Professional Documents
Culture Documents
حديث إنا العمال بالنيات الديث متفق عليه من حديث عمر وقد تقدم. 1
حديث أكثر شهداء أمت أصحاب الفرش ورب قتيل بي الصفي ال أعلم بنيته أخرجه أحد من حديث ابن مسعود وفيه عبد ال بن ليعة. 2
حديث إن ال ل ينظر إل صوركم وأموالكم الديث أخرجه مسلم من حديث أب هريرة وقد تقدم. 3
5حديث الناس أربعة رجل آتاه ال علما ومال الديث أخرجه ابن ماجه من حديث أب كبشة النارى بسند جيد.
6الديث وقد تقدم ورواه الترمذى بزيادة وفيه وإنا الدنيا لربعة نفر الديث وقال حسن صحيح.
7حديث أنس إن بالدينة أقواما ما قطعنا واديا الديث أخرجه البخارى متصرا وأبو داود.
8حديث ابن مسعود من هاجر يبتغى شيئا فهو له هاجر رجل فتزوج امرأة منا وكان يسمى مهاجر أم قيس أخرجه الطبان بإسناد جيد.
9حديث إن رجل قتل ف سبيل ال فكان يدعى قتيل المار ل أجد له أصل ف الوصولت وإنا رواه أبو إسحق الفراوى ف السنن من وجه مرسل.
10حديث من غزا وهو ل ينوى إل عقال فله ما نوى أخرجه النسائي من حديث عبادة بن الصامت وتقدم غي مرة.
11حديث أب استعنت رجل يغزو معى فقال ل حت تعل ل جعل فجعلت له فذكرت ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال ليس له من دنياه وآخرته إل ما جعلت له
أخرجه الطبان ف مسند الشاميي ولب داود من حديث يعلى بن أمية أنه استأجر أجيا للغزو وسى له ثلثة دناني فقال النب صلى ال عليه وسلم ما أجد له ف غزوته
هذه ف الدنيا والخرة إل دنانيه الت سى.
12حديث من هم بسنة فلم يعملها كتبت له حسنة متفق عليه وقد تقدم.
13حديث عبد ال بن عمرو من كانت الدنيا نيته جعل ال فقره بي عينيه الديث أخرجه ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت بإسناد جيد دون قوله وفارقها أرغب ما
يكون فيها ودون قوله وفارقها أزهد ما يكون فيها وفيه زيادة ول أجده من حديث عبد ال بن عمرو.
14حديث أم سلمة ف اليش الذى يسف بم يشرون على نياتم أخرجه مسلم وأبو داود وقد تقدم.
15أخرجه ابن أب الدنيا ف كتاب الخلص والنية من حديث عمر بإسناد ضعيف بلفظ إنا يبعث ورويناه ف فوائد تام بلفظ إنا يبعث السلمون على النيات ولبن
ماجه من حديث أب هريرة إنا يبعث الناس على نياتم وفيه ليث بن أب سليم متلف فيه.
16حديث إذا التقى الصفان نزلت اللئكة تكتب اللق على مراتبهم فلن يقاتل للدنيا الديث أخرجه ابن البارك ف الزهد موقوفا على ابن مسعود وآخر الديث
مرفوع ففي الصحيحي من حديث أب موسى من قاتل لتكون كلمة ال هى العليا فهو ف سبيل ال هي العليا فهو ف سبيل ال.
17حديث جابر يبعث كل عبد على ما مات عليه رواه مسلم.
18حديث الحنف عن أب بكرة إذا إلتقى السلمان بسيفهما فالقاتل والقتول ف النار متفق عليه.
فهو زان ومن ادان دينا وهو ل ينوي قضاءه فهو سارق) 19وقال صلى ال عليه وسلم( :من تطيب ل تعال جاء يوم القيامة وريه أطيب من
20
السك ومن تطيب لغي ال جاء يوم القيامة وريه أنت من اليفة).
وأما الثار فقد قال عمر بن الطاب رضي ال عنه أفضل العمال أداء ما افترض ال تعال والورع عما حرم ال تعال وصدق النية فيما عند
ال تعال .وك تب سال بن عبدال إل ع مر بن ع بد العز يز اعلم أن عون ال تعال للع بد على قدر الن ية ف من ت ت ني ته ت عون ال له وإن
نقصت نقص بقدره .وقال بعض السلف رب عمل صغي تعظمه النية ورب عمل كبي تصغره النية .وقال داود الطائي الب هته التقوى فلو
تعلقت جيع جوارحه بالدنيا لردته نيته يوما إل نية صالة وكذلك الاهل بعكس ذلك.
وقال الثوري كانوا يتعلمون النية للعمل كما تتعلمون العمل وقال بعض العلماء أطلب النية للعمل قبل العمل وما دمت تنوي الي فأنت
بي .وكان بعض الريدين يطوف على العلماء يقول من يدلن على عمل ل أزال فيه عامل ل تعال فإن ل أحب أن يأت على ساعة من ليل
أو نار إل وأنا عامل من عمال ال فقيل له قد وجدت حاجتك فاعمل الي ما استطعت فإذا فترت أو تركته فهم بعمله فإن الام بعمل الي
كعامله .وكذلك قال ب عض السلف وإن نع مة ال علي كم أكثر من أن ت صوها وإن ذنوب كم أخ فى من أن تعلمو ها ول كن أصبحوا تواب ي
وأمسوا توابي يغفر لكم ما بي ذلك.
وقال عيسى عليه السلم( :طوب لعي نامت ول تم بعصية وانتبهت إل غي إث) وقال أبو هريرة( :يبعثون يوم القيامة على قدر نياتم).
وكان الفض يل بن عياض إذا قرأ (ولنبلون كم ح ت نعلم الجاهد ين من كم وال صابرين ونبلو أخبار كم) يب كي ويردد ها ويقول إ نك إن بلوت نا
فضحتنا وهتكت أستارنا .وقال السن إنا خلد أهل النة ف النة وأهل النار ف النار بالنيات .وقال أبو هريرة( :مكتوب ف التوراة ما أريد
به وجهي فقليله كثي وما أريد به غيي فكثيه قليل ).وقال بلل بن سعد إن العبد ليقول قول مؤمن فل يدعه ال عز وجل وقوله حت ينظر
ف عمله فإذا عمل ل يدعه ال حت ينظر ف ورعه فإن تورع ل يدعه حت ينظر ماذا نوى فإن صلحت نيته فبالرى أن يصلح ما دون ذلك.
فإذن عماد العمال بالنيات فالعمل مفتقر إل النية ليصي با خيا والنية ف نفسها خي وإن تعذر العمل بعائق.
بيان حقيقة النية
أعلم أن النية والرادة والقصد عبارات على متوارده معن واحد وهو حالة وصفة للقلب يكتنفها أمران علم وعمل العلم يقدمه لنه أصله
وشر طه والع مل يتب عه ل نه ثر ته وفر عه وذلك لن كل ع مل أع ن كل حر كة و سكون اختيارى فإ نه ل ي تم إل بثل ثة أمور علم وإرادة
وقدرةلنه ل يريد النسان مال يعلمه فلبد وأن يعلم ول يعمل ما ل يرد فل بد من إرادة ومع ن الرادة انبعاث القلب إل ما يراه مواف قا
للغرض إ ما ف الال أو ف الآل فقد خلق النسان ب يث يوافقه ب عض المور ويلئم غرضه ويال فه ب عض المور فيحتاج إل جلب اللئم
الوافق إل نفسه ودفع الضار الناف عن نفسه فافتقر بالضرورة إل معرفة وإدراك للشىء الضر والنافع حت يلب هذا ويهرب من هذا فإن
من ل يب صر الغذاء ول يعر فه ل يك نه أن بتناول و من ل يب صر النار ل يك نه الرب من ها فخلق ال الدا ية والعر فة وج عل ل ا أ سبابا و هى
الواس الظاهرة والباطنة وليس ذلك من غرضنا ث لو أبصر الغذاء وعرف انه موافق له فل يكفيه ذلك للتناول ما ل يكن فيه ميل إليه ورغبة
فيه وشهوة له باعثة عليه إذا الريض يرى الغذاء ويعلم أنه موافق ول يكنه التناول لعدم الرغبة واليل ولفقد الداعية الحركة إليه فخلق ال
تعال له اليل والرغبة والرادة وأعن به نزوعا ف نفسه إليه وتوجها ف قلبه إليه ث ذلك ليكفيه فكم من مشاهد طعاما راغب فيه مريد
تناوله عاجز عنه لكونه زمنا فخلقت له القدرة والعضاء التحركة حت يتم به التناول والعضو ل يتحرك إل بالقدرة والقدرة تنتظر الداعية
الباعثة والداعية تنتظر العلم والعرفة أو الظن والعتقاد وهو أن يقوى ف نفسه كون الشىء موافقا له فإذا جزمت العرفة بأن الشىء موافق
ول بد وأن يف عل و ست عن معار ضة با عث آ خر صارف ع نه انبع ثت الرادة وت قق ال يل فإذا انبع ثت الرادة انته ضت القدرة لتحر يك
العضاء لن القدرة خادمة للردة والرادة تابعة لكم العتقاد والعرفة فالنية عبارة عن الصفة التوسطة وهى الرادة وانبعاث النفس بكم
الرغبة واليل إل ما هو موافق للغرض إما ف الال وإما ف الآل فالحرك الول هو الغرض الطلوب وهو الباعث والغرض الباعث هو القصد
19حديث أب هريرة من تزوج امراة على صداق وهو ل ينوي أداءه فهو زان أخرجه أحد من حديث صهيب ورواه ابن ماجه مقتصرا على قصة الدين دون ذكر
الصداق.
20حديث من تطيب ل جاء يوم القيامة وريه أطيب من السك الديث أخرجه أبو الوليد الصفار ف كتاب الصلة من حديث اسحق بن أب طلحة مرسل.
النوى والنبعاث هو القصد والنية وانتهاض القدرة لدمة الرادة بتحريك العضاء هو العمل إل أن انتهاض القدرة للعمل قد يكون بباعث
واحد وقد يكون بباعثي اجتمعا ف فعل واحد وإذا كان بباعثي فقد يكون كل واحد بيث لو انفرد لكان مليا بإناض القدرة وقد يكون
كل واحد قاصرا عنه إل بالجتماع وقد يكون أحدها كافيا لول الخر لكن الخر انتهض عاضدا له ومعاونا فيخرج من هذا القسم أربعة
أق سام فلنذ كر ل كل وا حد مثال وا سا أ ما الول ف هو أن ينفرد البا عث الوا حد يتجرد ك ما إذا ه جم على الن سان سبع فكل ما رآه قام من
موضعه فل مزعج له إل غرض الرب من السبع فإنه رأى السبع وعرفه ضارا فانبعثت نفسه إل الرب ورغبت فيه فانتهضت القدرة عاملة
بقتضى النبعاث فيقال نيته للفرار من السبع ل نية له ف القيام لغيه وهذه النية تسمى خالصة ويسمى العمل بوجبها إخلصا بالضافة إل
الغرض الباعث ومعناه أنه خلص عن مشاركة غيه ومازجته وأما الثان فهو أن يتمع باعثان كل واحد مستقل بالناض لو انفرد ومثاله من
الح سوس أن يتعاون رجلن على ح ل شىء بقدار من القوة كان كاف يا ف ال مل لو انفرد ومثاله ف غرض نا أن ي سأله قري به الفق ي حا جة
فيقضي ها لفقره وقراب ته وعلم أ نه لول فقره لكان يقضي ها بجرد القرا بة وأ نه لول قراب ته لكان يقضي ها بجرد القرا بة وأ نه لول قراب ته لكان
يقضيها بجرد الفقر وعلم ذلك من نفسه بأنه يضره قريب غن فيغب ف قضاء حاجته وفقي أجنب فيغب أيضا فيه وكذلك من أمره
الطبيب بترك الطعام ودخل عليه يوم عرفه فصام وهو يعلم أنه لو ل يكن يوم عرفة لكان يترك الطعام حية ولول المية لكان يتركه لجل
أ نه يوم عر فه و قد اجتم عا جي عا فأقدم على الف عل وكان البا عث الثا ن رف يق الول فلن سم هذا مراف قة للبوا عث والثالث أن ل ي ستقل كل
واحد لو انفرد ولكل قوى مموعهما على إناض القدرة ومثاله ف الحسوس أن يتعاون ضعيفان على ح ل مال ينفرد أحدها به ومثاله ف
غرضنا أن يقصده قريبه الغن فيطلب درها فل يعطيه ويقصده الجنب الفقي فيطلب درها فل يعطيه ث يقصده القريب الفقي فيعطيه فيكون
انبعاث داعي ته الجموع الباعث ي و هو القرا بة والف قر وكذلك الر جل يت صدق ب ي يدى الناس لغرض الثواب ولغرض الثناء ويكون ب يث لو
كان منفردا لكان ل يبع ثه مرد ق صد الثواب على العطاء ولو كان الطالب فا سقا ل ثواب ف الت صدق عل يه لكان ل يبع ثه مرد الرياء على
العطاء ولو اجتمعا أورثا بجموعهما تريك القلب ولنسم هذا النس مشاركة والرابع أن يكون أحد الباعثي مستقل لو انفرد بنفسه والثان
ل يستقل ولكن لا انضاف إليه ل ينفك عن تأثي بالعانة والتسهيل ومثاله ف الحسوس أن يعاون الضعيف الرجل القوى على المل ولو
انفرد القوى لستقل ولو انفرد الضعيف ل يستقل فإن ذلك بالملة يسهل العمل ويؤثر ف تفيفه ومثاله ف غرضنا أن يكون للنسان ورد
ف الصلة وعادة ف الصدقات فاتفق أن حضر ف وقتها جاعة من الناس فصار الفعل أخف علة بسبب مشاهدتم وعلم من نفسه أنه لو كان
منفردا خاليا ل يفتر عن عمله وعلم أن عمله لو ل يكن طاعة ل يكن مرد الرياء يمله عليه فهو شوب تطرق إل النية ولنسم هذا النس
العاونة فالباعث الثان إما أن يكون رفيقا أو شريكا أو معينا وسنذكر حكمها ف باب الخلص والغرض الن بيان أقسام النيات فإن العمل
تابع للباعث عليه فيكتسب الكم منه ولذلك قيل إنا العمال بالنيات لنا تابعة ل حكم لا ف نفسها وإنا الكم للمتبوع.
21
بيان سر قوله صلى ال عليه وسلم نية الؤمن خي من عمله
أعلم أنه قد يظن أن سبب هذا الترجيح ان النية سر ل يطلع عليه إل ال تعال والعمل ظاهر ولعمل السر فضل وهذا صحيح ولكن ليس هو
الراد لنه لو نوى ان يذكر ال بقلبه أو يتفكر ف مصال السلمي فيقتضي عموم الديث أن تكون نية التفكر خيا من التفكر وقد يظن أن
سبب الترجيح أن النية تدوم إل آخر العمل والعمال ل تدوم وهو ضعيف لن ذلك يرجع معناه إل أن العمل الكثي خي من القليل بل
ليس كذلك فإن نية أعمال الصلة قد ل تدوم إل ف لظات معدودة والعمال تدوم والعموم يقتضى أن تكون نيته خيا من عمله وقد يقال
إن معناه أن النية بجردها خي من العمل بجرده دون النية وهو كذلك ولكنه بعيد ان يكون هو الراد إذ العمل بل نية أو على الغفلة ل خي
فيه أصل والنية بجردها خي وظاهر الترجيح للمشتركي ف اصل الي بل العن أن كل طاعة تنتظم بنية وعمل وكانت النية من جلة
اليات وكان العمل من جلة اليات ولكن النية من جلة الطاعة خي من العمل أى لكل واحد منهما أثر ف القصود وأثر النية أكثر من
أ ثر العمل فمعناه ن ية الؤ من من جلة طاع ته خي من عمله الذى هو من جلة طاع ته والغرض أن للع بد اختيارا ف النية و ف العمل فمهما
عملن والنية من الملة خيها فهذا معناه وأما سبب كونا خيا ومترجحة على العمل فل يفهمه إل من فهم مقصد الدين وطريقه ومبلغ
حديث نية الؤمن خي من عمله أخرجه الطبان من حديث سهل بن سعد ومن حديث النواس بن سعان وكلها ضعيف. 21
أثر الطريق ف التصال إل القصد وقاس بعض الثار بالبعض حت يظهر له بعد ذلك الرجح بالضافة إل القصود فمن قال البز خي من
الفاكهة فإنا يعن به أنه خي بالضافة إل مقصود القوت والغتذاء ول يفهم ذلك إل من فهم أن للغذاء مقصدا وهو الصحة والبقاء وأن
الغذية متلفة الثار فيها وفهم أثر كل واحد وقاس بعضها بالبعض فالطاعات غذاء للقلوب والقصود شفاؤها وبقاؤها وسلمتها ف الخرة
وسعادتا وتنعمها بلقاء ال تعال فالقصد لذة السعادة بلقاء ال فقط ولن يتنعم بلقاء ال إل من مات مبا ل تعال عارفا بال ولن يبه إل من
عرفه ولن يأنس بربه إل من طال ذكره له فالنس يصل بدوام الذكر والعرفة تصل بدوام الفكر والحبة تتبع العرفة بالضرورة ولن يتفرغ
القلب لدوام الذكر والفكر إل إذا فرغ من شواغل الدنيا ولن يتفرغ من شواغلها إل إذا انقطع عنه شهواتا حت يصي مائل إل الي مريدا
له نافرا عن الشر مبغضا له وإنا ييل إل اليات والطاعات إذا علم أن سعادته ف الخرة منوطة با كما ييل العاقل إل القصد والجامة
لعلمه بأن سلمته فيهما وإذا حصل أصل اليل بالعرفة فإنا يقوى بالعمل بقتضى اليل والواظبة عليه فإن الواظبة على مقتضى صفات القلب
وإرادتا بالعمل ترى مرى الغذاء والقوت لتلك الصفة حت تترشح الصفة وتقوى بسببها فالائل إل طلب العلم او طلب الرياسة ل يكون
ميله ف البتداء إل ضعيفا فإن اتبع بقتضى اليل واشتغل بالعلم وتربية الرياسة والعمال الطلوبة لذلك تأكيد ميله ورسخ وعسر عليه النوع
وإن خالف مقتضى ميله ضعف ميله وانكسر وربا زال والحق بل الذى ينظر إل وجه حسن مثل فيميل إليه طبعا ل ضعفا لو تبعه وعمل
بقتضاه فداوم علىالن ظر والجال سة والخال طة والحاورة تأ كد ميله ح ت يرج أمره عن اختياره فل يقدر على النوع ع نه ولو ف طم نف سه
ابتداء وخالف مقتضى ميله لكان ذلك كقطع القوت والغذاء عن صفة اليل ويكون ذلك زبرا ودفعا ف وجهه حت يضعف وينكسر بسببه
وينقمع وينمحى وهكذا جيع الصفات واليات والطاعات كلها هى الت تراد با الخرة والشرور كلها هى الت تراد با الدنيا ل الخرة
وميل النفس إل اليات الخروية وانصرافها عن الدنيوية هو الذى يفرغها للذكر والفكر ولن يتأكد ذلك إل بالواظبة على أعمال الطاعة
وترك العاصى بالوارح لن بي الوارح وبي القلب علقة حت إنه يتأثر كل واحد منهما بالخر فترى العضو إذا أصابته جراحة تأل با
القلب وترى القلب إذا تأل بعلمه بوت عزيز من أعزته أو بجوم أمر موف تأثرت به العضاء وارتعدت الفرائض وتغي اللون إل أن القلب
هو الصل التبوع فكأنه المي والراعى والوارح كالدم والرعايا والتباع فالوارح خادمة للقلب بتأكيد صفاتا فيه فالقلب هو القصود
والعضاء آلت موصلة إل القصود ولذلك قال النب صلى ال عليه وسلم (إن ف السد مضغة إذا صلحت صلح لا سائر السد) 22وقال
عليه الصلة والسلم (اللهم أصلح الراعى والرعية) 23وأراد بالراعى القلب وقال ال تعال (لن ينال لومها ول دماؤها ولكن يناله التقوى
من كم) و هى صفة القلب فمن هذا الو جه ي ب ل مالة أن تكون أعمال القلب على الملة أف ضل من حركات الوارح ث ي ب أن تكون
النية من جلتها أفضل لنا عبارة عن ميل القلب إل الي وإرادته له وغرضنا من العمال بالوارح أن يعود القلب إرادة الي ويؤكد فيه
ال يل إليه ليفرغ من شهوات الدن يا وي كب على الذكر والف كر فبالضرورة يكون خيا بالضا فة إلىالغرض ل نه متم كن من ن فس الق صود
وهذا كما أن العدة إذا تألت فقد تداوى بأن يوضع الطلء على الصدر وتداوى بالشرب والدواء الواصل إل العدة فالشرب خي من طلء
الصدر لن طلء الصدر أيضا إنا أريد به أن يسرى منه الثر إل العدة فما بلقى عي العدة فهو خي وأنفع فهكذا ينبغى أن تفهم تأثي
الطاعات كلها إذ الطلوب منها تغيي القلوب وتبديل صفاتا فقط دون الوارح فل تظنن أن ف وضع البهة على الرض غرضا من حيث
إنه جع بي البهة والرض بل من حيث إنه بكم العادة يؤكد صفة التواضع ف القلب فإن من يد ف نفسه تواضعا فإذا استكان بأعضائه
وصورها بصورة التواضع تأكد تواضعه ومن وجد ف قلبه رقة على يتيم فإذا مسح رأسه وقبله تأكد الرقة ف قلبه ولذا ل يكن العمل بغي نية
مفيدا أصل لن من يسح رأس يتيم وهو غافل بقلبه أو ظان أنه يسح ثوبا ل ينتشر من أعضائه أثر ال قلبه لتأكيد الرقة وكذلك من يسجد
غافل وهو مشغول الم بأعراض الدنيا ل ينتشر من جبهته ووضعها على الرض أثر إل قلبه يتأكد به التواضع فكان وجود ذلك كعدمه وما
ساوى وجوده عدمه بالضافة إل الغرض الطلوب منه يسمى باطل فيقال العبادة بغي نية باطلة وهذا معناه إذا فعل عن غفلة فإذا قصد به
رياء أو تعظيم شخص آخر ل يكن وجوده كعدمه بل زاده شرا فإنه ل يؤكد الصفة الطلوبة تأكيدها حت أكد الصفة الطلوب قمعها وهي
صفة الرياء الت هي من اليل إل الدنيا فهذا وجه كون النية خي من العمل وبذا أيضا يعرف معن قوله صلى ال عليه وسلم من هم بسنة
فلم يعملها كتبت له حسنة لن هم القلب هو ميله إل الي وانصرافه عن الوى وحب الدنيا وهى غاية السنات وإنا التام بالعمل يزيدها
حديث إن ف السد مضغة إذا صلحت صلح سائر السد متفق عليه من حديث النعمان بن بشي وقد تقدم. 22
24حديث ل يعذر الاهل على الهل ول يل للجاهل أن يسكت على جهله الديث أخرجه الطبان ف الوسط وابن السن وأبو نعيم ف رياضة التعلمي من حديث
جابر بسند ضعيف دون قوله ل يعذر الاهل على الهل.
وسلم (إن ل تعال ثلثمائة خلق من تقرب إليه بواحد منها دخل النة وأحبها إليه السخاء) 25فليت شعرى ل حرم هذا السخاء ول وجب
عليه أن ينظر إل قرينه الال من هذا الظال فإذا لح له من عادته أنه يستعي بالسلح على الشر فينبغى أن يسعى ف سلب سلحه ل أن
يده بغيه والعلم سلح يقاتل به الشيطان وأعداء ال تعال وقد يعاون به أعداء ال عز وجل وهو الوى فمن ل يزال مؤثرا لدنياه على دينه
ولواه على اخر ته و هو عا جز عن ها لقلة فضله فك يف يوز إمداده بنوع علم يتم كن به من الو صول إل شهوا ته بل ل يزل علماء ال سلف
رحهنم ال تعال يتفقدون أحوال منن يتردد إليهنم فلو رأوا مننه تقصنيا فن نفنل منن النوافنل أنكروه وتركوا إكرامنه وإذا رأوا مننه فجورا
واستحلل حرام هجروه ونفوه عن مالسهم وتركوا تكليمه فضل عن تعليمه لعلمهم بأن من تعلم مسألة ول يعمل با وجاوزها إل غيها
فليس يطلب إل آلة الشر وقد تعوذ جيع السلف بال تعال من الفاجر العال بالسنة وما تعوذوا من الفاجر الاهل حكى عن بعض أصحاب
أحد بن حنبل رحه ال أنه كان يتردد إليه سني ث اتفق أن أعرض عنه أحد وهجره وصار ل يكلمه فلم يزل يسأله عن تغيه عليه وهو ل
يذكره حت قال بلغن أنك طينت حائط دارك من جانب الشارع وقد أخذت قدر سك الطي وهو أنلة من شارع السلمي فل تصلح لنقل
العلم فهكذا كاننت مراقبنة السنلف لحوال طلب العلم وهذا وأمثاله مان يلتبنس على الغنبياء وأتباع الشيطان وإن كانوا أرباب الطيالسنة
والكمام الوا سعة وأ صحاب الل سنة الطويلة والف ضل الكث ي أع ن الف ضل من العلوم ال ت ل تشت مل على التحذ ير من الدن يا والز جر عن ها
والترغ يب ف الخرة والدعاء إلي ها بل هي العلوم ال ت تتعلق باللق ويتو صل ب ا إل ج ع الطام وا ستتباع الناس والتقدم على القران فإذن
قوله عليه السلم إنا العمال بالنيات يتص من القسام الثلثة بالطاعات والباحات دون العاصي اذ الطاعة تنقلب معصية بالقصد والباح
ينقلب معصية وطاعة بالقصد فأما العصية فل تنقلب طاعة بالقصد أصل نعم للنية دخل فيها وهو أنه إذا انضاف إليها قصود خبيثة تضاعف
وزرها وعظم وبالا كما ذكرنا ذلك ف كتاب التوبة.
القسم الثان الطاعات
وهي مرتبطة بالنيات ف أصل صحتها وف تضاعف فضلها أما الصل فهو أن ينوى با عبادة ال تعال ل غي فإن نوى الرياء صارت معصية
وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات السنة فإن الطاعة الواحدة يكن أن ينوى با خيات كثية فيكون له بكل نية ثواب إذ كل واحدة منها
حسنة ث تضاعف كل حسنة عشر أمثالا 26كما ورد به الب ومثاله القعود ف السجد فإنه طاعة ويكن أن ينوى فيه نيات كثية حت يصي
من فضائل أعمال التقي ويبلغ به درجات القربي:
أولا أن يعتقد أنه بيت ال وأن داخله زائر ال فيقصد به زيارة موله رجاء لا وعده به رسول ال صلى ال عليه وسلم حيث قال (من قعد
27
ف السجد فقد زار ال تعال وحق على الزور أن يكرم زائره)
وثانيها أن ينتظر الصلة بعد الصلة فيكون ف جلة انتظاره ف الصلة وهو معن قوله تعال ورابطوا.
وثالثها الترهب بكف السمع والبصر والعضاء عن الركات والترددات فإن العتكاف كف وهو ف معن الصوم وهو نوع ترهب ولذلك
28
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم (رهبانية أمت القعود ف الساجد)
ورابعها عكوف الم على ال ولزوم السر للفكر ف الخرة ودفع الشواغل الصارفة عنه بالعتزال إل السجد.
وخام سها التجرد لذ كر ال أو ل ستماع ذكره وللتذ كر به ك ما روي ف ال ب من غدا إل ال سجد ليذ كر ال تعال أو يذ كر به كان
29
كالجاهد ف سبيل ال تعال.
25حديث إن ل ثلثمائة خلق من تقرب إليه بواحد منها دخل النة وأحبها إليه السخاء تقدم ف كتاب الحبة والشوق.
26حديث تضعيف السنة بعشر أمثالا تقدم.
27حديث من قعد ف السجد فقد زار ال تعال وحق على الزور إكرام زائره أخرجه ابن حبان ف الضعفاء من حديث سلمان وللبيهقي ف الشعب نوه من رواية
جاعة من الصحابة ل يسموا بإسناد صحيح وقد تقدما ف الصلة.
28حديث رهبانية أمت القعود ف الساجد ل أجد له أصل.
29حديث من غدا إل السجد يذكر ال أو يذكر به كان كالجاهد ف سبيل ال تعال هو معروف من قول كعب الحبار رويناه ف جزء ابن طوق وللطبان ف الكبي
من حديث أب أمامة من غدا إل السجد ل يريد إل أن يتعلم خيا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجه وإسناده جيد وف الصحيحي من حديث أب هريرة من غدا
إل السجد أو راح أعد ال له ف النة نزل كلما غدا أو راح.
وسادسها أن يقصد إفادة العلم بأمر بعروف وني عن منكر إذ السجد ل يلو عمن يسئ ف صلته أو يتعاطى مال يل له فيأمره بالعروف
ويرشده إل الدين فيكون شريكا معه ف خيه الذي يعلم منه فتتضاعف خياته.
وسابعها أن يستفيد أخا ف ال فإن ذلك غنيمة وذخية للدار الخرة والسجد معشش أهل الدين الحبي ل وف ال.
وثامن ها أن يترك الذنوب حياء من ال تعال وحياء من أن يتعا طى ف ب يت ال ما يقت ضي هتك الر مة و قد قال ال سن بن علي ر ضي ال
عنهما من أدمن الختلف إل السجد رزقه ال إحدى سبع خصال أخا مستفادا ف ال أو رحة مستنلة أو علما مستظرفا أو كلمة تدل
على هدى أو تصرفه عن ردى أو يترك الذنوب خشية أو حياء فهذا طريق تكثي النيات وقس به سائر الطاعات والباحات إذ ما من طاعة
إل وتت مل نيات كثية وإن ا ت ضر ف قلب الع بد الؤ من بقدر جده ف طلب ال ي وتشمره له وتف كر ف يه فبهذا تزكوا العمال وتتضا عف
السنات.
القسم الثالث الباحات
وما من شىء من البحاثات إل ويتمل نية أو نيات يصي با من ماسن القربات وينال با معال الدرجات فما أعظم خسران من يغفل عنها
ويتعاطاها تعاطي البهائم الهملة عن سهو وغفلة ول ينبغي أن يستحقر العبد شيئا من الطرات والطوات واللحظات فكل ذلك يسئل عنه
يوم القيامة أنه ل فعله وما الذي قصد به هذا ف مباح مض ل يشوبه كراهة ولذلك قال صلى ال عليه وسلم (حللا حساب وحرامها
عقاب) 30وف حديث معاذ بن حبل أن النب صلى ال عليه وسلم قال (إن العبد ليسأل يوم القيامة عن كل شىء حت عن كحل عينيه وعن
فتات الطينة بأصبعيه وعن لسه ثوب أخيه) 31وف خب آخر من تطيب ل تعال جاء يوم القيامة وريه أطيب من السك ومن تطيب لغي ال
تعال جاء يوم القيامة وريه أنت من اليفة فاستعمال الطيب مباح ولكن ل بد فيه من نية فإن قلت فما الذي يكن أن ينوي بالطيب وهو
حظ من حظوظ النفس وكيف يتطيب ل فاعلم أن من يتطيب مثل يوم المعة وف سائر الوقات يتصور أن يقصد التنعم بلذات الدنيا أو
يقصد به إظهار التفاخر بكثرة الال ليحسده القران أو يقصد به رياء اللق ليقوم له الاه ف قلوبم ويذكر بطيب الرائحة أو ليتودد به إل
قلوب النساء الجنبيات إذا كان مستحل للنظر إليهن ولمور أخرى ل تصى وكل هذا يعل التطيب معصية فبذلك يكون أنت من اليفة
ف القيامة إل القصد الول وهو التلذذ والتنعم فإن ذلك ليس بعصية إل أنه يسئل عنه (ومن نوقش الساب عذب) ومن أتى شيئا من مباح
الدنيا ل يعذب عليه ف الخرة ولكن ينقص من نعيم الخرة له بقدره وناهيك خسرانا بأن يستعجل ما يفن ويسر زيادة نعيم ل يفن وأما
النية السنة فإنه ينوى به اتباع سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم المعة 32وينوي بذلك أيضا تعظيم السجد واحترام بيت ال فل
يرى أن يدخله زائرا ل إل طيب الرائحة وأن يقصد به ترويح جيانه ليستريوا ف السجد عند ماورته بروائحه وأن يقصد به دفع الروائح
الكريهة عن نفسه الت تؤدي إل إيذاء مالطيه وأن يقصد حسم باب الغيبة عن الغتابي إذا اغتابوه بالروائح الكريهة فيعصون ال بسببه فمن
تعرض للغيبة وهو قادر على الحتراز منها فهو شريك ف تلك العصية كما قيل إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ان ل تفارقهم فالراحلون هم
وقال ال تعال ول ت سبوا الذ ين يدعون من دون ال في سبوا ال عدوا بغ ي علم أشار به إل أن الت سبب إل ال شر شر وأن يق صد به معال ة
دماغه لتزيد به فطنته وذكاؤه ويسهل عليه درك مهمات دينه بالفكر فقد قال الشافعي رحه ال من طاب ريه زاد عقله فهذا وأمثاله من
النيات ل يعجز الفقيه عنها إذا كانت تارة الخرة وطلب الي غالبة على قلبه وإذا ل يغلب على قلبه إل نعيم الدنيا ل تضره هذه النيات
وإن ذكرت له ل ينب عث ل ا قل به فل يكون م عه من ها إل حد يث الن فس ول يس ذلك من الن ية ف شىء والباحات كثية ول ي كن إح صاء
النيات فيها فقس بذا الواحد ما عداه.
ولذا قال بعض العارفي من السلف إن أستحب أن يكون ل ف كل شىء نية حت ف أكلي وشرب ونومي ودخول إل اللء وكل ذلك
ما يكن أن يقصد به التقرب إل ال تعال لن كل ما هو سبب لبقاء البدن وفراغ القلب من مهمات البدن فهو معي على الدين فمن قصده
30حديث حللا حساب وحرامها عذاب تقدم.
31حديث معاذ إن العبد ليسأل يوم القيامة عن كل شىء حت عن كحل عينيه وعن فتات الطي بأصبعيه وعن لسه ثوب أخيه ل أجد له إسنادا.
32حديث إن لبس الثياب السنة يوم المعة سنة أخرجه أبو داود والاكم وصححه من حديث أب هريرة وأب سعيد من اغتسل يوم المعة ومس من طيب إن كان
عنده ولبس أحسن ثيابه الديث ولب داود وابن ماجه من حديث عبد ال ابن سلم ما على أحدكم لو اشترى ثوبي ليوم المعة سوى ثوب مهنته وف إسناده اختلف
وف الصحيحي أن عمر رأى حلة سياء عند باب السجد فقال يا رسول ال لو اشتريت هذه فلبستها يوم المعة الديث.
من الكل التقوي على العبادة ومن الوقاع تصي دينه وتطييب قلب أهله والتوصل به إل نسل صال يعبد ال تعال بعده فتكثر به أمة ممد
صلى ال عليه وسلم كان مطيعا بأكله ونكاحه وأغلب حظوظ الن فس الكل والوقاع وقصد الي بما غي متنع لن غلب على قلبه هم
الخرة ولذلك ينب غي أن ي سن ني ته مه ما ضاع له مال ويقول هو ف سبيل ال وإذا بل غه اغتياب غيه له فليط يب قلبه بأ نه سيحمل سيآته
وستنقل إل ديوانه حسناته ولينوي ذلك بسكوته عن الواب ففي الب إن العبد ليحاسب فتبطل أعماله لدخول الفة فيها حت يستوجب
النار ث ين شر له من العمال ال صالة ما ي ستوجب به ال نة فيتع جب ويقول يا رب هذه أعمال ما عملت ها قط فيقال هذه أعمال الذ ين
اغتابوك وآذوك وظلموك.33
وف الب إن العبد ليواف القيامة بسنات أمثال البال لو خلصت له لدخل النة فيأت وقد ظلم هذا وشتم هذا وضرب هذا فيقتص لذا من
حسناته ولذا من حسناته حت ل يب قي له حسنة فتقول اللئكة قد فنيت ح سناته وب قي طالبون فيقول ال تعال ألقوا عليه من سيآتم ث
صكوا له صكا إل النار 34وبالملة فإياك ث إياك أن تستحقر شيئا من حركاتك فل تترز من غرورها وشرورها ول تعد جوابا يوم السؤال
والساب فإن ال تعال مطلع عليك وشهيد (ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد)
وقال بعض السلف كتبت كتابا وأردت أن أتربه من حائط جار ل فتحرجت ث قلت تراب وما تراب فتربته فهتف ب هاتف سيعلم من
استخف بتراب جاره ما يلقى غدا من سوء الساب وصلى رجل مع الثورى فرآه مقلوب الثوب فعرفه فمد يده ليصلحه ث قبضها فلم يسوه
فسأله عن ذلك فقال إن لبسته ل تعال ول أريد أن أسويه لغي ال وقد قال السن إن الرجل ليتعلق بالرجل يوم القيامة فيقول بين وبينك
ال فيقول وال ما أعرفك فيقول بلى أنت أخذت لبنة من حائطى وأخذت خيطا من ثوب فهذا وأمثاله من الخبار قطع قلوب الائفي فإن
كنت من اول العزم والنهى ول تكن من الغترين فانظر لنفسك الن ودقق الساب على نفسك قبل أن يدقق عليك وراقب أحوالك ول
تسكن ول تتحرك ما ل تتأمل أول أنك ل تتحرك وماذا تقصد وما الذى تنال به من الدنيا وما الذى يفوتك من الخرة وباذا ترجح الدنيا
على الخرة فإذا علمت أنه ل باعث إل الدين فأمض عزمك وما خطر ببالك وإل فأمسك ث راقب أيضا قلبك ف إمساكك وإمتناعك فإن
ترك الف عل ف عل ول بد له من ن يه صحيحه فل ينب غي أن يكون الدا عي هوى خ في ل يطلع عل يه ول يغر نك ظوا هر المور ومشهورات
اليات وافطن للغوار والسرار ترج من حيز أهل الغترار.
ف قد روى عن زكر يا عل يه ال سلم أ نه كان يع مل ف حائط بالط ي وكان أجيا لقوم فقدموا له رغي فا إذ كان ل يأ كل إل من ك سب يده
فدخل عليه قوم فلم يدعهم إل الطعام حت فرغ فتعجبوا منه لا علموا من سخائه وزهده وظنوا أن الي ف طلب الساعدة ف الطعام فقال
إن أعمل لقوم بالجرة وقدموا إل الرغيف لتقوى به على عملهم فلو أكلتم معى ل يكفكم ول يكفن وضعفت عن عملهم فالبصي هكذا
ينظر ف البواطن بنور ال فإن ضعفه عن العمل نقص ف فرض وترك الدعوة إل الطعام نقص ف فضل ول حكم للفضائل مع الفرائض وقال
بعضهم دخلت على سفيان وهو يأكل فما كلمن حت لعق أصابعه ث قال لول أن أخذته بدين لحببت أن تأكل منه.
وقال سفيان من دعا رجل إل طعامه وليس له رغبة أن يأكل منه فإن أجابه فأكل فعليه وزران وإن ل يأكل فعليه وزر واحد وأراد بأحد
الوزرين النفاق وبالثان تعريضه أخاه لا يكره لو علمه فهكذا ينبغى أن يتفقد العبد نيته ف سائر العمال فل يقدم ول يجم إل بنية فإن ل
تضره النية توقف فإن النية ل تدخل تت الختيار.
بيان أن النية غي داخلة تت الختيار
أعلم أن الاهل يسمع ما ذكرناه من الوصية بتحسي النية وتكثيها مع قوله صلى ال عليه وسلم (إنا العمال بالنيات) فيقول ف نفسه عند
تدريسه أو تارته أو أكله نويت أن أدرس ل أو آكل ل ويظن ذلك نية وهيهات فذلك حديث نفس وحديث لسان وفكر أو انتقال من
خاطر إل خاطر والنية بعزل من جيع ذلك وإنا النية انبعاث النفس وتوجهها وميلها إل ما ظهر لا أن فيه غرضها إما عاجل وإما آجل
33حديث ان العبد ليحاسب فتبطل أعماله لدخول الفة فيها حت يستوجب النار ث ينشر له من العمال السنة ما يستوجب به النة الديث وفيه هذه أعمال الذين
اغتابوك الديث أخرجه أبو منصور الديلمي ف مسند الفردوس من طريق أب نعيم من حديث شيث بن سعد البلوي متصرا ان العبد ليلقي كتابه يوم القيامة منتشرا
فينظر فيه فيى حسنات ل يعملها فيقول هذا ل ول أعملها فيقال با اغتابك الناس وأنت ل تشعر وفيه ابن ليعة.
34حديث ان العبد ليواف القيامة بسنات أمثال البال وفيه ويأتى قد ظلم هذا وشتم هذا الديث تقدم مع اختلف.
واليل إذا ل يكن ل يكن اختراعه واكتسابه بجرد الرادة بل ذلك كقول الشبعان نويت أن أشتهى الطعام وأميل إليه أو قول الفارغ نويت
أن أعشق فلنا وأحبه وأعظمه بقلب فذلك مال بل ل طريق إل اكتساب صرف القلب إل الشىء وميله إليه وتوجهه نوه إل باكتساب
أسبابه وذلك ما قدم يقدر عليه وقد ليقدر عليه وإنا تنبعث النفس إل الفعل إجابة للغرض الباعث الوافق للنفس اللئم لا وما ل يعتقد
النسان أن غرضه منوط بفعل من الفعال فل يتوجه نوه قصده وذلك ما ل يقدر على اعتقاده ف كل حي وإذا اعتقد فإنا يتوجه القلب
إذا كان فارغا غي مصروف عنه بغرض شاغل أقوى منه وذلك ل يكن ف كل و قت والدوا عى وال صوارف ل ا أسباب كثية با تتمع
ويتلف ذلك بالشخاص وبالحوال وبالعمال فإذا غل بت شهوة النكاح مثل ول يعت قد غر ضا صحيحا ف الولد دي نا ول دن يا ل يكنه أن
يواقع على نية الولد بل ل يكن إل على نية قضاء الشهوة إذ النية هى إجابة الباعث ول باعث إل الشهوة فكيف ينوى الولد وإذا ل يغلب
على قلبه أن إقامة سنة النكاح 35اتباعا لرسول ال صلى ال عليه وسلم يعظم فضلها ل يكن أن ينوى بالنكاح اتباع السنة إل أن يقول ذلك
بلسانه وقلبه وهو حديث مض ليس بنية نعم طريق اكتساب هذه النية مثل أن يقوى أول إيانه بالشرع ويقوى إيانه بعظم ثواب من سعى
ف تكثي أمة ممد صلى ال عليه وسلم ويدفع عن نفسه جيع النفرات عن الولد من ثقل الؤنة وطول التعب وغيه فإذا فعل ذلك ربا انبعث
من قلبه رغبة إل تصيل الولد للثواب فتحركه تلك الرغبة وتتحرك أعضاؤه لباشرة العقد فإذا انتهضت القدرة الحركة للسان بقبول العقد
طاعة لذا الباعث الغالب على القلب كان ناويا فإن ل يكن كذلك فما يقدره ف نفسه ويردده ف قلبه من قصد الولد وسواس وهذيان.
ولذا امتنع جاعة من السلف من جلة من الطاعات إذ ل تضرهم النية وكانوا يقولون ليس تضرنا فيه نية حت إن ابن سيين ل يصل على
جنازة السن البصرى وقال ليس تضرن نية ونادى بعضهم امرأته وكان يسرح شعره أن هات الدرى فقالت أجىء بالرآة فسكت ساعة ث
قال نعم فقيل له ف ذلك فقال كان ل ف الدرى نية ول تضرن ف الرآة نية فتوقفت حت هيأها ال تعال ومات حاد بن سليمان وكان
أحد علماء أهل الكوفة فقيل للثورى أل تشهد جنازته فقال لو كان ل نية لفعلت.
وكان أحد هم إذا سئل عمل من أعمال الب يقول إن رزق ن ال تعال ن ية فعلت وكان طاوس ل يدث إل بن ية وكان ي سئل أن يدث فل
يدث ول يسئل فيبتدئ فقيل له ف ذلك قال أفتحبون أن أحدث بغي نية إذا حضرتن نية فعلت وحكى أن داود بن الحب لا صنف كتاب
العقل جاءه أحد بن حنبل فطلبه منه فنظر فيه أحد صفحا ورده فقال مالك قال فيه أسانيد ضعاف فقال له داود أنا ل أخرجه على السانيد
فانظر فيه بعي الب إنا نظرت فيه بعي العمل فانتفعت قال أحد فرده على حت أنظر فيه بالعي الت نظرت فأخذه ومكث عنده طويل ث
قال جزاك ال خيا فقد انتفعت به.
وقيل لطاوس ادع لنا فقال حت أجد له نية وقال بعضهم أنا ف طلب نية لعيادة رجل منذ شهر فما صحت ل بعد وقال عيسى بن كثي
مشيت مع ميمون بن مهران فلما انتهى إل باب داره انصرفت فقال ابنه أل تعرض عليه العشاء قال ليس من نيت وهذا لن النية تتبع النظر
فإذا تغي النظر تغيت النية وكانوا ل يرون أن يعملوا عمل إل بنية لعلمهم بأن النية روح العمل وأن العمل بغي نية صادقة رياء وتكلف وهو
سبب مقت ل سبب قرب وعلموا أن النية ليست هي قول القائل بلسانه نويت بل هو انبعاث القلب يري مرى الفتوح من ال تعال فقد
تتيسر ف بعض الوقات وقد تتعذر ف بعضها نعم من كان الغالب على قلبه أمر الدين تيسر عليه ف أكثر الحوال إحضار النية للخيات فإن
قلبه مائل بالملة إل أصل الي فينبعث إل التفاصيل غالبا ومن مال قلبه إل الدنيا وغلبت عليه ل يتيسر له ذلك بل ل يتيسر له ف الفرائض
إل بهد جهيد وغايته أن يتذكر النار ويذر نفسه عقابا أو نعيم النة ويرغب نفسه فيها فربا تنبعث له داعية ضعيفة فيكون ثوابه بقدر
رغبته ونيته وأما الطاعة على نية إجلل ال تعال لستحقاقه الطاعة والعبودية فل تتيسر للراغب ف الدنيا وهذه أعز النيات وأعلها ويعز
على بسيط الرض من يفهمها فضل عمن يتعاطاها.
ونيات الناس ف الطاعات أق سام إذ منهم من يكون عمله إجابة لباعث الوف فإنه يت قي النار ومنهم من يعمل إجابة لباعث الرجاء وهو
الرغبة ف النة وهذا وإن كان نازل بالضافة إل قصد طاعة ال وتعظيمه لذاته وللله ل لمر سواه فهو من جلة النيات الصحيحة لنه ميل
إل الوعود ف الخرة وإن كان من ج نس الألوفات ف الدن يا وأغلب البوا عث با عث الفرج والب طن ومو ضع قضاء وطره ا ال نة فالعا مل
لجل النة عامل لبطنه وفرجه كالجي السوء ودرجته درجة البله وإنه لينالا بعمله إذ أكثر أهل النة البله وأما عبادة ذوي اللباب فإنا ل
حديث ان النكاح سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم تقدم ف آداب النكاح. 35
تاوز ذكر ال تعال والف كر فيه لماله لاله وجلله وسائر العمال تكون مؤكدات وروادف وهؤلء ارفع درجة من اللتفات إل النكوح
والطعوم ف ال نة فإن م ل يق صدوها بل هم الذ ين يدعون رب م بالغداة والع شي يريدون وج هه ف قط وثواب الناس بقدر نيات م فل جرم
يتنعمون بالنظر إل وجهه الكري ويسخرون من يلتفت إل وجه الور العي كما يسخر التنعم بالنظر إل الور العي من يتنعم بالنظر إل
وجه الصور الصنوعة من الطي بل أشد فإن التفاوت بي جال حضرة الربوبية وجال الور العي أشد وأعظم كثيا من التفاوت بي جال
الور العي والصور الصنوعة من الطي بل استعظام النفوس البهيمية الشهوانية لقضاء الوطر من مالطة السان وإعراضهم عن جال وجه ال
الكري يضاهي استعظام النفساء لصاحبتها وإلفها لا وإعراضها عن النظر ال جال وجوه النساء فعمى أكثر القلوب عن ابصار جال ال
وجلله يضاهي عمى النفساء عن ادراك جال النساء بأنا ل تشعر به أصل ول تلتفت اليه ولو كان لا عقل وذكرن لا لستحسنت عقل
من يلتفت اليهن ول يزالون متلفي كل حزب با لديهم فرحون ولذلك خلقهم حكى أن أحد بن خضرويه رأى ربه عز وجل ف النام
فقال له كل الناس يطلبون من النة إل أبا يزيد فإنه يطلبن ورأى أبو يزيد ربه ف النام فقال يا رب كيف الطريق اليك فقال اترك نفسك
وتعال إل ورؤى الشبلي بعد موته ف النام فقيل له ما فعل ال بك فقال ل يطالبن على الدعاوي بالبهان إل على قول واحد قلت يوما أي
خسارة أعظم من خسران النة فقال أي خسارة أعظم من خسران لقائي والغرض أن هذه النيات متفاوتة الدرجات ومن غلب على قلبه
واحدة منها ربا ل يتيسر له العدول أل غيها ومعرفة هذه القائق تورث أعمال وأفعال ل يستنكرها الظاهريون من الفقهاء فإنا نقول من
حضرت له نية ف مباح ول تضر ف فضيلة فالباح أول وانتقلت الفضيلة أليه وصارت الفضيلة ف حقه نقيصة لن العمال بالنيات وذلك
مثل الع فو فإنه أف ضل من النت صار ف الظلم ورب ا تضره نية ف النت صار دون الع فو فيكون ذلك أف ضل ومثل أن يكون له نية ف الكل
والشرب والنوم لي يح نف سه ويتقوى على العبادات ف ال ستقبل ول يس تنب عث ني ته ف الال ي لل صوم وال صلة فال كل والشرب والنوم هو
الفضل له بل لو مل العبادة لواظبته عليها وسكن نشاطه وضعفت رغبته وعلم أنه لو ترفه ساعة بلهو وحديث عاد نشاطه فاللهو أفضل له
من الصلة قال أبو الدرداء إن لستجم نفسي بشىء من اللهو فيكون ذلك عونا ل على الق وقال علي كرم ال وجهه روحوا القلوب فإنا
إذا أكرهت عميت وهذه دقائق ل يدركها إل ساسرة العلماء دون الشوية منهم بل الاذق بالطب قد يعال الحرور باللحم مع حرارته
ويستبعده القاصر ف الطب وإنا يبتغي به أن يعيد أول قوته ليحتمل العالة بالضد والاذق ف لعب الشطرنج مثل قد ينل عن الرخ والفرس
مانا ليتوصل بذلك إل الغلبة والضعيف البصية قد يضحك به ويتعجب منه وكذلك البي بالقتال قد يفر بي يدي قرينه ويوليه دبره حيلة
منه ليستجره إل مضيق فيكر عليه فيقهره فكذلك سلوك طريق ال تعال كله قتال مع الشيطان ومعالة للقلب والبصي الوفق يقف فيها على
لطائف من اليل يستبعدها الضعفاء فل ينبغي للمريد أن يضمر إنكارا على ما يراه من شيخه ول للمتعلم أن يعترض على أستاذه بل ينبغي
أن يقف عند حد بصيته ومال يفهمه من أحوالما يسلمه لما إل أن ينكشف له أسرار ذلك بأن يبلغ رتبتهما وينال درجتهما و من ال
حسن التوفيق.
الباب الثان ف الخلص وفضيلته وحقيقته ودرجاته
فضيلة الخلص قال ال تعال (وما أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين) وقال (أل ل الدين الالص) وقال تعال (إل الذين تابوا وأصلحوا
واعتصموا بال وأخلصوا دينهم ل) وقال تعال (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا) نزلت فيمن يعمل
ل ويب أن يمد عليه وقال النب صلى ال عليه وسلم( :ثلث ل يغل عليهن قلب رجل مسلم إخلص العمل ل) 36وعن مصعب بن سعد
عن أبيه قال ظن أب أن له فضل على من هو دونه من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال النب صلى ال عليه وسلم (إنا نصر ال
عز وجل هذه المة بضعفائها ودعوتم وإخلصهم) 37وعن السن قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم (يقول ال تعال الخلص سر
من سرى استودعته قلب من أحببت من عبادى) 38وقال على بن أب طالب كرم ال وجهه (لتتموا لقلة العمل واهتموا للقبول فإن النب
36حديث ثلث ل يغل عليهن قلب رجل مسلم اخلص العمل ل أخرجه الترمذى وصححه من حديث النعمان بن بشي.
37حديث مصعب بن سعد عن أبيه أنه ظن أن له فضل على من دونه من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فقال النب صلى ال عليه وسلم إنا نصر ال هذه المة
بضعفائها ودعوتم وإخلصهم رواه النسائى وهو عند البخارى بلفظ هل تنصرون وترزقون ال بضعفائكم.
38حديث السن مرسل يقول ال تعال الخلص سر من سرى استودعته قلب من أحببت من عبادى رويناه ف جزء من مسلسلت القزوين مسلسل يقول كل
واحد من رواته سألت فلنا عن الخلص فقال وهو من رواية أحد بن عطاء الجيمى عن عبد الواحد بن زيد عن حذيفة عن النب صلى ال عليه وسلم عن جبيل عن
صلى ال عليه وسلم قال لعاذ بن جبل أخلص العمل يزك منه القليل) 39وقال عليه السلم (ما من عبد يلص ل العمل أربعي يوما إل
ظهرت ينابيع الكمة من قلبه على لسانه) 40وقال عليه الصلة والسلم (أول من يسئل يوم القيامة ثلثة رجل آتاه ال العلم فيقول ال تعال
ما صنعت فيما علمت فيقول يارب كنت أقوم آناء الليل وأطراف النهار فيقول ال تعال كذبت وتقول اللئكة كذبت بل أردت أن يقال
فلن عال أل ف قد قيل ذلك ور جل آتاه ال مال فيقول ال تعال ل قد أنعمت عليك فماذا صنعت فيقول يارب ك نت أت صدق به آناء الل يل
وأطراف النهار فيقول ال تعال كذبت وتقول اللئكة كذبت بل أردت أن يقال فلن جواد أل فقد قيل ذلك ورجل قتل ف سبيل ال تعال
فيقول ال تعال ماذا صنعت فيقول يارب أمرت بالهاد فقاتلت حت قتلت فيقول ال كذبت وتقول اللئكة كذبت بل أردت أن يقال فلن
شجاع أل فقد قيل ذلك قال أبو هريرة ث خبط رسول ال صلى ال عليه وسلم فخذى وقال يا أبا هريرة أولئك أول خلق تسعر نار جهنم
بم يوم القيامة) 41فدخل راوى هذا الديث على معاوية وروى له ذلك فبكى حت كادت نفسه تزهق ث قال صدق ال إذ قال (من كان
يريد الياة الدنيا وزينتها ...الية).
وف السرائيليات أن عابدا كان يعبد ال دهرا طويل فجاءه قوم فقالوا إن ههنا قوما يعبدون شجرة من دون ال تعال فغضب لذلك وأخذ
فأسه على عاتقه وقصد الشجرة ليقطعها فاستقبله إبليس ف صورة شيخ فقال أين تريد رحك ال قال أريد أن أقطع هذه الشجرة قال وما
أنت وذاك تركت عبادتك واشتغالك بنفسك وتفرغت لغي ذلك فقال إن هذا من عبادتى قال فإن ل أتركك أن تقطعها فقاتله فأخذه العابد
فطرحه إل الرض وقعد على صدره فقال له إبليس أطلقن حت أكلمك فقام عنه فقال إبليس يا هذا إن ال تعال قد أسقط عنك هذا ول
يفرضه عليك وما تعبدها أنت وما عليك من غيك ول تعال أنبياء ف أقاليم الرض ولو شاء لبعثهم إل أهلها وأمرهم بقطعها فقال العابد ل
بد ل من قطعها فنابذه للقتال فغلبه العابد وصرعه وقعد على صدره فعجز إبليس فقال له هل لك ف أمر فصل بين وبينك وهو خي لك
وأنفع قال وما هو قال أطلقن حت أقول لك فأطلقه فقال إبليس أنت رجل فقي ل شىء لك إنا أنت كل على الناس يعولونك ولعلك تب
أن تتفضل على إخوانك وتواسى جيانك وتشبع وتستغن عن الناس قال نعم قال فارجع عن هذا المر ولك على أن أجعل عند رأسك ف
كل ليلة دينارين إذا أصبحت أخذتما فأنفقت على نفسك وعيالك وتصدقت على إخوانك فيكون ذلك أنفع لك وللمسلمي من قطع هذه
الشجرة الت يغرس مكانا ول يضرهم قطعها شيئا ول ينفع إخوانك الؤمني قطعك إياها فتفكر العابد فيما قال وقال صدق الشيخ لست
ب نب فيلزم ن ق طع هذه الشجرة ول أمر ن ال أن أقطع ها فأكون عا صيا بترك ها و ما ذكره أك ثر منف عة فعاهده على الوفاء بذلك وحلف له
فرجع العابد إل متعبده فبات فلما أصبح رأى دينارين عند رأسه فأخذها وكذلك الغد ث اصبح اليوم الثالث وما بعده فلم ير شيئا فغضب
وأخذ فأسه على عاتقه فاستقبله إبليس ف صورة شيخ فقال له إل أين قال أقطع تلك الشجرة فقال كذبت وال ما أنت بقادر على ذلك ول
سبيل لك إليها قال فتناوله العابد ليفعل به كما فعل أول مرة فقال هيهات فأخذه إبليس وصرعه فإذا هو كالعصفور بي رجليه وقعد إبليس
على صدره وقال لتنتهي عن هذا المر أو لذبنك فنظر العابد فإذا ل طاقة له به قال يا هذا غلبتن فخل عن وأخبن كيف غلبتك أول
وغلبت ن الن فقال ل نك غض بت أول مرة ل وكا نت ني تك الخرة ف سخرن ال لك وهذه الرة غض بت لنف سك وللدن يا ف صرعتك هذه
الكايات تصديق قوله تعال إل عبادك منهم الخلصي إذ ل يتخلص العبد من الشيطان إل بالخلص ولذلك كان معروف الكرخى رحه
ال تعال يضرب نفسه ويقول يا نفس أخلصى تتخلصى وقال يعقوب الكفوف الخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته وقال سليمان
طوب لن صحت له خطوة واحدة ل يريد با إل ال تعال وكتب عمر بن الطاب رضى ال تعال عنه إل أب موسى الشعرى من خلصت
نيته كفاه ال تعال ما بينه وبي الناس وكتب بعض الولياء إل أخ له أخلص النية ف أعمالك يكفك القليل من العمل وقال أيوب السختيان
تليص النيات على العمال أشد عليهم من جيع العمال وكان مطرف يقول من صفا صفى له ومن خلط خلط عليه ورؤى بعضهم ف النام
فق يل له ك يف وجدت أعمالك فقال كل شىء عمل ته ل وجد ته ح ت ح بة رمان لقطت ها من طر يق وح ت هرة ما تت ل نا رأيت ها ف ك فة
السنات وكان ف قلنسوتى خيط من حرير فرأيته ف كفة السيئات وكان قد نفق حار ل قيمته مائة دينار فما رأيت له ثوابا فقلت موت
ال تعال وأحد بن عطاء وعبد الواحد كلها متروك وها من الزهاد ورواه أبو القاسم القشيي ف الرسالة من حديث على بن أب طالب بسند ضعيف.
39حديث أنه قال لعاذ اخلص العمل يزك منه القليل أخرجه أبو منصور الديلمى ف مسند الفردوس من حديث معاذ واسناده منقطع.
40حديث ما من عبد يلص ل أربعي يوما أخرجه ابن عدى ومن طريقه ابن الوزى ف الوضوعات عن أب موسى وقد تقدم.
41حديث أول من يسئل يوم القيامة ثلثة رجل آتاه ال العلم الديث قد تقدم.
سنور ف كفة السنات وموت حار ليس فيها فقيل ل إنه قد وجهحيث بعثت به فإنه لا قيل لك قد مات قلت ف لعنه ال فبطل أجرك فيه
ولو قلت ف سبيل ال لوجدته ف حسناتك وف رواية قال وكنت قد تصدقت بصدقة بي الناس فأعجبن نظرهم إل فوجدت ذلك ل علي
ول ل قال سفيان لا سع هذا ما أحسن حاله إذ ل يكن عليه فقد أحسن إليه وقال يي بن معاذ الخلص ييز العمل من العيوب كتمييز
الل ب من الفرث والدم وقيل كان ر جل يرج ف زي الن ساء وي ضر كل موضع يت مع فيه النساء من عرس أو مأت فات فق أن ح ضر يو ما
موضعا فيه ممع للنساء فسرقت درة فصاحوا أن أغلقوا الباب حت نفتش فكانوا يفتشون واحدة واحدة حت بلغت النوبة إل الرجل وإل
امرأة معه فدعا ال تعال بالخلص وقال إن نوت من هذه الفضيحة ل أعود إل مثل هذا فوجدت الدرة مع تلك الرأة فصاحواأن أطلقوا
الرة فقد وجدنا الدرة وقال بعض الصوفية كنت قائما مع أب عبيد التستري وهو يرث أرضه بعد العصر من يوم عرفة فمر به بعض إخوانه
من البدال فساره بشىء فقال أبو عبيد ل فمر كالسحاب يسح الرض حت غاب عن عين فقلت لب عبيد ما قال لك فقال سألن أن
أحج معه قلت ل قلت فهل فعلت قال ليس ل ف الج نية وقد نويت أن أتم هذه الرض العشية فأخاف إن حججت معه لجله تعرضت
لقت ال تعال لن أدخل ف عمل ال شيئا غيه فيكون ما أنا فيه أعظم عندي من سبعي حجة ويروى عن بعضهم قال غزوت ف البحر
فعرض بعضنا ملة فقلت أشتريها فأنتفع با ف غزوي فإذا دخلت مدينة كذا بعتها فربت فيها فاشتريتها فرأيت تلك الليلة ف النوم كأن
شخصي قد نزل من السماء فقال أحدها لصاحبه اكتب الغزاة فأملي عليه خرج فلن متنها وفلن مرائيا وفلن تاجرا وفلن ف سبيل ال
ث نظر إل وقال اكتب فلن خرج تاجرا فقلت ال ال ف أمري ما خرجت أتر وما معي تارة أتر فيها ما خرجت إل للغزو فقال يا شيخ
قد أشتريت أمس ملة تريد أن تربح فيها فبكيت وقلت ل تكتبون تاجرا فنظر إل صاحبه وقال ما ترى فقال اكتب خرج فلن غازيا إل
أنه اشترى ف طريقه ملة ليبح فيها حت يكم ال عز وجل فيه با يرى وقال سرى السقطي رحه ال تعال لن تصلي ركعتي ف خلوة
تلصهما خي لك من أن تكتب سبعي حديثا أو سبعمائة بعلو وقال بعضهم ف إخلص ساعة ناة البد ولكن الخلص عزيز ويقال العلم
بذر والع مل زرع وماؤه الخلص وقال بعض هم إذا أب غض ال عبدا أعطاه ثل ثا ومن عه ثل ثا أعطاه صحبة ال صالي ومن عه القبول من هم
وأعطاه العمال الصالة ومنعه الخلص فيها وأعطاه الكمة ومنعه الصدق فيها وقال السوسي مراد ال من عمل اللئق الخلص فقط
وقال النيد إن ل عبادا عقلوا فلما عقلوا عملوا فلما عملوا أخلصوا فاستدعاهم الخلص إل أبواب الب أجع وقال ممد بن سعيد الروزي
المر كله يرجع إل أصلي فعل منه بك وفعل منك له فترضى ما فعل وتلص فيما تعمل فإذن أنت سعدت بذين وفزت ف الدارين.
بيان حقيقة الخلص
اعلم أن كل شىء يتصور أن يشوبه غيه فإذا صفا عن شوبه وخلص عنه سى خالصا ويسمى الفعل الصفى الخلص إخلصا قال ال تعال
من ب ي فرث ودم لب نا خال صا سائغا للشارب ي فإن ا خلوص الل ب أن ل يكون ف يه شوب من الدم والفرث و من كل ما ي كن أن يتزج به
والخلص يضاده الشراك فمن ليس ملصا فهو مشرك إل أن الشرك درجات فالخلص ف التوحيد يضاده التشريك ف اللية والشرك منه
خفي ومنه جلي وكذا الخلص والخلص وضده يتواردان على القلب فمحله القلب وإنا يكون ذلك ف القصود والنيات وقد ذكر حقيقة
النية وأنا ترجع إل إجابة البواعث فمهما كان الباعث واحد على التجرد سي الفعل الصادر عنه إخلصا بالضافة إل النوى فمن تصدق
وغرضه مض الرياء فهو ملص ومن كان غرضه مض التقرب إل ال تعال فهو ملص ولكن العادة جارية بتخصيص اسم الخلص بتجريد
ق صد التقرب إل ال تعال عن ج يع الشوائب ك ما أن اللاد عبارة عن ال يل ول كن خ صصته العادة بال يل عن ال ق و من كان باع ثه مرد
الرياء فهو معرض للهلك ولسنا نتكلم فيه إذ قد ذكرنا ما يتعلق به ف كتاب الرياء من ربع الهلكات وأقل أموره ما ورد ف الب من إن
42
الرائي يدعى يوم القيامة بأربع أسام (يا مرائي يا مادع يا مشرك يا كافر)
وإنا نتكلم الن فيمن انبعث لقصد التقرب ولكن امتزج بذا الباعث باعث آخر إما من الرياء أو من غيه من حظوظ النفس ومثال ذلك أن
يصوم لينتفع بالمية الاصلة بالصوم مع قصد التقرب أو يعتق عبدا ليتخلص من مؤنته وسوء خلقه أو يج ليصح مزاجه بركة السفر أو
يتخلص من شر يعرض له ف بلده أو ليهرب عن عدو له ف منله أو يتبم بأهله وولده أو بشغل هو فيه فأراد أن يستريح منه أياما أو ليغزو
وليمارس الرب ويتعلم أسبابه ويقدر به على تيئة العساكر وجرها أو يصلي بالليل وله غرض ف دفع النعاس عن نفسه به لياقب أهله أو
حديث ان الرائي يدعى يوم القيامة يا مرائي يا مادع الديث أخرجه ابن أب الدنيا ف كتاب السنة والخلص وقد تقدم. 42
رحله أو يتعلم العلم ليسنهل علينه طلب منا يكفينه منن الال أو ليكون عزيزا بين العشية أو ليكون عقاره أو ماله مروسنا بعنز العلم عنن
الطماع أو اشتغل بالدرس والوعظ ليتخلص عن كرب الصمت ويتفرج بلذة الديث أو تكفل بدمة العلماء الصوفية لتكون حرمته وافرة
عندهم وعند الناس أو لينال به رفقا ف الدنيا او كتب مصحفا ليجود بالواظبة على الكتابة خطه أو حج ماشيا ليخفف عن نفسه الكراء أو
توضأ ليتنظف أو يتبد أو اغتسل لتطيب رائحته أو روى الديث ليعرف بعلو السناد أو اعتكف ف السجد ليخف كراء السكن أو صام
ليخفف عن نفسه التردد ف طبخ الطعام أو ليتفرغ لشغاله فل يشغله الكل عنها أو تصدق على السائل ليقطع إبرامه ف السؤال عن نفسه
أو يعود مري ضا ليعاد إذا مرض أو يش يع جنازة ليش يع جنائز أهله أو يف عل شيئا من ذلك ليعرف بالي ويذ كر به وين ظر إليه بع ي ال صلح
والوقار فمه ما كان باع ثه هو التقرب إل ال تعال ول كن انضاف إل يه خطرة من هذه الطرات ح ت صار الع مل أ خف عل يه ب سبب هذه
المور فقد خرج عمله عن حد الخلص وخرج عن أن يكون خالصا لوجه ال تعال وتطرق إليه الشرك وقد قال تعال أنا أغن الشركاء
عن الشركة وبالملة كل حظ من حظوظ الدنيا تستريح إليه النفس وييل إليه القلب قل أم كثر إذا تطرق إل العمل تكدر به صفوه وزال به
إخلصه والنسان مرتبط ف حظوظه منغمس ف شهواته قلما ينفك فعل من أفعاله وعبادة من عباداته عن حظوظ وأغراض عاجلة من هذه
الجناس فلذلك قيل من سلم له من عمره لظة واحده خالصه لوجه ال نا وذلك لعزة الخلص وعسر تنقية القلب عن هذه الشوائب بل
الالص هو الذي ل باعث عليه إل طلب القرب من ال تعال وهذه الظوظ إن كانت هي الباعثة وحدها فل يفي شدة المر على صاحبه
فيها وإنا نظرنا فيما إذا كان القصد الصلي هو التقرب وانضافت إليه هذه المور ث هذه الشوائب إما أن تكون ف رتبة الوافقة أو ف رتبة
الشاركة أو ف رتبة العاونة كما سبق ف النية وبالملة فإما أن يكون الباعث النفسى مثل الباعث الدين أو أقوى منه أو أضعف ولكل واحد
حكم آخر كما سنذكره.
وإنا الخلص تليص العمل عن هذه الشوائب كلها قليلها وكثيها حت يتجرد فيه قصد التقرب فل يكون ف باعث سواه وهذا ل يتصور
إل من مب ل مستهتر بال مستغرق الم بالخرة بيث ل يبق لب الدنيا ف قلبه قرار حت ل يب الكل والشرب أيضا بل تكون رغبته
فيه كرغبته ف قضاء الاجة من حيث إنه ضرورة البلة فل يشتهى الطعام لنه طعام بل لنه يقويه على عبادة ال تعال ويتمن أن لو كفى
شر الوع حت ل يتاج إل الكل فل يبقى ف قلبه حظ من الفضول الزائدة على الضرورة.
ويكون قدر الضرورة مطلو با عنده ل نه ضرورة دي نه فل يكون له هم إل ال تعال فم ثل هذا الش خص لو أ كل أو شرب أو ق ضى حاج ته
كان خالص العمل صحيح النية ف جيع حركاته وسكناته فلو نام مثل حت يريح نفسه ليتقوى على العبادة بعده كان نومه عبادة وكان له
در جة الخل صي فيه و من ليس كذلك فباب الخلص ف العمال مسدود عل يه إل على الندور وكما أن من غلب عليه حب ال و حب
الخرة فاكت سبت حركا ته العتياد ية صفة ه ه و صارت إخل صا فالذى يغلب على نف سه الدن يا والعلو والريا سة وبالملة غ ي ال ف قد
اكت سبت ج يع حركا ته تلك ال صفة فل ت سلم له عبادا ته من صوم و صلة وغ ي ذلك إل نادرا فإذن علج الخلص ك سر حظوظ الن فس
وقطع الطمع عن الدنيا والتجرد للخرة بيث يغلب ذلك على القلب فإذا ذاك يتيسر الخلص.
وكم من أعمال يتعب النسان فيها ويظن أنا خالصة لوجه ال ويكون فيها مغرور لنه ل يرى وجه الفة فيها كما حكى عن بعضهم أنه
قال قضيت صلة ثلثي سنة كنت صليتها ف السجد ف الصف الول لن تأخرت يوما لعذر فصليت ف الصف الثان فاعترتن خجلة من
الناس حيث رأون ف الصف الثان فعرفت أن نظر الناس إل ف الصف الول كان مسرتى وسبب استراحة قلب من حيث ل أشعر وهذا
دقيق غامض قلما تسلم العمال من أمثاله وقل من يتنبه له إل من وفقه ال تعال والغافلون يرون حسناتم كلها ف الخرة سيئات وهم
الرادون بقوله تعال (وبدا ل م من ال مال يكونوا يت سبون وبدا ل م سيئات ما ك سبوا) وبقوله تعال ( قل هل ننبئ كم بالخ سرين أعمال
الذين ضل سعيهم ف الياة الدنيا وهم يسبون أنم يسنون صنعا).
وأ شد اللق تعر ضا لذه الفت نة العلماء فإن البا عث للكثر ين على ن شر العلم لذة ال ستيلء والفرح بال ستتباع وال ستبشار بال مد والثناء
والشيطان يلبس عليهم ذلك ويقول غرضكم نشر دين ال والنضال عن الشرع الذى شرعه رسول ال صلى ال عليه وسلم وترى الواعظ
ين على ال تعال بنصيحة اللق ووعظه للسلطي ويفرح بقبول الناس قوله وإقبالم عليه وهو يدعى أنه يفرح با يسر له من نصرة الدين
ولو ظهر من أقرانه من هو أحسن منه وعظا وانصرف الناس عنه وأقبلوا عليه ساءه ذلك وغمه ولو كان باعثه الدين لشكر ال تعال إذ كفاه
ال تعال هذا الهم بغيه ث الشيطان مع ذلك ل يليه ويقول إنا غمك لنقطاع الثواب عنك ل لنصراف وجوه الناس عنك إل غيك إذ لو
اتعظوا بقولك لك نت أ نت الثاب واغتما مك لفوات الثواب ممود ول يدرى ال سكي أن انقياده لل حق وت سليمه ال مر أف ضل وأجزل ثوا با
وأعوذ عليه ف الخرة من انفراده.
وليت شعرى لو اغتم عمر رضى ال عنه بتصدى أب بكر رضى ال تعال عنه للمامة أكان غمه ممودا أو مذموما ول يستريب ذو دين أن
لو كان ذلك لكان مذموما لن انقياده للحق وتسليمه المر إل من هو أصلح منه أعود عليه ف الدين من تكفله بصال اللق مع ما فيه من
الثواب الزيل بل فرح عمر رضى ال تعال عنه باستقلل من هو أول منه بالمر فما بال العلماء ل يفرحون بثل ذلك وقد ينخدع بعض
أهل العلم بغرور الشيطان فيحدث نفسه بأنه لو ظهر من هو أول منه بالمر لفرح به وإخباره بذلك عن نفسه قبل التجربة والمتحان مض
الهل والغرور فإن النفس سهلة القياد ف الوعد بأمثال ذلك قبل نزول المر ث إذا دهاه المر تغي ورجع ول يف بالوعد وذلك ل يعرفه إل
من عرف مكايد الشيطان والنفس وطال اشتغاله بامتحانا فمعرفة حقيقة الخلص والعمل به بر عميق يغرق فيه الميع إل الشاذ النادر
والفرد الفذوهو الستثن ف قوله تعال إل عبادك منهم الخلصي فليكن العبد شديد التفقد والراقبة لذه الدقائق وإل التحق بأتباع الشياطي
وهو ل يشعر.
بيان أقاويل الشيوخ ف الخلص
قال السوسى( :الخلص فقد رؤية الخلص فإن من شاهد ف إخلصه الخلص فقد احتاج إخلصه إل إخلص) وما ذكره إشارة إل
تصفية العمل عن العجب بالفعل فإن اللتفات إل الخلص والنظر إليه عجب وهو من جلة الفات والالص ما صفا عن جيع الفات فهذا
تعرض لفة واحد.
وقال سهل رحه ال تعال (الخلص أن يكون سكون العبد وحركاته ل تعال خاصة) وهذه كلمة جامعة ميطة بالغرض وف معناه قول
إبراهيم بن أدهم (الخلص صدق النية مع ال تعال) وقيل لسهل أى شىء أشد على النفس فقال الخلص إذ ليس لا فيه نصيب وقال
روي (الخلص ف العمل هو أن ل يريد صاحبه عليه عوضا ف الدارين) وهذا إشارة إل أن حظوظ النفس آفة آجل وعاجل.
والعا بد ل جل التن عم بالشهوات ف ال نة معلول بل القي قة أن ل يراد بالع مل إل و جه ال تعال و هو إشارة إل إخلص ال صديقي و هو
الخلص الطلق فأما من يعمل لرجاء النة وخوف النار فهو ملص بالضافة إل الظوظ العاجلة وإل فهو ف طلب حظ البطن والفرج وإنا
الطلوب الق لذوى اللباب وجه ال تعال فقط وهو القائل ل يتحرك النسان إل لظ والباءة من الظوظ صفة اللية ومن ادعى ذلك
فهو كافر.
وقد قضى القاضى أبو بكر الباقلن بتكفي من يدعى الباءة من الظوظ وقال هذا من صفات اللية وما ذكره حق ولكن القوم إنا أرادوا
به الباءة عما يسميه الناس حظوظا وهو الشهوات الوصوفة ف النة فقط فأما التلذذ بجرد العرفة والناجاة والنظر إل وجه ال تعال فهذا
حظ هؤلء وهذا ل يعده الناس ح ظا بل يتعجبون م نه وهؤلء لو عوضوا ع ما هم ف يه من لذة الطا عة والناجاة وملز مة ال سجود للحضرة
اللية سرا وجهرا جيع نعيم النة لستحقروه ول يلتفتوا إليه فحركتهم لظ وطاعتهم لظ ولكن حظهم معبودهم فقط دون غيه.
وقال أبو عثمان الخلص ن سيان روية اللق بدوام الن ظر إل الالق ف قط وهذا إشارة إل آ فة الرياء ف قط ولذلك قال بعضهم الخلص ف
العمل أن ل يطلع عليه شيطان فيفسده ول ملك فيكتبه فإنه إشارة إل مرد الخفاء وقد قيل الخلص ما استتر عن اللق وصفا عن العلئق
وهذا أجع للمقاصد وقال الحاسب الخلص هو إخراج اللق عن معاملة الرب وهذا إشارة إل مرد نفى الرياء وكذلك قول الواص من
شرب من كأس الرياسة فقد خرج عن إخلص العبودية.
وقال الواريون لعيسى عليه السلم( :ما الالص من العمال) فقال (الذى يعمل ل تعال ل يب أن يمده عليه أحد) وهذا أيضا تعرض
لترك الرياء وإنا خصه بالذكر لنه أقوى السباب الشوشة للخلص وقال النيد (الخلص تصفية العمل من الكدورات) وقال الفضيل
(ترك الع مل من أ جل الناس رياء والع مل من أ جل الناس شرك والخلص أن يعاف يك ال منه ما) .وق يل الخلص دوام الراق بة ون سيان
الظوظ كلها وهذا هو البيان الكامل والقاويل ف هذا كثية ول فائدة ف تكثي النقل بعد انكشاف القيقة.
43
وإنا البيان الشاف بيان سيد الولي والخرين صلى ال عليه وسلم إذ سئل عن الخلص فقال (أن تقول رب ال ث تستقيم كما أمرت)
أى ل تع بد هواك ونف سك ول تع بد إل ر بك وت ستقيم ف عباد ته ك ما أمرت وهذا إشارة إل ق طع ما سوى ال عن مرى الن ظر و هو
الخلص حقا.
بيان درجات الشوائب والفات الكدرة للخلص
اعلم أن الفات الشو شة للخلص بعض ها جلى وبعض ها خ فى وبعض ها ضع يف مع اللء وبعض ها قوى مع الفاء ول يفهنم اختلف
درجاتا ف الفاء واللء إل بثال وأظهر مشوشات الخلص الرياء فلنذكر منه مثال فنقول الشيطان يدخل الفة على الصلى مهما كان
مل صا ف صلته ث ن ظر إل يه جا عة أو د خل عل يه دا خل فيقول له ح سن صلتك ح ت ين ظر إل يك هذا الا ضر بع ي الوقار وال صلح ول
يزدريك ول يغتابك فتخشع جوارحه وتسكن أطرافه وتسن صلته وهذا هو الرياء الظاهر ول يفى ذلك على البتدئي من الريدين
الدرجة الثانية :يكون الريد قد فهم هذه الفة وأخذ منها حذره فصار ل يطيع الشيطان فيها ول يلتفت إليه ويستمر ف صلته كما كان
فيأتيه ف معرض الي ويقول أنت متبوع ومقتدى بك ومنظور إليك وما تفعله يؤثر عنك ويتأسى بك غيك فيكون لك ثواب أعمالم إن
أحسنت وعليك الوزر إن أسأت فأحسن عملك بي يديه فعساه يقتدى بك ف الشوع وتسي العبادة وهذا أغمض من الول وقد ينخدع
به من ل ينخدع بالول وهو أيضا عي الرياء ومبطل للخلص فإنه إن كان يرى الشوع وحسن العبادة خيا ل يرضى لغيه تركه فلم ل
يرتض لنفسه ذلك ف اللوة ول يكن أن تكون نفس غيه أعز عليه من نفسه فهذا مض التلبيس بل القتدى به هو الذى استقام ف نفسه
واستنار قلبه فانتشر نوره إل غيه فيكون له ثواب عليه فأما هذا فمحض النفاق والتلبيس فمن اقتدى به أثيب عليه وأما هو فيطالب بتلبيسه
ويعاقب على إظهاره من نفسه ما ليس متصفا به.
الدرجة الثالثه :وهى أدق ما قبلها أن يرب العبد نفسه ف ذلك ويتنبه لكيد الشيطان ويعلم أن مالفته بي اللوة والشاهدة للغي مض
الرياء ويعلم أن الخلص ف أن تكون صلته ف اللوة مثل صلته ف الل ويستحي من نفسه ومن ربه أن يتخشع لشاهدة خلقه تشعا
زائدا على عادته فيقبل على نفسه ف اللوة ويسن صلته على الوجه الذى يرتضيه ف الل ويصلى ف الل أيضا كذلك فهذا أيضا من الرياء
الغا مض ل نه ح سن صلته ف اللوة لتح سن ف الل فل يكون قد فرق بينه ما فالتفا ته ف اللوة والل إل اللق بل الخلص أن تكون
مشاهدة البهائم لصلته ومشاهدة اللق على وتية واحدة فكأن نفس هذا ليست تسمح بإساءة الصلة بي أظهر الناس ث يستحي من نفسه
أن يكون ف صورة الرائي ويظن أن ذلك يزول بأن تستوى صلته ف الل والل وهيهات بل زوال ذلك بأن ل يلتفت إل اللق كما ل
يلتفت إل المادات ف الل والل جيعا وهذا من شخص مشغول الم باللق ف الل والل جيعا وهذا من الكايد الفية للشيطان.
الدرجة الرابعة :وهى أدق وأخفى أن ينظر إليه الناس وهو ف صلته فيعجز الشيطان عن أن يقول له اخشع لجلهم فإنه قد عرف أنه قد
تفطن لذلك فيقول له الشيطان تفكر ف عظمة ال تعال وجلله ومن أنت واقف بي يديه واستحى من أن ينظر ال إل قلبك وهو غافل عنه
فيح ضر بذلك قل به وت شع جوار حه وي ظن أن ذلك ع ي الخلص و هو ع ي ال كر والداع فإن خشو عه لو كان لنظره إل جلله لكا نت
هذه الطرة تلزمه ف اللوه ولكان ل يتص حضورها بالة حضور غيه.
وعلمة المن من هذه الفة أن يكون هذا الاطر ما يألفه ف اللوة كما يألفه ف الل ول يكون حضور الغي هو السبب ف حضور الاطر
كما ل يكون حضور البهيمة سببا فما دام يفرق ف أحواله بي مشاهدة إنسان ومشاهدة بيمة فهو بعد خارج عن صفو الخلص مدنس
الباطن بالشرك الفى من الرياء وهذا الشرك أخفى ف قلب ابن آدم من دبيب النملة السوداء ف الليلة الظلماء على الصخرة الصماء 44كما
ورد ف ال ب ول ي سلم من الشيطان إل من دق نظره و سعد بع صمة ال تعال وتوفي قه وهداي ته وإل فالشيطان ملزم للمتشعر ين لعبادة ال
تعال ل يغفل عنهم لظة حت يملهم على الرياء ف كل حركة من الركات حت ف كحل العي وقص الشارب وطيب يوم المعة ولبس
الثياب فإن هذه سنن ف أوقات مصوصه وللنفس فيها حظ خفي لرتباط نظر اللق با ولستئناس الطبع با فيدعوه الشيطان إل فعل ذلك
43حديث سئل عن الخلص فقال أن تقول رب ال ث تستقيم كما أمرت ل أره بذا اللفظ وللترمذى وصححه وابن ماجه من حديث سفيان بن عبد ال الثقفى قلت
يا رسول ال حدثن بأمر أعتصم به قال قل رب ال ث استقم وهو عند مسلم بلفظ قل ل ف السلم قول ل أسأل عنه أحدا بعدك قال قل آمنت بال ث استقم.
44حديث الشرك أخفى ف قلب ابن آدم من دبيب النملة السوداء ف الليلة الظلماء على الصخرة تقدم ف العلم وف ذم الاه والرياء.
ويقول هذه سنة ل ينبغي أن تتركها ويكون انبعاث القلب باطنا لا لجل تلك الشهوة الفية أو مشوبة با شوبا يرج عن حد الخلص
بسببه.
ومال يسلم عن هذه الفات كلها فليس بالص بل من يعتكف ف مسجد معمور نظيف حسن العماره يأنس إليه الطبع فالشيطان يرغبه فيه
ويكثر عليه من فضائل العتكاف وقد يكون الحرك الفي ف سره هو النس بسن صورة السجد واستراحة الطبع إليه ويتبي ذلك ف ميله
إل أحد السجدين أو أحد الوضعي إذا كان أحسن من الخر وكل ذلك امتزاج بشوائب الطبع وكدورات النفس ومبطل حقيقة الخلص
لعمري الغش الذي يزج بالص الذهب له درجات متفاوته فمنها ما يغلب ومنها ما يقل لكن يسهل دركه ومنها ما يدق بيث ل يدركه
إل الناقد البصي وغش القلب ودغل الشيطان وخبث النفس أغمض من ذلك وأدق كثيا.
ولذا قيل ركعتان من عال أفضل من عبادة سنة من جاهل وأريد به العال البصي بدقائق آفات العمال حت يلص عنها فإن الاهل نظره
إل ظا هر العبادة واغتراره ب ا كالن ظر ال سوادى إل حرة الدينار الموه وا ستدارته و هو مغشوش زائف ف نف سه وقياط من الالص الذي
يرتضيه الناقد البصي خي من دينار يرتضيه الغر الغب فهكذا يتفاوت أمر العبادات بل أشد وأعظم ومداخل الفات التطرقة إل فنون العمال
ل يكن حصرها وإحصاؤها فلينتفع با ذكرناه مثال والفطن يغنيه القليل عن الكثي والبليد ل يغنيه التطويل أيضا فل فائدة ف التفصيل.
بيان حكم العمل الشوب واستحقاق الثواب به
اعلم أن العمل إذا ل يكن خالصا لوجه ال تعال بل امتزج به شوب من الرياء أو حظوظ النفس فقد اختلف الناس ف أن ذلك هل يقتضي
ثوابا أم يقتضي عقابا أم ل يقتضي شيئا أصل فل يكون له ول عليه أما الذي ل يرد به إل الرياء فهو عليه قطعا وهو سبب القت والعقاب
45
وأما الالص لوجه ال تعال فهو سبب الثواب وإنا النظر ف الشوب وظاهر الخبار تدل على أنه ل ثواب له
وليس تلو الخبار عن تعارض فيه والذي ينقدح لا فيه والعلم عند ال أن ينظر إل قدر قوة الباعث فإن كان الباعث الدين مساويا للباعث
النفسي تقاوما وتساقطا وصار العمل ل له ول عليه وإن كان باعث الرياء أغلب وأقوى فهو ليس بنافع وهو مع ذلك مضر ومفض للعقاب
نعم العقاب الذي فيه أخف من عقاب العمل الذي ترد للرياء ول يتزج به شائبه التقرب وإن كان قصد التقرب أغلب بالضافة إل الباعث
الخر فله ثواب بقدر ما فضل من قوة الباعث الدين وهذا لقوله تعال فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ولقوله
تعال إن ال ل يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها فل ينبغي أن يضيع قصد الي بل إن كان غالبا على قصد الرياء حبط منه القدر
الذي يساويه وبقيت زيادة وإن كان مغلوبا سقط بسببه شيء من عقوبة القصد الفاسد.
وكشف الغطاء عن هذا أن العمال تأثي ها ف القلوب بتأكيد صفاتا فداعية الرياء من الهلكات وإنا غذاء هذا الهلك وقوته العمل على
وفقه وداعية الي من النجيات وإنا قوتا بالعمل على وفقها فإذا اجتمعت الصفتان ف القلب فهما متضادتان فإذا عمل على وفق مقتضى
الرياء ف قد قوى تلك ال صفة وإذا كان الع مل على و فق مقت ضى التقرب ف قد قوى أي ضا تلك ال صفة وأحده ا مهلك وال خر م نج فإن كان
تقوية هذا بقدر تقوية الخر ف قد تقاوما فكان كالستضر بالرارة إذا تناول ما يضره ث تناول من البدات ما يقاوم قدر قوته فيكون بعد
تناولما كأنه ل يتناولما وإن كان أحدها غالبا ل يل الغالب عن أثر فكما ل يضيع مثقال ذرة من الطعام والشراب والدوية ول ينفك عن
أثر ف السد بكم سنة ال تعال فكذلك ل يضيع مثقال ذرة من الي والشر ول ينفك عن تأثيه ف إنارة القلب أو تسويده وف تقريبه من
ال أو إبعاده فإذا جاء با يقربه شبا مع ما يبعده شبا فقد عاد إل ما كان فلم يكن له ول عليه.
وإن كان الف عل م ا يقر به شبين وال خر يبعده شبا واحدا ف ضل له ل مالة شب و قد قال ال نب صلى ال عل يه و سلم (أت بع ال سيئة ال سنة
تح ها) 46فإذا كان الرياء ال حض يحوه الخلص ال حض عقي به فإذا اجتم عا جي عا فل بد وأن يتداف عا بالضرورة ويش هد لذا إجاع ال مة
45الخبار الت يدل ظاهرها على أن العمل الشوب ل ثواب له قال وليس تلو الخبار عن تعارض رواه أبو داود من حديث أب هريرة أن رجل قال يا رسول ال
رجل يبتغي الهاد ف سبيل ال وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا فقال رسول ال ل أجر له الديث وللنسائي من حديث أب أمامة بإسناد حسن أرأيت رجل غزا
يلتمس الجر والذكر ماله فقال ل شيء له فأعادها ثلث مرات يقول ل شيء له ث قال إن ال ل يقبل من العمل إل ما كان خالصا وابتغى به وجهه وللترمذي وقال
غريب وابن حبان من حديث أب هريرة الرجل يعمل العمل فيسره فإذا اطلع عليه أعجبه قال له أجران أجر السر وأجر العلنية وقد تقدم ف ذم الاه والرياء.
46حديث أتبع السيئة السنة تحها تقدم ف رياضة النفس وف التوبة.
على أن من خرج حاجا ومعه تارة صح حجه وأثيب عليه وقد امتزج به حظ من حظوظ النفس نعم يكن أن يقال إنا يثاب على أعمال
الج عند انتهائه إل مكة وتارته غي موقوفة عليه فهو خالص.
وإن ا الشترك طول ال سافة ول ثواب ف يه مه ما ق صد التجارة ول كن ال صواب أن يقال مه ما كان ال ج هو الحرك ال صلي وكان غرض
التجارة كالعي والتابع فل ينفك نفس السفر عن ثواب ما وعندي أن الغزاة ل يدركون ف أنفسهم تفرقة بي غزو الكفار ف جهة تكثر فيها
الغنائم وبي جهة ل غنيمة فيها ويبعد أن يقال إدراك هذه التفرقة يبط بالكلية ثواب جهادهم بل العدل أن يقال إذا كان الباعث الصلي
والزعج القوي هو إعلء كلمة ال تعال.
وإنا الرغبة ف الغنيمة على سبيل التبعية فل يبط به الثواب نعم ل يساوي ثوابه ثواب من ل يلتفت قلبه إل الغنيمة أصل فإن هذا اللتفات
نق صان ل مالة فإن قلت فاليات والخبار تدل على أن شوب الرياء م بط للثواب و ف معناه شوب طلب الغني مة والتجارة و سائر الظوظ
فقد روى طاوس وغيه من التابعي أن رجل سأل النب صلى ال عليه وسلم عمن يصطنع العروف أو قال يتصدق فيحب أن يمد ويؤجر
فلم يدر ما يقول له حت نزلت فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا 47وقد قصد الجر والمد جيعا.
وروى معاذ عن صلى ال عليه وسلم النب أنه قال (أدن الرياء شرك) 48وقال أبو هريرة قال النب صلى ال عليه وسلم (يقال لن أشرك ف
عمله خذ أجرك م ن عملت له) 49وروى عن عبادة (أن ال عز و جل يقول أ نا أغ ن الغنياء عن الشر كة من ع مل ل عمل فأشرك م عي
غيي ود عت ن صيب لشري كي) وروى أ بو مو سى أن أعراب يا أ تى ر سول صلى ال عل يه و سلم ال فقال يا ر سول ال الر جل يقا تل ح ية
والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليى مكانه فأيهم ف سبيل ال فقال صلى ال عليه وسلم (من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو ف
50
سبيل ال)
وقال عمر رضي ال عنه تقولون فلن شهيد ولعله أن يكون قد مل دفت راحلته ورقا وقال ابن مسعود رضي ال تعال عنه قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم من هاجر يبتغي شيئا من الدنيا فهو له 51فنقول هذه الحاديث ل تناقض ما ذكرناه بل الراد با من ل يرد بذلك إل
الدنيا كقوله من هاجر يبتغي شيئا من الدنيا وكان ذلك هو الغلب على هه.
وقد ذكرنا أن ذلك عصيان وعدوان ل لن طلب الدنيا حرام ولكن طلبها بأعمال الدين حرام لا فيه من الرياء وتغيي العبادة عن موضعها
وأما لفظ الشركة حيث ورد فمطلق للتساوي وقد بينا أنه إذا تساوى القصدان تقاوما ول يكن له ول عليه فل ينبغي أن يرجي عليه ثواب
ث إن الن سان ع ند الشر كة أبدا ف خ طر فإ نه ل يدري أي المر ين أغلب على ق صده فرب ا يكون عل يه وبال ولذلك قال تعال (ف من كان
يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا) أي ل يرجي اللقاء مع الشركة الت أحسن أحوالا التساقط.
ويوز أن يقال أيضا منصب الشهادة ل ينال إل بالخلص ف الغزو وبعيد أن يقال من كانت له داعيته الدينية بيث تزعجه إل مرد الغزو
وإن ل يكن غنيمة وقدر على غزو طائفتي من الكفار إحداها غنية والخرى فقية فمال إل جهة الغنياء لعلء كلمة ال وللغنيمة لثواب
له على غزوه الب تة ونعوذ بال أن يكون ال مر كذلك فإن هذا حرج ف الد ين ومد خل لليأس على ال سلمي لن أمثال هذه الشوائب التاب عة
قط ل ينفك النسان عنها إل على الندور فيكون تأثي هذا ف نقصان الثواب فأما أن يكون ف إحباطه فل نعم النسان فيه على خطر عظيم
لنه ربا يظن أن الباعث القوى هو قصد التقرب إل ال ويكون الغلب على سره الظ النفسي.
وذلك ما يفى غاية الفاء فل يصل الجر إل بالخلص والخلص قلما يستيقنه العبد من نفسه وإن بالغ ف الحتياط فلذلك ينبغى أن
يكون أبدا بعد كمال الجتهاد مترددا بي الرد والقبول خائفا أن تكون ف عبادته آفة يكون وبالا أكثر من ثوابا وهكذا كان الائفون من
47حديث طاوس وعدة من التابعي أن رجل سأل النب صلى ال عليه وسلم عمن يصطنع العروف أو قال يتصدق فيحب أن يمد ويؤجر فنلت فمن كان يرجو لقاء
ربه أخرجه ابن أب الدنيا ف كتاب السنة والاكم نوه من رواية طاوس مرسل وقد تقدم ف ذم الاه والرياء.
48حديث معاذ أدن الرياء شرك أخرجه الطبان والاكم وتقدم.
49حديث أب هريرة يقال لن أشرك ف عمله خذ أجرك من عملت له تقدم فيه من حديث ممود بن لبيد بنحوه وتقدم فيه حديث أب هريرة من عمل عمل أشرك فيه
معي غيي تركته وشريكه وف رواية مالك ف الوطأ فهو له كله.
50حديث أب موسى من قاتل لتكون كلمة ال هي العليا فهو ف سبيل ال تقدم فيه.
51حديث ابن مسعود من هاجر يبتغى شيئا من الدنيا فهو له تقدم ف الباب الذي قبله.
ذوى البصائر وهكذا ينبغى أن يكون كل ذي بصية ولذلك قال سفيان رحه ال ل أعتد با ظهر من عملى وقال عبد العزيز بن أب رواد
جاورت هذا البيت ستي سنة وحججت ستي حجة فما دخلت ف شىء من أعمال ال تعال إل وحاسبت نفسي فوجدت نصيب الشيطان
أوف من نصيب ال ليته ل ل ول علي.
ومع هذا فل ينبغي أن يترك العمل عند خوف الفة والرياء فإن ذلك منتهى بغية الشيطان منه إذ القصود أن ل يفوت الخلص ومهما ترك
الع مل ف قد ض يع الع مل والخلص جي عا و قد ح كى أن ب عض الفقراء كان يدم أ با سعيد الراز وك يف ف أعماله فتكلم أ بو سعيد ف
الخلص يوما يريد إخلص الركات فأخذ الفقي يتفقد قلبه عند كل حركة ويطالبه بالخلص فتعذر عليه قضاء الوائج واستضر الشيخ
بذلك فسأله عن أمره فأخبه بطالبته نفسه بقيقة الخلص وأنه يعجز عنها ف أكثر أعماله فيتركها فقال أبو سعيد ل تفعل إذ الخلص ل
يقطع العاملة فواظب على العمل واجتهد ف تصيل الخلص فما قلت لك اترك العمل وإنا قلت لك أخلص العمل وقد قال الفضيل ترك
العمل بسبب اللق رياء وفعله لجل اللق شرك.
الباب الثالث ف الصدق وفضيلته وحقيقته
فضيلة الصدق قال ال تعال (رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه) وقال النب صلى ال عليه وسلم (إن الصدق يهدى إل الب والب يهدي إل
النة وإن الرجل ليصدق حت يكتب عند ال صديقا وإن الكذب يهدي إل الفجور والفجور يهدي إل النار وإن الرجل ليكذب حت يكتب
ع ند ال كذا با) 52ويك في ف فضيلة ال صدق أن ال صديق مش تق م نه وال تعال و صف ال نبياء به ف معرض الدح والثناء فقال (واذ كر ف
الكتاب إبراه يم إ نه كان صديقا نب يا) وقال (واذ كر ف الكتاب إ سعيل إ نه كان صادق الو عد وكان ر سول نب يا) وقال تعال (واذ كر ف
الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا).
وقال ابن عباس (أربع من كن فيه فقد ربح الصدق والياء وحسن اللق والشكر) وقال بشر ابن الارث (من عامل ال بالصدق استوحش
من الناس) وقال أ بو ع بد ال الرملي (رأ يت من صور الدينوري ف النام فقلت له ما ف عل ال بك قال غ فر ل ورح ن وأعطا ن ما ل أؤ مل
فقلت له أحسن ما توجه العبد به إل ال ماذا قال الصدق وأقبح ما توجه به الكذب).
وقال أبو سليمان (اجعل الصدق مطيتك والق سيفك وال تعال غاية طلبتك) وقال رجل لكيم (ما رأيت صادقا فقال له لو كنت صادقا
لعر فت ال صادقي) و عن م مد بن علي الكنا ن قال (وجد نا د ين ال تعال مبن يا على ثل ثة أركان على ال ق وال صدق والعدل فال ق على
الوارح والعدل على القلوب والصدق على العقول).
وقال الثوري ف قوله تعال (ويوم القيا مة ترى الذ ين كذبوا على ال وجوه هم م سودة) قال ( هم الذ ين ادعوا م بة ال تعال ول يكونوا ب ا
صادقي) وأوحى ال تعال إل داود عليه السلم (يا داود من صدقن ف سريرته صدقته عند الخلوقي ف علنيته) وصاح رجل ف ملس
الشبلي ور مى نفسه ف دجلة فقال الشبلي (إن كان صادقا فال تعال ينجيه كما نى موسى عليه السلم وإن كان كاذبا فال تعال يغرقه
كما أغرق فرعون).
وقال بعضهم (أجع الفقهاء والعلماء على ثلث خصال أنا إذا صحت ففيها النجاة ول يتم بعضها إل ببعض السلم الالص عن البدعة
والوى والصدق ل تعال ف العمال وطيب الطعم) وقال وهب بن منبه (وجدت على حاشية التوراة اثني وعشرين حرفا كان صلحاء بن
إ سرائيل يتمعون فيقرءونا ويتدارسونا ل ك ن أن فع من العلم ول مال أر بح من اللم ول ح سب أو ضع من الغ ضب ول قر ين أز ين من
العمل ول رفيق أش ي من الهل ول شرف أعز من التقوى ول كرم أوف من ترك الوى ول عمل أفضل من الفكر ول حسنة أعلى من
الصب ول سيئة أخزى من الكب ول دواء ألي من الرفق ول داء أوجع من الرق ول رسول أعدل من الق ول دليل أنصح من الصدق ول
فقر أذل من الطمع ول غن أشقى من المع ول حياة أطيب من الصحة ول معيشة أهنأ من العفة ول عبادة أحسن من الشوع ول زهد
خي من القنوع ول حارس أحفظ من الصمت ول غائب أقرب من الوت).
وقال ممد بن سعيد الروزي (إذا طلبت ال بالصدق آتاك ال تعال مرآة بيدك حت تبصر كل شىء من عجائب الدنيا والخرة) وقال أبو
بكر الوراق (احفظ الصدق فيما بينك وبي ال تعال والرفق فيما بينك وبي اللق) وقيل لذي النون هل للعبد إل صلح أموره سبيل فقال
حديث ان الصدق يهدي ال الب الديث متفق عليه من حديث ابن مسعود وقد تقدم. 52
(قد بقينا من الذنوب حيارى نطلب الصدق ما إليه سبيل فدعاوى الوى تف علينا وخلف الوى علينا ثقيل) وقيل لسهل (ما أصل هذا
المر الذي نن عليه) فقال (الصدق والسخاء والشجاعة) فقيل زدنا فقال (التقى والياء وطيب الغذاء).
وعن ابن عباس رضي ال عنهما أن النب صلى ال عليه وسلم سئل عن الكمال فقال قول (الق والعمل بالصدق) وعن النيد ف قوله
53
تعال (ليسأل الصادقي عن صدقهم) قال (يسأل الصادقي عند أنفسهم عن صدقهم عند ربم) وهذا أمر على خطر.
بيان حقيقة الصدق ومعناه ومراتبه
اعلم أن لفظ الصدق يستعمل ف ستة معان صدق ف القول وصدق ف النية والرادة وصدق ف العزم وصدق ف الوفاء بالعزم وصدق ف
العمل وصدق ف تقيق مقامات الدين كلها فمن اتصف بالصدق ف جيع ذلك فهو صديق لنه مبالغة ف الصدق ث هم أيضا على درجات
فمن كان له حظ ف الصدق ف شىء من الملة فهو صادق بالضافة إل ما فيه صدقه.
الصدق الول صدق الل سان وذلك ل يكون إل ف الخبار أو في ما يتض من الخبار وين به عل يه وال ب إ ما أن يتعلق بالا ضي أو بال ستقبل
وفيه يدخل الوفاء بالوعد واللف فيه وحق على كل عبد أن يفظ ألفاظه فل يتكلم إل بالصدق وهذا هو أشهر أنواع الصدق وأظهرها
فمن حفظ لسانه عن الخبار عن الشياء على خلف ما هي عليه فهو صادق ولكن لذا الصدق كمالن أحدها الحتراز عن العاريض
فقد قيل ف العاريض مندوحة عن الكذب وذلك لنا تقوم مقام الكذب إذ الحذور من الكذب تفهيم الشىء على خلف ما هو عليه ف
نفسه إل أن ذلك ما تس إليه الاجة وتقتضيه الصلحة ف بعض الحوال وف تأديب الصبيان والنسوان ومن يري مراهم وف الذر عن
الظلمة وف قتال العداء والحتراز عن اطلعهم على أسرار اللك فمن اضطر إل شىء من ذلك فصدقه فيه أن يكون نطقه فيه ل فيما يأمره
الق به ويقتضيه الدين فإذا نطق به فهو صادق وإن كان كلمه مفهما غي ما هو عليه لن الصدق ما أريد لذاته بل للدللة على الق
والدعاء إليه فل ينظر إل صورته بل إل معناه نعم ف مثل هذا الوضع ينبغي أن يعدل إل العاريض ما وحد إليه سبيل كان رسول ال صلى
ال عليه وسلم إذا توجه إل سفر ورى بغيه 54وذلك كي ل ينتهي الب إل العداء فيقصد وليس هذا من الكذب ف شىء.
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم (ليس بكذاب من أصلح بي اثني فقال خيا أو أنى خيا) 55ورخص ف النطق على وفق الصلحة ف
ثلثة مواضع من أصلح بي اثني ومن كان له زوجتان ومن كان ف مصال الرب والصدق ههنا يتحول إل النية فل يراعى فيه إل صدق
النية وإرادة الي فمهما وصح قصده وصدقت نيته وتردت للخي إرادته صار صادقا وصديقا كيفما كان لفظه ث التعريض فيه أول.
وطريقه ما حكى عن بعضهم أنه كان يطلبه بعض الظلمة وهو ف داره فقال لزوجته خطي بأصبعك دائرة وضعي الصبع على الدائرة وقول
ليس هو ههنا واحترز بذلك عن الكذب ودفع الظال عن نفسه فكان قوله صدق وأفهم الظال أنه ليس ف الدار فالكمال الول ف اللفظ أن
يترز عن صريح اللفظ وعن العاريض أيضا إل عند الضرورة والكمال الثان أن يراعي معن الصدق ف ألفاظه الت يناجي با ربه كقوله
(وجهت وجهي للذي ف طر السموات والرض) فإن قلبه إن كان من صرفا عن ال تعال مشغول بأمان الدنيا وشهواته فهو كذب وكقوله
(إياك نعبد) وقوله (أنا ع بد ال) فإنه إذا ل يتصف بقي قة العبودية وكان له مطلب سوى ال ل يكن كل مه صدقا ولو طولب يوم القيا مة
بالصدق ف قوله أنا عبد ال لعجز تقيقه فإنه إن كان عبدا لنفسه أو عبدا لدنيا أو عبدا لشهواته ل يكن صادقا ف قوله.
وكل ما تقيد العبد به فهو عبد له كما قال عيسى عليه السلم يا عبيد الدنيا وقال نبينا صلى ال عليه وسلم (تعس عبد الدنيا وتعس عبد
الدرهم وعبد اللة وعبد الميصة) 56فسمى كل من تقيد قلبه بشىء عبدا له وإنا العبد الق ل عز وجل من أعتق أول من غي ال تعال
ف صار حرا مطل قا فإذا تقد مت هذه الر ية صار القلب فار غا فحلت ف يه العبود ية ل فتشغله بال وبحب ته وتق يد باط نه وظاهره بطاع ته فل
يكون له مراد إل ال تعال ث تاوز هذا إل مقام آخر أسن منه يسمى الرية وهو أن يعتق أيضا عن إرادته ل من حيث هو بل يقنع با يريد
ال له من تقريب أو إبعاد فتفن إرادته ف إرادة ال تعال.
حديث ابن عباس سئل عن الكمال فقال قول الق والعمل بالصدق ل أجده بذا اللفظ. 53
حديث كان إذا أراد سفرا ورى بغيه متفق عليه من حديث كعب بن مالك. 54
حديث ليس بكاذب من أصلح بي الناس الديث متفق عليه من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أب معيط وقد تقدم. 55
حديث تعس عبد الدينار الديث أخرجه البخاري من حديث أب هريرة وقد تقدم. 56
وهذا عبد عتق عن غي ال فصار حرا ث عاد وعتق عن نفسه فصار حرا وصار مفقودا لنفسه موجودا لسيده وموله إن حركة ترك وإن
سكنه سكن وإن ابتله رضي ل يبق فيه متسع لطلب والتماس واعتراض بل هو بي يدي ال كاليت بي يدي الغاسل وهذا منتهى الصدق
ف العبودية ل تعال فالعبد الق هو الذي وجوده لوله ل لنفسه وهذه درجة الصديقي .وأما الرية عن غي ال فدرجات الصادقي وبعدها
تتحقق العبودية ل تعال وما قبل هذا فل يستحق صاحبه أن يسمى صادقا ول صديقا فهذا هو معن الصدق ف القول.
ال صدق الثا ن ف الن ية والرادة وير جع ذلك إل الخلص و هو أن ل يكون له با عث ف الركات وال سكنات إل ال تعال فإن ماز جه
شوب من حظوظ النفس بطل صدق النية وصاحبه يوز أن يسمى كاذبا كما روينا ف فضيلة الخلص من حديث الثلثة حي يسئل العال
ما عملت فيما علمت فقال فعلت كذا وكذا فقال ال تعال كذبت بل أردت أن يقال فلن عال حديث الثلثة حي سأل العال ماذا عملت
فيما علمت الديث تقدم فإنه ل يكذبه ول يقل له ل تعمل ولكنه كذبه ف إرادته ونيته وقد قال بعضهم الصدق صحة التوحيد ف القصد
وكذلك قول ال تعال وال يشهد إن النافقي لكاذبون وقد قالوا إنك لرسول ال وهذا صدق ولكن كذبم ل من حيث نطق اللسان بل من
حيث ضمي القلب وكان التكذيب يتطرق إل الب وهذا القول يتضمن إخبارا بقرينة الال إذ صاحبه يظهر من نفسه أن يعتقد ما يقول
فكذب ف دللته بقرينة الال على ما ف قلبه فإنه كذب ف ذلك ول يكذب فيما يلفظ به فيجع أحد معان الصدق إل خلوص النية وهو
الخلص فكل صادق فل بد وأن يكون ملصا.
ال صدق الثالث صدق العزم فإن الن سان قد يقدم العزم على الع مل فيقول ف نف سه إن رزق ن ال مال ت صدقت بمي عه أو بشطره أو إن
لق يت عدوا ف سبيل ال تعال قاتلت ول أبال وإن قتلت وإن أعطا ن ال تعال ول ية عدلت في ها ول أ عص ال تعال بظلم وم يل إل خلق
فهذه العزية قد يصادفها من نفسه وهى عزية جازمة صادقة وقد يكون ف عزمه نوع ميل وتردد وضعف يضاد الصدق ف العزية فكان
الصدق ههنا عبارة عن التمام والقوة كما يقال لفلن شهوة صادقة ويقال هذا الريض شهوته كاذبة مهما ل تكن شهوته عن سبب ثابت
قوى أو كانت ضعيفة فقد يطلق الصدق ويراد به هذا العن والصادق والصديق هو الذى تصادف عزيته ف اليات كلها قوة تامة ليس
فيها ميل ول ضعف ول تردد بل تسخو نفسه أبدا بالعزم الصمم الازم على اليات وهو كما قال عمر رضى ال عنه لن أقدم فتضرب
عنقى أحب إل من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر رضى ال عنه فإنه قد وجد من نفسه العزم الازم والحبة الصادقة بأنه ل يتأمر مع
وجود أب بكر رضى ال عنه وأكد ذلك با ذكره من القتل ومراتب الصديقي ف العزائم تتلف فقد يصادف العزم ول ينتهى به إل أن
يرضى بالقتل فيه ولكن إذا خلى ورأيه ل يقدم ولو ذكر له حديث القتل ل ينقض عزمه بل ف الصادقي والؤمني من لو خي بي أن يقتل
هو أو أبو بكر كانت حياته أحب من حياة أب بكر الصديق
ال صدق الرا بع ف الوفاء بالعزم فإن الن فس قد ت سخو بالعزم ف الال إذ ل مش قة ف الو عد والعزم والؤ نة ف يه خفي فة فإذا ح قت القائق
وحصنل التمكنن وهاجنت الشهوات انلت العزيةن وغل بت الشهوات ول يت فق الوفاء بالعزم وهذا يضاد ال صدق فينه ولذلك قال ال تعال
رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه فقد روى عن أنس أن عمه أنس بن النضر ل يشهد بدرا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم فشق ذلك
على قلبه وقال أول مشهد شهده رسول ال صلى ال عليه وسلم غبت عنه أما وال لئن أران ال مشهدا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم
ليين ال ما أصنع قال فشهد أحدا ف العام القابل فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو إل أين فقال واها لريح النة إن أجد ريها دون
أحد فقاتل حت قتل فوجد ف جسده بضع وثانون ما بي رمية وضربة وطعنة فقالت أخته بنت النضر ما عرفت أخى إل بثيابه فنلت هذه
57
الية (رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه)
ووقف رسول ال صلى ال عليه وسلم علىمصعب بن عمي وقد سقط على وجهه يوم أحد شهيدا وكان صاحب لواء رسول ال صلى ال
عليه وسلم صلى ال عليه وسلم فقال (رجال صدقوا ما عاهدوا ال عليه فمنهم من قضى نبه ومنهم من ينتظر) 58وقال فضالة بن عبيد
سعت عمر بن الطاب رضى ال عنه يقول سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول (الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد اليان لقى العدو
فصدق ال حت قتل فذلك الذى يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا) ورفع رأسه حت وقعت قلنسوته قال الراوى فل أدرى قلنسوة
57حديث أنس أن عمه أنس بن النضر ل يشهد بدرا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم الديث ف قتاله بأحد حت قتل فوجد ف جسده بضع وثانون من بي رمية
وضربةوطعنة ونزول رجال صدقوا الية أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح والنسائى ف الكبى وهو عند البخارى متصرا ان هذه الية نزلت ف أنس بن النضر.
58حديث وقف على مصعبب عمي وقد سقط على وجهه يوم أحد وقرأ هذه الية أخرجه أبو نعيم ف اللية من رواية عبيد بن عمي مرسل.
عمر أو قلنسوة رسول ال صلى ال عليه وسلم (ورجل جيد اليان إذا لقى العدو فكأنا يضرب وجهه بشوك الطلح أتاه سهم عاثر فقتله
فهو ف الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عمل صالا وآخر سيئا لقى العدو فصدق ال حت قتل فذاك ف الدرجة الثالثة ورجل أسرف على
59
نفسه لقى العدو فصدق ال حت قتل فذلك ف الدرجة الرابعة)
وقال ماهد رجلن خرجا على مل من الناس قعود فقال إن رزقنا ال تعال مال لنتصدقن فبخلوا به فنلت ومنهم من عاهد ال لئن آتانا من
فضله لنصدقن ولنكونن من الصالي وقال بعضهم إنا هو شىء نووه ف أنفسهم ل يتكلموا به فقال ومنهم من عاهد ال لئن آتانا من فضله
لنصدقن ولنكونن من الصالي فلما آتاهم من فضله بلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا ف قلوبم إل يوم يلقونه با أخلفوا ال ما
وعدوه وبا كانوا يكذبون فجعل العزم عهدا وجعل اللف فيه كذبا والوفاء به صدقا وهذا الصدق أشد من الصدق الثالث فإن الناس قد
تسخو بالعزم ث تكيع عند الوفاء لشدته عليها وليجان الشهوة عند التمكن وحصول السباب ولذلك استثن عمر رضى ال عنه فقال لن
أقدم فتضرب عنقى أحب إل من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إل أن تسول ل نفسى عند القتل شيئا ل أجده الن لن ل آمن أن
يثقل عليها ذلك فتتغي عن عزمها وأشار بذلك إل شدة الوفاء بالعزم وقال أبو سعيد الراز رأيت ف النام كأن ملكي نزل من السماء فقال
ل ما الصدق قلت الوفاء بالعهد فقال ل صدقت وعرجا إل السماء.
الصدق الامس ف العمال وهو أن يتهد حت ل تدل أعماله الظاهرة على أمر ف باطنه ل يتصف هو به ل بأن يترك العمال ولكن بأن
يستجر الباطن إل تصديق الظاهر وهذا مالف ما ذكرناه من ترك الرياء لن الرائى هو الذي يقصد ذلك ورب واقف على هيئة الشوع ف
صلته ليس يقصد به مشاهدة غيه ولكن قلبه غافل عن الصلة فمن ينظر إليه يراه قائمابي يدى ال تعال وهو بالباطن قائم ف السوق بي
يدي شهوة من شهواته فهذه أعمال تعرب بلسان الال عن الباطن إعراباهو فيه كاذب وهو مطالب بالصدق ف العمال وكذلك قد يشى
الرجل على هيئة السكون والوقار وليس باطنه موصوفا بذلك الوقار فهذا غي صادق ف عمله وإن ل يكن ملتفتا إل اللق ول مرائيا إياهم
ول ين جو من هذا إل با ستواء ال سريرة والعلن ية بأن يكون باط نه م ثل ظاهرة أو خيا من ظاهره و من خي فة ذلك اختار بعض هم تشو يش
الظاهر ولبس ثياب الشرار كيل يظن به الي بسبب ظاهره فيكون كاذبا ف دللة الظاهر على الباطن إذن مالفة الظاهر للباطن إن كانت
عن قصد سيت رياء ويفوت با الخلص وإن كانت عن غي قصد فيفوت با الصدق ولذلك قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اللهم
أجعل سريرت خيا من علنيت وأجعل علنيت صالة 60وقال يزيد بن الارث إذا استوت سريره العبد وعلنيته فذلك النصف وإن كانت
سريرته أفضل من علنيته فذلك الفضل وإن كانت علنيته أفضل من سريرته فذلك الور وأنشدوا إذا السر والعلن ف الؤمن استوى فقد
عز ف الدار ين وا ستوجب الث نا فإن خالف العلن سرا ف ما له على سعيه ف ضل سوى ال كد والع نا ف ما خالص الدينار ف ال سوق نا فق
ومغشوشه الردود ل يقتضىالنا وقال عطية بن عبد الغافر إذا وافقت سريره الؤمن علنيته باهى ال به اللئكة يقول هذا عبدي حقا وقال
معاوية بن قرة من يدلن على بكاء بالليل بسام بالنهار وقال عبد الواحد بن زيد كان السن إذا أمر بشيء كان من أعمل الناس به وإذا نى
عن شيء كان من أترك الناس له ول أر أحدا قط أشبه سريره بعلنية منه وكان أبو عبد الرحن الزاهد يقول إلى عاملت الناس فيما بين
وبينهم بالمانة وعاملتك فيما بين وبينك باليانة ويبكى وقال أبو يعقوب النهر جوري الصدق موافقة الق ف السر والعلنية فإذن مساواة
السريرة للعلنية أحد أنواع الصدق.
الصدق السادس وهو أعلى الدرجات وأعزها الصدق ف مقامات الدين كالصدق ف الوف والرجاء والتعظيم والزهد والرضا والتوكل
والب وسائر هذه المور فإن هذه المور لا مباد ينطلق السم بظهورها ث لا غايات وحقائق والصادق الحقق من نال حقيقتها وإذا غلب
الشيء وتت حقيقته سى صاحبه صادقا فيه كما يقال فلن صدق القتال ويقال هذا هو الوف الصادق وهذه هي الشهوة الصادقة وقال ال
تعال إنا الؤمنون الذين آمنوا بال ورسوله ث ل يرتابوا إل قوله أولئك هم الصادقون وقال تعال (ولكن الب من آمن بال واليوم الخر ...
إل قوله ...أولئك الذين صدقوا) وسئل أبو ذر عن اليان فقرأ هذه الية فقيل له سألناك عن اليان فقال سألت رسول ال صلى ال عليه
و سلم عن اليان فقرأ هذه الية 61ولنضرب للخوف مثل ف ما من ع بد يؤ من بال واليوم ال خر إل و هو خائف من ال خو فا ينطلق عل يه
ال سم ولك نه خوف غ ي صادق أى غ ي بالغ در جة القي قة أ ما تراه إذا خاف سلطانا أو قا طع طر يق ف سفره ك يف ي صفر لو نه وترت عد
حديث فضالة بن عبيد عن عمر بن الطاب الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد اليان الديث أخرجه الترمذى وقال حسن. 59
حديث اللهم أجعل سريرت خيامن علنيت الديث تقدم ول أجده. 60
فرائصه ويتنغص عليه عيشه ويتعذر عليه أكله ونومه وينقسم عليه فكره حت ل ينتفع به أهله وولده وقد ينعج عن الوطن فيستبدل بالنس
الوحشة وبالراحة التعب والشقة والتعرض للخطار كل ذلك خوفا من درك الحذور ث إنه ياف النار ول يظهر عليه شىء من ذلك عند
جريان معصية عل يه ولذلك قال صلى ال عل يه وسلم ل أر مثل النار نام هارب ا ول مثل النة نام طالبها حديث ل أر مثل النار نام هارب ا
الديث تقدم فالتحقيق ف هذه المور عزيز جدا ول غاية لذه القامات حت ينال تامها ولكن لكل عبد منه حظ بسب حاله إما ضعيف
وإما قوى فإذا قوى سى صادقا فيه فمعرفة ال تعال وتعظيمه والوف منه ل ناية لا.
ولذلك قال النب صلى ال عليه وسلم لبيل عليه السلم أحب أن أراك ف صورتك الت هى صورتك فقال ل تطيق ذلك قال بلى بل أرن
فواعده البقيع ف ليلة مقمرة فأتاه فنظر النب صلى ال عليه وسلم فإذا هو به قد سد الفق يعن جوانب السماء فوقع النب صلى ال عليه
وسلم مغشيا عليه فأفاق وقد عاد جبيل لصورته الول فقال النب صلى ال عليه وسلم ما ظننت أن أحدا من خلق ال هكذا قال وكيف لو
رأيت إسرافيل إن العرش لعلى كاهله وإن رجليه قد مرقتا تت توم الرض السفلى وانه ليتصاغر من عظمة ال حت يصي كالوصع 62فانظر
ما الذى يغشاه من العظمة واليبة حت يرجع إل ذلك الد وسائر اللئكة ليسوا كذلك لتفاوتم ف العرفة فهذا هو الصدق ف التعظيم.
وقال جابر قال رسول ال صلى ال عليه وسلم مررت ليلة أسرى ب وجبيل بالل العلى كاللس البال من خشية ال تعال 63يعن الكساء
الذى يل قى على ظ هر البع ي وكذلك ال صحابة كانوا خائف ي و ما كانوا بلغوا خوف ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ولذلك قال ا بن ع مر
رضى ال عنهما لن تبلغ حقيقة اليان حت تنظر الناس كلهم حقى ف دين ال وقال مطرف ما من الناس أحد إل وهو أحق فيما بينه وبي
ربه إل أن بعض المق أهون من بعض وقال النب صلى ال عليه وسلم (ل يبلغ عبد حقيقة اليان حت ينظر إل الناس كالباعر ف جنب ال
ث يرجع إل نفسه فيجدها أحقر حقي) 64فالصادق إذن ف جيع هذه القامات عزيز.
ث درجات الصدق ل ناية لا وقد يكون للعبد صدق ف بعض المور دون بعض فان كان صادقا ف الميع فهو الصديق حقا قال سعد بن
معاذ ثلثة أ نا فيهن قوى وفيما سواهن ضعيف ما صليت صلة منذ أسلمت فحدثت نفسى حت أفرغ منها ول شي عت جنازة فحدثت
نفسى بغي ما هى قائلة وما هو مقول لا حت يفرغ من دفنها وما سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول قول إل علمت أنه حق فقال
ابن السيب ما ظننت أن هذه الصال تتمع إل ف النب صلى ال عليه وسلم فهذا صدق ف هذه المور.
و كم قوم من جلة ال صحابة قد أدوا ال صلة واتبعوا النائز ول يبلغوا هذا البلغ فهذه هي درجات ال صدق ومعان يه والكلمات الأثورة عن
الشايخ ف حقيقة الصدق ف الغلب ل تتعرض إل لحاد هذه العان نعم قد قال أبو بكر الوراق (الصدق ثلثة صدق التوحيد وصدق
الطاعة وصدق العرفة فصدق التوحيد لعامة الؤمني قال ال تعال والذين آمنوا بال ورسله أولئك هم الصديقون وصدق الطاعة لهل العلم
والورع وصدق العرفة لهل الولية الذين هم أوتاد الرض) وكل هذا يدور على ما ذكرناه ف الصدق السادس ولكنه ذكر أقسام ما فيه
الصدق وهو أيضا غي ميط بميع القسام.
وقال جعفر الصادق (الصدق هو الجاهدة وان ل تتار على ال غيه كما ل يتر عليك غيك فقال تعال هو اجتباكم) .وقيل (أوحى ال
تعال إل موسى عليه السلم إن إذا أحببت عبدا ابتليته ببليا ل تقوم لا البال لنظر كيف صدقه فإن وجدته صابرا اتذته وليا وحبيبا وإن
وجد ته جزو عا يشكو ن إل خل قى خذل ته ول أبال) .فإذن من علمات ال صدق كتمان ال صائب والطاعات جي عا وكرا هة اطلع اللق
عليها .ت كتاب الصدق والخلص يتلوه كتاب الراقبة والحاسبة والمد ل.
61حديث أب ذر سألته عن اليان فقرأ قوله تعال ولكن الب من آمن بال واليوم الخر إل قوله أولئك الذين صدقوا رواه ممد بن نصر الروزى ف تعظيم قدر الصلة
بأسانيد منقطعة ل أجد له اسنادا.
62حديث قال لبيل أحب أن أراك ف صورتك الت هي صورتك فقال ل تطيق ذلك الديث تقدم ف كتاب الرجاء والوف أخصر من هذا والذى ثبت ف الصحيح
أنه رأى جبيل ف صورته مرتي يعن كالعصفور الصغي.
63حديث مررت ليلة أسرى ب وجبيل بالل العلى كاللس البال من خشية ال الديث أخرجه ممد بن نصر ف كتاب تعظيم قدر الصلة والبيهقى ف دلئل النبوة
من حديث أنس وفيه الارث بن عبيد اليادى ضعفه المهور وقال البيهقى ورواه حاد بن سلمة عن أب عمران الون عن ممد بن عمي بن عطارد وهذا مرسل.
64حديث ل يبلغ عبد حقيقة اليان حت ينظر إلىالناس كالباعر ف جنب ال ث يرجع إل نفسه فيجدها أحقر حقي ل أجد له أصل ف حديث مرفوع.