Professional Documents
Culture Documents
قبل أن أدخل في هذا الموضوع وهو الحديث عن الشباب ورسالته في الحياة ،والعقبات التي تعترض سبيله أحب
شيَ ِة الِّ"[1
خ ْ
جبَلٍ ّل َرَأيْتَهُ خَاشِعاً ّم َتصَدّعاً ّمنْ َ
ن عَلَى َ
] .أن أقف قليل عند قول ال تعالى " :لَ ْو أَنزَ ْلنَا هَذَا القُرْآ َ
نعم ،لو أنزل القرآن على جبل لتصدع خشية ل عز وجل ،وهذا كلم ال تبارك وتعالى ولكن هذه القلوب البشرية
:يتنزل عليها القرآن فتنقسم إلى قسمين
:القسم الول
القلوب التي لهت وغفلت فلم تعتبر بعبر القرآن ،ولم تتعظ بآياته ،فهذه القلوب قست حتى صارت أشد قسوة من
ن بَعْدِ َذِلكَ فَ ِهيَ كَالْحِجَارَ ِة أَ ْو َأشَدّ َقسْ َوةً َوِإنّ ِمنَ الحِجَارَ ِة لَمَا َي َتفَجّرُ ِمنْهُ
ستْ ُقلُوبُكُم ّم ْ الحجارة قال ال تعالى" :ثُمّ َق َ
شيَ ِة الِّ "[2 خ ْ
خ ُرجُ ِمنْ ُه المَاءُ َوِإنّ ِمنْهَا لَمَا يَ ْهبِطُ ِمنْ َ شقّقُ َفيَ ْ].الَنْهَارُ َوِإنّ ِمنْهَا لَمَا َي ّ
أما القسم الثاني :فهي القلوب التي وعت عن ال سبحانه وتعالى وفهمت آياته واعتبرت بها واتعظت ،فهذه
القلوب صار بها من قوة اليمان واليقين والثقة بال سبحانه وتعالى ،والطمئنان إليه ما يجعلها أقوى من الجبال
.الشم الرواسي
نعم ،كأنك ترى هذا المشهد أمامك ،وبعض الناس يموج في بعض ،والنار قد عرضت وقربت وأعدت ،بحيث يراها
هؤلء وأولئك ،ثم يذكر ال عز وجل لمن عُرضت هذه النار ولمن أعدت ،فهي للكفار الذين من صفتهم أنهم
.كانت أعينهم في غطاء عن ذكر ال وكانوا ل يستطيعون سمعا
أليس للكفار آذان يسمعون بها ؟ أليس لهم أعين يبصرون بها ؟ أليس لهم قلوب يعقلون بها ؟ بلى لهم آذان
يسمعون بها ،ولهم أعين يبصرون بها ،ولهم قلوب يعقلون بها أمور دنياهم ،ولكن المنفي عنهم هو السماع
.الذي يؤثر :العتبار والتعاظ والتأثر والعمل
مشكلتنا ـ دائما ـ ليست فقط في أننا ل نعلم ؛ بل نحن نعلم كثيرا من الشياء ،ولكننا ل نعمل بها ول نتعظ بها،
.فيكون حكمنا في ذلك حكم من ل يعلم بها أصل
انظروا إلى المور التي يعلمها الصغير والكبير منا ،والعالم والجاهل ،والقريب والبعيد ،كلنا نعلم أننا ـ ل محالة ـ
سوف نغادر الدنيا يوما من اليام على رغم أنوفنا كارهين ،ومثلما نرى نحن الموات غادين ،يغدوا الناس بهم
.إلى المقابر ،سوف يغدى بنا أو يراح ،ويرانا غيرنا
وهذه الدنيا منذ أن أنشأ ال البشر على ظهرها ،وإلى أن يرث ال الرض ومن عليها هذه سنة ال تعالى فيها،
.جيل يأتي وجيل يذهب
الكفار ل يقتنعون بالبقاء في هذه الدنيا ،فهم يعلمون أنهم ميتون ولذلك يقولونَ" :أإِذَا ِم ْتنَا وَ ُكنّا تُرَابًا َذِلكَ رَجْعُ
بَعِيدٌ"[ ]4فهم يعرفون الموت ،لكن الشكال عندهم فيما بعد الموت فهم ينكرون ويقولون إنه أمر بعيد ،وهو
.الرجوع والبعث بعد الموت
.لكن هل نفعهم علمهم بالموت ؟ لم ينفعهم ،ولذلك يصح أن نقول :إن الكفار كافرون بكل شيء حتى بالموت
يتساءل متسائل ويقول :كيف ؟ فهم يرون أولدهم وآباءهم وأقاربهم يموتون؟ فكيف نقول عنهم إنهم كافرون
بالموت؟
لسنا نحن الذين نقول ذلك عنهم ،بل يقوله الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ في الحديث الصحيح الذي رواه علي
ن عب ٌد حتّى يُؤمنَ بأربعٍ: بن أبى طالب ـ رضي ال عنه ـ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال" :ل يؤم ُ
ن بالقَدَر"[5
ن بالموتِ ويُؤمنُ بالبعثِ بع َد الموتِ ويُؤم ُ
ل بَعثني بالحقّ ويُؤم ُ
].يشه ُد أنْ ل إلهَ إ ّل الُ وأنّي رسو ُل ا ِ
فما معنى اليمان بالموت؟ ليس معناه أن يعرف النسان أنه سيموت ؛ لن هذا أمر يشترك فيه المسلم والكافر،
:كلهم يعرفون أنهم سيموتون ،إنما معنى اليمان بالموت
وأن يصبح هذا المر يقينا في قلبك بحيث كلما هممت بعمل خير فدعتك نفسك إلى القعود ،فتذكرت الموت؛ *
.نشطت له وتحركت له نفسك ،وكلما هممت بعمل سوء فتذكرت الموت؛ كففت عنه وأقلعت عن هذا العمل
هذا معنى اليمان بالموت ،فلذلك يقول ال سبحانه وتعالى عن الكافرينَ " :وكَانُوا َل َيسْتَطِيعُونَ سَ ْمعًا"[ .]6فهم
يسمعون هذه اليات ،ولكنهم يتأذون بسماعها ويضيقون بها ،ومن ثم ل يعتبرون بها .وفي الصحيح أن أبا بكر ـ
رضي ال عنه ـ كان يصلى في مكة قبل الهجرة ،ويقرأ القرآن ،وكان رجل أسيفا ،إذا قرأ القرآن بكى ،وارتفع
بكاؤه[]7؛ فتجتمع حوله نساء قريش وأطفالهم؛ يعجبون من أبي بكر ويتأثرون بقراءته وخشوعه وبكائه ،فغضب
عليه المشركون وقالوا لمن أجاره :انظر إلى أبي بكر فإما أن يكف عنا ،وإما نرد عليك جوارك؛ فإننا خشينا أن
]يفتن نساءنا وأبناءنا8[.
فهم يسمعون القرآن ،لكن ليس سماع تفهّم وتدبر ،ليس سماع المسلم الذي يعرف أن هذا خطاب من ال إليه ،كما
يقول ابن مسعود ـ رضي ال تعالى عنه ـ إذا سمعت قوله تعالى" :يَا َأيّهَا الّذِينَ آ َمنُوا" فأرع لها سمعك ،فإنه إما
.خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه
خسَرِينَ َأعْمَالً ن سَمْعًا"[ ]9ثم عند قوله تعالى "قُلْ َهلْ ُن َن ّبئُكُم بِال ْ ستَطِيعُو َهذه وقفة عند قوله تعالى" :وَكَانُوا َل َي ْ
صنْعًا"[ .]10هؤلء كفار قطعا ،لن ال عز وجل ن ُ حسِنُو َ ن َأنّهُ ْم يُ ْ
حسَبُو َس ْعيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ ال ّدنْيَا وَهُ ْم يَ ْ
ن ضَلّ َ
* الّذِي َ
زنًا"[11 طتْ َأعْمَالُهُمْ َفلَ ُنقِي ُم لَهُ ْم يَوْ َم الْ ِقيَامَةِ َو ْ
حبِ َ
].عقب على ذلك بقوله" :أُو َل ِئكَ الّذِينَ َك َفرُوا بِآيَاتِ َربّهِ ْم َولِقَائِهِ فَ َ
ولكن يوجد في المسلم أحيانا شعبة من هذا ،فيعمل عمل يظن أنه على خير ،ويكون ممن يظن أنه يحسن صنعا،
ن َيرْجُو ِلقَاءَ َربّهِ َف ْليَعْمَ ْل عَ َملً صَالِحًا َولَ
وليس كذلك؛ ولذلك ختم ال سبحانه وتعالى هذه اليات بقوله" :فَمَن كَا َ
ش ِركْ بِ ِعبَادَ ِة َربّهِ أَحَدًا"[ ]12فلبد في العمل من شرطين
ُ :ي ْ
.أول :أن يكون صالحا ،وهذا يعنى المتابعة لرسول ال ـ صلى ال عليه وسلم
والثاني :أل يشرك بعبادة ربه أحدا ،فل يكون العمل من أجل الرياء ،ول من أجل السمعة ،وإنما من أجل ال ،
.وابتغاء ما عند ال ،ورجاء لقاء ال ،وثوابه
فلنعتبر بهذه اليات ولنؤمن بأن ال عز وجل قد أقام علينا الحجة بهذا القرآن وليس لحد عذر؛ فقد أنزل ال
.القرآن وبنزوله أقام الحجة على كل إنسان
أما الموضوع الذي أحب أن أتحدث فيه وهو ما يتعلق بالشباب ،فإنني أقول :إن هذا الموضوع ليس بالغريب فكلنا
:أحد رجلين
.إما إنسان كان شابا فيما مضى من عمره *
الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ بين أن كل إنسان منا سوف يسأل يوم القيامة عن أربعة أشياء ،منها أن يسأل
]عن عمره فيما أفناه ،ومنها أن يسأل عن شبابه ،وعن علمه ،وعن ماله13[.
الشباب مرحلة من العمر ،تسأل عنه أيها النسان ،سواء أنتم أيها الشباب أم أنتم أيها الشيوخ ،تسألون عن
.الشباب مرتين يوم القيامة أمام ال تبارك وتعالى
.المرة الولى :تسألون عنه باعتباره جزء من العمر لنكم تُسألون عن عمركم عامة
والمرة الثانية :تسألون عنه سؤال خاصا عن هذا الشباب ،فعلم يدل هذا؟
يدل على أهمية العمر بالنسبة للنسان ،وأنه كل رأس ماله؛ ولذلك إذا عُرض الكفار يوم القيامة أيضا ورأوا هذه
غ ْيرَ الّذِي ُكنّا
خرِجْنَا نَعْ َملْ صَالِحًا َ
النار ،بل ووُضعوا فيها فقاسوا من حرها وسمومها وعذابها ،قالواَ " :ر ّبنَا أَ ْ
].نَعْمَلُ"[14
ماذا يطلبون؟ يطلبون هذه اليام التي نعيشها نحن الن ،ل يتمنون إل هذه اليام التي نعيشها نحن أيها الخوان،
ولكن هيهات ،لقد انقضت الدنيا بأيامها؛ ولذلك يأتيهم الجواب الذي ل رجعة عنه ،بقول ال تعالى لهم سؤال توبيخ
وتقريعَ" :أ َو لَمْ نُعَ ّمرْكُم" أولم نعطم عمرا "مّا َيتَذَ ّكرُ فِيهِ مَن تَذَ ّكرَ"[ ]15من عمره ال عز وجل حتى بلغ سن
التكليف وعرف ال وعرف الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ وعرف السلم ،فقد قامت عليه الحجة وعمر ،ما
يتذكر فيه من تذكر ،ل يلزم أن يكون العمر ستين سنة أو سبعين سنة ،وإن كان النسان كلما زاد عمره زادت
الحجة عليه؛ ولذلك في الحديث الخر يقول الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ "أعذر ال إلى امرئ أخّر أجله حتى
بلّغه ستين سنة"[ .]16يعنى زاد العذر واكتمل ،وإل فالنسان الذي بلغ سن التكليف وعقل ،وعرف السلم وعرف
ال وعرف الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ فقد قامت عليه الحجة؛ إن مات مسلما فهو بإذن ال إلى الجنة وإن
.مات كافرا فهو إلى النار
فالمر خطير جد خطير " َأ َو لَمْ نُعَ ّمرْكُم مّا يَتَذَ ّك ُر فِيهِ مَن تَذَ ّكرَ وَجَاءَكُ ُم النّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظّالِمِينَ مِن ّنصِيرٍ"[]17
يعني ل أمل في الرجوع إلى هذه الدنيا إنهم يطلبون هذه اليام والليالي التي نعيشها نحن الن .فيا سبحان ال
!.كيف سيطرت الغفلة على قلوبنا ؟ وكيف سيطر الركض وراء الدنيا حتى أصبحنا في شبه حلم؟
سبحان ال ،هذا العمر من أعجب آيات ال ،لو نظرت في نفسك :من الذي جاء بك إلى هذه الدنيا؟ ومن الذي
أعطاك هذا النفس الذي يتردد؟ ومن الذي أعطاك هذا القلب وهذا العقل؟ إنه ال تبارك تعالى ،وإنه لم يعطكه إل
.للبتلء والمتحان
وبقدر ما يستفيد النسان من هذه النعم في هذه الدنيا في معرفة ال ودينه والعمل بذلك ،يسعد في الخرة ،بل
.يسعد في الدنيا والخرة ،وبقدر ما يضيع من ذلك ،يجلب لنفسه الشقاء في الدارين
إذا كان النسان يُسأل عن عمره يوم القيامة ويُسأل عن شبابه بصفة خاصة ،فإن لنا أن نسأل :ما هو السر في
تخصيص الشباب وفترة الشباب لن يسأل عنها مرتين؟
:أعتقد ـ وال أعلم ـ إن السر في ذلك يرجع إلى أمور أذكر منها أمرين فقط
المر الول :أن فترة الشباب هي فترة القوة والنشاط والحيوية والقدرة على العمل؛ ولذلك ،تجد الشباب إذا اقتنع
بأمر وآمن بأمر يبذل في سبيله كل غال ونفيس ول يجد صعوبة في بذل كل شيء ،حتى بذل نفسه في ذات ال عز
.وجل ،هذا أمر
والسبب الثاني :أن فترة الشباب هي أيضا الفترة المعرّضة لكثير من الشواغل والنزعات التي قد تبعد النسان عن
الخير وتجذبه إلى الشر ،وهذا أمر مترتب على المسألة الولى .فلن فترة الشباب هي فترة القوة والحيوية
.والنشاط ،يكون العقل فيها متحركا والقلب متحركا والجسد متحركا ،فإن لم يتحرك إلى الخير تحرك إلى الشر
ولذلك يكون النسان في فترة الشباب معرّضا لكثير من النحرافات ،إن لم يجد الجو والبيئة التي تعينه على طاعة
.ال تبارك وتعالى
الخطر الول :وهو ما يتعلق بحركة عقل الشاب ،هي أن الشيطان يوحي للنسان ببعض الشبهات التي يزخرفها له
ويزينها له ليصده عن سبيل ال عز وجل .ولذلك تجد كثيرا من الشباب قد يعاني من بعض الوساوس أو بعض
.الشبهات ،وهذا مرض إذا لم يعالجه النسان بالعلم والمعرفة ،وسؤال العلماء؛ فإنه خطر قد يودي بإيمان المرء
الخطر الثاني الذي يهدد النسان في مرحلة الشباب أيضا بسبب حركة جسم النسان وقوة حيويته هو :مرض
الشهوات ،ولذلك تجد الشباب معرضا للفتتان ،وتتحرك الغريزة في نفسه بشكل كبير ،فإذا لم يحصن نفسه من
.ذلك بالحصون المنيعة فإنه على خطر عظيم
الخطر الثالث الذي يهدد النسان هو :من جهة حركة القلب ،وأعنى بها أن الشاب قد يصلح ويهتدي فيعبد ال
.فيبارك في هذه العبادة حتى يصل بها إلى درجة الزيادة ،والزيادة هي دائما ضرر كالنقص
:فأقول :أما ما يتعلق بالشبهات التي تعرض للنسان فإن علجها يكون بأمور
المر الول :هو الستعاذة بال من الشيطان الرجيم ،فقد يكون ما يعرض لك ليس شبهة حقيقية ،وإنما هو نوع
من الوسواس ،الذي يحاول الشيطان أن يصد به النسان عن طريق الخير ،فإذا أكثر النسان من الستعاذة بال
.انصرف الشيطان وابتعد
المر الثاني :هو العلم النافع ،فيحرص النسان على معرفة القرآن والسنة ،وعلى مجالسة العلماء ،وعلى علج
.هذه الشبهات التي انقدحت في قلبه بحسب نوع الشبه
..أما ما يتعلق بمرض الشهوة فإنني أقول إنه مرض في منتهى الخطورة ،لسباب
المر الثاني :كثرة المهيجات التي تثير هذه الغريزة عند النسان ،فقد يكون النسان طيبا وصالحا في نفسه ،لكن
إذا التفت يمنة ويسرة فيجد من الصور والشكال وغيرها ما يثيره ويحركه ،فإنه حينئذ يحتاج إلى جهد كبير
.ليتخلص من ذلك
ولن هذا ليس هو موضوع الحديث الصلي ،فإنني ل أطيل في ذكر علج هذه الشهوات ،لكني أقدم نصيحة واحدة
حفَظُوا
ن َأبْصَارِهِمْ َويَ ْ
ثمينة هي الوصية التي أوصى ال ـ تبارك وتعالى ـ بها المؤمنين "قُل لّلْمُؤْ ِمنِينَ يَ ُغضّوا ِم ْ
همْ َذ ِلكَ َأزْكَى لَهُمْ"[18
ُ ].فرُوجَ ُ
فغض البصر هو الدواء الناجع ،فأنت إذا أطلقت بصرك رأيت من المناظر ما يؤثر في قلبك ،وإذا تأثر القلب فالمر
خطير ،انتقل المرض من العضاء إلى القلب ،ومرض القلب سواء كان مرضا حسيا أو مرضا معنويا ليس
كأمراض الجوارح ،والقلب هو كالناء والجوارح تصب فيه ،فما تراه بعينك أثره في قلبك ،وما تسمعه بأذنك أثره
في قلبك ،وما تبطشه أو تلمسه بيدك أثره في قلبك ،وما تمشى إليه برجلك أثره في قلبك ،إن خيرا فخير وإن شرا
.فشر
إذا ذكرت ال بلسانك تأثر القلب وخشع .وإذا نطق النسان بكلم الفحش والخنا والعياذ بال أيضا أثر في قلبك
.سوءا وقسوة ،وإذا نظرت بعينك في آيات ال وتفكرت فيها ازددت إيمانا بال
:لكن إذا نظرت إلى المحرم أورث قلبك حسرة دائمة ـ والعياذ بال ـ وقديما قيل
هذه النظرة العابرة التي يخدعك بها الشيطان بطريقة أو بأخرى أحيانا ،يقول لك :نظرة سريعة ل تتوقف انظر
..واصرف بصرك .هذه النظرة البسيطة هي كالشرارة التي قد تحرق مدينة بأكملها
ال أكبر ،نعم ،وال إن النظرات سهام مسمومة مهما كانت بسيطة ،وإن النسان الذي يستطيع أن يكف بصره عن
الحرام سيجد في قلبه من الروح واللذة ما ل عهد له به .وفى الحديث "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من
].تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد له حلوته في قلبه"[19
سبحان ال ،هذه لذة الطاعة ،أنت إذا صرفت بصرك ثم تذكرت أنك لم تصرفه إل مراقبة ل ،نشأ اليمان ونشط في
قلبك .لكن إذا نظرت ثم صرفت بصرك ،وأنت بحمد ال مؤمن ،بدأت نفسك توبخك على هذا العمل ،وبدأ ضميرك
يعاتبك عليه فيكون النسان في عذاب دنيوي ،وكذلك إذا لم تتداركه رحمة ال تبارك وتعالى ،فهو في عذاب
.أخروي
فأعظم وصية يوصى بها الشاب وغير الشاب ،هي أن يصرف بصره بل أن يغض بصره عما حرم ال ؛ لن غض
.البصر يقطع الداء من أصله
لكن لو أطلق النسان بصره فنظر ،فربما وقعت هذه الصورة في قلبه فيصبح ـ والعياذ بال ـ في حال قد يصعب
.عليه علجها
وكم نعرف في تاريخ هذه المة من الناس الذين أطلقوا العنان لعينهم ،فرأوا هذه المشاهد والمناظر المؤثرة
فمرضوا ؛ مرضت قلوبهم ،ومرضت أجسادهم ،وخسروا ـ والعياذ بال دنياهم ،وربما يكونون خسروا أخراهم
أيضا بسبب نظرة واحدة ؛ فالحذر الحذر من أن نستغل هذه النعمة التي أنعمها ال تبارك وتعالى علينا وهي نعمة
.البصر فيما حرم ال تبارك وتعالى علينا
إن الشاب المستقيم المهتدي إلى طريق ال تبارك وتعالى ل بد له من العقبات تعترض سبيله ،وهذه العقبات على
أنواع ،منها ما أشرت إليه الن ،وهي ما يمكن أن أسميه بالعقبات الذاتية ،يعني العقبات التي هي من ذات
.النسان ،كأن تسيطر عليه شهوة أو شبهة أو غير ذلك ،وهذه علجها بما ذكرت
النوع الثاني من العقبات :هي العقبات الخارجية ،وهي التي تواجه النسان من خارجه ،ومن أهم هذه العقبات أن
...يكون الوسط المحيط بالنسان ل يساعده على الستقامة والصلح
مثل :أن يكون النسان في بيئة منحرفة ،أو فيها بعض النحراف ،فيصبح حيثما ذهب أو جاء وجد المنكرات
ووجد المعاصي ووجد الشياء التي تصده عن هذه الطريق ،وتدعوه إلى طريق الرذيلة والنحراف ،فيواجه
.النسان صعوبة في الستقامة على هذا الطريق
وقد يكون المر أخطر من ذلك .وذلك كما لو كان الوسط القريب وبيئة النسان وبيته الذي يعيش فيه ل يعينه على
.الطاعة ،وهنا يواجه النسان صعوبة كبيرة ول شك
.ولكن هذا المر ليس بغريب فلقد كان أصحاب رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ يواجهون من أهليهم ال َمرّين
..ولو نظرنا إلى أنموذج من حياة أصحاب رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ لرأينا من ذلك العجب العجاب
انظر مثل إلى "مصعب بن عمير" رضي ال عنه ،وقد كان هذا الفتى أعطر شاب في مكة ،وكان يعيش في بيت
من بيوت الثراء والترف والبذخ حتى كانت أمه تلبسه أحسن الثياب وتطعمه أحسن الطعام ،وتشتري له أنواع
.الطيب ،حتى إنه إذا أوى إلى فراشه وضعت أمه عند رأسه شيئا من الطعام ليأكله إذا أوى إلى فراشه
فلما أعلن النبي الكريم ـ صلى ال عليه وسلم ـ دعوته في مكة وتل القرآن ،وتفتحت القلوب لهذه الدعوة ،وصلت
أنباؤها إلى هذا الشاب المنعّم المدلل "مصعب بن عمير" ،وكان شابا صافي القلب سليم الفطرة ،فسمع هذه اليات
فتأثر بها وانفعل بها وآمن برسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ وذهب إليه حيث كان يقيم في دار الرقم بن أبى
.الرقم وأمره أن يتلو عليه من القرآن فبكى ،وتأثر وشهد شهادة الحق
.ثم ذهب إلى بيته ،وكتم خبر إسلمه عن أبويه ،وصار يصلي ويقرأ القرآن ،ويدعو سرا
ولكن شعرت أم "مصعب" بأن في نفس فتاها أمرا يخفيه عنها ،ولنها امرأة جاهلية ظنت أنه تعلق بأمر من أمور
هذه الدنيا ،إما بفتاة أحبها ،أو بغير ذلك ،فحاولت أن تعرف ماذا في نفسه فتاها فسمعت أخيرا بأنه قد أسلم ،وتابع
محمدا ـ صلى ال عليه وسلم ـ على دينه فغضبت أشد الغضب ،وأقسمت عليه أن يترك هذا الدين ،أو لتفعلن به
ولتفعلن ،فلم يهن له عزم ولم تنثن عريكته لذلك ،فمنعت عنه والطعام والشراب والمال الذي كانت تعطيه إياه ،فلم
يؤثر فيه ذلك ،حتى اضطر هذا الشاب المنعم الذي لم يتعود حياة الشظف ،اضطر أن يهاجر مع من هاجر من
المسلمين إلى الحبشة وهناك وجد من متاعب الطريق ولواء الغربة ما لم يكن له به عهد ،ولكنه تحمل كل ذلك
.في ذات ال عز وجل
ثم رجع المسلمون المهاجرون من الحبشة إلى مكة ،لما سمعوا بإسلم قريش فكان هذا الشاب يمشى في مكة
وعليه ثياب ل تكاد تستره ،حتى أقبل يوما على رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ فلما رآه تأثر صلى ال عليه
وسلم وبكى وقال" :انظروا إلى هذا الرجل الذي نور ال قلبه لقد رأيته بين أبويه يغذوانه بأطيب الطعام والشراب
].فدعاه حب ال ورسوله إلى ما ترون"[20
وهاجر هجرته الثانية إلى المدينة وظل يعاني من الفقر والغربة ،وإن لم يكن غريبا فهو بين إخوانه ومع رسول
.ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ حتى قتل شهيدا رضي ال عنه وأرضاه
فلما قتل ،كما يقول خباب بن الرت رضي ال عنه فيما رواه البخاري في صحيحه يقول" :هاجرنا مع النبي صلى
ال عليه وسلم نلتمس وجه ال ،فوقع أجرنا على ال ،فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئا ،منهم مصعب بن
عمير ،ومنا من أينعت له ثمرته ،فهو يهدبها ،قتل يوم أحد ،فلم نجد ما نكفنه إل بردة ،إذا غطينا بها رأسه خرجت
رجله ،وإذا غطينا رجليه خرج رأسه ،فأمرنا النبي صلى ال عليه وسلم أن نغطي رأسه ،وأن نجعل على رجليه
].من الذخر"[21
ومثلما تحدث خباب رضي ال عنه ،تحدث عبد الرحمن بن عوف أيضا فقد كان عبد الرحمن بن عوف من أغنياء
الصحابة وأثريائهم وفى يوم من اليام قدمت له مائدته وفيها ألوان الطعام ،فلما قدموها له تذكر ما تذكر فبكى
وأجهش بالبكاء وأمر برفع هذه المائدة ،ولم يضع يده فيها ،فقالوا له :لماذا يرحمك ال؟ ما أصابك؟ قال :قتل
مصعب بن عمير ،وكان خيرا مني ،فلم يوجد له ما يكفن فيه إل بردة ،وقتل حمزة ،أو رجل آخر ،خير مني ،فلم
] .يوجد له ما يكفن فيه إل بردة ،لقد خشيت أن يكون عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ،ثم جعل يبكي[22
المقصود أن كون النسان يواجه في ذات ال ما يواجه ،ويلقى في سبيل ال ما يلقى ليس بالمر الغريب ،بل
الغريب أل يقع ذلك ،ويحق لكل إنسان منا ل يجد أذى في سبيل ال أن يراجع إيمانه ،فقد يكون في إيمانه
ضعف ،لن ال عز وجل وضع لنا قاعدة في القرآن الكريم أن المؤمن لبد أن يفتن ،ويبتلى ،ويمتحن ،كما في
ب النّاسُ أَن يُ ْترَكُوا أَن َيقُولُوا
حسِ َ قوله تعالى :أعوذ بال من الشيطان الرجيم بسم ال الرحمن الرحيم "الم * أَ َ
ن الْكَا ِذبِينَ"[23ن الُ الّذِينَ صَ َدقُوا َوَليَعْلَ َم ّ
].آ َمنّا وَهُ ْم َل ُي ْفتَنُونَ * َوَلقَ ْد َفتَنّا الّذِينَ مِن َق ْبلِهِمْ َفَليَ ْعلَمَ ّ
نعم اليمان يمكن أن يدعيه كل إنسان ،ولكن المحك الذي يصدق عليه إيمان العبد أو يكذب هو أن يبتلى ويمتحن
.في ذات ال .فإن صبر فهذا علمة صدق إيمانه ،وإن ضعف أو وهن أو تردد فهذا علمة ضعف إيمانه
إن من واجبنا أن نحرص على أن نهيئ لولدنا الجو الطيب الذي يستطيعون فيه أن يمارسوا ويؤدوا إيمانهم
وعبادتهم وعملهم كما يجب عليهم ،وإن من واجبنا أن نشجعهم على توجههم إلى ال ،فإن من الشياء العجيبة
والغريبة أن يتجه الشاب إلى ربه ول ينحرف يمنة ول يسرة .وفى الحديث " إن ال ليعجب من الشاب الذي
صبْوة "[24
].ليست له َ
ليس بغريب أن يهتدي الشيخ؛ لنه قد كبر وأسن وعرف قرب الجل ؛ فهو يستعد لخرته ،ويستعد للموت وما
بعد الموت ،ولكن صلح الشاب أمر محبوب إلى ال عز وجل أكثر من صلح غيره ،ولذلك يعجب ال تبارك
وتعالى منه ويحبه ،فمن واجبنا أن نحب ما يحبه ال وأن نحرص عليه وأن ندرك أن من مسئوليتنا أن نشجع كل
.شاب رأينا فيه ما يدعو إلى الصلح
وإننا نرى ـ بحمد ال ـ في مشارق الرض ومغاربها توجها إلى ال تعالى ،نعم .في كل بلد من بلد المسلمين
ترى عددا كبيرا من الشباب وقد صلحوا واستقام أمرهم واهتدوا وابتعدوا عن الرذيلة ،وهذه من البشارات التي
بشر بها الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ ففي الحديث الصحيح بل المتواتر الذي روي عن أكثر من واحد
وعشرين من أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم أن الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ قال " :ل تزال طائفة من
أمتي ظاهرين على الحق .ل يضرهم من خذلهم .حتى يأتي أمر ال وهم كذلك "[ ]25وفى لفظ" :ل يضرهم من
خذلهم ول من خالفهم إل ما يصيبهم من اللواء"[ ]26يعنى :ل يضرهم خلف المخالفين ول عناد المعاندين ول
خذلن الخاذلين ،وإن كانت اللوا تصيبهم ،يعني يصيبهم التعب ،كما يصيب غيرهم ،كما يصيب النبياء وأتباع
.النبياء في كل زمان ومكان
ولكن هذه بشارة نبوية أن هذه الرض ل يمكن أن تخلوا من قوم صالحين ،يقيمون هذا الدين ،ويرفعون هذه الملة
ويكونون حجة ل تبارك وتعالى على عباده" :ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين ،حتى يأتيهم أمر ال وهم
ظاهرون"[ ]27إنهم ليسوا قلة وليسوا أفرادا مشتتين ،ل ،بل هم قوم ظاهرون لهم قوة ولهم تأثير ،يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بال ،ل يضرهم من خذلهم ول من خالفهم حتى يأتي أمر ال وهم على
ذلك .وهؤلء هم الذين وعدهم الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ بالجنة فقد قال في الحديث الصحيح الخر" :عن
أبي هريرة رفعه افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة ،والنصارى كذلك ،وتفترق أمتي على ثلث
].وسبعين فرقة ،كلهم في النار إل واحدة ،قالوا من هي يا رسول ال؟ قال ما أنا عليه وأصحابي"[28
ووعد الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ لهؤلء بأن يظهر ال تبارك وتعالى الدين على أيديهم فقال في الحديث
الصحيح الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي ال عنه أن النبي صلى ال عليه وسلم قال" :إنّ
ن يُجَدّد لَها دِينَهَا"[29
سنَةٍ َم ْ
علَى َرأْسِ كُلّ مِائَ ِة َ
].ال َيبْ َعثُ لِهَ ِذ ِه المّة َ
وقال العلماء :إن (مَن) في هذا الحديث ليست تعني فردا واحدا بالضرورة ،بل قد يكون المجدد فردا ،وقد يكونون
أفرادا كثيرين ،منتشرين في أنحاء الرض ،منهم من يجدد أمر هذه المة بالعلم ،ومنهم من يجدده بالعمل ،
.ومنهم من يجدده بالجهاد ،ومنهم من يجدده بغير ذلك من المور التي يحتاج إليها المسلمون
فمن واجبنا أن ندرك أن هذا مقتضى وعد ال ومقتضى وعد رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ فهل نشجع هذه
ونكون عونا لها ،ونفرح بها وندعو ال سبحانه وتعالى لها بالتثبيت والتوفيق U ،البذرات التي تتجه إلى ال
علَى الْبرّ وَال ّتقْوَى َو َل تَعَا َونُوا
والسداد ،وأن نكون ممن استجاب لمر ال سبحانه وتعالى في قولهَ " :وتَعَا َونُوا َ
].عَلَى الِثْمِ وَالْعُ ْدوَانِ"[30
أما موقف الشاب من المنكرات التي تواجهه في حياته ،فإن الشاب يجب أن يتدرع بالصبر والحكمة؛ فإن ال
خ ْيرًا َكثِيرًا"[ ]31والرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ يقول" :إن
تبارك وتعالى يقول" :وَمَن يُ ْؤتَ الْحِكْمَةَ َفقَ ْد أُو ِتيَ َ
الرفق ل يكون في شيء إل زانه .ول ينزع من شيء إل شانه"[ ]32والنسان يدرك بالرفق ما ل يدرك بالشدة،
فعليه أن يكون رفيقا لينا مع أهله ،مع أبويه ،مع إخوانه ،مع جيرانه مع زملئه ،ولكن لبد أن يقول كلمة
الحق بهذا الرفق ،فكلمة الحق ل يمكن أن تضيع أبدا ،كلمة الحق مثل البذرة التي يلقيها النسان في الرض فقد
.تغطي عليها الرياح وينساها صاحبها ،لكن يأتي المطر بعد حين فيسقيها فتنبت بإذن ال
وهكذا كلمة الحق ل تيأس منها ،ولو كان النسان منحرفا أو بعيدا عن الخير ،ألق إليه كلمة الحق ،واجعلها
مقرونة باللين والكلمة الطيبة والبتسامة .فالرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ يقول " :تبسمك في وجه أخيك
.صدقة[ "]33والخلق الحسن ستجد لهما من الثر أضعاف ما تجد لغيرهما
كما أن من واجب الشاب أل يكون سلبيا تجاه المنكرات التي يجدها .كثيرا ما تسمع بعض الناس يجلس فيقول :
قد كثرت المنكرات وشاعت وعمت ،ول يدلي فيها ،ول أستطيع أن أغير منها شيئا .فأقول :إن كل إنسان ـ حتى
.لو كان ل يستطيع الكلم ـ بإمكانه أن يغير بقدر ما يستطيع ول يكلف ال نفسا إل وسعها
والتغيير ؛ النهي عن المنكر ،أول أثر له هو على نفس النسان؛ لنك إذا رأيت المنكر وسكت عنه مرة ومرة ومرة
استسلمت له نفسك واستساغه قلبك ،حتى لم يعد منكرا عندك ،ولذلك قال الرسول ـ صلى ال عليه وسلم ـ "ومن
لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف اليمان"[ ]34يعنى :من رأى المنكر ولم يتغير قلبه ،ولم ينكره قلبه ،فهو أقرب أل
.يكون في قلبه إيمان ول مقدار حبة خردل
المؤمن ل بد أن يغير المنكر ولو بقلبه لكن هذا التغيير الموجود في القلب يمكن للنسان أن يلقيه بالسلوب
المناسب ،فإذا رأيت على إنسان معصية ولو كانت مما شاع وذاع في المجتمع ،فألق كلمة طيبة ،بالسلوب
الطيب ،ثم اتركها ،ستقول إنه لن يستجب لي .أقول سيأتي من الغد إنسان آخر فيقول مثل هذه الكلمة ،ويأتي
بعد شهر إنسان ثالث فيقول مثل هذه الكلمة ،حتى يستيقظ قلب هذا النسان ،ويقول :كل الناس أمروني بالخير،
.أنا مسؤول ومحاسب مثلهم ،وهنا يستيقظ قلبه ويقلع بإذن ال عن المنكر
ولو افترض أن هذا لم يقع نقول :أنت أيها المنكر برئت ذمتك ،وتعودت على أن تكون إيجابيا في أمور الخير،
ف وال سبحانه تعالى ل يسألك عن النتائج ،إنما يسألك عن
مؤثرا ،وعودت نفسك على النكار ،وهذا بحد ذاته كا ٍ
.العمال
في ختام هذه الرسالة أسأل ال سبحانه وتعالى أن يهدي شباب المسلمين وأن يأخذ بأيدينا وأيديهم إلى ما يحب
ويرضى وأن يكتب على أيديهم الخير لهذه المة في مشارق ومغاربها ،وأن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل وأن
.يصلح أحوالنا ،وأصلي وأسلم على عبده ورسوله نبينا محمد ،وعلى آله وأصحابه أجمعين
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش
الحشر [1] 21
البقرة [2][2] 74
الكهف [3] 100
ق~ [4] 3
.رواه الترمذي المجلد الثالث حديث ( ، ) 2232باب ما جاء أن اليمان بالقدر خيره وشره ][5
الكهف [6] 101
.ذكر ذلك البخاري ومسلم وغيرهما عنه ][7
روى البخاري القصة في باب جوار أبي بكر في عهد النبي صلى ال عليه وسلم وعقده ( ) 2175والذي ][8
.أجاره ابن الدغنة
الكهف [9] 101
الكهف [10] 104-103
الكهف [11] 105
الكهف [12] 110
عن أبي برزة السلمي قال :قال رسول الّ صلى الّ عليه وسلم":ل تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره ][13
فيما أفناه ،وعن علمه فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبله" .رواه الترمذي
.وقال :حديث حسن صحيح
فاطر [14] 37
فاطر [15] 37
.رواه البخاري ( ) 6056باب :من بلغ ستين سنة ،فقد أعذر ال إليه في العمر ][16
فاطر [17] 37
النور [18] 30
رواه الطبراني وقال فيه الهيثمي في المجمع :وفيه عبد ال بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف ،ورواه ][19
.الحاكم وصححه
.الحديث عن عمر ،أورده العراقي في كتابه تخريج أحاديث الحياء في كتاب الصبر ولم أجد له تخريجا ][20
.رواه البخاري ( ، ) 1217كتاب الجنائز ،باب :إذا لم يجد كفنا ،إل ما يواري رأسه أو قدميه ،غطى رأسه ][21
.رواه البخاري ( ، ) 1319كتاب الجنائز ،باب :الكفن من جميع المال ][22
العنكبوت [23] 3-1
قال العجلوني في كشف الخفاء :وكذا هو عند أحمد وأبي يعلى بسند حسن ،لكن قال في المقاصد وضعفه ][24
.شيخنا في فتاويه لجل ابن لهيعة ،وكان السلف يعجبهم أن ل يكون للشاب صبوة
رواه مسلم ( ) 1920كتاب المارة ][25
.لم أعثر على هذا اللفظ ][26
.ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ) وهم أهل العلم( r :رواه البخاري ( ، ) 6881باب :قول النبي ][27
رواه ابن ماجه وقال في كشف الخفاء رواه ابن حبان والحاكم بنحوه وقال الحاكم إنه حديث كثير في الصول ][28
.ثم قال الزركشي ورواه البيهقي وصححه من حديث أبي هريرة وغيره
قال صاحب كشف الخفاء :رواه أبو داود عن أبي هريرة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وأخرجه ][29
الطبراني في الوسط عنه أيضا بسند رجاله ثقات ،وأخرجه الحاكم من حديث ابن وهب وصححه ،وقد اعتمد
.الئمة هذا الحديث
المائدة [30] 2
البقرة [31] 269
.رواه مسلم عن عائشة رضي ال عنها ( ) 2549باب فضل الرفق ][32
.رواه الترمذي عن أبي ذر بزيادة ..ورواه أحمد والترمذي وابن حبان عن أبي الدرداء ][33
رواه مسلم ( ) 78كتاب اليمان ،باب بيان كون النهي عن المنكر من اليمان ،وأن اليمان يزيد وينقص [34] ،
.وأن المر بالمعروف ،والنهي عن المنكر واجبان