You are on page 1of 7

‫الرذيلة ومداخلها‬

‫الحسد‬

‫بسم الله والحمد لله والصلة والسلم على رسول الله‪.‬‬


‫الواقع المعاصر أثبت أنه كلما يترقى العلم يمنحنا فكرة‪ ،‬عن أن الشيء كلما شف أ قل فأصبح دقيقا‪ .‬أي‪ :‬يكون أكثر‬
‫عفنا‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال‪ :‬إنسان بنى بيتا في حقل متسع فمر عليه صديق له وقال‪ :‬أل تعرف أن هنا في الخلء المتسع‬
‫ذئبا؟ وأوصى الصديق صاحب البيت بأن يبني نوافذ من حديد ليمنع الذئاب من أن تدخل عليه‪.‬‬
‫ثم م ّر عليه ثان فقال له‪ :‬إن حديد شبابيك المنزل متسع‪ ،‬والثعابين في هذا الخلء كثيرة وأوصى صاحب البيت أن‬
‫يضع ستارة من السلك‪.‬‬
‫لكن صديقا ثالثا قال لصاحب المنزل‪ ::‬إن الناموس الفتاك بالملريا منتشر‪ ،‬وعليك أن تضع ستائر من السلك أكثر‬
‫ضيقا من هذه‪.‬‬
‫إذن فالشيء كلما لطف عنف‪ ،‬أي كلما صغر الشيء في الحجم كان عنيفا أكثر‪ ،‬والعنف ليس مرتبطا بحجم المادة‪،‬‬
‫إنما من عمق فاعلية المادة وتأثيرها‪ ،‬وعلوم الطب تكشف كل يوم عن المراض الخطيرة الفتاكة‪ ،‬وقد تكون بسبب‬
‫أصغر الميكروبات حجما‪ ،‬كما أن هناك الن أشعة الليزر التي يتم بها إجراء عمليات جراحية بدون مشرط أو نزول‬
‫قطرة دم‪ ،‬هذه الشعة تخترق أدق وأصلب الشياء‪.‬‬
‫والحسد أمر مقطوع به برغم أنه ليس من المور المادية‪ ،‬فلماذا ننكر على الحاسد أن بصره قد تصدر عنه‪ :‬أشعة‬
‫أشف وأخف من أشعة الليزر؟‬
‫قد يقول قائل‪ :‬وما ذنب المفتوك به من الحسد؟‬
‫نقول أيضا‪ :‬وما ذنب المقتول خطأ برصاصة؟‬
‫وقول الحق سبحانه‪ {:‬ومن شر حاسد‪ :‬إذا حسد} الفلق‪ , 5 :‬أي‪ :‬أن بعض الناس يحسد‪ ،‬ولذلك عندما يرى النسان‬
‫نعمة الله على إنسان آخر فعليه أن يقرأ سورة الفلق‪ ،‬وليقل ما شاء الله ول حول ول قوة إل بالله ول يحقد على‬
‫صاحب النعمة‪ .‬حينئذ تعلق في قلبه نوافذ الشعاع الحاسد‪ ،‬لن هذه الشعاعات النافذة ل تخرج إل في حالت الحقد‬
‫والغضب‪.‬‬
‫إذن فالنسان حين يقول‪ :‬ما شاء الله ول حول ول قوة إل بالله‪ ،‬فانه يقي نفسه من أن يكون حاسدا‪ ،‬ويمنع غيره‬
‫بقوة الحق سبحانه وتعالى من أن يكون حاسدا له‪.‬‬
‫إن ‪:‬الحسد والسحر هما من الشرور غير المرئية التي تتساوى معه الشرور المرئية‪ ،‬وان كانت أدواتهما غاية في‬
‫اللطف والعنف في آن واحد‪.‬‬
‫والنسان ‪:‬الذي يحقد هو إنسان يعاني من تضارب الملكات‪ ،‬حتى انه يبدو وكأنه يأكل بعضه بعضا‪ ،‬فالحقد جريمة‬
‫نفسية لم تتعد الحسد‪ ،‬ويقال عن الحقد أنه الجريمة التي تسبقها عقوبتها‪ ،‬وهي عكس أي جريمة أخرى نجد أن‬
‫عقوبتها تتأخر عنها إل الحقد‪ ،‬وذلك أن عقوبة الحقد تنال صاحبها من قبل أن يحقد‪.‬‬
‫الحاقد ل ‪:‬يحقد‪ :‬إل ‪:‬لن قلبه ومشاعره تتمزق عندما يرى المحقود عليه في خير‪ ،‬ولذلك جاء في الثر‪ ":‬حسبك من‬
‫الحاسد أنه يغتم وقت سرورك"‪.‬‬

‫**‬

‫السراف‬

‫الله سبحانه وتعالى حين يحّرم سيئا فمن المؤكد أنه محدود بالنسبة إلى ما أحله سبحانه‪ ،‬فالمحّرم قليل‪ ،‬وبقية ما لم‬
‫يحرمه الله هو الكثير واقرأ قول الله تعالى‪ {:‬قل تعالوا أتل ما حّرم ربكم عليكم‪ ،‬أل ‪:‬تشركوا به شيئا وبالوالدين‬
‫إحسانا‪ ،‬ول ‪:‬تقتلوا أولدكم من إملق‪ ،‬نحن نرزقكم وإياهم ول ‪:‬تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ول ‪:‬تقتلوا‬
‫صاكم به لعلكم تعقلون ول تقربوا مال اليتيم إل بالتي هي أحسن حتى يبلغ‬ ‫النفس التي حّرم الله إل بالحق‪ ،‬ذلكم و ّ‬
‫أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط‪ ،‬ل نكلف نفسا إل وسعها‪ ،‬وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا‪،‬‬
‫صاكم به لعلكم تذكّرون} النعام ‪.152 ،151‬‬
‫ذلكم و ّ‬
‫إن الحق سبحانه يورد المحرمات وهي أشياء محددة محدودة‪ ،‬أما النعم فهي جليلة عظيمة اكثر من أن تحصى وتعد‪،‬‬
‫ومن هذا المر نعرف سعة رحمانية الحق بالخلق‪ ،‬لقد خلق سبحانه الكثير من النعم ولم يحرم إل القليل‪ ،‬وسبحانه‬
‫حين حّرم؛ حّرم لتبقى كل نعمة في مجالها فإذا ما جاء إنسان وقال‪ :‬إن الله قد حّرم هذا الشيء لنه ضار‪ ،‬نقول له‪:‬‬
‫إن ما تقوله أمر جائز ولكن هذا الضرر سبب الحكم بكل المحرمات فقد يحّرم الله سبحانه أمرا لتأديب قوم ما‪ ،‬فلو‬
‫نظرنا نحن إلى واقعنا مقل ‪:‬نجد أبا مسؤول ‪:‬عن تربية أولده قد يحّرم على ولد فيهم لونا من الطعام أو جزءا من‬
‫مصروف اليد ويكون القصد من ذلك العقوبة‪.‬‬
‫وكذلك نرى أن بني‪ :‬إسرائيل استحقوا عقوبة التحريم لنه جاءوا من خلف منهج الله وأحلوا لنفسهم ما حّرم الله‪،‬‬
‫فكأن الله سبحانه يقول لهم‪ :‬لقد اجترأتم على ما حرمت فحللتموه‪ ،‬لذا فأنا أحرم عليكم ما أحللته لكم من قبل ذلك‪،‬‬
‫لماذا؟‬
‫حتى ل يفهم إنسان أنه بتحليله لنفسه ما حرم الله قد أخذ شيئا من وراء الله‪ ..‬ل‪ ،‬إن أحدا ل يمكنه أن يغلب الله‬
‫سبحانه‪ ،‬فالله سبحانه لم يحرم عليك شيئا كان حلل‪ ،‬ولهذا فالتحريم إما أن يكون تحريم طبع أو تحريم فطرة‪.‬‬
‫فنحن نجد الرجل الذي أسرف على نفسه في تناول محرمات كالخمر مثل ثم بعد أن أخذت بجسده ذهب إلى الطبيب‬
‫فقال له إن شربتها ثانية سينتهي كبدك‪ ،‬ثم يمنعه عن أصناف كثيرة من الطعام والشراب فهذا ظلم من النسان‬
‫لنفسه نتج عنه تحريم أشياء عليه‪ ،‬إن مثل هذا النسان قد استحل ما حرم الله فحرم الله عليه بالطبع والتكوين‬
‫والسنة الكونية أمورا كانت حلل له‪.‬‬
‫ورجل آخر أسرف على نفسه في تناول صنف معي ّن من الطعام كالسك ّر مثل فوق ما تدعو إليه الحاجة فكأن سنة‬
‫الله الكونية تقول له‪ :‬لقد أخذت من السكر أكثر من حاجتك وبسبب ذلك صرت مريضا فإياك أن تتناول السكريات‬
‫مرة أخرى‪ ،‬ويضل المريض بالسكر يشتهي الحلوى‪ ،‬ويملك القدرة على شرائها ولكنها ممنوعة عليه‪ ،‬وكأن الحق‬
‫سبحانه وتعالى يقول له‪ :‬بظلم منك لنفسك حرمت على نفسك ما أحللته لك‪.‬‬
‫وآخر يملك الثروات والخدم والمزارع الشاسعة ويقوم له الخرون بطحن الغلل‪ ،‬ويأمر بأن يصنع له الخبز من أنقى‬
‫أصناف الدقيق الخالي من الردة ويصنعون الخبز البيض ويأكل منه‪ ،‬بينما التباع يصنعون لنفسهم الخبز من الدقيق‬
‫القل نقاوة فكأن سنة الله الكونية تقول له‪ :‬أنت ستأكل الخبز المصنوع من الدقيق الفاخر‪ ،‬وليأكل عمالك ورعاياك‬
‫الخبز المصنوع من أفخر أنواع الدقيق‪ ،‬وكأن الله تعالى يقول له‪ :‬فبظلم منك حرمنا ما أحل لك‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فالنسان منا عندما يرى إنسانا آخر حرم من نعم الله التي هي حلل فليعلم أن ذلك النسان سبق وأن أحل ما‬
‫حرم الله عليه‪ ،‬أو ظلم نفسه بالسراف في شيء كانت الفطرة والطبع تقتضيان العتدال فيه‪ ،‬إن أحدا منا ل يفلت‬
‫من رقابة الله‪ ،‬والتحريم يكون بالتشريع إذا كانت العقوبة من المشّرع‪ ،‬وقد يكون تحريما بالطبع‪ ،‬وهذا إن كان في‬
‫المر إسراف من النفس‪ ،‬ولنقرأ دائما قول الله تعالى‪ {:‬فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم‬
‫وبصدّهم عن سبيل الله كثيرا} النساء ‪.160‬‬
‫وكذلك الذي يأخذ مال بالربا‪ ،‬انه يأخذه ليزيد ماله‪ ،‬هنا نقول له‪ :‬لماذا تريد المال؟ أتريده لذات المال أم لهدف آخر؟‬
‫المال رزق‪ ،‬ولكنه رزق غير مباشر‪ ،‬لنه يشترى الشياء التي ينتفع بها النسان وهي الرزق المباشر‪ ،‬نقول‪ :‬هب أن‬
‫إنسانا في صحراء ومعه جبل من الذهب لكن الطعام انقطع عنه‪ ،‬إن جبل الذهب في مثل هذه الحالة ل يساوي شيئا‬
‫بل يصبح رغيف الخبز وكوب الماء أغلى من الذهب‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فالمال رزق لكنه غير مباشر يأتي بالرزق المباشر‪ .‬والذي يزيد ماله بالربا‪ ،‬هل يريد تلك الزيادة من أجل المتعة؟‬
‫فليعلم أن الله سبحانه يمحق ذلك ويزيل المال في الكوارث‪.‬‬
‫إن ‪:‬النسان إذا أراد أن يبقى له ما أحل الله إلى أن يأتي أجله فعليه أل ‪:‬يستبيح أي شيء حرمه الله‪ ،‬وبذلك يظل‬
‫مستمتعا بنعم الله عليه‪.‬‬

‫**‬

‫الظلم‬

‫يقول الله تبارك وتعالى‪ {:‬وما ربك بظلم للعبيد} فصلت ‪.46‬‬
‫إذن‪ :،‬فالنسان هو الذي يظلم نفسه‪ :،‬ويقول الحق ‪:‬سبحانه‪: {:‬إن الله ل ‪:‬يظلم الناس شيئا‪ :‬ولكن ‪:‬الناس‪ :‬أنفسهم‬
‫يظلمون} يونس ‪.44‬‬
‫فإياك أيها النسان أن تظن أنك حين تظلم أحدا بتدبير السوء له قد كسبت الدنيا‪ ،‬وهذا غير صحيح‪ ،‬ولو علم الظالم‬
‫ماذا أعد ّ الله للمظلوم لضن عليه بظلمه‪.‬‬
‫وهب أن رجل مثل له ولدان وجاء ولد منهما وضرب أخاه‪ ،‬أو خطف منه شيئا إن معه ثم عرف الب ذلك‪ ،‬قلب هذا‬
‫الب مع من يكون؟ قلبه بالطبع يكون مع المظلوم فيحاول أن يرضيه‪ ،‬فان كان الخ الظالم قد أخذ منه شيئا يساوي‬
‫عشرة قروش فان الب يعوّضه بشيء يساوي مائة قرش‪ ،‬هنا نجد البن الظالم يعيش في حسرة لنه لو علم مسبقا‬
‫أن والده سيكرم أخاه المظلوم لما ظلم أخاه أبدا‪.‬‬
‫إن الظلم ظلمات يوم القيامة‪ ،‬ومن المفارقات التي تروى مفارقة تقول‪ :‬إن كنت ول بد مغتابا فاغتب أبويك‪ ،‬ويقول‬
‫السامع لذلك وكيف أغتاب أبي وأمي؟!‬
‫يقول اًصحاب المفارقة‪ :‬إن والديك أولى بحسناتك فبدل ‪:‬من أن تعطي حسناتك لعدوك ابحث عمن تحبهم وأعطهم‬
‫حسناتك‪.‬‬
‫إن صاحب المفارقة هذه يريد أن يكره المغتاب فيها‪ ،‬وحيثية هذه المفارقة هي‪ :‬ل تكن أيها المغتاب أحمق‪ ،‬لنك ل‬
‫تغتاب إل عن عداوة‪ ،‬وكيف تعطي حسناتك التي هي أثمن نتيجة لعمالك لعدوّك‪.‬‬
‫ويروى أن الحسن البصري بلغه أن أحدا قد اغتابه فأرسل الحسن شخصا إلى المغتاب ومعه طبق من البلح الرطب‬
‫وقال لهذا الشخص‪ :‬اذهب بهذا الطبق إلى فلن وقل له‪ :‬بلغ الحسن أنك اغتبته بالمس‪ ،‬وهذا يعني أنك أهديت له‬
‫حسناتك‪ ،‬وحسناتك بل شك أثمن من هذا الرطب‪.‬‬
‫إن ‪:‬الظلم كالجور‪ ..‬وهو نوع من العتداء أو القسر أو القهر أو انتقاص القدر والقيمة‪ ،‬ويقابل الظلم النصاف كما‬
‫يقابل الجور العدل‪.‬‬
‫الظلم إذن‪ ،‬انتقاص حق الناس‪ ،‬فما بالنا عندما ينتقص النسان من حق نفسه‪ ،‬أي‪ :‬أن يظلم نفسه‪ ،‬وظلم النفس هو‬
‫أبشع ألوان الظلم فالنفس كّرمها الله وخلقها‪ ،‬فقد كانت تستحق من النسان أن يرعاها وأن يحقق مراد الله منها‪،‬‬
‫وأن يمنع عنها إلحاح اشتهاء ما يغضب الله‪ .‬يقول الحق سبحانه وتعالى‪ {:‬والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم‬
‫ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إل الله ولم يصّروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة‬
‫من ربهم وجنات تجري من تحتها النهار خالدين فيها‪ ،‬ونعم أجر العاملين} آل عمران ‪.136 ،135‬‬
‫إن ظلم النفس يعني‪ :‬أن يبيع النسان دينه بدنيا غيره‪ ،‬فهو ل يحقق لنفسه أي نفع آجل أو عاجل‪.‬‬
‫وقديما قالوا‪ :‬شر الناس من باع دينه بدنياه‪ ،‬وشر هؤلء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم‪.‬‬
‫لهؤلء وأولئك كتب الله لهم الطريق‪ :‬إلى النجاة‪ ،‬وذلك بأن يذكروا الله‪ ،‬وأن يستغفروا ‪ ،‬وأل ‪:‬يعودوا إلى مثل تلك‬
‫الفواحش‪ ،‬أو ظلم النفس حتى يغفر الله لهم‪ ،‬ويرزقهم الجنة‪ ،‬ذلك أن الله ل ‪:‬يظلم أحدا ولكن الناس يظلمون‬
‫أنفسهم‪ ،‬لن الناس تنقص قدرها من النافع الباقي ويقعون أسرى للذي يزول‪.‬‬

‫**‬

‫السخرية والستهزاء بالناس‬


‫إن الستهزاء بالناس أو السخرية من عيوب أحد الناس هو دليل على عدم تمكن اليمان من النفس‪ ،‬وذلك بأن الله‬
‫خالق لكل البشر‪ ،‬فهذا المخلوق الذي به عيب خلقي‪ ،‬ليس له دخل في ذلك العيب‪ ،‬وإنما هي مشيئة الله الذي خلق‬
‫هذا المخلوق على تلك الصورة لحكمة اقتضت ذلك ل يعلمها إل الله سبحانه‪ .‬وعندما يسخر إنسان ما من عيب إنسان‬
‫آخر فمعنى ذلك إن الساخر إنما يسخر من صنعة الله‪ ،‬والسخرية من هذا النوع هي عدم إيمانية النفس لمخلوقية كل‬
‫البشر من اله واحد‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬فالذي يبحث عن عيوب البشر فهو يبحث عن عيوب أرادها الله سبحانه وتعالى لحكمة في مونه‪ ،‬وما دامت‬
‫لحكمة فهي ليست عيوبا‪.‬‬
‫فمثل حين يعيب إنسان على صناعة كرسي أو مائدة فهذا ليس تعديل على الكرسي أو على المائدة ولكنه تعديل على‬
‫من قام بصناعة الكرسي أو المائدة‪.‬‬
‫لذا فكل من يسخر من إنسان به عيب‪ ،‬فليعلم أن النسان ل حيلة له في صنع نفسه‪.‬‬
‫إذن فالسخرية هنا تكون من خلق الله‪ ،‬وهذا نوع من الغباء‪ ،‬لن الذي يسخر من عيب إنسان فانه لم يقدر الخصال‬
‫الحميدة التي يتفضل بها الله على هذا النسان الذي سخر منه‪ ،‬لذلك يقول سبحانه‪ {:‬يا أيها الذين آمنوا ل يسخر قوم‬
‫ن خيرا منهن ول ‪:‬تلمزوا أنفسكم ول ‪:‬تنابزوا‬
‫من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ول ‪:‬نساء من نساء عسى أن يك ّ‬
‫باللقاب‪ ،‬بئس السم الفسوق بعد اليمان‪ ،‬ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} الحجرات ‪.11‬‬
‫إن ‪:‬الحق سبحانه وتعالى يأمر كل المؤمنين بال ‪:‬يسخر أحد من أحد‪ ،‬لن كل إنسان فيه من الخصال الحميدة التي‬
‫تعمى عنها بصيرة الساخر‪ ،‬وقد يكون في الساخر نفسه بعض الخصال السيئة التي ل يحب أحد أن يسخر منها‪.‬‬
‫إن ‪:‬في السخرية خروجا عن مقتضى اليمان الكامل‪ ،‬وظلما للغير والنفس‪ ،‬ويجب أن نعرف أن الله قد وزع علينا‬
‫الصفات والمواهب المختلفة بدرجات متفاوتة‪ ،‬ولكن أخيرا يتساوى مجموع الصفات والمواهب المختلفة بدرجات‬
‫متفاوتة‪ ،‬ولكن أخيرا يتساوى مجموع صفات كل إنسان مع صفات أي إنسان‪.‬‬

‫**‬

‫الفساد‬

‫يأتي الفساد من أن ينقل النسان سلوكا من مجال افعل إلى مجال ل تفعل‪ ،‬وأن ينقل النسان سلوكا من مجال ل‬
‫تفعل إلى مجال افعل‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬أن المنهج اللهى يقتضي أن يشهد النسان بأن ل اله إل الله وان محمدا رسول الله‪ ،‬فالنسان الذي يعلن‬
‫ذلك هو الذي عليه أن يتقبّل تكليف الله‪ ،‬والنسان الذي ينكر ذلك هو الذي ينقل سلوكا من مجال افعل إلى مجال ل‬
‫تفعل‪ ،‬ذلك أن قول‪ :‬أشهد أن ل اله إل الله وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬هذا القول هو تجديد للعهد الذي بين العبد وبين‬
‫خالقه سبحانه‪ ،‬وبالتالي فهو التزام كامل بمنهج الله تعالى‪.‬‬
‫وكذلك النسان الذي يعرف أن الصلة ركن أساسي تقوم عليه حياة النسان في اليمان‪ ،‬فهذا النسان إن أخلص في‬
‫أداء الصلوات الخمس كان ذلك عاصما له من زلت الشيطان أو اتباع الهوى وكذلك الصيام والزكاة‪ ،‬وأيضا عندما‬
‫يأمر الحق سبحانه وتعالى عبده بال يشرب الخمر مثل عندئذ فالعبد الذي يطبق منهج الله هو الذي ينتهي على الفور‬
‫من شرب الخمر‪ ،‬والعبد الذي يظل في الشرب هو من خالف منهج الله تعالى في افعل ول تفعل‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬فالفساد في الرض هو من آثر هواه على منهج الله‪ .‬مثل الذي يأكل أموال الناس بالباطل ويكثر من اغتصاب‬
‫عرق وتعب الخرين فهذا إنسان ل يطبق منهج الله وهو مفسد في الرض‪.‬‬
‫لذا يجب أن نطبق هذه القاعدة في سلوك كل إنسان وهي‪ :‬أن من يطب ّق منهج الله فقد أصلح نفسه‪ ،‬وانسجم مع‬
‫أوامر خالقه‪ ،‬ونال رضا الله بعد أن قام بمسؤولية الختيار‪ ،‬وأداها كما يجب أن تؤدى‪.‬‬
‫أما من ل يطبق منهج الله فقد أفسد نفسه‪ ،‬وأفسد سلوكه‪.‬‬
‫ذلك لنه وقف من منهج اليمان من موقف السلب‪ ،‬فلم ينفذ أمر الله‪ ،‬وقد أخل بعهده مع الله‪.‬‬
‫وهكذا نرى إن خروج النسان بفعل ما من مجال إلى مجال في تشريعات الله تنطبق عليه العناصر الثلثة التي حددها‬
‫الله في وصفه للفاسقين أو أحدهما‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫نقض العهد‪.‬‬
‫قطع لما أمر الله أن يوصل‪.‬‬
‫إفساد في الكون‪.‬‬
‫إن المجتمع عندما ل ينتظم الفراد فيه بمنهج الله تعالى تجده مضطربا؛ لن كل إنسان سيفعل ما يحلو له‪ ،‬فسنجد‬
‫التصادم في سلوك البشر ورغباتهم‪ ،‬وسنجد النقض للعهد‪ ،‬والقطع لما أمر الله به أن يوصل والفساد في الرض‪.‬‬
‫إن الفساد قبح لجمال الوجود‪ ،‬ذلك أن المفسد في الرض هو الذي يخرج الشيء عن حد اعتداله لمهمته‪ ،‬ولنا أن‬
‫نعرف أن فعل المفسد في الرض يشكل قبحا في الوجود‪ ،‬وينطبق الفساد في الرض على المستغل لحاجات البشر‬
‫فمثل الذي يخفي سلعة لها هامش ربح محدود وينكرها ليزيد من ارتفاع السعار بما يفوق طاقة البشر‪ ،‬وكذلك‬
‫المستغل لحاجات البشر في السكان فيأخذ أموال الناس ليبني بها ول ‪:‬يعطيهم حقوقهم ويستغل احتياجاتهم إليه‬
‫فيقوم بسلب أموالهم‪ .‬هذا إفساد في الرض‪ ،‬لنه قهر من إنسان قادر لنسان غير قادر‪ ،‬ونشر للكراهية بين البشر‪،‬‬
‫وخروج عن مقتضى منهج الله‪ ،‬هذا القبح والفساد هو كإفساد الصانع لصنعته‪ ،‬أو كالسباك الذي ينفذ شبكة للصرف‬
‫الصحي في مبنى جديد فل يتقن صنعته فيفسد المبنى كله‪ .‬إن في ذلك هدرا لمكانات كان بالمكان أن يستفيد منها‬
‫المجتمع كله في مجال من المجالت‪.‬‬
‫إن المهندس أو المقاول الذي ل يقيم البنيان على أسس سليمة فهو ل يصون حياة البشر الذين يسكنون فيه‪ ،‬فهذا‬
‫النسان هو مفسد في الرض‪ ،‬ولكن في المجتمع المؤمن رباط اليمان يقتضي في رزقه‪ ،‬ويفتقد التواصل مع ضميره‬
‫اليمانى‪ ،‬كما يفتقد الحساس بأخوة اليمان‪ ،‬وعندما نجد مهمل أو مفسدا أو حتى مغاليا في الثمن فإننا نسمع صيحة‬
‫افتقاد الصانع أو الموظف للذمة‪ ،‬وتنتشر في المجتمع روح النانية‪ ،‬والفردية التي ل تعرف التآخي اليمانى‪.‬‬
‫وهكذا نجد‪ :‬إن مفسدا واحدا أو قلة من المفسدين أو المستغلين ينشرون الرذيلة في المجتمع كله‪ ،‬فكيف يكون‬
‫الحال لو تعاون الناس على الثم؟ انهم إن فعلوا ذلك هدموا الخير كله‪ ..‬والتعاون على الثم يبدأ من كل من يعين‬
‫على أمر يخالف أمر الله في افعل ول تفعل‪.‬‬
‫والذي يأمر بتطبيق أمر الله في افعل وينتهي بأمر الله ل تفعل هو من المتعاونين على البر والتقوى‪ ،‬ومن يعمل ضد‬
‫ذلك فهو من المتعاونين على الثم والعدوان‪ ،‬لماذا؟ لنه ينقل الفعال من دائرة افعل إلى ل تفعل‪ ،‬وينقل النواهي من‬
‫دائرة ل تفعل إلى دائرة افعل‪.‬‬
‫مثال ذلك من يؤلف أغنية خليعة مثيرة ومهيجة للغرائز فهذه تكون أول لبنة في الثم‪ ،‬ثم يلحنها ملحن بإيقاع يساعد‬
‫على ذلك فهذه اللبنة في التعاون على الثم‪ ،‬ثم يغنيها ثالث بإيحاءات مثيرة للغرائز فهذه درجة ثالثة من التعاون على‬
‫الثم‪ ،‬والذي يصفق الربا لهذا هو متعاون على ذلك أيضا‪ ،‬ولهذا يقول الحق سبحانه وتعالى‪ {:‬وتعاونوا على البر‬
‫والتقوى ول تعاونوا على الثم والعدوان} المائدة ‪.2‬‬
‫هذا القول هو أساس عمارة الكون‪ ،‬وكما أنه أساس منع الفساد في الكون‪.‬‬
‫كذلك الذي يرتشي والذي يسهل عملية الرشوة‪ .‬والذي يحمل الخمر للناس والذي يشربها والذي يدلس كل هؤلء‬
‫متعاونون على‪ :‬الثم والعدوان‪ ،‬حتى إن البواب الذي يجلس أمام مدخل العمارة ويعلم أن بها بيتا يدار في أعمال‬
‫مشبوهة كلعب القمار أو الدعارة أو ما شابه ذلك من المفاسد ويأخذ الثمن على ذلك فهو من المتعاونين على الثم‬

‫**‬

‫الخيانة‬

‫يقول الحق سبحانه وتعالى‪ {:‬ول تجادل عن الذين يختانون أنفسهم‪ ،‬إن الله ل يحب من كان خوّانا أثيما} النساء ‪.107‬‬
‫يأمر الله سبحانه وتعالى بعدم المجادلة عن الذين يختانون أنفسهم‪ ،‬والجدل من الفتل‪ ،‬فالنسان حين يفتل شيئا كأن‬
‫يحضر بعضا من الشعر والصوف أو الليف ويجدله ليصنع منه حبل فانه يفتل هذا الغزل ليقويه ويجعله يتحمل الشد‬
‫والجذب‪ ،‬ولذلك يقال عن مثل هذه العملية ‪ :‬إننا نجدل الحبل لنعطيه قوة‪ .‬فكذلك شأن الخصمين كل واحد يريد أن‬
‫يقوي حجته ضد الخر فيحاول جاهدا أن يقوها بما يشاء من أساليب العقل أو الفصاحة‪.‬‬
‫والقرآن حين يعدل عن يخونون أنفسهم إلى { يختانون أنفسهم} فل بد أن لهذا معنى كبيرا‪ ,‬إن الخيانة هي أخذ ما‬
‫ليس بمستحق‪ ،‬أي بغير حق‪ ،‬وقد تسو ّل للنسان نفسه أن يخون غيره لكن هل من المقبول أن يخون النسان‬
‫نفسه؟!‬
‫إن النسان قد يخون من أجل مصلحة نفسه‪ ،‬لكن ل يخون نفسه‪.‬‬
‫وعلينا أل نأخذ المسألة بعجل أثر الخيانة ذلك لن النسان حين يريد أن يعطي لنفسه شهوة عليها عقوبة فهذه خيانة‬
‫للنفس‪ ،‬لن النسان في مثل هذه الحالة أغفل العقوبة عن الشهوة؛ إن الشهوة عابرة لكن العقوبة باقية وهذه خيانة‬
‫للنفس‪.‬‬
‫النسان ‪:‬الذي يخون الناس إنما يخون نفسه فإذا ما خان النسان نفسه فهي عملية ليست سهلة وتتطلب افتعال‪،‬‬
‫ومن هنا جاء قول الحق سبحانه‪ {:‬يختانون أنفسهم} لن في ذلك عملية افتعال للخيانة ولذلك قال الحق سبحانه‪{:‬‬
‫ول تجادل عن الذين يختانون أنفسهم‪ ،‬إن الله ل يحب من كان خوّانا أثيما}‪.‬‬
‫ثم قال الحق بعد ذلك‪ :{:‬إن ّا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله‪ ،‬ول ‪:‬تكن للخائنين خصيما}‬
‫النساء ‪.105‬‬
‫قال الله سبحانه وتعالى‪ {:‬للخائنين} ولم يقل خوّانين لماذا؟‪ :‬إن الخائن تصدر منه الخيانة مرة واحدة‪ ،‬أما الخوّان‬
‫الخوان‬
‫ّ‬ ‫فتصدر منه الخيانة مرات متعددة‪ .‬أو يكون المعنى‪ :‬هو أن الخائن تصدر منه الخيانة في أمر بسيط‪ ،‬أما‬
‫فتصدر منه الخيانة في أمر كبير‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فمرة تأتي المبالغة في تكرار الفعل‪ ،‬ومرة تأتي في تضخيم الفعل أي عندما نقول‪ :‬فلن أكول وفلن أكال هذه‬
‫مبالغة في أكل وأكول وهي مبالغة تكرار الفعل فالنسان العادي يأكل ثلث مرات والكول يأكل عشرات مرات مثل‪.‬‬
‫وقد يكون من الملين لوجبة واحدة ولكنه يأكل أضعاف ما يأكل النسان العادي إذن‪ ،‬فالمبالغة هنا تكون في تضخيم‬
‫نفس الحدث أو في تكرار الحدث‪.‬‬
‫إن من لطف الله أنه لم يقل خائن‪ ،‬لن الخائن هو من خان لمرة‪ ،‬وقد تكون عابرة وانتهى المر‪ .‬ولم يخرجه الله‬
‫سبحانه عن دائرة الستر والحب إل إذا أخذ الخيانة طبعا ومادة وحرفة وأصبح خوّانا‪ ،‬ولذا قال الله سبحانه وتعالى‪{:‬‬
‫إن الله ل يحب من كان خوّانا أثيما}‪.‬‬
‫وقد جاءت للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه امرأة أخذ ولدها بسرقة وأراد عمر إن يقيم على هذا الولد الحد‪،‬‬
‫وجاءت الم تبكي وقالت‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬والله ما فعل هذا إل هذه المرة‪ ،‬قال عمر‪ :‬كذبت والله ما كان الله ليأخذ‬
‫عبدا من أول مرة! ولذلك يقولون‪ :‬إذا عرفت في رجل سيئة انكشفت وصارت واضحة فاعلم أن لها أخوات سابقات‬
‫لها ول يمكن أن يفضح العبد من أول سيئة‪ ،‬لن الله سبحانه يحب أن يستر عبده‪ ،‬لذلك يستر العبد مرة وثانية ثم إذا‬
‫استمر العبد في السيئة وأصر عليها‪ ،‬فضحه الله وكشف ستره‪.‬‬

‫**‬

‫الكيد‬

‫الكيد هو محاولة النسان إفساد الحال لخر‪ ،‬أو لخرين‪.‬‬


‫وهناك من يحاول الفساد بدون حيلة‪ ،‬فعندما يضبطه النسان يقول‪ :‬ل‪ ،‬أنا لم أفعل أي شيء‪ ،‬هذا هو الكيد‪.‬‬
‫ول ‪:‬يقبل على الكيد‪ :‬إل ‪:‬الضعيف‪ ،‬لن القوي يواجه ول ‪:‬يكيد‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬الضعيف هو من يدس السم للقوي فهذا‬
‫احتيال إفساد الحال‪ ،‬لكن القوي ل يفعل مثل ذلك بل يواجه‪ ،‬وحتى الذي يقتل نقول له‪ :‬انك قليل الحيلة قليل الذكاء‬
‫لنك أثبت بمقدمك على قتله أنك ل تطيق حياته‪ ،‬وكانت الرجولة تقتضي منك أن تواجه خصمك بالمنطق‪.‬‬
‫والحق سبحانه وتعالى يقول عن كيد الشيطان‪ {:‬إن كيد الشيطان كان ضعيفا} النساء ‪ . 76‬فكيد الشيطان ضعيف‪،‬‬
‫لنه ل ‪:‬يملك قوة يقهر بها قلب النسان ليقنعه‪ ،‬والكيد فيه احتيال ول ‪:‬يحتال إل ‪:‬الضعيف‪ ،‬وكلما كان الكائن ضعيفا‬
‫للغاية كان كيده كبيرا ولذلك يقولون‪ :‬المرأة أكثر لؤما من الرجل‪ ،‬ويستخدمون في التدليل على ذلك قول الحق‬
‫ن عظيم} يوسف‪ ، 28 :‬ونقول لهؤلء ما دام كيد النساء عظيما فل ‪:‬بد إن ضعف النساء أعظم‪،‬‬ ‫سبحانه‪ { :‬إن كيدك ّ‬
‫ولذلك أراد الشاعر العربي أن يبرز هذا المعنى إبرازا واضحا حتى ل تتعجب فيقول‪:‬‬
‫وضعيفة فإذا أصابت فرصة قتلت كذلك قدرة الضعفاء‬
‫فالضعيف عندما يمسك بالخصم أو تمكنه الظروف منه فانه ل يتركه يفلت منه‪.‬‬
‫إن الضعيف يخاف من انتقام الخصم‪ ،‬لكن القوي يمسك بالخصم وبعد ذلك يتركه ويقول لنفسه‪ :‬سأمسك به لعاقبه‬
‫إن فعل شيئا آخر‪ ،‬وهكذا نعرف أنه كلما كان الكيد عظيما فان الضعف يكون أعظم‪.‬‬

‫**‬

‫المن بالصدقة‬

‫ن والذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ول يؤمن‬ ‫يقول الله سبحانه وتعالى‪ {:‬يا أيها الذين آمنوا ل تبطلوا صدقاتكم بالم ّ‬
‫بالله واليوم الخر‪ ،‬فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا ل يقدرون على شيء مما كسبوا‪ ،‬والله ل‬
‫يهدي القوم الكافرين} البقرة ‪.264‬‬
‫ن الذى إنما يبطل صدقته فخسارته تكون خسارتين‪:‬‬ ‫الذي يتصدق ويتبع الصدقة بالم ّ‬
‫الخسارة الولى‪ :‬أنه أنقص ماله بالفعل‪ ،‬لن الله لن يعوّض عليه‪ ،‬لنه أتبع الصدقة بما يبطلها وهو‬

‫المن والذى‪.‬‬

‫الخسارة الثانية‪ :‬هي الحرمان من ثواب الله من عطاء هذه الصدقة‪.‬‬


‫الذي ينفق ماله ليقول الناس عنه أنه منفق‪ ،‬أو أنه حسن فعليه أن يعرف أن الحق سبحانه وتعالى يوضح لنا في هذا‬
‫المجال أن الذي يدفع الجر هو من عمل له العمل‪ ،‬فالنسان على محدودية قدرته يعطي الجر على من عمل له‬
‫عمل‪ ،‬والذي يعمل من أجل أن يقول الناس انه عمل فيأخذ أجره من قدرة البشر المحدودة‪ ،‬ولذلك قال لنا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم عن الذي يفعل الحسنة أو الصدقة ليقال عنه انه فعل " لقد فعلت ليقال وقد قيل" هذا‬
‫النسان يأتي يوم القيامة فيجد أن ل أجر له‪.‬‬
‫وإياك أيها النسان أن تقول‪ :‬أنا أنفقت ولم يوسع الله رزقي‪ ،‬لن الله قد يبتليك ويمتحنك فل تفعل صدقة من أجل‬
‫توسيع الرزق‪ ،‬لن عطاء الله عند المؤمن ليس في الدنيا فقط‪ ،‬ولكن الله قد يريد أل يعطيك في الفانية ويبقى لك‬
‫ن والذى‪ {:‬فمثله‬‫العطاء في الخرة‪ ،‬وعندما تتأمل قول الحق سبحانه وتعالى في حق الذي ينفق ثم يتبع ما أنفق الم ّ‬
‫كمثل صفوان عليه تراب} البقرة ‪ ،264‬الصفوان هو الحجر الملس الذي نسميه بالعامية الزلط ويقال للصلع صفوان‬
‫رأسه أي رأسه أملس كالمروة‪ ،‬ومعنى كلمة أملس أي‪ :‬ل مسام له‪ ،‬أو ل مسام يمكن أن تدركه بالعين المجردة إنما‬
‫يدرك النسان هذه المسام بوضع الحجر تحت المجهر‪ ،‬وهذا الشيء عندما يكون ناعما يأتي عليه تراب وعندما يأتي‬
‫المطر وينزل على التراب فل ‪:‬يبقى من التراب شيئا على هذا الحجر الملس‪ ،‬ولو كان بالحجر بعض من الخشونة‬
‫لبقي شيء من التراب بين نتوءات الحجر‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬فالذي ينفق ماله رئاء الناس هو كالصفوان المتراكم عليه تراب ثم عندما ينزل المطر على التراب فيزيله‪.‬‬
‫وقوله‪ {:‬ل يقدرون على شيء مما كسبوا} أي‪ :‬فقدوا القدرة على امتلك أي شيء‪ ،‬لن الله جعل ما عملوا من عمل‬
‫هباء منثورا‪.‬‬

‫**‬

‫الكبر‬

‫ل يوجد كبرياء إل لله وحده‪ ،‬أما النسان فهو من الغيار‪ ،‬فالقوي يصيبه الضعف‪ ،‬والغني يصيبه الفقر‪ ،‬وان كان عالما‬
‫فقد يفقد علمه لسبب ما‪ ،‬لذا فكل من أراد الستعلء والتكبر على غيره فليحاول أن يبحث عن شيء ذاتي في نفسه‬
‫يستحق أن يتكبر به!‬
‫ومعنى ذلك أن يبحث عن شيء ل يسلب منه‪ ،‬ولن يجد أحد ذلك الشيء‪ ،‬لن الوجود النسانى كله يطرأ عليه الغيار‪،‬‬
‫من غنى وفقر وضعف وقوة وصحة ثم ينتهي الكل بالموت‪.‬‬
‫لذلك فالمؤمن الصادق مع نفسه يعرف إن الكبرياء لله الواحد القهار وحده ل ينازعه فيه أحد‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬فالمؤمن عليه أل يحبط عمله بالستعلء على الخلق بما رزقه الله من مال‪ ،‬أ‪ ,‬موهبة من عمل ينبغ فيه‪ ،‬لنه‬
‫يعلم أن هذا كله من الله تعالى‪ ،‬وأن الله مستخلفه وناظر ما يفعل فيه‪ ،‬فيرى كل منا ربه ما يحب ويرضى‪.‬‬

‫**‬

‫الحتيال والتكبر‬

‫يقول الحق سبحانه وتعالى‪ {:‬إن الله ل يحب من كان مختال فخورا} النساء ‪.36‬‬
‫ما هو الختيال؟ وما هو الفخر؟‬
‫مادة الختيال‪ :‬كلها تدور على زهو لحركة لذلك نسمي الحصان من فصيلة الخيل‪ ،‬لنها تتخايل في مشيها‪ ،‬وعندما‬
‫يركبها الفرسان تتبختر بهم‪ ،‬ولذلك كلمة الخيلء من هذه‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬فالختيال حركة مرئية‪ ،‬أما الفخر فهو حركة مسموعة‪ ،‬فالحق سبحانه وتعالى ينهى المؤمن أن يجعل صورته‬
‫أمام الناس صورة المختال الذي يسير بعنجهية‪ ،‬ويعتبر نفسه مصدر النعمة فينطبق عليه قول الله سبحانه وتعالى‪{:‬‬
‫ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ذلك بما قدمت يداك وأن الله‬
‫ليس بظلم للعبيد} الحج ‪.10 ،9‬‬
‫أما الفخر‪ :‬فهو أن يتشدق‪ :‬النسان بكلم غير صحيح أو مبالغ فيه فيحكي عما فعله ويمجده ويعلي من شانه وكأنه‬
‫مصدر كل عطاء البشر‪.‬‬

‫**‬

‫البخل‬

‫يقول‪: :‬الحق‪: :‬سبحانه‪: :‬وتعالى‪: :{:‬الذين‪: :‬يبخلون‪: :‬ويأمرون‪: :‬الناس‪: :‬بالبخل‪: :‬ويكتمون‪: :‬ما‪: :‬أتاهم‪: :‬الله‪: :‬من‪: :‬فضله‪ :،‬واعتدنا‬
‫للكافرين عذابا مهينا} النساء ‪.37‬‬
‫البخل هو المشقة في العطاء‪ ،‬فعندما يطلب من شخص ما أن يعطي شيئا فانه يجد في العطاء مشقة‪ .‬لذا فالمؤمن‬
‫موصوف ببسط الكف‪ ،‬وأنه يسعد للعطاء‪ ،‬أما البخيل فقد يذهب به بخله أن يضن بالشيء الذي ل يضره بذله‪ ،‬ول‬
‫ينتفع بمنعه‪.‬‬
‫إن ‪:‬البخيل ل ‪:‬يرغب في الطعام حتى ولو في ذات نفسه‪ ،‬واقرأ قول الشاعر حين يصو ّر البخل والشح فانه وصف‬
‫البخيل أنه يبخل على نفسه‪ ،‬وإذا كان النسان يبخل على نفسه فكيف يجود على غيره؟‬
‫كان الشاعر يذم شخصا اسمه عيسى وهو بخيل حتى على نفسه فيما ل يضره بذله ول ينفع منعه‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫يقتر عيسى على نفسه وليس بباق ول خالد‬
‫فلو يستطيع لتقتيره لتنفس من منخر واحد‬
‫انه بخيل‪ :‬إلى الدرجة التي يضن بها على نفسه فل ‪:‬يتنفس بفتحتي أنف‪ ،‬ولكنه يحاول أن يتنفس بفتحة واحدة لو‬
‫استطاع‪.‬‬
‫وهاهو ذا شاعر آخر يصور البخيل صورة تمنع البخيل الريحية والكرم فيقول‪:‬‬
‫لو أن بيتك يا ابن عم محمد ابر يضيق بها فضاء المنزل‬
‫وأتاك يوسف يستعيرك إبرة ليخيط قد ّ قميصه لم تفعل‬
‫انه بخيل حتى‪ :‬بإبرة واحدة لو طلبها منه نبي الله يوسف عليه السلم الذي قد تمزق قميصه من دبر أثناء مراودة‬
‫امرأة العزيز له عن نفسه‪.‬‬
‫هذا هو البخيل في خيال الشاعر‪ ،‬ولو أن نبيا كيوسف الصديق جاء إلى هذا البخيل الذي يملك منزل مليئا بالبر فلن‬
‫يعطيه البخيل إبرة واحدة يخيط بها قميصه‪.‬‬
‫قال الحق سبحانه‪ {:‬ول يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم‪ ،‬بل هو شر لهم‪ ،‬سيطوّقون ما‬
‫بخلوا به يوم القيامة‪ ،‬ولله ميراث السموات والرض والله بما تعملون خبير} آل عمران ‪.180‬‬
‫الحق سبحانه وتعالى يصنع للبخيل بما بخل به طوقا حول عنقه‪ ،‬فلو أن البخيل قد بذل قليل لكان الطوق خفيفا حول‬
‫رقبته يوم القيامة‪ ،‬لكن البخيل كلما منع نفسه من العطاء ازداد الطوق ثقل‪.‬‬
‫ولقد قال الحق سبحانه وتعالى أيضا عن الذين يكنزون الذهب والفضة‪ {:‬والذين يكنزون الذهب والفضة ول ينفقونها‬
‫شرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما‬ ‫في سبيل الله فب ّ‬
‫كنزتم لنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون} التوبة ‪.35 ،34‬‬
‫وذلك يعني أن كل ما كنزوه من الذهب والفضة يحمى عليها في النار يوم القيامة لتكوى به الجباه‪ ،‬والجنوب جمع‬
‫جنب‪.‬‬
‫إذن‪ ..‬فالنسان العاقل هو من يخفف عن نفسه الكي بما يكنز‪.‬‬
‫والبخلء عن عطاء الناس من مال الله ل يكتفون بما بخلوا به وهي خسيسة خلقية في نفوسهم يحبون أن تتعدى إلى‬
‫سواهم كأنهم عشقوا البخل ويؤلمهم أن يروا إنسانا جوادا فيقول البخيل للمنفق في سبيل الله لتفق‪ ..‬لماذا؟ لن‬
‫البخيل يؤلمه أن يرى الكرم‪ ،‬ويجب أن يكون الناس كلهم بخلء حتى ل يكون هناك من هو أفضل منه‪ ،‬فالبخيل يعرف‬
‫إن الكرم أفضل من البخل‪ ،‬والدليل أنه يطلب من الناس جميعا أن يكونوا بخلء وهؤلء هم الذين قال فيهم الحق‬
‫سبحانه وتعالى‪ {:‬الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما أتاهم الله من فضله‪ ،‬واعتدنا للكافرين عذابا‬
‫مهينا}‪ .‬النساء ‪.37‬‬
‫إذن‪ ..‬فالبخيل هو من ضن ما آتاه الله من فضله على من لم يؤت من فضل الله‪.‬‬
‫والبخل ليس في المال فقط‪ ،‬إنما هو في كل موهبة من المواهب التي أعطاها الله لحد من خلقه وتنقص عند الغير‪،‬‬
‫ن بها فهو داخل في البخل‪ ،‬فالذي يبخل بقدرته على معونة العاجز على القدرة فهو بخيل‪ ،‬والذي يبخل بما‬ ‫فمن ض ّ‬
‫عنده من علم على من ل يعلم فهو بخيل‪ ،‬والذي يبخل حتى على السفيه بالحلم فهو بخيل‪ ،‬فإذا كان النسان يملك‬
‫طاقة من الحلم فلماذا ل يبذلها على السفيه؟‬
‫إذن‪ ..‬فمن معاني البخل هو أن يمنع النسان شيئا قد وهبه الله له عن مخلوق محتاج‪ ،‬فمثل ذلك البارع في صنعة ما‬
‫يضن بأسرارها على تلميذه‪ ،‬هذا لون من البخل كما يقول الحق سبحانه‪ {:‬الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل}‬
‫النساء ‪.37‬‬
‫وقوله تعالى‪ {:‬ويكتمون ما آتاهم الله من فضله‪ ،‬واعتدنا للكافرين عذابا مهينا} النساء ‪.37‬‬
‫إن الكتم هو‪ :‬منع شيء يريد أن يخرج بطبيعته‪ ،‬فيحاول الكاتم كتمه‪ ،‬فعندما يجرح إنسان فهو يكتم الدم‪ ،‬لنه إن لم‬
‫مه‪ .‬وكأن المال والعلم وكل موهبة خلقها الله يريدها أن تظهر وتنتشر بين‬ ‫يكتم الدم فان النسان ينزف حتى يصفى د ّ‬
‫الناس‪ ،‬لذا فان الفطرة الطبيعية في كل رزق مادي أو رزق معنوي هو أن يستطرق بين البشر فكل شيء مخلوق‬
‫لخدمة النسان‪.‬‬
‫فعندما يأتي إنسان ليكتم شيئا مخلوقا لخدمة النسان‪ ،‬ويحجبه فقد منع الشيء عن أداء رسالته‪.‬‬
‫ولما كان كل شيء خلقه الله تعالى من اجل خدمة النسان فيجب أل يعوقه أحد عن هذه الخدمة‪ ،‬فالرزق ماديا كان‬
‫أو معنويا يغضب ويحزن‪ ،‬واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى‪ {:‬فما بكت عليهم السماء والرض وما كانوا منظرين}‬
‫الدخان ‪.29‬‬
‫إذن‪ ..‬فبلغ الحق في قوله‪ {:‬ويكتمون ما أتاهم الله من فضله} النساء ‪ ،37‬يبين لنا أن كل شيء مخلوق هو ملك لله‬
‫تعالى خالقه وموجده‪ ،‬فليس هناك شيء ذاتي في النسان ولننظر إلى الكون حولنا وسنجده كله أغيارا فنحن في‬
‫حياتنا نرى القادر قد صار عاجزا‪ ،‬ونرى الغني صار فقيرا‪ ،‬واليام دول‪.‬‬
‫من أجل ذلك حتى ل تستقر الشياء أما النسان‪ ،‬وما من أحد إل ويمر أمام عينيه‪ ،‬وفي تاريخه‪ ،‬وفي سمعه إل أنه‬
‫كان ثم صار غير ما كان‪ ،‬وما دام المر كذلك فلم ل نعتبر؟‬
‫إن البخيل عندما يكنز ما أتاه الله من مال فهو يحرم نفسه منه ويصير المال إلى ورثته وأولده وقد ينفقونه في غير‬
‫ما كان يحب‪ ،‬ول أحد بقادر على أن يخدع خالقه أبدا‪.‬‬
‫إن ‪:‬البخيل ييسر السبيل لغيره فقد حرم نفسه وادخر‪ ،‬فلمن ادخر‪ ،‬انه ادخر لبشر آخرين‪ ،‬وما دام الدخار لناس‬
‫آخرين فهذا يعني أن رزق البخيل ضيق والذين سيأخذونه رزقهم واسع‪ ،‬والبخيل حين‬
‫يمنع المال عن الغير فهو قد يسر سبيل لمن يعطي مستقبل أي يدبر المال للمنفق في أن ينفقه‪ ،‬انه ييسر السبيل‬
‫للكريم‪.‬‬

‫**‬

‫فعل السوء‬

‫قال الله تبارك وتعالى‪ {:‬من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم} النعام ‪.54‬‬
‫السوء‪ :‬وهو المر المنهى عنه من الله‪ ،‬وهناك من يعمل السوء بجهالة‪.‬‬
‫وشائع بين الناس أن الجهالة تعني عدم العلم‪ ،‬وهذا فهم خاطئ للجهالة‪ .‬إن الذي ل يعلم هو المرء الخالي الذهن‪،‬‬
‫ولمن الجاهلة هو أن يعلم النسان حكما ضد الواقع‪ ،‬مثل أن يكون مؤمنا بعقيدة تخالف الواقع‪.‬‬
‫ومعالجة الجهالة تقتضي أن ينزع منه هذه العقيدة التي ضد الواقع ثم نقنعه بالعقيدة المطابقة للواقع‪.‬‬
‫إن الذي يسبب المتاعب للناس هم الجهلة‪ ،‬لن الجاهل يعتقد في قضية ويرمن بها وهي تخالف الواقع‪ ،‬إن الجهالة‬
‫هي السفه والطيش‪ ،‬والطيش يكون بعدم تدبر نتائج الفعل‪ ،‬والسفه هو أن النسان ل يقدّر قيمة ما يفوته من ثواب‪،‬‬
‫وما يلحقه من عقاب‪ ،‬وقد يكون النسان مؤمنا ولكنه يرتكب السوء‪ ،‬لنه لم يستحضر الثواب والعقاب‪ ،‬وبذلك يرتكب‬
‫من السوء ما يحقق له شهوة عاجلة دون التمعن في نتائج ذلك مستقبل ‪:‬ولو أن ذلك النسان قد استحضر الثواب‬
‫والعقاب لما فعل ذلك السوء‪.‬‬
‫ومن معاني عمل السوء بجهالة هو انه ارتكاب المر السيئ دون أن يبيت له النسان أو يخطط له‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ {:‬إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم‪ ،‬وكان‬
‫الله عليما حكيما} النساء ‪.17‬‬
‫الله سبحانه وتعالى يقبل توبة مرتكبي الذنب إذا ما ارتكبوه في حالة من الحماقة والطيش ثم يتوبون إلى الله تعالى‪،‬‬
‫هؤلء يقبل الحق سبحانه وتعالى توبتهم‪ ،‬لكن الذين ل يندمون على فعل السوء هؤلء يقول عنهم الحق‪:‬‬
‫{ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت‪ ،‬قال إنى تبت الن ول الذين يموتون وهم كفار‪،‬‬
‫أولئك واعتدنا لهم عذابا أليما} النساء ‪.81‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‬

You might also like