعوانا للرسل‪ ،‬حربا على أعداء‬
‫الرسل‪ ،‬وليس حربا على الرسل‪ ،‬أن نكون مؤيدين لدعوة الرسل‪ ،‬ل مثبطين عن دعوة الرسل‪،‬‬
‫أن نكون مستجيبين لدعوة الرسل‪ ،‬متبعين ل عاصين ول مبتدعين ول معاندين‪ .‬هذه الصفة‬
‫‪-‬أيها الخوة‪ -‬كم من الرجال من يمتلكها اليوم؟! كم من الرجال من يؤيد دعوة الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم؟! إنهم قليل‪ .‬وفي حال الخوف يتقدم الرجال بالنصح ل عز وجل‪ ،‬رغم الخوف‬
‫الذي يكتنفهم‪ ،‬وأجواء الرهاب التي تحيط بهم‪ ،‬فيقومون بواجب النصيحة ‪ ..‬رجل واحد يفعل‬
‫أفعالً ل تفعلها أمة بأسرها‪ ،‬رجل واحد يعدل غثاءً‪ ،‬بل إنه يرجح على هذا الغثاء المترامي‬
‫الطراف‪ ،‬الذي ل يجمعه تصور واحد‪ ،‬ول منهج واحد‪ ،‬ول عقيدة واحدة‪ ،‬يقوم هؤلء الرجال‬
‫بواجب النصح ل عز وجل‪ ،‬ويحذرون أولياء ال من المخاطر التي تحدق بهم‪.‬‬

‫تقديم النصيحة في حال الخوف‪:‬‬


‫سعَى [القصص‪ ]20:‬يشتد من أقصى المدينة‪ ،‬لم‬
‫قال ال تعالى‪ :‬وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَ ْقصَى ا ْلمَدِينَةِ يَ ْ‬
‫يقعد به طول المسافة‪ ،‬ول بُعد الطريق‪ ،‬جاء يسعى ويشتد‪ ،‬لقد كان هذا الرجل مؤمنا‪ .‬قَالَ يَا‬
‫خرُجْ ِإنّي َلكَ مِنَ‬
‫مُوسَى إِنّ ا ْلمَلَأَ َي ْأ َت ِمرُونَ ِبكَ [القصص‪ ]20:‬يتشاورون في أمرك‪ِ ،‬ليَ ْق ُتلُوكَ فَا ْ‬
‫النّاصِحِينَ [القصص‪ ]20:‬إني أكشف لك مخططاتهم‪ ،‬وأعرّي لك دسائسهم ونياتهم الخبيثة‪،‬‬
‫خرُجْ ِإنّي َلِكَ مِنَ النّاصِحِينَ [القصص‪ . ]20:‬قال ابن كثير رحمه‬
‫فاخرج من هذه المدينة‪ ،‬فَا ْ‬
‫ال‪ُ :‬وصِف بالرجولة؛ لنه خالف الطريق‪ ،‬يعني بالطرق الجادة التي تُسلك في الشارع‪ ،‬فسلك‬
‫طريقا أقرب من طريق الذين بُعثوا وراءه‪ ،‬فسبق إلى موسى وحذره‪ ،‬قال‪ :‬إن الناس آتون‬
‫ن النّاصِحِينَ‬
‫خرُجْ ِإنّي َلِكَ مِ َ‬
‫ورائي ليقبضوا عليك ويقتلوك‪ ،‬أعوان فرعون الطاغية‪ :‬فَا ْ‬
‫[القصص‪ . ]20:‬يأتي هذا الرجل يسعى‪ ،‬يختصر الطريق ليحذر ولي ال ونبيه موسى عليه‬
‫السلم ‪ ..‬إن تقديم النصيحة حتى في حالة الخوف من صفات الرجولة‪.‬‬

‫حاجة المة إلى الرجال‪:‬‬


‫وعند الزمات تشتد الحاجة لوجود الرجال الحقيقيين‪ ،‬الذين يثبتون الناس على شرع ال‪ .‬أيها‬
‫الخوة‪ :‬قد تمر بالسلم أزمات‪ ،‬قد تمر بالمسلمين شدائد وضائقات‪ ،‬قد يمر بالمسلمين عسر‬
‫شديد‪ ،‬تنقطع بهم السبل‪ ،‬فيتحير الناس ويضطربون‪ ،‬ويميدون ويحيدون عن شرع ال‪ ،‬فترى‬
‫الناس متفرقين شذر مذر‪ ،‬ل يرى أحدهم الحق ول يتبعه‪ ،‬حيّرتهم فتن الحياة الدنيا‪ ،‬فاضطربوا‬
‫اضطرابا شديدا‪ ،‬وتبعثروا وتفرقوا‪ ،‬فمَن الذي يثبّت في هذه الحالة؟ ومَن الذي يقوم بواجب‬
‫التثبيت؟ في هذه الحالة التي تقع فيها الفتن بالمسلمين نحتاج إلى عناصر مثبته تثبت المسلمين‬
‫على المنهج الرباني‪ ،‬مَن الذي يثبت؟ في حالة الزمات تكتشف أنت معادن الرجال‪ ،‬يفضي كل‬
‫رجل إلى معدنه الخالص؛ ليستبين أمام الناس هل هو من أهل العقيدة أم ل؟ هل هو رجل عقيدة‬
‫أم ل؟ في حالة الزمات يتبين الرجال الذين يقفون على منهج ال بأقدام راسخة‪ .‬أيها الخوة‪:‬‬
‫خ ْل ُتمُوهُ‬
‫عَل ْيهِمُ ا ْلبَابَ َفإِذَا دَ َ‬
‫خلُوا َ‬
‫علَي ِهمَا ادْ ُ‬
‫يقول ال تعالى‪ :‬قَالَ رَجُلنِ مِنَ الّذِينَ يَخَافُونَ َأ ْنعَ َم اللّهُ َ‬
‫علَى اللّهِ َف َت َو ّكلُوا إِنْ ُك ْنتُمْ ُم ْؤ ِمنِينَ [المائدة‪ . ]313:‬موسى عليه السلم يأتي ببني‬
‫فَِإ ّنكُمْ غَاِلبُونَ وَ َ‬
‫إسرائيل لدخول الرض المقدسة‪ ،‬ويعدهم بنصر ال تعالى‪ ،‬ويبشرهم ويقول‪ :‬إن ال معكم‪،‬‬
‫عرِف عن‬
‫فقاتلوا هؤلء الكفرة الذين احتلوا تلك الرض المقدسة ‪ ..‬بنو إسرائيل الذين ما ُ‬
‫طبعهم إل الغدر والخيانة‪ ،‬وإل النكوص عن شرع ال وطريقه‪ ،‬ماذا قالوا؟ قالوا كلمة قبيحة‬
‫جدا‪ ،‬قالوا‪ :‬فَاذْ َهبْ َأ ْنتَ َو َر ّبكَ فَقَاتِل ِإنّا هَا ُهنَا قَاعِدُونَ [المائدة‪ ]24:‬أنت وربك يا موسى قاتل‪،‬‬
‫نحن ننتظر النتيجة‪ ،‬فإن انتصرتم جئنا ودخلنا المدينة ِإنّا هَا ُهنَا قَاعِدُونَ [المائدة‪ ]24:‬بكل‬
‫وقاحة‪ ،‬موسى نبي ال ليس معه أحد‪ ،‬كل القوم نكصوا‪ .‬قَالَ َربّ ِإنّي ل َأ ْمِلكُ ِإلّا نَفْسِي َوأَخِي‬
‫[المائدة‪ ]25:‬موقف صعب‪ ،‬موقف شديد‪ ،‬تخلّى القوم عن نبيهم‪ ،‬تركوه وحيدا أمام العداء‪ ،‬إن‬
‫هذه أزمة! أليس كذلك؟ فمن الذي يقوم الن في هذا الزمة‪ ،‬ويثبت الناس ويقول لهم‪ :‬يا أيها‬
‫الناس اثبتوا على شرع ال‪ ،‬اثبتوا على الطريق‪ ،‬ل تنهزموا أمام العداء‪ ،‬النصر قادم بإذن ال‪،‬‬
‫صرْكُمْ [محمد‪ . ]7:‬قام هذان الرجلن‪:‬‬
‫صرُوا اللّهَ َي ْن ُ‬
‫تمسكوا بشرع ال‪ ،‬وال ينصركم‪ :‬إِنْ َت ْن ُ‬
‫علَي ِهمَا [المائدة‪ ]23:‬بنعمة اليمان والسلم والثبات‪.‬‬
‫قَالَ رَجُلنِ مِنَ الّذِينَ يَخَافُونَ َأ ْنعَمَ اللّهُ َ‬
‫عَل ْيهِمُ ا ْلبَابَ [المائدة‪ ]23:‬اقتحموا‪ ..‬إنهم‬
‫خلُوا َ‬
‫علَي ِهمَا ادْ ُ‬
‫قَالَ رَجُلنِ مِنَ الّذِينَ يَخَافُونَ َأ ْنعَمَ اللّهُ َ‬
‫علَى اللّهِ َف َت َو ّكلُوا إِنْ ُك ْنتُمْ ُم ْؤ ِمنِينَ [المائدة‪ . ]23:‬أيها‬
‫خ ْل ُتمُوهُ فَِإ ّنكُمْ غَاِلبُونَ وَ َ‬
‫جبناء‪ ،‬فَإِذَا دَ َ‬
‫الخوة‪ :‬هذه النوعية التي نحتاجها حقيقة اليوم في وسط الزمات التي تعصف بالمسلمين‪،‬‬
‫الزمات والفتن التي تجعل الحليم حيرانا‪ ،‬نحتاج إلى رجال يبصرون الناس بالدين‪ ،‬إلى رجال‬
‫يكونون قدوة للناس‪ ،‬إلى رجال يثبتون الناس على شرع ال‪ .‬وفقنا ال وإياكم لن نكون رجالً‬
‫نقاتل في سبيل ال‪ ،‬ونجاهد في سبيل ال بأموالنا وأنفسنا‪ ،‬وأن نكون من الذين اجتباهم ال تعالى‬
‫فأقامهم على الصراط المستقيم‪ .‬وأستغفر ال لي ولكم‪.‬‬

‫أمور ليست من الرجولة‪:‬‬


‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬الذي ل إله إل هو‪ ،‬لم يتخذ صاحبة ول ولدا‪ .‬وأشهد أن محمدا عبده‬
‫ورسوله المين‪ ،‬صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا‪ .‬أيها الخوة‪ :‬لقد فقدت‬
‫الرجولة اليوم كثيرا من معانيها الحقيقية‪ ،‬فترى الناس اليوم يزعمون أنهم رجال‪ ،‬يقوم كل واحد‬
‫منهم فيقول‪ :‬أنا رجل‪ ،‬ولكن في الحقيقة‪ :‬ماذا تنطوي عليه هذه الرجولة؟ ما هو مضمونها؟ أيها‬
‫الخوة‪ :‬مِن الناس اليوم مَن يظن أن الرجولة عبارة عن فتل الشوارب‪ ،‬وتربية هذه الشنبات‬
‫وإطالتها‪ ،‬يظن أن هذه هي الرجولة‪ ،‬وهو مخالف لسنة الرسول صلى ال عليه وسلم ظاهرا‬
‫وباطنا‪ .‬مِن الناس ‪-‬أيها الخوة‪ -‬مَن يظن الرجولة اليوم هي الخذ بالثارات وقتل البرياء‪،‬‬
‫وتراه يقول‪ :‬هؤلء ليسوا رجالً‪ ،‬ما أخذوا بثأرهم‪ ،‬وهؤلء رجال أخذوا بثأرهم فقتلوا فلنا‪،‬‬
‫ولو كان ليس له ذنب‪ .‬مِن الناس مَن يظن اليوم أن ارتكاب المحرمات هي الرجولة‪ ،‬فترى‬
‫بعض الحداث اليوم لكي يبرهنوا لنفسهم وللناس أنهم رجال‪ ،‬يقعد أحدهم ويدخن ‪-‬مثلً‪-‬‬
‫ويزعم أن التدخين رجولة‪ ،‬ويسافر لوحده إلى الخارج‪ ،‬ويعبث بالمحرمات‪ ،‬وينتهك حدود ال‬
‫عز وجل‪ ،‬ويزعم أن هذه هي الرجولة‪ .‬مِن الناس مَن يظن أن الرجولة رفع الصوت أو‬
‫الصياح في البيت‪ ،‬وفرض الرأي بقوة العضلت والبطش وغير ذلك؛ يظنون أن هذه هي‬
‫الرجولة‪ .‬يظن أحدهم أن الرجولة أن ينفخ على الخدم والموظفين‪ ،‬ويطرد من يشاء‪ ،‬ويُبقي من‬
‫يشاء؛ يظن أن هذه هي الرجولة‪ .‬كل أيها الخوة! ليست الرجولة ارتكابا للمحرمات‪ ،‬ولم تكن‬
‫الرجولة يوما من اليام في تاريخ السلم البطش والعتداء على البرياء‪ ،‬كل‪ .‬أيها الخوة‪ :‬إن‬
‫الرجولة لها معانٍ سامية‪ ،‬وحقائق علوية‪ ،‬تأخذ هذا الصنف من الناس فترفعهم‪ .‬إن حاجة‬
‫السلم اليوم إلى الرجال عظيمة‪ ،‬السلم اليوم تنتهك حرماته في شتى أقطار الرض‪ ،‬لم تعد‬
‫تقم للسلم قائمة في وسط هذه الدياجير المظلمة من الشرك والجاهلية‪ ،‬إل من رحم ال عز‬
‫وجل من أفراد تلك الطائفة المنصورة ‪ ،‬التي استقامت على شرع ال عز وجل‪ .‬أيها الخوة‪:‬‬
‫يقال‪ :‬أنه اجتمع مرة نفر من الصحابة‪ ،‬فقال لهم عمر بن الخطاب رضي ال عنه‪[ :‬تمنوا‪،‬‬
‫فتمنى كل واحد منهم شيئا من أعمال البر‪ ،‬فلما انتهوا قال عمر ‪ :‬أنتم تمنيتم‪ ،‬ولكني أتمنى ملء‬
‫هذه الحجرة رجالً أمثال أبي عبيدة]؛ لن الرجال ‪-‬أيها الخوة‪ -‬يصنعون كل شيء بإذن ال‪،‬‬
‫الرجال يصنعون ويسيرون على منهج ال يطبقونه في الواقع‪ ،‬وإذا وجد عندك الرجال لم تعد‬
‫تحتاج بعدها إلى شيء‪ .‬ولكن أي نوع من أنواع الرجال؟ هل هم أصحاب الشوارب والشنبات؟‬
‫كل أيها الخوة! الرجال بهذه الصفات التي ذكرناها آنفا‪ - :‬عبادة‪ - .‬عمل‪ - .‬استقامة‪- .‬‬
‫دعوة إلى ال‪ - .‬صبر على الذى في سبيل ال‪ - .‬إعانة الرسل ودعوتهم ونصرتُهم‪ - .‬والقيام‬
‫في مواطن الفتن‪ - .‬وتثبيت الناس على السلم‪ .‬الرجولة ليست سنا‪ ،‬بقدر ما هي صفات‬
‫وشمائل وسجايا ذكرها ال ورسوله صلى ال عليه وسلم‪ .‬ماذا نفعت الرجولة أولئك الناس الذين‬
‫قال ال عنهم في القرآن‪َ :‬وَأنّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الِْأ ْنسِ َيعُوذُونَ ِبرِجَالٍ مِنَ الْجِنّ َفزَادُوهُمْ رَهَقا‬
‫[الجن‪ ]6:‬؟! ماذا نفعتهم رجولتهم وقد وقعوا في الشرك؟! ل شيء أيها الخوة‪ .‬السلم اليوم‬
‫ينادي أصحابه وأتباعه‪ ،‬يقول لهم ويهتف بهم كما هتف لوط بقومه‪َ :‬أَليْسَ ِم ْنكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ‬
‫[هود‪ ]78:‬السلم اليوم يهتف بالناس‪ :‬أليس منكم رجل رشيد؟! رجلٌ رشيدٌ‪ ،‬رشده يقيم شرع‬
‫ال عز وجل في نفسه وبيته ومجتمعه‪ ،‬يدعو إلى ال‪ ،‬يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر‪ ،‬أليس‬
‫منكم رجل رشيد؟! اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك‪ ،‬اللهم يا مصرف القلوب‬
‫صرف قلوبنا على دينك‪ .‬اللهم واجعلنا رجالً من أهل الحق وأعوانه‪ ،‬اللهم واجعلنا من جندك‬
‫وأتباع نبيك محمد صلى ال عليه وسلم‪َ .‬ر ّبنَا ل ُتزِغْ ُقلُو َبنَا َبعْدَ إِذْ هَ َد ْي َتنَا وَ َهبْ َلنَا مِنْ لَ ُد ْنكَ‬
‫حمَةً ِإ ّنكَ َأ ْنتَ ا ْلوَهّابُ‪ .‬اللهم يا سامع الصوت! أجب دعاءنا‪ ،‬واحفظنا في أنفسنا وأهلينا‪ ،‬اللهم‬
‫رَ ْ‬
‫واحفظ بلدنا من كل سوء‪ .‬اللهم أقم علم الجهاد‪ ،‬واقمع أهل الشر والشرك والزيغ والبدعة‬
‫والفساد والعناد‪ ،‬وانشر رحمتك على العباد‪ .‬اللهم إنك تعلم ما نخفي وما نعلن‪ ،‬ول يخفى عليك‬
‫خافية في الرض ول في السماء‪ ،‬اللهم أصلح ظواهرنا وبواطننا‪ ،‬اللهم واجعل نياتنا خالصة لك‬
‫يا رب العالمين! اللهم وصلّ على نبيك محمد‪ ،‬سيد الولين والخرين‪ ،‬وسلّم تسليما كثيرا‪.‬‬
‫وقوموا إلى صلتكم يرحمكم ال‪.‬‬

You might also like