You are on page 1of 12

‫] هكذا علمتن الياة [‬

‫من كلمات فضيلة الشيخ‬


‫علي عبد الالق القرن‬

‫إعداد‬
‫جنات عبد العزيز دنيا‬

‫‪1‬‬
‫هكذا علمتنى الحياه‪1-‬‬

‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن بلسم الجراحات هو اليمان بالقضاء والقدر ‪:‬‬


‫(وعجبا لمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ‪ ،‬و‬
‫إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) ‪ .‬قد علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ‪،‬‬
‫وعلم أن ما أخطئه لم يكن ليصيبه‪.‬علم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء‬
‫لم ينفعوه إل بشيء قد كتبه ال له ‪ ،‬ولو اجتمعت على أن يضروه بشيء لم‬
‫يضروه إل بشيء قد كتبه ال عز وجل عليه‪ .‬فرضي فرضيَ ال عنه‪ ،‬وسعد بدنياه‬
‫وأخراه ‪ ،‬واطمأن قلبه وسكنت روحه ‪ ،‬فهو في نعيم وأي نعيم ‪.‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أنه كما تدينُ تدان ‪ ،‬وكما تزرعُ تحصد‪ ،‬والجزاءُ من‬
‫جنسِ العمل ‪ ( :‬وَل يَظْ ِلمُ َربّكَ أَحَداً ) ( الكهف الية‪. ) 49‬‬
‫حصادك يوما ما زرعت وإنما ‪ .........‬يدان الفتي يوما كما هو دائن ‪.‬‬
‫إن زرعتَ خيراً حصدتَ خيراً ‪ ،‬وإن زرعتَ شراً حصدتَ مثلَهُ ‪ ،‬وإن لم تزرع و‬
‫أبصرتَ حاصداً ندمتَ على التفريطِ في زمنِ البذرِ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫هكذا علمتنى الحياه‪2-‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ ال حفظه ال ‪:‬‬
‫ومن وقفَ عند أوامرِ ال بالمتثال ‪ ،‬ونواهيهِ بالجتناب ‪ ،‬وحدودِه بعدمِ التجاوزَ‬
‫حفظَه ال ‪ .‬من حفظَ الرأسَ وما وعى ‪ ،‬والبطنَ وما حوى حفظَه ال ‪.‬‬
‫من حفظَ ما بين فكيه وما بين رجليه حفظَه ال ‪ .‬من حفظَ الَ في وقتِ الرخاء حفظَه‬
‫الَ في وقتِ الشدةَ ‪ .‬من حفظَ الَ في شبابه حفظَه ال عند ضعفِ قوتِه ) فَالُّ خَيْرٌ‬
‫حمُ الرّاحِمِينَ ) ( يوسف ‪. )64‬‬
‫حَافِظاً وَ ُهوَ أَرْ َ‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة السلمية أن الظلمَ مرتَعهُ وخيمٌ ‪ .‬وأن الظلمَ يفضي‬
‫إلى الندم ‪ ،‬وأنهُ ظلماتٌ يومَ القيامة‪ .‬وأن ال ل يغفلُ عما يعملُ الظالمون ‪ ،‬لكن‬
‫يؤخرُهم ليومٍ تشخصُ فيه البصار ‪ .‬في الحديثِ القدسي يقول النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪ :‬يقول ال ‪ ( :‬يا عبادي إنيِ حرمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم‬
‫محرما فل تظالموا ) ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫هكذا علمتنى الحياه‪3-‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن البناء جد صعب ‪ ،‬والهدم سهل جد سهل ‪.‬‬
‫فما يبنى في مئات العوام من المدن والقرى والقصور والدور يمكن هدمه في‬
‫لحظات ‪ ،‬وما يبنى من الخلق والقيم والمثل في قرون يمكن هدمه أيام وليالي ‪.‬‬
‫ما رأيكم أيها الحبة إن كان هناك ألف باني وورائهم هادم واحد هل يقوم البناء ؟‬
‫كل ل يمكن أن يقوم ‪ ،‬فما رأيكم إن كان الباني واحدا والهادم ألفا ‪:‬‬
‫أرى ألف بان ل يقوموا لهادم ‪ .........‬فكيف بباني خلفه ألف هادم ‪.‬‬
‫وسائل في غالبها تهدم ومجتمع في بعض أفراده يهدم ‪ ،‬ومدارس في بعض أفرادها‬
‫تهدم ‪ ،‬وشوارع تهدم ‪ ،‬وأندية تهدم ‪ ،‬وبناة قلة إذا قيسوا بهؤلء الهادمين ‪ ،‬لكن‬
‫الحق يعلو والباطل يسفل ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫هكذا علمتنى الحياه‪4-‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن ل أيئس وأن ل أقنط ‪ .‬وأن أعمل وأدعو إلى ال‬
‫ول أستعجل النتائج وأن أبذر الحب قطفت جنيه أم لم أقطف جنيه ‪ ،‬فل ييئس من‬
‫روح الله إل القوم الكافرون ‪ .‬قَالَ تعالى ‪ ( :‬وَمَنْ يَ ْقنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبّهِ إِلّ الضّالّونَ )‬
‫(الحجر‪ ) 56 :‬لو تأملت أخي الحبيب قصة نوح عليه السلم الذي طالما دعا بالليل‬
‫والنهار‪ ،‬بالسر والعلن ‪ ،‬ولم يزدهم دعائه إل فرارا ‪ ،‬جعلوا أصابعهم في آذانهم‬
‫واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا‪ ،‬والدعوة لمدة تسع مائة وخمسين‬
‫عاما ‪ ،‬ومع ذلك ما آمن معه إل قليل ‪ :‬قيل اثنا عشر وغاية ما قيل أنهم ثمانون ‪.‬‬
‫يقول ( صلى ال عليه وسلم ) كما في الصحيح ‪ ( :‬يأتي النبي ومعه الرجل ‪ ،‬ويأتي‬
‫النبي ومعه الرجلن ‪ ،‬ويأتي النبي ومعه الرهط ‪ ،‬ويأتي النبي وليس معه أحد ) ‪.‬‬
‫ولم ييئسوا صلوات ال وسلمه عليهم أجمعين ‪.‬‬
‫عسى الكرب الذي أمسيت فيه ‪ ...........‬يكون ورائه فرج قريب‬

‫‪5‬‬
‫هكذا علمتنى الحياه‪5-‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أنظر في أمور دنياي إلى من هو تحتي فذلك جدير‬
‫أن ل أزدري نعمة ال علي ‪ .‬وأن أنظر في أمور آخرتي لمن هو فوقي فأجتهد‬
‫اجتهاده لعلي الحق به وبالصالحين ‪ ،‬فل أحقد على أحد ما استطعت ‪ ،‬ول أحسد‬
‫أحدا ما استطعت ‪ .‬يقول أحدهم عن أبن تيمية عليه رحمة ال‪ ( :‬وددت وال أني‬
‫لصحابي مثله – يعني أبن تيمية ‪ -‬لعدائه وخصومه ‪ ،‬يقول‪ :‬وال ما رأيته يدعو‬
‫على أحد من خصومه بل كان يدعو لهم ‪ ،‬جئته يوما مبشرا بموت أكبر أعدائه ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فنهرني وذهب إلى بيت الميت فعزاهم ‪ ،‬وقال لهم إني مكان أبيكم فاسألوا ما‬
‫شئتم ‪ ،‬فسروا به كثيرا ودعوا له كثيرا وعظموا حاله ولسان حالهم وال ما رأينا‬
‫مثلك ) ‪.‬‬
‫أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمو ‪ .......‬لطالما ملك النسان إحسان‬
‫ل يحمل الحقد من تعلوا به الرتب‪ .........‬ول ينال العل من طبعه الغضب‬
‫ماذا استفاد الحاقدون ؟ ماذا استفاد الحاسدون ؟‬
‫ما استفادوا إل النصب وما استفادوا إل التعب ‪ ،‬وما استفادوا إل السيئات ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫هكذا علمتنى الحياة‪6-‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من عرف الحق هانت عندَه الحياة ‪.‬‬
‫في الثر أن ال جل وعل يقول ‪ ( :‬وعزتي وجلليِ ما من عبدٍ آثرَ هوايَ على هواه‬
‫( أي قدم مرُاد ال على لذائذ نفسه) إل أقللتُ همومَه ‪ ،‬وجمعت له ضيعتَه ونزعتُ‬
‫الفقرَ من قلبِه‪ ،‬وجعلتُ الغناء بين عينيه‪ ،‬واتجرتُ له من ورا ِء كلِ تاجر) ‪.‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن ل أحقر شيء مهما قل‪:‬‬
‫بل أتعلم وأعمل وأدأب وأداوم ما استطعت إلى ذلك سبيل ‪ ،‬وأحب العمل إلى ال‬
‫أدومه وإن قل ‪ ،‬والقليل إلى القليل كثير وإنما السيل اجتماع النقط ‪ :‬اليوم شيء‬
‫وغدا مثله‪ .......‬من نقب العلم التي تلتقط يحصل المرء به حكمة‪ ........‬وإنما الشي‬
‫اجتماع النقط ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫هكذا علمتنى الحياة ‪7-‬‬

‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أحسن الظن بالمؤمنين‪ :‬وأن أحملهم على خير‬
‫المحامل ما استطعت إلى ذلك سبيل ‪ ،‬ذلك الخلق الذي ل يتصف به حقا إل‬
‫صبَرُوا وَمَا يُلَقّاهَا إِلّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ ) فصلت‪35:‬‬
‫المؤمنون ‪ ( :‬وَمَا يُلَقّاهَا إِلّ الّذِينَ َ‬
‫إن عائشة رضي ال عنها صاحبة المعاناة في حديث الفك والذي بقيت وقتا من‬
‫الزمن ل يرقأ لها دمع ‪ ،‬دموعها وقلبها يتفطر ‪ ،‬تسمع رجل يسب حسان لن‬
‫حسان‬
‫كان ممن وقع وتكلم في حديث الفك ‪ ،‬فتقول دعوه ‪ ،‬أليس هو القائل ‪ :‬فإن أبي‬
‫وولده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫هكذا علمتنى الحياة ‪8-‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أعداء العداء من ل يواجهك‪.‬‬
‫وإنما يغدر بك ويقتلك ويتقمص شخصك‪ ،‬ويتقمص عملك أحيانا لينقض عليك وهو‬
‫يتبسم وهذا هو أشرس العداء‪ ،‬وهو أقوى العداء ظاهريا وإل ففي باطنه فهو‬
‫على شرف حرف هار ‪.‬‬

‫إذا رأيت نيوب الضبع بارزة ‪ .........‬فل تظن أن الضبع يبتسم‬


‫إنه النفاق والمنافقون ‪ :‬إن النفاق لفة فتاكة إن أهملت أدت إلى السقام وقضت‬
‫على آمالنا في أمة راياتها في البحر كالعلم ‪.‬‬
‫المنافقون ذلكم السوس الذي ينخر في جسد المة المسلمة منذ عهد النبوة وإلى‬
‫اليوم ‪ ،‬وإلى أن يرث ال الرض ومن عليها ‪ ،‬ما يريدون أن يتكلم داعية ‪ ،‬ما‬
‫يريدون أن يؤمر بمعروف ول أن ينهى عن فاحشة فقبحهم ال وأرداهم في‬
‫الحافرة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫هكذا علمتنى الحياة‪9-‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة أنه ل نجاح للدعوة ول ثمرة لها إن نحن أعطيناها‬
‫فضول أوقاتنا ‪ .‬إذا لم ننسى معها طعامنا وشرابنا وراحتنا‪ ،‬إذا لم نجند كل طاقاتنا‬
‫فلن نفلح في إيصال المانة التي كلفنا ال بها‪.‬‬
‫يقول صلى ال عليه وسلم ‪ ( :‬بلغوا عني ولو آية ) ‪.‬‬
‫لم يدع فرصة لكسول ول لخامل ول لتنبل ول لبطال‪ ،‬بلغوا عني ولو آية‪.‬‬
‫أل فليكن الوجود للسلم ‪ ،‬والرسالة السلم والهوية السلم ‪ ،‬له نحي وبه نحي‬
‫وعليه نموت ‪ ،‬حزننا ل وغضبنا ل ورضانا ل‪ ،‬حياتنا ل ‪ ،‬ومماتنا ل لسان حال‬
‫الواحد منه ‪ :‬قد اختارنا ال في دعوته‪.........‬وإنا سنمضي على سنته‬
‫فمنا الذين قضوا نحبهم‪ .........‬ومنا الحفيظ على ذمته‬
‫ها هو نوح يدعو ويسعى كما سمعتم ل يفتر ول ييئس بالليل والنهار لمدة تسع‬
‫مائة وخمسين عاما‪ ،‬ماذا بقي من حياة نوح لم يسخر للدعوة إلى ال‪ ،‬وما النتيجة‬
‫كما سمعتم لم يؤمن معه ل قليل ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫هكذا علمتنى الحياة ‪10-‬‬
‫علمتني الحياة في ظل العقيدة السلمية أن سهام الليل ل تخطئ ولكن لها أمد‬
‫وللمد انقضاء ‪.‬‬
‫فإذا ضاقت عليك الرض وعز الصديق وقل الناصر وزمجر الباطل وأهله ‪ ،‬ودعم‬
‫الفساد وأهله وكبت الحق وأهله وغدا القرد ليثا وأفلتت الغنم ‪ ،‬فارفع يديك إلى من‬
‫ستَجِبْ َل ُكمْ ) ( غافر ‪)60‬‬
‫يقول ‪ ( :‬وَقَالَ رَبّ ُكمُ ادْعُونِي أَ ْ‬

‫يا من أجبت دعاء نوح فانتصر‪ ........‬وحملته في فلكك المشحون‬


‫يا من أحال النار حول خليله‪ ..........‬روحا وريحانا بقولك كوني‬
‫يا من أمرت الحوت يلفظ يونس‪ ......‬وسترته بشجيرة اليقطين‬
‫يا رب إنا مثله في كربة‪ ...............‬فارحم عبادا كلهم ذو النون‬
‫تم الكلم وربنا محمود‪ ................‬وله المكارم والعل والجود‬
‫وعلى النبي محمد صلواته‪ ............‬ما ناح قمري وأورق عود‬

‫‪11‬‬
‫سبحان ربك رب العزة عن ما‬
‫يصفون ‪ ،‬وسلم على المرسلين ‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالمين ‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل هو سبحانه‬
‫وبحمده‪.‬‬
‫من كلمات فضيلة الشيخ‬
‫علي عبد الخالق القرني‬

‫‪gannatdonya@gmail.com‬‬

‫‪12‬‬

You might also like