You are on page 1of 57

‫موقع طريق السلم‬

‫المكتبة اللكترونية‬

‫محرمات‬
‫استهان با الناس‬

‫ممد بن صال النجد‬

‫تم إخفاء الخطاء الملئية في هذا المستند ‪ ،‬ومن يريد تفعيل الخاصية ‪ ،‬فليضغط على زر أدوات الموجود بأعلى الصفحة ‪ ،‬ثم‬
‫يختار تدقيق إملئي وتدقيق نحوي ‪ ،‬ثم يختار خيارات ‪ ،‬وجزاكم الله خيرا‬

‫القدمة‬
‫‪1‬‬
‫إن المد ل ‪ ،‬نمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا ‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‬
‫من يهده ال فل مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪.‬‬

‫أما بعد ‪:‬‬

‫فإن ال سبحانه وتعال فرض فرائض ل يوز تضييعها ‪ ،‬وحد حدودا ل يوز تعديها ‪ ،‬وحرم‬
‫أشياء ل يوز انتهاكها ‪.‬‬

‫وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ( ما أحل ال ف كتابه فهو حلل ‪ ،‬وما حرم فهو حرام وما‬
‫سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من ال العافية ‪ ،‬فإن ال ل يكن نسيا ث تل هذه الية [ وما كان‬
‫ربك نسيا ] ‪ [ ) .‬رواه الاكم ‪ 2/375‬وحسنه اللبان ف غاية الرام ص‪] 14 :‬‬

‫والحرمات هي حدود ال عز وجل ( ومن يتعد حدود ال فقد ظلم نفسه ) الطلق‪ 1/‬وقد هدد‬
‫ال من يتعدى حدوده وينتهك حرماته فقال سبحانه ‪ ( :‬ومن يعص ال ورسوله ويتعد حدوده‬
‫يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهي ) سورة النساء‪14/‬‬

‫واجتناب الحرمات واجب لقوله صلى ال عليه وسلم ( ما نيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به‬
‫فافعلوا منه ما استطعتم ) [ رواه مسلم ‪ :‬كتاب الفضائل حديث رقم ‪ 130‬ط‪ .‬عبد الباقي]‬

‫ومن الشاهد أن بعض متبعي الوى ‪ ،‬ضعفاء النفوس ‪ ،‬قليلي العلم إذا سع بالحرمات متوالية‬
‫يتضجر ويتأفف ويقول ‪ :‬كل شيء حرام ‪ ،‬ما تركتم شيئا إل حرمتموه ‪ ،‬أسأمتمونا حياتنا ‪،‬‬
‫وأضجرت عيشتنا ‪ ،‬وضيقتم صدورنا ‪ ،‬وما عندكم إل الرام والتحري ‪ ،‬الدين يسر‪ ،‬والمر‬
‫واسع ‪ ،‬وال غفور رحيم ‪.‬‬

‫ومناقشة لؤلء نقول ‪:‬‬

‫إن ال جل وعل يكم ما يشاء ل معقب لكمه وهو الكيم البي فهو يل ما يشاء ويرم ما‬
‫يشاء سبحانه ‪ ،‬ومن قواعد عبوديتنا ل عز وجل أن نرضى با حكم ونسلم تسليما ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وأحكامه سبحانه صادرة عن علمه وحكمته وعدله ليست عبثا ول لعبا كما قال ال ‪ ( :‬وتت‬
‫كلمة ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) النعام‪115/‬‬

‫وقد بي لنا عز وجل الضابط الذي عليه مدار الل والرمة فقال تعال ‪ ( :‬ويل لم الطيبات‬
‫ويرم عليهم البائث ) العراف‪ 157/‬فالطيب حلل والبيث حرام ‪.‬‬

‫والتحليل والتحري حق ل وحده فمن ادعاه لنفسه أو أقر به لغيه فهو كافر كفرا أكب مرجا‬
‫عن اللة ( أم لم شركاء شرعوا لم من الدين ما ل يأذن به ال ‪ ) ..‬الشورى‪21/‬‬

‫ث إنه ل يوز لي أحد أن يتكلم ف اللل والرام إل أهل العلم العالي بالكتاب والسنة وقد‬
‫ورد التحذير الشديد فيمن يلل ويرم دون علم فقال تعال ‪ ( :‬ول تقولوا لا تصف ألسنتكم‬
‫الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على ال الكذب ‪ ) ..‬سورة النحل‪116/‬‬

‫والحرمات القطوع با مذكورة ف القرآن وف السنة كقوله تعال ‪ ( :‬قل تعالوا أتل ما حرم‬
‫ربكم عليكم أل تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ول تقتلوا أولدكم من إملق ‪ ..‬الية )‬
‫سورة النعام‪151/‬‬

‫وف السنة كذلك ذكر لكثي من الحرمات كقوله صلى ال عليه وسلم ( إن ال حرم بيع المر‬
‫واليتة والنير والصنام ‪ [ .‬رواه أبوداود ‪ 3486‬وهو ف صحيح أب داود ‪] 977‬‬

‫وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬إن ال إذا حرم شيئا حرم ثنه ) ‪ [ .‬رواه الدارقطن ‪ 3/7‬وهو‬
‫حديث صحيح ]‬

‫وقد يأت ف بعض النصوص ذكر مرمات متصة بنوع من النواع مثلما ذكر ال الحرمات ف‬
‫الطاعم فقال ‪ ( :‬حرمت عليكم اليتة والدم ولم النير وما أهل لغي ال به والنخنقة والوقوذة‬
‫والتردية والنطيحة وما أكل السبع إل ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالزلم‬
‫‪ ..‬الية ) الائدة‪3/‬‬

‫‪3‬‬
‫وذكر سبحانه الحرمات ف النكاح فقال ‪ ( :‬حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم‬
‫وعماتكم وخالتكم وبنات الخ وبنات الخت وأمهاتكم اللت أرضعنكم وأخواتكم من‬
‫الرضاعة وأمهات نسائكم ‪ ..‬الية ) النساء‪23/‬‬

‫وذكر أيضا الحرمات من الكاسب فقال عز وجل ‪ ( :‬وأحل ال البيع وحرم الربا ‪ ..‬الية )‬
‫البقرة‪275/‬‬

‫ث إن ال الرحيم بعباده قد أحل لنا من الطيبات مال يصى كثرة وتنوعا ولذلك ل يفصل‬
‫الباحات لنا كثية ل تصر وإنا فصل الحرمات لنصارها وحت نعرفها فنجتنبها فقال عز‬
‫وجل ‪ ( :‬وقد فصل لكم ما حرم عليكم إل ما اضطررت إليه ‪ )..‬النعام‪119/‬‬

‫أما اللل فأباحه على وجه الجال مادام طيبا فقال ‪ ( :‬يا أيها الناس كلوا ما ف الرض حلل‬
‫طيبا ) البقرة‪ 168/‬فكان من رحته أن جعل الصل ف الشياء الباحة حت يدل الدليل على‬
‫التحري ‪ ،‬وهذا من كرمه سبحانه وتعال ومن توسعته على عباده فعلينا الطاعة والمد والشكر ‪.‬‬

‫وبعض الناس إذا رأوا الرام معددا عليهم ومفصل ضاقت أنفسهم ذرعا بالحكام الشرعية‬
‫وهذا من ضعف إيانم وقلة فقههم ف الشريعة فهل يريد هؤلء يا ترى أن يعدد عليهم أصناف‬
‫اللل حت يقتنعوا بأن الدين يسر ؟ وهل يريدون أن تسرد لم أنواع الطيبات حت يطمئنوا أن‬
‫الشريعة ل تكدر عليهم عيشهم ؟‬

‫هل يريدون أن يقال بأن اللحوم الذكاة من البل والبقر والغنم والرانب والغزلن والوعول‬
‫والدجاج والمام والبط والوز والنعام حلل وأن ميتة الراد والسمك حلل ؟‪.‬‬

‫وأن الضراوات والبقول والفواكه وسائر البوب والثمار النافعة حلل‬

‫وأن الاء واللب والعسل والزيت والل حلل‬

‫وأن اللح والتوابل والبهارات حلل‬

‫‪4‬‬
‫وأن استخدام الشب والديد والرمل والصى والبلستيك والزجاج والطاط حلل‬

‫وأن ركوب الدواب والسيارات والقطارات والسفن والطائرات حلل‬

‫وأن استعمال الكيفات والثلجات والغسالت والنشافات والطاحونات والعجانات والفرامات‬


‫والعاصر وسائر أدوات الطب والندسة والساب والرصد والفلك والبناء واستخراج الياه‬
‫والنفط والعادن والتنقية والتحلية والطباعة والاسبات اللية حلل‬

‫وأن لبس القطن والكتان والصوف والوبر والشعر واللود الباحة والنايلون والبوليستر حلل‬

‫وأن الصل ف النكاح والبيع والشراء والكفالة والوالة والجارة والهن والرف من النجارة‬
‫والدادة وإصلح اللت ورعي الغنم حلل‬

‫وهل يكن يا ترى أن ينتهي بنا القام إذا أردنا الواصلة ف العد والسرد فما لؤلء القوم ل‬
‫يكادون يفقهون حديثا ؟‬

‫أما احتجاجهم بأن الدين يسر فهو حق أريد به باطل فإن مفهوم اليسر ف هذا الدين ليس بسب‬
‫أهواء الناس وآرائهم وإنا بسب ما جاءت به الشريعة فالفرق عظيم بي انتهاك الحرمات‬
‫بالحتجاج الباطل بأن الدين يسر ـ وهو يسر ولشك ـ وبي الخذ بالرخص الشرعية‬
‫كالمع والقصر والفطر ف السفر ‪ ،‬والسح على الفي والوربي للمقيم يوما بليلته وللمسافر‬
‫ثلثة أيام بلياليهن‪ ،‬والتيمم عند الوف من استعمال الاء وجع الصلتي للمريض وحي نزول‬
‫الطر ‪ ،‬وإباحة النظر إل الرأة الجنبية للخاطب ‪ ،‬والتخيي ف كفارة اليمي بي العتق والطعام‬
‫والكسوة ‪ ،‬وأكل اليتة عند الضطرار وغي ذلك من الرخص والتخفيفات الشرعية ‪.‬‬

‫وبالضافة لا تقدم فينبغي أن يعلم السلم بأن ف تري الحرمات حكما منها ‪ :‬أن ال يبتلي عباده‬
‫بذه الحرمات فينظر كيف يعملون ومن أسباب تيز أهل النة عن أهل النار أن أهل النار قد‬
‫انغمسوا ف الشهوات الت حفت با النار وأهل النة صبوا على الكاره الت حفت با النة ‪،‬‬
‫ولول هذا البتلء ما تبي العاصي من الطيع ‪ .‬وأهل اليان ينظرون إل مشقة التكليف بعي‬
‫‪5‬‬
‫احتساب الجر وامتثال أمر ال لنيل رضاه فتهون عليهم الشقة وأهل النفاق ينظرون إل مشقة‬
‫التكليف بعي الل والتوجع والرمان فتكون الوطأة عليهم شديدة والطاعة عسية ‪.‬‬

‫وبترك الحرمات يذوق الطيع حلوة ‪ :‬من ترك شيئا ل عوضه ال خيا منه ويد لذة اليان ف‬
‫قلبه ‪.‬‬

‫وف هذه الرسالة يد القارئ الكري عددا من الحرمات الت ثبت تريها ف الشريعة مع بيان‬
‫أدلة التحري من الكتاب والسنة [ وقد صنف بعض العلماء ف الحرمات أو ف بعض أنواعها‬
‫كالكبائر ومن الكتب اليدة ف موضوع الحرمات كتاب تنبيه الغافلي عن أعمال الاهلي لبن‬
‫النحاس الدمشقي رحه ال تعال ] ‪ ،‬وهذه الحظورات ما شاع فعلها وعم ارتكابا بي كثي من‬
‫السلمي ‪ ،‬وقد أردت بذكرها التبيان والنصح ‪ ،‬أسأل ال ل ولخوان السلمي الداية والتوفيق‬
‫والوقوف عند حدوده سبحانه وأن ينبنا الحرمات ويقينا السيئات وال خي حافظا وهو أرحم‬
‫الراحي‬

‫الحتويات‬

‫الشرك بال‬

‫عبادة القبور‬

‫الذبح لغي ال‬

‫تليل ما حرم ال أو تري ما أحل ال‬

‫السحر والكهانة والعرافة‬

‫العتقاد ف تأثي النجوم والكواكب ف الوادث وحياة الناس‬

‫اعتقاد النفع ف أشياء ل يعلها الالق كذلك‬

‫‪6‬‬
‫الرياء بالعبادات‬

‫الطية‬

‫اللف بغي ال تعال‬

‫اللوس مع النافقي أو الفساق استئناسا بم أو إيناسا لم‬

‫ترك الطمأنينة ف الصلة‬

‫العبث وكثرة الركة ف الصلة‬

‫سبق الأموم إمامه ف الصلة عمدا‬

‫إتيان السجد لن أكل بصل أو ثوما أو ماله رائحة كريهة‬

‫الزنا‬

‫اللواط‬

‫امتناع الرأة من فراش زوجها بغي إذن شرعي‬

‫طلب الرأة الطلق من زوجها لغي سبب شرعي‬

‫الظهار‬

‫وطء الزوجة ف حيضها‬

‫إتيان الرأة ف دبرها‬

‫عدم العدل بي الزوجات‬

‫اللوة بالجنبية‬
‫‪7‬‬
‫مصافحة الرأة الجنبية‬

‫تطيب الرأة عند خروجها ومرورها بعطرها على الرجال‬

‫سفر الرأة بغي مرم‬

‫تعمد النظر إل الرأة الجنبية‬

‫الدياثة‬

‫التزوير ف انتساب الولد لبيه وجحد الرجل ولده‬

‫أكل الربا‬

‫كتم عيوب السلعة وإخفاؤها عند بيعها‬

‫بيع النجش‬

‫البيع بعد النداء الثان يوم المعة‬

‫القمار واليسر‬

‫السرقة‬

‫أخذ الرشوة وإعطاؤها‬

‫غصب الرض‬

‫قبول الدية بسبب الشفاعة‬

‫استيفاء العمل من الجي وعدم إيفائه أجره‬

‫عدم العدل ف العطية بي الولد‬


‫‪8‬‬
‫سؤال الناس الال من غي حاجة‬

‫الستدانة بدين ل يريد وفاءه‬

‫أكل الرام‬

‫شرب المر ولو قطرة واحدة‬

‫استعمال آنية الذهب والفضة والكل والشرب فيها‬

‫شهادة الزور‬

‫ساع العازف والوسيقى‬

‫الغيبة‬

‫النميمة‬

‫الطلع على بيوت الناس دون إذن‬

‫تناجي اثني دون الثالث‬

‫السبال ف الثياب‬

‫تلي الرجال بالذهب على أي صورة كانت‬

‫لبس القصي والرقيق والضيق من الثياب للنساء‬

‫وصل الشعر بشعر مستعار لدمي أو لغيه للرجال والنساء‬

‫تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال‬

‫صبغ الشعر بالسواد‬


‫‪9‬‬
‫تصوير ما فيه روح ف الثياب والدران والورق ونو ذلك‬

‫الكذب ف النام‬

‫اللوس على القب والوطء عليه وقضاء الاجة ف القابر‬

‫عدم الستتار من البول‬

‫التسمع إل حديث قوم وهم له كارهون‬

‫سوء الوار‬

‫الضارة ف الوصية‬

‫اللعب بالنرد‬

‫لعن الؤمن ولعن من ل يستحق اللعن‬

‫النياحة‬

‫ضرب الوجه والوسم ف الوجه‬

‫هجر السلم فوق ثلثة أيام دون سبب شرعي‬

‫الشرك بال‬

‫وهو أعظم الحرمات على الطلق لديث أب بكرة قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ ( :‬أل أنبئكم بأكب الكبائر (ثلثا) قالوا قلنا بلى يا رسول ال ‪ ،‬قال ‪ :‬الشراك بال ‪ ..‬متفق‬
‫عليه البخاري ‪ /‬رقم ‪ 2511‬ط‪ .‬البغا ) وكل ذنب يكن أن يغفره ال إل الشرك فل بد له من‬

‫‪10‬‬
‫توبة مصوصة قال ال تعال ( إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء ) النساء‪/‬‬
‫‪48‬‬
‫والشرك منه ما هو أكب مرج عن ملة السلم ‪ ،‬صاحبه ملد ف النار إن مات على ذلك ‪.‬‬

‫ومن مظاهر هذا الشرك النتشرة ف كثي من بلد السلمي ‪:‬‬

‫ـ عبادة القبور واعتقاد أن الولياء الوتى يقضون الاجات ويفرجون الكربات والستعانة‬
‫والستغاثة بم وال سبحانه وتعال يقول ‪ ( :‬وقضى ربك أل تعبدوا إل إياه ‪ ) ...‬سورة السراء‪/‬‬
‫‪ ، 23‬وكذلك دعاء الوتى من النبياء والصالي أو غيهم للشفاعة أو للتخليص من الشدائد‬
‫وال يقول ‪ ( :‬أمن ييب الضطر إذا دعاه ويكشف السوء ‪ ..‬أإله مع ال ) النمل‪ 62/‬وبعضهم‬
‫يتخذ ذكر اسم الشيخ أو الول عادته وديدنه إن قام وإن قعد وإن عثر وكلما وقع ف ورطة أو‬
‫مصيبة وكربة فهذا يقول يا ممد وهذا يقول يا علي وهذا يقول يا حسي وهذا يقول يا بدوي‬
‫وهذا يقول يا جيلن وهذا يقول يا شاذل وهذا يقول يا رفاعي وهذا يدعو العيدروس وهذا‬
‫يدعو السيدة زينب وذاك يدعو ابن علوان وال يقول ‪ ( :‬إن الذين تدعون من دون ال عباد‬
‫أمثالكم ‪ ) ...‬سورة العراف‪ 194/‬وبعض عباد القبور يطوفون با ويستلمون أركانا‬
‫ويتمسحون با ويقبلون أعتابا ويعفرون وجوههم ف تربتها ويسجدون لا إذا رأوها ويقفون‬
‫أمامها خاشعي متذللي متضرعي سائلي مطالبهم وحاجاتم من شفاء مريض أو حصول ولد أو‬
‫تيسي حاجة وربا نادى صاحب القب يا سيدي جئتك من بلد بعيد فل تيبن وال عز وجل‬
‫يقول ( ومن أضل من يدعو من دون ال من ل يستجيب له إل يوم القيامة وهم عن دعائهم‬
‫غافلون ) سورة الحقاف‪ 5/‬وقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من مات وهو يدعو من دون‬
‫ال ندا دخل النار ) رواه البخاري الفتح ‪ ، 8/176‬وبعضهم يلقون رؤوسهم عند القبور ‪،‬‬
‫وعند بعضهم كتب بعناوين مثل ‪" :‬مناسك حج الشاهد" ويقصدون بالشاهد القبور وأضرحة‬
‫الولياء ‪ ،‬وبعضهم يعتقد أن الولياء يتصرفون ف الكون وأنم يضرون وينفعون وال عز وجل‬
‫يقول ‪ ( :‬وإن يسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله ‪ )...‬سورة‬

‫‪11‬‬
‫يونس‪ ، 107/‬وكذلك من الشرك النذر لغي ال كما يفعل الذين ينذرون الشموع والنوار‬
‫لصحاب القبور ‪.‬‬

‫ــ ومن مظاهر الشرك الكب الذبح لغي ال وال يقول ‪ ( :‬فصل لربك وانر ) سورة الكوثر‪/‬‬
‫‪ 2‬أي انر ل وعلى اسم ال وقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬لعن ال من ذبح لغي ال )‬
‫رواه المام مسلم رحه ال ف صحيحه رقم ‪ 1978‬ط‪ .‬عبد الباقي ‪ ،‬وقد يتمع ف الذبيحة‬
‫مرمان وها الذبح لغي ال والذبح على غي اسم ال وكلها مانع للكل منها ‪ ،‬ومن ذبائح‬
‫الاهلية ‪ -‬الشائعة ف عصرنا ‪ " -‬ذبائح الن " وهي أنم كانوا إذا اشتروا دارا أو بنوها أو‬
‫حفروا بئرا ذبوا عندها أو على عتبتها ذبيحة خوفا من أذى الن ( انظر تيسي العزيز الميد‬
‫ط‪ .‬الفتاء ص ‪) 158 :‬‬

‫ــ ومن أمثلة الشرك الكب العظيمة الشائعة تليل ما حرم ال أو تري ما أحل ال أو اعتقاد‬
‫أن أحدا يلك الق ف ذلك غي ال عز وجل ‪ ،‬أو التحاكم إل الحاكم والقواني الاهلية عن‬
‫رضا واختيار واعتقاد بواز ذلك وقد ذكر ال عز وجل هذا الكفر الكب ف قوله ‪ ( :‬اتذوا‬
‫أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال ) التوبة‪ 31/‬ولا سع عدي بن حات نب ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يتلوها قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬إنم ل يكونوا يعبدونم قال ‪ ( :‬أجل ولكن يلون لم ما حرم ال‬
‫فيستحلونه ويرمون عليهم ما أحل ال فيحرمونه فتلك عبادتم لم ) رواه البيهقي السنن‬
‫الكبى ‪ 10/116‬وهو عند الترمذي برقم ‪ 3095‬وحسنه اللبان ف غاية الرام ص‪ ، 19:‬وقد‬
‫وصف ال الشركي بأنم ( ل يرمون ما حرم ال ورسوله ول يدينون دين الق ‪ ) ..‬سورة‬
‫التوبة‪ ، 29/‬وقال ال عز وجل ‪ ( :‬قل أرأيتم ما أنزل ال لكم من رزق فجعلتم منه حراما‬
‫وحلل قل آل أذن لكم أم على ال تفترون ) سورة يونس‪59/‬‬

‫ــ ومن أنواع الشرك النتشرة السحر والكهانة والعرافة ‪:‬‬

‫أما السحر فإنه كفر ومن السبع الكبائر الوبقات وهو يضر ول ينفع قال ال تعال عن تعلمه‬
‫( فيتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم ) البقرة‪ ، 102/‬وقال ( ول يفلح الساحر حيث أتى ) طه‪/‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ، 69‬والذي يتعاطى السحر كافر قال ال تعال ‪ ( :‬وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا‬
‫يعلمون الناس السحر وما أنزل على اللكي ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حت‬
‫يقول إنا نن فتنة فل تكفر ) البقرة‪102/‬‬

‫وحكم الساحر القتل وكسبه حرام خبيث ‪ ،‬والهال والظلمة وضعفاء اليان يذهبون إل‬
‫السحرة لعمل سحر يعتدون به على أشخاص أو ينتقمون منهم ومن الناس من يرتكب مرما‬
‫بلجوئه إل الساحر لفك السحر والواجب اللجوء إل ال والستشفاء بكلمه كالعوذات وغيها‬
‫‪.‬‬

‫أما الكاهن والعراف فكلها كافر بال العظيم لدعائهما معرفة الغيب ول يعلم الغيب إل ال‬
‫وكثي من هؤلء يستغفل السذج لخذ أموالم ويستعملون وسائل كثية من التخطيط ف الرمل‬
‫أو ضرب الودع أو قراءة الكف والفنجان أو كرة الكريستال والرايا وغي ذلك وإذا صدقوا‬
‫مرة كذبوا تسعا وتسعي مرة ولكن الغفلي ل يتذكرون إل الرة الت صدق فيها هؤلء الفاكون‬
‫فيذهبون إليهم لعرفة الستقبل والسعادة والشقاوة ف زواج أو تارة والبحث عن الفقودات‬
‫ونو ذلك وحكم الذي يذهب إليهم إن كان مصدقا با يقولون فهو كافر خارج عن اللة‬
‫والدليل قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل‬
‫على ممد " رواه المام أحد ‪ 2/429‬وهو ف صحيح الامع ‪ 5939‬أما إن كان الذي يذهب‬
‫إليهم غي مصدق بأنم يعلمون الغيب ولكنه يذهب للتجربة ونوها فإنه ل يكفر ولكن ل تقبل‬
‫له صلة أربعي يوما والدليل قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من أتى عرافا فسأله عن شئ ل تقبل‬
‫له صلة أربعي ليلة " صحيح مسلم ‪ ، 4/1751‬هذا مع وجوب الصلة والتوبة عليه ‪.‬‬

‫ــ العتقاد ف تأثي النجوم والكواكب ف الوادث وحياة الناس ‪:‬‬

‫عن زيد بن خالد الهن قال ‪ :‬صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الصبح بالديبية‬
‫ـ على أثر ساء كانت من الليلة ـ فلما انصرف أقبل على الناس فقال ‪ " :‬هل تدرون ماذا قال‬
‫ربكم ؟ " قالوا ‪ :‬ال ورسوله أعلم ‪ ،‬قال ‪ " :‬أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر ‪ ،‬فأما من قال‬

‫‪13‬‬
‫مطرنا بفضل ال ورحته فذلك مؤمن ب وكافر بالكوكب ‪ .‬وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك‬
‫كافر ب ومؤمن بالكوكب " رواه البخاري أنظر فتح الباري ‪ . 2/333‬ومن ذلك اللجوء إل‬
‫أبراج الظ ف الرائد والجلت فإن اعتقد ما فيها من أثر النجوم والفلك فهو مشرك وإن‬
‫قرأها للتسلية فهو عاص آث لنه ل يوز التسلي بقراءة الشرك بالضافة لا قد يلقي الشيطان ف‬
‫نفسه من العتقاد با فتكون وسيلة للشرك ‪.‬‬

‫ــ ومن الشرك اعتقاد النفع ف أشياء ل يعلها الالق عز وجل كذلك كما يعتقد بعضهم ف‬
‫التمائم والعزائم الشركية وأنواع من الرز أو الودع أو اللق العدنية وغيها بناء على إشارة‬
‫الكاهن أو الساحر أو اعتقاد متوارث فيعلقونا ف رقابم أو على أولدهم لدفع العي بزعمهم أو‬
‫يربطونا على أجسادهم أو يعلقونا ف سياراتم وبيوتم أو يلبسون خوات بأنواع من الفصوص‬
‫يعتقدون فيها أمورا معينة من رفع البلء أو دفعه وهذا لشك يناف التوكل على ال ول يزيد‬
‫النسان إل وهنا وهو من التداوي بالرام وهذه التمائم الت تعلق ف كثي منها شرك جلي‬
‫واستغاثة ببعض الن والشياطي أو رسوم غامضة أو كتابات غي مفهومة وبعض الشعوذين‬
‫يكتبون آيات من القرآن ويلطونا بغيها من الشرك وبعضهم يكتب آيات القرآن بالنجاسات‬
‫أو بدم اليض وتعليق كل ما تقدم أو ربطه حرام لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬من علق تيمة‬
‫فقد أشرك ) رواه أحد ‪ 4/156‬وهو ف السلسلة الصحيحة رقم ‪. 492‬‬

‫وفاعل ذلك إن اعتقد أن هذه الشياء تنفع أو تضر من دون ال فهو مشرك شركا أكب ‪ ،‬وإن‬
‫اعتقد أنا سبب للنفع أو الضرر ‪ ،‬وال ل يعلها سببا ‪ ،‬فهو مشرك شركا أصغر وهذا يدخل ف‬
‫شرك السباب‬

‫ــ الرياء بالعبادات ‪:‬‬

‫من شروط العمل الصال أن يكون خالصا من الرياء مقيدا بالسنة والذي يقوم بعبادة لياه الناس‬
‫فهو مشرك وعمله حابط كمن صلى لياه الناس ‪ ،‬قال ال تعال ‪ ( :‬إن النافقي يادعون ال‬
‫وهو خادعهم وإذا قاموا إل الصلة قاموا كسال يراءون الناس ول يذكرون ال إل قليل )‬

‫‪14‬‬
‫النساء‪ ، 142 /‬وكذلك إذا عمل العمل لينتقل خبه ويتسامع به الناس فقد وقع ف الشرك وقد‬
‫ورد الوعيد لن يفعل ذلك كما جاء ف حديث ابن عباس رضي ال عنهما مرفوعا ‪ " :‬من سع‬
‫سع ال به ومن راءى راءى ال به " رواه مسلم ‪ . 4/2289‬ومن عمل عبادة قصد با ال‬
‫والناس فعمله حابط كما جاء ف الديث القدسي ‪ " :‬أنا أغن الشركاء عن الشرك ‪ ،‬من عمل‬
‫عمل أشرك فيه معي غيي تركته وشركه " رواه مسلم رقم ‪2985‬‬

‫ومن ابتدأ العمل ل ث طرأ عليه الرياء فإن كرهه وجاهده ودافعه صح عمله وإن استروح إليه‬
‫وسكنت إليه نفسه فقد نص أكثر أهل العلم على بطلنه ‪.‬‬

‫ــ الطية ‪:‬‬

‫وهي التشاؤم قال تعال ‪ ( :‬فإذا جاءتم السنة قالوا لنا هذه ‪ ،‬وإن تصبهم سيئة يطيوا بوسى‬
‫ومن معه ) العراف‪. 131/‬‬

‫وكانت العرب إذا أراد أحدهم أمرا كسفر وغيه أمسك بطائر ث أرسله فإن ذهب يينا تفاءل‬
‫ومضى ف أمره وإن ذهب شال تشاءم ورجع عما أراد وقد بي النب صلى ال عليه وسلم حكم‬
‫هذا العمل بقوله ‪ " :‬الطية شرك " رواه المام أحد ‪ 1/389‬وهو ف صحيح الامع ‪. 3955‬‬

‫وما يدخل ف هذا العتقاد الحرم الناف للتوحيد ‪ :‬التشاؤم بالشهور كترك النكاح ف شهر صفر‬
‫‪ ،‬وباليام كاعتقاد أن آخر أربعاء من كل شهر يوم نس مستمر أو الرقام كالرقم ‪ 13‬أو‬
‫الساء أو أصحاب العاهات كما إذا ذهب ليفتح دكانه فرأى أعور ف الطريق فتشاءم ورجع‬
‫ونو ذلك فهذا كله حرام ومن الشرك وقد برئ النب صلى ال عليه وسلم من هؤلء فعن‬
‫عمران بن حصي مرفوعا ‪ " :‬ليس منا من تطي ول تطي له ول تكهن ول تكهن له ( وأظنه قال‬
‫‪ ):‬أو سحر أو سحر له " رواه الطبان ف الكبي ‪ 18/162‬انظر صحيح الامع ‪ . 5435‬ومن‬
‫وقع ف شئ من ذلك فكفارته ما جاء ف حديث عبدال بن عمرو قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬من ردته الطية من حاجة فقد أشرك قالوا يا رسول ال ما كفارة ذلك قال أن‬

‫‪15‬‬
‫يقول أحدهم ‪ " :‬اللهم ل خي إل خيك ول طي إل طيك ول إله غيك " رواه المام أحد‬
‫‪ 2/220‬السلسلة الصحيحة ‪. 1065‬‬

‫والتشاؤم من طبائع النفوس يقل ويكثر وأهم علج له التوكل على ال عز وجل كما ف قول‬
‫ابن مسعود ‪ " :‬وما منا إل ( أي ‪ :‬إل ويقع ف نفسه شئ من ذلك ) ولكن ال يذهبه بالتوكل "‬
‫رواه أبو داود رقم ‪ 3910‬وهو ف السلسلة الصحيحة ‪. 430‬‬

‫ــ اللف بغي ال تعال ‪:‬‬

‫ال سبحانه وتعال يقسم با شاء من ملوقاته وأما الخلوق فل يوز له أن يقسم بغي ال وما‬
‫يري على ألسنة كثي من الناس اللف بغي ال واللف نوع من التعظيم ل يليق إل بال عن‬
‫ابن عمر مرفوعا ‪ " :‬أل إن ال ينهاكم أن تلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت‬
‫" رواه البخاري انظر الفتح ‪ . 11/530‬وعن ابن عمر مرفوعا ‪ " :‬من حلف بغي ال فقد أشرك‬
‫" رواه المام أحد ‪ 2/125‬انظر صحيح الامع ‪ . 6204‬وقال النب صلى ال عليه وسلم ‪" :‬‬
‫من حلف بالمانة فليس منا " رواه أبو داود ‪ 3253‬وهو ف السلسلة الصحيحة رقم ‪. 94‬‬

‫فل يوز اللف بالكعبة ول بالمانة ول بالشرف ول بالعون ول ببكة فلن ول بياة فلن ول‬
‫باه النب ول باه الول ول بالباء والمهات ول برأس الولد كل ذلك حرام ومن وقع ف‬
‫شيء من هذا فكفارته أن يقول ل إله إل ال كما جاء ف الديث الصحيح ‪ " :‬من حلف فقال‬
‫ف حلفه باللت والعزى فليقل ل إله إل ال ‪ " ..‬رواه البخاري فتح ‪11/536‬‬

‫وعلى منوال هذا الباب أيضا عدد من اللفاظ الشركية والحرمة الت يتفوه با بعض السلمي‬
‫ومن أمثلتها ‪ :‬أعوذ بال وبك ـ أنا متوكل على ال وعليك ـ هذا من ال ومنك ـ مال إل‬
‫ال وأنت ـ ال ل ف السماء وأنت ل ف الرض ـ لول ال وفلن ـ أنا بريئ من السلم ـ‬
‫يا خيبة الدهر ( وكذا كل عبارة فيها سب الدهر مثل هذا زمان سوء وهذه ساعة نس والزمن‬
‫غدار ونو ذلك وذلك لن سب الدهر يرجع على ال الذي خلق الدهر ) ـ شاءت الطبيعة ـ‬
‫كل الساء العبدة لغي ال كعبد السيح وعبد النب وعبد الرسول وعبد السي‬
‫‪16‬‬
‫ومن الصطلحات والعبارات الادثة الخالفة للتوحيد كذلك ‪ :‬اشتراكية السلم ـ ديوقراطية‬
‫السلم ـ إرادة الشعب من إرادة ال ـ الدين ل والوطن للجميع ـ باسم العروبة ـ باسم‬
‫الثورة ‪.‬‬

‫ومن الحرمات إطلق لفظة ملك اللوك وما ف حكمها كقاضي القضاة على أحد من البشر ـ‬
‫إطلق لفظة سيد وما ف معناها على النافق والكافر ( سواء كان باللغة العربية أو بغيها) ـ‬
‫استخدام حرف لو الذي يدل على التسخط والتندم والتحسر ويفتح عمل الشيطان ـ قول‬
‫اللهم اغفر ل إن شئت ـ [ وللتوسع انظر معجم الناهي اللفظية ‪ :‬بكر أبو زيد ]‬

‫اللوس مع النافقي أو الفساق استئناسا بم أو إيناسا لم ‪:‬‬

‫يعمد كثي من الذين ل يتمكن اليان من قلوبم إل مالسة بعض أهل الفسق والفجور بل ربا‬
‫جالسوا بعض الذين يطعنون ف شريعة ال ويستهزئون بدينه وأوليائه ولشك أن هذا عمل مرم‬
‫يقدح ف العقيدة قال ال تعال ‪ ( :‬وإذا رأيت الذين يوضون ف آياتنا فأعرض عنهم حت‬
‫يوضوا ف حديث غيه وإما ينسينك الشيطان فل تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالي ) النعام‪/‬‬
‫‪68‬‬
‫فل يوز اللوس معهم ف هذه الالة وإن اشتدت قرابتهم أو لطف معشرهم وعذبت ألسنتهم‬
‫إل لن أراد دعوتم أو رد باطلهم أو النكار عليهم أما الرضا أو السكوت فل ‪ ،‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫( فإن ترضوا عنهم فإن ال ل يرضى عن القوم الفاسقي ) التوبة‪96/‬‬

‫ترك الطمأنينة ف الصلة ‪:‬‬

‫من أكب جرائم السرقة السرقة من الصلة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " أسوأ الناس‬
‫سرقة الذي يسرق من صلته قالوا يا رسول ال ‪ :‬وكيف يسرق من صلته قال ‪ :‬ل يتم ركوعها‬
‫ول سجودها " رواه المام أحد ‪ 5/310‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 997‬وإن ترك الطمأنينة‬
‫وعدم استقرار الظهر ف الركوع والسجود وعدم إقامته بعد الرفع من الركوع واستوائه ف‬
‫اللسة بي السجدتي كل ذلك مشهور ومشاهد ف جاهي الصلي ول يكاد يلو مسجد من‬
‫‪17‬‬
‫ناذج من الذين ل يطمئنون ف صلتم ‪ .‬والطمأنينة ركن والصلة ل تصح بدونا والمر خطي‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " ل تزئ صلة الرجل حت يقيم ظهره ف الركوع‬
‫والسجود" رواه أبو داود ‪ 1/533‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 7224‬ول شك أن هذا منكر‬
‫يستحق صاحبه الزجر والوعيد ‪ ،‬عن أب عبد ال الشعري قال صلى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بأصحابه ث جلس ف طائفة منهم فدخل رجل فقام يصلي فجعل يركع وينقر ف سجوده‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬أترون هذا ؟ من مات على هذا مات على غي ملة ممد ينقر‬
‫صلته كما ينقر الغراب الدم ‪ ،‬إنا مثل الذي يركع وينقر ف سجوده كالائع ل يأكل إل التمرة‬
‫والتمرتي فماذا تغنيان عنه " رواه ابن خزية ف صحيحه ‪ 1/332‬وانظر صفة صلة النب‬
‫لللبان ‪ ، 131‬وعن زيد بن وهب قال رأى حذيفة رجل ل يتم الركوع والسجود قال ‪ :‬ما‬
‫صليت ولو مت مت على غي الفطرة الت فطر ال ممدا صلى ال عليه وسلم رواه البخاري‬
‫انظر الفتح ‪ . 2/274‬وينبغي على من ترك الطمأنينة ف الصلة إذا علم بالكم أن يعيد فرض‬
‫الوقت الذي هو فيه ويتوب إل ال عما مضى ول تلزمه إعادة الصلوات السابقة كما دل عليه‬
‫حديث ارجع فصل فإنك ل تصل ‪.‬‬

‫العبث وكثرة الركة ف الصلة ‪:‬‬

‫وهذه آفة ل يكاد يسلم منها أعداد من الصلي لنم ل يتثلون أمر ال ( وقوموا ل قانتي )‬
‫البقرة‪ ، 238/‬ول يعقلون قول ال ( قد أفلح الؤمنون ‪ ،‬الذين هم ف صلتم خاشعون )‬
‫الؤمنون‪ ، 2-1/‬ولا سئل صلى ال عليه وسلم عن تسوية التراب ف السجود قال " ل تسح‬
‫وأنت تصلي فإن كنت ل بد فاعل فواحدة تسوية الصى " رواه أبو داود ‪ 1/581‬وهو ف‬
‫صحيح الامع ‪ ، 7452‬وقد ذكر أهل العلم أن الركة الكثية التوالية بغي حاجة تبطل الصلة‬
‫فكيف بالعابثي ف صلواتم يقفون أمام ال وأحدهم ينظر ف ساعته أو يعدل ثوبه أو يلقم إصبعه‬
‫أنفه ويرمى ببصره يينا وشال وإل السماء ول يشى أن يطف بصره وأن يتلس الشيطان من‬
‫صلته ‪.‬‬

‫سبق الأموم إمامه ف الصلة عمدا ‪:‬‬


‫‪18‬‬
‫النسان من طبعه العجلة ( وكان النسان عجول ) السراء‪ ، 11/‬وقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ( التأن من ال والعجلة من الشيطان ) رواه البيهقي ف السنن الكبى ‪ 10/104‬وهو ف‬
‫السلسلة ‪ . 1795‬وكثيا ما يلحظ الرء وهو ف الماعة عددا من الصلي عن يينه أو شاله بل‬
‫ربا يلحظ ذلك على نفسه أحيانا مسابقة المام بالركوع أو السجود وف تكبيات النتقال‬
‫عموما وحت ف السلم من الصلة وهذا العمل الذي ل يبدو ذا أهية عند الكثيين قد جاء فيه‬
‫الوعيد الشديد عن النب صلى ال عليه وسلم بقوله ‪ " :‬أما يشى الذي يرفع رأسه قبل المام أن‬
‫يول ال رأسه رأس حار " رواه مسلم ‪. 321-1/320‬‬

‫وإذا كان الصلي مطالبا بالتيان إل الصلة بالسكينة والوقار فكيف بالصلة ذاتا وقد تتلط‬
‫عند بعض الناس مسابقة المام بالتخلف عنه فليعلم أن الفقهاء رحهم ال قد ذكروا ضابطا‬
‫حسنا ف هذا وهو أنه ينبغي على الأموم الشروع ف الركة حي تنقطع تكبية المام فإذا انتهى‬
‫من ( راء ) ال أكب يشرع الأموم ف الركة ل يتقدم عن ذلك ول يتأخر وبذلك ينضبط المر‬
‫وقد كان صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم رضي ال عنهم ف غاية الرص على عدم‬
‫استباق النب صلى ال عليه وسلم فيقول أحدهم وهو الباء بن عازب رضي ال عنه إنم كانوا‬
‫يصلون خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم فإذا رفع رأسه من الركوع ل أر أحدا ين ظهره‬
‫حت يضع رسول ال صلى ال عليه وسلم جبهته على الرض ث ير من وراءه سجدا ) رواه‬
‫مسلم رقم ‪ 474‬ط‪ .‬عبد الباقي ‪.‬‬

‫ولا كب النب صلى ال عليه وسلم وصار ف حركته نوع من البطء نبه الصلي خلفه فقال ( يا‬
‫أيها الناس إن قد بدنت فل تسبقون بالركوع والسجود ‪ ) ..‬رواه البيهقي ‪ 2/93‬وحسنه ف‬
‫إرواء الغليل ‪ ، 290 /2‬وعلى المام أن يعمل بالسنة ف التكبي إذا صلى وهو ما جاء ف‬
‫حديث أب هريرة رضي ال عنه ‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا قام إل الصلة يكب‬
‫حي يقوم ث يكب حي يركع ‪ ..‬ث يكب حي يهوي ث يكب حي يرفع رأسه ث يكب حي يسجد‬
‫ث يكب حي يرفع رأسه ث يفعل ذلك ف الصلة كلها حت يقضيها ويكب حي يقوم من الثنتي‬

‫‪19‬‬
‫بعد اللوس ) رواه البخاري رقم ‪ 756‬ط‪ .‬البغا ‪ ،‬فإذا جعل المام تكبيه مرافقا ومقترنا‬
‫بركته وحرص الأموم على اللتزام بالكيفية السابق ذكرها صلح أمر الماعة ف صلتم ‪.‬‬

‫إتيان السجد لن أكل بصل أو ثوما أو ما له رائحة كريهة ‪- :‬‬

‫قال ال تعال ‪ ( :‬يا بن آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ‪ ) ...‬العراف‪31/‬‬

‫عن جابر قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من أكل ثوما أو بصل فليعتزلنا أو قال ‪:‬‬
‫فليعتزل مسجدنا وليقعد ف بيته " رواه البخاري انظر الفتح ‪ ، 2/339‬وف رواية لسلم " من‬
‫أكل البصل والثوم والكراث فل يقربن مسجدنا فإن اللئكة تتأذى ما يتأذى منه بنو آدم " رواه‬
‫مسلم رواه ‪ . 1/395‬وخطب عمر بن الطاب الناس يوم المعة فقال ف خطبته ‪ " :‬ث إنكم‬
‫أيها الناس تأكلون شجرتي ل أراها إل خبيثتي ‪ :‬هذا البصل والثوم لقد رأيت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إذا وجد ريهما من الرجل ف السجد أمر به فأخرج إل البقيع فمن أكلها‬
‫فليمتهما طبخا " رواه مسلم ‪. 1/396‬‬

‫ويدخل ف هذا الباب الذين يدخلون الساجد بعد أعمالم مباشرة والروائح الكريهة تنبعث من‬
‫آباطهم وجواربم ‪.‬‬

‫وأسوأ من هذا الدخنون الذين يتعاطون التدخي الحرم ث يدخلون الساجد يؤذون عباد ال من‬
‫اللئكة والصلي ‪.‬‬

‫الزنا ‪:‬‬

‫لا كان من مقاصد الشريعة حفظ العرض وحفظ النسل جاء فيها تري الزنا قال ال تعال ‪:‬‬
‫( ول تقربوا الزن إنه كان فاحشة وساء سبيل ) السراء‪ ، 32/‬بل وسدت الشريعة جيع‬
‫الذرائع والطرق الوصلة إليه بالمر بالجاب وغض البصر وتري اللوة بالجنبية وغي ذلك ‪.‬‬

‫والزان الحصن يعاقب بأشنع عقوبة وأشدها وهي رجه بالجارة حت يوت ليذوق وبال أمره‬
‫وليتأل كل جزء من جسده كما استمتع به ف الرام والزان الذي ل يسبق له الوطء ف نكاح‬
‫‪20‬‬
‫صحيح يلد بأكثر عدد ف اللد ورد ف الدود الشرعية وهو مائة جلدة مع ما يصل له من‬
‫الفضيحة بشهادة طائفة من الؤمني لعذابه والزي بإبعاده عن بلده وتغريبه عن مكان الرية‬
‫عاما كامل ‪.‬‬

‫وعذاب الزناة والزوان ف البزخ أنم يكونون ف تنور أعله ضيق وأسفله واسع يوقد تته نار‬
‫يكونون فيه عراة فإذا أوقدت عليهم النار صاحوا وارتفعوا حت يكادوا أن يرجوا فإذا أخدت‬
‫رجعوا فيها وهكذا يفعل بم إل قيام الساعة ‪.‬‬

‫ويزداد المر قبحا إذا كان الرجل مستمرا ف الزنا مع تقدمه ف السن وقربه من القب وإمهال ال‬
‫له فعن أب هريرة مرفوعا ‪ " :‬ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ول يزكيهم ول ينظر إليهم ولم‬
‫عذاب أليم ‪ :‬شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكب " رواه مسلم ‪ . 103-1/102‬ومن شر‬
‫الكاسب مهر البغي وهو ما تأخذه مقابل الزنا ‪ ،‬والزانية الت تسعى بفرجها مرومة من إجابة‬
‫الدعوة عندما تفتح أبواب السماء ف نصف الليل [ الديث ف صحيح الامع ‪، 2971‬‬
‫وليست الاجة والفقر عذرا شرعيا مطلقا لنتهاك حدود ال وقديا قالوا توع الرة ول تأكل‬
‫بثدييها فكيف بفرجها ‪.‬‬

‫وف عصرنا فتح كل باب إل الفاحشة وسهل الشيطان الطريق بكره ومكر أوليائه واتبعه العصاة‬
‫والفجرة ففشا التبج والسفور وعم انفلت البصر والنظر الحرم وانتشر الختلط وراجت‬
‫ملت النا وأفلم الفحش وكثر السفر إل بلد الفجور وقام سوق تارة الدعارة وكثر انتهاك‬
‫العراض وازداد عدد أولد الرام وحالت قتل الجنة فنسألك اللهم رحتك ولطفك وسترك‬
‫وعصمة من عندك تعصمنا با من الفواحش ونسألك أن تطهر قلوبنا وتصن فروجنا وأن تعل‬
‫بيننا وبي الرام برزخا وحجرا مجورا ‪.‬‬

‫اللواط ‪-:‬‬

‫‪21‬‬
‫كانت جرية قوم لوط هي إتيان الذكران من الناس قال ال تعال ‪ ( :‬ولوطا إذ قال لقومه إنكم‬
‫لتأتون الفاحشة ما سبقكم با من أحد من العالي ‪ .‬أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل‬
‫وتأتون ف ناديكم النكر ) العنكبوت‪. 29/‬‬

‫ولشناعة هذه الرية وقبحها وخطورتا عاقب ال مرتكبيها بأربعة أنواع من العقوبات ل يمعها‬
‫على قوم غيهم وهي أنه طمس أعينهم وجعل عاليها سافلها وأمطرهم بجارة من سجيل‬
‫منضود وأرسل عليهم الصيحة‬

‫وف هذه الشريعة صار القتل بالسيف ـ على الراجح ـ هو عقوبة الفاعل والفعول به إذا كان‬
‫عن رضا واختيار فعن ابن عباس مرفوعا ‪ " :‬من وجدتوه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل‬
‫والفعول به " رواه المام أحد ‪ 1/300‬وهو ف صحيح الامع ‪. 6565‬‬

‫وما ظهر ف زماننا من الطواعي وأنواع المراض الت ل تكن ف أسلفنا الذين مضوا بسبب‬
‫الفاحشة كمرض اليدز القاتل يدل على شئ من حكمة الشارع ف تعيي هذه العقوبة البليغة ‪.‬‬

‫امتناع الرأة من فراش زوجها بغي عذر شرعي ‪:‬‬

‫عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬إذا دعا الرجل امرأته إل‬
‫فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها اللئكة حت تصبح " رواه البخاري انظر الفتح ‪6/314‬‬
‫‪.‬‬

‫وكثي من النساء إذا صار بينها وبي زوجها خلف تعاقبه ‪ -‬بظنها ‪ -‬بنعه حقه ف الفراش وقد‬
‫يترتب على هذا مفاسد عظيمة منها وقوع الزوج ف الرام وقد تنعكس عليها المور فيفكر‬
‫جادا ف الزواج عليها‬

‫فعلى الزوجة أن تسارع بإجابة زوجها إذا طلبها امتثال لقوله عليه الصلة والسلم ‪ " :‬إذا دعا‬
‫الرجل امرأته إل فراشه فلتجب وإن كانت على ظهر قتب " انظر زوائد البزار ‪ 2/181‬وهو ف‬

‫‪22‬‬
‫صحيح الامع ‪ 547‬والقتب ما يوضع على ظهر المل للركوب ‪ .‬وعلى الزوج أن يراعي‬
‫زوجته إذا كانت مريضة أو حامل أو مكروبة حت يدوم الوفاق ول يقع الشقاق ‪.‬‬

‫طلب الرأة الطلق من زوجها لغي سبب شرعي ‪-:‬‬

‫تسارع كثي من النساء إل طلب الطلق من أزواجهن عند حصول أدن خلف أو تطالب‬
‫الزوجة بالطلق إذا ل يعطها الزوج ما تريد من الال وقد تكون مدفوعة من قبل بعض أقاربا أو‬
‫جاراتا من الفسدات وقد تتحدى زوجها بعبارات مثية للعصاب كقولا إن كنت رجل‬
‫فطلقن ومن العلوم أنه يترتب على الطلق مفاسد عظيمة من تفكك السرة وتشرد الولد وقد‬
‫تندم حي ل ينفع الندم ولذا وغيه تظهر الكمة ف الشريعة لا جاءت بتحري ذلك فعن ثوبان‬
‫رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬أيا امرأة سألت زوجها الطلق من غي ما بأس فحرام عليها رائحة‬
‫النة " رواه أحد ‪ 5/277‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 2703‬وعن عقبة بن عامر رضي ال عنه‬
‫مرفوعا ‪ " :‬إن الختلعات والنتزعات هن النافقات " رواه الطبان ف الكبي ‪ 17/339‬وهو ف‬
‫صحيح الامع ‪ . 1934‬أما لو قام سبب شرعي كترك الصلة أو تعاطي السكرات والخدرات‬
‫من قبل الزوج أو أنه يبها على أمر مرم أو يظلمها بتعذيبها أو بنعها من حقوقها الشرعية مثل‬
‫ول ينفع النصح ول تد ماولت الصلح فل يكون على الرأة حينئذ من بأس إن هي طلبت‬
‫الطلق لتنجو بدينها ونفسها ‪.‬‬

‫الظهار ‪-:‬‬

‫من ألفاظ الاهلية الول النتشرة ف هذه المة الوقوع ف الظهار كأن يقول الزوج لزوجته أنت‬
‫علي كظهر أمي أو أنت حرام علي كحرمة أخت ونو ذلك من اللفاظ الشنيعة الت استبشعتها‬
‫الشريعة لا فيها من ظلم الرأة وقد وصف ال ذلك بقوله سبحانه ‪ (:‬الذين يظاهرون منكم من‬
‫نسائهم ما هن أمهاتم إن أمهاتم إل اللئي ولدنم وإنم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن‬
‫ال لعفو غفور ) الجادلة‪2/‬‬

‫‪23‬‬
‫وجعلت الشريعة الكفارة ف ذلك مغلظة مشابة لكفارة قتل الطأ وماثلة لكفارة الماع ف نار‬
‫رمضان ل يوز للمظاهر من زوجته أن يقربا إل إذا أتى بالكفارة فقال ال تعال ‪ ( :‬والذين‬
‫يظاهرون من نسائهم ث يعودون لا قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به وال‬
‫با تعملون خبي ‪ .‬فمن ل يد فصيام شهرين متتابعي من قبل أن يتماسا فمن ل يستطع فإطعام‬
‫ستي مسكينا ذلك لتؤمنوا بال ورسوله وتلك حدود ال وللكافرين عذاب أليم ) الجادلة‪4-3/‬‬
‫‪.‬‬

‫وطء الزوجة ف حيضها ‪-:‬‬

‫قال تعال ‪ ( :‬ويسألونك عن الحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء ف الحيض ول تقربوهن حت‬
‫يطهرن) البقرة‪ ، 222/‬فل يل له أن يأتيها حت تغتسل بعد طهرها لقوله تعال ‪ ( :‬فإذا تطهرن‬
‫فأتوهن من حيث أمركم ال ‪ ) ..‬البقرة‪ ، 222/‬ويدل على شناعة هذه العصية قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬من أتى حائضا أو امرأة ف دبرها أو كاهنا فقد كفر با أنزل على ممد " رواه‬
‫الترمذي عن أب هريرة ‪ 1/243‬وهو ف صحيح الامع ‪. 5918‬‬

‫ومن فعل ذلك خطأ دون تعمد وهو ل يعلم فليس عليه شيء ومن فعله عامدا عالا فعليه الكفارة‬
‫ف قول بعض أهل العلم من صحح حديث الكفارة وهي دينار أو نصف دينار ‪ ،‬قال بعضهم هو‬
‫مي فيهما وقال بعضهم إذا أتاها ف أول حيضها ف فورة الدم فعليه دينار وإن أتاها ف آخر‬
‫حيضها إذا خف الدم أو قبل اغتسالا من اليض فعليه نصف دينار والدينار بالتقدير التداول‬
‫‪ 25,4‬غراما من الذهب يتصدق با أو بقيمتها من الوراق النقدية ‪.‬‬

‫إتيان الرأة ف دبرها ‪:‬‬

‫بعض الشاذين من ضعاف اليان ل يتورع عن إتيان زوجته ف دبرها ( ف موضع خروج‬
‫الغائط ) وهذا من الكبائر وقد لعن النب صلى ال عليه وسلم من فعل هذا فعن أب هريرة رضي‬
‫ال عنه مرفوعا ‪ " :‬ملعون من أتى امرأة ف دبرها " رواه المام أحد ‪ 2/479‬وهو ف صحيح‬
‫الامع ‪ ، 5865‬بل إن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من أتى حائضا أو امرأة ف دبرها أو‬
‫‪24‬‬
‫كاهنا فقد كفر با أنزل على ممد " رواه الترمذي برقم ‪ 1/243‬وهو ف صحيح الامع‬
‫‪ . 5918‬ورغم أن عددا من الزوجات من صاحبات الفطر السليمة يأبي ذلك إل أن بعض‬
‫الزواج يهدد بالطلق إذا ل تطعه ‪ ،‬وبعضهم قد يدع زوجته الت تستحي من سؤال أهل العلم‬
‫فيوهها بأن هذا العمل حلل وقد يستدل لا بقوله تعال ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أن‬
‫شئتم ) البقرة‪ ، 223/‬ومعلوم أن السنة تبي القرآن وقد جاء فيها أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أخب بأنه يوز أن يأتيها كيف شاء من المام واللف مادام ف موضع الولد ول يفى أن الدبر‬
‫ومكان الغائط ليس موضعا للولد ‪ .‬ومن أسباب هذه الرية الدخول إل الياة الزوجية النظيفة‬
‫بوروثات جاهلية قذرة من مارسات شاذة مرمة أو ذاكرة مليئة بلقطات من أفلم الفاحشة دون‬
‫توبة إل ال ‪ .‬ومن العلوم أن هذا الفعل مرم حت لو وافق الطرفان فإن التراضي على الرام ل‬
‫يصيه حلل ‪.‬‬

‫عدم العدل بي الزوجات ‪-:‬‬

‫ما وصانا ال به ف كتابه العزيز العدل بي الزوجات قال ال تعال ‪ ( :‬ولن تستطيعوا أن تعدلوا‬
‫بي النساء ولو حرصتم فل تيلوا كل اليل فتذروها كالعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن ال كان‬
‫غفورا رحيما ) النساء‪ ، 129/‬فالعدل الطلوب هو أن يعدل ف البيت وأن يقوم لكل واحدة‬
‫بقها ف النفقة والكسوة وليس العدل ف مبة القلب لن العبد ل يلكها وبعض الناس إذا اجتمع‬
‫عنده أكثر من زوجة ينحاز إل واحدة ويهمل الخرى فيبيت عند واحدة أكثر أو ينفق عليها‬
‫ويذر الخرى وهذا مرم وهو يأت يوم القيامة بال جاء وصفها عن أب هريرة رضي ال عنه عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬من كانت له امرأتان فمال إل إحداها جاء يوم القيامة وشقه‬
‫مائل " رواه أبو داود ‪ 2/601‬وهو ف صحيح الامع ‪. 6491‬‬

‫اللوة بالجنبية ‪-:‬‬

‫الشيطان حريص على فتنة الناس وإيقاعهم ف الرام ولذلك حذرنا ال سبحانه بقوله ‪ ( :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والنكر‬

‫‪25‬‬
‫‪ ..‬الية) النور‪ ، 21/‬والشيطان يري من ابن آدم مرى الدم ومن سبل الشيطان ف اليقاع ف‬
‫الفاحشة اللوة بالجنبية ولذلك سدت الشريعة هذا الطريق كما ف قوله صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" ل يلون رجل بامرأة إل كان ثالثهما الشيطان " رواه الترمذي ‪ 3/474‬انظر مشكاة الصابيح‬
‫‪ . 3118‬وعن ابن عمر رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل يدخلن رجل‬
‫بعد يومي هذا على مغيبة إل ومعه رجل أو اثنان " رواه مسلم ‪ . 4/1711‬فل يوز لرجل أن‬
‫يتلي ف بيت أو حجرة أو سيارة بامرأة أجنبية عنه كزوجة أخيه أو الادمة أو مريضة مع طبيب‬
‫ونو ذلك وكثي من الناس يتساهلون ف هذا إما ثقة بنفسه أو بغيه فيترتب على ذلك الوقوع‬
‫ف الفاحشة أو مقدماتا وتزداد مأساة اختلط النساب وأولد الرام ‪.‬‬

‫مصافحة الرأة الجنبية ‪:‬‬

‫وهذا ما طغت فيه بعض العراف الجتماعية على شريعة ال ف الجتمع وعل فيه باطل عادات‬
‫الناس وتقاليدهم على حكم ال حت لو خاطبت أحدهم بكم الشرع وأقمت الجة وبينت‬
‫الدليل اتمك بالرجعية والتعقيد وقطع الرحم والتشكيك ف النوايا السنة ‪ ...‬ال‪ ،‬وصارت‬
‫مصافحة بنت العم وبنت العمة وبنت الال وبنت الالة وزوجة الخ وزوجة العم وزوجة الال‬
‫أسهل ف متمعنا من شرب الاء ولو نظروا بعي البصية ف خطورة المر شرعا ما فعلوا ذلك ‪.‬‬
‫قال الصطفى صلى ال عليه وسلم " لن يطعن ف رأس أحدكم بخيط من حديد خي له من أن‬
‫يس امرأة ل تل له " رواه الطبان ‪ 20/212‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 4921‬ول شك أن‬
‫هذا من زنا اليد كما قال صلى ال عليه وسلم " العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلن تزنيان‬
‫والفرج يزن " رواه المام أحد ‪ 1/412‬وهو ف صحيح الامع ‪ ، 4126‬وهل هناك أطهر قلبا‬
‫من ممد صلى ال عليه وسلم ومع ذلك قال " إن ل أصافح النساء" رواه المام أحد ‪6/357‬‬
‫وهو ف صحيح الامع ‪ ، 2509‬وقال أيضا " إن ل أمس أيدي النساء" رواه الطبان ف الكبي‬
‫‪ 24/342‬وهو ف صحيح الامع ‪ 7054‬وانظر الصابة ‪ 4/354‬ط‪ .‬دار الكتاب العرب ‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي ال عنها قالت ‪ :‬ول وال ما مست يد رسول ال صلى ال عليه وسلم يد‬

‫‪26‬‬
‫امرأة قط غي أنه يبايعهن بالكلم [ رواه مسلم ‪ . ] 3/1489‬أل فليتق ال أناس يهددون‬
‫زوجاتم الصالات بالطلق إذا ل يصافحن إخوانم ‪.‬‬

‫وينبغي العلم بأن وضع حائل والصافحة من وراء ثوب ل تغن شيئا فهو حرام ف الالي ‪.‬‬

‫تطيب الرأة عند خروجها ومرورها بعطرها على الرجال ‪:‬‬

‫وهذا ما فشا ف عصرنا رغم التحذير الشديد من النب صلى ال عليه وسلم بقوله " أيا امرأة‬
‫استعطرت ث مرت على القوم ليجدوا ريها فهي زانية " رواه المام أحد ‪ 4/418‬انظر صحيح‬
‫الامع ‪ . 105‬وعند بعض النساء غفلة أو استهانة يعلها تتساهل بذا المر عند السائق والبائع‬
‫وبواب الدرسة ‪ ،‬بل إن الشريعة شددت على من وضعت طيبا بأن تغتسل كغسل النابة إذا‬
‫أرادت الروج ولو إل السجد ‪ .‬قال صلى ال عليه وسلم " أيا امرأة تطيبت ث خرجت إل‬
‫السجد ليوجد ريها ل يقبل منها صلة حت تغتسل اغتسالا من النابة " رواه المام أحد‬
‫‪ 2/444‬وانظر صحيح الامع ‪ . 2703‬فإل ال الشتكى من البخور والعود ف العراس‬
‫وحفلت النساء قبل خروجهن واستعمال هذه العطورات ذات الروائح النفاذة ف السواق‬
‫ووسائل النقل ومتمعات الختلط وحت ف الساجد ف ليال رمضان وقد جاءت الشريعة بأن‬
‫طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريه نسأل ال أن ل يقتنا وأن ل يؤاخذ الصالي والصالات‬
‫بفعل السفهاء والسفيهات وأن يهدي الميع إل صراطه الستقيم ‪.‬‬

‫سفر الرأة بغي مرم ‪:‬‬

‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " ل يل لمرأة تؤمن بال واليوم الخر تسافر مسية يوم‬
‫إل مع ذي مرم " رواه مسلم ‪ . 2/977‬وسفرها بغي مرم يغري الفساق با فيتعرضون لا‬
‫وهي ضعيفة فقد تنجرف وأقل أحوالا أن تؤذى ف عرضها أو شرفها‪ ،‬وكذلك ركوبا بالطائرة‬
‫ولو بحرم يودع ومرم يستقبل ـ بزعمهم ـ فمن الذي سيكب بانبها ف القعد الجاور ولو‬
‫حصل خلل فهبطت الطائرة ف مطار آخر أو حدث تأخي واختلف موعد فماذا يكون الال‬
‫والقصص كثية ‪ .‬هذا ويشترط ف الحرم أربعة شروط وهي أن يكون مسلما بالغا عاقل ذكرا ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫عن أب سعيد الدري قال ‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ل يل لمرأة تؤمن بال‬
‫واليوم الخر أن تسافر سفرا يكون ثلثة أيام فصاعدا إل ومعها أبوها أو ابنها أو زوجها أو‬
‫أخوها أو ذو مرم منها " رواه مسلم ‪. 2/977‬‬

‫تعمد النظر إل الرأة الجنبية ‪:‬‬

‫قال ال تعال ( قل للمؤمني يغضوا من أبصارهم ويفظوا فروجهم ذلك أزكى لم إن ال خبي‬
‫با يصنعون ) النور ‪ ، 30/‬وقال صلى ال عليه وسلم " ‪...‬فزنا العي النظر ‪ ( "...‬أي إل ما‬
‫حرم ال ) رواه البخاري انظر فتح الباري ‪ . 11/26‬ويستثن من ذلك ما كان لاجة شرعية‬
‫كنظر الاطب والطبيب ‪ .‬ويرم كذلك على الرأة أن تنظر إل الرجل الجنب نظر فتنة قال‬
‫تعال ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويفظن فروجهن ) ويرم كذلك النظر إل المرد‬
‫والسن بشهوة ‪ ،‬ويرم نظر الرجل إل عورة الرجل والرأة إل عورة الرأة وكل عورة ل يوز‬
‫النظر إليها ل يوز مسها ولو من وراء حائل ‪ .‬ومن تلعب الشيطان ببعضهم ما يفعلون من‬
‫النظر إل الصور ف الجلت ومشاهدة الفلم بجة أنا ليست حقيقية وجانب الفسدة وإثارة‬
‫الشهوات ف هذا واضح كل الوضوح ‪.‬‬

‫الدياثة ‪:‬‬

‫عن ابن عمر رضي ال عنهما مرفوعا ‪ " :‬ثلثة قد حرم ال عليهم النة ‪ :‬مدمن المر والعاق‬
‫والديوث الذي يقر ف أهله البث " رواه المام أحد ‪ 2/69‬وهو ف صحيح الامع ‪. 3047‬‬

‫ومن صور الدياثة ف عصرنا الغضاء عن البنت أو الرأة ف البيت وهي تتصل بالرجل الجنب‬
‫يادثها وتادثه با يسمى بالغازلت وأن يرضى بلوة إحدى نساء بيته مع رجل أجنب وكذا‬
‫ترك إحدى النساء من أهل البيت تركب بفردها مع أجنب كالسائق ونوه وأن يرضى بروجهن‬
‫دون حجاب شرعي يتفرج عليهن الغادي والرائح وكذا جلب الفلم أو الجلت الت تنشر‬
‫الفساد والجون وإدخالا البيت ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫التزوير ف انتساب الولد لبيه وجحد الرجل ولده ‪:‬‬

‫ل يوز شرعا لسلم أن ينتسب إل غي أبيه أو يلحق نفسه بقوم ليس منهم وبعض الناس يفعلون‬
‫ذلك لآرب مادية ويثبتون النسب الزور ف الوراق الرسية وبعضهم قد يفعله حقدا على أبيه‬
‫الذي تركه وهو ف صغره وكل ذلك حرام ويترتب على ذلك مفاسد عظيمة ف أبواب متعددة‬
‫كالحرمية والنكاح والياث ونو ذلك وقد جاء ف الصحيح عن سعد وأب بكرة رضي ال‬
‫عنهما مرفوعا ‪ " :‬من ادعى إل غي أبيه وهو يعلم فالنة عليه حرام " رواه البخاري انظر فتح‬
‫الباري ‪ . 8/45‬ويرم ف الشريعة كل ما فيه عبث بالنساب أو تزوير فيها وبعض الناس إذا‬
‫فجر ف خصومته مع زوجته اتمها بالفاحشة وتبأ من ولده دون بينة وهو قد جاء على فراشه‬
‫وقد تون بعض الزوجات المانة فتحمل من فاحشة وتدخل ف نسب زوجها من ليس منه وقد‬
‫جاء الوعيد العظيم على ذلك فيما رواه أبو هريرة رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يقول لا نزلت آية اللعنة ‪ " :‬أيا امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من‬
‫ال ف شيء ولن يدخلها ال جنته وأيا رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب ال منه وفضحه‬
‫على رؤوس الولي والخرين " رواه أبو داود ‪ 2/695‬انظر مشكاة الصابيح ‪. 3316‬‬

‫أكل الربا ‪:‬‬

‫ل يؤذن ال ف كتابه برب أحد إل أهل الربا قال ال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال‬
‫وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمني ‪ ،‬فإن ل تفعلوا فأذنوا برب من ال ورسوله ) البقرة ‪/‬‬
‫‪ ، 279-278‬وهذا كاف ف بيان شناعة هذه الرية عند ال عز وجل ‪.‬‬

‫والناظر على مستوى الفراد والدول يد مدى الراب والدمار الذي خلفه التعامل بالربا من‬
‫الفلس والكساد والركود والعجز عن تسديد الديون وشلل القتصاد وارتفاع مستوى البطالة‬
‫وانيار الكثي من الشركات والؤسسات وجعل ناتج الكدح اليومي وعرق العمل يصب ف خانة‬
‫تسديد الربا غي التناهي للمراب وإياد الطبقية ف الجتمع من جعل الموال الطائلة تتركز ف‬
‫أيدي قلة من الناس ولعل هذا شيء من صور الرب الت توعد ال با التعاملي بالربا ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وكل من يشارك ف الربا من الطراف الساسية والوسطاء والعيني الساعدين ملعونون على‬
‫لسان ممد صلى ال عليه وسلم فعن جابر رضي ال عنه قال ‪ :‬لعن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ ":‬آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه " وقال ‪ " :‬هم سواء " رواه مسلم ‪. 3/1219‬‬
‫وبناء عليه ل يوز العمل ف كتابة الربا ول ف تقييده وضبطه ول ف استلمه وتسليمه ول ف‬
‫إيداعه ول ف حراسته وعلى وجه العموم ترم الشاركة فيه والعانة عليه بأي وجه من الوجوه ‪.‬‬

‫ولقد حرص النب صلى ال عليه وسلم على تبيان قبح هذه الكبية فيما جاء عن عبد ال بن‬
‫مسعود رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬الربا ثلثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه ‪ ،‬وإن‬
‫أرب الربا عرض الرجل السلم " رواه الاكم ف الستدرك ‪ 37/‬وهو ف صحيح الامع ‪3533‬‬
‫‪ .‬وبقوله فيما جاء عن عبد ال بن حنظلة رضي ال عنهما مرفوعا ‪ " :‬درهم ربا يأكله الرجل‬
‫وهو يعلم أشد من ستة وثلثي زنية " رواه المام أحد ‪ 5/225‬انظر صحيح الامع ‪. 3375‬‬
‫وتري الربا عام ل يص با كان بي غن وفقي كما يظنه بعض الناس بل هو عام ف كل حال‬
‫وشخص وكم من الغنياء وكبار التجار قد أفلسوا بسببه والواقع يشهد بذلك وأقل ما فيه مق‬
‫بركة الال وإن كان كثيا ف العدد قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬الربا وإن كثر فإن عاقبته‬
‫تصي إل قل " رواه الاكم ‪ 2/37‬وهو ف صحيح الامع ‪ 3542‬ومعن قل أي نقصان الال ‪.‬‬

‫وليس الربا كذلك مصوصا با إذا كانت نسبته مرتفعة أو متدنية قليلة أم كثية فكله حرام‬
‫صاحبه يبعث من قبه يوم القيامة يقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الس والصرع ‪.‬‬

‫ومع فحش هذه الرية إل أن ال أخب عن التوبة منها وبي كيفية ذلك فقال تعال لهل الربا ‪:‬‬
‫"( فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ل تظلمون ول تظلمون ) وهذا عي العدل ‪.‬‬

‫ويب أن تنفر نفس الؤمن من هذه الكبية وأن تستشعر قبحها وحت الذين يضعون أموالم ف‬
‫البنوك الربوية اضطرارا وخوفا عليها من الضياع أو السرقة ينبغي عليهم أن يشعروا بشعور‬
‫الضطر وأنم كمن يأكل اليتة أو أشد مع استغفار ال تعال والسعي لياد البديل ما أمكن ول‬
‫يوز لم مطالبة البنوك بالربا بل إذا وضع لم ف حساباتم تلصوا منه ف أي باب جائز تلصا ل‬

‫‪30‬‬
‫صدقة فإن ال طيب ل يقبل إل طيبا ول يوز لم الستفادة منه بأي نوع من الستفادة ل بأكل‬
‫ول شرب ول لبس ول مركب ولمسكن ول نفقة واجبة لزوجة أو ولد أو أب أو أم ول ف‬
‫إخراج الزكاة ول ف تسديد الضرائب ول يدفع با ظلما عن نفسه وإنا يتخلص منها خوفا من‬
‫بطش ال تعال ‪.‬‬

‫كتم عيوب السلعة وإخفاؤها عند بيعها ‪:‬‬

‫مر رسول ال صلى ال عليه وسلم على صبة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بلل فقال "‬
‫ما هذا يا صاحب الطعام ؟ قال أصابته السماء يا رسول ال قال أفل جعلته فوق الطعام كي يراه‬
‫الناس ؟ من غش فليس منا " رواه مسلم ‪ ، 1/99‬وكثي من الباعة اليوم من ل ياف ال ياول‬
‫إخفاء العيب بوضع لصق عليه أو جعله ف أسفل صندوق البضاعة أو استعمال مواد كيميائية‬
‫ونوها تظهره بظهر حسن أو تفي صوت العيب الذي ف الحرك ف أول المر فإذا عاد‬
‫الشتري بالسلعة ل تلبث أن تتلف من قريب وبعضهم يغي تاريخ انتهاء صلحية السلعة أو ينع‬
‫الشتري من معاينة السلعة أو فحصها أو تريبها وكثي من يبيعون السيارات واللت ل يبينون‬
‫عيوبا وهذا حرام ‪ .‬قال النب صلى عليه وسلم " السلم أخو السلم ول يل لسلم باع من أخيه‬
‫بيعا فيه عيب إل بينه له " رواه ابن ماجة ‪ 2/754‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 6705‬وبعضهم‬
‫يظن أنه يلي مسئوليته إذا قال للمشترين ف الزاد العلن ‪ ..‬أبيع كومة حديد ‪ ..‬كومة حديد ‪،‬‬
‫فهذا بيعه منوع البكة كما قال صلى ال عليه وسلم " البيعان باليار ما ل يتفرقا فإن صدقا‬
‫وبينا بورك لما ف بيعهما وإن كذبا وكتما مقت بركة بيعهما "‪ .‬رواه البخاري أنظر الفتح‬
‫‪. 4/328‬‬

‫بيع النجش ‪:‬‬

‫وهو أن يزيد ف السلعة من ل يريد شراءها ليخدع غيه ويره إل الزيادة ف السعر‪ ،‬قال صلى‬
‫ال عليه وسلم "ل تناجشوا" رواه البخاري انظر فتح الباري ‪ ، 10/484‬وهذا نوع من الداع‬
‫ول شك وقد قال عليه الصلة والسلم " الكر والديعة ف النار " انظر سلسلة الحاديث‬

‫‪31‬‬
‫الصحيحة ‪ . 1057‬وكثي من الدللي ف الراج والزادات ومعارض بيع السيارات كسبهم‬
‫خبيث لحرمات كثية يقترفونا منها تواطؤهم ف بيع النجش والتغرير بالشتري القادم وخداعه‬
‫فيتواطؤن على خفض سعر سلعته أما لو كانت السلعة لم أو لحدهم فعلى العكس يندسون بي‬
‫الشترين ويرفعون السعار ف الزاد يدعون عباد ال ويضرونم ‪.‬‬

‫البيع بعد النداء الثان يوم المعة ‪- :‬‬

‫قال ال تعال ‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلة من يوم المعة فاسعوا إل ذكر ال وذروا‬
‫البيع ذلكم خي لكم إن كنتم تعلمون ) المعة‪9/‬‬

‫وبعض الباعة يستمرون ف البيع بعد النداء الثان ف دكاكينهم أو أمام الساجد ويشترك معهم ف‬
‫الث الذين يشترون منهم ولو سواكا وهذا البيع باطل على الراجح وبعض أصحاب الطاعم‬
‫والخابز والصانع يبون عمالم على العمل ف وقت صلة المعة وهؤلء وإن زاد ربهم ف‬
‫الظاهر فإنم ل يزدادون إل خسارا ف القيقة ‪ ،‬أما العامل فإنه لبد أن يعمل بقتضى قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬ل طاعة لبشر ف معصية ال " ‪ .‬رواه المام أحد ‪ 1/129‬وقال أحد شاكر‬
‫إسناده صحيح رقم ‪. 1065‬‬

‫القمار واليسر ‪-:‬‬

‫قال ال تعال ‪ ( :‬إنا المر واليسر والنصاب والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم‬
‫تفلحون ) الائدة‪. 90/‬‬

‫وكان أهل الاهلية يتعاطون اليسر ومن أشهر صوره عندهم أنم كانوا يشتركون ف بعي عشرة‬
‫أشخاص بالتساوي ث يَضرب بالقداح وهو نوع من القرعة فسبعة يأخذون بأنصبة متفاوتة معينة‬
‫ف عرفهم وثلثة ل يأخذون شيئا ‪.‬‬

‫وأما ف زماننا فإن للميسر عدة صور منها ‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫ـ ما يعرف باليانصيب وله صور كثية ومن أبسطها شراء أرقام بال يري السحب عليها‬
‫فالفائز الول يعطى جائزة والثان وهكذا ف جوائز معدودة قد تتفاوت فهذا حرام ولو كانوا‬
‫يسمونه بزعمهم خييا ‪.‬‬

‫ـ أن يشتري سلعة بداخلها شيء مهول أو يعطى رقما عند شرائه للسلعة يري عليه السحب‬
‫لتحديد الفائزين بالوائز ‪.‬‬

‫ـ ومن صور اليسر ف عصرنا عقود التأمي التجاري على الياة والركبات والبضائع وضد‬
‫الريق والتأمي الشامل وضد الغي إل غي ذلك من الصور الختلفة حت أن بعض الغني يقومون‬
‫بالتأمي على أصواتم ‪.‬‬

‫هذا وجيع صور القامرة تدخل ف اليسر وقد وجد ف زماننا أندية خاصة بالقمار وفيها ما يعرف‬
‫بالطاولت الضراء الاصة لقارفة هذا الذنب العظيم وكذلك ما يدث ف مراهنات سباق‬
‫اليول وغيها من الباريات هو أيضا نوع من أنواع اليسر ويوجد ف بعض ملت اللعاب‬
‫ومراكز الترفيه أنواع من اللعاب الشتملة على فكرة اليسر كالت يسمونا "الفليبز" ومن صور‬
‫القامرة أيضا السابقات الت تكون فيها الوائز من طرف السابقة أو أطرافها كما نص على ذلك‬
‫جاعة من أهل العلم ‪.‬‬

‫السرقة ‪:‬‬

‫قال تعال ‪ ( :‬والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء با كسبا نكال من ال وال عزيز‬
‫حكيم ) الائدة ‪. 38 /‬‬

‫ومن أعظم جرائم السرقة سرقة حجاج وعمار بيت ال العتيق وهذا النوع من اللصوص ل يقيم‬
‫وزنا لدود ال ف أفضل بقاع الرض وحول بيت ال وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫قصة صلة الكسوف ‪ ( :‬لقد جئ بالنار وذلكم حي رأيتمون تأخرت مافة أن يصيبن من لفحها‬
‫‪ ،‬وحت رأيت فيها صاحب الحجن ير قصبه [ أمعاءه ] ف النار ‪ ،‬كان يسرق الاج بحجنه‬

‫‪33‬‬
‫[ عصا معقوفة الطرف ] فإن فطن له قال ‪ :‬إنا تعلق بحجن ‪ ،‬وإن غفل عنه ذهب به ‪ ) ..‬رواه‬
‫مسلم رقم ‪. 904‬‬

‫ومن أعظم السرقات السرقة من الموال العامة وبعض الذين يفعلونا يقولون نسرق كما يسرق‬
‫غينا وما علموا أن تلك سرقة من جيع السلمي لن الموال العامة ملك لميع السلمي وفعل‬
‫الذين ل يافون ال ليس بجة تبر تقليدهم وبعض الناس يسرق من أموال الكفار بجة أنم‬
‫كفار وهذا غي صحيح فإن الكفار الذين يوز سلب أموالم هم الحاربون للمسلمي وليس‬
‫جيع شركات الكفار وأفرادهم يدخلون ف ذلك ومن وسائل السرقة مد اليدي إل جيوب‬
‫الخرين خلسة وبعضهم يدخل بيوت الخرين زائرا ويسرق وبعضهم يسرق من حقائب ضيوفه‬
‫وبعضهم يدخل الحلت التجارية ويفي ف جيوبه وثيابه سلعا أو ما تفعله بعض النساء من‬
‫إخفائها تت ثيابا وبعض الناس يستسهل سرقة الشياء القليلة أو الرخيصة وقد قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬لعن ال السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق البل فتقطع يده " رواه‬
‫البخاري انظر فتح الباري ‪ . 12/81‬ويب على كل من سرق شيئا أن يعيده إل صاحبه بعد أن‬
‫يتوب إل ال عز وجل سواء أعاده علنية أو سرا شخصيا أو بواسطة فإن عجز عن الوصول إل‬
‫صاحب الال أو إل ورثته من بعده مع الجتهاد ف البحث فإنه يتصدق به وينوي ثوابه لصاحبه‬
‫‪.‬‬

‫أخذ الرشوة وإعطاؤها ‪:‬‬

‫إعطاء الرشوة للقاضي أو الاكم بي الناس لبطال حق أو تشية باطل جرية لنا تؤدي إل‬
‫الور ف الكم وظلم صاحب الق وتفشي الفساد قال ال تعال ‪ ( :‬ول تأكلوا أموالكم بينكم‬
‫بالباطل وتدلوا با إل الكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالث وأنت تعلمون ) البقرة‪188 /‬‬
‫‪ .‬وعن أب هريرة رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬لعن ال الراشي والرتشي ف الكم " رواه المام‬
‫أحد ‪ 2/387‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 5069‬أما ما وقع للتوصل لق أو دفع ظلم ل يكن إل‬
‫عن طريق الرشوة فل يدخل ف الوعيد ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وقد تفشت الرشوة ف عصرنا تفشيا واسعا حت صارت موردا أعظم من الرتبات عند بعض‬
‫الوظفي بل صارت بندا ف ميزانيات كثي من الشركات بعناوين مغلفة وصارت كثي من‬
‫العاملت ل تبدأ ول تنتهي إل با وتضرر من ذلك الفقراء تضررا عظيما وفسدت كثي من‬
‫الذمم بسببها وصارت سببا لفساد العمال على أصحاب العمل والدمة اليدة ل تقدم إل لن‬
‫يدفع ومن ل يدفع فالدمة له رديئة أو يؤخر ويهمل وأصحاب الرشاوي الذين جاءوا من بعده‬
‫قد انتهوا قبله بزمن وبسبب الرشوة دخلت أموال هي من حق أصحاب العمل ف جيوب مندوب‬
‫البيعات والشتريات ولذا وغيه فل عجب أن يدعو النب صلى ال عليه وسلم على الشركاء ف‬
‫هذه الرية والطراف فيها أن يطردهم ال من رحته فعن عبد ال بن عمرو رضي ال عنه قال ‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لعنة ال على الراشي والرتشي " رواه ابن ماجة ‪2313‬‬
‫وهو ف صحيح الامع ‪. 5114‬‬

‫غصب الرض ‪-:‬‬

‫إذا انعدم الوف من ال صارت القوة واليلة وبال على صاحبها يستخدمها ف الظلم كوضع‬
‫اليد والستيلء على أموال الخرين ومن ذلك غصب الراضي وعقوبة ذلك ف غاية الشدة فعن‬
‫عبد ال بن عمر مرفوعا ‪ ":‬من أخذ من الرض شيئا بغي حقه خسف به يوم القيامة إل سبع‬
‫أرضي " رواه البخاري انظر الفتح ‪. 5/103‬‬

‫وعن يعلى بن مرة رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬أيا رجل ظلم شبا من الرض كلفه ال أن يفره‬
‫( ف الطبان ‪ :‬يضره ) حت آخر سبع أرضي ث يطوقه يوم القيامة حت يقضى بي الناس " رواه‬
‫الطبان ف الكبي ‪ 22/270‬وهو ف صحيح الامع ‪. 2719‬‬

‫ويدخل ف ذلك تغيي علمات الراضي وحدودها فيوسع أرضه على حساب جاره وهو الشار‬
‫إليه بقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لعن ال من غي منار الرض " رواه مسلم بشرح النووي‬
‫‪. 13/141‬‬

‫قبول الدية بسبب الشفاعة ‪-:‬‬


‫‪35‬‬
‫الاه والكانة بي الناس من نعم ال على العبد إذا شكرها ومن شكر هذه النعمة أن يبذلا‬
‫صاحبها لنفع السلمي وهذا يدخل ف عموم قول النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من استطاع‬
‫منكم أن ينفع أخاه فليفعل " رواه مسلم ‪ . 4/1726‬ومن نفع باهه أخاه السلم ف دفع ظلم‬
‫عنه أو جلب خي إليه دون ارتكاب مرم أو اعتداء على حق أحد فهو مأجور عند ال عز وجل‬
‫إذا خلصت نيته كما أخب عن ذلك النب صلى ال عليه وسلم بقوله ‪ " :‬اشفعوا تؤجروا " رواه‬
‫أبو داود ‪ 5132‬والديث ف الصحيحي فتح الباري ‪ 10/450‬كتاب الدب باب تعاون‬
‫الؤمني بعضهم بعضا ‪.‬‬

‫ول يوز أخذ مقابل على هذه الشفاعة والواسطة والدليل ما جاء عن أب أمامة رضي ال عنه‬
‫مرفوعا ‪ " :‬من شفع لحد شفاعة ‪ ،‬فأهدى له هدية (عليها) فقبلها (منه) فقد أتى بابا عظيما من‬
‫أبواب الربا " ‪ .‬رواه المام أحد ‪ 5/261‬وهو ف صحيح الامع ‪. 6292‬‬

‫ومن الناس يعرض بذل جاهه ووساطته مقابل مبلغ مال يشترطه لتعيي شخص ف وظيفة أو نقل‬
‫آخر من دائرة أو من منطقة إل أخرى أو علج مريض ونو ذلك والراجح أن هذا القابل مرم‬
‫لديث أب أمامة التقدم آنفا بل إن ظاهر الديث يشمل الخذ ولو بدون شرط مسبق [ من‬
‫إفادات الشيخ عبد العزيز بن باز مشافهة ] وحسب فاعل الي الجر من ال يده يوم القيامة ‪.‬‬
‫جاء رجل إل السن بن سهل يستشفع به ف حاجة فقضاها فأقبل الرجل يشكره فقال له السن‬
‫بن سهل علم تشكرنا ونن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة ؟ الداب الشرعية لبن‬
‫مفلح ‪. 2/176‬‬

‫وما يسن الشارة إليه هنا الفرق بي استئجار شخص لناز معاملة ومتابعتها وملحقتها مقابل‬
‫أجرة فيكون هذا من باب الجارة الائزة بالشروط الشرعية وبي أن يبذل جاهه ووساطته‬
‫فيشفع مقابل مال فهذا من الحظور ‪.‬‬

‫استيفاء العمل من الجي وعدم إيفائه أجره ‪-:‬‬

‫‪36‬‬
‫لقد رغب النب صلى ال عليه وسلم ف سرعة إعطاء الجي حقه فقال ‪ " :‬أعطوا الجي أجره‬
‫قبل أن يف عرقه " رواه ابن ماجة ‪ 2/817‬وهو ف صحيح الامع ‪. 1493‬‬

‫ومن أنواع الظلم الاصل ف متمعات السلمي عدم إعطاء العمال والجراء والوظفي حقوقهم‬
‫ولذا عدة صور منها ‪:‬‬

‫ــ أن يحده حقه بالكلية ول يكون للجي بينة فهذا وإن ضاع حقه ف الدنيا فإنه ل يضيع‬
‫عند ال يوم القيامة فإن الظال يأت وقد أكل مال الظلوم فيعطى الظلوم من حسنات الظال فإن‬
‫فنيت أخذ من سيئات الظلوم فطرحت على الظال ث طرح ف النار ‪.‬‬

‫ــ أن يبخسه فيه فل يعطيه إياه كامل وينقص منه دون حق وقد قال ال تعال ‪ ( :‬ويل‬
‫للمطففي ) الطففي‪ ، 1/‬ومن أمثلة ذلك ما يفعله بعض أرباب العمل إذا استقدم عمال من‬
‫بلدهم وكان قد عقد معهم عقدا على أجر معي فإذا ارتبطوا به وباشروا العمل عمد إل عقود‬
‫العمل فغيها بأجور أقل فيقيمون على كراهية وقد ل يستطيعون إثبات حقهم فيشكون أمرهم‬
‫إل ال ‪ ،‬وإن كان رب العمل الظال مسلما والعامل كافرا كان ذلك البخس من الصد عن سبيل‬
‫ال فيبوء بإثه ‪.‬‬

‫ــ أن يزيد عليه أعمال إضافية أو يطيل مدة الدوام ول يعطيه إل الجرة الساسية وينعه‬
‫أجرة العمل الضاف ‪.‬‬

‫ــ أن ياطل فيه فل يدفعه إليه إل بعد جهد جهيد وملحقة وشكاوى وماكم وقد يكون‬
‫غرض رب العمل من التأخي إملل العامل حت يترك حقه ويكف عن الطالبة أو يقصد‬
‫الستفادة من أموال العمال بتوظيفها وبعضهم يراب فيها والعامل السكي ل يد قوت يومه ول‬
‫ما يرسله نفقة لهله وأولده الحتاجي الذين تغرب من أجلهم ‪ .‬فويل لؤلء الظلمة من عذاب‬
‫يوم أليم روى أبو هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬قال ال تعال ‪:‬‬
‫ثلثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى ب ث غدر ورجل باع حرا وأكل ثنه ورجل استأجر‬
‫أجيا فاستوف منه ول يعطه أجره " رواه البخاري انظر فتح الباري ‪. 4/447‬‬
‫‪37‬‬
‫عدم العدل ف العطية بي الولد ‪:‬‬

‫يعمد بعض الناس إل تصيص بعض أولدهم ببات وأعطيات دون الخرين وهذا على الراجح‬
‫عمل مرم إذا ل يكن له مسوغ شرعي كأن تقوم حاجة بأحد الولد ل تقم بالخرين كمرض أو‬
‫دين عليه أو مكافأة له على حفظه للقرآن مثل أو أنه ل يد عمل أو صاحب أسرة كبية أو‬
‫طالب علم متفرغ ونو ذلك وعلى الوالد أن ينوي إذا أعطى أحدا من أولده لسبب شرعي أنه‬
‫لو قام بولد آخر مثل حاجة الذي أعطاه أنه سيعطيه كما أعطى الول ‪ .‬والدليل العام قوله تعال‬
‫( اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا ال ) والدليل الاص ما جاء عن النعمان بن بشي رضي ال‬
‫عنهما أن أباه أتى به إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال " إن نلت ابن هذا غلما ( أي‬
‫وهبته عبدا كان عندي ) فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أكل ولدك نلته مثله ؟ فقال ل‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فأرجعه " رواه البخاري انظر الفتح ‪ ، 5/211‬وف رواية‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم " فاتقوا ال واعدلوا بي أولدكم " قال فرجع فرد عطيته‬
‫الفتح ‪ ، 5/211‬وف رواية " فل تشهدن إذا فإن ل أشهد على جور " صحيح مسلم‬
‫‪ . 3/1243‬ويعطى الذكر مثل حظ النثيي كالياث وهذا قول المام أحد رحه ال [ مسائل‬
‫المام أحد لب داود ‪ 204‬وقد حقق المام ابن القيم ف حاشيته على أب داود السألة تقيقا‬
‫بينا ] ‪ .‬والناظر ف أحوال بعض السر يد من الباء من ل ياف ال ف تفضيل بعض أولده‬
‫بأعطيات فيوغر صدور بعضهم على بعض ويزرع بينهم العداوة والبغضاء ‪ .‬وقد يعطي واحدا‬
‫لنه يشبه أعمامه ويرم الخر لنه فيه شبها من أخواله أو يعطي أولد إحدى زوجتيه مال يعطي‬
‫أولد الخرى وربا أدخل أولد إحداها مدارس خاصة دون أولد الخرى وهذا سيتد عليه‬
‫فإن الحروم ف كثي من الحيان ل يب بأبيه مستقبل وقد قال عليه الصلة والسلم لن فاضل‬
‫بي أولده ف العطية " ‪...‬أليس يسرك أن يكونوا إليك ف الب سواء ‪ . "...‬رواه المام أحد‬
‫‪ 4/269‬وهو ف صحيح مسلم رقم ‪1623‬‬

‫سؤال الناس الال من غي حاجة ‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫عن سهل بن النظلية رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم "من سأل وعنده ما‬
‫يغنيه فإنا يستكثر من جر جهنم قالوا وما الغن الذي ل تنبغي معه السألة قال قدر ما يغديه‬
‫ويعشيه" رواه أبو داود ‪ 2/281‬وهو ف صحيح الامع ‪ ، 6280‬وعن ابن مسعود رضي ال‬
‫عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " من سأل وله ما يغنيه جاءت يوم القيامة خدوشا‬
‫أو كدوشا ف وجهه " رواه المام أحد ‪ 1/388‬انظر صحيح الامع ‪ . 6255‬وبعض‬
‫الشحاذين يقفون ف الساجد أمام خلق ال يقطعون التسبيح بشكاياتم وبعضهم يكذبون‬
‫ويزورون أوراقا ويتلقون قصصا وقد يوزعون أفراد السرة على الساجد ث يمعونم وينتقلون‬
‫من مسجد لخر وهم ف حالة من الغن ل يعلمها إل ال فإذا ماتوا ظهرت التركة‪ .‬وغيهم من‬
‫الحتاجي القيقيي يسبهم الاهل أغنياء من التعفف ل يسألون الناس إلافا ول يفطن لم‬
‫فيتصدق عليهم ‪.‬‬

‫الستدانة بدين ل يريد وفاءه‬

‫حقوق العباد عند ال عظيمة وقد يرج الشخص من حق ال بالتوبة ولكن حقوق العباد ل‬
‫مناص من أدائها قبل أن يأت يوم ل يتقاضى فيه بالدينار ول بالدرهم ولكن بالسنات والسيئات‬
‫وال سبحانه وتعال يقول ‪ ( :‬إن ال يأمركم أن تؤدوا المانات إل أهلها ) النساء ‪ ، 58/‬ومن‬
‫المور التفشية ف الجتمع التساهل ف الستدانة وبعض الناس ل يستدين للحاجة الاسة وإنا‬
‫يستدين رغبة ف التوسع وماراة الخرين ف تديد الركب والثاث ونو ذلك من التاع الفان‬
‫والطام الزائل وكثيا ما يدخل هؤلء ف متاهات بيوع التقسيط الت ل يلو كثي منها من‬
‫الشبهة أو الرام ‪.‬‬

‫والتساهل ف الستدانة يقود إل الماطلة ف التسديد أو يؤدي إل إضاعة أموال الخرين وإتلفها‬
‫‪ ،‬وقد قال النب صلى ال عليه وسلم مذرا من عاقبة هذا العمل ‪ " :‬من أخذ أموال الناس يريد‬
‫أداءها أدى ال عنه ومن أخذ يريد إتلفها أتلفه ال " رواه البخاري انظر فتح الباري ‪. 5/54‬‬
‫والناس يتساهلون ف أمر الدين كثيا ويسبونه هينا وهو عند ال عظيم ‪ ،‬بل إن الشهيد مع ماله‬
‫من الزايا العظيمة والجر الزيل والرتبة العالية ل يسلم من تبعة الدين ودليل ذلك قوله صلى‬
‫‪39‬‬
‫ال عليه وسلم ‪ " :‬سبحان ال ماذا أنزل ال من التشديد ف الدين والذي نفسي بيده لو أن‬
‫رجل قتل ف سبيل ال ث أحيي ث قتل ث أحيي ث قتل وعليه دين ما دخل النة حت يقضى عنه‬
‫دينه " رواه النسائي انظر الجتب ‪ 7/314‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 3594‬فهل بعد هذا‬
‫يرعوي هؤلء التساهلون الفرطون ؟!‬

‫أكل الرام ‪:‬‬

‫من ل ياف ال ل يبال من أين اكتسب الال وفيم أنفقه بل يكون هه زيادة رصيده ولو كان‬
‫سحتا وحراما من سرقة أو رشوة أو غصب أو تزوير أو بيع مرم أو مراباة أو أكل مال يتيم أو‬
‫أجرة على عمل مرم ككهانة وفاحشة وغناء أو اعتداء على بيت مال السلمي والمتلكات‬
‫العامة أو أخذ مال الغي بالحراج أو سؤال بغي حاجة ونو ذلك ث هو يأكل منه ويلبس‬
‫ويركب ويبن بيتا أو يستأجره ويؤثثه ويدخل الرام بطنه وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ‪:‬‬
‫" كل لم نبت من سحت فالنار أول به ‪ " ...‬رواه الطبان ف الكبي ‪ 19/136‬وهو ف‬
‫صحيح الامع ‪ . 4495‬وسيسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وهنالك اللك‬
‫والسار فعلى من بقي لديه مال حرام أن يسارع بالتخلص منه وإن كان حقا لدمي فليسارع‬
‫بإرجاعه إليه مع طلب السماح قبل أن يأت يوم ل يتقاضى فيه بالدينار ول بالدرهم ولكن‬
‫بالسنات والسيئات‬

‫شرب المر ولو قطرة واحدة ‪:‬‬

‫قال ال تعال ‪ ( :‬إنا المر واليسر والنصاب والزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم‬
‫تفلحون ) الائدة‪ ، 90/‬والمر بالجتناب هو من أقوى الدلئل على التحري وقد قرن المر‬
‫بالنصاب وهي آلة الكفار وأصنامهم فلم تبق حجة لن يقول إنه ل يقل هو حرام وإنا قال‬
‫فاجتنبوه !!‬

‫وقد جاء الوعيد ف سنة النب صلى ال عليه وسلم لن شرب المر فعن جابر مرفوعا ‪ ... " :‬إن‬
‫على ال عز وجل عهدا لن يشرب السكر أن يسقيه من طينة البال " قالوا ‪ :‬يا رسول ال وما‬
‫‪40‬‬
‫طينة البال ؟ قال ‪ " :‬عرق أهل النار أو عصارة أهل النار " رواه مسلم ‪ . 3/1587‬وعن ابن‬
‫عباس مرفوعا ‪ " :‬من مات مدمن خر لقي ال وهو كعابد وثن " رواه الطبان ‪ 12/45‬وهو ف‬
‫صحيح الامع ‪. 6525‬‬

‫وقد تنوعت أنواع المور والسكرات ف عصرنا تنوعا بالغا وتعددت أساؤها عربية وأعجمية‬
‫فأطلقوا عليها البية والعة والكحول والعرق والفودكا والشمبانيا وغي ذلك وظهر ف هذه‬
‫المة الصنف الذين أخب النب صلى ال عليه وسلم عنهم بقوله ‪ " :‬ليشربن ناس من أمت المر‬
‫يسمونا بغي اسها " رواه المام أحد ‪ 5/342‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 5453‬فهم يطلقون‬
‫عليها مشروبات روحية بدل من المر تويها وخداعا ( يادعون ال والذين آمنوا وما يدعون‬
‫إل أنفسهم وما يشعرون ) ‪.‬‬

‫وقد جاءت الشريعة بالضابط العظيم الذي يسم المر ويقطع دابر فتنة التلعب وهو ما جاء ف‬
‫قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬كل مسكر خر وكل مسكر حرام " رواه مسلم ‪ . 3/1587‬فكل‬
‫ما خالط العقل وأسكره فهو حرام قليله وكثيه [ حديث " ما أسكر كثيه فقليله حرام " قد‬
‫رواه أبو داود رقم ‪ 3681‬وهو ف صحيح أب داود رقم ‪ ] 3128‬ومهما تعددت الساء‬
‫واختلفت فالسمى واحد والكم معلوم ‪.‬‬

‫وأخيا فهذه موعظة من النب صلى ال عليه وسلم لشراب المور ‪ ،‬قال عليه الصلة والسلم ‪:‬‬
‫" من شرب المر وسكر ل تقبل له صلة أربعي صباحا وإن مات دخل النار فإن تاب تاب ال‬
‫عليه وإن عاد فشرب فسكر ل تقبل له صلة أربعي صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب‬
‫ال عليه وإن عاد فشرب فسكر ل تقبل له صلة أربعي صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب‬
‫تاب ال عليه وإن عاد كان حقا على ال أن يسقيه من ردغة البال يوم القيامة قالوا يا رسول‬
‫ال وما ردغة البال قال ‪ :‬عصارة أهل النار ‪ .‬رواه ابن ماجة رقم ‪ 3377‬وهو ف صحيح‬
‫الامع ‪. 6313‬‬

‫استعمال آنية الذهب والفضة والكل والشرب فيها ‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫ل يكاد يلو مل من ملت الدوات النلية اليوم من الوان الذهبية والفضية أو الطلية بالذهب‬
‫والفضة وكذلك بيوت الثرياء وعدد من الفنادق بل صار هذا النوع من الوان من جلة الدايا‬
‫النفيسة الت يقدمها الناس بعضهم لبعض ف الناسبات ‪ ،‬وبعض الناس قد ل يضعها ف بيته ولكنه‬
‫يستعملها ف بيوت الخرين وولئمهم ‪ ،‬وكل هذا من المور الحرمة ف الشريعة وقد جاء‬
‫الوعيد الشديد عن النب صلى ال عليه وسلم ف استعمال هذه الوان فعن أم سلمة مرفوعا ‪" :‬‬
‫إن الذي يأكل أو يشرب ف آنية الفضة والذهب إنا يرجر ف بطنه نار جهنم " رواه مسلم‬
‫‪ . 3/1634‬وهذا الكم يشمل كل ما هو من النية وأدوات الطعام كالصحون والشوك‬
‫واللعق والسكاكي وأوان تقدي الضيافة وعلب اللويات القدمة ف العراس ونوها ‪.‬‬

‫وبعض الناس يقولون نن ل نستعملها ولكن نضعها على رفوف خلف الزجاج للزينة ‪ ،‬وهذا ل‬
‫يوز أيضا سدا لذريعة استخدامها [ من إفادات الشيخ عبد العزيز بن باز مشافهة ] ‪.‬‬

‫شهادة الزور ‪:‬‬

‫قال ال تعال ‪ ( :‬فاجتنبوا الرجس من الوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء ل غي مشركي به )‬
‫الج‪ ، 31-30/‬وعن عبد الرحن بن أب بكرة رضي ال عنهما عن أبيه قال ‪ :‬كنا عند رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال ‪ ":‬أل أنبئكم بأكب الكبائر " ثلثا " الشراك بال وعقوق الوالدين‬
‫ـ وجلس وكان متكئا ـ فقال ‪ :‬أل وقول الزور قال فما زال يكررها حت قلنا ‪ :‬ليته سكت "‬
‫رواه البخاري انظر الفتح ‪. 5/261‬‬

‫وتكرار التحذير من شهادة الزور هنا لتساهل الناس با وكثرة الدواعي إليها من العداوة‬
‫والسد ولا يترتب عليها من الفاسد الكثية فكم ضاع من القوق بشهادة الزور وكم وقع من‬
‫ظلم على أبرياء بسببها أو حصل أناس على مال يستحقون أو أعطوا نسبا ليس بنسبهم بناء‬
‫عليها ‪.‬‬

‫ومن التساهل فيها ما يفعله بعض الناس ف الحاكم من قوله لشخص يقابله هناك اشهد ل‬
‫وأشهد لك فيشهد له ف أمر يتاج إل علم بالقيقة والال كأن يشهد له بلكية أرض أو بيت‬
‫‪42‬‬
‫أو تزكية وهو ل يقابله إل على باب الحكمة أو ف الدهليز وهذا كذب وزور فينبغي أن تكون‬
‫الشهادة كما ورد ف كتاب ال ‪ ( :‬وما شهدنا إل با علمنا ) يوسف ‪. 81 /‬‬

‫ساع العازف والوسيقى‪:‬‬

‫كان ابن مسعود رضي ال عنه يقسم بال أن الراد بقوله تعال ( ومن الناس من يشتري لو‬
‫الديث ليضل عن سبيل ال ) هو الغناء [ تفسي ابن كثي ‪ ] 6/333‬وعن أب عامر وأب مالك‬
‫الشعري رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ليكونن من أمت أقوام‬
‫يستحلون الر والرير والمر والعازف ‪ " ...‬رواه البخاري انظر الفتح ‪ . 10/51‬وعن أنس‬
‫رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬ليكونن ف هذه المة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا المور‬
‫واتذوا القينات وضربوا بالعازف " انظر السلسلة الصحيحة ‪ 2203‬وعزاه إل ابن أب الدنيا ف‬
‫ذم اللهي والديث رواه الترمذي رقم ‪. 2212‬‬

‫وقد نى النب صلى ال عليه وسلم عن الكوبة وهي الطبل ووصف الزمار بأنه صوت أحق فاجر‬
‫وقد نص العلماء التقدمون كالمام أحد رحه ال على تري آلت اللهو والعزف كالعود‬
‫والطنبور والشبابة والرباب والصنج ول شك أن آلت اللهو والعزف الديثة تدخل ف حديث‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف النهي عن العازف وذلك كالكمنجة والقانون والورج والبيانو‬
‫والغيتار وغيها بل إنا ف الطرب والنشوة والتأثي أكب بكثي من اللت القدية الت ورد‬
‫تريها ف بعض الحاديث بل إن نشوة الوسيقى وسكرها أعظم من سكر المر كما ذكر أهل‬
‫العلم كابن القيم وغيه ولشك أن التحري يشتد والذنب يعظم إذا رافق الوسيقى غناء‬
‫وأصوات كأصوات القينات وهن الغنيات والطربات وتتفاقم الصيبة عندما تكون كلمات‬
‫الغان عشقا وحبا وغراما ووصفا للمحاسن ولذلك ذكر العلماء أن الغناء بريد الزنا وأنه ينبت‬
‫النفاق ف القلب وعلى وجه العموم صار موضوع الغان والوسيقى من أعظم الفت ف هذا‬
‫الزمان ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وما زاد البلء ف عصرنا دخول الوسيقى ف أشياء كثية كالساعات والجراس وألعاب الطفال‬
‫والكمبيوتر وبعض أجهزة الاتف فصار تاشي ذلك أمرا يتاج إل عزية وال الستعان ‪.‬‬

‫الغيبة ‪:‬‬

‫صارت فاكهة كثي من الجالس غيبة السلمي والولوغ ف أعراضهم وهو أمر قد نى ال عنه‬
‫ونفر عباده منه ومثله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس فقال عز وجل ‪ ( :‬ول يغتب بعضكم‬
‫بعضا أيب أحدكم أن يأكل لم أخيه ميتا فكرهتموه ) الجرات‪. 12/‬‬

‫وقد بي معناها النب صلى ال عليه وسلم بقوله ‪ " :‬أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا ال ورسوله أعلم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ذكرك أخاك با يكره قيل ‪ :‬أفرأيت إن كان ف أخي ما أقول ؟ قال ‪ :‬إن كان فيه ما تقول‬
‫فقد اغتبته وإن ل يكن فيه فقد بته " رواه مسلم ‪. 4/2001‬‬

‫فالغيبة ذكرك للمسلم با فيه ما يكرهه سواء كان ف بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو أخلقه أو‬
‫خلقته ولا صور متعددة منها أن يذكر عيوبه أو ياكي تصرفا له على سبيل التهكم‬

‫والناس يتساهلون ف أمر الغيبة مع شناعتها وقبحها عند ال ويدل على ذلك قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ " :‬الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه وإن أرب الربا استطالة الرجل ف‬
‫عرض أخيه " السلسلة الصحيحة ‪. 1871‬‬

‫ويب على من كان حاضرا ف الجلس أن ينهى عن النكر ويدافع عن أخيه الغتاب وقد رغب‬
‫ف ذلك النب صلى ال عليه وسلم بقوله ‪ " :‬من رد عن عرض أخيه رد ال عن وجهه النار يوم‬
‫القيامة " رواه أحد ‪ 6/450‬وهو ف صحيح الامع ‪. 6238‬‬

‫النميمة ‪-:‬‬

‫ل يزال نقل كلم الناس بعضهم إل بعض للفساد بينهم من أعظم أسباب قطع الروابط وإيقاد‬
‫نيان القد والعداوة بي الناس وقد ذم ال تعال صاحب هذا الفعل فقال عز وجل ‪ ( :‬ول تطع‬
‫كل حلف مهي هاز مشاء بنميم ) القلم‪. 11/‬‬
‫‪44‬‬
‫وعن حذيفة مرفوعا ‪ " :‬ل يدخل النة قتات " رواه البخاري انظر الفتح ‪ 10/472‬وف النهاية‬
‫لبن الثي ‪ : 4/11‬وقيل القتات الذي يتسمع على القوم وهم ل يعلمون ث ينم ‪.‬‬

‫وعن ابن عباس قال مر النب صلى ال عليه وسلم بائط [ بستان ] من حيطان الدينة فسمع‬
‫صوت إنساني يعذبان ف قبورها فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬يعذبان ‪ ،‬وما يعذبان ف‬
‫كبي ‪ -‬ث قال ‪ -‬بلى [ وف رواية ‪ :‬وإنه لكبي ] كان أحدها ل يستتر من بوله وكان الخر‬
‫يشي بالنميمة ‪ " ...‬رواه البخاري انظر فتح الباري ‪. 1/317‬‬

‫ومن الصور السيئة لذا العمل تبيب الزوج على زوجته والعكس وهو السعي ف إفساد العلقة‬
‫بينهما وكذلك قيام بعض الوظفي ف نقل كلم الخرين للمدير أو السؤول ف نوع من الوشاية‬
‫لليقاع وإلاق الضرر وهذا كله من الحرمات ‪.‬‬

‫الطلع على بيوت الناس دون إذن ‪:‬‬

‫قال تعال ( يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوتا غي بيوتكم حت تستأنسوا وتسلموا على أهلها)‬
‫النور‪ ، 27/‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم موضحا أن العلة ف الستئذان هي مافة‬
‫الطلع على عورات أصحاب البيوت ‪ " :‬إنا جعل الستئذان من اجل البصر" رواه البخاري‬
‫انظر فتح الباري ‪ . 11/24‬واليوم مع تقارب البان وتلصق العمارات وتقابل النوافذ والبواب‬
‫صار احتمال كشف اليان بعضهم بعضا كبيا وكثيون ل يغضون أبصارهم وربا تعمد بعض‬
‫من ف العلى الطلع من نوافذهم وأسطحهم على البيوت الجاورة أسفل منهم ‪ ،‬وهذه خيانة‬
‫وانتهاك لرمة اليان ووسيلة إل الرام ‪ ،‬وحصل بسبب ذلك الكثي من البلء والفتنة ويكفي‬
‫دليل على خطورة المر إهدار الشريعة لعي التجسس قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " من‬
‫اطلع ف بيت قوم بغي إذنم فقد حل لم أن يفقئوا عينه " رواه مسلم ‪ ، 3/1699‬وف رواية "‬
‫ففقئوا عينه فل دية له ول قصاص " [ رواه المام أحد ‪ 2/385‬وهو ف صحيح الامع ‪6022‬‬
‫‪.‬‬

‫تناجي اثني دون الثالث ‪:‬‬


‫‪45‬‬
‫وهذه من آفات الجالس ومن خطوات الشيطان ليفرق بي السلمي ويوغر صدور بعضهم على‬
‫بعض وقد قال عليه الصلة والسلم مبينا الكم والعلة " إذا كنتم ثلثة فل يتناجى رجلن دون‬
‫الخر حت تتلطوا بالناس أجل ( أي من أجل كما ورد ف بعض الروايات ) أن ذلك يزنه "‬
‫رواه البخاري انظر فتح الباري ‪ ، 11/83‬ويدخل ف ذلك تناجي ثلثة دون الرابع وهكذا‬
‫وكذلك أن يتكلم التناجيان بلغة ل يفهمها الثالث ول شك أن التناجي فيه نوع من التحقي‬
‫للثالث أو إيهامه أنما يريدان به شرا ونو ذلك ‪.‬‬

‫السبال ف الثياب ‪:‬‬

‫ما يسبه الناس هينا وهو عند ال عظيم السبال وهو إطالة اللباس أسفل من الكعبي وبعضهم‬
‫يس لباسه الرض وبعضهم يسحبه خلفه‬

‫عن أب ذر رضي ال عنه مرفوعا ‪ ":‬ثلثة ل يكلمهم ال يوم القيامة ول ينظر إليهم ول يزكيهم‬
‫ولم عذاب أليم ‪ :‬السبل ( وف رواية ‪ :‬إزاره ) والنان ( وف رواية ‪ :‬الذي ل يعطي شيئا إل منه‬
‫) والنفق سلعته باللف الكاذب " رواه مسلم ‪. 1/102‬‬

‫والذي يقول إن إسبال لثوب ليس كبا فهو يزكي نفسه تزكية غي مقبولة والوعيد للمسبل عام‬
‫سواء قصد الكب أم ل يقصده كما يدل عليه قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬ما تت الكعبي من‬
‫الزار ففي النار " رواه المام أحد ‪ 6/254‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 5571‬فإذا أسبل خيلء‬
‫صارت عقوبته أشد وأعظم وهي ما ورد ف قوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من جر ثوبه خيلء ل‬
‫ينظر ال إليه يوم القيامة " رواه البخاري رقم ‪ 3465‬ط‪ .‬البغا ‪ ،‬وذلك لنه جع بي مرمي‬
‫والسبال مرم ف كل لباس كما يدل عليه حديث ابن عمر رضي ال عنهما مرفوعا ‪ " :‬السبال‬
‫ف الزار والقميص والعمامة من جر منها شيئا خيلء ل ينظر ال إليه يوم القيامة " رواه أبو داود‬
‫‪ 4/353‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 2770‬والرأة يسمح لا أن ترخي شبا أو شبين لستر‬
‫قدميها احتياطا لا يشى من النكشاف بسبب ريح ونوها ولكن ل يوز لا ماوزة الد كما ف‬
‫بعض ثياب العرائس الت تتد أشبارا وأمتارا وربا حل وراءها ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫تلي الرجال بالذهب على أي صورة كانت‬

‫عن أب موسى الشعري رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬أحل لناث أمت الرير والذهب وحرم على‬
‫ذكورها " رواه المام أحد ‪ 4/393‬انظر صحيح الامع ‪. 207‬‬

‫وف السواق اليوم عدد من الصنوعات الصممة للرجال من الساعات والنظارات والزرار‬
‫والقلم والسلسل وما يسمونه باليداليات بعيارات الذهب الختلفة أو ما هو مطلي بالذهب‬
‫طلء كامل ومن النكرات ما يعلن ف جوائز بعض السابقات ‪ :‬ساعة ذهب رجال !!‬

‫عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى خاتا من ذهب ف يد‬
‫رجل فنعه ‪ ،‬فطرحه ‪ ،‬فقال ‪ " :‬يعمد أحدكم إل جرة من نار فيجعلها ف يده ؟! " فقيل للرجل‬
‫بعدما ذهب رسول ال صلى ال عليه وسلم خذ خاتك انتفع به قال ‪ :‬ل وال ل آخذه أبدا وقد‬
‫طرحه رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬رواه مسلم ‪. 3/1655‬‬

‫لبس القصي والرقيق والضيق من الثياب للنساء ‪-:‬‬

‫كان ما غزانا به أعداؤنا ف هذا الزمان هذه الزياء والوضات الت وضعوا أشكالا وتفصيلها‬
‫وراجت بي السلمي وهي ل تستر العورة لقصرها أو شفافيتها أو ضيقها وكثي منها ل يوز‬
‫لبسه حت بي النساء وأمام الحارم وقد أخبنا النب صلى ال عليه وسلم عن ظهور هذه النواع‬
‫من اللبسة على نساء آخر الزمان كما جاء ف حديث أب هريرة رضي ال عنه مرفوعا ‪" :‬‬
‫صنفان من أهل النار ل أرها ‪ :‬قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون با الناس ونساء كاسيات‬
‫عاريات ميلت مائلت رؤوسهن كأسنمة البخت الائلة ‪ ،‬ل يدخلن النة ول يدن ريها وإن‬
‫ريها ليوجد من مسية كذا وكذا " رواه مسلم ‪ 1680 /3‬والبخت هي المال طوال العناق‬
‫‪ .‬ويدخل ف هذا اللبسة الت تلبسها بعض النساء تكون ذات فتحة طويلة من السفل أو‬
‫مشقوقة من عدة جهات فإذا جلست ظهر من عورتا ما ظهر مع ما ف ذلك من التشبه بالكفار‬
‫واتباعهم ف الوضات وما استحدثوه من الزياء الفاضحة نسأل ال السلمة ‪ .‬ومن المور‬
‫الطية كذلك ما يوجد على بعض اللبس من الصور السيئة كصور الغني والفرق الوسيقية‬
‫‪47‬‬
‫وقوارير المر وصور ذوات الرواح الحرمة شرعا أو الصلبان أو شعارات الندية والمعيات‬
‫البيثة أو العبارات الرديئة الخلة بالشرف والعفة والت كثيا ما تكون مكتوبة بلغات أجنبية‬

‫وصل الشعر بشعر مستعار لدمي أو لغيه للرجال والنساء ‪-:‬‬

‫عن أساء بنت أب بكر قالت جاءت امرأة إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت يا رسول ال إن‬
‫ل ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق ( أي تساقط ) شعرها أفأصله فقال ‪ " :‬لعن ال الواصلة‬
‫والستوصلة " رواه مسلم ‪ . 3/1676‬وعن جابر بن عبدال قال ‪ :‬زجر النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أن تصل الرأة برأسها شيئا " رواه مسلم ‪. 3/1679‬‬

‫ومن أمثلة هذا ما يعرف ف عصرنا بالباروكة ومن الواصلت ف عصرنا " الكوافيات " وما‬
‫تزخر به صالتن من النكرات‬

‫ومن أمثلة هذا الحرم أيضا لبس الشعر الستعار كما يفعله بعض من ل خلق لم من المثلي‬
‫والمثلت ف التمثيليات والسرحيات ‪.‬‬

‫تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ف اللباس أو الكلم أو اليئة ‪:‬‬

‫من الفطرة أن يافظ الرجل على رجولته الت خلقه ال عليها وأن تافظ الرأة على أنوثتها الت‬
‫خلقها ال عليها وهذا من السباب الت ل تستقيم حياة الناس إل با وتشبه الرجال بالنساء‬
‫والنساء بالرجال هو مالفة للفطرة وفتح لبواب الفساد وإشاعة للنلل ف الجتمع وحكم هذا‬
‫العمل شرعا هو التحري وإذا ورد ف نص شرعي لعن من يقوم بعمل فإن ذلك يدل على تريه‬
‫وقد جاء عن ابن عباس رضي ال عنهما مرفوعا ‪ " :‬لعن رسول ال التشبهي من الرجال بالنساء‬
‫والتشبهات من النساء بالرجال " رواه البخاري انظر الفتح ‪ ، 10/332‬وعن ابن عباس رضي‬
‫ال عنهما مرفوعا ‪ " :‬لعن رسول ال الخنثي من الرجال والترجلت من النساء " رواه البخاري‬
‫الفتح ‪ . 10/333‬والتشبه قد يكون بالركات والسكنات والشية كالنناث ف الجسام‬
‫والتأنث ف الكلم والشي ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫وكذلك ل يوز تشبه كل من النسي بالخر ف اللباس ول فيما هو من خصائصه فل يوز‬
‫للرجل أن يلبس القلئد ول الساور ول اللخل ول القراط ونوها كما هو منتشر عند‬
‫أصناف البيي والنافس ونوهم وكذلك ل يوز للمرأة أن تلبس ما اختص الرجل بلبسه من‬
‫ثوب أو قميص ونوه بل يب أن تالفه ف اليئة والتفصيل واللون ‪ ،‬والدليل على وجوب مالفة‬
‫كل من النسي للخر ف اللباس ما جاء عن أب هريرة رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬لعن ال الرجل‬
‫يلبس لبسة الرأة ‪ ،‬والرأة تلبس لبسة الرجل " رواه أبو داود ‪ 4/355‬وهو ف صحيح الامع‬
‫‪. 5071‬‬

‫صبغ الشعر بالسواد ‪:‬‬

‫والصحيح أنه مرم للوعيد الذكور ف قوله عليه الصلة والسلم " يكون قوم يضبون ف آخر‬
‫الزمان بالسواد كحواصل المام ل يريون رائحة النة " رواه أبو داود ‪ 4/419‬وهو ف‬
‫صحيح الامع ‪ . 8153‬وهذا عمل منتشر بي كثي من ظهر فيهم الشيب فيغيونه بالصبغ‬
‫السود فيؤدي عملهم هذا إل مفاسد منها الداع والتدليس على خلق ال والتشبع بال غي‬
‫حاله القيقية ول شك أن لذا أثرا سيئا على السلوك الشخصي وقد يصل به نوع من الغترار‬
‫وقد صح أنه صلى ال عليه وسلم كان يغي الشيب بالناء ونوها ما فيه اصفرار أو احرار أو با‬
‫ييل إل اللون البن ‪ ،‬ولا أت بأب قحافة يوم الفتح ورأسه وليته كالثغامة من شدة البياض قال‬
‫عليه الصلة والسلم " غيوا هذا بشيء واجتنبوا السواد " رواه مسلم ‪ . 3/1663‬والصحيح‬
‫أن الرأة كالرجل ل يوز أن تصبغ بالسواد ما ليس بأسود من شعرها ‪.‬‬

‫تصوير ما فيه روح ف الثياب والدران والورق ونو ذلك ‪-:‬‬

‫عن عبدال بن مسعود رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬إن أشد الناس عذابا عند ال يوم القيامة‬
‫الصورون " رواه البخاري انظر الفتح ‪ . 10/382‬وعن أب هريرة رضي ال عنه مرفوعا ‪" :‬‬
‫قال ال تعال ‪ ( :‬ومن أظلم من ذهب يلق كخلقي فليخلقوا حبة و ليخلقوا ذرة ‪ " ) ...‬رواه‬
‫البخاري انظر فتح الباري ‪ . 10/385‬وعن ابن عباس رضي ال عنهما مرفوعا ‪ " :‬كل مصور‬

‫‪49‬‬
‫ف النار ‪ ،‬يعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذب ف جهنم " قال ابن عباس ‪ :‬إن كنت ل بد‬
‫فاعل فاصنع الشجر وما ل روح فيه " رواه مسلم ‪ . 3/1671‬فهذه الحاديث دالة على تري‬
‫صور ذوات الرواح من الدميي وسائر اليوانات ما له ظل أو ليس له ظل سواء كانت‬
‫مطبوعة أو مرسومة أو مفورة أو منقوشة أو منحوتة أو مصبوبة بقوالب ونو ذلك والحاديث‬
‫ف تري الصور تشمل ذلك كله ‪.‬‬

‫والسلم يستسلم لنصوص الشرع ول يادل فيقول أنا ل أعبدها ول أسجد لا !! ولو نظر‬
‫العاقل بعي البصية والتأمل ف مفسدة واحدة فقط لشيوع التصوير ف عصرنا لعرف شيئا من‬
‫الكمة ف هذه الشريعة عندما جاءت بتحري التصوير وهو ما حصل من الفساد العظيم من إثارة‬
‫الغرائز وثوران الشهوات بل الوصول إل الوقوع ف الفواحش بسبب الصور ‪.‬‬

‫وينبغي على السلم أن ل يتفظ ف بيته بصور لذوات الرواح حت ل يكون ذلك سببا ف امتناع‬
‫اللئكة عن دخول بيته فإن النب صلى ال عليه وسلم قال ‪ " :‬ل تدخل اللئكة بيتا فيه كلب‬
‫ول تصاوير " رواه البخاري انظر الفتح ‪ . 10/380‬وتوجد ف بعض البيوت تاثيل بعضها‬
‫لعبودات الكفار توضع على أنا تف ومن الزينة فهذه حرمتها أشد من غيها وكذلك الصور‬
‫العلقة أشد من غي العلقة فكم أفضت إل تعظيم وكم جددت من أحزان وكم أدت إل تفاخر‬
‫ول يقال الصور للذكرى فإن الذكرى القيقية ف القلب من عزيز أو قريب من السلمي يدعى‬
‫لم بالغفرة والرحة فينبغي إخراج كل صورة أو طمسها اللهم إل ما كان عسيا وفيه مشقة‬
‫بالغة كالصور الت عمت با البلوى على العلبات والصور ف القواميس والراجع والكتب الت‬
‫يستفاد منها مع السعي لزالتها ما أمكن والذر ما ف بعضها من الصور السيئة وكذلك يكن‬
‫الحتفاظ بالصور الت تدعو الاجة لا كما ف إثباتات الشخصية ورخص بعض أهل العلم ف‬
‫الصور المتهنة كالوطوءة بالقدام ( فاتقوا ال ما استطعتم ) التغابن‪. 16/‬‬

‫الكذب ف النام ‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫يعمد بعض الناس إل اختلق رؤى ومنامات ل يروها لتحصيل فضيلة أو ذكر بي اللق أو‬
‫ليازة منفعة مالية أو تويفا لن بينه وبينهم عداوة ونو ذلك‪ ،‬وكثي من العامة لم اعتقادات ف‬
‫النامات وتعلق شديد با فيخدعون بذا الكذب وقد ورد الوعيد الشديد لن فعل هذا الفعل ‪،‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم " إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إل غي أبيه أو يري عينه ما ل‬
‫تر ويقول على رسول ال صلى ال عليه وسلم ما ل يقل " رواه البخاري انظر الفتح ‪، 6/540‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم " من تلم بلم ل يره كلف أن يعقد بي شعيتي ولن يفعل‬
‫‪...‬الديث " رواه البخاري انظر الفتح ‪ ، 12/427‬والعقد بي شعيتي أمر مستحيل فكان‬
‫الزاء من جنس العمل ‪.‬‬

‫اللوس على القب والوطء عليه وقضاء الاجة ف القابر ‪:‬‬

‫عن أب هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم " لن يلس أحدكم على‬
‫جرة فتحرق ثيابه فتخلص إل جلده خي له من أن يلس على قب " رواه مسلم ‪ . 2/667‬أما‬
‫الوطء على القبور فطائفة من الناس يفعلونه فتراهم عندما يدفنون ميتهم ل يبالون بالوطء‬
‫( وبأحذيتهم أحيانا ) على القبور الجاورة دون احترام لبقية الوتى وف عظم هذا يقول رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم "لن أمشي على جرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إل من‬
‫أن أمشي على قب مسلم ‪ " ...‬رواه ابن ماجة ‪ 1/499‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 5038‬فكيف‬
‫بن يستول على أرض مقبة ويقيم عليها مشروعا تاريا أو سكنيا ‪ .‬أما التغوط ف القابر وقضاء‬
‫الاجة فيها فيفعله بعض من ل خلق له إذا حضره قضاء الاجة تسور مقبة أو دخل فيها فآذى‬
‫الوتى بنتنه وناسته ‪ ،‬يقول النب صلى ال عليه وسلم " وما أبال أوسط القب قضيت حاجت أو‬
‫وسط السوق "[ التخريج السابق ] ‪ .‬أي أن قبح قضاء الاجة ف القبة كقبح كشف العورة‬
‫وقضاء الاجة أمام الناس ف السوق ‪ ،‬والذين يتعمدون إلقاء القاذورات والزبالة ف القابر‬
‫( خصوصا الهجورة والت تدمت أسوارها ) لم نصيب من ذلك الوعيد ‪ .‬ومن الداب الطلوبة‬
‫عند زيارة القابر خلع النعال عند إرادة الشي بي القبور ‪.‬‬

‫عدم الستتار من البول ‪:‬‬


‫‪51‬‬
‫من ماسن هذه الشريعة أنا جاءت بكل ما يصلح شأن النسان ومن ذلك إزالة النجاسة ‪،‬‬
‫وشرعت لجل ذلك الستنجاء والستجمار وبينت الكيفية الت يصل با التنظيف والنقاء‬
‫وبعض الناس يتساهل ف إزالة النجاسة ما يتسبب ف تلويث ثوبه أو بدنه وبالتال عدم صحة‬
‫صلته وقد أخب النب صلى ال عليه وسلم أن ذلك من أسباب عذاب القب فعن ابن عباس قال‬
‫مر النب صلى ال عليه وسلم بائط [ بستان ] من حيطان الدينة فسمع صوت إنساني يعذبان‬
‫ف قبورها فقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬يعذبان ‪ ،‬وما يعذبان ف كبي ‪ -‬ث قال ‪ -‬بلى‬
‫[ وف رواية ‪ :‬وإنه لكبي ] كان أحدها ل يستتر من بوله وكان الخر يشي بالنميمة ‪ " ...‬رواه‬
‫البخاري انظر فتح الباري ‪ . 1/317‬بل أخب النب صلى ال عليه وسلم أن ‪ " :‬أكثر عذاب‬
‫القب ف البول " رواه المام أحد ‪ 2/326‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 1213‬وعدم الستتار من‬
‫البول يشمل من يقوم من حاجته بسرعة قبل أن ينقطع بوله أو يتعمد البول ف هيئة أو مكان‬
‫يرتد عليه بوله أو أن يترك الستنجاء أو الستجمار أو يهمل فيهما ‪ ،‬وقد بلغ من التشبه بالكفار‬
‫ف عصرنا أن صارت بعض الراحيض فيها أماكن لقضاء الاجة مثبتة ف الدران ومكشوفة يأت‬
‫إليها الشخص فيبول أمام الداخل والارج دون حياء ث يرفع لباسه ويلبسه على النجاسة فيكون‬
‫قد جع بي أمرين مرمي قبيحي ‪ :‬الول أنه ل يفظ عورته من نظر الناس والثان أنه ل يستنه‬
‫ول يستبئ من بوله ‪.‬‬

‫التسمع إل حديث قوم وهم له كارهون ‪:‬‬

‫قال ال تعال ‪ ( :‬ول تسسوا ‪ ) ...‬الجرات‪11/‬‬

‫عن ابن عباس رضي ال عنهما مرفوعا ‪ " :‬من استمع إل حديث قوم وهم له كارهون صب ف‬
‫أذنيه النك يوم القيامة ‪ " ...‬رواه الطبان ف الكبي ‪ 249-11/248‬وهو ف صحيح الامع‬
‫‪ 6004‬والنك هو الرصاص الذاب ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫فإذا كان ينقل حديثهم دون علمهم ليقاع الضرر بم فهو يضيف إل إث التجسس إثا آخر‬
‫بدخوله ف حديث النب صلى ال عليه وسلم " ل يدخل النة قتات " رواه البخاري فتح‬
‫‪ 10/472‬والقتات الذي يستمع إل حديث القوم وهم ل يشعرون به‬

‫سوء الوار‬

‫أوصانا ال سبحانه ف كتابه بالار فقال تعال ‪ ( :‬واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا وبالوالدين‬
‫إحسانا وبذي القرب واليتامى والساكي والار ذي القرب والار النب والصاحب بالنب وابن‬
‫السبيل وما ملكت أيانكم إن ال ل يب من كان متال فخورا ) النساء‪. 36/‬‬

‫وإيذاء الار من الحرمات لعظم حقه ‪ :‬عن أب شريح رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬وال ل يؤمن‬
‫وال ل يؤمن وال ل يؤمن ‪ ،‬قيل ومن يا رسول ال ؟ قال ‪ :‬الذي ل يأمن جاره بوائقه " رواه‬
‫البخاري انظر فتح الباري ‪10/443‬‬

‫وقد جعل النب صلى ال عليه وسلم ثناء الار على جاره أو ذمه له مقياسا للحسان والساءة‬
‫فعن ابن مسعود رضي ال عنه قال ‪ :‬قال رجل للنب صلى ال عليه وسلم ‪ :‬يا رسول ال كيف‬
‫ل أن أعلم إذا أحسنت أو إذا أسأت فقال النب صلى ال عليه وسلم " إذا سعت جيانك‬
‫يقولون ‪ :‬قد أحسنت فقد أحسنت ‪ ،‬وإذا سعتهم يقولون ‪ :‬قد أسأت فقد أسأت " رواه المام‬
‫أحد ‪ 1/402‬وهو ف صحيح الامع ‪. 623‬‬

‫وإيذاء الار له صور متعددة فمنها منعه أن يغرز خشبة ف الدار الشترك أو رفع البناء عليه‬
‫وحجب الشمس أو الواء دون إذنه أو فتح النوافذ على بيته والطلل منها لكشف عوراته أو‬
‫إيذاؤه بالصوات الزعجة كالطرق والصياح وخصوصا ف أوقات النوم والراحة أو ضرب‬
‫أولده وطرح القمامة عند عتبة بابه والذنب يعظم إذا ارتكب ف حق الار ويضاعف إث صاحبه‬
‫كما قال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬لن يزن الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزن‬
‫بامرأة جاره ‪ ..‬لن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من بيت جاره "‬

‫‪53‬‬
‫رواه البخاري ف الدب الفرد رقم ‪ 103‬وهو ف السلسلة الصحيحة ‪ ، 65‬وبعض الونة ينتهز‬
‫غياب جاره ف نوبته الليلية ويدخل بيته ليعيث فيه الفساد فالويل له من عذاب يوم أليم ‪.‬‬

‫الضارة ف الوصية ‪- :‬‬

‫من قواعد الشريعة أنه ل ضرر ول ضرار ومن المثلة على ذلك الضرار بالورثة الشرعيي أو‬
‫ببعضهم ومن يفعل ذلك فهو مهدد بقوله صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬من ضار أضر ال به ومن‬
‫شاق شق ال عليه " رواه المام أحد ‪ 3/453‬انظر صحيح الامع ‪ . 6348‬ومن صور الضارة‬
‫ف الوصية حرمان أحد الورثة من حقه الشرعي أو أن يوصي لوارث بلف ما جعلته له الشريعة‬
‫أو أن يوصي بأكثر من الثلث ‪.‬‬

‫وف الماكن الت ليضع فيها الناس لسلطان القضاء الشرعي يتعذر على صاحب الق أن يأخذ‬
‫حقه الذي أعطاه ال له بسبب الحاكم الوضعية الت تكم بلف الشريعة وتأمر بإنفاذ الوصية‬
‫الائرة السجلة عند الحامي فويل لم ما كتبت أيديهم وويل لم ما يكسبون ‪.‬‬

‫اللعب بالنرد ‪-:‬‬

‫تتوي كثي من اللعاب النتشرة والستعملة بي الناس على أمور من الحرمات ومن ذلك النرد‬
‫( العروف بالزهر ) الذي يتم به النتقال والتحريك ف عدد كثي من اللعاب كالطاولة وغيها‬
‫وقد حذر النب صلى ال عليه وسلم من هذا النرد الذي يفتح أبواب القامرة واليسر فقال ‪" :‬‬
‫من لعب بالنردشي فكأنا صبغ يده ف لم خنير ودمه " رواه مسلم ‪ . 4/1770‬وعن أب‬
‫موسى رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬من لعب بالنرد فقد عصى ال ورسوله " رواه المام أحد‬
‫‪ 4/394‬وهو ف صحيح الامع ‪. 6505‬‬

‫لعن الؤمن ولعن من ل يستحق اللعن ‪-:‬‬

‫ل يلك كثي من الناس ألسنتهم إذا ما غضبوا فيسارعون باللعن فيلعنون البشر والدواب‬
‫والمادات واليام والساعات بل وربا لعنوا أنفسهم وأولدهم ولعن الزوج زوجته والعكس‬
‫‪54‬‬
‫وهذا أمر جد خطي فعن أب زيد ثابت بن الضحاك النصاري رضي ال عنه مرفوعا ‪، .... " :‬‬
‫ومن لعن مؤمنا فهو كقتله " رواه البخاري انظر فتح الباري ‪ 10/465‬ولن اللعن يكثر من‬
‫النساء فقد بي عليه الصلة والسلم أنه من أسباب دخولن النار وكذلك فإن اللعاني ل‬
‫يكونون شفعاء يوم القيامة وأخطر منه أن اللعنة ترجع على صاحبها إن تلفظ با ظلما فيكون قد‬
‫دعا على نفسه بالطرد والبعاد من رحة ال ‪.‬‬

‫النياحة ‪-:‬‬

‫من النكرات العظيمة ما تقوم به بعض النساء من رفع الصوت بالصياح وندب اليت ولطم‬
‫الوجه وكذلك شق الثوب وحلق الشعر أو شده وتقطيعه وكل ذلك يدل على عدم الرضا‬
‫بالقضاء وعدم الصب على الصيبة وقد لعن النب صلى ال عليه وسلم من فعل ذلك فعن أب‬
‫أمامة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لعن الامشة وجهها والشاقة جيبها‬
‫والداعية بالويل والثبور " رواه ابن ماجة ‪ 1/505‬وهو ف صحيح الامع ‪ . 5068‬وعن عبد‬
‫ال بن مسعود رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬ليس منا من لطم الدود وشق اليوب ودعا بدعوى‬
‫الاهلية " رواه البخاري انظر الفتح ‪ . 3/163‬وقال النب صلى ال عليه وسلم ‪ " :‬النائحة إذا‬
‫ل تتب قبل موتا تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب " رواه مسلم رقم‬
‫‪934‬‬
‫ضرب الوجه والوسم ف الوجه ‪-:‬‬

‫عن جابر قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الضرب ف الوجه وعن الوسم ف الوجه ‪.‬‬
‫رواه مسلم ‪3/1673‬‬

‫أما ضرب الوجه فإن عددا من الباء والدرسي يعمدون إليه ف معاقبة الولد حينما يضربون‬
‫الوجه بالكف ونوه وكذا يفعله بعض الناس مع خدمهم وهذا مع ما فيه من إهانة الوجه الذي‬
‫كرم ال به النسان فإنه قد يؤدي أيضا إل فقد بعض الواس الهمة الجتمعة ف الوجه فيحصل‬
‫الندم وقد يطلب القصاص ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫أما وسم الدواب ف الوجه وهو وضع علمة ميزة يعرف با صاحب كل دابة دابته أو ترد عليه‬
‫إذا ضلت فهو حرام وفيه تشويه وتعذيب ولو احتج بعض الناس بأنه عرف قبيلتهم وعلمتها‬
‫الميزة فيمكن أن يعل الوسم ف مكان آخر غي الوجه ‪.‬‬

‫هجر السلم فوق ثلثة أيام دون سبب شرعي ‪-:‬‬

‫من خطوات الشيطان إحداث القطيعة بي السلمي وكثيون أولئك الذين يتبعون خطوات‬
‫الشيطان فيهجرون إخوانم السلمي لسباب غي شرعية إما للف مادي أو موقف سخيف‬
‫وتستمر القطيعة دهرا وقد يلف أن ل يكلمه وينذر أن ل يدخل بيته وإذا رآه ف طريق أعرض‬
‫عنه وإذا لقيه ف ملس صافح من قبله ومن بعده وتطاه وهذا من أسباب الوهن ف الجتمع‬
‫السلمي ولذلك كان الكم الشرعي حاسا والوعيد شديدا فعن أب هريرة رضي ال عنه‬
‫مرفوعا ‪ " :‬ل يل لسلم أن يهجر أخاه فوق ثلث فمن هجر فوق ثلث فمات دخل النار "‬
‫رواه أبو داود ‪ 5/215‬وهو ف صحيح الامع ‪. 7635‬‬

‫وعن أب خراش السلمي رضي ال عنه مرفوعا ‪ " :‬من هجر أخاه سنة فهو بسفك دمه " رواه‬
‫البخاري ف الدب الفرد حديث رقم ‪ 406‬وهو ف صحيح الامع ‪. 6557‬‬

‫ويكفي من سيئات القطيعة بي السلمي الرمان من مغفرة ال عز وجل فعن أب هريرة مرفوعا ‪:‬‬
‫" تعرض أعمال الناس ف كل جعة مرتي ‪ ،‬يوم الثني ويوم الميس فيغفر لكل عبد مؤمن إل‬
‫عبدا بينه وبي أخيه شحناء فيقال ‪ :‬اتركوا أو أركوا ( يعن أخروا ) هذين حت يفيئا " رواه‬
‫مسلم ‪. 4/1988‬‬

‫ومن تاب إل ال من التخاصمي فعليه أن يعود إل صاحبه ويلقاه بالسلم فإن فعل وأب صاحبه‬
‫فقد برئت ذمة العائد وبقيت التبعة على من أب ‪ ،‬عن أب أيوب مرفوعا ‪ " :‬ل يل لرجل أن‬
‫يهجر أخاه فوق ثلث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيها الذي يبدأ بالسلم " رواه‬
‫البخاري فتح الباري ‪. 10/492‬‬

‫‪56‬‬
‫أما إن وجد سبب شرعي للهجر كترك صلة أو إصرار على فاحشة فإن كان الجر يفيد الخطئ‬
‫ويعيده إل صوابه أو يشعره بطئه صار الجر واجبا ‪ ،‬وأما إن كان ل يزيد الذنب إل إعراضا‬
‫ول ينتج إل عتوا ونفورا وعنادا وازديادا ف الث فعند ذلك ل يسوغ الجر لنه ل تتحقق به‬
‫الصلحة الشرعية بل تزيد الفسدة فيكون من الصواب الستمرار ف الحسان والنصح والتذكي‬
‫‪.‬‬

‫وختاما هذا ما تيسر جعه من الحرمات النتشرة [ والوضوع طويل وقد رأيت إتاما للفائدة أن أفرد‬
‫فصل خاصا بملة من النهيات الواردة ف الكتاب والسنة مموع بعضها إل بعض ستكون ف رسالة‬
‫مستقلة إن شاء ال ] نسأل ال سبحانه وتعال بأسائه السن أن يقسم لنا من خشيته ما يول بيننا‬
‫وبي معاصيه ومن طاعته ما يبلغنا به جنته وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا ف أمرنا وأن يغنينا بلله عن‬
‫حرامه وبفضله عمن سواه وأن يتقبل توبتنا ويغسل حوبتنا إنه سيع ميب وصلى وسلم على النب‬
‫المي ممد وآله وصحبه أجعي والمد ل رب العالي‬

‫‪57‬‬

You might also like