Professional Documents
Culture Documents
المد ل الذي أعظم على عباده النة ،با دفع عنهم كيد الشيطان وفنه ،ورد أمله وخيب ظنه ،إذ جعل الصوم حصنا
لوليائه وجنة ،وفتح لم به أبواب النة ،وعرفهم أن وسيلة الشيطان إل قلوبم الشهوات الستكنة ،وإن بقمعها تصبح النفس
الطمئ نة ظاهرة الشو كة ف ق صم خ صمها قو ية ال نة ،وال صلة على م مد قائد اللق ،وم هد ال سنة ،وعلى آله وأ صحابه ذوي
البصار الثاقبة والعقول الرجحة وسلم تسليما كثيا.
أما بعد :فإن الصوم ربع اليان بقتضى قوله صلى ال عليه وسلم (( :الصوم نصف الصب )) 1وبقتضى قوله صلى
ال عليه وسلم (( :الصب نصف اليان )) 2ث هو متميز باصية النسبة إل ال تعال من بي سائر الركان إذ قال ال تعال فيما
حكاه عنه نبيه صلى ال عليه وسلم (( :كل حسنة بعشر أمثالا إل سبعمائة ضعف إل الصيام ،فإنه ل وأنا أجزي به )) 3وقد
قال ال تعال ﴿ :إن ا يو ف ال صابرون أجر هم بغي ح ساب ﴾ (الز مر ))10 :والصوم نصف الصب ف قد جاوز ثوا به قانون التقد ير
والساب وناهيك ف معرفة فضله قوله صلى ال عليه وسلم (( :والذي نفسي بيده للوف فم الصائم أطيب عند ال من ريح
السك يقول ال عز و جل إنا يذر شهوته وطعا مه وشرابه لجلي فالصوم ل وأنا أجزي به )) 4وقال صلى ال عليه وسلم :
(( للجنة باب يقال له الريان ل يدخله إل الصائمون وهو موعود بلقاء ال تعال ف جزء صومه )) 5وقال صلى ال عليه وسلم
(( :لل صائم فرحتان :فر حة ع ند إفطاره ،وفر حة ع ند لقاء ر به )) 6وقال صلى ال عل يه و سلم (( :ل كل ش يء باب وباب
العبادة الصوم )) 7وقال صلى ال عليه وسلم (( :نوم الصائم عبادة )) 8وروى أبو هريرة رضي ال عنه أنه صلى ال عليه وسلم
قال (( :إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب النة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطي ونادى مناد يا باغي الي هلم ويا
با غي ال شر أق صر )) 9وقال وك يع ف قوله تعال ﴿ :كلوا واشربوا هنيئا ب ا أ سلفتم ف اليام الال ية ﴾ (الاققة )24 :هي أيام
الصيام إذ تركوا فيها الكل والشرب ،وقد جع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف رتبة الباهاة بي الزهد ف الدنيا وبي الصوم
فقال (( :إن ال تعال يباهني ملئكتنه بالشاب العابند فيقول أيهنا الشاب التارك شهوتنه لجلي البذل شبابنه ل أننت عندي
1حديث (( الصوم نصف الصب )) أخرجه الترمذي وحسنه من حديث رجل من بن سليم وابن ماجه من حديث أب هريرة . 1
2حديث (( الصب نصف اليان )) أخرجه أبو نعيم ف اللية ،والطيب ف التاريخ من حديث ابن مسعود بسند حسن . 2
3حديث ((كل حسنة بعشر أمثالا إل سبعمائة ضعف إل الصوم ..الديث )) أخرجاه من حديث أب هريرة . 3
4حديث (( والذي نفسي بيده للوف فم الصائم ..الديث)) أخرجاه من حديثه وهو بعض الذي قبله . 4
5حديث (( للجنة باب يقال له الريان ..الديث )) أخرجاه من حديث سهل بن سعد . 5
7حديث (( لكل شيء باب وباب العبادة الصوم)) أخرجه ابن البارك ف الزهد ،ومن طريقه أبو الشيخ ف الثواب من حديث أب الدرداء بسند ضعيف . 7
8حديث (( نوم الصائم عبادة )) رويناه ف أمال ابن منده من رواية ابن الغية القواس عن عبد ال بن عمر بسند ضعيف ولعله عبد ال بن عمرو فإنم ل يذكروا 8
لبن الغية رواية إل عنه ،ورواه أبو منصور الديلمي ف مسند الفردوس من حديث عبد ال بن أب أوف ،وفيه سليمان بن عمرو النخعي أحد الكذابي .
9حديث (( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب النة)) أخرجه الترمذي وقال :غريب .وابن ماجه والاكم وصححه على شرطهما من حديث أب هريرة ، 9
وصحح البخاري وقفه على ماهد وأصله متفق عليه دون قوله ((ونادى مناد)).
كبعض ملئكت )) 10وقال صلى ال عليه وسلم ف الصائم (( :يقول ال عز وجل :انظروا يا ملئكت إل عبدي ترك شهوته
ولذته وطعامه وشرابه من أجلي )) 11وقيل ف قوله تعال ﴿ :فل تعلم نفس ما أخفي لم من قرة أعي جزاء با كانوا يعملون
﴾ (ال سجدة )17 :ق يل كان عمل هم ال صيام ل نه قال ﴿ :إن ا يو ف ال صابرون أجر هم بغ ي ح ساب ﴾ (الز مر )10 :فيفرغ لل صائم
جزاؤه إفراغا ويازف جزافا فل يدخل تت وهم وتقدير ،وجدير بأن يكون كذلك ؛ لن الصوم إنا كان له ومشرفا بالنسبة
إليه وإن كانت العبادات كلها له كما شرف البيت بالنسبة إل نفسه والرض كلها له لعنيي أحدها :أن الصوم كف وترك وهو
ف نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد ،وجيع أعمال الطاعات بشهد من اللق ومرأى ،والصوم ل يراه إل ال عز وجل فإنه عمل
ف البا طن بال صب الجرد .والثا ن :أ نه ق هر لعدو ال عز و جل فإن و سيلة الشيطان لع نه ال الشهوات ،وإن ا تقوى الشهوات
بالكقل والشرب ،ولذلك قال صقلى ال عليقه وسقلم (( :إن الشيطان ليجري منن ابنن آدم مرى الدم فضيقوا مارينه
بالوع )) ، 12ولذلك قال صلى ال عليه وسلم لعائشة رضي ال عنها (( :داومي قرع باب النة ،قالت :باذا ؟ قال صلى
ال عل يه وسلم :بالوع )) 13وسيأت فضل الوع ف كتاب شره الطعام ،وعلجه من ر بع الهلكات .فل ما كان الصوم على
الصوص قمعا للشيطان وسدا لسالكه وتضييقا لجاريه استحق التخصيص بالنسبة إل ال عز وجل ففي قمع عدو ال نصرة ل
سبحانه وناصر ال تعال موقوف على النصرة له قال ال تعال ﴿ :إن تنصروا ال ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾ (ممد )7 :فالبداية
(العنكبوت )69 : بالهد من العبد والزاء بالداية من ال عز وجل ،ولذلك قال تعال ﴿ :والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ﴾
وقال تعال ﴿ :إن ال ل يغي ما بقوم ح ت يغيوا ما بأنفسهم ﴾ (الر عد )11 :وإنا التغ ي تكثي الشهوات فهي مرتع الشياطي
ومرعا هم ف ما دامت مصبة ل ينق طع تردد هم و ما داموا يترددون ل ينكشف للع بد جلل ال سبحانه وكان مجو با عن لقائه ،
وقال صلى ال عل يه و سلم (( :لول أن الشياط ي يومون على قلوب ب ن آدم لنظروا إل ملكوت ال سموات )) 14ف من هذا
الوجه صار الصوم باب العبادة وصار جنة وإذا عظمت فضيلته إل هذا الد فل بد من بيان شروطه الظاهرة والباطنة بذكر أركانه
وسننه وشروطه الباطنة ونبي ذلك بثلثة فصول .
( الول ) :مراقبة أول شهر رمضان وذلك برؤية اللل فإن غم فاستكمال ثلثي يوما من شعبان ونعن بالرؤية العلم
" ويصل ذلك بقول عدل واحد " ول يثبت هلل شوال إل بقول عدلي احتياطا للعبادة ومن سع عدل ووثق بقوله وغلب على
ظ نه صدقه لز مه ال صوم وإن ل يقض القا ضي به فليتبع كل عبد ف عبادته مو جب ظ نه ،وإذا رؤي اللل ببلدة ول ير بأخرى
وكان بينهما أقل من مرحلتي وجب الصوم على الكل ،وإن كان أكثر كان لكل بلدة حكمها ول يتعدى الوجوب ( .الثان )
:النية :ول بد لكل ليلة من نية مبيتة معينة جازمة فلو نوى أن يصوم شهر رمضان دفعة واحدة ل يكفه ،وهو الذي عنينا بقولنا
10 10حديث (( إن ال تعال يباهي ملئكته بالشاب العابد فيقول أيها الشاب التارك شهوته ..الديث )) أخرجه ابن عدي من حديث ابن مسعود بسند ضعيف .
11 11حديث (( يقول ال تعال للئكته :يا ملئكت انظروا إل عبدي ترك شهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي )) .
12 12حديث (( إن الشيطان يري من ابن آدم مرى الدم ..الديث)) متفق عليه من حديث صفية دون قوله (( فضيقوا ماريه بالوع )).
13 13حديث (( قال لعائشة :داومي قرع باب النة ..الديث )) ل أجد له أصل .
14 14حديث (( لول أن الشياطي يومون على قلوب بن آدم ..الديث)) أخرجه أحد من حديث أب هريرة بنحوه .
" كل ليلة " ولو نوى بالنهار ل يزه صوم رمضان ول صوم الفرض إل التطوع وهو الذي عنينا بقولنا " مبيتة " ولو نوى الصوم
مطل قا أو الفرض مطل قا ل يزه ح ت ينوي فري ضة ال عز و جل صوم رمضان ولو نوى ليلة ال شك أن ي صوم غدا إن كان من
رمضان ل يزه فإنا ليست جازمة إل أن تستند نيته إل قول شاهد عدل ،واحتمال غلط العدل أو كذبه ليبطل الزم أو يستند
إل استصحاب حال كالشك ف الليلة الخية من رمضان ،فذلك ل ينع جزم النية أو يستند إل اجتهاد كالحبوس ف الطمورة
إذا غلب على ظنه دخول رمضان باجتهاده فشكه ل ينعه من النية .ومهما كان شاكا ليلة الشك ل ينفعه جزمه النية باللسان فإن
النية ملها القلب .ول يتصور فيه جزم القصد مع الشك كما لو قال ف وسط رمضان أصوم غدا إن كان من رمضان فإن ذلك
ليضره لنه ترديد لفظ ومل النية ل يتصور فيه تردد ،بل هو قاطع بأنه من رمضان ،ومن نوى ليل ث أكل ل تفسد نيته ،ولو
نوت امرأة ف ال يض ث طهرت ق بل الف جر صح صومها ( .الثالث ) :الم ساك عن إي صال ش يء إل الوف عمدا مع ذ كر
الصقوم فيفسقد صقومه بالكقل والشرب والسقعوط والقنقة ،ول يفسقد بالفصقد والجامةوالكتحال ،وإدخال اليقل فق الذن
والحليل إل أن يقطر فيه ما يبلغ الثانة وما يصل بغي قصد من غبار الطريق أو ذبابة تسبق إل جوفه أو ما يسبق إل جوفه ف
الضم ضة ،فل يف طر إل إذا بالغ ف الضم ضة فيف طر ل نه مق صر و هو الذي أرد نا بقول نا " عمدا " فأ ما ذ كر ال صوم فأرد نا به
الحتراز عن الناسي فإنه ليفطر ،أما من أكل عامدا ف طرف النهار ث ظهر له أنه أكل نارا بالتحقيق فعليه القضاء وإن بقى على
حكم ظنه واجتهاده فل قضاء عليه ول ينبغي أن يأكل ف طرف النهار إل بنظر واجتهاد ( .الرابع ) :المساك عن الماع وحده
مغيب الشفة ،وإن جامع ناسيا ل يفطر ،وإن جامع ليل أو احتلم فأصبح جنبا ل يفطر ،وإن طلع الفجر وهو مالط أهله فنع
ف الال صح صومه ،فإن صب فسد ولزمته الكفارة ( .الامس ) :المساك عن الستمناء ؛ وهو إخراج الن قصدا بماع أو
بغي جاع فإن ذلك يفطر ول يفطر بقبلة زوجته ول بضاجعتها ما ل ينل ،لكن يكره ذلك إل أن يكون شيخا أو مالكا لربه ،
فل بأس بالتقبيل وتركه أول .وإذا كان ياف من التقبيل أن ينل فقبل وسبق الن أفطر لتقصيه ( .السادس ) :المساك عن
إخراج القيء فالستقاء يفسد الصوم وإن ذرعه القيء ل يفسد صومه ،وإذا ابتلع نامة من حلقه أو صدره ل يفسد صومه رخصة
لعموم البلوى به إل أن يبتلعه بعد وصوله إل فيه فإنه يفطر عند ذلك .
القضاء والكفارة والفدية وإمساك بقية النهار تشبيها بالصائمي ؛ أما القضاء :فوجوبه عام على كل مسلم مكلف ترك
الصوم بعذر أو بغي عذر ،فالائض تقضي الصوم وكذا الرتد .وأما الكافر والصب والجنون فل قضاء عليهم ول يشترط التتابع
ف قضاء رمضان ول كن يق ضي ك يف شاء متفر قا وممو عا .وأ ما الكفارة :فل ت ب إل بالماع ،وأ ما ال ستمناء وال كل
والشرب وما عدا الماع ل يب به كفارة فالكفارة عتق رقبة فإن أعسر فصوم شهرين متتابعي وإن عجز فإطعام ستي مسكينا
مدا مدا .وأما إمساك بقية النهار :فيجب على من عصى بالفطر أو قصر فيه .ول يب على الائض إذا طهرت إمساك بقية
نارها ،ول على السافر إذا قدم مفطرا من سفر بلغ مرحلتي .ويب المساك إذا شهد باللل عدل واحد يوم الشك ،والصوم
ف السفر أفضل من الف طر إل إذا ل ي طق ول يف طر يوم يرج وكان مقيما ف أوله ول يوم يقدم إذا قدم صائما .وأ ما الفدية :
فتجب على الامل والرضع إذا أفطرتا خوفا على ولديهما ،لكل يوم مد حنطة لسكي واحد مع القضاء والشيخ الرم ،إذا ل
يصم تصدق عن كل يوم مدا .وأما السنن فست :تأخي السحور ،وتعجيل الفطر بالتمر أو الاء قبل الصلة ،وترك السواك
بعد الزوال ،والود ف شهر رمضان لا سبق من فضائله ف الزكاة ،ومدارسة القرآن ،والعتكاف ف السجد ل سيما ف العشر
الخ ي ف هو عادة ر سول ال صلى ال عل يه و سلم (( :كان إذا د خل الع شر الوا خر طوى الفراش و شد الئزر ودأب وأدأب
أهله )) 15أي :أداموا النصب ف العبادة إذ فيها ليلة القدر والغلب أنا ف أوتارها وأشبه الوتار ليلة إحدى وثلث وخس وسبع
،والتتابع ف هذا العتكاف أول فإن نذر اعتكافا متتابعا ،أو نواه انقطع تتابعه بالروج منغي ضرورة ،كما لو خرج لعيادة أو
شهادة أو جنازة أو زيارة أو تديد طهارة ،وإن خرج لقضاء الاجة ل ينقطع ،وله أن يتوضأ ف البيت ول ينبغي أن يعرج على
شغل آخر (( كان صلى ال عليه وسلم ل يرج إل لاجة النسان ول يسأل عن الريض إل مارا )) 16ويقطع التتابع بالماع
ول ينقطع بالتقبيل ،ول بأس ف السجد بالطيب وعقد النكاح وبالكل والنوم وغسل اليد ف الطست فكل ذلك قد يتاج إليه ف
التتابع ،ول ينقطع التتابع بروج بعض بدنه (( كان صلى ال عليه وسلم يدن رأسه فترجله عائشة رضي ال عنها وهي ف
الجرة )) 17ومهمقا خرج العتكقف لقضاء حاج ته فإذا عاد ينبغقي أن يسقتأنف الن ية إل إذا كان ققد نوى أول عشرة أيام مثل ،
والفضل مع ذلك التجديد .
اعلم أن الصوم ثلث درجات :صوم العموم ،وصوم الصوص ،وصوم خصوص الصوص .وأما صوم العموم :
فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة كما سبق تفصيله .وأما صوم الصوص :فهو كف السمع والبصر واللسان واليد
والرجل وسائر الوارح عن الثام .وأما صوم خصوص الصوص :فصوم القلب عن الضم الدنية والفكار الدنيوية وكفه عما
سوى ال عز وجل بالكلية ،ويصل الفطر ف هذا الصوم بالفكر فيما سوى ال عز وجل واليوم الخر وبالفكر ف الدنيا إل دنيا
تراد للدين ،فإن ذلك من زاد الخرة وليس من الدنيا حت قال أرباب القلوب :من تركت هته بالتصرف ف ناره لتدبي ما
يفطر عليه كتبت عليه خطيئة ،فإن ذلك من قلة الوثوق بفضل ال عز وجل وقلة اليقي برزقه الوعود ،وهذه رتبة النبياء
والصديقي والقربي ول يطول النظر ف تفصيلها قول ولكن ف تقيقها عمل ،فإنه إقبال بكنه المة على ال عز وجل وانصراف
عن غي ال سبحانه وتلبس بعن قوله عز وجل ﴿ :قل ال ث ذرهم ف خوضهم يلعبون ﴾ (النعام )91 :وأما صوم الصوص :
وهو صوم الصالي فهو كف الوارح عن الثام وتامه بستة أمور ( :الول ) :غض البصر وكفه عن التساع ف النظر إل كل
ما يذم ويكره وإل كل ما يشغل القلب ويلهي عن ذكر ال عز وجل ،قال صلى ال عليه وسلم (( :النظرة سهم مسموم من
سهام إبليس لعنه ال ،فمن تركها خوفا من ال آتاه ال عز وجل إيانا يد حلوته ف قلبه )) 18وروى جابر عن أنس عن
رسقول ال صقلى ال عليقه وسقلم أنقه قال (( :خسن يفطرن الصنائم :الكذب والغيبنة والنميمنة واليمين الكاذبنة والنظنر
بشهوة )) ( . 19الثانن ) :حفقظ اللسقان عقن الذبان والكذب والغيبقة والنميمقة والفحقش والفاء والصقومة والراء ،وإلزامقه
السكوت وشغله بذكر ال سبحانه وتلوة القرآن فهذا صوم اللسان ،وقد قال سفيان :الغيبة تفسد الصوم رواه بشر بن الارث
15 15حديث (( كان إذا دخل العشر الواخر طوى الفراش ..الديث)) متفق عليه من حديث عائشة بلفظ (( أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد الئزر )) .
16 16حديث (( كان ل يرج إل لاجة ول يسأل عن الريض إل مارا )) متفق على الشطر الول من حديث عائشة ،والشطر الثان رواه أبو داود بنحوه بسند
لي .
17 17حديث (( كان يدن رأسه لعائشة )) متفق عليه من حديثها .
18 18حديث (( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ..الديث )) أخرجه الاكم وصحح إسناده من حديث حذيفة .
19 19حديث جابر عن أنس (( خس يفطرن الصائم ..الديث )) أخرجه الزدي ف الضعفاء من رواية جابان عن أنس وقوله جابر تصحيف قال أبو حات الرازي
هذا كذاب {ذكره اللبان ف الضعيفة (.} )1065
عنه ،وروى ليث عن ماهد :خصلتان يفسدان الصيام :الغيبة والكذب .وقال صلى ال عليه وسلم (( :إنا الصوم جنة فإذا
كان أحدكم صائما فل يرفث ول يهل وإن امرؤ قاتله أو شاته فليقل إن صائم إن صائم )) 20وجاء ف الب :أن امرأتي
صامتا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فأجهدها الوع والعطش من آخر النهار حت كادتا أن تتلفا فبعثتا إل رسول ال
صلى ال عليه وسلم يستأذناه ف الفطار فأرسل إليهما قدحا وقال صلى ال عليه وسلم (( :قل لما قيئا فيه ما أكلتما )) فقاءت
إحداها نصفه دما عبيطا ولما غريضا ،وقاءت الخرى مثل ذلك حت ملتاه فعجب الناس من ذلك فقال صلى ال عليه وسلم :
(( هاتان صامتا عما أحل ال لما وأفطرتا على ما حرم ال تعال عليهما قعدت إحداها إل الخرى فجعلتا يغتابان الناس فهذا
ما أكلتا من لومهم )) ( 21الثالث ) :كف السمع عن الصغاء إل كل مكروه لن كل ما حرم قوله حرم الصغاء إليه ولذلك
سوى ال عز وجل بي الستمع وآكل السحت فقال تعال ﴿ :ساعون للكذب أكالون للسحت ﴾ (الائدة )42 :وقال عز وجل :
﴿ لول ينهاهم الربانيون والحبار عن قولم الث وأكلهم السحت ﴾ (الائدة ، )63 :فالسكوت على الغيبة حرام وقال تعال ﴿ :
إن كم إذا مثل هم ﴾ (الن ساء )140 :ولذلك قال صلى ال عل يه و سلم (( :الغتاب وال ستمع شريكان ف ال ث )) ( . 22الرا بع ) :
كف بقية الوارح عن الثام من اليد والرجل عن الكاره ،وكف البطن عن الشبهات وقت الفطار ،فل معن للصوم وهو الكف
عن الطعام اللل ث الفطار على الرام فمثال هذا الصائم مثال من يبن قصرا ويهدم مصرا ،فإن الطعام اللل إنا يضر بكثرته
ل بنوعه ،فالصوم لتقليله ،وتارك الستكثار من الدواء خوفا من ضرره إذا عدل إل تناول السم كان سفيها ،والرام سم مهلك
للدين ،واللل دواء ينفع قليله ويضر كثيه .وقصد الصوم تقليله وقد قال صلى ال عليه وسلم (( :كم من صائم ليس له من
صومه إل الوع والع طش )) 23فق يل هو الذي يف طر على الرام ،وق يل هو الذي ي سك عن الطعام اللل ويف طر على لوم
الناس بالغي بة و هو حرام ،وق يل هو الذي ل ي فظ جوار حه عن الثام ( .الا مس ) :أن ل ي ستكثر من الطعام اللل و قت
الفطار بيث يتلىء جوفه فما من وعاء أبغض إل ال عز وجل من بطن مليء من حلل .وكيف يستفاد من الصوم قهر عدو ال
وكسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة ناره ،ورب ا يزيد عليه ف ألوان الطعام ؟ حت استمرت العادات بأن
تدخر جيع الطعمة لرمضان فيؤكل من الطعمة فيه ما ل يؤكل ف عدة أشهر ،ومعلوم أن مقصود الصوم الواء وكسر الوى
لتقوى الن فس على التقوى .وإذا دف عت العدة من ضحوة نار إل العشاء ح ت ها جت شهوت ا وقو يت رغبت ها ث أطع مت من
اللذات وأشبعت زادت لذتا وتضاعفت قوتا وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتا ،فروح الصوم
وسره تضعيف القوى الت هي وسائل الشيطان ف العود إل الشرور ،ولن يصل ذلك إل بالتقليل وهو أن يأكل أكلته الت كان
يأكلها كل ليلة لو ل يصم فأما إذا جع ما كان يأكل ضحوة إل ما كان يأكل ليل فلم ينتفع بصومه .بل من الداب أن ل يكثر
النوم بالنهار حت يس بالوع والعطش ويستشعر ضعف القوى فيصفو عند ذلك قلبه ويستدي ف كل ليلة قدرا من الضعف حت
يفق عليقه تجده وأوراده فعسقى الشيطان أن ل يوم على قلبقه فينظقر إل ملكوت السقماء ،وليلة القدر عبارة عقن الليلة التق
ينكشف فيها شيء من اللكوت وهو الراد بقوله تعال ﴿ :إنا أنزلناه ف ليلة القدر ﴾ (القدر )1 :ومن جعل بي قلبه وبي صدره
20 20حديث (( الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما ..الديث )) أخرجاه من حديث أب هريرة .
21 21حديث (( إن امرأتي صامتا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ..الديث)) ف الغيبة للصائم أخرجه أحد من حديث عبيد مول رسول ال صلى ال
عليه وسلم الديث بسند فيه مهول .
22 22حديث (( الغتاب والستمع شريكان ف الث )) غريب ،وللطبان من حديث ابن عمر بسند ضعيف نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الغيبة وعن
الستماع إل الغيبة .
23 23حديث (( كم من صائم ليس له من صيامه إل الوع والعطش )) أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أب هريرة {صحيح الامع (.})3490
ملة من الطعام فهو عنه مجوب ،ومن أخلى معدته فل يكفيه ذلك لرفع الجاب ما ل يل هته عن غي ال عز وجل وذلك
هو المر كله .ومبدأ جيع ذلك تقليل الطعام ،وسيأت له مزيد بيان ف كتاب الطعمة إن شاء ال عز وجل ( .السادس ) :أن
يكون قل به ب عد الفطار معل قا مضطر با ب ي الوف والرجاء إذ ل يس يدرى أيق بل صومه ف هو من القرب ي ؟ أو يرد عل يه ف هو من
المقوتي ؟ وليكن كذلك ف آخر كل عبادة يفرغمنها فقد روى عن السن بن أب السن البصري أنه مر بقوم وهم يضحكون
فقال :إن ال عز وجل جعل شهر رمضان مضمارا للقه يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا وتلف أقوام فخابوا فالعجب كل
الع جب للضا حك الل عب ف اليوم الذي فاز ف يه ال سابقون وخاب ف يه البطلون ،أ ما وال لو ك شف الغطاء لشت غل الح سن
بإحسانه والسيء بإساءته أي :كان سرور القبول يشغله عن اللعب وحسرة الردود تسد عليه باب الضحك .وعن الحنف بن
قيس أنه قيل له :إنك شيخ كبي ،وإن الصيام يضعفك ،فقال :إن أعده لسفر طويل والصب على طاعة ال سبحانه أهون من
الصب على عذابه .فهذه هي العان الباطنة ف الصوم .
فإن قلت :فمن اقتصر على كف شهوة البطن والفرج وترك هذه العان ،فقد قال الفقهاء :صومه صحيح فما معناه ؟ فاعلم
أن فقهاء الظاهر يثبتون شروط الظاهر بأدلة هي أضعف من هذه الدلة الت أوردناها ف هذه الشروط الباطنة ل سيما الغيبة وأمثالا
،ولكن ليس إل فقهاء الظاهر من التكليفات إل ما يتيسر على عموم الغافلي القبلي على الدنيا الدخول تته .فأما علماء الخرة
فيعنون بالصحة القبول وبالقبول الوصول إل القصود .ويفهمون أن القصود من الصوم التخلق بلق من أخلق ال عز وجل وهو
ال صمدية ،والقتداء باللئ كة ف ال كف عن الشهوات ب سب المكان فإن م منهون عن الشهوات ،والن سان رتب ته فوق رت بة
البهائم لقدرته بنور العقل على كسر شهوته ودون رتبة اللئكة لستيلء الشهوات عليه وكونه مبتلى بجاهدتا ،فكلما انمك ف
الشهوات ان ط إل أ سفل ال سافلي والت حق بغمار البهائم ،وكل ما ق مع الشهوات ارت فع إل أعلى علي ي والت حق بأ فق اللئ كة ،
واللئكة مقربون من ال عز وجل والذي يقتدى بم ويتشبه بأخلقهم يقرب من ال عز وجل كقربم ،فإن الشبيه من القريب
قر يب ،ول يس القر يب ث بالكان بل بال صفات ،وإذا كان هذا سر ال صوم ع ند أرباب اللباب وأ صحاب القلوب فأي جدوى
لتأخي أكلة وجع أكلتي عند العشاء مع النماك ف الشهوات الخر طول النهار ؟ ولو كان لثله جدوى فأي معن لقوله صلى
ال عل يه و سلم (( :كم من صائم ل يس له من صومه إل الوع والع طش )) ولذا قال أ بو الدرداء :يا حبذا نوم الكياس
وفطرهم كيف ل يعيبون صوم المقى وسهرهم ،ولذرة من ذوي يقي وتقوى أفضل وأرجح من أمثال البال عبادة من الغتربي
.ولذلك قال ب عض العلماء :كم من صائم مف طر و كم من مف طر صائم .والف طر ال صائم هو الذي ي فظ جوار حه عن الثام
ويأكل ويشرب ،والصائم الفطر هو الذي يوع ويعطش ويطلق جوارحه .ومن فهم معن الصوم وسره علم أن مثل من كف
عن الكل والماع وأفطر بخالطة الثام كمن مسح على عضو من أعضائه ف الوضوء ثلث مرات فقد وافق ف الظاهر العدد إل
أنه ترك الهم وهو الغسل فصلته مردودة عليه بهله ،ومثل من أفطر بالكل وصام بوارحه عن الكاره كمن غسل أعضاؤه مرة
مرة فصلته متقبلة إن شاء ال لحكامه الصل وإن ترك الفضل .ومثل من جع بينهما كمن غسل كل عضو ثلث مرات فجمع
بي الصل والفضل وهو الكمال ،وقد قال صلى ال عليه وسلم (( :إن الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته ))24ولا تل قوله
وضع يده على سعه وبصره فقال (( :السمع أمانة (الن ساء )58 : عز وجل ﴿ :إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل أهلها ﴾
24 24حديث (( إنا الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته )) أخرجه الرائطي ف مكارم الخلق من حديث ابن مسعود ف حديث ف المانة والصوم وإسناده
حسن .
والب صر أما نة )) 25ولول أ نه من أمانات الصوم ل ا قال صلى ال عل يه و سلم (( :فلي قل إ ن صائم )) أي :إ ن أود عت ل سان
لحف ظه فك يف أطل قه بوا بك ؟ فإذن قد ظ هر أن ل كل عبادة ظاهرا وباطناوقشرا ول با ولقشر ها درجات ول كل در جة طبقات
فإليك الية الن ف أن تقنع بالقشر عن اللباب أو تتحيز إل غمار أرباب اللباب.
33 33حديث (( ما من أيام العمل فيهن أفضل وأحب إل ال من عشر ذي الجة ..الديث )) أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أب هريرة دون قوله (( قيل
:ول الهاد ..ال )) وعند البخاري من حديث ابن عباس (( ما العمل ف أيام أفضل من العمل ف هذا العشر ،قالوا :ول الهاد ؟ قال :ول الهاد ،إل رجل
خرج ياطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء )) .
34 34الحاديث الدالة على كراهة صيام الدهر أخرجها البخاري ومسلم من حديث عبد ال بن عمرو وف حديث لبن ماجه (( ل صام من صام البد )) ولسلم
من حديث أب قتادة (( قيل :يا رسول ال كيف بن صام الدهر ؟ قال :ل صام ول أفطر )) وأخرج النسائي نوه من حديث عبد ال بن عمر وعمران بن
حصي وعبد ال بن الشخي .
35 35حديث أب موسى الشعري (( من صام الدهر كله ضيقت عليه جهنم هكذا وعقد تسعي )) أخرجه أحد والنسائي ف الكبى وابن حبان وحسنه أبو علي
الطوسي .
36 36حديث (( عرضت علي مفاتيح خزائن الدنيا ..الديث )) أخرجه الترمذي من حديث أب أمامة بلفظ ((عرض علي رب ليجعل ل بطحاء مكة ذهبا ))
وقال :حسن .
37 37حديث (( أفضل الصيام صوم أخي داود ..الديث )) أخرجاه من حديث عبد ال بن عمر .
38 38حديث (( منازلته لعبد ال بن عمر وقوله صلى ال عليه وسلم :صم يوما وأفطر يوما ..الديث )) أخرجاه من حديثه .
29 39حديث (( ما صام شهرا كامل قط إل رمضان )) أخرجاه من حديث عائشة .
4040حديث (( كان يصوم حت يقال ل يفطر ..الديث)) أخرجاه من حديث عائشة وابن عباس دون ذكر (( القيام والنوم ))
والبخاري من حديث أنس (( كان يفطر من الشهر حت يظن أن ل يصوم منه شيئا ،ويصوم حت يظن أن ل يفطر منه شيئا ،
النبوة من القيام بقوق الوقات .و قد كره العلماء أن يوال ب ي الفطار أك ثر من أرب عة أيام تقديرا بيوم الع يد وأيام التشر يق ،
وذكروا أن ذلك يقسي القلب ،ويولد رديء العادات ويفتح أبواب الشهوات ،ولعمري هو كذلك ف حق أكثر اللق ل سيما
من يأكل ف اليوم والليل مرتي .فهذا ما أردنا ذكره من ترتيب الصوم التطوع به .وال أعلم بالصواب .
ت كتاب (( أسرار الصوم )) والمد ل بميع مامده كلها ما علمنا منها وما ل نعلم ،على جيع نعمه كلها ما علمنا منها
وما ل نعلم وصلى ال على سيدنا ممد وآله وصحبه وسلم وكرم وعلى كل عبد مصطفى من أهل الرض والسماء .يتلوه إن
شاء ال تعال كتاب (( أسرار الج )) وال العي ل رب غيه وما توفيقي إل بال وحسبنا ال ونعم الوكيل.