You are on page 1of 16

‫حقيقة العز بن عبدالسلم‬

‫وموقف شيخ السلم ابن‬


‫تيمية منه‬

‫كتبه‬

‫أبو عبدالله المدني‬

‫‪-1-‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المد ل والصلة والسلم على رسول ال وعلى له وصحبه‬


‫ومن اتبع هداه‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإن لا رأيت كثرة الثناء على العز بن عبدالسلم وذكره ف‬


‫مصاف الئمة الكبار كأحد بن حنبل وغيه ‪ ،‬كما فعل سلمان‬
‫العودة ف كتابه عن المام أحد ‪ ،‬اضطرن ذلك إل تبيي عقيدته‬
‫للناس وتبيي ما هو منهجه القيقي وهل يستحق هذه النلة وما‬
‫هو موقفه من أهل السنة ف عصره‪.‬‬

‫والعز بن عبدالسلم قد ترجه عدد من الؤرخي والكتاب ‪ ،‬ومن‬


‫أوسع من رأيت ترجم له هو السبكي ف طبقات الشافعية ‪ ،‬وما‬
‫ذلك إل لنه يعتبه من أئمة الشاعرة ومن كانت له صولة‬
‫وجولة ضد أهل السنة ‪ ،‬والسبكي معروف موقفه العدائي من‬
‫أهل السنة وخاصة ابن تيمية وابن القيم رحهما ال تعال‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫وقد تكلم شيخ السلم ابن تيمية رحه ال تعال على العز بن‬
‫عبد السلم وناقشه ف بعض ما جاء ف عقيدته الت نقلها‬
‫السبكي ف طبقاته من اتام لهل السنة بالشو والتشبيه [مموع‬
‫الفتاوى (‪.])164-4/144‬‬

‫وف ثنايا رده على العز وصفه شيخ السلم ابن تيمية بعدة‬
‫أوصاف منها‪:‬‬

‫(‪)1‬قلة خبة العز بن عبدالسلم بقالت الناس من أهل‬


‫السنة والبدعة‪.)4/153( .‬‬
‫(‪)2‬أن كثيا من أصحاب العز بن عبدالسلم يصرحون‬
‫بخالفة السلف ف مثل مسألة اليان ومسألة تأويل‬
‫اليات والحاديث‪.)4/156( .‬‬
‫(‪)3‬ووصف العز بن عبدالسلم وأمثاله بأنم جهمية‬
‫كلبية‪.)4/158( .‬‬
‫(‪)4‬أن العز بن عبدالسلم وأمثاله قد سلكوا مسلك‬
‫اللحدة الذين يقولون‪ :‬إن الرسول ل يبي الق ف‬
‫باب التوحيد ول بي للناس ما هو المر عليه ف‬

‫‪-3-‬‬
‫نفسه‪ ،‬بل أظهر للناس خلف الق‪ ،‬والق‪ :‬إما كتمه‬
‫وإما أنه كان غي عال به‪.)4/195( .‬‬

‫وسأتناول شيئا من السائل الؤخوذة على العز بن عبدالسلم‬


‫وأوضح لكم موقفه من أهل السنة ومدى حربه لم‪.‬‬

‫فأقول مستعينا بال ‪:‬‬

‫(‪ )1‬بيان انتساب العز إل الشعرية ‪:‬‬


‫يعد العز بن عبدالسلم من كبار أئمة الشاعرة فهو قد وقف ف‬
‫وجه أهل السنة ف مسألة القرآن ومسألة الرف والصوت ‪،‬‬
‫وذمهم أشد الذم واتمهم بالتشبيه والتجسيم على طريقة‬
‫الشاعرة ‪ ،‬بل كان له دور كبي ف انقلب اللك الشرف إل‬
‫الذهب الشعري بعد أن أعز ال به أهل السنة ونصر به الذهب‬
‫السلفي‪ ،‬وقد ذكر هذه القصة مفصلة السبكي ف طبقاته(‬
‫‪.)238-8/218‬‬

‫وانتساب العز إل الذهب الشعري ظاهر ف كتبه وتصنيفاته ‪،‬‬


‫فمن ذلك‪:‬‬

‫‪-4-‬‬
‫‪ -1‬تقريره بأن القرآن قدي أزل قائم بذاته وأن القرآن الذي‬
‫ف الصحف هو دليل على كلم ال وليس هو كلم ال ‪.‬‬

‫يقول العز ف عقيدته الشهورة الت نقلها السبكي ف طبقاته‪:‬‬


‫((متكلم بكلم أزل ليس برف ول صوت …ث تكلم عن‬
‫الصحف والداد …فقال‪ :‬ويب احترامها لدللتها على‬
‫كلمه)) الطبقات(‪)8/219‬‬
‫ويقول‪(( :‬ومذهبنا أن كلم ال سبحانه قدي أزل قائم بذاته))‬
‫وهذا هو عي مذهب الشاعرة ‪.‬‬

‫‪ -2‬إنكاره لسألة الرف والصوت الت يثبتها أهل السنة‬


‫لدللة النصوص عليها ‪ ،‬فهو انطلقا من مذهبه الشعري الذي‬
‫يعتقد أن القرآن قدي أزل قائم بذاته أنكر مسألة الرف‬
‫والصوت وشنع على أهل السنة بسببها وقلب اللك الشرف‬
‫على أهل السنة وكان السبب ف اذلل أهل السنة من قبل اللك‬
‫الشرف واللك الكامل‪ ،‬يقول العز ف عقيدته‪ (( :‬والعجب من‬
‫يقول ‪ :‬القرآن مركب من حرف وصوت)) الطبقات(‪.)8/224‬‬

‫‪-5-‬‬
‫وغي ذلك ما وافق فيه العز الشاعرة كنفي كثي من صفات ال‬
‫عز وجل الت جاءت با اليات والحاديث‪ ،‬وإنا هو سائر على‬
‫منهج الشاعرة من إثبات الصفات السبع‪ ،‬ومعلوم أن الشاعرة‬
‫حت ف إثباتم هذه الصفات السبع ل يثبتونا على طريقة أهل‬
‫السنة ول يثبتونا على حقيقتها‪.‬‬

‫(‪ )2‬انتساب العز بن عبدالسلم إل الصوفية ‪.‬‬


‫كان ابن عبدالسلم مفتونا بالرقص والوجد على طريقة‬
‫الصوفية ‪ ،‬وله مصنفات ف تأييد التصوف والرقص والسماع‪،‬‬
‫بل قد لبس الرقة على طريقة التصوفة على يد الصوف الكبي‬
‫السهروردي‪.‬‬
‫قال المام الذهب رحه ال ‪ (( :‬قال قطب الدين ‪ :‬كان مع شدته‬
‫فيه حسن ماضرة بالنوادر والشعار‪ .‬يضر السماع ويرقص)) ‪.‬‬
‫العب (‪.)3/299‬‬
‫وقال السيوطي رحه ال تعال ف ترجة العز ‪:‬‬
‫(( له كرامات كثية ولبس خرقة التصوف من الشهاب‬
‫السهروردي‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫وكان يضر عند الشيخ أب السن الشاذل ‪ ،‬ويسمع كلمه ف‬
‫القيقة ويعظمه))‪[ .‬حسن الحاضرة (‪ )1/273‬دار الكتب‬
‫العلمية]‬
‫ويقول السبكي‪ (( :‬وذكر(أي القاضي عز الدين الكاري) أن‬
‫الشيخ لبس خرقة التصوف من شهاب الدين السهروردي‪،‬‬
‫وأخذ عنه‪ ،‬وذكر أنه كان يقرأ بي يديه ((رسالة‬
‫القشيي))فحضره مرة الشيخ أبو العباس الرسي لا قدم من‬
‫السكندرية إل القاهرة فقال له الشيخ عز الدين‪ :‬تكلم على هذا‬
‫الفصل‪ .‬فأخذ الشيخ الرسي يتكلم والشيخ عز الدين يزحف ف‬
‫اللقة ويقول‪ :‬اسعوا هذا الكلم الذي هو حديث عهد بربه‪.‬‬
‫وقد كانت للشيخ عز الدين اليد الطول ف التصوف وتصانيفه‬
‫قاضية بذلك)) الطبقات(‪.)215-8/214‬‬
‫أما عن السماع والرقص الذي كان يفعله الشيخ عز الدين‪،‬‬
‫فيقول ابن شاكر الكتب ‪(( :‬يضر السماع ويرقص ويتواجد))‬
‫فوات الوفيات(‪)352-2/350‬‬
‫وقد جعل اليافعي رقص وساع الشيخ عز الدين دليل على جواز‬
‫ذلك لن فعله حجة فهو من كبار العلماء وأطال ف ذلك [انظر‬
‫مرآة النان لليافعي(‪.])4/154‬‬

‫‪-7-‬‬
‫وإليك مقولة من أقواله الت تظهر ما له من التصوف الغال‪،‬‬
‫يقول ف كتابه قواعد الحكام (‪ (( :)119-1/118‬فصل وما‬
‫يثاب عليه من العلوم‪.‬‬
‫وذكر منها‪:‬‬
‫الثالث‪ :‬علوم ينحها النبياء والولياء بأن يلقها ال فيهم من‬
‫غي ضرورة ول نظر‪ ...‬إل أن قال‪ :‬الضرب الثان ‪ :‬علوم إلامية‬
‫يكشف با عما ف القلوب فيى من الغائبات ما ل تر العادة‬
‫بسماع مثله‪ ،‬وكذلك شه ومسه ولسه وكذلك يدرك بقلبه‬
‫علوما متعلقة بالكوان وقد رأى إبراهيم ملكوت السموات‬
‫والرض ومنهم من يرى اللئكة والشياطي والبلد النائية بل‬
‫ينظر إل ما تت الثرى ومنهم من يرى السموات وأفلكها‬
‫وكواكبها وشسها وقمرها على ما هي عليه‪ ،‬ومنهم من يرى‬
‫اللوح الحفوظ ويقرأ ما فيه وكذلك يسمع أحدهم صرير‬
‫القلم وأصوات اللئكة والان‪ ،‬ويفهم أحدهم منطق الطي‬
‫فسبحان من أعزهم وأدناهم‪ ،‬وأذل آخرين وأقصاهم ومن يهن‬
‫ال فما له من مكرم إن ال يفعل ما يشاء)) فنعوذ بال من‬
‫الضلل‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫(‪ )3‬طعن العز بن عبدالسلم على أهل السنة ونسبتهم إل الشو‬
‫والتجسيم‪.‬‬
‫أما كلم العز ف ذلك فهو كثي وخاصة ف القصة الت جرت‬
‫معه ومع اللك الشرف وف خطابه للملك الشرف كثي من‬
‫هذا الطعن على أهل السنة ف ذلك العصر لثباتم كلم ال على‬
‫حقيقته ولثباتم الرف والصوت ف كلم ال‪ ،‬وأنقل لكم بعض‬
‫طعونه ‪:‬‬

‫أ –((والشوية والشبهة الذين يشبهون ال بلقه ضربان أحدها‬


‫ل يتحاشى من إظهار الشو (ويسبون أنم على شيء أل إنم‬
‫هم الكاذبون) والخر يتستر بذهب السلف لسحت يأكله أو‬
‫حطام يأخذه)) الطبقات(‪)8/222‬‬

‫ب‪(( -‬فما الفرق بي مادلة الشوية وغيهم من أهل البدع !‬


‫ول خبث ف الضمائر وسوء اعتقاد ف السرائر … وإذا سئل‬
‫أحدهم عن مسألة من الشو أمر بالسكوت عن ذلك وإذا سئل‬
‫عن غي الشو من البدع أجاب فيه بالق ولول ما انطوى عليه‬
‫باطنه من التجسيم والتشبيه لجاب ف مسائل الشو بالتوحيد‬

‫‪-9-‬‬
‫والتنيه لوم تزل هذه الطائفة البتدعة قد ضربت عليهم الذلة‬
‫أينما ثقفوا (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها ال ويسعون ف‬
‫الرض فسادا وال ل يب الفسدين) ل تلوح لم فرصة إل‬
‫طاروا إليها ول فتنة إل أكبوا عليها))الطبقات(‪.)2/223‬‬

‫ت –((وإنا أت القوم من قبل جهلهم بكتاب ال وسنة رسوله‬


‫صلى ال عليه وسلم وسخافة العقل وبلدة الذهن)) الطبقات(‬
‫‪.)8/226‬‬

‫ث‪ -‬ويقول ‪(( :‬والكلم ف مثل هذا يطول ولول ما وجب على‬
‫العلماء من اعزاز الدين وإخال البتدعي وما طولت به الشوية‬
‫ألسنتهم ف هذا الزمان من الطعن ف أعراض الوحدين والزراء‬
‫على كلم النهي)) الطبقات (‪.)8/226‬‬
‫ج‪(( -‬وبدعة الشوية كامنة خفية ل يتمكنون من الجاهرة با‬
‫بل يدسونا على الهلة العوام وقد جهروا با ف هذا الوان‬
‫فنسأل ال تعال أن يعجل بإخالا كعادته ويقضي بإذللا على ما‬
‫سبق من سنته))‪.‬‬

‫‪-10-‬‬
‫ح ‪ -‬بل إنه يدعوا السلطان إل تعزير أهل السنة وتبديعهم‬
‫فيقول‪(( :‬الذي نعتقده ف السلطان أنه إذا ظهر له الق يرجع‬
‫إليه وانه يعاقب من موّه الباطل عليه وهو أول الناس بوافقة‬
‫والده السلطان اللك العادل تغمده ال برحته ورضوانه فإنه عزر‬
‫جاعة من أعيان النابلة البتدعة تعزيرا بليغا رادعا وبدّع بم‬
‫وأهانم)) الطبقات (‪)8/230‬‬

‫(‪ )4‬كون العز بن عبدالسلم السبب ف انقلب اللك الشرف‬


‫إل الذهب الشعري‪ ،‬وسبب ف إذلل اللك الكامل لهل‬
‫السنة‪ .‬نعوذ بال من ذلك‪ .‬الطبقات (‪)239-2/238‬‬

‫(‪ )5‬العز بن عبدالسلم هو من قسم البدعة إل خسة أقسام‬


‫وانتشر ذلك عنه ونقله عنه تلميذه القراف فل تذكر هذه السألة‬
‫وإل ويذكر العز كما ذكر ذلك العلمة الشاطب ف كتابه‬
‫العتصام ورد عليهما ‪.‬‬

‫(‪ )6‬أما عن موقفه تاه الكام ف عصره فأكثره أول يتاج إل‬
‫إثبات عنه ‪ ،‬ولعل القارئ يستشف من تأليبه للحكام على أهل‬

‫‪-11-‬‬
‫السنة النابلة ‪ -‬رحهم ال ‪ -‬أن هناك علقة وطيدة بينه وبي‬
‫الكام ‪ ،‬وأن ما يذكر من صولته على الكام والراج عليهم ف‬
‫السواق ل يبعد أن يكون من أساطي وأكاذيب الصوفية ‪ ،‬فهم‬
‫قد ملوا كتبهم بالكاذيب والترهات‪.‬‬

‫وأخيا أقول ل نرد أن نتكلم عن العز بن عبدالسلم وأن نذكر‬


‫ما يعتقده ولكنهم هم الذين اضطرونا إل ذلك لا نرى من الغلو‬
‫فيه ‪ ،‬وال الستعان‪.‬‬

‫‪-12-‬‬
‫أحوال الناس تاه مقال ( حقيقة العز بن عبدالسلم)‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫بعد أن نزلت مقال ( حقيقة العز بن عبدالسلم وموقف شيخ‬


‫السلم منه ) ونشرته ف عدد من النتديات‪ ،‬رأيت الناس والقراء‬
‫تاهه على قسمي‪:‬‬

‫القس م الول ‪ :‬قو م غضبو ا م ن مقال وكالو ا ل بسبب ه السب‬


‫والشتائم والطعون‪ ،‬وحاولوا أن يدوا مرجا للعز ما أوردته عنه‬
‫من طوام وضللت‪ ،‬وفتشوا يينا ويسارا لعلهم يدون ملجأ يأوون‬
‫إليه ف ذبم عن العز ‪ ،‬وجاؤوا بنهجهم العروف وهو منهج‬
‫الوازنات حت يغمروا أخطائه وبدعه ف حسنات فيعود سلفيا نقيا‪.‬‬

‫وكان سبب هذه الجمة الشرسة من هؤلء القوم ضد مقال عن‬


‫العز ‪ ،‬أنن تكلمت ف مقال عن شخصي من القدسي عندهم ‪.‬‬

‫الول‪ :‬هو العز بن عبدالسلم فهو مقدس عندهم غاية التقديس‬


‫ويعتبونه قدوة ويقتدون به ويقيمون الندوات والحاضرات من‬
‫أجله بل ويضيعون العمار ف الكتابة عن جهوده‪ ،‬بل ويعتبونه من‬
‫طراز المام أحد‪ ،‬وما ذلك إل لنه – بزعمهم واجه الكام‪ -‬فمن‬

‫‪-13-‬‬
‫واجه الكام عندهم فهو المام القدس الذي ل يوز التكلم عليه ‪،‬‬
‫وذلك لنه يوافقهم على منهجهم التكفيي‪.‬‬

‫الثان‪ :‬هو سلمان العودة ‪ ،‬فإن قد ذكرته ف مقال عندما ضربت‬


‫مثلً بن يطري العز بن عبدالسلم ويقرنه بالمام أحد رحه ال‪.‬‬
‫فلما رأوا أن كلمي قد تضمن بيان هذين الرجلي قاموا قومة‬
‫الغضب وهاجوا هيجان الثيان‪.‬‬

‫والطوائف الذي غضبوا من مقال ‪ ،‬عدد‪:‬‬

‫(‪)1‬القطبيو ن السروريو ن ‪ ،‬وذل ك ل ا ذكر ت م ن لس‬


‫لقدساتم‪.‬‬
‫(‪)2‬الصوفية ‪ ،‬وذلك لنم يعرفون تصوف العز ويتجون به‬
‫‪ ،‬فكان الكلم عليه كلما على مشربم وتصوفهم‪،‬‬
‫حت إن بعضهم ليقول عن قول العز بأن الولياء يقرأون‬
‫ما ف اللوح الحفوظ قول صواب وصحيح‪ ،‬والعياذ‬
‫بال‪ ،‬ونسوا اليات الدالة على اختصاص رب العالي‬
‫بالغيب‪.‬‬
‫(‪)3‬الشاعرة فقد نضوا أيضا ف الذب عن إمامهم البجل‬
‫العز بن عبدالسلم ‪ ،‬وذلك يؤكد لنا أشعرية العز وما‬

‫‪-14-‬‬
‫هو عليه من التمشعر‪ ،‬فنقلوا فتوى عن ابن رشد الد‬
‫الالكي ف استتابت وإهانة من يتكلم على الشاعرة‪ ،‬بل‬
‫وقاموا يطعنون ف شيخ السلم ابن تيمية من أجل العز‬
‫بن عبدالسلم‪.‬‬

‫وهذه القومة الوحدة يؤكد لك أيها السلفي الخلص ما عليه أهل‬


‫البدع من البغض لهل السنة‪ ،‬ومن التكاتف وتناسي اللفات الت‬
‫بينهم من أجل ماربة أهل السنة والمثلة على ذلك كثية‪ ،‬ومن‬
‫أوضحها تكاتفهم واجتماعهم على حرب السلفيي ف كنر وقتل‬
‫الشيخ جيل الرحن – رحه ال تعال‪. -‬‬
‫فهنا ند من ينتسبون إل السنة من القطبيي ل يبالوا بطعن أؤلئك‬
‫القوم ف شيخ السلم ابن تيمية بل استمروا ف مواجهت جنبا إل‬
‫جنب مع الصوفية والشاعرة ولو انضم إليهم الرافض والباطنية فإن‬
‫أظن أن ذلك ل يثنيهم عن غيهمّ‪ ،‬فيا ل العجب‪.‬‬

‫ومن العجيب أنم ل يزالون يهوشون ويريدون الدال والناقشة ‪،‬‬


‫لكن ليس بعد الق إل الضلل ‪ ،‬والق ظهر لن له عينان وما كان‬
‫للسن أن يدخل مع قوم سوء أصحاب أغراض سيئة وهوى متبع‪.‬‬

‫‪-15-‬‬
‫القسم الثان‪ :‬وهم أهل السنة حقيقة ومن عنده حية وغية على‬
‫عقيدته السلفية السنية النبوية‪ ،‬من كان يب ال ويله الجلل‬
‫العظيم ‪ ،‬يترم صفات ال وكلمه‪ ،‬فهؤلء –رحهم ال‪ -‬فرحوا‬
‫بقال وشكروا جهدي وأثنوا خيا واعترفوا بأنم استفادوا وعرفوا‬
‫العز على حقيقته‪.‬‬
‫فهؤلء حقا هم أهل السنة‪ ،‬فأهل السنة إذا ذكرت عندهم الهواء‬
‫ل يتعصبوا لشيء منها‪.‬‬
‫سئل أبو بكر بن عياش رحه ال عن السن فقال ‪ :‬الذي إذا ذكرت‬
‫عنده الهواء ل يغضب لشيء منها‪.‬‬
‫فلله درهم ‪ ،‬وجزاهم رب عن السلم والسلمي خيا‪ ،‬فهم الذابون‬
‫عن دينه والامون لمى شريعته‪ ،‬الفاضحون لكل مبتدع ضال‪،‬‬
‫والبغضون لكل منحرف صاحب هوى‪.‬‬

‫فأسأل ال تعال أن يشرنا ف زمرة أهل السنة والماعة وأن يثبتنا‬


‫على الق إل أن نلقاه ‪ .‬إن ربنا لسميع الدعاء‪.‬‬

‫‪-16-‬‬

You might also like