You are on page 1of 630

‫الكشف عن حقيقة الصوفية‬

‫لول مرة ف التاريخ‬


‫تأليف‪ /‬ممود عبد الرءوف القاسم‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫اقرأ الفصلي الول والثان بدوء وإمعان‬

‫القـدمـة‬
‫إن المد ل‪ ،‬نمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهد ال فل‬
‫مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن ممدا عبده ورسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫((يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا اّتقُوا الّلهَ َحقّ ُتقَاِت ِه وَل تَمُوتُنّ ِإلّا وَأَْنتُ ْم مُسْلِمُونَ)) [آل عمران‪.]102:‬‬
‫ث مِْنهُمَا رِجَالًا كَثِيًا َونِسَاءً‬
‫س وَا ِح َدةٍ وَ َخلَ َق مِْنهَا َزوْ َجهَا وََب ّ‬
‫((يَا أَّيهَا النّاسُ اّتقُوا رَبّكُمُ الّذِي َخَلقَكُ ْم مِنْ َنفْ ٍ‬
‫وَاّتقُوا الّلهَ الّذِي تَسَاءَلُونَ ِب ِه وَا َلرْحَامَ إِ ّن الّلهَ كَا َن عََليْكُ ْم رَقِيبًا)) [النساء‪.]1:‬‬
‫((يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا اّتقُوا الّلهَ وَقُولُوا َقوْلًا سَدِيدًا * ُيصْلِحْ َلكُمْ َأعْمَالَكُ ْم وََي ْغ ِفرْ لَكُ ْم ذُنُوبَ ُكمْ َومَنْ ُيطِعِ الّلهَ‬
‫َورَسُوَلهُ َفقَدْ فَازَ َف ْوزًا عَظِيمًا)) [الحزاب‪.]71-70:‬‬
‫أمابعد‪..‬‬
‫لننتبه إل اليات التالية‪ ،‬ولنتمثلها جيدا‪ ،‬قبل البدء بقراءة الفصول‪ ،‬يقول سبحانه‪ُ(( :‬لعِنَ الّذِينَ َك َفرُوا مِنْ َبنِي‬
‫صوْا وَكَانُوا َيعْتَدُو َن * كَانُوا ل يََتنَا َهوْنَ عَ ْن مُن َكرٍ َفعَلُوهُ لَبِْئسَ‬ ‫إِ ْسرَائِي َل َعلَى لِسَانِ دَا ُودَ َوعِيسَى ابْ ِن َمرْيَ َم ذَِلكَ بِمَا َع َ‬
‫مَا كَانُوا َي ْفعَلُونَ)) [الائدة‪(( .])79-78( :‬كُنْتُمْ َخْيرَ ُأمّةٍ أُ ْخرِ َجتْ لِلنّاسِ تَ ْأ ُمرُونَ بِالْ َم ْعرُوفِ َوتَْن َهوْ َن عَنِ اْلمُن َكرِ‬
‫وَُت ْؤمِنُونَ بِالّلهِ)) [آل عمران‪(( .]110:‬يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُوا ا ْستَجِيبُوا ِلّلهِ وَلِلرّسُولِ ِإذَا َدعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُ ْم وَا ْعلَمُوا أَنّ‬
‫شرُونَ)) [النفال‪.]24:‬‬ ‫حَ‬ ‫الّلهَ يَحُولُ َبيْنَ الْ َم ْرءِ وََقلِْب ِه وَأَّنهُ إِلَْيهِ تُ ْ‬
‫ث‪ :‬يقسم التصوفة الصوفية إل طريقة وحقيقة‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫والطريقة هي الت تؤدي إل الوصول إل الال الذي يعرفون به تلك القيقة‪.‬‬
‫فما هي الطريقة؟ وما هو الوصول؟ وما هي القيقة؟‬
‫وسنبدأ بدراسة القيقة أولً‪ ،‬ث الطريقة‪ ،‬ث الوصول‪ ،‬وبعد ذلك تأت الناقشات‪.‬‬
‫وستكون الناقشات بعرض حقائق الصوفية على القرآن والسنة‪ ،‬ث تفسيها فيزيولوجيّا‪ ،‬ث الكشف عن آثارها‬
‫التاريية والجتماعية‪.‬‬
‫وعلى هذا فسيكون الكتاب قسمي‪:‬‬
‫‪ -‬القسم الول للدراسات‪.‬‬
‫‪ -‬والقسم الثان للمناقشات‪.‬‬

‫الباب الول‬
‫القيقة الصوفية‬
‫الفصل الول‬
‫مذهب واحد‬
‫وكلّ إل ذاك المال يشي‬ ‫عباراتنا شت وحسنك واحد‬
‫ل يوجد إل صوفية واحدة‪ ،‬غايتها واحدة‪ ،‬وحقيقتها واحدة (وسنرى أن طريقتها واحدة) منذ أن وجدت‬
‫الصوفية حت النهاية‪ ،‬وإن اختلفت الساء‪ ،‬وهذه براهي من أقوال عارفيهم (وصاحب البيت أدرى با فيه)‪:‬‬
‫قال النيد(‪( )1‬سيد الطائفة)‪:‬‬
‫(الصوفية أهل بيت واحد ل يدخل فيهم غيهم)(‪.)2‬‬
‫وقال أبو نصر السراج الطوشي(‪( )3‬صاحب اللمع‪ ،‬الكتاب الم ف التصوف)‪:‬‬
‫‪...‬لن علم القائق ثرة العلوم كلها‪ ،‬وناية جيع العلوم‪ ،‬وغاية جيع العلوم إل علم القائق‪ ،‬إذا انتهى إليها‬

‫‪ )(1‬النيد بن ممد‪ ،‬إمام الطائفة‪ ،‬مات ف بغداد سنة (‪297‬هـ) ويعرف أيضا بالقواريري‪.‬‬
‫‪ )(2‬الرسالة القشيية (ص‪.)127:‬‬
‫‪ )(3‬عبد ال بن علي بن ممد‪ ،‬طاوس الفقراء‪ ،‬مات سنة (‪378‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وقع ف بر ل غاية له‪ ،‬وهو علم القلوب‪ ،‬وعلم العارف‪ ،‬وعلم السرار‪ ،‬وعلم الباطن‪ ،‬وعلم التصوف‪ ،‬وعلم‬
‫الحوال‪ ،‬وعلم العاملت‪ ،‬أي ذلك شئت فمعناه واحد(‪.)1‬‬
‫ويقول أبو طالب الكي(‪:)2‬‬
‫‪...‬فأما العرفة الصلية الت هي أصل القامات ومكان الشاهدات‪ ،‬فهي عندهم واحدة؛ لن العروف با‬
‫واحد‪ ،‬والتعرف عنها‪ ،‬إل أن لا أعلى وأول‪ ،‬فخصوص الؤمني أعلها‪ ،‬وهي مقامات القربي‪ ،‬وعمومهم أولا‪،‬‬
‫وهي مقامات البرار‪ ،‬وهم أصحاب اليمي(‪.)3‬‬
‫ويقول أبو حامد الغزال(‪:)4‬‬
‫‪...‬فأما العلم القيقي الذي هو الكشف والشاهدة بنور البصية‪ ،‬فكيف يكون حجابا وهو منتهى الطلب(‪..)5‬‬
‫[وعبارة (منتهى الطلب) تعن بوضوح أن ل غاية غيه]‪.‬‬
‫ويقول ابن عرب(‪( )6‬الشيخ الكب)‪:‬‬
‫‪...‬وينكرون الذوق؛ لنم ما عرفوه من نفوسهم‪ ،‬مع كونم يعتقدون ف نفوسهم أنم على طريق واحدة‪،‬‬
‫وكذلك هو المر‪ ،‬أصحاب الذواق على طريق واحدة بل شك‪ ،‬غي أن فيهم البصي والعمى والعمش‪ ،‬فل يقول‬
‫واحد منهم إل ما أعطاه حاله‪ ،‬ل ما أعطاه الطريق‪ ،‬ول ما هو الطريق عليه ف نفسه(‪..)7‬‬
‫ويقول ابن البنا السرقسطي(‪ :)8‬مذاهب الناس على اختلف ومذهب القوم على ائتلف(‪.)9‬‬
‫يشرح ابن عجيبة(‪ )10‬هذا البيت فيقول‪:‬‬
‫‪...‬يقول (أي‪ :‬ابن البنا)‪ :‬ث تقوم الجة الدالة على أنم على الحجة والطريق الستقيم‪ ،‬بشيئي‪..:‬بلف‬
‫مذهب الصوفية‪ ،‬فهي متفقة ف القصد والعمل وإن اختلفت السالك‪ ..‬فمرجع كلم القوم ف كل باب لحوالم‪،‬‬
‫وإل فل تناف بي أقوالم لن تأملها‪ ،‬وذلك بلف مذهب غيهم‪ ،‬والوجه فيه أن الق واحد وطريقه واحدة وإن‬
‫اختلفت مسالكها‪ ،‬فالنهاية واحدة‪ ،‬والذوق واحد‪ ،‬وف معن ذلك قال قائلهم‪:‬‬

‫‪ )(1‬اللمع (ص‪.)457:‬‬
‫‪ )(2‬ممد بن علي الكي مات ف بغداد سنة (‪386‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬قوت القلوب‪.)2/79( :‬‬
‫‪ )(4‬ممد بن ممد الغزال مات سنة (‪505‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬إحياء علوم الدين‪.)1/255( :‬‬
‫‪ )(6‬ممد بن علي بن عرب الاتي‪ ،‬أندلسي مات ف دمشق سنة (‪638‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(7‬الفتوحات الكية‪.)3/213( :‬‬
‫‪ )(8‬أبو العباس أحد بن ممد بن يوسف التجيب‪ ،‬من سرقسطة ف جنوب الندلس‪ ،‬مات قي فاس ف حوال الربع الول من القرن التاسع‪.‬‬
‫‪ )(9‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)101:‬‬
‫‪ )(10‬أحد بن ممد بن عجيبة الدوريس الفاسي مات سنة (‪1224‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫والسالكون طريق الق أفراد‬ ‫الطرق شت وطريق(‪ )1‬الق واحدة‬
‫ومذهب الصوفية هو التفاق ف الصول والفروع‪ ،‬أما الصول فنهايتهم الشهود والعيان‪ ،‬وهم متفقون فيه‬
‫لنه أمر ذوقي ل يتلف(‪.)2‬‬
‫ويقول عبد الرزاق القاشان(‪ )3‬ف شرحه على فصوص الكم‪:‬‬
‫‪...‬يعن أن الطريق والغاية كلها واحدة ف القيقة‪ ،‬وهو الق‪ ،‬فالعارف يدعو على بصية من اسم إل‬
‫اسم(‪.)4‬‬
‫ويقول أحد الصاوي الالكي اللوت(‪:)5‬‬
‫‪...‬وإنا العارفون تنافسوا ف مبة ال ورسوله؛ فمنهم من طلب الوصال بالتغزل ف الوسيلة‪ ،‬كالبعي‬
‫والبوصيي‪ ،‬ومنهم من طلبه بالتغزل ف القصد كابن الفارض وأمثاله‪ ،‬ومنهم من تغزل ف القامي كسيدي علي وفا‪،‬‬
‫ومقصد الميع واحد(‪[...)6‬يعن بقوله (الوسيلة)‪ :‬ممدا صلى ال عليه وسلم]‪.‬‬
‫ويقول سيدي ممد كنسوس(‪( )7‬تيجان)‪:‬‬
‫‪...‬فاعلموا أيدكم ال أَن طرق الشايخ ‪-‬رضوان ال عليهم‪ -‬كلها أَبواب مفتوحة إِل حضرة مولنا الكري‪،‬‬
‫وهى بنلة الطرق الحسوسة الؤدية إِل مل واحد‪ ،‬وهي مع ذلك متلفة ف القرب والبعد والسهولة والصعوبة والمن‬
‫والوف(‪...)8‬‬
‫وقال شاعرهم‪:‬‬
‫(‪)9‬‬
‫وكل إل ذاك المال يشي‬ ‫عباراتنا شت وحسنك واحد‬
‫ويقول ممود أَبو الفيض النوف(‪:)10‬‬
‫‪...‬وِاذا فن العبد عن الغيار‪ ،‬كملت معرفته لبقائه مع الق‪...‬وإذا وصل من العرفة إِل هذا الد من التمكن‬
‫‪ )(1‬ليستقيم البيت يب أن يكون (الطرق شت ودرب الق‪.)...‬‬
‫‪ )(2‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪ )101:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ )(3‬الفاضل الكامل مات بعد سنة‪730( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪( )(4‬ص‪.)155:‬‬
‫‪ )(5‬مصري مات سنة (‪1241‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬السرار الربانية والفيوضات الرحانية (ص‪.)45:‬‬
‫‪ )(7‬أبو عبد ال ممد بن أحد مات ف مراكش سنة‪1294( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(8‬كشف الجاب (ص‪.)329:‬‬
‫‪ )(9‬غاية القرب‪( ،‬ص‪.)86:‬‬
‫‪ )(10‬ممود أبو الفيض بن على بن عمر من منوف ف مصر ولد عام (‪1312‬هـ)‪ ،‬أسس الكلية الصوفية ف القاهرة ولعله ل يزال حيّا حت كتابة هذه‬
‫الكلمات‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫شارف عي المع ‪-‬أي‪ :‬القيقة‪ -‬وصار المع له حالًا‪...‬وهذا العن هو مرمى نظر الصوفية‪ ،‬وكل ما صنفوه‬
‫ودونوه وامروا به ونوا عنه ف أقوال وأفعال وأحوال‪ ،‬إِنا هي وسائل إِل هذا القصد الشريف‪ ،‬والقام النيف(‪...)1‬‬
‫ويقول عبد القادر عيسى(‪:)2‬‬
‫‪...‬وإن الطريق واحدة ف حقيقتها‪ ،‬وإن تعددت الناهج العملية‪ ،‬وتنوعت أساليب السي والسلوك‪ ،‬تبعا‬
‫للجتهاد وتبدل الكان والزمان‪ ،‬ولذا تعددت الطرق الصوفية‪ ،‬وهي ف ذاتا وحقيقتها وجوهرها واحدة(‪...)3‬‬
‫ويقول عبد الليم ممود (الشيخ الكب) شيخ الامع الزهر‪:‬‬
‫‪...‬وف الناس من يرى أن التصوف مذاهب وفرق وطوائف‪ ،‬ولكن هذا التفكي النحرف تأتى إِل القائلي به‬
‫من نظرتم إل علم الكلم وإل الفلسفة؛ ففي علم الكلم‪ :‬أشاعرة ومعتزلة ومشبهة‪ ،‬وف الفلسفة‪ :‬أرسطيون‬
‫وإِفلطونيون وديكارتيون‪...‬‬
‫والنفوس مهيأة لقبول فكرة الطوئف ف جيع العلوم النظرية؛ ولقد خلط الكاتبون بي هذه الدراسات‬
‫والتصوف‪ ،‬فزعموا أن ف التصوف مذاهب وفرقا وطوائف ولو أمعنوا النظر‪ ،‬لعرفوا أن التصوف تربة روحية‪ ،‬وليس‬
‫نظرا عقليا‪ ،‬وإذا كان النظر العقلي يفرق الناظرين إل طوائف وفرق‪ ،‬فإن التجربة ل يتلف فيها اثنان؛ وإذا كانت‬
‫الفلسفة‪ ،‬لنا نظر عقلي‪ ،‬مذاهب متعددة‪ ،‬فإن التصوف‪ ،‬وهو تربة‪ ،‬مذهب واحد ل تعدد فيه ول خلف‪.‬‬
‫وكما أنه ل يستساغ اللط بي الوسائل والغايات ف أي ميدان من اليادين‪ ،‬فإنه ل يوز أن يستساغ اللط‬
‫بي طرق التصوف‪ ،‬وهي وسائل‪ ،‬وبي الغاية‪ ،‬وهي التصوف نفسه‪ ،‬فطرق التصوف متعددة متلفة‪ ،‬وبعضها أوفق‬
‫من بعض‪ ،‬وبعضها أسرع من بعض‪ ،‬ولكنها على اختلفها وتعددها‪ ،‬تؤدي إل هدف واحد وغاية واحدة‪.‬‬
‫التصوف إذن مذهب «بصيغة الفرد» ل مذهب «بصيغة المع»(‪.)4‬‬
‫هذه أقوال لبعض كبار القوم‪ ،‬نلص منها إل أن للصوفية عقيدة واحدة يدين با كل التصوفة قديهم‬
‫وحديثهم‪ ،‬وأن الطرق الصوفية (كالشاذلية والرفاعية والقادرية واللوتية والنقشبندية واليشرطية والولوية والبكطاشية‬
‫والتجانية وغيها وغيها‪ ،‬وإن اختلفت أساؤها‪ ،‬فهي كلها تؤدي إل هدف واحد هو العقيدة الصوفية الواحدة‪.‬‬
‫فما هي هذه العقيدة؟‬
‫سيظن الكثيون ‪-‬بناء على ما تقدم‪ -‬أنه يكفي لدراسة الصوفية أن ندرس عقيدة صوف واحد‪ ،‬كالغزال مثلً‪،‬‬
‫أَو ابن عرب‪ ،‬أو ابن عجيبة‪ ،‬أو غيه‪ ،‬ث نطلق حكما بكل ثقة واطمئنان على جيع التصوفة‪ ،‬وإن حكمنا سيكون‬

‫‪ )(1‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)262:‬‬


‫‪2‬‬
‫() من حلب‪ ،‬شاذل الطريقة‪ ،‬هاجر من حلب ف أواخر السبعينات؛ متمتع بصحته حت كتابة هذه الكلمات‪.‬‬
‫‪ )(3‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)272:‬‬
‫‪ )(4‬التعرف لذهب أهل التصوف‪( ،‬ص‪.)13 ،12:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫علميا صحيحا‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬هذا صحيح كل الصحة من الناحية العلمية‪ ،‬ولكننا إمام جاعة باطنية لم عقيدة سرية‪ ،‬استهوت‬
‫عقولم ونفوسهم واستحوذت عليها‪ ،‬فل يهتدون سبيلًا إِل سبيلها‪ ،‬وهم يدافعون عنها بكل ما لديهم من إِمكانيات‬
‫وبالراوغات والغالطات واللف والدوران وجيع الساليب اللعلمية واللأخلقية!‬
‫وكمثل على ذلك‪ :‬إِنم يعلمون يقينا وخاصة الواصلون منهم أن الصوفية هي كفر وزندقة بالنسبة للشريعة‬
‫السلمية‪ ،‬ومع ذلك فهم يكتمون هذه القيقة ويشيعون بي الناس أن الصوفية هي قمة السلم واليان وهي منتهى‬
‫التقى والورع‪ ،‬وهي مقام الِإحسان!‬
‫وقد انطلت هذه الدعة على الناس وصدقوها‪ ،‬حت لو قلت لحدهم‪ :‬إِن الصوفية زندقة‪ ،‬لثار عليك واتمك‬
‫التامات الت ل تطر لك على بال‪ ،‬رغم أَنه ليس صوفيّا‪ ،‬ولكنه اقتنع بالدعة وانرت عليه ذيولا‪.‬‬
‫ومثل من مراوغاتم العتادة‪ :‬لو جئتهم بدراسة عن صوفية ابن عرب مثلًا‪ ،‬لسمعت من يقول لك‪ :‬هذا مدسوس‬
‫عليه‪ ،‬أَو لسمعت من يقول‪ :‬هذا شيء ل يدين به الباقون‪ ،‬أو لسمعت‪ :‬هذا كان فيما مضى من الزمان‪ ،‬ول يبق له‬
‫أثر‪ ،‬أو تسمع من يقول‪ :‬الصوفية الن ل يعرفون هذه المور ول يفهمونا‪ ،‬فأَكثرهم بسطاء وسذج‪ ،‬أو هذا يعرفه‬
‫بعضهم ويهله الخرون‪ ،‬وإن كانت الدراسة حول صوف غي مشهور‪ ،‬فسيكون الواب‪ :‬هذا مندس على الصوفية‪،‬‬
‫مدع لا‪ ،‬والصوفية القة بريئة منه ومن أمثاله‪ ،‬والصوفية القة هي قمة الِإسلم والِإيان‪...‬‬
‫ولو أتيتهم بنصوص صوفية للغزال مثلً‪ ،‬وبرهنت لم على صحتها وصحة نسبتها إل قائلها وأريتهم مواضع‬
‫الضلل فيها‪ ،‬فالواب الذي ستسمعه‪ :‬هذا كلم له تأويل! أو يب أن نؤوله! أو هذا كلم ل نفهمه! أو‪...‬أو‪...‬إِل‪.‬‬
‫ومثل هذه الجوبة‪ ،‬نسمعها أيضا من غي التصوفة من كثي من الناس‪ ،‬لنم سعوها سابقا من التصوفة‪،‬‬
‫وسعوها وسعوها كثيا حت اقتنعوا با!‬
‫ومن الجوبة الت نسمعها من غي التصوفة أكثر الحيان‪ ،‬ومن التصوفة ف بعضها‪ ،‬قولم‪ :‬الصوفية على وشك‬
‫النتهاء‪ ،‬أَو هي ف طريقها إِل الزوال‪ ،‬أو إِن الصوفيي قليلون ل تأثي لم ف الجتمع‪ ،‬أو إِن الكلم عنهم فيه مبالغة‪..‬‬
‫إِل‪ ..‬مع العلم أن (‪ )%90‬من المة الِسلمية لم صلة بالتصوف وأهله بشكل من الشكال‪ -‬كما يقول سعيد‬
‫حوى‪ -‬أما القيقة فنسبة التأثرين بالتصوف تزيد على ذلك‪ ،‬بل والدافعون أنفسهم الذين يدعون أن التصوف انتهى‬
‫هم ف أفكارهم ودفاعهم متأثرون بالصوفية إِل حد بعيد‪.‬‬
‫ومن أعجب ما نسمع من دفاع‪ ،‬قول القائل الغافل‪ :‬إن فضح الصوفية هو دعاية لا‪ ،‬وعندما تصل السذاجة‬
‫بصاحبها إل مثل هذا الستوى‪ ،‬فل يبقى مال لناقشتها‪.‬‬
‫أمام هذا الوضع الغريب عن الِسلم‪ ،‬وعن قرآن الِسلم‪ ،‬وعن سنة رسول الِإسلم‪ ..‬أمام هذا الوضع الشاذ‬
‫الذي تتخبط به الجتمعات السلمية‪ ..‬أمام هذا الوضع‪ ،‬ل يكفي تقدي دراسة عن صوف واحد أو اثني أو ثلثة أو‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫عشرة! لذلك ستكون الفصول التية أقوالً لكب عدد يكن للكتاب أن يستوعبه من أئمتهم وكبائهم‪ ،‬منذ النيد‬
‫وأقرانه حت أصحاب الطرق ف أيامنا الاضرة‪ ،‬بيث ل يبقى مال لولئك الدافعي‪ ،‬ول يبقى مكان لججهم‪.‬‬
‫ويب أن نتذكر دائما‪ ،‬وأن ل ننسى أبدا أن التصوف مذهب واحد‪ ،‬كما يقرره أصحاب هذا الذهب‬
‫العارفون الواصلون‪.‬‬
‫وكل ما هو آت من الفصول إِنا هو براهي على ذلك‪ ،‬ولنتذكر دائما أن أصحاب البيت أدرى با فيه‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثان‬
‫مدخل إل فهم النصوص الصوفية‬
‫لقيل ل أنت من يعبد الوثنا‬ ‫يا رب جوهر علم لو أبوح به‬
‫يرون أقبح ما يأتونه حسنًا‬ ‫ولستحل رجال مسلمون دمي‬
‫قبل الولوج ف متاهات النصوص الصوفية‪ ،‬ودهاليزها اللتوية التعرجة‪ ،‬وزحاليقها التقنة الصنع‪ ،‬قبل ذلك يب‬
‫أن نأخذ فكرة واضحة عن الساليب الت يتبعونا ف بسط أفكارهم وعقائدهم‪ ،‬ف أقوالم وكتاباتم‪ ،‬ف تواليفهم‬
‫ودعاياتم‪ ،‬لنستطيع فهم كلمهم بوضوح تام‪ ،‬وأن نعرف أغراضه وأهدافه‪ ،‬وبدون ذلك ل نستطيع دراسة الصوفية‬
‫دراسة صحيحة‪ ،‬وستكون دراستنا لساليبهم من أساليبهم‪ ،‬ومن أقوالم وتواصيهم فيما بينهم‪.‬‬
‫سنرى ‪-‬ف هذه الدراسة‪ -‬بوضوح تام ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬هناك سر غريب يتواصون بكتمانه عن غي أهله‪.‬‬
‫‪ -2‬أهل هذا السر هم الصوفية‪.‬‬
‫‪ -3‬هذا السر هو كفر وزندقة‪ ،‬يُقتل من يبوح به على أنه مرتد عن السلم‪.‬‬
‫‪ -4‬يقسّمون الجتمع السلمي إِل صنفي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أهل الشريعة‪ :‬ويسمونم أهل الظاهر‪ ،‬أو أهل الرسوم‪ ،‬أو أهل الوراق‪ ،‬أو العامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهل القيقة‪ :‬وهم الصوفية‪ ،‬ويسمونم أيضا أهل الباطن‪ ،‬وأهل الذواق‪ ،‬أو الاصة‪ ،‬وخاصة الاصة هم‬
‫كبارهم‪.‬‬
‫‪ -5‬يتواصون دائما وف كل زمان ومكان‪ ،‬أن يظهروا لهل الشريعة ما يوافقهم من الحكام الِإسلمية‪ ،‬وأن‬
‫يكتموا عنهم ذلك السر لئل تباح دماؤهم‪ ،‬إِل ف حالت معينة (ستمر بي ثنايا النصوص) حيث يعبون عنه باللغز‬
‫والرمز والشارة والعبارة النمقة‪.‬‬
‫‪ -6‬ل يعرف هذا السر إِل بالذوق‪ ،‬أي‪ :‬أن يذوقه الِإنسان بنفسه‪ ،‬وضربوا لذلك مثلً‪ :‬اللذة النسية الت ل‬
‫يعرفها إِل من يذوقها‪.‬‬
‫‪ -7‬ف العادة‪ ،‬يرمزون إِل الذات الِإلية بأساء مؤنثة مثل ليلى وبثينة وغيها‪..‬‬
‫وهذه نصوص لئمتهم وأقطابم وعارفيهم أوردها حسب التسلسل التاريي (بدون دقة)‪:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ما ينسبونه لزين العابدين (وهو ف الواقع لكلثوم بن عمرو العتّاب توف عام‪220 :‬هـ)‪:‬‬
‫لقيل ل أنت من يعبد الوثنا‬ ‫يا رب جوهر علم لو أبوح به‬
‫(‪)1‬‬
‫يرون أقبح ما يأتونه حسنا‬ ‫ولستحل رجال مسلمون دمي‬
‫فما هو هذا العلم الذي لو أباح به لرمي بالوثنية ولقتل على الردة؟‬
‫ويقول أبو بكر الكلباذي (تاج الِإسلم)(‪:)2‬‬
‫قال النيد للشبلي(‪ :)3‬نن حبنا هذا العلم تبيا‪ ،‬ث خبأناه ف السراديب‪ ،‬فجئت أنت فأظهرته على رءوس‬
‫الل! فقال‪ :‬أنا أقول‪ ،‬وأنا أسع‪ ،‬فهل ف الدارين غيي؟‬
‫يهمنا ف هذا النص قول النيد فقط‪ .‬إِنه يب عن علم حبه هو تبيا‪( ،‬أي‪ :‬وضع قواعده وأصوله)‪ ،‬ث خبأه‬
‫ف السراديب! فما هو هذا العلم الخبأ؟! ول خبأه ف السراديب؟!‬
‫أما قول الشبلي فسنراه فيما بعد‪.‬‬
‫ويقول النيد أيضا‪ ،‬ميبا على رسالة أرسلها له أبو بكر الشبلي‪:‬‬
‫يا أبا بكر‪ ،‬ال ال ف اللق‪ ،‬كنا نأخذ الكلمة فننشقها‪ ،‬ونقرظها‪ ،‬ونتكلم با ف السراديب‪ ،‬وقد جئت أنت‬
‫فخلعت العذار! بينك وبي أكابر اللق ألف طبقة‪ ،‬ف أول طبقة يذهب ما وصفت(‪.)4‬‬
‫عندما يتمرس القارىء بالساليب الصوفية سيعرف أَن معن قوله‪( :‬يذهب ما وصفت)‪ ،‬هو‪ :‬تُقتل‪.‬‬
‫ويقول النيد أيضا‪:‬‬
‫ل يكون الصدّيق صدّيقا حت يشهد له ف حقه سبعون صدّيقا أنه زنديق‪ ،‬فهم يشهدون على ظاهره‪ ،‬ما ظهر‬
‫من حاله؛ لن الصديق يعطي الظاهر حكم الظاهر‪ ،‬ويعطي الباطن حكم الباطن‪ ،‬فل يلبسون بالباطن على الظاهر ول‬
‫بالظاهر على الباطن‪ ،‬فهم يشهدون أنه زنديق ظاهرا‪ ،‬كما يعلمون أنه صديق باطنا‪ ،‬لتحققهم بذلك الال ف‬
‫نفوسهم(‪.)5‬‬
‫يا للعجب! ظاهرا ‪-‬أي حسب الشريعة‪ -‬زنديق‪ ،‬وباطنا صديق!! فهل الشريعة تدعنا؟؟‬
‫وقال أيضا (وقد أورده الغزال ف إحياء علوم الدين)‪:‬‬

‫‪ )(1‬النوار القدسية ف بيان الداب للشعران‪ ،‬هامش الطبقات‪ ،)1/134( :‬والناظر اللية‪( ،‬ص‪ ،)44:‬والفتوحات اللية‪( ،‬ص‪ )44:‬وغيها‪.‬‬
‫‪ )(2‬التعرف لذهب أهل التصوف‪[ ،‬باب‪( ،65 :‬ص‪.])145:‬‬
‫‪ )(3‬الشبلي من أصحاب النيد وأقرانه مات ف بغداد عام (‪334‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(4‬اللمع‪( ،‬ص‪.)306:‬‬
‫‪ )(5‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪ ،)44:‬وكشف الجاب‪( ،‬ص‪ )373:‬وغيها‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪..‬أهل النس يقولون ف كلمهم ومناجاتم ف خلواتم أشياء هي كفر عند العامة(‪.)1‬‬
‫وقال مرة‪ :‬لو سعها العموم لكفروهم‪ ،‬وهم يدون الزيد ف أحوالم بذلك‪ ،‬وذلك يتمل منهم ويليق بم(‪.)2‬‬
‫وقد كان النيد ينشد أبياتا يشي با إل أسرار أحوال العارفي‪ ،‬وإن كان ذلك ل يوز إِظهاره‪ ،‬وهي هذه‬
‫البيات(‪:)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فحلّو بقرب الاجد التفضل‬ ‫سرت بأُناس ف الغيوب قلوبم‬
‫تول با أرواحهم وتنهل‬ ‫عراصا بقرب ال ف ظل قدسه‬
‫ومصدرهم فيها لا هو أكمل‬ ‫مواردهم فيها على العز والنهي‬
‫وما كتمه أول لدين وأعدل‬ ‫تروح بعز مفرد من صفاته‬
‫وأبذل منه ما أرى الق يبذل‬ ‫سأكتم من علمي به ما يصونه‬
‫وأمنع منه ما أرى النع يفصل)‬ ‫وأعطي عباد ال منه حقوقهم‬
‫إل أهله ف السر والصون أجل‬ ‫على أن للرحن سرا يصونه‬
‫وقال سهل التستري(‪( :)5‬للعال ثلثة علوم‪ ،‬علم ظاهر يبذله لهل الظاهر‪ ،‬وعلم باطن ل يسعه إظهاره إل‬
‫لهله‪ ،‬وعلم هو بينه وبي ال تعال ل يظهره أحد)(‪.)6‬‬
‫‪ -‬أما العلم الظاهر‪ ،‬فقد عرفناه‪ ،‬إنه علم الشريعة‪ .‬فما هو علم الباطن؟! ول هو باطن؟!‬
‫وبقول اللّج(‪« :)7‬النكر ف دائرة البان‪ ،‬وأنكر حال حي ل يران‪...( ،‬وبالزندقة)‪ ..‬حلن‪...‬وبالسوء‬
‫رمان»(‪.)8‬‬
‫‪ -‬يعن بدائرة البان‪ :‬ما هو خارج دائرة الصوفية‪.‬‬
‫‪ -‬فلم يسميه النكر زنديقا؟ ويرميه بالسوء؟! ما هو السر؟!‬
‫وقال‪( :‬ياطب الناس ف السجد) ويروي القصة عبد الودود بن سعيد الزاهد‪... :‬اسعوا‪ ،‬إن ال أباح لكم‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪ ،)4/292( :‬ولعل الفقرة (وهم يدون الزيد‪ ..‬إل) هي من تعليق الغزال‪.‬‬
‫‪ )(2‬إحياء علوم الدين‪ ،)4/292( :‬ولعل الفقرة (وهم يدون الزيد‪ ..‬إل) هي من تعليق الغزال‪.‬‬
‫‪ )(3‬إحياء علوم الدين‪.)4/288( :‬‬
‫‪ )(4‬ف البيت إقواء‪.‬‬
‫‪ )(5‬سهل التستري‪ ،‬من تستر‪ ،‬بلد من الهواز‪ ،‬من أئمة القوم‪ ،‬توف عام‪283( :‬هـ) أو (‪273‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬إحياء علوم الدين‪.)1/89( :‬‬
‫‪ )(7‬قتل صلبا عام‪309( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(8‬الطواسي‪ ،‬طايسي النقطة‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫دمي فاقتلون‪ ،‬فبكى بعض القوم‪ ،‬فتقدمت من بي الماعة‪ ،‬وقلت‪ :‬يا شيخ‪ ،‬كيف نقتل رجلً يصلي ويصوم ويقرأ‬
‫القرآن؟ فقال‪ :‬يا شيخ‪ ،‬العن الذي به تقن الدماء خارج عن الصلة والصوم وقراءة القرآن‪ ،‬فاقتلون تؤجروا‬
‫وأستريح‪ ،‬فبكى القوم‪ ،‬وذهب‪ ،‬وتبعته إل داره‪ ،‬وقلت‪ :‬يا شيخ‪ ،‬ما معن هذا؟ قال‪ :‬ليس ف الدنيا للمسلمي شغل‬
‫أهمّ من قتلي‪ .‬فقلت له‪ :‬كيف الطريق إِل ال تعال؟ قال‪ :‬الطريق بي اثني‪ ،‬وليس مع ال أحد‪ .‬فقلت‪ :‬بي‪ .‬قال‪:‬‬
‫من ل يقف على إشارتنا ل ترشده عبارتنا(‪ .)1‬إنه يقرر أن الشريعة تبيح قتله! فِلمَ؟‬
‫ويقرر أن العن الذي يباح قتله من أجله خارج عن الصلة والصوم وقراءة القرآن! فما هو هذا العن؟‬
‫لننتبه إل قوله‪( :‬ليس مع ال أحد)‪ ،‬وقوله‪( :‬من ل يقف على إِشارتنا ل ترشده عبارتنا)‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عليّ وعند السلمي قبيح‬ ‫كفرت بدين ال والكفر واجب‬
‫‪ -‬يعن بقوله‪( :‬كفرت) أي‪ :‬سترت‪ ،‬والكفر هو الستر‪ ،‬فهو يقول‪ :‬سترت بالسلم‪ ،‬والستر واجب عليّ‪- .‬‬
‫فما هو هذا المر الذي يستره بدين ال؟! ما هو؟!‬
‫‪ -‬فما هو هذا المر الذي يستره بدين ال؟! ما هو؟!‬
‫‪ -‬من المكن أن نعرف هذا السر من بعض أقواله وفلتات شعره‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فقلت‪ :‬من أنت؟ قال‪ :‬أنت‬ ‫رأيت رب بعي قلب‬
‫فالقيقة‪ ،‬والقيقة خليقة‪ ،‬دع الليقة‪ ،‬لتكون أنت هو‪ ،‬أو هو أنت من حيث القيقة(‪.)4‬‬
‫‪ -‬ول أعلق على هذا القول بشيء‪ ،‬فهو واضح‪ ،‬وهو هو السر الذي يكتمونه‪.‬‬
‫وقال أبو السي النوري(‪ )5‬ماطبا النيد‪:‬‬
‫يا أبا القاسم‪ ،‬غششتَهم فأجلسوك على النابر‪ ،‬ونصحتُهم فرمون على الزابل(‪.)6‬‬
‫‪ -‬وسنرى فيما يأت من النصوص كيف غشهم النيد؟ إِنه كان يتكلم عليهم بالفقه‪.‬‬
‫وما يورده الغزال‪:‬‬

‫‪ )(1‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪.)57:‬‬


‫‪ )(2‬ديوان اللج‪( ،‬ص‪.)28:‬‬
‫‪ )(3‬الطواسي (طاسي النقطة)‪.‬‬
‫‪ )(4‬الطواسب (طاسي الصفاء)‪.‬‬
‫‪ )(5‬أحد بن ممد النوري‪ ،‬بغدادي من أقران النيد مات سنة‪295( :‬هـ)‪ ،‬وترد كنيته ف كتبهم أحيانا (أبو السن) وأحيانا (أبو السي)‪ ،‬وقد اعتمدت‬
‫الثانية (أبو السي) دون تقق‪ ،‬إذ ل يهمنا ذلك ف هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ )(6‬التعرف لذهب أهل التصوف‪( ،‬ص‪.)146:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬قال بعضهم‪ :‬للربوبية سر لو أظهر لبطلت النبوة‪ ،‬وللنبوة سر لو كشف لبطل العلم‪ ،‬وللعلماء بال سر لو‬
‫أظهروه لبطلت الحكام(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أسرار!! تبطل با النبوة‪ ،‬ويبطل با العلم‪ ،‬وتبطل با الحكام؟! فما هي هذه السرار؟‬
‫وقال ابن عطاء(‪ )2‬ف قوله تعال‪(( :‬وَقُلْ َلهُمْ فِي أَنفُ ِ‬
‫سهِمْ َقوْلًا بَلِيغًا)) [النساء‪ ،]63:‬قال‪ :‬على مقدار فهومهم‬
‫ومبلغ عقولم(‪.)3‬‬
‫‪ -‬واضح أنه يعن‪ :‬على مقدار فهوم أهل الظاهر (أهل الشريعة)‪ ،‬ومبلغ عقولم‪.‬‬
‫وقال بعض التكلمي لب العباس بن عطاء‪ :‬ما لكم أيها التصوفة! قد اشتققتم ألفاظا أغربتم با على‬
‫السامعي؟ وخرجتم على اللسان العتاد! هل هذا إِل طلب للتمويه؟ أو ستر لعوار الذهب؟‬
‫فقال أبو العباس‪ :‬ما فعلنا ذلك إِل لغيتنا عليه‪ ،‬لعزته علينا‪ ،‬كيل يشريها غي طائفتنا‪ .‬ث اندفع يقول‪:‬‬
‫بادىء حق للقلوب نَشعره‬ ‫أحسن ما أظهره ونظهره‬
‫أكسوه من رونقه ما يستره‬ ‫يبه عن وعنه أخبه‬
‫يفسد معناه إِذا ما يعبه‬ ‫عن جاهل ل يستطيع ينشره‬
‫ث يواف غيه فيخبه‬ ‫فل يطيق اللفظ بل ل يعشره‬
‫(‪)4‬‬
‫ويدرس العلم ويعفو أثره‬ ‫فيظهر الهل وتبدو زمره‬
‫وأنشدونا أيضا له(‪:)5‬‬
‫أجبناهم بأعلم الِإشارة‬ ‫إِذا أهل العبارة ساءلونا‬
‫تقصر عنه ترجة العبارة‬ ‫نشي با فنجعلها غموضا‬
‫له ف كل جارحة إِنارة‬ ‫ش ِهدُنا سرورا‬
‫شهَدها وتُ ْ‬
‫ونَ ْ‬
‫كأسر العارفي ذوي السارة‬ ‫ترى القوال ف الحوال أسرى‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)1/88( :‬‬


‫‪ )(2‬أبو العباس بن ممد بن عطاء الدمي البغدادي‪ ،‬من أقران النيد‪ ،‬مات سنة‪309( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬التعرف‪[ ،‬باب‪( 65 :‬ص‪.])146:‬‬
‫‪ )(4‬التعرف‪[ ،‬باب‪( 31 :‬ص‪.])89:‬‬
‫‪ )(5‬عبارة‪( :‬وأنشدونا أيضا له) هي لب بكر الكلباذي مؤلف (التعرف)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬البادي‪ :‬ويقال‪ :‬بادي الق‪ ،‬والباده(‪ ،)1‬وهو بداية الوارد(‪ ،)2‬والوارد‪ :‬كل ما يرد على القلب من العان من‬
‫غي تعمد من العبد(‪.)3‬‬
‫‪ -‬وقوله‪ :‬أكسوه من رونقه ما يستره عن جاهل‪...‬أي‪ :‬يكسو الكلم الذي يظهره للناس من الرونق الذي‬
‫يعجب السامع ما يستر حقيقة السر‪ ،‬لنه لول يفعل ذلك‪ ،‬لخب الاهل (أي‪ :‬غي الصوف) به غيه‪ ،‬فكان ذلك سببا‬
‫لقتل صاحب هذا السر‪ ..‬وبقتله وقتلهم يزول هذا العلم (الصوف) ويظهر الهل به‪.‬‬
‫‪ -‬وف البيات الت بعدها‪:‬‬
‫‪ -‬أهل العبارة‪ :‬يعن با الناس غي الصوفيي الذين يتاج ف خطابم إِل العبارة ذات الرونق‪.‬‬
‫‪ -‬الحوال‪ :‬جع حال‪ ،‬وهو ما يرد على القلب من طرب وحزن أو بسط وقبض (وغيها)‪ ،‬وتسمى أيضا‪:‬‬
‫الوارد(‪.)4‬‬
‫‪ -‬ف البيت الول والثان يبنا أنه ييب على السؤال بالِإشارة‪ ،‬ويعل هذه الِإشارة غامضة! فلِمَ؟!‬
‫‪ -‬ف البيت الثالث يب عن تلك الت يَشْهدها هو‪ ،‬وتُشهده هي سرورا تستني له كل جارحة من جوارحه‪،‬‬
‫فما هي هذه الت َيشْهدها‪ ،‬وُتشْهده كل هذا السرور؟؟‬
‫‪ -‬ف البيت الرابع يبي أنه عندما ترد عليه الحوال‪ -‬وعلى غيه‪ -‬تكون القوال والكلمات لديهم أسية ل‬
‫يطلقونا برية‪ ،‬ويشبهها بالعارفي (أي‪ :‬الذين بلغوا الغاية من الصوفية) الذين خسروا حريتهم لنم باحوا بالسر‪،‬‬
‫فأصبحوا أسرى مكبلي‪ ،‬وكذلك القوال‪.‬‬
‫‪ -‬فلم كل هذا؟!‬
‫ويورد أبو بكر الكلباذي قي (التعرف) ما يلي(‪:)5‬‬
‫ض الَقَاوِيلِ * لَأَخَ ْذنَا مِْنهُ بِاْليَ ِميِ)) [الاقة‪ ،]45-44:‬أي‪:‬‬
‫‪ ..‬وقال غيه ف قوله تعال‪(( :‬وََلوْ َت َقوّ َل عَلَْينَا َبعْ َ‬
‫لو نطق بالواجيد على أهل الرسوم‪ ،‬يدل عليه قوله‪َ(( :‬بلّ ْغ مَا أُنزِلَ إَِلْيكَ مِ ْن رَّبكَ)) [الائدة‪ ،]67:‬ول يقل‪ :‬بلغ ما‬
‫تعرفنا به إِليك‪.‬‬
‫‪ -‬الواجيد‪ :‬جع وجد على غي قياس‪ ،‬وهي ثرات الوراد(‪ ،)6‬أو الوجد هو غلبة ما كان يبعثه (التواجد)‬

‫‪ )(1‬الباده وردت ف الرسالة القشيية‪ ،‬حاشية العروسي (‪.)2/84‬‬


‫‪ )(2‬تعريف البادي من معجم مصطلحات الصوفية مادة (وارد)‪.‬‬
‫‪ )(3‬تعريف الوارد من معال الطريق إل ال‪( :‬ص‪.)428:‬‬
‫‪ )(4‬تعريف الحوال من معجم مصطلحات الصوفية‪ ،‬مادة (حال)‪.‬‬
‫‪ )(5‬التعرف‪( ،‬باب‪.)65:‬‬
‫‪ )(6‬حاشية العروسي‪ ،)2/46( :‬الامش‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويتواجد له على قلبه(‪ ،)1‬وهو يشبه الال والوارد‪.‬‬
‫‪ -‬إنه يفسر الية كما يلي‪( :‬لو نطق با يده عندما يرد عليه الال‪ ،‬على أهل الرسوم‪- ،‬أي‪ :‬أهل الشريعة‪-‬‬
‫أو أهل الظاهر‪ ،‬لخذنا منه باليمي‪.)..‬‬
‫‪ -‬وطبعا هذا تفسي ما أنزل ال به من سلطان‪ ،‬ول عرفه ممد صلى ال عليه وسلم ول أصحابه‪ ،‬وهو هنا‬
‫يفتري على ال سبحانه أنه يأمر ممدا صلى ال عليه وسلم أن يكتم سر الواجيد! فما هو هذا السر؟‬
‫ويقول الطوسي (صاحب اللمع)‪:‬‬
‫‪...‬ولم ف حقيقة التوحيد لسان آخر‪ ،‬وهو لسان الواجدين‪ ،‬وإشاراتم ف ذلك تبعد عن الفهم‪ ،‬ونن نذكر‬
‫من ذلك طرقا كما يكن شرحه‪ ،‬وهذا العلم أكثره إِشارة ل تفى على من يكون أهله(‪.)2‬‬
‫ويقول الطوسي نفسه ف تعريف (التقية)‪:‬‬
‫قال قوم‪ :‬استعمال المر والنهي‪ ،‬وقال قوم‪ :‬ترك الشبهات‪ ،‬وقال قوم‪ :‬التقية حرم الؤمن كما أن الكعبة حرم‬
‫مكة‪ ،‬وقال قوم‪ :‬التقيه نور ف القلب يفرق با بي الق والباطل(‪...)3‬‬
‫‪ -‬هكذا جعلوا التقية مقدسة يتسترون با‪ .‬إِذا‪ :‬فنحن أمام فرقة باطنية‪.‬‬
‫ويقول أَبو طالب الكي(‪:)4‬‬
‫‪...‬فتفصيل معان التوحيد من شواهد الناظرين اضيق الضيق‪ ،‬وشهادة المع ف التفرقة والبقاء قي الفناء أخفى‬
‫الفي‪ ،‬وشرح غريب عن الساع يُنكر أكثره أكثر من سعه‪ ،‬غي أَن من له نصيب منه يشهد ما رمزناه‪ ،‬فينكشف له‬
‫ما غطيناه(‪.)5‬‬
‫‪ -‬شواهد‪ :‬جع شاهد‪ ،‬وهو ما تعطيه الشاهدة(‪ )6‬من الثر ف قلب الشاهد(‪.)7‬‬
‫‪ -‬المع‪ :‬إِشارة إِل حق بل خلق(‪[ .)8‬لننتبه جيدا إِل معن (حق بل خلق)]‪.‬‬
‫‪ -‬التفرقة (أو الفرق)‪ :‬وهو إشارة إل خلق بل حق‪ ،‬وقيل‪ :‬مشاهدة العبودية(‪[ ،)9‬هناك الفرق الول‪ ،‬والفرق‬

‫‪ )(1‬حاشية العروسي‪ ،)2/43( :‬ويعرف ابن عرب ف (كتاب اصطلح الصوفية) الوجد بأنه‪ :‬ما يصادف القلب من الحوال الغيّبة له عن شهوده‪.‬‬
‫‪ )(2‬اللمع‪( ،‬ص‪.)51:‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)303:‬‬
‫‪ )(4‬ممد بن علي بن عطية الارثي الكي‪ ،‬نشأ ف مكة ومات ف بغداد سنة‪386( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬قوت القلوب‪.)2/81( :‬‬
‫‪ )(6‬أي‪ :‬مشاهدة الق (ال)‪.‬‬
‫‪ )(7‬رسائل ابن عرب (اصطلح الصوفية)‪.‬‬
‫‪ )(8‬رسائل ابن عرب‪.‬‬
‫‪ )(9‬رسائل ابن عرب‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الثان‪ ،‬ولا عندهم تعابي كثية‪ ،‬ولننتبه إل عبارة (خلق بل حق)]‪.‬‬
‫‪ -‬الفناء على ثلث درجات‪ :‬فناء الظاهر‪ ،‬وهو مسلوبية العبد عن إرادته واختياره بتجلي الق عليه بصفة‬
‫الفعالية‪ ،‬وتسمى (فناء الفعال)‪.‬‬
‫وفناء الباطن‪ :‬وهو مغلوبية صفاته ف سلطنة أنوار الصفات القدية الزلية‪ ،‬وتسمى (فناء الصفات)‪.‬‬
‫وفناء سر الباطن‪ ،‬الذي هو ذات العبد‪ ،‬فإِن الفعال هي حجاب الصفات‪ ،‬فالصفات باطنها؛ والصفات هي‬
‫حجاب الذات‪ ،‬فالذات باطنها وسرها‪ ،‬ولذا يسمى (فناء الذات)‪ ،‬وهو كناية عن مغلوبية ذات العبد ف إِشراق أنوار‬
‫عظمة الذات وأحديتها(‪.)1‬‬
‫‪ -‬البقاء‪ :‬ل بد لصحة العبودية من التنل عن عال المع إِل عال التفرقة‪ ،‬ويقال لذا‪( :‬البقاء)(‪.)2‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬يلحظ القارىء هنا أن اللغاز تفسر باللغاز‪ ،‬ويُشرح الغموض بالغموض؟! وذلك لننا الن‬
‫وجها لوجه أمام السر الذي يكتمونه‪.‬‬
‫ويقول أيضا (أبو طالب الكي)‪:‬‬
‫‪...‬وقال النيد‪( :‬وهؤلء ‪-‬أي‪ :‬الصوفية‪ -‬هم الدلون على ال تبارك وتعال‪ ،‬والستأنسون بال تعال‪ ،‬هم‬
‫جلساء ال تعال‪ ،‬قد رفع الشمة بينه وبينهم‪ ،‬وزالت الوحشة بينهم وبينه‪ ،‬فهم يتكلمون أشياء هي عند العامة كفر‬
‫بال تعال‪ ،‬لا قد علموا أن ال تعال يبهم‪ ،‬وأن لم عند ال جاها ومنلة‪ ،‬ث قال عن بعض العلماء‪ :‬أما أهل النس‬
‫بال تعال فليس إل معرفتهم سبيل)‪ ..‬هذا من كلم النيد ونو معناه‪ ،‬حدثن به الاقان القري‪ ،‬ولول أنا روينا عنه‬
‫ما ذكرناه‪ ،‬ما كنا نشرح حال هؤلء إِشفاقا على اللباب(‪...)3‬‬
‫‪ -‬يوهم أبو طالب الكي القارئ أنه ل يشرح حال هؤلء القوم الذين يتكلمون بأشياء هي الكفر عند العامة‪-‬‬
‫أي‪ :‬عند أهل الشريعة‪ -‬إشفاقا على اللباب‪ ،‬وهذا غي صحيح‪ ،‬فهو ل يشرح خوفا من السيف‪ ،‬وليس شيئا آخر‪.‬‬
‫نعود إِل ما مر من مصطلحاتم وألغازهم‪ ،‬ول بأس من وضع بعض الصور الصغية الت قد تساعد على فهم‬
‫هذه اللغاز‪ ،‬على أن توضيحها الكامل سيأت ف ما يأت إِن شاء ال‪.‬‬
‫فالفناء‪ :‬ويسمى أيضا‪ :‬الحو‪ ،‬والسكر‪ ،‬والغيبة‪ ،‬والطي‪ ،‬والضور بالق‪ ،‬واللوة‪ ،‬والحسان‪ ،‬والمع‪..‬‬
‫وكلها أساء لسمى واحد‪ ،‬وهو مقام المع (وهناك بعض الختلف بي مدلول الكلمات)‪ ،‬فالمع هو الفناء‪ ،‬وضم‬
‫تعريفيهما إِل بعضهما يساعد‪ -‬بعض الشيء‪ -‬على فهم السر واللغاز‪.‬‬
‫أما البقاء‪ :‬ويسمى أَيضا‪ :‬الفرق الثان‪ ،‬أو المع ف التفرقة‪ ،‬أو الفرق ف المع‪ ،‬أو صحو المع‪ ،‬أو الِإطلق‪..‬‬

‫‪ )(1‬حاشية العروسي‪.)2/61( :‬‬


‫‪ )(2‬حاشية العروسي‪.)2/61( :‬‬
‫‪ )(3‬قوت القلوب‪.)2/77( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فهو مقام أعلى من مقام المع‪ ،‬يتمع فيه الفناء مع الصحو‪ ،‬أو المع مع الفرق‪ ،‬والستغراق ف مقام البقاء يسمى‬
‫(جع المع)‪ ،‬وبيت من تائية ابن الفارض قد يلقي أمام القارىء بعض النور‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫عرجت وعطرت الوجود برجعت‬ ‫ومن (أنا إِياها) إِل (حيث ل إِل)‬
‫ف هذا البيت يبنا ابن الفارض أَنه بدأ عروجه إِل ال (سبحانه وتعال علوّا كبيا) من (أنا إِياها) الذي هو‬
‫مقام الفناء‪ ،‬أو المع‪ ..‬إِل‪ ،‬حت وصل إِل (حيث ل إِل) ويكن بذلك عن مقام جع المع‪.‬‬
‫‪ -‬الرجاء من القارىء أن ينتبه إِل كل عبارة‪ ،‬وخاصة (أنا إِياها)‪ ،‬وماذا يعن بـ(إِياها)‪.‬‬
‫ويقول أبو حيان التوحيدي(‪ )1‬ف (رسالة‪:)1:‬‬
‫يا هذا! إِن كنت ثاكلًا فنح على ما أصبت به‪ ،‬وإن كنت مكروبا بالسر فبح‪ ،‬فلعلك تشفي غليلك فيه(‪.)2‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬ف هذه الفقرة يذكر التوحيدي أحد السباب الت تدفع العارف بالسر إل إفشائه‪.‬‬
‫ويقول أيضا (رسالة كد)‪:‬‬
‫‪...‬يا هذا! تمع عن تفرقك‪ ،‬وتفرق ف تمعك! أتدري ما تفسي هذا اللغز؟‬
‫أي‪ :‬احضر عن غيبتك‪ ،‬وتغيب عن حضورك‪ ،‬هذا أيضا لغز آخر! أنا أكشف لك با هو أبي‪ ،‬فتحل منه با‬
‫هو أزين؛ معن ذلك‪ :‬انف عن سرك الموم كلها‪ ،‬حت تنقى من كل دنس يكون ف النس‪ ،‬ث اخطب ملسك من‬
‫حضرة الق بقبول ما يود به لك(‪.)3‬‬
‫‪ -‬أنبه إِل ما يلي‪ :‬إِنه يستعمل حرف الر (عن) ف العبارة الول (تمع عن تفرقك) بينما يستعمل (ف) ف‬
‫العبارة الثانية (تفرق ف تمعك) وذلك لن‪ -‬كلمة (تفرّق) تعن (الفرق الول) الذي هو حالة الحجوبية الت نتخبط‬
‫فيها نن الحجوبون؛ فنحن نرى أن اللق غي الق! وهذا هو ما يسمونه (الفرق الول) فهو يطلب النلع عنه‬
‫بالترقي إِل مقام المع‪ ،‬فيقول‪( :‬تمع عن تفرقك)‪ ،‬بينما ف العبارة الثانية‪( :‬تفرق ف تمعك) يطلب من الواصل إِل‬
‫(المع) أن يتحقق بالتفرقة ف جعه‪ ،‬أي‪ :‬يمع التفرقة والمع‪ ،‬وهذا ‪-‬كما مر معنا‪ -‬هو مقام (البقاء) أو (الفرق‬
‫الثان)‪.‬‬
‫‪ -‬والفرق الول هو ما عب عنه بعد ذلك بـ(المهوم كلها)‪ ،.‬وبـ(كل دنس يكون ف النس)‪ ،‬فالموم‬
‫كلها وكل دنس يكون ف النس‪ :‬يعن بما (الفرق الول)‪ ،‬أو حالة الحجوبية الت نن الحجوبون فيها‪.‬‬
‫‪ -‬السر‪ :‬ف قوله‪( :‬انف عن سرك‪ ،)..‬هو حسب اصطلحهم‪ ،‬لطيفة مودعة ف القلب‪ ،‬كالروح ف البدن‪،‬‬

‫‪ )(1‬علي بن ممد بن العباس‪ ،‬نزيل فارس‪ ،‬بقي إل سنة‪400( :‬هـ) ويكن أن تكون وفاته سنة‪407( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬الشارات اللية‪( ،‬ص‪.)48:‬‬
‫‪ )(3‬الشارات اللية‪( ،‬ص‪.)195:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وهو مل الشاهدة(‪( )1‬أَي‪ :‬مشاهدة اللوهية)‪.‬‬
‫‪ -‬لحظنا أنه عب هنا عن (الفرق الول) أو حالة الحجوبية الت هي عدم رؤية الق ف اللق‪ ،‬عب عنها‬
‫بـ(الموم والدنس)‪ ،‬وقد يعبون عنها أيضا بـ(الصفات الذميمة‪ ،‬أو الردية)‪ ،‬و(الفعال الذميمة‪ ،‬أو الردية)‪ ،‬وما‬
‫شابه هذه التعابي‪.‬‬
‫كما يعبون عن (المع) بـ (الصفات الميدة) أو (الفعال الميدة) أو الِإحسان) وما شابه ذلك‪.‬‬
‫ويقول أبو بكر الكلباذي(‪:)2‬‬
‫إن للقوم عبارات تفردوا با‪ ،‬واصطلحات فيما بينهم‪ ،‬ل يكاد يستعملها غيهم‪ ،‬نعب ببعض ما يضر‪،‬‬
‫ونكشف معانيها بقول وجيز‪.‬‬
‫وإنا نقصد ف ذلك إل معن العبارة دون ما تتضمنه العبارة‪ ،‬فإن مضمونا ل يدخل تت الشارة فضلً عن‬
‫الكشف‪ ،‬وأما كنه أحوالم‪ ،‬فإن العبارة عنها مقصورة‪ ،‬وهي لربابا مشهورة(‪.)3‬‬
‫‪ -‬يعن بكلمة (الكشف) هنا‪ :‬العن اللغوي العروف‪ ،‬ل معناهم الصطلحي‪ ،‬أما عبارة (العبارة عنها‬
‫مقصورة) فسنرى بعد التمرس بأسلوب القوم أنا مغالطة لليهام‪ ،‬وأن الانع عن كشفها هو الرف من عقوبة الردّة‪.‬‬
‫ويقول القشيي(‪( )4‬صاحب الرسالة)‪:‬‬
‫‪...‬وهذه الطائفة يستعملون ألفاظا فيما بينهم‪ ،‬قصدوا با الكشف عن معانيهم لنفسهم‪ ،‬والجال والستر‬
‫علي من باينهم ف طريقتهم‪ ،‬لتكون معان ألفاظهم مستبهمة على الجانب غية منهم على أسرارهم أن يشيع‬
‫استعمالا ف غي أهلها‪ ،‬إِذ ليست حقائقهم مموعة بنوع تكلف‪ ،‬أو ملوبة بضرب تصرف‪ ،‬بل هي معانٍ أودعها ال‬
‫تعال قلوب قوم‪ ،‬واستخلص لقائقها أسرار قوم(‪.)5‬‬
‫‪ -‬عبارة غيه منهم على أسرارهم) هي أَيضا مغالطة‪ ،‬وسنرى أَمثالا كثيا‪ ،‬إِنا ليست الغية‪ ،‬وإنا هو الوف‬
‫من السيف (سيف الردة)‪.‬‬
‫ويقول أبو حامد الغزال (الذي يسمونه حجة الِإسلم)(‪:)6‬‬
‫‪...‬ليس كل سر يكشف ويفشى‪ ،‬ول كل حقيقة تعرض وتلى‪ ،‬بل صدور الحرار قبور السرار‪ ،‬ولقد قال‬
‫بعض العارفي‪( :‬إِفشاء سر الربوبية كفر)‪ ،‬بل قال سيد الولي والخرين‪( :‬إِن من العلم كهيئة الكنون‪ ،‬ل يعلمه إِل‬
‫‪ )(1‬معجم مصطلحات الصوفية باختصار‪.‬‬
‫‪ )(2‬ممد بن إبراهيم‪ ،‬فارسي‪ ،‬مات سنة‪380( :‬هـ) أو (‪390‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬التعرف‪( ،‬ص‪.)111:‬‬
‫‪ )(4‬أبو القاسم‪ ،‬عبد الكري بن هوازن‪ ،‬مات سنة‪465( :‬هـ) ف نيسابور‪.‬‬
‫‪ )(5‬الرسالة القشييه‪( ،‬ص‪.)31:‬‬
‫‪ )(6‬ممد بن ممد بن ممد بن أحد الطوسي الغزال مات ف طوس سنة‪505( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫العلماء بال‪ ،‬فإِذا نطقوا به ل ينكره إِل أهل الغرّة بال‪ .‬ومهما كثر أهل الغترار‪ ،‬وجب حفظ السرار على وجه‬
‫الِإسرار‪ ،‬لكن أراك(‪ )1‬مشروح الصدر بال بالنور‪ ،‬منه السر عن ظلمات الغرور‪ ،‬فل أشح عليك ف هذا الفن‬
‫بالِإشارة إِل لوامع ولوائح‪ ،‬والرمز إِل حقائق ودقائق‪ ،‬فليس الوف ف كف العلم عن أهله بأقل منه ف بثه إِل غي‬
‫أهله‪.‬‬
‫ومن منع الستوجبي فقد ظلم‬ ‫فمن منح الهال علما أضاعه‬
‫فاقنع بإِشارات متصرة‪ ،‬وتلويات موجزة(‪.)2‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫أ‪ -‬يبي (حجة الِإسلم) مت يكتم هذا العلم الكنون؟ ومت ينشر؟ ولن؟‬
‫ب‪ -‬يذكر (أهل الغرة بال)‪ ،‬وأهل (الغترار الذين يب حفظ السرار عنهم)‪ ،‬و(الهال‪ )...‬فمن هم هؤلء؟‬
‫من هم؟‬
‫ج‪ -‬يقول لسائله‪( :‬أراك مشروح الصدر بال بالنور) فما هو هذا النور؟‬
‫د‪ -‬بالعودة إِل ما سبق من نصوص‪ ،‬نعرف أن الهال هم أهل الظاهر (أهل الشريعة) وهم هم أهل الغرة‬
‫بال؟!‬
‫هـ‪ -‬يشي (حجة الِإسلم) إِل أن ما سيذكره هو إِشارات إِل لوامع ولوائح‪ ،‬هو رمز إِل حقائق يفيها‪ ،‬هو‬
‫إشارات متصرة وتلويات موجزة؟! فما هي؟‬
‫ويقول‪:‬‬
‫‪...‬نعم‪ ،‬قد تتلف العصار ف كثرة الاجة وقلتها‪ ،‬فل يبعد أن يتلف الكم لذلك‪ ،‬فهذا حكم العقيدة الت‬
‫تعبد اللق با‪ ،‬وحكم طريق النضال عنها وحفظها (يعن بذلك علم الكلم)‪ ،‬فأما إزالة الشبهة وكشف القائق‪،‬‬
‫ومعرفة الشياء على ما هي عليه‪ ،‬وإدراك السرار الت يترجها ظاهر ألفاظ هذه العقيدة‪ ،‬فل مفتاح له إل الجاهدة‬
‫وقمع الشهوات‪ ،‬والقبال بالكلية على ال تعال‪ ،‬وملزمة الفكر الصاف عن شوائب الحاولت‪ ،‬وهي رحة من ال‬
‫عز وجل تفيض على من يتعرض لنفحاتا بقدر الرزق‪ ،‬وبسب التعرض‪ ،‬وبسب قبول الحل‪ ،‬وطهارة القلب‪،‬‬
‫وذلك البحر الذي ل يدرك غوره ول يبلغ ساحله‪ ،‬فإن قلت‪ :‬هذا الكلم يشي إل أن هذه العلوم لا ظواهر وأسرار‪،‬‬
‫وبعضها جلي يبدو أولً وبعضها خفي يتضح بالجاهدة والرياضة والطلب والثيث والفكر الصاف والسر الال عن‬
‫كل شيء من أشغال الدنيا سوى الطلوب‪ ،‬وهذا يكاد يكون مالفا للشرع‪ ،‬إذ ليس للشرع ظاهر وباطن وسر‬
‫وعلن‪ ،‬بل الظاهر والباطن والسر والعلن واحد فيه‪ ،‬فاعلم أن انقسام هذه العلوم إل خفية وجلية ل ينكرها ذو‬

‫‪ )(1‬هذا الكلم‪ ،‬بل الكتاب (مشكاة النوار) كله هو جواب لسائل سأله‪.‬‬
‫‪ )(2‬مقدمة كتاب مشكاة النوار‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بصية‪ ،‬وإنا ينكرها القاصرون الذين تلقفوا ف أوائل الصبا شيئا وجدوا عليه‪ ،‬فلم يكن لم ترقّ إل شأو العلء‪،‬‬
‫ومقامات العلماء والولياء(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫أ‪ -‬يقول‪ :‬إن معرفة حقائق المور وكشفها‪ ،‬ومعرفة الشياء على ما هي عليه (ل كما يعرفها الناس) وإدراك‬
‫السرار‪ ،‬كل هذا ل يعرف إل بالجاهدة وقمع الشهوات و‪!..‬‬
‫فهل ييز لنا (حجة السلم) هنا أن نتساءل‪ :‬ما هو دور الرسل؟ وما هو دور الشريعة؟‬
‫وما هو دور العلم؟! بل ما هي الفائدة من إرسال الرسل؟!‬
‫ب‪ -‬ما الذي كان ينع ممدا صلى ال عليه وسلم من أن يعلمنا أن القيقة ل تعرف إِل بالجاهدة وقمع‬
‫الشهوات و‪ ،..‬وما هو الطر الذي كان يشاهُ صلى ال عليه وسلم من ذلك حت جاء هؤلء العارفون‬
‫ليعرفونا بذا السر؟!‬
‫ج‪ -‬تقريره وتأكيده على وجود الظاهر والباطن‪ ،‬والسر والعلن‪ ،‬وان هذا ل ينكره إل من عميت بصيته! فهل‬
‫كان رسول ال صلى ال عليه وسلم أعمى البصية عندما قال لنا‪{ :‬قد تركتكم على البيضاء‪ ،‬ليلها كنهارها‪ ،‬ل يزيغ‬
‫عنها بعدي إل هالك‪.)2(}...‬‬
‫د‪ -‬ما هي غاية (حجة السلم) من تعريضه بـ(الذين تلقفوا ف أوائل الصبا شيئا وجدوا عليه‪ ،)..‬وماذا يعن‬
‫بكلمة (شيئا) الت تفيد التعميم بكونا اسا نكرة؟! طبعا إن من هذا الشيء الذي تلقفوه هو علوم القرآن والسنة‬
‫(الشريعة)‪.‬‬
‫ويقول أبضا‪:‬‬
‫‪..‬فإن فلت‪ ..:‬فإن الباطن إن كان مناقصا للظاهر ففيه إِبطال الشرع‪ ،‬وهو قول من قال‪( :‬إِن القيقة خلف‬
‫الشريعة‪ ،‬وهو كفر؛ لن الشريعة عبارة عن الظاهر‪ ،‬والقيقة عبارة عن الباطن‪ ،‬وإِن كان ل يناقضه ول يالفه فهو‬
‫هو‪ ،‬فيزول به النقسام‪ ،‬ول يكون للشرع سر ل يفشى‪ ،‬بل يكون الفي واللي واحدا؟ فاعلم أن هذا السؤال يرك‬
‫خطبا عظيما‪ ،‬وينجر إِل علوم الكاشفة‪ ،‬ويرج عن مقصود علم العاملة‪ ،‬وهو غرض هذه الكتب‪ ،‬فإن العقائد الت‬
‫ذكرناها من أعمال القلب‪ ،‬وقد تعبدنا بتلقينها(‪ )3‬بالقبول والتصديق بعقد القلب عليها‪ ،‬ل بأَن يُتوصل إِل أن‬
‫ينكشف لنا حقائقها‪ ،‬فإِن ذلك ل يكلف به كافة اللق‪...‬وإِنا الكشف القيقي هو صفة سر القلب وباطنه‪ ،‬ولكن‬
‫إِذا أبر الكلم إِل تريك خيال ف مناقضة الظاهر الباطن‪ ،‬فل بد من كلم وجيز ف حله‪ ،‬فمن قال‪ :‬إِن القيقة‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)1/88( :‬‬


‫‪ )(2‬سنن ابن ماجة‪ ،‬القدمة‪ ،‬حديث‪.)43( :‬‬
‫‪ )(3‬بتلقينها‪ ،‬هكذا ف الِإحياء‪ ،‬ولعلها غلطة ف النسخ أو الطباعة‪ ،‬ولعل الصحيح هو (بتلقيها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪19‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تالف الشريعة‪ ،‬أَو الباطن يناقض الظاهر‪ ،‬فهو إِل الكفر أقرب منه إل اليان! بل السرار الت يتص با القربون‬
‫يدركها ول يشاركهم الكثرون ف علمها‪ ،‬ويتنعون عن إِفشائها إليهم‪ ،‬ترجع إِل خسة أقسام‪:‬‬
‫القسم الول‪ :‬أَن يكون الشيء ف نفسه دقيقا تكل أكثر الفهام عن دركه! فيختص بدركه الواص‪ ،‬وعليهم‬
‫أن ل يفشوه إِل غي أَهله‪ ،‬فيصي ذلك فتنة عليهم حيث تقصر أَفهامهم عن الدرك‪ ،‬وإِخفاء سر الروح(‪ ،)1‬وكفّ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عن بيانه من هذا القسم‪ ،‬فإِن حقيقته تكل الفهام عن دركه وتقصر الوهام عن‬
‫تصور كنهه‪ ..‬بل ف صفات ال عز وجل من الفايا ما تقصر أفهام الماهي عن دركه‪ ،‬ول يذكر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم منها إِل الظواهر للفهام من العلم والقدرة وغيها‪ ،‬حت فهمها اللق بنوع مناسبة توهوها إِل علمهم‬
‫وقدرتم‪ ،‬إِذ كان لم من الوصاف ما يسمى علما وقدرة‪ ،‬فيتوهون ذلك بنوع مقايسة‪ ،‬ولو ذكر من صفاته ما‬
‫ليس للخلق ما يناسبه بعض الناسبة شيء‪ ،‬ل يفهموه‪ ،‬بل لذة الماع إِذا ذُكرت للصب أَو العني ل يفهمها إِل‬
‫بناسبة إِل لذة الطعوم الذي يدركه‪ ،‬ول يكون ذلك فهما على التحقيق(‪.)2‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقرير «حجة الِسلم» أَن القول بأن «ل يكون للشرع سر ل يفشى‪ ،‬بل يكون الفي واللي وأحدا»‪،‬‬
‫يرك خطبا عظيما! وينجر إِل علوم الكاشفة‪.‬‬
‫‪ -‬وقد عرفنا ما هو الطب! وسنعرف أيضا‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقريره أنم (أي‪ :‬الصوفية) تعبدوا ال بتلقيها بالقبول الباشر‪ ،‬قبل أَن ينكشف لم؛ لن الكشف ِل‬
‫يكلف به كافة اللق‪ ،‬وهذا الكلم هو عرض فيه إِياء للقارئ أَن يتلقى هو أَيضا هذه العلوم الكشفية بالقبول‬
‫الباشر‪ ،‬ل بأَن يتوصل إل أن تنكشف له!‬
‫ج‪ -‬هذه الملة (السرار الت يتص با القربون) وما فيها من إيهام وإياء مغري!‬
‫د‪ -‬تقريرهُ أَن السر ل يكن فهمه فهما صحيحا بالشرح‪ ،‬ول يفهم إِل بالذوق‪ ،‬ويشبهه بلذة الماع‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬زاد الفلسفة فأَولوا كل ما ورد ف الخرة‪ ،‬وردوه إِل آلم عقلية وروحانية‪ ،‬ولذات عقلية‪،‬‬
‫وأَنكروا حشر الجساد‪ ،‬وقالوا ببقاء النفوس‪ ،‬وأَنا تكون إِما معذبة وإما منعمة بعذاب ونعيم ل يدرك بالس؛‬
‫وهؤلء هم السرفون‪ ،‬وحد القتصاد بي هذا النلل كله وبي جود النابلة دقيق غامض ل يطلع عليه إل الوفقون‬
‫الذين يدركون المور بنورها إلي‪ ،‬ل بالسماع ث إذا انكشف لم أسرار المور على ما هي عليه‪ ،‬نظروا إِل السمع‬
‫واللفاظ الواردة‪ ،‬فما وافق ما شاهدوه بنور اليقي قرروه‪ ،‬وما خالف أَولوه‪ -‬فأَما من يأخذ معرفة هذه المور من‬
‫السمع الجرد‪ ،‬فل يستقر له فيها قدم‪ ،‬ول يتعي موقف‪...‬والن فكشف الغطاء عن حد القتصاد ف هذه المور‬
‫‪ )(1‬إشارة إل حديث ابن مسعود حي سأله اليهود عن الروح‪ ،‬فأمسك النب صلى ال عليه وسلم فلم يرد عليهم حت نزلت الية‪ ،‬واستعماله ف هذا‬
‫الوضوع هو مغالطة صرية‪.‬‬
‫‪ )(2‬الحياء‪.)1/89( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫داخل ف علم الكاشفة‪ ،‬والقول فيه يطول‪ ،‬فل نوض فيه‪ ،‬والغرض بيان موافقة الباطن الظاهر‪ ،‬وأنه غي مالف له(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫‪ -1‬ماذا يعن بعبارة (جود النابلة)؟ ف حدود معرفت‪ ،‬كان علماء النابلة يطلبون دائما الدليل من القرآن‬
‫والسنة ويتمسكون به‪ ،‬فهل هذا هو المود الذي يعنيه (حجة الِإسلم)؟!‬
‫‪ -2‬تقرير «حجة السلم ومجة الدين الت يتوصل با إِل دار السلم» أن الق الذي يسميه «حد القتصاد»‬
‫ل يعرف بالسماع والسماع بدهيّا‪ ،‬يكون من عال بالقرآن أو عال بالديث أَو عال بالفلسفة‪...‬وغيها‪ .‬وهؤلء‪-‬‬
‫طبعا‪ -‬أَخذوا علومهم بالسماع من علماء قبلهم‪ ،‬وهؤلء‪ -‬حسب قول الغزال‪ -‬ل يطلعون على حد القتصاد‪ ،‬ول‬
‫يكن أن يعرفوه! إِذا‪ :‬فكيف يكن معرفته؟!‬
‫الواب يقدمه (حجة الِإسلم)‪ :‬ل يطلع عليه إِل الوفقون الذين يدركون سر المور بنور إِلي (أي‪:‬‬
‫بالكشف)‪ ،‬ل بالسماع! فنسأله‪ :‬ما هو دور القرآن والديث؟ ول أنزل؟ ونسأل غيه‪ :‬أليس هذا الكلم هو كفر من‬
‫جهة‪ ،‬وماربة للعلم من جهة ثانية؟!‬
‫‪ -3‬يقرر (حجة الِإسلم ومجة الدين الت يتوصل با إِل دار السلم) أن علم الكشف هو الق‪ ،‬هو واقع‬
‫الوجود وحقيقته‪ ،‬بقوله‪( :‬إِذا انكشفت لم أسرار المور على ما هي عليه)‪ ،‬وقوله‪( :‬ما شاهدوه بنور اليقي)!‬
‫وسنرى فيما يأت أنه مدوع‪ ،‬وأن كشفه ل يت إل اليقي بأي صلة‪.‬‬
‫‪ -4‬اعترافه بوضوح كامل وصراحة تامة أنم ل يأخذون بغي الكشف‪ ،‬وأنم ل يعترفون بشيء من الشريعة‬
‫إِل إِن وافق كشفهم! وما يالف كشفهم يؤولونه! وهذا يعن بكل جلء‪ ،‬أنم يعتبون الشريعة غي صحيحة‪ ،‬وأنا‬
‫ليست هي الق‪ ،‬وأَنا ‪ -‬على القل‪ -‬فيها أخطاء يب أن تؤوّل لتتفق مع كشفهم!‬
‫والسؤال‪ :‬إِذا ل يكن هذا ضللًا وزندقة‪ !..‬فما هو الضلل والزندقة‪..‬؟‬
‫وقد يقول قائل ‪-‬وما أكثرهم‪ :-‬إِنه ل يعن الشريعة بقوله‪( :‬السمع واللفاظ الواردة)‪ ،‬فنجيبه‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفلسفة‪ ،‬ل يتاجون تأويل نصوصها؛ لن من أَسهل المور أَن يقولوا عنها‪ :‬إِنا كذب وخطأ وضلل‬
‫وكفر وأي شيء يريدون‪ ،‬دون أَن يافوا أحدا أو يشوا شيئا‪ ،‬أَما الشريعة فهي الت ل يستطيعون أن يقولوا عنها‪:‬‬
‫إِنا كذب أَو خطأ‪ ،‬أَو يقولوا‪ :‬فيها شيء من ذلك؛ لن وراء هذا القول حد الردة‪ ،‬لذلك يستعملون الِإشارة والرمز‬
‫واللغز ليموّهوا علينا‪ ،‬فيقول قائلهم‪( :‬السمع واللفاظ الواردة) بدلًا من (الشريعة)!‬
‫ب‪ -‬الغزال نفسه يوضح لنا مراده من مثل هذا التعبي ف مكان آخر من إِحيائه‪ ،‬يقول‪ ..( :‬أن يكون مقلدا‬
‫لذهب سعه بالتقليد‪ ،‬وجد عليه وثبت ف نفسه التعصب له بجرد التباع للمسموع من غي وصول إِليه ببصية‬
‫ومشاهدة‪ ،‬فهذا شخص قيده معتقده‪ ..‬فصار نظره موقوفا على مسموعه‪ ،‬فإن لع برق على بعد وبدا له من العان‬
‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)1/92( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الت تباين مسموعه حل عليه شيطان التقليد حلة(‪...)1‬‬
‫إِذن فالغزال يعن بـ (السمع واللفاظ الواردة) الشريعة الِإسلمية‪.‬‬
‫‪ -5‬وقد يأت متحمس‪ ،‬وقد يمل شارة علمية ذات اسم أو ذات شكل‪ ،‬ليفور ويثور‪ ،‬ويأت بنصوص من هنا‬
‫وهناك‪ ،‬ياول أَن يثبت له با الِإمامة والستقامة! فنجيبه‪:‬‬
‫أ‪ -‬هذا أسلوب معروف من أساليب الغالطة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الواب عليه ورده واضح ف هذه النصوص النقولة عنهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬نن هنا أمام نصوص مددة نناقشها‪ ،‬وموضوع معي ندرسه‪.‬‬
‫‪ -6‬با أن سيف التأويل (السحري) مسلط على رقاب النصوص (من قرآن وحديث)‪ ،‬إذن فل مالفة بي‬
‫الشريعة والكشف! (هذا ما يقرره الجة)!‬
‫‪ -‬هنا نتقدم ‪-‬بشوع صوف‪ -‬لنسأل (المام‪ ،‬حجة السلم‪ ،‬ومجة الدين الت يتوصل با إل دار السلم!)‬
‫لنسأله‪ :‬ما معن قوله سبحانه‪(( :‬فَإِنْ تَنَا َزعْتُمْ فِي شَ ْيءٍ َف ُردّوهُ إِلَى الّل ِه وَالرّسُولِ إِنْ كُنتُ ْم ُت ْؤمِنُونَ بِالّلهِ وَالَْي ْومِ ال ِخرِ))‬
‫[النساء‪]59:‬؟‬
‫‪ -‬وهل يا إمام عبارة ((َف ُردّوهُ إِلَى الّل ِه وَالرّسُولِ))‪ ،‬تعن‪ :‬ردوه إل الكشف!‬
‫‪ -‬جوابنا لذا الِإمام ولتباع هذا المام‪ ،‬هو‪ :‬أِن من يؤمن أن ممدا رسول ال‪ ،‬يقول‪ :‬إذا خالف القرآن‬
‫الكشف‪ ،‬ندوس الكشف تت أقدامنا‪ ،‬ونتبع القرآن الكري‪ ،‬هذا هو سبيل السلم‪.‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫‪...‬علم الكاشفة ‪-‬وهو علم الباطن‪ -‬وذلك غاية العلوم‪ ،‬فقد قال بعض العارفي‪ :‬من ل يكن له نصيب من‬
‫هذا العلم أخاف عليه سوء الاتة‪ ،‬وأدن نصيب منه التصديق به والتسليم لهله‪...‬وأقل عقوبة من ينكره أنه ل يذوق‬
‫منه شيئا‪...‬وهو علم الصديقي والقربي (أعن‪ :‬علم الكاشفة) فهو عبارة عن نور يظهر ف القلب عند تطهيه‬
‫وتزكيته من صفاته الذمومة(‪ ،)2‬وينكشف من ذلك النور أمور كثية كان يسمع من قبل أساءها‪ ،‬فيتوهم لا معانٍ‬
‫مملة‪ ،‬غي متضحة‪ ،‬فيتضح إِذ ذاك‪ ،‬حت تصل العرفة القيقية بذات ال سبحانه‪ ،‬وبصفاته الباقيات التامات‪،‬‬
‫وبأفعاله‪ ،‬وبكمه ف خلق الدنيا والخرة‪ ،‬ووجه ترتيبه للخرة على الدنيا‪ ،‬والعرفة بعن النبوة والنب‪ ،‬ومعن الوحي‪،‬‬
‫ومعن الشيطان‪ ،‬ومعن لفظ اللئكة والشياطي‪ ،‬وكيفية معاداة الشياطي للِإنسان‪ ،‬وكيفية ظهور اللك للنبياء‪،‬‬
‫وكيفية وصول الوحي إِليهم‪ ،‬والعرفة بلكوت السماوات والرض‪ ،‬ومعرفة القلب‪ ،‬وكيف تصادم جنود اللئكة‬
‫والشياطي فيه‪ ،‬ومعرفة الفرق بي لة اللك ولة الشيطان‪ ،‬ومعرفة الخرة والنة والنار‪ ،‬وعذاب القب والصراط‬
‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)1/255( :‬‬
‫‪ )(2‬مرّ معنا قبل صفحات معن عبارة‪( :‬صفاته الذمومة)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫سكَ اْلَي ْومَ َعلَْيكَ حَسِيبًا)) [السراء‪ .]14:‬ومعن لقاء‬
‫واليزان والساب‪ ،‬ومعن قوله تعال‪(( :‬ا ْقرَأْ كِتَاَبكَ َكفَى بَِنفْ ِ‬
‫ال عز وجل‪ ،‬والنظر إِل وجهه الكري‪ ،‬ومعن القرب منه والنول ف جواره‪...‬إِذ للناس ف معان هذه المور بعد‬
‫التصديق با مقامات شت‪ ،‬فبعضهم يرى أن جيع ذلك أمثلة‪ ..‬وبعضهم يدعي أمورا عظيمة ف العرفة بال عز‬
‫وجل‪...‬فنعن بعلم الكاشفة أن يرتفع الغطاء حت تتضح له جلية الق ف هذه المور إيضاحا يري مرى العيان‬
‫الذي ل يشك فيه‪ ،‬وهذا مكن ف جوهر النسان لول أن مرآة القلب قد تراكم صدؤها وخبثها بقاذورات الدنيا‪،‬‬
‫وإنا نعن بعلم طريق الخرة العلم بكيفية تصقيل هذه الرآة عن هذه البائث الت هي الجاب عن ال سبحانه وتعال‬
‫وعن معرفة صفاته وأفعاله‪ ..‬ول سبيل إليه إل بالرياضة الت يأت تفصيلها(‪...)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫أ‪ -‬علم الكاشفة هو علم الباطن‪ ،‬وهو غاية العلوم‪.‬‬
‫ب‪ -‬يب التصديق به والتسليم لهله‪.‬‬
‫ج‪ -‬هو علم الصديقي والقربي‪:‬‬
‫وعلينا أن نلحظ ما ف الفقرتي (ب‪ ،‬ج) من إياء براق وجذاب! كما علينا أن ننتبه إل تزكيتهم أنفسهم‬
‫سهُمْ بَ ِل الّلهُ ُيزَكّي مَنْ َيشَاءُ وَل‬
‫(صديقون ومقربون) بالرغم من اليات الكرية‪(( :‬أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِي َن ُيزَكّونَ أَنفُ َ‬
‫ف َيفَْترُونَ َعلَى الّلهِ الْ َك ِذبَ وَ َكفَى ِبهِ إِثْمًا مُبِينًا)) [النساء‪ ]50-49:‬و((فَل ُتزَكّوا أَنفُسَ ُكمْ‬ ‫يُ ْظلَمُونَ فَتِيلًا * ان ُظرْ كَيْ َ‬
‫ُهوَ َأ ْعلَمُ بِ َمنِ اّتقَى)) [النجم‪ ]32:‬و(( َومَا َأ ْدرِي مَا ُي ْفعَلُ بِي وَل بِكُمْ إِنْ َأتّبِعُ إِلّا مَا يُوحَى إِلَيّ)) [الحقاف‪.]9:‬‬
‫د‪ -‬يلقي الغزال هنا بصيص نور على السر الذي يكتمونه (نور يظهر ف القلب‪ ،‬تتضح به العرفة بذات ال‬
‫وبصفاته التامات‪ ،‬حت أن (بعضهم يدعي أمورا عظيمة)‪ ،‬وتتضح أيضا معرفة معن النظر إل وجهه الكري)‪...‬‬
‫وعلينا أن ننتبه بشكل خاص إل قوله‪( :‬العرفة بذات ال)‪ ،‬وهي بقية العبارات جزء يسي من السر سح لنفسه‬
‫أن يسطره ف هذه الفقرات‪ ،‬فهذا اليط إذا أمسكناه فسنصل إِل السر‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تسميته للحجاب عن ال سبحانه بـ(قاذورات الدنيا والبائث)‪ ،‬ومر معنا ف نص سابق تسميته له‬
‫بـ(الصفات الذمومة)‪ ،‬وعرفنا من قول أب حيان التوحيدي‪ ،‬أن هذه إِشارات ورموز يعنون با (الفرق الول)‬
‫وسنعرف فيما بعد ما هو (الفرق الول)‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬وعب ابن عباس رضي ال عنهما عن اختصاص الراسخي ف العلم بعلوم ل تتملها أفهام اللق‪،‬‬
‫حيث قرأ قوله تعال‪(( :‬يََتَنزّلُ ا َل ْمرُ بَْيَنهُنّ)) [الطلق‪ ،]12:‬فقال‪ :‬لو ذكرت ما أعرفه من معن هذه الية لرجتمون‪،‬‬
‫وف لفظ آخر‪ :‬لقلتم‪ :‬إِنه كافر(‪.)2‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)1/18( :‬‬
‫‪ )(2‬الحياء‪.)4/85( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وطبعا ابن عباس بريء من هذه الضللت والذيانات‪.‬‬
‫ويقول أَيضا‪:‬‬
‫‪...‬فاعلم أَن هذا قرع باب من العارف‪ ،‬وهي أعلى من علوم العاملة‪ ،‬ولكنا نشي منها إِل ملمح‪ ،‬ونقول‪:‬‬
‫هاهنا نظران‪ :‬نظر بعي التوحيد الحض‪ ،‬وهذا النظر يعرفك قطعا أنه الشاكر وأَنه الشكور‪ ،‬وأنه الحب وأَنه‬
‫الحبوب‪ ،‬وهذا نظر من عرف أنه ليس ف الوجود غيه‪ ،‬وأن كل شيء هالك إِل وجهه‪ ،‬وأن ذلك صدق ف كل‬
‫حال أز ًل وأبدا؛ لن الغي هو الذي يتصور أن يكون له بنفسه قوام‪ ،‬ومثل هذا الغي ل وجود له‪ ،‬بل هو مال أن‬
‫يوجد‪ ،‬إِذ الوجود الحقق هو القائم بنفسه‪ ،‬وما ليس له بنفسه قوام‪ ،‬فليس له بنفسه وجود‪ ،‬بل هو قائم بغيه‪ ،‬فهو‬
‫موجود بغيه‪ ،‬فإِن اعتب ذاته ول يلتفت إِل غيه ل يكن له وجود ألبتة‪ ،‬وإنا الوجود هو القائم بنفسه‪ ،‬والقائم بنفسه‬
‫هو الذي لو قدر عدم غيه بقي موجودا‪ ،‬فإِن كان مع قيامه بنفسه يقوم بوجوده وجود غيه‪ ،‬فهو قيوم‪ ،‬ول قيوم إِل‬
‫واحد‪ ،‬ول يتصور أن يكون غي ذلك‪ ..‬فإِذا ليس ف الوجود غي الي القيوم‪ ،‬وهو الواحد الصمد‪ ،‬فإِذا نظرت من‬
‫هذا القام‪ ،‬عرفت أن الكل منه مصدره‪ ،‬وإليه مرجعه‪ ،‬فهو الشاكر وهو الشكور‪ ،‬وهو الحب وهو الحبوب(‪...)1‬‬
‫* ما يب أَن نلحظه‪:‬‬
‫أ‪ -‬ف هذا النص كشف الغزال حجابا آخر عن السر الصون‪ ،‬ومع ذلك فهو يشي إِل ملمح منه‪ ،‬وقد سى‬
‫السر هنا (التوحيد الحض) (وهذا النظر بعي التوحيد الحض يعرفك أنه الشاكر وأنه الشكور‪ ،‬وأنه الحب وأنه‬
‫الحبوب بل وأنه ليس ف الوجود غيه)‪( ،‬وأخيا صرح بالسر الصون‪ ،‬فغدا السر غي مصون)‪ ،‬ومع هذا التصريح‬
‫فقد ل يكون القارىء قد عرف هذا السر بعد‪.‬‬
‫ب‪ -‬بعد التصريح بالسر (ليس ف الوجود غيه)‪ ،‬هذا التصريح الذي قد يرد عليه السيوف‪ ،‬بدأ الغزال يلوك‬
‫بأُسلوب علم الكلم‪ ،‬ليبعد به شبح ما بعد التكفي‪ ،‬ث يعي ليقرر من جديد‪( :‬فإِذا ليس ف الوجود غي الي‬
‫القيوم‪...‬الكل منه مصدره‪ ،‬وإِليه مرجعه‪.)..‬‬
‫‪ -‬وهكذا نكون الن قاب قوسي أَو أَدن من معرفة نور اليقي‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬الفريق الثان ليس بم عمى‪ ،‬ولكن بم عور؛ لنم يبصرون بإِحدى العيني وجود الوجود الق‪،‬‬
‫فل ينكرونه‪ ،‬والعي الخرى إِن ت عماها ل يبصر با فناء غي الوجود الق‪ ،‬فأثبت موجودا آخر مع ال تعال‪ ،‬وهذا‬
‫مشرك تقيقا‪...‬فإِن جاوز حد العمى إِل العمش أدرك تفاوتا بي الوجودين‪ ،‬فأَثبت عبدا وربّا‪ ،‬فبهذا القدر من‬
‫إِثبات التفاوت والنقص من الوجود الخر دخل ف حد التوحيد‪ ،‬ث إِن كحل بصره با يزيد ف أنواره‪ ،‬فيقل عمشه‪،‬‬
‫وبقدر ما يزيد ف بصره يظهر له نقصان ما أَثبته سوى ال تعال‪ ،‬فإِن بقي ف سلوكه كذلك‪ ،‬فل يزال يفضي به‬
‫النقصان إِل الحو‪ ،‬فينمحي عن رؤية ما سوى ال‪ ،‬فل يرى إِل اللّه‪ ،‬فيكون قد بلغ كمال التوحيد‪ ،‬وحيث ادرك‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)4/74( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫نقصا ف وجود ما سوى اللّه تعال دخل ف أوائل التوحيد‪...‬وترجته قول‪( :‬ل إِله إِل ال)‪ ،‬ومعناه أن ل يرى إل‬
‫الواحد الق‪ ،‬والواصلون إِل كمال التوحيد هم القلون‪...‬إذ عبدة الوثان ((مَا َنعْبُ ُدهُمْ إِلّا ِلُي َقرّبُونَا إِلَى الّلهِ زُْلفَى))‬
‫[الزمر‪ ،]3:‬فكانوا داخلي ف أوائل أَبواب التوحيد دخو ًل ضعيفا(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫ل بأس الن من إِضافة فقرة متممة للنص‪ ،‬أفردتا عنه لن لا قيمة خاصة‪ ،‬يقول‪ ..( :‬وفيهم من تنفتح بصيته‬
‫ف بعض الحوال‪ ،‬فتلوح له حقائق التوحيد‪ ،‬ولكن كالبق الاطف ل يثبت‪ ،‬وفيهم من يلوح له ذلك ويثبت زمانا‬
‫ولكن ل يدوم‪ ،‬والدوام فيه عزيز)‪.‬‬
‫‪ -‬هذه صورة ما يدث عندما يبلغ السالك إِل ما يسمونه‪( :‬الفناء ف ال أَو المع‪ ،)..‬ستفيدنا فيما بعد‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فإِن قلت‪ :‬كيف يتصور أن ل يشاهد إل واحدا‪ ،‬وهو يشاهد السماء والرض وسائر الجسام‬
‫الحسوسة‪ ،‬وهي كثية‪ ،‬فكيف يكون الكثي واحدا؟ فاعلم أن هذه غاية علوم الكاشفات‪ ،‬وأسرار هذا العلم ل يوز‬
‫أن تسطر ف كتاب‪ ،‬فقد قال العارفون‪ :‬إِفشاء سر الربوبية كفر‪ ،‬ث هو غي متعلق بعلم العاملة‪ ،‬نعم ذكر ما يكسر‬
‫سورة استعبادك مكن‪ ،‬وهو أن الشيء قد يكون كثيا بنوع مشاهدة واعتبار‪ ،‬ويكون واحدا بنوع آخر من الشاهد‬
‫والعتبار‪ ،‬وهذا كما أن النسان كثي إن التفت إل روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه‪ ،‬وهو باعتبار‬
‫آخر ومشاهدة أخرى واحد‪ ،‬إذ نقول‪ :‬إنه إنسان واحد‪ ،‬فهو بالضافة إل النسانية واحد‪ ،‬وكم من شخص يشاهد‬
‫إنسانا ول يطر بباله كثرة أمعائه وعروقه وأطرافه‪ ،‬وتفصيل روحه وجسده وأعضائه‪ .‬والفرق بينهما أنه ف حالة‬
‫الستغراق والستهتار به مستغرق بواحد ليس فيه تفريق‪ ،‬وكأنه ف عي المع‪ ،‬واللتفت إل الكثرة ف تفرقه‪،‬‬
‫فكذلك كل ما ف الوجود من الالق والخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثية متلفة‪ ،‬فهو باعتبار واحد من‬
‫العتبارات واحدٌ‪ ،‬وباعتبارات أخر سواه كثيٌ‪ ،‬وبعضها أشد كثرة من بعض‪ ،‬ومثاله النسان‪ ،‬وإن كان ل يطابق‬
‫الغرض‪ ،‬ولكنه ينبه ف الملة على كيفية مصي الكثرة ف حكم الشاهدة واحدا‪.‬‬
‫ويستبي بذا الكلم ترك النكار والحود لقام ل تبلغه‪ ،‬وتؤمن به إيان تصديق‪ ،‬فيكون لك من حيث إِنك‬
‫مؤمن بذا التوحيد نصيب‪ ،‬وإِن ل يكن ما آمنت به صفتك‪ ،‬كما أَنك إذا آمنت بالنبوة وإن ل تكن نبيّا كان لك‬
‫نصيب منه بقدر قوة إيانك‪ ،‬وهذه الشاهدة الت ل يظهر فيها إِل الواحد الق تارةً تدوم وتارةً تطرأ كالبق الاطف‬
‫وهو الكثر‪ ،‬والدوام نادر عزيز‪ ،‬وإِل هذا أَشار السي بن منصور اللج حيث رأى الواص يدور ف السفار‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ف ماذا أَنت؟ فقال‪ :‬أَدور ف السفار لصحح حالت ف التوكل‪ ،‬وقد كان من التوكلي‪ ،‬فقال السي‪ :‬قد‬
‫أَفنيت عمرك ف عمران باطنك‪ ،‬فأين الفناء ف التوحيد؟ فكأن الوّاص كان ف تصحيح القام الثالث ف التوحيد‪،‬‬
‫فطالبه بالقام الرابع‪ ،‬فهذه مقامات الوحدين ف التوحيد على سبيل الِإجال‪...‬أَما الرابع فل يوز الوض ف بيانه‪،‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)4/75( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وليس التوكل أيضا مبنيّا عليه(‪...)2‬‬
‫* اللحوظات على النصي الخيين‪:‬‬
‫أ‪ -‬ف النص الول‪ ،‬قوله‪( :‬فأَثبت موجودا مع ال تعال وهذا مشرك تقيقا)‪ ،‬يقرر فيه بأسلوب فيه رونق‪ ،‬أَن‬
‫من يرى أَن هذه الخلوقات هي شيء غي ال تعال فهو مشرك تقيقا‪.‬‬
‫‪ -‬أي إنه ‪-‬آخر المر‪ -‬شرح لنا ما هو السر‪ ،‬ولكن بأسلوب فيه شيء من الزحلقة للقارىء‪.‬‬
‫‪ -‬وف النص الثان يرد على شبهة من يقول‪ :‬كيف ل يشاهد إل واحدا مع وجود السماوات والرض؟‪..‬‬
‫ويقرر أَن هذا هو علم الكشف‪ ،‬وبالتال هو السر الذي ل يوز أَن يسطر ف كتاب‪.‬‬
‫‪ -‬ومع ذلك فقد سطر ما يفشي هذا السر إل غي أَهله! ث يقدم مثلً يعي على فهم هذا المر (أي‪ :‬رؤية‬
‫الواحد ف الكثرة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬قوله‪( :‬فل يرى إل ال‪ ،‬أَي‪ :‬ل يرى ف هذا الكون ف كل ما يراه من الرئيات إِل ال‪ ،‬فيكون قد بلغ‬
‫كمال التوحيد‪.‬‬
‫‪ -‬وف النص الثان‪ ،‬يوضح أَكثر فأَكثر‪ ،‬فيقول‪( :‬وكذلك كل ما ف الوجود من الالق والخلوق له‬
‫اعتبارات‪...‬فهو باعتبار واحد من العتبارات واحد‪.)..‬‬
‫‪ -‬إِذا‪ :‬فالالق والخلوق ها واحد‪ ،‬أو ها وحدة‪ ...‬وهكذا‪ ،‬وضح لنا السر أخيا‪ ،‬إِنه (وحدة الوجود)‪ ،‬وما‬
‫أدراك ما وحدة الوجود؟!‬
‫ج‪ -‬ف النص الول يقرر أن عبدة الوثان داخلون ف أوائل التوحيد دخو ًل ضعيفا‪.‬‬
‫‪ -‬فأسال‪ :‬إِن ل يكن هذا هو الكفر والزندفة‪ ،‬فما هو الكفر والزندقة؟‬
‫‪ -‬وأُنبه إِل أن القارىء الكري عندما يتلك ناصية العبارة الصوفية سيعرف أن معن جلة الغزال هو أن عبدة‬
‫الوثان دخلوا ف التوحيد عندما عبدوا الوثن (لنه جزء من ال) وكان دخولم ضعيفا عندما قالوا‪...(( :‬لُِي َقرّبُونَا ِإلَى‬
‫الّلهِ ُزْلفَى)) ؛ لن هذا القول هو تفريق بي الالق والخلوق‪ ،‬وهو عكس التوحيد‪ ،‬ولو كانوا داخلي ف التوحيد‬
‫دخولً كاملً لقالوا‪ -‬عن إِيان وعقيدة‪ :-‬إِنم يعبدون ال بعبادتم للصنم؛ لنه جزء من ال‪.‬‬
‫د‪ -‬أطلب من القارىء الكري أن يقرأ النصي الخيين بتعمق ويكرر قراءتما حت يستوعبهما جيّدا‪ ،‬ففي هذا‬
‫تسهيل كبي لفهم كل نصوصهم‪ ،‬وفهم سرهم‪.‬‬
‫وهذه نصوص إضافية لـ(حجة السلم) أوردها دون تعليق‪:‬‬
‫يقول‪... :‬والرابعة أن ل يرى ف الوجود إِل واحدا‪ ،‬وهي مشاهدة الصديقي‪ ،‬وتسميه الصوفية الفناء ف‬
‫‪ )(2‬الِحياء‪.)4/213( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫التوحيد؛ لنه من حيث ل يرى إِل واحدا‪ ،‬فل يرى نفسه أيضا‪ ،‬وإذا ل ير نفسه لكونه مستغرقا ف التوحيد‪ ،‬كان‬
‫فانيا عن نفسه ف توحيده‪ ،‬بعن أنه فن عن رؤية نفسه واللق(‪.)1‬‬
‫ويقول‪ :‬من هنا ترقى العارفون من حضيض الجاز إِل يفاع القيقة‪ ،‬واستكملوا معراجهم‪ ،‬فرأوا بالشاهدة‬
‫العيانية أن ليس ف الوجود إِل ال تعال‪ ،‬وأن ((كُلّ شَ ْي ٍء هَاِلكٌ إِلّا وَ ْج َههُ)) [القصص‪ ]88:‬ل أنه يصي هالكا ف‬
‫وقت من الوقات‪ ،‬بل هو هالك أزلً وأبدا‪ ،‬ول يتصور إل كذلك‪...‬فإذن ل موجود إِل ال تعال ووجهه‪ ،‬فإذن‬
‫كل شيء هالك إِل وجهه أز ًل وأبدا‪...‬ول يفهموا من معن قوله‪( :‬ال أَكب) أَنه أَكب من غيه‪ ،‬حاشا ل‪ ،‬إِذ ليس ف‬
‫الوجود معه غيه حت يكون أكب منه(‪...)2‬‬
‫ويقول‪ :‬العارفون بعد العروج إِل ساء القيقة اتفقوا على أَنم ل يروا ف الوجود إِل الواحد الق(‪...)3‬‬
‫‪ -‬وأختم هذه الرعة الضئيلة من بر أقوال الغزال ف هذا الوضوع بنتف من تائيته؛ يقول‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫على كل ذي عقل لزوم التقية‬ ‫إِذا كان قد صح اللف فواجب‬
‫وهل أَنت إِل نفسي عي هويت‬ ‫وهل أنا إِل أنت ذاتا ووحدة‬
‫احتجبت ب فازدهى الناس عشقت‬ ‫كأن ل أحجب با وكأنا هي‬
‫(‪)5‬‬
‫ت حكما قد أَماتته سنت‬
‫وأَحيي ُ‬ ‫ت بأمر حرمته شريعت‬
‫فدِْن ُ‬
‫فلما مُنِ ْعتُ الصب أَبديت صفحت‬ ‫تسترتُ جهدي ف هواك وطاقت‬
‫بقولٍ ول فعلٍ سواك فضيحت‬ ‫فأعلنتُ ما أسررتَ فّ فلم يكن‬
‫(‪)6‬‬
‫بتكك ستر الصب أَبديت عورت‬ ‫وقد كان ل ف الصب ستر على الوى‬
‫(‪)7‬‬
‫يُعب عن أَنن ذاتُ وحدة‬ ‫يكِلّ لسان عن صفات وإِنا‬
‫‪ -‬ل بأس من التنبيه إِل فكرة (لزوم التقية) ف البيت الول‪ ،‬حيث نعرف أَننا أَمام (فرقة باطنية) ترى لزوم‬
‫التقية‪ ،‬وقد مر هذا‪ ،‬وهي ملحوظة هامة جدّا جدّا‪.‬‬
‫ويب أَن أَعود فأنبه ف أقوال الغزال إل ما يلي‪:‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)4/212( :‬‬
‫‪ )(2‬مشكاة النوار (حقيقة القائق)‪( ،‬ص‪.)55:‬‬
‫‪ )(3‬مشكاة النوار (إشارة) (ص‪.)57:‬‬
‫‪ )(4‬النفحات الغزالية‪( ،‬ص‪.)149:‬‬
‫‪ )(5‬النفحات الغزالية‪( ،‬ص‪ ،)173:‬والبيات ليست متتابعة ف القصيدة‪.‬‬
‫‪ )(6‬النفحات الغزالية‪( ،‬ص‪.)169:‬‬
‫‪ )(7‬النفحات الغزالية‪( ،‬ص‪.)170:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -1‬اعتبار الغزال أَن كشفهم ومشاهدتم هو الق والقيقة والصدق‪ ،‬وإليه يب أَن يرجع ف كل المور‪،‬‬
‫حت القرآن الكري والسنة يب أن يعرضا عليه ليحكم ف صحتهما‪ ،‬فهذا إِن ل يكن كفرا وزندقة‪ ،‬فما هو الكفر‬
‫والزندقة؟!‬
‫‪ -2‬نفهم من هذا أَنه‪ -‬وأَنم‪ -‬ل يرون القرآن حقّا؛ لنم يؤولون منه ما خالف الكشف‪.‬‬
‫مع العلم أَن الِإيان بالقرآن يقتضي نبذ كل ما يالفه؛ لنه كفر وزندقة‪ ،‬وهذا واضح‪.‬‬
‫‪ -3‬علم الكاشفة عنده هو علم الصديقي والقربي!! فأين ذهب القرآن وصحيح السنة؟!‬
‫‪ -4‬ليس ف الوجود غي ال‪ ،‬وكما يعلم كل من ف بصيته ذرة من عقل أو إيان أن الكون موجود أوجده‬
‫ال‪ ،‬ولكن عند الغزال ‪-‬وعندهم‪ -‬الكون هو ال‪( ،‬ما الكون إِل القيوم الي) وهي وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪ -5‬يقرر (حجة السلم) أن من يثبت موجودا آخر مع ال‪ ،‬أي‪( :‬من يقول‪ :‬إِن الخلوقات هي غي ال) هو‬
‫مشرك تقيقا!!‬
‫‪ -‬سبحان ال! ما هو هذا الكشف القريب العجيب!!! إِننا نقرأ ف كتاب ال مثلً‪(( :‬إِنّمَا َح ّرمَ َعلَيْكُ ُم الْمَْيتَةَ‬
‫وَال ّد َم وَلَحْ َم الْخِنِيرِ َومَا ُأهِ ّل ِبهِ ِلغَْي ِر الّلهِ)) [البقرة‪ ،]173:‬وواضح حت للغبياء أن عبارة (غي ال) تعن‪ :‬الوثان‬
‫والقبور والولياء وغيهم‪ ،‬وكل هؤلء ملوقات‪ .‬إِذا‪ :‬فالقرآن يقرر بوضوح كامل أن الخلوق غي الالق‪ ،‬فنسأل‬
‫(الجة)‪ ،‬وأتباع الجة‪ ،‬والخدوعي بالجة‪ :‬هل القرآن شرك؟ أم الذين يالفون القرآن هم الشركون؟ والضالون‬
‫الضلون؟ والزنادقة الكفرة الارقون؟‬
‫‪ -6‬كلمة (التوحيد) يعن ‪ -‬ويعنون ‪ -‬با (وحدة الوجود) وحيثما وردت ف كلمهم فهذا هو معناها‪.‬‬
‫‪ -7‬يقرر أن عابد الصنام داخل ف أوائل التوحيد‪.‬‬
‫‪ -8‬تقريره أن وحدة الوجود هي مشاهدة الصديقي (والرابعة أن ل يرى ف الوجود إل واحدا وهي مشاهدة‬
‫الصديقي)!!‬
‫‪ -9‬تقريره لزوم التقية! فِلمَ؟؟ وعلمَ؟؟ وفيم؟؟‬
‫‪ -10‬حكم وحدة الوجود ف القرآن الكري سنراه فيما يأت‪.‬‬
‫‪ -11‬هذه القوال للغزال‪ ،‬وهي جزء صغي جدّا من فيضه‪ ،‬هي من كتابه الشهور‪ ،‬بل القدس‪ ،‬والسمى‬
‫(إِحياء علوم الدين)‪ ،‬كلها عنه إل نصي‪ ،‬ومع ذلك فيسمى صاحبه (حجة السلم) ويتخذ الكتاب مرجعا رئيسيا‬
‫عند غالبية السلمي؟! فإنا ل وإنا إِليه راجعون‪.‬‬
‫‪ -12‬للغزال كتب كثية يذكر فيها العلم (الضنون به على غي أهله) ل أتطرق إليها؟ لن كتاب الِإحياء فيه‬
‫الكفاية والشهرة‪ ،‬وهو ثقة عند القوم‪ ،‬وعند غي القوم‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -13‬أنبه بشكل خاص إل قوله ف تائيته‪( :‬فدنت بأمر حرمته شريعت وأحييت حكما قد أماتته سنت)‪ ،‬الذي‬
‫نفهم منها أنم يعرفون تاما أن الصوفية تناقض السلم‪ ،‬كما يعترف بالشطر الثان أن الِإسلم أماتا‪ ،‬فجاء هو‬
‫وأحياها؟! كما يُفهم من هذا الكلم أنا كانت موجودة قبل الِإسلم‪.‬‬
‫‪ -‬وننتقل إِل غيه‪ ،‬لنعود إِل التواصي بالكتمان‪ ،‬ونرى صورا من العبارة الت يستعملونا‪:‬‬
‫يقول عبد القادر اليلن(‪( )1‬قطب الولياء الكرام)‪:‬‬
‫‪...‬هم (أي‪ :‬الواصلون) أبدا ف سرادق القرب‪ ،‬فإِذا جاءتْ نوبة الكم كانوا ف صحن الكم‪ ،‬إِذا جاءت‬
‫نوبة الروج كانوا على الباب يأخذون القصص من اللق يصيون وسائط بينهم وبي الق عز وجل‪ ،‬هذه أحوالم‪،‬‬
‫ولكن من الال ما يكتم(‪.)2‬‬
‫* ما يب النتباه إليه‪:‬‬
‫‪ -1‬الواصلون (ف سرادق القرب)‪ :‬واضح أنه القرب من ال‪ ،‬و(كانوا ف صحن الكم)‪ :‬واضح أنه الكم ف‬
‫الكون‪ ،‬أو التصرف! وهذا هو مقام الغوثية وهو‪ -‬كما يعرف كل من قرأ القرآن وفهمه‪ -‬أنه (أي‪ :‬القول بالتصرف)‬
‫شرِكُ فِي حُكْ ِمهِ أَحَدًا)) [الكهف‪.]26:‬‬
‫من الشرك العظم؛ لنه سبحانه يقول‪..(( :‬وَل يُ ْ‬
‫‪ -2‬ف نوبة الروج يكونون على الباب وسائط بي اللق والق‪ ،‬وهذا أسلوب آخر ف التعبي عن مقام‬
‫(الفرق الثان) أترك تليله للقارىء‪.‬‬
‫‪ -3‬مع ما ف قوله من الشرك العظيم‪ ،‬فهو يقول‪( :‬ولكن من الال ما يكتم)‪ ،‬فما هو هذا الال الذي يكتم؟!‬
‫وهل هناك ما هو أعظم من الشرك (كانوا ف صحن الكم)؟!‬
‫‪ -‬ف الواقع نن الن نعرف الواب ومع ذلك نكرر السؤال! ما هو؟‬
‫‪ -‬كما يق لنا ‪-‬منذ الن‪ -‬أن نعرف أن سيف التأويل صقيل صقيل‪ ،‬طويل طويل‪ ،‬لفاف دوار!‬
‫ويقول أيضا (سلطان الولياء)‪:‬‬
‫‪...‬فهكذا العارف‪ ،‬اللق جيعهم كالولد‪ ،‬ياطب اللق بلسان الكم‪ ،‬ث يرحهم لطلعهم على العلم‪،‬‬
‫فيى أفعال الق عز وجل فيهم‪ ،‬ينظر إِل خروج القضية والقدار من باب الكم والعلم‪ ،‬ولكنه يكتم ذلك‬
‫وياطب اللق بالكم الذي هو المر والنهي‪ ،‬ول ياطبهم بالعلم الذي هو السر(‪.)3‬‬
‫ويقول‪... :‬حت إِذا رأيت موارد الق إِل قلبك‪ ،‬غمض عينيك وأخبت‪ ،‬ل تفش إِل الغي سره‪ ،‬وارد الق‬
‫يأت قلوبم‪ ،‬على اختلف أحوالم ومقاماتم تتغي ظواهرهم لتغي بواطنهم‪ ،‬ويتاج الريد الطلع على أسرارهم أن‬
‫‪ )(1‬أبو ممد ميي الدين عبد القادر بن أب صال موسى جنكي دوست‪ ،‬ولد ف جيلن عام (‪ ،)470‬وعاش ف بغداد‪ ،‬وتوف فيها عام (‪561‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)200:‬‬
‫‪ )(3‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)225:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يكون أعمى أصم سكران‪ ،‬حت إِذا ظهرت نابته عنده‪ ،‬وتقق أدبه‪ ،‬يكتم سره‪ ،‬لعله يكسو قلبه ببعض ثيابه‪ ،‬يدعو‬
‫ال بظاهره(‪.)1‬‬
‫‪ -‬نكرر السؤال رغم معرفة الواب‪ :‬ماهو السر الذي يكتمه؟؟‬
‫ويقول‪... :‬ليس الب كالعاينة‪ ،‬فحينئذٍ تكون من أمرك على بيضاء نقية لغبار عليها ول تلبيس ولتليط ول‬
‫شك ول ارتياب‪ ،‬فالصب الصب‪ ،‬والرضا الرضا‪ ،‬حفظ الال حفظ الال‪ ،‬المول المول‪ ،‬المود المود‪ ،‬السكوت‬
‫السكوت‪ ،‬الصموت الصموت‪ ،‬الذر الذر‪ ،‬النجا النجا‪ ،‬الوحا الوحا‪ ،‬ال ال ث ال‪ ،‬الطراق الطراق‪ ،‬الغماض‬
‫الغماض‪ ،‬الياء الياء‪ ،‬إل أن يبلغ الكتاب أجله‪ ،‬فيؤخذ بيدك‪ ،‬فتقدم وينع عنك ما عليك‪ ،‬ث تغوص ف بار‬
‫الفضائل والنن والرحة‪ ،‬ث ترج منها فتخلع عليك خلع النوار والسرار والعلوم والغرائب اللدنية‪ ،‬ث تقرب وتدث‬
‫فيه بإعلم وإلام وتكلم وتعطي(‪...)2‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬نن ‪-‬مع عبد القادر اليلن‪ -‬أمام القمة ف السلوب الشاري الرمزي‪.‬‬
‫ففي هذا النص الخي مثلً‪ ،‬يريد أن يقول‪ :‬الكشف هو القيقة الت ل شك فيها‪ ،‬ويتاج إل الصب على‬
‫الجاهدة مع الرضا وحفظ السر‪ ،‬حت إذا وصل السالك تلع عليه النوار ويعطى العلوم اللدنية‪ ،‬ويرى أشياء كثية‬
‫ويسمع‪.‬‬
‫وللقارئ أن يلل النص بنفسه‪.‬‬
‫وما ينسب إليه (وهي ف القيقة لبن عرب)‪:‬‬
‫ح الروحِ ل روح الوان‬
‫ورو ُ‬ ‫أنا القرآن والسبعُ الثان‬
‫معان ما تب ّدتْ للعيانِ‬ ‫وغُصْ ف بر ذات الذات تنظ ْر‬
‫مسترةٌ بأرواح العــان‬ ‫وأسراري قراء ٌة مبهماتٍ‬
‫وإل سوف يُقتل بالسّنان‬ ‫فمن ف ِهمَ الشار َة فلَْيصُنْها‬
‫س القيقة بالتّدان‬
‫له ش ُ‬ ‫كحلج الحبة إذا تبدّت‬
‫(‪)3‬‬
‫يُغي ذاتَه مرّ الزمان‬ ‫وقال أنا هو ال ّق الذي ل‬
‫‪ -‬ما أنبه إِليه هو قوله‪( :‬كحلج الحبة) الذي يدل على أن قائل القصيدة يؤمن بعقيدة اللج‪ ،‬وكذلك أهل‬
‫الطريقة القادرية؛ لنم يتبنون هذه القصيدة‪ ،‬وكذلك توضيحه لسبب الكتمان (وإل سوف يقتل بالسنان)‪.‬‬
‫‪ )(1‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)362:‬‬
‫‪ )(2‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)64 ،63:‬‬
‫‪ )(3‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪ ،)230:‬وقد أورد ابن عرب هذه القصيدة ف (كتاب السرا) ف (باب سفر القلب) كما أورد أبياتا منها ف مقدمة الفتوحات الكية‬
‫مع التصريح بأنا له‪ ،‬وقد أورد البيت (وأسرارا تراءت مبهمات) بدلً من (وأسراري قراءة مبهمات)‪..‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول أحد الرفاعي الغوث(‪:)1‬‬
‫‪...‬أي علي! كل القوم شربوها فحكمت عليهم‪ ،‬فعربدوا وباحوا‪ ،‬وخالك شربا فحكم عليها‪ ،‬فكتم حبه‪،‬‬
‫وأخفى وجده‪ ،‬فظهر بكتمانه على أقرانه‪ ،‬وارتفع بكتمان حُبه عند حبه على صحبه‪ .‬أي‪ :‬علي! عليك بكتمان‬
‫السرار‪ ،‬تنال الفخار(‪.)2‬‬
‫‪ -‬يريد بقوله‪( :‬شربوها)‪ ،‬أي‪ :‬شربوا المرة اللية‪ ،‬وهي إِشارة إِل التحقق باللوهية وما يصاحبه من لذة‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬أي سادة! من أراد أن يتكلم بلسان أهل العرفة‪ ،‬فينبغي أن يفظ أدب كلمه‪ ،‬فل يكشف وثائقه إل‬
‫عند أهله‪ ،‬وأن ل يفل الريد فوق طاقته‪ ،‬ول ينع كلمه من كان من أهله‪ ،‬ويكون كلمه مع أهل العرفة بلسان‬
‫العرفة‪ ،‬ومع أهل الصفاء بلسان الحبة‪ ،‬ومع أهل الزهد بلسانم‪ ،‬ومع كل صنف على قدر مراتبهم ومنازلم وقدر‬
‫عقولم‪ ،‬فإن ال تعال جعل للعارف هذه اللسن‪ ،‬نعم كلها تتلشى عند ظهور سلطان الق‪ ،‬وينبغي أل يتحدث‬
‫بديث ل يبلغ عقل الستمع إِليه‪ ،‬فيكون ذلك فتنة‪ ،‬فإِن أكثر الناس جاهلون‪ ،‬اشتغلوا بعلوم الظواهر‪ ،‬وتركوا علم‬
‫تصحيح الضمائر‪ ،‬فل يتملون دقائق كلم العارفي؛ لن كلماتم لهوتية‪ ،‬وإشاراتم قدسية‪ ،‬وعباراتم أزلية‪...‬وأي‬
‫دهشة أشد من دهشة العارف‪ ،‬إِن تكلم عن حاله هلك‪ ،‬وإن سكت احترق(‪...)3‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬الكلم واضح جدّا‪ ،‬ل يتاج إِل شرح (الكتمان عن غي أهله‪ ،‬والبوح به لهله‪ ..‬مع وصف إِشاري‬
‫للسر)‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫بعميا َء من ليلى بغي يقي‬ ‫ومستخب عن سر ليلى تركتُه‬
‫(‪)4‬‬
‫وما أنا إِن أخبتُم بأميِ‬ ‫يقولون خبنا فأنت أمينُها‬
‫‪ -‬نلحظ أنه يشي إِل ما يكتمه بالسم الؤنث (ليلى)‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫إِل معدنِ السرا ِر قلت لا قفي‬ ‫ولا شربناها ودبّ دبيبُها‬
‫(‪)5‬‬
‫فتظهرَ جُلسي على سريَ الفي‬ ‫مافةً أن يسطو عل ّي مدامها‬
‫‪ -‬إِذن هناك سر خفي يكتمه‪ ،‬ويتحدث بكتمانه تعليما لريديه‪ ،‬ويرمز بالدامة الت شربا إِل الذبة ولذتا‪.‬‬

‫‪ )(1‬أحد ميي الدين أبو العباس الرفاعي ولد وعاش ف أم عبيدة (كسفينة) من أعمال واسط بالعراق‪ ،‬وتوف فيها عام (‪578‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬قلدة الواهر (ص‪ ،)83:‬وعلي هذا هو علي بن عثمان ابن أخت الشيخ أحد‪ ،‬وهو صاحب كتاب (السر اللل والقامات والعال)‪.‬‬
‫‪ )(3‬أعلم التصوف السلمي لحد أبو كف (ص‪.)27 ،26:‬‬
‫‪ )(4‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)226:‬‬
‫‪ )(5‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)227:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪:‬‬
‫عن الندي ول يلهيو عن الكاسِ‬ ‫يسقي ويشربُ ل تلهيه سكرتُه‬
‫(‪)1‬‬
‫حال الصّحاة وهذا أعظمُ الناس‬ ‫أطاعهُ سكرُه حت تكّ َن من‬
‫ونعرف طبعا أن السكر هو مقام الفناء‪ ،‬أو هو لذة الشعور باللوهية‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فإِذا أتقن السالك معرفة هذه الداب اللزمة الطلوبة منه ف حق مرشده علما وعملً‪ ،‬فحينئذ يلزم‬
‫عليه أن يدخل باب القوم ‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬بفناء النفس والِإعراض عن الدنيا بالكلية‪ ،‬والِإعراض عن اللق‪..-‬‬
‫وعدم التفاخر وترك الدعوى وستر الحوال وكتمان السرار(‪...)2‬‬
‫وطبعا‪ ،‬نعرف الن ماذا يعن بقوله‪( :‬بفناء النفس والعراض عن الدنيا‪.)...‬‬
‫ويقول‪... :‬أعلم أن الدّاح الذي يدح بجلس الفقراء بغي طمع‪...‬يكون له من الفقر سبعة قراريط‪ ،‬بشرط أن‬
‫يكون مداحا بالقيقة‪...‬ولذا الشرط ف العن شروطا‪ :‬الول‪ :‬أن يكون فقي ا‪...‬السادس‪ :‬أن يكون أمي الزائن‬
‫السرية‪ ،‬أي‪ :‬أمينا على السرار فل يكون مبيحا بالسر(‪.)3‬‬
‫‪ -‬ول أظننا ‪-‬من ُذ الن‪ -‬باجة للتعليق على النصوص‪ ،‬فقد أصبحت واضحة العان لن درس النصوص السابقة‬
‫بإِمعان‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول أبو مدين الغرب(‪( )4‬الغوث)‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ق دِمانا َجهْرة لو با بُحنا‬
‫تُرا ُ‬ ‫وف السر أسرار دِقاق لطيف ٌة‬
‫ويورد عبد الليم ممود (الدكتور‪ ،‬شيخ الامع الزهر)(‪:)6‬‬
‫قيل له‪( :‬أي‪ :‬لب مدين) مرة ف النام‪ :‬حقيقة سرك ف توحيدك؟‬
‫فقال‪ :‬سري مسرور بأسرار تستمد من البحار اللية الت ل ينبغي بثها لغي أهلها‪ ،‬إِذ الِإشارة تعجز عن‬
‫وصفها‪ ،‬وأبت الغية الِإلية إِل أن تسترها‪ ،‬وهي أسرار ميطة بالوجود ل يدركها إِل من كان وطنه مفقودا‪ ،‬وكان‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪ .)227:‬ف كتاب (بجة السرار ومعدن النوار)‪( ،‬ص‪ )117:‬يعزى البيتان للشيخ سيف الدين قاضي القضاة أب صال؟؟‪.‬‬
‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)279:‬‬
‫‪ )(3‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)279:‬‬
‫‪ )(4‬أبو مدين شعيب بن حسي النصاري‪ ،‬أصله من (حصن قطنيانة) قرية تابعة لِإشبيلية ف الندلس‪ ،‬هاجر إل‬
‫باية صغيا‪ ،‬وعاش فيها‪ ،‬وتوف ف (العباد) خارج تلمسان عام‪594( :‬هـ) وقيل قبل ذلك‪.‬‬
‫‪ )(5‬الفتوحات الِإلية‪( ،‬ص‪ ،)45:‬وهي من قصيدة أولا‪:‬‬
‫وتزهق بالشواق أرواحنا منا‬ ‫تضيق بنا الدنيا إذا غبتمو عنا‬
‫أوردها عبد الليم ممود ف كتابه (أبو مدين الغوث) حاذفا منها هذا البيت؟؟!!‪.‬‬
‫‪ )(6‬من أكب مشايخ الصوفية ف مصر‪ ،‬توف منذ سنوات قليلة‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ف عال القيقة بسره موجودا‪ ،‬يتقلب ف الياة البدية‪ ،‬وهو بسره طائر ف فضاء اللكوت‪ ،‬وشرح ف سرادقات‬
‫البوت‪ ،‬وقد تلق بالساء والصفات‪ ،‬وفن عنها بشاهدة الذات‪...‬وكشف ل عن مكنون التحقيق‪ ،‬فحيات قائمة‬
‫بالوحدانية‪ ،‬وإشارات إِل الفردانية(‪...)1‬‬
‫‪ -‬يلحظ هنا أن الكلم منامي! رؤيا رآها أحدهم!! ولكن نن ماذا علينا؟ فقد رواه ف كتابه الشيخ الكب‬
‫شيخ الامع الزهر!! كما يب أن ننتبه إل عبارة‪( :‬وإشارات إل الفردانية)‪.‬‬
‫ويورد أيضا أن ابن عرب يقول‪:‬‬
‫شيخنا أَبو مدين‪ ،‬من الثمانية عشرنفسا الظاهرين بأمر ال عن أمر ال‪ ،‬ل يرون سوى ال ف الكوان(‪.)2‬‬
‫ويورد أيضا ما يلي (على لسان ابن عرب أيضا)‪:‬‬
‫ذهبت (التكلم هو ابن عرب) أنا وبعض البدال إِل جبل قاف‪ ،‬فمررنا بالية الحدقة به‪ ،‬فقال ل البدل‪ :‬سلم‬
‫عليها فإِنا سترد عليك السلم‪ ،‬فسلمنا عليها فردت‪ ،‬ث قالت‪ :‬من أي البلد؟‬
‫فقلنا‪ :‬من باية(‪.)3‬‬
‫فقالت‪ :‬ما حال أب مدين مع أهلها؟‬
‫فقلنا لا‪ :‬يرمونه بالزندقة‪.‬‬
‫فقالت‪ :‬عجبا وال لبن آدم(‪!)4‬‬
‫‪ -‬ويقول عمر بن الفارض(‪:)5‬‬
‫ضللًا وذا ب ظل يَهذي لِغر ِة‬ ‫فلحٍ وواشٍ ذاك يُهدي لعز ٍة‬
‫(‪)6‬‬
‫كما أخالف ذا ف لؤمه عن تقية‬ ‫أخالف ذا ف لومه عن تق ًى‬
‫‪ -‬يب أن ننتبه ف البيت الثان إِل فكرة (التقية) ومع من يستعملها؟‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ومن ل يفقَهْ الوى فهو ف جهل‬ ‫ول ف الوى علم تل صفاته‬

‫‪ )(1‬كتاب (أبو مدين الغوث)‪( ،‬ص‪.)130:‬‬


‫‪ )(2‬أبو مدين الغوث‪( ،‬ص‪.)124:‬‬
‫‪ )(3‬مدينة جزائرية على ساحل البحر البيض‪.‬‬
‫‪ )(4‬أبو مدين الغوث‪( ،‬ص‪.)123:‬‬
‫‪ )(5‬ولد وعاشر ف القاهرة ث هاجر إل مكة وبقي فيها (‪ )15‬عاما‪ ،‬ث عاد إل القاهرة وتوف فيها عام‪632( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬التائية الكبى‪ ،‬الديوان‪( ،‬ص‪.)23:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫شرْهُ بالذّلّ‬
‫ببّ الذي يهوى فبَ ّ‬ ‫ومن ل يكن ف عزة النفس تائها‬
‫يودون بالرواح منهم بل بل‬ ‫إذا جادَ أقوا ٌم بال رأيتهم‬
‫(‪)1‬‬
‫قبورا لسرار تُنه عن نقل‬ ‫وإن أودِعوا سرا رأيت صدورهم‬
‫ويقول‪:‬‬
‫بصحو مفيقٍ عن سواي تغ ّطتِ‬ ‫وثَم أمورٌ تّ ل كشفُ سرْها‬
‫ح للمتعنت‬
‫غنّ عن التصري ِ‬ ‫وعنَ بالتلويح يفهم ذائ ٌق‬
‫(‪)2‬‬
‫وف الشارة معن ما العبارة حدت‬ ‫با ل يبح من ل يُبح دمه‬
‫‪ -‬ما يب أن ننتبه إليه ف أقوال ابن الفارض هنا‪ ،‬هو كلمة (الوى) ف قوله‪ :‬ول ف الوى علم تل‬
‫صفاته‪...‬وإل ماذا تشي؟‬
‫إِن تليلً لذه العبارة (الشارية) يقدم مساعدة جديدة ف فهم إِشاراتم ورموزهم‪ ،‬نن نعلم أن الوى أو‬
‫العشق ‪-‬كائنا ما كان‪ -‬ليس فيه علم ول فقه‪ ،‬فما هو هذا الوى الذي يعلّم ويفقّه؟!‬
‫من البدهي أنه يعن بالوى هنا‪ ،‬هوى الذات اللية‪ ،‬ونريد أن نقفز فوق فصول الكتاب‪ ،‬لنوضح هذه الِإشارة‪،‬‬
‫رغم أن مكان التوضيح هو ف ما يأت من الفصول‪.‬‬
‫ف القيقة والواقع أن هذا الوى هو هوىً لتلك اللذة العارمة الت يذوقونا ف (اللوة) أو (الذبة)‪ ،‬ففي‬
‫الذبة يغدون ف حالة ل يرون فيها الجسام كما هي‪ ،‬فقد يرونا أشباحا شاحبة يتخللها نور قد يكون باهتا وقد‬
‫يكون قوّيا طاغيا‪ ،‬وقد تضمحل هذه الشباح والرؤى فل يرى أَمامه إِل أبعادا شفافة‪ ،‬وقد يرى مناظر متلفة‪ ،‬وقد‬
‫يرى نفسه شفافا مندما ف وجود شفاف‪ ،‬ويفسر هذا حسب الِإياءات الشيخية أنه فناءً ف ال (جل وعل) وما‬
‫شابه ذلك‪.‬‬
‫وهم يظنون أَن هذا النور الذي يشاهدونه ف كل شيء‪ ،‬وف ذواتم‪ ،‬هو ال (( ُسبْحَاَن ُه وََتعَالَى عَمّا‬
‫شرِكُونَ))‪ ،‬والق أن هذه الالة تشبه بدقة حالة التحشيش والفينة! وف هذه الشاهدة قد يسمعون كلما‪ ،‬أو يرون‬ ‫يُ ْ‬
‫أشياء‪ ،‬يظنونا علما‪ ،‬وهو ما يسمونه (العلم اللدن) وسنرى فيما بعد أمثلة من هذا العلم (اللدن)‪.‬‬
‫إِن الوى أَو العشق‪ ،‬للخمرة الِإلية ‪-‬كما يسمونا‪ -‬هو الذي يدفعهم إِل الرياضة والجاهدة من أَجل‬
‫(الوصول إِل الذبة)‪ ،‬ويسمون ذلك (الوصول إِل ال‪ ،‬أَو العروج إِل ال) حيث يتلقون العلم اللدن‪.‬‬
‫‪ -‬إِذن‪ :‬فهذا الوى هو الذي قادهم إِل الذبة فالعلم‪ ،‬ومن هنا كانت إِشارة ابن الفارض‪.‬‬

‫‪ )(1‬ديوان ابن الفارض‪( ،‬ص‪.)91:‬‬


‫‪ )(2‬التائية الكبى‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فهو يرمز بكلمة (الرى) إِل ما يقود إِليه الوىَ‪ ،‬وهو الذبة‪ ،‬أَو الفناء ف ال (بل الصحيح هو اللذة الت‬
‫يدونا والت تستغرقهم حت المناء)‪.‬‬
‫ويقول السّهروردي القتول(‪:)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وكذا دماء البائحي تباح‬ ‫بالسرّ إن باحوا تباح دماؤهم‬
‫ويقول شهاب الدين السهروردي البغدادي(‪:)3‬‬
‫‪ ..‬فصار لم بقتضى ذلك علوم يعرفونا وإشارات يتعاهدونا‪ ،‬فحرروا لنفوسهم اصطلحات تشي إل معانٍ‬
‫يعرفونا وتعرب عن أحوال يدونا‪ ،‬فأخذ ذلك اللف عن السلف‪ ،‬حت صار ذلك رسا مستمرا وخبا مستقرا ف‬
‫كل عصر وزمان(‪.)4‬‬
‫ويقول‪ ..:‬وربا يتراءى له أنه بال يصول وبال يقول وبال يتحرك‪ ،‬فقد ابتلى بنهضة النفس ووثوبا‪ ،‬ول يقع‬
‫هذا الشتباه إل لرباب القلوب وأرباب الحوال‪ ،‬وغي أرباب القلب والال عن هذا بعزل‪ ،‬وهذه مزلة قدم متصة‬
‫بالواص دون العوام فاعلم ذلك(‪.)5‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫‪ -‬السلوب الِإشاري ف القمة‪ ،‬يشبه أسلوب عبد القادر اليلن‪ ،‬أو يفوقه‪ ،‬ول غرو فقد ترج ف مدرسته‪،‬‬
‫انظر إِل قوله‪( :‬بال يصول‪ ،‬وبال يقول‪ ،‬وبال يتحرك) حيث يكن تفسيه بتفسي ظاهر ل غبار عليه‪ ،‬وآخر باطن‬
‫هو ما يريده ويرمز إِليه‪ ،‬ومن السهل معرفته بشيء من التامل‪ ،‬كما يكن التعرف أيضا بشيء من التامل إِل ماذا ترمز‬
‫العبارة‪( :‬ابتلي بنهضة النفس ووثوبا) والملة‪( :‬وهذه مزلة قدم متصة بالواص‪ ،)..‬توضح الشارة‪ ،‬وتشرح‬
‫العبارة‪ ،‬وتل الرمز‪.‬‬
‫ويقول ميي الدين بن عرب(‪:)6‬‬
‫وهذا الفن من الكشف والعلم يب ستره عن أكثر اللق لا فيه من العلو‪ ،‬فغوره بعيد‪ ،‬والتلف فيه قريب‪ ،‬فإن‬
‫من ل معرفة له بالقائق ول بامتداد الرقائق‪ ،‬ويقف على هذا الشهد من لسان صاحبه التحقق به‪ ،‬وهو ل يذقه‪ ،‬ربا‬
‫قال‪ :‬أنا من أهوى ومن أهوى أنا‪ ،‬فلهذا نستره ونكتمه‪.‬‬
‫‪ )(1‬شهاب الدين‪ ،‬يي بن حبش‪ ،‬قتل بلب عام‪587( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬التصوف ف السلم لعمر فروخ‪( ،‬ص‪..)115:‬‬
‫‪ )(3‬أبو حفص‪ ،‬شهاب الدين عمر بن ممد بن عبد ال بن ممد بن عموية‪ ،‬صحب عمه أبا النجيب السهروردي والشيخ عبد القادر اليلن‪ ،‬من سهرورد‪،‬‬
‫توف ف بغداد عام‪632( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(4‬عوارف العارف‪ ،‬هامش إحياء علوم الدين‪.)1/303( :‬‬
‫‪ )(5‬عوارف العارف‪ ،‬هامش الحياء‪..)2/99( :‬‬
‫‪ )(6‬ولد ف مرسية ف الندلس‪ ،‬ث انتقل منها إل إشبيلية حيث اتصل بابن برجان وأخذ عنه الطريقة العريفية (وف إمكانية هذا التصال نظر)‪ ،‬ث ذهب إل‬
‫الغرب وأتصل بأب مدين‪ ،‬وكثر تنقله ف الشرق حت استقر ف دمشق ومات فيها عام‪.)638( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وقد كان السن البصري ‪-‬رحه ال‪ -‬إِذا أراد أن يتكلم ف مثل هذه السرار الت ل ينبغي لن ليس من طريقها‬
‫أن يقف عليها‪ ،‬دعا بفرقد السبخي ومالك بن دينار ومن حضر من أهل هذا الذوق‪ ،‬وأغلق بابه دون الناس‪ ،‬وقعد‬
‫يتحدث معهم ف مثل هذا الفن‪ ،‬فلول وجوب كتمه ما فعل هذا(‪..! )1‬‬
‫ويقول‪ :‬فالساترون لذه السرار ف ألفاظ اصطلحوا عليها غية من الجانب‪ ،‬والقائلون بوجود الثار بالمم ل‬
‫يزالون مقيمي على مناهجهم حت يلوح لم أعلم بأيدي الروحانيات العلى‪ ،‬القائمي بالرتبة الزلفى من مقام‬
‫الفهوانية‪ ،‬فيها كتب مرقومة مقدسة‪ ،‬تقوم لم شواهد على تقيق ما هم عليه وتعظيم النتقال عن هذا الوصف إِل‬
‫وصف آخر ميزها‪ ،‬فينهتك ستر الساتر‪ ،‬فيكشف ما سُتر ويفك معماه‪ ،‬ويل قفله‪ ،‬ويفتح مغالقه‪ ،‬ويتحد هم ذلك‬
‫الخر بطالعة القيقة الحدية‪ ،‬فل يرى إِل هّا واحدا ل غي‪ ،‬عنه تكون الثار على القيقة‪ ،‬فتارةً تكون عنه تويرا‪،‬‬
‫وتارة تكون عنه عند تكون هذه المم عنه(‪.)2‬‬
‫الفهوانية‪ :‬خطاب الق بطريق الكافحة ف عال الثال(‪.)3‬‬
‫‪ -‬رجعنا إِل تفسي اللغاز باللغاز!! ولكن سنعرف معناها بالضبط فيما يأت‪.‬‬
‫* ما يب ملحظته‪:‬‬
‫ف النص الول يقدم سببي للستر‪:‬‬
‫أ‪ -‬علو هذا الفن‪ ،‬وبعد غوره‪ ،‬وأظن الِإشارة فيه مفهومة‪.‬‬
‫‪ -2‬التلف (أي‪ :‬الوت أو القتل) القريب لن ل يستر‪.‬‬
‫والعبارة (امتداد الرقائق) فيها بعض الوضوح لن قرأ النصوص السابقة‪ ،‬وف نص لحق ف هذا الكتاب سيى‬
‫القارىء كلمة (رقيقة) بعناها الواضح تاما‪.‬‬
‫وف النص الثان‪ ،‬قوله‪( :‬بوجود الثار بالمم) يعن المم على الجاهدات والرياضات‪ ،‬وآثارها مشروحة فيما‬
‫سبق‪.‬‬
‫كما أن لا معن آخر‪ ،‬فالثار‪ ،‬أو سرائر الثار‪ :‬يعنون با الساء الِإلية(‪ ،)4‬ومنها نعرف معن الثار‪ .‬والمم‪:‬‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم‪ .‬وقد ورد هذا التفسي ف كتاب (معال الطريق إِل ال) ف فصل (معجم مصطلحات‬
‫الصوفية)‪ .‬مع اللحوظةأنا وردت ف (باب اليم) بعد كلمة (مالك اللك) وقبل (الناصفة)‪ ،‬ومع العلم أن ملّها يب‬
‫أن يكون (باب الاء)‪ .‬والعنيان مدلولما واحد‪.‬‬

‫‪ )(1‬رسائل ابن عرب‪ ،‬كتاب الفناء‪( ،‬ص‪.)3:‬‬


‫‪ )(2‬رسائل ابن عرب‪ ،‬كتاب الفناء‪( ،‬ص‪.)4:‬‬
‫‪ )(3‬معجم الصطلحات الصوفية‪[ .‬عبارة (عال الثال) هي مصطلح إساعيلي]‪.‬‬
‫‪ )(4‬معجم مصطلحات الصوفية‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وهناك العبارة‪ ..( :‬بطالعة القيقة الحدية‪ ،‬فل يرى إِل هّا واحدا ل غي‪ ،‬عنه تكون الثار على القيقة‪.)...‬‬
‫وما أظن إِل أن القارىء أصبح الن يدرك معناها بسهولة‪ ،‬أوْلً‪ ،‬ففي النصوص القبلة العي اللزم الكاف‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬أما تمته ف دينه‪ ،‬فهو أن يكون من أهل الكشف والوجود‪ ،‬فيلحق بأهل السحر والزندقة‪ ،‬وربا‬
‫يكفر‪ ،‬فهو يتكلم على السرار الت أودعها ال ف موجوداته وجعلها أمناء عليها‪ ،‬والناس ينسبونه إِل أنه يقول بنسبة‬
‫الفعال إِليها‪ ،‬فيكفرونه بذلك(‪.)1‬‬
‫‪ -‬الوجود‪ :‬وجدان الق ذاته بذاته‪ ،‬ولذا تسمى حضرة المع حضرة الوجود(‪.)2‬‬
‫أو‪ :‬وجدان أحق ف الوجد(‪.)3‬‬
‫‪ -‬ألغاز تفسر بألغاز‪ ،‬ولكن ابن سبعي يوضح فيقول‪ :‬ومن اسه (الوجود) كيف يصص بأساء(‪)4‬؟‬
‫ويقول‪... :‬وكنت أريد أن أذكر اللوة وشروطها وما يتجلى فيها على الترتيب‪ ،‬شيئا بعد شيء‪ ،‬لكن منعن‬
‫من ذلك الوقت‪ ،‬وأعن بالوقت علماء السوء الذين أنكروا ما جهلوا‪ ،‬وقيدهم التعصب وحب الظهور والرياسة عن‬
‫الذعان للحق‪ ،‬والتسليم له إن ل يكن اليان(‪.)5‬‬
‫* ما يلحظ‪:‬‬
‫‪ -1‬اللوة‪ ..‬وما يتجلى فيها‪ ،‬هو ما يب كتمانه‪( :‬ونعرف الن ما الذي يتجلى فيها)‪.‬‬
‫‪ -2‬تسميته علماء الشريعة بـ (علماء السوء)؟!‬
‫‪ -3‬أسلوبه ف مهاجة الشريعة والدعاية للتصوف‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬إشارة‪ -‬ل راحة مع اللق‪ -‬فارجع إل الق‪ ،‬فهو أول بك‪ ،‬إن عاشرتم على ما هم عليه بعدت عن‬
‫الق‪ ،‬وإن عاشرتم على ما أنت عليه قتلوك‪ ،‬فالستر أول‪ ،‬وأيسر أن تكون كائنا بائنا(‪.)6‬‬
‫اللحوظةالامة جدّا‪( :‬إِن عاشرتم على ما هم عليه بعدت من الق)!! فما هو هذا الذي هم عليه والذي يبعده‬
‫من الق؟! إِنه الشريعة الِإسلمية بل ريب! ويقول‪... :‬وامتطيت متون الرفارف‪ ،‬وطرت ف جو العارف‪.‬‬
‫ي من وعى‬
‫تُصانُ عن التذكار ف رأ ِ‬ ‫فعايَ ْنتُ من علمِ الغيوب عَجائبا‬
‫ولو نطقَ السكيُ عجّزه الـورى‬ ‫ومن واصلٍ سرّ القيقَ ِة صامتٍ‬

‫‪ )(1‬رسائل ابن عرب (اليم والواو والنون)‪( ،‬ص‪.)7:‬‬


‫‪ )(2‬معال الطريق إل ال (معجم مصطلحات الصوفية)‪.‬‬
‫‪ )(3‬رسائل ابن عرب (اصطلح الصوفية)‪( ،‬ص‪.)5:‬‬
‫‪ )(4‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪.‬‬
‫‪ )(5‬رسالة الشيخ إل المام الرازي‪( ،‬ص‪.)7:‬‬
‫‪ )(6‬رسائل ابن عرب (كتاب التراجم)‪( ،‬ص‪.)47:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪37‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)1‬‬
‫ب الشاهد للبقا‬
‫عليه لطل ِ‬ ‫ومن كاتٍ للسر يُظهِر ضدّه‬
‫‪ -‬لننتبه إِل قوله‪( :‬يظهر ضده)‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ب ما تب ّدتْ للعيانِ‬
‫عجائ َ‬ ‫وغُصْ ف بر ذات الذات تبصر‬
‫مسترة بأرواح العان‬ ‫وأشوارا تراءت مبهماتٍ‬
‫وإل سوف يُقتل بالسّنان‬ ‫فمَ ْن فهِمَ الشار َة فلْيَصُنْها‬
‫س القيقة بالتّدان‬
‫له ش ُ‬ ‫كحلج الحبة إِذ تبدّت‬
‫(‪)2‬‬
‫يُغي ذاتَه مرّ الزمان‬ ‫فقال‪ :‬أنا هو القُ الذي ل‬
‫‪ -‬مرت معنا هذه البيات قبل صفحات على أنا لعبد القادر اليلن‪ ،‬وأوردها ها هنا على أَنا لحيي الدين‬
‫بن عرب! وهي له ف القيقة‪.‬‬
‫وللقارئ أن يتساءل‪ :‬إِذن لاذا أوردتا باسم اليلن ما دامت ف حقيقتها لبن عرب؟!‬
‫الواب‪ :‬إِن جيع السالكي والواصلي والعارفي والكمل من أصحاب الطريقة اليلنية‪ ،‬يقرءونا ف كتبهم‬
‫وف خلواتم ومناجاتم‪ ،‬يتقربون با إِل ال‪ ،‬على أنا من قول شيخهم اليلن‪ ،‬ول بد أن العارفي الكمل عرفوا‬
‫ذلك‪ -‬إِخبارا أو إِقرارا‪ -‬عن طريق الكشف الذي هو (نور اليقي وحق اليقي وعي اليقي)؟‬
‫لذلك‪ ،‬وتأدبا مع الكشف والكاشفي والعارفي‪ ،‬ولئل أتم هؤلء الشياخ الكمل‪ ،‬فقد أوردتا هناك على أنا‬
‫للجيلن‪.‬‬
‫والتزاما بالبحث العلمي‪ ،‬وبالقيقة القيقة‪ ،‬أوردها هنا على أنا لبن عرب‪ ،‬لنا له‪.‬‬
‫ويقول ابن عرب أيضا‪:‬‬
‫‪...‬إل أنه تعال وصف نفسه بالغية؛ ومن غيته حرم الفواحش‪ ،‬وليس الفحش إل ما ظهر‪ ،‬وأما فحش ما‬
‫بطن فهو لن ظهر له‪ ،‬فلما حرم الفواحش‪ ،‬أي‪ :‬منع أن تعرف حقيقة ما ذكرناه‪ ،‬وهي أنه عي الشياء‪ ،‬فسترها‬
‫بالغية‪ ،‬وهو أنت من الغي‪ ،‬فالغي يقول‪ :‬السمع سع زيد‪ ،‬والعارف يقول‪ :‬السمع عي الق(‪..)3‬‬
‫ويشرح الشيخ عبد الرزاق القاشان هذا القول‪ ،‬فيقول‪« :‬إل أنه تعال قد وصف نفسه بالغية‪ ،‬ومن غيته حرم‬
‫الفواحش‪ ،‬وليس الفحش إل ما ظهرا ما يب ستره‪ ،‬ومن جلته سر الربوبية‪ ،‬فقد قيل‪ :‬إفشاؤه كفر‪ ،‬وأما فحش ما‬

‫‪ )(1‬رسائل ابن عرب (كتاب السرا)‪( ،‬ص‪.)47:‬‬


‫‪ )(2‬رسائل ابن عرب (كتاب السرا)‪( ،‬ص‪.)4:‬‬
‫‪ )(3‬فصوص الكم (عفيفي) حكمة أحدية ف كلمة هودية‪( ،‬ص‪.)110:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بطن فهو لن ظهر له» وهو الق‪ ،‬ومن أظهره ال عليه‪ ،‬وذلك أن الق هو الظاهر والباطن‪« ،‬فلما حرم الفواحش‪:‬‬
‫أي منع أن تعرف حقيقة ما ذكرناه‪ ،‬وهي أنه عي الشياء‪ ،‬فسترها بالغية» أي‪ :‬ستر هذه القيقة بالتعينات الختلفة‬
‫الت يطلق عليها اسم الغي‪ ،‬فحدث السوى والغي‪ ،‬حيث يقال‪ :‬أنت غيي وأنا غيك‪ ،‬فاعتبها‪ ،‬وأوجب الغية من‬
‫الغي‪ ،‬فلهذا قال‪( :‬وهو أنت) أي‪ :‬إل الغية أنت‪ ،‬يعن أنانيتك إِذا اعتبتا‪ ،‬إذ لول تعتبها ونظرت إليها بعي الفناء‬
‫كما هي عليه ف نفس المر(‪...)1‬نرى أن الت مفهوم أكثر من الشرح‪ ،‬ونستطيع بكل ثقة واطمئنان أن نسمي‬
‫الشروح الصوفية بـ(الشروح الباطنية)‪ ،‬أو (شروح التاقاة)؛ لن أكثرها من هذا النوع!‬
‫ولكن يهمنا أن نلحظ أنه قد باح بالسر‪ ،‬حيث يقول‪( :‬حرم الفواحش‪ ،‬أي‪ :‬منع أن تعرف حقيقة ما‬
‫ذكرناه‪ ،‬وهي أنه عي الشياء)‪.‬‬
‫إِذن فالقيقة هي أن ال هو الكون (جل ال وعل) وهذا ما يُسمى (وحدة الوجود)‪ ،‬وهو السر الذي يب‬
‫ستره‪ ،‬والفحشاء الحرمة هي إِفشاؤه‪.‬‬
‫ويقول ابن هود(‪:)2‬‬
‫إن شأن لجَلّ‬ ‫عل ُم قومي بَ َجهْ ُل‬
‫أنا عز أنا ذُل‬ ‫أنا عبدٌ أنا رب‬
‫أنا بعضٌ أنا ُكلّ‬ ‫أنا دنيا أنا أخرى‬
‫(‪)3‬‬
‫لستُ عنه الدهر أسلو‬ ‫أنا معشوقٌ لِذات‬
‫‪ -‬ول حاجة للتعليق فالكلم واضح‪.‬‬
‫ويقول أبو السن الشاذل(‪:)4‬‬
‫ليكن الفرق ف لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا(‪.)5‬‬
‫‪ -‬التصريح هنا جيد الوضوح‪ ،‬إِنه يقول‪ :‬خاطب الناس بالفرق‪ ،‬واكتم المع ف قلبك‪ ،‬والفرق والمع‬
‫معروفان‪ ،‬عرفناها ف نص سابق‪.‬‬

‫‪ )(1‬شرح القاشان على الفصوص‪( ،‬ص‪.)157:‬‬


‫‪ )(2‬السن بن عضد الدولة علي‪ ،‬أخي التوكل على ال ملك الندلس‪ ،‬ابن يوسف بن هود الذامي الرسي‪ ،‬مات ف دمشق سنة‪699( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬أعلم الزركلي‪( ،‬ج‪.)2:‬‬
‫‪ )(4‬علي بن عبد ال بن عبد البار الضرير الزاهد‪ ،‬ولد ف قرية (غمارة) قرب سبتة ف الغرب‪ ،‬واتصل بابن مشيش وأخذ عنه الطريقة‪ ،‬وبناءً على توجيهاته‬
‫ذهب إل شاذلة ف تونس‪ ،‬حيث نسب إليها‪ ،‬أقام ف الِإسكندرية‪ ،‬توف وهو ف طريقه إل الج ف صحراء عيذاب سنة‪656( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬بداية الطريق إل ناهج التحقيق‪( ،‬ص‪.)65:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول ابن سبعي(‪ )6‬ماطبا أحد تلمذته‪:‬‬
‫‪...‬وشرطي عليك أل يقف عليه (أي‪ :‬على الكلم ف القيقة الوجه ف الرسالة إِل التلميذ) إل من هو من‬
‫خواص خواص الواص‪ ،‬وأن تكف عن السؤال فيه على أمر هو من المور الت ليست من جنس ما يكتسب‪ ،‬وهو‬
‫من الغرابة بيث ل يفهمه إِل السعداء والخيار‪ ،‬والكلم با ليس من شأنه أَن يلفظ به خب‪ ،‬وكأن بن يقف عليه من‬
‫الهلة الفافيش الذين تظلم الشمس والكواكب والنوار الطبيعية وغي الطبيعية ف أعينهم داخل الذهن وخارج‬
‫الذهن(‪.)2‬‬
‫‪ -‬العبارة (الهلة الفافيش‪ )...‬استعملها قبله الغزال ف (إِحياء علوم الدين)‪.‬‬
‫ويقول‪( :‬بد العارف)‪ :‬كتمانه بد سعادتك‪ ،‬وإفشاؤه فسادها(‪.)3‬‬
‫بد العارف‪ :‬البد ف اللغة هو الصنم‪ .‬ويفسر أبو الوفاء التفتازان (بد العارف) بـ(العبود الذي يتوجه إليه‬
‫العارف)(‪.)4‬‬
‫ويقول‪ :‬وف ذلك (أي‪ :‬ف التوحيد) يقول اللج رضي ال عنه‪( :‬أنا الق) بعن ل آنية إل واحدة‪ ،‬فإذا وقع‬
‫التصاف ونطق با‪ ،‬وقع ف ذلك معن متشابه عند العامة‪ ،‬وقتل القائل له‪ ،‬والذي حله على ذلك مض الفراد‬
‫والخلص‪ ،‬حت إن بعض الصوفية رضي ال عنهم أنشدوا له ف ذلك‪.‬‬
‫ح العارفُ والغيوبُ‬
‫وتتض ُ‬ ‫بذكر ال تنفتحُ القلوب‬
‫فإن الق ليس ل ُه مغيب‬ ‫وترك الذكر أفضل كل شيء‬
‫وهذه هي (الدقيقة) عند القوم تارة‪ ،‬وهي (القيقة) أخرى‪ ،‬والذي يتكلم با على حقيقتها من حيث هي‪،‬‬
‫يقطع رأسه ف عال الشهادة‪ ،‬ويقتل ف عال الكون(‪.)5‬‬
‫ويقول‪ :‬أعلم أن الروف خزانة ال‪ ،‬وفيها أسراره وأساؤه وعلمه وأمره وصفاته وقدرته ومراده‪ ،‬فإذا اطلعت‬
‫علي شيء منها‪ ،‬فأنت من خزانة ال‪ ،‬فل تب أحدا با فيها من الستودعات‪ ،‬فمن هتك السرار عذب بالنار(‪.)6‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬قوله‪( :‬الروف خزانة ال‪ ،‬وفيها أسراره ‪ ،)000‬نرى مثل هذا الكلم تاما ف كتب السحر‬
‫وأقوال علمائه!‬

‫‪ )(6‬قطب الدين أبو ممد عبد الق بن إبراهيم بن ممد‪...‬ابن سبعي من بلدة رقوطة تابعة لرسية ف الندلس‪ ،‬ويعرف أيضا بابن دارة‪ ،‬مؤسس الطريقة‬
‫السبعينية‪ ،‬تنقل ف الغرب ومصر وأقام ف مكة وفيها مات سنة‪669( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬رسائل ابن سبعي (الرسالة الفقيية)‪.‬‬
‫‪ )(3‬رسائل ابن سبعي (ملحظات على بد العارفي)‪..‬‬
‫‪ )(4‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪( ،‬ص‪.)100:‬‬
‫‪ )(5‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪.)79( ،‬‬
‫‪ )(6‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪( ،‬ص‪.)85:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول أَبو العباس الرسي(‪:)1‬‬
‫قد يكون الول مشحونا بالعلوم والعارف‪ ،‬والقائق لديه مشهورة‪ ،‬حت إِذا أُعطي العبارة‪ ،‬كان كالِإذن من‬
‫ال تعال ف الكلم‪ ،‬ويب أن نفهم أَن من أُذن له ف التعبي‪ ،‬جلت ف مسامع اللق إِشاراته(‪.)2‬‬
‫وكان يقول أيضا‪:‬‬
‫كلم الأذون له يرج وعليه كسوة وطلوة‪ ،‬وكلم الذي ل يؤذن له يرج مكسوف النوار(‪.)3‬‬
‫‪ -‬ف كلمه هذا يبي‪ -‬شأنه شأن غيه‪ -‬أَن هناك أسلوبا معينا يسميه (العبارة) ‪ -‬وقد رأينا هذا سابقا‪ -‬ل‬
‫يوز للول أَن يتكلم إِن ل يتقن هذا السلوب‪.‬‬
‫وقد مر معنا صورٌ كثية منه‪ ،‬ف قمتها أُسلوب اليلن ث تلميذه السهروردي البغدادي (شهاب الدين) الذي‬
‫سبق أستاذه‪.‬‬
‫وقال ابن عطاء ال السكندري(‪ )4‬من قصيدة‪:‬‬
‫فال أَعنيه اسم الذات منفردا فاعرفْ حقيقَته يا خي مؤتَمَنِ‪ ،‬وارفع به حُجبا واشفِ به عللً‪ ،‬واكشِفْ به‬
‫كرَبا عن كل متحنِ‪ ،‬وابذل له نفسا ف كل موهنةٍ‪ ،‬واحفظ سرائرَه من كل مفتَتِنِ(‪.)5‬‬
‫ويقول عبد ال اليافعي (الغوث)(‪:)6‬‬
‫وروي أنه لا سعي بالصوفية إِل بعض اللفاء‪ ،‬أمر بضرب رقابم‪ ،‬فأما النيد فتستر بالفقه‪ ،‬وكان يفت على‬
‫مذهب أب ثور(‪...)7‬‬
‫‪ -‬يفهمنا اليافعي ف هذا النص أن الصوفية كان يكم عليهم بالقتل على الزندقة‪ ،‬وأن النيد كان يتستر‬
‫بالفقه‪.‬‬
‫ويقول‪..:‬وكشف لم (أي‪ :‬للواصلي) الغطاء‪ ،‬فانكشف لم من العال العلوي والسفلي ما أطلعهم عليه من‬
‫علم الال والاضي والآل‪ ،‬فأخبوا با جاز لم كشفه من علم الغيوب‪ ،‬ونطقوا با جاز النطق به ما ف ضمائر‬
‫القلوب‪...‬وعرفوا العلم العظم القصود الهم‪ ،‬وهو العلم بال تعال وأسائه وصفاته علم مشاهدة وعيان‪ ،‬ل علم‬

‫‪ )(1‬أحد أبو العباس الرسي‪ ،‬من أكابر العارفي‪ ،‬ومن السلسلة الشاذلية‪ ،‬صحب أبا السن الشاذل‪ ،‬مات عام (‪768‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)2/12( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)2/12( :‬‬
‫‪ )(4‬تاج الدين بن عطاء ال السكندري‪ ،‬صحب ياقوت العرشي وأبا العباس الرسي‪ ،‬مات ف القاهرة سنة (‪707‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬القصد الجرد‪( ،‬ص‪ ،)67 ،66:‬والبيات ليست متتابعة‪.‬‬
‫‪ )(6‬أبو ممد عبد ال بن أسعد اليافعي‪ ،‬من عدن‪ ،‬انتقل منها حت استقر ف مكة ومات فيها عام‪768( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(7‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)422:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪41‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫نظر واستدلل‪...‬وأودع قلوبم أسرارا من كل مصونٍ لديهم مستور(‪...)1‬ويقول‪:‬‬
‫به وله ظنوا جنونا فقيّدا‬ ‫با هام بعض ف الباري وبعضهم‬
‫به جاوز الِإسكارُ حدّا فعربدا‬ ‫وبعض عن الكوان بان وبعضهم‬
‫ض مددا‬
‫ج ما ٍ‬
‫حدودا فرى الل َ‬ ‫فسلّ عليه الشرع سيفا حى به‬
‫(‪)2‬‬
‫وَلمْ عندهم يرج عن القوم ملحدا‬ ‫فمات شهيدا عندكَم مِن مُحقق‬
‫ويقول لسان الدين بن الطيب(‪:)3‬‬
‫‪...‬وثالثها خاصة الاصة‪ ،‬ويتص به من علوم الشريعة علم الد‪...‬وهو علم الِإلام‪ ،‬والعلم اللدن‪ ،‬والوهب‪،‬‬
‫والِإلي‪ .‬ويتوي على معانٍ ل يقدر أن يعب عنها من أطلع عليها‪ ،‬إِنا هو استشراف واطلع على ما ل عي رأت‪،‬‬
‫ول أذن سعت‪ ،‬ول خطر على قلب بشر‪ ،‬وهو بر ل يوصف بطول ول عمق ول عرض ول نقطة ول خط‪ ،‬إِنا هو‬
‫ذوق تتلون لذاته ف الطعمة الواحدة إِل ما ل ينحصر عدده ول ينتهي أمده‪ ،‬وهو علم النبوة‪...‬وهذا العلم هو الذي‬
‫ل يوز كشفه ول إِذاعته ول ادعاؤه‪ ،‬ومن كشفه وأذاعه وجب قتله واستحل دمه‪...‬وهو الراد بقوله تعال‪(( :‬ثُمّ‬
‫ارْجِ ِع اْلَبصَرَ َكرّتَْينِ يَن َقِلبْ إَِلْيكَ اْلَبصَرُ خَاسِئًا َو ُهوَ حَسِيٌ))(‪[)4‬اللك‪..]4:‬‬
‫‪ -‬كلم ابن الطيب واضح‪ ،‬ونرى كيف يفسرون الية الكرية حسب التفسي الشاري‪.‬‬
‫ويقول عبد الكري اليلي(‪( ،)5‬وهو غوث أيضا)‪:‬‬
‫والنفي والباقي‬ ‫أنا الوجود والعدوم‬
‫ول تنفيه يا باقي‬ ‫ول تثبت وجودا ل‬
‫ول عينا لماقي‬ ‫ول تعلك غيا ل‬
‫(‪)6‬‬
‫بأوصاف وأخلقي‬ ‫وقل أنا ذا ولست بذا‬
‫إِنه يقول‪ :‬ل تثبث وجودا ل (ف نفسك باعتباري ملوقا)‪ ،‬ول تنفيه (بلسانك)‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬يا باقي) أي‪( :‬يا من وصل إِل مقام البقاء) ومثل هذا ما يريده ف البيتي الخرين‪.‬‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن‪( ،‬ص‪.)90:‬‬


‫‪ )(2‬نشر الحاسن‪( :‬ص‪.)283:‬‬
‫‪ )(3‬لسان الدين ممد بن عبد ال بن سعيد‪...‬السلمان‪ ،‬وزير الندلس‪ ،‬وهو الخصوص ف (نفح الطيب)‪ ،‬مات قتلً بسبب كتابه (روضة التعريف) الصوف‪،‬‬
‫وذلك سنة‪776( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(4‬روضة التعريف ف الب الشريف‪( ،‬ص‪.)432 ،431:‬‬
‫‪ )(5‬عبد الكري بن إبراهيم ابن سبط عبد القادر اليلن‪ ،‬غوث‪ ،‬مات سنة‪832( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬النسان الكامل‪( ،‬ص‪.)11:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪:‬‬
‫أعيا قراءة كل كاتب‬ ‫رمزي الذي ل ف الوى‬
‫دقت فلم تفهم لصائب‬ ‫أظهرته بعبارة‬
‫صرحته بي البائب‬ ‫عرضته لوحته‬
‫ورويت منه كل شارب‬ ‫فزويت عنه عينهم‬
‫وال عن كل البائب‬ ‫أبديته وكتمته‬
‫(‪)1‬‬
‫ظهروا فشا بي الجانب‬ ‫عذل العذول فعندما‬
‫يقول‪ :‬إِنه رمز إِل السر ث أظهره بعبارة دقيقة‪...‬ولكن عندما عذل العذول أظهره ففشا بي الجانب‪ ،‬وعذل‬
‫العذول هو سبب جديد لِإفشاء السر يُعرّفنا به‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫م فخمر فيها فيها‬ ‫واشرب من الثغر الدا‬
‫رغم الذي يطويها‬ ‫وأدر كئوسك راشدا‬
‫د فل تكن مفيها‬ ‫أبدت ماسنها سعا‬
‫(‪)2‬‬
‫ليس السوى يدريها‬ ‫ودع اغترارك بالسوى‬
‫أظن أن القارىء أضحى الن يعرف أنه يرمز بـ(سعاد) للذات الِإلية‪ ،‬كما يرمز إِل اللذة العارمة الت يشعر‬
‫با عندما يتحقق باللوهية ف خلوته‪ ،‬بـ(مدام الثغر‪ ،‬وخر فيها‪ ،‬والكئوس‪ ،‬والحاسن)‪ .‬كما أظن أن كلمة (السوى)‬
‫أضحت مفهومة‪ ،‬أو سهلَا فهمها‪.‬‬
‫واللحوظةهي أنه يدعو إِل إِعلن السر وعدم إِخفائه (فل تكن مفيها) وإل عدم اللتفات إِل السوى (ودع‬
‫اغترارك بالسوى) وهذا يعن أننا سنرى عنده كل التصريح بالسر‪ ،‬رغم استعماله الرموز ف كثي من الحيان‪ .‬فنراه‬
‫يقول مثلً‪:‬‬
‫وأنت با الاء الذي هو نابع‬ ‫وما اللق ف التمثال إِل كثلجة‬
‫وغي أن ف حك ٍم دعته الشرائع‬ ‫وما الثلج ف تقيقنا غي مائه‬

‫‪ )(1‬النسان الكامل‪ ،‬من قصيدة مطلعها (ل ف الغرام عجائب وأنا وربك ذو العجائب)‪( ،‬ص‪.)16:‬‬
‫‪ )(2‬النسان الكامل‪( ،‬ص‪.)45:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)3‬‬
‫ويوضع حكم الاء والمر واقع‬ ‫ولكن يذوب الثلج يرفع حكمه‬
‫ف هذه البيات تصريح ومغالطة‪:‬‬
‫فهو يصرح أن اللق من الالق كالثلجة من الاء‪ ،‬فكما أن الثلجة هي جزء من ماء تغي مظهرهُ فقط‪ ،‬كذلك‬
‫اللق هو جزء من الق‪ ،‬تغي مظهره فقط‪.‬‬
‫والغالطة هي تقريره أن الثلج هو الاء ف تقيقهم‪ ،‬بينما هو ف حكم الشرائع غي الاء‪ ،‬ونتيجةً هذه الغالطة‬
‫هي انطباع لدى القارىء أن الشرائع مطئة‪ ،‬وتقيقهم هو الصحيح‪.‬‬
‫‪ -‬ول أدري! هل ل يد من يقول له‪ :‬إِن حكمه خطأ وقياسه فاسد؟‬
‫ويقول من نفس القصيدة‪:‬‬
‫رموز الوى ما السر عندي ذائع‬ ‫وها أنا ذا أخفي وأظهر تار ًة‬
‫يصرح إِل جاهل أو مادع‬ ‫وإياك أعن واسعي جارت وما‬
‫(‪)2‬‬
‫وأخفيه أخرى كي تصان الودائع‬ ‫ولكنن آتيك بالبدر أبلجا‬
‫فلننظر إِليه كيف يأتينا بالبدر أبلجا‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫أجل عوضا بل عي ما أنا واقع‬ ‫خبتن فكانت فّ عن نيابة‬
‫لا ف وجوِد مفردٍ مَن ينازع‬ ‫فكنت أنا هي وهي كانت أنا وما‬
‫وحال با ماض كذا ومضارع‬ ‫ت با فيها ول تاء بيننا‬
‫بقي ُ‬
‫ت من نومي فما أَنا ضاجع‬
‫ونُبه ُ‬ ‫ولكن رفعت النفس فارتفع الجا‬
‫فلي ف جبي السن تلك الطلئع‬ ‫وشاهدتُن حقّا بعي حقيقت‬
‫ليطبع فيها للكمال مطابع‬ ‫جلوتُ جال فاجتليتُ مرائيا‬
‫وأخلقها ل ف المال مطالع‬ ‫فأوصافها وصفي وذات ذاتا‬
‫(‪)3‬‬
‫ل اسم ول تلك النعوت توابع‬ ‫واسي حقًا اسها واسم ذاتا‬
‫قوله‪( :‬ول تاء بيننا) يعن با تاء الخاطب‪ ،‬أَي‪ :‬إِنما صارا ذاتا واحدة‪.‬‬
‫ولننتبه إل أَنه يشي إِل الذات اللية بضمي الؤنث‪ ،‬حيث يظهر للغافل وكأَنه يتغزل بحبوبته‪ ،‬ويقول ف‬
‫‪ )(3‬النسان الكامل‪( ،‬ص‪ .)46:‬والبيات من قصيدته السماة (البوادر الغيبية ف النوادر العينية)‪ ،‬وهي طويلة ومشهورة‪.‬‬
‫‪ )(2‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)202:‬‬
‫‪ )(3‬الِنسان الكامل‪( ،‬ص‪.)61:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫مكان آخر‪:‬‬
‫‪...‬لن الكلم عن القائق بالِإشارة‪ ،‬ول يفهم إِشارتنا ويعرف آفة ما فيها من عباراتنا إِل من هو نن ونن‬
‫هو‪ ،‬فافهم‪ .‬وإليه الِإشارة‪ ،‬نقول شعرا‪:‬‬
‫فغنيت كما غن‬ ‫وغن ل من قلب‬
‫وكانوا حيث ما كنا‬ ‫وكنا حيث ما كانوا‬
‫وقد أَردف سيدنا الشيخ العال الربان‪ ،‬شهاب الدين أَحد بن أَب بكر الرداد هذه البيات ثالثا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ول بانوا ول بنّا‬ ‫فحاسبنا وما بانوا‬
‫ولعمري أَشار إل معن غريب‪ ،‬لول القام ‪-‬مقام الشارة‪ -‬لنعمنا عنه العبارة(‪.)1‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬من قلب‪ :‬يعن به اللّه سبحانه‪ ،‬والضمي ف (كانوا) عائد على ال سبحانه وتعال‪ ،‬وعلى القارئ‬
‫التحليل‪.‬‬
‫ويقول ابن البنا السرقسطي(‪:)2‬‬
‫ل يد الب لا خلصة‬ ‫وهذه مسأَلة معتاصة‬
‫حقيقة الواب عنها ريبة‬ ‫لنا مسأَلة غريبة‬
‫(‪)3‬‬
‫بل منكرا أَو ناقدا أو جاحدا‬ ‫وقلّ ما تلقى لا مساعدا‬
‫ويقول‪:‬‬
‫حيث لا أنوذج ربان‬ ‫وهذه حقيقة النسان‬
‫أَدركت ف نفسك معن النفس‬ ‫مت ارتقيت عن قبيل الس‬
‫حت عن اللب مت تصوم‬ ‫يا من على القشر غدا يوم‬
‫(‪)4‬‬
‫بل هو كن ف النهى مكنوز‬ ‫ووضعه ف الكتب ل يوز‬
‫ويقول منها‪:‬‬

‫‪ )(1‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)77:‬‬


‫‪ )(2‬أبو العباس أحد بن ممد بن يوسف التجيب العروف بابن البنا السرقسطي‪ ،‬من سرقسطة ف الندلس‪ ،‬انتقل إل فاس ومات فيها ف النصف الول من‬
‫القرن التاسع الجري‪.‬‬
‫‪ )(3‬الفتوحات اللية (ص‪ ،)27:‬والبيات من قصيدته الشهورة (الباحث الصلية)‪.‬‬
‫‪ )(4‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪ )43:‬وما قبلها‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يدعونه بالعال الروحان‬ ‫واستشعروا شيئا سوى البدان‬
‫(‪)1‬‬
‫معارف تُلغز ف النقول‬ ‫ث أمام العال العقول‬
‫ويقول منها‪:‬‬
‫فأَطلق القول أنا معبودي‬ ‫ث امتحى ف غيبة الشهود‬
‫أَثبت فرقا حيث ل يكنه‬ ‫حت إِذا ُردّ عليه منه‬
‫وعبّروا عن ذاك بالنول‬ ‫َف ُردّ تو عال التحويل‬
‫كي ما يؤدي واجبات الرق‬ ‫ورده بالق نو اللق‬
‫(‪)2‬‬
‫والغز التعبي أَي لغز‬ ‫فكلم الناس بكل رمز‬
‫وقال ابن خلدون(‪:)3‬‬
‫قُتل اللج بفتوى أهل الظاهر وأَهل الباطن‪ ،‬أَهل الشريعة وأهل القيقة؛ لنه باح بالسر فوجبت عقوبته(‪.)4‬‬
‫ويقول عبد الوهاب الشعران(‪:)5‬‬
‫‪...‬ونور بصائرهم بفضله‪ ،‬وطهر سرائرهم‪ ،‬وأطلعهم على السر الصون‪ ،‬وصانم عن الغيار‪ ،‬وسترهم عن‬
‫أعي الفجار؛ لنم عرائس‪ ،‬ول يرى العرائس الجرمون‪ ،‬فإِذا مر عليهم ول من أولياء ال ينسبونه إِل الزندقة‬
‫والنون‪ ،‬وتراهم ينظرون إليك وهم ل يبصرون‪ ،‬فمنهم النكر لكراماتم‪ ،‬ومنهم النقص لقاماتم‪ ،‬ومنهم الثالب‬
‫لعراضهم‪ ،‬ومنهم العترضون يعترضون على أحوالم(‪...)6‬‬
‫ويقول‪ :‬ومن الولياء من سد باب الكلم ف دقائق كلم القوم حت مات‪ ،‬وأحال ذلك على السلوك‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫من سلك طريقهم اطلع على ما اطلعوا عليه‪ ،‬وذاق كما ذاقوا‪ ،‬واستغن عن كلم الناس‪ ،‬وسيأت ف ترجة عبد ال‬
‫القرشي رضي ال عنه أن أصحابه طلبوا مكة أن يسمعهم شيئا من علم القائق‪ ،‬فقال لم‪ :‬كم أصحاب اليوم؟‬
‫قالوا‪ :‬ستمائة رجل‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬اختاروا لكم منهم مائة‪ .‬فاختاروا‪ ،‬فقال‪ :‬اختاروا من الائة عشرين‪،‬‬
‫فاختاروا‪ ،‬فقال‪ :‬اختاروا من العشرين أربعة‪ .‬فاختاروا‪( ،‬قلت)‪ :‬وكان هؤلء الربعة أصحاب كشوفات ومعارف‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)112:‬‬


‫‪ )(2‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪ )351:‬وما قبلها‪.‬‬
‫‪ )(3‬عبد الرحن بن ممد بن خلدون الضرمي‪ ،‬ولد ف تونس عام‪1334( :‬م)‪ ،‬تقلب ف البلد‪ ،‬وتوف ف القاهرة عام (‪1406‬م)‪ ،‬الوافق لسنة‪( :‬‬
‫‪808‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(4‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)347:‬‬
‫‪ )(5‬أبو الواهب عبد الوهاب بن أحد بن علي النصاري العروف بالشعران‪ ،‬توف ف القاهرة سنة‪973( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬الطبقات الكبى‪.)1/2( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فقال الشيخ‪ :‬لو تكلمت عليكم ف علم القائق والسرار‪ ،‬لكان أول من يفت بكفري هؤلء الربعة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ما يب أن ننتبه إليه بشدة ف هذا النص‪ ،‬هو قوله‪( :‬لكان أول من يفت بكفري هؤلء الربعة)‪ ،‬مع العلم‬
‫أنم أصحاب كشوف ومعارف‪ ،‬فهم متحققون بثل ما تقق به شيخهم‪ ،‬ما لو نطق به لكفروه! إذن فلم يكفرونه‬
‫وهم على مثل عقيدته؟!‬
‫الواب فيما مر معنا من نصوص‪ ،‬وخاصة قول النيد ف أوائل هذا الفصل؛ أي‪ :‬يكفرونه لنه يبوح بالسر‪.‬‬
‫ويقول الشعران أيضا‪:‬‬
‫قال سيدي يوسف العجمي ‪-‬رحه ال‪( :-‬وإنا أمر النب صلى ال عليه وسلم بغلق الباب لا أَراد أَن يلقن‬
‫جاعةً من أصحابه‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وقال‪ :‬هل فيكم غريب‪...‬؟ لينبه على أَن طريق القوم مبنية على السحر‪ ،‬بلف‬
‫الشريعة الطهرة‪ ،‬فل ينبغي لحد من أهل الطريق أَن يتكلم بالقيقة عند من ليؤمن با خوفا أن ينكرها فيمقت(‪.)2‬‬
‫وكان يقول‪:‬‬
‫إِياك أيها الريد أن تادل أصحاب الطقوس با تده ف نفسك من المور الذوقيات‪ ،‬فربا شنوا عليك الغارات‬
‫ول يرجعوا عما هم عليه‪ ،‬وربا سبوا الطريق وأهلها(‪.)3‬‬
‫ويقول شيخ الشيوخ عبد الرحن الجذوب(‪ )4‬زجلً‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وخ ّل اللئق يشكّو إل يوم القيامة‬ ‫احفر لسرك ودكوا ف الرض سبعي قامة‬
‫ويقول أحد بن عبد الحد السرهندي(‪( )6‬مدد اللف الثان)‪:‬‬
‫‪...‬والنع من إظهار حقائق عال المر إنا هو بسبب دقة تلك العان الكنونة‪...‬وليس ف بثي السرار وإِن ظهر‬
‫لنا كالشمس ف فلك‪ ..‬وبقية الواهر العليا الت فوق الصفات القيقية داخلة ف دائرة حضرة الذات تعالت‬
‫وتقدست‪ ،‬ولذا يقال لتجليات هذه الراتب الثلثة‪ :‬تليات ذاتية‪ ،‬ول مصلحة ف التكلم وراء ذلك‪ ،‬بلغ الياع إِل‬
‫هنا فتكسرا(‪ .)7‬ا هـ‪.‬‬
‫أظن أن القارئ يعرف الن أن عبارة (بسبب دقة تلك العان الكنونة)‪ :‬هي للمغالطة‪ ،‬وأن السبب القيقي هو‬
‫‪ )(1‬الطبقات الكبى‪.)1/12( :‬‬
‫‪ )(2‬النوار القدسية‪.)1/29( :‬‬
‫‪ )(3‬النوار القدسية‪.)163( :‬‬
‫‪4‬‬
‫() سيدي عبد الرحن الجذوب من الولياء الكابر!‬
‫كان مقطوع الذكر‪ ،‬قطعه بنفسه ف أوائل جذبته‪ ،‬مات ف القاهرة عام‪944( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)112:‬‬
‫‪ )(6‬مؤسس الطريقة الجدية‪ ،‬مات ف الند سنة‪1034( :‬هـ‪1625/‬م)‪.‬‬
‫‪ )(7‬النتخبات من الكتوبات‪( ،‬ص‪.)7:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫خوف التكفي‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول ابن عجيبة(‪:)1‬‬
‫‪...‬فإذا انفرد القلب بال‪ ،‬وتلص ما سواه‪ ،‬فهم دقائق التوحيد وغوامضه الت ل يكن التعبي عنها‪ ،‬وإنا هي‬
‫رموز وإشارات ل يفهمها إل أهلها‪ ،‬ول تفشى إل لم‪ ،‬وقليل ما هم‪.‬‬
‫ومن أفشى شيئا من أسرارها مع غي أهلها فقد أباح دمه‪ ،‬وتعرض لقتل نفسه‪ ،‬كما قال أبو مدين رضي ال‬
‫عنه‪:‬‬
‫تراق دمانا جهرة لو با بنا‬ ‫وف السر أسرار دقاق لطيفة‬
‫وهذهِ السرار هي أسرار الذات وأنوار الصفات الت تلّى الق با ف مظهر الكوان‪ ،‬وإل ذلك إشارة (ابن‬
‫عطاء ال السكندري) بقوله‪( :‬الكون كله ظلمة‪ ،‬وإنا أَناره ظهور الق فيه)(‪.)2‬‬
‫‪ -‬هنا يصرح ابن عجيبة بالسر‪ ،‬فيقول‪( :‬وهذه السرار هي أَسرار الذات‪...‬الت تلّى الق با ف مظهر‬
‫الكوان)‪ ،‬وأظن أَن الملة واضحة‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فلن هذه المور أذواق باطنية‪ ،‬وأَسرار ربانية‪...‬وأَيضا هي أمانات وسر من أسرار اللك‪ ،‬وسر‬
‫اللك ل يل إِفشاؤه‪ ،‬فمن أفشاه كان خائنا واستحق الطرد والعقوبة‪ ،‬ول يصلح أن يكون أمينا بعد ذلك‪ ،‬فكتم‬
‫السرارمن شأْن الخيار‪ ،‬وهتك السرار من شأْن الشرار‪ .‬وقد قالوا‪ :‬قلوب الحرار قبور السرار‪.‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فالسر عند خيار الناس مكتوم‬ ‫ل يكُتمُ السر إِل كلّ ذي ثقة‬
‫ويقول أيضا‪( :‬وقال اللج ‪-‬رضي ال عنه‪ :-‬أنا أنت بل شك فسبحانك سبحان‪ ،‬وتوحيدك توحيدي‪،‬‬
‫وعصيانك عصيان‪.‬‬
‫وقال أيضا (أي‪ :‬اللج)‪:‬‬
‫سرّ سنا لهوته الثاقب‬ ‫سبحان من أظهر ناسوته‬
‫ف صورة الكل والشارب‬ ‫ث بدا ف خلقه ظاهرا‬
‫كلحظة الاجب بالاجب‬ ‫حت لقد عاينه خلقه‬
‫وبإِظهار هذا وأمثاله قُتل ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬فمن لطف ال تعال ورحته أن ستر ذلك السر بظهور نقائضه‪،‬‬

‫‪ )(1‬العارف بال أحد بن ممد بن عجيبة السن مغرب من كبار صوفية القرن الثالث عشر الجري‪ ،‬مات سنة‪1224( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪ ،)39:‬وجلة (الكون كله‪ )...‬من الكم العطائية‪.‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)112:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪48‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫صونا لذلك السر أن يظهر لغي أهله‪ ،‬ومن أفشاه لغي أهله قُتل كما فُعل باللح‪.)1(...‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬هم يكتمون السر خوفا من السيف‪ ،‬وترءوا على ال سبحانه فجعلوه مثلهم! فهل ياف سبحانه‬
‫من السيف؟؟!‬
‫ويقول‪... :‬قد يرخص للمعارف الاهر إِلقاء القائق مع من ل يعرفها‪ ،‬بعبارة رقيقة وشارةً لطيفة‪ ،‬وغزل رقيق‪،‬‬
‫بيث ل يأخذ السامع منها شيئا‪ .‬فقد كان النيد رضي ال عنه يلقي القائق على رءوس الشهاد‪ ،‬فقيل له ف ذلك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬جانب العلم (أي‪ :‬علم القائق الصوفية) حى من أن يأخذه غي أَهله(‪.)2‬‬
‫ويقول ابن عجيبة أيضا ف شرح قول ابن البنا السرقسطي‪:‬‬
‫فأَطلق القول أَنا معبودي‬ ‫ث امتحى ف غيبة الشهود‬
‫أَثبت فرقا حيث ل يكنه‬ ‫حت إِذا رد عليه منه‬
‫يقول‪ :‬العبد ف حال غفلته يكون مبتلى برؤية نفسه‪ ،‬واقفا مع شهود حسّه‪ ،‬مسجونا بحيطاته‪ ،‬مصورا ف‬
‫هيكل ذاته‪ .‬فإِذا أراد ال تعال أن يرفع عنه الجاب ويدخله ف حضرة الحباب‪ ،‬ألقاه إِل ول كل أوليائه‪ ،‬وعرفه‬
‫سر خصوصيته واصطفائه‪ ،‬فل يزال يسي به وياذيه ويرق عليه عوائد نفسه ويغيبه عنها‪ ،‬ويزهدهُ ف فلسه وجنسه‪،‬‬
‫فإذا رآه الشيخ قد رق ف حقه الجاب‪ ،‬واستحق النراط ف سلك الحباب‪ ،‬فتح له الباب وقال له‪ :‬ها أنت‬
‫وربك‪ ،‬فإِذا زج ف حضرة النور‪ ،‬ورفعت عنه الستور‪ ،‬أنكر الوجود بأسره‪ ،‬وأنكر وجود نفسه‪ ،‬فامتحق وجودُه ف‬
‫مبوبه‪ ،‬وانطوى شهوده ف شهود معبوده‪ ،‬فأنشأ يقول‪( :‬أنا من أهوى ومن أهوى أنا‪ ،‬أنا الحب والبيب‪ ،‬ليس ث‬
‫ثان)‪ ،‬فإِذا تكن ف الشهود‪ ،‬وتقق برؤية نور اللك العبود‪ُ ،‬ردّ عليه صحوه ورجع إِليه سلوكه‪ ،‬فأثبت فرقا ف عي‬
‫المع‪ ،‬قياما بوظائف الكمة ف عي شهود القدرة‪ ،‬فيكون المع ف باطنه مشهودا‪ ،‬والفرق على ظاهره موجودا‪،‬‬
‫فرقا لفظيّا ل حقيقيّا؛ أدبا مع الربوبية وقياما بوظائف العبودية‪(...‬إِل أن يقول)‪... :‬وقوله‪( :‬فأطلق القول‪ :‬أنا‬
‫معبودي)‪ .‬إِطلق هذا القول ل يسلم له إِل ف حالة القوة والذبة‪ ،‬وإل فقد علمت ما وقع للحلج وهو ول ال‬
‫حقّا‪ ،‬وف معن ذلك قيل‪:‬‬
‫وإل سوف يقتل بالسنان‬ ‫ومن شهد القيقة فليصنها‬
‫له شس القيقة بالتدان‬ ‫كحلج الحبة إذ تبدت‬
‫وقال آخر‪:‬‬
‫وكذا دماء البائحي تباح‬ ‫بالسر إِن باحوا تباح دماؤهم‬
‫وقال ابن خلدون‪( :‬قتل اللج بفتوى أهل الظاهر والباطن‪ ،‬أهل الشريعة وأهل القيقة؛ لنه باح بالسر‪،‬‬
‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)156:‬‬
‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪49‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فوجبت عقوبته)‪ .‬ومن أفت بقتله النيد والشلب‪ ،‬غية على السر أن يفشى لغي أهله‪ ،‬فالواجب كتم السرار‪ ،‬وإظهار‬
‫شريعة النب الختار(‪.)1‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫قوله‪ ..( :‬كتم السرار وإظهار شريعة النب‪ )...‬واضح الدللة على أن السرار تناقض شريعة الختار‪.‬‬
‫ويقول أيضا‪... :‬ث هؤلء الهال (أي‪ :‬أهل الشريعة) ل يقنعوا بالنكار‪ ،‬حت كفروا من قال بشيء من ذلك‬
‫(أي‪ :‬من ذلك السر) كما قال‪( :‬أي‪ :‬ابن البنا السرقسطي)‪:‬‬
‫إذا دعاهم اللبيب الروع‬ ‫وكفّروا وزندقوا وبدّعوا‬
‫قلت‪ :‬هذا من الرمان‪ ،‬وعلمة الذلن‪ ،‬إذا دعاهم أحد إل التحقيق‪ ،‬قالوا‪ :‬إنه زنديق‪ .‬وإذا خرق عوائد‬
‫نفسه ف دواء قلبه‪ ،‬قالوا‪ :‬إنه صاحب بدعة‪ .‬وهذا كله حجاب وستر لوليائه‪ ،‬فإذا سع الريد شيئا من ذلك فليطب‬
‫نفسا‪ ،‬فتلك عناية به‪ ،‬نعم‪ ،‬ينبغي أن يزم نفسه ف ستر السر الذي عنده‪ ،‬فإن أفشى شيئا من ذلك فسيف اللج‬
‫فوق رأسه(‪.)2‬‬
‫ويقول‪ :‬إذا قال الفقي‪( :‬أنا من أهوى ومن أهوى أنا) قبل تقق فنائه‪ ،‬فما أبعده عن الصواب‪ ،‬وإذا تقق‬
‫فناؤه‪ ،‬فل يقول ذلك إل مع من يصدّقه ف حاله‪ ،‬وإل تعرض لقتله(‪...)3‬‬
‫‪ -‬نرى أن ابن عجيبة واضح‪ ،‬ونصوصه واضحة‪ ،‬إنه‪ -‬ف الواقع‪ -‬يفشي السر رغم دعوته إل كتمانه‪ ،‬ث‬
‫يشرح لنا بوضوح سبب الدعوة إل الكتمان‪.‬‬
‫وف النص الخي يبي لنا معن كلمة (الفناء) بيث ل نتاج معه إل الرجوع إل غيه‪ ،‬ومن الواضح جدّا أنه‬
‫يعن بقوله‪( :‬أنا من أهوى) أي‪ :‬أنا ال! وقد مر ف نص قبله‪ ،‬قوله‪( :‬أنا معبودي) ومت تسلم لقائلها؟‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫واحذر أن تكون سواه‬ ‫إياك أن تقول أناه‬
‫واضح أن عبارة (أناه) تعن‪( :‬أنا هو) أو (أنا ال)‪ ،‬وهذه الملة لبن عجيبة هي الوضوع الذي دارت حوله‬
‫كل ما مر معنا من نصوص حول هذا الوضوِع‪ ،‬فهو يقول‪ :‬إياك أن تقول (بلسانك للناس)‪ :‬أنا ال‪ ،‬ولكن احذر أن‬
‫تكون (عقيدةً) سواه‪ ،‬أي‪ :‬أن تعتقد أنك سواه (أي‪ :‬سوى ال!) ‪ -‬وهو نفس قول الشاذل‪( :‬ليكن الفرق ف‬
‫لسانك‪.)..‬‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪ ،‬حاشية اليقاظ‪( ،‬ص‪.)347 ،346:‬‬


‫‪ )(2‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)427:‬‬
‫‪ )(3‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)456:‬‬
‫‪ )(4‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)347:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول ممد مهدي الرواس(‪:)1‬‬
‫وبويعت ف الضرة على كتم أسرار الضرة إل عن أهلها‪ ،‬وقد قال إمامنا الشافعي ‪-‬رضي ال عنه‪:-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ومَن مَنَعَ الستوجبي فقد ظلمْ‬ ‫ومن منَحَ الهال علما أضاعهُ‬
‫وبويعت ف الضرة‪ ،‬على خفاء ف ظهور‪ ،‬وظهور ف خفاء‪ ،‬وطلسمية ف ملى‪ ،‬وملى ف طلسمية‪ ،‬وانقباض‬
‫ف انبساط‪ ،‬وانبساط ف انقباض‪ ،‬وتعي ف استتار‪ ،‬واستتار ف تعي(‪...)3‬‬
‫ويقول‪ :‬وبويعت ف الضرة على الوقوف على قدم الهتمام‪ ،‬مع حكم الطي ف الزمان‪ ،‬يإعلء أحكام شريعة‬
‫سيد الكوان‪ -‬عليه صلوات الرحن‪ -‬وها أنا والمد ل على العهد‪ ،‬تردت لِإعلم أحكامها‪ ،‬برقائق يفهمها من‬
‫فهمه ال بنوره البي‪ ،‬وفقهه ف الدين‪ ،‬مع طي ف منشور الزمان‪ ،‬على منوال قول القائل‪:‬‬
‫فصرتُ أرى دهري وليس يران‬ ‫تسترتُ من دهري بظل جناحه‬
‫(‪)4‬‬
‫وأين مكان ما عرفن مكان‬ ‫ت‬
‫فإِن تسألِ اليام عنَ ما در ُ‬
‫ويقول (من قصيدة)‪:‬‬
‫ونن على مهدِ التّكتّم ُقوّم‬ ‫طريقتُنا أنّا نرّ زماننا‬
‫(‪)5‬‬
‫وفيها سطورُ الصدقِ ل َنرْ ُقمُ‬ ‫طريقتُنا أن نعلَ السر رقع ًة‬
‫ومنها‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ع ظاهرا وهذا هو السرّ الفيّ الطلسم‬
‫ظ الشر َ‬
‫طريقتُنا أن نف َ‬
‫ويقول ممود أبو الفيض النوف(‪( )7‬من قصيدة)‪:‬‬
‫وإن أرى شرحي لا فوق طاقت‬ ‫وأبصرتُ أسرار تسامت بذاتا‬
‫لقيت حامي بعد تزيق مهجت‬ ‫فإن إذا ما بت يوما بسرها‬

‫‪ )(1‬القطب الغوث الفرد التمكن‪...‬السيد باء الدين ممد مهدي الشيوخي الشهي بالرواس‪ ،‬ابن علي الرفاعي الصيادي السين السن‪ ،‬من بلدة سوق‬
‫الشيوخ من أعمال البصرة‪ ،‬تول كثيا ومات ف بغداد عام (‪1287‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)292:‬‬
‫‪ )(3‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)273:‬‬
‫‪ )(4‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)274:‬‬
‫‪ )(5‬الجموعة النادرة‪( ،‬ص‪.)287:‬‬
‫‪ )(6‬الجموعة النادرة‪( ،‬ص‪.)288:‬‬
‫‪ )(7‬ممود أبو الفيض بن علي بن عمر بن إبراهيم أبو ماضي‪...‬ولد ف مدينة منوف من مديريات مصر عام (‪1312‬هـ)‪ ،‬وهو مؤسس الطريقة الفيضية‪،‬‬
‫وصاحب ملة العال الِإسلمي‪ ،‬ورئيس تريرها‪ ،‬ولعله يكون متمتعا بالصحة أثناء كتابة هذه الكلمات‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)1‬‬
‫حظيت بقرب عند أهل مودت‬ ‫ولست على سر أمينا إذن ول‬
‫***‬
‫(‪)2‬‬
‫ول تفشه إِل لهل البصية‬ ‫وكن كاتا للسر عن غي أهله‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫ومن أعظم مواهب ال لوليائه وجود العبارة‪ ،‬وهي (الفتوح بالتعبي عن القاصد)‪.‬‬
‫قال(‪ :)3‬وسعت شيخنا أبا العباس يقول‪ :‬يكون الول مشحونا بالعلوم والعارف‪ ،‬والقائق لديه مشهودة‪ ،‬حت‬
‫إذا أعطي العبارة‪ ،‬كانت كالِإذن من ال له ف الكلم‪.‬‬
‫وقال‪ :‬من أذن له ف التعبي حسنت ف مسامع اللق عباراته‪ ،‬وحليت لديهم إشاراته‪.‬‬
‫وقال‪ :‬سعت شيخنا أبا العباس يقول‪ :‬كلم الأذون له يرج وعليه كسوة وطلوة من نور قلبه‪ ،‬وكلم الذي‬
‫ل يؤذن له يكون مكسوف النوار‪ ،‬حت إن الرجلي ليتكلمان بالقيقة الواحدة‪ ،‬فيقبل من أحدها ويرد على الخر‪،‬‬
‫واعلم أن من أراد ال أن يكون داعيا إليه من أوليائه فل بد من إظهاره إل العباد ولو لاصتهم‪ ،‬إذ ل تكون الدعوة‬
‫إل ال إل كذلك(‪.)4‬‬
‫‪ -‬لقد مرت أقوال أب العباس الرسي ف صفحات سابقة‪ ،‬وأكررها هنا‪ ،‬لن السيد النوف يتبناها‪.‬‬
‫‪ -‬وعن الشيخ ممد أمي الكردي(‪ )5‬يقول الشيخ سلمة العزامي(‪:)6‬‬
‫‪...‬وكان يرى أن القول بوحدة الوجود من سكر الوقت وغلبة الال‪ ،‬يعذر صاحبه إذا كان مغلوبا‪ ،‬ول يصح‬
‫تقليد غيه له‪ ،‬وكان يرى الوض فيه حراما إل لن ثبتت قدمه ف عقيدة أهل السنة والماعة‪ ،‬وعرف ذلك من بقايا‬
‫السكر ول يتأثر با يسمعه من الشطحات(‪...)7‬‬
‫‪ -‬الوقت‪ :‬ما هو غالب على العبد(‪ ،)8‬أو ما كان هو الغالب على الِإنسان(‪ ،)9‬فيقال‪( :‬وقتك الزن‪ ،‬أو وقتك‬
‫السرور‪ ،‬أو وقتك الذبة‪ ،‬أو وقتك الغيبة‪ )...‬وهذا النص أكثر وضوحا من أن يتاج إل تعليق‪ ،‬ولكنه مع ذلك‬
‫‪ )(1‬بداية الطريق إل مناهج التحقيق‪( ،‬ص‪.)66:‬‬
‫‪ )(2‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)444:‬‬
‫‪ )(3‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)257:‬‬
‫‪ )(4‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)257:‬‬
‫‪ )(5‬شيخ شيوخ العصر‪...‬القطب الكبي ممد أمي الكردي الِإربلي ابن الشيخ فتح ال زاده‪ ،‬أخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ عمر النقشبندي‪ ،‬رحل إل‬
‫الجاز ث إل القاهرة ومات فيها عام‪1332( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬الشيخ سلمة العزامي‪ ،‬أحد أكابر علماء الزهر وتلميذ الشيخ الكردي‪.‬‬
‫‪ )(7‬ترجة الشيخ الكردي ف مقدمة كتاب تنوير القلوب‪( ،‬ص‪.)42:‬‬
‫‪ )(8‬معجم الصطلحات الصوفية‪.‬‬
‫‪ )(9‬شرح حاشية العروسي‪.)2/22( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪52‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫باجة إل تأمل‪.‬‬
‫ويقول الشيخ عبد القادر المصي(‪:)1‬‬
‫واكتم سر ال ضمن النان‬ ‫احذر نفس ال ف كل آن‬
‫(‪)2‬‬
‫واجع خلق ال ف الوحدة‬ ‫واعلم أن ال عي العيان‬
‫ومن قوله‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫واهدم السوار واهجر بيعك‬ ‫اكتم السرار عن ذوي الغيار‬
‫‪ -‬ذوو الغيار أو أصحاب الغيار‪ :‬أي الذين يتوهون أن ف الوجود غي ال‪ ،‬أو الذين يتوهون أن الخلوق‬
‫غي الالق‪.‬‬
‫ويقول ابن أنبوجة(‪... :)4‬والغي عبارة عن التلبس بالرسوم‪ ،‬والكتم عن السر‪ ،‬والِإشارة دون تصريح صيانةً‬
‫للسرار‪ ،‬واتساعا لحل المانة‪ ،‬فيقى عن ضيق المل‪ ،‬ومطاوعة البوح(‪.)5‬‬
‫‪ -‬الرسوم‪ :‬جع رسم‪ ،‬وهو اللق وصفاته؛ لن الرسوم هي الثار‪ ،‬وكل ما سوى ال هي آثاره الناشئة من‬
‫أفعاله(‪ .)6‬ومعن هذا الكلم هو أن الرسوم هي الخلوقات إذا توهناها غي الالق‪ ،‬ويكون معن قوله‪( :‬التلبيس‬
‫بالرسوم) هو‪ :‬التظاهر بأن اللق غي الالق!‬
‫‪ -‬يبي ابن أنبوجةَ َل يستعملون الشارة ف العبارة دون التصريح‪ ،‬إنا من أجل أن ترقى بم عن ضيق المل‬
‫(أي‪ :‬حل السر) وعن مطاوعة البوح به‪ ،‬فيفرّجون عن صدورهم بعبارات موهة على أهل الرسوم‪.‬‬
‫ولعل ف هذا القدر من أقوال الكبار من أئمة الصوفية ف كتمان السر عن غي أهله‪ ،‬والتلبيس على أهل الشريعة‬
‫بالشريعة‪ ،‬وتنبيه السالكي أن التصريح بالسر يقودهم إل السيف؛ لن السر كفر وزندقة!! لعل ف هذا القدركفاية‪.‬‬
‫بل فيه أكثر من الكفاية‪ ،‬بل وأكثر بكثي! فقد كانت الكفاية ف نص أو نصي من (إحياء علوم الدين) الكتاب‬
‫العظيم الشأن! عظيم الوقع! كثي النفع! جليل القدار! ليس له نظي ف بابه! ول ينسج على منواله! ول سحت قرية‬
‫بثاله! كاشفا عن الغوامض الفية‪...‬إل‪ ،‬لؤلفه (حجة الِإسلم ومجة الدين الت يتوصل با إل دار السلم! الِإمام! بل‬
‫أكثر من عشرين ألف إمام! جامع أشتات العلوم! الضرغام! والبدر التمام! كاشف غياهب الشبهات‪...‬إل) أب حامد‬
‫الغزال‪.‬‬
‫‪ )(1‬الشيخ عبد القادر المصي‪ ،‬أخذ الطريقة عن الشيخ علي اليشرطي وهو قريب العهد‪.‬‬
‫‪ )(2‬اللطائف الروحية‪( ،‬ص‪.)42:‬‬
‫‪ )(3‬اللطائفة الروحية‪( ،‬ص‪.)82:‬‬
‫‪ )(4‬الشيخ العلمة العارف بال سيدي عبيدة بن ممد الصغي بن أنبوجة الشنقيطي التيشيت‪ ،‬من أفراد أعلم الطريقة التجانية‪ ..‬توف عام‪1284( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬ميزاب الرحة الربانية‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪ )(6‬معجم مصطلحات الصوفية‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪53‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لقد كان ف نص أو نصي منه كفاية؛ إذ ل كلم ف هذا الكلم مع كلم حجة الِإسلم؛ لن حجة الكلم‬
‫كلم حجة الِإسلم! وليس بعد كلمه كلم! وإل فما معن كونه (حجة الِإسلم)؟!!‬
‫‪ -‬هذه الفقرة هي من عدوى الكشف والعلوم اللدنية فالعذرهّ!!‬
‫قد يقول قائل‪ :‬ما دام نص أو نصان يكفيان! فلِمَ كل هذا الركام؟!‬
‫الواب‪ :‬هو ماولة‪ -‬قد تكون فاشلة وقد تكون ناجحة‪ -‬للوقوف أمام الثعلبيات الزئبقية الت نسمعها دائما‬
‫وأبدا من الصوفية وأنصارهم‪ ،‬ومن السذج الذين خدعوا بالعبارات النمقة الت تسمي الليل ظهرا والهل علما!‬
‫ل بثل من (الِإحياء) لسمعنا أقوالًا متلفة‪ ،‬فقد يقول قائل منهم‪( :‬هذا كلم مدسوس على‬‫فلو أتيناهم مث ً‬
‫الكتاب)‪ ،‬وهى الملة الظالة الت كررت وتكرر دون حياء‪ ،‬وقد يقول آخر‪( :‬هذا قول انُْتهِ َي منه‪ ،‬ول يبق له رصيد‬
‫الن‪ .‬هذا كان عند بعضهم فقط)‪ .‬وقد يقول آخر‪( :‬التعميم ل يوز)‪ ،‬وقد يقولون‪ :‬هذا له تأْويل (وما أدراك ما‬
‫التأْويل‪ ،‬له ذنب طويل‪ ،‬وخرطوم طويل‪ ،‬وناب طويل‪ ،‬وظفر طويل‪ ،‬وشعر طويل‪.)...‬‬
‫من أجل هذا أوردت هذا الركام‪ ،‬ولول الوف من الِإطالة‪ ،‬وأن يبلغ الكتاب حجما أكب من حجمه؛‬
‫لوردت من أقوال من أوردت أساءهم‪ ،‬ومن أقوال غيهم ف هذا الوضوع ما قد يتاج إل مئات الصفحات‪ ،‬إن ل‬
‫يكن ألوفها!!‬
‫واستكمالً للفائدة‪ ،‬أعيد عرض بعض النصوص السابقة ذات الهية الاصة الواضحة مع بعض الِإضافات‪.‬‬
‫يقول النيد‪:‬‬
‫ل يكون الصدّيق صدّيقا حت يشهد له ف حقه سبعون صديقا أنه زنديق!! وف رواية‪( :‬ألف صديق أنه‬
‫زنديق)‪.‬‬
‫ويقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫‪...‬وإل فقد علمت ما وقع للحلج‪ ،‬وهو ول ال حقّا‪...‬ومن أفت بقتله النيد والشبلي‪(...‬طبعا لنه باح‬
‫بالسر)‪.‬‬
‫ويقول ابن عرب‪:‬‬
‫عليه لطلب الشاهد للبقا‬ ‫ومن كاتٍ للسر يظهر ضده‬
‫ويقول اليافعي‪:‬‬
‫‪...‬لا سعي بالصوفية إل بعض اللفاء‪ ،‬أمر بضرب رقابم‪ ،‬فأما النيد فتستر بالفقه‪ ،‬وكان يفت على مذهب‬
‫أب ثور‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ويقول أبو السن الشاذل‪:‬‬
‫ليكن الفرق ف لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا‪.‬‬
‫ويقول ابن عجيبة أيضا‪:‬‬
‫إياك أن تقول أناه‪ ،‬واحذر أن تكون سواه‪.‬‬
‫وهو نفس العن تاما الذي يقوله أبو السن الشاذل‪( .‬الفرق‪ :‬هو أن تفرق بي الالق والخلوق‪ ،‬والمع أن‬
‫تمعهما ف ذاتٍ واحدة)‪ ،‬وقد مر هذا الشرح سابقا‪ ،‬وأعيده هنا‪.‬‬
‫وأعيد قول اللج لهيته الاصة الاصة‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫العن الذي به تُحقن الدماء‪ ،‬خارج عن الصلة والصوم وقراءة القرآن‪.‬‬
‫ول أعلق بشيء‪ ،‬فهي واضحة جدّا‪ ،‬ولذلك أعدت كتابتها‪ ،‬ولكن أورد قو ًل آخر له أهيته الاصة جدا‪.‬‬
‫يقول الشعران‪:‬‬
‫‪..‬قال عبد ال القرشي‪.. :‬لو تكلمت عليكم ف علم القائق والسرار‪ ،‬كان أول من يفت بكفري هؤلء‬
‫الربعة(‪!)1‬‬
‫‪ -‬وطبعا! يفتون بكفره ظاهرا بألسنتهم‪ ،‬أما ف الباطن فهم يعتقدون عقيدة جازمة أنه صدّيق ول ل‪ ،‬وأن‬
‫إفتاءهم‪ -‬ف الظاهر بكفره هو للتمويه والنجاة من السيف! أو لكتمان السر!! أو لعطاء الظاهر حكم الظاهر‪ ،‬ويبقى‬
‫للباطن حكم الباطن!‬
‫ويقول أحد الشرباصي معلقا على قو ٍل للغزال‪:‬‬
‫فأنت ترى معي‪ ،‬من غي شك‪ ،‬أن الغزال بعد أن أبان الصعوبة ف وضع تعريف جامع مانع للتصوف بسبب‬
‫سريته وباطنيته‪ ..‬إل أن يقول‪ :‬ولعل هذه السرية أو الباطنية الستكنة ف حقيقة التصوف‪ ،‬كانت الدخل لدعاء‬
‫الكثيين التصوف(‪.)2‬‬
‫وما يورده أحد زين الدحلن‪( :‬وسئل والد الشيخ ممد الرملي عن القائل بوحدة الوجود‪ ،‬فقال‪ :‬يقتل هذا‬
‫الرتد وترمى جيفته للكلب؛ لن قوله هذا ل يقبل تأويلً‪ ،‬وكفره أشد من كفر اليهود والنصارى‪ ،‬واستحسن الشيخ‬
‫ابن حجر منه هذهِ الفتوى‪...‬فمن زعم أن وحدة الوجود غي وحدة الشهود ل يشم رائحة معن الوحدة‪ ،‬فوحدة‬
‫الوجود ترجع إل وحدة الشهود من غي حلول ول اتصال‪ ،‬هذا هو القول الق(‪ .)3‬انتهى)‪.‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)1/12( :‬‬


‫‪ )(2‬التصوف عند الستشرقي‪( ،‬ص‪.)14:‬‬
‫‪ )(3‬تقريب الصول لتسهيل الوصول‪( ،‬ص‪.)51:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪55‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬لنلحظ أن الكفر عندهم هو التصريح بوحدة الوجود بعبارة ل تقبل التاويل (لن قوله هذا ل يقبل تأويلً)‬
‫كما يب أن نلحظ أن وحدة الشهود هي وحدة الوجود‪.‬‬
‫ويقول عبد القادر اليلن‪:‬‬
‫أشد الشياء على من عرف ال عز وجل‪ ،‬النطق مع اللق والقعود معهم‪ ،‬ولذا يكون ألف عارف والتكلم‬
‫فيهم واحد؛ إل أنه يتاج إل قوة النبياء عليهم السلم‪ ،‬وكيف ل يتاج إل قوتم وهو يريد أن يقعد بي أجناس‬
‫اللق‪ ،‬يالط من يعقل ومن ل يعقل‪ ،‬يقعد مع منافق ومؤمن‪ ،‬فهو على مقاساة عظيمة‪ ،‬صابر على ما يكره‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فهو مفوظ فيما هو فيه‪ ،‬معان عليه؛ لنه متثل لمر الق عز وجل ف كلمه على اللق‪ ،‬ل يتكلم بنفسه وهواه‬
‫واختياره وإرادته‪ ،‬إنا أجب على الكلم‪ ،‬فل جرم يفظ فيه(‪.)1‬‬
‫‪ -‬والن‪..‬‬
‫نتم هذا الفصل‪ ،‬بفصل من كتاب (اليواقيت والواهر ف بيان عقائد الكابر) للِإمام العارف الربان سيدي‬
‫عبد الوهاب الشعران‪..‬‬
‫يقول‪( :‬الفصل الثالث) ف بيان إقامة العذر لهل الطريق ف تكلمهم ف العبارات الغلقة على غيهم رضي ال‬
‫عنهم(‪ :)2‬اعلم رحك ال‪ ،‬أن أصل دليل القوم ف رمزهم المور‪ ،‬ما روي ف بعض الحاديث أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال يوما لب بكر الصديق‪ :‬أتدري يومَ يوم؟ فقال أبو بكر‪ :‬نعم يا رسول اللّه‪ ،‬لقد سألتن عن يوم‬
‫القادير‪ ،‬وروي أيضا أنه قال له يوما‪ :‬يا أبا بكر‪ ،‬أتدري ما أريد أن أقول؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬هو ذاك هو ذاك‪ ،‬حكاه‬
‫الشيخ تاج الدين بن عطاء ال ف بعض كتبه‪.‬‬
‫ل لنورد قوله صلى ال عليه وسلم‪{ :‬إن كذبا عل ّي ليس ككذب على أحد‪ ،‬فمن كذب عليّ‬
‫* نقف قلي ً‬
‫متعمدا فليتبوأ مقعده من النار}(‪ )3‬جوابا على هذه الحاديث الكذوبة‪.‬‬
‫وذكر الشيخ ميي الدين ف الباب الرابع والمسي من الفتوحات ما نصه‪ :‬اعلم أن أهل ال ل يضعوا‬
‫الِإشارات الت اصطلحوا عليها فيما بينهم لنفسهم‪ ،‬فإنم يعلمون الق الصريح ف ذلك‪ ،‬وإنا وضعوها منعا للدخيل‬
‫بينهم‪ ،‬حت ل يعرف ما هم فيه‪ ،‬شفقة عليه أن يسمع شيئا ل يصل إليه‪ ،‬فينكره على أهل ال‪ ،‬فيعاقب على حرمانه‪،‬‬
‫فل يناله بعد ذلك أبدا‪ ،‬قال‪ :‬ومن أعجب الشياء ف هذه الطريق‪ ،‬بل ل يوجد إل فيها‪ ،‬أنه ما من طائفة تمل علما‬
‫من النطقيي والنحاة وأهل الندسة والساب والتكلمي والفلسفة‪ ،‬إل ولم اصطلح ل يعلمه الدخيل فيهم إل‬
‫بتوقيف منهم؛ ل بد من ذلك‪ ،‬إل أهل هذه الطريق خاصة‪ ،‬فإن الريد الصادق إذا دخل طريقهم‪ ،‬وما عنده خب با‬
‫اصطلحوه‪ ،‬وجلس معهم‪ ،‬وسع منهم ما يتكلمون به من الِإشارات‪ ،‬فهم جيع ما تكلموا به‪ ،‬حت كأنه الواضع‬

‫‪ )(1‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)216:‬‬


‫‪ )(2‬اليواقيت والواهر‪.)1/14( :‬‬
‫‪ )(3‬صحيح مسلم (كتاب العلم)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪56‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لذلك الصطلح‪ ،‬ويشاركهم ف الوض ف ذلك العلم‪ ،‬ول يستغرب هو ذلك من نفسه‪ ،‬بل يد علم ذلك ضروريّا‬
‫ل يقدر على دفعه‪ ،‬فكأنه ما زال يعلمه‪ ،‬ول يدري كيف حصل له ذلك‪ ،‬هذا شأْن الريد الصادق‪ ،‬وأما الكاذب فل‬
‫يعرف ذلك إل بتوقيف‪ ،‬ول يسمح له قبل إخلصه ف الِإرادة وطلبه لا أحد من القوم؛ ول يزل علماء الظاهر ف كل‬
‫عصر يتوقفون ف فهم كلم القوم‪ ،‬وناهيك بالِإمام أحد بن سريج‪ ،‬حضر يوما ملس النيد‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما فهمت من‬
‫كلمه؟ فقال‪ :‬ل أدري ما يقول‪ ،‬ولكن أجد لكلمه صولة‪...‬ث إن القوم ل يتكلمون بالِإشارة إل عند حضور من‬
‫ليس منهم‪ ،‬أو ف تأْليفهم ل غي‪ .‬ث قال‪ :‬ول يفى أن أصل الِإنكار من العداء البطلي إنا ينشأ من السد‪ ،‬ولو أن‬
‫أولئك النكرين تركوا السد وسلكوا طريق أهل ال ل يظهر منهم إنكار ول حسد‪ ،‬وازدادوا علما إل علمهم‪.‬‬
‫ولكن هكذا كان المر‪ ،‬فل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪...‬وأشد الناس عداوة لصحاب علوم الوهب الِإلي‬
‫ف كل زمان أهل الدال بل أدب‪ ،‬فهم لم من أشد النكرين؛ ولا علم العارفون ذلك عدلوا إل الِإشارات‪ ،‬كما‬
‫عدلت مري عليها السلم‪ ،‬من أجل أهل الِإفك والِإلاد إل الِإشارة‪ ،‬فلكل آية أو حديث عندهم وجهان‪ :‬وجه يرونه‬
‫سهِمْ)) [فصلت‪]53:‬‬ ‫ق َوفِي أَْنفُ ِ‬
‫ف نفوسهم‪ ،‬ووجه يرونه فيما خرج عنهم‪ ،‬قال تعال‪َ (( :‬سُنرِيهِمْ آيَاِتنَا فِي الفَا ِ‬
‫فيسمون ما يرونه ف نفوسهم إشارة ليأنس النكرون عليهم‪ ،‬ول يقولوا‪ :‬إن ذلك تفسي لتلك الية أو الديث‪ ،‬وقاية‬
‫لشرهم ورميهم لم بالكفر‪ ،‬جهلً من الرامي معرفة مواقع خطاب الق تعال‪ ،‬واقتدوا ف ذلك بسنن من قبلهم‪ ،‬وإن‬
‫ال تعال كان قادرا أن ينص ما تأوله أهل ال وغيهم ف كتابه‪ ،‬كاليات التشابات‪ ،‬والروف أوائل السور‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فما فعل‪ ،‬بل أدرج ف تلك الكلمات ألِإلية والروف أوائل السور‪ ،‬علوما اختصاصية ل يعلمها إل عباده‬
‫للّص‪...‬ومع هذا التفاضل الشهور فيما بينهم ينكرون على أهل ال تعال‪ ..،‬فإن القوم لا عملوا با علموا‪ ،‬أعطاهم‬ ‫اُ‬
‫ال تعال علما من لدنه‪ ،‬بإعلم ربان أنزله ف قلوبم مطابقا لا جاءت به الشريعة ل يرج عنها ذرة!!‬
‫* وقفة قصية ثانية‪ :‬با أننا الن نعيش لظات ف التفسي الِإشاري‪ ،‬فنريد أن نفهم النصوص فهما (إشاريّا)‪.‬‬
‫وعليه يكون العن (الشاري) لعبارة (مطابقا لا جاءت به الشريعة) هو‪ :‬مطابق (أي‪ :‬يشكل طبقة مقابلة) لا جاءت‬
‫به الشريعة‪ ،‬وواضح أن هذا يعن أنما منفصلن عن بعضهما‪ .‬أما قوله‪( :‬ل يرج عنها ذرة) فتحتمل معنيي‬
‫(إشاريي)‪:‬‬
‫العن الول‪ :‬ل يرج عنها (أي‪ :‬عن الشريعة) ذرة‪ ،‬أي‪ :‬واحدة‪ ،‬لتلتحق بالعلم اللدنِي‪ ،‬فل يوجد ف العلم‬
‫اللدن ذرة واحدة خرجت إليه من الشريعة‪ ،‬فهما متلفان جلة وتفصيلً‪.‬‬
‫العن الثان‪( :‬بالكشف) نشاهد أن كلمة (ذرة) تعن ف لغة (القيقة) السافة بي النة وجهنم‪ ،‬فيكون العن‪:‬‬
‫ل يرج عنها ذرة؛ أي‪ :‬ل يرج عنها السافة بي النة وجهنم‪ ،‬فالسافة بي النة وجهنم موجودة بي الشريعة وبي‬
‫حقيقتهم‪.‬‬
‫نعود لتابعة النص‪ ،‬بعد القفز عن تفسيات إشارية‪:‬‬
‫‪...‬ولكن هؤلء النكرون‪ ،‬لا تركوا الزهد ف الدنيا وآثروها على الخرة‪ ،‬وعلى ما يقرب إل ال تعال‪...‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪57‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* وقفة قصية ثالثة‪ :‬أين قوله هنا‪( :‬وآثروها على الخرة) من أقوالم‪( :‬إل مت الدنيا؟ إل مت الخرة؟)‪،‬‬
‫و(اخلع نعليك)‪ ،‬و(اخرج من الكوني)‪ ..‬إل؟! والت سنراها ف نصوص مقبلة‪...‬نتابع‪.‬‬
‫‪...‬وتعوّدوا أخذ العلم من الكتب‪ ،‬ومن أفواه الرجال‪ ،‬حجبهم ذلك عن أن يعلموا أن ل عبادا تول تعليمهم‬
‫ف سرائرهم‪ ،‬إذ هو العلم القيقي للوجود كله‪ ،‬وعلمه هو العلم الصحيح الذي ل يشك مؤمن ول غي مؤمن ف‬
‫كماله‪...‬فعلم أن من كان معلمه ال تعال‪ ،‬كان أحق بالتباع من كان معلمه فكره‪ ،‬ولكن أين الِإنصاف؟‬
‫فصان ال نفوسهم بتسميتهم القائق إشارات‪ ،‬لكون النكرين ل يردون الِإشارات‪ ،‬وأين تكذيب هؤلء‬
‫النكرين لهل ال ف دعواهم العلم من قول علي بن أب طالب رضي ال عنه‪( :‬لو تكلمت لكم ف تفسي سورة‬
‫الفاتة لمّلت لكم منها سبعي وقرا)‪ ،‬فهل ذلك إل من العلم اللدن الذي آتاه ال تعال له‪.‬‬
‫* وقفة قصية رابعة‪ :‬الكذب على علي بن أب طالب أهون من الكذب على ال أو على رسوله‪ .‬ونتابع‪.‬‬
‫‪ ..‬وقد كان الشيخ أبو يزيد البسطامي يقول لعلماء زمانه‪ :‬أخذت علمكم ميتا عن ميت‪ ،‬وأخذنا علومنا عن‬
‫الي الذي ل يوت‪ ،‬وكان الشيخ أبو مدين إذا سع أحدا من أصحابه يقول ف حكاية‪( :‬أخبن با فلن عن فلن)‬
‫يقول‪ :‬ل تطعمونا القديد‪ ،‬يريد بذلك رفع هة أصحابه‪ ،‬يعن‪ :‬ل تدثوا إل بفتوحكم الديد الذي فتح ال تعال به‬
‫على قلوبكم ف كلم ال تعال أوكلم رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فإن الواهب للعلم الِإلي حي ل يوت‪ ،‬وليس له‬
‫مل ف كل عصر إل قلوب الرجال‪.‬‬
‫* وقفة قصية أيضا‪ :‬يقول‪( :‬الذي فتح ال تعال به‪ ..‬ف كلم ال تعال أو كلم رسوله)!! فهل قول أب‬
‫يزيد‪ ،‬وقول أب مدين يوافق كلم ال أو كلم رسوله من قريب أو من بعيد؟! أو من أبعد من بعيد؟! إل عن طريق‬
‫التأويل‪ ،‬فسيفه صقيل‪ ،‬ومفعوله سحري‪ ،‬بل يعجز السحر والسحرة والفجرة عن تقيق ما يققه التأْويل!‪ ..‬نتابع‪.‬‬
‫‪ ..‬وسئل الستاذ علي بن وفا رضي ال عنه من بعض العارفي‪ ،‬على لسان بعض العترضي‪َ :‬ل دوّن هؤلء‬
‫العارفون معارفهم وأسرارهم الت تضر بالقاصرين من الفقهاء وغيهم؟ أما كان عندهم من الكمة وحسن الظن‬
‫والنظر والرحة باللق ما ينعهم عن تدوينها؟ فإن كان عندهم ذلك فمخالفتهم له نقص! وإن ل يكن عندهم حكمة‬
‫ول حسن ظن فكفاهم ذلك نقصا؟! فأجاب بقوله‪ :‬يقال لذا السائل‪ :‬أليس الذي أطلع شس الظهية‪ ،‬ونشر ناصع‬
‫شعاعها مع إضراره بأبصار الفافيش ونوها من أصحاب المزجة الضعيفة‪ ،‬عليم حكيم؟ فل يسعه إل أن يقول‪ :‬نعم‬
‫هو تعال عليم حكيم‪ ،‬فإن قال‪ :‬صحيح ذلك‪ ،‬ولكن عارض ذلك مصال أخر تربو على هذه الفاسد‪ ،‬قلت‪ :‬وكذلك‬
‫الواب عن مسألتك‪ ،‬فكما أن الق تعال ل يترك إظهار أنوار شس الظهية مراعاة لبصار من ضعف بصره!‬
‫فكذلك العارفون ل ينبغي لم أن يراعوا أفهام هؤلء الحجوبي عن طريقهم‪ ،‬بل الزاهدين فيها‪ ،‬بل النكرين عليها‪..‬‬
‫وحسبك جوابا أن من دوّن العارف والسرار‪ ،‬ل يدونا للجمهور‪ ،‬بل لو رأى من يطالع فيها من ليس هو بأهلها‬
‫لنهاه عنها‪.‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪58‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫هذا سبب من أسباب تدوين هذياناتم الت يسمونا (علما) ظلما للعلم‪ ،‬ويسمونا (حقيقة) ظلما للحقيقة!‬
‫ونتابع‪:‬‬
‫‪ ..‬وكان بعض العارفي يقول‪ :‬نن قوم يرم النظر ف كتبنا على من ل يكن من أهل طريقتنا؛ وكذلك ل‬
‫يوز أن ينقل كلمنا إل لن يؤمن به‪ ،‬فمن نقله إل من ل يؤمن به‪ ،‬دخل هو والنقول إليه جهنم الِإنكار‪ ،‬وقد صرح‬
‫بذلك أهل ال تعال على رءوس الشهاد‪ ،‬وقالوا‪ :‬من باح بالسر استحق القتل‪ ،‬ومع ذلك فلم يسمع أهل الغفلة‬
‫والجاب‪ ،‬بل تعدوا حدود القوم‪ ،‬وأظهروا كلمهم لغي أهله‪...‬‬
‫* وقفة قصية‪ :‬هذا الكلم كله مغالطات‪ ،‬سيأْت تفصيلها إن شاء ال تعال بي ثنايا النصوص‪ ..‬نتابع‪.‬‬
‫‪ ..‬فكما أوجب الجتهدون وحرّموا وكرهوا واستحبوا أمورا ل تصرح با الشريعة ف دولة الظاهر؛ فكذلك‬
‫العارفون أوجبوا أمورا وحرموا وكرهوا واستحبوا أمورا ف دولة العمال الباطنة؛ فالجتهاد واقع ف الدولتي‪...‬‬
‫* وقفة يب أن تكون‪ -‬هنا‪ -‬طويلة جدّا‪ ،‬ولكن ل مناص من تقصيها‪ :‬فالجتهدون استنبطوا أحكاما من‬
‫النصوص؛ وهي موافقة لا ولكليات الشريعة الِإسلمية‪ ،‬بينما هؤلء (العارفون) أوجدوا‪ -‬عن طريق الكشف‪ -‬عقائد‬
‫ل تت إل الِإسلم بصلة‪ ،‬بل جاء الِإسلم وكل النبياء لكافحة هذه العقائد‪.‬‬
‫أكرر القول‪ :‬إن هؤلء (العارفي) جاءوا بعقائد غريبة‪ ،‬وبنوا عليها أحكاما غريبة!! ول حول ول قوة إل بال‬
‫العلي العظيم‪ .‬نتابع‪.‬‬
‫‪ ..‬فإن قيل‪ :‬فل َم رمّز القوم كلمهم ف طريقهم بالصطلح الذي ل يعرفه غيهم‪ ،‬إل بتوقيف منهم كما مر؟‬
‫ول ل يظهروا معارفهم للناس‪ -‬إن كانت حقا كما يزعمون‪ -‬ويتكلموا با على رءوس الشهاد كما يفعل علماء‬
‫الشريعة ف دروسهم‪ ،‬فإن ف إخفاء العارفي معارفهم عن كل الناس رائحة ريبة‪ ،‬وفتحا لباب رمي الناس لم بسوء‬
‫العقيدة وخبث الطوية؟‬
‫فالواب‪ :‬إنا رمّزوا ذلك رفقا باللق ورحة بم‪ ،‬وشفقة عليهم ‪( -‬كذب ومغالطة‪ ،‬بل رمّزوا خوفا من‬
‫سيف اللج) ‪ -‬وقد كان السن البصري! وكذلك النيد والشبلي وغيهم‪ ،‬ل يقررون علم التوحيد إل ف قعور‬
‫بيوتم‪ ،‬بعد غلق أبوابم‪ ،‬وجعل مفاتيحها تت وركهم! ويقولون‪ :‬أتبون أن ترمى الصحابة والتابعون الذين أخذنا‬
‫عنهم هذا العلم بالزندقة بتانا وظلما‪.‬‬
‫* وقفة‪ :‬هذا الكلم‪ -‬أي‪ :‬اتام السن البصري والصحابة والتابعي بذا التام‪ -‬هو البهتان والظلم‪ ،‬فقد كان‬
‫الصحابة والتابعون والسن البصري بريئي من هذه الزندقة‪ ،‬وف كلمهم واتامهم هذا مغالطة جريئة جدّا جدّا جدّا‪.‬‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬نتابع‪.‬‬
‫‪..‬وما ذلك إل لدقة مداركهم (أي‪ :‬الصوفية) حي صفت قلوبم وخلصت من شوائب الكدورات الاصلة‬
‫بارتكاب الشهوات والثام! ول يوز لحد أن يعتقد ف هذه السادة! أنم ما يفون كلمهم إل لكونم فيه على‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ضلل‪ ،‬حاشاهم من ذلك!! فهذا سبب رمز من جاء بعدهم للعبارات الت دونت‪ ،‬وكان من حقها أن ل تذكر إل‬
‫مشافهة‪ ،‬ول توضع ف الطروس‪ ،‬ولكن لا كان العلم يوت بوت أهله إن ل يدوّن‪ ،‬دوّنوا علمهم ورمزوه مصلحة‬
‫للناس‪ ،‬وغيةً على أسرار ال أن تذاع بي الحجوبي‪.‬‬
‫وأنشدوا ف ذلك‪:‬‬
‫على العن الغيّب ف الفؤاد‬ ‫ق‬
‫أل إن الرموز دليل صد ٍ‬
‫وألغازٌ تدق على العادي‬ ‫وكل العارفي لا رمو ٌز‬
‫وأدّى العالي إل الفسادِ‬ ‫ولول اللغز كان القو ُل كفرا‬
‫* والن‪ ..‬ليست وقفة‪ ،‬بل مشية! إذا قال الشاعر‪( :‬الرموز دليل صدق) فقد كذب الشاعر وكذب شعره؛‬
‫لن الرموز عكاكيز الدجاجلة‪ ،‬والشعراء يتبعهم الغاوون‪ ،‬أما اصطلحهم فقد غدا معروفا لدى الباحث‪ ،‬ولننتبه‬
‫بشكل خاص إل قوله‪( :‬ولول اللغز كان القول كفرا)‪ .‬نتابع‪.‬‬
‫فقد بان لك أنه ليس للنسان مقابلة الوحوش والسباع الكواسر والظهور لم‪ ،‬إل إن علم قدرته على دفع‬
‫أذيتهم له بتهيؤ أسباب القهر لم بالقوة والكنة والنصار‪ ،‬فإن قيل‪ :‬فلمَ ل يترك هذا العارف إظهار معارفه وأسراره‬
‫بالكلية ويدخل فيما فيه المهور حت يتمكن ويقوى فيكون ذلك أسلم له؟‬
‫* نعود إل الوقفة‪ ،‬هنا أراد بقوله‪( :‬بتهيؤ أسباب القهر لم بالقوة‪ )..‬أن تكون (عبارة إشارية) فكانت أقرب‬
‫إل الفصاح! لقد أشارت هذه العبارة إل الكيد الذي يكيدونه للسلم‪ ،‬وأفصحت عن الطة الت وضعوها لذلك!‬
‫أو بالصح‪ :‬الطة الذي وضعها الشيطان ليكيد للسلم باستخدامهم واستغللم! وف قوله‪( :‬ويدخل فيما فيه‬
‫الجهور حت يتمكن‪ )..‬إفصاح كامل عن أن ما هم فيه يتلف كل الختلف عما فيه المهور‪ ،‬أي‪ :‬عن السلم‪.‬‬
‫نتابع‪.‬‬
‫‪...‬ونقل المام الغزال ف (الحياء) وغيه عن المام زين العابدين بن علي بن السي ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬أنه‬
‫كان يقول‪:‬‬
‫لقيل ل أنت مّن يعبد الوثنا‬ ‫يا ربّ جوهر علمً لو أبوحُ به‬
‫ح ما يأتونهُ حسنًا‬
‫يروْن أقب َ‬ ‫ولستحلّ رجا ٌل مسلمو َن دمي‬
‫قال الغزال‪ :‬والراد بذا العلم الذي يستحلون به دمه‪ :‬هو العلم اللدن‪ ،‬الذي هو علم السرار‪ ،‬ل من يتول من‬
‫اللفاء ومن يعزل‪ ،‬كما قاله بعضهم؛ لن ذلك ل يستحل علماء الشريعة دم صاحبه‪ ،‬ول يقولون له‪ :‬أنت من يعبد‬
‫الوثن(‪.)1‬اهـ‪.‬‬

‫‪ )(1‬اليواقيت والواهر‪( ،‬ص‪ ،)19 -14:‬وقد حذفت منه كثيا ما ل فائدة منه للبحث‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* تعليق‪ :‬هذا الشعر مفترى على زين العابدين‪ ،‬من قبل العارفي الصادقي الصديقي الولياء‪.‬‬
‫ويقول ممد العرب السائح التجان(‪:)1‬‬
‫‪..‬قال الشيخ علي الروذباري‪( :‬علمنا هذا إشارة فإذا صار عبارة خفي)‪ .‬ومن هنا احتاج أهل ال تعال إل‬
‫وضع الِإشارات الصطلح عليها فيما بينهم‪ ،‬فيتكلمون با عند حضور الغي وف تآليفهم ومصنفاتم ل غي‪ ،‬ول‬
‫يضعوها لنفسهم؛ لنم يعرفون الق الصريح ف ذلك‪ ،‬والامل لم على وضعها الشفقة على الدخيل بينهم‪ ،‬خشية‬
‫أن يسمع منهم أو يرى ف تأليفهم شيئا ل يصل إليه فهمه‪ ،‬فينكره‪ ،‬فيعاقب برمان علمه‪ ،‬فل يعلمه بعد‪ ،‬والعياذ بال‬
‫تعال‪...‬وكان بعض العارفي يقول‪( :‬نن قومٌ يرم النظر ف كتبنا على من ل يكن من أهل طريقتنا‪ ،‬وكذلك ل يوز‬
‫أن يُنقل كلمنا إل لن يؤمن به‪ ،‬فمن نقله لن ل يؤمن به دخل هو والنقول إليه إل جهنم‪ ،‬وقد صرح بذلك أهل ال‬
‫تعال على رءوس الشهاد‪ ،‬وقالوا‪ :‬من باح بالسر استحق القتل)‪ .‬فإن قيل‪ :‬هلّا طوى العلماء من أهل الطريق بساط‬
‫التأليف والتصنيف ف مثل هذه العلوم وأمسكوا عن الوض ف رقائق الِإشارات ودقائق السر الكتوم؟ لن الكلم ف‬
‫ذلك ربا ضر بالقاصرين من الفقهاء‪ ،‬فضلًا عمن عداهم‪ ،‬وربا خفيت وجوه الخرج فيه عن بعض النبلء فضلً عمن‬
‫سواهم! أما كان عندهم من الكمة والنظر للخلق بعي الشفقة والرحة ما ينعهم من الوض ف ذلك والتقحم‬
‫لضايق هاتيك السالك؟! قلنا‪ :‬قد ذُكر ف (اليواقيت والواهر) عن العارف بال تعال سيدي علي بن وفا رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬أنه قيل له مثل هذا فأجاب بقوله ‪-‬رضي ال عنه‪ :-‬يقال لذا القائل‪ :‬أليس الذي أطلع شس الظهية ونشر‬
‫ناصع شعاعها مع إضراره بأبصار الفافيش ونوها من أصحاب المزجة الضعيفة عليما حكيما؟ فإن قال‪ :‬صحيح‬
‫ذلك‪ ،‬ولكن عارض ذلك مصال تربو على هذه الفاسد‪ .‬قلنا له‪ :‬وكذلك الواب عن مسألتك! فكما أن الق‬
‫سبحانه وتعال ل يترك إظهار أنوار شس الظهر مراعاة لبصار من ضعف بصره‪ ،‬فكذلك العارفون‪ ،‬ل ينبغي لم أن‬
‫يراعوا أفهام هؤلء الحجوبي عن طريقهم؛ بل الزاهدين فيها‪ ،‬بل النكرين عليها‪ ..‬وكان تدوين معارفهم وأسرارهم‬
‫من أحق القوق عليهم‪ ،‬لكون غيهم ل يقوم مقامهم ف تدوين أدوية أمراض القلوب وآداب حضرات الق تعال ف‬
‫جيع المور الشروعة؛ فإن لكل مقام حضورا وآدابا تصه‪.)2()...‬‬
‫‪ -‬ولتخليص ما مضى وتثبيته؛ يب أن نتذكر دائما وأل ننسى أبدا أن غاية الصوفية واحدة وهدفها الذي‬
‫يسعون إليه واحد‪ ،‬رغم اختلف عباراتم وأساء طرقهم‪ ،‬وكل ما مضى براهي‪ ،‬ونزيده قولً آخر لعبد الليم‬
‫ممود‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫إن لكل صوف طابعا معينا‪ ،‬ولكلمه مذاقا خاصّا‪ ،‬والصوفية وإن كانوا جيعا يسيون إل هدف واحد‪ ،‬وغاية‬
‫ل مذاهب فيها‪ ،‬هي التوحيد‪ -‬فإنم يتلفون ف الشكل‪ ،‬ويتفاوتون ف الطريق‪ ،‬ومن هنا كانت الكلمة الأثورة‪:‬‬
‫(التوحيد واحد‪ -‬والتوحيد هو الغاية‪ -‬والطريق إل ال كنفوس بن آدم‪ ..‬إنا تتعدد وتتفاوت)(‪.)3‬‬
‫‪ )(1‬ممد العرب بن السائح الشرقي العمري نسبة‪ ،‬التجان مشربا‪ ،‬مغرب توف سنة‪1309( :‬هـ)‪ ،‬وهو تلميذ أحد التجان وأحد خلفائه‪.‬‬
‫‪ )(2‬بغية الستفيد‪( ،‬ص‪.)20 ،19 ،18:‬‬
‫‪ )(3‬أبو بكر الشبلي حياته وآراؤه‪( ،‬ص‪.)5:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪61‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وهكذا عرفنا أن الغاية هي (وحدة الوجود)‪ ،‬وأنا غاية الصوفية وهدف جيع طرقها؛ ول هدف ول غايهّ‬
‫لم غيها‪ ،‬والوصول إل ذوقها هو ما يسمونه‪( :‬الِإحسان)‪ .‬وإن التقية واجبة‪ ،‬وهي التظاهر بالسلم وشرعه‪،‬‬
‫وإخفاء العقيدة الصوفية إل لهلها‪.‬‬
‫كما عرفنا مت يصرحون بعقيدتم ولن‪ ..‬لكننا‪ ،‬وكما قلنا سابقا‪ ،‬أمام مراوغات زئبقية ل تعرف معن‬
‫للخجل؛ فأحدهم يكذب عليك أمامك دون أي شعور بالياء‪ ،‬كما حدث ويدث دائما‪.‬‬
‫ووقوفا أمام مراوغاتم ومكرهم نورد أيضا أقوالً لعدد كبي من أئمتهم‪ ،‬تثبت كلها أنم كلهم يؤمنون بوحدة‬
‫الوجود‪ ،‬لكن بعد أخذ فكرة عن معاجهم‪ ،‬وما يسمونه شروحا لصطلحاتم‪.‬‬
‫* العاجم الصوفية‪:‬‬
‫أَلف بعض علماء التصوف معاجم للمصطلحات الصوفية‪ ،‬واكتفى بعضهم بإدراج بعض الصطلحات‪ ،‬أو جلة‬
‫منها ف ثنايا تواليفهم مع ما يسمونه (شروحها)‪.‬‬
‫وف الواقع‪ ،‬ليست معاجهم معاجم شروح وتفاسي‪ ،‬فالقارىء العادي ل يرى فيها إل تفسي اللغاز باللغاز‪،‬‬
‫ول يرج منها بأي طائل؛ وذلك لنا ف حقيقة المر معاجم عبارات‪ ،‬فهي مصنوعة من أجل هدف واحد‪ ،‬هو أَن‬
‫تقدم للسالك عبارات إشارية مرموزة جاهزة ليستعملها ف كتاباته وف حواره مع أهل الشريعة‪ ،‬وكذلك ما يقدمونه‬
‫ف ثنايا تواليفهم ما يسمونه (شروحا) لصطلحاتم‪.‬‬
‫وفيما يلي مموعة من مصطلحاتم‪ ،‬مع شيء من العبارات الت تشي إل معانيها القيقية بأسلوب رمزي‪،‬‬
‫مأخوذة من معاجهم ومن كتبهم‪ ،‬ولن أذكر اسم الرجع الذي آخذ منه العبارة‪ ،‬لئل أزيد ف حجم الكتاب من‬
‫جهة؛ ولن ذلك ل ضرورة له من جهة ثانية‪ ،‬إل ف حالت خاصة‪.‬‬
‫وأترك للقارىء الكري أن يتسلى باستخراج معانيها القيقية ليتمرس باللغة الصوفية‪ ،‬وقد أوضّح بعض العان‬
‫عندما أظن ذلك ضروريّا‪ ،‬وأضع التوضيح بي قوسي‪ ،‬إن كان ف درج كلمهم‪ ،‬أو أجعله بعد كلمهم بشكل تعليق‬
‫أو ملحوظة‪..‬‬
‫* المع والفرق‪:‬‬
‫المع شهود الغيار بال‪ ،‬والفرق شهود الغيار ل‪ ،‬المع إشارة إل حق بل خلق‪ ،‬والفرق إِشارة إِل خلق‬
‫بل حق‪ ،‬وقيل‪ :‬مشاهدة العبودية‪ ،‬المع شهود الق بل خلق‪ ،‬والفرق (الول) هو الحتجاب باللق عن الق‪،‬‬
‫وبقاء الرسوم اللقية بالا‪ ،‬المع إزالة الشعث والتفرقة بي القدم والدث‪( ،‬أي‪ :‬بي الالق والخلوق) ؛ لنه لا‬
‫انذبت بصية الروح إل مشاهدة جال الذات‪ ،‬استتر نور العقل الفارق بي الشياء ف غلبة نور الذات القدية‪،‬‬
‫وارتفع التمييز بي القدم والدث لزهوق الباطل عند ميء الق‪...‬والمع الصرف يورث الزندقة والِإلاد‪ ،‬ويكم‬
‫برفع الحكام الظاهرية (أي‪ :‬الشريعة)‪ ..‬ولصاحب المع أن يضيف إل نفسه كل أثر ظهر ف الوجود (أي‪ :‬يقول‪:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫أنا الالق‪ ،‬أنا البارىء‪ ،‬أنا العرش) وكل فعل وصفة وأثر‪ ،‬لنصار الكل عنده ف ذات واحدة‪...‬والفرق‪ :‬ما نسب‬
‫إليك‪ ..‬ومعناه أن ما يكون كسبا للعبد من إقامة العبودية وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق‪ ،‬فإثبات اللق من باب‬
‫التفرقة‪ ،‬وإثبات الق من نعت المع‪ ،‬وشهود الكمة والنظر إل السباب فرق‪.‬‬
‫ومن العبارات الرموزة الت يقدمها الطوسي ف (اللمع)‪:‬‬
‫‪...‬المع والتفرقة اسان‪ ،‬فالمع جع التفرقات‪ ،‬والتفرقة تفرقة الجموعات‪ ،‬فإذا جعت قلت‪ :‬ال ول سواه‪،‬‬
‫وإذا فرقت قلت‪ :‬الدنيا والخرة والكون؛ وهو قوله‪َ (( :‬شهِدَ الّلهُ َأّنهُ ل ِإَلهَ إِلّا ُهوَ)) [آل عمران‪ ]18:‬فقد جع‪ ،‬ث‬
‫سطِ)) [آل عمران‪ ،]18:‬كذلك قوله‪(( :‬قُولُوا آمَنّا بِالّلهِ)) [البقرة‪:‬‬ ‫فرق‪ ،‬فقال‪(( :‬وَالْمَلئِكَ ُة وَُأوْلُوا اْلعِ ْلمِ قَاِئمًا بِاْلقِ ْ‬
‫‪ ،]136‬وقد جع؛ ث فرق‪ ،‬فقال‪َ (( :‬ومَا أُنزِلَ إَِليْنَا َومَا أُنزِلَ ِإلَى إِْبرَاهِيمَ)) [البقرة‪.]136:‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫من الواضح جيدا أن ف الكلم كثيا من الوضوح؛ بل ومن التصريح‪ ،‬ولنلحظ كيف يفسرون اليات الكرية‬
‫تفسيا ما أنزل ال به من سلطان‪.‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫قال قوم‪ :‬المع ما جع البشرية ف شهود الربوبية‪ ،‬والتفرقة ما فرقها عن تقسيم الرسوم‪ ،‬وقد ذهب النيد إل‬
‫أن قربه بالوجد جع‪ ،‬وغيبته ف البشرية تفرقة (أي‪ :‬قرب ال ف الوجد‪ ،‬وغيبة ال ف البشرية)‪ .‬وقال أبو بكر‬
‫الواسطي‪ :‬إذا نظرت إل نفسك فرقت‪ ،‬وإذا نظرت إل ربك جعت‪ ..‬يضيف الطوسي قوله‪ :‬وهذه أحرف متصرة‬
‫ف معن المع والتفرقة ولن يتدبر ف فهمه إِن شاء ال‪.‬‬
‫ومن شروح ابن عجيبة ف (الفتوحات)‪... :‬قال شيخ شيوخنا علي العمران رضي ال عنه ف كتابه‪ :‬اعلم أن‬
‫الكلف (أي‪ :‬القيام بالتكاليف) صفة من أوصاف الفرق‪ ،‬وعدم الكلف صفة من أوصاف المع‪ ،‬والفرق عبودية‪،‬‬
‫وهو حق؛ والمع ربوبية‪ ،‬وهو حق أيضا‪ ،‬صار الق هو القائل وهو الستمع لا قال؛ لجل هذا العن تد هؤلء‬
‫التوجهي إل ال تعال‪ ،‬من غلب عليه شهود المع‪ ،‬تده ف غاية البسط والراحة من الكلف‪ ،‬ومن غلب عليه شهود‬
‫الفرق تده ف غاية القبض والتعب والكلف‪ ..‬اهـ‪.‬‬
‫* العن الصريح‪:‬‬
‫المع‪ :‬هو جع الالق والخلوق ف وحدة‪ ،‬وشهود أن ال سبحانه هو كل الشياء والوجودات‪( ،‬ما الكون‬
‫إل القيوم الي)‪ ،‬أو أنا جزء منه‪.‬‬
‫والفرق‪ :‬هو التفريق بي الالق والخلوق‪ ،‬والظن أن الخلوق غي الالق‪ ،‬والؤمن بذا ساه الغزال ف إحيائه‬
‫(مشرك تقيقا) ؛ لنه يعل مع ال شريكا له ف الوجود‪.‬‬
‫* الق بالق للحق‪:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يقول الطوسي‪ :‬وأما معن قولم‪( :‬الق بالق للحق) فالق هو ال عز وجل‪ .‬قال أبو سعيد الراز‪ :‬عبد‬
‫موقوف مع الق بالق للحق‪ ،‬يعن‪ :‬موقوف مع ال بال ل‪ ،‬وكذلك‪( :‬منه له به) يعن‪ :‬من ال ل بال(‪...)1‬‬
‫أقول‪ :‬يتوضح معن العبارة إذا عرفنا أنا تشي إل وحدة الوجود وإل تقق العْنّ با باللوهية‪.‬‬
‫* التوحيد‪:‬‬
‫مو آثار البشرية وتريد اللوهية (والعن الصريح هو‪ :‬توحيد كل الوجودات ف وجود واحد‪ ،‬أي‪ :‬ل موجود‬
‫إل ال‪ ،‬وقد خانتهم العبارة ف هذا القول الذي يب أن يكون (مو آثار اللقية وتريد اللوهية)‪.‬‬
‫* الِإحسان‪:‬‬
‫أن تعبد ال كأنك تراه‪ ..‬وذلك منهم مع كمال توكلهم على ربم وصفاء توحيدهم وقطعهم النظر إل الغيار‬
‫ورؤيتهم النعم من النعم (معجم مصطلحات الصوفية)‪.‬‬
‫وهو التحقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصية‪ ،‬أي‪ :‬رؤية الق موصوفا بصفاته بعي‬
‫صفته‪...‬لنه تعال هو الرائي وصفه‪ ،‬وهو دون مقام الشاهدة ف مقام الروح (اصطلحات الصوفية للكاشان)‪.‬‬
‫* الفناء‪:‬‬
‫الطوسي ف (اللمع) عن جعفر اللدي‪ :‬سعت النيد يقول‪ :‬وسئل عن الفناء فقال‪ :‬إذا فن الفناء عن أوصافه‬
‫وأدرك البقاء بتمامه‪.‬‬
‫قال‪ :‬وسعت النيد يقول وقد سئل عن الفناء؟ فقال‪ :‬استعجام كلك عن أوصافه‪ ،‬واستعمال الكل منك‬
‫بكليتك‪.‬‬
‫وقال ابن عطاء‪ :‬من ل يفن عن شاهد نفسه بشاهد الق‪ ،‬ول يفن عن الق بالق‪ ،‬ول يغب ف حضوره عن‬
‫حضوره‪ ،‬ل يقع بشاهد الق‪.‬‬
‫وقال الشبلي‪ :‬من فن عن الق بالق لقيام الق بالق‪ ،‬فن عن الربوبية فضلً عن العبودية‪.‬‬
‫اللصة‪ :‬الفناء هو الذبة‪ ،‬أو ما يصل أثناء الذبة من غيبوبة عن اللق‪ ،‬وهذا هو الفناء عن اللق‪ ،‬أو ما‬
‫يصل من غيبوبة يتوهونا أنا ف الق‪ ،‬ويسمونا‪ :‬الفناء ف ال‪ ،‬وهي شعور الجذوب باللوهية‪.‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫بدأت بالصطلحات السابقة لهيتها‪ ،‬والباقية ستكون حسب الترتيب البدي‪.‬‬
‫* التاد‪ :‬هو شهود وجود الق الواحد الطلق‪ ،‬الذي الكل به موجود بالق‪ ،‬فيتحد به الكل من حيث كون‬

‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)411:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪64‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫كل شيء موجودا به معدوما بنفسه‪ ،‬ل من حيث أن له وجودا خاصا اتد به‪ ،‬فإنه مال‪[ .‬أي‪ :‬أنم يعنون بالتاد‬
‫(وحدة الوجود)‪ .‬ولننتبه إل الملة (ل من حيث إن له وجودا خاصا اتد به‪ ،‬فإنه مال)]‪.‬‬
‫* الحد‪ :‬هو اسم الذات‪ ،‬باعتبار انتفاء تعدد الصفات والساء والنسب والتعينات عنها‪.‬‬
‫* انصداع المع‪ :‬هو الفرق بعد المع‪ ،‬بظهور الكثرة ف الوحدة‪ ،‬واعتبارها فيها‪( .‬ويسمى أيضا‪ :‬الفرق‬
‫الثان‪ ،‬وصحو المع‪.)..،‬‬
‫* البارقة‪ :‬هي لئحة ترد من الناب القدس (هكذا يتوهون) وتنطفىء سريعا‪ ،‬وهي من أوائل الكشف‬
‫ومبادئه‪.‬‬
‫* الباطل‪ :‬ما سوى الق‪ ،‬وهو العدم‪ ،‬إذ ل وجود ف القيقة إل للحق؛ لقوله عليه السلم‪{ :‬أصدق بيت قاله‬
‫العرب قول لبيد‪:‬‬
‫وكل نعيم ل مالة زائل }‬ ‫أل كل شيء ما خل ال باطل‬
‫* البزخ‪ :‬هو الائل بي الشيئي‪ ،‬ويعب به عندنا (عال الثال) أعن الاجز بي الجساد الكثيفة وعال الرواح‬
‫الجرد‪( ،‬أعن‪ :‬الدنيا والخرة) ومنه الكشف الصوري‪( .‬العن الصريح‪ :‬البزخ هو عال الذبة‪ ،‬ويسمونا (البزخ‬
‫الول) والبزخ الثان هو البزخ بالعن الشرعي العروف)‪.‬‬
‫* البواده‪ :‬جع بادهة‪ ،‬وهي ما يفجأ القلب من الغيب‪ ،‬فيوجب بسطا أو قبضا‪.‬‬
‫* اللء‪ :‬هو ظهور الذات القدسة لذاتا ف ذاتا‪ ،‬والستجلء‪ :‬ظهورها لذاته ف تعيناته‪.‬‬
‫‪ -‬لننتبه جيدا إل الملة الخية‪( :‬ظهورها لذاته ف تعيناته)‪.‬‬
‫* الواجم‪ :‬ما يرد على العبد بقوة الوقت من غي تعمق من العبد‪ ،‬وهي البواده الذكورة‪.‬‬
‫* الواحدية‪ :‬اعتبار الذات (أي‪ :‬اللية) من حيث انتشاء الساء منها‪ ،‬وأحديتها با‪ ،‬مع تكثرها بالصفات‪.‬‬
‫* الوارد‪ :‬كل ما يرد على القلب من العان من فحص مواهبه‪ ،‬من غي تعمل من العبد‪.‬‬
‫* واسطة الفيض وواسطة الد‪ :‬وهوالِإنسان الكامل الذي هو الرابطة بي الق واللق بناسبة للطرفي‪ ،‬كما‬
‫قال تعال‪ :‬لولك لا خلقت الفلك!‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫هذا كذب على ال سبحانه‪ ،‬إذ ل أصل لذا القول إل ف اختراعاتم‪.‬‬
‫* الوجود‪ :‬وجدان الق ذاته بذاته‪ ،‬ولذا تسمى حضرة المع حضرة الوجود‪ ،‬وجهان لعناية‪ ،‬ها‪ :‬الذبة‬
‫والسكون‪ ،‬اللذان ها جهتا الداية‪ ،‬وجهان للِإطلق والتقييد‪ ،‬وها جهتا اعتبار الذات بسب سقوط جيع‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪65‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫العتبارات‪ ،‬وبسب إثباتا‪..‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫ليس الفرق كبيا بي قراءة هذا الراء وبي علك اللباد‪ .‬والعن بدون ثرثرة هو‪ :‬الوجود هو الالة الت يد با‬
‫الجذوب أنه هو ال‪ ،‬وأن كل شيء هو ال (جل ال)‪ ،‬أو أنه يد أن ال موجود به‪ ،‬أو أنه هو موجود ف ال (تعال‬
‫ال)‪ ،‬ولذلك يطلقون على ال سبحانه اسم (الوجود)‪ ،‬وللهراء تتمة حذفناها رحة بأعصاب القارىء‪.‬‬
‫* الال‪ :‬ما يرد على القلب بحض الوهبة‪ ،‬من غي تعمل أو اجتناب كحزن أو خوف أو بسط أو قبض أو‬
‫شوق أو ذوق (يب النتباه إل معن كلمة ذوق)‪ .‬ويزول بظهور صفات النفس‪ ،‬سواء يعقبه اليل أو ل‪ ،‬فإذا قام‬
‫وصار ملكا سي مقاما‪.‬‬
‫* الجاب‪ :‬انطباع الصور الكونية ف القلب‪ ،‬الانعة لقبول تلي القائق‪.‬‬
‫* حقيقة القائق‪ :‬هي الذات الحدية الامعة‪ ،‬بميع القائق وتسمى حضرهّ المع‪ ،‬وحضرة الوجود‪.‬‬
‫* القيقة الحمدية‪ :‬هي الذات (أي‪ :‬الِإلية) مع التعي الول‪ ،‬فله (أي‪ :‬لحمد) الساء السن كلها وهو‬
‫السم العظم‪.‬‬
‫* الطالع‪ :‬أول ما يبدو من تليات الساء الِإلية على باطن العبد‪ ،‬فيحسن أخلقه وصفاته بتنوير باطنه‪.‬‬
‫‪ -‬لعل القارىء يذكر ما هو معن «يسن أخلقه وصفاته» وإن كان قد نسي فليجع إِل صفحات سابقة‪.‬‬
‫* الطمس‪ :‬هو ذهاب رسوم السيار (أي‪ :‬السالك) بالكلية ف صفاء نور النوار‪.‬‬
‫* يوم المعة‪ :‬وقت اللقاء والوصول إل عي المع‪( :‬أي‪ :‬وقت التحقق باللوهية)‪.‬‬
‫* الكل‪ :‬اسم للحق تعال‪ ،‬باعتبار الضرة الواحدية اللية الامعة للساء كلها‪ ،‬ولذا يقال‪ :‬أحد بالذات كلّ‬
‫بالساء [وواضح أن (الكل) تعن كل شيء ف الوجود]‪.‬‬
‫* اللئحة‪ :‬هي ما يلوح من نور التجلي‪ ،‬ث يروح‪ ،‬وتسمى أيضا بارقة وحضرة‪.‬‬
‫* اللطيفة‪ :‬كل إشارة رقيقة العن‪ ،‬يلوح منها ف الفهم معن ل تسعه العبارة‪.‬‬
‫* اللوامع‪ :‬أنوار ساطعة تلمع لهل البدايات من أرباب النفوس الصافية الطاهرة‪ ،‬فتنعكس من اليال إل الس‬
‫الشترك‪ ،‬فتصي مشاهدة بالواس الظاهرة‪ ،‬فتتراءى لم كأنوار الشهب والقمر والشمس فتضيء ما حولم‪ .‬وهي إما‬
‫من غلبة أنوار القهر والوعيد على النفس‪ ،‬فتضرب إل المرة‪ ،‬وإما من غلبة أنوار اللطف والوعد‪ ،‬فتضرب إل‬
‫الضرة والفقوع‪.‬‬
‫* الحو‪ :‬رفع أوصاف العادة‪ ،‬بيث يغيب العبد عندها عن عقله (أي‪ :‬الذبة)‪ ،‬ويصل منه أفعال وأقوال ل‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪66‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫مدخل لعقله فيها كالسكر من المر‪.‬‬
‫* مو المع والحو القيقي‪ :‬هو فناء الكثرة ف الوحدة‪( :‬أي‪ :‬استشعار وحدة الوجود)‪.‬‬
‫* الفتاح الول‪ :‬هو اندراج الشياء كلها على ما هي عليه ف غيب الغيوب‪ ،‬الذي هو أحدية الذات‪:‬‬
‫كالشجرة ف النواة‪ ،‬ويسمى بالروف الصلية‪.‬‬
‫* مد المم‪ :‬هو الرسول ‪-‬صلى ال عليه وسلم‪-‬؛ لنه الواسطة ف إفاضة الق والداية على من يشاء من‬
‫عباده‪.‬‬
‫* النقطع الوحدان‪ :‬هو حضرة المع الت ليس للغي فيها عي ول أثر‪ ،‬فهي مل انقطاع الغيار‪ ،‬وعي المع‬
‫الحدية‪ ،‬ويسمى منقطع الِإشارة‪ ،‬وحضرة الوجود‪ ،‬وحضرة المع‪.‬‬
‫* ناية السفر الول‪ :‬هو رفع حجاب‪ ،‬الكثرة عن وجه الوحدة‪.‬‬
‫* ناية السفر الثان‪ :‬رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة العلية الباطنية‪.‬‬
‫* ناية السفر الثالث‪ :‬هو زوال التقيد بالضدين (أي‪ :‬المع والفرق) ظاهرا وباطنا‪ ،‬بالصول ف أحدية عي‬
‫المع‪.‬‬
‫* ناية السفر الرابع‪ :‬شهود اضمحلل اللق ف الق‪ ،‬واندراج الق ف اللق‪ ،‬حت يرى العي الواحدة (أي‪:‬‬
‫ال سبحانه) ف الصور الكثية‪ ،‬والصور الكثية ف عي الوحدة‪.‬‬
‫* السالك‪ :‬هو السائر إل ال (بل إل الذبة) التوسط بي الريد والنتهي‪ ،‬ما دام ف السي (أي‪ :‬يقوم بالذكر‬
‫واللوة)‪.‬‬
‫* الستائر‪ :‬صور الكوان؛ لنا مظاهر الساء الِإلية‪ ،‬تعرف من خلقها‪.‬‬
‫* سر التجليات‪ :‬هو شهود كل شيء ف كل شيء‪ ،‬وذلك بانكشاف التجلي الول للقلب‪ ،‬فيشهد الحدية‬
‫المعية بي الساء كلها‪ ،‬لتصاف كل اسم بميع الساء‪ ،‬لتادها بالذات الحدية‪ ،‬وامتيازها بالتعينات الت تظهر‬
‫ف الكوان الت هي صورها‪ ،‬فيشهدكل شيء‪.‬‬
‫* سر الربوبية‪ :‬هو ظهور الرب بصور العيان‪ ،‬فهي من حيث مظهريتها للرب القائم بذاته الظاهر بتعيناته‬
‫قائمة به موجودة بوجوده‪.‬‬
‫* العال‪ :‬هو الظل الثان‪ ،‬وليس إل وجود الق الظاهر بصور المكنات كلها‪ ،‬فلظهوره بتعيناتا سي باسم‬
‫السوى والغي‪...‬وإل فالوجود عي الق‪ ..‬فالعال صورة الق‪ ،‬والق هوية العال وروحه‪ ،‬وهذه التعينات ف الوجود‬
‫الواحد أحكام اسم الظاهر الذي هو ملى لسه الباطن‪.‬‬
‫* العارف‪ :‬من أشهدهُ ال تعال ذاته وصفاته وأساءه وأفعاله‪ ،‬فالعرفة حال تدث عن شهود (انظر معن كلمة‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪67‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫شهود فيما بعد)‪.‬‬
‫* عي المع‪ :‬اسم من أساء التوحيد (أي‪ :‬توحيد الالق والخلوق ف وحدة واحدة)‪.‬‬
‫* عي الياة‪ :‬مظهر القيقة الذاتية من هذا الوجود‪ ،‬أو‪ :‬هو باطن السم الي الذي من تقق به شرب من ماء‬
‫عي الياة الذي من شرب منه ل يوت أبدا؛ لكونه حيّا بياة الق‪ ،‬وكل حي ف العال ييا بياة هذا الِإنسان لكونه‬
‫حياتُه حيا ُة الق‪.‬‬
‫* الري‪ :‬مزج الوصاف بالوصاف‪ ،‬والخلق بالخلق‪ ،‬والنوار بالنوار‪ ،‬والساء بالساء‪ ،‬والنعوت‬
‫بالنعوت‪ ،‬والفعال بالفعال (هذا التعريف لب السن الشاذل من طبقات الشعران)‪.‬‬
‫* العيد‪ :‬ما يعود على القلب من التجلي‪ ،‬أو وقت التجلي كيف كان‪.‬‬
‫* الفرق الول‪ :‬هو الحتجاب باللق عن الق‪ ،‬وبقاء الرسوم اللقية بالا‪( .‬أي‪ :‬هي حالة الحجوبي‪-‬‬
‫مثلنا‪ -‬الذين يظنون أن اللق هم غي الق)‪.‬‬
‫* الفرق الثان‪ :‬هو شهود قيام اللق بالق‪ ،‬ورؤية الوحدة ف الكثرة‪ ،‬والكثرة ف الوحدة‪ ،‬من غي احتجاب‬
‫صاحبه بإحداها عن الخرى‪.‬‬
‫(أي‪ :‬هو كما يقول ابن عجيبة‪ :‬إياك أن تقول أنا ال‪ ،‬واحذر أن تكون سواه)‪.‬‬
‫* الفرقان‪ :‬فرق‪.‬‬
‫* القرآن‪ :‬جع‪.‬‬
‫* فرق المع‪ :‬هو الفرق الثان‪ ،‬ومثله‪ :‬صحو المع‪ ،‬والفرق ف المع‪.‬‬
‫* الفهوانية‪ :‬خطاب الق بطريق الكافحة ف عال الثال‪( .‬كلمات كلها غموض ولكن عرفنا ما هو عال‬
‫الثال‪ ،‬إنه ف الواقع عال الذبة عندما يكون الجذوب غائبا عن شعوره بالخلوقية‪ ،‬وعندما يشعر أنه ال‪ ،‬ويكون‬
‫معن (الفهوانية) هو الكلم الذي يسمعه الجذوب من نفسه باعتباره هو ال‪ ،‬أثناء الذبة)‪.‬‬
‫* صاحب الزمان‪ ،‬وصاحب الوقت‪ ،‬وصاحب الال‪ :‬هو التحقق بمعية البزخية الول‪ ،‬الطلع على حقائق‬
‫الشياء‪ ،‬الارج عن حكم الزمان وتصرفات ماضية ومستقبلة‪ ،‬إل (الن) الدائم‪ ،‬فهو ظرف لحواله وصفاته وأفعاله‪،‬‬
‫فلذلك يتصرف ف الزمان بالطي والنشر‪ ،‬وف الكان بالقبض والبسط؛ لنه التحقق بالقائق والطبائع‪ ،‬والقائقُ ف‬
‫القليل والكثي‪ ،‬والطويل والقصي‪ ،‬والعظيم والصغي سواء‪ ،‬إذ الوحدة والكثرة والقادير كلها عوارض‪ ،‬فكما يتصرف‬
‫ف الوهم فيها‪ ،‬كذلك ف العقل فصدّق‪ ،‬وافهم تصرفه فيها ف الشهود والكشف الصريح‪ ،‬فإن التحقق بالق‬
‫التصرف بالقائق‪ ،‬يفعل ما يفعل ف طوروراء أطوار الس والوهم والعقل‪ ،‬ويتسلط على العوارض بالتغيي والتبديل‪.‬‬
‫* الصعق‪ :‬هو الفناء ف الق بالتجلي الذات‪( :‬أي‪ :‬التحقق باللوهية وذوقها)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪68‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* صورة الق‪ :‬هو ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬لتحققه بالقيقة الحدية والواحدية‪ ،‬ويعب عنه بـ (صاد) كما‬
‫لوح إليه ابن عباس رضي ال عنه‪ ،‬حي سئل عن معن (ص) فقال‪ :‬جبل بكة كان عليه عرش الرحن‪.‬‬
‫* الرداء‪ :‬هو ظهور صفات الرب على العبد‪.‬‬
‫* الرسم‪ :‬هو اللق وصفاته‪.‬‬
‫* الرعونة‪ :‬الوقوف مع حظوظ النفس ومقتضى طباعها‪( .‬أي‪ :‬هي الركون إل الشعور بالخلوقية‪ ،‬أو هي‬
‫الركون إل الفرق الول)‪.‬‬
‫* الشاهد‪ :‬ما يضر القلب من آثار الشاهدة (أي‪ :‬مشاهدة اللوهية) وهو الذي يشهد له بصحة كونه متظيا‬
‫من مشاهدة شهوده‪ ،‬إما بعلم لدن ل يكن له فكان‪ ،‬أو وجد‪ ،‬أو حال‪ ،‬أو تل وشهود‪.‬‬
‫* شعب الصدع‪ :‬هو جع الفرق بالترقي عن حضرة الواحدية إل حضرة الحدية‪ ،‬ويقابله صدع الشعب‪ ،‬هو‬
‫النول عن الحدية إل الواحدية‪.‬‬
‫* الشهود‪ :‬رؤية الق باللق (أي‪ :‬رؤية ال ف الخلوقات‪ ،‬يعن رؤية أن كل شيء هو ال)‪.‬‬
‫* شهود الفصل ف الجمل‪ :‬رؤية الكثرة ف الذات‪.‬‬
‫* شهود الجمل ف الفصل‪ :‬رؤية الحدية ف الكثرة‪.‬‬
‫* شواهد الق‪ :‬هي حقائق الكوان‪ ،‬فإنا تشهد بالكون‪.‬‬
‫* الشئون الذاتية‪ :‬اعتبار النفوس والعيان والقائق ف الذات الحدية‪ ،‬كالشجرة وأغصانا وأوراقها وأزهارها‬
‫وأثارها ف النواة‪.‬‬
‫* التحقيق‪ :‬شهود الق ف صور أسائه الت هي الكوان‪ ،‬فل يتجب بالق عن اللق‪ ،‬ول باللق عن الق‬
‫(أي‪ :‬هو مقام البقاء)‪.‬‬
‫* الذوق‪ :‬هو أول درجات شهود الق بالق ف أثناء البوارق التوالية‪ ،‬عن أدن لبثة من التجلي البقي‪ ،‬فإذا‬
‫زاد وبلغ أوسط مقام الشهود‪ ،‬سي شربا‪ ،‬فإذا بلغ النهاية سي ريّا‪.‬‬
‫* ذو العقل والعي‪ :‬هو الذي يرى الق ف اللق‪ ،‬واللق ف الق‪ ،‬ول يتجب بأحدها عن الخر‪ ،‬بل يرى‬
‫الوجود الواحد بعينه حقّا من وجه‪ ،‬وخلقا من وجه‪ ،‬فل يتجب بالكثرة عن شهود الوجه الواحد الحد‪ ،‬ول يزاحم‬
‫ف شهود كثرة الظاهر أحدية الذات الت يتجلى فيها‪ ،‬ول يتجب بأحدية وجه الق عن شهود الكثرة اللقية‪.‬‬
‫* ظاهر المكنات‪ :‬هو تلي الق بصور أعيانا وصفاتا‪ ،‬وهو السمى بالوجود الِإضاف‪ ،‬وقد يطلق عليه (ظاهر‬
‫الوجود)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪69‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* ظل الله‪ :‬هو الِإنسان الكامل التحقق بالضرة الواحدية‪.‬‬
‫* الغوث‪ :‬هو القطب حينما يلتجأ إليه‪.‬‬
‫* غيب الوية‪ :‬هو الذات (اللية) باعتبار اللتعي‪.‬‬
‫* العبارة والِإشارة والرمز‪ :‬الِإشارة أرق وأدق من العبارة‪ ،‬والرمز أدق من الِإشارة‪ ،‬فالمور ثلثة‪ :‬عبارات‬
‫وإشارات ورموز‪ ،‬وكل واحدة أدق ما قبلها‪ ،‬فالعبارة توضح‪ ،‬والِإشارة تلوح‪ ،‬والرمز يفرح‪ ،‬أي‪ :‬يفرح القلوب‬
‫بإقبال الحبوب‪.‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬هكذا يعرف ابن عجيبة العبارة والِإشارة والرمز ف كتابه (إيقاظ المم) ص (‪ ،)118‬لكن أقوال‬
‫القوم واستعمالتم تعل العن خلف ذلك‪.‬‬
‫فالعبارة‪ :‬هي الملة الت يستعملها التصوفة فيتفاهون با فيما بينهم‪ ،‬ول يفهم الخرون من حقيقة معانيها‬
‫شيئا‪ ،‬إل معان يتوهونا لهلهم‪ ،‬والعبارة تكون إشارة أو رمزا أو لغزا‪ ،‬وهذه الثلثة متقاربة العان‪ ،‬ول فائدة من‬
‫تفصيلها هنا(‪.)1‬‬
‫* عال الثال‪ :‬الذبة ورؤاها‪.‬‬
‫* طريق الكافحة‪ :‬هو معاملة السالك (أي‪ :‬مشاهدته وماطبته وسعه) ل بال (أي‪ :‬ل الكائن ف السالك‪ ،‬بال‬
‫الذي استشعره السالك‪ .‬فهو مثلً‪ :‬يسمع من ال بال‪ ،‬أي‪ :‬يسمع من ال الباطن فيه بال الذي هو نفسه حي‬
‫استشعار اللوهية‪ ،‬أو يسمع من نفسه بنفسه‪ ،‬أي‪ :‬من نفسه الت هي ال الباطن فيه‪ ،‬بنفسه الت وصلت إل الشعور‬
‫باللوهية وذوقها وذوق معانيها)‪.‬‬
‫* الضور‪ :‬النفس حي تتحد بالواحد ف حال الذب (هذا التعريف هو لفلوطي‪ ،‬من العجم الفلسفي‬
‫الصادر عن ممع اللغة العربية)‪ ،‬وإذا أردنا أن نصيغ هذه الملة بالعبارة الصوفية‪ ،‬نقول‪ :‬الضور هو الفناء ف الذات‪.‬‬
‫‪ -‬قبل النتقال إل الفصل الثان‪ ،‬نورد هذا النص للتذكي والتوكيد‪.‬‬
‫‪ -‬يقول الدكتور سيد حسي نصر (صوف شديد التحمس للصوفية)‪:‬‬
‫‪..‬والدب الصوف الضخم الوارد ف جيع اللغات الِإسلمية‪ ..‬هذا الدب أشبه بحيط يزخر بأمواج تندفع ف‬
‫جهات متلفة‪ ،‬وتتخذ صورا متباينة لكنها تعود دوما إل النشأ الذي انطلقت منه‪ ..‬لقد كان أقطاب التصوف على‬
‫اتفاق ف لباب ما قالوه عب العصور وإن تباينت تعابيهم(‪..)2‬‬
‫‪ -‬يفهمنا هذا النص أن كل العبارات الصوفية الختلفة الت مرت والت ستمر والت لن تر معنا‪ ،‬كلها تشي إل‬

‫‪ )(1‬من يريد التفصيل يكنه الرجوع إل كتبهم‪ ،‬مثل‪( :‬إيقاظ المم) لبن عجيبة‪( ،‬ص‪ ،)119 ،118:‬وغيه من كتبهم‪.‬‬
‫‪ )(2‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)22:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫معن واحد‪( ،‬وقد عرفناه‪ ،‬إنه وحدة الوجود)‪.‬‬
‫يقول سيد حسي نصر مؤكدا‪:‬‬
‫‪..‬وكل ما نستطيعه هو التشديد على أن التعاليم الصوفية تدور حول عقيدتي أساسيتي ها‪( :‬وحدة الوجود)‪،‬‬
‫و(النسان الكامل)‪ .‬إن جيع الشياء تليات للساء السن والصفات الِإلية‪ ،‬فبالِإنسان الكامل يتصور ال بذاته‪،‬‬
‫ويتأمل جيع الشياء الت جاء با إل‪ -‬حيز الوجود(‪.)1‬‬
‫لننتبه إل تعريفه للِإنسان الكامل‪ ،‬وقد عرفنا ما سبق أن الِإنسان الكامل عندهم هو الذي وصل إل مقام الفرق‬
‫الثان‪ ،‬وقد يضيفون القدرة على كسب ثقة الخرين‪ ،‬ويعلونَ ممدا صلى ال عليه وسلم هو الثل العلى للِإنسان‬
‫الكامل‪ ،‬ولذلك‪ ،‬كثيا ما يطلقون هذه العبارة (الِإنسان الكامل) وهم يعنونه با‪.‬‬
‫ف ختام هذا الفصل أعود فأذكر أن كتّاب الصوفية وشعراءها ومتكلميها يتفاوتون فيما بينهم بالقدرة الفنية‬
‫على سبك العبارة الصوفية بإشاراتا ورموزها وألغازها الت تطوي دائما ف ثناياها معن وحدة الوجود‪ ،‬ويأت ف‬
‫مقدمتهم‪ :‬النيد‪ ،‬وعبد القادر اليلن‪ ،‬وأحد الرفاعي‪ ،‬وشهاب الدين السهروردي البغدادي‪ ..‬وآخرون‪.‬‬
‫وكان من المكن أن يكون ميي الدين بن عرب منهم‪ ،‬لول كثرة تواليفه مع كثرة ما يورد فيها من عبارات‬
‫شعرية ونثرية‪ ،‬جعلت قسما منها يونه بوضوحه؛ لن من كثر لغطه كثر غلطه‪ ،‬وللزيادة ف التبيي والساعدة على‬
‫ل من عبارات النيد‪:‬‬
‫التمرس باللغة الصوفية‪ ،‬أُورد مث ً‬
‫جاء ف كتاب (دقائق التفسي الامع لتفسي الِإمام ابن تيمية) قول ابن تيمية رحهُ ال‪:‬‬
‫(‪...‬وبي لم النيد الفرق الثان‪ ،‬وهو أنم مع مشاهدة الشيئة العامة‪ ،‬ل بد لم من مشاهدة الفرق بي ما يأمر‬
‫ال به وما ينهى عنه‪ ،‬وهو الفرق بي ما يبهُ وما يبغضه‪ ،‬وبي ذلك لم النيد‪ ،‬كما قال ف التوحيد‪ :‬هو إفراد‬
‫الدوث عن القدم)(‪ ..)2‬إل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬رحم ال ابن تيمية‪ ،‬ل يكلف نفسه دراسة اللغة الصوفية وعباراتا‪ ،‬فانزلق مثل هذا النزلق‪.‬‬
‫وأظن أن عبارة النيد (مشاهدة الشيئة العامة) هي الن واضحة الدلول‪ ،‬أما العبارتان‪( :‬ما يأمر ال به‪ ،‬وما‬
‫ينهى عنه) فقد تغيب الشارة فيهما عن القارئ الذي ل يتمرس بعد باللغة الصوفية‪ ،‬فإل ماذا تشيان؟‬
‫مر معنا ف صفحات سابقة‪ ،‬وسيمر فيما يأت من فصول أنم يقولون بالِإسلم والِإيان والِإحسان الذي جاء ف‬
‫الديث الشريف‪ ،‬وأنم يفسرون (الِإحسان) أنه الفناء ف الذات‪ ،‬أو استشعار اللوهية وتذوقها‪ ،‬وبالتال معرفة وحدة‬
‫الوجود استشعارا وذوقا وتققا‪.‬‬
‫ومر معنا‪ -‬وسيمر‪ -‬أنم يعلون معن كلمة (الفاحشة‪ ،‬أو الفواحش) الواردة ف القرآن الكري هو البوح‬
‫‪ )(1‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)42:‬‬
‫‪ )(2‬دقائق التفسي الامع لتفسي المام ابن تيمية‪ ،‬جع وتقيق د‪ .‬ممد السيد الليد‪.)1/426( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪71‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ض الَقَاوِيلِ)) [الاقة‪ ،]44:‬وغيها‪.‬‬
‫بالسر‪ ،‬ولنتذكر أيضا تفسيهم للية الكرية‪(( :‬وََلوْ َت َقوّلَ َعلَْينَا َبعْ َ‬
‫من هنا تتوضح الِإشارة ف قول النيد (ما يأمر ال به) الت تشي إل الية الكرية‪(( :‬إِنّ الّلهَ يَ ْأ ُمرُ بِاْلعَدْ ِل‬
‫وَالِ ْحسَانِ‪[ ))...‬النحل‪ ،]90:‬وكذلك الِإشارة ف قوله‪( :‬وما ينهى عنه) الت تشي إل الية الكرية‪(( :‬وَيَْنهَى عَنِ‬
‫حشَاءِ وَالْمُن َكرِ‪[ ))...‬النحل‪.]90:‬‬
‫اْلفَ ْ‬
‫أي إن عبارة النيد‪( :‬ما أمر ال به) تشي إل (الِإحسان) الذي يأْمر ال به‪ ،‬والذي هو عندهم معرفة وحدة‬
‫الوجود؛ وعبارته‪( :‬وما ينهى عنه) تشي إل (الفحشاء) الت ينهى ال سبحانه عنها‪ ،‬والت هي عندهم البوح بالسر‪.‬‬
‫وبذلك تكون العبارة‪( :‬ل بد لم من مشاهدة الفرق بي ما يأمر ال به وما ينهى عنه) لا نفس معن عبارة‬
‫الشاذل‪( :‬اجعل الفرق ف لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا) ونفس معن عبارة اليلن (فبظاهره ينظر‬
‫إل ما ف السوق‪ ،‬وبقلبه ينظر إل ربه عز وجل‪ ،‬إل جلله تارة وإل جاله تارةً أخرى)‪ ،‬ونفس معن عبارة ابن‬
‫عجيبة‪( :‬إياك أن تقول أناه‪ ،‬واحذر أن تكون سواه)‪..‬‬
‫وكذلك العبارة‪( :‬الفرق بي ما يبه وما يبغضه) تشي إل نفس العن‪.‬‬
‫أما عبارة‪( :‬إفراد الدوث عن القدم) فتحمل نفس معن (اجعل الفرق ف لسانك موجودا)‪.‬‬
‫‪ -‬ومثل آخر من عبارات أحد الفاروقي السرهندي(‪ ،)1‬يقول‪:‬‬
‫‪...‬مثلً‪ ،‬قالت طائفة‪ ،‬من السكر‪ ،‬بالِإحاطة الذاتية‪ ،‬ورأوا أن الق ميط بالعال بالذات تعال وتقدس‪ ،‬وهذا‬
‫الكم مالف لراء علماء أهل الق‪ ،‬فإنم قائلون بإحاطة علمية‪ ،‬وآراء العلماء أقرب إل الصواب ف القيقة(‪...)2‬ا‬
‫هـ‪ .‬إنه يقول‪ :‬إن القائلي‪ :‬إن ال سبحانه ميط بالعال إحاطة علمية (أي‪ :‬بعلمه سبحانه)‪ ،‬هم أقرب إل الصواب‬
‫من القائلي بأنه ميط بالعال بذاته‪ ،‬ولعل القارىء انتبه إل أن القول بالحاطة الذاتية يقتضي الثنينية‪ :‬ميط وماط به‪،‬‬
‫بينما القول بالحاطة العلمية ل يقتفي ل الوحدة ول الثنينية‪ ،‬أَي‪ :‬إن القول بأن ال سبحانه ميط بالعال بعلمه ل‬
‫يتناف مع وحدة الوجود‪ ،‬كما أنه ل يتناف مع التفريق بي الالق والخلوق‪ ،‬ولذلك كان هذا القول أقرب إل‬
‫الصواب‪( .‬ولننتبه إل عبارة (أقرب إل الصواب) الت تعن أنه ليس الصواب بعينه‪ ،‬وإنا هو أقرب إليه من ذلك‬
‫القول)‪ .‬وبعبارة أوضح‪ :‬إن مقولة (الحاطة الذاتية) يكن أن تمل معن الثنينية أكثر من مقولة (الحاطة العلمية)‬
‫ولذلك كانت مقوله (الحاطة العلمية) أقرب إل الصواب الذي هو وحدة الوجود‪.‬‬

‫‪ )(1‬أحد بن عبد الحد‪ ،‬يلقبونه بـ (مدد اللف الثان)‪ ،‬وهو مؤسس الطريقة الجددية‪ ،‬مات سنة (‪1034‬هـ‪ )1625/‬ف الند‪.‬‬
‫‪ )(2‬النتخبات من الكتوبات‪( ،‬ص‪.)10:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الفصل الثالث‬
‫وحدة الوجود عقيدة كل الصوفية‬
‫ف قصر (إل ال) لستَ بواصل‬ ‫إن كنت ل تقطع بـ(ل) عنق السّوى‬
‫عن أحد الفاروقي السرهندي‪.‬‬
‫قبل البدء بقراءة هذا الفصل يب استيعاب الفصلي السابقي‪ ،‬وهضمهما وتثلهما‪ ،‬ليصبح القارىء متلكا‬
‫ناصية العبارة الصوفية‪ ،‬يفهمها كما يفهمها أصحابا وواضعوها‪ ،‬ل كما يلو له أن يتوهم‪ ،‬أو كما يوهونه‪.‬‬
‫إن الصوفيي كلهم‪ ،‬من أولم إل آخرهم‪( ،‬إل البتدئي)‪ ،‬يؤمنون بوحدة الوجود‪ ،‬وما مضى‪ ،‬ومئات‬
‫النصوص التالية هي أدلة وبراهي‪.‬‬
‫يقول أبو بكر الكلباذي ف التعرف‪:‬‬
‫قال النيد‪ :‬العرفة وُجودُ جهلك عند قيام علمه‪ .‬قيل له‪ :‬زدنا‪ .‬قال‪ :‬هو العارف وهو العروف‪.‬‬
‫يفسر أبو بكر الكلباذي هذا الكلم فيقول‪( :‬معناه‪ :‬أنك جاهل به من حيث أنت‪ ،‬وإنا عرفته من حيث‬
‫هو)(‪.)1‬‬
‫‪ -‬قوله‪( :‬العارف هو العروف)‪ ،‬واضح تاما‪ ،‬فالعاوف (وهو ملوق) هو نفس العروف (الذي هو ال)‪.‬‬
‫‪ -‬وقول الكلباذي‪( :‬أنك جاهل به من حيث أنت‪ ،)..‬فضمي الخاطب (أنت) يرمز به إل (الفرق)‪ ،‬فهو‬
‫يريد أن يقول‪( :‬إنك جاهل به) (أي‪ :‬بالق) من حيث تعتقد أنك (أنت) ولست (هو)‪ ،‬وإنا عرفته من حيث أنك‬
‫(هو)‪.‬‬
‫وبيت لبن الفارض قد يساعد على توضيح العن‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫وف رفعها عن فرقة الفرق رِفعت‬ ‫فقد ُرفِعت تاء الخاطب بيننا‬
‫‪ -‬هذا هو نفس العن الذي أراده النيد بقوله‪( :‬العرفة وجود جهلك‪.)..‬‬
‫وقال أيضا (أي‪ :‬النيد)‪:‬‬
‫حقيقة التوكل‪ :‬أن يكون ل تعال كما ل يكن‪ ،‬فيكون ال له كما ل يزل(‪.)2‬‬

‫‪ )(1‬التعرف لذهب أهل التصوف‪ ،‬باب‪( ،)22( :‬ص‪.)66:‬‬


‫‪ )(2‬التعرف‪ ،‬باب‪( ،)44( :‬ص‪.)101:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬قوله‪ :‬أن يكون (أي‪ :‬التوكل الذي هو خلق)‪ ،‬كما ل يكن (أي‪ :‬كأنه غي موجود كما كان سابقا)‪ ،‬وهذا‬
‫ما يسمونه (الفناء عن اللق)‪ ،‬فيكون ال له كما ل يزل (أي‪ :‬هو الوجود الوحيد ول موجود غيه)‪.‬‬
‫ويقول سهل بن عبد ال التّستري‪:‬‬
‫يا مسكي! كان ول تكن‪ ،‬ويكون ول تكون‪ .‬فلما كنت اليوم صرت تقول‪ :‬أنا وأنا!‬
‫كن الن كما ل تكن‪ ،‬فإنه اليوم كما كان(‪...)1‬‬
‫‪ -‬قول سهل هذا‪ ،‬هو نفس قول النيد‪ ،‬لكنه أكثر وضوحا منه‪ ،‬وهو ف الواقع ل يريد من جلته كلها إِل‬
‫قوله‪( :‬كان ول تكن‪ ،‬وإنه اليوم كما كان)‪ ،‬وليس ف باقي كلمه معن يزيد على هذا‪.‬‬
‫‪ -‬ف هذه القوال وضوح قد يغيب عن بعض القراء‪ ،‬لكن بالرجوع إل ما سبق من نصوص‪ ،‬وبلحقة ما‬
‫يأت‪ ،‬يتبي العن تاما؟ إنه «ل موجود إل ال»‪ ،‬و«الكون هو ال»‪.‬‬
‫ويقول أبو نصر الطوسي(‪ )2‬ف (اللمع)‪:‬‬
‫وبلغن عن أب حزة (الصوف)(‪ )3‬أنه دخل دار حارث الحاسب‪ ،‬وكان لارث دار حسنة وثياب نظاف‪ ،‬وف‬
‫داره شاة مُرغية‪ ،‬فصاحت الشاة مرغية‪ ،‬فشهق أبو حزة شهقة‪ ،‬وقال‪( :‬لبيك يا سيدي)‪ ،‬قال‪ :‬فغضب الارث وعمد‬
‫إل سكي‪ ،‬فقال‪ :‬إن ل تتب من هذا الذي أنت فيه أذبك‪ .‬قال‪ :‬فقال له أبو حزة‪ :‬أنت إذا ل تسن هذا الذي أنت‬
‫فيه فلِمَ ل تأكل النخالة بالرماد‪..‬‬
‫يعلق الطوسي على هذا الكلم فيقول‪ :‬يريد (أبو حزة) بذلك أن إنكارك عل ّي يشبه أحوال الريدين‬
‫والبتدئي(‪.)4‬‬
‫‪ -‬أي إن الشاة هي ال (أو جزء منه) وإن صوتا صوته (!) تعال ال علوا كبيا‪.‬‬
‫وتكلم أبو حزة ف جامع طرسوس فقبلوه‪ ،‬فبينا هو ذات يوم يتكلم‪ ،‬إذ صاح غراب على سطح الامع‪ ،‬فزعق‬
‫أبو حزة‪ ،‬وقال‪ :‬لبيك لبيك‪ ،‬فنسبوه إل الزندقة‪ ،‬وقالوا‪ :‬حُلول زنديق‪ ،‬وبيع فرسه بالناداة على باب الامع‪( :‬هذا‬
‫فرس الزنديق)(‪.)5‬‬
‫وأبو السي النوري(‪ :)6‬سع أذان الؤذن فقال‪ :‬طعنة وشم الوت‪ ،‬وسع نباح الكلب‪ ،‬فقال‪ :‬لبيك‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)4/222( :‬‬


‫‪ )(2‬أبو نصر الطوسي مؤلف (اللمع)‪ ،‬الكتاب الم ف التصوف‪ ،‬مات سنة‪378( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬قُتل على الزندقة‪ ،‬ول أقف على تاريخ قتله‪ ،‬وهو من أقران النيد‪.‬‬
‫‪ )(4‬اللمع‪( ،‬ص‪ ،)495:‬وقد أورد القصة أيضا عبد الفتاح أبو غدة ف ترجته للحارث الحاسب ف (رسالة السترشدين)‪( ،‬ص‪.)23:‬‬
‫‪ )(5‬تلبيس إبليس‪( ،‬ص‪.)169:‬‬
‫‪ )(6‬أحد بن ممد النوري‪ ،‬بغدادي من أقران النيد‪ ،‬مات سنة‪295( :‬هـ)‪..‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪74‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وسعديك(‪.)1‬‬
‫‪ -‬وهذا يعن أن ال هو كل ما نرى (وما ل نرى) با ف ذلك (؟!) تعال ال‪.‬‬
‫وقد مر معنا قول الشبلي‪ ،‬وهو ييب النيد‪( :‬أنا أرى وأنا أسع‪ ،‬فهل ف الدارين غيي)‪.‬‬
‫وهذا قول بعيد الشارة بعض الشيء‪ ،‬على أن الشبلي يكون أكثر وضوحا عندما يقول لبعض زواره عند‬
‫خروجهم من عنده‪ :‬أنا معكم حيثما كنتم‪ ،‬أنتم ف رعايت وكلءت(‪.)2‬‬
‫يقول الطوسي شارحا‪( :‬أراد بقوله ذلك‪ :‬إن ال تعال معكم حيث ما كنتم وهو يرعاكم‪.)..‬‬
‫ويقول الشبلي أيضا‪:‬‬
‫كنت أنا والسي بن منصور شيئا واحدا‪ ،‬إل أنه أظهر وكتمت(‪.)3‬‬
‫‪ -‬وسنرى بعد قليل ما هي عقيدة اللج هذه الت كتمها الشبلي وأظهرها اللج فقُتل‪.‬‬
‫وعندما صُلب اللج ليُقتل‪ ،‬أرسل الشبلي امرأة متصوفة وأمرها أن تقول للحلج‪ :‬إن ال ائتمنك على سرّ‬
‫من أسراره فأذعته؛ فأذاقك طعم الديد(‪.)4‬‬
‫‪ -‬ونن نعرف الن ما هو هذا السر‪ ،‬ومع ذلك فسنراه من أقوال اللج الصرية‪.‬‬
‫ويقول إبراهيم بن ممد النصراباذي(‪:)5‬‬
‫إن كان بعد النبيي والصديقي موحدٌ فهو اللج(‪.)6‬‬
‫‪ -‬نفهم ما سبق أن الشبلي والنصراباذي يوافقان اللج ف عقيدته كل الوافقة‪ ،‬فعقيدته الت سنراها هي‬
‫عقيدتما‪ .‬ويقول أبو سعيد الزاز(‪ :)7‬معن المع‪ :‬أنه أوجدهم نفسه ف أنفسهم‪ ،‬بل أعدمهم وجود وجودهم‬
‫لنفسهم عند وجودهم له(‪.)8‬‬
‫يفسر الكلباذي هذا الكلم بقوله‪ :‬معناه قوله‪( :‬كنت له سعا وبصرا ويدا‪ ،‬فب يسمع وب يبصر‪ )..‬الب‪.‬‬
‫‪ -‬كلم الراز أوضح من تفسي الكلباذي‪ ،‬وف القيقة‪ ،‬إن الكلباذي ل يريد تفسي كلم الراز‪ ،‬بل يريد‬

‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)492:‬‬
‫‪ )(2‬اللمع‪( ،‬ص‪.)478:‬‬
‫‪ )(3‬من كتاب (اللج) لـ (طه عبد الباقي سرور)‪ ،‬وهو شيخ الصوفية ف مصر‪ ،‬معاصر‪( ،‬ص‪.)104:‬‬
‫‪ )(4‬الفكر الصوف‪( ،‬ص‪.)62:‬‬
‫‪ )(5‬أبو بكر النصراباذي من نيسابور‪ ،‬صحب الشبلي‪ ،‬وخرج ف آخر حياته إل مكة‪ ،‬ومات فيها عام‪367( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬تلبيس إبليس‪( ،‬ص‪.)172:‬‬
‫‪ )(7‬أحد بن عيسى الزاز (لسان التصوف) من أهل بغداد‪ ،‬صحب ذا النون الصري وغيه‪ ،‬مات سنة‪277( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(8‬التعرف‪( ،‬ص‪.)121:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪75‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫دعمه بالديث الشريف‪ ،‬الذي أورده مشوها‪ ،‬مع العلم أن هذا العن الذي يعتمده الصوفية لذا الديث هو معن‬
‫فاسد‪ ،‬وسيأت تفصيله‪ ،‬وقوله‪( :‬أوجدهم نفسه ف أنفسهم) واضح جدّا‪.‬‬
‫* وقال فارس(‪:)1‬‬
‫سألت أبا عبد ال العروف بشكثل(‪( :)2‬ما الذي منعك عن الكلم؟)‪ ،‬فقال‪ :‬يا هذا‪ ،‬الكون توه ٌم ف القيقة‪،‬‬
‫صرُ عنه القوا ُل دونه! فما وجه الكلم؟ وتركن ومر(‪.)3‬‬
‫ول تصح العبارة عما ل حقيقة له‪ ،‬والق تق ُ‬
‫‪ -‬إنه يصرح بكل وضوح أن الكون توهم ل حقيقة له باعتباره كونا (أو خلقا) وليس إل الق الذي تقصر‬
‫عنه القوال دونه‪.‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫كان يكفيه أن يقول‪ :‬تقصر عنه القوال‪ .‬أو‪ :‬تقصر القوال دونه‪ ،‬ولكنه استعمل الكلمتي (عنه) و(دونه)‬
‫للتعمية بالتعقيد‪.‬‬
‫ويقول أبو يزيد البسطامي‪:‬‬
‫جبَ اللهوت‪ ،‬حت وصلتُ إل العرش‪ ،‬فإذا هو خالٍ‪ ،‬فألقيت‬ ‫غبتُ ف البوت‪ ،‬وخضت بار اللكوت‪ ،‬و ُح ُ‬
‫نفسي عليه‪ ،‬وقلت‪ :‬سيدي أين أطلبك؟ فكشف‪ ،‬فرأيت أن أنا‪ ،‬فأنا أنا‪ ،‬أوّل فيما أطلب‪ ،‬وأنا ل غيي فيما‬
‫أسي(‪.)4‬‬
‫وقال عندما تلى له هذا النور (أي‪ :‬نور وحدة الوجود)‪:‬‬
‫(سبحان ما أعظم شأن)(‪!!)5‬‬
‫ويقول اللج‪:‬‬
‫حت تعالوْا يطلبونك ف السماء‬ ‫وأي الرض تلو منك‬
‫(‪)6‬‬
‫وهم ل يبصرون من العماء‬ ‫تراهم ينظرون إِليك جهرا‬
‫‪ -‬يريد بقوله‪( :‬ينظرون إليك جهرا)‪ ،‬أي‪ :‬أن كل ما يرونه هو أنت‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬

‫‪ )(1‬ل أقف على ترجتهما‪ ،‬ويفهم من أقوال الكلباذي أنما معاصران له‪.‬‬
‫‪ )(2‬ل أقف على ترجتهما‪ ،‬ويفهم من أقوال الكلباذي أنما معاصران له‪.‬‬
‫‪ )(3‬التعرف‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪ )(4‬شطحات الصوفية‪( ،‬ص‪.)164:‬‬
‫‪ )(5‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)156:‬‬
‫‪ )(6‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪ ،)125:‬وف ديوانه‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يا منطقي وعبارات وإيائي‬ ‫ي عيِ وجودي يا مدى همي‬
‫يا ع َ‬
‫(‪)1‬‬
‫يا جلت وتباعيضي وأجزائي‬ ‫يا كلّ كلي ويا سعي ويا بصري‬
‫ويقول‪:‬‬
‫سرّ سنا لهوته الثاقب‬ ‫سبحان من أظهر ناسوته‬
‫ف صورة الكل والشارب‬ ‫ث بدا ف خلقه ظاهرا‬
‫(‪)2‬‬
‫كلحظة الاجب بالاجب‬ ‫حت لقد عاينه خلقُه‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ت من أنت قال أنت‬
‫فقل ُ‬ ‫ت رب بعي قلب‬
‫رأي ُ‬
‫وليس أينٌ بيث أنت‬ ‫فليس للين منك أي ٌن‬
‫سألتُ عن فقلتُ‪ :‬أنت‬ ‫ف مواسي ورسم جسمي‬
‫(‪)3‬‬
‫فنيت عن ودمتَ أنت‬ ‫أشار سري إليك حت‬
‫ويقول‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وأنا اعتقدت جيع ما عقدوه‬ ‫عقد اللئقُ ف الِإله عقائدا‬
‫ويقول‪:‬‬
‫يل عن وصف كل حي‬ ‫يا سر سر يدق حت‬
‫من كل شيء لكل شيء‬ ‫وظاهرا باطنا تبدّى‬
‫وعظم شك وفرط عيْ‬ ‫إن اعتذاري إليك جه ٌل‬
‫(‪)5‬‬
‫فما اعتذاري إذا إلْ‬ ‫يا جلة الكل لست غيي‬
‫ويقول‪ :‬فالقيقة‪ ،‬والقيقهّ خليقة‪ ،‬دع الليقة لتكون أنت هو‪ ،‬أو هو أنت من حيث القيقة(‪.)6‬‬

‫‪ )(1‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪ ،)115:‬وف الديوان أيضا‪.‬‬


‫‪ )(2‬الديوان وأخبار اللج‪( ،‬ص‪.)127:‬‬
‫‪ )(3‬الديوان‪( ،‬ص‪ ،)16:‬والبيات هنا غي متتابعة‪ ،‬وأوائلها موجود ف (طاسي النقطة)‪.‬‬
‫‪ )(4‬الديوان‪( ،‬ص‪ ،)76:‬وينسب أيضا لبن عرب‪ ،‬وهو الصح‪.‬‬
‫‪ )(5‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪.)78:‬‬
‫‪ )(6‬طاسي الصفاء‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪77‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪ :‬وما كان ف أهل السماء موحد مثل إبليس‪ ،‬حيث إبليس تغيّر عليه العي‪ ،‬وهجر اللاظ ف السي‪،‬‬
‫وعبد العبود على التجريد(‪.)1‬‬
‫‪ -‬وكتب كتابا هذه نسخته‪:‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬التجلي عن كل شيء لن يشاء‪ .‬السلم عليك يا ولدي‪ ،‬ستر ال عنك ظاهر‬
‫الشريعة‪ ،‬وكشف لك حقيقة الكفر‪ ،‬فإن ظاهر الشريعة كفر خفي‪ ،‬وحقيقة الكفر معرفة جليلة‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬حدا ل الذي يتجلى على رأس إبرة لن يشاء‪ ،‬ويستتر ف السماوات والرضي عمن يشاء‪ ،‬حت‬
‫يشهد هذا بأن ل هو‪ ،‬ويشهد ذلك بأن ل غيه‪ ،‬فل الشاهد على نفيه مردود‪ ،‬ول الشاهد بإثباته ممود‪ ،‬والقصود‬
‫من هذا الكتاب أن أوصيك أن ل تغتر بال ول تيئس منه‪ .‬وإياك والتوحيد‪ ،‬والسلم(‪.)2‬‬
‫ويقول‪..:‬إن بعض الناس يشهدون عل ّي بالكفر‪ ،‬وبعضهم يشهدون ل بالولية‪ ،‬والذين يشهدون علي بالكفر‬
‫أحب إل وإل ال من الذين يقرون ل بالولية‪ ..‬لن الذين يشهدون ل بالولية من حسن ظنهم ب‪ ،‬والذين يشهدون‬
‫علي بالكفر تعصبا لدينهم‪ ،‬ومن تعصب لدينه أحبّ إل من أحسن الظن بأحد(‪...)3‬‬
‫وقال‪... :‬يا إِله اللة‪ ،‬ويا رب الرباب‪ ،‬ويا من ل تأخذه سنة ول نوم‪ُ ،‬ردّ إل نفسي لئل يفتت ب عبادك‪ ،‬يا‬
‫من هو أنا وأنا هو‪ ،‬ل فرق بي أنّيت وهويتك إل الدث والقدم(‪...)4‬‬
‫‪ -‬هذه عقيدة اللج‪ ،‬عقيدة وحدة الوجود (الكون هو ال)‪ ،‬أو هو جزء من ال (!) سبحانك اللهم عما‬
‫يصفون‪.‬‬
‫وسنرى أن هذا القسم التعي (أي‪ :‬التشكل ف أعيان) من اللهوت‪ ،‬يسمى بلسان العارفي (اللكوت)‪،‬‬
‫ويسميه الحجوبون أمثالنا (اللك)‪ ،‬أما القسم اللطيف من اللهوت‪ ،‬الذي ل يتعي‪ ،‬فهو (البوت)‪ .‬وناقل الكفر‬
‫ليس بكافر‪.‬‬
‫بعرفتنا عقيدة اللج نعرف عقائد كثيين من كبار الطائفة الذين يصرحون بوليته وصدّيقيته‪ .‬ومرت معنا‬
‫أمثلة منها‪.‬‬
‫وقد درج كثي من كتابم على أل يذكروا اسه صراحة‪ ،‬لئل يفضحوا عقيدتم‪ ،‬وإنا يقولون‪( :‬أحد الكباء)‬
‫أو (أحد كبار العارفي) أو ما شابه ذلك‪ ،‬وكمثل نورده‪ :‬الكلباذي ف (التعرف) الذي يستعمل عبارة (بعض‬
‫الكبار) بدلً من اسه الصريح‪ ،‬وقبل النتقال إل غي اللج‪ ،‬نورد له أمثله‪ ،‬تري عباراتا على ألسنتهم وف كتبهم‪.‬‬

‫‪ )(1‬طاسي الزل واللتباس‪.‬‬


‫‪ )(2‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪.)50:‬‬
‫‪ )(3‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪.)26:‬‬
‫‪ )(4‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪.)30:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪78‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يقول‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ف حي ل أكنِ‬ ‫كن ل كما كنت ل‬
‫إنه يسأل ال مقام (الفناء) أو (المع)‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وأقبل الق يُخفين وأُبديه‬ ‫وأقبل الوجد يُفن الك ّل من صفت‬
‫من هذا البيت نفهم معن (الوجد) ومعن (فناء الصفات)‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬صفات البشرية لسان الجة على ثبوت صفات الصمد‪ ،‬وصفات الصمدية لسان الِإشارة إل فناء‬
‫صفات البشرية‪ ،‬وها طريقان إل معرفة الصل الذي هو قوام التوحيد(‪.)3‬‬
‫ويقول‪ :‬نزول المع ورطة وغبطة‪ ،‬وحلول الفرق فكاك وهلك(‪.)4‬‬
‫‪ -‬مصطلحا (المع والفرق) معروفان الن‪ ،‬وأترك للقارىء أن يفسر لِمَ كان المع ورطة والفرق فكاكها؟‬
‫ولَ كان المع غبطة والفرق هلكا؟‬
‫وللتوضيح‪ :‬المع كفر بالنسبة للشريعة‪ ،‬والفرق كفر بالنسبة لعقيدة الصوفية‪.‬‬
‫* فقرة معترضة‪:‬‬
‫مع أن أتدرج بإيراد النصوص حسب التسلسل التاريي‪ ،‬بدون دقة‪ ،‬مع ذلك أرى من الفيد إيراد نص كان‬
‫مكانه بعد صفحات‪ ،‬أورده لن فيه توضيحا لبعض الصطلحات الصوفية الساسية‪.‬‬
‫يقول شيخ مشايخ الِإسلم‪ ،‬مظهر الفيض القدوسي‪ ،‬الستاذ السيد مصطفى العروسي‪:‬‬
‫‪...‬والعلم بكيفيته (أي‪ :‬الفناء‪ ،‬أو المع‪ ،‬أوما يرادفه من ألفاظ) متص بال تعال ل يكن أن يطلع عليه إل من‬
‫يشاء من عباده الكمّل الذين حصل لم هذا الشهد الشريف والتجلي الذات الفن للعيان بالصالة‪ ،‬كما قال تعال‪:‬‬
‫ت معن‬‫ص ِعقًا‪[ ))...‬العراف‪ ،]143:‬فإذا علمتَ ما قدمتُه لك علم َ‬
‫((َفلَمّا َتجَلّى رَّبهُ ِللْجََبلِ َجعََلهُ دَكّا َو َخرّ مُوسَى َ‬
‫التاد الذي اشتهر‪ ،‬وعلمت اتاد كل اسم من الساء مع مظهره وصورته‪ ،‬أو اسم مع اسم آخر‪ ،‬أو مظهر مع‬
‫مظهر آخر؛ وشهودُك اتادَ قطرات المطار بعد تعددها‪ ،‬واتادَ النوار مع تكثرها‪ ،‬كالنور الاصل من الشمس‬
‫والكواكب على وجه الرض‪ ،‬أو من السرج التعددة ف بيت واحد‪ ،‬وتبدّل صور عال الكون والفساد على هيول‬
‫واحدة‪ ،‬دليل واضح على حقيقة ما قلنا‪ ،‬هذا مع أن السم كثيف‪ ،‬فما ظنك بالبي اللطيف الظاهر ف كل الراتب‪،‬‬
‫‪ )(1‬ديوان اللج‪( ،‬ص‪.)90:‬‬
‫‪ )(2‬ديواد اللح‪( ،‬ص‪.)94:‬‬
‫‪.)(3‬‬
‫‪ )(4‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪.)44:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪79‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫السيس منها والشريف‪.‬‬
‫والاصلُ أن التاد واللول بي الشيئي التغايرين من كل الوجوه شرك عند أهل ال؛ وذلك لفناء الغيار‬
‫عندهم بسطوع نور الواحد القهار‪ ،‬بل الراد أن الق تعال باعتبار أنه مصدر الكائنات جيعها‪ ،‬علويها وسفليها‪،‬‬
‫مركبات أو بسائط أو مردات‪ ،‬جواهر وأعراضا‪ ،‬كليات أم جزئيات‪ ،‬واعتبار انفراده بالوجود الذات‪ ،‬وأن جيع‬
‫الوجودات مستمدة من وجوده‪ ،‬فهو هي وهي هو‪ ،‬على معن‪ :‬ل هو إل هو‪ ،‬كان ال ول شيء معه ويبقى ال ول‬
‫شيء معه‪ ،‬وإنا الكائنات تعينات له مصوصة ف أزمنة مصوصة‪ ،‬مكوم عليها بأحكام مصوصة‪ ،‬ث إليه يرجع المر‬
‫كما بدا‪ ،‬لِحِكَم عليّة‪ ،‬وأسرارٍ إِلية‪ ،‬عَلِمها مَن علمها وجهلها من جهلها‪ ،‬بتدبيه تعال وتقديره‪ ،‬ل يُسأل عما‬
‫يفعل‪ ،‬فافهم ول تك أسي النقل والتقليد(‪...)1‬‬
‫‪ -‬ورد ف هذا النص عدة عبارات‪ ،‬نراها مبثوثة ف كتبهم‪ ،‬وهم يستعملونا دائما مع غيها طبعا وقد شرحت‬
‫هذه العبارات بوضوح‪ ،‬لذلك كان من الفيد جدّا إعادة قراءة هذا النص مرارا حت تنطبع عباراته ف الذهن‪ ،‬ما يعل‬
‫النصوص الصوفية واضحة الدلول‪.‬‬
‫وأهها العبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التجلي الذات الفن للعيان ‪ -‬الظاهر ف كل الراتب ‪ -‬فناء الغيار ‪ -‬سطوع نور الواحد القهار ‪ -‬انفراده‬
‫بالوجود الذات ‪ -‬فهو هي وهي هو ‪ -‬ل هو إل هو ‪ -‬كان ال ول شيء معه ويبقى ال ول شيء معه ‪ -‬الكائنات‬
‫تعينات ‪ -‬إليه يرجع المر كما بدأ‪.‬‬
‫وهي كلها تعن (وحدة الوجود) أو تشي إليها وإل سطوعها‪.‬‬
‫لكن يب أن ننتبه بشكل خاص إل قوله‪ ..( :‬ول تك أسي النقل والتقليد)! ما معناها؟‬
‫‪ -‬وقال أبو السي النوري‪:‬‬
‫كان ال ول أين‪ ،‬والخلوقات ف عدم‪ ،‬فكان حيث هو‪ ،‬وهو الن حيث كان‪ ،‬إذ ل أين ول مكان(‪...)2‬‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫عزّ ظاهر‪ ،‬وملك قاهر‪ ،‬وملوقات ظاهرة به وصادرة عنه‪ ،‬ل هي متصلة به ول منفصلة عنه(‪.)3‬‬
‫إنه ف قوله‪( :‬ل هي متّصلة به) ينفي التصال؛ لن كلمة (التصال وما اشتق منها) تعن وجود اثني متصلي‬
‫ببعضهما‪ ،‬لذلك فهو ينفي التصال نفيا لتوهم الثنينية‪ ،‬ث ينفي النفصال لِإثبات الوحدة‪.‬‬
‫‪ -‬وقال أبو سليمان الداران‪:‬‬
‫‪ )(1‬حاشية العروسي‪.)2/20( :‬‬
‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)46:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)46:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪80‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬إنك ل تكون ملصا ف عملك حت ل ترى ف الدارين أحدا غي ربك(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ويقول أبو طالب الكي(‪( )2‬مفسرا)‪:‬‬
‫ستُ ِبرَبّكُ ْم قَالُوا بَلَى))‬
‫‪...‬يعن أنه رجع إل العبد ف أوله‪ ،‬أي‪ :‬يكون كما كان قبل أن يكون لقوله‪َ(( :‬ألَ ْ‬
‫[العراف‪ ،]172:‬إذ كان ذلك قبل أن يكون‪ ،‬وهل أجابت إل الرواح الطاهرة القدسة؟ بإقامة القدرة النافذة‬
‫والشيئة السابقة؟ فيكون العبد كما كان‪ ،‬وأيّا كان‪ ،‬ولاذا كان‪ ،‬وكيف كان‪ .‬وهذا غايته تقيق توحيد الوحّد‬
‫للواحد‪ ،‬وهو أن يذهب كما لو ل يكن‪ ،‬ويتلشى وتنمحي أوصافه وتبقى أوصاف الق كما ل يزل‪ ،‬على معن‬
‫قوله‪ :‬صرت سعه وبصره ويده ورجله وقلبه يسمع به ويبصربه ويأخذ به ويعقل به(‪.)3‬‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫ظاهر التوحيد هو توحيد ال ف كل شيء‪ ،‬وتوحيده بكل شيء‪ ،‬ومشاهدة إياده قبل كل شيء‪ ،‬ول ناية‬
‫لعلم التوحيد(‪...)4‬‬
‫‪ -‬بشيء من التمعن ينكشف العن واضحا ف النصي‪.‬‬
‫ويقول أبو حيان التوحيدي ف رسالة (كط)‪:‬‬
‫‪...‬بل أنت الوجود ف كل شيء‪ ،‬ل كما يوجد ما دام بك وافتقر إليك‪ ،‬ولكن كما توجد أنت وليس‬
‫واجدُك سواك؛ واجدٌ لك وواجدٌ بك وواجد منك؛ فأما واجد بك فلنه وجد عينه بك‪ ،‬وأما واجد لك فلنه وجد‬
‫وجده من أجلك‪ ،‬وأما واجد منك فلنه وَجَ َد ما به وَجَدَ ما وجَ َد مِن جهتك‪ ،‬فأنت الحيط وأنت الشتمِل‪ ،‬إل أن‬
‫إحاطتك بالقدرة‪ ،‬واشتمالك بالعونة‪ ،‬وكل ما للقك بالجاز؛ َفَلكَ القيقة‪ ،‬وكل ما سواك بالثر؛ َفَلكَ بالعي‪،‬‬
‫والشارة الت هي إليك هي منك‪ ،‬والذاكر الذي هُو لك هُو بك‪ ،‬والوجد الذي هو منك هو بك‪ ،‬والوجد الذي هو‬
‫بك هو منك‪ ،‬ول تتلف هذه الروف إل لاجة اللق إليها ف التكور‪ ،‬وإل فالعن واحد مؤتلف متفق‪ ،‬ل يرنّق‬
‫عليه لبس‪ ،‬ول يربه جن ول إنس(‪...)5‬‬
‫ويقول أيضا‪ ،‬رسالة (يه)‪:‬‬
‫أشرقت الكوان بالشباح‪ ،‬وشرفت العيان بالرواح‪ ،‬وتلت أسرار الق فيها بي الفتراح والرتياح‪،‬‬
‫وتناجت النفوس على بُعد الديار با تتخافت فيه الفواه على قرب الزار‪ ،‬و ُردّت على الناظرين خوائن البصار‪،‬‬
‫حظَ اللحظون بعي الصدق‪ ،‬ولفظ اللفظون بلسان الق شنآن‬ ‫والتقت ف الغيب سوانح الِإقرار والِإذكار‪...‬فعندها َل َ‬

‫‪ )(1‬علم القلوب‪( ،‬ص‪.)157:‬‬


‫‪ )(2‬ممد بن علي بن عطية الارثي الكي‪ ،‬من كبار القوم‪ ،‬مات سنة‪358( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬علم القلوب (ص‪.)95:‬‬
‫‪ )(4‬علم القلوب‪( ،‬ص‪.)104:‬‬
‫‪ )(5‬الِإشارات الِإلية‪.)1/224( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪81‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الال‪ ،‬واضمحلل القال‪ ،‬والتواء النال‪ ،‬فناجوا ف السرائر‪ ،‬وباحوا بالضمائر‪ ،‬ورفعوا رقوم البواطن والظواهر‪،‬‬
‫وافترقوا عن اللفة‪ ،‬وتكثروا بالوحدة‪ ،‬وخيموا بي سواحل التجن وبلغ التمن(‪ ...)1‬ومنها‪:‬‬
‫‪...‬فالساء مطروحة بالتوقيف‪ ،‬والعان مأخوذة بالتعريف‪ ،‬الساء متلفة بكَدَر اللق‪ ،‬والعان مؤتلفة بصفو‬
‫الق الساء مموعة بلسان التفرقة‪ ،‬والعان مسموعة بلسان المع‪ .‬الساء متنافية باللغات‪ ،‬والعان متصافية بكم‬
‫الصفات‪ .‬أما تعلم أن النس بالعان على إيثار الق‪ ،‬مقدم على الستيحاش ف الساء لتنافيها على إيثار اللق‪.‬‬
‫الساء مدودهً بالفهام‪ ،‬والعان معدودة باللام‪ .‬فإياك أن تلحظ العان بعي السم فتعطب‪ ،‬وإياك أن تعطي السم‬
‫ذات العن فتتعب‪ ،‬وإياك أن تعطي العن رسم السم فتكذب‪ ،‬وإياك أن تفرق بينهما فتتهم‪ ،‬وإياك أن تمع بينهما‬
‫فتُوهّم‪ ،‬ها هنا زلقت أقدام التكلمي‪ ،‬وانتكست أعلم التحذلقي؛ لنم (سعوا ف آياته معاجزين)‪ ،‬ونظروا ف الية‬
‫مستهزئي‪ ،‬وركنوا إل عقولم مفتخرين متعززين‪ ،‬فنكصوا على أعقابم خائبي خاسرين(‪.)2‬‬
‫ويقول‪ :‬رسالة (لد)‪:‬‬
‫‪...‬وتصّن من نفسك ف نفسك‪ ،‬وتبأ من جنسك ف بن جنسك‪ ،‬واشهد الغيب وغب عن الشهادة‪،‬‬
‫واحفظها عند بروز الق الذي إذا بدا لك أباد‪ ،‬وإذا أحب أعاد وأفاد؛ وإياك وملبسة الكون فإنا تؤديك إل الفرقة‬
‫والبي‪ ،‬وعليك بالتجريد والتفريد‪ ،‬وعليك بجران كل شيطان مريد(‪.)3‬‬
‫ويقول‪ :‬رسالة (ل هـ)‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فل إله إذا فكرت إلئي‬ ‫تباركت خطرات ف تعالئي‬
‫‪ -‬نلحظ أن أسلوب الوحيدي فيه جزالة ألفاظ وغموض يشعر أن هناك سرّا تاك حوله هذه اللفاظ‪ ،‬واللع‬
‫من ظهور السر متماثل بي السطور‪ ،‬وهو يستعمل عبارات قليلً ما يستعملها غيه‪ ،‬ولكنها مستعملة على كل حال‪.‬‬
‫وبشيء من التأن ف القراءة والتكرار تتوضح السرار‪ ،‬وكلمة (تعالئي) من فعل الثناء (تعال)‪.‬‬
‫ويقول القشيي‪:‬‬
‫‪...‬فإذا فن عن توهم الثارمن الغيار‪ ،‬بقي بصفات الق‪ ،‬ومن استول عليه سلطان القيقة حت ل يشهد من‬
‫الغيار ول أثرا ول رسا ول طللً‪ ،‬يقال‪ :‬إنه فن عن اللق وبقي بالق(‪.)5‬‬
‫ويقول‪..:‬ومن ماه الق سبحانه عن مشاهدته (أي‪ :‬مشاهدته لنفسه وأفعاله)(‪ ،)6‬أثبته بق حقه‪ ،‬ومن ماه‬

‫‪ )(1‬الِإشارات الِإلية‪.)1/139( :‬‬


‫‪ )(2‬الشارات اللية‪.)1/140( :‬‬
‫‪ )(3‬الشارات اللية‪.)1/259( :‬‬
‫‪ )(4‬الشارات اللية‪.)1/388( :‬‬
‫‪ )(5‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)37:‬‬
‫‪ )(6‬الملة بي القوسي من شرح الرسالة ف هامش حاشية العروسي‪.)2/76( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪82‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الق عن إثباته به‪ ،‬ردّه إل شهود الغيار وأثبته ف أودية التفرقة(‪..)1‬‬
‫* فقرة معترضة‪:‬‬
‫مر معنا وير هنا وف كتبهم مصطلح (الشاهدة) والفعل منه (شاهد‪ ،‬يشاهد)‪ ،‬فماذا يعنون به؟‬
‫يقول القشيي‪...( :‬وتوهم قوم أن الشاهدة تشي إل طرف من التفرقة؛ لن باب الفاعلة ف العربية بي اثني‪،‬‬
‫وهذا وهم من صاحبه‪ ،‬فإن ف ظهور الق سبحانه ثبور اللق‪ ،‬وباب الفاعلة جلتُها ل تقضي مشاركة الثني‪ ،‬نو‪:‬‬
‫سافر‪ ،‬وطارق النعل‪ ،‬وأمثاله(‪...)2‬‬
‫‪ -‬يفهمنا القشيي أن الشاهدة ل تكون بأن تشاهد ال سبحانه خارجا عنك‪ ،‬فتكونا اثني‪ ،‬ل‪ ،‬بل تشاهده‬
‫ف ذاتك‪ ،‬تشاهده أنك هو‪ ،‬إذن‪ ،‬منذ الن‪ ،‬يب أن نفهم مصطلح (الشاهدة ومشتقاتا) ف كلم القوم حسب هذا‬
‫العن‪( .‬مشاهدة ال تعن الستشعار باللوهية أو ذوق معن اللوهية)‪.‬‬
‫ويقول أبو حامد الغزال (حجة السلم‪ ،‬الِإمام)‪:‬‬
‫‪...‬فمن عرف الق رآه ف كل شيء‪ ،‬إذ كل شيء فهو منه وإليه وبه وله‪ ،‬فهو الكل على التحقيق‪ ،‬ومن ل‬
‫يراه ف كل ما يراه فكأنه عرفه‪ ،‬ومن عرفه عرف أن كل شيء ما خل ال باطل‪ ،‬وأن كل شيء هالك إل وجهه‪ ،‬ل‬
‫أنه سيبطل ف ثان الال‪ ،‬بل هو الن باطل(‪...)3‬‬
‫‪ -‬يبي لنا الغزال هنا كيف يفهمون الملة (كل شيء ما خل ال باطل)‪ ،‬والية ((كُلّ َش ْيءٍ هَاِلكٌ إِلّا‬
‫وَ ْج َههُ)) [القصص‪ ،]88:‬ومنذ الن يب أن نعرف كيف يفهمونا‪ ،‬ول ناول التأويل واللف والدوران مثلهم‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬واعلم أن الطواف الشريف هو طواف القلب بضرة الربوبية‪ ،‬وأن البيت مثال ظاهر ف عال اللك‬
‫لتلك الضرة الت ل تشاهد بالبصر‪ ،‬وهي عال اللكوت(‪...)4‬‬
‫‪ -‬يبي الغزال هنا أن حضرة الربوبية هي عال اللكوت! فما هو عال اللكوت؟‬
‫يشرحه ابن عجيبة بقوله‪( :‬مراتب الوجود هي العوال الثلثة‪ :‬اللك واللكوت والبوت‪ ،‬وذلك أن الوجود له‬
‫ثلثة اعتبارات‪ :‬وجود أصلي أزل‪ ،‬وهو الذي ل يدخل عال التكوين‪ ،‬ويسمى عال المر‪ ،‬وعال الغيب‪ ،‬وهو السمى‬
‫بعال البوت‪ .‬ووجود فرعي‪ ،‬وهو النور التدفق من بر البوت‪ ،‬وهو كل ما دخل عال التكوين لطيفا كان أو‬
‫كثيفا‪ ،‬ويسمى عال الشهادة‪ ،‬وعال اللق‪ ،‬وهو السمى بعال اللكوت(‪..)5‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)39:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)40:‬‬
‫‪ )(3‬إحياء علوم الدين‪.)1/254( :‬‬
‫‪ )(4‬إحياء علوم الدين‪.)1/242( :‬‬
‫‪ )(5‬الفتوحات اللية حاشية إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)109:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪83‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬إذن فحضرة الربويية يعن با (الكون)‪ ،‬وسنرى هذا ف نص آت‪ ،‬وقول ابن عجيبة‪( :‬وهو النور التدفق من‬
‫بر البوت)‪ ،‬هو نفس نظرية (الفيض) اليونانية‪ ،‬والعريقة ف تاريخ الوثنيات‪.‬‬
‫ويقول الغزال أيضا‪:‬‬
‫ل إل صفات بيمية‪ ..‬وإل صفات سبعية‪ ..‬وإل صفات شيطانية‪ ..‬وإل صفات ربوبية‪..‬‬ ‫‪...‬نعلم أن للقلب مي ً‬
‫فهو لا فيه من المر الربان يب الربوبية بالطبع؟! ومعن الربوبية التوحد بالكمال‪ ،‬والتفرد بالوجود على سبيل‬
‫الستقلل؛ فصار الكمال من صفات اللية‪ ،‬فصار مبوبا بالطبع للنسان‪ .‬والكمال بالتفرد بالوجود‪ ،‬فإن الشاركة‬
‫ف الوجود نقص ل مالة؛ فكمال الشمس ف أنا موجودة وحدها‪ ،‬فلو كان معها شس أخرى لكان ذلك نقصا ف‬
‫حقها إذ ل تكن منفردة بكمال معن الشمسية‪.‬‬
‫والنفرد بالوجود هو ال تعال إذ ليس معه موجود سواه‪ ،‬فإن ما سواه أثر من آثار قدرته ل قوام له بذاته‪ ،‬بل‬
‫هو قائم به‪...‬وكما أن إشراق نور الشمس ف أقطار الفاق ليس نقصانا ف الشمس بل هو من جلة كمالا‪ ،‬وإنا‬
‫نقصان الشمس بوجود شس أخرى‪ ..‬فكذلك وجود كل ما ف العال يرجع إل إشراق أنوار القدرة‪ ..‬فإذا معن‬
‫الربوبية التفرد بالوجود‪ ،‬وهو الكمال‪...‬ولذلك قال بعض مشايخ الصوفية‪( :‬ما من إنسان إل وف باطنه ما صرح به‬
‫فرعون من قوله‪(( :‬أَنَا رَبّكُ ُم ا َلعْلَى)) [النازعات‪ ،]24:‬ولكنه ليس يد له مالً‪ ،‬وهو كما قال(‪.)...)1‬‬
‫‪ -‬هذا النص مشحون‪ ،‬لكن أهم ما فيه هو‪:‬‬
‫‪ -1‬استعمال الغزال أساليب علم الكلم لثبات أمر غيب تتعذر معرفته إل عن طريق الوحي‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله‪( :‬النفرد بالوجود هو ال تعال إذ ليس معه موجود سواه) يعن‪ :‬أن ال جلت قدرته‪ ،‬ل يلق شيئا‬
‫من العدم‪ ،‬إذ لو خلق شيئا من العدم لكان هذا الشيء غي ال‪ ،‬ولكان مع ال موجود آخر غيه‪ ،‬لكن الجة يقرر أن‬
‫ليس مع ال موجود سواه‪ ،‬وهذه هي‪( :‬وحدة الوجود)‪.‬‬
‫‪ -3‬إعطاؤه لكلمة «الربوبية» معن ل يرد عن خي البشر‪ ،‬ول عن خي القرون‪ ،‬ول عن تابيعهم‪.‬‬
‫‪ -4‬إيراده القول الذي يعزوه إل بعض مشايخ الصوفية والذي يفيد‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن فرعون رب ف الباطن‪ ،‬وقد صرح بذه الربوبية‪ .‬لننتبه إل كلمة (صرّح)‪.‬‬
‫ب‪ -‬هذه الربوبية هي ف باطن كل إنسان‪ ،‬أي‪ :‬أن كل إنسان هو رب ف الباطن‪ ،‬لكنه ل يد مالً‬
‫لستشعار هذه الربوبية أو للتصريح با مثل فرعون‪.‬‬
‫‪ -5‬تقرير الغزال صحة هذا القول لقوله‪( :‬وهو كما قال)‪.‬‬
‫ويقول الغزال أيضا‪:‬‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)3/243( :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪84‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬ومن ارتفع الجاب بينه وبي ال تلى صورة اللك واللكوت ف قلبه‪ ،‬فيى جن ًة عرض بعضها السماوات‬
‫والرض‪ ،‬أما جلتها فأكثر سعة من السماوات والرض؛ لن السماوات والرض عبارة عن عال اللك والشهادة‪..‬‬
‫وأما عال اللكوت‪ ،‬وهي السرار الغائبة عن مشاهدة البصار‪ ،‬الخصوصة بإدراك البصائر‪ ،‬فل ناية له‪ .‬نعم‪ ،‬الذي‬
‫يلوح للقلب منه مقدار متناهٍ‪ ..‬وجلة عال اللك واللكوت إذا أخذ دفعة واحدة تسمى (الضرة الربوبية) ؛ لن‬
‫الضرة الربوبية ميطة بكل الوجودات‪ ،‬إذ ليس ف الوجود شيء سوى ال تعال وأفعاله؟ وملكتُه وعبيدُه من‬
‫أفعاله(‪...)1‬‬
‫‪ -‬نن الن نعرف ما سبق وما سيأت من نصوص‪ ،‬أنه وأنم يعنون بقوله وقولم‪( :‬أفعال ال) أي‪ :‬حركاته‬
‫(سبحانه عما يصفون)‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬والثالثة‪ :‬أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الق‪ ،‬وهو مقام القربي‪ ،‬وذلك بأن يرى‬
‫أشياء كثية‪ ،‬ولكن يراها على كثرتا صادرة عن الواحد القهار‪ .‬والرابعة‪ :‬أن ل يرى ف الوجود إل واحدا‪ ،‬وهي‬
‫مشاهدة الصديقي‪ ،‬وتسمّيه الصوفية (الفناء ف التوحيد)‪...‬والثالث‪ :‬موحد‪ ،‬بعن أنه ل يشاهد إل فاعلًا واحدا إذا‬
‫انكشف له الق كما هو عليه‪ ،‬ول يرى فاعلًا بالقيقة إل واحدا وقد انكشفت له القيقة كما هي عليه‪ ،‬ل أنه‬
‫كلّف قلبه أن يعقد على مفهوم لفظ القيقة‪ ،‬فإن تلك رتبة العوام والتكلمي‪ ..‬والرابع‪ :‬موحد بعن أنه ل يضر ف‬
‫شهوده غي الواحد‪ ،‬فل يرى الكل من حيث إنه كثي‪ ،‬بل من حيث إنه واحد‪ .‬وهذه هي الغاية القصوى ف‬
‫التوحيد(‪...)2‬‬
‫ويقول‪... :‬فإن قلت‪ :‬كيف يتصوّر أن ل يشاهد إل واحدا‪ ،‬وهو يشاهد السماء والرض‪ ،‬وسائر الجسام‬
‫الحسوسة‪ ،‬وهي كثية؟ فكيف يكون الكثي واحدا؟ فاعلم أن هذه غاية علوم الكاشفات‪ ..‬وهو أن الشيء قد‬
‫يكون كثيا بنوع مشاهدةٍ واعتبار‪ ،‬ويكون واحدا بنوع آخر من الشاهدة والعتبار‪ ،‬وهذا كما أن الِإنسان كثي إن‬
‫التفتّ إل روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه‪ ،‬وهو باعتبارٍ آخر ومشاهدةٍ أخرى واحدٌ‪ ،‬إذ نقول‪ :‬إنه‬
‫إنسان واحد‪ ..‬والفرق بينهما أنه ف حالة الستغراق والستهتار به مستغرقٌ بواحد ليس فيه تفريق‪ ،‬وكأنه ف عي‬
‫(المع) ؛ واللتفتُ إل الكثرة ف (تفرقة) فكذلك كل ما ف الوجود من الالق والخلوق له اعتبارات ومشاهدات‬
‫كثية متلفة‪ ،‬فهو باعتبار واح ٍد من العتبارات واحدٌ‪ ،‬وباعتبارات أخر سواه كثيٌ‪...‬وهذه الشاهدة الت ل يظهر‬
‫فيها إل الواحد الق‪ ،‬تارة تدوم‪ ،‬وتارة تطرأ كالبق الاطف‪ ،‬وهو الكثر‪ ،‬والدوام نادر عزيز(‪...)3‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬أرجو النتباه إل كلمت‪( :‬المع والتفرقة) اللتي يشرح معناها بوضوح‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فكذلك عقولنا ضعيفة‪ ،‬وجال الضوة الِإلية ف ناية الشراق والستنارة‪ ،‬وف غاية الستغراق‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)3/13( :‬‬


‫‪ )(2‬إحياء علوم الدين‪.)4/212( :‬‬
‫‪ )(3‬الِإحياء‪.)4/213( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪85‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫والشمول‪ ،‬حت ل يشذ عن ظهوره ذرة من ملكوت السماوات والرض‪ ،‬فصار ظهوره سبب خفائه‪ ،‬فسبحان من‬
‫احتجب بإشراق نوره‪ ،‬واختفى عن البصائر والبصار بظهوره‪ ،‬ول يُتعجب من اختفاء ذلك بسبب الظهور‪ ،‬فإن‬
‫الشياء تُستبان بأضدادها‪ ،‬وما ع ّم وجوده حت إنه ل ضدّ له‪ ،‬عسر إدراكه(‪...)1‬‬
‫ويقول بعد أن يذكر‪ -‬إشار ًة ورمزا‪ -‬صفة الذي ل يرى إل ال‪... :‬فهذا الذي يقال فيه‪( :‬إنه فن ف التوحيد‬
‫وفن عن نفسه)‪ ،‬وإليه الِإشارة بقول من قال‪( :‬كنا بنا ففنينا عنا فبقينا بل نن‪...‬ولذلك قيل‪:‬‬
‫إل على أكمهٍ ل يعرف القمرا‬ ‫ت فل تفى على أَحدٍ‬
‫لقد ظهر َ‬
‫(‪)2‬‬
‫فكيف يُعرف من بالعرف قد سُترا‬ ‫لكن بطنتَ با أظهرتَ متجبا‬
‫ويقول‪( :‬حقيقة القائق)‪..:‬من هنا ترقى العارفون من حضيض الجاز إل يفاع القيقة‪ ،‬واستكملوا معراجهم‪،‬‬
‫فرأوا بالشاهدة العيانية أن ليس ف الوجود إل ال تعال‪ ،‬وأن ((كُلّ شَ ْي ٍء هَاِلكٌ إِلّا وَ ْج َههُ)) [القصص‪ ]88:‬ل أنه‬
‫يصي هالكا ف وقت من الوقات‪ ،‬بل هو هالك أز ًل وأبدا‪ ،‬ل يُتصور إل كذلك‪ ..‬فإذن ل موجود إل ال تعال‬
‫ووجهه‪ ،‬فإذن كل شيء هالك إل وجهه أزلً وأبدا‪...‬ول يفهموا من معن قوله‪( :‬ال أكب) أنه أكب من غيه‪ ،‬حاشا‬
‫ل‪ ،‬إذ ليس ف الوجود معه غيه حت يكون أكب منه‪ ،‬بل ليس لغيه رتبة العية‪ ،‬بل رتبة التبعية(‪...)3‬ويقول‪( :‬إشارة)‬
‫العارفون بعد العروج إل ساء القيقة‪ ،‬اتفقوا على أنم ل يروا ف الوجود إل الواحد الق(‪ - .)4‬نلحظ أن أسلوب‬
‫الغزال فيه وضوح وصراحة‪ ،‬ونرى أنه عندما يريد التعمية‪ ،‬ل تساعده العبارة الشارية‪ ،‬لذلك فهو يضيف جلً‬
‫موهة‪ ،‬فمثلً يقول‪[ :‬إذ ليس ف الوجود معه غيه‪ ،]...‬ث يقول بعدها مباشرة‪[ :‬بل ليس لغيه رتبة العية‪!]...‬‬
‫فكيف ينفي وجود الغي ف الملة الول ث يثبته ف الثانية؟! ف الواقع الغزال غي متناقض مع نفسه وعقيدته‬
‫ف هذا النص أو غيه‪ ،‬فهذا أسلوبه ف العبارة اللغزة الذي ياول به مثل غيه من الصوفية التعمية على من هم غي‬
‫أهله‪ ،‬وقد نح ف هذا السلوب‪.‬‬
‫والنصان الخيان يوضحان معن قولم (أو قول بعضهم) أحيانا‪( :‬وحدة الشهود)‪ ،‬حيث نفهم منهما أن‬
‫عبارة (وحدة الشهود) تعن بكل بساطة (مشاهدة وحدة الوجود)‪ .‬ويقول‪... :‬لكن ينبغي أن يُعلم أن الضرة اللية‬
‫ميطة بكل ما ف الوجود‪ ،‬إذ ليس ف الوجود إل ال وأفعاله‪ ،‬فالكل من الضرة اللية‪ ،‬كما أن جيع أرباب الوليات‬
‫ف العسكر ‪-‬حت الراس‪ -‬هم من العسكر‪...‬فاعلم أن كل ما ف الوجود داخل ف الضرة اللية(‪(...)5‬أفعال ال‬
‫تعن حركاته سبحانه وتعال)‪.‬‬

‫‪ )(1‬الِحياء‪.)4/276( :‬‬
‫‪ )(2‬الحياء‪.)277 ،4/276( :‬‬
‫‪ )(3‬مشكاة النوار‪( ،‬ص‪.)55:‬‬
‫‪ )(4‬مشكاة النوار‪( ،‬ص‪.)57:‬‬
‫‪ )(5‬إلام العوام عن علم الكلم‪( ،‬ص‪.)32:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪86‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول ف تائيته الت مطلعها‪:‬‬
‫وفيك على أن لخفىً بك حيت‬ ‫بنور تلي وجه قدسك دهشت‬
‫منها‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وهل أنت إل نفس عي هويت‬ ‫وهل أنا إل أنت ذاتا ووحد ًة‬
‫ومنها‪:‬‬
‫جعلت لنفعي عند تأليف بنيت‬ ‫فكيف بشكري كل عضو وقوة‬
‫(‪)2‬‬
‫لظهرُ ل من نور شس تبدت‬ ‫وشكر الت قد حُجبت ب وإنا‬
‫ومنها‪:‬‬
‫ميط وأيضا أنت مركز نقطت‬ ‫ملت جهات الست منك فأنت ل‬
‫فرايض أوقات فنفسي كعبت‬ ‫فصرتُ إذا وجهت وجهي مصليا‬
‫ونري وتعريفي وحجي وعمرت‬ ‫فصار صيامي ل ونسكي وطاعت‬
‫استلمي لركن من مناسك حجت‬ ‫وحول طواف واجبٌ وخلله‬
‫لنفسي وتقديسي وصفو سريرت‬ ‫وذكري وتسبيحي وحدي وقربت‬
‫ل تلفّت‬
‫لا كان ل إل إ ّ‬ ‫ولو همّ من خاطر بالتفاتة‬
‫(‪)3‬‬
‫ب ذمت‬
‫يصح بوجه ل ول تَ َ‬ ‫لل‬
‫ولو ل أُؤدّ الفرض من إ ّ‬
‫ويقول‪... :‬فإن الفاعل بالقيقة واحد‪ ،‬فهو الخوف والرجو وعليه التوكل والعتماد‪ ،‬ول نقدر أن نذكر من‬
‫ماز التوحيد إل قطرة من بر القام الثالث من مقامات التوحيد‪...‬وكل ذلك ينطوي تت قول‪( :‬ل إله إل ال)‪ ،‬وما‬
‫أخف مؤنته على اللسان‪ ،‬وما أسهل اعتقاد مفهوم لفظه على القلب‪ ،‬وما أعز حقيقته ولبّه عند العلماء الراسخي ف‬
‫العلم‪ ،‬فكيف عند غيهم‪ ..‬فإن قلت‪ :‬فكيف المع بي التوحيد والشرع؟ ومعن التوحيد أن ل فاعل إل ال تعال‪،‬‬
‫ومعن الشرع إثبات الفعال للعباد‪ ،‬فإن كان العبد فاعلً فكيف يكون ال تعال فاعلًا؟ وإن كان ال تعال فاعلًا‬
‫فكيف يكون العبد فاعلًا؟‪...‬ولجل توافق ذلك وتطابقه نسب ال تعال الفعال ف القرآن مرة إل اللئكة ومرة إل‬
‫ك الْ َم ْوتِ)) [السجدة‪ ،]11:‬ث‬ ‫العباد‪ ،‬ونسبها بعينها مرة أخرى إل نفسه! فقال تعال ف الوت‪(( :‬قُلْ َيَتوَفّاكُ ْم مََل ُ‬
‫حرُثُونَ)) [الواقعة‪،]63:‬‬
‫ي َموِْتهَا)) [الزمر‪ ،]42:‬وقال تعال‪(( :‬أََفرَأَيْتُ ْم مَا َت ْ‬
‫قال عز وجل‪(( :‬الّلهُ َيَتوَفّى ا َلْن ُفسَ ِح َ‬
‫‪ )(1‬النفحات الغزالية‪( ،‬ص‪ ،)173:‬معارج القدس‪( ،‬ص‪.)195:‬‬
‫‪ )(2‬النفحات الغزاليه‪( ،‬ص‪ ،)183:‬ومعارج القدس‪( ،‬ص‪.)199:‬‬
‫‪ )(3‬معارج القدس‪( ،‬ص‪.)203 ،202:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪87‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أضاف إلينا‪ ،‬ث قال تعال‪(( :‬أَنّا صَبَْبنَا الْمَاءَ صَبّا * ُثمّ َش َققْنَا ا َل ْرضَ َشقّا * فَأَْنبَْتنَا فِيهَا حَبّا * َوعَِنبًا‪[ ))..‬عبس‪-25:‬‬
‫شرًا َسوِيّا)) [مري‪ ]17:‬وكان الناف ُخ جبيل عليه السلم‪،‬‬ ‫‪ ،]28‬وقال عز وجل‪(( :‬فََأرْسَ ْلنَا إِلَْيهَا رُو َحنَا َفتَمَثّلَ َلهَا بَ َ‬
‫وكما قال تعال‪(( :‬قَاتِلُوهُمْ ُيعَذّْبهُ ُم الّلهُ بَِأيْدِيكُمْ)) [التوبة‪ ]14:‬فأضاف القتل إليهم والتعذيب إل نفسه! والتعذيبُ‬
‫هو عي القتل! بل صرح وقال تعال‪(( :‬فَلَمْ َتقُْتلُوهُ ْم وَلَكِ ّن الّلهَ َقتََلهُمْ)) [النفال‪ ،]17:‬وقال تعال‪َ (( :‬ومَا َرمَْيتَ ِإذْ‬
‫َرمَْيتَ وَلَ ِكنّ الّلهَ َرمَى)) [النفال‪ ]17:‬وهو جع بي النفي والِإثبات ظاهرا‪ ،‬ولكن معناه‪ :‬وما رميت‪ ،‬بالعن الذي‬
‫يكون الرب به راميا‪ ،‬إذ رميت‪ ،‬بالعن الذي يكون العبد به راميا؛ إذ ها معنيان متلفان‪ .‬وقال ال تعال‪(( :‬الّذِي‬
‫عَلّ َم بِاْلقَلَ ِم * عَلّ َم الِنسَا َن مَا لَمْ َيعْلَمْ)) [العلق‪ ،]5-4:‬ث قال‪(( :‬الرّحْمَ ُن * عَلّمَ اْل ُقرْآنَ)) [الرحن‪ ]2:‬وقال‪:‬‬
‫خُلقُوَنهُ َأمْ‬
‫((عَلّ َمهُ الْبَيَانَ)) [الرحن‪ ]4-1:‬وقال‪(( :‬إِنّ َعلَيْنَا بَيَاَنهُ)) [القيامة‪ ]19:‬وقال‪(( :‬أََفرَأَيْتُ ْم مَا ُتمْنُو َن * أَأَنُْتمْ تَ ْ‬
‫حنُ الْخَاِلقُونَ)) [الواقعة‪...)1(]59-58:‬اهـ‪.‬‬
‫نَ ْ‬
‫‪ -‬أمثال هذا النص تتكرر كثيا ف كتب الغزال‪ ،‬وخاصة ف كتاب (إحياء علوم الدين)‪.‬‬
‫ولقد رأينا ف النصوص السابقة تصريح الغزال بوحدة الوجود الت يسميها (التوحيد)‪ ،‬وهذا النص واضح‪،‬‬
‫لكن بالنسبة لن قرأ نصوص الغزال السابقة واستوعبها معن وألفاظا وجلًا‪.‬‬
‫أما من يقرأ هذا النص لول مرة‪ ،‬وهو خال الفكر‪ ،‬فقد ل يستطيع ملحوظة فكرة (وحدة الوجود) الاثلة ف‬
‫كل جلة من جله؛ لذلك كان من اللزم لن يريد فهمه أن يرجع إل نصوص الغزال السابقة‪ ،‬خاصة‪ ،‬وإل نصوص‬
‫الصوفية عامة‪ ،‬ث يعود إل هذا النص ليى (وحدة الوجود) واضحة كل الوضوح ف ثنايا الكلم‪.‬‬
‫ولذا النص فائدة كبية‪ ،‬لعرفة كيفية فهمهم للنصوص القرآنية ولنصوص الديث‪ ،‬وكيف يضعونا ف سياق‬
‫موهم‪ ،‬بيث تظهر لهل الذواق وكأنا تمل العان الت يريدونا! وكيف يلوون أعناقها بباعة وانسياب تظهر‬
‫وكأنا تتفق مع كشفهم وعقيدتم؟!‬
‫إنه يقدم ما أورد من آيات ف سياق الكلم عن (التوحيد) الذي يعن به توحيد الالق والخلوق ف وحدة‬
‫ل على نظريته!‬
‫واحدة! يقدم هذه اليات ليجعلها دلي ً‬
‫وهربا من الِإطالة‪ ،‬نقدم توضيحا لثلث آيات‪ ،‬منها فقط‪:‬‬
‫شرًا َس ِويّا)) [مري‪ ]17:‬يريد الغزال أن يقول‪( :‬إن ال سبحانه‬
‫‪ -1‬الية ((فََأرْ َسلْنَا ِإلَْيهَا رُوحَنَا فَتَ َمثّلَ َلهَا بَ َ‬
‫أرسل (روحه) ؛ وروحه كما يتبادر إل أذهاننا‪ ،‬هو جزء منه‪ ،‬وهذا الروح هو ملك كما تبنا آية ثانية‪ ،‬إذن فاللك‬
‫هو روح ال‪ ،‬وهو بالتال جزء منه! أو هو هو حسب تعابيهم)‪.‬‬
‫‪ -2‬الية‪(( :‬فَِإذَا َقرَأْنَاهُ فَاتّبِعْ ُقرْآَنهُ)) [القيامة‪ ]18:‬الت يتبعها بتفسيه حيث يقول‪« :‬معناه‪ :‬إذا قرأه عليك‬
‫جبيل‪ .»..‬فال سبحانه يقول‪َ(( :‬قرَأْنَاهُ)) بصيغة التكلمي‪ ،‬بينما القارىء هو جبيل‪ ،‬إذن فجبيل هو ال‪ ،‬أو هو‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)4/221( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪88‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫جزء منه!!‪ .‬سبحانه وتعال علوًا كبيا عما يصفون‪.‬‬
‫ت وَلَكِ ّن الّل َه َرمَى)) الت يفسرها بقوله‪...( :‬وما رميت‪ ،‬بالعن الذي يكون‬
‫‪ -3‬الية‪(( :‬وَمَا َرمَْيتَ ِإذْ َرمَْي َ‬
‫الرب به راميا‪ ،‬إذ رميت‪ ،‬بالعن الذي يكون العبد به راميا‪ ،)...‬وهو كلم واضح جدّا! إنه يقول‪[ :‬معناه‪ :‬وما‬
‫رميت (يا ممد الرب) إذ رميت (يا ممد العبد) ولكن ال رمى]‪ ،‬إذن ممد هو ال‪( ،‬تعال ال علوّا كبيا)‪.‬‬
‫ولونظرنا إل بقية اليات الت أوردها ف هذا النص‪ -‬وف غيه ف كتبه‪ -‬لرأيناه يريد با نفس العن الذي بيّنّاه‬
‫ف هذه اليات الثلث‪.‬‬
‫يورد الغزال بعد كلمه الذي سجلناه حديثي‪ ،‬يوجههما لداء نفس العن الذي ياول تقريره‪.‬‬
‫يقول العراقي عن أولما‪...( :‬ف سنده جهالة‪ ،‬وقال ابن عدي‪ :‬إنه منكر‪ .)...‬ويقول عن ثانيهما‪( :‬ل أجد له‬
‫أصلً)‪( .‬ول أوردها تنبا للِإطالة)‪ .‬ويورد أيضا بعدها آيات أخرى‪ ،‬وأقوا ًل لبعضهم وشعرا‪ ،‬نوردها دون تعليق‬
‫الغزال‪ ،‬ودون أي تعليق غيه؛ ليستطيع القارىء أن يفهم مرادهم من الية حيثما مرت معه‪ .‬يقول‪... :‬وكذلك ذكر‬
‫ال تعال ف القرآن من الدلة واليات ف الرض والسماوات‪ ،‬ث قال‪َ(( :‬أوَلَمْ يَكْفِ ِبرَّبكَ َأّنهُ عَلَى كُلّ شَ ْيءٍ َشهِيدٌ))‬
‫[فصلت‪ ]53:‬وقال‪َ (( :‬شهِدَ الّلهُ َأّنهُ ل إَِلهَ إِلّا ُهوَ)) [آل عمران‪ ،]18:‬فبي أنه الدليل على نفسه‪...‬قال بعضهم‪:‬‬
‫(عرفت رب برب ولول رب لا عرفت رب)‪ ،‬وهو معن قوله تعال‪(( :‬أَوَلَ ْم يَكْفِ ِبرَّبكَ أَّن ُه عَلَى ُكلّ شَ ْيءٍ َشهِيدٌ))‪،‬‬
‫وقد وصف ال تعال نفسه بأنه الحيي والميت‪ ،‬ث فوّض الوت والياة إل ملكي‪ ،‬ففي الب (أن ملكي الوت‬
‫والياة تناظرا‪ )1()...‬لذلك قال صلى ال عليه وسلم للذي ناوله التمرة‪( :‬خذها‪ :‬لول تأتا لتتك)‪ ،‬أضاف التيان إليه‬
‫وإل التمرة‪...‬وأصدق بيت قاله الشاعر قول لبيد‪( :‬أل كل شيء ما خل ال باطل)‪...‬فإذا ل حق بالقيقة إل الي‬
‫القيوم‪...‬فهو الق وما سواه باطل‪ ،‬فإنه قائم بذاته وكل ما سواه قائم بقدرته‪.)2()..‬‬
‫هذه عبارات ‪-‬أو بعض العبارات‪ -‬الت يستعملونا يشيون با إل وحدة الوجود‪ ،‬أوردها الغزال متتابعة‪ ،‬وقد‬
‫أورد غيها الكثي ف أماكن أخرى من (الِإحياء) وغي (الِحياء)‪ ،‬مع التكرار لا ف مواضع كثية‪.‬‬
‫وهذه صورة أخرى من صور العبارة الشارية‪:‬‬
‫يقول ابن عطاء ال ف حِكَمه‪:‬‬
‫مت جعلك ف الظاهر متثلً لمره‪ ،‬ورزقك ف الباطن الستسلم لقهره‪ ،‬فقد أعظم عليك النة(‪.)3‬‬
‫وقد أوردها ممود أبو الفيض النوف (القطب) على أنا تمل نفس معن قول أب السن الشاذل‪ ،‬الذي رأيناه‪:‬‬
‫(ليكن الفرق بلسانك موجودا‪ )...‬وهي إشارة إل مقام (الفرق الثان)‪.‬‬

‫‪ )(1‬الديث مكذوب‪.‬‬
‫‪ )(2‬الحياء‪.)4/222( :‬‬
‫‪ )(3‬جهرة الولياء‪( ،‬ص‪.)78:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪89‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول ابن عطاء ال أيضا ف حكمه‪( :‬كن بأوصاف ربوبيت متعلقا‪ ،‬وبأوصاف عبوديتك متخلقا‪ ،‬فإن تققت‬
‫بأوصافك أيدك بأوصافه)(‪ ،)1‬وهي كما يقرر النوف تمل نفس معن سابقتها‪ ،‬أي‪( :‬الفرق الثان)‪.‬‬
‫ويقول عبد القادر اليلن (قطب الولياء الكرام)‪:‬‬
‫المد ل الذي كيّف الكيف وتنه عن الكيفية‪ ،‬وأيّن الين وتعزز عن الينية‪ ،‬ووُجد ف كل شيء وتقدس عن‬
‫الظرفية‪ ،‬وحضر عند كل شيء وتعال عن العندية(‪...)2‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫‪...‬ث قال ل‪ :‬يا غوث العظم! ما أكل الِإنسان شيئا وما شرب وما قام ول قعد وما نطق وما صمت وما‬
‫فعل فعلًا وما توجه لشيء وما غاب عن شيء إل وأنا فيه‪ ،‬ساكنه ومتحركه‪ .‬ث قال ل‪ :‬يا غوث العظم‪ ،‬جسم‬
‫الِإنسان ونفسه وقلبه وروحه وسعه وبصره ويده ورجله ولسانه وكل ذلك طهرت له نفس بنفس ل هو إل أنا ول أنا‬
‫غيه(‪.)3‬‬
‫جعَلُ التكوين ف أيدي قلوبكم وأسراركم‪ ،‬إذا ل‬
‫ويقول‪... :‬فإذا تقق عندكم العمل‪ ،‬رأيتم القدرة‪ ،‬فحينئذ َي ْ‬
‫يبق بينك وبي ال حجاب من حيث قلبك‪ ،‬قدّرك على التكوين وأطلعك على خزائن سره‪ ،‬وأطعمك طعام فضله‪،‬‬
‫وسقاك شراب النس‪ ،‬وأقعدك على مائدة القرب منه‪ ،‬وكل هذا ثرة العلم بالكتاب والسنة أعمل بما ول ترج‬
‫عنهما‪ ،‬حت يأتيك صاحب العلم‪ ،‬ال عز وجل‪ .‬فيأخذك إليه‪ ،‬إذا شهد لك معلم الكم بالذق ف كتابه‪ ،‬نقلك إل‬
‫كتاب العلم‪ ،‬فإذا تققت فيه أقيم قلبك ومعناك‪ ،‬والنب ف صحبتهما آخذ بأيديهما‪ ،‬ويدخلهما إل اللك‪ ،‬ويقول‬
‫لما‪ :‬ها أنتما ربكما(‪ .)4‬اهـ [أرجو النتباه إل حدود العمل بالكتاب والسنة (حت يأتيك صاحب العلم)]‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬إذا قال لك القلب (ل) فهو حرام‪ ،‬وإن قال‪( :‬نعم) فهو حلل‪ ،‬وإن سكت فلم يقل‪( :‬نعم) ول‬
‫(ل) فهو شبهة‪ ،‬إن عدمت الألوفات وصبت نفسك فهو القناعة‪ ،‬تدري كم عنده من الطاعات‪ ،‬والصوم والصلة ل‬
‫يعبأ با‪ ،‬إنا مراده منك قلب صاف من القدار والغيار(‪.)5‬‬
‫ويقول‪... :‬بقي أبو يزيد البسطامي سبع مرات‪ ،‬لا سُمع منه من الكلم العجيب‪ ،‬يفتح إل قلويهم أبواب‬
‫القرب‪ ،‬ل يمعهم مع اللق سوى الصلوات المس ولقب الدمية البشرية؛ وصورتم صورة الِإنس‪ ،‬وقلوبم مع‬
‫القدر‪ ،‬وأسرارهم مع اللك(‪.)6‬‬

‫‪ )(1‬جهرة الولياء‪( ،‬ص‪.)80:‬‬


‫‪ )(2‬الفيوضات الربانية‪( ،‬ص‪.)41:‬‬
‫‪ )(3‬الفيوضات الربانية‪( ،‬ص‪ .)5:‬وتبز هنا ملحوظة هامة‪ ،‬هي أنه ل يهمنا إن كان كل ما ف كتاب (الفيوضات الربانية) صحيح النسبة للجيلن أم ل؛‬
‫لن الذي يهمنا هو أن هذا الكتاب هو عقيدة عشرات الليي من الذين ساروا على نج الطريقة القادرية طيلة قرون طويلة‪.‬‬
‫‪ )(4‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)217:‬‬
‫‪ )(5‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)357:‬‬
‫‪ )(6‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)360:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪90‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬يب عبد القادر اليلن عن أب يزيد البسطامي أنه كان يفتح أبواب القرب (من ال وبه وإليه وفيه) إل‬
‫قلوبم‪ ،‬أي إل قلوب الريدين‪ .‬إذا فعبد القادر اليلن ‪-‬ف هذا النص‪ -‬يزكي أبا يزيد‪ ،‬وبالتال فهو يوافقه على‬
‫أقواله الت مرت معنا آنفا‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬قيل للحلج حي صلب‪( :‬أوصن)‪ ،‬قال‪ :‬نفسك إن ل تشغلها وإل شغلتك(‪.)1‬‬
‫ج هنا بظهر العلم الكيم‪ ،‬القصود‪ ،‬حت عند الصلب‪ ،‬إذا فاللج مزكىً عند اليلن‪ ،‬وهذا‬ ‫‪ -‬يُظهر الل َ‬
‫يعن أن اليلت يتلقى أقوال اللج بالقبول‪ ،‬فهو يؤمن بأقواله وعقيدته‪ ،‬ونستطيع أن نرجع إليها حالً‪ ،‬لتكون‬
‫تذكرة وتعيها أذن واعية‪ .‬ويقول‪... :‬وإذا كان القطب اطّلع على أعمال أهل الدنيا وأقسامهم وما تؤول أمورهم إليه‪،‬‬
‫ويطّلع على خزائن السرار‪ ،‬ول يفى عليه شيء ف الدنيا من خي أو شر‪ ،‬لنه مفرد اللك بطانته‪ ،‬نائب أنبيائه‬
‫ورسله‪ ،‬أمي الملكة‪ ،‬فهذا هو العي القطب ف زمانه(‪...)2‬‬
‫ويقول‪... :‬يا عب َد الوى والطبع‪ ،‬يا عب َد الثناء والمد‪ ،‬ما جفّ به القلم وسبق به العلم من القسام‪ ،‬ل بد من‬
‫استيفائهما‪ ،‬لكن الشأن هل يأخذها بك‪ ،‬أو به يوجدك‪ ،‬ويقعدك مع التوحيد‪...‬أطلب القرب من باب‬
‫فنائك‪...‬ويكون (أي‪ :‬العارف أو الواصل) نائب الرسول ف التابعة‪ ،‬يُترك ث يؤخذ‪ ،‬ث يُؤخذ‪ ،‬يَْترُك التروك ويأخذ‬
‫الأخوذ‪ ،‬يضيء لك المر كفلق الصبح‪ ،‬يدد على العبد ثوبَي الوجود تارة والفناء تارة‪ُ ،‬يفْتقد‪ ،‬فيُقبل الق عليه‪،‬‬
‫وتارةً يوجد‪ -‬فيخب عن الق (روى قلب عن رب)(‪...)3‬‬
‫‪ -‬قبل النتقال إل كتاب آخر من كتب الشيخ‪ ،‬يدر النتباه إل قوله‪« :‬يعل التكوين ف أيدي قلوبكم‬
‫وأسراركم»‪ ،‬و«قدّرك على التكوين»‪ ،‬وقوله ف نص سابق‪« :‬فإذا جاءت نوبة الكم كانوا ف صحن الكم»‪ ،‬ث‬
‫شرِكُ فِي حُكْ ِمهِ أَحَدًا)) [الكهف‪:‬‬
‫عرض هذه القوال على الية القرآنية الكرية‪...(( :‬مَا َلهُ ْم مِ ْن دُوِن ِه مِنْ وَِليّ وَل يُ ْ‬
‫‪ ،]26‬وقوله‪( :‬ها أنتما ربكما)‪.‬‬
‫طبعا! المر واضح‪ ،‬إن الذي يعتقد أن ملوقا ما‪ ،‬سواء كان إنسانا أو ملكا‪ ،‬يكن له (التكوين)‪ ،‬وأن يتصرف‬
‫ف الكون‪ ،‬إنا هو كافر؛ لنه يناقض نص الية الصريح‪.‬‬
‫‪ -‬لكن! هسة أهسها ف أذن القارىء‪ :‬إنم يؤولون‪ -‬كما يقول الِإمام الغزال‪ -‬النصوص الخالفة للكشف‬
‫لتتفق مع كشفهم!! وعليه فهم يؤولون هذه الية‪ ،‬ليصبح معناها‪( :‬إن كل من يكم فهو ال)‪ ،‬لن ال ل يشرك ف‬
‫حكمه أحدا‪ ،‬وبا أن هناك من يكم ولو ف أمر واحد‪ ،‬إذن فهو ال؛ لن الاكم هو ال وحده‪ ،‬ولنه ل يشرك ف‬
‫حكمه أحدا؛ وطبعا! هذه هي وحدة الوجود‪ ..‬نعود إل الشيخ‪.‬‬
‫يقول اليلن‪:‬‬

‫‪ )(1‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)367:‬‬


‫‪ )(2‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)354:‬‬
‫‪ )(3‬الفتح الرباي‪( ،‬ص‪.)355:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪91‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬ث إذا ل يد عند الالق نص َرةً‪ ،‬استطرح بي يديه مديا للسؤال أو الدعاء والتضرع والثناء والفتقار مع‬
‫الوف والرجاء‪ ،‬ث يعجزه الالق عز وجل عن الدعاء‪ ،‬ول يبه حت ينقطع عن جيع السباب‪ ،‬فحينئذ يَنْفذ فيه‬
‫القدر‪ ،‬ويفعل فيه الفعل‪ ،‬فيفن العبد عن جيع السباب والركات‪ ،‬فيبقى روحا فقط‪ ،‬فل يرى إل فعل الق‪ ،‬فيصي‬
‫موقنا موحدا ضرورة‪ ،‬يقطع أن ل فاعل ف القيقة إل ال‪ ،‬ل مرك ول مسكن إل ال‪ ،‬ول خي ول شر ول ضر ول‬
‫نفع ول عطاء ول منع ول فتح ول غلق ول موت ول حياة ول عز ول ذل إل بيد ال‪...‬ويكون ول حراك به ف‬
‫نفسه ول ف غيه‪ ،‬فهو غائب عن نفسه ف فعل موله‪ ،‬فل يرى غي موله وفعله‪ ،‬ول يسمع ول يعقل من غيه‪ ،‬إن‬
‫بَصر وسع(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬كل العبارات الدالة على وحدة الوجود ف هذا النص‪ ،‬مرت معنا فيما سبق‪ ،‬مثل‪( :‬يفن العبد عن جيع‬
‫السباب‪ ،)..‬و(يصي موحدا)‪ ،‬و(ل فاعل إل ال)‪ ،‬و(غائب عن نفسه ف فعل موله)‪.‬‬
‫لكن أمامنا الن عبارة جديدة هي‪( :‬فيبقى روحا فقط)‪ ،‬وكذلك الفردات التلحقة‪( :‬ل خي ول شر ول‬
‫ضر‪ ،)...‬والت يفهم الصوف والتمرس بعباراتم إل ماذا ترمز وتشي‪ ،‬وكذلك قوله‪( :‬فل يرى غي موله وفعله)‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬والكاية الشهورة عن أب يزيد البسطامي ‪-‬رحه ال‪ -‬لا رأى رب العزة ف النام‪ ،‬فقال‪ :‬كيف‬
‫الطريق إليك؟ قال‪ :‬اترك نفسك وتعال‪ ،‬فقال‪ :‬فانسلخت من نفسي كما تنسلخ الية من جلدها(‪...)2‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص تزكية واضحة لب يزيد البسطامي ولكاشفته‪ ،‬وهذا يعن أنه يؤمن بعقيدة أب يزيد‪ ،‬وبالتال‬
‫يكننا أن نكون موقني أنه يتبن أقواله الت مرت فيما سبق‪ ،‬كما يتبن قوله ف هذا النص‪ ،‬الذي هو‪( :‬فانسلخت من‬
‫نفسي‪ ،)...‬والذي نعرف بعد قراءتنا لذا الركام من أقوالم وإشاراتم‪ ،‬أنه يعن به النسلخ من فكرة تفريق اللق‬
‫عن الق ومن الشعور با‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فحينئذ يصي مَحْقا من أهل القيقة‪...‬وإن كنت ف حالة (حق الق)‪ ،‬وهي حالة (الحو والفناء)‪،‬‬
‫وهي حالة البدال النكسري القلوب لجله‪ ،‬الوحدين العارفي‪ ،‬أرباب العلوم والعقل‪ ،‬السادة المراء خفراء اللق‬
‫خلفاء الرحن وأخلئهِ وأعيانه وأحبائه عليهم السلم(‪..)3‬‬
‫‪ -‬ما يب النتباه إليه‪ :‬قوله‪( :‬حق الق‪ ،‬الحو‪ ،‬الفناء‪ ،‬الوحدين‪ ،‬العارفي‪ ،‬خفراء اللق وما بعدها‪ ،)..‬ومن‬
‫ل يعرف معناها ومرماها فعليه البدء بقراءة الكتاب من أوله بوعي وحفظ‪ ،‬ويقول‪... :‬فحينئذ يسمع نداء من قبل‬
‫الق عز وجل من باطنه‪ :‬اترك نفسك وتعال‪ ،‬اترك الظوظ واللق إن أردت الالق‪ ،‬واخلع نعليك (دنياك‬
‫وآخرتك)‪ ،‬وترد عن الكوان والوجودات وما سيوجد والمان بأسرها‪ ،‬وتعرّ عن الميع وافْن عن الكل‪ ،‬وتطيب‬

‫‪ )(1‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)9 ،8:‬‬


‫‪ )(2‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)25:‬‬
‫‪ )(3‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)28:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪92‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بالتوحيد‪ ،‬واترك الشرك‪ ،‬وصدّق الرادة(‪.)1‬‬
‫ويقول‪ :‬إل مت العاد؟ إل مت الق؟ إل مت الوى؟ إل مت الرعونة؟ إل مت الدنيا؟ إل مت الخرة؟!!! إل‬
‫مت سوى الول؟ أين أنت من خالقك والشياء؟‬
‫الكوّن الول الخر الظاهر الباطن‪ ،‬والرجع والصدر إليه(‪.)2‬‬
‫* ملحوظـات‪:‬‬
‫قوله‪ :‬اخلع نعليك‪( :‬دنياك وآخرتك)‪ ،‬وقوله‪ :‬إل مت الخرة؟! إذا خلعنا الخرة! فماذا بقي لنا؟ وماذا نفعل‬
‫بعشرات اليات الت تأمرنا باليان بال واليوم الخر؟!‬
‫وما معن قوله سبحانه‪(( :‬لِمَنْ كَانَ َيرْجُوا الّلهَ وَالَْي ْومَ ال ِخرَ)) [المتحنة‪]6:‬؟!‬
‫وما معن قوله‪(( :‬وَال ِخ َرةُ خَْيرٌ لِمَ ِن اّتقَى)) [النساء‪]77:‬؟!‬
‫وما معن قوله‪(( :‬وَلَلدّارُ ال ِخ َرةُ خَْيرٌ لِلّذِينَ َيّتقُونَ َأفَل َت ْعقِلُونَ)) [النعام‪.]32:‬‬
‫وما معن قوله سبحانه‪...(( :‬وَالّلهُ ُيرِي ُد ال ِخ َرةَ)) [النفال‪]67:‬؟!‬
‫وما معن قوله سبحانه‪(( :‬وَلََأ ْجرُ ال ِخ َرةِ خَْيرٌ ِللّذِي َن آمَنُوا وَكَانُوا َيّتقُونَ)) [يوسف‪.]57:‬‬
‫وما معن قوله سبحانه‪(( :‬وَالدّا ُر ال ِخ َرةُ خَْيرٌ ِللّذِي َن يَّتقُونَ َأفَل َت ْعقِلُونَ)) [العراف‪ ،]169:‬وقوله‪(( :‬وَلَدَارُ‬
‫ال ِخ َرةِ َخْيرٌ لِلّذِينَ اّت َقوْا أَفَل َتعْقِلُونَ)) [يوسف‪ ،]109:‬وقوله‪(( :‬وَلَدَارُ ال ِخ َرةِ َخْيرٌ وََلِنعْمَ دَارُ الْ ُمّتقِيَ)) [النحل‪:‬‬
‫‪ ،]30‬وقوله‪َ (( :‬ومَنْ َأرَادَ ال ِخ َر َة وَ َسعَى َلهَا َسعَْيهَا َو ُهوَ ُم ْؤمِنٌ)) [السراء‪ ،]19:‬وقوله‪(( :‬وَإِنّ الدّارَ ال ِخ َرةَ َلهِيَ‬
‫اْلحََيوَا ُن َلوْ كَانُوا َيعْلَمُونَ)) [العنكبوت‪ ،]64:‬وقوله‪(( :‬وَإِنْ كُْنتُنّ ُت ِردْنَ الّلهَ َورَسُوَلهُ وَالدّارَ ال ِخ َرةَ)) [الحزاب‪:‬‬
‫‪ ،]29‬وقوله‪(( :‬مَنْ كَانَ ُيرِيدُ َح ْرثَ ال ِخ َرةِ َن ِزدْ َلهُ فِي َح ْرِثهِ)) [الشورى‪...]20:‬وغيها وغيها من اليات‪.‬‬
‫فهل حكمة الشيخ (الكشفية) تنسخ آيات ال؟!‬
‫وماذا ف المر؟! فهؤلء القوم هم الحبون الحبوبون العارفون القربون الصديقون الواصلون الوحدون‬
‫الذائقون الدللون الولياء الصالون اللص أصحاب السرار الذين أشرفوا على عتبة أحوال النبياء‪ ،‬التحققون‬
‫بالساء والصفات والذات التصرفون ف الكون‪ ،‬القطاب الغيوث الطيبون الراضون الرضيون القدسون القديسون‬
‫التقون الذاكرون الحفوظون السائرون السالكون العارجون الوتاد البدال الخيار الصفوة الخلصون الختارون‬
‫الصطفون الختصون بالعلوم اللدنية الداخلون ف بار النوار الذائقون من معان اسه الصمد والقيوم والعزيز والبار‬
‫والتكب أي التصفون با والتحققون با والعارجون با منها فيها إليها عليها حت يصبحوا ف الغاية‪(( :‬وَأَنّ إِلَى رَّبكَ‬

‫‪ )(1‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)127:‬‬


‫‪ )(2‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)144:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪93‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫اْلمُنَْتهَى)) [النجم‪..]42:‬‬
‫والوصاف كثية تعجز عنها العبارات والشارات والكلمات والروف والمل والسطور والقاطع‬
‫والصفحات واللزم والفصول والبواب والكتب والجلدات والكتبات‪..‬‬
‫‪ -‬فل جرم! من كانت هذه نعوتم وصفاتم‪ ،‬فهم يستطيعون‪ -‬ولم الق‪ -‬التصرف والكم بنسخ القرآن‬
‫كله‪ ،‬وحديث ‪-‬رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ -‬كله‪ ،‬ووجود النبياء كلهم‪ ،‬وأحكام الشرائع كلها‪ ،‬ورسالت‬
‫النبيي كلهم‪ ،‬برة قلم‪ ،‬أو بقوله‪[ :‬كن فيكون]!!‬
‫ولم النة والفضل والشكر والحسان والمد والثناء والنعمة والكرم والود والكم والتصرف والكمة‬
‫والعلم والكشف وما بعد الكشف‪ ،‬ما قبل الكشف وما فوق الكشف وما تت الكشف‪ ،‬وكشف الكشف‪ ،‬وكشف‬
‫كشف الكشف‪ ،‬والعلم اللدان‪ ،‬وما فوقه وتته وأمامه وخلفه وحوله وقبله وبعده‪...‬إل‪.‬‬
‫‪( -‬هذا من عدوى العلوم اللدنية)‪.‬‬
‫ويقول الشيخ‪... :‬فبظاهره ينظر إل ما ف السوق‪ ،‬وبقلبه ينظر إل ربه عز وجل‪ ،‬إل جلله تارةً وإل جاله‬
‫تارة أخرى(‪.)1‬‬
‫‪ -‬عرفنا فيما سبق أن عبد القادر اليلن له أسلوب هو ف القمة من حيث التعمية واللغاز‪ ،‬وهذا نص يمل‬
‫نفس معن الملة الت مرت قبل صفحات‪« :‬إياك أن تقول‪ :‬أناه‪ ،‬واحذر أن تكون سواه»‪ .‬وأترك للقارئ تليلها مع‬
‫العلم أن أسلوب عبد القادر اليلن ف الرمز واللغز ل يفوقه إل أسلوب تلميذه عمر السهروردي‪.‬‬
‫ت َومَا‬
‫خرَ لَكُ ْم مَا فِي السّ َموَا ِ‬
‫ويقول‪... :‬ما ذُكر عن ابن عباس رضي ال عنهما ف تفسي قوله تعال‪(( :‬وَسَ ّ‬
‫فِي ا َل ْرضِ جَمِيعًا مِْنهُ)) [الاثية‪ ،]13:‬فقال‪ :‬ف كل شيء اسم من أسائه‪ ،‬واسم كل شيء من اسه‪ ،‬فإنا أنت بي‬
‫أسائه وصفاته وأفعاله‪ ،‬باطن بقدرته وظاهر بكمته‪ ،‬ظهر بصفاته وبطن بذاته‪ ،‬حجَب الذات بالصفات وحَجَب‬
‫الصفات بالفعال‪ ،‬وكشف العلم بالرادة وأظهر الرادة بالركات‪ ،‬وأخفى الصنع والصنيعة‪ ،‬وأظهر الصنعة بالرادة‪،‬‬
‫فهو باطن ف غيبه وظاهر ف حكمته وقدرته‪َ(( ،‬لْيسَ كَ ِمثِْلهِ شَ ْي ٌء َو ُهوَ السّمِيعُ الَبصِيُ )) [الشورى‪.]11:‬‬
‫ولقد أظهر ف هذا الكلم من أسرار العرفة ما ل يظهر إل من مشكاة فيها مصباح أمره برفع يد العصمة‪:‬‬
‫{اللهم فقهه ف الدين وعلمه التأويل}(‪ .)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -1‬نسبة هذا التفسي لبن عباس غي صحيح‪.‬‬
‫ت َومَا فِي ا َل ْرضِ َجمِيعًا مِْنهُ))‬
‫‪ -2‬يريد الشيخ أن يعل ابن عباس يفسر قوله سبحانه‪(( :‬مَا فِي السّ َموَا ِ‬
‫[الاثية‪ ]13:‬أن السماوات والرض جيعا هي من ال‪ ،‬بعن هي جزء منه!‬

‫‪ )(1‬فتوح الغيب‪.)162( ،‬‬


‫‪ )(2‬فتوح الغيب‪.)165( ،‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪94‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لذلك جعله (ناقلً) يقول‪( :‬ف كل شيء اسم من أسائه‪ ،‬واسم كل شيء من أسائه)‪ ،‬ومعن هذا واضح‪،‬‬
‫فاسم (الشمس) مثلً هو من أساء ال! والقمر هو من أسائه سبحانه‪ ،‬وكذلك كل ما ف السماوات والرض‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الريخ‪ ،‬الشتري‪ ،‬الثريا‪ ،‬الواء‪ ،‬التراب‪...‬ومنها الدنسيات (جل ال وعل علوًا كبيا)‪.‬‬
‫وهنا نرى بوضوح أن هذه العبارات (ف كل شيء اسم من أسائه واسم كل شيء من أسائه‪ )...‬تمل نفس‬
‫معن قول قائلهم‪( :‬وما الكلب والنير إل إلنا)‪ ،‬وقول الخر‪( :‬ول يهولنك صدور الكائنات الدنسية من سنخ‬
‫القدسية) وما ماثلها ما ورد ف هذا الكتاب وما ل يرد‪.‬‬
‫ث جعله يقول‪( :‬فإنا أنت بي أسائه وصفاته وأفعاله) وهذا واضح أيضا‪ .‬إنه يعن‪ :‬إنك يا ماطب با أنك‬
‫موجود بي الشياء الت ف الرض‪ ،‬من هواء وماء وتراب وأحجار وغيها وف السماوات وبا أنا كلها أساء ال‬
‫وصفاته وأفعاله‪ ،‬إذا فأنت بي أسائه وصفاته وأفعاله!! (ول ننسى أن عبارة (أفعال ال) يعنون با حركاته جل‬
‫وعل)‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬ظاهر بصفاته‪ ،)...‬يعن أن كل ما يظهر لنا ونراه ونلمسه هو صفات ال! فهو ظاهر با‪ ،‬فالجر‬
‫‪-‬مثلً‪ -‬يمل صفة الجرية الت نراها وهذه الصفة الجرية تجب عنا حقيقة كونه من الذات؟!‬
‫ويقول‪ :‬يا هذا‪ ،‬الفناء إعدام اللئق‪ ،‬وانقلب طبعك عن طبع اللئكة‪ ،‬ث الفناء عن طبع اللئكة‪ ،‬ث لوقك‬
‫بالنهاج الول‪ ،‬وحينئذ يسقيك ربك ما يسقيك‪ ،‬ويزرع فيك ما يزرع(‪)1‬؟!‬
‫‪ -‬يفسر كلمة (الفناء)‪ ،‬إنا إعدام اللئق‪...‬ث لوقك بالنهاج الول‪ ،‬فما هو النهاج الول؟ إنه القول الذي‬
‫يكررونه (كان ال ول شيء معه) هذا هو النهاج الول! وسنراه فيما يأت‪ ،‬وقد مر معنا فيما سبق‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ث قال ل‪ :‬يا غوث العظم‪ ،‬ن عندي ل كنوم العوام ترن! فقلت‪ :‬يا رب! كيف أنام عندك؟ قال‪:‬‬
‫بمود السم عن اللذات‪ ..‬ف فناء ذاتك بالذات‪ .‬ث قال ل‪ :‬يا غوث العظم‪ ،‬قل لصحابك وأحبابك‪ ،‬من أراد‬
‫منكم جناب فعليه باختيار الفقر‪ ،‬ث فقر الفقر‪ ،‬فإذا ت الفقر فل ثّ إل أنا(‪.)2‬‬
‫‪ -‬ما يُنتبه له هو‪( :‬ف فناء ذاتك بالذات)‪ ،‬و(فل ث إل أنا) وها واضحتان‪ ،‬فقد مرا فيما سبق بلفظهما أو‬
‫بعناها‪.‬‬
‫ولكن معنا الن عبارة جديدة‪ ،‬هي (فقر الفقر) الت يعن با (إعدام فكرة اللق) وكذلك عبارة (فإذا ت الفقر)‬
‫أي‪ :‬فإذا تت الغيبة عن مشاهدة اللق على أنم خلق‪.‬‬
‫وما ينسب له‪ ،‬من قصيدة (والعارفون كلهم ينسبونا له)‪:‬‬
‫ت مودت‬
‫فلذ بناب إن أرد َ‬ ‫و ِسرّي سرّ ال سارٍ بلقه‬

‫‪ )(1‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)170:‬‬


‫‪ )(2‬الفيوضات الربانية‪( ،‬ص‪.)8:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪95‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وكل بأمر ال فاحكم بقدرت‬ ‫وأمري أمرُ ال إن قلتُ كن يكن‬
‫كذا العرشُ والكرسيّ ف طي قبضت‬ ‫وشاهدتُ ما فوق السماوات كلها‬
‫ومرتبت فاقت على كل رتبة‬ ‫وجودي سَرى ف سرّ سِر القيقة‬
‫وأقطار أرض ال ف حال خطوت‬ ‫ومطلع شس الفق ثُم مغيبها‬
‫(‪)1‬‬
‫أطوف با جعا على طول أحت‬ ‫أقلّبها ف راحت ككورة‬
‫ويقول أحد الرفاعي (الغوث)‪:‬‬
‫‪...‬وراقبه ف اللوات واللوات‪ ،‬واحده واشكره على الفقر والغن‪ ،‬واترك الغيار‪ ،‬فما ف الدار غيه ديار‪،‬‬
‫وكن صوفيّا صافيا(‪.)2‬‬
‫ويقول‪ :‬الذكر حِفظُ القلب من الوسواس‪ ،‬وترك اليل إل الناس‪ ،‬والتخلي عن كل قياس‪ ،‬وإدراك الوحدة‬
‫بالكثرة‪ ،‬وحسنُ ملحوظة العن(‪.)3‬‬
‫ويقول‪... :‬إن ل تعال بعدد كل شيء خلقه أساء(‪.)4‬‬
‫‪ -‬علينا هنا أن نتذكر قول اليلن الذي مر آنفا ف هذا العن‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫غي البيب‪ ،‬فسرّ الب وافان‬ ‫طلبتُ ف الكون باقي كي أهيم به‬
‫عن السوى‪ ،‬فسوى من َتدْره فان‬ ‫وقال ل‪ :‬خل عنك الغي منخلعا‬
‫(‪)5‬‬
‫والغي راح بل َترْكي ونسيان‬ ‫فصرتُ منه لديه فيه عنه به‬
‫ويقول‪... :‬إذا أراد ال تعال لعبد أن يؤهله لذه النلة (الغوثية) وهذه الحوال‪ ،‬أول ما يكلّفه نفسه‪ ،‬فإذا‬
‫داراها وأدبا وساسها واستقامت معه‪ ،‬كلّفه أهله‪ ،‬فإذا داراهم وأحسن عشرتم‪ ،‬كلّفه جيانه وملته‪ ،‬فإذا داراهم‬
‫وأحسن إليهم وأقام بقوقهم كلفه أمر بلده‪ ،‬فإذا أحسن إليهم وداراهم كلّفه جهةً من الرض‪ ،‬فإذا أقام بقوقهم‬
‫وأحسن إليهم كلفه جيع الرض‪ ،‬وإذا سبقت له العناية الزلية وأحسن إليهم وداراهم وأحسن سريرته مع ال تعال‬
‫فيهم‪ ،‬كلفه أمور الدنيا كلها‪ ،‬فإذا أقام با كلّفه ما بي السماء والرض‪ ،‬فإن بينهما خلقا كثيا ل يعلمهم إل ال‬

‫‪ )(1‬الفيوضات الربانية‪( ،‬ص‪.)50 ،49 ،48:‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)151:‬‬
‫‪ )(3‬قلدة الواهرة‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪ )(4‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)191:‬‬
‫‪ )(5‬قلدة الواهر‪( :‬ص‪.)232:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪96‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تعال‪ ،‬فإن هو داراهم وأحسن إليهم كلفه ما عدا بن آدم من الخلوقات‪ ،‬فإن هو داراهم وأحسن إليهم كلفه ساء‬
‫بعد ساء إل جيع السماوات‪ ،‬حت ينتهي إل مقام الغوثية‪ ،‬ث يرفع منلته حت تصي صفته من صفات الق‬
‫سبحانه‪...‬فإذا صح لذه المور‪ ،‬صار عيَ س ّر ال ف أرضه‪ ،‬فيه ينل الغيث‪ ،‬وبه يرفع البلء‪ ،‬وبه تنل البكات‪،‬‬
‫حت ل تنبت شجرة‪ ،‬ول تضر ورقة‪ ،‬ول يَطّلِعُ ال على خلقه إل بنظره‪ ،‬ول تقطر قطرة إل بإذنه(‪.)1‬‬
‫ويقول أبو يعزى الغرب(‪:)2‬‬
‫من طلب الق من جهة الفضل وصل إليه‪ ،‬ومن ل يكن بالحد ل يكن بأحد(‪.)3‬‬
‫ويقول‪ :‬ل يكون الول وليّا حقّا حت يكون له قَ َد ٌم ومقام وحال ومنازلة وسرّ‪ ،‬فالقدم ما سلكته من طريقك‬
‫إل الق‪ ،‬والقام ما أقرتك عليه سابقتُك ف العلم الزل‪ ،‬والال ما بعثك ف فوائد الصول ل من نتائج السلوك‪،‬‬
‫ت به من تف الضور بنعت الشاهدة ل بوصف الستتار‪ ،‬والسر ما أُودِعتَه من لطائف الزل‬ ‫والنازلة ما ُخصّص َ‬
‫عند هجوم المع‪ ،‬ومق السوى‪ ،‬وتلشي ذاتك‪ ،‬فحفظ حكم القام يفيد الفقه ف الطريق‪ ،‬ويفيد الطلع على خبايا‬
‫معانيه‪ ،‬وحفظ حكم الال يفيد بسطة ف التصريف ل بال(‪.)4‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬حبذا لو استظهر القارىء هذا النص‪ ،‬فكل جلة منه هي (عبارة) صوفية تمل إشارة ورمزا‪.‬‬
‫ويقول أبو مدين الغرب (الغوث)‪:‬‬
‫من ل يصلُح لدمته َشغََلهُ بالدنيا‪ ،‬ومن ل يصلُح لعرفته َشغَلَه بالخرة(‪!!)5‬‬
‫‪ -‬رأينا مثل هذا الكلم قبل صفحات‪( :‬إل مت الدنيا‪ ،‬إل مت الخرة) والواب عليه هناك‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬إذا ظهر الق ل يبق معه غيه(‪.)6‬‬
‫‪ -‬العن واضح‪ ،‬فالعارف الذي يظهر له الق‪ ،‬يظهر له ف كل شيء‪ ،‬فيى كل شيء هو الق‪ ،‬ول شيء‬
‫غيه؛ وما كان يظنه غيه يظهر على حقيقته أنه الق‪ ،‬حيث تزول عنه الغيية‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬علمة الِإخلص أن يغيب عنك اللق ف مشاهدة الق(‪.)7‬‬
‫ويقول‪ :‬الفقر أمارةٌ على التوحيد‪ ،‬ودلل ٌة على التفريد‪ ،‬وحقيقة الفقر أل تشاهد سواه(‪.)8‬‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)195:‬‬


‫‪ )(2‬يلنّور بن ميمون الزميي‪ ،‬أستاذ أب مدين‪ ،‬مات بالطاعون سنة‪572( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)1/137( :‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران‪.)1/137( :‬‬
‫‪ )(5‬من كتاب (أبو مدين الغوث)‪( ،‬ص‪.)59:‬‬
‫‪ )(6‬من كتاب (أبو مدين الغوث)‪( ،‬ص‪.)59:‬‬
‫‪ )(7‬أبو مدين الغوث‪( ،‬ص‪.)60:‬‬
‫‪ )(8‬أبو مدين الغوث‪( ،‬ص‪.)60:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪97‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫عبارتا أب مدين الثانية والثالثة‪ ،‬يملن نفس العن وبدقة‪.‬‬
‫‪ -‬مصطلح (التوحيد) شرحه لنا الغزال بوضوح تام؛ إنه وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪ -‬والتفريد هو تفريد ال بالوجود‪ ،‬فليس معه غيه‪..‬‬
‫ويقول‪ :‬المع ما أسقط تفرقتك‪ ،‬وما إشارتك‪ ،‬والوصول استغراقُ أوصافك‪ ،‬وتلشي نعوتك(‪.)1‬‬
‫‪ -‬العن واضح‪ ،‬إذ معن (المع والتفرقة) أصبح معروفا‪ ،‬وما بقي يكن فهمه بسهولة‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫فقد رُفع التكليف ف سكرنا عنا‬ ‫فل تلم السكران ف حال سكره‬
‫(‪)2‬‬
‫فاعينُنا منهم وأعينُهم منا‬ ‫ويا عاذل ك ّررْ عليّ حديثهم‬
‫‪ -‬وواضح ما يعن بضمي الغائبي ف (حديثهم‪ ،‬منهم‪ ،‬أعينهم) إنا إشارة إل الق سبحانه‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫عدمٌ على التفصيل والِإجال‬ ‫فالكل دون ال إن حققته‬
‫شيئا سوى التكب التعال‬ ‫فالعارفون فنوا ولا يشهدوا‬
‫(‪)3‬‬
‫ف الال والاضي والستقبال‬ ‫ورأوا سواه على القيقة هالكا‬
‫‪ -‬هذه البيات تذكرنا بأقوال الغزال‪ ،‬فهي هي بروفها وكلماتا‪ ،‬كما نفهم منها معن (وحدة الشهود)‪.‬‬
‫ويقول شهاب الدين السهروردي البغدادي‪:‬‬
‫‪...‬فقلب الصوف مرد عن الكوان‪ ،‬ألقى سعَه‪ ،‬وشهد بصرُه‪ ،‬فسمع السموعات وأبصر البصرات‪ ،‬وشاهد‬
‫الشهودات‪ ،‬بتخّلصِه إل ال تعال‪ ،‬واجتماعه بي يدي ال‪ ،‬والشياء كلّها عند ال‪ ،‬وهو عنده‪ ،‬فسمع‪ ،‬وشاهد‬
‫فأبصر‪ ،‬وسع جلها‪ ،‬ول يسمع ويشاهد تفاصيلها؛ لن المل تدرك لسعة عي الشهود‪ ،‬والتفاصيل ل تدرك لضيق‬
‫وعاء الوجود‪ ،‬وال تعال هو العال بالمل والتفاصيل(‪.)4‬‬
‫ويقول‪... :‬قال ال تعال‪(( :‬إِنّ فِي ذَِلكَ لَذِ ْكرَى لِمَنْ كَانَ َلهُ َق ْلبٌ َأوْ َأْلقَى السّ ْمعَ َو ُهوَ َشهِيدٌ)) [ق‪،]37:‬‬
‫قال‪... :‬قال بعضهم‪ :‬لن كان له قلب سليم من الغراض والمراض‪ .‬قال السي بن منصور‪( :‬لن كان له قلب ل‬

‫‪ )(1‬أبو مدين الغوث‪( ،‬ص‪.)84:‬‬


‫‪ )(2‬أبو مدين الغوث‪( ،‬ص‪.)111:‬‬
‫‪ )(3‬أبو مدين الغوث‪( ،‬ص‪.)112:‬‬
‫‪ )(4‬عوارف العارف هامش الِإحياء‪.)1/217( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪98‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يطر فيه إل شهود الرب)(‪...)1‬‬
‫‪ -‬إنه يستشهد باللج‪ ،‬وبتفسي اللج‪ ،‬وحكمة اللج‪ ،‬إذا‪ :‬فهو يؤمن باللج وعقيدته وأقواله‪ ،‬وهذا‬
‫واضح‪.‬‬
‫ويقول (ف دعاء)‪:‬‬
‫‪...‬يا دهريا ديهوريا ديهار‪ ،‬يا أبد يا أزل‪ ،‬يا من ل يزل ول يزال ول يزول‪ ،‬هو يا هو‪ ،‬ل إله إل هو‪ ،‬يا من ل‬
‫هو إل هو‪ ،‬يا من ل يعلم ما هو إل هو‪ ،‬يا كان يا كينان‪ ،‬يا روح‪ ،‬يا كائن قبل كل كون‪ ،‬يا مكونا لكل كون‪،‬‬
‫أهيا‪ ،‬أشراهيا‪ ،‬أدوناي‪ ،‬أصبؤت‪ ،‬يا ملى عظائم المور(‪...)2‬‬
‫‪ -‬الكلمات‪( :‬أهيا‪ ،‬أشراهيا‪ )...‬هي كلمات عبية‪ ،‬وفيها إشارة إل أثر اليهودية ف الصوفية‪.‬‬
‫وقال‪... :‬وقال بعضهم‪ :‬الروح (وهي غي الروح الت ف السد) لطيفة تسري من ال إل أماكن معروفة‪ ،‬ل‬
‫يعب عنه بأكثر من موجود بإياد غيه‪ )...‬اهـ(‪.)3‬‬
‫‪ -‬ما هي هذه الماكن العروفة؟ سنعرفها فيما بعد!‬
‫وقال‪... :‬والصوف صفا عن هذه البقية (رؤية اللق) ف طرف العمل‪ ،‬والتركِ للخلق‪ ،‬و َعزْلِهم بالكلية‪ ،‬ورآهم‬
‫بعي الفناء والزوال‪ ،‬ولح له ناصية التوحيد‪ ،‬وعاين سرّ قوله‪(( :‬كُلّ شَ ْي ٍء هَاِلكٌ إِلّا وَ ْج َههُ)) [القصص‪ ]88:‬كما‬
‫قال بعضهم ف بعض غلباته‪ :‬ليس ف الدارين غي ال‪ )4()...‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬بالرغم من أن السلوب الِإشاري عند عمر السهروردي هو ف القمة العليا من حيث الرمز واللغز‪ ،‬ولكن‬
‫العبارة خانته ف هذه الفقرة‪ ،‬فكانت وحدة الوجود فيها واضحة تاما‪ ،‬كما أنا ف الفقرات السابقة‪ ،‬واضحة لن‬
‫عرف لغة القوم‪.‬‬
‫ويقول عبد السلم بن مشيش(‪( )5‬الغوث) ف صلته‪:‬‬
‫اللهم صل على من منه انشقت السرار‪ ،‬وانفلقت النوار‪ ،‬وتنلت علوم آدم‪...‬‬
‫ول شيء إل وهو به منوط‪ ،‬إذ لول الواسطة لذهب كما قيل الوسوط‪...‬اللهم إنه سرُك الامع الدالّ عليك‪،‬‬
‫وحجابك العظم القائم لك بي يديك‪...‬وزُجّ ب ف بار الحدية‪ ،‬وانشلن من أوحال التوحيد‪ ،‬وأغرقن ف عي بر‬

‫‪ )(1‬العوارف‪.)1/213( :‬‬
‫‪ )(2‬العوارف‪.)4/19( :‬‬
‫‪ )(3‬العوارف‪.)4/182( :‬‬
‫‪ )(4‬العوارف‪.)1/324( :‬‬
‫‪ )(5‬أبو ممد عبد السلم بن مشيش‪ ،‬أو بشيش‪ ،‬أحد الئمة العارفي‪ ،‬كان يسكن مغارة ف رأس جبل ف الغرب‪ ،‬مات عام‪622( :‬هـ)‪ ،‬ومن تلمذته أبو‬
‫السن الشاذل‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪99‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الوحدة‪ ،‬حت ل أرى ول أسع ول أحس إل با(‪...)1‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫يلحظ هنا أنه يستعمل كلمة (التوحيد) بعناها الِإسلمي (أي‪ :‬توحيد ال) ويعلها أوحالًا‪ ،‬وهو يصرح‬
‫بالوحدة‪.‬‬
‫وقال ماطبا تلميذه أبا السن الشاذل‪:‬‬
‫يا أبا السن! ح ّددْ بصر الِإيان‪ ،‬تد ال ف كل شيء‪ ،‬وعند كل شيء‪ ،‬ومع كل شيء‪ ،‬وقبل كل شيء‪ ،‬وبعد‬
‫كل شيء‪ ،‬وفوق كل شيء‪ ،‬وتت كل شيء‪ ،‬وقريبا من كل شيء‪ ،‬وميطا بكل شيء‪ ،‬بقربِ هو وصفه‪ ،‬وبيطةٍ‬
‫هي نعته‪ ،‬وعَدّ عن الظرفية والدود‪ ،‬وعن الماكن والهات‪ ،‬وَعن الصحبة والقرب ف السافات‪ ،‬وعن الدور‬
‫الخلوقات‪ ،‬وامق الكل بوصفه الول والخر والظاهر والباطن‪ ،‬وهو هو هو‪ ،‬كان ال ول شيء معه‪ ،‬وهو الن على‬
‫ما عليه كان(‪.)2‬‬
‫ويقول تاج العارفي أبو الوفاء(‪:)3‬‬
‫‪...‬الذكر ما َغيّبك عنك بوجوده‪ ،‬وأخذك منك بشهوده‪ ،‬فإن الذكر شهود القيقة وخود الليقة(‪...)4‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬يعن أبو الوفاء بكلمه أن الذكر ل يكون ذكرا إل إذا أنتج ما بَيّنه لك (‪...‬ما غيبك‪ ..‬وأخذك‪.)...‬‬
‫ويقول الشيخ عقيل النبجي(‪:)5‬‬
‫‪...‬فإذا جاء الفضل‪ ،‬قل إلي َفضْلُك لصنعك بل أنا‪ ،‬فإذا شئتَ فقد حصل لك عند الشوع عبودية‪ ،‬وعند‬
‫الدلل توحيد‪ ،‬فعبوديتك بفقرك إليه‪ ،‬ودلله أنه ما ث غيه‪ ،‬فإذا جاءت الِإلية (قل ال ث ذرهم ف خوضهم يلعبون)‪،‬‬
‫فبمجاهدة الوى تعرفه‪ ،‬وبروجك عن اللق توحده(‪...)6‬اهـ [لحظ عبارة (فإذا جاءت الِإلية)]‪.‬‬
‫ويقول الشيخ علي بن اليت(‪:)7‬‬
‫كل من كوشف بالقيقهّ‪ ..‬أو شاهد الق‪ ،‬أو اختُطِف عن مَشاهِ ِدهِ بوجود الق‪ ،‬أو استُهلك ف عي المع‪،‬‬
‫أو ل يشهد سوى الق تعال‪ ،‬أو ل يس سوى الق‪ ،‬إل آخر ما يعبَر عنه معبّر‪ ،‬أو يشي إليه مشي‪ ،‬أو ينتهي إليه‬

‫‪ )(1‬النفحة العلية ف أوراد الشاذلية‪( ،‬ص‪.)16:‬‬


‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)201 ،40:‬‬
‫‪ )(3‬كردي عراقي من أهل النصف الول من القرن السادس الجري‪.‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران‪.)1/135( :‬‬
‫‪ )(5‬شيخ شيوخ الشام ف وقته‪ ،‬ولد ف قرية ف الشرق‪ ،‬وانتقل منها (طيانا) إل منبج‪ ،‬ومات فيها‪ ،‬ول أقف على تاريخ وفاته‪ ،‬لكن من الذين ترجوا‬
‫بصحبته عدي بن مسافر‪ ،‬فيكون من أهل النصف الول من القرن السادس‪.‬‬
‫‪ )(6‬الطبقات الكبى للشعران‪.)1/136( :‬‬
‫‪ )(7‬نسبة إل هيت على الفرات‪ ،‬من أكابر مشايخ العراق‪ ،‬يشب إل القطبية العظمى‪ ،‬سكن رزيران ومات با عام‪564( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪100‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫علم‪ ،‬فإنا هي شواهد الق‪ ،‬وحق منْ الق له‪ ،‬وكل ما بدا على اللق فذاك ما يليق باللق(‪...)1‬‬
‫‪ -‬وحدة الوجود واضحة ف قول أب يعزى (عند هجوم المع ومق السوى وتلشي ذاتك)‪ ،‬وف قول‬
‫النبجي‪ ..( :‬إنه ما ثَم غيه‪ ،‬فإذا جاءت الِإلية‪.)...‬‬
‫أما اليت فيورد عدةً من العبارات الرموزة الت تشي إل وحدة الوجود‪ ،‬يقدمها للسالك الواصل ليستعملها ف‬
‫أحاديثه وكتاباته‪ ،‬وليتدرب على إنشاء العبارات الماثلة‪ ،‬ويدر بالقارىء الكري أن يستظهرها ليزداد ترسا باللغة‬
‫الصوفية‪.‬‬
‫ويقول عبد الرحن الطفسوني(‪:)2‬‬
‫ج ف رؤية مذكوره‪ ،‬ويقال‪ :‬فن عن نفسه‪،‬‬ ‫‪...‬وينسى باستيلء ذكر ربه عليه جيع الِإحساس‪ ،‬فيقال‪ :‬انْدَر َ‬
‫ويقال‪ :‬فن بربه‪ ،‬ويقال‪ :‬فن عن فنائه أي غفل عن ذكر غفلته عن نفسه باستيلء ذكر ربه عليه‪ ،‬وصار ليس يشهد‬
‫غيه‪ ،‬وهاهنا يكون مصطلما عن مَشَاهِدِه‪ ،‬متطَفا عن نفسه‪ ،‬محوّا عن جلته‪ ،‬فانيا عن كله‪ ،‬وما دام هذا الوصف‬
‫باقيا فل تييز ول إِخلص ول صدق‪ ،‬وهذا جع المع‪ ،‬وعي الوجود‪ ،‬وهذا هو الوصول الذي يرد على أحوال‬
‫التمييز والتكليف(‪...)3‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬هذه عبارات أخرى مرموزة وملغزة تشي إل وحدة الوجود‪ ،‬وتساعد على التمرس بلغة الصوفية‪.‬‬
‫ويقول الشيخ مطر الباذرائي(‪:)4‬‬
‫‪...‬ولذة الرواح الشربُ بكأس الحبة من أيدي عرائس الفتح اللدن‪ ،‬ف خلوة الوصل‪ ،‬على بساط الشاهدة‬
‫واليام‪ ،‬بي عالَم الكون‪ ،‬ف نور العزة وقراءة ما كُتب على صفحات ألواح نسمات ذرات الوجود‪ ،‬بقلم التوحيد‬
‫(كل بل هو ال العزيز الكيم)(‪ )5‬اهـ‪( .‬أي‪ :‬إن ذرات الوجود هي ال العزيز الكيم)‪.‬‬
‫ويقول ميي الدين بن عرب (الشيخ الكب والكبيت الحر)‪:‬‬
‫‪...‬فإن العارف من يرى الق ف كل شيء‪ ،‬بل يراه عيَ كل شيء(‪.)6‬‬
‫ويقول‪... :‬والعارف الكمّل من رأى كلّ معبود ملى للحق يُعبد فيه‪ ،‬ولذلك سوه كلهم إلا مع اسه الاص‬

‫‪ )(1‬الطبقات الكبى للشعران‪.)1/145( :‬‬


‫‪ )(2‬نسبة ال طفسونج‪ ،‬بلدة بأرض العراق‪ ،‬من أكابر مشايخ العراق وأعيان العارفي وصدور القربي‪ ،‬مات بطفسونج مُسنا‪ ،‬ول أقف على تاريخ وفاته‪،‬‬
‫ولكنه معاصر لعبد القادر اليلن‪.‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪..)1/146( :‬‬
‫‪ )(4‬من أجل مشايخ العراق وسادات العارفي‪ ،‬من الكراد‪ ،‬سكن (باذراء) قرية من أعمال النجف‪ ،‬وبا مات‪ ،‬ول أقف على تاريخ وفاته‪ ،‬ولعله ف الربع‬
‫الخي من القرن السادس الجري‪.‬‬
‫‪ )(5‬طبقات الشعران‪.)1/148( :‬‬
‫‪ )(6‬فصوص الكم (فص حكمة إمامية ف كلمة هاوونية)‪( ،‬ص‪.)192:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪101‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو ملك(‪...)1‬‬
‫ويقول‪... :‬ول يُشهَد‪ ،‬ول تدركه البصار‪ ،‬بل هو يدرك البصار‪ ،‬للطفه وسريانه ف أعيان الشياء(‪.)2‬‬
‫ويقول (الشيخ الكب نفسه)‪:‬‬
‫فإن الِإله الطلق ل يسعه شيء‪ ،‬لنه عي الشياء وعي نفسه‪ ،‬والشيء ل يقال فيه‪ :‬يسع نفسه ول ليسعها‪،‬‬
‫فافهم(‪.)3‬‬
‫ويقول‪((... :‬وَنَحْنُ َأ ْق َربُ إَِلْيهِ مِنْ َحبْلِ اْل َورِيدِ)) [ق‪ ،]16:‬وما خص إنسانا من إنسان‪ ،‬فالقرب الِإلي من‬
‫العبد ل خفاء به ف الِإخبار الِإلي‪ ،‬فل قربَ أقربُ من أن تكون هوّيته (أي‪ :‬هوية ال) عيَ أعضاء العبد وقواه‪،‬‬
‫وليس العبد سوى هذه العضاء والقوى‪ ،‬فهو ح ّق مشهود ف خلقٍ متوهم‪ ،‬فاللق معقول‪ ،‬والق مسوس مشهود‬
‫عند الؤمني وأهل الكشف والوجود‪ ،‬وما عدا هاذين الصنفي‪ ،‬فالق عندهم معقول واللق مشهود(‪...)4‬‬
‫ف هذا النص يفسر لنا الشيخ الكب معن كلمة (القرب) عند الصوفية‪ ،‬وهذا يعلنا نفهم بوضوح كل‬
‫العبارات السابقة واللحقة‪ ،‬والت تر معنا‪ ،‬والت فيها كلمة (القرب) ونستطيع من هذا النص فهم كلمة (الوجود)‬
‫الصطلحية‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فمن َعرَف أن الق عيُ الطريق‪َ ،‬عرَف المر على ما هو عليه‪ ،‬فإن فيه ‪-‬جل وعل‪ -‬تسُلكُ‬
‫وتسافر‪ ،‬إذ ل معلوم إل هو‪ ،‬وهو عيُ الوجود‪ ،‬والسالكُ والسافر(‪...)5‬‬
‫ويقول الشيخ الكب والكبيت الحر أيضا‪:‬‬
‫‪...‬وبالِإخبار الصحيح أنه عي الشياء‪ ،‬والشياء مدودة وإن اختلفت حدودها‪ ،‬فهو مدودٌ بدّ كل مدود‪،‬‬
‫فما يُحَدّ شيء إل وهو حد الق‪ ،‬فهو الساري ف مسمّى الخلوقات والبدعات‪ ،‬ولو ل يكن المر كذلك ما صح‬
‫الوجود‪ ،‬فهو عيُ الوجود‪ ،‬فهو على كل شيء حفيظ بذاته‪ ،‬وليؤوده حفظ شيء‪ ،‬فحفظهُ تعال للشياء كلها حفظه‬
‫لصورته أن يكون الشيء غي صورته‪ ،‬ول يصح إِل هذا‪ ،‬فهو الشاهد من الشاهد‪ ،‬والشهود من الشهود‪ ،‬فالعال‬
‫صورته‪ ،‬وهو روح العال الدبّر له‪ ،‬فهو الِإنسان الكبي‪.‬‬
‫وهو الواحد الذي‬ ‫فهو الكون كله‬
‫ولذا قلت يغتذي‬ ‫قام كون بكونه‬

‫‪ )(1‬الفصوص‪( ،‬ص‪.)195:‬‬
‫‪ )(2‬الفصوص‪( ،‬ص‪.)196:‬‬
‫‪ )(3‬الفصوص (فص حكمة فردية ف كلمة ممدية)‪( ،‬ص‪.)226:‬‬
‫‪ )(4‬الفصوص (فص حكمة أحدية ف كلمة هودية)‪( ،‬ص‪.)108:‬‬
‫‪ )(5‬الفصوص‪( ،‬ص‪.)109:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪102‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وبه نن نتذي‬ ‫فوجودي غذاؤه‬
‫(‪)1‬‬
‫بوجه تعوّذي‬ ‫فبه منه إن نظرت‬
‫‪ -‬ف النصي الخيين يستعمل كلمة (الوجود) بعناها اللغوي‪ ،‬وليس بعناها الصطلحي‪ ،‬كما ف النص‬
‫الذي قبلهما‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬وإذا كان الق وقايةً للحق بوجه‪ ،‬والعبدُ وقايةً بوجه‪ ،‬فقل ف الكون ما شئت‪ :‬إن شئت قلت هو‬
‫اللق‪ ،‬وإن شئت قلت هو الق‪ ،‬وإن شئت قلت هو الق اللق‪ ،‬وإن شئت قلت ل حقّ من كل وجه‪ ،‬ول خلق من‬
‫كل وجه‪ ،‬وإن شئت قلت بالية ف ذلك(‪...)2‬‬
‫‪ -‬هذا النص يساعدنا كثيا على فهم عبارات مرت معنا‪ ،‬وستمر‪ ،‬مثل‪( :‬أف ِن اللق‪ ،‬أو أفن من ل يكن يبق‬
‫من ل يزل‪ ،‬أو الفناء عن الصفات‪ ،‬أو الفناء عن الفعال الرديئة‪ ،‬أو الفناء عن الكون‪ )...‬إذ با أن الكون هو الق ف‬
‫القيقة‪ ،‬وهو خلق‪ ،‬أو كون بالتوهم‪ ،‬فإذا أفنينا اللق‪ ،‬أو الكون‪ ،‬أو الصفات (الت تعن اللق) بقيت الصفة الت تعن‬
‫(الق) وهذا هو معن (الفناء ف الق)‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫يقعُ الكم إل عليه‬ ‫فل تنظر العيُ إل إليه ول‬
‫وف كل حا ٍل فإنا لديه‬ ‫فنحن له وبه ف يديه‬
‫لذا يُنكَر ويُعرف وُينّه ويوصف‪ ،‬فمن رأى الق منه فيه بعينه فذلك العارف‪ ،‬ومن رأى الق منه فيه بعي‬
‫نفسه فذلك غي العارف‪ ،‬ومن ل ير الق منه ول فيه وانتظر أن يراه بعي نفسه فذلك الاهل(‪...)3‬‬
‫‪ -‬هذا النص يعيننا على فهم العبارات الت تر معنا مثل‪( :‬له وبه وف يديه ولديه)‪ ،‬و(منه فيه بعينه)‪ ،‬وما‬
‫شابها‪ ،‬كما يدلنا على معن العرفة [منه فيه بعينه (أي‪ :‬بعي ال)]‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬إن ل تلّييْ‪ :‬تلّي غيبِ‪ ،‬وتلي شهادة‪ ،‬فمن تلي الغيب يُعطي الستعداد الذي يكون عليه‬
‫القلب‪ ،‬وهوَ التجلي الذات الذي الغيبُ حقيقتُه‪ ،‬وهو (الوية) الت يستحقها بقوله عن نفسه (هو) فل يزال (هو) له‬
‫دائما أبدا(‪...)4‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص يشرح لنا بصراحة معن مصطلح (الوية)‪ ،‬ومصطلح (هو)‪ ،‬حيث نستطيع أن نفهم بوضوح‬
‫تام ماذا يعنون بكلمة (هو) حيثما وردت‪ ،‬مثل قولم‪( :‬ل هو إل هو)‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفصوص‪( ،‬ص‪.)111:‬‬
‫‪ )(2‬الفصوص‪( ،‬ص‪.)112:‬‬
‫‪ )(3‬الفصوص‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪ )(4‬الفصوص‪( ،‬فص حكمة قلبية ف كلمة شعيبية)‪( ،‬ص‪.)120:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪103‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪... :‬التجلي الشهودي ف الشهادة‪...‬ث رفع الجابَ بينه وبي عبده‪ ،‬فرآه ف صورة معتقدِه‪ ،‬فهو عي‬
‫اعتقاده‪ ،‬فل يشه ُد القلب ول العيُ أبدا إل صور َة معتقده ف الق‪.‬‬
‫فالق الذي ف العتقد هو الذي وسع القلب صورتَه‪ ،‬وهو الذي يتجلى له فيعرفه‪ ،‬فل ترى العي إل الق‬
‫العتقادي‪ ،‬ول خفاء بتنوع العتقادات‪ ،‬فمن قيّدَه (أي‪ :‬ف عقيدة واحدة) أنكره ف غر ما قَيّدَه به‪ ،‬وأقرّ به فيما‬
‫قيّده به إذا تلى‪ .‬ومن أطلقه عن التقييد ل ينكره وأقرّ به ف كل صورة يتحول فيها‪ ،‬ويعطيه من نفسه قدر صورة ما‬
‫تلّى له‪ ،‬إل ما ل يتناهى‪ ،‬فإن صور التجلي ما لا ناية نقف عندها(‪.)1‬‬
‫‪ -‬يقول (الشيخ الكب والكبيت الحر) ف هذا النص‪ :‬إن كل العتقادات صحيحة‪ ،‬وكل العبودات‬
‫حق‪...‬كما يفهمنا أن الكشف تابع للقناعات الفكرية السبقة‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فإذا نظرتَ ف قوله‪( :‬كنتُ رجله الت يسعى با‪ ،‬ويده الت يبطش با‪ ،‬ولسانه الذي يتكلم به)(‪،)2‬‬
‫إل غي ذلك من القوى وملّها الذي هو العضاء‪ ،‬ل تفرق‪ ،‬فقلتَ‪ :‬المر ح ّق كله‪ ،‬أو خلق كله‪ ،‬فهو خلق بنسبةٍ‪،‬‬
‫ي صورة ما تلّى عيُ صورة من قبِل ذلك التجلّي‪ .‬فهو التجلي والتجلّى له‪.‬‬
‫وهو حق بنسبة‪ ،‬والعيُ واحدة‪ .‬فع ُ‬
‫فانظر ما أعجب أمر ال من حيث هويته‪ ،‬ومن حيث نِسبتُه إل العالَم ف حقائق أسائه السن(‪.)3‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫لا كان الذي كانا‬ ‫فلوله ولولنا‬
‫وإن ال مولنا‬ ‫فإنا أعب ٌد حقّا‬
‫إذا ما قلت إنسانا‬ ‫وإنا عينُه فاعلم‬
‫فقد أعطاك برهانا‬ ‫فل تُحجب بإنسان‬
‫تكن بال رحانا‬ ‫فكن حقّا وكن خلقا‬
‫تكن َروْحا وريانا‬ ‫وغذّ خلقَه منه‬
‫به فينا وأعطانا‬ ‫فأعطيناه ما يبدو‬
‫بإياه وإيانا‬ ‫فصار المر مقسوما‬
‫(‪)4‬‬
‫وأعيانا وأزمانا‬ ‫فكنا فيه أكوانا‬

‫‪ )(1‬الفصوص‪( ،‬ص‪.)121:‬‬
‫‪ )(2‬جزء من حديث مشهور يستغله الصوفية ف غي معناه القيقي‪.‬‬
‫‪ )(3‬الفصوص‪( ،‬فص حكمة قلبية ف كلمة شعيبية)‪( ،‬ص‪.)121:‬‬
‫‪ )(4‬الفصوص‪( ،‬فص حكمة نبوية قي كلمة عيسوية)‪( ،‬ص‪.)143:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪104‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪َ((... :‬لوْ كَانَ فِيهِمَا آِلهَةٌ إِلّا الّلهُ َلفَسَ َدتَا)) [النبياء‪ ،]22:‬وإن اتفقا‪ ،‬فنحن نعلم أنما لو اختلفا تقديرا‬
‫لنفذ حكم أحدها‪ ،‬فالنافذُ الُكْ ِم هو الِإله على القيقة‪ ،‬والذي ل ينفذ حكمه ليس بإِله‪ ،‬ومن هنا نعلم أن كل حكم‬
‫َيْنفُذ اليوم ف العال أنه حكم ال عز وجل‪ ،‬وإن خالف الكْ َم القرر ف الظاهر السمى شرعا‪ ،‬إذ ل ينفذ حكم إل ل‬
‫ف نفس المر‪ ،‬لن المر والواقع ف العالَم إنا هو على حكم الشيئة الِإلية‪ ،‬ل على حكم الشرع القرّر‪ ،‬وإن كان‬
‫تقريره من الشيئة‪ ،‬ولذلك نفذ تقريره خاصة‪ ،‬فإن الشيئة ليست لا فيه إل التقرير‪ ،‬ل العمل باجاء به‪ ،‬فالشيئة‬
‫سلطانا عظيم‪...‬فل يقع ف الوجود شيء ول يرتفع خارجا عن الشيئة‪ ،‬فإن المر الِإلي إذا خولف هنا بالسمى‬
‫(معصية) فليس إل ال ْمرَ بالواسطة‪ ،‬ل المر التكوين‪ ،‬فما خالف ال أحدٌ قط ف جيع ما يفعله من حيث أمر الشيئة‪،‬‬
‫َفوَقعت الخالفة من حيث أمر الواسطة‪ ،‬فافهم‪ ،‬وعلى القيقة‪ ،‬فأمر الشيئة إنا يتوجه على إياد عي الفعل‪ ،‬ل على‬
‫من ظهر على يديه‪ ،‬فيستحيل أل يكون(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أرجو من القارئ أن يتسلى بتحليل النص بدوء‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فإن العقل إذا ترد لنفسه‪...‬وإذا أعطاه ال العرفة بالتجلي‪ ،‬كملت معرفته بال‪ ،‬فنّه ف موضع‬
‫وشبّه ف موضع‪ ،‬ورأى سريان الق ف الصور الطبيعية والعنصرية‪ ،‬وما بقيت له صورة إل ويرى عيَ الق عينَها‪.‬‬
‫وهذه العرفة التامة الت جاءت با الشرائع النلة من عند ال‪ ،‬وحكمت بذه العرفة الوهام كلها‪ ،‬ولذلك كانت‬
‫الوهام أقوى سلطانا ف هذه النشأة من العقول(‪...)2‬وبه جاءت الشرائع الِإلية فشبهت ونزهت‪ ،‬شبهت ف التنيه‬
‫بالوهم‪ ،‬ونزهت ف التشبيه بالعقل‪ ،‬فارتبط الكل بالكل(‪...)3‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص نتبي ماذا يعن الصوفية عندما يقولون‪ :‬إن طريقهتم أو طرقهم مقيدة بالشريعة‪ ،‬فهم يفهمون‬
‫الشريعة على هذا النوال‪ ،‬كذلك يتبي لنا بوضوح ما معن عبارتم (الكل بالكل) عندما نسمعها ف مثل قولم‪( :‬فناء‬
‫الكل بالكل‪ ،‬أو بقاء الكل بالكل‪ ،‬أو وجود الكل بالكل‪ ،‬أو ارتباط الكل بالكل‪.)...‬‬
‫ي بعضه ف هذا النص‪ ،‬وأرجو‬ ‫وبتوضيح‪ :‬يقولون‪ :‬إن طرقهم مقيدة بالشريعة على أساس النهج التأويلي الب ّ‬
‫ل صحيحا يفيد ف التمكن من العبارة الصوفية أكثر‬ ‫من القارىء أن يلله بنفسه بدوء؛ لن تليل بضعة نصوص تلي ً‬
‫من قراءة بضعة كتب‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬ولا كان الستواء الِإلي على القلب من باب (وسعن)(‪ ،)4‬صارت اللوهية غيبا ف الِإنسان‪،‬‬
‫فشهادتُه إنسان‪ ،‬وغيبه إله‪ ،‬ولسريان اللوهية الغيبية ف هذا الشخص الِإنسان‪ ،‬أدّعى اللوهية بالسم الله‪ ،‬فقال‬
‫فرعون‪(( :‬مَا عَِل ْمتُ َلكُ ْم مِنْ ِإَلهٍ غَْيرِي)) [القصص‪ ..]38:‬وصرح بالربوبية لكونا ل تقوى قوة اللوهية‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫((أَنَا َربّكُمُ ا َل ْعلَى)) [النازعات‪ ،]24:‬بلف من قالا عن الال‪ ،‬من طريق المر بساعدة الشيئة‪ ،‬فكان جعا‪ ،‬مثل‬
‫‪ )(1‬الفصوص‪( ،‬فص حكمة وحودية ف كلمة داودية)‪( ،‬ص‪.)165:‬‬
‫‪ )(2‬الفصوص‪( ،‬فص حكمه إيناسية ف كلمة إلياسية)‪( ،‬ص‪.)181:‬‬
‫‪ )(3‬الفصوص‪( ،‬فص حكمه إيناسية ف كلمة إلياسية)‪( ،‬ص‪.)181:‬‬
‫‪ )(4‬إشارة إل الديث القدسي الذي يقول فيه (‪...‬ووسعن قلب عبدي الؤمن)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪105‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أب يزيد حي قال‪( :‬إنن أنا ال ل إله ال أنا فاعبدون)‪ ،‬وقال مرة‪( :‬أنا ال)‪ ،‬فلم يكن لللوهية فيه موضع فراغ ترمي‬
‫سهمها فيه لكمال السريان(‪...)1‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص ردّ ملجم للذين حاولوا ‪-‬وياولون‪ -‬خداعا‪ ،‬تأويل أقوال أب يزيد البسطامي! وتصريحُ‬
‫بعقيدة سريان الِإلية ف الخلوقات‪.‬‬
‫ك مِنْ قَْب ُل وَلَمْ َتكُ شَْيئًا)) [مري‪ ،]9:‬و((لَ ْم يَكُنْ‬
‫ويقول‪... :‬ونن من جانب القيقة ف عي ((وَقَ ْد خََلقُْت َ‬
‫شَْيئًا مَذْكُورًا)) [النسان‪ ،]1:‬فكأنا ل تكن‪ ،‬فل أولية إذن ول آخرية‪ ،‬إذ ل نن فبقي هو خاصة وهو الطلوب(‪.)2‬‬
‫‪ -‬هذه الفقرة تساعدنا وتوضح لنا معن عبارتم‪( :‬إذا كان كما كان قبل أن يكون)‪ ،‬و(كان ول تكن وهو‬
‫اليوم كما كان) و(أفن من ل يكن يبق من ل يزل) وما شابها‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬لا كان مرِتبة المكان با تويه المكنات غيبا‪ ،‬ولا الظلمة‪ ،‬وكانت المكنات هي الت تتعي ف النور‬
‫الوجودي‪ ،‬ويظهر أحكام بعضها للبعض بالق وفيه‪ ،‬وهو سبحانه ل قيدَ له ول تيز‪ ،‬كان الثال بالواقع ف الوجود‬
‫مطابقا للصل‪ ،‬فالداد مع الدواة نظي مرتبة الِإمكان وما حوته من المكنات‪ ،‬من حيث إحاطة الق با وجودا‬
‫وعلما‪ ،‬وحقائقُ المكنات كالروف الكامنة ف الدواة‪ ،‬وإليه الِإشارة بقوله‪( :‬كان ال ول شيء معه)(‪ ،)3‬ونوه‬
‫قول‪.‬‬
‫وليس ف الغيب الذات الِإلي تعدد ول تعي وجودي‪ ،‬والورق وما يُكتَب فيه كانبساط النور الوجودي العام‬
‫الذي يَتعي فيه صور الوجودات‪ ،‬والكتابة سر الِإياد والِإظهار‪ ،‬والواسطة واللة القل ُم الِإلي‪ ،‬والكاتب القّ‪ ،‬من‬
‫حيث كونه موجدا وخالقا وبارئا ومصورا(‪...)4‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص يتبي لنا مرادهم باستعمال الساء السن (موجد‪ ،‬خالق‪ ،‬بارىء‪ ،‬مصور‪...‬وغيها)‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫وانبذْ عن القلب أطوا َر الكرامات‬ ‫ض الركابَ إل رب السماوات‬
‫أن ِ‬
‫واخلعْ نعاليك تظى بالناجاة‬ ‫واعكف بشاطىء وادي القدس مرتقبا‬
‫(‪)5‬‬
‫حت تغيبَ عن الوصاف بالذات‬ ‫وغب عن الكون بالساء متصفا‬
‫‪ -‬بعد أن وضح لنا ابن عرب كل السر‪ ،‬وأكَثرَ الساليب الت يستعملونا‪ ،‬نستطيع أن نعرف‪ ،‬بوضوح أيضا‪،‬‬

‫‪ )(1‬رسائل ابن عرب‪( ،‬كتاب الللة)‪( ،‬ص‪.)5:‬‬


‫‪ )(2‬رسائل ابن عرب‪( ،‬كتاب الللة)‪( ،‬ص‪.)5:‬‬
‫‪ )(3‬رسائل ابن عرب‪( ،‬رسالة الشيخ إل المام الرازي)‪( ،‬ص‪.)12:‬‬
‫‪ )(4‬رسائل ابن عرب‪( ،‬رسالة الشيخ إل المام الرازي)‪( ،‬ص‪.)12:‬‬
‫‪ )(5‬رسائل ابن عرب‪( ،‬كتاب الِإسرا)‪( ،‬ص‪.)36:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪106‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ف هذه البيات معان العبارات الواردة فيها (أنض الركاب إل رب السماوات) الرادفة لـ (السي إل ال)‬
‫و(العكوف بشاطىء وادي القدس)‪ ،‬وقد عرفنا آنفا معن (خلع النعلي)‪ ،‬ونعرف الن ما معن (الغياب عن الكون)‬
‫و(التصاف بالساء) و(الغياب عن الوصاف بالذات)‪ ،‬وعلينا أن نفظها لنا تستعمل كثيا كثيا‪ ،‬وكلها تعن‬
‫(التحقق باللوهية)‪ ،‬أو بوضوح أكثر‪( :‬العمل للوصول إل الذبة الت تعلك تذوق شيئا فشيئا معان اللوهية‪ ،‬حيث‬
‫تعرف‪ ،‬بالذوق‪ ،‬أن الالق هو نفس الخلوق)‪ ،‬وهو ما يُسمّى‪( :‬وحدة الوجود)‪.‬‬
‫ويقول ابن عرب أيضا‪:‬‬
‫وف الساء فلم أره سوائي‬ ‫رأيتُ الق ف العيان حقّا‬
‫فهذا حكمه ف كل رائي‬ ‫ولستُ باكم ف ذاك وحدي‬
‫(‪)1‬‬
‫هو الرائي ونن له الرائي‬ ‫وعند الثبتي خلفُ هذا‬
‫ويقول‪:‬‬
‫وال ْبدَعاتُ هي الت تتكون‬ ‫اللق تقديرٌ وليس بكائ ٍن‬
‫(‪)2‬‬
‫والق فيه هو الذي يتعيّ‬ ‫الروح والكلمات شيء واحد‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ول يرن غيي فكنت بصيا‬ ‫تسدتُ أسائي فكنتُ كثيا‬
‫(‪)3‬‬
‫وأين يكون الغي؟ كنتَ غيورا‬ ‫فيا قائلً بالغي أين وجودُه؟‬
‫ويقول‪:‬‬
‫فذلك الشخص الذي قد َكفَر‬ ‫مَن ستر ال ّق ول يُفشه‬
‫يَظْهر فيما قد بدا من صور‬ ‫تبارك ال الذي ل يزل‬
‫(‪)4‬‬
‫ف كل ما يَظْهر أو قد َظهَر‬ ‫فإنه منشئها دائما‬
‫ويقول‪:‬‬
‫وليس إل غيه بالبصر‬ ‫فليس إل عينه بالب‬

‫‪ )(1‬الفتوحات الكية‪.)3/549( :‬‬


‫‪ )(2‬الفتوحات‪.)3/553( :‬‬
‫‪ )(3‬الفتوحات‪.)3/361( :‬‬
‫‪ )(4‬الفتوحات (‪.)3/375‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪107‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لنه مطلوبكم بالفِكَر‬ ‫إن قيل ُه ْو قيل لم ليس ُه ْو‬
‫(‪)1‬‬
‫عي الذي تشهده ف البصر‬ ‫أو قيل ما هوْ‪ .‬قيل ُه ْو إنه‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫منه بتقسيمه الثان‬ ‫وقد أتى ف الصلة ُحكْم‬
‫فمن رآه فقد رآن‬ ‫فقال بين وبي عبدي‬
‫(‪)2‬‬
‫لوحدت ف الوجود ثان‬ ‫فلست غي إله ول ُه ْو‬
‫ويقول‪:‬‬
‫فهي لشيائه خزائن‬ ‫ي ذاته‬
‫عِنْديّة الق ع ُ‬
‫فهي لا يتويه صائن‬ ‫ينل منها الذي يراه‬
‫(‪)3‬‬
‫لنه أعيُ الكوائن‬ ‫إنزاله ل ُيزِله عنها‬
‫وكل هذه البيات واضحة كل الوضوح فيما يص عقيدة وحدة الوجود‪ .‬ومعها أبيات أترك تليلها للقارىء‬
‫ليدرب نفسه على فهم نصوصهم أينما وردت‪.‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫فمرعى لغزلن ودير لرهبان‬ ‫لقد صار قلب قابلً كلّ صورة‬
‫وألواحُ توراةٍ ومصحف قرآن‬ ‫وبيت لوثان وكعبةُ طائف‬
‫(‪)4‬‬
‫ركائبه فالب دين وإيان‬ ‫أدين بدين الب أن توجهت‬
‫‪ -‬وبدهي أن هذه العقيدة تنبثق من (وحدة الوجود)‪ ،‬ولنعلم أنه كان ينشر هذا الكلم ف زخة الروب‬
‫الصليبية‪.‬‬
‫ويقول جلل الدين الرومي(‪ ،)5‬مؤسس الطريقة الولوية‪:‬‬
‫َنفْسي‪ ،‬أيها النور الشرق‪ ،‬ل تَنْء عن ل تَ ْنءَ عن‬

‫‪ )(1‬الفتوحات‪.)3/376( :‬‬
‫‪ )(2‬الفتوحات‪.)3/535( :‬‬
‫‪ )(3‬الفتوحات‪.)3/193( :‬‬
‫‪ )(4‬ديوان ترجان الشواق‪ ،‬وماضرة البرار‪( ،‬ص‪.)402:‬‬
‫‪ )(5‬مؤسس الطريقة الولوية‪ ،‬بلخي انتقل إل سيواس‪ ،‬ث إل تركيا‪ ،‬ومات ف قونية سنة‪672( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪108‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫حب‪ ،‬أيها الشهد التألّق‪ ،‬لتَ ْنءَ عن لَت ْنءَ عن‬
‫انظرْ إل العمامة أحكمتُها فوق رأسي‬
‫بل انظر إل زنار زرادشت حول خصري‬
‫(‪)1‬‬
‫أحلُ الزنار‪ ،‬وأحل الخلة‬
‫ل بل أحل النور‪ ،‬فل تَ ْنءَ عن‪ ،‬ل َت ْنءَ عن‬
‫مسلمٌ أنا‪ ،‬ولكن نصران وبرهي وزرادشت‬
‫توكلتُ عليك أيها الق العلى‪ ،‬فل تَ ْنءَ عن ل تَنءَ عن‬
‫ليس ل سوى معبدٍ واحد‪ ،‬مسجدا كان أو كنيسة أو بيت أصنام‬
‫(‪)2‬‬
‫ووجهك الكري فيه غاية نعمت‪ ،‬فل تَ ْنءَ عن لَتنْء عن‬
‫* ملحوظات‪:‬‬
‫‪ -‬التشابه واضح بي هذا الكلم وكلم ابن عرب السابق‪ ،‬وعقيدة وحدة الوجود‪ ،‬هي الت ترى كل الديان‬
‫صحيحة؛ لن كل العبودات هي ال وكل شيء هو ال‪.‬‬
‫‪ -‬ولنا أن ننتبه إل قوله‪( :‬نفسي أيها النور الشرق ل تنء عن)‪ ،‬ث سيه بطابه لنفسه حت يقول‪( :‬أيها الق‬
‫العلى ل تنء عن)‪ ،‬حيث نلحظ أسلوبا جديدا ف العبارة وتدرجها‪ ،‬ولننتبه إل العبارة (ل تنء عن)‪.‬‬
‫ويقول جلل الدين الرومي أيضا‪:‬‬
‫مهول أنا عند نفسي‪ ،‬بربك خبّرن ما العمل‬
‫ول بذا الكون ول ذاك‪ ،‬ول ف النة ول النار موطن‬
‫ول طردت من عدن ول يزدان‪ ،‬ول من آدم أخذت نسبت‬
‫بل من مقام ما أبعده من مقام‪ ،‬وطريق خفي العال‬
‫تردت عن بدن وروحي‪ ،‬فمن جديد أحيا ف روح مبوب(‪.)3‬‬
‫‪ -‬ما يب ملحظته قوله‪( :‬من مقام ما أبعده من مقام‪ ،‬وطريق خفي العال)‪ ،‬وقوله‪( :‬فمن جديد أحيا ف‬
‫روح مبوب)‪.‬‬

‫‪ )(1‬جلة (وأحل الخلة) يشي با إل الندوسية‪ ،‬لن الباهة منهم يملون الخلة للستجداء‪.‬‬
‫‪ )(2‬ف التصوف السلمي وتاريه‪( ،‬ص‪.)94:‬‬
‫‪ )(3‬ف التصوف الِإسلمي وتاريه‪( ،‬ص‪.)95:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪109‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫حمِلُ القلبَ ويتفي‪ ،‬ف كل نفسٍ يظهر ذلك الصديق ف ثوب‬‫يظهر المال الاطف كل لظة ف صورة‪ ،‬فيَ ْ‬
‫جديد‪ ،‬فشيخا تراه تارة وشابا تارة أخرى‪ ...‬انظر إليه وقد خرج من طينة الفخار‪ ،‬وانتشر ف الوجود‪ ،‬ظهر بصورة‬
‫نوح وأغرق الدنيا بدعاء منه‪...‬وف ناية الطاف ظهر بصورة عرب‪ ،‬ودان له ملك العال‪...‬ذلك الميل فتان القلوب‬
‫قد ظهر بصورة سيفٍ ف كف علي‪ ،‬وأصبح البتّار ف زمانه‪ ،‬ل ل! بل هو الذي ظهر ف صورة إنسان‪ ،‬وصاح أنا‬
‫صِلبَ على الدار‪ ،‬ولو ظن الاهلون خلف ذلك(‪...)1‬اهـ‪( .‬منصور هو اللج)‪.‬‬
‫الق‪ ،‬ليس (منصور) هو الذي ُ‬
‫ويقول‪ :‬أنا َسرِقَة اللصوص‪ ،‬أنا أل العصا‪ ،‬أنا السحاب وأنت الغيث‪ ،‬أنا الذي أمطرتُ ف الروج(‪...)2‬‬
‫ويقول على لسان قطبٍ ياطب البسطامي‪:‬‬
‫ف بعي قلبك؛ لنه اختارن بيتا له‪ ،‬فإذا رأيتَن فقد رأيته‪ ،‬وطفْتَ حول الكعبة النفية‪ ،‬وإذا‬
‫إن ال هو ما تراه ّ‬
‫عبدتَن فقد عبدتَه وسبّحت له‪ ،‬فل تظنّ أنن شيء غيه(‪.)3‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬الكلم ‪-‬وخاصة النص الخي‪ -‬واضح جدّا‪.‬‬
‫ويقول الشيخ أرسلن الدمشقي(‪:)4‬‬
‫كلّك شرك خفي‪ ،‬ول يبي توحيدك إل إذا خرجتَ عنك‪ ،‬فكلما أخلصتَ يُ ْكشَفُ لك أنه هو‪ ،‬ل أنت‪،‬‬
‫فتستغفر منك‪ ،‬وكلما وحّ ْدتَ بان لك الشرك‪ ،‬فتجدّد ف كل ساعة ووقتٍ توحيدا وإيانا‪ ،‬وكلما خرجتَ عنهم زاد‬
‫ت عنك قوي يقينك‪...‬اليقي القوم ف غيبتك عنك ووجودك به‪ ،‬فكم بي ما يكون بأمره وبي‬ ‫إيانك‪ ،‬وكلما خرج َ‬
‫ما يكون به‪ ،‬إن كنت قائما بأمره َخضَعت لك السباب‪ ،‬وإن كنتَ قائما به تضعضعت لك الكوان‪...‬ما صلُحت‬
‫لنا وفيك بقية لسوانا‪ ،‬فإذا حوّلتَ السّوى عنك‪ ،‬أفنيناك عنك‪ ،‬فصلُحْت لنا وأودعناك سرّنا‪ .‬إذا ل يبق عليكَ حركة‬
‫لنفسك كمل يقينك‪ ،‬وإذا ل يبق لك وجودٌ عندك كمل توحيدُك‪...‬إذا أفناك عن هواك بالكمة وعن إرادتك بالعلم‬
‫صرتَ عبدا صرفا ل هوى لك ول إرادة‪ ،‬فحينئذ يكشف لك‪ ،‬فتضمحلّ العبودية ف الوحدانية‪ ،‬فيفن العبد ويبقى‬
‫الرب تعال‪ ،‬الشريعة كلها قبض‪ ،‬والعلم كله بسط‪ ،‬والعرفة كلها دلل‪...‬إذا زال هواك يكشف لك عن باب‬
‫القيقة‪ ،‬فتفن إرادتك‪ ،‬فيكشف لك عن الوحدانية‪ ،‬فتحققتَ به أنه هو‪ ،‬بل (أنت معه)‪...‬إن جئت بل (أنت)‬
‫َقبِلَك‪ ،‬وإن جئت بك حجبك‪...‬اللق حجاب‪ ،‬وأنت حجاب‪ ،‬والق ليس بحجوب‪ ،‬وهو متجب عنك بك‪،‬‬
‫وأنت مجوب عنك بم‪ ،‬فان َفصِلْ عنك تشهده‪ ،‬والسلم(‪.)5‬‬

‫‪ )(1‬ف التصوف الِإسلمي وتاريه‪( ،‬ص‪.)106( ،)105:‬‬


‫‪ )(2‬فِ التصوف الِإسلمي وتاريه‪( ،‬ص‪.)152:‬‬
‫‪ )(3‬ف التصوف الِإسلمي وتاريه‪( ،‬ص‪.)157:‬‬
‫‪ )(4‬مات ف دمشق سنة‪541( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬مقتطفات من رسالة الشيخ أرسلن من كتاب (شروح رسالة الشيخ أرسلن)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪110‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ف هذا النص‪ ،‬يبي الشيخ أرسلن أن التحقق باللوهية ل يكون إل بنسيان كل شيء على الطلق‪ ،‬حت‬
‫الحساس بالذات‪ ،‬وهذا مثل قولم‪( :‬اخلع نعليك)‪ ،‬وسيأت شرح لبعض عباراته‪.‬‬
‫ويقول عمر بن الفارض‪:‬‬
‫ول تفن ما ل تتلي فيك صورت‬ ‫فلم تون ما ل تكن ف فانيا‬
‫‪ -‬إنه يشرح معن (الفناء) بقوله‪( :‬تتلي فيك صورت)‪ ،‬أي‪ :‬تصي صورتك صورة ال!‬
‫ورائي وكانت حيث وجهت وجهت‬ ‫أمت إمامي ف القيقة فالورى‬
‫ويشهد ف قلب أمام أئمت‬ ‫يراها أمامي ف صلت ناظري‬
‫ثوت ف فؤادي وهي قبلة قبلت‬ ‫ول غرو أن صلى المام إل أن‬
‫با ت من نسك وحج وعمرة‬ ‫وكل الهات الست نوي توجهت‬
‫وأشهد فيها أنا ل صلت‬ ‫لا صلوات بالقام أقيمها‬
‫حقيقته بالمع ف كل سجدة‬ ‫كلنا مصل واحد ساجد إل‬
‫صلت لغيي ف أداء كل ركعة‬ ‫وما كان ل صلى سواي ول يكن‬
‫هنا من صفات بيننا فاضمحلت‬ ‫فأفن الوى ما ل يكن ث باقيا‬
‫إل ومن واردا بزيدت‬ ‫فألفيت ما ألقيت عن صادرا‬
‫إل ومثلي ل يقول برجعة‬ ‫خرجت با عن إليها فلم أعد‬
‫ففي كل مرئي أراها برؤية‬ ‫جلت ف تليها الوجود لناظري‬
‫هنالك إياها بلوة خلوت‬ ‫وأشهدت عين إذ بدت فوجدتن‬
‫وذات بذات إذ تلت تلت‬ ‫ففي الصحو بعد الحو ل أك غيها‬
‫وهيأتا إذ واحد نن هيأت‬ ‫فوصفي إذ ل تدع باثني وصفها‬
‫منادى أجابت من دعائي ولبت‬ ‫فإن دعيت كنت الجيب وإن أكن‬
‫قصصت حديثا إنا هي قصت‬ ‫وإن نطقت كنت الناجي كذاك إن‬
‫وف رفعها عن فرقة الفرق رفعت‬ ‫فقد رُفعت تاء الخاطب بيننا‬
‫حجاك ول يثبت لبعد تثبّت‬ ‫فإن ل يوّز رؤية اثني واحدا‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪111‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫با كعباراتٍ لديك جلية‬ ‫سأجلو إشاراتٍ عليك خفي ًة‬
‫ح تُثبت‬
‫ودعواه حقا عنك إن تُم َ‬ ‫وما شان هذا الشأن منك سوى السوى‬
‫مناللبس ل أنفك عن ثنوية‬ ‫كذا كنت حينا قبل أن يكشف الغطا‬
‫وأغدو بوجد بالوجود مشتّت‬ ‫أرح بفقد بالشهود مؤلّفي‬
‫ويمعن سلب اصطلما بغيبت‬ ‫يفرقن لبّي التزاما بحضري‬
‫لدى فرقي الثان فجمعي كوحدت‬ ‫ومن فاقت سكرا غنيت إفاقة‬
‫وصفت سكونا عن وجود سكينة‬ ‫فجاهد تشاهد فيك منك وراء ما‬
‫هدى فرقة بالتاد تدت‬ ‫وفارق ضلل الفرق فالمع منتج‬
‫بتقييده ميلً لزخرف زينة‬ ‫وصرح بإطلق المال ول تقل‬
‫من معان البيت الخي‪ :‬كل شيء هو ال وكل العقائد صحيحة‪ ،‬وكل معبود هو ال‪..‬‬
‫ول فرق بل ذات لذات أحبت‬ ‫وما زلتُ إياها وإياي ل تزل‬
‫معية ل تطر على ألعيت‬ ‫وليس معي ف اللك شيء سواء والـ‬
‫نفي العية ف هذا البيت يوضح أنه ل يريد من كلمة (التاد) حيثما أوردها إل (الوحدة)‪:‬‬
‫عل أولياء النجدين بنجدت‬ ‫ولكن لصد الضد عن طعنه على‬
‫وأعددت أحوال الرادة عدت‬ ‫رجعت لعمال العبادة عادة‬
‫ف البيتي الخيين اعتراف جريء من الشيخ بأنه كان قد قطع العبادة‪ ،‬ث رجع إليها لتكون عادة ل عبادة‪،‬‬
‫وليصد با الضداد (أهل الشريعة) عن الطعن على الولياء مثله‪ ،‬وهذا مثل قول الغزال الذي مر ف صفحة سابقة‬
‫تاما‪:‬‬
‫إل كشف ما حجب العوائد غطت‬ ‫وهذبت نفسي بالرياضة ذاهبا‬
‫وحاشا لثلي (أنا فّ حلّت)‬ ‫مت حلت عن قول (أنا هي) أو أقل‬
‫سبيلي واشرع ف اتباع شريعت‬ ‫منحتك علما إن ترد كشفه فرد‬
‫لدي فدعن من سراب بقيعة‬ ‫فنبع صداء من شراب نقيعه‬
‫واضح أنه يعن بقوله‪( :‬سراب بقيعة) كل ما ليس من سبيله ول من شريعته الت هي (وحدة الوجود) وبذلك‬
‫تكون الشريعة السلم هي من (السراب البقيعة)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪112‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ـي حزت (صحو المع) بي أخوت‬ ‫وكل الورى أبناء آدم غي أنـ‬
‫عرجت وعطرت الوجود برجعت‬ ‫ومن (أنا إياها) إل حيث (ل إل)‬
‫سواي يثن منه عطفا لعطفت‬ ‫وغيي على الغيار يثن وللسوى‬
‫إل فرقت والمع يأب تشتت‬ ‫ومبدأ إبداها اللذان تسببا‬
‫وأربعة ف ظاهر الفرق عدت‬ ‫ها معنا ف باطن المع واحد‬
‫‪ -‬يبي ف البيت الخي وما قبله معن المع والفرق‪.‬‬
‫ول أنس بالناسوت مظهر حكمتيي‬ ‫ول أَلهُ باللهوت عن حكم مظهري‬
‫قول‪:‬إنه ف الكم إله وف الظهر إنسان‪ ،‬وإنه يعي ذلك ول ينسه‪.‬‬
‫وأثبت (صحو المع) مو التشتت‬ ‫تققت أنا ف القيقة واحد‬
‫ول يبق بالشكال إشكال ريبة‬ ‫إذا ما أزال الستر ل تر غيه‬
‫بستر تلشت إذ تلى وولت‬ ‫فأشكاله كانت مظاهر فعله‬
‫‪ -‬يقول‪ :‬إن فعل ال هو أشكاله الت يظهر با والت تتلشى عندما يتجلى‪.‬‬
‫عن الشرك بالغيار جعي وألفت‬ ‫تنهت ف آثار صنعي منها‬
‫ول حانة المار عي طليعة‬ ‫فب ملس الذكار سع مطالع‬
‫وإن حل بالقرار ب هي حلت‬ ‫وما عقد الزنار حكما سوى يدي‬
‫فما بار بالنيل هيكل بيعة‬ ‫وإن نار بالتنيل مراب مسجد‬
‫يناجي با الحبار ف كل ليلة‬ ‫وأسفار توراة الكليم لقومه‬
‫فل وجه للنكار بالعصبية‬ ‫وإن خر للحجار ف البد عاكف‬
‫عن العار بالشراك بالوثنية‬ ‫فقد عبد الدينار معن منه‬
‫وما زاغت الفكار ف كل نلة‬ ‫وما زاغت البصار من ك ّل ملةٍ‬
‫وإشراقها من نور إسفار غرت‬ ‫وما اختار من للشمس عن غرة صبا‬
‫كما جاء ف الخبار ف ألف حجة‬ ‫وإن عبد النار الجوس وما انطفت‬
‫سواي وإن ل يظهروا عقد نيت‬ ‫فما قصدوا غيي وإن كان قصدهم‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪113‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -‬يقول‪ :‬كل شيء حق‪ ،‬وكل العبادات حق‪ ،‬وكل العقائد حق‪ ،‬فعابد البد (أي‪ :‬الصنم) وعابد النار‬
‫والنصران واليهودي والسلم كلهم على حق‪ ،‬وعلينا أن نلحظ أن هذه القوال قيلت ف زخة الروب الصليبية‪.‬‬
‫ويقول ابن سبعي ف الرسالة النورية ماطبا تلميذه‪:‬‬
‫وجيع ما توجه الضمي إليه اذكره به ول تبال‪ ،‬وأي شيء يطر ببالك سه به‪ ،‬من اسه (الوجود) كيف يص‬
‫بأساء منحصرة؟ هيهات! ال ل اسم له إل السم الطلق أو الفروض‪ ،‬فإن قلت‪ :‬نسميه با سى به نفسه أو نبيه‪،‬‬
‫يقال لك‪ :‬من سى نفسه (ال) قال لك‪ :‬أنا كل شيء‪ ،‬وجيع من تنادي أنا‪ .‬وقد يصعب عليك هذا فعسى أن تسلم‬
‫أنه معك بالعلم والفعل‪ ،‬فإذا سلمت هذا تسلم أن الذي استجاب لك هو الوجود‪ ،‬فإذا سلمت ذلك فعجل بذلك‪،‬‬
‫ول تكن كذلك فما يق لك ذلك؛ يا هالك يا مالك انظر من حالك وقل بعد ذلك‪ :‬يا حق يا أبد يا راحم يا أحد يا‬
‫أكب يا واجب الوجود‪ ،‬الذي الوجود ووحدته واحد‪ ،‬يا ماهية كل ماهية‪ ،‬يا آنية كل آنية‪ ..‬ل شيء عندي إل‬
‫أنت‪ ..‬لن الكذب ل يوز على ال ول مع ال‪ ،‬ول شيء أكذب من لسان الضافة‪ ،‬ول شرك أقبح من شركها‪...‬‬
‫ول يعتب الحقق ف ذلك إل ال‪ ،‬وبد البد‪ ،‬والو هو‪.‬‬
‫يعن بقوله‪( :‬لسان الضافة) إضافة شيء إل ال‪ ،‬مثل (عبد ال‪ ،‬أو ملوقات ال‪ )...‬أو إضافة ال إل شيء‪،‬‬
‫مثل‪( :‬خالق الكون‪ )..‬لن الضافة تعن الثنينية‪ ،‬أي وجود اثني‪ ،‬خالق وملوق وهذا عند الصوفية كذب وشرك‬
‫لنه ل موجود إل ال‪ ،‬والكون هو ال‪.‬‬
‫ويقول ف إحدى رسائله‪:‬‬
‫‪ ...‬واضرب عن الوهم والس واليال والعادة‪ ،‬واخرج عن لواحقك وممولك وموضوعك‪ ...‬واطلب‬
‫واحدك بوحدتك‪ ،‬واخرج عن وترك الاص بك كما خرجت عن شفعك التابع لك‪ ،‬حت يبقى الواحد‪( .‬أقول‪ :‬هذا‬
‫الكلم مثل كلم الشيخ رسلن)‪.‬‬
‫وكان ابن سبعي يقول هو وأصحابه ف ذكرهم‪( :‬ليس إل ال) بدل قول السلمي‪( :‬ل إله إل ال)‪.‬‬
‫ويقول ف أحد الفصول التالية لـ(ملحظات على بد العارف)‪:‬‬
‫يا هذا‪ ،‬غض بصر إدراكك عن غي ال‪ ،‬ث قل لنفسك‪ :‬ياخسيسة النلة‪ ،‬مت ثبت سواه؟ حت تستريب فيه‬
‫وتغضي بصرك عنه! هو ال‪ ..‬فل هو إل هو ول يكن غي ذلك‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬أرجو النتباه والتدقيق ف معن العبارة الخية‪ ...( :‬ول يكن غي ذلك)‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬لو كان فيهما موجود غي ال لكان ال وبالوهم لفسدت‪...‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫والمر أوضح من نار على علم‬ ‫كم ذا توّه بالشعبي والعلم‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪114‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫وعن زرود وجيان بذي سلم‬ ‫وكم تعب عن سلع وكاظمة‬
‫وعن تامة هذا فعل متهم‬ ‫ظللت تسأل عن ند وأنت با‬
‫عنها سؤالك وهم جر للعدل‬ ‫ف الي حي سوى ليلى فتسأله‬
‫ويقول‪:‬‬
‫مثل من سي به حت وصل‬ ‫ليس من فوه بالوصل له‬
‫قرع الباب وللدار دخل‬ ‫ل ول الواصل عندي كالذي‬
‫سارروه وهو للسر مل‬ ‫ل ول الداخل عندي كالذي‬
‫صار إياهم فدع عنك العلل‬ ‫ل ول من سارروه كالذي‬
‫ث لا اثبتوه ل يزل‬ ‫فمحوه عنه فيهم فانحى‬
‫لو تلى ذاك للخلق قتل‬ ‫ذاك شيء علق القلب به‬
‫ويقول ف (رسالة الحاطة)‪:‬‬
‫رب مالك وعبد هالك‪ ،‬ووهم حالك‪ ،‬وحق سالك‪ ،‬وأنتم ذلك! اختلط ف الحاطة الزوج مع الفرد‪ ،‬واتد‬
‫فيه النجو مع الورد‪ ،‬واتفق فيه السقر مع القر‪ ،‬وبالملة السبت هو يوح الحد‪ ،‬والوحد هو عي الحد‪ ،‬ويوم‬
‫الفرض هو يوم العرض‪ ،‬والذاهب من الزمان هو الاضر‪ ،‬والول ف العيان هو الخر‪ ،‬والباطن ف الَنَان هو الظاهر‪،‬‬
‫والؤمن ف الِنان هو الكافر‪ ،‬والغن هو الول‪ ،‬والفقي هو الغن‪ ،‬وهذه وحدات حكمية‪ ،‬ل أحداث وهية‪.‬‬
‫يريد بقوله‪( :‬عبد هالك) أي‪ :‬ل وجود للعبد؛ والنجو هو الغائط‪.‬‬
‫ويقول ف إحدى رسائله‪:‬‬
‫ال فقط‪ ،‬ال الستعان والستعي‪ ،‬والعانة معن فيه ف كونه معينا ومستعينا‪ ،‬والمد ل ف الزل والبد ول‬
‫الجد‪ ،‬ومن هو بما عي الامد والمد‪ ...‬ول حول ول قوة إل بالساري بذاته ف أفعاله عن أسائه بصفاته‪ ،‬أحب‬
‫فتسمى بالي‪ ،‬وأحاط فتسمى بالعال‪ ...‬هو عي كل ظاهر‪ ،‬فحق له أن يتسمى بالظاهر‪ ،‬وهو معن كل معن فحق‬
‫له أن يتسمى بالباطن‪.‬‬
‫ويقول ف رسالة ثانية‪:‬‬
‫استمع لا يوحى ويستقرا‪ ...‬من أبصر مقصوده كف عن سواه لنه سواه‪ ،‬وشرط من سري واستوى قطع‬
‫وهم السوى‪ ،‬فمن قربه ال يقول‪ :‬ال فقط‪ ...‬ويرر قضيته البسيطة بإطلق الوية على النية‪.‬‬
‫‪ -‬للتذكي‪ :‬الوية من قولم‪( :‬هو) إشارة إل ال سبحانه‪ ،‬والنية إشارة إل الخلوقات الت هي تعينات‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪115‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول الششتري‪:‬‬
‫إل بسر حروف انظر إل البل‬ ‫ما للحجاب مكان ف وجودكم‬
‫ديومة عبت عن غامض الزل‬ ‫أنتم دللتم عليكم منكم ولكم‬
‫أنتم هم يا حياة القلب يا أملي‬ ‫عرفتم بكم هذا البي بكم‬
‫ويقول (زجلً)‪:‬‬
‫ليس ث ثان‬ ‫أنا الحب والبيب‬ ‫لن رأن‬ ‫لقد أنا شيء عجيب‬
‫والسر‬ ‫المر فيك والب‬ ‫غطاه أينك‬ ‫يا قاصدا عي الب‬
‫عندك‬
‫ما ث غيك‬ ‫ارجع لذاتك واعتب‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫وقد ظهر عن ف ذا الثال‬ ‫لقد فشا سري بل مقال‬
‫وكل ما دون خيال ف‬ ‫ترى وجود غيي من الحال‬
‫أنا هو الحبوب وأنا البيب‬ ‫متحد ف كل شيء‬
‫وحدي أنا فافهم سري غريب‬ ‫والب ل من شيء عجيب‬
‫وف حل ذات طوان طي‬ ‫فمن نظر ذات رآن شيء‬
‫وذات معلومة تلك الصور‬ ‫صفات ل تفى لن نظر‬
‫ف السر والعن خفيت كي‬ ‫أفنَ عن الحساس ترى عب‬
‫(‪)1‬‬
‫لنه من ستر علي‬
‫يعلق ابن عجيبة على هذه الشعار بعد شرحها‪ ،‬فيقول‪ :‬وقد اتفقت على هذا العن‪ ،‬وهو سر الوحدة‪ ،‬مقالت‬
‫العارفي‪ ،‬ومواجيد الحبي‪ ،‬وأشعارهم كل على قدر ذوقه وشربه‪ ،‬جزاهم ال عنا وعن السلمي خيا‪ ،‬ول يفهم‬
‫هذه العبارات إل أهل الذواق والشارات(‪...)2‬‬
‫ويقول الششتري أيضا‪:‬‬

‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)42:‬‬


‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)43:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪116‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وقد ظهر ف بيض وسود‬ ‫مبوب قد عم الوجود‬
‫وف النازير مع القرود‬ ‫وف النصارى مع اليهود‬
‫أفهمن قط أفهمن قط‬ ‫وف الروف مع النقط‬
‫ظهر ل ف كل أوان‬ ‫عرفته طول الزمان‬
‫وف الطلوع وف البوط‬ ‫وف الياه وف الدلوان‬
‫(‪)1‬‬
‫أفهمن قط أفهمن قط‬
‫‪ -‬قوله هنا‪( :‬وف النازير مع القرود)‪ ،‬هو مثل قول قائلهم‪( :‬وما الكلب والنير إل إلنا)(‪ ،)2‬ومثل قول ول‬
‫ال الدهلوي‪ :‬ول يهولنك صدور الكائنات الدنسية من سنخ القدوسية‪ ،‬ومثل قول ابن سبعي‪ :‬واتد فيه النجو مع‬
‫الورد‪ ،‬ومثل قول مصطفى العروسي‪ :‬الظاهر ف كل الراتب‪ ،‬السيس منها والشريف‪ ،‬ومثل قول عبد القادر اليلن‬
‫الذي ينسبه لبن عباس‪ :‬ف كل شيء اس ٌم من أسائه واسم كل شيء اسه‪ ،‬ومثل قول أحد الرفاعي‪ :‬إن ل تعال‬
‫بعدد كل شيء خلقه أساء‪ .‬وغيهم وغيهم‪.‬‬
‫‪ -‬وقبل النتقال إل غيه‪ ،‬نستشي متصوفةً كبارا آراءهم بذا الششتري‪ ،‬فمن أقوالم فيه‪:‬‬
‫‪ -1‬كان الششتري يذكر ف أزجاله قوله‪ :‬شيوخي هم شاذلية(‪ .)3‬وكان ذلك ف حياة أب السن الشاذل‬
‫وتلميذه أب العباس الرسي‪.‬‬
‫‪ -2‬قَبِل الشاذلي ُة إل حد ما أشعاره ف حضراتم واحتضنوها(‪.)4‬‬
‫‪ -3‬عب ابن عباد الرتدي(‪ )5‬ف رسائله الكبى عن إعجابه بأزجال الششتري وموشحاته‪ ،‬وهو ينصح مريديه‬
‫الشاذلية بقراءتا‪ ،‬ويقول عنها‪ :‬وكلم الششتري عندي أقرب مأخذا من كلم ابن سبعي‪ ،‬وأما أزجاله ففيها حلوة‬
‫وعليها طلوة(‪.)6‬‬
‫‪ -4‬شرح الشيخ أحد زروق(‪ ،)7‬وهو من كبار الشاذلية‪ ،‬بعض أشعار الششتري ووصفه بقوله‪ :‬الشيخ‬
‫العارف‪ ،‬أحد الصوفية‪ ،‬من أبناء اللوك ث صار من سادات الصوفية‪ ،‬كان يقرأ عليه القرآن والسنن‪ ،‬عارف بالديث‪،‬‬

‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)43:‬‬


‫‪ )(2‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)338:‬‬
‫‪ )(3‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪( ،‬ص‪.)174:‬‬
‫‪ )(4‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪( ،‬ص‪.)174:‬‬
‫‪ )(5‬ممد بن إبراهيم بن أب بكر‪ ..‬ابن عباد النفري الرندي‪ ،‬من رندة جنوب الندلس من شيوخ الشاذلية توف سنة (‪792‬هـ)‪ ،‬من تأثربه‪ ،‬القديس يوحنا‬
‫الصليب من صوفية السيحيي‪.‬‬
‫‪ )(6‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪( ،‬ص‪.)174:‬‬
‫‪ )(7‬الشيخ أحد بن أحد بن ممد بن عيسى البنسي الفاسي الشهي بزروق‪ ،‬كان قطبا غوثا‪ ،‬توف سنة (‪899‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪117‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وأما علم السرار والنوار والِكَم والذواق‪ ،‬فحاز فيه قصب السبق(‪...)1‬‬
‫‪ -5‬ويقول أبو العباس الغبين(‪:)2‬‬
‫الشيخ الفقيه الصوف الصال العابد الديب أبو السن علي النميي الششتري من الطلبة الحصلي‪ ،‬ومن‬
‫الفقراء النقطعي‪ ،‬له معرفة بالكمة‪ ،‬ومعرفة بطريق الصالي الصوفية‪ ،‬وله تقدم ف علم النظم والنثر على طريق‬
‫التحقيق‪ ،‬وشعره ف غاية النطباع واللحة‪ ،‬وتواشيحه ومقفياته ونظمه الزجلي ف غاية السن(‪.)3‬‬
‫‪ -6‬ويقول عنه ابن عجيبة السن‪:‬‬
‫‪...‬وكذلك قصة الششتري رضي ال عنه مع شيخه ابن سبعي‪ ،‬لن الششتري كان وزيرا وعالا‪ ،‬وأبوه كان‬
‫أميا‪ ،‬فلما أراد الدخول ف طريق القوم قال له شيخه‪ :‬ل تنال منها شيئا حت تبيع متاعك وتلبس قشابة وتأخذ بنديرا‬
‫وتدخل السوق‪ ،‬ففعل جيع ذلك‪ ،‬وقال له‪ :‬ما نقول ف السوق‪ .‬فقال‪ :‬قل‪ :‬بدأت بذكر البيب‪ ،‬فدخل السوق‬
‫يضرب بنديره ويقول‪ :‬بدأت بذكر البيب‪ ،‬فبقي ثلثة أيام‪ ،‬وخرقت له الجب‪ ،‬فجعل يغن ف السواق بعلوم‬
‫الذواق‪ ،‬ومن كلمه رضي ال عنه‪:‬‬
‫ف وسط السواق يغن‬ ‫شويخ من أرض مكناس‬
‫(‪)4‬‬
‫وآش على الناس من‬ ‫آش علي من الناس‬
‫إذن فالششتري من كبار القوم وشيوخهم وعارفيهم‪ ،‬يذكرون اسه مصحوبا بـ(رضي ال عنه)‪ ،‬ويأخذون‬
‫أقواله حكما ونباسا ومعارف‪ ،‬وما دام هو كذلك‪ ،‬فشهادته كافية لتزكية أي شخص عند القوم‪ ،‬وهو يزكي شيخه‬
‫ابن سبعي‪ ،‬بل يقدسه ويدعوه بكعبة السن وكن حياته وشسها وبدرها وميي الرسم‪ ،‬ومد الذات‪ ،‬وذات الي‪،‬‬
‫وكمية السعادة‪ ،‬وإكسي الذوات‪ ،‬ومغناطيس النفوس(‪.)5‬‬
‫ويقول أبو السن الشاذل‪:‬‬
‫إنا لننظر إل ال ببصر اليان واليقان‪ ،‬فأغنانا عن الدليل والبهان‪ ،‬وإنا ل نرى أحدا من اللق‪ ،‬فهل ف‬
‫الوجود أحد سوى اللك الق‪ ،‬وإن كان ول بد فكالباء ف الواء‪ ،‬إن فتشتهم ل تدهم شيئا(‪.)6‬‬
‫‪ -‬لنلحظ أن أبا السن الشاذل يصرح بالستغناء عن الدليل والبهان؟! وطبعا يكون الدليل والبهان من‬
‫القرآن والسنة‪ ،‬والق عنده هو ما يراه بالكشف! كما أن وحدة الوجود ظاهرة ف النص‪.‬‬

‫‪ )(1‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪( ،‬ص‪.)174:‬‬


‫‪ )(2‬الؤرخ الفقيه صاحب عنوان الدراية‪ ،‬توف سنة (‪714‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪( ،‬ص‪.)170:‬‬
‫‪ )(4‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)28:‬‬
‫‪ )(5‬ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪( ،‬ص‪.)172:‬‬
‫‪ )(6‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)44:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪118‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪ :‬إذا أردت الوصول إل الطريق الت ل لون فيها‪ ،‬فليكن الفرق ف لسانك موجودا والمع ف سرك‬
‫مشهودا(‪.)1‬‬
‫وقد مر هذا النص فيما سبق‪ ،‬ولننتبه إل قوله‪ :‬الت ل لون فيها‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬من الولياء مَنْ يسكر من شهود الكأس ول يذق بعد شيئا‪ ،‬فما ظنك بعد ذوق الشراب وبعد‬
‫الري؟ واعلم أن الري قل من يفهم الراد به‪ ،‬فإنه مزج الوصاف بالوصاف‪ ،‬والخلق بالخلق‪ ،‬والنوار بالنوار‪،‬‬
‫والساء بالساء‪ ،‬والنعوت بالنعوت‪ ،‬والفعال بالفعال(‪.)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬أي‪ :‬إن الري هو التحقق باللوهية الكاملة بكل معانيها‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬أب الحققون أن يشهدوا غي ال تعال لا حققهم به من شهود القيومية وإحاطة الديومية(‪ .)3‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬من مثل هذا النص نعرف معن عبارة (وحدة الشهود)‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬ل يتزحزح العبد عن النار إل إن كف جوارحه عن معصية ال‪ ،‬وتزين بفظ أمانة ال‪ ،‬وفتح قلبه‬
‫لشاهدة ال‪ ،‬ولسانه وسره لناجاة ال‪ ،‬ورفع الجاب بينه وبي صفات ال‪ ،‬وأشهده ال تعال أرواح كلماته(‪.)4‬‬
‫ويقول‪ :‬العلوم الت وقع الثناء على أهلها‪ ،‬وإن جدت فهي ظلمة ف علوم ذوي التحقيق‪ ،‬وهم الذين غرقوا ف‬
‫تيار بر الذات‪ ،‬وغموض الصفات‪ ،‬فكانوا هناك بل هُمْ‪ ،‬وهم الاصة العليا الذين شاركوا النبياء والرسل عليهم‬
‫الصلة والسلم ف أحوالم(‪.)5‬‬
‫‪ -‬يب النتباه إل قوله‪ :‬فكانوا هناك بل (هُمْ)‪ ،‬الذي مر معنا مثله‪ ،‬وإل العبارتي الديدتي علينا‪( :‬غرقوا ف‬
‫تيار بر الذات) و(وغرقوا ف غموض الصفات)‪ .‬وف النص السابق عبارة‪ :‬رفع الجاب بينه وبي صفات ال‪ .‬وهي‬
‫واضحة تاما من حيث العن‪ .‬ث لننتبه إل هذا السلوب ف ماربة العلم‪( :‬العلوم‪...‬وإن جلت فهي ظلمة‪.)...‬‬
‫ويقول‪ :‬فإذا أمدّه ال تعال بنور ذاته‪ ،‬أحياه حياة باقية ل غاية لا‪ ،‬فينظر جيع العلومات بنور هذه الياة؛‬
‫ووجد نور الق شائعا ف كل شيء‪ ،‬ل يشهد غيه(‪...)6‬‬
‫‪ -‬لننتبه إل قوله‪( :‬أحياه حياة باقية ل غاية لا)‪ ،‬فما هي هذه الياة الباقية؟ العن واضح‪ ،‬ففي حياتنا الدنيا ل‬
‫حياة باقية إل ل‪ ،‬فيكون معن (أحياه حياة باقية‪ ،)..‬أي‪ :‬حققه باللوهية‪ ،‬ونرى مثل هذه العبارة كثيا ف‬
‫نصوصهم‪.‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران (‪.)2/7‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران (‪.)2/8‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران (‪.)2/9‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران (‪.)2/10‬‬
‫‪ )(5‬طبقات الشعران (‪.)2/11‬‬
‫‪ )(6‬طبقات الشعران (‪.)2/12‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪119‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪... :‬فبينما هم كذلك‪ ،‬إذ ألبسهم ثوب العدم‪ ،‬فنظروا فإذا هم ل (هُمْ)‪ ،‬ث أردف عليهم ظلمة غيبتهم‬
‫عن نظرهم‪ ،‬فصار نظرهم عدما ل علة له‪ ،‬فل معرفة تتعلق به‪ ،‬اضمحلت العلومات‪ ،‬وزالت الرسومات زوالً ل علة‬
‫فيه‪ ،‬وبقي من أشي إليه‪ ،‬ل وصف له ول صفة ول ذات‪ ،‬واضمحلت النعوت والساء والصفات‪ ،‬وكذلك فل اسم‬
‫له ول صفة ول ذات‪ ،‬فهنالك ظهر من ل يزد ظهورا ل علة فيه‪ ،‬بل ظهر بسره لذاته ف ذاته‪ ،‬ظهورا ل أولية له‪ ،‬بل‬
‫نظر من ذاته لذاته ف ذاته‪ ،‬وهناك ييا العبد بظهوره حياة ل علة لا‪ ،‬وصار أو ًل ف ظهوره‪ ،‬ل ظاهرا قبله‪ ،‬فوجدت‬
‫الشياء بأوصافه‪ ،‬وظهرت بنوره ف نوره سبحانه وتعال‪ ،‬ث يغطس بعد ذلك ف بر بعد بر إل أن يصل إل بر‬
‫السر‪ ،‬فإذا دخل بر السر غرق غرقا ل خروج له منه أبد الباد‪ ،‬فإن شاء ال تعال بعثه نائبا عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬ييي به عباده‪ ،‬وإن شاء ستره‪ ،‬يفعل ف ملكه ما يشاء‪ ،‬فهذا عنبة من طريقَي الصوص والعموم‪ .‬فتنبه(‪.)1‬‬
‫ويقول أبو العباس الرسي(‪ ،)2‬تلميذ أب السن الشاذل‪:‬‬
‫قال ل الشيخ أبو السن‪ :‬يا أبا العباس‪ ،‬ما صحبتك إل لتكون أنت أنا وأنا أنت(‪.)3‬‬
‫‪ -‬هذا الكلم اعتراف من الرسي بأنه يسي على قدم أستاذه‪ ،‬فهما من عقيدة واحدة‪ ،‬وهذا بدهي‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬لو كان الق سبحانه وتعال يرضيه خلف السنة‪ ،‬لكان التوجه ف الصلة إل القطب الغوث أول من‬
‫التوجه إل الكعبة(‪.)4‬‬
‫ويقول‪ :‬لو كشف عن نور الول لعبد من دون ال(‪!)5‬؟! (ول تعليق)‪.‬‬
‫ويقول ابن عطاء ال السكندري(‪ )6‬ف حِكَمِه‪:‬‬
‫ل ترحل من كون إل كون‪ ،‬فتكون كحمار الرحى يسي‪ ،‬والذي ارتل إليه هو الذي ارتل عنه‪ ،‬ولكن ارحل‬
‫من الكوان إل الكون‪(( ،‬وَأَنّ ِإلَى رَّبكَ الُْنَتهَى)) [النجم‪.)7(]42:‬‬
‫‪ -‬قوله‪ :‬ل ترحل من كون إل كون‪...‬ولكن ارحل من الكوان إل الكون‪ .‬هو تاما مثل قول عبد القادر‬
‫اليلن الذي مر معنا‪..:‬إل مت الدنيا؟ إل مت الخرة؟ إل مت سوى الول؟‪ ..‬إذ العن واحد تاما‪ ،‬وكذلك هو‬
‫مثل قوله‪ :‬اخلع نعليك‪ :‬دنياك وآخرتك‪ ،..‬لكن يزيد عليه إن الذي يبتغي الخرة يكون كحمار الرحى (كانت‬
‫الطواحي تدار بالمي)‪ ،‬إذ إن حار الرحى يدور‪ ،‬يدور ث يرجع إل مكانه‪ ،‬وهكذا طالب الخرة عند السكندري؟!‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران (‪.)2/12‬‬


‫‪ )(2‬مرت ترجته‪ ،‬مات عام (‪686‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران (‪.)2/14‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران (‪.)2/14‬‬
‫‪ )(5‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪ ،)156:‬ولطائف النن‪( ،‬ص‪.)95:‬‬
‫‪ )(6‬مرت ترجته توف سنة (‪707‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(7‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)72:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪120‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪ :‬ل تترك الذكر لعدم حضور قلبك مع ال فيه‪ ،‬لن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك ف وجود‬
‫ذكره‪ ،‬فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إل ذكر مع وجود يقظة‪ ،‬ومن ذكر مع وجود يقظة إل ذكر مع‬
‫وجود حضور‪ ،‬ومن ذكر مع وجود حضور إل ذكر مع غيبة عن ما سوى الذكور‪ ،‬وما ذلك على ال بعزيز(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص يتضح لنا معن الصطلح (حضور) ومعن العبارة (غيبة عن ما سوى الذكور‪ ،)..‬وسنشاهدها‬
‫كثيا ف كتبهم‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬إنا أورد عليك الوارد لتكون به عليه واردا(‪.)2‬‬
‫أورد عليك الوارد ليتسلمك من يد الغيار وليحررك من رق الثار(‪.)3‬‬
‫أورد عليك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إل فضاء شهودك(‪.)4‬‬
‫‪ -‬ف هذه النصوص‪ ،‬يتبي لنا معن (الوارد)‪ .‬وبدهيا‪ ،‬أننا الن نعرف بدقة معن العبارات (لتكون به عليه‬
‫واردا‪ ،‬ليتسلمك من يد الغيار وليحررك من رق الثار‪ ،‬ليخرجك من سجن وجودك إل فضاء شهودك)‪ .‬فهي كلها‬
‫تعن (شهود وحدة الوجود)‪ ،‬ويعن بالثار شهود اللق‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬فمن رأى الكون ول يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده‪ ،‬فقد أعوزه وجود النوار‪ ،‬وحُجبت عنه‬
‫شوس العارف بسحب الثار(‪ .)5‬ما يدلك على وجود قهره سبحانه أن حجبك عنه با ليس بوجود معه(‪.)6‬‬
‫كيف يتصور أن يجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء(‪!)7‬‬
‫كيف يتصور أن يجبه شيء وهو الذي ظهر ف كل شيء(‪ !)8‬كيف يتصور أن يجبه شيء وهو الظاهر لكل‬
‫شيء(‪ .)9‬كيف يتصور أن يجبه شيء وهو أظهر من كل شيء(‪ !)10‬كيف يتصور أن يجبه شيء وهو الذي ليس معه‬
‫شيء(‪!)11‬‬
‫‪ -‬لنركيف يقدم ابن عجيبة (الذي يشرح حكم ابن عطاء ال) هذه التعجبات! إنه يقول‪... :‬ث استدل (أي‪:‬‬

‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)79:‬‬


‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)86:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)86:‬‬
‫‪ )(4‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)86:‬‬
‫‪ )(5‬إيقاظ المم (ص‪.)40:‬‬
‫‪ )(6‬إيقاظ المم (ص‪.)41:‬‬
‫‪ )(7‬إيقاظ المم (ص‪.)43:‬‬
‫‪ )(8‬إيقاظ المم (ص‪.)43:‬‬
‫‪ )(9‬إيقاظ المم (ص‪.)43:‬‬
‫‪ )(10‬إيقاظ المم (ص‪ .)44:‬موجودة كلها ف حاشية لطائف النن (ص‪.)603:‬‬
‫‪ )(11‬إيقاظ المم (ص‪ .)44:‬موجودة كلها ف حاشية لطائف النن (ص‪.)603:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪121‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ابن عطاء ال) على بطلن وجود الجاب ف حقه تعال بعشرة أمور‪ ،‬متعجبا من كل واحد‪ ،‬لظهوره مع خفائه‪ ،‬أي‬
‫لشدة ظهوره عند العارفي‪ ،‬وشدة خفائه عند الغافلي الاهلي‪ ،‬فأشار إل الول بقوله‪ :‬كيف نتصور أن يجبه‬
‫شيء‪ ،...‬ومعن هذا الكلم‪ ،‬أن الجاب الذي يجب الق تعال عن الغافلي الاهلي هو الوهم فقط‪ ،‬لن الق‬
‫ظاهر شديد الظهور‪ ،‬لكنه اختفى عن الغافلي بسبب غفلتهم وجهلهم‪ .‬فهم يظنون أن الخلوقات هي غي ال‪ .‬وهذا‬
‫باطل عند العارفي‪.‬‬
‫‪ -‬ويعلق ابن عجبية على قول ابن عطاء ال‪ :‬وهو الذي أظهركل شيء‪ ،‬شارحا فيقول‪ :‬والظاهر هو الباطن‪،‬‬
‫ما بطن ف عال الغيب هو الذي ظهر ف عال الشهادة‪ ،‬فحياض البوت متدفقة بأنوار اللكوت‪:‬‬
‫ف كل إنسان‬ ‫انظر جال شاهدا‬
‫ف أس الغصان‬ ‫الاء يري نافدا‬
‫والزهر ألوان‬ ‫تده ماءً واحدا‬
‫يا عجبا كيف يعرف بالعارف من به عرفت العارف(‪...)1‬‬
‫‪ -‬ويشرح قوله‪..:‬وهو الذي ظهر بكل شيء‪ ،‬فيقول‪ :‬بباء الر‪ ،‬أي تلى بكل شيء‪ ،‬فل وجود لشيء مع‬
‫وجوده‪ ،‬فكيف يجبه شيء‪ ،‬والفرض أن ل شيء‪ .‬قال صاحب العينية(‪ )2‬رضي ال عنه‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فها هي ميطت عنك فيها الباقع‬ ‫تليت ف الشياء حي خلقتها‬
‫‪ -‬ويشرح قوله‪... :‬وهو الظاهر قبل وجود كل شيء‪ ،‬فيقول‪ :‬فكل ما ظهر فمنه وإليه‪ ،‬فكان ف أوله ظاهرا‬
‫بنفسه‪ ،‬ث تلى لنفسه بنفسه‪ ،‬فهو الغن بذاته عن أن يظهر بغيه‪ ،‬أو يتاج إل من يعرفه غيه‪ ،‬فالكون كله مموع‪،‬‬
‫والغي عندنا منوع(‪.)4‬‬
‫‪ -‬ويشرح قوله‪... :‬وهو الواحد الذي ليس معه شيء‪ ،‬فيقول‪ :‬لتحقق وحدانيته أزلً وأبدا‪ ،‬كان ال ول شيء‬
‫معه‪ ،‬وهو الن على ما عليه كان‪ ،‬أإله مع ال‪ ،‬تعال ال عما يشركون‪ ،‬أف ال شك‪ ،‬فكل ما ظهر للعيان فإنا هو‬
‫مظاهر الرحن‪ ،‬قال صاحب العينية‪:‬‬
‫ففي كل مرأى للحبيب طلئع‬ ‫تلى حبيب ف مرائي جاله‬
‫تسمى بأساء فهن مطالع‬ ‫فلما تلى حسنه متنوعا‬

‫‪ )(1‬إيقاظ المم (ص‪.)43:‬‬


‫‪ )(2‬هو عبد الكري اليلي التوف سنة (‪805‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم (ص‪.)43:‬‬
‫‪ )(4‬إيقاظ المم (ص‪.)44:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪122‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فالق تعال واحد ف ذاته وف صفاته وف أفعاله‪ ،‬فل شيء قبله ول شيء بعده ول شيء معه(‪.)5‬‬
‫‪ -‬هذا النص الخي يبي مرادهم من قولم‪ :‬توحيد الذات وتوحيد الصفات وتوحيد الفعال الت تعن كلها‬
‫وحدة الوجود‪.‬‬
‫ويقول ابن عطاء ال‪:‬‬
‫ما حجبك عن ال وجود موجود معه‪ ،‬إذ ل شيء معه‪ ،‬ولكن حجبك عنه توهم موجود معه(‪.)2‬‬
‫من عرف الق شهده ف كل شيء‪ ،‬ومن فن به غاب عن كل شيء‪ ،‬ومن أحبه ل يؤثر عليه شيئا(‪ .)3‬إنا‬
‫حجب الق عنك شدة قربه منك‪ ،‬إنا احتجب بشدة ظهوره‪ ،‬وخفي عن البصار لعظيم نوره(‪.)4‬‬
‫قبل النتقال من حكم (بل نقم) ابن عطاء إل غيها يب أن نعرف قيمتها عند القوم‪.‬‬
‫يقول ابن عجيبة‪ :‬سع شيخ شيخنا مولي العرب (أي‪ :‬الدرقاوي) رضي ال عنه يقول‪ :‬سعت الفقيه البنان‬
‫يقول‪ :‬كادت حكم ابن عطاء ال أن تكون وحيا‪ ،‬ولو كانت الصلة توز بغي القرآن لازت بكلم الكم أو كما‬
‫قال(‪.)5‬‬
‫كما أنا تدرس ف مساجد السلمي‪ ،‬يدرسها علماء لم شهرة‪ ،‬ويمل بعضهم ألقابا علمية‪.‬‬
‫ويقول ابن عطاء ال أيضا‪:‬‬
‫‪((..‬قُلِ ا ْدعُوا الّلهَ َأوِ ا ْدعُوا الرّحْ َمنَ أَيّا مّا تَ ْدعُوا فََلهُ ا َلسْمَاءُ اْلحُسْنَى)) [السراء‪ ،]110:‬وإن تعددت الساء‪،‬‬
‫فالقصود منها واحد‪ ،‬وهو ال‪ ،‬وكل الساء هي صفته ونعته‪ ،‬وهو أولا وأصلها‪ ،‬والساء كلها سرت ف العال‬
‫سريان الرواح ف الجساد‪ ،‬وحفت منه مل المر من اللق‪ ،‬ولزمته لزوم العراض للجواهر‪ ،‬فإنه ما من موجود دق‬
‫أو جل‪ ،‬عل أو سفل‪ ،‬كثف أو لطف‪ ،‬كثر أو قل‪ ،‬إل وأساء ال جل وعز ذكره ميطة به عينا ومعن‪ ،‬ومقتضى اسم‬
‫اللوهية جامع لميعها(‪...)6‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫قوله‪ :‬فإنه ما من موجود دق أو جل‪ ،‬عل أو سفل‪...‬إل آخر النص‪ ،‬هو مثل ما مر ف صفحة سابقة من‬
‫قولم‪ :‬وما الكلب والنير إل إلنا‪...‬وبقية العبارات‪ .‬ويقول إبراهيم الدسوقي(‪:)7‬‬

‫‪ )(5‬إيقاظ المم (ص‪.)44:‬‬


‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)199:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)235:‬‬
‫‪ )(4‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)236:‬‬
‫‪ )(5‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)4:‬‬
‫‪ )(6‬القصد الجرد‪( ،‬ص‪.)33:‬‬
‫‪ )(7‬إبراهيم بن أب الجد بن قريش بن السي بن أب طالب‪ ،‬مات ف مصر عام (‪676‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪123‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫من أُدخل دار الفردانية‪ ،‬وكشف له عن اللل والعظمة‪ ،‬بقي هو بل هو(‪....)1‬ويقول‪ :‬وهي ف القيقة لعامر‬
‫بن عامر البصري‪ ،‬ولكن نوردها على أنا له احتراما لكشف العارفي‪:‬‬
‫فشاهدته ف كل معن وصورة‬ ‫تلى ل الحبوب ف كل وجهة‬
‫فقال‪ :‬أتدري من أنا؟ قلت‪ :‬منيت‬ ‫وخاطبن من بكشف سرائري‬
‫إذا كنت أنت اليوم عي حقيقت‬ ‫فأنت مناي بل أنا أنت دائما‬
‫لذات بذات وهي غاية بغيت‬ ‫وأنظر ف مرآة ذات شاهدا‬
‫وإن سواها ل يلم بفكرت‬ ‫وما شهدت عين سوى عي ذاتا‬
‫أجدد فيها حلة بعد حلة‬ ‫بذات تقوم الذات ف كل ذروة‬
‫وعلوى وسلمى بعدها وبثينة‬ ‫فليلى وهند والرباب وزينب‬
‫(‪)2‬‬
‫وما لوحوا بالقصد إل لصورت‬ ‫عبارات أساء بغي حقيقة‬
‫‪ -‬ومن الفيد إيراد النص التال‪...‬‬
‫يقول‪ :‬أنا موسى عليه السلم ف مناجاته‪ ،‬أنا علي رضي ال عنه ف حلته‪ ،‬أنا كل ول ف الرض خلعته بيدي‬
‫ألبس منهم من شئت‪ ،‬أنا ف السماء شاهدت رب‪ ،‬وعلى الكرسي خاطبته‪ ،‬أنا بيدي أبواب النار غلقتها‪ ،‬وبيدي جنة‬
‫الفردوس فتحتها‪ ،‬من زارن أسكنته جنة الفردوس(‪(...)3‬ول تعليق)!‬
‫وكتب إل بعض مريديه‪ ،‬بعد السلم؛ وإنن أحب الولد وباطن خليّ من القد والسد‪ ،‬ول بباطن شظا‪ ،‬ول‬
‫حريق لظى‪ ،‬ول جوى من مضى‪ ،‬ول مضض غضا‪ ،‬ول نكص نصا‪ ،‬ولسقط نطا‪ ،‬ول ثطب غطا‪ ،‬ولعطل حظا‪،‬‬
‫ول شنب سرى‪ ،‬ول سلب سبا‪ ،‬ول عتب فجا‪ ،‬ول سداد صدا‪ ،‬ول بدع رضا‪ ،‬ول شطف جوا‪ ،‬ول حتف حرا‪،‬‬
‫ول خص خيس‪ ،‬ول حفص عفص‪ ،‬ول خفض خنس‪ ،‬ول حول كنس‪ ،‬ول عنس كنس‪ ،‬ول عسعس خدس‪ ،‬ول‬
‫جيقل خندس‪ ،‬ول سطاريس‪ ،‬ول عيطافيس‪ ،‬ول هطامرش‪ ،‬ول سطامريش‪ ،‬ول شوش أريش‪ ،‬ول ركش قوش‪ ،‬ول‬
‫سلد نوس‪ ،‬ول كتبا سطلول الروس‪ ،‬ول بوس عكمسوس‪ ،‬ول انفداد أفاد‪ ،‬ول قمداد أنكاد‪ ،‬ول بداد ول‬
‫شهداد(‪...)4‬وغيها كثي من هذه الذيانات الت يسمونا‪( :‬علما لدنيا)‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬أشهدن ال تعال ما ف العلى وأنا ابن ست سني‪ ،‬ونظرت ف اللوح الحفوظ وأنا ابن ثان سني‪،‬‬
‫وفككت طلسم السماء وأنا ابن تسع سني‪ ،‬ورأيت ف السبع الثان معجما حار فيه الن والنس ففهمته‪ ،‬وحدت‬
‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)1/167( ،‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)1/182( ،‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران (‪.)1/181‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران (‪.)1/168‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪124‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ال تعال على معرفته‪ ،‬وحركت ما سكن‪ ،‬وسكنت ما ترك بإذن ال تعال وأنا ابن أربع عشرة سنة(‪ .)1‬ويقول داوُد‬
‫الكبي بن ماخِلّ(‪:)2‬‬
‫كلما جدد العبد الؤمن بالصدق حقيقة اليان‪ ،‬اقتضى تديده ذلك فناء عوال الكوان(‪.)3‬‬
‫‪ -‬الرجاء النتباه إل ربطه اليان بفناء عوال الكوان‪( ،‬أي‪ :‬وحدة الوجود)‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬ما ظهر متلصص كون إل عند غيبة حارس العرفة‪ ،‬ولولها ما لح متلصص كون أبدا‪ ،‬وإن شئت‬
‫قلت تنويعا لثل التوصيل‪ :‬ما لح كوكب كونٍ إل عند غيبة شس العرفة‪ ،‬ومت طلعت شس العرفة من مشارق‬
‫التوحيد أفلت كواكب الثار وغابت نوم الغيار(‪...)4‬‬
‫‪ -‬عبارات جديدة نراها ف هذا النص‪( :‬متلصص كون) يعب با عن التفرقة‪ ،‬وكأنه يقول‪ :‬إن الذي يعتقد أن‬
‫الكون شيء خارج عن الوحدة‪ ،‬إنا هو لص يسرق الكون من الوحدة‪ ،‬وعبارة حارس العرفة الت يعن با مقام‬
‫المع‪ .‬وكذلك بقية العبارات‪ .‬ويقول‪... :‬فلسان اللسان هواء عن هواء‪ ،‬ولسان القلب داع إل هدى‪ ،‬ولسان الغيب‬
‫يشي إل عال الحق والفناء‪ ،‬وانطوى الفرع الدن ف الصل العلى(‪.)5‬‬
‫‪ -‬الفرع الدن هو الخلوق‪ ،‬أو هو النسان‪ ،‬هنا‪ ،‬أو هو السالك‪ ،‬إذا أردنا التخصيص‪ ،‬والصل العلى هو‬
‫الق سبحانه‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬إنا صد الناس عن العارف الحقق‪ ،‬وجود شركهم‪ ،‬لن العارف يدفع بم ف حضرات المع‬
‫والتفريد‪ ،‬فتفر نفوسهم من حر نار النوار إل ظل ظلل الغيار(‪ .)6‬ويقول‪ :‬لو زال منك (أنا) للح لك من أنا(‪.)7‬‬
‫‪ -‬يعن بكلمة (أنا) الول‪ ،‬ما يسمون ف مصطلحهم بالنية‪ ،‬أي الشعور بالذات كمخلوق‪ ،‬ويعن بـ (أنا)‬
‫الثانية‪ ،‬ضميا عائدا على أي متكلم كان (أو على الق)‪ .‬وكان يقول‪:‬‬
‫كلما وجه العبد قلبه إل ال تعال انمع‪ ،‬وكلما وجه قلبه إل اللق تفرق(‪ .)8‬كل سبب فرقك فقد أفناك‬
‫وأماتك‪ ،‬وكل سبب جعك فقد أحياك وأثبتك(‪.)9‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران (‪.)1/183‬‬


‫‪ )(2‬الشيخ داوُد الكبي من ماخل‪ ،‬شيخ ممد بن وفا الشاذل‪ ،‬كان شرطيا ف بيت الوال بالسكندرية ف أوائل القرن الثامن الجري‪.‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران (‪.)1/191‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران (‪.)1/191‬‬
‫‪ )(5‬طبقات الشعران (‪.)1/192‬‬
‫‪ )(6‬طبقات الشعران (‪.)1/193‬‬
‫‪ )(7‬طبقات الشعران (‪.)1/149‬‬
‫‪ )(8‬طبقات الشعران (‪.)1/196‬‬
‫‪ )(9‬طبقات الشعران (‪.)1/196‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪125‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول ممد وفا(‪ )1‬الشاذل الغوث مؤسس الطريقة الوفائية‪:‬‬
‫قال ل الق‪ :‬أيها الخصوص‪ ،‬لك عند كل شيء مقدار‪ ،‬ول مقدار لك عندي‪ ،‬فإنه ل يسعن غيك‪ ،‬وليس‬
‫مثلك شيء‪ ،‬أنت عي حقيقت‪ ،‬وكل شيء مازك‪ ،‬وأنا موجود ف القيقة‪ ،‬معدوم ف الجاز‪ ،‬يا عي مطلعي‪ ،‬أنت‬
‫الد الامع الانع لصنوعات‪ ،‬إليك يرجع المر كله‪ ،‬وإل مرجعك‪ ،‬لنك منتهى كل شيء‪ ،‬ول تنتهي إل شيء‪،‬‬
‫طويت لك الرضي السبع ف سبع من الب والنوى‪ ،‬التنوعة بالفعل إل أصناف من نبات شت‪ ،‬فإذا شئت على‬
‫نشرها‪ ،‬أوْلت فيها جواهر السماء‪ ،‬اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج ((إِنّ الّذِي َأحْيَاهَا لَ ُمحْيِ الْ َموْتَى إِّنهُ‬
‫عَلَى كُ ّل شَ ْيءٍ قَدِيرٌ)) [فصلت‪.)2(]39:‬‬
‫‪ -‬هذا العارف ممد وفا يتبع ف تصريه وتبيانه للحقيقة ف هذا النص‪ ،‬أسلوب اللج والبسطامي وابن عرب‬
‫وابن الفارض وغيهم‪ ،‬لكن بشكل معكوس‪ ،‬فاللج قال‪ :‬أنا ال‪ ،‬والبسطامي‪ :‬أنا أنا‪ ،‬أو سبحان‪ ،‬وهذا يقول‪ :‬قال‬
‫ل الق‪ ،‬فالق ‪-‬سبحانه وتعال عما يصفون‪ -‬هو الذي يقول لحمد وفا‪ :‬ليس مثلك شيء‪ ،‬أنت عي حقيقت‪ ،‬يا‬
‫عي مطلعي‪ ،‬إليك يرجع المركله‪.‬‬
‫ويقول لسان الدين بن الطيب‪:‬‬
‫‪...‬وإنا وقعت الكثرة بالتفصيل‪ ،‬والمر ف نفسه حقيقة واحدة وما ث غيها‪ ،‬الغدير إذا امتل عند الطر مل‬
‫جبابا‪ ،‬ث ل يكن غي الغدير صبابا(‪.)3‬‬
‫ويقول‪... :‬وأول مراتب العلم هو عي الذات‪ ،‬العب عنه بقيقة القائق الكلية‪ ،‬وسريانه ف كل اعتبار‪ ،‬ففي‬
‫اللية إليا‪ ،‬وف الكونية كونيا‪ ،‬والكل مظاهره‪...‬وهو قسمان‪ :‬ذات وحدان‪ ،‬يلزمه الغن‪ ،‬معناه شهود الذات نفسه‬
‫من حيث الواحدية‪ ،‬الت هي مظهر للحدية بميع العتبارات والشئون‪ ،‬معنويها ومثاليها وحسيها‪ ،‬دنيا وبرزخا‬
‫وآخرة‪ ،‬دفعة واحدة‪ ،‬من حيث الكل ف شهود الق عينا واحدة(‪.)4‬‬
‫ويقول علي وفا(‪( )5‬ابن ممد وفا) وهو غوث أيضا‪:‬‬
‫شرِ ِكيَ)) [النعام‪ ]79:‬إل حت ل يرى غيه‪ ،‬ول‬
‫‪...‬ل يصح لحد أن يقول ف استفتاحه ((وَمَا أَنَا مِ َن الْمُ ْ‬
‫الصلّى‪ ،‬ول القبلة‪ ،‬ول الناجي‪ ،‬فاجعل ربك مشهودك دون غيه(‪.)6‬‬
‫من أعجب المور قول الق تعال لسيدنا موسى عليه السلم‪(( :‬لَنْ َترَانِي)) [العراف‪ ،]143:‬أي مع كونك‬
‫‪ )(1‬ممد وفا‪ ،‬من أكابر العارفي‪ ،‬خات الولياء‪ ،‬صاحب الرتبة العلية‪ ،‬مات سنة (‪765‬هـ) ف القاهرة‪.‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)2/22( :‬‬
‫‪ )(3‬روضة التعريف‪( ،‬ص‪.)611:‬‬
‫‪ )(4‬روضة التعريف‪( ،‬ص‪.)581:‬‬
‫‪ )(5‬هو وأبوه من سلسلة الرقة الشاذلية‪ ،‬مات ف مصر سنة (‪801‬هـ) حسب طبقات الشعران‪ ،‬و(‪807‬هـ) حسب جهرة الولياء وشذرات الذهب‬
‫وغيها‪.‬‬
‫‪ )(6‬طبقات الشعران‪.)2/23( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪126‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تران على الدوام‪ ،‬فافهم(‪(( .)1‬وَلَذِ ْكرُ الّلهِ أَ ْكَبرُ)) [العنكبوت‪ ]45:‬وهو شهود ذاته وحده ل شريك له‪ ،‬ل يكن‬
‫شيء غيه فافهم(‪.)2‬‬
‫شرِ ِكيَ)) [النعام‪ ]79:‬حت ل يرى غيه‪ ،‬هو مثل قولٍ‬
‫‪ -‬قوله‪ :‬ل يصح لحد أن يقول‪(( :‬وَمَا أَنَا مِ َن الْمُ ْ‬
‫للغزال أرجو من القارئ أن يتسلى بالبحث عنه‪.‬‬
‫‪ -‬وكان يقول ف قوله‪(( :‬أَل ِإّنهُ بِكُلّ شَ ْي ٍء مُحِيطٌ)) [فصلت‪ :]54:‬أي كإحاطة ماء البحر بأمواجه معن‬
‫وصورة‪ ،‬فهو حقيقة كل شيء‪ ،‬وهو ذات كل شيء‪ ،‬وكل شيء عينه وصفته‪ ،‬فافهم(‪.)3‬‬
‫وكان يقول ف حديث‪{ :‬أنا عند ظن عبدي ب وأنا معه إذا ذكرن} أي‪ :‬مهما تصورن به من الصور‪ ،‬كنت‬
‫مده من أفق تلك الصورة بكمها‪ ،‬فافهم(‪.)4‬‬
‫وكان يقول‪ :‬ما عبد عابد معبودا إل من حيث رأى له وجها إليا(‪.)5‬‬
‫وكان يقول ف حديث‪{ :‬فإذا أحببته كنت سعه‪ .‬وف رواية‪ :‬كنته} ليس الراد به معن الدوث ف نفس‬
‫المر! لنه كذلك بالذات‪ ،‬وإنا ذلك ليكون الشهود مرتبا على ذلك الشرط الذي هو الحبة‪ ،‬فمن حيث الترتيب‬
‫الشهودي جاء الدوث ل من حيث التقرير الوجودي‪ ،‬فافهم(‪.)6‬‬
‫‪ -‬قوله‪ :‬ما عبد عابد معبودا إل من حيث رأى له وجها إليا‪ ،‬يذكرنا بقول الغزال الذي مر معنا سابقا‬
‫وبقول ميي الدين بن عرب‪..‬‬
‫والديث‪{ :‬كنت سعه} هو من حديث مشهور يستغله الصوفية أبشع استغلل‪ ،‬يرفون معناه ويعطونه معن‬
‫هو ف نظر السلم كفر‪.‬‬
‫وكان يقول ‪-‬وهي عبارات تشي إل وحدة الوجود يقدمها بي يدي القوم‪:-‬‬
‫ما عبد ال أحد إل على الغيب‪ ،‬لكن فتح لك الشرع الذوقي‪ ،‬ف الذوق الشرعي الحمدي بابا إل المع‪ ،‬بأن‬
‫تشهد كل شيء من معبودك‪ ،‬حت عبوديتك‪ ،‬فتراه هو الذي يري الحكام عليك‪ ،‬ويقيمها فيك بقيوميته‪ ،‬فتصي‬
‫عند شهودك هذا تعبده كأنك تراه‪ ،‬لنك لو رأيته‪ ،‬رأيته وجودك القائم بميع صفاتك‪ ،‬وسى اللسان الحمدي هذا‬
‫الشهود مقام الحسان‪ ،‬وليس بعده إل مقام اليقان‪ ،‬وهو العيان(‪ ،)7‬فافهم‪( .‬أرجو النتباه إل معن‪ :‬الحسان‪،‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)2/23( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)2/23( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)2/23( :‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران‪.)2/32( :‬‬
‫‪ )(5‬طبقات الشعران‪.)2/32( :‬‬
‫‪ )(6‬طبقات الشعران‪.)2/24( :‬‬
‫‪ )(7‬طبقات الشعران‪.)2/27( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪127‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫عندهم)‪.‬‬
‫وكان يقول ف معن حديث‪{ :‬كنت كنا ل أعرف‪ ،}...‬يعن‪ :‬مرتبة التجرد‪{ ...‬فأحببت أن أعرف‬
‫فخلقت خلقا‪ ،}...‬أي‪ :‬قدرت أعيانا تقديرية‪{ ،‬وتعرفت إليهم ودللتهم على كل منها بكل منها‪... ،‬فب عرفون}‪،‬‬
‫أي‪ :‬لن أنا الكل‪ ،‬هذا حقيقة هذا الكلم ف التحقيق‪ ،‬وله ف الفرقان من معان أُخر‪ ،‬وكل من عند ال‪ ،‬فافهم(‪.)1‬‬
‫وكان يشي أن يكون صدر كل كتاب هو‪( :‬بسم ال الرحن الرحيم وصلى ال على سيدنا ممد وعلى آله‬
‫وصحبه‪...‬أما بعد فإن أحد ال الذي ل إله إل هو‪ ،‬وهو هو با هو‪ ،‬سيدي ورب‪ ،‬وهو مولي وحسب‪ ،‬ليس إل‬
‫هو)(‪...)2‬‬
‫وكان يقول‪:‬‬
‫‪...‬فهو تعال ذات كل موجود‪ ،‬وكل موجود صفته‪ ،‬وليس لا مبدأ أول إل هو‪ ،‬إذ ليس بعده إل العدم‪،‬‬
‫والعدم ل يكون مبدأ‪ ،‬سيما لوجود(‪.)3‬‬
‫* ملحوظة هامة‪:‬‬
‫هذا الكلم ينفي عن ال سبحانه قدرة الياد من العدم! وهو واضح للمتأمل‪.‬‬
‫وقوله‪( :‬هو ذات كل موجود) هو مثل قول الخر‪( :‬وما الكلب والنير‪...‬أو اجتمع فيه النجو مع الورد‪،‬‬
‫وغيها)‪.‬‬
‫وكان يقول‪:‬‬
‫من هو بكل شيء ميط‪ ،‬ل يسعه شيء‪ ،‬هذا ومعه شيء! فكيف بن هو كل شيء؟ ول يكن شيء غيه‪،‬‬
‫ويكفيك هذا فاصب نفسك ف جدك أو أثبت التجريد(‪.)4‬‬
‫ويقول عبد الكري اليلي‪:‬‬
‫وذات ال قرآن‬ ‫صفات ال فرقان‬
‫(‪)5‬‬
‫وجع الفرق وجدان‬ ‫وفرق المع تقيق‬
‫نعرف الن أنم يعنون بعبارة (صفات ال‪ ،‬أو أسائه) أنا هي الخلوقات بميع أشكالا وأنواعها‪.‬‬
‫واليلي هنا‪ ،‬يعن بكلمة (فرقان) أي مقام التفرقة‪ ،‬أو الفرق‪ ،‬وهو كما نعلم (التفريق بي الالق والخلوق)‪.‬‬
‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)2/32( :‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران (‪.)2/40‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)2/45( :‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران‪.)2/42( :‬‬
‫‪ )(5‬النسان الكامل‪.)1/113( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪128‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويعن بكلمة (قرآن) مقام المع‪ ،‬وهو جع الالق والخلوق ف وحدة‪ ،‬هي ال‪ ،‬وحيثما وردت ف كلم القوم عن‬
‫القائق فييدون با هذا‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫قحط السني وأحد نيسانه‬ ‫عجبا لذاك الي كيف يهمه‬
‫لِرحى العل من حوله دورانه‬ ‫أوج التعاظم مركز العز الذي‬
‫ـعرش الكي مثبثِ إمكانه‬ ‫ملك وفوق الضرة العليا على الـ‬
‫إل حبابا طفحته دنانه‬ ‫ليس الوجود بأسره إن حققوا‬
‫تفن الدهور ول تزل أزمانه‬ ‫الكل فيه ومنه كان وعنده‬
‫والمر يبمه هناك لسانه‬ ‫فاللق تت سا عله كخردل‬
‫ف إصبع منه أجل أكوانه‬ ‫والكون أجعه لديه كخات‬
‫كالقطر بل من فوق ذاك مكانه‬ ‫واللك واللكوت ف تياره‬
‫واللوح ينفذ ما قضاه بنانه‬ ‫وتطيعه الفلك من فوق السما‬
‫(‪)1‬‬
‫هو مركز التشريع وهو مكانه‬ ‫هو نقطة التحقيق وهو ميطه‬
‫‪ -‬يظهر ف هذه البيات‪ ،‬وكأن اليلي يعل ممدا صلى ال عليه وسلم هو ال‪ ،‬ولكن حقيقة المر ليست‬
‫كذلك؟ بل هي عقيدة يؤمن با كل الصوفية دون استثناء! ويسمونا (القيقة الحمدية) ويقولون‪ :‬إن ممدا هو‬
‫الجلي العظم للذات اللية‪ ،‬وبتعبي أوضح‪ :‬هو أعظم جزء ف الذات اللية‪ ،‬والسيطر على بقية الجزاء‪ ،‬سبحانك‬
‫اللهم‪.‬‬
‫وظن بعض الباحثي أن (القيقة الحمدية) هي عقيدة بعض الصوفية دون بعضهم الخر‪ ،‬وأخطئوا‪ ،‬فكلهم‬
‫يعتقدون نفس العقيدة! وسيأت بيان ذلك‪ ،‬وهي عندهم جزء من عقيدة وحدة الوجود‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫تبدو ممعة لفرق صفات‬ ‫الواحدية مظهر للذات‬
‫فاعجب لكثرة واحد بالذات‬ ‫الكل فيها واحد متكثر‬
‫نباك ف حكم القيقة هات‬ ‫هذاك فيها عي ذا وكمثل ما‬

‫‪ )(1‬النسان الكامل‪.)1/73( :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪129‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ف وحدة من غي ما أشتات‬ ‫فهي العبارة عن حقيقة كثرة‬
‫فالنفي ف ذا الوجه كالثبات‬ ‫كل با ف حكم كل واحد‬
‫وتعدد الوصاف كاليات‬ ‫فرقان ذات ال صورة جعه‬
‫(‪)1‬‬
‫أنت البي وفيك مكنونات‬ ‫فاتلوه واقرأ منك سر كتابه‬
‫ويقول (من العينية)‪:‬‬
‫خبتن فكانت فن عن نيابة أجل عوضا بل عي ما أنا واقع فكنت أنا هي‪ ،‬وهي كانت أنا وما لا ف وجود‬
‫مفرد من ينازع بقيت با فيها ول تاء بيننا وحال با ماض كذا ومضارع وشاهدتن حقا بعي حقيقت فلي ف جبي‬
‫السن تلك الطلئع فأوصافها وصفي وذات ذاتا وأخلقها ل ف المال مطالع واسي حقاَ اسها‪ ،‬واسم ذاتا ل‬
‫اسم‪ ،‬ول تلك النعوت توابع(‪ .)2‬ومنها‪:‬‬
‫وما ث مسموع وما ث سامع‬ ‫فما ث من شيء سوى ال ف الورى‬
‫هو السدرة اللت إليها الراجع‬ ‫هو العرش والكرسي والنظر العلي‬
‫هو الفلك الدوار وهو الطبائع‬ ‫هو الصل حقا والرسوم مع الوى‬
‫هو العنصر الناري وهو الطبائع‬ ‫هو النور والظلماء والاء والوى‬
‫هو الفق وهو النجم وهو الواقع‬ ‫هو الشمس والبدر الني مع السها‬
‫هو الظلم العتام وهو اللوامع‬ ‫هو الركز الكمي والرض والسما‬
‫هو الناس والسكان وهو الرابع‬ ‫هو الدار وهو الي والثل والغضا‬
‫هو العزو والسلطان والتواضع‬ ‫هو الكم والتأثي والمر والقضا‬
‫يول من العقول أو هو واقع‬ ‫هو اللفظ والعن وصورة كل ما‬
‫هو الواجب الذات والتمانع‬ ‫هو النس وهو النوع والفصل إنه‬
‫هو العدن الصلدي وهو الوائع‬ ‫هو العرض الطاري نعم وهو جوهر‬
‫هو الوحش والنس وهو السواجع‬ ‫هو اليوان الي وهو حياته‬
‫أجل نشرها‪ ،‬واليف وهو الجارع‬ ‫هو القيس بل ليلى(‪ )3‬وهو بثينة‬

‫‪ )(1‬النسان الكامل‪.)1/43( :‬‬


‫‪ )(2‬النسان الكامل (‪.)1/61‬‬
‫‪ )(3‬ليستقيم الوزن يب أن تكون‪( :‬بل ليله)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪130‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫هو السم وهو الروح والتدافع‬ ‫هو العقل وهو النفس والقلب والشا‬
‫وعي ذوات الكل وهو الوانع‬ ‫هو الوجد الشيا وعي وجودها‬
‫تسمى باسم اللق واللق واسع‬ ‫حقائق ذات ف مراتب حقه‬
‫سوى‪ ،‬وإل توحيده المر راجع‬ ‫ونزهه عن حكم اللول فما له‬
‫ويا موجد الشياء‪ ،‬ذاتك شائع‬ ‫فيا أحدي الذات ف عي كثرة‬
‫فها هي ميطت عنك فيها الباقع‬ ‫تليت ف الشياء حي خلقتها‬
‫ول يك موصولً‪ ،‬ول فصل قاطع‬ ‫قطعت الورى من ذات نفسك قطعة‬
‫وإنك ما يعلو وما هو واضع‬ ‫فأنت الورى حقا وأنت إمامنا‬
‫وأنت با الاء الذي هو نابع‬ ‫وما اللق ف التمثال إلكثلجة‬
‫وغي انِ ف حكم دعته الشرائع‬ ‫فما الثلج ف تقيقنا غي مائه‬
‫ويوضع حكم الاء والمر واقع‬ ‫ولكن يذوب الثلج يرفع حكمه‬
‫وفيه تلشت فهو عنهن ساطع‬ ‫تمعت الضداد ف واحد البها‬
‫على كل قدّ شابه الغصن يافع‬ ‫فكل باء ف ملحة صورة‬
‫وكل احرار ف الطلئع صانع‬ ‫وكل اسوداد ف تصافيق طرة‬
‫باضٍ كسيف الند حا ٌل مضارع‬ ‫وكل كحيل الطرف يقتل صبه‬
‫عليه من الشعر الوسيم شرائع‬ ‫وكل اسرار ف القوائم كالقنا‬
‫وكل جيل بالحاسن بازع‬ ‫وكل مليح باللحة قد زها‬
‫وكل جليل وهو باللطف صادع‬ ‫وكل لطيف جل أو دق حسنه‬
‫فوحّد ول تشرك به فهو واسع‬ ‫ماسن مَنْ أنشاه ذلك كله‬
‫فما ث غي وهو بالسن بادع‬ ‫وإياك ل تلفظ بغيية البها‬
‫فتلك تليات من هو صانع‬ ‫وأطلق عنان الق ف كل ما ترى‬
‫هويتك اللت با أنت دالع‬ ‫وشاهده حقا فيك منك فإنه‬
‫فما ث إل ال‪ ،‬هل مَنْ يُطالع‬ ‫ففي‪ ،‬أينما‪ ،‬حقا‪ ،‬تولوا وجوهكم‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪131‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫لنفسك فيها للله ودائع‬ ‫ودع عنك أوصافا با كنت عارفا‬
‫بأخلقه ما للحقيقة مانع‬ ‫فقد صح ف مت الديث تلقوا‬
‫لنا هكذا بالنقل أخب شارع‬ ‫وها هو سع بل لسان أجل بدا‬
‫لسانا وسعا ث رجلً تسارع‬ ‫فعم قوانا والوارح كونه‬
‫(‪)1‬‬
‫على صورة الرحن‪ ،‬آدم واقع‬ ‫ويكفيك ما قد جاء ف اللق أنه‬
‫ف البيات الخية‪ ،‬نرى كيف يفسرون الية‪( :‬فَأَيَْنمَا ُتوَلّوا فَثَ ّم وَ ْجهُ الّلهِ)) [البقرة‪ ،]115:‬والديث‪:‬‬
‫{تلقوا بأخلق ال}‪ ،‬وهو حديث موضوع‪ ،‬وكيف يفسرون الديث‪...{ :‬فإذا أحببته كنت سعَه الذي يسمع به‪،‬‬
‫وبصرَه الذي يبصر به ويدَه الت يبطش با‪ }...‬كما نرى ف البيات الت قبلها تقرير الشاعر أن كل شيء هو ال‪،‬‬
‫ونرى استعمالم لعبارة‪ :‬دع عنك أوصافا‪...‬أي‪ :‬دع أوصافك‪...‬‬
‫ويقول‪ :‬ث كتب (أي‪ :‬الق سبحانه) على جناح الطي الخضر‪ ،‬بقلم مداد الكبيت الحر‪ ،‬أما بعد؛ فإن‬
‫العظمة نار‪ ،‬والعلم ماء‪ ،‬والقوى هواء‪ ،‬والكمة تراب‪ ،‬عناصر با يتحقق جوهرنا الفرد‪ ،‬ولذا الوهر عرضان؟‬
‫الول‪ :‬الزل‪ ،‬والثان‪ :‬البد‪ .‬وله وصفان؟ الوصف الول‪ :‬الق‪ ،‬والوصف الثان‪ :‬اللق‪ ،‬وله نعتان؟ النعت الول‪:‬‬
‫القِدَم‪ ،‬والنعت الثان‪ :‬الدوث‪ .‬وله اسان‪ ،‬السم الول‪ :‬الرب‪ ،‬والسم الثان‪ :‬العبد(‪...)2‬‬
‫ويقول‪ :‬اعلم أن جيع حقائق الوجود‪ ،‬وحفظها ف مراتبها‪ ،‬تسمى اللوهية‪ ،‬وأعن بقائق الوجود‪ :‬أحكم‬
‫الظاهر مع الظاهر فيها‪ ،‬أعن اللق والق‪ ،‬فشمول الراتب اللية‪ ،‬وجيع الراتب الكونية‪ ،‬وعطاء كل حقه من مرتبة‬
‫الوجود‪ ،‬هو معن اللوهية(‪...)3‬‬
‫ويقول‪ ..:‬واعلم أن الرب ف كل موجود وجهٌ كامل‪ ،‬وذلك الوجه على صورة ذلك الوجود‪ ،‬وروح ذلك‬
‫الوجود على صورة مسوسة وجسد‪ ،‬وهذا المر للرب أمر ذات‪...‬وإل ذلك الشارة ف قوله‪{ :‬خلق آدم على صورة‬
‫الرحن}‪ ،‬وقوله‪{ :‬خلق آدم على صورته}‪ ،‬وهذان الديثان‪ ،‬وإن كانا يقتضيان معان قد تدثنا عليها‪ ،‬فإن الكشف‬
‫أعطانا أنما على ظاهر اللفظ(‪...)4‬‬
‫ويقول ممد ين سليمان الزول(‪ )5‬مؤلف دلئل اليات‪... :‬اللهم صل على ممد وعلى آله‪َ ،‬ب ْ‬
‫حرِ أنوارك‬
‫ومعدن أسرارك‪...‬وإمام حضرتك(‪.)6‬‬

‫‪ )(1‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)207 -203:‬‬


‫‪ )(2‬النسان الكامل‪.)1/24( :‬‬
‫‪ )(3‬النسان الكامل‪.)1/37( :‬‬
‫‪ )(4‬النسان الكامل‪.)2/6( :‬‬
‫‪ )(5‬أبو عبد ال ممد بن عبد الرحن‪...‬ابن سليمان الزول السملل مات سنة (‪870‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)99 ،76:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪132‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬اللهم صل على من فاضت من نوره جيع النوار(‪......)1‬اللهم صل على سيدنا ممد‪...‬إنسان عي‬
‫الوجود‪ ،‬والسبب ف كل موجود‪ ،‬عي أعيان خلقك(‪...)2‬اللهم صل على سيدنا ممد نور الذات‪ ،‬وسره الساري ف‬
‫جيع الساء والصفات‪،‬صلى ال عليه وسلم(‪...)3‬اللهم صل على ممد الذي هو قطب الللة(‪...)4‬‬
‫‪ -‬هذة العبارات هي صور عن (القيقة الحمدية) واضحة العن‪ ،‬ووحدة الوجود واضحة فيها‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬ووفقن لتباعه‪ ..‬واجعن عليه‪...‬وارفع عن العلئق والعوائق والوسائط والجاب(‪...)5‬يا هو‪ ،‬يا‬
‫من ل هو إل هو‪ ،‬ل إله إل هو(‪...)6‬‬
‫‪ -‬لقد مرت هذه العبارات ف الصفحات السابقة وشرحت هناك‪ .‬إنا كلها تعن (وحدة الوجود)‪.‬‬
‫ويقول زكريا النصاري(‪( )7‬شيخ السلم)‪:‬‬
‫‪...‬قالوا‪ :‬والفناء على ثلثة أوجه‪ :‬فناءٌ ف الفعال‪( :‬ل فاعل إل ال)‪ ،‬وفناء ف الصفات‪( :‬ل حي ول عال ول‬
‫قدير ول مريد ول سيع ول بصي ول متكلم على القيقة إل ال (وفناء ف الذات)‪( :‬ل موجود على الطلق إل‬
‫ال)‪ ،‬وأنشدوا ف ذلك‪:‬‬
‫(‪)8‬‬
‫فكان فناؤه عي البقاء‬ ‫فيفن ث يفن ث يفن‬
‫* ملحوظة‪ :‬قول النصاري هذا‪ ،‬هو أوضح ما قالوه ف تعريف الفناءات‪.‬‬
‫ويقول شارحا‪:‬‬
‫‪...‬وسئل النيد عن هذا‪ ،‬أعن عن قولم‪ :‬حسنات البرار سيئات القربي‪ ،‬فأنشد جوابا للسائل‪:‬‬
‫فتظهركتمانا وتب عن جع‬ ‫طوارق أنوار تفوح إذا بدت‬
‫أي‪ :‬القامات‪ ،‬أولا طوارق تلوح إذا ظهرت‪ ،‬ونايتها أنا إذا قويت بعد ظهورها‪ ،‬أظهرت المع وكمال‬
‫الال وكتمان السر‪ ،‬فأول القام طوارق‪ ،‬ونايته جع‪ ،‬وكمال حال‪ ،‬وكتمان سر‪ ،‬فأشار بالول إل مقام البرار‪،‬‬
‫وبالثان إل مقام القربي(‪!)9‬‬

‫‪ )(1‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)90:‬‬


‫‪ )(2‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)100:‬‬
‫‪ )(3‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)233:‬‬
‫‪ )(4‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)214:‬‬
‫‪ )(5‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)15:‬‬
‫‪ )(6‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)223:‬‬
‫‪ )(7‬زكريا النصاري الزرجي‪ ،‬مات ف مصر سنة (‪926‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(8‬هامش الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪ ،)28:‬وهامش حاشية العروسي‪.)2/3( :‬‬
‫‪ )(9‬هامش حاشية العروسي (‪.)2/33‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪133‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول عبد الرحن العيدروس(‪ )1‬ف مقدمة كتابه لطائف الود ف مسألة وحدة الوجود(‪:)2‬‬
‫باسم ال بداية وناية‪ ،‬والمد ل رواية ودراية‪ ،‬وأصلي وأسلم على الول والخر والباطن والظاهر وعلى آله‬
‫وأصحابه الراتعي ف بساتي الظاهر‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فهذه لطائف تتعلق بسألة الوحدة‪ ،‬القائل با أهل العارف‪.‬‬
‫* ما يلحظ‪:‬‬
‫قوله‪ :‬وأصلي وأسلم على الول والخر والباطن والظاهر‪.‬‬
‫نعلم أن الول والخر والباطن والظاهر هي من صفات ال تعال‪ ،‬لكنه هنا جعلها صفات للرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وهذا هو ما يسمونه القيقة الحمدية إذ يعتبون أن ممدا صلى ال عليه وسلم هو الجلي العظم‬
‫للذات اللية‪ ،‬أي إن أعظم ظهور ل سبحانه هو ف شخص ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫واللحوظةالثانية قوله‪... :‬بسألة الوحدة‪ ،‬القائل با أهل العارف‪ ،‬حيث يبي لنا ماذا يعنون بصطلح (العارف)‬
‫كما يبي أن أهل العارف يدينون بوحدة الوجود‪.‬‬
‫وهو تصريح يشكر عليه‪.‬‬
‫ويقول ف نفس الكتاب (اللطيفة الثالثة)‪:‬‬
‫قال الشيخ الكب ‪-‬نفع ال به‪ -‬ف الباب الثامن والربعي والائة من (الفتوحات الكية)‪ :‬الق خلق‪ ،‬وما اللق‬
‫حق!‬
‫قال أهل العرفة ‪-‬نفع ال بم‪ :-‬ذلك لن الطلق القيقي ذات للحق‪ ،‬فل تقيده الكوان بظهور تعيناتا ف‬
‫تلية النبسط عليها‪.‬‬
‫واللق مقيد‪ ،‬والقيد ذات له‪ ،‬لن اللق عبارة عن تعي خاص ف الوجود النبسط‪ ،‬اقتضته ماهيته الثابتة‪.‬‬
‫فلو ارتفع القيد ل يكن خلق‪ ،‬فل يصح أن يقال‪ :‬اللق عي الق‪ ،‬لن القيد الذي يكون القيد ذاتيا له‪ ،‬ل‬
‫يكون عي الطلق الذي يكون الطلق ذاتيا له‪ .‬بلف أن يقال‪ :‬الق عي اللق‪ ،‬فإنه صحيح‪ ،‬لن الطلق القيقي‬
‫ل تقيده الكوان‪ ،‬فتجليه فيها ل يناف التنيه بـ((لَْيسَ َكمِثِْلهِ شَ ْيءٌ)) [الشورى‪.]11:‬‬
‫‪ -‬وهكذا أخضعوا ال‪ -‬جل وعل‪ -‬وصفاته لعلم الكلم‪.‬‬
‫ويقول ف نفس الكتاب‪( :‬اللطيفة السادسة‪ :‬علمُ وحدة الفعال‪ ،‬ووحدة الصفات‪ ،‬ووحدة الذات‪ ،‬من غي‬
‫مباشرة ذلك ذوقا وكشفا وشهودا‪ ،‬ليس لغي الاصة‪ ،‬وأما الواص فلهم مباشرة ذلك كشفا‪.‬‬

‫‪ )(1‬عبد الرحن بن مصطفى العيدروس‪ ،‬ولد ف مدية (تري) ف حضرموت‪ ،‬تنقل ث استقر ف مصر‪ ،‬ومات فيها سنة (‪1192‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬كتاب من (‪ 14‬صفحة) فقط‪ ،‬والكتابة ف أكثر صفحاته ل تتجاوز الصفحة‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪134‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬وإذا كان السالك ف مباشرة (وحدة الفعال) قَ ِدرَ على طي الرض واختراق الواء والشي على الاء‬
‫والشباع بالقليل مكان الكثي والرتواء بالقليل‪ ،‬ونو ذلك‪.‬‬
‫وإذا كان ف مباشرة (وحدة الصفات) سع ف تلي صفة السمع له جيع الشياء ناطقة‪ ،‬من جاد ونبات‬
‫وحيوان‪ ،‬لنه بالق يسمع ل بنفسه‪ ،‬وكذلك يبصر ف (تلي صفة البصر له) جيع الُْبصَرات‪ ،‬ول يجبه شيء عن‬
‫شيء‪ ،‬لنه بالق يبصر‪ ،‬وكذا جيع بواقيه (أي‪ :‬بواقي الديث) كما ورد‪ :‬فب يبصر وب يسمع وب يبطش إل‬
‫آخره‪.‬‬
‫وإن كان ف مباشرة (وحدة الذات) كان بسبها‪ ،‬لنا تعود الساء الذاتية عنده كاللونة لون إنائه‪ ،‬فيتصف به‬
‫(أي‪ :‬بال) بقبول اللوان كلها؟ فل يدري العبد من هو لشهود الق بالق بل نسبة شهود له‪ ،‬بل كـ (( َشهِدَ الّلهُ‬
‫أَّنهُ ل إَِلهَ إِلّا ُهوَ)) [آل عمران‪ ]18:‬و((وَ َكفَى بِالّلهِ َشهِيدًا)) [النساء‪ ]79:‬و((وَالّلهُ َعلَى كُلّ َش ْيءٍ َشهِيدٌ))‬
‫[الجادلة‪ ،]6:‬فتتصل الشاهد بالشاهد ف جيع الشاهد والشواهد‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة الفعال‪ :‬أي ليس ف الوجود إل فاعل واحد‪ ،‬وكل فعل‪ ،‬كائنا ما كان‪ ،‬فهو فعل الواحد الذي ل‬
‫فاعل غيه‪ ،‬وقد مر معنا معن مصطلح (فعل ال) عندهم‪ ،‬يعن حركته‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة الصفات‪ :‬ل يوجد إل حي واحد وسيع واحد وبصي واحد ومتكلم واحد‪...‬فجميع الذين يتصفون‬
‫بالياة والسمع والبصر والكلم و‪...‬و‪...‬هم واحد‪ ،‬وهو ال‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة الذات‪ :‬وهي أن يرى كل المكنات هي من ذات الق‪ ،‬ويشرحها عبد الرحن العيدروس شرحا‬
‫أوضح عندما يقول‪ :‬كـ(( َشهِدَ الّلهُ َأّنهُ ل إَِلهَ إِلّا ُهوَ)) [آل عمران‪ ..]18:‬أي إن الواصل يشهد أنه هو نفسه ال‬
‫الذي ل إله إل هو‪ .‬ويشهد وحدة ذاته وذات كل شيء مع الذات اللية مثل‪ :‬و((وَ َكفَى بِالّلهِ َشهِيدًا)) [النساء‪:‬‬
‫‪ ،]79‬أي ل شهيد غيه‪.‬‬
‫ويقول ممد بن عبد ال بن شيخ العيدروس(‪:)1‬‬
‫‪...‬فانتبه لنفسك أيها الخ‪ ،‬وتقرب إل مولك بالصدق‪ ،‬تر العجائب فيما بينك وبي الوقوف على كنه‬
‫الشياء والطلع على أسرارها‪ ،‬إل أن تنطلق من أسر هواك‪ ،‬وتتجرد عن علئق نفسك‪ ،‬فهناك تشرق عليك أنوار‬
‫القبول‪ ،‬وتلوح عليك آثار الوصول‪ ،‬فإذا كنت كذلك‪:‬‬
‫ولح صباح كنت أنت ظلمه‬ ‫بدا لك سر كان منك اكتتامه‬
‫ولولك ل يطلع عليك ختامه‬ ‫وكنت حجاب القلب عن سر غيبه‬
‫على موكب الكشف الصون خيامه‬ ‫فمذ غبت عنه حل فيك وطنبت‬

‫‪ )(1‬ممد بن عبد ال بن شيخ بن عبد ال العيدروس‪ ،‬ولد بدينة (تري) بضرموت‪ ،‬وترج بوالده ف طريق القوم‪ ،‬ورحل إل الند شابا حيث مات‬
‫ببندرسوت عام (‪1031‬هـ) حسب اليضاح‪ ،‬أو سنة (‪1005‬هـ) حسب أعلم الزركلي‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪135‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)1‬‬
‫شهي إلينا نثره ونظامه‬ ‫وجاء حديث ل يل ساعه‬
‫ويقول عبد القادر ابن شيخ العيدروس(‪:)2‬‬
‫السائر إل ال تعال تتجلى له ف أثناء سلوكه أنوار وتبدو له أسرار‪ ،‬فإن أرادت هته أن تقف عندما كشف لا‬
‫من ذلك‪ ،‬لعتقاده أنه وصل إل الغاية القصوى‪ ،‬والنهاية من العرفة‪ ،‬نادته هواتف القيقة‪ :‬الطلوب أمامك فجد ف‬
‫السي‪ ،‬وإن تبجت له ظواهر الكونات بزينتها‪ ،‬فمال إل حسنها وجالا‪ ،‬نادته حقائقها الباطنة‪ :‬إنا نن فتنة فل‬
‫تكفر؟ وغض عينيك عن ذلك‪ .‬وأن إل ربك النتهى‪.‬‬
‫ي فاتذ ذكره حصنا‬
‫سوى ال غ ٌ‬ ‫فل تلتفت ف السي غيا وكل ما‬
‫حجاب فجد السي واستنجد العونا‬ ‫وكل مقام ل تقم فيه‪ ،‬إنه‬
‫عليك‪ ،‬فح ْل عنها فعن مثلها حلنا‬ ‫ومهما ترى كل الراتب تتلى‬
‫(‪)3‬‬
‫ول صورة تلى ول طرفة تن‬ ‫وقل ليس ل ف غي ذاتك مطلب‬
‫قال النيد‪ :‬أدركتُ سبعي عارفا كلهم يعبدون ال على ظن ووهم‪ ،‬حت أخي أبا يزيد منهم لو أدرك صبيا‬
‫من صبياننا لسلم على يديه‪ .‬قال سيدي أبو العباس الرسي رضي ال عنه ف قوله‪ :‬يعبدون ال على ظن ووهم‪ .‬وإنا‬
‫ذلك أنم ظنوا أنه من القامات ما ل يصلح أن يكون فوقه مقام‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬فلو أنم تققوا لعلموا أن فوق ذلك‬
‫القام مقاما‪ ،‬إل ما ل ناية‪.‬‬
‫قوله لسلم على يديه أي‪ :‬لنقاد له؟ والسلم النقياد‪ ،‬فليكن الريد عال المة والنية حت ل يكون له التفات‬
‫إل غي ال‪ ،‬وتكون النية إل هذا القام بإرشاد الشيخ العارف الرداد‪:‬‬
‫وكانت ل الكوان بالمر ساجدة‬ ‫ولو كان ل ما كان ف الكون كله‬
‫إذا ل تكن ذات لذاتك واحدة‬ ‫لا نظرت عين إليها وما رأت‬
‫ولسيدي البيب الوالد شيخ بن عبد ال العيدروس ف العن‪:‬‬
‫إن كنت يا ندمان صبا عاشقا‬ ‫ل ترتضِ بالسم دون مسمه‬
‫ف جع جع المع ل تتفرقا‬ ‫واعكف على حب البيب وذكره‬
‫ل ترضها وارحل ول تتعوقا‬ ‫وإذا نأى لك قرنه من دونه‬

‫‪ )(1‬إيضاج أسرار علوم القربي‪( ،‬ص‪ ،)31:‬والشعر لبن العريف صاحب الطريقة العريفية‪.‬‬
‫‪ )(2‬قطب العارفي‪ ،‬غوث الواصلي‪ ،‬ميي الدين‪ ،‬عم ممد بن عبد ال السابق‪ ،‬ل أقف على تاريخ وفاته‪.‬‬
‫‪ )(3‬البيات من قصيدة للششتري‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪136‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)4‬‬
‫فأمامك الطلوب دُم متشوقا‬ ‫فهناك نادتك القائق ل تقف‬
‫وقال عبد ال بن أب بكر العيدروس(‪:)2‬‬
‫‪...‬فمن فن عن أفعال نفسه فهو باقٍ بأفعال ال‪ ،‬ومن فن عن صفاته فهو باقٍ بصفات ال تعال‪ ،‬ومن فن عن‬
‫ذاته فهو باقٍ بذات ال تعال‪ ،‬كما قال بعضهم‪:‬‬
‫وقوم تاهوا ف ميدان حبه‬ ‫وقوم تاهوا ف أرض بقفر‬
‫وأبقوا بالبقاء بقرب ربه‬ ‫فأفنوا ث افنوا ث أفنوا‬
‫فالول كما قالوا‪ :‬فناء صفاته لبقاء صفات الق‪ ،‬ث فناؤه عن صفات الق بشهود الق‪ ،‬ث فناؤه عن شهود‬
‫فنائه باستهلكه ف وجود الق‪ ،‬وهو فناء الذات ف الذات‪ ،‬وهذه حقيقة ((قُلِ الّلهُ ثُ ّم َذ ْرهُمْ‪[ ))...‬النعام‪]91:‬‬
‫الية(‪.)3‬‬
‫وقال‪ :‬فصل ف حقيقة عال التوحيد البن على التفريد بعد أداء حق التجريد‪:‬‬
‫وهو أن يفردك الق بفردانيته‪ ،‬عند استيلء سلطان الذكر‪ ،‬حت ترج من قشور الروف والصوت‪ ،‬فتفن‬
‫بسطوة بقية وجودك الذاكر‪ ،‬وبقية سلطنة إثباته‪ ،‬فثبوت الذكور عن الذكر بدوام الذكر على مقتضى قوله‪:‬‬
‫((فَاذْ ُكرُونِي َأذْ ُكرْكُمْ)) [البقرة‪ ،]152:‬فيصي حينئذ الذاكر مذكورا والذكور ذاكرا‪ ،‬ويستبدل الين بالعي‪،‬‬
‫والباينة بالعاينة‪ ،‬والنية بالوحدانية‪ ،‬وفن عن نفسه وعن غيه بالكلية ف عي جع المعية‪ ،‬فشاهد الذات القيقة‬
‫الصمدية النهة عن السمية الكثيفة واللطيفة وتوابعها ولوازمها بالكلية‪ ،‬ول يرى إل الواحد الق أو ًل وآخرا‬
‫وظاهرا وباطنا‪(( ،‬لَْيسَ كَمِْثِلهِ شَ ْيءٌ َو ُهوَ السّمِي ُع الَبصِيُ)) [الشورى‪ ]11:‬هذا توحيد خواص الواص‪.‬‬
‫‪...‬فالذبة تبعده عن أنانيته وتقربه لويته‪ ،‬إل أن تورث الذبة الشاهدة‪ ،‬فالشاهدة أحضرته معه وغيبته عنه‪،‬‬
‫إل أن ظهر بالعيان‪ ،‬فالعيان يسحقه والعي تحقه‪ ،‬ث يققه الق ويزهق باطله‪ ،‬فيكاشف بأنوار غيب الغيب‪ ،‬فيطالع‬
‫أسرار اللك واللكوت‪ ،‬ويتيه ف تيه العظموت والبوت‪ ،‬حت تتجلى له شس الربوبية عن ساء العبودية‪ ،‬فأشرقت‬
‫ت وَا َل ْرضِ))‬
‫أرض البشرية بنور ربا‪ ،‬ويرقى ف القام إل تللؤ نور اللوهية الستفاد من ال تعال‪(( :‬الّلهُ نُورُ السّ َموَا ِ‬
‫[النور‪ ،]35:‬ث نفحة اللطاف الربوبية‪ ،‬وانفتح ف عي الشمس باب الوية‪ ،‬وانغمس فيه النغمس‪ ،‬ث ل تسأل‪:‬‬
‫فظن خيا ول تسأل عن الب‬ ‫قد كان ما كان ما ل أفوه به‬
‫فاستضاءت الفاق السدانية بضوء الشريعة‪ ،‬وظهرت الشكاة النفسانية بلوامع الطريقة‪ ،‬وتنورت الزجاجة‬
‫القلبية بأنوارحقيقة الروحانية‪ ،‬وأشرق الصباح الروحية بنار نور اللوهية‪ ،‬وبدت شجرة الوحدانية‪ ،‬ونودي موسى‬

‫‪ )(4‬غاية القرب من مموعة إيضاح أسرار علوم القربي‪( ،‬ص‪.)85:‬‬


‫‪ )(2‬إمام أئمة الولياء العارفي‪ ،‬مؤسس الطريقة العيدروسية‪ ،‬من مدينة (تري) ف حضرموت‪ ،‬مات فيها سنة (‪865‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬الكبيت الحر والكسي الكب من مموعة (إيضاح أسرار علوم القربي)‪( ،‬ص‪.)76:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪137‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫السر‪(( :‬أَنْ يَا مُوسَى إِنّي َأنَا الّل ُه َربّ اْلعَالَ ِميَ)) [القصص‪ ،]30:‬فانحت الهات‪ ،‬وتلشت الصور‪ ،‬وانطمس‬
‫البعاض‪ ،‬وانعدمت الجزاء‪ ،‬وسطعت عزة الوحدانية بتجلي نور الصمدانية الربانية‪ ،‬فتدكدك جبل النسانية‬
‫الروحانية صعقا‪ ،‬فاحترقت الغيية بنار الغية‪ ،‬وارتفعت الشركة وبقيت الوحدة‪ ،‬متعززا برداء الكبياء والعزة‪ ،‬متزرا‬
‫بإزار العلء والعظمة‪ ،‬وحده ل شريك له‪(( ،‬كُلّ شَ ْي ٍء هَاِلكٌ إِلّا وَ ْج َههُ َلهُ الْحُكْ ُم وَإَِلْيهِ ُترْ َجعُونَ)) [القصص‪،]88:‬‬
‫ت وَلَكِ ّن الّلهَ َرمَى)) [النفال‪ ،]17:‬وهذا وقت (( َومَا يَنْطِ ُق عَ ِن اْل َهوَى)) [النجم‪]3:‬‬ ‫هذا أوان (( َومَا َرمَْيتَ ِإذْ َرمَْي َ‬
‫وهو سر {كنت له سعا وبصرا ولسانا‪ ،‬فب يسمع وب يبصر وب ينطق}‪ ،‬ولعمري إن هذا الال من كوشف‬
‫بأسرار {كنت كنا مفيا} فلما كشف الغطاء‪ ،‬وذهب الفاء‪ ،‬ودام اللقاء فـ ((مَا كَ َذبَ اْل ُفؤَادُ مَا رَأَى)) [النجم‪:‬‬
‫‪ ،]11‬وللقلب ما زوى‪ ،‬فرعى ف رياض العرفة‪...‬إذ تاف عن الحاط الطلق الحاط به غيب الغيب الحيط الطلق‪،‬‬
‫فتحقق له‪(( :‬أَل ِإّنهُ بِكُلّ شَ ْي ٍء مُحِيطٌ)) [فصلت‪.]54:‬‬
‫وباح السر وانكشف الغطاء‬ ‫أبان الق ليس به خفاء‬
‫فلم يبق التكب والصفاء‬ ‫فنفسي زائل والروح نادت‬
‫بقاء فنائنا‪ ،‬ذاك البقاء‬ ‫بقاء الق أفنانا فأفن‬
‫فنينا ث إذ فن الفناء‬ ‫تلت سطوة البوت حت‬
‫هذا مقام العرفة بشاهدة القيقة(‪...)1‬‬
‫* ملحوظات‪:‬‬
‫‪ -‬هناك أخطاء مطبعية‪ ،‬نقلتها على شكلها الصحيح الذي يب أن تكون عليه أنبه‪.‬‬
‫‪ -‬الملة‪( :‬ويستبدل الين بالعي‪...‬والنية بالوحدانية)‪ ،‬وردت ف الكتاب‪ ..( :‬و‪ ..‬والينية بالوحدانية)‪،‬‬
‫وهي غلطة مطبعية‪.‬‬
‫‪( -‬النهة عن السمية الكثيفة واللطيفة)‪ ،‬وردت‪( :‬الكشفية واللطيفة‪.)..‬‬
‫‪( -‬فالذبة تبعده عن أنانيته وتقربه لويته)‪ ،‬وردت‪...( :‬تبعده عن إنابته‪.)..‬‬
‫‪( -‬فاحترقت الغيية بنار الغية‪ ،)..‬وردت‪ ..( :‬بنار الغيية)‪.‬‬
‫‪( -‬متزرا بإزار العلء‪ ،)..‬وردت‪ ..( :‬مترزا‪.)..‬‬
‫‪( -‬هذا أوان (( َومَا َرمَْيتَ ِإ ْذ َرمَْيتَ)) [النفال‪ ،)]17:‬وردت‪( :‬هذا وإن رميت إذ رميت‪( - .)..‬فلما‬
‫كشف الغطاء‪ ،)..‬وردت‪( :‬فلما كوشف الغطاء‪.)..‬‬
‫ويبز لنا ف هذا النص ما يلي‪:‬‬
‫‪ )(1‬الكبيت الحر والكسي الكب‪ ،‬من مموعة (إيضاح أسرار علوم القربي)‪( ،‬ص‪ ،76:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪138‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أ‪ -‬دور الذبة ف الصوفية‪ ،‬وأنا هي الطلب‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما يظهر للسالك أثناء الذبة‪ ،‬وأن الشاهدة هي ف الذبة‪.‬‬
‫ج‪ -‬وحدة الوجود الت يشاهدها ف الذبة‪.‬‬
‫د‪ -‬عبارات تشي إل وحدة الوجود وهي من عباراتم الت يستعملونا‪.‬‬
‫هـ‪ -‬كيف يفسرون بعض اليات والحاديث‪.‬‬
‫والرجاء من القارئ أن يتسلى بتحليل عبارات النص الت تشي كلها إل وحدة الوجود‪.‬‬
‫ويقول مدد اللف الثان أحد الفاروقي السرهندي(‪:)1‬‬
‫‪...‬وإذا قال هؤلء الصوفية بنفسهم بأن ذات الق سبحانه وتعال ل يُحكم عليها بكم؟ يكون الكم عليها‬
‫بالحاطة والسريان مالفا لذا القول‪ ،‬والق أن ذاته تعال ليس كمثله شيء‪ ،‬ل سبيل لكم من الحكام إليها أصلً‪،‬‬
‫بل ف ذلك الوطن اليةُ الصرفة والهالة الحضة‪ ،‬فكيف يتطرق السريان والحاطة إليها؟ ويكن العتذارمن جانب‬
‫الصوفية القائلي بذه الحكام بأن مرادهم بالذات هو التعي الول‪ ،‬فإنم لا ل يقولوا بزيادة ذلك التعيي على‬
‫التعي‪ ،‬قالوا لذلك التعي عي الذات‪ ،‬وذلك التعي الول العب عنه بالواحدية سارٍ ف جيع المكنات(‪...)2‬‬
‫‪ -‬لتسهيل التحليل‪ ،‬يعن بالحاطة قولم‪ :‬ال ميط بكل شيء‪ ،‬أو بالمكنات‪ ،‬ويشيون با إل وحدة الوجود‪،‬‬
‫وبالسريان قولم‪ :‬ال سار ف كل المكنات‪ ،‬أو الشياء‪ ،‬ويعنون با وحدة الوجود أيضا‪ .‬وطبعا القول بالحاطة هو‬
‫حكم‪ ،‬وكذلك القول بالسريان هو حكم أيضا‪ ،‬لذلك ل يقولون با‪ ،‬لن ذات الق ل يكم عليها بكم‪ .‬ويعنون‬
‫بكلمة (التعي) الزء من ال (جل ال وعل)‪ ،‬الذي تشكل أو تعي بالخلوقات‪ ،‬ويقرر الجدد أنم ل يقولوا بزيادة‬
‫التعي (أي‪ :‬اللق) على التعي‪ .‬فهو هو‪ .‬والتعي الول هو ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وطبعا‪ ،‬هذا أسلوب جديد يقدمه الجدد لتقرير وحدة الوجود بأسلوب موهم فيه شيء من التعقيد‪ ،‬أرجو من‬
‫القارئ أن يلله بدوء ليزداد ترسا باللغة الصوفية‪ ،‬وليتأكد أن العقيدة عندهم التلعب باللفاظ‪.‬‬
‫ويقول الشيخ عبد الغن النابلسي(‪ )3‬ف شرح رسالة الشيخ أرسلن‪:‬‬
‫واعلم أن الشرك اللي هو أن يظهر للعبد أو لغيه منه اعتقاد أن مع ال تعال ربا آخر يستحق العبادة من‬
‫اللق‪ ،‬أو مع ال تعال غيه موصوفا بصفة مثل صفاته تعال‪ ،‬أوله فعل كأفعاله تعال‪ ،‬أو اسم كأسائه‪ ،‬أوحكم‬
‫كأحكامه‪.‬‬
‫والشرك الفي‪ ،‬هو خفاء شيء‪ ،‬من ذلك على العبد‪ ،‬وهو فيه بسبب استيلء الغفلة على قلبه‪ ،‬فترى الغافل‬
‫‪ )(1‬مؤسس الطريقة الجددية النقشبندية‪ ،‬هندي مات سنة (‪1034‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬النتخبات من الكتوبات‪( ،‬ص‪.)10:‬‬
‫‪ )(3‬دمشقي‪ ،‬توف ف دمشق سنة (‪1143‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪139‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫عن معرفة نفسه جازما أنه مشارك ل تعال ف الوجود‪ ،‬وف جيع الصفات الت منها السمع والبصر والعلم والياة‬
‫والقدرة والرادة وغي ذلك‪ ،‬وف جيع الساء الت منها الليم والكري واللطيف والعليم إل آخره‪ ،‬وف جيع الفعال‬
‫كالياد للعبادات والعدام للمخالفات ونو ذلك‪ ،‬وف جيع الحكام كالزم بالرام واللل على المور الداخلة‬
‫بانفرادها وتشخصها تت أحكام القرآن والسنة؟ ومع ذلك هو غافل عما هو فيه‪ ،‬غي منتبه لمره‪ ،‬قاطع بأنه موجود‬
‫آخر مع ال تعال‪ ،‬موصوف بأوصافٍ‪ ،‬مسمى بأسامي‪ ،‬له فعال وأحكام تصدر منه(‪....)1‬اهـ‪.‬‬
‫* تبيي‪:‬‬
‫قوله‪ :‬إن الشرك اللي هو‪..:‬اعتقاد أنه‪ ..‬مع ال تعال غيه موصوفا بصفة مثل صفاته‪...‬يعن‪ :‬من صفات ال‪،‬‬
‫مثلً أنه يسمع ويرى‪ ،‬والنسان كذلك يسمع ويرى‪ ،‬فمن اعتقد أن النسان هو غي ال‪ ،‬فقد جعل ل شريكا ف‬
‫السمع والرؤية‪ ،‬وهكذا بقية الساء والصفات‪ ،‬ومنها الوجود‪ ،‬ويعل هذا شركا جليا‪.‬‬
‫ويعل من الشرك الفي أن يكون هذا العتقاد بسبب الغفلة‪.‬‬
‫ويعل من الشرك الفي مثلً‪ ،‬أن يظن إنسان ‪-‬بسبب الغفلة‪ -‬أنه مشارك ل ف الوجود‪ ،‬فمن ظن أن النسان‬
‫هو غي ال‪ ،‬فقد جعل ل شريكا ف الوجود‪ ..‬وكذلك من اعتقد أن الوثان الت تعبد هي غي ال فقد جعل ل‬
‫شريكا غيه يعبد‪.‬‬
‫ويقول عبد الغن النابلسي أيضا شارحا لقول الشيخ أرسلن‪ :‬فكلما أخلصت يكشف لك أنه هو ل أنت‪:‬‬
‫فكلما أخلصت‪ ،‬أي‪ :‬ف خروجك عنك بأن خرجت عن هذا الروج أيضا‪...‬يكشف لك ‪ -‬بالبناء للمفعول‪ -‬أي‬
‫يكشف ال تعال لك‪ ،‬بأن يظهر فيك وتده ف نفسك العدومة‪ ،‬وهذا النكشاف ليس كانكشاف الشياء الغطاة‪...‬‬
‫قال أحد العارفي‪:‬‬
‫وأن حجابا دونا ينع اللثما‬ ‫توهت قدما أن ليلى(‪ )2‬تبقعت‬
‫سوى أن طرف كان من حسنها أعمى‬ ‫فلحت فما أن ث وال حاجب‬
‫أي‪ :‬هو كشف‪ ،‬لكنه ليس كما يكشف الغطاء عن النية‪ ،‬أو الستر عن الباب‪ ،‬بل هو أمر إذا ظهر يرى العبد‬
‫أن ذلك ل يكن مستترا بشيء‪ ،‬وإنا الدراك كان ضعيفا عن الوصول إليه‪ ،‬فقواه الق‪ ،‬فأدرك ما كان ظاهرا‪:‬‬
‫أنه‪...‬هو‪ ،‬أي‪ :‬ال سبحانه وتعال الوجود وحده فقط‪ ،‬بالوجود القدي الاص به (ل أنت)‪ ،‬أي‪ :‬ل وجود لك‬
‫بالكلية‪ ،‬بل أنت عدم مض حينئذ‪ ،‬وإن كنتَ عند ذلك على ما كنت عليه قبل ذلك‪ ،‬من غي تغيي‪ ،‬إل أن بصيتك‬
‫قويت فأدركت ما ل تكن تدرك من قبل(‪ ..)3‬ويقول أيضا‪:‬‬

‫‪ )(1‬شرح رسالة الشيخ أرسلن‪( ،‬ص‪.)76 ،75:‬‬


‫‪ )(2‬يشي بكلمة (ليلى) إل الق سبحانه عما يصفون‪.‬‬
‫‪ )(3‬شرح رسالة الشيخ أرسلن‪( ،‬ص ‪.)81 ،80‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪140‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫حت حارت به أولو العرفان‬ ‫قد بالغ ف الظهور والكتمان‬
‫(‪)1‬‬
‫قد أودعه ف هذه الكوان‬ ‫والسر على التحقيق كالعلن‬
‫ويقول عبد الغن النابلسي أيضا‪:‬‬
‫أنا كل الرواح كل الذوات‬ ‫أنا كل الوجود والكائنات‬
‫ف جيع الزمان والوقات‬ ‫أنا كل العقول بل كل شيء‬
‫والسمى بكل ذلك ذات‬ ‫ليس كل الوجود إل أسامي‬
‫(‪)2‬‬
‫كل شيء يلقيك ف الفات‬ ‫والتباسي عليك حيث لباسي‬
‫‪ -‬وسيتسلى القارىء بتحليل هذه النصوص‪ ،‬وهي واضحة تاما‪.‬‬
‫ويقول الشيخ أحد الدردير(‪ )3‬ف صلواته‪:‬‬
‫‪...‬وزج ب ف بار الحدية‪ ،‬وانتشلن من أوحال التوحيد‪ ،‬وأغرقن ف عي بر الوحدة حت ل أرى ول أسع‬
‫ول أجد ول أحس إل با(‪...)4‬‬
‫‪ -‬هذه الفقرة هي جزء من الصلة الشيشية‪ ،‬والشيخ الدردير يتبناها‪ ،‬ويضعها ف أول صلواته‪ ،‬الت هي من‬
‫الوراد اللوتية‪ ،‬إذن فيمكن اعتبارها‪ ،‬وكأنا له‪.‬‬
‫ويقول (حرف التاء)‪:‬‬
‫‪...‬وصل وسلم وبارك على سيدنا ممد‪ ،‬وأنعم علينا بتجلي الساء والصفات‪ ،‬وصل وسلم وبارك على سيدنا‬
‫ممد‪ ،‬وأغرقنا ف عي بر الوحدة السارية ف جيع الوجودات‪ ،‬وصل وسلم وبارك على سيدنا ممد‪ ،‬وأبقنا بك لبثا‬
‫ف جيع اللحظات‪...‬وصل وسلم وبارك على سيدنا ممد‪ ،‬وأذقنا لذة تلي الذات‪ ،‬وأدمها علينا ما دامت الرض‬
‫والسماوات(‪.)5‬‬
‫ويقول ف منظومة أساء ال السن‪:‬‬
‫لدري به سر البقاء مع الفنا‬ ‫وهب ل أيا رباه كشفا مقدسا‬
‫وداوِ بوصل الوصل روحي من الضنا‬ ‫ل ومنة‬
‫وجُد ل بمع المع فض ً‬

‫‪ )(1‬شرح رسالة الشيخ أرسلن‪( ،‬ص‪.)107:‬‬


‫‪ )(2‬شرح رسالة الشيخ أرسلن‪( ،‬ص‪.)176 ،175:‬‬
‫‪ )(3‬أبو البكات أحد بن ممد بن أحد العدوي الالكي الشاذل اللوت اللقب بالدردير مات ف القاهرة سنة (‪1201‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(4‬كتاب الوراد اللوتية (الصلوات الدرديرية)‪.‬‬
‫‪ )(5‬كتاب الوراد اللوتية (الصلوات الدرديرية)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪141‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)1‬‬
‫با نلحق القوام من كان قبلنا‬ ‫ومن علينا يا ودود بذبة‬
‫يشرح الشيخ أحد الصاوي هذا الكلم‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫لا كان جع المع ووصل الوصل أعلى من الفناء والبقاء‪ ،‬ترقى إليهما بقوله‪ :‬وجد ل‪ ..‬إل‪ ،‬واعلم أن لم‬
‫مقاما يقال له‪ :‬الفناء‪ ،‬ومقاما يقال له‪ :‬البقاء والمع والفرق‪ ،‬ومقاما يقال له‪ :‬جع المع‪ ،‬ومقاما يقال له‪ :‬الفرق‬
‫الثان‪ ،‬ومقاما يقال له‪ :‬الوصل‪ ،‬ومقاما يقال له‪ :‬وصل الوصل‪.‬‬
‫فأما القام الول الذي هو الفناء‪ ،‬فهو استغراق العبد ف ال‪ ،‬حت ل يشهد شيئا سوى ذات ال‪ ،‬ويقال‬
‫لصاحبه‪ :‬غريق ف بار الحدية‪.‬‬
‫وأما القام الثان‪ ،‬وهو البقاء‪ ،‬فهو الرجوع بعد الفناء إل ثبوت الثار‪ ،‬بشهود ذات وصفات الؤثر فيها‪ ،‬ويقال‬
‫لصاحبه‪ :‬غريق ف عي بر الوحدة‪ ،‬فمُشاهد الحدية مشاهد للذات دون الساء والصفات وآثارها‪ ،‬وهو الفان‪،‬‬
‫ومشاهد الوحدة مشاهد للذات متصفة بالساء والصفات‪ ،‬مثبتا للثار‪ ،‬جامعا بي الق واللق‪ ،‬وهذا هو الكمال‬
‫بعينه‪ ،‬فلذلك قالوا‪ :‬ل بد لكل فناء من بقاء‪ ،‬ومقام البقاء هذا‪ ،‬هو السمى بـ (المع والفرق)‪ ،‬فجمعه شهوده لربه‪،‬‬
‫وفرقه شهوده لصنعه‪ ،‬وأما جع المع فهو مقام أعلى من البقاء وهو أن يأخذه الق بعد بقائه‪ ،‬فيسكره ف شهود ذاته‬
‫تعال‪ ،‬فيصي مستهلكا بالكلية عما سوى ال تعال‪ ،‬فمنهم من يبقى بذه السكرة إل الوت‪ ،‬كالسيد البدوي رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬ولذلك قال العارفون‪ :‬إنه جُذب جذبة استغرقته إل البد‪ ،‬ومنهم من يرد إل الصحو عند أوقات الفرائض‬
‫والقيام بأمور اللق‪ ،‬كالسيد الدسوقي وأضرابه‪ ،‬والؤلف أي الشيخ الدردير رضي ال عنهم‪ ،‬فيكون رجوعا ل بال‬
‫ل للعبد بالعبد‪ ،‬هذا الرجوع يسمى (الفرق الثان)؟ وأما (الوصل) فهو تلذذ القلب بشهود الق بعد زوال الجب‬
‫الظلمانية والنورانية‪ ،‬فإن دام له الشهود يقال له‪( :‬وصل الوصل)‪ ،‬أي الوصل الكامل‪ ،‬كقولم‪( :‬سر السر وعي‬
‫العي) مبالغة ف كمال الشيء(‪...)2‬‬
‫ويقول الشيخ الدردير‪:‬‬
‫‪...‬فإذا أدركته العناية اللية‪ ،‬واستند إل شيخه بالكلية‪ ،‬ولزم الجاهدة حت تكن من الصفات الحمودة‪،‬‬
‫وانقطع عنه ِعرْق الرياء‪ ،‬وصارت نفسه ذليلة‪ ،‬واستوى عنده الدح والذم‪ ،‬ودخلت (أي‪ :‬نفسه) ف مقام الفناء‪،‬‬
‫ورضيت بكل ما يقع ف الكون من غي اعتراض أصلً‪ ،‬سيت راضية‪...‬‬
‫ولكن رؤية الفناء والخلص ربا أوقع ف شيء من العجاب فيجع به القهقرى‪ ،‬فليستعذ بال من ذلك‪ ،‬مع‬
‫مداومة الذكر واللتجاء إل ال‪ ،‬وملحوظة أنه ل يتم له اللص إل بدد الشيخ‪ ،‬فإذا فن عن الفناء‪ ،‬خلص من رؤية‬
‫الخلص‪ ،‬وتلى عليه الرضا‪ ،‬وعفا عن كل ما مضى‪ ،‬وتبدلت سيئاتا (أي‪ :‬النفس) حسنات‪ ،‬وانفتح لا أبواب‬
‫الذواق والتجليات‪ ،‬فصارت غريقة ف بار التوحيد‪...‬ولذا سيت (مرضية)‪...‬إل أن صاحب المة العلية ل يرضى‬
‫‪ )(1‬السرار الربانية والفيوضات الرحانية‪( ،‬ص‪ ،125:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪ )(2‬السرار الربانية والفيوضات الرحانية‪( ،‬ص ‪ ،125‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪142‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بالوقوف عند هذه القامات وإن كانت سنية‪ ،‬بل يسي من الفناء إل البقاء‪ ،‬ويطلب (وصل الوصل) بتمام اللقاء‪،‬‬
‫حنُ فِْتنَ ٌة فَل تَ ْك ُفرْ)) [البقرة‪(( ،]102:‬وَأَنّ إِلَى رَّبكَ اْلمُنَْتهَى)) [النجم‪ ]42:‬فإذا‬ ‫فتناديه حقائق الكوان‪(( ،‬إِنّمَا نَ ْ‬
‫سار إل منازل البطال وخلف الدنيا وراء ظهره‪ ،‬ناداه بأحسن مقال‪(( :‬يَا َأيُّتهَا الّن ْفسُ الْمُطْ َمئِنّةُ‪ .‬ا ْر ِجعِي إِلَى رَّبكِ‬
‫رَاضَِي ًة مَ ْرضِيّةً‪ .‬فَادْخُلِي فِي عِبَادِي‪ .‬وَادْ ُخلِي َجنّتِي)) [الفجر‪...]30 ،27:‬اهـ(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫‪ -‬نلحظ ف هذا النص ما يلي‪ -:‬الدور الساسي للشيخ ف السي وف الوصول‪.‬‬
‫‪ -‬الوصاف الت يطلقونا على الذبة وما بعدها (الصفات الحمودة‪ ،‬انقطاع عرق الرياء‪.)...‬‬
‫‪ -‬دور مداومة الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬عبارة (صارت غريقة ف بار التوحيد) الت تشي إل الستشعار الدائم لوحدة الوجود‪ ،‬أو لللوهية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الوقوف عند هذه القامات‪ ،‬أي الغرق ف التوحيد الذي هو مقام الفناء‪ ،‬بل يسي منه إل البقاء بداومة‬
‫الذكر ومدد الشيخ‪.‬‬
‫حنُ فِْتنَ ٌة فَل تَ ْك ُفرْ)) [البقرة‪:‬‬
‫‪ -‬يشي إل وجوب هذا النتقال بالعبارة (فتناديه حقائق الكوان‪(( :‬إِنّمَا نَ ْ‬
‫‪.]102‬‬
‫ونعرف الن أن العقيدة الصوفية هي أن الكوان ليست شيئا غي ال سبحانه وتعال‪ ،‬إذن فحقائقها هي أنا‬
‫تعينات إلية‪ ،‬أو هي ال جل وعل‪ ،‬الت تناديه‪(( :‬إِنّمَا َنحْنُ ِفتْنَ ٌة فَل تَ ْك ُفرْ)) [البقرة‪ ،]102:‬والنداء هنا مازي طبعا‪،‬‬
‫ويعل الشيخ الفتنة مشية إل استشعار اللوهية حيث يبهت الواصل ويقول‪( :‬أنا ال‪ ،‬سبحان‪ )...‬إل‪ ،‬فيحكمون‬
‫عليه بالكفر‪.‬‬
‫والديد ف هذا النص هو فهمهم للية‪(( :‬ارْ ِجعِي إِلَى رَّبكِ‪[ ))....‬الفجر‪(( ]28:‬فَادْخُلِي فِي عِبَادِي‪))...‬‬
‫[الفجر‪ ]29:‬أوردها مشيا با إل مقام البقاء الذي يستشعر فيه العارف أنه ال (جل ال وعل)‪ ،‬ويشاهد بنفس‬
‫الوقت العبودية‪ ،‬وجلة‪(( :‬فَادْخُلِي فِي عِبَادِي)) [الفجر‪ ]29:‬يعلونا مشية إل رؤية العبودية (أو الفرق)‪ ،‬والمع‬
‫مع الفرق هو مقام البقاء‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول ابن عجيبة(‪ )2‬شارحا قول ابن عطاء ال السكندري‪ :‬الق ليس بحجوب عنك‪ ،‬إنا أنت الحجوب‬
‫عن النظر إليه‪ ،‬إذ لو حجبه شيء لستره ما حجبه‪ ،‬ولو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر‪ ،‬وكل حاصر لشيء فهو‬
‫قاهر له‪ ،‬وهو القاهر فوق عباده‪ ،‬يقول‪... :‬قلت‪ :‬الق تعال مال ف حقه الجاب‪ ..‬فل يجبه شيء‪ ،‬لنه ظهر بكل‬
‫شيء‪ ،‬وقبل كل شيء‪ ،‬وبعد كل شيء‪ ،‬فل ظاهر معه‪ ،‬ول موجود ف القيقة سواه‪ ،‬فهو ليس بحجوب عنك‪ ،‬وإنا‬

‫‪ )(1‬حاشية العلمة الصاوي شرح الريدة‪( ،‬ص‪.)134:‬‬


‫‪ )(2‬أحد بن عجيبة الدوريس الشاذل الفاسي‪ ،‬توف سنة (‪1224‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪143‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الحجوب أنت عن النظر إليه‪ ،‬لعتقادك الغيية‪ ،‬وتعلق قلبك بالمور السية‪ ،‬فلو تعلق قلبك بطلب الول‪ ،‬وأعرضت‬
‫بالكلية عن رؤية السوى‪ ،‬لنظرت إل نور الق ساطعا ف مظاهر الكوان‪ ،‬وصارما كان مجوبا عنك بالوهم ف حق‬
‫الشهود والعيان‪ ،‬ول در القائل‪:‬‬
‫والكون كله طويت طي‬ ‫لقد تلى ما كان مب‬
‫من بعد موت تران حي‬ ‫من علي دارت كئوسي‬
‫فالناس كلهم يشاهدون ول يعرفون‪ ،‬وكلهم ف البحر ول يشعرون‪ ،‬وسعت شيخنا رضي ال عنه يقول‪ :‬وال‬
‫ما حجب الناس عن ال إل الوهم‪ ،‬والوهم أمر عدمي ل حقيقة له(‪.)1‬‬
‫ويقول ابن عجيبة أيضا‪:‬‬
‫‪...‬واعلم أن هذه الوصاف البشرية الت احتجبت با الضرة‪ ،‬إنا جعلها ال منديلً لسح أقذار القدر‬
‫(كالنفس والشيطان والدنيا)‪ ،‬فجعل ال النفس والشيطان منديلً للفعال الذمومة‪ ،‬وجعل البشرية منديلً للخلق‬
‫الدنيئة‪ ،‬وما ث إل مظاهر الق وتليات الق‪ ،‬وما ث سواه(‪.)2‬‬
‫ويقول‪... :‬فإذا تكامل إشراق نور اليقان‪ ،‬وغطى وجود الكوان‪ ،‬ووقع العيان على فقد العيان‪ ،‬ول يبق إل‬
‫نور اللك الديان‪ ،‬كما أشار (أي‪ :‬ابن عطاء ال) إل ذلك بقوله‪ :‬ما حجبك عن ال وجود موجود معه‪ ،‬إذ ل شيء‬
‫معه‪ ،‬ولكن حجبك عنه توهم موجود معه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الق تعال ظاهر‪ ،‬ونوره للبصائر باهر‪ ،‬وإنا حجبه مقتضى اسه الكيم واسه القاهر‪ ،‬فما حجبك عن‬
‫شرِكُونَ)) [النمل‪ ،]63:‬ولكن حجبك عن شهوده توهم‬
‫شهود الق وجود شيء معه‪(( :‬أإَلهٌ مَعَ الّلهِ َتعَالَى الّل ُه عَمّا ُي ْ‬
‫وجود موجود معه‪ ،‬ول شيء معه‪ ،‬وكما كان ول شيء‪ ،‬بقي ول شيء(‪.)3‬‬
‫‪ -‬أرجو أن ينتبه القارىء إل كيفية تفسيهم للية‪(( :‬أإَل ٌه مَعَ الّلهِ)) [النمل‪.]63:‬‬
‫ويقول‪ :‬واعلم أن سر الصوصية الذي جعله ال ف بواطن أوليائه‪ ،‬وستره بظهور وصف بشريتهم‪ ،‬قد يظهره‬
‫عليهم على وجه خرق العادة‪ ،‬فقد يظهر على وليه من قدرته وعلمه وسائر كمالته ما تار فيه العقول‪ ،‬وتذهل فيه‬
‫الذهان‪ ،‬لكن ل يدوم ذلك لم‪ ،‬بل يكون على سبيل الكرامات وخرق العادات‪ ،‬يشرق عليهم شوس أوصافه‪،‬‬
‫فيتصفون بصفاته‪ ،‬ث يقبض ذلك عنهم فيدهم إل حدودهم‪ ،‬فنور الصوصية‪ ،‬وهي العرفة‪ ،‬ثابت ل يزول‪ ،‬ساكن‬
‫ل يول؛ وسرها‪ ،‬وهو كمالته تعال‪ ،‬تارة يشرق على أفق بشريتهم فيستني بأوصاف الربوبية‪ ،‬وتارة ينقبض عنهم‬
‫فيدون إل حدودهم وشهود عبوديتهم‪ ،‬فالعرفة ثابتة‪ ،‬والواردات متلفة‪ ،‬وال تعال أعلم(‪.)4‬‬
‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)65 ،64:‬‬
‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)66:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)199:‬‬
‫‪ )(4‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)157:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪144‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪... :‬وقال سيدي علي رضي ال عنه‪ ،‬على قول الشيخ أب السن الشاذل ف شأن اللق‪ :‬أراهم كالباء‬
‫ف الواء‪ ،‬إن فتشتهم ل تدهم شيئا‪ ،‬قال‪ :‬بل إن فتشتهم وجدتم شيئا‪ ،‬وذلك الشيء ليس كمثله شيء يعن‪:‬‬
‫وجدتم مظاهر من مظاهر الق‪ ،‬أنوارا من أنوار اللكوت فائضة من بر البوت(‪.)1‬‬
‫خطِئون ويُخَطّئون‪.‬‬
‫‪ -‬نرى ف هذا النص أن عبارات عارفيهم ليست دائما موافقة لا يريدون‪ ،‬فقد يُ ْ‬
‫ويقول ابن عجيبة أيضا‪:‬‬
‫‪...‬والتحقيق ما قدمناه من أن التعلق بأوصاف الربوبية يكون ف الباطن‪ ،‬والتحقق بأوصاف العبودية يكون ف‬
‫الظاهر‪ ،‬فالرية ف الباطن على الدوام‪ ،‬والعبودية ف الظاهرعلى الدوام‪ ،‬فحرية الباطن هي شهود أوصاف الربوبية‪،‬‬
‫وهو معن التعلق با؛ لكن إن كان ماهدةً فهو تعلق‪ ،‬وإن كان طبيعة وغريزة فهو تقق‪.‬‬
‫‪...‬والاصل أن عظمة الربوبية ظهرت ف مظاهر العبودية‪ ،‬فمن نظر للعظمة صرفا تقق بعظمة الربوبية‪ ،‬ومن‬
‫نظر بظاهر الظهر تقق بأوصاف العبودية‪ ،‬والكامل ينظر لما معا‪ ،‬فيتحقق بعظمة الربوبية ف الباطن‪ ،‬ويتحقق‬
‫بأوصاف العبودية ف الظاهر‪ ،‬فيُعطي كل ذي حق حقه‪ .‬فالتجمع ف باطنه مشهود‪ ،‬والفرق ف ظاهره موجود(‪...)2‬‬
‫ويقول‪... :‬اعلم رحك ال ووفقك للتسليم لوليائه‪ ،‬أن الرية إذا تققت ف الباطن‪ ،‬ل بد من رشحات تظهر على‬
‫الظاهر‪ ،‬فكل إناء بالذي فيه يرشح‪...‬ولذلك ند أهل الباطن رضي ال عنهم‪ ،‬جلهم أقوياء ف الظاهر‪ ،‬فربا تصدر‬
‫منهم مقالت تستخرجها القدرة منهم‪ ،‬فيظن الاهل بالم أن ذلك دعوى وظهور! وليس كذلك‪ .‬وإنا ذلك‬
‫رشحات من قوة الباطن ل قدرة لم على إمساكها‪ ،‬منها ما يكون تدثا بالنعم‪ ،‬ومنها ما يكون نصحا للعباد ليعرفوا‬
‫حالم فينتفعوا بم ف طريق الرشاد‪ ،‬ومن هذا المر رفضهم كثي من أهل الظاهر التعمقون ف العبادة أو التجمدون‬
‫على ظاهر الشريعة(‪...)3‬‬
‫‪ -‬يوضح ابن عجيبة ف هذا النص سبب تصريح العارفي بعارفهم وطبعا‪ ،‬صار القارئ الن يعرف معن عبارة‬
‫(الرية)‪ ،‬فهي ضد العبودية‪ ،‬وتققها ف الباطن يعن استشعار السالك أنه ليس عبدا بل هو ال‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬وقال ف لطائف النن‪ :‬وأشبه شيء بوجود الكائنات إذا نظرت إليها بعي البصية وجود‬
‫الظلل‪...‬ومن هاهنا تبي لك أن الجاب ليس أمرا وجوديا بينك وبي ال تعال‪ ،‬ولو كان بينك وبينه حجاب‬
‫وجودي للزم أن يكون أقرب إليك منه! ول شيء أقرب من ال‪ ،‬فرجعت حقيقة الجاب إل توهم الجاب(‪...)4‬‬
‫ويقول (معلقا على قول ابن البنا السرقسطي)‪:‬‬
‫خوطب إذ ذاك بكل خطب‬ ‫حت إذا جاء بطور القلب‬

‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)166:‬‬


‫‪ )(2‬إيقاظ المم (ص‪.)184:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم (ص‪.)186:‬‬
‫‪ )(4‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)201:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪145‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫قيل إذن فاخلع نعال الكون‬ ‫فقيل لو عرفتن بكون‬
‫يقول‪ :‬إذا وصل النور‪ ،‬من ناحية الذكور‪ ،‬إل جبل الطور‪ ،‬وهو قلبك الستور‪ ،‬بجاب هيبة الذكور‪ ،‬رفع عنه‬
‫الستور‪ ،‬وخاطبه حينئذ بكل أمر جليل‪ ،‬وسر جليل‪ ،‬فل تعلم نفس ما خصص به من الساررة‪ ،‬والصافاة‪ ،‬والكالة‪،‬‬
‫والناجاة‪ ،‬فيناديه لسان اللكوت مترجا عن عال البوت‪ :‬يا أيها العبد الشائق إل حضرت‪ ،‬لتعاين سر قدرت‪ ،‬هل‬
‫عرفتن بكون‪ ،‬وقنعت بذلك من؟ فيقول العبد الشتاق إل حضرة التلق‪ :‬ل أريد إل وجهك الكري‪ ،‬ومشاهدة‬
‫سرك العظيم‪ ،‬فيقول له الق جل جلله‪ :‬إن أردت هذا الطب السيم‪ ،‬والمر العظيم‪ ،‬فاخلع عنك نعال الكوني‪،‬‬
‫وتط بقدم هتك نعيم الدارين‪ ،‬فإذا خلعت عنك الظوط والوى‪ ،‬فأنت بالوادي القدس طوى(‪ .)1‬ويقول‪:‬‬
‫‪...‬فأوصاف الربوبية رفيعة القدر عظيمة الشأن‪ ،‬وأوصاف العبودية خسيسة القدر دنيئة القدار‪ ،‬فل مناسبة بينهما ف‬
‫القدر‪ ،‬مع تلزمهما ف الحل بتحقيق الوحدة‪ ،‬فهما متلزمان ف القيام‪ ،‬متضادان ف الحكام(‪...)2‬‬
‫‪ -‬هذا القول مثل قولم‪ :‬واتد فيه النجو مع الورد‪ ،‬وقولم‪ :‬وف النازير مع القرود‪ ..‬وغيها‪..‬‬
‫ويقول‪ :‬إذا حققت أن الكوان ثابتة بإثباته‪ ،‬محوة بأحدية ذاته‪ ،‬علمت علم يقي أن الكوان والكان والزمان‬
‫ل وجود لا‪ ،‬وأن الق كما كان وجوده وحده ول أين ول مكان‪ ،‬بقي كذلك‪ ،‬ل أين ول مكان ول زمان‪ ،‬نورُ‬
‫أحديته مى وجود الكوان‪ ،‬فانتفى بوجوده الزمان والكان‪ ،‬ول يبق إل الواحد النان(‪...)3‬‬
‫ويقول‪... :‬ث قال أي ابن البنا السرقسطي‪:‬‬
‫فبدعة يقدح ف الصول‬ ‫أو قال بالظهور واللول‬
‫قلت ‪-‬القائل ابن عجيبة‪ :-‬مراده بالظهور‪ :‬ظهور الذات العالية لبصر الس‪ ،‬حت تدرك بالبصر السي‪ ،‬وقد‬
‫قال تعال‪(( :‬ل تُ ْدرِ ُكهُ الَْبصَارُ)) [النعام‪ ،]103:‬وإنا تدركه البصية‪ ،‬فإذا انفتحت وقوي نورها‪ ،‬استولت على‬
‫البصر‪ ،‬فصار الكم لا‪ ،‬فالبصر ل يرى إل الس‪ ،‬والبصية ل ترى إل العن؟ وقد يتلطف الس فيصي كأنه معن‪،‬‬
‫فيكون ما تراه البصية ف حق العيان‪ ،‬وهو مل الشهود‪ ،‬إذ الس ل يفارق العن‪ ،‬وأما اللول‪ ،‬فمعناه‪ :‬إثبات‬
‫السوى وحلول اللوهية فيه‪ ،‬وهو كفر صراح‪ ،‬فمن ادعى شيئا من الظهور واللول فارفضه‪ ،‬فقد أتى ببدعة تقدح‬
‫ف أصول إيانه والعياذ بال من الزلل‪.‬‬
‫ث قال (أي‪ :‬السرقسطي)‪:‬‬
‫قبل الفنا عنه فما أقصاه‬ ‫وقوله أنا الذي أهواه‬
‫إذا قال الفقي‪ :‬أنا من أهوى ومن أهوى أنا‪ ،‬قبل تقق فنائه‪ ،‬فما أبعده عن الصواب‪ ،‬وإذا تقق فناؤه‪ ،‬فل‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)342:‬‬


‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)419:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)297:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪146‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يقول ذلك إل مع من يصدقه ف حاله‪ ،‬وإل تعرض لقتله(‪...)1‬‬
‫* تعليق‪:‬‬
‫يعن بالظهور‪ :‬الرؤية بالعي الجردة (الاسة البصرية)‪ ،‬وقد مر معنا معن اللول عندهم‪ ،‬وقد يعبون‪ ،‬ف‬
‫عصرنا هذا‪ ،‬عن اللول بقولم‪ :‬التلبس‪ ،‬وقد سعت من يقول‪ :‬إن الول يتلبسه ال‪ ،‬وف هذه الالة‪ ،‬عندما يتكلم‬
‫الول‪ ،‬فالتكلم حقيقة هو ال‪ ،..‬وطبعا قائل هذا القول هو إنسان جاهل بالصوفية‪ ،‬فاللول عندهم كفر‪ ،‬وكذلك‬
‫التاد! لن هذا وذاك ل يكون إل بي اثني‪ ،‬ول يوجد إل واحد‪.‬‬
‫والتعليقات كثية‪ ،‬أتركها للقارئ‪.‬‬
‫ويقول ول ال الدهلوي(‪:)2‬‬
‫والفناء إما شفاهي‪ ،‬وإما حجاب‪ ،‬أما الشفاهي فانصباغٌ بقيقة الذات‪ ،‬ل تلياته‪ ،‬انصباغا قويا تاما‪ ،‬ويتص‬
‫برجل شديد‪ ،‬فصوْرة مزاجه ل تنقهر إل بتكرار التجليات‪ ،‬قوي جذبه ل يغادرحالً ول شيئا إل غلبه وقهره‪ ،‬ول‬
‫يدعه حت يبلغ الدرجة القصوى‪.‬‬
‫‪...‬وذلك لنه ربا ل يتحقق الفناء الشفاهي‪ ،‬وحينئذ تظهر النفس ف صورة الربوبية‪ ،‬فيعسر زواله‪ ،‬ويعقب‬
‫خلفه خزيا شديدا ف الياة الدنيا(‪.)3‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬قوله‪ :‬فصورة مزاجه‪ ،‬أي‪ :‬فصورة مزاج الفناء‪...‬‬
‫‪ -‬وقوله‪... :‬فيعسر زواله‪ ،‬أي‪ :‬يعسر زوال ظهور صورة الربوبية‪ ،‬فيبقى الول يقول عن نفسه‪ :‬أنا الق‪....‬‬
‫‪ -‬وقوله‪ :‬ويعقب خلفه خزيا شديدا‪ ،...‬نعلم ما هو هذا الزي؟ إنه التكفي‪...‬والقتل‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬وأما الاص‪ ،‬فكل فناء ف حضرة الذات‪ ،‬كان مع الصورة الزاجية‪...‬وأصل مذهبهم أن يتجشموا‬
‫عملً نينيا‪ ،‬وذلك العمل أن يتلطفوا من أنفسهم‪ ،‬فينقدح لم سر عظيم الشأن‪ ،‬على درجاته‪.‬‬
‫فأول ما ينقدح استناد الفعال إل ال سبحانه‪ ،‬فهناك يتوكل على ال ول ياف إل إياه‪ ،‬وهذا َظ ْهرُ السر ف‬
‫ل سبحانه ف عي كل فعل على أن الفعل من أستاره وتقيداته‪ .‬ووجه أوليتها‬ ‫الدرجة الول‪ ،‬وأما بطنها‪ ،‬فأن يُرى ا ُ‬
‫أن الفعال على شرف العدم ف نفس المر‪ ،‬وإنا الوطن العلمي من تثلت هذا الوطن‪ ،‬وهذه هي (الحاضرة)‬
‫عندهم‪.‬‬
‫وثانيا‪ :‬ينقدح لم استناد الصفات بأجعها إليه‪ ،‬فيى أن كل بصره فهو من بصره‪ ،‬وكل سع فهو من سعه‪،‬‬
‫إل غي ذلك؟ ولعلك حرور باقتناص بطنها ووجه ثانويتها‪ ،‬فهذه هي الكاشفة‪.‬‬
‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)456 ،455:‬‬
‫‪ )(2‬أبو الفياض ول ال أحد بن أب الفيض عبد الرحيم الدهلوي (نسبة إل دهلي) شيخ مدثي الند ف القرون الخية‪ ،‬توف سنة (‪1176‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬الي الكثي‪( ،‬ص‪.)106:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪147‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وثالثا‪ :‬ينقدح استناد الذوات‪ ،‬فيى أن كل ذات فهو من ذاته‪ ،‬فإذا انتقل إل بطنها‪ ،‬وهو أن الواجبَ َج ّل‬
‫مَجْدُه سَنْ ٌخ ك ّل موجود‪ ،‬وأن كلّ موجو ٍد مُفاضٌ منه إفاض ًة مقدسة‪ ،‬ث السي إل ال‪ ،‬وهذه هي (الشاهَدة)‪ ،‬ث إن‬
‫جذبات ال تعال تاذبه حينا فحينا حت ترتفع الجب والتقيدات ول يبقى إل ذو اللل والكرام ف وحدته‬
‫وكبيائه‪ ،‬ويكون الدرَك عي الدرِك‪ ،‬فل يعلم بالعلم الضوري إل ال سبحانه(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬مر هذا النص ف معناه أكثر من مرة ف الصفحات السابقة‪ ،‬ملخصه أن السالك ف سيه إل العرفة‪ ،‬أي إل‬
‫معرفة وحدة الوجود‪ ،‬ير ف ثلث مراحل‪:‬‬
‫أولً‪ :‬معرفة وحدة الفعال‪ ،‬حيث يشاهد الواصل ذوقا واستشعارا أن كل الركات الت تري ف الكون هي‬
‫حركات الواحد وأفعاله‪ ،‬وهذه هي الحاضرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬معرفة وحدة الصفات حيث يشاهد الواصل أن الصفات جيعها الت يراها الحجوبون صفات لخلوقات‪،‬‬
‫مثل‪ :‬سيع‪ ،‬بصي‪ ،‬طويل‪ ،‬عريض‪ ،‬أحر‪ ،‬أخضر‪ ،‬شجاع‪ ،‬جبان‪ ..‬هي صفات للواجب جل مده (حسب تعبي‬
‫الدهلوي) تظهر ف تعيناته الت يظنها الحجوبون غيه‪ ،‬وهذه هي الكاشفة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وحدة الذات‪ ،‬أو وحدة الوجود‪ ،‬وهذه هي الشاهدة‪ ،‬وف واقع المر إن الصل هو وحدة الوجود‪ ،‬وما‬
‫وحدة الفعال ووحدة الصفات إل نتائج لا‪.‬‬
‫ويب أن نعرف أن هذا الترتيب قد يصل لواصل وقد ل يصل‪ ،‬وهو تابع‪ ،‬إل حد ما‪ ،‬لتوجيهات الشيخ‬
‫وإياءاته‪.‬‬
‫ويقول ول ال الدهلوي أيضا‪:‬‬
‫ول يهولنك صدور الكائنات الدنسية من سَنْخ القدوسية على سبيل الظهور والتمثل‪ ،‬فإنه لكل متدنس قدوسية‬
‫هي أقرب من حبك وريده‪ ،‬وهو أبعد منها با هو هو كبعد الشرقي(‪...)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬هذه القولة هي مثل مقولة ابن سبعي‪ :‬واتد فيه النجو مع الورد‪ .‬ومثل مقولة الششتري‪ :‬وف النازير مع‬
‫القرود‪ .‬ومقولة ابن عجيبة‪ :‬متلزمان ف القام متضادان ف الحكام‪.‬‬
‫ومثل قول قائلهم‪ :‬وما الكلب والنير إل إلنا‪ .‬وغيها من القوال الماثلة الت مرت والت ستمر‪.‬‬
‫ويقول أيضا مقررا‪:‬‬
‫قال الشيخ صدر الدين القونوي(‪ :)3‬الق سبحانه من حيث وحدة وجوده‪ ،‬ل يصدر عنه إل الواحد‪ ،‬لستحالة‬

‫‪ )(1‬الي الكثي‪( ،‬ص‪.)105 ،104:‬‬


‫‪ )(2‬الي الكثي‪( ،‬ص‪.)21:‬‬
‫‪ )(3‬صدر الدين ممد بن إسحاق القونوي تلميذ ابن عرب وابن زوجته‪ ،‬له مكاتبات مع نصي الدين الطوسي وزير هولكو‪ ،‬مات ف قونية سنة (‪673‬هـ‪-‬‬
‫‪1275‬م)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪148‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫إظهار الواحد وإياده‪ -‬من حيث كونه واحدا‪ -‬غي الواحد‪ ،‬وذلك الواحد عندنا هو الوجود العام الفاض على‬
‫أعيان الكونات ما وجد منها وما ل يوجد ما سبق العلم بوجوده‪ ،‬وهذا الوجود مشترك بي القلم العلى الذي هو‬
‫أول موجود‪ ،‬السمى بالعقل الول أيضا‪ ،‬وبي سائر الوجودات‪ ،‬ليس كما يذكره أهل النظر من الفلسفة‪ ،‬فإنه ليس‬
‫ثة عند الحققي إل الق‪ ،‬والعال ليس بشيء زائد على معلومه ل تعال أولً‪ ،‬التصفة بالوجود ثانيا(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫نلحظ ف هذا النص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬وضوح عقيدة وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪ -2‬إيان قطبي كبيين با‪ :‬القونوي صاحب النص‪ ،‬والدهلوي الذي أورده مقرا با فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬العقيدة الساعيلية الت هي أصلً من اليونانيات‪ :‬الصدور والفيض والعقل الول‪...‬‬
‫‪ -4‬ماولتهم التوفيق بي السلم واليونانيات عندما جعلوا العقل الول (وهو من اليونانيات) هو القلم الوارد‬
‫ف الديث الشريف‪.‬‬
‫‪ -5‬يالفون أصحاب اليونانيات (أهل النظر من الفلسفة) الذين يقولون‪ :‬إن العقل الول انفصل عن الق‬
‫سبحانه وصار كأنه غيه رغم أنه صدر عنه بالفيض‪ ،‬بينما يقرر الحققون (أي‪ :‬الصوفية) أنه ليس ثة إل الق‪ ،‬حيث‬
‫ل وصل ول فصل ول غيه‪ .‬وللعلم‪ :‬القلم العلى الذي هو أول موجود‪ ،‬السمى بالعقل الول‪ ،‬هو ممد صلى ال‬
‫عليه وسلم عندهم‪.‬‬
‫ويقول الدهلوي أيضا مقررا‪:‬‬
‫قال مولنا عبد الرحن الامي(‪ -)2‬بعدما فضل القول ف تسويغ كون الوجود العام النبسط على هياكل‬
‫الوجودات عي الواجب جّل مده بذه اللفاظ‪ :-‬الصوفيون القائلون بوحدة الوجود‪ ،‬لا ظهر عندهم أن حقيقة‬
‫الواجب هو الوجود الطلق‪ ،‬ل يتاجوا إل إقامة الدليل على توحده ونفي الشريك عنه (أي‪ :‬الشريك ف الوجود)‪،‬‬
‫فإنه ل يكن أن يتوهم فيه اثنينية وتعدد من غي أن يُعتب فيه تعي وتقيد(‪...)3‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص يظهر إيان الامي والدهلوي بوحدة الوجود‪ ،‬وكلها من القطاب‪.‬‬
‫ويقول أحد زين الدحلن(‪:)4‬‬

‫‪ )(1‬الي الكثي‪( ،‬ص‪.)37:‬‬


‫‪ )(2‬نور الدين‪ ،‬عبد الرحن بن أحد الامي‪ ،‬ولد ف جام من بلد ما وراء النهر‪ ،‬وتوف ف هراة سنة (‪898‬هـ‪1492-‬م)‪.‬‬
‫‪ )(3‬الي الكثي‪( ،‬ص‪.)38:‬‬
‫‪ )(4‬شيخ مشايخ السلم ورئيس العلماء العلم‪ ،‬شيخ الفريقي وإمام الطريقي أحد بن زين الدحلن‪ ،‬ولد ف مكة وتوف ف الدينة سنة (‪1304‬هـ‪-‬‬
‫‪1886‬م)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪149‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬قال أهل العرفة‪ :‬إن تلّي الق سبحانه وتعال على الدوام‪ ،‬ول ينع من ظهور أنوار التجلي إل الشتغال‬
‫سوَى والقبال على الغي‪ ،‬فلذلك يأمر الشياخ الريدين بذكر ل إله إل ال‪ ،‬لنا مكنسة الغيار‪ ،‬فإذا ذهب‬‫بال ّ‬
‫سوَى ظفر بالول‪ ،‬فالق سبحانه وتعال ليس بغائب‪ ،‬إنا الغائب أنت لشتغالك بسواه‪ ،‬فأحضر قلبك تكن كأنك‬ ‫ال ّ‬
‫تراه‪ ،‬وهذا هو مقام الحسان‪ ،‬فإن ل تكن تراه فإنه يراك‪.‬‬
‫وهاهنا نكتة ذوقية ف قوله صلى ال عليه وسلم‪{ :‬فإن ل تكن تراه فإنه يراك}‪َ ،‬فهِمها بعض العارفي حيث‬
‫قال‪( :‬تكن)‪ :‬تامة بعن توجد‪ ،‬أي‪ :‬فإن ل توجد‪ ،‬بأن فنيت فيه‪ ،‬فإنك تراه‪ ،‬أي إذا تققت بقام الفناء‪ ،‬نلت مقام‬
‫الشهود‪ ،‬وهو الرؤية القلبية الت تصي ف الخرة بصرية؛ ول ُيشْكل على ذلك أن مقتضى هذا العن أن يكون (تراه)‬
‫جواب الشرط‪ ،‬ومقتضى قواعد العربية حذف اللف من (تراه) لنه مزوم جوابا للشرط‪ .‬لنا نقول‪ :‬إن بعض‬
‫العرب يبقي مثل هذه اللف ف الفعل الجزوم‪ ،‬فل مانع أن يرج ذلك على تلك اللغة لفادة هذا العن اللطيف؟‬
‫ويكون قوله‪( :‬فإنه يراك)‪ :‬كلما مستأنفا‪.‬‬
‫والاصل أن الصل ف ذلك كله التحلي بالتوحيد‪ ،‬ومعرفة أن الشياء كلها صادرة منه سبحانه وتعال‪،‬‬
‫ومستمدة من فضله‪ ،‬فلو أنك ل تصل إليه إل بعد فناء مساويك ومو دعاويك ل تصل إليه أبدا‪.‬‬
‫ولكن إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك بوصفه‪ ،‬وَنعْتَك بنعته‪ ،‬وأوصلك إليه با مِنْه إليك‪ ،‬ل با مِنْك‬
‫إليه‪ ،‬عناية بك(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬نن ف هذا النص‪ ،‬أمام أسلوب جديد ومبتكر ف تفسي الديث‪ ،‬ول حاجة بنا للتعليق‪ ،‬لنه من البدهي أن‬
‫الذي يرف كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم من بعد مواضعه‪ ،‬يكون منحدرا ف منلقٍ سحيق‪.‬‬
‫وقد أصبحت ‪-‬الن‪ -‬العبارات‪( :‬الشياء كلها صادرة منه ومستمدة من فضله)‪ ،‬و(فناء مساويك ومو‬
‫دعاويك)‪ ،‬مفهومة تاما لدينا‪ ،‬فالعبارتان الوليان تعنيان الوحدة‪ ،‬والثانيتان تعنيان‪ :‬الفناء عن الغيار‪ ،‬أي عدم شهود‬
‫اللق‪ ،‬فل خلق موجود‪ ،‬ويقول‪... :‬فالسالك سائر عن عال الطبيعة إل عال اللكوت‪ ،‬ومنه إل عال البوت‪ ،‬ومنه‬
‫إل عال حضرة اللهوت‪ ،‬حضرة تحى فيها العبارة والشارة‪ ،‬وتذهب الساء والرسوم‪ ،‬ول يبقى هناك مشهود إل‬
‫الي القيوم‪ ،‬فإذا ظهرت شس العرفة ذهبت نوم التفرقة‪ ،‬فل يشهد النتهي إل موله‪ ،‬ول يظهر له فعل ول وصف‬
‫ول وجود إل ل‪ ،‬فمن عرف ال شهده ف كل شيء‪ ،‬فل يتوحش من شيء ويستأنس به كل شيء‪ ،‬ويستأنس هو‬
‫من كل شيء‪ ،‬ويشهد معن قوله تعال‪(( :‬كُلّ شَ ْيءٍ هَاِلكٌ ِإلّا وَ ْج َههُ)) [القصص‪ ]88:‬عيانا‪ ،‬ويفهم معن قوله صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ }:‬أصدق كلمة قالا الشاعر لبيد‪:‬‬
‫أل كل شيء ما خل ال باطل‪.....................‬‬
‫وتشرق على قلبه لعة من قوله تعال‪ُ (( :‬هوَ ا َلوّ ُل وَال ِخرُ وَالظّا ِه ُر وَاْلبَاطِنُ)) [الديد‪ ،]3:‬ويتجلى له‪:‬‬

‫‪ )(1‬تقريب الصول لتسهيل الوصول‪( ،‬ص‪.)217 ،216:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪150‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫((فََأيْنَمَا ُتوَلّوا َفثَ ّم وَ ْجهُ الّلهِ)) [البقرة‪ ،]115:‬ويرتفع عنه اشتباه معن‪(( :‬وََنحْنُ أَ ْق َربُ إِلَْي ِه مِنْ حَبْ ِل اْل َورِيدِ)) [ق‪:‬‬
‫‪ ،]16‬وينطق بالق‪ ،‬لن الق يكون حينئذ سَ ْمعَه وَبصَرَه ولسانَه‪ ،‬كما ف الديث القدسي‪{ :‬فإذا أحببته كنت سعَه‬
‫الذي يسمع به وبصرَه الذي يبصر به ولسانَه الذي ينطق به}‪.‬‬
‫والاصل أن العارف يصل إل حالة يفن فيها عن أفعاله وأوصافه وذاته‪ ،‬فل يشهد إل فعل موله وأوصافه‬
‫وذاته‪ ،‬وهذا يسمى جعا‪ ،‬ومع ذلك ل يجبه هذا عن فرقه‪ .‬فالعارف ل يجبه جَمعه عن فرقه‪ ،‬ول فرقه عن جَمعه‪،‬‬
‫ول صحوه عن سكره‪ ،‬ول سكره عن صحوه‪ ..‬ويوضح لك شَمّة من ذلك قولُه تعال‪َ (( :‬ومَا َرمَْيتَ ِإ ْذ َرمَْيتَ وََلكِنّ‬
‫الّلهَ َرمَى)) [النفال‪ ،]17:‬فنفى عنه الرمي أولً بقوله‪( :‬وما رميت)‪ ،‬وهو عي المع‪ ،‬وأثبته ثانيا بقوله‪( :‬وإذ‬
‫رميت)‪ ،‬وهو عي الفرق‪ ،‬ث قال‪( :‬ولكن ال رمى)‪ ،‬أي إن الرمي منسوب إل ال(‪.)1‬‬
‫ويقول مصطفى العروسي(‪ )2‬شيخ مشايخ السلم‪:‬‬
‫المد ل الذي عي العيان بفيض نوره القدس‪ ،‬وقدرها بعلمه ف ذاته على وجه الكمة النفس‪...‬فسبحانه‬
‫من إله قد تلى بذاته لذاته‪ ،‬فأبدع آدم وأودعه مظاهر أسائه النعوتة (بالعالَم)‪ ،‬وأجل فيه جيع القائق وألم‪ ،‬فجعله‬
‫مظهر اسه الامع لا تأخر وتقدم‪ ،‬وجعل له من نعوت التلوين ما قد يكون بغي التمكي مزلة للقدم‪ ،‬ومنحه سر‬
‫العليم العلم‪ ،‬فهو العال(‪ )3‬والعلم والعلّم والاكم والحكوم عليه والكم(‪ ،)4‬والسمى بالساء السن‪ ،‬ومرآة درج‬
‫الكمال السن‪...‬كيف ل وهو النسان الكامل والطلسم العمى على سائر الواخر والوائل‪...‬مَنْ قيل فيه لولك ما‬
‫خلقت الفلك‪...‬سيدنا ورسولنا أبو القاسم‪ ،‬جع الوامع‪ ،‬وسر السرار‪ ،‬مَنْ كان من نوره سائر النوار‪ ،‬فهو السم‬
‫العظم‪ ،‬الناطق بلسان‪{ :‬أنا سيد ولد آدم}‪ ،‬أول التعينات اللية‪ ،‬وآخر الدللت الرشادية البعوث إل كافة‬
‫الرواح والجسام‪ ،‬من الجردات والركبات‪ ،‬من أول التعيي إل آخر التام(‪ .)5‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬الديد ف هذا النص هو قوله‪ :‬البعوث إل كافة الرواح والجسام من الجردات والركبات!! وهذا الكلم‬
‫يعن أن ممدا صلى ال عليه وسلم مبعوث إل القرود والذئاب والررة والفئران والكلب والنازير!! كما أنه‬
‫مبعوث رسولً إل الزابل والجارة والتراب‪ ،‬وإل اليدروجي والكسجي والزوت والديد والنحاس‪ !..‬لكن ما‬
‫هي رسالته لؤلء؟!‬
‫الكشف أعلم!! لن الكشف يعلم ما ل عي رأت ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر‪ ،‬ويعلم ما ل يعلمه‬
‫رسل ال ول كتبه ‪-‬والشتكى إل ال‪.-‬‬
‫‪ -‬كما نرى العبارة‪ :‬أول التعينات اللية وآخر الدللت الشارية‪ .‬الت تعن‪:‬‬
‫‪ )(1‬تقريب الصول لتسهيل الوصول‪( ،‬ص‪.)266:‬‬
‫‪ )(2‬شيخ الامع الزهر حت سنة (‪1870‬م)‪ ،‬مات سنة (‪1876‬م) الوافق لـ(‪1293‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬وردت ف الكتاب (فهو العلم والقلم والعلّم) وهي غلطة مطبعية كما هو واضح‪.‬‬
‫‪ )(4‬وردت ف الكتاب (الحكم)‪ ،‬وهي غلطة مطبعية كما هو واضح‪.‬‬
‫‪ )(5‬حاشية العروسي‪( ،‬ص‪.)2:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪151‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أول تشكل صدر عن ذات ال وخات الرسل‪ ،‬وقد عرف القربون الصديقون الولياء العارفون هذا المر من‬
‫حديث موضوع‪ ،‬وضعه أحد الكذابي الضالي الضلي‪ ،‬ولكن كشفهم صحح هذا الديث‪ ،‬وإذا قال الكشف‬
‫فصدقوه! فإن القول ما قاله الكشف!!‬
‫ويقول‪... :‬وهذه الضرة‪ ،‬أي حضرة الذات الحدية‪ ،‬أو حضرة العماء‪ ،‬أو الضرة الواحدية‪ ،‬تتعي بالتعي‬
‫الول‪ ،‬لنا مل الكثرة‪ ،‬ومظهر ظهور القائق والنسب السائية‪ ،‬وكل ما تعي فهو ملوق‪ ،‬فهي العقل‬
‫الول‪...‬القائل بذا القول يسمي هذه الضرة بضرة المكان‪ ،‬وحضرة المع بي أحكام الوجوب والمكان‪،‬‬
‫والقيقة النسانية‪ ،‬وكل ذلك من قبيل الخلوقات‪ ،‬ويعترف بأن الق ف هذه الضرة متجل بصفات‬
‫اللق‪...‬ويوضح قولنا‪ :‬يُشار باللف إل الضرة الحدية‪ .‬أن القيقة إن أُخذت بشرط أن ل يكون معها شيء‪ ،‬فهي‬
‫السماة بالرتبة الحدية الستهلكة فيها جيع الساء والصفات‪ ،‬وتسمى أيضا‪( :‬جع المع)‪ ،‬و(حقيقة القائق)‪،‬‬
‫و(العماء)‪ ،‬وإن أخذت بشرط شيء‪ :‬فإما أن تؤخذ بشرط جيع الشياء اللزمة لا‪ ،‬كلياتا وجزئياتا السماة بالساء‬
‫والصفات‪ ،‬فهي الرتبة اللية السماة عندهم (بالواحدية)‪ ،‬و(مقام المع)‪ ،‬وهذه الرتبة باعتبار اليصال لظاهر الساء‬
‫الت هي للعيان والقائق‪ ،‬إل كمالتا الناسبة لستعداداتا ف الارج‪ ،‬تسمى مرتبة‪( :‬الربوبية)‪ ،‬وإن أخذت ل‬
‫بشرط شيء‪ ،‬ول بشرط ل شيء‪ ،‬فهي السماة بـ‪( :‬الوية السارية ف جيع الوجودات)‪ ،‬وإن أخذت بشرط ثبوت‬
‫الصور العلمية فيها‪ ،‬فهي مرتبة (السم الباطن الطلق‪ ،‬والول‪ ،‬والعليم‪ ،‬ورب العيان الثابتة)‪ ،‬وإن أخذت بشرط‬
‫كليات الشياء فقط‪ ،‬فهي مرتبة السم‪( :‬الرحن‪ ،‬ورب العقل الول السمى بلوح القضاء‪ ،‬وأم الكتاب‪ ،‬والقلم‬
‫العلى)‪ ،‬وإن أخذت بشرط أن الكليات فيها جزئيات مفصلة ثابتة من غي احتجابا عن كلياتا‪ ،‬فهي مرتبة السم‬
‫(الرحيم‪ ،‬رب النفس الكلية السماة بلوح القدر‪ ،‬وهو اللوح الحفوظ‪ ،‬والكتاب البي)‪ ،‬وإن أخذت بشرط أن تكون‬
‫الصور الفضلة جزئية متغية‪ ،‬فهي مرتبة السم (الاحي والثبت والحيي‪ ،‬رب النفس النطبعة ف السم الكلي‪،‬‬
‫السمى بلوح الحو والثبات)‪...‬ومرتبة النسان الكامل عبارة عن جيع الراتب اللية والكونية‪ ،‬من العقول والنفوس‬
‫الكلية والسية‪ ،‬ومراتب الطبيعة إل تنلت الوجود‪ ،‬وتسمى بالرتبة العمائية أيضا‪ ،‬فهي مضاهية للمرتبة اللية‪ ،‬ول‬
‫فرق بينهما إل بالربوبية والربوبية‪ ،‬فلذلك صار خليفة ال سبحانه وتعال(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫نلحظ ف هذا النص الطويل (وقد حذفت منه كثيا) ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يُظهرأن الساء السن هي مظاهر الكون‪ ،‬ويضيف إل الساء السن‪ ،‬أساء ابتدعها القوم على أنا من‬
‫أساء ال‪ ،‬مثل‪( :‬الوية السارية‪.)..‬‬
‫‪ -2‬يوفق بي الفلسفة اليونانية (الفلطونية الديثة) الت تبناها الساعيلية‪ ،‬وبي العقيدة السلمية‪ ،‬وف هذا‬
‫دليل على أن ف الصوفية نُسُغا يونانيا‪.‬‬

‫‪ )(1‬نتائج الفكار القدسية‪( ،‬حاشية العروسي)‪( ،‬ص‪.)5:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪152‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -3‬يبي عقيدة القوم بالنسان الكامل‪ ،‬وأفكار غيها يراها القارئ‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬وظلّ الل ِه هو النسان الكامل التحقق بالضرة الواحدية‪ ،‬والعال الذي هو علمة على وجود‬
‫موجده (الظل الثان)‪ ،‬إذ ليس إل الوجود الق الظاهر بصور المكنات كلها‪ ،‬فلظهوره بتعيناتا سُمي باسم السوى‬
‫والغي‪ ،‬وذلك باعتبار إضافته إل المكنات‪ ،‬إذ ل وجود للممكنات إل بجرد هذه النسبة‪ ،‬وإل فالوجود عي الق‪،‬‬
‫فالمكنات ثابتة على عدميتها‪...‬فالعالَم صورة الق‪ ،‬والق هوية العالَم وروحه(‪..)1‬‬
‫ويقول‪... :‬وإن جيع الوجودات مستمدة من وجوده‪ ،‬فهو هي‪ ،‬وهي هو‪ ،‬على معن‪( :‬ل هو إل هو)‪ ،‬كان‬
‫ال ول شيء معه‪ ،‬ويبقى ال ول شيء معه‪ ،‬وإنا الكائنات تعينات له مصوصة ف أزمنة مصوصة مكوم عليها‬
‫لكَ ُم عَليّة‪ ،‬وأسرار إلية علمها من علمها وجهلها من جهلها بتدبيه‬
‫بأحكام مصوصة‪ ،‬ث إليه يرجع المر كما بدا‪ ،‬ا ِ‬
‫تعال وتقديره‪ ،‬ل يسأل عما يفعل فافهم‪ ،‬ول تك أسي النقل والتقليد(‪.)2‬‬
‫ويقول الشيخ عبد الرزاق القاشان(‪...)3‬‬
‫‪...‬أي كل خلق تراه العي فهو عي الق‪ ..‬ولكن خيال الحجوب ساه خلقا لكونه مستورا بصورة خلقية‪،‬‬
‫متجبا با‪ ،‬وإن كان متجليا ل يعرفه(‪...)4‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫نلحظ مالفة للقاشان‪ ،‬فهو هنا يشرح (فصوص الكم) لبن عرب‪ ،‬وابن عرب يقول‪ :‬الق خلق وما اللق‬
‫حق‪ ،‬وقد شرحها العيدروس فيما مر قبل صفحات‪ ،‬بقوله بعد شرح‪... :‬فل يصح أن يقال‪ :‬اللق عي‬
‫الق‪...‬بلف أن يقال‪ :‬الق عي اللق‪ ،‬فإنه صحيح‪....‬بينما نرى القاشان يقول‪ :‬كل خلق‪ ،‬فهو عي الق‪ ،‬وهو‬
‫اختلف ف أسلوب التعبي فقط‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فمن عرف علم الطريق‪ ،‬وأنه ليس إل الق‪ ،‬إذ ل شيء غيه عليه‪ ،‬عرف أن أسفل سافلي ل يلو‬
‫عن الق‪ ،‬فعلم أن الهنميي ف القرب وإن توهوا البعد(‪..)5‬‬
‫ويقول‪... :‬وإن تعلقت مشيئته بإرادة الرزق لنا من لدنه‪ ،‬فهو الراد أن يكون لنا رزقا‪ ،‬من حيث إنه الوجود‬
‫الق‪ ،‬فيوجدنا كما يشاء‪ ،‬ويتفي فينا‪ ،‬ويُظهرنا كالغذاء بالنسبة إل الغتذي؟ فإنا نقوش وهيئات وشئون وتعينات ل‬

‫‪ )(1‬نتائج الفكار القدسية‪.)1/8( :‬‬


‫‪ )(2‬نتائج الفكار القدسية (‪.)2/20‬‬
‫‪ )(3‬الستاذ الفاضل والعال الكامل الشيخ عبد الرزاق القاشان‪ ،‬توف بعد سنة (‪730‬هـ)‪ ،‬وكان مله أن يرد ف مكان سابق حسب تاريخ وفاته‪ ،‬لكن‬
‫أوردته هنا لنن ل أعثر على ترجة له‪ ،‬ول أعرف تاريخ وفاته‪ ،‬وظننت أنه من أحياء القرن الثالث عشر هجري‪ ،‬فأوردته هنا‪ ،‬ث عثرت على كتاب آخر له‬
‫هو رشح الزلل ف شرح اللفاظ التداولة بي أرباب الذواق والحوال‪ ،‬وقد ذكر الحقق ف مقدمته أنه توف بعد سنة (‪730‬هـ)‪ ،‬وهو شيعي (حسب‬
‫الصوفية بي المس واليوم (ص‪ ،)136:‬وكتبه مقدسة عند جيع التصوفة السنة والشيعة‪.‬‬
‫‪ )(4‬شرح فصوص الكم للقاشان (ص‪.)152:‬‬
‫‪ )(5‬شرح الفصوص للقاشان‪( ،‬ص‪.)156:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪153‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وجود لنا ول تقق‪ ،‬فهو التعي بنا‪ ،‬ومظهرنا‪ ،‬وغذاؤنا بالوجود‪ ،‬كما نن غذاؤه بالحكام(‪...)1‬‬
‫ويقول أحد الصاوي الالكي اللوت(‪ )2‬ف شرح الصلوات الدرديرية‪ :‬بتجلي الساء والصفات‪ ،‬أي‪ :‬بظهور‬
‫أسائك العظيمة وصفاتك الكرية بيث ل نشهد حادثا من الوادث‪ ،‬ول كونا من الكوان‪ ،‬إل بشهود الساء‬
‫والصفات قبله‪ ،‬لكون الكوان آثارها‪ ،‬وهو معن قولم‪ :‬العارف يرى ال ف كل شيء‪ ،‬وقول بعض العارفي‪:‬‬
‫تدل على أنه واحد‬ ‫وف كل شيء له آية‬
‫ومعن قول سيدي عبد الغن النابلسي‪:‬‬
‫حلية السن الهيب‬ ‫كل شيء عقد جوهر‬
‫ومعن حديث‪{ :‬ل يزال عبدي يتقرب إل بالنوافل حت أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سعَه الذي يسمع به‪ ،‬وبصرَه‬
‫الذي يبصر به‪ ،‬ويدَه الت يبطش با ورجلَه الت يشي با‪ }..‬الديث‪ .‬أي كنت مسموعَه عند سعه الوادث‪،‬‬
‫مبصورَه عنده إبصاره الوادث‪ ،‬وحولَه وقوتَه عند بطشه ومشيه‪ ،‬أي يشهدُن كذلك‪ ،‬لنا آثاري وهي ظاهرة ب‬
‫على حد قول بعض العارفي‪:‬‬
‫إن كنت مرتادا بلوغ كمال‬ ‫ال قل وذر الوجود وما حوى‬
‫عدمٌ على التفصيل والجال‬ ‫فالكل دون ال إن حققته‬
‫فوجـوده لـوله عي مال‬ ‫من ل وجود لذاته من ذاته‬
‫وهذا القام هو السمى بوحدة الوجود‪ ،‬ول يدركه الشخص إل بعد الفناء ف الحدية الذي قال فيه ابن‬
‫بشيش‪ :‬وزج ب ف بار الحدية‪ .‬ووحدة الوجود هذه يسمى صاحبها ف مقام البقاء ويسمى غَرقان ف بر الوحدة‬
‫الت هي شهود الول من حيث قيام الساء والصفات به(‪.)3‬‬
‫ويقول الشيخ حسن رضوان(‪ ،)4‬من منظومته (روض القلوب الستطاب)‪:‬‬
‫ف لفظة والكمة النوية‬ ‫وتنجلي الرقائق الطوية‬
‫فإنه من أعظم القاصد‬ ‫ل سيما ما كان ف العقائد‬
‫إشراق نور وحدة الوجود‬ ‫وحسبه من ذلك القصود‬

‫‪ )(1‬شرح الفصوص للقاشان‪( ،‬ص‪.)288:‬‬


‫‪ )(2‬من شيوخ الطريقة اللوتية عاش ف مصر وأخذ عن الدردير‪ ،‬مات ف سنة (‪ )1241‬ف مصر‪.‬‬
‫‪ )(3‬السرار الربانية والفيوضات الرحانية‪( ،‬ص‪.)60:‬‬
‫‪ )(4‬الشيخ حسن رضوان من كبار القوم‪ ،‬مصري توف عام (‪1310‬هـ)‪ ،‬ومنظومته هذه كما يقول زكي مبارك‪ ،‬تقرب من اثن عشر ألف بيت‪ ،‬وربا‬
‫كانت أعظم منظومة ف قواعد التصوف‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪154‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بل ف شهود العارفي باطل‬ ‫وكل ما سواه نم آفل‬
‫لملة الساء وهو الظاهر‬ ‫فليس إل ال والظاهر‬
‫با من السا عليه أشرقا‬ ‫فمن صفت مرآته تققا‬
‫(‪)1‬‬
‫وأدرك الواهب الكنونة‬ ‫وشاهد الَشَاهد الصونة‬
‫‪ -‬قوله‪:‬‬
‫بل ف شهود العارفي باطل‬ ‫وكل ما سواه نم آفل‬
‫هي شهادة واضحة وجريئة من (عارف) أن العقيدة السلمية باطلة ف شهود (العارفي)‪ ،‬لنا ل تؤمن بوحدة‬
‫الوجود‪ ،‬ولن القرآن الكري يكم على القائلي بوحدة الوجود بالكفر البي‪(( ،‬وَ َجعَلُوا َل ُه مِ ْن عِبَا ِدهِ ُج ْزءًا إِنّ‬
‫الِنسَانَ َل َكفُو ٌر مُِبيٌ)) [الزخرف‪.]15:‬‬
‫‪ -‬وقوله‪ :‬فليس إل ال والظاهر‪ ،‬يذكرنا بالذكر‪ :‬ليس إل ال‪ ،‬الذي استعمله جاعة منهم بد ًل من (ل إله إل‬
‫ال) كما مر آنفا‪.‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫إذا مَ ّن الق تعال على عبد من عباده‪ ،‬وصافاه بصفاء نفسه من كدورة التعلق با سواه‪ ،‬وطهره من جنابات‬
‫غفلته ورعونات شهوته‪ ،‬حت أفناه به فيه حق اليقي‪ ،‬وبلغ بذلك مرتبة (جع المع)‪ ،‬ولقت نفسُه بعالها العلوي‬
‫الصلي‪ ،‬قامت به حينئذ رقيقة لطيفة ذاتية حقية‪ ،‬مفاضة من جانب الق تعال بفيض رحانيته‪ ،‬ينكشف له به سريان‬
‫الوجود الق ف جيع ذرات المكنات‪ ،‬وسر تليات الساء والصفات‪ ،‬وظهوره ف كل مظهر بسب استعداده‪،‬‬
‫كشفا إيانيا‪ ،‬وذوقا روحانيا‪ ،‬فيى الق ف اللق‪ ،‬واللق بالق؟ وهذا هو مشهد كمل العارفي الحققي(‪ .)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬قبل النتقال إل غيه‪ ،‬ل بأس من إيراد شهادة تزكية للشيخ حسن رضوان من لفةٍ كبى ف الامع الزهر‪،‬‬
‫يقول زكي مبارك‪ :‬وقد حدثن الستاذ الشيخ مصطفى عبد الرازق (وكان شيخ الامع الزهر الكب)‪ ،‬أن البلد‬
‫الذي أقام فيه الشيخ حسن رضوان‪ ،‬كثر فيه العلماء والدرسون‪ ،‬فهو من الداة الصالي(‪.)3‬‬
‫ويقول الشيخ ممد مهدي الرواس (قطب الغوث)‪:‬‬
‫‪...‬قلنا‪َ :‬لزِم الشكر والعتبار‪ ،‬وطرحُ الدنيا عن الفكار‪ ،‬والشتغال بالؤثر عن الثار‪ ،‬إذ ما ف الدار غيه‬
‫ديار(‪.)4‬‬

‫‪ )(1‬من كتاب التصوف السلمي لزكي مبارك‪.)1/260( :‬‬


‫‪ )(2‬التصوف السلمي لزكي مبارك‪.)1/265( :‬‬
‫‪ )(3‬التصوف السلمي لزكي مبارك (‪.)10/260‬‬
‫‪ )(4‬فصل الطاب‪( .‬ص‪.)224:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪155‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪ :‬وبويعت ف الضرة‪ ،‬على دوام الضور بالنفراد الطوري من حيث مشهد القلب إل ال تعال‪ ،‬منقلبا‬
‫عن مشاهدة الكوان‪ ،‬ومنسلخا عنها انسلخ مقيم مع مراقبته‪ ،‬مترزا من انتقاد مراقبه‪ ،‬فإن الناقد بصي‪ ،‬والمر‬
‫القصود خطي‪ ،‬وإل ال تصي المور(‪.)1‬‬
‫‪ -‬إن العبارة عند ممد الهدي الصيادي تذكرنا بالعبارة عند عبد القادر اليلن‪ ،‬فهي ف القمة من حيث‬
‫السلوب الشاري الرمزي‪ ،‬وهذا النص الخي واضح بالنسبة للمتمرس بالساليب الصوفية‪ ،‬أما حديث العهد با‬
‫فيى نفسه أمام كلم غي مفهوم‪ .‬ويقول‪... :‬وطرْحُ هياكل الكوان‪ ،‬هو عبارة عن التحقق بالتوحيد الالص‪،‬‬
‫والعلم بأن اللق والمر ل سبحانه‪ ،‬أل له اللق والمر(‪ .)2‬اهـ‪.‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫التوحيد ف السلم ل يتاج إل طرح هياكل الكون ل كثيا ول قليلً‪ ،‬ول جلة ول تفصيلً‪ .‬أما عند‬
‫الصوفية‪ ،‬فطرحها هو الساس‪ ،‬لن هياكل الكون ل حقيقة لا باعتبارها هياكل‪ ،‬لن حقيقتها هي الق‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬الادة الثانية والتسعون من الائة الثانية‪ :‬طرح هياكل الكوان تققا بالتوحيد‪ ،‬مع حفظ الثار‪،‬‬
‫وإرجاع التأثي الذي يصدر عن الكل إل ال تعال(‪.)3‬‬
‫‪ -‬يعب ف هذا النص عن مقام (الفرق الثان)‪ ،‬وأترك تليله للقارئ‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫سواه يفن وهو باقٍ ل يزل‬ ‫آمنت بال الوجود كله‬
‫متثلً كتابه كما نزل‬ ‫فطهّر القلب لقدسه وكن‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ليس إل ال فاعل‬ ‫ولدى المرين حقا‬
‫واربطنْ فيه الوسائل‬ ‫ثق به واترك سواه‬
‫فهو برهانٌ الدلئل‬ ‫وخذ الادي إماما‬
‫كل مقبول وواصل‬ ‫واتبع القوم فمنهم‬

‫‪ )(1‬فصل الطاب‪( :‬ص‪.)54:‬‬


‫‪ )(2‬فصل الطاب‪( :‬ص‪.)62:‬‬
‫‪ )(3‬الجموعة النادرة‪( ،‬ص‪.)225:‬‬
‫‪ )(4‬الجموعة النادرة‪( ،‬ص‪.)291:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪156‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)5‬‬
‫ما خل ال فباطل‬ ‫َعرَفوا ال وحقاَ‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ول تتخذ فيها سوى شغله شغل‬ ‫وغب عن جيع الادثات لربا‬
‫برمشة عي ضمن حُجب فقل ل‬ ‫وإن وهبوك العرش والفرش والفضا‬
‫إل ال ل تشهد لدى غيه فعلً‬ ‫وسر سيت واسلك بنهج طريقت‬
‫على ُحصُر التسليم يا من سا عقلً‬ ‫وجردك من كل الوجودات واضطجع‬
‫‪ -‬يشي بذه البيات إل (وحدة الفعال)‪.‬‬
‫فل قوة للخلق طرا ول حول‬ ‫ول تر للمخلوق حو ًل وقوة‬
‫فلن ترى من ملى مشاربه أحلى‬ ‫وخذ ح ْل َو أمر ال ف الدين مشربا‬
‫‪ -‬البيتان يشيان إل (وحدة الصفات)‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وراف ْق مب ال إن قل أو جل‬ ‫ومَن قاد للغيار فاهجر سبيله‬
‫‪ -‬هذا البيت الخي يشي إل (وحدة الذات)‪.‬‬
‫‪ -‬ف البيتي‪( :‬وإن وهبوك العرش‪ ،)..‬و(وخذ حلو أمر ال‪ ،)..‬ف الشطر الثان من كل منهما خلل ف الوزن‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬من صلوات له‪:‬‬
‫اللهم اجعنا بك عليك‪ ،‬وارددنا منك إليك‪ ،‬وأرشدنا ف حضرة جع المع‪ ،‬حيث ل فرقة ول منع‪ ،‬إنك أنت‬
‫الانح الفاتح‪ ،‬تنح ما شئت من مواهب ربانيتك لن شئت(‪.)3‬‬
‫ويقول‪ :‬من نفس الصلوات‪.‬‬
‫اللهم صل على التخلق بصفاتك‪ ،‬الستغرق ف مشاهدة ذاتك‪ ،‬رسول الق‪ ،‬التخلق بالق‪ ،‬حقيقة مدد الق‬
‫((أَحَ ّق ُهوَ ُقلْ إِي َورَبّي ِإّنهُ َلحَقّ)) [يونس‪ ،]53:‬اللهم إنا قد عجزنا من حيث إحاطة عقولنا‪ ،‬وغاية أفهامنا‪،‬‬
‫ومنتهى إرادتنا‪ ،‬وسوابق همنا‪ ،‬أن نصلي عليه من حيث هو‪ ،‬وكيف نقدر على ذلك‪ ،‬وقد جعلت كلمك خلقه‪،‬‬
‫وأساءك مظهره‪ ،‬ومنشأ كونك منه(‪ .)4‬اهـ‪.‬‬

‫‪ )(5‬الجموعة النادرة‪( ،‬ص‪.)303:‬‬


‫‪ )(2‬الجموعة النادرة‪( ،‬ص‪ 289:‬و ‪.)290‬‬
‫‪ )(3‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)328:‬‬
‫‪ )(4‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)326:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪157‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬نن الن نعرف كثيا من مصطلحات القوم‪ ،‬ومنها (الشاهدة) وقد مرت قبل صفحات‪ ،‬إذن‪ ،‬فالعبارة‪:‬‬
‫الستغرق ف مشاهدة ذاتك واضحة العن‪ ،‬أترك للقارئ البحث عنها وتليلها‪.‬‬
‫وما يب أن نلحظه بشكل متميز‪ ،‬هو إدراجه للجملة‪(( :‬أَحَ ّق ُهوَ قُلْ إِي َورَبّي إِّنهُ لَحَقّ)) [يونس‪،]53:‬‬
‫الت توهم الساذج أنه يعن با العن العروف ف كتب التفسي‪ ،‬أي إن كلمة (حق) تعن الصدق‪ ،‬لكن بشيء من‬
‫التروي لن ترس بأسلوب القوم‪ ،‬يرى أنه يستعمل كلمة (حق) على أنا اسم من أساء ال السن‪ ،‬فهو يقول‪ :‬أممد‬
‫هو ال قل إي ورب إنه ال‪ .‬ث لننتبه إل قوله‪ :‬وأساءك مظهره‪ ،‬وإل قوله‪ :‬ومنشأ كونك منه‪ ،‬وكل هذا داخل فيما‬
‫يسمونه (القيقة الحمدية) الت هي جزء من عقيدة (وحدة الوجود)‪.‬‬
‫أما قوله‪( :‬ومنشأ كونك منه)‪ ،‬فهو أكثر وضوحا من قول البوصيي ف البدة‪:‬‬
‫ومن علومك علم اللوح والقلم‬ ‫فإن من جودك الدنيا وضرتا‬
‫ويقول (من نفس الصلوات)‪:‬‬
‫اللهم بك توسلت‪...‬أن تصلي عليه صلة أبدية ديومية قيومية إلية ربانية‪ ،‬تصفينا با من شوائب الطبيعة‬
‫الدمية‪ ،‬بالسحق والحق‪ ،‬وتطمس با آثار وجودنا الغيية عنا ف غيب غيب الوية‪ ،‬فيبقى الكل للحق ف الق بالق‪،‬‬
‫سهِمْ َحتّى َيتَبَيّنَ َلهُمْ أَّنهُ اْلحَقّ)) [فصلت‪5:‬‬
‫ق وَفِي أَْنفُ ِ‬
‫وترقينا با ف معاريج شهود وجود ((سَُنرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الفَا ِ‬
‫‪ - .)1(]3‬السحق‪ :‬ذهاب تركيبك تت القهر (ابن عرب ف اصطلح الصوفية)‪ ،‬ويفسره الدكتورعبد النعم الفن‪:‬‬
‫هو الضمحلل‪ ،‬أي ذهول العبد تاه قهر الق‪.‬‬
‫‪ -‬الحق‪ :‬فناء وجود العبد ف حضرة الق‪ ،‬أو فناء وجود العبد ف ذات الق‪ ،‬أو فناؤك ف عينه‪.‬‬
‫حقّ)) [فصلت‪ ،]53:‬فهو‬‫‪ -‬وسياق الكلم يُ ْظهِر العن الذي يشيون إليه من الية‪(( :‬حَتّى يََتبَيّ َن َلهُمْ َأّنهُ الْ َ‬
‫يعن أن ممدا هو الق‪ ،‬بعل الاء من (أنه) عائدة على ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وجعل (الق) من أساء ال‬
‫السن‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا الكلم يدور‪ -‬كما هو واضح‪ -‬حول القيقة الحمدية‪ ،‬وبالتال وحدة الوجود‪.‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫موتى وهم بِطَني الظن أحياء‬ ‫قد حاول المعَ أقوا ٌم فأرجعهم‬
‫والنبياء العراني الجلء‬ ‫فالعارفون بباب ال َفرْق موقفهم‬
‫والكل صدْمتُهم ف الدين دهاء‬ ‫قال اتادا أناسُ واللول حكوا‬

‫‪ )(1‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)340:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪158‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)2‬‬
‫منهم تلل بالتحويل أجزاء‬ ‫لو حل فيهم على فرض الحال لا‬
‫‪ -‬يقول ف البيت الول‪ :‬إن أقواما حاولوا الوصول إل مقام المع‪ ،‬ولكنهم فشلوا ورجعوا خائبي موتى‬
‫ويظنون أنفسهم أحياء‪ ،‬وطبعا يقول هذا الكلم ليقارنم مع نفسه والقام الذي وصل إليه‪.‬‬
‫‪ -‬وف البيت الثان يقول‪ :‬إن العارفي‪ ،‬وهم الذين وصلوا إل مقام الفرق الثان (أو صحو المع‪ ،)..‬وكذلك‬
‫النبياء‪ ،‬يقفون بباب الفرق‪ ،‬بعن أنم يظهرون للناس العبودية ل‪ ،‬ويكتمون سر (المع)‪.‬‬
‫‪ -‬يهمنا من هذه البيات‪ ،‬البيتان الخيان‪ ،‬لنه ينفي بما التاد واللول‪ ،‬ونعرف أن التاد ل يكون إل بي‬
‫اثني يتحدان ببعضهما‪ .‬وكذلك اللول يتاج إل اثني يل أحدها ف الخر‪.‬‬
‫ويقول ف نفس القصيدة‪:‬‬
‫وإن ترنّم بالتبديل ورقاء‬ ‫وقائل الق ل ُت ْقلَب حقيقته‬
‫منه الرموز وما للسر إفشاء‬ ‫سرّ تكاته أهل القلوب فخذ‬
‫ش َهدُه لطفٌ وإنطاء‬
‫والمع يَ ْ‬ ‫الفرق بي ناط المع متسق‬
‫(‪)2‬‬
‫فرقا وف المر تريد وإكساء‬ ‫س ّفهُ الق سفّا ث يرجعه‬
‫يُ ِ‬
‫‪ -‬ف الواقع‪ ،‬ليس هنا مكان هذه البيات‪ ،‬والت قبلها‪ ،‬فمكان هذه ف فصل سابق‪ ،‬ومكان الت قبلها ف ما‬
‫يلحق‪ ،‬وقد أوردتا هنا من أجل القارئ الذي يريد الرجوع إل كتب الرواس ‪ -‬مَن نن ف حضرته الن ‪ -‬فإنه‬
‫سيجد ف كتبه كلما يوهم لول وهلة بـ (الفرق)‪ ،‬وقد يوهم بـ (اللول) أو بـ (التاد)‪ ،‬وكل ذلك هو من‬
‫السلوب اللغازي‪ ،‬أو (العبارة) ومن التقية‪.‬‬
‫ولتوضيح ذلك‪ ،‬ل بأس من نظرة سريعة على البيات الخية‪.‬‬
‫ف البيت الول‪ :‬وقائل الق ل تقلب حقيقته‪ ،...‬يقول‪ :‬إن الذي يقول الق‪ ،‬أو العارف ل يتغي‪ ،‬ول تُقلب‬
‫حقيقته‪ ،‬أو حقيقة أنه عارف‪ ،‬إذا ترن بالتبديل‪ ،‬أي إذا بدل القول‪ ،‬وقال بعكس القيقة‪ ..‬فإنه يبقى على حقيقته‪.‬‬
‫‪ -‬وف البيت الثان يشرح سبب ذلك‪ ،‬فيقول‪ :‬إنه السر الذي يتكاته أهل القلوب ‪ -‬وهم طبعا الصوفية ‪-‬‬
‫ويطلب من الخاطَب الذي يعنيه هو‪ ،‬يطلب منه أن يأخذ من الكلم الرموز‪ ،‬لنه ل يفشي السر‪.‬‬
‫‪ -‬وف البيت الثالث‪ :‬الفرق بي ناط المع‪ ،..‬يقول‪ :‬إنه يذكر ف كلمه (الفرق) الذي هو التفريق بي الالق‬
‫والخلوق‪ ،‬أو العبودية‪ ،‬متسقا مع المع‪ ،‬أي إنه يذكر المع ث الفرق ث المع ث الفرق‪ ،‬وهكذا‪...‬وأن المع‬
‫شهَدُه اللطف ف البحث والتمعن به‪.‬‬
‫يَ ْ‬

‫‪ )(2‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)110:‬‬


‫‪ )(2‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)109:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪159‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬والبيت الرابع واضح جدا‪.‬‬
‫ويقول علي اليشرطي(‪:)1‬‬
‫الوجود‪ ،‬هو الكتاب‪ ،‬والنبياء سوره‪ ،‬وأكابر السلمي والكفار آياته‪ ،‬وعامة اللق كلمه‪ ،‬والوجود الناقص‬
‫حروفه‪ ،‬والجموع هو ال(‪.)2‬‬
‫ويقول‪ :‬انظر لن يقرأ القرآن‪ ،‬كل إنسان يقرأ بسورته‪ ،‬فالوجود كله فرقان‪ ،‬فمن جاوز قرآنُه فرقانَه‪ ،‬كمل‬
‫إيانه وعرفانه(‪.)3‬‬
‫‪ -‬لعلنا نذكر‪ ،‬من النصوص السابقة‪ ،‬أنم يعنون بـ (القرآن) مقام (المع)‪ ،‬وبـ (الفرقان) مقام (الفرق)‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬قارئ القرآن مناجي الق‪ ،‬قارئ القرآن ترجان الق‪ ،‬والقرآن حضرة المع(‪.)4‬‬
‫وقال‪ :‬مت استوى المع ف بطن الفقي‪ ،‬تتفجر ينابيع الكمة من قلبه على لسانه‪ ،‬وتظهر السرار والنوار‪،‬‬
‫وعلى هذه الالة كان مَنْ قُتل وعُذّب ف مقام المع‪ ،‬أما صاحب الفرق الثان‪ ،‬فهو يسري ف المكنات سريان الاء‬
‫بالعود الخضر(‪.)5‬‬
‫وقال‪ :‬من استوى جعه‪ ،‬صار قيومَ كل ذرة من ذرات الوجود(‪.)6‬‬
‫وقال‪ :‬إذا كان النسان ف حالة جعه سائرا ل‪ ،‬شهد ال ف كل شيء‪ ،‬فيكون ف مقام الواحدية؛ فإذا ت‬
‫جعه‪ ،‬سار به الق‪ ،‬وما رأى شيئا طلبه إل أنكره‪ ،‬ويكون ذلك النكار من جلة مطلوبه‪ ،‬ويكون الوجود الق‪،‬‬
‫وهذا مقام الحدية‪ ،‬فهي أصل لظهور المكنات الت هي أرض العبودية(‪.)7‬‬
‫‪ -‬كلمة (المكنات) وشرحها ف النص الخي يوضح مراد الشيخ من قوله‪ :‬فهو يسري ف المكنات‪...‬ف‬
‫النص السابق‪.‬‬
‫وقال‪ :‬اجعل ظاهرك عبودية‪ ،‬وباطنك أحدية‪ ،‬وميز ومهد(‪.)8‬‬
‫هذا القول هو نفس قول اليلن‪ ،‬فبظاهره ينظر إل ما ف السوق‪ ،‬وبقلبه ينظر إل ربه‪ ،‬ونفس قول أب السن‬
‫الشاذل‪ :‬اجعل الفرق ف لسانك موجودا والمع ف جنانك مشهودا‪ ،‬وقول ابن عجيبة‪ :‬إياك أن تقول أناه‪ ،‬واحذر‬

‫‪ )(1‬الشيخ علي نور الدين اليشرطي‪ ،‬مغرب هاجر إل عكا‪ ،‬وأسس الطريقة الشاذلية اليشرطية‪ ،‬مات عام (‪1316‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬نفحات الق‪( ،‬ص ‪.)69‬‬
‫‪ )(3‬نفحات الق‪( ،‬ص ‪.)70‬‬
‫‪ )(4‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)98 ،97:‬‬
‫‪ )(5‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)98:‬‬
‫‪ )(6‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)98:‬‬
‫‪ )(7‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)99 ،98:‬‬
‫‪ )(8‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)99:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪160‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أن تكون سواه‪ ..‬وقد مرت معنا ومر غيها أيضا بنفس العن‪.‬‬
‫وقال‪ :‬يصل الفقي إل مقام يقول فيه للشيء‪ :‬كن فيكون‪ .‬ث تابع حديثه فقال‪ :‬والبعض عند الاطر(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ويعن بقوله‪ :‬عند الاطر‪ ،‬أي يصل الشيء عندما ير باطره فقط‪ ،‬دون أن يقول له‪ :‬كن‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ما زال العبد يذكر ال‪ ،‬حت يستول عليه السم‪ ،‬ومت استول عليه السم‪ ،‬انطوت العبدية بالربية‪،‬‬
‫وظهرت عليه صفات الرب‪ ،‬ولذة الرب تغيّب العبد عن وجوده حسا ومعن(‪.)2‬‬
‫وقال‪... :‬ومَن يرحم الفقي رب يسن إليه‪ ،‬وهذه وحدة الوجود ل يصل عليها أي إنسان‪ ،‬فهي للصفياء‬
‫والنبياء(‪.)3‬‬
‫وقال‪ :‬مر سائح كان يبحث عما يقربه إل ال تعال‪ ،‬ث إذا هو بامرأة تمل ولدها على منكبها فقالت له‪ :‬أل‬
‫تر ولدي فقد فقدته؟! فنظر إليها وقال‪ :‬هو ذا الولد على منكبيك وتسألي عنه! فقالت‪ :‬يا عجبا هو معنا وندور‬
‫نبحث عنه! فانتبه الرجل لاله وقال لا‪ :‬جزاك ال عن خيا(‪.)4‬‬
‫وقال‪ :‬ما ف فراق (أي‪ :‬الفرق غي موجود)‪(( ،‬فَأَْينَمَا ُتوَلّوا فَثَ ّم وَ ْجهُ الّلهِ)) [البقرة‪ ،]115:‬الفراف من هذا‬
‫القفص‪ ،‬ومت خرجت منه تنظر جيع العوال متصلة بك(‪.)5‬‬
‫‪ -‬يعن بالفراق‪ :‬الفرق‪ ،‬وبالقفص‪ :‬السد‪.‬‬
‫وقال‪ :‬العبد قابل لظهور تليات الق(‪.)6‬‬
‫‪ -‬هذا القول ظاهر العن‪ ،‬ومع ذلك فالنصوص التالية تزيده ظهورا‪.‬‬
‫يقول ممد باء الدين البيطار(‪:)7‬‬
‫‪...‬فاعلم أيدك ال وإيانا بروح القدس‪ ،‬وأراك آياته ف الفاق وف النفس‪ ،‬أن ل أساء‪ ،‬وأساء الساء‪ ،‬فأما‬
‫أساء الساء فهي الت يعلمها عموم الناس من الساء الرقمية أو اللفظية أو الذهنية‪ ،‬فهي ف القيقة أساء للساء‬
‫وليست عي الساء‪ ،‬والساء القيقية هي أعيان العال وصور حقائق العان‪ ،‬إذ من العلوم أن اسم ال الميت مثلً‬
‫ليس الؤثر منه بالوت هذه الروف الت هي اللف واللم واليمان والياء والتاء‪ ،‬وإنا الؤثر بالوت معن هذه الروف‬

‫‪ )(1‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)99:‬‬


‫‪ )(2‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)110:‬‬
‫‪ )(3‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)134:‬‬
‫‪ )(4‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)163:‬‬
‫‪ )(5‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)225:‬‬
‫‪ )(6‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)235:‬‬
‫‪ )(7‬ممد باء الدين البيطار الشامي اليدان‪ ،‬من شيوخ الطريقة الرشيدية‪ ،‬مات سنة (‪1314‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪161‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الذي هو القيقة العزرائيلية‪ ،‬وليس الميت عزرائيل(‪ )1‬فقط‪ ،‬بل عزرائيل مظهر من مظاهر السم الميت وصورة من‬
‫ص َورَه ل تتناهى‪ ،‬فكل ما أمات فهو صورة للسم (الميت)‪ ،‬فصورة السم تفن‪ ،‬وأما جوهر‬ ‫صوره‪ ،‬ومعلوم أن ُ‬
‫السم وعينه فل تفن‪ ،‬لنا عي الوجه الباقي‪ ،‬وكل شيء هالك إل وجهه‪ .‬فأساء ال على القيقة أعيان العال‬
‫وحقائقه‪ ،‬ومظاهر الساء هي صور العال‪ ،‬فلكل اسم إلي من الصور ما ل يتناهى‪ ،‬فكل ما أمات‪ ،‬مثلً‪ ،‬من ثعبان‬
‫أو سيف أو رصاص أو حجر أو عصا فهو صورة من صور السم الميت‪ ،‬ومعن الميت شأن من شئون الذات‬
‫اللية‪ ،‬وهو عي الذات‪ ،‬ومن هنا يفهم قوله تعال‪(( :‬فَلَمْ َتقُْتلُوهُ ْم وَلَكِ ّن الّلهَ َقتََلهُمْ)) [النفال‪ ،]17:‬فتارة ينسب‬
‫ال تعال الماتة إل عزرائيل‪ ،‬فيقول‪ُ(( :‬قلْ يََت َوفّاكُ ْم مََلكُ الْ َم ْوتِ)) [السجدة‪ ،]11:‬وتارة إل اللئكة مطلقا‪،‬‬
‫ث وَجَدْتُمُوهُمْ))‬ ‫شرِ ِكيَ حَْي ُ‬
‫فيقول‪(( :‬الّذِي َن تََتوَفّاهُ ُم الْمَلئِكَةُ)) [النحل‪ ،]28:‬وتارة إل البشر‪ ،‬فيقول‪(( :‬فَاقْتُلُوا اْلمُ ْ‬
‫[التوبة‪ ،]5:‬وتارة يقول‪(( :‬الّلهُ يََتوَفّى ا َلْنفُسَ)) [الزمر‪ ،]42:‬فإذا فهمت ذلك‪ ،‬وعلمت أن الظاهر صور الظاهر‪،‬‬
‫والظاهر حقيقة واحدة‪ ،‬وهو وجود مطلق أحدي العي‪ ،‬تلّى ف صور متلفة‪ ،‬فأنت باليار‪ ،‬فإن شئت فانسب إل‬
‫الصورة الظاهرة مراعاة للسباب‪ ،‬وإن شئت فانسب لقيقة الصور كلها‪ ،‬والت هي وجود ال تعال‪ ،‬إذ الصور كلها‬
‫مندرجة ف وجود ال اندراج أمواج البحر‪ ،‬فالمواج هالكة ف البحر‪ ،‬وهي عينه‪ ،‬فالظاهر عي الظاهر‪ ،‬فليس إل ال‬
‫بل مزج ول حلول ول اتاد‪ ،‬بل القوم بريئون من جيع ذلك وال على ما نقول وكيل‪ .‬وإذا فهمت ذلك‪ ،‬فخذ جيع‬
‫أساء ال على هذا النوال‪ ،‬فالرزاق والفيظ والسميع والبصي إنا هي الظاهر القائمة بذه العان‪ ،‬فهي الساء ل‬
‫الكلمات الؤلفة من بسائط حروف هذه الساء‪ ،‬لن حروف الرزاق ل ترزق‪ ،‬ول لفظ الرزاق‪ ،‬وكذلك لفظ‬
‫السميع ليس هو السميع‪ ،‬هكذا‪ ،‬بل هذه الكلمات أساء الساء ل عي الساء‪ ،‬كما حققه شيخنا الكب ف‬
‫الفتوحات الكية‪ ،‬سأل مريد أستاذه عن السم العظم‪ ،‬فضربه بصاة‪ ،‬فكان هذا الضرب هو الواب! يشي له‪ ،‬أنك‬
‫أنت السم العظم‪ ،‬إن عرفت نفسك وأقمت الدار عنك‪ ،‬فيظهر لك كنك‪ ،‬وينكشف لك سر قوله صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ }:‬من عرف نفسه عرف ربه {‪ ،‬إذا تققت ذلك وتيقنته وسلمه قلبك باليان القطعي‪ .‬قال الشيخ الكب‬
‫قُدس سره ف كتاب (بلغة الغواص)‪ :‬قال تعال‪(( :‬إِّن ُه مِنْ سَُليْمَا َن وَإِّنهُ)) [النمل‪ ]30:‬يعن سليمان ((بِسْمِ الّلهِ‬
‫الرّحْمَنِ الرّحِيمِ)) [النمل‪]30:‬؛ فجعل سليمان عليه السلم عي ((بِسْ ِم الّلهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ)) [النمل‪ ،]30:‬وإذا‬
‫فهمت التفصيل التقدم بي الساء وأساء الساء‪ ،‬سهُل عليك فهمُ هذا‪ .‬فإن الكامل ف وقته مظه ُر هذه الساء الثلثة‬
‫الت هي‪ :‬ال والرحن والرحيم‪ ،‬بك مظهر أساء ال على الكمال‪ ،‬القائم بقيقة المال واللل‪ .‬قيل لبعضهم‪ :‬كيف‬
‫أصبحت؟ فقال‪ :‬أصبحت أحيي وأميت وأنا على كل شيء قدير(‪...)2‬‬
‫ويقول‪ :‬نمدك اللهم يا من صلى على ممد بفيض ذاته‪ ،‬فكان ملى له ف جيع تلياته‪...‬وأشهد أن ل إله إل‬
‫ال ول موجود ف هذا الوجود إل إياه‪ ،‬وأشهد أن ممدا صلى ال عليه وسلم إنسان عي ذاته وسر إمداداته(‪...)3‬‬

‫‪ )(1‬السم‪ :‬عزرائيل ل يرد ف قرآن ول ف سنة صحيحة‪ ،‬وقد عب إل كتب السلمي من اليهودية بواسطة التصوفة‪.‬‬
‫‪ )(2‬النفحات القدسيه‪( ،‬ص‪.)6 ،5:‬‬
‫‪ )(3‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)3:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪162‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪... :‬ورد ف الديث القدسي‪{ :‬العظمة إزاري والكبياء ردائي} فإزاره عينه‪ ،‬ورداؤه عينه‪ ،‬فالظهر‬
‫عي الظاهر‪ ،‬والسم عي السمى‪ ،‬فهو الحيط بذاته بإحاطة هي عي ذاته‪ ،‬فكل ما تيط به ذاته هو عي ذاته‪ ،‬فكل‬
‫شيء له الكمال الذات الشار له بقوله تعال حكاية عن هود عليه السلم‪(( :‬مَا مِ ْن دَابّةٍ إِلّا ُهوَ آخِذٌ ِبنَاصِيَِتهَا إِ ّن َربّي‬
‫سَتقِيمٍ)) [هود‪ ،]56:‬فصراطه ذاته‪ ،‬فهو الخذ بناصية كل شيء بذاته لذاته‪ ،‬والأخوذ عي ذاته‪ ،‬فهو‬ ‫ط مُ ْ‬
‫صرَا ٍ‬
‫عَلَى ِ‬
‫عي الصراط الستقيم الحدي‪ ،‬وهو الذي عليه‪ ،‬فما على هذا الصراط إل هو‪ ،‬وكل شيء عليه‪ ،‬فهو ذات كل‬
‫شيء‪ ،‬وحقيقة النور والظل والفيء‪(( ،‬وَأَنّ إِلَى رَّبكَ الْمُْنَتهَى)) [النجم‪ ،]42:‬فالول عي الخر‪ ،‬والظاهر عي‬
‫الباطن‪ ،‬فالوجود واحد‪ ،‬كان ال ول شيء معه‪ ،‬فهو تعال كائن ل يزول‪ ،‬وأساؤه ل تزول‪ ،‬كل يوم هو ف شأن‪،‬‬
‫فالشمس تري لستقر لا‪ ،‬ول مستقر لا سواها‪ ،‬وهاهنا كن مطلسم(‪...)1‬‬
‫ويقول‪... :‬فما المر إل هو‪ ،‬فكل أمرٍ عي الو‪ ،‬وواق ٌع على الو‪ ،‬وأوله هو‪ ،‬وآخره هو‪ ،‬وظاهره هو‪ ،‬وباطنه‬
‫هو‪ ،‬وحقيقته هو‪ ،‬وذاته هو‪ ،‬قال ال تعال‪(( :‬قُ ْل ُهوَ الّلهُ أَحَدٌ)) [الخلص‪ ،]1:‬غي أن هذه الوية لا وجهان‪ ،‬كل‬
‫منهما مرآة الخر ف عي واحدة(‪...)2‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص يتوضح لنا معن كلمة (الوية) الت مرت معنا ف نصوص سابقة‪ ،‬ولننتبه إل تفسيهم لـ((قُلْ‬
‫ُهوَ الّلهُ َأحَدٌ)) [الخلص‪.]1:‬‬
‫ويقول‪( :‬جَمَع المع‪ ،‬وَفرّق الفرق‪ ،‬من حيث ل جع ول فرق)(‪ ،)3‬أي إن المع والفرق حُكمان اعتباريان‬
‫معقولن‪ ،‬وما ثَم إل عي واحدة‪ ،‬هي الخبّر عنها بالي القيوم‪ ،‬فل حي سواها‪ ،‬ول قيوم سواها‪ ،‬كان ال ول يكن‬
‫شيء غيه‪ ،‬أي‪( :‬ل غي)‪ ،‬وهذا الكم مستمرّ أزلً وأبدا‪ ،‬كل شيء هالك إل وجهه له الكم وإليه ترجعون‪ ،‬فمن‬
‫رأى الشياء معه فقد جهل‪ ،‬فإن ال تعال دفع هذا الوهم بقوله‪(( :‬فََأيْنَمَا ُتوَلّوا َفثَ ّم وَ ْجهُ الّلهِ)) [البقرة‪ ،]115:‬فأين‬
‫الشياء؟ إل أن الكاملي يَسْتُرون هذا الوجه بأساء الشياء(‪.)4‬‬
‫ويقول ممود أبو الفيض النوف(‪:)5‬‬
‫وكذلك كل ما يبزغ أو يبدو ف الكون من حياة أو وعي أو إرادة تنجلي كلها لكفاياتنا العليا‪ ،‬كأنا نعوت‬
‫وخصائص أصلية لذلك الكائن السى‪ ،‬الذي يبدو أنه مطلق يشمل اقتداره وإبداعه وجودنا ووجود غينا من‬
‫الكائنات‪ ،‬وما وراءها من كائنات معجبة بأفعالا الفية‪ ،‬ودليل ذلك أن الوجود ف شوله ‪ -‬مع ما يبدو فيه من كثرة‬
‫وتعدد‪ -‬يثل لدراكنا الذات وحيتنا النفسية الوجدانية وحدة شاملة مؤتلفة الروابط والعلئق‪ ،‬وإن تفاوتت فيها‬
‫النسب والوضاع والكيفيات والوظائف‪ ،‬لدى الس والواس والعقل والعقولت‪ ،‬ما يدلك دللة صرية موجبة‬

‫‪ )(1‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)113:‬‬


‫‪ )(2‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)280:‬‬
‫‪ )(3‬هذه الملة بي الاصرتي هي من الصلوات الحدية الدريسية الت هي من أوراد الطريقة الرشيدية‪.‬‬
‫‪ )(4‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)281:‬‬
‫‪ )(5‬مؤسس الطريقة الشاذلية الفيضية ف مصر‪ ،‬أسس الكلية الصوفية عام (‪1927‬م)‪ ،‬وبقيت حت عام (‪1933‬م)‪ ،‬ث أصدر ملة البهلول‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪163‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لليقي قاطعة للشك‪ ،‬على أن أصلها سبب إلي مبدع لسباب أول الكائنات وعللها القريبة الت تصدر عن مشيئته‪،‬‬
‫وهو ضرورة يدرك ما يفعل قبل أن يفعل وبعد أن يفعل‪ ،‬وتصي إليه أيضا ف النهاية نتيجة ما أراد وما فعل‪ ،‬وهو‬
‫نفسه‪ ،‬فهو يقينا ذلك الكائن الغيـب الذي نظم الكون ما عل منه وما سفل‪ ،‬بسماواته وأراضيه‪ ،‬وقد طبعها جيعها‬
‫على أسلوب يعلها كمّا واحدا متناغم الوحدات مترابط اللقات‪ ،‬إن صانعها ومبدعها واحد أحد‪ ،‬وقد جعل‬
‫الكائنات كلها تتطور وتترقى إل هدف خاص بالجموع‪ ،‬كما لو كان هذا الجموع الكلي كائنا واحدا يهدف إل‬
‫حقيقة ل يُدرك لا غور ول ناية‪ ،‬وما ذلك إل لن مبدع الكل كائن مطلق‪ ،‬ومتوحد ف وجوده التسامي(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫نن الن أمام ظاهرة ف الكتابة الصوفية‪ ،‬فيها شيء من الدة‪ ،‬هذا الشيء هو العبارة الائنة‪ ،‬الت خانت قائلها‬
‫فأظهرته بظهر التناقض الصارخ‪ ،‬وإليك النص التال الذي هو أكثر وضوحا من هذا السابق‪.‬‬
‫يقول‪... :‬وقد أقاموا ‪-‬أي الذين يهاجون التصوف‪ -‬أنفسهم بعارفهم الضئيلة حكاما قساة على أولياء ال‬
‫وعارفيه‪ ،‬بدون مبر يبر نظرياتم ل من الشرع ول من العقل‪ ،‬حالةَ أنم ل يتذوقوا من مشارب القوم وعلومهم‬
‫ومعارفهم ومواجيدهم فيما بينهم وبي ربم‪ ،‬وكذلك ف نظراتم السامية العميقة لذا الوجود! وأول ما يرمون‬
‫التصوف به من كذب عظيم اتام جيع شيوخ التصوف بوحدة الوجود‪ ،‬فما وحدة الوجود يا ترى؟ هل هي المع‬
‫بي وجودين أزليي أبديي أو واقعيي؟! هو الستحيل أو بي حادث وقدي وهو مستحيل أيضا‪ ،‬والقوم أهل توحيد‪،‬‬
‫أو يريدون بالقيقة جعلها اثنينية بي خالق وملوق؟ وهذا باطل ينفيه التصوف الق(‪.)2‬‬
‫* التعليق على هذا الكلم‪:‬‬
‫‪ -‬يقول‪ :‬وقد أقاموا أنفسهم بعارفهم الضئيلة‪ ،..‬فنجيبه‪:‬‬
‫وقال الدجى للظهر لونك حائل‬ ‫وقال السها للشمس أنت ضئيلة‬
‫لكن تقريرا للحقيقة‪ :‬إن هذه العبارة تعن معارفهم الضئيلة بالصوفية‪ ،‬وهو بذا صادق‪ ،‬لن كل الذين هاجوا‬
‫التصوف كانوا ل يعرفون عنه إل أمورا سطحية‪ ،‬فمعارفهم به كانت ضئيلة‪.‬‬
‫وقوله‪... :‬حكاما قساة على أولياء ال وعارفيه بدون مبر‪ ،...‬فنجيبه‪:‬‬
‫أ‪ -‬الذي يكم بالقرآن والسنة ل يكون حاكما قاسيا‪ ،‬والذي يتهمه لذلك يرج من اليان‪(( :‬فَل َورَّبكَ ل‬
‫سهِمْ َحرَجًا مِمّا َقضَْيتَ َويُسَلّمُوا َتسْلِيمًا)) [النساء‪:‬‬
‫جرَ َبيَْنهُمْ ثُمّ ل يَجِدُوا فِي أَنفُ ِ‬
‫ُي ْؤمِنُونَ َحتّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَ َ‬
‫‪.]65‬‬
‫ب‪ -‬يقول‪ ..:‬على أولياء ال‪ ،..‬فمن قال لك يا هذا أنكم (أولياء ال)‪ ،‬أوَلَمْ تقرأ الية الكرية‪(( :‬أَلَمْ َترَ إِلَى‬

‫‪ )(1‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)43:‬‬


‫‪ )(2‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)404:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪164‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫سهُمْ بَلِ الّلهُ ُيزَكّي مَنْ يَشَاءُ وَل ُيظْلَمُونَ َفتِيلًا‪ .‬ان ُظرْ َكيْفَ َيفَْترُونَ َعلَى الّلهِ اْلكَ ِذبَ وَ َكفَى ِبهِ إِثْمًا‬
‫الّذِينَ ُيزَكّونَ أَنفُ َ‬
‫مُبِينًا)) [النساء‪.]50 ،49:‬‬
‫ج‪ -‬أما قوله‪ :‬بدون مبر!!‪ ،‬فجوابنا‪ :‬بل البر موجود وموجود وموجود‪ ،‬وهو من الشرع‪ ،‬ومن القرآن‪ ،‬ومن‬
‫السنة‪ ،‬وهو فرض ل سنة‪ ،‬إنه المر بالعروف والنهي عن النكر‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول‪ :‬وكذلك ف نظراتم السامية العميقة لذا الوجود‪ ،..‬فنجيبه‪ :‬قرر مشايخ الصوفية وكبارهم‬
‫وعارفوهم والكاشفون والشاهدون أن القيقة هي زندقة بالنسبة للشريعة‪ ،‬فإن كانت نظرات (أهل القيقة) سامية‬
‫وعميقة! فكيف تكون نظرات الشريعة الناقضة لا؟؟ طبعا ستكون بعكس ذلك! ول حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم‪ .‬وإنا ل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول‪ :‬وأول ما يرمون به التصوف من كذب عظيم اتام جيع شيوخ التصوف بوحدة الوجود‪...‬فنجيبه‪:‬‬
‫لقد أفحمتنا يا شيخ؟! لن القول بأن اتام جيع شيوخ التصوف بوحدة الوجود هو كذب عظيم!! هذا القول‬
‫هو مفحم جدا!! بل وجدا جدا أيضا!! ول يسعنا أمام ما يأت به هؤلء الولياء العارفون من صدق عظيم وجرأة‬
‫عظيمة وفصاحة أعظم إل أن نقول‪ :‬اللهم إنا نشكو إليك هذا البلء العظيم الذي دمر المة السلمية‪ ،‬والذي يصر‬
‫أقطابه على السي ف طريقهم للقضاء على ما تبقى لذه المة من عقيدة إسلمية وأخلق ووجود‪ ،‬ول حول ول قوة‬
‫إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫‪ -‬ث يقدم التساؤلت‪ :‬فما وحدة الوجود يا ترى؟! هل هي المع بي وجودين أزليي أبديي أو واقعيي؟‬
‫وييب نفسه‪ :‬وهو الستحيل‪.‬‬
‫ونقول‪ :‬نعم‪ ،‬هو مستحيل‪ ،‬ول يقل أحد إن هذه هي وحدة الوجود‪ ،‬ونعجب من شيخنا كيف يورد هذا‬
‫التساؤل الذي ل يرد!! ولكنه السلوب الاهر‪.‬‬
‫ويواصل شيخنا تساؤله‪ :‬أو بي حادث وقدي؟! وهو مستحيل أيضا‪.‬‬
‫ونيبه نعم‪ ،‬إن الصوفية ل تقول بذا‪ ،‬لنه هو ما يسمى باللول أو التاد‪ ،‬والصوفية بريئة من كليهما‪،‬‬
‫والسلم بريء من الميع‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬والقوم أهل توحيد‪.‬‬
‫فنجيبه‪ :‬نعم‪ ،‬إنم أهل توحيد‪ ،‬وقد رأينا توحيدهم ف أكثر من مائة نص سابق‪ ،‬وعرفنا ما هو‪ ،‬إنه توحيد‬
‫الوجود‪.‬‬
‫ث يقول‪ :‬أو يريدون بالقيقة جعلها اثنينية بي خالق وملوق؟! وهذا باطل ينفيه التصوف الق‪.‬‬
‫فنجيبه‪:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪165‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫نعم‪ ،‬نعم‪ ،‬الثنينية بي الالق والخلوق‪ ،‬أي وجود خالق ووجود ملوق‪ ،‬حيث يكون ف الوجود اثنان‪ ،‬خالق‬
‫وملوق فهذا مرفوض عند الصوفية‪ ،‬وقولك يا شيخنا‪ :‬هذا باطل ينفيه التصوف الق‪ ،‬هو صحيح تاما‪ .‬فالتصوف‬
‫الق ل يؤمن بوجود خالق وملوق‪ ،‬وإنا يؤمن بوجو ٍد واحد فقط هو الق‪ ،‬وما اللق منه إل كموج البحر من‬
‫البحر‪ ،‬وهي هي نفسها (وحدة الوجود)‪.‬‬
‫ونقول‪ :‬يا شيخنا‪ ،‬هاأنت تقرر وحدة الوجود عندما ترفض الثنينية‪ ،‬إذن‪ ،‬فلم اتمت (الذين يرمون شيوخ‬
‫التصوف بوحدة الوجود؟!)‪ ،‬ل اتمتهم بالكذب العظيم؟ وهم ل يرمونكم إل با أنتم عليه‪.‬‬
‫ولليضاح‪ :‬يقول النص‪... :‬اتام جيع شيوخ التصوف‪ ،‬وهذا يعن أن قسما من شيوخه ل يؤمنون بوحدة‬
‫الوجود‪ ،‬وسنرى فيما يأت أن الذين ل يؤمنون بالوحدة هم الدخلء على التصوف الذي يدعون الشيخة دون ذوق‬
‫أو معرفة (ومن تشبه بقوم فهو منهم)‪.‬‬
‫ويقول ف نص آخر‪:‬‬
‫إنا ترجحت هذه الطائفة من حيث ارتفاع معارفها‪ ،‬لن من تقق عنده العلم بانفراد ال سبحانه بالفعل‬
‫والصفة والذات وقيام مآثر الوجودات با يلقه لم وفيهم من الصفات والياة‪ ،‬قاده ذلك إل جع المة عليه‬
‫وعكوفها لديه‪ ،‬وتصفو هذه العرفة ف ميدان الفناء عن ذكر غيه ورؤية سواه‪ ،‬وإذا فن العبد عن الغيار‪ ،‬كملت‬
‫معرفته لبقائه مع الق‪ ،‬وقلت غفلته عنه‪ ،‬وهو علم البقاء‪ ،‬وإذا وصل من العرفة إل هذا الد من التمكن‪ ،‬شارف‬
‫عي المع‪ ،‬أي القيقة‪ ،‬وصار المع له حالً‪َ ،‬فعَيُ المع بلف علم المع الاص بذلك‪( ،‬والمع هنا جع‬
‫معنوي خالص لمع الروح على خالقها ونافخها دون حلول أو اتاد أو اتصال أو انفصال‪ ،‬كما يدث ف الحسات‬
‫وهو اللول(‪.)1‬‬
‫* تعليق‪:‬‬
‫السلوب فيه شيء من الدة كما قلنا‪ .‬فهو يقول‪ :‬انفراد ال سبحانه بالفعل والصفة والذات‪ ،‬بدلً من قولم‪:‬‬
‫وحدة الفعال والصفات والذات‪ ،‬ولكنه يضيف عبارة جديدة هي انفراده سبحانه بـ (قيام مآثر الوجودات) الت‬
‫هي ل ترج عن معن وحدة الوجود‪ ،‬ولكن فيها شيء من الغموض يساعد هذا العارف على إضاعة القارئ العادي‪،‬‬
‫خاصة عندما يضيف الملة‪ :‬با يلقه لم وفيهم من الصفات والياة الت تعن الفرق‪ .‬ويعن بعبارة جع المة عليه‬
‫وعكوفها لديه‪ :‬مقام المع‪ ،‬وهو واضح‪.‬‬
‫على أننا لو قبلنا جلته الخية حسب ظاهرها الذي يكن أن يفهمه القارئ العادي لكان النص كله تفاهة‬
‫وسخافة‪ ،‬بل لكان كتابه كله كذلك‪.‬‬
‫ويشرح لنا كلمتي يستعملونما كئيا وها‪( :‬اتصال وانفصال) ويقرر أن ذلك هو اللول‪.‬‬

‫‪ )(1‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)262:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪166‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وتوضيح ما يريده هو أن التصال يقتضي وجود اثني متصلي ببعضهما‪ ،‬وهو اللول‪ ،‬والنفصال يقتضي‬
‫وجود اثني أيضا منفصلي عن بعضهما‪ ،‬وبا أن الثنينية مرفوضة‪ ،‬إذن فل اتصال ول انفصال‪ ،‬بل وحدة‪ ،‬والمع‬
‫هو الحساس بذه الوحدة ذوقا واستشعارا‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬وأما الرحلة السابعة‪ ،‬فهي مرحلة السعادة البدية الت يقول ال سبحانه وتعال ف وصفها بديثه‬
‫القدسي‪{ :‬ما تقرب إل عبدي بثل ما افترضت عليه‪ ،‬وما زال يتقرب إل بالنوافل حت أحبّه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سعَه‬
‫وبصرَه ويدَه ولسانَه} إل آخره‪ ،‬وهي الرحلة الت قيل فيها أيضا‪( :‬وهناك ما ل عي رأيت ول أذن سعت ول خطر‬
‫على قلب بشر) وهي الرحلة الت قلنا فيها من قصيدتنا الوجدانية‪:‬‬
‫ت لا جاهي وعلمي ودعوت‬
‫خلع ُ‬ ‫فلما قرعتُ الباب قص َد لقائها‬
‫وعاديت فيها حظ نفسي وعادت‬ ‫وحققتُ وصفي وهو ذل لعزها‬
‫تلت إل قلب بكنون حكمت‬ ‫ت ذل وعجزي وفاقت‬
‫فلما رأ ْ‬
‫فكان با سكري وصحوي ونشوت‬ ‫وقربن الساقي لان شرابا‬
‫رأيت با منها إليها هدايت‬ ‫ت من طُور ليلي نارها‬
‫ولا بد ْ‬
‫فشاهدتُها لكن بعي بصيت‬ ‫وصارت تناجين ُب ْل ِو خطابا‬
‫وإن أرى شرحي لا فوق طاقت‬ ‫وأبصرتُ أسرارا تسامت بذاتا‬
‫لقيت حامي بعد تزيق مهجت‬ ‫ت يوما بسرها‬
‫فإن إذا ما ب ُ‬
‫حظيت بقرب عند أهل مودت‬ ‫ولستُ على سرّ أمينا إذن ول‬
‫وف مثل هذا القام يقول المام الغزال رضي ال عنه حيث بلغه ووصل إليه من طريق الشهود‪:‬‬
‫فظن خيا ول تسأل عن الب(‪ )1‬اهـ‪.‬‬ ‫وكان ما كان ما لست أذكره‬
‫‪ -‬اعتدنا أن نسمع من القوم قولم‪ :‬تققت بأوصافها‪ .‬وما شابه ذلك‪ ،‬أما هنا‪ ،‬فيعكس السلوب زيادة ف‬
‫التعمية‪ ،‬حيث يقول‪ :‬وحققت وصفي‪ ،‬إذن فهو بعد كل الهد الطويل والرياضات الملة واللوة والوع والسهر‪،‬‬
‫وبعد تأليف الكتب‪ ،‬ما زاد على أن حقق وصفه فقط!! وبكل هذه البساطة‪ .‬مع العلم أن كل ما يدب على الرض‬
‫س عََلْيهَا ل‬
‫مقق وصفه الذي هو ذله لعزها‪ ،‬دون هذه الفلسفة‪ ،‬لنه فطر على تقيق وصفه‪(( :‬فِ ْط َرةَ الّلهِ الّتِي فَ َطرَ النّا َ‬
‫َتبْدِيلَ ِلخَلْ ِق الّلهِ)) [الروم‪ .]30:‬ولكن‪ ،‬نقول للقارئ‪ ،‬إنه المعان ف التقية! ولنوضح المر‪:‬‬
‫ف مراحل من تاريخ السلمي‪ ،‬وصلت الجتمعات السلمية بساعي الصوفية وجهودهم الستمرة إل أحط‬
‫ل شبه حرف من كتاب‪ :‬قوت القلوب‪ ،‬وكذلك‬
‫‪ )(1‬بداية الطريق إل مناهج التحقيق‪( ،‬ص‪ .)66:‬والواقع أن نص الغزال هذا مسروق‪ ،‬أو منقول نق ً‬
‫نصوص كثية غيه‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪167‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫دركات الهل والغفلة‪ ،‬حيث أخذ الولياء العارفون الصديقون القربون الطاهرون الطهرون البرار الواصلون‬
‫الحققون الصطفون الحبوبون الؤيدون العالون الوحدون خواص الواص‪ ،...‬حيث أخذوا حريتهم الكاملة ف‬
‫البيان‪ ،‬وأرخوا لعباراتم العنان‪ ،‬وباحوا بالسر الصان‪.‬‬
‫وقد رأينا قول بعضهم‪ :‬وحسبه‪ ..‬إشراق نور وحدة الوجود‪.‬‬
‫ولعل النص التال يغن عن الطالة وإيراد نصوص ُأخَر‪.‬‬
‫يقول الشيخ عبد الرزاق القاشان‪:‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإن الزمان تقاصرت أذياله‪ ،‬وكادت ترتفع بانكشاف الق أسباله‪ ،‬ونطق الق على لسان اللق‬
‫بأسراره‪ ،‬وزهق الباطل بتشعشع أنواره‪ ،‬واقتضت القيقة أن ُت ْهتَك أستارها‪ ،‬وطفقت ف كل سعٍ يُحدث أخبارُها‪،‬‬
‫أقبل علي جاعة من إخوان الصدق والصفا‪ ،‬وأرباب الفتوة والوفا‪ ،‬من أهل العرفان والتحقيق‪ ،‬ومَن أيدته العناية‬
‫بالتوفيق‪ ،‬خصوصا كالصاحب العظم العال العارف الوحد الحقق‪ ،‬شس اللة والدين‪ ،‬قدوة أرباب اليقي‪...‬أن‬
‫أشرح لم كتاب فصوص الكم‪...‬شارطي علي أن ل أكتم شيئا من جواهركنوزه(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬والكتب الصوفية الت ألفت ف القرن الثالث عشر الجري وعدة قرون قبله‪ ،‬تمل كلها‪ ،‬أو جلها‪ ،‬طابع‬
‫التصريح الكامل بوحدة الوجود‪ ،‬وما يدور حولا من عقائد وفلسفات‪.‬‬
‫وجاء القرن الرابع عشر‪ ،‬وتوسعت الثقافة‪ ،‬وزاد فهم بعض السلمي للسلم‪ ،‬ولبعض أعداء السلم‪ ،‬ولبعض‬
‫أمراض السلمي‪ ،‬وفهموا‪ ،‬بسبب الكتب الت ألفت ف القرون السابقة‪ ،‬الكثي عن هذا السرطان البيث‪ ،‬وخطره‬
‫ومكره‪ ،‬وأخذوا ينبهون عليه‪.‬‬
‫فأسرع (العارفون الصديقون الصادقون) إل تقيتهم ورموزهم وألغازهم‪ ،‬وكلما توسع الوعي السلمي قليلً‪،‬‬
‫كلما زادوا ف التعمية والغموض‪.‬‬
‫والنصوص الخية صور من هذه التقية الديدة‪ ،‬الت أخذت تعن ف الغموض والتعمية‪ ،‬حت وصلت إل حد‬
‫الكذب الريء‪.‬‬
‫كان القوم يستعملون فيما سبق العبارة والرمز واللغز والشارة‪ ،‬أما ف حاضرنا‪ ،‬فأخذوا يستعملون النكار؟!‬
‫وماذا عليهم؟ فالهم هو (جلب الزبائن)‪ ،‬حت إذا خضع الزبون للشيخ‪ ،‬وقام بالرياضات والجاهدات‬
‫واللوات‪ ،‬الت تقنه بالياء الذات حقنا يل كل خليةٍ ف جسمه‪ ،‬وطبق عليه شيخه الياء الارجي الستمر‪ ،‬حت‬
‫يصل إل الذبات‪ ،‬وتتجلى عليه التجليات‪ ،‬ويذوق من معان اللوهية‪ ،‬أو يذوق على القل معن اسم من أساء‬
‫الق‪ ،‬عندئذ يُمْسون عاروين‪ ،‬ولت حي؟؟‬

‫‪ )(1‬شرح القاشان‪( ،‬ص‪.)4:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪168‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫والذين ل يصلون‪ ،‬من الذين وقعوا ف الشبكة‪ ،‬يُمْسون‪ ،‬بتأثي الياءات‪ ،‬أنصارا مغفلي متحمسي‪ ،‬يدافعون‬
‫عن الشيخ العارف‪ ،‬وعن الطريقة الجيدة‪ ،‬وعن السالك الريد‪...‬ويهدون النلقات إل الاوية‪ ،‬ويغطونا باللفاظ‬
‫النمقة‪ ،‬والكاذيب الريئة الزوقة‪...‬انتظارا لصيد جديد‪ ،‬ف يوم جديد‪.‬‬
‫وقد تطور هذا السلوب أكثر وأكثر‪ ،‬وصار أكثر جدة‪.‬‬
‫وهذا السلوب الديد‪ ،‬ل يرج على القاعدة الت وضعها سيد الطائفة النيد‪ ،‬عندما قرر‪ :‬ل يكون الصديق‬
‫صديقا حت يشهد له ف حقه سبعون صديقا أنه زنديق‪ ،‬وف رواية‪ :‬ألف صديق‪...‬‬
‫ول يرج على قاعدة النيد عندما أفت هو والشبلي بقتل اللج‪ ،‬وها يعلمان أنه ف القيقة ول ال حقا‪.‬‬
‫ول يرج على القاعدة الت وضعها أقطابم وعارفوهم‪ ،‬والت هي شرح لقاعدة النيد‪ ،‬والت تقول‪ :‬إن الصديق‬
‫يعطي الظاهر‪ -‬أي الشريعة‪ -‬حكم الظاهر‪ ،‬ويعطي الباطن‪ -‬أي حقيقتهم‪ -‬حكم الباطن‪ ،‬وبالتعبي الخر ل يلبس‬
‫بالباطن على الظاهر ول يلبس بالظاهر على الباطن‪.‬‬
‫كما ل يرج على القانون الساسي للطائفة‪ :‬إياك أن تقول أناه‪ ،‬واحذر أن تكون سواه‪.‬‬
‫وكما قلنا‪ :‬الهم هو جلب الزبائن‪ ،‬وبعد ذلك يأت التسليك‪ ،‬ث يأت الباقي‪.‬‬
‫ويقول عبد القادر عيسى(‪:)1‬‬
‫اختلف علماء النظر ف موقفهم من العارفي الحققي القائلي بوحدة الوجود‪ ،‬فمنهم من تسرع باتامهم‬
‫بالكفر والضلل وفهم كلمهم على غي الراد(‪...)2‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬فالعارفون الحققون يقولون بوحدة الوجود‪ ،‬وهذا اعتراف كامل من عارف مقق‪ ،‬كما يعترف أن‬
‫من علماء النظر من يتهمهم بالكفر والضلل‪ ،‬لكنه يتهم التهمي بالتسرع‪ ،‬وعدم فهم كلمهم‪ .‬فهل صحيح أنم ل‬
‫يفهموا كلمهم؟ مع أنه يقرر بوضوح أن العارفي الحققي يقولون بوحدة الوجود‪ ،‬فكيف ذلك؟‬
‫يتمم كلمه‪ ،‬قيقول‪:‬‬
‫‪...‬ومنهم من ل يتورط بالتهجم عليهم‪ ،‬فتثبت ف المر‪ ،‬ورجع إليهم ليعرف مرادهم‪ ،‬لن هؤلء العارفي‪ ،‬مع‬
‫توسعهم ف هذه السالة‪ ،‬ل يبحثوا فيها بثا يزيل إشكال علماء النظر‪ ،‬لنم تكلموا ف ذلك ودونوا لنفسهم‬
‫وتلميذهم‪ ،‬ل لن ل يشهد تلك الوحدة من غيهم‪ ،‬لذلك احتاج المر لليضاح‪ ،‬لتطمئن به قلوب أهل التسليم من‬
‫علماء النظر(‪.)3‬‬

‫‪ )(1‬شيخ الطريقة الشاذلية الدرقاوية ف حلب‪.‬‬


‫‪ )(2‬حقائق عن التصوف (ص‪ ،)552:‬وللعلم‪ ،‬يقال‪ :‬إن كتاب (حقائق عن التصوف) هو من تأليف أحد تلميذ الشيخ‪ ،‬نسبه إل شيخه طلبا للقرب‬
‫والوصول‪.‬‬
‫‪ )(3‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)552:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪169‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬تقرير جديد؛ إن غيهم ل يشهد تلك الوحدة! إذن فهم شهدوها‪.‬‬
‫يتمم‪ :‬ومن العلماء الذين حققوا ف هذه السألة وفهموا الراد منها‪ ،‬السيد مصطفى كمال الشريف‪ ،‬حيث‬
‫قال‪ :‬الوجود واحد لنه صفة ذاتية للحق سبحانه وتعال‪ ،‬وهو واجب فل يصح تعدده‪ ،‬والوجود هو المكن‪ ،‬وهو‬
‫العال‪ ،‬فصح تعدده باعتبار حقائقه‪ .‬وقيامه إنا هو بذلك الوجود الواجب لذاته‪ ،‬فإذا بقي الوجود كما هو‪ ،‬فالوجود‬
‫غي الوجود‪ ،‬فل يصح أن يقال‪ :‬الوجود اثنان‪ :‬وجود قدي ووجود حادث‪ ،‬إل أن يراد بالوجود الثان (الوجود) من‬
‫إطلق الصدر على الفعول‪ ،‬فعلى هذا ل يترتب شيء من الحاذير الت ذكرها أهل النظر على وحدة الوجود القائل‬
‫با أهل التحقيق‪...‬‬
‫‪...‬إل أن قال‪ :‬الس ل يرى إل الياكل ‪-‬أي‪ :‬الوجود‪ -‬والروح ل تشهد إل الوجود‪ ،‬وإذا شهدت الوجود‬
‫فل تشهده إل ثانيا‪ ،‬على حد من قال‪ :‬ما رأيت شيئا إل ورأيت ال قبله‪ .‬وأراد بذه الرؤية الشهودَ‪ ،‬ل رؤية البصر‪،‬‬
‫لن الرؤية من خصائص البصر‪ ،‬والشهود من خصائص البصية‪ ،‬لذلك ورد‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬ول يرد (أرى)‬
‫بل ول يصح أن يقال‪( :‬أرى)(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬إذن فقد قُتل اللج وأبو حزة وابن برّجان والسهروردي وغيهم‪ ،‬واستتيب من الكفر النيد والشبلي‬
‫والبسطامي وأبو حيان وغيهم‪ ،‬و ُك ّفرَ وكُ ّذبَ الغزال وأحرق كتابه إحياء علوم الدين‪ ،‬وكذلك ابن عرب وغيه‬
‫وغيه‪...‬من أجل إطلق السم الوجود على الخلوق الوجود من باب إطلق الصدر على اسم الفعول!!‬
‫أي قالوا‪ :‬الوجود بدلً من أن يقولوا‪ :‬الوجود‪.‬‬
‫من أجل استعمال الصدر بعن اسم الفعول‪ ،‬صُنع بؤلء الساكي البرياء ما صُنع! ومن أجل هذا تسرع‬
‫علماء النظر باتامهم بالكفر والضلل! (يا حرام)‪.‬‬
‫على أنه يعود فيعترف أن الوجود هو الياكل فقط‪ ،‬أي الشكال والصور الت تُرى بالبصر‪ ،‬وهي ف حقيقتها‬
‫إنا هي الوجود‪ ،‬أي الق سبحانه‪ ،‬وهذا ل يشاهده إل الروح‪.‬‬
‫وهناك ملحوظة هامة جدا‪ ،‬إنا تفسيه لعن (أشهد)‪ ،‬فنحن نعرف أن معناها لغةً وشرعا‪ :‬أعترف وأقر‪،‬‬
‫وكذلك فهمها رسول ال صلى ال عليه وسلم وفهمها عنه أصحابه وتابعوهم وكل السلمي السلمي‪ ..‬بينما‬
‫يفسرها هنا بعن (شهود البصية) وهو الذي يكون أثناء (الذبة)!! وإل ال الشتكى‪.‬‬
‫يتمم‪ :‬وهكذا شأن العلماء النصفي‪ ،‬يغارون على الشريعة الغراء‪ ،‬ويتثبتون ف المور‪ ،‬دون أن يتسرعوا بتكفي‬
‫أحد من الؤمني‪ ،‬ويرجعوا ف فهم كل حقيقة إل أهل الختصاص با(‪.)2‬‬
‫ش ُعرُونَ))‬
‫سهُ ْم َومَا يَ ْ‬
‫‪ -‬الواب على هذا الكلم‪...(( .:‬يُخَا ِدعُونَ الّلهَ وَالّذِينَ آمَنُوا َومَا َيخْ َدعُونَ ِإلّا أَنفُ َ‬

‫‪ )(1‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)553 ،552:‬‬


‫‪ )(2‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)553:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪170‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫[البقرة‪.]9:‬‬
‫‪ -‬يا هؤلء‪ ،‬ما دام علماء النظر يكفرون أهل هذا الختصاص‪ ،‬فكيف تطلبون منهم أن يرجعوا إليهم؟! ث‪،‬‬
‫هل الغية على الشريعة الغراء تكون بالتسليم للكفر وقبوله‪ ،‬واستفتاء أهله ليحكموا على أنفسهم؟! عجيب وال! إن‬
‫ال سبحانه يقول‪(( :‬فَإِنْ َتنَا َزعْتُمْ فِي شَ ْيءٍ َف ُردّوهُ إِلَى الّل ِه وَالرّسُولِ)) [النساء‪ ،]59:‬وأنتم تطلبون من الخرين أن‬
‫يردوه إليكم لتقولوا لم‪ :‬إن كلمة الوجود هي من باب إطلق الصدر على اسم الفعول!‬
‫وكفى ال الؤمني القتال! وصار الكفر إسلما والضلل إيانا وحقيقتكم شريعة غراء‪ .‬ول حول ول قوة إل‬
‫بال العلي العظيم‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬وهكذا تقق السادة الصوفية بأعلى مراتب التوكل‪ ،‬فقلوبم مطمئنة بال تعال‪ ،‬معتمدة عليه‪ ،‬واثقة‬
‫به‪ ،‬متوجهة إليه‪ -،‬مستعينة به‪ ،‬لنه ل فاعل ف الوجود سواه(‪.)1‬‬
‫* تنبيه‪ :‬أرجو من القارئ الذي عرف لغة القوم أن ينتبه إل الراد من هذه العبارات‪ ،‬ويقول‪... :‬ولذا َطرَق‬
‫السادة الصوفية باب شكر ال تعال على جيع أحوالم‪ ،‬وحدوا ال تعال ف سائر شئونم‪ ،‬وشهدوه الفاعل الطلق‬
‫والنعم التفضل والب الرحيم(‪...)2‬‬
‫‪ -‬قد مر معنا عشرات المثلة على معن قولم‪( :‬ل فاعل إل ال)‪ ،‬وهنا يزيد العن توكيدا وتوضيحا بقوله‪:‬‬
‫(ل فاعل ف الوجود سواه)‪ ،‬و(شهدوه الفاعل الطلق)‪ ،‬أي أضاف ف الول عبارة‪( :‬ف الوجود)‪ ،‬وف الثانية‪:‬‬
‫(الطلق)‪ ،‬وهذا زيادة ف التوضيح‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬قالوا‪ :‬وإنا السماع حقيقةٌ ربانية ولطيفةٌ روحانية‪ ،‬تسري من السميع الُسْمع إل السرار بلطائف‬
‫التحف والنوار‪ ،‬فتمحق من القلب ما ل يكن‪ ،‬ويبقى فيه ما ل يزل‪ ،‬فهو ساع حق بق من حق(‪.)3‬‬
‫‪ -‬وطبعا‪ ،‬نن نعرف الن تاما ما معن‪( :‬فتمحق ما ل يكن‪ ،‬ويبقى ما ل يزل) و(ساع حق بق من حق)‪،‬‬
‫وإن وُجد من ل يعرف معناها بعد مئات المثلة السابقة فلن يكون هذا ذنبنا‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬ويتلف الواصلون ف وصولم إل ال تعال‪ ،‬كل على حسب مقامه وهته‪:‬‬
‫فمنهم من وصل ف سيه إل وحدة الفعال ذوقا وشهودا‪ ،‬ويفن فعله وفعل غيه‪ ،‬ويتذوق معن قوله تعال‪:‬‬
‫(( َومَا َرمَْيتَ ِإ ْذ َرمَْيتَ وَلَ ِكنّ الّلهَ َرمَى)) [النفال‪ ،]17:‬وهذه رتبة ف الوصول‪.‬‬
‫ومنهم من يصل ف سيه إل وحدة الصفات ذوقا وشهودا‪ ،‬فيتذوقون معن قوله تعال‪َ (( :‬ومَا تَشَاءُونَ إِلّا أَ ْن‬
‫يَشَاءَ الّلهُ)) [النسان‪ ،]30:‬ويتذوقون معن الديث القدسي‪{ :‬فإذا أحببتُه كنتُ سعَه الذي يسمع به وبصرَه الذي‬

‫‪ )(1‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)380:‬‬


‫‪ )(2‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)393:‬‬
‫‪ )(3‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)209:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪171‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يبصر به}‪ ،‬وهذه رتبة ف الوصول‪ .‬ومنهم من يترقى إل مقام الفناء ف الذات‪ ،‬فيشهد عرضية كل شيء مقابل وجود‬
‫الق عز وجل‪ ،‬وتفيض عليه أنوار اليقي ولسان حاله يقول‪:‬‬
‫با يبدو علي من الشهود‬ ‫وُجودي أن أغيبَ عن الوجود‬
‫ويتذوق قول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬أصدق كلمة قالا الشاعركلمة لبيد‪:‬‬
‫أل كل شيء ما خل ال باطل(‪.})1‬‬
‫‪ -‬الكلم واضح واضح‪ ،‬ونعرف الن تاما ماذا يريدون عندما يوردون قوله سبحانه‪َ (( :‬ومَا َرمَْيتَ ِإذْ‬
‫َرمَْيتَ‪[ ))...‬النفال‪ ،]17:‬وقوله‪َ (( :‬ومَا تَشَاءُونَ إِلّا أَ ْن يَشَاءَ الّلهُ)) [النسان‪ ،]30:‬فقد مرت كثيا ف المثلة‬
‫السابقة مع شروحها الت قدموها‪ ،‬وكذلك قول الرسول صلى ال عليه وسلم ف الديث القدسي‪..{ :‬كنتُ‬
‫سعه‪ ،}..‬وقد مر شرحها أيضا‪.‬‬
‫ولكن اللحظ هنا‪ ،‬أن الشيخ استعمل عبارة (وحدة الفعال) و(وحدة الصفات)‪ ،‬حت إذا وصل إل الذات ل‬
‫يستعمل العبارة الت استعملها أسلفه ف مثل هذا التسلسل‪ ،‬وهي عبارة (وحدة الذات) بل لص عنها ليستعمل عبارة‬
‫تمل نفس العن‪ ،‬استعملها العارفون الصديقون القربون ف أقوالم ويستعملونا‪ ،‬وهي‪( :‬الفناء ف الذات) ووضوحها‬
‫كافٍ‪.‬‬
‫ونُضيف‪ :‬إن كل من يأخذ أقوال شخص ما على أنا أقوال حكيمة يُطلب تطبيقها‪ ،‬ث يقدس هذا الشخص‪،‬‬
‫فل يذكر اسه إل مصحوبا بـ (سيدي) يتبعها بالدعاء له‪ ،‬إن كل من يفعل مثل هذا مع شخص ما فهو ل يفعله إل‬
‫إن كان يؤمن بعقيدته وسلوكه إيانا كاملً‪.‬‬
‫وهذه نبذ من كتاب عبد القادر عيسى السمى‪( :‬حقائق عن التصوف)‪ ،‬يورد فيها أساء متصوفة مرت معنا‬
‫أقوالم ف وحدة الوجود‪ ،‬ورأينا مدى صراحتها ووضوحها‪.‬‬
‫يقول تت عنوان‪ :‬أقوال العارفي بال من رجال التصوف‪.)2(..‬‬
‫أبو حامد الغزال‪:‬‬
‫قال المام حجة السلم أبو حامد الغزال(‪:)3‬‬
‫وقد أورد اسه ف الكتاب متمثلً بأقواله ومستشهدا با وداعيا إليها‪ ،‬تسعا وثلثي مرة‪.‬‬
‫‪ -‬ومرت معنا أقوال الغزال‪ ،‬فليجع إليها القارئ ليى ما فيها ما يغضب وجه ال‪.‬‬

‫‪ )(1‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)281 ،280:‬‬


‫‪ )(2‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)59:‬‬
‫‪ )(3‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)60:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪172‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪ :‬قال سيد الطائفتي النيد(‪..)1‬‬
‫‪ -‬وقد مرت معنا أقوال النيد ف وحدة الوجود‪ ،‬وورد اسه ف الكتاب سبعا وعشرين مرة‪.‬‬
‫‪ -‬وورد اسم ابن عطاء ال السكندري تسع عشرة مرة‪ .‬جاء ف الرة الول بقوله‪ :‬يقول ابن عطاء ال‬
‫السكندري(‪.)2‬‬
‫وقد مرت أقواله الصرية ف وحدة الوجود‪.‬‬
‫ويورد اسم ابن الفارض وأقوالً له ست مرات‪ ،‬جاء فيها ف الرة الول النص التال‪... :‬وما علموا كيف‬
‫كانت بداية ابن الفارض من حيث ماهدته لنفسه‪ ،‬وإليك بعض كلمه يصف ماهداته ف سيه‪ ،‬ما يدل على أهية‬
‫الجاهدة‪ ،‬مع العلم أنه ابتدأ سيه إل ال تعال من نفسٍ لوامة‪ ،‬ل أمارة بالسوء‪ ،‬ويبي أن السالك الذي ‪ -‬ل ماهدة‬
‫له‪ ،‬ل سي له‪ ،‬ول مبة له‪.)3(...‬‬
‫‪ -‬ونعرف إعلن ابن الفارض إيانه بوحدة الوجود وتصريه بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ومن يورد أساءهم مع أقوال لم مشفوعة بالتقديس والدعاء‪ :‬أبو السن الشاذل ف خسة عشر موضعا‪،‬‬
‫أبو حزة البغدادي ف ثلثة مواضع‪ ،‬أبو القاسم القشيي ف خسة عشر موضعا‪ ،‬أبو يزيد البسطامي ف خسة‬
‫مواضع‪ ،‬إبراهيم الدسوقي ف موضع واحد‪ ،‬ابن عجيبة ف ثلثي موضعا‪ ،‬أحد زين الدحلن ف أربعة مواضع‪ ،‬زكريا‬
‫النصاري ف خسة مواضع‪ ،‬عبد الكري اليلي ف ثلثة مواضع‪...‬وغيهم الكثي ما مر معنا وما ل ير‪.‬‬
‫وقد رأينا أقوال هؤلء العارفي ف وحدة الوجود‪ ،‬وإيراد عبد القادر عيسى لؤلء الصوفية الشهورين هو دليل‬
‫أكثر من كافٍ على إيانه با كانوا يؤمنون به‪ ،‬وهو وحدة الوجود ول يبقى على الذين يادعون إل أن يكفوا عن‬
‫مادعتهم‪.‬‬
‫ويقول آية ال المين‪:‬‬
‫واعلم أن الساء والصفات اللية كلها كامل‪ ،‬بل نفس الكمال‪...‬وأكمل الساء هو السم الامع لكل‬
‫الكلمات‪ ،‬ومظهره النسان الكامل الستجمع لميع الصفات والساء اللية ومَ ْظ َهرُ جيع تلياته(‪...)4‬‬
‫ويقول‪ :‬فالنسان الكامل جيعُ سلسل ِة الوجود وبه يتم الدائرة‪ ،‬وهو الول والخر والظاهر والباطن‪ ،‬وهو‬
‫الكتاب الكلي اللي(‪...)5‬‬

‫‪ )(1‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)14:‬‬


‫‪ )(2‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)66:‬‬
‫‪ )(3‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)127:‬‬
‫‪ )(4‬شرح دعاء السحر‪( ،‬ص‪.)78:‬‬
‫‪ )(5‬شرح دعاء السحر‪( ،‬ص‪.)67:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪173‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪ :‬الوجودات كلها أساء إلية‪.‬‬
‫ولعلك بعد التدبر ف روح السم‪ ،‬والتفكر ف حقيقته ومطالعة دفتر سلسلة الوجود وقراءة أسطره‪ ،‬ينكشف‬
‫لك بإذن ال وحسن توفيقه أن سلسلة الوجود ومراتبها ودائرة الشهود ومدارجها ودرجاتا كلها أساء إلية(‪...)1‬‬
‫‪ -‬هذا مثل قول قائلهم‪ :‬واجتمع فيه النجو مع الورد وغيها ما مر‪.‬‬
‫ويقول تصيل إشراقي‪ :‬فإذا بلغ السالك إل ال والجاهد ف سبيله إل ذاك القام‪ ،‬وتلى عليه الق ف مظاهر‬
‫اللق‪ ،‬مع عدم احتجاب عن الق واللق‪ ،‬بنحو الوحدة ف ملبس الكثرات‪ ،‬والكثرة ف عي الوحدة‪ ،‬ينفتح عليه‬
‫أبواب من العرفة والعلوم والسرار اللية(‪ -...)2‬أقول‪ :‬سنرى فيما يأت من الفصول قيمة هذه العرفة والعلوم‬
‫الكشفية‪.‬‬
‫ويقول سعيد حوى‪:‬‬
‫‪...‬وبشكل عام‪ ،‬فإن السائر إل ال ليصل إل مقام الحسان‪ ،‬فإنه ير على ما يسميه الصوفية (الفناءات)‪،‬‬
‫والفناء ف الفعال بأن يس النسان أن كل شيء فعلُ ال‪ ،‬والفناء ف الصفات بأن يستشعر النسان صفات ال عز‬
‫وجل‪ ،‬والفناء ف الذات‪ ،‬وهو أن يستشعر النسان أولية الذات اللية وصمدانيتها‪ .‬ومت استقر ف هذا القام أحس‬
‫بقام الحسان‪ ،‬وياولون ف هذه الالة أن ينقلوه إل مقام (الشاهدة مع رؤيته اللق)‪ ،‬وهذا الذي يسمونه مقام‬
‫(البقاء)‪ ،‬وقد تكون النقلة سريعة إل الفناء ف الصفات مباشرة‪ ،‬أو قد تكون إل الفناء ف الذات مباشرة‪ ،‬ث يبدأ‬
‫السالك يستشعر ما سوى ذلك(‪)3‬؟‬
‫‪ -‬النص واضح جدا‪ ،‬مر معنا أمثاله‪ .‬وفيه بعض العبارات الغامضة‪:‬‬
‫فعبارة‪... :‬أولية الذات اللية يعن با‪ :‬كان ال ول شيء معه وهو الن على ما كان عليه‪ ،‬فأولية الذات‬
‫اللية هي‪ :‬كان ول شيء معه‪ ،‬ويستشعر با‪ ،‬أي‪ :‬يستشعر أنا على حالا كما كانت‪ ،‬وهو الن على ما كان عليه‪.‬‬
‫وعبارة‪... :‬وصمدانيتها‪ :‬للسم الصمد معنيان؟ أحدها‪ :‬الذي يُصمد إليه‪ ،‬أي‪ :‬يُرجع إليه ويُتوجه إليه ف كل‬
‫شيء‪ .‬ومعن صمدانية الذات اللية عند الصوفية هو نفس معن الية‪(( :‬إِنّ إِلَى َرّبكَ الرّ ْجعَى)) [العلق‪ ]8:‬عندهم‪،‬‬
‫ك رَاضَِي ًة َمرْضِيّةً)) [الفجر‪ ]28:‬عندهم‪ ..‬وقد مر معنا كيف يفهمون اليتي‪.‬‬ ‫ونفس معن‪(( :‬ارْ ِجعِي إِلَى رَّب ِ‬
‫إذن‪ ،‬فمعن قوله‪ :‬يستشعر النسان أولية الذات اللية وصمدانيتها هو‪ :‬أنه يستشعر وحدة الوجود‪ .‬وهذا العن‬
‫واضح تاما لكل من فهم عباراتم وتذوق معانيها‪ .‬أما من ل يستطع بعدُ فهمها‪ ،‬رغم مئات المثلة والنصوص‬
‫السابقة! فل حيلة لنا معه‪.‬‬

‫‪ )(1‬شرح دعاء السحر‪( ،‬ص‪.)84:‬‬


‫‪ )(2‬شرح دعاء السحر‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪ )(3‬تربيتنا الروحية‪( ،‬ص‪.)298:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪174‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وأمامنا أيضا العبارة‪... :‬أن ينقلوه إل مقام الشاهدة مع رؤيته اللق‪ ،‬وهذا‪...‬مقام البقاء‪.‬‬
‫إذن فمقام البقاء ‪-‬ونعرفه سابقا‪ -‬هو الشاهدة يضاف إليها رؤية اللق‪ .‬وبالرغم من أننا الن نعرف معن‬
‫مصطلح (الشاهدة) ولكن النص يزيدنا إيضاحا‪ ،‬فالشاهدة هي رؤية الق بدون خلق‪ ،‬أي‪ :‬رؤية ال‪ ،‬جل وعل‪ ،‬ف‬
‫كل شيء‪ ،‬بيث ل يرى الواصل خلقا‪ ،‬بل يرى كل شيء هو الق‪ ،‬وهذا هو مقام الفناء ف الذات‪ ،‬لكن الشيخ‬
‫ينقله إل مقام (الشاهدة مع رؤيته اللق)‪ ،‬وهو مقام (البقاء) أو الفرق الثان‪ ،‬أو صحو المع‪...‬أو‪...‬وهو القام الذي‬
‫يقول فيه أبو السن الشاذل‪ :‬اجعل الفرق ف لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا‪ .‬ويقول فيه النيد‪ :‬ل بد‬
‫من مشاهدة الفرق بي ما يأمر ال به وما ينهى عنه‪ .‬ويقول فيه ابن عجيبة‪ :‬إياك أن تقول أناه‪ ،‬واحذر أن تكون‬
‫سواه‪ ،‬وهو القام الذي يتواصون به منذ مقتل اللج وغيه‪.‬‬
‫وأترك للقارئ تليل قوله‪( :‬ث يبدأ السائر يستشعر ما سوى ذلك) ليزداد ترسا بفهم النصوص الصوفية‪.‬‬
‫ويقول سعيد حوى أيضا‪:‬‬
‫ولئن كان جزء السي التحقق بأساء ال‪ ،‬ولئن كانت مراحل السي تتم بالنتقال من فناء إل فناء‪ ،‬فإن الذكر‬
‫هو وسيلة ذلك كله(‪.)1‬‬
‫‪ -‬معن (التحقق بأساء ال) واضح‪ ،‬ومر كثيا ف النصوص السابقة‪ ،‬ومع ذلك أورد أمثلة تساعد على‬
‫التوضيح أكثر‪:‬‬
‫لو قال قائل‪ :‬فلن متحقق باسم الشجاع فإن كل من يسمع هذا القول يعرف أن فلنا شجاع بكل معن‬
‫الشجاعة‪.‬‬
‫ولو قال‪ :‬فلن متحقق باسم الفيلسوف‪ ،‬لفُهم مباشرة أن فلنا فيلسوف ضالع‪.‬‬
‫ولو قال القائل‪ :‬فلن متحقق باسم الصوف لعُرف دون تردد أن فلنا صوف‪ .‬وهكذا‪ ..‬عندما يقول القائل‪ :‬إن‬
‫السائر إل ال‪ ،‬تقق باسم من أساء ال‪ ،‬وليكن مثلً‪ :‬الرب‪ ،‬فكل من يسمع هذا القول يعرف أن فلنا تقق‬
‫بالربوبية‪ ،‬أي‪ :‬صار ربا‪.‬‬
‫وهكذا بالنسبة للسم (الرحن)‪ ،‬وف آخر الطريق بالنسبة للسم (ال)‪ .‬ول حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم‪.‬‬
‫ويقول سعيد حوى أيضا‪:‬‬
‫سهِ الصمد جل جلله وهو القام الذي زل به‬
‫‪...‬ومع أنن ف سيي إل ال أذاقن ال من فضله مِن معان ا ِ‬
‫هؤلء(‪.)2‬‬
‫‪ )(1‬تربيتنا الروحية‪( ،‬ص‪.)303:‬‬
‫‪ )(2‬تربيتنا الروحية‪( ،‬ص‪.)317:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪175‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬لو سعت قائلً يقول‪ :‬فلن ذاق معن الوزارة فماذا تفهم من ذلك؟ إن أي إنسان يسمع هذا الكلم يفهم‬
‫منه بدهيا أن فلنا صار وزيرا‪ ،‬فذاق معن الوزارة‪ .‬وكذلك قول الشيخ هنا‪ :‬أذاقن‪...‬مِن معان اسه الصمد‪ ،‬أي‬
‫مرت به حال صار فيها صمدا‪ ،‬أو استشعر من اللوهية السم الصمد‪.‬‬
‫وقد رأينا فيما سبق من نصوص أن الواصل يذوق معن الساء اللية‪ ،‬أو يتحقق با بالتدريج‪ ،‬اسا بعد اسم‪،‬‬
‫حت يصل إل السم (الرب)‪ ،‬ث يصل إل السم العظم (ال) حيث يصي هو هو‪ ،‬ويقول حينئذ‪ :‬أنا أنا أو كما قال‬
‫ابن البنا السرقسطي ف الباحث الصلية‪:‬‬
‫فاطلق القولَ أنا معبودي‬ ‫ث امتحى ف غيبةِ الشهود‬
‫ويقول سعيد حوى أيضا‪:‬‬
‫نن نعلم أن هناك حالت للسالك يس فيها بأحدية الذات اللية‪ ،‬ويستشعر فيها اسم ال الصمد‪ ،‬وهي حالة‬
‫يستشعر فيها السالك فناء كل شيء‪ ،‬ولكن هذا الشعور ل بد أن يرافقه العتقاد بأن ال خالق‪ ،‬وأن هناك ملوقا‪،‬‬
‫وأن الالق غي الخلوق(‪.)1‬‬
‫‪ -‬إذن فالسالك يس بأحدية الذات اللية‪ ،‬وقد مر معنا ماذا يعنون بعبارة أحدية الذات اللية‪ ،‬مرت ف‬
‫نصوص يكن أن يقال عنها‪ :‬كثية‪ ،‬وكذلك يستشعر السالك أيضا ف تلك الالت اسم ال الصمد‪ ،‬أي يستشعر‬
‫الصمدانية‪ ،‬أو اللوهية‪ ،‬فالدلول الخي للصمدانية واللوهية واحد‪ ،‬ويفسر استشعار السم الصمد‪ ،‬باستشعار فناء‬
‫كل شيء‪ ،‬أي ل يشعر إل بال وحده ف كل شيء ومع كل شيء وبكل شيء‪ ،‬وهذه هي وحدة الوجود‪.‬‬
‫ولكنه يقرر بأن هذا هو إحساس واستشعار‪ ،‬وذوق كما يقول ف مكان آخر‪ :‬ولكن ل بد أن يرافقه العتقاد‬
‫بأن الالق غي الخلوق‪.‬‬
‫وهكذا أوصلنا إل مقام الفرق الثان‪ ،‬الذي هو مقام الكمّل من الرجال (النسان الكامل)‪ ،‬مع ملحوظة نبهنا‬
‫إليها‪ ،‬كانوا فيما سلف من القرون يطلبون من الواصل أن يقول بلسانه‪ :‬إن الالق غي الخلوق‪ ،‬بينما ف قلبه‪ ،‬يب‬
‫أن يعتقد بأنه هو هو‪ ،‬أما الن فالشيخ يطلب من الواصل العتقاد‪ -‬الرافق للشعور بالوحدة‪ -‬أن الالق غي الخلوق‪،‬‬
‫وهذا تطور ف التقية‪ ،‬على أننا لو تفحصنا الكلم بدوء‪ ،‬لرأينا أن النتيجة واحدة‪.‬‬
‫لنأت إل مَثَل (الاء والثلج)‪ ،‬فالذائق لكليهما يس ويستشعر ويذوق أن الثلج هو نفس الاء تكثف عنه‪ ،‬فهو‬
‫هو‪ ،‬ولكن ل بد أن يعتقد أن الاء غي الثلج‪ ،‬فمظهرها متلف‪ ،‬ودرجة حرارتما متلفة‪ ،‬وهذا مائع وهذا جامد‪،‬‬
‫إذن‪ ،‬فالعتقاد بأن هذا غي هذا تؤكده عدة ظواهر‪ ،‬وكذلك الوجود‪ ،‬فاللكوت غي البوت وبينهما عدة فروق ف‬
‫الظاهر‪ ،‬لكن القيقة واحدة‪ ،‬هي أحدية الذات اللية‪ ،‬وهي هي وحدة الوجود‪ .‬وقد يقول قائل‪ :‬إن هذا الستنتاج‬
‫فيه توجيه معي!‬

‫‪ )(1‬تربيتنا الروحية‪( ،‬ص‪.)79:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪176‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لكن لو نظرنا ف كلم الشيخ لرأينا المر واضحا‪ ،‬فهو يقول‪ :‬يس أحدية الذات اللية‪ ،‬ويستشعر السم‬
‫الصمد‪ ،‬ويذوق معن السم الصمد‪ ،‬وهذا التصريح واضح بأن الواصل يستشعر وحدة الوجود‪ ،‬حيث ل شيء إل‬
‫ال‪ ،‬ث يقول‪ :‬ل بد من العتقاد بأن الالق غي الخلوق! فكيف التوفيق بي التناقضي؟ مع العلم أن الوحدة شيء‬
‫يسه ويستشعره ويذوقه ويتحقق به‪ ،‬وهذا ما يسمونه حق اليقي‪ ،‬بينما اعتقاد الغيية هو شيء مفروض فرضا (ل بد‬
‫منه)! كيف التوفيق؟؟! نترك المر للقارئ‪.‬‬
‫ث لننتبه إل قول الشيخ‪ :‬وهو القام الذي زل به هؤلء‪...‬وماذا تعن هذه العبارة؟ وأترك تليلها للقارئ الكري‬
‫ليتسلى با‪ ،‬وهي سهلة التناول‪.‬‬
‫* وأخيا‪ ،‬هذه نصوص دامغة من أقوالم من كتبهم العتمدة لديهم‪ ،‬بدءا من النيد وعصره‪ ،‬حت يومنا هذا‪،‬‬
‫وهي غيض من فيض‪ ،‬فلو حاولنا جع أقوال عارفيهم ومققيهم ف (وحدة الوجود) لحتجنا إل ألوف الصفحات‪،‬‬
‫على أن ف ما أوردناه كفاية وأكثر من كفاية‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فالصوفية كلهم يؤمنون بوحدة الوجود‪ ،‬مع العلم أن بعضهم ل يسمعوا بعبارة‪ :‬وحدة الوجود‪ ،‬وإنا‬
‫يعرفون أن الخلوقات هي ال‪ ،‬وأنه يب كتم هذه العرفة عن العامة‪ ،‬ول تقال إل للخاصة‪.‬‬
‫ونن‪ ،‬ف عرضنا للصوفية‪ ،‬نواجه نوعي من الناس‪ :‬خبثاء وبسطاء‪.‬‬
‫والبسطاء يرددون أقوال البثاء بسلمة صدرٍ وحسن نية‪.‬‬
‫ومن جلة ما سيقوله لنا كل النوعي ف هذا القام‪ :‬إن الصوفيي الاليي ل يعرفون هذه المور! أو‪ :‬إنم الن‬
‫ل يفهمون ذلك! أو‪ :‬إن هذا شيء انتهى! أو‪ ..‬أو‪ ..‬وما أكثر ما عندهم من اعتراضات كلها باردة وليس فيها شيء‬
‫من الق‪.‬‬
‫فسدا لذرائع أمثال هؤلء‪ ،‬نورد نصوصا معتمدة لدى الطرق الصوفية‪ ،‬من أورادهم وصلواتم الت يتعبدون با‬
‫ف خلواتم واجتماعاتم‪ ،‬يطبعونا ف كتب يوزعونا‪ ،‬ويفظون نصوصها‪:‬‬
‫* من أوراد الطريقة القادرية وقد يستعملها الخرون‪:‬‬
‫‪...‬السم الثالث (هو)‪ ،‬عدد تلوته أربعة وأربعون ألفا وستمائة مرة‪ ،‬وتوجهه‪ :‬يا من هو ال ل إله إل أنت‬
‫هو هو هو‪ ،‬إلي حقق باطن بسر هويتك‪ ،‬وأفن من أنانيت إل أن تصل إل هوية ذاتك العلية‪ ،‬يا من ليس كمثله‬
‫شيء‪ ،‬أفنِ عن كل شيء غيك‪ ،‬وخفف عن ثقل كثائف الوجودات‪ ،‬وامحُ عن نقطة الغيية لشاهدك ول أدري‬
‫غيك‪ ،‬يا هو يا هو يا هو‪ ،‬ل سواك موجود‪ ،‬ل سواك مقصود‪ ،‬يا وجود الوجود(‪...)1‬‬
‫* ومن أوراد الطريقة القادرية أيضا‪:‬‬

‫‪ )(1‬الفيوضات الربانية ف الآثر والوراد القادرية‪( ،‬ص‪.)16:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪177‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫المد ل الذي كيّف الكيْف‪ ،‬وتنه عن الكيفية‪ ،‬وأيّن اليْن وتعزز عن الينية‪ ،‬ووُجد ف كل شيء وتقدس‬
‫عن الظرفية‪ ،‬وحضر عند كل شيء وتعال عن العندية(‪...)1‬‬
‫* ومنها‪..:‬يا أول كل شيء‪ ،‬ويا آخر كل شيء‪ ،‬ويا ظاهر كل شيء‪ ،‬ويا باطن كل شيء(‪..)2‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬هذا مثل قولم‪( :‬وما الكلب والنير إل إلنا)‪ ،‬و(ول يهولنك صدور الكائنات الدنسية من سنخ‬
‫القدوسية)‪ ،‬وغيها‪.‬‬
‫* ومنها‪..:‬إلنا فطهر قلوبنا من الدنس لنكون ملً لنازلت وجودك‪ ،‬وخلصنا من لوث الغيار لالص‬
‫توحيدك‪ ،‬حت ل نشهد لغي أفعالك وصفاتك وتلي عظيم ذاتك(‪...)3‬‬
‫* ومنها‪..:‬رباه رباه غوثاه‪ ،‬يا خفيا ل يظهر‪ ،‬يا ظاهرا ل يفى‪ ،‬ل ُط َفتْ أسرار وجودك العلى فتُرى ف كل‬
‫موجود‪ ،‬وعلت أنوار ظهورك القدس فبدت ف كل مشهود(‪...)4‬‬
‫‪ -‬وهذا أيضا مثل قولم‪( :‬ول يهولنك صدور الكائنات الدنسية من سنخ القدوسية) وما شابها‪.‬‬
‫* ومنها‪.. :‬رب أشهدن مطلق فاعليتك ف كل مفعول حت ل أرى فاعلً غيك‪ ،‬لكون مطمئنا تت جريان‬
‫أقدارك‪ ،‬منقادا لكل حكم ووجود عين وغيـب وبرزخي‪ ،‬يا نافخا روح أمره ف كل عي‪ ،‬اجعلن منفعلً ف كل‬
‫حال لا يولن عن ظلمات تكوينات‪ ،‬وألق فعلي وفعل الفاعلي ف أحدية فعلك(‪...)5‬‬
‫* ومن أوراد القادرية أيضا‪:‬‬
‫إلي عم قِ َدمُك حَدَثي ول أنا‪ ،‬وأشرق سلطان نور وجهك فأضاء هيكل بشريت فل سواك‪ ،‬فما دام من‬
‫فبدوامك‪ ،‬وما فن من فبؤيت إليك‪ ،‬وأنت الدائم ل إله إل أنت‪ ،‬أسألك باللف إذا تق ّد َمتْ‪ ،‬وبالاء إذا تأخرت‪،‬‬
‫وبالاء من إذا انقلبت لما‪ ،‬أن تفنين بك عن‪ ،‬حت تلتحق الصفة بالصفة‪ ،‬وتقع الرابطة بالذات(‪...)6‬‬
‫‪ -‬أقول‪( :‬اللف إذا تق ّد َمتْ‪ ،‬والاء إذا تأخرت‪ ،‬والاء من إذا انقلبت لما)‪ ،‬هذا لغز أرجو من لقارئ أن‬
‫يتسلى بله قبل قراءة هذا الل ف السطور التالية‪.‬‬
‫الل‪ :‬أمامنا ف هذا اللغز ثلثة عناصر‪ :‬اللف التقدمة‪ ،‬والاء التأخرة‪ ،‬واللم (النقلبة عن الاء منه)؟‬
‫با أن اللف متقدمة والاء متأخرة‪ ،‬إذن‪ ،‬فاللم متوسطة بينهما‪ ،‬ويكون اللغز هو كلمة (إله)‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفيوضات الربانية (عقيدة الغوث العظم)‪( ،‬ص‪.)41:‬‬


‫‪ )(2‬الفيوضات (ورد الصبح)‪( ،‬ص‪.)115:‬‬
‫‪ )(3‬الفيوضات (ورد العشاء)‪( ،‬ص‪.)138:‬‬
‫‪ )(4‬الفيوضات (ورد الثني)‪( ،‬ص‪.)143:‬‬
‫‪ )(5‬الفيوضات (ورد الثني)‪( ،‬ص‪.)144:‬‬
‫‪ )(6‬الفيوضات (ورد الربعاء)‪( ،‬ص‪.)145:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪178‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويوي هذا اللغز لغزا آخر هو قوله‪( :‬والاء من)‪ ،‬الت يعن با‪ :‬الاء من الضمي (هو) العائد عليه‪ .‬وأترك‬
‫للقارئ التسلي بتحليله وإل ماذا يشي؟‬
‫* ومن أورادهم‪... :‬يا هو يا ال (ثلثا) ل إله غيك‪ ،‬أسقنا من شراب مبتك‪ ،‬وأغمسنا ف بار أحديتك‪،‬‬
‫حت نرتع ف ببوحة حضرتك‪ ،‬وتقطع عنا أوهام خليقتك(‪...)1‬‬
‫* ومنها‪ :‬اللهم صل وسلم على من له الخلق الراضية‪...‬النيس بك والستوحش من غيك‪ ،‬حت تتع من نور‬
‫ذاتك‪ ،‬ورجع بك ل بغيك‪ ،‬وشهد وحدتك ف كثرتك(‪...)2‬‬
‫* ومنها‪... :‬وطهّرنا من قاذورات البشرية‪ ،‬وصفّنا بصفاء الحبة الصديقية من صدأ الغفلة ووهم الهل‪ ،‬حت‬
‫تضمحل رسومنا بفناء النانية ومعاينة الطمسة النسانية ف حضرة المع‪ ،‬والتحلية‪ ،‬والتحلي بألوهية الحدية‪،‬‬
‫والتجلي بالقائق الصمدانية ف شهود الوحدانية‪ ،‬حيث ل حيث ول أين ول كيف‪ ،‬ويبقى الكل ل وبال ومن ال‬
‫وإل ال ومع ال غرقا بنعمة ال ف بر منة ال(‪...)3‬‬
‫* ومنها‪... :‬صل ًة هو لا أهل‪ ،‬صلة تفرّج با عنا هوم حوادث عوارض الختيار‪ ،‬تحو با عنا ذنوب‬
‫وجودنا باء ساء القربة‪ ،‬حيث ل بي ول أين ول جهة ول قرار‪ ،‬وتفنينا با عنا ف غياهب غيوب أنوار أحديتك‪ ،‬فل‬
‫نشعر بتعاقب الليل والنهار‪ ،‬وتولنا با ساح رياح فتوح حقائق بدائع جال نبيك الختار‪ ،‬وتلحقنا با أسرار ربوبيتك‬
‫ف مشكاة الزجاجة الحمدية‪ ،‬فتضاعف أنوارنا بل أمد ول حد ول إحصار(‪.)4‬‬
‫* ومن أورادهم‪:‬‬
‫‪...‬وأيدن اللهم عند شهود الواردات بالستعداد والستبصار‪ ،‬وأفض علي من بار العناية الحمدية والحبة‬
‫الصديقية ما أندرج به ف ُظلَم غياهب عيون النوار‪ ،‬واجعن واجعل ل بي سرّك الكنون الفي والستظهار‪،‬‬
‫واكشف ل عن سر أسرار أفلك التدوير ف حواشي التصوير‪ ،‬لدبركل فلك با أقمته من السرار‪ ،‬واجعل ل الظ‬
‫الطي المدود القائم بالعدل بي الرف والسم‪ ،‬فأحيط ول أُحاط‪ ،‬بإحاطة‪(( :‬لِمَنِ الْمُ ْلكُ الَْي ْومَ لِّلهِ اْلوَاحِ ِد اْل َقهّارِ))‬
‫[غافر‪.)5(]16:‬‬
‫‪ -‬الرجاء النتباه بإمعان إل الملة (فأحيط ول أُحاط‪ !)..‬وبأي إحاطة؟! بإحاطة‪(( :‬لِمَ ِن الْمُ ْلكُ الَْي ْومَ لِّلهِ‬
‫اْلوَاحِ ِد اْل َقهّارِ)) [غافر‪ !!]16:‬وفهمكم كفاية‪.‬‬
‫‪ -‬ومن الدير باللحوظةأن الطريقة القادرية (بل كل الطرق الصوفية) تتبن عينية عبد الكري اليلي‪ ،‬الت مر‬

‫‪ )(1‬الفيوضات (ورد صلة الكبى)‪( ،‬ص‪.)158:‬‬


‫‪ )(2‬الفيوضات (ورد صلة الكبى)‪( ،‬ص‪.)158:‬‬
‫‪ )(3‬الفيوضات (ورد صلة الكبى)‪( ،‬ص‪.)167:‬‬
‫‪ )(4‬الفيوضات‪( ،‬ص‪.)177:‬‬
‫‪ )(5‬الفيوضات‪( ،‬حزب الفظ)‪( ،‬ص‪.)184 ،183:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪179‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أبيات كثية منها‪ ،‬يتبنونا على أنا من نظم عبد القادر اليلن‪ .‬ول يهمنا نسبتها لذا أو لذاك‪ ،‬وإنا الذي يهمنا هو‬
‫تبنيهم لا‪ ،‬ويستطيع القارئ الرجوع إليها ف صفحات سابقة‪ ،‬ول بأس من إيراد بيتي منها‪:‬‬
‫وأنت لا الاء الذي هو نابع‬ ‫وما اللق ف التمثال إل كثلجة‬
‫وغيان ف حكمٍ دعته الشرائع‬ ‫وما الثلج ف تقيقنا غي مائه‬
‫* ومن أوراد الطريقة الرفاعية (ويستعملها غيهم)‪:‬‬
‫‪...‬فكفى به برهان عي علمك الكنون‪ ،‬ببحر سر معن (ن)‪ ،‬ودقيقة أمرك الصون‪ ،‬بتجلي باء إشارة كُن‬
‫فيكون‪ ،‬واسطة الكل ف مقام المع‪ ،‬ووسيلة المع ف تلي الفرق‪ ،‬رحة للعالي قبل العالي(‪..)1‬‬
‫* ومن أوراد الرفاعية من (صلة النس)‪:‬‬
‫‪...‬اللهم صل على ألف إنس إنسان الزل‪ ،‬بكمة باء برهان من ل يزل‪ ،‬أصل الشياء الكلية‪ ،‬آدم ف حقيقة‬
‫البداية‪ ،‬أثر السر ف آثار خفايا الظاهر الفية‪ ،‬أول الكل ف أول الولوية‪...‬التجلّي ف ساء العرفة بظهور مظهر‬
‫شهادة الرحن‪ ،‬ممدي الذات‪ ،‬الدل إل قاب الوحدة بتجلي موكبَي العناية والحسان‪...‬أصل السبب ف الياد‪،‬‬
‫فالكل منه والكل إليه‪ ،‬خزانة السرار‪ ،‬فالوارد والذاهب عنه وإليه(‪...)2‬‬
‫* ومن أورادهم‪:‬‬
‫اللهم صل على التخلق بصفاتك‪ ،‬الستغرق ف مشاهدة ذاتك‪ ،‬رسول الق‪ ،‬التخلق بالق‪ ،‬حقيقة مدد الق‪:‬‬
‫((أَحَ ّق ُهوَ ُقلْ إِي َورَبّي ِإّنهُ َلحَقّ)) [يونس‪...]53:‬وقد جعلت كلمك خلقه‪ ،‬وأساءك مظهره‪ ،‬ومنشأ كونك‬
‫منه(‪...)3‬‬
‫* ومنها‪ :‬اللهم اجعنا بك عليك‪ ،‬وار ُددْنا منك إليك‪ ،‬وأرشدنا ف حضرة جع المع‪ ،‬حيث ل فرقة ول‬
‫منع(‪...)4‬‬
‫* ومنها‪ :‬اللهم بك توسلت‪ ..‬أن تصلي عليه صلة أبدية ديومية قيومية إلية ربانية‪ ،‬تصفينا با من شوائب‬
‫الطبيعة الدمية بالسحق والحق‪ ،‬وتطمس با آثار وجودنا الغيية عنا ف غيب غيب الوية‪ ،‬فيبقى الكل للحق ف الق‬
‫بالق(‪...)5‬‬
‫* ومن الدعية التيجانية (ويستعملها غيهم)‪:‬‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)251:‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)263:‬‬
‫‪ )(3‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)326:‬‬
‫‪ )(4‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)328:‬‬
‫‪ )(5‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)340:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪180‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫اللهم حققن بك تقيقا يسقط النسب والرتب والتعيينات والتعلقات والعتبارات والتوهات والتخيلت‪،‬‬
‫حيث ل أين ول كيف ول رسم ول علم ول وصف ول مساكنة ول ملحظ‪ ،‬مستغرقا فيك بحو الغي والغية‬
‫بتحقيقي بك من حيث أنت كما أنت وكيف أنت‪ ،‬حيث ل حس ول اعتبار إل أنت بك لك عنك منك‪ ،‬لكون‬
‫لك خالصا وبك قائما وإليك آيبا وفيك ذاهبا بإسقاط الضمائر والضافات(‪...)1‬‬
‫* ومن أدعيتهم (ياقوتة القائق)‪:‬‬
‫ال ال ال‪ ،‬اللهم أنت ال الذي ل إله إل أنت العال ف عظمة انفراد حضرة أحديتك‪ .‬الت شئت فيها بوجود‬
‫شئونك‪ ،‬وأنشأت من نورك الكامل نشأة الق‪ ،‬وأنطقتها وجعلتها صورة كاملة تامة تد منها بسبب وجودها من‬
‫انفراد أحديتك قبل نشر أشباحها‪ ،‬وجعلت منها فيها بسببها انبساط العلم‪ ،‬وجعلت من أثر هذه العظمة ومن بركاتا‬
‫شبحة الصور كلها‪ ،‬جامدها ومتحركها‪ ،‬وأنطتها بإقبال التحريك والتسكي‪ ،‬وجعلتها ف إحاطة العزة من كونا‬
‫قبلت منها وفيها ولا‪ ،‬وتشعشعت الصورُ البارزة بإقبال الوجود‪ ،‬وقدرت لا وفيها ومنها ما ياثلها ما يطابق أرقام‬
‫صورها‪ ،‬وحكمت عليها بالبوز لتأدية ما قدرته عليها‪ ،‬وجعلتها منقوشة ف لوحها الحفوظ الذي خلقت منه ببكته‪،‬‬
‫وحكمت عليها با أردت لا وبا تريد با‪ ،‬وجعلت كل الكل ف كلك‪ ،‬وجعلت هذا الكل من كلك‪ ،‬وجعلت الكل‬
‫قبضة من نور عظمتك روحا لا أنت أهل له(‪...)2‬‬
‫* وف الطريقة النقشبندية‪:‬‬
‫مر معنا قول الشيخ سلمة العزامي(‪ )3‬واصفا شيخه أمي الكردي‪:‬‬
‫‪...‬وكان يرى أن القول بوحدة الوجود من سُكر الوقت وغلبة الال‪ ،‬يعذر صاحبه إذا كان مغلوبا‪ ،‬ول يصح‬
‫تقليد غيه له(‪...)4‬‬
‫ويقول ممد بن سليمان البغدادي النفي النقشبندي(‪:)5‬‬
‫‪...‬السراف السابق ل يناف الذب اللحق‪ ،‬لن كثيا من الولياء الكابر جذبتهم الواردات اللية وهم ف‬
‫حكَم به على هلك‬‫السراف والعصية‪ ،‬وأما السراف اللحق‪ ،‬إذا ل يغلب على الي‪ ،‬بل كان المر بالعكس‪ ،‬فل يُ ْ‬
‫صاحبه جزما والطعن ف حاله‪...‬واعلم أن الذب وحده من غي سلوك ف الطريق الستقيم بامتثال أوامر الق تعال‬
‫والجتناب عن نواهيه ل نتيجة له أصلً‪...‬وكذلك السلوك بامتثال الوامر واجتناب النواهي من غي جذب إلي ل‬
‫نتيجة له غي الدخول ف حيز العلماء والعباد من أهل الظاهر(‪...)6‬‬
‫‪ )(1‬ميزاب الرحة الربانية‪( ،‬ص‪.)23:‬‬
‫‪ )(2‬اليزاب‪( ،‬ص‪.)25:‬‬
‫‪ )(3‬أحد علماء الزهر‪ ،‬عاش إل ما بعد سنة (‪1343‬هـ)‪ ،‬ول أقف على أكثر من هذه العلومات‪ ،‬إل أنه كان خليفة الشيخ أمي الكردي‪.‬‬
‫‪ )(4‬تنوير القلوب‪ ،‬ترجة الؤلف‪( ،‬ص‪.)42:‬‬
‫‪ )(5‬بغدادي‪ ،‬من خلفاء الالدية‪ ،‬نسبة إل الشيخ خالد النقشبندي‪ ،‬توف سنة (‪1234‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬الديقة الندية ف الطريقة النقشبندية‪( ،‬ص‪.)107:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪181‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وطبعا‪ ،‬الذبة هي التجلي اللي‪ ،‬وفيها يصل التحقيق بالساء اللية‪ ،‬والستشعار بالسم الصمد‪ ،‬أو‬
‫باللوهية‪.‬‬
‫* ومن أذكار النقشبندية (ذكر النفي والثبات) أي‪( :‬ل إله إل ال) جاء ف آدابه‪:‬‬
‫‪...‬ضاربا بلفظ الللة على القلب منفذا إل قعره‪ ،‬بقوةٍ يتأثر برارتا جيع البدن‪ ،‬مع ملحوظة معن هذه‬
‫الملة‪ ،‬وهو أنه ل مقصود إل ذات ال تعال‪ ،‬وينفي بشق النفي (ل إله) جيع الحدثات اللية‪ ،‬وينظرها بنظر الفناء‪،‬‬
‫ويثبت بشق الثبات (إل ال) ذات الق تعال‪ ،‬وينظره بنظر البقاء‪...‬ويقول بقلبه قبل إطلق كل َنفَس‪ :‬إلي أنت‬
‫مقصودي ورضاك مطلوب‪ ...،‬فإذا انتهى العدد إل أحد وعشرين‪ ،‬تظهر له نتيجة هذا الذكر البارك‪ ،‬وهي النسبة‬
‫العهودة عند سادتنا النقشبندية من الذهول والضمحلل والستغراق ف شهود الذكور تبارك وتعال(‪...)1‬‬
‫‪ -‬والنقشبندية ينبهون إل ما يلي‪ :‬مَن كان مستعدا لتقدم الذبة على السلوك‪ ،‬لقنه الشيخ الذكر الول (ال‬
‫ال‪ ،)..‬ومَن كان مستعدا لتقدم السلوك على الذبة‪ ،‬لقنه الذكر الثان (ل إله إل ال)(‪...)2‬ومن أصولم‪( :‬الصل‬
‫الرابع‪ :‬الراقبة)‪:‬‬
‫اعلم أيها الخ أن الراقبة هي عِلمُ الريد وتققه باطلع ال عليه‪ ،‬واستغراقه بشاهدة الق‪ ،‬واستهلكه‬
‫بالضور اللي‪ ،‬وملزمة القلب لذلك‪ ،‬فإذا انتهى أمر السالك ف الراقبة إل انتفاء علمه بنفسه وبالكوان‪ ،‬حصل له‬
‫مبادي الفناء‪ ،‬وحينئذ يليق له أن يذكر باللسان‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬مع التدبر القيقي‪ ،‬وأقله خسة آلف ف اليوم والليلة‪،‬‬
‫فإذا فن عن فنائه‪ ،‬وهو السمى‪ :‬بالفناء التام‪ ،‬أو مبادي البقاء‪ ،‬حصل له أول درجة من درجات الولية الصغرى‪ ،‬فإذا‬
‫ت له البقاء تشرف بالولية الكبى(‪...)3‬‬
‫‪ -‬نصوص النقشبندية هذه توضح لنا معن الولية‪ ،‬وعلقة (ذوق معن الساء اللية) بالذبة‪ ،‬وعدم علقة‬
‫الذبة بالعمال الصالة ول بالسلوك‪.‬‬
‫* ومن الوراد الشاذلية (وغيهم يستعملها)‪ :‬مر معنا قولم ف الصلة البشيشية‪ -‬أو الشيشية‪ :-‬وزج ب ف‬
‫بار الحدية وانشلْن من أوحال التوحيد‪ ،‬وأغرقن ف عي بر الوحدة‪ ،‬حت ل أرى ول أسع ول أحس ال با(‪...)4‬‬
‫* وما جاء ف الوظيفة الشاذلية (المزوجة بصلة سيدي عبد السلم بن بشيش‪ ،‬وتقرأ صباحا ومساءً)‪:‬‬
‫‪...‬اللهم صل وسلم بميع الشئون‪ ،‬ف الظهور والبطون‪ ،‬على مَن منه انشقت السرار الكائنة ف ذاته العلية‬
‫ظهورا‪ ..‬وفيه ارتقت القائق منه إليه‪ ،‬وتنلت علوم آدم به فيه عليه‪ ..‬ول شيء إل وهو به منوط‪ ،‬وبسره الساري‬
‫موط‪ ..‬اللهم إنه سرك الامع لكل السرار‪ ،‬ونورك الواسع لميع النوار‪...‬اللهم ألقن بنسبه الروحي‪ ..‬وعرفن إياه‬

‫‪ )(1‬السعادة البدية فيما جاء به النقشبندية‪( ،‬ص‪.)34:‬‬


‫‪ )(2‬السعادة‪( ،‬ص‪.)35 ،34:‬‬
‫‪ )(3‬السعادة‪( ،‬ص‪.)35:‬‬
‫‪ )(4‬النفخة العلية ف الوراد الشاذلية‪( ،‬ص‪.)16:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪182‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫معرفة أشهد با مياه وأصي با مله‪...‬وسر ب ف سبيله القوي وصراطه الستقيم إل حضرته التصلة بضرتك‬
‫القدسية‪...‬وزج ب ف بار الحدية الحيطة بكل مركبة وبسيطة‪ ،‬وانشلن من أوحال التوحيد إل فضاء التفريد النه‬
‫على الطلق والتقييد‪ ،‬وأغرقن ف عي بر الوحدة شهودا‪ ،‬حت ل أرى ول أسع ول أجد ول أحس إل با نزولً‬
‫وصعودا‪ ،‬كما هو كذلك لن يزال وجودا‪...‬وأيدن بك لك بتأييد من سَلَك فملك‪ ،‬ومن ملك فسلك‪ ،‬واجع بين‬
‫وبينك‪ ،‬وأزل عن العي غينك‪ ،‬وحل بين وبي غيك‪ ..‬ال‪ ،‬منه بدأ المر‪ ،‬ال‪ ،‬المر إليه يعود‪ ،‬ال‪ ،‬واجب الوجود‬
‫وما سواه مفقود(‪...)1‬‬
‫* ومن أورادهم (مناجاة ابن عطاء ال وتُقرأ وقت السحر)‪:‬‬
‫‪...‬إلي كلما أخرسن لؤمي أنطقن كرمك‪ ،‬وكلما أيأستن أوصاف أطمعتن منتك‪ ..‬وتردّدي ف الثار يوجب‬
‫بُعد الزار‪ ،‬فاجعن عليك بدمة توصلن إليك‪...‬أيكون لغيك من الظهور ما ليس لك‪ ،‬حت يكون هو الظهر لك؟‬
‫مت غبت حت تتاج إل دليل يدل عليك؟ ومت بعُدت حت تكون الثار هي الت توصل إليك‪...‬وحققن بقائق أهل‬
‫القرب واسلك ب ف مسالك أهل الذب‪ ..‬أنت الذي أشرقت النوار ف قلوب أوليائك‪ ،‬وأنت الذي أزلت الغيار‬
‫من أسرار أحبائك‪...‬يا من أذاق أحبّاه حلوة مؤانسته فقاموا بي يديه مؤتلفي‪ ،‬ويا من ألبس أولياءه ملبس هيأته‬
‫فقاموا بعزته مستعزين‪...‬فاطلبن برحتك حت أصل إليك‪ ،‬واجذبن بنتك حت أُقْبلَ عليك‪...‬وأنت تعرفت ل ف كل‬
‫شيء فرأيتك ظاهرا ف كل شيء‪...‬وموت الغيار بحيطات أفلك النوار(‪...)2‬‬
‫* ومن حزب الفتح لسيدي أب السن الشاذل‪:‬‬
‫‪ ..‬ونسألك الحاطة بالسرار‪ ..‬وجلّت إرادتك أن يوافقها أو يالفها شيء من الكائنات‪ ،‬حسب ال (ثلثا)‬
‫وأنا بريء ما سوى ال‪.)3(..‬‬
‫‪ -‬يُرجى من القارئ أن ينتبه لقوله‪( :‬وأنا بريء ما سوى ال) ف معنييها‪ ،‬الظاهر والصوف‪ ،‬وأن يلحظ مدى‬
‫شول الباءة ف العن الظاهر!!‬
‫* ومن حزب اللطيف لسيدي أب السن الشاذل قدس سره‪:‬‬
‫‪...‬إلي لطفك الفي ألطف من أن يُرى‪ ،‬وأنت اللطيف الذي لطفت بميع الورى‪ ،‬حجبت من سريان سرك‬
‫ف الكوان فل يشهده إل أهل العرفة والعيان‪ ،‬فلما شهدوا سر لطفك بكل شيء أَمنوا به من سوء كل شيء‪.)4(..‬‬
‫* ومن الوراد اللوتية من (الدرة الشريفة) للعارف بال الشيخ عبد الرحن الشريف‪:‬‬
‫‪...‬صل اللهم عليه أكمل صلوات بدوام التنيلت العارية عن السوى‪ ،‬وَأبْدِا التنقلت الخبآت عن من التوى‪،‬‬
‫‪ )(1‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)18:‬‬
‫‪ )(2‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)26 ،25 ،24:‬‬
‫‪ )(3‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)144:‬‬
‫‪ )(4‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)155:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪183‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ما بَطَ َن الباطنُ بانطوائه ف الوجود‪ ،‬وبدأ الظهور فعم بصائرأهل الشهود‪...‬وبلل صولة عنايتك القهرموتية‪ ،‬ص ّ‬
‫ف‬
‫بواطننا من الغيار‪ ،‬وظواهرنا من الكدار‪ ،‬صفاءً صفّته يدُ جذباتك‪ ،‬ففاز بعال قرباتك‪ ،‬حت نرج من وبال عضال‬
‫أطوار البشرية‪ ،‬ونراقبك من دون غيية‪ ،‬ونشهد حضرتك من غي معية‪.)1(...‬‬
‫* ومن أورادهم من الصلوات الدرديرية‪:‬‬
‫‪...‬وأنعم علينا بتجلي الساء والصفات‪ ،‬وصل وسلم وبارك على سيدنا ممد‪ ،‬وأغرقنا ف عي بر الوحدة‬
‫السارية ف جيع الوجودات‪ ،‬وصل وسلم وبارك على سيدنا ممد‪ ،‬وأبقنا بك ل بنا ف جيع اللحظات‪ ،‬وأذقنا لذة‬
‫تلي الذات‪ ،‬وأدمها علينا ما دامت الرض والسماوات(‪ .)2‬للعلم‪ :‬الصلوات الدرديرية هي صلوات (بشكل أوراد)‬
‫متفرقة لتصوفة سابقي‪ ،‬جعها أحد الدردير وتبناها وأضاف إليها؟ وهي بذلك مثل دلئل اليات‪..‬‬
‫* ومن ورد السحر‪ ،‬للعارف بال الشيخ مصطفى البكري‪ :‬اللهم رقق حجاب بشريت بلطائف إسعاف من‬
‫عندك‪ ،‬لشهد ما انطوت عليه من عجائب قدسك‪.)3(...‬‬
‫* ومنه‪ :‬إلي! صرّفنا ف عوال اللك واللكوت‪ ،‬وهيئنا لقبول أسرار البوت‪ ،‬وأفض علينا من رقائق دقائق‬
‫اللهوت(‪.)4‬‬
‫* ومنه‪ :‬إلي! نن السارى فمن قيودنا فأطلقنا‪...‬نسألك بأهل عنايتك الذين اختطفتهم يد جذباتك‪،‬‬
‫وأدهشتهم سناء تلياتك‪ ،‬فتاهوا بعجيب كمالتك‪.)5(...‬‬
‫* ومن أورادهم (اللوتية)‪:‬‬
‫"‪...‬اللهم افتح لنا أقفال قلوبنا بفاتيح عنايتك‪...‬اللهم جذبة من جذباتك تكشف حجات الوهم عن عي‬
‫اليقي‪ ،‬ونفحة من نفحاتك نلتمس با مراتب أهل الرسوخ والتمكي‪.)6(...‬‬
‫* ومنها‪:‬‬
‫كر الكيم بظهر الساء‬ ‫ندعوك يا ال باليات والذ‬
‫كذا بالشرب والري العلي ثناء‬ ‫بالسكر بالغيبات من صحوٍ‬
‫وبسيهم من عال الشياء‬ ‫بالزاجرات وأهلها ومقامهم‬

‫‪ )(1‬مموع أوراد الطريقة اللوتية الامعة الرحانية‪( ،‬ص‪.)3:‬‬


‫‪ )(2‬مموع أوراد اللوتية‪( ،‬حرف التاء)‪.‬‬
‫‪ )(3‬مموع أوراد اللوتية‪( ،‬حرف الراء)‪.‬‬
‫‪ )(4‬مموع أوراد اللوتية‪( ،‬حرف الصاد)‪.‬‬
‫‪ )(5‬مموع أوراد اللوتية‪( ،‬حرف النون)‪.‬‬
‫‪ )(6‬مموع أوراد اللوتية‪( ،‬حزب السي)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪184‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وبوحدة الفعال يا مولئي‬ ‫وبوحدة الذات العلي ووصفها‬
‫بالمع ث بمعه الساء‬ ‫وبوحدة السا الكثية خصنا‬
‫عن عي حقك يا بديع ساء‬ ‫بالفرق رب وفرقه زل غيننا‬
‫بالق وامح الغي من أحشائي‬ ‫وأنلنا معرفة اليقي وعينه‬
‫وبوجد أهل ال دم ل هنائي‬ ‫بالرؤية اللت بكم منكم لكم‬
‫عن السوى واجعلنا أهل صفاء‬ ‫بفنائهم وصفائهم أف ِن الفؤاد‬
‫وأدم سلوك عبيدك الضعفاء‬ ‫واجعلنا من أهل الرسوخ بمعنا‬
‫بالحق امق يا إلي شقائي‬ ‫بوية السريان ف كل الورى‬
‫أغيار وأفردنا بكل علء‬ ‫بالو والتجريد جردنا عن الـ‬
‫ـجبوت صف السي من وعثائي‬ ‫بالوت واللهوت واللكوت والـ‬
‫من فيض سر قد سا ببهاء‬ ‫بالذب ث بأهله اش ِق الفت‬
‫(‪)1‬‬
‫بعد الباء وغيبة النلء‬ ‫بالصحو أرجعنا إل الحساس من‬
‫‪ -‬تبلغ القصيدة اثني وأربعي بيتا‪ ،‬تتوي اصطلحات الصوفية‪ ،‬أو أهها‪ ،‬وهي أدعية‪ ،‬كما نرى‪ ،‬يطلب با‬
‫الوصول إل الذب وما يستشعره الجذوب ويذوقه من الوحدة‪ .‬والشاعر الذي قال هذه القصيدة ضعيف باللغة‬
‫والشعر! فكشفه ل يسعفه!‬
‫* ومن أورادهم‪:‬‬
‫لدري به سر البقاء مع الفنا‬ ‫وهب ل أيا رباه كشفا مقدسا‬
‫وداوِ بوصل الوصل روحي من الضنا‬ ‫ل ومنة‬
‫وجد ل بمع المع فض ً‬
‫وف حضرة القدس النيع أحلنا‬ ‫وسر ب على النهج القوي موحدا‬
‫(‪)2‬‬
‫با نلحق القوام من سار قبلنا‬ ‫ومن علينا يا ودود بذبة‬
‫* ومن أوراد الطريقة الرشيدية (الصلوات الدريسية)‪... :‬وتل ل يا إلي باسم الذات‪ ،‬السم ال‪ ،‬مرجع‬
‫للْقية ف نظري نسفا‬
‫الصفات والساء الفية توحيدا صرفا‪ ،‬تليا ينسف بصرصر عظمته وكبيائه جبال اليالت ا َ‬
‫فيذرها قاعا صفصفا‪ ،‬فتزول غشاوة عمش الغيار عن بصري وبصيت‪ ،‬بل وعن ذات كلها‪ ،‬حت تكون ذات كلها‬
‫‪ )(1‬مموع أوراد اللوتية‪( ،‬حرف المزة)‪.‬‬
‫‪ )(2‬مموع أوراد اللوتية (منظومة أساء ال السن)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪185‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫عينا ذاتية إلية من جيع الوجوه‪ ،‬وأكون كلي وجها واحدا إليا ل أعلم من جيع جهات ول أشهد ول أرى ف‬
‫(إياي) وف كل شيء وف ل شيء إل إياك‪.)1(..‬‬
‫* ومنها‪ :‬اللهم صل على مظهر العظمة اللية(‪ ،)2‬جعية عيون القائق الرحوتية(‪ ،)3‬سر ملكوت الساء العب‬
‫عنه بالعماء قبل خلق أرض وساء(‪ ،)4‬ساذج الذات الحاطية الوجود‪ ،‬نقطة دائرة الكمال اللي ف الغيب والشهود‬
‫السذاجة الصرافة(‪ ،)5‬غيب هو(‪ ،)6‬فصل اللهم عليه ُبوَ‪ ،‬ف ُهوَ‪ ،‬كله ُهوَ‪.)7(..‬‬
‫* ومن الصلوات الدريسية (الرشيدية) أيضا‪:‬‬
‫‪...‬أن تصلي على النور الذات‪ ،‬والنظر الصفات‪ ،‬ملّي القائق القرآنية‪ ،‬صورة مادة التجليات الفرقانية(‪،)8‬‬
‫الاجز بي خلقك وسبحات وجهك‪ ،‬كل الكل‪ ،‬ف سر تلي كل الكل(‪ ،)9‬حيث الكل للكل فيوض المال واللل‬
‫والكمال‪ ،‬من حيث ل حيث إل حيث ل حيث ف حيث ل حيث‪ ،‬فصل اللهم عليه وسلم من حيث ل حيث إل‬
‫حيث ل حيث ف حيث ل حيث كما أنت حيث ل حيث‪.)10(...‬‬
‫* ومنها‪ :‬اللهم صل على الذات الكنه‪ ،‬قبلة وجوه تليات الكنه(‪ ،)11‬عي الكنه ف الكنه‪ ،‬الامع لقائق كمال‬
‫كنه الكنه‪ ،‬القائم بالكنه ف الكنه للكنه‪ ،‬صلةً ل غاية لكنهها دون الكنه‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬كما ينبغي من‬
‫الكنه للكنه‪ ،‬اللهم إن أسألك بنور النوار الذي هو عينك ل غيك(‪..)12‬‬
‫* ومنها الصلة السادسة‪:‬‬
‫اللهم صل على أم الكتاب‪ ،‬كمالت كنه الذات‪ ،‬عي الوجود الطلق‪ ،‬الامع لسائر التقييدات(‪ ،)13‬صورة‬
‫ناسوت اللق‪ ،‬معان لهوت الق‪ ،‬الناظر بالكل ف الكل من الكل للكليات والزئيات‪ ،‬كوثر سلسبيل منهل حوض‬

‫‪ )(1‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)17 ،16:‬‬


‫‪ )(2‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)58:‬‬
‫‪ )(3‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)61:‬‬
‫‪ )(4‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)62:‬‬
‫‪ )(5‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)63:‬‬
‫‪ )(6‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)66:‬‬
‫‪ )(7‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)69:‬‬
‫‪ )(8‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)76:‬‬
‫‪ )(9‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)79:‬‬
‫‪ )(10‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)80:‬‬
‫‪ )(11‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)102:‬‬
‫‪ )(12‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)104:‬‬
‫‪ )(13‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)106:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪186‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫مشارب جيع التجليات(‪ ،)1‬اللتذ بصورة نفسه ف جنة فردوس ذاته بنظره به منه إليه فيه(‪....)2‬روح ذات الوجود‪،‬‬
‫ممع حقائق اللهوت الشهود(‪...)3‬مبدأ الكل ومرجع الكل وهو الكل ف الكل بل بعض ول كل‪.)4(..‬‬
‫* ومنها الصلة العاشرة‪:‬‬
‫اللهم صل على سلطان حضرة الذات(‪ ،)5‬مالك أزمة تليات الصفات‪ ،‬قطب رحا عوال اللوهية(‪...)6‬جع‬
‫المع وفرق الفرق من حيث ل جع ول فرق(‪...)7‬‬
‫‪ -‬الصلوات الدريسية هذه هي من أوراد الطريقة الرشيدية‪ ،‬وتظهر فيها وحدة الوجود مع القيقة الحمدية‬
‫بوضوح تام‪ ،‬والقيقة الحمدية هي الزء الهم ف عقيدة وحدة الوجود‪.‬‬
‫* وف الطريقة الويسية (منتشرة ف إيران)‪:‬‬
‫يقول الدكتور إبراهيم الدسوقي شتا‪ ،‬ماطبا شيخ الطريقة مولنا ممد صادق عنقا(‪:)8‬‬
‫‪...‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن أدركت من خلل دراسة كتبكم وتفحيصها‪ ،‬وأيقنت من ثنايا تتبع خطكم‬
‫الفكري‪ ،‬أنكم تؤمنون بأن القيقة واحدة‪ ،‬ولكنها تنطق ف كل زمان بلسان متلف‪ ،‬وأن ال واحد والوجود كله‬
‫ناطق بكلماته‪ ،‬وأن ذات الوجودات هي ذات الق‪ ،‬وأن الشيء الذي كان يظن أولً أنه ذات مغايرة لذات الق‪،‬‬
‫ليس شيئا ف القيقة‪ ،‬بل ليس ث شيء إل ذات الق كما يقول ابن طفيل(‪.)9‬‬
‫أخيا‪..‬‬
‫إن ف هذه النصوص الوحدوية القدمة حت الن‪ ،‬كفاية وكفاية‪ ،‬وأكثر من الكفاية‪ ،‬للدللة على أن وحدة‬
‫الوجود هي عقيدة القوم الت تقوم عليها الصوفية‪ ،‬فالصوفية هي وحدة الوجود مغلفة بالتقية‪ ،‬ووحدة الوجود الغلفة‬
‫بالتقية هي الصوفية‪.‬‬
‫وهناك كتاب ل يكاد يلو منه مسجد ول بيت‪ ،‬يكاد يكون مقدسا لدى كل الطرق الصوفية‪ ،‬إنه كتاب‪:‬‬
‫دلئل اليات‪ ،‬لؤلفه ممد بن عبد الرحن بن سليمان الزول السملل‪.‬‬
‫إن كتاب (دلئل اليات) معتب لدى كل الطرق الصوفية‪ ،‬يقرأ صباحا ومساءً كل يوم‪ ،‬بل هو معتب عند‬
‫‪ )(1‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)107:‬‬
‫‪ )(2‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)109:‬‬
‫‪ )(3‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)118:‬‬
‫‪ )(4‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)125:‬‬
‫‪ )(5‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)227:‬‬
‫‪ )(6‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)231:‬‬
‫‪ )(7‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)281:‬‬
‫‪ )(8‬كان هذا ف لقاء بينهما عام ‪1974‬م ف قرية (صوف آباد) وهي ل تبعد كثيا عن طهران‪.‬‬
‫‪ )(9‬من الفكر الصوف اليران العاصر‪( ،‬ص‪ .)68:‬وابن طفيل فيلسوف أندلسي مشهور‪ ،‬وهو مؤلف كتاب‪ :‬حي بن يقظان‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪187‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫كثي من ل ينتمون إل الصوفية‪ .‬وما جاء فيه‪:‬‬
‫‪...‬وفقن لتباعه والقيام بآدابه وسننه‪ ،‬واجعن عليه‪ ،‬ومتعن برؤيته‪ ،‬وأسعدن بكالته‪ ،‬وارفع عن العلئق‬
‫والعوائق والوسائط والجاب‪ ،‬وشنّف سعي معه بلذيذ الطاب(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أنبه هنا إل أن الذي يتاج إل توضيح معان هذه العبارات‪ ،‬بعد مئات الصفحات السابقة‪ ،‬مثل هذا‬
‫النسان عليه أن يشكو حاله إل ال جل شأنه‪.‬‬
‫وما جاء فيه‪:‬‬
‫‪...‬الواحد الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد‪ ،‬يا هو‪ ،‬يا من ل هو إل هو‪ ،‬يا من ل‬
‫إله إل هو(‪...)2‬‬
‫وما جاء فيه أيضا (صلوات الذات)‪:‬‬
‫اللهم صل على سيدنا ممد نور الذات‪ ،‬وسره الساري ف جيع الساء والصفات(‪...)3‬‬
‫‪ -‬نكتفي بذا القدر من النصوص الوحدوية‪ ،‬ففيه‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬كفاية وكفاية‪ ،‬وأكثر من الكفاية‪.‬‬
‫وهذه النصوص‪ ،‬رغم كثرتا‪ ،‬ما هي إل جزء ضئيل من عباراتم الشية إل وحدة الوجود‪ ،‬والت لو جعت‬
‫للت ألوفا من الصفحات‪.‬‬
‫وكثي من أقوالم ونصوصهم الوحدوية الت أهلتُها‪ ،‬هي أكثر وضوحا من بعض ما أوردته على صفحات هذا‬
‫الكتاب؛ لكن أهلت تلك‪ ،‬وأوردت هذه‪ ،‬لقدم للقارئ أكثر ما يكن من أنواع عباراتم ورموزهم وإشاراتم‬
‫وألغازهم‪.‬‬
‫وإن تعدد بالمواج والزبد‬ ‫البحر ل شك عندي ف توحده‬
‫فالواحد الرب ساري العي بالعدد‬ ‫فل يغزنك ما شاهدت من صور‬
‫(التلمسان)‬
‫النتيجة‪:‬‬
‫من كل ما سبق نستنتج ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الصوفية هي وحدة الوجود والطريقة الت توصل السالك إل ذوقها واستشعارها‪.‬‬
‫‪ -‬يعلمون أن وحدة الوجود هي كفر وزندقة بالنسبة للشريعة‪ ،‬لذلك يتواصلون بكتمانا عن غي أهلها‪.‬‬
‫‪ )(1‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)15:‬‬
‫‪ )(2‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)223:‬‬
‫‪ )(3‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)233:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪188‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬كلهم يؤمنون با من أولم إل آخرهم‪ ،‬قديهم وحديثهم‪ ،‬عارفهم وأميهم‪ ،‬مشهورهم ومهولم‪ ،‬لكنهم‬
‫يكتمونا عن البتدئي حت يتأكدوا من إخلصهم‪.‬‬
‫‪ -‬عندما نسمع بعبارة (الصوفية القة)‪ ،‬فهي تعن شيئا واحدا ليس غي‪ ،‬إنا تعن (وحدة الوجود)‪ ،‬والطريق‬
‫الؤدية إليها‪ ،‬ث كتمانا عن غي أهلها‪.‬‬
‫‪ -‬من أجل التعمية على أهل الظاهر ‪-‬أهل الشريعة‪ -‬أوجد لم سيدهم النيد مصطلحات خاصة بم‪،‬‬
‫يسجلون با أوهامهم ف كتبهم وينقلونا إل مريديهم‪.‬‬
‫‪ -‬وزيادة ف التزوير والداع‪ ،‬اخترعوا أحاديث على لسان الرسول صلى ال عليه وسلم ليؤيدوا با عقيدتم‪.‬‬
‫‪ -‬وزيادة ف التزوير والداع‪ ،‬أولوا بالباطل آيات القرآن وأقوال الرسول صلى ال عليه وسلم ليؤيدوا بالتأويل‬
‫الباطل عقيدتم‪.‬‬
‫‪ -‬وزيادة ف التزوير والداع‪ ،‬ومن أجل التلبيس على البسطاء والسذج نشروا بي الناس أن عقيدتم تعتمد‬
‫على القرآن والسنة‪ ،‬وأنا ل تناقض القرآن والسنة‪ ،‬وأنا مؤيدة بالقرآن والسنة؟‬
‫‪ -‬وزيادة ف التزوير والداع الذي ل حدود له‪ ،‬قالوا‪ :‬إن طريقتهم هي الزهد وتربية النفس‪ ،‬وأنا السي إل‬
‫ال والعروج إليه‪.‬‬
‫‪ -‬وبإياء شياطينهم وأوهامهم‪ ،‬سوا أنفسهم بأساء فيها من الرأة على ال سبحانه‪ ،‬وتدي قرآنه وسنة‬
‫رسوله ما تاوز كل حد وكل ذوق‪ ،‬حت جعلوا أنفسهم يتصرفون ف الكون‪ ،‬وحت جعلوا أنفسهم أو جعلوا‬
‫الواصلي منهم‪ ،‬متحققي بالسم العظم (ال) أي‪ :‬أن الواصل هو ال‪.‬‬
‫فهم العارفون الصديقون الصادقون القربون الولياء الصالون التقياء النقياء‪ ،‬رغم جهلهم وضللم وكذبم‬
‫وبعدهم عن الشريعة السلمية‪ ،‬وتوليهم الشيطان ومارستهم طقوسا ل تت إل السلم بصلة‪ ،‬وتأليههم البشر‬
‫والقبور والجارة والشجر‪ ،‬وهم يطبقون هذا التأليه عمليا وينكرونه نظريا أمام أهل الظاهر (أهل الشريعة)‪ ،‬وهم‬
‫يسبون أنم يسنون صنعا‪.‬‬
‫وللحقيقة‪ .‬إنم كلهم مشايهم ومريديهم (إل النادر من البتدئي) يؤمنون بأنم على حق فيما هم عليه‪ ،‬وأنه‬
‫هو ما يسمونه‪ :‬مقام الحسان‪ ،‬وعندما يكذبون ويتاقون فهم يرون أن هذا هو الكمة اللية‪ ،‬الت أرادها ال لعباده!‬
‫ومن العجب أن هذه الكمة مفروضة فقط على متصوفة السلمي‪ ،‬أما الندوس والبوذيون والطاويون‬
‫والينيون فليست مفروضة عليهم‪ ،‬لنم يقولون بوحدة الوجود بكل صراحة‪ ،‬والفرق بي التصوفة وبي أهل تلك‬
‫الديان‪ ،‬أن التصوفة يكذبون ويعلون ال سبحانه وتعال مثلهم‪ ،‬بجة أنه يغار على السر (جل وعل علوا كبيا)‪.‬‬
‫* ل حلول ول اتاد‪:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪189‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫يتردد بي كثي من العلماء‪ ،‬وف بعض الكتب‪ ،‬أن التصوفة ينقسمون إل ثلثة أقسام‪ :‬قسم يؤمنون باللول‪،‬‬
‫ل للحلوليي‪ ،‬وعمر بن الفارض مثلً‬
‫وقسم يؤمنون بالتاد‪ ،‬وقسم يؤمنون بوحدة الوجود‪ .‬ويعلون اللج مث ً‬
‫للتاديي‪.‬‬
‫* ومعن اللول‪ :‬أن ال سبحانه وتعال عما يصفون خلق اللق‪ ،‬وحل فيه‪ ،‬كما يل النسان ف الثوب الذي‬
‫يلبسه‪ ،‬أو كما يل الاء ف التراب عند مزجه‪ ،‬فيكونان بذلك اثني متماسّي تعال ال‪.‬‬
‫* ومعن التاد‪ :‬أنه سبحانه خلق اللق واتد به‪ ،‬وضرب بعضهم مث ً‬
‫ل لذلك‪ :‬اتاد الاء بالمر‪ ،‬مع أن هذا‬
‫هو حلول ف حقيقته وليس اتادا‪ ،‬وأصح منه مثلً‪ :‬اتاد الكلور مع الصوديوم حيث يشكلن ملح الطعام‪ .‬فيكونان‬
‫بذلك متحدين‪ ،‬أومتماسّي بالتاد‪.‬‬
‫* أما وحدة الوجود‪ :‬فقد عرفناها جيدا من النصوص السابقة‪ ،‬إنا تعن أنه ليس ف الوجود إل واحد هو ال‪،‬‬
‫وكل ما نرى هو أجزاء منه تتعي بأشكال متلفة‪ ،‬با ف ذلك أنا وأنت وهو وهي وها وهم وهن‪ ،‬والرض والشمس‬
‫والقمر والنجوم واللئكة والن‪ ،‬با ف ذلك الشياطي واليوانات والشرات‪.‬‬
‫والقيقة‪ ،‬أن هذا التقسيم وهم ل حقيقة له ف الواقع‪ ،‬فجميع متصوفة السلمي من أولم إل آخرهم هم على‬
‫مذهب (وحدة الوجود)‪ ،‬وكل ما مر هو براهي على ذلك‪ ،‬نضيف إليه قو ًل للحلج ينفي الثنينية‪ ،‬وآخر لعمر بن‬
‫الفارض ينفي به الثنينية أيضا‪ ،‬وأقوالً لبعضهم تنفي اللول والتاد‪.‬‬
‫يروى عن عبد الودود بن سعيد بن عبد الغن الزاهد قال‪:‬‬
‫‪...‬قلتُ له (أي‪ :‬للحلج)‪ :‬كيف الطريق إل ال تعال؟ قال‪ :‬الطريق بي اثني‪ ،‬وليس مع ال أحد‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫بيّن! قال‪ :‬مَن ل يقف على إشارتنا ل ترشده عبارتنا‪ ،‬ث قال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حاشاك حاشاك من إثبات اثني‬ ‫أأنت أم أنا هذا ف إلي‬
‫ويقول عمر بن الفارض‪:‬‬
‫ح تثبت‬
‫ودعواه حقا عنك إن تُمْ َ‬ ‫وما شانَ هذا الشأْ َن منك سوى السوى‬
‫من اللبس ل أنفك عن ثنوية‬ ‫كذا كنت(‪ )2‬قبل أن يُكشف الغطا‬
‫‪-‬وحاشا لثلي‪( -‬أنا فّ حلّت)‬ ‫مت حلتُ عن قول (أنا هي) أو أقل‬
‫(‪)4‬‬
‫وإثباتُ معن المع نف ُي العية‬ ‫وسرّ (بلى)(‪ )3‬ل مرآةُ كشفها‬

‫‪ )(1‬أخبار اللج‪( ،‬ص‪.)57:‬‬


‫‪ )(2‬ليستقيم الوزن يب أن تكون (كذا كنت قدما أو حينا)‪...‬‬
‫ت بِ َربّ ُكمْ قَالُوا َبلَى‪[ ))...‬العراف‪.]172:‬‬
‫س ُ‬
‫س ِهمْ أَلَ ْ‬
‫‪ )(3‬كلمة (بلى) يشي با إل الية‪َ (( :‬وأَ ْشهَ َد ُهمْ َعلَى أَنفُ ِ‬
‫‪ )(4‬البيات‪ ،‬التائية الكبى‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪190‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وأقوالم ف استنكار اللول والتاد ونفي وجود من يؤمن بما كثية‪ ،‬نكتفي منها برشفات‪:‬‬
‫يقول الطوسي‪ ،‬صاحب اللمع (عنوانا لباب ف كتابه)‪ :‬باب ف ذكر غلط اللولية وأقاويلهم‪ ،‬على ما بلغن‪،‬‬
‫فلم أعرف منهم أحدا‪ ،‬ول يصح عندي شيء غي البلغ(‪.)1‬‬
‫ويقول ممود أبو الفيض النوف‪:‬‬
‫‪...‬ف َم ْن مِن الصوفية يا ترى يعتقد أن الذات اللي العظيم القدس النه الذي ل ييط به شيء‪ ،‬ول يتويه‬
‫ل بالتصوف‬
‫شيء من الكان على سعته‪ ،‬ول الزمان على امتداده‪ ،‬يتحد أو يل بشيء من ملوقاته‪ ،‬إل أن يكون جاه ً‬
‫وبالسلم‪ ،‬أومدعيا أو متطفلً على التصوف والسلم‪ ،‬وإذن فلَْيكُفّ التخرصون الاهلون عن ترصهم بغي علم‬
‫عن التصوف الق وأهل التصوف‪ ،‬وليدعوا أمر الالق الذي له ف خلقه الكثي من الشئون(‪.)2‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬لقد أحسن عندما فرق بي التصوف والسلم‪.‬‬
‫ويقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫‪...‬فل وجود للشياء مع وجوده‪ ،‬فانتفى القول باللول‪ ،‬إذ اللول يقتضي وجود السوى حت يل فيه معن‬
‫الربوبية‪ ،‬والفرض أن السوى عدم مض فل يُتصور اللول‪:..‬‬
‫سوى وإل توحيده المر راجع‬ ‫ونزهه ف حكم اللول فما له‬
‫فقد تقرر أن الشياء كلها ف حيز العدم‪ ،‬فانتفى القول بالتاد‪ ،‬إذ معن التاد هو اقتران القدي مع الادث‪،‬‬
‫فيتحدان حت يكونا شيئا واحدا‪ ،‬وهو مال‪ ،‬إذ هو مبن أيضا على وجود السوى‪ ،‬ول سوى‪ ،‬وقد يطلقون التاد‬
‫على الوحدة كقول ابن الفارض‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اتادا ول جرم تلله جرم‬ ‫وهامت با روحي بيث تازجا‬
‫ويقول ممد باء الدين البيطار‪:‬‬
‫‪...‬فالظاهر عي الظاهر‪ ،‬فليس إل ال بل مزج ول حلول ول اتاد‪ ،‬بل القوم بريئون من جيع ذلك وال على‬
‫ما نقول وكيل(‪.)4‬‬
‫اللحوظات‪:‬‬
‫نلحظ ف هذه النصوص (وكثي غيها) ما يلي‪:‬‬

‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)541:‬‬
‫‪ )(2‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)410:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)46 ،45:‬‬
‫‪ )(4‬مرت ف صفحة سابقة‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪191‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -1‬ينفون وجود من يؤمن باللول أو بالتاد‪ ،‬لن ذلك يقتضي أن ف الوجود موجودين‪ ،‬خالقا وملوقا‪ ،‬أو‬
‫حسب تعبيهم‪ ،‬الق والسوى‪ ،‬وبا أنم كلهم يؤمنون أن السوى ل وجود له‪ ،‬إذن فل يوجد فيهم من يؤمن‬
‫باللول أو التاد‪.‬‬
‫‪ -2‬اللج يتبأ من الثنينية وينه الالق عن إثبات اثني‪ ،‬إذن فهو ل يقول باللول‪.‬‬
‫‪ -3‬ينفي ابن الفارض الثنينية(‪ ،)1‬وينفي وجود العية مع الق‪ ،‬إذن فهو ل يقول بالتاد‪ ،‬وف شعره يردد‬
‫كلمة (التاد) وهو يعن با وحدة الوجود‪ ،‬ول شيء غي ذلك‪.‬‬
‫* اللصة‪:‬‬
‫الصوفية مذهب واحد‪ ،‬ل يوجد فيهم من يؤمن باللول ول التاد ول الزج ول الوصل ول الفصل‪ ،‬بل‬
‫كلهم كلهم يؤمنون بوحدة الوجود‪ ،‬وقد غلط العلماء الذين قالوا‪ :‬إن ف الصوفية حلوليي واتاديي‪ ،‬وكانوا واهي‪.‬‬
‫جلة يتسلى القارئ بتحليلها‪:‬‬
‫يقول أحدهم‪... :‬وف القيقة‪ ،‬ل فصل ول وصل‪ ،‬ولذلك قيل‪:‬‬
‫كنه دهرٌ يُشتّ ويَجْمع‬ ‫ول عن قلىً كان القطيعة بيننا‬

‫‪ )(1‬مر هذا ف البيات النقولة من تائيته ف صفحة سابقة‪.‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪192‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الفصل الرابع‬
‫القيقة الحمدية‬
‫لوله ل ترج الدنيا من العدم‬ ‫وكيف تدعو إل الدنيا ضرورة من‬
‫من النصوص التالية سنعرف ماذا تعن‪ :‬القيقة الحمدية‪ ،‬وسنعرف أن الصوفية كلهم يؤمنون با‪.‬‬
‫يقول اللج‪:‬‬
‫طس‪ ،‬سراجٌ من نور الغيب بدا وعاد‪ ،‬وجاوز السراج وساد‪...‬ما أخب إل عن بصيته‪ ،‬ول أمر بسنته إل عن‬
‫ضرَ فأحضر‪ ،‬وأبصر فخبّر‪ ..‬أنوار النبوة من نوره برزتْ‪ ،‬وأنوارهم من نوره ظهرتْ‪ ،‬وليس ف النوار‬
‫حق سيته‪َ ،‬ح َ‬
‫نورٌ أْن َورُ‪ ،‬وأظهر وأقدم من القدم سوى نور صاحب الكرم‪...‬هته سبقت المم‪ ،‬ووجوده سبق العدم‪ ،‬واسه سبق‬
‫القلم‪ ،‬لنه كان قبل المم‪ ،‬ما كان ف الفاق وراء الفاق ودون الفاق‪ ،‬أظرف وأشرف وأعرف وأنصف وأرأف‬
‫وأخوف وأعطف من صاحب هذه القضية‪ ،‬وهو سيد البية‪ ،‬الذي اسه أحد‪ ،‬ونعته أوحد‪ ،‬وأمره أوكد‪ ،‬وذاته‬
‫أوجد‪ ،‬وصفته أمد‪ ،‬وهته أفرد‪...‬يا عجبا ما أظهره وأنظره وأكبه وأشهره وأنوره وأقدره وأبصره‪ ،‬ل يزل‪ ،‬كان‬
‫مشهورا قبل الوادث والكوائن والكوان‪ ،‬ول يزل‪ ،‬كان مذكورا قبل القبل وبعد البعد والواهر واللوان‪...‬هو‬
‫الدليل وهو الدلول‪ ...‬بالق موصول غي مفصول‪ ،‬ول خارج عن العقول‪...‬العلوم كلها قطرة من بره‪ ..‬الزمان‬
‫كلها ساعة من دهره‪ ،‬هو الق وبه القيقة‪ ،‬هو الول ف الوصلة‪ ،‬وهو الخر ف النبوة‪ ،‬والباطن بالقيقة‪ ،‬والظاهر‬
‫بالعرفة‪...‬الق ما أسلمه إل خلقه‪ ،‬لنه هو‪ ،‬وإن هو‪ ،‬وهو هو(‪...)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫نرى ف هذا النص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ينكر الوحي‪ ،‬ويعل الرسول صلى ال عليه وسلم جاء بالرسالة من ذاته وبصيته‪ ،‬ونرى هذا ف المل‬
‫(ما أخب إل عن بصيته‪...‬حت‪ :‬وأبصر فخب)‪.‬‬
‫‪ -2‬يعل ممدا صلى ال عليه وسلم هو ال‪ ،‬وله جيع صفاته السن‪.‬‬
‫ويقول ميي الدين ابن عرب‪:‬‬
‫‪...‬ث تمها الامع للكل ممد صلى ال عليه وسلم با أخب به عن الق‪ ،‬بأنه عي السمع والبصر واليد(‪..)2‬‬

‫‪ )(1‬أخبار اللج (طاسي السراج)‪( ،‬ص‪ ،82:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬فصوص الكم‪( ،‬ص‪.)110:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪193‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬قول ابن عرب هنا متصر مفيد‪ ،‬فمحمد صلى ال عليه وسلم جامع للكل‪...‬‬
‫ويقول أبو طالب الكي‪:‬‬
‫قال بعض أهل العرفة‪ :‬خلق ال النة با فيها من نور الصطفى صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلما اشتاقت إل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬كان شوقها إل العدن والصل‪ ،‬وصار شوق الشتاقي إل النة شوقهم إل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬لنا من نوره خُلقت(‪.)1‬‬
‫ويقول البوصيي ف البدة‪:‬‬
‫لوله ل ترج الدنيا من العدم‬ ‫وكيف تدعو إل الدنيا ضرور ُة مَن‬
‫واحكم با شئت مدحا فيه واحتكم‬ ‫دع ما ادعته النصارى ف نبيهم‬
‫ومِن علومك علمَ اللوحِ والقلم‬ ‫فإن مِن جودك الدنيا وضرّتَها‬
‫‪ -‬أي‪ :‬أن ممدا صلى ال عليه وسلم هو الذي أوجد الدنيا والخرة‪.‬‬
‫ويقول ممد بن سليمان الزول ف كتابه الذائع الصيت‪ :‬دلئل اليات‪ ،‬وفيه الكفاية عن غيه‪:‬‬
‫اللهم صل على سيدنا ممد برِ أنوارك‪...‬إنسانِ عي الوجود‪ ،‬والسبب ف كل موجود‪ ،‬عي أعيان خلقك‬
‫التقدم من نور ضيائك(‪...)2‬‬
‫‪ -‬اللهم صل على ممد الذي هو قطب الللة(‪...)3‬‬
‫‪ -‬اللهم صل على سيدنا ممد نور الذات وسرّه الساري ف جيع الساء والصفات(‪.)4‬‬
‫ويقول عبد السلم بن بشيش‪:‬‬
‫‪...‬اللهم صل على مَن منه انشقّت السرار وانفلقت النوار‪ ،‬وفيه ارتقت القائق وتنلت علوم آدم فأعجز‬
‫ض البوت بفيض أنواره متدفقة‪ ،‬ول شيء إل وهو به منوط‪...‬اللهم إنه سرك الامعُ الدال عليك‪،‬‬
‫اللئق‪...‬وحيا ُ‬
‫وحجابُك العظم القائم لك بي يديك(‪...)5‬‬
‫ويقول سيدي ممد الفاسي الشاذل‪:‬‬
‫خبُ منها معلوماتُك‪ ،‬فكان غيبا من غيبك‪،‬‬
‫فهو الياقوتة النطوية عليها أصداف مكنوناتك‪ ،‬والغيهوبة الْنتَ َ‬

‫‪ )(1‬علم القلوب‪( ،‬ص‪.)31 ،30:‬‬


‫‪ )(2‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)100:‬‬
‫‪ )(3‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)214:‬‬
‫‪ )(4‬دلئل اليات‪( ،‬ص‪.)233:‬‬
‫‪ )(5‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)16 ،15:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪194‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وبدلً من سر ربوبيتك‪ ،‬حت صار بذلك مَظْهرا نستدل به عليك‪ ،‬فكيف ل يكون كذلك‪ ،‬وقد أخبتنا بذلك ف‬
‫مكم كتابك بقولك‪(( :‬إِنّ الّذِينَ يُبَاِيعُوَنكَ ِإنّمَا ُيبَاِيعُونَ الّلهَ)) [الفتح‪ ،]10:‬فقد زال عنا بذلك الريب‪ ،‬وحصل‬
‫النتباه(‪...)1‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬فمعلومات ال‪ ،‬جل وعل‪ ،‬منتخبة من غيهوبة ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو بدل سر ربوبية ال‪،‬‬
‫وهو مظهره‪ ،‬وقد أخبنا ال تعال ف مكم كتابه أن ممدا هو ال‪ ،‬بقوله‪(( :‬إِنّ الّذِينَ يُبَاِيعُوَنكَ إِنّمَا يُبَاِيعُونَ الّلهَ))‬
‫[الفتح‪.]10:‬‬
‫ويقول عبد الكري اليلي‪:‬‬
‫لِرحى العل من حوله دورانه‬ ‫ج التعاظم مركزُ العز الذي‬
‫أو ُ‬
‫ـعرش الكي مثّبتٌ إمكانه‬ ‫ك وفوق الضرة العليا على الـ‬
‫َملِ ٌ‬
‫إل حبابا طفّحته دنانه‬ ‫ليس الوجود بأسره إن حققوا‬
‫تفن الدهور ول تزل أزمانه‬ ‫الكل فيه ومنه كان وعنده‬
‫والمرُ يُبْرمُه هناك لسانه‬ ‫فاللق تت سا عله كخردلٍ‬
‫ف إصبع منه‪ ،‬أجل أكوانه‬ ‫والكون أجعه لديه كخات‬
‫كالقطر بل من فوق ذاك مكانه‬ ‫واللك واللكوت ف تياره‬
‫واللوح ُي ْنفِ ُذ ما قضاه بنانه‬ ‫وتُطيعُه الملك من فوق السما‬
‫اعلم حفظك ال أن النسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه أفلك الوجود من أوله إل آخره‪ ،‬وهو واحد‬
‫ع ف ملبس‪ ،‬ويظهر ف كنائس‪ ،‬فيسمى به باعتبار لباسٍ‪ ،‬ول يسمّى به‬ ‫منذ كان الوجود إل أبد البدين‪ ،‬ث له تنو ٌ‬
‫باعتبار لباسٍ آخر‪ ،‬فاسُه الصلي الذي هو له ممد‪ ،‬وكنيته أبو القاسم‪ ،‬ووصفه عبد ال‪ ،‬ولقبه شس الدين‪....‬واعلم‬
‫أن النسان الكامل مقابل لميع القائق الوجودية بنفسه‪ ،‬فيقابل القائق العلوية بلطافته‪ ،‬ويقابل القائق السفلية‬
‫بكثافته‪ ..‬ث اعلم أن النسان الكامل هو الذي يستحق الساء الذاتية والصفات اللية استحقاق الصالة واللك بكم‬
‫القَْتضَى الذات‪ ،‬فإنه العب عن حقيقته بتلك العبارات‪ ،‬والشار إل لطيفته بتلك الشارات‪ ،‬ليس لا مستند ف الوجود‬
‫إل النسان الكامل‪ ،‬فمثاله للحق مثال الرآة الت ل يرى الشخص صورته إل فيها‪ ،‬وإل فل يكنه أن يرى صورة‬
‫نفسه إل برآة السم (ال) فهو مرآته‪ ،‬والنسان الكامل أيضا مرآته(‪...)2‬‬
‫‪ -‬ومن صلواتم عليه صلى ال عليه وسلم ف أورادهم‪:‬‬

‫‪ )(1‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)33:‬‬


‫‪ )(2‬النسان الكامل‪ ،2/73( :‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪195‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* صلة المام الغزال‪ ،‬وقيل‪ :‬إنا لعبد القادر اليلن‪:‬‬
‫اللهم اجعل أفضل صلواتك أبدا‪...‬على أشرف اللئق النسانية‪ ،‬وممع القائق اليانية‪ ،‬وطور التجليات‬
‫الحسانية‪ ،‬ومهبط السرار الرحانية‪...‬ومالك أزمة الجد السن‪ ،‬شاهد أسرار الزل‪ ،‬ومشاهد أنوار السوابق الول‪،‬‬
‫وترجان لسان القدم‪...‬مظهر سر الود الزئي والكلي‪ ،‬وإنسان عي الوجود العلوي والسفلي‪ ،‬روح جسد الكوني‪،‬‬
‫وعي حياة الدارين(‪...)1‬‬
‫‪ -‬يقول العارف يوسف النبهان‪ ،‬معلقا على هذه الصلوات‪ :‬قال سيدي أحد الصاوي ف شرح ورد الدردير‪:‬‬
‫إن هذه الصلة نقلها حجة السلم الغزال عن القطب العيدروس‪...‬‬
‫وبالرجوع إل كتاب‪ :‬السرار الربانية والفيوضات الرحانية على الصلوات الدرديرية‪ ،‬للمام المام‪...‬أحد‬
‫الصاوي‪ ،‬نقرأ الملة‪ :‬هذه الصلة نقلها‪...‬إل برفيتها(‪ .)2‬ول أقف على قطب معاصر للغزال أو سابق له يعرف‬
‫بالعيدروس‪ ،‬وأول قطب من عائلة العيدروس هو عبد ال بن أب بكر الار ذكره‪ ،‬وقد وجد بعد الغزال بثلثة قرون‪.‬‬
‫وطبعا نن أمام الكشف الذي يعرضون عليه السمع واللفاظ الواردة‪ ،‬كما يقول الغزال‪ ،‬فما شأننا؟!‬
‫* من صلة لحد الرفاعي (جوهرة السرار)‪:‬‬
‫اللهم صل وسلم وبارك على نورك السبق‪ ...‬الذي أبرزته رحة شاملة لوجودك‪...‬نقطة مركز الباء الدائرة‬
‫الولية‪ ،‬وسر أسرار اللف القطبانية‪ ،‬الذي فتقت به رتق الوجود‪...‬فهو سرك القدي الساري‪ ،‬وماء جوهر الوهرية‬
‫الاري‪ ،‬الذي أحييت به الوجودات‪ ،‬من معدن وحيوان ونبات‪ ،‬قلب القلوب‪ ،‬وروح الرواح‪ ،‬وإعلم الكلمات‬
‫الطيبات‪ ،‬القلم العلى‪ ،‬والعرش الحيط‪ ،‬روح جسد الكوني‪ ،‬وبرزخ البحرين(‪...)3‬‬
‫* صلة لحد البدوي‪:‬‬
‫اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولنا ممد شجرة الصل النورانية‪ ،‬ولعة القبضة الرحانية‪...‬ومعدن‬
‫السرار الربانية‪ ،‬وخزائن العلوم الصطفائية‪ ،‬صاحب القبض الصلية‪...‬مَن اندرجت النبيون تت لوائه‪ ،‬فهم منه‬
‫وإليه(‪...)4‬‬
‫‪ -‬لننتبه إل عبارة‪ :‬القبضة الصلية‪ ،‬الت تعن‪ :‬القبضة الت قبضها ال سبحانه من نور وجهه‪ ،‬وقال لا‪ :‬كون‬
‫ممدا (كما يفترون)‪.‬‬
‫* وصلة ثانية له‪:‬‬

‫‪ )(1‬أفضل الصلوات على سيد السادات‪( ،‬ص‪.)83:‬‬


‫‪ )(2‬السرار الربانية‪( ،‬ص‪.)25:‬‬
‫‪ )(3‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪ ،)84:‬وقلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)249:‬‬
‫‪ )(4‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)85:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪196‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫اللهم صل على نور النوار‪ ،‬وسر السرار‪ ،‬وترياق الغيار(‪.)1‬‬
‫* صلة إبراهيم الدسوقي‪:‬‬
‫اللهم صل على الذات الحمدية‪ ،‬اللطيفة الحدية‪ ،‬شس ساء السرار‪ ،‬ومظهر النوار‪ ،‬ومركز مدار اللل‪،‬‬
‫وقطب فلك المال(‪.)2‬‬
‫* صلة لحيي الدين بن عرب‪:‬‬
‫اللهم أفض صلة صلواتك‪...‬على أول التعينات الفاضة من العماء الربان‪ ،‬وآخر التنلت الضافة إل النوع‬
‫النسان‪ ،‬الهاجر من مكة (كان ال ول يكن معه شيء ثان)‪ ،‬إل مدينة (وهو الن على ما عليه كان)‪ ،‬مُحْصي عوال‬
‫الضرات اللية المس ف وجوده‪(( :‬وَكُلّ شَ ْيءٍ أ ْحصَيْنَاهُ فِي ِإمَامٍ مُِبيٍ)) [يس‪...]12:‬نقطة البسملة الامعة لا‬
‫يكون ولا كان‪ ،‬ونقطة المر الوالة بدوائر الكوان‪ ،‬سر الوية الت ف كل شيء سارية‪ ،‬وعن كل شيء مردة‬
‫وعارية‪...‬كلمة السم العظم‪ ،‬وفاتة الكن الطلسم‪ ،‬الظهر الت الامع بي العبودية والربوبية‪ ،‬والنفس الرحان‬
‫الساري بواد الكلمات التامات‪ ،‬الفيض القدس الذات الذي تعينت به العيان واستعداداتا‪ ،‬والفيض القدس الصفات‬
‫الذي تكوتت به الكوان واستمداداتا‪ ،‬مطع شس الذات ف ساء الساء والصفات‪...‬خط الوحدة بي قوسي‬
‫الحدية والواحدية‪...‬ومركز إحاطة الباطن والظاهر‪...‬اللهم يا رب يا من ليس حجابه إل النور‪ ،‬ول خفاؤه إل شدة‬
‫الظهور‪ ،‬أسألك بك‪...‬أن تصلي على سيدنا ممد صلة تكمل با بصيت‪...‬لشهد فناء ما ل يكن وبقاء ما ل يزل‪،‬‬
‫وأرى الشياء كما هي ف أصلها معدومة مفقودة‪ ،‬وكونا ل تشم رائحة الوجود فضلً عن كونا موجودة(‪...)3‬‬
‫* صلة لفخر الدين الرازي‪:‬‬
‫اللهم حيد وجرد ف هذا الوقت وف هذه الساعة من صلواتك التامات‪ ،‬وتياتك الزاكيات‪...‬إل أكمل عبد‬
‫لك ف هذا العال‪ ،‬من بن آدم‪ ،‬الذي جعلته لك ظلً‪ ،‬ولوائج خلقك قبلة وملً‪...‬وأظهرته بصورتك‪ ،‬واخترته‬
‫مستوى لتجليك‪ ،‬ومنلً لتنفيذ أوامرك ونواهيك‪ ،‬ف أرضك وساواتك‪ ،‬وواسطة بينك وبي مكوناتك(‪.)4‬‬
‫* صلة النور الذات لب السن الشاذل‪:‬‬
‫اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ممد النور الذات والسر الساري ف سائر الساء والصفات(‪.)5‬‬
‫* صلة الشيخ ممد أب الواهب الشاذل‪:‬‬
‫اللهم صل على هذه الضرة النبوية‪...‬يا سيدنا يا رسول ال أنت القصود من الوجود‪ ..‬وأنت الوهرة اليتيمة‬
‫‪ )(1‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)86:‬‬
‫‪ )(2‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)88:‬‬
‫‪ )(3‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪ ،89:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪ )(4‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)97:‬‬
‫‪ )(5‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪197‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الت دارت على أصناف الكونات‪ ،‬وأنت النور الذي مل إشراقه الرضي والسماوات‪...‬يا أول يا آخر يا باطن يا‬
‫ظاهر‪...‬الصلة والسلم عليك يا رسول ال‪ ،‬الملك تشفعت بك عند ال‪ ،‬الصلة والسلم عليك يا رسول ال‪،‬‬
‫النبياء والرسل مدودون من مددك الذي خصصت به من ال‪...‬قد نزلنا بيك واستجرنا بنابك وأقسمنا بياتك‬
‫على ال(‪...)1‬‬
‫* صلة ممد بن أب السن البكري‪:‬‬
‫اللهم صل وسلم على نورك السن‪ ،‬وسرك البى‪...‬روح الشاهد اللكوتية‪ ،‬ولوح السرار القيومية‪ ،‬ترجان‬
‫الزل والبد‪ ،‬لسان الغيب الذي ل ييط به أحد‪ ،‬صورة القيقة الفردانية‪...‬ممد الباطن والظاهر بتفعيل التكميل‬
‫الذات ف مراتب قربه‪...‬بداية نقطة النفعال الوجودي إرشادا وإسعادا‪ ،‬أمي ال على سر اللوهية الطلسم‪ ،‬وحفيظه‬
‫على غيب اللهوتية الكتم‪ ،‬مَن ل تدرك العقول الكاملة منه إل مقدار ما تقوم عليها به حجته الباهرة‪ ،‬ول تعرف‬
‫النفوس العرشية من حقيقته إل ما يتعرف لا به من لوامع أنواره الزاهرة‪ ،‬منتهى هم القدسيي وقد بدوا ما فوق عال‬
‫الطبائع‪ ،‬مرمى أبصار الوحدين وقد طمحت لشاهدة السر الامع‪ ،‬من ل تلى أشعة ال لقلب إل من مرآة سره‪،‬‬
‫وهي النور الطلق‪...‬وهو الوتر الشفعي الحقق‪...‬الفرع الدثان الترعرع ف نائه با يُمد به كل أصل أبدي‪ ،‬جن‬
‫شجرة القدم‪ ،‬خلصة نسخت الوجود والعدم‪...‬وعابد ال بال بل حلول ول اتاد ول اتصال ول انفصال‪...‬اللهم‬
‫صل وسلم على جال التجليات الختصاصية‪ ،‬وجلل التدليات الصطفائية‪ ،‬الباطن بك ف غيابات العز الكب‪،‬‬
‫الظاهر بنورك ف مشارق الجد الفخر‪ ،‬عزيز الضرة الصمدية‪ ،‬وسلطان الملكة الحدية‪...‬مستوى تلي عظمتك‬
‫ورحتك وحكمك ف جيع ملوقاتك‪ ،‬وخلقت بكلمة خصوصيته الحمدية بار المع‪...‬وجعلته بكم أحديتك ِوتْر‬
‫العدد‪...‬اللهم صل وسلم على دائرة الحاطة العظمى‪ ،‬ومركز ميط الفلك السى‪...‬بر أنوارك الذي تلطمت برياح‬
‫التعي الصمدان أمواجه‪...‬خليفتك على كافة خليقتك(‪...)2‬‬
‫* الصلة العروفة بالصلوات البكرية‪:‬‬
‫اللهم إن أسألك بنيّر هدايتك العظم‪ ،‬وسر إرادتك الكنون من نورك الطلسم‪ ،‬متارك منك لك قبل كل‬
‫شيء‪ ،‬ونورك الجرد بي مسالك اللقِيْ‪ ،‬كنك الذي ل يط به سواك‪ ،‬وأشرف خلقك الذي بكم إرادتك كونت‬
‫من نوره أجرام الفلك وهياكل الملك‪ ،‬فطافت به الصافون حول عرشك تعظيما وتكريا‪ ،‬وأمرتنا بالصلة والسلم‬
‫عليه‪...‬وزجيت به ف نور ألوهيتك العظمى‪ ،‬خليفتك بحض الكرم على سائر ملوقاتك‪ ،‬وشيدت به قوائم عرشك‬
‫الحوط بيطتك الكبى‪ ...‬بر فيضك التلطم بأمواج السرار(‪....)3‬‬
‫* الصلة السماة بالصلوات الزاهرة‪:‬‬

‫‪ )(1‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪ ،118:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪ ،127:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪ )(3‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)132 ،131:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪198‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫اللهم صل وسلم على المال النفس‪ ،‬والنور القدس‪ ،‬والبيب من حيث الوية‪ ،‬والراد ف اللهوتية‪ ،‬مترجم‬
‫كتاب الزل‪ ،‬والتعال بالقيقة عن حقيقة الثر حت كأنه الثل‪ ،‬اللس العلى‪ ،‬والخصوص الول‪ ،‬والكمة السارية‬
‫ف كل موجود‪...‬روح صور السرار اللكوتية‪...‬ممدك وأحدك وتر العدد‪ ،‬ولسان البد‪ ،‬العرش القائم بتحمل كلمة‬
‫الستواء الذات فل عارض‪ ،‬التجلي بسلطان قهرك على ظلل ظلم الغيار لحق كل معارض‪ ،‬النقطة الت عليها مدار‬
‫حروف الوجودات بميع العتبارات‪...،‬لوح السرار‪ ،‬ونور النوار‪...‬ومظهر أنوار اللهوت ف ناسوت الثل‪ ،‬القائم‬
‫بكل حقيقة سريانا وتكيما‪ ...‬التجلي بلبس القائق الفردانية‪...‬الافظ على الشياء قواها بقوتك‪ ،‬المد لذرات‬
‫الكائنات با به برزت من العدم إل الوجود بقدرتك‪ ،‬كعبة الختصاص الرحان‪ ،‬مج التعي الصمدان‪ ،‬قيوم العاهد‬
‫الت سجدت لا جباه العقول‪ ،‬أقنوم الوحدة ول أقنوم‪ ،‬إنا نورك بنورك موصول‪ ...‬منتهى كمال النقطة الفروضة ف‬
‫دوائر النفعال‪ ،‬ومبدأ ما يصح أن يشمله اسم الوجود القابل لتنوعات القضاء والقدر‪ ،‬على ما سواك من حيث أنت‬
‫أنت با شئت من فيوضاتك العلية‪...‬وسر سرائر الكن الحدي الصمدي(‪.)1‬‬
‫‪ -‬لننتبه إل عبارة‪ :‬مدار حروف الوجودات بميع العتبارات‪ ،‬والت تمل نفس معن‪( :‬وما الكلب والنير‬
‫إل إلنا) و(اجتمع فيه النجو مع الورد)‪ ..‬وغيها‪..‬‬
‫* الصلة السقافية لسيدي عبد ال السقاف‪:‬‬
‫اللهم صل وسلم على سلم السرار اللية‪ ،‬النطوية ف الروف القرآنية‪ ،‬مهبط الرقائق الربانية‪ ،‬النازلة ف‬
‫الضرة العلية‪...‬صاحب اللطيفة القدسية‪ ،‬الكسوة بالكسية النورانية‪ ،‬السارية ف الراتب اللية التكملة بالساء‬
‫والصفات الزلية‪ ،‬والفيضة أنوارها على الرواح اللكوتية‪ ،‬التوجهة ف القائق القية‪ ،‬النافية لظلمات الكوان‬
‫العدمية العنوية‪ ،‬اللهم صل وسلم على سيدنا ممد الكاشف عن السمى بالوحدة الذاتية‪...‬صاحب الصورة القدسة‪،‬‬
‫النلة من ساء قدس غيهب الوية الباطنة‪ ،‬الفاتة بفتاحها اللي لبواب الوجود القائم با من مطلع ظهورها القدي‪،‬‬
‫إل استواء إظهارها للكلمات التامات‪ ،‬اللهم صل وسلم على حقيقة الصلوات وروح الكلمات‪ ،‬قوام العان الذاتيات‪،‬‬
‫وحقيقة الروف القدسيات‪ ،‬وصور القائق الفرقانية التفصيليات‪...‬موصل الرواح بعد عدمها إل نايات غايات‬
‫الوجود والنور(‪...)2‬‬
‫* صلة (يتعبد با كل الصوفية)‪:‬‬
‫اللهم صل على طامة القائق الكبى‪ ،‬سر اللوة اللية ليلة السراء‪...‬ينبوع القائق الوجودية‪ ،‬بصر الوجود‪،‬‬
‫وسر بصية الشهود‪ ،‬حق القيقة العينية‪ ،‬وهوية الشاهد الغيبية‪ ،‬تفصيل الجال الكلي‪...‬نفس النفاس الروحية‪ ،‬كلية‬
‫الجسام الصورية‪ ،‬عرش العروش الذاتية‪ ،‬كتابك الكنون‪...‬يا فاتة الوجودات‪ ،‬يا جامع بري القائق الزليات‬
‫والبديات‪...‬يا نقطة مركز جيع التجليات‪ ،‬يا عي حياة الُسن الذي طارت منه رشاشات‪ ،‬فاقتسمتها بكم الشيئة‬

‫‪ )(1‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪ ،134:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪ ،155:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪199‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫اللية جيع البدعات(‪...)1‬‬
‫* صلة (يتعبد با كل الصوفية)‪:‬‬
‫اللهم صل على مولنا ممد نورك اللمع‪ ،‬ومظهر سرك الامع‪...‬الذي فتحت ظهور العال من نور‬
‫ي من العدم الرميم(‪...)2‬‬
‫حقيقته‪...‬ولول هو ما ظهرت لصورةٍ ع ٌ‬
‫* صلة (لكل الصوفية)‪:‬‬
‫اللهم صل على عي بر القائق الوجودية الطلقة اللهوتية‪ ،‬ومنبع الرقائق اللطيفة القيدة الناسوتية‪ ،‬صورة‬
‫المال‪ ،‬ومطلع اللل‪ ،‬ملى اللوهية‪ ،‬وسر إطلق الحدية‪ ،‬عرش استواء الذات‪ ،‬وجه ماسن الصفات‪ ،‬مزيل برقع‬
‫حجاب ظلمات اللبس بطلعة شس حقائق كنه ذاته النفس‪ ،‬عن وجه تليات الكمال اللي القدس‪ ،‬كتاب مسطور‬
‫جع أحدية الذات الق‪ ،‬ف رق منشور تليات الشئون اللية السمى كثرة صورها باللق(‪...)3‬‬
‫* صلة (لكل الصوفية)‪:‬‬
‫اللهم صل على سلطان حضرات الذات‪ ،‬مالك أزمة تليات الصفات‪ ،‬قطب رحى عوال اللوهية‪...‬جبال‬
‫موج بار أحدية الذات‪ ،‬طلسم كنوز العارف الكنهيات الذاتيات‪ ،‬سقف مرفوع الكمالت السائية‪ ،‬بر مسجور‬
‫العلوم اللدنيات‪ ،‬حوض اللوهية العظم المد لبحار أمواج صور الكون الظاهرة من فيوض حقائق أنفاسه‪ ،‬قلم‬
‫القدرة اللية العظموية‪ ،‬الكاتب ف لوح نفسه ما كان وما يكون من ماسن مبدعات العال وتقلباته‪ ،‬وجال كل‬
‫صورة إلية وسر حقيقتها غيبا وشهادة‪...‬جع المع وفرق الفرق من حيث ل جع ول فرق(‪...)4‬‬
‫* الصلة الكبى لسيدنا عبد القادر اليلن‪:‬‬
‫‪...‬اللهم صل وسلم وأفلح وأنح وأت وأصلح وزك وأربح وأوف وأرجح‪ ،‬أفضل الصلة وأجزل النن‬
‫والتحيات‪ ،‬على عبدك ونبيك ورسولك سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم الذي هو فلق صبح أنوار الوحدانية‪ ،‬وطلعة‬
‫شس السرار الربانية‪ ،‬وبجة قمر القائق الصمدانية‪ ،‬وحضرة عرش الضرات الرحانية‪ ،‬نور كل رسول وسناه‪...‬سر‬
‫كل نب وهداه‪...‬السيد الكامل الفاتح الات‪ ،‬حاءُ الرحة‪ ،‬وميم اللك‪ ،‬ودال الدوام‪ ،‬بر أنوارك‪ ،‬ومعدن أسرارك‪،‬‬
‫ولسان حجتك‪ ،‬وعروس ملكتك‪ ،‬وعي أعيان خلقك‪ ،‬وإمام الضرة‪ ،‬وأمي الملكة‪ ،‬وكن القيقة‪ ،‬طلسم الفلك‬
‫الطلس ف بطون {كنت كنا مفيا فأحببت أن أعرف} طاوُس اللك القدس ف ظهور {فخلقت خلقا فتعرفت‬
‫إليهم فب عرفون} ‪...‬اللهم صل وسلم صلة ذاتك على حضرة صفاتك الامع لكل الكمال‪ ،‬التصف بصفات‬
‫اللل والمال‪ ،‬من تنه عن الخلوقي ف الثال‪ ،‬ينبوع العارف الربانية‪ ،‬وحيطة السرار اللية‪ ،‬غاية منتهى‬

‫‪ )(1‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)167 ،166:‬‬


‫‪ )(2‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)168 ،167:‬‬
‫‪ )(3‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)168:‬‬
‫‪ )(4‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪.)170 ،169:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪200‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫السائلي‪...‬مظهر سر الود الزئي والكلي‪ ،‬وإنسان عي الوجود العلوي والسفلي‪ ،‬روح جسد الكوني‪ ،‬وعي حياة‬
‫الدارَين‪...‬اللهم إنا نتوسل إليك بنوره الساري ف الوجود أن تيي قلوبنا بنور حياة قلبه الواسع لكل شيء‪...‬وتسري‬
‫سرائره فينا بلوامع أنوارك حت تغيبنا عنا ف حق حقيقته فيكون هو الي القيوم فينا بقيوميتك السرمدية‪ ،‬فنعيش‬
‫بروحه عيش الياة البدية‪...‬اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا ممد جال لطفك وحنان عطفك وجلل مُلكك‬
‫وكمال قدسك‪ ،‬النور الطلق بسر العية الت ل تتقيد‪ ،‬الباطن معنً ف غيبك‪ ،‬الظاهر حقا ف شهادتك‪ ،‬شس السرار‬
‫الربانية‪ ،‬وملس حضرة الضرات الرحانية‪...‬الذي خلقته من نور ذاتك‪ ،‬وحققته بأسائك وصفاتك‪ ،‬وخلقت من‬
‫نوره النبياء والرسلي‪...‬اللهم صل وسلم على بجة الكمال وتاج اللل‪...‬وحياة كل موجود‪ ،‬عز جلل سلطنتك‪،‬‬
‫وجلل عز ملكتك‪ ،‬ومليك صنع قدرتك‪...‬سر ال العظم‪...‬والظاهر ف ملكك‪ ،‬والغائب ف ملكوتك‪ ،‬والتخلق‬
‫بصفاتك‪...‬الضرة الرحانية‪ ،‬والبدة الللية(‪...)1‬‬
‫‪ -‬هذه الصلة الكبى للشيخ عبد القادر اليلن شرحها الشيخ عبد الغن النابلسي‪ ،‬ونقلها يوسف النبهان‬
‫من ذلك الشرح‪ ،‬وكلهم أقطاب مكاشفون عارفون يعلمون علم اليقي!‬
‫* ومن صلة النس لحد الرفاعي أيضا‪:‬‬
‫‪...‬اللهم صل على ألف أنس إنسان الزل‪ ،‬بكمة باء برهان من ل يزل أصل الشياء الكلية‪...‬التصدر ف‬
‫رحاب السرار ف مركز دائرة القبول واللطاف‪ ،‬النفرشة بسطها ف حومة العز‪...‬أصل السبب ف الياد‪ ،‬فالكل منه‬
‫والكل إليه‪ ،‬خزانة السرار‪ ،‬فالوارد والذاهب عنه وعليه(‪...)2‬‬
‫‪ -‬ومن شعر لشيخ السلم وغوث الزمان الاج إبراهيم ابن الشيخ الاج عبد ال الكولي‪:‬‬
‫حرف الباء‪:‬‬
‫وف جائزات الغي ما ل مرغب‬ ‫فما ل غي الصطفى البدر مأرب‬
‫فبحر سواه ما لنا فيه مشرب‬ ‫هو الكل منه الكل بطنا وظاهرا‬
‫علوم جيع الرسل والكل يشرب‬ ‫فمن نوره الكونان‪ ،‬منه تفجرت‬
‫(‪)3‬‬
‫وأنت البيب الصطفى والقرب‬ ‫هو الكامل الحمود والسؤلُ والن‬
‫* ومن الوراد التجانية (الصلة الغيبية ف القيقة الحدية)‪ ،‬فإنا برزت من الغيب من غي إنشاء أحد‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫اللهم صل وسلم على عي ذاتك العلية‪ ،‬بأنواع كمالتك البهية‪ ،‬ف حضرة ذاتك البدية‪ ،‬على عبدك القائم‬
‫بك منك لك إليك‪ ،‬بأت الصلوات الزكية‪ ،‬الصلي ف مراب عي هاء الوية‪ ،‬التال السبع الثان بصفاتك‬

‫‪ )(1‬أفضل الصلوات‪( ،‬ص‪ ،174:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)264 ،263:‬‬
‫‪ )(3‬الدواوين الست‪( ،‬ص‪.)51:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪201‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫النفسية‪...‬الداعي بك لك بإذنك لكافة شئونك العلمية‪...‬الفيض على كافة من أوجدته بقيومة سرك‪ ،‬الدد الساري‬
‫ف كلية أجزاء موهبة فضلك‪ ،‬التجلي عليه ف مراب قدسك وأنسك‪ ،‬بكمال ألوهيتك ف عوالك وبرك وبرك(‪...)1‬‬
‫ويقول عبيدة بن أنبوجة الشنقيطي‪:‬‬
‫‪...‬نعم حقيقة مقصد هذه الطريقة العثور على معرفة بعض أسرار القيقة الحمدية من مراتب بطونا الربع‪،‬‬
‫ول مطمع ف خامستها كما تقدم‪ ،‬فالقيقة الحمدية هي عي جيع العارف الربانية‪ ،‬فلم تشذ شاذة منها‪ ،‬وصورتا‬
‫البشرية هي باب تلك القيقة‪ ،‬فكما ل تؤخذ أحكام ال إل من أفعال تلك الصورة البشرية وأقوالا‪...‬كذلك ل‬
‫توجد العارف إل من تلك القيقة وأحوالا(‪..)2‬‬
‫* ومن الصلوات الحدية الدريسية (الصلة الامسة)‪ :‬اللهم صل على الذات الكنه‪ ،‬قبلة وجوه تليات‬
‫الكنه‪ ،‬عي الكنه ف الكنه‪ ،‬الامع لقائق كمال كنه الكنه(‪...)3‬‬
‫* ومنها (الصلة السادسة)‪:‬‬
‫اللهم صل على أم الكتاب‪ ،‬كمالت كنه الذات‪ ،‬عي الوجود الطلق الامع لسائر التقييدات‪ ،‬صورة ناسوت‬
‫اللق‪ ،‬معان لهوت الق‪ ،‬الناظر بالكل ف الكل من الكل للكليات والزئيات‪ ،‬كوثر سبيل منهل حوض مشارب‬
‫جيع التجليات‪ ،‬اللتذ بصورة نفسه ف جنة فردوس ذاته بنظره به منه إليه فيه‪ ،‬بر قاموس المع الطمطم‪ ،‬وطراز‬
‫رداء الكبياء الطلسم‪ ،‬وراء الوراء‪ ،‬ودون الدون بل دون(‪...)4‬‬
‫‪ -‬قوله‪( :‬وراء الوراء)‪ ،‬إشارة إل قوله تعال‪(( :‬وَالّل ُه مِنْ َورَاِئهِ ْم مُحِيطٌ)) [البوج‪ ،]20:‬وممد‬
‫وراء الوراء‪ ،‬أي (هومن وراء ال ميط)!!‬
‫وما يقوله ممد باء الدين البيطار‪ ،‬ف شرحه على الصلوات الحدية الدريسية‪:‬‬
‫‪...‬وللقوم رضوان ال عليهم ف القيقة الحمدية أقاويل كثية‪ ،‬من أحسنها قول العارف أفضل الدين‪ ،‬تلميذ‬
‫سيدي علي الواص رضي ال عنهما‪ :‬القيقة الحمدية هي سر وجوب الوجود الذات‪ ،‬المدة لقائق المكنات‬
‫السائية والصفاتية من عال البطون إل عال الظهور‪ ،‬بالتدريج القابل لتفصيل الظاهر الكونية وتفصيل حقائقها‬
‫النسانية(‪.)5‬‬
‫* للعلم‪ :‬الصلوات الحدية الدريسية هي من أوراد الطريقة الرشيدية‪ ،‬واليغنية‪ ،‬والتمية‪...‬وغيها‪ ،‬مع العلم‬
‫أيضا أن أكثر أصحاب الطرق‪ -‬إن ل يكن كلهم‪ -‬يستعملون جيع الوراد الوجودة ف جيع الطرق‪ ،‬أو أكثرها‪،‬‬
‫‪ )(1‬ميزاب الرحة الربانية‪( ،‬ص‪.)25:‬‬
‫‪ )(2‬ميزاب الرحة الربانية‪( ،‬ص‪.)155:‬‬
‫‪ )(3‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)103 ،102:‬‬
‫‪ )(4‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪ ،106:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪ )(5‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪ )12:‬وممد باء الدين البيطار دمشقي توف سنة (‪1314‬هـ)‪ ،‬وأفضل الدين هو أخو عبد الوهاب الشعران‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪202‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ومن الدلة على ذلك‪ :‬الوراد الدرديرية‪ ،‬وكتاب‪ :‬دلئل اليات‪.‬‬
‫وما يقوله الوارث الحمدي الامع الغوث ممد مهدي الصيادي الرواس‪:‬‬
‫وبويعت ف الضرة‪ ،‬على اليان بياة النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بل وبياة جيع النبيي والرسلي‪ ،‬وأن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ذاق طعم الوت بالنتقال من هذه الدار إل دار الخرة‪ ،‬ورد ال عليه روحه‪ ،‬فهو ف حضرة‬
‫ك مقتدر‪ ،‬يفعل بإذن ال ف فلك ال ما يريد‪ ،‬وله التصرف الحض بأمر ال تعال ف ملك ال‬‫القرب عند ملي ٍ‬
‫وملكوته‪ ،‬وهو شرارة الزل والبد‪...‬وعليه تعرض العمال وإليه تنتهي الحوال(‪...)1‬‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬هو أولً سؤال‪ :‬هل الرؤى الشيطانية الت يشاهدها التصوفة ف حالة غيبوبة هلوسية(‪ )2‬تنسخ آيات‬
‫ال وقرآنه؟!‬
‫شرِكُ فِي ُحكْ ِمهِ َأحَدًا)) [الكهف‪،]26:‬‬
‫‪ -‬والواب ثانيا هو من كتاب ال‪(( :‬مَا َلهُ ْم مِ ْن دُوِنهِ مِ ْن وَلِ ّي وَل ُي ْ‬
‫ضرّا وَل رَشَدًا)) [الن‪.]21:‬‬ ‫ك مِنَ ا َل ْمرِ شَ ْيءٌ)) [آل عمران‪(( ،]128:‬قُلْ إِنّي ل َأمِْلكُ لَ ُكمْ َ‬‫((َلْيسَ َل َ‬
‫‪ -‬والواب ثالثا‪ :‬هو من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ل تطرون كما أطرت النصارى عيسى بن‬
‫مري‪.}..‬‬
‫‪ -‬والواب رابعا‪ :‬إن ما يذكره الرواس من رؤياه الذيانية منقول بدون تغيي من عقيدة النصارى بالسيح‬
‫عيسى صلوات ال عليه‪ ،‬وكل ما فعله الرواس هو تبديل السم بالسم‪ ،‬ولنتذكر توجيهه للية الذي مر معنا‪(( :‬أَحَقّ‬
‫ُهوَ قُلْ إِي َورَبّي إِّنهُ لَحَقّ)) [يونس‪ ،]53:‬وكيف جعلها تعن‪ :‬ال هو (أي‪ :‬ممد) قل إي ورب إنه ال!‬
‫ولعلهم ل يكتفوا بالقيقة الحمدية‪ ،‬فأضافت بعض الطرق إليها القيقة العلوية‪ ،‬فمن أقوال جلل الدين‬
‫الرومي (الطريقة الولوية)‪:‬‬
‫منذ كانت صورة تركيب العال‪ :‬كان علي‪.‬‬
‫منذ نقشت الرض وكان الزمان‪ :‬كان علي‪.‬‬
‫ذلك الفاتح الذي انتزع باب خيب بملة واحدة‪ :‬كان علي‪.‬‬
‫كلما تأملت ف الفاق ونظرت فيها أيقنت بأنه ف الوجودات‪ :‬كان علي‪.‬‬
‫إن سر العالي الظاهر والباطن الذي بدا ف شس تبيز‪ :‬كان علي(‪.)3‬‬
‫‪ -‬أما الطريقة البيلوية والطريقة البكتاشية فقد أحرزتا قصب السبق ف تأليه علي بن أب طالب‪ ،‬ومن أدعيتهما‬

‫‪ )(1‬فصل الطاب‪( ،‬ص‪.)142:‬‬


‫‪ )(2‬أطلق أحد الدباء الشباب على الذبة الصوفية اسم (التحشيش الروحان)‪ ،‬وهي تسمية صحيحة‪.‬‬
‫‪ )(3‬الصلة بي التصوف والتشيع‪( ،‬ص‪.)79:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪203‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الرئيسية والساسية‪ ،‬دعاء السيف‪( :‬ناد عليا مظهر العجائب‪ ،‬تده عونا لك ف النوائب‪ ،‬كل هم وغم سينجلي‬
‫بوليتك يا علي يا علي)‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬أحرزت البكتاشية أيضا قصبة السبق بإعلن التثليث‪ ،‬فصارت القانيم عندهم ثلثة‪ :‬صورة‬
‫ال‪ ،‬ممد‪ ،‬علي‪.‬‬
‫والبكتاشيون يعترفون بطاياهم أمام مشايهم فيغفرونا لم‪ ،‬ويللون المر‪ ،‬ويعتقدون تناسخ الرواح(‪.)1‬‬
‫ويقول آية ال المين‪:‬‬
‫‪...‬وبالشيئة ظهر الوجود‪ ،‬وهي اسم ال العظم‪...‬وهي البل التي بي ساء اللية والراضي اللقية‪،‬‬
‫والعروة الوثقى التدلية من ساء الواحدية‪ ،‬والتحقق بقامها الذي أفقه أفقها هو السبب التصل بي السماء‪ ،‬وبه فتح‬
‫ال وبه يتم‪ ،‬وهو القيقة الحمدية والعلوية صلوات ال عليه‪ ،‬وخليفة ال على أعيان الهيات‪ ،‬ومقام الواحدية الطلقة‬
‫والضافة الشراقية(‪...)2‬‬
‫نتم هذه النبذ بالنصوص التالية‪:‬‬
‫يقول ابن قضيب البان(‪ )3‬ف كتابه الواقف اللية‪:‬‬
‫موقف القيقة الحمدية‪ :‬أوقفن الق على مرتبة بيان القيقة الحمدية‪ ،‬وكشف ل عن حقائق الساء ف‬
‫مسمياتا العلوية‪ ،‬ث قال ل‪ :‬انظر إل كل اسم من حيث صورته ومعناه! فرأيت الساء اللية قامت ف العي الثابتة‬
‫(أي‪ :‬ف الخلوقات)‪ ،‬وقال ل‪ :‬هي أربابا‪ .‬وقال ل رب الرباب‪ :‬السم العظم وسر القيقة الحمدية هو سر‬
‫قلبك وقطب وجودك‪ .‬ث كشف ل عن جلة التجلي الول ومظاهر التجليات وممع صور الربوبات‪...‬ث كشف ل‬
‫عن صور العقل الول ‪-‬وهذا من اليونانيات‪ -‬فإذا هو شيء ل يكيف عند النظر‪ ،‬وكليات الوجود مندرجة تت‬
‫إشراقه‪ ،‬ورأيته قد قابل شيئا مثله ف الصورة‪ ،‬وقد اشتمل على الزئيات‪ ،‬فقال ل‪ :‬هو لوح القضاء‪ ،‬والدرة البيضاء‪.‬‬
‫وقال ل‪ :‬القيقة الحمدية هي الرحة الت وسعت كل شيء‪ ،‬وهي أم الكتاب‪ ،‬وحضرة العلم الامع‪ ،‬وإنسان العي‬
‫السامع‪ ،‬ومنها كشف ل عن أسرار النور والوجود والعلم‪ ،‬فقال ل‪ :‬كل ذلك مظاهرها وكلمتها الامعة وصحيفتها‬
‫الكاملة‪...‬ث كشف ل منها عن نار العشق الزل والتاد العين‪ ،‬وأران تعلقه ف المم النسانية‪ ،‬وقال ل‪ :‬هو إنشاء‬
‫الرادة‪ ،‬وبه توجه الب‪ ،‬وقال ل‪ :‬هو أصل كل موجود وعدته‪ ،‬ث كشف ل عن ينبوع ذلك‪ ،‬فإذا هي الركز‬
‫والنقطة الت ف فؤاد القطب الحمدي‪...‬وكشف ل عن سر عرش القيقة الحمدية‪ ،‬وقال ل‪ :‬هو القلب الذي هو‬
‫بيت عزت‪ ،‬ومزن سري ومنبع نوري‪ ،‬ومظهر سعة علمي وسرير سلطة اسي‪ .‬وقال ل‪ :‬قالبه اليكل الذي بنيته‬

‫‪ )(1‬الفكر الشيعي والنعة الصوفية‪( ،‬فصل البكتاشية)‪.‬‬


‫‪ )(2‬شرح دعاء السحر‪( ،‬ص‪.)110:‬‬
‫‪ )(3‬عبد القادر ممد أب الفيض السيد الفضل أبو ممد‪ ،‬يتصل نسبه بقضيب البان الوصلي‪ ،‬ولد بماة سنة (‪971‬هـ)‪ ،‬وتوف ف حلب ف حدود سنة (‬
‫‪1040‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪204‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بيدي‪ ،‬وهو ممع البحرين‪ ،‬وقاب قوسي‪ ،‬وكشف ل فيه عن خزائن الرحة وتنل اليات‪ ،‬وكيفية حلولا من غي‬
‫مازجة‪ ،‬وسريانا ف الساع والبصار بسر التجريد ف قوالبها‪ ،‬ورأيت حكم سريانا ف مرآة اليال‪ ،‬وقيامها ف‬
‫مظاهر النبوة(‪.)1‬‬
‫ويقول مصطفى بن ميي الدين نا(‪ ،)2‬ف شرحه (على المزوجة بصلة ابن بشيش)‪:‬‬
‫اللهم إنه سرك الامع لكل السرار‪ ،‬ونورك الواسع لميع النوار‪.‬‬
‫(إنه) أي‪ :‬الصطفى صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫(سرك) أمرك الفي الذي ل ييط به غيك‪.‬‬
‫(الامع لكل السرار) أي‪ :‬لميع حقائق الوجود بقيقته الت هي مادة كل موجود‪،‬‬
‫(ونورك) أي وإنه مظهرك الت الذي نشأ من حضرتك بدون واسطة‪( .‬الواسع لميع النوار) أي الملوء‬
‫بأنوارك القدسية الت سرت بك منه إل سائر الظاهر الكونية‪ ،‬أو الذي وسع صور الكائنات كلها لندراجها ف‬
‫حقيقته‪ ،‬وانطوائها ف عي ماهيته انطواء الشعة ف الضياء؛ والنور من أسائه(‪...)3‬‬
‫ل لظهور كمالته العلية وماسنه السنية‪ ،‬فيكون من رآن كأنا رآه‪ ،‬لن الكاملي هم‬
‫(وأصي با مله) أي م ً‬
‫مرايا للكمال الحمدي‪ ،‬وهو مرآة للكمال اللي‪ ،‬ول يكون التكميل لكل كامل إل من الضرة الحمدية(‪...)4‬‬
‫‪...‬والاصل أن ال تبارك وتعال جعل القيقة الحمدية واسطة الياد لخلوقاته تفضلً منه وإحسانا‪،‬‬
‫فالرواح الت ل تشاهد ذلك ول تدرك أنه صلى ال عليه وسلم روحها وعي حياتا كأنا أموات(‪( ...)5‬ال منه بدئ‬
‫المر) أي الشأن الكلي الامع لكل الشئون‪ ،‬وهو النور الحمدي الشريف‪ ،‬وهو أول صادر عنه سبحانه‪...‬ويسمى‬
‫بالقلم العلى‪ ،‬وبالدوة البيضاء‪ ،‬وبالعقل الول‪ ،‬وبروح الرواح‪ ،‬وبالب الكب‪ ،‬وبإنسان عي الوجود‪ ،‬وبالنسان‬
‫الكامل‪ ،‬وغي ذلك من الساء الشهورة عند العارفي(‪.)6‬‬
‫‪ -‬الرجاء أن يلحظ القارئ ف هذه النصوص‪ :‬الكذب على ال ورسوله‪ ،‬والشرك العظم‪ ،‬واليونانيات (العقل‬
‫الول)‪.‬‬
‫والذي يريد استقصاء أقوالم ف القيقة الحمدية يستطيع أن يل منها ملدات‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فالتصوفة كلهم‪ ،‬من دون استثناء‪ ،‬يؤمنون بالقيقة الحمدية‪ ،‬وقد وهم الذي خصوا بذلك جاعة منهم‬
‫‪ )(1‬النسان الكامل ف السلم‪( ،‬ص‪.)197 ،196 ،195:‬‬
‫‪ )(2‬من تلميذ علي اليشرطي‪.‬‬
‫‪ )(3‬كشف السرار‪( ،‬ص‪.)103 ،102:‬‬
‫‪ )(4‬كشف السرار‪( ،‬ص‪.)112:‬‬
‫‪ )(5‬كشف السرار‪( ،‬ص‪.)126:‬‬
‫‪ )(6‬كشف السرار‪( ،‬ص‪.)139:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪205‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫دون آخرين‪ .‬لن الصوفية مذهب واحد‪.‬‬
‫* وملخص أقوالم هو‪ :‬إن ال (سبحانه وتعال عما يصفون) عندما أراد أن يعل قسما من ذاته متعينا بشكل‬
‫ملوقات‪ ،‬كان أول شيء فعله هو أنه قبض قبضة من نور وجهه وقال لا‪ :‬كون ممدا‪ ،‬فكان ممد هو أول‬
‫التعينات‪ .‬وهذه القبضة من النور هي الت يطلقون عليها اسم (الذات الحمدية)‪ .‬ومن هذه الذات الحمدية انبثقت‬
‫السماوات والرض‪ ،‬والدنيا والخرة‪ ،‬الت يسمونا فيما يسمونا (تعينات) فهي كلها تصدر عن الذات الحمدية ث‬
‫تعود إليها‪ .‬وهذا هو ما يسمونه (القيقة الحمدية)‪.‬‬
‫وأكرر‪ ،‬إنم كلهم يؤمنون بالقيقة الحمدية‪ ،‬وإن أنكر أحدهم ذلك فهو مادع يستعمل التقية‪.‬‬
‫ولننتبه إل الشبه التام بينهم وبي النادكة الذين يقولون‪ :‬إن اللئق صدروا من وجه براهان‪ ،‬ومن يديه ومن‬
‫فخذيه‪ ،‬ث من قدميه (حسب الطبقات الندوكية)‪.‬‬
‫وأعيد فأكرر‪ ،‬إنم كلهم يؤمنون بالقيقة الحمدية‪ ،‬كلهم بدون استثناء‪ ،‬وما مضى براهي‪.‬‬
‫وبعض الباحثي الذين خصوا بذلك جاعة منهم دون آخرين كانوا واهي‪.‬‬
‫وكثيا ما يعبون عنها بعبارة (أسبقية النور الحمدي)‪.‬‬
‫والولد الكذوب على ابن الوزي والذي كانت قدسيته متزاملة مع دلئل اليات‪ ،‬إن ل تتقدمها ف كثي من‬
‫الحيان‪ ،‬والذي كان يؤمن با فيه كل السلمي‪ ،‬إل من رحم ربك‪ ،‬هذا الولد الكذوب فيه تفصيل للحقيقة‬
‫الحمدية يستطيع الرجوع إليه كل من يريد ذلك‪ ،‬فهو متداول وصغي الجم ومشو بالشرك بال والكذب على‬
‫رسوله‪ ،‬وكذلك مولد البزني‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪206‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الامس‬
‫غاية التصوف‬
‫الزهد عمل ساعة‪ ،‬والورع عمل ساعتي‪ ،‬والعرفة عمل البد‪.‬‬
‫عبد القادر اليلن‬
‫ف النصوص السابقة‪ ،‬أكثر بكثي من الكفاية‪ ،‬ولكننا أمام مادعات ومراوغات ل تعرف حدودا‪ ،‬ول تعرف‬
‫منطقا‪ ،‬ول تستحيي‪ ،‬وأمام مسلمي غافلي عن واقعهم خدعوا بالكلمات النمقة‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬وسدا للذرائع‪ ،‬ومنعا للمراوغات والخادعات‪ ،‬وإسكاتا لقولتهم‪ :‬لعل ولعل ولعل‪ ،..‬نقدم براهي‬
‫أخرى من أقوالم‪ ،‬على أن غاية التصوف هي استشعار وحدة الوجود‪ ،‬وأنه ل غاية للتصوف غي هذه الغاية‬
‫(وسنحاول الختصار كثيا)‪:‬‬
‫‪ -‬والشائع بي أهل الشريعة أن غاية التصوف هي الزهد والتوكل والصب‪...‬إل‪.‬‬
‫وقد َسرَت هذه الغلوطة ف الغافلي من أهل الشريعة (أهل الوراق)‪ ،‬ما يردده عليهم أهل القيقة (أهل‬
‫الذواق)‪.‬‬
‫لكن لو رجعنا إل عباراتم الخصصة لبناء طائفتهم‪ ،‬وللمريدين الذين قطعوا الشوط الطلوب ف السلوك‪،‬‬
‫لرأينا ‪-‬وبوضوح‪ -‬أن غاية التصوف هي التحقق باللوهية‪ ،‬وهو ما يسمونه العرفة‪ ،‬ول غاية غيها‪.‬‬
‫يقول عبد الليم ممود وطه عبد الباقي سرور (لنة نشر الصول الصوفية)‪:‬‬
‫طرق التصوف متعددة متلفة‪ ،‬وبعضها أوفق من بعض‪ ،‬وبعضها أسرع من غيها‪ ،‬ولكنها على اختلفها‬
‫وتعددها‪ ،‬تؤدي إل هدف واحد وغاية واحدة!(‪.)1‬‬
‫‪ -‬فما هي هذه الغاية؟‬
‫يقول أبو السن الشاذل‪:‬‬
‫كنتُ يوما جالسا بي يديه (أي‪ :‬بي يدي ابن مشيش)‪ ،‬وف حجره ابن له صغي يلعبه‪ ،‬فخطر ببال أن أسأله‬
‫عن اسم ال العظم‪ ،‬قال‪ :‬فقام إل الولد ورمى بيده ف َطوْقي‪ ،‬وهزن وقال‪:‬‬
‫يا أبا السن‪ ،‬أنت أردت أن تسأل الشيخ عن اسم ال العظم‪ ،‬ليس الشأن أن تسأل عن اسم ال العظم! إنا‬

‫‪ )(1‬التعرف لذهب أهل التصوف‪( ،‬ص‪.)13:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪207‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الشأن أن تكون أنت هو اسم ال العظم!؟!‬
‫‪...‬قال‪ :‬فتبسم الشيخ وقال ل‪ :‬جاوبك فلن عن‪.)1(..‬‬
‫‪ -‬إذن فالشأن أن تكون أنت هو اسم ال العظم!!‬
‫‪ -‬ورغم وضوح العبارة‪ ،‬فل بأس من أن نزيدها وضوحا‪.‬‬
‫‪ -‬اسم ال العظم عند القوم هو (ال)‪.‬‬
‫يقول ابن عطاء ال السكندري‪:‬‬
‫إن هذا السم‪...‬أعن (ال) عز ذكره هو اسم الذات العلية‪...‬وهو أعظم الساء(‪.)2‬‬
‫ويقول‪(( :‬قُ ِل الّلهُ ُثمّ َذ ْرهُمْ)) [النعام‪ ]91:‬وهو السم العظم(‪.)3‬‬
‫والن لنبدل العبارة (اسم ال العظم) بالسم نفسه (ال)‪ ،‬فتكون الملة‪( :‬إنا الشأن أن تكون أنت هو ال)‪.‬‬
‫‪ -‬هذا حكم واضح الدلول‪ ،‬يقرره‪ ،‬حسب الرجع الذي أخذ منه‪ ،‬أربعة أقطاب‪:‬‬
‫عبد السلم بن مشيش‪ ،‬وأبو السن الشاذل‪ ،‬وابن الصباغ (مؤلف درة السرار) وعبد الليم ممود‪.‬‬
‫ويقول الغزال‪:‬‬
‫‪...‬ولثل هذا قالت الصوفية‪ :‬إن العلم حجاب‪ ،‬وأرادوا بالعلم‪ :‬العقائد الت استمر عليها أكثر الناس بجرد‬
‫التقليد‪ ،‬أو بجرد كلمات جدلية حررها التعصبون وألقوها إليهم‪ ،‬فأما العلم القيقي‪ ،‬الذي هو الكشف والشاهدة‬
‫بنور البصية‪ ،‬فكيف يكون حجابا وهو منتهى الطلب(‪)4‬؟!‬
‫ويقول‪... :‬وفرق ٌة أخرى اشتغلوا بالجاهدة وتذيب الخلق‪ ،‬وتطهي النفس من عيوبا‪ ،‬وصاروا يتعمقون‬
‫فيها‪ ،‬فاتذوا البحث عن عيوب النفس ومعرفة خُدَعها علما وحرفة‪ ،‬فهم ف جيع أحوالم مشغولون بالفحص عن‬
‫عيوب النفس‪ ،‬واستنباط دقيق الكلم ف آفاتا‪...‬‬
‫وفرقة أخرى جاوزوا هذه الرتبة‪ ،‬وابتدءوا سلوك الطريق‪ ،‬وانفتح لم أبواب العرفة‪ ،‬فكلما تشمموا من مبادئ‬
‫العرفة رائحة تعجبوا منها وفرحوا با‪ ،‬وأعجبتهم غرابتها‪ ،‬فتقيدت قلوبم باللتفات إليها‪ ،‬والتفكر فيها‪ ،‬وف كيفية‬
‫انفتاح بابا عليهم وانسداده على غيهم‪ ،‬وكل ذلك غرور‪ ،‬لن عجائب طريق ال ليس لا ناية‪ ،‬فلو وقف مع كل‬
‫أعجوبة وتقيد با َقصُرتْ خطاه و ُحرِم الوصول إل القصد‪...‬‬
‫‪ )(1‬أبو السن الشاذل لعبد الليم ممود‪( ،‬ص‪.)25:‬‬
‫‪ )(2‬القصد الجرد‪( ،‬ص‪.)13:‬‬
‫‪ )(3‬القصد الجرد‪( ،‬ص‪.)29:‬‬
‫‪ )(4‬الحياء‪ ،)1/255( :‬وف هذا النص إنكار صريح للعقيدة السلمية (العقائد الت استمر عليها أكثر الناس لجرد التقليد‪ ،)..‬وهي جلة تصفع وجوه‬
‫الذين يسمون الغزال (حجة السلم)‪ ،‬ويدرسون (إحياء علوم الدين)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪208‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وفرقة أخرى جاوزوا هؤلء‪ ،‬ول يلتفتوا إل ما يفيض عليهم من النوار ف الطريق‪ ،‬ول إل ما يتيسر لم من‬
‫العطايا الزيلة‪ ،‬ول يعرجوا على الفرح با واللتفات إليها‪ ،‬جادين ف السي‪ ،‬حت قاربوا فوصلوا إل حد القُربة من‬
‫ال‪ ،‬فظنوا أنم قد وصلوا إل ال‪ ،‬فوقفوا‪ ،‬وغلطوا‪...‬سر القلب الذى تتجلى فيه حقيقة الق كله‪...‬وتنجلي فيه‬
‫صورة الكل‪ ،‬وعند ذلك يشرق نوره إشراقا عظيما‪ ،‬إذ يظهر فيه الوجود كله على ما هو عليه‪...‬فإذا تلى نوره‪،‬‬
‫وانكشف جال القلب بعد إشراق نور ال عليه‪ ،‬ربا التفت صاحب القلب إل القلب فيى من جاله الفائق ما‬
‫يدهشه‪ ،‬وربا يسبق لسانه ف هذه الدهشة‪ ،‬فيقول‪( :‬أنا الق)(‪.)1‬‬
‫‪ -‬الرجاء من القارئ أن ينتبه إل الملة الخية‪.‬‬
‫ويقول الغزال أيضا‪:‬‬
‫‪...‬فغاية العاملة الكاشفة‪ ،‬وغاية الكاشفة معرفة ال تعال‪ ،‬ولست أعن به العتقاد الذي يتلقفه العامي وراثة‬
‫أو تلقفا‪ ،‬ول طريق ترير الكلم والجادلة ف تصي الكلم عن مرواغات الصوم كما هو غاية التكلم‪ ،‬بل ذلك‬
‫نوع يقي‪ ،‬هو ثرة نور يقذفه ال تعال ف قلب عبد طهر بالجاهدة باطنه عن البائث‪...‬فكن حريصا على معرفة‬
‫ذلك السر الارج عن بضاعة الفقهاء والتكلمي(‪.)2‬‬
‫‪ -‬علينا مع هذا النص‪ ،‬أن نتساءل‪ :‬ماذا يعن بقوله‪... :‬العتقاد الذي يتلقفه العامي وراثة أو تلقفا؟ (أترك‬
‫تليلها للقارئ)‪ .‬والملة‪ ..( :‬السر الارج عن بضاعة الفقهاء) تسهل التحليل وتوضحه‪ ،‬كما يب أن ننتبه جيدا‬
‫إل قوله‪ ..:‬عبد طهر بالجاهدة باطنه عن البائث الت تعن بوضوح أن تطهي الباطن عند الغزال يكون بالجاهدة‪،‬‬
‫أي‪ :‬بالرياضة الصوفية‪ ،‬ل بالعبادة! فنسأل‪ :‬ما هو الكفر؟ لننتبه أن كلمة (العامي) تعن عندهم‪ :‬عال الشريعة‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬فالقسم الول علم الكاشفة‪ ،‬وهو علم الباطن‪ ،‬وذلك غاية العلوم‪...‬فهو عبارة عن نور يظهر ف‬
‫القلب‪...‬وينكشف من ذلك النور أمور كثية كان يسمع من قبل أساءها فيتوهم لا معان مملة غي متضحة‪ ،‬فتتضح‬
‫إذ ذاك حت تصل العرفة القيقية بذات ال سبحانه وبصفاته الباقيات التامات(‪...)3‬‬
‫ويقول أبو عثمان الجويري(‪.)4‬‬
‫فاعلم أن أساس التصوف والعرفة قائم على الولية‪ ،‬وقد أكد هذه القيقة كل الشيوخ وإن اختلفت عباراتم‬
‫ف ذلك‪ .‬وكان ممد بن علي الكيم هو أول من طبق هذا الصطلح‪ .‬وقد ألف الشيوخ كتبا ف هذا الوضوع‬
‫ولكنها نادرة‪...‬فمِن هذا نرى أن ال تعال اختار له أولياء اختصهم بصحبته‪ ،‬واختارهم حُكاما لملكته‪ ،‬ومنحهم‬
‫أنواع الكرامات‪...‬وجع أفكارهم فيه ومعرفتهم به‪ ،‬كانوا فيما مضى‪ ،‬وهم الن كذلك‪ ،‬وإل ما شاء ال إل يوم‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)350 ،3/349( :‬‬


‫‪ )(2‬الحياء‪.)1/46( :‬‬
‫‪ )(3‬الحياء‪.)1/18( :‬‬
‫‪ )(4‬أبو عثمان اللل الجويري الفارسي‪ ،‬من شيوخ الطريقة الكيمية‪ ،‬مات عام (‪ 465‬أو (‪469‬هـ))‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪209‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫القيامة(‪...)1‬‬
‫‪ -‬هذا النص‪ ،‬يبي لنا غاية التصوف‪ ،‬وبي إل جانبها حقيقةً تارييةً هي‪ :‬أن ممد بن علي الترمذي الكيم‬
‫هو أول من أطلق صفة الولية على الصوفية‪ ،‬وهو غي الترمذي الحدث صاحب السنن‪ ،‬والفرق بينهما كالفرق بي‬
‫خداع الشيطان وهدى الرحن‪.‬‬
‫ويقول أبو حيان التوحيدي‪:‬‬
‫‪...‬لن غاية الجهود ان يسلو عن الوجود‪ ،‬ويغمض عن الشهود‪ ،‬ويقصى عن العهود‪ ،‬ليجد من يغنيه عن‬
‫هذا كله بعطاء مدود‪ ،‬ورفد مرفود‪ ،‬وركن موطود‪ ،‬وحد غي مدود(‪ .)2‬ويقول أبو مدين الغوث‪:‬‬
‫من أقرب رحلة تكون للمريد إل حضرة الق الاصة‪ ،‬دوام الذكر‪ ،‬فقد أجعوا على أن من دامت أذكاره‬
‫صفت أسراره‪ ،‬ومن صفت أسراره كان ف حضرة ال قراره(‪...)3‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫ليس للقلوب إل وجهة واحدة‪ ،‬مت توجه إليها حجب عن غيها‪ ،‬فإن توجه للدنيا حجب عن الخرة‪ ،‬وإن‬
‫توجّه للخرة حجب عن الدنيا‪ ،‬وإن توجه إل حضرة ال حجب عن الدارين(‪.)4‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬فالخرة ليست غايتهم!‬
‫ويقول الشطيب(‪( )5‬ومعه ابن عجيبة)‪:‬‬
‫‪...‬ومن الناس من تجبه الجاهدة عن الشاهدة‪ ،‬فتسطو عليه الحوال‪ ،‬فتحول بينه وبي الغاية القصوى(‪.)6‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬فالغاية القصوى هي الشاهدة‪ .‬ونعرف الن ما معن (الشاهدة) عندهم‪ .‬ويقول‪ ،‬ومعه ابن عجيبة‬
‫أيضا‪:‬‬
‫‪...‬إن النسان إذا جال مع النفس ف ميدانا‪ ،‬فجاهدها حت هذبا وطهرها من الوصاف الاجبة لا‪ ،‬رجعت‬
‫نفسه حينئذ إل أصلها‪ ،‬وهي الضرة الت كانت فيها‪ ،‬إذ ل تكن بينها وبي الضرة إل الجب الظلمانية‪ ،‬فلما‬
‫تلصت منها‪ ،‬رجعت إل أصلها(‪....)7‬‬
‫ويقول عبد ال اليافعي‪:‬‬
‫‪ )(1‬كتاب الرياضة وأدب النفس‪( ،‬ص‪.)22:‬‬
‫‪ )(2‬الشارات اللية‪ ،‬رسالة (يا)‪( ،‬ص‪.)115:‬‬
‫‪ )(3‬النوار القدسية (‪( ،)1/144‬ف قواعد الصوفية)‪.‬‬
‫‪ )(4‬النوار القدسية‪.)1/142( :‬‬
‫‪ )(5‬ل أقف على ترجته‪.‬‬
‫‪ )(6‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)348:‬‬
‫‪ )(7‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)349:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪210‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫إن القيقة هي مشاهدة أسرار الربوبية‪ ،‬ولا طريقة هي عزائم الشريعة‪ ،‬فمن سلك الطريقة وصل إل‬
‫القيقة(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬ف كلم الشيخ هنا مغالطة جريئة‪ ،‬فهو يعل الطريقة (اللوة والوع والسهر والذكر والشيخ) يعلها‬
‫عزائم الشريعة‪ ،‬فنسأله‪ :‬مت؟ وف أي موضع عزمت الشريعة هذه العزائم؟ ويُْنسَب لعبد القادر اليلن (أتباع الطريقة‬
‫القادرية يؤمنون أنا له)‪:‬‬
‫فما زلت أرقى سائرا ف الحبة‬ ‫قطعتُ جيعَ الجب ل صاعدا‬
‫فهذا شراب الوصل ف حان حضرت‬ ‫تلى ل الساقي وقال إل قم‬
‫(‪)2‬‬
‫بصم البال الراسيات لدكت‬ ‫وشاهدتُ معن لو بدا كشف سره‬
‫‪ -‬ما زال يسي حت وصل إل الغاية الت بينها‪ ،‬وطبعا هذا هو عقيدة كل أهل الطريقة القادرية‪.‬‬
‫ويقول عمر بن الفارض ف نظم السلوك‪:‬‬
‫ول فرق بل ذات لذات أحبت‬ ‫وما زلت إياها وإياي ل تزل‬
‫إل أن يقول‪:‬‬
‫مرادي ما أسلفته قبل توبت‬ ‫فغاية مذوب إليها ومنتهى‬
‫أي إن غاية مذوبه هو ما سلف من قوله‪ :‬فما زلت إياها وإياي ل تزل‪.‬‬
‫وكان الشيخ داوُد بن باخل يقول‪:‬‬
‫احذر أيها الريد أن يكون قصدك مِن ذكرك وعبادتك الجر والثواب‪ ،‬فإن ذلك حاصل ل مالة‪ ،‬وإنا ينبغي‬
‫أن تكون هتك ف التلذذ بناجاته‪.)3(..‬‬
‫وكان يقول‪:‬‬
‫الريد أولً يسمع‪ ،‬وثانيا يفهم‪ ،‬وثالثا يعلم‪ ،‬ورابعا يشهد‪ ،‬وخامسا يعرف(‪.)4‬‬
‫ويقول ابن خلدون ف القدمة‪ ،‬فصل (علم التصوف)‪:‬‬
‫‪...‬ول يزال الريد يترقى من مقام إل مقام‪ ،‬إل أن ينتهي إل التوحيد والعرفة الت هي الغاية الطلوبة‬
‫للسعادة‪...‬ث إن هذه الجاهدة واللوة والذكر يتبعها غالبا كشف حجاب الس والطلع على عوال من أمر ال‪،‬‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)77:‬‬


‫‪ )(2‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)236:‬‬
‫‪ )(3‬النوار القدسية (‪( ،)1/129‬ف قواعد الصوفية)‪.‬‬
‫‪ )(4‬النوار القدسية‪.)1/130( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪211‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ليس لصاحب الس إدراك الشيء منها‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول ابن البنا السرقسطي ف (الباحث الصلية)‪:‬‬
‫لضرة الق وظاعنون‬ ‫وإنا القوم مسافرون‬
‫أدخل ف خلوة العتزال‬ ‫فعندما مالت إل الزوال‬
‫واحذر كطرف العي أن تنساه‬ ‫وقيل قل على الدوام (ال)‬
‫خوطب إذ ذاك بكل خطب‬ ‫حت إذا جاء بطور القلب‬
‫قيل‪ ،‬إذن‪ ،‬فاخلع نعال الكون‬ ‫فقال لو عرفتن بكون‬
‫ول ير ف الكون غي العالِم‬ ‫ث فن عن رؤية العوال‬
‫فقيل هذا غاية الطريقة‬ ‫ث انتهى لفلك القيقة‬
‫فأطلق القول‪( :‬أنا معبودي)‬ ‫ث امتحى ف غيبة الشهود‬
‫أثبت فرقا حيث ل يكنه‬ ‫حت إذا رد عليه منه‬
‫ويقول عبد الوهاب الشعران‪:‬‬
‫‪...‬ومعلوم أن مقصود القوم القرب من حضرة ال الاصة‪ ،‬ومالسته فيها من غي حجاب‪ .‬وأما الثواب‬
‫فحُكمه حُكم علف الدواب‪ ،‬قال تعال‪{ :‬أنا جليس من ذكرن}‪...‬والراد بالجالسة انكشاف الجب للعبد(‪...)1‬‬
‫‪ -‬لننتبه إل قوله‪ :‬وأما الثواب فحكمه حكم علف الدواب!! ولنسأل‪ :‬ما هو سبب فساد المة؟‬
‫ويقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫‪...‬والعمال عند أهل الفن ثلثة أقسام‪ :‬عمل الشريعة‪ ،‬وعمل الطريقة‪ ،‬وعمل القيقة‪...‬أو تقول‪ :‬عمل أهل‬
‫البداية‪ ،‬وعمل أهل الوسط‪ ،‬وعمل أهل النهاية‪ .‬فالشريعة أن تعبده‪ ،‬والطريقة أن تقصده‪ ،‬والقيقة أن تشهده‪...‬فإذا‬
‫تطهر من أوصاف البشرية تلى بأوصاف الربوبية(‪...)2‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫‪...‬وأما موضوعه (أي‪ :‬التصوف) فهو الذات العلية‪ ،‬لنه يبحث عنها باعتبار معرفتها‪ ،‬إما بالبهان‪ ،‬وإما‬
‫بالشهود والعيان(‪.)3‬‬

‫‪ )(1‬النوار القدسية (‪.)1/34‬‬


‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)10:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)5:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪212‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وبقول ابن عرب‪:‬‬
‫دون اعتقاد وجود رب ثان‬ ‫جدَ اللئكة الكرام لديهم‬
‫سَ َ‬
‫بشهودها عينا بل أكوان‬ ‫للذات كان مسيهم فحباهم‬
‫(‪)1‬‬
‫من غيب سر السركالعلن‬ ‫وصلوا إليه وعاينوا ما عاينوا‬
‫ويقول علي نور الدين اليشرطي‪:‬‬
‫يصل الفقي إل مقامٍ يقول فيه للشيء كن فيكون‪...‬والبعض عند الاطر(‪.)2‬‬
‫‪ -‬أي‪ :‬يصل الشيء عندما ير باطر الفقي فقط‪ ،‬دون أن يتعب لسانه يقول‪( :‬كن)‪ .‬وطبعا يصل له هذا‬
‫بالكشف ل بالواقع‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬ما زال العبد يذكر ال حت يستول عليه السم‪ ،‬ومت استول عليه السم انطوت العبدية بالربية‪،‬‬
‫وظهرت عليه صفات الرب‪ ،‬ولذة الرب تغيب العبد عن وجوده حسا ومعن(‪.)3‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬كل من رأينا‪ ،‬ومن قرأنا له‪ ،‬من انطوت فيهم العبدية بالربية وظهرت عليهم صفات الرب‪ ،‬كلهم إما‬
‫بلهاء‪ ،‬أو تنقصهم القدرة على التفكي السليم‪ ،‬فهل هذه هي صفات الرب؟!‬
‫ويقول ممود أبو الفيض النوف‪:‬‬
‫‪...‬إن الوجود وحدة ظاهِرها الكائنات التعددة‪ ،‬وباطنها القائق التوحدة القومة للكل‪...‬ولذا نرى أن أخص‬
‫خصائص الكون‪ ،‬النوع للترقي‪ :‬فباطنه ينع طالبا للظهور‪ ،‬وظواهره تتحول طلبا للستبطان والفاء‪ .‬فالكائنات‬
‫كلها تثل على التحقيق دائرة واحدة‪ ،‬مركزها فعال ف ميطها‪ ،‬وميطها آيل إل مركزها‪ .‬تلك القيقة العليا هي‬
‫غرض الدين‪ ،‬وأمنية الفلسفة‪ ،‬وموضع دهشة العلم‪ ،‬وهي نفسها غاية النسان الكامل من الوجود‪ ،‬وهي هي بالذات‬
‫موضوع بث التصوف الق(‪.)4‬‬
‫‪ -‬نسأل هذا العارف‪ :‬ما هو دليله من الكتاب والسنة على أن وحدة الوجود هي غرض الدين؟؟ ولنتذكر أن‬
‫مركزها الفعال ف ميطها هو ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ومر معنا قول حسن رضوان‪:‬‬
‫إشراق نور وحدة الوجود‬ ‫وحسبه من ذلك القصود‬

‫‪ )(1‬كتاب السرا‪ ،‬فصل (مناجاة قاب قوسي)‪( ،‬ص‪.)22:‬‬


‫‪ )(2‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)99:‬‬
‫‪ )(3‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)110:‬‬
‫‪ )(4‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)116:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪213‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول أحد الصاوي (الالكي اللوت)‪:‬‬
‫‪...‬وأما القيقة فهي ثرة الطريقة‪ ،‬من فهم حقائق الشياء‪ ،‬كشهود الساء والصفات وشهود الذات(‪...)1‬‬
‫ومن الوراد اللوتية الت مرت ف فصل سابق‪:‬‬
‫وداوِ بوصل الوصل روحي من الضنا‬ ‫ل ومنةً‬
‫وجُد ل بمع المع فض ً‬
‫با نلحق القوام من كان قبلنا‬ ‫ومن علينا يا ودود بذبة‬
‫ويقول ممد بن سليمان البغدادي النقشبندي‪:‬‬
‫‪...‬تقق بالتجربة والعيان لدى أساطي العلم والكشف والشهود والعرفان‪ ،‬من أن الطريقة النقشبندية أقرب‬
‫وأسهل على الريد للوصول إل درجات التوحيد‪ ،‬لن مبناها على التصرف وآلقاء الذبة القدمة على السلوك(‪...)2‬‬
‫‪ -‬هذه هي غاية التصوف‪ ،‬إنا التحقق بالذات والصفات‪ ،‬إنا وحدة الوجود‪ ،‬الت تشرق بالغيبة عن الس‬
‫الطبيعي (الذبة)‪.‬‬
‫ولو أردنا استقصاء أقوال القوم ف غاية التصوف وهدفه‪ ،‬الذي هو الوصول ومعرفة وحدة الوجود‪ ،‬لحتجنا‬
‫إل مئات الصفحات‪ ،‬وقد نتاج إل ألوفها‪ .‬ولكن ف هذا القدر كفاية‪ ،‬بالضافة لا نراه ف فصلي (الدخل إل فهم‬
‫النصوص الصوفية)‪ ،‬و(وحدة الوجود)‪ ،‬بل وف شت فصول الكتاب‪.‬‬
‫وهذا يعن‪ ،‬أننا عندما نسمع أحد الولياء الوفياء‪ ،‬التقياء النقياء‪ ،‬الصادقي الصديقي‪ ،‬القربي العالِمي‪،‬‬
‫العارفي الحققي‪ ،‬الغواث القطاب‪ ،‬الشراف السياد‪ ،‬الشياخ الصالي‪ ،‬الاشعي التعبدين‪ ،‬الذاكرين‬
‫التضرعي‪ ،‬الحبي الحبوبي‪ ،‬الطمئني الوقني‪ ،‬الواصلي الوصولي‪ ،‬الكاشفي الشاهدين‪ ،‬الطاهرين الطهرين‪،‬‬
‫الحظيي الوحدين‪ ،‬الؤمني الستنيين‪ ،‬الراضي الرضيي‪ ،‬الزاهدين التوكلي‪ ،‬العاشقي العتصمي‪ ،‬التقي الدالي‬
‫على ال‪ ،‬الداعي إليه‪ ،‬الذين يسون ف حضرة الق ويصبحون‪ ،‬التحكمي ف الكون‪ ،‬القائلي للشيء‪ :‬كن فيكون‪،‬‬
‫التحققي بأساء ال السن حت السم العظم (ال)‪ ،‬ذوي السرار العجيبة‪ ،‬والعلوم الليلة‪...‬إل آخر هذه‬
‫الوصاف الت يصفون با أنفسهم والت تاوزت كل حدود رستها الشرائع‪ ،‬حت الوثنية‪ ،‬وتاوزت كل حدود‬
‫الذوق والنطق والعقل والياء والجل والخلق والضمي‪ ،‬بل وتاوزت حدود الزء بالنسان وعقله وقلبه ونفسه‬
‫وسره وسعه وبصره‪ ،‬بل وتاوزت حدود السخرية بوجود النسان ووجود الدين السلمي‪ ،‬والوحي الذي نزل‬
‫بالدين السلمي‪.‬‬
‫أقول‪ :‬عندما نسمع أحد هؤلء الوصوفي بذه الصفات يقول‪ :‬إن غاية التصوف هي الزهد والعبادة‬
‫والستقامة‪...‬فيجب أن نعلم أنه يستعمل التقية‪ ،‬وما أدراك ما التقية‪ ،‬ث ما أدراك ما التقية‪ ،‬ث ما أدراك ما التقية؟!‬

‫‪ )(1‬السرار الربانية والفيوضات الرحانية‪( ،‬ص‪.)69:‬‬


‫‪ )(2‬الديقة الندية‪( ،‬ص‪ .)12:‬وكلمة آلقاء ل أجدها فيما بي يدي من معاجم‪ ،‬ولعلها تصحيف من أَلَقات‪ ،‬بعن لعات‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪214‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ولنتذكر حكمة الغزال‪:‬‬
‫على كل ذي عقل لزوم التقية‬ ‫إذا كان قد صح اللف فواجب‬
‫وقبل النتقال إل الفصل التال أنبه إل أن هذه الوصاف الت أوردتا هي جزء ما يصفون به أنفسهم‪ ،‬وكلها‬
‫من كتبهم وأقوالم وأشعارهم وحكمهم‪.‬‬
‫سهُمْ َبلِ الّلهُ‬
‫وجوابا عليها نذكرهم ونذكر من يغتر بم وبأقوالم بقوله سبحانه‪(( :‬أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِينَ ُيزَكّونَ أَنفُ َ‬
‫ُيزَكّي مَنْ َيشَاءُ وَل ُيظْلَمُونَ َفتِيلًا‪ .‬انْ ُظرْ َكيْفَ َيفَْترُونَ َعلَى الّلهِ اْلكَ ِذبَ وَ َكفَى ِبهِ إِثْمًا مُبِينًا)) [النساء‪،]50 ،49:‬‬
‫وقوله‪(( :‬فَل ُتزَكّوا أَنفُسَكُ ْم ُهوَ َأعْلَمُ ِبمَنِ اّتقَى)) [النجم‪.]32:‬‬
‫والن‪ ،‬أرجو من القارئ أن يتسلى بتحليل بيت ورد سابقا مأخوذا عن مدد اللف الثان‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ف قصر (إل ال) لست بواصل‬ ‫إن كنت ل تقطعْ بـ(ل) عنق السوى‬
‫ولتسهيل التحليل‪( :‬ل) و(إل ال) مأخوذتان من (ل إله إل ال) و(قصر) من قصر يقصر‪.‬‬
‫وف هذا البيت ثلث فوائد‪:‬‬
‫‪ -1‬أسلوب من أساليب العبارة الصوفية اللغزة الشية إل وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪ -2‬كيف يفسرون (ل إله إل ال)‪.‬‬
‫‪ -3‬من هو الواصل ف اصطلحاتم‪ ،‬وبالتال ما هي غاية التصوف‪.‬‬
‫وأخيا‪ ..‬وحدة الوجود هي الصوفية‪ ،‬وهي الصوفية القة‪ ،‬وهي غاية التصوف‪ ،‬ول غاية للتصوف غيها‪،‬‬
‫وواهم من ظن أو يظن خلف ذلك‪ ،‬واهم واهم‪.‬‬
‫يقول عبد القادر اليلن‪ :‬الزهد عمل ساعة‪ ،‬والورع عمل ساعتي‪ ،‬والعرفة عمل البد(‪.)2‬‬
‫وهذا كلم واضح صريح أن الزهد والورع ليسا من الغاية ف شيء‪ ،‬وأن العرفة هي الغاية ول غاية غيها! فما‬
‫هي العرفة؟! ومن هو العارف؟!‬

‫‪ )(1‬النتخبات من الكتوبات‪( ،‬ص‪.)17:‬‬


‫‪ )(2‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)171:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪215‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الفصل السادس‬
‫العارف‬
‫كلنا نسمع بالعارف بال فلن‪ ،‬ونقرأ ف الكتب عن العارف بال علن‪ ،‬كما نرى مكتوبا على أبواب بيوت‬
‫الوثان النتشرة ف بلد السلمي طو ًل وعرضا‪ :‬هذا مقام العارف بال‪....‬‬
‫وليس لذه العبارة (العارف بال) مدلول واضح ف أذهان كثيين! وإنا تبعث ف النفوس صورا شاحبة لنوع‬
‫ما من التزكية على ال تزكية عريضة وغامضة مبهمة‪ ،‬هذا هو الشعور الذي تبعثه هذه العبارة ف الكثرية من الناس‪،‬‬
‫الذين يعطونا تفاسي انطباعية غي موضوعية‪ ،‬تتناسب مع هوى الفسر ونفسيته ومستواه العلمي‪.‬‬
‫فما هو معن هذا الصطلح؟ وماذا يريدون به وله وفيه ومنه وعليه وإليه وعنه؟‬
‫الواب‪ ،‬بكل بساطة‪ ،‬العارف بال هو من عرف أن ال هو الكون!! وأن كل ما نرى ونسمع ونس‪ ،‬با ف‬
‫ذلك أنا وأنت وهو وهي وهم وهن ونن وأنتم وأنت ‪ -‬ونسيت أن أذكر (أنتما) ‪ -‬وبا ف ذلك اليوانات‬
‫والشرات والنباتات والمادات‪ ،‬والرض والشمس والقمر والنجوم والكواكب‪...‬كل هؤلء هم أجزاء من ال! مع‬
‫العلم أن بعض القوم ل ييزون أن يقال‪( :‬أجزاء من ال) لن ال كل ل يتجزأ‪ ،‬إنه وحدة غي قابلة للتعدد ول‬
‫للتجزؤ‪(( ،‬سُبْحَانَ الّلهِ عَمّا َيصِفُونَ)) [الؤمنون‪ ،]91:‬فالعارف‪ ،‬وبكل بساطة‪ ،‬هو من توصل إل معرفة وحدة‬
‫الوجود بالذوق والشاهدة‪ .‬قال النيد‪ :‬العرفة وجود جهلك عند قيام علمه‪ .‬قيل له‪ :‬زدنا‪ ،‬قال‪ :‬هو العارف وهو‬
‫العروف(‪.)1‬‬
‫وسئل النيد أيضا عن العارف‪ ،‬فقال‪ :‬لون الاء لون الناء(‪.)2‬‬
‫وسئل السي بن علي بن يزدانيار‪ :‬مت يكون العارف بشهد الق؟‬
‫قال‪ :‬إذا بدا الشاهد وفن الشواهد‪ ،‬وذهب الواس‪ ،‬واضمحل الحساس(‪ .)3‬معن‪ :‬بدا الشاهد‪ :‬يعن شاهد‬
‫الق‪ .‬وفناء الشواهد‪ :‬بسقوط رؤية اللق عنك‪ .‬وذهاب الواس‪ :‬هو معن قوله‪{ :‬فب ينطق وب يبصر}(‪.)4‬‬
‫وسئل ذو النون عن ناية العارف فقال‪ :‬إذا كان كما كان حيث كان قبل أن يكون(‪.)5‬‬

‫‪ )(1‬التعرف‪( ،‬ص‪.)66:‬‬
‫‪ )(2‬التعرف‪( ،‬ص‪.)138:‬‬
‫‪ )(3‬التعرف‪( ،‬ص‪.)136:‬‬
‫‪ )(4‬من شرح الكلباذي ف التعرف‪( ،‬ص‪.)136:‬‬
‫‪ )(5‬التعرف‪( ،‬ص‪.)137:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪216‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وسئل الشبلي‪ :‬مت يكون العارف بشهد من الق؟‬
‫قال‪ :‬إذا بدا الشاهد‪ ،‬وفنيت الشواهد‪ ،‬وذهبت الواس‪ ،‬واضمحل الحساس بالسوى‪ ،‬ول يبق إل شعور‬
‫الذات بالذات(‪.)1‬‬
‫ويقول الشبلي كذلك‪ :‬العرفة أولا ال وآخرها ما ل ناية له(‪.)2‬‬
‫وسئل أبو يزيد البسطامي عن صفة العارف؟ فقال‪ :‬إن لون الاء من لون إنائه(‪.)3‬‬
‫‪ -‬يلحظ أن قول ابن يزدانيار هو نفس قول الشبلي إل قليلً‪ ،‬وقول الشبلي أكمل منه وأوضح‪ .‬كما أن قول‬
‫البسطامي هو نفس قول النيد؛ ول غرو! فمن البدهي أن يأخذوا عن بعضهم القوال والفعال‪ .‬وأظن أن معان‬
‫أقوالم صارت الن مفهومة تاما للقارئ‪.‬‬
‫ويقول الغزال‪:‬‬
‫‪...‬فمن عرف الق رآه ف كل شيء‪ ،‬إذ كل شيء فهو منه وإليه وبه وله‪ ،‬فهو الكل على التحقيق‪ .)4(..‬ث‬
‫يلوك الغزال بعد هذا الكلم كلما يقصد به التمويه على غي أهل القيقة‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬العارفون بعد العروج إل ساء القيقة‪ ،‬اتفقوا على أنم ل يروا ف الوجود إل الواحد الق‪ ،‬ولكن‬
‫منهم من كان له هذه الالة عرفانا علميا‪ ،‬ومنهم من صار له ذوقا وحالً‪ ،‬وانتفتْ منهم الكثرةْ بالكلية‪ ،‬واستغرقوا‬
‫بالفردانية الحضة‪ ،‬فلم يبق عندهم إل ال‪ ،‬فسكروا سكرا وقع دونه سلطان عقولم! فقال بعضهم‪ :‬أنا الق‪ ،‬وقال‬
‫الخر‪ :‬سبحان ما أعظم شان‪ ،‬وقال الخر‪ :‬ما ف البة إل ال(‪ .)5‬ويقول‪... :‬من هنا ترقى العارفون من حضيض‬
‫الجاز إل يفاع القيقة‪ ،‬واستكملوا معراجهم‪ ،‬فرأوا بالشاهدة العيانية أن ليس ف الوجود إل ال تعال(‪...)6‬ويقول‪:‬‬
‫‪...‬قال العارفون‪ :‬ليس خوفنا من نار جهنم‪ ،‬ول رجاؤنا للحور العي‪ ،‬وإنا مطالبنا اللقاء‪ ،‬ومهربنا من الجاب‬
‫فقط(‪...)7‬‬
‫‪ -‬بتأمل النص الخي‪ ،‬نلحظ أن الغزال يريد أن يقول‪... :‬ول رجاؤنا للجنة؛ لكنها كانت ستكون شديدة‬
‫الوقع على سع السلم وعلى عقيدته‪( ،‬فشلبنها) لتكون أخف وقعا وقال‪ :‬ول رجاؤنا للحور العي‪ ،‬والعن واحد‬
‫طبعا‪.‬‬

‫‪ )(1‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)113:‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)1/104( :‬‬
‫‪ )(3‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪ )(4‬الحياء‪.)1/254( :‬‬
‫‪ )(5‬مشكاة النوار‪( ،‬ص‪.)122:‬‬
‫‪ )(6‬مشكاة النوار‪( ،‬ص‪.)55:‬‬
‫‪ )(7‬الحياء (‪.)4/22‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪217‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول ابن عرب (الشيخ الكب)‪:‬‬
‫‪...‬فإن العارف مَنْ يرى الق ف كل شيء‪ ،‬بل يراه عي كل شيء(‪...)1‬‬
‫‪..‬والعارف الكمّل من رأى كل معبود ملى للحق يعبد فيه‪ ،‬ولذلك سوه كلهم إلا مع اسه الاص بجر أو‬
‫شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو فلك(‪.)2‬‬
‫‪...‬فمن رأى الق فيه بعينه (أي‪ :‬بعي الق) فذلك العارف‪ ،‬ومن رأى الق منه فيه بعي نفسه فذلك غي‬
‫العارف‪ ،‬ومن ل ير الق منه ول فيه وانتظر أن يراه بعي نفسه فذلك الاهل(‪(....)3‬أرجو التمعن جيدا)‪.‬‬
‫ويقول شهاب الدين السهروردي البغدادي‪:‬‬
‫‪...‬فلما صح تعرفه صح تصرفه‪ ،‬وهذا أعز ف الحوال من الكبيت الحر(‪...)4‬‬
‫ويقول عبد الكري القشيي‪:‬‬
‫‪...‬وعند هؤلء القوم‪ ،‬العرفة صفة مَن عرف الق سبحانه بأسائه وصفاته‪...‬‬
‫ث تنقى عن أخلقه الرديئة وآفاته‪ ،‬ث طال بالباب وقوفه‪ ،‬ودام بالقلب اعتكافه‪ ،‬فحظي من ال تعال بميل‬
‫إقباله‪...‬وانقطع عن هواجس نفسه‪ ،‬ول يُصغ بقلبه إل خاطر يدعوه إل غيه‪ ،‬فإذا صار من اللق أجنبيا‪ ،‬ومن آفات‬
‫نفسه بريا‪...‬وصار مدثا من قبل الق سبحانه‪ ،‬بتعريف أسراره فيما يريه من تصاريف أقداره‪ ،‬يسمى عند ذلك‪:‬‬
‫عارفا‪ ،‬وتسمى حالته‪ :‬معرفة(‪.)5‬‬
‫وما أورده اليافعي للقشيي‪:‬‬
‫‪...‬ل يُسمى العبد ف هذه الطريقة عارفا حت يصل بينه وبي ال تعال أحوال زائدة على العلم‪ ،‬من فنون‬
‫الكشوفات وصنوف التعريفات‪ ..‬والعارف يبدو ف قلبه ف ابتداء التعريف لوائح‪ ،‬ث لوامع‪ ،‬ث كشوفات وبصائر‬
‫وطوالع(‪...)6‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬القشيي هنا حذر يستعمل الرمز‪ ،‬لكن عن مدى غي بعيد‪.‬‬
‫ويورد القشيي أيضا ف الرسالة‪:‬‬

‫‪ )(1‬الفصوص‪( ،‬فص حكمة إمامية ف كلمة هارونية)‪( ،‬ص‪.)192:‬‬


‫‪ )(2‬نفسه ونفس الفص‪( ،‬ص‪.)195:‬‬
‫‪ )(3‬الفصوص‪( ،‬فص حكمة أحدية ف كلمة هودية)‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪ )(4‬عوارف العارف ف هامش الحياء‪.)2/150( :‬‬
‫‪ )(5‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)141:‬‬
‫‪ )(6‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)69:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪218‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫قال ذو النون الصري‪ :‬معاشرة العارف كمعاشرة ال تعال! يتملك ويلم عنك تلقا بأخلق ال عز‬
‫وجل(‪...)7‬‬
‫وما يورده‪:‬‬
‫‪...‬قال السي بن منصور (أي‪ :‬اللج)‪ :‬إذا بلغ العبد إل مقام العرفة‪ ،‬أوحى ال تعال إليه بواطره وحرس‬
‫سره أن يسنح فيه غي خاطر الق(‪.)2‬‬
‫ويقول ابن عطاء ال السكندري‪:‬‬
‫‪...‬والعرفة رؤية ل علم‪ ،‬وعي ل خب‪ ،‬ومشاهدة ل وصف‪ ،‬وكشف ل حجاب‪ ،‬ما هُ ْم هُمْ‪ ،‬ول هُمْ بإياهم‪،‬‬
‫كما قال تعال‪(( :‬إِ ْن ُهوَ إِلّا عَبْدٌ َأْنعَمْنَا عََلْيهِ)) [الزخرف‪{ .]59:‬فإذا أحببته كنت له سعا وبصرا ويدا‬
‫ومؤيدا}(‪....)3‬‬
‫‪ -‬يظهر من القراءة الساذجة لذا النص أن فيه تنافرا بي جله! لكن هذا يزول إذا تذكرنا أنم يعنون بعبارة‪:‬‬
‫(أنعمنا عليه)‪ ،‬أي‪ :‬بالولية والقرب‪ .‬وعبارة‪( :‬كنت له سعا وبصرا)‪ ،‬أي‪ :‬جعلته يستشعر ويتحقق أنه أنا‪ .‬وأن (هو)‬
‫من الساء السن‪.‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫إن ما سوى ال تعال عند أهل العرفة‪ ،‬ل يوصف بوجود ول فقد‪ ،‬إذ ل يوجد معه غيه‪ ،‬لثبوت أحديته‪ ،‬ول‬
‫فقد لغيه؛ لنه ل يفقد إل ما وجد‪ ،‬ولو انتك حجاب الوهم‪ ،‬لوقع العيان على فقد العيان‪ ،‬ولشرق نور اليقان‬
‫فغطى وجود الكوان(‪....)4‬‬
‫ويقول لسان الدين بن الطيب‪:‬‬
‫ومصول السعادة عندهم أن ينكشف الغطاء‪ ،‬وتظهر للعارف إنّيّة الق‪ ،‬وأنه عي إنية كل شيء‪ ،‬ويعقل إنية‬
‫ذاته وما هي عليه‪ ،‬ومن عرف نفسه عرف ربه(‪...)5‬‬
‫‪ -‬كلمة (إنية) منحوتة من قول القائل‪ :‬إن إن‪..‬‬
‫ويقول ابن خلدون‪:‬‬

‫‪ )(7‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)142:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)142:‬‬
‫‪ )(3‬القصد الجرد‪( ،‬ص‪.)86:‬‬
‫‪ )(4‬كشف السرار لتنوير الفكار‪( ،‬ص‪.)139:‬‬
‫‪ )(5‬روضة التعريف بالب الشريف‪( ،‬ص‪.)611:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪219‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬ول يزال الريد يترقى من مقام إل مقام‪ ،‬إل أن ينتهي إل التوحيد والعرفة‪ ،‬الت هي الغاية الطلوبة‬
‫للسعادة(‪.)1‬‬
‫وقال داوُد الكبي بن ماخل (أو باخل)‪:‬‬
‫‪...‬ما لح كوكبُ كونٍ إل عند غيبة شسِ العرفة‪ ،‬ومت طلعت شس العرفة من مشارق التوحيد أفلت‬
‫كواكب الثار‪ ،‬وغابت نوم الغيار(‪...)2‬‬
‫‪...‬أولً‪ :‬تسمع‪ ،‬ثانيا‪ :‬تفهم‪ ،‬ثالثا‪ :‬تعلم‪ ،‬رابعا‪ :‬تشهد‪ ،‬خامسا‪ :‬تعرف‪.)3(..‬‬
‫ويقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫‪...‬وأما العارفون فقد ظفروا بنفوسهم ووصلوا إل شهود معبودهم‪ ،‬فهم يستأنسون بكل شيء‪ ،‬لعرفتهم ف‬
‫كل شيء‪ ،‬يأخذون النصيب من كل شيء‪ ،‬ويفهمون عن ال ف كل شيء‪ ،‬فإذا مُدِحوا انبسطوا بال‪ ،‬لشهودهم‬
‫الدح من ال وإل ال‪ ،‬ول شيء ف الكون سواه(‪.)4‬‬
‫‪...‬فإذا تطهر من الغيار ملئ بالعارف والسرار‪ ،‬فالعارف هي العلوم‪ ،‬والسرار هي الذواق‪ ،‬فمَ ْن رآها‬
‫وذاقها يقال له‪ :‬عارف‪ ،‬ومن ل يصل لذا القام وكان من أهل الدليل يقال له‪ :‬عال(‪...)5‬‬
‫‪...‬وحقيقة العارف هو الذي فن عن نفسه وبقي بربه‪ ،‬وكَمُل غناه ف قلبه؛ ل يجبه جعه عن فرقه‪ ،‬ول فرقه‬
‫عن جعه‪ ،‬يعطي كل ذي حق حقه‪ ،‬ويوف كل ذي قسط قسطه(‪...)6‬‬
‫ويقول عبد العزيز الدباغ(‪( )7‬قطب الواصلي)‪:‬‬
‫‪...‬إن ال تعال ل يب عبدا حت يعرفه به‪ ،‬وبالعرفة يطّلع على أسراره تعال‪ ،‬فيقع له الذب إل ال تعال(‪.)8‬‬
‫ويقول مصطفى العروسي‪:‬‬
‫‪...‬العارف‪ :‬هو مَن أشهده ال تعال ذاته وصفاته وأفعاله‪ ،‬إذ العرفة حالة تدث عن شهود‪ ،‬والعال من أطلعه‬
‫ال على ذلك ل عن شهود‪ ،‬بل عن يقي مستند إل دليل وبرهان‪ ،‬والعلماء بذا العن هم العامة ف اصطلح‬

‫‪ )(1‬مقدمة ابن خلدون‪( ،‬علم التصوف)‪.‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)1/191( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)1/194( :‬‬
‫‪ )(4‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)215:‬‬
‫‪ )(5‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)412:‬‬
‫‪ )(6‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)413:‬‬
‫‪ )(7‬الشيخ عبد العزيز بن مسعود بن أحد الدباغ‪ ،‬مغرب من فاس‪ ،‬ولد سنة (‪1095‬هـ)‪ ،‬وتوف سنة (‪1132‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(8‬البريز‪( ،‬ص‪.)217:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪220‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الصوفية(‪...)1‬‬
‫ويقول ممود أبو الفيض النوف‪:‬‬
‫وحاصل العرفة‪ :‬أن ال هو النبع السامي لكل شيء‪ ،‬وليس شيء من الشياء جيعها هو ال(‪.)2‬‬
‫‪ -‬يقول‪ :‬وليس شيء من الشياء جيعها هو ال؛ لن ال ف عقيدتم هو جيع الشياء ل شيء واحد منها‬
‫فقط‪ .‬وهو يستعمل هنا لفظ الللة (ال) بعناه الكلي‪ .‬بينما ذاك الذي قال‪( :‬أنا ال) استعمل لفظ الللة (ال) من‬
‫باب إطلق اسم الكل على الزء‪ .‬تعال ال عما يقولون علوا كبيا‪ ،‬وسبحان ال عما يصفون‪ ،‬ول حول ول قوة‬
‫إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫ولو أراد باحث أن يمع أقوالم ف العارف ومعن العرفة لحتاج إل مئات الصفحات‪ .‬وف القدر الذي مر‬
‫كفاية لسد الطرق أمام مراوغاتم‪ ،‬الت تلو من الياء والنطق والعقل السليم‪ ،‬بل وتلو من الوف من ال!‬
‫وزيادة ف التوضيح‪ ،‬نذكر نصا لبن عطاء ال ف حِكَمه (بل نقمه) مع شرح عليه لبن عجيبة‪ ،‬يقول ابن‬
‫عطاء ال‪:‬‬
‫‪...‬إن كانت عي القلب تنظر أن ال واحد ف منته‪ ،‬فالشريعة تقتضي أن ل بد من شكر خليقته‪ ،‬وأن الناس ف‬
‫ذلك على أقسام ثلثة‪:‬‬
‫غافلٌ منهمك ف غفلته‪ ،‬قويت دائرة حسه‪ ،‬وانطمست حضرة قدسه‪ ،‬فنظر الحسان من الخلوقي‪ ،‬ول‬
‫يشهده من رب العالي‪ ،‬أما اعتقادا فشرك جلي‪ ،‬وأما استنادا فشرك خفي‪.‬‬
‫وصاحب حقيقة غاب عن اللق بشهود اللك الق‪ ،‬وفن عن السباب بشهود مسبب السباب‪ ،‬فهذا عبد‬
‫مواجه بالقيقة‪ ،‬ظاهر عليه سناها‪ ،‬سالك للطريقة‪ ،‬قد استول على مداها‪ ،‬غي أنه غريق النوار‪ ،‬مطموس الثار‪ ،‬قد‬
‫غلب سكره على صحوه‪ ،‬وجعه على فرقه‪ ،‬وفناؤه على بقائه‪ ،‬وغيبته على حضوره‪.‬‬
‫وأكمل منه عبد شرب فازداد صحوا‪ ،‬وغاب فازداد حضورا‪ ،‬فل جعه يجبه عن فرقه‪ ،‬ول فرقه يجبه عن‬
‫جعه‪ ،‬ول فناؤه يصده عن بقائه‪ ،‬ول بقاؤه يصده عن فنائه‪ ،‬يُعطي كل ذي قسط قسطه‪ ،‬ويوف كل ذي حق حقه(‪.)3‬‬
‫ومن شرح ابن عجيبة لذه الِكَم الضللية‪:‬‬
‫‪...‬عيُ القلب هي البصية‪ ،‬ومن شأنا أن ل ترى إل العان دون الحسوسات‪ ،‬كما أن البصر ل يرى إل‬
‫الحسوسات دون العان‪ ،‬والُكْ ُم للغالب منهما‪ ،‬فمن غلب بصره على بصيته ل يرى إل الس‪ ،‬وهو الغافل؛ ومن‬
‫غلبت بصيته على بصره ل يرى إل العان‪ ،‬وهي معان التوحيد وأسرار التفريد؛ فالبصية ل ترى إل نور الق دون‬

‫‪ )(1‬حاشية العروسي‪.)1/8( :‬‬


‫‪ )(2‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)115:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪ ،385:‬وما بعدها)‪ ،‬والكتاب شروح وتعليقات لبن عجيبة على الكم العطائية‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪221‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ظلمة اللق‪ ،‬لكن ل بد من إثبات الكمة‪ ،‬وقد تقدم قوله‪ :‬الكوان ثابتة بإثباته‪ ،‬محوة بأحدية ذاته‪ ،‬فل بد من‬
‫إثباتا قياما بالكمة ونفيها قياما بالوحدة‪(...‬وأن الناس ف ذلك على أقسام ثلثة)‪ ،‬إما واقف مع الس ناظر‬
‫للسباب‪ ،‬أو غائب عن الس وعن رؤية السباب‪ ،‬أو جامع بينهما؛ أو تقول‪ :‬إما عامة أو خاصة أو خاصة‬
‫الاصة‪...‬القيقة هي شهود نور الق ف مظاهر اللق‪ ،‬أو شهود نور الربوبية ف قوالب العبودية‪ ،‬فصاحب القيقة‬
‫هو الذي يغيب عن اللق بشهود نور اللك الق‪ ،‬ويفن عن السباب بشهود مسبب السباب‪ ،‬فإن كان مع مراعاة‬
‫الكمة فهو كامل‪ ،‬وإن كان من غي مراعاة الكمة‪ ،‬فإن كان غائبا مصطلما‪ ،‬فهو معذور‪(...‬ظاهر عليه سناها)‪،‬‬
‫أي‪ :‬نورها‪ ،‬فلما دهته النوار سكر وأنكر الكمة؛ فهو باعتبار ما قبله‪ ،‬كامل لستغراقه ف بر الوحدة‪ ،‬وهو معذور‬
‫ف نفيه الكمة لغلبة وجده وظهور سكره‪ ،‬وباعتبار ما بعده ناقص لقصور نفعه على نفسه(‪...)1‬‬
‫‪ -‬بي هنا حالة الفناء‪ ،‬بأنا تعتب كما ًل بالنسبة لا قبلها الذي هو حالة الفرق‪ ،‬أي‪ :‬التفريق بي الالق‬
‫والخلوق‪ ،‬وهي نقص بالنسبة لا بعدها‪ ،‬وهو الال الذي يسمونه‪ :‬الفرق الثان‪ :‬أي العتقاد بالوحدة وبالكمة‪،‬‬
‫والكمة عندهم هي وجود التعينات الت يب أن نسميها (خلقا) أو (عبودية) مراعاة للحكمة!‬
‫‪ -‬وواضح أن هذا الكلم هو اتام ل سبحانه وشريعته بالكذب والتاقاة‪.‬‬
‫ويقول ابن عجيبة متمما كلمه‪:‬‬
‫‪...‬فمن الناس من يكون صدره ضيقا فل يتمل تلك النوار‪ ،‬ول يطيق مشاهدة تلك السرار‪ ،‬فيغيب ف‬
‫شهود الوحدة‪ ،‬وينكر الكمة‪ ،‬ومن الناس من يكون واسع الصدر قوي النور‪ ،‬فإذا أشرقت عليه أنوار القيقة ل تغلبه‬
‫عن القيام بالكمة‪ ،‬وصار برزخا بي حقيقة وشريعة‪ ،‬هكذا يكون سيه بي فناء وبقاء‪ ،‬حت يتمكن فيهما ويعتدل‬
‫أمره بينهما‪ ،‬وهذه حالة القوياء‪.)2(...‬‬
‫‪ -‬إذن فالكامل هو بي فناء (أي‪ :‬ف الوحدة)‪ ،‬وبي بقاء (أي‪ :‬يس بالكمة)‪ ،‬وهي أن ف الوجود تعينات‬
‫يب أن يقول‪ :‬إنا خلق‪ ،‬ويب أن يرى نفسه ويراها عبادا ل‪ ،‬لتتم الكمة‪ .‬فهو غارق ف الوحدة ومتظاهر بالفرق‪.‬‬
‫وهذا هو العارف‪.‬‬
‫‪ -‬حت يقول‪:‬‬
‫‪...‬المع رؤية الق بل خلق‪ ،‬والفرق رؤية اللق بل حق‪ ،‬فإن كان بعد المع فهو رؤية اللق والق‪،‬‬
‫والاصل أن أهل المع ل يشهدون إل الق‪ ،‬وأهل الفرق ل يشهدون إل اللق‪ ،‬ويستدلون على الق‪ ،‬وأهل الفرق‬
‫ف المع يشهدون اللق والق‪ ،‬أعن يشهدون الواسطة والوسوط من غي فرق بينهما(‪...)3‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص شرح لصطلحات (المع‪ ،‬والفرق‪ ،‬والفرق ف المع)‪.‬‬
‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)387 -385:‬‬
‫‪ )(2‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)388:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)388:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪222‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فـ(المع) هو رؤية الق بل خلق‪ ،‬وأهله هم الذين يقولون‪( :‬أنا ال‪ ،‬وسبحان‪.)...‬‬
‫و(الفرق) هو رؤية اللق بل حق‪ ،‬أي‪ :‬أنم ليسوا هم الق‪ ،‬وهؤلء هم الحجوبون‪.‬‬
‫وأهل الفرق ف المع هم الذين يعرفون أنم هم ال‪ ،‬وأن الكون هو ال‪ ،‬وأن الواسطة هي نفس الوسوط ل‬
‫فرق بينهما‪ ،‬ولكنهم مع ذلك يعترفون بالعبودية‪ ،‬ويقولون‪ :‬إنم خلق وعبيد‪ ،‬وهؤلء هم العارفون‪.‬‬
‫ومثله قول سعيد حوى‪:‬‬
‫نن نعلم أن هناك حالت للسالك يس فيها بأحدية الذات اللية‪ ،‬ويستشعر فيها اسم ال الصمد‪ ،‬وهي حالة‬
‫يستشعر فيها السالك فناء كل شيء‪ ،‬ولكن هذا الشعور ل بد أن يرافقه العتقاد بأن ال خالق‪ ،‬وأن هناك ملوقا‪،‬‬
‫وأن الالق غي الخلوق(‪.)1‬‬
‫‪ -‬هذا قول واضح ف تعريف الصوف الكامل‪ ،‬الذي يسمونه‪ :‬العارف‪ ،‬ويسمونه أساء كثية‪ ،‬منها‪ :‬الول‪،‬‬
‫والصديق‪ ،‬والقرب‪...‬وغيها وغيها ما مر معنا‪ ،‬وما ل ير‪ ،‬وعلى رأسها (النسان الكامل) أي‪ :‬الواصل إل مقام‬
‫الفرق الثان‪.‬‬
‫ويب أن نلحظ الستدراك الذي يستدركه على توضيحه للحقيقة‪ ،‬الت عبّر عنها بقوله‪ :‬يس أحدية الذات‪،‬‬
‫يستشعر اسم ال الصمد‪ ،‬يستشعر فناء كل شيء‪ ،‬ث استدرك ليلتزم بالقاعدة الت يتواصون با‪ ،‬فقال‪ :‬ولكن‪...‬يب‬
‫أن يرافقه العتقاد بأن ال خالق وأن هناك ملوقا‪ ،‬وأن الالق غي الخلوق‪ ،‬هذا الستدراك صريح (بشيء من التأمل)‬
‫ف أن تلك الالت الت يس با أحدية الذات اللية ينعدم فيها فكرة الالق والخلوق‪ ،‬فالكل واحد‪ ،‬وهذا ما‬
‫يعبون عنه بأحدية الذات‪ ،‬واستشعار اسم ال الصمد‪ ،‬وفناء كل شيء وقد مرت كل هذه التعابي؛ كما أن هذا‬
‫الستدراك ما هو إل التزام بالقاعدة القائلة‪( :‬اجعل الفرق ف لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا)‪ ،‬مع‬
‫تطوير لا‪.‬‬
‫إذ معن قوله هنا هو‪ :‬إن وحدة الوجود هي واقع الوجود‪ ،‬وإن الواصل يس با ويذوقها ويستشعرها وبالتال‬
‫سيعتقد با‪ ،‬لكن يب عليه أن يعتقد بالنقيضي معا! يب عليه أن يعتقد أن الالق هو الخلوق‪ ،‬وأن يعتقد معها أن‬
‫الالق غي الخلوق! انظر إليه يقول‪ ..:‬ولكن هذا الشعور ل بد أن يرافقه‪.‬‬
‫الشعور باذا؟ بأحدية الذات اللية‪ ،‬باستشعار الصمدانية‪ ،‬باستشعار فناء كل شيء‪ ،‬أي‪ :‬باستشعار وحدة‬
‫الوجود‪.‬‬
‫وبدهي أن النسان إذا استشعر شيئا وذاقه وأحس به فسيعتقد به اعتقادا جازما‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فالشيخ يطلب من السالك أن يعتقد مع هذا العتقاد (أن يرافقه) نقيضه‪ ،‬أي أن يعتقد النقيضي‬
‫معا! وهذا منطق جديد وتطوير جريء للعقيدة الصوفية وعبارتا‪.‬‬
‫‪ )(1‬تربيتنا الروحية‪( ،‬ص‪ .)79:‬والكتاب هو اقتباسات وتفريعات وزيادات على كتاب ابن عجيبة‪( :‬إيقاظ المم‪ ،‬والفتوحات اللية)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪223‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* النتيجة‪:‬‬
‫من كل ما تقدم‪ ،‬وما يكن أن يل مئات الصفحات ما ل يتقدم‪ ،‬يظهر بوضوح تام أن معن العرفة عند‬
‫القوم‪ :‬هو معرفة وحدة الوجود‪ ،‬وأن العارف عندهم‪ :‬هو الذي يعرف أن الكون هو ال ذوقا واستشعارا‪ ،‬أي يذوق‬
‫اللوهية ويستشعرها ويس با ويتحقق با‪.‬‬
‫* خلصة كل ما تقدم‪:‬‬
‫‪ -‬الصوفية مذهب واحد فقط‪ ،‬فقط‪ ،‬فقط‪.‬‬
‫‪ -‬هذا الذهب هو سر يب كتمانه‪ ،‬وهم يقولون بقتل من يبوح به لغي أهله‪.‬‬
‫‪ -‬هذا السر هو (وحدة الوجود)‪ ،‬أي‪ :‬أن ال هو الكون‪ ،‬والالق هو عي ما نتوهم أنه الخلوق‪.‬‬
‫‪ -‬لم أسلوب خاص للتعبي عن هذا السر بي بعضهم‪ ،‬بيث ل يفهمه إل من كان منهم‪ ،‬ويسمون هذا‬
‫السلوب‪( :‬العبارة)‪ ،‬وهي تشمل الشارة والرمز واللغز‪ ،‬أي إنم يعبون ف كلمهم عن وحدة الوجود بالشارة‬
‫والرمز واللغز‪ ،‬من أجل التعمية على غيهم‪ .‬وكلما كانت العبارة أكثر إيغا ًل ف الشارة والرمز واللغز‪ ،‬كلما كانوا‬
‫أكثر تقديسا لا وأكثر إعجابا بصاحبها‪ ،‬وند قمة العبارة عند شهاب الدين السهروردي البغدادي‪ ،‬ث عند أستاذه‬
‫عبد القادر اليلن والنيد وأفراد غيهم‪.‬‬
‫‪ -‬كلهم يؤمنون بوحدة الوجود‪ ،‬لكنهم يكتمونا‪ ،‬حسب القاعدة‪ ،‬ويتظاهرون أنم يؤمنون بالخلوقية‬
‫والعبودية‪ ،‬ويسمون ذلك‪( :‬الفرق الثان) أو (الفرق ف المع) أو (صحو المع) أو (الصحو بعد الحو)‪...‬كما‬
‫يطلقون على وحدة الوجود اسا آخر هو‪( :‬وحدة الشهود)‪ ،‬وكثيا ما يستعملون السم الثان‪( :‬وحدة الشهود)‬
‫للمغالطة‪ ،‬ويتقيدون بالشريعة من أجل ستر حقيقتهم‪ ،‬ويعتقدون أن ال سبحانه هو الذي يريد هذه الخادعة الت‬
‫يسمونا‪( :‬الكمة)‪.‬‬
‫‪ -‬كلهم يؤمنون بالقيقة الحمدية‪ ،‬الت تعن أن ممدا صلى ال عليه وسلم هو الجلّي العظم للذات اللية‪،‬‬
‫وأن كل التعينات (أي‪ :‬الشياء) تصدر عنه ث تعود إليه‪ ،‬يقول شاعرهم‪:‬‬
‫ومن علومك علم اللوح والقلم‬ ‫فإن من جودك الدنيا وضرتا‬
‫‪ -‬للتصوف غاية واحدة فقط‪ ،‬ول يوجد ف التصوف أية غاية أخرى غيها على الطلق‪ ،‬وهذه الغاية هي‬
‫الوصول إل الذبة الت يذوقون با وحدة الوجود‪ ،‬أي يذوقون اللوهية‪.‬‬
‫إشراق نور وحدة الوجود‬ ‫وحسبه من ذلك القصود‬
‫وما يقولونه‪ :‬من أن الغاية هي الزهد والتوكل والورع وأخواتن‪ ،‬ما هو إل أسلوب دعائي ل أكثر ول أقل‪،‬‬
‫يادعون به ال والذين آمنوا‪ .‬ولنتذكر قول اليلن‪ :‬الزهد عمل ساعة‪ ،‬والورع عمل ساعتي‪ ،‬والعرفة عمل البد‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪224‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -‬والعارف‪ :‬هو من وصل إل معرفة وحدة الوجود‪ ،‬يذوق اللوهية واستشعارها والتحقق با ومشاهدتا‪ ،‬ل‬
‫بالدليل والبهان‪.‬‬
‫وحجة الكلم كلم حجة السلم‪ ،‬المام المام‪ ،‬بل أكثر من خسي ألف ألف إمام‪ ،‬بدر التمام‪ ،‬أب حامد‪،‬‬
‫بل أب الحامد الغزال‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫‪...‬حت إن مشايخ الصوفية صرحوا ول يتحاشوا‪ ،‬وقالوا‪ :‬من يعبد ال لطلب النة أو للحذر من النار فهو‬
‫لئيم‪ ،‬وإنا مطلب القاصدين إل ال أمر أشرف من هذا‪ ،‬ومن رأى مشايهم وبث عن معتقداتم وتصفح كتب‬
‫الصنفي منهم‪ ،‬فهم هذا العتقاد من ماري أحوالم على القطع‪.)1(...‬‬
‫هذه هي الصوفية‪ ،‬ومئات الصفحات السابقة هي براهي من أقوالم على ذلك‪ ،‬وكل من يقول خلف ذلك‪،‬‬
‫إن كان منهم فهو مراوغ مادع‪ ،‬وإن كان من غيهم فهو جاهل بالصوفية‪ ،‬جاهل بالصوفية‪.‬‬
‫ونسأل الذين يزكون بعض التصوفة مثل النيد وغيه‪ ،‬نسألم‪ :‬هل كان النيد صوفيا أم ل؟ إن كان صوفيا‬
‫فهذه هي الصوفية ول شيء غيها‪ ،‬وإن ترأ متجرئ ونفى عنه الصوفية! نقول له‪ :‬إن كل الذين كتبوا عن النيد‬
‫كتبوا عنه على أنه صوف‪ .‬ويتوصلون إل هذه الغاية بالطريقة‪.‬‬
‫فما هي الطريقة؟‬
‫ل وصول للحقيقة إل بعد سلوك الطريقة (ابن عجيبة)‬

‫‪ )(1‬ميزان العمل‪( ،‬ص‪.)16:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪225‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الباب الثان‬
‫الطريقة‬
‫* تهيد‪:‬‬
‫طريقتان‪:‬‬
‫ل يوجد ف الصوفية إل طريقتان ها‪:‬‬
‫‪ -1‬طريقة الشراق‪:‬‬
‫هي الطريقة الوحيدة الزلية الت استعملها التصوفة ف كل المم‪.‬‬
‫هو علج النفس والتطهي‬ ‫فما إليه أبدا نشي‬
‫(‪)1‬‬
‫كانت وتبقى ما الوجود باقي‬ ‫وهذه طريقة الشراق‬
‫بالرغم من أن معن العبارتي (علج النفس والتطهي) يب أن يكون الن‪ ،‬وبعد مئات المثلة‪ ،‬واضحا تاما‪،‬‬
‫ومع ذلك فل بأس من شرحهما‪.‬‬
‫علج النفس‪ :‬سياسة النفس‪ ،‬ومعاملتها‪ ،‬بإخضاعها مرحلة بعد مرحلة‪ ،‬إل ما يوصلها إل الذبة‪.‬‬
‫تطهي النفس‪ :‬هو تطهيها ما يسمونه‪( :‬الصفات الذمومة)‪ ،‬وقد مرت عليها أمثلة كثية‪ ،‬وهي كل ما يعيق‬
‫السالك عن الوصول إل الذبة وتذوق الوحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة البهان‪ ،‬أو الطريقة الغزالية‪ ،‬أو التصوف السن‪:‬‬
‫من خارجٍ بالكتساب أسى‬ ‫وفرقة قالت بأن ال ِعلْما‬
‫إذ ل غن للباب عن مفتاحه‬ ‫وشرطوا العلوم ف اصطلحه‬
‫ما ل تكن فيه علومٌ أربع‬ ‫فليس للطامع فيه مطمع‬
‫والفقه والديث والالت‬ ‫وهي علوم الذات والصفات‬
‫(‪)2‬‬
‫وهي لكل حازم يقظان‬ ‫وهذه طريقة البهان‬

‫‪ )(1‬من قصيدة الباحث الصلية لبن البنا السرقسطي‪.‬‬


‫‪ )(2‬من قصيدة الباحث الصلية لبن البنا السرقسطي‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪226‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أي إن طريقة البهان هي نفس الطريقة الشراقية الت يعب عنها هنا بـ(الباب)‪ ،‬أي الباب الذي ير به السالك‬
‫كي يصل الذبة‪ ،‬يضاف إليها العلوم السلمية‪ ،‬مع اللحوظةأنه يعب عن الذبة ورؤاها بكلمة (الالت)‪.‬‬
‫ول بأس من زيادة ف التوضيح‪.‬‬
‫طريقة الشراق‪:‬‬
‫هي الطريقة القدية الستمرة (كانت وتبقى ما الوجود باقي)‪ ،‬وُجدت مع وجود الصوفية ف أعماق التاريخ‪،‬‬
‫وهي الطريقة الوحيدة ف القيقة‪ ،‬ول طريقة غيها‪ .‬يقول عنها الدكتور عبد الليم ممود‪... :‬فإن الصوفية جيعا‬
‫وفلسفة الشراق منذ فيثاغورس وأفلطون‪( ،‬بل هي أقدم منهما بكثي)‪ ،‬إل يومنا هذا يعلنون منهجا مددا يقرونه‬
‫جيعا‪ ،‬ويثقون فيه ثقة تامة‪ ،‬ذلك هو النهج القلب أو النهج الروحي‪ ،‬أو منهج البصية‪ ،‬وهو منهج معروف أقرته‬
‫الديان جيعها واصطفته مذاهب الكمة القدي منها والديث(‪ )1‬اهـ‪.‬‬
‫وأسلويها المي التاريي القدي الديث‪ ،‬هو أن ييت السالك إحساساته وأعصابه بإرهاقها إرهاقا شديدا‬
‫جدا‪ ،‬حت يصل إل ما يشبه العته‪ -‬وأقول (ما يشبه العته)‪ ،‬لنه عته اصطناعي غي ناتج عن مرض طبيعي‪ ،‬وإل فله‬
‫كل مظاهر العته‪ ،‬وذلك بأن يضع نفسه للرياضة‪ ،‬وهي‪ ،‬كما يقول الغزال‪ :‬اللوة والصمت والوع والسهر(‪:)2‬‬
‫وقد يضاف إليها شيء من التعذيب السدي‪ .‬كما كان يفعل الشبلي وغيه‪ ،‬مع العلم أن متصوفة السلمي جعلوا‬
‫الذكر بدل الصمت‪ ،‬لنه أسرع ف الوصول إل الذبة‪ ،‬حت إذا وصل فقد يأمرونه بالصمت‪ .‬أما الوع الذي‬
‫يطبقونه فقد يتد إل عشرات اليام‪ ،‬وف سبيل السهر ومقاومة النوم يستعملون أية وسيلة يكن أن تساعدهم على‬
‫ذلك‪ :‬كضرب السالك جسمه أو حرقه‪ ،‬أو اللوس على الشوك‪ ،‬أو الوقوف على رجل واحدة مع التعلق بوتد‬
‫اجتنابا للسقوط‪ ،‬أو تعليق القدمي ف العلى والرأس مدل إل أسفل‪...‬أو أخذ وضع من أوضاع (اليوغا)‪ ،‬أو أخذ‬
‫مادة طاردة للنوم كالشاي والقهوة الركّزين تركيزا عاليا‪ ،‬أو غيها من الواد الكيماوية‪.‬‬
‫يداوم السالك على هذه الال‪ ،‬واضعا أمامه غاية واحدة‪ ،‬حت يصل إليها‪ ،‬ويعبون عنها بثل قولم‪( :‬ل أريد‬
‫إل ال)‪ ،‬وهذا ل ينعه أن يصل معه أمر آخر غي الغاية الرجوة الت هي الذبة ورؤاها‪.‬‬
‫قد يكون مفيدا إيراد بعض شرح لبن عجيبة‪:‬‬
‫‪...‬فعند ذلك (بعد رياضاتٍ ذكرها) يُ ْدخِله (الشيخ) إل اللوة‪ ،‬أي يأمره با‪ ،‬ويضه على ذكر السم الفرد‬
‫(ال) حت ل يفتر عنه ساعة‪...‬وهذا التدريج ليس بلزم لكل الشيوخ ول لكل الريدين أن يسلكوه‪ ،‬بل من الشيوخ‬
‫من يلقن السم من أول مرة (أي‪ :‬دون الرياضة الت ذكرها قبل هذا الكلم) إذا رأى الفقي أهلً له‪ ،‬ويأمره بقتل‬
‫نفسه مع ذكر ربه‪ ،‬بيث يعل له وقتا يذكر فيه ربه‪ ،‬ووقتا يقتل فيه نفسه‪ ،‬وهذا الذي أدركنا عليه أشياخنا‪ :‬يأمر‬
‫الفقي باللوة ف أول النهار إل وقت العصر‪ ،‬ث يرج إل السوق ويعمل من الحوال ما توت به نفسه‪ ،‬فيكمل فناؤه‬
‫‪ )(1‬أبو العباس الرسي‪( ،‬ص‪.)10:‬‬
‫‪ )(2‬الحياء‪.)3/65( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪227‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ف السم مع موت نفسه‪ ،‬فيقرُب فتحُه‪.‬‬
‫ومن الريدين مَن ل يتاج إل خلوة‪ ،‬بل يأمره باللطة من أول مرة‪ ،‬والناس معادن وطبائع‪ ،‬والعلل متفاوتة‪،‬‬
‫ف على السباب‪ ،‬إل أن الكمة جارية مع القدرة‪ .‬وال تعال أعلم(‪ .)1‬انتهى‪.‬‬
‫والفتح من ال من غي توق ٍ‬
‫‪ -‬ولعل القارئ يعرف الن أن (الفتح) هو الذبة ورؤاها‪.‬‬
‫‪ -‬وعادة قد يسبق الذبة أو يرافقها أمور خارقة للعادة‪ ،‬كأن يرى أشخاصا أو أشكالً متلفة‪ ،‬أو يسمع‬
‫أصواتا‪...‬وقد يدث مع بعضهم أن يسي على الاء أو يطي ف الواء‪...‬وهو موجود ف كل المم‪ ،‬وف الكافرة قبل‬
‫السلمة‪ ،‬ودور الشياطي واضح فيها‪.‬‬
‫‪ -‬والشاهد الذبية مع خرق العادة هي الت تعلهم يتشبثون بالتصوف‪ ،‬ذلك التشبث الذي ل يقبل النقاش‪،‬‬
‫حت يصل بم المر إل تأويل آيات القرآن الكري‬
‫حرّفُونَ الْ َكلِ َم عَ ْن‬
‫ووضع الحاديث على لسان الرسول صلى ال عليه وسلم وتأويل الصحيح منها‪(( :‬يُ َ‬
‫ضعِهِ)) [النساء‪ ،]46:‬لتتفق مع رؤاهم الشراقية الت يسمونا‪ :‬كشفا وعلوما لدنية‪ ،‬وقد يسمونا‪( :‬حكمة‬ ‫َموَا ِ‬
‫الشراق)(‪.)2‬‬
‫أما طريقة البهان‪:‬‬
‫فهي طريقة الشراق نفسها مزجوها بالسلم‪ ،‬وفلسفها حجتهم الغزال بذكاء ودهاء‪ .‬فصار عالهم يتعلم‪ ،‬إل‬
‫جانب الشراق‪ ،‬العلوم السلمية‪ ،‬وذلك بقصد التستر‪ ،‬واعتقادا منهم أن ال سبحانه يريد ذلك‪.‬‬
‫وهم ف علم التوحيد (علوم الذات والصفات) ينقسمون ظاهرا إل قسمي‪ :‬أشعرية وماتريدية‪ .‬أما باطنا‬
‫فالتوحيد عندهم هو وحدة الوجود‪ ،‬وقد رأينا مئات المثلة على ذلك ف الفصول السابقة‪.‬‬
‫أما الديث فلهم فيه أسلويهم الاص!‬
‫فقد نرى بعضهم‪ -‬مع الندرة‪ -‬يفظ ركاما من الحاديث‪ ،‬وقد يفظها بأسانيدها‪ ،‬وقد يكون حافظا لعدة‬
‫كتب من كتب الديث‪ ،‬ولكنه ل يستطيع أن يفقه الديث ول أن ييز بي صحيحه وضعيفه وموضوعه! وذلك‬
‫لسببي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه ل يفظ الديث من أجل العلم والعمل به ولعرفة الق من الباطل‪ ،‬إنا يفظه ليتستر به‪ ،‬وليكون‬
‫مقبولً عند الناس‪ ،‬ويستطيع أن ينتزع منه ما يال أنه يؤيد به مذهبه‪ ،‬وليزاود على منتقديه من أهل الظاهر‪ ،‬وقد مر‬
‫بعض أقوالم ف ذلك‪ ،‬وطبعا فيهم شاذون يفظونه للعلم‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)338:‬‬


‫‪ )(2‬هناك كتاب ليحي بن حبش السهروردي اسه (حكمة الشراق)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪228‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -2‬رأينا أن كشفهم هو الذي يصحح لم الديث أو يضعفه! وقد يكون الديث صحيحا فيضعفه الكشف‬
‫فيصبح عندهم ضعيفا! وقد يكون الديث موضوعا مكذوبا فيصححه الكشف فيصبح عندهم صحيحا؛ لن‬
‫الكشف عندهم هو نور اليقي وعي اليقي وحق اليقي‪.‬‬
‫‪ -‬وف الشارة إل الطريقة البهانية بالرمز واللغز‪ ،‬يستعمل الصوفية عبارات كثية ل تفى على التمرس‬
‫بلغتهم‪ ،‬منها على سبيل الثال‪( :‬حقيقتنا مقيدة بالقرآن والسنة) أو (طريقتنا سلفية وحقيقتنا صوفية) أو (التصوف‬
‫السلفي) أو (إن كانت عي القلب تنظر أن ال واحد ف منِّتهِ فالشريعة تقتضي أن ل بد من شكر خليقته) وغيها‪...‬‬
‫* خلصة القول‪:‬‬
‫ل يوجد ف التصوف إل طريقة واحدة هي طريقة الشراق‪ ،‬سواء عند متصوفة السلمي أو عند غيهم‪ ،‬ولكن‬
‫متصوفة السلمي مزجوا الطريقة الشراقية بالسلم‪ ،‬وسوا ذلك‪( :‬التصوف السن)‪ ،‬أو الطريقة البهانية‪ ،‬أو الغزالية‪،‬‬
‫وبذلك استطاعوا أن يدعوا السلمي ويروهم إل التصوف‪.‬‬
‫أما ما نرى ونسمع من أساء كثية لطرق كثية‪ ،‬فسببه الشيوخ‪ ،‬ول شيء غي الشيوخ إل جشع الشيوخ‪،‬‬
‫و(الدد) الذي يقدمه الريدون والحبون و(الؤمنون)‪ .‬وليُظهر الشيخ أن طريقته تتلف عن بقية الطرق‪ ،‬يترع أورادا‬
‫تتلف بألفاظها فقط عن بقية الوراد‪ ،‬ولذلك قالوا‪( :‬الطريقة بأورادها)‪ .‬وقد رأينا كيف أن أورادهم مشوة با‬
‫يناقض السلم جلة وتفصيلً‪ ،‬وكلها تمل معان واحدة أو متشابة‪.‬‬
‫وقد ظهر ف الجتمعات السلمية عشرات الطرق الصوفية‪ ،‬اندثر بعضها‪ ،‬وتفرع بعضها إل طرق كثية‪،‬‬
‫وسنرى بعد قليل كشفا لا أمكن الوقوف عليه منها‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪229‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الول‬
‫الشيــــخ‬
‫ما حرمة الشيخ إلحرمة ال‪ ،‬فقم با أدبا ل بال‪.‬‬
‫ابن عرب‬
‫* ل طريقة بدون شيخ‪:‬‬
‫الشيخ عند التصوفة هو إله‪ ،‬يعطونه كل صفات اللوهية‪ ،‬وهو الساس ف كل طريقة‪ .‬وما تفرقت الطرق إل‬
‫اتباعا لشيخ‪ ،‬وتسمى كلها باسم مشايها ومؤسسيها‪ ،‬ومع الزمن تتفرع الطريقة الواحدة إل طرق كثية تمل أساء‬
‫مشايها الدد‪.‬‬
‫ولنك أئمتهم يتكلمون‪...‬‬
‫يقول أبو حامد الغزال‪:‬‬
‫‪...‬فكذلك الريد يتاج إل شيخ وأستاذ يقتدي به ل مالة‪ ،‬ليهديه إل سواء السبيل‪ ،‬فإن سبيل الدين غامض‪،‬‬
‫وسبل الشيطان كثية ظاهرة‪ ،‬فمن ل يكن له شيخ يهديه قاده الشيطان إل طرقه ل مالة‪...‬فمعَتصَمُ الريد‪ ،‬بعد تقدي‬
‫الشروط الذكورة‪ ،‬شيخه‪ ،‬فليتمسك به تسك العمى على شاطئ النهر بالقائد‪ ،‬بيث يفوّض أمره إليه بالكلية‪ ،‬ول‬
‫يالفه ف ورده ول صدره‪ ،‬ول يُبقي ف متابعته شيئا ول يذر‪ ،‬وليعلم أن نفعه ف خطأ شيخه‪ -‬لو أخطأ‪ -‬أكثرمن‬
‫نفعه ف صواب نفسه لو أصاب‪ ،‬فإذا وجد مثل هذا العَتصَم‪ ،‬وجب على معَتصَمِه (أي‪ :‬شيخه) أن يميه ويعصمه‬
‫بصن حصي(‪....)1‬‬
‫ويقول القشيي‪:‬‬
‫‪...‬ث يب على الريد أن يتأدب بشيخ‪ ،‬فإن ل يكن له أستاذ ل يفلح أبدا‪ .‬هذا أبو يزيد يقول‪ :‬من ل يكن له‬
‫أستاذ فإمامه الشيطان‪ .‬وسعت الستاذ أبا علي الدقاق يقول‪ :‬الشجرة إذا نبتت بنفسها من غي غارس‪ ،‬فإنا تورق‬
‫لكن ل تثمر‪ ،‬كذلك الريد إذا ل يكن له أستاذ يأخذ منه طريقته نفسا فنفسا فهو عابد هواه‪ ،‬ول يد نفاذا(‪...)2‬‬
‫ويقول ميي الدين بن عرب ف أول الباب الواحد والثماني والائة من الفتوحات الكية‪:‬‬
‫فقم با أدبا ل بال‬ ‫ما حُرمة الشيخ إلحرمة ال‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)3/65( :‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)181:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪230‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫على الدللة تأييدا على ال‬ ‫هم الدلّء والقرب تؤيدهم‬
‫ل يسألون من ال سوى ال‬ ‫كالنبياء تراهم ف ماربم‬
‫(‪)1‬‬
‫عن الشريعة فاتركهم مع ال‬ ‫فإن بدا منهم حال تولهم‬
‫‪ -‬ل أظن أن القارئ الذي بدأ الكتاب من أوله باجة إل شرح لذه البيات الضللية‪ ،‬وتبيان ما فيها ما‬
‫ينقض الشريعة السلمية جلةً وتفصيلً‪.‬‬
‫وكان عبد القادر اليلن يقول‪:‬‬
‫من ل يعتقد ف شيخه الكمال ل يفلح أبدا(‪.)2‬‬
‫ويقول عبد الوهاب الشعران (القطب الربان والغوث الصمدان)‪:‬‬
‫‪...‬فإن ل يتيسر للمريد صلة المعة عند أستاذه‪ ،‬فليتخيله عنده ف أي مسجد صلى فيه(‪...)3‬‬
‫ويقول علي وفا‪... :‬فكما أن ال تعال ل يغفر أن يشرك به‪ ،‬فكذلك مبة الشياخ ل تسامح أن يشرك‬
‫با(‪...)4‬‬
‫وكان أيضا يقول‪:‬‬
‫إذا صدق الريد مع شيخه وناداه من مسية ألف عام‪ ،‬أجابه حيا كان الشيخ أو ميتا(‪...)5‬‬
‫وكان أيضا يقول‪:‬‬
‫الريد الصادق مع شيخه كاليت مع مغسله‪ ،‬ل كلم ول حركة‪ ،‬ول يقدر ينطق بي يديه من هيبته‪ ،‬ول‬
‫يدخل ول يرج‪ ،‬ول يالط أحدا‪ ،‬ول يشتغل بعلم ول قرآن ول ذكر إل بإذنه(‪...)6‬‬
‫ويقول عدي بن مسافر‪:‬‬
‫ل تنتفع بشيخك إل إذا كان اعتقادك فيه فوق كل العتقاد(‪.)7‬‬
‫‪ -‬أرجو أن يفتش القارئ الكري عن حدود قوله‪( :‬فوق كل العتقاد)‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفتوحات الكية‪( ،‬الباب‪ )181 :‬ف أوله‪.‬‬


‫‪ )(2‬النوار القدسية‪.)1/174( :‬‬
‫‪ )(3‬النوار القدسية (‪.)1/188‬‬
‫‪ )(4‬النوار القدسية‪.)1/187( :‬‬
‫‪ )(5‬النوار القدسية‪.)1/189( :‬‬
‫‪ )(6‬النوار القدسية‪.)1/189( :‬‬
‫‪ )(7‬القيقة التاريية‪( ،‬ص‪.)343:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪231‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وللعلم‪ :‬عدي بن مسافر هذا هو تلميذ عبد القادر اليلن‪ ،‬وهو شيخ الطريقة العدوية العروفة الن باليزيدية‬
‫(عباد الشيطان)‪ ،‬طبعا‪ ،‬بعد أن خضعت لشيء من التطور‪.‬‬
‫ويقول أبو يزيد البسطامي‪:‬‬
‫إذا أمر الستا ُذ التلمي َذ أمرا من أمور الدنيا وبعثه ف إصلحه‪ ،‬فيقيم مؤذن ف بعض طرقاته على مسجد من‬
‫الساجد؛ فيقول‪ :‬أدخل أولً السجد وأصلي ث أكون وراء ما بعثن إليه‪ ،‬فقد وقع ف بئر ل يتبي أسفلها‪ ،‬يعن ليس‬
‫لا مقر(‪.)1‬‬
‫ويقول إبراهيم الدسوقي (أحد القطاب الربعة الدّركي)‪:‬‬
‫‪...‬وكذلك ينبغي له (أي‪ :‬للمريد) أن يذر من تأويل كلم شيخه عن ظاهره إذا أمره بأمر‪ ،‬بل يبادر إل فعل‬
‫ذلك من غي تأويل(‪...)2‬‬
‫ويقول يوسف العجمي‪:‬‬
‫مِنْ أدب الريد أن يقف عند كلم شيخه ول يتأوله‪ ،‬وليفعل ما أمره به شيخه وإن ظهر أن شيخه أخطأ(‪...)3‬‬
‫ويقول علي اليشرطي‪:‬‬
‫إياكم أن تؤولوا كلمي‪ ،‬فإن كلمي صريح ل يؤول‪ ،‬فاسعوا ما أقول لكم(‪.)4‬‬
‫‪ -‬كلم ال وحديث رسوله يؤولن ليتفقا مع كشفهم!‪ -‬كما يقول حجة السلم وكما يفعلون كلهم ما مر‬
‫معنا وما ل ير‪ -‬أما قول الشيوخ التصوفة فل يوز تأويله؟!!‬
‫فيا ناس‪ ،‬ويا خلق‪ ،‬ويا عباد ال‪ ،‬ويا أسوياء‪ ،‬ويا ماني‪ ،‬ويا من عنده ذرة من عقل أو ذرة من ضمي أو ذرة‬
‫من حياء‪ ،‬أفتونا ف هذا البلء؟ أين الخرج؟ وكيف السبيل؟‬
‫ولئن عرضت عليهم هذه القوال‪ ،‬فستجد الواب العهود‪ :‬هذا مدسوس‪ ،‬أو‪ :‬هؤلء منحرفون‪ ،‬ليس كل‬
‫الصوفية هكذا‪...‬إل‪.‬‬
‫ويقول علي الرصفي (الذي قرأ ف يوم وليلة ثلثائة وستي ألف ختمة!!)‪:‬‬
‫‪...‬وإن قال (قائلٌ) للمريد‪ :‬إن كلم شيخه معارض لكلم العلماء أو دليلهم‪ ،‬فعليه الرجوع إل كلم‬
‫شيخه‪...‬وإذا خرج الريد عن حكم شيخه وقدح فيه‪ ،‬فل يوز لحد تصديقه‪ ،‬إنه ف حال تمة‪ ،‬لرتداده عن طريق‬

‫‪ )(1‬شطحات الصوفية‪( ،‬ص‪.)182:‬‬


‫‪ )(2‬النوار القدسية‪.)2/97( :‬‬
‫‪ )(3‬النوار القدسية‪.)2/36( :‬‬
‫‪ )(4‬نفحات الق‪ ،‬فصل (إرشاد وهداية)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪232‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫شيخه(‪...)1‬‬
‫‪ -‬إذن فالدليل ل قيمة له!! وما هو الدليل؟ إنه القرآن والسنة بل ريب‪ ،‬ومع ذلك فعلى الريد الرجوع إل‬
‫كلم الشيخ؟! ولتُنْسخ الية الكرية‪.‬‬
‫وهذا يفسر لنا الالة الت وصل إليها السلمون من الهل والنطاط والذل‪.‬‬
‫وعودة إل يوسف العجمي‪ ،‬الذي يقول‪:‬‬
‫‪...‬ومن شأنه (أي‪ :‬الريد) إذا ذكر ال تعال‪ ،‬أو َفعَل عبادة من العبادات‪ ،‬أن يستحضر نظر شيخه إليه‪،‬‬
‫ليتأدب ويضم شتات قلبه(‪...)2‬‬
‫ويقول أحد الرفاعي (الذي تسري كراماته ف أتباعه من بعده!!)‪:‬‬
‫‪...‬مَن ل يكن له شيخ فشيخه الشيطان‪...‬وينبغي للمريد أن يعرف لشيخه الق بعد وفاته كما كان يعرف له‬
‫الق ف حالة حياته‪...‬وقال‪ :‬من يذكر ال تعال بل شيخ‪ ،‬ل ال له حصل! ول نبيه! ول شيخه(‪!)3‬‬
‫‪ -‬يا مسلمون! بل يا مؤمنون! (لن ليس كل مسلم مؤمنا)‪ ،‬إن ل يكن هذا هو الشرك فما هو الشرك؟!‬
‫أفيدونا يرحكم ال‪.‬‬
‫ويقول العارف بال سراج الدين الرفاعي الصيادي‪ ،‬ويشاركه أبو الدى الصيادي‪:‬‬
‫‪...‬ومِن آداب الريد اللزمة‪ :‬أولً‪ :‬حفظ قلب شيخه‪ ،‬ومراعاته ف الغيبة والضور‪...‬والتواضع له ولذريته‬
‫وأقاربه‪ ،‬وثبوت القدم على خدمته‪ ،‬وأوامره كلّيّها وجزئيّها‪ ،‬وربط القلب به‪ ،‬واستحضار شخصه ف قلبه ف جيع‬
‫الهمات‪ ،‬واستمداد هته‪ ،‬والفناء فيه‪ ،‬وأن يكون ملزما له ل يفتر عنه طرفة عي‪ ،‬ول يُنْكِر عليه ما ظهر منه من‬
‫صفة عيب‪ ،‬فلربا يَظْهر من الشيخ ما ل َيعْلمه الريد‪...‬كما وقع لبعضهم أنه دخل على شيخه فرأى عنده امرأة جيلة‬
‫يلعبها ويعانقها ويامعها؟! فخرج منكرا على شيخه‪ ،‬فأُخذ منه حالً جي ُع ما استفاده من شيخه‪ ،‬ومع ذلك إن‬
‫الرأة امرأة الشيخ وزوجته(‪.)4‬‬
‫‪ -‬يا للولياء النجباء التقياء النقياء‪...‬دستور من خاطرهم دستور! يلعب زوجته ويامعها أمام مريده!!‬
‫لكن ماذا عليه؟ فالقربون ل يُسألون عما يفعلون؟ هكذا قرروا ويقررون! ول تعترض فتنطرد‪ ،‬وسلّم َتسْلَم‪.‬‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫ويقول أبو مدين الغوث‪:‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)2/128( :‬‬


‫‪ )(2‬النوار القدسية (‪.)2/98‬‬
‫‪ )(3‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)177:‬‬
‫‪ )(4‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)278:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪233‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يَرى عليك من استحسانه أثرا‬ ‫وراقب الشيخ ف أحواله فعسى‬
‫(‪)1‬‬
‫يرضى عليك فكن مِنْ تركها حذرا‬ ‫ففي رضاه رضا الباري وطاعته‬
‫وعودة إل الشعران حيث يقول‪:‬‬
‫ب الشيخ أن يب الشياء من أجله ويكرهها مِنْ أجله‪،‬‬
‫سعت أخي أفضل الدين رحه ال يقول‪ :‬حقيقة ح ّ‬
‫كما هو الشأن ف مبة ربنا عز وجل(‪.)2‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫من أدب الريد إذا زار شيخا ف قبه أن ل يعتقد أنه ميت ل يسمعه‪ ،‬بل الدب أن يعتقد حياته البزخية لينال‬
‫بركته‪ ،‬فإن العبد إذا زار وليا وذكر ال عند قبه‪ ،‬فل بد أن ذلك الول يلس ف قبه‪ ،‬ويذكر ال معه كما شهدنا‬
‫ذلك مرارا(‪.)3‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫‪...‬وأجعوا على أن من شرط الب لشيخه‪ ،‬أن يصم أذنيه عن ساع كلم أحد ف الطريق غي شيخه‪ ،‬فل‬
‫يقبل عذل عاذل‪ ،‬حت لو قام أهل مصر كلهم ف صعيد واحد ل يقدروا على أن ينفروه من شيخه‪ ،‬ولو غاب عنه‬
‫الطعام والشراب أياما لستغن عنها بالنظر إل شيخه لتخيله ف باله‪ ،‬وبلغنا عن بعضهم أنه لا دخل هذا القام سَمِن‬
‫وعبل مِنْ نظره إل أستاذه(‪.)4‬‬
‫ويقول ممد العرب السائح التجان(‪:)5‬‬
‫‪...‬من فضائل هذه الطريق (أي‪ :‬التيجانية)‪ ،‬أن من دخلها وأسلم قياده إل صاحبها بطريق الحبة الاصة‬
‫وكمال التصديق‪ ،‬كان من المني عند ال تعال ف الدنيا والخرة(‪...)6‬‬
‫ويقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫للقوم ف لقاء الشايخ آداب‪ ،‬منها‪ :‬أنم إذا قربوا النل رفعوا أصواتم باليللة والذكر‪ ،‬فل يزالون كذلك حت‬
‫يصلوا إل الزاوية‪...‬ومنها تقبيل يد الشيخ ث رجله‪ ،‬إن جرت بذلك عادة الفقراء‪ ،‬فهو من أحسن التعظيم‪...‬ومنها‬
‫جلوسهم بي يديه على نعت السكينة والوقار‪ ،‬خافضي أصواتم‪ ،‬ناكسي رءوسهم‪ ،‬غاضي أبصارهم‪ ،‬فل يكلمونه‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)230:‬‬


‫‪ )(2‬النوار القدسية (‪.)1/169‬‬
‫‪ )(3‬النوار القدسية (‪.)1/161‬‬
‫‪ )(4‬النوار القدسية (‪.)1/168‬‬
‫‪ )(5‬أحد خلفاء أحد التجان‪ ،‬مات سنة (‪1309‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬بغية الستفيد‪( ،‬ص‪.)84:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪234‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫حت يبدأهم بالكلم(‪...)1‬‬
‫‪...‬فإن تعذر عليه (أي‪ :‬على الريد) الوصول إل الشيخ‪ ،‬وقد عرض له مرض أو أمر‪ ،‬فليشخص شيخه بي‬
‫عينيه بصفته وهيأته ويشكو له‪ ،‬فإنه يبأ بإذن ال‪ ،‬وإن كان مع جاعة واستحيا فليشتك إليه ف قلبه(‪(...)2‬ما هو‬
‫الشرك؟)‪.‬‬
‫ويقول علي اليشرطي‪:‬‬
‫الطريق ف ذِكْر ال ومبة الشيخ(‪.)3‬‬
‫ويقول‪ :‬الطريق طريقنا‪ ،‬والنور نورنا‪ ،‬وإن شئنا نده للفقي‪ ،‬وإن شئنا نطويه عنه(‪...)4‬‬
‫ويقول ممد أمي الكردي‪:‬‬
‫‪...‬ومنها أن ل يعترض عليه (أي‪ :‬على شيخه) فيما فعله‪ ،‬ولو كان ظاهره حراما‪ ،‬ول يقول‪ :‬ل فعل كذا؟‬
‫لن من قال لشيخه‪ :‬ل؟ ل يفلح أبدا‪ .‬فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة ف الظاهر وهي ممودة ف الباطن(‪...)5‬‬
‫ويقول عبد الجيد ممد الان النقشبندي‪:‬‬
‫اعلم أيها الخ الؤمن أن الرابطة عبارة عن ربط القلب بالشيخ الكامل‪...‬وحفظ صورته باليال‪ ،‬ولو عند‬
‫غيبته أو بعد وفاته‪ ،‬ولا صور‪ ،‬أهونا أن يتصور الريد صورة شيخه الكامل بي عينيه‪ ،‬ث يتوجه إل روحانيته ف تلك‬
‫الصورة‪ ،‬ول يزال متوجها إليها بكليته حت يصل له الغيبة أو أثر الذب‪...‬وهكذا يداوم على الرابطة حت يفن عن‬
‫ذاته وصفاته ف صورة الشيخ‪...‬فتربيه روحانية الشيخ بعد ذلك إل أن توصله إل ال تعال‪ ،‬ولو كان أحدها ف‬
‫الشرق والخر ف الغرب‪ ،‬فبالرابطة يستفيض الحياء من الموات التصرفي(‪...)6‬‬
‫ويقول القشيي ف الرسالة ف (باب حفظ قلوب الشايخ وترك اللف عليهم)‪:‬‬
‫سعتُ الشيخ أبا عبد الرحن السلمي يقول‪ :‬إن شقيقا البلخي وأبا تراب النخشب قدما على أب يزيد‬
‫(البسطامي) فقُدّمت السفرة‪ ،‬وشاب يدم أبا يزيد‪ ،‬فقال له‪ :‬كل معنا يا فت‪ ،‬فقال‪ :‬أنا صائم‪ ،‬قال أبو تراب‪ :‬كل‬
‫ولك أجر صوم شهر‪ ،‬فأب‪ ،‬فقال شقيق‪ :‬كل ولك أجر صوم سنة‪ ،‬فأب‪ ،‬فقال أبو يزيد‪ :‬دعوا من سقط من عي ال‬
‫تعال؟ فأخذ ذلك الشاب ف السرقة بعد سنة فقطعت يده(‪...)7‬انتهى‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( :‬ص‪.)309 ،308:‬‬


‫‪ )(2‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)339:‬‬
‫‪ )(3‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)95:‬‬
‫‪ )(4‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)97:‬‬
‫‪ )(5‬تنوير القلوب‪( ،‬ص‪.)528:‬‬
‫‪ )(6‬السعادة البدية‪( ،‬ص‪.)23 ،22:‬‬
‫‪ )(7‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)151:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪235‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬عجيب وال كل العجب‪ ،‬يؤلون أنفسهم! يُعطون أجر صوم شهر! وأجر صوم سنة! فماذا بقي من الشرك‬
‫والكفر؟ ورجل يطيع أوامر ال وأوامر رسوله يصوم تطوعا ل‪ ،‬ويرفض أن يؤله غي ال أو يأخذ تشريعا إل منه‪ .‬هذا‬
‫الرجل يصبح ساقطا من عي ال ف حكم هؤلء القوم! ل وفيم يسقط من عي ال؟ لنه رفض أن يتخذ إلا غي ال!‬
‫ث ماذا؟ الصوم أصبح جرية ف نظرهم! فهل يستطيع هؤلء القوم أن يقولوا لنا ما هو الكفر؟! وما هو الشرك؟! وما‬
‫هو اللاد؟! وما هي الزندقة؟!‬
‫لكن يب أن ل ننسى أبدا أن العتراض منوع‪ ،‬والذي ل يفظ قلوب هؤلء الشايخ العارفي البرار‪،‬‬
‫الطهار الخيار‪ ،‬الصادقي الصديقي‪ ،‬القربي الواصلي‪ ،‬الحظيي العارفي‪ ،‬العالي الدّركي‪ ،‬التصرفي الولياء‪،‬‬
‫التقياء النقياء الصفياء‪ ،‬الحبي الحبوبي‪ ،‬الغارقي (ف جهنم وبئس الصي) الذي ل يفظ قلوبم يسقط من عي‬
‫ال‪ ،‬وتُقطع يده على السرقة؟!‬
‫ث يتساءل التسائلون‪ :‬ما هو سبب انيارالسلمي؟ ما هو سبب فساد المة السلمية؟ ما هو سبب ذل‬
‫السلمي؟ ما هو سبب انطاط المة السلمية؟ يتساءلون؟ والواب ماثل أمام الناظرين الذين ينظرون بنور القرآن‬
‫والسنة‪ ،‬ل بأعي الصوفية‪ ،‬لنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور‪.‬‬
‫ويورد القشيي إياه‪ ،‬ف نفس الباب (حفظ قلوب الشايخ وترك اللف عليهم)‪:‬‬
‫‪...‬ومن الشهور أن عمر بن عثمان الكي رأى السي بن منصور (اللج) يكتب شيئا‪ ،‬فقال‪ :‬ما هذا؟ فقال‪:‬‬
‫هو ذا أعارض القرآن! فدعا عليه وهجره‪ ،‬قال الشيوخ‪ :‬إن ما حل به بعد طول الدة كان لدعاء ذلك الشيخ عليه(‪.)1‬‬
‫* جوابنا‪-:‬‬
‫أولً‪ :‬الدنيا دار بلء ل دار جزاء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استهتاره بالقرآن وماولة معارضته ل تكن سبب بلئه‪ ،‬وإنا كان سبب بلئه دعاء الشيخ عليه!!‬
‫وللعلم‪ :‬الرسالة القشيية تدرس ف مساجد السلمي‪ ،‬وينصح القوم بقراءتا هي وكتاب إحياء علوم الدين‪،‬‬
‫والكم العطائية على أنا كتب إسلمية! والشتكى إل ال‪.‬‬
‫ويقول عبد القادر اليلن‪:‬‬
‫‪...‬وينبغي له (أي‪ :‬للمريد) أن ل ينتظر من ال مطلوبا سوى الغفرة‪....‬‬
‫والتحبب إل الشيوخ من الولياء والبدال‪ ،‬إذ ذاك سبب لدخوله ف زمرة الحباب ذوي العقول واللباب!‬
‫الذين عقلوا من رب الرباب‪ ،‬واطلعوا على ال ِعبَر واليات(‪...)2‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)151:‬‬


‫‪ )(2‬الغنية‪.)2/164( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪236‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫نلحظ قوله‪( :‬التحبب إل الشيوخ‪...‬سبب لدخوله ف زمرة الحباب) أي‪ :‬أحباب ال!‬
‫وهذا الكلم مردود عليه؛ لن رسول ال صلى ال عليه وسلم علمنا‪ -‬وحيا عن ربه‪ -‬أن الدخول ف زمرة‬
‫أحباب ال هو إطاعة ال سبحانه واتباع رسوله والبتعاد عن الشرك‪ ،‬كل الشرك‪ ،‬ول يرد أي نص عن العصوم‬
‫بالوحي أن التحبب إل الشيوخ سبب ف رضا ال‪ ،‬وبالتال نطالبه بالدليل من القرآن والسنة‪ ،‬ول دليل لديه إل باللف‬
‫والدوران والتأويل الباطل‪ .‬ث لننتبه إل قوله‪ :‬الذين عقلوا من رب الرباب‪ ،..‬وهذه العبارة تمل نفس معن قولم‪:‬‬
‫(حدثن قلب عن رب‪ )..‬وهو افتراء على ال الكذب‪ .‬إنا هي إحساسات هَ ْل َوسِيّة أقوى من الفيونية‪ ،‬توههم‬
‫شياطينهم من النس والن أنا رحانية وأنا خطاب من ال‪.‬‬
‫ويقول اليلن أيضا‪:‬‬
‫وأما آدابه (أي‪ :‬الريد) مع الشيخ‪ ،‬فالواجب عليه ترك مالفة شيخه ف الظاهر‪ ،‬وترك العتراض عليه ف‬
‫الباطن‪ ،‬فصاحب العصيان بظاهره تاركٌ لدبه‪ ،‬وصاحب العتراض بسره متعرض لعطبه‪ ،‬بل يكون خصما على نفسه‬
‫لشيخه أبدا‪ ،‬يكف نفسه ويزجرها عن مالفته ظاهرا وباطنا(‪...)1‬‬
‫‪ -‬وهكذا يقرر سلطان الولياء‪ ،‬عبد القادر اليلن‪ ،‬أن الشيخ ينفع ويضر‪ ،‬وأن التحبب إل الشيخ سبب‬
‫للدخول ف زمرة الحباب‪ ،‬وهذا هو النفع‪ ،‬والعتراض عليه ف سره سبب لعطبه‪ ،‬وهذا هو الضر‪.‬‬
‫‪ -‬أما نن فنؤمن أن ل نافع ول ضار إل ال‪ .‬ونؤمن أن من يعتقد خلف ذلك فهو مشرك مرتد‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬إن ل تفلح على يدي‪ ،‬ل فلح لك قط(‪...)2‬‬
‫‪ -‬مقارنة بي هذه الملة وبي قوله سبحانه‪(( :‬قَدْ أَ ْفلَحَ الْ ُم ْؤمِنُونَ‪ .‬الّذِي َن هُ ْم فِي صَلِتهِمْ خَا ِشعُونَ‪ .‬وَالّذِينَ‬
‫هُ ْم عَنِ الّل ْغوِ ُم ْع ِرضُونَ‪ .‬وَالّذِي َن هُمْ لِلزّكَاةِ فَا ِعلُونَ‪ .‬وَالّذِي َن هُ ْم ِلفُرُو ِجهِمْ حَافِ ُظوْنَ)) [الؤمنون‪.]5-1:‬‬
‫ول يقل سبحانه‪ :‬ل فلح إل على يدي الشيخ كائنا من كان هذا الشيخ؟‬
‫فنسأل‪ :‬من الصادق ومن الكاذب؟ ومن يب أن نتبع؟‬
‫ويقول الدكتور سيد حسي نصر(‪( )3‬ترجة كمال خليل اليازجي)(‪:)4‬‬
‫والشيخ‪ ،‬فضلً عن أن تأثيه ثابت‪ ،‬فإن نوره ينتشر ف كل مكان‪ ،‬ومع أنه شخصية روحية واضحة العال‪،‬‬

‫‪ )(1‬الغنية‪.)2/164( :‬‬
‫‪ )(2‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)371:‬‬
‫‪ )(3‬إيران أظنه ل زال حيا‪.‬‬
‫‪ )(4‬سوري أو لبنان‪ ،‬وأظنه ل زال حيا أيضا‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪237‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لكنه مقترن داخليا بالنور الذي يشرق على الب والبحر ويضيء كل شيء للمريد الرتبط به(‪.)1‬‬
‫ويقول شهاب الدين السهروردي البغدادي‪:‬‬
‫‪ ..‬ومِن الدب مع الشيخ أن الريد إذا كان له كلم مع الشيخ ف شيء من أمر دينه أو أمر دنياه‪ ،‬ل يستعجل‬
‫القدام على مكالة الشيخ والجوم عليه‪ ،‬حت يتبي له من حال الشيخ أنه مستعد له‪ ،‬ولسماع كلمه وقوله متفرغ‪،‬‬
‫فكما أن للدعاء أوقاتا وآدابا وشروطا‪ ،‬لنه ماطبة ال تعال فللقول مع الشيخ أيضا آداب وشروط لنه من معاملة‬
‫ال تعال(‪.)2‬‬
‫‪ -‬لننتبه إل مقارنته ماطبة الشيخ مع ماطبة ال‪ ،‬وجعله الكلم مع الشيخ من معاملة ال تعال!!‬
‫ويقول أحد الفاروقي السرهندي (مدد اللف الثان)‪:‬‬
‫‪...‬وهذه الحافظة إنا هي إل زمان الوصول إل الشيخ الكامل الكمل‪ ،‬ث بعد الوصول إليه‪ ،‬ل شيء عليه‬
‫سوى تفويض جيع مراداته إليه‪ ،‬وكونه كاليت بي يدي الغسال لديه‪ ،‬والفناء الول هو الفناء ف الشيخ‪ ،‬ويكون هذا‬
‫الفناء وسيلة الفناء ف ال(‪...)3‬‬
‫* مشاهد شيخية مرسلة‪:‬‬
‫* النظر الول‪:‬‬
‫انتهت الضرة‪ ،‬ووقف الشيخ تكرما منه وعطفا ليسهل على الريدين التبك بتقبيل يده اللية‪.‬‬
‫وقف الريدون وملء قلوبم الشكر والمتنان لذا الشيخ الكري العظيم‪ ،‬الذي يكنهم دائما من تقبيل يده‬
‫القدسة‪ ،‬وأحيانا من تقبيل رجله‪ ،‬ينعمون با تفيضه عليهم من روحانيته الت تققت بأساء ال وصفاته‪ ،‬يعبون منها‬
‫ذخرا روحيا يعيشون ف نشوته القدوسية أياما‪ ،‬حت يتكرم عليهم الشيخ من جديد بتجل جديد لطلعته الصمدانية‪،‬‬
‫الت تلؤهم بالسرار الربانية‪.‬‬
‫أخذوا يتقدمون الواحد تلو الخر‪ ،‬يللهم صمت الؤمني أمام وثنهم العبود‪ ،‬وبشوع تعبدي ينحن صاحب‬
‫الدور راكعا أمام الشيخ‪ ،‬آخذا يده الكرية المدودة بيده القية يقبلها‪ ،‬وياول أن يرتشف منها أكثر ما يستطيع من‬
‫السرار اللية الختزنة ف شيخه‪ .‬ث يترك الدور لغيه وينصرف حامدا شاكرا‪.‬‬
‫وصل الدور إل شاب مل اليان الراف قلبه‪ ،‬وغمره بشوق جنون إل تنسم رائحة العارف الكامل الذي‬
‫وصل إل مقام (الفرق الثان)‪ .‬وجاءت الفرحة‪ ،‬فأمسك بيده الرتعشة يد الشيخ القدوسية‪ ،‬وركع أمامه‪ ،‬ث أهوى‬
‫عليها يقبلها ويقبلها‪ ،‬وهو ل يشبع من تقبيلها ومن تريغ وجهه وجبهته عليها‪ .‬عيل صب الريد الذي كان خلفه ينتظر‬

‫‪ )(1‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)73:‬‬


‫‪ )(2‬عوارف العارف‪ ،‬هامش الحياء‪.)4/98( :‬‬
‫‪ )(3‬النتخبات من الكتوبات‪( :‬ص‪.)21:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪238‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫دوره‪ ،‬فربت على ظهره طالبا منه السراع‪.‬‬
‫لكن الشيخ الكري الرحيم العطوف الودود قال لذا الذي نفد صبه‪ ،‬ناصحا ومربيا ومعلما‪ :‬خليه يرتوي يا‬
‫ابن خليه يرتوي‪ .‬وذهبت مثلً‪.‬‬
‫* النظر الثان‪:‬‬
‫الوقت بعد العصر‪ ،‬والطقس شديد البودة‪ ،‬والسيارة الفخمة تقبع ف جانب من أحد الزقة الفرعية‪ ،‬وليس ف‬
‫الشارع سوى أفراد يسرعون الطا هربا من البد‪.‬‬
‫مر رجل طاعن ف السن‪ ،‬من امتل قلبه إيانا بالضبابيات والرافيات الصوفية‪ ،‬ول يستطع الوصول إل الذبة‬
‫رغم ماولته‪.‬‬
‫التفت هذا العجوز نو السيارة فعرفها‪ ،‬ومن وراء الزجاج الجلل ببخار الاء التكاثف‪ ،‬لح داخلها شخصا‬
‫فعرفه أيضا‪ ..‬وكيف ل؟ إنه شيخه(‪ )1‬الول العارف الصديق القرب الحب الحبوب الواصل القديس القدس التحقق‬
‫بالسم العظم‪...‬إل‪ .‬فكان كأنا عثر على كن الدنيا والخرة‪ ،‬بل وأعظم من الدنيا والخرة! فانطلق نوه دون‬
‫وعي حت وقف أمام زجاج السيارة صامتا خاشعا‪ ،‬خافضا رأسه بذلة وخنوع‪ ،‬مادا نظره القي نو الشيخ يستجديه‬
‫نفحة من قدوسيته الستسرة‪.‬‬
‫نظر إليه الشيخ بعيني جامدتي‪ ،‬وأنزل زجاج النافذة بقدار ما يكفي لخراج كفه‪ ،‬وأخرجها‪ ،‬فاستلمها‬
‫العجوز‪ ،‬وقبلها‪.‬‬
‫ث سحب الشيخ يده‪ ،‬وأغلق النافذة‪.‬‬
‫وذهب العجوز لال سبيله‪ ،‬وهو مفعم بنشوة تغرقه ف أعتم ظلمات اليالت الوثنية‪ ،‬لكنه كان يس أنه قبل‬
‫يد الق (سبحان ال وتعال عما يشركون)‪.‬‬
‫مشهد شيخي مسجل‪:‬‬
‫أورد ابن العماد النبلي ف أحداث سنة سبع وثانائة‪:‬‬
‫وفيها (أي‪ :‬توف فيها) أبو السن علي بن ممد بن ممد بن وفا‪...‬وقال ابن حجر ف أنباء الغمر‪ :‬اجتمعتُ به‬
‫مرة ف دعوةٍ فأنكرتُ على أصحابه إياءهم إل جهته بالسجود‪ ،‬فتل ه َو وهو ف وسط السماع يدور ((فََأيْنَمَا ُتوَلّوا‬
‫َفثَ ّم وَ ْجهُ الّلهِ)) [البقرة‪ ]115:‬فنادى من كان حاضرا من الطلبة‪ :‬كفرت كفرت‪ ،‬فترك الجلس وخرج هو‬
‫وأصحابه‪...‬‬
‫‪ -‬لعل القارئ يذكر أن علي بن ممد بن ممد بن وفا هذا هو غوث من رجال السلسلة الشاذلية‪ ،‬وهذا يعن‬

‫‪ )(1‬هذا الشيخ أخبه الكشف أنه الهدي النتظر‪ ،‬وهو منذ سني كثية ينتظر أن يأذن له الكشف بالتحرك‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪239‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أن الطريقة الشاذلية تتبن أفعاله وأقواله وتؤمن با‪ ،‬وإن كتموا ذلك‪.‬‬
‫* اللصة‪:‬‬
‫الشيخ عند الصوفية إله‪ ،‬يسبغون عليه كل صفات اللوهية‪ ،‬والريد الذي ل يعتقد بشيخه القدسية اللية ل‬
‫يفلح ف سعيه إل الوصول إل وحدة الوجود‪ ،‬وهذا هو معن الفلح عندهم‪ ،‬الذبة‪ ،‬ث مشاهدة اللوهية ف نفس‬
‫الُشاهَد وف كل شيء‪ .‬ولنستمع إل قول الدكتور سيد حسي نصر‪ ،‬وهو من أعلم الصوفية ف إيران‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫إن دور الشيخ الرشد الذي يقتضي التسليم التام له‪ ،‬وأهيته‪ ،‬ف ترير الريد من الرتباك ف عال الكثرة‪ ،‬ث‬
‫توجيهه له بالتأمل ف عال الوحدة(‪...)1‬‬

‫‪ )(1‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)77:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪240‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الفصل الثان‬
‫الرياضة (الجاهدة)‬
‫* ل طريقة بدون شيخ‪:‬‬
‫لنرجع أولً إل عارفيهم يبونا كيف يسلّك الشيخ مريده ف الطريقة‪.‬‬
‫يقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫إذا أتى الفقي إل الشيخ ليأخذ بيده‪ ،‬فأول ما يلقنه الورد‪ ،‬فإن التلقي فيه بركة عظيمة‪...‬ث يأمره بالتوبة ورد‬
‫الظال وقضاء الدين بقدر الستطاعة‪ ،‬ويذره من الرجوع إل ما كان عليه‪ ،‬ث يعلمه ما يلزمه ف دينه من طهارة‬
‫وصلة وما يتعلق بذلك إن كان جاهلً‪ ،‬وما يتيسر من علم التوحيد خاليا عن الدليل‪ ،‬فإن كان الشيخ ليس من شأنه‬
‫ذلك‪ ،‬دفعه إل من يعلمه‪ ،‬ث يأمره بلزوم الطاعة من صلة وصيام وذكروغي ذلك‪ ،‬كل واحد ما يليق به‪ ،‬لن الشيخ‬
‫تقدم أنه يكون طبيبا ماهرا‪ ،‬ث يأمره بالصحبة ولزوم مالسة الشيخ‪ ،‬والجتماج مع الخوان‪ ،‬فطريق التربية ليست‬
‫طريق النفراد‪ ،‬وإنا هي طريق الجتماع والستماع والتباع‪ ،‬فمهما انفرد الريد عن الخوان ل يكن منه شيء‪ ،‬فإن‬
‫تعذر إقامته مع الشيخ أمره بالزيارة والوصول‪ ،‬فمدد الشيخ جار إل الريد كالساقية أو القادوس‪ ،‬فإن كان يتعاهدها‬
‫ويشي معها بقي الاء جاريا‪ ،‬وإن غفل عنها ترم الاء وانقلب مع غيه‪ ،‬وأيضا الوصول إل الشيخ يدل على‬
‫الحبة‪...‬ث يذكره أولً با يُصلح جوارحه الظاهرة وهي التقوى والستقامة‪ ،‬فإذا صلحت جوارحه الظاهرة أمره‬
‫بالعزلة والصمت والوع التوسط وفراغ القلب والفناء ف السم الفرد (ال)‪ ،‬فإذا رآه تقق فناؤه وكثر تعطشه فتح‬
‫له شيئا من علم القائق‪ ،‬وأمره بالتفرغ التام وقطع العلئق‪ ،‬والزهد ف الكوني‪ ،‬فإذا رآه أخذته حية أو دهشة دفع‬
‫له علم القيقة‪ ،‬وأمره بتقليل ذكر اللسان وعمل الوارح‪ ،‬وشغله بالفكرة‪ ،‬فإذا رآه ل يقدر على علم القيقة‪ ،‬أو رآه‬
‫قنع بالعلم دون الذوق‪ ،‬أمره بتخريب الظاهر والتجريد التام‪ ،‬فإذا تكن من القيقة‪ ،‬ورسخت فيه ذوقا وتقيقا أمره‬
‫بإرشاد الناس إن رآه أهلً‪ .‬هذا الذي أخذنا به وفهمناه من طريق أشياخنا(‪...)1‬‬
‫ويقول ابن البنا السرقسطي مبينا‪:‬‬
‫وكاد أن يصلح للرادة‬ ‫حت إذا انقاد مع الفادة‬
‫لجلها قيل له مريد‬ ‫إذ للمريد عندهم حدود‬
‫كالصمت والصوم مع السّهاد‬ ‫فعندها ُردّ إل الوراد‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)328:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪241‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫إذ علموا متلف العلت‬ ‫وعاملوه بالعاملت‬
‫إذ ل يكن مستوف الطريقة‬ ‫ول ييلوه على القيقة‬
‫لجل ما فيها من النوال‬ ‫لكن أحالوه على العمال‬
‫وأبصروا القبول فيه ظاهرْ‬ ‫حت إذا أحكم علم الظاهرْ‬
‫ما كان فيها قبل ذا من لَبْس‬ ‫ألقوا إليه من صفات النفس‬
‫إحدى وتسعي وقيل نيف‬ ‫وهي إذا أنكرتا فلتعرف‬
‫وهي تنادي كيف تقتلون‬ ‫فجرعوها أكؤس النون‬
‫أُدخل ف خلوة العتزال‬ ‫فعندما مالت إل الزوال‬
‫واحذر كطرف العي أن تنساه‬ ‫وقيل‪ :‬قل على الدوام (ال)‬
‫فيصمت اللسان وهو يري‬ ‫فلم يزل مستعملً للذكر‬
‫بالسم يستثبته النان‬ ‫وقدر ما توهر اللسان‬
‫ي الغذا ف جلة الجساد‬
‫جر َ‬ ‫ث جرى معناه ف الفؤاد‬
‫لوحُ الغيوب وهو غي مب‬ ‫فعندها حاذى مِراة القلب‬
‫حيث اقتضى لتركها قبول‬ ‫فأدرك العلوم والجهول‬
‫خوطب إذ ذاك بكل خطب‬ ‫حت إذا جاء بطور القلب‬
‫قيل إذن فاخلع نعال الكون‬ ‫فقيل لو عرفتن بكون‬
‫ول ير ف الكون غي العال‬ ‫ث فن عن رؤية العوال‬
‫فقيل هذا غاية الطريقة‬ ‫ث انتهى لفلك القيقة‬
‫فأطلق القول‪ :‬أنا معبودي‬ ‫ث امتحى ف غيبة الشهود‬
‫أثبت فرقا حيث ل يكنه‬ ‫حت إذا ُردّ عليه منه‬
‫وعبوا عن ذاك بالنول‬ ‫فرُ ّد نو عال التحويل‬
‫(‪)1‬‬
‫كي ما يؤدي واجبات الرق‬ ‫ورده بالق نو اللق‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪ 331:‬وما بعدها) بشكل متقطع‪.‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪242‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول ابن عجيبة‪... :‬ث يده بالعلم الظاهر‪ ،‬ومعناه أنه يذكره بعلم الشريعة وعلم الطريقة‪ ،‬دون علم القيقة‪،‬‬
‫حت إذا تذب ظاهره وباطنه صلح لعلم القائق‪ ،‬ول بد من الترتيب‪...‬وقد قالوا‪ :‬من قدم الباطن على الظاهر فاته‬
‫الباطن والظاهر(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا فالسالك ل يعرف حقيقة التصوف‪ ،‬لنم ل يبونه با حت يصبح أهلً لذلك حسب قواعدهم‪.‬‬
‫وإنا يلقنونه أولً علم الشريعة‪ ،‬فما هو علم الشريعة هذا الذي يلقنونه إياه؟ لنسمع الغزال يشرحه‪ ،‬يقول ابن‬
‫عجيبة‪:‬‬
‫‪...‬قال الشيخ أبو حامد الغزال رضي ال عنه‪ :‬ولقد أردت ف بداية أمري سلوك هذا الطريق بكثرة الوراد‬
‫والصوم والصلة‪ ،‬فلما علم ال صدق نيت‪ ،‬قيض ل وليا من أوليائه قال ل‪ :‬يا بن‪ ،‬اقطع من قلبك كل علقة إل ال‬
‫وحده‪ ،‬واخل بنفسك واجع هتك‪ ،‬وقل‪ :‬ال ال ال ول تزد على ما فرض ال عليك شيئا إل الرواتب‪ ،‬وقل هذا‬
‫السم بلسانك وقلبك وسرك‪ ،‬وأحضر قلبك واجع خاطرك‪ ،‬ومهما قالت نفسُك‪ :‬ما معن هذا؟ فقل لا‪ :‬لستُ‬
‫ك وَتََبتّلْ إَِلْيهِ تَبْتِيلًا)) [الزمل‪.)2(]8:‬‬
‫مطلوبا بعناه‪ ،‬وإنا قال تعال‪(( :‬وَاذْ ُكرِ اسْ َم رَّب َ‬
‫‪ -‬مِنْ هذا النص (ومن ركامٍ غيه ل نورده اختصارا) نعرف ما هو علم الشريعة الذي يلقنونه للمريد؟‬
‫هذا الوصف الذي يقدمه هنا ابن البنا السرقسطي وابن عجيبة والغزال‪ ،‬هو ما نراه ف كل كتبهم الت تتم بذه‬
‫الناحية‪.‬‬
‫أما علم الطريقة (الشراقية) ففي النصوص الت مرت ف هذا الكتاب توضيح مبي‪.‬‬
‫إنم يعلّمون الريد‪ ،‬منذ الطوة الول ف رحاب الشيخ‪ ،‬أن يقدس الشيخ‪ ،‬وأن يكون عبدا للشيخ أكثر من‬
‫عبوديته ل‪.‬‬
‫هذا هو رأس الطريق وأصله منذ أن نزل إبليس إل الرض‪ ،‬أو بعد ذلك بقليل‪ ،‬حت الن‪ ،‬وإل ما شاء ال‪.‬‬
‫ث يأت (عند إشراقيي السلمي وبعض غيهم) الذكر الرهاقي‪ ،‬الذي استعاضوا به‪ -‬بصورة عامة‪ -‬عن‬
‫الرياضة‪ ،‬أو عن بعضها‪.‬‬
‫لكن الرياضة‪ ،‬رغم كل شيء‪ ،‬يبقى لا دورها ف التصوف بي السلمي‪ ،‬كما أن لا دورها الرئيسي‪ ،‬أو‬
‫الوحيد‪ ،‬ف تصوف غي السلمي‪.‬‬
‫والجاهدة (أو الرياضة)‪ ،‬كما رأينا‪ ،‬هي‪ :‬اللوة والصمت والوع والسهر‪ .‬وقد يرافقها تعذيب النفس بشكل‬
‫من الشكال‪ ،‬وتركيز الفكر ف شيء ما أساسيٌ ف الجاهدة الشراقية‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)331:‬‬


‫‪ )(2‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)338:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪243‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* اللوة (أو العزلة)‪ :‬طقس إشراقي أساسي‪ ،‬ل بد منه ف السي إل الذبة‪ ،‬مارسه الشراقيون منذ أن اكتشف‬
‫إبليس أحبولة (الشراق)‪ ،‬الت كانت على مدى التاريخ‪ ،‬وما زالت‪ ،‬تسمى‪( :‬العرفة)‪ ،‬وجاء إشراقيو السلمي فغلبوا‬
‫عليها اسم‪( :‬الصوفية والتصوف)‪.‬‬
‫كان إشراقيو المم‪ ،‬وما زالوا‪ ،‬يارسون اللوة ف كهوف البال والوديان وف شعابا‪ ،‬وف أعماق الغابات‪ ،‬أو‬
‫ف كهوف (غرف صغية) تبن ف العابد خصيصا لذه الغاية‪.‬‬
‫ومثلهم تاما‪ ،‬مارسها متصوفة السلمي‪ ،‬لكن قرونم الول‪ ،‬استعاضوا عن كهوف العابد بلوات ف بيوتم‪،‬‬
‫لن السلمي ف ذلك الوقت كانوا يعرفون السلم ويفهمونه‪ ،‬وكانوا يعرفون أن هذه الزندقة غريبة عن السلم‪،‬‬
‫فكل من عُرف با أقاموا عليه حد الردة‪.‬‬
‫وتتالت اليام وشيئا فشيئا‪ ،‬فعلت السمومُ الصوفي ُة الت كانوا ينفثونا بدوء فعلَها ف الجتمعات السلمية‪،‬‬
‫ففشا فيها الهل والرافة‪ ،‬وأخذ كهان الصوفية حريتهم بإعلن عقيدتم الفاسدة والدعوة إليها‪ ،‬وسوها أساءً فيها‬
‫من الوقاحة بقدر ما فيها من الرأة والفتراء على ال سبحانه‪ ،‬وبنوا لا هياكلها الاصة الت سوها‪( :‬الانقاه)‪ ،‬وف‬
‫الانقاهات أقاموا‪ ،‬وفيها أقاموا كهوف اللوة‪ ،‬وف بعض الحيان سوها‪( :‬الدرسة)‪ .‬وتتالت اليام‪ ،‬وبالتكرار‬
‫والزمن تادوا ف السيطرة على الفكر ف الجتمعات السلمية‪ ،‬فجمدوه وعقّموه‪ ،‬وصار الهل والرافة هو الظهر‬
‫والخب‪ ،‬فانتشرت الانقاهات ف أحياء الدن وأزقتها‪ ،‬وف القرى‪ ،‬بعد أن بدلوا اسم (الانقاه) بـ(الزاوية)‪ ،‬ث‬
‫امتدوا من الزوايا ليتوغلوا ف الساجد فيهتكوا حرماتا‪ ،‬وليفعوا بيوت الوثان الت يسمونا‪( :‬الضرحة) وليجعلوا‬
‫فيها ومنها كهوفا للواتم‪ ،‬وهياكل لطقوسهم‪ ،‬ومالس لنشر ضللتم‪.‬‬
‫وأصبح من غي الستهجن وجود أماكن اللوة ف الساجد‪ ،‬ومن الظاهراللزمة انتشار الزوايا‪ ،‬هياكلهم الت‬
‫يقيمون فيها طقوس الكاء والتصدية‪ ،‬وارتفاع القباب فوق القبور إشارة إل أن تتها وثنا يعبد‪ ،‬ومكانا للخلوة‪ ،‬ول‬
‫يعودوا باجة إل كهوف البال والوديان وشعابا‪ ،‬ول للغابات ول للصحاري‪.‬‬
‫وأقل مدة للخلوة يوم وليلة‪ ،‬ول حد لكثرها‪ ،‬لكن العتاد أن تكون أسبوعا أو أكثر حت الربعي يوما‪.‬‬
‫* الصمت‪ :‬طقس إشراقي أساسي‪ ،‬ل بد منه ف السي إل الذبة‪ ،‬مارسه الشراقيون منذ أن اكتشف إبليس‬
‫أحبولة الشراق الت سوها‪( :‬الصوفية)‪.‬‬
‫لكن إشراقيي السلمي الوائل عرفوا الثر السحري لترديد كلمة ما‪ ،‬مئات اللوف من الرات أو مليينها‪،‬‬
‫بشكل مستمر ودون انقطاع‪ ،‬وهذا ما سوه‪( :‬الذكر)‪ ،‬فاستعاضوا به عن الصمت‪ ،‬بل وعن الرياضة كلها ف كثي‬
‫من الحيان‪.‬‬
‫على أن عارفهم يعود إل مارسة هذا الطقس (الصمت) بعد وصوله إل ما يسمونه‪( :‬مقام جع المع)‪ ،‬أي‪:‬‬
‫عندما تصبح الذبة طوع يديه أو مسيطرة عليه‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪244‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* الوع‪ :‬طقس إشراقي أساسي‪ ،‬ل بد منه ف السي إل الذبة‪ ،‬مارسه الشراقيون منذ أن اكتشف إبليس‬
‫أحبولة الشراق‪ ،‬الت سوها‪( :‬الصوفية)‪.‬‬
‫وأقل مدة له يوم وليلة تتكرر‪ ،‬ول حد لكثرها نظريا‪ ،‬وف كتبهم يتحدثون عن متصوفة صاموا أسابيع‬
‫وشهورا‪ ،‬بل وسني أيضا‪ ،‬وقد رأينا من أقوالم هذه أمثلة ف هذا الكتاب‪ ،‬حت تدثوا عن صوف صام أربعي سنة‬
‫كان يأكل كل يوم زبيبة واحدة؟!‬
‫* السهر‪ :‬طقس إشراقي أساسي‪ ،‬ل بد منه ف السي إل الذبة‪ ،‬مارسه الشراقيون منذ أن اكتشف إبليس‬
‫أحبولة الشراق الت سوها‪( :‬الصوفية)‪.‬‬
‫وهذا الطقس‪ ،‬مضافا إل اللوة‪ ،‬كانا وراء اكتشاف القهوة‪ ،‬فهم يذكرون أن عبد الرحن العيدروس هو‬
‫مكتشفها‪ ،‬وهو غي صحيح‪ ،‬لنا معروفة قبله بأكثرمن قرني(‪ ،)1‬ويقول ابن العماد النبلي‪ :‬إن مكتشفها هو أبو بكر‬
‫بن عبد ال العيدروس التوف سنة (‪909‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬هذه هي الرياضة أو الجاهدة‪ .‬وهدفها هو إرهاق الملة العصبية إرهاقا يُفقدها القدرة على القيام‬
‫بوظائفها‪ ،‬فتتخدر إحساساتا‪ ،‬وتصبح مركبا سهلً لشياطي الن الت تري من ابن آدم مرى الدم؟ وتصبح أكثر‬
‫استعدادا للتأثر بالادة الخدرة الت يفرزها السم‪ ،‬من أجل وظيفة حيوية فيزيولوجية‪.‬‬
‫* تعذيب النفس‪ :‬كانوا يستعملونه من أجل السهر والصب على اللوة‪ ،‬وقد قلت مارسته الن‪ ،‬إذ نادرا ما‬
‫نسمع به‪ ،‬واستعاضوا عنه بالنبهات‪.‬‬
‫* الذكر (أو ما يسمى بالذكر)‪:‬‬
‫قلنا‪ ،‬ونقول‪ ،‬وقالوا هم‪ :‬إن الطريقة الوحيدة الت تقود إل الذبة هي طريقة الشراق‪ ،‬وهي هي نفسها طريقة‬
‫البهان‪ ،‬أو الطريقة الغزالية‪ ،‬بعد مزجها بالسلم مزجا تعسفيا‪.‬‬
‫ورأينا أن الطريقة الشراقية تعتمد الرياضة (اللوة والوع والسهر والصمت) للوصول إل الذبة‪ ،‬لكن‬
‫متصوفة السلمي عرفوا أسلوبا أسرع وأكب إمكانية للوصول إليها (إل الذبة)‪..‬‬
‫إنه الذكر‪ ،‬وكثيا ما استغنوا به عن الرياضة‪.‬‬
‫فما هو الذكر؟ وما هو دوره؟‬
‫يقول عبد الوهاب الشعران‪:‬‬
‫‪...‬إن عُمدة الطريق الكثار من ذكر ال عز وجل‪...‬قالوا‪ :‬إن الذكر منشور الولية‪...‬وأجع القوم على أن‬

‫‪ )(1‬عرفت القهوة والقاهي ف استانبول عام (‪962‬هـ)‪ ،‬الوافق لـ (‪1555‬م)‪ ،‬حيث جاء سوريان‪ ،‬أحدها من حلب‪ ،‬والثان من دمشق‪ ،‬وفتحا مقهيي‬
‫ف حي (تت القلعة)‪ ،‬وهذا يعن أن القهوة كانت معروفة ف سورية قبل ذلك‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪245‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الذكر مفتاح الولية‪ ،‬وجاذبُ الي‪ ،‬وأنيس الستوحش‪ ،‬ومنشور الولية‪...‬وما ثَم أسرع من فتح الذكر(‪...)1‬‬
‫ويقول ابن البنا السرقسطي‪:‬‬
‫أدخل ف خلوة العتزال‬ ‫فعندما مال إل الزوال‬
‫واحذر كطرف العي أن تنساه‬ ‫وقيل قل على الدوام (ال)‬
‫يشرح ابن عجيبة هاذين البيتي‪:‬‬
‫‪...‬ومَيْل النفس إل الزوال هو إعطاؤها الطوع من نفسها‪ ،‬بيث يتصرف فيها صاحبها بل نزاع منها‪...‬فعند‬
‫ذلك يدخل اللوة‪...‬ويضه على ذكر السم الفرد حت ل يفتر عنه ساعة‪ ،‬وهذا التدريج الذي ذكره الناظم (ف‬
‫أبيات سابقة) ليس بلزم لكل الشيوخ ول لكل الريدين أن يسلكوه‪ ،‬بل من الشيوخ من يلقن السم من أول مرة إذا‬
‫ل له‪...‬ومن الريدين من ل يتاج إل خلوة‪ ،‬بل يأمره باللطة من أول مرة‪ ،‬والناس معادن وطبائع‪،‬‬
‫رأى الفقي أه ً‬
‫والعلل متفاوتة‪...‬قال الشيخ أبو حامد الغزال رضي ال عنه‪ :‬ولقد أردت ف بداية أمري سلوك هذا الطريق بكثرة‬
‫الوراد والصوم والصلة‪ ،‬فلما علم ال صدق نيت قيض ل وليا من أوليائه قال ل‪ :‬يا بن! اقطع من قلبك كل علقة‬
‫إل ال وحده‪ ،‬واخلُ بنفسك‪ ،‬واجع هتك‪ ،‬وقل‪ :‬ال ال ال ول تزد على ما فرض ال عليك شيئا إل الرواتب‪ ،‬وقل‬
‫هذا السم بلسانك وقلبك وسرك‪ ،‬وأحضر قلبك‪ ،‬واجع خاطرك‪ ،‬ومهما قالت نفسك‪ :‬ما معن هذا؟ فقل لا‪:‬‬
‫لست مطلوبا بعناه(‪...)2‬‬
‫ويقول علي نور الدين اليشرطي‪ :‬وال ما أخذناها بالسماع‪ ،‬ما أخذناها إل بالذكر‪.)3(...‬‬
‫ويقول ابن عطاء ال السكندري‪:‬‬
‫الذكر الرابع‪( :‬ال) ؛ ويسمى‪ :‬الذكر الفرد‪ ،‬لن ذاكره مشاهد للل ال وعظمته‪ ،‬فانٍ عن نفسه‪ ،‬قال ال‬
‫ضهِمْ يَ ْلعَبُونَ)) [النعام‪.)4(]91:‬‬
‫تعال‪(( :‬قُ ِل الّلهُ ثُ ّم َذ ْرهُمْ فِي َخ ْو ِ‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫‪ -‬يستعمل ابن عطاء ال الية ف غي معناها الذي أنزلت له‪ ،‬أي يستعمل التأويل‪.‬‬
‫فماذا يدث للذاكر؟‪...‬لنستمع إل أقوالم‪:‬‬
‫يقول علي نور الدين اليشرطي‪:‬‬
‫ما زال العبد يذكر ال حت يستول عليه السم‪ ،‬ومت استول عليه السم انطوت العبدية بالربية‪ ،‬وظهرت عليه‬
‫‪ )(1‬النوار القدسية ف معرفة قواعد الصوفية‪.)1/35( :‬‬
‫‪ )(2‬الفتوحات اللية‪( :‬ص‪.)338:‬‬
‫‪ )(3‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪ )(4‬مفتاح الفلح‪( ،‬ص‪.)42:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪246‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫صفات الرب(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬إن سأل سائل‪ :‬ما هي صفات الرب الت تظهر عليه؟ فالواب‪ :‬هي اللوسات الت يشاهدها أثناء‬
‫الذبة! ويشاهد فيها أنه ال (جل ال) بأسائه وصفاته‪.‬‬
‫ويقول عبد الجيد الان النقشبندي‪:‬‬
‫واعلم أن الريد الصادق إذا اشتغل بالذكر على وجه الخلص‪ ،‬يظهر عليه أحوال عجيبة وخوارق غريبة‪،‬‬
‫وهي ثرات أعماله من فضل ال تعال عليه‪ ،‬إما تطمينا لقلبه وتأنيسا‪ ،‬وإما ابتلءً من ال تعال وامتحانا له‪ .‬فالواجب‬
‫عليه أن ل يلتفت إليها ول يغتر با‪ ،‬لئل ينقطع با عن مقصوده (مشاهدة الوحدة)‪ .‬ولذا قال العارفون بال تعال‪:‬‬
‫أكثر من انقطع من الريدين بسبب وقوعهم ف الكرامات(‪...)2‬‬
‫* خلصة ما تقدم‪:‬‬
‫ل ونارا أياما كثية‪ ،‬قد تقصر وقد‬
‫إذا اشتغل الريد بالذكر‪ ،‬وهو عادة السم الفرد (ال)‪ ،‬واستمر عليه لي ً‬
‫تطول‪ ،‬وقد تتد إل ما يزيد عن عشرين سنة‪ ،‬كما حصل لعبد القادر اليلن‪ ،‬تظهر أمامه خوارق؛ كأنْ يرى‬
‫أشخاصا يظهرون فجأة ويتفون فجأة‪ ،‬أو يسمع أصواتا‪ ،‬أو تدث أمامه حوادث غي عادية وغي معروفة السبب؟‬
‫أو قد يدث مع بعضهم أن يسي فوق الاء أو يطي ف الواء‪.‬‬
‫هذه الوارق ليست لزمة بالضرورة‪ ،‬فقد ل يصل شيء منها‪ ،‬وإذا حصلت فإنم يتواصون بإهالا وعدم‬
‫اللتفات إليها والغترار با؛ لن غايتهم هي الوصول إل الذبة الت يستشعرون فيها وبا اللوهية ويذوقونا‪.‬‬
‫يستمر السالك بالذكر‪ .‬وقد يلجأ إل الرياضة (الجاهدة) كعامل مساعد‪ ،‬وقد يبدل اللوة ف غرفة بالسياحة‬
‫ف القفار‪ ،‬مع الوع والسهر والشاق‪ ،‬ويبقى يذكر ويذكر حت يصل إل الذبة الت هي الدف الول‪ ،‬وتكون عادة‬
‫سريعة الزوال ف أول المر‪ ،‬عندئذ يسمونه‪ :‬الجذوب أو الول أو الواصل‪ ،...‬ويعنون بكلمة (مذوب) أن ال‬
‫سبحانه جذبه إليه‪ ،‬وينصحونه أل يغتر بالذبات القليلة السريعة الزوال‪ ،‬بل عليه أن يستمر ف الذكر‪ ،‬حت يزداد عدد‬
‫جذباته ويزداد طولا‪ ،‬ث حت يشاهد فيها وبا الشاهد‪.‬‬
‫يبقى الريد (أو السالك) هكذا مستمرا حت تصبح الذبة طوع يديه‪ ،‬ففي أي وقت يريدها يبدأ بالذكر‪ ،‬وما‬
‫هي إل دقائق حت يقع فيها‪ ،‬بل قد يقع فيها بجرد التفكي با‪.‬‬
‫وقد يصل إل مقام تتكرر عليه تلقائيا دون ذكر‪ ،‬وهذا عندهم هو المل النشود‪ ،‬ومن وصل إليه فهو البدل أو‬
‫الوتد أو القطب أو الغوث (حسبما يوحي إليه شيطانه)‪ .‬على أن عند النقشبندية أسلوبا أسرع (كما يقولون) ف‬
‫الوصول إل الذبة‪ ،‬وهو ترديد ل إله إل ال‪ ،‬مع هز الرأس بالصورة التالية‪:‬‬

‫‪ )(1‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)110:‬‬


‫‪ )(2‬السعادة البدية فيما جاء به النقشبندية‪( ،‬ص‪.)37:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪247‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يدير الريد وجهه إل اليمي حت تصبح ذقنه فوق كتفه اليمن‪ ،‬ويلفظ كلمة (ل)‪.‬‬
‫ث يدير وجهه بسرعة إل المام ويضع ذقنه على صدره‪ ،‬ويلفظ كلمة (إله)‪.‬‬
‫ث يدير وجهه بسرعة أيضا إل اليسار‪ ،‬حت تكون ذقنه فوق كتفه اليسرى‪ ،‬ويلفظ كلمة (إل)‪.‬‬
‫ث يدير وجهه بسرعة دائما‪ ،‬إل المام ويضع ذقنه فوق صدره‪ ،‬كما ف الركة الثانية‪ ،‬ويلفظ كلمة (ال)‪.‬‬
‫ويعيد الكرة ويعيدها‪ ،‬وكل هذا يتم بأسرع ما يكن‪.‬‬
‫ويقولون‪ :‬إن القيام بذه العملية واحدا وعشرين مرة‪ ،‬يكن أن يوصل إل الذبة‪ ،‬ومن ل يصل‪ ،‬فليعد الكرة‪،‬‬
‫ث ليعدها‪ ،‬وسيصل أخيا‪ .‬ومن الناس من ل يصل مهما عمل وحاول‪.‬‬
‫ولقد انتقلت هذه الركة إل بعض الطرق الخرى‪ ،‬لا فيها من سرعة ف الوصول‪.‬‬
‫ولعل القارئ أدرك أن ترديد عبارة (ل إله إل ال) أثناء هذه الركة ل يقدم ول يؤخر ف الوصول إل الذبة‪،‬‬
‫وأن الفعل كله لز الرأس بالشكل الذكور‪ ،‬ويا لا من ولية! تز رأسك فتصبح وليا ل؟ (مرحبا ولية)!‬
‫* النشطات (الضرة‪ ،‬السماع‪ ،‬قراءة الكتب الصوفية)‪:‬‬
‫يقول الشيخ سعيد حوى‪:‬‬
‫‪...‬ويرافق السْيرَ إل ال اجتماعٌ وإنشادٌ‪ ،‬وتصحبُه أمور‪ ،‬ويتطلب آدابا(‪...)1‬ويقول‪... :‬هذه الالت الت تزيد‬
‫من إقبال النسان على ال تعال‪ ،‬أو تدد هته إن فترت كثيةٌ منها‪ :‬الجتماع على علم أو على قراءة قرآن أو على‬
‫ذكر أو على مذاكرة‪ ،‬ومنها النشاد‪ ،‬ومنها الطالعة ف كتب السي إل ال(‪...)2‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬العروف أن الصحابة رضوان ال عليهم وتابعيهم وتابعي تابعيهم‪ ،‬كانوا يتمعون على علم وعلى‬
‫قراءة القرآن‪ ،‬وكان هذا ل يدفعهم إل ما يسميه‪( :‬السي إل ال)‪ ،‬بل كانوا يسيون ف طريق السلم الذي أنزله ال‬
‫سبحانه على رسوله صلى ال عليه وسلم‪ .‬كما أنه من الؤكد أن الذين يتمعون على علم وعلى قراءة القرآن بتدبر‬
‫وتطبيق‪ ،‬يبتعدون كل البعد عن هذا الذي يسمونه‪( :‬السي إل ال)‪.‬‬
‫إن القرآن الكري والعلم النبوي يكمان بأن ما يسمونه (السي إل ال) ل يت لما بصلة‪ ،‬وبالتال ليس سيا‬
‫إل ال‪ ،‬بل هو سي إل الذبة ليس غي‪ ،‬وسنرى ذلك فيما بعد‪.‬‬
‫أما الن‪ ،‬فإل بعض التفصيل للمنشطات‪ :‬الجتماع‪ ،‬ومظهره الرئيسي هو الضرة‪ ،‬والسماع‪ ،‬وقراءة كتب‬
‫التصوف‪.‬‬
‫* الضرة ل طريقة بدون حضرة إل بعض الشواذ النادرة‪:‬‬

‫‪ )(1‬تربيتنا الروحية‪( ،‬ص‪.)166:‬‬


‫‪ )(2‬تربيتنا الروحية‪( ،‬ص‪.)167:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪248‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫كلمة (الضرة) تعن عند القوم اللسة الت يضرها رسول ال صلى ال عليه وسلم ومعه رجال الغيب‪ ،‬ففيها‬
‫يكونون ف حضرته‪ ،‬ولذلك سوها‪ :‬الضرة‪ ،‬وقد أفت شيوخهم أن مَن حلف يينا أو طلقا أن ممدا صلى ال عليه‬
‫وسلم حاضر معهم‪ ،‬فل ينث ول تطلق زوجته‪ ،‬وكلهم يعتقدون هذا لكنهم يكتمونه حسب القاعدة‪.‬‬
‫ول بد ف الضرة من الشيخ أو من نائب عنه بإذنه‪ ،‬إذ بدون ذلك ل يضرها رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫تنقسم الصوفية من حيث الضرة إل قسمي‪:‬‬
‫‪ -1‬الصوفية الالسة‪:‬‬
‫يقومون بطقوس الضرة وهم جلوس‪ ،‬وينقسمون بدورهم إل قسمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الالسة الصامتة‪ :‬يقرءون أورادهم وأذكارهم جلوسا صامتي‪ ،‬كالنقشبندية‪ ،‬والوفية‪ ،‬وقد يهرون بعض‬
‫الحيان‪ ،‬وقد يقفون (حسب توجيه الشيخ)‪ ،‬مع ندرته‪.‬‬
‫ب‪ -‬الالسة الصائتة‪ :‬يقرءون أورادهم وأذكارهم جلوسا مع الهر بالصوت‪ ،‬كالتيجانية‪ ،‬والنعمتللهية‪ ،‬وقد‬
‫يقفون ويرقصون (حسب توجيهات الشيخ)‪ ،‬وهذا نادر‪.‬‬
‫‪ -2‬الصوفية الراقصة‪:‬‬
‫عليها أكثر الطرق‪ ،‬وكلها صائتة‪ ،‬يبدءون الضرة ف أكثر الحيان جلوسا‪ ،‬ينهضون للقفز والرقص‪ ،‬وقد‬
‫يصاحب قفزهم الطبول والزمور والدفوف‪ ،‬وقد يكون الرقص إفراديا‪ ،‬مع السماع طبعا‪.‬‬
‫والصوفية الراقصة تنقسم أيضا إل قسمي‪:‬‬
‫أ) الرقص مع السماع بدون آلت‪.‬‬
‫ب) الرقص مع السماع مصحوبا باللت‪.‬‬
‫وتلخيص ذلك بالشكل التالية‪:‬‬

‫الصوفية‬

‫راقصة (وكلها صائتة)‬ ‫جالسة‬

‫هز بدون آلت‬


‫بدون نقص‪( :‬أي‪ :‬بدونساع‬ ‫صائتةرقصا مع النقص‪( ،‬أي‪ :‬مع هز ساع‬
‫الصر)معأواللت‬ ‫صامتةأما الرقص الفرادي فقد يكون‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪249‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الصر)‪.‬‬

‫* كيفية الضرة‪:‬‬
‫نذكر كيفية الضرة بإياز وإجال‪ ،‬دون تفصيل‪ ،‬إذ ل فائدة من ذلك ول ضرورة‪.‬‬
‫مع العلم أنه ل يتم شيء ف الضرة إل حسب توجيه الشيخ فقط‪ ،‬دون أي كلمة أو إشارة من الريدين‪ ،‬إذ‬
‫هم أمامه كاليت بي يدي الغاسل‪.‬‬
‫قد تبدأ الضرة بدرس يلقيه الشيخ‪ ،‬أو بقراءة بعض أحاديث نبوية دون تييز‪ ،‬أو بنشيد من أناشيدهم‪ ،‬ث يبدأ‬
‫الورد‪.‬‬
‫ول يكون الورد إل مع اللتزام التام با يسمونه‪ :‬الرابطة الشريفة‪ ،‬وهي أن يربط كل مريد ف الضرة بصره‬
‫بشيخه إن كان حاضرا‪ ،‬وأن يتصوره ف خياله إن كان غائبا‪ ،‬ويكن له ف أول أمره أن يضع صورته أمامه وينظر‬
‫إليها‪ ،‬حت يتدرب شيئا فشيئا على تصوره جيدا ف وهه‪.‬‬
‫وقد يقرأ أحدهم‪ ،‬بأمر من الشيخ طبعا‪ ،‬السلسلة الزعومة للمشيخة (الطريقة)‪ ،‬والت يصلونا زورا وبتانا‬
‫بالرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ث تأت الذكار والصلوات على النب‪ ،‬ولكل مشيخة أذكارها وصلواتا الت قد تطول وقد تقصر‪ ،‬والختلف‬
‫طبعا هو باللفاظ ل بالعان‪ ،‬فالعان واحدة أو متقاربة‪ ،‬وقد رأينا ناذج منها فيما مر من الفصول‪.‬‬
‫وبالنسبة للصوفية الالسة‪ ،‬تنتهي هذه اللسة بالفاتة وإهدائها إل النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومن فضله إل‬
‫الشيخ ث إل الولياء‪...‬إل‪ .‬وقد يزيدون عليها شيئا من القرآن الكري‪.‬‬
‫ث يد الشيخ يده‪ ،‬ويبدأ الاضرون بتقبيلها واحدا بعد واحد‪ ،‬ث ينصرف من يريد منهم النصراف‪ ،‬وأحيانا‬
‫يقف الشيخ عندما يد يده للتقبيل كرما منه‪ ،‬ليسهل على الريدين تقبيل يده دون إلائهم إل اللوس والسجود ث‬
‫النهوض‪.‬‬
‫أما بالنسبة للصوفية الراقصة‪ ،‬فهم‪ ،‬بعد النتهاء من جلسة الذكر والصلوات يقفون بشكل حلقة غي تامة‪ ،‬أو‬
‫أكثر من حلقة‪ ،‬حسب العدد‪ ،‬ويأخذون بالقفز وهم ف مكانم‪ ،‬يتوسطهم الشيخ أو نائبه‪ ،‬يركهم بإشارات يده‪،‬‬
‫وهم يرددون‪ :‬ال حي‪ ،‬ال حي‪ ،‬ال حي‪ ،‬لكن ل بلفظها‪ ،‬بل بأنات تتفق مقاطعها مع مقاطعها‪ ،‬ويد كل واحد‬
‫مسكة بقوة بيد جاره‪ ،‬متشابكة أصابعهم‪ ،‬وهم ف قفزهم يرتفعون معا ويهبطون معا‪ ،‬ويقف السنون منهم ف‬
‫الطراف‪ ،‬وقد ل يشبكون أيديهم بأيدي جيانم‪ ،‬وعادة يكون قفز هؤلء بتحريك الرأس والذع إل المام‬
‫والوراء‪ ،‬دون أن يرفعوا أرجلهم عن الرض‪ ،‬وقد يرفعون أعقابم فقط‪.‬‬
‫يرافق ذلك إنشاد من منشد حسن الصوت‪ ،‬ول يوجد نشيد خاص لكل مشيخة‪ ،‬إن الناشيد بشكل عام‪،‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪250‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫مشتركة بي الميع‪ ،‬إل تلك الت تتص بتقديس شيوخ الطريقة‪.‬‬
‫وف بعض الطرق‪ ،‬كالرفاعية‪ ،‬يرافق القفز الطبول الرجاجة‪ ،‬وف بعضها‪ ،‬كالولوية‪ ،‬يرافقها الوسيقى النبعثة‬
‫من النايات والصنوج والدفوف والزاهر‪.‬‬
‫وبعد زمن قد يطول وقد يقصر‪ ،‬يعطي (البيشر)(‪ ،)1‬إشارة النتهاء‪ ،‬وتتلف من طريقة إل أخرى‪.‬‬
‫ث يلسون‪ ،‬ويقرءون الفاتة مع الهداء والدعاء‪ ،‬ث يأت شرب الشاي الار‪ ،‬لن شرب الشروبات الباردة‬
‫منوع بعد الرقص‪.‬‬
‫وف جيع الشيخات الصوفية‪ ،‬ل يوز دخول الضرة إل بعد الطهارة والوضوء‪.‬‬
‫ث يأت دور تقبيل يد الشيخ حسب الشكل الذي مر آنفا‪.‬‬
‫عادة‪ ،‬إذا كان الشيخ يريد من الاضرين جيعهم النصراف‪ ،‬يقف قبل الميع قرب الباب‪ ،‬ويد يده‪ ،‬فيشرع‬
‫الاضرون بالروج مارين أمام الشيخ واحدا بعد واحد‪ ،‬يقبلون يده القدسة‪ ،‬وقد يرغون جباههم عليها‪ .‬وقد يقبل‬
‫بعضهم رجله‪ ،‬حيث يدها الشيخ إل المام تكرما ومنة وعطفا منه وتفضلً‪ ،‬ليمكن الريد من تقبيلها وتريغ وجهه‬
‫وجبهته عليها‪.‬‬
‫وأكرر الشارة إل أن الرقص قد يكون إفراديا‪ ،‬فيكون دون ترديد عبارة (ال حي) أو الهات الت تتناغم‬
‫معها‪ ،‬والراقص ل يردد أي شيء إل إن كان النشاد الذي يرافقه يقتضي من الميع أن يرددوا اللزمة معا‪ ،‬فحينئذ‬
‫قد يتفاعل الراقص معهم‪.‬‬
‫ونوع الرقص تابع لهارة (الول) الراقص‪ ،‬الذي يكن أن يكون أي مريد أو أي شيخ‪ ،‬وأكثر ما تكون‬
‫رقصاتم من نوع (السماح) الذي هو رقص (الولوية) الشهور‪ ،‬وقد يرقصون (التانو‪ ،‬أو السامبا‪ ،‬أو السلوفوكس)‪،‬‬
‫ول أدري إن كانت الرقصات العنيفة (بوغي بوغي‪ ،‬أو الروك أند رول‪ ،‬أو غيها) قد دخلت حلقاتم أم ل‪ .‬مع‬
‫العلم أن هذا ليس عاما ف كل الشيخات‪ ،‬بل قد يوجد ف بعض الحيان‪ ،‬وف بعض الماكن‪ ،‬وقد ل يوجد‪ ،‬ول‬
‫يتص بشيخة دون أخرى‪.‬‬
‫أما رقصة (السماح) الت يرقصها الولوية (تقربا إل ال)‪ ،‬فهي أشهرمن أن تعرف‪ ،‬وكذلك الرقصات‬
‫البكتاشية حول قب وثنهم‪( :‬حاجي بكتاش)‪ ،‬وأشهر منها رقصات (الزار) ف مصر والسودان والبشة وغيها‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬على كل حال‪ ،‬يب أن ل ننسى أبدا‪ ،‬أن هذه الرقصات هي منشطات على (السي إل ال)!‬

‫* السماع‪:‬‬

‫‪ )(1‬البيشر‪ ،‬اصطلح أورده شهاب الدين السهروردي ف عوارف العارف‪ ،‬ويعن به الشخص الذي يدير الضرة‪ ،‬سواء كان الشيخ أو نائبه‪ ،‬ويستعملون‬
‫الن كلمة (البيشروش)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪251‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ماذا يقولون ف السماع؟ نكتفي ببعض الكلمات لبعض كبائهم‪ ،‬و(كلهم ف الوى سوا)‪.‬‬
‫يقول الغزال‪:‬‬
‫‪...‬فإذا تأثي السماع ف القلب مسوس‪ ،‬ومَن ل يركه السماع فهو ناقص مائل عن العتدال‪ ،‬بعيد عن‬
‫الروحانية‪ ،‬زائد ف غلظ الطبع وكثافته على المال والطيور‪ ،‬بل على جيع البهائم‪ ،‬فإن جيعها تتأثر بالنغمات‬
‫الوزونة‪ ،‬ولذلك كانت الطيور تقف على رأس داوُد عليه السلم لستماع صوته؟ ومهما كان النظر ف السماع‬
‫باعتبار تأثيه ف القلب‪ ،‬ل يز أن يُحكم فيه مطلقا بإباحة ول تري‪ ،‬بل يتلف ذلك بالحوال والشخاص‬
‫واختلف طرق النغمات‪ ،‬فحكمه حكم ما ف القلب‪ ،‬قال أبو سليمان‪ :‬السماع ل يعل ف القلب ما ليس فيه‪،‬‬
‫ولكن يرك ما هو فيه‪ .‬فالترن بالكلمات السجعة الوزونة معتاد ف مواضع لغراض مصوصة‪ ،‬ترتبط با آثار ف‬
‫القلب(‪....)1‬‬
‫وما يورده الطوسي‪..:‬سعت الطيالسي الرازي يقول‪ :‬دخلت على إسرافي َل أستا ِذ ذِي النون رحهما ال وهو‬
‫جالس ينكت بإصبعه على الرض ويترن مع نفسه بشيء‪ ،‬فلما رآن قال‪ :‬أتسن تقول شيئا؟ قلت‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬أنت بل‬
‫قلب‪ .‬سعتُ أبا السن علي بن ممد الصيف قال‪ :‬سعت رويا‪ ،‬وقد سئل عن الشايخ الذين لقيهم‪ :‬كيف كان‬
‫يدهم ف وقت السماع؟ فقال‪ :‬مثل قطيع الغنم إذا وقع ف وسطه الذئاب(‪.)2‬‬
‫ويقول‪ :‬سعت أبا عمر وإساعيل بن نُجيد‪ ،‬قال‪ :‬سعتُ أبا عثمان سعيد بن عثمان الرازي الواعظ‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫السماع على ثلثة أوجه‪ :‬فوَجه منه للمريدين والبتدئي‪ ،‬يستدعون بذلك الحوال الشريفة‪ ،‬ويُخشى عليهم ف ذلك‬
‫الفتنة والراءاة‪.‬‬
‫والوجه الثان‪ :‬للصديقي يطلبون الزيادة ف أحوالم‪ ،‬ويسمعون من ذلك ما يوافق أحوالم وأوقاتم‪.‬‬
‫والوجه الثالث‪ :‬لهل الستقامة من العارفي فهم ل يعترضون‪ ،‬ول يتأبون على ال فيما ير ُد على قلويهم ف‬
‫حي السماع‪ ،‬من الركة والسكون‪ .‬أو كما قال(‪.)3‬‬
‫ويقول‪ :‬وقال بعضهم‪ :‬أهل السماع ف السماع على ثلثة ضروب‪ :‬فضرب منهم أبناء القائق‪ ،‬وهم الذي‬
‫يرجعون ف ساعهم إل ماطبة الق لم فيما يسمعون‪ .‬وضرب منهم يرجعون فيما يسمعون إل ماطبة أحوالم‬
‫وأوقاتم ومقاماتم‪ ،‬وهم مرتبطون بالعلم ومطالبون بالصدق فيما يشيون إليه من ذلك‪ .‬والضرب الثالث هم الفقراء‬
‫الجردون الذين قطعوا العلئق ول تتلوث قلوبم بحبة الدنيا والشتغال بالمع والنع‪ ،‬فهم يسمعون بطيبة قلوبم‪،‬‬
‫ويليق بم السماع‪ ،‬وهم أقرب الناس إل السلمة‪ ،‬وأسلمهم من الفتنة‪ .‬وال أعلم(‪.)4‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)2/243( :‬‬
‫‪ )(2‬اللمع‪( ،‬ص‪.)361:‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)349:‬‬
‫‪ )(4‬اللمع‪( ،‬ص‪.)351:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪252‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* السماع والتواجد أو الرقص‪:‬‬
‫رأينا وصف واصفهم عند السماع أنم (مثل قطيع الغنم وقع ف وسطه الذئاب)‪ ،‬وهذه أبيات لب مدين‬
‫الغرب‪:‬‬
‫إذا ل تذق معن شراب الوى دَعْنا‬ ‫فقل للذي ينهى عن الوجد أهلَه‬
‫فبال يا خال الشا ل تعنفنا‬ ‫إذا ل تذق ما ذاقت الناس ف الوى‬
‫إذا غلبت أشواقنا ربا صحنا‬ ‫وسلم لنا فيما ادعينا فإننا‬
‫وإن ل نُطق حل التوجد نوّحنا‬ ‫وتتز عند الستماع حواسنا‬
‫إذا ذكر الوطان حن إل الغن‬ ‫أما تنظر الطي القفص يا فت‬
‫فيفلق أرباب القلوب إذا غن‬ ‫وفرج بالتغريد ما ف فؤاده‬
‫ب العضاءُ ف الس والعن‬
‫فمضطر ٌ‬ ‫ويهتز ف القفاص من فرط وجده‬
‫تزهزها الشواق للعال السن‬ ‫كذلك أرواح الحبي يا فت‬
‫وكيف يطيق الصب من شاهد العن‬ ‫أنلزمها بالصب وهي مشوقة‬
‫َنعَم ترقص الشباح يا جاهل العن‬ ‫إذا اهتزت الرواح شوقا إل اللقا‬
‫وزمزم لنا باسم البيب وروّحنا‬ ‫فيا حادي العشاق قم واحد قائما‬
‫وإن نظرت عيناك شيئا فسامنا‬ ‫وصن سرنا ف سكرنا عن حسودنا‬
‫وخامرنا خر الغرام تتكنا‬ ‫فإنا إذا طبنا وطابت نفوسنا‬
‫فقد رفع التكليف ف سكرنا عنا‬ ‫فل تلم السكران ف حال سكره‬
‫فأعيننا منهم وأعينهم منا‬ ‫ويا عاذل كرّر عليّ حديثهم‬
‫أرجو من القارئ الكري أن يتسلى بلحوظة العبارات الصوفية الواردة ف كل بيت من أبيات القصيدة‪ ،‬وقد‬
‫مرت كلها (أو أكثرها) ف النصوص السابقة‪.‬‬
‫والسماع ف أكثر الحيان يكون مصحوبا بآلت تبدأ بالدف‪ ،‬ث تأت الصنوج والزاهر والطبول الرجاجة‬
‫والنايات والبواق‪.‬‬
‫وقد يكون السماع بدون آلت‪.‬‬
‫وكلتا الالتي قد توجدان ف الطريقة الواحدة‪ ،‬حسب الشيخ والظرف‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪253‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وأقوالم ف السماع حسب هذا العن الذي رأيناه‪ ،‬تل مئات الصفحات وأكثر‪.‬‬
‫* قراءة الكتب الصوفية‪:‬‬
‫من النشطات على الجتهاد ف الرياضة والذكر والصرار على الوصول إل الذبة‪ ،‬قراءة الكتب الصوفية‪،‬‬
‫وهي كلها مشحونة بتقديس التصوف وشيوخه‪ ،‬وبسرد مثي لوارق العادة الت تدث أمامهم‪ ،‬وبتلك العبارات‬
‫والرموز والشارات الت تتكلم عن أسرار غريبة وعجيبة‪ ،‬وغيها من الثيات الغريات‪.‬‬
‫كل هذا يبعث ف القارئ شوقا جاما لتلك السرار‪ ،‬واندفاعا ملحا للوصول إل تلك الالت‪ ،‬ويعل خياله‬
‫وآماله وأحلمه توم ف تلك الجواء الغنوصية الت يصورونا له إلي ًة وتققا باللوهية‪ ،‬ويعبون عنها بثل قولم‪( :‬ل‬
‫أريد إل وجه ال الكري)‪ ،‬فيقبل على الرياضة الصوفية بإصرار‪ ،‬وعلى الغلو ف الضوع الشركي للشيخ‪ ،‬ما يساعده‬
‫على الوصول إل الذبة والتحقق باللوهية بسرعة أكثر‪.‬‬
‫وكل الراجع الت اعتمدناها لذا الكتاب‪ ،‬هي كتبهم الت إليها يرجعون وعليها يعتمدون‪ ،‬وهي كتبهم الت‬
‫يقدسون مؤلفوها هم عارفوهم وأشياخهم وأقطابم وعلماؤهم‪.‬‬
‫وناسخوها هم من عارفيهم وأشياخهم وأقطابم وعلمائهم ومريديهم‪.‬‬
‫والشرفون على طباعتها لان منتقاة من عارفيهم وأشياخهم وأقطابم وعلمائهم‪.‬‬
‫والذين يقتنونا ويقرءونا هم من النتسبي إل طرقهم ومشيخاتم‪ ،‬الذين ل يعصون الشيخ ما أمرهم‪ ،‬ويفعلون‬
‫ما يأمرهم به‪.‬‬
‫والذين يقتنونا ويقرءونا أيضا من عارفيهم وأشياخهم وأقطابم وعلمائهم ومريديهم‪.‬‬
‫والذين يشترونا ليضعوها ف مكتباتم‪ ،‬أو ف مكتبات الساجد أو الدارس‪ ،‬مراجع إليها يرجعون‪ ،‬هم من‬
‫عارفيهم وأشياخهم وأقطابم وعلمائهم وأسيادهم ومريديهم والسالكي على أيديهم‪.‬‬
‫لذلك أرجو من القارئ الكري‪ ،‬أن يكون مطمئنا كل الطمئنان‪ ،‬واثقا كل الثقة‪ ،‬مؤمنا كل اليان‪ ،‬أن كل‬
‫ما ف كتبهم هو صحيح النسبة إليهم‪ ،‬يؤمنون به كلهم إيانا كليا كاملً‪ ،‬ول يوجد فيه أي دس صغي أو كبي‪ .‬وإذا‬
‫قال لك أحد منهم عن أمر من أمورهم أو قصة من قصصهم أو نص من نصوصهم‪ :‬إنه مدسوس‪ .‬فاعلم أنه يكذب‬
‫عليك ويادعك ويكر بك ويكيد للسلم‪ ،‬عن وعي أو عن غي وعي‪ ،‬ولكن عن إخلص وإيان‪.‬‬
‫وإذا قال أحد من غيهم‪ :‬إنه مدسوس‪ .‬فاعلم أنه جاهل بالصوفية غافل عن واقع السلمي‪.‬‬
‫إن البحر اليت ل يتاج لن يدس فيه اللح ليصبح ملحا‪ ،‬وجهنم ل تتاج أن يدس فيها المر لتغدو حامية‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪254‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثالث‬
‫كشف بطائفة ما يسمونه الطرق الصوفية‬
‫إنا ليست طرقا‪ ،‬وإنا هي مشيخات أخذت أساءها من أساء مشايها‪ ،‬الذين كانوا وما زالوا يمعون حولم‬
‫الريدين والسالكي‪ ،‬ليحصلوا بذلك على الدد‪ ،‬أي‪ :‬الموال الت تنهمر عليهم‪ ،‬إما من الريدين مباشرة‪ ،‬أو بسبب‬
‫هؤلء الريدين‪ ،‬هذا الدد مضافا إل اللذة الت يدونا ف الذبة‪ ،‬مع هلوساتا الت توههم أنم تققوا باللوهية‪ ،‬كل‬
‫هذا يدفعهم إل التفان ف خدمة إبليس للبقاء على مسية الكهانة‪ ،‬وجر السلمي إل أشراكها‪ ،‬والفرق بي الطرق‬
‫هو بكلمات الذكار ل بعانيها‪ ،‬وبأشكال الضرة‪ ،‬أما الرياضة والوصول والكشف والقيقة الت هي هي الصوفية‪،‬‬
‫فواحدة‪.‬‬
‫وهذه طائفة ما يسر ال سبحانه الوقوف عليه من مشيخاتم‪ ،‬أوردها بإياز‪:‬‬
‫الحاسبية‪ :‬نسبة إل الارث بن أسد الحاسب‪ ،‬بصري‪ ،‬مات ف بغداد سنة ‪ 243‬هـ‪.‬‬
‫الطيفورية (أو البسطامية)‪ :‬نسبة إل أب يزيد‪ ،‬طيفور بن عيسى البسطامي‪ ،‬اختلفت كتبهم (الؤيدة‬
‫بالكشف!!) ف تاريخ وفاته على قولي‪ :‬سنة (‪234‬هـ)‪ ،‬وسنة (‪261‬هـ)‪.‬‬
‫السقطية‪ :‬نسبة إل أب السن‪ ،‬السري بن الغلس السقطي‪ ،‬خال النيد وأستاذه‪ ،‬وإليه ينتمي أكثر الشايخ ف‬
‫بغداد‪ ،‬مات فيها سنة ‪ 251‬هـ‪.‬‬
‫القصارية‪ :‬نسبة إل أب صال‪ ،‬حدون بن أحد بن عمارة القصار‪ ،‬شيخ اللمتية ف نيسابور‪ ،‬مات فيها عام‬
‫‪ 271‬هـ‪.‬‬
‫النيدية‪ :‬نسبة إل النيد بن ممد (أب القاسم) سيد الطائفة الصوفية‪ -‬كما يلقبونه‪ -‬أصله من ناوند‪ ،‬ومولده‬
‫ومنشؤه ف العراق‪ ،‬ويقال له أيضا‪( :‬القواريري)‪ ،‬مات ف بغداد سنة (‪297‬هـ)‪.‬‬
‫النورية‪ :‬نسبة إل أب السي‪ ،‬أحد بن ممد بن عبد الصمد النوري‪ ،‬بغوي الصل‪ ،‬بغدادي الولد والنشأ‪،‬‬
‫مات سنة (‪295‬هـ)‪.‬‬
‫السهلية‪ :‬نسبة إل سهل بن عبد ال التستري (أب ممد) مات سنة ‪ 273‬أو ‪ 283‬هـ‪.‬‬
‫الرازية‪ :‬نسبة إل أب سعيد‪ ،‬أحد بن عيسى الراز‪ ،‬يقال له‪ :‬لسان التصوف‪ ،‬بغدادي‪ ،‬مات سنة (‬
‫‪277‬هـ)‪.‬‬
‫الكيمية‪ :‬نسبة إل أب عبد ال‪ ،‬ممد بن علي الترمذي‪ ،‬الكيم‪ ،‬مات سنة (‪ )296‬أو (‪320‬هـ)‪ ،‬ولعلها‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪255‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الرجح‪ ،‬وهو غي الترمذي الحدث صاحب السنن‪.‬‬
‫ل على‬
‫اللجية‪ :‬نسبة إل أب الغيث‪ ،‬السي بن منصور اللج‪ ،‬فارسي‪ ،‬نشأ بواسط ف العراق‪ ،‬مات قت ً‬
‫الزندقة ف بغداد سنة (‪309‬هـ)‪ .‬والصوفية كلهم يزكونه‪ ،‬وعلى رأسهم الغزال ف (إحيائه)‪ ،‬والقشيي ف‬
‫(رسالته)‪ ،‬واليلن ف (فتحه وفتوحه)‪ ،‬وابن عرب ف كتبه‪.‬‬
‫الفيفية‪ :‬نسبة إل أب عبد ال ممد بن خفيف الضب الشيازي‪ ،‬مات سنة (‪371‬هـ) أو (‪391‬هـ)‪.‬‬
‫السيارية‪ :‬نسبة إل أب العباس‪ ،‬القاسم بن القاسم السياري من مرو‪ ،‬مات سنة (‪342‬هـ)‪.‬‬
‫هذه الطرق‪ ،‬هي الصول للطرق الت ظهرت فيما بعد‪ ،‬وقد اندثرت أساؤها بعد أن انقسم كل منها إل طرق‬
‫كثية‪ ،‬بسبب الشايخ الذين ظهروا فيها‪ ،‬ث أصل كل منهم طريقة باسه على حساب اسم شيخه‪ .‬والظن أن هناك‬
‫طرقا غي هذه‪ ،‬واكبتها أو تقدمتها‪ ،‬ل يتهيأ ل الوقوف على ما يشي إليها‪.‬‬
‫النبلنية‪ :‬مؤسسها أبو ممد عبد ال بن ممد النبلن‪ ،‬من بلدة جنبل ف فارس‪ ،‬مات فيها سنة ‪ 287‬هـ‬
‫واليها يعود الفضل ف نشر الذهب النصيي‪.‬‬
‫اللمتية‪ :‬تنسب أحيانا لمدون القصار‪ ،‬لكن الذي بلورها وأعطاها شكلها النهائي هو تلميذه أبو ممد عبد‬
‫ال بن منازل‪ ،‬مات بنيسابور سنة (‪ )329‬أو (‪330‬هـ)‪ ،‬وسوا أنفسهم اللمتية‪ ،‬من (اللمة) لنم يشتغلون‬
‫بلمة أنفسهم ويهملون الشريعة والخلق‪ ،‬وقد اضمحلت كطريقة مستقلة‪ ،‬لكنها استمرت تظهر ف سلوك كثي‬
‫من الولياء ف كل الطرق‪ ،‬يتظاهرون بالتهتك وإتيان البهائم وشرب المور وتناول الشيش والسرقة وغي ذلك‪،‬‬
‫ليستروا عن الناس وليتهم وصديقيتهم!‬
‫الكازرونية‪ :‬نسبة إل أب سعيد الكازرون‪ ،‬تتلمذ على ابن خفيف‪ ،‬وكان يلقب بـ(الرشد)‪ ،‬ول أقف من‬
‫ترجته على أكثر من هذا‪ ،‬ويكن أن تكون نسبة إل أب إسحاق‪ ،‬إبراهيم بن شهريار‪ ،‬مات ف كازرون (ف إيران)‬
‫سنة ‪ 426‬هـ‪ ،‬ترج ف الفيفية بأب ممد السي الكار‪ ،‬ولعل هذا هو الرجح‪ ،‬ويدعي أصحاب الطريقة‬
‫الويسية ف إيران أن الكازرون من رجال سلسلتهم‪.‬‬
‫السالية‪ :‬تنسب إل أب عبد ال ممد بن أحد بن سال (الكبي) بصري‪ ،‬مات سنة (‪297‬هـ)‪ ،‬وإل ابنه أب‬
‫السن أحد بن ممد (ابن سال الصغي) مات لسنة (‪360‬هـ)‪ ،‬وهو أستاذ أب طالب الكي‪ ،‬والسالية فرع من‬
‫السهلية‪.‬‬
‫السرية‪ :‬نسبة إل ممد بن عبد ال بن مسرة البلي‪ ،‬مات سنة (‪319‬هـ)‪ ،‬إساعيلي‪ ،‬اتم بالزندقة فخرج‬
‫فارا من الندلس‪ ،‬ث عاد إليها بعد مدة‪ ،‬وطريقته أم الطرق الصوفية ف الندلس‪ ،‬وهو غي ابن مسرة الحدث الافظ‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪256‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفقيه(‪.)1‬‬
‫اللمانية‪ :‬أسسها أبو حلمان الفارسي اللب ف دمشق ف القرن الرابع أو بعده بقليل‪ ،‬حاربا الشاعرة؛ لن‬
‫أتباعها كانوا يصرحون بوحدة الوجود‪ ،‬فلم تعمر طويلً‪ .‬القشيية‪ :‬نسبة إل أب القاسم‪ ،‬عبد الكري بن هوازن‬
‫القشيي‪ ،‬مؤلف الرسالة القشيية‪ ،‬مات ف نيسابور سنة ‪ 465‬هـ‪ ،‬ولعلها هي الت تسمى أيضا‪( :‬الوازنية)‪.‬‬
‫الصديقية‪ :‬ينسبونا إل أب بكر الصديق رضي ال عنه‪ ،‬ومؤسسها هو أبو بكر بن هوار من قبيلة الواريي‬
‫الكردية‪ ،‬سكن ف البطائح ف جنوب العراق‪ ،‬ف قرية الدادية‪ ،‬وهو من أهل القرن الامس الجري‪ ،‬أخذ طريقته عن‬
‫أب بكر الصديق ف النام حيث ألبسه ثوبا وطاقية ومر بيده على ناصيته‪ ،‬وقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬يا‬
‫أبا بكر بك تَحْيا سننُ أهلِ الطريق من أمت بالعراق بعد موتا‪...‬ث استيقظ فوجد الثوب والطاقية بعينيهما عليه)‪.‬‬
‫العريفية‪ :‬نسبة إل ابن العريف‪ ،‬أب العباس‪ ،‬أحد بن ممد بن موسى‪ ،‬من الرية ف الندلس‪ ،‬مات ف صنهاجة‬
‫ف الغرب سنة (‪535‬هـ) أو سنة (‪536‬هـ)‪ ،‬وهو غي ابن العريف النحوي الشاعر‪ ،‬وبالعريفية ترج ابن عرب‪.‬‬
‫القادرية‪ :‬أسسها ميي الدين‪ ،‬أبو صال‪ ،‬عبد القادر اليلن (سلطان الولياء)‪ ،‬مات سنة (‪561‬هـ) ف‬
‫بغداد‪ ،‬وهو أعجمي من (جيلن)‪ ،‬لكنهم يعلونه من سللة فاطمة الزهراء‪ ،‬رضي ال عنها‪.‬‬
‫الرفاعية (أو البطائحية)‪ :‬أسسها أحد بن السي الرفاعي‪ ،‬من بن رفاعة (قبيلة من العرب)‪ ،‬ولد وعاش ف أم‬
‫عبيدة‪ ،‬من أعمال البصرة ف العراق‪ ،‬ومات فيها سنة ‪ 578‬هـ‪ ،‬والبطائح اسم النطقة‪ ،‬وف كتبهم يعلونه من‬
‫سللة فاطمة الزهراء رضي ال عنه‪ ،‬ويعلون رفاعة أحد أجداده‪.‬‬
‫العدوية‪ :‬أسسها عدي بن مسافر‪ ،‬تلميذ عبد القادر اليلن‪ ،‬توف ف قرية بالس ف جبل للش من جبال‬
‫الكارية قرب سنجار‪ ،‬شال العراق‪ ،‬سنة (‪555‬هـ) أو (‪557‬هـ) أو (‪585‬هـ)‪ ،‬وقد تطورت هذه الطريقة‪،‬‬
‫وأتباعها اليوم هم (اليزيديون) عبدة الشيطان‪.‬‬
‫البيانية‪ :‬نسبة إل الشيخ أب البيان‪ :‬بنان أو بناء بن ممد بن مفوظ (السلمي) أو (القرشي) الوران ث‬
‫الدمشقي‪ ،‬مات سنة (‪551‬هـ)‪.‬‬
‫الدينية‪ :‬نسبة إل أب مدين‪ ،‬شعيب بن حسي (أو حسن) الندلسي‪ ،‬استوطن باية ف الغرب‪ ،‬مات وهو ف‬
‫طريقه للقتل على الزندقة سنة (‪590‬هـ) أو (‪593‬هـ) ف تلمسان‪.‬‬
‫الرحيمية القنائية‪ :‬نسبة إل عبد الرحيم القنائي‪ ،‬مغرب أخذ عن أب يعزى‪ ،‬ث انتقل إل مصر ومات فيها سنة (‬
‫‪592‬هـ) ف قنا‪ .‬وقد وهم من قال‪ :‬إنه ل يكن شيخ طريقة‪ .‬ولكن يظهر أنا اندثرت‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحدث الافظ الفقيه وهب بن مسرة بن مفرج التميمي الجاري‪ ،‬من وادي الجارة بالندلس‪ ،‬توف سنة (‪346‬هـ)‪ ،‬وقد وهم فيه الافظ الذهب‬
‫وتبعه ابن حجر بسبب تشابه نسبته مع ابن مسرة الصوف‪( ،‬هذا التعريف مقتبس عن ملة (دار الديث السنية) (العدد‪ :‬الثالث)‪ ،‬سنة (‪1402‬هـ‪-‬‬
‫‪1982‬م)‪( ،‬ص‪.)145:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪257‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫القََلنْدرية‪ :‬نسبة إل قلندر يوسف‪ ،‬أندلسي هاجر إل الشرق‪ ،‬وقد ظهرت هذه الطريقة لول مرة ف دمشق‬
‫سنة (‪610‬هـ)‪ ،‬وأتباعها يلقون لاهم‪ ،‬ول يأخذون أنفسهم بشعائر الدين السلمي ول بقومات الخلق‪ ،‬مات‬
‫قلندر يوسف ف دمياط بصر‪ ،‬والطريقة منتشرة ف الند‪ ،‬نشرها الشيخ قطب الدين العمري الونبوري (أجهل‬
‫عصره)‪.‬‬
‫الكبوية‪ :‬للشيخ نم الدين أب الناب أحد بن عمر بن ممد الوارزمي الكبى‪ ،‬أشهر صوفية الفرس‪ ،‬ولد‬
‫وعاش ف مدينة (خيوة) من أعمال خوارزم‪ ،‬مات فيها سنة ‪ 618‬هـ أو قبلها بقليل‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه أخذ التصوف عن‬
‫روز بان(‪ )1‬ف مصر‪ ،‬لكن أظنه ترج ف القادرية بأحد تلميذ عبد القادر‪.‬‬
‫الِشْتية‪ :‬نسبة إل قرية (جشت) ف هراة‪( ،‬ف الشمال الغرب من أفغانستان)‪ ،‬مؤسسها أبو إسحاق الدمشقي‬
‫الشت‪ ،‬وهو من أحياء العقود الخية من القرن السادس الجري‪ ،‬ولعله أدرك بعض الول من القرن السابع‪ ،‬وهي‬
‫منتشرة ف الند‪ ،‬نشرها هناك خواجة معي الدين حسن السنجري الجيي‪ ،‬مات ف أجي سنة ‪ 620‬هـ أو‬
‫‪627‬هـ أو ‪ 634‬هـ‪ ،‬وقبه مجة للمسلمي والندوس على السواء‪ ،‬وقد كان لبعض أتباعها دور ف نشر السلم‬
‫بي الندوس‪ ،‬ويقول مؤلف (الثقافة السلمية) ف الند‪ :‬إنا أول طريقة أخذها أهل الند‪.‬‬
‫اليونسية‪ :‬نسبة إل يونس بن يوسف بن مساعد الشيبان البخاري‪ ،‬ل شيخ له‪ ،‬مات سنة ‪ 619‬هـ ف قرية‬
‫(القنية) من أعمال (داريا) قرب دمشق‪ ،‬وهي غي اليونسية الفرقة الشيعية الت ذابت فيما بعد ف التاولة‪ ،‬وغي‬
‫اليونسية‪ ،‬الفرقة الرجئية‪.‬‬
‫السهروردية‪ :‬نسبة إل شهاب الدين عمر بن ممد السهروردي البغدادي‪ ،‬مات ف بغداد سنة ‪ 632‬هـ‪.‬‬
‫البابائية أو (البابية)‪ :‬نسبة إل بابا إسحاق الكفرسوذي (من كفرسوت بنواحي حلب) التركمان‪ ،‬وقيل‪ :‬نسبة‬
‫إل بابا إلياس‪ ،‬أو إليهما معا باعتبارها شريكي‪ ،‬وقد بدأت شهرة (بابا) ف بلد الروم (تركيا) سنة ‪ 628‬هـ‪ .‬قُتل‬
‫بابا إسحاق سنة ‪ 638‬هـ‪ ،‬قتله السلطان غياث الدين كيخسرو الثان السلجوقي‪ ،‬وعفا عن بابا إلياس‪ ،‬وهي غي‬
‫البابية الت أنبت البهائية‪.‬‬
‫الكبية أو (العربية) أو (الاتية)‪ :‬نسبة إل الشيخ الكب‪...‬ابن عرب الاتي‪ ،‬أندلسي من مرسية‪ ،‬طاف‬
‫البلد‪ ،‬واستقر ف دمشق‪ ،‬ومات فيها سنة (‪638‬هـ)‪ ،‬ترج بالعريفية‪ ،‬ويعتبه الساعيلية من أعلمهم‪.‬‬
‫الشوذية‪ :‬مؤسسها أبو عبد ال الشوذي الشبيلي العروف بـ(اللوي) توف على الرجح مع مطلع القرن‬
‫السابع الجري ف تلمسان‪ ،‬وف الشوذية ترج ابن سبعي‪.‬‬
‫الريرية‪ :‬نسبة إل علي بن أب السن بن منصور الريري‪ ،‬مات ف (بُسر) من حوران سنة (‪645‬هـ)‪ ،‬وقد‬
‫اضمحلت الن‪.‬‬

‫‪ )(1‬يتلف اسه من مرجع إل آخر‪ ،‬فقد ورد‪( :‬روز بار)‪( ،،‬روز بان)‪( ،،‬روز نار)‪( ،،‬زون بار)‪ ،‬ول يساعد الكشف على معرفة الصحيح منها‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪258‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫البكتاشية‪ :‬نسبة إل حاجي بكتاش‪ ،‬ممد بن إبراهيم بن موسى الراسان‪ ،‬من أعوان بابا إلياس‪ ،‬نزح من‬
‫خراسان إل تركيا ومات ف نوشهر حوال منتصف القرن السابع الجري‪ ،‬منتشرة ف تركيا وشرقي أوروبا ومصر‪،‬‬
‫وغلو التشيع الثن عشري واضح فيها‪.‬‬
‫الشاذلية‪ :‬مؤسسها أبو السن علي بن عبد ال بن عبد البار الشاذل‪ ،‬مغرب‪ ،‬رحل إل تونس وسكن فيها ف‬
‫قرية (شاذلة)‪ ،‬ث انتقل إل مصر‪ ،‬ومات فيها سنة ‪ 656‬هـ ف صحراء عيذاب وهو ف طريقه إل الج‪ ،‬وكان كُف‬
‫بصره‪ ،‬وف بعض كتب الرفاعية أن الشاذلية فرع من الرفاعية‪( .‬والشاذل مثل غيه من الصوفية من سللة فاطمة‬
‫الزهراء)‪.‬‬
‫الحدية أو (السطوحية)‪ :‬نسبة إل أحد البدوي‪ ،‬من الغرب‪ ،‬هاجر أبوه إل مكة‪ ،‬وهاجر هو منها إل مصر‬
‫بعد أن مر على العراق‪ ،‬وزار أضرحتها‪ ،‬أقام ف مدينة طندتا (طنطا) ومات فيها سنة (‪675‬هـ)‪ ،‬وسيت السطوحية‬
‫لنه كان يقيم على السطح بصورة دائمة‪ ،‬ويقولون‪ :‬إنه كان ل يصلي‪ ،‬وهو (مثل غيه من الصوفية) من سللة‬
‫فاطمة الزهراء رضي ال عنها‪.‬‬
‫العلوية‪ :‬مؤسسها الستاذ العظم‪ ،‬ممد بن علي بن ممد‪...‬باعلوي‪ ،‬ولد ف مدينة تري بضرموت‪ ،‬ومات‬
‫فيها سنة (‪653‬هـ)‪.‬‬
‫العلية السعدية‪ :‬نسبة إل سعد الدين الباوي (من قرية جبا ف الولن)‪ ،‬ابن يونس الشيبان‪ ،‬مات حسب‬
‫أعلم الزركلي سنة (‪621‬هـ)‪ ،‬والظن أنه أدرك النصف الثان من القرن السابع‪.‬‬
‫الدهية‪ :‬نسبة إل الشيخ أدهم؟ مدفون ف القدس‪ ،‬ولعله من أحياء العقود الخية من القرن السابع أو الول‬
‫من الثامن الجري‪.‬‬
‫البهامية أو (الدسوقية) مؤسسها إبراهيم الدسوقي‪ ،‬من الغرب‪ ،‬مات ف مصر سنة (‪676‬هـ)‪.‬‬
‫السبعينية‪ :‬نسبة إل ابن سبعي‪ ،‬أندلسي‪ ،‬انتقل إل مكة ومات فيها (يقال‪ :‬منتحرا) سنة (‪667‬هـ) أو (‬
‫‪668‬هـ) أو (‪669‬هـ)‪ .‬وأتباعها يسمون (الليسية) لن ذكرهم كان‪( :‬ليس إل ال)‪.‬‬
‫الششترية‪ :‬نسبة إل أب السن علي النميي الششتري‪ ،‬تلميذ ابن سبعي‪ ،‬أندلسي‪ ،‬مات ف مصر (دمياط)‪،‬‬
‫سنة (‪668‬هـ)‪.‬‬
‫السنية السعدية‪ :‬أسسها سعد الدين ممد بن الؤيد‪...‬بن حويه‪ ،‬شيعي(‪ ،)1‬سكن سفح قاسيون ف دمشق‪ ،‬ث‬
‫رجع إل بلده الصلي خراسان‪ ،‬انتشرت طريقته ف الشام وخراسان بي السنة الذين تشيعوا اتباعا لشيخهم‪ ،‬وسوه‪:‬‬
‫سعَى)) [القصص‪ ،]20:‬مات ف خراسان‬ ‫(يسعى العجم) إشارة إل الية الكرية‪(( :‬وَجَاءَ رَ ُجلٌ مِنْ َأ ْقصَى الْمَدِيَنةِ يَ ْ‬
‫سنة (‪650‬هـ)‪ ،‬ويسمونه أيضا‪ :‬سعد الدين الموي‪ ،‬ترج ف الطريقة الكبية بالشيخ الكب نفسه‪.‬‬

‫‪ )(1‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)136:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪259‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الولوية أو (الللية)‪ :‬نسبة إل الول جلل الدين ممد بن ممد بن السي الرومي‪ ،‬بلخي‪ ،‬هاجر وهو صغي‬
‫مع أبيه إل سيواس وغيها؛ حت استقر ف قونية (عاصمة السلجقة) ف تركيا‪ ،‬زار دمشق واتصل بابن عرب‬
‫وتلميذه‪ ،‬ومنهم سعد الدين الموي والقونوي‪ ،‬وف قونية وصل إل مقام الفرق الثان على يد شس تبيز ممد بن‬
‫علي بن ملك داد (لعله إساعيلي)‪ ،‬مات جلل الدين سنة (‪672‬هـ)‪.‬‬
‫النعمانية‪ :‬نسبة إل أب عبد ال‪ ،‬شس الدين ممد بن موسى بن النعمان‪ ،‬مغرب‪ ،‬قدم السكندرية شابا ومات‬
‫فيها سنة (‪683‬هـ)‪.‬‬
‫السلمية‪ :‬شيخها حسن بن مسلم‪ ،‬مصري‪ ،‬مات ف القاهرة سنة (‪764‬هـ)‪.‬‬
‫النايفية‪ :‬شيخها رمضان الشعث‪ ،‬مات ف مصر ف القرن الثامن؟‬
‫الوفائية‪ :‬نسبة إل ممد وفا بن ممد بن ممد النجم‪ ،‬ولد ف السكندرية‪ ،‬ث رحل إل القاهرة‪ ،‬ومات فيها‬
‫سنة (‪765‬هـ)‪ ،‬وممد وفا معدود من رجال السلسلة الشاذلية‪.‬‬
‫المدانية‪ :‬نسبة إل علي بن الشهاب المدان‪ ،‬فارسي‪ ،‬مات سنة (‪786‬هـ)‪ ،‬ترج ف الكبوية‪ ،‬ولعل‬
‫اهتمامه بعبد القادر اليلن كان عن طريقها‪ ،‬وللهمدانية دور ف نشر التشيع ف إيران‪.‬‬
‫الركنية‪ :‬نسبة إل ركن الدين‪ ،‬أبو الكارم‪ ،‬علء الدولة السمنان‪ ،‬من قرية سنان ف خراسان‪ ،‬مات سنة (‬
‫‪736‬هـ)‪ ،‬ترج ف الكبوية‪ ،‬وكان يعارض بشدة التصريح بوحدة الوجود‪.‬‬
‫النقشبندية‪ :‬أسسها باء الدين ممد بن ممد البخاري على صورة ثورة صوفية ألغت كثيا من تقاليد‬
‫التصوف‪ ،‬من ذكر وخلوة وكرامات‪ ،‬وألغت بشكل خاص خرافة السلسلة الصوفية الت كانوا يرفعونا إل علي بن‬
‫أب طالب‪ ،‬حيث يقول باء الدين‪ :‬ل تصل سلسلة أحد موضعا معينا)‪ ،‬ويقول‪ :‬ل تصل إل التأخرين طريقة من أحد‬
‫الشايخ‪ ،‬ولكن تلميذه عادوا فجعلوا لطريقتهم سلسلة رفعوها إل النيد‪ ،‬وجعلوه يكلمهم ويوجههم‪ ،‬مات باء‬
‫الدين سنة (‪791‬هـ)‪ ،‬وقد تولوا عن النيد فيما بعد‪ ،‬ففي كتاب‪( :‬تنوير القلوب) مثلً‪ ،‬يعلون سلسلتهم تر بأب‬
‫يزيد البسطامي حت تصل إل أب بكر الصديق‪ ،‬كما عادوا أيضا إل اللوة‪ ،‬وإل الرقص أحيانا‪ ،‬وإل بقية‬
‫الصوفيات‪ ،‬والطريقة من الالسة الصامتة مع شذوذ نادر‪.‬‬
‫الروفية‪ :‬أسسها فضل ال بن عبد الرحن السين الستراباذي‪ ،‬شيعي‪ ،‬كان يتنقل بي مدن فارس‪ ،‬قتل سنة (‬
‫‪804‬هـ)‪ ،‬وسيت الروفية لعتنائهم الزائد بالروف وأسرارها على طريقة الوفاق والطلسم‪ ،‬والزايرجة‬
‫واستنطاق الروف والتنجيم‪ ،‬وقد اندمت الروفية فيما بعد بالبكتاشية وطورتا‪( ،‬كان الليفة الثان لفضل ال‬
‫يسمى‪ :‬علي العلى)‪.‬‬
‫الصفوية‪ :‬نسبة إل صفي الدين‪ ،‬إسحاق بن جبائيل ‪-‬والظاهر أنه تركي‪ -‬العلوي ‪-‬السن أو السين‪،-‬‬
‫توف ف أردبيل سنة (‪735‬هـ) على الرجح‪ ،‬أخذ التصوف عن الشيخ إبراهيم الزاهد الكيلن لعلها الطريقة‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪260‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫القادرية‪ ،‬تشيع هو أو ابنه صدر الدين موسى (مات سنة ‪ 794‬هـ)‪ ،‬كان أتباعه من السنة الذين انقلبوا إل شيعة‬
‫بسبب شيوخهم صفي الدين وأولده وأحفاده (الؤلي)‪ ،‬وكلهم من شال إيران‪ ،‬وقد قويت طريقته وكثر أتباعها ف‬
‫زمن خلفائه حت استطاع أحد أحفاده (إساعيل بن حيدر) أن يتملك بم على إيران سنة (‪905‬هـ)‪.‬‬
‫والطرق الربع‪ :‬المدانية‪ ،‬والسنية السعدية‪ ،‬والروفية‪ ،‬والصفوية‪ ،‬هي الت بدأت العمل على نشر التشيع ف‬
‫إيران‪ ،‬وقد ذابت السنية السعدية والروفية‪ ،‬بينما تابعت الصفوية عملها حت تولت إل ملك‪ ،‬ث إل فرقة جديدة‬
‫أضيفت إل الفرق السلمية هي (القيزيلباشية)‪.‬‬
‫النوربشية‪ :‬نسبة إل ممد بن عبد ال اللقب (نور بش) أي واهب النوار‪ ،‬هاجر أبوه من الحساء‪ ،‬وسكن‬
‫ف بلدة (قاين)‪ ،‬وانتسب أو ًل إل الطريقة المدانية‪ ،‬ث أكد نسبته إل علي بن أب طالب عن طريق الكشف‪ ،‬فعرف‬
‫أنه من سللة موسى الكاظم‪ ،‬كما عرف عن طريق الكشف أنه الهدي‪ ،‬وساعده على ذلك اسه (ممد بن عبد ال)‪،‬‬
‫وسى ابنه (القاسم)‪ ،‬فأصبح (أبو القاسم ممد بن عبد ال)(‪ ،)1‬وكان يصرح علنا أن حركته ترمي إل المع بي‬
‫التصوف والتشيع(‪ ،)2‬واللحظ أنه شيعي‪ ،‬لكنه ادعى الهدوية حسب النصوص السنية‪ ،‬والطريقة الن شيعية كلها‪،‬‬
‫وقد ساعدت كثيا جدا على انتشار التشيع ف إيران والند‪ ،‬مات نوربش سنة ‪ 869‬هـ(‪ )3‬ف الري‪ .‬وف أواسط‬
‫القرن العاشر هرب شيخ النوربشية (طاهر بن رضا الساعيلي القزوين) مع جع من أتباعه إل الند حيث نشروا‬
‫التشيع هناك مع الطريقة‪.‬‬
‫النعمتللهية‪ :‬نسبة إل نعمة ال الول العلوي اللب‪ ،‬ساح ولقي عبد ال اليافعي‪ ،‬ث استقر ف ماهان (من‬
‫أعمال كرمان)‪ ،‬وكان مريدوه يسجدون له‪ ،‬ويرون أنه العن بالية‪َ(( :‬ي ْعرِفُونَ ِنعْمَ َة الّلهِ ثُ ّم يُن ِكرُوَنهَا وَأَ ْكَث ُرهُمُ‬
‫اْلكَاِفرُونَ)) [النحل‪ ،]83:‬وقد صارت الطريقة كلها شيعية بعد أن كان مؤسسها سنيا حنفيا ميالً إل التشيع‪ ،‬ترج‬
‫بالشاذلية‪ ،‬مات سنة ‪ 834‬هـ‪ ،‬وعمره قريب من مائة سنة‪ ،‬وانتشرت النعمتللهية ف إيران والند‪ ،‬وهي أوسع‬
‫الطرق انتشارا ف إيران‪ ،‬وقد ساعدت كثيا على انتشار التشيع هناك‪.‬‬
‫الشعشعية‪ :‬مؤسسها ممد بن فلح بن هبة ال‪ ،‬وهو كغيه من الولياء‪ ،‬من سللة فاطمة الزهراء‪ ،‬رضي ال‬
‫عنها‪ ،‬ولعله ف الصل درزي من وادي التيم‪ ،‬تصوف وتفقه ف مدينة اللة بعلوم الشيعة الثن عشرية على يد أحد‬
‫بن فهد اللي‪ ،‬وتزوج ابنته‪ ،‬ث تنقل حت وصل إل بادية خوزستان‪ ،‬حيث أخبه الكشف أنه الهدي النتظر (مهدي‬
‫السنة)‪ ،‬حصلت على يده خوارق كثية كثر بسببها أتباعه‪ ،‬وكلهم من السنة الذين تولوا إل مذهب شيخهم الؤله‬
‫الشيعي‪ ،‬وكان يسمي خوارقه (التشعشع)‪ ،‬وكان يقطع الطرق‪ ،‬وينهب الجاج‪ ،‬امتلك الهواز والويزة (العاصمة)‪،‬‬
‫وأكثر بلد خوزستان‪ ،‬مات سنة ‪ 866‬هـ‪.‬‬

‫ل عن نفحات النس‪( ،‬ص‪.)286:‬‬


‫‪ )(1‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪ ،‬فصل ممد بن عبد ال اللقب بنور بش‪ ،‬وهو نق ً‬
‫ل عن نفحات النس‪( ،‬ص‪.)286:‬‬
‫‪ )(2‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪ ،‬فصل ممد بن عبد ال اللقب بنور بش‪ ،‬وهو نق ً‬
‫‪ )(3‬الصوفية بب المس واليوم‪( ،‬ص‪.)137:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪261‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الشطارية‪ :‬نسبة إل عبد ال شطار الراسان‪ ،‬مات سنة ‪ 832‬هـ ف مدينة ماندو ف الند الوسطى‪ ،‬وقد‬
‫كانت ف القرن العاشر طريقة الند الرئيسية‪ ،‬أدخلت اليوغا ف رياضتها‪ ،‬واهتمت كثيا بالسيمياء (السحر)‪.‬‬
‫الدارية‪ :‬أسسها بديع الدين مدار الكنيوري (الند)‪ ،‬مات سنة ‪ 844‬هـ‪ ،‬كان أتباعها من أهل الوحدة‬
‫الطلقة‪ ،‬أي يصرحون بوحدة الوجود‪ ،‬ومن أهل التجريد الظاهري‪ ،‬يكتفون بستر العورة الظاهرة‪ ،‬ويترئون على‬
‫مناهي الشرع‪.‬‬
‫العيدروسية‪ :‬نسبة إل عبد ال بن أب بكر بن عبد الرحن العيدروس‪ ،‬من مدينة تري ف حضرموت‪ ،‬مات فيها‬
‫سنة ‪ 865‬هـ‪ ،‬وقد ترج ف العلوية‪ ،‬وهي منتشرة أكثر شيء ف الند وحضرموت‪.‬‬
‫الشابية‪ :‬نسبة إل أحد بن ملوف الشاب‪ ،‬تونسي‪ ،‬مات ف القيوان سنة ‪ 887‬هـ‪ ،‬وهي فرع من الشاذلية‪.‬‬
‫الزولية‪ :‬نسبة إل ممد بن عبد الرحن‪...‬بن سليمان الزول السملل‪ ،‬مؤلف‪( :‬دلئل اليات)‪ ،‬مات سنة‬
‫‪ 869‬أو ‪ 870‬هـ ف الغرب‪ ،‬وجزولة هي إحدى قبائل الببر‪ ،‬ولكنه مع ذلك من سللة فاطمة الزهراء‪.‬‬
‫الزرّوقية‪ :‬نسبة إل أب العباس أحد بن أحد بن ممد بن عيسى البنوي الفاسي‪ ،‬العروف بزروق‪ ،‬يقول عنه‬
‫أبو الفيض النوف ف جهرة الولياء‪ :‬ولد يوم الميس‪ 12 /‬مرم ‪ /‬عام ‪ 840‬هـ‪ ،‬وعاش (‪ 63‬سنة)‪ ،‬ومات سنة‬
‫‪ 899‬هـ(‪ ،)1‬وقد ترج ف الشاذلية‪.‬‬
‫العيساوية‪ :‬نسبة إل سيدي ممد بن عيسى‪ ،‬من بلد السوس (الغرب)‪ ،‬ترج ف الطريقة الزولية‪ ،‬مات ف‬
‫(مكناسة الزيتون) سنة ‪ 933‬هـ‪ ،‬ويظهر أنا والزولية فرعان من الرفاعية‪ ،‬لنما تعتمدان الطبول وضرب الشيش‬
‫والناجر وأكل الزجاج واليات‪ ،‬وفيهما كثي من النكرات ‪ -‬شأن كل الطرق ‪ -‬لكن ممودا أبا الفيض النوف‬
‫يعل الزولية فرعا من الشاذلية‪.‬‬
‫الكَنكَوهية‪ :‬نسبة إل الشيخ عبد القدوس الكَنكَوهي‪ ،‬هندي‪ ،‬كان يصرح بوحدة الوجود ويدعو إليها بقوة‪،‬‬
‫وهي فرع من الصابرية الشتية‪ ،‬مات الكَنكَوهي سنة ‪933‬هـ‪.‬‬
‫الهنجهانوية‪ :‬نسبة إل عبد الرزاق الهنجهانوي‪ ،‬هندي‪ ،‬مات سنة ‪ 949‬هـ‪ ،‬مزج بي القادرية والشتية‪،‬‬
‫وكان عالا معروفا‪ ،‬ويدعو إل وحدة الوجود متحمسا لا ولحيي الدين بن عرب‪.‬‬
‫الهدوية‪ :‬مؤسسها (الهدي النتظر) ممد بن يوسف النبوري‪ ،‬من جونبور ف الند‪ ،‬ومن أحياء القرن التاسع‬
‫وأوائل العاشر الجريي‪ ،‬توف ف خراسان‪ ،‬أخبه الكشف أنه الهدي النتظر‪ ،‬وانتشرت طريقته ف كجرات والدكن‬
‫من بلد الند‪ ،‬وقد تولت إل فرقة من الفرق النحرفة‪ ،‬ويب أن ل نلط بينها وبي الهدية السودانية الت جاءت‬
‫بعدها بأربعة قرون‪.‬‬
‫اللْوتية‪ :‬نسبة إل (أخي) ممد بن أحد بن ممد كري الدين اللوت‪ ،‬أخذها عن ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ )(1‬الصحيح أنه ولد عام (‪846‬هـ)‪ ،‬وعاش (‪ 54‬عاما)‪ ،‬ومات سنة (‪899‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪262‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫مباشرة ف اليقظة ل ف النام‪ ،‬وكان يقول‪ :‬طريقت ممدية‪ ،‬مات سنة ‪ 986‬هـ ف مصر‪.‬‬
‫الجددية (أو الحدية)‪ :‬نسبة إل مدد اللف الثان أحد بن عبد الحد الفاروقي السرهندي‪ ،‬من الند‪ ،‬توف‬
‫سنة ‪ 1034‬هـ‪1625 /‬م‪ ،‬والطريقة فرع من الباقية الت هي فرع من النقشبندية‪ ،‬منتشرة ف الند وف أكثر بلد‬
‫السلمي‪ ،‬ولعلها غي موجودة ف شال إفريقية‪.‬‬
‫البيامية‪ :‬نسبة إل إبراهيم (بل بيم) بن تيمورخان‪ ،‬من بوسنة ف البلقان‪ ،‬طاف البلد‪ ،‬وله ف كل بلد اسم‪،‬‬
‫فاسه ف ديار الروم علي‪ ،‬وف مكة حسن‪ ،‬وف الدينة ممد‪ ،‬استقر ف مصر‪ ،‬ومات فيها سنة ‪1026‬هـ‪.‬‬
‫الوزانية‪ :‬نسبة إل عبد ال بن إبراهيم بن موسى اليَ ْملَحي الصمودي الوزان‪ ،‬نسبة إل بلدة وزان ف الغرب‪،‬‬
‫مات سنة ‪1089‬هـ‪ ،‬الوافقة لـ ‪1678‬م‪.‬‬
‫الذهبية‪ :‬نسبة إل آقا سيد ممد القريشي الذهب‪ ،‬فارسي‪ ،‬ولعله من أهل النصف الول من القرن الثان عشر‬
‫الجري‪ ،‬والطريقة منتشرة بي الشيعة ف إيران والند‪ ،‬وهي فرع من النعمتللهية‪.‬‬
‫الدرقاوية‪ :‬نسبة إل العرب أو (ممد العرب) بن أحد‪...‬الدرقاوي‪ ،‬مغرب مات سنة (‪1239‬هـ)‪ ،‬وهي فرع‬
‫من الشاذلية‪.‬‬
‫الول اللهية‪ :‬نسبة لول ال‪ ،‬أحد بن عبد الرحيم الدهلوي التوف سنة (‪1176‬هـ‪1763-‬م)‪ ،‬ترج‬
‫بالطريقة الحسنية الت هي فرع من الطريقة الباقية‪ ،‬الت هي بدورها فرع من النقشبندية‪ ،‬له دور هام ف نشر علم‬
‫الديث ف الند‪ ،‬ولعل هذا ناتج عن تأثره بدعوة ممد بن عبد الوهاب‪ ،‬والطريقة منتشرة ف الند‪.‬‬
‫الحمدية الحسنية‪ :‬مؤسسها أحد بن عرفان البيلوي الشهيد‪ ،‬قاد جهادا إسلميا ف ماربة الستعمار‪ ،‬لكن‬
‫صوفيي الند خذلوه‪ ،‬لنه‪ -‬مع تصوفه‪ -‬كان يقول بالنهج السلفي‪ ،‬قتل ماهدا سنة ‪1246‬هـ‪1831-‬م‪ ،‬وطريقته‬
‫فرع من الحسنية (سيد ذكرها) ولعله ترج بالول اللهية‪.‬‬
‫الرحانية‪ :‬فرع من اللوتية‪ ،‬تنسب ف الغرب إل ممد بن عبد الرحن بوقبين‪ ،‬مات ف تونس سنة (‬
‫‪1028‬هـ)‪ ،‬وينسبونا ف بلد الشام إل عبد الرحن الشريف‪ ،‬مات سنة (‪1305‬هـ)‪.‬‬
‫الدريسية‪ :‬أسسها أحد بن إدريس‪ ،‬مغرب من الدارسة‪ ،‬تول ف البلد‪ ،‬واستقر ف اليمن‪ ،‬طريقته ممدية‪،‬‬
‫أخذها عن النب صلى ال عليه وسلم مباشرة ف اليقظة ل ف النام‪ ،‬مات ف بلدة (صبية) ف تامة عسي سنة ‪1253‬‬
‫هـ‪ ،‬وطبعا رأى الرسول صلى ال عليه وسلم ف اليقظة بالكشف‪.‬‬
‫الرشيدية‪ :‬نسبة إل إبراهيم الرشيد‪ ،‬تلميذ أحد بن إدريس‪ ،‬سار على نفس طريقته‪ ،‬وهو سودان‪ ،‬تنقل‪،‬‬
‫ومات ف مكة سنة ‪1291‬هـ‪ ،‬ويب أن ل نلطها مع الرشيدية إحدى فرق الوارج‪.‬‬
‫التجانية‪ :‬مؤسسها أحد التجان‪ ،‬أخذ الطريقة عن ممد صلى ال عليه وسلم مباشرة ف اليقظة ل ف النام‪،‬‬
‫مات ف الغرب سنة ‪ 1230‬هـ‪ ،‬وقد كان الستعمار الفرنسي يشجع انتشارها ف البلد السلمية الت يتلها‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪263‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تسلك أحد التجان ف أول أمره ف اللوتية‪.‬‬
‫السنوسية‪ :‬أسسها ممد بن علي السنوسي‪ ،‬تنقل‪ ،‬ومات ف جغبوب (ليبيا) سنة ‪ 1276‬هـ‪1859 /‬م‪،‬‬
‫وكانت ولدته ف مستغان (الزائر)‪ ،‬وف فترة ما كانت السنوسية شبيهة بالزب السياسي ولا دور ف ماربة‬
‫الستعمار‪.‬‬
‫الدنية‪ :‬نسبة إل ممد بن حزة بن ظافر الدن‪ ،‬خرج من الدينة النورة واستقر ف الغرب القصى‪ ،‬وكان مبدأ‬
‫ظهور طريقته عام ‪ 1240‬هـ‪ ،‬وهي فرع من الشاذلية‪.‬‬
‫سيّة‪ :‬ينسبونا ‪ -‬زورا ‪ -‬إل أويس القرن (وهذا بدهيا غي صحيح)‪ ،‬ظهر أويس ف خلفة عمر بن‬
‫الوَيْ ِ‬
‫الطاب‪ ،‬توف سنة ‪ 37‬هـ ترجيحا‪ ،‬وف السلسلة الويسية كثي من التخليط‪ ،‬فهم يعلون من شيوخ سلسلتهم‪:‬‬
‫ابن خفيف‪ ،‬والكازرون‪ ،‬والكبى‪ ،‬ونوربش‪ ،‬ول يستبعد أن يكون مؤسسها (جلل الدين علي أبو الفضل عنقا)‪،‬‬
‫توف ف طهران سنة ‪ 1293‬هـ‪ ،‬أو شيخه (عبد القادر جهرمي)‪ ،‬مات سنة ‪ 1262‬هـ‪ ،‬وإن صعدت فل تبعد‪.‬‬
‫اليغنية‪ :‬نسبة إل ممد عثمان اليغن بن ممد أب بكر بن عبد الحجوب‪ ،‬من الطائف‪ ،‬انتقل إل مصر‪ ،‬ث‬
‫إل السودان‪ ،‬واستقر ف (الاتية) جنوب (كسل)‪ ،‬ومات فيها سنة ‪ 1268‬هـ‪ ،‬وهو من تلميذ أحد بن إدريس‪.‬‬
‫الهدية‪ :‬نسبة إل (الهدي النتظر) ممد بن أحد بن عبد ال‪ ،‬من السودان‪ ،‬تلقب بالهدي النتظر سنة ‪1298‬‬
‫هـ‪ ،‬واستطاع السيطرة على السودان‪ ،‬توف بالوباء سنة ‪ ،1302‬ويعرف أتباعه أيضا بالدراويش‪ ،‬وقد أخذت ف‬
‫فترة ما شكل الزب السياسي‪ ،‬وهي غي الهدوية الندية الار ذكرها‪.‬‬
‫الَيشْرطية‪ :‬أسسها علي اليشرطي‪ ،‬مغرب هاجر إل عكا ف فلسطي ومات فيها سنة ‪ 1316‬هـ‪ ،‬وهي فرع‬
‫من الشاذلية‪ ،‬ويتحدث الناس عن منكر فيها يسمونه‪ :‬التنوير‪ ،‬وقد انتسب إليها السلطان عبد الميد قبل انياره بدة‬
‫وجيزة‪ ،‬على يد ممود أب الشامات (دمشقي)‪.‬‬
‫الدانية‪ :‬نسبة إل ممد الدان القصيـب التونسي‪ ،‬من أحياء العقود الوسطى من القرن الرابع عشر الجري‪،‬‬
‫وهي منتشرة ف تونس وما حولا‪ ،‬وهناك من يتهم الدان بالتعامل مع الستعمار الفرنسي‪.‬‬
‫سنَزانية‪ :‬نسبة إل عبد الكري الكسنان‪ ،‬عراقي‪ ،‬لعل وفاته كانت بعد عام ‪ 1360‬هـ‪ ،‬وهي موجودة ف‬
‫الك ْ‬
‫العراق ولعلها فرع من القادرية‪.‬‬
‫البيلوية‪ :‬نسبة إل أحد رضا البيلوي‪ ،‬من مدينة بريلي ف الند ف ولية أّترْبْراديش‪ ،‬كان يلقب نفسه (عبد‬
‫الصطفى)‪ ،‬ويدعوه أتباعه دائما (حضرة العلى)‪ ،‬وكان شديد سواد اللون‪ ،‬والبيلوية منتشرة ف شبه القارة الندية‪،‬‬
‫والتشيع والنراف واضحان فيها‪ .‬مات حضرة العلى سنة ‪ 1340‬هـ‪ ،‬وكان ترجه ف القادرية‪.‬‬
‫العلوية‪ :‬نسبة إل أحد بن مصطفى العلوي من مستغان ف الزائر‪ ،‬مات فيها سنة س ‪1353‬هـ‪.‬‬
‫الصافية‪ :‬نسبة إل حسني الصاف‪ ،‬مصري‪ ،‬من أهل النصف الول من القرن الرابع عشر الجري‪ ،‬وهي‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪264‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فرع من الشاذلية‪.‬‬
‫الريدية‪ :‬منتشرة ف السنغال‪ ،‬مؤسسها (أحد بنب)‪ ،‬سنغال من أحياء عام (‪1926‬م)‪.‬‬
‫الفيضية‪ :‬شيخها ممود أبو الفيض النوف‪ ،‬مصري‪ ،‬أسس ف عام ‪ 1927‬م ف القاهرة الكلية الصوفية الت‬
‫بقيت حت عام ‪ 1933‬م‪ .‬ولعله ل يزال حيا حت كتابة هذه الكلمات؟ وهي فرع من الشاذلية‪.‬‬
‫الليلية‪ :‬نسبة إل الاج ممد أب خليل‪ ،‬من الزقازيق ف مصر‪ ،‬توف بعد سنة ‪1945‬م‪ ،‬وهي فرع من‬
‫الحدية‪.‬‬
‫التمية‪ :‬فرع من اليغنية‪ ،‬شيخها ممد سر التم اليغن من أحياء ‪1968‬م‪ ،‬منتشرة ف السودان‪.‬‬
‫النورسية‪ :‬نسبة إل سعيد النورسي‪ ،‬أبرز الشايخ الذين ل يتعرضوا للتصفية ف زمن مصطفى كمال‪ ،‬منتشرة ف‬
‫تركيا‪.‬‬
‫‪ -‬إل جانب هذه الطرق‪ ،‬طرق أخرى يسر ال سبحانه معرفة أساء مؤسسيها‪ ،‬ول يتهيأ ل معرفة أزمنتهم‬
‫وأمكنتهم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الهرية‪ :‬مؤسسها الواجة أحد السيوري!! منتشرة بي مسلمي الصي‪ ،‬حيث يعلون مؤسسها الول عمر بن‬
‫الطاب‪ ،‬وينسبونا ف الوقت ذاته إل (ماهولونج)‪ ،‬لعله من أحياء أوائل القرن العشرين اليلدي‪.‬‬
‫البهانية‪ :‬نسبة إل الشيخ برهان‪ ،‬منتشرة ف السودان ومصر‪ ،‬ويب أل نلطها مع البهانية الغزالية‪.‬‬
‫الشارعة‪ :‬نسبة إل أحد بن موسى الشْرع اليمن؟‬
‫الشنية‪ :‬نسبة إل قطب الدين الشن؟ وأظنها تصحيفا من (الشتية)‪.‬‬
‫النورية‪ :‬نسبة إل نور الدين السفرايين‪ ،‬وهي غي النورية القدية النسوبة لب السي النوري‪.‬‬
‫الوفائية‪ :‬نسبة إل أب الوفا لعله العراقي (تاج العارفي) من أهل النصف الول من القرن السادس؟ إن كان‬
‫ذلك فهي فرع من الصديقية‪ ،‬وهي غي الوفائية النسوبة إل ممد ول الشاذل الصري‪.‬‬
‫العِشقية‪ :‬نسبة إل أب يزيد العشقي‪ ،‬لعلها أصل للشطارية‪ ،‬أو لعلها فرع منها‪.‬‬
‫الغوثية‪ :‬نسبة إل غوث ال‪.‬‬
‫العمرية‪ :‬لعلها نسبة إل عمر بن الطاب رضي ال عنه! وأول من دخل بالرقة العمرية إل الشام هو عقيل‬
‫النبجي‪ ،‬ويسمونه‪( :‬الطيار)‪ ،‬لنه انتقل من قريته ف الشرق إل منبج ف شال الشام طائرا ف الواء‪ .‬ولعل وجوده ف‬
‫منبج كان ف العقود الوسطى من القرن السادس الجري‪.‬‬
‫الوازنية‪ :‬أظنها نسبة إل عبد الكري بن هوازن‪ ،‬فإن كان ذلك فهي (القشيية)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪265‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫العفيفية‪ :‬شيخها عفيفي أحد الساكت‪ ،‬مصري‪ ،‬من أحياء ‪1968‬م‪ ،‬وهي فرع من طريقة تسمى‪ :‬الاشية‪،‬‬
‫وهي غي العفيفية الشاذلية‪.‬‬
‫القادرية‪ :‬شيخها عبد القادر القادري‪ ،‬مصري‪ ،‬وهي فرع من طريقة اسها (القاسية)‪ ،‬وغي القادرية اليلنية‪.‬‬
‫الصاوية‪ :‬لعلها نسبة إل أحد الصاوي‪ ،‬فتكون فرعا من اللوتية‪.‬‬
‫الدمرداشية‪ :‬لعلها نسبة إل عبد الرحيم مصطفى الدمرداش‪ ،‬مصري‪ ،‬قريب‪.‬‬
‫العزازية‪ :‬شيخها إبراهيم العزاوي‪( ،‬ولعلها العزاوية)‪ ،‬مصري من أحياء ‪1968‬م‪.‬‬
‫البيبية‪ :‬شيخها ممد عبد الباقي البيب‪ ،‬مصري‪ ،‬من أحياء ‪1968‬م‪.‬‬
‫الغازية‪ :‬شيخها أحد أبو الفتح الغازي‪ ،‬مصري‪ ،‬من أحياء ‪1968‬م‪.‬‬
‫الضيية‪ :‬شيخها ممد نور الضيي‪ ،‬مصري‪ ،‬من أحياء ‪1968‬م‪.‬‬
‫الروانية‪ :‬شيخها ممد يوسف مروان‪ ،‬مصري‪ ،‬من أحياء ‪1968‬م‪.‬‬
‫الطرق الست الخية‪ ،‬ليس من الضروري أن يكون مؤسسوها هم الشايخ الذكورة أساؤهم‪ ،‬فقد يكون‬
‫بعضهم‪ ،‬أو كلهم‪ ،‬ورثوا مشيختها عن آبائهم أو أجدادهم‪.‬‬
‫أهل الق‪ :‬طريقة متفرعة عن الصفوية وفيها غلوها‪ ،‬منتشرة ف القرى العراقية واليرانية الواقعة بي السليمانية‬
‫وخانقي‪ ،‬وهي الن أقرب إل أن تكون فرقة دينية‪ .‬وطرق متفرعة عن الشتية منتشرة ف الند وف غيها (أجهل‬
‫عصر مؤسسيها)‪:‬‬
‫النظامية‪ :‬نسبة إل نظام الدين البدايون‪ ،‬وهي فرع من الشتية‪.‬‬
‫الصابرية‪ :‬نسبة إل علء الدين بن أحد الصابر‪ ،‬وهي فرع من الشتية من أهل الوحدة الطلقة‪.‬‬
‫الكَيسودرازية‪ :‬منسوبة إل السيد ممد بن يوسف السين الدهلوي الدفون بكَلبكَة‪ ،‬وهي فرع من النظامية‪.‬‬
‫السامية‪ :‬شيخها الشيخ حسام الدين الانكبوري‪ ،‬وهي فرع من النظامية أيضا‪.‬‬
‫الصفوية الينائية‪ :‬شيخها صفي الدين السائنيوري وهي فرع من النظامية أيضا‪.‬‬
‫الفخرية‪ :‬شيخها مولنا فخر الدين الدهلوي وهي فرع من النظامية‪.‬‬
‫وطرق متفرعة عن النقشبندية ومنتشرة ف الند وف غيها‪ ،‬أجهل‪ ،‬عصر مؤسسيها‪:‬‬
‫الباقية‪ :‬شيخها رضي الدين أبو الؤيد عبد الباقي بن عبد السلم النقشبندي الدهلوي وقد تفرعت عنها‬
‫الجددية الار ذكرها‪ ،‬ومنها تشعبت الطرق التالية‪:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪266‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الزبيية‪ :‬شيخها زبي بن أب العل بن ممد نقشبند‪ ،‬فرع من الجددية‪.‬‬
‫الظهرية‪ :‬للشيخ شس الدين حبيب ال جانانان العلوي الدهلوي‪ ،‬فرع من الجددية‪.‬‬
‫الحسنية‪ :‬شيخها آدم بن إساعيل البنوري‪ ،‬وهي فرع من الباقية‪ ،‬والول اللهية‪ ،‬والحمدية الحسنية فرعان‬
‫منها‪.‬‬
‫العَلَمية‪ :‬للشيخ علم ال بن فضيل البيلوي‪ ،‬فرع من الحسنية‪.‬‬
‫* وطرق متفرعة عن النقشبندية المزوجة بالشتية‪ ،‬منتشرة ف الند‪.‬‬
‫العلئية‪ :‬للمي أب العلء بن أب الوفاء السين النقشبندي الكبآبادي‪ ،‬وهي مزج للطريقة النقشبندية ببعض‬
‫أشغال الطريقة الشتية‪.‬‬
‫الحمدية العلئية‪ :‬شيخها ممد بن أب سعيد الكالْبوي‪ ،‬فرع من العلئية‪.‬‬
‫النعمية‪ :‬للشيخ منعم بن عبد الكري البهاري‪ ،‬فرع من العلئية‪.‬‬
‫الفضلية‪ :‬للشيخ ممد أفضل بن عبد الرحن العباسي الله آبادي‪ ،‬فرع من العلئية‪.‬‬
‫* وطرق متفرعة عن الكبوية منتشرة ف الند‪.‬‬
‫اليعقوبية‪ :‬للشيخ يعقوب بن السن الصرف الكشميي‪ ،‬وهي فرع من المدانية الت مر ذكرها والت هي‬
‫بدورها فرع من الكبوية‪.‬‬
‫الفردوسية‪ :‬شيخها المام شرف الدين أحد بن يي النيي‪ ،‬ترج ف الكبوية‪.‬‬
‫* وطرق متفرعة عن الشاذلية‪ ،‬يكن أن يكون مؤسسوها آباء أو أجدادا للمشايخ الذكورين وكلهم مصريون‬
‫من أحياء ‪1968‬م‪.‬‬
‫القاوقجية‪ :‬شيخها ممد رضا أبو الفتح القاوقجي‪.‬‬
‫الوهرية‪ :‬شيخها رفعت الوهري‪.‬‬
‫الحمدية الشاذلية‪ :‬شيخها ممد زكي إبراهيم‪ ،‬ويب أل نلطها مع الطرق الحمدية الخرى‪.‬‬
‫الدريسية‪ :‬شيخها السن الدريسي‪ ،‬وهي غي الدريسية الت تفرعت عنها الرشيدية‪.‬‬
‫العفيفية‪ :‬شيخها ممد عبد الباقي العفيفي‪ ،‬وهي غي العفيفية الاشية‪ ،‬وكلتاها منتشرتان ف مصر‪.‬‬
‫العزمية‪ :‬شيخها أحد ماضي أبو العزائم‪ ،‬منتشرة ف مصر‪ ،‬ويوجد ف سورية أيضا طريقة (العزمية) ول أعرف‬
‫إن كانت نفس هذه الطريقة التفرعة عن الشاذلية‪ ،‬أم غيها؟‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪267‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫العَروسية‪ :‬لعلها نسبة إل مصطفى العروسي‪ ،‬شيخ الامع الزهر بي عامي ‪1860‬م ‪1870 -‬م‪.‬‬
‫الناصرية‪ ،‬القاسية‪ ،‬السالية‪ ،‬الاشية الدنية‪ ،‬الامدية‪.‬‬
‫* وطرق أخرى متفرعة عن الحدية (السطوحية)‪ ،‬مشايها الذكورون مصريون من أحياء ‪1968‬م‪ ،‬ويكن‬
‫أن يكونوا ورثوا الشيخة عن آبائهم أو أجدادهم‪.‬‬
‫النايفة‪ :‬نسبة إل عبد ال فؤاد النوف‪.‬‬
‫الفرغَلية‪ :‬نسبة إل أحد صبي الفرغلي‪.‬‬
‫الشعيبية‪ :‬نسبة إل ممد حسن الشعيب‪.‬‬
‫الشناوية‪ :‬نسبة إل حسن ممد سعيد الشناوي‪.‬‬
‫السالية‪ :‬وهي غي السالية الشاذلية‪ ،‬وها غي السالية القدية الت ترج با أبو طالب الكي‪.‬‬
‫الكناسية‪ ،‬الزاهدية‪ ،‬المبابية‪ ،‬الرازقة‪ ،‬اللبية‪ ،‬التسقائية‪ ،‬البيومية‪.‬‬
‫* وطرق متفرعة عن اللوتية (ولا نفس اللحوظات على سابقتها)‪.‬‬
‫الصلحية‪ :‬شيخها عبد العزيز الصيلحي‪.‬‬
‫السلمية‪ :‬شيخها ممد حسن السلمي‪ ،‬وهي غي السلمية الت مرت قبل صفحات‪.‬‬
‫العلوانية‪ :‬شيخها ممد ممود علوان‪.‬‬
‫الشباوية‪ :‬شيخها مصطفى عبد الالق الشباوي‪.‬‬
‫الطيفية‪ :‬شيخها أحد ممد طيف‪.‬‬
‫الغُنَيْميّة‪ :‬كنية مؤسسها (الغُنيمي)‪ ،‬ل أعرف اسه‪ ،‬لكن له ذرية من أحفاده هاجروا إل دمشق‪ ،‬وقد هداهم‬
‫ال له النة‪ ،‬فنبذوا باطل الصوفية‪ ،‬وصار منهم دعاة إل الق والدى‪.‬‬
‫البهوتية‪ :‬فرع من اللوتية‪.‬‬
‫* وطرق متفرعة عن البهامية (ولا نفس اللحوظات على سابقاتا)‪:‬‬
‫الشهاوية‪ :‬شيخها أبو الجد الشهاوي‪.‬‬
‫الزنوبية‪ :‬فرع من البهامية‪.‬‬
‫* وطرق ل أستطع العثور على أكثر من أسائها (إل الشيء القليل)‪:‬‬
‫الاكْساوية‪ :‬فرع من النعمتللهية‪ ،‬منتشرة بي الشيعة ف إيران والند‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪268‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الغربية‪ :‬لعلها فرع من الرحانية الغربية (اللوتية)‪ ،‬ولعلها هي نفسها؟‬
‫الوْفية أو (الفية)‪ :‬أتباعها ل يهرون بأذكارهم (الالسة الصامتة)‪ ،‬منتشرة بي مسلمي الصي‪ ،‬وينسبونا‬
‫هناك إل أب بكر الصديق رضي ال عنه‪.‬‬
‫البكرية‪ :‬لعلها نسبة إل أب بكر بن هواري‪ ،‬فتكون هي (الصديقية)‪.‬‬
‫الدرويشية‪ :‬منتشرة ف شال إفريقية‪ ،‬ولعلها الهدية‪.‬‬
‫التسعينية‪ :‬منتشرة ف السودان‪.‬‬
‫البهومية‪ :‬منتشرة ف السودان ومصر‪.‬‬
‫النّورانية‪ :‬منتشرة ف الند‪.‬‬
‫الغُرابية‪ :‬وهي غي الغرابية‪ ،‬الفرقة الشيعية الت ذابت فيما بعد ف التاولة‪.‬‬
‫الدندراوية‪ :‬منتشرة ف العراق‪.‬‬
‫الديوبندية‪ :‬نسبة إل مدينة ديوبند ف الند‪.‬‬
‫القاسية‪ :‬هي غي القاسية الشاذلية‪ ،‬وكلتاها منتشرتان ف مصر‪ ،‬ومنها تفرعت القادرية (غي اليلنية)‪.‬‬
‫الاشية‪ :‬منها تفرعت العفيفية ول أعرف إن كانت هي نفس الاشية الدنية‪ ،‬منتشرة ف مصر‪.‬‬
‫الحدية الكتانية‪ :‬منتشرة ف الغرب‪.‬‬
‫الشيبانية‪ :‬فرع من التغلبية الت ذكرها‪.‬‬
‫العزمية‪ :‬منتشرة ف سورية‪ ،‬ول أعرف إن كانت هي نفس (العزمية الشاذلية) أم غيها‪.‬‬
‫الكاكائية‪ :‬منتشرة بي الكراد ف شال العراق‪ ،‬ولعلها نسبة إل اسم قبيلة‪ ،‬أو بعن (الخوية)‪.‬‬
‫البراهيمية‪ :‬منتشرة ف الكراد شال العراق‪ ،‬وهي الن أقرب إل أن تكون فرقة دينية‪ ،‬ومثلها‪ :‬الشّبَك‪،‬‬
‫والاولية‪ ،‬والباجوان‪ ،‬وكلها منبثقة عن تفاعل بي البكتاشية والقيزلباشية‪.‬‬
‫النابذية‪ :‬منتشرة ف إيران‪ ،‬ولعلها حديثة العهد‪.‬‬
‫الكونايادية‪ ،‬الصفائية‪ ،‬الوجاغية‪ :‬هذه الطرق الثلث موجودة ف شال إيران الغرب‪ ،‬وشال العراق‪ ،‬وف‬
‫الناضول الشرقي‪.‬‬
‫السعيدية‪ ،‬التغلبية‪ ،‬الواطرية‪ ،‬اليدرية‪ ،‬الزنوية‪ ،‬اليسوية‪.‬‬
‫كما يتحدثون عن الطريقة (الحمدية) وهي أن ممدا صلى ال عليه وسلم يأت بذاته‪ ،‬ويلقنها للشيخ العارف‪،‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪269‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ف اليقظة ل ف النام‪( ،‬أي‪ :‬يلقنه أورادها)‪ ،‬وطبعا يرونه بالكشف‪.‬‬
‫ومن قالوا عن أنفسهم‪ :‬إنم على الطريقة الحمدية‪ :‬ممد اللوت‪ ،‬عبد الغن النابلسي الذي صنف فيها‬
‫كتاب‪( :‬شرح الطريقة الحمدية)‪ ،‬أحد بن إدريس‪ ،‬أحد التجان‪ ،‬وطبعا هناك غيهم‪.‬‬
‫هذا ما يسره ال له المد‪ ،‬مع العلم أن بعض هذه الطرق اندثرت أو ذابت ف طرق نشأت على أنقاضها‪،‬‬
‫وبدهي أن طرقا كثية غيها وجدت ول يتهيأ ل الوقوف عليها‪ ،‬وخاصة ما كان ف إندونيسيا‪ ،‬وماليزيا‪،‬‬
‫وسريلنكا‪ ،‬وإفريقيا الوسطى والنوبية‪ ،‬وف روسيا‪.‬‬
‫وأذكر هنا أيضا‪ ،‬أن هذه ليست طرقا بالعن الصحيح‪ ،‬إنا هي تبعيات لشايخ فقط‪ ،‬لذلك كان الصحيح أن‬
‫تسمى الواحدة منها (الشيخة)‪ ،‬فيقال‪ :‬الشيخة الرفاعية‪ ،‬والشيخة القادرية‪ ،‬والشيخة النقشبندية‪ ،‬والشيخة‬
‫السهروردية‪ ،‬والشيخة البهامية‪ ،‬والشيخة الحدية‪ ،‬والشيخة الشاذلية‪ ،‬والشيخة اللوتية‪...‬إل‪.‬‬
‫وف إيران يستعملون غالبا كلمة (مكتب)‪ ،‬أي‪ :‬مدرسة‪ ،‬بدلً من كلمة (طريقة)‪ .‬وهناك ملحوظة هامة جدا‪،‬‬
‫وهي أن أكثر مؤسسي الطرق يعلون نسبهم متصلً بفاطمة الزهراء‪ ،‬ولم ف معرفة ذلك طريقان‪ :‬الكشف والدعاء‬
‫الريء‪ ،‬والذين ل يفعلون ذلك قليلون بينهم‪.‬‬
‫كما يلحظ أن هناك مركزين رئيسيي‪ ،‬كانت تنشأ فيهما الطرق الصوفية‪ ،‬ث تنتشر منهما ف بقية البلد‪.‬‬
‫أ‪ -‬مصر‪ :‬وتأت ف الدرجة الول من حيث الكمية‪ ،‬وف الرحلة الثانية تارييا‪ ،‬مع ملحوظة أن عددا مرموقا‬
‫من مشايها وفدوا إليها من الغرب‪.‬‬
‫ب‪ -‬العراق‪ :‬وتأت ف الدرجة الثانية من حيث الكمية‪ ،‬وف الرحلة الول تارييا‪ ،‬مع ملحوظة أن عددا‬
‫مرموقا من مشايها وفدوا إليها من فارس‪.‬‬
‫وطبعا؛ سيل الطرق ل ينقطع‪ ،‬ففي كل يوم جديد‪.‬‬
‫وقد ظهرت مؤخرا طريقة جديدة ف مصر اسها‪( :‬العصبة الاشية والسدنة العلوية والساسة السينية السنية)‪،‬‬
‫يقودها رجل من صعيد مصر يسميه أتباعه‪( :‬المام العرب)‪ ،‬وهو يعتزل الناس ف صومعة‪ ،‬ويرون عليه صفوفا‬
‫يسلمون عليه ويدثونه‪ ،‬وينحهم البكات ويكشف لم الخبوء‪ ،‬كل هذا من وراء ستار‪ ،‬فهم يسمعون صوته ول‬
‫يرون شكله‪ ،‬إل القربون‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪270‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫أما القامات؛ فلعل أفضل مكان توضع فيه هو لفتات دعائية تنصب على قارعات الطرق‪ ،‬ويوضع إلىجانبها‬
‫عباراتم الت وضعوها كتعاريف للصوفية‪.‬‬
‫مع ملحظة هامة‪ :‬وهي أن الذكر الرهاقي عند متصوفة السلمي هو الساس‪ ،‬وقد يغن عن الرياضة‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪271‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الباب الثالث‬
‫الوصول‬

‫الفصل الول‬
‫الحوال والقامات وتوابعها‬
‫تردد ف أقوالم وكتبهم كلمات‪( :‬الوصول والواصل والواصلون)‪ ،‬فما هو الوصول؟‬
‫يبدأ الوصول عادة برق العادة‪ ،‬ث الذبة‪ ،‬ث الناظر الذبية الت يسمونا‪ :‬الكشف‪ ،‬وقد يصل بعضهم إل‬
‫الذبة بدون الرور برق العادة‪.‬‬
‫ولكنهم‪ ،‬ف افتراءاتم‪ ،‬يدعون أمام أهل الظاهر (أهل الشريعة)‪ ،‬أن غاية التصوف هو الوصول إل ما يسمونه‪:‬‬
‫(القامات)‪ ،‬وكثيا ما يؤكدون هذا ف كتبهم‪ ،‬حت خدع بذلك الخدوعون‪ ،‬بل وخدع به بعضهم‪ ،‬فأخذوا‬
‫يارسون وسائل شت‪ ،‬ليتحققوا با يتوهونه من مقامات‪ ،‬فما هي هذه القامات‪ ،‬وما هي الحوال؟‬
‫التعريف نأخذه من كتاب‪( :‬تربيتنا الروحية) لسعيد حوى‪ ،‬وهو التعريف الذي استقر عليه أكثر الصوفية منذ‬
‫مئات السني‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫يتحدث الصوفية عن شيء اسه‪( :‬حال)‪ ،‬وعن شيء اسه‪( :‬مقام)‪ ،‬ويعتبون الال هو مقدمة القام‪ ،‬فمثلً أول‬
‫ما يبدأ النسان يشتغل بالذكر‪ ،‬يصل إل طمأنينة مؤقتة للقلب ل تلبث أن تزول‪ ،‬فهذا حال فإذا تابع النسان الذكر‬
‫وصل إل طمأنينة دائمة للقلب‪ ،‬فهذا مقام‪.)1(...‬‬
‫إذن‪..‬‬
‫الال‪ :‬هو ما يرد على القلب فجأة ودون تعمد‪ ،‬ث يزول بسرعة‪ ،‬وهو أوائل القام‪.‬‬
‫القام‪ :‬هو استمرار الال واستقراره ودوامه بيث يصبح صفة دائمة لصاحبه‪.‬‬
‫وهم يتلفون ف القامات‪ -‬نوعها وعددها‪ -‬اختلفا كبيا!‬
‫فهي عند الطوسي ف (لعه) سبعة‪ :‬التوبة‪ ،‬والورع‪ ،‬والزهد‪ ،‬والفقر‪ ،‬والصب‪ ،‬والتوكل‪ ،‬والرضا الذي هو آخر‬

‫‪ )(1‬تربيتنا الروحية‪( ،‬ص‪.)191:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪272‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫القامات(‪.)1‬‬
‫وهي عند أب طالب الكي ف (قوت القلوب) تسعة‪ :‬التوبة‪ ،‬والصب‪ ،‬والشكر‪ ،‬والرجاء‪ ،‬والوف‪ ،‬والزهد‪،‬‬
‫والتوكل‪ ،‬والرضا‪ ،‬والحبة(‪.)2‬‬
‫وهي عند أب بكر الكلباذي ف (التعرف لذهب أهل التصوف) غامضة‪ ،‬فهو يذكر القام ويُعرفه تعريفا‬
‫ينقصه الوضوح‪ :‬لكل مقام بدء وناية‪ ،‬وبينهما أحوال متفاوتة‪ ،‬ولكل مقام علمٌ‪ ،‬وإل كل حال إشارة‪ ،‬ومع كل‬
‫مقام إثبات ونفي‪ ،...‬حيث نرى أنه ل يكن للحال والقام معن واضح عنده‪ ،‬كما أنه يأت َبثَل على القام (اليان‬
‫والمانة)‪ ،‬ول أرها عند غيه‪ ،‬إل مقام اليان عند السهروردي‪.‬‬
‫وبعد صفحات يفتح الكلباذي أبوابا للتوبة والزهد والصب والفقر والتواضع والوف والتقوى والخلص‬
‫والشكر والتوكل والرضا واليقي والذكر والنس والقرب والتصال والحبة‪ ،‬وعددها سبعة عشر‪ ،‬لكنه ل يُسمها‬
‫(مقامات)‪ ،‬وإنا جعل لكل منها بابا مثل بقية أبواب الكتاب‪ ،‬وعليه نستطيع أن نقرر أن القامات ل تكن واضحة‬
‫الدلول عند الكلباذي! ول يكن َيعْرف ما هي!‬
‫والقامات عند القشيي ف (رسالته) غي واضحة كذلك‪ ،‬فبالرغم من أن تعريفه للمقام فيه شيء من الوضوح‪،‬‬
‫لكن ماهية القامات غي واضحة! فهو يورد أمثلة على النحو التال‪ :‬من ل قناعة له ل يصح له التوكل‪ ،‬ومن ل توكل‬
‫له ل يصح له التسليم‪ ،‬وكذلك من ل توبة له ل تصح له النابة‪ ،‬ومن ل ورع له ل يصح له الزهد‪ .)3(..‬من هذا‬
‫النص نستطيع أن نقول‪ :‬إن القامات عند القشيي هي‪ :‬القناعة‪ ،‬والتوكل‪ ،‬والتسليم‪ ،‬والتوبة‪ ،‬والنابة‪ ،‬والورع‪،‬‬
‫والزهد‪.‬‬
‫على أنه بعد صفحات‪ ،‬يورد أبوابا مثل بقية أبواب الكتاب للتوبة‪ ،‬والجاهدة‪( ،‬واللوة والعزلة)‪ ،‬والتقوى‪،‬‬
‫والورع‪ ،‬والزهد‪( ،‬والصمت) والوف‪ ،‬والرجاء‪ ،‬والزن‪( ،‬والوع وترك الشهوة)‪ ،‬والشوع‪ ،‬والتواضع‪ ،‬ومالفة‬
‫النفس‪( ،‬والسد والغيبة)‪ ،‬والقناعة‪ ،‬والتوكل‪ ،‬والشكر‪ ،‬واليقي‪ ،‬والصب‪ ،‬والراقبة‪ ،‬والرضا‪ ،‬والعبودية‪ ،‬والرادة‪،‬‬
‫والستقامة‪ ،‬والخلص‪ ،‬والصدق‪ ،‬والياء‪( ،‬والرية والذكر والفتوة)‪ ،‬وعددها ثلثون‪.‬‬
‫ويقول عن التوبة (ف باب التوبة)‪ :‬إنا أول القامات‪ ،‬كما يلط معها (السد والغيبة)‪ ،‬وف هذا الكثي من‬
‫الغرابة‪.‬‬
‫أما الغزال ف إحيائه‪ ،‬فالقامات عنده مثية للستنكار والتساؤلت!!‬
‫فهو يقسّم إحياءه إل أربعة أقسام أو (أرباع)‪ ،‬فيجعل الربع الول للعبادات‪ ،‬ويعل الربع الرابع (الخي)‬
‫للمقامات الت يسميها (النجيات)‪.‬‬
‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)80 - 68:‬‬
‫‪ )(2‬قوت القلوب‪.)1/178( :‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)32:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪273‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ومن هنا ينبعث الستنكار والتساؤل!!‬
‫لن من بدهيات السلم‪ ،‬وما يُعرف من الدين بالضرورة‪ ،‬أن العبادات هي النجيات‪ ،‬فنسأل هذا الذي سوه‬
‫(حجة السلم) نسأله‪ :‬كيف يعل النجيات غي العبادات؟! وما هو حكم السلم ف هذا؟‬
‫ف واقع المر‪ ،‬هذا التقسيم هو عقيدة التصوفة جيعا‪ ،‬والدليل على ذلك تقديسهم لكتاب إحياء علوم الدين‪،‬‬
‫وتواصيهم بقراءته وتعلمه وتعليمه‪ ،‬حت قالوا‪( :‬بِ ِع اللحيةَ واشَترِ الحيا)‪ ،‬وتقديسهم لؤلفه وتعظيمهم له حت سوه‪:‬‬
‫(حجة السلم)‪ .‬ومقاماته هي‪ :‬التوبة‪ ،‬والصب‪ ،‬والشكر‪ ،‬والوف‪ ،‬والرجاء‪ ،‬والفقر‪ ،‬والزهد‪ ،‬والتوحيد‪ ،‬والتوكل‪،‬‬
‫والحبة‪ ،‬والشوق‪ ،‬والنس‪ ،‬والرضا‪ ،‬والنية أو (الرادة)‪ ،‬والخلص‪ ،‬والصدق‪ ،‬والراقبة‪ ،‬والحاسبة‪ ،‬وعددها ثانية‬
‫عشر‪ .‬هذه هي النجيات عند حجة السلم!! ونعرف أن مثلها موجود ف كل الوثنيات‪.‬‬
‫ننتقل إل غيه‪ ،‬فنرى ابن سبعي ف (بُد العارف) يقفز بالرقم عاليا‪ ،‬حيث يقول‪:‬‬
‫‪...‬والقسم الول من القسم الول(‪ )1‬من التصوف‪ ،‬هو الذي أدركه رجال الرسالة القشيية‪ ،‬واليه أشار ابن‬
‫العريف ف (ماسنه)‪ ،‬و(مفاتح الحقق)(‪ ،)2‬وهو مركب من طريق وسلوك ووصول وفناء عن الوصول‪ ،‬ولواحقه مائة‬
‫وخسون؛ كالصب‪ ،‬واللم‪ ،‬والعلم‪ ،‬وغي ذلك يطول ذكره‪ ،‬وهو مقام الغزال‪ ،‬وجيع من تكلم ف التصوف بالعلوم‬
‫الصناعية‪ ،‬غي أنه ل يققه على ما يب(‪.)3‬‬
‫‪ -‬يق لنا أن نتساءل أمام هذا النص‪ :‬من أين أتى ابن سبعي بـ (العدد‪ :‬مائة وخسي)؟! ل نعرف‪ .‬لعله كان‬
‫عن طريق الكشف!!‬
‫على أن اللحظ أنه ل يهتم (هو نفسه) بالقامات‪ ،‬بل ويظهر من كلمه أنه ينتقد متصوفة القامات‪ ،‬ويسمي‬
‫تصوفهم‪( :‬التصوف بالعلوم الصناعية)‪.‬‬
‫ومن اللحظ أنه ل يعلها من صميم التصوف‪ ،‬بل يسميها‪( :‬لواحق)‪.‬‬
‫كما أن من اللحظ عند ابن سبعي أنه يصب اهتمامه على الجاهدة‪ ،‬وعلى بدئها بالعتقاد بوحدة الوجود‪،‬‬
‫والتركيز عليها‪ ،‬وهذا عكس طريقة رجال (الرسالة القشيية) الذين ُي َعرّفون السالك بوحدة الوجود بعد الذبة‪ ،‬أو‬
‫بعد أن يقطع شوطا كافيا بالجاهدة‪.‬‬
‫والقامات عند ابن البنا السرقسطي واحد وتسعون مقاما أو أكثر‪ .‬يقول‪:‬‬
‫ما كان فيها قبل ذا من لَبْس‬ ‫ألقَوا إليه من صفات النفس‬

‫‪ )(1‬نسبة إل تقسيم سابق لذا الكلم‪.‬‬


‫‪ )(2‬كتابان لبن العريف‪( :‬ماسن الجالس)‪( ،‬مفاتح الحقق)‪.‬‬
‫‪ )(3‬بد العارف‪( ،‬ص‪.)128:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪274‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)4‬‬
‫إحدى وتسعي وقيل‪ :‬نيّف‬ ‫وهي إذا أنكرتَها َفلْتعرف‬
‫يعن بقوله‪( :‬صفات النفس)‪ ،‬الصفات الذمومة الت يدعون أنم يغيونا بالصفات الميدة‪ ،‬الت هي القامات‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬إن كل صفة مذمومة يقابلها صفة ممودة‪ ،‬وبذلك تكون القامات عند السرقسطي إحدى وتسعي ونيفا‪.‬‬
‫والقامات عند عمر السهروردي (إمام الوجود)‪ ،‬شيء آخر‪ ،‬يقول‪... :‬وإن ببلغ علمي وقدر وسعي وجهدي‬
‫(‪)2‬‬
‫اعتبتُ القامات والحوال‪ ،‬وثرتا‪ ،‬فرأيتها بميعها ثلثة أشياء بعد صحة اليان‪...‬فصارت مع اليان أربعة‬
‫وهي‪ :‬اليان‪ ،‬والتوبة‪ ،‬والزهد‪ ،‬والعبودية‪.‬‬
‫ويضيف‪ :‬ث يستعان على إتام هذه الربعة بأربعة أخرى‪ ،‬با تامها وقوامها‪...‬وهي‪ :‬قلة الكلم‪ ،‬وقلة الطعام‪،‬‬
‫وقلة النام‪ ،‬والعتزال عن الناس(‪....)3‬‬
‫نلحظ ف قول السهروردي البغدادي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬احتاجت القامات والحوال منه أن يبذل وسعه وجهده‪ ،‬ببلغ علمه‪ ،‬ليعتبها ويثمرها‪ ،‬وهذا يعن‬
‫بوضوح أنا مطموسة العال‪ ،‬ومهولة الثار‪ ،‬لذلك احتاجت منه هذا الهد ليعتبها‪.‬‬
‫‪ -2‬ل يفرق بي القامات والحوال‪ ،‬بل يظهر من قوله أنا عنده شيء واحد‪.‬‬
‫‪ -3‬جعل اليان مقاما‪ ،‬ول أر أحدا شاركه هذه النظرة غي الكلباذي‪.‬‬
‫‪ -4‬جعل قلة الكلم وقلة الطعام وقلة النام والعتزال عن الناس مقامات! ولعل القارئ انتبه إل أن هذه‬
‫الربعة هي عناصر الرياضة الصوفية‪ :‬الصمت‪ ،‬والوع‪ ،‬والسهر‪ ،‬واللوة)‪ ،‬أي إن السهروردي جعل عناصر الرياضة‬
‫الصوفية من القامات! ولعله ينفرد بذه النظرة‪.‬‬
‫‪ -‬وعند ابن عجيبة هي‪ :‬الحاسبة‪ ،‬والراقبة‪ ،‬والشاهدة‪ ،‬والتحقق بالفناء‪ ،‬والبقاء‪ ،‬وعي اليقي‪ ،‬وحق اليقي‪،‬‬
‫وكذلك التوبة‪ ،‬والورع‪ ،‬والزهد‪ ،‬والتوكل‪ ،‬والرضا‪ ،‬والتسليم‪ ،‬فيكون عددها ثلثة عشر مقاما‪.‬‬
‫‪ -‬وف كتاب (الصوفية بن المس واليوم) يورد مؤلفه قولً لب سعيد بن أب الي يعل القامات أربعي‪:‬‬
‫النية‪ ،‬والنابة‪...،‬وآخرها التحقيق‪ ،‬ث النهاية‪ ،‬ث التصوف‪ .‬حيث نرى فيها مقامات يكاد ينفرد با مثل‪( :‬مقام الهد‪،‬‬
‫والولية‪ ،‬والوجد‪ ،‬والوصال‪ ،‬والكشف‪ ،‬والدمة‪ ،‬والتفكر‪ ،‬والتجريد‪ ،‬والتفريد‪ ،‬والنبساط) كما نراه يلط ما قبل‬
‫الذبة با بعدها‪ ،‬بينما أكثر الخرين يعلون القامات ف الطريق إل الذبة (أي‪ :‬قبلها)‪.‬‬
‫‪ -‬بينما نرى عبد الليم ممود ف كتابه (أبو مدين الغوث) يعل القامات خسة فقط‪ :‬التوبة‪ ،‬والورع‪،‬‬
‫والزهد‪ ،‬والحاسبة‪ ،‬والراقبة‪.‬‬

‫‪ )(4‬من قصيدة (الباحث الصلية)‪.‬‬


‫‪ )(2‬عوارف العارف ف هامش الحياء‪.)4/261( :‬‬
‫‪ )(3‬عوارف العارف‪.)4/262( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪275‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وف الطريقة القادرية يعلون القامات سبعة تتلف عما رأيناه‪ ،‬وهي‪ :‬النفس المارة والنفس اللوامة‪ ،‬والنفس‬
‫اللهمة‪ ،‬والنفس الطمئنة‪ ،‬والنفس الراضية‪ ،‬والنفس الرضية‪ ،‬والنفس الكاملة(‪.)1‬‬
‫ويعلون الحوال صفات للمقامات‪ :‬فالنفس المارة حالا اليل‪ ،‬واللوامة حالا الحبة‪ ،‬واللهمة حالا العشق‪،‬‬
‫والطمئنة حالا الوصلة‪ ،‬والراضية حالا الفناء‪ ،‬والرضية حالا الية‪ ،‬والكاملة حالا البقاء(‪.)2‬‬
‫‪ -‬والقامات عند عبد القادر عيسى اثنا عشر مقاما‪ ،‬هي‪ :‬التوبة‪ ،‬والحاسبة‪ ،‬والوف‪ ،‬والرجاء‪ ،‬والصدق‪،‬‬
‫والخلص‪ ،‬والصب‪ ،‬والورع‪ ،‬والزهد‪ ،‬والرضا‪ ،‬والتوكل‪ ،‬والشكر(‪ ،)3‬يذكرها ف الصفحة الول من الباب الثالث‬
‫من كتابه‪.‬‬
‫وبعد خس صفحات يورد النص الت‪:‬‬
‫قال أبو بكر الكتان وأبو السن الرملي رحهما ال تعال‪ :‬سألنا أبا سعيد الراز‪ ،‬فقلنا‪ :‬أخبنا عن أوائل‬
‫الطريق إل ال تعال؟ فقال‪ :‬التوبة‪ ،‬وذكر شرائطها‪ ،‬ث ينقل من مقام التوبة إل مقام الوف‪ ،‬ومن مقام الوف إل‬
‫مقام الرجاء‪ ،‬ومن مقام الرجاء إل مقام الصالي‪ ،‬ومن مقام الصالي إل مقام الريدين‪ ،‬ومن مقام الريدين إل مقام‬
‫الطيعي‪ ،‬ومن مقام الطيعي إل مقام الحبي‪ ،‬ومن مقام الحبي إل مقام الشتاقي‪ ،‬ومن مقام الشتاقي إل مقام‬
‫الولياء‪ ،‬ومن مقام الولياء إل مقام القربي(‪...)4‬‬
‫أي‪ :‬إن عبد القادر عيسى يثبت أن القامات الرازية‪ ،‬وعددها عشرة‪ ،‬تتلف عن مقاماته بالكم وبالكيف‪.‬‬
‫كما نرى أيضا أن الراز يذكر مقامات ل يقل با الخرون! فمقامات (الصالي والريدين والطيعي والحبي‬
‫والشتاقي‪ ،)...‬ما رأيناها فيما مر معنا من أقوالم‪ ،‬ولعله ينفرد با ف طريقته‪.‬‬
‫‪ -‬كما يلحظ أن سعيد حوى أثبت مقاما واحدا (الطمأنينة)‪ ،‬ول أجده إل ف القادرية والعيدروسية‪.‬‬
‫ف هذه النصوص كفاية‪ ،‬تنبا للطالة‪ ،‬ويتبي منها (ومن غيها) ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يتلفون ف تعريف القام والال (وخاصة قرونم الول)‪.‬‬
‫‪ -2‬يتلفون ف عدد القامات اختلفا كبيا‪.‬‬
‫‪ -3‬يتلفون ف ماهيتها (أي‪ :‬ما هي القامات؟) اختلفا مثيا للنتباه!‬
‫‪ -4‬بعضهم ل يهتم با‪ ،‬كابن سبعي (بل كلهم)‪.‬‬
‫‪ -5‬ف واقع المر‪ ،‬ليست القامات من أهداف التصوف‪ ،‬وليس لا دور أو شأن ف الوصول إل الغاية الت هي‬
‫‪ )(1‬الفيوضات الربانية‪( :‬ص‪.)37:‬‬
‫‪ )(2‬الفيوضات الربانية‪( ،‬ص‪.)37:‬‬
‫‪ )(3‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)269:‬‬
‫‪ )(4‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪.)274:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪276‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الذبة‪ ،‬الت يذوقون فيها اللوهية ويستشعرون وحدة الوجود‪ ،‬وأقوالم ف هذا كثية جدا‪ ،‬رأينا بعضها ف فصول‬
‫سابقة‪ ،‬ونضيف إليها قو ًل واحدا ‪ -‬تنبا للطالة‪ -‬لعبد القادر عيسى‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫فالنقطاع ف الطريق مصيبة كبى وخسران مبي‪ ،‬وسببه موافقة السالك لشهوات نفسه‪ ،‬وتطلعه للمقامات‬
‫والكشوفات‪ ،‬وانرافه عن مقصده السى‪ ،‬فالسالك الصادق الخلص ل يطلب القامات ول يقصد الراتب‬
‫والكرامات‪ ،‬إنا هي منازل يقطعها ف طريقه إل الغاية الكبى دون انراف أو التفات‪.‬‬
‫حجاب فجد السي واستنجد العونا‬ ‫وكل مقام ل تقم فيه إنه‬
‫سوى ال غي فاتذ ذكره حصنا‬ ‫فل تلتفت ف السي غيا وكل ما‬
‫عليك فحُل عنها فعن مثلها حُلنا‬ ‫ومهما ترى كل الراتب تتلي‬
‫(‪)1‬‬
‫فل صورة تلى ول طرفة تن‬ ‫وقل ليس ل ف غي ذاتك مطلب‬
‫من كل ما تقدم‪ ،‬نستطيع أن نقرر مطمئني‪ ،‬أن القامات هي عناوين بل مواضيع‪،‬‬
‫أو هي تنطعات دعائية‪ ،‬من تنطعات ذي النون الصري‪ ،‬ونرى ما يشبهها ف الينية والندوكية والبوذية‪...‬‬
‫ومع ذلك فقد خُدع با بعضهم وظنها واقعية! حيث نرى بعضهم يريد أن يصحح حاله ف التوكل‪ ،‬وآخر ف‬
‫الصب‪...‬إل‪ ،‬لكن الشيوخ كانوا ينبهونه إل غلطه‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬يب أن نعرف أن عندهم مقامات حقيقية غي‬
‫هذه‪ ،‬نعرفها من وصف القوم لحوالم ومشاهداتم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مقامان ها نتاج الطريقة‪ ،‬أي إن الطريقة (الشراقية) تؤدي إليهما‪ ،‬وها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مقام الستخدار‪ :‬يفقد فيه السالك القدرة على الحاكمة الصحيحة‪ ،‬والفهم الميز للمور والشياء‪ ،‬ويظهر‬
‫ل للتأثر بالخدرات العروفة (الشيش والفيون وزمرتما) بكمية أقل من الكمية الت‬
‫عليه ما يُشبه البال‪ ،‬ويغدو قاب ً‬
‫كان يتأثر با عندما كان سليما‪ ،‬وتقل هذه الكمية كلما زاد رسوخ هذا القام ف كيانه‪ ،‬ولذلك كان السم‬
‫(الستخدار) اسا مناسبا لذا القام‪.‬‬
‫وف هذا القام يفقد السالك أيضا اهتمامه بأي أمر آخر من أمور الدنيا والخرة‪ ،‬ول يبقى ف نفسه من شاغل‬
‫إل الوصول إل القام الثان (الذبة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬مقام الذبة‪ :‬ويسمونا أساء كثية مثل‪( :‬الغيبة‪ ،‬والصعقة‪ ،‬والحو‪ ،‬والفناء عن اللق‪ ،)...‬ويريدون‬
‫بالسم (الذبة) أن ال سبحانة يذب با السالك إليه‪ ،‬و(الغيبة) أي عن الحساس بالوجودات‪ ،‬و(الصعقة) أخذوها‬
‫ص ِعقًا)) [العراف‪ ،]143:‬ليوهوا أنفسهم ويوهوا الناس أن صعقة موسى صلوات‬ ‫من الية الكرية‪(( :‬وَ َخرّ مُوسَى َ‬
‫ال عليه هي جذبة مثل جذباتم‪ ،‬و(الحو) أي عن الشعور والحساس‪ ،‬وهي تشبه الالة الت تصل لتعاطي‬

‫‪ )(1‬حقائق عن التصوف‪( ،‬ص‪ ،)278 ،277:‬والبيات من قصيدة للششتري‪.‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪277‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الخدرات شبها كاملً‪ ،‬يكون فيها الجذوب نائما مثل يقظان‪ ،‬أو يقظان مثل نائم‪ ،‬أو كما يصفه القشيي‪ :‬إذا كان‬
‫الغالب عليه الحو فل علم ول عقل ول فهم ول حس(‪.)1‬‬
‫والذبة هي الولية‪ ،‬فكلمة الول تعن الذي وصل إل الذبة‪ ،‬وكلمة الواصل أيضا تعن الذي وصل إل‬
‫الذبة‪.‬‬
‫وتبدأ الذبة بصورة عامة بشكل (حال)‪ ،‬أي تكون سريعة الزوال‪ ،‬بطيئة النال‪ ،‬ث مع الدوام على مارسة‬
‫الرياضة‪ ،‬تصي (مقاما)‪ ،‬أي تصي بطيئة الزوال سريعة النال‪.‬‬
‫‪ -2‬مقامان ناتان عن توجيهات الشيخ وإياءاته‪ ،‬ويتصان بالرؤى اللوسية (أحلم الذبة) الت يراها‬
‫الجذوب‪ ،‬ولول الشيخ وإياءاته لكانت هذه الرؤى مثل رؤى الشاش والفيون تاما‪ ،‬ولذلك قالوا‪ :‬من ل شيخ له‬
‫فشيخه الشيطان‪ ،‬وقالوا‪ :‬وصحبة شيخ وهي أصل طريقهم فما نبتت أرض بغي فلحة وهاذان القامان ها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مقام المع‪ ،‬أو الفناء ف ال‪ ،‬أو الضور بال‪ ،‬أو الوجود‪ ،‬أو الحسان‪ ،‬أو الرية (مقابلة مع‬
‫العبودية)‪...‬ال‪ ،‬تتاز أحلم الذبة عموما‪ ،‬بالرأة البعيدة‪ ،‬والقفز فوق الواقع‪ ،‬وتكون متناغمة كلها مع عواطف‬
‫الجذوب وأمانيه ومعلوماته الختزنة‪ ،‬لذلك يعمل الشيخ على حقنه بعواطف وأمان جديدة تدور كلها حول رؤية‬
‫النبياء واللئكة‪ ،‬ث العروج إل ال (جل وعل)‪ ،‬ث الفناء فيه‪ ،‬أي‪ :‬التحقق باللوهية‪ ،‬وهو مقام المع الذي تبدأ‬
‫رؤاه بشكل (حال)‪ ،‬ث تتطور حت تصي (مقاما)‪ ،‬وتعن كلمة (المع) أي جع الالق والخلوق ف وحدة واحدة‪.‬‬
‫وف هذا القام تنطلق العبارات الخيفة مثل‪( :‬أنا ال‪ ،‬سبحان‪ ،‬ل إله إل أنا‪ ،)...‬وما شابها‪ ،‬وهي عبارات‬
‫تقود قائلها إل سيف الردة‪ ،‬وتدفع السلمي للنتفاض على الصوفية والقضاء عليها‪ ،‬مهما كانت غفلتهم‪ ،‬لذلك‬
‫يعمل الشيخ على إيصال الجذوب إل مقام البقاء‪.‬‬
‫ب‪ -‬مقام البقاء‪ ،‬أو صحو المع‪ ،‬أو الفرق الثان‪ ،‬أو الفرق ف المع‪ ،‬أو المع ف التفرقة‪ ،‬أو الطلق‪ ،‬أو‬
‫العبودة‪( ،‬يعلون ف افتراءاتم كلمة (عبد) ف الية‪(( :‬سُْبحَانَ الّذِي أَ ْسرَى ِبعَبْ ِدهِ)) [السراء‪ ]1:‬أنا من العبودة)‪.‬‬
‫يبدأ الشيخ بتدريب الريد على العودة إل الحساسات العادية والتمييز‪ ،‬ليعترف أمام الناس بالخلوقية والعبودية‬
‫مع تققه باللوهية‪ ،‬حيث تتحقق حكمتهم أو قانونم‪ :‬اجعل الفرق ف لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا‪،‬‬
‫وهم يفترون على النبياء أنم كانوا ف هذا القام‪ ،‬وهو عندهم مقام الكمّل‪.‬‬
‫‪ -3‬مقام ل علقة له بالطريقة ول بالشيخ هو (جع المع)‪ ،‬أو (البقاء ف ال)‪ ،‬وقد يسميه بعضهم‪:‬‬
‫(الطلق)‪.‬‬
‫وهم يتلفون ف تعريفه‪ ،‬فهو عند بعضهم الستغراق ف مقام البقاء‪ ،‬بيث يصبح الواصل دائم الشعور‬
‫باللوهية‪ ،‬وأنه هو ال (جل وعل)‪ ،‬بكل أسائه وصفاته‪ ،‬وبنفس الوقت يرى نفسه ويرى الشياء كما يراها‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)35:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪278‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الخرون‪.‬‬
‫ل ونارا بيث يفقد الشعور‪ ،‬ومثل‬
‫وهو عند بعضهم الخر الغيبة الدائمة عن الحساس‪ ،‬والذبة الستمرة لي ً‬
‫هذا يهمل كل شيء من أمور الدين وبعض أمور الدنيا‪( ،‬مثل أحد البدوي وغيه)‪ .‬ومنهم من يبقى عريانا مكشوف‬
‫العورة أمام الناس‪ ،‬ومنهم من يقبع ف مكا ٍن ما من البال أو الباري فاقد الوعي‪( ،‬وكشف العورة حالة ملزمة)‪.‬‬
‫ومنهم من يأت البهائم ف الشوارع أمام الناس‪ ،‬ويؤولون له ذلك بأن سفينة ف البحر على وشك الغرق وهو يسندها‬
‫لينقذها‪ ،‬إل آخر القائمة الت تتوي أمثال هؤلء الخابيل الذين نراهم ف السواق‪ ،‬وف مستشفيات الجاني‪ ،‬وف‬
‫مابئ التحشيش‪.‬‬
‫‪ -4‬مقامهم قبل الخي ف الوقف بي يدي ال‪َ(( ،‬ي ْومَ يَن ُظرُ الْ َم ْرءُ مَا قَ ّدمَتْ يَدَا ُه وََيقُولُ الْكَاِفرُ يَا َليَْتنِي كُنتُ‬
‫ُترَابًا)) [النبأ‪ ]40:‬هذه هي القامات القيقية‪ ،‬ول شيء غيها‪ ،‬إل دجلياتم‪.‬‬
‫مع العلم أن أول من تكلم بقاماتم الوهومة‪ ،‬ووضع لا بعض الساء هو‪ -‬كما يقولون‪ -‬ذو النون الصري‪،‬‬
‫ولعله أراد بذلك الدعاية للتصوف‪ ،‬ولعل النيد أراد منافسته فسبقه بأشواط‪.‬‬
‫وهذه بعض أمثلة من بعض مارساتم لبعض مقاماتم الت يتنطعون بأسائها‪:‬‬
‫* من مقام التوبة‪:‬‬
‫يقول الغزال ف كتاب التوبة‪ ،‬وهو الول من ربع النجيات‪:‬‬
‫‪...‬وحُكي عن أب عمرو بن علوان‪ ،‬ف قصة يطول ذكرها‪ ،‬قال فيها‪ :‬كنت قائما ذات يوم أصلي‪ ،‬فخامر قلب‬
‫هوى طاولته بفكرت‪ ،‬حت تولد منه شهوة الرجال‪ ،‬فوقعت إل الرض‪ ،‬واسودّ جسدي كله‪ ،‬فاستترت ف البيت‪،‬‬
‫فلم أخرج ثلثة أيام‪ ،‬وكنت أعال غسله ف المام بالصابون‪ ،‬فل يزداد إل سوادا‪ ،‬حت انكشف بعد ثلث‪ ،‬فلقيت‬
‫النيد‪ ،‬وكان قد وجه إل فأشخصن من الرقة‪ ،‬فلما أتيته قال ل‪ :‬أما استحييت من ال تعال؟ كنت قائما بي يديه‪،‬‬
‫فساررت نفسك بشهوة حت استولت عليك برقّة‪ ،‬وأخرجتك من بي يدي ال تعال! فلول أن دعوت ال لك‪،‬‬
‫وتبتُ إليه عنك‪ ،‬للقيت ال بذلك اللون؟ قال‪ :‬فتعجبت كيف علم بذلك؟ وهو ببغداد وأنا بالرقة(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫‪ -‬نلحظ أنه تاب عن غيه‪ ،‬ويكفي لبيان هذا الضلل آيتان من عشرات اليات والحاديث‪(( :‬قُلْ ِإنّي ل‬
‫ضرّا وَل رَشَدًا‪ .‬قُلْ ِإنّي لَ ْن يُجِيَنِي مِنَ الّلهِ أَ َحدٌ َولَنْ أَجِ َد مِ ْن دُوِنهِ مُ ْلتَحَدًا)) [الن‪]22 ،21 :‬‬
‫َأمِْلكُ لَكُ ْم َ‬
‫‪ -‬ونلحظ أيضا أنه جعل سواد اللد ف الدنيا عقوبةً من ال! وهذا جهل بالسلم‪ ،‬إذ لو كان السواد ف‬
‫الدنيا عقوبةً أو سوءا‪ ،‬لا كان بلل أسود البشرة‪ ،‬كما أن القرآن الكري يبنا أنه ما من أمة إل وظهر فيها نب منها‬
‫((وَإِ ْن مِنْ ُأمّةٍ إِلّا خَل فِْيهَا نَذِْيرٌ)) [فاطر‪َ (( ،]24:‬ومَا َأرْسَ ْلنَا مِ ْن رَسُولٍ إِلّا بِلِسَانِ َق ْو ِمهِ)) [إبراهيم‪ ،]4:‬وهذا يعن‬
‫‪ )(1‬الحياء‪ ،)40/48( :‬ونشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪ )68:‬وغيها‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪279‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أن المم الزنية‪ ،‬مثلهم مثل غيهم‪ ،‬ظهر فيهم أنبياء زنوج‪ ،‬فهل كان هؤلء النبياء مغضوبا عليهم من ال سبحانه‬
‫بسبب سواد بشرتم؟!‬
‫‪ -‬ث لنلحظ الدور الواضح الذي قامت به شياطي الن ف هذه التمثيلية وأمثالا‪.‬‬
‫‪ -‬هذه صورة من مقاماتم الت يسميها الغزال (النجيات)‪.‬‬
‫وصورة أخرى‪:‬‬
‫* من مقام التوكل‪:‬‬
‫يقول الغزال إياه‪ ،‬ف إحيائه إياه‪:‬‬
‫‪...‬قال أبو موسى الديلي‪ :‬قلت لب يزيد‪ :‬ما التوكل؟ فقال‪ :‬ما تقول أنت؟ قلت‪ :‬إن أصحابنا يقولون‪ :‬لو أن‬
‫السباع والفاعي عن يينك ويسارك‪ ،‬ما ترك لذلك سرك‪ .‬فقال أبو يزيد‪ :‬نعم‪ ،‬هذا قريب‪ ،‬ولكن لو أن أهل النة‬
‫ف النة يتنعمون‪ ،‬وأهل النار ف النار يعذبون‪ ،‬ث وقع بك تييز بينهما‪ ،‬خرجتَ من جلة التوكل(‪ )1‬اهـ‪.‬‬
‫هذه صورة من مقام التوكل عندهم‪ ،‬الذي هو من النجيات عند الغزال! ول أرى حاجة للتعليق عليه‪ ،‬فهو‬
‫أوضح‪ ،‬بل أقبح‪ ،‬بل أبعد ضللً من أن يتاج إل تعليق (أهل النار وأهل النة سيان!)‪.‬‬
‫وصورة ثالثة‪:‬‬
‫* من مقامي التوكل والصب‪:‬‬
‫يقول الغزال نفسه‪:‬‬
‫‪...‬والتوكلون‪ ..‬على ثلثة مقامات‪ .‬الول‪ :‬مقام الواص ونظرائه‪ ،‬وهو الذي يدور ف البوادي بغي زاد‪ ،‬ثقة‬
‫بفضل ال تعال عليه ف تقويته على الصب أسبوعا وما فوقه‪ ،‬أو تيسي حشيش له أو قوت‪ ،‬أو تثبيته على الرضا‬
‫بالوت إن ل يتيسر شيء من ذلك(‪ .)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬لست أدري إل كم من الصفحات يتاج التعليق الفصل على هذه الضللت‪ ،‬لكن بإياز الدوران ف‬
‫البوادي بغي زاد ليس من السلم‪ ،‬وهو بذلك َموْزور ل مأجور‪ ،‬وإن مات فهو كالنتحر‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك ملحوظة يسن التنويه با‪ ،‬وهي ادعاؤهم أن القامات هي من السلوك ومن الطريقة‪ ،‬ويدعون أن‬
‫الشيخ يُسَلك مريده ف القامات حت إذا تقق بقام نقله إل مقام أعلى‪...‬وطبعا؛ هذا أسلوب ف الدعاية ناجح‪.‬‬
‫* قصة للتسلية‪:‬‬
‫يورد الغزال ف الحياء‪:‬‬
‫‪ )(1‬الحياء‪.)4/227( :‬‬
‫‪ )(2‬الحياء‪.)4/230( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪280‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬فإذا ضيع جيع عمره ف إصلح نفسه فمت يتنعم بالقرب؟ ولذلك كان الوّاص يدور ف البوادي‪ ،‬فلقيه‬
‫السي بن منصور (اللج)‪ ،‬وقال‪ :‬فيم أنت؟ قال‪ :‬أدور ف البوادي أصْلِ ُح حال ف التوكل‪ ،‬فقال السي‪ :‬أفنيت‬
‫عمرك ف عمران باطنك! فأين الفناء ف التوحيد؟! فالفناء ف الواحد الق هو غاية مقصد الطالبي ومنتهى نعيم‬
‫الصديقي(‪ .)3‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬هذه القصة تتكرر ف كتبهم‪ ،‬ونستفيد منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬كان الوّاص من الذين يظنون أن القامات واقعية‪ ،‬ذات وجود ف الطريق‪ ،‬لذلك كان يريد إصلح حاله‬
‫ف التوكل حت يصي هذا الال مقاما عنده‪.‬‬
‫‪ -2‬نبهه اللج إل أن هذا ليس هدفا‪ ،‬والدف هو الفناء ف التوحيد‪( ،‬ونعرف الن ما معن الفناء ف‬
‫التوحيد)‪.‬‬
‫‪ -3‬يقرر (حجة السلم) أن الفناء ف الواحد الق (أي‪ :‬استشعار وحدة الوجود باستشعار اللوهية) هو غاية‬
‫مقصد الطالبي‪...‬وهذا يعن أن القامات ليست هناك‪.‬‬
‫‪ -4‬يستشهد الغزال باللج‪ ،‬ويأخذ عنه الكم والكمة ف عدة مواضع من الحياء‪ ،‬وهذا يدل على أنه‬
‫مزكّى عنده‪ ،‬وأنه يدين با كان يدين به‪ ،‬وكل الصوفية مثله‪.‬‬
‫* خرق العادة‪:‬‬
‫ف غالب الحيان‪ ،‬وبعد مارسة طويلة (وقد تقصر ف النادر) لا رأيناه من الرياضة الصوفية‪ ،‬يدث للسالك‪ ،‬أو‬
‫أمامه‪ ،‬أمور غي عادية ل يُعرف لا سبب‪ ،‬هي خوارق العادة الت يصر التصوفة إصرارا عجيبا على تسميتها‬
‫الكرامات حت جعلوا التصديق با عقيدة ل يكمل إيانم إل با‪:‬‬
‫ومن نفاها‪ ،‬فانبذن كلمه‬ ‫وأثبِتَنْ للوليا الكرامة‬
‫مع العلم أن الندوس والطاويي‪...‬والكهان ف اللل الوثنية‪ ،‬والسحرة القيقيي‪ ،‬يفعلون مثلها‪ ،‬وأكثر منها‪ ،‬بل‬
‫التصوفة أنفسهم‪ ،‬تكون سرعتهم ف الوصول إليها على قدر غلوهم ف الشرك بال ف شيخهم‪.‬‬
‫وف ما يأت سنرى ناذج كثية من (كراماتم) هذه‪ ،‬وسنرى أنا ليست كرامات‪ ،‬وإنا هي خوارق شيطانية‪،‬‬
‫يستدرج با شياطي الن هؤلء القوم إل شباكهم‪ ،‬فيصيدونم‪ ،‬ث يعلون منهم (دودة الفخ) ليصيدوا بم‪.‬‬
‫وهم دائما يتواصلون فيما بينهم‪ ،‬ويوصون مريديهم‪ ،‬أل يلتفتوا إل الكرامات لنا تشغلهم عن الوصول إل‬
‫التحقق باللوهية (أي‪ :‬مشاهدة السالك أنه هو ال)‪ .‬ومن أقوالم ف ذلك‪:‬‬
‫اعلم أن الريد الصادق إذا اشتغل بالذكر على وجه الخلص‪ ،‬يظهر عليه أحوال عجيبة وخوارق غريبة‪ ،‬وهي‬

‫‪ )(3‬الحياء‪.)4/368( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪281‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ثرات أعماله من فضل ال تعال عليه‪ ،‬إما تطمينا لقلبه وتأنيسا‪ ،‬وإما ابتل ًء من ال تعال وامتحانا له‪ ،‬فالواجب عليه‬
‫أل يلتفت إليها ول يغتر با‪ ،‬لئل ينقطع با عن مقصوده‪ ،‬ولذا قال العارفون بال تعال‪ :‬أكثر من انقطع من الريدين‬
‫بسبب وقوعهم ف الكرامات(‪....)1‬بل الكرامة العظمى الوقوف على حدود الشريعة الغراء‪ ،‬واتباع السنة الواضحة‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬هذه الملة الخية هي مغالطة يرددونا بسن نية‪ ،‬وذلك أن الشراق (الذي هو الصوفية) يبقى‬
‫ضللً وزندقة ولو مزج بالوقوف على حدود الشريعة الغراء واتباع السنة الواضحة البيضاء‪.‬‬
‫وخوارق العادة‪ -‬ف الواقع‪ -‬متنوعة‪ ،‬لكن ل تدث كلها لي واحد منهم‪ ،‬بل قد يدث بعضها لبعضهم‪،‬‬
‫ويلحظ أنا‪ -‬كلها‪ -‬ما يقوم به شياطي الن استدراج ًا وجرا لم إل وهدة الضلل والضلل‪.‬‬
‫والوارق الت يقوم با متصوفة الندوس وغيهم أكثر تنوعا وأعجب ما يقوم به متصوفة السلمي‪ ،‬فقد‬
‫يطيون ف الواء‪ ،‬ويشون على الاء‪ ،‬ويدخلون ف النار‪ ،‬ويرفع أحدهم يده ف الظلم فيخرج منها نور يضيء الغابة‬
‫وغيها‪ ،‬وضرب الشيش هو أشهر خوارق متصوفة السلمي‪ ،‬وهو موجود ف الطريقة الرفاعية والزولية‪...‬‬
‫وأكرر القول إنا كلها ما يستطيع شياطي الن تثيلها أمام أوليائهم‪.‬‬
‫أما الشاهد الضخمة ذات البعاد الواسعة الت تتجاوز حجوم الن وقدراتم الطبيعية‪ ،‬كقطع الرض بطوة أو‬
‫خطوات‪ ،‬والصعود فوق جبل قاف‪ ،‬ورؤية النفس أطول من السماوات‪ ،‬أو العروج إليها‪ ،‬ورؤية ال (جل ال وعل)‪،‬‬
‫والفناء فيه‪ ،‬واستشعار اللوهية (سبحان ال عما يصفون)‪ ،‬وذوق معانيها‪ ،‬فهذا باجة إل الذبة وأوهامها‪،‬‬
‫وتشويهها لوظائف الدماغ الطبيعية الت طبعها ال عليها‪ .‬والذبة هي الوصول‪ ،‬أو هي أول الوصول‪.‬‬
‫وهي الفتوح‪ ،‬وعندما نسمع من يدعو لخر بقوله‪( :‬ال يفتح عليك) فعلينا من الن فصاعدا أن نعرف أن‬
‫معناها‪ :‬أوصلك ال إل الذبة‪.‬‬
‫فما هي الذبة؟‬
‫* الذبة‪:‬‬
‫وأخيا‪ ،‬وبعد أن اجتزنا الطريق‪ ،‬فإل أين نصل؟ وإل أين تقود الطريقة؟‬
‫إن الطريقة كلها‪ ،‬بشركها ووثنيتها وَنصَبها وخلوتا وسهرها وجوعها هي من أجل الوصول إل الذبة‬
‫ورؤاها‪.‬‬
‫والذبة أو الصعقة أو الغيبة أو الحو أو السكر‪ :‬هي حالة نفسية َي ْفقِد با الجذوب إحساسه با حوله‬
‫وبالواقع‪ ،‬ويرى فيها ويسمع ويس رؤى وأصواتا وإحساسات غريبة ومتنوعة‪ ،‬وهي تشبه حالة الغيبة الت تصيب‬

‫‪ )(1‬السعادة البدية فيما جاء به النقشبندية‪( ،‬ص‪.)37:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪282‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫متعاطي الخدرات شبها تاما مظهرا ومبا ورؤى وإحساسات‪.‬‬
‫وعندما يصل سالكهم إل الذبة يصبح وليا‪ ،‬فكلمة الول تعن أنه وصل إل الذبة ليس غي‪ ،‬وهي الت‬
‫يسمونا‪ :‬الفتح‪ ،‬أو خرق الُجب‪ ،‬والكشف هو ما يرونه ويسمعونه فيها‪.‬‬
‫وهي الدف الذي يسعون إليه‪ ،‬ويتوهون أن ال سبحانه يذبم با إليه‪ ،‬وهذه بعض أقوال لبعض أقطابم‬
‫وعارفيهم تدل على ذلك‪:‬‬
‫يقول شهاب الدين السهروردي البغدادي‪:‬‬
‫‪...‬وقد ورد‪ :‬جذبة مِن جذبات الق توازي عمل الثقلي(‪.)1‬‬
‫ويقول الشيخ حاد بن مسلم الدباس(‪:)2‬‬
‫‪...‬وإن قال لك‪ :‬اعبدْن‪ ،‬قل‪ :‬وفقن‪ ،‬وإن قال لك‪ :‬وحّدن‪ ،‬قل‪ :‬اجذبن(‪.)3‬‬
‫‪ -‬لننتبه إل ربطه التوحيد بالذبة‪ ،‬ولنتذكر ماذا يعنون بكلمة (التوحيد)‪.‬‬
‫وكان داوُد الكبي بن ماخل يقول‪:‬‬
‫الال ما جذبك إل حضرته‪ ،‬والعِلْم ما ردك إل خدمته(‪.)4‬‬
‫ويقول الشيخ باء الدين الجذوب(‪:)5‬‬
‫‪...‬وذلك أن كل حالة أُخذ العبد عليها‪ ،‬يستمر فيها‪ ،‬ولو خرج عنها يرجع إليها سريعا‪ ،‬حت إن من‬
‫الجاذيب من تراه مقبوضا على الدوام‪ ،‬لكونه جُذب على حالة قبض؛ ومنهم من تراه مبسوطا‪ ،‬وهكذا‪ ..‬وكان‬
‫الشيخ فرج الجذوب رضي ال عنه ل يزل يقول‪ :‬عندك رزقة فيها خراج ودجاج وفلحون‪ ،‬لكونه جُذب وقت‬
‫اشتغاله بذلك؛ وزمنُ الجذوب من حي يذب إل أن يوت زمنٌ فرد‪ ،‬ل يدري برور زمان عليه‪ .‬ورأيت ابن‬
‫البجائي رضي ال عنه‪ ،‬ل يزل يقول‪ :‬الفاعل مرفوع والخفوض مرور‪ ،‬وهكذا‪ ،‬لنه جُذب وهو يقرأ ف النحو‪.‬‬
‫ورأيت القاضي ابن عبد الكاف رضي ال عنه لا جُذب ل يزل يقول ‪ -‬وهو ف بيت اللء وغيه ‪ :-‬ول حق ول‬
‫استحقاق ول دعوى ول طلب ول غي ذلك(‪.)6‬‬
‫ويقول الشيخ عبد القادر الدشطوطي(‪:)7‬‬
‫‪ )(1‬عوارف العارف ف هامش الحياء‪.)2/91( :‬‬
‫‪ )(2‬أحد العلماء الراسخي ف علوم القائق‪ ،‬صحب الشيخ عبد القادر اليلن‪ ،‬وانتمى إليه معظم صوفية بغداد‪.‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)1/135( :‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران‪.)1/194( :‬‬
‫‪ )(5‬من أكابر العارفي‪ ،‬مات ف القاهرة بعد سنة (‪920‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬طبقات الشعران (‪.)2/139‬‬
‫‪ )(7‬من أكابرهم‪ ،‬كف بصره‪ ،‬مات ف القاهرة بعد سنة (‪930‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪283‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬الناس معذورون‪ ،‬يقولون‪ :‬عبد القادر ما يصلي‪ ،‬وال ما أظن أن تركت الصلة منذ جُذبت‪ ،‬ولكن لنا‬
‫أماكن نصلي فيها(‪....)1‬‬
‫ويقول عبد العزيز الدباغ‪:‬‬
‫‪...‬إن ال تعال ل يب عبدا حت يُعرّفه به‪ ،‬وبالعرفة يطلع على أسراره تعال‪ ،‬فيقع له الذب إل ال‬
‫تعال(‪...)2‬‬
‫ويقول عمر بن الفارض ف التائية الكبى‪:‬‬
‫إليه‪ ،‬ونزعُ النع ف كل جذبةِ‬ ‫فمن مذوب إليها وجاذب‬
‫حقيقتها من نفسها حي أوحتِ‬ ‫وما ذاك إل أن نفسي تذكرت‬
‫التًراب‪ ،‬وك ّل آخذ بأ ِزمّت‬ ‫فحنّت لتجريد الطاب ببزخ‬
‫ويقول علي الواص البلّسي‪:‬‬
‫إنا سي الجذوب مذوبا لن العبد ل يزل يتعشق حاله ويألفه ول ينجذب عنه إل با هو أقوى منه‪ ،‬وإذا أراد‬
‫ال تعال أن يلص عبدا ويستخلصه لنفسه‪ ،‬جذبه عما كان واقفا معه من أمر الدنيا والخرة‪ ،‬فإذا تعشق با جذبه‬
‫الق إليه ثانيا جذبه به عنه ثالثا(‪...)3‬‬
‫ويقول ول ال الدهلوي‪:‬‬
‫‪...‬وأما طريق وصولم إل هذا الكمال الطلق‪ ،‬فهو أنم ينجذبون إل ال سبحانه‪ ،‬فيقطعون نور الغيب وغيه‪،‬‬
‫حت يصلوا إل ميادين الساء‪...‬ث يضمحلون ف التجلي الذات(‪...)4‬‬
‫ويقول عبد ال بن أب بكر العيدروس‪:‬‬
‫‪...‬وحقيقة العارف سائر طائر‪ ،‬ث السي يستدل بالطي‪ ،‬فالسي يكون ف مقامات النفس الطمئنة‪ ،‬والطي يكون‬
‫ف مقامات الروحانية العلوية‪ ،‬ث يستدل الطي بالذبات السرية‪ ،‬فالذبة تبعده عن أنيته وتقربه لويته‪ ،‬إل أن تورث‬
‫الذبة الشاهدة‪ ،‬فالشاهدة أحضرته معه وغيبته عنه إل أن ظهر بالعيان(‪...)5‬‬
‫ويقول ميي الدين بن عرب ف (الباب‪ )216 :‬من الفتوحات الكية‪:‬‬
‫‪...‬إنا سي مذوبا لذب الق تعال له‪ ،‬وأخذه بأعطافه‪ ،‬ولول أنه كان متعشقا باله‪ ،‬مستحسنا له‪ ،‬ما جذبه‬
‫‪ )(1‬طبقات الشعران (‪.)2/139‬‬
‫‪ )(2‬البريز‪( ،‬ص‪.)217:‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)2/156( :‬‬
‫‪ )(4‬الي الكثي‪( ،‬ص‪.)102:‬‬
‫‪ )(5‬الكبيت الحر والكسي الكب‪( ،‬ص‪.)77:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪284‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الق تعال‪ ،‬فكأن سبب هذا الكشف تعشق أحواله الطبيعية‪ ،‬ولول الذب العنيف ما ترك ما كان فيه(‪....)1‬‬
‫ويقول ممد مهدي الصيادي الرواس‪:‬‬
‫وبويعت ف الضرة‪ :‬على الباعدة عن أصحاب دعوى الولية والحو‪ ،‬الذين تقق أنم ليسوا من أهل‬
‫النذاب والغيبة‪ ،‬فإن أولئك من اللصوص والدجالي‪ ،‬وكأنم القصودين بسر قوله تعال‪َ (( :‬ومَنْ أَ ْظلَ ُم مِمّنِ افَْترَى‬
‫عَلَى الّلهِ الْكَ ِذبَ)) [الصف‪.)2(]7:‬‬
‫ومن أوراد الشاذلية (مناجاة ابن عطاء ال السكندري)‪.‬‬
‫‪...‬حققن بقائق أهل القرب‪ ،‬واسلك ب ف مسالك أهل الذب‪.)3(...‬‬
‫ومن الوراد اللوتية (من منظومة أساء ال السن)‪:‬‬
‫با نلحق القوام مَن كان قبلنا‬ ‫ومُنّ علينا يا ودود بذبة‬
‫ومن الدعية التيجانية‪:‬‬
‫اللهم اجذبن إليك قلبا وقالبا بواذب عنايتك‪ ،‬وألبسن خلعةَ استغراق أوقات ف الشتغال بك(‪...)4‬‬
‫ويقول الدكتور عبد الليم ممود‪:‬‬
‫‪...‬إننا ل نتحدث هنا عن طريق الجتباء‪ ،‬فإنه ف حقيقة المر ليس طريقا بالعن العادي‪ :‬إنه جذبة مِن‬
‫جذبات الق ف لظةٍ َبعْدَها يتبدل الرء حالً بعد حال‪ ،‬ويدخل رحاب الق جل وعل‪ ،‬عبدا من عباده‬
‫الخلصي(‪...)5‬‬
‫ويقول الدكتور سيد حسي نصر‪:‬‬
‫(يتكلم عن الرشد) إل أن يقول‪ :‬مثل هذا الشخص‪ ،‬إما أنه مسافر أدركته البكة اللية فهو سالك مذوب‪،‬‬
‫كان قد عب أولً جيع الفاوز والخاديد الت تعترض الروح‪...‬لكنه بساعدة الذب اللي بعد ذلك عاد من مقامات‬
‫القلب ومصاعد الروح‪ ،‬وبلغ عال الكشف واليقي‪...‬أو أنه ذاك الذي جذبته البكة اللية فسلك الطريق فهو‬
‫ل قد عب بساعدة الذب اللي جيع القامات‪ ،‬وبلغ عال الرؤيا والكشف عن القائق‬ ‫مذوب سالك‪ ،‬وكان قب ً‬
‫اللية(‪...)6‬‬

‫‪ )(1‬اليواقيت والواهر‪.)1/136( :‬‬


‫‪ )(2‬فصل الطاب‪( ،‬ص‪.)137:‬‬
‫‪ )(3‬النفحة العلية ف أوراد الشاذلية‪( ،‬ص‪.)24:‬‬
‫‪ )(4‬ميزاب الرحة الربانية‪( ،‬ص‪.)23:‬‬
‫‪ )(5‬ذو النون الصري‪( ،‬ص‪.)49:‬‬
‫‪ )(6‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)76 ،75:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪285‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬تنبا لزيادة الطالة نكتفي بذه القوال الكافية‪:‬‬
‫إذن‪ ،‬فالذبة هي الدف الذي يسعون إليه‪ ،‬وهي الفتوح‪ ،‬وعندما نسمع مَن يدعو لخر بقوله‪ :‬ال يفتح‬
‫عليك‪ ،‬فعلينا منذ الن أن نعرف أن معناها (أوصلك ال إل الذبة)‪.‬‬
‫وأكرر القول بأنا تشبه الالة الت يقع فيها متعاطي الخدرات (الشيش أو الفيون والورفي واليثي‬
‫ى وهلوسات‪ ،‬مع أخذ الدور الذي يلعبه الشيخ وتوجيهه‪ ،‬وإياءات الو‬
‫وغيها‪ )..‬شبها دقيقا‪ ،‬مظهرا ومبا‪ ،‬ورؤ ً‬
‫الصوف‪ ،‬بالعتبار‪.‬‬
‫وأكرر أيضا أنم يعتقدون أن ال يذب السالك إليه فتحدث له هذه الالة‪ ،‬ولذلك يسمونا الذبة‪ ،‬ويسمون‬
‫الواصل إليها وليا‪.‬‬
‫وهم يعنون بقولم‪( :‬ال) اللوهية الت يعتقدون أنا باطنة ف النسان‪ ،‬وف كل شيء‪ ،‬وأنه مجوب عنها‪ ،‬أو‬
‫عن الحساس با بالوهم‪( ،‬أي‪ :‬الوهم أنه ملوق وأنه غي ال)‪.‬‬
‫هذه اللوهية الباطنة فيه تذبه إليها‪ ،‬فيفقد إحساساته بالظاهر وبالخلوقية‪ ،‬حيث تتجه تلك الحساسات إل‬
‫باطنه‪ ،‬إل إليته الت كان مجوبا عن الحساس با بالوهم‪ ،‬هكذا يعتقدون!‬
‫يرى الجذوب أثناء الذبة رؤىً ومشاهدات‪ ،‬تتلف باختلف الشخاص والزمنة والمكنة والثقافات‪،‬‬
‫واختلف الرؤى حسب الثقافات تعن أن الرؤى الت يراها التصوف السلم‪ ،‬تتلف بعض الشيء عن رؤى التصوف‬
‫السيحي‪ ،‬وهذه تتلف بعض الشيء عنها عند الندوسي‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫والذبة‪ -‬كما رأينا‪ -‬حالة يفقد فيها الجذوب الشعور با حوله‪ ،‬ويرى ويسمع أشياء ل وجود لا‪ ،‬وقد تأتيه‬
‫الذبة ماشيا أو قائما أو قاعدا أو مستلقيا أو منفردا أوف جاعة إن كان من الكمّل‪ ،‬ونظريا ير الول (الذي وصل‬
‫إل الذبة) ف الراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تكون الذبات الول قصية ومتباعدة وخفيفة‪ ،‬والعكس مكن‪.‬‬
‫‪ -‬مع الستمرار على مارسة الرياضة‪ ،‬وبعد زمن قد يطول وقد يقصر‪ ،‬تزداد الذبات عمقا وطولً وتقاربا‪.‬‬
‫‪ -‬أما الشاهدات (الكشوف)‪ ،‬فكثيا ما تتجاوز حدود القاييس العادية‪ ،‬وحدود العقول لتتخطاها إل‬
‫اللمعقول‪ ،‬فيى نفسه أطول من السماوات‪ ،‬أو يرى نفسه يعرج فيها من ساء إل ساء حت يصل إل العرش‪ ،‬وطبعا‬
‫يراها كما يتوهم أنا هكذا‪ ،‬ل كما هي على حقيقتها‪.‬‬
‫‪ -‬وقد يرى ملوقات ضخمة بأشكال متلفة‪ ،‬يال بوهه‪ ،‬أو بتوجيهات شيخه أنا ملئكة‪.‬‬
‫‪ -‬وقد تكون الرؤى ف القاييس العادية‪ ،‬فيى أشخاصا يتوهم أنم أنبياء أو أولياء حسب توجيهات شيخه‬
‫وطموحاته‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪286‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -‬يستمر السالك على الجاهدة ويزداد إصرارا عليها‪ ،‬لن كل هذه الرؤى ليست هي غايته‪ ،‬حت يرى نفسه‬
‫جالسا مع ال (جل جلله)‪ ،‬يادثه ويسامره! وطبعا هذا كله تابع لتوجيهات الشيخ‪ ،‬ويكون الضور مع ال (جل‬
‫ال) بشكل من الشكال التالية‪:‬‬
‫* إما أن يرى الجذوب نفسه يعرج ف السماوات حت يصل إل العرش‪ ،‬وهناك يتمع مع ال (سبحانه وتعال‬
‫عما يصفون)‪.‬‬
‫* أو أن يرى ال (جل وعل) ينل إل جانبه ويادثه‪ ،‬وقد يرفعه بي يديه ويوّله ف السماوات‪.‬‬
‫* أو أن يرى نفسه متمعا مع ال (تعال) ف مكانٍ آخر‪.‬‬
‫وهذا ما يسمونه (الحاضرة)‪.‬‬
‫وف كل الالت يد لذة عظيمة‪ ،‬ورغم كل ذلك فليس هذا هو الغاية‪.‬‬
‫‪ -‬يستمر السالك على الجاهدة‪ ،‬وتتكرر الحاضرات وتتطور حت يرى الجذوب ف إحدى جلساته مع ال‬
‫(جل وعل) أن ال سبحانه يدمه ف اسم من أسائه‪ ،‬أو ف مكان ما من ذاته (سبحانه عما يصفون)‪ ،‬وهذا ما‬
‫يسمونه‪( :‬الكاشفة)‪ ،‬ويسمونه‪( :‬الفناء ف ال)‪ ،‬وقد يسميه بعضهم‪( :‬الحسان)‪.‬‬
‫‪ -‬ويستمر السالك على الجاهدة‪ ،‬ويتطور الفناء ف ال‪ ،‬ويزداد عمقا ونشوة ولذة‪ ،‬وينتقل من اسم إل اسم‪،‬‬
‫(وهذا التدرج ليس ضروريا دائما)‪ ،‬حت يصل إل الفناء ف السم (الرب) أو (الرحن) على اختلف بينهم‪ ،‬وهذا‬
‫السم هو أعلى الصفات اللية عندهم‪ ،‬فيكون قد وصل إل قمة الكاشفة‪ ،‬ومع ذلك فليس هذا هو الغاية‪ ،‬إن الغاية‬
‫هي التحقق بالسم (الصمد) أو (ال)‪.‬‬
‫‪ -‬ومع الثابرة على الجاهدة‪ ،‬يقفز إل الندماج ف الذات اللية كلً ف كل (تعال ال عما يفترون)‪ ،‬فيى‬
‫نفسه أنه هو ال (سبحان ال) بميع أسائه وصفاته! وهذا ما يسمونه‪( :‬الشاهدة)‪ ،‬أو (المع)‪ ،‬أو (الفناء ف السم‬
‫العظم)؛ ال‪ ،‬الامع لكل الساء والصفات‪ ،‬وعند بعضهم هو (الحسان)‪..‬‬
‫وهذه الشاهدات (أو اللوسات) هي ما يعبون عنها بثل قول عمر السهروردي‪" :‬ابتُلي بنهضة النفس‬
‫ووثوبا‪ ،‬أو بثل قول الغزال‪ :‬وبعضهم يدعي أمورا عظيمة ف العرفة بال عز وجل‪ ،‬أو بثل قول اليلن‪ :‬هم أبدا‬
‫ف سرادق القرب‪ ،‬فإذا جاءت نوبة الكم كانوا ف صحن الكم‪.‬‬
‫ومع استمرار إياءات الشيخ وتوجيهاته‪ ،‬وغرس الطموحات الوثابة ف نفس الول‪ ،‬ومع تكرار مشاهدة‬
‫الندماج ف ال (سبحان ال عما يصفون)‪ ،‬يتعمق الشعور باللوهية ويترسخ‪ ،‬وقد يدفعه هذا إل البوح بالسر أثناء‬
‫صحوه‪ ،‬فيقع ف الحذورات الت تر عليه وعلى طائفته الويل والثبور‪ ،‬لذلك يأخذون بأهون الشرّين‪ ،‬فإذا ُفضِحَ أمره‬
‫وحَكَم عليه أهل الظاهر (الشريعة) بالكفر‪ ،‬حكموا عليه هم أيضا بالكفر‪ ،‬وإذا أفت أهل الظاهر بقتله‪ ،‬أفتوا هم أيضا‬
‫بقتله‪ ،‬مع إيانم بأنه صديق ول مقرب‪ ،‬لكن بعض الشر أهون من بعض‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪287‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لتخليص الول من هذا الحذور‪ ،‬ولن هذا القام ليس مقام الكمّل من الرجال والنبيي‪ ،‬لذلك يبدأ شيخه‬
‫بتدريبه على السيطرة على لسانه وكلماته‪ ،‬ليتحقق بقام الكمّل الذين يتبعون القاعدة (إياك أن تقول أناه‪ ،‬واحذر أن‬
‫تكون سواه)‪ ،‬حيث يغدو وليا كاملً ومرشدا يق له إرشاد الناس ودعوتم‪ ،‬لكنه ل يكون مرشدا كاملً إل بقدار‬
‫ما يمع حوله من التباع‪ ،‬ولذلك يعتبون ممدا صلى ال عليه وسلم أكمل الكاملي‪ ،‬لن أتباعه أكثر التباع‪ ،‬وأنه‬
‫هو النسان الكامل العلى‪.‬‬
‫وهذا هو مقام البقاء‪ ،‬أو الفرق الثان‪...‬إل آخر الساء‪ ،‬ولم ف التلميح إليه ووصفه عبارات أدبية يتبارون‬
‫بالتفنن با وتنويع أساليبها‪ ،‬مر معنا مئات منها‪ ،‬وف كتبهم ألوف كثية غيها‪.‬‬
‫وقد يقرأ القارئ ف بعض كتبهم أساء مثل مقام (قاب قوسي)‪ ،‬أو مقام (أو أدن)‪ ،‬أو مقام (أنا أنا)‪ ،‬أو غي‬
‫ذلك‪ ،‬وكلها تعن شدة التحقق باللوهية مع طول مدتا‪.‬‬
‫وأكرر التنبيه إل أن الترتيب الذكور ليس ضروريا‪ ،‬وقد يتلف عند بعضهم اختلفا كثيا‪ ،‬وقد ينعكس ف‬
‫نادرٍ من الحيان‪.‬‬
‫وهم يقولون‪ :‬إن الناظر متنوعة ل تتكرر‪.‬‬
‫كما يتحدثون عن الريد والراد‪.‬‬
‫فالريد هو الذي يسلك الطريقة الشراقية من أولا حت يصل إل الذبة‪.‬‬
‫والراد هو الذي يُجْذَب دون إرادة منه ودون ماهدة‪ ،‬أو كما هو الواقع‪ ،‬الصاب برض عصب من نراهم ف‬
‫السواق من العتوهي والخبولي والائمي على وجوههم ف الباري‪ ،‬ومنهم نزلء مستشفيات الجاني‪.‬‬
‫ويعنون بالسم (الراد) أن ال سبحانه أراده فجذبه إليه دون إرادة منه‪ ،‬ويصفون الراد عادة بثل قولم‪( :‬سائح‬
‫ف حب ال)‪ ،‬ويتبكون به‪ ،‬ويطلبون منه أن يكَبّسهم‪ ،‬أي يضع يده عليهم لتسيل منه السرار عن طريقها وتسري ف‬
‫أجسامهم‪.‬‬
‫وف جيع الحوال‪ ،‬ينتاب الجذوب أحد نوعي من الحساس‪:‬‬
‫أ‪ -‬إما شعور باللذة‪ -‬وهو الغالب‪ -‬تتلف شدته من جذبة إل أخرى‪ ،‬وقد تبلغ ف بعض الذبات‪ -‬وخاصة‬
‫ف الفناءات ف ال‪ -‬من الشدة بيث تستغرق كل ذرة من جسمه‪ ،‬وعندما يعود إل الصحو‪ ،‬يعود حامدا شاكرا‪،‬‬
‫ويذهب إل صندوق ملبسه ليخرج منه سروالً يلبسه بدل سرواله الذي امتل بالن‪.‬‬
‫لكنه إذا كان من التحققي بقام الزهد‪ ،‬مسح البتل من سرواله بالتراب‪ ،‬ومضى إل حال سبيله‪.‬‬
‫أما إذا كان متحققا بقام التوكل‪ ،‬فيتركه كما هو ول يلتفت إليه لشدة توكله‪.‬‬
‫يَعرض الولّ أ ْمرَه هذا على شيخه ومشكاة إمداداته‪ ،‬فيهنّئه ويبشره بأن هذا دليل على صحة القام الذي وصل‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪288‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫اليه‪ ،‬ويفهمه أن سببه هو بقايا شعور بالبشرية‪ ،‬وأنه سوف يزول عندما يتخلص كليا منها‪ ،‬أو (من الشعور‬
‫بالخلوقية)‪ ،‬ويتحقق باللوهية تققا كاملً‪.‬‬
‫ويسمون هذا النوع من الحساس‪( :‬الَبسْط)‪ ،‬ويسمون جذباتا‪( :‬جالية)‪ ،‬ويسمون فناءاتا أو تلياتا الت‬
‫يشاهدون با أنفسهم أنم ال‪( :‬التجليات المالية)‪ ،‬ويوهون أنفسهم وتائهيهم أن هذه التجليات هي تققٌ أو فناءٌ‬
‫ف الصفات المالية (عفوٌ غفو ٌر ودودٌ رحيمٌ‪.)..‬‬
‫‪ -2‬وإما أن يشعر الجذوب بالكتئاب أو الغضب أو ضيق الصدر‪...‬ويسمون له هذا الحساس‪( :‬القبض)‬
‫ويسمون جذبته‪( :‬الللية)‪ ،‬ويوهون أنفسهم وتائهيهم أنا تليات الق عليهم بصفاته الللية‪( ،‬العزيز البار التكب‬
‫القهار‪ ،)...‬ويسمونا‪( :‬التجليات الللية)‪ ،‬أو (التحقق بالساء الللية)‪...‬‬
‫ويصف عبد القادر اليلن هاذين الحساسي بقوله‪ :‬يُكْشَف للولياء والبدال ف أفعال ال ما يبهر العقول‪،‬‬
‫ويرق العادات والرسوم‪ ،‬فهي على قسمي‪ :‬جلل وجال‪ ،‬فاللل والعظمة يورثان الوف القلق والوجل الزعج‪،‬‬
‫والغلبة العظيمة على القلب‪ ،‬با يظهر على الوارح‪...‬أما مشاهدة المال فهو تلي القلوب بالنوار والسرور‬
‫واللطاف والكلم اللذيذ والديث النيس‪ ،‬والبشارة بالواهب السام والنازل العالية(‪...)1‬‬
‫‪ -‬وهو معن قوله أيضا (اليلن) الذي مر معنا‪... :‬وبقلبه ينظر إل ربه عز وجل‪ ،‬إل جلله تارةً وإل جاله‬
‫تارةً أخرى‪( .‬ومثل هذا تاما تاما يصل لتعاطي الخدرات‪ ،‬والختلف بينهما هو ف التفسي)‪.‬‬
‫وهذه بعض أقوال لبعض أقطابم يصفون با بعض جذباتم ومشاهداتم‪.‬‬
‫يقول العرّف عن نفسه (شيعي من طهران)‪:‬‬
‫إن الفقي القي سيد حسي بن الرضا السين الطهران النعمتللهي‪ ،‬نال بركة النعمة اللية ف سنة ‪1303‬‬
‫للهجرة‪ ،‬ذلك أنن عندما التقيت بالسمح الطاهر‪ ،‬مثال العارفي وقطب الداية ف سلوك الطريق‪ ،‬والرشد المي ف‬
‫مارسة الصلوات‪ ،‬الشيخ عبد القدوس كرمنشاهي‪...‬بفضل البكة اللية ومعونة الئمة الطاهرين عليهم السلم‪،‬‬
‫التقيت هذا الرجل العظيم ف الوقت الذي تقدم ذكره قرب إمام زادي زيد(‪ ،)2‬وكان له معي ما كان‪ ،‬وف غضون‬
‫أسبوع من الزمان حلت علي بركة وجوده وذلك قرب إمام زادي زيد‪...‬وبعد أن أجرى مراسم الندامة والتوبة‪،‬‬
‫أعطان التعليمات اللزمة‪ ،‬وأدخلن إل حلقة الذكر وقراءة الوراد‪ ،‬ودربن على ما ينبغي أن يُعمل ويقال‪ ،‬فامتثلت‬
‫ف ذلك كله‪ ،‬وبعد خس عشرة ليلة‪ ،‬وهو مدى اللوة الصغرى‪ ،‬عند الفجر‪ ،‬فيما كنت مستغرقا ف التفكي‪ ،‬رأيت‬
‫ض ْعتُ فيه تشاركن ف مراسم الذكر‪ ،‬فغبتُ عن الوعي‪ ،‬وهويتُ إل‬ ‫جيع البواب والدران ف الكان الظلم الذي ُو ِ‬
‫الرض‪ ،‬وبعد شروق الشمس سارع والدي السدي بداعي حبه الشديد ل‪ ،‬إل استدعاء طبيب‪ ،‬ودعا كذلك‬
‫بحضري الرواح وكاتب التعاويذ الشافية‪ ،‬ث إن والدت السدية هي الخرى عالتن بكل ما تيسر لا من الدوات‬
‫‪ )(1‬فتوح الغيب‪( ،‬ص‪.)22:‬‬
‫‪ )(2‬مزار أحد الولياء ف طهران‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪289‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫والنعشات والغذيات‪.‬‬
‫وبقيتُ على مثل ذلك عشرين يوما وأنا ل أقوى على القيام بفرائض الشريعة‪ ،‬ول أعي لوجوب مارسة‬
‫ت طليقا من‬‫الشعائر والرياضات‪ ،‬ول أحدث أحدا بذلك‪ .‬وبعد تلك الفترة عاد إل الوضع الطبيعي أو كاد‪ ،‬وأصبح ُ‬
‫حال الذبة‪ ،‬فذهبتُ إل المام وتوضأت‪ ،‬وشعرت برغبة شديدة ف لقاء ذلك الشيخ العظيم‪ ،‬وبقيتُ بضعة أيام‬
‫هائما على وجهي كالعتوه ف الطرق والسواق‪ ،‬ساعيا ف طلبه‪ ،‬وأخيا ظفرتُ به‪ ،‬وقبّلتُ يده‪ ،‬فأبدى ل لطفه‬
‫وعطفه‪.‬‬
‫وأقول موجزا‪ :‬إنن سلكتُ الطريق تت رعايته مدة سنتي‪ ،‬آخذا نفسي بميع تعليماته ووصاياه‪ ،‬لذلك‬
‫تولت عن العلوم التقليدية تولً تاما‪ ،‬وأقبلت على تفهم مسائل العرفة‪ ،‬والسي ف طريق اليقي‪ ،‬أطعته بكل ما أمرن‬
‫ت منه يعارض ف ظاهره للشريعة‪ ،‬رددته إل عيب‬‫به دون أن أجيب بنعم أو ل‪ ،‬وإذا بدا ل أن بعض ما سعتُ أو رأي ُ‬
‫ف سعي أو تقصي ف بصري‪...‬أحد ال أنن بفضل ذلك العال الكبي‪ ،‬وبفعل إرادته الروحية‪ ،‬استطعت أن أقف على‬
‫ملبسات الفقر الروحي‪ ،‬ودقائق العرفة الثابتة‪ ،‬ولطائف الق اليقي‪ ،‬حت بلغتُ حال الفناء ف ال والبقاء فيه(‪...)1‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫ما أنبه إليه بشكل خاص هو توله عن العلوم التقليدية تو ًل تاما‪ ،‬ومن هذا القول‪ ،‬ومن أقوال كثية مرت‬
‫وستمر‪ ،‬نعرف سبب الهل الذي تتخبط فيه أمتنا‪.‬‬
‫واللحوظات كثية‪ ،‬يكن للقارئ أن يتسلى بالبحث عنها‪ ،‬والتكلم شيعي يعرف بـ (شس العرفاء)‪.‬‬
‫ولننتبه إل أنه استعمل عبارة (بركة النعمة اللية) بعن الذبة‪ ،‬ولعله استعمل عبارة (النعمة اللية) انبثاقا من‬
‫اسم الطريقة (النعمتللهية) الت كان شيخه عبد القدوس كرمنشاهي شيخها‪.‬‬
‫ويقول عبد العزيز الدباغ (الول الكامل والغوث الافل)‪:‬‬
‫‪...‬وبعد وفاة سيدي عمر بثلثة أيام‪ ،‬وقع ل والمد ال الفتح‪ ،‬وعرفنا ال بقيقة نفوسنا‪ ،‬فله المد والشكر‪،‬‬
‫وذلك يوم الميس الثامن من رجب عام خس وعشرين ومائة وألف‪ ،‬فخرجنا من دارنا‪ ،‬فرزقن ال تعال على يد‬
‫بعض التصدقي من عباده أربع موزونات(‪ ،)2‬فاشتريت الوت‪ ،‬وقدمت به إل دارنا‪ ،‬فقالت ل الرأة‪:‬‬
‫اذهب إل سيدي علي بن حرزهم(‪ )3‬وأقدم لنا بالزيت لنقلي به هذا الوت‪ ،‬فذهبت‪ ،‬فلما بلغت باب الفتوح‬
‫دخلتن قشعريرة‪ ،‬ث رعدة كثية‪ ،‬ث جعل لمي يتنمل كثيا‪ ،‬فجعلت أمشي وأنا على ذلك‪ ،‬والال يتزايد إل أن‬
‫بلغت إل قب سيدي يي بن علل نفعنا ال به‪ ،‬وهو ف طريق سيدي علي بن حرزهم‪ ،‬فاشتد الال‪ ،‬وجعل صدري‬

‫‪ )(1‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)79 ،78 ،77:‬‬


‫‪ )(2‬عملة مغربية كانت متداولة آنذاك‪.‬‬
‫‪ )(3‬هو شيخ أب مدين الغرب‪ ،‬والزيت من النذور الت تقدم للمقام‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪290‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يضطرب اضطرابا عظيما‪ ،‬حت كانت ترقوت تضرب ليت! فقلت‪ :‬هذا هو الوت من غي شك‪ ،‬ث خرج شيء من‬
‫ذات كأنه بار الكسكاس(‪ ،)1‬ث َجعََلتْ ذات تتطاول حت صارت أطول من كل طويل‪ ،‬ث جعلت الشياء تنكشف ل‬
‫وتظهر كأنا بي يدي! فرأيتُ جيع القرى والدن والداشر‪ ،‬ورأيتُ كل ما ف هذا الب‪ ،‬ورأيت النصرانية ترضع‬
‫ولدها وهو ف حجرها‪ ،‬ورأيت جيع البحور‪ ،‬ورأيت الرضي السبع وكل ما فيهن من دواب كالبق الاطف الذي‬
‫ييء من كل جهة‪ ،‬فجاء ذلك النور من فوقي ومن تت وعن يين وعن شال وعن أمامي وخلفي‪ ،‬وأصابن منه برد‬
‫عظيم حت ظننت أن مت‪ ،‬فبادرت ورقدت على وجهي لئل أنظر إل ذلك النور‪ ،‬فلما رقدت رأيت ذات كلها‬
‫عيونا؛ العي تبصر‪ ،‬والرأس تبصر‪ ،‬والرجل تبصر‪ ،‬وجيع أعضائي تبصر؛ ونظرت إل الثياب الت علي‪ ،‬فوجدتا ل‬
‫تجب ذلك النظر الذي سرى ف الذات‪ ،‬فعلمت أن الرقاد على وجهي والقيام على حد سواء؛ ث استمر المر علي‬
‫ساعة وانقطع(‪.)2‬‬
‫* اللحوظة‪ :‬إن كشفه منبثق من العلومات السائدة ف ميطه‪ ،‬ومثل هذا يدث لتعاطي الخدرات‪.‬‬
‫ويقول نفسه‪... :‬فبقي معي سيدي عبد ال البناوي (صوف من قرية برنو)‪ ،‬يُرشدن ويسددن ويقوين ويحو‬
‫الوف من قلب فيما أشاهده‪ ،‬بقية رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي القعدة وعشر ذي الجة‪ ،‬فلما كان اليوم‬
‫الثالث من يوم العيد‪ ،‬رأيت سيد الوجود صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال سيدي عبد ال البناوي‪ :‬يا سيدي عبد العزيز‪،‬‬
‫قبل اليوم كنتُ أخاف عليك‪ ،‬واليوم حيث جعك ال مع رحته تعال سيد الوجود صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أمِنَ قلب‬
‫واطمأن خاطري(‪...)3‬‬
‫‪ -‬ولنسمع إل العارف القطب عبد الكري اليلي‪ ،‬يقدم وصفا عاما‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فإن الناظر اللية مَحاضر لمال العلوم اللدنية‪ ،‬وإن تفصيلها ل يكون إل عن موهبة ثابتة إلية‪ ،‬فقد‬
‫يدرك تلك الوهبة العبد ف نفس الناظر العلى إياءً إليا‪ ،‬أو بقيقة اتصافٍ من الصفة العلمية‪...‬وقد يتأخر عليه‬
‫تفصيل تلك العلوم إل نزوله عن تلك الناظر‪ ،‬فيفهم ما كان فيها إلاما إليا‪ ،‬أو بإعلم شيخ مرب مكاشف بالناظر‬
‫اللية‪ ،‬فيوف الوقت الذي هو فيه أدبا به‪ ،‬ولكن فاته أدب تلك الناظر لفواتا‪ ،‬لن التجلي الواحد ل يبقى زماني‪،‬‬
‫بل ل تعال ف كل زمان تل مصوص‪ ،‬مِن سر قوله‪(( :‬كُلّ َي ْو ٍم ُهوَ فِي شَأْنٍ)) [الرحن‪ .]29:‬ومن الناس مَن‬
‫يُجذب إل بعض الناظر اللية‪ ،‬فيخرج منها وهو ل يدري أين كان‪ ،‬ولو سع بأوصاف الناظر الت كان فيها تعجب‬
‫وأنكر ما كان عليه‪ ،‬وذلك لضعف علمه وقصور فهمه‪ ،‬فإن الدهش ل يطرأ إل على الضعفاء‪ .‬اعلم أن لكل منظر‬
‫آفة تجب الداخل فيها عما فوقها وتسكه عندها‪ ،‬ما ل يعلم تلك الفة‪ ،‬فإذا اطلع عليها ترقى عن ذلك النظر إل‬
‫غيه(‪...)4‬‬

‫‪ )(1‬أكلة مغربية معروفة تسمى ف الشرق‪ ،‬باسم (الغربية) أو (الفتول)‪.‬‬


‫‪ )(2‬البريز‪( ،‬ص‪.)9:‬‬
‫‪ )(3‬البريز‪( ،‬ص‪.)10:‬‬
‫‪ )(4‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)8 ،7:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪291‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬يبي الشيخ هنا أن تفسي الرؤى الكشفية نابع من معلومات مسبقة‪ ،‬أو من إعلم شيخ مرب‪...‬‬
‫ويقول‪ :‬منظرا {عبد ال كأنك تراه}‪:‬‬
‫ل وهو مأخوذ عن‬‫هو باب الناظر كلها‪...‬فيتصور له حضرة الق تعال الول بكبيائه وعظمته‪ ،‬فل يأت عم ً‬
‫ذلك العمل‪ ،‬لغلبة حال الدهش على قلبه‪ ،‬ويكون سائر أحواله وأفعاله وأقواله كلها عبادات‪ ،‬لنه مأخوذ عنها إل‬
‫تصور الضرة اللية‪ ،‬فهو شاهد لذلك التصور بقيقته ف سائر أموره‪ ،‬وف هذا النظر يُفتح عليه علوم الصطلم‪،‬‬
‫ويكشف له عن أسرار الق تعال ف ظواهر الخلوقات‪ ،‬فيقرأ رقوم كتابة أساء ال تعال على صفحات وجوه‬
‫الخلوقات‪ ،‬ويعلم السر الذي أخذ بالعال إل مأخذهم فيما هو عليه‪ ،‬فل يرى قبيحا ف الوجود(‪.)1‬‬
‫‪ -‬مع أن عبد الكري اليلي واضح العبارة ف ما يكتب‪ ،‬إل أنه ف هذا النص يبعد ف الشارة والرمز‪ ،‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فبقليل من التروي يتضح كلمه‪ .‬إنه يقول‪ :‬إن هذا النظر هو منظر الدهش‪ ،‬لنه يرى نفسه إلا‪ ،‬ث تنكشف له‬
‫علوم الوحدة‪...‬‬
‫ويقول‪ :‬منظر الوجود‪:‬‬
‫يتجلى الق تعال ف هذا النظر بأعيان الظاهر‪ ،‬فيكون عي الظاهر‪ ،‬وعي الُظهر‪ ،‬وهذا أول مال الصفة‬
‫الواحدية‪ ،‬ول يشهد صاحب هذا الشهد لشيء ف العال وجودا البتة‪ ،‬فل يبقى لل ُمحْدَثات عنده أثر‪...‬وف هذا‬
‫الشهد ينفتح على الداخل فيه علوم تنوعات التجلي‪ ،‬وينكشف له أن العال كله تل ف تل‪ ،‬ليس شيء غي‬
‫ذلك‪....‬ويطّلع ف هذا النظر على السر الذي عبدته الخلوقات من دون ال‪...‬وف هذا الشهد يطلع على السر‬
‫اللي‪ ،‬فيكون شافعا لن شاء من عبدة الوثان والشركي وغيهم من النحل واللل الاضية‪ ،‬فيحصلون ف حقيقة‬
‫اليان قبل الوت أو بعده‪ ،‬ويُحشرون ف زمرة الوحدين(‪...)2‬‬
‫ويصف تلي الفعال‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫فأما تلي الفعال‪ ،‬فإن ال تعال إذا كشف عن بصر بصية العبد يتجلى الواحدية ف العال‪ ،‬فإنه أول ما يقع‬
‫عنده من تفصيل ذلك الحل إرجاع أفعاله إل الق‪ ،‬وينسبها إليه سبحانه بعي ما كان ينسبها إل نفسه‪ ،‬وف هذا‬
‫الشهد يسلب فعل العبد وقوته وإرادته‪ ،‬فل يبقى له فعل ول قوة ول قدرة ول إرادة‪ ،‬بل هو كسائر المادات‪ ،‬فهو‬
‫ف هذا النظر ل فعل له البتة‪ ،‬فلو تكلم وسألته عن كلمه‪ ،‬لقال‪ :‬ل أتكلم ف هذا الشهد‪ ،‬وقد يفوت من الفرائض‬
‫وغيها على مَن ل يفظها ال عليه من أوليائه‪ ،‬وقد يصدر ما يصدر عليه من لسان العاصي‪ ،‬فيقال‪ :‬عصى وترك ما‬
‫وجب عليه من الفرائض‪ ،‬وهو بريء من ذلك مسلوب القوة والقدرة والفعل وإلرادة‪...‬ويكشف له عن اللوح‬
‫سبُ إليه‪ ،‬ويعلم بل علم‪ ،‬ويرى بل رؤية‪ ،‬ويفعل بل فعل يضاف إليه(‪....)3‬‬
‫الحفوظ‪...‬فيشهد بل شهود ُينْ َ‬

‫‪ )(1‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)11:‬‬


‫‪ )(2‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪ 14:‬و ‪.)15‬‬
‫‪ )(3‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)16:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪292‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويصف تلي الصفات فيقول‪ :‬منظر تلي الصفات‪:‬‬
‫وهو ف هذا التجلي يشهد صفات الق تعال النفسية‪ ،‬فكلما ظهرت لك صفة من صفات النفسية‪ ،‬فنيت صفة‬
‫من صفاتك‪ ،‬إل أن تفن عن جيع صفاتك النفسية‪ ،‬فإذا فن وصفك شهدت وصفه‪ ،‬فتعلم حينئذ أن حياتك وعلمك‬
‫وإرادتك وقدرتك وسعك وبصرك وكلمك‪ ،‬جيع ذلك منسوب إليه إل حدّ ما كان منسوبا إليك بل صفة لك‪ ،‬بل‬
‫تكون صفاتك صفات ال‪ ،‬فتتحقق أن ل حياة لك‪ ،‬بل الياة حياته‪ ،‬وأن ل علم لك بل العلم علمه‪ ،‬وأن ل إرادة‬
‫لك بل الرادة إرادته‪ ،‬وأن ل قدرة لك بل القدرة قدرته‪ ،‬وأن ل سع لك بل السمع سعه‪ ،‬وأن ل بصر لك بل البصر‬
‫بصره‪ ،‬وأن ل كلم لك بل الكلم كلمه‪ ،‬وف هذا النظر ييب ال من دعاه بذه الصفات‪ ،‬فل يشهد وقوعَها إل‬
‫عليه‪ ،‬فأنت بريء من شهود صفاتك لشهودك أنا ال تعال كشفا وعيانا‪ ،‬يفتح عليك ف هذا الحل معرفة الوجود‬
‫الساري‪ ،‬ويكون عندك هذا العلم من علوم التوحيد(‪...)1‬‬
‫ويقول‪ :‬منظر اترك نفسك وتعال‪:‬‬
‫ترك النفس إما هو بحود النية وثبوت الوية اللية‪ ،‬تع ّر مِن أنيتك فتكون أنت ل أنت‪ ،‬بل هو‪ ،‬بل ما أنت‬
‫هو‪ ،‬لنه هو هو‪ .‬وف هذا الشهد تضاف أساء الق تعال إليك فتجيب الداعي با‪ .‬فإذا قال قائل‪ :‬يا ال! أجبته‪:‬‬
‫لبيك وسعديك‪ ،‬وما أنت الجيب‪ ،‬بل ال الذي أجاب مَن دعاه‪ ،‬لطيفة إلية ل يعرفها إل الواقع فيها ذوقا وجوديا‬
‫وكشفا حقيقيا‪ ،‬وف هذا الشهد تنل عليك الساء اللية اسا اسا‪ ،‬والصفات الرحانية صف ًة صفةً‪ ،‬وأنت تقبل بقدر‬
‫ما يقتضية حالك(‪...)2‬‬
‫ويقول‪ :‬منظر التكوين‪:‬‬
‫هو مشهد ذات تتلون فيه بعان الساء والصفات‪ ،‬فيغلب عليك ف كل زمان حكْمُ صفة‪ ،‬فتكون ف لونٍ غي‬
‫ما كنت عليه قبل‪ ..‬وف هذا الشهد تد من اللذة اللية ما يسري ف جيع أجزائك‪ ،‬إل أن تكاد ترج روحك من‬
‫عالَم التركيب إل عالَم الرواح لشدة اللذة النطبعة فيك‪ ،‬تدها بكم الضرورة مسوسة‪ ،‬كما تد لذة الحسوسات‪.‬‬
‫وقد أخذتْ هذه اللذةُ فقيا عن مسوساته حت غاب عن الكون وما فيه‪ ،‬فلما رجع إل نفسه وجده قد أمن لا‬
‫سرت فيه اللذة الروحانية‪ ،‬فعمّت الروح والقلب‪ ،‬وأضافته على بشرة جسده‪ ،‬فأعطاه السد حكْ َم بشريته‪ ،‬وكان ما‬
‫كان(‪...)3‬‬
‫ويصف مشهدا آخر‪ ،‬فيقول‪ :‬منظر اللذة السارية‪:‬‬
‫يتجلى ال بتجل يكشف فيه للعبد بكانه من القائق اللية‪ ،‬فيظهر له من ال ما ل يكن يتسب‪...‬ووجدت‬
‫كل ذرة من وجودي حاملة من العارف الكمالية ما ل يكن شرحه‪ ،‬فأعطتن عوالي كل اسم وصفة ومعن ومرتبة ل‬

‫‪ )(1‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)17:‬‬


‫‪ )(2‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪ ،)18:‬وف الكتاب أخطاء مطبعية أو نسخية‪ ،‬منها‪( :‬الينية) بدلً من (النية)‪( ،،‬عرض أينيتك) بدلً من (تع ّر من أنيتك)‪.‬‬
‫‪ )(3‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)22:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪293‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ناية لا‪ ،‬فلما وجدت ما وجدت‪ ،‬سرت فّ لذة اللية حت ذقت أمرا مسوسا تكاد الروح أن تذهب لوجدانه‪ ،‬فلما‬
‫رجعت إل عال الكون‪ ،‬حدث ف حادث‪ ،‬وكنتُ يومئذ متقدما ف هذا الطريق‪...‬ول َوصَل إل تقيق تلك (القام‬
‫اللذة) إل بذلك الادث‪ ،‬فمن ل يدث به ذلك الادث‪ ،‬ل يتم له ذلك اللذة‪ ،‬بل ما عنده إل طرف منها‪ ،‬لن اللذة‬
‫الستولية عليه عمت السد وأخذت صاحبها‪ ،‬ل يد بدا من أن ين(‪...)1‬‬
‫ويصف مشهدا آخر‪ ،‬فيقول‪ :‬منظر من أنت‪:‬‬
‫يتجلى الق تعال على العارف‪ ،‬بكشفٍ عن حقيقة ذات العارف‪ ،‬فيقال له ف هذا الشهد‪ :‬من أنت؟ فيقول‬
‫ما قال اللج وأبو يزيد وغيها من أهل هذا القام(‪...)2‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫لعلنا نذكر ما قاله اللج وأبو يزيد وغيها فيما سبق من هذا الكتاب‪ :‬أنا الق‪ ،‬سبحان‪ ،..‬ومت يقول‬
‫العارف هذا الكلم ف هذا القام؟؟ إنه يقوله عندما يُكشف له حقيقة ذاته! أي‪ :‬إن حقيقة ذاته هي ال‪ ،‬يعرفها‬
‫بالكشف!‬
‫منظر من أنا‪:‬‬
‫يتجلى الق تعال ف هذا الشهد بتجل يكشف للعبد فيه عن حقيقة الذات القدسة‪ ،‬فل يد العبد ما ث إل أنا‪،‬‬
‫وحق ما قال‪ ،‬وصح ما ادعى‪ ،‬ولكن أين مقام العبودية عن مقام الربوبية(‪)3‬؟‪..‬‬
‫منظر الشارة‪:‬‬
‫للشارة منظر جلي‪ ،‬ومشهد علي‪ ،‬ومعن سن‪ ،‬أنت الراد با على كل حال‪ ،‬وهو الشار إليه ف كل مقال‪،‬‬
‫أنت العي وهو الُكم‪ ،‬أنت الوجود وهو الشهود‪ ،‬وأنت الوهر وهو ال َعرَض‪ ،‬أنت هو وهو أنت‪ ،‬أنت الوصوف‬
‫وهو الصفة‪ ،‬لكنه الوصوف‪ ،‬وأنت الثر‪ ،‬وهو الم وأنت الولد‪ ،‬لكنه الروح وهو السد‪ ،‬أنت حاصل كنوزه‪ ،‬أنت‬
‫مغماز رموزه‪ ،‬أنت صريح لغموزه‪ ،‬هذا كله منك وفيك‪ ،‬وال تعال عن الشارة والعبارة‪ ،‬وهو الكبي التعال‪،‬‬
‫فأسجد فهمك‪ ،‬وجرّد هتك‪ ،‬وأفتق ما رتقناه عليك ليسهل فهم ما أشرناه إليك‪ ،‬كلمنا ل يفهم‪ ،‬وحالنا ل يُعلم‪،‬‬
‫أي جان أي دوست‪...،‬لن الكلم عن القائق بالشارة(‪....)4‬‬
‫منظر ((وَإِنْ مِنْ شَ ْيءٍ إِلّا ِعنْدَنَا َخزَاِئُنهُ)) [الجر‪:]21:‬‬
‫يتجلى ال تعال على العبد بتجل يُكشف له فيه عن مفاتيح الغيب ذاته‪ ،‬فيلج ف خزائن اللكوت‪ ،‬ويرى ما‬

‫‪ )(1‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)56:‬‬


‫‪ )(2‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)76:‬‬
‫‪)(3‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)77 ،76:‬‬
‫‪ )(4‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪ .)77 ،76:‬وكلمة جان فارسية معناها‪( :‬ابن) ودوست معناها‪( :‬صاحب)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪294‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أودع ال فيها من أسرار البوت‪ ،‬ما ل يدخل تت الصر‪ ،‬ول يعرفها إل ال تعال‪ ،‬وحينئذ يقرأ حقيقة قوله تعال‪:‬‬
‫((وَإِ ْن مِنْ شَ ْيءٍ إِلّا عِنْ َدنَا َخزَائُِنهُ)) [الجر‪ ،]21:‬من يتجلى ال عليه ف هذا النظر ح ّل رموز العال من ذات نفسه‪،‬‬
‫وعلم هيكله بميع ما فيه‪ ،‬كل ذرة منه روحانية عال من العوال الوجودية الشهادية‪ ،‬فإن أراد تدبي ذلك العال‬
‫وتريكه حرك من نفسه ذلك الرمز الذي هو روح ذلك العال‪ ،‬فتحرك أجزاء ذلك العال ف عال الشهادة واللك‬
‫واللكوت بتحريك ذلك الرمز‪ ،‬فإن السد تابع للروح‪...‬وقد تققتُ بذا الشهد ف سنة ثلث وثاني وسبعمائة(‪.)1‬‬
‫منظر (كن فيكون)‪:‬‬
‫أول ما يتصف العبد بالتكوين ف عال الغيب‪ ،‬فيكوّن الشياء ف اللكوت‪ ،‬ول يستطيع على تكوينها ف اللك!‬
‫فمثله مَنْ يستطيع تصور اليالت ف عقله ول يقدر عليها ف مسوسه‪ ،‬فإذا استقام رجله ف هذا النظر‪ ،‬ث اتصف‬
‫حسا بصفت القدرة والرادة‪ ،‬يتجلى ال عليه بتجل إلي يُكسبه نفوذ المر ف عال الكوان جيعا‪ ،‬الغيبية والشهادة‪،‬‬
‫فحينئذ يقول للشيء كن فيكون‪ ،‬غيبا وشهادة‪ ،‬والناس ف هذا النظر متفاوتون‪ ،‬فمنهم من يظهر أثر أمره على الفور‪،‬‬
‫ومنهم من يتأخر ظهور أثر أمره(‪...)2‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫أرجو من القارئ الكري أن يقرأ ف فصل لحق‪ ،‬مفعول الخدرات ورؤاها‪ ،‬ث يقارنا بذه الرؤى‬
‫والشاهدات‪ ،‬مع ملحوظة أن رؤى حشاش الخدرات تنبثق من عواطفه وأمانيه الساذجة‪ ،‬أما رؤى حشاش الشراق‬
‫فتنبثق من إياءات الشيخ وتوجيهاته‪ ،‬والطموحات السيطرة على الو الصوف‪.‬‬
‫‪ -‬ولنكتف من هذا الغوث بذه الشاهد‪.‬‬
‫‪ -‬ولنستعرض بعده الشيخ الكب والكبيت الحر ميي الدين بن عرب ف بعض وصفه لبعض الكشوف‪،‬‬
‫يقول‪:‬‬
‫‪...‬واشتغلْ بالذكر حت يتجلى لك مذكورك‪...‬‬
‫ث بعد هذا يُكشف لك عن عال سريان الياة السببية ف الحياء‪ ،‬وما تعطي من الثر ف كل ذات بسب‬
‫استعداد الذوات‪...‬‬
‫فإن ل تقف مع هذا رُفع عنك‪ ،‬ورُفعت لك اللوائح اللوحية(‪ ،)3‬وخوطبت بالخاويف‪ ،‬وتنوعت عليك‬
‫الالت‪ ،‬وأقيم لك دولب تعاين فيه صور الستحالت‪ ،‬وكيف يصي الكثيف لطيفا واللطيف كثيفا‪...‬‬
‫فإن ل تقف مع هذا رُفع لك نورٌ متطاير الشرر‪ ،‬فستطلب الستر عنه فل تف‪ ،‬ودم على الذكر فإنك إذا‬

‫‪ )(1‬الناظر اللية‪( ،‬ص ‪.)79 ،78‬‬


‫‪ )(2‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)79:‬‬
‫‪ )(3‬اللوحية نسبة إل اللوح الحفوظ‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪295‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫دمت على الذكر ل تصبك آفة‪...‬‬
‫‪...‬فإن ل تقف مع هذا رُفع لك عن أرواحٍ مستهلكة ف مشهد من مشاهده‪ ،‬هم فيه حيارى سكارى قد‬
‫غلبهم سلطان الوجد‪ ،‬فدعاك حالم‪.‬‬
‫فإن ل تقف لدعوته رُفع لك نورٌ ل ترى فيه غيك‪ ،‬فيأخذك فيه وجد عظيم وهيمان شديد‪ ،‬وتد فيه من اللذة‬
‫بال ما ل تكن تعرفها قبل ذلك‪ ،‬ويصغر ف عينك كل ما رأيته‪ ،‬وأنت تتمايل فيه تايل السراج(‪...)1‬‬
‫‪ -‬وهذا وصف آخر لبن طفيل ف أول كتابه‪( :‬حي بن يقظان)‪ ،‬يقول‪ :‬سألتَ أيها الخ الكري‪ ،‬الصفي‬
‫الميم‪ ،‬منحك ال البقاء البدي‪ ،‬وأسعدك السعد السرمدي‪ ،‬أن أبث إليك ما أمكنن بثه من أسرار الكمة‬
‫الشرقية(‪....)2‬ولقد حرك من سؤالك خاطرا شريفا‪ ،‬أفضى ب إل مبلغ هو من الغرابة بيث ل يصفه لسان‪ ،‬ول‬
‫يقوم به بيان‪ ،‬لنه من طور غي طورها‪ ،‬وعالَم غي عالهما‪ .‬غي أن تلك الال‪ ،‬لا لا من البهجة والسرور‪ ،‬واللذة‬
‫والبور‪ ،‬ل يستطيع من وصل إليها وانتهى إل حد من حدودها‪ ،‬أن يكتم أمرها أو يفي سرها‪ ،‬بل يعتريه من‬
‫الطرب والنشاط والرح والنبساط ما يمله على البوح با بملة دون تفصيل‪ ،‬وإن كان من ل تذقه العلوم‪ ،‬قال‬
‫فيها بغي تصيل؛ حت إن بعضهم قال ف هذه الال‪ :‬سبحان ما أعظم شأن‪ ،‬وقال غيه‪ :‬أنا الق‪ ،‬وقال غيه‪ :‬ليس‬
‫ل عند وصوله إل هذا الال بذا البيت‪:‬‬‫ف الثوب إل ال‪ ،‬وأما الشيخ أبو حامد الغزال‪ ،‬رحة ال عليه‪ ،‬فقال متمث ً‬
‫فظن خيا ول تسأل عن الب‬ ‫فكان ما كان ما لست أذكره‬
‫وإنا أدبته العارف وحذقته العلوم‪...‬‬
‫‪...‬إل أن يقول‪:‬‬
‫‪...‬وهذه الال الت ذكرناها وحركنا سؤالك إل ذوقٍ منها‪ ،‬هي من جلة الحوال الت نبه عليها الشيخ أبو‬
‫علي (أي‪ :‬ابن سينا)‪ ،‬حيث يقول‪ :‬ث إذا بلغت به الرادة والرياضة حدا ما‪ ،‬عنت له خلسات من اطّلع نور الق‬
‫لذيذة‪ ،‬كأنا بروق تومض إليه ث تمد عنه(‪ ،)3‬ث إنه تكثر عليه هذه الغواشي إذا أمعن ف الرتياض‪ ،‬ث إنه ليوغل ف‬
‫ذلك حت يغشاه ف غي الرتياض‪ ،‬فكلما لح شيئا عاج عنه إل جناب القدس(‪ ،)4‬فيذكر من أمره أمرا‪ ،‬فيغشاه‬
‫غاش‪ ،‬فيكاد يرى الق ف كل شيء‪ ،‬ث إنه لََتبْلُغ به الرياضة مبلغا ينقلب له وقته سكينة‪ ،‬فيصي الخطوف مألوفا‪،‬‬
‫والوميض شهابا بينا‪ ،‬وتصل له معارفه مستقرةً كأنا صحبة مستمرة‪ ..‬إل ما وصفه من تدرج الراتب وانتهائها إل‬
‫النيل‪ ،‬بأن يصي سره مرآةً ياذي با شطر الق‪ ،‬وحينئذ تدر عليه اللذات العلى‪ ،‬ويفرح بنفسه لا يرى با مِنْ أثر‬
‫الق‪ ،‬ويكون له ف هذه الرتبة نظر إل الق ونظر إل نفسه‪ ،‬وهو بع ُد متردد‪ ،‬ث إنه ليغيب عن نفسه‪ ،‬فيلحظ جناب‬

‫‪ )(1‬رسالة النوار‪( ،‬ص‪.)12 -8:‬‬


‫‪ )(2‬يستعمل ابن طفيل عبارة (الشرقية) بدلً من (الشراقية) تقليدا لبن سينا‪.‬‬
‫‪ )(3‬هذا هو ما يسمونه البوارق أو اللوامع أو اللوامح أو البوادة‪ ...‬إل‪.‬‬
‫‪ )(4‬يعن بعبارة (جناب القدس) اللوهية‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪296‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫القدس فقط‪ ،‬وإن لظ نفسه فمن حيث هي لحظة‪ ،‬وهناك يق الوصول‪.‬‬
‫‪ -‬قبل تكملة السية مع ابن طفيل‪ ،‬أريد أن أنبه إل أننا يب أن نفهم العبارات‪:‬‬
‫يرى الق ف كل شيء وكأنا صحبة مستمرة‪ ،‬وياذي با شطر الق‪ ،‬فهما منطلقا من عقيدة الصوفية الت‬
‫ترفض الثنينية وما ينبثق عنها من قول باللول أو التاد‪ ،‬وتكفر من يقول با‪ ،‬أي يب أن نفهمها انطلقا من‬
‫عقيدتم بوحدة الوجود‪ ،‬فقط‪.‬‬
‫ونعود إل ابن طفيل‪ ،‬يقول بعد فقرات من قوله السابق‪:‬‬
‫‪...‬وظهر بذا القول أن مطلوبك ل يتعد أحد غرضي‪:‬‬
‫‪ -1‬إما أن تسأل عما يراه أصحاب الشاهدة والذواق والضور ف طور الولية‪ ،‬فهذا ما ل يكن إثباته على‬
‫حقيقة أمره ف كتاب‪ ،‬ومت حاول أحد ذلك وتكلفه بالقول أو الكتب استحالت حقيقته‪ ،‬وصار من قبيل القسم‬
‫الخر النظري‪ ،‬لنه إذا كُسِ َي الروف والصوات‪ ،‬وُقرّب من عال الشهادة‪ ،‬ل يبق على ما كان عليه بوجه ول‬
‫حال‪ ،‬واختلفت العبارات فيه اختلفا كثيا‪ ،‬وزلت به أقدام قوم عن الصراط الستقيم‪ ،‬وظُن بآخرين أنا زلت وهي‬
‫ل تزل‪ ،‬وإنا كان ذلك لنه أمر ل ناية له ف حضرةٍ متسعة الكناف‪ ،‬ميطةٍ غي ماط با‪.‬‬
‫‪ -2‬والغرض الثان من الغرضي اللذين قلنا‪ :‬إن سؤالك لن يتعدى أحدها‪ ،‬هو أن تبتغي التعريف بذا المر‬
‫على طريقة أهل النظر‪ ،‬وهذا‪ -‬أكرمك ال بوليته‪ -‬شيء يتمل أن يوضع ف الكتب‪ ،‬وتتصرف به العبارات‪ ،‬ولكنه‬
‫أعدمُ من الكبيت الحر‪ ،‬ول سيما ف هذا الصقع الذي نن فيه‪ ،‬لنه من الغرابة ف حد ل يظفر باليسي منه إل‬
‫الفرد بعد الفرد‪ ،‬ومَن ظفر بشيء منه ل يكلم الناس به إل رمزا‪ ،‬فإن اللة النيفية والشريعة الحمدية قد قنعت من‬
‫الوض فيه وحذرت عنه‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬مع النتهاء من فقرات ابن طفيل‪ ،‬أريد أن أظن أن القارئ الذي ترس باللغة الصوفية يعرف أن معن جلة‬
‫ابن طفيل‪ :‬وظن بآخرين أنا زلت وهي ل تزل‪ ،‬وإنا كان ذلك لنه أمر ل ناية له ف حضرةٍ متسعة الكناف‪ ..‬هو‬
‫أن هناك قوما قالوا العبارات الخيفة‪ :‬أنا ال‪ ،‬أو سبحان‪ ،‬أو ما شابها‪ .‬وظن أناس بم أنم زلوا‪ ،‬وهو ليس كذلك‪،‬‬
‫لنم قالوا ذلك وهم مغلوبون بشدة الذبة‪.‬‬
‫ويريدون بقولم‪( :‬زلوا)‪ ،‬أي صرحوا بوحدة الوجود ف حالة الصحو‪ ،‬أو فاهوا بالعبارات الت تفضحهم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أنا ال‪ ،‬سبحان‪ ،...‬أو ما شابه ذلك‪ ،‬وهذا هو البوح بالسر‪.‬‬
‫وغوث آخر يصف كشوفه‪:‬‬
‫يقول ابن قضيب البان(‪ )1‬ف كتابه‪ :‬الواقف اللية‪:‬‬

‫‪ )(1‬عبد القادر بن ممد بن أب الفيض السيد الفضل أبو ممد‪ ،‬يتصل نسبه بقضيب البان الوصلي‪ ،‬ولد بماة سنة (‪971‬هـ)‪ ،‬وتوف ف حلب سنة (‬
‫‪1040‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪297‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫موقف السراء‪:‬‬
‫‪...‬ث زجن الروح بالشوق إل جهة الفوق‪ ،‬حت حللنا الطبقة الثانية‪ ،‬فتلقانا با أمم سانية‪ ،‬ورأيت ف ذلك‬
‫السوح نب ال نوحا يلي على أهل كل صنعة صنعته‪ ،‬ويبكي حت تري على خديه دمعته‪ ،‬ورأيت دموعه أصل‬
‫وجود الشهب لتنوير تلك الجب‪ ،‬ورأيت هناك أرواح العلماء به حافة‪ ،‬وأقدام الشهداء بي اللئكة صافة‪.‬‬
‫ورأيت فيها عي ماء جارية إل فوق‪ ،‬وأرواح أهل الشوق والعشق واقفة ف تلك السماء‪ ،‬ورأيت فيها فارسا‬
‫على فرسه طاردا ل يل ول يكل ساعة واحدة‪ ،‬فسألت عنه‪ ،‬فقيل‪ :‬هو اللك عطارد‪ ،‬كاتب الخبار‪ ،‬وكل من ف‬
‫تلك السماء كتبة‪...‬‬
‫‪ -‬للعلم‪ :‬عطارد أو (الكاتب)‪ ،‬هو كوكب سيار من الجموعة الشمسية‪ ،‬مثل الرض‪ ،‬يظهر صباحا قبيل‬
‫الشمس ف الشرق‪ ،‬أو مساء ف الغرب‪ ،‬حيث يغيب بعد الشمس بقليل‪ ،‬والكشف الاهل‪ ،‬ل يساعد القطب‬
‫الاهل‪ ،‬على معرفة عطارد كما ل يساعده على معرفة الشهب‪.‬‬
‫ويكمل ابن قضيب البان قصة عروجه فيقول‪:‬‬
‫ث ارتقينا إل السماء الثالثة‪ ،‬وهي أعظم دائرة‪...‬ورأيت عليها حاجبي موكلي‪ ،‬اسم الواحد (القوة)‪ ،‬والخر‬
‫(الول)‪ ،‬فأخذا بيدي ودارا ب ف تلك الماكن كلها‪...‬وفيها رأيت يوسف الصديق جالسا على كرسي من‬
‫السن‪...‬ورأيت ف ذلك السماء صورة مبتسمة والياء ظاهر منها‪ ،‬فقال ل الروح‪ :‬هذا السيح بن مري روح ال‪،‬‬
‫ورأيت فيها ملئكة لكل ملك ألف رأس‪ ،‬ف كل رأس ألف وجه‪ ،‬ف كل وجه ألف فم‪ ،‬ف كل فم ألف لسان‪،‬‬
‫وقال ل الروح‪ :‬هذه اللئكة الذين وكلهم ال بأرزاق أولد آدم ف الرض‪ ،‬وعليهم ملك أعظمهم اسه (القاسم)‪.‬‬
‫ث انتهينا إل السماء الرابعة‪ ،‬وهي من معدن الفضة‪ ،‬وجنس خلقها منها‪ ،‬لم أنوار تتلل‪ ،‬ورأيت هناك ملكا‬
‫على كرسي جالسا‪ ،‬أعظم أهلها هيب ًة وهيئةً‪ ،‬واللئكة صافة به‪ ،‬فسألت عنه‪ ،‬فقيل‪ :‬هو مغناطيس الرواح وجامعها‬
‫بعد انبثاثها ف الصور‪...‬ث قال ل الروح‪ :‬اسم هذه السماء‪( :‬القدرة الباهرة)‪ ،‬وفيها رأيت إدريس وأكثر أولياء أمة‬
‫ممد العارفي بال‪ ،‬وف هذه السماء انتشت فّ الواس حت بقيت أدرك بكل حاسة كل ما تدركه الواس المس‪،‬‬
‫وفيها خرق بصري الكون وشاهدت أعلى عليي وأسفل سافلي‪.‬‬
‫ث انتهينا إل السماء الامسة‪ ،‬وإذا هي من معدن الذهب‪ ،‬ولونا حراء‪ ،‬وخلق أهلها من جنسها‪...‬وهناك‬
‫رأيت يي وزكريا وهارون‪...‬‬
‫ث انتهينا إل السماء السادسة‪ ،‬وهي من لؤلؤة‪ ،‬ونورها أبيض يعطي إل الصفرة‪ ،‬وخلق أهلها منها‪ ،‬وفيها‬
‫رأيت موسى بن عمران عليه السلم‪ ،‬وفيها رأيت ملكا اسه بلسائيل‪...‬وسألته عن أهل الرض البيضاء وأصل نشئها‪،‬‬
‫فأجاب عنها بأنا خلقت قبل أن يلق ال تعال السماوات والرض بكذا ألف سنة‪ ،‬وذكر أن هذا الليل والنهار‬
‫والشمس والقمركانوا موجودين ف عال منها‪ ،‬وكذلك الواري الكنس‪ ،‬فلما خلق ال السماوات نقل كل كوكب‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪298‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫إل ساء منها‪ ،‬وذكر أن النة والنار يسمع بما أهل السماوات من اللئكة وأهل الرض من الن ول يدروا‬
‫أماكنها‪...‬‬
‫ث انتهينا إل السماء السابعة‪ ،‬وهي درة بيضاء كاللب‪ ،‬وخلق أهلها من جنسها‪ ،‬وفيها ملك اسه روحائيل‬
‫موكل بأهلها‪...‬وفيها ملك على كرسي من نور‪ ،‬له أربعة أوجه‪ ،‬وجه على صورة النسان‪ ،‬ووجه على صورة‬
‫السد‪ ،‬ووجه على صورة الثور‪ ،‬ووجه على صورة السد(‪...)1‬وف هذه السماء رضوان خازن النان‪ ..‬وفيها إسرافيل‬
‫رئيس عال البوت‪ ،‬وهو الذي بشرن بالقرب والنلة الكرية عند رب‪ ،‬وبالسعادة ف الخرة والشفاعة ف أمة ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وف هذه السماء رأينا إبراهيم الليل مسندا إل البيت العمور‪ ،‬وتركت عنده الروح اللكوت‪،‬‬
‫وأخذ بيدي الرئيس للرواح البوتية‪ ،‬إسرافيل‪ ،‬ث انتهينا إل بار سبع‪ ،‬بر أحر‪ ،‬وبر أسود‪ ،‬وبر أزرق‪ ،‬وبر‬
‫أخضر‪ ،‬وبر أبيض‪ ،‬وبر أصفر‪ ،‬وبر ل لون له‪ ،‬ث انتهينا إل حجب سبعي‪ ،‬عند كل حجاب من الجب من‬
‫أصناف اللئكة ما ل يعلم صنفهم وعددهم إل ال تعال‪ ،‬وعرض كل حجاب كما بي الشرق والغرب هناك‪،‬‬
‫وعمقه كما بي السماء والرض‪ ،‬ث انتهينا إل سبعي حجابا أخر‪ ،‬منها من ذهب‪ ،‬ومنها من فضة‪ ،‬ومنها من ناس‪،‬‬
‫ومنها من جوهر‪ ،‬ومنها من ثلج‪ ،‬ومنها من َبرَد‪ ،‬ومنها من نور‪ ،‬ومنها من ظلمة‪ ،‬وكنت كلما دنوت من حجاب‬
‫تلقان حاجبه وزجن فيه إل أعله‪ ،‬بعدما يرين عجائبه وصُنع الق تعال فيه‪ ،‬ويبشرن بالكرامة من رب القادر‪ ،‬حت‬
‫انتهيت إل آخر حجاب هناك‪ ،‬وإذا بكرسي من اللؤلؤ منتصبة قوائمه من الوهر والياقوت الحر والزبرجد‬
‫الخضر‪ ،‬فأخذ آخذ بيدي وأجلسن عليه‪ ،‬ث نزل علي شيء ودخل جوف من حيث ل أعلم‪ ،‬فقال ل شيء ف قلب‪:‬‬
‫هاقد أكرمك مولك بالسكينة الربانية‪...‬ث نوديت من مكان قريب‪ ،‬وذلك من جهات الست‪ :‬يا حبيب ومطلوب!‬
‫السلم عليك‪ ،‬فغمضت عين‪ ،‬وكنت أسع بقلب ذلك الصوت حت أظنه من جوارحي لقربه من‪ ،‬ث نوديت‪:‬‬
‫انظر إل ففتحت عين فصرتُ كلي أعينا‪ ،‬وكأن ف باطن ما أراه ف ظاهري‪ ،‬وصرت كأن برزخ بي كوني‬
‫وقاب‪....‬ث سعت بقارئ يقرأ قوله‪(( :‬آمَنَ الرّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَْيهِ‪[ ))...‬البقرة‪ ،]285:‬وإذا بذلك الجاب قد رفع‪،‬‬
‫وأذن ل بدخوله‪ ،‬ولا دخلته رأيت النبياء صفوفا صفوفا‪ ،‬ودونم اللئكة‪ ،‬ورأيت أقربم إل الق أربعة أنبياء‪،‬‬
‫ورأيت أولياء أمة ممد أقرب الناس إل ممد‪ ،‬وهو أقرب اللق إل ال تعال‪ ،‬وأقرب إليه أربعة أولياء فعرفت منهم‬
‫السيد ميي الدين عبد القادر‪ ،‬وهو الذي تلقان إل باب الجاب‪ ،‬وأخذ بعضدي حت دنوت من سيدنا ممد صلى‬
‫ال عليه وآله‪ ،‬فناولن يينه‪ ،‬فأخذته بكلتا يدي‪ ،‬فل زال يذبن ويدنين حت ما بقي بين وبي رب أحد‪ ،‬فلما حققت‬
‫النظر ف رب رأيته على صورة النب‪ ،‬إل أنه كالثلج أشبه شيء أعرفه ف الوجود من غي رداء ول ثياب‪ ،‬ولا وضعت‬
‫شفت على مل منه لقبله‪ ،‬أحسست ببد كالثلج سبحانه وتعال‪ ،‬فأردت أن أخر صعقا‪ ،‬فمسكن سيدنا ممد صلى‬
‫ال عليه وآله‪ ،‬وأعادن إل ورائي‪ ،‬فعدت معه‪ ،‬فتلقان ثان‪ ،‬فل زلت القهقرى وأنا شاخص إل ما أراه‪ ،‬فلم أشعر‬
‫بنفسي إل وأنا على الكرسي الول(‪...)2‬‬

‫‪ )(1‬صورة هذا اللك الذي يقدمها هذا القطب‪ ،‬تذكرنا بصورآلة الندوس ف الند‪.‬‬
‫‪ )(2‬النسان الكامل ف السلم‪( ،‬ص‪.).172 -166:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪299‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬جاء ف حاشية (الصفحة‪ )172 :‬أن الؤلف (ابن قضيب البان) كان علق ف هامش الصفحة الت فيها هذا‬
‫النص ما يلي‪ :‬وإذا أنا بالسجد الرام من مكة عند القام‪ ،‬جالس ف الجر‪ ،‬قريب الفجر‪ ،‬فجددت الوضوء‪،‬‬
‫وحضرت الصلة سنة اللف وكنت ماورا بكة حينئذ‪ ،‬فتمت الواقعة بعد الصبح‪.‬‬
‫ونترك مناقشة هذا الكلم الرهيب والتعليق عليه للقارئ‪.‬‬
‫ويقول ابن قضيب البان أيضا ف نفس الكتاب‪:‬‬
‫موقف سر قيام الياة بالذات الوجودية‪:‬‬
‫أوقفن الق على سر قيام الياة بالذات الوجودية‪ ،‬فنظرت إل سريان وحدة الوجود‪ ،‬والتئام شل كل موجود‪،‬‬
‫ث حققت بعي العتبار‪ ،‬فإذا أنا براتب الوصال‪...‬ث أطلعن على أسوار البدء والعود لدوائر الثار وتنافر الساء‪ ،‬ث‬
‫كشف ل عن دائرة الكون السفلي‪...‬ث كشف ل عن سر التنيل والرسال‪ ،‬وحكمة الوعد والوعيد‪ ،‬وحال الجتباء‬
‫والصطفاء‪ ،‬ومقام الختبار‪ ،‬ث أشهدن العمدة ف ذلك بعد كشف السّبحات‪ ،‬فرأيت هناك صورة شاب‪ ،‬وجهه‬
‫الشمس نورا‪ ،‬وحوله صُور كالبدور والنجوم حُسنا‪ ،‬وأشعة أنوارهم جاذبة لكل موجود‪ ،‬وبي أيديهم موائد وأوانٍ‬
‫بفواكه ملوءة‪ ،‬وأثار معددة‪ ،‬وأشخاص يأخذون من ذلك الفضل‪ ،‬ويفعلون ما يؤمرون؟ وقد أشغلن نظري إليه‪،‬‬
‫وأدهشن حضوري لديه‪ ،‬فنظر إل نظر داع وشفيق راع‪ ،‬فسمعت صوتا يقول‪ :‬أرسل له المانة‪ -‬بعدما همت‬
‫بالقبال عليه‪ ،‬وكان بين وبينه نو عشرة صفوف‪ -‬واذا بشيء حله ومد به يده إلّ‪ ،‬فتناولته بكلتا يدي‪ ،‬وهي آنية‬
‫ملوءة من كل شيء‪ ،‬فابتلعتها لوقت‪ ،‬وتيقظت لسي‪ ،‬فإذا أنا بالبيت الرام طائف‪ ،‬وقد حييت بق القام‪ ،‬وف يدي‬
‫كأس من زمزم‪ ،‬ما رشفته منه متمم‪ ،‬وحدت ال على ما شهدته من الي القدم(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ويقول‪ :‬موقف النانية‪:‬‬
‫أوقفن الق على بساط النانية‪ ،‬ث كشف ل عن سر قيام النفس الرحان‪ ،‬والسر الباعث لروح الكشف‬
‫والنتباه‪...‬وهناك أران سر القائق ف السعة والضايق‪...‬ث كشف ل عن أسرار الؤالفة والتابعة وحال العاينة‪،‬‬
‫وأسرار الديان الختلفة باللقاب‪ ،‬ث كشف ل عن بيت العزة‪ ،‬وأران كيفية تنّل الصحف والكتب السطّرة‪،‬‬
‫وكشف ل عن أمم الروف العالية‪ ،‬وتنّلا ف قوالب الكلِ ِم الرموقة‪ ،‬فرأيت لكل حرف سبعة أبطن‪...‬وكشف ل‬
‫عن إبطان العية الذاتية وسريانا ف سبق السوابق ولق اللواحق‪ .‬وكشف ل عن قيام أسرار حروف اللف‪ ،‬فرأيت‬
‫قيام امتداد (المزة) بكل حقيقة خفية‪ ،‬و(اللم) بكل عال كون جلي‪ ،‬و(الفاء) بعرفة كل معروف عند تعريفه‪ ،‬وقال‬
‫ل‪ :‬هذا السر ل يظهر إل عند أفول قمر البشرية‪ ،‬وتلي شس الروحانية (أي‪ :‬ف حالة الذبة)‪ ،‬ث قال ل‪ :‬وف‬
‫ظهورها قوة (شي) الشيئة‪ ،‬و(ميم) الكلم‪ ،‬و(سي) السلطان ف حجب السبحاتية(‪(...)2‬إل آخرهذه الذيانات‬
‫التحشيشية الفيونية اللوسية (التحشيش الروحان)‪.‬‬

‫‪ )(1‬النسان الكامل ف السلم‪( ،‬ص‪.)187 ،186:‬‬


‫‪ )(2‬النسان الكامل ف السلم‪( ،‬ص‪.)188 ،187:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪300‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ويقول‪ :‬موقف القطبية‪:‬‬
‫أوقفن الق على بساط القطبية‪ ،‬وقال ل‪ :‬النسان الكامل قطب الشأن اللي‪ ،‬وغوث الن الزمان‪ ،‬أول ما‬
‫أُسلّم له التصريف ف قُطر نفسه حت يبلغ الشد‪ ،‬ث أُسلّم له ما وافقه من أقطار القاليم‪ ،‬ث أُسلّم له الرض‪ ،‬ث يُسلّم‬
‫له اللك‪ ،‬ث يمع له اللك واللكوت‪ ،‬وهذا هو النائب الرحان‪ .‬وقال ل‪ :‬القطب يعرفه كل شيء حت أهل الغيب‬
‫وعال الحال وأهل الرض البيضاء‪ ،‬ويعرض عليه أحوال العوال‪ ،‬وصور أول العلم حت يسميها بطابع الرحة ويردها‬
‫بالبصر‪ .‬وقال ل‪ :‬القطب قلبه ف كِ ّن عال الزل‪ ،‬ومدع اللوهة‪ ،‬وشخصه قبل كل وارد على ال ف مركز الوقت‬
‫على صفة بي كل عال وبرزخ بي القبضتي والدارين‪ ،‬وبصره ف أسرار الوجود ووجوه القلوب‪ ،‬وهو نكتة إنسان‬
‫العي ف البد والزل‪ ،‬وهو الرآة لرؤية وجه الق‪ ،‬وعنده مقر قاب قوسي‪ ،‬وقيام لواء المل‪ .‬وقال ل‪ :‬القطب‬
‫فاروق الوقت‪ ،‬وقاسم الفيض‪ ،‬وإليه ُمفَوّض أَزمّة المور‪...‬وقال ل‪ :‬الكون كله صورة القطب‪ ،‬وأنا ذاته‪ ،‬وبأنفاسه‬
‫ظهور ألوان الشئون الذاتية‪ ،‬وهو الباب الذي ل دخول ول خروج إل منه(‪( )1‬إل آخر هذه الضللت الذيانية‬
‫المقاء)‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول‪ :‬موقف الغوثية‪:‬‬
‫أوقفن الق على مقام غوثية الوجود وسر الغاثة لكل موجود‪ ،‬عند خروجه من بر العدم‪ ،‬ث كشف ل عن‬
‫العارف الغوثية وأرواح مشاهدها ف الشاهدين‪ ،‬وتققتُ أسرار الصمدانية عند شهود أنوارها‪...‬ورأيت نشر حلل‬
‫الرضا وكئوس الصفا وهي دائرة على الواردين من أهل الكشف‪ ،‬وفيها شراب النور والرؤية وماطبة السرار وساط‬
‫اللقاء‪ ،‬ومؤيد البقاء على كرسي الرتقاء‪ ،‬فرأيت أعيان حقائق الوجود حافّة به‪ ،‬ث رأيت تلي الوجه الحدي‪ ،‬ث‬
‫رأيت الوية وماسن (إلّ هويّة)(‪)2‬من مظاهر اللوهية ف حضرة النس وحظية القدس‪ ..‬ث أُت ل بلعة الغوثية(‪.)3‬‬
‫* ملحوظة‪:‬‬
‫يبنا ابن قضيب البان ف هذا النص‪ ،‬أنه غوث زمانه‪ ،‬كما يبنا أن مقام الغوثية يرافقه‪ ،‬أو يرتبط به شهود‬
‫أنوار الصمدانية‪ ،‬أو تقق أسراراها‪.‬‬
‫وعبارة (تقق أسرار الصمدانية) أو (شهود أنوار الصمدانية) تمل نفس معن العبارة الت تقول‪( :‬ذقت من‬
‫معان اسه الصمد)‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فنضيف إل سؤال سابق سؤالً جديدا‪ :‬لِمَ ل تغيث المة السلمية وتنقذها ما تتردى فيه من ذل ومهانة‬
‫ودمار ف كل مكان‪ ،‬وجهل بالسلم الذي أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم؟ لِ َم ما دمت غوثا أو قطبا على‬
‫القل؟!‬

‫‪ )(1‬النسان الكامل ف السلم‪( ،‬ص‪.)190 ،189:‬‬


‫‪( )(2‬إل هوية) مأخوذة من (إل هو) ف قولم‪( :‬ل هو إل هو)‪.‬‬
‫‪ )(3‬النسان الكامل ف السلم‪( ،‬ص‪.)194:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪301‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫خ ُل زمن من‬
‫وللعلم‪ ،‬فإنه ل يكون موجودا ف وقت واحد إل غوث واحد (هكذا يقررون)‪ ،‬ومع ذلك فلم يَ ْ‬
‫عدة أغواث مثل اليلن والرفاعي وأب مدين مثلً‪ ،‬ويوجد الن عدة أغواث‪ ،‬حيث يظهر أن شياطينهم متلفون فيما‬
‫بينهم‪.‬‬
‫وللعلم أيضا‪ ،‬كل الواصلي منهم يعرجون ف السماوات ويتحققون بالفناءات‪ ،‬إل من ل شيخ له‪.‬‬
‫واللحوظةالامة أن رؤاهم كلها تنبثق من عواطفهم وطموحاتم‪ ،‬وتتحرك ف أجواء مأخوذة من معلوماتم الت‬
‫استقوها من العارف الشائعة ف عصرهم‪ ،‬بعجرها وبرها وعامها وخاصها‪.‬‬
‫ونتم هذا الفصل بكلمة لب الدى الصيادي (الرشد الكامل) عن اللذة ف الذبة‪ ،‬يقول‪... :‬كما أن لم‬
‫الناجاة واللذة السارية ف جيع وجودهم‪ .)1(...‬وأقول‪ :‬إن هذه اللذة هي من السباب الت تربطهم بالصوفية‪،‬‬
‫والعشق اللي هو ‪-‬ف القيقة‪ -‬الشوق إل هذه اللذة مع مرض الدمان‪.‬‬
‫ولعل أهم ملحوظة يب أن ننتبه إليها هي هذه الرؤى الكشفية الت وصفوها‪ ،‬والت تظهر بوضوح أنا منبثقة‬
‫من معلومات الكاشف وأمانيه الختزنة ف ل شعوره‪ ،‬وطبعا‪ ،‬استقى معلوماته من الوسط الثقاف الذي ييط به‪ ،‬ومن‬
‫توجيهات الشيخ‪ .‬كما نرى أن دور قواه الفكرية اللشعورية هو التنسيق والتصوير‪ ،‬ولو كانت معلومات الكاشف‬
‫الختزنة وأمانيه متلفة لتغيّرت كشوفه حسب اختلفها‪.‬‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)112:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪302‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الفصل الثان‬
‫ناذج من حكايات الصوفية ومكاشفاتم وكراماتم وعلومهم اللدنية‬
‫يا ما نقول يا تعليميا يا َفوْأََيسْ واجفر‬ ‫سلَيْن يا بلّمعَيْن يا منعله ْي‬
‫يا ُملّ ْ‬
‫حكايات الصوفية وكراماتم ومكاشفاتم وعلومهم اللدنية‪ ،‬هي بيان واضح كاف لكشف حقيقة الصوفية‪.‬‬
‫إنا ل تزيد عن كونا خليطا من العلومات الرافية الت كان الناس يظنونا حقيقة‪ ،‬ومن أوهام غرورية بعثتها‬
‫أمان خرقاء‪ ،‬وطموحات هذيانية قفزت فوق الدين والعقل والفطرة والواقع‪ ،‬ومن رؤى ومسرحيات يضحك با على‬
‫أذقانم خبثاء تلك الخلوقات‪ ،‬الت ترانا ول نراها والت هي الن‪.‬‬
‫ولنترك حكاياتم وكراماتم ومكاشفاتم وعلومهم اللدنية‪ ،‬لنتركها تتكلم بواقعها كما هي‪ ،‬لن واقعها أبلغ‬
‫من كل كلم‪.‬‬
‫* جبال قاف وكاف وعي وصاد‪-:‬‬
‫ما يذكره أبو طالب الكي‪:‬‬
‫‪...‬قيل لب يزيد (البسطامي)‪ :‬بلغت جبل قاف؟ فقال‪ :‬جبل قاف أمره قريب‪ ،‬الشأن ف جبل كاف وجبل‬
‫عي وجبل صاد! قيل‪ :‬وما هذا؟ قال‪ :‬هذه جبال ميطة بالرضي السفلى‪ ،‬حول كل أرض جبل بنلة جبل قاف‬
‫الحيط بذه الرض الدنيا‪ ،‬وهو أصغرها‪ ،‬وهذه أصغر الرضي‪ ،‬وقد كان أبو ممد يب أنه صعد جبل قاف ورأى‬
‫سفينة نوح مطروحة فوقه‪ ،‬وكان يصفه ويصفها؟ وقال‪ :‬ل عبد بالبصرة يرفع رجله وهو قاعد‪ ،‬فيضعها على جبل‬
‫قاف(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫النص يبي وضوح ما هو جبل قاف؛ وقد كان الناس يتوهون صورة غي صحيحة للرض‪ ،‬والن عرف سطح‬
‫الرض‪ ،‬وعرفت مساحته بدقة‪ ،‬ول يبق منه أي شيء مهولً‪ ،‬حت قاع البحر‪ ،‬كل ذلك درس طوبوغرافيا‬
‫وجيولوجيا وفيزيائيا وكيميائيا‪...‬والسؤال‪ :‬أين يقع جبل قاف؟ ول يكتف القوم بقاف‪ ،‬حت أضافوا إليها كاف‬
‫وعي وصاد‪ ،‬ث إن القرآن الكري يبنا عن سفينة نوح أنا استوت على الودي‪ ،‬ل على جبل قاف‪ ،‬فهل كان‬
‫الكشف أصدق من القرآن الكري؟‬
‫لكن ما شأننا نن؟ فالراوي هو أبو طالب الكي (القطب)‪ ،‬والكاشف هو قطب أكب‪( .‬وف كل كشوفاتم‬

‫‪ )(1‬قوت القلوب (‪.)2/69‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪303‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الت سنرى بعضها‪ ،‬تظهر القيمة التافهة لعلومهم اللدنية الاهلة)‪.‬‬
‫* ل يشرب ول ينام طيلة سنة كاملة‪-:‬‬
‫ما يورده أبو طالب الكي وحجة السلم الغزال وغيها‪:‬‬
‫قيل لب يزيد البسطامي‪ :‬حدثنا عن رياضة نفسك ف بدايتك؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬دعوت نفسي إل ال‪ ،‬فجمحت‬
‫علي‪ ،‬فعزمت عليها أن ل أشرب الاء سنة ول أذوق النوم! فوفت ل(‪!)1‬‬
‫‪ -‬بدون مناقشة أو تعليق‪.‬‬
‫* قصة بدون عنوان‪-:‬‬
‫ما يرويه الجتان‪ ،‬أبو طالب الكي وأبو حامد الغزال وغيها‪... :‬حكي أن أبا تراب النخشب كان معجبا‬
‫ببعض الريدين‪ ،‬فكان يدنيه ويقوم بصاله‪ ،‬والريد مشغول بعبادته ومواجدته؛ فقال له أبو تراب يوما‪ :‬لو رأيت أبا‬
‫يزيد‪ ،‬فقال‪ :‬إن عنه مشغول‪ ،‬فلما أكثر عليه أبو تراب من قوله‪ :‬لو رأيت أبا يزيد‪ .‬هاج وجد الريد فقال‪ :‬ويك‪ ،‬ما‬
‫أصنع بأب يزيد؟ قد رأيت ال فأغنان عن أب يزيد! قال أبو تراب‪ :‬فهاج طبعي ول أملك نفسي‪ ،‬فقلت‪ :‬ويلك‪ ،‬تغتر‬
‫بال عز وجل! لو رأيت أبا يزيد مرة واحدة كان أنفع لك من أن ترى ال سبعي مرة!! قال؛ فبهت الفت من قوله‬
‫وأنكره‪ ،‬فقال‪ :‬وكيف ذلك؟ قال له‪ :‬ويلك‪ ،‬أما ترى ال تعال عندك فيظهر لك على مقدارك‪ ،‬وترى أبا يزيد عند‬
‫ال قد ظهر له على مقداره‪ ،‬فعرف ما قلت(‪...)2‬‬
‫‪ -‬ل يسعنا إل السكوت الزين أمام أمثال هذه الكاشفات الضللية الت أوردها صاحبا‪( :‬قوت القلوب)‪،‬‬
‫و(إحياء علوم الدين)‪.‬‬
‫* ومرة أخرى جبل قاف‪-:‬‬
‫يقول أبو طالب الكي (وهو حجة عند القوم)‪:‬‬
‫إن وليا ل خطا خطوة واحدة خسمائة عام‪ ،‬ورفع رجله على جبل قاف والخرى على جانب البل الخر‪،‬‬
‫فعب الرض كلها(‪...)3‬‬
‫* الناقشة‪:‬‬
‫ميط الرض (أربعون ألف كم)‪ ،‬ونصف الحيط أي (عشرون ألف كم) هي أبعد مسافة بي نقطتي عليه‪،‬‬
‫وعندما يتحدثون عن (مسافة خسمائة عام) فإنم يعنونا بسرعة القوافل ف ذلك الوقت‪ ،‬وكانت سرعتها الوسطى أو‬
‫(أقل من الوسطى) حوال (‪ 35‬كم) يوميا‪ ،‬حيث كانت تقطع ف الشهر حوال (ألف كيلو متر)‪ ،‬وبذلك يكون‬
‫‪ )(1‬قوت القلوب (‪ ،)2/70‬وإحياء علوم الدين‪.)4/304( :‬‬
‫‪ )(2‬القوت‪ ،)2/70( :‬والحياء‪.)4/305( :‬‬
‫‪ )(3‬قوت القلوب‪.)2/70( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪304‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ميط الرض حسب حساباتم (أربعي شهرا) (فقط ل غي)‪ ،‬أي (ثلث سنوات وثلث)‪ ،‬وتكون مسافة (المسمائة‬
‫عام) أطول من نصف ميط الرض بـ (‪ 300‬مرة) على أقل تقدير‪ ،‬بل وأبعد من السافة بي الرض والقمر بـ (‬
‫‪ 15‬مرة)‪ ،‬ولكن كشفهم يهل هذه القائق‪ ،‬والسؤال يُترك للقارئ اللبيب مع التوكيد على أنم يرون ذلك‬
‫بالكشف وكأنه حقيقي‪.‬‬
‫* إرم ذات العماد‪-:‬‬
‫يورد أبو طالب الكي نفسه‪:‬‬
‫‪...‬قيل لب يزيد‪ :‬دخلت إرم ذات العماد؟ فقال‪ :‬قد دخلت (ألف مدينة) ل ف ملكه‪ ،‬أدناها ذات العماد‪ ،‬ث‬
‫عدد كلها‪ :‬البيت‪ ،‬وتاويل‪ ،‬وتاريس‪ ،‬وجابلق‪ ،‬وجابرس‪ ،‬ومسك‪ .‬ولعل قائلً يقول‪ :‬فقد قال ال ف وصفها‪(( :‬الّتِي‬
‫لَمْ ُيخْلَ ْق مِْثُلهَا فِي الْبِلدِ)) [الفجر‪ .]8 :‬قيل‪ :‬فإن معناه ف بلد اليمن‪ ،‬لنم خوطبوا ف بلدهم‪...‬فذات العماد مدينة‬
‫عاد ف اليمن بي أبتر والشحر‪ ،‬يقال‪ :‬لا سور له (ألف باب)‪ ،‬ما بي البابي فرسخ‪ ،‬مركبة على أعمدة الذهب‬
‫والفضة والياقوت والزبرجد‪ ،‬فيها (مائة ألف عمود) من ذلك‪...‬تتمع ف هذه الدينة طائفة من البدال ليال المع‬
‫وف العياد‪...‬وقد كان سهل رحه ال يزورها ف كل جعة(‪....)1‬‬
‫* الناقشة‪:‬‬
‫الذيان الاهل واضح ل يتاج إل من ينبه عليه‪ ،‬لكن يظهر أن كشفهم أجهل ما يكون ف حساب‬
‫السافات!! لن سورا طوله (ألف فرسخ) كاف لتسوير اليمن كلها با ف ذلك أبتر والشحر‪ ،‬ويبقى منه بقية‪ ،‬ولكنه‬
‫الكشف والعلم اللدن! فل تعترض‪.‬‬
‫* حت أمر الساعة بيدهم‪:‬‬
‫يقول الجتان؛ الكي والغزال‪-:‬‬
‫‪...‬ولا دخل الزنج البصرة‪ ،‬فقتلوا النفس‪ ،‬ونبوا الموال‪ ،‬اجتمع إل سهل إخوانُه‪ ،‬فقالوا‪ :‬لو سألت ال تعال‬
‫دفعهم؟ فسكت‪ .‬ث قال‪ :‬إن ل عبادا ف هذه البلدة لو دعوا على الظالي ل يصبح على وجه الرض ظال إل مات‬
‫ف ليلة واحدة! ولكن ل يفعلون‪ .‬قيل‪ :‬لِمَ؟ قال‪ :‬لنم ل يبون ما ل يب‪ ،‬ث ذكر من إجابة ال لم أشياء ل‬
‫يستطاع ذكرها‪ ،‬حت قال‪ :‬ولو سألوه أن ل يقيم الساعة ل يقمها(‪...)2‬‬
‫يعلق الغزال (حجة السلم) على هذا الذيان الضلل بقوله‪:‬‬
‫وهذه أمور مكنة ف أنفسها‪ ،‬فمن ل يظ بشيء منها فل ينبغي أن يلو عن التصديق واليان بإمكانا‪ ،‬فإن‬
‫القدرة واسعة‪ ،‬والفضل عميم‪ ،‬وعجائب اللك واللكوت كثية‪ ،‬ومقدورات ال تعال ل ناية لا‪ ،‬وفضله على عباده‬

‫‪ )(1‬قوت القلوب‪.)2/70( :‬‬


‫‪ )(2‬قوت القلوب (‪ ،)2/71‬والحياء‪.)4/305( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪305‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الذين اصطفى ل غاية له(‪...)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫ل نستطيع التعليق على هذه القصة ول على التعليق؟ فالقصة يرويها عملقان من عمالقة التصوف‪ ،‬والتعليق‬
‫يقدمه حجة السلم ومجة الدين الت يتوصل با إل دار!! لكن إذا كان قوله‪( :‬لو سألوه أل يقيم الساعة ل يقمها)‬
‫بكل ما فيه من تطاول وضلل يُستطاع ذكره‪ ،‬فما هي الشياء الت ل يستطاع ذكرها؟! هي ول شك أكب بكثي‬
‫وأضل بكثي ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬لكنه الكشف والعلم اللدن والولية‪ ،‬ول تعترض‪.‬‬
‫* دعوة إل الذل والهانة‪:‬‬
‫يقول الجتان نفساها‪:‬‬
‫‪...‬وعن بعضهم أنه قال‪ :‬أقلقن الشوق إل الضر عليه السلم‪ ،‬فسألت ال تعال مرة أن يرين إياه ليعلمن‬
‫شيئا كان أهم الشياء علي‪ ،‬قال‪ :‬فرأيته‪ ،‬فما غلب على هي ول هت إل أن قلت له‪ :‬يا أبا العباس! علمن شيئا إذا‬
‫قلته حجبت عن قلوب الليقة‪ ،‬فلم يكن ل فيها قدر‪ ،‬ول يعرفن أحد بصلح ول ديانة؟ فقال‪ :‬قل‪ :‬اللهم أسبل علي‬
‫كثيف سترك‪ ،‬وحط علي سرادقات حجبك‪ ،‬واجعلن ف مكنون غيبك‪ ،‬واحجبن عن قلوب خلقك‪ .‬قال‪ :‬ث غاب‬
‫فلم أره‪ ،‬ول أشتق إليه بعد ذلك؟ فما زلت أقول هذه الكلمات ف كل يوم‪ .‬فحكى أنه صار بيث يستذل ويتهن‪،‬‬
‫حت كان أهل الذمة يسخرون به ويستسخرونه ف الطرق يمل الشياء لم لسقوطه عندهم‪ ،‬وكان الصبيان يلعبون‬
‫به‪ ،‬فكانت راحته ركود قلبه واستقامة حاله ف ذلك وخوله(‪...)2‬‬
‫‪ -‬يعلق الغزال (المام حجة السلم) على هذا فيقول‪ :‬وهكذا حال أولياء ال تعال‪ ،‬ففي أمثال هؤلء ينبغي‬
‫أن يطلبوا(‪...)3‬‬
‫‪ -‬ونن بدورنا نسأل الغزال‪ ،‬ونسأل معه الكي قبله‪ :‬ما معن قوله تعال‪(( :‬وَِلّلهِ اْل ِعزّ ُة وَِلرَسُوِل ِه وَلِلْ ُم ْؤمِِنيَ))‬
‫[النافقون‪]8:‬؟ على أن الية نفسها قدمت الواب‪ ،‬فقالت‪(( :‬وَلَكِ ّن الْ ُمنَاِف ِقيَ ل َيعْلَمُونَ)) [النافقون‪.]8:‬‬
‫وأمثال هذه الدعوة تفسر لنا سبب انطاط السلمي وما آل إليه أمرهم‪.‬‬
‫* ل قيمة للصلة والصيام ف الخرة‪-:‬‬
‫يقول حجة السلم المام‪ ،‬بدر التمام‪ ،‬أبو حامد‪ ،‬بل أبو الحامد‪ ،‬الغزال (بعد أن يتكلم على القامات‬
‫الصوفية)‪:‬‬
‫‪...‬فالعلم بدود هذه المور‪...‬هو علم الخرة‪ ،‬وهو فرض عي ف فتوى علماء الخرة (أي‪ :‬الصوفية)‪،‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)4/305( :‬‬
‫‪ )(2‬القوت‪ ،)2/73( :‬والحياء‪.)4/306( :‬‬
‫‪ )(3‬الحياء‪.)4/306( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪306‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فالعرض عنها هالك بسطوة ملك اللوك ف الخرة‪ ،‬كما أن العرض عن العمال الظاهرة هالك بسيف سلطي‬
‫الدنيا‪ ،‬بكم فتوى فقهاء الدنيا(‪...)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫نيب على الضلل السافر اللحظ ف هذا النص با يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله عن العلم بالقامات الصوفية‪ :‬هو فرض عي ف فتوى علماء الخرة‪ ،‬هو تشريع‪ ،‬فنطالبه بالدليل من‬
‫القرآن والسنة‪ ،‬ونرد عليه بقول ال سبحانه‪(( :‬أَمْ َلهُمْ ُشرَكَاءُ َش َرعُوا َلهُ ْم مِنَ الدّي ِن مَا لَ ْم يَ ْأذَنْ ِبهِ الّلهُ)) [الشورى‪:‬‬
‫‪ ،]21‬ونقول له‪ :‬هذا تشريع جريء جدا‪ ،‬ل يأذن به ال‪ ،‬وهو شرك عظيم‪.‬‬
‫‪ -2‬واضح كل الوضوح أن عبارة (العمال الظاهرة) يعن با‪ :‬الصلة والصيام والج والهاد‪...‬وكل ما ظهر‬
‫من العمال التكليفية‪ ،‬ويقرر (هذا الجة) أن العرض عنها هالك بسيف سلطي الدنيا! أي إنه غي مؤاخذ عند ال!‬
‫وهذا تكذيب للقرآن والسنة‪ ،‬كما يقرر أنه هالك بفتوى فقهاء الدنيا‪ ،‬أي إن علماء الخرة (الصوفية) ل يرون فيها‬
‫شيئا! وهذا اعتراف بأن الصوفية ل يدينون بأوامر القرآن والسنة‪.‬‬
‫يكرر (حجة السلم) هذا العن ف عدة مواضع ف (إحيائه)‪ ،‬هذا واحد منها‪ ،‬وقد مر بعضها فيما سبق من‬
‫نصوص‪ ،‬ويُترك الكم للقارئ اللبيب‪.‬‬
‫* أذل من الكلب (ضعها ف القام الناسب)‪-:‬‬
‫يورد الجتان (إياها)‪:‬‬
‫‪...‬روي أن ابن ال ُكرَين‪ ،‬وهو أستاذ النيد‪ ،‬دعاه رجل إل طعام ثلث مرات‪ ،‬ث كان يرده ث يستدعيه‪،‬‬
‫فيجع إليه بعد ذلك‪ ،‬حت أدخله ف الرة الرابعة‪ ،‬فسأله عن ذلك؟ فقال‪ :‬قد ُرضْتُ نفسي على الذل عشرين سنة‬
‫حت صارت بنلة الكلب يُطرد فينطرد‪ ،‬ث يُدعى فيُرمى له عظم فيعود‪ ،‬ولو رددتن خسي مرة ث دعوتن بعد ذلك‬
‫لجبت!‬
‫وعنه أيضا أنه قال‪ :‬نزلت ف ملة‪ ،‬فعُرفت فيها بالصلح‪ ،‬فشُّتتَ علي قلب‪ ،‬فدخلت المام‪ ،‬وعدلت إل‬
‫ثياب فاخرة‪ ،‬فسرقتها ولبستها‪ ،‬ث لبست مرقعت فوقها‪ ،‬وخرجت أمشي قليلً قليلً‪ ،‬فلحقون‪ ،‬فنعوا مرقعت‬
‫وأخذوا الثياب‪ ،‬وصفعون‪ ،‬وأوجعون ضربا‪ ،‬فصرت بعد ذلك أعرف بلص المام‪ ،‬فسكنت نفسي(‪...)2‬‬
‫يعلق الغزال على هذا العمل الذي ل يت إل السلم بأي صلة‪ ،‬فيقول‪ :‬فهكذا كانوا يروضون أنفسهم حت‬
‫يلصهم ال من النظر إل اللق‪ ،‬ث من النظر إل النفس‪ ،‬فإن اللتفت إل نفسه مجوب عن ال تعال (أي‪ :‬ل‬

‫‪ )(1‬الحياء‪ .)1/19( :‬وهذا العن يتكرر ف الحياء‪ ،‬انظر‪.)184 ،4/183( :‬‬


‫‪ )(2‬القوت‪ ،)2/74( :‬والحياء‪ .)4/306( :‬وتعزى قصة لص المام ف القوت إل مهول‪ ،‬بينما تعزى ف كتاب (نشر الحاسن الغالية) لليافعي إل‬
‫إبراهيم الواص (مات ف الري سنة ‪291‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪307‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يستشعر اللوهية) وشغله بنفسه حجاب له(‪...)1‬‬
‫‪ -‬ونيبه‪ :‬إن هذا السلوب ف ترويض النفس متبع ف الندوسية وف البوذية‪ ،‬وف الكهانة وف السحر‪،‬‬
‫والسلم بريء منه‪.‬‬
‫ومثل هذا التوجيه النحرف يفسر لنا سبب ارتكاس المة السلمية ف الدرك الذي تتخبط فيه‪ ،‬وسبب انراف‬
‫أبنائها عن الحجة البيضاء‪.‬‬
‫* الطريق العجيب إل الولية العجيبة‪:‬‬
‫يورد الجتان نفساها أيضا‪:‬‬
‫‪...‬وحكي أن شاهدا عظيم القدر من أعيان أهل بسطام كان ل يفارق ملس أب يزيد‪ ،‬فقال له يوما‪ :‬أنا منذ‬
‫ثلثي سنة أصوم الدهر ول أفطر‪ ،‬وأقوم الليل ل أنام‪ ،‬ول أجد ف قلب من هذا العلم الذي تذكر شيئا! وأنا أصدق‬
‫به وأحبه‪ ،‬فقال أبو يزيد‪ :‬ولو صمت ثلثائة سنة‪ ،‬وقمت ليلها‪ ،‬ما وجدت من هذا ذرة! قال‪ :‬ول؟ قال‪ :‬لنك‬
‫مجوب بنفسك‪ ،‬قال‪ :‬فلهذا دواء؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬قل ل حت أعمله‪ .‬قال‪ :‬ل تقبله‪ .‬قال‪ :‬فاذكره ل حت أعمل‪.‬‬
‫قال‪ :‬اذهب الساعة إل الزين‪ ،‬فاحلق رأسك وليتك‪ ،‬وانزع هذا اللباس‪ ،‬واتزر بعباءة‪ ،‬وعلق ف عنقك ملة ملوءة‬
‫جوزا‪ ،‬واجع الصبيان حولك‪ ،‬وقل‪ :‬كل من صفعن صفعة أعطيته جوزة؛ وادخل السوق‪ ،‬وطف السواق كلها عند‬
‫الشهود وعند من يعرفك وأنت على ذلك! فقال الرجل‪ :‬سبحان ال‪ ،‬تقول ل مثل هذا! فقال‪ :‬أبو يزيد‪ :‬قولك‪:‬‬
‫سبحان ال شرك! قال‪ :‬وكيف؟ قال‪ :‬لنك عظمت نفسك فسبحتها وما سبحت ربك‪ .‬فقال‪ :‬هذا ل أفعله‪ ،‬ولكن‬
‫دلن على غيه؟ فقال‪ :‬ابتدئ بذا قبل كل شيء‪ .‬فقال‪ :‬ل أطيقه‪ .‬قال‪ :‬قد قلت لك إنك ل تقبل(‪...)2‬‬
‫‪ -‬يعلق الغزال على هذا التوجيه الساقط فيقول‪:‬‬
‫فهذا الذي ذكره أبو يزيد هو دواء من اعتل بنظره إل نفسه‪ ،‬ومرض بنظر الناس إليه‪ ،‬ول يُنجي من هذا‬
‫الرض دواء سوى هذا وأمثاله‪ ،‬فمن ل يطيق الدواء فل ينبغي أن ينكر إمكان الشفاء ف حق من داوى نفسه‪.)3(...‬‬
‫‪ -‬وهذا التعليق ينقله الغزال عن الكي بتصرف‪.‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫يلحظ ف هذا النص اعترافٌ من ثلثة أقطاب‪ ،‬أن طريق الصوفية ل صلة له بطريق السلم‪ ،‬فللسلم طريقه‬
‫الت أمر ال با‪ ،‬من صلة‪ ،‬وصيام‪...،‬وبقية الحكام‪ ،‬وللصوفية طريقها الت ما أنزل ال با من سلطان‪ .‬وهذه القصة‬
‫يوردها أقطاب آخرون ف كتبهم شأن كل القصص الخرى‪.‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)306/ 4( :‬‬
‫‪ )(2‬القوت‪ ،)75 ،2/74( :‬والحياء‪.)4/306( :‬‬
‫‪ )(3‬الحياء‪.)4/307( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪308‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أما اللحوظات الخرى فنتركها للقارئ اللبيب‪.‬‬
‫* جعلوا الدعاء منسوخا (من مقام التسليم والرضا)‪-:‬‬
‫يورد الغزال والكي قبله‪:‬‬
‫‪...‬وضاع لبعض الصوفية ولد صغي ثلثة أيام ل يُعرف له خب‪ ،‬فقيل له‪ :‬لو سألت ال تعال أن يرده عليك؟‬
‫فقال‪ :‬اعتراضي فيما قضى أشد عليّ من ذهاب ولدي(‪.)1‬‬
‫جبْ لَكُمْ إِنّ الّذِينَ‬
‫‪ -‬سؤال موجه إل صاحب‪( :‬القوت) و(الحياء)‪ :‬ما معن قوله سبحانه‪(( :‬ا ْدعُونِي أَسَْت ِ‬
‫ستَكِْبرُو َن عَ ْن عِبَا َدتِي سََيدْخُلُونَ َج َهنّ َم دَا ِخرِينَ)) [غافر‪]60:‬؟ وهل نسخهاكشفهم؟!!‬
‫يَ ْ‬
‫* من مقام الفقر‪:‬‬
‫يورد شهاب الدين السهروردي البغدادي‪:‬‬
‫‪...‬وقال الدراج‪ :‬فتشت كنف أستاذي أريد مكحلة‪ ،‬فوجدت فيها قطعة‪ ،‬فتحيت‪ ،‬فلما جاء قلت له‪ :‬إن‬
‫وجدت ف كنفك هذه القطعة! قال‪ :‬قد رأيتها؟ ردها‪ ،‬ث قال‪ :‬خذها واشتر با شيئا‪ .‬فقلت‪ :‬ما كان أمر هذه القطعة‬
‫بق معبودك؟ فقال‪ :‬ما رزقن ال تعال من الدنيا صفراء ول بيضاء غيها‪ ،‬فأردت أن أوصي أن تشد ف كفن فأردها‬
‫إل ال(‪...)2‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫ل أظن أن مسلما عنده شيء من الفهم السلمي‪ ،‬يهل ما ف هذا القول من غباء وضلل وتفكي وثن ل‬
‫يت إل السلم بصلة؟! يعل القطعة ف كفنه ليدها إل ال!!‬
‫* صدق أو ل تصدق‪-:‬‬
‫ما يورده أبو نصر الطوسي وابن اللقن‪:‬‬
‫أن ممد بن علي الكتان(‪ )3‬ختم ف الطواف (اثنت عشر ألف ختمة)(‪!)4‬‬
‫‪ -‬كيف ت هذا؟ ل ندري‪.‬‬
‫* ومن كراماتم‪-:‬‬
‫ما يورده عبد الوهاب الشعران‪:‬‬

‫‪ )(1‬القوت‪ ،)2/43( :‬والحياء‪.)4/299( :‬‬


‫‪ )(2‬عوارف العارف ف هامش الحياء‪.)4/310( :‬‬
‫‪ )(3‬الكتان بغدادي مات ف مكة سنة (‪322‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(4‬اللمع‪( ،‬ص‪ ،)225:‬وطبقات ابن اللقن‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪309‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬ومنهم عبد ال بن عون رضي ال تعال عنه‪...‬كان يلو ف بيته صامتا متفكرا‪ ،‬وما دخل حاما قط(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ول تعليق‪.‬‬
‫* الهدي الذي ل يعرفه السلم‪:‬‬
‫ويورد الشعران نفسه‪:‬‬
‫‪...‬الشيخ حسن العراقي صاحب الضريح فوق الكوم بقرب بركة الرطلي بصر‪ ،‬ذكر ل رضي ال تعال عنه‬
‫أنه اجتمع بالهدي إمام آخر الزمان عليه السلم بدمشق‪ ،‬وأقام عنده سبعة أيام‪ ،‬وعلمه ورده كل ليلة (خسمائة‬
‫ركعة) وصيام الدهر(‪...)2‬‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬من هو هذا الهدي الساكن ف دمشق‪ ،‬والذي سيظهر آخر الزمان؟ ومت ولد؟ وكم عمره الن؟‬
‫وهل هو حي ل يوت؟‪...‬إل آخر السئلة‪.‬‬
‫وف حدود ما سعت‪ ،‬يوجد الن ثلثة أقطاب يدّعون الهدوية‪ ،‬قطبان ف بلد الشام‪ ،‬وقطب ف الزائر‪ ،‬وكل‬
‫واحد منهم ينتظر الذن بالتحرك! وكم من قطب أخبه كشفه أنه الهدي فكان كشفه كاذبا مثله‪.‬‬
‫وهنا تتوارد أسئلة كثية‪ ،‬أتركها للقارئ ليتسلى با وبالتعليق على هذه الكشوف والشاهدات‪.‬‬
‫ولكن ما يب قوله‪ :‬إن الهدية عن طريق الكشف‪ ،‬كانت من السباب الرئيسية لتشتت المة السلمية‬
‫وتزقها‪ ،‬وانرافها عن الطريق الستقيم‪ ،‬ومن قرأ التاريخ عرف هذه القيقة الليمة‪.‬‬
‫‪ -‬كرامات؟ كرامات؟ كرامات؟ كرامات؟ ول حول ول قوة إل بال‪.‬‬
‫يقول الشعران (القطب الربان والغوث الصمدان)‪:‬‬
‫‪...‬وسبب حضوري ف مولده (أي‪ :‬مولد أحد البدوي) كل سنة‪ ،‬أن شيخي العارف بال تعال ممد‬
‫الشناوي رضي ال عنه‪ ،‬أحد أعيان بيته رحه ال‪ ،‬قد كان أخذ علي العهد ف القبة تاه وجه سيدي أحد رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬وسلّمن إليه بيده‪ ،‬فخرجت اليد الشريفة من الضريح‪ ،‬وقبضت على يدي‪ .‬وقال سيدي‪ :‬يكون خاطرك عليه‬
‫واجعله تت نظرك‪ ،‬فسمعت سيدي أحد رضي ال عنه من القب يقول‪ :‬نعم نعم‪ .‬ث إن رأيته بصر مرة أخرى هو‬
‫وسيدي عبد العال‪ ،‬وهو يقول‪ :‬زرنا بطندتا (طنطا)‪ ،‬ونن نطبخ لك ملوخية ضيافتك‪( ،‬وطبعا الرئي ف مصر مع‬
‫سيدي عبد العال هو أحد البدوي اليت من قرون)‪ ،‬فسافرت‪ ،‬فأضافن غالب أهلها وجاعة القام ذلك اليوم‪ ،‬كلهم‬
‫بطبيخ اللوخية‪.‬‬
‫ث رأيته (أي‪ :‬أحد البدوي الذي مات منذ قرون) وقد أوقفن على جسر قحافة‪ ،‬تاه طندتا‪ ،‬فوجدته سورا‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران (‪.)1/64‬‬


‫‪ )(2‬النوار القدسية ف الداب‪ ،‬هامش الطبقات‪.)1/5( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪310‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ميطا‪ ،‬وقال‪ :‬قف هنا‪ ،‬أدخل علي من شئت وامنع من شئت‪ .‬ولا دخلت بزوجت فاطمة أم عبد الرحن وهي بكر‪،‬‬
‫مكثت خسة شهور ل أقرب منها‪ ،‬فجاءن (أي‪ :‬أحد البدوي) وأخذن وهي معي‪ ،‬وفرش ل فرشا فوق ركن القبة‬
‫الت على يسار الداخل‪ ،‬وطبخ ل حلوى‪ ،‬ودعا الحياء والموات إليه‪ ،‬وقال‪ :‬أزل بكارتا هنا‪ ،‬فكان المر تلك‬
‫الليلة‪.‬‬
‫وتلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة (‪948‬هـ)‪ ،‬وكان هناك بعض الولياء‪ ،‬فأخبن أن سيدي أحد‬
‫رضي ال عنه‪ ،‬كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح‪ ،‬ويقول‪ :‬أبطأ عبد الوهاب ما جاء‪.‬‬
‫وأردت التخلف سنة من السني‪ ،‬فرأيت سيدي أحد رضي ال عنه ومعه جريدة خضراء‪ ،‬وهو يدعو الناس من‬
‫سائر القطار‪ ،‬والناس خلفه ويينه وشاله‪ ،‬أمم وخلئق ل يصون‪ ،‬فمر علي وأنا بصر‪ ،‬فقال‪ :‬أما تذهب؟ فقلت‪ :‬ب‬
‫وجع‪ .‬فقال‪ :‬الوجع ل ينع الحب؛ ث أران خلقا كثيا من الولياء وغيهم‪ ،‬الحياء والموات من الشيوخ والزمن‬
‫بأكفانم يشون ويزحفون معه يضرون الولد‪ ،‬ث أران جاعة من السرى جاءوا من بلد الفرنج مقيدين مغلولي‬
‫يزحفون على مقاعدهم(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬الأمول‪ ،‬الن‪ ،‬من القارئ الكري أن يكون عارفا أن هذه كلها هلوسات كشفية‪ ،‬تتلط عند العارف‬
‫مع الواقع فل ييز بينهما‪ ،‬وأنا ليست من السلم ف شيء‪ ،‬وأن الندوس والطاويي والبنيي يرون مثلها وأكثر‪،‬‬
‫وكذلك بعض مرضى العصاب‪ ،‬ونزلء مستشفيات المراض العقلية‪ ،‬والشاشي‪ ،‬كما أن الأمول أيضا أن يكون‬
‫عارفا لا فيها من شرك ووثنية‪ ،‬ومالفات صرية جريئة للسلم ولدين السلم‪ ،‬ولرسول السلم‪ ،‬ولكل ما جاء به‬
‫السلم‪( .‬ولكنه الكشف على كل حال)‪.‬‬
‫* كشف‪-:‬‬
‫ت ُوضِعَ لِلنّاسِ لَلّذِي بَِبكّةَ‪[ ))...‬آل عمران‪ ]96:‬الية‪،‬‬
‫‪...‬وكان (علي وفا) يقول ف قوله تعال‪(( :‬إِنّ َأوّ َل بَْي ٍ‬
‫الراد به قلب آدم عليه السلم‪ ،‬لنه أول بيت وضع للرب ف البشر‪ ،‬وهو أيضا بسده مدفون تت عتبة هذا البيت‪،‬‬
‫كما أعطاه الكشف‪ ،‬وأما بنيّة البيت فهو مثال مضروب للقاصرين ليتذكروا به العن عند رؤية مثاله‪ ،‬فافهم(‪.)2‬‬
‫‪ -‬التعليق‪ :‬هذه صورة من التفسي الشاري أرجو من القارئ أن ينتبه لا‪ ،‬وتترك السئلة للقارئ‪.‬‬
‫* كرامة‪ ..‬وكشف عورة‪:‬‬
‫‪...‬ومنهم الشيخ ممد بن هارون رضي ال تعال عنه ورحه‪...‬وكان سبب خراب بلده سنهور الدينة‪ ،‬أنه‬
‫كُشف له عن صاعقة تنل عليها من السماء ترقها بأهلها‪ ،‬فأمر بذبح ثلثي بقرة وطبخها‪ ،‬ومدها ف زاويته‪ ،‬وقال‬
‫للنقباء‪ :‬ل تنعوا أحدا يأكل أو يمل‪ ،‬فأكل الناس وحلوا جهدهم‪ ،‬فجاء فقي مكشوف العورة‪ ،‬أشعث أغب‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)1/186( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)2/31( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪311‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أطعمون‪ ،‬فأطعموه حت عجزوا‪ ،‬فلم يستطيعوا أن يشبعوه‪ ،‬فدفعوه وأخرجوه‪ ،‬فنلت الصاعقة على البلد‪ ،‬فخرج‬
‫الشيخ بأهله ومن تبعه‪ ،‬وهلك الناس ف أسواقهم وبيوتم أجعي‪ ،‬فقال الشيخ للنقيب‪ :‬يا ولدي‪ :‬ما هذا الذي فعلته؟‬
‫شخص يريد أن يتحمل البلء عن بلدنا بأكلة تنعه! فهي إل الن خراب‪ ،‬وعمروا خلفها(‪...)1‬‬
‫سؤال واحد‪ :‬مت خرج الشيخ مع أهله وأتباعه من الدينة؟ هل كان ذلك قبل الصاعقة أم بعدها؟ وماذا عن‬
‫كشف العورة؟ والسئلة والتعليقات كثية تُترك للقارئ اللبيب الفاهم للسلم‪.‬‬
‫* والن جاء دور السحلية (حيوان زاحف صغي)‪:‬‬
‫‪...‬وحكى ل شيخنا سيدي علي الواص رضي ال تعال عنه‪ ،‬أن سيدي ممد بن هارون‪ ،‬سلبه حاله مرة‬
‫صب القرّاد‪ ،‬وذلك أنه كان إذا خرج من صلة المعة‪ ،‬تبعه أهل الدينة يشيعونه إل داره‪ ،‬فمر بصب القراد وهو‬
‫جالس تت حائط يفلّي خلقته من القمل وهو ماد رجليه؛ فخطر ف سر الشيخ أن هذا قليل الدب‪ ،‬يد رجليه ومثلي‬
‫مار عليه‪ ،‬فسُلب لوقته! وفرت الناس عنه‪ ،‬فرجع فلم يد الصب‪ ،‬فدار عليه ف البلد إل أن وجده ف رميلة مصر؛‬
‫فلما نظر القراد الكبي إليه وهو واقف‪ ،‬وقد فرغوا‪ ،‬قال له‪ :‬تعال يا سيدي الشيخ‪ ،‬مثلك يطر ف خاطره أن له مقاما‬
‫أو قدرا؟ هذا الصب سلبك حالك‪ ،‬فله أن يد رجله بضرتك لكونه أقرب إل ال منك! فقال‪ :‬التوبة‪ ،‬فأرسله إل‬
‫سنهور الدينة‪ ،‬إل الائط الت كان يفلي ثوبه عندها‪ ،‬وقال له‪ :‬ناد السحلية الت هناك ف الشق‪ ،‬وقل لا‪ :‬إن قزمان‬
‫طاب خاطره علي فردي علي حال‪ ،‬فخرجت ونفخت ف وجهه‪ ،‬فرد ال عليه حاله رضي ال عنه(‪.)2‬‬
‫‪ -‬عجيب! الولية‪ ،‬يسلبها صب القراد وتعيدها سحلية!! وما دامت الولية بنفخة سحلية‪ ،‬فما معن قوله‬
‫سبحانه‪(( :‬وََلقَدْ َك ّرمْنَا بَنِي آ َدمَ)) [السراء‪ ]70:‬و‪...‬إل‪.‬‬
‫إن هذه العلوم الرافية وأمثالا سيطرت على المة السلمية طيلة قرون طويلة‪ ،‬وسيطر بسببها الهل بميع‬
‫أنواعه وأشكاله حت وصلت إل ما هي فيه الن‪ ،‬ول تزل هذه العقلية الغنوصية النبعثة من الرؤى الشيطانية‪ ،‬الت‬
‫تضحك با الشياطي على عقول هؤلء القوم وعلى أذقانم‪ ،‬وهم يبثونا بي الناس‪ ،‬ل تزل مسيطرة على أفكار‬
‫جاهي السلمي‪ ،‬حت الثقفي منهم‪ ،‬ولكنها تظهر بصور شت‪( .‬وعلى كل حال هي العلوم اللدنية فسلّم للقوم‬
‫حالم)‪.‬‬
‫* تسجد لم اللئكة‪-:‬‬
‫يقول عبد القادر اليلن (قطب الولياء الكرام‪ ،‬شيخ السلمي والسلم)‪:‬‬
‫‪...‬من الولياء من تسجد اللئكة له‪ ،‬وتكتف أيديها إل ورائها‪ .‬آحاد أفراد من الولياء ترى اللئكة(‪...)3‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،)2/3( :‬وجامع النبهان‪ ،)1/210( :‬والنبهان (يوسف بن إساعيل) من إجز ْم شال فلسطي‪ ،‬درس ف الزهر وعمل ف القضاء‬
‫وتوف ف بيوت سنة (‪1350‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪ ،)2/3( :‬وجامع النبهان‪.)1/211( :‬‬
‫‪ )(3‬الفتح الربان‪( :‬ص‪.)370:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪312‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬وأنا أيضا أقف هنا مكتوف اليدي إل وراء‪ ،‬ل أعرف ماذا أعلق على هذا الستوى من الضلل؟ ول حول‬
‫ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬وهذا طبعا من العلم اللدن‪.‬‬
‫ويقول اليلن نفسه‪:‬‬
‫يا غلم‪ ،‬اقرن بي الدنيا والخرة‪ ،‬واجعلهما ف موضع واحد‪ ،‬وانفرد بولك عز وجل عريانا من حيث قلبك‪،‬‬
‫بل دنيا ول آخرة‪...‬يا غلم‪ ،‬ل تكن مع النفس ول مع الوى‪ ،‬ول مع الدنيا‪ ،‬ول مع الخرة‪ ،‬ول تتابع سوى الق‬
‫عز وجل(‪...)1‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫يأمرنا (سلطان الولياء) أن نتعرى عن الدنيا والخرة‪ ،‬ويأمرنا أن نقرن الخرة بالدنيا‪ ،‬بعن أن ننبذ الخرة‬
‫كنبذنا للدنيا؟ ويقرن الخرة مع النفس والوى والدنيا‪ ،‬فنسأله‪ ،‬ونسأل الذي خدعوا به‪ :‬ماذا بقي لنا إن تعرينا عن‬
‫الخرة وتركناها؟ ول يعمل العاملون الؤمنون؟ أليس كل عمل الؤمن هو من أجل الخرة؟‬
‫سنَ ًة وَِقنَا عَذَابَ النّارِ)) [البقرة‪:‬‬
‫ال سبحانه يعلمنا أن ندعوه‪(( :‬رَبّنَا آتِنَا فِي الدّنْيَا حَسََن ًة وَفِي ال ِخ َرةِ حَ َ‬
‫‪ ،]201‬فهل نطيع ال أم نطيع اليلن؟‬
‫عشرات اليات ف القرآن الكري تأمرنا أن تكون غايتنا هي الخرة‪ ،‬وأن تكون هي رجاءنا من ال سبحانه‪،‬‬
‫منها مثلً‪(( :‬اعْبُدُوا الّلهَ وَارْجُوا الَْي ْومَ ال ِخرَ وَل َتعَْثوْا فِي ا َل ْرضِ)) [العنكبوت‪ ،]36:‬فهل وصل (القام) باليلن‬
‫إل مستوى نسخ القرآن؟!‬
‫ث يتساءل التسائلون‪ :‬ما دام السلم دين الفطرة‪ ،‬فِلمَ انرف عنه السلمون وابتعدوا منه بسلوكهم وأخلقهم‬
‫وعقائدهم؟ والواب ماثل أمام العي‪ ،‬لكنها ل تعمى البصار‪...‬‬
‫ويقول‪..:‬يا جاهل‪ ،‬اترك الدفتر من يدك‪ ،‬وتعال اقعد ههنا بي يدي على رأسك‪ ،‬العلم يؤخذ من أفواه الرجال‬
‫ل من الدفاتر‪ ،‬يؤخذ من الال ل من القال‪ ،‬يؤخذ من الفاني عنهم (أي‪ :‬عن أنفسهم) وعن اللق‪ ،‬الباقي بالق عز‬
‫وجل(‪ -...)2‬إنه ينهى عن علم الدفاتر ويأمر بعلم الال ل بعلم القال‪ :‬وطبعا علم الدفاتر‪ ،‬هو نفسه علم القال‪،‬‬
‫(الذي يتعلم بالقول واللسان)‪ ،‬وهو كل العلوم النسانية با فيها علم الشريعة السلمية من قرآن وحديث‬
‫وشروحهما وفقههما‪...‬إل‪ ،‬ث يتساءلون عن سبب الهل التفشي ف السلمي؟‬
‫* كرامة فوق العجاز والعجزات‪-:‬‬
‫‪...‬ومنهم الشيخ علي نور الدين الرصفي رحه ال تعال ورضي عنه آمي‪ :‬كان من الئمة الراسخي ف العلم‪،‬‬
‫‪ )(1‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)15 ،14:‬‬
‫‪ )(2‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)214:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪313‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وله الؤلفات النافعة ف الطريق‪...‬وذكر ل سيدي أبو العباس رحه ال أنه قرأ بي الغرب والعشاء خس ختمات؟!‬
‫فقال الشيخ‪ :‬الفقي وقع له أنه قرأ ف يوم وليلة ثلثائة وستي ألف ختمة؟؟!! كل درجة ألف ختمة(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬واإسلماه! واعقله! واإنسانيتاه! واحياءاه؟! ولكنها الولية؟‬
‫إن هذه الرؤى الشيطانية وأمثالا‪ ،‬الت سيطرت على عقول السلمي‪ ،‬هي الت أفسدت فيهم ما أفسدت من‬
‫تفكي أصبح غي سليم‪ ،‬ل يفكر إل بأسلوب خراف سحري بعيد عن الواقع الصحيح‪ ،‬ومن عقيدة انرفت عن عقيدة‬
‫السلم الت جاء با ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومن سلوك أصبح موجها باليالت الصوفية الضبابية‪ ،‬والرؤى‬
‫الكشفية الت تتلط عند الكمّل مع الواقع فل ييزون بينهما غالبا‪.‬‬
‫* كرامات وولية تقت الذان وتارب الصيام‪-:‬‬
‫‪...‬ومنهم سيدي إبراهيم بن عصيفي رضي ال تعال عنه آمي‪...‬وكان كثي الكشف‪ ،‬وله وقائع‬
‫مشهورة‪...‬وكان بوله كالليب أبيض‪ ،‬وكان يغلب عليه الال فيخاصم ذباب وجهه‪ ،‬وكان يتشوش من قول الؤذن‬
‫(ال أكب) فيجه ويقول‪ :‬عليك يا كلب نن كفرنا يا مسلمي حت تكبوا علينا! وما ضبطت عليه قط كشفا أخرم‬
‫فيه‪...‬وكان رضي ال عنه يقول‪ :‬أنا ما عندي من يصوم حقيقة إل من ل يأكل اللحم الضان أيام الصوم كالنصارى‪،‬‬
‫وأما السلمون الذين يأكلون اللحم الضان والدجاج أيام الصوم فصومهم عندي باطل‪...‬وكان يفرش تته ف مزنه‬
‫ل ونارا‪ ،‬وقبل ذلك كان يفرش زبل اليل‪ ،‬وكان إذا مرت عليه جنازة وأهلها يبكون‪ ،‬يشي أمامها معهم‬
‫التب لي ً‬
‫ويقول‪ :‬زلبية هريسة زلبية هريسة‪ ،‬وأحواله غريبة(‪...)2‬اهـ‪ .‬ول تعليق‪.‬‬
‫* ول ينع خادمه من الصلة ويضربه إذا صلى‪-:‬‬
‫‪...‬ومنهم سيدي الشيخ شهاب الدين الطويل النشيلي رضي ال تعال عنه‪...‬وكان ينادي خادمه وهو ف‬
‫الصلة‪ ،‬فإن ل يبه مشى إليه وصكه ومشى به وقال‪ :‬كم أقول لك ل تعد تصلي هذه الصلة الشئومة‪ ،‬فل يستطيع‬
‫أحد يلصه منه(‪...)3‬‬
‫‪ -‬وبالطبع فإن الصوفية يرون أن منعه من الصلة له تأويل!‬
‫* جب نفسه تقربا إل ال (لعل هذا من مقام الورع!‪-:‬‬
‫‪...‬ومنهم سيدي عبد الرحن الجذوب رضي ال تعال عنه (وهو من السلسلة الشاذلية) كان رضي ال عنه‬
‫من الولياء الكابر‪...‬وكان مقطوع الذكر‪ ،‬قطعه بنفسه أوائل جذبه‪ ،‬وكان جالسا على الرمل صيفا وشتاءً‪ ،‬وإذا‬
‫جاع أو عطش يقول‪ :‬أطعموه‪ ،‬أسقوه(‪ )4‬اهـ‪.‬‬
‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،)2/128( :‬وجامع النبهان‪ ،)2/367( :‬وذكرها الشيخ عبد الغن النابلسي ف (شرح الطريقة الحمدية)‪.‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)2/140( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)2/141( :‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران‪.)2/141( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪314‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ول تعليق‪.‬‬
‫* تواضع مرحاضي ويدخل الامع بالكلب! رضي ال عنه‪-:‬‬
‫‪...‬ومنهم الشيخ أبو الي الكليبات رضي ال عنه‪ ،‬كان رضي ال عنه من الولياء العتقدين‪ ،‬وله الكاشفات‬
‫العظيمة مع أهل مصر وأهل عصره‪...‬وكان أغلب وقته واضعا وجهه ف حلق اللء ف ميضأة جامع الاكم!‬
‫ويدخل الامع بالكلب(‪!!)1‬‬
‫‪ -‬لعل هذا من مقام التواضع الرحاضي المزوج بالكلب‪.‬‬
‫* مأمونية حوية‪-:‬‬
‫وحكى ل خادم سيدي أب الي الكليبات أن شخصا أتاه وأخبه أنه قال للشيخ‪:‬‬
‫إن زوجت حامل‪ ،‬وقد اشتهت مأمونية حوية‪ ،‬ول أجدها‪ ،‬فقال له الشيخ‪ :‬ائتن بوعاء‪ ،‬فأتاه به‪ ،‬فتغوط له‬
‫فيها مأمونية سخنة! فقال الادم‪ :‬وأكلت منها لعدم اعتقادي أنا غائط(‪!!)2‬‬
‫(ول تعليق)‪.‬‬
‫* يطب عريانا ويرج الريح أمام الناس ويلف كاذبا رضي ال عنه‪-:‬‬
‫‪...‬ومنهم الشيخ إبراهيم العريان رضي ال تعال عنه ورحه‪...‬وكان رضي ال تعال عنه يطلع النب ويطب‬
‫عريانا‪ ،‬فيقول‪ :‬السلطان ودمياط باب اللوق بي القصرين وجامع طيلون المد ل رب العالي‪ ،‬فيحصل للناس بسط‬
‫عظيم‪...‬وكان يرج الريح بضرة الكابر‪ ،‬ث يقول‪ :‬هذه ضرطة فلن‪ ،‬ويلف على ذلك‪ ،‬فيخجل ذلك الكبي منه‪،‬‬
‫مات سنة نيف وثلثي وتسعمائة(‪.)3‬‬
‫* ملحوظة هامة‪:‬‬
‫يظهر أن العري أمام الناس‪ ،‬الحرم ف السلم‪ ،‬هو من مستلزمات الولية الصوفية‪ ،‬ولكنه هي أمام الأمونية‬
‫الموية‪.‬‬
‫على كل حال‪ ،‬يب أن تؤول لؤلء القوم ضللتم للتستر عليها‪ ،‬كما يب أن ل ننسى أنه يلف كاذبا‬
‫رضي ال عنه!‪.‬‬
‫* طبل وزمر‪-:‬‬
‫ومنهم سيدي إبراهيم الجذوب رضي ال تعال عنه‪ :‬كان رضي ال عنه كل فلوس حصلها يعطيها للمطبلي‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،)2/143( :‬وجامع النبهان‪.)1/454( :‬‬


‫‪ )(2‬النوار القدسية ف القواع‪.)2/44( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪ ،)2/142( :‬وجامع النبهان‪.)1/412( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪315‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول‪ :‬طبلوا ل زمروا ل(‪...)1‬‬
‫* يمل عن الناس؛ ماذا؟ ويتطور؛ لاذا؟‪-:‬‬
‫‪...‬ومنهم سيدي سويدان الدفون بالانكه رضي ال عنه‪...‬ووقع له وقائع وكرامات‪ ،‬وكان فمه ل يزل فيه‬
‫ل ونارا‪ ،‬يقال‪ :‬إنا حلت الناس(‪...)2‬‬
‫نو المسي حبة من المص لي ً‬
‫وكان كثي التطور‪ ،‬يدخلون عليه فيجدونه سبعا تارة وفيلً أخرى(‪( )3‬وطبعا دور إبليس واضح)‪.‬‬
‫* رحة باليف واليوانات اليتة‪:‬‬
‫ومنهم سيدي بركات الياط‪ ،‬كان رضي ال عنه من اللمتية‪ ،‬وهو شيخ أخي أفضل الدين‪ ،‬وشيخ الشيخ‬
‫رمضان الصائغ الذي بن له الزاوية‪...‬وكان دكانه مُنتنا قذرا‪ ،‬لن كل كلب وجده ميتا أو قطا أو خروفا يأت به‬
‫فيضعه داخل الدكان‪ ،‬فكان ل يستطيع أحد أن يلس عنده(‪ .)4‬اهـ‪( .‬أمام هذه الكرامات أحسن شيء هو الرقص‬
‫مع النقص)‪.‬‬
‫* يأكل كل يوم زبيبة فقط‪-:‬‬
‫ومنهم الشيخ مرشد رضي ال عنه‪ :‬كان رضي ال عنه قادري الرقة‪ ،‬وكان يطوي اليام والليال‪ ،‬وأخبن أنه‬
‫مكث نو أربعي سنة يأكل كل يوم زبيبة واحدة حت لصق بطنه على ظهره(‪...)5‬‬
‫‪ -‬إنه بذلك ابتعد عن هدي السلم‪ ،‬وال ل يقبل من العبادات إل ما أمر به‪.‬‬
‫* كرامات (فوق الفوق)‪-:‬‬
‫ومنهم سيدي علي وحيش من ماذيب النجارية رضي ال عنه‪ :‬كان رضي ال عنه من أعيان الجاذيب أرباب‬
‫الحوال‪...‬وله كرامات وخوارق‪...‬وأخبن ممد الطنيخي رحه ال تعال‪ ،‬قال‪ :‬كان الشيخ وحيش رضي ال عنه‬
‫يقيم عندنا ف الحلة ف خان بنات الطا‪ ،‬وكان كل من خرج يقول له‪ :‬قف حت أشفع فيك عند ال قبل أن ترج‪،‬‬
‫فيشفع فيه‪ ،‬وكان يبس بعضهم اليوم واليومي‪ ،‬ول يكنه أن يرج حت ياب ف شفاعته‪...‬وكان إذا رأى شيخ بلد‬
‫أو غيه ينله من على المارة‪ ،‬ويقول له‪ :‬أمسك رأسها حت أفعل فيها‪ ،‬فإن أب شيخ البلد تسمر ف الرض ل‬
‫يستطيع يشي خطوة‪ ،‬وإن سع حصل له خجل عظيم والناس يرون عليه‪ ،‬وكان له أحوال غريبة‪ ،‬وقد أخبتُ عنه‬
‫سيدي ممد بن عنان رضي ال عنه‪ ،‬فقال‪ :‬هؤلء ييلون للناس هذه الفعال وليس لا حقيقة(‪( !)6‬ول تعليق)‪.‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)2/142( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)2/144( :‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان‪.)2/100( :‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران‪.)2/144( :‬‬
‫‪ )(5‬طبقات الشعران‪.)2/148( :‬‬
‫‪ )(6‬طبقات الشعران‪ ،)2/150( :‬وجامع النبهان‪.)2/515( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪316‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* من وليتهم الزنا والواخي‪-:‬‬
‫‪...‬ووقع للشيخ زون بار الدفون بالقرافة بالقرب من سيدي يوسف العجمي رضي ال عنه‪ ،‬أنه كان يصعق‬
‫ف حب ال تعال‪ ،‬فتضع الوامل ما ف بطونا من صعقته! فحول ال تعال ذلك إل حب امرأة من البغايا‪ ،‬فجاء إل‬
‫الصوفية‪ ،‬ورمى لم الرقة‪ ،‬وقال‪ :‬ل أحب أن أكذب ف الطريق‪ ،‬إن واردي تول إل حب فلنة؛ ث صار يمل لا‬
‫العود‪ ،‬ويُركبها‪ ،‬ويشي ف خدمتها‪ ،‬إل أن تول الوارد إل مبة الق بعد عدة شهور‪ ،‬فجاء إل الصوفية‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ألبسون الرقة‪ ،‬فإن واردي رجع عن مبة فلنة؛ فبلغها ذلك فتابت ولزمت خدمته(‪(...)1‬ول تعليق)‪.‬‬
‫* قصة ف القصص‪-:‬‬
‫‪...‬وأخبن شيخ السلم الشيخ نور الدين الطرابلسي النفي‪ ،‬والسيد الشريف الطاب الالكي النحوي‬
‫رحهما ال تعال‪ ،‬قال‪ :‬سعنا سيدي عثمان رضي ال عنه يقول‪ :‬لا حججت مع سيدي أب بكر (الدقدوسي) سألته‬
‫أن يمعن على القطب فقال‪ :‬اجلس هاهنا‪ ،‬ومضى فغاب عن ساعة‪ ،‬ث حصل عندي ثقل ف رأسي‪ ،‬فلم أتالك‬
‫أحلها حت لصقت بعانت‪ ،‬فجلسا يتحدثان عندي بي زمزم والقام ساعة‪ ،‬وكان من جلة ما سعت من القطب‬
‫يقول‪ :‬آنستنا يا عثمان‪ ،‬حلت علينا البكة‪ ،‬ث قال لشيخي‪ :‬توص به فإنه ييء منه‪ ،‬ث قرأا سورة الفاتة وسورة‬
‫قريش‪ ،‬ودعوا وانصرفا‪ ،‬ث رجع سيدي أبو بكر رضي ال عنه فقال‪ :‬ارفع رأسك‪ .‬قلت‪ :‬ل أستطيع‪ .‬فصار يرجن‬
‫ورقبت تلي شيئا فشيئا حت رجعت لا كانت عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا عثمان هذا حالك وأنت ما رأيته! فكيف لو رأيته(‪)2‬؟‬
‫‪ -‬فما هذا القطب الرهيب الثقيل؟!‬
‫* عجائب وغرائب‪ ،‬والله هو إبليس عليه الصلة والسلم‪-:‬‬
‫ومنهم الشيخ ممد الضري رضي ال تعال عنه؛ الدفون بناحية نبا بالغربية‪ ،‬وضريه يلوح من البعد من كذا‬
‫وكذا بلدا‪ ،‬كان من أصحاب جدي رضي ال عنهما‪ ،‬وكان يتكلم بالغرائب والعجائب من دقائق العلوم والعارف‬
‫ما دام صاحيا‪ ،‬فإذا قوي عليه الال (أي‪ :‬الولية) تكلم بألفاظ ل يطيق أحد ساعها ف حق النبياء وغيهم‪ ،‬وكان‬
‫يُرى ف كذا وكذا بلدا ف وقت واحد‪ ،‬وأخبن الشيخ أبو الفضل السرسي أنه جاءهم يوم المعة‪ ،‬فسألوه الطبة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بسم ال؛ فطلع النب‪ ،‬فحمد ال وأثن عليه ومده‪ ،‬ث قال‪ :‬وأشهد أن ل إله لكم إل إبليس عليه الصلة‬
‫والسلم‪ ،‬فقال الناس‪ :‬كفر‪ .‬فسل السيف ونزل‪ ،‬فهرب الناس كلهم من الامع‪ ،‬فجلس عند النب إل أذان العصر وما‬
‫ترأ أحد أن يدخل الامع‪ ،‬ث جاء بعض أهل البلد الجاورة‪ ،‬فأخب أهل كل بلد أنه خطب عندهم وصلى بم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فعددنا له ذلك اليوم ثلثي خطبة‪ ،‬هذا ونن نراه جالسا عندنا ف بلدنا‪...‬وكان يقول‪ :‬ل يكمل الرجل حت يكون‬
‫مقامه تت العرش على الدوام‪ .‬وكان يقول‪ :‬الرض بي يدي كالناء الذي آكل منه‪ ،‬وأجساد اللئق كالقوارير‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،)2/154( :‬وجامع النبهان‪ ،)2/77( :‬وقد ورد السم فيها (روز بار) بدلً من (زون بار)‪.‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪ ،)2/106( :‬وجامع النبهان‪.)2/294( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪317‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أرى ما ف بواطنهم‪ ،‬توف رضي ال عنه سنة سبع وتسعي وثانائة رضي ال عنه(‪.)1‬‬
‫* تعليق على ما مضى‪:‬‬
‫هذه الكشوف والكرامات والعلوم اللدنية‪ ،‬تكشف لنا عن سبب النكسة الت أصيبت با المة السلمية‪ ،‬بعد‬
‫أن بعثها ال تلك البعثة الرائعة‪ ،‬لتكون سيدة التاريخ‪ ،‬ولتقيم شريعة ال ف الرض‪ ،‬حت إذا ظهرت الصوفية‬
‫وانتشرت‪ ،‬ضربت على المة غشاءً كثيفا من الهل والضلل والنراف عن السلم‪...‬وسيقول لك التصوفة‪ :‬هذه‬
‫القصص والكرامات والعلوم اللدنية لا تأويل‪ .‬فنجيبهم‪ :‬هذه خدعة باطلة ماكرة‪ ،‬تدل على أن القوم يكيدون‬
‫للسلم ويضمرون له الشرور‪.‬‬
‫* ما هو معن (ل إله إل ال)؟ يقول حجه السلم‪:‬‬
‫‪...‬والنبياء هم الكحالون‪ ،‬وقد جاءوا داعي إل التوحيد الحض‪ ،‬وترجته قول (ل إله إل ال)‪ ،‬ومعناه‪ :‬أن ل‬
‫يرى إل الواحد الق(‪ !!)2‬لنتذكر بيت شعر مدد اللف الثان‪.‬‬
‫‪( -‬ل إله إل ال) هي الدخل إل السلم‪ ،‬وهاهم قد حرفوا معناها! فماذا بقي لم من السلم؟‬
‫* العصا إنسان‪ ،‬والبحر ف إبريق‪( ،‬والعقل واليان ف سبات عميق)‪-:‬‬
‫ومنهم الشيخ ممد الشربين رحه ال تعال‪ ،‬شيخ طائفة الفقراء بالشرقية‪ ،‬كان من أرباب الحوال‬
‫والكاشفات‪...‬ولا ضعف ولده أحد‪ ،‬وأشرف على الوت‪ ،‬وحضر عزرائيل لقبض روحه‪ ،‬قال له الشيخ‪ :‬ارجع إل‬
‫ربك فراجعه فإن المر نُسخ؟ فرجع عزرائيل وشفي أحد‪...‬وكان رضي ال عنه يقول للعصا الت كانت معه‪ :‬كون‬
‫إنسانا‪ ،‬فتكون إنسانا‪ ،‬ويرسلها تقضي الوائج ث تعود كما كانت‪...‬وكان من عادته أنه يأمر مريديه بالشحاتة على‬
‫البواب دائما ف بلده‪...‬وكان الشيخ ممد بن عنان وغيه ينكرون عليه لعدم صلته مع الماعة‪ ،‬ويقول‪ :‬نن ما‬
‫نعرف طريقة تقرب إل ال تعال إل ما درج عليه الصحابة والتابعون‪...‬له ذرية بأرض الغرب‪ ،‬وذرية ف بلد العجم‪،‬‬
‫وذرية ف بلد الند‪ ،‬وذرية ف بلد التكرور‪ ،‬فكان ف ساعة واحدة يطوف على عياله ف هذه البلد ويقضي‬
‫حوائجهم‪ ،‬وكل أهل بلد يقولون‪ :‬إنه مقيم عندهم‪ ،‬ولتبدله ف هذه الصور‪ ،‬وتصرفه ف هذه الشكال‪ ،‬كان ربا‬
‫أنكر عليه بعض الفقهاء ترك المعة‪...‬وكان إذا أراد أن يعدّي ف البحر يقول له العدّي‪ :‬هات كراء‪...‬فقال الشيخ‪:‬‬
‫(ها ال)‪ ،‬وطأطأ البريق‪ ،‬فأخذ ماء البحركله فيه!! ووقف الركب على الرض‪ ،‬فاستغفر العدّي وتاب‪ ،‬فصب‬
‫البريق ف البحر‪ ،‬ورجع الاء كما كان(‪...)3‬‬
‫‪ -‬لنلحظ ف هذه القصة تلعبات الشياطي ف الناظر الوهية الوهة‪.‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،)2/107( :‬وبعضها ف جامع النبهان‪.)1/286( :‬‬


‫‪ )(2‬إحياء علوم الدين‪.)4/75( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪ ،)2/136( :‬وجامع النبهان‪.)297 ،1/296( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪318‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* واقف تاه الارستان دائما ول يتغوط‪-:‬‬
‫ومنهم الشيخ علي الدويب رحه ال تعال آمي‪...‬وكان رضي ال عنه يشي على الاء ف البحر‪...‬وكان ل‬
‫يزل واقفا تاه الارستان بي القصرين من الفجر إل صلة العشاء وهو متلثم وبيده عصا مِ ْن شوم‪ ..‬كان ل يدخل‬
‫بيت اللء لقضاء الاجة إل ف كل نو ثلثة أشهر مرة واحدة(‪.)1‬‬
‫* يشفع باللئكة ويقوم للكلب!!‪-:‬‬
‫ومنهم أبو ممد عبد الرحيم الغرب القناوي رضي ال تعال عنه‪ :‬هو من أجلء مشايخ مصر الشهورين‬
‫وعظماء العارفي‪ ،‬صاحب الكرامات الارقة والنفاس الصادقة‪ ،‬له الحل الرفع من مراتب القرب والنهل‬
‫العذب‪...‬وحُكي أنه نزل يوما ف حلقة الشيخ شبَحٌ من الو‪ ،‬ل يدري الاضرون ما هو‪ ،‬فأطرق الشيخ ساعة‪ ،‬ث‬
‫ارتفع الشبح إل السماء! فسألوه؟ فقال‪ :‬هذا مَلَك وقعت منه هفوة‪ ،‬فسقط علينا يستشفع بنا‪ ،‬فقبل ال شفاعتنا فيه‪،‬‬
‫فارتفع!! وكان الشيخ إذا شاوره إنسان ف شيء يقول له‪ :‬أمهلن حت أستأذن لك فيه جبيل عليه السلم‪ ،‬فيمهله‪ ،‬ث‬
‫يقول له‪ :‬افعل أو ل تفعل‪ ،‬على حسب ما يقول جبيل‪...‬ومر مرة عليه كلب فقام له إجللً‪ ،‬فقيل له ف ذلك؟‬
‫فقال‪ :‬رأيت ف عنقه خيطا أزرق من زي الفقراء(‪(...)2‬هكذا وإل فل)‪.‬‬
‫لئل نتهم هؤلء القوم البرار يب أن نؤول كلمهم‪ :‬فا َللَك الذي نزل ليستشفع بالشيخ تأويله‪ :‬إن الشيخ‬
‫كان يرقص السماح ف الضرة‪ ،‬واستئذانه جبيل عليه السلم‪ ،‬فجبيل هذا هو أحد الولياء العاصرين للشيخ‪،‬‬
‫واسه‪ :‬جبيل عليه السلم‪ ،‬والكلب الذي قام إجللً له هو أحد القطاب‪ ،‬واليط الزرق هو الدليل والبهان‪.‬‬
‫(ودور إبليس واضح)‪.‬‬
‫* يكتحل باللح واليل الحمي بالنار‪-:‬‬
‫ومنهم أبو بكر جحدر الشبلي رضي ال عنه‪...‬وكان رضي ال عنه يقول‪ :‬اكتحلت باللح كذا وكذا ليلة‪،‬‬
‫لعتاد السهر‪ ،‬ول يأخذن النوم‪ ،‬فلما زاد علي المر حيت اليل واكتحلت به(‪...)3‬‬
‫‪ -‬ولعل القارئ يدرك جيدا أن هذا كان قبل وصول الشبلي إل الذبة الت يسمونا (ولية)‪ ،‬ونسأل‪ :‬هل‬
‫عمله هذا من السلم أم من الندوسية؟‬
‫* والكلب أيضا ول‪-:‬‬
‫ومنهم سيدي يوسف العجمي الكوران رضي ال تعال عنه‪ :‬وهو أول من أحيا طريقة النيد رضي ال عنه‬
‫بصر‪...‬ولقد وقع بصره يوما على كلب‪ ،‬فانقادت إليه جيع الكلب‪ ،‬إن وقف وقفوا‪ ،‬وإن مشى مشوا‪ ،‬فأعلموا‬

‫‪ )(1‬طبقات الصوفية‪ ،)2/136( :‬وجامع النبهان‪.)2/366( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪ ،)1/157( :‬وجامع النبهان‪.)2/165( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)1/104( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪319‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الشيخ بذلك‪ ،‬فأرسل خلف الكلب‪ ،‬وقال‪ :‬إخسأ‪ ،‬فرجعت عليه الكلب تعضه حت هرب منها‪ .‬ووقع له مرة أخرى‬
‫أنه خرج من خلوة الربعي‪ ،‬فيقع بصره على كلب‪ ،‬فانقادت إليه جيع الكلب‪ ،‬وصار الناس يُهرعون إليه (إل‬
‫الكلب) ف قضاء حوائجهم‪ ،‬فلما مرض ذلك الكلب‪ ،‬اجتمع حوله الكلب يبكون ويظهرون الزن عليه‪ ،‬فلما مات‬
‫أظهروا البكاء والعويل‪ ،‬وأَْلهَمَ ال تعال بعض الناس فدفنوه‪ ،‬فكانت الكلب تزور قبه حت ماتوا(‪(...)1‬ونترك التعليق‬
‫للقارئ)‪.‬‬
‫* بوضوء واحد سبع عشرة سنة‪-:‬‬
‫ومنهم سيدي عيسى بن نم‪ ،‬خفي البلّس رضي ال عنه‪ ،‬كان من العلماء العاملي‪ ،‬وله الجاهدات العالية ف‬
‫الطريق؛ وسعت سيدي عليا الرصفي رضي ال عنه يقول‪ :‬مكث سيدي عيسى بن نم بوضوء واحد سبع عشرة‬
‫سنة! فقلت‪ :‬يا سيدي‪ ،‬كيف ذلك؟ فقال‪ :‬توضأ يوما قبل أذان العصر‪ ،‬واضطجع على سريره‪ ،‬وقال للنقيب‪ :‬ل‬
‫تكن أحدا يوقظن حت أستيقظ بنفسي‪ ،‬فما ترأ أحد يوقظه‪ ،‬فانتظروه هذه الدة كلها‪ ،‬فاستيقظ وعيناه كالدم‬
‫الحر‪ ،‬فصلى بذلك الوضوء الذي كان قبل اضطجاعه‪ ،‬ول يدد وضوءا؛ وكان ف وسطه منطقة‪ ،‬فلما قام وحلها‬
‫تناثر من وسطه الدود رضي ال عنه(‪.)2‬‬
‫* تنبيه‪:‬‬
‫هذا الكلم له تأويل (اجتنابا لتام العارفي بالضلل والهل والغباء)‪ ،‬فسبع عشرة سنة (بفتح السي)‪،‬‬
‫تأويلها‪ :‬سبع عشرة سنة من النوم (بكسر السي)‪ ،‬مقدار كل سنة من النوم ثانيتان‪ ،‬فيكون الجموع أربعا وثلثي‬
‫ثانية‪( ،‬أي‪ :‬أكثر من نصف دقيقة)‪ ،‬وأما السنة من النوم (بكسر السي)‪ ،‬فتأويلها أنه كان يقرأ ((ل تَ ْأخُ ُذهُ سَِن ٌة وَل‬
‫َن ْومٌ)) [البقرة‪ .]255:‬والدود تأويله (طووووووط)‪.‬‬
‫ويب أن ل ننسى أن سيدي عيسى من العلماء العاملي‪ ،‬وسيدي عليا الرصفي كان من الئمة الراسخي ف‬
‫العلم‪ ،‬والراوي هو القطب الربان والغوث الصمدان‪ .‬وتُترك للقارئ الناقشة‪.‬‬
‫* قصة؛ لعلها من مقام الراقبة‪:‬‬
‫‪ -‬ومنهم أبو سعيد القلوري رضي ال عنه‪ ،‬هو من أكابر العارفي والئمة الحققي‪ ،‬صاحب النفاس‬
‫الصادقة‪ ،‬والفعال الارقة‪ ،‬والكرامات والعارف‪...‬ودُعي مرة إل طعام هو وأصحابه‪ ،‬فمََن َعهُم من أكل ذلك الطعام‬
‫وأكله وحده‪ ،‬فلما خرجوا قال لم‪ :‬إنا منعتكم من أكله لنه كان حراما؟ ث تنفس فخرج من أنفه دخان أسود‬
‫عظيم كالعمود! وتصاعد ف الو حت غاب عن أبصار الناس‪ ،‬ث خرج من فمه عمود نار‪ ،‬وصعد إل الو حت غاب‬
‫عن النظر‪ ،‬ث قال‪ :‬هذا الذي رأيتموه هو الطعام الذي أكلته عنكم(‪.)3‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،)2/66( :‬وجامع النبهان‪.)2/535( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪ ،)2/107( :‬وجامع النبهان‪.)429 ،2/428( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪ ،( 1/148 ):‬وجامع النبهان‪ .( 1/459 ):‬وقد ورد اسه ف الامع (القيلري) بدلً من القلوري‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪320‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* توضيح‪:‬‬
‫هذه القصة إما أنا من أكاذيبهم‪ ،‬أو أنا من التمثيليات الشيطانية الت تضحك با الشياطي على أذقانم‬
‫وعقولم‪ ،‬وتستجرهم إل ما أوصلوا المة إليه من زيغ وانراف ف العقيدة والسلوك‪.‬‬
‫* زغاريد‪ ..‬والقذارة طريق لوليتهم‪ ..‬قاق قاق‪-:‬‬
‫ومنهم الشيخ ممد السروي رحه ال تعال آمي‪ ،‬الشهور بأب المائل‪ ،‬أحد الرجال الشهورة ف المة‬
‫والعبادة‪ ،‬وكان يغلب عليه الال‪ ،‬فيتكلم باللسن العبانية والسريانية والعجمية‪ ،‬وتارة يزغرد ف الفراح والعراس‬
‫كما تزغرد النساء‪ ...‬وجاءه الشيخ علي الديدي يطلب منه الطريق‪ ،‬فرآه ملتفتا لنظافة ثيابه‪ ،‬فقال‪ :‬إن كنت تطلب‬
‫الطريق فاجعل ثيابك مسحة ليدي الفقراء‪ ،‬فكان كل من أكل سكا أو زفرا يسح ف ثوبه يده مدة سنة وسبعة‬
‫شهور‪ ،‬حت صارت ثيابه كثياب الزياتي أو السماكي‪...‬فلما رأى ثيابه‪ ،‬لقنه الذكر‪ ،‬وجاء منه ف الطريق‪...‬‬
‫ل فيتكلم بألسنة غي عربية من عجم وهند ونُوبة وغيها‪ ،‬وربا يقول‪( :‬قاق قاق)‬
‫وكان يغلب عليه الال لي ً‬
‫طول الليل‪ ،‬ويزعق وياطب قوما ل ُيرَون‪ ،‬وإذا قال شيئا ف غلبة الال نفذ(‪...)1‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫قيق قيق‪ ...‬ث يتساءلون عن سبب فساد المة السلمية‪ ،‬وهو أوضح من الوضوح‪ ،‬لكن يبقى سؤال‪ :‬كيف‬
‫عرفوا أنه يتكلم العبانية والسريانية والعجمية والندية؟؟ لعلهم عرفوا ذلك عن طريق الكشف! (كشوف فوق‬
‫كشوف فوق كشوف‪ ،‬ظلمات بعضها فوق بعض)‪.‬‬
‫* يتطور ف اللقة‪ ،‬وير السفينة بصيتيه‪ ،‬ويعيش بل طعام‪ ،‬وعجائب أخرى‪-:‬‬
‫ومنهم الشيخ حسي أبو علي رضي ال عنه ورحه؛ كان هذا الشيخ رضي ال عنه من كُمّل العارفي‪،‬‬
‫وأصحاب الدوائر الكبى‪ ،‬وكان كثي التطورات‪ ،‬تدخل عليه بعض الوقات تده جنديا‪ ،‬ث تدخل فتجده سبعا‪ ،‬ث‬
‫تدخل فتجده فيلً‪ ،‬ث تدخل فتجده صبيا‪ ،‬وهكذا‪ .‬مكث نو أربعي سنة ف خلوة مسدود بابا‪ ،‬ليس لا غي طاقة‬
‫يدخل منها الواء‪...‬وكان الشيخ عُبيد أحد أصحابه الذي هو مدفون عنده الن‪ ،‬مثقوب اللسان لكثرة ما ينطق به‬
‫من الكلمات الت ل تأويل لا‪ ،‬وأخبن بعض الثقات أنه كان مع الشيخ عُبيد ف مركب فوحلت‪ ،‬فلم يستطع أحد‬
‫أن يزحزحها‪ ،‬فقال الشيخ عبيد‪ :‬اربطوها ف بيضي ببل وأنا أنزل أسحبها‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬فسحبها ببيضه حت تلصت من‬
‫الوحل(‪.)2‬‬
‫مكث ف خلوة بغيط خارج باب البحر أربعي سنة ل يأكل ول يشرب‪ ،‬وباب اللوة مسدود‪ ،‬وليس له إل‬
‫طاق يدخل منه الواء‪...‬مات ف مصر بعد سنة (‪790‬هـ)‪.‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،)2/126( :‬وجامع النبهان‪.)1/299( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪ ،)2/87( :‬وجامع النبهان‪.)2/46( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪321‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬نسأل فقط عن كشف العورة‪ ،‬وترك الخرين يسكونا ليبطوا با البل؟ ونترك الباقي للقارئ اللبيب‪.‬‬
‫* يديران الوجود كيف يشاءان (من مقام الرية)‪-:‬‬
‫ومنهم سيدنا ومولنا شس الدين النفي رضي ال تعال عنه ورحه‪ ،‬كان رضي ال عنه من أجلء مشايخ‬
‫مصر وسادات العارفي‪ ،‬صاحب الكرامات الظاهرة‪ ،‬والفعال الفاخرة‪ ،‬والحوال الارقة‪ ،‬والقامات السنية‪..‬‬
‫صاحب الفتح الؤنق والكشف الخرق‪ ،‬والتصدر ف مواطن القدس‪...‬وكان رضي ال عنه يأمر من يراه من أصحابه‬
‫عنده شهامة نفس بالشحاتة من السواق وغيها‪...‬وكان سيدي علي بن وفا رضي ال عنه يوما ف وليمة‪( ،‬فاستأذن‬
‫عليه الشيخ ممد النفي فقام له وأجلسه جانبه)‪ ،‬فدار الكلم بينهما‪ ،‬فقال سيدي علي‪ :‬ما تقول ف رجل رحى‬
‫الوجود بيده‪ ،‬يدوّرها كيف شاء؟ فقال له سيدي ممد رضي ال عنه‪ :‬فما تقول فيمن يضع يده عليها فيمنعها أن‬
‫تدور؟! فقال له سيدي علي‪ :‬وال كنا نتركها لك ونذهب عنها! فقال ممد رضي ال عنه لماعة سيدي علي‪:‬‬
‫ودعوا صاحبكم فإنه ينتقل قريبآ إل ال تعال‪ .‬فكان المر كما قال‪...‬وكان يتطور ف بعض الوقات حت يل اللوة‬
‫بميع أركانا‪ ،‬ث يصغر قليلً قليلً حت يعود إل حالته العهودة‪...‬ومرضت زوجته فأشرفت على الوت‪ ،‬فكانت‬
‫تقول‪ :‬يا سيدي أحد يا بدوي‪ ،‬خاطرك معي! فرأت سيدي أحد رضي ال عنه ف النام‪ ،‬وهو ضارب لثامي‪...‬وقال‬
‫لا‪ :‬كم تنادين وتستغيثي‪ ،‬وأنت ل تعلمي أنك ف حاية رجل من الكبار التمكني‪ ،‬ونن ل نيب من دعانا وهو ف‬
‫موضع أحد من الرجال! قول‪ :‬يا سيدي ممد يا حنفي‪ ،‬يعافيك ال تعال‪ ،‬فقالت ذلك‪ ،‬فأصبحت كأن ل يكن با‬
‫مرض!!‬
‫ودخلت على الشيخ يوما امرأة أمي‪ ،‬فوجدت حوله نساء الاص تكبّسه‪ ،‬فأنكرت بقلبها عليه‪ ،‬فلحظها الشيخ‬
‫بعينه وقال لا‪ :‬انظري‪ .‬فنظرت‪ ،‬فوجدت وجوههن عظاما(‪...)1‬‬
‫‪...‬حت قال‪ :‬بلغنا عن الشبلي رحه ال تعال أنه دخل يوما خربة يقضي فيها حاجته‪ ،‬فوجد فيها حارة‪،‬‬
‫فراوده الشيطان عليها‪ ،‬فلما أحس الشبلي رضي ال عنه ذلك‪ ،‬رفع صوته وصاح‪ :‬يا مسلمون يا مسلمون‪ ،‬القون‬
‫وأخرجوا عن هذه المارة‪ ،‬فإن أعرف ضعف نفسي عن سلوك طريق الصيانة‪...‬ولا دنت وفاته (أي‪ :‬وفاة ممد‬
‫ل ول نارا‪ ،‬وغلب عليه الذلة والسكون والضوع حت سأل ال تعال قبل‬ ‫النفي) بأيام‪ ،‬كان ل يغفل عن البكاء لي ً‬
‫موته أن يبتليه بالقمل‪ ،‬والنوم مع الكلب‪ ،‬والوت على قارعة الطريق‪ ،‬وحصل له ذلك قبل موته! فتزايد عليه القمل‬
‫حت صار يشي على فراشه‪ ،‬ودخل له كلب فنام معه على الفراش ليلتي وشيئا‪ ،‬ومات على طرف حوشه والناس‬
‫يرون عليه ف الشوارع!! وإنا تن ذلك ليكون له أسوة بالنبياء عليهم الصلة والسلم(‪!!)2‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬نسأل من عرف مبادئ السلم وبدهياته‪ ،‬ما هو حكم السلم والعقل ف مثل هذا‪ :‬ادعاء‬
‫التصرف ف الكون‪ ،‬والستغاثة بغي ال‪ ،‬ونساء أجنبيات يكبسن الول! ومراودة النفس على حارة‪ ،‬والنوم مع‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،2/88( :‬وما بعدها)‪ ،‬وجامع النبهان‪ ،1/261( :‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪ ،2/89( :‬وما بعدها)‪ ،‬وجامع النبهان‪ ،1/261( :‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪322‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الكلب!! ويعلون هذا تأسيا بالنبياء!! ث يتساءل التسائلون عن سبب انطاط السلمي؟!‬
‫كما يب أن نلحظ الدوار البيثة الت تثلها شياطي الن‪ ،‬وتضحك با على ذقونم‪ ،‬فتخدعهم وتدع بم‪.‬‬
‫* يبيع النة بثلثي دينارا ويأخذ من الرأة كل ما تلك‪-:‬‬
‫ومنهم الشيخ مدين بن أحد الشون رضي ال تعال عنه‪...‬كان من أكابر العارفي‪ ،‬وانتهت إليه تربية الريدين‬
‫ف مصر وقراها‪ ،‬وتفرعت عنه السلسلة التعلقة بطريقة أب القاسم النيد رضي ال عنه‪...‬وجاءته رضي ال عنه امرأة‬
‫فقالت‪ :‬هذه ثلثون دينارا وتضمن ل على ال النة! فقال لا الشيخ رضي ال عنه مباسطا لا‪ :‬ما يكفي‪ ،‬فقالت‪ :‬ل‬
‫أملك غيها‪ ،‬فضمن لا على ال دخول النة! فماتت‪ ،‬فبلغ ورثتها ذلك‪ ،‬فجاءوا يطلبون الثلثي دينارا من الشيخ‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬هذا الضمان ل يصح‪ ،‬فجاءتم ف النام وقالت لم‪ :‬اشكروا ل فضل الشيخ‪ ،‬فإن دخلت النة! فرجعوا عن‬
‫الشيخ(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬ونن بدورنا ننقل هذا الب للمسلمي‪ ،‬لعلهم يسرعون ويفتشون عن هؤلء الولياء ويشترون منهم ما‬
‫يبتغون من َعرَصات النة‪ ،‬كما نرجو من كرم هؤلء الولياء أن يراعوا خواطر الفقراء‪( .‬ونذكر أيضا بأن أحد‬
‫الرفاعي باع قصرا ف النة)‪.‬‬
‫* يدفع عنه الوت‪...‬وينع زوجته من الزواج بعده‪-:‬‬
‫ومنهم سيدي ممد الشويي‪...‬كان من أرباب الحوال العظيمة‪...‬ومرض سيدي مدين (الشون) رضي ال‬
‫عنه مرة‪ ،‬وأشرف فيها على الوت‪ ،‬فوهبه من عمره عشر سني!! ث مات ف غيبة الشويي رضي ال عنه‪ ،‬فجاء وهو‬
‫على الغتسل‪ ،‬فقال‪ :‬كيف مت؟ وعزة رب لو كنت حاضرا ما خليتك توت!!‬
‫‪...‬وقد بلغنا أن زوجة سيدي ممد الشويي مات عنها وهي بكر‪ ،‬وقال لا‪ :‬ل تتزوجي بعدي أحدا فأقتله!!‬
‫فاستفتت العلماء ف ذلك‪ ،‬فقالوا لا‪ :‬هذه خصّيصي برسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فتزوجي وتوكلي على ال‪،‬‬
‫فعقدوا لا على شخص‪ ،‬فجاءه تلك الليلة وطعنه بربة فمات من ليلته‪ ،‬وبقيت بكرا إل أن ماتت وهي عجوز(‪...)2‬‬
‫ويترك التعليق للقارئ اللبيب‪.‬‬
‫* القيء إكسي الولية‪-:‬‬
‫ممد السمى بقمر الدولة؛ أحد أكابر أصحاب سيدي أحد البدوي‪ ،‬ول يصحب سيدي أحد زمانا طويلً‪،‬‬
‫إنا جاء من سفرٍ ف وقت حر شديد‪ ،‬فطلع يستريح ف طندتا (طنطا)‪ ،‬فسمع بأن سيدي أحد رضي ال عنه ضعيف‪،‬‬
‫فدخل عليه يزوره‪...‬فوجد سيدي أحد قد شرب ماء بطيخة وتقيأه ثانيا فيها‪ ،‬فأخذه سيدي ممد الذكور وشربه!!‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪ ،)2/102( :‬وجامع النبهان‪.)2/463( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪ ،)2/103( :‬وجامع النبهان‪.)1/284( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪323‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فقال له سيدي أحد‪ :‬أنت قمر دولة أصحاب(‪ )1‬اهـ‪ .‬ول تعليق (لكن القيء خي من الأمونية الموية)‪.‬‬
‫ومنهم سيدي الشيخ أبو بكر الدقدوسي رضي ال تعال عنه‪...‬وكان له صاحب يبيع الشيش بباب اللوق‪،‬‬
‫فكان الشيخ رضي ال عنه يرسل إليه أصحاب الوائج فيقضيها لم! قال سيدي عثمان (الطاب) رضي ال عنه‪:‬‬
‫فسألته يوما عن ذلك‪ ،‬وقلت‪ :‬العصية تالف طريق الولية‪ ،‬فقال‪ :‬يا ولدي ليس هذا من أهل العاصي‪ ،‬إنا هو‬
‫جالس يتوّب الناس ف صورة بيع الشيش‪ ،‬فكل من اشترى منه ل يعود يبلعها أبدا(‪(...)2‬دستور دستور)‪.‬‬
‫‪ -‬ومن هنا نستطيع أن نعرف سبب انتشار الشيش ف مصر‪.‬‬
‫* إجللً للكلب (من مقام التواضع)‪-:‬‬
‫ومنهم شيخي وقدوت إل ال تعال‪ ،‬العارف بال تعال سيدي ممد الشناوي رحه ال تعال‪ ،‬كان رضي ال‬
‫تعال عنه من الولياء الراسخي ف العلم‪...‬وكان رضي ال عنه يكي عن الشيخ عبد الرحيم القناوي رضي ال عنه‬
‫أنه رأى مرة ف عنق كلب خرقة من صوف‪ ،‬فقام له إجللً للخرقة الصوف(‪...)3‬‬
‫‪ -‬مر معنا تأويل مثل هذه الالة‪ ،‬فليجع القارئ إليه ليتدرب على التأويل والتضليل مثل هؤلء البهاليل‪.‬‬
‫* يراود المرد عن نفسه ويسس على مقعدته رضي ال عنه‪:‬‬
‫ومنهم الشيخ علي أبو خوذة‪...‬وكان من أرباب الحوال ومن اللمتية‪ ،‬وكان يتعاطى أسباب النكار عليه‬
‫قصدا‪...‬وكانت خوذة سيدي علي من الديد‪ ،‬وكان زنتها قنطارا وثلثا‪ ،‬ل يزل حاملها ليلً ونارا‪...‬وما رآه أحد‬
‫يصلي مع الناس إل وحده‪ ،‬وكان رضي ال عنه إذا رأى امرأة أو أمرد راوده عن نفسه وحسس على مقعدته‪ ،‬سواء‬
‫كان ابن أمي أو ابن وزير‪ ،‬ولو كان بضرة والده أو غيه ول يلتفت إل الناس(‪(...)4‬دستور دستور ودساتي كثية)‪.‬‬
‫‪ -‬لكن يب أن نعرف أن هذا له تأويل! لئل نتهم الولياء البرياء بالهل والغباء والكفر والزندقة وقلة الياء‪.‬‬
‫* ولية‪ ..‬ولواطة‪ ..‬والنهي عن النكر جرية‪-:‬‬
‫إبراهيم النبتيت(‪ ،)5‬الجذوب الصاحي‪ ...‬من كراماته‪ ...‬قال المصان‪ :‬وقفت أصلي ف جامع الرأة‪ ،‬فدخل‬
‫علي رجل من الند ومعه أمرد‪ ،‬وقصد به جهة الراحيض‪ ،‬فتشوشتُ ف نفسي‪ ،‬وقلت‪ :‬ضاقت عليه الدنيا وما وجد‬
‫إل الامع! ول أنطق بذلك‪ ،‬فقال ل إبراهيم الذكور‪ :‬ما فضولك؟ وما أدخلك يا كذا وكذا؟ وسبن وشتمن!‬
‫وقال‪ :‬ل تتعرض! وما لك وذاك؟ إل غي ذلك(‪...)6‬‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)1/284( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪ ،)2/105( :‬وجامع كرامات النبهان‪.)1/437( :‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)1/132( :‬‬
‫‪ )(4‬طبقات الشعران‪ ،)2/135( :‬وجامع النبهان‪.)2/372( :‬‬
‫‪ )(5‬مات ف مصر سنة (‪1019‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(6‬جامع النبهان‪.)1/414( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪324‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* التعليق‪ُ(( :‬لعِنَ الّذِينَ َك َفرُوا مِنْ بَنِي ِإ ْسرَائِيلَ‪[ ))...‬الائدة‪(( ]78:‬كَانُوا ل يََتنَا َهوْ َن عَ ْن مُن َكرٍ َفعَلُوهُ لَِبْئسَ مَا‬
‫كَانُوا َي ْفعَلُونَ)) [الائدة‪.]79:‬‬
‫* يعلم ما ف الرحام (من مقام العلم)‪-:‬‬
‫أحد بن جعد البين(‪ ..)1‬وأتته امرأة وقالت‪ :‬ادع ل أن يرزقن ولدا ذكرا‪ ،‬فقال‪ :‬ستُرزقي ذلك! فوضعت‬
‫أنثى‪ ،‬فقالت له فيه‪ ،‬فقال‪ :‬وال ما قلت لك إل بعد ما مسستُ ذكره بيدي هذه‪ ،‬ولكن أراد أن يُكذّب هذه‬
‫اللحية(‪!!)2‬‬
‫* يعلم ما ف الرحام‪...‬وزيادة‪-:‬‬
‫جاكي الكردي(‪ )3‬قدس ال روحه‪...‬مرت بقرات بالشيخ جاكي الكردي‪ ،‬فأشار إل إحداهن‪ ،‬وقال‪ :‬هذه‬
‫حامل بعجل أحر أغر‪ ،‬صفته كذا‪ ،‬وعيّن يوم ولدته‪ ،‬وأنه نذر له‪ ،‬وعيّن من يذبه من الفقراء‪...‬واستأذن رجل‬
‫واسطي الشيخ جاكي ف ركوب بر الند بتجارة‪ ،‬فقال‪ :‬إذا وقعت ف شدة فناد باسي‪...‬وكان الشيخ جاكي يقول‪:‬‬
‫ما أخذت العهد قط على مريد حت رأيت اسه مكتوبا ف اللوح الحفوظ(‪...)4‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬ما معن قوله سبحانه‪(( :‬وََيعْلَ ُم مَا فِي ا َلرْحَامِ)) [لقمان‪]34:‬؟ وقوله‪(( :‬إِيّاكَ َنعُْبدُ وَِإيّاكَ‬
‫سَت ِعيُ)) [الفاتة‪]5:‬؟‬
‫نَ ْ‬
‫* ل تنظر إل فروجهم‪ ،‬فكشف الفرج ولية‪-:‬‬
‫علي نور الدين بن العظمة(‪ ،)5‬كان من كبار الولياء الجاذيب‪ ...‬ومن كراماته‪ :‬ما حكاه حشيش المصان‪،‬‬
‫أنه مر عليه يوما‪ ،‬فجرى ف خاطره النكار عليه لعدم ستر عورته‪ ،‬فما ت له هذا الاطر إل وقد وجد نفسه بي‬
‫إصبعي من أصابعه يقلبه كيف شاء‪ ،‬ويقول له‪ :‬انظر إل قلوبم ول تنظر إل فروجهم(‪.)6‬‬
‫‪ -‬بذه الكشوف والعلوم اللدنية وصلت أمتنا إل ما هي عليه الن من ذل وهوان وجهل وضياع‪.‬‬
‫* كشف‪ ،‬وجبل قاف أيضا‪ ،‬والرجراج‪ ،‬وغيها‪-:‬‬
‫علي بن أحد بن خضر الطوعي(‪ ،)7‬الشهور بي الناس بشيش المصان‪...‬‬
‫أحد أكابر الولياء العارفي‪...‬وأخب بأنه اطلع على بر الظلمات (أي‪ :‬الحيط الطلسي)‪ ،‬وأن به بلدا ل‬
‫‪ )(1‬من اليمن‪ ،‬مات سنة (‪690‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(2‬جامع النبهان‪.)1/523( :‬‬
‫‪ )(3‬عراقي مات قرب سامراء سنة (‪550‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(4‬جامع النبهان‪.)4 ،2/3( :‬‬
‫‪ )(5‬مات ف مصر ف أوائل القرن الادي عشر الجري‪.‬‬
‫‪ )(6‬جامع النبهان‪.)2/378( :‬‬
‫‪ )(7‬من صوفية القرن العاشر الجري ف مصر‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪325‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تبصر أهلها إل ف الظلمة!! وأنه رأى خلف جبل قاف أرضا تتحرك بنفسها تسمى الرجراج‪ ،‬ليس با ساكن‪ ،‬وأنه‬
‫صوَر متلفة‪ ،‬وبالقطب فوجده يلبس كل يوم‬
‫رأى إرم ذات العماد‪ ،‬وأنه اجتمع بالضر عليه السلم فوجده يظهر ف ُ‬
‫لباسا غي لون الخر(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى السلم والعقل والقيقة السلم‪.‬‬
‫* أسرع من الصاروخ‪-:‬‬
‫علي البدوي الشاذل‪ ،‬تلميذ سيدي ياقوت العرشي‪ ،‬قال رضي ال عنه‪ :‬وكثيا ما كان الشيخ ياقوت يوجهن‬
‫ف الاجة من إسكندرية إل بلد الندلس‪ ،‬فأذهب إليها وأرجع ف يوم واحد‪ ،‬بسرعة خطاي‪ ،‬من غي أن تطوى ل‬
‫الرض(‪...)2‬‬
‫* حدث نسيه التاريخ‪-:‬‬
‫مسلمة بن نعمة السروجي‪ ،‬شيخ الشايخ وسيد الولياء ورئيس الصفياء‪...‬قال السراج‪ :‬إنه لا قصد الكفرةُ‬
‫من الفرنج والرمَن مدين َة سروج‪ ،‬وقتلوا وأسروا‪ ،‬ث قصدوا زاويته‪ ،‬وصل الب إل مريديه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا سيدي جاءنا‬
‫العدو‪ ،‬فقال‪ :‬اصبوا‪ ،‬ث كرروا القول إل أن قالوا‪ :‬بيننا وبينهم قدر رشقة حجر‪ ،‬فخرج‪ ،‬وأشار بيده الكرية‬
‫برجوعهم‪ ،‬فرجعت بم اليل قهرا ل يستطيعون ردّها بوجه‪ ،‬فقُتل منهم خلق عظيم‪ ،‬وكذلك من اليل‪ ،‬وتكسرت‬
‫العدد‪ ،‬وصاروا بأسوأ حال(‪.)3‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫دماء السلمي الت أريقت ل قيمة لا‪ ،‬ول تثر هة الشيخ ومريديه إل الزاوية فقط‪.‬‬
‫هذا بغض النظر عن كون قصتهم هذه أكذوبة صغية من أكاذيبهم‪.‬‬
‫* سوط عجيب‪-:‬‬
‫شيخنا الشيخ علي العمري(‪ ،)4‬الشاذل الطرابلسي‪ ،‬أشهر أولياء هذا العصر وأكثرهم كرامات وخوارق‬
‫عادات‪ ...‬ومن كراماته رضي ال عنه ما أخبن به الاج إبراهيم الذكور (إبراهيم الداد من اللذقية)‪ ،‬قال‪ :‬دخلت‬
‫ف هذا النهار إل المام مع شيخنا الشيخ علي العمري‪ ،‬ومعنا خادمه ممد الدبوسي الطرابلسي‪ ،‬وهو أخو إحدى‬
‫زوجات الشيخ‪ ،‬ول يكن ف المام غينا‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت من الشيخ كرامة من أعجب خوارق العادات وأغربا‪ ،‬وهي‬
‫أنه أظهر الغضب على خادمه ممد هذا وأراد أن يؤدبه‪ ،‬فأخذ الشيخ إحليل نفسه بيديه الثنتي من تت إزاره‪ ،‬فطال‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)2/379( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان‪.)2/349( :‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان‪.)2/470( :‬‬
‫‪ )(4‬مات ف طرابلس سنة (‪1322‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪326‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫طولً عجيبا بيث إنه رفعه على كتفه وهو زائد عنه‪ ،‬وصار يلد به خادمه الذكور‪ ،‬والادم يصرخ من شدة الل‪،‬‬
‫ل يستحق التأديب‪،‬‬
‫فَعل ذلك مرات ث تركه‪ ،‬وعاد إحليله إل ما كان عليه أولً‪ ،‬ففهمت أن الادم قد عمل عم ً‬
‫فأدّبه بذه الصورة العجيبة‪ .‬ولا حكى ل ذلك الاج إبراهيم‪ ،‬حكاه بضور الشيخ‪ ،‬وكان الشيخ واقفا‪ ،‬فقال ل‬
‫الشيخ‪ :‬ل تصدقه وانظر‪ ،‬ث أخذ بيدي بالب عن‪ ،‬ووضعها على موضع إحليله‪ ،‬فلم أحس بشيء مطلقا‪ ،‬حت كأنه‬
‫ليس برجل بالكلية‪ ،‬فرحه ال ورضي عنه ما أكثر عجائبه وكراماته(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫يلحظ ف هذا النص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬كشف العورة واللعب با‪.‬‬
‫‪ -2‬الكذب؛ إما أن يكون الادم كاذبا‪ ،‬أو أن يكون الشيخ كاذبا‪ ،‬وذلك عندما قال‪ :‬ل تصدقه‪.‬‬
‫‪ -3‬جعل الخر يلمس مكان عورته‪.‬‬
‫* ول يُحيي الوتى ويالف الشرع‪-:‬‬
‫عبد الرحن بن أحد الامي(‪...)2‬ومن كراماته‪...‬أنه جلس ف زمن الربيع على شاطئ نر ملن‪ ،‬وإذا بقنفذة‬
‫ميتة قد أقبلت على وجه الاء‪ ،‬فأخذها مولنا الامي‪ ،‬ومسح بيده ظهرها‪ ،‬فظهر أثر الياة فيها‪ ،‬ث لا توجهنا جهة‬
‫الدينة أقبلت تسعى خلفنا‪ .‬ومنها أن مولنا سيف الدين أحد قدم لنل العلوي ومعه جلة من الدرسي‪ ،‬فعمل له‬
‫ضيافة‪ ،‬وعزم على الامي‪ ،‬فأقاموا الذكر بالدفوف والنشدين على العادة‪ ،‬فقال بعض الاضرين للشيخ‪ :‬يا مولنا!‬
‫كيف استماع الغناء والطرب بالدفوف والرقص! ما هو خلف الشرع؟ فحول الشيخ وجهه إليه‪ ،‬وتكلم ف أذنه‬
‫خفية‪ ،‬فظهر منه صوت عجيب‪ ،‬وحصل له وجد بالسماع وضرب الدف(‪(...)3‬الرجاء النتباه إل دور الشياطي)‪.‬‬
‫* يبلع التاليك ويتغوطها دناني والناس ينظرون إليه‪-:‬‬
‫الشيخ حسن سكر الدمشقي(‪(...)4‬قالوا له)‪ :‬ل بد أن تظهر لنا كرامة‪ ،‬فقال‪ :‬هاتوا ل مائة من التالكات(‪،)5‬‬
‫وهي قطع صغية من الفضة الغشوشة‪ ،‬فجاءوا له بائة متاليك‪ ،‬فأخذها وألقاها ف فمه وابتلعها‪ ،‬وف الال جلس‬
‫بصورة مَن يقضي حاجة النسان‪ ،‬فأخرجها من أسفله دناني من الذهب‪ ،‬فأخذوها‪ ،‬وكانت هي السبب ف غن أب‬
‫لبدة الذكور(‪...)6‬‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)2/396( :‬‬


‫‪ )(2‬مشهور باسم (منل جامي)‪ ،‬مات ف هراة سنة (‪898‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان‪.)2/154( :‬‬
‫‪ )(4‬مات ف دمشق سنة (‪1307‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬التليك عملة عثمانية صغية القيمة‪.‬‬
‫‪ )(6‬جامع النبهان‪.)2/42( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪327‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬ما هو حكم الشرع والذوق بلوسه جلسة التغوط وكشف عورته أمام الخرين؟ ومن أين جاءت‬
‫شياطينه بالذهب؟‬
‫* ول يقف عريانا بي الناس ول يصلي‪-:‬‬
‫حسن قضيب البان الوصلي(‪ ،)1‬قال السراج‪ :‬عن الشيخ العارف أب السن علي القرشي رحه ال قال‪ :‬دخلت‬
‫على الشيخ حسن قضيب البان ببيته بالوصل‪ ،‬فرأيته ملء البيت‪ ،‬فهالن ما رأيت من نوه الارق‪ ،‬فخرجت ث عدت‪،‬‬
‫فرأيته ف زاوية من زوايا البيت مثل العصفور‪ ،‬فخرجت ث عدت‪ ،‬فرأيته كالعادة‪...‬وقال الناوي‪ :‬خرج أبو النجاء‬
‫الغرب يريد الشرق ومعه أربعون وليا‪ ،‬فكان كل بلد جاءه يستوعب ما فيه من الرجال‪ ،‬حت وصل الوصل‪ ،‬فخرج‬
‫إليه الرجال‪ ،‬وإذا بقضيب البان خرج بأطماره وشعثه‪ ،‬فقال‪ :‬أين الشيخ؟ فقالوا‪ :‬خرج‪ .‬قال‪ :‬يتشيطن! فغضبوا‪ .‬وقال‬
‫أحدهم‪ :‬كذب شيطانك‪ ،‬فتغيظ ورمى أطماره‪ ،‬ووقف عريانا على جنب بركة يصب الاء على يده بيده‪ ،‬وإذا‬
‫بالشيخ جاء‪ ،‬فأخبوه‪ ،‬قال‪ :‬صدق‪ ،‬كنت مع إمام الوصل‪ ،‬ينافقن وأنافقه؛ ث قال قضيب البان‪ :‬أخبن بكل رجل‬
‫رأيته من بلدك‪ ،‬فذكر رجا ًل وقضيب البان يقول ف كل رجل‪ :‬وزنه كذا‪ ،‬ربع رجل‪ ،‬ونصف رجل‪ ،‬وهذا وازن‪،‬‬
‫وهذا كامل‪ ،‬وهذا وإن مل صيته ما بي الافقي ل يساوي عند ال جناح بعوضة‪.‬‬
‫وسئل الشيخ عبد القادر اليلن فقال‪ :‬هو ول مقرب ذو حال مع ال تعال وق َدمِ صدقٍ عنده‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما‬
‫نراه يصلي‪ ،‬فقال‪ :‬إنه يصلي من حيث ل ترونه‪ ،‬وإن أراه إذا صلى بالوصل أو بغيها من آفاق الرض يسجد عند‬
‫باب الكعبة!! وقال بعضهم‪ :‬كان قضيب البان من البدال‪ ،‬واتمه بعض من ل يره يصلي بترك الصلة وشدد النكي‬
‫عليه‪ ،‬فتمثل له على الفور ف صور متلفة‪ ،‬وقال‪ :‬ف أي هذه الصور رأيتن ما أصلي(‪ !!)2‬اهـ‪ .‬ول تعليق‪ ،‬لن‬
‫التعليق أحيانا إضاعة للوقت‪ ،‬لكن الذي يورد هذه القصص هو عال من علمائهم‪.‬‬
‫* فتوى ل تر على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪-:‬‬
‫رسالة للحافظ السيوطي ساها (النجلي ف تطور الول)‪ ،‬نقلتها من كتابه (الاوي ف الفتاوي)‪ ،‬وهذه هي‪:‬‬
‫قال رحه ال تعال‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬المد ل‪ ،‬وسلم على عباده الذين اصطفى‪ ،‬توقع إل سؤال رجل‬
‫حلف بالطلق‪ ،‬أن ول ال الشيخ عبد القادر الدشطوطي بات عنده ليلة كذا‪ ،‬فحلف آخر بالطلق أنه بات عنده ف‬
‫تلك الليلة بعينها‪ ،‬فهل يقع الطلق على أحدها أم ل؟ فأرسلت قاصدا إل الشيخ عبد القادر‪ ،‬فسألته عن ذلك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ولو قال أربعة إن نت عندهم لصدقوا‪ ،‬فأفتيت بأنه ل ينث واحد منهما(‪.)3‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫السيوطي هذا كان يعد نفسه مددا‪ ،‬وهذه هي فتوى يصدرها هذا الجدد؟! وسلم على الشرع والعقل وعلى‬

‫‪ )(1‬مات ف الوصل سنة (‪570‬هـ)‪.‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان‪.)2/24( :‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان‪.)2/25( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪328‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫إنسانية النسان‪.‬‬
‫* الزبل خي من الغائط (الأمونية الموية) على كل حال‪-:‬‬
‫شجاع الكرمان‪...‬حضر ليلة موسم بسجد بقلعة الصبية بإيناس(‪ )1‬يعرف بالشيخ ممد السلطي‪ ،‬فقال‬
‫الماعة‪ :‬نريد أن نأكل حلوى دمشقية‪ ،‬فأخذ الوالق والجارف وخرج مع جاعة إل الزبلة‪ ،‬فيها زبل وشقف‬
‫وحجارة وغي ذلك‪ ،‬فملئوا الوالق‪ ،‬وأتوا السجد وهم يضحكون‪ ،‬ففرغه بي أيديهم‪ ،‬فإذا هو من أصناف أطايب‬
‫اللوى‪ ،‬فأكلوا وازدادوا إيانا(‪(...)2‬ازدادوا إيانا بأن كهانتهم هي السلم)‪.‬‬
‫* كل النقيضي صحيح‪ ،‬صدق أو ل تصدق‪ ،‬لكن ل تعترض فتنطرد‪-:‬‬
‫شعيب‪ ،‬أبو مدين الغرب‪ ،‬أحد أعاظم أئمة الطريق الجمع على جللتهم ووليتهم الكبى‪...‬قال‪... :‬قامت‬
‫الرب مرة بالغرب بي السلمي والفرنج‪ ،‬وكان الظهور للفرنج‪ ،‬فأخذ شيخنا أبو مدين سيفه وخرج إل الصحراء‪،‬‬
‫مع نفر من أصحابه‪ ،‬وجلس على كثيب‪ ،‬فإذا بي يديه خنازير قد ملت الصحراء‪ ،‬فوثب حت صار بينهم‪ ،‬وعل‬
‫بالسيف رءوسهم حت قتل كثيا منهم‪ ،‬وولوا هاربي‪ ،‬فسألناه؟ فقال‪ :‬هؤلء الفرنج وقد خذلم ال تعال‪ ،‬فأرخناه‪،‬‬
‫فجاء الب بكسرتم ف الوقت بعينه! وجاء الجاهدون وأكبوا عليه يقبلون قدميه‪ ،‬وأقسموا أنه لو ل يكن الشيخ بي‬
‫الصفي للكوا‪...‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫ما دامت لؤلء الولياء هذه الكرامات! فلم أصبح السلمون أذل من على وجه الرض؟؟ ول خسروا قبل‬
‫ذلك الندلس مع وجود هؤلء الضراغم؟؟‬
‫‪...‬وروي أن أمي الؤمني بالغرب‪ ،‬السمى يعقوب‪ ،‬رأى مرائي وأحوالً من أحوال الريدين‪ ،‬وسببه أنه قتل‬
‫أخاه غية على اللك‪ ،‬فندم على قتل أخيه ندما أورثه توبة أثرت ف باطنه أحوالً حسنة‪ ،‬وتغي عليه من نفسه ما ل‬
‫يعهده لثمرة التوبة‪ ،‬فما كان أبركه عليه ذنبا؛ فشكا ما يده لريدة كانت تدخل قصره‪ ،‬فقالت‪ :‬هذه أحوال‬
‫الريدين‪ ،‬فقال‪ :‬كيف أعمل بنفسي ومن يعرفن ويداوين؟ فقالت له‪ :‬الشيخ أبو مدين سيد هذه الطائفة ف هذا‬
‫الزمان؛ فبعث يعقوب إل الشيخ أب مدين‪ ،‬وطلبه طلبا حثيثا‪ ،‬والتجأ إليه‪ ،‬فاقتضى إجابة الشيخ أب مدين له‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫قوموا له نطع ال عز وجل سبحانه وتعال بطاعته‪ ،‬وأنا ما أصل إليه‪ ،‬بل أموت بتلمسان‪ ،‬وكان الشيخ يومئذ ف‬
‫باية‪ ،‬فلما وصل إل تلمسان‪ ،‬قال لرسل يعقوب‪ :‬سلموا على صاحبكم‪ ،‬وقولوا له‪ :‬شفاؤك على يد أب العباس‬
‫الرين‪ ،‬ومات الشيخ أبو مدين‪...‬فمشى (أي‪ :‬أبو العباس الرين) إليه (إل يعقوب) واجتمع به‪ ،‬ففرح يعقوب بذلك‪،‬‬
‫ث أمر بذبح دجاجة‪ ،‬وخنق أخرى‪ ،‬وأن يطبخ كل منهما على حدة‪ ،‬وقدمهما بي يدي الشيخ‪ ،‬فأمر الشيخ الادم‬
‫برفع الخنوقة‪ ،‬وقال‪ :‬هذه جيفة‪ ،‬وأكل من الخرى‪ ،‬فسلم يعقوب نفسه له‪ ،‬وأنزل نفسه منلة الادم‪ ،‬وفتح له على‬
‫‪ )(1‬هكذا هي الملة ف الصل‪.‬‬
‫‪ )(2‬جامع النبهان‪.)2/114( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪329‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يده‪ ،‬وترك اللك وسلمه لبنه‪ ،‬واشتغل مع الشيخ‪ ،‬وثبت قدمه ف الولية ببكة الشيخ أب العباس وإشارة الشيخ أب‬
‫مدين‪.‬‬
‫‪ -‬وبعد صفحتي فقط‪ ،‬يورد النبهان هذه القصة بالشكل التال‪:‬‬
‫‪...‬وكان (أبو مدين) استوطن باية‪ ،‬ويقول‪ :‬إنا معينة على طلب اللل؛ ول يزل با يزداد حاله على مر‬
‫الليال رفعة ترد عليه الوفود وذوو الاجات من الفاق‪ ،‬ويب الوقائع والغيوب‪ ،‬إل أن وشى به بعض علماء الظاهر‬
‫عند يعقوب النصور‪ ،‬وقال له‪ :‬إنا ناف منه على دولتكم‪ ،‬فإن له شبها بالمام الهدي‪ ،‬وأتباعه كثيون بكل بلد‪،‬‬
‫فوقع ف قلبه وأهه شأنه‪ ،‬فبعث إليه ف القدوم عليه ليختبه‪ ،‬وكتب لصاحب باية بالوصية‪...‬وارتلوا به على أحسن‬
‫حال حت وطئوا به حوز تلمسان‪...‬فلما وصل وادي نسر اشتد به الرض ونزلوا به هناك‪...‬وكانت وفاته سنة ‪580‬‬
‫هـ‪ ،‬فحمل إل العباد مدفن الولياء والوتاد‪ ،‬وسع أهل تلمسان بنازته‪ ،‬فكانت من الشاهد العظيمة‪...‬وعاقب ال‬
‫السلطان فمات بعده بسنة أو أقل(‪...)1‬‬
‫‪ -‬السؤال‪:‬‬
‫أ‪ -‬أي الروايتي نصدق‪ ،‬وفيهما ما فيهما من التناقض؟!‬
‫ب‪ -‬أل يساعدهم كشفهم على معرفة الق ف هاتي الروايتي؟!‬
‫ونترك الباقي للقارئ‪ ،‬مع التنبيه إل مدى الغفلة الت تسببها الصوفية!‬
‫* أين هذه الزيرة السادسة وف أي بر ميط‪-:‬‬
‫‪...‬وقال الشيخ عمر القيسي‪ :‬خدمت الشيخ عديا رضي ال تعال عنه سبع سني‪ ،‬وشهدت له خارقات‪ ،‬فقال‬
‫ل يوما‪ :‬اذهب إل الزيرة السادسة ف البحر الحيط تد با مسجدا‪ ،‬فادخله‪ ،‬تر فيه شيخا‪ ،‬فقل له‪ :‬يقول لك‬
‫عدي‪ :‬احذر العتراض ول تتر لنفسك أمرا فيه إرادة؛ ودفعن بي كتفي‪ ،‬فرأيت الكان والشيخ‪ ،‬وأخبته‪ ،‬فبكى‪،‬‬
‫ودعا له‪ ،‬وقال ل‪ :‬إن أحد السبعة الواص الن ف النع‪ ،‬وقد طمحت إرادت أن أكون مكانه‪ ،‬ث دفعن فوجدت‬
‫نفسي ف الزاوية(‪.)2‬‬
‫* توضيح‪:‬‬
‫مثل هذه الالت يرونا ف أحلم الذبة (الكشف)‪ ،‬وكثيا ما تتلط عندهم بالواقع‪ ،‬فل ييزون بينهما! وف‬
‫جيع الالت يعتبونا عي اليقي وحق اليقي!‬
‫* ييون الوتى (والويل لن ل يصدق)‪-:‬‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)120 ،2/118( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان (‪.)2/297‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪330‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وقال الشيخ عمر‪ :‬كنت عند الشيخ عدي بن مسافر رضي ال عنه يوما‪ ،‬فجاء جاعة من الكراد والبوزية‬
‫زائرين‪ ،‬وكان فيهم رجل يدعى (الطيب حسي)‪ ،‬فقال له الشيخ‪ :‬يا حسي! قم أنت والماعة حت نقلب أحجارا‬
‫ونعمل حائطا للبستان‪ ،‬فنهض الشيخ ونض معه الماعة‪ ،‬وصعد الشيخ إل سطح البل‪ ،‬وجعل يقطع أحجارا‬
‫ويدحرجها وهم ينقلونا إل مكان العمل؛ فأصاب حجر رجلً‪ ،‬فاختلط لمه بعظمه وألصق بالرض‪ ،‬فمات من‬
‫ساعته؟ فنادى الطيب حسي‪ :‬مات فلن إل رحة ال تعال‪ ،‬فاندر الشيخ من سطح البل‪ ،‬وأتى الرجل الصاب‪،‬‬
‫ورفع يديه إل السماء‪ ،‬ودعا له‪ ،‬فقام الرجل بإذن ال تعال كأنه ل يصبه شيء(‪.)1‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫عدي بن مسافر هذا له أتباع‪ ،‬هم اليزيديون عبدة الشيطان‪ ،‬القيمون ف سنجار وما حوله‪ ،‬وقد مضى على‬
‫السلمي قرون وهم يتخبطون ف ظلمات هذه الوهام الشيطانية أو الذيانية‪ ،‬ولا يزل هؤلء الكهان يُعملون كهانتهم‬
‫وسحرهم لبقاء هذه المة بعيدة عن إسلمها وعن وعيها‪ .‬وهم يسبون أنم يسنون صنعا‪.‬‬
‫* الفقي با يعملون بصي‪-:‬‬
‫وقال الشيخ إساعيل التونسي رحة ال عليه‪ :‬خرجت أنا وجاعة من التونسية إل زيارة الشيخ عدي رضي ال‬
‫عنه‪ ،‬فلما وصلنا سلمنا عليه وجلسنا نتحاور ف كرامات الولياء ودرجاتم‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬كل شيخ ل يعلم مريده‬
‫كم ينقلب ف الليل قلب ًة ما هو شيخ‪ ،‬ولو أنه ف مشرق الرض أو مغربا؛ فقلت ف نفسي‪ :‬هذا أمر صعب‪ ،‬أنا أجامع‬
‫زوجت‪ ،‬والشيخ ينظر إل؟! فلما رجعت إل بيت‪ ،‬هجرت زوجت شهرا كاملً‪ ،‬فعلم الشيخ عدي با أنا عليه‪،‬‬
‫فوصى جاعة من الفقراء الجاورة أنكم إذا توجهتم إل منازلكم‪ ،‬يتوجه أحدكم إل التونسية‪ ،‬ويقول لساعيل‪ :‬ييء‬
‫إل عندي‪...‬فلما وصلت وسلمت عليه زجرن وانتهرن‪ ،‬وقال‪ :‬يا إساعيل! أيا أحب‪ :‬الشيخ يبصر مريده على‬
‫حلل أو على حرام؟ ل تعد إل مثلها؛ فقابلت أمره بالسمع والطاعة وانصرفت راجعا(‪.)2‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫يرى ويبصر عب السافات والواجز‪ ،‬ويرى مريده وهو يامع زوجته‪ ،‬ولكنه يبصره على حلل؟! دستور‬
‫دستور دستور‪ ،‬لكن على كل حال يب أل ننسى سلح التأويل البتار الذي يعل كتاب الحياء برا من البحار‪.‬‬
‫* العري‪ ،‬العري‪ ،‬العري‪ ،‬وضع عقلك وإيانك ف ثلجة‪-:‬‬
‫قال أبو البكات‪ :‬دخل يوما على عمي الشيخ عدي ثلثون فقيا‪ ،‬فقال عشرة منهم‪ :‬يا سيدي‪ ،‬تكلم لنا ف‬
‫شيء من القيقة‪ ،‬فتكلم لم‪ ،‬فذابوا‪ ،‬وبقي موضعهم حومة ماء؛ وتقدم العشرة الثانية‪ ،‬فقالوا له‪ :‬تكلم لنا ف شيء‬
‫من حقيقة الحبة‪ ،‬فتكلم فماتوا‪ ،‬ث تقدم الخرون وقالوا‪ :‬يا سيدنا تكلم لنا ف شيء من حقيقة الفقر‪ ،‬فتكلم لم‪،‬‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)2/297( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان (‪.)2/299‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪331‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فنعوا ما كان عليهم من الثياب‪ ،‬وخرجوا عرايا إل البية(‪.)1‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫على مدى قرون كان أمثال هؤلء أسوة السلمي‪ ،‬حت وصل السلمون إل ما هم عليه‪.‬‬
‫* الصوف يعز من يشاء ويذل من يشاء‪-:‬‬
‫عزاز بن مستودع البطائحي‪ :‬كان من أجلء الشايخ وأكابر العارفي وأعيان الصالي ورؤساء القربي‪ ،‬له‬
‫اليات الصادقة‪...‬والتمكي التام والتصريف العام (أي‪ :‬التصرف ف الكون عامة)‪...‬وما روينا أن الشيخ عزازا سأله‬
‫الليفة القتدي بأمر ال القدوم إل بغداد ليتبك به‪ ،‬فلما اخترق دهاليز القصر‪ ،‬ما نظر إل ستر مرخي إل تزق قطعا؛‬
‫ث قال للخليفة‪ :‬سيقصدك ملك العجم ف جيش ل قبل لك به‪ ،‬وقد مَلّكتُ جيشك رقاب جيشه‪ ،‬وملّكتك عنقه‪،‬‬
‫فكان كما قال‪ ،‬وأُسر اللك واعتقل ببغداد أياما‪ ،‬ث افتدي بأموال عظيمة(‪...)2‬‬
‫* صوف مكشوف العورة‪ ،‬ول يصلي‪ ..‬وهو مع ذلك ول‪-:‬‬
‫علي الكردي‪ :‬أحد أكابر الولياء أصحاب التصريف العظيم والكرامات الكثية‪ ،‬منها‪... :‬ولا جاء العارف‬
‫الكبي المام شهاب الدين عمر بن ممد السهروردي صاحب كتاب (عوارف العارف) إل دمشق ف رسالة الليفة‬
‫إل اللك العادل باللعة والطوق وغي ذلك‪ ،‬قال لصحابه‪ :‬أريد أزور عليا الكردي‪ ،‬فقال له الناس‪ :‬يا مولنا ل‬
‫تفعل‪ ،‬أنت إمام الوجود‪ ،‬وهذا رجل ل يصلي‪ ،‬ويشي مكشوف العورة أكثر أوقاته؛ فقال‪ :‬ل بد من ذلك‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وكان الشيخ علي الكردي مقيما أكثر أوقاته ف الامع‪ ،‬حت دخل عليه مولّه آخر يقال له‪ :‬ياقوت‪ ،‬فساعة دخوله‬
‫من الباب‪ ،‬خرج الشيخ علي من دمشق وسكن جبانتها بالباب الصغي‪ ،‬وما دخلها بعد ذلك إل أن مات‪ -‬وياقوت‬
‫فيها يتحكم‪ -‬فقالوا للشيخ شهاب الدين‪ :‬هو ف البانة‪ ،‬فركب بغلته‪ ،‬ومشى ف خدمته من يعرّفه موضعه‪ ،‬فلما‬
‫وصل إل قريب من مكانه‪ ،‬ترجل وأقبل يشي إليه؟ فلما رآه علي الكردي وقد قرب منه كشف عورته! فقال الشيخ‬
‫شهاب الدين‪ :‬ما هذا شيء يصدنا عنك‪ ،‬ونن ضيفانك؛ ث دنا منه‪ ،‬وسلم عليه‪ ،‬وجلس معه‪ ،‬وإذا بمالي قد جاءوا‬
‫ومعهم مأكول متب(‪...)3‬اهـ‪.‬‬
‫نقول‪ :‬وهكذا غاص الجتمع السلمي ف كلمات الضلل والهل؛ ل يصلي ويسي مكشوف العورة وهو‬
‫يتحكم ويتصرف بالوجود‪ ،‬ويزوره إمام الوجود‪ ،‬وما أدراك من هو هذا المام‪ ،‬إنه إمام ف تدمي عقائد هذه المة‬
‫وسلبها إسلمها ودفعها إل ظلمات الضلل والشرك والخلق البذيئة‪...‬لكن هذا كله له تأويل عند القوم‪،‬‬
‫يضحكون به على أذقان الغفلي والسذج وعلى الذين ماتت فيهم الغية على السلم‪.‬‬
‫* ونسخت أحكام القرآن وسنن ال ف كونه‪-:‬‬
‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)2/299( :‬‬
‫‪ )(2‬جامع النبهان‪ ،2/302( :‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان‪ ،)332 ،2/331( :‬ونشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)307:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪332‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫سيدي أبو السن علي الشاذل رضي ال عنه‪ ،‬السيد الشريف‪ ،‬زعيم الطائفة الشاذلية‪ ،‬وإمام الولياء‬
‫والصوفية‪ ،‬وأحد مفاخر المة الحمدية‪ ،‬قال‪ :‬جعت مرة ثاني يوما‪ ،‬فخطر ل أن قد حصل ل نصيب من هذا‬
‫المر‪ ،‬فإذا أنا بامرأة خارجة من مغارة‪ ،‬كأن وجهها ضياء الشمس حسنا وهي تقول‪ :‬منحوس منحوس‪ ،‬جاع ثاني‬
‫يوما‪ ،‬فأخذ يدل على ال بعمله‪ ،‬وأنا ل ستة أشهر ل أذق فيها طعاما(‪)1‬؟‬
‫‪ -‬ول تعليق‪ ،‬لكن تذكي‪ :‬وصال الصيام مرم ف السلم‪ ،‬ولن تعدم من يقول لك‪ :‬هذا له تأويل! أو يقول‪:‬‬
‫هذا للخواص ل للعوام؟ فنجيبه‪ :‬التأويل تضليل‪ ،‬والسلم دين الياة للخواص مثل العوام‪.‬‬
‫* كرامة فوق السنن‪...‬ول حياء باللل‪-:‬‬
‫أبو عمرو عثمان بن مروزة البطائحي رحه ال‪ ،‬أحد أعيان الشايخ وأكابر الرجال‪ ،‬وأصحاب الكرامات‬
‫والحوال‪...‬فبينما هو ليلة يتهجد‪ ،‬إذ طرقته منازلة من الناب العظم‪ ،‬وتبدت له أنوار‪ ،‬فوقف سبع سني واقفا‬
‫شاخصا إل السماء دون غذاء ول إحساس باله‪ ،‬ث عاد إل بشريته (أي‪ :‬كان ف كل هذه الدة إلا ث عاد إل‬
‫البشرية)‪ ،‬فقيل له‪ :‬اذهب إل قريتك‪ ،‬وجامع أهلك فقد آن ظهور ولد منك؟ فطرق بابه وأخب أهله باله‪ ،‬فقالت‬
‫زوجته‪ :‬لئن فعلت وقضيت تدث الناس ف؛ فصعد السطح ونادى‪ :‬يا أهل القرية‪ ،‬أنا فلن‪ ،‬اركبوا فإن سأركب(‪.)2‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫اللحوظات كثية‪ ،‬ومنها‪ :‬ما ذنب هذه الزوجة الت ترملت مع وجود زوجها! وهل يسمح السلم بذا‬
‫الشذوذ؟؟ أما (اركبوا فإن سأركب)‪ ،‬فهذه تتاج إل حضرة‪ ،‬ورقص بنقص‪ ،‬وإل (ترل ترل)‪.‬‬
‫* جبل قاف أيضا‪-:‬‬
‫قال سيدي ميي الدين (أي‪ :‬ابن عرب)‪ :‬وأخبن عنه (أي‪ :‬عن موسى السيدران) شيخي أبو يعقوب‬
‫الكومي‪ ،‬أنه وصل جبل قاف الحيط بالرض‪ ،‬فصلى الضحى بأسفله‪ ،‬وصلى العصر على ذروته‪ ،‬وسئل عن ارتفاعه‬
‫ف الواء‪ ،‬فقال‪ :‬مسية ثلثائة سنة‪ ،‬وأخب أن ال طوق هذا البل بية اجتمع رأسها بذيلها(‪.)3‬‬
‫‪ -‬وهكذا كل كشوفهم‪ ،‬جهل ف جهل ف غباء‪ ،‬والكذب زيادة‪.‬‬
‫ودخل موسى هذا أرضا رأى النمل فيها على قدر العز عجيبة اللق‪ ،‬ورأى عجوزا خراسانية واقفة على‬
‫البحر والمواج تصطفق بي ساقيها وهي تسبح ال وتقدسه(‪ -...)4‬أين هي هذه الرض؟ وهذا النمل؟ و‪ ..‬و‪ ..‬و‪..‬‬
‫وما أكثر الواوات والينات؟‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)2/341( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان‪.)2/288( :‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان (‪.)2/498‬‬
‫‪ )(4‬جامع النبهان‪.)2/498( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪333‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لكن أيها القارئ! سلم تسلم‪ ،‬ل تعترض فتنطرد! فهل تفهم أنت أكثر من الكشف؟! كشف! كشف دمر‬
‫المة السلمية‪.‬‬
‫ويقول عبد الليم ممود‪ :‬إن كلم القوم رموز!‬
‫فنجيبه‪ :‬الرموز عكاكيز الدجاجلة‪.‬‬
‫* بي السيقان‪ ،‬ف خان بنات الطا‪ ،‬تتقدس أسرارهم (دستور من خاطرهم)‪-:‬‬
‫(حسن اللبوصي)‪ ،‬قال الشعران‪ :‬حكى الشيخ يوسف الريثي رحه ال‪ ،‬قال‪ :‬لا حججت‪ ،‬سهرت ليلة ف‬
‫الرم خلف القام‪ ،‬وكانت ليلة مقمرة‪ ،‬فلما راق الليل‪ ،‬دخل جاعة يفق النور عليهم‪ ،‬فطافوا وصلوا خلف القام‪،‬‬
‫وجلسوا يسيا‪ ،‬فجاءهم شخص‪ ،‬وقال‪ :‬يعيش رأسكم بالشيخ علي‪ .‬فقالوا‪ :‬رحه ال تعال‪ .‬قال‪ :‬من يكون موضعه؟‬
‫فقالوا‪ :‬حسن اللبوصي بناحية زفت بالغربية‪ .‬فقال‪ :‬أناديه؟ فقالوا‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪ :‬يا حسن! فإذا هو واقف على‬
‫رءوسهم عليه ثوب معصفر ووجهه مدهون بالدقيق وعلى كتفه سوط‪ ،‬فقالوا له‪ :‬كن موضع الشيخ علي‪ .‬فقال‪ :‬على‬
‫الرأس والعي‪ ،‬وذهب‪ ،‬فلما رجعت إل بلدي قصدته بالزيارة ف خان بنات الطا‪ ،‬فوجدت واحدة راكبة على‬
‫عنقه‪ ،‬ويداها ورجلها مضوبتان بالناء وهي تصفعه ف عنقه‪ ،‬وهو يقول لا‪ :‬برفق فإن عيناي موجوعتان! فأول ما‬
‫أقبلت عليه قال مبادرا‪ :‬يا فلن‪ ،‬زغلت عيناك وغرك القمر‪ ،‬ما هو أنا‪ ،‬فعرفته أنه هو‪ ،‬وأمرن بعدم إشاعة ذلك(‪* .)1‬‬
‫التعليق‪ :‬يتساءل التسائلون عن سبب فساد المة السلمية وهو واضح أمام العي‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي‬
‫العظيم‪.‬‬
‫* العورة‪ ..‬العورة‪-:‬‬
‫الشيخ عبد الكري القاوي(‪ )2‬الدمشقي‪ :‬كان من أصحاب الكرامات الباهرات‪...‬فأراد الوال أن يرى منه شيئا‬
‫من ذلك‪ ،‬فقال له الشيخ عبد ال (ابن الشيخ سعيد اللب)‪ :‬هل تقدر أن تشرب جيع ما ف هذه البكة من الاء؟‬
‫فقال‪ :‬ل أفعل‪ ،‬فقال‪ :‬نن نفعل ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬افعلوا‪ ،‬فأمر بعضهم سرا بأن يظهر بأنه يشرب من البكة‪ ،‬وأمر آخر‬
‫بأن يفتح مراها من جهة أخرى‪ ،‬ففعل ذلك‪ ،‬فبعد قليل فرغت البكة؛ فلما ظهر للشيخ القاوي أن ذلك الرجل‬
‫شرب البكة قال‪ :‬وأنا أشربا أيضا فاملئوها؟ فتركوها حت امتلت‪ ،‬فقام الشيخ القاوي‪ ،‬وأخذه حال عجيب‪،‬‬
‫ووضع فمه ف البكة فصار يشرب والاء يرج من إحليله‪ ،‬ول يزل كذلك يدخل الاء من فمه ويرج من إحليله إل‬
‫أن فرغت البكة؟ وهي من أعظم كراماته‪ ،‬فاعتقده الوال وغيه اعتقادا عظيما(‪...)3‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬هل كانوا يرون إحليله والاء يرج منه؟ وهل؟ وهل؟ على أن كشف العورة عندهم شيء مثي‬
‫للنتباه!‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)2/38( :‬‬


‫‪ )(2‬توف ف دمشق عام (‪1283‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان‪.)222 ،2/221( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪334‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* قاف أيضا! فأين هذا القاف؟!‪-:‬‬
‫حاد بن مسلم الدباس(‪...)1‬وروي أن الشيخ حادا مر ببعض قرى بغداد‪ ،‬فرأى بعض أمراء الدولة الستظهرية‬
‫راكبا سكران‪ ،‬فأنكر عليه‪ ،‬فسطا المي على الشيخ‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬يا فرس ال خذيه‪ ،‬فعدت فرسه كالبق الاطف‪،‬‬
‫يسبق البصر‪ ،‬ول يعلم أين ذهب! وبعث الليفة اليل وراءه فلم يقف له على أثر‪ ،‬قال تاج الدين أبو الوفاء‪ :‬وعزةِ‬
‫مَن له العزة‪ ،‬ل يستقر به فرسه دون بر ول بر ول سهل ول جبل حت ذهبت به إل وراء جبل قاف(‪...)2‬‬
‫‪ -‬فيا ناس‪ ،‬خبونا أين هذا القاف؟ هذا مع غض النظر عن الكذب الال من الياء‪.‬‬
‫* يعلم ما ف الرحام‪ ،‬وقاف أيضا؟!‪-:‬‬
‫عبد الرحن الشبيسي‪ :‬روي أن أبا الفتح شس الدين ممد الري السكندري الولود ف إسكندرية سنة (‪818‬‬
‫هـ)‪ ،‬لا حلت به والدته‪ ،‬دخل والده الشيخ بدر الدين العوف على الشيخ المام العارف بال الشيخ عبد الرحن‬
‫الشبيسي‪ ،‬وسأله لا الدعاء‪ ،‬فقال له‪ :‬إن زوجتك آمنة معها ولدان‪ ،‬أحدها يوت بعد سبعة أيام‪ ،‬والخر يعيش زمنا‬
‫طويلً‪ ،‬وسّه أبا الفتح‪ ،‬وسيكون له فتح من ال تعال‪ ،‬وتوكل على ال‪ ،‬يعيش سعيدا ويوت شهيدا‪ ،‬ويرح من‬
‫الدنيا كيوم ولدته أمه‪ ،‬يضع قدمه على جبل قاف‪ ،‬يسوح زمانه‪ ،‬وينال من ال أمانا(‪...)3‬‬
‫‪ -‬نسأل‪ :‬ما معن قوله سبحانه ف آخر سورة لقمان‪(( :‬وََيعْلَ ُم مَا فِي ا َل ْرحَامِ)) [لقمان‪ ،]34:‬ونعود للسؤال‪:‬‬
‫أين جبل قاف الحيط بالرض هذا؟! لكن ل اعتراض على الكشف!‬
‫* ومثل شيخه‪ ،‬ير السفينة بصيتيه وينل الغيث‪-:‬‬
‫عُبيد أحد أصحاب الشيخ حسي أب علي‪ ،‬كان له خوارق مدهشة‪ ،‬ومن كراماته‪:‬‬
‫أنه كان يأمر السحاب أن يطر فيمطر لوقته‪ ،‬وكل من تعرض له بسوء قتله بالال ف الال؛ دخل مرة‬
‫العفرية‪ ،‬فتبعه نو خسي طفلً يضحكون عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا عزرائيل إن ل تقبض أرواحهم لعزلنك من ديوان‬
‫اللئكة‪ ،‬فأصبحوا موتى أجعي! وقال له بعض القضاة‪ :‬اسكت‪ ،‬فقال له‪ :‬اسكت أنت‪ ،‬فخرس وعمي وصم؛ وسافرَ‬
‫ف سفينة فوحلت ول يكن تعويها‪ ،‬فقال‪ :‬اربطوها بيط ف بيضي‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬فجرها حت خلّصها من الوحل(‪...)4‬‬
‫* التعليق‪ :‬ل يتاج هذا الكفر والذيان للتعليق (ول للتقريق)‪ ،‬ولكن هذا التلزم بي الصوفية وكشف العورة‬
‫مثي للنتباه‪.‬‬
‫* الطريق إل الوثنية‪-:‬‬

‫‪ )(1‬توف عام (‪525‬هـ)‪.‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان‪.)2/54( :‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان‪.)2/155( :‬‬
‫‪ )(4‬جامع النبهان‪.)2/286( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪335‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(أبو السن علي بن عمر بن السي بن عيسى بن أب النهى) كان فقيها صالا‪...‬وكان غالب أكله من‬
‫الشجار‪...‬وظهرت له كرامات كثية‪...‬وتُربته من الّترَب الشهورة بالبكة واستجابة الدعاء‪ ،‬وقال‪ :‬ومن أعجب‬
‫لمّيّات من ورقها‪ ،‬يطلون به رءوسهم‬ ‫بركتها ما أخبن به الثقات‪ ،‬أنه كان على قبه شجرة سدر‪ ،‬يأخذ أصحاب ا ُ‬
‫فيبءون من المى‪ ،‬واستفاض ذلك حت كان يؤتى لا من الماكن البعيدة‪ ،‬قال‪ :‬وكان من عادة أهل إب ف غالب‬
‫العياد أن يصل بينهم وبي أهل باديتهم حروب كثية‪ ،‬فحصل بينهم ف بعض العياد حرب انتصر فيه أهل البادية‬
‫على أهل الدينة حت أدخلوهم البيوت‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬اقصدوا بنا هذه الشجرة الت يعبدونا فلنعقرها عليهم؛ فنهاهم‬
‫بعض عقلئهم‪ ،‬فلم يقبلوا‪ ،‬وأسرع إليها بعض الهال‪ ،‬وقطعها حت أوقعها على الرض؟ فأنف أهل الدينة من ذلك‪،‬‬
‫وخرجوا نوهم‪ ،‬فهزموهم هزية شديدة‪ ،‬وقتلوا منهم طائفة‪ ،‬وكان أول قتيل الذي قطع الشجرة‪ .‬وكرامات الفقيه‬
‫من هذا القبيل كثية(‪...)1‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬إن ل يكن هذا شركا فما هو الشرك؟ وإن ل يكن وثنية فما هي الوثنية؟ وإن ل يكن ضللً فما‬
‫هو الضلل؟ لكن هذا وأمثاله يفسر لنا الهل والذل والتخبط الذي ابتليت به المة السلمية‪.‬‬
‫* يتصرف ف الكون! لعله مساعَدة ل (سبحانه)‪-:‬‬
‫(الشيخ جلل الدين التبيزي) كان من كبار الولياء وأفراد الرجال‪...‬يذكر ابن بطوطة قصصا من كرامات‬
‫الشيخ الت رآها حي لقاه‪...‬حت يقول‪ :‬ولا كان يوم دخول إل الشيخ‪ ،‬رأيت عليه فرجية مرعز‪ ،‬فأعجبتن‪ ،‬وقلت‬
‫ف نفسي‪ :‬ليت الشيخ أعطانيها؛ فلما دخلت عليه للوداع‪ ،‬قام إل جانب الغار‪ ،‬وجرد الفرجية‪ ،‬وألبسنيها مع طاقية‬
‫من رأسه‪ ،‬ولبس مرقعة‪ ،‬فأخبن الفقراء أن الشيخ ل تكن عادته أن يلبس تلك الفرجية‪ ،‬وإنا لبسها عند قدومي‪،‬‬
‫وأنه قال لم‪ :‬هذه الفرجية يطلبها الغرب‪ ،‬ويأخذها منه سلطان كافر ويُعطيها لخينا برهان الدين‬
‫الصاغرجي‪(...‬ويذكر ابن بطوطة سفره بعد ذلك‪ ،‬وكيف أخذ الفرجية منه سلطان الصي‪ ،‬ث ذهابه عند الشيخ‬
‫الصاغرجي حت يقول)‪ :‬فقصدت زاوية الشيخ برهان الصاغرجي‪ ،‬فوجدته يقرأ والفرجية عليه بعينها‪...‬فقال ل‪ :‬هذه‬
‫الفرجية صنعها أخي جلل الدين برسي‪ ،‬وكتب إل أن الفرجية تصلك على يد فلن‪...‬وعجبت من صدق يقي‬
‫الشيخ‪ ،‬وأعلمته بأول الكاية؛ فقال ل‪ :‬أخي جلل الدين أكب من ذلك كله‪ ،‬هو يتصرف ف الكون(‪!!)2‬‬
‫* تعليق‪ :‬كشفهم أضل منهم وأجهل! فقد جهل أن البكة ف هذه القصة من ترتيب شياطي الن‪.‬‬
‫* موكل بأهل البزخ (بالوكالة عن ال تعال)؟‪-:‬‬
‫(زين العابدين بن عبد الرءوف الناوي! ابن شارح الامع الصغي؛ من أكابر الولياء وأعيان الصفياء‪...‬حدث‬
‫المصان‪ ،‬وهو أحد الشايخ العارفي‪ ،‬قال‪ :‬رأيت طعيمة الصعيدي الصري‪ ،‬وهو من أكابر الولياء ف علم الرواح‪،‬‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)2/328( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان‪ ،)2/10( :‬وقد نقلها عن رحلة ابن بطوطه‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪336‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وأمامه إنسان كالنور‪ ،‬أو نور كالنسان‪ ،‬قلت‪ :‬ما هذا؟ قال‪ :‬زين العابدين الناوي‪ ،‬قد وكل بأهل البزخ(‪.)1‬‬
‫ملحوظة‪ :‬أرجو من القارئ الكري أن يقارن بي هذا الكلم وبي ما يشبهه ف الوثنية اليونانية‪.‬‬
‫* هل ييز السلم نصب اليمة على القب وتعليق القناديل؟‪-:‬‬
‫ومن كراماته (أي‪ :‬زين العابدين الناوي)‪ ،‬أنه كان على قبه خيمة‪ ،‬فسقط عليها حائط بانبها‪ ،‬فتقطعت‬
‫اليمة قطعا قطعا‪ ،‬وكان قد علق فيها ثريا من القناديل‪ ،‬فوجدت تت اليمة ل تنكسر‪ ،‬وهذا بالشاهدة(‪.)2‬‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬قول الرسول صلى ال عليه وسلم‪{ :‬لعن ال زائرات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج}‪.‬‬
‫وهكذا نرى أن كرامات الصوفية ما هي إل شيطانيات تنحرف بالسلم لتغرقه ف أعمق أعماق الوثنية‬
‫والهل‪ ،‬وعدم كسر القناديل برهان ملموس على شيطانية الادثة‪.‬‬
‫* النهي عن النكر جرية! وسلم على السلم‪-:‬‬
‫(ريان بن عبد ال العدن)(‪...)3‬قال الناوي‪ :‬من كراماته ما حكاه اليافعي عن بعض الثقات‪ ،‬أن بعض أهل‬
‫عدن رآه يفعل بعض النكرات‪ ،‬فأنكر عليه وقال‪ :‬هذا الذي يدّعي الصلح يقدم على هذا! فاحترق بيته بالنار تلك‬
‫الليلة(‪!!)4‬‬
‫ف وََتْن َهوْنَ عَ ِن الْمُن َكرِ)) [آل‬
‫سؤال‪ :‬ما معن قوله سبحانه‪(( :‬كُْنتُمْ خَْيرَ ُأمّةٍ ُأ ْخرِ َجتْ لِلنّاسِ تَ ْأ ُمرُونَ بِالْ َم ْعرُو ِ‬
‫عمران‪]110:‬؟‬
‫* ومن الولية القمل‪-:‬‬
‫‪...‬وحُكي عن إبراهيم بن أدهم رضي ال تعال عنه أنه قال‪ :‬ما سُررتُ ف إسلمي إل ثلث مرات‪:‬‬
‫‪...‬والثالثة‪ :‬كنت بالشام‪ ،‬وعليّ فرو‪ ،‬فنظرت فيه‪ ،‬فلم أميز بي شعره وبي القمل لكثرته‪ ،‬فسرن ذلك(‪( !)5‬دستور‬
‫من خاطره)‪.‬‬
‫* والبول يطهر الولياء‪-:‬‬
‫وف حكاية أخرى عنه أيضا قال‪ :‬ما سُررت بشيء كسروري يوما كنت جالسا‪ ،‬فجاء إنسان وبال عليّ(‪!)6‬‬
‫(أما الن فدساتي كثية‪ ،‬دستور دستور‪.)...‬‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)2/84( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان (‪.)2/84‬‬
‫‪ )(3‬ين مات قبل (‪700‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(4‬جامع النبهان‪.)2/78( :‬‬
‫‪ )(5‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪ ،)269:‬والرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)70:‬‬
‫‪ )(6‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪ ،)270:‬وتقريب الصول‪( ،‬ص‪ ،)261:‬والرسالة القشيية‪( ،‬ص‪ ،)70:‬وإيقاظ المم‪( ،‬ص‪ ،)345:‬وغيها‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪337‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* ولم ف الزابل مراتع إليها ينون‪-:‬‬
‫يقول عبد ال اليافعي (الغوث) من قصيدة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قصور وفرش بالطراز توشح‬ ‫أحن ارتياحا للمزابل ل إل‬
‫‪ -‬أما أنه ل ين إل القصور والفرش‪ ،‬فل غبار عليه‪ ،‬وأما أن ين إل الزابل (فهذا عليه غبار وعليه زبالة‬
‫أيضا)!‬
‫* افتروا على ال سبحانه فجعلوه يفضل البيض على السود (من مقام التوبة)‪:‬‬
‫‪...‬وكذلك القضية الشهورة للستاذ سيد الطائفة النيد رضي ال تعال عنه ف توبته عن الريد الذي اسود‬
‫جسمه بجرد نظر وحديث نفس صدر منه ف الصلة‪ ،‬فابيض جسمه لا تاب عنه‪ ،‬وكان الريد ف بلد بعيدة‪ ،‬فلما‬
‫قدم على النيد قال له‪ :‬لول أن تبت عنك لبقيت بذلك السواد إل أن تلقى ال(‪.)2‬‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬ما معن قوله سبحانه‪(( :‬وَأَنْ لَْيسَ لِلِنسَانِ إِلّا مَا َسعَى)) [النجم‪ ،]39:‬وقول الرسول ماطبا أهله‪:‬‬
‫{‪ ..‬فإن ل أغن عنكم من ال شيئا}؟ ث من جهة ثانية‪ ،‬نرى من الواضح أن دور شياطي الن ف هذه اللعبة‬
‫واضح‪.‬‬
‫* الصوف‪ ،‬يحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وعنده أم الكتاب‪-:‬‬
‫‪...‬وقد قال بعضهم‪ :‬ل يكون الشيخ شيخا حت يحو خطيئة تلميذه من اللوح الحفوظ! وقال آخر منهم‬
‫منكرا لذا القول الذكور‪ :‬لو كان شيخا ما غفل عن تلميذه حت وقع ف الطيئة(‪!!)3‬‬
‫ج مِنْ أَ ْفوَا ِههِمْ إِ ْن َيقُولُونَ ِإلّا كَذِبًا)) [الكهف‪ .]5:‬وعلى كل حال‪ ،‬يب أن‬
‫خرُ ُ‬
‫الواب‪(( :‬كَُب َرتْ َكلِمَ ًة تَ ْ‬
‫نعرف أنم يعتقدون لثل هذه العتقادات بناءً على رؤى يرونا فعلً؟ وما هي إل ألعيب شياطي الن يضلونم با‪،‬‬
‫والكشف‪.‬‬
‫* يستحيي من ال أن يدخل السجد (من مقام الياء)‪-:‬‬
‫ومن حكايات أهل الياء ما حكي أنه رؤي رجل خارج السجد‪ ،‬فقيل له‪ :‬ل ل تدخل السجد فتصلي؟‬
‫فقال‪ :‬أستحيي منه أن أدخل بيته وقد عصيته(‪!!)4‬‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬أخلق تدمر الدين والخلق! وهذا يفسر سببا من أسباب جهل السلمي بدينهم ودنياهم‪ .‬ومع‬
‫ذلك فلن تعدم من يقول لك‪ :‬هذا للخواص ل للعوام!! فنجيبه‪ :‬يا سلم‪.‬‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)270:‬‬


‫‪ )(2‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪ ،)68:‬وإحياء علوم الدين‪ ،)4/48( :‬وغيها‪.‬‬
‫‪ )(3‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)68:‬‬
‫‪ )(4‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)203:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪338‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* سلّم تسلم‪ ،‬فللشيوخ التصرف التام‪-:‬‬
‫‪...‬ورووا عن بعض الولياء الكبار أنه طلب منه بعض الناس أن يدعو له ال تعال أن يرزقه ولدا ذكرا‪ ،‬فقال‬
‫له‪ :‬إن أحببت ذلك فسلم للفقراء مائة دينار‪ ،‬فسلم إليه ذلك‪ ،‬ث جاء بعد ذلك بدة‪ ،‬وقال له‪ :‬يا سيدي‪ ،‬وعدتن‬
‫بولد ذكر وما وضعت امرأت إل أنثى؛ فقال له الشيخ‪ :‬الدناني الت سلمتها ناقصة؛ قال‪ :‬يا سيدي‪ ،‬ما هي ناقصة إل‬
‫شيئا يسيا‪ ،‬فقال له الشيخ‪ ،‬ونن أيضا ما نقصناك إل شيئا يسيا‪ ،‬فإن أحببت أن نوف لك فَأوْفِ لنا!! فقال‪ :‬نعم يا‬
‫سيدي‪ ،‬ث ذهب وعاد إليه بتوفية ذلك النقصان‪ ،‬فقال له الشيخ‪ :‬اذهب فقد أوفينا لك كما أوفيت لنا؟ فرجع إل‬
‫منله‪ ،‬فوجد الولد غلما بقدرة ال تعال وإكرامه لوليائه عز وجل(‪!!)1‬‬
‫* تنبيه‪ :‬هذه القصة الكافرة‪ ،‬يرويها غوث من أغواثهم وحب من أحبارهم‪ ،‬ف كتاب هو مرجع من‬
‫مراجعهم!!‬
‫* ما هو ذنب الصب الصغي‪-:‬‬
‫وروي مسندا ف كتاب مناقب المام شيخ السلم‪...‬الشيخ عبد القادر (اليلن)‪...‬فأتاه بعد ذلك جع من‬
‫الرافضة بقفتي ميطتي وقالوا له‪ :‬قل لنا ما ف هاتي القفتي؟ فنل من الكرسي الذي يتكلم عليه‪ ،‬ووضع يده على‬
‫إحداها‪ ،‬وقال‪ :‬ف هذه صب مقعد‪ ،‬وأمر بفتحها‪ ،‬ففتحت‪ ،‬فإذا فيها صب مقعد‪ ،‬فأمسك بيده‪ ،‬وقال له‪ :‬قم‪ ،‬فقام‬
‫يعدو بإذن ال تعال‪ ،‬ووضع يده على الخرى‪ ،‬وقال‪ :‬وف هذه صب ل عاهة به‪ ،‬وأمر بفتحها‪ ،‬وإذا فيها صب‪ ،‬فقام‬
‫يشي‪ ،‬فأمسك بناصيته‪ ،‬وقال له‪ :‬اقعد‪ ،‬فأقعد(‪...)2‬‬
‫وإنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬وقد أتى على السلمي مئات السني‪ ،‬وهؤلء القوم ومريدوهم وأشياعهم هم مُثُلهم‬
‫العليا وموجهوهم ف الدين والدنيا‪ ،‬حت وصل السلمون إل ما هم عليه من الهل والفساد‪.‬‬
‫* أمر الشمس بالوقوف فوقفت‪-:‬‬
‫ومن جلة الستفيضات ما اشتهر ف بلد اليمن بي الفقهاء وغيهم‪ ،‬وربا تواتر عن الفقيه إساعيل‬
‫الضرمي‪...‬رضي ال تعال عنه‪ ،‬أنه قال يوما لادمه وهو ف سفر يقول للشمس تقف حت يصل إل منله‪ ،‬وكان ف‬
‫مكان بعيد‪ ،‬وقد قرب غروبا‪ ،‬فقال لا الادم‪ :‬قال لك الفقيه إساعيل (قفي له)‪ ،‬فوقفت حت بلغ مكانه‪ ،‬ث قال‬
‫للخادم‪ :‬ما تطلق ذلك الحبوس؟ فأمرها الادم بالغروب‪ ،‬فغربت وأظلم الليل ف الال(‪.)3‬‬
‫ول تعليق‪ ،‬ول سؤال‪ ،‬ول جواب‪ ،‬ول ملحوظة‪ ،‬ولكن نقول فقط‪ :‬إن كشفهم خانم! إذ لتأخي غياب‬
‫الشمس يب أن يأمر الرض أن تقف‪ ،‬فدوران الرض هو الذي يسبب الليل والنهار‪ ،‬ووقوف الشمس ل يؤخرشيئا‬
‫ول يقدم ف غروبا‪.‬‬
‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)22:‬‬
‫‪ )(2‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)30:‬‬
‫‪ )(3‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)33:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪339‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* الولية تنسخ القرآن والديث والسلم‪-:‬‬
‫قال الفقيه إساعيل الضرمي رضي ال تعال عنه‪ :‬قيل ل‪ :‬يا فقيه إساعيل‪ :‬إنا مشتاقون إليك‪ ،‬فهل أنت‬
‫مشتاق إلينا؟ أو قال‪ :‬فما هذا التخلف؟ فقلت‪ :‬يا رب عوقتن الذنوب‪ .‬فقال‪ :‬قد غفرنا لك ولهل تامة من‬
‫أجلك(‪!!)1‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬هل نُسخت الية‪(( :‬وَأَنْ َلْيسَ لِلِنسَانِ إِلّا مَا َسعَى)) [النجم‪]39:‬؟ وغيها من اليات‬
‫والحاديث العروفة؟! لكن أيها القارئ الكري‪ ،‬لو عرضت هذا الكلم على صوف جليل‪ ،‬لقال لك‪ :‬هذا الكلم له‬
‫تأويل‪ ،‬فنجيبه‪ :‬التأويل تضليل‪ ،‬ومكر‪ ،‬وأحابيل‪.‬‬
‫* ث قاف (يا ناس)!‪-:‬‬
‫قال الشيخ أبو العباس أحد بن أب الي اليمن الشهور بالصياد رضي ال تعال عنه‪ :‬خطر بقلب العتزال عن‬
‫اللق والسكن ببل قاف‪ ،‬فسمعت قائلً يقول‪ :‬يا صياد! أنت لنا أو لنفسك؟ فقلت‪ :‬بل لكم‪ ،‬فقال‪ :‬إن كنت لنا‬
‫فقف هاهنا‪ ،‬ولك أجر رجلي من أهل جبل قاف(‪.)2‬‬
‫‪ -‬يا ناس‪ ،‬دلونا على من يدلنا على هذا القاف‪ ،‬ولكم أجر كل أهل جبل قاف‪.‬‬
‫* نصي الدين الطوسي (رضي ال عنه!!)‪-:‬‬
‫يقول عبد ال اليافعي (قطب الغوث)‪ ،‬والغوث كما تعلمون يتصرف ف الكون‪ ،‬ويعلم ما ف السماوات وما‬
‫ف الرض وما بينهما وما تت الثرى! وطبعا يعلم ذلك بالكشف! يقول‪ :‬وقال المام نصي الدين الطوسي رضي ال‬
‫تعال عنه ف كتابه ف (قواعد العقائد)‪ :‬والفعل الارق الذي يظهر على أحد من غي تد يسمى الكرامة(‪...)3‬إل‪.‬‬
‫‪ -‬وللعلم‪ ،‬نصي الدين الطوسي هذا‪ ،‬هو وزير هولكو‪ ،‬شاركه ف قتل ثلثة مليي مسلم ومسلمة‪ ،‬وهو‬
‫شيعي‪ ،‬فهل الكشف خان الغوث؟ أم أن دمار السلم هو رسالة التصوف؟‬
‫* يعرف النة قصرا قصرا‪ ،‬ورأى الشمس ف العجلة يرها ملكان!‪-:‬‬
‫(أبو العباس أحد بن أب الي الصياد)‪...‬وقال ف وقت‪ :‬وال إن لعرف النة قصرا قصرا‪ ،‬وأعرف النار‬
‫حانوتا حانوتا‪ ،‬وأعرف أصحابا ف الدنيا واحدا واحدا‪ .‬وقال أيضا‪ :‬كشف ل عن الشمس‪ ،‬فرأيت ملكي عظيمي‬
‫يرانا على العجلة ف الفلك‪ ،‬من الشرق إل الغرب‪ ،‬ومن الغرب إل الشرق‪ ،‬قال الراوي‪ :‬فقلت له‪ :‬صف ل‬
‫اللكي‪ .‬فقال‪ :‬ملكان عظيمان لما كذا وكذا من ملب‪ ،‬لو نظر إليهما أهل الرض لاتوا‪.)4(...‬‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)390:‬‬


‫‪ )(2‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)390:‬‬
‫‪ )(3‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)13:‬‬
‫‪ )(4‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)76:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪340‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ل يسعفه كشفه وهو قطب‪ ،‬وكذلك الذي نقل هذه الكرامه‪ ،‬وهو غوث أيضا‪ ،‬وهو عبد ال اليافعي‪،‬‬
‫الذي ل يسعفه كشفه ول غوثيته ليعرف أن الشمس تسي‪ ،‬لكن ليس من الشرق إل الغرب‪ ،‬ول من الغرب إل‬
‫الشرق‪ ،‬وأن الرض هي الت تدور حول نفسها من الغرب إل الشرق‪ ،‬وكذلك كذب عليهما شيطانما عندما قال‬
‫لما‪ :‬إن الشمس ممولة على عجلة‪ ،‬وف فصل لحق سنرى مثل هذا الكشف عند حشاش فطر الكسيك‪ ،‬وأما‬
‫معرفة النة قصرا قصرا والنار حانوتا حانوتا‪ ،‬ومعرفة أصحابا‪ ،‬فنترك مناقشتها لغي الضالي الضلي‪(( ،‬وَمَا َأ ْدرِي مَا‬
‫ُي ْفعَلُ بِي وَل بِ ُكمْ)) [الحقاف‪.]9:‬‬
‫* العري أيضا‪ ،‬ولكن مواساة للفقراء‪-:‬‬
‫وحكي أنه دخل بعضهم على بشر بن الارث رضي ال تعال عنه ف يوم شديد البد‪ ،‬وقد تعرى من الثياب‪،‬‬
‫وهو ينتفض‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا أبا نصر‪ ،‬الناس يزيدون ف مثل هذا اليوم من الثياب‪ ،‬وأنت قد نقصت؟ فقال‪:‬‬
‫ذكرت الفقراء وما هم فيه ول يكن ل ما أواسيهم به‪ ،‬فأردت أن أواسيهم بنفسي(‪!!)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫‪ -1‬ماذا يستفيد الفقراء إن تعرى وانتفض من البد؟ وإن مرض؟ وإن مات؟‬
‫‪ -2‬هل يؤجر على هذا العمل أم يأث؟ وهل العري فضيلة؟ عجيب!‬
‫‪ -3‬إن كان يريد حقا مواساة الفقراء‪ ،‬فلم ل يفتش على عمل ث يدفع أجرته لم؟‬
‫* أعذار أقبح من ذنوب (من مقام الخلص والورع)‪-:‬‬
‫‪...‬ول يزالون يتعاطون ما يؤدي إل إساءة الظن بم وسقوطهم من قلوب اللق ورميهم لم بالعظائم‪ ،‬ل‬
‫يتفلون بدح اللق ول بذمهم استجلبا لكمال الخلص‪ ،‬واستباءً للنفس من شوائب الشرك الفي الذي ل يسلم‬
‫منه إل الواص‪ ،‬ل يبال أحدهم بكونه بي اللق زنديقا إذا كان عند ال صديقا؛ فبعضهم يوهم الناس أنه ل يصلي‬
‫ول يصوم وهو يصلي ويصوم ف الباطن فيما بينه وبي ال تعال‪ ،‬وقد شوهد منهم كثي يصلون ف اللوات ول‬
‫يصلون بي الناس! وبعضهم إذا نام عند الناس يوههم أنه نائم‪ ،‬ويرج إل بعض الزابل يوههم أنه يبول‪ ،‬وليس به‬
‫بول ول نوم‪ ،‬بل يصلي الصبح بوضوء العشاء! وبعضهم يصلي بي الناس‪ ،‬ولكن ل يُرى ف الصلة‪ ،‬بل يتجب عن‬
‫الناس باله‪ ،‬إخفاء للمحاسن كما تقدم! وبعضهم يكشف عورته بي الناس! وبعضهم يشتم الناس باللفاظ القبيحة!‬
‫وبعضهم يعل قصبته بي رجليه ويعدو عليها كأنا فرسه! وبعضهم يشتمل ببعض الرف الدنيئة! وبعضهم جاء بعض‬
‫اللوك يزوره ف عسكره‪ ،‬فاستدعى بطعام وجعل يأكل أكلً بشيعا شنيعا‪ ،‬فانصرف عنه اللك لا رأى ذلك!‬
‫وبعضهم يأخذ شيئا للناس حت ينسبوه إل اللصوصية ويزول عنه شهرة الصلح(‪ !!)2‬اهـ‪.‬‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)231:‬‬


‫‪ )(2‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)303:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪341‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬هذا الكلم يذكره قطب غوث‪ ،‬وما أدراك ما قطب الغوث! فنسأله‪ :‬ل يصوم‪ ،‬أي‪ :‬يأكل أمام الناس‬
‫(وطبعا هذا ف رمضان)‪ ،‬فكيف يأكل أمام الناس‪ ،‬بينما هو يصوم ف الباطن؟؟ هذا كلم ل يصدر إل عن منون أو‬
‫زنديق‪ .‬ث الذين يصلون ف اللوات ول يصلون أمام الناس‪ ،‬فهل نسخت وليتهم فرض صلة الماعة؟! وهل‬
‫التظاهر بالزندقة يوز ف السلم أم هو زندقة بد ذاته؟! والعري العري ث العري‪ ،‬لعله من مستلزمات التصوف؟!‬
‫على كل حال‪ ،‬هذا هو كمال الخلص الذي يدعون إليه‪ ،‬وهذا هو استباء النفس من شوائب الشرك الفي‪ ،‬وهذا‬
‫ما يعلمونه للناس‪ ،‬وهذا هوسبب فساد المة وسبب انيارها‪ ،‬وسبب الهل والذل اللذين ييمان عليها‪.‬‬
‫* رآه وهو ف ظهر أبيه‪-:‬‬
‫‪...‬وروينا عنه (الشيخ أب عبد ال القرشي) قال‪ :‬سألن الشيخ أبو الربيع عن بعض ما كنت أرى؟ فأخفيت‬
‫عنه شيئا‪ .‬فقال‪ :‬أعلي تتستر؟ وال لقد رأيتك ف ظهر أبيك قبل ظهورك(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬وطبعا خانه الكشف‪ ،‬فقد كان موزعا بي أبيه وأمه‪ ،‬حيث نتج من حيوان منوي من هذا‪ ،‬ومن بويضة من‬
‫هذه‪ ،‬وهكذا نرى أن كشفهم ل يظهر منه إل الهل‪.‬‬
‫* كشف‪ ،‬ودعوة إل الهل‪:‬‬
‫يقول أحد الفاروقي السرهندي‪ ،‬مدد اللف الثان‪:‬‬
‫‪...‬ومن علومهم (أي‪ :‬الفلسفة) علم الندسة‪ ،‬وهو ل يغن شيئا‪...‬وعلم الطب وعلم النجوم وعلم تذيب‬
‫الخلق‪...‬وهؤلء الشقياء أخرجوا رقابم عن ربقة التقليد‪ ،‬وصاروا ف صدد الثبات بالدلئل‪ ،‬فضلوا وأضلوا‪ .‬ولا‬
‫وصلت دعوة عيسى على نبينا وعليه الصلة والسلم إل أفلطون‪ ،‬وكان هو أكب هؤلء الذلة‪ ،‬قال‪ :‬نن قوم‬
‫مهديون ل حاجة بنا إل من يهدينا‪ ،‬ما أسفهه وما أشقاه‪ ،‬حيث أدرك شخصا ييي الموات ويبئ الكمه‬
‫والبرص(‪...)2‬‬
‫‪ -‬أترك التعليق للقارئ‪ ،‬ولكن أنبه إل أن أفلطون مات قبل ميلد عيسى بـ(‪ 347‬سنة)‪ ،‬فأين الكشف؟ مع‬
‫العلم أن السرهندي يعترف أن الكشف قد يطئ‪.‬‬
‫* صورة من مقام التواضع‪ ..‬ث من مقام الوف‪-:‬‬
‫كان الشيخ الفقيه عبد الرحن بن سعيد من الفقهاء والعلماء العاملي‪ ،‬بينما هو يشي ف يوم شاتٍ كثي‬
‫الطي‪ ،‬فاستقبله كلب يشي على الطريق الت كان عليها‪ ،‬قال من رآه‪ :‬رأيت الشيخ قد لصق بالائط‪ ،‬وعمل للكلب‬
‫طريقا‪ ،‬ووقف ينتظره ليجوز‪ ،‬فلما قرب منه الكلب‪ ،‬ترك مكانه الذي كان فيه ونزل أسفل‪ ،‬وترك الكلب يشي‬
‫فوقه! قال‪ :‬فلما جاوزه الكلب وصلت إليه فوجدته وعليه كآبة! فقلت له‪ :‬يا سيدي رأيتك الن صنعت شيئا‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)50:‬‬


‫‪ )(2‬النتخبات من الكتوبات‪( ،‬ص‪.)74:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪342‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫استغربته! كيف رميت بنفسك ف الطي وتركت الكلب يشي ف الوضع النقي؛ فقال ل‪ :‬بعد أن عملتُ له طريقا‪،‬‬
‫تفكرت وقلت‪ :‬ترفعت على الكلب وجعلت نفسي أرفع منه‪ ،‬بل هو وال أرفع من وأول بالكرامة‪ ،‬لن عصيت ال‬
‫وأنا كثي الذنوب‪...‬وأنا الن أخاف من ال أل يعفو عن لن رفعت نفسي على من هو خي من(‪...)1‬‬
‫* نسخ لية قرآنية‪:‬‬
‫‪...‬وقيل للواسطي(‪ :)2‬ل ل تسأل ال شيئا؟ فقال‪ :‬أخشى أن يقال‪ :‬إن سألتنا الذي لك عندنا فقد اتمتنا‪ ،‬وإن‬
‫سألتنا ما ليس لك عندنا فقد أسأت الدب معنا‪ ،‬وإن سلمت المر لنا ونظرت بنظرنا أجرينا لك المور على مقتضى‬
‫الوافقة(‪.)3‬‬
‫جبْ لَكُمْ إِنّ الّذِي َن يَسَْتكِْبرُونَ َعنْ ِعبَادَتِي سَيَدْ ُخلُونَ‬
‫السؤال‪ :‬ما معن قوله سبحانه‪(( :‬وَقَا َل رَبّكُ ُم ا ْدعُونِي أَ ْستَ ِ‬
‫َجهَنّ َم دَا ِخرِينَ)) [غافر‪]60:‬؟ وهل نسختها وليتهم؟‬
‫خِلصِيَ َلهُ الدّي َن وََلوْ َك ِرهَ الْكَاِفرُونَ)) [غافر‪]14:‬؟‬
‫‪ -‬وما معن قوله سبحانه‪(( :‬فَا ْدعُوا الّلهَ مُ ْ‬
‫‪ -‬وماذا بقي للقرآن من قيمة ما دام هوس هؤلء الهووسي‪ ،‬يتحكم بآيات ال فيقررها أو ينسخها؟! لكنه‬
‫العلم اللدن فل تعترض‪ .‬ولننتبه إل الية الت تقرر أن الذين يكرهون الدعاء هم الكافرون‪.‬‬
‫* علم لدن‪-:‬‬
‫يقول عبد العزيز الدباغ الغوث‪ ،‬إجابة على سؤال‪:‬‬
‫‪...‬الواب وال الوفق للصواب بنه‪ ،‬أن الثلج ماء عقدته الرياح‪ ،‬وأصله ‪-‬غالبا‪ -‬من ماء البحر الحيط‪ ،‬وماء‬
‫البحر الحيط مصوص بثلث خصال ل توجد ف غيه‪ :‬البودة إل النهاية‪ ،‬لجاورته للرياح وبعده من حر الشمس‪،‬‬
‫ق على أصل خلقه‪ ،‬ل يتزج بشيء من جواهر الرض‪،‬‬ ‫ولذلك ينعقد بأدن سبب‪ ،‬والصفاء إل النهاية‪ ،‬لنه ماء با ٍ‬
‫فإنه بر ممول على القدرة الزلية‪ ،‬وليس هو على الرض ول على شيء‪ ،‬والبعد إل النهاية‪ ،‬فإن السافة الت بيننا‬
‫وبينه ف غاية البعد(‪...)4‬‬
‫‪ -‬نترك التعليق لغي أهل الطريق‪ ،‬مع ملحوظة أن كشفه منبثق من معلوماته الستقاة من ميطه‪.‬‬
‫* علم لدن آخر‪-:‬‬
‫وييب عبد العزيز الدباغ‪ ،‬الغوث‪ ،‬على سؤال عن سبب السف فيقول‪:‬‬
‫‪...‬إن الرض ممولة على الاء‪ ،‬والاء ممول على الريح‪ ،‬والريح ترج من حيز عظيم بي السماء وطرف الاء‪،‬‬

‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)338 ،337:‬‬


‫‪ )(2‬يزيد بن هارون الواسطي‪ ،‬مات سنة (‪286‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)269:‬‬
‫‪ )(4‬البريز‪( ،‬ص‪.)145:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪343‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أعن ماء البحر الحيط‪ ،‬وذلك أنا لو قدرنا رجلً يشي ول ينقطع مشيه‪ ،‬فإنه يبلغ لنقطع الرض‪ ،‬ث يرى البحر‬
‫الحيط‪ ،‬فإذا فرضناه يشي عليه ول ينقطع مشيه‪ ،‬فإنه ل يزال يشي فوق الاء إل أن ينقطع‪ ،‬وعندئذ ل يبقى بينه‬
‫وبي السماء إل الو الذي ترج منه الريح‪ ،‬فيى رياحا ل تكيف ول تطاق‪ ،‬وهي بإذن ال الاملة للماء والرض‪،‬‬
‫والاسكة للسماء‪ ،‬ث هي خدامة دائما ل تسكن لظة‪ ،‬ومرتفعة نو السماء‪ ،‬فإذا أراد ال تعال أن ينل الطر على‬
‫قوم أمر شيئا من تلك الرياح فانعكس إل جهة الرض‪ ،‬وعب على مت البحر الحيط أو غيه‪ ،‬فيحمل ما أراد ال‬
‫تعال من الاء إل الوضع الذي يريده عز وجل‪ ،‬وكم مرة أنظر إل طرف الاء الُوال للجو الذي فيه الرياح‪ ،‬فأرى فيه‬
‫جبا ًل من الثلج ل يعلم قدر عظمها إل ال عز وجل‪ ،‬فإذا رجعت من الغد‪ ،‬وجدت تلك البال نُقلت إل طرف الاء‬
‫الوال لبل قاف‪ ،‬وإذا الرياح النعكسة هي الت حلتها وال تعال أعلم‪ .‬وإذا أراد ال أن يسف بقوم‪ ،‬دخلت الرياح‬
‫ف منافس وتقويرات ف الرض‪ ،‬بينها وبي الاء‪ ،‬فإذا دخلت الريح فيها‪ ،‬وقع ف الرض انلل ينشأ عنه السف‪،‬‬
‫وف آخر الزمان تكثر النافس ف الرض‪ ،‬ويكثر انعكاس الرياح إل جهة الرض‪ ،‬فتكثر السوفات‪ ،‬حت يتل نظام‬
‫الرض‪ ،‬وكل ذلك بفعل ال تعال وإرادته وال أعلم(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أرجو من القارئ الكري أن يعرف أن قائل هذه الذيانات الرافية هو قطب الواصلي الول الكامل الغوث‬
‫الافل‪ ،‬الصوف الباهر‪ ،‬نم العرفان الزاهر‪ ،‬صاحب الشارات العلية‪ ،‬والعبارات السنية‪ ،‬والقائق القدسية‪ ،‬والنوار‬
‫الحمدية‪ ،‬والسرار الربانية‪ ،‬والمم العرشية‪ ،‬مُنشئ معال الطريقة‪...‬ومبدي علوم القائق(‪...)2‬‬
‫كما أرجو من القارئ أن يعرف أن الذي سجل هذه العارف (أو الخارف) الت جرت على لسان نم العرفان‬
‫هذا‪ ،‬هو نم عرفان آخر‪ ،‬وهو الافظ سيدي أحد بن البارك‪ ،‬جعها ف كتابه الشهي (البريز)‪ ،‬وما وُصف به هذا‬
‫البريز قول أحدهم‪:‬‬
‫صاف وهذا منهل البرار‬ ‫دع ما يريبك إن ظفرتَ بنهل‬
‫َللّه ما يوي من السرار‬ ‫ل ما يويه ذا البريز يا‬
‫(‪)3‬‬
‫من كل صنف يانع الزهار‬ ‫جعَ الحاسن فهو جنات أتت‬
‫ومن جلة ما يقول نم العرفان الافظ أحد بن البارك عن نم العرفان سيدي عبد العزيز الدباغ‪... :‬ولو‬
‫سألته رضي ال عنه ورحه عن هذه السئلة (أسئلة ذكرها عن غيبيات) لرجت ف أجوبتها علوم غيبية‪ ،‬فإنه رضي‬
‫ال عنه ل ييب إل عن عيان‪.)4(...‬‬
‫‪ -‬أي‪ :‬إن تلك الذيانات الت ذكرها‪ .‬صادرة عن عيانٍ شاهده عبد العزيز الدباغ بنفسه‪ ،‬وهذا دليل واضح‬

‫‪ )(1‬البريز‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪ )(2‬البريز‪( ،‬ص‪.)2:‬‬
‫‪ )(3‬من أبيات مكتوبة على الغلف الداخلي للكتاب‪.‬‬
‫‪ )(4‬البريز (ص‪.)149:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪344‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫كامل على أن رؤاهم ومشاهداتم ما هي إل أوهام‪ ،‬كانوا يظنونا حقائق‪ ،‬وقد شغلت‪ -‬كعلوم‪ -‬حيزا من قناعاتم‪،‬‬
‫فظهرت ف رؤاهم الكشفية‪ ،‬ولنلحظ قوله‪ :‬إن الرض ممولة على الاء‪...‬وإن هذا الاء بعيد إل النهاية‪ ،‬الذي يُظهر‬
‫ج مِْنهَا مَا َءهَا َو َم ْرعَاهَا))‬
‫ك دَحَاهَا‪ .‬أَ ْخرَ َ‬
‫مدى جهل الكشف وغبائه أيضا! لن الية الكرية تقول‪(( :‬وَا َل ْرضَ َبعْدَ ذَِل َ‬
‫[النازعات‪ ،]31 ،30:‬أي‪ :‬إن ماء الرض خرج من الرض‪ ،‬فيكون ممولً عليها وليس العكس‪ ،‬وكذلك قوله‪ :‬لو‬
‫قدرنا رجلً يشي‪...‬فإنه يبلغ لنقطع الرض‪ ،‬الذي يدل على أن كشفهم (وعرفانم) ل يستطع أن يفهم معن قوله‬
‫ض مَ َددْنَاهَا)) [الجر‪ ،]19:‬أي‪ :‬إن الرجل الاشي‪ ،‬سيبقى يسي‪ ،‬وستبقى الرض‪ ،‬ومعها البحر‬ ‫سبحانه‪(( :‬وَا َل ْر َ‬
‫مدودة أمامه ل تنقطع‪ ،‬لنا كروية‪ ،‬ولكن الكشف جهول؟ ولننتبه أيضا إل قوله‪ :‬وكم مرة أنظرُ إل طرف الاء‬
‫الوال للجو‪ ،...‬الذي يبي بوضوح كامل أن هذه المور شاهدها بنفسه (بالكشف طبعا)‪ ،‬وهذا دليل واضح على‬
‫أن الكشف هو انبثاقات للمعلومات الختزنة ف عقل الكاشف‪ ،‬وبالتال‪ ،‬يدل هذا أيضا على أن الصوفية ليست‬
‫ولية (ول يزنون)‪ ،‬وإنا هي حالة نفسية تشبه ما يدث لتعاطي الخدرات شبها تاما‪ .‬كما يب أن ننتبه إل‬
‫اعتقادهم بواقعية الكشف‪.‬‬
‫* كشف فلكي فيزيائي كيميائي‪-:‬‬
‫(ياقوتة)‪ :‬سألت شيخنا رضي ال عنه عن مل التغيي والستحالة من العال‪ .‬فقال رضي ال عنه‪ :‬مل ذلك ما‬
‫دون فلك القمر!‪...‬فقلت له‪ :‬فهل الستحالة عامة ف كل كثيف ولطيف فيما تت فلك القمر؟ فقال رضي ال عنه‪:‬‬
‫نعم‪ .‬أل ترى النار تستحيل هواء‪ ،‬والواء يستحيل ماء‪ ،‬والاء يستحيل هواء‪ ،‬والواء يستحيل نارا‪ ،‬والنار تتصل‬
‫بالواء وآخرها يتصل بالنور‪ ،‬فأول طرف الواء متصل بالاء وآخره متصل بالنار‪ ،‬وأول الاء متصل بالتراب وآخره‬
‫متصل بالواء‪ ،‬فمن جهة طرفه العلى يتصل با فوقه‪ ،‬ومن طرفه الدن يتصل با دونه ويستحيل؛ فقلت له‪ :‬فما العلة‬
‫ف الستحالة والتغيي؟‬
‫فقال‪ :‬لتُجزى كل نفس با كسبت وتعاقب با جنت(‪.)1‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫يقول‪ :‬إن الستحالة (أي‪ :‬الوادث الكيميائية والفيزيائية) ل تري فوق فلك القمر! أي‪ :‬لو كنا ف الريخ‬
‫مثلً‪ ،‬فأي عملية كيميائية أو فيزيائية ل يكن أن تري هناك!! كما يقرر (بل يقرران) أن ما فوق فلك القمر ل‬
‫يوجد فيه تراب‪ ،‬إن التراب هو الذي نراه تتنا فقط!!‬
‫‪ -‬هذا الكلم يعن أن العارف (بل العارفي) الكامل الحقق ل يستطع أن يعرف أن الستحالة والتغيي تري‬
‫فوق فلك القمر وف النجوم البعيدة‪ ،‬كما تري على الرض‪ ،‬كما أنه ل يعرف (أو ل يعرفا) أن الرض ومعها قمرها‬
‫تدور مع بقية الكواكب السيارة حول الشمس‪ ،‬ول يعرف كذلك أن النجوم شبيهة بالشمس لا توابع أو رفاق‪،‬‬
‫تدور حولا أو معها‪ ،‬وتسري عليها سنن ال الت تسري على الرض‪ ،‬ول يعرف أيضا أن العلة ف الستحالة والتغيي‬
‫‪ )(1‬كتاب الواهر والدرر على هامش البريز‪( ،‬ص‪.)151:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪345‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫جزَى كُلّ َن ْفسٍ بِمَا َكسََبتْ)) [الاثية‪ ،]22:‬وأنه ل علقة بينهما ألبتة‪ ،‬وإنا هي سنن ال ف‬
‫ليست كما قال‪(( :‬وَلُِت ْ‬
‫خلقه‪ ،‬كانت كما أرادها أن تكون‪.‬‬
‫وكل هذا يعن أن الكشف ل يعطه أكثر من العارف الختزنة ف مازن دماغه والت استقاها من العلومات الت‬
‫كانوا يتوهونا‪ ،‬والت جاءت بدورها من مكاشفات أولياء سابقي تراكمت بعضها فوق بعض‪ ،‬وكان القطاب‬
‫الدركون والكباريت المر‪ ،‬يضيف كل واحد منهم إل الركام ما يتجسد له ف كشفه‪ ،‬ما يتوهه من نظريات‬
‫خرافية‪ .‬والدير بالذكر أن مثل هذا تاما يدث مع الذين يتعاطون الخدرات التحشيشية‪ ،‬فهم يرون ف كشوفهم‬
‫العلومات الختزنة ف عقولم‪ ،‬يضاف إليها أمانيهم وطموحاتم‪ .‬وهكذا كل كشوف العارفي‪ ،‬ما عدا الطلسميات‬
‫والعميات والغيبيات الت ل يكن أن يوجد عليها أي دليل‪ ،‬والت ليس لا أي قيمة ف ميزان العلم والعرفة القة‪.‬‬
‫ولتام الفائدة‪ ،‬نفيد القارئ علما أن السائل هو القطب الربان والغوث الصمدان سيدي عبد الوهاب الشعران‪ ،‬وأن‬
‫السئول هو الشيخ الكامل الحقق صاحب الكشوفات الربانية والعارف اللدنية‪ ،‬سيدي علي الواص‪...‬وكان مل‬
‫كشفه اللوح الحفوظ عن الحو والثبات(‪!!)1‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬لو كان كلمهم هذا صحيحا‪ ،‬ولو كانت كشوفاتم ربانية ملها اللوح الحفوظ‪ ،‬لتنهت عن‬
‫الغلط‪ -‬مرد الغلط‪ -‬فكيف با وهي كلها‪ -‬كما نرى‪ -‬هذيان ف هذيان‪ ،‬وجهل ف جهل؛ وبالتال‪ ،‬تكون فناءاتم‬
‫وإشراقات وحدة الوجود فيها هذيانات من هذه الذيانات‪.‬‬
‫* كشف من الغيبيات (للتسلية)‪-:‬‬
‫يقول أحد بن البارك‪:‬‬
‫سعت الشيخ (عبد العزيز الدباغ) رضي ال عنه يقول‪ :‬ف ذات كل ملك خسة رءوس‪ ،‬لكل رأس ييٌ وشالٌ‬
‫وفوقٌ سبعة‪ ،‬فله فوق تسعةُ أفواه‪ ،‬مموع ذلك ثلثة وستون فما ف كل رأس‪ ،‬فإذا ضربت عدد الرءوس المسة ف‬
‫عدد الفواه السابقة‪ ،‬كان الارج ثلثائة فم وخسة عشر فما‪ ،‬والفم يكون فيه ثلثة ألسن‪ ،‬وقد يكون فيه خسة‬
‫ألسن‪ ،‬وقد يكون فيه سبعة ألسن؟ فإذا كان فيه ثلثة‪ ،‬فالارج من ضربا ف عدد الفواه تسعمائة وخسة وأربعون‬
‫لسانا‪ ،‬وإن كان فيه خسة كان الارج ألف لسان وخسمائة لسان وخسة وسبعون لسانا‪ ،‬وإن كانت سبعة كان‬
‫الارج ألفي لسان ومائت لسان وخسة ألسن؛ وإذا تكلم اللَك بكلمة خرج صوته با من هذه اللسن كلها‪،‬‬
‫فسبحان اللِك‪ .‬اللق العظيم(‪...)2‬اهـ‪.‬‬
‫ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬وهكذا نرى أن كشوفهم ما هي إل هذيانات وهلوسات وصور لا‬
‫كانوا يعتقدونه عن الكون‪ ،‬وكلها خرافية‪ ،‬بالضافة إل اللعيب الشيطانية‪.‬‬
‫* ث قاف أيضا‪-:‬‬
‫‪ )(1‬الملة الخية من طبقات الشعران‪.)2/150( :‬‬
‫‪ )(2‬البريز‪( ،‬ص‪.)153:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪346‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬سعنا الشيخ أبا أحد البطايي رضي ال عنه غي مرة يقول‪ :‬دخلت على شيخنا الشيخ عبد القادر رضي ال‬
‫عنه ببيته يوما‪ ،‬فوجدت عنده أربعة ما رأيتهم قبل! فوقفت مكان‪ ،‬فلما قاموا من عنده قال ل الشيخ‪ :‬القهم‬
‫واسألم أن يدعوا لك‪ ،‬فلحقتهم ف صحن الدرسة قبل أن يرجوا‪ ،‬وسألتهم الدعاء‪ ،‬فقال ل أحدهم‪ :‬لك البشرى‪،‬‬
‫أنت خادم رجل يرس ال تعال الرض ببكته‪ ،‬سهلها وجبلها‪ ،‬برها وبرها‪ ،‬وبدعوته تُرحم الليقةُ برها وفاجرها‪،‬‬
‫ونن وسائر الولياء ف حضرة أنفاسه وتت قدميه وف دائرة أمره؟ ث خرجوا من الدرسة فلم أرهم؛ فرجعت إل‬
‫الشيخ متعجبا‪ ،‬فقال ل قبل أن أخبه بشيء‪ :‬يا عبد ال! ل تُعلِمْ أحدا با قالوا لك يا أخي‪ .‬قلت‪ :‬يا سيدي مَن‬
‫هؤلء؟ قال‪ :‬رؤساء رجال جبل قاف‪ ،‬وهم الن ف مواضعهم ببل قاف(‪...)1‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬أين هذا القاف؟! أفيدونا يا رجال الغيب‪ ،‬ويا رجال الشهادة‪ ،‬ولكنهم كانوا يرون هذا فعلً‬
‫بالكشف! فما هو هذا الكشف؟!‬
‫* ماذا بقي لللوهية‪-:‬‬
‫يقول عبد القادر اليلن‪:‬‬
‫أنا من وراء أمور اللق‪ ،‬أنا من وراء عقولم‪ ،‬كل رجال الق إذا وصلوا إل القَدَر أمسكوا إل أنا‪ ،‬وصلت إليه‬
‫وفتح ل منه روزنة‪ ،‬فأولت فيها‪ ،‬ونازعت أقدار الق بالق للحق‪ ،‬فالرجل هو النازع للقدر ل الوافق له(‪.)2‬‬
‫ويقول‪ :‬طوب لن رآن‪ ،‬أو رأى من رآن‪ ،‬أو رأى من رأى من رآن‪ ،‬وأنا حسرة على من ل يرن(‪.)3‬‬
‫الواب هو قوله سبحانه‪(( :‬فَل ُتزَكّوا أَنفُسَكُ ْم ُهوَ َأعْلَمُ بِ َمنِ اّتقَى)) [النجم‪ .]32:‬وقوله‪(( :‬أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِي َن‬
‫ب وَ َكفَى ِبهِ إِثْمًا مُبِينًا))‬
‫سهُمْ َبلِ الّلهُ ُيزَكّي مَنْ يَشَا ُء وَل يُ ْظلَمُونَ فَتِيلًا‪ .‬ان ُظرْ كَيْفَ َي ْفَترُونَ عَلَى الّلهِ الْكَ ِذ َ‬
‫ُيزَكّونَ أَنفُ َ‬
‫[النساء‪ ،]50 ،49:‬وقوله ماطبا رسوله‪َ (( :‬ومَا َأ ْدرِي مَا ُي ْفعَلُ بِي وَل بِكُمْ)) [الحقاف‪ ،]9:‬وقوله‪(( :‬قُلْ إِنّي ل‬
‫ضرّا وَل رَشَدًا‪ .‬قُلْ ِإنّي لَ ْن يُجِيَنِي مِنَ الّلهِ أَ َحدٌ َولَنْ أَجِ َد مِ ْن دُوِنهِ مُ ْلتَحَدًا)) [الن‪ ،]22 ،21 :‬وغيها‬ ‫َأمِْلكُ لَكُ ْم َ‬
‫الكثي‪ ،‬فهل نؤمن بالقرآن أم باليلن؟؟‬
‫* ل يلبس القميص تقربا إل ال تعال (لعله من مقام الحاسبة)‪-:‬‬
‫‪...‬وكان لب سعيد الراز ابنٌ مات قبله‪ ،‬فرآه ف النام‪ ،‬فقال له‪ :‬بُن أوصن‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ل تعامل ال على الب‪...‬فقال‪ :‬زدن‪ .‬فقال‪ :‬ل تعل بينك وبي ال قميصا! قال‪ :‬فما لبس القميص‬
‫ثلثي سنة(‪...)4‬‬

‫‪ )(1‬بجة السرار ومعدن النوار‪( ،‬ص‪.)19:‬‬


‫‪ )(2‬بجة السرار ومعدن النوار‪( ،‬ص‪.)23:‬‬
‫‪ )(3‬بجة السرار ومعدن النوار‪( ،‬ص‪.)23:‬‬
‫‪ )(4‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)180:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪347‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬فما شأن القميص؟! وهل يشكل القميص حاجزا بي النسان وبي ربه؟!‬
‫* الكشف يهل أن الكسي خرافة‪-:‬‬
‫لا مات إسحاق بن أحد‪ ،‬دخل سهل بن عبد ال صومعته‪ ،‬فوجد با سفطا فيه قارورتان ف واحد منهما شيء‬
‫أحر‪ ،‬وف الخرى شيء أبيض‪ ،‬ووجد شوشقة ذهب وشوشقة فضة‪ ،‬قال‪ :‬فرمى بالشوشقتي ف الدجلة وخلط ما ف‬
‫القارورتي بالتراب‪ ،‬وكان على إسحاق دَيْن‪ ،‬قال ابن سال‪ :‬قلت لسهل‪ :‬إيش كان ف القارورتي؟ قال‪ :‬إحداها لو‬
‫طرح منها وزن درهم على مثاقيل من النحاس صار ذهبا! والخرى لو طرح منها مثقال على مثاقيل من الرصاص‬
‫صار فضة! فقلت‪ :‬وإيش عليه لو قُضي منه دينه؟‬
‫فقال‪ :‬أي‪ :‬دوست‪ ،‬خاف على إيانه(‪.)1‬‬
‫‪ -‬دوست‪ :‬كلمة فارسية معناها صاحب‪ .‬ولعل القارئ يعرف أن الشيء الحر والشيء البيض اللذين كانا‬
‫ف القارورتي ها ما يسمونه (الكسي) وهو مض خرافة ل وجود له‪ .‬ولكن كشفهم الذي يقولون عنه إنه عي‬
‫اليقي وحق اليقي ل يسعفهم على معرفة اليقي‪ ،‬وظهر أكثر جهلً منهم‪.‬‬
‫أما إنه أبقى الدّين على نفسه لنه إن قُضي دينه خاف على إيانه!! فهذا منطق ل يفهمه إل الكاشفون‬
‫العارفون‪.‬‬
‫* الشريعة تابعة لقيقتهم‪-:‬‬
‫‪...‬سعت أبا بكر الدقاق يقول‪ :‬كنت مارا ف تيه بن إسرائيل‪ ،‬فخطر ببال أن علم القيقة مباين للشريعة‪،‬‬
‫فهتف ب هاتف من تت شجرة‪ :‬كل حقيقة ل تتبعها الشريعة فهي كفر(‪.)2‬‬
‫‪ -‬إذن! فالشريعة تابعة لقيقتهم! وهذا مثل قول الغزال الذي مر ف مكان سابق‪ ،‬وهو يعن‪ :‬إن العبارة إن ل‬
‫تكن موهةً أن وراءها نصا شرعيا فهي كفر (أي‪ :‬ف نظر أهل الشريعة)‪.‬‬
‫* صيامٌ نى عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪-:‬‬
‫‪...‬سعتُ الفتاحي صاحب سهل بن عبد ال يقول‪ :‬كان سهل يصب عن الطعام سبعي يوما‪ ،‬وكان إذا أكل‬
‫ضعف‪ ،‬وإذا جاع قوي‪ .‬وكان أبو عبيد البسري إذا كان أول شهر رمضان يدخل بيتا ويقول لمرأته‪ :‬طيّن عليّ‬
‫الباب وألقي إلّ كل ليلة من الكوة رغيفا‪ ،‬فإذا كان يوم العيد‪ ،‬فتح الباب‪ ،‬ودخلت امرأته البيت‪ ،‬فإذا بثلثي رغيفا‬
‫ف زاوية البيت‪ ،‬فل أكل ول شرب ول نام ول فاتته ركعة من الصلة(‪..)3‬‬
‫* التعليق‪:‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)164:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)164:‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪ .)165:‬واللمع‪( ،‬ص‪.)217:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪348‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الوصل ف الصيام‪ ،‬وأمر بتعجيل الفطور‪ ،‬وأمر بالسحور‪ ،‬وأمر‬
‫بتأخيه‪ .‬وبذلك يكون هذا (الول) موزورا بعمله هذا ل مأجورا‪ ،‬ولكن حقيقتهم تناقض الشريعة السلمية (على‬
‫طول الط)‪ ،‬وهذا عدا تركه صلة المعة والماعة‪.‬‬
‫* كذب على ال ورسوله‪-:‬‬
‫قال خي النساج‪ :‬قص موسى بن عمران صلوات ال عليه على قوم قصة‪ ،‬فزعق واحد منهم‪ ،‬فانتهره موسى‪،‬‬
‫فأوحى ال تعال إليه‪ :‬يا موسى‪ ،‬بطيـب فاحوا‪ ،‬وبب باحوا‪ ،‬وبوجدي صاحوا‪ ،‬فلِمَ تنكر على عبادي(‪)1‬؟‬
‫‪ -‬الواب‪(( :‬وَمَنْ أَ ْظلَ ُم مِمّنِ ا ْفَترَى عَلَى الّلهِ كَذِبا)) [النعام‪.]21:‬‬
‫والكذب على رسول ال موسى‪ ،‬كالكذب على رسول ال ممد صلى ال عليهما وسلم‪ ،‬ويقول صلى ال‬
‫عليه وسلم‪{ :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار}‪.‬‬
‫* من خشوع الولياء ف الصلة‪-:‬‬
‫‪...‬أحد بن مقاتل العكي يقول‪ :‬كنت مع الشبلي ف مسجدٍ ليلة من شهر رمضان‪ ،‬وهو يصلي خلف إمام له‬
‫وأنا بنبه‪ ،‬فقرأ المام‪(( :‬وَلَئِ ْن شِئْنَا لَنَ ْذ َهبَنّ بِالّذِي َأوْ َحيْنَا ِإلَْيكَ)) [السراء‪ ،]86:‬فزعق زعقة قلت طارت روحه‪،‬‬
‫وهو يرتعد ويقول‪ :‬بثل هذا ياطب الحباب! يردد ذلك كثيا(‪.)2‬‬
‫‪ -‬نقول (متناسي تزكية النفس)‪ :‬لعل من مقام الحسان الزعق ف الصلة؟ فهذه علوم لدنية كشفية يهلها‬
‫الحجوبون‪ .‬وهذا يكشف دور إبليس ف التصوف‪.‬‬
‫* يستبدل القرآن بالغناء! ول تعترض‪-:‬‬
‫سعت الشيخ أبا عبد الرحن السلمي يقول‪ :‬خرجت إل مرو ف حياة شيخي الستاذ أبو سهل الصعلوكي؛‬
‫وكان له قبل خروجي‪ ،‬أيام المعة بالغدوات‪ ،‬ملس دور القرآن والتم؟ فوجدته عند رجوعي قد رفع ذلك‬
‫الجلس‪ ،‬وعقد لب الغفان ف ذلك الوقت ملس القول! فداخلن من ذلك شيء‪ ،‬فكنت أقول ف نفسي‪ :‬قد استبدل‬
‫ملس التم بجلس القول! فقال ل يوما‪ :‬يا أبا عبد الرحن! إيش يقول الناس ف؟ فقلت‪ :‬يقولون‪ :‬رفع ملس القرآن‬
‫ووضع ملس القول! فقال‪ :‬من قال لستاذه (لِمَ) ل يفلح أبدا(‪...)3‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬فهم القارئ كاف‪ ،‬ولكن ينبغي أن نشي إل أن هذه الضللت والتفاهات تدرّس ف مساجد السلمي‪،‬‬
‫وعليها ينشأ كثي من أبناء السلمي! ث يتساءلون عن سبب فساد السلمي!!‬
‫* الصوف إله! يغفر لن يشاء ويعذب من يشاء بيده الي‪-:‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)157:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)155:‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)150:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪349‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬أن شقيقا البلخي وأبا تراب النخشب قدما على أب يزيد (البسطامي)‪ ،‬فقدمت السفرة وشاب يدم أبا‬
‫يزيد؛ فقال له‪ :‬كل معنا يا فت‪ .‬فقال‪ :‬أنا صائم‪ .‬فقال أبو تراب‪ :‬كل ولك أجر صوم شهر! فأب‪ .‬فقال له شقيق‪:‬‬
‫كل ولك أجر صوم سنة!! فأب‪ .‬فقال أبو يزيد‪ :‬دعوا من سقط من عي ال تعال!! فأخذ ذلك الشاب ف السرقة بعد‬
‫سنة فقطعت يده(‪.)1‬‬
‫* التعليق‪ :‬عندما يصل الضلل بأهله إل هذا الستوى‪ ،‬فالسكوت خي من الكلم‪.‬‬
‫* يرفضون أن يكون آخر كلمهم (ل إله إل ال)‪-:‬‬
‫‪...‬عن أب ممد الروي أنه قال‪ :‬مكثت عند الشبلي الليلة الت مات فيها‪ ،‬فكان يقول طول ليله هاذين البيتي‪:‬‬
‫غي متاج إل السرج‬ ‫كل بيت أنت ساكنه‬
‫(‪)2‬‬
‫يوم يأت الناس بالجج‬ ‫وجهك الأمول حجتنا‬
‫وقيل للشبلي عند وفاته‪ :‬قل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أنا ل أقبل الرشا‬ ‫قال سلطان حبه‬
‫(‪)3‬‬
‫ِلمَ بقتلي ترشا؟‬ ‫فسلوه بقه‬
‫وقال بعضهم‪ :‬كنت عند مشاد الدينوري عند وفاته‪ ،‬فقيل له‪ :‬كيف تد العلة؟ فقال‪ :‬سلوا العلة عن كيف‬
‫ت كلي بكلك‪ ،‬هذا جزاء مَنْ يبك(‪)4‬؟‬
‫تدن؟ فقيل‪ :‬قل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬فحول وجهه إل الدار‪ ،‬وقال‪ :‬أفني ُ‬
‫وقيل لب ممد الدبيلي وقد حضرته الوفاة‪ :‬قل‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬فقال‪ :‬هذا شيء قد عرفناه وبه نفن‪ ،‬ث أنشأ‬
‫يقول‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وصد ول يرض بأن أك عبده‬ ‫تسربل ثوب التيه لَمّا هويته‬
‫‪...‬سعت بعض الفقراء يقول‪ :‬لا قربت وفاة أحد بن نصر رحه ال تعال‪ ،‬قال واحد‪ :‬قل‪ :‬أشهد أن ل إله إل‬
‫ال‪ ،‬فنظر إليه وقال‪ :‬ل تترك الرمة (بالفارسية‪ :‬ب حرمت مكن)(‪ .)6‬وحُكي أنه قيل له (لب السي النوري)‪ :‬قل‪:‬‬
‫ل إله إل ال‪ ،‬فقال‪ :‬أليس إليه أعود(‪)7‬؟‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)151:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)137:‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)138:‬‬
‫‪ )(4‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)138:‬‬
‫‪ )(5‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)138:‬‬
‫‪ )(6‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)138:‬‬
‫‪ )(7‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)138:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪350‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وغيهم وغيهم‪ ،‬ول تعليق‪ ،‬ول سؤال‪ ،‬لكن هكذا تقتضي حكمة الشراق‪.‬‬
‫* من أجل نلتي (من مقام التقوى)‪-:‬‬
‫‪...‬ومِثْل أب يزيد‪ ،‬اشترى بمذان حب القرطم‪ ،‬ففضل منه شيء‪ ،‬فلما رجع إل بسطام رأى فيه نلتي‪ ،‬فرجع‬
‫إل هذان فوضع النملتي(‪!!)1‬‬
‫* السئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬هل أعاد النملتي إل نفس قريتهما(‪)2‬؟ طبعا ل‪ .‬وعندما تبتعدان عن قريتهما فل فرق عندها بي بسطام‬
‫وبي هذان‪ ،‬ولكن كشفه ل يفهم ذلك؟‬
‫‪ -2‬عندما ذهب إل هذان ورجع‪ ،‬فكم نلة مرت تت رجله فداسها وقتلها دون أن يشعر؟ كم نلة قتل ف‬
‫سبيل إعادة نلتي؟ فكيف قصر علمه اللدن عن علم هذا المر البدهي‪.‬‬
‫* من مقام الزهد‪-:‬‬
‫‪...‬سعت النيد يقول‪ :‬سعت السري يقول‪ :‬وإن نفسي تطالبن منذ ثلثي سنة أو أربعي سنة أن أغمس‬
‫جزرة ف دبس فما أطعتها(‪!)3‬‬
‫‪ -‬ليس لنا أمام هذا الزهد البارد إل الدسترة‪ :‬دستور دستور دستور‪ ..‬ودساتي كثية‪.‬‬
‫* وأيضا بل عنوان‪-:‬‬
‫‪...‬سعت أبا عبد ال الصوف يقول‪ :‬سعت أبا عبد ال بن خفيف يقول‪ :‬ربا كنت أقرأ ف ابتداء أمري ف‬
‫ركعة واحدة عشرة آلف مرة‪(( :‬قُ ْل ُهوَ الّلهُ أَ َحدٌ)) [الخلص‪ ،]1:‬وربا كنت أقرأ ف ركعة واحدة القرآن كله‪،‬‬
‫وربا كنت أصلي من الغداة إل العصر ألف ركعة(‪!!)4‬‬
‫‪ -‬ول تعليق أيضا‪ ،‬لكن أطلب من القارئ اللبيب أن يقوم بعملية حسابية بسيطة‪ ،‬ومع ذلك فلن نعدم من‬
‫يقول لنا هذه المور من مقامات الواص! فنجيبهم‪ :‬وكذلك الرقص مع النقص والوسيقى والسماع‪.‬‬
‫* فقرة معترضة بل مناقشة ول ملحوظة ول تنبيه‪-:‬‬
‫قال أحد التجان‪ :‬لو بت با علمه ال ل لجع أهل العرفان على قتلي(‪.)5‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)52:‬‬


‫‪ )(2‬القرية هي عش النمل‪.‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)72:‬‬
‫‪ )(4‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)29:‬‬
‫‪ )(5‬كشف الجاب‪( ،‬ص‪.)373:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪351‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* من أجل زبيبة (لعلها من مقام الراقبة أو الحاسبة)‪-:‬‬
‫يقول أبو بكر الكلباذي (تاج السلم)‪:‬‬
‫‪...‬قال أبو عثمان‪ :‬كنت عند أب حفص‪ ،‬وبي يديه زبيب‪ ،‬فأخذت زبيبة ووضعتها ف فمي‪ ،‬فأخذ بلقي‬
‫وقال‪ :‬يا خائن‪ ،‬تأكل زبيبت؟ فقلت‪ :‬لثقت بزهادتك ف الدنيا وعلمي بإيثارك أخذت الزبيبة‪ .‬فقال‪ :‬يا جاهل‪ ،‬تثق‬
‫بقلب ل يلكه صاحبه(‪)1‬؟!‬
‫‪ -‬للعلم‪ :‬هذه القصة الخجلة هي من باب‪( :‬توقي القوم وماهداتم)‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫كان أبو الغيث ل يستند ول ينام على جنبه‪ ،‬وكان يقوم الليل‪ ،‬وإذا غلبته عينه قعد ووضع جبينه على ركبتيه‬
‫فيغفو غفوة(‪.)2‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬وماذا لو نام‪ ،‬وهل ف عدم اضطجاعه فضل؟ أي فضل؟ لقد نام خي البشر ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم والنبياء‪ ،‬وخي البشر من بعدهم صحابة رسول ال‪ ،‬والنوم على النب هو من الفطرة‪ ،‬والسلم دين الفطرة‪،‬‬
‫فمن أين هذا التوقي والجاهدة؟؟ {من رغب عن سنت فليسى من}‪ .‬وطبعا هي حكمة الشراق‪.‬‬
‫* ومن توقيهم البارد‪-:‬‬
‫قالوا‪ :‬إن أبا عمرو الزجاجي أقام بكة سني كثية ل يدث ف الرم‪ ،‬كان يرج من الرم للحدث‪ ،‬ث يعود‬
‫إليه وهو على الطهارة(‪.)3‬‬
‫‪ -‬وماذا لو أحدث ف الرم؟ هل هو يفهم ما كان يهله رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه؟؟‬
‫* خرابات وقمامات ول يكلم الناس‪-:‬‬
‫ويقول أيضا (أبو بكر الكلباذي)‪:‬‬
‫‪...‬سعت فارسا يقول‪ :‬كان أبو عبد ال العروف بشكثل ل يكلم الناس‪ ،‬وكان يأوي إل الرابات ف سواد‬
‫الكوفة‪ ،‬وكان ل يأكل إل الباح والقمامات(‪...)4‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫هل هذا من السلم ف شيء؟؟ لكن ما علينا إل العودة إل الدسترة‪ ..‬دستور! دستور! دستور! ويظهر أن‬
‫هناك علقة باطنية بي التصوف وبي القاذورات‪.‬‬

‫‪ )(1‬التعرف (ص‪.)147:‬‬
‫‪ )(2‬التعرف‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪ )(3‬التعرف‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪ )(4‬التعرف‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪352‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* ودستور آخر (لعله من مقام التقوى)‪-:‬‬
‫‪...‬سعت السي الغازل يقول‪ :‬رأيت عبد ال القشاع ليلةً قائما على شط دجلة وهو يقول‪ :‬يا سيدي أنا‬
‫عطشان‪ ،‬يا سيدي أنا عطشان‪ ،‬حت أصبح‪ ،‬فلما أصبح قال‪ :‬يا ويلت‪ ،‬تبيح ل شيئا وتول بين وبينه‪ ،‬وتظر علي‬
‫شيئا وتلي بين وبينه‪ ،‬فإيش أصنع؟ ورجع ول يشرب منه(‪.)1‬‬
‫جوابنا‪ :‬أل يعلم هذا الاهل أنه ف عمله هذا إن ل يكن آثا فهو على القل غي مأجور؟ أوَل يعلم أيضا‪ ،‬هو‬
‫وطائفته‪ ،‬أن مثل هذا موجود ف دين الندوسية ل ف دين السلم؟ ث ماذا لو شرب؟ وما هي السنة ف عدم شربه؟‬
‫لكن بثل هذه التفاهات وصلت حالة السلمي إل ما نراه الن‪.‬‬
‫* الصراخ والتعري من مستلزمات الصوفية‪-:‬‬
‫‪...‬ث صرخ (عبد القادر اليلن) وقام إليه خلق كثي يتوبون صارخي باكي‪ ،‬إذ جاء عصفور فقعد على‬
‫رأسه‪ ،‬فحن رأسه له‪ ،‬ومكث كذلك وهو على رأسه والناس على درج الكرسي‪ ،‬والصراخ حوله وهو ل يبح حت‬
‫مد يده بعض أصحابه نوه‪ ،‬فطار‪ ،‬ث دعا‪ ،‬وضج الناس بالبكاء والدعاء والتوبة‪ ،‬فنل وخرج على حاله إل جامع‬
‫الرصافة‪ ،‬وتبعه خلق كثي بالبكاء والصراخ والوجد والتعري عن الثياب‪ ،‬ث قال رضي ال عنه‪ :‬هذا آخر الزمان(‪...)2‬‬
‫* اللحوظة‪ :‬هكذا هي التربية الصوفية الت دمرت الجتمع السلمي‪ :‬عري وصراخ وغوغائية‪...‬‬
‫* مشورة الكتاب والسنة غي ملزمة (لعلها للتسلية فقط)‪-:‬‬
‫شرْ‪ ،‬استفتِ‬
‫‪...‬فانظر إل وزيريك‪ ،‬الكتاب والسنة‪ ،‬خذ مشورتما‪ ،‬فإن أفتياك توقف‪ ،‬ل تستعجل‪ ،‬ل تُ ِ‬
‫نفسك وإن أفتاك الفتون‪ ،‬النفس إذا جاهدتا وخالفتها انسكبت مع القلب‪ ،‬صارا شيئا واحدا(‪...)3‬‬
‫‪ -‬للعلم‪ :‬قائل هذا الكلم هو عبد القادر اليلن (وما أدراك‪ )...‬وهو يقرر أن عليك أل تلتزم بالقرآن‬
‫والسنة‪ ،‬وإنا تستشيها فقط‪ ،‬ث تعود إل مشورة قلبك؟ وأرجو من القارئ أن يبحث عن حكم السلم ف هذا‪.‬‬
‫وكان (عبد القادر اليلن) رضي ال عنه يقول‪ :‬أيا امرئ مسلم عب على باب مدرست يفف ال عنه‬
‫العذاب يوم القيامة(‪( ..!)4‬يا سلم ويا بلش)‪.‬‬
‫* دعاء غي ال واستعانة بغيه‪-:‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫يا سلطان العارفي‪ ،‬يا تاج الحققي‪ ،‬يا ساقي الميا‪ ،‬يا جيل الحيا‪ ،‬يا بركة النام‪ ،‬يا مصباح الظلم‪ ،‬يا‬

‫‪ )(1‬التعرف‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪ )(2‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)369:‬‬
‫‪ )(3‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)370:‬‬
‫‪ )(4‬الغنية (ترجة الؤلف)‪( ،‬ص‪.)4:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪353‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫شس بل أفل‪ ،‬يا در بل مثل‪ ،‬يا بدر بل كلف‪ ،‬يا بر بل طرف‪ ،‬يا باز الشهب‪ ،‬يا فارج الكرب‪ ،‬يا غوث العظم‪،‬‬
‫يا واسع اللطف والكرم‪ ،‬يا كن القائق‪ ،‬يا معدن الدقائق‪ ،‬يا واسط السلك والسلوك‪ ،‬يا صابح اللك واللوك‪ ،‬يا‬
‫شس الشموس‪ ،‬يا زهرة النفوس‪ ،‬يا هادي النسيم‪ ،‬يا ميي الرميم‪ ،‬يا عال المم‪ ،‬يا ناموس المم‪ ،‬يا حاجة‬
‫العاشقي‪...‬يا خزانة السرار‪ ،‬يا سيدي جال ال‪ ،‬يا نائب رسول ال‪...‬يا راحم الناس‪ ،‬يا مذهب الباس‪ ،‬يا مفتح‬
‫الكنوز‪ ،‬يا معدن الرموز‪ ،‬يا كعبة الواصلي‪ ،‬يا وسيلة الطالبي‪...‬يا قوي الركان‪ ،‬يا حبيب الرحن‪...‬يا فاتح‬
‫الغلقات‪ ..‬يا حائط الشياء‪ ..‬يا منتهى المل حي يتقطع العمل‪....‬يا ضياء السماوات والرضي‪...‬يا فرجا ف‬
‫الشدائد‪...‬يا غافر الوزار‪...‬يا ذا الحوال العظيمة‪...‬يا كاشف الغمة‪...‬يا مقبول رب النات‪ ،‬يا جليس الرحن‪...‬يا‬
‫شاه يا سر إلي‪...‬يا سيدي يا سندي يا مولي يا قوت يا غوثي يا غياثي يا عون يا راحت يا قاضي حاجت يا فارج‬
‫كربت يا ضيائي يا رجائي يا شقائي‪...‬يا نور السرائر يا صاحب القدرة يا وهاب العظمة‪...‬يا شاهد الكوان بنظرة‪،‬‬
‫يا مبصر العرش بعلمه‪ ،‬يا بالغ الغرب والشرق بطوة‪ ،‬يا قطب اللئكة والنس والن‪ ،‬يا قطب الب والبحر‪ ،‬يا قطب‬
‫الشرق والغرب‪ ،‬يا قطب السماوات والرضي‪ ،‬يا قطب العرش والكرسي واللوح والقلم‪...‬يا من يبلغ لريده عند‬
‫الستعانة ولو كان ف الشرق‪...‬يا صاحب التصرف ف الدنيا وف قبه بإذن ال‪...‬يا غوث العظم‪ ،‬أغثن ف كل‬
‫أحوال‪ ،‬وانصرن ف كل آمال(‪...)1‬‬
‫‪ -‬للعلم‪ :‬هذا الدعاء ليس موجها ل تعال‪ ،‬وإنا هو موجه لعبد القادر اليلن!!‬
‫وهو ورد أساسي من أوراد الطريقة القادرية الت يتعبدون با ويتقربون إل ال؟!‬
‫ستَجِيبُ َلهُ إِلَى َي ْومِ اْلقِيَامَ ِة َوهُ ْم عَ ْن ُدعَاِئهِمْ‬
‫‪ -‬وجوابنا‪(( :‬وَمَنْ َأضَ ّل مِمّنْ يَ ْدعُو مِ ْن دُونِ الّل ِه مَنْ ل يَ ْ‬
‫غَاِفلُونَ)) [الحقاف‪.]5:‬‬
‫* رجال الغيب كما ذكرها ف (الغنية)‪-:‬‬
‫اعلم أن رجال الغيب والرواح القدسة قدّست أرواحهم‪ ،‬ف اليوم السابع والرابع عشر والثان والعشرين‬
‫والتاسع والعشرين متوجهون إل الشرق‪ ،‬واليوم السادس واليوم الادي والعشرين والثامن والعشرين بي الشرق‬
‫والشمال‪ ،‬واليوم الثالث والامس عشر والثالث والعشرين والثلثي منه متوجهون إل طرف الشمال‪ ،‬واليوم الامس‬
‫والثالث عشر والتاسع والسابع والعشرين منه متوجهون إل الغرب‪ ،‬واليوم الثان والعاشر والسابع عشر والامس‬
‫والعشرين منه متوجهون بي الغرب والقبلة‪ ،‬واليوم الثامن والادي عشر والثامن عشر‪ ،‬والسادس والعشرين والرابع‬
‫والعشرين منه متوجهون بي الشرق والقبلة‪ ،‬فيا أخي إذا علمت جهات سيهم وطريقتهم ينبغي أن تلتجئ إل ال‬
‫وإليهم بعد قراءة الوراد‪ ،‬تقول‪ :‬حصلوا مرادي ومقصدي‪ .‬ويسمي لم الطالب مقصودَه ومرادَه(‪...)2‬‬
‫‪ -‬هذا العلم اللدن معرفته شرط من شروط النتسب إل الطريقة القادرية‪ ،‬بل وجيع الطرق دون استثناء‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفيوضات الربانية‪( ،‬ص‪ ،191:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬الفيوضات الربانية‪( ،‬ص‪ ،)199:‬ول أعرف ف أي مكان من كتاب الغنية هي موجودة (الؤلف)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪354‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ونسألم ونسأل غيهم‪ :‬لو فتشنا ودرسنا الديانات الوثنية كلها‪ ،‬فهل ند فيها شركا أكثر من هذا؟ أو تفاهة‬
‫(أنقى) من هذه التفاهة؟‬
‫* علم لدن آخر‪-:‬‬
‫‪...‬وأعلى المكنة‪ ،‬الكان الذي تدور عليه رحى عال الفلك‪ ،‬وهو فلك الشمس‪ ،‬وفيه مقام روحانية إدريس‬
‫عليه السلم‪ ،‬وتته سبعة أفلك‪ ،‬وفوقه سبعة أفلك وهو الامس عشر‪ ،‬فالذي فوقه‪ :‬فلك الحر (أي‪ :‬الريخ)‪ ،‬وفلك‬
‫الشتري‪ ،‬وفلك كيوان (زحل)‪ ،‬وفلك النازل (منازل القمر)‪ ،‬والفلك الطلس فلك البوج‪ ،‬وفلك الكرسي‪ .،‬وفلك‬
‫العرش‪ ،‬والذي دونه‪ :‬فلك الزهرة‪ ،‬وفلك الكاتب‪ ،‬وفلك القمر‪،‬‬
‫وكرة الثي‪ ،‬وكرة الوى (الواء)‪ ،‬وكرة الاء‪ ،‬وكرة التراب‪ ،‬فمن حيث هو قطب الفلك هو رفيع‬
‫الكان(‪...)1‬‬
‫* التعليق‪ :‬هذا العلم اللدن الناتج عن الكشف الذي هو حق اليقي‪ ،‬ظهر وإذا به انبثاق لعلومات اقتنع با‬
‫الكاشف وكانت موجودة ف عصره‪ ،‬مع غيها طبعا‪ ،‬وهذا العلم اللدن والكشف العظيم هو من كشوف الشيخ‬
‫الكب والكبيت الحر ميي الدين بن عرب‪ .‬وكل كشوفهم وعلومهم اللدنية من هذا القبيل!!‬
‫* الكشف يقرر لهوت عيسى‪-:‬‬
‫يقول ابن عرب ف (مناجاة قاب قوسي)‪:‬‬
‫‪...‬فسمعت كلما من‪ ،‬ل داخلً فّ ول خارجا عن‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬
‫نب الفناء بضرة الرحن‬ ‫ل در عصابة سارت بم‬
‫جسما ترابيا بل أركان‬ ‫قرعوا ساء الروح لا آنسوا‬
‫(‪)2‬‬
‫روحا بل نفس ول جثمان‬ ‫فبدا لم لهوت عيسى الجتب‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬فعيسى عليه السلم إله‪ ،‬ول تعترض فهو العلم اللدن‪ .‬وهذا الكلم الذي ل داخلً فيه ول خارجا‬
‫عنه‪ ،‬عندما يسمعه الواصل وهو ف حال استشعار اللوهية هو ما يسميه ابن عرب (الفهوانية)‪.‬‬
‫* الكشف يقرر التثليث‪-:‬‬
‫ويقول ابن عرب أيضا‪:‬‬
‫‪...‬فقام أصل التكوين على التثليث‪ ،‬أي‪ :‬من الثلثة‪...‬فهذا أيضا قد ظهر حكم التثليث ف إياد العان الت‬
‫تقتنص بالدلة؟ فأصل الكون التثليث‪ ،‬ولذا كانت حكمة صال عليه السلم الت أظهر ال ف تأخي أخذ قومه ثلثة‬

‫‪ )(1‬فصوص الكم (كلمة إدريسية)‪( ،‬ص‪.)75:‬‬


‫‪ )(2‬رسائل ابن عرب‪ ،‬كتاب السرا‪( ،‬ص‪.)51:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪355‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أيام وعدا غي مكذوب(‪ )1‬إل‪.‬‬
‫ويشرح عبد الرزاق القاشان (ف شرحه على الفصوص) هذا الكلم‪ ،‬ومن جلة ما يقول‪:‬‬
‫‪...‬أي‪ :‬ث لا كان التثليث سببا لفتح باب النتائج ف التكوين والياد‪ ،‬سرى ذلك التثليث ف جيع مراتب‬
‫الياد حت إياد العان بالدلة‪ ،‬وكما أن التثليث الول مرتب ترتيبا متقنا‪ :‬بكون الذات فيه مقدما‪ ،‬والرادة‬
‫متوسطة بينه وبي القول‪ ،‬ل يكون إل كذلك‪ ،‬فلذلك يكون الدليل مرتبا على نظام مصوص(‪(...)2‬أي‪ :‬على‬
‫التثليث)‪ - .‬النتيجة من هذا الشرح التبيري (العلمكلمي) هي‪ :‬عيسى إله‪ ،‬والكون قائم على التثليث‪ ،‬وبالتال‬
‫يكون دين النصرانية صحيحا والسلم غي صحيح‪..‬‬
‫‪ -‬وهذا الكلم الوارد ف (فصوص الكم) يؤمن به كل الصوفية؛ لنم يؤمنون بأن ابن عرب هو ول الولياء‬
‫وصديق الصديقي ومقرب القربي والشيخ الكب والكبيت الحر‪ .‬وكتابه فصوص الكم هو أعظم مؤلفاته كلها‬
‫قدرا وأعمقها غورا وأبعدها أثرا‪ ،‬وقد شرحه شراح كثيون من أئمة الصوفية وكبائهم‪ ،‬حت صارابن عرب يعرف‬
‫بـ(صاحب الفصوص)‪.‬‬
‫ويقول ابن عرب نفسه عن كتاب الفصوص ما يلي‪:‬‬
‫أما بعد‪ :‬فقد رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف مُبشّرةٍ أُريتها ف العشر الخي من مرم سنة سبع‬
‫وعشرين وستمائة‪ ،‬بحروسة دمشق‪ ،‬وبيده صلى ال عليه وسلم كتاب‪ ،‬فقال ل‪ :‬هذا كتاب فصوص الكم‪ ،‬خذْه‬
‫واخْرج به إل الناس ينتفعون به‪ ،‬فقلت‪ :‬السمع والطاعة‪...‬وجرّدت القصد والمة إل إبراز هذا الكتاب كما حدّه ل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من غي زيادة ول نقصان(‪...)3‬‬
‫* تعليق‪:‬‬
‫على القارئ أل يظن أن ابن عرب كان نصرانيا؛ لنه يؤمن بألوهية السيح وبالتثليث‪ ،‬ل‪ ،‬ل يكن نصرانيا‪،‬‬
‫وإنا كان صوفيا‪ ،‬وإيانه بألوهية السيح وبالتثليث جاء من صوفيته‪ ،‬ولفهم ذلك نقرأ البيات التالية من ديوانه‬
‫(ترجان الشواق)‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫فمرعى لغزلنٍ ودير لرهبان‬ ‫لقد صار قلب قابلً كل صورة‬
‫وألواح توراةٍ ومصحف قرآن‬ ‫ف‬
‫وبيتٌ لوثا ٍن وكعبة طائ ٍ‬
‫كتائبه فالب دين وإيان‬ ‫أدين بدين الب أن توجهت‬
‫ولنلحظ أن ابن عرب كان يقول هذا الكلم عندما احتل الصليبيون القدس للمرة الثانية بعد أن حررها‬

‫‪ )(1‬فصوص الكم‪( ،‬ص‪ ،)117 ،116:‬وشرح القاشان على الفصوص (ص‪.)170 ،169:‬‬
‫‪ )(2‬شرح القاشان‪( ،‬ص‪.)171:‬‬
‫‪ )(3‬فصوص الكم للعفيفي‪( ،‬ص‪ ،)47:‬وشرح القاشان‪( ،‬ص‪.)9:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪356‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫السلمون بقيادة صلح الدين اليوب‪ .‬وبقوا فيها أربعة عشر سنة‪ ،‬وكان السلمون يتنادون من كل حدب وصوب‬
‫داعي للجهاد لتحرير القدس‪ ،‬بينما يقف ابن عرب ليقول‪... :‬ودير لرهبان‪...‬وألواح توراة‪...‬أدين بدين الب‪!!...‬‬
‫أما قصة تناوله كتاب فصوص الكم من الرسول صلى ال عليه وسلم فنترك التعليق عليها‪ ،‬من حيث العقيدة‬
‫ومن حيث الواقع‪ ،‬للقارئ اللبيب‪ .‬بعد تذكيه بالية الكرية‪(( :‬الَْي ْومَ أَكْ َم ْلتُ َلكُ ْم دِينَكُ ْم وََأتْمَ ْمتُ َعلَيْ ُكمْ‬
‫ِنعْمَتِي‪[ ))...‬الائدة‪]3:‬‬
‫* علوم لدنية؟!‬
‫يقول الشيخ الكب والكبيت الحر المام العال الحقق التبحر‪...‬ابن عرب‪:‬‬
‫‪...‬فأقول على مفهوم من اللسان العرب بالساب القمري من تقدي الليل على النهار‪ ،‬أن ليلة الحد سلخ ال‬
‫منها نار الربعاء‪ ،‬فالشأن الذي هو فيه ف ليلة الحد هو ف نار الربعاء! وسلخ من ليلة الثني نار الميس‪،‬‬
‫والشأن كالشأن‪ ،‬وسلخ من ليلة الثلثاء نار المعة‪...‬فالليال منها للتحت والشمال واللف‪ ،‬والنهار منها للفوق‬
‫واليمي والمام‪....‬والكم لول ساعة من الليل ولول ساعة من النهار(‪...)1‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫‪...‬ونبتدئ بيوم الحد تبكا بالسم‪ ،‬فإنه من صفات الق وله الولية وله القلب‪...‬‬
‫‪...‬فاعلم أن ليلة الحد اليلجي(‪ )2‬مركبة من الساعة الول من ليلة الميس والثامنة منها والثالثة من يوم‬
‫الميس والعاشرة منها والامسة من ليلة المعة والثانية عشرة منها والسابعة من يوم المعة والثانية من ليلة السبت‬
‫والتاسعة منها والرابعة من يوم السبت والادية عشرة منها والسادسة من ليلة الحد؟ فهذه ساعات ليله‪.‬‬
‫وأما ساعات ناره من أيام التكوير كما قلنا‪ ،‬فالساعة الول من يوم الحد من أيام التكوير والثامنة منه والثالثة‬
‫من ليلة الثني والعاشرة منه والامسة من يوم الثني والثانية عشرة منه والسابعة من ليلة الثلثاء‪ ،‬والثانية من يوم‬
‫الربعاء‪ ،‬والتاسعة منه‪ ،‬والرابعة من ليلة الربعاء والادية عشرة منها والسادسة من يوم الربعاء‪ ،‬فهذا يوم الحد‬
‫اليلجي الشأن‪ ،‬قد كمل بأربع وعشرين ساعة كلها كنفس واحدة؛ لنا من معدن واحد(‪( )3‬ويتمم أيام السبوع‬
‫حسب هذا الذيان)‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬والسماوات والرض ل تزال‪ ،‬واليام دائمة ل تزال‪ ،‬فمِن مُقعّر تلك الكواكب الثابتة إل الركز‬
‫نازلً‪ ،‬ل تزال اليام دائرة فيها أبدا بالتكوين‪ ،‬كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيها‪ ،‬فالكون والفساد فيها‬
‫دائم مستمر‪ ،‬والتسعة عشر عليها طالعة وغاربة‪ ،‬ومُقعّر هذا الفلك هو سقف النار‪ ،‬نعوذ بال منه‪ ،‬وسطح هذا الفلك‬

‫‪ )(1‬رسائل ابن عرب‪ ،‬كتاب أيام الشأن‪( ،‬ص‪.)10:‬‬


‫‪ )(2‬كلمة اليلجي‪ ،‬من‪(( :‬يُولِ ُج الّلْيلَ فِي الّنهَا ِر َويُولِجُ الّنهَارَ فِي الّلْيلِ)) [الج‪.]61:‬‬
‫‪ )(3‬الرسائل‪ ،‬كتاب الشأن‪( ،‬ص‪ ،11:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪357‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫هو أرض النة‪ ،‬والعرش سقفها‪ ،‬وهو روح هذه اليام(‪...)1‬‬
‫‪ -‬الواب على هذه الذيانات‪ :‬ترل ترل ترل‪...‬ترل ترل ترل‪....‬‬
‫* أمن من لذة اللوهية‪-:‬‬
‫يقول عبد الكري اليلي (الغوث)‪:‬‬
‫منظر التكوين‪ :‬هو مشهد ذات تتلون فيه بعان الساء والصفات‪ ،‬فيغلب عليك ف كل زمان حكم صفة‪...‬‬
‫وف هذا الشهد تد من اللذة اللية ما يسري ف جيع أجزائك‪ ،‬إل أن تكاد ترج روحك من عال التركيب إل‬
‫عال الرواح لشدة اللذة النطبعة فيك‪ ،‬تدها بكم الضرورة مسوسة كما تد لذة الحسوسات‪ ،‬وقد أخذت هذه‬
‫اللذة فقيا عن مسوساته حت غاب عن الكون وما فيه‪ ،‬فلما رجع إل نفسه وجده قد أمن لا سرت فيه اللذة‬
‫الروحانية فعمت الروح والقلب(‪...)2‬‬
‫ول تعليق‪ ،‬لكن سؤال‪ :‬هل عليه الغسل من النابة أم ل؟ مع العلم أن حشاشي الفيون والشيشة يصل لم‬
‫مثل هذا‪.‬‬
‫* أفحم ال بسبع كلمات (تعال ال علوا كبيا)‪-:‬‬
‫‪...‬قيل للفقيه حسن بن أب السرور‪ :‬لو كشفنا للخلق عنك لرجوك! فقال‪ :‬ولو كشفت لم عن رحتك لا‬
‫عبدوك‪ ،‬فقيل‪ :‬يا حسن حسنوه‪ ،‬ل تقول ول نقول(‪!!)3‬‬
‫أما نن فنقول‪:‬‬
‫‪ -‬جاء ف التلمود أن أحد الاخامات بقي يادل ال ثلثة أيام حت أفحمه واعترف له ال بطئه (تعال ال)‪،‬‬
‫ولكن حسن بن أب السرور استطاع أن يفحم ال بسبع كلمات ف ثانيتي!! تعال ال عما يقولون علوا كبيا‪.‬‬
‫‪ -‬وف هذا النص اعتراف من القوم بكفرهم وزندقتهم (لو كشفنا‪ ..‬لرجوك)‪.‬‬
‫* ومن كشوفهم وعلومهم اللدنية‪-:‬‬
‫يقول عبد الكري اليلي الغوث(‪:)4‬‬
‫اعلم أن ال تعال خلق دور فلك ساء الدنيا مسية أحد عشر ألف سنة‪ ،‬وهو أصغر أفلك السماوات دورا‪،‬‬
‫فيقطع القمر دور هذا الفلك ف أربع وعشرين ساعة معتدلة‪ ،‬أعن مستقيمة‪ ،‬فيقطع ف كل ساعة مسية أربعمائة‬
‫وثانية وخسي سنة ومائة وعشرين يوما‪ ،‬وقطر هذا الفلك مسية أربعة آلف سنة وخسمائة عام؛ ث إن للقمر فلكا‬
‫‪ )(1‬الرسائل‪ ،‬كتاب الشأن‪( ،‬ص‪.)16:‬‬
‫‪ )(2‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)22 ،21:‬‬
‫‪ )(3‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)22 ،21:‬‬
‫‪ )(4‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪ .)44:‬وحسن بن أب السرور مات سنة ‪ 770‬تقريبا‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪358‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ف نفس الفلك‪...‬بلف الكواكب السيارة فإن كل كوكب منها يقابل نور الشمس ف جيعها‪ ،‬فمثلها مثل البلورة‬
‫الشفافة‪ ،‬إذا وقع فيها النور سرى ف ظاهرها وباطنها؟ بلف القمر‪ ،‬فإنه كالكرة العدنية الصقولة ل تقبل النور إل‬
‫ف مقابلة الشمس‪......‬والكوكب اسم للجرم الشفاف الني من كل ساء‪...‬‬
‫وأما السماء الثانية‪ ،‬فإنا جوهر شفاف لطيف ولونا أشهب‪ ،‬خلقها ال تعال من القيقة الفكرية‪ ،‬فهي‬
‫للوجود بثابة الفكر للنسان‪ ،‬ولذا كانت ملً لفلك الكاتب وهو عطارد‪ ،‬جعله ال تعال مظهرا لسه‬
‫القدير‪...‬جعل ال دور فلك هذه السماء مسية ثلث عشرة ألف سنة وثلثائة سنة وثلثا وثلثي سنة ومائة‬
‫وعشرين يوما‪ ،‬يقطع كوكبها‪ ،‬وهو عطارد‪ ،‬ف كل ساعة مسية خسمائة سنة وخس وخسي سنة وخس أشهر‬
‫وعشرين يوما‪ ،‬فيقطع جيع فلكه ف مضي أربع وعشرين ساعة معتدلة‪ ،‬ويقطع الفلك الكبي ف مضي سنة كاملة‪...‬‬
‫وأما السماء الثالثة فلونا أصفر‪ ،‬وهي ساء الزهرة‪ ،‬جوهرها شفاف‪...‬خلق ال دور فلك هذه السماء مسية‬
‫خس عشرة ألف سنة وستة وثلثي سنة ومائة وعشرين يوما‪ ،‬يقطع كوكبها‪ ،‬وهو الزهرة‪ ،‬ف كل ساعة مسية‬
‫ستمائة سنة وإحدى وثلثي سنة وثانية عشر يوما وثلث يوم‪ ،‬فيقطع الفلك ف مضي أربعة وعشرين يوما‪ ،‬وملئكة‬
‫هذه السماء تت حكم اللك السمى صورائيل‪...‬ورأيت ملئكة هذه السماء مؤتلفة‪ ،‬لكن على أنواع متلفة‪ ،‬فمنهم‬
‫من وكله ال بالياء إل النائم إما صريا وإما بضرب مثل يعقله العال‪....‬‬
‫وأما السماء الرابعة فهي الوهر الفخر‪ ،‬ذات اللون الزهر‪ ،‬ساء الشمس النور‪ ،‬وهو قطب الفلك‪ ،‬خلق ال‬
‫تعال هذه السماء من النور القلب‪...‬جعل ال هذا الكوكب الشمسي ف هذا الفلك القلب مظهر اللوهية وملس‬
‫لتنوعات أوصافه القدسة النيهة الزكية‪ ،‬والشمس أصل لسائر الخلوقات العنصرية‪ ،‬كما أن السم (ال) اسم لسائر‬
‫الراتب العلية‪...‬ث اعلم أن ال تعال جعل الفلك الشمسي مسية سبع عشرة ألف سنة وتسعا وعشرين سنة وستي‬
‫يوما‪ ،‬فيقطع جيع الفلك ف مضي أربع وعشرين ساعة معتدلة‪ ،‬ويقطع الفلك الكبي ف ثلثائة وخسة وستي يوما‬
‫وربع يوم وثلث دقائق‪(...‬ويضي اليلي هكذا حت يصل إل السماء السابعة) ث يقول‪:‬‬
‫‪...‬الفلك الطلس‪ ،‬هو عرصة سدرة النتهى‪...‬ويسكن سدرة النتهى اللئكة الكروبيون‪ ،‬رأيتهم على هيئات‬
‫متلفة ل يصي عددهم إل ال‪...‬ورأيت منهم مائة ملك مقدمي على هؤلء جيعهم‪ ،‬بأيديهم أعمدة من‬
‫النور‪...‬يرهبون با من دونم من الكروبيي ومن بلغ مرتبتهم من أهل ال تعال‪ ،‬ث رأيت سبعة من جلة الائة متقدمة‬
‫عليهم يسمون قائمة الكروبيي‪ ،‬ورأيت ثلثة مقدمي على هذه السبعة يسمون بأهل الراتب والتمكي‪ ،‬ورأيت‬
‫واحدا مقدما على جيعهم يسمى عبد ال‪ .‬وكل هؤلء عالون من ل يؤمروا بالسجود لدم‪ ،‬ومن فوقهم كاللك‬
‫السمى بالنون واللك السمى بالقلم‪ ،‬وأمثالما أيضا عالون‪ ،‬وبقية ملئكة القرب دونم وتتهم مثل جبيل وميكائيل‬
‫وإسرافيل وعزرائيل وأمثالم‪ ،‬ورأيت ف هذا الفلك من العجائب والغرائب ما ل يسعنا شرحه‪ .‬واعلم أن جلة‬
‫الفلك الت خلقها ال تعال ف هذا العال ثانية عشر فلكا‪ :‬الفلك الول‪ :‬العرش الحيط‪ -‬الفلك الثان‪ :‬الكرسي‪-‬‬
‫الفلك الثالث‪ :‬الطلس‪ ،‬وهو سدرة النتهى‪ -‬الفلك الرابع‪ :‬اليول‪ -‬الفلك الامس‪ :‬الباء‪ -‬الفلك السادس‪ :‬العناصر‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪359‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -‬الفلك السابع‪ :‬الطبائع‪ -‬الفلك الثامن‪ :‬الكوكب وهو فلك زحل ويسمى فلك الفلك‪ -‬الفلك التاسع‪ :‬فلك‬
‫الشتري‪ -‬الفلك العاشر‪ :‬فلك الريخ‪ -‬الفلك الادي عشر‪ :‬فلك الشمس‪ -‬الفلك الثان عشر‪ :‬فلك الزهرة‪ -‬الفلك‬
‫الثالث عشر‪ :‬فلك عطارد‪ -‬الفلك الرابع عشر‪ :‬فلك القمر‪ -‬الفلك الامس عشر‪ :‬فلك الثي‪ ،‬وهو فلك النار‪-‬‬
‫الفلك السادس عشر‪ :‬فلك الواء‪ -‬الفلك السابع عشر‪ :‬فلك الاء‪ -‬الفلك الثامن عشر‪ :‬فلك التراب والبحر الحيط‬
‫الذي فيه (البهموت) وهو حوت يمل الرض على منكبيه‪...‬ث لكل موجود ف العال فلك وسيع يراه الكاشف‬
‫ويسبح فيه ويعلم ما يقتضيه‪...‬‬
‫أما الطبقة الول من الرض‪ :‬فأول ما خلقها ال تعال كانت أشد بياضا من اللب‪ ،‬وأطيب رائحة من السك‪،‬‬
‫فاغبت لا مشى آدم عليه السلم عليها بعد أن عصى ال تعال‪ ،‬وهذه الرض تسمى أرض النفوس‪...‬دور كرة هذه‬
‫الرض مسية ألف عام ومائة عام وستة وستون عاما ومائتا يوم وأربعون يوما‪...‬‬
‫‪...‬ث َسلَك (السكندر) الانب النوب‪ ،‬وهو الظلمات‪ ،‬حت بلغ يأجوح ومأجوج‪ ،‬وهم ف الانب النوب‬
‫من الرض‪...‬ل تطلع الشمس على أرضهم أبدا‪...‬ث سلك الانب الشمال حت بلغ ملً منه ل تغرب الشمس فيه‪،‬‬
‫وهذه الرض بيضاء على ما خلقها ال تعال عليه‪ ،‬هي مسكن رجال الغيب‪ ،‬وملكها الضر عليه السلم‪...‬وهي‬
‫قريبة من أرض بلغار‪ ،‬وبلغار بلدة ف العجم ل تب فيها صلة العشاء أيام الشتاء‪ ،‬لن شفق الفجر يطلع قبل غروب‬
‫شفق الغرب فيها‪...‬وهذه الرض أشرف الراضي وأرفعها قدرا‪...‬لنا مل النبيي والرسلي والولياء الصالي‪،‬‬
‫وأما الطبقة الثانية من الرض‪ ،‬فإن لونا كالزمردة الضراء‪ ،‬تسمى أرض العبادات‪ ،‬يسكنها مؤمنو الن‪...‬ل يزال‬
‫أهلها قاطني فيها حت تغيب الشمس عن أرض الدنيا‪ ،‬فيخرجون إل ظاهر الرض يتعشقون ببن آدم تعشق الديد‬
‫بالغناطيس‪...‬دورة كرة هذه الرض ألفا سنة ومائتا سنة وأربعة أشهر‪.‬‬
‫‪...‬ولقد رأيت جاعة من السادات‪ ،‬أعن طائفة من متصوف هذا الزمان‪ ،‬مقيدين مغلغلي‪ ،‬قد قيدهم جن هذه‬
‫الرض‪...‬‬
‫وأما الطبقة الثالثة من الرض‪ :‬فإن لونا أصفر كالزعفران‪ ،‬تسمى أرض الطبع‪ ،‬يسكنها مشركو الن‪ ،‬ليس‬
‫فيها مؤمن بال‪...‬يتمثلون بي الناس على صفة بن آدم‪ ،‬ل يعرفهم إل أولياء ال تعال‪ ،‬ل يدخلون بلدة فيها رجل من‬
‫أهل التحقيق‪...‬دورة كرة هذه الرض مسية أربعة آلف سنة وأربعمائة سنة وسنتي وثانية أشهر‪...‬‬
‫(وهكذا حت الرض السابعة الت يقول عنها)‪:‬‬
‫‪...‬يسكنها اليات والعقارب وبعض زبانية جهنم‪ ،‬دور كرة هذه الرض مسية سبعي ألف سنة وأربعمائة‬
‫سنة‪...‬وحياتا وعقاربا كأمثال البال وأعناق البخت(‪(...)1‬إل آخر هذا الذيان الاهل وهذه الرافات الساذجة)‪.‬‬
‫* التعليق‪:‬‬

‫‪ )(1‬النسان الكامل‪.)112 -2/97( :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪360‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫نتركه لن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد‪ .‬لكن علينا أن ننتبه جيدا إل أنه رأى كل هذه الذيانات‬
‫بالكشف الذي هو عي اليقي وحق اليقي ونور اليقي!! ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬وإل ال الشتكى‪،‬‬
‫فقد دمروا بكشوفهم الذيانية الجتمعات السلمية‪.‬‬
‫ويقول اليلي أيضا‪:‬‬
‫‪...‬وهذا المر الذي جعله ال لداوُد وسليمان عليهما السلم غي مصور فيهما ول مقصور عليهما‪...‬وإل‬
‫فكل واحد من الفراد والقطاب له التصرف ف جيع الملكة الوجودية‪ ،‬ويعلم كل واحد منهم ما اختلج ف الليل‬
‫والنهار فضلً عن لغة الطيور‪ .‬وقد قال الشبلي رحه ال تعال‪ :‬لو دبت نلة سوداء على صخرة صماء ف ليلة ظلماء‬
‫ول أسعها لقلت إن مدوع أو مكور ب‪ .‬وقال غيه‪ :‬ل أقول‪ :‬ول أشعر با؛ لنه ل يتهيأ لا أن تدب إل بقوت وأنا‬
‫مركها‪ ،‬فكيف أقول‪ :‬ل أشعر با وأنا مركها(‪...)1‬‬
‫سؤالنا‪ :‬إن ل يكن هذا كفرا وشركا وزندقةً فما هو الكفر والشرك والزندقة‪ ،‬أضف إليه كونه تفاهة فكرية‬
‫وغباء‪ ،‬أو مرضا عصبيا من نوع النون‪ ،‬ث مموعة من التصورات الوهية الت كانوا يتصورونا عن الكون‪ ،‬وهي‬
‫مض خرافة‪ ،‬وهكذا كل كشوفهم‪.‬‬
‫* وهذه أوهام مثلها‪-:‬‬
‫يقول ابن سبعي‪:‬‬
‫‪...‬والنار جسم ني‪ ،‬ييل الجسام إل طبيعته‪...‬والواء جسم لطيف شفاف سيال‪...‬والاء جسم سيال حول‬
‫الرض‪...‬وهو التوسط بي الوسط وإل الذي من الوسط‪...‬والرض جسم غليظ ف مركز العال‪ ،‬أو هو الوسط‬
‫ونقطة العال الطاف على الاء والكثافة الطلقة‪...‬والركان الربعة‪ :‬النار والرض والاء والواء‪ ،‬والخلط أربعة‪:‬‬
‫الصفراء والسوداء والبلغم والدم(‪...)2‬‬
‫‪ -‬فأين الكشف؟ مع العلم أن ابن سبعي هو قطب دائرة الورثة‪ ،‬ومظهر آثار النبيي والرسلي!!‬
‫ويقول‪... :‬ونبدأ بكلم القرب‪...‬فنقول‪ :‬فائدة النفس ل تتحصل ول تلصت فيما تقدم على التمام‪...‬ونبي‬
‫أن الي ف علمها والوقوف على كنهها غاية الطلوب والرغوب‪...‬وأن واجب الوجود ل يعلم إل إذا علمت‪ ،‬وأن‬
‫معرفتها شرط ف معرفته(‪ )3‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -1‬عبارة (واجب الوجود) الت جعلوها اسا من أساء ال‪ ،‬ل ترد ف كتاب ول سنة‪.‬‬
‫‪ -2‬عبارة (ل يعلم إل إذا علمت) يكن أن تقرأ بصيغة البناء للمعلوم‪ ،‬فتكون كفرا بينا‪ ،‬كما يكن أن تقرأ‬

‫‪ )(1‬النسان الكامل‪.)1/122( :‬‬


‫‪ )(2‬بد العارف‪( ،‬ص‪.)114:‬‬
‫‪ )(3‬بد العارف‪( ،‬ص‪.)357:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪361‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بصيغة البناء للمجهول‪ ،‬وبشيء من الناقشة يبي كفرها‪ ،‬ومثل ذلك عبارة (معرفتها شرط ف معرفته)‪.‬‬
‫‪ -3‬وهكذا نرى أن كشوفهم الت يصفها الغزال بأنا نور اليقي وعي اليقي وحق اليقي‪ ،‬ما هي إل جهل ف‬
‫جهل ف وهم ف هذيان‪.‬‬
‫* يكذبون القرآن‪-:‬‬
‫يقول البوصيي ف البدة (الشريفة)‪:‬‬
‫لوله ل ترج الدنيا من العدم‬ ‫وكيف تدعو إل الدنيا ضرورة من‬
‫ويقول‪:‬‬
‫ومن علومك علم اللوح والقلم‬ ‫فإن من جودك الدنيا وضرتا‬
‫‪ -‬الشطر الثان من البيت الول‪ ،‬يكن أن يُفهم بأحد شكلي‪ :‬إما أن الدنيا خلقت لجل ممد صلى ال عليه‬
‫ج ّن وَالِنسَ إِلّا ِلَيعْبُدُونِ)) [الذاريات‪ ،]56:‬وبالتال هو كفر‪ .‬وإما أنا‬
‫وسلم وهذا مناقض للية‪َ (( :‬ومَا خََل ْقتُ الْ ِ‬
‫خرجت إل الوجود بأمره صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهذا يوافق معن البيت الثان‪ ،‬وكلها يعن أن ممدا صلى ال عليه‬
‫وسلم هو ال‪ ،‬أو هو التجلي العظم للذات اللية‪ ،‬أو هو الركز الفعال فيها‪ ،‬وطبعا هذا قمة الكفر‪.‬‬
‫* وينسخون القرآن‪-:‬‬
‫من كرامات أحد الرفاعي‪:‬‬
‫أنه ف العام الذي توف فيه رضي ال تعال عنه‪ ،‬حج وزار قبه صلى ال عليه وسلم‪ ،‬الذي هو أفضل من النة‪،‬‬
‫بل من العرش والكرسي! ولا وقف تاه القب الشريف يريد الوداع أنشد‪:‬‬
‫يا أشرف الرسل ما نقول؟‬ ‫إن قيل زرت با رجعتم‬
‫فخرج صوت من القب الشريف سعه كل من حضر ف ذلك الروض العطر‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫واجتمع الفرع والصول‬ ‫قولوا رجعنا بكل خي‬
‫شعْ َر َومَا يَْنَبغِي َلهُ)) [يس‪ ،]69:‬فهل نُسخت الية كرام ًة لحد‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬يقول سبحانه‪َ (( :‬ومَا عَلّ ْمنَاهُ ال ّ‬
‫الرفاعي؟! وهذه الادثة إن ل تكن من أكاذيبهم‪ ،‬فدور إبليس واضح فيها‪ .‬ث قوله (وقولم‪ :‬إن قبه أفضل من النة‬
‫ومن العرش والكرسي)‪ ،‬فنغضّ النظر عما فيه من الكفر الصارخ ومن تأليه ممد صلى ال عليه وسلم ونسألم‪ :‬هل‬
‫عندهم دليل على هذا من قرآن أو سنة صحيحة؟ أم على ال يفترون؟!‬
‫* ويبيع النة (سباقا مع الكنيسة)‪-:‬‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)109 ،104:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪362‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬وأراد (أحد الرفاعي) شراء بستان‪ ،‬فأب صاحبه أن يبيعه إل بقصر ف النة‪ ،‬فارتعد وتغي واصفر‪ ،‬ث قال‪:‬‬
‫قد اشتريت منك بذلك‪ ،‬قال‪ :‬اكتب ل خطك‪ ،‬فكتب‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬هذا ما ابتاع إساعيل من العبد‬
‫أحد الرفاعي‪ ،‬ضامنا على كرم ال له قصرا ف النة‪ ،‬يف به حدود‪ :‬الول لنة عدن‪ ،‬الثان لنة الأوى‪ ،‬الثالث‪:‬‬
‫لنة اللد‪ ،‬الرابع‪ :‬لنة الفردوس‪ ،‬بميع حوره وولدانه وفرشه وأشربته وأناره وأشجاره‪ ،‬عوضا عن بستانه ف‬
‫الدنيا‪ ،‬وال شاهد على ذلك وكفيل؛ فلما مات إساعيل دُفنت معه الورقة‪ ،‬فأصبحوا وإذا مكتوب على قبه‪(( :‬قَدْ‬
‫وَجَدْنَا مَا َوعَدَنَا رَبّنَا َحقّا)) [العراف‪...)1(]44:‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫ل تعليق‪ ،‬لكن إل ال نشكو هذا البلء‪ ،‬الذي أوصل المة إل ما هي عليه من ذل وجهل‪.‬‬
‫* ونُسخت العبادة! ونُسخ القرآن والسنة! ونسخ السلم‪-:‬‬
‫قال الفقيه ممد بن السي البجلي رضي ال عنه‪ :‬رأيت النب صلى ال عليه وسلم ف النام‪ ،‬فقلت‪{ :‬يا رسول‬
‫ل ل كحلب شاة أو كشي بيضة خي لك من أن تعبد ال حت‬ ‫ال! أي العمال أفضل؟ قال‪ :‬وقوفك بي يدي و ّ‬
‫تتقطع إربا إربا!! فقلت له‪ :‬حيا كان أو ميتا؟‬
‫فقال‪ :‬حيا كان أو ميتا}(‪!!)2‬‬
‫ول تعليق‪ ،‬لكن سؤال‪ :‬ماذا بقي من الوثنية؟! ومن الكفر؟! ومن الضلل؟!‬
‫* حياء مدهش‪-:‬‬
‫إبراهيم العزب (أحد خلفاء أحد الرفاعي)‪... :‬وكان حياؤه من ال تعال ف مرتبة أنه ما رفع رأسه إل‬
‫السماء أربعي سنة(‪...)3‬‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬وماذا لو رفع رأسه إل السماء؟ وهل ف عدم رفعه حياء؟ وهل حجب عن ال سبحانه عندما ل‬
‫يرفع رأسه؟ إنم يقولون إن كل شيء هو ال! إذن فسواء رفع رأسه أم ل يرفعه فهو ف جيع الالت واحد‪ .‬وهل‬
‫يعرف ما ل يكن يعرفه رسول ال؟!‬
‫على كل حال‪ :‬هذه صورة من (مقام الياء)‪ ،‬ومثلها بقية مقاماتم‪.‬‬
‫* ل تنهوا عن النكر‪ ،‬فالنهي عن النكر منسوخ‪ ،‬وعلى السلم السلم‪-:‬‬
‫أحد البدوي (أحد القطاب الربعة التدركي)‪... :‬ث حصلت له جعية على الق فاستغرق إل البد‪...‬وأكثر‬
‫أوقاته شاخص ببصره نو السماء وعيناه كالمرتي‪...‬واجتمع به ابن دقيق العيد‪ ،‬فقال له‪ :‬إنك ل تصلي! ما هذا‬
‫‪ )(1‬حاشية العلمة الصاوي‪( ،‬ص‪ ،)144:‬وجامع الكرامات للنبهان‪.)1/492( :‬‬
‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)277:‬‬
‫‪ )(3‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)329:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪363‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫سنن الصالي؟ فقال له‪ :‬اسكت وإل طيتُ دقيقك‪ ،‬ودفعه فإذا هو بزيرة متسع ٍة جدا‪ ،‬فضاق ذرعه حت كاد‬
‫يهلك؛ فرأى الضر‪ ،‬فقال له‪ :‬ل بأس عليك‪ ،‬إن مثل البدوي ل يُعترض عليه‪ ،‬اذهب إل هذه القبة وقف ببابا‪ ،‬فإنه‬
‫سيأتيك العصر ليصلي بالناس‪ ،‬فتعلق بأذياله لعله أن يعفو عنك؟ ففعل‪ ،‬فدفعه‪ ،‬فإذا هو ببابه(‪..)1‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬ل فرضت صلة الماعة؟ وجُعلت علنية؟ هل كان ذلك من أجل أن يصليها القربون خفية عن‬
‫الناس؟ وأين تقع هذه الزيرة الت كان يصلي فيها البدوي؟ ولِمَ؟ وما هو دور القبة ف السلم؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟‬
‫وللعلم‪ :‬ف الديانات الوثنية‪ ،‬يبنون القبة ليضعوا تتها الوثن على أنه إله ف سائه‪.‬‬
‫* فتش عن عنوان‪-:‬‬
‫‪...‬عن يعقوب (أحد تلمذة أحد الرفاعي) قال‪ :‬دخلت على سيدي أحد ف يوم بارد وقد توضأ‪ ،‬ويده‬
‫مدودة‪ ،‬فبقي زمانا ل يرك يده‪ ،‬فتقدمت إل تقبيلها فقال (أي‪ :‬يعقوب)‪ :‬شوشت على هذه الضعيفة! قلت‪ :‬من‬
‫هي؟ قال‪ :‬بعوضة كانت تأكل رزقها من يدي فهربت منك!! قال‪ :‬ورأيته مرة يتكلم ويقول‪ :‬يا مباركة ما علمتُ‬
‫بك‪ ،‬أبْعدُتكِ عن وطنك! فنظرتُ‪ ،‬وإذا جرادة تعلقت بثوبه وهو يعتذر إليها رحة لا(‪!!)2‬‬
‫‪ -‬جوابنا‪ :‬ماذا يكون لو قلد الناس الرفاعي فتركوا جسومهم مرعى للبعوض؟؟ والسئلة كثية وكذلك‬
‫الجوبة (لكنك ستسمع‪ :‬هذا من أعمال الواص ص ص ص ص)‪.‬‬
‫* أيضا بل عنوان (للتفتيش)‪-:‬‬
‫‪...‬وكان (أحد الرفاعي) يبتدئ من لقيه بالسلم‪ ،‬حت النعام والكلب! وكان إذا رأى خنيرا يقول له‪ :‬أنعم‬
‫صباحا؟ فقيل له ف ذلك فقال‪ :‬أعود نفسي الميل(‪.)3‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬هل من الميل أن يسلم على الكلب والنير والنعام؟ وما هو الميل فيها؟ وهل تفهم اليوانات‬
‫عليه؟ إل آخر السئلة‪ ،‬وهل كان الرسول وأصحابه يسلمون على اليوانات‪ ،‬بل الكلب والنازير؟!‬
‫* السمك‪ ،‬وعودة إل قاف! وهس س س س س س ل تعترض‪-:‬‬
‫‪...‬ومن كراماته (أحد الرفاعي) أنه كلما خرج متنها إل الصحراء ترج الساك من بطن بر البصرة‬
‫للتماس بركاته‪ ،‬وتزدحم على أقدامه الشريفة كازدحام البل على موارد الاء(‪...)4‬‬
‫‪...‬ومنها أنه صلى الصبح ف مكة الكرمة‪ ،‬والظهر ف الدينة النورة‪ ،‬والعصر ف بيت القدس‪ ،‬والغرب ف‬

‫‪ )(1‬حاشية الصاوي‪( ،‬ص‪.)146:‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)65:‬‬
‫‪ )(3‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)148:‬‬
‫‪ )(4‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)102:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪364‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بعلبك ف مقام نب ال نوح عليه السلم‪ ،‬والعشاء وراء جبل قاف(‪!)1‬‬
‫* وقافات أيضا؟ قافات‪-:‬‬
‫‪...‬وكان السيد أحد الرفاعي رضي ال عنه مرة يتحدث ف الجلس‪ ،‬فذكر القاف‪ ،‬فقال الشيخ يعقوب له‪:‬‬
‫إيش بعد القاف؟ قال‪ :‬قاف‪ ،‬فأعاد السؤال‪ ،‬فقال‪ :‬قاف! وهو يسأل‪ ،‬وهو يقول‪ :‬قاف! حت عد عشر قافات! فقال‬
‫للشيخ يعقوب‪ ،‬وهو يقول تلك القافات‪ :‬أي يعقوب‪ ،‬أرض بيضاء‪ ،‬ما عُصي ربنا فيها طرفة عي‪ ،‬فيها خلق عظيم ل‬
‫يعلم عددهم إل ال تعال‪ ،‬ما سعوا خلق آدم ول لع َن إبليس! فقال الشيخ يعقوب‪ :‬يقدر أحد يقول ما ل يتحققه‪،‬‬
‫ب عَتِيدٌ)) [ق‪ ]18:‬؛ ث قال السيد أحد الرفاعي رضي ال‬
‫ظ مِنْ َقوْلٍ إِلّا َلدَْيهِ َرقِي ٌ‬
‫قال‪ :‬ل‪ ،‬أي يعقوب‪(( ،‬مَا َي ْلفِ ُ‬
‫تعال عنه‪ :‬إل إذا كنا‪ ،‬ث دعا وقام من الجلس؟ وكان بعض الفقراء يسن الظن ف الشيخ يعقوب ويعتقده‪ ،‬فلما‬
‫رأى كلمه للسيد أحد الرفاعي رضوان ال تعال عليهم أجعي هكذا‪ ،‬ظن وتصور أن السيد أحد الرفاعي ل يتحقق‬
‫هذه الخبار‪ ،‬واعترض عليه‪ ،‬ويقول ف شأنه على الستهزاء أحيانا‪ ،‬فأذن الشيخ يعقوب ف يوم من اليام‪ ،‬وجلس ف‬
‫الول‪ ،‬وجاء السيد أحد الرفاعي رضي ال تعال عنه وجلس ف الحراب‪ ،‬وأدخل رأسه ف قميصه‪ ،‬وفعل الشيخ‬
‫يعقوب مثل ذلك‪ ،‬حت مضى من وقت كثي‪ ،‬وكان الشيخ يعقوب إذا أذن ل يقدر أحد أن يقول له شيئا حت يفرغ‬
‫من الصلة؟ فقام ذلك الفقي العتقد ف شأنه‪ ،‬العترض على السيد أحد الرفاعي رضي ال تعال عنه‪ ،‬ومد يده إل‬
‫الشيخ يعقوب وحركه‪ ،‬فلم يد غي قميصه وعمامته! فتعجب من ذلك وأعلم الفقراء به! فلما كان بعد ساعة‬
‫طويلة‪ ،‬رفع الشيخ يعقوب رأسه وقام‪ ،‬فقال السيد أحد الرفاعي رضي ال تعال عنه للشيخ يعقوب‪ :‬أي يعقوب‪،‬‬
‫تعبت‪ ،‬وتعبك عليّ شديد؟ ث قال الرجل العترض للشيخ يعقوب‪ :‬ما شاهدت؟ فقال له‪ :‬ما خليتمونا من فضولكم‪،‬‬
‫حت أخذنا السيد أحد الرفاعي بذه اللحى البيض‪ ،‬ودار بنا الواضع الت ذكرها بأجعها‪ ،‬حت ل يبقى منها قليل ول‬
‫كثي(‪.)2‬‬
‫‪ -‬أين هذا القاف؟ وتلك القافات؟ وكيف يرج السمك من الاء ليتبك بالسيد‪ ،‬وماذا يصل للسمك بذا‬
‫التبك؟ هل يدخل النة؟ أم ماذا‪...‬؟‪...‬؟‬
‫* سبع مداين؟ ووحي ل ير على ممد صلى ال عليه وسلم‪-:‬‬
‫قال السيد إبراهيم العزب قدس سره‪ :‬كنت نائما ف بعض الليال ف موضع هناك للسيد أحد الرفاعي رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬فأيقظن وقال‪ :‬أي إبراهيم‪ ،‬أل أخبك؟ أظهرن ال سبحانه ف هذه الساعة على سبعة مداين‪ ،‬كل مدينة منها‬
‫بقدر هذه الدنيا سبع مرات‪ ،‬وهي ملوءة من اللق‪ ،‬ليسوا من الن ول من النس‪ ،‬وما فيهم من يذكر ال تعال‪،‬‬
‫وكل ليلة عند غروب الشمس يأمر ال تعال اللئكة‪ ،‬فيأخذون ذنوب أمة ممد صلى ال عليه وسلم وينفضونا على‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)103:‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)192 ،191:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪365‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تلك الدائن السبعة‪ ،‬وكل من أصاب منهم ذنبا فهو من أهل النة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أين هذه الدائن؟ وأهم من ذلك‪ ،‬أن الذنب من أمة ممد صلى ال عليه وسلم ل ذنب عليه ول وزر؛ لن‬
‫اللئكة تأخذ ذنبه وتلقيه على تلك الدائن فيدخلون النة بسببها!! إذن ما على النسان من أمة ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم إل أن يكثر من الذنوب؛ لنا تُرفع عنه مع الساء‪ ،‬ويدخل بسببها ملوقات كثية النة‪ ،‬ث سلم على السلم‬
‫وعلى اليان وعلى الخلق وعلى العاملة وعلى إنسانية النسان‪.‬‬
‫* الفقي إله‪:‬‬
‫قال السيد إبراهيم العزب قدس سره‪ ،‬حضرت ف بعض اليام عند السيد أحد الرفاعي‪...‬قال‪ :‬أي فقراء‪،‬‬
‫الشيخ عثمان السال آبادي قدس سره‪ ،‬يصعد كل يوم عند غروب الشمس إل ديوان الربوبية‪ ،‬وينظر ديوان ذريته‪،‬‬
‫فما يد من سيئة يحها ويكتب عوضها بل معارضة!! قال السيد إبراهيم العزب‪ :‬فأخذتن الغية من ذلك‪ ،‬فالتفت‬
‫إلّ السيد أحد الرفاعي وقال‪ :‬أي إبراهيم‪ ،‬ل يكون الرجل مُمَكّنا ف سائر أحواله حت يُعرض عليه عند غروب‬
‫الشمس جيع أعمال أصحابه وأتباعه وتلمذته بالقرب والبعد‪ ،‬فيمحو منها ما يشاء ويثبت فيها ما يشاء بكرم ال‬
‫ولطفه؛ أي إبراهيم‪ ،‬قل عن هذا العبد الفقي القي البائس السكي‪ ،‬معدن الذل والنكسار (يعن نفسه)‪ :‬ل يكون‬
‫الشيخ شيخا كاملً ف سائر أموره وأحواله وأقواله وأفعاله‪ ،‬ول يصلح له اللوس ف الخدة‪ ،‬حت يضر عند تلميذه‬
‫ف أربع مواضع‪ :‬عند خروج روحه من جسده‪ ،‬وعند مسألة منكر ونكي له‪ ،‬وعند جوازه على الصراط‪ ،‬وعند‬
‫اليزان(‪...)2‬‬
‫‪ -‬نسأل هؤلء الخدوعي‪ :‬ما هو الشرك الذي يزيد عن هذا الشرك؟ ث إن ممدا صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو‬
‫خي البشر‪ ،‬ل يغن عن أحدٍ شيئا‪ ،‬أما هؤلء القوم فقد تاوزوا كل حدود الدين والسلم واليان والعقل‪ ،‬ووصلوا‬
‫إل القدرة اللية‪ ،‬يفعلون ما يشاءون؟! وإنا ل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫* وجعلوا اللئكة معاتيه ومابيل‪-:‬‬
‫(يكذبون على ال وملئكته ورسله! ويناقض كشفهم بعضه) وبلغنا عن أب عبد ال الغرب رضي ال عنه أنه‬
‫قال‪ :‬أهل السماع (أي‪ :‬الغناء والوسيقى) خلقهم ال من نور بائه‪ ،‬وخلق مثلهم سبعي ألف ملك من اللئكة‬
‫القربي‪ ،‬قد أقامهم ال تعال بي العرش والكرسي ف حضرة القدس‪ ،‬لباسهم الصوف الخضر‪ ،‬ووجههم كالقمر ليلة‬
‫تامه‪ ،‬لم شعور كشعور النساء‪ ،‬وهم قيام متواجدون والون منذ خلقهم ال تعال إل أن ينفخ ف الصور‪ ،‬يَسمَعُ‬
‫بكاءهم وأنينَهم وفجعَهم وحنينَهم أه ُل السماوات السبع والرضي‪ ،‬فهم أهل السماء‪ ،‬وينهدلون من العرش إل‬
‫الكرسي‪ ،‬ومن الكرسي إل العرش‪ ،‬شبيه السكارى‪ ،‬لا بم من شدة التوله‪ ،‬إسرافيل قائدهم ومرشدهم‪ ،‬وجبيل عليه‬
‫السلم رئيسهم‪ ،‬وال تعال مليكهم وجليسهم وأنيسهم‪ ،‬وهم إخواننا ف النسب وأصحابنا ف أهل السماء‪ .‬ونقل عن‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)193:‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)193:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪366‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ :‬لا هبط آدم عليه السلم إل الرض بكى ثلثائة سنة‪ ،‬فأوحى ال تعال إليه‪،‬‬
‫يا آدم‪ ،‬مم بكاؤك؟ ومم جزعك؟ فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬لست أبكي شوقا إل جنتك ول خوفا من نارك‪ ،‬وإنا بكائي شوقا‬
‫إل اللئكة الصوفية التواجدين حول العرش‪ ،‬سبعي ألف صف‪ ،‬جرد مرد يرقصون ويتواجدون حول العرش‬
‫يدورون‪ ،‬يد كل واحد منهم بيد صاحبه وهم يقولون‪ :‬جَلّ ا َلِلكُ مِلكُنا‪ ،‬لول الِلكُ هلكنا‪ ،‬مَن مثلُنا وأنت إلنا‪ ،‬ومَن‬
‫مثلُنا وأنت حبيبنا ومستغاثنا ومستفزنا‪ ،‬وذلك دأبم إل يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فأوحى ال تعال إليه‪ :‬يا آدم ارفع رأسك‬
‫وانظر إليهم؟ قال‪ :‬فرفع رأسه إل السماء‪ ،‬فنظر إل اللئكة وهم يرقصون حول العرش‪ ،‬وجبائيل رئيسهم‪ ،‬وميكائيل‬
‫قوالم‪ ،‬فلما رآهم سكن روعه وأنينه وبكاؤه وحنينه(‪...)1‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫ل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬ومن أظلم من افترى على ال الكذب‪..‬؟‬
‫ث إن هذا الكشف يناقض كشف اليلي الار سابقا! فمن هو الكاذب؟‬
‫* ول يبق عندهم لوامر الرسول صلى ال عليه وسلم قيمة ول معن‪-:‬‬
‫‪...‬الشيخ ميي الدين عبد القادر (اليلن) رضي ال عنه كان يقول على الكرسي ببغداد‪ :‬مكثت خسا‬
‫وعشرين سنة متجردا سايا ف براري العراق وخرابه‪ ،‬وأربعي سنة أصلي الصبح بوضوء العشاء‪ ،‬وخس عشرة سنة‬
‫أصلي العشاء ث أستفتح القرآن وأنا واقف على رجل واحدة‪ ،‬ويدي ف وتد مضروب ف حائط خوف النوم‪ ،‬حت‬
‫أنتهي إل آخر القرآن عند السحر؛ وكنت ليلة طالعا ف سلم‪ ،‬فقالت ل نفسي‪ :‬لو نت ساعة ث قمت‪ ،‬فوقفت‬
‫ت على رجْلٍ واحدة واستفتحتُ القرآن حت انتهيت إل آخره وأنا على هذه الالة‪،‬‬
‫موضع خطر ل هذا‪ ،‬وانتصب ُ‬
‫ت من الثلثة أيام إل الربعي يوما ل آكل(‪...)2‬‬
‫وكن ُ‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬ماذا حدث لديث رسول ال صلى ال عليه وسلم‪...{ :‬أما أنا فأقوم وأنام‪ ،‬وأصوم وأفطر‪،‬‬
‫وأتزوج النساء‪ ،‬فمن رغب عن سنت فليس من}‪.‬‬
‫‪ -‬وقد رغب هؤلء القوم عن سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم فماذا يكونون؟‬
‫* النبياء وقوف بي يدي الصوف‪-:‬‬
‫‪...‬ورأى بعض الفقراء الشيخ عبد ال بن أب جرة الدفون بقرافة مصر رضي ال تعال عنه‪ ،‬وهو جالس على‬
‫كرسي‪ ،‬وعليه حلة خضراء‪ ،‬والنبياء كلهم واقفون بي يديه! فأشكل ذلك عليه‪ ،‬فعرضه على بعض العارفي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وقوف النبياء إنا هو أدبٌ مع مَن ألبس اللعة فيكون ذلك من باب التعريف للحكام الشرعية‪ ،‬ل شرعا‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)185:‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)458:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪367‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫جديدا(‪!!)1‬‬
‫السؤال‪ :‬ما هي هنا الحكام الشرعية الت يعرفون با؟؟ ل يوجد إل الزندقة‪ ،‬وهذا هو دأبم ف كل زندقاتم‪،‬‬
‫يعطونا تأويلً هو أقبح من الكفر‪ ،‬ث يقولون لك‪ :‬إنه موافق للشرع‪ ،‬وعليك أن تلغي إيانك وعقلك وتسلم‪.‬‬
‫* الصوف ييب الدعاء‪-:‬‬
‫‪...‬ومن مدايه (ممد وفا بن ممد الرفاعي اللب) فيه (ف أحد الرفاعي) مدحة يتداولا الناس ف الذكار‬
‫بلب وهي‪:‬‬
‫عليك يا ابن الرفاعي‬ ‫كل النام عيالٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ويا ميب الدواعي‬ ‫يا بر كل الزايا‬
‫إذن؟ فأحد الرفاعي ييب الدواعي! ول تعليق‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫* التمسوا مدد الصوف واستمطروا نعمه‪-:‬‬
‫يقول أحد الرفاعي (الغوث)‪-:‬‬
‫ول هوى قبل خلق اللوح والقلم‬ ‫ل هة بعضها تعلو على المم‬
‫والرض ف قبضت والوليا خدمي‬ ‫أنا الرفاعي طبول ف السما ضُربت‬
‫وفوق هاماتم حاز العل علمي‬ ‫كل الشايخ يأتوا باب زاويت‬
‫وكل أهل العُل ما أنكروا همي‬ ‫ول لواءٌ على الكوني منتشر‬
‫(‪)3‬‬
‫وطف بباب وقف مستمطرا نعمي‬ ‫فالأ بأعتاب عزي والتمس مددي‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫أولً‪ :‬يب أن نعلم أن أهل الطريقة الرفاعية كلهم يؤمنون بضمون هذا الشعر‪ ،‬بل وكل الصوفية‪ ،‬وعلماؤهم‬
‫هم الذين يطبعون الكتاب وينشرونه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ننبه إل قوله‪ :‬والرض ف قبضت‪ ،‬فالأ بأعتاب عزي والتمس مددي‪ ،‬وقف مستمطرا نعمي‪ ،‬ننبه إل‬
‫هذا‪ ،‬ونسأل‪ :‬ما هو الفرق بينه وبي ال سبحانه وتعال عما يصفون؟ وماذا بقي من الكفر البي؟ والشرك العظيم؟‬
‫اللهم نشكو إليك هذه الفئة الضالة الضلة‪.‬‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( :‬ص‪.)111:‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( :‬ص‪.)427:‬‬
‫‪ )(3‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)233:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪368‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* ((ِإيّاكَ َنعُْب ُد وَإِيّاكَ نَسَْتعِيُ)) [الفاتة‪ ،]5:‬نُسخت‪-:‬‬
‫‪...‬مَن ضاق حاله لهمة أو لاجة‪ ،‬أو عسر عليه مقصد‪ ،‬أو كان عليه دَين‪ ،‬أو كان ف سجن أو بغى عليه‬
‫ظال‪ ،‬فليتوضأ ويصلي ل ركعتي‪ ،‬ويصلي على النب صلى ال عليه وسلم مائة مرة‪ ،‬ويكون ذلك العمل ف بيتٍ‬
‫خال‪ ،‬ويقرأ الفاتة للنب وآله وأصحابه أجعي‪ ،‬ويتوجه قائما للشرق‪ ،‬لب البصرة‪ ،‬لفلة أم عَبيدة‪ ،‬مل مرقد الغوث‬
‫السين سيدي السيد أحد (الرفاعي) وينادي بالعتقاد والنكسار‪:‬‬
‫‪...‬يا وسيلة الطالبي‪ ،‬يا كعبة الطائفي‪...‬يا غوث اللق‪ ،‬يا باب الق‪...‬‬
‫يا أشجع الفوارس‪...‬يا أبا الدد‪...‬يا مصدر الطلب‪ ،‬يا معجزة الرسول‪ ،‬يا سر ال‪ ،‬يا درة الغيب‪ ،‬يا سيف‬
‫القدرة‪ ،‬يا نائب النب الليل‪ ،‬يا خليفة إبراهيم الليل‪...‬يا مظهر الضرتي‪ ،‬يا طويل الناحي‪...‬يا أبا العلمي‪ ،‬يا‬
‫شيخ الكل ف مسند الكلية‪...‬يا صاحب النوبة الول‪ ،‬يا صاحب الصوت العلى‪...‬يا صاحب الوكب الرعب‪ ،‬يا‬
‫مبد النار‪...‬يا مبدل السموم‪ ،‬يا معن عناية الي القيوم‪...‬يا باب ال الفتوح‪ ،‬يا بدل البدال‪ ،‬يا سيد الرجال‪ ،‬يا‬
‫نيب الناب‪...‬يا موصل كل أعرج‪...‬يا قطب القطاب التصرفي‪ ،‬يا مظهر سر حضرة القدس ف كل مكان‬
‫وزمان‪ ،‬يا صاحب اليات الباهرة‪...‬يا كن العنايات‪ ،‬يا صاحب التصرف ف الياة والمات‪ ،‬يا إشارة الكاف‪...‬يا‬
‫متكلما بلسان ال‪...‬يا قطب الفرد‪ ،‬يا قطب العظم‪ ،‬يا قطب الغوث‪ ،‬يا غوث الكب‪ ،‬يا بر ال الكبي‪ ،‬يا صاحب‬
‫السرير‪...‬يا ترجان الضرة الحمدية‪...‬يا أمي سر أهل العبا‪ ،‬يا جليل الضرة‪...‬يا وجه الرشد الينس‪ ،‬هتك‬
‫حاضرة‪ ،‬وعنايتك باهرة‪ ،‬وأسرارك ظاهرة بق جدك الصطفى وبرمة أبيك علي الرتضى وبكرامة والدتك فاطمة‬
‫الزهرا‪ ،‬أغثن‪ ،‬وتوجه لدك خي النام‪ ،‬وقوموا بقضاء حاجت‪...‬أدركن يا أحد الولياء‪ ،‬رضي ال عنك‪ ،‬أغثن(‪.)1‬‬
‫‪ -‬يذكرنا هذا الدعاء بالدعاء القدم إل عبد القادر اليلن‪ ،‬وهذا الدعاء مثل ذاك مستعملن حاليا ف الطريقتي‬
‫الرفاعية والقادرية‪ ،‬وكل طريقة لا دعاؤها الشابه‪ .‬والشرك فيهما أوضح من الوضوح‪ ،‬وإل ال الشتكى‪ ،‬ونسأله‬
‫سبحانه أن يفتح بصائر السلمي ويوقظ عقولم لعلهم يستطيعون تقليص خطر هذا الطاعون الفتاك‪.‬‬
‫* شفقة صوفية‪-:‬‬
‫‪...‬وكان (أحد الرفاعي) إذا رأى رضي ال تعال عنه فقيا يقتل قملة أو بعوضة‪ ،‬يقول له‪ :‬ل واخذاك ال‪،‬‬
‫أَسَكَن غضبك منها؟ وذَ َكرَ سيدي عبد الوهاب الشعران ف مننه أن السيد أحد الرفاعي رضي ال تعال عنه كان‬
‫يدور وراء الكلب الدودين ليداويهم فربا هرب منه الكلب‪ ،‬فيمشي وراءه ويتعطف باطره ويقول‪ :‬أي مبارك‪ ،‬إنا‬
‫أريد مداواتك(‪..)2‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬لِمَ يعطف على القمل الذي على الفقراء‪ ،‬ول يعطف على الدود الذي على الكلب؟ هل لن‬
‫القمل أفضل من الدود؟ أم لن الكلب أفضل من الفقراء؟‬

‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪ ،237:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)63:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪369‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وطبعا نعلم الن أن كلمة (فقي) تعن عند القوم (الصوف)‪.‬‬
‫* كشف؟‪-:‬‬
‫يقول ممد مهدي الرواس‪:‬‬
‫‪...‬وتصدر على منصة البوز من بطون الغياب سيدي المام الجة الهدي (النتظر) عليه الرضوان والسلم‪،‬‬
‫سلَي يا َبلّمعَيْن يا مَْن َع ْلهَيْ يا ما نقول يا تعليمليا يا َفوَْأَيسْ‬
‫فرَجَفت فرائصي لرؤيته‪...‬ث قال من لسان الال‪( :‬يا مُلّ ْ‬
‫وا َجفْر) كلمات فهمت منهن كل القصود وحدت ال وشكرته(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫الواب‪ :‬طوط عرفوط بلعوط وِزكِز قاق؛ لن جواب الكشف من جنس الكشف‪ ،‬ول يفهمه إل أهل‬
‫الكشف‪.‬‬
‫* وجوب استعمال العبارة اللغزة الت تقبل التأويل‪-:‬‬
‫يقول الرواس‪:‬‬
‫وبويعت ف الضرة على التباعد عن أناس ابتُلوا بالنتقاد والعتراض على أولياء ال تعال‪ ،‬وذلك فيما يقبل‬
‫التأويل(‪...)2‬‬
‫‪ -‬نسأل‪ :‬وأي شيء ل يقبل التأويل؟! إن باستطاعة الصوف الشاطر أن يؤول قول عارفهم عندما يقول عن‬
‫نفسه‪( :‬أنا ال) بأنه يعن با جبل صني ف لبنان الطل على رابغ ف طريق مكة! وكل ما مر معنا من زندقات وكفر‬
‫يؤولونه ويعلونه ولية عظمى وصديقية كبى! ولعل القارئ الكري انتبه إل أن عبارة (فيما يقبل التأويل) إنا هي‬
‫توجيه للصوف أن تكون عباراته قابلة للتأويل ليمكن خداع أهل الشريعة والتمويه عليهم بذلك!‬
‫* الكشف كذب وجهل‪-:‬‬
‫يقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫ل يقول‪:‬‬
‫‪...‬وكذلك قضية ابن الوزي‪ ،‬كان يقرأ ببغداد اثن عشر علما‪ ،‬فخرج يوما لبعض شئونه‪ ،‬فسمع قائ ً‬
‫فواصلْ شُرب ليلك بالنهار‬ ‫إذا العشرون من شعبان ولت‬
‫فقد ضاق الزمان على الصغار‬ ‫ول تشرب بأقداحٍ صغارٍ‬
‫فخرج هائما على وجهه إل مكة‪ ،‬فلم يزل يعبد ال با حت مات رحه ال(‪.)3‬‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬هذا ل يدث وابن الوزي توف ف بغداد وف بيته ف حي (قطفتا) ف الانب الشرقي من بغداد‬

‫‪ )(1‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)319:‬‬


‫‪ )(2‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)287:‬‬
‫‪ )(3‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)262:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪370‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫عام ‪ 597‬هـ‪ .‬ولكن الكشف قادر على كل جهل وكذب وتزوير‪.‬‬
‫* يكذبون على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪-:‬‬
‫يقول ابن عجيبة وشهاب الدين السهروردي البغدادي قبله‪ ،‬وغيها‪:‬‬
‫‪...‬وعن أنس‪{ :‬كنا عند النب صلى ال عليه وسلم‪ ،‬إذ نزل عليه جبيل فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬فقراء أمتك‬
‫يدخلون النة قبل الغنياء بمسمائة عام‪ ،‬وهو نصف يوم‪ ،‬ففرح‪ ،‬فقال‪ :‬أفيكم من ينشدنا؟ فقال بدْري‪ :‬نعم يا‬
‫رسول ال‪ ،‬فقال‪ :‬هات‪ ،‬فأنشد البدري يقول‪:‬‬
‫فل طبيب لا ول راقي‬ ‫قد لسعت حية الوى كبدي‬
‫فعنده رقيت وترياقي‬ ‫إل البيب الذي شُغلتُ به‬
‫فتواجد عليه السلم‪ ،‬وتواجد أصحابه معه‪ ،‬حت سقط رداؤه عن منكبيه‪ ،‬فلما فرغوا آوى كل واحد إل‬
‫مكانه‪ ،‬فقال معاوية‪ :‬ما أحسن لعبكم يا رسول ال! فقال‪ :‬مهْ مهْ يا معاوية‪ ،‬ليس بكري من ل يهتز عند ذكر‬
‫البيب! ث اقتسم رداءه مَن حضرهم بأربعمائة قطعة}(‪...)1‬‬
‫‪ -‬الواب هو حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬مَن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار}‪ ،‬ث‬
‫يدعون الولية‪ ،‬وادعاؤهم نفسه إث مبي! وقد مرت حقب طويلة كانت فيها أكاذيبهم وخرافياتم وضللياتم‬
‫وغبائياتم هي ثقافة الجتمعات السلمية‪ ،‬حت أوصلوا المة السلمية إل ما هي عليه‪.‬‬
‫* ومن العلم اللدن (رسالة إل الغوث أحد التجان)‪-:‬‬
‫ل ورحة ومددا إلينا‪ ،‬أن يتفضل علينا سيدنا‬‫‪...‬أما بعد‪ ،‬فالطلوب من كمال فضل سيدنا الذي أسدى ال فض ً‬
‫با وعدنا بط يديه الكريتي إلينا‪ ،‬كما هو معهود من فضل سيدنا من غي استحقاقٍ منا‪ ،‬بل مض فضل وإكرام‬
‫وامتنان علينا من سورة (‪...‬مموعة [طلسم] مطوطة باليد‪ )...‬با لا من السرار والعلوم والوقت‪ ،‬وما لا من‬
‫اللزوم‪ ،‬ودفع عوارضها من الشرور والموم‪ ،‬وإعطاء ما لديها من السرار والعلوم‪ ،‬وأن يدي عليها بوْل ال على‬
‫عدد الدهر والعموم‪ ،‬وكذلك (‪...‬مموعة [طلسم] بط اليد‪ )...‬الكتاب أيضا على ما يليق بالال ويزيل‬
‫الشكال(‪ ..)2‬إل‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬با أن جواب الكشف يكون من جنس الكشف‪ ،‬فقد خانن الكشف عن الواب على هذا الراء‪.‬‬
‫* ومن نفس الرسالة الرفوعة إل الغوث أحد التجان‪-:‬‬
‫‪...‬وإن ظهر لسيدنا أمر آخر‪ ،‬فهو أدرى بالنا‪ ،‬ول نستحق شيئا على سيدنا‪ ،‬إنا ذلك فضلٌ منه علينا؛‬

‫‪ )(1‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪ ،)275:‬وعوارف العارف ف هامش الحياء‪ ،)2/254( :‬وغيها‪.‬‬


‫‪ )(2‬كشف الجاب‪( ،‬ص‪.)85 ،84:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪371‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وأطلبُ منك سيدي الضمان الذي ضمنت ل بط يديك من مقام مولنا المام الشيخ الكب أب عبد ال سيدي‬
‫ممد بن العرب الاتي‪...‬‬
‫‪...‬وأطلب منك سيدي أيضا أن يدفع ال عن جيع العوارض الت تقطعن عن جيع اليات‪...‬وأما تنوير‬
‫باطن واستقامته‪ ،‬وإظهار فضلك ومددك عليّ وحصول اليات لديّ ظاهرا وباطنا‪ ،‬فل أَقبل فيه عذرا من سيدي‬
‫من الن إل حصول القام‪ ،‬وبعد حصول القام ما ل عي رأت ول أذن سعت‪...‬وأن أكون مأمونا من السلب (أي‪:‬‬
‫من سلب الولية) إل دخول منل ف النة(‪ )1‬إل‪.‬‬
‫‪ -‬على القارئ أن يعرف أن هذا الدعاء موجه إل أحد التجان الغوث من خليفته الكب سيدي الاج علي‬
‫حرازم برادة! وأن هذا الدعاء ليس موجها إل ال جل وعل!‬
‫وإل ال نشكو هذا السرطان البيث الذي يدمر المة السلمية بدوء وإصرار‪.‬‬
‫* وما ييب به الغوث أحد التجان على هذا الشرك قوله‪... :‬وأما ما طلبتَ من الضمان ف العرفة بال‪ ،‬من‬
‫كونا صافيةً من اللبس‪ ،‬مزوجةً حقيقتُها بالشريعة‪ ،‬فإن أمرها ل يكون إل كذلك ل غي‪...‬وأنا لك ضامن أن ل‬
‫تُسلب ما دمتَ ف مبتنا‪ ،‬وكل ما دونه‪ ،‬من دخول النة بل حساب‪ ،‬إل ما وراءه وما قبله‪ ،‬وسامتك فيما ل تعمله‬
‫ما مُقتضاه سوء الدب؟ وأما السورة فتداومها ‪ 11000‬مرة كل يوم أو كل ليلة‪ ،‬متليا وحدك وقت ذكرها فقط‪،‬‬
‫وبدؤها أن تقرأ الفاتة مرة‪ ،‬وصلة الفاتح لا أُغلِق مرة‪ ،‬وتدي ثوابا لهل الّنوْبة ف ذلك اليوم من الولياء الحياء‪،‬‬
‫ل وتنادي‪ :‬ح دستوريا أهل الّنوْبة‪ ،‬جبهت تت نعالكم ح‪ .‬ث تقرأ الفاتة مرة وتدي ثوابا‬ ‫ث تقوم وتقف مستقب ً‬
‫لروح الشيخ عبد القادر والشيخ أحد الرفاعي وجيع الولياء الغائبي والاضرين‪ ،‬ث تقرأ الفاتة مرة وتدي ثوابا‬
‫لروح سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ث تسأل الدد(‪...)2‬‬
‫‪ -‬أرجو أن يعلم القارئ أن هذا الشرك والزندقة صادران من قطب غوث إل خليفته‪ ،‬وهو غوث أيضا‪...‬ث‬
‫يتساءل التسائلون‪ :‬ما هو سبب فساد السلمي؟!‬
‫* يضر بعد موته لقراءة الوظيفة‪-:‬‬
‫‪(...‬سيدي عيسى بن خراز) حدثه أنه رأى صاحب سيدنا رضي ال عنه سيدي ابن الشرى الشهب بعد موته‬
‫خارجا من الزاوية الباركة بعدما قرئت الوظيفة‪ ،‬فقال له‪ :‬أو تضر الوظيفة بعد الوت؟ فقال له‪ :‬نعم‪ ،‬ث سأله عن‬
‫والده صاحب سيدنا رضي ال عنه سيدي العرب بن الشهب؟ فقال له‪ :‬إن مرتبتة عالية وأنا دونا فلم أعرف ما‬
‫اشتملت عليه لشفوفها وعلوها(‪...)3‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫‪ )(1‬كشف الجاب‪( ،‬ص‪.)86 ،85:‬‬
‫‪ )(2‬كشف الجاب‪( ،‬ص‪.)89:‬‬
‫‪ )(3‬كشف الجاب‪( ،‬ص‪.)395:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪372‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ل َيعُدْ ممد صلى ال عليه وسلم إل الياة ليحكم بي السلمي ف خلفاتم الت أريقت با الدماء‪،‬‬
‫وكانوابأمس الاجة له! ويعود هذا الصوف من أجل قراءة الوظيفة مع أمثاله!! إنه الشيطان طبعا يتلعب بم‪.‬‬
‫* بل عنوان‪-:‬‬
‫يقول ممد باء الدين البيطار‪:‬‬
‫سأل مريد أستاذه عن السم العظم؟ فضربه بصاة‪ ،‬فكان الضرب هو الواب‪ ،‬يشي له‪ :‬إنك أنت السم‬
‫العظم(‪...)1‬‬
‫* ملحوظة ليست من موضوع الكتاب‪-:‬‬
‫ممد باء الدين الييطار هو والد أستاذنا‪ ،‬عال الشام‪ ،‬داعية الق والدى الشيخ ممد بجت البيطار‪ ،‬رحه ال‬
‫وأجزل ثوابه‪ ،‬وشكر جهاده‪.‬‬
‫* الصوف ييي وييت وهو على كل شيء قدير‪-:‬‬
‫ويقول‪... :‬فإن الكامل ف وقته مَظْهر هذه الساء الثلثة الت هي‪ :‬ال والرحن والرحيم‪ ،‬بل مَظْهر أساء ال‬
‫على الكمال القائم بقيقة المال واللل‪ ،‬قيل لبعضهم‪ :‬كيف أصبحت؟ فقال‪ :‬أصبحت أحيي وأميت وأنا على‬
‫كل شيء قدير(‪...)2‬‬
‫‪ -‬ول تعليق‪ ،‬ول سؤال‪ ،‬ول جواب‪ ،‬لكنه تفسي لا تتخبط به المة السلمية من فساد وضياع‪.‬‬
‫* يترك التصرف بالكون تظرفا‪-:‬‬
‫ويقول‪... :‬وكان هذا مقام أب السعود تلميذ الغوث اليلن‪ ،‬فإنه قيل له‪ :‬هل أعطاك ال التصرف ف العال؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ ،‬منذ خس عشرة سنة‪ ،‬وتركته للحق تعال تظرفا! قال الشيخ الكب‪ :‬ونن تركناه أدبا ومعرفة(‪...)3‬‬
‫‪ -‬ول تعليق‪ ،‬لكنه ألَ ٌم وسؤال‪ :‬ما الذي أوصل المة السلمية إل ما هي عليه الن؟‬
‫* الشبلي هو ممد صلى ال عليه وسلم‪ -:‬ويقول البيطار نفسه‪:‬‬
‫‪...‬ولا انلى هذا الشهد لريد الشبلي ف صورة الشبلي‪ ،‬قال له أستاذه الشبلي رضي ال عنه‪ :‬أتشهد أن ممد‬
‫رسول ال؟ فقال‪ :‬نعم(‪...!)4‬‬
‫‪ -‬ول تعليق‪ ،‬بل نعيد نفس السئلة السابقة‪.‬‬

‫‪ )(1‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)6:‬‬


‫‪ )(2‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)6:‬‬
‫‪ )(3‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)7:‬‬
‫‪ )(4‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)341:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪373‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* والكلب والنير جاء دورها‪-:‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫‪...‬حت اْنسَحَب على الوجود (أي‪:‬على ال) الضحك والفرح والعجب والكر والكيد والستهزاء والسخرية‬
‫والظمأ والرض والوع والنسيان والشك‪ ،‬حت قال بعض من غلبه الشهود من أرباب الحوال‪:‬‬
‫ا ال إل راهب ف كنيسة‬ ‫وما الكلب والنير إل إلنا‬
‫وما ذاك إل من انصباغ تلك الحكام الثابتة بنور الوجود الطلق(‪...)1‬‬
‫ول تعليق أيضا‪ ،‬ولكن بكاء وحزن على ما حل بذه المة من هذه الطائفة الت ُتعْمِل با معاولا بإصرار‬
‫وتكرار‪ ،‬حت وصلت إل ما هي عليه الن‪.‬‬
‫* البدوي‪ ،‬قطب القطاب ول يصلي‪-:‬‬
‫يقول أحد الصاوي‪:‬‬
‫‪...‬وأما جع المع‪ ،‬فهو مقام أعلى من مقام البقاء‪ ،‬وهو أن يأخذه الق بعد بقائه‪ ،‬فيُسكره ف شهود ذاته‬
‫تعال‪ ،‬فيصي مستهلكا بالكلية عما سوى ال تعال‪ ،‬فمنهم مَن يبقى بذه السكرة إل الوت كالسيد البدوي رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬ولذلك قال العارفون‪ :‬إنه جُذب جذبة استغرقته إل البد‪ ،‬ومنهم من ُي َردّ إل الصحو عند أوقات الفرائض‪،‬‬
‫والقيام بأمور اللق‪ ،‬كالسيد الدسوقي‪ ،‬وأضرابه‪ ،‬والؤلف(‪( ،)2‬أي‪:‬أحد الصاوي)‪...‬‬
‫‪ -‬ول تعليق أيضا‪ ،‬لكن تعريف‪ ،‬فالذي يذكر هذا الكلم هو الذي قرر ف كتاب له أن ظاهر القرآن من‬
‫أصول الكفر‪ ،‬كما يظهر من سياق كلمه أن أحد البدوي كان ل يصلي‪.‬‬
‫* حت الوحي ينكرونه‪-:‬‬
‫يقول الغزال (حجة السلم ومجة الدين الت يتوصل با إل دار السلم)‪:‬‬
‫‪...‬والدْرك الثان‪ :‬الوحي للنبياء واللام للولياء‪ ،‬ول تظن أن معرفة النب صلى ال عليه وسلم لمور الخرة‬
‫ولمور الدنيا تقليد لبيل عليه السلم‪ ،‬فإن التقليد ليس بعرفة صحيحة‪ ،‬والنب صلى ال عليه وسلم حاشاه ال من‬
‫ذلك‪ ،‬بل قد انكشفت له الشياء وشاهدها بنور البصية‪ ،‬كما شاهد الحسوسات بالعي الظاهرة(‪...)3‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص‪ ،‬نتعرف على أحد الساليب البيثة الت يستعملونا ف الكيد للسلم والكر به؟ فهو هنا‬
‫يستعمل عبارة (تقليد لبيل)‪ ،‬بد ًل من كلمة (الوحي) لتكون مقبولة‪.‬‬

‫‪ )(1‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)338:‬‬


‫‪ )(2‬السرار الربانية والفيوضات الرحانية‪( ،‬ص‪.)126:‬‬
‫‪ )(3‬الكشف والتبيي للغزال‪( ،‬ملحق تنبيه الغترين)‪( ،‬ص‪.)210:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪374‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وواضح أن قوله‪( :‬لمور الخرة ولمور الدنيا) يعن به الشريعة السلمية‪ ،‬وهذا السلوب يبي مدى الكر‬
‫الذي يكيدون به السلم‪.‬‬
‫‪ -‬ث ل يكتف هؤلء الخدوعون بأحابيل الشياطي وخدعهم (ف خرق العادة وف الذبة وما يوسوسون لم‬
‫فيها) حت أرادوا أن يعلوا ممدا صلى ال عليه وسلم من زمرتم‪ ،‬ويعلوا السلم صورة عن هذياناتم‪.‬‬
‫* صيام جديد أو دين جديد‪-:‬‬
‫يقول الطوسي (ف اللمع) وشهاب الدين السهروردي (ف عوارف العارف) وغيها‪:‬‬
‫‪...‬وحكي عن بعض الصادقي من أهل واسط أنه صام سني كثية‪ ،‬وكان يفطر كل يوم قبل غروب الشمس‬
‫إل ف رمضان‪.‬‬
‫يعلق السهروردي على هذا بقوله‪... :‬ولكن أهل الصدق لم نيات فيما يفعلون‪ ،‬فل يُعارضون‪ ،‬والصدق‬
‫ممود لعينه كيف كان(‪...)1‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬ما الفائدة من تعاليم السلم؟ وأين ذهبت؟ وما فائدة الرسل؟؟؟‬
‫* الكشف جهل ف جهل‪-:‬‬
‫ويقول السهروردي أيضا (شيخ الطريقة السهروردية)‪:‬‬
‫‪...‬قال سهل بن عبد ال‪ :‬للقلب تويفان‪ ،‬أحدها باطن وفيه السمع والبصر‪ ،‬وهو قلب القلب وسويداؤه‪.‬‬
‫‪...‬ومثل العقل ف القلب مثل النظر ف العي‪ ،‬وهو صقا ٌل لوضعٍ مصوص فيه‪ ،‬بنلة الصقال الذي ف سواد‬
‫العي‪ ،‬ومنه تنبعث الشعة الحيطة بالرئيات‪ ،‬فهكذا تنبعث من نظر العقل أشعةُ العلوم الحيطة بالعلومات(‪.)2‬‬
‫* الناقشة‪:‬‬
‫أولً‪ :‬للقلب أربعة تاويف ل تويفان‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬السمع والبصر مركزها الدماغ ل القلب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ل تنبعث الشعة الحيطة بالرئيات من سواد العي‪ ،‬إنا تنبعث من ضوء الشمس أو القمر أو‬
‫السرج‪...‬وتسقط على الرئيات ث تنعكس إل كل الهات‪ ،‬والشعة الت تصطدم بسواد العي تدخله‪ ،‬وتكون الرؤية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ل يوجد تشابه بي العقل ف القلب والنظر ف العي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مِن هنا‪ ،‬ومن غي هنا‪ ،‬نعرف أن الكشف ل يزيد عن كونه صورا لعلومات اقتبسها العارف عن‬

‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪ ،)220:‬وعوارف العارف هامش الحياء‪.)3/233( :‬‬


‫‪ )(2‬عوارف العارف ف هامش الحياء‪.)4/247( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪375‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫العارف السائدة ف متمعه‪ ،‬بالضافة إل هذيانات وثرثرات ووسوسات إبليسية‪.‬‬
‫* جهل ف كذب‪-:‬‬
‫يقول أبو الدى الصيادي الرفاعي‪:‬‬
‫‪...‬بلغنا أن المام عليا رضي ال تعال عنه كان يقول ف خطبته على رءوس الشهاد‪ :‬أنا نقطة (بسم ال) أنا‬
‫جنب ال الذي فرطتم‪ ،‬فيه وأنا اللوح وأنا القلم وأنا اللوح الحفوظ‪ ،‬وأنا العرش وأنا الكرسي وأنا السماوات السبع‬
‫والرضون‪ .‬فإذا صحا وارتفع عن تلي الوحدة ف أثناء الطبة يعتذر ويقر بعبوديته وضعفه وانقهاره تت الحكام‬
‫اللية(‪.)1‬‬
‫* تنبيه‪:‬‬
‫جهل كشفهم‪ ،‬ففي زمن علي بن أب طالب ل يكن لـباسم ال " نقطة؛ لن التنقيط ل يكن قد اخترع بعد‪،‬‬
‫وكفركشفهم ف الباقي‪ .‬وعلي بن أب طالب رضي ال عنه ل يقل هذا الذيان؛ لنه كان مسلما مؤمنا ول يكن من‬
‫الضالي‪.‬‬
‫* أين اليان؟ وأين العقل والياء؟‪-:‬‬
‫يقول أبو الدى الصيادي‪:‬‬
‫قال الشيخ شرف الدين أبوبكربن عبد الحسن‪... :‬كنا مع السيد أحد الصيادي قدس سره‪...‬وكنا كلما‬
‫مررنا على نرماء استقبله السمك من النهرإل الشاطىء وازدحم على قدميه‪...‬وكذلك الدواب والوام والغزلن ف‬
‫الب القفر‪ ،‬حت إن اليوانات نراها تقف له على حافت الطريق‪...‬ومات أحد إخوانه فجأة فجاءت إليه أم اليت‬
‫وهوساجد ف صلة الضحى‪ ،‬فتأخرف سجوده‪ ،‬فقالت‪ :‬وحقك لوبقيت إل يوم القيامة ساجدا لا تركتك إل‬
‫بولدي‪ ،‬فرفع رأسه الشريف باكيا‪ ،‬وإذا بالريد قد قام حيا! فسجد شكرا ل على نعمته الت أنعمها عليه‪.‬‬
‫وذكرالناوي أنه سجد سجدة واحدة فامتد سجوده سنة كاملة ما رفع رأسه حت نبت العشب على ظهره(‪..)2‬‬
‫خي جواب على مثل هذه التمثيليات الت تنصبها شياطي الن شركا للضلل والضلل هو‪ :‬ل حول ول قوة‬
‫إل بال العلي العظيم‪ ،‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬اللهم إليك نشكو مكر شياطي الن بأوليائهم الذين خُدعوا‬
‫بتمثيلياتم فضلوا وأضلوا وأصروا على تدمي السلمي‪.‬‬
‫* حوار مع ال (سبحانه وتعال)‪ ،‬ويعرض ال عليه ملكه وملكوته‪ ،‬وحديث ل ير على رسول ال ول‬
‫عرفه جبيل‪:‬‬
‫يقول ابن عرب‪:‬‬
‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)112:‬‬
‫‪ )(2‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)340:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪376‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(وصية إلية) حدثنا … قال ل علي بن الطاب الزري بالزيرة‪ ،‬وكان من الصالي؛ رأيت الق ف النوم‬
‫فقال ل‪ :‬يا ابن الطاب تنّ‪ ،‬قال‪ :‬فسكتّ‪ ،‬فقال ل‪ :‬يا ابن الطاب تنّ‪ ،‬فسكتّ‪ .‬قال ذلك ثلثاًَ‪ ،‬ث قال ل ف‬
‫الرابعة‪ :‬يا ابن الطاب أعرض عليك ملكي وملكوت وأقول لك تنّ‪ ،‬وتسكت‪ ،‬فقال‪ :‬قلت‪ :‬يا رب‪ ،‬إن نطقتُ‬
‫فبك‪ ،‬وإن تكلمت فبما تريه على لسان‪ ،‬فما الذي أقول؟ فقال‪ :‬قل أنت بلسانك‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رب قد شرّ ْفتَ أنبياءك‬
‫بكتب أنزلتها عليهم‪ ،‬فشرفن بديث ليس بين وبينك فيه واسطة‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن الطاب‪ ،‬مَنْ أحسنَ إل من أساء إليه‬
‫فقد أخلص ل شكرا‪ ،‬ومَنْ أساء إل مَن أحسنَ إليه فقد بدّل نعمة ال كفرا‪ ،‬قال‪ :‬قلتُ‪ :‬يا رب زدن‪ ،‬فقال‪ :‬يا ابن‬
‫الطاب حسبك حسبك(‪.)1‬‬
‫* التعليق‪ :‬إنا الشياطي تضحك على ذقونم وتتلعب بعقولم‪ ،‬فتضلهم وتضل بم‪.‬‬
‫* التجرؤ على ال سبحانه‪-:‬‬
‫نقرأ ف النفحات القدسية قوله‪:‬‬
‫… فهم مّن يرفون الكلم عن مواضعه بتأويلهم الفكري الذي يكمون به على ال‪ ،‬ويقولون هو منه عن‬
‫كذا‪ ،‬وال ما نزّه نفسه هذا التنيه البارد‪ ،‬ول نزهه رسوله صلى ال عليه وسلم‪ ،‬بل أخب رسول ال أن ال يعجب‬
‫ويفرح ويضحك ويكذب ويشتم ويؤذي ويصب على الذى‪ ،‬فبُعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ليتمم مكارم‬
‫الخلق‪ ،‬أي أخلق ال‪ ،‬فكذب وشتم وأوذي وجاع وظمي ومرض واستقرض‪ ،‬وكل ذلك واردٌ ف حق ال تعال‪،‬‬
‫فانطبق اسم ال عليه على الكمال والتمام(‪..)2‬‬
‫‪ -‬أيها القارئ‪ ،‬أل تشعر بالمى من ساع هذا الكلم؟ ال يكذب! ورسوله يكذب! واسم ال ينطبق على‬
‫رسوله على الكمال والتمام! أي إن ممدا صلى ال عليه وسلم هو ال؟! وماذا يستطيع مسلم يؤمن بال واليوم الخر‬
‫أن يقوله أمام هذا القول الرعب؟ ث يتساءلون عن سبب فساد السلمي؟ والمر أوضح من نار على علم‪.‬‬
‫* وأحاديث ل تر على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪-:‬‬
‫‪...‬ومن تآليفه (أي‪ :‬ابن عرب) أيضا‪ :‬كتاب الحاديث القدسية‪ ،‬ذكر فيه أنه لا وقف على الديث الروي ف‬
‫فضائل الربعي‪ ،‬بكة الكرمة‪ ،‬سنة ‪ 599‬هـ‪ ،‬جعها بشرط أن تكون من السندة إل ال تعال‪ ،‬ث أَتْبعها أربعي عن‬
‫ال تعال مرفوعة إليه‪ ،‬غي مسندة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ث أردفها بأحد وعشرين حديثا‪ ،‬فجاءت‬
‫واحدا ومائة حديث إلية(‪...)3‬‬
‫ل واحدا للتفكهة‪:‬‬
‫‪ -‬ونضيف إل هذا الضلل أن هناك أحاديث منامية منتشرة بي التصوفة نورد منها مث ً‬
‫حدث أحد الصوفيي العروفي ف دمشق على النب ف خطبة جعة فقال‪ :‬حدثن شيخي (فلن) قال‪ :‬حدثه شيخه‬
‫‪ )(1‬الوصايا لبن عرب‪( )،‬ص‪.( 217:‬‬
‫‪ )(2‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)16:‬‬
‫‪ )(3‬الفتوحات الكية‪.)4/555( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪377‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(فلن) قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ف النام‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا رسول ال! حدثن حديثا أحدث به الناس‪،‬‬
‫فقال‪{ :‬ما تزال اللئكة تصلي على العبد ما دام ف فمه طعم البُنّ!! قال له‪ :‬زدن‪ }...‬إل‪ .‬وكان مريدو هذا الشيخ‬
‫يكتبون هذا الراء باهتمام وكأنم وقعوا على كن‪ ،‬وحفظوه! وطبعا‪ ،‬هم ل يفظون شيئا من حديث الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ .‬وقد علق الشيخ بعد إيراده هذا الذيان‪ ،‬وتفاهتي أخريي معه أقبح منه‪ ،‬علق فقال‪ :‬هذه أحاديث‬
‫صحيحة لن رواتا كلهم ثقات‪.‬‬
‫‪ -‬أما نن فنقول‪ :‬اللهم إليك نشكو ما حل بالمة السلمية من زيغ ف اليان وجهل وذل وتبط بسبب هذه‬
‫الطائفة الارقة الت دمرت اليان والعلم والعقل والياء‪.‬‬
‫* قصة مرسلة‪:‬‬
‫أخبه الكشف أنه الهدي النتظر‪ ،‬وأخب بذلك القربي من مريديه‪ ،‬وأخذوا يعدون العدة لليوم العظيم‪ ،‬يوم‬
‫يأتيه الذن من الكشف‪( :‬اصدع با تؤمر)‪.‬‬
‫ل يناسب القام‪ ،‬مقام حصان‬ ‫اشترى الصان (أو اشتري له) من سللة معروفة‪ ،‬وهيأ له ف بلدة ماورة اصطب ً‬
‫الهدي النتظر‪ ،‬ووكل به سائسا خاصا لدمته‪ ،‬يطعمه اللوز والبندق والفستق اللب‪ ،‬ويتعهد نظافته وراحته آناء‬
‫الليل وأطراف النهار‪ ،‬وهل يوجد من هو أحق بالدمة والعتناء من حصان الهدي النتظر‪.‬‬
‫ومن أمناء سره وموضع ثقته شاب مل اليان قلبه؟ اليان بأن الشيخ وصل إل أعلى درجات القدوسية‪،‬‬
‫وتقق بكامل الساء والصفات اللية؟ عي له الشيخ يوما يرجان به بعد صلة الفجر‪ ،‬هذا يركب حصانه؟ حصان‬
‫الهدي‪ ،‬وذاك يركب حصانه؟ حصان وزير الهدي‪ ،‬إل مكان منعزل‪ ،‬حيث يضيان ساعات ف التدرب على النال‬
‫والطعان بالسيف والترس والسنان؛ لن سنن ال ف خلقه سوف تتبدل‪ ،‬فتخرس البنادق والدافع‪ ،‬ويفقد البارود‬
‫والتفجرات خاصية انفجارها‪ ،‬وإن حدث وانمر الرصاص وتساقطت القذائف‪ ،‬فبضربة من سيف الهدي تتحول إل‬
‫هباء منثور‪.‬‬
‫كان البدء منذ حوال خس عشرة سنة‪ ،‬وهو حت الن ينتظر الشارة‪.‬‬
‫وعندما يرج للعباد‪ ،‬وتنقاد له البلد‪ ،‬سوف ينل السيح‪ ،‬وهو إسرائيلي من فلسطي‪ ،‬حيث يرفضه الناس‬
‫ل لهمته (مهمة السيح)‪ ،‬فقد هيأ منشورا مهدويا ف درج كبي سوف ينشره على الناس‬
‫لسرائيليته‪ ،‬لذلك‪ ،‬وتسهي ً‬
‫يقدمه به إليهم‪ ،‬ويزكيه ليقبلوه!!!‬
‫‪ -‬ولنعد إل كشوفاتم الفلكية‪:‬‬
‫ما يورد ابن عرب ف‪ :‬الفتوحات الكية (‪:)3/424‬‬
‫صورة الفلك الكوكب وقباب السماوات وما تستقر عليه‪ ،‬وهو الرض‪ ،‬والركان الثلثة‪ ،‬والعمد الذي‬
‫يسك ال به القبة‪ ،‬والعدن والنبات واليوان والنسان‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪378‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وأترك التعليق للقارئ الذي اطلع على شيء من علم الفلك‪ ،‬ليعرف مدى جهل كشفهم الذي يسمونه نور اليقي‬
‫وحق اليقي وعي اليقي‪ ،‬والذي يقول الغزال إنم يعرضون عليه السمع واللفاظ لتصحيحها!!‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪379‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ويورد أيضا ف الفتوحات الكية (‪:)3/425‬‬
‫صورة أرض الحشر وما يوي عليه من العيان والراتب وعرش الفصل والقضاء وحلته وصفوف اللئكة‪.‬‬

‫وهناك خرائط أخرى ل أرودها اكتفاءً بذا‪.‬‬


‫وللعلم‪ :‬ظهر ف مدينة ليون بإسبانيا ف أوائل القرن السادس الجري كتاب لحد أقطاب طريقة صوفية يهودية‬
‫(الكابال)‪.‬‬
‫واسم الكتاب (زوهار) أي‪( :‬الشراق) وفيه صورة للمراتب الروحانية تشبه ما َعرَفه ابن عرب بالكشف‬
‫وسجله ف فتوحاته الكية‪ ،‬مع فارق‪ ،‬هو أن الشكل الرسوم ف الزوهار يتلءم بشكله وأسائه مع الديانة اليهودية‪،‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪380‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بينما خرائط ابن عرب معدلة حسب الفاهيم السلمية؟ وقد كان هذا الكتاب منتشرا ف الندلس ف عصر ابن‬
‫عرب!‬
‫‪ -‬فما هي العلقة؟ ل جواب! لكن يب أل ننسى الكشف والعلم اللدن‪.‬‬
‫* كل العبودات حق (والوثان حق)‪-:‬‬
‫يقول ابن عرب (الشيخ الكب)‪:‬‬
‫‪...‬فمن عناية ال بنا‪ ،‬لا كان الطلوب من خلقنا عبادته‪ ،‬أن قرب علينا الطريق‪ ،‬بأن خلقنا من الرض الت‬
‫أمرنا أن نعبده فيها‪ ،‬ولا عَبَدَ منّا مَن عبد غيَ ال‪ ،‬غار ال أن يعبد ف أرضه غيه‪ ،‬فقال‪ :‬وقضى ربك أل تعبدوا إل‬
‫إياه؛ أي‪ :‬حكم‪ ،‬فما َعبَ َد مَن َعبَد غي ال إل لذا الكم‪ ،‬فلم ُي ْعبَد إل ال وإن أخطئوا ف النسبة‪ ،‬إذ كان ل ف كل‬
‫شيء وجه خاص به ثبت ذلك الشيء‪ ،‬فما خرج أحد عن عبادة ال(‪)1‬؟‬
‫‪ -‬معن هذا الكلم أن أصنام الندوس هي ال وأوثان اليونان هي ال‪ ،‬وأن اللت والعزى وغيها كلها هي‬
‫ال!‬
‫وإياك أيها القارئ أن تعترض‪ ،‬فتنطرد! لنه الكشف الكشف الكشف‪.‬‬
‫* ووصل الكشف بأهله إل تكفي القرآن‪-:‬‬
‫ف حاشية الصاوي على الللي‪ ،‬ف شرح آية الستثناء ف سورة الكهف‪(( :‬وَل َتقُولَنّ ِلشَ ْيءٍ إِنّي فَاعِ ٌل ذَِلكَ‬
‫غَدًا‪ .‬إِلّا أَ ْن يَشَاءَ الّلهُ)) [الكهف‪ ]24 ،23:‬جاء قوله‪( :‬أي‪ :‬قول الصاوي)‪:‬‬
‫ل يوز تقليد ما عدا الذاهب الربعة‪ ،‬ولو وافق قول الصحابة والديث الصحيح والية!! فالارج عن‬
‫الذاهب الربعة ضال مضل‪ ،‬وربا أداه ذلك للكفر‪ ،‬لن الخذ بظاهر الكتاب والسنة من أصول الكفر(‪ )2‬اهـ‪.‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫الكشف على كل ضلل قدير‪ ،‬وبالكشف الباطل حقا يصي!!‬
‫إن من أبسط بدهيات السلم‪ ،‬وما يُعلم من الدين بالضرورة‪ ،‬أن القرآن والسنة ها مصدر السلم‪ ،‬وكل ما‬
‫خالف القرآن والسنة فهو الكفر والزندقة والضلل‪ .‬ومن البدهيات ف السلم‪ ،‬أن كلمة (كفر) تعن مالفة القرآن‬
‫والسنة‪ ،‬لكن عندما يأت قطب غوث كالصاوي أحد ليقول‪ :‬إن الخذ بظاهر القرآن والسنة من أصول الكفر‪ ،‬فل‬
‫يبقى منطق ول يبقى عقل ول يبقى دين ول يبقى علم ول يبقى معلوم ول يبقى فهم ول يبقى مفهوم ول يبقى فكر‬
‫ول يبقى بث ول يبقى إسلم ول يبقى إيان‪...‬ول يبقى إل الذبة والفناء عن كل ما وهبه ال للنسان من مواهب‪،‬‬

‫‪ )(1‬الفتوحات الكية‪.)3/248( :‬‬


‫‪ )(2‬تنيه السنة والقرآن‪( ،‬ص‪.)11:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪381‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ول يبقى إل الذيان والكشف عن الهل والغباء‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬سلّم تسلم‪ ،‬ول تعترض فتنطرد!! لن هؤلء القوم‬
‫عرفوا المور بنور اليقي وعينه وحقه‪ ،‬وسلم على السلم والعقل واليقي‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬يب أل ننسى أبدا أن‬
‫النادكة والبوذيي واليهود‪...‬يرون أن ظاهر القرآن والسنة من أصول الكفر‪ .‬وهذا القول يعطينا صورة صغية‪ ،‬لكنها‬
‫واضحة‪ ،‬عن دور الصوفية ف تشويه الرسالت السماوية‪.‬‬
‫* حت البول تظهر فيه القداسة‪-:‬‬
‫أورد الغزال ف (إحيائه)‪:‬‬
‫‪...‬حُكي عن النيد أنه قال‪ :‬مرض أستاذنا السري رحه ال فلم نعرف لعلته دواء‪ ،‬ول عرفنا لا سببا‪ ،‬فوصف‬
‫لنا طبيب حاذق‪ ،‬فأخذنا قارورة مائه‪ ،‬فنظر إليه الطبيب وجعل ينظر إليه مليا‪ ،‬ث قال ل‪ :‬أراه بول عاشق‪ ،‬قال‬
‫النيد‪ :‬فصُعقت وغشي علي ووقعت القارورة من يدي‪ ،‬ث رجعت إل السري فأخبته‪ ،‬فتبسم ث قال‪ :‬قاتله ال ما‬
‫أبصره‪ ،‬قلت‪ :‬يا أستاذ‪ ،‬وتبي الحبة ف البول؟ قال‪ :‬نعم(‪...)1‬‬
‫‪ -‬لعل القارئ فطن إل أن الحبة هنا هي مبة ال! وللعلم‪ ،‬يدث مثل هذا تاما لدمن الفيون والهلسات‪.‬‬
‫* دين عجيب‪-:‬‬
‫يقول شهاب الدين السهروردي البغدادي‪:‬‬
‫‪...‬وحُكي عنه (عن إبراهيم الواص) أنه قال‪ :‬مكثتُ ف البادية أحد عشر يوما ل آكل‪ ،‬وتطلعتْ نفسي أن‬
‫آكل من حشيش الب‪ ،‬فرأيت الضر مقبلً نوي‪ ،‬فهربت منه‪ ،‬ث التفت فإذا هو رجع عن‪ ،‬فقيل‪ :‬لِ َم هربت منه؟‬
‫قال‪ :‬تشوقتْ نفسي أن يغيثن(‪!)2‬‬
‫ويعلق السهروردي على هذه القصة بقوله‪ :‬فهؤلء الفرارون بدينهم!‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬أي دين هذا الذي فر به؟ إنه ليس السلم على كل حال! لن رسول السلم صلى ال عليه‬
‫وسلم نى عن الوصال ف الصيام‪ ،‬وقال‪{ :‬من رغب عن سنت فليس من}‪ ..‬إذن‪ ،‬فهؤلء القوم ليسوا من أتباع‬
‫رسول ال! فإل من ينتمون؟‬
‫* كل شيء عجيب حت ورعهم (من مقام الورع)‪-:‬‬
‫يقول الغزال‪:‬‬
‫‪...‬فقد امتنع طائفة منهم (من الصوفية) عن اللل الحض خيفة أن يشغل قلبه؛ وقد حُكي عن واحد منهم أنه‬
‫احترز من الوضوء باء البحر وهو الطهور الحض(‪)3‬؟!‬
‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)4/290( :‬‬
‫‪ )(2‬عوارف العارف‪ ،‬هامش الحياء‪.)2/95( :‬‬
‫‪ )(3‬إحياء علوم الدين‪.)2/95( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪382‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬ماذا فعل إذن؟ لعله تيمم بالتراب؟ وهو غي مزئ‪ ،‬والتراب أول من ماء البحر أن يترز منه‪ ،‬إذ قد‬
‫يكون سقطت عليه ناسة‪ ،‬أو يكون ملكا لحد فل يبقى إل إلغاء الوضوء‪ ،‬وإل‪ ،‬فماذا فعل؟ هل صلى بدون‬
‫وضوء؟ أو لعله توضأ باء الغيب‪ ،‬ث صلى بأرض الغيب‪ ،‬الواقعة ف جزيرة الغيب‪ ،‬الت هي إحدى جزائر بر الغيب‪،‬‬
‫وصلى معه رجال الغيب‪ ،‬ف أوقات الغيب من أيام الغيب وشهور الغيب‪ ،‬وإل فماذا؟‬
‫على كل حال‪ ،‬هذا الكلم ل يوز أن يُناقش؛ لن راويه هو حجة السلم‪ ،‬رواه ف كتابه (إحياء علوم الدين)‬
‫اسان يصمان السمع ويثقبان الذان‪.‬‬
‫* بل عنوان ول تعليق ول مناقشة‪-:‬‬
‫قال أحد التجان‪:‬‬
‫ليس لحد من الولياء أن يُدخل كافة أصحابه النة بغي حساب ول عقاب إل أنا وحدي‪ ،‬ولو بلغوا ما بلغوا‬
‫من الذنوب وعملوا ما عملوا من العاصي‪ ،‬وأما سائر سادتنا الولياء رضي ال عنهم فيُدخلون النة أصحابَهم بعد‬
‫الساب والناقشة(‪(...)1‬إِحِمْ)‪.‬‬
‫* كشفهم يكذب عليهم‪-:‬‬
‫يقول عبد الوهاب الشعران‪:‬‬
‫‪...‬قال اللل السيوطي رحه ال‪ :‬واعلم أنه ما كان كب ٌي ف عصر قط إل كان له عدوّ من السفلة‪ ،‬إذ‬
‫الشراف ل تزل تُبتلى بالطراف‪ ،‬فكان لدم عليه السلم إبليس‪...‬وكان لعيسى ف حياته الول بتنصر وف الثانية‬
‫الدجال(‪...)2‬‬
‫هذا القول يقوله قطب‪ ،‬هو جلل الدين السيوطي‪ ،‬ويرويه عنه قطب الغوث الربان‪ ،‬سيدي عبد الوهاب‬
‫الشعران‪ ،‬وكشف القطبي ل يساعدها على معرفة أن بتنصر كان قبل عيسى صلوات ال عليه بأكثر من ستمائة‬
‫سنة! ولكنه العلم اللدن الذي ينسخ آيات القرآن! فهل كثي عليه إن نسخ حقائق التاريخ؟‬
‫* يفطر ف رمضان تقربا إل ال‪-:‬‬
‫يقول ممود أبو الفيض النوف‪:‬‬
‫‪...‬ومنها أن أحد اللمتية من الولياء دخل بلدا‪ ،‬فأخذ الناس ف تعظيمه‪ ،‬فسأل ال أن يصرفهم عنه‪ ،‬وكان‬
‫ذلك ف رمضان بالنهار‪ ،‬وهو صائم‪ ،‬ولا دعا ال‪ ،‬فأُلم أنّ بيبه بلحة‪ ،‬فتناولا‪ ،‬فانصرف الناس عنه قائلي‪ :‬إن الشيخ‬
‫قد أفطر!! فشكر ال على أَن َأخَْلوْا ما بينه وبي ربه(‪.)3‬‬

‫‪ )(1‬كشف الجاب‪( ،‬ص‪.)374 ،373:‬‬


‫‪ )(2‬الكبيت الحر‪ ،‬هامش اليواقيت‪( ،‬ص‪.)13 ،12:‬‬
‫‪ )(3‬معال الطريق إل ال‪( ،‬ص‪.)349 ،348:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪383‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬يعلق ممود أبو الفيض النوف (قطب الغوث) على هذا الضلل بقوله‪ :‬وهو وإن كان أفطر‪ ،‬ورأى القارئ‬
‫أن الكفارة تلزمه! قلنا‪ :‬إن مثل هذا يقضي ثلثي عامه صائما قط؛ فإذا احتسب صوم بعض أيامه من الصوم كفارة‬
‫للفطر‪ ،‬فل مانع عنده‪( .‬ول تعليق‪ ،‬ول تقريق‪ ،‬ول تبويق) لنه العلم اللدن اللدن اللدن اللدن‪...‬‬
‫* لصوصية الول ولصوصية السارق‪-:‬‬
‫يقول الغوث عبد العزيز الدباغ‪:‬‬
‫ب وعدمُه‪ ،‬فالول‬‫‪...‬الفرق بي أخذ الول صاحب التصرف متاع الناس‪ ،‬وبي أخذ السارق واللص له‪ ،‬الجا ُ‬
‫شاهدٌ لربه عز وجل‪ ،‬مأمورٌ من قِبَلِه بالخذ‪ ،‬قال ال تعال‪َ (( :‬ومَا َفعَ ْلُتهُ عَنْ َأ ْمرِي)) [الكهف‪ ..]82:‬ولقد دخل‬
‫سيدي منصور القطب رضي ال عنه إل مولنا إدريس نفعنا ال به‪ ،‬فوجد سيدي أبا يعزى بن أب زيان البكاري‬
‫يزور‪ ،‬فأخذ ُب ْلغَتَه (نوع من الحذية) وخرج‪ ،‬فقلت للشيخ رضي ال عنه ف ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬الفرق بي أخذ الول‬
‫والسارق الجابُ وعدمُه‪ ،‬فسيدي منصور لكونه قطبا مشاهدا البُلْغة له‪ ،‬ورآها ف اللوح الحفوظ مِن قِسْمَته‪ ،‬وسع‬
‫المر من الق سبحانه بأخذها‪ ،‬يل له الخذ كيف أمكنه‪ ،‬والسارق مجوب غافل عن ربه‪...‬‬
‫يعلق نم العرفان سيدي أحد بن البارك على هذه اللصوصية بقوله‪:‬‬
‫أعاذنا ال من سوء النتقاد على الكمّل من العباد(‪...)1‬اهـ) أي‪ :‬ل تعترض عليهم فيما يفعلون!‬
‫* وهكذا وصلنا إل (اللصوصية القدسة)‪-:‬‬
‫ويقول عبد العزيز الدباغ نفسه‪:‬‬
‫‪...‬إن الول صاحب التصرف يد يده إل جيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم‪ ،‬وذو اليب ل يشعر!‬
‫قلت‪( :‬القائل هو أحد بن البارك)‪ :‬لن اليد الذي يأخذ با الول باطنية ل ظاهرية(‪...)2‬‬
‫أقول‪ :‬هذه اللصوصية تعطينا صورة صغية‪ ،‬لكنها واضحة‪ ،‬عن سبب فساد الجتمعات السلمية‪.‬‬
‫* والعاصي كلها مباحة للول! (مكرا بالشقياء الذين يعترضون على الولياء)‪-:‬‬
‫يقول الدباغ‪:‬‬
‫وإذا أراد ال شقاوة قوم وعدم انتفاعهم بالول‪ ،‬سخرهم الق فيما هم فيه من قبح ومالفة‪ ،‬فيظنون أنه على‬
‫شاكلتهم‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬حت إنه يُتصور ف طور الولية أن يقعد الول مع قوم يشربون المر‪ ،‬وهو يشرب معهم‪،‬‬
‫فيظنون أنه شارب المر‪ ،‬وإنا تصورتْ روحه ف صورة من الصور‪ ،‬وأظهرت ما أظهرت‪ ،‬وف القيقة ل شيء‪،‬‬
‫وإنا هو ظل ذاته ترك فيما تركوا فيه‪ ،‬مثل الصورة الت تظهر ف الرآة(‪...)3‬اهـ‪( .‬الت رقص من دون نقص‪ ،‬ترل‬
‫‪ )(1‬البريز‪( ،‬ص‪.)207:‬‬
‫‪ )(2‬البريز‪( ،‬ص‪.)205:‬‬
‫‪ )(3‬البريز‪( ،‬ص‪.)231:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪384‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ترل‪ ،‬ترل ترل)‪.‬‬
‫* عودة إل كشف العورة‪-:‬‬
‫يقول الدباغ نفسه‪ :‬إن غي الول إذا انكشفت عورته نفرت منه اللئكة الكرام؛ لن الياء يغلب عليهم‪،‬‬
‫سفَه‪ ،‬وأما الول فإنا ل‬
‫والراد بالعورة العورة السية‪ ،‬وهي ظاهرة‪ ،‬والعورة العنوية الت تكون بذكر الجون وألفاظ ال ّ‬
‫تنفر منه إذا وقع له ذلك؛ لنه إنا يفعله لغرضٍ صحيح‪ ،‬فيترك ستر عورته لا هو أول منه؛ لن أقوى الصلحتي يب‬
‫ارتكابه‪ ،‬ويؤجر على ستر عورته وإن ل يفعله‪ ،‬لنه ما منعه من فعله إل ما هو أقوى منه‪ ،‬ولول ذلك القوى لفعله‪،‬‬
‫فكأنه فعلهما جيعا فيؤجر عليهما معا(‪...)1‬‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬ما هي الصلحة من كشف العورة؟ أي مصلحة؟ سواء كانت أقوى أو أضعف أو مساوية أو‬
‫موازية؟ أو أو‪.‬‬
‫‪ -‬جواب‪ :‬لعل كشف العورة مقام من مقاماتم‪ ،‬الت هي (النجيات)! وإل فماذا؟؟‬
‫* من أساليب تبير الفساد والعاصي‪-:‬‬
‫ويقول عبد العزيز الدباغ أيضا‪ :‬إن الول الكبي فيما يظهر للناس يعصي وهو ليس بعاصٍ‪ ،‬وإنا روحه حجبت‬
‫ذاته‪ ،‬فظهرت ف صورتا‪ ،‬فإذا أخذت ف العصية فليست بعصية؛ لنا إذا أكلت حراما مثلً‪ ،‬فإنا بجرد جعلها ف‬
‫فيها فإنا ترميه إل حيث شاءت‪ ،‬وسبب هذه العصية الظاهرة شقاوة الاضرين والعياذ بال(‪( )2‬انتهى)‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا يفسر سبب فساد المة السلمية‪ ،‬وخاصة إذا علمنا أن العارفي ألف والتكلم واحد‪.‬‬
‫* يتنازلون عن مزاحة ال ف تصرفه حياءً من ال وزهدا باللوهية‪-:‬‬
‫قال أبو طالب الكي‪:‬‬
‫‪...‬وفوقها (فوق مقامات ذكرها قبل هذا الكلم) ما ل يصلح رسه ف كتاب من مكاشفات الصديقي‬
‫ومشاهدات العارفي‪ ،‬منها‪ :‬أنه أعطاهم (كن) بإطلعه إياهم على السم‪ ،‬فزهدوا ف كون (كن) لجل (كان)‬
‫ل عليه وحياءً أن يعارضوه ف قدرته ويرغبوا عن تقديره‪ ،‬أو يضاهوه ف تكوينه(‪..)3‬‬
‫توك ً‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬نشكوهم إل ال‪ ،‬فقد دمروا على السلمي إيانم وعقولم (أبو طالب الكي حجة عند القوم‪،‬‬
‫وقوته حجة أيضا) ول تعترض‪.‬‬
‫* التسول والكسل فضيلة (من مقامات التوكل والزهد)‪-:‬‬

‫‪ )(1‬البريز‪( ،‬ص‪.)233:‬‬
‫‪ )(2‬البريز‪( ،‬ص‪.)232:‬‬
‫‪ )(3‬قوت القلوب‪.)2/9( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪385‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول أبوطالب الكي أيضا (ومعه الغزال أيضا)‪:‬‬
‫قد يفضل التارك للتكسب شغلً بالعبادة‪ ،‬عن التكسب‪ ،‬من حيث فضل التقدمون الزاهدون ف الدنيا على‬
‫كاسب الال حل ًل ومنفقه ف سبيل ال‪ .‬وسئل السن عن رجلي‪ ،‬أحدها مترف والخر مشغول بالتعبد‪ ،‬أيهما‬
‫أفضل؟ فقال‪ :‬سبحان ال! ما اعتدل الرجلن‪ ،‬التفرغ للعبادة أفضلهما(‪!!)1‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬ما نفعل بقوله سبحانه‪(( :‬فَامْشُوا فِي مَنَاكِِبهَا وَ ُكلُوا مِ ْن ِرزِْقهِ)) [اللك‪]15:‬؟ وما نفعل بأحاديث‬
‫رسوله الت يعل بعضُها العم َل للتكسب برتبة الهاد؟‬
‫الواب‪ :‬دعوتم هذه‪ -‬وكل عارفيهم يدعون لا‪ -‬تفسر سبب انطاط السلمي‪.‬‬
‫* ويقدمون الكايات لتشجيع التواكل والكسل والتسول‪-:‬‬
‫يقول أبو طالب الكي أيضا والغزال معه‪:‬‬
‫وحكي أن بعض العلماء صلى خلف رجل‪ ،‬فلما انفتل المام‪ ،‬نظر إليه ف زي غي مكتسب‪ ،‬فقال‪ :‬يا شيخ‪،‬‬
‫مِنْ أين تأكل؟ فقال‪ :‬اصب حت أعيد الصلة الت صليتها خلفك ث أجيبك(‪!)2‬‬
‫‪ -‬عجيب وال! أصبح المر بالعروف مبطلً للصلة؟! ث يتساءل التسائلون عن سبب فساد السلمي!‬
‫ويقولن أيضا (هو وهو)‪:‬‬
‫وحدثونا ف معناه عن آخر‪ ،‬أنه لزم العكوف ف السجد‪ ،‬ول يكن ذا معلوم من عيش‪ ،‬فقال له المام الذي‬
‫يصلي بالناس‪ :‬لو تكسبت وتعيشت كان أفضل لك‪ ،‬فلم يبه‪ ،‬فأعاد عليه وقتا آخر نو ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬يهودي ف‬
‫جوار السجد قد ضمن ل كل يوم رغيفي‪ ،‬فقنعت بذلك‪ ،‬وتركتُ التكسب‪ ،‬فقال المام‪ :‬إن كان صادقا ف ضمانه‬
‫فإن عكوفك ف السجد خي لك‪ ،‬فقال له الرجل‪ :‬يا هذا أنت لو ل تكن إماما للمسلمي تقوم بينهم لنقص‬
‫توجهك(‪....)3‬‬
‫* تعليق هام جدا‪-:‬‬
‫من هذه النصوص وما سبقها نستطيع أن نعرف سبب تأخر السلمي وابتعادهم عن السلم ومصيهم الال‪،‬‬
‫حيث هم الن (أذل أمة ف الرض)‪.‬‬
‫* ويعلون التشريع مستمرا‪ ،‬ولتنسخ الية الكرية‪-:‬‬
‫يقول ممد بن عبد ال بن حسني الطصفاوي (التجان)‪:‬‬

‫‪ )(1‬قوت القلوب‪ ،)2/29( :‬والحياء‪.)4/232( :‬‬


‫‪ )(2‬قوت القلوب‪ ،)2/15( :‬والحياء‪.)4/232( :‬‬
‫‪ )(3‬قوت القلوب‪ ،)2/15( :‬والحياء‪.)4/232( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪386‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫واعلم أن من القرر عند العلماء والعلم‪ ،‬أنه يُعمل بميع ما يتلقاه العارفون منه عليه الصلة والسلم‪ ،‬سواء‬
‫ف اليقظة أو النام‪ ،‬ما ل يصادم شيئا من النصوص القطعية‪ ،‬أو يؤد إل انرام قاعدة شرعية(‪...)1‬‬
‫‪ -‬سؤالن‪ :‬الول‪ :‬أي شيء ف الصوفية ل يصادم النصوص القطعية (سواء ف الجمل أو التفصيل)؟‬
‫‪ -‬الثان‪ :‬يقول‪ :‬ما ل يصادم شيئا من النصوص القطعية! أفل تصادم قاعدتكم هذه قوله سبحانه‪(( :‬اْلَي ْومَ‬
‫أَكْمَ ْلتُ لَ ُكمْ دِينَكُ ْم وََأتْمَ ْمتُ َعلَيْكُ ْم ِنعْمَتِي َو َرضِيتُ لَكُمُ ا ِلسْلمَ دِينًا)) [الائدة‪]3:‬؟ أوَليست هذه الية نصا‬
‫قطعيا؟ إن ل تكن كذلك‪ ،‬فهل بقي أمامكم نص يكن أن يكون قطعيا؟!‬
‫* التصوفة يفقهون السلم أكثر من الصحابة‪-:‬‬
‫يقول مولنا العارف بال الشيخ ممد أمي الكردي (النقشبندي)‪:‬‬
‫‪...‬وعن العارف الوفائي قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال ل عن نفسه الشريفة‪ :‬لست بيت‪،‬‬
‫وإنا موت عبارة عن تستري عمن ل يفقه عن ال‪ ،‬وأما من يفقه عن ال فهاأنذا أراه ويران(‪...)2‬‬
‫ك مَّيتٌ وَِإّنهُمْ َميّتُونَ)) [الزمر‪ ،]30:‬الت هي نص قطعي‪،‬‬
‫الواب‪ :‬هذا الكلم هو إنكار للية الكرية‪(( :‬إِّن َ‬
‫ورغم كل شيء يقولون‪ :‬إن علومهم اللدنية وكشوفهم ل تصادم النصوص القطعية؟! وكلها مؤيدة بالقرآن والسنة؟!‬
‫* كيف يثبتون علومهم‪-:‬‬
‫‪...‬كان سيدي أحد (ابن إدريس صاحب الطريقة الدريسية) يقول‪ :‬أملى علي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم الحزاب (أي‪ :‬الوراد) من لفظه‪.‬‬
‫وكان يقول‪ :‬أخذنا العلم من أفواه الرجال كما تأخذون‪ ،‬ث عرضناه على ال والرسول‪ ،‬فما أثبته أثبتناه وما‬
‫نفاه نفيناه‪.‬‬
‫وقال (واصفا الصلوات الدريسية الت مر بعضها ف فصل سابق)‪ :‬هذه الصلوات قد استوت على عرش‬
‫النوار‪ ،‬وأرجلهن متدليات على كرسي السرار‪ ،‬تصلي ف كتاب الكمالت الحمدية‪ ،‬بقرآن القائق الحدية‪ ،‬قد‬
‫طلعت ف ساوات العل شسها‪ ،‬وارتفع عن وجه الكمال الحمدي نقابا‪ ،‬وبرها ف القائق اللية زاخر‪ ،‬ولن ف‬
‫القسمة من العارف الحمدية حظ وافر‪ ،‬خذهن إليك يا من أراد أن يسبح ف كوثر النور الحمدي‪ ،‬وجُلْ ف عجائب‬
‫معانيها يا من يبتغي الغتراف من البحر الحدي‪ ،‬تتلو عليك من كتاب القائق الحمدية مكم اليات(‪...)3‬إل‪.‬‬
‫‪ -‬يترك التعليق على هذا الضلل للقارئ‪ ،‬مع الرجاء أن يعود إل الصلوات الدريسية‪ ،‬وأن ينتبه إل دور‬
‫الشياطي ف السرحية‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفتح الربان فيما يتاج إليه الريد التجان‪( ،‬ص‪.)99:‬‬


‫‪ )(2‬تنوير القلوب‪( ،‬ص‪.)45:‬‬
‫‪ )(3‬أفضل الصلوات على سيد السادات‪( ،‬ص‪.)173 ،172:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪387‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* يتيمم على شط دجلة!‪-:‬‬
‫‪...‬وعن أحد الدورقي قال‪ :‬قعد معروف الكرخي على شط دجلة‪ ،‬فتيمم! فقيل له‪ :‬الاء قريب منك‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫لعلي ل أعيش حت أبلغه(‪!)1‬‬
‫‪ -‬القول على هذا الفعل‪:‬‬
‫‪ -1‬صلته باطلة لنا دون طهارة‪ ،‬وإذا حضر الاء بطل التيمم‪ ،‬وكشفه كان أجهل منه‪.‬‬
‫‪ -2‬من أي باب من أبواب القامات الصوفية يكن أن يكون هذا العمل؟ هل هو من مقام الفقر؟ أم الزهد؟ أم‬
‫الورع؟ أم الوف؟ أم التوكل؟ أم ماذا؟ ول يسعنا إل أن نقول له ولم‪ :‬مرحبا يا تقي‪ ،‬مرحبا يا ورع‪ ،‬مرحبا يا‬
‫زهد‪ ،‬مرحبا يا معروف الكرخي‪ ،‬مرحبا يا أبا نعيم الصفهان (الذي أورد هذه القصة) وعلى السلم السلم‪ ،‬وعلى‬
‫العقل السلم‪.‬‬
‫وللعلم‪ :‬راوي هذه القصة (وكثي من أمثالا) هو أبو نعيم الصفهان ف اللية‪.‬‬
‫* فرعون صادق بادعائه الربوبية‪-:‬‬
‫قال سهل بن عبد ال (التستري)‪-:‬‬
‫‪...‬وسئل عن سر النفس؟ فقال‪ :‬النفس سر‪ ،‬ما ظهر ذلك السر على أحد من خلقه إل على فرعون؟ ((َفقَا َل‬
‫أَنَا َربّكُمُ ا َل ْعلَى)) [النازعات‪ ،]24:‬ولا سبع حجب ساوية‪ ،‬وسبع حجب أرضية‪ ،‬فكلما يدفن العبد نفسه أرضا‬
‫أرضا‪ ،‬سا قلبه ساءً ساءً‪ ،‬فإذا دفنت النفس تت الثرى‪ ،‬وصلت بالقلب إل العرش(‪.)2‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬أليس هذا تكذيبا ليات القرآن الكري؟؟ وماذا بقي من السلم؟ يا ناس أجيبونا‪ .‬ورغم ذلك‬
‫يقولون‪ :‬إن علومهم مؤيدة بالقرآن والسنة! فجو ٌر عجيب وال!‬
‫* يستطيع أن يرق العرش والكرسي‪-:‬‬
‫قال الطوسي ف اللمع (الكتاب الم)‪:‬‬
‫‪...‬حُكي عن الشبلي أنه أخذ من يد إنسان كسرة خبز فأكلها‪ ،‬ث قال‪ :‬إن نفسي هذه تطلب من كسرة خبز‪،‬‬
‫ولو التفت سري إل العرش والكرسي لحترق‪ .‬أو كما قال(‪.)3‬‬
‫‪ -‬النقش على هذا الفقش‪ :‬شر البلية شيئان‪:‬‬
‫أولً‪ :‬ما يضحك‪ .‬ثانيا‪ :‬عبارة (أو كما قال)!‬

‫‪ )(1‬حلية الولياء‪( ،‬معروف الكرخي)‪.‬‬


‫‪ )(2‬اللمع‪( ،‬ص‪ ،)299:‬والحياء‪ .)4/61( :‬والرسالة القشيية‪( ،‬ص‪ ،)5:‬مع اختلف اللفاظ‪ ،‬وأيضا إحياء علوم الدين‪.)3/243( :‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)479:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪388‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويقول الطوسي أيضا‪:‬‬
‫‪...‬شهدوا على أب السي النوري أنه سع أذان الؤذن فقال‪ :‬طعنة وشم الوت! وسع نباح كلب‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫لبيك وسعديك(‪...)1‬‬
‫* ملحوظة‪-:‬‬
‫مر مثل هذا الضلل ف مكان سابق‪ ،‬ولن تعدم زنديقا أو جاهلً يقول لك‪ :‬هذا له تأويل‪.‬‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫سعت أبا عبد ال بن جابان يقول‪ :‬دخلت على الشبلي ف سنة القحط‪ ،‬فسلمت عليه‪ ،‬فلما قمتُ على أن‬
‫أخرج من عنده‪ ،‬فكان يقول ل ولن معي‪ ،‬إل أن خرجنا من الدار‪ :‬مرّوا‪ ،‬أنا معكم حيثما كنتم‪ ،‬أنتم ف رعايت وف‬
‫كلءت‪ .‬قلت‪ :‬أراد بقوله ذلك‪ :‬إن ال تعال معكم حيثما كنتم وهو يرعاكم ويكلؤكم وأنتم ف رعايته وكلءته‪.‬‬
‫فالعن ف ذلك أنه يرى نفسه مَحْقا فيما غلب على قلبه من تريد التوحيد وحقيقة التفريد‪ .‬والواجد إذا كان‬
‫وقته كذلك‪ ،‬فإذا قال‪ :‬أنا‪ ،‬يعب عن وجده‪ ،‬وعن الال الذي قد استول على سره(‪...)2‬إل‪.‬‬
‫‪ -‬ول تعليق‪ ،‬ول نقش ولفقش‪ ،‬حت ول رقص‪ ،‬ل مع النقص ول بدون نقص‪.‬‬
‫لكن ما أكثر الزنادقة والهلة‪ ،‬الذين يقولون‪ :‬هذا له تأويل أو هذا مدسوس‪ ،‬ونقول لم‪ :‬إنه غي مدسوس‪،‬‬
‫ومعناه أنه كان ف ذلك الوقت متحققا باللوهية‪ ،‬فقال كلمه ذلك بصفته أنه ال (جل وعل)‪.‬‬
‫* باِلمْ سلطان‪-:‬‬
‫‪ ..‬باليم سلطان‪ ،‬أي‪ :‬سلطان العسل (توف سنة ‪ 922‬هـ) وهو مدد البكتاشية‪ ،‬وأمه أمية مسيحية بلغارية‪،‬‬
‫وأبو بكتاشي هو مرسل بابا‪ ،‬وقد حلت منه بأن تناولت المية عسلً‪ ،‬تناولته من يد الشيخ مرسل بابا‪ ،‬ولذلك سي‬
‫باليم سلطان(‪.)3‬‬
‫‪ -‬نقش على هذا الفقش‪ :‬الذين يدعون اللوهية ليس بكثي عليهم أن يدعوا لنفسهم ولدة كولدة السيح‪.‬‬
‫أما سبب المل فعلمه عند ال‪.‬‬
‫وللتذكي‪ :‬البكتاشيون الن‪ ،‬يلون المور‪ ،‬ويعترفون بطاياهم للشيخ فيغفر لم‪ ،‬وأشياء أخرى‪.‬‬
‫* يسجدون للشيخ (ول تعترض)‪-:‬‬

‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)492:‬‬
‫‪ )(2‬اللمع‪( ،‬ص‪.)478:‬‬
‫‪ )(3‬الفكر الشيعي والنعة الصوفية‪( ،‬فصل البكتاشية)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪389‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫نعمة ال(‪ ،)1‬الول العلوي اللب‪...‬استقر ف ماهان من كرمان‪ .‬كان مريدوه يسجدون له‪ ،‬ويرون أنه العن‬
‫بالية‪َ(( :‬ي ْعرِفُونَ ِنعْ َمةَ الّلهِ ثُمّ يُن ِكرُوَنهَا وَأَكَْث ُرهُمُ اْلكَاِفرُونَ)) [النحل‪( .)2(]83:‬انتهى)‪( .‬هس س س س س‪ ،‬ل‬
‫تعترض)‪.‬‬
‫* عبادة من نوع عجيب‪-:‬‬
‫يقول عبد الكري القشيي‪:‬‬
‫قال بعضهم‪ُ :‬وصِف ل ذاكرٌ ف أجة‪ ،‬فأتيته‪ ،‬فبينما هو جالس‪ ،‬إذا سبع عظيم ضربه واستلب منه قطعة (أي‪:‬‬
‫قطعة من لمه)‪ ،‬فغشي عليه وعليّ‪ ،‬فلما أفاق قلت‪ :‬ما هذا؟ فقال‪ :‬قيض ال هذا السبع َعلَيّ‪ ،‬فكلما دخلتن فترة‬
‫عضن عضة كما رأيت(‪.)3‬‬
‫‪ -1‬هذا الذاكر هو أحد رجلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إما أنه أهدى من ممد صلى ال عليه وسلم؛ لن ممدا ل يأت بثل هذا الذكر ول مثل هذه العبادة‪ ،‬ول‬
‫عرفها أصحابه‪.‬‬
‫ب‪ -‬أو أنه سائر ف إحدى متاهات الضلل البعيد‪..‬‬
‫‪ -2‬ما هي نتائج العضات وقطع اللحم الت كان السبع ينهشها من جسمه؟‬
‫‪ -3‬ما أكثر الزنادقة والغفلي الذين يقولون‪ :‬إن هذا مدسوس‪ ،‬فنجيبهم‪ :‬أل لعنة ال على الكاذبي‪.‬‬
‫* الصوفية ياربون الشريعة والعلم‪-:‬‬
‫يقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫‪...‬وقال شيخ شيوخنا سيدي علي رضي ال عنه‪ :‬اللوس مع العارفي أفضل من العزلة‪ ،‬والعزلة أفضل من‬
‫اللوس مع العوام‪ ،‬واللوس مع العوام أفضل من اللوس مع التفقرة الاهلي‪ ،‬قلت (القائل هو ابن عجيبة)‪:‬‬
‫واللوس مع علماء الظاهر أقبح ف حق الفقي من جيع ما تقدم‪ ،‬وال ما رأيت فقيا صحبهم فأفلح ف طريق القوم‬
‫أبدا‪ ،‬فل قاطع أعظم منهم(‪...)4‬‬
‫‪ -‬من أمثال هذه النصوص ندرك سبب بعد السلمي عن إسلمهم‪ ،‬وسبب جهلهم به‪ ،‬وبالتال سبب‬
‫اندارهم إل مستوى الهل والذل الذي يتخبطون فيه‪.‬‬
‫‪ -‬لكن‪ ..‬هل تفرد ابن عجيبة ف هذا التوجيه؟‬
‫‪ )(1‬من أتباع ابن عرب‪ ،‬مؤسس الطريقة النعمتللهية‪ ،‬أوسع الطرق انتشارا ف إيران‪.‬‬
‫‪ )(2‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)119:‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)103:‬‬
‫‪ )(4‬الفتوحات اللية‪( ،‬ص‪.)330:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪390‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬ل‪ ،‬فهو يسي ف طريق القوم‪ ،‬وقد مرت أمثلة‪ ،‬وهذه أخرى‪ :‬يقول شهاب الدين السهروردي‬
‫البغدادي (إمام الوجود)‪.‬‬
‫‪...‬قال أبو سليمان الداران‪ :‬ثلث من طلبهن فقد ركن إل الدنيا‪ ،‬من طلب معاشا أو تزوج امرأة أو كتب‬
‫الديث(‪!!)1‬‬
‫ويقول الغزال (حجة السلم) (داعيا للجهل والتنبلة)‪:‬‬
‫‪...‬وقال النيد رحه ال‪ :‬أحب للمريد البتدئ أل يشغل قلبه بثلث‪ ،‬وإل تغي حاله‪ ،‬التكسب وطلب الديث‬
‫والتزوج‪ .‬وقال (أي‪ :‬النيد)‪ :‬أحب للصوف أل يكتب ول يقرأ؛ لنه أجع لمه(‪...)2‬‬
‫ويقول الطوسي ف اللمع (داعيا للجهل)‪:‬‬
‫‪...‬وقال بعضهم‪ :‬إذا رأيت الفقي قد انط من القيقة إل العلم‪ ،‬فاعلم أنه قد فسخ عزمه وحل عقده(‪...)3‬‬
‫وقال أيضا (داعيا للجهل)‪:‬‬
‫قال النيد‪ :‬إذا لقيت الفقي فالقه بالرفق ول تلقه بالعلم‪ ،‬فإن الرفق يؤنسه والعلم يوحشه(‪.)4‬‬
‫وقال أيضا (من مقام التوكل)‪:‬‬
‫سعت أحد بن علي الوجيهي يقول‪ :‬سعت بعض الشايخ يقول‪ :‬حج حسن القزاز الدينوري رحه ال اثنت‬
‫عشرة حجة حافيا‪ ،‬مكشوف الرأس‪ ،‬فكان إذا دخل ف رجله الشوك يسح رجله بالرض ويشي ول يطأطئ رأسه‬
‫إل الرض من صحة توكله(‪.)5‬‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬صحة توكله هذه من أين جاء با؟ وما هو دليله عليها من قرآن أو سنة أو عمل صحابة؟؟ نعم‪،‬‬
‫يكن وجود الدليل ف الندوسية والبوذية‪.‬‬
‫* دعوة إل الكسل‪-:‬‬
‫يقول أبو نصر الطوسي ف اللمع (الكتاب الم ف تاريخ التصوف السلمي)‪:‬‬
‫وسعت الذّقّي يقول‪ :‬أقمت بكة تسع سني‪ ،‬وكنتُ اعتقدت أل أصلي صلتي ف موضع واحد‪ ،‬فكان ير ب‬
‫من الوع ما إذا رأيت جنازة أقول‪ :‬ليتن كنت مكان هذا اليت‪ ،‬قال‪ :‬وكان يقع ف قلب ف الوقت‪ :‬يا هذا أليست‬

‫‪ )(1‬عوارف العارف على هامش الحياء‪.)2/165( :‬‬


‫‪ )(2‬إحياء علوم الدين‪.)4/206( :‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)233:‬‬
‫‪ )(4‬اللمع‪( ،‬ص‪.)233:‬‬
‫‪ )(5‬اللمع‪( ،‬ص‪.)223:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪391‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫هذه الفاقة الت لك ل يعلم با أحد غي ال‪ ،‬فكنت أشتغل بذلك‪ ،‬ويذهب عن ما أجد من الوع(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات‪-:‬‬
‫‪ -1‬هو آث وليس مأجورا؛ لن الوع والكسل والصيام الوصول ليس من تعاليم السلم‪.‬‬
‫‪ -2‬هذه القصة وغيها تدلنا على سبب انتشار (التنابل) ف العال السلمي حت زمن قريب‪ ،‬حيث ل نزل‬
‫نسمع بتنابل التكايا‪ ،‬مثل‪( :‬تنابل اصطنبول‪ ،‬وتنابل بغداد‪ ،‬وتنابل دمشق‪ ،‬وغيهم من التنابل الذين كانوا منتشرين ف‬
‫التكايا النتشرة ف طول البلد وعرضها)‪.‬‬
‫‪ -3‬كان اعتقد أنه ل يصلي صلتي ف موضع واحد! وماذا ف هذا العتقاد من الفضل؟ وماذا لو صلى ف‬
‫أي مكان ييسره ال له؟ وهل هو مأجور على اعتقاده هذا؟ وهل؟ وهل؟‪....‬وماذا فعل بصلة الماعة؟!‬
‫* يزهدون ف الدنيا والخرة! فماذا يريدون؟‪-:‬‬
‫ويقول الطوسي أيضا (من آداب الج)‪:‬‬
‫فإذا دفعوا مع المام إل الزدلفة‪ ،‬فأدبم أن يكون ف قلوبم العظمة والجلل ل تعال‪ ،‬فإذا دفعوا مع إمامهم‬
‫جعلوا الدنيا والخرة وراء ظهورهم(‪)2‬؟!‬
‫‪ -‬الواب على هذا الضلل نده ف آيات كثية‪ ،‬نكتفي بواحدة منها‪(( :‬اعْبُدُوا الّل َه وَارْجُوا اْلَي ْومَ ال ِخ َر وَل‬
‫َتعَْثوْا فِي ا َل ْرضِ)) [العنكبوت‪.]36:‬‬
‫إنه سبحانه يأمرنا أن نعبد ال ونرجو اليوم الخر‪ ،‬فما بال علومهم اللدنية تأب إل أن تكون مالفة للقرآن‬
‫الكري؟ وقد رأينا مثل هذا القول ف النصوص السابقة‪ ،‬ول بأس من الرجوع إليها للء الذاكرة‪...‬ورغم كل ذلك‪،‬‬
‫يقولون‪ :‬إن علومهم مؤيدة بالقرآن والسنة!‬
‫* عودة إل الهل‪-:‬‬
‫يقول الطوسي نفسه ف كتابه (اللمع) نفسه‪:‬‬
‫قال أبو يزيد البسطامي‪ :‬صحبت أبا علي السندي‪ ،‬فكنت ألقنه ما يقيم به فرضه‪ ،‬وكان يعلمن التوحيد‬
‫والقائق صرفا(‪.)3‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬لِمَ لَمْ يعلمه كشفه ما يقيم به فرضه؟ وما هو هذا التوحيد والقائق مع كل هذا الهل؟‬
‫* عودة إل القمل‪-:‬‬

‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)226 ،225:‬‬


‫‪ )(2‬اللمع‪( ،‬ص‪.)229 ،228:‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)235:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪392‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬سئل الرتعش النيسابوري رحه ال عن الفقي فقال‪ :‬الذي يأكله القمل ول يكون له ظفر يك به نفسه(‪.)1‬‬
‫ول تعليق‪ ،‬لكن القارئ يعلم الن أن معن كلمة (الفقي) أي‪ :‬الول الصوف‪.‬‬
‫* تأديب النفس على طريقة الندوس‪-:‬‬
‫يقول أبو نصر الطوسي عن أب نصر الروذباري‪:‬‬
‫‪...‬وذكر عن ابن الكرَين‪ ،‬وكان أستاذ النيد رحه ال‪ ،‬أنه أصابته النابة ليلة من الليال‪ ،‬وكانت عليه مرقعة‬
‫ثخينة غليظة‪...‬فجاء إل الشط ليلة‪ ،‬وكان برد شديد‪ ،‬فحرفت نفسه عن الدخول ف الاء لشدة البد‪ ،‬قال‪ :‬فطرح‬
‫نفسه ف الاء مع الرقعة‪ ،‬ول يزل يغوص ف الاء مع مرقعته ث خرج من الاء‪ ،‬وقال‪ :‬اعتقدت أل أنزعها من بدن حت‬
‫تف عليّ‪ ،‬قال‪ :‬فلم تف عليه شهرا كاملً؛ وأراد بذلك تأديبا لنفسه؛ لنا حرنت عند الئتمار لا أمر ال تعال‬
‫به(‪.)2‬‬
‫‪ -‬سؤالنا‪ :‬ما هذا الدين الذي يدين به هؤلء القوم؟ إنه ليس السلم على كل حال؟! وما هذه الغبائيات‬
‫الاهلة المقاء؟ لكن هذا وغيه يفسر لنا سبب انطاط المة السلمية وضياعها التاريي العجيب بعد تلك النهضة‬
‫العجيبة‪.‬‬
‫ويقول الطوسي أيضا‪:‬‬
‫وحكي عن إبراهيم بن شيبان أنه قال‪ :‬كان أبو عبد ال الغرب رحه ال يدخل البادية وعليه إزار ورداء أبيض‪،‬‬
‫وف رجله نعل طاق كأنه يشي ف السوق‪ ،‬فإذا دخل مكة وفرغ من الج أحرم من تت اليزاب‪ ،‬ويرج من مكة‪،‬‬
‫وهو مرم‪ ،‬ويقيم على إحرامه إل أن يرجع إل مكة(‪.)3‬‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬كل العبادات باطلة إل ما نزل به نص‪ .‬فعبادته هذه باطلة وهو فيها بدعي آث‪ .‬ونرد عليه وعلى‬
‫أمثاله من البتدعي بالية الكرية ((َأمْ َلهُمْ ُشرَكَاءُ َش َرعُوا َلهُ ْم مِنَ الدّي ِن مَا لَمْ يَ ْأذَنْ ِبهِ الّلهُ)) [الشورى‪.]21:‬‬
‫ولعل القارئ الكري عرف أن العبادة البتدعة هنا هي إحرامه طيلة السنة عند خروجه من الرم إل بيته حت‬
‫عودته إل الرم‪ ،‬ولعل القارئ يرى التفاهة الفكرية والنراف ف العقيدة ف مثل هذه البدع الت ييل لم شيطانم‬
‫أنا ولية ل‪ ،‬وما هي إل ولية للشيطان‪.‬‬
‫* طريقان ينبت فيهما الذهب والفضة! أين ها؟‪-:‬‬
‫يقول الطوسي نفسه‪:‬‬
‫وحكي عن إبراهيم الواص رحه ال أنه قال‪ :‬أعرف ف البادية تسعة عشر طريقا غي الطريق الذي يسلكه‬
‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)152:‬‬
‫‪ )(2‬اللمع‪( ،‬ص‪.)198:‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)224:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪393‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الناس والقوافل‪ .‬طريقان منهما ينبت فيهما الذهب والفضة(‪!)1‬‬
‫‪ -‬جوابنا مثل جواب سابق‪ :‬ترل ترل ترل‪.‬‬
‫ويقول القشيي ف (الرسالة القشيية) (وف العادة إفادة)‪:‬‬
‫‪...‬وقال الواسطي‪ :‬ادعى فرعون الربوبية على الكشف‪ ،‬وادعت العتزلة على الستر‪ ،‬تقول‪ :‬ما شئت‬
‫فعلت(‪...)2‬‬
‫‪ -‬إذن ففرعون هو رب فعلً؛ لنه ادعى الربوبية على الكشف الذي هو نور اليقي‪ ،‬وحق اليقي‪ ،‬وعي‬
‫اليقي! فنسأل أهل الذكر‪ :‬ما هو الكفر؟‬
‫ويقول القشيي أيضا ف رسالته‪:‬‬
‫‪...‬ولقد قيل للجنيد‪ :‬العارف يزن يا أبا القاسم؟ فأطرق مليا ث رفع رأسه وقال‪ :‬وكان أمر ال قدرا‬
‫مقدورا(‪.)3‬‬
‫‪ -‬إذن فالزنا ل يضر شيئا بالولية‪ ،‬وطبعا يل للول كل شيء‪.‬‬
‫ويقول نفسه‪:‬‬
‫‪...‬كان يقال للنصراباذي كثيا‪ :‬إن عليا القوال يشرب بالليل ويضر ملسك بالنهار؟ وكان ل يسمع فيه ما‬
‫يقال‪ ،‬فاتفق أنه كان يشي يوما ومعه واحد من يذكر عليا بذلك‪ ،‬فوجد عليا مطروحا ف موضع وقد ظهر عليه أثر‬
‫السكر وصار بيث يغسل فمه‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬إل كم نقول للشيخ ول يسمع! هذا علي بالوصف الذي نقول‪ ،‬فنظر‬
‫إليه النصراباذي وقال للعذول‪ :‬احله على رقبتك وانقله إل منله‪ ،‬فلم يد بدا من طاعته فيه(‪...)4‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫لعلهم يرون أن ال سبحانه قد غلط عندما أنزل الدود‪ ،‬وعندما قال‪(( :‬تِ ْلكَ حُدُودُ الّلهِ فَل َتعْتَدُوهَا))‬
‫ك هُمُ الظّالِمُونَ)) [البقرة‪ ،]229:‬فجاء هؤلء الكاشفون‬ ‫[البقرة‪ ،]229:‬وقال‪َ (( :‬ومَنْ يََتعَدّ حُدُودَ الّلهِ فَُأوْلَِئ َ‬
‫ليصلحوا غلطه! فألغوا حد شارب المر‪ ،‬وأكرموه! فعلوم الولياء فوق علوم النبياء! ورغم ذلك يقولون‪ :‬إن‬
‫علومهم الكشفية ل تصادم النصوص القطعية‪ ،‬بل هي مؤيدة با!‬
‫* تنبيه‪:‬‬
‫يفرض السلم على هؤلء أن يقدموا السكي إل القضاء ويشهدوا عليه با رأوه‪ ،‬والقاضي هو الذي يقيم عليه‬
‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)224:‬‬
‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪ ،)5:‬واللمع‪( ،‬ص‪ ،)299:‬والحياء‪ )4/61( :‬مع اختلف ف اللفاظ‪.‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)160:‬‬
‫‪ )(4‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)105:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪394‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الد‪.‬‬
‫* عودة إل الدعوة إل الهل‪-:‬‬
‫يقول القشيي (إياه) ف رسالته (إياها) داعيا إل الهل‪:‬‬
‫‪...‬وقال الضري‪ :‬وأصولنا ف التوحيد خسة أشياء‪ :‬رفع الدث‪ ،‬وإفراد القدم‪ ،‬وهجر الخوان‪ ،‬ومفارقة‬
‫الوطان‪ ،‬ونسيان ما علم وجهل(‪.)1‬‬
‫ويقول أيضا داعيا إل الهل‪:‬‬
‫قال النيد‪ :‬التوحيد الذي انفرد له الصوفية هو إفراد القدم عن الدث‪ ،‬والروج عن الوطان وقطع الصحاب‬
‫وترك ما علم وجهل(‪...)2‬‬
‫ويقول أيضا داعيا إل الهل‪:‬‬
‫وحكي عن أب القاسم بن مروان النهاوندي قال‪ :‬كنت أنا وأبو بكر الوراق مع أب سعيد الراز نشي على‬
‫ساحل البحر نو صيدا‪ ،‬فرأى شخصا من بعيد‪ ،‬فقال‪ :‬اجلسوا‪ .‬ل يلو هذا الشخص أن يكون وليا من أولياء ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬فما لبثنا أن جاء شاب حسن الوجه وبيده ركوة ومعه مبة وعليه مرقعة‪ ،‬فالتفت أبو سعيد إليه منكرا عليه‬
‫لمله الحبة مع الركوة(‪...)3‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫إنكارهم على الناس حل الحبة (أي‪ :‬الشتغال بالعلم)‪ ،‬وطلبهم إليهم نسيان ما علم وما جهل هو جزء من‬
‫رسالة التصوف الت ينشرونا ف الجتمع السلمي‪ ،‬وهذا يفسر لنا سبب انطاط المة السلمية إل ما هي فيه من‬
‫الهل والبعد عن السلم وسبب كل ما تتخبط فيه ما يلمسه كل من فيه شيء من الدراك‪.‬‬
‫‪ -‬وف قول النيد ملحوظة هامة جدا! هي قوله‪( :‬التوحيد الذي انفرد به الصوفية)‪ ،‬والذي يدل بوضوح‬
‫واضح وصراحة صرية وبيان مبي أن توحيدهم هو غي توحيد السلمي‪( ،‬إنم انفردوا به)‪ .‬والقرار أعلى الدلة‪.‬‬
‫وأرجو من القارئ أن يتسلى بتحليل عبارة‪( :‬إفراد القدم عن الدث)‪ ،‬ومثلها‪( :‬رفع الدث وإفراد القدم)‪.‬‬
‫‪ -‬ومن اللحوظات الكثية الت يكن تسجيلها على هذه النصوص نشي إل واحدة هي قول الراز عن‬
‫الشخص‪( :‬ل يلو أن يكون وليا من أولياء ال) وقد ورد ف ثنايا الكتاب بعض اليات والحاديث الت ترد على مثل‬
‫هذا الفتراء على ال‪.‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)135:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)136:‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)167:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪395‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* عودة إل نبذ الخرة والزهد فيها‪ -:‬يقول القشيي (إياه) ف رسالته (إياها)‪:‬‬
‫‪...‬وقيل‪ :‬إن إبراهيم بن أدهم قال لرجل‪ :‬أتب أن تكون ل وليا؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬ل ترغب ف شيء من‬
‫الدنيا والخرة وفرغ نفسك ل تعال(‪...)1‬‬
‫‪ -‬الجوبة كثية على من ل يريد الخرة‪ ،‬منها قوله سبحانه‪(( :‬مِنْكُ ْم مَنْ ُيرِي ُد الدّْنيَا َومِنْكُ ْم مَنْ ُيرِي ُد‬
‫ال ِخ َرةَ)) [آل عمران‪ ،]152:‬فمن أي صنف هؤلء القوم؟ وهم ل يريدون الدنيا ول يريدون الخرة‪ ،‬ويقول‬
‫جعَلَ َلهُمْ حَظّا فِي ال ِخ َرةِ)) [آل عمران‪ ،]176:‬وواضح أن هذا هو العقاب الشديد‪،‬‬ ‫سبحانه‪ُ(( :‬يرِي ُد الّلهُ أَلّا يَ ْ‬
‫وهؤلء رفضوا حظ الخرة سلفا! فماذا بقي لم؟‬
‫لعلهم يعلّمون ال سبحانه ما ل يعلم؟! ويقول سبحانه‪(( :‬مَنْ كَانَ ُيرِيدُ َح ْرثَ ال ِخ َرةِ َن ِزدْ َلهُ فِي َحرِْثهِ))‬
‫[الشورى‪ ،]20:‬وهؤلء ل يريدون حرث الخرة‪ ،‬ويقول سبحانه‪(( :‬كَلّا َبلْ ل يَخَافُونَ ال ِخ َرةَ)) [الدثر‪،]53:‬‬
‫وهؤلء ل يافون الخرة ول يرجونا‪...‬واليات والحاديث كثية‪ .‬ث يقولون‪ -‬ويا لول ما يقولون‪ ،‬ويا للفجور‬
‫والكيد والكر فيما يقولون‪ :-‬إن علومهم وكشوفهم ل تصادم النصوص القطعية؟! وكلها مؤيدة بالقرآن والسنة‪.‬‬
‫* يرفون الكلم من بعد مواضعه‪-:‬‬
‫يقول القشيي ف رسالته الت يدرسها علماؤهم ف مساجد السلمي الغافلي‪:‬‬
‫سُبهُمْ َأْيقَاظًا َوهُ ْم رُقُودٌ))‬
‫‪...‬وكذا أصحاب القائق يكونوا موا عن نعوت اللئق‪ ،‬قال ال تعال‪(( :‬وَتَحْ َ‬
‫[الكهف‪...)2(]18:‬‬
‫‪ -‬ل جرم أن القارئ الكري غدا الن على معرفة تامة بعن العبارة‪( :‬موا عن نعوت اللئق)‪ ،‬ومع ذلك فل‬
‫بأس من شرحها؟ يقول‪ :‬إن أصحاب القائق‪ ،‬أي‪ :‬الذين عرفوا القيقة وتققوا با‪ ،‬يكونون قد انحت عنهم صفات‬
‫اللق‪ ،‬لقيامهم بصفات الق‪ ،‬فظاهرهم ملوقات؛ ولكن حقيقتهم هي اللوهية بنعوتا وصفاتا‪ .‬ويعل الية الكرية‪:‬‬
‫حسَُبهُمْ أَْيقَاظًا َوهُ ْم رُقُودٌ)) [الكهف‪ ]18:‬مشية إل ضللم هذا‪ .‬وهذه صورة من تريفهم لعان اليات‬
‫((وَتَ ْ‬
‫الكرية‪ .‬ث يقولون‪ :‬إن علومهم وكشوفهم مؤيدة بالقرآن والسنة؟!‬
‫* ومن الولية الصياح وتزيق الثياب واللطم والرقص‪-:‬‬
‫يقول القشيي ف رسالته‪:‬‬
‫‪...‬وقيل‪ :‬السماع فيه نصيب لكل عضو‪ ،‬فما يقع إل العي تبكي‪ ،‬وما يقع إل اللسان يصيح‪ ،‬وما يقع إل اليد‬
‫تزق الثياب وتلطم‪ ،‬وما يقع إل الرجل ترقص(‪...)3‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)118:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)118:‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)157:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪396‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ول تعليق‪ ،‬ولكن هذا يذكرنا بأشياء؟ منها‪( :‬نلة إلوسيس)‪ ،‬وكهانة الندوس‪.‬‬
‫* ويكذبون على رسل ال وعلى ال تعال‪-:‬‬
‫ويقول القشيي‪:‬‬
‫‪...‬وقال خي النساج‪ :‬قص موسى بن عمران صلوات ال عليه على قوم قصة‪ ،‬فزعق واحد منهم‪ ،‬فانتهره‬
‫موسى‪ ،‬فأوحى ال إليه‪ :‬يا موسى! بطيب فاحوا‪ ،‬وبب باحوا‪ ،‬وبوجدي صاحوا‪ ،‬فلم تنكر على عبادي(‪.)1‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬من أين عرفوا هذا الفتراء؟ والواب‪(( :‬وَمَنْ أَ ْظلَ ُم مِمّنِ ا ْفَترَى عَلَى الّلهِ الْكَ ِذبَ)) [الصف‪،]7:‬‬
‫ب وَ َكفَى ِبهِ ِإثْمًا مُبِينًا)) [النساء‪...]50:‬ث إن الكذب على رسل ال هو من‬ ‫((ان ُظرْ كَيْفَ َيفَْترُو َن عَلَى الّلهِ الْكَ ِذ َ‬
‫السباب الرئيسية الت جعلت القوام يرجون من دين ال‪.‬‬
‫* ل صوفية دون ماربة العلم‪-:‬‬
‫ويقول القشيي (إياه)‪:‬‬
‫سعت منصورا الغرب يقول‪ :‬رأى بعضهم الضر عليه السلم‪ ،‬فقال له‪ :‬هل رأيت فوقك أحدا؟ فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫كان عبد الرزاق بن هام يروي الحاديث بالدينة والناس حوله يستمعون‪ ،‬فرأيت شابا بالبعد منهم‪ ،‬رأسه على‬
‫ركبتيه‪ ،‬فقلت‪ :‬هذا عبد الرزاق يروي أحاديث رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فلِمَ ل تسمع منه؟ فقال‪ :‬إنه يروي‬
‫عن ميت‪ ،‬وأنا لست بغائب عن ال عز وجل‪ ،‬فقلت له‪ :‬إن كنت كما تقول فمن أنا؟ فرفع رأسه وقال‪ :‬أنت أخي‬
‫أبو العباس الضر‪ .‬فعلمت أن ل عبادا ل أعرفهم(‪.)2‬‬
‫‪ -‬الواب‪:‬‬
‫‪ -1‬الضر توف ف زمنه‪ ،‬وكذب الذين يقولون‪ :‬إنه حي‪ ،‬وضلوا وهم جاهلون‪.‬‬
‫‪ -2‬هذا الذي يتراءى لم هو شيطان‪ ،‬يضحك على ذقونم‪ ،‬أو هو ف غالب الحيان صورة كشفية يراها‬
‫العارف الكامل الذي وصل إل مقام ل ييز فيه بي الكشف والواقع ف أحيان كثية‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق بن هام ل يدث بالدينة‪ ،‬وإنا حدث باليمن‪ ،‬فكشفهم جاهل‪.‬‬
‫‪ -4‬من رسالتهم ف الياة ماربة العلم باسم العلم اللدن‪ ،‬الذي يقولون فيه‪ :‬حدثن قلب عن رب! وهذه‬
‫الهالت والضللت الت بي أيدينا هي ناذج من علومهم اللدنية‪.‬‬
‫‪ -5‬هذا بعض من كثي ما يدل على أن التصوف هو الذي دفع المة السلمية إل حضيض الهل الذي‬
‫مرت به‪ ،‬وإل الفساد الذي ل تزال تتخبط فيه‪.‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)157:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)166:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪397‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* عودة إل الكذب على رسل ال عليهم السلم‪-:‬‬
‫يقول القشيي‪:‬‬
‫سعت الستاذ أبا علي الدقاق يقول‪ :‬لا قال إبراهيم لساعيل عليهما السلم‪ :‬يا بن إن أرى ف النام أن‬
‫أذبك‪ .‬قال‪ :‬يا أبت هذا جزاء من نام عن حبيبه‪ ،‬ولو ل تنم لا أمرت بذبح الولد(‪( ...)1‬وهكذا الكذب وإل فل)‪.‬‬
‫* وكذب على ممد صلى ال عليه وسلم‪-:‬‬
‫يقول القشيي أيضا‪:‬‬
‫سعت الستاذ أبا علي الدقاق يقول ف قول النب صلى ال عليه وسلم ف عيسى بن مري عليه السلم‪ :‬لو ازداد‬
‫يقينا لشى ف الواء‪ ،‬قال رحه ال تعال‪ :‬إنه أشار بذا إل حال نفسه صلى ال عليه وسلم ليلة العراج‪ ،‬لن ف‬
‫(لطائف العراج) أنه قال‪{ :‬رأيت الباق قد بقي ومشيت}(‪.)2‬‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬قال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار}‪.‬‬
‫* يرغبون عن سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪-:‬‬
‫ويقول القشيي أيضا‪:‬‬
‫‪...‬وحكي عن بعضهم أنه قال‪ :‬رأيت ف بعض السفار شيخا كبيا قد طعن ف السن‪ ،‬فسألته عن حاله فقال‪:‬‬
‫إن كنت ف ابتداء عمري أهوى ابنة عم ل وهي ل كذلك توان‪ ،‬فاتفق أنا زوجت من‪ ،‬فليلة زفافها قلنا‪ :‬تعال‬
‫حت نيي هذه الليلة شكرا ل تعال على ما جعنا‪ ،‬فصلينا تلك الليلة ول يتفرغ أحدنا لصاحبه‪ ،‬فلما كانت الليلة‬
‫الثانية قلنا مثل ذلك؟ فمنذ سبعي أو ثاني سنة نن على تلك الصفة كل ليلة‪ ،‬أليس كذلك يا فلنة؟ فقالت العجوز‪:‬‬
‫كما يقول الشيخ(‪.)3‬‬
‫الواب على هذه القصة‪ :‬يقول صلى ال عليه وسلم‪{ :‬من رغب عن سنت فليس من}‪.‬‬
‫* وكذب على رسل ال‪-:‬‬
‫يقول القشيي إياه‪:‬‬
‫‪...‬وقيل‪ :‬إن داوُد عليه السلم كان يستمع لقراءته الن والنس والطي والوحش إذا قرأ الزبور‪ ،‬وكان يُحمل‬
‫من ملسه أربعمائة جنازة من قد مات من سعوا قراءته(‪.)4‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)176:‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)84:‬‬
‫‪ )(3‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)82:‬‬
‫‪ )(4‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)153:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪398‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ماذا يكن أن يقال عن مثل هذا القال؟ هل يقال‪ :‬يا سلم‪ ،‬أم يا حرام‪ ،‬أم يا كذب‪ ،‬أم يا غباء‪ ،‬أم يا‬
‫ضلل؟! يُحمل من ملسه أربعمائة جنازة كلما قرأ؟! ث يتساءلون‪ :‬ما سبب فساد السلمي؟‬
‫‪ -‬وللعلم‪ :‬الرسالة القشيية تدرس ف مساجد البلد السلمية! وينصح شيوخهم وعلماؤهم بقراءتا! على أنا‬
‫‪ -‬والق يقال‪ -‬من الكتب الشجعة على السي ف طريق الكهانة‪ ،‬هي والكتاب الذي سي‪ -‬زورا وبتانا‪( -‬إحياء‬
‫علوم الدين)‪ ،‬وما هو إل إحياء علوم الكهانة‪ ،‬وكذلك النقم الضللية الكفرية الت سوها (الكم العطائية)‪ ،‬وبقية‬
‫كتبهم‪.‬‬
‫* مشاهد مرسلة (والكلم منقول بدقة)‪-:‬‬
‫حدث الشيخ (ع) فكان ما حدث‪:‬‬
‫‪...‬ث دخلت الزاوية‪...‬فقابلتن أمي فاطمة الزهراء‪ ،‬فطلبت منها الذن بأن تسمح ل بتقبيل قدميها‪ ،‬فسمحت‪،‬‬
‫فقبلتهما‪ ،‬ث قبلت كفيها‪ ،‬ث خديها‪ ،‬ث جبينها ورأسها‪ ،‬ث رضعت من بزّيْها حت رويت‪ ،‬ث أخذت أقبلها‪ ،‬ث‬
‫تركتها‪ ،‬فقالت‪ :‬ما لك؟ َقبّل‪ .‬قلت‪ :‬إن أخاف من أبيك يزعل عليّ‪ ،‬فقالت‪ :‬إن أب ل يزعل عليك‪ ،‬إنه يبك كثيا‬
‫جدا‪ ،‬قبّل‪ ،‬فعدت أقبلها لا علمت أنا أمي حقيقةً‪ ،‬فمن هذا القام علمت أن جدي ممد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وأمي فاطمة‪ ،‬وأن أب علي الرتضى‪...‬اهـ‪( .‬الرجاء ملحوظة قناعته أن الكشف أمر واقع)‪.‬‬
‫وقال‪ :‬حصل ل ف اللوة بواسطة شيخي‪ ،‬ما ل عي رأت‪ ،‬ول أذن سعت‪ ،‬حيث إن ال تعال أجلسن بي‬
‫يديه وقال ل‪ :‬تن عل ّي ما تريد‪...‬فقلت له‪ :‬ل أريد شيئا إل أنت‪ .‬فقال ل‪ :‬إذن اذهب إل النة‪ ،‬فأي قصر أعجبك‬
‫أو أي شيء أعطيكه‪ .‬فقلت‪ :‬ال‪ ،‬يا رب ل أريد شيئا إل أنت‪...‬ث حضر سيدنا ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبعد أن‬
‫جلس عليه الصلة والسلم قال ال تعال ل‪ :‬ا ْفنَ به‪ ،‬ففنيت به فورا‪ ،‬ث قال لسيدنا ممد‪ :‬افن باسي (اللطيف)‪ ،‬ففن‬
‫عليه الصلة والسلم به‪ ،‬ث فن اسه اللطيف ف اسه (ال)‪ ،‬ث فن اسه (ال) ف ذاته العلية القدسة؛ ث قال ال تعال‬
‫ل‪ :‬إن حظك عظيم‪...‬اهـ‪( .‬سؤال للقارئ‪ :‬هل تستطيع معرفة اسم الشيخ من هذه النصوص؟)‪.‬‬
‫وحصل ل فتح آخر‪:‬‬
‫حيث اصطفان ال تعال‪ ،‬حيث قال ل‪ :‬أنت يا (ع) حبيب‪ ،‬إن اصطفيتك من أصفى أصفيائي‪ ،‬فمقامك الن‬
‫ف سويداء قلب‪ ،‬فحمدت ال تعال وشكرته وأثنيت عليه الثناء الميل‪.‬‬
‫وفضيلة عظيمة حصلتُ عليها‪:‬‬
‫‪...‬فتح ال تعال علي‪ ،‬ث صعدت إل السماء السابعة‪ ،‬وأنا مواظب على الذكر‪ ،‬فأهدى ل رب اسه العظم‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬ابن ل هنا قصرا عظيما‪ ،‬فبن ل قصرا عظيما‪ ،‬فقلت له‪ :‬ضع عليه كرسي الربوبية‪ ،‬فوضع عليه كرسي‬
‫الربوبية‪ ،‬فقالت اللئكة‪ :‬اجلس‪ ،‬فقلت لم‪ :‬حاشا ل تعال‪ ،‬إن هذا ل وحده؟ فأخذت اللئكة تردد أخلقا‬
‫ممدية‪ ،‬أخلقا ممدية‪ ،‬فقلت‪ :‬المد ل رب العالي‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪399‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫وف يوم من أيام رمضان البارك‪:‬‬
‫كنت أصلي الضحى‪ ،‬تلى ال تعال علي وأخذ يدثن حديثا قلبيا ألذ من كل لذيذ‪ ،‬قال‪ :‬أعلمك يا (ع)‬
‫أنك الن صرت عبدا خالصا ملصا مقدسا لسويداء قلب‪ ،‬ليس لك عنه بواح‪...‬وأنا أساعدك بكل ما تتاج إليه من‬
‫علم وحكمة وقدرة وجيع ما يلزم‪...‬وأذكُر لا كان رب جل جلله متجليا علي قبلت فمه القدس تقبيلً ل مبة‬
‫وشوقا ولذة فوق وصف الواصفي‪ ،‬له المد‪.‬‬
‫وف عام (‪1402‬هـ) ف ليلة (يعينها)‪:‬‬
‫ذكرت ال كثيا حت صار كل شيء نورا‪ ،‬وقد ذبت وسحقت ف ال‪ ،‬بل صرت ال بميع ذاته وصفاته‬
‫وأسائه‪ ،‬وبقيت تقريب الساعتي‪ ،‬والعالي ف بجة وسرور وطبل وزمر وموسيقى وأذكار وأناشيد وصلوات على‬
‫النب‪ ،‬ث انتهت وأنا ف غاية السرور حامدا وشاكرا‪.‬‬
‫وحديث آخر يدث به شيخ آخر (الشيخ م) يقول‪:‬‬
‫رأيت مناما‪ ،‬أن أصابعي هم سيدنا ممد رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪ ،‬وأن الكفوف (جع كف) وما‬
‫فوق هي ال تعال‪ .‬وإن الذين ل يؤمنون بذلك‪ ،‬بل يكذّبون‪ ،‬هم كالبصقة تغلبن‪ ،‬لكن أبصقها ف النهاية‪ ،‬وما بقي‬
‫منها أبلعه‪ ،‬فيذهب ويتزج مع الغائط ويرج إل حيث‪...‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬هاذان القطبان غي مثقفي‪ ،‬ول يتقنا الكر أو ل يتعلماه‪ ،‬فقال ما رأيا بصدق وبراءة‪ ،‬دون تذيب ول‬
‫تنميق! لذلك ظهرت هلوسات الغرور الرهَق بالذكر الرهاقي‪ ،‬والوجه بالقناعات والطموحات السبقة‪ ،‬ظهرت‬
‫واضحة ف رؤاها وأقوالما‪ ،‬أما غيها من الثقفي والدباء‪ ،‬فإنم يذفون ما ل يسن إظهاره‪ ،‬أو يكتمونه أو‬
‫يزوّرون فيه بالرمز واللغز‪ ،‬حت يظهر مقبولً بعض الشيء‪ ،‬ومع ذلك؟ فمن التعذر أن تنقلب الزندقة إيانا مهما‬
‫أُلبست من تأويلت وتزويرات‪.‬‬
‫* دعوة إل الهل والفسوق‪-:‬‬
‫يقول سيدي ممد وفا (قطب غوث)‪:‬‬
‫فعلمك ل جهل وفعلك ل وزر‬ ‫وبعد الفنا ف ال كن كيفما تشا‬
‫فصاحب هذا الوصف يقال له ف اصطلح القوم‪( :‬ف حضرة الطلق)‪ ،‬ويقال له‪ :‬من الحرار‪ ،‬لكونه مطلوقا‬
‫من طبائعه ومن كل ما سوى موله‪...‬وتارة تضاف حضرة الطلق إل ال تعال(‪...)1‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬وكما يقرر هذا الغوث‪ ،‬بل كلهم يقررون أن السالك عندما يصل ف الذبة إل الفناء يغدو ذا علم ل‬
‫جهل فيه وإن كان أجهل الهلء ويغدو فعله‪ ،‬مهما كان فعله‪ ،‬ل وزر فيه (ولو جع كل الوزار)‪.‬‬

‫‪ )(1‬السرار الربانية والفيوضات الرحانية‪( ،‬ص‪.)81:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪400‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وهذا ما يفسر لنا سبب الهل والفساد اللقي الذي تتخبط فيه المة السلمية‪.‬‬
‫* النهي عن العلم شعار يلتزمونه‪-:‬‬
‫ويقول ممد ممد أبو خليل‪:‬‬
‫‪...‬وكان شيخنا (الغوث ممد أبو خليل) رضي ال عنه ينهانا عن قراءة الكتب‪ ،‬ويقول‪ :‬من اجتهد ف عبادة‬
‫ال‪ ،‬نور ال بصيته‪ ،‬وعرف ما ف الكتب وما ليس ف الكتب بطريق اللام والكشف(‪..)1‬‬
‫الواب‪:‬‬
‫‪ -1‬رأينا علومهم وكشوفهم ومعارفهم‪ ،‬ورأينا ما فيها من جهل وتفاهة وهذيان وهلوسات تشيشية‪.‬‬
‫‪ -2‬كل هذا يفسر لنا سبب انطاط السلمي‪ ،‬وسبب ترديهم فيما يتخبطون فيه من جهل وفساد‪.‬‬
‫‪ -3‬صدق ال سبحانه‪(( :‬ا ْقرَْأ َورَّبكَ الَ ْك َرمُ‪ .‬الّذِي عَلّمَ بِاْلقَلَمِ)) [العلق‪ ،]4 ،3:‬وكذبوا وضلوا؛ لن ال‬
‫سبحانه علم بالقلم‪ ،‬ول يعلم بالكشف ول بالعلم اللدن ول بالفتوح ول بالتحشيش ول بالَفَْينَة ول بأي مهلس من‬
‫الهلسات‪.‬‬
‫* حكم عربية حاتية أكبية‪-:‬‬
‫‪...‬وقال بعضهم‪ :‬إنا يتوكل عليه من يرى غيه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬عجبت لن عرف ال كيف أطاعه‪ .‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬ل تغتروا بدخول إبليس النار‪ ،‬فإنه تعال يقول‪(( :‬لََأمْلَنّ َج َهنّ َم مِْنكَ)) [ص‪.]85:‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬رجال ال كالسراب‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪:‬‬
‫الشرع أمانة والقيقة أمن‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬ل يصام إل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن (أي‪ :‬الذي كان ف‬
‫أول البعثة)‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬رسل ال ال‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬الطيع يسيء الظن بربه‪ ،‬والعاصي يسن الظن بربه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬الحجوب من اتسعت‬
‫معارفه‪ ،‬والعال من قلت معارفه‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬العلم للخلق والقيقة للحق(‪.)2‬‬
‫* اللحوظة‪-:‬‬
‫الكلم واضح الضلل‪ ،‬لكن الدعوة إل الهل أوضح‪ ،‬وأوضح منه الدعوة إل التحلل من الدين‪.‬‬
‫* من التفسي الصوف‪-:‬‬

‫‪ )(1‬الرب‪( ،‬ص‪.)417:‬‬
‫‪ )(2‬رسائل ابن عرب‪ ،‬كتاب العلم‪( ،‬ص‪.)7:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪401‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يقول ابن عرب‪ ،‬الشيخ الكب والكبيت الحر‪ ،‬من تفسيه لسورة الروم‪(( :‬ال‪ .‬غُِلَبتِ الرّومُ)) [الروم‪1،:‬‬
‫‪ :]2‬الذات الحدية مع صفت العلم والبدئية‪ ،‬كما ذكر أن روم القوى الروحانية تكون مغلوبة ف أقرب موضع من‬
‫أرض النفس‪ ،‬الذي هو الصدر؛ لن فيض البدأ يوجب إظهار اللق واحتجاب الق به‪ ،‬فكل ما كان أقرب إل‬
‫الق‪ ،‬كان مغلوبا بالذي هو هو أقرب إل اللق‪...‬‬
‫سهِ ْم مَا َخلَقَ الّلهُ)) [الروم‪ :]8:‬ساوات الغيوب السبعة وأرض البدن وما بينهما من‬ ‫((َأوَلَمْ يََتفَ ّكرُوا فِي أَنفُ ِ‬
‫القوى الطبيعية واللكوت الرضية والروحانية‪ ،‬واللكوت السماوية والصفات‪ ،‬والخلق وغيها‪ ،‬إل بالكمة‬
‫س بِِلقَاءِ َرّبهِمْ‬
‫والعدل وظهور الق ف مظاهرهم بالصفات على حسب استعداد قبولا لتجليه‪((...‬وَإِنّ َكثِيًا مِ َن النّا ِ‬
‫لَكَاِفرُونَ)) [الروم‪ :]8 :‬لحتجابم عنه‪ ،‬فيتوهون أنه ل يكون إل بالقابلة الصورية ف عال آخر‪ ،‬باندراج الوية ف‬
‫الوية‪...‬‬
‫((الّلهُ َيبْدَأُ الْخَ ْلقَ)) [الروم‪ :]11:‬بإظهار الفرس على الروم‪(( ،‬ثُ ّم ُيعِي ُدهُ)) [الروم‪ :]11:‬بإظهار الروم على‬
‫الفرس‪(( ،‬ثُمّ إَِلْيهِ ُت ْر َجعُونَ)) [الروم‪ :]11:‬بالفناء فيه‪(( ،‬وََي ْومَ َتقُومُ السّاعَةُ)) [الروم‪ :]12:‬بوقوع القيامة الصغرى‪،‬‬
‫ج ِرمُونَ)) [الروم‪ :]12:‬عن رحة ال‪...‬أو القيامة الكبى بظهور الهدي عم‪ ،‬وقهرهم تت سطوته‬ ‫((ُيبِْلسُ الْ ُم ْ‬
‫سبْحَانَ الّلهِ)) [الروم‪ :]17:‬أن يكون غيه ف الوجود والصفة والفعل والتأثي‪ِ (( ،‬حيَ‬ ‫وحرمانم من رحته‪((...‬فَ ُ‬
‫تُ ْمسُونَ)) [الروم‪ :]17:‬بغلبة ظلمة الفرس على نور الروم‪(( ،‬وَ ِحيَ ُتصْبِحُونَ)) [الروم‪ :]17:‬عند ظهور نورهم‬
‫حمْدُ)) [الروم‪ :]18:‬بظهور صفات كماله وتليات جاله ف ساوات الغيوب السبعة‬ ‫على ظلمة الفرس‪(( ،‬وََلهُ الْ َ‬
‫وقت إصباح غلبة نور الروحانيات على ظلمات النفسانيات‪...‬‬
‫‪ -‬يعل ابن عرب كلمة (الروم) تشي إل نور الروحانيات (ويعن با‪ :‬استشعار المع)‪ ،‬كما يعل كلمة‬
‫(الفرس) تشي إل ظلمة النفسانيات (ويعن با استشعار الفرق)‪.‬‬
‫وللقارئ أن يناقش هذا التفسي حسب مقتضيات اللغة وأصول التفسي وكليات العقيدة السلمية وجزئياتا‪.‬‬
‫كما عليه أن يعرف أن تفسي ابن عرب هو كتاب مقدس عند الصوفية‪ ،‬وكله يري على هذا النمط‪.‬‬
‫* كشفهم ل يساعدهم‪-:‬‬
‫قال الشريف حسن (أخو أحد البدوي‪ ،‬وكانوا يقيمون ف مكة)‪:‬‬
‫فأقمت أنا وإخوت‪ ،‬وكان أحد أصغرنا سنا وأشجعنا قلبا‪ ،‬وكان من كثرة ما يتلثم لقبناه بالبدوي‪...‬ث إنه ف‬
‫شوال سنة ثلث وثلثي وستمائة رأى ف منامه ثلث مرات قائلً يقول له‪ :‬قم واطلب مطلع الشمس‪ ،‬فإذا وصلت‬
‫إل مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس وسر إل طندتا (طنطا) فإن با مقامك أيها الفت! فقام من منامه‪ ،‬وشاور‬
‫أهله وسافر إل العراق‪ ،‬فتلقاه أشياخها‪ ،‬منهم سيدي عبد القادر وسيدي أحد بن الرفاعي‪ ،‬فقال‪ :‬يا أحد‪ ،‬مفاتيح‬
‫العراق والند واليمن والروم والشرق والغرب بأيدينا فاختر أي مفتاح شئت منها‪ ،‬فقال لما سيدي أحد رضي ال‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪402‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫عنه‪ :‬ل حاجة ل بفاتيحكما‪ ،‬ما آخذ الفتاح إل من الفتاح‪ .‬قال سيدي حسن‪ :‬فلما فرغ سيدي أحد من زيارة‬
‫أضرحة أولياء العراق كالشيخ عدي بن مسافر واللج وأضرابما‪ ،‬وخرجنا قاصدين إل ناحية طندتا(‪...)1‬‬
‫* اللحوظات‪-:‬‬
‫‪ -1‬كان مقيما ف مكة‪ ،‬والعراق بالنسبة لكة ليس مطلعا للشمس‪.‬‬
‫‪ -2‬عندما ولد أحد البدوي كان عبد القادر وأحد بن الرفاعي قد شبعا موتا من زمان‪ ،‬فكيف استقبله؟‬
‫طبعا‪ ،‬إنه رأى ذلك بالكشف‪ ،‬وهؤلء الكمل يتساوى ف إحساسهم الكشف مع الواقع‪ ،‬وف كثي من الحيان ل‬
‫يستطيعون التمييز بينهما‪.‬‬
‫‪ -3‬أما مفاتيح الشرق والغرب ووثنية القبور فنشكوها إل ال سبحانه‪.‬‬
‫* بدون عنوان (لعلها من مقام النفس الراضية)‪-:‬‬
‫(أحد الدعو حدة) الجذوب الصاحي‪ ،‬له كشف ل يكاد يطئ‪...‬قال الناوي (شارح الامع الصغي)‪:‬‬
‫أخبن الولد (أي‪ :‬ولده سيدي زين العابدين الول الكبي)‪ :‬ما تلبست بال إل كاشفن به وهو مقيم عند بعض‬
‫النساء البغيات بباب الفتوح‪.)2(...‬‬
‫‪ -‬ويتساءلون‪ :‬ما سبب فساد المة السلمية؟ ونتساءل‪ :‬ل حرم ال الزنا؟ وَفرَض حد الزان والزانية؟‬
‫* وبدون عنوان كذلك‪-:‬‬
‫ما يورده يوسف النبهان‪:‬‬
‫‪...‬وقال العارف النابلسي (عبد الغن) ف شرح الطريقة الحمدية‪ :‬قال القسطلن‪ :‬وأخبن شيخ السلم‬
‫البهان بن أب شريف أنه كان يقرأ خس عشرة ختمة ف اليوم والليلة(‪...)3‬‬
‫‪ -‬وكذلك ل تعليق‪ ،‬لكنها على كل حال أهون من ثلثائة وستي ألف ختمة!‬
‫* عودة إل اليلن (قطب الولياء)‪-:‬‬
‫يقول‪... :‬تدري كم عنده (أي‪ :‬عند ال) من الطاعات والصوم والصلة ل يعبأ با‪ ،‬إنا مراده منك قلب‬
‫صاف من القدار والغيار(‪...)4‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬وحسب تقرير اليلن‪ ،‬ال سبحانه ل يعبأ بالطاعات (ويب أن ننتبه إل أن الطاعات هي الشريعة‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)1/183( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع الكرامات للنبهان (‪.)1/555‬‬
‫‪ )(3‬جامع الكرامات‪.)1/411( :‬‬
‫‪ )(4‬الفتح الربان‪( ،‬ص‪.)357:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪403‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫السلمية وما فيها من عبادات وأخلق ومعاملت)‪ ،‬ويقرر أن ال ل يريد إل البلهة الصوفية والعته الذي يقودهم‬
‫إل الذبة ث إل شهود وحدة الوجود (صاف من القدار والغيار)‪.‬‬
‫أوَليس هذا التقرير هو افتراء على ال الكذب‪ ،‬وهو ضلل موغل ف الضلل‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬أيها القارئ الكري‪ ،‬إنك لن تعدم مادعا أو مغفلً يقول لك‪ :‬هذا الكلم له تأويل! فنقول له‪ :‬التأويل‬
‫ضلل وتضليل‪ ،‬وكذب وأحابيل‪ ،‬ومكر بالسلمي لخراجهم من النور إل الظلمات‪ .‬أو يقول لك‪ :‬هذا مدسوس‪،‬‬
‫فنجيبه‪:‬‬
‫أولً‪ :‬أل لعنة ال على الكاذبي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬هذه هي عقيدة القوم ومشربم والغاية الت يسعون إليها‪ ،‬فلماذا تكون مدسوسة؟ ومن يفكر يدسها؟‬
‫ثالثا‪ :‬إن كانت مدسوسة فلِمَ ل يذفونا من كتبهم‪ ،‬وعلماؤهم وأبدالم هم الذين يشرفون على طبع كتبهم‪.‬‬
‫* النة بالجان (بالبلش)‪-:‬‬
‫(فائدة جليلة)‪ ،‬قال سيدنا أحد التجان رضي ال عنه‪ :‬ذكر ليلة المعة مائةً من صلة الفاتح لا أغلق‪ ،‬بعد نوم‬
‫الناس‪ ،‬يكفر ذنوب أربعمائة سنة(‪ )1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬نص صلة الفاتح لا أغلق‪ :‬اللهم صل على سيدنا ممد الفاتح لا أغلق‪ ،‬والات لا سبق‪ ،‬ناصر الق بالق‪،‬‬
‫والادي إل صراطك الستقيم‪ ،‬وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم‪.‬‬
‫‪ -‬تكملة‪ :‬يظهر أن هذا الكم قد نسخ‪ ،‬فقد ورد ف كشف الجاب‪:‬‬
‫‪...‬وإن الرة الواحدة منها فدية من النار‪ ،‬وإن من ذكرها مرة واحدة يغفر ال له ذنوبه ولو كانت ف عمره‬
‫مائة ألف سنة‪ ،‬وإن الرة الواحدة منها بأربعمائة غزوة كل غزوة بأربعمائة حجة‪ .‬وإن ذاكرها يعطى ثواب كل ذاكر‬
‫ف الكون بأضعاف مضاعفة قل أو كثر‪ .‬وإن الرة الواحدة منها تعدل ستمائة ألف صلة من مطلق الصلوات من‬
‫صلة كل ملك وصلة كل إنس وصلة كل جان‪ .‬وقال (أي‪ :‬أحد التجان) ‪-‬رضي ال عنه‪ :-‬ما أعد ال تعال‬
‫لذاكر صلة الفاتح لا أغلق من الفضل ل يل ل ذكره‪ ،‬ول يظهر إل ف الدار الخرة(‪.)2‬‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬ذكر كل ما ذكر من عظائم (صلة الفاتح)‪ ،‬ومع ذلك يقول‪ :‬إن هناك من الفضل ما ل يل له‬
‫ذكره! فما هو هذا الذي ل يل ذكره؟ وهل هناك أكب وأفظع ما ذكر؟ ونترك التعليق والناقشة لكل من كان عنده‬
‫ذرة من إيان من ذرة من عقل مع ذرة من حياء‪.‬‬
‫* كرامة من جلة الكرامات وصوم أيضا (من مقام الجاهدة)‪-:‬‬

‫‪ )(1‬غاية المان‪( ،‬ص‪.)97:‬‬


‫‪ )(2‬كشف الجاب‪( ،‬ص‪.)375:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪404‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫و‪( ..‬ومنهم أبو عبد ال بن خفيف)‪...‬وبقي ف بدايته أربعي شهرا يفطر بكف باقلء (أي‪ :‬فول) حت جف‬
‫دمه‪ ،‬ويقرأ القرآن ف كل ركعة‪ ،‬ويصلي كل يوم ألف ركعة‪ ،‬ودخل بغداد وبقي با أربعي يوما ل يأكل ول‬
‫يشرب(‪...)1‬‬
‫‪ -‬فلنتناس هنا‪ -‬من أجل خاطرهم‪ -‬حكم الشريعة السلمية على هذه البدع وما فيها من ورع هندوسي‪.‬‬
‫ولننتبه فقط إل أنه يصلي كل يوم ألف ركعة‪ ،‬ويقرأ ف كل ركعة القرآن كله؟ أي‪ :‬إنه يتم ف اليوم ألف ختمة‪ .‬ث‬
‫لنسكت شاكي إل ال ما حل بذه المة من هذه الطائفة‪.‬‬
‫يقول شاعرهم‪:‬‬
‫ترى ما ل يراه الناظرونا‬ ‫قلوب العارفي لا عيو ٌن‬
‫هذا توضيح للرؤى الكشفية‪ ،‬فالكاشف يرى أشياء ل وجود لا! يراها كما نرى الشياء الوجودة أمام أعيننا‪،‬‬
‫ويعزون ذلك إل قوة ف القلب يسمونا (السر)‪ ،‬ويقولون‪ :‬إن السر بالنسبة للقلب كالروح بالنسبة للجسد‪ ،‬وطبعا‪،‬‬
‫هذا كله وهم ف وهم‪ ،‬وف فصل لحق سنرى كيف تدث الرؤى الكشفية‪ ،‬مع العلم أن مثلها تاما يدث لن‬
‫يتعاطى الخدرات التحشيشية الفيونية وتلك الزمرة‪.‬‬
‫* كشوف يهلها الواقع‪-:‬‬
‫قطب الغوث علي وفا كان يقول‪:‬‬
‫العلقة الت حول حبة القلب هي الية الطوقة حول العرش من اللكوت‪ ،‬والية الطوقة بعي الياة من البوت‪،‬‬
‫والية الطوقة بقاف من اللكي‪ ،‬وكان رضي ال عنه يقول‪ :‬البطن الوسط من الدماغ السمى بالدودة هو الذي قوته‬
‫تنشئ حرير أهل النان‪.)2(...‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬فالقلب هو العرش؟ ولكن أين هي عي الياة والية الت تطوقها‪ ،‬وكذلك جبل قاف وحيته؟؟ لكن‬
‫الكشف هو حق اليقي يرى ما ل يراه الناظرونا‪ ،‬وعندما يقول الكشف‪ :‬إن هناك عي الياة‪ ،‬وجبل قاف‪ ،‬و‪،...‬‬
‫و‪...‬فيجب أن نصدقه؛ لنه كشف! وكشف على من؟ على أولياء صديقي أقطاب أغواث‪.‬‬
‫فصدق أيها القارئ‪ ،‬وسلم تسلم‪ ،‬أما عقلك وبصرك وسعك فادفنها ف أي مكان يعينه الكشف‪ ،‬وحسبك‬
‫الكشف‪ ،‬أما القرآن والسنة فيجب عرضهما على الكشف‪ -‬كما يقول حجة السلم المام المام‪ -‬فما وافق‬
‫الكشف قرروه‪ ،‬وما خالف أولوه‪...‬‬
‫* من أحوال ومقامات (انتشار الشيش ف مصر) والفطار ف رمضان‪-:‬‬
‫ومنهم سيدي الشريف الجذوب رضي ال تعال عنه ورحه؛ كان رضي ال عنه ساكنا تاه الجاني‬
‫‪ )(1‬حاشية العروسي‪.)2/6( :‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)2/34( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪405‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بالارستان النصوري‪ ،‬وكان له كشف ومثاقلت للناس الذين ينكرون عليه‪ ،‬وكان رضي ال عنه يأكل ف نار‬
‫رمضان‪ ،‬ويقول‪ :‬أنا معتوق أعتقن رب‪ ،‬وكان كل من أنكر عليه يعطبه ف الال!!‪...‬وكان رضي ال عنه يتظاهر‬
‫ببلع الشيش‪ ،‬فوجدوها يوما حلوة‪ ،‬وكان قد أعطاه ال تعال التمييز بي الشقياء والسعداء ف هذه الدار‪ )1(...‬ترل‬
‫ترل‪...‬‬
‫‪ -‬يفطر ف رمضان رضي ال عنه! ويبلع الشيشة متظاهرا‪ ،‬رضي ال عنه!‬
‫السؤال البسيط‪ :‬ما هي الفائدة الدينية والدنيوية والشرعية والعقلية والنطقية والصبيانية والغوغائية والنونية‬
‫والغبائية والذكائية‪...‬و‪...‬؟ ما هي الفائدة‪ ،‬أية فائدة من التظاهر ببلع الشيش؟ وهل يريد ال سبحانه من أوليائه أن‬
‫يفطروا ف رمضان ويتظاهروا بالبائث؟! لكن ما شأننا نن؟ فهؤلء هم القربون وكفى! ث يتساءل التسائلون‪ :‬ما‬
‫هو سبب فساد هذه المة؟ ويتساءلون‪ :‬ما هو سبب انتشار الشيش؟‬
‫* وليته تمده‪-:‬‬
‫ل ونارا على دكان‬‫ومنهم سيدي علي الدميي الجذوب رضي ال تعال عنه‪ :‬كان رضي ال عنه جالسا لي ً‬
‫بياع الرقاق تاه حام الارستان‪ ،‬وكان رضي ال عنه ل يتكلم إل نادرا‪ ،‬وكان مكشوف الرأس ملفوفا ف بردة كلما‬
‫تتقطع يبدلونا له بأخرى‪ ،‬أقام على هذه الالة نو عشرين سنة!! وكان كلما رآن تبسم‪ ،‬مات رضي ال عنه سنة‬
‫خس وعشرين وتسعمائه‪ ،‬ودفن بالسجد الذي بقرب باب النصر اليشبكي‪ ،‬وقبه ظاهر يُزار رضي ال عنه(‪!!)2‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬ما هو قول القارئ بأمة تقدس الجاني ومرضى العصاب والشاشي والفيونيي؟!‬
‫* الصوف يصور ما ف الرحام كيف يشاء‪-:‬‬
‫يقول عبد ال اليافعي (الغوث)‪:‬‬
‫‪...‬وروي عن بعض الولياء الكبار أنه طلب منه بعض الناس أن يدعو له ال تعال أن يرزقه ولدا ذكرا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إن أحببت ذلك فسلم للفقراء مائة دينار‪ ،‬فسلم إليه ذلك‪ ،‬ث جاء بعد ذلك بدة وقال له‪ :‬يا سيد وعدتن بولد ذكر‬
‫وما وضعت امرأت إل أنثى‪ ،‬فقال له الشيخ‪ :‬الدناني الت سلمتها ناقصة‪ .‬قال يا سيدي! ما هي ناقصة إل شيئا يسيا‪.‬‬
‫فقال له الشيخ‪ :‬ونن أيضا ما نقصناك إل شيئا يسيا‪ ،‬فإن أحببت أن نوف لك فأوف لنا‪ .‬فقال‪ :‬نعم يا سيدي‪ ،‬ث‬
‫ذهب وعاد إليه بتوفية ذلك النقصان‪ ،‬فقال له الشيخ‪ :‬اذهب فقد أوفينا لك كما أوفيت‪ ،‬فرجع إل منله‪ ،‬فوجد‬
‫غلما بقدرة ال تعال وإكرامه لوليائه عز وجل(‪.)3‬‬
‫ويقول (مزهدا بالعلم)‪:‬‬

‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)2/150( :‬‬


‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)2/150( :‬‬
‫‪ )(3‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)22:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪406‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ورُوي أن جاعة من أهل العلم قصدوا زيارة بعض الشيوخ‪ ،‬فلما أتوه وجدوه يَ ْلحَن ف قراءته ف الصلة‪ ،‬فتغي‬
‫اعتقادهم فيه‪ ،‬فلما ناموا تلك الليلة أجنبوا كلهم‪ ،‬فخرجوا ليغتسلوا ف بركة ماء‪ ،‬فوضعوا ثيابم ودخلوا ف الاء‪،‬‬
‫فجاء السد وجلس على ثيابم‪ ،‬فلم يقدروا يرجون‪ ،‬فلقوا شدة من شدة البد‪ ،‬فجاء الشيخ‪ ،‬وزجر السد‪ ،‬وقال‬
‫له‪ :‬ما قلت لك ل تتعرض لضيفان‪ ،‬فبصبص وذهب‪ ،‬ث قال لم الشيخ‪ :‬أنتم اشتغلتم بإصلح الظاهر فخفتم السد‪،‬‬
‫ونن اشتغلنا بإصلح الباطن فخافنا السد(‪.)1‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫التزهيد بالعلم والدعوة إل الهل هي من الواجبات الول للمتصوفة‪.‬‬
‫* الكعبة تذهب لتطوف حولم‪-:‬‬
‫ويقول اليافعي أيضا‪:‬‬
‫‪...‬وأعظم من ذلك وأفضل طواف الكعبة العظمة بكثي منهم‪ ،‬وكل ذلك مشهور مذكور بالسانيد‬
‫الصحيحات(‪...)2‬‬
‫* تعليق‪:‬‬
‫قيل مرة (بل مرات كثية جدا)‪ :‬الج هذه السنة هو حج أكب؛ لن الكعبة كانت‪ ،‬كل سنة‪ ،‬تأت إل شيخنا‬
‫لتطوف حوله‪ ،‬أما هذه السنة فقد جاء الشيخ ليطوف هو حولا‪ ،‬فهنيئا لجاج هذا العام! وف القيقة إنم يرون هذا‬
‫ف أحلم الذبة‪.‬‬
‫‪ -‬ث يتساءلون عن سبب فساد المة؟ وسيطرة الهل والتفكي الضباب والراف عليها‪ ،‬ما سبب لا هذا العقم‬
‫القاتل‪ ،‬والضياع الذهول ف مسارح التمثيليات البليسية‪.‬‬
‫* من أقوال جلل الدين الرومي‪-:‬‬
‫من ناحية تبيز أشرقت شس الق‪ ،‬فقلت لا‪ :‬نورك مقترن بالشياء‪ ،‬وهو ف الوقت نفسه مفارق لا‪ .‬إن‬
‫شس ميا (شس الدين) باء الفق‪ ،‬ل تشرق يوما على ما هو فا ٍن إل وهبته طبيعة البقاء(‪...)3‬‬
‫‪ -‬يعن بشمس الق أستاذه شس الدين‪ ،‬ووحدة الوجود ظاهرة ف النص‪.‬‬
‫* من التفسي الصوف‪-:‬‬
‫يقول ابن عرب ف (تفسيه)‪(( :‬ق)) [ق‪ :]1:‬إشارة إل القلب الحمدي‪ ،‬الذي هو العرش اللي الحيط‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)32 ،31:‬‬


‫‪ )(2‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)33:‬‬
‫‪ )(3‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)74 ،73:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪407‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بالكل‪...‬‬
‫‪ -‬والتعليق للقارئ‪ ،‬مع التنبيه إل عقيدتم ف القيقة الحمدية‪.‬‬
‫* من تفسيهم أيضا‪-:‬‬
‫للشيخ الكب والكبيت الحر نفسه‪:‬‬
‫س ُطرُونَ)) [القلم‪(( :]1:‬ن)) [القلم‪ :]1:‬هو النفس الكلية‪(( ،‬وَاْل َقلَمِ)) [القلم‪ :]1:‬هو العقل‬
‫((ن وَاْلقَلَ ِم َومَا يَ ْ‬
‫الكلي‪ ،‬والول من باب الكناية بالكتفاء من الكلمة بأول حروفها‪ .‬والثان (أي‪ :‬القلم) من باب التشبيه‪...‬‬
‫‪ -‬هذا تفسي يظهر ارتباط التصوف بقناعاته السبقة‪ ،‬وأن كشفه تابع لتلك القناعات‪.‬‬
‫* من كذبم على النبياء‪-:‬‬
‫يقول الغزال ف (الحياء)‪:‬‬
‫‪...‬وروي أن عيسى عليه السلم مكث يناجي ربه ستي صباحا ل يأكل‪ ،‬فخطر بباله البز‪ ،‬فانقطع عن‬
‫الناجاة‪ ،‬وإذا شيخ قد أظله‪ ،‬فقال له عيسى‪ :‬بارك ال فيك يا ول ال‪ ،‬ادع ال تعال ل فإن كنت ف حالة فخطر‬
‫ببال البز‪ ،‬فانقطعت عن‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أن البز خطر ببال منذ عرفتك فل تغفر ل‪ ،‬بل كان‬
‫إذا حضر ل شيء أكلته من غي فكر وخاطر(‪...)1‬‬
‫* اللحوظات‪:‬‬
‫الكذب على رسول ال عيسى‪ ،‬وتعظيم أمر الوع على الطريقة الندوسية الحرمة ف السلم‪ ،‬وذلك لتبير‬
‫رياضتهم الصوفية‪ ،‬ث َجعْ ُل الول أفضل من النب‪ ،‬حيث إن عيسى عليه السلم قصّر عن شأو الول!! وكل هذه‬
‫الثلثة هي من الكبائر‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪.‬‬
‫* حِكَم بدون تعليق‪-:‬‬
‫يقول الغزال ف (إحيائه)‪... :‬ثانيا‪ :‬أن يكون مقلدا لذهب سعه بالتقليد وجد عليه وثبت ف نفسه التعصب له‬
‫بجرد التباع للمسموع‪ ،‬من غي وصول إليه ببصية ومشاهدة‪ ،‬فهذا شخص قيّده معتقده عن أن ياوزه‪ ،‬فل يكنه‬
‫أن يطر بباله غي معتقده‪ ،‬فصار نظره موقوفا على مسموعه‪ ،‬فإن لع برق على ُبعْد وبدا له معن من العان الت تباين‬
‫مسموعَه حل عليه شيطان التقليد حلة وقال‪ :‬كيف يطر هذا ببالك وهو خلف معتقد آبائك؟ فيى أن ذلك غرور‬
‫من الشيطان‪ ،‬فيتباعد منه ويترز عن مثله‪ ،‬ولثل هذا قالت الصوفية‪ :‬إن العلم حجاب‪ ،‬وأرادوا بالعلم العقائد الت‬
‫استمر عليها أكثر الناس بجرد التقليد أو بجرد كلمات جدلية حررها التعصبون للمذاهب وألقوها إليهم؛ فأما العلم‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)3/72( :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪408‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫القيقي الذي هو الكشف والشاهدة بنور البصية فكيف يكون حجابا وهو منتهى الطلب(‪..)1‬‬
‫وأترك التعليق لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؛ لكن أرجو النتباه إل الدعوة إل الهل‪.‬‬
‫ويقول الطوسي‪:‬‬
‫‪...‬قال أبو بكر الكتان‪ :‬قال أبو حزة‪ :‬دخلت على سري‪ ،‬فجاءن بفتيت‪ ،‬فأخذ يعل نصفه ف قدح‪ ،‬فقلت‬
‫له‪ :‬أيش هو ذا تعمل؟ أنا أشرب هذا كله ف مرة‪ .‬فضحك وقال‪ :‬هذا أفضل لك من حجة(‪.)2‬‬
‫‪ -‬يا سلم! شرب الفتيت أفضل من حجة! نسأله‪ :‬ما هو دليله؟ لعله الكشف؟ ل نعرف‪.‬‬
‫* نصوص يتسلى القارئ بتحليلها وفك رموزها (بدوء)‪-:‬‬
‫قيل لبن عطاء‪ :‬ما يفعل الذكر بالسرائر؟ فقال‪ :‬ذكر ال تعال إذا ورد على السرائر بإشراقه أزال البشرية ف‬
‫القيقة برعوناتا(‪.)3‬‬
‫وقال الشبلي‪ :‬الرواح تلطفت‪ ،‬فتعلقت عند لدغات القيقة‪ ،‬فلم تر معبودا يستحق العبادة عن أن تتقرب إل‬
‫ذلك الشاهد بغي ذلك الشاهد‪ ،‬وأيقنت أن الدث ل يدرك القدي بصفته العلولة(‪.)4‬‬
‫ل للتحليل‪ :‬يعن بـ (صفته العلولة) أي‪ :‬صفته على أنه غي ال‪ ،‬الت هي صفة معلولة وليست‬
‫‪ -‬تسهي ً‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫وقال الشبلي أيضا‪ :‬كل إشارة أشار اللق با إل الق‪ ،‬فهي مردودة عليهم‪ ،‬حت يشيوا إل الق بالق‪ ،‬ليس‬
‫لم إل ذلك طريق(‪.)5‬‬
‫وسئل النيد مرة عن الخلص‪ ،‬فقال‪ :‬إخراج اللق من معاملة ال تعال‪ ،‬والنفس أول اللق(‪.)6‬‬
‫سئل الزقاق عن الريد‪ ،‬فقال‪ :‬حقيقة الريد أن يشي إل ال تعال‪ ،‬فيجد ال مع نفس الشارة(‪.)7‬‬
‫‪...‬وقال قوم‪ :‬السر سران‪ :‬سر للحق‪ ،‬وهو ما أشرف عليه بل واسطة؛ وسر للخلق‪ ،‬وهو ما أشرف عليه الق‬
‫بواسطة‪ .‬وقال‪ :‬سر من السر للسر‪ ،‬وهو حق ل يظهر إل بق‪ ،‬وما ظهر بلق فليس بسر(‪.)8‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)1/255( :‬‬
‫‪ )(2‬اللمع‪( ،‬ص‪.)242:‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)290:‬‬
‫‪ )(4‬اللمع‪( ،‬ص‪.)293:‬‬
‫‪ )(5‬اللمع‪( ،‬ص‪.)295:‬‬
‫‪ )(6‬اللمع‪( ،‬ص‪.)290:‬‬
‫‪ )(7‬اللمع‪( ،‬ص‪.)295:‬‬
‫‪ )(8‬اللمع‪( ،‬ص‪.)303:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪409‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬لتيسي التحليل‪ :‬كل العبارات السابقة تشي إل وحدة الوجود‪ ،‬وكذلك اللحقة‪.‬‬
‫* من رسالة من النيد إل أحدهم (يأمره بالتقية وكتم السر والتظاهر با عليه الناس)‪-:‬‬
‫‪...‬فعليك رحك ال بضبط لسانك‪ ،‬ومعرفة أهل زمانك‪ ،‬وخاطب الناس با يعرفون‪ ،‬ودعهم ما ل يعرفون‪،‬‬
‫فق ّل مَن جهل شيئا إل عاداه‪...‬واخرجْ إل اللق من حالك بأحوالم‪ ،‬وخاطبهم من قلبك على حسب‬
‫مواضعهم(‪...)1‬‬
‫كتب أبو سعيد الراز إل أب العباس أحد بن عطاء‪ :‬يا أبا العباس‪ ،‬تعرف ل رجلً قد كملت طهارته‪ ،‬وبرئ‬
‫من آثار نفسه عنه به له‪ ،‬موقوت مع الق بالق للحق‪ ،‬من حيث أوقفه الق‪ ،‬حيث ل له ول عليه‪ ،‬فالق يعلله‬
‫امتحان(‪ )2‬له‪ ،‬وامتحان للخلق به؟ فإن عرفت ل هذا فدلن عليه(‪.)3‬‬
‫وكتب النيد إل أحدهم‪ :‬آثرك ال يا أخي بالصطفاء‪ ،‬وجعك بالحتواء‪ ،‬وخصك بعلم أهل النهى‪...‬وتم‬
‫لك ما تريد منك له‪ ،‬ث أخلك منك له ومنه له به‪ ،‬لُي ْف ِردَك ف تقلبه لك‪ ،‬با يُشهدك‪ ،‬من حيث ل َيلْحقك شاهد من‬
‫الشواهد يرجك‪ ،‬فذلك‪ :‬أول الول الذي ما به رسوم ما ترادف ما غيّبه به عنك بعلوّ ما استأثر به منه له‪ ،‬ث أفردك‬
‫منك لك‪ ،‬ف أول تفريد التجريد‪ ،‬وحقيقة كائن التفريد‪ ،‬فكذلك إذا انفرد بذلك أباد‪ ،‬وأفن البادة ما سلف من‬
‫الق من الشاهد‪ ،‬بعد إفناء ماضر اللق‪ ،‬فعند ذلك يقع حقيقة القيقة من الق للحق‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬ما جرى بقيقة‬
‫علم النتهاء إل علم التوحيد على علم تفريد التجريد‪ ،‬فقد عززه ال وحجبه عن كثي من ينتحله ويدعيه‪ ،‬ويتحققه‬
‫ويصطفيه(‪.)4‬‬
‫وكتب النيد أيضا‪ :‬أكرمك بطاعته‪ ،‬وخصك بوليته‪ ،‬وجلّلك بستره‪...‬وألزمك بابه‪ ،‬وكلفك خدمته‪ ،‬حت‬
‫تكون له موافقا‪ ،‬ولكأس مبته ذائقا‪ ،‬فيتصل العيش بالعيش‪ ،‬والياة بالياة‪ ،‬والروح بالروح‪ ،‬فتتم النعمة(‪.)5‬‬
‫يقول أبو نصر الطوسي واصفا أقوال النيد هذه‪... :‬فيها إشارات لطيفة‪ ،‬ورموز خفية‪ ،‬تعب عن القائق‬
‫الشكلة‪ ،‬وتنبئ عن السرائر والصوصية الت تفرد با هذه العصابة ف تريد التوحيد‪ ،‬وحقيقة التفريد(‪.)6‬‬
‫‪ -‬انتبه إل العبارة‪( :‬الصوصية الت تفرد با هذه العصابة ف تريد التوحيد وحقيقة التفريد‪.‬‬
‫ومن رسالة بعثها أبو سعيد بن العراب لخر‪ :‬أماتك ال عنك‪ ،‬وأحياك به‪ ،‬وأيدك بالفهم‪ ،‬وفرغ قلبك من‬
‫كل وهم‪ ،‬وأفناك بالقرب عن السافة‪ ،‬وبالنس عن الوحشة(‪.)7‬‬
‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)312:‬‬
‫‪ )(2‬يب أن تكون‪( :‬امتحانا له)‪.‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)305:‬‬
‫‪ )(4‬اللمع‪( ،‬ص‪.)313:‬‬
‫‪ )(5‬اللمع‪( ،‬ص‪.)313:‬‬
‫‪ )(6‬اللمع‪( ،‬ص‪.)314:‬‬
‫‪ )(7‬اللمع‪( ،‬ص‪.)315:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪410‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ومن رسالة لب سعيد الراز بعثها إل آخر‪ :‬عصمك ال بذكره عن نفسك‪ ،‬وكاشفك بشكره عن‬
‫وصفك‪...‬وأنا أسأل ال تعال أن يمع لك من نفسك ما فرق‪ ،‬ويبي عنك منها ما جع‪ ،‬إنه الول لذلك والقادر‬
‫عليه(‪.)1‬‬
‫* التنبيه‪:‬‬
‫من نظر ف هذه النصوص فليتأمل‪ ،‬وليحاول فهمها بدوء‪ ،‬وليجع إل النصوص السابقة ف الكتاب وخاصة‬
‫فصل (الدخل إل فهم النصوص الصوفية)‪.‬‬
‫* تعريف الكشف‪-:‬‬
‫يقول مصطفى بن ميي الدين نا(‪:)2‬‬
‫‪...‬والكشف لغ ًة رفع الجاب‪ ،‬وف اصطلح أهل القيقة‪ ،‬هو الطلع على ما وراء الجاب من العان‬
‫الغيبية والمور الفية وجودا وشهودا‪ ،‬وليس هو كما يُكْشف الغطاءُ عن النية والستر عن الباب‪ ،‬بل هو أمر إذا‬
‫ظهر يرى العبد أن ذلك ل يكن مستترا بشيء‪ ،‬وإنا الدراك كان قاصرا عن الوصول‪ ،‬فقواه الق تعال‪ ،‬فأدرك ما‬
‫كان ظاهرا(‪.)3‬‬
‫* كل العبودات حق‪-:‬‬
‫يقول ابن عرب (الشيخ الكب والكبيت الحر)‪:‬‬
‫‪...‬فمن عناية ال بنا‪ ،‬لا كان الطلوب من خلقنا عبادته‪ ،‬أن قرّب علينا الطريق بأن خلقنا من الرض الت َأ َمرَنا‬
‫أن نعبده فيها‪ ،‬ولا عبد منا من عبد غي ال‪ ،‬غار ال أن يُعبد ف أرضه غيه‪ ،‬فقال‪(( :‬وََقضَى رَّبكَ أَلّا َتعْبُدُوا ِإلّا إِيّاهُ))‬
‫[السراء‪ ،]23:‬أي حكم‪ ،‬فما عبد من َعبَد غي ال‪ ،‬إل لذا الكم‪ ،‬فلم يُعبد غي ال وإن أخطئوا ف النسبة‪ ،‬إذ كان‬
‫ل ف كل شيء وجه خاص‪ ،‬به ثبت ذلك الشيء‪ ،‬فما خرج أحد عن عبادة ال(‪.)4‬‬
‫‪ -‬إذن فالوثان والصنام وكل ما عبد من إنسان وشجر وقب‪ ،‬كله هو ال‪ .‬وقد مرّ معنا ف النصوص السابقة‬
‫أمثلة كثية من نفس العن‪.‬‬
‫يقول الغزال ف الحياء‪:‬‬
‫‪ ..‬قال سهل‪ :‬من طعن على التكسب فقد طعن على السنة‪ ،‬ومن طعن على ترك التكسب فقد طعن على‬

‫‪ )(1‬اللمع‪( ،‬ص‪.)315:‬‬
‫‪ )(2‬من تلميذ نور الدين اليشرطي‪.‬‬
‫‪ )(3‬كشف السرار لتنوير الفكار‪( ،‬ص‪.)125:‬‬
‫‪ )(4‬الفتوحات الكية‪.)3/248( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪411‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫التوحيد(‪.)1‬‬
‫‪ -‬نقول‪ :‬هذا اعتراف من القطب سهل (ابن عبد ال التستري) ومن الجة الغزال أن الصوفية ليست من‬
‫السلم‪ .‬إذ يعل (بل يعلن) التوحيد مالفا للسنة ف التكسب‪ .‬وبقول الرسول صلى ال عليه وسلم‪{ :‬من رغب‬
‫عن سنت فليس من}‪ ،‬إذن فهم ليسوا من رسول ال‪.‬‬
‫ويقول الغزال أيضا‪:‬‬
‫‪...‬قال أبو سعيد الراز‪ :‬دخلت البادية بغي زاد‪ ،‬فأصابتن فاقة‪ ،‬فرأيت الرحلة من بعيد‪ ،‬فسُررت بأن وصلت‪،‬‬
‫ث فكرت ف نفسي أن سكنت واتكلت على غيه (أي‪ :‬على غي ال)‪ ،‬وآليت أن ل أدخل الرحلة إل أن أُحل إليها!‬
‫فحفرت لنفسي ف الرمل حفرة وواريت جسدي فيها إل صدري‪ ،‬فسمعت صوتا ف نصف الليل عاليا‪ :‬يا أهل‬
‫الرحلة‪ ،‬إن ل تعال وليا حبس نفسه ف هذا الرمل فالقوه(‪..)2‬‬
‫‪ -‬التعليق‪ :‬هذا شيطان يضحك على ذقنه وذقونم ليدفعهم إل التوغل ف الضلل والزندقة؛ لن خروجه هكذا‬
‫ليس من السلم ف شيء‪ ،‬بل هو من الندوسية‪ ،‬وادعاؤه الولية هو افتراء على ال الكذب ((أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِينَ‬
‫ب وَ َكفَى ِبهِ إِثْمًا مُبِينًا))‬ ‫سهُمْ َبلِ الّلهُ ُيزَكّي مَنْ يَشَا ُء وَل يُ ْظلَمُونَ فَتِيلًا‪ .‬ان ُظرْ كَيْفَ َي ْفَترُونَ عَلَى الّلهِ الْكَ ِذ َ‬
‫ُيزَكّونَ أَنفُ َ‬
‫[النساء‪.]50 ،49:‬‬
‫* الكذب على أنبياء ال ووصفهم با ل يوصف به إل الجاني‪-:‬‬
‫يقول الغزال نفسه‪:‬‬
‫‪...‬قال يي بن أب كثي‪ :‬بلغنا أن داوُد عليه السلم كان إذا أراد أن ينوح‪ ،‬مكث قبل ذلك سبعا ل يأكل‬
‫الطعام ول يشرب الشراب ول يقرب النساء‪ ،‬فإذا كان قبل ذلك بيوم‪ ،‬أُخرج له النب إل البية‪ ،‬فأمر سليمانَ أن‬
‫ينادي بصوت يستقري البلد وما حولا من الغياض والكام والبال والباري والصوامع والبيع‪ ،‬فينادي فيها‪ :‬أل من‬
‫أراد أن يسمع نوح داوُد على نفسه فليأت‪ ،‬قال‪ :‬فتأت الوحوش من الباري والكام‪ ،‬وتأت السباع من الغياض‪،‬‬
‫وتأت الوام من البال‪ ،‬وتأت الطي من الوكار‪ ،‬وتأت العذارى من خدورهن‪ ،‬وتتمع الناس لذلك اليوم‪ ،‬ويأت داوُد‬
‫حت يرقى النب‪ ،‬وييط به بنو إسرائيل‪ ،‬وكل صنف على حدته‪ ،‬ميطون به‪ ،‬وسليمان عليه السلم قائم على رأسه‪،‬‬
‫فيأخذ ف الثناء على ربه‪ ،‬فيضجون بالبكاء والصراخ‪ ،‬ث يأخذ ف ذكر النة والنار‪ ،‬فتموت الوام وطائفة من‬
‫الوحوش والسباع والناس‪ ،‬ث يأخذ ف أهوال القيامة‪ ،‬وف النياحة على نفسه‪ ،‬فيموت من كل نوع طائفة‪ ،‬فإذا رأى‬
‫سليمان كثرة الوتى قال‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬مزقت الستمعي كل مزق‪...‬ث إذا أفاق داوُد‪ ،‬قام ووضع يده على رأسه‪ ،‬ودخل‬
‫بيت عبادته‪ ،‬وأغلق بابه‪ ،‬ويقول‪ :‬يا إله داوُد‪ ،‬أغضبان أنت على داوُد؟ ول يزال يناجي ربه‪ ،‬فيأت سليمان ويقعد‬
‫على الباب‪ ،‬ويستأذن ث يدخل ومعه قرص من شعي‪ ،‬فيقول‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬تقو بذا على ما تريد‪...‬‬
‫‪ )(1‬الحياء‪.)4/232( :‬‬
‫‪ )(2‬الحياء‪.)4/233( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪412‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وقال يزيد الرقاشي‪ :‬خرج داوُد ذات يوم بالناس يعظهم ويوفهم‪ ،‬فخرج ف أربعي ألفا‪ ،‬فمات منهم ثلثون‬
‫ألفا‪ ،‬وما رجع إل ف عشرة آلف‪ .‬قال‪ :‬وكان له جاريتان اتذها‪ ،‬حت إذا جاءه الوف وسقط فاضطرب‪ ،‬قعدتا‬
‫على صدره وعلى رجليه مافة أن تتفرق أعضاؤه ومفاصله فيموت(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬أرجو من القارئ الكري‪ ،‬رجاءً حارا‪ ،‬أن يصدقن‪ ،‬وإن ل يصدقن فإن مستعد لتأدية اليمي‪ ،‬أن هذه‬
‫القصص ليست من هذيانات صب ف أحلم اليقظة! وليست من ثرثرات حشاش تناول نصف رطل من الفيون‪،‬‬
‫وليست من خبالت منون ف ثورة جنونه‪...‬وإنا هي دعوة غزالية إل الخلق الغزالية‪ ،‬وإل القامات الصوفية‪،‬‬
‫يقذف با حجة الكهانة (وأقطابه السابقون واللحقون)‪ ،‬يقذفون با حما وسوما ومدرات‪ ،‬دمرت عقل السلم‬
‫وقتلت منطق السلم وخدرت نفسية السلم‪ ،‬وأوصلت الجتمعات السلمية إل ما تتخبط فيه الن من رؤى ضبابية‬
‫لكل المور‪ ،‬ف دينها ودنياها‪ ،‬حت أصبح السلمون ألعوبة بيد كهان الشيوعية يقذفونم يينا وشالً كما يتقاذفون‬
‫الكرة بينهم‪ ،‬يقيمونم ببعض الشعارات ويقعدونم ببعض آخر‪.‬‬
‫وهذه القصص هي قبل كل شيء كذب على رسل ال‪ .‬كما أنا تذكرنا بالتمثيليات الوثنية الت كان يثلها‬
‫الكهنة الوثنيون ف أعيادهم الوثنية ليبعثوا با ف الذهان الوثنية‪ ،‬صورا وثنية‪ ،‬يتصورون أنا حدثت للتهم الوثنية‪ ،‬ف‬
‫أزمنتها الوثنية الول‪ .‬وهي أنوذج لا يسميه الغزال (النجيات)!!‬
‫* من مقامات الصب‪ ،‬أو الوع‪-:‬‬
‫‪...‬سعت الشيخ أبا عبد الرحن السلمي رحه ال يذكر بإسناده أن أبا عقال الغرب أقام بكة أربع سني ل‬
‫يأكل ول يشرب إل أن مات(‪.)2‬‬
‫‪ -‬الواب على هذا وأمثاله هو قول الرسول صلى ال عليه وسلم ف (صحيح مسلم)‪:‬‬
‫قال‪{ :‬إن أحب الصيام إل ال صيام داوُد‪...‬كان يصوم يوما ويفطر يوما}‪ .‬وف حديث آخر‪...{ :‬ول يفر‬
‫إذا لقى}‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ل صام من صام إل البد‪ ،‬ل صام من صام إل البد‪ ،‬ل صام من صام إل‬
‫البد}‪.‬‬
‫وقال‪...{ :‬ولكن أصلي وأنام وأصوم وأفطر‪...‬فمن رغب عن سنت فليس من}‪.‬‬
‫هذه الحاديث ترج هذا (الول) من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أي ترجه (وزمرته معه أيضا) من‬
‫السلم‪ ،‬ومع ذلك تدرّس الرسالة القشيية ف مساجد السلمي على أنا كتاب إسلمي‪ ،‬والشتكى إل ال‪.‬‬
‫* صورة من حالت الذبة‪-:‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)159 ،4/158( :‬‬


‫‪ )(2‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)35:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪413‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يقول القشيي‪:‬‬
‫‪...‬دخل بعض الفقراء على أب عقال‪ ،‬فقال له‪ :‬سلم عليكم‪ .‬فقال له أبو عقال‪ :‬وعليكم السلم‪ .‬فقال‪ :‬أنا‬
‫فلن‪ .‬فقال أبو عقال‪ :‬أنت فلن‪ ،‬كيف أنت وكيف حالك؟ وغاب عن حالته؛ قال هذا الرجل‪ :‬فقلت له‪ :‬سلم‬
‫عليكم‪ ،‬فقال‪ :‬وعليكم السلم‪ .‬كأنه ل يرن قط! ففعلت مثل هذا غي مرة! فعلمت أن الرجل غائب فتركته‬
‫وخرجت من عنده(‪.)1‬‬
‫‪ -‬هذه الصورة تساعد على فهم الالة الت يكون فيها الجذوب أثناء جذبته‪ ،‬وهي تشبه تاما حالة الشاش‬
‫أثناء تشيشه‪.‬‬
‫* علم الصوف‪ ،‬الشيخ‪ ،‬مثل علم ال تاما‪-:‬‬
‫‪...‬وأما شيخنا سيدي علي الواص‪ ،‬فسمعته يقول‪ :‬ل يكمل الرجل عندنا حت يعلم حركات مريده ف انتقاله‬
‫ستُ ِبرَبّكُمْ)) [العراف‪ ،]172:‬إل استقراره ف النة أو ف النار(‪...)2‬‬
‫ف الصلب وهو نطفة‪ ،‬من يوم‪(( :‬أََل ْ‬
‫‪ -‬العجب العجاب‪ ،‬إن كشفهم يهل مثلهم كل شيء‪ ،‬ول يفهم مثلهم أي علم‪ ،‬ث يدعون العلم الذي ل‬
‫يعلمه إل ال سبحانه‪ ،‬وهي صورة من الحساسات الداعة‪ ،‬الت يس با الكاشف أثناء الذبة‪ ،‬يدث مثلها لن‬
‫يتعاطى الخدرات التحشيشية‪.‬‬
‫* ماربة العلم‪-:‬‬
‫يقول ابن عرب (الشيخ الكب)‪:‬‬
‫لطيفة ‪ -‬من قال لك‪ :‬ل تبح من العلم‪ ،‬فقد قتلك بسيف البد‪.‬‬
‫إشارة ‪ -‬قالت طائفة‪ :‬العلم حجاب‪ .‬وذلك لنه يعمر منك ما ينبغي أن تفرغه للرؤية (أي‪ :‬لرؤية ال)‪ ،‬فل‬
‫تتعلم‪ ،‬أي‪ :‬ل تقف مع العلم‪.‬‬
‫إشارة ‪ -‬العلم ليل ل صبح له‪ ،‬ومن قطع الفاوز ف الظلمات وهو غي ِحرّيت‪ ،‬زاد تيها على تيه(‪.)3‬‬
‫* الناقشة‪:‬‬
‫الهل وماربة العلم هي دعوة التصوفة ف كل زمان ومكان‪ .‬وإذا عرفنا أن العارفي ألفٌ‪ ،‬وأن التكلم واحد‪-‬‬
‫كما يقول عبد القادر اليلن‪ -‬عرفنا مدى الدور الرهيب الذي لعبته الصوفية ف فساد المة السلمية وجهلها‬
‫وانطاطها وابتعادها عن السلم‪.‬‬

‫‪ )(1‬الرسالة القشيية‪( ،‬ص‪.)35:‬‬


‫‪ )(2‬الكبيت الحر هامش اليواقيت والواهر‪.)2/3( :‬‬
‫‪ )(3‬رسائل ابن عرب (كتاب التراجم)‪( ،‬ص‪.)58:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪414‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* ودائما ماربة العلم‪-:‬‬
‫يقول ابن اللقن‪:‬‬
‫وروي عنه (ممد بن علي الكتان) أنه قال‪ :‬كنت وأبو سعيد الراز وعباس بن الهتدي‪ ،‬وآخر ل يذكره‪،‬‬
‫نسي بالشام على ساحل البحر‪ ،‬وإذا شاب يشي ومعه مبة‪ ،‬فظننا أنه من أصحاب الديث‪ ،‬فتثاقلنا به‪ ،‬فقال أبو‬
‫سعيد‪ :‬يا فت على أي طريق تسي؟ فقال‪ :‬ليس أعرف إل طريقي‪ ،‬طريق الاصة‪ ،‬وطريق العامة‪ ،‬أما طريق العامة‬
‫فهذا الذي أنتم عليه‪ ،‬وأما طريق الاصة‪ ،‬فباسم ال‪ ،‬وتقدم إل البحر‪ ،‬ومشى حيالنا على الاء‪ ،‬فلم نزل نراه حت‬
‫غاب(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أما ماربة العلم ف هذه القصة فظاهرة‪ .‬وأما الشاب الذي مشى على الاء فهو أحد أمرين ل ثالث لما‪ :‬إما‬
‫أنه شيطان تراءى لم ليزيدهم غلوا ف ضللم‪ .‬أو هو إنسان صوف استحوذ عليه شيطانه واتذه شركا يوقع به‬
‫الناس ف الضلل أو يزيدهم به غلوا فيه‪.‬‬
‫* مقام! لعله من مقام الجاهدة‪-:‬‬
‫‪...‬سعت أبا الطيب العكّي يقول‪ :‬ذكر ل أن سحنون كان جالسا على شاطئ الدجلة‪ ،‬وبيده قضيب يضرب‬
‫به فخذه‪ ،‬حت بان عظم فخذه وساقه‪ ،‬وتبدد لمه‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬
‫ضاع من ف تقلبه‬ ‫كان ل قلب أعيش به‬
‫ضاق صدري ف تطلبه‬ ‫رب فاردده عل ّي فقد‬
‫(‪)2‬‬
‫يا غياث الستغيث به‬ ‫وأغث ما دام ب رمق‬
‫ويترك التعليق هنا لكل من يريد التعليق‪ ،‬مع التذكي بأن مدمن الفيون عندما ينقطع عنه مدة يصاب بثل هذه‬
‫الالت‪.‬‬
‫* بدون عنوان‪-:‬‬
‫عبد ال بن علوي ابن الستاذ العظم(‪....)3‬من كراماته‪ :‬أن رجلً أنشد أبياتا تتعلق بالبعث والساب‪ ،‬فتواجد‬
‫صاحب الترجة وخر مغشيا عليه‪ ،‬فلما أفاق قال للرجل‪ :‬أعد البيات‪ .‬فقال الرجل‪ :‬بشرط أن تضمن ل النة‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ليس ذلك إل‪ ،‬ولكن اطلب ما شئت من الال‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬ما أريد إل النة‪ ،‬وإن حصل لنا شيء ما كرهنا؛‬
‫فدعا له بالنة‪ ،‬فحسنت حالة الرجل وانتقل إل رحة ال‪ ،‬وشيعه السيد عبد ال الذكور‪ ،‬وحضر دفنه‪ ،‬وجلس عند‬
‫قبه ساعة فتغي وجهه ث ضحك واستبشر‪ ،‬فسئل عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬إن الرجل لا سأله اللكان عن ربه‪ ،‬قال‪ :‬شيخي‬

‫‪ )(1‬طبقات ابن اللقن‪( ،‬ص‪.)147:‬‬


‫‪ )(2‬طبقات السلمي‪( ،‬ص‪.)197:‬‬
‫‪ )(3‬مات سنة‪731( :‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪415‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫عبد ال باعلوي‪ ،‬فتعبت لذلك‪ ،‬فسأله أيضا‪ ،‬فأجاب بذلك‪ ،‬فقال‪ :‬مرحبا بك وبشيخك عبد ال باعلوي‪.‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬هكذا ينبغي أن يكون الشيخ‪ ،‬يفظ مريده حت بعد موته(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات على هذا الشرك وما يرافقه من هذيانات واضحة‪ ،‬لكن ألفت النظر فقط إل دور شياطي الن‬
‫ف السرحية (هذا إن كان الشيخ صادقا ف قوله)‪.‬‬
‫* من مقام الغوثية (التصرف ف الكون)‪-:‬‬
‫ومنهم الشيخ عبد ال‪ ،‬أحد أصحاب سيدي عمر النبتيت‪ ..‬كتب ل أنه رآن بضرة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وهو يقول للمام علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ :‬أَْلِبسْ عبد الوهاب (الشعران) طاقيت هذه وقل له يتصرف‬
‫ف الكون‪ ،‬فما دونه مانع(‪...)2‬‬
‫ج مِنْ أَ ْفوَا ِههِمْ إِ ْن َيقُولُونَ ِإلّا كَذِبًا)) [الكهف‪]5:‬؛ لكن يب أل نظن أنه‬
‫خرُ ُ‬
‫‪ -‬الواب‪(( :‬كَُب َرتْ َكلِمَ ًة تَ ْ‬
‫يكذب ف ادعائه الرؤية‪ ،‬بل هو صادق رأى ما رأى بالكشف وف اليقظة؟‬
‫* من تلعبات الشياطي بعقولم‪-:‬‬
‫عبد الرحن بن الستاذ العظم‪ ...‬وكان لبعض الولياء الموات قنديل يسرج كل ليلة ف مسجد بن علوي‬
‫(ف بلدة تري ف حضرموت)‪ ،‬فانكسر القنديل فتركوا تسريه‪ ،‬وكان صاحبه ل يعرفه أحد‪ ،‬فرأى السيد عبد الرحن‬
‫الذكور صاحب القنديل (أي‪ :‬اليت) وهو يقول‪ :‬أنا صاحب القنديل وتركتمونا بل سراج‪ ،‬فقال له‪ :‬قنديلك‬
‫انكسر‪ ،‬فقال‪ :‬ف هذا الثقب درهم‪ ،‬وأشار إل ثقب ف داره‪ ،‬فلما أصبح أتى تلك الدار‪ ،‬ورأى الثقب‪ ،‬وإذا فيه‬
‫درهم‪ ،‬وجاء إل بائع القناديل‪ ،‬فقال‪ :‬ل يبق شيء‪ ،‬فقال السيد عبد الرحن‪ :‬انظروا وراء الزير فإن فيه قنديلً؟ ونظر‬
‫فإذا قنديل ل يكن رآه قبل ذلك(‪.)3‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم من يتخذ السرج على القبور‪ ،‬فالتخذون السرج على القبور هم من‬
‫اللعوني ومن أولياء الشيطان‪ ،‬وليسوا من أولياء الرحن‪ ،‬ودور شياطي الن واضح ف مثل هذه السرحيات‪.‬‬
‫* فرعون صادق ف ادعائه الربوبية وكل إنسان هو الرب‪-:‬‬
‫يقول حجة السلم الغزال (وف العادة إفادة)‪:‬‬
‫‪...‬ولذلك قال بعض مشايخ الصوفية‪ :‬ما من إنسان إل وف باطنه ما صرح به فرعون من قوله‪(( :‬أَنَا رَبّ ُكمُ‬

‫‪ )(1‬جامع النبهان‪.)245 ،2/244( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع النبهان‪.)2/275( :‬‬
‫‪ )(3‬جامع النبهان‪.)2/147( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪416‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ا َل ْعلَى)) [النازعات‪]24:‬؛ ولكنه ليس يد له مالً‪ ،‬وهو كما قال(‪...)1‬‬
‫* التعليق‪ :‬مر هذا ف مكان سابق‪ ،‬ونعيده لختلف اللفظ‪ ،‬مع الرجاء أن ينتبه القارئ إل قوله‪( :‬ما من‬
‫إنسان‪.)..‬‬
‫يقول عبد الغن النابلسي معارضا من قصيدة‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كماء له موج وفيه فواقع‬ ‫وما الكل إل صورة مستحيلة‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬ما معن هذا البيت؟ وما هو بيت الشعر الذي يعارضه به؟ ولن؟‬
‫ويقول عبد الغن نفسه من موشح‪:‬‬
‫حلية السن الهيب‬ ‫كل شيء عقد جوهر‬
‫ويقول‪:‬‬
‫شة من وردة الزل‬ ‫هذه الكوان أجعها‬
‫أرجو من القارئ الكري أن يتسلى بتفسي هاذين البيتي‪.‬‬
‫* من (الصلة الكبى) لسيدنا عبد القادر اليلن‪-:‬‬
‫‪...‬اللهم صل على ممد حت ل يبقى من صلتك شيء‪ ،‬وارحم ممدا حت ل يبقى من رحتك شيء‪ ،‬وبارك‬
‫على ممد حت ل يبقى من بركاتك شيء(‪...)3‬‬
‫‪ -‬أرجو من القارئ أن ينتبه إل قوله‪( :‬حت ل يبقى من صلتك شيء‪ ..‬وحت ل يبقى من رحتك شيء‪..‬‬
‫وحت ل يبقى من بركاتك شيء)‪ ،‬وما فيها من ترؤ على ال وانتقاص لرحته وبركاته‪ ،‬وما فيها من جهل بالعقيدة‬
‫السلمية وانراف عن النهج الذي جاء به ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وللعلم‪ :‬هذه الصلوات هي من (الصلة الكبى) للشيخ عبد القادر اليلن‪ ،‬الت شرحها الشيخ عبد الغن‬
‫النابلسي‪ ،‬ونقلها يوسف النبهان من ذلك الشرح‪ ،‬وكلهم أقطاب مكاشفون‪ .‬وهي واردة أيضا ف الكتاب القدس‬
‫(دلئل اليات) الذي يتخذونه بعد القرآن الكري‪.‬‬
‫•الصوفية والنون‪-:‬‬
‫•(أبو العباس شس الدين أحد بن ممد الستعجل) الرفاعي‪ ،‬كان من أكابر الرجال وأعيان الولياء‬
‫وسادات الصفياء‪...‬‬

‫‪ )(1‬الحياء‪.)4/61( ،)3/243( :‬‬


‫‪ )(2‬الرمز الشعري عند الصوفية‪( ،‬ص‪.)247:‬‬
‫‪ )(3‬أفضل الصلوات على سيد السادات‪( ،‬ص‪.)174:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪417‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫قال السراج‪... :‬وروينا أن هذا الشيخ شس الدين تاب على يديه بعض الغنياء وقال‪ :‬أعطن جنونا‪ ،‬ومد‬
‫يديه‪ ،‬فحثى له الشيخ حثيات ف الواء‪ ،‬وساه أرطالً معلومة‪ ،‬فصار مولا لوقته‪ ،‬وترك دنياه وأهله وخرج إل نر‪،‬‬
‫ووقف ف الاء إل عنقه مدة سنة أو أكثر‪ ،‬فجاء جيانه وأصحابه يسألون الشيخ رده إل حاله الول وعقله الدنيوي‪،‬‬
‫فرسم بطلبه‪ ،‬فلما حضر حكى له قولم‪ ،‬فقال‪ :‬بال يا سيدي ل تفعل ولكن زدن كذا وكذا من أرطال النون؟‬
‫فزاده؟ وذهب إل مكانه وبقي فيه حت مات(‪.)1‬‬
‫* اللحوظات‪-:‬‬
‫ف واقع المر‪ ،‬إن ما يصل للصوف هو نفس ما يصل للمجنون من خدر ف مراكز الوعي والضبط ف‬
‫الدماغ‪ ،‬مع فارق‪ ،‬أن ما يصل للصوف هو شيء شبه مرضي‪ ،‬ل مرضي‪ ،‬ول يكون مرضيا مثل النون تاما إل عند‬
‫الذين يستول عليهم الذب‪ ،‬والذين يقولون عنهم إنم ف مقام جع المع‪.‬‬
‫وكثيا ما سعنا من يقول عن منون أو معتوه إنه سائح ف حب ال‪ .‬وهذا ما يفسر حالة الضياع والهل‬
‫والوان الت تتخبط فيها المة السلمية منذ القرون الت سيطرت فيها عليها الصوفية‪.‬‬
‫* كشف‪-:‬‬
‫(أحد بن عبد ال البلخي)‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬رأيت الغوث أحد بن عبد ال البلخي عند مكة سنة خس عشرة‬
‫وثلثائة على عجلة من ذهب واللئكة يرون العجلة ف الواء بسلسل من ذهب‪ ،‬فقلت‪ :‬إل أين تضي؟ فقال‪ :‬إل‬
‫أخ من إخوان اشتقت إليه(‪...)2‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫ما أشبه هذه الرؤية بالرؤية الت رآها حشاش فطر الكسيك‪ ،‬والت سنراها ف فصل لحق‪ .‬وقد مر ف صفحات‬
‫سابقة كثي من أمثال هذه الرؤى الت تؤكد التشابه التام بي جذبة الصوفية وكشوفها‪ ،‬وبي جذبة الهلسات‬
‫(الشيش والفيون وأشباهها) وكشوفها‪.‬‬
‫* أي الكشفي كذاب‪-:‬‬
‫أورد مؤلف بجة السرار ف كتابه الذكور عدة روايات بأسانيدها‪ ،‬هذه إحداها‪:‬‬
‫‪...‬أخبنا أبو ممد عبد السلم بن ممد‪...‬قال‪ :‬أخبنا الشيخ الشريف أبو القاسم هبة ال بن عبد ال بن أحد‬
‫العروف بابن النصوري ببغداد سنة إحدى وثلثي وستمائة قال‪ :‬أخبن الشيخ العارف أبو ممد علي بن أب بكر بن‬
‫إدريس اليعقوب با سنة إحدى عشرة وستمائة قال‪ :‬قال سيدي عبد القادر (أي‪ :‬اليلن) رضي ال عنه‪ :‬قدمي هذه‬

‫‪ )(1‬جامع الكرامات للنبهان‪.)1/510( :‬‬


‫‪ )(2‬جامع الكرامات للنبهان‪.)1/485( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪418‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫على رقبة كل ول ل(‪.)1‬‬
‫ويورد بعد صفحةٍ أساءَ الولياء الذين حنوا رأسهم عندما قالا‪ ،‬يوردها بالسانيد‪ ،‬ومن جلتها‪... :‬‬
‫‪(...‬الشيخ سيدي أحد بن الرفاعي) رضي ال عنه‪ :‬أخبنا أبو ممد سال بن علي بن عبد ال بن سنان‬
‫الصوف‪ ..‬أخبنا‪ ..‬أخبنا‪ ..‬قالوا‪ :‬أخبنا أبو الفرج عبد الرحيم وأبو السن علي ابنا أخي الشيخ القدوة أب العباس‬
‫أحد الرفاعي‪...‬قال‪ :‬كنا عند شيخنا الشيخ أحد بن الرفاعي بزاويته بأم عبيدة فمد عنقه وقال‪ :‬على رقبت‪ ،‬فسألناه‬
‫عن ذلك فقال‪ :‬قد قال الشيخ عبد القادر الن ببغداد‪ :‬قدمي هذه على رقبة كل ول ل(‪...)2‬‬
‫ث يورد أسانيد أخر للرفاعي وغيه من حنوا رقابم‪.‬‬
‫وف كتاب بوارق القائق نرى القطب الغوث الفرد التمكن العارف بال‪...‬باء الدين ممد مهدي الشيوخي‬
‫الشهي بالرواس‪...‬الرفاعي الصيادي‪...‬نراه يقول فيمن قصيدة يدح فيها أحد الرفاعي‪:‬‬
‫عن قادة القوم إل كل مجوب‬ ‫ل يهل العز من عال تجبه‬
‫خيامه بعد عزاز ومهيوب‬ ‫على أرسلن واليلي قد ضربت‬
‫غي الحاذين من دان ومبوب‬ ‫وكان سبعون فردا تت رايته‬
‫أنعم بسطرٍ بلوح القدس مكتوب‬ ‫العرش والفرش والكوان تعرفه‬
‫(‪)3‬‬
‫به بتمكي عزم غي مسلوب‬ ‫تكبكبت هم القطاب وانمعت‬
‫إنه يعل شيخه الكب‪ ،‬أحد الرفاعي‪ ،‬فوق كل القطاب‪ ،‬ويعل خيامه مضروبة على عبد القادر اليلن‬
‫ومعه أرسلن الدمشقي وبقية القطاب والغواث‪.‬‬
‫ويقول أبو الدى الصيادي (الرشد الكامل)‪:‬‬
‫‪...‬وأما الواردات الثقيلة الت كانت ترد عليه (أي‪ :‬على اليلن) قدس سره وتأخذه من حال إل حال‪ ،‬فينطق‬
‫بكلمات تتجاوز حد الصحو‪ ،‬فإنا حالة بداية ل تضر بقامه العال‪ ،‬ول تجب نور إرشاده التلل‪ ،‬وهي كقوله‬
‫حالة غيبته‪ :‬قدمي هذه على رقبة كل ول ل(‪...)4‬‬
‫وبعد صفحة‪ ،‬يقول‪... :‬فليس لنا إل التأويل لذه اللفاظ أدبا مع القوم‪ ،‬وباب التأويل واسع‪ ،‬فإنا‬
‫نؤول‪...‬وأول من رواها ودون لا كتابا صاحب البهجة (أي‪ :‬بجة السرار) الشيخ علي المدان‪...‬فإن صح الب‬

‫‪ )(1‬بجة السرار ومعدن النوار‪( ،‬ص‪.)11:‬‬


‫‪ )(2‬بجة السرار ومعدن النوار‪( ،‬ص‪.)13:‬‬
‫‪ )(3‬بوارق القائق‪( ،‬ص‪.)25:‬‬
‫‪ )(4‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪419‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫عن الشيخ رضي ال عنه‪ ،‬فحالة شطح ل تفيد أمرا ول غيه(‪..)1‬‬
‫ولن أناقش هذه القوال‪ ،‬بل أتركها للقارئ‪ ،‬ليناقشها ويتأكد بنفسه أن كشوفهم كلها هذيانات؛ لن رواة‬
‫هذه الرافات السمجة كلهم أغواث‪ ،‬وبا أن كشفيهما متناقضان‪ ،‬لذلك‪ ،‬فإن كان أحدها صادقا كان الخر‬
‫كاذبا‪ ،‬والق أنا كلها من تلبيسات الكشف‪.‬‬
‫* ملحوظة ثانية‪-:‬‬
‫يقول الوارث الحمدي الغوث ممد مهدي الصيادي الرفاعي‪:‬‬
‫‪...‬عبارات القوم ل تشي إل إل دولم مع ال تعال‪ ،‬ول دخل لا بيفة هذه الدنيا‪ ،‬ويؤيد ذلك أن هذا‬
‫المام‪ -‬أعن السيد الرفاعي (أحد) سلم ال ورضوانه عليه ‪ -‬مضى على إرث قلوب اللق‪ ،‬وف ذلك ملكة ربانية‬
‫مصرحة بأن دوام القطبية الامعة (أي‪ :‬الغوثية) ف البيت الحدي مقق ل ينفصم عنهم ذلك بإذن ال تعال‪.‬‬
‫ومثل هذا ما نصه الول الصال عبد الوهاب الشعران ف (مننه)‪ ،‬وكثي من كتبه بروايته عن العارف‬
‫السلماباذي وغيه كلهم يقول لسيدنا أحد الرفاعي‪... :‬والدولة لك ولذريتك إل يوم القيامة‪.‬‬
‫ومثل هذا نقل العارف بال صاحب (أم الباهي) ف كتابه‪ ،‬وابن جلل اللري النفي ف (جلء الصدا) وغي‬
‫واحد(‪.)2‬‬
‫* التعليق‪ :‬هؤلء الغواث والعارفون يقررون أن الغوثية دائمة ف ذرية أحد الرفاعي‪.‬‬
‫وقد رأينا ابن قضيب البان يقرر أنه غوث زمانه‪ ،‬وهو ليس من سللة أحد الرفاعي‪ .‬ويقول ابن العماد النبلي‬
‫عن أب بكر بن عبد ال باعلوي‪ :‬هو قطب زمانه كما شهد به العارفون بال تعال شرقا وغربا‪ ،‬ول يتر ف ذلك ذو‬
‫بصية من أهل الطريق(‪ .)3‬وأبو بكر باعلوي هذا ليس من سللة الرفاعي ول من طريقته‪.‬‬
‫ويقررون أن عبد ال اليافعي كان غوث زمانه‪ ،‬ول يكن من سللة الرفاعي ول من طريقته‪.‬‬
‫وقرر أحد التجان‪ ،‬ويقرر أصحابه معه‪ ،‬أنه غوث زمانه‪ ،‬ول يكن من سللة الرفاعي ول من طريقته‪.‬‬
‫وقرر علي اليشرطي‪ ،‬وقرروا معه‪ ،‬أنه غوث زمانه‪ ،‬ول يكن من سللة الرفاعي ول من طريقته‪.‬‬
‫وقرر وقرروا أن ميي الدين بن عرب الشيخ الكب والكبيت الحر هو غوث زمانه‪ ،‬ول يكن رفاعيا‪...‬إل‬
‫آخر القائمة‪.‬‬
‫فمن منهم الصادق؟ ومن الكاذب؟ أما الواقع فهو الكشف ورؤاه‪.‬‬
‫‪ )(1‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪ ،)114:‬ومؤلف بجة السرار‪ ،‬هو علي بن يوسف بن جرير اللخمي الشطنوف‪.‬‬
‫‪ )(2‬فصل الطاب‪( ،‬ص‪.)185 ،184:‬‬
‫‪ )(3‬شذرات الذهب‪ ،‬حوادث سنة (‪914‬هـ)‪ ،‬وأبو بكر هذا من مدينة تري ف حضرموت‪ ،‬مات سنة (‪914‬هـ)‪ ،‬ويقول ابن العماد‪ :‬لعله هو مبتكر‬
‫القهوة أو شخص آخر بنفس السم ومن نفس الدينة‪ ،‬مات سنة (‪909‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪420‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يورد الدكتور سيد حسي نصر لن ساه (الشيخ العلوي)‪:‬‬
‫‪...‬وحده كان ال وليس معه أي شيء‪ -‬وهو الن كما كان‪ ،‬آخرا مثله أولً‪.‬‬
‫‪ -‬من الزل واحد هو‪ ،‬ليس معه أي شيء‪.‬‬
‫‪ -‬مستتر باطنا وبيّن ظاهرا‪.‬‬
‫‪ -‬ل أول له ول ناية لوجوده‪.‬‬
‫‪ -‬وكل ما تعلم منه إنا هو وجوده‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة مطلقة بل استدراك ول استثناء‪.‬‬
‫‪ -‬كيف يكن أن تبس ذات ال ف حجاب‪.‬‬
‫‪ -‬وليس ث من حجاب سوى نوره الغامر(‪.)1‬‬
‫هذا النص لتذكي القارئ ببعض العبارات الصوفية ومعناها الذي صرح به الشاعر‪.‬‬
‫يقول حافظ (شاعر إيران)‪:‬‬
‫إن صوت الول الكيم ما زال ف أذن من قبل الزل‬
‫(‪)2‬‬
‫ونن باقون على مثل ما كنا‪ ،‬وكذلك سنبقى أبد الدهر‬
‫الرجاء من القارئ أن يتسلى بتحليل هاذين النصي‪ ،‬وها من العبارات الواضحة‪.‬‬
‫* قصة مرسلة‪-:‬‬
‫الشيخ (ج) من الواصلي الذين حظوا بزيارة الرسول لم ف اليقظة‪ .‬حدّث أمام جاعة خدعوه فوثق بم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫زارن الرسول ف اليقظة‪ ،‬وكان يلبس برنسا‪ ،‬فخلعه‪ ،‬وبقي عاريا تاما‪ ،‬فنظرت إل قُُبلِه فلم أر له شيئا‪ ،‬ووجدت‬
‫مكتوبا هناك كلمة (ال) ‪ -‬تعال ال‪ -‬ث سجد الرسول‪ ،‬فنظرت إل دبره وإذا با أشد ضوءا من الشمس‪.‬‬
‫‪ -‬ول تعليق‪ ،‬لكن تأكيد أن هذه (الكرامة) قد حدثت للشيخ فعلً ف اليقظة ل ف النام‪ ،‬ول يكن فيها كاذبا‪،‬‬
‫وقد حصلت له بالكشف‪ ،‬وقد ناقشه فيها جاعة‪ ،‬فأصر وأكد أنا صحيحة وأنه يعتز با‪ .‬ومثل هذا يوضح لنا دور‬
‫الكشف‪.‬‬
‫من قصيدة لنور بش (مترجة عن الفارسية)‪:‬‬
‫غدوت متميزا من اللئق أجعي‬ ‫منذ اليوم الذي استجليت فيه طلعة حبيب‬

‫‪ )(1‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)42:‬‬


‫‪ )(2‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)44:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪421‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(‪)1‬‬
‫واللة كلية وأصبحت ول دين ل‬ ‫وذلك أن صرت مبأ من العقيدة والذهب‬
‫ول تعليق ول غيه‪.‬‬
‫* أبو بكر الطرابلسي (نسبة إل طرابلس الغرب)‪-:‬‬
‫الطالب الجل‪ ،‬الول الصال‪ ،‬الجذوب السايح‪ .‬قال العلمة الؤرخ الشيخ ممد بن جعفر الكتان الفاسي ف‬
‫كتابه سلوة النفاس ومادثة الكياس فيمن أقب من العلماء والصلحاء بفاس‪ :‬كان رحه ال ف أول أمره من الطلبة‬
‫القاطني بالدرسة الصباحية‪...‬حت صار مذوبا هائما ف السواق‪ ،‬ول يشعر بر ول برد‪ ،‬ول يبال بوسخ ول بغيه‪،‬‬
‫ول يكلم أحدا من الناس إل قليلً‪ ،‬ث صار يمل معه ف ثوبه قلليس القطران والزيت والسمن والشحم وأحجارا‬
‫وحدائد‪ ،‬ويمل ذلك على عنقه يطوف به ف السواق‪...‬وهو من جلة الصلحاء الذين لقيهم العارف الكب مولي‬
‫ل ما نصه‪ :‬كنت أعرف سيدي أبا بكر الطرابلسي‪...‬وكان من‬ ‫العرب الدرقاوي وتبك بم‪ ،‬وقد أورده ف رسائله قائ ً‬
‫الجاذيب الكبار‪ ،‬غائبا عن حسه دائما‪ ،‬وقد شربت بوله يوما لشدة تصديقي بوليته‪ ...‬توف بفاس سنة‬
‫‪1180‬هـ‪ ،‬وكانت له جنازة عظيمة حضرها الاص والعام(‪.)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬الرجاء النتباه إل شرب بوله‪ ،‬وإل موجبات الولية عندهم‪ ،‬وإل أن الاص والعام حضر جنازته‪.‬‬
‫* معجزة ل تدرك إل بالكشف‪-:‬‬
‫يقول القطب الربان والغوث الصمدان سيدي عبد الوهاب الشعران ف ترجته لب السن الشاذل‪:‬‬
‫كان كبي القدار علي النار‪...‬فوق ابن تيمية سهمه إليه فرده عليه(‪...)3‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬لعرفة العجزة العجزة ف هذا الب‪ ،‬علينا أن نعرف أن أبا السن الشاذل توف سنة ‪ 656‬هـ‪ ،‬وأن‬
‫ابن تيمية ولد سنة ‪ 661‬هـ‪ ،‬أي بعد موت أب السن بمس سنوات‪.‬‬
‫* قصة يرويها شاهدها‪-:‬‬
‫(كُبّة كُبّة) معتوه يعرفه أهل حلب ف العقدين الخيين من القرن الرابع عشر الجري‪ ،‬يدور ف الشوارع‬
‫مكشوف العورة‪ ،‬يبول على ساقيه‪ ،‬أكثر تواجده ف حي (باب أنطاكية)‪ ،‬يعتقد وليته الكثيون‪.‬‬
‫حدثنا شاهد قال‪ :‬كنت مارا ف شارع‪ ،‬وإذا بكبة كبة جالس على الرصيف يستمن بيده أمام الارة من رجال‬
‫ونساء‪ ،‬فانتهرته وأردت طرده من الكان‪ ،‬وإذا بعال معروفٍ يطل من نافذة بيته القريبة منا‪ ،‬ويصيح عليّ بلهجة‬
‫تأنيبية شديدة وانفعال‪ ،‬قائلً‪ :‬اتركه يا رجل‪ ،‬العمى على قلة الفهم! أنت تعرف ماذا يفعل؟ هذه صواريخ يقذفها‬
‫على إسرائيل! ال أعلم كم يقتل منهم كل صاروخ!!‪( ..‬أو كما قال)‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)340:‬‬


‫‪ )(2‬أعلم ليبيا‪( ،‬ص‪.)35 ،34:‬‬
‫‪ )(3‬طبقات الشعران‪.)2/4( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪422‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* قاف‪-:‬‬
‫يقول أبو العباس الرسي (قطب الغوث)‪:‬‬
‫وال ما سار الولياء والبدال من قاف إل قاف إل حت يلتقوا مع واحد مثلنا(‪.)1‬‬
‫* التعليق‪:‬‬
‫‪ -1‬أين هذا القاف؟‬
‫سهُمْ‪))...‬‬
‫‪ -2‬ما معن قوله سبحانه‪(( :‬فَل ُتزَكّوا أَنفُسَكُمْ)) [النجم‪ ،]32:‬و((أَلَ ْم َترَ ِإلَى الّذِي َن ُيزَكّونَ أَنفُ َ‬
‫ب وَ َكفَى ِبهِ إِثْمًا مُبِينًا)) [النساء‪]50:‬؟‬
‫ف َيفَْترُونَ َعلَى الّلهِ الْكَ ِذ َ‬
‫[النساء‪(( ]49:‬ان ُظرْ كَيْ َ‬
‫‪ -3‬الرسي غوث يتصرف بالكون من العرش حت الفرش‪ ،‬وعارف بال‪ ،‬أفلم يسعفه كل هذا على معرفة أن‬
‫جبل قاف ل وجود له‪ ،‬وأنه مض خرافة كشفية؟‬
‫‪ -4‬نفس السؤال يطرح على القطب الربان والغوث الصمدان الذى أورد هذا الكلم؟ وعلى كل حال يب‬
‫أن نعرف أنم كانوا يرون جبل قاف بالكشف‪ ،‬فهم ل يكذبون‪ ،‬لكن كشفهم هو الكذاب‪.‬‬
‫* من قبّل قدمه دخل النة‪-:‬‬
‫ما يرويه عبد ال اليافعي ف نشر الحاسن الغالية‪:‬‬
‫‪...‬ومن ذلك ما روي واشتهر واستفاض وتواتر ف بلد اليمن وما قرب منها أن الفقيه المام عال القام‬
‫وصاحب الكرامات العظام الول الكبي العارف بال تعال الشهي أبا الذبيح إساعيل بن ممد الضرمي رضي ال‬
‫تعال عنه قال‪ :‬من قبل قدمي دخل النة‪ ،‬ول يزل يقبل قدمه كل من رآه من الكابر والصاغر من الشايخ والعلماء‬
‫وغيهم من كل باد وحاضر‪.‬‬
‫ومن ذلك ما اشتهر عن السيد الليل إمام الطريقة ولسان القيقة العارف بال تعال أحد بن العل اليمن‬
‫رضي ال تعال عنه أنه التزم الشفاعة لن رآه ومن رأى من رآه(‪...)2‬‬
‫‪ -‬والسؤال‪ :‬هل يوجد ضلل يزيد عن هذا الضلل؟ مع العلم أن هاتي الفقرتي ها بعض من كثي‪.‬‬
‫وما ينسبونه لرابعة العدوية‪:‬‬
‫اللهم إن ل أعبدك طمعا ف جنتك‪ ،‬ول خوفا من نارك؟ وإنا أعبدك لنك أهل للعبادة‪.‬‬
‫أقول‪ :‬سعنا هذه الملة مرات كثية يطلقها الطباء فوق النابر‪ ،‬أو يلقي با (العلماء) ف حلقات الوعظ‪ ،‬ول‬
‫يهمنا إن كانت صحيحة النسبة إل رابعة أم ل؟ كما ل يهمنا إن كانت شخصية رابعة حقيقية أم ل؟‬
‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)2/14( :‬‬
‫‪ )(2‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)298:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪423‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫إن الذي يهمنا هو أن الصوفية يؤمنون با‪ ،‬وقد انزلق إيانم هذا إل غي الصوفية‪ ،‬وقد سعناها كثيا من‬
‫يهاجون التصوف! بله التصوفة‪.‬‬
‫وهذه الملة شطرها الول كفر‪ ،‬وشطرها الثان نقص؟‬
‫فعبارة‪( :‬اللهم إن ل أعبدك طمعا ف جنتك ول خوفا من نارك)‪ ،‬تناقض ما أمر ال سبحانه به ف عشرات‬
‫اليات وكثي من الحاديث أن تكون عبادة السلم (أو النسان) طمعا ف النة وخوفا من النار‪ ،‬مر بعضها ف فصول‬
‫سابقة‪ .‬وهذا التناقض يعل العبارة كفرا وزندقة‪.‬‬
‫وعبارة‪( :‬إنا أعبدك لنك أهل للعبادة) هي عبارة ناقصة؛ لنا ل تنفي أهلية العبادة عما عُبد من غي ال‪.‬‬
‫وهي صورة من الذين يقرءون القرآن فل ياوز تراقيهم (وقد مر الديث)‪.‬‬
‫من (النظومة على سفينة النجاة لسيدي أحد زروق)‪:‬‬
‫وكل بلد الشرق ف طي قبضت‬ ‫وملكت أرض الغرب طرا بأسرها‬
‫وخلفن فيها بأحسن سية‬ ‫فملكنيها بعض من كان عارفا‬
‫بأرفع مقدار وأرفع هة‬ ‫فأرفع قدرا ث أخفض منصبا‬
‫وأعلي مقام البعض فوق النصة‬ ‫وأعزل قوما ث أول سواهم‬
‫وأحيي قلوبا بعد موت القطيعة‬ ‫وأبسط أرواحا وأقبض أنفسا‬
‫وأرفع موضوعا بأرفع عمت‬ ‫وأجب مكسورا وأشهر خاملً‬
‫وأنصر مظلوما بسلطان سطوت‬ ‫وأقهر جبارا وأدحض ظالا‬
‫فنادِ أيا زروق آت بسرعة‬ ‫فإن كنت ف كرب وضيق وشدة‬
‫(‪)1‬‬
‫وكم كربة تلى بإفراد صحبت‬ ‫فكم كربة تلى إذا ذكر اسنا‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬ما هي الوثنية؟ وهل ف الوثنيات أكثر من هذا؟ وما معن ما نقرأه ف كل ركعة من صلة‪(( :‬إِيّاكَ‬
‫َنعْبُ ُد وَِإيّاكَ َنسَْت ِعيُ)) [الفاتة‪]5:‬؟ وما دام هؤلء الغواث يلكون هذه القدرة اللية فلم ل يغيثون هذه المة‬
‫ويلصونا من سرطانم القاتل الذي أوصلها إل ما هي عليه من ضياع وتشتت؟ وعلى كل حال يب أن نعرف أنه‬
‫يقول ما يراه ف الكشف‪ ،‬فهو ل يكذب على الكشف‪ ،‬لكن الكشف هو الكذاب‪.‬‬
‫* يبيع النة‪-:‬‬
‫‪...‬وكان ابن أب حات رضي ال عنه زاهدا ورعا خاشعا ل يكاد يرفع طرفه إل السماء‪ ،‬وجاءه رجل وهو ف‬
‫‪ )(1‬النفحة العلية ف أوراد الشاذلية‪( ،‬ص‪.)27:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪424‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الدرس فقال‪ :‬إن سور طرسوس قد اندم منه جانب واحتيج ف عمارته إل ألف دينار‪ ،‬فقال الشيخ للحاضرين‪ :‬من‬
‫يعمره وأنا أضمن له على ال قصرا ف النة؟ فقام رجل أعجمي وجاء بألف دينار‪ ،‬وقال‪ :‬اكتب ل ورقة بذه‬
‫الضمانة‪ ،‬فكتب له الشيخ‪ ،‬ث إن العجمي مات‪ ،‬ودفنت معه الورقة‪ ،‬فحملها الريح حت ألقاها ف حجر الشيخ رضي‬
‫ال عنه‪ ،‬فإذا مكتوب ف ظهرها‪ :‬قد وفينا ما ضمنته ول تعد(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬القصة مكذوبة‪ ،‬لكن الهم فيها هو أنم يؤمنون بأن الولياء يدخلون النة ويضمنون على ال وغي‬
‫ذلك! مع سؤال‪ :‬ما هو الفضل؟ أي فضل ف عدم رفع طرفه إل السماء؟ وملحوظة أن مثل هذا الورع والشوع‬
‫الذي جعلته الصوفية مثلً أعلى ف الجتمعات السلمية هو الذي أوصل هذه الجتمعات إل الهل والضياع‬
‫والتخبط الت مرت با‪.‬‬
‫* من مقام الورع‪-:‬‬
‫‪...‬وكان الشيخ عبد الرحن النباري النحوي رضي ال عنه ل يوقد قط ف بيته سراجا لعدم صفاء ثن ما‬
‫يشتري به الزيت‪ ،‬وكان تته حصي قصب وعليه ثوب خلق وعمامته من غليظ القطن‪ ،‬فيصلي فيها المعة‪ ،‬ما يفرق‬
‫الناس بينه وبي الشحاتي ف رثاثة اليئة‪ ،‬وكان ل يرج من بيته إل لصلة المعة(‪...)2‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬هل هذا من هدي السلم؟ والباقي للقارئ‪.‬‬
‫* ومن مقام الورع أيضا ومعه مقام الزهد‪-:‬‬
‫‪...‬كان الشيخ عبد الرحن الداوُدي البوشنجي رضي ال عنه عالا زاهدا ل يأكل اللحم منذ أربعي سنة من‬
‫حي نبت التركمان البهائم! وكان ل يأكل السمك‪ ،‬فحكى له شخص أن بعض الند أكل على شاطئ النهر الذي‬
‫يصاد له منه ونفض سفرته ف النهر تأكله السمك‪ ،‬فلم يأكل بعد ذلك منه سكا‪ ،‬وكان له أرض ورثها من آبائه‬
‫يزرع فيها ما يقوته‪ ،‬وله فيها بقرة وبئر ماء‪ ،‬فمطرت يوما‪ ،‬فأطلقت البقرة إل أرض جاره ث رجعت وف حافرها‬
‫وحل‪ ،‬فاختلط ف أرضه‪ ،‬فترك تلك الرض للناس وخرج منها ول يزرع بعد ذلك فيها شيئا إل أن مات‪ ،‬وكان له‬
‫فرن يبز فيه ف داره‪ ،‬فجاء فقراء يزورونه‪ ،‬وكان غائبا‪ ،‬فوجدوا باب فرنه قد اندم منه جانب‪ ،‬فعجنوا طينا‬
‫وأصلحوه‪ ،‬فامتنع من البز فيه‪ ،‬وبن له خلفه‪ ،‬لكون من ليس على قدمه ف الورع بناه(‪...)3‬‬
‫‪ -‬ويترك التعليق للقارئ‪ ،‬مع ملحوظة هامة هي أن هذا الورع‪ ،‬وهذا الزهد كانا من الثاليات الت تتهد نبة‬
‫الجتمع على تطبيقها!! إل من رحم ربك‪ ،‬ومن هنا تتوضح لنا الطريق الت سارت فيها المة حت وصلت إل الضياع‬
‫الذي تبطت فيه زمنا‪ ،‬وهي الن تاول التخلص منه‪ ،‬لكن شد الصوفية الشديد ينعها من ذلك‪ ،‬مع بلء شديد‬
‫جديد‪ ،‬هو الشيوعية بأساليبها البنية على قواني علم النفس وعلم الجتماع والدعاية والشاعة والكذب‪ ،‬حت تول‬

‫‪ )(1‬الطبقات الكبى‪.)2/189( ،‬‬


‫‪ )(2‬الطبقات الكبى‪.)2/189( :‬‬
‫‪ )(3‬الطبقات الكبى‪.)2/189( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪425‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫كثي من السلمي الن إل آلت أو جرافات تفتح الطريق للشيوعية وهم يسبون أنم ياهدون ف سبيل ال ويعملون‬
‫لقامة دولة السلم!‬
‫وننهي هذا الفصل الذي لو بقينا مسترسلي معه لحتجنا إل ألوف الصفحات‪ ،‬ننهيه بكلمات لبن عطاء ال‬
‫السكندري صاحب الكم الشهورة الت يقارنونا بالقرآن الكري‪ ،‬يقول‪... :‬فما سوى ال عند أهل العرفة ل يتصف‬
‫بوجود ول بفقد‪ ،‬إذ ل يوجد غيه معه‪ ،‬لثبوت أحديته؛ ول فقد لغيه لنه ل يفقد إل ما وجد‪ ،‬ولو انتهك حجاب‬
‫الوهم لوقع العيان على فقد العيان‪ ،‬ولشرق نور اليقان فغطى وجود الكوان(‪ .)1‬ويقول‪... :‬لن من استرسل من‬
‫إطلق التوحيد‪ ،‬ورأى أن اللك ل وأن ل ملك لغيه معه‪ ،‬ول يتقيد بظواهر الشريعة‪ ،‬فقد قُذف به ف بر الزندقة‪،‬‬
‫وعاد حاله بالوبال عليه‪ ،‬ولكن الشأن أن يكون بالقيقة مؤيدا‪ ،‬وبالشريعة مقيدا‪ ،‬وكذلك الحقق‪ ،‬فل منطلقا مع‬
‫القيقة‪ ،‬ول واقفا مع ظاهر إسناد الشريعة‪ ،‬وكان بي ذلك قواما‪ .‬فالوقوف مع ظواهر السناد شرك‪ ،‬والنطلق مع‬
‫القيقة من غي تقييد بالشريعة تعطيل‪ ،‬ومقام أهل الداية فيما بي ذلك(‪...)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬سؤال‪ :‬هل مقام أهل الداية هو الذي بي ذلك‪ ،‬أم مقام أهل الضلل البعيد؟!‬
‫* اللحوظات‪-:‬‬
‫‪ -‬وحدة الوجود واضحة تاما ف النص الول‪ ،‬ويب أن نفهم العبارات التالية انطلقا منها‪.‬‬
‫‪ -‬نفهم من العبارات‪( :‬إطلق التوحيد)‪ ،‬و(رأى أن اللك ل)‪ ،‬و(أن ل ملك لغيه معه) استنادا إل ما سبق‬
‫أنا تشي إل وحدة الوجود‪ ،‬وهي تذكرنا بعبارات كثية مرت ف فصول سابقة‪ ،‬مشابة لذه‪ ،‬وتوضح لنا رموزها‬
‫وإشاراتا‪ ،‬مثل‪( :‬الوحدة الطلقة) و(ل فاعل إل ال) و(إن النعم هو ال) و(هو الخوف والرجو وعليه التوكل‬
‫والعتماد)‪ ،‬وغيها ما مرّ وكلها تشي إل وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪ -‬قوله‪( :‬ول واقفا مع ظاهر إسناد الشريعة)‪ ،‬فما هو إسناد الشريعة؟ إنه القرآن والسنة‪ ،‬وطبعا يكنهم تأويل‬
‫كلمة (إسناد) بأنا تعن (رواة الديث)‪ ،‬رغم أن النص ل يتمل مطلقا هذا التأويل‪ .‬فقوله‪( :‬ظاهر إسناد الشريعة)‪،‬‬
‫تعن بوضوح‪( :‬ظاهر القرآن والسنة)‪ ،‬لننا عندما نورد سند أي نص كان بقولنا‪ :‬رواه فلن عن فلن‪ .‬فليس ف هذا‬
‫السناد ظاهر وباطن‪ ،‬وليس فيه إل أساء الرواة‪.‬‬
‫‪ -‬ث لننتبه إل قوله‪( :‬الوقوف مع ظواهر السناد شرك)‪ ،‬الت تعن‪( :‬الوقوف مع ظواهر القرآن والسنة شرك)‪،‬‬
‫وهو مثل قول الصاوي الذي مر ف مكان سابق‪ :‬إن ظاهر القرآن والسنة من أصول الكفر‪ ،‬ويعن بقوله‪ :‬الوقوف مع‬
‫ظواهرالسناد شرك أن ظاهر القرآن والسنة يقرر أن الخلوق غي الالق‪ ،‬وبالتال‪ ،‬هناك موجود آخر ف هذا الوجود‬
‫غي ال (طبعا أوجده ال سبحانه من العدم‪ ،‬ل من ذاته) وهذا هو الشرك ف عقيدة الصوفية لنه يشرك مع ال‬
‫وجودا غيه‪.‬‬
‫‪ )(1‬التنوير ف إسقاط التدبي‪( ،‬ص‪.)306:‬‬
‫‪ )(2‬التنوير ف إسقاط التدبي‪( ،‬ص‪.)284:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪426‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وف النص ملحظات أخرى‪ ،‬يستطيع القارئ أن يتسلى بتحليلها (مثلً‪ :‬قوله‪ :‬قذف به ف بر الزندقة؟)‪.‬‬
‫‪ -‬أزيد‪ :‬أردت أن أني هذا الفصل بكلمات ابن عطاء ال النفة‪ ،‬وأمامي ف الكتب مئات المثلة من‬
‫الضحكات البكيات الت تستحق التسجيل ليطلع عليها السلم الذي تمه معرفة السبب الذي أوصل الجتمعات‬
‫السلمية إل ما وصلت إليه‪ .‬وهذه المثلة بالضافة إل كونا من الضحكات البكيات هي أيضا مسليات ومزنات‪،‬‬
‫وأران مدفوعا لتسجيل بعضها‪.‬‬
‫ما يورده ابن العماد النبلي ف شذرات الذهب‪:‬‬
‫وفيها (أي‪ :‬سنة ‪ 909‬هـ) أبو الي الكليبات (أي‪ :‬توف)‪ ،‬قال النجم الغزي‪ :‬الشيخ الصال الول الكاشف‬
‫الغوث الجذوب‪ ،‬كان رجلً قصيا يعرج بإحدى رجليه‪ ،‬وله عصا فيها حلق وخشاخيش‪ ،‬وكان ل يفارق الكلب‬
‫ف أي ملس كان فيه حت ف الامع والمام‪ ،‬وأنكر عليه شخص ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬رح وإل جرسوك على ثو ٍر دائرَ‬
‫مصر‪ ،‬فشهد ذلك النهار زورا‪ ،‬فجرسوه على ثورٍدائ َر مصر‪ ،‬وأنكر عليه بعض القضاة ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬هم أول باللوس‬
‫ف السجد منك‪ ،‬فإنم ل يأكلون حراما ول يشهدون زورا ول يستغيبون أحدا‪...‬وكان كل من جاءه ف ملمة يقول‬
‫له‪ :‬اشتر لذا الكلب رطل شواء وهو يقضي حاجتك‪ ،‬فيفعل‪ ،‬فيذهب ذلك الكلب ويقضي تلك الاجة‪ ،‬قال‬
‫الشعراوي (أي‪ :‬الشعران)‪ :‬أخبن سيدي علي الواص أنم ل يكونوا كلبا حقيقية‪ ،‬وإنا كانوا جنا سخرهم ال‬
‫تعال له‪...‬وقال المصي بعد ترجته بالقطب الغوث كان صالا مكاشفا‪...‬وكان يصحو تارة ويغيب أخرى‪ ،‬وكان‬
‫يسعى له المراء والكابر فل يلتفت إليهم‪ ،‬وتوف ثالث جادى الخرة وحل جنازته القضاة والمراء ودفن بالقرب‬
‫من جامع الاكم بالقاهرة وبن عليه عمارة وقبة‪.‬‬
‫‪ -‬التعليق يترك للقارئ‪ ،‬وكذلك التساؤلت‪ ،‬وأنبه فقط إل أنه حل جنازته القضاة والمراء‪ ،‬وبن عليه عمارة‬
‫وقبة‪.‬‬
‫‪ -‬كما أنبه أيضا إل أن القبة شعار وثن كانت تُبن فوق الصنم العبود على أنه إله ف سائه‪ ،‬وكانت القبة‬
‫الكبى تبن من أجل الصنم الكب‪.‬‬
‫ويقول القطب الربان والغوث الصمدان‪:‬‬
‫ومنهم الشيخ الصال عبد القادر السبكي رحه ال تعال‪ ،‬أحد رجال ال تعال‪ ،‬كان من أصحاب التصريف‬
‫بقرى مصر رضي ال عنه‪ ،‬وكان رضي ال عنه كثي التلوة للقرآن‪...‬وكان كثي الكشف ل يجبه الدران‬
‫والسافات البعيدة من اطلعه على ما يفعله النسان ف قعر بيته‪...‬وخطب مرة عروسا فرآها فأعجبته‪ ،‬فتعرى لا‬
‫بضرة أبيها‪ ،‬وقال‪ :‬انظري أنت الخرى حت ل تقول بعد ذلك بدنه خشن‪ ،‬أو فيه برص‪ ،‬أو غي ذلك‪ ،‬ث مسك‬
‫ذكره وقال‪ :‬انظري هل يكفيك هذا؟ وإل فربا تقول هذا ذكره كبي ل أحتمله أو يكون صغيا ل يكفيك‪ ،‬فتقلقي‬
‫منه وتطلب زوجا أكب آلة من‪ .‬وكان له بنت يملها على ظهره أي موضع ذهب حت كبت وهو يملها على كتفه‬
‫وهو يقول‪ :‬خوفا من أولد الزنا‪ ،‬وكان ربا ذهب ليغسل لا ثوبا ف البكة‪ ،‬فيحفر لا الرض ويردم التراب عليها‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪427‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫حت ينشف ثوبا(‪...)1‬‬
‫‪ -‬وأترك التعليق لغي أهل الطريق‪.‬‬
‫* يتركون العبادة مرضيي‪-:‬‬
‫يقول مدد اللف الثان أحد الفاروقي السرهندي‪:‬‬
‫‪...‬فما تكون نسبة الخرين لؤلء الكابر؟ وربا تصدر العبادة عن الخرين وتكون غي مرضية‪ ،‬وهؤلء‬
‫الكابر يتركون العبادة ف بعض الحيان ويكون ذلك الترك مرضيا‪ .‬فكان تركهم أفضل عند الق جل وعل من فعل‬
‫غيهم‪ ،‬والعوام حاكمون بلف ذلك يعتقدون ذلك عابدا وهذا مكارا أو معطلً(‪...)2‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬من مثل هذا يتبي لنا دور الكشف ف تزوير عقول المة؛ لن هذا القطب الجدد عرف هذا الكم‬
‫عن ال الذي هو هو‪ ،‬أثناء إحدى فناءاته‪ ،‬وهو طبعا‪ ،‬يعتقد أن هذا هو حق لريب فيه‪.‬‬
‫وما يورده القطب الربان والغوث الصمدان‪:‬‬
‫‪...‬وكذلك وقع للمام اليافعي التميمي رضي ال عنه‪ ،‬فحكى ف كتابه (النهاج) أنه مكث خس عشرة سنة‬
‫ف نزاع‪ ،‬فخاطر يدعوه إل الشتغال بالعلم على طريق العلماء‪ ،‬وخاطر يدعوه إل الشتغال با عليه الصوفية‪ ،‬قال‪:‬‬
‫وكان الفقهاء يأمرونن بوافقتهم ويقولون‪ :‬طريقنا يتضمن طريق غينا وطريق غينا ل يتضمن طريقنا‪ ،‬فقلت ف‬
‫نفسي بتوجه تام‪ :‬اللهم بي ل أي الطريقي أقرب إليك‪ ،‬فبينما أنا أمشي ف شارع من شوارع زبيد‪ ،‬إذ لقين شخص‬
‫من أرباب الحوال وقال‪ :‬إل مت تشك ف طريق القوم؟ اسلك منها فإنا أقرب الطرق إل ال تعال‪ .‬قال‪ :‬فقلت له‪:‬‬
‫أريد البيان‪ .‬فقال‪ :‬نعم‪ .‬فدخل زاويته وقال؛ أرسلوا لنا خلف العال الفلن‪ ،‬من ل يرى الشيخ إذ ذاك رد السلم‬
‫عليه إذا سلم‪ ،‬فخرج النقيب إليه‪ ،‬فقال الشيخ للجماعة‪ :‬ل أحد يرد عليه السلم إذا جاء ول يقوم له ول يفسح له‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬سعا وطاعة‪ .‬فلما حضر قال‪ :‬السلم عليكم‪ .‬فلم يرد أحد عليه السلم‪ ،‬فقال‪ :‬حرام عليكم‪ .‬فجلس فلم‬
‫يفسحوا له‪ ،‬فقال‪ :‬خالفتم السنة‪ ،‬فقال الشيخ‪ :‬الفقراء ف أنفسهم منك شيء‪ ،‬فقال‪ :‬وأنا ف نفسي منهم أشياء‪،‬‬
‫وأشار بأصابع كفه كلها‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬انظر يا يافعي ما أثره علم هذا‪ .‬ث قال للنقيب‪ :‬أرسل وراء الفقي الفلن‪،‬‬
‫وأمرهم أن ل يردوا عليه السلم ول يقوموا له ول يفسحوا له‪ ،‬ففعلوا ذلك‪ ،‬فصار يبتسم ويقول‪ :‬أستغفر ال تعال‪،‬‬
‫ث وقف عند النعال‪ ،‬وأخذ النعال على رأسه وبكى‪ ،‬فلم يلتفت أحد إليه‪ ،‬فقال له الشيخ‪ :‬الفقراء ف نفوسهم منك‬
‫شيء‪ ،‬فقال‪ :‬أنا أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال‪ .‬فقال الشيخ لليافعي‪ :‬انظر ما أثره صحبة الفقراء(‪...)3‬‬
‫‪ -‬اللحوظات كثية‪ ،‬منها‪ :‬العال الفلن‪ ،‬ل يتصرف إل حسب توجيهات السلم‪ ،‬حيث ل يزد أن أمر‬
‫بعروف أو نى عن منكر‪.‬‬
‫‪ )(1‬طبقات الشعران‪.)2/184( :‬‬
‫‪ )(2‬النتخبات من الكتوبات‪( ،‬ص‪.)152:‬‬
‫‪ )(3‬النوار القدسية ف معرفة قواعد الصوفية‪.)37 ،2/36( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪428‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ونلحظ أن الفقراء احتقروا هذا السلوك السلمي‪ ،‬واستحسنوا سلوك الفقي الزري‪ ،‬والل إسلمي‪ ،‬وهكذا‬
‫يتوضح لنا سبب انطاط السلمي‪ ،‬فالصوفية هي الت قادتم إل ما هم عليه‪.‬‬
‫‪ -‬وأخيا‪ ،‬وبعد قراءة هذا الفصل بدوء‪ ،‬أظن أن القارئ الكري توضحت لديه الرؤية‪ ،‬وأصبح على معرفة‬
‫تامة بسبب انطاط السلمي‪ .‬وف فصل آت سوف نرى ما هو أكب‪.‬‬
‫وف هذا العصر أضيف إل الصوفية الت سلبت من السلمي سلمة التفكي‪ ،‬وأصبحوا ل يفكرون ول يناقشون‬
‫المور إل بفهم سحري وإسقاط سحري لا يتوهونه‪ ،‬على ما يتوهونه‪ ،‬أضيف إليها بلء جديد‪ ،‬هو الاركسية‪ ،‬الت‬
‫وصلت إل القمة ف فن الاسوسية؛ لن العبادة عند اليهود هي الاسوسية منذ (‪ 1900‬سنة)‪ ،‬واليهودية هي‬
‫الاركسية‪ ،‬أو بتعبي آخر‪ ،‬الاركسية هي التطبيق العملي لسطورة الشعب الختار‪.‬‬
‫وقد استطاعت الاركسية أن تعل من السلمي أبواقا للدعايات الت تدم الاركسية‪ ،‬وتعل كثيا منهم‬
‫أحجارا ف مقاليعها‪ ،‬أو قنابل ف يدها ترمي بم أعداءها وكل من يقف سدا ف سبيلها‪ ،‬وكان أكب مساعد لا على‬
‫النجاح ف هذا اليدان هو السلوب الصوف ف التفكي‪ ،‬الذي وصل إليه السلمون‪ ،‬فالصوفية حرثت‪ ،‬والاركسية‬
‫تزرع وتصد‪ ،‬والاركسية هي هي اليهودية‪.‬‬
‫وهذا ورد من أوراد الطريقة الشبكية الت هي فرع من البكتاشية‪:‬‬
‫إن حقيقة كل الوجود علي جل جلله‪ ،‬ملك العال والدان علي جل جلله‪ ،‬إذا تررت من الكائنات أولا‬
‫وآخرها فلن يبقى سوى علي جل جلله‪ ،‬إن حارس جاعة الوالي ف حالت الصحو والسكر علي جل جلله‪ ،‬إن‬
‫كنت تعبد ال فل تدعون مشركا‪ ،‬فال الذي تعبده علي جل جلله‪ ،‬ل تكسر القلوب النكسرة فإذا كسرتا فاعلم‬
‫أن ف القلب الذي كسرته علي جل جلله‪ ،‬اعتصم ببل علي واصعد إل الذروة فسترى عليا جل جلله بعد أن ترر‬
‫من القيود(‪...)1‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫تتضح الروح الصوفية ف هذا النص من العبارات‪( :‬تررت من الكائنات أولا وآخرها‪ ،‬جاعة الوالي‪ ،‬حالت‬
‫الصحو والسكر‪ ،‬اصعد إل الذروة‪ ،‬ترر من القيود)‪.‬‬
‫وف التام‪:‬‬
‫هذه هي الكشوف الصوفية والعلوم اللدنية والكرامات‪ ،‬كلها جهل وضلل ووأد للعقل الذي كرم ال به بن‬
‫آدم‪ ،‬ولو كانت إلية لتنهت عن الغلط (مرد الغلط)‪ ،‬ولو كانت الصوفية سيا إل ال وعروجا إليه‪ ،‬كما يدعون‪،‬‬
‫لا كان كل هذا التخبط والضياع عن مبادئ السلم‪ ،‬وعن أبسط مقومات الوجود النسان‪.‬‬
‫وقد فطن بعض متأخريهم إل هذا البط واللط‪ ،‬فاعتذروا عنه بقولم‪ :‬قد يطئ الكشف‪ .‬وهو عذر أقبح من‬
‫‪ )(1‬الشبك‪( ،‬ص‪.)80:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪429‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الكشف‪ ،‬والصحيح هو أن نقول‪ :‬قد يصدق الكذوب‪ ،‬وقد يسن الشرير‪ ،‬وقد يصيب الكشف‪.‬‬
‫ولعل أهم ما يب أن نلحظه ف كشوفهم أنا ل تزيد شيئا عن معلومات الكاشف وأمانيه السبقة إل ما‬
‫يقتضيه التصوير والتنسيق الوجهي بثقافته أيضا‪ ،‬وطبعا يستقي الكاشف معلوماته وأمانيه من الوسط الجتماعي‬
‫والوسط الصوف الذي يتقلب فيهما‪ ،‬ولذلك ل نرى فيها أي شيء يزيد عن ثقافة متمعه‪ ،‬إل بعض التخيلت‬
‫التافهة‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪430‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫القسم الثان‬
‫الناقشات‬
‫بدأ القسم الول من الكتاب بدراسة ما يسمونه (القيقة) ث جاءت دراسة (الطريقة) بعد ذلك‪.‬‬
‫أما ف الناقشة‪ ،‬فسيكون البدء أولً بناقشة الطريقة‪ ،‬ث تأت مناقشة حقيقتهم بعدها‪ ،‬ث يأت الباقي‪.‬‬
‫لكن قبل الشروع ف الناقشة‪ ،‬ل بد من كلمة موجزة عن البدعة‪.‬‬

‫تقدي وجيز ف البدعة‪:‬‬


‫القول ف البدعة مكرور‪ ،‬ردده العلماء مئات الرات‪ ،‬ول زالوا يرددونه‪ ،‬نورد هنا اقتباسا موجزا ما قالوه‬
‫ورددوه‪:‬‬
‫ما هي البدعة؟‬
‫يقول صلى ال عليه وسلم ف حديث‪...{ :‬فإنه من يعش بعدي فسيى اختلفا كثيا‪ ،‬فعليكم بسنت وسنة‬
‫اللفاء الراشدين الهديي‪ ،‬عضوا عليها بالنواجد‪ ،‬وإياكم والحدثات‪ ،‬فإن كل مدثة بدعة}‪ .‬أخرجه أبو داوُد وابن‬
‫ماجة والترمذي‪ ،‬وقال عنه‪ :‬حسن صحيح‪ - .‬كلمة (اللفاء) هنا تعن كل أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫وتابعيهم الذين خلفوه ف السي على هديه والدعوة إل ال حسب تعاليمه‪.‬‬
‫‪ -‬ف هذا الديث‪ ،‬بعد أن يأمرنا صلى ال عليه وسلم باللتزام بسنته وسنة أصحابه‪ ،‬يذرنا من الحدثات الت‬
‫تدث بعدهم‪ .‬وهذه الحدثات هي الختلف كما يفهم من الديث‪ .‬لكن‪ ،‬هل كل أمر يدث بعد الرسول وبعد‬
‫أصحابه‪ ،‬كائنا ما كان هذا المر‪ ،‬هو بدعة؟‬
‫نعرف الواب من قوله صلى ال عليه وسلم ف حديث‪...{ :‬إنا أنا بشر‪ ،‬إذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم‬
‫فخذوه‪ ،‬وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنا أنا بشر}‪ ،‬رواه الشاطب نقلً عن مسلم‪.‬‬
‫ومن قوله ف حديث تأبي النخل‪...{ :‬أنتم أعلم بأمور دنياكم}‪.‬‬
‫من هاذين الديثي‪ ،‬نعرف أن البدعة هي كل مدثة ف العتقادات والعبادات‪ ،‬أما المور الدنيوية‪ ،‬فقد تركت‬
‫لنا الرية فيها‪( ،‬إل ما ورد فيه نص)‪.‬‬
‫ومن القواعد الت استنبطها الصوليون قولم‪ :‬كل العبادات باطلة إل ما ورد به نص‪ ،‬وكل العادات مباحة إل‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪431‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ما ورد به نص‪.‬‬
‫وإذ عرفنا ما هي البدعة‪ ،‬فما هو حكمها ف السلم؟‬
‫يقول صلى ال عليه وسلم فيما يرويه الشاطب ف (العتصام)‪{ :‬حلت شفاعت لمت إل صاحب بدعة}‪.‬‬
‫ويقول‪{ :‬إن ال حجر التوبة عن كل صاحب بدعة}‪.‬‬
‫ويقول‪{ :‬من أحدث حدثا أو آوى مدثا فعليه لعنة ال واللئكة والناس أجعي}‪ .‬ويقول‪{ :‬من أحدث ف‬
‫أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}‪.‬‬
‫ويقول صلى ال عليه وسلم‪{ :‬ستفترق أمت على ثلث وسبعي فرقة كلهم ف النار إل ملة واحدة‪ ،‬قالوا‪ :‬من‬
‫هي يا رسول ال؟ قال‪ :‬ما أنا عليه اليوم وأصحاب}‪ .‬رواه أحد وأبو داوُد وغيها‪.‬‬
‫ويقول ف حديث‪...{ :‬وإياكم ومدثات المور‪ ،‬فإن كل مدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضللة‪ .‬وف رواية‪ :‬وكل‬
‫ضللة ف النار}‪ .‬رواه أبو داوُد والنسائي وغيها‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فل يوز مطلقا تبن أية عقيدة‪ ،‬كائنة ما كانت‪ ،‬ول القيام بأية عبادة‪ ،‬كائنة ما كانت‪ ،‬إل إذا كان‬
‫فيها نص بالعمل با من قرآن أو سنة‪ ،‬وإل فهي باطلةٌ داخ ٌل صاحبُها ف لعنة ال ووعيده‪ .‬هذا هوحكم البدعة ف‬
‫السلم‪.‬‬
‫أما ف المور الدنيوية‪ ،‬فيجوز للمسلم أن يقوم بأي أمر منها‪ ،‬سواء كان مدثا أو غي مدث‪ ،‬إل إن كان فيه‬
‫ني أو كان فيه ضرر بالدين أو ضرر بالناس‪.‬‬
‫لكن التصوفة‪ ،‬كشأنم ف كل أمور الدين‪ ،‬رأوا هذه النصوص وغيها‪ ،‬وعميت بصائرهم عنها‪(( ،‬فَإِّنهَا ل‬
‫َتعْمَى الَْبصَارُ َولَكِنْ َتعْمَى اْلقُلُوبُ الّتِي فِي الصّدُورِ)) [الج‪ ،]46:‬فأولوها التأويلت النكرة الت تدل على رفضها‬
‫والكفر با‪ ،‬وجعلوا بدعهم حللً‪ ،‬قياسا على المور الدنيوية‪ ،‬رغم كل النصوص‪ ،‬ونسوا أنه (ل اجتهاد ف مورد‬
‫النص)‪ .‬وقياسهم الفاسد النكر هذا يدل على أنم ل يكتفوا بروجهم على النصوص‪ ،‬وبالحداث ف دين ال‪ ،‬بل‬
‫أضافوا إليهما الكر والكيد لذا الدين بالغالطات والراوغات‪ ،‬كما أضافوا إليها عدم الياء من ال ومن الناس‪ ،‬حي‬
‫يظهر أحدهم‪ ،‬ف دفاعه عن بدعهم‪ ،‬بظهر الاهل الغب العاند‪.‬‬
‫خلصة الكلم‪:‬‬
‫حيثما وردت كلمة (بدعة) فالراد با هو الحداث ف العتقادات والعبادات‪ ،‬ل ف العادات والمور الدنيوية‪،‬‬
‫إل عند التصوفة؛ فإنا ل تعن عندهم إل الغالطة (والناورة)‪ ،‬للتظاهر بأنم يسيون على هدي السلم‪.‬‬
‫وهم عندما يغالطون ويراوغون‪ ،‬يعتقدون أن عملهم هذا من التقية‪ ،‬الت هي الكمة الت أرادها ال من الشرائع‬
‫لستر (حقيقتهم)‪ ،‬فسبحان ال عما يصفون‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪432‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* ملحوظة هامة‪:‬‬
‫هناك حجة واهية يتذرع با التصوفة لتأييد باطلهم؟ هي قولم بـ (البدعة السنة)‪ ،‬ويتجون بقوله صلى ال‬
‫عليه وسلم‪{ :‬من سن سنة حسنة فله أجرها‪ ،}...‬وقول عمر بن الطاب ف الماعة لصلة التراويح‪[[ :‬نعمت‬
‫البدعة]]‪.‬‬
‫وحجتهم واهية وداحضة‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله صلى ال عليه وسلم‪{ :‬من سنة سنة حسنة‪ ،}...‬قد أشبعه العلماء بثا‪ ،‬وإنا أذكر اللخص‪:‬‬
‫من القواعد العروفة ف علم الصول‪ ،‬وف مصطلح الديث‪ ،‬أنه إذا وجد نصان‪ ،‬وظهر للوهلة الول أنما‬
‫متناقضان‪ ،‬فيجب أن نفتش ف أحدها‪ ،‬أو ف كليهما‪ ،‬عن العن الصحيح الذي يزول معه التناقض؛ لن الوحي ل‬
‫تناقض فيه‪(( :‬وََلوْ كَا َن مِنْ ِعنْ ِد غَْيرِ الّلهِ َلوَجَدُوا فِيهِ ا ْختِلفًا َكثِيًا)) [النساء‪.]82:‬‬
‫وعليه‪ ،‬فالذي يقول‪ :‬إن معن (السنة السنة) هو البدعة السنة‪ ،‬يكون قد أوجد ف النصوص تناقضا غي‬
‫موجود ف الصل‪ ،‬ويكون قد خاض ف الباطل خوضا؛ لن هذا العن التوهم‪( :‬البدعة السنة)‪ ،‬مناقض لقوله‪{ :‬كل‬
‫مدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضللة}‪ ،‬وغيها ما مر‪.‬‬
‫أما العن الصحيح لـ (السنة السنة)‪ ،‬فهو‪ :‬إماتة بدعة انتشرت‪ ،‬أو إحياء سنة اندثرت‪ ،‬أو افتتاح عمل خيي‬
‫مشروع‪ ،‬أو إبداع ف أمر من أمور الدنيا ينفع الناس ف دينهم أو ف دنياهم (دون ضرر بالدين)‪.‬‬
‫هذه هي السنة السنة‪ ،‬وسبب قوله صلى ال عليه وسلم للحديث هو من الدلة على ذلك‪ ،‬فقد قاله يض‬
‫الناس على تقدي صدقات‪.‬‬
‫‪ -2‬قول عمر بن الطاب رضي ال عنه‪[[ :‬نعمت البدعة]]‪.‬‬
‫والواب‪:‬‬
‫أ‪ -‬الماعة لصلة التراويح ليست بدعة‪ ،‬بل هي سنة فعلها رسول ال صلى ال عليه وسلم ث تركها لئل‬
‫تؤخذ فرضا‪ ،‬حت إذا انقضى زمن التشريع‪ ،‬وزال سبب تركها‪ ،‬ل يبق بأس من العودة إليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬غلط الرجل الذي قال عنها‪[[ :‬هذه بدعة]]‪ .‬فأراد عمر رضي ال عنه أن يفهمه أنا ليست كذلك‪ ،‬وف‬
‫اللغة صيغ كثية مستعملة تصلح لذا الدف‪ ،‬منها هذه العبارة الت جاءت على لسان عمر‪[[ :‬نعمت هي البدعة]]‪،‬‬
‫فهو يريد أن يقول له‪ :‬إنا ليست بدعة‪ ،‬ولو كانت البدعة مثلها‪ ،‬فنعمت هي البدعة‪.‬‬
‫وضرب الثل قد يفيد‪ :‬كثيا ما نسمع مثل قول من يقول‪ :‬فلن ضرب فلنا بنصف كيلو كنافة مثلً‪ ،‬فلو‬
‫أجابه أحدهم بـ (نعمت هي الضربة)‪ ،‬فماذا يفهم منها كل من يسمعها؟ إنه يفهم منها أنا ليست ضربة‪ ،‬ولو‬
‫كانت كل ضربة هكذا‪ ،‬فنعمت هي الضربة‪...‬وهكذا‪...‬وهكذا يكون القول بالبدعة السنة هو بدعة ضللة‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪433‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الباب الول‬
‫مناقشة الطريقة‬

‫الفصل الول‬
‫مناقشة مفهوم الصوفية للشيخ‬
‫عرفنا أن الطرق الصوفية كالقادرية والرفاعية والشاذلية والنقشبندية وغيها‪ ،‬ما هي إل مشيخات‪ ،‬ما هي إل‬
‫اتباع للشيوخ‪ ،‬فمناقشتها هي مناقشة عقيدة (الشيخ) عندهم‪.‬‬
‫كما عرفنا أن الطريقة الوحيدة المية التاريية والالية والستقبلية هي طريقة (الشراق)‪.‬‬
‫وأهم ما ف الطريقة الشيخ وصحبة شيخ وهي أصل طريقهم فما نبتت أرض بغي فلحة‪ ،‬كما عرفنا من‬
‫النصوص السابقة‪ ،‬وهي جرعة من سيل‪ ،‬أنم يتخذون الشيوخ آلة يعتقدون أنم ينفعون ويضرون‪ ،‬وأن بيدهم‬
‫النجاة‪.‬‬
‫ومن أقوالم ف ذلك‪ :‬الدين إطاعة رجل‪.‬‬
‫كما رأينا من أقوال عارفيهم وأقطابم وعلمائهم الباهي الكافية الوافية على أنم يتخذون الشيخ إلا من دون‬
‫ال‪ ،‬أو شريكا معه يسبغون عليه كل صفات اللوهية‪ .‬ومن أقوالم الت مرت قول قائلهم (الغوث)‪ :‬لو كشف عن‬
‫نور الول لعبد من دون ال‪.‬‬
‫ول بأس على القارئ الكري من الرجوع إل تلك الفصول مرة أخرى‪ ،‬ليبعث أقوالم حية ف ذاكرته‪ ،‬ث يعود‬
‫لتابعة الناقشة‪.‬‬
‫وطبعا‪ ،‬ستكون الناقشة بعرض أقوالم وأفعالم وعقائدهم على القرآن والسنة قبل كل شيء‪.‬‬
‫‪ -1‬يقول سبحانه ف كتابه العزيز‪(( :‬فَإِنْ تَنَا َزعْتُمْ فِي شَ ْيءٍ َف ُردّوهُ إِلَى الّل ِه وَالرّسُولِ إِنْ كُنتُ ْم ُت ْؤمِنُونَ بِالّلهِ‬
‫وَاْلَي ْومِ ال ِخرِ)) [النساء‪.]59:‬‬
‫واضح من الية الكرية كل الوضوح‪ ،‬وبدون لبس أو إشكال أو غموض‪ ،‬أن من يرد ما يُتنازع فيه إل غي ال‬
‫ورسوله‪ ،‬فهو ل يؤمن بال ول باليوم الخر‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪434‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫وردّ الشيء إل ال والرسول‪ ،‬يعن عرضه على الكتاب والسنة‪ ،‬فالقرآن كلم ال‪ ،‬والسنة كلم رسوله الوحى‬
‫معناه من ال سبحانه‪.‬‬
‫والصوفية يردون كل شيء إل شيوخهم‪ ،‬ويطلبون من الخرين أن يردوه إليهم‪ ،‬ويكفي إيراد قو ٍل واحدٍ لحد‬
‫أقطابم‪... :‬وإن قال (قائل) للمريد‪ :‬إن كلم شيخه معارض لكلم العلماء أو دليلهم‪ ،‬فعليه الرجوع إل كلم‬
‫شيخه‪...‬وإذا خرج الريد عن حكم شيخه وقدح فيه‪ ،‬فل يوز لحد تصديقه؛ لنه ف حال تمة لرتداده عن طريق‬
‫شيخه‪.‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬أيها السلم الؤمن‪ ،‬ما هو حكم الشريعة السلمية على من يقول هذا ومثله؟ أو يفعله؟ أو يعتقده؟‬
‫إن الية الكرية تضع الواب الكري‪َ(( :‬ف ُردّوهُ إِلَى الّل ِه وَالرّسُولِ إِنْ كُنتُ ْم ُت ْؤمِنُونَ بِالّلهِ وَالَْي ْومِ ال ِخرِ)) [النساء‪:‬‬
‫‪ ،]59‬الت يُستنبط منها‪ :‬إن كنتم ل تؤمنون بال واليوم الخر‪ ،‬فردوه إل الشيخ أو إل من تريدون‪.‬‬
‫‪ -2‬ويقول سبحانه‪َ(( :‬أمْ َلهُمْ ُشرَكَاءُ َش َرعُوا َلهُ ْم مِنَ الدّي ِن مَا لَمْ يَ ْأذَنْ ِبهِ الّل ُه وََلوْل كَلِ َمةُ اْل َفصْلِ َل ُقضِيَ بَْيَنهُمْ‬
‫وَإِنّ الظّالِ ِميَ َلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [الشورى‪.]21:‬‬
‫فكل شرع ف الدين‪ ،‬كائنا ما كان‪ ،‬ل يأذن به ال فهو شرك‪.‬‬
‫والشيوخ ف الصوفية يشرعون ف دينهم كل ما ل يأذن به ال‪ ،‬ونكتفي بإيراد قول قطبهم الدّرك‪:‬‬
‫من يذكرال تعال بل شيخ‪ ،‬ل ال حصل ول نبيه ول شيخه‪.‬‬
‫فمن أين أتى بذا التشريع؟ وما هوحكم من يأخذ بذا التشريع الوثن؟‬
‫ونعود للسؤال؟ ما هوحكم الشريعة السلمية على من يقول هذا ومثله؟ أويفعله؟ أو يعتقده؟‬
‫والية الكرية تقرر الواب‪(( :‬وإن الظالي لم عذاب أليم))‪.‬‬
‫‪ -3‬يقول سبحانه ف وصف أهل الكتاب‪ (( :‬اتّخَذُوا َأحْبَا َرهُ ْم َو ُرهْبَاَنهُمْ َأرْبَابا مِ ْن دُونِ الّلهِ وَالْمَسِي َح ابْ َن‬
‫شرِكُو َن )) [التوبة‪ .]31:‬يورد ابن كثي‪ :‬سع‬ ‫َمرْيَ َم َومَا ُأ ِمرُوا إِلّ ِلَيعْبُدُوا إِلَها وَاحِدا ل إَِلهَ ِإلّ ُهوَ ُسبْحَاَنهُ عَمّا يُ ْ‬
‫عدي بن حات الطائي (وكان نصرانيا فأسلم) هذه الية من رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فقال له‪{ :‬إنم ل‬
‫يعبدوهم}‪ ،‬فقال صلى ال عليه وسلم ما معناه‪{ :‬بلى‪ ،‬إنم حرموا عليهم اللل وأحلوا لم الرام‪ ،‬فاتبعوهم‪ ،‬فذلك‬
‫عبادتم إياهم}‪.‬‬
‫وقد فعل الصوفية ذلك واتذوا شيوخهم أربابا من دون ال‪ .‬ونكتفي بقول لجتهم الغزال‪:‬‬
‫‪...‬فالعلم بدود هذه المور (أي‪ :‬الجاهدات والقامات)‪...‬هوعلم الخرة‪ ،‬وهو فرض عي ف فتوى علماء‬
‫الخرة‪...‬‬
‫وهو كلم واضح صريح‪ ،‬ل يُحتاج معه إل غيه؛ لنه كلم من يسمونه (حجة السلم)‪ ،‬مع أن غيه يل‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪435‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الكتب‪ ،‬على أنم يلون ويرمون ويفرضون الفروض ويسنون السنن‪.‬‬
‫والسؤال‪ :‬قل لنا أيها السلم الؤمن‪ ،‬ما هو حكم الشريعة السلمية فيمن يقول مثل هذا؟ أو يفعله؟ أو يعتقده؟‬
‫شرِكُونَ)) [الطور‪.]43:‬‬
‫وف الية الكرية الواب‪(( :‬سُْبحَانَ الّل ِه عَمّا يُ ْ‬
‫حبّ الّلهِ‪[ ))...‬البقرة‪.]165:‬‬
‫حبّوَنهُمْ كَ ُ‬
‫س مَنْ يَتّخِ ُذ مِ ْن دُونِ الّلهِ أَندَادًا يُ ِ‬
‫‪ -4‬ويقول سبحانه‪َ (( :‬ومِنَ النّا ِ‬
‫وقد اتذ التصوفة من شيوخهم أندادا يبونم كحب ال‪ ،‬بل أشد حبا‪ ،‬حت كأن الية أنزلت فيهم خاصة‪،‬‬
‫وهذا قول مر معنا لحد أقطابم العظام‪( :‬حقيقة حب الشيخ أن يب الشياء من أجله ويكرهها من أجله‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن ف مبة ربنا عز وجل)‪.‬‬
‫وقول الخر‪ :‬الطريق ذكر ال ومبة الشيخ‪.‬‬
‫والسؤال‪ :‬ما هو حكم الشريعة السلمية على من يقول هذا؟ أو يفعله؟ أو يعتقده؟‬
‫إن الية الكرية تعطينا الواب الكري‪(( :‬وََلوْ َيرَى الّذِينَ َظلَمُوا ِإذْ َي َروْنَ اْلعَذَابَ أَ ّن اْل ُق ّوةَ ِلّلهِ جَمِيعًا وَأَنّ الّلهَ‬
‫شَدِيدُ اْلعَذَابِ)) [البقرة‪.]165:‬‬
‫‪ -5‬قال ربعي بن عامر لكسرى‪[[ :‬بعث ال إلينا رسولً ليخرجنا من عبادة الناس إل عبادة رب الناس]]‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية لتعكس الية وتعيد الشرك إل مساره‪ ،‬فتخرج الناس من عبادة رب الناس إل عبادة الشايخ‬
‫وعبادة قبور الشايخ!‬
‫والسؤال‪ :‬ما هو حكم الشريعة السلمية على هؤلء؟ بل ما هو حكم الشريعة السلمية على من يتوقف ف‬
‫الكم عليهم؟‬
‫‪ -6‬سيقول لك التصوفة وشيوخهم وكثي من الغافلي والغفلي‪ :‬معاذ ال‪ ،‬الصوفية ل يعبدون الشيوخ‪ ،‬ل‬
‫يعبدون إل ال‪...‬وقد يقدمون بعض المثلة الوهة والتداولة بينهم‪.‬‬
‫فنجيب‪ :‬ل‪ ،‬بل يعبدون الشيوخ‪ ،‬وهذه أقوالم وأقوال عارفيهم وأقطابم الذين يتبكون بالركوع أمام قبورهم‬
‫ولثم حجارتا والستغاثة با فيها من رمم‪ ،‬وأمثلهم طريقة ذلك الذي يعتقد أنم يقربونه إل ال زلفى وحسن مآب‪،‬‬
‫وهذه أفعالم كلها شاهدة عليهم بوضوح كوضوح الشمس ف رائعة نار مشمس‪ ،‬على أنم يؤلون الشيوخ‬
‫ويعبدونم‪ .‬ولو جعت أقوال عارفيهم ف تأليه الشيوخ للت ألوف الصفحات‪.‬‬
‫وإنكارهم هذا‪ ،‬يسمى ف الشريعة السلمية وف اللغة العربية وف جيع ما تعارف عليه البشر من أخلق‬
‫(الفجور)‪.‬‬
‫‪ -‬وسيقول بعضهم‪ ،‬متحرفا لقتال (وف لغة العصر مناورة)‪ :‬هذا واقع كثي من التصوفة‪ ،‬وهو من الدخن‬
‫والنراف الذي أصاب التصوف كما أصاب غيه من أمور الشريعة‪ .‬والتصوف الق بريء من ذلك‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪436‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فنقول‪( :‬شنشنة نعرفها من أخزم)‪ .‬إن واقع التصوفة منذ أن وجدت الصوفية وف كل المم‪ ،‬ل ف السلمي‬
‫وحدهم‪ ،‬هو تأليه الشيخ وعبادته‪ ،‬وهي الطريق الت توصل الريد أو السالك إل استشعار اللوهية‪ ،‬أما من يصل إل‬
‫الذبة دون شيخ فيسمونه هم‪( :‬الراد)‪ ،‬ويعنون با أن ال أراده فجذبه إليه‪.‬‬
‫وهذا افتراء على ال الكذب؛ لن القرآن ينفي على لسان السيح صلوات ال عليه أن يعرف أحد ما يريده ال‪:‬‬
‫سكَ)) [الائدة‪ ،]116:‬ونقول لم‪ :‬هذه صورة من‬‫((إِنْ كُنتُ ُقلُْتهُ َفقَ ْد عَلِ ْمَتهُ َتعْلَ ُم مَا فِي َنفْسِي وَل َأعْلَ ُم مَا فِي َنفْ ِ‬
‫مراوغاتكم (لللتفاف حول الدف)‪ ،‬أتقنتموها أنتم وأشياخكم تظهرونا وتفونا حسب الظروف الحيطة‪ ،‬وهي‬
‫من أساليب التقية الواجبة ف عقيدتكم الصوفية كما قال الغزال‪:‬‬
‫على كل ذي عقل لزوم التقية‬ ‫وإن كان قد صح اللف فواجب‬
‫‪ -7‬وقد يأت من ل يستحي من أن يقول‪ :‬إن كلم العارفي هذا له تأويل!! فنقول له‪ :‬لقد انتهينا من خرافة‬
‫سهُمْ‬
‫خ َدعُونَ ِإلّا أَنفُ َ‬
‫التأويل‪ ،‬وأحبولة التأويل‪ ،‬ومغالطة التأويل‪ ،‬وخدعة التأويل‪(( ،‬يُخَا ِدعُونَ الّلهَ وَالّذِي َن آمَنُوا َومَا يَ ْ‬
‫ش ُعرُونَ‪ .‬فِي قُلُوِبهِ ْم َم َرضٌ َفزَا َدهُمُ الّل ُه مَ َرضًا وََلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا َيكْذِبُونَ)) [البقرة‪.]10 ،9:‬‬
‫َومَا يَ ْ‬
‫لنم إذ يقولون هذا له تأويل‪ ،‬فهم يادعون ويكذبون ويدجلون ويكرون لر السلمي إل زندقاتم‪.‬‬
‫‪ -8‬يدعون حب ال‪ ،‬وما أكثر أقوالم ف ذلك وف العشق اللي‪ .‬ومن القامات الت يدعيها بعضهم ف‬
‫السلوك إل الذبة ما يسمونه (الحبة والشوق) إل ال‪.‬‬
‫حبِبْكُ ُم الّلهُ)) [آل‬
‫حبّونَ الّلهَ فَاتِّبعُونِي يُ ْ‬
‫وال سبحانه وتعال يقول آمرا رسوله أن يعلمنا‪(( :‬قُلْ إِنْ كُْنتُمْ تُ ِ‬
‫عمران‪ .]31:‬فال سبحانه يأمرنا إن كنا نبه‪ ،‬أن نتبع رسوله‪ ،‬وهذا يعن أن اتباع الرسول صلى ال عليه وسلم هو‬
‫الدليل على حب ال‪ ،‬وعدم اتباعه دليل على عدم حب ال‪ ،‬وهؤلء القوم يتبعون الشايخ الذين يأمرونم بتأليه‬
‫الرسول ل باتباعه‪ .‬فهل هم بعد ذلك صادقون بادعائهم حب ال؟‬
‫الواب‪ :‬هو ما تقرره الية الكرية‪ ،‬بأنم ل يبون ال‪ ،‬وهذا هو واقعهم‪ ،‬فهم يبون الذبة واللذة الت يدونا‬
‫أثناء الذبة والت تستغرق كل خلية ف كيانم‪ ،‬وهي لذة تشيشية جنسية يتوهون أنا إلية‪ ،‬ث بعد أن يقعوا ف‬
‫الذبة عددا كافيا من الرات‪ ،‬يصابون برض الدمان‪ ،‬مثل الدمان الذي يصيب متعاطي الفيون تاما‪ ،‬حت إذا ما‬
‫امتنعت عليهم الذبة ف بعض الحيان لسبب ما‪ ،‬أصيبوا بنفس العراض الت تصيب مدمن الفيون عندما ينقطع‬
‫عنه‪ ،‬من وله قاتل وصداع وما يشبه النون‪ .‬وهذا هو ما يسمونه (العشق اللي) الذي يظهر ف بولم‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬الذين يتبعون الشايخ ل يبون ال‪ ،‬إذ لوكانوا يبونه لتبعوا رسوله‪ .‬ويقول سبحانه‪(( :‬اتِّبعُوا مَا ُأْنزِلَ‬
‫إِلَْيكُ ْم مِنْ َربّكُ ْم وَل تَتِّبعُوا مِ ْن دُوِنهِ َأوِْليَاءَ)) [العراف‪ ،]3:‬هذا أمر من ال‪ ،‬يكفر من يالفه‪.‬‬
‫وهؤلء القوم يتبعون من دونه الشايخ‪ ،‬يأمرونم بكل ما ل ينل به ال سلطانا فيأترون به! يأمرونم بالركوع‬
‫للشيخ فيكعون! يأمرونم بالرابطة الت يسمونا (شريفة) فيطيعون! يأمرونم بالرقص فيقصون! يأمرونم بأوهام‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪437‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫كشوفهم ف العقائد والعبادات فيأترون! فهل يكونون بعد ذلك من أهل القرآن؟!‬
‫إن أهل القرآن هم الذين يعملون بأوامره وينتهون عن نواهيه‪.‬‬
‫‪ -‬يقول سبحانه‪(( :‬ثُمّ َجعَلْنَا َك عَلَى َشرِيعَ ٍة مِنَ ا َل ْمرِ فَاتِّب ْعهَا)) [الاثية‪ .]18:‬فهل يتبعها هؤلء القوم؟ طبعا‬
‫ل‪ ،‬لنم عندما يتبعون مشايهم فقد خرجوا من اتباع الشريعة‪ .‬وقد مر معنا قول أقطابم للخادم‪ :‬كل ولك أجر‬
‫صوم شهر‪ ،‬وكل ولك أجر صوم سنة‪ ،‬وموافقة عالهم القطب القشيي على ذلك‪.‬‬
‫فهل هذا هو اتباع للشريعة السلمية؟ طبعا ل!‬
‫‪ -1‬رأينا قول أب مدين الغرب ف الشيخ‪:‬‬
‫يرضى عليك فكن من تركها حذرا‬ ‫ففي رضاه رضا الباري وطاعته‬
‫وقول عبد القادر اليلن‪ :‬إذا ل تفلح على يدي ل فلح لك قط‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬والتحبب إل الشيوخ من الولياء والبدال إذ ذاك سبب لدخوله ف زمرة الحباب‪.‬‬
‫وغيها وغيها من القوال الت تل ألوف الصفحات‪ .‬فما هو حكم السلم ف ذلك؟‬
‫ص وَالّذِي َن اتّخَذُوا مِنْ دُوِنهِ َأوْلِيَاءَ مَا َنعْبُ ُدهُ ْم‬
‫يقول سبحانه‪(( :‬فَاعْبُدِ الّل َه مُخِْلصًا َلهُ الدّينَ‪ .‬أَل لِّلهِ الدّي ُن الْخَالِ ُ‬
‫حكُمُ بَْيَنهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخَْتِلفُونَ إِ ّن الّلهَ ل َيهْدِي مَنْ ُهوَ كَا ِذبٌ َكفّارٌ)) [الزمر‪:‬‬ ‫إِلّا ِلُي َقرّبُونَا إِلَى الّلهِ زُْلفَى إِنّ الّلهَ يَ ْ‬
‫‪.]3 ،2‬‬
‫إن التصوفة هم أول من تنطبق عليهم أحكام هذه الية باتاذهم أولياء من دون ال ليقربوهم إل ال زلفى‪...‬‬
‫‪ -‬والسؤال‪ :‬لِمَ ‪ِ-‬إذَنْ‪ -‬يقدسون الشيخ هذا التقديس؟ وما هي فائدته؟‬
‫‪ -‬إن للخضوع الكامل للشيخ ولعبادته وتقديسه فائدتي عظيمتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬خرق العادة‪ :‬فمن القواعد القررة أن الشياطي ل تقدم خدماتا للساحر إل بعد أن يكفر‪َ (( :‬ومَا ُيعَلّمَانِ‬
‫مِنْ أَحَدٍ َحتّى َيقُول إِنّمَا نَحْنُ ِفتَْنةٌ فَل تَ ْك ُفرْ)) [البقرة‪ ،]102:‬والسحر هو الكهانة‪ ،‬وهي الصوفية؟ فكلما ازداد‬
‫الريد غلوا ف إشراكه الشيخ بال‪ ،‬كلما ازدادت أمامه الوارق الشيطانية‪ ،‬الت يسمونا (كرامات)‪ ،‬ويعزونا إل‬
‫الدد الفاض عليهم من الشيخ!‬
‫ب‪ -‬التحقق أثناء الذبة بالفناءات ف ال‪( :‬الفناء ف صفات ال وف أسائه وف ذاته)‪ ،‬أو (التحقق باللوهية)‪،‬‬
‫وذلك أن الجذوب يرى ف أحلم جذبته‪ ،‬صورا هي خليط من انطباعات قدية وحديثة مستقرة ف أعماق ل‬
‫شعوره‪ ،‬تتلط مع أمان وطموحات تسربت إل أعماق نفسه من الحيط الذي يعيش فيه‪ ،‬وهذا هو نفس ما يراه‬
‫متعاطي الشيش والفيون وعقار اللوسة‪ ،‬وبدون الشيخ تكون رؤى الجذوب مثل رؤى الشاش‪ ،‬تدور حول‬
‫النس واللهو واللذة أو القد والسد‪،‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪438‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لكن الشيخ‪ ،‬ببته الت استقاها هو أيضا من شيخه‪ ،‬يغرس ف نفس الجذوب طموح العروج إل السماوات‬
‫والعرش واللوس مع ال (جل ال)‪ ،‬ث الفناء فيه بيث يرى نفسه أنه جزء منه (سبحانه)‪ ،‬أو أنه هو هو بكامل أسائه‬
‫وصفاته (سبحانه وتعال عما يصفون)‪ ،‬ويرى ف أحلم جذبته أنه يتصرف بالكون‪ ،‬ويقول للشيء كن فيكون‪ .‬ول‬
‫ينجح الشيخ بذه الهمة إل إذا كان الريد قد عجن عقله وعواطفه ونفسه كلها بب الشيخ وتقديسه وطاعته‪ ،‬بيث‬
‫تغدو كلمة الشيخ جزءا من كيان الريد لدى التلفظ با‪.‬‬
‫ويب أل ننسى أن قوة شخصية الشيخ وجاذبيته تلعبان دورا هاما ف استقطاب قلوب مريديه وعواطفهم‬
‫حوله وتساعدان على تيئتهم لرؤى (تشيشهم الروحان) الت يسمونا (الكشف)‪.‬‬
‫وف هذا يقول الغزال‪:‬‬
‫‪...‬فكذلك الريد يتاج إل شيخ وأستاذ يقتدي به ل مالة ليهديه إل سواء السبيل‪ ،‬فإن سبيل الدين غامض‪،‬‬
‫وسبل الشيطان كثية ظاهرة‪ ،‬فمن ل يكن له شيخ يهديه قاده الشيطان إل طرقه ل مالة‪ ،‬فمن سلك سبل البوادي‬
‫الهلكة بغي خفي فقد خاطر بنفسه‪ ،‬وأهلكها‪ ،‬ويكون الستقل بنفسه كالشجرة الت تنبت بنفسها‪...‬فمعتصم الريد‬
‫بعد تقدي الشروط الذكورة شيخه‪ ،‬فليتمسك به تسك العمى على شاطئ النهر بالقائد(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫ولذلك قالوا أيضا‪ :‬من ل شيخ له فشيخه الشيطان؛ لن رؤاه تكون مثل رؤى الشاشي تاما‪.‬‬
‫‪ -‬وأخيا‪ ،‬لنقرأ قوله سبحانه‪(( :‬قَدْ أَ ْفلَ َح الْ ُم ْؤمِنُونَ‪ .‬الّذِي َن هُمْ فِي صَلِتهِمْ خَا ِشعُونَ‪ .‬وَالّذِي َن هُ ْم عَنِ الّل ْغ ِو‬
‫ُمعْ ِرضُونَ‪ .‬وَالّذِي َن هُمْ لِلزّكَاةِ فَاعِلُونَ‪ .‬وَالّذِي َن هُمْ ِل ُفرُو ِجهِمْ حَافِظُونَ‪ .‬إِلّا َعلَى َأ ْزوَا ِجهِمْ أ ْو مَا مَلَ َكتْ أَيْمَاُنهُمْ فَِإّنهُمْ‬
‫ك هُمُ اْلعَادُونَ‪ .‬وَالّذِي َن هُمْ لَِأمَانَاِتهِمْ َو َعهْ ِدهِ ْم رَاعُونَ‪ .‬وَالّذِي َن هُ ْم عَلَى‬
‫غَْي ُر مَلُومِيَ‪ .‬فَمَ ِن ابَْتغَى َورَا َء ذَِلكَ فَُأوْلَِئ َ‬
‫صََلوَاِتهِمْ يُحَافِظُونَ‪ُ .‬أوَْلِئكَ هُ ُم اْلوَا ِرثُونَ)) [الؤمنون‪.]10-1:‬‬
‫ول يقل سبحانه‪ :‬قد أفلح الذين يتمسكون بالشيخ‪ ،‬أو ل يفلح إل باتباع شيخ‪ ،‬أو من ل شيخ له فشيخه‬
‫الشيطان‪...‬أو بقية الشركيات‪.‬‬
‫‪ -‬وهنا يقف السلم الصادق أمام أمرين ل ثالث لما‪ :‬إما أن يؤمن بالقرآن الكري ويكفر بؤلء القوم‬
‫وبعقيدتم‪ ،‬وإما أن يؤمن بم وبعقيدتم ويكفر بالقرآن الكري‪ ،‬وأي طريق آخر ل وجود له إل بالراوغة والدجل‪.‬‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)3/65( :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪439‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الفصل الثان‬
‫مناقشة الرياضة (الجاهدة)‬
‫ب وَل أَقُولُ َلكُمْ‬
‫لنبدأ الناقشة بقراءة آيات من كتاب ال‪(( :‬قُلْ ل أَقُولُ لَ ُكمْ عِندِي َخزَائِ ُن الّلهِ وَل َأعَْلمُ اْلغَْي َ‬
‫سَتوِي ا َلعْمَى وَاْلَبصِيُ َأفَل َتَتفَ ّكرُونَ)) [النعام‪.]50:‬‬ ‫إِنّي مََلكٌ إِنْ َأتّبِعُ إِلّا مَا يُوحَى إِلَ ّي قُ ْل هَلْ يَ ْ‬
‫((قُلْ إِنّمَا أَتِّبعُ مَا يُوحَى إِلَ ّي مِ ْن رَبّي)) [العراف‪.]203:‬‬
‫ت رَبّي عَذَابَ َي ْومٍ‬
‫((قُ ْل مَا يَكُونُ لِي أَنْ ُأبَدَّل ُه مِنْ تِ ْلقَاءِ َنفْسِي إِنْ َأتّبِعُ إِلّا مَا يُوحَى إِلَيّ ِإنّي أَخَافُ إِ ْن َعصَْي ُ‬
‫عَظِيمٍ)) [يونس‪.]15:‬‬
‫((إِنْ َأتّبِعُ ِإلّا مَا يُوحَى إَِل ّي َومَا َأنَا إِلّا نَذِي ٌر مُِبيٌ)) [الحقاف‪.]9:‬‬
‫فهذا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وهو رسول ال‪ ،‬ل يأت من عنده بشيء ف التشريع مطلقا‪ ،‬وكل شيء‬
‫يأمر به وينهى عنه فهو اتباع لا يوحى إليه‪َ (( .‬ومَا يَنْ ِطقُ َعنِ اْل َهوَى‪ .‬إِ ْن ُهوَ إِلّا وَحْ ٌي يُوحَى)) [النجم‪.]4:‬‬
‫ويأمره ال سبحانه‪ ،‬والمر موجه لكل من يتبع الرسول‪(( :‬ثُ ّم َجعَلْنَا َك عَلَى َشرِيعَ ٍة مِنَ ا َل ْمرِ فَاتِّب ْعهَا)) [الاثية‪:‬‬
‫‪(( .]18‬اتِّبعُوا مَا ُأْنزِلَ إِلَيْكُ ْم مِ ْن رَبّكُ ْم وَل تَتِّبعُوا مِنْ دُوِنهِ َأوْلِيَاءَ)) [العراف‪.]3:‬‬
‫حشَاءِ وَالْمُْن َكرِ)) [النور‪(( .]21:‬فَإِنْ لَمْ َيسْتَجِيبُوا َلكَ فَاعْلَمْ َأنّمَا‬
‫((وَمَنْ َيتّبِعْ ُخ ُطوَاتِ الشّيْطَا ِن فَإِّنهُ يَ ْأ ُمرُ بِاْلفَ ْ‬
‫َيتِّبعُونَ َأ ْهوَا َءهُمْ)) [القصص‪.]50:‬‬
‫واليات كثية‪ .‬والحاديث كذلك كثية‪ .‬منها‪{ :‬وإياكم ومدثات المور‪ ،‬فإن كل مدثة بدعة‪ ،‬وكل بدعة‬
‫ضللة}‪{ .‬من أحدث ف أمرنا ما ليس منه فهو رد}‪.‬‬
‫ومن القواعد الصولية القررة‪( :‬كل العبادات باطلة إل ما نزل به نص)‪ .‬فهل يتبع الصوفية آيات ال وأحاديث‬
‫رسوله‪ ،‬فيما يسمونه افتراءً (السي إل ال)‪ ،‬وما هو إل السي إل الذبة‪ ،‬وإل الرؤى العصابية والشيطانية الت‬
‫يستشعرونا ف الذبة‪ .‬هل يتبعون آيات ال وأحاديث رسوله؟؟‬
‫‪ -1‬اللوة‪:‬‬
‫ليست من العبادات السلمية‪ ،‬ول خلوة ف السلم‪ ،‬وهي بدعة مدثة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫وبعد أصحابه وتابعيهم وتابعي تابعيهم‪.‬‬
‫إنا بدعة مدثة ف السلم‪ ،‬أما ف المم الخرى فهي قدية قدم الكهانة‪.‬‬
‫‪ -2‬الصمت‪:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪440‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وهو مناقض للعبادة ف السلم‪ ،‬إذ العبادة هي أقوال وأعمال معينة‪ ،‬علمها الرسول للمسلمي ليتبعوها ول‬
‫يتبعوا غيها‪( .‬وإل فما هي الفائدة من رسالته؟)‪.‬‬
‫ول يوجد أي نص يعل الصمت من العبادة السلمية‪ ،‬فهو بدعة‪.‬‬
‫وهو موجود ف كل المم الت بنيت عقائدها على الكشف والشراق‪.‬‬
‫‪ -3‬الوع‪:‬‬
‫فرض ال سبحانه صيام رمضان‪ ،‬وسن رسوله صلى ال عليه وسلم صيام أيام أُخَر‪ ،‬وحرم الوصال ف الصيام‪،‬‬
‫كما أمر أن يكون الصيام ف غي رمضان متقطعا‪.‬‬
‫وجوع الصوفية هو صيام أيام كثية ل يفطرون فيها مع الغرب‪ ،‬ول سحور فيها‪ ،‬بل جوع مستمر حسب‬
‫السلوب الكهان الوجود ف الندوسية والبوذية والينية والطاوية وغيها‪ .‬فهو ليس من العبادات السلمية‪ ،‬وليس‬
‫من السلم ف شيء‪ ،‬وهو بدعة‪.‬‬
‫‪ -4‬السهر‪:‬‬
‫الوارد ف السلم هو قيام الليل ضمن الدود الت رسها الرسول صلى ال عليه وسلم عندما قال‪:‬‬
‫{ل‪...‬ولكن أصلي وأنام‪ ،‬وأصوم وأفطر‪...‬فمن رغب عن سنت فليس من}(‪ .)1‬فليس السهر من السلم‪ ،‬ول من‬
‫عبادات السلم‪ ،‬ول من العمول به ف السلم‪ ،‬وقد رأينا قول رسول السلم فيه وف الوع‪{ :‬فمن رغب عن‬
‫سنت فليس من}‪ ،‬أي‪ :‬إن الذين يقومون بذه الطقوس ليسوا من رسول ال‪ ،‬وبالتال ليسوا من السلم‪.‬‬
‫‪ -5‬تعذيب النفس بالضرب (كما كان يفعل الشبلي وغيه)‪ ،‬أو بالوقوف على رجل واحدة طيلة الليل‪ ،‬أو‬
‫غي ذلك ما هو مستفيض ف كتبهم‪ ،‬فهذا واضح البطلن‪ ،‬وهو من تلعب الشياطي بم‪ ،‬وليس ال سبحانه باجة‬
‫أن يضربوا أنفسهم ويعذبوها ليضى عنهم‪ُ (( :‬هوَ ا ْجتَبَاكُ ْم َومَا َجعَ َل عََليْكُمْ فِي الدّي ِن مِنْ َحرَجٍ)) [الج‪ ،]78:‬إنا‬
‫يرضى ال عن الؤمني إذا عبدوه كما أمرهم (ل كما يبتدعونه أو يقلدون به أصحاب الوثنيات)‪ ،‬ويرضى سبحانه‬
‫عن الؤمن إذا أدى لكل ذي حق حقه‪.‬‬
‫* ملحوظة هامة‪:‬‬
‫من أساليب القوم ف الغالطة والخادعة‪ ،‬قولم‪ :‬إنم يتأسون ف اللوة وتوابعها‪ ،‬بحمد صلى ال عليه وسلم؛‬
‫لنه كان قبل الرسالة يتلي أياما كثية ف غار حراء‪.‬‬
‫هذه الغالطة‪ ،‬مثل غيها‪ ،‬فيها جهل غب‪ ،‬أو تاهل ماكر؛ لن الية الكرية تقول‪(( :‬لَقَدْ كَانَ َلكُمْ فِي رَسُولِ‬
‫الّلهِ أُ ْس َوةٌ حَسََنةٌ‪[ ))...‬الحزاب‪.]21:‬‬

‫‪ )(1‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪.‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪441‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ول يصبح ممدٌ (رسولَ ال) إل بعد أن نزل عليه الوحي بالرسالة‪ .‬أما قبلها فقد كان إنسانا كبقية الناس على‬
‫شرٌ ِمثْلُكُ ْم يُوحَى إِلَيّ)) [فصلت‪،]6:‬‬
‫الطلق‪ ،‬ل يتاز عنهم إل بأخلقه الكرية‪ .‬يقول سبحانه‪(( :‬قُلْ إِنّمَا أَنَا َب َ‬
‫وهذه الية واضحة كل الوضوح‪ ،‬ل لبس فيها ول غموض‪ ،‬بأن الفرق بينه صلى ال عليه وسلم وبي بقية البشر‪ ،‬هو‬
‫الوحي‪.‬‬
‫شرًا رَسُولً)) [السراء‪ .]93:‬ويقول‪(( :‬قَاَلتْ َلهُ ْم رُسُُلهُ ْم‬
‫ويقول سبحانه‪(( :‬قُ ْل سُبْحَانَ َربّي هَلْ كُنتُ إِلّا بَ َ‬
‫شرٌ مِْثلُكُمْ‪[ ))...‬إبراهيم‪ .]11:‬ويقول صلى ال عليه وسلم‪{ :‬أنا فيما ل يوح إل كأحدكم}‪ .‬ونعود‬ ‫حنُ إِلّا َب َ‬
‫إِنْ نَ ْ‬
‫إل آية التأسي‪ ،‬إنا تأمرنا أن تكون أسوتنا برسول ال (الذي ينل عليه الوحي)؛ وذلك لن (رسول ال) معصوم‬
‫بالوحي؛ أما قبل الرسالة فلم يكن معصوما؛ لنه ل يكن يوحى إليه صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وف واقع المر‪ ،‬إصرارهم على القول بالتأسي بحمد قبل الرسالة‪ ،‬منبثق عن‪:‬‬
‫‪ -1‬عقيدتم أن ممدا صلى ال عليه وسلم وصل إل النبوة بالجاهدة والرياضة‪ ،‬وأن النبوة هي فتح مثل‬
‫فتوحهم‪ ،‬وهم بالتال‪ ،‬ل يعتقدون أن النبوة فضل من ال سبحانه يعلها حيث يشاء‪.‬‬
‫‪ -2‬منبثق عن عقيدتم با سوه (القيقة الحمدية) النابعة من (وحدة الوجود)‪ ،‬الباطلة الكافرة‪.‬‬
‫‪ -3‬عن إنكارهم للمعن الشرعي الصحيح ليات القرآن وأحاديث السنة‪ ،‬وتأويلهم لا لتتفق مع كشفهم‪،‬‬
‫كما صرح بذلك حجتهم الغزال(‪ ،)1‬وكما نراه معمولً به ف كتبهم‪.‬‬
‫‪ -4‬عقيدتم أن ممدا صلى ال عليه وسلم معصوم عصمة ذاتية‪ ،‬وليس بالوحي! وأنه أخذ علومه عن طريق‬
‫الكشف‪ ،‬ل عن طريق جبيل عليه السلم‪ ،‬كما صرح بذلك حجتهم الغزال(‪ )2‬وغيه‪.‬‬
‫أخيا‪..‬‬
‫الجاهدة‪ ،‬أو الرياضة‪ ،‬بكل عناصرها‪ ،‬ليست من السلم‪ ،‬ول من عقيدة السلم‪ ،‬ول من عبادات السلم‪،‬‬
‫ول من سنن السلم‪ ،‬ول من مستحبات السلم‪ ،‬ول من فضائل السلم‪ ،‬ول من مارسات السلم‪ ،‬ول من‬
‫عادات السلم‪ ،‬ول من العمال الأجورة ف السلم‪ ،‬ول من العمال الشكورة ف السلم‪.‬‬
‫إنا هي طقوس كهانية‪ ،‬مارستها وتارسها المم الوثنية‪ ،‬تقود إل الذبة‪ ،‬ل إل رضا ال تعال‪.‬‬
‫* مناقشة الذكر‪:‬‬
‫ل أعثر ف حدود اطلعي‪ ،‬عند إشراقيي المم الخرى‪ ،‬على وجود مارسة للذكر بداه الواسع وشكله‬
‫الساسي الوجودين عند متصوفة السلمي‪.‬‬

‫‪ )(1‬انظر الدخل إل فهم النصوص الصوفية‪.‬‬


‫‪ )(2‬انظر فصل‪( :‬ناذج من حكايات الصوفية)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪442‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ففي المم الخرى‪ ،‬يعتمدون أساسا على الرياضة (اللوة والوع والصمت والسهر)‪ ،‬مع تركيز البصر على‬
‫نقطة ما‪ ،‬مدة طويلة‪ ،‬مع تعذيب النفس ف أكثر الحيان‪ ،‬وهم‪ -‬أثناء الرياضة‪ -‬يركزون الفكر ويثبتونه على كلمة‬
‫ما‪ ،‬فعند الندوس مثلً‪ ،‬يأخذ السالك ف رياضته إحدى وضعيات اليوغا(‪ ،)1‬ويركز بصره على شيء ما‪ ،‬ث يركز‬
‫فكره ف كلمة (أوم) الت هي عندهم السم الستسر لباهان(‪ ،)2‬أو (راهام)‪.‬‬
‫قد تدوم مثل هذه الرياضة مدة طويلة جدا‪ ،‬ومن حي لخر يعمدون إل الرقص العنيف والوسيقى الصاخبة‬
‫الدوية يصاحبها الزعاق‪ ،‬ث يعودون إل رياضتهم‪.‬‬
‫‪ -‬والضوع الطلق للشيخ (السامانا) الكب هو مور كل ماهداتم‪.‬‬
‫تسبب هذه الجاهدة؛ مع الستمرار والزمن‪ ،‬إفراغا لراكز الوعي والشعور ف الملة العصبية‪ ،‬وهي حالة‬
‫(الستخدار) الت تعلها ف استرخاء يفقدها كثيا من فعالياتا‪ ،‬ويهيؤها للتأثر بكمية من الخدر‪ ،‬أي مدر‪ ،‬أقل من‬
‫الكمية الؤثرة ف الالة العادية‪ ،‬كما تدفع السم لفراز الادة الخدرة بكمية أكب من العتاد‪.‬‬
‫لكن هذه الرياضة تتاج إل كثي من قوة الرادة والصب‪ ،‬كما تتاج إل العزلة التامة‪ .‬على أن متصوفة‬
‫السلمي عرفوا أسلوبا سهّل عليهم المر كثيا‪ ..‬إنه ترديد كلمة ما‪ ،‬كائنة ما كانت‪ ،‬بشكل مستمر دون انقطاع‪،‬‬
‫ل ونارا‪ ،‬وهو ما سوه (الذكر)‪ .‬وهذا الذكر الستمر يساعد كثيا على الوصول إل حالة الستخدار‪ ،‬ث إل الدر‬ ‫لي ً‬
‫(الذبة) بدة أسرع‪.‬‬
‫لكن هل صحيح ما يدعيه متصوفة السلمي أمام الناس‪ ،‬أن ذكر ال‪ ،‬سواء بالسم الفرد (ال) أو بالذكار‬
‫السلمية الخرى‪ ،‬أو بأذكارهم وصلواتم الت يبتدعونا‪ ،‬هي الت تقود إل الذبة؟‬
‫الواقع خلف ذلك فهاهم أقطابم وعارفوهم وعلماؤهم‪ ،‬يؤكدون أن ترديد أي كلمة كانت‪ ،‬أو أي جلة‪،‬‬
‫بصورة مستمرة‪ ،‬مئات اللوف من الرات‪ ،‬أو مليينها‪ ،‬يؤدي إل الذبة‪ ،‬بعد مدة قد تطول وقد تقصر‪.‬‬
‫وهذه أدلة من أقوالم ف ذلك‪:‬‬
‫يقول ابن عطاء ال السكندري‪:‬‬
‫‪...‬والذكر تتلف أنواعه وتتعدد‪ ،‬والذكور واحد ل يتعدد ول يتحدد‪.)3(...‬‬
‫‪ -‬لننتبه إل قوله‪( :‬ل يتحدد) وماذا تعن‪.‬‬
‫ويقول‪... :‬وروي أن أبا القاسم النيد رحه ال تعال قال لبعض خواص أصحابه‪ :‬إن اسم ال العظم هو‬
‫(هو)‪...‬وذكر أن أهل العرفة ف هذا السم على أربعة أصناف أيضا‪ :‬فعارف قال‪( :‬ال)‪ ،‬وعارف قال‪( :‬هو)‪،‬‬

‫‪ )(1‬اليوغا رياضة تعبدية هندوكية‪.‬‬


‫‪ )(2‬براهان الله الالق عند الندوك‪.‬‬
‫‪ )(3‬القصد الجرد‪( ،‬ص‪.)82:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪443‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وعارف قال‪( :‬أنا)‪ ،‬وعارف بت(‪...)1‬‬
‫‪ -‬ما هو معن قوله‪( :‬وعارف بُهت)؟ ولِ َم بُهت؟ أظن الواب واضحا‪ ،‬إنه بُهت لنه عرف أن كل شيء هو‬
‫اسم ال العظم‪.‬‬
‫ومن النصي نفهم أن الذكر يكن أن يكون بترديد كلمة (ال ال ال ال)‪ ،‬أو (هو هو هو هو)‪ ،‬أو (أنا أنا أنا‬
‫أنا)‪ ،‬أو الشياء الت جعلت العارف يُبهت‪.‬‬
‫ويقول ابن عطاء ال أيضا‪:‬‬
‫‪...‬أما السلوب الختيار فهو مع ما يرد عليه من الذكار وما يرد عليه من جلة السرار‪ ،‬فقد تري على لسانه‬
‫(ال ال ال)‪ ،‬أو (هو هو هو هو)‪ ،‬أو (ل ل ل ل)‪ ،‬أو (آه آه آه آه)‪ ،‬أو صوت بغي حرف‪ ،‬أو تبط‪ ،‬فأدبه التسليم‬
‫للوارد‪ .‬وبعد انقضاء الوارد يكون ساكنا ساكتا‪ ،‬وهذه الداب لن يتاج إل ذكر اللسان‪ ،‬أما الذاكر بالقلب فل‬
‫يتاج إل هذه الداب(‪...)2‬‬
‫ويورد عبد الوهاب الشعران ما يشبه هذا‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫‪...‬وقال سيدي يوسف العجمي رحه ال‪ :‬وما ذكروه من آداب الذكر مله ف الذاكر الواعي الختار‪ ،‬أما‬
‫السلوب الختيار‪ ،‬فهو مع ما يرد عليه من السرار؛ فقد يري على لسانه‪( :‬ال ال ال ال)‪ ،‬أو (هو هو هو)‪ ،‬أو (ل‬
‫ل ل)‪ ،‬أو (آه آه آه)‪ ،‬أو (عا عا عا عا) أو (آ آ آ آ)‪ ،‬أو (هـ هـ هـ)‪ ،‬أو (ها ها ها)‪ ،‬أو صوت بغي حرف‪ ،‬أو‬
‫تبيط‪ ،‬وأدبه عند ذلك التسليم للوارد(‪.)3‬‬
‫ويقول ابن عرب‪:‬‬
‫‪...‬فأغلق بابك دون الناس‪ ،‬وكذلك باب بيتك بينك وبي أهلك‪ ،‬واشتغل بذكر ال بأي نوع شئته من‬
‫الذكار‪ ،‬وأعلها السم‪ ،‬وهو قولك‪( :‬ال ال ال)(‪ -...)4‬نفهم معن قوله‪( :‬بأي نوع شئته مق الذكار) من قول‬
‫آخر له‪...( :‬فما عُبد غي ال ف كل معبود‪.)5()...‬‬
‫‪ -‬يعن‪ :‬أن كل ما عبد من صنم وشجر وبشر وغيه هو ال‪ ،‬ويكن للذاكر أن يذكر با يريد من أساء‬
‫العبودات الت عبدت ف كل الوثنيات‪ ،‬كأن يردد مثلً‪( :‬هبل هبل هبل هبل‪ ،)..‬أو (جيلن جيلن جيلن‪ ،)..‬أو‬
‫(جذبة جذبة جذبة جذبة‪ ،)..‬أو (ليني ليني ليني ليني‪ ،)...‬أو (إنتاج إنتاج إنتاج إنتاج‪ ،)..‬أو (مقام مقام مقام‬
‫مقام‪ ،)..‬أو (ضريح ضريح ضريح ضريح‪ ،)..‬أو (رفاعي رفاعي رفاعي‪ ،)..‬وغيها‪.‬‬

‫‪ )(1‬القصد الجرد‪( ،‬ص‪.)56:‬‬


‫‪ )(2‬مفتاح الفلح‪( ،‬ص‪.)31 ،30:‬‬
‫‪ )(3‬النوار القدسية ف معرفة القواعد‪.)1/39( :‬‬
‫‪ )(4‬رسالة النوار‪( ،‬ص‪.)6:‬‬
‫‪ )(5‬فصوص الكم‪( ،‬ص‪.)72:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪444‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ويروي ابن عجيبة قصة الششتري فيقول‪:‬‬
‫‪...‬وكذلك قصة الششتري رضي ال عنه مع شيخه ابن سبعي؛ لن الششتري كان وزيرا وعالا‪ ،‬وأبوه كان‬
‫أميا‪ ،‬فلما أراد الدخول ف طريق القوم‪ ،‬قال له شيخه‪ :‬ل تنال منها شيئا حت تبيع متاعك وتلبس قشابة وتأخذ‬
‫بنديرا وتدخل السوق؛ ففعل جيع ذلك‪ ،‬فقال له‪ :‬ما نقول ف السوق؟ فقال‪ :‬قل‪ :‬بدأت بذكر البيب‪ ،‬فدخل‬
‫السوق يضرب بنديره ويقول‪ :‬بدأت بذكر البيب‪ ،‬فبقي ثلثة أيام وخرقت له الجب(‪...)1‬‬
‫‪ -‬نلحظ أن ذكره هنا ليس فيه شيء من أساء ال السن‪.‬‬
‫وكتب ابن سبعي إل أحد مريديه (ف الرسالة النورية)‪:‬‬
‫‪...‬وجيع ما توجه الضمي إليه‪ ،‬اذكره به ول تبال‪ ،‬وأي شيء يطر ببالك سه به‪ ،‬ومَن اسه (الوجود) كيف‬
‫يصص بأساء منحصرة؟! هيهات! ال ل اسم له إل السم الطلق أو الفروض‪ ،‬فإن قلت‪ :‬نسميه با سى به نفسه أو‬
‫نبيه‪ ،‬يقال لك‪ :‬إن من سى نفسه (ال) قال لك‪ :‬أنا كل شيء‪ ،‬جيع من تنادي أنا‪...‬وبعضهم كان يقول‪ :‬قد قد قد‬
‫هذا هذا هذا له له له(‪...)2‬‬
‫ويقول ابن أنبوجة الشنقيطي ف (وصف العارف)‪:‬‬
‫‪...‬فهو (أي‪ :‬العارف) الليفة العظم‪ ،‬إذ ل اسم له يتص به‪ ،‬فإن أساء الوجود كلها أساؤه‪ ،‬لتحققه براتبها‪،‬‬
‫ولكونه هو الروح ف جيع الوجودات‪ ،‬فما ف الكون ذات إل وهو الروح الدبر لا والحرك والقائم فيها‪ ،‬ول ف‬
‫كرة العال مكان إل وهو حال فيه ومتمكن منه‪ .‬فبهذا العتبار ل اسم له يتميز به عن الوجود(‪...)3‬‬
‫‪ -‬نرى ف هذا النص أنم يسبغون على العارف صفات هي نفس ما يسبغونه على ال (تعال ال عما يقولون)‪،‬‬
‫وعليه يكن ذكر ال بترديد كلمة‪( :‬عارف عارف عارف عارف‪ )..‬أو (عمر بن الفارض عمر بن الفارض عمر بن‬
‫الفارض‪ ،)...‬أو (الغزال الغزال الغزال الغزال‪ ،)..‬أو (الشيخ الشيخ الشيخ الشيخ‪ ،)...‬أو (سيدي سيدي سيدي‬
‫سيدي‪ )..‬إل‪.‬‬
‫ويقول أبو الدى الصيادي الرفاعي‪:‬‬
‫‪...‬والفناء‪ ،‬حقيقة سر العتقاد به من سر قوله عليه الصلة والسلم‪ :‬لو اعتقد أحدكم على حجر لنفعه(‪.)4‬‬
‫‪ -‬الديث مكذوب‪ ،‬والعتقاد به كفر‪ ،‬لكن يهمنا أنم يؤمنون به‪ ،‬ويؤمنون أن العتقاد به ينفع‪ ،‬ومنه إن‬
‫ذكر ذاكر اسم (حجر حجر حجر حجر)‪ ،‬أو (قبة قبة قبة قبة)‪ ،‬أو (صخرة صخرة صخرة صخرة‪ )..‬نفعه (ف‬

‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)28:‬‬


‫‪ )(2‬رسائل ابن سبعي‪( ،‬ص‪.)184:‬‬
‫‪ )(3‬ميزان الرحة الربانية‪( ،‬ص‪.)115:‬‬
‫‪ )(4‬قلدة الواهر‪( ،‬ص‪.)292:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪445‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الوصول إل الذبة طبعا)‪.‬‬
‫يردد علي نور الدين اليشرطي نفس القول‪:‬‬
‫‪...‬لو اعتقد أحدكم بجر لنفعه‪ .‬وقال‪ :‬ليس الجر الذي ينفع‪ ،‬إنا هو العتقاد(‪.)1‬‬
‫‪ -‬طبعا‪ ،‬إنما ل يقررا هذا الكم إل بعد تارب‪ ،‬ويب أن ننتبه إل أنه ينفع ف التصوف والكهانة والسحر‬
‫فقط‪( ،‬لن الصوفية هي نفس الكهانة‪ ،‬والسحر بعضها)‪ ،‬ول ينفع ف شيء غيها‪.‬‬
‫ويقول ممد باء الدين البيطار‪:‬‬
‫‪...‬فأساء ال على القيقة أعيان العال وحقائقه‪ ،‬ومظاهر الساء هي صور العال‪ ،‬فلكل اسم إلي من الصور ما‬
‫ل يتناهى‪ ،‬فكل ما أمات مثلً من ثعبان أو سيف أو رصاص أو حجر أو عصا فهو صورة من صور السم (الميت)‪،‬‬
‫ومعن الميت‪ :‬شأن من شئون الذات اللية‪ ،‬وهو عي الذات(‪...)2‬‬
‫ويقول ابن سبعي ف (الرسالة النورية) ياطب أحد الريدين‪:‬‬
‫‪...‬هذه الكلمات الت نذكرها لك مرموزة من‪ ،‬غي أن الذاكر ينتفع با‪ ،‬وهي‪ :‬عمرش أش عمر صح راهيا‬
‫إيداحا أيهم اردع صعر عرجم كعلم‪....‬فقل إذا وجدت البحر والوجود والمد‪ :‬قهوم طمس هوال صعنج ذلك ال‬
‫ربكم يا يا يا(‪...)3‬‬
‫‪ -‬بدهي أن ابن سبعي ل ينصح مريده بالذكر بذه الساء إل بعد تريبها‪.‬‬
‫‪ -‬وكما فهمنا من نصوصهم‪ .‬الذكر يقود إل الذبة الت هي الغاية‪ .‬وف الطريق قد يصل للذاكر بعض‬
‫الوارق‪ ،‬وينصحونه أل يهتم با لنا تجبه عن الغاية النشودة‪.‬‬
‫والطريق إل الذبة قد يقصر وقد يطول‪ ،‬حسب استعداد السالك النفسي والفيزيولوجي‪ .‬ولعل الذكاء الفطري‬
‫العال يبعد الوصول إل الذبة! ولعل الغباء الفطري يقصر الطريق إليها‪.‬‬
‫* وخلصة لا تقدم‪:‬‬
‫الذكر بترديد أي كلمة كانت مقرر من كبار عارفيهم‪ ،‬فل مال للعتراض عليه أو الشك فيه‪ ،‬إنم يقدمونه‬
‫لريديهم قاعدة يسيون عليها ف مسيهم إل‪...‬الذبة‪ .‬ومن البدهي أنم ل ينصحوا به مريديهم إل بعد تربة‪.‬‬
‫ومنه تعلم أن حقيقة ذكرهم ليست مرتبطة بذكر ال سبحانه‪ .‬وما التزامهم السم (ال) أو عبارات الثناء عليه‬
‫ودعائه إل أسلوب ذكي للباس التصوف رداء السلم‪ ،‬وضعه لم سيدهم النيد‪ ،‬وتوسع فيه حجتهم الغزال‪ ،‬وهو‬

‫‪ )(1‬نفحات الق‪( ،‬ص‪.)229:‬‬


‫‪ )(2‬النفحات القدسية‪( ،‬ص‪.)5:‬‬
‫‪ )(3‬رسائل ابن سبعي‪( ،‬ص‪.)182:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪446‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أحد مظاهر الطريقة البهانية الغزالية‪ ،‬الت يسمونا (التصوف السن)‪.‬‬
‫وذكرهم كله‪ ،‬موضوعه‪ ،‬وشكله‪ ،‬وزمانه‪ ،‬ومكانه‪ ،‬هو بدعة كله‪ ،‬غريب عن السلم كله‪ ،‬ومن الردود‬
‫الفيدة عليه وعليهم‪ ،‬هو رد المام النووي رحه ال‪.‬‬
‫لقد اتصل المام النووي ف أول وصوله إل دمشق‪ ،‬وهو صغي‪ ،‬بالتصوفة‪ ،‬وسار ف طريقهم‪ ،‬وعندما اتسعت‬
‫معارفه وفهم السلم‪ ،‬ترك الصوفية بدون ضجيج‪ ،‬ورد عليهم بكتابي‪:‬‬
‫‪ -1‬رياض الصالي‪ ،‬يبي فيه بالنصوص الصحيحة (إل قليلً منها) طريق الصلح‪ ،‬وحيث يتبي طريق‬
‫الصلح‪ ،‬فكل الطرق من دونه ضلل‪.‬‬
‫‪ -2‬الذكار‪ :‬يبي فيه الذكار السلمية‪ ،‬نصوصها‪ ،‬وأوقاتا‪ ،‬وأماكنها‪ ،‬كل ذلك بأسانيد أكثرها صحيح‪،‬‬
‫وإذ يتبي ذلك‪ ،‬يتبي أن الذكر الصوف الذي يستعمله السالكون إل الذبة‪ ،‬ليس من أذكار السلم‪.‬‬
‫‪ -‬من جهة ثانية‪:‬‬
‫كل عبادة ف السلم لا شروط وأركان‪.‬‬
‫ويوجد شرط مشترك لكل العبادات السلمية (مر معنا ف بث البدعة)‪ ،‬وهو‪( :‬كل العبادات باطلة إل ما‬
‫ورد به نص)‪ ،‬وبصيغة أخرى‪( :‬ل عبادة بدون نص)‪ .‬والذكر عبادة‪ ،‬فهو يتاج إل النص‪ ،‬وإل فل يكون عبادة‪.‬‬
‫وذكر الصوفية من حيث الشكل واللفظ إذا كان بالسم الفرد أو (با شئت من الذكار) الواردة آنفا‪ ،‬ل نص‬
‫فيه‪ .‬والنصوص الت يقدمونا‪ ،‬إنا يلفقونا بالتأويل والترقيع‪ ،‬إذن‪ ،‬فهو ليس عبادة‪.‬‬
‫ض ّرعًا وَخِيفَ ًة َودُونَ‬
‫سكَ َت َ‬
‫كما أن للذكر ف السلم أركانا‪ :‬ندها ف الية الكرية‪(( :‬وَاذْ ُكرْ رَّبكَ فِي َنفْ ِ‬
‫ج ْهرِ مِنَ اْل َقوْلِ)) [العراف‪.]205:‬‬
‫اْل َ‬
‫ج ْه ِر مِنَ اْل َقوْلِ)) [العراف‪:‬‬ ‫سكَ)) [العراف‪َ ((...]205:‬ودُونَ الْ َ‬
‫يهمنا ف بثنا هنا قوله سبحانه‪(( :‬فِي َنفْ ِ‬
‫ج ْهرِ مِنَ اْل َقوْلِ))‬
‫سكَ)) [العراف‪ ،]205:‬تعن أل تسمع نفسك‪ ،‬وعبارة‪(( :‬وَدُونَ اْل َ‬ ‫‪ ،]205‬فعبارة ((فِي َنفْ ِ‬
‫[العراف‪ ،]205:‬تعن أل يسمعك جارك؛ لن الهر هو ما يستطيع ساعه الار‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فيجوز ف الذكر أن يُسمِع النسان نفسَه وأن ل يُسمعها‪.‬‬
‫وأما الهر‪ ،‬فمنهي عنه بأكثر من آية وأكثر من حديث‪.‬‬
‫مع ملحوظة أن هناك حالت نص عليها الشارع‪ ،‬يب فيها رفع الصوت بالذكر أو يوز‪ ،‬كما ف التلبية‬
‫بالج‪ ،‬وقبل صلة العيدين‪ ،‬وف التعليم‪ ،‬والالة العفوية‪ ،‬ولتذكي الغافلي (حيث يهر بعبارة الذكر مرة أو مرتي‬
‫ل ف موضوعنا‪.‬‬ ‫فقط)‪ ،‬وليس تفصيل هذه المور داخ ً‬
‫وكل ماولة أو مراوغة لختراق الدود الت رسها الشارع من أجل التوسع بدلول النص لتبير الساليب‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪447‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫سهُ)) [الطلق‪.]1:‬‬
‫البتدعة‪ ،‬هي ماولة باطلة‪ ،‬وهي بدعة وهي ضللة‪(( ،‬وَمَنْ َيَتعَدّ حُدُودَ الّلهِ َفقَدْ َظلَمَ َنفْ َ‬
‫وتعرف الدود الشرعية من النص‪ ،‬أو من فعل الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومن فعل أصحابه‪ .‬والذكار الت‬
‫يستعملها الصوفية ف اللوة أو السياحة وف الضرة وف ملس الذكر أو ملس الصلة على النب أو بعد النتهاء من‬
‫الصلة‪ ،‬كلها فاقدة لشرط وركن معا‪ ،‬أو لحدها على القل‪ ،‬لذلك فهي باطلة‪ ،‬وهي بدعة‪ ،‬وهي ضللة‪.‬‬
‫والباطل ل يقود إل إل باطل‪ .‬وإن كلمة قالا الصحاب الليل حذيفة بن اليمان (أمي سر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم) لي كافية لسم هذا الوضوع‪ .‬قال‪[[ :‬كل عبادة ل يتعبدها أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فل َتعَبّدوها‪ ،‬فإن الول ل يدع للخر مقالً]]‪.‬‬
‫‪ -‬هذا إن كان الذكر بالساء السن أو بعبارات الثناء على ال‪.‬‬
‫أما إن كان بغيها ما يقرره كهانم من أساء حجارة أو أوثان أو قبور أو غيها فهي واضحة الزندقة بينة‬
‫الكفر‪ ،‬وهي من الوثنية الت جاء السلم ليحاربا باعتبارها الصدر الرئيسي لكل الشرور‪ ،‬وهي السحر وهي الكهانة‪.‬‬
‫* قصة مرسلة‪-:‬‬
‫مستشار ف ماكم الستئناف ف مدينة حلب‪ ،‬كانت تمعه الصلة ف السجد مع بائع شراب متجول‪ ،‬وف‬
‫ذات مرة‪ ،‬طلب إليه البائع أن يرب أن يقرأ بعد كل وقت من أوقات الصلة‪ ،‬الكلمات‪( :‬بطدٍ زه ٍج واحٍ ياحي ياهٍ)‬
‫مائة مرة‪ ،‬وبعامل الفضول‪ ،‬صار الستشار يرددها بعد كل صلة‪...‬‬
‫بعد ثلثة أيام‪ ،‬بينما كان جالسا على قوس الحكمة يفصل ف قضايا الناس‪ ،‬إذا به يرى أمامه بيته وأهله‬
‫يقومون بأعمالم حسب العتاد‪ ،‬وعندما رجع إليهم بعد الظهر‪ ،‬سألم عما كانوا يفعلونه ف ذلك الوقت؟ فكان ف‬
‫بعض ما رآه بعض ما كانوا يفعلونه‪ .‬وصارت مثل هذه الالة تتكرر أمامه كلما كرر تلوة الساء(‪.)1‬‬
‫* فقرة من كتاب صوف‪-:‬‬
‫‪...‬ولرف الباء خلوة‪ ،‬وخادمه مهيائيل‪ ،‬فإذا أردت استخدامه اكتب الرف وضعه ف رأسك بعد الرياضة‪،‬‬
‫واتل الدعوة والقسم دبر كل صلة ‪ 31‬مرة‪ ،‬واتل العزية والرياضة ‪ 40‬يوما‪ ،‬فإن اللك يضر ويقضي حاجتك‪،‬‬
‫ومهما أردته تبخر وتقول‪ :‬أجب يا خادم حرف الباء‪ ،‬فإنه يضر(‪...)2‬‬
‫‪ -‬إن كتب التصوف الحض‪ ،‬والت ل تؤلف للخداع والتضليل والراوغة‪ ،‬ملى بثل هذه الفقرة‪ ،‬وهي‬
‫واضحة كل الوضوح ف أن التصوف هو السحر‪ ،‬والفرق بينهما أن الصوف مدوع مراوغ‪ ،‬والساحر صادق‪.‬‬
‫ويكفي للدللة على أن الصوفية هي السحر‪ ،‬الرجوع إل كتاب (شس العارف الكبى) للبون(‪ ،)3‬وكتاب‬

‫‪ )(1‬ل يتيسر استئذانه لذكر اسه‪.‬‬


‫‪ )(2‬شس العارف الكبى‪( ،‬ص‪.)401:‬‬
‫‪ )(3‬أحد بن علي البون من بونة ف الزائر‪ ،‬واسها الن عنابة‪ ،‬مات سنة (‪622‬هـ)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪448‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(مموع ساعة الي) لبن عرب‪ ،‬و(الضنون به على غي أهله) للغزال‪ ،‬و(صفحات من بوارق القائق) للمهدي‬
‫الصيادي‪ ،‬وغيها‪..‬‬
‫لكن أقطاب التصوف العارفي بال يتواصون فيما بينهم بتأليف الكتب الوهة أنا من السلم‪ ،‬ذات الظهر‬
‫السلمي الداع؛ لن الكمة تقتضي ذلك‪ ،‬وطبعا هم يفعلون ذلك عن إخلص وإيان با يفعلون‪ ،‬شأن أي متدين‬
‫ملص لدينه ومؤمن به‪.‬‬
‫‪ -‬وقبل النتقال إل البحث التال‪ ،‬يدر النتباه إل أن التصوفة قد يستعملون الذكار السلمية حسب النهج‬
‫السلمي‪ ،‬ويكون هذا منهم عملً صحيحا؛ لكنه ل يكون أبدا تبيرا لذكارهم الصوفية حسب النهج الصوف‪.‬‬
‫* مناقشة الضرة‪:‬‬
‫عرفنا أن الضرة تكون‪ :‬جالسة صامتة‪ ،‬أو جالسة صائتة‪ ،‬أو راقصة (بنقص أو بدون نقص)‪.‬‬
‫‪ -1‬الالسة الصامتة‪:‬‬
‫ف الرد عليها يكفي حكم عبد ال بن مسعود‪ ،‬الذي قال فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم (كما يرويه‬
‫الافظ الذهب ف التذكرة)‪{ :‬خذوا عهدكم عن ابن أم عبد}‪.‬‬
‫ند حكم عبد ال بن مسعود هذا ف (سنن الدارمي)‪:‬‬
‫‪...‬عن عمر بن يي قال‪ :‬سعت أب يدث عن أبيه‪ ،‬قال‪[[ :‬كنا نلس على باب عبد ال بن مسعود قبل‬
‫صلة الغداة (أي‪ :‬الفجر)‪ ،‬فإذا خرج مشينا معه إل السجد‪ ،‬فجاءنا أبو موسى الشعري فقال‪ :‬أخرج عليكم أبو‬
‫عبد الرحن بعد؟ قلنا‪ :‬ل‪ ،‬فجلس معنا حت خرج‪ ،‬فلما خرج قمنا إليه جيعا‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا عبد الرحن إن رأيت ف‬
‫السجد آنفا أمرا أنكرته‪ ،‬ول أر والمد ل إل خيا‪ .‬قال‪ :‬فما هو؟ قال‪ :‬إن عشت فستراه‪ ..‬رأيت ف السجد قوما‬
‫حلقا جلوسا ينتظرون الصلة ف كل حلقة رجل‪ ،‬وف أيديهم حصى‪ ،‬فيقول‪ :‬كبوا مائة مرة‪ ،‬فيكبون مائة‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫هللوا مائة مرة‪ ،‬فيهللون مائة‪ ،‬فيقول‪ :‬سبحوا مائة مرة‪ ،‬فيسبحون مائة‪ .‬قال‪ :‬فماذا قلت لم؟ قال‪ :‬ما قلت لم شيئا‬
‫انتظار رأيك أو انتظار أمرك‪ ،‬قال‪ :‬أفل أمرتم أن يعدوا سيئاتم وضمنت لم أن ل يضيع من حسناتم شيء‪ .‬ث‬
‫مضى ومضينا معه حت أتى حلقة من تلك اللق‪ ،‬فوقف عليهم فقال‪ :‬ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا‪ :‬يا أبا عبد‬
‫الرحن‪ ،‬حصى نعد به التكبي والتهليل والتسبيح والتحميد‪ ،‬قال‪ :‬فعدوا سيئاتكم‪ ،‬فأنا ضامن أن ل يضيع من‬
‫حسناتكم شيء‪ ،‬ويكم يا أمة ممد ما أسرع هلكتكم‪ ،‬هؤلء أصحابه متوافرون‪ ،‬وهذه ثيابه ل تبل‪ ،‬وآنيته ل‬
‫تكسر‪ ،‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة ممد أو مفتتحو باب ضللة‪ .‬قالوا‪ :‬وال يا أبا عبد‬
‫الرحن ما أردنا إل الي‪ .‬قال‪ :‬وكم من مريد للخي لن يصيبه‪ ،‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم حدثنا أن قوما‬
‫يقرءون القرآن ل ياوز تراقيهم‪ ،‬وأي ال‪ ،‬ل أدري‪ ،‬لعل أكثرهم منكم‪.]]...‬‬
‫‪ -‬الرجاء ملحوظة أن اللسة النقشبندية هي مثل هذه اللسة‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪449‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -2‬الضرة الالسة الصائتة‪:‬‬
‫ف الرد عليها نذكر ما يلي‪:‬‬
‫ج ْه ِر مِنَ اْل َقوْلِ‪[ ))...‬العراف‪،]205:‬‬
‫ض ّرعًا وَخِيفَ ًة َودُونَ الْ َ‬
‫سكَ َت َ‬
‫‪ -‬الية الكرية‪(( :‬وَاذْ ُكرْ رَّبكَ فِي َنفْ ِ‬
‫وهؤلء يهرون بذكرهم‪ ،‬كما يلو ذكرهم من التضرع واليفة‪.‬‬
‫‪ -‬الضرة بميع أنواعها‪ ،‬ومثلها هذه‪ ،‬بدعة تنطبق عليها كل الحاديث الواردة ف البدعة‪ ،‬والت رأيناها قبل‬
‫قليل‪.‬‬
‫‪ -‬حديث ابن مسعود السابق هو رد عليها كما هو رد على الالسة الصامتة‪.‬‬
‫‪ -‬قول حذيفة بن اليمان‪[[ :‬كل عبادة ل يتعبدها أصحاب رسول ال فل تعبدوها]]‪ ،‬رد عليها وعليهم‪.‬‬
‫وبالتال‪ ،‬هذه الضرة (الالسة الصائتة) هي مثل غيها‪ ،‬بدعة‪ ،‬فهي مردودة عليهم‪.‬‬
‫‪ -3‬الضرة الراقصة (وكلها صائتة)‪:‬‬
‫إن جيع الردود على البدعة وعلى أساليبهم ف الذكر‪ ،‬وعلى الالسة الصامتة‪ ،‬وعلى الالسة الصائتة‪ ،‬هي‬
‫ردود على الضرة الراقصة‪ ،‬يضاف إليها‪:‬‬
‫‪ -‬هي نفس صلة اليهود!‬
‫جاء ف (الزمور‪( )149:‬عدد‪( :)3:‬ليسبحوا اسه برقص‪ ،‬بدف وعود‪ ،‬لينوا له‪.)..‬‬
‫وف (الزمور‪( :)150 :‬سبحوه بدف ورقص‪ ،‬سبحوه بأوتار ومزمار‪ ،‬سبحوه بصنوج التصويت‪ ،‬سبحوه‬
‫بصنوج التاف‪.)...‬‬
‫‪ -‬وثنيو إفريقيا السوداء (الفيتيشيون) عباداتم كلها رقص وساع‪.‬‬
‫‪ -‬الندوس‪ ،‬صلتم لصنامهم مثل الضرة الراقصة‪ ،‬يتوسطهم الكاهن أمام الصنم‪ ،‬يرقصون ويهزجون‪ ،‬أي‪:‬‬
‫إن صلتم هي رقص وساع وقرع أجراس‪.‬‬
‫* اللصة‪-:‬‬
‫الضرة الصوفية بميع أشكالا‪ ،‬بدعة‪ ،‬ونقض لليات والحاديث‪ ،‬وتشبه كامل بالطقوس اليهودية والوثنية‪،‬‬
‫(فيتيشية وهندوسية وجينية وطاوية‪.)...‬‬
‫‪ -‬أما كونا بدعة‪ ،‬فهي ضللة‪ ،‬وكل ضللة ف النار‪.‬‬
‫‪ -‬وأما كونا نقضا لليات والحاديث‪ ،‬فهي كفر وزندقة وردة‪.‬‬
‫‪ -‬وأما كونا تشبه الطقوس الوثنية واليهودية‪ ،‬فالرسول صلى ال عليه وسلم يقول‪{ :‬من تشبه بقوم فهو‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪450‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫منهم}‪.‬‬
‫ول حاجة للزيادة‪.‬‬
‫* مناقشة السماع‪:‬‬
‫إن كل النصوص الواردة ف السماع‪ ،‬حلله وحرامه‪ ،‬وكل بوث العلماء (وأقول‪ :‬العلماء)‪ ،‬هي نصوص‬
‫وبوث فيه على أنه أمر دنيوي‪ ،‬ودنيوي فقط‪ ،‬ل علقة له بعبادة ول بتقرب إل ال‪.‬‬
‫ول يرد فيه نص (علمي) قط‪ ،‬بتحليل أو تري‪ ،‬إل على أنه أمر دنيوي يارس ف العياد والعراس والرب أو‬
‫ف التسلية واللهو والطرب‪.‬‬
‫أما أن يكون طقسا تعبديا‪ ،‬كما هو عند التصوفة‪ ،‬فهذا شيء ما عرفه التشريع السلمي‪ ،‬ول تكلم فيه عال؛‬
‫لنه بدهيا‪ ،‬غي وارد ف العبادات السلمية‪.‬‬
‫أما التصوفة‪ ،‬فيتخذون السماع طقسا تعبديا روحانيا يسهل عليهم ما يسمونه ظلما وعدوانا (السي إل ال)‪.‬‬
‫وهنا يكمن الداء‪ ،‬ويعشعش البلء‪.‬‬
‫إن السماع عند التصوفة عبادة‪ ،‬وف الغالب يكون مصحوبا باللت‪ ،‬وهذا كله‪:‬‬
‫‪ -1‬بدعة‪ ،‬وذلك بي ل يتاج إل دليل‪ ،‬وكل بدعة ضللة‪ ،‬وكل ضللة ف النار‪.‬‬
‫‪ -2‬تشبه بالوثنيي وأهل الكتاب‪ ،‬يقول سبحانه ف وصف صلة الشركي‪َ (( :‬ومَا كَا َن صَلُتهُ ْم ِعنْدَ اْلبَْيتِ إِلّا‬
‫مُكَاءً وََتصْ ِديَةً)) [النفال‪.]35:‬‬
‫وجاء ف التوراة (الالية) ف (الزمور‪( )144 :‬عدد‪( :)9 :‬يا ال‪ ،‬أرن لك ترنيمة جديدة‪.)..‬‬
‫وف (الزمور‪( )146:‬عدد‪( :)2:‬أسبح الرب ف حيات وأرن للي ما دمت موجودا)‪ .‬وف (الزمور‪)149 :‬‬
‫(عدد‪( :)3 :‬ليسبحوا اسه برقص‪ ،‬بدف وعود‪ ،‬لينوا له‪ .)..‬وكذلك هو ف الديانات الوثنية طقس تعبدي‪.‬‬
‫إذن فالصوفية يتشبهون بالسماع بالوثنيي وأهل الكتاب‪ ،‬و{من تشبه بقوم فهو منهم}‪.‬‬
‫* ملحوظة هامة جدا‪:‬‬
‫من العجب العجاب‪ ،‬مغالطتهم‪ ،‬ف كل مقولتم عن السماع‪ ،‬ف كل كتبهم (ابتداءً من أمهات كتبهم‬
‫(اللمع)‪( ،‬التعرف)‪( ،‬قوت القلوب)‪( ،‬الرسالة القشيية)‪( ،‬إحياء علوم الدين) إل بقية ما كتبوا وما دونوا)‪ ،‬حيث‬
‫يبدءون بناقشة السماع حسب الشرع والنصوص الزور بعضها‪ ،‬وطبعا كل النصوص الشرعية ف السماع إنا تتكلم‬
‫عنه على أنه أمر دنيوي يارس للتسلية واللهو‪ ،‬لكن الصوفية يتوسعون ف التحليل حسب طريقتهم ف التزوير‪ ،‬ث‬
‫يطبقون ذلك على ساعهم التعبدي الذي يعلونه قرب يتقربون به إل ال‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪451‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ولعل المثلة التالية يكنها توضيح مدى الفساد والضلل ف أسلوبم هذا‪:‬‬
‫‪ -‬يبيح الشرع أكل الشاورما‪ ،‬فهل يصبح أكل الشاورما بذه الباحة طقسا يعرج به إل ال؟‬
‫‪ -‬يبيح الشرع البصاق الذي ليس فيه أذى‪ ،‬فهل يوز بناءً على ذلك‪ ،‬أن نعل البصاق طقسا تعبديا ف (السي‬
‫إل ال)!‬
‫ل يعترض الشرع على أحد إذا خطر له أن يك أذنه بإبام رجله‪ ،‬فهل يصح‪ ،‬بناءً على هذا‪ ،‬أن يكون حك‬
‫الذن بإبام القدم طقسا تعبديا يارس تنشيطا على (العروج إل ال)؟!‬
‫عجيب أمر هؤلء القوم‪ ،‬هل هم ل يكادون يفقهون حديثا؟ أم ((ُيخَا ِدعُونَ الّل َه وَالّذِي َن آمَنُوا َومَا يَخْ َدعُونَ إِلّا‬
‫ش ُعرُونَ‪ .‬فِي ُقلُوِبهِ ْم َمرَضٌ َفزَا َدهُ ُم الّل ُه َمرَضًا وََلهُ ْم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)) [البقرة‪]10 ،9 :‬؟‬
‫سهُ ْم َومَا يَ ْ‬
‫أَنفُ َ‬
‫وغاية الطريقة الشراقية هي الوصول إل الذبة الت هي الولية (كما يتوهون)‪ ،‬وهي حالة خدرية تشبه الالة‬
‫الت يقع فيها متعاطي الشيش والفيون ورفاقهما شبها تاما‪.‬‬
‫* النتيجة‪:‬‬
‫هذه هي طريقة الشراق‪ ،‬كلها كفر وضلل وزندقة‪ ،‬إنا ليست مرد بدع ساذجة أو انرافات بسيطة‪ ،‬بل‬
‫هي الطقوس الوثنية (وأقول‪ :‬الطقوس) الت تعبدت با كل وثنيات التاريخ (ف الال والاضي والستقبال)‪ ،‬والعقائد‬
‫الوثنية الت دانت با أو حامت حولا كل وثنيات التاريخ ف ماضي الزمان وحاضره‪ ،‬إنا ليست مرد اجتهادات شاذة‬
‫ف الفروع أو ف الصول‪ ،‬أو حت ف العقائد؟ إنا طقوس ومارسات وعقائد غريبة عن السلم كل الغرابة‪ ،‬بعيدة عن‬
‫السلم كل البعد‪ ،‬أُقحمت على السلم ومزجت به بأساليب إبليسية لتشكل ما يسمونه (الطريقة البهانية) ولو‬
‫أنصفوا لسموها (الديانة البهانية)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪452‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثالث‬
‫مناقشة الطريقة البهانية (الغزالية)‬
‫(ويسمونا عادة التصوف السن)‬
‫رأينا ف النصوص السابقة أن الطريقة البهانية ليست إل الطريقة الشراقية مزجوها بالسلم‪.‬‬
‫إن أول من اشتُهر عنه هذا السلوب هو النيد‪ ،‬الذي كان يتستر بالفقه(‪ )1‬على مذهب أب ثور‪ ،‬تلميذ‬
‫الشافعي‪ ،‬وهو أول من نادى به وطالب التصوفة بتطبيقه‪.‬‬
‫ورأينا قول أب السي النوري عندما خاطب النيد قائلً‪ :‬يا أبا القاسم‪ ،‬غششتَهم فأجلسوك على النابر‪،‬‬
‫ونصحتُهم فرمون على الزابل‪.‬‬
‫لقد غشهم النيد بتكلمه عليهم بالفقه! ونصحهم النوري بعرضه عليهم القيقة الصوفية!‬
‫وكانت تربة النيد ناجحة‪ ،‬سار التصوفة على خطاها‪ ،‬وهذه التجربة مضاف إليها تبيه مصطلحات‬
‫الصوفية‪ ،‬وإياده أسلوب (العبارة الصوفية) بإشاراتا ورموزها وألغازها‪ ،‬كل هذا جعل منه سيد الطائفة بل منازع؛‬
‫لنه رسم لم الطريق الت يسيون فيها بأمان‪ ،‬ويستطيعون بواسطتها نشر عقيدتم الشراقية ف الجتمعات السلمية‬
‫من دون ضجة‪.‬‬
‫وسار التصوفة على خطاها‪ ،‬ومَن شذ عنها واجه سيف الردة والتكفي‪ ،‬فقُتل مَن قُتل‪ ،‬وطُرد مَن طُرد‪،‬‬
‫واستُتيب مِن الكفر مَن استُتيب‪.‬‬
‫ومِن أبرز مَن أصّل طريقة النيد بعده‪ ،‬هو أبو طالب الكي ف كتابه قوت القلوب الذي بدأه بعرض بعض‬
‫آيات من القرآن الكري‪ ،‬انتقاها بيث يكن أن يكون لا (بعد َليّ عنقها) علقة بالتصوف‪ ،‬وجاء بشيء من‬
‫الحاديث ف الوراد وما دار حولا‪ ،‬ث دخل ف علم الباطن وأتبعه بفقه العبادات‪ ،‬وحشا ذلك كله با يستهوي قلب‬
‫القارئ نو التصوف‪.‬‬
‫ول يستبعد أن يكون هذا هو منهج الطريقة السالية الت ترج فيها أبو طالب؟‬
‫وجاء من بعده حجتهم الذي سوه حجة السلم أبو حامد الغزال‪ ،‬فألف ف الفقه على مذهب الشافعي‪،‬‬
‫وألف ف علم الصول‪ ،‬ومواضيع أخرى‪ ،‬ث وضع عشرات الكتب فيما ساه (العلم الضنون به على غي أهله) ف‬
‫قمتها كتابه الشهور إحياء علوم الدين‪ ،‬ولو أنصف لسماه (إعياء علوم الدين)‪ ،‬أو (إحياء علوم الكهانة)‪ .‬وبسبب‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪ ،)422:‬وطبقات الشعران‪ ،)1/161( :‬وغيها‪.‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪453‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫هذا الكتاب‪ ،‬نسبت الطريقة البهانية إل الغزال‪.‬‬
‫فلنلق عليه نظرة عابرة لنصطدم با يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقسيم الكتاب‪ :‬قسم الغزال إحياءه إل أربعة أرباع‪ :‬ربع العبادات‪ ،‬وربع العادات‪ ،‬وربع الهلكات‪ ،‬وربع‬
‫النجيات‪.‬‬
‫حيث نرى ف هذا التقسيم الظال أنه جعل النجيات غي العبادات‪ ،‬وجعل العبادات غي منجيات‪.‬‬
‫ونترك الكم على هذا التقسيم لكل إنسان عرف بدهيات الدين السلمي‪ ،‬بل وبدهيات الديان جيعها من‬
‫أولا إل آخرها‪ ،‬ولكن نسأل‪ :‬كيف يكون الروق من السلم؟‬
‫‪ -2‬ل يكن هذا التقسيم صادرا من الغزال عن غفلة أو عن غلط أو عن غي قصد؟ بل كان مقصودا عن‬
‫وعي وتصميم واعتقاد‪ ،‬وقد مر معنا قوله (بعد أن تكلم عن القامات الصوفية)‪ :‬فالعلم بدود هذه المور‪...‬هو علم‬
‫الخرة‪ ،‬وهو فرض عي ف فتوى علماء الخرة (أي‪ :‬الصوفية)‪ ،‬فالعرض عنها هالك بسطوة ملك اللوك ف الخرة‪،‬‬
‫كما أن العرض عن العمال الظاهرة (أي‪ :‬العبادات) هالك بسيف سلطي الدنيا‪ ،‬بكم فتوى فقهاء الدنيا (أي‪:‬‬
‫علماء الشريعة)‪ .‬وقد تكرر هذا العن ف الحياء ف أكثر من موضع‪ ،‬مر بعضها ف الفصول السابقة‪.‬‬
‫وهذا الكلم هو ‪-‬تاما‪ -‬مثل قول عبد القادر اليلن الذي مر ف فصل سابق‪( :‬تدري كم عنده من الطاعات‬
‫والصوم والصلة ل يعبأ با‪ ،‬إنا مراده منك قلب صاف من القدار والغيار)‪ ،‬والفرق بي العبارتي هو الفرق بي‬
‫الهارتي ف استعمال الشارة والرمز واللغز‪.‬‬
‫وهذا يعن أن هذه العقيدة هي عقيدة كل الصوفية‪ ،‬لن الرجلي عندهم ف قمة التقديس‪.‬‬
‫‪ -‬الهم‪ ،‬أن الغزال يقرر ف (إحيائه) أن العبادات ل قيمة لا عند ال؛ لنا لرضاء السلطي والفقهاء فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬مر معنا ف ثنايا الكتاب النصوص الكثية النقولة من (الحياء)‪ ،‬والشحونة بالكفر والزندقة‪ ،‬وهي بعض‬
‫من كثي‪.‬‬
‫‪ -4‬يضاف إليها أكثر من أربعمائة حديث موضوع ومكذوب‪ .‬يقول الافظ العراقي (مرج أحاديث‬
‫الحياء)‪ ،‬عن قسم منها‪ :‬ل أجده‪ ،‬أو‪ :‬ل أجد له أصلً‪ ،‬ما يعلنا نظن أن الواضع لا‪ ،‬أو لبعضها على القل‪ ،‬هو‬
‫الغزال نفسه‪ ،‬أو كشفه‪( .‬أما إذا أردنا الق‪ ،‬فيبقى الغزال متهما بوضعها كلها‪ ،‬حت يثبت العكس)‪.‬‬
‫‪ -5‬يضاف إليها أكثر من هذا العدد من الحاديث الضعيفة‪ .‬وبذلك يكون مموع الحاديث الوضوعة‬
‫والضعيفة قريبا من نصف مموع أحاديث الكتاب‪ ،‬إن ل تكن أكثر‪.‬‬
‫وموقف السلم من هذا وذاك هو قوله صلى ال عليه وسلم فيما رواه مسلم‪{ :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ‬
‫مقعده من النار}‪ ،‬وقوله‪{ :‬من حدث عن بديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبي}‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪454‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫أما الذين يبتغون الدى ف مثل هذا الكتاب الذي يتوي على مثل هذا العدد الضخم من الحاديث الوضوعة‬
‫شرَكَ ِب ِه وََي ْغ ِفرُ مَا دُونَ ذَِلكَ لِمَ ْن يَشَاءُ))‬
‫والضعيفة‪ ،‬فحكم السلم فيهم هو قوله سبحانه‪(( :‬إِنّ الّلهَ ل َي ْغ ِفرُ أَ ْن يُ ْ‬
‫[النساء‪ ،]48:‬لن الخذ بالحاديث الوضوعة هو من أعظم الشرك‪ ،‬إل جانب كون الذي يدث با أحد الكاذبي‪.‬‬
‫أما الخذ بالحاديث الضعيفة فطريق إل التهلكة؟ وذلك لن ضخامة عددها ف الكتب الختلفة هي دليل على أن‬
‫أكثرها من الوضوعات‪ .‬وهذا يعل خطر الخذ با كبيا جدا‪ ،‬أكب من أية فائدة متوهة‪.‬‬
‫ومن أعاجيب التصوفة ف الغالطة‪ ،‬أنم عندما يقول لم قائل‪ :‬إن كتاب الحياء مشحون بالحاديث‬
‫الوضوعة والضعيفة‪ .‬يكون الواب الذي سعناه مرارا‪ :‬لقد خرجها الافظ العراقي وانتهى المر!! أو ما يدور حول‬
‫هذا العن! فنقول‪:‬‬
‫‪ -‬يا هؤلء‪ ،‬اتقوا ال واخشوا يوما تقفون فيه بي يديه‪ ،‬حيث لن تنفعكم جذباتكم ول شياطي الن الت‬
‫تسرح لكم مشاهداتكم ف جذباتكم‪ ،‬ول شيوخكم الذين يوصلونكم إل جذباتكم‪.‬‬
‫‪ -‬يا هؤلء! إن الخذ جهلً بالديث الوضوع‪ ،‬يكن أن يكون معه عذر الهل‪ ،‬أما الخذ به بعد تريه‪،‬‬
‫ومعرفة وضعه‪ ،‬فهو الشرك العظم!‬
‫والخذ بالحاديث الضعيفة بعد معرفة ضعفها هو طريق يؤدي ف النهاية إل الضلل‪.‬‬
‫ول بأس من إيراد كلمة ف وصف الحياء لب بكر الطرطوشي(‪ ،)1‬يقول‪ :‬شحن أبو حامد الحياء بالكذب‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فما أعلم كتابا على بسيطة الرض أكثر كذبا منه‪.‬‬
‫‪ -‬نقول‪ :‬إن قول أب بكر الطرطوشي هذا‪ ،‬كان قبل تأليف كتب التصوفة الخرى‪.‬‬
‫‪ -6‬يضاف إل ما سبق‪ ،‬تفسي آيات القرآن الكري تفسيا ل تعرفه اللغة العربية‪ ،‬ول أصول التفسي‪ ،‬وما‬
‫عرفه أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ول من اتبعهم بإحسان‪ ،‬وقد مرت ناذج منها ف الفصول السابقة‪،‬‬
‫ك الْمُْنَتهَى)) [النجم‪ ،]42:‬الت يعلها‬
‫منها على سبيل الثال‪(( :‬إِنّ إِلَى رَّبكَ الرّ ْجعَى)) [العلق‪ ،]8:‬و((وَأَنّ إِلَى رَّب َ‬
‫إشارة إل وحدة الوجود‪.‬‬
‫والغزال ل يتفرد بذا السلوب‪ ،‬بل كلهم ف كل كتبهم يرفون الكلم من بعد مواضعه‪ ،‬وما أكثر المثلة الت‬
‫مرت ف هذا الكتاب‪ ،‬وهي بعض من كل‪.‬‬
‫‪ -7‬يضاف إليها‪ :‬أخبار غيبية عن ال سبحانه وتعال‪ ،‬وعن اللئكة واللوح الحفوظ‪ ،‬وعن الرسل‪ ،‬وهي‬
‫أخبار ل يكن أن تعرف إل عن طريق الوحي الذي نزل على ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ول يرد فيها أي دليل من‬
‫هذا الوحي‪ ،‬ولعل الغزال عرفها بالكشف؟! وقد رأينا ناذج منها‪.‬‬

‫‪ )(1‬ممد بن الوليد بن ممد‪...‬القرشي الفهري الندلسي‪ ،‬ويقال له أيضا‪ :‬ابن أب رندقة‪ ،‬توف ف السكندرية سنة (‪520‬هـ)‪ ،‬وله كتاب ف الرد على‬
‫إحياء علوم الدين‪ ،‬ل أقف عليه‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪455‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وهي بالتال كذب على ال‪ ،‬وكذب على ملئكته‪ ،‬وكذب على رسله‪ ،‬وكذب على اليوم الخر‪ ،‬وكذب‬
‫على القضاء والقدر (خيه وشره)‪ ،‬وكذب على الصحابة‪ ،‬وكذب على التاريخ‪ ،‬وكذب‪ ،‬وكذب‪ ،‬وكذب‪.‬‬
‫‪ -8‬يضاف إليها دعوة إل أخلق غريبة؟ فالتواضع هو الذل والهانة‪ ،‬والورع هو التفاهة والبلهة‪ ،‬والتوكل‬
‫هو الستسلم تطوعا للجوع والعطش والعري والرض‪ ،‬والزهد هو التسول وأكل القمامات وروث اليوانات‪ ،‬وقد‬
‫رأينا ناذج منها‪.‬‬
‫‪ -9‬يضاف إليها تعطيل أحكام السلم بجج فيها الكثي من الكر؟ فهذا ل يغي منكرا أو ل ينه عنه‪ ،‬أو ل‬
‫يقم بعمل خي خوفا من أن يكون عمله رياء‪ ،‬وذاك ل يأمر بعروف خوفا من أن يكون داخلً ف حكم الية‪:‬‬
‫سوْنَ أَنفُسَكُمْ)) [البقرة‪ ،]44:‬وذلك ل يتضرع إل ال ول يسأله خوفا من أن يكون دعاؤه‬
‫((أَتَ ْأ ُمرُونَ النّاسَ بِاْلِب ّر وَتَن َ‬
‫اعتراضا على قضاء ال‪ ،‬ورابع ل يتزوج خوفا من أن يكون الزواج ركونا إل الدنيا‪ ،‬وآخر ينهى عن طلب الديث‬
‫والعلم لنه طلب للرئاسة‪ ،‬وآخرون ينهون عن تعلم القراءة والكتابة لنه أجع لمة الريد‪...‬إل آخر ما مر وما ل ير‬
‫ما أفسد السلم ف دينه ودنياه‪.‬‬
‫‪ -10‬يضاف إليها علم الكلم الذي أنكره نظريا واستخدمه عمليا ف كل كتبه‪ ،‬وخاصة ف (الحياء)‪،‬‬
‫استعمله بهارة ولباقة‪ ،‬وأدخله ف أصول العقائد والعبادات‪ ،‬حيث جاء إل العتقادات الغيبية الت ل يكن معرفتها إل‬
‫عن طريق الوحي‪ ،‬فأخذ يستنبطها بأساليب علم الكلم‪ ،‬ليبر تلقيها عن الكشف‪ ،‬بعد أن كانت ل تؤخذ إل من‬
‫نصوص القرآن وصحيح السنة‪.‬‬
‫واستعمله بهارة ولباقة‪ ،‬فأقحم به الصوفية على السلم‪ ،‬حت جعل التصوفة هم (الصوص)‪ ،‬وجعل أقطابم‬
‫(خصوص الصوص)‪ ،‬وجعل أهل الشريعة هم العامة‪.‬‬
‫واستعمله بهارة ولباقة‪ ،‬فجعل العبادات غي منجيات‪ ،‬وجعل النجيات هي مقاماتم الصوفية الت تدمر‬
‫الخلق واليان والسلم‪.‬‬
‫‪ -11‬يضاف إليها مموعة وافرة من العلومات الرافية البثوثة ف الكتاب‪ ،‬والت شكلت جزءا هاما من‬
‫العارف والثقافة عند السلمي طيلة القرون‪ ،‬وكانت سببا لا وصلت إليه الجتمعات السلمية من ضياع وتفتت‪،‬‬
‫وقد مرت صور منها ف الفصول السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك ملحوظة جديرة بالهتمام‪ ،‬وهي أن قسما من إحيائه هو نصوص منقولة حرفيا من قوت القلوب‬
‫للمكي‪ ،‬وبعضا من اللمع للطوسي‪...‬‬
‫كما أنه يأخذ أفكاره وفلسفاته وأقواله ف التربية والنفس والجتمع‪ ،‬من أفكار وفلسفات إخوان الصفا‪ ،‬وقد‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪456‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫انتبه إل هذا كثيون منهم ابن سبعي(‪ )1‬والازري(‪ )2‬والذهب(‪ )3‬وغيهم‪.‬‬
‫لقد استطاع الغزال‪ ،‬بذه الساليب‪ ،‬أن يزج التصوف بالسلم‪ ،‬ويعل الخرين يعتقدون أنما شيء واحد‪.‬‬
‫وتبعه مثقفو التصوفة على هذا النهج‪ ،‬وشيئا فشيئا‪ ،‬فَشَا هذا ف المة‪ ،‬إل من رحم ربك‪ ،‬وشيئا فشيئا‪ ،‬أصبح‬
‫الشراق وعلم الكلم آلة لستنباط العقائد والعبادات ف السلم‪ ،‬وشيئا فشيئا‪ ،‬جعلوا التصوف قمة السلم‪ ،‬وقبلوا‬
‫تسميته (الحسان)!‬
‫ولذا السبب‪ ،‬أطلقوا على الغزال لقب حجة السلم‪ ،‬وما هو إل حجة الكهانة‪.‬‬
‫ولذا السبب‪ ،‬جعلوا كتابه‪( :‬إحياء علوم الدين)‪ ،‬كتابا مقدسا‪ ،‬ففي كل بلد السلمي‪ ،‬نرى من يسمعون‬
‫العلماء وأتباعهم‪ ،‬يقرؤون القرآن للتبك‪ ،‬ولترديد كلمة (ال)‪ ،‬عندما يقف القارئ على الي‪ ،‬يطونا ويكررونا!‬
‫وكأنم ل يقرؤوا قوله سبحانه‪ (( :‬وَِإذَا ُق ِرئَ اْل ُقرْآنُ فَاسْتَ ِمعُوا َل ُه وَأَنصِتُوا َلعَلّكُمْ ُترْحَمُو َن )) [العراف‪]204:‬‬
‫كما يقرؤون صحيح البخاري ف الساجد جاعة إذا حزبم أمر‪ ،‬بينما يقرؤون‪( :‬الحياء) و(الرسالة القشيية)‬
‫و(الكم العطائية)‪ ،‬وغيها من كتبهم ليطبقوها ويتخذوها منهجا طاغوتيا من دون القرآن والسنة‪ ،‬وأحسنهم طريقة‬
‫من يشرك كتب التصوف بالوحي الحمدي‪ ،‬يأخذ منها اعتقاداته وعباداته‪.‬‬
‫هذه هي الطريقة البهانية بإياز‪ ،‬وهي ل تزيد عن كونا أسلوبا ذكيا لستدراج السلمي وجرهم إل نقمة‬
‫حكمة الشراق‪ ،‬إل ضللت الكهانة والكهان؛ إل تلبيسات الوارق الشيطانية وتفاهات العلوم اللدنية‪ ،‬إل الوهم‬
‫المسرح الذي سوه معرفة‪ ،‬والكفر الموه الذي سوه توحيدا‪ ،‬إل الصوفية الت سوها (الحسان)‪.‬‬
‫ويب أن ل ننسى الهود‪ ،‬الت نشكوها إل ال‪ ،‬والت قدمها ف خدمة التصوف كثي من شيوخ الامع‬
‫الزهر‪ ،‬عب تاريخ الامع الزهر‪ ،‬حيث كان طلب العلم يأتونه من متلف البلد السلمية‪ ،‬فيتعلمون فيه العلوم‬
‫السلمية مزوجة بالتصوف وعلم الكلم (أي‪ :‬الطريقة البهانية الغزالية) ث يعودون إل بلدهم لنشرها ف متمعاتم‬
‫الت كانت تترمهم وتأخذ عنهم لنم خريوا الامع الزهر (!)‪.‬‬
‫وهكذا صار التحشيش الشراقي التستر بالسلم‪ ،‬وجذبات التحشيش الشراقي التلفعة بالسلم‪ ،‬وهلوسات‬
‫التحشيش الشراقي المزوجة بالسلم‪ ،‬هي الوجه القيق للمجتمعات السلمية طيلة القرون الطويلة‪ ،‬حت وصلت‬
‫الجتمعات السلمية إل ما هي عليه من جهل وتبط وذل وانطاط وتزق‪.‬‬
‫وأعود فأذكر أن التصوفة وعلى رأسهم شيوخهم وأقطابم هم من أوائل الخدوعي والضللي‪ ،‬فهم قبل‬
‫غيهم‪ ،‬يعتقدون أنم على منهج السلم‪ ،‬وأن السلم كذلك! لنا ل تعمى البصار‪.‬‬

‫‪ )(1‬بد العارف‪( ،‬ص‪.)145:‬‬


‫‪ )(2‬نرى هذا ف فصل لحق‪.‬‬
‫‪ )(3‬نرى هذا ف فصل لحق‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪457‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وهم عندما يادعون ويراوغون ويغالطون‪ ،‬فإنا يعتقدون أن هذا من الكمة وأن ال سبحانه يريد منهم ذلك‪،‬‬
‫وأن الرسل كلهم أرسلوا من أجل ستر القيقة الت هي وحدة الوجود‪.‬‬
‫وهذا الكم صحيح بالنسبة للذين أخذوا التصوف مزوجا بالسلم أو (لغالبيتهم العظمى)‪ ،‬أما أوائل التصوفة‬
‫ف السلم‪ ،‬الذين أخذوا الصوفية عن كهانا غي مزوجة بشيء‪ ،‬فأولئك كانوا خلف ذلك؛ لنم هم الذين وضعوا‬
‫لخلفهم قواعد الكر والكيد حينما مزجوا السلم بالتصوف وأوصوا بالتقية ووضعوا العبارة الصوفية‪.‬‬
‫وماذا يُنتظرمن متمعات تتعبد ال بثل هذا منذ أكثر من تسعة قرون‪ ،‬إل من رحم ربك؟ أليس ما وصلت إليه‬
‫هذه الجتمعات هو نتيجة منطقية لذا؟‬
‫ول ننسى ملحوظة هامة‪ ،‬وهي أنم نادرا ما يستعملون عبارة (الطريقة البهانية) أو (الطريقة الغزالية)‪ ،‬وإنا‬
‫يستعملون ف العادة عبارة (التصوف السن) وقد يعبون عنها أيضا بثل قولم‪( :‬حقيقتنا مقيدة بالقرآن والسنة)‪ ،‬أو‬
‫(طريقتنا سلفية وحقيقتنا صوفية)‪ ،‬وغيها من العبارات الت مرت ف هذا الكتاب والت ل تر‪.‬‬
‫ونتم هذا الفصل بفقرة لبن الطفيل‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫وأما كتب الشيخ أب حامد الغزال‪ ،‬فهو بسب ماطبته للجمهور‪ ،‬يربط ف موضع ويل ف آخر‪ ،‬ويكفر‬
‫بأشياء ث ينتحلها‪ ،‬ث إنه من جلة ما كفر به الفلسفة ف كتاب (التهافت) إنكارهم لشر الجساد‪ ،‬وإثباتم الثواب‬
‫والعقاب للنفوس خاصة‪ ،‬ث قال ف أول كتاب اليزان‪ :‬إن هذا العتقاد هو اعتقاد شيوخ الصوفية على القطع‪ ،‬ث قال‬
‫ف كتاب النقذ من الضلل والفصح بالحوال‪ :‬إن اعتقاده هو كاعتقاد الصوفية‪ ،‬وإن أمره إنا وقف على ذلك بعد‬
‫طول البحث‪ .‬وف كتبه من هذا النوع كثي يراه من تصفحها وأمعن النظر فيها‪ .‬وقد اعتذر عن هذا الفعل ف آخر‬
‫كتاب ميزان العمل‪ ،‬حيث وصف أن الراء ثلثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬رأي يشارك فيه المهورفيما هم عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬ورأي يكون بسب ما ياطب به كل سائل ومسترشد‪.‬‬
‫‪ -3‬ورأي يكون بي النسان وبي نفسه ل يطلع عليه إل من هو شريكه ف اعتقاده(‪.)1‬‬
‫‪ -‬نقول‪ :‬إن ما أورده ابن طفيل هنا‪ ،‬وارد ف كتاب الحياء‪ ،‬وقد مرت نصوصه ف الفصول السابقة‪ ،‬ورغم‬
‫هذا كله وغي هذا كله‪ ،‬يسمون الغزال حجة السلم؟!‬

‫‪ )(1‬حي بن يقظان‪( ،‬ص‪.)114 ،113:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪458‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الباب الثان‬
‫مناقشة الوصول‬

‫الفصل الول‬
‫مناقشة خرق العادة‬
‫لناقشة خوارق العادة عند الصوفية‪ ،‬يب أخذ فكرة‪ -‬ولو موجزة‪ -‬عن تلك الخلوقات الت ترانا ول نراها‪،‬‬
‫والت يري خبثاؤها من ابن آدم مرى الدم‪ ،‬هذه الخلوقات هي الن‪ ،‬وخبثاؤها هم شياطي الن‪.‬‬
‫لكن قبل الضي ف ذلك‪ ،‬أحب أن أنبه إل أمر‪:‬‬
‫يوجد ف متمعاتنا‪ ،‬كما ف كل الجتمعات‪ ،‬متعالون يدعون العلمية‪ ،‬والفكر العلمي‪ ،‬والسلوب العلمي ف‬
‫التفكي‪ ،‬وقد يكونون علماء ‪-‬ف اختصاصهم‪ -‬فعلً‪ .‬وإل جانب هذه اليزة‪ ،‬توجد عند بعضهم ميزة أخرى‪ ،‬هي‬
‫مقدرتم على الكتابة بأسلوب قد يكون رائعا وقد يكون مقبولً‪ ،‬كما قد يمل بعضهم ألقابا علمية عالية‪ .‬قد يطر‬
‫على بال أحد هؤلء العلميي أن يتكلم عن (الرافة)‪ ،‬فيكتب مقالةً ف جريدة أو ملة‪ ،‬أو بثا ف كتاب‪ ،‬يوزع فيه‬
‫لقب (الرافة) على كل ما يالف قناعاته الفكرية الت ل يكلف نفسه بدراستها دراسة علمية عميقة‪.‬‬
‫ومن جلة ما يقذفونه ف زنبيل (الرافة) الن وخرق العادة‪.‬‬
‫هنا‪ ،‬أرجو من القارئ الكري أن يغلق أذنيه؟ لنن أريد أن أهس ف أذن هؤلء (العلميي) هسة صغية‪ ،‬فأقول‬
‫لم‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحبا يا علميون (لن السلم قبل الكلم)‪.‬‬
‫‪ -2‬من منسياتكم‪ :‬أساليب البحث العلمي ووسائله تتلف حسب الوضوع العروض للبحث!‬
‫فمثلً‪ :‬وسائل البحث العلمي وأساليبه ف مسألة فلكية‪ ،‬تتلف كليا عنها ف مسألة كيميائية‪ ،‬وهذه تتلف‬
‫كليا عنها ف مسألة تاريية‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫وكلها تتلف كليا عن جلسة الصفا أمام الكأس الفعمة ف جو الوسيقى الراقصة ف ماخور عام أو خاص‪.‬‬
‫كذلك البحث العلمي ف مسألة الن وخرق العادة له أساليبه ووسائله الاصة‪ ،‬الت تتلف كليا عنها ف‬
‫غيها‪ ،‬ويكن لكل من يريد متابعتها أن يتابعها‪ ،‬ليتأكد بنفسه من وجود الن‪ ،‬ومن حدوث خرق العادة‪ ،‬وبذلك‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪459‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫سيعرف أنه كان يغرف من زنبيل الرافة‪ ،‬عندما كان يظن أن الن وخرق العادة من الرافة‪.‬‬
‫لكنه سيجد ‪-‬ف خوضه هذا البحث‪ -‬أناسا يوضون فيه‪ ،‬وقد مسخت الرافة عقولم! فهم يعزون كل شيء‬
‫إل الن! ويؤمنون بوارق ل وجود لا إل ف ميلته الريضة‪ ،‬فهم بفهمهم السقيم للجن وخرق العادة‪ ،‬يغرفون‬
‫أيضا من زنبيل الرافة‪ ،‬ولكن من الانب القابل وبنهم ل يشبع‪.‬‬
‫فكل الخوين خرّاف‪ ،‬ولكن ذوي الفهم السقيم ف الن وخرق العادة‪ ،‬هم أخرف من أولئك؛ لن أكثر ما‬
‫ل يفهمونه خاضع لسنن ال ف خلقه‪ ،‬عدا عما يضخمونه من المور العادية‪.‬‬
‫وعلى كل حال‪ ،‬الن موجودون‪ ،‬وخرق العادة موجود‪ ،‬وكاتب هذه الكلمات‪ ،‬خرقت أمامه العادة مرات‬
‫ومرات‪.‬‬
‫‪ -‬نعود لخذ فكرة موجزة عن الن‪:‬‬
‫للجن قدرات وخواص مادية وتشريية وفيزيولوجية ونفسية‪ ،‬تتلف كثيا عما يقابلها لدى النسان‪ ،‬يهمنا‬
‫منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يستطيعون الترائي للنسان بأشكال متلفة‪ ،‬وحجوم تتراوح أطوالا بي ميلليمترات (أو أقل)‪ ،‬وبضعة‬
‫أمتار ل يستطيعون تاوزها‪ ،‬وإن استطاعوا فغي كثي‪ ،‬وذلك تبعا لجومهم الطبيعية‪ ،‬ولعل الترائي بالجوم الصغية‬
‫جدا يكون بزء من أجسامهم‪.‬‬
‫‪ -2‬يستطيعون عندما يتراءون أل يتركوا أحدا من الناس يراهم‪ ،‬إل من يريدونه أن يراهم‪.‬‬
‫‪{ -3‬إن الشيطان ليجري من ابن آدم مرى الدم}‪ ،‬وبذلك يستطيع أن يدغدغ مراكز الس الت يريد‪ ،‬فيثي‬
‫البسط والقبض‪ ،‬واللذة والنزعاج‪ ،‬والتجلي المال والتجلي اللل‪ ،‬مع العلم أن هذه الحساسات وأمثالا‪ ،‬لا ف‬
‫الساس أسباب فيزيولوجية‪.‬‬
‫‪ -4‬يستطيعون قطع السافات بسرعات كبية‪ ،‬فقد يقطعون ف الثانية الواحدة مسافة تقاس بالكيلو مترات‪ ،‬إن‬
‫ل يكن أكثر من ذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬يستطيع الواحد منهم (أو بعضهم) حل ثقل يعجز عنه عدد من أفراد النس‪.‬‬
‫‪ -6‬يظهر أن للجن متعة خاصة بالتلهي ببن النسان والتلعب بعقولم وعواطفهم‪ ،‬وملزمتهم‪.‬‬
‫بذه اليزات‪ ،‬وبغيها‪ ،‬يستطيع شياطي الن أن يصنعوا لوليهم (العارف) بعض العمال الارقة للعادة‪.‬‬
‫فقد يأتونه بب جديد من بلد بعيد بعض البعد‪ ،‬بعد وقوعه بدقائق‪ ،‬فيخب به الناس‪ ،‬الذين عندما يتأكدون من‬
‫وقوعه‪ ،‬يعتبونه كرامة من كرامات الشيخ‪.‬‬
‫وقد يوسوسون لنسان ما‪ ،‬بفكرة ما‪ ،‬ث يلقونا إل الشيخ‪ ،‬فيخبه با‪ ،‬فيعتبونا كرامة من كرامات الشيخ‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪460‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وقد يلقي الشيطان إل الشيخ أساء أشخاص ل يعرفهم‪ ،‬فينبئهم با‪ ،‬فيعتبونا كرامة من كرامات الشيخ‪.‬‬
‫وقد يكون الشيخ ف بلد ما‪ ،‬ف وقت ما‪ ،‬ويتمثل به شيطان ف بلد آخر ف نفس الوقت‪ ،‬وقد يتمثل به شيطان‬
‫ثالث ف بلد ثالث ف نفس الوقت أيضا‪ ،‬فيى أهل كل بلد أن الشيخ كان عندهم ف ذلك الوقت! دون أن يعرفوا‬
‫‪-‬لهلهم‪ -‬أنا خدعة شياطي! ويعتبونا كرامة من كرامات الشيخ‪.‬‬
‫وقد يتراءى شيطان‪ ،‬أو شياطي‪ ،‬أمام الشيخ‪ ،‬بشكل شخص‪ ،‬أو أشخاص غائبي أو أموات‪ ،‬فيعدها الشيخ‬
‫كرامة له‪.‬‬
‫وقد يتراءى شيطان الشيخ أمام الشيخ بشكل ما ويوهه أنه ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أو أحد غيه‬
‫من النبياء‪.‬‬
‫وقد يتراءى شيطان أو أكثر‪ ،‬أمام الشيخ بشكل أشباح تتطاير‪ ،‬فيظنهم من اللئكة أو من أرواح الولياء‪.‬‬
‫وقد يمل الشيطان وليه العارف ف الواء وينقله من مكان إل مكان وقد يشي به على سطح الاء‪.‬‬
‫‪...‬وقد‪ ..‬وقد‪ ..‬إل آخر ما يسمونه ‪-‬جهلً أو افتراءً‪ -‬الكرامات! والت ل تزيد عن كونا ألعيب شياطي‬
‫يدعون با وليهم العارف‪ ،‬ث يدعون به وبا الخرين‪.‬‬
‫وهنا نصطدم مع هؤلء القوم‪ ،‬بفهمهم السقيم للغة العربية‪ ،‬وبالتال‪ ،‬لنصوص الديث الشريف‪ ،‬ومن قبله‬
‫القرآن الكري‪.‬‬
‫إنم‪ ،‬ف رؤيتهم لا يتوهونه أنه ممد صلى ال عليه وآله وسلم‪ ،‬يظنون أنم يرونه حقا‪ ،‬ويتجون لذلك‬
‫بالديث الشريف‪{ :‬من رآن ف النام فقد رآن حقا‪ ،‬فإن الشيطان ل يتمثل ب}‪.‬‬
‫والديث واضح البيان‪ ،‬ل لبس فيه ول غموض! فهو يقول‪{ :‬من رآن‪ ،}...‬والفرق كبي جدا بي هذا‬
‫القول وبي‪( :‬من رأى شخصا يدعي أنه أنا‪ ،)..‬أو‪( :‬من رأى شخصا وظن أنه أنا‪ ،)..‬أو‪( :‬من رأى شخصا وقيل‬
‫له‪ :‬إنه أنا‪ !)..‬الفرق كبي جدا بي هذه العبارات وبي عبارة الديث‪{ :‬من رآن‪ ،}...‬الت تعن رؤيته صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬بشكله وصورته الت كان عليهما‪ ،‬بل وزيه أيضا‪.‬‬
‫ويقول ف الديث أيضا‪..{ :‬فإن الشيطان ل يتمثل ب}‪ ،‬وف رواية‪{ :‬ل يتمثل بصورت}‪ ،‬والعن واحد‪.‬‬
‫وهنا أيضا الفرق كبي جدا بي هذا القول‪ ،‬وبي قوله لو قال‪..( :‬فإن الشيطان ل يدعي أنه أنا)‪ ،‬أو‪( :‬ل يستطيع‬
‫شيطان أن يقول عن شيطان آخر‪ :‬إنه أنا)‪ ،‬أو‪( :‬ل يستطيع أحد أن يُخدع فيتوهم شيطانا يراه أنه أنا)!‬
‫إن عبارة {فإن الشيطان ل يتمثل ب}تعن أن الشيطان ل يستطيع أن يتراءى بصورة الرسول وشكله وزيه الت‬
‫كان عليها صلى ال عليه وسلم ف حياته‪ ،‬بيث لو رآه أي إنسان من أصحابه لعرفه أنه هو‪.‬‬
‫وقد يتساءل متسائل‪ :‬كيف نعرف إن كان من نراه ف النام هو الرسول أم ل؟ الواب‪ :‬تورد كتب الديث‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪461‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫وكتب الشمائل أوصافه صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فمن رأى ف منامه إنسانا تتمع فيه كل تلك الوصاف‪ ،‬دون استثناء‪،‬‬
‫فهناك احتمال أن يكون هذا الذي رآه هو الرسول صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫وأقول هناك احتمال أن يكون هو الرسول؛ لن الوصاف الذكورة هي أوصاف إجالية ل تفصيلية‪ ،‬وغي‬
‫دقيقة‪ ،‬حيث يكن أن نراها متمعة ف عشرات الشخاص الذين يتلفون عن بعضهم بدقائق صورهم وتفاصيلها‪.‬‬
‫وف قصة جاعة الرم عبة لول النهى‪ ،‬فقد رأى عشرات منهم الرسول ف النام‪ ،‬وأخبهم أن ممد بن عبد‬
‫ال القحطان هو الهدي النتظر‪ ،‬ول يلو أن يكون بعضهم على علم بأوصاف الرسول الوجودة ف الكتب‪ ،‬وأن‬
‫يكون رآه حسب تلك الوصاف الجملة‪ ،‬ث كانت النتيجة أن القحطان ل يكن الهدي‪ ،‬وبالتال كانت كل تلك‬
‫الرؤى من وسوسات الشياطي‪ ،‬أو من حديث النفس‪.‬‬
‫إن ف هذه الادثة برهان عملي ساطع على أن الشيطان يدعي أنه ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وأن معن‬
‫الديث‪{ :‬ل يتمثل ب}‪ ،‬أي‪ :‬ل يظهر بصورته وشكله الكاملي اللذين كان صلى ال عليه وسلم عليهما ف حياته‪.‬‬
‫كما يب أن ل ننسى العدد الوافر من الولياء العارفي الذين رأوا الرسول صلى ال عليه وسلم وأخبهم أنم‬
‫هم (الهدي النتظر)‪ ،‬ث كانت النتيجة أن الذي رأوه كان إما وسوسة شيطان‪ ،‬أو حديث نفس‪ ،‬أو كشفا إن كان‬
‫الرائي من الكاشفي‪.‬‬
‫هذا بالنسبة للرؤية ف النام أو ف الذبة‪.‬‬
‫أما ما يقوله التصوفة من الرؤية ف اليقظة فهذا واضح البطلن والضلل‪ ،‬كما هو واضح أن الترائي هو شيطان‬
‫يضحك على أذقانم‪ ،‬ويسلبهم عقولم وإيانم‪ ،‬ويضل بم غيهم‪.‬‬
‫إن الشيطان يدعي أنه ال‪ ،‬فهل كثي عليه إن ادعى أنه الرسول؟‬
‫وهناك خارقة يؤخذ با الخدوعون أكثر من غيها‪ ،‬هي ضرب الشيش ف الدّين والبطن حيث المعاء‪ ،‬وف‬
‫اللد‪ ،‬وهي مشتهرة بي أتباع الشيخة الرفاعية والزولية والعيسوية‪ ،‬يارسونا ف حضراتم التظاهرية‪ ،‬وهي مثل‬
‫غيها ل تزيد عن كونا شيطانيات‪ .‬بدليل أنا تصل مع الكفرة‪ ،‬بل يصل منهم ما هو أكب منها‪ ،‬وف فصل لحق‬
‫سنرى شيئا من هذا‪ .‬ولعله من الائز أن يكون تفسي هذه الارقة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬للد النسان خاصة مطاطية‪ ،‬وكذلك الدان والبطن والمعاء‪ ،‬وهذا مشاهد ملموس‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن الشيطان ليجري من ابن آدم مرى الدم‪ ،‬فهو بذلك يستطيع التخلل ف أي مكان من السم‪.‬‬
‫ولعله يد بذلك متعة خاصة نهل طبيعتها‪.‬‬
‫وتتم العملية حسب الت‪:‬‬
‫يوجه الشيطان يد الشخص التخلل فيه‪ ،‬ليضع الشيش ف الكان الناسب من البطن‪ ،‬وعندما يضعه على اللد‪،‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪462‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫يباعد الن بي خليا النسيج اللدي‪ ،‬وما تته‪ ،‬بقدار ما ير الشيش بسلم دون أن يزق شيئا من الليا‪ ،‬وعندما‬
‫يصل الشيش إل المعاء (ف الكان الناسب) يباعد الشيطان بينها‪ ،‬كما يباعد بي خليا النسيج الذي يضمها بقدار‬
‫ما ير الشيش بسلم أيضا‪ ..‬وهكذا‪ ..‬يساعده على ذلك الاصة الطاطية ف هذه الجزاء من السم‪ ،‬وسرعة الركة‬
‫الت يتاز با الن‪.‬‬
‫ومثل هذا يدث ف الدين وف اللد‪.‬‬
‫لكن مهما كانت الدقة الت ينفذ با الن هذه العملية بالغة‪ ،‬فل بد من تزق بعض الليا‪ ،‬ما يسبب سيلن‬
‫قطية أو قطيات من الدم عند سحب الشيش‪.‬‬
‫كما يبقى الكان الذي حصلت فيه العملية أحر بعض الشيء لدة ما‪ ،‬بسبب الضغط الت عانته النسجة‪.‬‬
‫‪ -‬طبعا‪ ،‬هذا تفسي ظن‪ ،‬أما الق‪ ،‬فيجب أن تضع هذه الظاهرة ومثيلتا إل دراسة علمية جادة‪ .‬وستكون‬
‫وسيلة لكتشاف مساحات مهولة من النفس النسانية‪ ،‬بل واليوانية أيضا‪ ،‬كما ستكون وسيلة لكتشاف وظائف‬
‫فيزيولوجية مثية‪.‬‬
‫أما عملية قطع العنق بالسيف‪ ،‬أو قطع اليد‪ ،‬وما شابها‪ ،‬فهي خداع بصري يقوم به أيضا خبثاء الن‪،‬‬
‫وكذلك ضرب الرصاص‪.‬‬
‫وهناك عملية الدخول ف النار الت تكاد تنعدم عند متصوفة السلمي‪ ،‬بينما توجد بي كهنة النادكة‪ ،‬وهي‬
‫عملية يقوم با الن أيضا‪ ،‬يساعدهم عليها سرعتهم الائلة‪ ،‬وقوتم على المل‪ ،‬ومقدرتم على الترائي بشكل‬
‫النسان‪ ،‬وأن النار العادية ل تؤثر فيهم‪.‬‬
‫كما يساعدهم أيضا‪ ،‬خاصة بصرية عند النسان‪ ،‬فالعي النسانية ل تس با يدث أمامها ف مدة تقل عن‬
‫عُشر الثانية‪.‬‬
‫تدث العملية بأن يمل شياطي الن الفقي الذي يتظاهر بالعزم على دخول النار وتنقله إل مكان آخر‪ ،‬ث‬
‫يتراءى شيطان مكانه بشكله‪.‬‬
‫تتم هاتان العمليتان ف مدة تقل كثيا عن عُشر الثانية‪ ،‬فل يرى أحد من الناس الاضرين شيئا ما حدث‪،‬‬
‫ويرون الفقي ما زال ف مكانه يستعد للدخول ف النار! يدخل الن الترائي بشكل الفقي إل النار‪ ،‬ويرج منها‪ ،‬دون‬
‫أن تؤذيه طبعا‪ ،‬وبعد خروجه‪ ،‬يعيدون الفقي‪ ،‬ويتلشى الن بنفس السرعة السابقة‪ ،‬ول يرى أحد من الناس‬
‫الاضرين إل أن الفقي دخل ف النار وخرج منها سالا‪ ،‬بل والفقي نفسه‪ ،‬قد ل يس با حدث‪ ،‬وقد يظن أنه دخل‬
‫النار ف حالة غيبوبة‪.‬‬
‫* اللصة‪:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪463‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫خوارق الصوفية‪ ،‬الت يسمونا كرامات‪ ،‬كلها ألعيب شيطانية‪ ،‬وهي نفس الوارق السحرية‪ ،‬ونفس الوارق‬
‫الكهانية الت تدث ف كل الوثنيات‪.‬‬
‫وللعلم‪ :‬تعلم السحر يتم بالشرك الكامل ف الشيخ الساحر (تاما كالشرك ف الشيخ الصوف)‪ ،‬وبالقيام بنفس‬
‫الرياضة الصوفية‪ ،‬وخاصة ما يسمونه (الذكر)‪ ،‬والذي يسمونه ف السحر (القَسَم) أو (الطلسم) وليس هنا مكان هذا‬
‫البحث‪.‬‬
‫إن الفرق بي الصوفية والكهانة والسحر هو الدعاء فقط‪ ،‬فالصوف والكاهن يدعيان بغرور السي إل ال‬
‫والعروج إليه‪ ،‬والساحر أصدقهم‪ .‬والصوف والكاهن غايتهما الذبة‪ ،‬والساحر يقف عند خرق العادة‪ ،‬وإذا أراد‬
‫الذبة اختصر الطريق إليها بتناول شيء من الشيش أو الفيون وما شابهما‪ ،‬وقد يصل إل الذبة بالرياضة‪.‬‬
‫إن هذه الوارق الشيطانية‪ ،‬الت يسمونا (كرامات) ل تكفي لدفع الشيخ وأتباعه إل مستنقع الكفر؟ إل‬
‫وحدة الوجود! لن المر يتاج إل تثيليات من نوع آخر‪ ،‬تظهر فيها مناظر غريبة ذات أبعاد كبية‪ ،‬ل يستطيع‬
‫شياطي الن تثيلها لصغر أجسامهم بالنسبة لا! لذلك كان ل بد من خواص الذبة ليستطيعوا تنفيذ تلك‬
‫التمثيليات‪ .‬فلننتقل إل مناقشة الذبة وخواصها‪.‬‬
‫وقبل النتقال‪ ،‬نذكر أن الكرامات الصحيحة موجودة‪ ،‬لكن الطريق إليها هو طريق السلم الذي أنزله ال‬
‫على ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وكانت تظهر أكثر ما تظهر ف النتصارات العجيبة الت تشبه الساطي‪ ،‬وف‬
‫الخلق الكرية والسلوك العادل التسامح مع السلم ومع غي السلم‪ ،‬والدعوة إل ال بالمر بالعروف والنهي عن‬
‫النكر‪ ،‬وقول الق بصراحة تامة مع القدرة على الحتفاظ بصداقة الذي يدعونم وينهونم‪ ...‬وهكذا انتشر السلم‪.‬‬
‫مع ملحوظة هامة‪ ،‬هي أن الذي ينتهج النهج الصحيح ف السلم‪ ،‬ل يعن أن كل خرق عادة يصل أمامه هو‬
‫صرَا َطكَ الْ ُمسَْتقِيمَ)) [العراف‪،]16:‬‬
‫كرامة‪ ،‬وعلينا أن نتذكر‪ ،‬بل علينا أل ننسى الية‪(( :‬فَبِمَا َأ ْغوَيَْتنِي لَأَ ْقعُدَنّ َلهُ ْم ِ‬
‫وهذا يعن أن الوارق الت تصل أمام الذي ينتهج نج السلم الصحيح‪ ،‬كما كان ينتهجه سلف المة من الصحابة‬
‫وتابعيهم‪ ،‬هذه الوارق سيكون أكثرها من الشيطانيات‪ ،‬وأقلها‪ ،‬إن ل يكن أندرها‪ ،‬من الكرامات القيقية‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪464‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثان‬
‫مناقشة الذبة وأحلمها‬

‫لحة عن الخدرات‪:‬‬
‫من الفيد‪ ،‬قبل الدخول ف مناقشة الذبة‪ ،‬أن نلقي نظرة سريعة على مفعول الخدرات‪ :‬الشيش والفيون‬
‫والكوكائي وعقار اللوسة (إل‪ ،‬إس‪ ،‬دي‪ )25 ،‬وغيها‪.‬‬
‫* من تأثي الشيش‪-:‬‬
‫يقول الدكتور ممد رفعت (نقلً عن أحد الباحثي يصف تربته مع الشيش)‪:‬‬
‫‪...‬أحسست كأن جسدي يتحلل أو يذوب‪ ..‬بدوت وكأنن شفاف تاما‪.‬‬
‫جفون عين تطول إل ما ل ناية‪ ،‬هذه الفون ما لا تسقط وحدها هكذا ككرات من ذهب‪ ،‬سرعتها تثين‪،‬‬
‫ألوان جيلة تيط ب‪ ،‬هل أنا أنظر ف منظار سحري صغي يقدم تلك الشكال الزخرفية اللونة‪...‬‬
‫‪...‬إن سعي أصبح فجأة حادا تاما‪ ..‬إنن أستمع إل صوت اللوان‪ ،‬كنت ل أستطيع أن أسع لللوان صوتا‬
‫من قبل‪ ..‬اللوان المراء والزرقاء والضراء لا موجات صوتية تصلن وأميزها بوضوح(‪ ..)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬هنا نسأل الولياء الذين ذاقوا الفناءات وتققوا بالساء‪ ،‬أليست هذه الرؤى‪ ،‬وما بعدها‪ ،‬هي صور من‬
‫مكاشفاتم؟‬
‫ويقول نفسه‪:‬‬
‫والشاش قد يقنع نفسه بقدرته على إياد حل لكل مشكلة‪ ،‬وهذا طبعا نتيجة ما يعتريه من هبوط ف الراكز‬
‫العصبية العليا‪ ،‬ومنها حاسة التقييم والتقدير‪ ،‬فيظل يهوم ف آفاق وتصورات كلها سراب خادع وضلل مبي(‪...)2‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬لنتذكر هنا قول الصوفية عن كشوفهم‪ :‬إنا حق اليقي وعينه ونوره‪ ،‬وعن أنفسهم‪ :‬إنم العارفون الذين‬
‫عرفوا المور على ما هي عليه‪...‬‬
‫ويقول‪ :‬عندما يتعاطى الشخص الشيش لول مرة فإنه يشعر بذه العراض‪ :‬ارتعاشات عضلية ف‬
‫‪ )(1‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)115 ،114:‬‬
‫‪ )(2‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)52 ،51:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪465‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫جسمه‪...‬إحساسات جسمية خاطئة أو وهية‪...‬مثل الشعور بطول ف الطراف‪...‬اضطراب ف الواس‪ ،‬خصوصا‬
‫السمع والبصر(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬لنتذكر وصف عبد العزيز الدباغ لبدأ حاله بالذبة‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬الثار النفسية لدمان تعاطي الشيش‪ :‬اضطراب الواس‪ ،‬خصوصا السمع والبصر‪ ،‬فتصبح الواس‬
‫حادة للغاية‪ ،‬إل أن الدركات كلها تبدو ف صورة مغايرة ومرفة‪ ،‬سواء من ناحية الشكل أو اللون‪ ،‬كما يعان الدمن‬
‫من اللوس‪...‬فيى أشكا ًل ويسمع أصواتا ليس لا وجود مادي‪ ،‬كما يعان من خداع الواس‪...‬فإذا رأى حبلً‬
‫ظنه أفعى‪ ،‬وإذا رأى كلبا خيل إليه أنه أسد‪...‬وهكذا‪...‬‬
‫واختلل إدراك النسان للزمان والكان‪ ،‬فيبطئ إحساس النسان بالزمن‪...‬‬
‫فإذا قضى دقائق ف عمل ما‪ ،‬ييل إليه أنه قضى فيه ساعات طوال‪...‬أما بالنسبة للمسافات فإنا تطول جدا‪..‬‬
‫فإذا سار عشرة أمتار خيل إليه أنه قطع عدة كيلو مترات‪..‬‬
‫اضطرابات ف التفكي تؤدي إل اختلل ف حكم الشخص على المور‪:‬‬
‫بطء شديد ف عمليات التفكي بسبب التخدير الذي يشمل قشرة الخ‪ ،‬ويدفع النسان إل عدم الكتراث با‬
‫حوله‪ ،‬ويفقد البادأة‪ ..‬كما يعطل مراكز الضبط والتحكم وتحيص المور‪...‬ما يعل التعاطي قابلً للياء‪...‬‬
‫اضطرابات وجدانية‪ ،‬فيشعر التعاطي بشعور زائف بالسعادة الوهية‪...‬وإحساس بالرضا والراحة‪ ..‬يصل أحيانا‬
‫إل درجة النشوة‪ .‬إل أن هذه السعادة الزائفة تمل ف طياتا وسائل التدمي لشخصية النسان(‪ .)2‬اهـ‪.‬‬
‫وسئل حشاش‪ :‬باذا تس وأنت تشش؟ فأجاب‪:‬‬
‫أحس بفرح‪ ،‬وربا بزن‪ ،‬وقد أضحك كثيا‪ ،‬أو أبكي كثيا‪ ،‬حسب الالة الت تلبها الشيشة‪ ،‬فليست كل‬
‫الالت سواء‪ ،‬ولكنن أشعر باجة إل الدوء‪...‬مرة شعرت بأنن أسابق السيارة النطلقة ف الشارع‪ ،‬بينما كنت‬
‫جالسا ف مكان! والالت متلفة على كل حال(‪ .)3‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬نعيد نفس السؤال موجها للولياء الكاشفي‪ :‬أليس مثل هذا ما يشاهدونه ف مكاشفاتم؟ وخاصة الفرح‬
‫والزن‪ ،‬اللذين يسمونما (البسط والقبض)‪ ،‬وكذلك طول السافات‪ ،‬وطول الزمن‪ ،‬والشعور بالسعادة‪ ،‬والوصول‬
‫أحيانا إل درجة النشوة؟‪...‬‬

‫* من تأثي الكوكائي‪-:‬‬

‫‪ )(1‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)124:‬‬


‫‪ )(2‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)127 ،126:‬‬
‫‪ )(3‬الشيش قاتل النسان‪( ،‬ص‪.)25 ،24:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪466‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يقول الدكتور ممد رفعت‪:‬‬
‫ولعل أغرب مظاهر الشذوذ اليوي ف جسم الدمن‪ ،‬اللوسة الت تصيب جلد مدمن الكوكائي‪ ...‬إل أن‬
‫الدمن هنا يس وكأن آلف القمل والباغيث وشت أنواع الوام تنهش ف جلده‪ ،‬وتري تت جلده مباشرة(‪...)1‬‬
‫والكاثي ضئيل الثر‪ ،‬ويشبه الكوكائي ف إحداثه نوعا من الدر أو التنميل(‪...)2‬‬
‫ويقول أحد الباحثي (دكتور لوغر)‪:‬‬
‫يشعر مدمن الكوكائي بآلف الوام تدب على جلده وداخل جسمه‪ ،‬ويس بلدغات مئات القمل والبق‬
‫و‪...‬إل‪ .‬وبظاهرة حسية غريبة ما اعتادت الخدرات الخرى توليدها‪ ،‬تبلغ هذه الظاهرة حدا يرى فيه الدمن‬
‫حشرات ل وجود لا على جلده فيأخذها متوها ويبسها ويضعها ف علبة‪ ،‬حت إنه ينظر إليها بكبة‪ ،‬ويا لغرابة‬
‫المر‪ ...‬إنه يراها وقد تسمت أمام عينيه كما لو أنا موجودة فعلً‪ .‬وغالبا ما يلحق مدمن الخدرات هذه‬
‫الطفيليات الزعجة يبحث عنها على البواب وفوق الكراسي وف الفراش وبي الظافر وف جيع أجزاء جسمه وحت‬
‫داخل فمه ومنخريه وأذنه‪ .‬وقد يغدو هذا النمط من الذيان والراء (اللوسة) جاعيا‪...‬إذ ل غرابة أن تد مدمني‬
‫اثني يبحث كل منهما عن هذه الوام على جلد الخر مففا عنه العذاب على حد اعتقاده(‪.)3‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫لننتبه إل أنه يرى حشرات وقد تسمت أمام عينيه‪ ،‬حت إنه ينظر إليها بكبة‪..‬‬
‫أي يرى ما ل وجود له ف القيقة؛ وكذلك الرؤى الكشفية‪.‬‬

‫* من تأثيات عقار التهليس (‪-:)L. S. D.25‬‬


‫يقول ممد رفعت‪:‬‬
‫وهذا العقار يعتب من السموم الكبى ذات الثر العميق فيما يتعلق بانتقال التعاطي من عال اللوسة والذيان‪،‬‬
‫وهم يطلقون عادة على الالة الديدة للمريض الدمن اسم (رحلة)‪ ،‬وهذه الرحلة ل يلزمها الكثي من هذا السم‬
‫الزعاف‪ ،‬إذ يكفي من (‪ )200‬إل (‪ )400‬ميكروغرام‪.‬‬
‫وبعدها يكون الرحيل إل سفر يستغرق ثان ساعات من الزمن يتخيل الريض وكأنا رحلة عمر كامل من‬
‫اللوسة والذيان والتخيلت الت يسودها اللمعقول والثارة السية‪ ،‬والنشاط اليوي الزعوم‪ ،‬بينما يكون الدمن ف‬
‫واقع المر جثة هامدة طيلة السفر بعد الرحيل(‪...)4‬‬

‫‪ )(1‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)43:‬‬


‫‪ )(2‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)54:‬‬
‫‪ )(3‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)62 ،61:‬‬
‫‪ )(4‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)45:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪467‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬وتتلف آثار هذا العقار على النسان باختلف شخصيته‪ ،‬وتركيبه النفسي‪ ،‬وكذلك باختلف الو العام‬
‫الذي يتم فيه التعاطي‪ ،‬وهذه بعض العراض (لتعاطي ‪ 3‬ميكروغرام)‪:‬‬
‫زغللة بالعيني‪ ،‬واضطراب ف شكل الرئيات‪ ،‬وظهور بعض الشياء الت ل تمل أي معن‪ ،‬كعلمة ف الائط‬
‫مثلً‪ ،‬كما لو كانت كلمات مفهومة مثلً‪ ،‬أو وجه إنسان‪ ،‬أو أي شيء آخر له معن‪.‬‬
‫‪ -‬هلوس بصرية‪ ...‬أي‪ :‬رؤية أشياء ليس لا وجود مادي‪ ..‬فيكفي أن يتخيل الفرد شيئا أو يتمن رؤيته‪ ،‬حت‬
‫يراه أمامه مسما‪ ،‬وباللوان الطبيعية أيضا‪ ..‬فهلوس هذا العقار تتميز بأنا تظهر باللوان‪ ،‬عكس هلوس الشيش‬
‫والفيون الت تظهر أبيض وأسود فقط‪( .‬ف الواقع‪ ،‬هلوس الشيش والفيون ليست واحدة عند كل الشخاص‪،‬‬
‫فمنها ما يكون باللوان الطبيعية)‪.‬‬
‫‪ -‬اضطراب ف إحساس الفرد بالزمن‪ ..‬فقد يتوقف الزمن تاما‪ ،‬أو ير ببطء شديد‪ ..‬وقد يسرع جدا‪ ،‬فيبدو‬
‫كأن آلف السني قد مرت ف لظات‪.‬‬
‫‪ -‬توقف كامل للنشاط العقلي‪ ..‬فيصبح من الصعب على النسان أن يبت ف أي أمر‪ ،‬أو يفكر ف أي‬
‫مشكلة‪ ،‬أو حت يقوم بالعمليات السابية البسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬إحساس زائف بالراحة والسعادة الدافقة‪ ..‬أو يدث العكس تاما‪ ..‬فيشعر النسان باكتئاب شديد‬
‫ورعب‪(...‬لنتذكر البسط والقبض)‪.‬‬
‫ولكن أعجب شعور يكن أن يسه النسان هو ذلك الشعور بتداخل الواس‪ ...‬عندما يتداخل السمع مع‬
‫البصر مع الشم مع الذوق مع اللمس‪ ،‬فينتج عنه ذلك الليط العجيب من الواس الذي يعتب من العراض الميزة‬
‫لعقار اللوسة‪ ...‬عندما يسمع النسان لون الورد‪ ،‬ويشم صوت الوسيقى‪ ،‬ويرى ال ّطرْق على الباب‪ ،‬ويشم جرس‬
‫التلفون(‪ ...)1‬إل‪.‬‬
‫‪ -‬وهنا نعيد السؤال‪ ،‬نوجهه إل أي صوف مكاشف‪ :‬أليست رؤاه الكشفية مثل هذه الرؤى اللوسية؟ ير‬
‫بفكره شيء فياه مسما أمامه؟ يسب اللحظات سني طويلة؟ ث الرؤى الناتة عن تداخل الواس؟ وغيها؟‬
‫وما يذكره مكتشف العقار (هوفمان) عن تربته له يقول‪ :‬وجدت نفسي عند العصر مبا على التوقف عن‬
‫العمل‪ ..‬فأغمضت عين‪ ..‬لرى‪ ،‬كما يرى الناظر ف النظار السحري‪ ،‬عرضا لسبحة ل تنقطع من صور عجيبة‬
‫مسمة وغنية بألوان غي عادية‪ ،‬وقد دام ذلك العرض ساعات عديدة(‪ ...)2‬اهـ (أليست رؤى الذبة هكذا؟)‪.‬‬
‫وما حدث له‪ ،‬ف تربة ثانية‪:‬‬
‫بعد أربعي دقيقة‪ ،‬شعر بدوار خفيف وإثارة واضطرابات ف الرؤية ونوبات حقاء من الضحك ما استطاع لا‬

‫‪ )(1‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)132 ،131:‬‬


‫‪ )(2‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)146:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪468‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ردعا‪...‬كانت الوجوه تبدو له كأقنعة مضحكة‪ ...‬وأكثر ما أدهشه هو التلون الشديد الذي كانت تتلون به الشياء‬
‫ويتلون به الشخاص‪ ،‬وعلى خلفيات يسيطر فيها اللونان الخضر والزرق كانت تضطرب ألوان ذات صفاء ولدونة‬
‫مدهشي‪ ،‬كان كل شيء ينقلب إل ألوان‪ ،‬حت إن أصوات البوق الت من الشارع كان يراه كشعاع ملون‪ ،‬وكانت‬
‫الشاهد تترى‪ ،‬كان يرى نفسه يومئ‪ ،‬ويصمت ويتحرك(‪.)1‬‬

‫* من تأثي الروئي (من مشتقات الفيون)‪-:‬‬


‫الروئي‪ ،‬يمل النسان إل جنان خيالية‪ ،‬وخيالت من نوع أنه أصبح من اللئكة‪ ،‬أو أنه أصبح نبيا‪ ،‬أو أن له‬
‫موعد مغازلة مع القمر (الذي هو الشمس)‪ ،‬ث يدفعه ذلك أن يتصرف حسب تصوره هذا‪ ،‬فيحاول الطيان من أعلى‬
‫البناية باتاه السماء‪ ،‬فيسقط على الرض وتتهشم ضلوعه(‪...)2‬‬

‫* من تأثي اليتي‪-:‬‬
‫يقول أحد الذين جربوه (الكاتب الفرنسي غي دوموباسان)‪ :‬كان أول ما شعرت به هسا خفيفا ناعما‬
‫ومهدهدا‪ ،‬ث ما لبثت أن لحظت بأن جسمي أخذ يف‪...‬أخذ يف ويف‪ ،‬حت بدا ل فيها كما لو أنه كان‬
‫يتبخر‪ ،‬أحسست بأنه ل يبق ل من جسمي سوى اللد‪ ..‬ل يبق سوى ما يكفي لشعر بلذة العيش‪ ،‬بأن أشعر بأنن‬
‫أتأرجح ف هذه السعادة الت تغمرن‪...‬ما كنت أرى أحلما كالت يسببها الشيش‪ ،‬وما كان ذهن يتلئ بالرؤى الت‬
‫يسببها الفيون‪ ،‬لقد كان إحساسا بدة ذهنية كبية‪ ،‬إحساسا بشكل جديد من الكينونة والتفكي والحساس‬
‫والكم على الياة‪ ،‬إحساسا بالقتناع بأنن كنت أدرك عندئذ الواقع القيقي للعال‪ ..‬كان يبدو ل بأنن تذوقت ثرة‬
‫شجرة الياة‪ ،‬وأن كل السرار تنكشف أمامي(‪...)3‬‬
‫‪ -‬وهنا أيضا نتوجه إل أي صوف وصل إل مقام المع‪ ،‬وذاق الفناءات‪ ،‬ونسأله‪ :‬أليست هذه الالة وهذا‬
‫الشعور والمسات الهدهدة الناعمة تشبه ما ذاقه أثناء فناءاته وما سعه من خطابات توهها إلية‪ ،‬وذلك الحساس‬
‫الزائف بأنه صار يدرك واقع العال؟‬

‫* من تأثي فطر الكسيك القدس‪-:‬‬


‫قام بالتجربة شخص اسه (آلن ريشاردسن) مع رفيق له اسه (غوردن واسن)‪:‬‬
‫وقد تت التجربة ف أعال الكسيك بي النود الصليي‪:‬‬
‫كانت الغرفة مظلمة ومزدحة بالناس‪ .‬كانوا جيعا هنودا مكسيكيي‪ ...‬وكانت هناك كاهنة تغن ملوحة‬
‫بالفطر ف دخان لب نار تتقد ف الذبح لتطهر الفطر من أدرانه فيغدو جاهزا للتناول‪.‬‬
‫‪ )(1‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.147 .):‬‬
‫‪ )(2‬الشيش قاتل النسان‪( ،‬ص‪.)9:‬‬
‫‪ )(3‬الخدرات‪( ،‬ص‪.)115:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪469‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫قدم النود للرجلي اثن عشر فطرا مطهرا فأخذا يأكلنا‪ ...‬لكن الكاهنة انبت تغن بزيد من النشاط‪،‬‬
‫مصفقة بطريقة غريبة وبلحن مهدهد‪ ،‬وفجأة دار (ريشاردسن) نو رفيقه هامسا ف أذنه بأنه يرى أشياء غريبة‪.‬‬
‫فأجابه (واسن) إن الرؤى ستترى‪ ،‬وإنك ستراها سواءً أسدلت جفنيك أو فتحت عينيك‪.‬‬
‫بدأت الرؤى تظهر رسوما فنية‪ ،‬كسجادة تبق بزينتها وتتألق‪ ،‬ث تتحول إل قصور وباحات وأقواس‬
‫وحدائق‪ ..‬تراءى لريشاردسن حيوان أسطوري ير عربة ملكية ذات عجلتي‪ ،‬ث بدت له الدران وكأنا‬
‫تنحل‪...‬وأحس بروحه تطفو‪ ..‬وشعر بأن نظره ييط بفراغات ل متناهية‪...‬كان يرى ناذج من الفكار الفلطونية‪،‬‬
‫وصورا غي كاملة للحياة اليومية(‪ )1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬السؤال‪ :‬أليست هذه الرؤى هي نفس ما يراه الولياء العارفون الكاشفون؟ مع العلم أنه لو كان جلوسه ف‬
‫مكان غي الغرفة الظلمة‪ ،‬أو لو كانت ثقافته غي ثقافته‪ ،‬لمكن أن تتغي رؤاه قليلً أو كثيا‪.‬‬
‫ويقول الدكتور صلح يياوي‪:‬‬
‫يستهلك سكان بولينيا (الكافا) بكميات كبية ليعيشوا دائما تقريبا ف رؤى جنة صنعية يهيؤها لم هذا‬
‫الخدر(‪ )2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬ونفس السؤال إل نفس الولياء الكاشفي‪ :‬أليست هذه اللوسات هي نفس اللوسات الت تيؤها لم‬
‫جذباتم؟‬
‫‪ -‬كيف كان الناس ينظرون إل الخدرات؟‬
‫يقول الدكتور صلح يياوي‪:‬‬
‫‪...‬كان من العروف بأنم (الكهان) كانوا ف طقوس (السارة) يستخدمون مدرات ما كان يعرفها غيهم‪،‬‬
‫وبذلك كانوا يعمرون أذهان البتدئي بأحلم مرعبة وواضحة إل درجة كانت تعل هؤلء يعتقدون أنا واقعية(‪.)3‬‬
‫‪...‬كان (باراسلو) يمل الفيون دائما معه‪ ،‬مطلقا عليه اسم (حجر اللود)(‪.)4‬‬
‫‪...‬ففي القرن الادي عشر‪ ،‬وبعد ثلثائة عام من نشر العرب لستخدام الفيون‪ ،‬بدأ يظهر ثناء العامة‬
‫وإطراؤهم على هذا الخدر‪ ،‬فكانوا يتغنون به كـ (شراب اللة)(‪.)5‬‬
‫‪...‬لقد أكد الينكا (سكان البيو الصليي) للسبان بأن الكوكا (منها يستخرج الكوكائي) نبتة إلية أوصى‬

‫‪ )(1‬الخدرات‪( ،‬ص‪.)152:‬‬
‫‪ )(2‬الخدرات‪( ،‬ص‪.)106:‬‬
‫‪ )(3‬الخدرات‪( ،‬ص‪.)9:‬‬
‫‪ )(4‬الخدرات‪( ،‬ص‪.)23:‬‬
‫‪ )(5‬الخدرات‪( ،‬ص‪.)23:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪470‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫با اللان (مانوكو كاباك) وزوجته (ماما أوكيو)‪.‬‬
‫لقد خصت هذه الصفة اللية‪ ،‬والت ل زال بعض هنود أمريكا النوبية يؤمنون با‪ ،‬خصت حكام الينكا‬
‫وحدهم بق امتلك مزارع هذه الشجية‪ ،‬ويقاسم الكهان الكام هذا المتياز(‪.)1‬‬
‫وما يذكره صلح يياوي أيضا‪:‬‬
‫كانت جيع شعوب العال القدي تعرف هذا الخدر (الشيش)‪ ...‬وقد أحاطت الالت خواصه‪ ،‬فنسب إليه‬
‫الندوس أصلً إليا‪ ،‬فقالوا بأن الله (فيشنو)(‪ )2‬قد نصح جيع اللة الصغار وجيع الشياطي بأن يتمعوا ف يوم‬
‫حدده لم للحصول على إكسي اللود‪...‬وكانت النتيجة أن إكسي اللود هو القنب الندي الذي استخلص منه‬
‫الشيش(‪..)3‬‬
‫* وملحظتان هامتان من الفيد إيرادها‪:‬‬
‫يقول الدكتور ممد رفعت‪:‬‬
‫من الطريف أن نعرف ماذا يفعل الخدر بالنسان‪...‬مع ملحوظة أن هذه العراض ل تظهر جيعا ف نفس‬
‫الوقت ول بنفس الشدة ف جيع الالت‪...‬كما ل تظهر عند كل الناس(‪.)4‬‬
‫ويقول الدكتور صلح يياوي‪:‬‬
‫‪...‬إن أفعالا (أي‪ :‬الخدرات) مطابقة لا يسببه النون ف أطواره البدائية(‪.)5‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬إن هذه اللحوظةالخية الت يذكرها الدكتور صلح يياوي تدلنا على أن باستطاعة السم أن تتولد‬
‫فيه مادة تفرزها غدة ما‪ ،‬لا نفس مفعول الخدرات‪ ،‬وهذه الادة هي الت تسبب النون‪.‬‬
‫‪ -‬وقبل النتقال إل الفصل التال‪ ،‬نسأل أي صوف فتح عليه فوصل إل الذبة ورأى الكشوف وذاق‬
‫الفناءات‪ ،‬أليست هذه الرؤى والشاهدات اللوسية التحشيشية هي صورا مشابة لرؤاه ومشاهداته ف جذباته‬
‫ومعارفه التوهة؟‬
‫إن كان الصوف الذي سيُسأل هذا السؤال صادقا مع ال تعال ومع الناس ومع نفسه فسيقول الق ويعترف‬
‫أنا شيء واحد‪ ،‬وإن كان يؤمن بال واليوم الخر‪ ،‬ويرجو رحة ال وياف عذابه فسيتوب ويرجع وياول إصلح‬
‫ما أفسد‪ ،‬وإل فل حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء‪ ،‬وليعلم‬

‫‪ )(1‬الخدرات‪( ،‬ص‪.)51:‬‬
‫‪ )(2‬فيشنو هو الله الافظ عند الندوس‪.‬‬
‫‪ )(3‬الخدرات‪( ،‬ص‪.)67 ،66:‬‬
‫‪ )(4‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)123:‬‬
‫‪ )(5‬إدمان الخدرات‪( ،‬ص‪.)155:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪471‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫جرّين بن استجرهم إل يوم القيامة‪.‬‬
‫أن عليه آثام من استجرهم والست َ‬
‫ويب أن ل ننسى أن الشاشي لو كان لم شيخ يوجههم لكانت مشاهداتم مطابقة كل الطابقة لشاهدات‬
‫الصوفية ف فتوحهم وكشوفهم وفناءاتم؛ وذلك لن من ل شيخ له فشيخه الشيطان (لكن من هو الشيطان؟)‪.‬‬

‫* مناقشة الذبة‪:‬‬
‫لنناقشها أو ًل على ضوء القرآن والسنة‪:‬‬
‫يدعي الصوفية‪ ،‬دون خوف من ال‪ ،‬أن رياضتهم الت ما أنزل ال با من سلطان‪ ،‬هي الطريق إل ال سبحانه‬
‫ومعراجهم إليه؛ لنا توصلهم إل الذبة! ويعتقدون أن ال سبحانه يذب با العبد إليه‪ ،‬ولذلك سوها الذبة‪،‬‬
‫ومفهوم لفظ الللة (ال) عندهم يعن ‪-‬كما أصبح واضحا الن‪ -‬كل الوجودات با ف ذلك ذواتم‪ ،‬ومعن (يذبم‬
‫إليه)‪ ،‬أي‪ :‬يزيل عنهم الجاب‪ ،‬الذي هو الوهم بأنم غي ال‪ ،‬ويبعدهم عنه‪ ،‬ويذبم إل استشعار اللوهية ف‬
‫أنفسهم‪ ،‬أي‪ :‬يشعرون أنم ال (سبحان ال)‪ ،‬ويشاهدون أن كل شيء هو ال‪ ،‬وهذا هو ما يسمونه الوصول إل‬
‫ال‪ ،‬والذبة هي الولية والصديقية‪...‬إل‪ ،‬وهي عندهم حال يتدرج وير بأطوار من الرؤى والشاهدات الختلفة‬
‫والستشعارات حت تصبح مقاما‪.‬‬
‫ففي بادئ المر‪ ،‬قد يصل السالك إل الذبة بعد رياضة‪ ،‬طويلة أو قصية‪ ،‬لكن الذبة تزول بسرعة ث ل‬
‫تعود إل برياضة مثل الول‪ ،‬أو أكثر أو أقل‪ ،‬فالولية هكذا هي حال‪.‬‬
‫ومع الثابرة يصل إل درجة يقع فيها ف الذبة بشيء من الذكر‪ ،‬وتطول مدتا‪ ،‬فتكون وليته هنا مقاما‪،‬‬
‫ويصي وليا صديقا مقربا‪ ...‬مقيما إذا صارت الذبة دائمة‪.‬‬
‫فهل ف هذا التصور شيء من الصحة؟‬
‫الواب‪ :‬ل! للسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن كون الذبة ولية وصديقية وقربا و‪ ..‬هو‪ ،‬ف أحسن الالت‪ ،‬أمر غيـب ل يعرف إل بنص من‬
‫الوحي الذي أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أي‪ :‬بنص من القرآن والسنة الصحيحة‪ ،‬ول وجود لثل هذا‬
‫النص‪ ،‬إل ما كان من تأويلتم الباطلة وافتراءاتم الظالة‪(( .‬فَ َمنْ أَظْلَ ُم مِمّنِ افَْترَى َعلَى الّلهِ كَذِبًا لُِيضِلّ النّاسَ ِبغَْيرِ‬
‫عِلْمٍ)) [النعام‪.]144:‬‬
‫‪ -2‬إن ادعاء الولية والصديقية هو هو تزكية النفس على ال‪ ،‬وهو من كبائر الث‪(( :‬أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِينَ ُيزَكّو َن‬
‫ب وَ َكفَى ِبهِ إِثْمًا مُبِينًا)) [النساء‪:‬‬‫سهُمْ َبلِ الّلهُ ُيزَكّي مَنْ يَشَا ُء وَل يُ ْظلَمُونَ فَتِيلًا‪ .‬ان ُظرْ كَيْفَ َي ْفَترُونَ عَلَى الّلهِ الْكَ ِذ َ‬
‫أَنفُ َ‬
‫‪ ]50‬و((فَل ُتزَكّوا أَنفُسَكُ ْم ُهوَ َأعْلَ ُم بِمَنِ اّتقَى)) [النجم‪.]32:‬‬
‫وكذلك اتام الخرين بالولية والصديقية هو من كبائر الث‪ .‬لقوله سبحانه ماطبا رسوله‪(( :‬قُ ْل مَا كُْنتُ بِ ْدعًا‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪472‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫مِنَ الرّسُ ِل َومَا َأ ْدرِي مَا ُي ْفعَلُ بِي وَل ِبكُمْ إِنْ أَتِّبعُ إِلّا مَا يُوحَى ِإلَيّ)) [الحقاف‪ ]9:‬ولغضب رسوله عندما سع‬
‫صحابية جليلة تزكي صحابيا جليلً‪ ،‬فقال لا‪{ :‬وال ما أدري ما يُفعل ب وأنا رسول ال‪ .‬ث أقرها عندما قالت‪ :‬فلن‬
‫أزكي بعدها على ال أحدا}‪ ،‬أي‪ :‬إنه صلى ال عليه وسلم يأمرنا أن ل نزكي على ال أحدا‪.‬‬
‫وهكذا كان فهم الصحابة الكرام‪ ،‬فهذا علي بن أب طالب يثن على عبد ال بن مسعود فيقول‪[[ :‬إنه لينا‪،‬‬
‫ول أزكي على ال أحدا]]! إن علي بن أب طالب ل يزك عبد ال بن مسعود على ال!‬
‫إذن‪ ،‬فتزكية النفس وتزكية الغي ها من كبائر الث‪ ،‬والصرار على ذلك هو كفر بالقرآن والسنة‪.‬‬
‫وبذلك يكون الدعاء بأن الذبة صديقية وقرب وولية هو كفر بنصوص القرآن والسنة‪.‬‬
‫‪ -3‬رأينا ف الفصول السابقة أن السالك يدخل ف الشرك الكب منذ الطوة الول ف طريق الصوفية‪ ،‬ث يسي‬
‫ف طريق كلها بدع وضللت وطقوس طاغوتية وتشبه بالكفرة ومالفة للقرآن والسنة وتزوير لنصوصهما وافتراء‬
‫على ال سبحانه‪ ،‬وخداع لعباده (بل ولنفسه أيضا) بادعائه اتباع القرآن والسنة‪ ،‬وكذب على ال وعلى ملئكته‬
‫وكتبه ورسله واليوم الخر‪ ،‬وكذب على القائق‪ ،‬وكذب على التاريخ والغرافيا‪ ،‬واحتقار للعقل والعلم اللذين كرم‬
‫ال بما بن آدم‪ ،‬وتقديس للجهل والعته والنون!‬
‫ث ل يكتفوا بذا حت مزجوه بالسلم! فشوهوا السلم وحرفوه! وهنا الطامة الكبى‪ ،‬وقد رأينا كل هذا‬
‫فيما مضى من فصول الكتاب من نصوصهم وأقوال أقطابم وعارفيهم وعلمائهم‪.‬‬
‫فهل يكن لسلم ف قلبه إيان بال وكتابه ورسوله واليوم الخر أن يعتقد أو يظن أن هذه الطريق هي الطريق‬
‫إل ال؟ أو أنا تقود إل حق أو حقيقة؟‬
‫بل هل يكن لذي عقل سليم كائنا من كان‪ ،‬أن يعتقد أو يظن أن طريق إبليس هذه هي طريق السي إل ال‬
‫والعروج إليه؟ سبحان ال عما يصفون‪.‬‬
‫إن طريق الشيطان ل تقود إل إل مسارح الشياطي ومتاهاتم‪...‬‬
‫والذبة مسرح شيطان ومتاهة إبليسية‪ ،‬وليست صديقية!‬
‫‪ -4‬إن الذبة الشراقية تشبه الذبة التحشيشية الفيونية تاما مظهرا ومبا وجلة وتفصيلً‪ ،‬فإن كانت جذبة‬
‫الصوفية ولية وصديقية فجذبة التحشيش مثلها‪ ،‬ويكون الشاشون والفيونيون أولياء صديقي‪ ،‬ويكون اليبيون هم‬
‫البدال والقطاب والغواث‪.‬‬
‫* اللصة‪:‬‬
‫ليست الذبة ولية ول صديقية‪ ،‬وإنا هي مسرح شيطان‪ ،‬وكذب وباطل ما يدعون‪.‬‬
‫وف الذبة تكشف لم الكشوف ويتلقون العلوم اللدنية ويرون الناظر الغيبية والشاهدات اللية‪ ،‬إل آخر‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪473‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫اللوسات الذبية‪.‬‬
‫فإل مناقشتها وعرضها على الكتاب والسنة‪.‬‬

‫* مناقشة أحلم الذبة‪:‬‬


‫الت يسمونا‪ :‬الكشف‪ ،‬أو العلوم اللدنية‪ ،‬أو الناظر اللية‪ ،‬أو الشاهدات‪.‬‬
‫(قبل البدء‪ ،‬أرجو من القارئ الكري أن يعيد قراءة مفعول الخدرات‪ ،‬ويكرر قراءتا)‪.‬‬
‫نستطيع أن نقسمها‪ ،‬من حيث مصدرها‪ ،‬إل قسمي‪:‬‬
‫‪ -1‬هلوسات فيزيولوجية‪ :‬وهي تسربات من المان والعلومات (الصحيحة أو التوهة) الختزنة ف اللشعور‪،‬‬
‫تتسرب من مازنا‪ ،‬لتنلق مباشرة إل مراكز التفسي السي ف الدماغ‪ ،‬فما كانت منها صورا بصرية‪ ،‬انطبعت ف‬
‫مركز التفسي البصري‪ ،‬فياها الجذوب وكأنا ماثلة أمامه‪ ،‬سواء فتح عينيه أم أغمضهما! لنا ل تصله عن طريق‬
‫العي‪ .‬وما كانت منها صورا سعية‪ ،‬انطبعت ف مركز التفسي السمعي‪ ،‬فيسمعها أصواتا ل يعرف مصدرها بالضبط!‬
‫لنا ل تصله عن طريق الذن‪ .‬ومثلها ما كان صورا شية أو ذوقية أو لسية‪.‬‬
‫‪ -2‬هلوسات شيطانية‪ :‬يتراءى با شيطان الجذوب أمامه‪ ،‬مستفيدا من خاصة الذبة ف تضخيم الطوال‪ ،‬أو‬
‫ينفثها ف ل شعوره‪ ،‬وهو اليدان الذي يستطيع الشيطان أن ينفث فيه وسوساته‪ ،‬لتتسرب منه إل مراكز الس ف‬
‫الدماغ‪ ،‬مثل بقية اللوسات الفيزيولوجية‪.‬‬
‫ل يكون هاذان القسمان منفصلي عن بعضهما‪ ،‬بل متزجي‪ ،‬إل فيما ندر‪ ،‬وف حالت كثية يكن التمييز‬
‫بينهما‪.‬‬
‫وإن تسميتهم لا الناظر اللية‪ ،‬أو الكشف‪ ،‬أو نور اليقي وعي اليقي وحق اليقي‪ ،‬أو غيها ما مر ف هذا‬
‫الكتاب وما ل ير‪ ،‬ما هي إل جهل مغرور‪ ،‬وافتراءات على ال الكذب‪ ،‬وضللت موغلة ف الرأة عليه سبحانه‬
‫وجل عما يفترون‪ .‬والباهي ما سبق وما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن ال سبحانه كرم النسان ((وََلقَدْ َك ّرمْنَا َبنِي آ َدمَ)) [السراء‪ ]70:‬عندما خلق فيه مراكز الوعي‪ ،‬ووهبه‬
‫با العقل وتوابعه‪ ،‬كالدراك والفهم والعلم‪ ،‬ومنها التكاليف‪.‬‬
‫فال سبحانه‪ ،‬عندما ياطب النسان‪ ،‬فإنا ياطب فيه العقل والوعي والشعور‪ ،‬وعندما أرسل الرسل بالدين‬
‫والتكاليف‪ ،‬فإنا أرسلهم ياطبون العقل والوعي والشعور‪ .‬واليات البينة الدالة على ذلك كثية‪ ،‬منها‪(( :‬إِنّ فِي‬
‫ذَِلكَ لَآيَاتٍ لُِأوْلِي الّنهَى)) [طه‪.]54:‬‬
‫((إِنّ فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ ِل َق ْومٍ َي ْعقِلُونَ)) [الرعد‪.]4:‬‬
‫((كَذَِلكَ ُن َفصّلُ اليَاتِ ِل َق ْومٍ َيعْقِلُونَ)) [الروم‪.]28:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪474‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫((إِنّ فِي ذَِلكَ َلعِْب َرةً لُِأ ْولِي ا َلْبصَارِ)) [آل عمران‪.]13:‬‬
‫((فَاعَْتِبرُوا يَا أُولِي الَْبصَارِ)) [الشر‪.]2:‬‬
‫((وَمَا يَذّ ّكرُ ِإلّا ُأوْلُوا الَلْبَابِ)) [آل عمران‪.]7:‬‬
‫((لِيَدّّبرُوا آيَاِت ِه وَلَِيتَذَ ّكرَ ُأ ْولُوا ا َللْبَابِ)) [ص‪.]29:‬‬
‫ض وَاخْتِلفِ اللّيْ ِل وَالّنهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الَْلبَابِ‪ .‬الّذِي َن يَذْ ُكرُونَ الّلهَ قِيَامًا‬
‫ت وَا َل ْر ِ‬
‫((إِنّ فِي َخلْقِ السّ َموَا ِ‬
‫وَُقعُودًا َوعَلَى ُجنُوِبهِ ْم وَيََتفَ ّكرُونَ فِي خَلْ ِق السّ َموَاتِ وَا َل ْرضِِ)) [آل عمران‪.]191 ،190:‬‬
‫((كَذَِلكَ ُن َفصّلُ اليَاتِ ِل َق ْومٍ يََتفَ ّكرُونَ)) [يونس‪.]24:‬‬
‫((إِنّ فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ ِل َق ْومٍ يََتفَ ّكرُونَ)) [الرعد‪.]3:‬‬
‫جعََلهَا لَكُمْ تَذْ ِك َر ًة وََتعَِيهَا ُأذُ ٌن وَاعَِيةٌ)) [الاقة‪.]12:‬‬
‫((لِنَ ْ‬
‫((وَتِ ْلكَ حُدُودُ الّلهِ يَُبيُّنهَا ِل َق ْومٍ َيعْلَمُونَ)) [البقرة‪.]230:‬‬
‫((كَذَِلكَ ُن َفصّلُ اليَاتِ ِل َق ْومٍ َيعْلَمُونَ)) [العراف‪.]32:‬‬
‫صرُونَ)) [السجدة‪.]27:‬‬
‫سهُمْ َأفَل يُْب ِ‬
‫ج ِبهِ َز ْرعًا تَأْ ُك ُل مِْنهُ َأْنعَامُهُ ْم وَأَنفُ ُ‬
‫خرِ ُ‬
‫((فَنُ ْ‬
‫((إِنّ فِي ذَِلكَ لَآيَاتٍ ِل َق ْومٍ يَسْ َمعُونَ)) [الروم‪.]23:‬‬
‫((فَتَكُونَ َلهُ ْم قُلُوبٌ َي ْعقِلُونَ ِبهَا َأ ْو آذَانٌ يَسْ َمعُونَ ِبهَا)) [الج‪.]46:‬‬
‫صرّفُ اليَاتِ َلعَّلهُمْ َي ْف َقهُونَ)) [النعام‪.]65:‬‬
‫((انْ ُظرْ َكيْفَ ُن َ‬
‫((قَدْ َفصّ ْلنَا اليَاتِ ِل َقوْمٍ َي ْف َقهُونَ)) [النعام‪.]98:‬‬
‫((قَدْ َفصّ ْلنَا اليَاتِ ِل َقوْمٍ يَذّ ّكرُونَ)) [النعام‪.]126:‬‬
‫((إِنّ فِي ذَِلكَ لَآَيةً ِل َق ْومٍ َيذّ ّكرُونَ)) [النحل‪]13:‬‬
‫واليات كثية‪ ،‬كلها تبي أن الوعي ف النسان هو الذي أعده ال تعال لتلقي كلماته‪ ،‬وهو الذي أعده لفهم‬
‫القائق وإدراكها‪ ،‬وخاطبه بالوحي‪ ،‬ليكون الوحي الرتكز الساسي الذي ينطلق منه العقل الواعي ف جيع ميادينه‪.‬‬
‫وعندما يكون الطاب اللي موجها إل الوعي والشعور‪ ،‬فهذا يعن أن الطريق إل رضوان ال ل يكن أن‬
‫تكون إل عن طريق الوعي والشعور التامي‪.‬‬
‫أما الشيطان‪ ،‬فاللشعور ف النسان هو ميدانه الذي يصول فيه ويول‪ ،‬واليات الدالة على ذلك كثية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫جنّةِ‬
‫((قُلْ َأعُوذُ ِب َربّ النّاسِ)) [الناس‪(( ]1:‬مِنْ َشرّ اْلوَ ْسوَاسِ الْخَنّاسِ‪ .‬الّذِي ُي َو ْس ِوسُ فِي صُدُورِ النّاسِ‪ .‬مِنَ الْ ِ‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪475‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫وَالنّاسِ)) [الناس‪.]6 ،4:‬‬
‫((َفوَ ْس َوسَ َلهُمَا الشّيْطَانُ لُِيبْ ِديَ َلهُمَا مَا وُو ِريَ عَْنهُمَا مِنْ َسوْآِتهِمَا)) [العراف‪.]20:‬‬
‫((إِنّ الّذِينَ ارَْتدّوا عَلَى َأ ْدبَا ِرهِمْ مِ ْن َبعْدِ مَا َتبَيّ َن َلهُمُ اْلهُدَى الشّيْطَا ُن َسوّلَ َلهُمْ)) [ممد‪.]25:‬‬
‫((وَإِنّ الشّيَا ِطيَ لَيُوحُونَ إِلَى َأ ْولِيَاِئهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ)) [النعام‪.]121:‬‬
‫ك مِنْ هَ َمزَاتِ الشّيَا ِطيِ)) [الؤمنون‪...]97:‬‬
‫((وَقُ ْل َربّ َأعُوذُ ِب َ‬
‫وعلى ذلك ل تكون الذبة فتحا إليا‪ ،‬بل استحواذا شيطانيا‪ ،‬ول تكون هلوساتا نور اليقي ول عي اليقي‬
‫ول حق اليقي‪ ،‬وإنا وحي إبليس وجنوده‪ ،‬ول تكون مناظرها إل مسارح الشياطي وهلوسات الشاشي‪.‬‬
‫‪ -2‬مر ف بث سابق اليات الت تبي أن طريق الضلل ل تقود إل إل ضلل‪ ،‬وأن سبيل الشيطان ل تؤدي‬
‫إل إل غرور ((وَمَا َيعِ ُدهُ ُم الشّيْطَانُ إِلّا ُغرُورًا)) [النساء‪.]120:‬‬
‫ورأينا ما هي الطريق إل رؤية هذه الناظر وتلك الكشوف‪ ،‬إذن فهي كلها باطلة‪ ،‬وهي كلها شيطانية‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كانت هلوسات جذبة الشراق كشوفا إلية‪ ،‬فهلوسات جذبة الخدرات مثلها تاما‪ ،‬لن الذبتي‬
‫شيء واحد‪ ،‬وكل ما بينهما من فرق أن الخدر ف جذبة التحشيش يأت من خارج السم بينما يأت الخدر ف جذبة‬
‫الشراق من داخل السم‪ ،‬والنتيجة واحدة ف الالتي!‬
‫وإذا كانوا يصرون على أن هلوساتم هي فتوحات إلية وعلوم لدنية! فلِمَ ل يتصرون الطريق ويوفرون الوقت‬
‫والهد؟ إذ بدراهم معدودة يستطيعون شراء شيء من الشيش أو الفيون أو عقار التهليس أو اليتي أو غيها‪،‬‬
‫وبثوا ٍن معدودة تشرق عليهم النوار‪ ،‬وتنكشف أمامهم السرار‪ ،‬ويعرجون ف السماوات العل ويتمتعون بالحاضرة‬
‫والكاشفة والشاهدة‪ ،‬ويذوقون معان الساء كلها‪ ،‬ويتنقلون ف الفناءات‪ ..‬إل آخر اللوسات!!‬
‫ما دام كل الطريقي إل جهنم‪ ،‬فلم ل يتبعون القل مشقة؟؟!‬
‫‪ -‬بالرغم من أن كل الصفحات السابقة هي براهي ساطعة واضحة على أن رؤاهم هي هلوسات شيطانية‪،‬‬
‫وأن فيها الكفاية وأكثر من الكفاية‪ .‬ومع ذلك فهناك الكثي من الدلة غيها من كشوفهم وعلومهم اللدنية‬
‫ومشاهداتم‪...‬فإل كشوفهم وعلومهم اللدنية ومشاهداتم‪:‬‬
‫ولنبدأ ببل قاف‪ .‬ولنستعد قبل ذلك بعض خواص الذبة‪:‬‬
‫‪ -‬تضخم الطوال (الفون تطول إل ما ل ناية‪ ،‬والطراف تطول والسافات حت يرى المتار طول ما بي‬
‫الشرق إل الغرب)‪.‬‬
‫‪ -‬رؤية أشكال وسع أصوات ليس لا وجود‪ ..‬وأحيانا رؤيتها بجرد تنيها أو مرورها بالفكر‪..‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪476‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -‬رؤية البل أفعى والكلب أسدا‪...‬وما شابها‪.‬‬
‫ول بأس من الرجوع إل أول هذا الفصل لراجعة الخدرات ومفعولا‪.‬‬

‫* جبل قاف‪-:‬‬
‫كان كثي من القطاب العارفي البدال يرونه (أثناء الذبة طبعا)‪ ،‬ويصعدون عليه‪ ،‬ويذهبون إل ما وراءه‪،‬‬
‫ويرونه ميطا بالرض‪ ،‬يبلغ ارتفاعه ثلثائة سنة (أي‪ :‬ما يزيد عن بعد القمر بأكثر من تسع مرات) ويرى بعضهم‬
‫الية الحيطة به (وبالتال بالرض) وذيلها عند رأسها‪...‬‬
‫كانوا يرون هذه المور بالكشف! بينما الن‪ ،‬صار من البدهيات عند الميع‪ ،‬حت الصوفية‪ ،‬أن الرض‬
‫كروية‪ ،‬وقد دُرس سطحها كله إل أعماق مترمة دراسة دقيقة! فقد دُرس سطح اليابسة بدقة بالغة‪ ،‬جبالً ووديانا‬
‫وسهو ًل وصحاري وبيات وأنارا‪ ،‬ودرست تربتها إل أعماق تقاس بالكيلو مترات بدقة أيضا‪ .‬ودرست طبقات‬
‫الرض دراسة إجالية‪ ،‬لكنها صحيحة‪ ،‬إل أعماق تقاس بألوف الكيلو مترات‪ ،‬كما درست البحار كلها سطحا‬
‫وأمواجا ومدا وجزرا‪ ،‬وعرفت أعماقها بدقة‪ ،‬ووضع لقيعانا الرائط الصحيحة‪ ،‬ووضعت الساء لا فيها من جبال‬
‫ووديان ومنبسطات‪ ،‬أي‪ :‬إن سطح الرض كله درس دراسة دقيقة إن ل يكن بالتر الربع فبالكيلو متر الربع‪.‬‬
‫ويعرف الميع أن جبل قاف مض خرافة ل وجود له‪ ،‬وأن البعاد الت قدروها له وللرض‪ ،‬ل تدل إل على‬
‫جهل كامل بغرافية الرض‪ ،‬وجهل مز بساب السافات‪ ،‬فكشوفهم ل تفدهم شيئا‪ ،‬بل هي الت دفعتهم إل وهدة‬
‫الهل الذي يتخبطون فيه‪.‬‬
‫وما دام جبل قاف ل وجود له! فماذا كانوا يرون إذن؟‬
‫الواقع‪ ،‬إنم كانوا يرون بالكشف جبل قاف‪ ،‬والذين كانوا يرونه هم من القطاب البدال الولياء العارفي!‬
‫ورؤيتهم له بالكشف هي برهان ساطع قاطع جديد على صحة كل ما ورد ف الفصول السابقة من أن الذبة ليست‬
‫إلية وإنا تشيشية‪ ،‬وأن كشوفهم ما هي إل هلوسات الشاشي وتثيليات الشياطي!‬
‫رأينا أن اللوة عنصر أساسي ف الجاهدة‪ ،‬وقد كانوا كلهم ‪-‬أو أكثرهم‪ -‬يعتزلون الناس ف الباري أحيانا‬
‫وف الرائب أحيانا‪ ،‬خوفا من سيف اللج‪.‬‬
‫والرائب‪ ،‬كما هو معروف‪ ،‬هي بيوت خربة هدمت جدرانا‪ ،‬لكن بعضها‪ ،‬كما هو معروف أيضا‪ ،‬يبقى‬
‫حولا شيء من جدرانا الهدومة‪ ،‬بارتفاعات متلفة (قامة أو نصف قامة أو أكثر أو أقل)‪.‬‬
‫من البدهي‪ ،‬أن الرتاض الذي كان يرتاد الرابات‪ ،‬كان ينتقي إحدى تلك الغرف الربة الحاطة ببقايا‬
‫جدرانا‪ ،‬لن هذه البقايا تعزله عن رؤية الناس‪.‬‬
‫ومن البدهي أنه كان يسوي أرضها‪ ،‬أو جزءا من أرضها‪ ،‬إل حد يستطيع معه القامة عليه أثناء خلوته فيها‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪477‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ومن البدهي أيضا أن كثيا منهم ‪-‬إن ل يكن كلهم‪ -‬وصلوا إل الذبة أثناء إقامتهم ف تلك الرائب‪ ،‬وأن‬
‫بعض تلك الذبات كان من النوع الضخم للبعاد‪ ،‬فماذا كان يرى الجذوب ف مثل تلك الالة؟‬
‫‪ -‬كان يرى البقعة الت يقيم عليها أرضا شاسعة واسعة‪ ،‬يقدر بوهم جذبته‪ ،‬أو بإيهام شيطانه له‪ ،‬أن طولا من‬
‫الشرق إل الغرب مئات السني‪ ،‬ومن الشمال إل النوب كذلك‪.‬‬
‫ويرى بقايا الدران الت تيط با‪ ،‬جبلً شاهقا ذاهبا ف السماء‪ ،‬ييط بالرض من جيع جهاتا‪.‬‬
‫وطبعا كانوا يقصون مشاهداتم على بعضهم‪ ،‬وكانت قصة البل الشاهق الحيط بالرض تتردد كثيا ف‬
‫مشاهداتم وقصصهم‪ ،‬لكثرة خلواتم ف الرائب‪.‬‬
‫وربا كان يطر لحدهم‪ ،‬على بال جذبته‪ ،‬أن يصعد فوق جبل قاف‪ ،‬فينهض‪ ،‬ويقترب من الدار التهدم‪،‬‬
‫ويعتلي فوقه‪ ،‬فيى نفسه قد قطع الدنيا بطوة أو خطوتي أو ثلث‪ ،‬ويرى نفسه قد صعد فوق جبل قاف‪ ،‬بطوة أو‬
‫خطوتي أو ثلث‪ ،‬حسب الكان الذي صعد عليه‪.‬‬
‫وقد يهبط خلف الدار التهدم فيى نفسه وراء جبل قاف‪ ،‬وقد يتراءى له شيطانه‪ ،‬وقد يكون معه رفقة‬
‫شياطي آخرون‪ ،‬فيتسلون بالتلعب بعقله والضحك على ذقنه‪ ،‬ويفهمونه أنم أولياء مثله يقيمون وراء جبل قاف‪ ،‬أو‬
‫يزورونه من حي إل آخر‪ ،‬كما قد يكون هؤلء الولياء مرتاضي مثله يتلون ف الرائب الجاورة لرابته‪ ،‬وقد‬
‫يكونون مرد صور هلوسية‪.‬‬
‫وقد يدث لذبة الفقي (على وزن حضرة الفقي) أن يرى خلف جبل قاف حية‪ ،‬أو حبلً يتوهه حية‪ ،‬فياها‬
‫طويلة طول ما بي الشرق والغرب‪ ،‬وقد تكون هذه الية وسوسة من شيطانه ينفثها ف روع جذبته فياها مسمة‬
‫أمامه‪.‬‬
‫وبا أنم كانوا‪ ،‬لهلهم‪ ،‬والاهل عدو نفسه‪ ،‬وعدو دينه‪ ،‬يؤمنون أن كشوفهم هي نور اليقي وعي اليقي‬
‫وحق اليقي‪ ،‬لذلك آمنوا أن الرض ماطة من جيع جهاتا ببل شاهق جدا! وعرف بعضهم بالكشف أن اسه قاف‪،‬‬
‫وانتشرت السطورة‪ ،‬وأخذت حيزا هاما من الثقافة العامة ف الجتمعات السلمية حت زمن قريب! بل ل يزال كثي‬
‫من البدال العارفي وعابديهم (الريدون) والخدوعي بم يؤمنون حت الن ببل قاف‪.‬‬
‫وقد كانت الرابات ضرورية لرؤية جبل قاف قبل أن يعرف‪ ،‬أما بعد ما شاع اسه واشتهر واحتل مكانه من‬
‫الثقافة العامة‪ ،‬فقد صار بإمكان الفقي أن يراه ف أي مكان تأتيه فيه الذبة‪ ،‬كما يرى بقية التخيلت والصور الختزنة‬
‫ف اللشعور‪( ،‬وسنرى توضيح هذا بعد صفحات)‪.‬‬
‫إن رؤية جبل قاف وغيه من الرافات‪ ،‬بالكشف‪ ،‬هي برهان واضح جدا وساطع جدا على أن كشوفهم‬
‫هلوسات تشيشية شيطانية‪ ،‬وليست فتوحات إلية كما يفترون‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪478‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -5‬بقية كشوفهم الاهلة‪:‬‬
‫رأينا‪ ،‬فيما سبق من فصول‪ ،‬ناذج كثية من كشوفهم الت سوها علوما لدنية‪ ،‬وما فيها من جهل‪ ،‬ول بأس‬
‫من إضافة اللحوظات التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬من كشوف القطاب الغواث العارفي أن الرض ممولة على حوت اسه (نون)‪ ،‬والوت على الاء‬
‫الحيط‪ ..‬إل آخر الذيان‪ ،‬ول يستطع واحد من أولئك العارفي الذين عرفوا المور بنور اليقي ‪-‬كما يقول‬
‫حجتهم‪ -‬أن يعرف أن ذلك هراء‪ ،‬وأن الرض كروية مدحوة ف الفضاء(‪ )1‬وأنا تدور حول الشمس‪ ،‬وأن ماءها‬
‫خرج منها ((أَ ْخرَجَ ِمْنهَا مَا َءهَا َو َم ْرعَاهَا)) [النازعات‪ ،]31:‬وهذا يعن أن الاء ممول عليها‪ ،‬وليست هي ممولة‬
‫عليه‪ ،‬وهذا دليل على أن كشوفهم ليست إلية‪ ،‬بل هي هذيانات هلوسية؛ لنا ل تستطع معرفة القيقة ول فهم الية‬
‫الكرية‪.‬‬
‫ب‪ -‬رأى قطب منهم الشمس ف عجلة يرها ملكان لما مالب‪ ...‬وهذا يذكرنا باليوان السطوري الذي‬
‫ير عجلة ملكية والذي رآه حشاش فطر الكسيك‪ ،‬ول يستطع الكشف الاهل ول كل كشوفهم أن تعرفهم أن‬
‫الشمس كتلة ملتهبة مضطربة تكاد تيز من الغيظ أكب من الرض بليون وثلثائة ألف مرة‪ ،‬وأنا ليست ممولة على‬
‫عجلة بل مدحوة ف الفضاء‪.‬‬
‫إذن فكشفهم ليس إليا وإنا هو هلوسة هذيانية‪.‬‬
‫ج‪ -‬ل يعرف أي قطب منهم أو غوث من الذين يتصرفون ف الكون أن القمر مثل الرض فيه صخور وأتربة‪،‬‬
‫وأنه كروي خال من الواء والاء! ول يعرف عارف منهم أن الريخ والزهرة والكاتب(‪ )2‬وغيها كلها مثل الرض‬
‫تتألف من صخور وأتربة وفيها أجواء غازية وف بعضها ماء‪ ...‬لن كشفهم ليس إليا بل هلوسات تشيشية‪.‬‬
‫د‪ -‬ل يستطع أي غوث منهم من الذين يتصرفون ف الكون أو من الذين تققوا بأساء ال السن‪ ،‬ومنها‬
‫السم (العليم) ومنها (علم الغيوب)‪ ،‬أن يعلموا شيئا عن الذرات والواهر والنوى وكهاربا وحركاتا‪...‬لن‬
‫كشفهم ليس إليا بل هلوسة أفيونية يرون فيها ما كانوا يتوهونه عن الكون من خرافات وأساطي‪.‬‬
‫‪ -6‬ل يستطع كشفهم الاهل أن ييز الديث الوضوع من الصحيح‪ ،‬حت كانوا وراء تزوير الحاديث‬
‫ووضع أكثر الوضوع منها والكذوب‪ ،‬فكانوا من الدوات الت هدمت السلم ف نفوس السلمي‪ ،‬إذن فكشفهم‬
‫ليس إليا وعلومهم اللدنية هي جهالت لدنية‪.‬‬
‫ول نريد أن نزيد‪ ،‬فما على القارئ الكري إل الرجوع إل فصل (ناذج من حكايات الصوفية وكراماتم‪،)...‬‬
‫أو إل كتبهم‪ ،‬ليى ما يكشف عن الهل والغباء والرافة والستحواذ الشيطان‪ ،‬فحكاياتم وكراماتم أبلغ من أي‬

‫‪ )(1‬مدحوة‪ :‬أي مقذوفة ومدحرجة‪.‬‬


‫‪ )(2‬الكاتب هو‪ :‬عطارد‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪479‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫حديث آخر‪.‬‬
‫‪ -‬ونذكر أن العروج ف السماء‪ ،‬والفناء ف ال (تعال ال) وتوابعها‪ ،‬ل يستطيع شياطي الن تثيلها أمام‬
‫السالك‪ ،‬أو العارف‪ ،‬أثناء اليقظة؛ لن أجسامهم أصغر من أن تستطيع التمثل بتلك الشياء الضخمة جدا‪.‬‬
‫لذلك كانوا باجة إل الذبة وخواصها‪ ،‬وأحيانا إل الاصة الضخمة لصغائر الشياء تضخيما كبيا!‬
‫ليستطيعوا أن يوهوا الفقي بتلك المور ث يوهوه أنه صار (عارفا بال) بينما هو ف القيقة‪ ،‬صار من أجهل خلق ال‬
‫وأضلهم‪ ،‬وصارت نفسه مركبا ومسرحا وملهاةً للشياطي يعبثون فيها كما يريدون!‬

‫* فيزيولوجية الذبة‪:‬‬
‫ما هي الذبة؟ وكيف تدث؟‬
‫‪ -‬من العروف أن العمل العضلي الجهد يسبب إفراز مادة (حامض اللب) ف الدم الذي يوصله إل أناء‬
‫السم‪ ،‬وبلمسته للنسجة العصبية يؤثر فيها تأثيا تترجه الملة العصبية إل شعور بالتعب‪.‬‬
‫وشبيه بذا ما يدث نتيجة الجاهدة الصوفية‪.‬‬
‫لنسأل أي عال صادق من علماء التشريح والفيزيولوجيا‪ ،‬وسيخبنا أن العزلة والسهر والوع والذكر الرهاقي‬
‫وتوابعها واستمرارها مدة طويلة تدث ف السم النسان تريضا يعله يفرز مادة تؤثر على الملة العصبية تأثيات‬
‫هدفها الول التلطيف من شدة الل الناتج عن تلك المارسات‪.‬‬
‫فما هي هذه الادة؟ وما هو تأثيها؟‬
‫يكن معرفة هذه الادة بالتحاليل الخبية الدقيقة‪( ،‬وقد تفيد معها الفحوص الشعاعية والسريرية على أن تري‬
‫على عدة سالكي ف أكثر من حالة صحو وأكثر من حالة جذبة لكل واحد منهم‪ .‬وقد يكون من الفيد بدء‬
‫الفحوص مع بدء سيهم ف التصوف)‪.‬‬
‫ومع ذلك نستطيع‪ ،‬بصورة أولية‪ ،‬معرفة الوظيفة الكيميائية لذه الادة من تأثيها؟‬
‫إذ إن تأثيها يشبه تاما تأثي الواد الخدرة‪ ،‬إذن فهي من نوعها‪ ،‬وهي بالتال من أشباه القلويات‪.‬‬
‫لكن يظهر من تارب القوم وتوصيات الشيوخ أن هذه الادة الفرزة‪ ،‬ل تؤثر على العصاب التأثي الطلوب‬
‫إل عندما تكون الملة العصبية ف حالة (الستخدار)‪ ،‬ورأينا أن الوصول إل هذه الالة يكون بلع النعلي‪ ،‬الدنيا‬
‫والخرة‪ ،‬أي‪ :‬بإفراغ مراكز الوعي ف الملة العصبية من جيع مشاغلها الدنيوية والخروية! إفراغا كاملً‪ ،‬حت‬
‫تصاب هذه الراكز‪( ،‬بسبب تعطيلها عن العمل)‪ ،‬بالكسل والضمور والسترخاء‪ ،‬أي‪( :‬الستخدار)‪ ،‬حيث تغدو‬
‫قابلة للتأثر بكمية من الخدر أقل من الكمية الت يكن أن تتأثر با ف الالة العادية‪.‬‬
‫وهكذا يلتقي البوط الكاف ف نشاط القشرة الدماغية ومقاومتها مع الزيادة الكافية ف دفقة الخدر‪ ،‬فتكون‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪480‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الذبة الورفينية الت يسمونا بغرورهم‪ :‬الفتوح‪ ،‬أو كشف الجب‪ ،‬أو الشراق‪ ،‬أو الولية‪ ،‬وغيها‪ ...‬وما هي ف‬
‫حقيقتها إل (أَ ْفيََنةٌ ذاتية)(‪ )1‬تشبه الفينة الت يسببها الفيون والورفي والشيش وعقار اللوسة وفطر الكسيك وغيها‬
‫شبها كاملً‪ ،‬مظهرا ومبا ومشاهدات وهلوسة وحالة نفسية‪.‬‬
‫ولو أُخضع الذين يتعاطون هذه الهلسات إل إياءات الشيخ والو الصوف مدة كافية من الزمن‪ ،‬لصارت‬
‫هلوساتم مثل هلوسات الصوفية تاما‪ :‬عروجا إل السماء‪ ،‬واجتماعا باللئكة والنبياء‪ ،‬ووصولً إل العرش‪،‬‬
‫وحضورا مع ال (جل وعل)‪ ،‬وفناءً فيه حلولً أو اتادا أو وحدةً‪ ،‬حسب الياءات الت يُحقنون با‪.‬‬
‫وف هلوسات الصوفية الت يسمونا الكشف والفتح والعلم اللدن‪ ،‬والت يرونا أثناء الذبة‪ ،‬براهي تُضاف إل‬
‫ما سبق‪ ،‬على أن جذبة الشراق هي نفس جذبة التحشيش والفينة؛ لن مشاهداتم ف هذه نفس مشاهداتم ف‬
‫تلك‪ ،‬والفرق بينهما ناتج عن الفرق بي المان والعلومات الختزنة؛ ولن الالة النفسية ف كلتيهما واحدة‪.‬‬
‫وتبز ملحوظة مفيدة؟ فقد رأينا ف فصل سابق أن هز الرأس على الطريقة النقشبندية قد يوصل إل الذبة بعد‬
‫إحدى وعشرين هزة‪ ،‬أو بعد تكرارها‪ ،‬ما يدل على أن الادة الهلسة الفرزة إنا تفرزها بعض أنسجة الدماغ أو بعض‬
‫الغدد القابعة ف ثناياه‪.‬‬
‫فهل المر كذلك؟‬
‫نعم إنه لكذلك! ففي الدماغ منطقة تُفرز مادة شبه قلوية لا مفعول الرفي‪ ،‬هذه النطقة (تت الهادية) واقعة‬
‫ف الزء السفل من الخ‪ ،‬تفرز مادة (النْدُورفي) أي‪( :‬الورفي الداخلي) وهي أقوى من الورفي العروف‪ ،‬وظيفة‬
‫هذه الادة هي تفيف اللم الشديدة الت يكن أن تكون قاتلة‪ ،‬تلطفها وتعلها ‪-‬بآلية معقدة‪ -‬ف الدود غي الميتة‪.‬‬
‫كما أن هناك مادة ثانية يفرزها الدماغ اسها (أنكيفالي)(‪ )2‬لا نفس التأثي الخفف لللم ونفس الفعول‬
‫الورفين‪ ،‬لكنها أضعف من الورفي‪.‬‬
‫نقرأ ف العجم الفرنسي (‪ )Larousse‬تعريفا لاتي الادتي‪ ،‬ترجته‪:‬‬
‫‪ -‬أندورفي(‪ :)Endorphine( )3‬هرمون تفرزه الغدة تت الهادية (‪ )Hypothalamus‬له خصائص‬
‫الورفي السكّنة‪.‬‬
‫‪ -‬أنكيفالي(‪ :)Enképhaline( )4‬مادة يفرزها الدماغ تؤثر ف نقل السيالة العصبية ولا مفاعيل الورفي‬
‫السكّنة‪.‬‬

‫‪ )(1‬أطلق عليها أحد الدباء الشباب اسم (التحشيش الروحان)‪.‬‬


‫‪ )(2‬ليس لدي من الراجع ما يعينن على معرفة النطقة الت تفرزها‪.‬‬
‫‪ )(3‬يوجد عدة أنواع لكل من النكيفالي والندورفي‪.‬‬
‫‪ )(4‬يوجد عدة أنواع لكل من النكيفالي والندورفي‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪481‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ونقرأ للدكتور أكرم الهاين(‪ )1‬ف كتابه (علم الدوية الفارماكولوجيا) قوله‪:‬‬
‫‪ -‬ماثلت الورفي‪ :‬أقر العلماء مؤخرا‪ ،‬إثر الدراسات الديثة لفسيولوجية الراكز العصبية‪ ،‬وجود ببتيدات‪...‬‬
‫تبدي قدرةً تاكي فعل الورفي ف عدد من النسج الية‪ ،‬ول سيما ف الملة العصبية والنخامي والنبوب الضمي‪،‬‬
‫وقد ت حت الن‪ ،‬الكشف عن مموعتي من هذه الببتيدات الداخلية النشأ الت عرفت باسم (ماثلت الورفي) أو‬
‫(الببتيدات نظية الفيون) وها‪:‬‬
‫‪ -1‬مموعة النكه فالي‪(...‬اكْتُشِفت سنة ‪1977‬م)‪.‬‬
‫‪ -2‬مموعة الندورفي(‪(...)2‬اكْتُشِفت سنة ‪.)1976‬‬
‫(ليس من موضوع كتابنا أن ننقل تارب الفارماكولوجيي ومناقشاتم ف موضوع هذه الببتيدات‪ ،‬وإنا نورد‬
‫منها ما يس موضوع بثنا)‪.‬‬
‫‪ -‬إن دفقة كافية من الندورفي‪ ،‬أو من النكيفالي‪ ،‬أو منهما متمعي توقع السالك ف الذبة الماثلة للجذبة‬
‫الت يسببها الورفي‪ ،‬حيث ينال السعادة البدية الت تستمر دقائق أو سويعات‪ ،‬يرتقي أثناءها ف العارج‪ ،‬وينتقل ف‬
‫الفناءات‪ ،‬ويتحقق بالساء والصفات ويذوق من معان اسه الصمد‪...‬‬
‫فلكما التقديس يا إندورفي ويا أنكفالي‪ ،‬يا هرمون الولية وإكسيي العرفة‪ ،‬يا سُرارت التوحيد وقرارت‬
‫التفريد‪.‬‬
‫يا إندورفي ويا أنكفالي‪ ،‬يا من بكما تعلقت هم الرجال‪ ،‬وإليكما تطاولت أعناق الحبي العاشقي البطال‪،‬‬
‫ومن أجلكما اقتحموا الهوال‪.‬‬
‫يا إندورفي ويا أنكفالي‪ ،‬إليكما حقيقة توجهت صلوات الصوفية ف الهر والسرار‪ ،‬وبكما حقيقة تعلقت‬
‫قلوبم والسرار‪ ،‬وف سبيلكما حقيقة واصلوا اجتهاد الليل بالنهار‪.‬‬
‫يا إندورفي ويا أنكيفالي‪ ،‬يا منتهى أمل السائرين‪ ،‬وغاية غايات السالكي‪ ،‬إليكما صبت قلوبم‪ ،‬ولكما عَنت‬
‫وجوههم‪ ،‬وبتجلياتكما الت ل توصف بلسان‪ ،‬ول تفصل ببيان‪ ،‬باعوا الدنيا والخرة‪ ،‬ورضوا بهنم مستقرا ومقاما‪.‬‬
‫يا نور يقينهم‪ ،‬وعي يقينهم‪ ،‬وحق يقينهم‪.‬‬
‫يا هرمون الفناءات‪ ،‬وإكسيي التجليات‪ ،‬يا ماني التحقق بالساء والصفات‪.‬‬
‫يا إندورفي ويا أنكيفالي‪ ،‬يا كاشفي الجب‪ ،‬يا مقدسي السرار‪ ،‬يا رافعي الغي عن العي‪.‬‬
‫يا سر الذبات الت أوهتهم شياطينهم من النس والن أنا ولية وقرب وتقق باللوهية‪.‬‬

‫‪ )(1‬أستاذ ف كلية الطب بامعة دمشق حت كتابة هذه الكلمات‪.‬‬


‫‪ )(2‬علم الدوية الاص‪( ،‬ص‪.)305 ،304:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪482‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* كيف يسبب الندورفي والنكفالي الذبة‪:‬‬
‫الل الشديد حافز يدفع الغدد الدماغية الختصة لفراز هاتي الادتي أو إحداها بشكل دفقات كافية لتخدير‬
‫الراكز العصبية‪ ،‬با ف ذلك القشرة الدماغية‪ ،‬تديرا خفيفا كافيا لبقاء الل ف حدود غي قاتلة‪.‬‬
‫كما يظهر من تارب القوم (الصوفية) أن الهتزازات العصبية العادية (غي الادة) إذا استمرت مدة كافية‬
‫(تتلف من شخص لخر تدفع هذه الغدد لفراز دفقات من هاتي الادتي أو من إحداها‪ ،‬وقد رأينا أن هز الرأس‬
‫بعنف على الطريقة النقشبندية قد يثي الدفقات‪.‬‬
‫والرياضة الشراقية عند المم الخرى (اللوة‪ ،‬والوع‪ ،‬والسهر‪ ،‬والصمت‪ ،‬وتركيز الفكر ف كلمة‪ ،‬وتركيز‬
‫النظر على نقطة‪ ،‬وأخذ بعض الوضاع غي الرية‪ ،‬والستمرار على ذلك مدة طويلة)‪ ،‬يقود ال نتيجتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إفراغ مراكز الوعي من أي شيء يشغلها على الطلق‪ ،‬فتتعطل القشرة الدماغية من وظائفها الطبيعية الت‬
‫طبعها ال سبحانه عليها‪ ،‬ومع الثابرة والستمرار تصاب بشيء من الكسل والرتاء‪ ،‬ومع الثابرة والستمرار أيضا‪،‬‬
‫يزداد الكسل والرتاء حت تصل إل درجة كافية للتأثر تأثيا كافيا بكمية الهلس (إندورفي أو أنكيفالي أو‬
‫كليهما)‪ ،‬الضئيلة الت تفرزها الغدد الختصة‪ ،‬كما أن تكرار الرقص العنيف‪ ،‬يساعد ف زيادة كسل القشرة الدماغية‬
‫واسترخائها‪ ،‬أو انكماشها‪.‬‬
‫إن عملية عدم التفكي الطلق وإفراغ الذهن من كل ما يشغله عملية صعبة للغاية‪ ،‬بل تكون متعذرة للكثي من‬
‫الشخاص‪ ،‬فأعانم إبليس بأن دلم على فائدة تركيز الفكر ف كلمة ما كائنة ما كانت هذه الكلمة‪ ،‬فالندوسي‪،‬‬
‫مثلً‪ ،‬يستعمل كلمة (أوم) أو (راهام)‪ ،‬والطاوي يستعمل كلمة (طاو)‪ ...‬وإذا أراد أحد متصوفة السلمي مارسة‬
‫رياضة الصمت (وهذا نادر جدا) ركز تفكيه ف شيخه‪.‬‬
‫ويستطيع القارئ أن يرب ذلك بنفسه‪ ،‬فيكز تفكيه ف كلمة ما‪ ،‬ولتكن (زيز)‪ ،‬يرددها ف ذهنه دون أن‬
‫يرك لسانه أو شفتيه أو أي جزء من فمه‪ ،‬مع النتباه إل هذا الترديد‪ ،‬وسيشعر أن ذهنه كان فارغا من أية فكرة أثناء‬
‫ترديدها‪.‬‬
‫‪ -2‬النتيجة الثانية‪ :‬هي الرهاق الؤل الستمر الذي يدفع الغدد الدماغية الختصة إل إفراز مزونا من الهلس‪،‬‬
‫واستمرار الل وتزايده يدفع هذه الغدد إل العمل التزايد وإل تزايد الفراز‪ ،‬حت تغدو الكمية الفرزة كافية للتأثي‬
‫على الراكز العصبية الت وصلت إل درجة كافية من الرتاء؟ فتكون الذبة الت يسمونا فيما يسمونا‪( :‬كشف‬
‫الجب‪ ،‬أو الفتح‪ ،‬أو الولية‪ ،‬إل آخر الساء الظالة)‪ ،‬مع العلم أن ازدياد الفراز عن الدود الحتملة يقتل صاحبه‪.‬‬
‫أما متصوفة السلمي‪:‬‬
‫فقد حذفوا من رياضتهم الصمت وتركيز الفكر والنظر وأخذ الوضاع الؤلة‪ ،‬واستبدلوها با سوه (الذكر)‪.‬‬
‫إن ترديد كلمة ما‪ ،‬يقود بعد مدة قد تطول وقد تقصر (حسب الشخاص) إل نفس النتيجتي السابقتي‪:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪483‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -1‬إفراغ الذهن من خواطره‪ ،‬والستمرار على هذا الفراغ بالذكر الرهاقي الستمر ليال وأياما يدفع القشرة‬
‫الدماغية إل الستخدار‪.‬‬
‫وكذلك الضوع الكامل للشيخ هو عامل مساعد وقوي للوصول إل الستخدار لنه يول دون تشغيل‬
‫الفكر‪ ،‬بل يشله‪.‬‬
‫‪ -2‬من العروف أن النسان إذا مارس حركة ما مدة طويلة‪ ،‬تغدو لديه عاد ًة يقوم با دون إرادة أو شعور‪.‬‬
‫وكذلك ترديد كلمة ما‪ ،‬ليلً ونارا‪ ،‬يغدو بعد مد ٍة عادةً‪ ،‬يرددها الرتاض دون إرادة أو شعور‪ ،‬ويزيدها‬
‫الترديد الرادي تكنا‪ ،‬حت إنه يكون نائما‪ ،‬فيستيقظ‪ ،‬أو يوقظه أحد‪ ،‬فيلهج با لسانه مباشرة دون وعي منه‪ ،‬بل قد‬
‫يصل إل ترديدها أثناء نومه‪.‬‬
‫ومثله العصاب الت تربط اللسان بالدماغ والت تسري فيها التموجات العصبية النطقية التناغمة مع الكلمة‬
‫الرددة ومقاطعها وحروفها‪ ،‬تعتاد على ترديد تلك النبضات مع اللسان دون وعي‪.‬‬
‫ومثلها الراكز الختصة ف الدماغ‪.‬‬
‫وبطبيعة الال‪ ،‬تنتقل هذه النبضات إل النسجة الحيطة بأعصاب اللسان وبراكزها ف الدماغ حيث تصبح‬
‫لا عادة مثل اللسان وأعصابه‪ .‬ومع الزمن يشعر الرتاض أن أعصابه كلها تردد تلك النبضات‪ ،‬وكلما زاد من ترديده‬
‫الرادي للكلمة كلما تكنت تلك العادة من دماغه وأعصابه‪.‬‬
‫ف صمت اللسان وهو يري‬ ‫ل للذكر‬
‫فلم يزل مستعم ً‬
‫بالسم يستثبته الَنان‬ ‫و َق ْدرَ ما توهر اللسان‬
‫ي الغِذا ف جلة الجساد‬
‫َجرْ َ‬ ‫ث جرى معناه ف الفؤاد‬
‫هذه الهتزازات (اليكرونية طبعا) الستمرة‪ ،‬تنتشر ف الدماغ حت تصل إل الغدد الختصة الت تأخذ بالهتزاز‬
‫مثل بقية الدماغ؛ واستمرار هذه النبضات يفضي إل إفراغ الخزون أو الهيأ من هرمونا‪.‬‬
‫واستمرار الهتزاز‪ ،‬باستمرار الذكر‪ ،‬يؤدي بعد مدة إل إصابة هذه الغدد باللل‪ ،‬فيزداد إفرازها ويسهل‬
‫قذفها‪ ،‬وقد تصاب بالتضخم‪ ،‬كما يؤدي هذا إل خلل ف التفكي السليم‪.‬‬
‫وهكذا‪ ...‬حت تغدو كمية الدفقة كافية لَ ْفيَنَ ِة الراكز العصبية الستخدرة‪ ،‬فتكون الذبة‪ ،‬ويغدو السالك وليا‬
‫ل بكمية من الندورفي والنكيفالي قد تقاس بأجزاء من الغرام!‬
‫فلكما التمجيد والنعمى يا إندورفي ويا أنكيفالي‪ ،‬ولكما توجههم السى يا إندورفي ويا أنكيفالي‪،‬‬
‫لوجهكما الرقص مع النقص وبدون نقص‪ ،‬يا مقدسي السرار ويا باعثي النوار‪.‬‬
‫ما كان لاثهم إل وراء سرابكما‪ ،‬ول هيامهم إل با ينيهم إبليس فيكما من اللد وملكٍ ل يبلى‪َ(( ،‬يعِ ُدهُمْ‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪484‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وَيُمَنّيهِ ْم َومَا َيعِ ُدهُمُ الشّيْطَانُ إِلّا ُغرُورًا)) [النساء‪.]120:‬‬
‫يا إندورفي ويا أنكيفالي‪ ،‬يا قدس أسرارهم‪ ،‬ويا جاذبيهم إل الوهام الشيطانية الت ضلوا با وأضلوا‪.‬‬
‫وعندما تصي زيادة الفراز وسهولة قذفه مقاما بعد أن كانت حالً‪ ،‬عندئذ يكون السالك قد وصل إل‬
‫الدرجات العل‪ ،‬ونال القرب والسعادة العظمى‪ ،‬وصار بدلً أو قطبا أو غوثا‪ ،‬حسبما توهه شياطينه من النس‬
‫والن‪.‬‬
‫فيا عباد الندورفي‪ ،‬احدوه واشكروه على ما أولكم من ِنعَمه‪ ،‬ول تنسوا النكيفالي‪.‬‬
‫إل جانب هاذين الرموني‪ ،‬يب أن نذكر عاملً مساعدا هو الكسجي‪ .‬ففي الضرة الراقصة‪ ،‬وبعد دقائق‬
‫قليلة من القفز‪ ،‬يأخذ الراقص باللهاث والتنفس العميق‪ ،‬وهذا ما يسمى (التهوية) حيث يدخل إل رئتيه كمية من‬
‫الواء‪ ،‬وبالتال من الكسجي‪ ،‬أكب من الكمية العادية‪.‬‬
‫عندما تستمر عملية التهوية مدة كافية‪ ،‬ترتفع نسبة الكسجي ف الدم‪ ،‬وللكسجي تأثي أفيون ضعيف‪،‬‬
‫وارتفاع نسبته ف الدم يصيب الراكز العصبية بأَ ْفيَنَةٍ خفيفة‪ ،‬يتلف الحساس با من شخص إل آخر‪.‬‬
‫لذلك نرى بعض الراقصي ف الضرة يأخذه الال‪ ،‬فيزعق ويثور‪ ،‬إن كان الوارد قبضيا‪ ،‬أو يشعر بشيء من‬
‫السرور والدر اللذيذ‪ ،‬إن كان الوارد بسطيا‪ ،‬وقد يقع على الرض‪ ،‬وقد يرى صورا ينقصها الوضوح أو بعضه‪،‬‬
‫وهذا يثي فيه الشهية الارفة للوصول إل الذبة ويدفعه إل الثابرة على الرياضة‪ ،‬مع العلم أن بعض الذين يأخذهم‬
‫الال كاذبون ل يسون بشيء‪ ،‬وإنا يتظاهرون بذلك طمعا ف أن يقق الال القال‪.‬‬
‫كما أن للتهوية دورا آخر‪ ،‬إذ إن ارتفاع نسبة الكسجي ف الدم يؤثر على الراكز العصبية ف جيع الالت‪،‬‬
‫ويعل فعاليتها تبط‪ ،‬ولو ل يشعر الراقص بذلك‪ ،‬وكلما زاد عدد الضرات كلما زاد البوط‪ ،‬وهذا يساعد السالك‬
‫كثيا على الوصول إل مقام الستخدار‪ ،‬لذلك جعلوا الضرة من النشطات وأصروا عليها‪.‬‬

‫* ترنيمة إل الندورفي (مع حفظ القام للنكيفالي)‪:‬‬


‫كنت مزقتُ شِعري‪ ،‬لكن البادئ أو الباده أو الطالع أو اللئح أو البارق أو اللمح‪( ،‬وكلها مترادفة تعن‬
‫بدايات الال)‪ .‬أو الاجم أو الوارد أو الال (وهذه أيضا مترادفة)‪ ،‬أو القام‪ ،‬أيها ل أدري‪ ،‬أجرى ف الاطر هذه‬
‫القيصية فسجلتها‪.‬‬
‫إل إشراقك السن‬ ‫أأندرفي والسعى‬
‫والتمجيد ف النجوى‬ ‫له التسبيح ف العل ِن‬
‫وفيه قطبهم يفن‬ ‫له أبدالم تعنو‬
‫ـولية مانح السن‬ ‫أأندرفي هرمون الـ‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪485‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ومنك سحائب النعمى‬ ‫إليك عروجُ سالكهم‬
‫قلب العارف الُظما‬ ‫طََبتْ ُسبُحات سرك ِس ّر‬
‫بمرة ذلك الجْلى‬ ‫وقرّح جفنه ولهٌ‬
‫ب يعبّ ل يروى‬
‫يع ّ‬ ‫يهيم بسُكر جذبتها‬
‫وعاف لجلها الخرى‬ ‫با قد باع دنياه‬
‫مُقابل ساعة تُجْلى‬ ‫رضي بهنمٍ سَكَنا‬
‫معي الدعة الكبى‬ ‫أأندرفي كنتَ لم‬
‫وملكٌ جل ل يبلى‬ ‫سرابُك عندهم خ ْلدٌ‬
‫يقدس ق ْدرَ ما تطغى‬ ‫وفيضك قدس سرهمُ‬
‫وأنت الغاية القصوى‬ ‫فأنت مط قبلتهم‬
‫وذكرهم وما يُتْلى‬ ‫إليك صلتم حقا‬
‫فضلوا‪ ،‬السعْي والسعى‬ ‫أضاعوا فيك رُش َدهُم‬
‫‪ -‬الترنيمة للندرفي لنن أظن أن له الدور الساسي ف الذبة‪.‬‬
‫وقبل النتقال إل الفصل التال‪ ،‬من الفيد ملحوظة ما يلي‪:‬‬
‫النطقة تت الهادية (‪ )Hypothalamus‬هي منطقة من الدماغ الوسط ف قاعدة الخ‪ ،‬حيث توجد عدة‬
‫مراكز منظمة لوظائف فيزيولوجية هامة‪( :‬الوع‪ ،‬والعطش‪ ،‬والنشاط النسي‪ ،‬والنوم‪ ،‬والستيقاظ‪ ،‬وتنظيم الرارة‬
‫ف السم)‪.‬‬
‫وبدهي أن هذه الراكز هي أول ما يتأثر بالندورفي‪ ،‬وبدهي أن هذا التأثر يغي كثيا أو قليلً من فعاليات‬
‫هذه الراكز‪ ،‬وهذا يفسر ما يدث لبعض الواصلي من بقاء مدة طويلة دون طعام أو شراب أو نوم‪ ،‬ومقدرة بعضهم‬
‫على تمل البد الشديد أو الر الشديد‪ ،‬وغي ذلك ما يظنونه كرامات دالة على وليتهم‪.‬‬

‫* فيزيولوجية الرؤى أثناء الذبة‪:‬‬


‫ما دامت مكاشفاتم ومشاهداتم وإشراقاتم باطلة كلها! لنا مدحوضة كلها بنصوص القرآن والسنة‪.‬‬
‫وما دامت دون أي رصيد ف واقع الياة والوجود!‬
‫وما دام كل ما يشاهدونه ويسمعونه ويكاشفونه هذيانات وهلوسات إندورفينية أنكيفالينية!‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪486‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ما دامت كذلك! إذن فما هي؟ وكيف تدث؟‬
‫‪ -1‬هناك التمثيليات الشيطانية‪ ،‬لكنها ف واقع المر ثانوية‪ ،‬وقد ل تقتضيها الاجة ف كثي من الحيان‪،‬‬
‫وأكثر ما تكون ف حالة الصحو‪ ،‬فيسمونا الكرامات‪ ،‬ومع ذلك فهي وسيلة الداع الول ف الصوفية‪.‬‬
‫‪ -2‬عملية الكشف والشاهدة تري ف الدماغ‪ ،‬ف مركز التفسي البصري‪ ،‬كالتال‪ :‬من العروف أن الصور‬
‫السية (البصرية والسمعية والشمية والذوقية واللمسية) عندما تتلقاها أعضاء الس (العي والذن والنف واللسان‬
‫واللد) تولا إل سيالة عصبية تنقلها العصاب الختصة (بشكل توجات قطعا) مباشرة وبسرعة‪ ،‬إل مراكز التفسي‬
‫السي ف الدماغ‪ ،‬فما كانت بصرية انتقلت إل مركز التفسي البصري‪ ،‬حيث يتم هناك الحساس بالرؤية‪ ،‬أي إن‬
‫مركز التفسي البصري ف الدماغ (تت القشرة) هو الذي يس بوجود الشياء وبأطوالا وأحجامها وأبعادها وألوانا‬
‫وحركاتا‪ ،‬أي هو الذي يفسرها بالصورة الت يعرفها كل من وهبه ال سبحانه نعمة البصر‪ .‬وما كان سعيا انتقل من‬
‫الذن إل مركز التفسي السمعي الذي يتم به الحساس بالصوت وارتفاعه وحدته وقربه وبعده‪...‬وهكذا‪.‬‬
‫فمراكز التفسي ف الدماغ هي الت تفسر السيالة أو (الوجات) الواردة إليها‪ ،‬ذلك التفسي الذي يعرفه كل‬
‫حي‪.‬‬
‫من مراكز التفسي السي تنتقل الصور مباشرة وبسرعة إل مازن الفظ ف الليا الدماغية التخصصة بذلك‬
‫والقابعة ف منطقة اللشعور ف الجزاء الداخلية من الدماغ‪.‬‬
‫وكذلك يدث للفكار والتخيلت والمان والطموحات‪ ،‬تُخزن كلها ف خليا مازن الفظ الخصصة لا‪.‬‬
‫ويلحظ بوضوح أن منطقة اللشعور ليست مرد مازن صامتة تكدس فيها الصور والفكار بمود‪ ،‬وإنا هي‬
‫عال حي تري فيه بنشاط عمليات تليل وتركيب وإنشاء‪ ،‬لكن يغلب على هذه العمليات التنسيق مع العواطف‬
‫والمان الختزنة والتخيلت‪.‬‬
‫ويقرر علماء التشريح والفيزيولوجيا‪ ،‬بناءً على دراستهم وتاربم الكثية‪ ،‬أن مراكز الوعي (التذكر والدراك‬
‫والحاكمة والضبط وتحيص المور) تقع ف القشرة الدماغية‪.‬‬
‫ويظهر أن خليا الراقبة والنتقاء تتوزع بي القشرة وتتد إل داخل الدماغ‪.‬‬
‫ومراكز التفسي السي (البصري والسمعي وبقيتها) تقع تت القشرة داخل الدماغ أيضا‪.‬‬
‫ومن ملحوظة أحلم اليقظة‪ ،‬والفكار الشاردة أثناء السترخاء‪ ،‬والحلم النامية‪ ،‬ومن دراسة أوصافهم‬
‫لحلم جذباتم الفيونية والشراقية‪ ،‬نستطيع أن نتخيل ما يلي‪:‬‬
‫أن هناك طرقا عصبية (حبال) بعضها صادر عن مراكز الوعي ف القشرة الدماغية (التذكر والدراك وبقيتها)‬
‫وبعضها صادر عن مراكز التفسي السي تت القشرة (البصرية والسمعية وبقيتها) وكلها تصب مباشرة ف مازن‬
‫الفظ ف مناطق اللشعور ف الدماغ‪ ،‬والت هي خليا عصبية تعد بالليارات وأن هناك قنوات مباشرة من مراكز‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪487‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫التفسي السي إل مراكز الوعي ف القشرة (الدراك والضبط وغيها)‪.‬‬
‫كما يلحظ؛ مع شيء من القبول‪ ،‬أن هناك طريقا‪ ،‬أو قناة عصبية (حبل) صادرة عن مازن الفظ ف‬
‫اللشعور‪ ،‬تصب‪ ،‬حسب مقتضى الال‪ ،‬ف مركز التذكر أو التخيل ف القشرة‪ ،‬ومن هناك تتوزع إل الراكز‬
‫الخرى ف القشرة الدماغية حسب مطلوب الفرد أو حالته‪.‬‬
‫ويلحظ أن الطريق الواصلة بي مراكز الوعي ف القشرة وبي مازن الفظ ف اللشعور هي‪ ،‬ف الالة العادية‪،‬‬
‫ذات اتاهي‪ :‬من القشرة إل مازن الفظ‪ ،‬ومن مازن الفظ إل القشرة (أي‪ :‬ذهاب وإياب)‪.‬‬
‫والطريق الواصلة بي مراكز التفسي السي تت القشرة وبي مازن الفظ هي‪ ،‬ف الالة العادية‪ ،‬ذات اتاه‬
‫واحد‪ :‬من مراكز التفسي السي إل مازن الفظ فقط‪ .‬كما أنه من اللحظ أيضا أن خروج الصور السية‬
‫والفكار من مازن الفظ ف اللشعور يكون بأحد أسلوبي‪.‬‬
‫أ‪ -‬أسلوب إرادي انتقائي‪ ،‬ل ترج فيه إل الصور الطلوبة‪ ،‬وهذا يدل على وجود خليا دماغية وظيفتها‬
‫الشراف على إفراز الصور والفكار الطلوبة وإخراجها إل مركز أو أكثر من الراكز الناسبة ف القشرة الدماغية‪،‬‬
‫أي‪ :‬إن هذه الليا الدماغية هي مراكز مراقبة أو (رقيب) ويظهر أن جزءا من هذه الليا أو (البال) الرقيبة واقع ف‬
‫منطقة اللشعور‪ ،‬فهو يعمل دون أن يشعر به الكائن الي‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسلوب ل إرادي‪ ،‬تتسرب فيه الصور والفكار عفويا (حسب الظاهر) وتري هذه العملية ف حالة‬
‫الشرود الذهن والسترخاء وف حالة النوم (الحلم) وف الذبة (الكشف)‪ ،‬عندما تكون مراكز الوعي والرقيب‬
‫فاقدة فعالياتا‪.‬‬
‫كما يلحظ أيضا وبوضوح‪ ،‬أن عمليات التحليل والتركيب الت تري ف مناطق الوعي تكون متناسقة مع‬
‫واقع الياة والوجود على قدر استيعابا لذا الواقع‪.‬‬
‫وأن عمليات التحليل والتركيب الت تري ف منطقة اللشعور تكون متناسقة مع العواطف والمان والخاوف‬
‫الكامنة‪ ،‬تأخذ موادها الولية منها ومن العلومات الختزنة‪ ،‬فتحللها وتركب منها صورا جديدة تتفق والمان‬
‫الختزنة والعواطف‪ ،‬ويلعب فيها الذكاء الفطري للفرد وسعة خياله دورا ملحوظا‪ ،‬لذلك‪ ،‬غالبا ما تقفز فوق الواقع‬
‫والعقول‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك حقائق تشريية وفيزيولوجية تساعد معرفتها على معرفة كيفية حدوث الرؤى الذبية‪ ،‬بل والنامية‬
‫أيضا‪:‬‬
‫‪ -‬يتألف البل العصب من خليا عصبية متصلة ببعضها‪ ،‬تنتقل السيالة العصبية فيها من خلية إل جارتا حت‬
‫تصل إل مراكز التفسي السي ف الدماغ‪ ،‬أو إل القشرة الدماغية‪.‬‬
‫‪ -‬اللية العصبية‪ ،‬ويسمونا (العصبون) أو (النورون) تعريبا من (‪ )neurone‬ل تستطيع النقسام‪ ،‬وينتهي‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪488‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫طرفاها بيوط دقيقة متشعبة‪ ،‬تتازها السيالة باتاه واحد(‪.)1‬‬
‫‪ -‬بالقرب من منتهيات العصبونات‪ ،‬بلمسة التلحات العصبية‪ ،‬توجد حبيبات(‪ )2‬تتوي على مكونات آمينية‬
‫يسمونا (المينات الوسيطة)‪.‬‬
‫‪ -‬ما بعد منطقة التلحم هذه يوجد تلحم آخر غن بويصلت كبية (نسبيا) كروية تتزن مادة ببتيدية (أي‪:‬‬
‫لا نفس مفعول الندورفي) يسمونا (الادة‪ .)P :‬وقد أثبتت الدراسات أن (الادة‪ )P :‬والنكيفالي والستقبلت‬
‫الورفينية تبدي نفس التوزع‪ .‬و(الادة‪ )P :‬هذه هي حوض نووية (كالمينات) لا دور هام ف تأمي نقل الشيفرات‬
‫اللية عب اللياف الناقلة للل‪.‬‬
‫‪ -‬تر السيالة العصبية الاملة لسّ ما من أول العصبون إل آخره‪ ،‬وهناك يتحرر عدد من المينات الوسيطة‬
‫من حبيبات ادخارها لتصطدم بنتهيات العصبون الجاور لتنقل إليه السيالة‪ ،‬أو لتحرض فيه سيالة ماثلة‪ ،‬أما (الادة‪:‬‬
‫‪ )P‬ففي نقل الل‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم أدوية الملة العصبية الركزية (الفيونيات ومعها الندورفي والنكيفالي) بتأثي منتشر‪ ،‬منبه أو مثبط‪،‬‬
‫لميع التلحات العصبية (أي‪ :‬مكان اتصال العصبوني التجاورين)‪...‬ويتم هذا التأثي بطريقة اصطفائية متلفة‬
‫الشدة‪ ،‬وذلك بتنشيط أو إبطاء استقلب المينات الوسيطة‪ ،‬أو بالتدخل ف وظائف هذه الواد (المينات‬
‫الوسيطة)‪...‬‬
‫‪ -‬وف القيقة أصبح من القبول اليوم أن السيالة العصبية عندما تبلغ ناية النورون العصب حذاء الركز‪ ،‬يتحرر‬
‫من هذه النهاية عدد من المينات الوسيطة وتنتشر لتنبه أو تثبط نورونا آخر(‪...)3‬اهـ‬
‫‪ -‬ألفتُ النظر إل قوله‪( :‬ويتم هذا التأثي بطريقة اصطفائية)‪.‬‬
‫ويقول ف مكان آخر‪:‬‬
‫إن آلية التأثي العام لذه الدوية (الخدرات العامة) الت تستند على وجود ولع اصطفائي متلف الشدة بينها‬
‫وبي الراكز العصبية النتشرة على طول الحور الدماغي النخاعي(‪...)4‬‬
‫ويقول‪ :‬إن اكتشاف بعض الركبات الكيمياوية‪ ،‬كعقار اللوسة (‪ )L S D‬والسكالي وغيها‪ ،‬وملحوظة‬
‫أن هذه الواد قد تسبب تبدلت عميقة ف التصرفات تصل لدرجة الهلس‪ ،‬كل هذا لفت انتباه الدوائيي الدد إل‬
‫إمكان وجود علقة بي اضطرابات السلوك والتصرف‪ ،‬وبي بعض الركبات الكيمائية الت تبدي ولعا اصطفائيا‬

‫‪ )(1‬عن العجم الفرنسي (‪.)Larousse‬‬


‫‪ )(2‬التعامل مع هذه البيبات يكون بالجهر اللكترون لصغرها‪.‬‬
‫‪ )(3‬علم الدوية الاص‪( ،‬ص‪ ،)4:‬مع شيء من التصرف‪( ،‬الادة‪( )P :‬ص‪.)309 ،308:‬‬
‫‪ )(4‬علم الدوية الاص‪( ،‬ص‪.)6:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪489‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫خاصا بالناطق الدماغية الاصة بوظائف الكيان النفسي‪ .‬وقد ارتقت نظرية التأثي الصطفائي إل أبعد من ذلك(‪...)1‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬هذه التقارير منقولة عن الدكتور أكرم الهاين ف كتابه علم الدوية الاص‪ ،‬مع قليل من التصرف للتخلص‬
‫من التعقيدات والتفصيلت الت ل تمنا ف بثنا‪.‬‬
‫يهمنا من هذه التقارير‪:‬‬
‫‪ -‬المينات الوسيطة الت تنتقل من ناية عصبون إل بداية جاره لتنبيهه بتحريض السيالة‪ ،‬أو تثبيطه‪.‬‬
‫‪ -‬دور الدوية الؤفينة (ومعها الندورفي والنكيفالي) بتنشيط المينات أو إبطائها (تثبيطها) أو تقويتها‪.‬‬
‫‪ -‬تأثي هذه العقارات الفيونية على أماكن مصطفاة من العصاب ومن الدماغ‪ ،‬وخاصة بالناطق الدماغية‬
‫الاصة بوظائف الكيان النفسي‪ ،‬وهو الوضوع الذي نن بصدده ف كتابنا‪.‬‬
‫‪ -‬وهذه الماكن والجزاء العصبية الت لديها القابلية للتأثر بذه العقارات الخدرة يسمونا (الستقبِلت)‪.‬‬
‫يقول الدكتور أكرم الهاين عن مموعة النكيفالي‪:‬‬
‫‪...‬تتثبت بشدة على الستقبلت الورفينية‪ ،‬وتتوزع ف السم بشكل يتماشى مع توزع هذه الستقبِلت(‪...)2‬‬
‫ويقول عن مموعة الندرفي‪:‬‬
‫‪...‬وأثبتت الدراسات التجريبية‪...‬عام ‪1976‬م‪ ،‬بأن لذه الببتيدات أيضا ولع شديد بالستقبِلت‬
‫الورفينية(‪...)3‬‬
‫‪ -‬من كل هذا‪ ،‬نرى أن الندورفي والنكيفالي اللذين يفرزها الدماغ لما نفس مفعول الورفي بصورة‬
‫دقيقة‪ ،‬وإن كان النكيفالي أضعف منه‪ ،‬والندرفي أقوى ف بعض الالت‪ .‬وهذه التقارير العلمية‪ ،‬مضاف إليها ما‬
‫رأيناه ف الفصول السابقة من تشابه كامل بي حالة الذبة الفيونية اللوسية ورؤاها وبي حالة الذبة الصوفية‬
‫ورؤاها‪ ،‬كل هذا يعل التأكد كاملً‪ ،‬ول يترك مكانا لي شك أو تساؤل أو تردد بأن الذبة الصوفية ورؤاها هي‬
‫تليس إندرفين أنكيفالين‪ ،‬وأن الرياضة الصوفية وعلى رأسها الذكر الرهاقي تعمل على زيادة الكمية الفرزة من‬
‫هاتي الادتي بشكل َمرَضي دائم‪ ،‬كما تعمل‪ ،‬بإرهاقها الدماغ مدة طويلة‪ ،‬على إضعافه إضعافا كافيا للتأثر بذه‬
‫الكمية الديدة من إحدى هاتي الادتي أو كلتيهما‪.‬‬
‫وبالتال تكون الصوفية‪ ،‬أو الشراق‪ ،‬أو العرفة‪ ،‬أو الكهانة‪ ،‬أو ما شئت غيها من الساء الت أطلقوها‪ ،‬تكون‬
‫خدعة إبليسية كبى‪ ،‬وهي السبب الساسي لنراف النسانية عن الفطرة الت فطرها ال سبحانه عليها‪.‬‬
‫‪ )(1‬علم الدوية الاص‪( ،‬ص‪.)7:‬‬
‫‪ )(2‬علم الدوية الاص‪( ،‬ص‪.)304:‬‬
‫‪ )(3‬علم الدوية الاص‪( ،‬ص‪.)305:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪490‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ولزيادة الفائدة وزيادة تأكيدها‪ ،‬نصان آخران‪.‬‬
‫يقول الدكتور أكرم الهاين‪:‬‬
‫‪...‬ويسن بنا التذكي‪ ،‬بأن زوال الل بفعل الورفي (ومثله الندورفي والنكيفالي طبعا) ل يؤلف سوى‬
‫وجه واحد من أوجه تأثياته التعددة‪ ،‬فطيف تأثيه يشمل أيضا‪ -‬بشكل أعم‪ -‬السلوك والتصرفات‪.‬‬
‫‪...‬ولوحظ أيضا وجود فرط نشاط إندورفين ف السائل الدماغي الشوكي لدى الصابي بالفصام (النون)‬
‫الترقي(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬يعرف القارئ الن أن الفصام الترقي هو مقام (جع المع)‪ ،‬وأن الصاب به هو الذي يسمونه‬
‫(الراد)‪ ،‬ولو أجريت الفحوص اللزمة لؤلء الولياء الحياء الذين نسمع بم‪ ،‬وخاصة عندما يكونون ف مقام‬
‫القرب‪ ،‬لوجد فرط النشاط الندورفين ف السائل الدماغي الشوكي عندهم‪.‬‬
‫ومن هنا يبز الترجيح‪ ،‬أن الندورفي هو صاحب الدور الساسي‪ ،‬أو الرئيسي ف الذبة‪.‬‬
‫‪ -‬والن نستطيع أن نتخيل كيفية حدوث الرؤى الكشفية والفيونية‪:‬‬
‫الظاهر أن مناطق اللشعور ف الدماغ تبقى ف نشاط مستمر ف جيع الالت‪ ،‬شأن أجهزة السم الل إرادية‪.‬‬
‫وواضح للمتأمل أن القناة العصبية الت ترج فيها الصور من مازنا ف خليا اللشعور إل مراكز الوعي ف‬
‫القشرة الدماغية‪ ،‬هذه القناة‪ ،‬أو القنوات‪ ،‬هي من مستقبِلت الورفي‪ ،‬ولذلك‪ ،‬عندما تغدو كمية الندورفي الفرزة‬
‫كافية‪ ،‬بتحريض الرياضة الصوفية‪ ،‬تتفاعل معها هذه الستقبِلت‪ ،‬فتتثبط المينات الوسيطة على طول البل العصب‬
‫الواصل بي الخازن والقشرة‪ ،‬وتغدو هذه الطريق مغلقة‪ ،‬ويظهر أن خليا الرقابة العليا يصيبها نفس الشيء‪ ،‬كما أن‬
‫مستقبِلت الفيون ف كل الملة العصبية يصيبها نفس الشيء‪ ،‬وهذه هي الذبة‪.‬‬
‫إن فقدان الجذوب الحساس با حوله جزئيا أوكليا (حسب كمية الهلس) هو دليل لزم كاف على أن‬
‫المينات الوسيطة قد ثبطت‪ ،‬فتوقفت السيالت الت تمل الحساسات من أعضاء الس (العي والذن‪ )...‬إل‬
‫القشرة الدماغية‪.‬‬
‫هذه هي الذبة‪ ،‬وهذه هي الولية (مرحبا ولية)‪.‬‬
‫ويظهر أن هذه الولية تصيب أيضا خليا الرقابة ف الدماغ‪ ،‬فتأخذ خليا الل شعور حريتها بتحليل الصور‬
‫والعلومات الختزنة‪ ،‬وغيها‪ ،‬لتركب منها صورا جديدة متناسقة مع عواطف الجذوب ورغباته‪ ،‬بل لعل العواطف‬
‫والرغبات هي الت ترك عملية التحليل والتركيب‪.‬‬
‫ترج هذه الصور الديدة‪ ،‬وغالبيتها بصرية‪ ،‬على غفلة من الرقيب الخدّر بشكل سيالت عصبية‪ ،‬لعلها‬

‫‪ )(1‬علم الدوية الاص‪( ،‬ص‪.)311 ،310:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪491‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫موجية (وهو النطقي)‪ ،‬ف الطريق العتاد الذي طبعت عليه‪ ،‬أي إل مراكز الوعي ف القشرة الدماغية‪ ،‬لكنها تد‬
‫منافذها مغلقة‪ ،‬وتد إل جانبها منفذا آخر‪ ،‬وهو الطريق ذات التاه الواحد الت ترج من مراكز التفسي السي‬
‫وتصب ف الخازن‪ ،‬وهي‪ ،‬بدهيا‪ ،‬تقع داخل الدماغ‪ ،‬فتعبها اضطرارا مالفة للعادة ف الالة العادية‪ ،‬حيث تصل إل‬
‫مراكز التفسي السي‪ .‬ولعل (الادة‪ )P :‬لا دور ف فتح هذه القناة بصورة معكوسة‪.‬‬
‫با أن غالبية الصور بصرية‪ ،‬لذلك تذهب إل مركز التفسي البصري‪ ،‬فيفسرها ويس با كما لو كانت آتية‬
‫عن طريق العي‪ ،‬ويراها الجذوب مسمة ماثلة أمامه كأنا شيء واقع حقيقي؛ لن مركز التفسي مطبوع على التأثر‬
‫بأية موجة تصله‪ ،‬ليفسرها ويرسلها مفسرة إل مركز الدراك ف القشرة‪ ،‬ول علقة له بصدرها ول بالطريق الذي‬
‫سلكته‪.‬‬
‫وتذهب الصور السمعية إل مركز التفسي السمعي‪ ،‬واللمسية إل مركز التفسي اللمسي‪...‬وهكذا‪.‬‬
‫وعندما يصل الدر خفيفا إل الطرق الواصلة بي الخازن ومراكز التفسي السي‪ ،‬عندئذ يتلط الابل‬
‫بالنابل‪ ،‬ويتلط السمع بالبصر بالشم بالذوق باللمس‪ ،‬فتذهب الوجات البصرية إل مركز تفسي حسي (بصري أو‬
‫غي بصري) وكذلك السمعية والشمية والذوقية واللمسية‪ ،‬فتحدث لم الرؤى الت ل يستطيعون وصفها‪ ،‬وتوههم‬
‫شياطينهم‪ ،‬ويصور لم غرورهم أن النبياء كانوا كذلك! وتوههم جذباتم أن النة كذلك‪.‬‬
‫وعندما يزيد الخدّر عن حده‪ ،‬ويتغلغل ف الدماغ يصاب الجذوب بالنون أو الشلل أو الوت‪.‬‬
‫هكذا تدث أحلم الذبة بميع أنواعها سواءً أكانت مورفينية أو إندورفينية‪ ،‬أي سواء كانت جذبة تشيش‬
‫أو جذبة إشراق‪.‬‬
‫ولعل من آثار الندورفي أيضا تييع الليا العصبية‪ ،‬وخاصة خليا القشرة الدماغية‪ ،‬تييعا خفيفا طبعا؛ لن‬
‫هذا يكن أن يكون تعليلً لا يرونه من تضخيم البعاد قليلً أو كثيا‪ ،‬ومن إطالة الزمن أو تقصيه‪ ،‬ومن رؤية‬
‫فراغات ل نائية أو رؤية الشياء شفافة أو ل وجود لا‪...‬وذلك لن الليا ال ْدرِكة ف القشرة‪ ،‬عندما تتميع‪ ،‬يكن‬
‫أن يتغي شكلها باتاه أو بآخر بسبب الضغوط حولا‪ ،‬فيحدث ذلك التشويه ف الدراكات‪ ،‬كما يكن أن يكون‬
‫حدوث هذا التميع ف مراكز التفسي ذاتا‪.‬‬
‫وهنا يأت دور الشيخ؟‬
‫فلول الشيخ لكانت الرؤى متشابة مع بعضها ف الذبتي (جذبة التحشيش وجذبة الشراق)‪ .‬لكن توجيهات‬
‫الشيخ وإياءاته التناسقة مع تاربه السابقة‪ ،‬تقن الريد بالعواطف والطموحات الت توجه رؤاه إل العروج ف‬
‫السماوات والحاضرات والكاشفات والشاهدات والفناءات والتحقق بالساء والصفات‪ ،‬ورؤية جبل قاف وكاف‬
‫وعي وصاد‪ ،‬وغيها‪ ،‬حيث يرى السالك منها ما يتناسب مع استعداداته الفكرية والندورفينية‪.‬‬
‫ولذا السبب كان الشيخ هو الصل ف طريقهم‪ ،‬ولذا السبب قالوا‪ :‬من ل شيخ له فشيخه الشيطان؛ لن من‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪492‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ل شيخ له تكون رؤاه مثل رؤى حشاشي الشيش والورفي وزمرتما‪ ،‬ولذا السبب كان الضوع الكامل للشيخ‬
‫أساسا ليسهل انطباع توجيهاته وإياءاته ف أعماق الريد‪.‬‬
‫مساكي! الشاشون والورفينيون! مساكي!‬
‫فلو كان لم شيخ يوجههم‪ ،‬لذاقوا أيضا الفناءات‪ ،‬وتققوا بالساء والصفات‪ ،‬وتصرفوا بالكون‪ ،‬ولكان منهم‬
‫البدال والقطاب والغواث‪.‬‬
‫أما قولم بالتصرف ف الكون‪ ،‬هذا الذيان الضحك البكي (وكلهم هذيانات مضحكة مبكية) فقد رأينا مثله‬
‫عند حشاش عقار اللوسة‪ ،‬الذي يكفي‪ ،‬ف بعض الالت‪ ،‬أن يتخيل شيئا أو يتمن رؤيته حت يراه أمامه مسما‪.‬‬
‫ومثل هذا يصل لبعض الواصلي الذين صار َخلَل غددهم الفرزة للهرموني مقاما عاليا‪ ،‬فقد ير باطره عرش‬
‫الرحن مثلً‪ ،‬فياه أمامه مسما كما يتصوره بوهم جذبته‪ ،‬ل كما هو على حقيقته الت ل يعلمها إل ال‪.‬‬
‫وقد يطر على بال جذبته أن ينقله من مكان إل مكان‪ ،‬فيقول له‪( :‬انتقل) فياه قد انتقل‪ ..‬وهكذا‪ .‬وهذا ما‬
‫يسمونه (التصرف ف عال اللكوت)‪.‬‬
‫وكذلك ما يدث لبعضهم أحيانا من اضطراب ف إحساسه بالزمن حيث يس أنه قطع سني طويلة ف جذبة‬
‫ل تدم سوى دقائق قليلة! مثل هذا ما رأيناه يدث لجذوب الهلسات‪...‬‬
‫والرجاء من القارئ أن يعود إل مفعول الخدرات ف أول هذا الفصل لتتوضح أمامه ما هي كشوفهم‬
‫ومعارفهم وعلومهم اللدنية‪.‬‬
‫والن‪ ،‬نستطيع أن ندرك بصورة أوضح وأدق‪ ،‬دور الرياضة الصوفية‪ .‬فهي بعناصرها الت عرفناها والت‬
‫يُجْملها قولم‪( :‬اخلع نعليك‪ ،‬الدنيا والخرة)‪ ،‬تقلل الحساسات الذاهبة إل الدماغ تقليلً كبيا‪ ،‬وهذا يعن أن‬
‫السيالت العصبية تقل كثيا‪ ،‬وهذا يعن كذلك أن المينات الوسيطة يقل عملها كثيا‪ ،‬ومع الزمن تصاب بالكسل‪،‬‬
‫ومع تطاول الزمن بالثابرة على الرياضة‪ ،‬ومع تكاثر الندورفي والنكيفالي بسبب الرياضة أيضا‪ ،‬يغدو كسل‬
‫المينات الوسيطة مقاما عاليا‪ ،‬وتغدو مستعدة للشلل أو ما يشبهه بكمية من الخدر أقل من الذي تتاجه ف الالة‬
‫العادية‪ ،‬أي‪ :‬تصل إل مقام الستخدار‪ ،‬والذكر الرهاقي يقوم بنفس الفعول‪ ،‬وإذا ساعدته عناصر أخرى من الرياضة‬
‫كان أسرع‪ ،‬ولعل التلحات العصبونية الحيطة بالدماغ هي مل العمليات الذكورة‪ ،‬وذلك لتكاثر الندورفي ف‬
‫السائل الدماغي الشوكي أثناء الذبة‪.‬‬

‫* فقرات معترضة‪:‬‬
‫* إكسي الولية‪-:‬‬
‫ل على الريدين وتيسيا لم للوصول إل الولية والصديقية والغوثية واللوهية بيوم أو يومي‪ ،‬وبدون‬
‫تسهي ً‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪493‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫تعب ول خلوة ول جوع ول سهر‪ ،‬نقترح على الشيوخ العارفي الكمل‪ ،‬ذوي الدد العظيم من الموال الت تنهمر‬
‫عليهم من الخدوعي والغافلي‪ ،‬أن يكلفوا واحدا أو أكثر من علماء الكيمياء الطبية‪ ،‬لتحضي نوعي من العقاقي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عقار يسبب هبوط فعالية المينات الوسيطة بشكل دائم (الستخدار)‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقار آخر يدث خللً يضخم الغدد الدماغية الفرزة للمخدرين ويزيد إفرازها زيادة كافية‪.‬‬
‫عندئذ تصبح الولية والقطبية واللوهية ف متناول الميع! فكل من يريد التحقق بالساء والصفات والفناءات‬
‫ف الذات والتصرف ف الكون‪ ،‬ما عليه إل أن يذهب إل صيدلية يشتري منها (إكسي الولية) الكون من عقارين‪:‬‬
‫‪ -‬العقار الول‪ :‬يأخذه ف اليوم الول‪ ،‬حيث يتاز كل القامات ف ساعات‪ ،‬ويصل إل مقام الستخدار‪.‬‬
‫‪ -‬العقار الثان‪ :‬يأخذه ف اليوم الثان‪ ،‬حيث ترق له الجب وتكشف الغيوب بعد ثوانٍ أو دقائق‪.‬‬
‫لكن الشيخ يبقى لزما ل بد منه ف جيع الالت! إذ بدون إياءاته وتوجيهاته لن يستطيع الريد الوصول إل‬
‫اللوهية‪ ،‬لن من ل شيخ له فشيخه الشيطان‪ ،‬ومن ل يكن بي يدي شيخه كاليت بي يدي الغاسل فل يكن‬
‫لياءات الشيخ أن تنطبع ف أعماقه لتصبح جزءا هاما من أمانيه وطموحاته‪.‬‬
‫فما نبتت أرض بغي فلحة‬ ‫وصحبة شيخ وهو أصل طريقهم‬
‫ولذا‪ ،‬فلن يكون إكسي الولية خطرا على الدد الذي ينهمر على الشيوخ‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬سيزيد كثيا عدد‬
‫السالكي بسبب سهولة (الطريقة الكسيية)‪ ،‬وبذلك سيزداد كثيا مدد الشيخ‪ ،‬كما سيحتاجون إل عدد أكب من‬
‫الشيوخ الكمّل‪.‬‬

‫* أحلم النوم‪-:‬‬
‫فيزيولوجية أحلم النوم تشبه فيزيولوجية أحلم الذبة‪ ،‬مع فارق هو‪:‬‬
‫ف الذبة‪ :‬يبقى خدر الدماغ سطحيا وثابتا ف موضعه طيلة الذبة‪ ،‬بينما تكون بقية أجزاء الدماغ متمتعة‬
‫بنشاطها العتاد إل ف حالة (الفناء عن الفناء) أو جع المع‪.‬‬
‫وف النوم‪ :‬يبدأ النوم سطحيا (ف القشرة الدماغية) حيث تدث الحلم‪ ،‬وتكون أجزاء الدماغ الخرى ف‬
‫حالة هبوط تدريي نو النوم‪ ،‬فحالة البوط تعل اللم غامض الوضوع‪ ،‬والتدرج نو النوم الكامل‪ ،‬أو بالعكس‪،‬‬
‫يسبب القفزات ف تسلسل حوادثه‪.‬‬
‫وعندما يصل النوم إل مراكز التفسي السي تنقطع الحلم‪.‬‬

‫* هل سيبصر العمى‪-:‬‬
‫ل أظنه بعيدا‪ ،‬ذلك اليوم الذي يذهب فيه العمى إل الصيدلية ليشتري (جهاز إبصار) يضعه على رأسه‪،‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪494‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ترتبط به نظارات يضعها على عينيه‪ ،‬ث يرج وهو يرى الياة كما يراها البصي العادي‪ .‬وتدث عملية الرؤية‬
‫كالتال‪:‬‬
‫تقع الشعة النعكسة عن الشياء على نظارات الهاز (مثل وقوعها على العي العادية) وترتسم صورها عليها‪.‬‬
‫تتحول هذه الصور إل موجات كهرطيسية تسري عب شريط ناقل إل الهاز الوضوع ف مكان معي فوق‬
‫الرأس‪.‬‬
‫يول هذا الهاز الوجات الكهرطيسية إل موجات عصبية مناسبة تترق المجمة والقشرة الدماغية حت‬
‫تصل إل مركز التفسي البصري الذي يفسرها كما لو كانت آتية إليه عن طريق العي‪ ،‬إذ كل ما يريده مركز التفسي‬
‫البصري هو أن تصله موجات عصبية مناسبة‪ ،‬ليفسرها ويس با ذلك الحساس الذي يعرفه كل كائن حي بصي‪.‬‬
‫أما من أين أتت تلك الوجات؟ وكيف؟ وف أي طريق؟ فهذا ل شأن له به‪.‬‬
‫ل جذريا أو شبه جذري‪ ،‬كما يستطيع أي إنسان أن يستعمل هذا الهاز‬
‫وهكذا تل مشكلة العميان ح ً‬
‫للتسلية‪ ،‬أو لضرورة ما‪.‬‬

‫* جهاز فيديو يغن عن الشيخ والرياضة وعن إكسي الولية‪-:‬‬


‫نفس جهاز البصار الذي يضعه العمى على رأسه‪ ،‬يرتبط به جهاز فيديو خاص (بدلً من النظارات)‪.‬‬
‫يستطيع صاحب الهاز أن يقتن مموعة كبية من أشرطة الفيديو الت سجلت عليها مناظر متنوعة الشكال‬
‫والواضيع‪.‬‬
‫فما على الرء إذا أراد أن يقوم بسياحة إل إندونيسيا‪ ،‬مثلً‪ ،‬إل أن يضع الهاز على رأسه‪ ،‬ويضع ف الفيديو‬
‫الشريط الناسب‪ ،‬ويرك الزر الطلوب‪ ،‬ث تبدأ الرحلة! فيى نفسه ذاهبا إل وكالة سفريات‪ ،‬حيث يشتري بطاقة‬
‫طائرة‪ ،‬وف اليوم التال يستيقظ من النوم باكرا‪ ،‬ويذهب إل الطار‪ ،‬ويتلط بالسافرين‪ ،‬ويقف بدوره أمام رجل‬
‫المن الكلف براقبة المتعة‪ ،‬وبعد أن ينتهي من كل الشاكل‪ ،‬يعب إل الدرج‪ ،‬ويصعد إل الطائرة ليجلس على مقعد‬
‫فوق مؤخرة جناح الطائرة الين‪ ،‬ويلس إل جانبه شاب يضغ لبانا ف فمه ما يثي ف نفسه الضيق والنق معا‪...‬‬
‫وتتحرك الطائرة وتلق ف الو‪ ،‬وينظر صاحبنا من النافذة ليمتع نظره بالرض الت تطوى تته ببطء لتظهر أرض‬
‫غيها‪...‬وهكذا حت يصل إل مطار لهور‪...‬إل آخر الرحلة وتفاصيلها‪ ...‬بينما هو ف حقيقة المر قابع ف غرفته ل‬
‫يتحرك من مكانه!‬
‫وإن كان صاحبنا من الريدين الذين ل يريدون إل وجهه (؟) فيضع ف الفيديو شريط الولية‪ ،‬وإن أراد السن‬
‫(؟) وضع شريط العروج إل ال (جل ال وعل علوا كبيا)‪ ،‬فيى اللئكة تتنل عليه وتقول له‪( :‬ل تف ول‬
‫تزن)‪...‬ويرفعه أحدهم‪...‬حت يعب السماوات ويصل إل العرش (ف قصة طويلة ومناظر متنوعة مذهلة) وهناك‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪495‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫تدث له الفناءات والتحققات والتصرفات‪ ،‬ويذوق من معان اسه الصمد والرب والرحن‪ ،‬حت السم العظم‪.‬‬
‫وهكذا‪ ...‬إل آخر الناظر السجلة على الشريط‪ ،‬وعلى بقية الشرطة‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪496‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الباب الثالث‬
‫مناقشة القيقة‬

‫الفصل الول‬
‫مناقشة وحدة الوجود‬
‫‪ -1‬يقول سبحانه‪(( :‬وَ َجعَلُوا َلهُ مِ ْن عِبَا ِدهِ ُجزْءا إِ ّن الِنسَانَ لَ َكفُورٌ مُِبيٌ)) [الزخرف‪.]15:‬‬
‫الية واضحة كل الوضوح‪ ،‬ل لبس فيها ول غموض‪.‬‬
‫فوحدة الوجود تعل من كل ملوق جزءا من ال جل وعل‪.‬‬
‫وتقرر الية الكرية الكم على الذين يؤمنون بذه العقيدة الذين يعلون من عباد ال (سبحانه عما يصفون)‬
‫جزءا منه‪ ،‬تقرر الكم عليهم بالعبارة‪(( :‬إِنّ الِنسَانَ لَ َكفُورٌ ُمِبيٌ)) [الزخرف‪ ،]15:‬الت نفهم منها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قوله‪(( :‬إِنّ الِنسَانَ)) [الزخرف‪ ،]15:‬يدل على أن الؤمني بوحدة الوجود هم من بن النسان فقط‪ ،‬فل‬
‫يوجد بي الن مثلً‪ ،‬بل اللئكة‪ ،‬من يؤمن بذه العقيدة الكافرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬قوله‪(( :‬لَ َكفُورٌ)) [الزخرف‪ ،]15:‬على وزن (فعول)‪ ،‬وهي صيغة تدل على البالغة والستمرار‪ ،‬تعن‪:‬‬
‫إن الؤمن بوحدة الوجود هو شديد الكفر مستمر عليه‪ ،‬يتنع رجوعه عنه أو يصعب‪.‬‬
‫وتعن‪ :‬إن شدة الكفر واستمراريته الوجودة ف نوع النسان تعله يؤمن بثل هذه العقيدة‪.‬‬
‫ج‪ -‬قوله‪(( :‬مُِبيٌ)) [الزخرف‪ ،]15:‬أي‪ :‬مظهر للكفر‪ ،‬مفصح عنه‪ ،‬موضح له‪ ،‬وهذا يعن أن الفكرة واضحة‬
‫الكفر‪ ،‬والذي يؤمن با مبي للكفر‪ ،‬الكفر ظاهر له وعليه؛ وذلك لن الفطرة السليمة (وبعض غي السليمة)‪ ،‬تقشعر‬
‫رعبا من ساع هذا التطاول على القدسية اللية‪ ،‬وترتف هلعا من هذا الغرور الغب الريء الظال‪ ،‬لجرد ساعها‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ضرُونَ‪ .‬سُبْحَانَ الّلهِ عَمّا‬
‫حَ‬‫ت الْجِنّةُ إِّنهُمْ َلمُ ْ‬
‫جنّةِ َنسَبًا وََلقَ ْد عَلِ َم ِ‬
‫‪ -2‬يقول سبحانه‪(( :‬وَ َجعَلُوا بَْيَنهُ َوبَيْ َن الْ ِ‬
‫صفُونَ)) [الصافات‪.]159:‬‬
‫َي ِ‬
‫طبعا‪ ،‬وحدة الوجود تعل الن جزءا من ال تعال‪ ،‬وليس بعد هذا النسب ما هو أقوى منه؛ لنه نسب بعض‬
‫الذات إل الذات‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪497‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫لكن الية الكرية تستهجن هذه الفكرة‪ ،‬نفيا لا ودحضا‪ ،‬وتنه ال سبحانه وتعال عما يصفه هؤلء‬
‫الواصفون‪.‬‬
‫ضرُونَ)) [الصافات‪ ،]158:‬واضحة الدللة على أن الن‪ -‬لو كانوا‬
‫حَ‬‫جنّةُ إِّنهُ ْم لَمُ ْ‬
‫والعبارة‪(( :‬وََلقَدْ عَِل َمتِ الْ ِ‬
‫يتصلون بنسب إل ال سبحانه‪ -‬لا جعلهم من الحضرين‪ .‬وعدم وجود النسب بينه سبحانه وبي النة ينفي وحدة‬
‫الوجود نفيا كاملً‪.‬‬
‫ك مِنْ قَْبلُ َولَمْ َتكُ شَيْئا)) [مري‪ ،]9:‬ويقول‪َ(( :‬أوَل يَذْ ُكرُ الِنسَانُ َأنّا َخَلقْنَاهُ‬
‫‪ -3‬يقول سبحانه‪(( :‬وَقَ ْد خََلقُْت َ‬
‫مِنْ قَبْ ُل وََلمْ َيكُ شَْيئًا)) [مري‪.]67:‬‬
‫اليتان واضحتان كل الوضوح‪ :‬إن ال سبحانه خلق النسان من ل شيء‪ ،‬من العدم‪ ،‬ولو كانت وحدة‬
‫الوجود واقعة لكان النسان شيئا قبل أن يوجد‪ ،‬كما هو الن شيء بعد وجوده‪.‬‬
‫فكون النسان خلق من ل شيء‪ ،‬من العدم‪ ،‬ينفي وحدة الوجود جلةً وتفصيلً‪ ،‬لن ال تعال ليس عدما‪ ،‬إنه‬
‫الي القيوم الالق البارئ الصور‪.‬‬
‫‪ -4‬عشرات اليات ف الكتاب الكيم تقرر أن الخلوق غي الالق‪ .‬منها‪(( :‬وََيعْبُدُونَ مِ ْن دُونِ الّلهِ مَا ل‬
‫يَ ْمِلكُ َلهُمْ ِرزْقًا مِنَ السّ َموَاتِ وَا َل ْرضِ)) [النحل‪ ،]73:‬إذن فالصنام والوثان (وهي خلق) هي من دون ال تعال‪،‬‬
‫وليست جزءا منه‪ ،‬ول هي هو‪(( .‬وَقَا َل الّذِينَ أَ ْشرَكُوا َلوْ شَاءَ الّل ُه مَا عَبَدْنَا مِ ْن دُوِن ِه مِنْ شَ ْيءٍ)) [النحل‪.]35:‬‬
‫((قُلْ إِنّي ُنهِيتُ أَنْ َأعْبُ َد الّذِي َن تَ ْدعُو َن مِنْ دُونِ الّلهِ)) [غافر‪.]66:‬‬
‫ك مِنْ دِينِي فَل َأعْبُدُ الّذِي َن َتعْبُدُو َن مِنْ دُونِ الّلهِ)) [يونس‪.]104:‬‬
‫((إِنْ ُكنْتُ ْم فِي َش ّ‬
‫((ِإذْ قَالُوا ِل َق ْو ِمهِمْ ِإنّا ُبرَآءُ مِنْ ُكمْ َومِمّا َتعْبُدُونَ مِ ْن دُونِ الّلهِ َكفَرْنَا بِكُ ْم وَبَدَا َبيْنَنَا وَبَْينَكُمُ اْلعَدَا َوةُ وَالَْب ْغضَاءُ‬
‫أَبَدًا حَتّى ُت ْؤمِنُوا بِالّل ِه وَحْ َدهُ)) [المتحنة‪.]4:‬‬
‫ومنها‪(( :‬قُلْ َأَفغَْيرَ الّلهِ تَ ْأ ُمرُونِي َأعْبُدُ أَّيهَا الْجَا ِهلُونَ)) [الزمر‪ ،]64:‬طبعا‪ ،‬كانوا يأمرونه أن يعبد أصنامهم‬
‫وأوثانم‪ .‬والية الكرية تقرر أنا غي ال‪ ،‬وبا أنا جزء من اللق‪ ،‬إذن فاللق غي ال‪ ،‬والخلوق غي الالق‪.‬‬
‫((إِنّمَا َح ّر َم عََليْكُمُ اْلمَيَْت َة وَال ّد َم وَلَحْ َم الْخِنِي ِر َومَا ُأهِ ّل ِبهِ ِلغَْي ِر الّلهِ)) [البقرة‪ ،]173:‬والذي ُأهِلّ به لغي ال‬
‫إنا ُأهِلّ به للوثان والصنام ولن يسمونم (الولياء)‪ ،‬وهؤلء كلهم خلق‪ ،‬والية الكرية تقرر أنم غي ال‪ .‬ومن‬
‫هذه اليات‪(( :‬وََلوْ كَا َن مِ ْن عِنْ ِد غَْيرِ الّلهِ َلوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلفًا كَثِيًا)) [النساء‪.]82:‬‬
‫((قُلْ َأغَْيرَ الّلهِ أَتّخِ ُذ وَِليّا فَا ِطرِ السّ َموَاتِ وَا َل ْرضِ)) [النعام‪.]14:‬‬
‫ب ُمفَصّلً)) [النعام‪...]114:‬‬
‫((أََفغَْيرَ الّلهِ َأبَْتغِي حَ َكمًا َو ُهوَ الّذِي أَنزَلَ إِلَْيكُمُ اْلكِتَا َ‬
‫هذه اليات هي بعض من آيات كثية غيها تقرر أن الخلوق هو من دون ال‪ ،‬وغيه‪ ،‬وهي كافية للرد على‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪498‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫كل جحود مؤمن بوحدة الوجود‪ ،‬ولو ساها وحدة الشهود‪.‬‬
‫‪ -5‬لو كان اللق هو الق‪ ،‬كما يفترون‪ ،‬وكانت الخلوقات جزءا من ال سبحانه تعينت بذه الشكال‬
‫الختلفة‪ ،‬لا بقي أي معن للساء السن‪( :‬الالق‪ ،‬البارئ‪ ،‬الفاطر‪ ،‬بديع السماوات والرض)‪ ،‬الت تعن كلها‬
‫(الياد من العدم)‪.‬‬
‫سرٍ))‬
‫‪ -6‬لو كانت وحدة الوجود صحيحة‪ ،‬لكان النسان جزءا من ال‪ ،‬ولكانت الية‪(( :‬إِنّ الِنسَانَ َلفِي خُ ْ‬
‫[العصر‪ ]2:‬باطلة! ولكان النسان ف ربح سواءً آمن أم ل يؤمن‪ ،‬وعمل صالا أم ل يعمل‪ ،‬وتواصى بالق والصب‬
‫أم ل يتواصَ؟ لنه جزء من ال‪.‬‬
‫وبا أن الية الكرية ل يكن أن تكون باطلة‪ ،‬لنا وحي من عند ال‪ ،‬إذن فعقيدة الصوفية هي الباطلة‪ ،‬إذ لو‬
‫صحت عقيدتم لصبح معن الية‪(( :‬إن جزءا من ال لفي خسر)) وهذا واضح البطلن‪.‬‬
‫‪ -7‬ف القرآن الكري آيات كثية تصبح شتما ل (تعال)‪ ،‬لو صحت عقيدة الصوفية بوحدة الوجود‪ ،‬مثل قوله‬
‫سبحانه‪(( :‬وَأُتِْبعُوا فِي هَ ِذهِ الدّنْيَا َلعَْن ًة وََي ْومَ اْلقِيَامَةِ أَل إِ ّن عَادًا َك َفرُوا رَّبهُمْ أَل ُبعْدًا ِلعَادٍ َق ْومِ هُودٍ)) [هود‪ ،]60:‬لن‬
‫عادا‪ ،‬حسب عقيدتم الباطلة‪ ،‬هم جزء من ال سبحانه‪ ،‬حيث يصبح معن الية الكرية‪( :‬إن جزءا من ال (تعال‬
‫عما يصفون) أُتبع ف هذه الدنيا؟؟ ويوم القيامة؟! (وناقل الكفر ليس بكافر)‪.‬‬
‫ومثل هذه الية كثي ف الكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ -8‬آيات كثية ف كتاب ال تفهمنا أن العمل السيئ ل يرضي ال ول يقود إل إل السوأى‪ ،‬وأن السن ل‬
‫جزَ ِب ِه وَل يَجِدْ َل ُه مِ ْن دُونِ الّل ِه وَلِيّا وَل َنصِيًا))‬
‫يوصل إليها إل بالعمل الصال‪ ،‬من هذه اليات‪(( :‬مَنْ َيعْمَلْ سُوءا يُ ْ‬
‫[النساء‪.]123:‬‬
‫ت الّلهِ)) [الروم‪.]10:‬‬
‫((ثُمّ كَا َن عَاِقبَ َة الّذِينَ أَسَاءُوا السّوأَى أَنْ كَذّبُوا بِآيَا ِ‬
‫جزَى الّذِي َن عَمِلُوا السّيّئَاتِ ِإلّا مَا كَانُوا َيعْمَلُونَ)) [القصص‪.]84:‬‬
‫((فَل يُ ْ‬
‫ج َعَلهُمْ كَالّذِي َن آمَنُوا)) [الاثية‪.]21:‬‬
‫سبَ الّذِينَ ا ْجَترَحُوا السّيّئَاتِ أَنْ نَ ْ‬
‫((َأمْ َح ِ‬
‫سنَى َوزِيَا َدةٌَ)) [يونس‪.]26:‬‬
‫سنُوا الْحُ ْ‬
‫((لِلّذِينَ أَحْ َ‬
‫سنَى)) [النجم‪ ،]31:‬وغيها الكثي‪.‬‬
‫سنُوا بِالْحُ ْ‬
‫ج ِزيَ الّذِينَ أَحْ َ‬
‫ج ِزيَ الّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا َويَ ْ‬
‫((لِيَ ْ‬
‫وطريق الصوفية تبدأ منذ الطوة الول بالشرك العظم‪ ،‬فالريد عندما يضع رجله ف عتبة رحاب الشيخ مريدا‬
‫له ولطريقه‪ ،‬فقد قبل عبادته وقبله ربا من دون ال‪ ،‬سواء عرف ذلك أم ل يعرف‪ ،‬ث يسي الريد ف الطريق الشركية‬
‫مضيفا إليها طقوسا وماهدات وثنية‪ ،‬حت يصل إل الذبة الت تشرق عليه بوحدة الوجود‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فوحدة الوجود ضلل وباطل؛ لن الطريق إليها ضلل وباطل‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪499‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ث إن الطريق الذي يتبعه التصوفة للوصول إل الذبة هو طريق الشيطان‪(( ،‬وَمَنْ َيتّخِذِ الشّْيطَا َن وَلِيّا مِ ْن دُونِ‬
‫سرَانًا مُبِينًا)) [النساء‪َ (( ،]119:‬ومَنْ يَكُنِ الشّْيطَانُ َلهُ َقرِينًا فَسَاءَ َقرِينًا)) [النساء‪.]38:‬‬
‫سرَ ُخ ْ‬
‫الّلهِ َفقَدْ خَ ِ‬
‫والشيطان ل يقودهم إل ال كما يتوهون‪ ،‬بل يضحك عليهم ويوههم ويستجرهم‪ ،‬ويعدهم‪ ،‬وينيهم‪ ،‬وما‬
‫يعدهم الشيطان إل غرورا‪.‬‬
‫‪ -9‬يقولون ف فريتهم هذه‪ ،‬بالقدرة والكمة؟‬
‫فالقدرة‪ :‬هي تعيينه سبحانه اللق من ذاته‪ ،‬وهذا ما يسمونه القيقة‪.‬‬
‫والكمة ‪-‬عندهم‪ :-‬هي ستره سبحانه (القيقة) عن خلقه‪ .‬ويقولون‪ :‬إن ال سبحانه أرسل الرسل بالشريعة‬
‫من أجل هذا الستر‪.‬‬
‫‪ -‬والواب‪:‬‬
‫أ‪ -‬مقولتهم ف القدرة والكمة هي‪ ،‬على كل حال‪ ،‬من المور الغيبية الت ل تُعرف إل بنص من الوحي الذي‬
‫أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬والنص ل وجود له‪ ،‬إذن فمقولتهم كاذبة‪ ،‬يكذبون با على ال ورسوله‪،‬‬
‫(( َومَنْ أَظْلَ ُم مِمّنِ افَْترَى َعلَى الّلهِ كَذِبا)) [النعام‪.]21:‬‬
‫ب‪ -‬با أن عقيدتم ف (القدرة والكمة) وف وحدة الوجود‪ ،‬ل يوجد أي دليل عليها ف الكتاب والسنة إل‬
‫ما كان من تأويلتم الباطلة‪ ،‬لذلك ل يعدو اليان با أن يكون واحدا ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إما اتاما ل (سبحانه وتعال عما يصفون) بالوف والكذب؟‬
‫‪ -‬أو اتاما له (سبحانه وتعال) بالهل‪ ،‬وأنم هم عرفوها (لنم عارفون)؟!‬
‫‪ -‬أو اتاما للرسول صلى ال عليه وسلم باليانة والب؟‬
‫‪ -‬أو اتاما للدين السلمي من أساسه بالبطلن؛ لنه أُنزل ليحارب‪ ،‬فيما يارب‪ ،‬هذه العقيدة الت هي أساس‬
‫العقيدة الوثنية‪.‬‬
‫‪ -10‬يفترون على الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬أنه أمر مرة بإغلق الباب‪ ،‬وسأل أصحابه إن كان فيهم‬
‫غريب؟ فلما أجابوه بالنفي‪ ،‬بدأ معهم علوم الطريقة‪...‬ويقولون‪ :‬إنه فعل هذا تعليما لصحابه على التستر على‬
‫(حقيقتهم)‪ ،‬وهذا ما يسمونه (الكمة)‪.‬‬
‫‪ -‬الواب على هذه الفرية الجردة من اليان ومن السلم ومن كل معان الياء‪ :‬الندوس والبوذيون‬
‫والطاويون والجوس (مع اختلف ف الشكل) كلهم يؤمنون بوحدة الوجود دينا‪ ،‬يعلنونا ويبنون عليها كل فلسفاتم‬
‫ف كل كتبهم‪ ،‬وهؤلء كانوا وما زالوا يشكلون أكثر من نصف سكان الرض‪.‬‬
‫والسؤال‪ :‬ما هي هذه الكمة (النفشارية) الت تسمح لكثر من نصف سكان الرض أن يعلنوا إيانم بوحدة‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪500‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الوجود ويبنوا عليها حياتم وفلسفتهم ول يكتموا منها شيئا! ث تنع ذلك على السلمي وعلى رسول السلم فقط؟!‬
‫فأي حكمة هذه؟ إنا مهزلة وليست حكمة!‬
‫وإن من يعتقد صحة هذه الكمة الفتراة‪ ،‬يكم ضمنا أن السلم غي صحيح‪ ،‬وأن الديانات الوحدوية هي‬
‫الديانات الصادقة! عرف ذلك أم ل يعرف؟ لن الهل أيضا فنون‪.‬‬
‫‪ -11‬ماذا كان يشى ممد صلى ال عليه وسلم من إعلن وحدة الوجود‪ ،‬لو كان يؤمن با؟ ولو أعلنها‬
‫لستجاب له اللوف الكثية ف مدة قليلة؛ لنا لن تكون غريبة على الساع‪ ،‬ولستراح هو وأصحابه من كثي من‬
‫اللم الت عانوها‪.‬‬
‫‪ -12‬الندوس والبوذيون والطاويون والجوس‪ ،‬كانوا وما زالوا يؤمنون بوحدة الوجود عقيدة وحيدة‪.‬‬
‫وأهل الكتاب كانوا وما زالوا يؤمنون بالق ف السماء‪ ،‬خلق اللق من العدم مع شرك وتشبيه‪ ،‬وبعض‬
‫رشفات من الوحدة (ما عدا متصوفيهم طبعا)‪ .‬فجاء السلم ليعلن كفر أولئك الطلق‪ ،‬ويرم على السلمي ذبائحهم‬
‫والزواج منهم‪...‬‬
‫بينما وقف من اليهودية والنصرانية موقفا أخف بكثي‪ ،‬وساهم (أهل الكتاب)‪ ،‬ووسع حدود التعامل معهم‬
‫(وخاصة مع النصارى)‪ ،‬وأجاز ذبائحهم وطعامهم ومصاهرتم‪...‬‬
‫فلو كان ف دين السلم من وحدة الوجود ما يفتريه الصوفية‪ ،‬لنعكست الية‪ ،‬ولصار النصارى هم‬
‫البعدين‪ ،‬ولصار الندوس والباقون هم القربي‪.‬‬
‫‪ -13‬عندما انتصر الفرس الجوس على الروم النصارى‪ ،‬كانت عواطف السلمي مع النصارى‪ ،‬وحزنوا‬
‫ض َوهُمْ مِ ْن َبعْدِ َغلَِبهِمْ َسَيغْلِبُونَ‪ .‬فِي ِبضْعِ‬
‫لزيتهم لنم أقرب إليهم من الخرين ((غُِلَبتِ الرّومُ‪ .‬فِي َأدْنَى ا َل ْر ِ‬
‫سِِنيَ)) [الروم‪.]4-2:‬‬
‫فلو كان الصحابة يعرفون أباطيل وحدة الوجود‪ ،‬أو يؤمنون بشيء منها‪ ،‬كما يفتري عليهم التصوفة‪ ،‬لكانت‬
‫عواطفهم مع الذين يشبهونم ف العقيدة‪ ،‬مع الجوس الذين يدينون بشكل من أشكال وحدة الوجود‪ ،‬ل مع‬
‫النصارى الذين يؤمنون أن ال ف السماء‪ ،‬وقد خلق اللق من العدم‪( ،‬مع شرك عظيم طبعا)‪.‬‬
‫‪ -14‬كل الحاديث الت يرويها التصوفة عن الرسول صلى ال عليه وسلم وعن أصحابه ف موضوع الوحدة‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬إما مكذوبة! وهم أنفسهم يعرفون أنا مكذوبة! ومع ذلك يوردونا دون خوف من ال‪ ،‬وكأنم ل يسمعوا‬
‫قول رسوله‪{ :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار}‪ .‬وأسلوبم أنم يروونا‪ ،‬ث يعلقون عليها بعبارة ما‪،‬‬
‫مثل‪( :‬تكلموا فيه)‪ ،‬أو‪( :‬فيه نظر)‪ ،‬أو ما شابه ذلك‪ ،‬ث يبنون عليها ما يشاءون من أحكام ظالة! وكأنم إذا قالوا‬
‫عن الديث الكذوب‪( :‬فيه نظر)‪ ،‬أصبح من الحكام الشرعية‪ ،‬وأصبح العمل به شرعيا؟!‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪501‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وإما أن يكون حديثهم صحيحا؛ لكنهم يلوون عنقه‪ ،‬فيؤولونه‪ ،‬ويعطونه معن ما أنزل ال به من سلطان!‬
‫وكذلك يفعلون مع اليات القرآنية‪.‬‬
‫وقد مرت ف الفصول السابقة أمثلة كثية على ذلك‪ ،‬وهو ناذج لا شحنوا به كتبهم من هذه التحريفات‪،‬‬
‫ومنها على سبيل الثال أيضا‪ :‬تفسيهم لقوله سبحانه‪(( :‬الّذِينَ َيذْ ُكرُونَ الّلهَ ِقيَامًا وَُقعُودًا َوعَلَى ُجنُوِبهِمْ)) [آل‬
‫عمران‪ ،]191:‬بالضرة الصوفية والرقص‪ .‬وتفسيهم لقوله سبحانه‪(( :‬فَلَمّا اعَْتزََلهُ ْم َومَا َيعْبُدُو َن مِ ْن دُونِ الّل ِه َوهَْبنَا‬
‫َلهُ إِسْحَاقَ‪[ ))...‬مري‪ ]49 :‬باللوة‪ .‬وتفسيهم لقوله سبحانه‪(( :‬وَذَ َكرَ اسْ َم َرّبهِ َفصَلّى)) [العلى‪ ،]15:‬بأن الذكر‬
‫بالسم الفرد (ال ال ال) هو صلة‪ .‬وتفسيهم لقول الرسول صلى ال عليه وسلم ف الديث القدسي‪{ :‬من عادى‬
‫ل وليا آذنته بالرب‪ ،}...‬أن الول هو الصوف‪ .‬وقوله ف بقية الديث‪...{ :‬فإذا أحببته كنتُ سعَه الذي يسمع به‪،‬‬
‫وبصرَه الذي يبصر به‪ ،‬ويدَه الت يبطش با‪ ،‬ورجلَه الت يشي با‪ }...‬بأنه يعن وحدة الوجود‪.‬‬
‫وقد أشبع العلماء هذا الديث بثا‪ ،‬ونكتفي هنا بالشارة إل أن نص الديث ينفي وحدة الوجود! إذ لو‬
‫كانت وحدة الوجود موجودة‪ ،‬لكان الُ (سبحانه عما يصفون) سَمْ َع النسان‪ ،‬وَبصَرَه ويَدَه وكُلّه! سواءً أحبه أم ل‬
‫يبه‪ ،‬وقبل أن يبه وبعد أن يبه‪ ،‬وف جيع الحوال‪ ،‬ول تكون هناك حاجة لداء الفروض والنوافل‪ ،‬ول لي شيء‬
‫أبدا لتحقق ذلك‪.‬‬
‫وكون هذا الوصف‪{ :‬كنت سعَه‪...‬وبصرَه‪ }...‬ل يتحقق إل بعد أداء الفروض والتقرب بالنوافل‪...‬ث بعد أن‬
‫يبه ال‪ ،‬يعن بكل وضوح أن هذا ل يكن قبل أن يبه ال‪ ،‬أي‪ :‬إن هذه الزية (كون ال تعال سع‬
‫الرء‪...‬وبصره‪ )...‬هي غي متحققة ف النسان العادي‪ ،‬وبذلك تنتفي وحدة الوجود‪ ،‬وينتفي معها فهمهم الاطئ‪.‬‬
‫ويكون معن الديث‪ :‬إن ال سبحانه إذا أحب العبد أعانه إعانة تامة ف كل شيء‪ ،‬ول يكله إل نفسه أبدا ف‬
‫أي شيء‪ ،‬وطبعا تكون إعانة ال للعبد كما يريد ال سبحانه ل كما يريد العبد‪.‬‬
‫‪ -15‬الصوفية أنفسهم يعلمون علم اليقي أن وحدة الوجود هي كفر وزندقة بالنسبة للشريعة‪ ،‬ولذلك يُتاقون‬
‫ويكتمونا عن غي أهلها ويتواصون بذلك‪.‬‬

‫* النتيجة‪:‬‬
‫وحدة الوجود كفر مبي‪ ،‬ومعتقدها كافر مبي‪ ،‬كافر حسب الشريعة‪ ،‬وكافر حسب القيقة القة الت هي‬
‫الشريعة السلمية‪ ،‬له ف الدنيا عقوبة الرتد عن السلم‪ ،‬وله ف الخرة عذاب أليم‪ ،‬إل أن يتداركه ال سبحانه‬
‫بلطفه وعفوه‪.‬‬
‫والصوف الق هو الذي يبطن وحدة الوجود‪ ،‬ويظهر التمسك بالشريعة‪ ،‬وهو منافق حقا‪ ،‬بل هو شر أنواع‬
‫النافقي‪ ،‬وليكن مطمئنا (من مقام الطمأنينة) أن مقامه القيقي هو ف الدرك السفل من النار إن ل يتداركه ال‬
‫برحته‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪502‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫والعقيدة السلمية هي أن ال جل وعل خلق اللق من العدم‪ ،‬وقد مرت اليات الدالة على ذلك‪،‬‬
‫والخلوقات هي من دون ال وغيُه‪ ،‬أي أنا ليست تعينات من ذاته العلية‪ ،‬جل جلله‪ ،‬وهو سبحانه فوق خلقه‪:‬‬
‫ق عِبَا ِدهِ‪[ ))...‬النعام‪(( ،]18:‬الرّ ْحمَ ُن عَلَى اْل َعرْشِ اسَْتوَى)) [طه‪(( ،]5:‬أََأمِنتُ ْم مَنْ فِي السّمَاءِ أَنْ‬
‫(( َو ُهوَ اْلقَا ِهرُ َفوْ َ‬
‫خسِفَ بِكُمْ ا َل ْرضَ فَِإذَا هِيَ تَمُورُ)) [اللك‪( ]16:‬والسماء هنا بعن‪ :‬العلو)‪.‬‬ ‫يَ ْ‬
‫وهو سبحانه فوق السماوات‪ ،‬بدليل قول رسوله صلى ال عليه وسلم معقبا على حكم سعد بن معاذ ف بن‬
‫قريظة‪{ :‬لقد حكمت فيهم بكم ال من فوق سبعة َأ ْرِقعَة}‪ ،‬والرقعة هي السماوات‪ ،‬واحدتا‪ :‬رقيع‪.‬‬
‫وقول زينب رضي ال عنها تفخر على نساء النب صلى ال عليه وسلم‪[[ :‬زوجكن أهاليكن وزوجن ال من‬
‫فوق سبع ساوات]] (رواه البخاري)‪.‬‬
‫وغيها وغيها من اليات والحاديث‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪503‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثان‬
‫الباطنية‬
‫‪ -‬عرفنا من الفصول السابقة أن الصوفية عقيدة باطنية‪ ،‬ول باطنية ف السلم‪.‬‬
‫يقول سبحانه‪(( :‬قَدْ بَيّنّا اليَاتِ ِل َقوْمٍ يُوقِنُونَ)) [البقرة‪.]118:‬‬
‫((قَدْ جَاءَكُ ْم رَسُوُلنَا ُيبَيّنُ لَ ُكمْ َعلَى َفْت َرةٍ مِنَ الرّسُلِ)) [الائدة‪.]19:‬‬
‫((وَمَا َأرْ َسلْنَا مِ ْن رَسُولٍ إِلّا بِِلسَانِ َق ْو ِمهِ ِليَُبيّنَ َلهُمْ)) [إبراهيم‪.]4:‬‬
‫((ل إِ ْكرَاهَ فِي الدّي ِن قَدْ تََبيّنَ الرّشْ ُد مِنَ الغَيّ)) [البقرة‪.]256:‬‬
‫ط مُسَْتقِيمٍ)) [النور‪.]46:‬‬
‫ت وَالّلهُ َيهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَا ٍ‬
‫ت مُبَيّنَا ٍ‬
‫((َلقَدْ أَنزَلْنَا آيَا ٍ‬
‫((قَدْ جَاءَكُ ْم مِنَ الّلهِ نُورٌ وَ ِكتَابٌ ُمِبيٌ)) [الائدة‪.]15:‬‬
‫((قُلْ يَا َأّيهَا النّاسُ إِنّمَا أَنَا لَ ُكمْ نَذِي ٌر مُِبيٌ)) [الج‪.]49:‬‬
‫((قَدْ جَاءَكُمْ ُب ْرهَا ٌن مِ ْن رَبّكُ ْم وَأَنزَلْنَا إَِليْكُمْ نُورًا ُمبِينًا)) [النساء‪.]174:‬‬
‫((وََنزّلْنَا عََلْيكَ الْ ِكتَابَ تِْبيَانًا لِكُلّ شَ ْيءٍ)) [النحل‪...]89:‬‬
‫واليات ف هذا العن كثية‪.‬‬
‫ويقول صلى ال عليه وسلم‪{ :‬قد تركتكم على البيضاء‪ ،‬ليلها كنهارها}(‪.)1‬‬
‫‪ -‬من هذه النصوص الكثية‪ ،‬ومن عشرات غيها‪ ،‬كلها واضحة جلية‪ ،‬نعرف أن ليس ف السلم باطن‬
‫وظاهر بالعن الصوف‪.‬‬
‫ويكون اليان بأن ف السلم ظاهرا وباطنا كفرا بآيات القرآن وأحاديث الرسول صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫وتكذيبا لا‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن من القائق التاريية‪ ،‬أنه ل يدث قط وجود عقيدة باطنية ف جاعة إل إذا كانت هذه الماعة‬
‫تضمر الشر والكيد للمجتمع الذي تعيش فيه‪.‬‬
‫ول ترج الصوفية على هذه القاعدة‪ ،‬فقد رأيناها كيدا للسلم ومكرا بالسلمي‪.‬‬

‫‪ )(1‬سنن ابن ماجة‪ ،‬القدمة‪( ،‬حديث‪.)43 :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪504‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ويقول أحد الباحثي‪ :‬حيثما وجدت الباطنية ففكر باليهودية‪ .‬وف الواقع سنرى بعد قليل أن لليهودية دورا‬
‫ف نشر الصوفية بي السلمي‪ ،‬وعلى كل‪( :‬الضرة) يكن أن تكون أثرا من آثارها‪ ،‬ومثلها السماع‪ ،‬وتقديس‬
‫القبور‪ ،‬وبناء القبب‪ ،‬واستعمال السبحة‪ ،‬والهر بالذكر‪ ،‬وهز الذع أثناءه إل المام والوراء‪ ،‬أو إل اليمي‬
‫والشمال‪ ،‬كل هذه طقوس ومارسات موجودة ف اليهودية كما هي موجودة ف كل الوثنيات أيضا! وهي موجودة‬
‫ف الصوفية! فما هي العلقة؟؟ مع العلم أن كل هذء المور ل أساس لا ف السلم ألبتة‪.‬‬
‫ولن نعدم مكابرا يقول‪ :‬ليس ف الصوفية باطنية‪ ،‬لن نعدمه رغم كل كتبهم ورغم كل أقوالم‪ ،‬ورغم مئات‬
‫الصفحات الدرجة ف هذا الكتاب‪.‬‬
‫ول جواب لنا على أمثال هؤلء إل أن نشكوهم إل ال تعال‪.‬‬
‫وللباطنية لغة اسها (التقية)‪ ،‬يتعلمونا فيما بينهم‪ ،‬ياطبون با الناس‪ ،‬ويتسترون با على ضللتم‪ ،‬ويكرون‬
‫با بالسلمي‪ ،‬ويكيدون با للسلم‪ ،‬وهم يسبون أنم يسنون صنعا‪ ،‬فإل مناقشة التقية‪.‬‬
‫ولنتذكر قوله صلى ال عليه وسلم‪{ :‬قد تركتكم على البيضاء‪ ،‬ليلها كنهارها‪ ،‬ل يزيغ عنها إل هالك} (إل‬
‫هالك)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪505‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثالث‬
‫مناقشة التقية‬
‫من فعل‪ :‬تاقى‪ ،‬يتاقي‪ ،‬متاقاة‪ ،‬وتقيّة (بتشديد الياء)‪ ،‬ومُجرّدُه هو فعل َتقَى يَتْقي تقيّة‪ ،‬بعن اتقى‪.‬‬
‫التقية هي لغ ُة الركات الباطنية والجال الذي تتفسح فيه ألسنتها‪ ،‬وف مقدمتها الصوفية‪ ،‬وقد رأينا أنم‬
‫يعلونا جزءا من حقيقتهم‪ ،‬وقرأنا مثل قولم‪( :‬التقية‪ :‬حرم الؤمن)‪ ،‬و(إذا كان قد صح اللف‪ ،‬فواجب على كل‬
‫ذي عقل لزوم التقية)‪ ،‬ومئات المثلة غيها‪.‬‬
‫س مِنَ الّلهِ فِي شَ ْيءٍ إِلّا أَ ْن تَّتقُوا مِْنهُمْ‬
‫وهم يعلون لا أصلً قرآنيا ف قوله سبحانه‪َ ...(( :‬ومَنْ َي ْفعَلْ ذَِلكَ َفلَْي َ‬
‫سهُ)) [آل عمران‪.]28:‬‬‫ُتقَا ًة وَيُحَ ّذرُكُ ُم الّلهُ َنفْ َ‬
‫لكن الفرق بي التقاة الت يسمح با السلم‪ ،‬وبي تقيتهم هو نفس الفرق بي اليان والكفر‪.‬‬
‫فالتقاة السلمية تكون ف حالة واحدة هي‪(( :‬مَنْ أُ ْك ِر َه وَقَ ْلُبهُ مُطْ َمئِنّ بِا ِليَانِ)) [النحل‪ ،]106:‬إذ ف حالة‬
‫الكراه هذه فقط يكن للمسلم الؤمن أن يتظاهر با يرضي القوة الت تكرهه ريثما يفلت منها‪ ،‬مع بقاء قلبه مطمئنا‬
‫باليان‪ ،‬أي‪ :‬إنا حالة استثنائية وطارئة تضمر السلم وتظهر غيه‪.‬‬
‫بينما التقية الصوفية هي عكس ذلك‪ ،‬إذ هي أولً‪ :‬إبطان وحدة الوجود‪ ،‬أي‪ :‬إبطان الكفر وإظهار الشريعة‬
‫السلمية‪ ،‬وهذا هو النفاق عينه الذي هو شر أنواع الكفر‪ ،‬وأصحابه ف الدرك السفل من النار‪.‬‬
‫وهي ثانيا‪ :‬قاعدة مستمرة عندهم‪ ،‬وليست استثناء ول هي حالة طارئة‪.‬‬
‫إذن فهي مناقضة للسلم تناقضا كاملً واضحا ل نقص فيه ول لبس ول غموض‪ .‬وأسلوب التقية ف الصوفية‬
‫يتركب من‪:‬‬
‫الكذب‪ ،‬والتأويل‪ ،‬والغالطة‪ ،‬والراوغة‪ ،‬والخادعة‪.‬‬

‫* الكذب‪-:‬‬
‫مر معنا ف الفصول السابقة عشرات النماذج من كذبم‪ ،‬وهي جرع من بر‪ ،‬وبتأمل هذه النماذج‪ ،‬وغيها ما‬
‫ف كتبهم‪ ،‬نرى أنا‪:‬‬
‫كذب على ال سبحانه‪ ،‬وكذب على ملئكته‪ ،‬وكذب على كتبه‪ ،‬وكذب على رسله‪ ،‬وكذب على اليوم‬
‫الخر‪ ،‬وكذب على القضاء والقدر (خيه وشره)‪ ،‬وكذب على الصحابة‪ ،‬وكذب على أهل الكتاب‪ ،‬وكذب على‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪506‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫التاريخ‪...‬‬
‫أما الكذب على الغرافية والفلك واليولوجيا والفيزياء والكيمياء فهو من علومهم اللدنية الت عرفوها‬
‫بالكشف الذي هو حق اليقي ونور اليقي وعي اليقي؟!‬
‫ل (ف فصل‪ :‬ناذج من حكايات‬
‫ويكفي القارئ ‪-‬إذا ل يرد ترويح النفس بقراءة النصوص الكثية‪ -‬أن يقرأ مث ً‬
‫الصوفية‪ )...‬النص الذي عنوانه‪ :‬وجعلوا اللئكة معاتيه ومابيل‪.‬‬

‫* التأويل‪-:‬‬
‫للتأويل معنيان‪:‬‬
‫‪ -1‬العن العروف ف اللغة العربية والواردة به الكلمة ف القرآن الكري‪ ،‬وهو كما ف (تفسي ابن كثي)‪:‬‬
‫التفسي والبيان والتعبي عن الشيء‪ .‬وهو أيضا‪ :‬حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه‪.‬‬
‫وبشيء من إمعان النظر ف العنيي‪ ،‬نرى الثان امتدادا للول وتكملة له‪.‬‬
‫ولتوضيح ذلك‪:‬‬
‫نقرأ ف الكتاب الكيم‪(( :‬لَْيسَ كَ ِمثِْلهِ شَ ْي ٌء َو ُهوَ السّمِيعُ الَبصِيُ)) [الشورى‪ ،]11:‬و((إِنّا َخَلقْنَا الِنسَانَ مِنْ‬
‫جعَ ْلنَاهُ سَمِيعًا َبصِيًا)) [النسان‪.]2:‬‬ ‫نُ ْطفَةٍ َأمْشَاجٍ َنبَْتلِيهِ فَ َ‬
‫فال سبحانه سيع بصي‪ ،‬والنسان كذلك سيع بصي!‬
‫لكننا نعرف ‪-‬بدهيا‪ -‬وبدون أي تلكؤ‪ ،‬أن ال سبحانه وتعال سيع بصي‪ ،‬بالعن الكلي الكامل الحيط‬
‫للكلمتي‪ ،‬فهو سبحانه سيع بصي بل حدود‪.‬‬
‫وأن النسان سيع بصي‪ ،‬بالعن الزئي الناقص الحدود للكلمتي‪ ،‬فسمعُ النسان وبصرُه تدها عوامل كثية‪.‬‬
‫ومثلها‪ :‬الي‪ ،‬اللك‪ ،‬الؤمن‪ ،‬العزيز‪ ،‬البار‪...‬إل‪.‬‬
‫ومثلها الفعال الت يكن أن تعزى إليه سبحانه‪ ،‬وإل ملوقاته‪ ،‬مثل‪ :‬شاء‪ ،‬أراد‪ ،‬وغيها‪.‬‬
‫ومثلها‪ :‬الساء الت يكن أن تضاف إل الالق والخلوق‪ ،‬مثل‪ :‬أمر‪ ،‬إرادة‪ ،‬مشيئة‪ ...‬ومنها كلمة (تأويل)‪.‬‬
‫فعندما تضاف كلمة (تأويل) إل النسان‪ ،‬يفهم منها التأويل الزئي الناقص الحدود‪.‬‬
‫أما التأويل الذي يعلمه ال سبحانه‪ ،‬فهو تأويل كلي كامل ميط‪ ،‬يشمل التفسي والبيان والتعبي عن الشيء‬
‫وحقيقته‪ ،‬وما يؤول إليه أمره‪ ،‬وتفصيله الدقيق الحيط‪...‬‬
‫ل على ذلك‪ ،‬قوله سبحانه‪(( :‬اقَْترََبتِ السّاعَةُ)) [القمر‪.]1:‬‬
‫ومث ً‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪507‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫فنحن نعرف أن تأويل‪(( :‬ا ْقَترََبتِ)) [القمر‪ ،]1:‬أو (تفسيها)‪ ،‬هو‪ :‬صارت قريبة (ضد بعيدة)‪ ،‬لكن‪ ،‬ما هي‬
‫مدة هذا القتراب؟ كم عدد أيامه وساعاته ودقائقه؟ ما هي تفصيلته بدقة؟ وكيف يتم؟‪...‬إل آخر السئلة‪ ،‬وكلها‬
‫من تأويل ((ا ْقَترََبتِ)) [القمر‪ ،]1:‬الذي ل يعلمه إل ال‪.‬‬
‫ونعرف أن ((السّا َعةُُ)) [القمر‪ ،]1:‬هي نفخة الصور الول! لكن‪ ،‬كيف تقوم الساعة؟ ما هي عواملها‬
‫بالتفصيل؟ وما هي نتائجها بالتفصيل أيضا؟ والسئلة كثية‪ ،‬والجوبة عليها من التأويل الذي ل يعلمه إل ال‪.‬‬
‫هذا هو العن اللغوي القرآن لكلمة (تأويل)‪.‬‬
‫ومن هنا نعرف أن معرفتنا بعان القرآن الكري‪ ،‬مهما تعمقت‪ ،‬تبقى ناقصة‪ ،‬وأن العن الكامل يبقى غائبا عنا‪،‬‬
‫وهو ما يكن أن يسمّى (العن الباطن)‪ ،‬وهذا هو التأويل الذي يأت يوم القيامة‪(( :‬وََلقَدْ ِجئْنَاهُمْ ِبكِتَابٍ َفصّ ْلنَا ُه عَلَى‬
‫عِلْ ٍم هُدًى َورَحْمَةً ِل َق ْومٍ ُي ْؤمِنُونَ‪ .‬هَلْ يَن ُظرُونَ إِلّا تَ ْأوِيَلهُ َي ْومَ يَأْتِي تَ ْأوِيُلهُ َيقُو ُل الّذِي َن نَسُو ُه مِنْ قَبْ ُل قَدْ جَا َءتْ ُرسُلُ‬
‫سهُ ْم َوضَ ّل عَْنهُ ْم مَا كَانُوا‬‫سرُوا أَنفُ َ‬ ‫ش َفعُوا لَنَا َأ ْو ُن َردّ َفَنعْمَ َل غَْيرَ الّذِي كُنّا َنعْمَلُ قَدْ َخ ِ‬ ‫رَبّنَا بِاْلحَقّ َفهَلْ َلنَا مِنْ ُش َفعَاءَ َفيَ ْ‬
‫َيفَْترُونَ)) [العراف‪ ،]53 ،52:‬كما أن دخول أهل النة النة وأهل النار النار هو أيضا من تأويله‪.‬‬
‫‪ -2‬العن الصطلحي الذي تتبناه الركات الباطنية‪ ،‬من صوفية وغيها‪ ،‬والذي هو موضوع بثنا‪:‬‬
‫وهو إعطاءُ الكلمةِ معنً يالف العن اللغوي والشرعي الجمع عليه ف كتب اللغة والصول‪ ،‬ويتفق مع العقيدة‬
‫الباطنية للمؤولي‪ ،‬يفتشون فيه‪ ،‬أو فيها (ف اللفظ أو ف الملة) عن أي شيء يكن أن يكون رمزا أو إشارة إل شيء‬
‫من العقيدة الباطنية‪ ،‬فيبزونه‪ ،‬موهي أنه العن القيقي‪.‬‬
‫وف التقية الصوفية‪ ،‬نواجه نوعي من التأويل‪:‬‬
‫* تأويل نصوص القرآن والسنة لتتفق مع باطلهم‪ ،‬ويسمونه أيضا (التفسي الشاري)‪ ،‬نذكّر ببعضها‪:‬‬
‫‪( -‬ل إله إل ال)‪ ،‬تأويلها‪ :‬ل موجود إل ال‪.‬‬
‫‪ -‬و((إِنّ ِإلَى رَّبكَ الرّ ْجعَى)) [العلق‪ ،]8:‬تأويلها‪ :‬إن الخلوقات ترجع إل ربا الذي صدرت عنه لتندمج فيه‪.‬‬
‫‪(( -‬الّذِينَ يَذْ ُكرُونَ الّلهَ قِيَامًا َوُقعُودًا َوعَلَى جُنُوِبهِمْ)) [آل عمران‪ ،]191:‬تأويلها‪:‬‬
‫عبارة‪(( :‬يَ ْذ ُكرُونَ الّلهَ)) [آل عمران‪ ،]191:‬يدخل فيها ترديد كلمة‪( :‬ال حي) بتقاطيعها ل بألفاظها‪.‬‬
‫وعبارة‪ِ(( :‬قيَامًا وَُقعُودا)) [آل عمران‪ ،]191:‬تشي إل القفز‪ ،‬وبذلك تكون الية مشية إل الضرة الصوفية!‬
‫وينسون طبعا أو يتناسون عبارة‪َ (( :‬وعَلَى ُجنُوِبهِمْ)) [آل عمران‪!]191:‬‬
‫ح مِنْ َأ ْمرِ َربّي)) [السراء‪ :]85:‬معن كونه ربانيا أنه من أسرار علوم الكاشفة ول رخصة ف‬
‫‪((...-‬قُلِ الرّو ُ‬
‫إظهاره إذ لَ ْم يظهره رسول ال صلى ال عليه وسلم(‪..)1‬‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)3/243( :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪508‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ونزيد ف التأكيد بإضافة نص للغزال ف (إحيائه)‪ ،‬مر ف مكان سابق من هذا الكتاب‪ .‬يقول‪:‬‬
‫‪...‬ث إذا انكشفت لم أسرار المور على ما هي عليه‪ ،‬نظروا إل السمع واللفاظ الواردة‪ ،‬فما وافق ما‬
‫شاهدوه بنور اليقي قرروه‪ ،‬وما خالف أولوه(‪..)1‬‬
‫إذن‪ ،‬فهم يؤولون نصوص القرآن والسنة الت تالف كشفهم! وهذا يعن‪:‬‬
‫أ‪ -‬ل يؤمنون إل بكشوفهم وهلوساتم كمصدر للعتقادات والعبادات‪.‬‬
‫ب‪ -‬ينكرون العن الصحيح للنص القرآن أو السن‪ ،‬ويرفضونه‪.‬‬
‫ج‪ -‬يافون من إعلن هذا الرفض؛ لنه يرد عليهم سيف الردة (سيف اللج)‪.‬‬
‫د‪ -‬لذلك يتظاهرون باليان بنصوص القرآن والسنة الخالفة لكشوفهم‪ ،‬ولكنهم يقولون‪ :‬إن لا معن باطنا‪،‬‬
‫هو معناها الصحيح‪.‬‬
‫هـ‪ -‬يفتشون ف النص عن أي شيء يكن أن يروا فيه إشارة أو رمزا لا يعتقدون‪.‬‬
‫و‪ -‬يسلطون الضواء على هذا الشيء ويبزونه‪ ،‬وكأنه العن القيقي للنص!‬
‫ز‪ -‬وإذا ل يستطيعوا إقناع الخرين لقبول تأويلتم‪ ،‬عمدوا إل خدعة أخرى؟ فقالوا عن العن الصحيح‬
‫للنص‪ :‬إنه العن الظاهر! وقالوا عن تأويلهم الباطل‪ :‬إنه العن الباطن!‬
‫والنتيجة‪:‬‬
‫تأويل نصوص القرآن والسنة‪ ،‬هو كفر صراح بالنصوص‪ ،‬وأسلوب للتخلص من عقوبة هذا الكفر‪ ،‬وخداع‬
‫للمسلمي لرهم إل ضللت التصوف‪.‬‬
‫* النوع الثان من التأويل الذي يارسه التصوفة ف كل مناسبة هو تأويل ضللتم‪ ،‬وتأويل نصوصهم الدالة‬
‫على ضللتم لظهارها وكأنا ل تالف الشريعة السلمية‪ .‬يفعلون ذلك لهداف‪:‬‬
‫أ‪ -‬التستر على باطلهم‪ ،‬والتظاهر بأنم ل يالفون القرآن والسنة!‬
‫ب‪ -‬الضحك على أذقان الغفلي لئل يتهموهم بالكفر والزندقة‪.‬‬
‫ج‪ -‬خداع السلمي لقناعهم أن الصوفية من السلم‪ ،‬ث جرهم إليها‪.‬‬
‫د‪ -‬خداع الذين ل يقتنعون بضللت الصوفية‪ ،‬ليتركوا تلك النصوص تسري بي السلمي بدوء ليستطيعوا‬
‫هم أن ينصبوا شباكهم بدوء‪ ،‬ويصيدوا با فرائس جديدة بدوء‪ .‬وبذه الفرائس الديدة يزيد مدد الشيخ وتستمر‬
‫مسية الكهانة‪ .‬وبذه الفرائس الديدة تزداد قناعة الجاذيب بأن جذباتم التحشيشية الشراقية هي فتوحات إلية‪،‬‬

‫‪ )(1‬إحياء علوم الدين‪.)1/92( :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪509‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وبأن هلوساتم هي نور اليقي وعي اليقي وحق اليقي‪.‬‬
‫وغفلة السلمي جعلت التصوفة يتمادون بالقول بالتأويل! فكلما جئتهم بنص من نصوصهم الضللية‪ ،‬قالوا‬
‫لك‪ :‬هذا له تأويل! فنقول‪:‬‬
‫إن هذا التأويل‪ ،‬والقول بذا التأويل‪ ،‬هو كفر وزندقة وردة‪ ،‬وهو كيد للسلم ومكر بالسلمي‪ ،‬وضحك‬
‫على ذقون الغفلي لرهم إل أحضان الشياطي‪ ،‬ث إل جهنم وبئس الصي‪.‬‬

‫* اللصة‪:‬‬
‫للكفر مدخلن‪:‬‬
‫‪ -1‬رفض ما جاء به ممد صلى ال عليه وسلم بصراحة‪ .‬وهذا كفر فيه صدق ووضوح‪.‬‬
‫‪ -2‬تأويل ما جاء به ممد‪ ،‬أو بعض ما جاء به‪ .‬وهذا رفض متستر‪ ،‬وهو كفر فيه خبث ومكر وكيد‬
‫وخداع‪ ،‬فهو شر من الكفر الول‪.‬‬

‫* الغالطة والراوغة والخادعة‪-:‬‬


‫سنورد صورا سريعة من مغالطاتم ومراوغاتم ومادعاتم‪ ،‬حيث يأت ف قمتها أمران‪:‬‬
‫‪ -‬الطريقة البهانية الغزالية‪ ،‬أي‪ :‬مزج السلم بالتصوف‪ ،‬وهو ما اعتادوا على تسميته بالتصوف السن‪.‬‬
‫‪ -‬التأويل الصطلحي‪.‬‬
‫وتكاد كل خدعهم ومغالطاتم ومراوغاتم أن تكون فروعا لاذين الصلي‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬لو قال قائل‪ :‬إن الصوفية كفر‪ ،‬لسمع أجوبة كثية مثل‪ :‬الذي يصلي ويصوم ويقرأ القرآن‪ ...‬هل هو كافر؟‬
‫الواب‪ :‬إن الصلة والصيام وقراءة القرآن ليست من الصوفية‪ ،‬بل هي من السلم الذي مزج به التصوف‪.‬‬
‫والمر ل يصي طيبا ول حللً إذا مزج بالاء أو بالعسل‪ ،‬بل يبقى خبيثا ومرما‪ .‬وكذلك الصوفية تبقى زندقةً‬
‫وكفرا ولو مزجت بالصلة والصيام وقراءة القرآن والزكاة والقتال مع الجاهدين ف سبيل ال‪...‬‬
‫‪ -‬من الغالطات أن نسمع من يتظاهر بنقد التصوف‪ ،‬ويقول برزانة‪ :‬إنم يبالغون ف التعبد‪ ،‬والبالغة ف التعبد‬
‫ليست حراما‪ ،‬ولكنها قد تثي اللل عند بعضهم‪...‬‬
‫‪ -‬ما يرددونه دائما وبعناد قولم عن الية‪(( :‬الّذِي َن يَذْ ُكرُونَ الّلهَ ِقيَامًا وَُقعُودًا َوعَلَى ُجنُوِبهِمْ)) [آل عمران‪:‬‬
‫‪ ،]191‬تعن الضرة الصوفية!‬
‫الواب‪ :‬ل تساعد اللغة العربية على هذا الفهم‪ ،‬كما ل يفهمها أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كذلك‪ ،‬ول التابعون ول تابعوهم‪ .‬ومعن الية هو أن يذكر السلم ال ف جيع الالت‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪510‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬لو عرضت عليهم أحد النصوص الصوفية الشحونة بالكفر والزندقة‪ ،‬فسترى الواب حاضرا‪( :‬هذا له‬
‫تأويل)!!‪ ،‬أو يقولون‪( :‬هذا مدسوس)‪.‬‬
‫‪ -‬وهذه صورة من أساليبهم ف الراوغة‪ ،‬يتسلى القارئ بتحليلها‪ ،‬يقول ابن عجيبة‪:‬‬
‫‪...‬ولذلك كان النظر ف الكتب يضعف السالك لتشعبها وكثرتا عند اختلف المم‪ ،‬ل سيما من جُبلت‬
‫طبيعته على علم الظاهر‪ ،‬فإنه أبعد الناس عن الطريق ما ل يدّاركه ال بفتح منه؛ لن التشريع كلّ حكمة منها تتها‬
‫حِكَم‪ ،‬مَن ل يفهمها فبستانه مزهر غي مثمر‪ ،‬ومن هنا وقع النكار‪ ،‬حت امتحن ال كثيا من الصوفية على أيدي‬
‫علماء الظاهر عندما نسبوهم للكفر والزندقة والبدعة والضلل! وسر الصوصية يقتضي ذلك ل مالة‪(( ،‬سُنّةَ الّلهِ‬
‫ل وََللََبسْنَا َعلَْيهِ ْم مَا‬
‫جعَلْنَا ُه رَجُ ً‬
‫ت مِنْ قَْبلُ َولَنْ تَجِ َد لِسُنّةِ الّلهِ تَبْدِيلً)) [الفتح‪(( ..]23:‬وََلوْ َج َعلْنَا ُه مَلَكًا َل َ‬
‫الّتِي قَ ْد خََل ْ‬
‫َيلْبِسُونَ)) [النعام‪ .]9:‬وما هلكت المم السابقة إل بقولم‪(( :‬إِنّا وَجَ ْدنَا آبَاءَنَا عَلَى ُأمّ ٍة وَإِنّا عَلَى آثَا ِرهِمْ ُمقْتَدُونَ))‬
‫[الزخرف‪ .]23:‬فتحصل أن النسان إذا جال مع النفس ف ميدانا فجاهدها حت هذبا وطهرها من الوصاف‬
‫الاجبة لا‪ ،‬رجعت نفسه حينئذ إل أصلها‪ ،‬وهي الضرة الت كانت فيها‪ ،‬إذ ل تكن بينها وبي الضرة إل الجب‬
‫الظلماتية‪ ،‬فلما تلصت منها رجعت إل أصلها نورا مشرقا(‪...)1‬‬
‫‪ -‬نترك للقارئ التسلية بتحليل ما فيها من الخادعات والغالطات‪ ،‬لكن ننبه إل نقطة واحدة فقط‪ ،‬هي قوله‪:‬‬
‫ت مِنْ َقبْلُ‪[ ))...‬الفتح‪،]23:‬‬
‫(حت امتحن ال كثيا‪...‬وسر الصوصية يقتضي ذلك ل مالة‪(( ،‬سُنّ َة الّلهِ الّتِي قَدْ خََل ْ‬
‫فنقول له‪ :‬هذا افتراء على ال الكذب‪ ،‬فأكثر من نصف سكان الرض يؤمنون بسر الصوصية‪ ،‬هذا الذي تدعيه‪ ،‬ول‬
‫يتحنوا ل هم ول كهانم‪ ،‬فاليونيون والرواقيون واليلوسيون والغنوصيون والنادكة والبوذيون والطاويون وغيهم‪،‬‬
‫كلهم كانوا وما زالوا يترمون كهانم الذين تققوا بسر الصوصية ويبجلونم‪ ،‬ول يُمتحن أصحاب هذا السر إل ف‬
‫السلم!‬
‫لذلك‪ ،‬فإما أن يكون أصحاب سر الصوصية كفارا زنادقة‪ ،‬أو يكون السلم غي صحيح‪ ،‬ول ثالث لاذين‬
‫الحتمالي‪.‬‬
‫‪ -‬ومن مغالطاتم‪ ،‬قول ممد الهدي الصيادي (الرواس)‪ :‬وما ل يلتفت إليه التشدق با أبمه وأوهه البتدعة‬
‫أهل الوحدة الطلقة(‪....)2‬‬
‫هذا القول هو مثل قولم‪ :‬علومنا مقيدة بالقرآن والسنة‪ ،‬ومثل قول قائلهم‪ :‬ل يكون الصديق صديقا حت‬
‫يشهد له ف حقه سبعون صديقا أنه زنديق؛ لن الصديق يعطي الظاهر حكم الظاهر والباطن حكم الباطن‪ ،‬ويمل‬
‫نفس معن العبارة‪ :‬اجعل الفرق ف لسانك موجودا والمع ف جنانك مشهودا‪ ،‬وأترك تليلها للقارئ‪ ،‬مع التذكي‬
‫بأن أهل الوحدة الطلقة هم الذين يصرحون بوحدة الوجود ول يقيدون عباراتم بالرمز واللغز‪.‬‬

‫‪ )(1‬إيقاظ المم‪( ،‬ص‪.)349:‬‬


‫‪ )(2‬فصل الطاب‪( ،‬ص‪.)203:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪511‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ومن أساليبهم ف الغالطة قول عبد الكري اليلي‪:‬‬
‫‪...‬فل بد لن يقصد معرفة علمنا هذا‪ ..‬أن يقيس العلوم الواردة إليه على الصول الشروعة الت قد ثبتت‬
‫بالكتاب والسنة والجاع؟ فما وجده من تلك العلوم موافقا للشريعة فيقصده ويتجلى به‪ ،‬وما وجده مالفا توقف‬
‫عن استعماله إل أن يفتح ال على ما يؤيده من الشريعة‪ ،‬فيستعمله حينئذ(‪...)1‬‬
‫للحوظة الغالطة هنا يب أن ننتبه إل قوله‪ :‬وما وجده مالفا توقف عن استعماله إل أن يفتح ال على ما‬
‫يؤيده من الشريعة‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فما يالف القرآن والسنة ليس كفرا‪ ،‬ول يب تركه ونبذه‪ ،‬وإنا يتوقف فقط عن استعماله ريثما يفتح‬
‫ال عليه (تعال ال عن الداع)‪ ،‬بنص يكن تأويله با يوافق الخالفة‪.‬‬
‫‪ -‬ومن مغالطاتم ومراوغاتم قول اليلي نفسه‪:‬‬
‫‪...‬ث قال المام الكمل‪ :‬كل حقيقة ل يؤيدها شريعة فهي زندقة‪ ،‬يريد أن كل علم َي ِردُ عليك من القائق‬
‫الت ل تؤيدها الشريعة‪ ،‬فاستعمال ذلك العلم زندقة منك؛ لنك تفعل خلف الشرائع؛ لن القائق فيها زندقة‪ ،‬إذ‬
‫ليس ف القائق مسألة إل وقد أيدها الكتاب والسنة(‪...)2‬‬
‫أرجو من القارئ أن ينتبه إل قوله‪ :‬فاستعمال ذلك العلم زندقة منك‪ ،...‬وأن يلل بنفسه الغالطة والراوغة ف‬
‫هذه العبارة وف النص كله‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أشهر مغالطاتم قولم بالدس عليهم‪ ،‬وهذا مثل منها‪:‬‬
‫يقول عبد الوهاب الشعران‪:‬‬
‫‪...‬وكان (ابن عرب) متقيدا بالكتاب والسنة‪ ...‬وجيع ما عارض من كلمه ظاهر الشريعة وما عليه المهور‬
‫فهو مدسوس عليه‪ ،‬كما أخبن بذلك سيدي الشيخ أبو الطاهر الغرب نزيل مكة الشرفة‪ ،‬ث أخرج ل نسخة‬
‫(الفتوحات) الت قابلها على نسخة الشيخ الت بطه‪ ،‬ف مدينة قونية‪ ،‬فلم أر فيها شيئا ما كنت توقفت فيه وحذفته‬
‫حي اختصرت (الفتوحات)(‪.)3‬‬
‫‪ -‬جوابنا‪ :‬ل يبي لنا القطب الربان شيئا من هذه الدسوسات‪ .‬ث إن كل ما ف (الفتوحات) يدور حول‬
‫وحدة الوجود‪ ،‬إما تصريا‪ ،‬أو بالعبارة الصوفية‪ ،‬ولو حذفناها لا بقي من (الفتوحات) شيء! فما الذي يكن أن‬
‫يدس عليها؟ وهل يتاج البحر اليت إل دس اللح عليه ليغدو ملحا؟؟ ث إن الفتوحات ل يطبعها إل التصوفة‬
‫وأقطابم‪ ،‬ول يهتم بدراستها إل التصوفة وأقطابم‪ ،‬فلِمَ ل يذفون هذا الدسوس؟‪ ...‬والسئلة كثية‪.‬‬

‫‪ )(1‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)9:‬‬


‫‪ )(2‬الناظر اللية‪( ،‬ص‪.)9:‬‬
‫‪ )(3‬اليواقيت والواهر‪.)1/6( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪512‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ويتمم الشعران مراوغاته‪:‬‬
‫وقد دس الزنادقة تت وسادة المام أحد بن حنبل ف مرض موته عقائد زائغة‪ ،‬ولول أن أصحابه يعلمون منه‬
‫صحة العتقاد لفتتنوا با وجدوه تت وسادته‪.‬‬
‫وكذلك دسوا على شيخ السلم مد الدين الفيوزأبادي صاحب (القاموس) كتابا ف الرد على أب حنيفة‬
‫وتكفيه‪ ،‬ودفعوه إل أب بكر الياط اليمن البغوي‪ ،‬فأرسل يلوم الشيخ مد الدين على ذلك‪ ،‬فكتب إليه الشيخ مد‬
‫الدين‪ :‬إن كان بَلغَك هذا الكتاب فأحرقه فإنه افتراء من العداء‪ ،‬وأنا من أعظم العتقدين ف المام‪...‬‬
‫الواب على هذا الكلم (مع غض النظر عن صدقه أو كذبه)‪:‬‬
‫عرف أصحاب أحد بن حنبل العقائد الزائفة الدسوسة فنبذوها‪ ،‬ول يبق لا أثر‪ ،‬فِلمَ ل تفعلون مثل ذلك‬
‫وتنبذون ما ف كتب التصوفة من وحدة الوجود وأساليب التقية‪ ،‬وخداع السلمي؟؟ لِمَ ل تفعلون ذلك؟ إذ لو فعلتم‬
‫ذلك لصبحت كتب الصوفية شبه بيضاء‪.‬‬
‫‪ -‬يتمم‪:‬‬
‫وكذلك دسوا على المام الغزال عدة مسائل ف كتاب (الحياء)‪ ،‬وظفر القاضي عياض بنسخة من تلك‬
‫النسخ فأمر بإحراقها‪.‬‬
‫وكذلك دسوا علي أنا ف كتاب السمى بـ(البحر الورود) جلة من العقائد الزائفة وأشاعوا تلك العقائد ف‬
‫مصر ومكة نو ثلث سني‪ ،‬وأنا بريء منها‪...‬‬
‫‪ -‬نقول‪ :‬بثل هذا يادعون الذين آمنوا ويغالطونم ويستجرونم إل ظلمات التصوف‪ ،‬أو على القل يوهونم‬
‫أن التصوفة مظلومون مكذوب عليهم‪ .‬والقول بأنم دسوا على الغزال مسائل ف (الحياء) هو كذب‪ .‬وقوله‪ :‬إنم‬
‫دسوا عليه ف (البحر الورود) هو كذب‪ ،‬ومثل هذا الكذب يدل على أن قائله ل ياف ال ول يرجو اليوم الخر‪،‬‬
‫مع العلم أن كتاب (الحياء) الذي أمر القاضي عياض بإحراقه هو نفس هذا التداول بي اليدي الن‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أبشع مغالطاتم ومادعاتم ف كتبهم الت يترجون فيها لعيانم‪ ،‬أنم يوردون قبل كل شيء أساء‬
‫كبار الصحابة على أنم من أولياء ال التصوفة‪ ،‬ث يوردون أساء كهانم‪ ،‬ويلطون معهم علماء أجلء مثل ابن حنبل‬
‫أو الشافعي أو الثوري أو العز بن عبد السلم أو ابن الوزي أو غيهم‪ ،‬فيوهون الغافلي ويستجرونم إل أحضان‬
‫إبليس‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا نص من كتاب حديث العهد‪ ،‬قد يزيد عدد الكاذيب فيه عن عدد سطوره‪ :‬ولا كان أهل ال هم‬
‫أهل الرحة الواسعة‪ ،‬وهم أهل الفتوة والشفقة على عباد ال عامة‪ ،‬فما بالك بن وقع فيهم من المة الحمدية خاصة‪،‬‬
‫سواء كان هذا الوقوع منهم عن قصدٍ أو خطأ ف الجتهاد‪ ،‬فإل المام ابن تيمية ومقلديه من أصحاب سوء الظن‬
‫بعباد ال‪ ،‬أنقل هذه العبارة من (الفتوحات الكية) (الزء‪ :‬الول) (الصفحة‪ :)616 :‬يقول الشيخ الكب‪ :‬إن من‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪513‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فتوة أهل هذا الطريق ومعرفتهم بالنفوس أنم إذا كان يوم القيامة‪ ،‬وظهرما لم من الاه عند ال‪ ،‬خاف منهم من‬
‫آذاهم هنا ف الدنيا‪...‬‬
‫‪ -‬للقارئ أن يتسلى بتحليل هذا النص‪ ،‬لعرفة ما فيه من افتراءٍ على ال سبحانه‪ ،‬ومادعةٍ ومراوغةٍ ومناقضةٍ‬
‫للقرآن والسنة‪ ،‬وَتعَالُ ٍم بالغيب‪.‬‬
‫لكن هذا الصرار على الكيد للسلم والكر بالسلمي‪ ،‬بأسلوبه العميق الادئ الملس التلوي الذي يشو‬
‫زعاف السم ف برشامات جيلة الظهر مكتوب عليها‪ :‬أهل ال‪ ،‬أهل الرحة‪ ،‬الشفقة على عباد ال‪ ،..‬هذا الصرار‬
‫بذا السلوب البيث يعلنا نتوجه إل ال سبحانه بقلوبنا وكل حواسنا سائلي إياه أن يهدي هذه الطائفة الضالة‬
‫الضلة‪ ،‬أو أن يكبتها فيقف كيدها ومكرها بالسلم والسلمي‪.‬‬
‫‪ -‬ومن اللحوظات‪ :‬يتحدث عن أهل ال الذين هم أهل الرحة‪...‬والواب‪:‬‬
‫نعم يوجد ف بن آدم من هم من أهل ال ومن أهل الرحة‪...‬ولكن ما هو برهان هذا الدعي أنم هم التصوفة؟‬
‫وهل تكفي وسوسات إبليس للبهنة على ما يدعيه؟!‬
‫‪ -‬ث هو يهاجم بأسلوب فيه نعومة أولئك الذين يسميهم‪ :‬أصحاب سوء الظن بعباد ال‪ ،..‬والواب‪:‬‬
‫إن الذين يكمون على التصوف بأنه مستنقع الكفر والزندقة والضلل‪ ،‬إنا يعتمدون ف ذلك على النصوص‬
‫البينة من القرآن والسنة‪ ،‬وعلى مالفة الصوفية الواضحة وضوح الشمس ف رائعة نار مشرق لذه النصوص‪ ،‬جلةً‬
‫وتفصيلً‪ ،‬وعلى التزام التصوفة بالكذب الفاجر الذي ل حدود له‪ ،‬عندما يقولون دون خوف من ال تعال ول خجل‬
‫من عباده‪ :‬إنم ملتزمون بالقرآن والسنة! بينما هم ف القيقة ملتزمون بلوسات الذبة الت يسمونا الكشف‪.‬‬
‫فهل السلمون الذين يبينون للناس هذا النكر الاحق‪ ،‬هم من أصحاب سوء الظن بعباد ال؟!‬
‫إن إحسان الظن واجب عندما يتعلق المر بسائل شخصية بتة‪.‬‬
‫أما إن كان يس دين السلم وأمة السلم‪ ،‬فإحسان الظن والسكوت ها دخول ف لعنة ال‪ُ(( :‬لعِنَ الّذِي َن‬
‫صوْا وَكَانُوا َيعْتَدُونَ‪ .‬كَانُوا ل يََتنَا َهوْ َن عَ ْن مُن َكرٍ‬
‫َك َفرُوا مِ ْن بَنِي ِإ ْسرَائِي َل عَلَى ِلسَا ِن دَا ُو َد َوعِيسَى ابْ ِن َمرْيَ َم ذَِلكَ بِمَا َع َ‬
‫َفعَلُوهُ لَِبْئسَ مَا كَانُوا َي ْفعَلُونَ)) [الائدة‪ .]79:‬وواجب السلم العمل على إزالة النكر‪ ،‬وواجب أصحاب النكر أن‬
‫يسرعوا ف ترك النكر مع التوبة والستغفار‪ ،‬فإن أصروا على منكرهم وعلى الدعوة إل منكرهم! فهل يستطيع مسلم‬
‫ياف ال ويرجو اليوم الخر أن يسن الظن بم؟!‬
‫‪ -‬ث يورد الؤلف قول شيخه الكب‪ :‬إن من فتوة أهل‪...‬وظهر ما لم من الاه عند ال‪ ،‬خاف منهم من‬
‫آذاهم‪...‬‬
‫والواب‪:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪514‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫سهُمْ بَ ِل الّلهُ ُيزَكّي مَ ْن يَشَا ُء وَل‬
‫أ‪ -‬إن تزكية النفس هي من كبائر الث‪(( :‬أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِينَ ُيزَكّونَ أَنفُ َ‬
‫ب وَ َكفَى ِبهِ إِثْمًا مُبِينًا)) [النساء‪.]50 ،49:‬‬ ‫ف َيفَْترُونَ َعلَى الّلهِ الْكَ ِذ َ‬
‫يُ ْظلَمُونَ فَتِيلًا‪ .‬ان ُظرْ كَيْ َ‬
‫((فَل ُتزَكّوا أَنفُسَكُ ْم ُهوَ َأعْلَمُ ِبمَنِ اّتقَى)) [النجم‪.]32:‬‬
‫((وَمَا َأ ْدرِي مَا ُي ْفعَلُ بِي وَل بِ ُكمْ إِنْ أَتّبِعُ ِإلّا مَا يُوحَى ِإلَيّ)) [الحقاف‪.]9:‬‬
‫ب‪ -‬قوله هذا هو‪ ،‬على كل حال‪ ،‬أمر غيـب ل يُعرف إل بنص من القرآن والسنة‪ ،‬ونصوص القرآن والسنة‬
‫تكم عليهم أنم من أضل عباد ال‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا نص آخر من نفس الكتاب الذي قد يزيد عدد الكاذيب فيه عن عدد سطوره‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫وكان الشيخ أبو مدين‪...‬إذا قيل له‪ :‬قال فلن عن فلن عن فلن‪ ،‬يقول‪ :‬ما نريد نأكل قديدا‪ ،‬ائتون بلحم‬
‫طري‪ ،‬وف رواية‪ :‬أطعمونا لما طريا‪ ،‬كما قال ال تعال‪(( :‬لِتَأْكُلُوا مِْنهُ َلحْمًا َطرِيّا)) [النحل‪ ،]14:‬ل تطعمونا‬
‫قديدا‪.‬‬
‫يعلق الؤلف فيقول‪ :‬أي ل تنقلوا إلينا إل ما يُفتح به عليكم ف قلوبكم‪ ،‬ل تنقلوا إلينا فتوح غيكم‪...‬‬
‫‪ -‬الواب‪ :‬نستطيع أن نعرف الغالطة ف هذا السلوب والخادعة‪ ،‬إذا عرفنا أنم يعتقدون أن الوحي الذي‬
‫كان ينل على ممد هو فتوح مثل فتوحهم‪.‬‬
‫‪ -‬وكل كتبهم هي من مادعاتم ومراوغاتم‪ ،‬وف مقدمتها‪( :‬اللمع) ولو أنصف لسماه (الظلم)‪ ،‬و(إحياء‬
‫علوم الدين) ولو صدق لسماه (إحياء علوم الكهانة)‪ ،‬و(الرسالة القشيية) (رسالة الضلل والدجل)‪ ،‬و(الكم‬
‫العطائية) الت هي (نقم ضللية كفرية)‪ ،‬مرورا بكل كتبهم حت الوصول إل الديث منها‪ ،‬وإل ما سيؤلّف ف آتٍ‬
‫من الزمن‪.‬‬
‫إن كل كتاب جديد يؤلف ف التصوف‪ ،‬إنا هو أسلوب جديد ف الخادعة والراوغة والدجل يقدمه مؤلفه‬
‫ليدعم به مسية الكهانة ف المة السلمية‪.‬‬
‫ومثلً منها‪ :‬كتاب من كتبهم الديثة الت يقتنونا بنشاط‪ ،‬نرى عناوين فصوله كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف‪ :‬نقرؤه فل ند فيه شيئا من التعريف‪ ،‬وإنا ند جلً دعائيه يزينون با الصوفية للقارئ ليخدعوه‬
‫ويضللوه‪.‬‬
‫‪ -‬الشتقاق‪ :‬نقرؤه فل ند فيه أي بث علمي صحيح عن الشتقاق إل جلً للدعاية للصوفية‪.‬‬
‫ث نقرأ ‪ -‬كما ف كل كتبهم‪ -‬فصولً عما يسمونه القامات‪ ،‬مثل التوبة والزهد والورع والتوكل‪...‬إل آخر‬
‫ما هنالك‪ ،‬وهي كما رأينا‪ ،‬ل علقة لا بالطريقة ول بالقيقة‪ ،‬وإنا هي أساليب دعائية يزينون با الدعاية للصوفية‬
‫بأسلوب ماهر ذكي يدعون به القارئ الذي يهل ما هي الصوفية‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪515‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -‬ومن أساليبهم الناعمة ف الغالطة‪ ،‬إيرادهم قصصا عن بعض شيوخهم تظهر تسكهم بالسلم أو ببعض‬
‫ل على صحة الصوفية‪.‬‬
‫سننه‪ ،‬وكيف أنم ينفرون من الخلل بالداب السلمية‪ ،‬ويعلون هذا دلي ً‬
‫والواب‪ :‬إن التمسك بالتعاليم السلمية وسننها وآدابا هو من السلم وليس من الشراق‪ ،‬والتمسك‬
‫بالسلم وآدابه ل يعل الشراق إحسانا‪ ،‬ول الزندقة إيانا‪ ،‬وهم عندما مزجوا الشراق بالسلم أساءوا إل السلم‬
‫ول يغيوا شيئا ف الشراق‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أساليبهم الناعمة ف الغالطة‪ :‬ذكرهم لبعض الطرق الت عمل بعض أتباعها أو مشايها على نشر‬
‫السلم بي غي السلمي‪ ،‬أو قاتلوا الستعمار وجاهدوا لعلء كلمة السلم‪.‬‬
‫والواب على هذا مثل الواب على سابقه‪ ،‬هو أن العمل على نشر السلم والهاد ف سبيل ال هو من تعاليم‬
‫السلم ول علقة له بالشراق‪ ،‬ويبقى الشراق زندق ًة وكفرا ولو جاهد أصحابه ف سبيل ال‪ ،‬ويبقى مزج الشراق‬
‫بالسلم ضللً بعيدا وإساءةً كبى للسلم وتدميا للعقيدة ف نفوس السلمي‪ .‬وهل يصبح الزنا (مثلً) ولية إذا‬
‫مزجه مازجٌ بالسلم؟!‬

‫* الوحدة الطلقة‪:‬‬
‫الوحدة الطلقة هي التصريح بوحدة الوجود بالعبارة الطلقة‪ ،‬أي غي القيدة بالشارة والرمز واللغز‪ ،‬وهذا هو‬
‫الكفر والزندقة عندهم؛ وهم ل يعنون بالكفر والزندقة الروج من الولية والصديقية‪ ،‬ل‪ ،‬وإنا يعنون با أنا كفر‬
‫وزندقة بالنسبة للشريعة (الت هي الظاهر) ل بالنسبة للحقيقة‪ ،‬إذ هي عندهم‪ ،‬بالنسبة لقيقتهم‪ ،‬ولية وصديقية‬
‫وقرب ومعرفة‪ ،‬لكن يب أن تبقى مكتومة وأل يعب عنها إل بالعبارة الصوفية‪ ،‬وهم ف واقع المر يستعملون عبارة‬
‫(الوحدة الطلقة للخداع والتضليل والتهرب من سيف اللج)‪.‬‬
‫وقد مر معنا قول قائلهم‪ :‬إن النيد والشبلي أفتيا بزندقة اللج وبقتله‪ ،‬وها يعلمان أنه ول ال حقا‪ ،‬كما‬
‫رأينا قول عارفهم الغوث‪ :‬وبويعت ف الضرة على التباعد عن أناس ابتُلوا بالنتقاد والعتراض على أولياء ال تعال‪،‬‬
‫وذلك فيما يقبل التأويل! وهو يعن بذا أن العبارة الصوفية يب أن تكون قابلة للتأويل ليمكن بذلك خداع‬
‫السلمي! أما إن ل تكن قابلة للتأويل فالذنب ذنب الصوف عندئذ؛ لنه سيكون من أهل الوحدة الطلقة‪ ،‬الذين ل‬
‫يقيدون عبارتم بالشارة والرمز واللغز الت تعل التأويل مكنا‪ ،‬والت هي من الطريقة البهانية الغزالية الت تترست‬
‫به‪ ،‬فاستطاعت أن تدع السلمي وعلماء السلمي طيلة تسعة قرون أو تزيد‪ ،‬واستطاعت بذلك أن تصل إل غاية‬
‫إبليس من ورائها بتحريف العقيدة السلمية ف النفوس‪ ،‬ودفعها إل التخبط ف ظلمات بعضها فوق بعض‪ ،‬وإيصال‬
‫الجتمعات السلمية إل ما هي عليه من فساد وضياع‪.‬‬
‫ومثال من يقولون عنهم إنم من أهل الوحدة الطلقة (ابن سبعي) لثل قوله‪:‬‬
‫والمر أوضح من نار على علم‬ ‫كم ذا توه بالشعبي والعلم‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪516‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫فهو يطلب ترك التمويه بالشارة والرمز (كم ذا توه بالشعبي والعلم)‪ ،‬ويدعو إل الصدع بقيقتهم الت هي‬
‫ف نظره أوضح من نار على علم‪ .‬وقولم عنه إنه من أهل الوحدة الطلقة ل يعن مطلقا أنم ل يعتقدون بوليته‬
‫العظمى وقطبيته‪ ،‬هذا إن ل يكونوا يعتقدون بغوثيته‪.‬‬
‫ومثله عمر بن الفارض‪ ،‬لثل قوله‪:‬‬
‫بتقييده ميلً لزخرف زينة‬ ‫وصرح بإطلق المال ول تقل‬
‫وكلنا يعلم أن عمر بن الفارض عندهم هو سلطان العاشقي‪ ،‬حت قال فيه شاعرهم‪:‬‬
‫وجبت عليه زيارة ابن الفارض‬ ‫ل يبق صيب مزنة إل وقد‬
‫ومن الشيخات الصوفية الت يعلونا من أهل الوحدة الطلقة (الطريقة السبعينية)‪،‬‬
‫لن ذكرهم كان‪( :‬ليس إل ال) بدلً من‪( :‬ل إله إل ال)؛ لن عبارة‪( :‬ليس إل ال) تصرح بوحدة الوجود‪،‬‬
‫ول تقيدها بالشارة والرمز واللغز‪.‬‬
‫وأعيد القول‪ :‬إنم يعنون بعبارة (الوحدة الطلقة) أي‪ :‬الوحدة غي القيدة بالشارة والرمز واللغز‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪517‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الباب الرابع‬
‫مناقشات ودراسات متلفة‬

‫الفصل الول‬
‫مناقشة التعاريف واشتقاق (الصوفية)‬
‫* التعاريف‪:‬‬
‫كثيا ما تورد كتب التصوف تعاريف للصوفية‪.‬‬
‫وكل تعاريفهم ليس فيها شيء من التعريف‪ ،‬إل لفتات دعائية‪ ،‬هي عبارات مرموزة منمقة ل يفهمها إل‬
‫التمرس بأساليبهم‪ ،‬ومع ذلك فهي بعيدة عن أن تكون تعاريف‪ ،‬وهذه أمثلة منها‪:‬‬
‫‪ -‬التصوف‪ :‬علم تعرف به أحوال تزكية النفوس‪ ،‬وتصفية الخلق‪ ،‬وتعمي الظاهر والباطن لنيل السعادة‬
‫البدية‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف‪ :‬استعمال كل خلق سن‪ ،‬وترك كل خلق دن‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف كله أخلق‪ ،‬فمن زاد عليك بالخلق‪ ،‬زاد عليك بالتصوف‪.‬‬
‫‪ -‬التصوف‪ :‬علم يعرف به كيفية ترقي أهل الكمال من النوع النسان ف مدارج سعاداتم‪.‬‬
‫هذه ناذج من تعاريفهم‪ ،‬لو قرأها القارئ ألف مرة وألف مرة وألف مرة لا استطاع أن يتوصل إل معرفة أي‬
‫شيء عن الصوفية‪.‬‬
‫على أن التمرس بأساليبهم يعرف أن عبارت (تزكية النفوس‪ ،‬وتصفية الخلق) تعن التخلص من الشعور‬
‫بالخلوقية أو (العبودية) وتوابعها‪ .‬وأن (السعادة البدية) تعن ذوق اللوهية أو (استشعار اللوهية‪ ،‬أو الفناء ف‬
‫ال)‪...‬وكذلك معن بقية العبارات‪.‬‬
‫وبدون إطالة‪ ،‬التعريف الصحيح هو‪:‬‬
‫الصوفية هي رياضات يقوم با السالك حت يصل إل الذبة‪ ،‬حيث يرى ‪-‬بتأثي إياءات شيخه الؤله‪ -‬رؤىً‬
‫يتوهم ف بعضها أنا تقق باللوهية‪ ،‬وبالتال استشعار لوحدة الوجود‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪518‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* اشتقاق كلمة الصوفية‪:‬‬
‫كتبوا وقالوا كثيا عن أصل السم (الصوفية) فكان ما كتبوا‪:‬‬
‫صفَة‪ ،‬وقيل‪ :‬من‬
‫صفّة‪ ،‬وقيل‪ :‬من ال ّ‬
‫الصوفية من الصوفة‪ ،‬أي‪ :‬كالصوفة الطروحة استسلما‪ ،‬وقيل‪ :‬من ال ّ‬
‫الصفاء‪ ،‬وقيل‪ :‬من الصفوة‪ ،‬وقيل‪ :‬من صوفة (لقب رجل ف الاهلية)‪ ،‬وقيل‪ :‬من الصوف‪ ،‬وقيل‪ :‬من الصوفانة (بقلة‬
‫زغباء قصية)‪ .‬وهم غي متفقي ف شيء منها‪ ،‬بل إن كل واحدة منها مردودة أو مرفوضة من أكثرهم‪ ،‬وهذا يرينا‬
‫من مناقشتها‪ ،‬فهي كلها غي صحيحة‪ ،‬وهي كلها عبارات دعائية‪ .‬ونكتفي بإيراد كلمة للقشيي أوردها ابن خلدون‬
‫ف فصل (علم التصوف) ف مقدمته‪ ،‬يقول‪ :‬ل يشهد لذا السم‪ -‬أي‪ :‬التصوف‪ -‬اشتقاق من جهة العربية ول قياس‪،‬‬
‫والظاهر أنه لقب‪..‬‬
‫وقد تمس بعض الباحثي ‪-‬منهم زكي مبارك مثلً‪ -‬لكلمة (الصوف) وأنم نسبوا إليه لنم كانوا يلتزمون‬
‫بلبسه‪.‬‬
‫إن صح هذا الشتقاق‪ ،‬فقد بنوا بنيانم على باطل؟ فليس ف لبس الصوف فضيلة‪ ،‬وليس ف النتساب إليه‬
‫شرف! وذلك للسباب التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم التأسي بالرسول صلى ال عليه وسلم‪-:‬‬
‫ف البخاري ومسلم (لباس) عن أنس‪ :‬كان أحب الثياب إل النب صلى ال عليه وسلم أن يلبسها البة‪.‬‬
‫وجاء ف شرحها للحافظ ابن حجر ف الفتح‪ ..:‬وقال ابن بطال‪ :‬هي من برود اليمن تصنع من قطن‪....‬‬
‫إذن فقد كان أحب الثياب إل الرسول ثياب قطن‪ ،‬ل ثياب صوف‪ ،‬والتأسي به صلى ال عليه وسلم يقتضي‬
‫لبس ثياب قطنية‪ ،‬أو لبس ما يوجد ‪-‬عدا الحرم‪ -‬كما كان يفعل صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ولبس الصوف ليس من‬
‫التأسي به‪ ،‬فليس فيه فضيلة‪.‬‬
‫بل قد أورد ابن القيم رحه ال ف كتابه (زاد العاد)‪ )144 /1( :‬عن عائشة رضي ال عنها‪ :‬أنا جعلت للنب‬
‫صلى ال عليه وسلم بردا من صوف‪ ،‬فلبسها‪ ،‬فلما عرق فوجد ريح الصوف طرحها‪...‬قال العلقان على (زاد‬
‫العاد)‪ :‬هو أيضا ف سنن أب داوُد (‪ )4074‬لباس‪ ،‬ومسند أحد (‪ 6/132‬و ‪ 144‬و ‪ 219‬و ‪ ،)249‬وإسناده‬
‫صحيح‪ .‬وهذا يقلب للصوف ظهر الجن‪.‬‬
‫ب‪ -‬التشبه بغي السلمي‪:‬‬
‫يقول زكي مبارك ف كتاب التصوف السلمي ف الشتقاق‪... :‬يهمنا أن نقيد ف هذا البحث أن لبس‬
‫الصوف كان من تقاليد النصرانية‪..‬‬
‫ويقول‪ :‬والاحظ يدثنا أن النصران يلبس الصوف حي يتنسك‪ ،‬وف رسائل إخوان الصفا أن راهبا قدم ف‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪519‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ثوب من صوف‪.‬‬
‫ويقول رينولد نيكلسون‪ :‬كانت الثياب الصنوعة من خشن الصوف علمة على الزهد قبل السلم(‪.)1‬‬
‫ويقول عمر فروخ‪ :‬كلمة (تصوف) مشتقة من الصوف الذي هو لباس العباد وأهل الصوامع(‪...)2‬‬
‫إذن فلبس الصوف كان من تقاليد زهاد الديانات الخرى‪ ،‬الذين كانوا ينقطعون ف الصوامع للعبادة‬
‫والتنسك‪ ،‬وقد أمرنا أن نالفهم‪ ،‬وأل نتشبه بم‪ ،‬وخاصة ف المور التعبدية‪ ،‬فقد قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪{ :‬من تشبه بقوم فهو منهم}‪ ،‬رواه أبو داوُد (لباس) وأحد بن حنبل عن ابن عمر‪ ،‬وغيها‪.‬‬
‫والحاديث كثية تأمرنا بخالفتهم‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرياء‪:‬‬
‫عندما كانوا يلتزمون بلباس الصوف فقد كانوا يريدون إشعار الناس أنم من الزهاد والعباد وغي ذلك‪ ،‬وف‬
‫مثلهم يقول الرسول صلى ال عليه وسلم‪{ :‬من لبس لباس شهرة ألبسه ال يوم القيامة ثوبا مثله}‪ ،‬ويزيد ف رواية‬
‫ثانية‪{ :‬ث تلهب فيه النار}‪ .‬رواه أبو داوُد (لباس)‪.‬‬
‫وأظن أن القشيي فطن إل عورات اشتقاق التصوف من الصوف‪ ،‬فرفضه واقترح كلمة (الصفوة) كمصدر‬
‫آخر للشتقاق! وهو بعيد كل البعد‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬إذا كان التصوف مشتقا من الصوف؛ لنم كانوا يلتزمون بلبسه‪ ،‬فعملهم باطل لنه مبن على باطل‪،‬‬
‫وهو من الكبائر‪ ،‬وعلى كل حال‪ ،‬النسبة إل الصوف غي صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬فمن أين جاءت الكلمة (صوفية)؟‬
‫الواب‪ :‬جاءت من أحد مصدرين‪ ،‬أو منهما متمعي‪ .‬الول هو كلمة (صوفيا) اليونانية بعن (الكمة) ومنها‬
‫(حكمة الشراق)(‪.)3‬‬
‫والثان كلمة (صوف) اليهودية الت كانت تطلق على الشيخ السلك (الرشد) ف حلقات العارف السرية الت‬
‫كان يتخرج فيها النبياء (الكذبة طبعا) ويتأكد الصدر الول (صوفيا) اليونانية بالعطيات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬كون الفرضيات الخرى مردودة لغويا‪ ،‬ل تتفق مع قواعد اللغة ف الشتقاق‪.‬‬
‫‪ -2‬كون كل فرضية منها مرفوضة من أكثرهم‪ ،‬ويدل على هذا كثرة التعاريف الت وضعوها‪.‬‬
‫‪ -3‬وجود من رفضها كلها من علمائهم‪.‬‬

‫‪ )(1‬ف التصوف السلمي وتاريه‪( ،‬ص‪.)48:‬‬


‫‪ )(2‬التصوف ف السلم‪( ،‬ص‪.)24:‬‬
‫‪ )(3‬حكمة الشراق كتاب للسهروردي اللب‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪520‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -4‬الناحية اللفظية‪:‬‬
‫إذ أن النسبة إل (سوفيا) العربة هي (سوف) للشخص‪ .‬و(سوفية) للفكرة‪ ،‬لكن عندما انتشرت هذه الكلمة‪،‬‬
‫سرعان ما خضعت للذوق العرب ف اللفظ‪ ،‬فأصبحت (صوف) و(صوفية)‪ ،‬ث قيل (تصوف) و(متصوف)‪.‬‬
‫وغلط الستشرق تيودور نولدكه عندما قال‪ :‬إن السيغما (السي اليونانية) تقلب عند التعريب سينا ل صادا‪،‬‬
‫فنحن نقول ف (فيلوسوفيا) فلسفة‪ ،‬ل فلصفة‪.‬‬
‫غلط لن السألة تتعلق بالذوق العرب ف لفظ الكلمة‪ ،‬ل بقاعدة ف الترجة‪.‬‬
‫‪ -5‬يدعم قولنا‪ ،‬ما أورده عمر فروخ ف حاشية (الصفحة‪ )24 :‬من كتابه‪ ،‬يقول‪ :‬إن النصارى الرثوذكس‬
‫يسمون فتياتم (صوفْية) ويكتبونا صادا ويلفظونا كذلك‪...‬على أن ذلك ليس حجة ف الفصيح‪.‬‬
‫نقول‪ :‬لكنه حجة ف الذوق العرب ف لفظ الكلمة‪.‬‬
‫ث إن كل الذين كانوا يتناقلون هذه الكلمة (سوفية‪ ،‬أو سوفية) كانوا ل يعرفون أصلها ول من أين أتت‪ -‬إل‬
‫أفرادا قلئل‪ -‬فمن الطبيعي جدا أن يتصوروا أن لا أصلً عربيا يكون قريبا من لفظها‪ ،‬وهو كلمة (صوفية‪ ،‬وصوف)‬
‫ث يلفظونا كذلك دون انتظار‪.‬‬
‫‪ -6‬قال بذا الشتقاق عدة باحثي‪ ،‬منهم أبو الريان البيون التوف سنة (‪440‬هـ)‪ ،‬أي‪ :‬إنه كان قريبا‬
‫بعض الشيء من زمن ذيوع الكلمة‪ ،‬وكان أيضا يتقن أكثر من لغة أجنبية‪ ،‬يقول‪ :‬ومنهم (أي‪ :‬من قدماء اليونانيي)‬
‫من كان يرى الوجود القيقي للعلة الول فقط‪...‬والق هو الواحد الول فقط‪ ،‬وهذا رأي السوفية‪ ،‬وهم الكماء‪،‬‬
‫فإن (سوف) باليونانية الكمة‪ ،‬وبا سي الفيلسوف (بيلسوبا) أي‪ :‬مب الكمة‪ ،‬ولا ذهب ف السلم قوم‬
‫إل قريب من رأيهم سُمّوا باسهم(‪.)1‬‬
‫ومن قال بذا الشتقاق الستشرق فون هامر‪ ،‬وتعصب له الديب عبد العزيز السلمبول‪ ،‬والستاذ ممد‬
‫لطفي جعة(‪...)2‬وغيهم‪.‬‬
‫‪ -7‬الزمن‪:‬‬
‫يلحظ أن هذا السم (الصوفية) ظهر بعيد حركة الترجة النشطة من اليونانية ف القرن الثان الجري وهذا له‬
‫دللته القوية‪.‬‬
‫‪ -8‬الكان‪:‬‬
‫كانت مراكز الترجة هي بغداد وبعض الدن حولا‪ ،‬وخاصة ف فارس‪ .‬وف هذه الماكن ظهر أوائل الذين‬

‫‪ )(1‬الفلسفة الندية‪( ،‬ص‪.)32:‬‬


‫‪ )(2‬التصوف السلمي‪ ،‬زكي مبارك (الشتقاق)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪521‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫عرفوا بذا السم (التصوفة) من مر معنا بعضهم ف هذا الكتاب‪ .‬بينما ل يعرف هذا السم ف جنوب العال‬
‫السلمي ومغربه إل بعد ذلك بدة ملحوظة‪.‬‬
‫وهذا له دللته أيضا‪.‬‬
‫‪ -9‬التشابه ف العقيدة والطريقة‪:‬‬
‫ظهر ف اليونان القدية فلسفات ونل متعددة‪ ،‬من أشهرها‪ :‬أسرار إلوسيس‪ ،‬وإلوسيس مدينة يونانية كانت‬
‫تعبد اللة (ديثي) الت كانت إلة الصب والزراعة واللود‪.‬‬
‫ما إن جاء القرن الامس قبل اليلد‪ ،‬حت كانت هذه النحلة قد غزت العال‪ ،‬فصارت الدينة طوال العصر‬
‫القدي مزارا يتقاطر إليه اليونان والرومان‪ ،‬ويج إليه بعض أباطرة الرومان (إل معبد ديثي ف الدينة)‪.‬‬
‫تقوم العبادة ف هذه النحلة على أسطورة غامضة ظلت سرا مكتوما ألف عام‪ ،‬وكان الريدون يثلون قصة‬
‫ميثولوجية لكي يبعثوا ف نفوسهم العواطف الت انفعل با الله أو اللة‪ ،‬ويتلون عبارات مبهمة‪ ،‬ويرقصون ويصيحون‬
‫على صوت موسيقى صاخبة‪ ،‬لكي يققوا حالة الذب أو التاد باللة(‪.)1‬‬
‫وفلسفة اليونان القدمون (اليوينون طاليس(‪ )2‬وتلمذته‪ :‬انكسيمندريس وأنكسيمانس وهرقليطس) كانوا‬
‫يؤمنون بوحدة الوجود‪ .‬فمن كلم هيقليطس‪ ،‬مثلً‪ :‬أنه كان يرى أن النار هي البدأ الول الذي تصدر عنه الشياء‬
‫وترجع إليه‪ ،‬ل النار الت ندركها بالواس‪ ،‬بل نار إلية لطيفة للغاية؛ أثيية‪ ،‬نسمة حارة حية عاقلة أزلية أبدية‪ .‬هي‬
‫حياة العال وقانونه (لوغوس)(‪( ...)3‬ترجت عبارة لوغوس فيما بعد بالكلمة)‪.‬‬
‫والرواقيون كانوا يؤمنون بوحدة الوجود‪.‬‬
‫والغنوصية (من ‪ gnosis‬ف اليونانية = العرفة)‪ ،‬وكان الريدون يتناقلونا سرا ويزعمون أنا وحي أنزله ال‬
‫منذ البدء‪ .‬وهي هي الصوفية ظاهرا وباطنا‪ ،‬بطريقتها وعقيدتا‪ ،‬وهي نلة إلوسيس نفسها (مع اختلف ف الساء‬
‫فقط)‪ ،‬وكانت تعدو على الديان والذاهب بالتأويل والتحوير‪ ،‬مدعية تويلها إل معن أعمق‪ ،‬فعلت ذلك مع جيع‬
‫الديان حت وصلت إل السلم‪ ،‬وسيت فيه (الصوفية) أو (العرفة) أو (الشراق) وهي نفس العبارات والساء الت‬
‫كان كهانا يستعملونا دائما(‪.)4‬‬
‫إن هذا التشابه ف العقيدة والطريق إليها بي الفلسفات اليونانية‪ ،‬وخاصة اللوسية والغنوصية‪ ،‬وبي الصوفية‪-‬‬
‫مضافا إل الدلة السابقة‪ -‬يعل اعتقادنا أن السم (الصوفية) انزلق إل الجتمعات السلمية من اليونانية قريبا من‬
‫اليقي‪.‬‬
‫‪ )(1‬تاريخ الفلسفة اليونانية‪( ،‬ص‪.)6:‬‬
‫‪ )(2‬ولد سنة ‪ 624‬ق‪.‬م‪ ،‬ومات سنه ‪ 546‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪ )(3‬تاريخ الفلسفة اليونانية‪( ،‬ص‪.)18:‬‬
‫‪ )(4‬تاريخ الفلسفة اليونانية‪( ،‬ص‪ )244:‬بتصرف‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪522‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -1‬يضاف أيضا إل ما سبق‪ ،‬اعتقاد بعض العلماء من كبارهم أن الصوفية وصلت إل الجتمعات السلمية‬
‫عن طريق اليونان بصورة رئيسية‪ ،‬وأن فلسفة اليونان كانوا الشيوخ الوائل العروفي‪.‬‬
‫فمثلً‪ ،‬يقول السهروردي القتول‪ :‬إنه رأى أستاذه أرسطو ف النوم‪ ،‬فسأله رأيه عن أقطاب التصوف الذين‬
‫يستشهد بم وبآرائهم كل من كتب ف التصوف أو تكلم فيه من مثل أب يزيد البسطامي وسهل التستري وذي النون‬
‫الصري والسي بن منصور اللج(‪)1‬؟‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫‪...‬وأما أنوار السلوك ف هذه الزمنة القريبة‪ ،‬فخمية الفيثاغوريي وقعت إل أخي أحيم (أي‪ :‬ذي النون‬
‫الصري) ومنه نزلت إل سيارتستر وشيعته (أي‪ :‬سهل التستري)(‪.)2‬‬
‫ويورد ابن سبعي ف الرسالة النورية أقوا ًل لسقراط وأفلطون وأرسطو يعبون با عن وحدة الوجود وعن‬
‫أحوالم وأذواقهم ف معرفتها والتحقق با(‪.)3‬‬
‫والششتري يعل سقراط وأفلطون وأرسطو من مشايخ العرفة ويذكر إل جانبهم اللج والشبلي والنقري‬
‫والشوذي والسهروردي وغيهم‪ ،‬وذلك ف قصيدته الت مطلعها‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بفكر رمى سهما فعدّى به عدنا‬ ‫أرى طالبا من الزيادة بالسن‬
‫‪ -11‬يضاف أيضا إل ما سبق‪ ،‬أن هذا السم (الصوفية) ظهر ف فترة تفشت فيه ظاهرة استعارة الكلمات‬
‫اليونانية واستعمالا ف متلف الفنون‪ ،‬حيث نقرأ مثلً‪ :‬الفلسفة‪ ،‬الفيلسوف‪ ،‬الوسيقا‪ ،‬الوسيقار‪ ،‬الرثاطيقي‪،‬‬
‫السطرلب‪ ،‬البكار‪ ،‬اليول‪ ،‬السفسطائية‪ ،‬الجسطي‪ ،‬الاليخوليا‪ ،‬القراباذين‪ ،‬السطقسات‪...‬إل‪ .‬وعليه فليس‬
‫مستهجنا ول غريبا أن يستعيوا كلمة "سوفيا" للتسمي با‪ ،‬بل كان مثل هذا قاعدة متبعة‪.‬‬
‫‪ -12‬ف واقع المر وحقيقته‪ ،‬وإذا أردنا أن نكون موضوعيي‪ ،‬فإن كل مصطلح ظهر ف القرني الثان‬
‫والثالث الجريي‪ ،‬وأردنا معرفة مصدره‪ ،‬فعلينا أن نفتش قبل كل شيء عن أصل له ف اليونانية‪ ،‬إما عن طريق الترجة‬
‫أو الستعارة والتعريب‪ ،‬فيما عدا مصطلحات أصول الفقه والفقه والديث واللغة‪.‬‬
‫إن هذه العطيات متمعة‪ ،‬تشكل برهانا قويا على أن كلمة (صوفية) لا أصل يونان‪.‬‬
‫‪ -‬ويتأكد الصدر الثان (صوف) اليهودية بالعطيات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن العطيات (‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪ )9‬السابقة‪ ،‬هي أيضا معطيات لذا الصدر‪.‬‬

‫‪ )(1‬ولية ال والطريق إليها‪( ،‬ص‪.)175:‬‬


‫‪ )(2‬ولية ال والطريق إليها‪( ،‬ص‪.)170:‬‬
‫‪ )(3‬روضة التعريف بالب الشريف‪( ،‬ص‪.)609:‬‬
‫‪ )(4‬روضة التعريف بالب الشريف‪( ،‬ص‪.)609:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪523‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -2‬يقول البوفيسور عبد الحد داوُد(‪:)1‬‬
‫وكان الرجل الذي ينظر أو يرقب من البج (الصفا أو السفا) يسمى (صوف ‪.)2()SOPHI‬‬
‫‪...‬ففي الصل كانت (السفا) (مكان ينصب فيه صفاة‪ ،‬أي حجر) مرد نصب أو مزار على مكان منعزل‬
‫مرتفع ف (جلعاد) حيث كان يعيش الراقب (‪ )SOPHI‬مع أسرته‪ ،‬ولق بعد فتح إسرائيل لرض كنعان واحتللا‬
‫ازداد عدد (السفايات)‪ ،‬وسرعان ما أصبحت مراكز دينية عظيمة‪ ،‬وتطورت إل معاهد للتعليم والمعيات الدينية‪.‬‬
‫ويبدو أنا تشبه الماعات الصوفية والسلمية مثل الولوية والبكداشية والنقشبندية وغيها‪ ،‬وكل واحدة منها كانت‬
‫تت إشراف شيخها ومرشدها‪ ،‬وكانت هناك مدارس ملحقة بالسفا حيث كان يري تدريس الشريعة والدين‬
‫والدب العبي وغي ذلك من فروع العرفة‪ ،‬ولكن فوق هذا العمل التعليمي‪ ،‬كان الصوف رئيس جاعة الداخلي ف‬
‫هذه الجموعة‪ ،‬وقد اعتاد أن يدرسهم ويلقنهم الدين السري الذي يعرف الن بالصوفية‪ .‬والواقع أن من نعرفهم الن‬
‫باسم الصوفية كانوا يسمون عندئذ (نبييم ‪ )NBIYIM‬أو أنبياء(‪...)3‬اهـ‪.‬‬
‫انطلقا من هذا النص وما تورده كتب التاريخ‪ ،‬يكن وضع النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كانت الصوفية (الدين السرى) منتشرة ف اليهودية وكانت (السفايات)(‪ )4‬هي مراكز التسلك فيها‪.‬‬
‫‪ -‬كان الشيخ السلك (الرشد) ف السفاة يسمى (صوف ‪.)5()SOPHI‬‬
‫‪ -‬كان الواصل من غي (صوف) يسمى (نب) وهي كلمة عبية معناها (ناطق)‪ ،‬وهؤلء هم النبياء الكذبة‪،‬‬
‫وكان بنو إسرائيل يعظمونم ويقدسونم‪ ،‬بينما يقتلون النبياء القيقيي! ويتبع متصوفة السلمي سننهم ف ذلك؟ فهم‬
‫يقدسون مشايخ الصوفية ودعاتم‪ ،‬بينما ياربون من يدعو إل ما جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم! وهذا من‬
‫مصداق قوله صلى ال عليه وسلم‪{ :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم‪.}...‬‬
‫‪ -‬كان ف بغداد‪ -‬شأن أكثر الدن السلمية‪ -‬جالية يهودية تعرف باسم (الالوت)‪ ،‬ومن البدهي أن ذلك‬
‫الدين السري كان منتشرا بينهم‪ ،‬وأن الشيخ الرشد ف كل مسفاة كان يسمى (صوف ‪ ،)SOPHI‬لنه ل يدث‬
‫ف اليهودية ما يكن أن يغي ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ف القرني الول والثان الجريي ظهر ف البلد السلمية عدد من ادعى النبوة‪ ،‬وما ل شك فيه أن أكثر‬

‫‪ )(1‬كان اسه القسيس دافيد بنجامي الكلدان وهو من كبار علماء اللهوت السيحي‪ ،‬أسلم سنة ‪1904‬م‪ ،‬أو بعدها بقليل‪ ،‬وتسمى عبد الحد داوُد‪ ،‬وقد‬
‫كان حيا حت بعد الرب العالية الول‪ ،‬ول أقف على تاريخ وفاته‪ ،‬وهو من أورميا بفارس‪.‬‬
‫‪ )(2‬ممد ف الكتاب القدس‪( ،‬ص‪.)72:‬‬
‫‪ )(3‬ممد ف الكتاب القدس‪( ،‬ص‪ ،)73 ،72:‬وهؤلء النبياء هم النبياء الكذبة‪.‬‬
‫لجَري أو الجّار‪ ،‬ث‬‫لجَر)‪ ،‬فيكون العن الساسي لكلمة (مسفا) هو الحجرة‪ ،‬والعن الساسي لكلمة (صوف) هو ا َ‬ ‫‪ )(4‬الصفاة كلمة سامية معناها (ا َ‬
‫تطورت لتأخذ معناها الصطلحي‪.‬‬
‫لجَري أو الجّار‪ ،‬ث‬‫لجَر)‪ ،‬فيكون العن الساسي لكلمة (مسفا) هو الحجرة‪ ،‬والعن الساسي لكلمة (صوف) هو ا َ‬ ‫‪ )(5‬الصفاة كلمة سامية معناها (ا َ‬
‫تطورت لتأخذ معناها الصطلحي‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪524‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫هؤلء الدّعي ‪-‬إن ل يكن كلهم‪ -‬كانوا من خريي تلك السفايات الت كانت معاهد لعداد النبياء‪ ،‬وكانت تري‬
‫على أيديهم الوارق‪ ،‬ولعل أشهرهم الارث الدمشقي‪ ،‬وكان نصيبهم القتل أو التوبة‪.‬‬
‫‪ -‬إن سلوكَ هؤلء والوارقَ الت تدث على أيديهم تدل على أنم سلكوا طريق الشراق ومارسوا رياضته‬
‫حت وصلوا‪ .‬وتسميتُهم أنفسَهم أنبياء تدل على أنم أخذوا الطريقة ف مسفاة من السفايات اليهودية وتسلكوا على‬
‫يد شيخها (صوف)‪ ،‬وذلك لن اليهود هم وحدهم الذين كانوا يسمون الشراقي (نبيا)‪ ،‬بينما كان غي اليهود‬
‫يسمونه الكاهن أو العراف أو القديس‪ .‬وهذا يعن أن من السلمي من كان ينضم إل حلقات الشراق اليهودية‬
‫جرّا با كان يري على يده من خوارق‪.‬‬ ‫ويتسلك على يد صوفيها مسَت َ‬
‫‪ -‬إن أول من عرف باسم (صوف) ف الجتمع السلمي هو (أبو هاشم الصوف) التوف قبيل منتصف القرن‬
‫الثان الجري‪.‬‬
‫‪ -‬ومن غي الستبعد‪ ،‬بل من القبول‪ ،‬أن يكون أبو هاشم هذا قد تسلك ف (مسفا) (سرية طبعا) ف بغداد‪،‬‬
‫ووصل إل الشراق (الذبة) على يد صوفيها‪ ،‬وبتوجيهه تطور ف الشاهد والكشوف والعلوم اللدنية (نب ث رائي ث‬
‫بصي) وأخيا وصل إل مقام الرشاد‪ ،‬وأسس مسفا إسلمية (سرية طبعا)‪ ،‬فاستحق بذلك لقب (صوف)‪ ،‬وصارت‬
‫له حلقته الت يلقن فيها الدين السري (الشراق)‪ .‬وبا أنه مسلم فمن البدهي أن تضم حلقته مريدين مسلمي‪ ،‬هذا إن‬
‫ل يكونوا كلهم مسلمي‪ ،‬ومن البدهي أن يتخرج ف حلقته واحد على القل يستحق لقب (صوف)‪ ،‬أي‪ :‬مرشد‬
‫ورقيب‪.‬‬
‫وهكذا كان انطلق النبات الول للسم (صوف)‪.‬‬
‫وجاءت الترجات عن اليونانية‪ ،‬وانتشرت معها‪ ،‬فيما انتشر‪ ،‬كلمة (صوفيا) بعن الكمة‪ ،‬وانتبه بعض مثقفي‬
‫الشراقيي إل التشابه اللفظي بي (صوف) و(صوفيا)‪ ،‬كما انتبهوا إل التوافق العنوي‪ ،‬ث انتبهوا إل أن هذا السم‬
‫سيصرف عنهم الاجة إل التسمي بأحد الساء السابقة (نب أو كاهن أو عراف أو قديس) الت تقطر سيوفها دما‪،‬‬
‫ولعله عرض هذه الفكرة (وهذا هو العقول) على شيخه وإخوانه فأعجبتهم‪ ،‬وبدءوا يستعملون السم (الصوفية) حت‬
‫انتشر‪.‬‬
‫‪ -‬هذا بالنسبة لشتقاق السم‪ ،‬أما الصوفية ذاتا‪ ،‬عقيدتا وطريقتها‪ ،‬فقد كان لا طرق إضافية‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪525‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثان‬
‫من أين جاءت الصوفية‬
‫* لبليس شركان‪:‬‬
‫الشرك الول‪ :‬هو النس ولواحقه‪ ،‬ينع به ابن آدم ‪-‬ابتداءً‪ -‬من الدخول ف السلم‪ ،‬والسلم هو الدين‬
‫الذي جاءت به جيع الرسل‪.‬‬
‫الشرك الثان‪ :‬هو الشراق الصوف أو التحشيشي‪ ،‬ينصبه إبليس لبن آدم الذي سار ف طريق السلم‪ ،‬ول‬
‫ينغمس ف غواية النس‪ ،‬فيغريه ويقنعه أن أوهام الشراق هي اللد وملك ل يبلى‪ ،‬أو هي العرفة أو الغوثية أو‬
‫صرَا َطكَ الْ ُمسَْتقِيمَ))‬
‫اللول أو التاد أو الوحدة‪ ،‬حسب استعداده الثقاف والنفسي‪(( ،‬فَبِمَا َأ ْغ َويْتَنِي لَأَ ْقعُدَنّ َلهُ ْم ِ‬
‫[العراف‪.]16:‬‬
‫إن دراسةً لي وثنية من الوثنيات ترينا الدور الرئيسي الذي يلعبه الشراق ف عقائدها وطقوسها‪ ،‬فالشيش‬
‫والفيون يقدّم للمبتدئي أو الذين ل يريدون إجهاد أنفسهم من السالكي‪ ،‬والرياضة الصوفية يارسها الذين يريدون‬
‫أن يكونوا رؤساء دينيي‪.‬‬
‫ويلحظ أن الوثنيات النعزلة تعتمد أساسا ف إشراقاتا على الشيش أو بعض زمرته (كالفيون أو فطر‬
‫الكسيك أو الكوكا أو غيها) ويقل فيها دور الرياضة الصوفية‪ .‬وكلما تطورت الوثنية‪ ،‬كلما قل دور الشيش‬
‫وزمرته (لكنه ل ينعدم)‪ ،‬وكلما زاد دور الرياضة والجاهدة وصار أكثر بروزا‪.‬‬
‫ول يكون الكاهن كاهنا إل إذا وصل إل الذبة‪ ،‬وأشرق عليه سناها الداع‪.‬‬
‫وأكرر القول‪ :‬إن دراسة كافية لوثنيات التاريخ تؤكد هذه الظاهرة‪ ،‬ما يعلنا مطمئني إل القول بأن الصوفية‬
‫وجدت منذ أن نزل إبليس إل الرض‪ ،‬أو بعد ذلك بقليل‪.‬‬
‫وهذا يعن أن الصوفية لو ل تنحدر إل السلمي من المم السابقة لوجدها فيهم إبليس باستدراج العبّاد‬
‫السذّج ذوي القلوب الطيبة إل الذبة‪ ،‬إما باستعمال الورفي الارجي (شجر اللوسة) أو بعض زمرته‪ ،‬أو باستعمال‬
‫الورفي الداخلي (الندورفي)‪ .‬وهناك من الواصلي من استُدرج إل الصوفية بالندورفي مرضيا‪ ،‬وهو الذي يسمونه‬
‫(الراد)‪ ،‬لكن هؤلء يشكلون استثناءً ف السية؛ لن الواقع هو أن الصوفية اندرت إل السلمي من المم السابقة‪:‬‬

‫* أولً‪ :‬من عرب الاهلية‪:‬‬


‫كانت الصوفية منتشرة ف جزيرة العرب قبل السلم‪ ،‬وكانت معروفة باسم (الكهانة)‪ ،‬حيث كان ف كل‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪526‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫قبيلة كاهن‪.‬‬
‫جْبتِ وَالطّاغُوتِ)) [النساء‪ ]51:‬عن جابر بن عبد ال بن حرام‬
‫روى ابن أب حات ف تفسي‪ُ(( :‬ي ْؤمِنُونَ بِالْ ِ‬
‫النصاري‪ ،‬سئل عن الطواغيت‪ ،‬فقال‪ :‬إن ف جهينة واحدا‪ ،‬وف أسلم واحدا‪ ،‬وف هلل واحدا‪ ،‬وف كل حي‬
‫واحدا‪ ،‬وهم كهان كانت تنل عليهم الشياطي‪.‬‬
‫وكانوا يسمون الكاهن أيضا (العراف)‪ ،‬والعن واحد؛ لن معن كلمة (الكاهن) هو (العارف)‪ ،‬جاء ف لسان‬
‫العرب‪... :‬والعرب تسمي كل من يتعاطى علما دقيقا كاهنا‪ ،‬ومنهم من كان يسمي النجم والطبيب‬
‫كاهنا‪...‬الكاهن الذي يتعاطى الب عن الكائنات ف مستقبل الزمان‪ ،‬ويدعي معرفة السرار‪....‬‬
‫ومن أشهر كهان الاهلية شق بن صعب القسري (من نسله خالد بن عبد ال القسري وأخوه أسد)‪ ،‬ويوحي‬
‫السم (شق) أنه لقب وليس اسا‪ ،‬وكذلك (سطيح)‪ ،‬واسه ربيع بن ربيعة الازن الزدي‪ ،‬وما تذكره الكتب عنهما‪،‬‬
‫نستطيع أن نظن أنما‪ ،‬مثل أحد البدوي‪ ،‬جُذبا جذبة استغرقتهما إل البد‪.‬‬
‫ومن عارف الاهلية الذين دخلوا ف صراع مع السلم‪ :‬مسيلمة الكذاب‪ ،‬والسود العنسي‪ ،‬وسجاح‪.‬‬

‫* ثانيا‪ :‬من الند‪-:‬‬


‫حيث يقدّر أن الندوسية عرفت هناك منذ حوال ثانائة سنة قبل السيح‪ ،‬والكهانة الندوسية هي نفس الكهانة‬
‫ف كل مكان‪ ،‬عقيدة وطريقة‪ ،‬وهي نفس الصوفية‪ ،‬حيث تقوم عقيدتا على وحدة الوجود‪ ،‬وطقوسها هي نفس‬
‫الطقوس الشراقية ف كل مكان‪ :‬اللوة‪ ،‬والوع‪ ،‬والسهر‪ ،‬والصمت‪ ،‬وتركيز الفكر والبصر واللسة الثابتة‪ ،‬أو‬
‫ضبط التنفس حسب إيقاع معي‪.‬‬

‫* ثالثا‪ :‬من فرس الاهلية‪-:‬‬


‫وقد كان الفرس قبل السلم يدينون بالزرادشتية (الجوسية)‪ ،‬البنية على وحدة الوجود‪ ،‬منحدرة من اتاد أو‬
‫حلول بي انبثاقات صادرة عن إلي اثني (النور والظلمة)‪ ،‬وكان مذهب الكثرية الجوسية يرجع البدأين (النور‬
‫والظلمة) إل كائن أعلى واحد‪ ،‬منه انبثق الوجود‪ ،‬ث جاءت الانوية متفقة مع الزرادشتية ف أصل العقيدة‪.‬‬

‫* رابعا‪ :‬من اليونان‪:‬‬


‫حيث كانت تسيطر اليلوسية‪ ،‬الت هي نفس الكهانة الندوسية ونفس الغنوصية ونفس الصوفية عند السلمي‪،‬‬
‫مع فوارق يقتضيها اختلف الظروف والثقافات والشراقات‪.‬‬
‫وعندما سيطر اليونانيون بقيادة السكندر بن فيليب الكدون على بلد الشام ومصر والعراق وفارس وبعض‬
‫الند‪ ،‬سيطرت ثقافتهم‪ ،‬بعد أن امتزجت بالثقافة الشرقية(‪ )1‬على البلد‪ ،‬منذ القرن الثالث قبل اليلد‪ ،‬فانتشرت‬
‫‪ )(1‬يطلق الؤرخون على هذه الثقافة اسم (اليلينيسية)‪ ،‬أي‪( :‬اليونانية الشرقية)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪527‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫اليلوسية وكهانتها وثقافتها‪ ،‬با ف ذلك الوفاق والزايرجة والطلسم واستنطاق الروف واستخدامها وأسرارها‪،‬‬
‫ل من‬‫هذه العلوم الت ل تزل علوما أساسية عند متصوفة السلمي‪ ،‬والت هي نفس السحر وأبوابه‪ ،‬والت انبثقت أص ً‬
‫الكهانة الصرية الفرعونية‪.‬‬
‫ث اندرت اليلوسية إل الرومان‪ ،‬وانتشرت ف المباطورية الرومانية‪ ،‬حت إن بعض القياصرة كانوا يجون‬
‫إل إيلوسيس‪.‬‬
‫وعندما ظهرت السيحية‪ ،‬حاربت اليلوسية (شأن دين السلم ف أي عصر كان)‪ ،‬فتسترت بالكتمان‪ ،‬حت‬
‫ظهرت ف القرن الثان اليلدي باسم (الغنوصية)‪ ،‬أي‪ :‬العرفة‪( ،‬باليونانية ‪ ،)Gnosis‬ومنها الغنوصي‪ ،‬أي العارف‪،‬‬
‫وانتشرت الغنوصية حيث انتشرت السيحية‪ ،‬وخاصة ف بلد الشرق‪ :‬مصر والشام والعراق واليمن وبعض فارس‪،‬‬
‫وهي البلد الت دخلت ف السلم قبل غيها‪ ،‬وكان بي غنوصية سورية وغنوصية السكندرية بعض الفوارق‪ ،‬لتأثر‬
‫الخية بشيء من اليهودية‪.‬‬

‫* خامسا‪ :‬من اليهودية‪-:‬‬


‫مر ف الصفحات السابقة أن الصوفية كانت منتشرة بي اليهودية‪ ،‬وكانت تسمى (التنبؤ)‪ ،‬ويسمى الواصل من‬
‫السالكي فيها (نبيا)‪ ،‬ويسمى شيخها (صوفيا)‪ ،‬وتسمى مراكزها (السفايات)‪ ،‬واحدها (مسفا)‪.‬‬
‫وكانت التجمعات اليهودية متناثره ف كل البلد الت دخلها السلم‪ ،‬وكانت مسفاياتا منتشرة معها‪ ،‬ولعل‬
‫هذه السفايات كانت النطلق الرئيسي للصوفية ف الجتمعات السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬وبعث ال سبحانه ممدا‪ ،‬فحارب الوثان والوهام‪ ،‬وكانت الكهانة ف مقدمة الوهام الشركية الت حاربا‬
‫السلم‪(( :‬فَمَا أَْنتَ ِبِنعْمَ ِة رَّبكَ بِكَاهِ ٍن وَل مَجْنُونٍ)) [الطور‪(( ،)1(]29:‬وَل ِب َقوْلِ كَاهِنٍ َقلِيلًا مَا تَذَ ّكرُونَ))‬
‫س رَبّنَا ا ْستَمْتَعَ‬
‫س وَقَالَ َأوِْليَا ُؤهُ ْم مِنَ الِن ِ‬
‫شرَ الْجِنّ قَ ِد ا ْستَكَْثرْتُ ْم مِ َن الِن ِ‬
‫ش ُرهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْ َ‬
‫حُ‬‫[الاقة‪(( ،]42:‬وََي ْومَ يَ ْ‬
‫ض وَبََل ْغنَا أَ َجلَنَا الّذِي َأجّ ْلتَ لَنَا قَا َل النّارُ مَْثوَاكُمْ خَالِدِي َن فِيهَا إِلّا مَا شَاءَ الّلهُ إِ ّن رَّبكَ حَكِي ٌم عَلِيمٌ))‬
‫َب ْعضُنَا ِبَبعْ ٍ‬
‫[النعام‪ ،]128:‬حيث ل يدي التأويل ول تزكية النفس ول ادعاء القرب‪ ،‬ول افتراء الكذب على ال‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسلم فيما رواه مسلم عن حفصة‪{ :‬من أتى عرافا فسأله عن شيء‪ ،‬فصَدَّقهُ با يقول‪ ،‬ل‬
‫تقبل له صلة أربعي يوما}‪ .‬وف روايةٍ بِ ُدوْنِ‪( :‬صَدَّقهُ)‪.‬‬
‫وقال فيما رواه الربعة وأحد والبيهقي والاكم (وقال صحيح على شرطهما) عن أب هريرة مرفوعا‪{ :‬من‬
‫صدَّقهُ با يقول فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم}‪.‬‬
‫أتى عرافا أو كاهنا ف َ‬
‫ولب يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله مرفوعا‪.‬‬

‫‪ )(1‬الذبة الشراقية أو التحشيشية هي صورة مففة من النون‪ ،‬وعندما تزداد كمية الندورفي زيادة كافية يصبح الجذوب منونا ويقولون عنه‪ :‬إنه ف‬
‫مقام جع المع‪ ،‬أو الستغراق‪ ،‬أو الطلق‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪528‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أقول‪ :‬لعل هذا الديث هو الذي جعلهم يستبدلون كلمة العراف‪ ،‬بالعارف‪.‬‬
‫وف البزار عن عمران بن الصي مرفوعا‪ ،‬والطبان ف (الوسط) عن ابن عباس‪{ :‬ليس منا من تَطَّيرَ أو تُ ُطّيرَ‬
‫حرَ له}‪.‬‬
‫حرَ أو ُس ِ‬
‫له‪ ،‬أو تَ َكهّنَ أو تُ ُكهّنَ له‪ ،‬أو سَ َ‬
‫وترك الكهنة ليدافعوا عن وجودهم‪ ،‬ومن أشهرهم مسيلمة وسجاح والعنسي‪ ،‬فخذلم ال له النة‪ ،‬ولزم‬
‫الكهنة الباقون الصمت واعتصموا بالكتمان‪.‬‬
‫وتدر الشارة هنا إل أن توبة العارف متعذرة‪ ،‬أو صعبة جدا على القل‪ ،‬لسبب بسيط؛ لنه يعتقد أن‬
‫هلوساته الشيطانية هي إشراقات إلية! وللحق‪ ،‬هي َخدّاعَ ٌة خَدّاعَة‪.‬‬
‫ولذا بقيت الكهانة تسري ف غيابات الغرف الظلمة‪ ،‬ووراء البواب الوصدة‪ ،‬والكهنة يتحاشون إظهار‬
‫رءوسهم خوفا من أن تتطفها سيوف الردة‪ ،‬حت فطن بعضهم إل أن تغيي السم (الكهانة) يكن أن يساعدهم على‬
‫التحرك برية‪ ،‬وكانت الترجات من اليونانية‪ ،‬وانتشرت كلمة (سوفيا) بعن الكمة‪ ،‬مزوجة بالكلمة (فيلو سوفيا)‬
‫بعن حب الكمة (أي‪ :‬الفلسفة)‪ ،‬أو غي مزوجة‪ ،‬وحدث أن وصل واحد من تسلك ف (السفا)‪ ،‬إل مقام‬
‫(سوف)‪ ،‬أي‪ :‬الرشد‪ ،‬ورأى أحد مثقفيهم أن هذه الكلمة العبية تتوافق مع الكلمة اليونانية (سوفيا)‪ ،‬بعن الكمة‪،‬‬
‫ورآها مناسبة لقتضى الال‪ ،‬ولعله عرضها على شيخه أو مريديه‪ ،‬فحازت القبول‪ ،‬فتبنّوها ونشروها بي طائفتهم الت‬
‫كانت مدودة العدد ف ذلك الوقت‪ ،‬وسرعان ما خضعت للذوق العرب ف لفظ الكلمة‪ ،‬فأصبحت (صوفية)‪،‬‬
‫والنتسب إليها (صوف)‪.‬‬
‫ورفعت الكهانة رأسها بعد أن وضعت عنوانا جديدا لا‪ ،‬ولفتات دعائية ذكية‪ ،‬فصارت الصوفية والقرب‬
‫والحسان والصديقية‪...‬وتركت لتكون معول الدم الذي دمر العقيدة السلمية ف نفوس السلمي‪ ،‬الذين صاروا‬
‫يأخذون عقائدهم من اللوسات ومن شياطي الن‪ ،‬بعد أن كان مصدرها القرآن والسنة لول النهى ولقوم يعقلون‬
‫ويعلمون ويبصرون ويسمعون ويتفكرون‪ .‬وكانت معول الدم الذي دمر الجتمعات السلمية‪ ،‬لنا كانت‪ ،‬وما‬
‫زالت‪ ،‬تنشر الهل والرافة والنراف عن الصراط الستقيم‪ .‬وكانت معول الدم الذي أفسد المة السلمية؛ لنا‬
‫مسخت الفرد السلم الذي تأثر با‪ ،‬فجعلته جاهلً خرافيا ذليلً خانعا تواكليا‪ ،‬يعبد الشيخ بدلً من عبادة ال‪ ،‬ول‬
‫يشغل تفكيه إل الوصول إل ساعة الصفا والتعة الت يسمونا‪( :‬روحانية وولية‪ ،)...‬حيث يقضي ساعة أو ساعات‬
‫متمتعا بالذهول (مسطولً) سادرا ف هلوساته وأوهامه الذبية‪ ،‬الشراقية أو التحشيشية ل فرق‪.‬‬
‫* وخلصة الكلم‪...‬‬
‫عندما جاء السلم‪ ،‬كانت الصوفية منتشرة ف كل البلد الت دخلها‪ ،‬بل ف كل العال‪ .‬كانت منتشرة ف‬
‫جزيرة العرب باسم الكهانة‪ ،‬وكانت منتشرة ف الند وفارس؛ لن دياناتم كانت تقوم على أساس الرياضة حت‬
‫الذبة‪ ،‬وما فيها من رؤى ومكاشفات‪ ،‬وكانت منتشرة ف النصرانية الت كانت تسيطر على مصر والشام والعراق‬
‫وجزء من فارس واليمن‪ ،‬وكذلك اليهودية‪ ،‬وكان الشيخ فيها يطلق عليه باللغة العربية اسم (الكاهن والعارف‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪529‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫والعراف) أو ما يرادفها ف اللغات الخرى‪.‬‬
‫ولا جاء السلم‪ ،‬اختبأت وراء السوار‪ ،‬حت قُدر لكهانا أن يدوا صيغة ملئمة استطاعوا أن يظهروا با أمام‬
‫الناس ويدعوهم إليها‪.‬‬
‫وقد عرف هذه القيقة بعض علمائهم القدامى‪( ،‬إن ل يكن أكثرهم)‪ ،‬فهذا شهاب الدين يي بن حبش‬
‫السهروردي يقول‪:‬‬
‫‪...‬وأما أنوار السلوك ف هذه الزمنة القريبة‪ ،‬فخمية الفيثاغوريي وقعت إل أخي أحيم (أي‪ :‬ذي النون‬
‫الصري)‪ ،‬ومنه نزلت إل سيار تستر وشيعته‪...‬وأما خية السروانيي ف السلوك‪ ،‬فهي نازلة إل سيار بسطام (أب‬
‫يزيد)‪ ،‬ومن بعده إل فت بيضاء (اللج)‪ ،‬ومن بعدهم إل سيار آمل وخراقان (أب السن الراقان)(‪.)1‬‬
‫ونسي السهروردي كهان الجاز وند! وله الق‪ ،‬فقد كان أكثرهم أدعياء مقلدين‪ ،‬كما يظهر من قراءة‬
‫أخبارهم‪ ،‬كما نسي اليهود؛ لنم كانوا يعملون بصمت وتكتم‪.‬‬
‫ولعل من الفيد إيراد فقرة للسهروردي نفسه وردت قبل كلمه هذا مباشرة‪ ،‬فقد روى أنه رأى أستاذه أرسطو‬
‫ف النوم‪ ،‬فسأله عن رأيه عن أقطاب التصوف الذين يستشهد بم وبآرائهم كل من كتب ف التصوف أو تكلم فيه‪،‬‬
‫من مثل أب يزيد البسطامي وسهل التستري وذي النون الصري والسي بن منصور اللج‪ .‬فقال فيهم‪ :‬أولئك هم‬
‫الفلسفة والكماء حقا‪ ،‬ما وقفوا عند العلم الرسي‪ ،‬بل جاوزوا إل العام الشهودي‪ ،‬وما اشتغلوا بعلئق اليول‪،‬‬
‫فلهم الزلفى وحسن مآب‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا ابن سبعي يثبت مشيخة فلسفة اليونان ف التصوف‪ ،‬فيقول ف إحدى رسائله‪:‬‬
‫‪...‬والقدمون منهم (أي‪ :‬من الفلسفة) ف الليات أنبه‪ ،‬غي أنم يغلطون‪ ،‬وهم أقرب إل النبياء وإل اليان‬
‫بم من غيهم‪ ،‬وأرسطو ذكر أمرهم ف (نيقوماخيا)‪ ،‬وهذا الرجل كان جليل القوم ف الهنة؛ لنه ف القوى‬
‫والحوال اللية مثل غيه‪ ،‬وملك بعض السرار الطبيعية واللية وكتمها‪ ،‬وأفلطون ف التجرد والتوجه وفهم‬
‫الحوال اللية أثبت‪ ،‬وإن كان أرسطو أجل منه على الطلق‪ ،‬فإنه توجه‪ ،‬وكان حاله ف سره(‪( ...)2‬ث يذكر بعد‬
‫ذلك جلة من العبارات الت يقول‪ :‬إنم كانوا يرددونا)‪.‬‬
‫ويورد ابن سبعي أيضا ف الرسالة النورية‪:‬‬
‫‪...‬وكان سقراط يقول ف كل صباح‪ :‬أنا الدليل بالذات‪ ،‬وأنت العزيز بالذات‪ ،‬فل تعلن بعزتك من السعداء‬
‫بالغرض‪ ،‬يا من هو صورة كل شيء‪ ،‬وقياس هذا العال‪ ،‬ووجوده القريب‪...‬وكان يكثر قول‪ :‬أنت أنت أنت‪...‬‬
‫وكان أفلطون يقول‪ :‬يا نور العال‪ ،‬يا سبب الكل‪...‬كم ذا نتجرد ونعود إل هذا السم‪ ،‬ونرجع ف عال‬

‫‪ )(1‬ولية ال والطريق إليها‪( ،‬ص‪.)171:‬‬


‫‪ )(2‬رسائل ابن سبعي‪( ،‬ص‪.)268:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪530‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫العقل إليه‪ ،‬قون بيث َأثُْبتُ عندك ول نعود‪ ،‬فإن صرفتن إل هذا اليكل فأشغلن بك وألمن بالرجوع إل حالت‬
‫الت انصرفت من حضرتا الشريفة‪...‬‬
‫وكان أرسطو يقول‪ :‬يا علة العلل‪ ،‬يا أزل الزل‪ ،‬يا سبب أول(‪...)1‬‬
‫‪ -‬إن ابن سبعي يورد هذه القوال على أنا تتضمن وحدة الوجود (وهي كذلك)‪ ،‬ليدلل على أنم كانوا من‬
‫شيوخ الصوفية القدماء‪.‬‬
‫وقد مر معنا قول الدكتور عبد الليم ممود‪:‬‬
‫‪...‬فإن الصوفية جيعا‪ ،‬وفلسفة الشراق منذ فيثاغورس وأفلطون إل يومنا هذا‪ ،‬يعلنون منهجا مددا يقرونه‬
‫جيعا ويثقون فيه ثقة تامة‪ ...‬وهو منهج معروف أقرته الديان جيعها‪ ،‬واصطفته مذاهب الكمة القدي منها‬
‫والديث‪.)2(...‬‬
‫‪ -‬والششتري ف نونيته الشهورة يعل فلسفة اليونان شيوخا ف التصوف‪ ،‬ويضمهم‪ ،‬أو يضم إليهم‪ ،‬متصوفة‬
‫السلمي‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫وحسبك من سقراط أسكنه الدنا‬ ‫وتيم ألباب الرامس كلهم‬
‫وأبدى لفلطون ف الثل السن‬ ‫وجرد أمثال العوال كلها‬
‫وبث الذي ألقي إليه وما ضنّا‬ ‫وهام أرسطو أو مشى من هيامه‬
‫تبدّى له وهو الذي طلب العينا‬ ‫وكان لذي القرني عونا على الذي‬
‫وبالبحث غطى العي إذ ردّه غينا‬ ‫ويفحص عن أسباب ما قد سعتم‬
‫فقال‪ :‬أنا من ل ييط به معن‬ ‫وذوّق للحلج طعم اتاده‬
‫ت مداما كل من ذاقه غنّى‬
‫شرب ُ‬ ‫فقيل له‪ :‬ارجع عن مقالك‪ .‬قال‪ :‬ل‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أشا َر با لا امّحى عنده الكونا‬ ‫وأنطق للشبلي بالوحدة الت‬
‫‪...‬إل أن يذكر جلة من متصوفة السلمي‪.‬‬
‫* النتيجة‪:‬‬
‫للتصوف عند السلمي جذور يونانية وكسروية ويهودية‪ ،‬وهندية وعربية جاهلية‪.‬‬

‫‪ )(1‬رسائل ابن سبعي‪( ،‬ص‪.)162:‬‬


‫‪ )(2‬الرسي أبو العباس‪( ،‬ص‪.)10:‬‬
‫‪ )(3‬روضة التعريف بالب الشريف‪( ،‬ص‪ ،)609:‬ويعن بذي القرني السكندر بن فيليب‪ ،‬وهذا خطأ‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪531‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫إن التصوف عند السلمي اندر إليهم من التصوف ف المم الخرى‪ ،‬الذي كان يسري فيها منذ أزمنتها‬
‫البعيدة‪ ،‬وسيبقى ما دام إبليس وجنوده بالرصاد للنسان‪.‬‬
‫كانت وتبقى ما الوجود باقي‬ ‫وهذه طريقة الشراق‬
‫وف الفصل التال‪ ،‬نصوص إشراقية وحدوية من أديان متلفة‪ ،‬نوردها زيادة ف التأكيد والتوضيح‪.‬‬
‫وقبل ذلك نورد نبذة عن الارث الدمشقي‪ ،‬وهو كاهن ظهر ف زمن عبد اللك بن مروان‪ ،‬وسى نفسه نبيا‪،‬‬
‫وكانت الشياطي تُخرج رجليه من القيد وتنع السلح أن ينفذ منه‪ ،‬وكانت الرخامة تسبّح إذا مسحها بيده‪ ،‬وكان‬
‫يُري الناس رجالً وركبانا على خيل ف الواء ويقول‪ :‬هم اللئكة‪ .‬وعندما حكموا بقتله ضربوه فلم يؤثر فيه‬
‫السلح‪ ،‬حت قال أحدهم‪( :‬باسم ال)‪ ،‬ث طعنه‪ ،‬فنفذ فيه الرمح‪ ،‬وقتله‪.‬‬
‫وف ظاهرة الارث هذه ثلث معطيات‪ ،‬أو استدللت‪:‬‬
‫‪ -1‬الوارق الت كانت تري على يديه تدل على مارسته الرياضة الشراقية‪.‬‬
‫‪ -2‬تسميته نفسه (نبيا) تدل على أنه وصل إل الذبة ف (مسفا) يهودي‪ ،‬إذ اليهود فقط هم الذين كانوا‬
‫يسمون الواصل إل الدبة (نبيا)‪.‬‬
‫‪ -3‬نفوذ الرمح فيه عند ذكر اسم ال‪ ،‬يدل على شيطانيات خوارقه‪.‬‬
‫وهذا كله من الدلة على أن الكهانة ل تنقطع‪ ،‬بل بقيت تتابع مسيتا ف الفاء (وهذا هو العقول)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪532‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثالث‬
‫الصوفية ف الوثنيات وعند أهل الكتاب‬
‫الصوفية هي الستنقع الذي عاشت فيه أو شربت من شواطئه وثنيات التاريخ‪.‬‬
‫وهذه لحات سريعة عن أشهر الوثنيات العاصرة‪ ،‬وكيف أنا قائمة على الشراق الصوف بطريقته وحقيقته‪،‬‬
‫يتلوها عرض سريع للتصوف عند أهل الكتاب‪.‬‬
‫وقبل ذلك‪ ،‬يب أن نتذكر دائما أن الديان جيعها‪ ،‬ما عدا السلم‪ ،‬مهولة التاريخ والغرافية‪ ،‬وكل ما‬
‫تذكره كتب هذه الديانات عن تاريها وجغرافيتها ل أساس له من الصحة‪ ،‬إل قليلً ما عند أهل الكتاب‪ ،‬ويب أل‬
‫ننسى هذه القيقة ف قراءتنا للعروض التالية‪.‬‬

‫* الطاوية (منتشرة ف الصي)‪-:‬‬


‫نسبة إل (طاو)‪ ،‬وقبل عصر كونفوشيوس (حوال القرن الرابع قبل اليلد)‪ ،‬كانت هذه الكلمة تعن (الطريق‬
‫وأسلوب العمل)(‪ ،)1‬واستعملها كونفوشيوس بعن (الطريق الصحيح للعمل)‪.‬‬
‫أما الطاويون فقد صارت عندهم ذات مفهوم واحد؛ يعن‪ :‬الشياء ف مموعها‪ ،‬أو ما يطلق عليه وحدويو‬
‫الغرب اسم الطلق‪ ،‬وهو ما يطلق عليه متصوفة السلمي اسم الوجود‪.‬‬
‫والنصوص النقولة هنا تُعزى لشخص مقدس معاصر لكونفوشيوس‪ ،‬اسه (لو تزو)‪ ،‬أي‪ :‬الستاذ لو‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫إنه مؤسس الطاوية‪ ،‬وهذه النصوص من كتابم القدس كتاب (لو تزو)‪ ،‬يقول‪ :‬الطاو مََثلُها كوعاء‪ ،‬رغم أنه فارغ‪،‬‬
‫يكن أن يُسْحب منه بل ناية‪ ،‬وليس ف حاجة قط لن يُمل‪ ،‬وهي عظيمة جدا‪ ،‬وبالغة العمق‪ ،‬حت ليبدو أنا أقدم‬
‫من كافة الشياء‪ ،‬إذا ما انغمس فيها أحد طرف صار ناعما‪ ،‬وأصعب مشكلة تل‪ ،‬وأقوى ضوء ساطع ينتشر‪ ،‬وأشد‬
‫الشكلت تعقيدا تستحيل إل أمور بسيطة‪ ،‬إنا ف سكونا كاللود نفسه‪ ،‬إنن ل أعرف وليدة من هي‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬ف هذا النص‪ ،‬يُعرّفنا الستاذ لو ما هي الطاو‪ ،‬ويُلحظ أن وصفها يشبه أن يكون وصفا ل تعال‪ ،‬لكنه‬
‫وصف فيه شذوذ وترؤ وتشبيه‪ ،‬وهذا نابع من ثقافتهم وتصوراتم‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬يأت إل الوجود عشرة آلف شيء‪ ،‬وقد شهدتا تعود‪ ،‬ل يهم كيف تنتعش انتعاشا بالغا‪ ،‬كل شيء‬
‫يب أن يعود إل أصله الذي صدر عنه‪ ،‬هذه العودة إل الصل تسمى الدوء‪ ،‬هي تقيق لصي فرد‪ ،‬وأن يُحقق كل‬
‫‪ )(1‬يلحظ أن كلمة (الطريقة) تمل نفس معن كلمة (طاو)‪ ،‬مع التنبيه إل أن كلمة (طاو) هي كلمة صينية وليست عربية‪ ،‬وأن الكلم هنا عن أمر حدث‬
‫ف الصي‪ ،‬مع ملحوظة أخرى قد يكون لا أهية‪ ،‬وهي أن الصريي القدماء كانوا يطلقون على مصر اسم (طاو)‪ ،‬فهل هناك علقة بي (طاو) الت هي مصر‬
‫وبي الطاولة‪ ،‬كما أن هناك الوادي القدس (طوى)؟ فهل من علقة تاريية وجغرافية نُسيت؟‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪533‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫شخص مصيه لو النمط البدي‪ ،‬وإذا عرفت النمط البدي فهو مصّن من كل ناحية‪ ،‬والحصّن من كل ناحية هو‬
‫ش مع الطاو‪،‬‬
‫عادل تاما‪ ،‬وإذا كان عادلً‪ ،‬فهو مَِلكٌ‪ ،‬ومن كان مَلِكا فهو كالسماء‪ ،‬وإذا كان كالسماء فهو متم ّ‬
‫وإذا كان متمشيا مع الطاو فهو مثلها ل يفن‪ ،‬وبرغم أن جسده قد يتفي ف خضم ميط الوجود‪ ،‬فهو بعيد عن كل‬
‫أذى‪...‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬يشرح (لو تزو) ف هذا النص وحدة الوجود‪ ،‬وكيف أن الشياء تصدر عن ذات الطاو ث تعود إليه‪،‬‬
‫ويلحظ أنه يستعمل كلمة (الدوء) والت يقابلها عند متصوفة السلمي كلمة (الفناء)‪ .‬ولنلحظ عبارة‪( :‬وقد شهدتا‬
‫تعود)‪ ،‬والت ل تعن إل أنه شهدها بالكشف‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬الكلمات الصادقة ل تكون منمقة‪ ،‬والكلمات النمقة ل تكون صادقة‪ ،‬والرجل الصال ل يادل‪،‬‬
‫وأولئك الذين يادلون ليسوا بصالي‪ ،‬والكماء ليسوا بعلماء‪ ،‬والعلماء ليسوا بكماء‪ ،‬إذا ما توقفنا عن العلم ل‬
‫يواجهنا الزيد من الشاكل‪...‬تلوا عن الكمة وتلصوا من الفطنة‪ ،‬وسيصبح الناس أحسن حا ًل مائة مرة‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬بي (لو تزو) هنا أن حقيقتهم ل يكن أن ُيَبرْهن عليها بالساليب الدلية‪ ،‬والكلمات النمقة‪ ،‬وأنا تشرح‬
‫بالكلمات الصادقة البسيطة‪ ،‬واللحوظةالامة هنا هي المر بالهل! لن الهل جزء أساسي من رسالة الشراق ف‬
‫كل زمان ومكان‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬هو ل يغادر داره قط‪ ،‬ومع ذلك فهو عال بالعالَم بأسره‪ ،‬ول يُط ّل من نافذته‪ ،‬ومع ذلك يسب غور‬
‫طريق السماء‪ ،‬وف القيقة كلما سافر النسان إل مكان أبعد‪ ،‬كان أقل إدراكا‪ ،‬وهكذا يعرف الكيم دون أن‬
‫يتحرى‪ ،‬ول يفعل شيئا ومع ذلك ينجز كل شيء‪.‬‬
‫‪...‬لذا السبب يرتدي الكيم رداءً من قماش خشن يُخفي ما هو أثن من أنفس درة داخل فؤاده‪...‬‬
‫هذا ما يسمى الستغراق الفي‪ ،‬مَن خَِب َرهُ ل يكن أن يعامل على أنه ُمقَرّب أو مزجور‪ ،‬ل يكن أن يعان أو‬
‫يضار‪ ،‬ل يكن أن يجد أو يط من قدره‪ ،‬ولذا يتل الكان الول بي كافة الكائنات البشرية ف العال‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ف هذا النص يقدم (لو تزو) صورة خاطفة للجذبة الت يسميها الستغراق الفي ولكشفها الذي يعل الكيم‬
‫عالا وهو ل يغادر داره‪ ،‬بل ول غرفته‪ ،‬بل ول يطل من نافذته‪..‬‬
‫والتماثل الكامل بي الطاوية والصوفية واضح‪ ،‬حت لقد دفع هذا الوضوح أحد الباحثي لن يقرر أن التصوف‬
‫عند السلمي هو امتداد للطاوية‪ ،‬وطبعا؛ ل بد من وجود فروق يقتضيها اختلف الظروف‪.‬‬

‫* الينينة (نسبة إل جينا‪ ،‬أي‪ :‬القاهر والتغلب)‪-:‬‬


‫أسسها مهاويرا اللقب بـ(جينا الرابع والعشرين)‪ ،‬وكان مولده سنة ‪ 599‬قبل اليلد‪.‬‬
‫صام مهاويرا يومي ونصف يوم‪ ،‬ونتف شعر جسمه‪ ،‬وبدأ يوب البلد حافيا‪..‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪534‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ولأ إل الزهد والوع والتقشف‪ ،‬وغرق ف التفكي‪ ،‬واهتم بالرياضة الصعبة القاسية والتأملت النفسية‬
‫العميقة‪ ،‬وبعد ثلثة عشر شهرا من ترهّبه خلع ملبسه دون حياء‪ ،‬إذ كان قد قتل ف نفسه عواطف الوع‬
‫والحساس والياء‪ ،‬وكان أحيانا يعتكف ف القابر‪ ...‬وكان يغرق ف الراقبة إل حد ل يشعر فيه بالزن أو السرور‪،‬‬
‫ول بالل أو الراحة‪ ...‬ووصل مهاويرا إل حالة الذهول وعدم الحساس با حوله (أي‪ :‬الذبة)‪ ،‬وأفن كل اتاه‬
‫مادي‪ ،‬فحصل من درجات العلم على الدرجة الامسة (أعلى الدرجات)‪ ،‬وهي درجة العلم الطلق‪ ،‬ونيل البصية أو‬
‫النجاة‪ ،‬وبعد سنة أخرى من الصراع والتأملت فاز بدرجة (الرشد)‪...‬وبذا بدأ مهاويرا مرحلة جديدة هي الدعوة‬
‫لعقيدته‪...‬‬
‫ويقول الينيون‪ :‬إن جينا الثالث والعشرين‪ ،‬واسه‪( :‬بارسوانات)‪ ،‬أسس نظاما رهبانيا شدّد فيه بضرورة‬
‫الرياضات الشاقة التعبة(‪...)1‬‬
‫‪ -‬نرى ف هذا النص أن الينية تقوم على الرياضة الشراقية‪ ،‬وعلى رأسها الوع‪ ،‬وهذه الرياضة تقود إل‬
‫الذبة الت يسمونا (حالة الذهول وعدم الحساس با حوله وفناء كل اتاه مادي)‪ ،‬وف الذبة يصل على الدرجات‬
‫العليا من العلم (العلم الطلق)‪ ،‬وبالثابرة على الرياضة وصل إل درجة (الرشد)‪ ،‬كما نلحظ أن هذا هو (النجاة)‬
‫عندهم‪ .‬ولننتبه إل العري أيضا‪ .‬ولعل من الفيد ذكر النجيات عند الينيي (وهناك ما يشبهها ف الندوسية والبوذية‬
‫والطاوية‪ ،‬بل وكل الوثنيات)‪ ،‬وهي‪ :‬العتقاد الصحيح‪ ،‬العلم الصحيح‪ ،‬اللق الصحيح الذي له أصول سبعة هي‪:‬‬
‫التمسك باللق الميد‪ ،‬والقلع عن اللق السيء‪ ،‬الورع‪ ،‬التقليل من الركات البدنية ومن الكلم‪ ،‬التحلي بعشر‬
‫خصال هي العفو‪ ،‬والصدق‪ ،‬والستقامة‪ ،‬والتواضع‪ ،‬والنظافة‪ ،‬وضبط النفس‪ ،‬التقشف الظاهري والباطن‪ ،‬والزهد‪،‬‬
‫واعتزال النساء‪ ،‬واليثار‪ ،‬ث التفكي ف القائق الساسية‪ ،‬والسيطرة على متاعب الياة وهومها والقناعة الكاملة(‪.)2‬‬
‫اهـ‪.‬‬
‫هذه هي النجيات ف الينية‪ ،‬وف كل الوثنيات ما ياثلها ف الكان والقام‪ ،‬وهي تذكرنا بنجيات الغزال‬
‫ومقامات الصوفية‪ ،‬كما يذكرنا العري ف الينية بثيله عند الصوفية‪.‬‬

‫* الندوسية‪-:‬‬
‫نظرة سريعة‪:‬‬
‫ل يكن العثور على تعريف جامع للهندوسية؛ لن فيها مئات كثية من الذاهب التباينة‪ ،‬لكن عندهم عقيدة‬
‫رئيسية (يؤمن) با أكثرهم‪ ،‬إن ل يكن كلهم‪.‬‬
‫‪ -‬فكلهم يؤمنون بالفيدا‪ ،‬كتابم القدس‪ ،‬لكن يوجد غيه مئات الكتب القدسة‪.‬‬

‫‪ )(1‬أديان الند الكبى (سلسلة مقارنة الديان)‪( ،‬ص‪.)113 ،112 ،111:‬‬


‫‪ )(2‬أديان الند الكبى‪( ،‬ص‪.)129 ،128 ،127:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪535‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وكلهم يؤمنون بالروح الزل (آتان)‪ ،‬وقد يطلقون عليه أساء أخرى‪ ،‬والله عندهم ذو ثلثة أقانيم‬
‫(حسب الوظيفة الت يقوم با)‪.‬‬
‫أ‪ -‬براهان (الالق)‪.‬‬
‫ب‪ -‬فيشنو (الافظ)‪.‬‬
‫ج‪ -‬سيفا (الهلك)‪.‬‬
‫وقد تتلف الذاهب عن بعضها ف تقسيم العمال بي القانيم الثلثة‪ ،‬كما قد يتلف عدد القانيم‪.‬‬
‫‪ -‬إل جانب هذا الثالوث‪ ،‬يوجد عشرات اللوف من اللة! والنص القدس التال من (الفيدا)‪ ،‬هو حوار بي‬
‫فِشْنو الذي تسد بصورة إنسان اسه ( ْكرِشْنا)‪ ،‬وبي ملك مقدس اسه (أرجونا) (صار إلا فيما بعد)‪ ،‬والوار يري‬
‫ف مستهل معركة حربية بي أفراد عائلة صاروا كلهم آلة‪.‬‬
‫يروي هذا الوار شخص اسه (سامياجا)‪ ،‬كان حاضرا معهما‪ ،‬يرويه للك آخر اسه (هاري)‪ ،‬وطبعا‪ ،‬كل‬
‫هؤلء الشخاص صاروا آلة يعبدون‪.‬‬
‫يقول النص‪:‬‬
‫قال أرجونا‪ :‬اللغز السامي‪ ،‬الديثُ التعلق بالروح الت وهبتَي إياها بالنعمة‪ ،‬بذه النعمة انتهى ضياعي‪ ،‬وكما‬
‫أعلَنتْ عن نفسها‪ ،‬هكذا أنت تكون‪ ،‬أيها الرب السامي‪ ،‬لكنن أرغب أن أرى شكلك القدس‪ ،‬أيها الشخص‬
‫السامي‪ ،‬وإذا كنت تعتقد أنن أستطيع أن أراك‪ ،‬فأ ْظ ِه ْر ل روحك اللفانية‪ ،‬يا رب اليوجا‪ ،‬يا كرشنا‪.‬‬
‫قال الرب البارك‪ :‬شاهِدْ أشكال يا أرجونا‪ ،‬هي بالئات وباللف‪ ،‬متنوعة ف شكلها ومقدسة‪ ،‬ولا ألوان‬
‫وهيئات متلفة‪ ...‬اليوم‪ ،‬شاهِدْ الكون التحرك والساكن‪ ،‬وكل ما تريد أن تراه‪ ،‬كله متّحِ ٌد ف جسدي يا أرجونا‪،‬‬
‫لكنك ل تستطيع أن ترى بعينيك النسانيتي‪ ،‬وسأمنحك أعينا تفوق الطبيعة‪ ،‬شاهد قدرت القدسة‪.‬‬
‫قال سامياجا‪ :‬بعد أن تكلم رب اليوجا‪ ،‬أيها اللك هاري‪ ،‬أظهر شكله القدس السامي إل أرجونا‪ .‬لذا‬
‫الشكل أفواه وعيون كثية‪ ،‬ورؤى عديدة تدهش‪ ،‬وزينات مقدسة‪ ،‬وأسلحة مرفوعة مقدسة‪ ،‬ويلبس الثياب القدسة‪،‬‬
‫ويتحلى بالعطور والدهون القدسة‪ ،‬ويتألف من كل العاجيب‪ ،‬ويتألق‪ ،‬وغي مدود‪ ،‬ووجهه يلتفت إل كل اتاه‪،‬‬
‫ولو شعت ألف شس ف الفضاء‪ ،‬كان من المكن أن تشبه عظمة الكائن العظم‪.‬‬
‫هناك شاهد أرجونا الوجود بكامله‪ ،‬بأجزائه العديدة التجمعة ف واحد‪ ،‬ف جسد إله اللة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬وف مكان آخر (والتكلم الن هو ْكرِشْنا)‪:‬‬
‫من ل يتعلق فهمه بأي مكان‪ ،‬من يُخضع ذاتَه ومن يطرد رغبته‪ ،‬يأت عن طريق الرفض إل الالة السامية الت‬

‫‪ )(1‬الفكر الفلسفي الندي‪( ،‬ص‪.)204:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪536‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تُصعّد كل عمل‪ .‬اسع إل ما أوجزه لك يا أرجونا‪ :‬كيف يصل النسان عندما يقق الكمال إل براهان؟ من يكون‬
‫موهوبا بفهم نقي‪ ،‬ويضبط نفسه‪ ،‬ول يلتفت إل مواضيع الس‪ ،‬ويلقي بالاذبية والشئزاز بعيدا‪ ،‬ويسكن ف عزلة‪،‬‬
‫ويأكل القليل‪ ،‬ويضبط كلمه وجسده وعقله‪ ،‬ويعتنق التأمل والتركيز‪ ،‬ويلقي الحساس بالذات والقوة والتنافر‬
‫والرغبة والبغضاء‪ ،‬أو اللكية بعيدا‪ ،‬أول يكون أنانيا‪ ،‬بل هادئا ف عقله‪ ،‬يستحق أن يصبح براهان‪.‬‬
‫عندما يصبح النسان واحدا مع براهان‪ ،‬ويكون هادئا ف روحه‪ ،‬فل يزن‪ ،‬ول يرغب‪ ،‬وعندما يعتب كل‬
‫الكائنات على السواء‪ ،‬ويصل إل التعبد السامي‪ ،‬إلّ‪ .‬بالتعبد يعرفن‪ ،‬ويعرف من أنا‪ ،‬وما هو مقامي‪ ،‬وعندما يعرف‬
‫من أنا يدخل فّ‪ .‬الرب يسكن قلوب الكائنات‪ ،‬ويعلها أن تدور بقدرته كأنا على آلة‪ .‬الْتَجِئ إلّ بكل قدرتك يا‬
‫أرجونا‪ ،‬وبنعمت تصل على السلم السامي والسكن البدي‪.‬‬
‫الكمة أكثر سرية من كل السرار الت أعلنتها لك‪ ،‬فكر فيها تاما‪ ،‬واعمل ما تشاء(‪.)1‬‬
‫‪ -‬النصان واضحان كل الوضوح‪ ،‬ومع ذلك ل بأس من لفت نظر القارئ إل بعض النقاط فيهما‪:‬‬
‫أ‪ -‬وحدة الوجود ف النصي‪( :‬شاهد أرجونا الوجود بكامله)‪( ،‬يصبح النسان واحدا مع براهان)‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرياضة‪ ،‬ف النص الثان‪( :‬العزلة والكل القليل وضبط الكلم والسد والعقل والتأمل والتركيز)‪.‬‬
‫ج‪( -‬إفراغ النفس من كل رغباتا على الطلق)‪ ،‬الت تقابل قول التصوفة‪( :‬اخلع نعليك)‪...‬وماشابها‪.‬‬
‫د‪ -‬هذه المور هي نفس ما نراه ونسمعه ونقرؤه من أقوال متصوفة السلمي وف كتبهم‪.‬‬
‫هـ‪ -‬كما يب أل ننسى الشبه التام بي قول النادكة‪( :‬إن الباهة خلقوا من وجه الله العظم)‪ ،‬وقول‬
‫التصوفة السلمي‪( :‬إن ممدا خلق من وجه ال)‪.‬‬
‫كما نلحظ التوافق بي الكشف (عندما شاهد الرب) والعقائد السبقة‪.‬‬
‫ومن يتتبع أقوال التصوفة ونصوص الفيدا يقف أحيانا على تشابه حت ف الفردات‪.‬‬
‫‪ -‬ونص آخر من نصوصهم الكثية من (أوبانيشاد شاندوجيا)‪:‬‬
‫‪ -1‬حقا إن هذا العال كله براهان‪ .‬وبدوء‪ ،‬يعبده النسان‪ ،‬لنه قد أتى منه‪ ،‬وسينحل فيه‪ ،‬ولنه يتنفس‬
‫بواسطته‪.‬‬
‫‪ -2‬هو الذي يتضمن العقل‪ ،‬وجسدُه هو الياة‪ ،‬وشكله هو النور‪ ،‬وفكره القيقة‪ ،‬وذاته هي الفراغ‪ ،‬إنه‬
‫يتضمن كل العمال والرغبات والوامر والذواق‪ ،‬ويشمل العال كله‪ ،‬هو الذي ل يتكلم‪ -‬روحي هذه ضمن قلب‪،‬‬
‫هي أصغر من حبة أرز‪ ،‬ذات هذه هي أعظم من الرض ومن الفضاء والو ومن هذه العوال(‪( .)2‬انتهى)‪.‬‬

‫‪ )(1‬الفكر الفلسفي الندي‪( ،‬ص‪.)235 ،234:‬‬


‫‪ )(2‬الفكر الفلسفي الندي‪( ،‬ص‪.)112:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪537‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ونص آخر (أوبانيشاد ائتاريا)‪.‬‬
‫‪...‬هو براهان‪ ،‬هو أندرا‪ ،‬هو براجات‪ ،‬هو كل هذه اللة‪ ،‬هو هذه العناصر‪ ،‬الرض والريح والفضاء والاء‬
‫والنور‪ ،‬هذه الشياء‪ ،‬وتلك الت تتزج بالنار كما كانت(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أرجو من القارئ الكري أن يعود إل أقوال التصوفة‪ ،‬وخاصة عينية اليلي ليى التشابه‪.‬‬
‫وهذه صور من ضرب الشيش عند الندوس‪ ،‬أو عند فرقة من فرقهم الت تعد بعشرات اللوف‪ ،‬وهذه الفرقة‬
‫موجودة ف ماليزيا‪ ،‬ويعلون رأس اللة هو سيفاناتراجا‪ ،‬بد ًل من براهان‪ .‬ولم عيد سنوي يتفلون به هو عيد‬
‫(تابوزام)‪ ،‬حيث يكون الجتماع العام على مقربة من أحد مداخل العاصمة (كواللمبور)‪.‬‬
‫هذا العيد الجيد يتفل به هنود ماليزيا سنويا ف شهر (الكوكب)‪ ،‬حيث يتوسط البدر كبد السماء‪...،‬وذلك‬
‫تجيدا لذكرى الله (سيفاناتراجا) رب آلة الندوس(‪( )2‬بالنسة لذه الفرقة)‪..‬‬
‫ويبدأ التمجيد أيضا للله (مورغان)‪ ،‬وهو حفيد (سيفاناتراجا)(‪...)3‬‬
‫إن الصلة الندوسية تقام قبل الحتفال بالعيد الجيد‪...‬يتنعون عن مارسة الب‪ ،‬ويكتفون بوجبة طعام‬
‫واحدة نباتية ف اليوم‪...‬ث يدخلون ف الصلة والتأمل والعزلة‪...‬الت تتحول تدرييا إل غيبوبة عن هذا العال (أي‪:‬‬
‫الذبة)‪.‬‬
‫وبفضل تلك الصلة والعزلة والتأمل الت تفصلهم عن الواقع لتدخلهم ف عال اليال والغيبوبة الطويلة القترنة‬
‫بالتوحيد للذات اللية‪...‬عندها تتلكهم نشوة غريبة جدا تدعى (نشوة الرعدة النشائية)‪ ،‬فتراهم حالي بأبعاد ل‬
‫حدود لا‪...‬وبواسطتها يتاح لم دون استثناء اجتياز السافات الطويلة (الصاعدة ف البل الشاهق)‪ ،‬ضمن الدروب‬
‫الوعرة‪ ،‬والت تتطلب جهدا ومهارة فائقة‪ ،‬فيصلون بالنهاية إل العبد التابوزامي‪...‬‬
‫وهم ف تلك الالة يبدون ف إحساس غامر بالورع والتقى‪...‬بينما الرماح الادة تترنح على‬
‫وجناتم‪...‬والسهم الفضية مغروزة ف ألسنتهم‪...‬والكلليب الت تنتزع قطعا من أجسادهم‪ ..‬والسلل الت تثقل‬
‫كاهلهم (قد يبلغ وزن بعضها ‪ 60‬كغ)‪ ..‬وهم ل يأبون لكافة اللم والصابات‪ ،‬بل إنم من خللا يستسلمون‬
‫لنشوة غريبة وعجيبة‪...‬والغرب من كل هذا هو أن تلك الروح العميقة ل يسيل منها الدم إل من بضع قطرات تعد‬
‫على أصابع اليد الواحدة‪...‬فسرعان ما تلتئم‪...‬فل يبقى منها سوى آثار ندوب سوداء‪...‬وهم فريسة لذلك الشعور‬
‫الغريب الذي يعب لم عن إمكانية الوصول بتلك الآثر والبطولت من خللا التصال بالله الكب سيفاناتراجا‪...‬‬
‫‪...‬فيتجمع أولئك الؤمنون حول زعيمهم الدين (غورو)‪ ،‬وهم يتغنون بنشيد (الفل ‪ -‬فل)‪ ،‬بعن (الرمح ‪-‬‬

‫‪ )(1‬الفكر الفلسفي الندي‪( ،‬ص‪.)109:‬‬


‫‪ )(2‬أغرب القبائل والشعوب بالقرن العشرين‪.)1/16( :‬‬
‫‪ )(3‬أغرب القبائل والشعوب بالقرن العشرين‪.)1/17( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪538‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫رمح)‪...‬بينما يقف (غورو) أمام أحد الؤمني ليثقب وجنة الؤمن بالغرز بعد أن باركه بدعواته‪...‬‬
‫ولكن عندما يشق السهم الاد والسنون لم وجنة الؤمن اللدنة‪ ...‬يبدأ الؤمن بالرتعاد بشدة كمن أصابه‬
‫مس أو جنون‪ ،‬فيقفز بالواء ليدق الرض بقدميه دقا رتيبا وشديدا‪ ،‬ومن ث يتمايل على وقع النشيد الماسي‪ ،‬بينما‬
‫يكون قد برز من وجنتيه الغائرتي ذلك السهم الفضي‪ ،‬فل يسيل من وجنتيه من أثر الرح إل قليل من قطرات الدم‬
‫ل تذكر‪...‬وتشق ألسنتهم بأسياخ فضية يتراوح طولم ما بي (‪ 18-12‬سم)‪...‬والرماح الطويلة الت تترق الوجنة‬
‫ويبلغ طولا عادة أربعة أمتار‪ ،‬وعلى طرف الرمح تعلق السلل الملوءة حليبا وعسلً‪ ،‬وأما البتقال فإنه يثبت على‬
‫الصر بواسطة سنارات فضية تغرز ف السد‪...‬فيتقدم أحدهم ليجلس على كرسي بل ظهر‪ ،‬عندها يباشر الزعيم‬
‫الدين (غورو) ف غرز الكلليب الفضية الارة ف جسده‪ ،‬ويبلغ عدد الكلليب ف بعض الحيان زهاء ستي كلبا‪،‬‬
‫والؤمن ل يزال تت سيطرة الرعدة النتشائية الغريبة إل أن ين رأسه ليذهب ف غيبوبة بل حدود أو ناية(‪....)1‬‬
‫إل‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬ل أظنن باجة إل تعليق‪ ،‬فالمر واضح؛ لكن اللحوظةأن متصوفة السلمي ل يبلغوا شأو هؤلء القوم!‬
‫والسؤال‪ :‬هل هؤلء القوم تسري فيهم كرامة أحد الرفاعي؟ أم ماذا؟‬
‫* وهذه نصوص بوذية متفرقة من كتاب فايسيسكا سوترا‪:‬‬
‫الكتاب الول‪ -‬الفصل الثان‪:‬‬
‫‪ -17‬الوجود واحد بسبب وحدة العلمة(‪...)2‬‬
‫الكتاب الثان‪ -‬الفصل الول‪:‬‬
‫‪ -28‬تتوضح وحدة الثي بوضوح وحدة الوجود(‪.)3‬‬
‫الكتاب الثان‪ -‬الفصل الثان‪:‬‬
‫‪ -7‬جوهرية وأبدية الزمان تتوضحان بتوضيح جوهرية وأبدية الواء‪.‬‬
‫‪ -8‬وحدة الزمن تتوضح بتوضيح وحدة الوجود‪.‬‬
‫‪ -11‬جوهرية وأبدية الفراغ تتوضحان بوضوح جوهرية وأبدية الواء‪.‬‬
‫‪ -12‬وحدة الفضاء (أي‪ :‬الفراغ) تتوضح بتوضيح وحدة الوجود(‪ .)4‬اهـ‪.‬‬

‫‪ )(1‬أغرب القبائل والشعوب بالقرن العشرين‪ ،1/19( :‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬الفكر الفلسفي الندي‪( ،‬ص‪.)484:‬‬
‫‪ )(3‬الفكر الفلسفي الندي‪( ،‬ص‪.)486:‬‬
‫‪ )(4‬الفكر الفلسفي الندي‪( ،‬ص‪.)486:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪539‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ول حاجة للتنبيه إل وحدة الوجود الواضحة ف هذه النصوص وضوحا كاملً‪ ،‬وكذلك الطريقة الت توصل‬
‫إليها‪ ،‬وللزيادة ف الوضوح نورد وصفا يذكره (آسي بلثيوس)(‪)1‬عن كيفية وصول الندوسي أو البوذي إل الذبة‪،‬‬
‫يقول‪... :‬ومذهب الفيدا الوارد ف الوبانيشاد يعل غاية الكمال والسعادة ف حشد الروح باستبعاد كل خاطر غي‬
‫فكرة الوجود الطلق‪ ،‬وأصحاب نظام اليوجا(‪ )2‬كانوا يستخدمون من أجل الوصول إل هذه الغاية طريقة ف الياء‬
‫الذات التنويي شبيهة جدا با قرره ابن عرب‪ ،‬فكان اليوجي يلس القرفصاء ساكنا بل حراك‪ ،‬ونظره مثبت‪ ،‬وانتباهه‬
‫مستغرق ف الرفي (أم)‪ ،‬وهو اسم من أساء براها الستسرة‪ ،‬ث يقع ف جذبة(‪ )3‬تفقده الشعور‪ .‬وترين الّنفَس‪ ،‬وهو‬
‫رياضة إيقاعية للشهيق والزفي‪ ،‬كان يارسه (تنجل) للوصول إل نفس الغاية(‪( )4‬أي‪ :‬الذبة)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬أي‪ :‬إن الرياضة الشراقية هي الطريق للوصول إل العرفة عندهم وعند غيهم طبعا‪ ،‬والفرق هو ف تفسي‬
‫هذه الظاهرة‪ ،‬وف وسائل تزيينها للمريدين‪ .‬وف الرياضة اليقاعية للشهيق والزفي يكن أن نلحظ دور الكسجي‬
‫مضافا إل دور اليقاع الرتيب‪.‬‬

‫* الصوفية عند أهل الكتاب‪-:‬‬


‫* عند اليهود‪:‬‬
‫مر ف فصل سابق وصف الستاذ عبد الحد داوُد للتصوف اليهودي الذي كانوا يسمونه (التنبؤ)‪ ،‬وأنم كانوا‬
‫يسمون الواصل إل الذبة وأحلمها (نب)‪ ،‬ويسمون الشيخ السلك (صوف)‪ ،‬أي الراقب أو الرشد‪ .‬وكانت‬
‫عندهم‪ -‬على قلتهم‪ -‬عدة طرق‪ ،‬منها (اللكسائية) و(البيونية)‪.‬‬
‫وبعد ظهور السلم بقرون‪ ،‬ولعله ف حوال القرن الامس الجري‪ ،‬صار التصوف اليهودي معروفا باسم‬
‫(الكبالة ‪ ،)Gabbalah‬أي الأثور‪ ،‬مع الحتفاظ بالسم القدي (التنبؤ)‪.‬‬
‫وهناك أشياء مثية للنتباه؟ ففي التنبؤ اليهودي (أو الكبالة) يصنفون الواصلي إل الذبة على ثلث مراتب‪:‬‬
‫نب (ومعناها الناطق)‪ ،‬أو نب سفاتاي (أي‪ :‬ناطق الشفتي)‪ ،‬ث رائي‪ ،‬ث بصي‪ -‬وهو أعلها‪ -‬والبصي عندما يتصدى‬
‫لتسليك الريدين يسمى (صوف)‪ ،‬أي‪ :‬الرشد‪ .‬ورأينا ف فصول سابقة أن متصوفة السلمي يقسمون الكاشفي‬
‫كذلك إل نفس الراتب الثلث‪ :‬الحاضر (من الحاضرة)‪ ،‬ث الكاشف (من الكاشفة)‪ ،‬ث الشاهد (من الشاهدة)‪،‬‬
‫وهو أعلها‪ ،‬وعندما يتصدى من وصل إل مقام الشاهدة إل تسليك الريدين يسمونه (الرشد)‪.‬‬
‫وواضح أن هذه الصطلحات‪ ،‬التصوفية هي مرادفات للمصطلحات الكبالية‪.‬‬
‫وشيء آخر‪ ،‬نقرأ ف العجم الفرنسي (‪ )Larousse‬وصفا للكبالة ترجته كما يلي‪( :‬تفسي يهودي باطن‬
‫‪ )(1‬مستشرق إسبان مات سنة (‪1944‬م)‪.‬‬
‫‪ )(2‬اليوجا رياضة تعبدية إشراقية يارسها الندوس والبوذيون والينيون للوصول إل الذبة‪.‬‬
‫‪ )(3‬كلمة (جذبة) هي مصطلح يستعمله متصوفة السلمي فقط ويستعمله آسي بلثيوس هنا بالستعارة‪.‬‬
‫‪ )(4‬النص من كتاب (ابن عرب) لسي بلثيوس‪( ،‬ص‪.)187:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪540‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ورمزي لنص الكتاب القدس)‪ ،‬كتابه التقليدي (الكلسيكي) هو (الزوهار) أو (كتاب الشراق)‪ .‬وأنصار العلوم‬
‫الفائية (الباطنية) يستعملون رموز الكبالة ف اتاه سحري‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫نلحظ أن أسلوب الكبالة ف تفسي الكتاب القدس هو باطن ورمزي‪ ،‬مثل تفسي متصوفة السلمي للقرآن‬
‫الكري تاما‪.‬‬
‫وكذلك استعمال الرموز الكبالية ف السحر هو مثل استعمال الرموز الصوفية ف السحر‪.‬‬
‫أما كتاب الشراق (الزوهار)‪ ،‬فقد ظهر ف أوائل القرن السادس الجري لؤلف يهودي من مدينة ليون ف‬
‫إسبانيا‪ ،‬كما يظن‪ ،‬ويكن أن يكون أقدم من ذلك بقليل أو كثي‪.‬‬
‫ولننتبه إل أن واقع تصنيف أحلم الذبة (ماضرة ث مكاشفة ث مشاهدة) تابع لتوجيهات الشيخ السلك‪،‬‬
‫ولتوجيهاته فقط‪ ،‬وأن خوارق شت تدث على أيدي الكباليي‪.‬‬
‫* عند النصارى‪:‬‬
‫أعلنت الصوفية عن نفسها عند السيحيي ف القرن الثان اليلدي باسم الغنوصية‪ ،‬أي‪ :‬العرفة‪ ،‬ومنها الغنوصي‬
‫أي‪ :‬العارف‪ ،‬وساه العرب منهم الكاهن‪ ،‬وقد رفضتها الكنيسة أولً‪ ،‬ومع الزمن قبلتها وتبنتها‪.‬‬
‫وهذا نص لصوف مسيحي يصف كيفية وصوله إل الذبة‪.‬‬
‫يقول (نيمو)(‪)1‬خادم أم الله‪ ،‬متلقي اعترافات القديسة تييزا(‪ ،)2‬ف كتابه السفار‪:‬‬
‫‪...‬وجدت فائدة كبية ف الدعوات الصوتية الت تسمى بالذكار‪ ،‬خصوصا ف الكلمات (أبانا الذي‪ )...‬ما‬
‫يكرره الفم ساعات طويلة‪ ،‬و(ليتقدس اسك)‪ ،‬و(وف القلب رغبة ف أن ينحصر هناك)‪....‬‬
‫كنت أجد ف هذه الكلمة وحدها (ال) رضا بالغا لنفسي‪ ،‬بيث ل أشأ ول أستطع أن أنتقل عنها إل أفكار‬
‫أخرى‪ ،‬وكنت أقتصر على ذلك حت أصل إل البكة(‪...)3‬‬
‫رجل دين إسبان من أهل النصف الول من القرن السادس عشر اليلدي‪.‬‬
‫ويعرف القارئ أن البكة تعن الذبة‪ ،‬كما يظهر ف هذا النص تأثر متصوفة السيحيي بأسلوب الذكر‬
‫الرهاقي الذي استعمله متصوفة السلمي قبل نيمو بوال ستة قرون‪.‬‬
‫وبسبب عوامل ما‪ ،‬تشعبت الصوفية عند السيحيي إل أكثر من مذهب‪ ،‬فالقديسة تييزا الفيلية‪ ،‬مثلً‪ ،‬تؤمن‬
‫أن الالق غي الخلوق‪ ،‬وتصف وصولا أو (فتوحها) بأنه اتاد بينها وبي ال (تعال ال)‪ ،‬فتقول من قصيدة‪:‬‬

‫‪ )(1‬رجل دين إسبان من أهل النصف الول من القرن السادس عشر اليلدي‪.‬‬
‫‪ )(2‬تييزا الفيلية من قرية آفيل السبانية‪ ،‬ماتت سنة (‪1582‬م)‪.‬‬
‫‪ )(3‬ابن عرب‪ ،‬لسي بلثيوس‪( ،‬ص‪ )186:‬ف الاشية‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪541‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬واتاد النفس بال ف القران الروحي شبيه بشمعتي تذوبان معا حت يصبح نوراها نورا واحدا(‪...)1‬‬
‫ومن قصيدة أخرى‪:‬‬
‫‪...‬هاأنذا يا عريسي الكب‪ ،‬دعن أقترب منك‪ ...‬وليدخل هذا الدول الصغي ف خضمك‪ ،‬أغثن يا أعذب‬
‫حليل‪ ...‬ولتسترح نفسي بي ذراعي عريسها(‪...)2‬‬
‫حيث يظهر من أقوال القديسة هذه أن تلياتا كانت جالية ل جللية‪ ،‬واتادية ل وحدوية‪.‬‬
‫بينما نرى القديس خوان دي ل كروث(‪ )3‬يؤمن بوحدة الوجود‪ ،‬فمن أقواله‪:‬‬
‫‪...‬حبيـب هو البال‪ ،‬والوديان النعزلة الليئة بالشجار‪ ،‬والزر الغريبة‪ ،‬والنار الرنانة‪ ،‬وصفي الرياح‬
‫البيبة‪ ،‬والليل الساكن(‪...)4‬‬
‫من النصوص الارة آنفا‪ ،‬وكذلك من الفصول السابقة‪ ،‬ومن أية دراسة واعية لية وثنية ف التاريخ‪ ،‬يظهر‬
‫واضحا دور الشراق فيها‪ ،‬بل إن الكاهن ف كل الوثنيات ل يسمى كاهنا حت يصل إل الذبة عن طريق الرياضة‬
‫الصوفية‪ ،‬ويصل على يده بعض الوارق‪ ،‬وقد يكتفون بالهلسات‪ ،‬أو يستعملونا كعامل مساعد‪ ،‬مع العلم أن بعض‬
‫الوثنيات‪ ،‬كديانة الينكا مثلً‪ ،‬كانت كما يظهر تكتفي بالهلسات‪ ،‬وبعضها كالديانة الندوسية‪ ،‬كانت وما زالت‬
‫تستعمل الطريقتي‪ ،‬الهلسات والرياضة الصوفية‪ ،‬وبعضها كان ولا يزل يكتفي بالرياضة الصوفية‪.‬‬
‫للتسلية‪:‬‬
‫يقول د‪ .‬سيد حسي نصر‪:‬‬
‫‪...‬بل إن مقام (الدمة) نفسه الذي يأت متأخرا بعد مقام البقاء‪ ،‬ل يوز أن يمل على معن العمل أو الفرض‬
‫الدين بالعن الألوف؟ بل بثابة خدمة أداها كائن تذوق (الوصال)‪ ،‬وهي ف منلتها تقابل العهد الذي قطعه‬
‫أفالوكتسفارا على نفسه ف الدين البوذي‪ ،‬بإنقاذ اللئق‪ ،‬بعد أن ت له أن يطو خطوة واحدة ف (النيفانا)(‪ .)5‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬النيفانا هي الصطلح البوذي الذي يقابل مصطلح (الفناء ف ال)‪ ،‬وقد عربا بعض التصوفة ف إيران أو‬
‫(أسلمها)‪ ،‬فصارت (نيوان)(‪ ،)6‬واستعملوها بنفس العن‪ .‬وبقراءة النصوص الترجة إل العربية‪ ،‬ند أن كلمة‬
‫(النيفانا) ترد أحيانا بعن (الطلق)‪ ،‬وأحيانا بعن‪( :‬الفناء ف الطلق)‪ ،‬وهو الكثر تواترا‪.‬‬
‫‪ -‬ويب أل ننسى ملحوظة هامة‪ ،‬وهي أن القيقة الصوفية‪( ،‬أي‪ :‬الذبة ورؤاها)‪ ،‬والطريق إليها (أي‪:‬‬
‫‪ )(1‬يسوع السيح شخصيته وتعاليمه (ص‪.)212:‬‬
‫‪ )(2‬عمر بن الفارض من خلل شعره‪( ،‬ص‪.)77:‬‬
‫‪ )(3‬إسبان متصوف من أهل القرن السادس عشر اليلدي‪.‬‬
‫‪ )(4‬ملة العرب‪( ،‬عدد‪( ،)305 :‬ص‪.)40:‬‬
‫‪ )(5‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)67:‬‬
‫‪ )(6‬من الفكر الصوف اليران العاصر‪ ،‬الفصل الخي‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪542‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الرياضة الصوفية)‪ ،‬هي واحدة ف كل زمان ومكان‪ ،‬ويكون الختلف ف أشكال الالت الت تاط با‪ ،‬والتفاسي‬
‫الت تشرح با رؤاها وأساليب الدعاية الت يقدمونا لا‪ ،‬كما أن للخلفية الجتماعية الحيطة بالواصل دور شامل ف‬
‫الطروحات الت تقدمها كشوفه‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪543‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الرابع‬
‫الصوفية وتدمي الجتمع السلمي‬
‫قلنا ونعيد‪:‬‬
‫لبليس شركان يصيد بما بن آدم‪ ،‬فيخرجهم من الدى إل الضلل‪ ،‬ومن استقامة الفطرة إل النراف‬
‫والنلل‪ ،‬واتباع الهواء‪.‬‬
‫* الشرك الول‪ :‬النس وملحقاته‪:‬‬
‫بذا الشرك يستطيع إبليس أن يبعد ابن آدم عن نداء الفطرة‪ ،‬وعن السلوك الستقيم الوجه بالغرائز السليمة‬
‫(التوازنة فيما بينها حسب الفطرة الت فطرها ال عليها)‪ ،‬فتنحرف فيه غرائز‪ ،‬وتتضخم أخرى على حساب بقية‬
‫الغرائز الت تضمر بسبب هذا التضخم‪.‬‬
‫وأرسل ال سبحانه الرسل بالتعاليم العتقادية والفكرية والعملية الت تفظ على النسان سيه الستقيم‪ ،‬وتعيد‬
‫الغرائز إل توازنا الفطري‪ ،‬وتقق عبادة ال ف الرض‪ .‬والسلم هو الرسالة الت جاء با كل الرسل‪(( :‬إِنّ الدّينَ‬
‫عِنْ َد الّلهِ ا ِلسْلمُ)) [آل عمران‪.]19:‬‬
‫* الشرك الثان‪ :‬الشراق‪.‬‬
‫قد يتغلب نداء الفطرة ف النسان على نداء الوى‪ ،‬فيسي ف الطريق الستقيم ملتزما التعاليم اللية‪ ،‬متخذا‬
‫منها النطلقات الت توجه كل تصرفاته‪.‬‬
‫وهذا يعن أنه أفلت من الشرك الول‪ ،‬وأنه سار على الصراط الستقيم‪ .‬لكنه سيجد أيضا إبليس أمامه‪ ،‬ينتظره‬
‫سَتقِيمَ)) [العراف‪ ،]16:‬سيجده وقد نصب له‬ ‫صرَا َطكَ الْمُ ْ‬
‫على هذا الطريق‪(( :‬قَا َل فَبِمَا َأ ْغوَْيتَنِي لَأَ ْقعُدَنّ َلهُ ْم ِ‬
‫الشرك الثان (الشراق)‪.‬‬
‫ويستغل إبليس الغرور والهل ف النسان ليوقعه ف هذا الشرك باسم السلم وباسم الولية وباسم مقام‬
‫الحسان‪ ،‬والقرب والعرفة‪...‬و‪...‬إل‪.‬‬
‫وللوصول إل الشراق يوجد طريقان‪:‬‬
‫الطريق الول‪ :‬طريق شجرة اللد وملك ل يبلى‪ ،‬وهي أنواع‪ ،‬فعند بعض الشعوب القدية‪ ،‬وف الند خاصة‪،‬‬
‫كانت شجرة الشيش‪ ،‬وف الشرق الوسط‪ ،‬كانت شجرة الشخاش (الفيون)‪ ،‬وف الكسيك كانت فطر‬
‫الكسيك‪ ،‬وف البيو (أمريكا النوبية) كانت شجرة الكوكا‪ ،‬وف ماليزيا كانت شجرة الكافا‪...‬إل غي ذلك ما ل‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪544‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫أقف عليه‪.‬‬
‫كانت شجرة اللد هذه‪ ،‬وف قمتها الشيش والشخاش‪ ،‬حكرا على الكهان‪ ،‬كما كانت تدخل قصور‬
‫اللوك ف أحيان كثية‪.‬‬
‫وكانت سرا مقدسا يتعاطاها الكهان ضمن طقوس تعبدية سرية كي يقعوا ف الذبة‪ ،‬حيث تشرق عليهم‬
‫النوار اللوسية‪ ،‬ويتلقون العلوم اللدنية الذيانية‪ ،‬وينطقون با يتوهون أنه الكمة‪.‬‬
‫وبذه الشراقات الباطلة‪ ،‬والكمة التوهة‪ ،‬كانوا يرجون من السلم‪ ،‬بابا بعد باب‪ ،‬وتدخل عليهم الوثنية‬
‫من كل باب‪.‬‬
‫والطريق الثان‪ :‬طريق الرياضة والجاهدة الصوفية‪ ،‬فكثيا ما كان يتعذر الصول على الهلس الارجى لسبب‬
‫أو لخر‪ ،‬حينئذ‪ ،‬كان إبليس يهيئ لوليائه البديل الناجع‪ ،‬وباسم الحسان‪ ،‬وباسم السي إل ال والعروج إليه‪،‬‬
‫وباسم العرفة‪ ،‬كان يستجرهم إل الرياضة الصوفية الت تيئ لم الهلس الداخلي (الندورفي) ورفيقه الذي توقعهم‬
‫دفقاته ف الذبة‪ ،‬حيث تشرق عليهم النوار اللوسية‪ ،‬ويتلقون العلوم اللدنية الذيانية‪ ،‬وينطقون با يتوهون أنه‬
‫الكمة‪.‬‬
‫وطريق الرياضة هذه هي طريق خداعة‪ ،‬تدع النسان أكثر من طريق شجر اللوسة‪ ،‬لذلك كان اعتماد إبليس‬
‫عليها أكثر من اعتماده على الشجر‪ ،‬وكان اسها (الكهانة والعرفة)‪ ،‬وعندما حاربا السلم‪ ،‬حولوا اسها إل‬
‫(الصوفية)‪ ،‬وعندما ُكفّر من كهانا من كفر وقُتل من قتل‪ ،‬ظهرت الطريقة البهانية الغزالية‪.‬‬
‫والطريقة البهانية الغزالية‪ ،‬والت هي الشراق المزوج بالسلم‪ ،‬هي أسلوب إبليسي استعمله إبليس‪،‬‬
‫ويستعمله‪ ،‬للبقاء على مسية الشراق الذي فت به بن آدم كما أخرج أبويهم من النة‪.‬‬
‫فأصل الديان كلها السلم‪(( :‬وَإِ ْن مِنْ ُأمّةٍ إِلّا خل فِيهَا نَذِيرٌ)) [فاطر‪ ]24:‬و((إِنّ الدّي َن عِنْ َد الّلهِ ا ِلسْلمُ))‬
‫خلْ ِد َومُ ْلكٍ ل يَْبلَى)) [طه‪ ،]120:‬أو بديلها (الصوفية)‪ ،‬أخرج إبليس بن‬ ‫ج َرةِ الْ ُ‬
‫[آل عمران‪ ،]19:‬وعن طريق ((شَ َ‬
‫آدم من إسلمهم إل متلف الوثنيات الت عرفها التاريخ‪.‬‬
‫لقد كان‪ ،‬وما زال‪ ،‬يوحي إل أوليائه أن يتستروا بدين ال‪ ،‬ليهدمه بم من الداخل‪ ،‬حيث يوههم أن‬
‫هلوساتم الذبية هي إشراقات إلية‪ ،‬وأنا نور اليقي وعي اليقي وحق اليقي‪ ،‬ث يوحي إليهم أن يضيفوا علومهم‬
‫اللدنية اللوسية إل الدين الق‪ ،‬حيث تتراكم البدع شيئا فشيئا‪ ،‬ومع الزمن يتفي الدين الق‪ ،‬وتسود البدع ويعتقد‬
‫الناس أنا هي هو‪.‬‬
‫ومع الزمن‪ ،‬وبإياءات البالسة وأهواء الكهان وولئجهم‪ ،‬تتشعب البدع وتأخذ طرقا متلفة بعيدة كلها عن‬
‫الدين الق‪.‬‬
‫وكثيا ما يكون للفئات السيطرة دور ف تشجيع مذهب بتشجيع دعاته ودعمهم وماولة منع الذاهب النافسة‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪545‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫من التحرك الكشوف‪ ،‬أما التحرك الستور فل سلطان لم عليه‪.‬‬
‫وهكذا ظهرت كل وثنيات التاريخ‪ ،‬وهكذا وجدت الندوسية والبوذية والطاوية والينية‪ ،‬أما اليهودية‬
‫والنصرانية فقد تدخلت فيها عوامل أخرى‪.‬‬
‫وطبعا ل ينج السلمون من هذا الشرك الروحان‪ ،‬حيث ظهرت (وتظهر) آثاره الدمرة ف أشكال متعددة‪ ،‬لعل‬
‫أبرزها ثلثة‪:‬‬
‫‪ -1‬الستسلم العجيب للتتار‪.‬‬
‫‪ -2‬تزيق المة السلمية إل فرق مذهبية تارب السلم باسم إسلم مرف ينتهجونه‪.‬‬
‫‪ -3‬إفساد عام ف العقائد والعبادات والخلق والسلوك وأساليب التفكي‪.‬‬
‫وفيما يلي بيان لذه الشكال التدميية نذكرها بإياز شديد لن تفصيلها يستوعب ملدات‪ ،‬مع التذكي أن‬
‫الكشوف والشاهدات الذبية هي دائما موجهة بالقناعات الفكرية السبقة‪ ،‬أي‪ :‬بالمان والطموحات والعلومات‬
‫الختزنة والعواطف الهيمنة‪.‬‬

‫* الستسلم العجيب للتتر‪-:‬‬


‫ف العقود الخية من القرن السادس الجري وما يليها‪ ،‬كانت الصوفية واسعة النتشار جدا‪ ،‬وقد مر معنا ف‬
‫الفصول السابقة أمثلة كثية عن الالة الت وصلت إليها المة‪ ،‬والت ظهرت نبتاتا الول ف أزمنة سابقة‪ ،‬حت‬
‫استوت على أيدي دعاة للصوفية (مشايخ) يقدسهم حت غي الصوفيي‪ ،‬جهلً بالصوفية‪ ،‬ومن هؤلء الدعاة‪ :‬الغزال‬
‫(حجة السلم)‪ ،‬واليلن‪ ،‬والرفاعي‪ ،‬وعدي بن مسافر‪ ،‬والشاذل‪ ،‬والدسوقي‪ ،‬والبدوي‪ ...‬وغيهم‪.‬‬
‫بالضافة إل ما مر من المثلة ف الفصول السابقة‪ ،‬نورد مثالً (على الاشي) فيه كفاية لخذ فكرة عن الواقع‪.‬‬
‫يورد ابن العماد النبلي ف (الشذرات) ف حوادث سنة ‪ 657‬هـ‪:‬‬
‫وفيها (أي‪ :‬توف ف هذه السنة) الشيخ يوسف القمين الوله‪:‬‬
‫قال الذهب ف (العب)‪ :‬الذي تعتقده العامة أنه ول ال‪ ،‬وحجتهم الكشف والكلم على الواطر‪ ،‬وهذا شيء‬
‫يقع من الكاهن والراهب والجنون الذي له قرين من الن‪ ،‬وقد كثر هذا ف عصرنا وال الستعان‪ ،‬وكان يوسف‬
‫يتنجس ببوله‪ ،‬ويشي حافيا‪ ،‬ويأوي أقميم حام نور الدين‪ ،‬ول يصلي‪.‬‬
‫وقال ابن شهبة ف (تاريخ السلم)‪ :‬كان يأوي القمامي والزابل‪ ،‬وغالب إقامته بإقميم حام نور الدين بسوق‬
‫القمح‪ ،‬وكان يلبس ثيابا طوالً تكنس الرض ول يلتفت إل أحد‪ ،‬والناس يعتقدون فيه الصلح‪ ،‬ويكى عنه‬
‫عجائب وغرائب‪ ،‬ودفن بتربة الولي بسفح قاسيون‪ ،‬ول يتخلف عن جنازته إل القليل‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪546‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ -‬ل تعليق‪ ،‬لكن ملحوظة أنه ل يتخلف عن جنازته إل القليل‪ ،‬وأن هذا حدث ف دمشق‪ ،‬الت ما خلت منذ‬
‫أسلمت من دعاة للسلم الق‪ ،‬ل يافون ف ال لومة لئم‪ ،‬فكيف تكون الالة ف غيها‪.‬‬
‫ث ننتقل إل القطاع الذي اجتاحه الغول‪:‬‬
‫هذا القطاع هو العراق وفارس‪ ،‬وأبرز الطرق الت كانت منتشرة فيه أواخر القرن السادس الجري هي‪:‬‬
‫النبلنية‪ ،‬اللمتية‪ ،‬القشيية‪ ،‬الصديقية‪ ،‬القادرية‪ ،‬الرفاعية‪ ،‬العدوية‪ ،‬الكبوية‪ ،‬وهناك غيها طبعا‪ ،‬مع العلم أن‬
‫الرفاعية ث القادرية كانت أبرزها على الطلق وأوسعها انتشارا!‬
‫وف العقود الول من القرن السابع ظهرت‪ :‬الشتية‪ ،‬السهروردية‪ ،‬البابائية‪ ،‬البكطاشية‪ ،‬وبقيت الرفاعية ث‬
‫القادرية ها البرز والوسع انتشارا‪ ،‬وتليهما السهروردية واللمتية‪.‬‬
‫من النتائج لذا النتشار الصوف‪ ،‬النتيجة الظاهرة الصارخة‪ ،‬أل وهي الستسلم العجيب للغزو التتري الذي‬
‫كان يبيد الدن والقرى ويقتل الليي‪ ،‬بينما كان السلمون يهرعون إل الشايخ والقبور‪ ،‬ويلجئون إل الوراد‬
‫والطلسم لستجلب النصر‪ ،‬ويستسلمون للذبح استسلم النعاج!!‬
‫لخذ فكرة عن هذا الستسلم العجيب نورد نبذا من (الكامل ف التاريخ) لبن الثي‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ذكر خروج التتر إل بلد السلم‪:‬‬
‫لقد بقيت عدة سني معرضا عن ذكر هذه الادثة استعظاما لا‪ ،‬كارها لذكرها‪ ،‬فأنا أقدم إليه رجلً وأؤخر‬
‫أخرى‪ ،‬فمن ذا الذي يسهل عليه أن يكتب نعي السلم والسلمي‪ ،‬ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك‪ ،‬فيا ليت أمي ل‬
‫تلدن‪ ،‬ويا ليتن مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا‪ ...‬هذا الفعل يتضمن ذكر الادثة العظمى والصيبة الكبى الت‬
‫عقمت اليام والليال عن مثلها‪ ،‬عمت اللئق وخصت السلمي‪ ،‬فلو قال قائل‪ :‬إن العال مذ خلق ال سبحانه‬
‫وتعال آدم إل الن ل يبتلوا بثلها لكان صادقا‪ ،‬فإن التواريخ ل تتضمن ما يقاربا ول ما يدانيها‪ ...‬ولعل اللق ل‬
‫يرون مثل هذه الادثة إل أن ينقرض العال وتفن الدنيا(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬رحم ال ابن الثي‪ ،‬فلقد رأى اللق قبل أن ينقرض العال وتفن الدنيا أبشع من تلك الادثة بكثي‬
‫بكثي بكثي؟ فالاركسية حت الن‪ ،‬وف أقل من سبعي سنة‪ ،‬قتلت من السلمي ما يزيد عن (‪ )100‬مليون نسمة‪،‬‬
‫واحتلت من أراضيهم ما يزيد عن (‪ )23‬مليون كيلومتر مربع (أرقام فلكية)‪ ،‬وهي تزحف وتزحف‪ ،‬وتقتل من‬
‫السلمي ف أفغانستان والبشة وغيها ما يزيد معدله عن (‪ )1200‬قتيل يوميا عدا عن أضعافهم من الشردين وعدا‬
‫عن الجازر الستثنائية الت جرت وتري ف بلد العرب وغيها والت يذهب ضحيتها عشرات اللوف ومئاتم ف‬
‫أيام أو أسابيع‪ .‬والفرق بي حالة السلمي ف ذلك الوقت وبي حالتهم الن‪ ،‬أنم ف ذلك الوقت كانوا يعرفون أن‬
‫الذين يقتلونم هم التتر‪ ،‬أما الن؟ فيون ويسمعون ويلمسون ول يسون ول يعرفون؟! وإل ال الشتكى‪.‬‬

‫‪ )(1‬الكامل ف التاريخ‪.)9/324( :‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪547‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ومنها‪:‬‬
‫ذكر مسي التتر إل أذربيجان وملكهم أردبيل وغيها‪:‬‬
‫‪ ..‬ث إنم ملكوا البلد عنوة ف شهر رمضان سنة ثان عشرة (بعد الستمائة)‪ ،‬ووضعوا السيف فلم يبقوا على‬
‫صغي ول كبي ول امرأة حت إنم يشقون بطون البال‪ ،‬ويقتلون الجنة‪ ،‬وكانوا يفجرون بالرأة ث يقتلونا‪ ،‬وكان‬
‫النسان منهم يدخل الدرب فيه الماعة فيقتلهم واحدا بعد واحد‪ ،‬حت يفرغ من الميع‪ ،‬ل يد أحد منهم إليه‬
‫يدا(‪...)1‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫ذكر ملك التتر مراغة‪:‬‬
‫‪...‬وبلغن أن امرأة من التتر دخلت دارا وقتلت جاعة من أهلها‪ ،‬وهم يظنونا رجلً‪ ،‬فوضعت السلح‪ ،‬وإذا‬
‫هي امرأة‪ ،‬فقتلها رجل أخذته أسيا‪ .‬وسعت من بعض أهلها أن رجلً من التتر دخل دربا فيه مائة رجل‪ ،‬فما زال‬
‫يقتلهم واحدا واحدا‪ ،‬حت أفناهم‪ ،‬ول يد أحد يده إليه بسوء‪ ،‬ووضعت الذلة على الناس‪ ،‬فل يدفعون عن نفوسهم‬
‫قليلً ول كثيا(‪...)2‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫ذكر دخول التتر ديار بكر والزيرة وما فعلوه ف البلد من الفساد‪:‬‬
‫‪...‬إن الرجل الواحد منهم كان يدخل القرية أو الدرب‪ ،‬وبه جع كثي من الناس‪ ،‬فل يزال يقتلهم واحدا بعد‬
‫واحد‪ ،‬ل يتجاسر أحد يد يده إل ذلك الفارس‪ ،‬ولقد بلغن أن إنسانا منهم أخذ رجلً‪ ،‬ول يكن مع التتري ما يقتله‬
‫به‪ ،‬فقال له ضع رأسك على الرض ول تبح‪ ،‬فوضع رأسه‪ ،‬ومضى التتري أحضر سيفا فقتله به‪ .‬وحكى ل رجل‬
‫قال‪ :‬كنت أنا ومعي سبعة عشر رجلً ف طريق‪ ،‬فجاءنا فارس من التتر‪ ،‬وقال لنا حت يكتف بعضنا بعضا‪ ،‬فشرع‬
‫أصحاب يفعلون ما أمرهم‪ ،‬فقلت لم‪ :‬هذا واحد‪ ،‬فلم ل نقتله ونرب؟ فقالوا‪ :‬ناف! فقلت‪ :‬هذا يريد قتلكم‬
‫الساعة‪ ،‬فنحن نقتله‪ ،‬فلعل ال يلصنا‪ ،‬فوال ما جسر أحد أن يفعل ذلك! فأخذت سكينا وقتلته وهربنا فنجونا‪،‬‬
‫وأمثال ذلك كثي(‪...)3‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬ما دام القتل مؤكدا‪ ،‬وما دام ف الدفاع عن النفس إمكانية للنجاة‪ ،‬إذن‪ ،‬فلم يكن ذلك الستسلم‬
‫بسبب الوف فقط‪ ،‬ولو كان الوف وحده هو السبب لربوا على القل‪ ،‬إن ل يدافعوا! ولو مصنا المور لرأينا أن‬
‫السبب الساسي هو (مقام التوكل‪ ،‬أو التسليم‪ ،‬أو عدم العتراض)‪ ،‬الذي جرتم إليه الصوفية‪ ،‬وعلى رأسها الرفاعية‬

‫‪ )(1‬الكامل ف التاريخ‪.)9/339( :‬‬


‫‪ )(2‬الكامل ف التاريخ‪.)9/385( :‬‬
‫‪ )(3‬الكامل ف التاريخ‪.)9/337( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪548‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الت كانت واسعة النتشار‪ ،‬بسبب ضرب الشيش‪ ،‬والجوم على النار‪ ،‬وأكل اليات‪ ...‬ث القادرية ث بقية الطرق‪.‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫ذكر وصول طائفة من التتر إل أربل ودقوقا‪:‬‬
‫‪(...‬يذكر حوادث مذهلة) إل أن يقول‪ :‬وعادوا (أي‪ :‬التتر) سالي‪ ،‬ل يذعرهم أحد‪ ،‬ول وقف ف وجههم‬
‫فارس! وهذه مصائب وحوادث ل ير الناس من قدي الزمان وحديثه ما يقاربا! فال سبحانه يلطف بالسلمي‬
‫ويرحهم ويرد هذا العدو عنهم(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬هنا أذكر تقريرا لصاحب كتاب (الفكر الشيعي والنعات الصوفية)‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫‪...‬وجل ابن تيمية حقيقة أخرى‪ ،‬حي قرر أن ظهور الحدية (الرفاعية)‪ ،‬وإضعافهم الوازع الدين التصل‬
‫بالفقه السلمي مباشرة‪ ،‬وتديرهم الناس‪ ،‬وحلهم على المول والكسل والتسليم‪ ،‬كان أكب أسباب ظهور‬
‫التتار(‪ .)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬إن دور العقيدة الت غرستها الصوفية أقوى من دور المول والكسل‪ ،‬ولنسمع شاعرهم يقول‪:‬‬
‫يا خائفي من التتر‬
‫عوذوا بقب أب عمر‬
‫(‪)3‬‬
‫ينجيكمو من الضرر‬
‫وهذا تقرير آخر‪ ،‬لب السن الندوي‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫كانت العقائد والتقاليد الشركة نالت رواجا بي عامة السلمي باختلطهم مع غي السلمي‪ ...‬وانتشار‬
‫تعليمات الهلة والضالة من الصوفية وأعمالم‪ ،‬فقد وجد عدد وجيه من السلمي ف ذلك الي يعتقدون ف أئمة‬
‫دينهم ومشايهم والولياء والصالي منهم العتقادات الفاسدة‪ ...‬وكل ما كان يدور حول قبور الولياء والشايخ‬
‫كان تقليدا ناجحا للعمال والتقاليد الت كانت تنجز ف معابد غي السلمي وقبور القدسي عندهم‪ ،‬فالستغاثة‬
‫منهم والستعانة بم‪ ،‬ومد يد الطلب والضراعة إليهم‪ ،‬كل ذلك كان عاما شائعا بينهم‪ ،‬كما عمت عادة بناء‬
‫الساجد الفخمة على قبورهم وجعلها مسجدا‪ ،‬وعقد الهرجانات عليها عاما فعاما‪ ،‬وقطع السافات الطويلة للوصول‬
‫إليها‪ ،‬وقد تفاقمت هذه العقائد السيئة وانتشرت هذه البدع والنكرات ف أواخر القرن السابع بشكل فظيع(‪ ...)4‬إل‪.‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬كل ما كان يدور حول قبور الولياء والشايخ‪ ،‬ل يكن تقليدا ناجحا للعمال والتقاليد الت كانت‬

‫‪ )(1‬الكامل ف التاريخ‪.)9/386( :‬‬


‫‪ )(2‬الفكر الشيعي‪( ،‬ص‪.)88:‬‬
‫‪ )(3‬رجال الفكر والدعوة ف السلم‪.)2/176( :‬‬
‫‪ )(4‬رجال الفكر والدعوة ف السلم‪.)172 ،2/171( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪549‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تنجز ف معابد غي السلمي كما قال أبو السن! وإنا هو نتيجة طبيعية للصوفية أينما وجدت‪ ،‬يؤمن به كل‬
‫الصوفية‪ ،‬لكنهم يظهرونه عندما يأخذون قسطا كافيا من الرية‪ ،‬ويكتمونه تقيّ ًة عندما تتفتح عليهم أعي السلمي‬
‫اعتقادا منهم أن هذا هو رسالة السلم‪ ،‬وقد رأينا من أقوالم مئات النصوص الت تشي إل هذا‪.‬‬
‫وترد هنا ملحوظة هامة‪ ،‬هي أن التتر عرفوا للصوفية فضلها ف انتصاراتم التدميية وقدروها كثيا‪ ،‬وأعطوها‬
‫مركزا مرموقا‪ ،‬جعلها تيمن على كل البلد الت اجتاحها التتر‪ ،‬وقد جلى هذه القيقة أحد مشايخ الرفاعية‪ ،‬هو‬
‫صال بن عبد ال البطائحي‪ ،‬عندما قال ف صراحة تامة لبن تيمية ف مناظرته له ف مصر سنة ‪705‬هـ ‪1305 /‬م‪:‬‬
‫نن ما ينفق حالنا إل عند التتر‪ ،‬وأما عند الشرع فل‪.‬‬
‫وكان هذا التقدير الكبي للصوفية من قِبَل التتر الذين دمروا البلد وأهلكوا العباد سببا آخر لقبال الناس‪ ،‬من‬
‫أهل البلد الت اجتاحها التتر‪ ،‬ومن التتر أيضا‪ ،‬إقبالً كاملً على الصوفية وتقديس مشايها إل درجة التأليه‪ ،‬حت عم‬
‫البلء إل من رحم ربك‪.‬‬
‫* النتيجة‪:‬‬
‫الصوفية كانت العامل الساسي الوحيد وراء الستسلم العجيب لتلك الجازر الت ما عرف التاريخ مثل هولا‬
‫حت ظهور الاركسية سنة ‪1917‬م ف روسيا‪ ،‬ث امتدادها بعد ذلك‪ ،‬حيث قتلت من السلمي وحدهم ف مدة (‪68‬‬
‫عاما) يزيد عن (‪ 100‬مليون نسمة)‪ ،‬واحتلت من أراضيهم ما يزيد عن (‪ 23‬مليون كيلو متر) مربع‪ ،‬وهي تزحف‬
‫بإصرار وبأساليب مبنية على القواني العلمية للقضاء على العال السلمي عامة‪ ،‬والعرب خاصة‪ ،‬والسلمون هم الذين‬
‫يهدون لا الطريق‪ ،‬ويزيلون من أمامها العقبات‪ ،‬ويعدون مقاتلة أعداء الاركسية جهادا ف سبيل ال‪ ،‬ولعلهم ل‬
‫يشعروا بعد أن الاركسية هي اليهودية‪ ،‬وأنا التطبيق العملي لسطورة الشعب الختار‪ ،‬وأنا تند البشر لدمة اليهود‪،‬‬
‫ولعلهم ل يشعروا بعد أنم مروفون فيها بشكل أو بآخر‪ ،‬دون أن يشعروا كما وصفهم الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم‪{ :‬غثاء كغثاء السيل}‪ .‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ ،‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫ولعلهم ل يشعروا بعد أن الاركسية هي فتنة الدجال‪ ،‬وستبلغ قمتها بظهور السيح الدجال‪ ،‬ملك اليهود‪ ،‬مع‬
‫العلم أن أحوال الاركسية وأساليبها وغاياتا (الت ل يشعر با السلمون بعد) تطابق أوصاف الرسول لفتنة الدجال‬
‫مطابقة تامة‪ ،‬وأنا ل تري بقوى سحرية‪ ،‬وإنا بالدعاية الرمادية الغزيرة منذ عقودها الول‪ ،‬حيث اقتنع السلمون‬
‫بأوهام ل واقع لا‪ ،‬وصارت عندهم هذه الوهام حقائق بدهية من طول ما سعوه من دعاية موجهة وكثرتا‪ ،‬وأصبح‬
‫السلمون ل يرون كافرا ول عدوا للسلم إل مَنْ يارب الاركسية‪.‬‬
‫* الفرق الذهبية‪:‬‬
‫يكن أن نيز ف الفرق الذهبية عند السلمي عدة حالت‪:‬‬
‫أ‪ -‬فرق ذاتُ منشأ غي صوف‪ ،‬نشأت فيها طرق صوفية‪ ،‬فشحنتها بالعداد الكثية الت أعطتها الدفع اللزم‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪550‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫للستمرار‪.‬‬
‫ب‪ -‬فرق صوفية النشأ والسي‪ ،‬يعتبون أنفسهم صوفية حت الن‪ ،‬بينما هم غدوا فرقا متميزة‪.‬‬
‫ج‪ -‬فرق صوفية النشأ‪ ،‬تطورت حت نسي أهلها منشأهم الصوف‪ ،‬وصاروا على دين جديد‪.‬‬
‫د‪ -‬فرق ل تنشأ فيها طرق صوفية‪ ،‬فاضمحلت وذابت ف إحدى الفرق السابقة أو رجعت إل السلم‪.‬‬
‫هـ‪ -‬فرق ل يكن للصوفية فيها دور ملحوظ‪ ،‬ورغم ذلك استمرت مسيتا‪ ،‬لكنها الن قليلة التباع نسبيا‪،‬‬
‫ولعله ل يوجد منها غي فرقتي‪ :‬الزيدية بفروعها (السليمانية‪ ،‬والصالية‪ ،‬والارودية‪ ،)..‬والباضية‪ ،‬مع ملحوظة‬
‫هامة هي‪ :‬لو اعتبت الزيدية الصالية والسليمانية (فقط) مذهبا خامسا‪ ،‬والباضية مذهبا سادسا‪ ،‬لا كان هذا‬
‫العتبار بعيدا عن الواقع‪ ،‬مع اعتراض على الباضية‪ ،‬لقولم بتكفي علي بن أب طالب‪.‬‬
‫وفيما يلي‪ ،‬نستعرض بإياز أبرز الفرق ف عصرنا الاضر‪ ،‬الت لعبت الصوفية دورها ف وجودها أو ف‬
‫استمراريتها‪:‬‬
‫* الساعيلية‪:‬‬
‫يتاج التوضيح الوجز إل دور الصوفية فيها إل صفحات كثية‪ ،‬لذلك نكتفي بإيراد بعض أقوال لبعض‬
‫الباحثي‪:‬‬
‫يقول عارف تامر‪ ،‬وهو إساعيلي من السلمية‪ ،‬ف تقديه لقصيدة عامر بن عامر‪:‬‬
‫‪...‬ما ل ريب فيه أن ف القصيدة آراء إساعيلية ظاهرة‪ ،‬وتعابي إساعيلية باطنية ل تفى على الطلعي‪ ،‬ولعل‬
‫هذا يثبت نظريتنا القائلة بأن الدرستي‪ ،‬الساعيلية والصوفية‪ ،‬كانتا متلزمتي تتأثران ببعضهما البعض بالنسبة لوقائع‬
‫الزمنة والحوال(‪...)1‬‬
‫ويقول الدكتور سيد حسي نصر‪:‬‬
‫فقد كانت هناك بعض الصلت بي التصوف والتشيع‪ -‬وعلى الخص بطابعه الساعيلي‪ -‬كما يبدو ما ذكره‬
‫إخوان الصفا عن التصوف ف رسائلهم‪ ،‬وهم إن ل يكونوا حتما من أصل إساعيلي‪ ،‬فهم بل ريب قد نشئوا ف‬
‫وسط شيعي‪ ،‬واقترن ذكرهم فيما بعد بالركة الساعيلية(‪ ...)2‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬وأضيف‪ :‬إن العقائد والشطحات عند الساعيلية بشكل عام‪ ،‬وعند السن بن الصباح منذ استيلئه على‬
‫قلعة (آَل ْه مُوت) ف نواحي قزوين سنة ‪ 483‬هـ‪ ،‬وعند خلفائه‪ ،‬بشكل خاص‪ ،‬سواء ف القوال أو الفعال‪،‬‬
‫وكذلك عند سنان راشد الدين الذي استول على عدة قلع ف الشمال الغرب من الشام‪ ،‬ف النصف الثان من القرن‬

‫‪ )(1‬أربع رسائل إساعيلية‪ ،‬ف آخر مقدمته على قصيدة عامر بن عامر‪.‬‬
‫‪ )(2‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)134:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪551‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫السادس الجري‪ ،‬وما يذكر عنه من خوارق تدل على قيامه بالرياضة الشراقية‪ ،‬وتقديسهم لبن عرب وأفعاله‪،‬‬
‫وتبنيهم تفاسيه الشارية‪ ،‬كل هذا دليل على دور الصوفية ف الساعيلية‪.‬‬
‫وهذه كلمة لعال من علمائهم شهاب الدين بن نصر ذي الوشن الديلمي الينفي (نسبة إل الينفة ف شال‬
‫غرب سورية)‪ ،‬تظهر فيها وحدة الوجود إل جانب العقيدة الرئيسية عندهم‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫اعلم أيها الخ البار الرحيم الرشيد‪ ،‬بأن التوحيد هو صفة الوحّد الجيد‪ ،‬وهو درجة العقل الفعال‪ ،‬وأحد‬
‫القيقة‪ ،‬والبدَع الول‪ ،‬وينبوع الوجود‪ ،‬ومصدر العدد‪ ،‬فمنه إشراق أنوار الكلمة العلية‪ ،‬ومبتدأ الوجود‪ ،‬وابتداع‬
‫النه العبود‪ ،‬والواحد الفرد الصمد‪ ،‬الذي من جوهره وجدت الوجودات‪ ،‬فلزمتها صفة العداد والزواج والفراد‪،‬‬
‫وإليه عودتا حي العاد(‪...)1‬اهـ‪.‬‬
‫تبدو العقيدة الساعيلية ف هذا النص ف (العقل الفعال) وأوصافه‪ ،‬وتبدو وحدة الوجود ف قوله‪( :‬الذي من‬
‫جوهره وجدت الوجودات‪...‬وإليه عودتا حي العاد‪ .‬وشطحاتم ف القوال والفعال‪ ،‬الت هي‪ ،‬بطبيعة الال‪ ،‬تشبه‬
‫أحوال متعاطي الشيش‪ ،‬دعت أعداءهم إل تسميتهم بـ (الشاشي)‪ ،‬وانتشر السم‪.‬‬
‫والساعيلية تنقسم إل فرقتي رئيسيتي‪ :‬النارية أو (الغاخانية)‪ ،‬والستعلية أو (البوهرة)‪ ،‬وكانت الشعائر‬
‫السلمية قد ألغيت عند النارية منذ العقود الخية ف الوت‪ ،‬قبل أن يهدمها التتر؛ لكنهم الن عادوا إل تطبيقها‬
‫على الذهب الشافعي‪ ،‬وعسى أن يرتق ال سبحانه بم بعض الفتق‪.‬‬

‫* النصيية‪-:‬‬
‫مؤسسها أبو شعيب ممد بن نصي النميي (بالولء)‪ ،‬مات حوال سنة (‪270‬هـ)‪ ،‬وخلفه تلميذه ممد بن‬
‫جندب‪ ،‬وكانت مدته قصية‪ ،‬وكانت الطائفة ف زمنهما قليلة‪ ،‬تتألف من بعض الشيعة الذين قبلوا أقوال ابن نصي‪.‬‬
‫وبعد موت ممد بن جندب بعد عام (‪270‬هـ) بقليل‪ ،‬خلفه أبو ممد عبد ال بن ممد النان النبلن (مات سنة‬
‫‪287‬هـ)‪ ،‬وكان يقيم ف فارس ف بلدة (جنبل)‪ ،‬ولذلك اشتهر أيضا بـ (الفارسي)‪ ،‬وقد أحدث طريقة صوفية‬
‫عرفت بـ(النبلنية)‪ ،‬وكانت مثل غيها من الطرق‪ ،‬تتذب الريدين الخدوعي من سنة وشيعة‪ ،‬وأكثرهم من‬
‫السنة؛ لن أهل السنة كانوا يشكلون الكثرية الساحقة‪ ،‬وكان كل من دخل الطريقة يتحول مباشرة إل النصيية‬
‫اتباعا لشيخه‪ ،‬وبذلك ازداد أتباع الذهب النصيي ازديادا كبيا‪.‬‬
‫سافر النبلن إل مصر‪ ،‬حيث انتسب إل طريقته السي بن حدان الصيـب الذي صحب النبلن ف‬
‫عودته إل فارس‪ ،‬ث خلفه ف مشيخة الطريقة وف الرئاسة الدينية للطائفة‪ ،‬وقد انتقل إل حلب‪ ،‬وجعلها موطنا له‪،‬‬
‫وانتشرت الطريقة ف عهده بسرعة‪ ،‬وخاصة ف سنجار‪ ،‬وانتشارها يعن انتشار الذهب النصيي‪ ،‬وقد ساعد على‬
‫انتشار الطريقة والذهب طول عمر الصيـب‪ ،‬الذي عاش حت سنة (‪358‬هـ)‪.‬‬

‫‪ )(1‬أربع رسائل إساعيلية‪ ،‬رسالة مطالع الشموس ف معرفة النفوس‪ ،‬مطلع الرتبة الثانية ف التوحيد والتنيه والتجريد‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪552‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ونورد قولً ف هذا الوضوع لؤرخ نصيي هو ممد أمي غالب الطويل(‪ ،)1‬يقول‪ :‬كان السيد أبو سعيد سرور‬
‫(مات سنة ‪ 426‬هـ)‪ ،‬أكب مؤلف بي العلويي‪ ،‬وهو آخر شيخ منفرد بالطريقة النبلنية الت استحالت بعد ذلك‪،‬‬
‫وتشكل منها شعب العلويي(‪(...)2‬العلويون) اسمٌ ثا ٍن للنصيية استحدث زمن الستعمار الفرنسي‪ ،‬ويسمون أيضا‬
‫(العلي إليون)‪.‬‬

‫* اليزيدية (عبدة الشيطان)‪-:‬‬


‫وهي ف الصل طريقة صوفية هي الطريقة العدوية‪ ،‬مؤسسها عدي بن مسافر الموي‪ ،‬من نسل مروان بن‬
‫الكم‪ ،‬وقد تتلمذ على عبد القادر اليلن‪.‬‬
‫كانت بلد سنجار ببالا ووديانا شبه منعزلة عن العال‪ ،‬فترعرعت فيها النصيية النبلنية برية‪ ،‬حت‬
‫استوت‪ ،‬وعندما هاجر منها النصييون إل الناطق الشمالية الغربية من سورية عام (‪620‬هـ)‪ ،‬خلفهم فيها أتباع‬
‫الطريقة العدوية‪ ،‬إذ كان مقر عدي بن مسافر هناك‪ ،‬وترعرعت هذه الطريقة بعيدا بعض الشيء عن أعي السلمي‬
‫وعلماء السلم‪ ،‬وأخذت حريتها الكاملة‪ ،‬ومن الطبيعي أن تظهر بي مشايها المويي وأتباعهم ردود فعل تتناسب‬
‫شدتا مع شدة غلو النصيية ف شتمهم للمويي‪ ،‬وخاصة يزيد بن معاوية‪ ،‬وردود الفعل هذه‪ ،‬مضاف إليها طبيعة‬
‫الصوفية الاضعة دوما للكشف وتوجهاته‪ ،‬والذي هو خاضع بدوره لهواء الشيخ الكامنة ف نفسه من جهة‪،‬‬
‫ووسوسات شياطي الن والنس من جهة ثانية‪ ،‬ومضاف إليها الهل الذي تفرضه الصوفية على أتباعها‪ ،‬كل هذا‬
‫جعل النراف القابل للتشيع يسي بسرعة حت استوى ف مدة وجيزة وظهر الزيغ والضلل ف زمن شيخها حسن بن‬
‫عدي بن صخر بن أب البكات بن صخر بن مسافر‪ ،‬وصخر بن مسافر هذا هو أخو عدي بن مسافر الذي عمر حت‬
‫تاوز التسعي من عمره‪.‬‬
‫مات حسن بن عدي سنة (‪644‬هـ) مقتولً على الزندقة‪ ،‬وهو ابن ثلث وخسي سنة‪ ،‬ول بد من أن يكون‬
‫بعض التطور قد حدث بعده ف الطريقة‪.‬‬
‫ولعل النصيية هم الذي أطلقوا عليهم اسم (اليزيدية) للتشنيع‪ ،‬بينما قبلوه هم لنم كانوا يرون فيه شرفا ل‬
‫تشنيعا بسبب أموية شيوخهم‪ ،‬وهذا يعن أن هذا السم يب أن يكون قد انتشر قبل هجرة النصيية (وهو كذلك)‪.‬‬
‫ولعل مقام الورع الذي تقق به مشايهم‪ ،‬وكانوا يثونم عليه‪ ،‬هو الذي أوصلهم إل عبادة الشيطان! فقد‬
‫كانوا لشدة تققهم بذا القام‪ ،‬يتورعون عن السب واللعن‪ ،‬حت عن لعن الشيطان (بدلً من سب الشيطان قل‪ :‬ل إله‬
‫إل ال)‪ ،‬ث مع مثابرتم على التمسك بذا القام‪ -‬ولعل عوامل أخرى تدخلت ف الوضوع‪ -‬صاروا يعنفون من يسب‬
‫الشيطان‪ ،‬ومع الزمن‪ ،‬وزيادة الورع‪ ،‬تول هذا إل تقديس الشيطان ث إل عبادة له‪.‬‬

‫‪ )(1‬من أحياء العقد الثالث من القرن العشرين اليلدي‪ ،‬ل أقف على تاريخ وفاته‪.‬‬
‫‪ )(2‬تاريخ العلويي‪( ،‬ص‪.)264:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪553‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* الدرزية‪-:‬‬
‫تؤمن الدرزية أن الزمن يقسم إل أكوار‪ ،‬وكل كور إل أدوار‪ ،‬وأن ال سبحانه يتأنس (يظهر بصورة إنسان)‬
‫ف أول كل دور‪ ،‬وأنه (سبحانه وتعال) ف الدور الخي من الكور الال تأنس بصورة الليفة الفاطمي (الاكم)‪.‬‬
‫مؤسس الدرزية هو المزة بن علي الزوزن (اختفى سنة ‪ 411‬هـ بعد اختفاء الاكم)‪ ،‬وما ينعت به‪ :‬علة‬
‫العلل‪ ،‬العقل الول‪ ،‬النور الكلي‪ ،‬الوهر الزل‪ ،‬فيه بدأت النوار‪ ،‬ومنه برزت الواهر‪ ،‬وعنه ظهرت العناصر‪ ،‬ومنه‬
‫تفرعت الصول‪ ،‬وبه تنوعت الجناس‪ ،‬أصل الوجود‪ ،‬قائم الزمان‪ ،‬هادي الستجيبي‪ ...‬ذو معة‪ .‬وكانت دعوته‬
‫بدعم مباشر من الاكم‪.‬‬
‫ويأت بعده ف الرتبة الدينية إساعيل بن ممد التميمي (النفس الكلية‪ ،‬الشيئة‪...‬ذو مصّة)‪ ،‬ث ممد بن وهب‬
‫القرشي (الكلمة‪ ،)...‬ث سلمة بن عبد الوهاب السامري (السابق‪ ،‬الناح الين‪ ،)..‬ث علي بن أحد السموقي‬
‫الطائي (التال‪ ،‬الناح اليسر‪ ،)..‬العروف بلقب باء الدين الضيف (اختفى سنة ‪434‬هـ‪1042 /‬م)‪ ،‬ومدته ف‬
‫الدعوة أطول من مدة الربعة متمعي‪ .‬وهؤلء يدعون (الدود المسة)‪.‬‬
‫تظهر وحدة الوجود واضحة ف أوصاف المزة بن علي‪ :‬فيه بدأت النوار‪ ،‬ومنه برزت الواهر‪ ،‬عنه ظهرت‬
‫العناصر‪...‬إل‪ ،‬كما تشم منها زاخة رائحة الكشف والرؤى الكشفية‪.‬‬
‫وتصف الدكتورة نلء عز الدين مؤلفة كتاب‪( :‬الدروز ف التاريخ) الاكم بقولا‪:‬‬
‫‪...‬فالاكم كغيه من الصوفية‪ ،‬خب العراج الروحي فغاب بشهوده عن وجوده‪ ...‬يتكلم وكأن ال هو‬
‫التكلم‪ ،‬فيقول‪ :‬وكما سا أناس ببنا إل الفناء ف ذاتنا‪ ،‬فلول الحبة لا فنوا ولا وصلوا إل طريق الرتقاء إل العال‬
‫القدس(‪ )1‬لو رجعنا إل فصل ل طريقة بدون شيخ‪ ،‬لرأينا التشابه التام بي هذا القول وأقوال مشايخ الصوفية)‪.‬‬
‫وجاء ف الرسالة الثالثة عشر من رسائل الكمة (كتاب الدروز)‪ :‬إن الول سبحانه ل يدخل تت الساء‬
‫والصفات واللغات‪...‬هو الوجود ف القيقة ول غيه موجود(‪( .)2‬هذا نفس قول الصوفية)‪.‬‬
‫وتقول الؤلفة أيضا (وهي درزية)‪ :‬إن مذهب الدروز مسلك صوف عرفان‪...‬فالسالك بعد أن يكون قد‬
‫ارتاض بالعمل بوجب ظاهر الشريعة وباطنها يصل إل مرحلة يصبح عندها مهيًأ لتقبل القيقة دون حاجة إل شعائر‬
‫ووسائط‪...‬إن ما هو أهم من ظاهر العبادات معناها القيقي‪ ،‬وهو الرياضة الروحية‪...‬فتصبح النفس مهيأة للمثول‬
‫أمام خالقها‪ ،‬فتبلغ بنعمة الول ولطفه مرتبة الشاهدة(‪...)3‬‬
‫وف ترجتها للمي السيد جال الدين عبد ال التنوخي‪ ،‬وهو يلي الدود المسة ف القام (ت‪ 884:‬هـ‪/‬‬

‫‪ )(1‬الدروز ف التاريخ‪( ،‬ص‪.)129:‬‬


‫‪ )(2‬الدروز ف التاريخ‪( ،‬ص‪.)140:‬‬
‫‪ )(3‬الدروز ف التاريخ‪( ،‬ص‪148:‬و ‪.)149‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪554‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ 1479‬م)‪ ،‬تقول‪... :‬فهو (أي‪ :‬عبد ال التنوخي) ينبوع اليات ومعدن البكات‪...‬العارف بال الربان‪...‬سرعان‬
‫ما انتشرت شهرته كول من أولياء ال الصالي(‪...)1‬‬
‫وتقول‪ :‬إن كتابات السيد مفعمة بروح صوفية‪ ،‬فقد اتبع خطا الصوفية ف الوصول إل معرفة ال(‪...)2‬‬
‫وما تورده من أقواله‪... :‬فمت قهرت النفس الشهوات أصبحت خاضعة ل‪ ،‬مراقبة لباريها‪ ،‬سائرة إل معرفته‪،‬‬
‫فيمن عليها الصفاء والشراق(‪...)3‬‬
‫وف كتاب إل عبد القادر ريان‪ ،‬أحد الريدين‪ ،‬يقول السيد‪ :‬وقاعدة السعادة ف الدين والدنيا أن يستشعر العبد‬
‫حضور خالقه ف سره وطويته وظاهره وباطنه‪...‬وتأت الشاهدة بعد النصراف عن كل ما هو سوى ال(‪ ..)4‬اهـ‪.‬‬

‫* النتيجة‪:‬‬
‫الصوفية وراء الدرزية‪ ،‬وف القيقة‪ ،‬الدرزية الن هي الشراق ذاته غي مزوج بشيء (اللوة والرياضة حت‬
‫الوصول إل الشراق)‪ ،‬والنصوص القليلة السابقة واضحة ف هذا الدلول‪ ،‬وهم يسمون أنفسهم (الوحدين)‪،‬‬
‫ويسمون مذهبهم (مسلك التوحيد)‪ ،‬ويعنون بذلك نفس العن الصوف‪ ،‬أي‪ :‬وحدة الوجود‪ .‬والواصلون منهم‬
‫يسمون (أعرافا)‪ ،‬مفردها (عَرْف)‪ ،‬وهو اشتقاق من (العارف)‪ ،‬مع العلم أن هذا (أعراف)‪ ،‬قلما يستعملونه الن‪،‬‬
‫ويستعملون بدله كلمة (أجاويد)‪ ،‬مفردها (جويّد)‪.‬‬
‫وهناك دلئل تشي إل أن الدروز كانوا يقيمون الشعائر السلمية حت زمان متأخر‪.‬‬

‫* البكطاشية‪-:‬‬
‫طريقة صوفية ف الصل‪ ،‬وحت الن يعتبها أتباعها طريقة صوفية‪ ،‬رغم أنا صارت مذهبا ‪-‬بل دينا‪ -‬شاذا‬
‫عن السلم‪ ،‬وقد ل يضي وقت طويل حت ينسى أتباعها أنم أتباع طريقة صوفية‪ ،‬ويرون أنفسهم أهل مذهب‬
‫خاص‪.‬‬
‫وهذه بعض معالها كما يذكرها أحد حامد الصراف (بغدادي) ف كتابه (الشبك)‪.‬‬
‫‪ -1‬البكطاشية طريقة صوفية ل يتيسر النراط ف سلكها إل بعد مضي مدة التجربة‪ ،‬وهي ألف يوم ويوم‪.‬‬
‫‪ -2‬البكطاشية تتهاون بأداء الفرائض كالصوم والصلة والج والزكاة والهاد‪.‬‬
‫‪ -3‬البكطاشي ل يتحرج ف شرب المرة‪ ،‬فالمرة شربا مباح‪.‬‬

‫‪ )(1‬الدروز ف التاريخ‪( ،‬ص‪.)229:‬‬


‫‪ )(2‬الدروز ف التاريخ‪( ،‬ص‪.)236:‬‬
‫‪ )(3‬الدروز ف التاريخ‪( ،‬ص‪.)236:‬‬
‫‪ )(4‬الدروز ف التاريخ‪( ،‬ص‪.)237:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪555‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -4‬البكطاشي يعترف عند الباب أو البي با ارتكبه من آثام ويتلقى منه الغفرة‪.‬‬
‫‪ -5‬البكطاشي يغال ف المام علي‪ ،‬ويرفعه إل مقام اللوهية(‪ .)1‬اهـ‪.‬‬
‫والبكطاشية منتشرة ف تركيا وشرق أوروبا‪ ،‬ويقال‪ :‬إن عدد أتباعها ف تركيا وحدها يزيد على ثلثة عشر‬
‫مليونا‪ ،‬وكذلك انتشارها ف مصر ف تزايد مستمر‪ ،‬والبكطاشي شيعي اثناعشري يسمي نفسه سنيا‪.‬‬
‫ويوم ‪ 16‬آب هو عيدهم‪ ،‬حيث يتمع اللف منهم باللبسة الزاهية‪ ،‬يطوفون حول القب القدس ف نوشهر‬
‫ف تركيا‪ ،‬ويقيمون الرقصات والذكار الاصة‪ ،‬وعلى رءوسهم قلنسوات أسطوانية ذات ‪ 12‬طية‪ ،‬إشارة إل الئمة‬
‫الثن عشر‪ ،‬أئمة الشيعة‪ ،‬وحركاتم ف الرقص (الضرة) عنيفة‪ ،‬ويبقى العيد ثلثة أيام‪.‬‬

‫* التاولة‪:‬‬
‫شيعة الند وإيران والعراق النوب وجبل عامل (الشرخ الكب ف جسم المة السلمية)‪-:‬‬
‫ما كان التتار ف غزواتم حلة عقيدة يسعون إل نشرها‪ ،‬وما كان غزوهم إل من أجل العلو أو النتقام أو‬
‫النهب) ولجرد الغزو والفتح‪ ،‬وكانت عقائدهم الت يدينون با متشعبة وثنية ساذجة تنفر منها الفطرة السليمة‪.‬‬
‫عندما تصطدم أمة‪ ،‬هذه حالا‪ ،‬بعقيدة واضحة‪ ،‬متلئمة مع الفطرة‪ ،‬مستقيمة مع النطق‪ ،‬صادقة النهج‪،‬‬
‫فسرعان ما تستسلم هذه المة لذه العقيدة‪.‬‬
‫وهذا ما حدث للتتار‪ ،‬فبعد جيل (ف مكان)‪ ،‬أو جيلي (ف مكان آخر)‪ ،‬أو أكثر بقليل (ف مكان ثالث)‪،‬‬
‫أخذ التتار يدخلون ف السلم زرافات ووحدانا‪.‬‬
‫وبا أن الصوفية كانت واسعة النتشار جدا‪ ،‬لذلك كان دعاة السلم بي التتار خليطا من مسلمي صحيحي‬
‫العقيدة ومن متصوفة‪ ،‬ما جعل دخول قسم ل بأس به من التتار إل السلم على أيدي متصوفة‪ ،‬وخاصة من مشايخ‬
‫الطريقة الرفاعية الذين كانوا يذهلونم بالوارق الت يرونا أمامهم‪.‬‬
‫وهنا يب أل ننسى أن التصوفة يظهرون الشريعة ويبطنون القيقة (حقيقتهم)‪ ،‬فهم عندما كانوا بوارقهم‬
‫يتذبون التتار إل السلم‪ ،‬كانوا يتذبونم إل الشريعة السلمية حسب الظاهر‪ ،‬ث بعد ذلك يرونم وراءهم ف‬
‫طريق التصوف‪.‬‬
‫كما يب أل ننسى أبدا أن إبليس ماهر ف الساب‪ ،‬يتقن المع والطرح‪ ،‬ويعرف أن العشرة أكثر من‬
‫الواحد‪.‬‬
‫ويب كذلك أل ننسى أبدا أن إبليس كان يعرف أن التتار ليسوا حلة عقيدة‪ ،‬وأنم باختلطهم مع السلمي‬
‫سوف يسلمون‪ ،‬إن ل يكن ف هذا اليل‪ ،‬ففي الذي بعده‪.‬‬

‫‪ )(1‬الشبك‪( ،‬ص‪.)47:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪556‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وبذلك كان يعرف أن إدخال أعداد من التتار ف السلم بواسطة التصوفة لضلل أضعاف أضعاف‬
‫أضعافهم‪ ،‬هو عملية مربة جدا له‪.‬‬
‫ولذلك كان وجنده يقدمون خدماتم للمتصوفة بإجراء تلك الوارق‪ ،‬وبكل تأكيد‪ ،‬كانوا يقدمونا بماس‪،‬‬
‫ما سبب دخول أعداد من التتار ف السلم‪.‬‬
‫زاد بذلك افتتان الناس بالصوفية‪ ،‬وغدا الشيخ الصوف إلا يعبد ويسجد له‪ ،‬وصارت تقدم له الدعية والنذور‬
‫والقرابي‪ ،‬ويتبك حت ببوله وخرئه‪ ،‬وصارت الطلسم والوراد والحزاب والقبور هي هم السلم‪ ،‬وكان الهل هو‬
‫الساعد الكب‪.‬‬
‫ف ذلك الوقت‪ ،‬أي‪ :‬ف النصف الثان من القرن السابع (بعد الغزو التتاري)‪ ،‬وما بعده‪ ،‬كان للتشيع فرق‬
‫كثية (قليلة التباع)‪ ،‬يكن توزيعها على ثلث مموعات هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الغلة‪ :‬وأبرزهم النصيية‪ ،‬وكانوا منتشرين ف شال سورية وف جيوب صغية ف العراق وفارس‪ ،‬وكانوا‬
‫يسمون أيضا (العلي إليون)‪.‬‬
‫ب‪ -‬القل غلوا‪ :‬وأبرزهم الساعيلية والزيدية الارودية‪ ،‬وكانوا منتشرين ف البحرين واليمن والشام وف‬
‫جيوب ف فارس‪ ،‬وكانت الزيدية ف فارس أكثر من الساعيلية‪ ،‬ول يعرف لا وجود متميز ف الشام‪.‬‬
‫ج‪ -‬العتدلة‪ :‬وأبرزهم الزيدية الصالية والسليمانية ف فارس والعراق واليمن‪ ،‬وكذلك شيعة جبل عامل ف‬
‫جنوب لبنان‪ ،‬واللة وما حولا ف العراق‪ ،‬وف جيوب صغية ف فارس والشام‪.‬‬
‫والشيعة العتدلة هؤلء كانوا يترمون صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم كلهم‪ ،‬لكنهم يفضلون علي بن‬
‫أب طالب‪ ،‬ويرونه أحق باللفة من أب بكر وعمر وعثمان‪ ،‬ويشتمون المويي‪ ،‬وخاصة يزيد بن معاوية‪ ،‬ويرون أن‬
‫اللفة يب أن تكون ف العلويي‪ ،‬وأن العباسيي مغتصبون لا‪ ،‬وكانوا يتبعون الذاهب السنية ف الفقه‪.‬‬
‫جاء القرن الثامن والتاسع‪ ،‬والسلمون (ويهمنا هنا البلد الت اجتاحها الغول) على هذه الال‪ ،‬ومن البدهي أن‬
‫يظهر ف الشيعة متصوفة‪ ،‬حيث عمل مثقفوهم على المع بي التصوف والتشيع‪ ،‬ساعدتم طبيعة الصوفية با فيها من‬
‫باطنية وادعاء النسب لل البيت‪ ،‬وزعم التسلسل الذي يوصلونه إل علي بن أب طالب عن طريق الئمة الثن عشر‪،‬‬
‫لكنهم كانوا يبثون عقائدهم هذه بصورة مدودة بي خواصهم وبعض غيهم‪ ،‬كما ألف بعضهم كتبا ف هذا الشأن‪،‬‬
‫أي إنم ل يؤسسوا طرقا صوفية وياولوا تشييعها‪ ،‬بل اكتفوا با كانوا يلقونه من دروس ومواعظ ومناقشات‪ ،‬أو با‬
‫كانوا يؤلفون من الكتب‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫آل طاوُس‪ :‬الذين بقيت نقابة الشراف فيهم عشرات السني‪ ،‬وكانوا يعدون أولياء ذوي كرامات أحياءً‬
‫وأمواتا‪ ،‬حت لقد صار قب السيد أحد بن طاوُس مزارا مشهورا‪ ،‬وحت ترج العامة والاصة عن اللف به كذبا‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪557‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫خوفا(‪ .)1‬وأههم‪.‬‬
‫‪ -‬نقيب الشراف رضي الدين علي بن طاوُس‪ ،‬توف سنة (‪644‬هـ)‪ ،‬قبل دخول التتار إل بغداد‪.‬‬
‫‪ -‬وبعده نقيب الشراف جال الدين ممد بن طاوُس‪ ،‬توف بعد سنة (‪672‬هـ) بقليل‪.‬‬
‫‪ -‬وبعده غياث الدين عبد الكري بن أحد بن طاوُس‪ ،‬توف سنة (‪693‬هـ)‪.‬‬
‫ومن غي آل طاوس‪:‬‬
‫‪ -‬كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحران مات سنة (‪679‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬عز الدين‪ ،‬أبو الفضل عامر بن عامر البصري‪ ،‬من أحياء العقود الول من القرن الثامن‪ ،‬نظم قصيدة ساها‬
‫(ذات النوار)‪ ،‬عدد أبياتا (‪ )507‬أبيات‪ ،‬وعدد فصولا (‪ )12‬فصلً‪ ،‬نظمها سنة (‪705‬هـ)‪( ،‬لنلحظ أن ‪+5‬‬
‫‪ 12=7‬وهو عدد الئمة الثن عشرية)(‪ ،)2‬وقصيدته هذه الت مطلعها‪:‬‬
‫فشاهدته ف كل معن وصورة‬ ‫تلى ل الحبوب ف كل وجهة‬
‫هى الت يعزو عبد الوهاب الشعران ف طبقاته أبياتا الوائل إل إبراهيم الدسوقي‪ ،‬وتوحي هذه القصيدة بأن‬
‫عامر بن عامر إساعيلي‪ ،‬تصوف ف الطريقة البكطاشية‪ ،‬فصار اثن عشريا إساعيليا‪.‬‬
‫‪ -‬السن بن يوسف بن مطهر اللي‪ ،‬تلميذ نصي الدين الطوسي‪ ،‬صاحب كتاب منهاج الكرامة‪ ،‬الذي نقضه‬
‫ابن تيمية ف كتابه (منهاج السنة)‪ ،‬مات ابن الطهر سنة (‪727‬هـ)‪ ،‬وقد تشيع به جاعات كثية‪.‬‬
‫وهناك غيهم أعداد‪.‬‬
‫هؤلء أوجدوا هنا وهناك بؤرا شيعية جديدة أضيفت إل القدية‪ ،‬وف هذه البؤر وجد مشايخ الطرق التشيعون‬
‫الذين جاءوا فيما بعد دعاة‪ ،‬كانوا عوامل‪ ،‬إل جانب الشيخ‪ ،‬ف إقناع التباع بالتشيع‪.‬‬
‫ث جاءت الطرق لتكون العامل الاسم ف تشييع فارس وبعض العراق‪ ،‬وقبل إلقاء نظرة سريعة على أبرزها‪،‬‬
‫نعود للقاء نظرة ثانية‪ ،‬وسريعة أيضا‪ ،‬على مدى سيطرة الصوفية على الجتمعات ف ذلك الوقت‪:‬‬
‫ما يقرره أبو السن الندوي ناقلً‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫وآخرون قد جعلوا اليت بنلة الله والشيخ الي التعلق به كالنب‪ ،‬فمن اليت يطلب قضاء الاجات وكشف‬
‫الكربات‪ ،‬وأما الي فاللل ما حلله والرام ما حرمه‪...‬‬
‫فطائفة من هؤلء يصلون إل اليت‪ ،‬ويدعو أحدهم اليت‪ ،‬فيقول‪ :‬اغفر ل وارحن‪ ،‬ونو ذلك‪ ،‬ويسجد‬
‫لقبه‪ ،‬ومنهم من يستقبل القب‪ ،‬ويصلي إليه مستدبرا الكعبة‪ ،‬ويقول‪ :‬القب قبلة الاصة‪ ،‬والكعبة قبلة العامة‪ ،‬وهذا‬
‫‪ )(1‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)113:‬‬
‫‪ )(2‬أشار إل هذه اللحظه مؤلف الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪558‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يقوله من هو أكثر الناس عبادة وزهدا‪...‬وآخر من أعيان الشيوخ التبوعي أصحاب الصدق والجتهاد ف العبادة‬
‫والزهد‪ ،‬يأمر الريد أول ما يتوب أن يذهب إل قب الشيخ‪ ،‬فيعكف عليه عكوف أهل التماثيل‪ ،‬وجهور هؤلء‬
‫الشركي بالقبور يدون عند عبادة القبور من الرقة والشوع والدعاء وحضور القلب ما ل يد أحدهم ف مساجد‬
‫ال تعال‪...‬‬
‫حت إن طائفة من أصحاب الكبائر الذي ل يتحاشون فيما يفعلونه من القبائح‪ ،‬كان إذا رأى قبة اليت أو‬
‫اللل الذي على رأس القبة‪ ،‬خشي من فعل الفواحش‪ ،‬ويقول أحدهم لصاحبه‪ .‬ويك هذا هلل القبة‪ ،‬فيخشون‬
‫الدفون تت اللل‪ ،‬ول يشون الذي خلق السماوات والرض‪...‬‬
‫ويلف أحدهم اليمي الغموس كاذبا‪ ،‬ول يترئ أن يلف بشيخه اليمي الغموس كاذبا‪ ،‬ومنهم من يقول‪:‬‬
‫كل رزق ل يرزقه إياه شيخه ل يريده‪...‬‬
‫وهؤلء يعلون الرسل والشايخ يدبرون العال باللق والرزق وقضاء الاجات وكشف الكربات‪...‬ومن هؤلء‬
‫من يظن أن القب إذا كان ف مدينة أو قرية فإنم ببكته يرزقون وينصرون‪ ،‬وأنه يندفع عنهم العداء والبلء‬
‫بسببه(‪...)1‬‬
‫ث يقول أبو السن الندوي معلقا ومبينا‪:‬‬
‫وكانت النتيجة التمية لذا الجلل والتعظيم أن تتزايد أهية الشاهد بإزاء الساجد‪...‬فقد انتشرت هذه‬
‫الشاهد والزارات ف كل ركن من أركان العال السلمي‪ ،‬ووجدت آلف مؤلفة من القبور الزورة‪ ،‬وتصدى المراء‬
‫والسلطي لوقف المتلكات والراضي الواسعة عليها‪ ،‬وأقيمت عمارات ضخمة وقباب فخمة ف أمكنة هذه القبور‬
‫ومشاهد الشايخ‪ ،‬كما وجدت أمة بأسرها من العاكفي والكناسي والدم لذه القبور‪ ،‬ونالت الرحلة إليها كل‬
‫إعجاب‪ ،‬حت بدأت تصل قوافل الجاج إليها من مسافات بعيدة‪...‬‬
‫إل أن يقول‪:‬‬
‫وف القرني السابع والثامن‪ ،‬دخلت هذه الشاهد والضرائح ف حياة السلمي الدينية‪ ،‬ونالت عندهم من القبول‬
‫والركزية ما جعلها تنافس بيت ال وتتحداه(‪...)2‬إل‪.‬‬
‫وهذا تقرير آخر لبن بطوطة (الرحالة) عن تربة أب إسحاق‪ ،‬إبراهيم بن شهريار الكازرون ف كازرون(‪،)3‬‬
‫يقول‪:‬‬
‫‪...‬ومن عادتم أن يطعموا الوارد كائنا من كان‪ ،‬من الريسة الصنوعة من اللحم والسمن‪ ،‬وتؤكل بالرقاق‪،‬‬

‫‪ )(1‬رجال الفكر والدعوة ف السلم‪ ،2/172( :‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬رجال الفكر والدعوة ف السلم‪.)187 - 2/176( :‬‬
‫‪ )(3‬مدينة إيرانية داخلية تبعد عن أقرب مرفأ إليها على خليج البصرة حوال مائة كم‪ ،‬وهو بندر ريك‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪559‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ول يتركوا الوارد عليهم للسفر حت يقيم ف الضيافة ثلثة‪ ،‬ويعرض على الشيخ الذي بالزاوية حوائجه‪ ،‬ويذكرها‬
‫الشيخ للفقراء واللزمي للزاوية وهم يزيدون على مائة‪...‬‬
‫وهذا الشيخ أبو إسحاق معظم عند أهل الند‪ ،‬ومن ف الصي‪ ،‬ومن عادة الركاب ف بر الصي أنم إذا تغي‬
‫عليهم الواء وخافوا اللصوص نذروا لب إسحاق نذرا‪ ،‬أو كتب كل منهم على نفسه ما نذره‪...‬وما من مركب يأت‬
‫من الصي أو الند إل وفيه آلف من الدناني‪ ،‬فيأت الوكلء من جهة خادم الزاوية فيقبضون ذلك‪...‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬ف هذه النصوص كفاية وفوق الكفاية بكثي‪ ،‬لنعرف مدى سيطرة الصوفية‪ ،‬ومدى تأثي الشايخ على‬
‫العقول‪ ،‬والكتاب كله براهي من أقوالم على عقائدهم هذه الت يؤمنون با كلهم ويكتمها الكمل منهم‪ ،‬ويظهرون‬
‫الشريعة‪.‬‬
‫وهذه ملحة إضافية من أناشيدهم على لسان شيوخهم‪:‬‬
‫وأنا صرخت ف العرش حت ضج‬
‫وأنا حلت على علي حت هج‬
‫وأنا البحار السبعة من هيبت ترتج‬
‫ف هذا الحيط‪ ،‬أخذت الطرق الصوفية تعمل عملها‪ ،‬والبارزة من هذه الطرق هي‪:‬‬

‫الصفوية‪:‬‬
‫الت لعبت ف هذا الضمار دورين‪ :‬دورا تأسيسيا ف مراحلها الول‪ ،‬ث الدور الاسم ف مراحلها الخية‪.‬‬
‫مؤسسها هو صفي الدين إسحاق بن أمي الدين جبائيل الردبيلي‪ ،‬والظاهر أنه تركي الصل؛ لكنه مع ذلك‬
‫من سللة السن أو السي (الشك من ابنه)‪ ،‬ولد صفي الدين سنة (‪650‬هـ)‪ ،‬ومات سنة (‪735‬هـ) على‬
‫الرجح‪ ،‬أخذ الطريقة (لعلها القادرية) عن الشيخ إبراهيم الزاهد الكيلن التوف سنة (‪700‬هـ) ف كيلن‪ ،‬ث أسس‬
‫طريقته الت انتشرت ف أردبيل وقزوين وما حولما‪ ،‬وتسربت إل غيها من البلدان القريبة‪.‬‬
‫كان أتباعها يتحولون إل شيعة (معتدلة) بسبب تشيع شيوخهم ونسبهم العلوي (الدعى)‪ ،‬ودعوتم إياهم إل‬
‫التشيع؛ لن الريد يب أن يكون بي يدي شيخه كاليت بي يدي الغاسل‪ ،‬وكان أتباعه قبل الشروع بالضرة‬
‫يسجدون له‪ ،‬ث يتابعون حضرتم‪ ،‬وهي من الالسة الصائتة‪ ،‬وقد أخذت الطريقة النعمتللهية هذا التقليد عن‬
‫الصفوية(‪.)1‬‬
‫السنية السعدية‪ :‬مؤسسها سعد الدين ممد بن الؤيد‪...‬بن حويه‪ ،‬مات ف خراسان سنة (‪650‬هـ‪-‬‬
‫‪1252‬م)‪ ،‬لقبوه بـ (يسعى العجم)‪ ،‬شيعي من تلميذ ابن عرب (الشيخ الكب)‪ ،‬أسس طريقته ف دمشق‪ ،‬ث انتقل‬

‫‪ )(1‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)249:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪560‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫إل خراسان لينشرها هناك‪ .‬و(يسعى العجم) هذا هو خات الولياء‪ ،‬الذي هو معاد النب‪ ،‬ومغرب جيع النوار‬
‫النتشرة ف العلويات والسفليات‪...‬وهو مظهر قيام الساعة‪ ،‬يعن‪ :‬قيام نفس الولية الت تعم اللية‪ ،‬وكان (يسعى‬
‫العجم) هذا يثل العلم اللي التسلسل من آدم إل ممد ومندما على ثرة (تعليم الساء وعلم البيان)(‪...)1‬‬
‫ويسعى العجم هذا نزلت عليه سكينة ال فصار با حيا باقيا خالدا دائما ف هذه الدار‪ ،‬وأعطاه السلم مفاتيح‬
‫الغيب‪...‬وهكذا صار (يسعى العجم) إنسانا إليا ل يتلف عن ال حت ف اللود(‪..)2‬اهـ‪.‬‬
‫ل هذه صفاته الت يؤمن با أتباعه وغيهم‪ ،‬وهو شيعي يدعوهم إل‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬ما على القارئ إل أن يتخيل رج ً‬
‫التشيع! فهل يكن أن يوجد ف هؤلء التباع من ل يستجيب له؟ وهكذا انتشر التشيع ف شرقي إيران‪ ،‬وإن كان‬
‫انتشارا مدودا؛ لن انتشار الطريقة السنية السعدية ل يكن واسعا مثل الصفوية مثلً‪ ،‬ويب أل ننسى أن شيخ يسعى‬
‫العجم‪ ،‬الذي هو ميي الدين بن عرب‪ ،‬كان شيعيا أيضا(‪ ،)3‬ويعله الساعيلية من أئمتهم‪.‬‬
‫الروفية‪ :‬مؤسسها فضل ال بن عبد الرحن السين الستراباذي‪ ،‬شيعي كان يتنقل بي مدن فارس‪ ،‬قتله‬
‫ميان شاه بن تيمورلنك سنة (‪804‬هـ)‪ ،‬له ثلثة كتب مقدسة‪ :‬الاردان نامة‪ ،‬أي‪ :‬كتاب اللود‪ ،‬ومبة نامة‪،‬‬
‫وعرش نامة‪ ،‬والخيان شعر‪.‬‬
‫كان الاردان نامة يدرس سرا‪ ،‬ولليفته الثان (علي العلى) شرح عليه‪.‬‬
‫ف سنة (‪786‬هـ‪1384-‬م)‪ ،‬أعلن فضل ال مهديته (مهدي السنة طبعا) بي أخصائه‪ ،‬وتلقى البيعة‬
‫سرا(‪...)4‬وكانت دعوته مبنية على أنه خليفة ال كآدم وعيسى وممد‪ ،‬اجتمعت فيه ُمثُل الصوفية والشيعة لنقاذ‬
‫العال بالدم‪ ،‬فكان مهديا وختما للولياء ونبيا وإلا ف وقت واحد(‪.)5‬‬
‫وبدهي أن يتبع التباع شيخهم بالتشيع‪ ،‬لن الريد يب أن يكون بي يدي الشيخ كاليت بي يدي الغاسل‪.‬‬
‫وطبعا‪ ،‬كان الهل أكب مساعد‪.‬‬
‫وما يدر ذكره أن علم الروف‪ ،‬رغم كونه من مستلزمات الكهانة أو (الصوفية؛ ل فرق) ف جيع حالتا‪،‬‬
‫إل أنه كان مقتصرا على الشيوخ والعارفي‪ ،‬حت جاءت الروفية فعممته‪ ،‬وصار علم الروف (السحر) حرفة‬
‫ووسيلة لتسخي الطبيعة‪ ،‬بقطع النظر عن كون الستخدم لا برا أو فاجرا‪ ،‬وانشغل الصوفية (وغيهم) به لرسم‬
‫الياكل والطلسم(‪...)6‬والحبة والقبول والشفاء من المراض وغيها‪...‬‬

‫‪ )(1‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)208:‬‬


‫‪ )(2‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)209:‬‬
‫‪ )(3‬ميزان العتدال للذهب ف ترجة ابن عرب‪.‬‬
‫‪ )(4‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)181:‬‬
‫‪ )(5‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)182:‬‬
‫‪ )(6‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)197:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪561‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ورغم أن الطريقة الروفية اندثرت باندماجها ف البكطاشية فيما بعد؛ إل أنا تركت أثرها الروف ف كل‬
‫الطرق‪ ،‬وبالتال ف المة جعاء‪ ،‬إل من رحم ربك‪ ،‬وهكذا صار علم الروف (السحر) من الظاهر البارزة ف ثقافة‬
‫المة جعاء‪ ،‬إل جانب القبوريات وخوارق الشايخ وتغريبة بن هلل وقصة سيف بن ذي يزن‪ ،‬وكذلك ظهر أثرها‬
‫بعد زمن ف الشيخية‪ ،‬ث ف البابية والبهائية‪.‬‬

‫المدانية‪:‬‬
‫مؤسسها علي بن الشهاب المدان‪ ،‬شيعي فارسي ترج بالكبوية‪ ،‬وكاد أكثر مريديه من السنة الذين تشيعوا‬
‫اتباعا لشيخهم‪ ،‬وكان الهل أكب مساعد‪ ،‬مات علي المدان سنة (‪786‬هـ)‪ ،‬وسار خلفاؤه على نجه بتشييع‬
‫أتباعهم على النفس الطويل‪ ،‬وف المدانية ترج نور بش‪.‬‬
‫ف هذه العقود ‪-‬أي‪ :‬النصف الثان من القرن الثامن‪ -‬ظهر أيضا كتاب من الشيعة التصوفة دعوا إل المع‬
‫بي التصوف والتشيع‪ ،‬لعل أشهرهم‪ :‬باء الدين‪ ،‬حيدر بن علي العبيدي الملي‪ ،‬مات بعد سنة (‪794‬هـ)‪ ،‬له‬
‫كتاب كان مشهورا‪ ،‬اسه (جامع السرار ومنبع النوار ف أن عقائد الصوفية موافقة لذهب المامية الثن عشرية)‪،‬‬
‫وله كتاب ف التصوف اسه‪( :‬نص النصوص ف شرح الفصوص)‪ ،‬أي‪ :‬شرح (فصوص الكم لبن عرب‪ .‬وباء الدين‬
‫هذا من أتباع الطريقة الكبية العربية الاتية(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ومن الظواهر البارزة ف هذه العقود‪ ،‬تيمورلنك والركة التيمورلنكية‪ ،‬ننقل جلة موجزة عنه من (الفكر‬
‫الشيعي والنعات الصوفية)‪:‬‬
‫‪ ...‬فقد بدأ تيمور علقاته الشخصية بالصوفية‪...‬اتصل ف مطلع شبابه ف (كش) بالشيخ شس الدين‬
‫الفاخوري‪ ،‬وف خراسان بالشيخ أب بكر الواف (ت‪ 838 :‬هـ)‪ ،‬ولا ارتفع نم تيمور غلب عليه السيد ممد‬
‫بركة (ت‪ ،)804 :‬ولذا روي عنه أنه كان يقول‪ :‬جيع ما نلته بدعوة الشيخ شس الدين الفاخوري‪ ،‬وهة الشيخ‬
‫زين الدين الواف والسيد ممد بركة‪ .‬يضاف إل هذا أن تيمور كان يزور الصوفية ويكرمهم أينما حل‪ ،‬ويزور قبور‬
‫شيوخهم‪ ،‬حت إنه لا فتح العراق‪ ،‬قصد إل واسط‪ ،‬ليزور قب السيد أحد الرفاعي‪ .‬وف مقابل هذا كان الصوفية‬
‫يدعون لتيمور ويؤيدونه‪ ،‬وباصة أنه لبس الرقة منهم‪ ،‬فصار بذلك واحدا منهم‪ ،‬واعتبت أعماله كرامات صوفية‪،‬‬
‫وصار مظهر تليات الق المالية والللية‪ ،‬ووصفت أعماله كلها بصدورها عن اللام اللي والاتف السماوي‬
‫وأنباء الغيب(‪ ....)2‬اهـ‪.‬‬
‫كان تيمورلنك سن الذهب‪ ،‬نشأ ف متمع سن على مذهب أب حنيفة‪ ،‬وقد قاده تصوفه إل التفاعل الكامل‬
‫مع الطريقة الصفوية الشيعية‪ ،‬فعندما اتصل بشيخها صدر الدين موسى (ت‪ 794 :‬هـ) ابن صفي الدين وخليفته‪،‬‬
‫أقطعه مدينة أردبيل وما حولا‪ ،‬فصار صدر الدين الاكم الفعلي لردبيل‪ ،‬بالضافة إل سلطته الصوفية الؤلة‪ ،‬كما‬
‫‪ )(1‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)135:‬‬
‫‪ )(2‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)169 ،168:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪562‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وهب ابنه وخليفته (علء الدين علي) السرى الذين وقعوا ف قبضته ف حروبه ف بلد الروم(‪ )1‬سنة (‪804‬هـ‪-‬‬
‫‪1402-1401‬م)‪ ،‬فسموا (الصوفية الرومللو)‪ .‬بينما نرى تيمورلنك هذا يتهد ف ماربة أهل السنة‪ ،‬وعندما ينتصر‬
‫عليهم يعاملهم بقسوة بالغة‪ ،‬وخاصة دمشق الت أبادها إبادة كاملة‪ ،‬بجة أن أهلها شاركوا ف مقتل علي والسي‬
‫رضي ال عنهما‪ ،‬وأنم من أتباع المويي‪.‬‬
‫يقول كامل مصطفى الشيب‪:‬‬
‫جع تيمورلنك بي العاطفة الشيعية والفقه السن‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬كان من الطبيعي أن تظهر ف عهد تيمور حركات شيعية غالية‪ ،‬وذلك لغلبة التصوف وارتفاع شأن‬
‫العلويي(‪.)2‬‬
‫ويسن أن نذكر هنا أن (خدابندة) خليفة قازان‪ ،‬تشيع وأعلن التشيع ف جيع ملكته‪ ،‬لكن ذلك ل يد شيئا‬
‫لندرة دعاة الشيعة ف بلده آنذاك؛ ولن العقيدة ل يكن أن تفرض برسوم يصدر عن الاكم؛ ولن هذا العلن‬
‫دفع دعاة السنة إل النشاط ف الدفاع عن السلم‪ ،‬مات خدابندة (‪716‬هـ‪1316-‬م)‪.‬‬
‫وف القرن التاسع الجري ظهرت الطرق الت كان لا الدور الاسم والنهائي ف تويل الفرس إل شيعة‪ ،‬هذه‬
‫الطرق هي‪ :‬النوربشية‪ ،‬الشعشعية‪ ،‬النعمتللهية‪ ،‬ث الصفوية ف دورها الثان‪.‬‬
‫قبل إلقاء نظرة سريعة على هذه الطرق‪ ،‬ل بأس من قراءة تضاف إل ما سبق لبعض ما يقوله الباحثون ف‬
‫وصف الظروف الت كانت تعيشها الجتمعات السلمة ف فارس وغيها‪ ،‬يقول (الشيب)‪:‬‬
‫‪...‬لقد كانت روح اليأس والشعور بالضعف تل الجتمع السلمي ف هذه الفترة إل حد أن السلطي الذين‬
‫كان بيدهم زمام المور‪ ،‬جعلوا وسيلتهم إل تقيق مطامعهم اللجوء إل الطلسم والدعية على طريقة البون(‪.)3‬‬
‫وكان من انتشار هذا اليل بي الناس أن انتصار (شاهرخ) على قرا يوسف ف سنة (‪828‬هـ‪1420-‬م) نسب إل‬
‫تلوة القراء لسورة الفتح اثن عشر ألف مرة‪ ،‬ومن هنا جعل الصنفون يتجهون إل هذا النوع من العرفة‪ ،‬ويسجلون‬
‫ما مر بم من حوادث ماثلة‪ ،‬ليجعلوا من هذا التصرف علما قائما بذاته‪ ،‬ومن أمثال ذلك ما فعله (الغياثي) العاصر‬
‫لبن فلح من تعليل قتل (بي بودان) سنة (‪870‬هـ‪1466-‬م) بكونه من تأثي القران الثان بالسرطان‪ ،‬وقتل‬
‫(جهانشاه) هازم (بي بودان) سنة ‪872‬هـ تقيقا لنبوءة القرآن ف قوله‪(( :‬غُلَِبتِ الرّومُ)) [الروم‪ ،]2:‬باعتبار هذه‬
‫السنة تقابل قيمة ((ِبضْعِ ِسِنيَ)) [الروم‪)4(]4:‬القرآنية الواردة ف هذه السورة‪ ،‬وهزية جهانشاه على يد حسن بك‬
‫بقول عبد الرحن البسطامي (من الروفيي)‪ :‬إذا زاد اليم ف الطغيان فمعه ميم ابن عثمان‪ .‬وقد قرنت الحداث الت‬

‫‪ )(1‬كانوا يطلقون على تركيا اسم (بلد الروم)‪ ،‬والسرى الذكورون كلهم مسلمون سنيون أتراك‪.‬‬
‫‪ )(2‬الصوفية بي المس واليوم‪( ،‬ص‪.)173:‬‬
‫‪ )(3‬أحد بن علي البون ف كتابه (شس العارف الكبى)‪.‬‬
‫‪ )(4‬كلمة (بضع) فقط هي الت تطابق (‪ )872‬بساب (المّل الكبي)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪563‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تت على يد الشعشعي بقرانات مثل هذه أيضا‪...‬ومن هنا كان ف إمكان النسان أن يستكنه الستقبل عن طريق‬
‫التعمق ف دراسة أسرار القرآن والجتهاد ف تنمية قوة الكشف النفسية‪ ،‬مع معي من العلم بالعداد والروف‬
‫وتمعات النجوم ودللتا‪ .‬وكان من الطبيعي ف ظروف مثل هذه أن ترتفع مكانة الكرامات الصوفية الت تطورت‬
‫إل مسائل عملية تذهل الناس وتستأثر باهتمامهم‪ ،‬وبذلك ست مكانة الصوف الجتماعية‪...‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬إذن‪ ،‬ففي مثل هذه الرضية الجتماعية‪ ،‬كان باستطاعة الشيخ الصوف أن يرك أتباعه كما يريد‪ ،‬وأن‬
‫يعلهم يعتقدون ما يريد‪ ،‬وأن يقدموا له أموالم وأرواحهم وأبناءهم ونساءهم رخيصة ل يبتغون ف ذلك شيئا إل‬
‫رضا الشيخ على أنه رضا ال‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬رغم كل هذه التطورات‪ ،‬بقيت نسبة السنة أكثر من نسبة الشيعة ف فارس‪ ،‬حت جاءت الطرق الت‬
‫كانت الاسة ف الوضوع‪ .‬وهي‪:‬‬

‫النوربشية‪:‬‬
‫مؤسسها واهب النوار (نور بش)‪ ،‬مات سنة (‪869‬هـ*‪ ،‬شيعي كان يعلن أن هه هو المع بي التصوف‬
‫والتشيع(‪ ،)1‬أخبه كشفه أنه الهدي النتظر (ل تكن خرافة ممد بن السن العسكري قد انتشرت بعد)(‪ ،)2‬وساعده‬
‫ف ذلك اسه (ممد بن عبد ال)‪ ،‬وسى ابنه (القاسم)‪ ،‬فصار‪( :‬أبا القاسم ممد بن عبد ال)‪ ،‬كما عرف عن طريق‬
‫الكشف أنه من سللة فاطمة الزهراء‪ ،‬انتشرت طريقته انتشارا واسعا بسبب الوارق الت كانت تري على يديه‪،‬‬
‫وبسبب مهديته وعلويته‪ ،‬وبسبب الظروف الجتماعية الؤاتية‪ ،‬وكان أكثر أتباعه من السنة الذين تشيعوا انقيادا وراء‬
‫شيخهم‪ ،‬إذ الريد يب أن يكون بي يدي شيخه كاليت بي يدي الغاسل‪ ،‬وكان الهل أكب مساعد‪ ،‬وقد انتشرت‬
‫النوربشية ف أواسط إيران وجنوبا وبعض شالا‪ .‬ولقد حاول نور بش النقضاض على اللك‪ ،‬حيث بدأ حركته (‬
‫‪826‬هـ‪1423-‬م) ف كوه تيي من قلع ختلن‪ ،‬وكان أنصاره يلقبونه ألقابا كثية‪ ،‬منها‪ :‬المام والليفه على‬
‫كافة السلمي(‪ ،)3‬لكنه فشل‪ ،‬بسبب انشقاق قسم من أتباعه‪ ،‬وانضمامهم إل الطريقة المدانية‪ ،‬وشيخها آنذاك (عبد‬
‫ال الشهدي)‪ ،‬خصم نور بش‪ ،‬وهنا يظهر دور المدانية بالتشييع على النفس الطويل‪.‬‬
‫وبعد أن استول الصفويون على ملك إيران بدة‪ ،‬هرب شيخ النوربشية آنذاك (طاهر بن رضا الساعيلي‬
‫القزوين) ومعه جع من أتباعه إل الند‪ ،‬حيث نشر هناك ف ولية (أحد نكر) الطريقة والتشيع‪ ،‬وكذلك ف كشمي‪،‬‬
‫بهود مي شس العراقي‪ ،‬الذي يقال‪ :‬إنه أدخل (‪ )34‬ألفا من النادكة ف النوربشية (الشيعية طبعا)(‪.)4‬‬

‫‪ )(1‬الصوفية بي المس واليوم (ص‪.)137:‬‬


‫‪ )(2‬الهدي عند الشيعة الن هو ممد بن السن العسكري‪ ،‬مع العلم أن السن العسكري توف دون أن ينجب‪ ،‬وممد الزعوم هذا غائب ف مغارة سامراء‬
‫منذ (ألف ومائة وخسي سنة) وهم ينتظرون خروجه ليحكم بأحكام داوُد ول يُسْأل عما يفعل‪ ،‬ويستوزر (سبعة وعشرين) من قوم موسى‪ ،‬وييي ال له‬
‫الصحابة واللفاء فيقتلهم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر‪.‬‬
‫‪ )(3‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)335:‬‬
‫‪ )(4‬المام السرهندي حياته وأعماله‪( ،‬ص‪.)38:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪564‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الشعشعية‪:‬‬
‫ظروفها تشبه ظروف النوربشية‪ ،‬فقد كان مؤسسها ممد بن فلح شيعيا‪ ،‬أخبه الكشف أنه من آل البيت‪،‬‬
‫وأنه الهدي النتظر (مهدي السنة طبعا)‪ ،‬وكان معاصرا لنور بش‪ ،‬كثر أتباعه بسبب مهديته ونسبه (الدّعى)‪،‬‬
‫وخوارقه (التشعشع)‪ ،‬وكان أكثر أتباعه ف الصل من السنة الذين تولوا إل شيعة اتباعا لشيخهم‪ ،‬حت استطاع أن‬
‫يؤسس بم دولة ف خوزستان‪ ،‬عاصمتها (الويزة)‪ ،‬عرفت بالدولة الشعشعية‪.‬‬
‫يقول الؤرخون لذه الركة‪:‬‬
‫"‪...‬يبدو أنم (الشعشعي) كانوا ف حروبم واقعي تت تأثي قوة شيخهم الغناطيسية‪ ،‬فلم يكونوا يشعرون‬
‫با حولم‪ ،‬بل كانوا يقدمون على خوض العارك ف حال من الذهول والغيبة عن الس(‪.)1‬‬
‫ويقولون‪ :‬وينبغي أن نتذكر أن حركة الشعشعي قامت ف بدئها على التصوف‪ ،‬حت وصف ممد بن فلح‬
‫بأنه كان جامعا بي العقول والنقول‪ ،‬وصوفيا صاحب رياضة ومكاشفة وتصوف‪ ،‬وأنه انتقل من التصوف إل‬
‫التشيع فشكله بأشكال شيعية(‪.)2‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬لقد كان شيعيا قبل تصوفه‪ ،‬تشيع على يد أستاذه وأب زوجته الشيخ أحد بن فهد اللي‪ ،‬وقد‬
‫تاصما فيما بعد‪ ،‬وذهب ممد بن فلح إل القبائل الت كانت تسكن قرب واسط‪ ،‬وأفت ابن فهد بقتله‪ ،‬وأرسل‬
‫رسولً إل أمي القبائل الت كان ابن فلح بينها‪ ،‬يطلب إليه القبض عليه‪ ،‬فلم ينقذ ابن فلح إل قسمه بأنه سن‬
‫صوف‪ ،‬وبأن ابن فهد وأتباعه شيعة ومن أعدائه(‪.)3‬‬
‫إن هذه الادثة تظهر أن التشيع ف جنوب العراق والغرب الوسط من إيران كان حت ذلك الوقت مستهجنا‪،‬‬
‫وكانت الكثرية الساحقة من السنة‪.‬‬
‫بعد هذه الادثة انتقل ابن فلح إل خوزستان‪ ،‬وهناك أسس طريقته الصوفية وشيّع أتباعه‪ ،‬ث أعلن مهديته (‬
‫‪840‬هـ)‪ ،‬وجع أموالً كثية من قطع الطرق على الجاج وغيهم‪ ،‬ث أعلن نفسه ملكا‪ ،‬وبقيت ملكته حت‬
‫اجتاحها الصفيون‪.‬‬
‫النعمتللهية‪ :‬مؤسسها نعمة ال الول‪ ،‬من إحدى قرى حلب‪ ،‬سن حنفي الذهب‪ ،‬ترج بالطريقة الشاذلية‪،‬‬
‫انتقل إل فارس‪ ،‬وهناك أسس طريقته‪ ،‬حيث تأثر بو التشيع الزاحف‪ ،‬فصار شيعيا‪ ،‬وهنا أعيد القول أيضا‪ ،‬بأن هذا‬
‫التشيع الزاحف كان من التشيع العتدل‪ ،‬أي إنم كانوا يرون أن اللفة يب أن تكون ف البيت العلوي‪ ،‬وكانوا‬
‫يشتمون المويي‪ ،‬وكانوا يترمون صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم ما عدا معاوية‪ ،‬وينتهجون الذاهب السنية‬

‫‪ )(1‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)318:‬‬


‫‪ )(2‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)327:‬‬
‫‪ )(3‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)304:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪565‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ف الفقه‪ ،‬هكذا كان تشيع التشيعي ف إيران ف ذلك الوقت‪ ،‬وتول نعمة ال إل التشيع يعن أنه صار يرى اللفة‬
‫مصورة ف آل البيت العلوي‪ ،‬وصار يشتم المويي‪ ،‬وبقي يسمي نفسه سنيا‪ ،‬أي‪ :‬إن الفرق بينه وبي التشيعة ف‬
‫ذلك الوقت ف إيران‪ ،‬كان هو السم فقط‪ ،‬أما الضمون فكان واحدا‪.‬‬
‫ومثل غيه من الولياء أخبه الكشف أنه من سللة علي بن أب طالب‪ ،‬وأن أئمة الشيعة هم أجداده‪ ،‬وأسس‬
‫طريقته وهي (جالسة صائتة)‪ ،‬حيث كان الريدون قبل الشروع ف الذكر يسجدون له‪ ،‬ث يضعون اليد اليمن على‬
‫الركبة اليسرى‪ ،‬واليد اليسرى على الركبة اليمن‪ ،‬ويرددون (ل إله إل ال)‪ ،‬مائلي بأجسامهم من اليسار إل اليمي‬
‫مع الناي والدف‪.‬‬
‫وهؤلء الريدون الذين يسجدون لشيخهم (وكل الصوفية كذلك وإن أخفوها تقية)‪ ،‬تولوا إل عقيدة‬
‫شيخهم‪ ،‬أي‪ :‬صاروا شيعة يسمون أنفسهم سنة‪ ،‬وطبعا أمر هذا السم هي ف مثل تلك الظروف‪.‬‬
‫وهكذا جاءت النعمتللهية لتشيع من شرد على الطرق الت كانت تعلن التشيع‪ ،‬لقد شيعت أتباعها وشيعت‬
‫عواطفهم وأبقت اسم السنة عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬ل ينتصف القرن التاسع حت كان الفرس قد دخلوا ف التشيع عن طريق الصوفية‪ ،‬وإن كان بعضهم ما زال‬
‫يسمي نفسه سنيا‪ ،‬وكانوا كلهم‪ -‬إل النادر‪ -‬من الشيعة العتدلة‪ ،‬الذين كانوا يترمون صحابة رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ويتبعون الذاهب السنية‪ ،‬حت جاءت الصفوية ف مرحلتها الثانية الت كانت حاسة ف هذا الوضوع‪.‬‬
‫الصفوية ف مرحلتها الثانية‪ :‬توسعت كثيا‪ ،‬وزاد أتباعها بازدياد القبال عليها‪ ،‬ودعم موقف تيمورلنك‬
‫وجاعته التقديسي لا ولشيوخها (ويب أن ننتبه هنا إل أن موقف تيمورلنك كان امتدادا للقناعات الفكرية النتشرة‬
‫ف متمعه‪ ،‬وأنه‪ ،‬بصفته حاكما‪ ،‬كان نتيجة‪ ،‬أو انبثاقا لا)‪ ،‬وف العقود الخية من القرن التاسع‪ ،‬ف زمن شيخها‬
‫حيدر بن جنيد بن إبراهيم بن علي بن صدر الدين موسى بن صفي الدين (توف سنة ‪ 893‬هـ) بلغت قمة قوتا‪،‬‬
‫حت استطاع إساعيل بن حيدر وهو ف الرابعة عشرة من عمره أن يؤلف جيشا من أتباع أبيه يسيطر به على إيران‬
‫كلها‪ ،‬ث أعلن نفسه ملكا على إيران سنة (‪905‬هـ)‪.‬‬
‫ولنستمع ف ذلك إل ممد جواد مغنية‪ ،‬يقول‪... :‬هو إساعيل بن حيدر بن جنيد بن صفي الدين الذي ينتهي‬
‫نسبه إل المام موسى الكاظم عليه السلم‪ ،‬وهو أول ملوك الصفوية ومؤسس دولتهم‪ ،‬وكان آباؤه وأجداده من‬
‫العرفاء وشيوخ الصوفية‪ ،‬فلقبوا بلقب (سلطان)‪ ،‬وما إن أت إساعيل العام الرابع عشر من عمره حت ألف جيشا من‬
‫أتباع أبيه ومريديه‪ ،‬وقاده بنفسه للغزو والفتح‪ ،‬وكانت إيران يومذاك موزعة الطراف بي العديد من اللوك والمراء‬
‫ورؤساء القبائل‪ .)1("...‬اهـ‪.‬‬
‫ويقول كامل مصطفى الشيب‪:‬‬

‫‪ )(1‬الشيعة ف اليزان‪( )،‬ص‪.)175:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪566‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪...‬وسنرى أن فقهاء الشيعة ف إيران كانوا من القلة بيث اضطر الصفويون إل استقدام فقهاء الشام ليساعدوا‬
‫ف نشر التشيع ف بلدهم‪ ،‬وتنظيم الدولة على أساس منه‪ .)1(...‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -‬نقول‪ :‬ف الواقع كان التشيع قد عم كل إيران‪ ،‬ولكنه كان تشيعا معتد ًل ينتهج الذاهب الفقهية السنية‪،‬‬
‫فاستقدم الصفويون فقهاء الشيعة من الشام‪ ،‬وكانوا نصييي‪ ،‬ولعل فيهم فقهاء من شيعة جبل عامل (التاولة)‪ ،‬إذ‬
‫الفقه الشيعي كان مصورا يب هؤلء وبي الساعيلية‪ ،‬على اختلف بينهما ف الصول والفروع‪ ،‬ولعل متاولة جبل‬
‫عامل كانوا قد دخلوا ف الغلو قبل ذلك‪.‬‬
‫جاء فقهاء الشيعة الشاميون إل فارس‪ ،‬ليفقهوا الشيعة بفقه الشيعة‪ ،‬وطبعا‪ ،‬ف تلك الظروف‪( ،‬بميع جوانبها)‬
‫يب أن يدث تفاعل وتداخل وتوازن بي الفقه النصيي وجوانب من فقه الساعيلية الذين كان لم وجود‪ ،‬والفقه‬
‫السن الذي تنتهجه غالبية الشيعة‪ ،‬وكان علماؤه قليلي‪ ،‬وعلمهم ضحلً بسبب الصوفية‪.‬‬
‫تعلم الشيعة ف فارس والعراق فقه الشيعة‪ ،‬وصاروا كلهم من الغلة‪ ،‬وإن استمروا على تسمية أنفسهم من‬
‫(العتدلي)‪ ،‬يقول آية ال الامقان(‪ ،)2‬أكب علمائهم ف الرح والتعديل‪:‬‬
‫إن ما كان به الغلة القدمون غلة‪ ،‬أصبح الن عند جيع الشيعة المامية من ضروريات الذهب(‪.)3‬‬
‫ويورد السيد عبد ال بن السي السويدي العباسي(‪ )4‬نصا عن سجل لنادر شاه (ملك إيران)‪ ،‬قرئ يوم‬
‫الميس (‪ 25‬شوال ‪1156‬هـ)‪ ،‬يقول‪... :‬ول يكن ف نواحي إيران ول ف أطرافها سب (أي‪ :‬سب الشيخي‬
‫والصحابة)‪ ،‬ول شيء من هذه المور الفظيعة‪ ،‬وإنا حدثت أيام البيث الشاه إساعيل الصفوي‪.)5(...‬‬
‫ومن الطبيعي أن يظهر ف الذهب الديد علماء‪ ،‬وككل عقيدة جديدة تظهر على مسرح الوجود‪ ،‬يكون‬
‫أتباعها متحمسي لنشرها باندفاع بالغ‪ ،‬كذلك كان علماء الذهب الديد ودعاته‪ ،‬انتشروا للدعوة لذهبهم الديد‪،‬‬
‫وخاصة بي الشيعة الغلة والعتدلة‪ ،‬ومع الزمن والثابرة على الدعوة تول القرامطة الذين كانوا يسكنون الشواطئ‬
‫العربية من خليج البصرة‪ ،‬وكذلك شيعة بلد الشام‪ ،‬وكثي من الساعيلية والفرق الشيعية الخرى (باستثناء الفرق ف‬
‫اليمن) إل الذهب الديد؛ مذهب الشيعة المامية الثن عشرية الت صارت من الغلة‪ ،‬مع العلم أن أكثر متاولة الند‬
‫تولوا من الندوسية أو من السنة بعد ذلك‪.‬‬
‫وكان اسم (التاولة)‪ ،‬ول يزل يطلق على شيعة جبل عامل ف جنوب لبنان‪ ،‬بينما غالبية الشيعة ف العراق‬
‫وإيران والند ل يسمون أنفسهم هذا السم‪ ،‬وإنا شيعة إمامية إثن عشرية‪ ،‬علما بأن مذهب الميع واحد بكل‬

‫‪ )(1‬الفكر الشيعي والنعات الصوفية‪( ،‬ص‪.)338:‬‬


‫‪ )(2‬ممد حسن بن عبد ال الامقان‪ ،‬توف ف النجف سنة (‪1323‬هـ‪1905-‬م)‪.‬‬
‫‪ )(3‬الطوط العريضة‪( )،‬ص‪.)42:‬‬
‫‪ )(4‬عال بغدادي متوف سنة (‪1174‬هـ‪1761-‬م)‪.‬‬
‫‪ )(5‬مؤتر النجف‪ ،‬ملحق بكتاب الطوط العريضة‪( ،‬ص‪.)97:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪567‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫أصوله وفروعه ومراجعه‪.‬‬
‫وهكذا أحدث التصوف فيما أحدثه من تدمي‪ ،‬أكب شرخ ف جسم المة السلمية كان من السباب‬
‫الواضحة ف ضعفها واندحارها‪.‬‬
‫وقد احتاجت عملية التحويل هذه إل قرني ونصف من الزمن‪ ،‬كانت الصوفية خللا تعمل بدأب واستمرار‪،‬‬
‫والسلمون وفقهاؤهم ف غفلة مستسلمون بجة حب آل البيت وإحسان الظن بالسلمي‪ ،‬وكأن حب آل البيت‬
‫وإحسان الظن بالسلمي ينع من وجوب معرفة الق والمر به‪ ،‬وتييز الباطل والنهي عنه‪ ،‬على أن العامل السبب‬
‫لذه الغفلة وهذا الستسلم هو التصوف ذاته‪ ،‬وما بث من عقائد وفرض من جهل طيلة قرون‪.‬‬
‫ومن آثار الفقه النصيي البارزة ف الذهب الديد‪ ،‬سب أب بكر وعمر‪ ،‬وتكفي صحابة الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وتأليه الئمة الثن عشر‪ ،‬والعصمة‪ ،‬والبداء‪ ،‬والتقية‪ ،‬والرجعة (أي‪ :‬خرافة مهديهم ممد بن السن‬
‫العسكري الغائب ف مغارة سامراء‪ ،‬منذ حوال اثن عشر قرنا‪ ،‬وهم ينتظرون خروجه)‪ ،‬وقد رأينا أسلفهم‪ ،‬نور‬
‫بش والشعشع والخرين‪ ،‬كيف كانوا يدعون الهدوية السنّية؛ لن ممد بن السن العسكري ل يكن معروفا ل هو‬
‫ول رجعته إل عند النصيية وعند بعض من كان قد تأثر بم قبل ذلك‪ .‬وكان أول التأثرين بالفقهاء النصيية الوافدين‬
‫هم أتباع الطريقة الصفوية الباشرون؛ لنم كانوا أول من يستقبل أولئك الفقهاء وأول من يأخذ عنهم‪ ،‬وكانوا يبقون‬
‫فيهم أكثر من البقاء ف غيهم من اليرانيي‪ ،‬لذلك انقلب أتباع الطريقة الصفوية إل النصيية بكل ما فيها من عجر‬
‫وبر‪.‬‬
‫صار أتباع الطريقة الصفوية ف عهد إساعيل بن حيدر‪ ،‬وبناء على أوامره أو أوامر أبيه‪ ،‬يلبسون طرابيش حرا‪،‬‬
‫فأطلق عليهم اسم (قزلباش)‪ ،‬أي‪ :‬الرءوس المر‪ ،‬وبانتهاجهم منهج النصيية‪ ،‬شكلوا فرقة جديدة ف المة السلمية‪،‬‬
‫معروفة الن باسم (القزلباشية) الت سنراها فيما يأت‪.‬‬
‫ولعل من الفيد أن نذكر أن نادر شاه (ت‪1160 :‬هـ‪1747 /‬م) أراد أن يعيد الشيعة إل التشيع العتدل ث‬
‫إل السنة بقوة الكم‪ ،‬فأصدر مرسوما يقول فيه من جلة ما يقول‪... :‬فاعلموا أيها اليرانيون أن فضلهم (أي‪:‬‬
‫اللفاء الراشدين) وخلفتهم على هذا الترتيب‪ ،‬فمن سبهم أو انتقصهم فماله وولده وعياله ودمه حلل للشاه‪ ،‬وعليه‬
‫لعنة ال وملئكته والناس أجعي‪ ،‬وكنت شرطت عليكم حي البايعة ف صحراء مغان عام (‪ )1148‬رفع السب‪،‬‬
‫فالن رفعته‪ ،‬فمن سب قتلته وأسرت أولده وعياله وأخذت أمواله‪ .)1(...‬اهـ‪.‬‬
‫ولكن كما قلنا‪ ،‬إن العقيدة ل يكن أن تفرض من الاكم‪ ،‬ولذلك ل ُتجْدِ ماولة نادر شاه شيئا‪ ،‬وبالعكس‪،‬‬
‫فقد اغتاله قواده بعد حوال أربع سنوات‪ ،‬وبقي الغلو‪.‬‬
‫ولو استغل دعاة السلم وفقهاء السنة هذا الظرف‪ ،‬وانتشروا بي الشيعة يدعون إل طريق الق‪ ،‬لتركوا آثارا‬

‫‪ )(1‬مؤتر النجف‪ ،‬ملحق بكتاب (الطوط العريضة)‪( ،‬ص‪.)96:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪568‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ظاهرة قد تكون سببا ف تغيي تاريخ المة السلمية‪ .‬وهكذا كانت الصوفية وراء أكب شرخ ف جسم المة‪،‬‬
‫وكذلك كانت وراء الفرق الخرى الت منها‪:‬‬

‫* القزلباشية‪-:‬‬
‫يصفها أحد حامد الصراف كما يلي‪ :‬القزلباشية فرقة دينية منتشرة ف بر الناضول‪ ،‬وهي تعتب شيعية الذهب‬
‫ف نظر السلمي‪ ،‬وهي تقارب كل القاربة نصيية سورية‪ ،‬وهم يسمون أنفسهم (العلوية)‪ ...‬وهم يالفون السلمي‬
‫بأمور منها‪ :‬أنم ل يلقون رءوسهم‪ ...‬ول يصلون الصلوات المس‪ ،‬ول يتوضئون‪ ،‬ويكرعون المر‪ ،‬ول يافظون‬
‫على صوم شهر رمضان‪ ،‬ويصومون اثن عشر يوما من اليام الول من الحرم‪ ،‬ويندبون السن والسي‪ ...‬وعندهم‬
‫أن عليا تسد فيه الله(‪...)1‬‬
‫ويقول عنهم أيضا‪ :‬القزلباشية ف بدء نشأتا كانت تسمى (الصفوية) نسبة إل قطب القطاب صفي الدين‬
‫إسحاق الردبيلي‪ ...‬وهو الد السادس للشاه إساعيل الصفوي(‪...)2‬اهـ‪.‬‬
‫وقد رأينا قبل قليل كيف ت التحول من الصفوية إل القزلباشية‪ ،‬ولا وجود ف أفغانستان أيضا‪.‬‬

‫* الروشنائية‪-:‬‬
‫نسبة إل (بي روش)‪ ،‬أي‪ :‬الشيخ النوّر‪ ،‬بايزيد بن عبد ال‪ ،‬ولد عام (‪931‬هـ)‪ ،‬يقول الترجون له‪ :‬صحب‬
‫اليوغيي‪ ،‬وبدأ يرى رؤى ويسمع أصواتا تناديه من وراء الغيب‪ ،‬فاشتغل بالذكر الفي‪ ،‬ث استغرق ف ورد السم‬
‫العظم‪ ،‬فلما بلغ الادية والربعي من عمره هتف به هاتف من السماء‪ ،‬أنه ل يعد ف حاجة إل الطهارة الشرعية‪،‬‬
‫وينبغي له أن يصلي صلة النبياء بدل صلة السلمي‪ ...‬وانصرف إل الرياضة الربعينية‪ ...‬وتعاليمه الت وردت ف‬
‫كتابه (صراط التوحيد) يظهر عليها أثر التعاليم الصوفية الغالية‪.‬‬
‫مات بي روش سنة (‪980‬هـ) بعد أن انتشرت طريقته أو (فرقته) انتشارا واسعا ف الند‪ ،‬ث أخذت تتقلص‬
‫بعده حت انقرضت(‪ )3‬لننتبه أن كلمة (روش) تمل نفس معن كلمة (بوذا) أي‪ :‬الستني‪ .‬وكان وأتباعه يصرحون‬
‫بوحدة الوجود (أي‪ :‬من أهل الوحدة الطلقة)‪.‬‬

‫* الهدوية‪-:‬‬
‫مؤسسها ممد بن يوسف الونبوري الذي نشأ ف أواخر الائة التاسعة ببلدة جونبور ف الند‪ ،‬وادعى أنه‬
‫الهدي‪ ،‬وكان أزهد الناس وأورعهم‪.‬‬

‫‪ )(1‬الشبك‪( ،‬ص‪.)243:‬‬
‫‪ )(2‬الشبك‪( ،‬ص‪.)48:‬‬
‫‪ )(3‬المام السرهندي‪( ،‬ص‪ ،42:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪569‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫من معتقدات الهدوية أن السيد ممد بن يوسف الونبوري‪ ،‬مهدي موعود‪ ،‬وأنه أفضل من أب بكر وعمر‬
‫وعثمان وعلي رضي ال عنهم‪ ،‬بل إنه أفضل من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى على نبينا وعليهم السلم‪ ،‬وأنه‬
‫مساوٍ لسيدنا ممد صلى ال عليه وسلم ف النلة‪ ،‬وإن كان تابعا له ف الذهب‪ ،‬وأنه وممد صلى ال عليه وسلم‬
‫كلها مسلم كامل وسائر النبياء ناقصو السلم‪ ،‬وأنه شريك ف بعض الصفات اللية‪ ،‬بعد فوزه بنصب الرسالة‬
‫والنبوة‪...‬‬
‫انتشر هذا الذهب ف غجرات والدكن من بلد الند‪ ،‬وما وصف به هذا الهدي‪ :‬إنه كان صاحب القامات‬
‫العالية‪ ،‬ذا كشوف وكرامات‪.‬‬
‫ومن أقوال النتقدين له‪ :‬إنه كان كذلك‪ ،‬ولكنه أخطأ ف دعواه لوقوع الطأ ف الكشف‪.‬‬
‫ومن أقوال أحد علمائهم وهو الشيخ غلب بن عبد ال الهدوي‪ :‬إن للمهدوية أصولً وفروعا‪ ،‬الول منها‬
‫التوبة‪...‬والعمل الصال و‪ ..‬ودوام الذكر على طريقة حفظ النفاس‪...)1(...‬اهـ‪.‬‬
‫وهكذا يتضح دور الصوفية‪ ،‬فقد كان ممد بن يوسف الونبوري صاحب مقامات وكشوف‪ ،‬وشاهد‬
‫بالكشف ما ألقاه إل مريديه‪...‬ومن أصولم دوام الذكر على طريقة حفظ النفاس‪...‬وللعلم‪ :‬حفظ النفاس حسب‬
‫إيقاع معي هو أحد أساليب الرياضة الشراقية الت توصل إل الذبة‪.‬‬

‫* القاديانية‪-:‬‬
‫مؤسسها اليزا غلم أحد القاديان (نسبة إل بلدة قاديان)‪ ،‬مات سنة (‪1908‬م)‪ ،‬صوف أخبه الكشف أنه‬
‫مكلف من ال تعال بإصلح اللق على نج السيح عيسى بن مري عليه السلم‪ ،‬وقد صرح أن له إلام ومكاشفات‪.‬‬
‫ومن مكاشفاته‪:‬‬
‫‪ -‬روح السيح حلت فيه‪.‬‬
‫‪ -‬ما يلهمه هو كلم ال كالقرآن الكري والتوراة والنيل‪.‬‬
‫‪ -‬السيح (الذي هو هو) سينل ف قاديان‪.‬‬
‫‪ -‬قاديان هي البلدة القدسة الثالثة الكن عنها ف القرآن بالسجد القصى‪.‬‬
‫‪ -‬الج إليها فريضة‪.‬‬
‫‪ -‬أوحي إليه بآيات تربو على عشرة آلف آية‪.‬‬
‫‪ -‬من يكفر به فهو كافر‪.‬‬

‫‪ )(1‬الثقافة السلمية ف الند‪( ،‬ص‪.)224 ،223:‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪570‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬القرآن وممد وسائر النبياء قبله قد شهدوا له بالنبوة وعينوا زمن بعثته ومكانا‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ومن أقواله الت تثبت صوفيته‪ ،‬وأن ما جاء به كان من الكشف‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫‪...‬وإن ما قلت للناس سوى ما كتبت ف كتب‪ ،‬أي‪ :‬إن مدث‪ ،‬وإن ال يكلمن كما يكلم الحدثي‪...‬جاء‬
‫جبيل واصطفان وأدار إصبعه وأشار أن ربك سيعصمك من العداء(‪...)1‬‬
‫ومن أقواله‪ :‬لقد حرم الذين سبقون من الولياء والبدال والقطاب من هذه المة الحمدية من النصيب الكب‬
‫من هذه النعمة (الكالة اللية)‪ ،‬ولذلك خصن ال باسم (النب)‪ ،‬أما الخرون فل يستحقون هذا السم(‪...)2‬اهـ‪.‬‬
‫نرى اليزا نفسه يعترف بأنه من القطاب‪ ،‬وأنه مدث‪ ،‬وأنه مكاشف‪ ،‬وأنه من بي الذين سبقوه من الولياء‬
‫والبدال والقطاب هو الوحيد الذي خصه ال بالنبوة‪ .‬أي‪ :‬إن الصوفية هي وراء القاديانية‪ ،‬وطبعا هناك خلفيات‬
‫ليس هنا مال بثها‪ ،‬لكن ل بأس من التذكر هنا أن الصوفية اليهودية هي الت تسمي الواصل فيها (نبيا)‪.‬‬

‫* البيلوية‪:‬‬
‫طريقة صوفية منتشرة ف شبه الزيرة الندية‪ ،‬نشأت شديدة النراف عن السلم‪ ،‬ولعله لن يضي وقت طويل‬
‫حت ينسى أتباعها أنم أتباع طريقة صوفية‪ ،‬وتغدو ديانة جديدة مستقلة‪ ،‬والتشيع فيها واضح‪ ،‬وهم يكفرون بشكل‬
‫خاص الماعة السلمية ف الند‪ ،‬والديوبنديي‪ ،‬وجاعة الدعوة والتبليغ‪ ،‬وإذا شعروا أن أحدا من هذه الماعات‬
‫دخل مساجدهم‪ ،‬فالويل له والثبور‪.‬‬

‫* الشبكية‪:‬‬
‫يدين با أهل قرى ف شرق الوصل‪ ،‬معروفون باسم (الشبك)‪ ،‬ولعله اسم للقبيلة‪ ،‬أو للشيخ الذي استقل با‪،‬‬
‫يقول عنها أحد حامد الصراف‪:‬‬
‫‪...‬وأما مذهبهم فقد كانوا إل ما قبل ثلثي أو أربعي سنة (أي‪ :‬قبل الرب العالية الول)‪ ،‬بكتاشية‬
‫يراجعون فيه جلب قونية ويتلقون منه الشارة‪ ،‬وكان أحدهم إذا ذهب إل زيارة كربلء‪ ،‬يراجع وكيلً للب قونية‬
‫هناك(‪.)3‬‬
‫ويقول ف مكان آخر‪ :‬الشبك؛ طريقة صوفية‪ ،‬وللنراط ف سلكها مراسيم خاصة‪ ،‬وبقية العقائد تشبه ما ف‬
‫البكطاشية(‪ .)4‬اهـ‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ل يقول الشبك الن عن أنفسهم إنم أتباع طريقة صوفية‪ ،‬ولعل أكثرهم ل يعرفون ذلك؛ وإنا‬
‫‪ )(1‬القاديانية‪ ،‬حسن عبد الظاهر‪( ،‬ص‪.)77:‬‬
‫‪ )(2‬القاديانية‪ ،‬حسن عبد الظاهر‪( ،‬ص‪.)77:‬‬
‫‪ )(3‬الشبك‪( ،‬ص‪.)8:‬‬
‫‪ )(4‬الشبك‪( ،‬ص‪.)47:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪571‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يعتقدون جيعهم أنم على دين خاص سرّي ل يوز البوح به‪.‬‬

‫* الكشفية أو الشيخية‪:‬‬
‫نسبة للكشف‪ ،‬تفرعت عن التشيع اليران‪ ،‬إذن فجذورها الساسية هي الصوفية؛ لن الصوفية هي الت‬
‫حولت إيران إل شيعة‪ ،‬ومع ذلك فقد تشكلت الكشفية أيضا عن طريق الصوفية‪ ،‬بدللة اسها (الكشفية) من‬
‫الكشف الذي كان مؤسسها يقول‪ :‬إنه حصل له‪( ،‬مع إنكاره على التصوفة)‪.‬‬
‫أسسها الشيخ أحد زين الدين الحسائي (‪1166‬هـ‪1753 /‬م‪1241 -‬هـ‪1826/‬م)(‪ ،)1‬ومن عقائدها‪:‬‬
‫القيقة الحمدية تلت ف النبياء تليا ضعيفا‪ ،‬ث تلت تليا أقوى ف ممد والئمة الثن عشر‪ ،‬ث اختفت‬
‫زهاء ألف سنة‪ ،‬وتلت ف الشيخ أحد الحسائي‪ ،‬ث ف تلميذه كاظم الرشت‪ ،‬ث تلت ف كري خان الكرمان‬
‫وأولده إل أب قاسم خان‪ ،‬وهذا التجلي هو أعظم التجليات ل‪ .‬والنبياء والئمة والركن الرابع (الشيخ أحد‬
‫وخلفاؤه) هم شيء واحد يتلفون ف الصورة‪ ،‬ويتحدون ف القيقة الت هي (ال ظهر فيهم)‪ .‬والشيخ أحد وخلفاؤه‬
‫هم أفضل من جيع النبياء والرسلي‪ ،‬وهم يعبدون عليا على أنه ال‪ .‬ودور الصوفية واضح فيها من (الكشف‪،‬‬
‫القيقة الحمدية‪ ،‬تلي القيقة الحمدية‪ ،‬تليات ال)‪ .‬وأما السم (الشيخية)‪ ،‬فهو نسبة إل الشيخ أحد الحسائي‪،‬‬
‫وهم يسيون على نج الطريقة الروفية(‪.)2‬‬

‫* البابية‪:‬‬
‫مؤسسها‪( :‬الباب) علي ممد رضا الشيازي‪ ،‬تسلك ف الطريقة الشيخية على يد الشيخ عايد‪ ،‬أحد تلمذة‬
‫كاظم الرشت‪ ،‬واشتغل بعلم الروف حسب الطريقة الروفية‪ ،‬ث انتقل إل النجف وكربلء‪ ،‬وتتلمذ على كاظم‬
‫الرشت نفسه‪ ،‬كما اتصل بالتصوفة حيث انقطع نفر من أصحابه إل الرياضة الصوفية أربعي يوما (الربعينية)‪ ،‬ث‬
‫خرج وهو يتكلم بالعلوم اللدنية‪ ،‬وبالكشف أوحي إليه كتاب البابية القدس (البيان)‪ ،‬وهذه نبذ منه‪:‬‬
‫(ل تتعلمن إل با نزل ف البيان أو ما ينشأ فيه من علم الروف وما يتفرع على البيان‪ ،‬قل يا عبادي تتأدبون‬
‫ول تترعون‪ .‬ث تضعون على أنفسكم ث تنصتون‪ .‬ث الواحد من بعد العشر أن ل تتجاوزون عن حدود البيان‬
‫فتحزنون)‪.‬‬
‫ل للجاللي‪ .‬وإنا قد جعلناك عظيمانا عظيما للعاظمي‪ .‬وإنا قد جعلناك نورا نورانا نويرا‬
‫(إنا قد جعلناك جلي ً‬
‫للناورين‪ .‬وإنا قد جعلناك رحانا رحيما للراحي‪ .‬وإنا قد جعلناك تاما تيما للتامي‪ .‬قل إنا جعلناك كمالً كميلً‬
‫للكاملي‪ .‬قل إنا قد جعلناك كبانا كبيا للكابرين‪ .‬قل إنا قد جعلناك حبانا حبيبا للحابي‪ .‬قل إنا قد جعلناك شرفانا‬
‫شريفا للشارفي‪ .‬قل إنا قد جعلناك سلطانا سليطا للسالطي‪ .‬قل إنا قد جعلناك ملكانا مليكا للمالكي‪ .‬قل إنا قد‬

‫‪ )(1‬يوجد خلفات ف تاريخ ولدته وموته‪ ،‬وقد اعتمدت هنا أعلم الزركلي‪.‬‬
‫‪ )(2‬حقيقة البابية والبهائية‪( ،‬ص‪ ،45:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪572‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ل للعالي‪ .‬قل إنا قد جعلناك بشرانا بشيا للباشرين‪.)...‬‬
‫جعلناك عليانا علي ً‬
‫(تبارك ال من شخ مشمخ شيخ‪ .‬تبارك ال من بذخ مبذخ بذيخ‪ .‬تبارك ال من بدء مبتدئ بديء‪ .‬تبارك ال‬
‫من فخر مفتخر فخي‪ .‬تبارك ال من ظهرمظهرظهي‪ .‬وتبارك ال من قهر مقهر قهي‪ .‬وتبارك ال من غلب مغتلب‬
‫غليب‪ )...‬إل‪.‬‬
‫هذه ناذج من علوم الباب اللدنية الكشفية‪ ،‬والكتاب مشو بالعبارات الصوفية والشية إل وحدة الوجود‪.‬‬
‫مع ملحوظة هامة‪ ،‬هي أن من أصحاب الباب السابقي يقرب من أربعمائة يهودي‪ ،‬اثنان منها حاخامان‪.‬‬
‫كان إعلن الباب عن دعوته سنة (‪1260‬هـ‪1844-‬م)‪ ،‬وهو ابن خس وعشرين سنة‪ ،‬وقد أصدر العلماء‬
‫فتوى بقتله على الردة‪ ،‬ونفذ فيه حكم العدام بأمر من الشاه ناصر الدين سنة (‪1265‬هـ‪1849-‬م)(‪.)1‬‬
‫والهم أن نعرف أن الصوفية كانت وراء البابية مع عوامل أخرى طبعا‪.‬‬

‫* البهائية‪:‬‬
‫تفرعت مباشرة عن البابية‪ ،‬إذن فجذورها صوفية‪ ،‬بالضافة إل الدور الرئيسي الذي لعبته الصوفية ف نشأتا‪.‬‬
‫مؤسسها (باء ال) اليزا حسي علي بن اليزا عباس بزرك الازندران النوري‪ ،‬ولد سنة (‪1233‬هـ)‪ ،‬وكان‬
‫يعاشر الصوفية ويتعب نفسه ف قراءة كتبهم‪ ،‬انضم إل البابية مع أوائل من انضم إليها‪ ،‬تنقل ورجع إل طهران‪ ،‬ث‬
‫نفي إل بغداد‪ ،‬واشتد اللف بينه وبي البابية‪ ،‬فهرب خفية إل غار قريب من قرية (سركلو) التابعة لناحية‬
‫(سورداش) ف لواء السليمانية شال العراق‪ ،‬وأظهر هناك النسك والتصوف‪ ،‬وكان يضر مالس الصوفية كثيا‪.‬‬
‫يقول صاحب كتاب (حقيقة البابية والبهائية)‪:‬‬
‫‪...‬وهناك رافد آخر أثر ف عقله وثقافته وأسلوبه‪ ،‬وهو الذاهب الصوفية‪ ،‬وبالخص ما يتصل بوحدة الوجود‬
‫واللول والفناء‪ ،‬ول غرابة ف ذلك‪ ،‬فلقد خالط الصوفية منذ صغره‪ ،‬وتتلمذ على أيديهم‪...‬وتأثي الكتابات الصوفية‬
‫قد بلغ ف أسلوب اليزا حسي مبلغا عظيما‪ ،‬حت إنك ل تكاد تقرأ صفحات من كتاباته إل وتسب نفسك أمام‬
‫كتاب من كتب متطرف الصوفية ف معانيه ومبانيه‪ ...‬اهـ‪.‬‬
‫وله كتب مقدسة‪ ،‬منها‪ :‬اليقان‪ ،‬والقدس‪ ،‬والشراقات‪ ،‬وغيها‪.‬‬
‫وهذه نبذ من (إشراقات باء ال)‪ ،‬يقول ماطبا البابيي‪( :‬يا مل البيان‪ ،‬ضعوا أوهامكم وظنونكم ث انظروا‬
‫بطرف النصاف إل أفق الظهور‪ ،‬وما ظهر من عنده ونزل من لدنه‪ ،‬وما ورد عليه من أعدائه‪ ..‬قد حبس مرة ف‬
‫الطاء‪ ،‬وأخرى ف اليم‪ ،‬ث الكاف مرة أخرى‪.)...‬‬
‫من قوله ف إشراقاته ماطبا السلمي‪( :‬قل يا مل القرآن قد أتى الوعد الذي وعدت به ف الكتاب‪ ،‬اتقوا ال‬
‫‪ )(1‬حقيقة البابية والبهائية‪( ،‬ص‪ ،57:‬وما بعدها)‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪573‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ول تتبعوا كل مشرك أثيم‪ ،‬إنه ظهر عل ّي شأن ل ينكره إل من غشته أصحاب الوهام وكان من الدحضي‪.)...‬‬
‫ادعى اليزا حسي أنه السيح عيسى عليه السلم‪ ،‬ث ادعى الربوبية‪ ،‬وقال‪ :‬إن ال يتجلى عليه‪ ،‬فيفن منه‬
‫العرض‪ ،‬ول يبقى إل الوهر الربان الالص‪ ،‬ومن هنا جاء لقبه‪( :‬باء ال)‪ ،‬ومن أقواله ف ذلك‪( :‬يا حسي‪ ،‬اسع‬
‫النداء من شطر السجن‪ ،‬إنه ل إله إل هو الفرد البي‪ ،‬إذا رأيت أنم ساء بيان‪ ،‬وشربت رحيق العرفان من كأس‬
‫عطائي‪ ،‬قل‪ :‬إلي إلي! لك المد با أيقظتن وذكرتن ف سجنك‪ ،‬وأيدتن على القبال إليك‪ ،‬إذا أعرض عنك أكثر‬
‫عبادك)‪.‬‬
‫وأساس عقيدة البهائية أن ال (جل وعل) ليس له وجود الن إل بظهوره ف مظهر البهاء‪ ،‬وكان يظهر قبلً‬
‫بظاهر تافهة ف الديانات السالفة؛ لكنه بظهوره ف البهاء البى‪ ،‬بلغ الكمال العلى‪...‬‬
‫ويصرح البهائيون ف كتبهم بأن اليزا حسي البهاء هو ربم(‪.)1‬‬
‫الهم هو أن الصوفية وراء البهائية ومنشئتها‪.‬‬

‫* وف التام‪-:‬‬
‫(كفرداعل) و(خان العسل) قريتان من قرى حلب‪ ،‬أهلها مسلمون حت سبعينات القرن الرابع عشر الجري‪،‬‬
‫حيث وفد إليهما بعض النصيية‪ ،‬وفيهم شيخان صوفيان‪ :‬الشيخ حسي وأخوه الشيخ نصّوح‪ ،‬ولعلهما من الطريقة‬
‫النبلنية‪ ،‬سلكا الريدين‪ ،‬وكانت تدث على أيديهما بعض الوارق‪ ،‬وف سني قد ل تتجاوز العشرين‪ ،‬كان أهل‬
‫القريتي قد تولوا إل النصيية مع مموعات ف القرى الجاورة‪.‬‬
‫مات الشيخ حسن (لعله ف العقد الخي من القرن الرابع عشر الجري)‪ ،‬وبنوا له مقاما يناسب القام‪ ،‬ولعل‬
‫أخاه الشيخ نصّوح ل يزال حيا حت كتابة هذه الكلمات‪.‬‬
‫ومن قصصه الت يرويها شاهد عيان‪ :‬ذهب الشيخ نصّوح إل قرية (عَنَدان) القريبة من القريتي السابقتي‬
‫لزيارة جاعة من مريديه الذين تولوا إل نصيية على يده ويد أخيه‪ ،‬وبعد هدأة من الليل طلب من الجتمعي عنده‬
‫الروج معه إل خارج القرية‪ ،‬وهناك أخبهم أنم سيقومون بغارة على إسرائيل؟ وأمرهم أن يفعلوا مثله‪.‬‬
‫وعادة‪ ،‬ف القول والبيادر الحيطة بالقرى‪ ،‬يعينون الدود بي العقارات بسلسل من الجارة الصغية‬
‫(الدبش) يبنونا عليها‪.‬‬
‫أخذ الشيخ نصوح يتناول من هذه الجارة الواحد بعد الخر‪ ،‬ويقذفها باتاه فلسطي مع ترديد صوت‬
‫(رْ ْر ْر ْر ْر ْررْ ْررْ‪ )...‬بصوت عال عندما ينطلق الجر من يده‪ ،‬وصوت (بو ْم مْ) عندما يسقط على الرض‪.‬‬
‫وأخذ مريدوه يفعلون نفس الشيء‪ ،‬يأخذون الجارة من سلسلها‪ ،‬ويقذفونا باتاه فلسطي‪ ،‬وكانت أصوات‬

‫‪ )(1‬حقيقة البابية والبهائية‪( ،‬ص‪ ،147:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪574‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(رْ ْر ْر ْر ْر ْررْ‪...‬بو ْم مْ‪ْ ...‬ر ْر ْر ْر ْررْ ْررْ‪...‬بومْ مْ) تنطلق ف الفضاء متلطة ببعضها مغطية على أصوات وقع الجارة أو‬
‫ارتطامها ببعضها‪ .‬بقي الفقراء هكذا طيلة ساعات‪ ،‬زالت بعدها معال الدود بي العقارات‪ ،‬وتوعرت أراضي سيئي‬
‫الظ الذين كان نصيبهم أن يصل هذا الهاد ف أرضهم‪.‬‬
‫بعد منتصف الليل‪ ،‬عاد الجاهدون إل بيوتم منهكي من التعب فرحي با تيسر لم من الهاد ف سبيل ال‬
‫على يد شيخهم العظيم‪.‬‬
‫ف الصباح‪ ،‬ذهب أحد الجاهدين إل دكان بقال صديق ف حاجة له‪ ،‬وأثناء الديث أخبه بغزوة الليل‪ ،‬فما‬
‫كان من البقال إل أن طلب من صديقه البقاء ف الدكان ريثما يعود‪ ،‬وخرج مسرعا إل البيت الذي ينل فيه الشيخ‬
‫نصوح‪ ،‬حيث وجد القوم متمعي عنده‪ ،‬فسلم وجلس بشوع ظاهر‪ ،‬وبعد أن استأذن من الشيخ بالكلم قال له‪ :‬يا‬
‫سيدي‪ ،‬رأيت هذه الليلة حلما شغلن‪ ،‬أريد أن أعرضه عليك‪ ،‬رأيت أن ف إسرائيل‪ ،‬ورأيتك هناك‪ ،‬ومعك جاعة ل‬
‫أتبي وجوههم‪ ،‬ف أيديكم القنابل تلقونا على اليهود‪ ،‬وكانت كل قنبلة تقتل عددا منهم‪.‬‬
‫انفلت الشيخ نصوح يصيح بصوت عال‪( :‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬ال أكب‪ ،‬أنت ول‪ ،‬أنت مكاشف‪ ،‬تبكوا به يا‬
‫مؤمنون هذا ول مكاشف‪...‬إل آخر ما قاله‪ .‬وعاد البقال إل دكانه وقد ربح زبائن جددا لبقالته‪.‬‬
‫ولعل قارئا أو سامعا يظن أن هذه حادثة شاذة‪ ،‬فنقول له‪ :‬بل هي من صميم الصوفية‪ ،‬تورد كتبهم ما يشبهها‬
‫عن أب يعزى‪ ،‬وأب مدين الغوث‪ ،‬وأب السن الشاذل‪ ،‬وأحد البدوي‪ ،‬وأحد الرفاعي‪ ،‬وعبد القادر اليلن‪،‬‬
‫وغيهم الكثي‪ ،‬ولعل كثيا من القراء سعوا النشودة الصوفية‪( :‬ال ال يا بدوي وجا باليُسَرى)‪ ،‬أي‪ :‬جاء‬
‫بالسرى‪..‬‬

‫* خلصة ما سبق‪-:‬‬
‫الصوفية سبب أساسي ف تزيق السلمي‪ ،‬ووراء الذاهب النتشرة الت جعلتهم فرقا وأشياعا‪.‬‬

‫* الفساد العام‪:‬‬
‫السلمون بمد ال كثيون‪ ،‬يعدون بئات كثية من الليي‪ ،‬لكنهم ف حالتهم الاضرة‪ ،‬كما وصفهم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪{ :‬غثاءكغثاء السيل}‪ ،‬وسبب هذه الغثائية هي الصوفية الت وصل فسادها ف المة حت‬
‫العماق‪ ،‬وبيان ذلك‪:‬‬

‫أولً‪ :‬إفساد العقيدة‬


‫(أ) تؤمن العقيدة السلمية أن ال جلت قدرته خلق الكون من العدم ل من ذاته سبحانه‪ ،‬وأن الخلوقات غي‬
‫الالق‪ ،‬وذلك بنصوص من القرآن والسنة مر بعضها ف فصول سابقة‪..‬‬
‫وجاءت الصوفية‪..‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪575‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فحولت أتباعها عن هذه العقيدة السلمية إل عقيدة وثنية هي وحدة الوجود‪ ،‬تؤمن أن ال هو الكون‪ ،‬وأن‬
‫الكون والخلوقات هي تعينات من ذاته سبحانه‪ ،‬تكثف كل منها حسب شكله الرئي‪ ،‬الذي يطلقون عليه فيما‬
‫يطلقون اسم (الناء)‪ ،‬ويسمون أيضا هذه الخلوقات أو (الزء التعي من الذات اللية كما يفترون)‪ ،‬يسمونه (عال‬
‫اللكوت)‪ ،‬أما الزء الباقي على حاله اللطيفة من الذات اللية (حسب افتراءاتم)‪ ،‬فيسمونه‪( :‬عال البوت)‬
‫(سبحان ال العظيم‪ ،‬وتعال علوا كبيا‪ ،‬وما قدروا ال حق قدره)‪.‬‬
‫(ب) من اليان ف السلم أن ال سبحانه فوق السماوات والعرش‪ ،‬وذلك بنصوص من القرآن والسنة مر‬
‫بعضها‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية‪...‬‬
‫فحولت أتباعها إل عقيدة وثنية تؤمن أن كل ما نراه وما نسه هو ال‪ ،‬أو هو جزء منه سبحانه وتعال عما‬
‫يشركون‪ .‬ومن تعابيهم عن هذه العقيدة قولم النتشر على اللسنة‪ :‬إن ال ف كل مكان‪ ،‬قولم بتكفي من يقول‬
‫بالهة‪ ،‬ويعنون بالهة (العلو)‪ ،‬أي‪ :‬إنم يكمون بكفر من يقول‪ :‬إن ال سبحانه فوق السماوات‪ ،‬وبذلك يكمون‬
‫(شعروا أو ل يشعروا) بكفر القرآن والسنة‪ ،‬وبالتال يكمون أن ممدا وأصحابه كفرة‪ ،‬ولعلهم ل يشعروا بذلك‪،‬‬
‫لنا ل تعمى البصار‪ ،‬ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور‪.‬‬
‫وقد مر معنا قول قائلهم‪ :‬إن ظاهر القرآن من أصول الكفر‪.‬‬
‫(جـ) تؤمن العقيدة السلمية أن النبوة فضل من ال يؤتيه من يشاء من عباده‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية‪...‬‬
‫فحولت أتباعها عن هذه العقيدة إل عقيدة وثنية‪ ،‬تؤمن أن النبوة نتيجة لمارسة الرياضة الشراقية‪ ،‬حت قال‬
‫قائلهم (ابن سبعي)‪ :‬لقد ضيق ابن آمنة واسعا عندما قال‪{ :‬ل نب بعدي}‪.‬‬
‫(د) تؤمن العقيدة السلمية أن ممدا‪ ،‬ومثله جيع النبياء صلوات ال عليه وعليهم أجعي‪ ،‬هم بشر مثل بقية‬
‫البشر ف كل شيء‪ ،‬وإنا يتازون عنهم بالوحي‪ ،‬وبالخلق العظيمة‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية‪..‬‬
‫فحولت أتباعها عن هذه العقيدة إل عقيدة وثنية تعل ممدا صلى ال عليه وسلم الجلي العظم للذات‬
‫اللية‪ ،‬منه تنبثق الخلوقات وتعود إليه ف حركة مستمرة (القيقة الحمدية)‪ ،‬وأطلقت عليه أساء وصفات هي من‬
‫أساء ال سبحانه وصفاته‪ ،‬ويكن الرجوع إل كتاب (دلئل اليات) مثلً‪ ،‬لرؤية هذا الشرك‪.‬‬
‫(هـ) تؤمن العقيدة السلمية أن أول ما خلق ال القلم‪(...‬الديث)‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية‪...‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪576‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫فجعلت أتباعها يؤمنون أن أول خلق ال هو ممد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وللتوفيق بي الديث وبي ضللم‪،‬‬
‫جعلوا (القلم) اسا لحمد صلى ال عليه وسلم‪ ،‬واخترعوا ما سوه (القيقة الحمدية)‪ ،‬وتلياتا‪ ،‬ليجعلوا شيئا من‬
‫التنسيق بي السلم وبي اليونانيات‪.‬‬
‫ونن نسمع الؤذني يتمون الذان بثل‪ :‬الصلة والسلم عليك يا أول خلق ال‪ ،...‬ونسمع عبارة‪( :‬أسبقية‬
‫النور الحمدي) على ألسنة الصوفية وأتباعهم يؤكدونا ويصرون عليهم‪ .‬وبذلك يكذبون ممدا صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وهم يسبون أنم يسنون صنعا‪.‬‬
‫(و) من العقائد السلمية أن الوحي الذي أنزله ال على ممد وعلى سائر الرسل‪ ،‬إنا نزل به ملك مقرب‪:‬‬
‫((ذِي ُق ّو ٍة عِنْ َد ذِي اْل َع ْرشِ مَ ِكيٍ)) [التكوير‪ ،]20:‬هو جبيل عليه السلم‪ ،‬كان ينل به ويعلمه ممدا والنبياء قبله‪،‬‬
‫ويذاكره به‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية‪...‬‬
‫فجعلت أتباعها يعتقدون أن الوحي هو هذيان مثل هذياناتم‪ ،‬وكشوفاتم الذبية الت تقود إليها الطريقة‪.‬‬
‫(ز) للعقائد السلمية‪ ،‬ف السلم‪ ،‬مصدران فقط‪ ،‬ل ثالث لما‪ ،‬ها القرآن‪ ،‬وصحيح السنة‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية‪...‬‬
‫فجعلت للعقائد مصدرا ثالثا‪ ،‬هو الكشف والكتب النبثقة عنه‪ ،‬وجعلوه ‪-‬عمليا‪ -‬الصدر الساسي للعقائد‪،‬‬
‫وإن أنكروا ذلك نظريا‪ ،‬أما القرآن والسنة‪ ،‬فما وافق الكشف قرروه‪ ،‬وما خالفه أولوه‪ ،‬ليتفق مع الكشف! وقد‬
‫صرح بذلك حجتهم الغزال ف كتابم القدس (إحياء علوم الدين)‪ ،‬وكلهم بدون استثناء يقدسون الغزال و(إحياءه)‪،‬‬
‫وهذا يعن أنم كلهم‪ ،‬يؤمنون با ف (الحياء)‪ ،‬كما أنم يرددون نفس الفكرة ف كثي من كتبهم التداولة‪.‬‬
‫وكتاب (الحياء)‪ ،‬ومعه بقية كتب الكهانة‪ ،‬كالرسالة القشيية‪ ،‬والكم العطائية‪ ،‬وقوت القلوب‪ ،‬واللمع‪،‬‬
‫وبوارق القائق‪ ،‬والفتوحات الكية‪ ،‬والفيوضات الربانية‪ ،‬وفتوح الغيب‪...‬وغيها وغيها‪ ،‬تدرس ف مساجد‬
‫السلمي منذ قرون طويلة‪ ،‬وينشأ عليها شباب السلمي‪ ،‬حت صاروا يعتقدون أنا قمة السلم وقمة العلم وقمة‬
‫التقوى وسبيل النجاة‪ ،‬بينما هي ف القيقة الكهانة الت جاء السلم ليحاربا فيما يارب‪.‬‬
‫(ح) من العقائد السلمية أنه يكن أن يتبي لنا من هم أصحاب الحيم‪ ،‬أما أصحاب النة الزكّون‪ ،‬وعباد‬
‫ال الخلصون‪ ،‬فل نستطيع معرفتهم‪ ،‬بل ول الرسول نفسه يستطيع معرفتهم إل بالوحي‪َ ...(( :‬ومَا َأ ْدرِي مَا ُي ْفعَلُ بِي‬
‫وَل بِكُمْ إِنْ َأتّبِعُ إِلّا مَا يُوحَى إِلَيّ)) [الحقاف‪ ،]9:‬وغيها من اليات والحاديث الت مرت ف فصل سابق‪ ،‬والت‬
‫ل تر‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية‪...‬‬
‫فجعلت أتباعها‪ ،‬وغي أتباعها‪ ،‬يوزعون الولية حسب ترتيبات شياطينهم من النس والن‪ ،‬وحسب أوهامهم‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪577‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫النبعثة من هلوساتم الكشفية وعلومهم اللدنية‪.‬‬
‫بل وأكثر من ذلك بكثي‪ ،‬أكثر بنسب تفوق الرقام الفلكية بكثي‪ ،‬فقد جعلتهم إياءات شياطينهم وهلوساتم‬
‫يتحققون با يقفز فوق اليال والوهام ويتجاوز قيم البعاد الفلكية بأكثر بكثي من البعاد الفلكية‪ ،‬جعلتهم‬
‫يتحققون باللوهية‪ ،‬فالول منهم يصل إل الحساس والتحقق والذوق والستشعار أنه ال (سبحان ال) بميع أسائه‬
‫وصفاته‪ ،‬أو ببعضها على القل‪ ،‬إن كان ف أول الوصول‪ ،‬وأنه يتصرف ف الكون‪ ،‬والتواضع منهم يتصرف بأجزاء‬
‫منه‪ ،‬قد تصغر وقد تكب‪ ،‬حسب مقامه‪ ،‬وهذا هو الذي ل يصل بعد إل (حيث ل إل)‪.‬‬
‫وقد مضت على المة السلمية قرون طويلة‪ ،‬كانت هذه الرافات الضللية تشكل الزء الرئيسي من ثقافتها‬
‫وأحاديثها ف أسارها وف وعظ وعاظها‪ ،‬حت وصلت إل ما هي عليه‪ ،‬بل هي الن خي ما كانت عليه ف تلك‬
‫القرون‪.‬‬

‫إفساد العبادات‪:‬‬
‫أقحمت الصوفية على السلم عبادات غريبة عنه‪ ،‬منها‪:‬‬
‫(أ) مزجت الرياضة الشراقية (اللوة‪ ،‬والوع‪ ،‬والسهر‪ ،‬والذكر الرهاقي البدعي‪ ،‬والضرة؛ (الراقصة‬
‫والالسة)‪ ،‬والرقص؛ (بنقص أو بدون نقص)‪ ،‬بالسلم‪ ،‬وجعلتها طريق السي إل ال (أي‪ :‬إل اللوهية)‪.‬‬
‫(ب) ف الوثنيات طقوس جاء السلم ليحاربا فيما يارب‪ ،‬كعبادة الشيوخ والولياء الذين كانوا ف الاهلية‬
‫يسمون (الكهان)‪ ،‬يعبدونم عمليا وينكرون ذلك نظريا)‪ ،‬والستغاثة بالقبور والموات‪ ،‬وتقديس الضرحة‬
‫والجارة والقبب والشجار‪...‬وغيها‪.‬‬
‫وجاءت الصوفية‪...‬‬
‫فأقحمت هذه الطقوس على السلم‪ ،‬وجعلتها عبادات يتقربون با إل ال‪ ،‬إل جانب العبادات الصلية‪،‬‬
‫وكثيا ما كنا نرى أناسا أضاعوا الصلة وارتكبوا النكرات‪ ،‬دون أي شعور برج‪ ،‬ومع ذلك كانوا ملتزمي بذه‬
‫الطقوس‪.‬‬
‫وجعلت الصوفية أتباعها يعتقدون أن اللتزام بذه الطقوس هو من النجيات‪ ،‬وأن إهالا من الهلكات‪ ،‬بل‬
‫وكثي من التصوفة يعتقدون ويصرحون أنا كافية‪.‬‬
‫(جـ) ابتدعوا أقوالً وأعمالً أقحموها على العبادات السلمية الصيلة‪ ،‬ف أوائلها وثناياها وأواخرها‪ ،‬حت‬
‫صار أكثر السلمي يتمسكون با على أنا جزء من العبادة‪ ،‬ل يوز تركه‪ ،‬وقد يقيمون القيامة على من يتركه‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫التلفظ بالنية للدخول ف العبادة (تكبية الحرام هي الدخل للصلة‪ ،‬فبطل ذلك‪ ،‬أو نسخ‪ ،‬أو عدل‪ ..‬ل ندري؟‬
‫وصار الدخل هو قولم‪ :‬نويت أصلي‪...‬إل)‪ ،‬وف كثي من الساجد‪ ،‬شاهدناهم ف رمضان بعد صلة العشاء‪،‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪578‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫وبإيعاز من المام أو الشيخ‪ ،‬يقولون جاعة بصوت عال‪ :‬نويت صيام نار غد من شهر رمضان وهكذا بقية‬
‫العبادات‪ ،‬بل وأقحموا هذا التلفظ على العادات‪ ،‬على أنا بذلك ستصي عبادات‪.‬‬
‫وأقحموا الصافحة عند انتهاء الصلة‪ ،‬مع ترديد (تقبل ال) مع الهر جاعة بالستغفار وغيه‪ ،‬وأضافوا إل‬
‫الذان ف آخره ما ل يأذن به ال‪ ،‬وتكون هذه الضافة ف كثي من الحيان أطول من الذان‪ ،‬عدا عما فيها من‬
‫كذب على ال ورسوله‪ ،‬كقولم‪ :‬إن ممدا أول خلق ال‪ ،‬كما أضافوا ف أول الذان ما يسمونه التذكي‪ ،‬وذلك ف‬
‫أوقات مصوصة ما أنزل ال با من سلطان‪ ،‬عدا ما يرددونه ف هذا التذكي‪ ،‬من مثل قولم‪( :‬نعم أنت ملوق ولست‬
‫بالق‪ ،‬ولكن لك الرحن قد وكل المرا)‪ ،‬وغيها الكثي ما تصدى العلماء لنقضه ف كتبهم ورسائلهم‪.‬‬
‫وسوا ذلك‪( :‬بدعة حسنة) تبيرا لحداثهم ف دين ال‪.‬‬
‫(د) أحدثوا طقوسا ابتدعوها‪ ،‬ما أنزل ال با من سلطان‪ ،‬كمولد النب‪ ،‬وموالد من يسمونم (الولياء)‪،‬‬
‫ومالس الصلة على النب با فيها من مالفة لركان الذكر والدعاء ف السلم‪ ،‬ومثل قراءة (صحيح البخاري) جاعة‬
‫ف الساجد إذا حزبم أمر‪ ،‬وغي ذلك ما يعرفه السلمون وما ل يرد فيه أي نص عن الرسول صلى ال عليه وسلم‪،‬‬
‫عدا عما فيها من شركيات ومالفات وكبائر‪ .‬وقد طغت هذه الطقوس‪ ،‬وتسك با الكثيون على أنا من صميم‬
‫السلم يتقربون با إل ال‪ ،‬حت إن بعض من يسمّون (علماء) يكفرون من ينتقد هذا أو يفسقونه‪.‬‬
‫وللعلم‪ :‬العروف عن مولد الرسول صلى ال عليه وسلم أنه كان يوم الثني‪ ،‬أما (‪ 12‬ربيع أول)‪ ،‬فهو‬
‫اختراع‪ ،‬والتلفيق واضح فيه‪ ،‬و(‪ 12‬ربيع أول) من عام الفيل كان يوم خيس‪.‬‬
‫(هـ) تاونوا بالعبادات بجة الوصول إل مقام رفع عنهم فيه التكليف‪ ،‬أو بجة أن الشيخ يدخلهم النة‬
‫دون حساب‪ ،‬أو بجة أن تارك العبادة منهم أفضل من العابد من غيهم‪ ،‬أو بالجة الت تقول‪ :‬جذبة من جذبات‬
‫الق تساوي عمل الثقلي‪ ،‬أو بجة أن قراءة الورد الفلن أو الصلة على النب الفلنية أفضل من عبادة كذا وكذا‪،‬‬
‫أو بجة أن من زار قب الشيخ فلن‪ ،‬أو رآه أو رأى من رآه أو مر بدرسته أو اتبع طريقته يغفر له كل ذنوبه ما تقدم‬
‫منها وما تأخر‪...‬إل آخر ما رأينا أمثلة منه ف الفصول السابقة‪.‬‬
‫وبذلك كانت الصوفية وراء ابتعاد الناس عن السلم وإهالم لتعاليمه‪.‬‬

‫إفساد الخلق والسلوك‬


‫* النفاق‪-:‬‬
‫يقول سبحانه‪(( :‬إِنّ الْمُنَاِف ِقيَ فِي ال ّدرْ ِك الَ ْسفَ ِل مِنَ النّارِ)) [النساء‪ ،]145:‬ويقول جل وعل‪...(( :‬وَا ُ‬
‫ل‬
‫شهَدُ إِ ّن الْ ُمنَاِف ِقيَ لَكَاذِبُونَ‪ .‬اتّخَذُوا أَيْمَاَنهُمْ ُجنّةً َفصَدّوا عَ ْن سَبِيلِ الّلهِ ِإّنهُمْ سَا َء مَا كَانُوا َيعْمَلُونَ‪ .‬ذَِلكَ بَِأّنهُ ْم آمَنُوا‬ ‫يَ ْ‬
‫شبٌ‬ ‫ثُمّ َك َفرُوا فَ ُطبِ َع عَلَى قُلُوِبهِمْ َفهُمْ ل َي ْف َقهُونَ‪ .‬وَِإذَا رَأَيَْتهُ ْم ُتعْجُِبكَ أَجْسَا ُمهُ ْم وَإِنْ َيقُولُوا تَسْمَعْ ِل َقوِْلهِمْ كَأَّنهُ ْم خُ ُ‬
‫مُسَنّ َدةٌ َيحْسَبُونَ كُ ّل صَْيحَ ٍة عََلْيهِ ْم هُمُ اْلعَ ُدوّ فَاحْ َذ ْرهُمْ قَاتََلهُمُ الّلهُ أَنّى ُيؤْفَكُونَ)) [النافقون‪.]4:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪579‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫هذا هو حكم النفاق ف السلم‪.‬‬
‫والنفاق هو إظهار السلم وإبطان الكفر‪.‬‬
‫ولو غينا السم (النفاق)‪ ،‬وجعلناه (التقية)‪ ،‬لبقي حكمه نفس حكمه؛ لن تغيي السم ل يغي الكم‪ ،‬فعندما‬
‫نسمي المر (فودكا) تبقى خرا وتبقى مرمة‪.‬‬
‫ولو عبنا عن النفاق بثل قولم‪( :‬اجعل الفرق ف لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا)‪ ،‬فسيبقى‬
‫حكمه نفس الكم‪ ،‬وسيبقى نفاقا‪ ،‬ولو وضعنا عبارة أخرى‪ ،‬مثل‪( :‬مع مشاهدة الشيئة العامة ل بد من مشاهدة‬
‫الفرق بي ما يأمر ال به وما ينهى عنه)‪ ،‬أو مثل‪( :‬إياك أن تقول أناه‪ ،‬واحذر أن تكون سواه)‪ ،‬أو مثل‪( :‬يا رب‬
‫جوهر علم لو أبوح به لقيل أنت من يعبد الوثنا)‪ ،‬أو مثل‪( :‬طريقتنا أن نفظ الشرع ظاهرا‪ ،‬وهذا هو السر العميق‬
‫الطلسم)‪ ،‬أو غيها من مئات عباراتم الدونة ف كتبهم وف معاجهم ليستعملوها هم ومريدوهم والسالكون ف‬
‫طريقهم ف التمويه على أهل الشريعة‪ .‬لو عبنا عن النقاق بأي عبارة كانت‪ ،‬فسيبقى نفاقا‪ ،‬وسيبقى مصي أهله‬
‫الدرك السفل من النار‪ .‬لكن الصوفية جعلت النفاق شطرا من الولية والصديقية‪ ،‬ومن أقوالم ف ذلك‪( :‬التقية حرم‬
‫الؤمن‪ ،)...‬وغيها ما مر‪ .‬ومعن التقية ف السلم هو إبطان اليان وإظهار ما يالفه ف حالة الستكراه ولدة‬
‫مدودة عابرة‪ ،‬إل ف حالت استثنائية جدا‪ ،‬أما عندهم فهي على العكس تاما‪ ،‬إبطان وحدة الوجود‪ ،‬وإظهار‬
‫السلم‪.‬‬
‫* الكذب‪-:‬‬
‫ف الواقع النفاق هو الكذب‪ ،‬بل هو من شر أنواع الكذب‪ ،‬وهذا الرض (الكذب) الستشري ف سلوكنا‬
‫ومعاملتنا إنا هو مظهر من مظاهر اجعل الفرق ف لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا‪ ،‬أو انبثاق عنها‬
‫تسرب من الشيوخ الذين كانوا على مدى قرون يعدون بعشرات اللوف‪ ،‬إل مريديهم الذين كانوا يعتبون نبة‬
‫الجتمع‪ ،‬ث إل التباع والؤمني‪ ،‬وبالتال إل الميع‪.‬‬

‫* نسخ المر بالعروف والنهي عن النكر‪-:‬‬


‫اللذين تأت فرضيتهما بعد الركان مباشرة‪ ،‬وها الركنان اللذان يقوم عليهما الجتمع السلمي واستمراريته‪،‬‬
‫وتركهما‪ ،‬أو ترك أحدها‪ ،‬يدخل ف لعنة ال ((ُلعِنَ الّذِينَ َك َفرُوا مِ ْن بَنِي ِإ ْسرَائِيلَ‪[ ))...‬الائدة‪(( ]78:‬كَانُوا ل‬
‫َيتَنَا َهوْ َن عَ ْن مُن َكرٍ َفعَلُوهُ)) [الائدة‪ ،]79:‬ويعل الفساد ينتشر ف المة‪.‬‬
‫جاءت الصوفية فألغت المر بالعروف بجة الوف من الرياء‪ ،‬وحصرته فيما يكفي لستمرار السية الصوفية‬
‫ف الجتمع‪ ،‬وألغت النهي عن النكر بنفس الجة وبجة الوف من وقوع الناهي فيما نى عنه‪ ،‬وحصرته ف النهي‬
‫عما يعرقل مسية التصوف ف الجتمع‪.‬‬
‫وقد مرت المثلة على ذلك ف فصول سابقة‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪580‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* التزهيد بالعمل والدعوة إل التواكل والكسل‪-:‬‬
‫العمل من أجل العيش هو من تعاليم السلم‪ ،‬ونصوصه كثية ومعروفة‪ ،‬وجاءت الصوفية فزهدت السلمي‬
‫بالعمل بجة الزهد والتوكل‪ ،‬بل قررت عدم جواز الصلة وراء من يأمر بالعمل‪ ،‬وقد مر هذا ف فصل سابق نقلً عن‬
‫(الحياء)‪ ،‬وبذلك انتشرت التكايا ف البلد السلمية‪ ،‬وغصت بالتنابل‪ ،‬وامتلت شوارع الدن والقرى وأزقتها‬
‫بالكدين (الشحاذين)‪ ،‬وتعطلت الرض‪ ،‬وتوقفت العمال‪ ،‬وكانوا يعدون ذلك من الورع والزهد والتوكل‪ ،‬وأحياء‬
‫هذه اليام الذين عاشوا العقود الول من القرن العشرين اليلدي يعرفون هذا تام العرفة‪.‬‬

‫* نشر الذل والنوع والضوع‪-:‬‬


‫إن انتشار الصوفية الواسع جعل سلوك الريدين تاه الشيخ ينلق إل الجتمعات السلمية‪ ،‬فانتشر النوع‬
‫والضوع وتقبيل اليد والرجل والوقوف للحترام‪ ،‬وهي أمور كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يكرهها‪ ،‬وشيوخ‬
‫التصوفة ومريدوهم يدافعون عنها حت الن بأساليب كلها مغالطة والتواء‪.‬‬

‫* تقديس الجاني‪-:‬‬
‫الجاني هم مرضى يستحقون العطف والعناية والدواء‪ ،‬لكن شيوخ الصوفية كانوا‪ ،‬وما يزالون يعدون الجاني‬
‫أولياء أرادهم ال سبحانه لوليته‪ ،‬دون سعي منهم (الراد)‪ ،‬ويصفونم أنم سائحون ف حب ال‪ ،‬ويتبكون بم بل‬
‫وببولم وروثهم‪ ،‬وإذا ماتوا بنوا لم القامات والزيارات‪.‬‬
‫ولسعة انتشار الصوفية طغت هذه النظرة على الجتمعات السلمية‪ ،‬وقد رأينا ف فصول سابقة من أمثلة ذلك‪،‬‬
‫س مَجانينَها‪.‬‬
‫وكبار السن الن يعرفون هذه المور ف صغرهم ف متمعاتم‪ .‬وماذا يكن أن يُنَْت َظرَ مِن مُجْتَمَعاتٍ ُتقَ ّد ُ‬

‫* التوكل والتسليم والزهد والورع والخلص‪-:‬‬


‫رأينا ف فصول سابقة كيف شوهوا معن التوكل والتسليم والزهد والورع ف نفوس السلمي‪ ،‬وكيف كانت‬
‫نتائج ذلك التشويه ما عانت منه المة وتعان حت الن‪ ،‬وأذكر القارئ بوقائع التتر واستسلم السلمي لم استسلم‬
‫النعاج‪.‬‬
‫وحت الن‪ ،‬فقد سعنا ونسمع وعاظا وخطباء يطلبون من الناس أن يرجوا من مسجد ليدخلوا ف مسجد‪،‬‬
‫وأن هذا كافٍ لدحر أعداء السلم‪ ،‬أي أنم يقولون بلسان حالم‪ ،‬بل ولسان مقالم أيضا‪ :‬ربنا حارب‪ ،‬إنا ههنا ف‬
‫الساجد قاعدون‪ .‬وسعنا من يقول وهو يعظ ويث السلمي على الي‪ :‬المد ل الذي سخر لنا أمريكا وإنكلترا‬
‫وفرنسا وروسيا يترعون الختراعات ويصنعون الصناعات ويقدمونا لنا‪ ،‬ونن نتفرغ فقط لعبادة ال؟! إل آخر‬
‫قائمة طويلة من التشويه والتزوير لعان القيم السلمية والخلق الت بعث با رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪581‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* إفساد الفكر‪:‬‬
‫يقوم بناء الفكر النسان‪ ،‬كائنا ما كان‪ ،‬بعطيات ثلث‪:‬‬
‫‪ -1‬النطلقات أو السس‪ ،‬الت يستند إليها ويأخذ منها عناصر بنائه‪.‬‬
‫‪ -2‬كيفية البناء‪.‬‬
‫‪ -3‬الغاية الت يرمي إليها‪.‬‬
‫وف السلم‪:‬‬
‫‪ -‬النطلقات هي القرآن وصحيح السنة وواقع الياة والوجود على حقيقته‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية البناء موجهة بالفهم البن على أسس علمية مدروسة للقرآن والسنة‪ ،‬وبفهم الصحابة رضي ال عنهم‬
‫وتطبيقاتم‪ ،‬كما هي موجهة‪ ،‬ف المور الدنيوية‪ ،‬بعرفة واقع الياة والوجود معرفة علمية صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬الغاية الت يرمي إليها بناء الفكر السلمي ويسعى إليها السلم هي الجر والثواب من ال سبحانه كما وعد‬
‫به عباده الؤمني ف القرآن والسنة‪ ،‬ل كما يتوهه التوهون‪.‬‬
‫وقد أفسدت الصوفية هذه العناصر إفسادا بالغا‪ ،‬ففسد فكر السلم‪ ،‬ووصل السلمون إل الالة الراهنة الت ل‬
‫يسدون عليها‪ ،‬مع التذكي بأن حالتهم ف القرون الخية حت النصف الول من القرن الثان عشر الجري كانت‬
‫النوذج الكامل لجموع الفسادات الت أنتجتها الصوفية‪ ،‬حت هيأ ال سبحانه لدعوة الق من أعاد لا جدتا‪،‬‬
‫فأخذت المة تستيقظ شيئا فشيئا من سبات كان عميقا كالوت‪.‬‬
‫وقد مرت ف فصول الكتاب‪ ،‬وتر‪ ،‬أمثلة كثية من صور الفساد‪ ،‬وما هي إل عرض بسيط له‪.‬‬

‫* إفساد النطلقات‪:‬‬
‫* القرآن‪-:‬‬
‫ل يستطع التصوفة تريف القرآن؛ لن ال‪ ،‬له المد‪ ،‬حفظه باعتناء السلمي بفظه ودرسه وتدريسه والتعبد‬
‫بقراءته ف الصلة وف التلوة آناء الليل وأطراف النهار‪ ،‬فعمدوا إل تريف معانيه‪ ،‬وهذا مثل من تفسيهم‪ ،‬منقول‬
‫عن (تفسي القرآن الكري للشيخ الكب العارف بال العلمة ميي الدين بن عرب)‪:‬‬
‫((الّذِينَ اسْتَجَابُوا ِلّلهِ وَالرّسُو ِل مِنْ َبعْ ِد مَا َأصَاَبهُمُ اْل َقرْحُ ِللّذِينَ َأحْسَنُوا مِْنهُ ْم وَاّت َقوْا َأ ْجرٌ عَظِيمٌ)) [آل عمران‪:‬‬
‫‪ :]172‬يقول الشيخ الكب مفسرا هذه الية‪(( :‬الّذِينَ ا ْستَجَابُوا ِلّلهِ)) [آل عمران‪ ،]172:‬بالفناء ف الوحدة الذاتية‪.‬‬
‫((وَالرّسُولِ)) [آل عمران‪ ،]172:‬بالقام بق الستقامة‪(( .‬مِنْ َبعْ ِد مَا َأصَاَبهُمُ اْل َقرْحُ)) [آل عمران‪ ،]172:‬أي‪:‬‬
‫كسر النفس‪ِ(( .‬للّذِينَ َأحْسَنُوا مِْنهُمْ)) [آل عمران‪ ،]172:‬أي‪ :‬ثبتوا ف مقام الشاهدة‪(( .‬وَاّت َقوْا)) [آل عمران‪:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪582‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪ :]172‬بقاياهم‪(( .‬أَ ْج ٌر عَظِيمٌ)) [آل عمران‪ ،]172:‬وراء اليان‪ ،‬هو روح الشاهدة(‪.)1‬‬
‫ومثل آخر‪(( :‬وَالسّاِبقُونَ ا َلوّلُو َن مِنَ الْ ُمهَا ِجرِي َن وَالَنصَارِ وَالّذِينَ اتَّبعُوهُمْ بِإِ ْحسَانٍ‪[ ))..‬التوبة‪:]100:‬‬
‫((وَالسّاِبقُونَ ا َلوّلُونَ)) [التوبة‪ ،]100:‬أي‪ :‬الذين سبقوا إل الوحدة من أهل الصف الول‪(( .‬مِنَ الْ ُمهَا ِجرِينَ))‬
‫[التوبة‪ ،]100:‬الذين هجروا مواطن النفس‪(( .‬وَالَنصَارِ)) [التوبة‪ ،]100:‬الذين نصروا القلب بالعلوم القيقية على‬
‫النفس‪(( ،‬وَالّذِينَ اتَّبعُوهُمْ)) [التوبة‪ ،]100:‬ف التصاف بصفات الق‪.‬‬
‫((بِإِ ْحسَانٍ)) [التوبة‪ ،]100:‬أي‪ :‬بشاهدة من مشاهدات المال واللل(‪...)2‬‬
‫وقد مر ف الفصول السابقة أمثلة أخرى على تريفهم لعان القرآن‪ ،‬وهي بعض من كل‪ ،‬ومن يريد الستزادة‬
‫يستطيع الرجوع إل كتابم القدس (إحياء علوم الدين) ليى من التزوير ف التفسي ما تقشعر له أبدان الذين يؤمنون‬
‫بال ورسله وكتبه ويرجون اليوم الخر‪ ،‬وكذلك بقية كتبهم على تفاوت بينهم ف العبارة وف عدد ما يفسرونه من‬
‫آيات‪ .‬وقد رأينا نثرات من تفاسيهم للقرآن تفاسي سحرية‪ ،‬وكتبهم ملى باستعمالت القرآن ف اتاهات سحرية‪.‬‬

‫* الفساد ف الديث‪-:‬‬
‫كان اعتناء السلمي بالديث الشريف‪ ،‬وما زال‪ ،‬أقل من اعتنائهم بالقرآن الكري‪ ،‬لسباب معروفة‪ ،‬ما ترك‬
‫مالً للدس والتقول على الرسول صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فأخذ التصوفة حريتهم بوضع ما يلي عليهم الكشف من‬
‫أحاديث‪ ،‬وتضعيف ما يضعفه الكشف‪ ،‬وتصحيح ما يصححه‪ ،‬حت كانوا هم وراء قسم كبي من ركام الحاديث‬
‫الوضوعة العروفة‪ ،‬وتلك الت ل تزل مدرجة ف قسم الحاديث الضعيفة‪ ،‬والت تشكل نسبة عالية فيها‪.‬‬
‫وأوضح دليل على هذا هو كتاب (إحياء علوم الدين) لجة السلم‪ ،‬المام‪ ،‬فقيه مئات من الحاديث‬
‫الوضوعة الت يقول عنها الافظ العراقي‪ :‬ل أجده‪ ،‬أو ل أجد له أصلً‪ ،‬وهذا يعن‪ ،‬بدهيا‪ ،‬أن الواضع لا هو الغزال‬
‫أو كشفه‪ ،‬ونقول للذين يقولون خلف هذا‪ :‬هاتوا برهانكم إن كنتم صادقي‪ ،‬وأرونا الصدر الذي أخذ منه الغزال‬
‫هذه الحاديث‪.‬‬
‫ومظاهر التقوى والورع الت يتحلى با كثي من الصوفية جعلت‪ ،‬وتعل‪ ،‬الناس يثقون بم ويأخذون عنهم‪ ،‬مع‬
‫العلم أن التقوى والورع والزهد ولواحقها ل تدل على صحة العقيدة! فكل الؤمني الخلصي لدينهم‪ ،‬ف كل‬
‫الديان‪ ،‬يكونون أتقياء ورعي زاهدين‪...‬‬
‫ونعرف أن متصوفة السلمي يدينون بالطريقة البهانية الت مزجت الشراق بالسلم‪ ،‬فهم يؤمنون با‪،‬‬
‫والخلص منهم ينتهج السلم والشراق معا‪.‬‬
‫ول بأس هنا من عرضٍ يعرض على علماء الديث‪ ،‬ل أظنهم ناجي من السؤال عنه أمام التاريخ على القل‪،‬‬

‫‪ )(1‬تفسي ابن عرب‪.)1/235( :‬‬


‫‪ )(2‬تفسي ابن عرب‪.)1/505( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪583‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫بعد إذ تبي لم الق‪.‬‬
‫هذا العرض هو مراجعة كتب الرجال‪ ،‬والبحث ف الرواة عن الشيوخ الكمل الذين تكنوا من مقام الفرق‬
‫الثان‪ ،‬فلم يظهر ف سلوكهم وأقوالم ما يدل على ما ف قلوبم‪ ،‬أي‪ :‬وصلوا إل تطبيق القاعدة‪ :‬اجعل الفرق ف‬
‫لسانك موجودا‪ ،‬والمع ف جنانك مشهودا‪ .‬والت عب عنها النيد بعبارة‪ :‬مشاهدة الفرق بي ما يأمر ال به وما‬
‫ينهى عنه تطبيقا تاما‪.‬‬
‫وأعتقد أن بثا جادا ف هذا الجال‪ ،‬إن كان ملصا‪ ،‬ل يبتغي إل رضا ال سبحانه‪ ،‬والوصول إل الق‪،‬‬
‫سوف يلص كتب الرجال من إشكالت واردة فيها‪ ،‬وهذه الشكالت رغم قلتها‪ ،‬لكنها هامة‪ ،‬من ذلك مثلً‪ ،‬نرى‬
‫بعض الرجال موثقا عند عال ثقة‪ ،‬ومضعفا عند مثله‪ ،‬وقد وضع علماء الديث قواعد دقيقة لل مثل هذه الشكلة‪،‬‬
‫وهذه قاعدة تضاف إليها قد يكون لا القول الفصل ف كثي من الحيان أو ف بعضها‪.‬‬
‫ومن ذلك مثلً أن قسما من الحاديث الضعيفة‪ ،‬يكن أن يدرج بعد هذه الدراسة تت عنوان (الكذوبات)‪.‬‬
‫ومن ذلك مثلً ما يبدو بعض الحيان من تناقض ظاهري بي حديثي صحيحي‪ ،‬وقد وضع علماء الديث‬
‫عشرات القواعد الدقيقة لل مثل هذه الشكلة‪ ،‬وهذه قاعدة تضاف إليها‪ ،‬قد يكون لا القول الفصل ف كثي من‬
‫الحيان أو ف بعضها‪.‬‬
‫ولست أدري‪ ،‬هل أكون مصيبا أو مطئا إذا قلت بوجوب إعادة النظر بثل أب نعيم الصفهان و(حليته)‪،‬‬
‫وذلك بدراسة دقيقة من قبل أكثر من عال حديث‪ ،‬شريطة أن يكونوا كلهم‪ ،‬على معرفة كاملة واضحة بالكشف‬
‫والرؤى الكشفية‪ ،‬وكيف يكن أن يذهب الكاشف إل مسجد (مثلً)‪ ،‬فيى فيه شيخا معينا وتلميذ يطلبون العلم‬
‫عليه‪ ،‬فيجلس معهم‪ ،‬ويكتب ما يليه الشيخ‪ ،‬ث يعود إل بيته‪ ،‬وف كراسته علوم جديدة‪ ،‬بينما كان ذلك السجد‪ ،‬ف‬
‫حقيقة المر‪ ،‬خاليا إل من هذا الكاشف الذي رأى الشيخ وتلمذته بوهم كشفه‪ ،‬وسيقسم هذا الكاشف اليمي تلو‬
‫اليمي أن ما كتبه كان ساعا من الشيخ العي بضور تلميذه أو بدون حضورهم (حسب الكشف)‪.‬‬
‫وذلك لن الكاشف كثيا ما يتلط عليه المر‪ ،‬فل يفرق بي الرؤى الكشفية والواقعية‪ ،‬وقد رأينا ف فصل‬
‫سابق مئات المثلة على ذلك‪ ،‬إضافة إل عشرات المثلة التفرقة بي الفصول‪.‬‬
‫ومن إفسادهم ف الديث تزوير معانيه بالتفسي الشاري‪ ،‬وقد رأينا ف ثنايا الكتاب أمثلة منها‪ ،‬ومن يريد‬
‫الزيادة فأمامه كتبهم‪ ،‬وعلى رأسها (إحياء علوم الدين)‪.‬‬

‫* واقع الياة والوجود‪-:‬‬


‫إن واقع الياة والوجود قائم كما أراده ال‪ ،‬متحرك بسننه تعال ف خلقه الت ل تبديل لا ول تويل‪ ،‬والت‬
‫يسمونا ف لغة العصر الديث (القواني الطبيعية)‪ ،‬فل يستطيع ملوق إفساد شيء منه إل ف إطار الدود الت قدر ال‬
‫سبحانه أن يكون هذا الخلوق القدرة على التصرف فيها‪ ،‬وهي ل تزيد عن عمليات نقل للشياء أو لجزاء منها من‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪584‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫مكان ووضعها ف مكان ملئم‪ ،‬أو غي ملئم‪ ،‬وكل ما صنعه النسان‪ ،‬وما يصنعه‪ ،‬ل يرج عن هذا قيد شعرة‪،‬‬
‫وكان إفساد الصوفية ف هذا الجال بإفساد فهم الواقع وتفسيه‪ ،‬وبإفساد أساليب التعامل معه‪ ،‬وف وضع المور ف‬
‫غي مكانا الصحيح‪.‬‬
‫ففي مال تفسي الواقع‪ ،‬زورت الصوفية الفكر لدى أتباعها الذين كان ينظر إليهم ف أوقات كثية على أنم‬
‫نبة الجتمع‪ ،‬زورت التفكي عندهم‪ ،‬حت أصبحوا‪ ،‬هم والمة من ورائهم‪ ،‬ل يرون المور إل رؤىً ضبابيةً‪ ،‬ول‬
‫يفسرونا إل تفاسي مبنية على الكرامات وتصرفات الن وتاويل الوارق‪ ،‬ويرسون للكون صورا ف أذهانم‬
‫مأخوذة من كشوف الكاشفي اللوسية‪ ،‬ومن علومهم اللدنية‪ ،‬وتفصيل هذه وحدها يتاج إل كتاب مستقل؛ لنا‬
‫تشمل كل نواحي الياة‪ ،‬وقد مر بعضها ف فصول سابقة‪.‬‬
‫وف مال التعامل مع الواقع‪ ،‬صارت الوراد والقسام والطلسم والجب هي الساليب الت يتعامل با الفرد‬
‫والجتمع مع واقع متوهم‪ ،‬وصار العلماء إل من رحم ال‪ ،‬يزجون فقههم بكتابة الجب والوفاق والدوائر لتسهيل‬
‫المور ف شت نواحي الياة‪ ،‬وأظن أن أكثر العلماء الن (ف السني الول من القرن الامس عشر الجري)‪ ،‬إن ل‬
‫يكونوا كلهم‪ ،‬قد عانوا من طلبات كثي من الناس‪ ،‬حت من بعض الثقفي‪ ،‬أن يفكوا لم سحرا‪ ،‬أو يلصوهم من‬
‫أمور ل تزيد عن كونا أوهاما من أوهام الصوفية‪ .‬ورقصات الزار ف مصر والسودان والبشة والضرات الصوفية ف‬
‫كل البلد السلمية‪ ،‬والسيارة والعدة لزيارة القبور جاعيا وضرب العدة حولا (وقد تقلص هذا كثيا بسبب انتشار‬
‫الثقافة‪ ،‬والزيارات الفرادية الت تر إل الستغاثة بالموات‪ ،‬وطلب النصرة حسب الوهام‪...‬‬
‫كل هذا من نتاج التصوف‪ ،‬وإن ظهر بعضه ف جاعات تدعي أنا غي متصوفة؛ لن القناعات الفكرية إذا‬
‫عمت جرفت أمامها كل من ل يعصمه ال سبحانه‪.‬‬
‫وكان من نتائج هذا الفهم السحري‪ ،‬الرتبط بالكرامات كليا أو قريبا من الكلي‪ ،‬وهذا التعامل البن على‬
‫الفهم السحري‪ ،‬ما نراه من ضياع وتبط ووضع للمور ف غي أماكنها الصحيحة‪ ،‬بل وعدم القدرة على ذلك فكريا‬
‫وعمليا‪.‬‬
‫والمثلة على ذلك أكثر من أن تصى‪ ،‬يتاج تفصيلها إل مئات الصفحات‪ ،‬ونورد منها أمثلة عابرة‪ ،‬جرت‬
‫وتري حاليا‪.‬‬

‫* حادثة‪-:‬‬
‫كانت فئة من الجاهدين تعان ف قطاعها فقرا شديدا بالال والسلح والطعام‪ ،‬حت عرف أفرادها الوع‪،‬‬
‫ورأى أحد الثرياء الخلصي التصلي بذه الفئة ف النام من يقول له‪ :‬إنه إذا وزع أربعي ألفا على العميان والفقراء‬
‫الجاورين عند القام الفلن فسينتصرون‪.‬‬
‫ووزع البلغ على العميان والفقراء الجاورين‪ ،‬وأخذ ينتظر النصر‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪585‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫ول يطل النتظار‪ ،‬فقد هوجت هذه الفئة دون أن تستطيع مقاومةً ول دفاعا وسحقت؛ لنا كانت مفتقرة‬
‫إل السلح‪ ،‬وكان الوع ينهكها‪.‬‬

‫* حادثة ثانية‪-:‬‬
‫أربعة شباب باعوا أنفسهم ل‪ ،‬وانضموا إل فئة من الجاهدين‪ ،‬لكنهم رأوا أفراد هذه الفئة يعكفون على قب‬
‫يطلبون عنده الثواب‪ ،‬ويستنلون النصر! فنصحوهم وجاءوهم بالبينات من نصوص القرآن والسنة الت تثبت أن هذا‬
‫العمل من الشرك العظيم‪.‬‬
‫عقد أفراد الفئة الجاهدة مؤترا فيما بينهم وشكلوا مكمة برئاسة عالهم‪ ،‬حاكمت الشبان الربعة ماكمة‬
‫(عادلة)! فقد استمعت إل أقوالم وأدلتهم من القرآن والسنة برحابة صدر‪ ،‬ث أصدرت حكمها عليهم بالعدام‪،‬‬
‫ونفذ العدام‪.‬‬

‫* واعظ‪-:‬‬
‫رجل يقول بلسان حاله‪ :‬إنه عال‪ ،‬يناقش حالة السلمي‪ ،‬ويلقي مواعظه‪ ،‬ومن هذه الواعظ ما معناه‪:‬‬
‫إن السبب ف انيار السلمي هو عدم الخلص‪ ،‬فلو كنا ملصي لكفانا أن نمل البندقية‪ ،‬ونوجهها باتاه‬
‫العدو كيفما كان‪ ،‬وستخرج الرصاصة لتصيب منه مقتلً‪...‬‬

‫* وواعظ آخر‪-:‬‬
‫يقول ما معناه‪:‬‬
‫إن العلة ف السلمي هي عدم الشوع ف الصلة‪ ،‬وعلينا أن ندعو للخشوع‪ ،‬ونث عليه‪ ،‬وعندما يتحقق ذلك‬
‫يتحقق النصر‪.‬‬
‫وتعليقا على هذه الواعظ نقول‪:‬‬
‫الخلص مطلب أساسي‪ ،‬لكن نسأل‪ :‬الخلص لاذا؟ هل نلص لا نتوهه أنه الق؟ إن هذا النوع من‬
‫الخلص ليس إسلمنا؛ لن السلم يأمرنا أن نعرف الق أولً بالسلوب العلمي الصحيح‪ ،‬ث نلص ف أقوالنا‬
‫وأعمالنا وكل سلوكنا لذا الق‪ .‬والشوع أيضا مطلوب‪ ،‬لكن كيف يكون؟ وفيم؟ إن كانت العقيدة فاسدة‬
‫فالشوع ضغث على إبالة‪ ،‬وإن كانت العبادة غي صحيحة‪ ،‬فالشوع فيها رزء فوق رزء‪ ،‬وإن كان العمل الدنيوي‬
‫ف اتاه معكوس أو منحرف فالشوع يزيد الطي بلة‪ ،‬إن الوثن التقي يشع أمام وثنه وف عبادته‪ ،‬فهل ينفعه‬
‫خشوعه؟ والاركسية الزاحفة يعجبها كثيا أن نعمل على إيقافها بالشوع‪ ،‬وبقراءة البخاري جاعة ف الساجد‪.‬‬
‫وزيادة ف التوكيد‪ ،‬نضيف كلمة أخرى لب السن الندوي عن حالة السلمي الت كانوا عليها ف القرون‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪586‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الخية‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫‪...‬ل بد أن نشي إل أن ذلك الوسط والعهد (القرني العاشر والادي عشر الجريي)‪...‬كان التصوف فيهما‬
‫قد تغلغل ف أحشاء الجتمع السلمي‪ ،‬وامتزج بلحمه ودمه‪ ،‬حت أصبح التصوف له طبيعةً وذوقا‪ ،‬وس ًة وشعارا‪...‬‬
‫بل كانت العامة ل تعبأ بعال أو مرب أو مصلح‪ ،‬ول تقيم له وزنا‪ ،‬ول تعتقد فيه الي والصلح‪ ،‬ول تنتفع بواعظه‬
‫وكتاباته‪ ،‬ما ل يكن له إلام بالتصوف والسلوك‪ ،‬ويكون قد صحب بعض الشايخ العروفي‪ ،‬وانرط ف سلك بعض‬
‫الطرق السائدة القبولة ف الناس(‪.)1‬‬
‫ويقرر ف كتاب آخر ناقلً‪:‬‬
‫‪...‬ف القرن الثامن عشر (اليلدي)‪ ،‬كان العال السلمي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ‪ ،‬ومن التدن‬
‫والنطاط أعمق دركه‪ ،‬فا ْربَدّ َج ّوهُ‪ ،‬وطبقت الظلمة كل صقع من أصقاعه ورجاء من أرجائه‪ ،‬وانتشر فيه فساد‬
‫الخلق والداب وتلشى ما كان باقيا من آثار التهذيب العرب‪.‬‬
‫واستغرقت المم السلمية ف اتباع الهواء والشهوات‪ ،‬وماتت الفضيلة ف الناس‪ ،‬وساد الهل‪ ،‬وانطفأت‬
‫قبسات العلم الضئيلة‪ ،‬وانقلبت الكومات السلمية إل مطايا استبداد وفوضى واغتيال‪...‬وقام كثي من الولة‬
‫والمراء يرجون على الدولة الت هم ف حكمها‪ ،‬وينشئون حكومات مستقلة‪ ،‬ولكن مستبدة كحكومة الدولة الت‬
‫خرجوا عليها‪ ،‬فكان هؤلء الوارج ل يستطيعون إخضاع من ف حكمهم من الزعماء هنا وهناك‪ ،‬فكثر السلب‬
‫والنهب‪ ،‬وفقد المن‪ ،‬وصارت السماء تطر ظلما وجورا‪ ،‬وجاء فوق جيع ذلك رجال الدين الستبدون يزيدون‬
‫الرعايا إرهاقا فوق إرهاق‪ ،‬فغلّت اليدي‪ ،‬وقعد عن طلب الرزق‪ ،‬وكاد العزم يتلشى ف نفوس السلمي‪ ،‬وبارت‬
‫التجارة بوارا شديدا‪ ،‬وأهلت الزراعة أيا إهال‪.‬‬
‫وأما الدين فقد غشيته غاشية سوداء‪ ،‬فألبست الوحدانية الت علمها صاحب الرسالة الناس سجفا من الرافات‬
‫وقشور الصوفية‪ ،‬وخلت الساجد من أرباب الصلوات‪ ،‬وكثر عديد الدعياء الهلء‪ ،‬وطوائف الفقراء والساكي‬
‫يرجون من مكان إل مكان يملون ف أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات ويوهون الناس بالباطل والشبهات‪،‬‬
‫ويرغبونم ف الج إل قبور الولياء‪ ،‬ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور‪ ،‬وغابت عن الناس فضائل‬
‫القرآن‪ ،‬فصار يشرب المر والفيون (والشيشية)‪ ،‬ف كل مكان‪ ،‬وانتشرت الرذائل وهتكت ستر الرمات من غي‬
‫خشية ول استحياء(‪ .)2‬اهـ‪.‬‬
‫يقول أبو السن الندوي عند إيراده (مقررا) هذا النص‪ :‬إنه ل يتحمل مسؤولية صحته مائة ف الائة‪.‬‬
‫ونيبه‪ :‬تأكد يا أستاذنا أنه صحيح مائة ف الائة‪ ،‬وأن السلم يعيش غربته منذ قرون طويلة‪.‬‬

‫‪ )(1‬المام السرهندي حياته وأعماله‪( ،‬ص‪.)124:‬‬


‫‪ )(2‬المام الدهلوي‪( ،‬ص‪.)34:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪587‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* وثنية المي‪-:‬‬
‫رأينا من أقوالم ف الفصول السابقة مدى تقديسهم للشيخ‪ ،‬وما يعتقدونه ف الشيوخ من القدرة اللية‬
‫والتصرف ف الكون‪ ،‬بل وكل الصفات السن‪.‬‬
‫وعمليا‪ ،‬كان هذا التقديس وهذا العتقاد عندهم ركني أساسيي من أركان السلم واليان‪ ،‬أو كانا الركني‬
‫اللذين يقوم عليهما ما يسمونه (الحسان)‪.‬‬
‫وبا أن الصوفية كانت مسيطرة على الجتمعات السلمية‪ ،‬ومتغلغلة ف نفوس كل السلمي‪ ،‬إل من رحم ال‪،‬‬
‫لذلك كانت نظرة الميع إل الشيخ هي هذه النظرة التقديسية‪.‬‬
‫وبطبيعة الال‪ ،‬انزلق هذا التسليم للشيخ والعتقاد بقدرته اللية‪ ،‬إل التسليم لي رئيس والعتقاد بقدرته‬
‫اللية‪ ،‬فصاروا ينتظرون من المي أن يصلح ما يفسدون وأن يقول للشيء‪ :‬كن فيكون‪.‬‬
‫وهذه العقيدة بالذات هي الت أضاعت بلد السلمي‪ ،‬فلقد كان الفساد الذي رأينا صوره‪ ،‬مستشريا هناك‬
‫بسبب الصوفية‪ ،‬وكان الدعاة والوعاظ كلهم‪ ،‬حت من كان على نج السلم الصحيح‪ ،‬ينتظرون المي الذي يغي‬
‫سهِمْ)) [الرعد‪.]11:‬‬
‫ذلك الال ويصلح الحوال‪ ،‬ناسي قوله سبحانه‪(( :‬إِنّ الّلهَ ل ُيغَّي ُر مَا ِب َق ْومٍ َحتّى ُيغَّيرُوا مَا بِأَنفُ ِ‬
‫وطبعا‪ ،‬ل يلك المي القدرة اللية‪ ،‬ول تكن لديه تلك العصا السحرية الت يركها فتغدو اليانة أمانة‬
‫والكذب صدقا والقناعات الفكرية الزورة حقا ووعيا‪.‬‬
‫وبا أن القناعات السيطرة على الناس والتغلغلة ف أعماق نفوسهم هي قدرة المي‪ ،‬لذلك كانوا يتهمونه‬
‫بالب أو باليانة أو بالظلم أو ما شابها‪ .‬فيثور عليه ثائر يزيه ويلس مكانه‪ ،‬وهو يظن أنه شجاع وأمي‪ ،‬لكنه ل‬
‫يستطيع أن يفعل شيئا‪ ،‬فيتهمه الناس بدورهم با اتموا سلفه‪ ،‬فيضطر للبطش بذا أو ذاك دفاعا عن نفسه‪،‬‬
‫ويستشري التناحر بي أنصاره وأعدائه‪ ،‬حت يثور عليه ثائر آخر‪ ،‬فإما أن يزيه أو ينفصل عنه‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫وهكذا بقيت المة تعيش ف فت مستمرة‪ ،‬وناية الفت معروفة‪ ،‬إنا دمار المة‪ .‬وهكذا ذهبت بلد السلمي‪،‬‬
‫كما أنا الن ف طريقها للضياع بلدا بعد آخر بيد الاركسية‪ ،‬على يد دعاة ينبثقون من روح وثنية الاكم‪ ،‬مثيين‬
‫الفت ضد أعداء الاركسية وهم يسبون أنم يسنون صنعا‪ ،‬وهؤلء‪ ،‬وإن كان بعضهم غي صوف‪ ،‬لكن نظرتم هذه‬
‫انبثقت ف أساسها من الصوفية الت حرثت‪ ،‬وجاء البثاء؟ فزرعوا وحصدوا‪.‬‬

‫* النظرة الطفولية للمور‪-:‬‬


‫إن تقديس الشيخ الذي انزلق إل النظرة التأليهية للحاكم‪ ،‬ومرور قرون على السلمي وهم يتحركون ف هذا‬
‫الطار‪ ،‬جعل النظرة الطفولية للمور من الواص السيطرة على التفكي والسية له‪ ،‬إل من رحم ال‪.‬‬
‫فالطفل ف أشهره الول ل يرى إل البارز من الشياء‪ ،‬فعندما يمله أبوه‪ ،‬يد يده إل أنفه‪ ،‬أو إل يده إن‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪588‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫كانت قريبة منه‪ ،‬ولو وضعت أمامه على الرض أشياء متلفة الحجام‪ ،‬فإنا يد يده إل البارز منها سواء لكب حجمه‬
‫أو لوجوده على مكان بارز‪ .‬فهكذا السلمون الن ل يرون ف الجتمعات إل البارز‪ ،‬والاكم أبرزهم‪ ،‬لذلك فهو‬
‫الطالَب بإقامة حكم ال‪ ،‬وهو الطالب بالنصر‪ ،‬وعليه تبعة انيار الخلق وتبعة الزائم‪...‬إل‪ .‬والعجب العجاب الثي‬
‫للرتياب أنم ل يلقون هذه التبعات إل على الذين ياربون الاركسية‪.‬‬
‫وما نسمعه‪ ،‬مثلً‪ ،‬من أدعية يدعو با من يسمونم (علماء)‪ :‬اللهم هيئ لذه المة قائدا صالا يقيم فيها حكم‬
‫ال ويقودها إل النصر‪...‬إل‪.‬‬
‫وكأن القائد معه عصا سحرية‪ ،‬أو له قوة إلية‪ ،‬وكأن السلم نزوة حاكم‪ ،‬وكأنم نسوا قول ال سبحانه‪:‬‬
‫سهِمْ)) [الرعد‪.]11:‬‬
‫((إِنّ الّلهَ ل ُيغَّي ُر مَا ِب َق ْومٍ َحتّى ُيغَّيرُوا مَا بِأَنفُ ِ‬
‫ومن المثلة على النظرة الطفولية للمور‪ ،‬سؤال كثيا ما سعناه‪ ،‬وهو‪ :‬هل نن الن ف عهد مكي‪ ،‬أو ف عهد‬
‫مدن؛ وكثيا ما دارت النقاشات حول هذا التساؤل! وكأن التاريخ عبارة عن كليشة يكرر طبعها ف كل مكان‬
‫وزمان‪ ،‬وعلينا أن نعرف موضعنا من هذه الكليشة‪ .‬ورغم أن هذا السؤال قد يصدر عن غي متصوفة‪ ،‬لكن ما كان‬
‫يكن قبوله لول النظرة الطفولية الت انبثقت من التسليم للشيخ‪ ،‬وعدم القيام بأي عمل‪ ،‬بل وعدم التفكي بالقيام به أو‬
‫التفكي بكيفية هذا القيام‪ ،‬وإنا يعرض المر على الشيخ‪ ،‬ويطبق ما يقوله حرفيا دون مناقشته أو حت الستفهام منه‬
‫عن غريبه (من قال لشيخه‪ :‬لِمَ؟ ل يفلح أبدا)‪ .‬وكان التقي الورع الذي يرجو الفلح والذي كان َينْظُر إليه على أنه‬
‫نبة المة‪ ،‬كان ل يفكر ف أي أمر‪ ،‬وإنا يعرضه على الشيخ‪ ،‬ويطلب توجيهه القدس‪ ،‬ويدعو الناس ف وعظه‬
‫وخطبه إل مثل هذا‪.‬‬
‫ومن أخطر مظاهر هذه النظرة الطفولية الواضحة‪ ،‬إن ل يكن أشدها خطرا‪ ،‬هو مناقشة المور دون إدراك‬
‫للعلقة بي السباب والنتائج‪.‬‬
‫ومن الفاسد القاتلة الت انبثقت عن الصوفية قبول التناقضات على أنا كلها صحيحة؛ لن احترام الشيوخ‬
‫وتقديسهم وتقديس أقوالم كان طيلة قرون طويلة هو طريق النجاة والفلح‪ ،‬وبطبيعة الال‪ ،‬كانت أقوالم متناقضة‬
‫وساقطة بسبب جهلهم من جهة‪ ،‬ولنم كانوا يأخذون علومهم من الكشف والعلم اللدن من جهة ثانية‪ ،‬وبسبب‬
‫الغرور الذي يسببه تقديس الناس لم‪ ،‬والذي يعلهم يعتقدون أن كل ما يري على ألسنتهم من هذيانات هو من‬
‫باب (حدثن قلب عن رب) ؛ وكان الناس كلهم إل من رحم ال‪ ،‬يعتقدون ف الشيوخ هذا العتقاد ويطبقونه؟ لذلك‬
‫كانوا يقبلون التناقضات على أنا من عند ال‪ ،‬ول تعترض فتنطرد‪ ،‬وكانت هذه الالة من السباب الرئيسية ف‬
‫تشتت أفكار المة وتبطها‪.‬‬
‫ومن مظاهر الفساد الدمر الت انبثقت عن الصوفية (الطبطبة) على الفاسد وماولة تبيرها‪ ،‬بل والصرار على‬
‫عدم وجودها ومهاجة من ياربا بأساليب شت‪.‬‬
‫وطبعا‪ ،‬انبثقت هذه الظاهرة من قاعدة‪ :‬سلم تسلم‪ ،‬أو ل تعترض فتطرد‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪589‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫ومن الفساد الذي سيطر على المة قرونا طويلة الزدواجية ف العقيدة وف التفكي الت كان يعيشها وعاظ‬
‫المة وموجهوها ودعاتا‪ ،‬إل من رحم ال‪ ،‬حيث كانوا يبطنون خلف ما يظهرون‪ ،‬يبطنون وحدة الوجود وما‬
‫يتفرع عنها‪ ،‬ويظهرون الشريعة السلمية الت ياولون توجيهها لتتفق مع ما يبطنون‪.‬‬
‫وف واقع المر كان هناك صراع خفي يتفاعل ف ضمي كثي من العلماء الذين قبلوا الصوفية حيث كان يظهر‬
‫هذا الصراع ف كتابات بعضهم وف أقوالم وبعض أفعالم‪ ،‬مثل ما نراه عند أحد الفاروقي السرهندي وأمثاله الذين‬
‫كانوا يتشددون ف وجوب كتمان السر إل عن مستحقيه‪ ،‬ويهاجون من يصرح بالوحدة‪.‬‬
‫هذا موجز لدور الصوفية ف تزيق المة السلمية‪.‬‬
‫لكن يوجد إل جانبها عاملن آخران تأت أهيتهما بعد الصوفية‪ ،‬وها‪:‬‬
‫أ‪ -‬اللفيات الفكرية والعقائد والفلسفات‪ :‬الت كانت تشكل تيارات ف الجتمعات السلمية تيط بالشيخ‬
‫وتوجه كشوفه وعلومه اللدنية؛ لن الرؤى الكشفية هي انبثاقات للمعلومات والتوجهات والمان والطموحات‬
‫الختزنة ف أعماق الشيخ‪ ،‬ومنها تلك اللفيات الفكرية والعقائد‪ ،‬مع العلم أن بعضها وجد بسبب الصوفية أيضا‪.‬‬
‫فمحمد بن فلح‪ ،‬مثلً‪ ،‬تشيع بسبب الحيط الذي كان يعيش فيه‪ ،‬ف اللة الت كان التشيع غالبا ف أهلها‪ ،‬ث شيع‬
‫أتباعه بئات اللوف بواسطة الصوفية‪...‬وهكذا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوقف السلب ف مواجهة الصوفية‪ :‬وذلك بجج هي أقبح من الصوفية‪ ،‬وهي متعددة‪ ،‬لكن أبرزها‬
‫وأبشعها حجتان‪:‬‬
‫‪ -1‬قول من يقول‪ :‬ل تفرقوا صفوف السلمي‪ .‬يقولا لن يشرح للناس خطر الصوفية ويبي زيفها وضللا؟!‬
‫حبْلِ الّلهِ جَمِيعًا وَل َت َفرّقُوا)) [آل عمران‪:‬‬
‫والواب على هذه الجة الفاسدة هو قوله سبحانه‪(( :‬وَا ْعَتصِمُوا بِ َ‬
‫‪ ،]103‬أي‪ :‬إن جع الصفوف يكون بالعتصام بالقرآن والسنة اللذين ها حبل ال‪ ،‬وتفريق الصفوف يكون‬
‫بالبتعاد عنهما‪.‬‬
‫وهذا الذي يقول لدعاة الق‪ :‬ل تفرقوا صفوف السلمي‪ ،‬إنا يقدم العون الكب لستشراء الداء وتفريق‬
‫السلمي وتزيقهم‪ ،‬كما هو حاصل؛ وهو داخل ف زمرة الوصوفي بالية الكرية‪....(( :‬كَانُوا ل َيتَنَا َهوْ َن عَ ْن مُن َكرٍ‬
‫َفعَلُوهُ‪[ ))...‬الائدة‪.]79:‬‬
‫‪ -2‬قول من يقول‪ :‬ل تكفر مسلما! كيف تكفر رجلً يشهد أن ل إله ال ال؟‬
‫والواب على هذه الجة الفاسدة هو أولً‪ :‬أن السألة ليست مسألة تكفي مسلم‪ ،‬وإنا هي مسألة بيان الق‬
‫من الباطل والدى من الضلل‪ ،‬ث إن كل البلء الذي أصاب المة ودمرها‪ ،‬جاء ف الساس على يد أناس يشهدون‬
‫أن ل إله إل ال ويضمرون ما يضمرون‪ ،‬وأكثرهم‪ -‬إن ل يكونوا كلهم‪ -‬ملصون فيما جاءوا به ويعتقدون أنه الق‪.‬‬
‫كما أن الواجب على السلم أن يعرف الق أولً‪ ،‬كما يقول علي بن أب طالب رضي ال عنه‪[[ :‬اعرفوا الق‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪590‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫تعرفوا أهله]]‪ ،‬وطبعا‪ ،‬إذا عرفنا الباطل نعرف أهله أيضا‪ ،‬ويب أن نعرفه لنعرفهم‪.‬‬
‫قد كان من واجب علماء السلمي أن يدرسوا الصوفية دراسة واعية ث ينبهوا المة إل خطرها؛ لكن الذي‬
‫حصل أن فطاحل العلماء كانوا ل ينظرون إل إل ظاهرها وإل عباراتا التداولة دون ماولة لتفهم حقيقة معانيها‬
‫ومراميها‪ ،‬فما كان واضح الدللة على وحدة الوجود‪ ،‬أي ما كان من عبارات الوحدة الطلقة‪ ،‬حكموا عليه بالكفر‪،‬‬
‫وما كان غامضا أولوه التأويل السن بجة عدم تكفي السلم؛ ولنم ل ياولوا دراسة الصوفية بعمق‪ ،‬ول يتنبهوا إل‬
‫تواصيهم بالتقية وكتمان السر عن غي أهله‪ ،‬وأن هذا السر كفر وزندقة!‬
‫وعدم دراستهم للصوفية جعلهم يرتكبون أخطاءً كان لا دور واضح ف بقاء مسية التصوف لتفعل فعلتها الت‬
‫فعلت‪ ،‬ومن هذه الخطاء‪:‬‬
‫* قولم‪ :‬إن ف التصوفة من يؤمن بوحدة الوجود‪ ،‬ومنهم من يقول بالتاد أو باللول‪ ،‬وفيهم التقياء الذين‬
‫يسيون على منهج الصوفية القة الت ل تؤمن بذه المور‪.‬‬
‫وطبعا؛ هذا كلم خطأ كله‪ ،‬فالصوفية مذهب واحد‪ ،‬وعقيدتا هي وحدة الوجود‪ ،‬ول يوجد بي متصوفة‬
‫السلمي من يقول أو يعتقد بالتاد أو اللول‪( ،‬ل يوجد ول يوجد)‪ ،‬كما أن الذين ل يعرفون وحدة الوجود بينهم‬
‫هم السالكون الذين ل يبلغوا بعد مل ثقة الشيخ‪.‬‬
‫* ومن هذه الخطاء قولم‪ :‬إن ف التصوفة من يقول بالقيقة الحمدية‪ ،‬ومنهم من ل يقول با! وهذا خطأ‬
‫كله؛ فالتصوفون كلهم‪ ،‬حت السالكون البتدئون‪ ،‬تشرح لم القيقة الحمدية ويؤمنون با‪ ،‬وقد يسمونا أساء‬
‫أخرى‪ ،‬مثل‪( :‬أسبقية النور الحمدي‪ ،‬أو أول خلق ال‪.)...‬‬
‫وقد استغل التصوفة هذا الوقف‪ ،‬وصاروا كلهم يقولون عن أنفسهم وعن مشايهم وأتباعهم وأمثالم‪ :‬إنم‬
‫على الصوفية القة‪ ،‬ث ينهالون بالشتائم على الدخلء على الصوفية وعلى البتدعة الذين يقولون باللول والتاد‪ ،‬أو‬
‫الذين يقولون بالوحدة الطلقة (أي‪ :‬غي القيدة بالرمز واللغز)‪.‬‬
‫وهكذا بقيت مسية التصوف‪ ،‬وأوصلت المة إل ما نراه الن‪ ،‬مع العلم أنا الن أقل سيطرة بكثي ما كانت‬
‫عليه ف قرون سابقة‪.‬‬
‫لكن بشيء من التدقيق‪ ،‬يتضح أن هاتي الجتي السلبيتي ها أيضا من نتاج الصوفية‪ ،‬ومن أساليب التصوفة‬
‫ف الدفاع عن أنفسهم ومعتقدهم‪ ،‬حت فشتا بي المة‪.‬‬
‫إن هذه المراض والفاسد‪ ،‬ارتكزت ف سريانا ف المة على مرضي خبيثي بعثتهما الصوفية ف المة‪ ،‬ها‪:‬‬
‫الهل والعقم الفكري‪.‬‬

‫* الهل‪-:‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪591‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫لوله لا استطاعت هذه الفاسد‪ -‬وغيها‪ -‬أن تد لا مكانا ف الجتمعات السلمية‪ ،‬وقد رأينا ف الفصول‬
‫السابقة النصوص الكثية لقطابم وعارفيهم‪ ،‬الت يأمرون با بالهل والبتعاد عن العلم‪ ،‬بل وينفرون با من مرد‬
‫معرفة القراءة والكتابة‪ ،‬وهي غيض من فيض‪ ،‬ولول أن تلوة القرآن فرض على السلمي‪ ،‬ومعرفة اللل والرام‬
‫فرض على فئة منهم‪ ،‬لنسيت القراءة والكتابة جلةً وتفصيلً‪ ،‬وال وحده يعلم إل ماذا كانت ستؤول إليه أحوال‬
‫المة‪.‬‬

‫* العقم الفكري‪-:‬‬
‫رأينا ف الفصول السابقة‪ ،‬ونرى ف متمعاتنا الالية‪ ،‬المثلة الكثية الكثية على فرض الصوفية على الريدين أن‬
‫يكونوا بي يدي الشيخ كالموات بي أيدي الغاسلي‪ ،‬ورأينا‪ ،‬ونرى‪ ،‬كيف أن الفرد من الريدين ل يفكر لنفسه ول‬
‫لغيه‪ ،‬وإنا يذهب إل الشيخ ليفكر له‪ ،‬ول يطلب معرفة‪ ،‬بل يذهب إل الشيخ ليفيض عليه من معارفه اللدنية‪ ،‬ول‬
‫يقضي أمرا حت يرى الشيخ فيه رأيه‪...‬إل‪.‬‬
‫كانت هذه حالة كل المة‪ ،‬إل من رحم ال‪ ،‬بل إن هذا (الال) صار (مقاما) عاليا‪ ،‬حت كانوا ل ياولون‪،‬‬
‫بل يتواصون بعدم ماولة فهم نصوص القرآن والسنة إل من الشيخ‪ ،‬فإذا أخطأ الشيخ‪ ،‬فخطؤه خي من صوابك! وإذا‬
‫كان جاهلً‪ ،‬فجهله خي من علمك! وإذا ناقضت أقواله النصوص‪ ،‬فاتباع فهمه هو اليان‪ ،‬واتباع فهمك هو‬
‫الضلل! وإذا تناقضت أقوال الشيوخ فيما بينهم‪ ،‬فكلهم من رسول ال مقتبس (بالكشف طبعا)‪...‬إل آخر‬
‫القائمة‪...‬ومثل هذا موجود حت الن‪.‬‬
‫وبذلك سيطر العقم الفكري‪ ،‬بل الشلل الفكري على المة‪ ،‬حت وصلت إل ما هي عليه‪.‬‬
‫إن ال سبحانه وتعال ل يظلم السلمي عندما سلط عليهم الستعمار‪ .‬حاشاه سبحانه وتعال من الظلم؛ وإذ‬
‫كان الزاء من جنس العمل‪ ،‬فقد كان الستعمار هو الدواء النجس لتلك العلة البيثة‪.‬‬
‫وقد يسأل سائل‪ :‬أل يوجد ف الصوفية إيابيات؟ والواب‪ :‬نعم‪ ،‬لا إيابيتان‪:‬‬
‫‪ -1‬الدب الرمزي‪ ،‬إذ أن متصوفة السلمي هم الذين ابتكروه لستر حقيقتهم‪ ،‬ول ينتشر ف العال إل بعدهم‬
‫بقرون طويلة‪ ،‬ويظهر أن مبتكريه كانوا سابقي للجنيد ف الزمان‪ ،‬لكن النيد هو الذي بلوره ووضع له القواعد‬
‫والصطلحات وكثيا من عباراته الت يستعملونا‪.‬‬
‫‪ -2‬بعض التفاصيل التاريية‪ ،‬حيث تقدم كتب التصوفة صورا من حياة الجتمعات السلمية وعاداتا ل‬
‫نراها ف غيها‪ ،‬كما نستطيع من خللا تفسي بعض إشارات الستفهام التاريية عند السلمي وعند غيهم أيضا‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪592‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الامس‬
‫تكفي التصوفة‬
‫لقد ُكفّر التصوفةُ و ُزنْدِقوا‪ ،‬وُقتِل منهم مَن قُتِل على الزندقة‪ ،‬واستطاع الباقون التخلص من عقوبة الزندقة‬
‫بالتستر بالفقه والصلة والصيام وقراءة القرآن‪ ،‬وكان هذا هو النطلق لياد الطريقة البهانية الغزالية الت مزجت‬
‫السلم بالتصوف‪ ،‬واستطاع هذا السرطان القاتل أن يسري ف جسم المة السلمية ليدمر دينها ودنياها‪.‬‬
‫وهذا كشف ببعض من كفر وزندق وقتل‪ ،‬منقول من كتبهم‪:‬‬
‫يقول عبد الوهاب الشعران ف طبقاته(‪-:)1‬‬
‫‪...‬ونقل الثقات (ويزيد ف كتاب اليواقيت والواهر قوله‪ :‬منهم الشيخ أبو عبد الرحن السلمي‪ ،‬وأحد بن‬
‫خلكان‪ ،‬والشيخ عبد الغفار القوصي‪ ،‬وغيهم)(‪)2‬عن‪:‬‬
‫‪ -‬أب يزيد البسطامي أنم نفوه من بلده سبع مرات‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك وقع لذي النون الصري أنم وشوا به إل بعض الكام‪ ،‬وحلوه من مصر إل بغداد مغلولً مقيدا‪،‬‬
‫(ويضيف ف اليواقيت والواهر‪ :‬سافر معه أهل مصر يشهدون عليه بالزندقة)‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك وقع لسمنون الحب منة عظيمة‪ ...‬ث إن الليفة أمر بضرب عنق سنون وأصحابه فمنهم من‬
‫هرب‪ ،‬ومنهم من توارى سني‪...‬‬
‫‪ -‬وكذلك وقع أنم رموا أبا سعيد الراز وأفت العلماء بتكفيه‪.‬‬
‫‪ -‬وأخرجوا سهل بن عبد ال من بلده (تستر) إل البصرة ونسبوه إل قبائح وكفروه‪.‬‬
‫‪ -‬وقتل حسي اللج‪( ...‬وبعد صفحتي‪ :‬ووقع الختلف أهو الذي صلب أم رفع كما وقع ف عيسى عليه‬
‫الصلة والسلم)‪.‬‬
‫‪ -‬وشهدوا على النيد حي كان يقرر ف علم التوحيد‪ ،‬ث إنه تستر بالفقه‪...‬‬
‫(ويقول صاحب اللمع‪ :‬فكم من مرة قد طلب وأخذ‪ ،‬وشهدوا عليه بالكفر والزندقة)(‪ ،)3‬وصاحب اللمع‬
‫قريب عهد بالنيد‪.‬‬

‫‪ )(1‬الطبقات الكبى‪.)17 ،16 ،1/15( :‬‬


‫‪ )(2‬اليواقيت والواهر‪.)1/13( :‬‬
‫‪ )(3‬اللمع‪( ،‬ص‪.)500:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪593‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وأخرجوا ممد بن الفضيل البلخي بسبب الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬وعقدوا للشيخ عبد ال بن أب جرة ملسا ف الرد عليه‪...‬فلزم بيته‪ ،‬فلم يرج إل للجمعة حت مات‪.‬‬
‫‪ -‬وأخرجوا الكيم الترمذي (من ترمذ)‪...‬حي صنف كتاب علل الشريعة وكتاب ختم الولياء وأنكروا‬
‫عليه‪..‬‬
‫‪ -‬وأنكر زهاد الراز(‪ )1‬وصوفيتها على يوسف بن السي وتكلموا فيه ورموه بالعظائم‪.‬‬
‫‪ -‬وأخرجوا أبا السن البوشنجي وأنكروا عليه وطردوه‪...‬‬
‫‪ -‬وأخرجوا أبا عثمان الغرب من مكة‪ ..‬وطاف به العلوية (أي‪ :‬أحفاد علي بن أب طالب) على جل ف‬
‫أسواق مكة بعد ضربه على رأسه ومنكبيه‪...‬‬
‫‪ -‬وشهدوا على السبكي بالكفر مرارا‪...‬‬
‫‪ -‬وقال أهل الغرب على المام أب بكر النابلسي‪...‬فأخرجوه من الغرب مقيدا إل مصر وشهدوا عليه عند‬
‫السلطان‪...‬فأخذ وسلخ وهو حي‪...‬أو قتل ث سلخ‪ - .‬وأخرجوا الشيخ أبا مدين الغرب من باية‪(...‬مات وهو ف‬
‫طريقه إل القتل)‪.‬‬
‫‪ -‬وأخرجوا أبا القاسم النصراباذي من البصرة وأنكروا عليه‪..‬‬
‫‪ -‬وأخرجوا أبا عبد ال الشجري صاحب أب حفص الداد‪...‬‬
‫‪ -‬وشهدوا على أب السن الصري بالكفر‪...‬‬
‫‪ -‬وتكلموا ف ابن سنون وغيه بالكلم الفاحش حت مات فلم يضروا له جنازة‪.‬‬
‫‪ -‬وتكلموا ف المام أب القاسم بن جيل بالعظائم إل أن مات‪...‬‬
‫‪ -‬وأفتوا بتكفي المام الغزال وأحرقوا كتابه (الحياء)‪...‬وكان من جلة من أنكر على الغزال وأفت بتحريق‬
‫كتابه القاضي عياض وابن رشد‪..‬‬
‫‪ -‬وأخرجوا أبا السن الشاذل من بلد الغرب بماعته ث كاتبوا نائب السكندرية بأنه سيقدم عليكم مغرب‬
‫زنديق‪...‬‬
‫‪ -‬ورموا الشيخ أحد بن الرفاعي بالزندقة واللاد‪...‬‬
‫‪ -‬وقتلوا المام أبا القاسم بن قسي‪...‬‬

‫‪ )(1‬الدينة هي الري‪ ،‬وليست الراز‪ ،‬والنسبة إل الري هي (الرازي)‪ ،‬ولعله عرف أن اسم الدينة هو الراز عن طريق الكشف والعلم اللدن‪ .‬أما قوله‪:‬‬
‫وصوفيتها‪ ،‬فيدل على أن الصوفية قد يشتركون أيضا ف تكفي الصوف‪ ،‬لكن ماراة للناس وتسترا على حقيقتهم‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪594‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وقتلوا ابن برّجان (شيخ ابن عرب أو شيخ شيخه)‪ ،‬والول‪ ،‬والرجان‪...‬فشهدوا عليهم بالكفر‪...‬‬
‫‪ -‬وأما الشيخ ميي الدين بن عرب وسيدي عمر بن الفارض فلم يزل النكرون ينكرون عليهما إل وقتنا‬
‫هذا‪...‬‬
‫‪ -‬وأنكروا على الشيخ عبد الق بن سبعي وأخرجوه من بلد الغرب وأرسلوا نابا بدرج مكتوب أمامه‬
‫يذرون أهل مصر منه‪.‬‬
‫‪ -‬وما أورده الشعران أيضا ف نفس طبقاته متفرقا ف ترجاته للمذكورين‪.‬‬
‫‪ -‬أبو نعيم الصفهان‪ ،‬أخرجه أهل أصفهان ومنعوه من اللوس ف الامع‪.‬‬
‫‪ -‬عبد السلم بن مشيش‪ ،‬شيخ أب السن الشاذل‪ ،‬قتل ف بلد الغرب‪.‬‬
‫‪ -‬ممد الرويل العريان قتله العثمانيون حي دخول مصر‪.‬‬
‫‪ -‬أبو العباس أحد اللثم كفروه‪.‬‬
‫‪ -‬أبو الفتح الواسطي كان مبتلى بالنكار عليه‪ ،‬مات ف السكندرية حوال سنة (‪580‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬عبد ال بن ممد العرشي الرجان‪ ،‬امتحن وأفت العلماء بتكفيه‪ ،‬قتل ف تونس سنة (‪669‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬ممد القونوي (صدر الدين) صاحب ابن عرب وابن زوجته كان مبتلى بالنكار عليه مات ف قونية سنة (‬
‫‪672‬هـ)‪.‬‬
‫وما أورده الشعران أيضا ف اليواقيت والواهر‪:‬‬
‫‪ -‬وشهدوا على الشبلي بالكفر مرارا(‪.)1‬‬
‫‪ -‬وأنكروا على سيدي إبراهيم العبي‪ ،‬وسيدي حسي الاكي(‪.)2‬‬
‫* ملحوظة‪ :‬شهادات التكفي هذه هي ما أورده الشعران ف طبقاته ويواقيته‪.‬‬
‫وقد أخذها من كتب التراجم الختلفة‪.‬‬
‫وما ل يذكره الشعران وذكره صاحب اللمع‪:‬‬
‫‪ -‬أبو عبد ال السي بن مكي الصبيحي‪ :‬كفره أبو عبد ال الزبيي وهيج عليه العامة‪.‬‬
‫‪ -‬أبو العباس أحد بن عطاء‪ :‬رفع إل السلطان ونسب إل الكفر والزندقة‪ ،‬فقتل ضربا بفه‪.‬‬
‫‪ -‬أبو حزة الصوف‪ :‬كفروه‪ ،‬ويقول ابن الوزي ف (تلبيسه)‪ :‬إنم قتلوه ونادوا على فرسه‪ :‬هذا فرس الزنديق‪.‬‬
‫‪ )(1‬اليواقيت والواهر‪.)1/13( :‬‬
‫‪ )(2‬اليواقيت والواهر‪.)1/14( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪595‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬ممد بن موسى الفرغان‪ :‬لهل التعنت فيه مقال‪.‬‬
‫‪ -‬أبو السي النوري‪ :‬شهدوا عليه بالكفر‪.‬‬
‫هذا ما أورده أبو نصر الطوسي ف كتابه اللمع (ف ترجته للمذكورين)‪.‬‬
‫وأورد اليافعي ف نشر الحاسن‪:‬‬
‫‪...‬لا سعي بالصوفية إل بعض اللفاء‪ ،‬أمر بضرب رقابم‪ ،‬فأما النيد فتستر بالفقه‪ ،‬وكان يفت على مذهب‬
‫أب ثور‪ ،‬وهو إمام القوم وسيدهم‪...‬وأما أبو السي النوري فقبض عليه‪ ،‬وكان أحد أركان الذهب وسادات‬
‫القوم‪...‬وقبض معه أيضا على أب حزة البغدادي‪ ،‬وكان أحد علماء القوم وساداتم والذكورين بالفتوة‬
‫والتوكل‪...‬وقبض أيضا على أب بكر الزقاق‪ ،‬وكان أيضا أحد سادات القوم والتكلمي ف العاملت بأحسن‬
‫الكلم‪...‬وقبض أيضا على الشحام والرقام‪ ،‬وبسط النطع لضرب رقابم‪.)1(...‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬يظهر أن الوزير كان من القوم‪ ،‬وكان يتستر بالفقه‪ ،‬فأنقذهم من القتل بأسلوب ذكي‪.‬‬
‫‪ -‬وعدي بن مسافر‪ ،‬شيخ الطريقة العدوية الت هي الن اليزيدية‪ ،‬نبش قبه وأحرق ما فيه مرتي‪ ،‬مرة سنة (‬
‫‪652‬هـ) على يد أمي الوصل‪ ،‬ومرة سنة (‪817‬هـ) على يد جاعات كبية من الكراد(‪.)2‬‬
‫‪ -‬وأبو حيان التوحيدي‪ ،‬نفي لسوء عقيدته‪ ،‬وكان من شياز وهو شيخ الصوفية(‪.)3‬‬
‫‪ -‬وشهاب الدين السهروردي القتول (يي بن حبش) قتل ف حلب على الزندقة سنة (‪587‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬وعبد القادر اليلن‪ ،‬يقول الؤرخون‪ :‬إن الوزير عبيد ال بن يونس أخرب بيته وشتت أولده‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه‬
‫بعث ف الليل من نبش عليه (ف قبه)‪ ،‬ورمى بعظامه ف اللجة(‪.)4‬‬
‫‪ -‬لسان الدين بن الطيب (وزير غرناطة) قتل على الزندقة بسبب كتابه ف التصوف روضة التعريف سنة (‬
‫‪776‬هـ)(‪.)5‬‬
‫‪ -‬إن كهان التصوف الذين ذكروا ف كتبهم حوادث التكفي والتقتيل والتشريد إنا ذكروها ليخدعوا با‬
‫القارئ الغافل‪ ،‬وليقولوا له‪ :‬إن الولياء مبتلون دائما بالعداء‪ .‬وهي خدعة فيها كثي من الذكاء والبث؛ لنم بذا‬
‫السلوب يؤولون حقائق التاريخ الت ل يستطيعون طمسها تأويلً يدم أغراضهم ويفي سوءاتم ويكسبهم عطف‬
‫الخرين‪.‬‬

‫‪ )(1‬نشر الحاسن الغالية‪( ،‬ص‪.)422:‬‬


‫‪ )(2‬اليزيديون ف حاضرهم وماضيهم‪( ،‬ص‪.)138 ،136:‬‬
‫‪ )(3‬لسان اليزان للذهب‪.‬‬
‫‪ )(4‬النجوم الزاهرة وشذرات الذهب وغيها ف حوادث سنة (‪593‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )(5‬روضة التعريف بالب الشريف‪( ،‬التقدي)‪( ،‬ص‪.)33:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪596‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬كما إن إصرارهم العجيب على اللتزام الريب بالفاظ على مسية الكهانة وعلى نوها ف الجتمعات‬
‫السلمية‪ ،‬رغم التكفي والتقتيل والتشريد‪ ،‬هو دليل جديد على أن الكهانة ل تت بظهور السلم‪ ،‬وإنا لذت ف‬
‫الظلم‪ ،‬وبقيت تعمل بصمت وتنفث سومها بدوء حت تيأت لا الظروف الجتماعية والفكرية‪ ،‬فعادت إل الظهور‬
‫من جديد‪.‬‬
‫‪ -‬كما تدر اللحوظةأن كتب التصوفة مشحونة بالكذب الذي ل يعرف الدود‪ ،‬ولكن كل كذبم هو ف‬
‫صال التصوف‪ ،‬وف موضوع التكفي هذا‪ ،‬ل يكذبوا بتقرير واقع الذي كفروا أو قتلوا؛ لن هذا ثابت ف كتب‬
‫التاريخ‪ ،‬وإنا كذبوا بتفسي ذلك لصلحتهم‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن هذا التكفي والتقتيل هو صورة من صور ماربة السلم للصوفية‪ ،‬منذ ظهوره وحت يرث ال‬
‫الرض ومن عليها‪.‬‬
‫مع الظن الذي يكاد يقترب من العتقاد‪ ،‬أن القيامة ستقوم على الصوفية المزوجة بشكل متطور عن‬
‫الشيوعية‪ ،‬والذي يدعو إل هذا الظن هو ملحوظة الط البيان لسية التصوف عب التاريخ‪ ،‬وكون الشراق‬
‫(التحشيشي والرياضي) هو أحد شركي إبليس لخراج بن آدم من النة‪ ،‬والذي نستطيع أن نسميه (الشرك‬
‫الروحان) مقابلة مع الشرك الول (الشرك النسي)‪.‬‬
‫‪ -‬ول يظن ظان أن هؤلء الذكورين هم وحدهم الذين كفروا وشردوا وقتلوا بسبب كفرهم‪ ،‬بل هم كثي‪،‬‬
‫وأي مسلم عندما يعرف أي حقيقة من حقائقهم يكم عليها وعلى فاعلها بالكفر‪ ،‬إل الذين عميت منهم البصائر‬
‫واستجرهم إبليس إل حظائره‪.‬‬
‫* للتسلية‪ :‬حرق كتب الغزال وتضليله‪:‬‬
‫يقول عبد القادر بن شيخ العيدروس ف تعريف الحياء بفضائل الحياء‪:‬‬
‫‪...‬نقل ابن السمعان من رؤيا بعضهم فيما يرى النائم كأن الشمس طلعت من مغربا‪ ،‬مع تعبي ثقات العبين‬
‫ببدعة تدث‪ ،‬فحدثت ف جيع الغرب بدعة المر بإحراق كتبه(‪(...)1‬أي‪ :‬كتب الغزال)‪.‬‬
‫ويقول الغزال ذاته ف كتابه (الملء ف إشكالت الحياء)‪:‬‬
‫‪...‬سألتَ‪...‬عن بعض ما وقع ف الملء اللقب بالحياء ما أشكل على من حُجب فهمه وقصر علمه ول يفز‬
‫بشيء من الظوظ اللكية قِدْحه وسهمه‪ ،‬وأظهرت التحزن لا شاش به شركاء الطعام وأمثال النعام وإجاع العوام‬
‫وسفهاء الحلم وذعار أهل السلم‪ ،‬حت طعنوا عليه ونوا عن قراءته ومطالعته‪ ،‬وأفتوا بجرد الوى على غي بصية‬
‫بإطراحه ومنابذته‪ ،‬ونسبوا مليه إل ضلل وإضلل‪ ،‬ونبذوا قراءه ومنتحليه بزيغ ف الشريعة واختلل(‪...)2‬‬

‫‪ )(1‬هامش إحياء علوم الدين‪.)1/29( :‬‬


‫‪ )(2‬هامش إحياء علوم الدين‪.)1/49( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪597‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬يهمنا ف هذه النصوص إحراق كتب الغزال وتضليله‪ ،‬أما دفاعه عن نفسه ودفاع العيدروس عنه فهو أمر‬
‫عادي‪ ،‬إذ كل إنسان يدافع عن نفسه وعن عقيدته با يستطيع‪ - .‬وهذه طائفة من العلماء الذين اعترضوا على الغزال‬
‫وكتبه‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫‪ -‬المام أبو عبد ال ممد بن علي الازري (من فقهاء الالكية توف سنة ‪ 536‬هـ ف الهدية)‪ .‬له كتاب‬
‫الكشف والنباء ف الرد على الحياء‪ ،‬من أقواله ف الغزال‪... :‬وعرفن بعض أصحابه أنه كان له عكوف على رسائل‬
‫إخوان الصفا‪ ،‬وهي إحدى وخسون رسالة‪(...‬إل أن يذكر ابن سينا) ث يقول‪ :‬وقد رأيت جلً من دواوينه (أي‪:‬‬
‫ابن سينا)‪ ،‬ورأيت هذا الغزال يعول عليه ف أكثر ما يشي إليه من الفلسفة(‪...)1‬‬
‫‪ -‬ابن الصلح‪ ،‬تقي الدين عثمان بن عبد الرحن (الحدث العروف‪ ،‬تنقل وتوف ف دمشق سنة ‪ 643‬هـ)‪:‬‬
‫تكلم ف الغزال بكلم قادح فيه‪ ،‬وطعن على كتبه بأنا مشتملة على خرافات وأكاذيب وموضوعات(‪.)2‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف النبلي(‪ :)3‬يقول ف رسالة لبعض أصحابه‪... :‬بلغن أنك اشتغلت بالقراءة ف كتاب الحياء‬
‫للغزال‪ ،‬وجعت عليه من لديك من الضعفاء والعامة الذين ل تييز لم بي مسائل الداية والسعادة ووسائل الكفر‬
‫والشقاوة‪ ،‬وأسعتهم ما ف الحياء من التحريفات الائرة‪ ،‬والتأويلت الضالة الاسرة‪ ،‬والشقاشق الت اشتملت على‬
‫الداء الدفي‪...‬قد حذر أهل العلم والبصية عن النظر فيها‪ ..‬بل أفت بتحريفها علماء الغرب من عرف بالسنة‪ ،‬وساها‬
‫كثي منهم إماتة علوم الدين‪ ،‬وجزم بأن كثيا من مباحثه زندقة خالصة ل يقبل لصاحبها صرف ول عدل(‪.)4‬‬
‫‪ -‬والقاضي عياض(‪ :)5‬من أقواله‪ :‬الشيخ أبو حامد ذو النباء الشنيعة‪ ،‬والتصانيف الفظيعة‪...‬وساءت به ظنون‬
‫المة(‪...)6‬‬
‫‪ -‬والذهب(‪ :)7‬يقول‪ :‬قد ألف الرجل (أي‪ :‬الغزال) ف ذم الفلسفة‪...‬ووافقهم ف مواضع ظنا منه أن ذلك حق‬
‫أو موافق للملة‪ ،‬ول يكن له علم بالثار ول خبة بالسنن النبوية القاضية على العقل‪ ،‬وحبب إليه إدمان النظر ف‬
‫كتاب رسائل إخوان الصفا‪ ،‬وهو داء عضال‪ ،‬و َج َربٌ ُم ْردٍ‪ ،‬وسُ ّم قاتل‪...‬فالذر الذر من هذه الكتب‪ ،‬واهربوا‬
‫بدينكم من شبه الوائل(‪...)8‬‬

‫ل عن طبقات السبكي‪.‬‬
‫‪ )(1‬غاية المان‪ )2/366( :‬نق ً‬
‫‪ )(2‬غاية المان‪.)2/368( :‬‬
‫‪ )(3‬ل أستطع معرفة هويته‪.‬‬
‫‪ )(4‬غاية المان‪.)2/369( :‬‬
‫‪ )(5‬القاضي عياض (أشهر من أن يعرف) بن موسى بن عياض‪ ،‬عال الغرب‪ ،‬وإمام أهل الديث ف وقته‪ ،‬توف ف مراكش سنة (‪544‬هـ‪1149-‬م)‪.‬‬
‫‪ )(6‬غاية المان‪.)2/370( :‬‬
‫‪ )(7‬الذهب‪ ،‬أشهر من أن يعرف‪ ،‬هو ممد بن أحد بن عثمان‪ ..‬الافظ الؤرخ العلمة‪ ،‬توف ف دمشق سنة (‪748‬هـ‪1348-‬م)‪.‬‬
‫‪ )(8‬غاية المان‪.)2/370( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪598‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬وأبو عبد ال القرطب(‪( )1‬صاحب التفسي) يقول‪ :‬إن بعض من يعظ‪ ،‬من كان ينتحل رسم الفقه ث تبأ منه‬
‫شغفا بالشرعة الغزالية والنحلة الصوفية‪ ،‬قد أنشأ كراسة على معن التعصب لكتاب أب حامد‪ ،‬إمام بدعتهم‪ ،‬فأين هو‬
‫من تشنيع مناكيه‪ ،‬وتضليل أساطيه الباينة للدين وشريعة سيد الرسلي(‪...)2‬‬
‫‪ -‬وأبو بكر الطرطوشي(‪ :)3‬يقول‪ :‬شحن أبو حامد كتاب الحياء بالكذب على رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وما على بسيط الرض أكثر كذبا منه‪ ،‬شبكه بذاهب الفلسفة ومعان رسائل إخوان الصفا‪ ،‬وهم قوم يرون‬
‫النبوة مكتسبة(‪ .)4‬وللطرطوشي كتاب كبي ف الرد على إحياء علوم الدين‪.‬‬
‫‪ -‬ابن رشد (الفيد)‪ ،‬أبو الوليد ممد بن أحد بن ممد بن أحد بن رشد‪ ،‬أشهر من أن يعرف(‪ ،)5‬من أهل‬
‫قرطبة له كتاب تافت التهافت ف الرد على الغزال‪.‬‬
‫‪ -‬وغيهم كثي‪.‬‬
‫* وقفة مع آية قرآنية‪:‬‬
‫أليس من الائز أن تكون الشجرة الت نُه َي آدم وحواء عن أكلها هي من نوع القنب الندي (الشيش) أو‬
‫الشخاش (الفيون) أو فطر الكسيك أو ما شابها؟ ما يسبب اللوسة؟‬
‫الدافع إل قبول هذه الفكرة ما يلي‪:‬‬
‫ج َرةِ اْلخُلْ ِد َومُ ْلكٍ ل َيبْلَى)) [طه‪...(( ،]120:‬مَا َنهَاكُمَا رَبّكُمَا عَنْ‬
‫‪ ..(( -1‬قَا َل يَا آ َد ُم هَلْ َأدُّلكَ َعلَى شَ َ‬
‫ج َرةِ إِلّا أَنْ تَكُونَا َملَكَيْنِ َأ ْو تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ)) [العراف‪.]20:‬‬ ‫هَ ِذهِ الشّ َ‬
‫رأينا أن من آثار تناول الهلسات‪ ،‬شعور الجذوب بسببها أنه ملك من اللئكة‪ ،‬وشعوره باللحظات القصية‬
‫وكأنا آلف السني‪ ،‬وشعوره بأنه أدرك الواقع القيقي للعال‪ ،‬وأن كل السرار تتكشف أمامه‪ ،‬وشعوره بأن نظره‬
‫ييط بفراغات ل متناهية‪ ،‬ورؤيته قصورا وباحات وأقواسا وحدائق‪ ،‬ورؤيته أنه يعيش ف رؤى جنة‪.‬‬
‫خلْ ِد َومُ ْلكٍ ل‬
‫ج َرةِ الْ ُ‬
‫هذه الشاهدات والحساسات‪ ،‬أليست نفس ما وصف به إبليس الشجرة الحرمة‪(( :‬شَ َ‬
‫َيبْلَى)) [طه‪(( ،]120:‬أَنْ تَكُونَا مَلَ َكيْنِ َأوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ)) [العراف‪.]20:‬‬
‫‪ -2‬كذلك تقديس المم الوثنية لا‪ ،‬وتسميتهم الفيون (حجر اللود) و(شراب اللة)‪ ،‬وتسمية الشيش‬
‫(إكسي اللود)‪...‬إل آخر ما مر قبل صفحات‪.‬‬

‫‪ )(1‬ممد بن أحد بن أب بكر الزرجي الندلسي‪ ،‬صاحب التفسي الشهور‪ ،‬رحل وتوف ف مصر سنة (‪671‬هـ)‪1273/‬م‪.‬‬
‫‪ )(2‬غاية المان‪.)2/372( :‬‬
‫‪ )(3‬ممد بن الوليد الفهري الندلسي الطرطوشي‪ ،‬رحل وتوف ف السكندرية سنة (‪520‬هـ‪1126-‬م)‪.‬‬
‫‪ )(4‬غاية المان‪.)2/372( :‬‬
‫‪ )(5‬توف ف مراكش سنة (‪595‬هـ‪1198-‬م)‪ ،‬ونقلت جثته إل قرطبة‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪599‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫خلْدِ)) [طه‪ ،]120:‬و((َتكُونَا مِنَ اْلخَالِدِينَ)) [العراف‪ ،]20:‬مع العلم أن‬
‫ج َرةِ الْ ُ‬
‫أليس هو نفس معن ((شَ َ‬
‫الصدر ف الالتي هو إبليس‪.‬‬
‫ع عَْنهُمَا ِلبَا َسهُمَا ِلُيرَِيهُمَا َسوْآِتهِمَا))‬
‫جنّةِ َينِ ُ‬
‫‪(( -3‬يَا َبنِي آدَمَ ل َيفِْتنَنّكُ ُم الشّيْطَانُ كَمَا َأ ْخرَجَ أََبوَيْ ُكمْ مِ َن الْ َ‬
‫ي عَْنهُمَا مِنْ َسوْآِتهِمَا‪[ ))...‬العراف‪،]20:‬‬ ‫[العراف‪َ(( ،]27:‬فوَ ْس َوسَ َلهُمَا الشّيْطَا ُن لِيُبْ ِديَ َلهُمَا مَا وُورِ َ‬
‫((‪....‬فَأَكَل مِْنهَا َفبَ َدتْ َلهُمَا َسوْآُتهُمَا)) [طه‪.]121:‬‬
‫أكل منها‪ ،‬فنع عنهما لباسهما‪ ،‬فبدت لما سوآتما‪ :‬أليس هذا ما يدث لتعاطي الهلسات؟‬
‫إن الصحف والجلت تدثت كثيا عن شباب وفتيات يتعرون ف الطرقات أثناء جذبة الخدرات‪ ،‬كما رأينا‬
‫أن التعري يكاد يكون من لزمات جذبة التصوف!‬
‫والصدر هو إبليس ف جيع الالت‪.‬‬
‫أفل يساعد هذا على قبول أن الشجرة الحرمة هي من أشجار اللوسة؟‬
‫‪ -4‬رأينا أن من هلوس جذبة الخدرات (وجذبة التصوف)‪ ،‬رؤية الطراف طويلة جدا‪ ،‬فعندما يتعرى‬
‫الجذوب‪ ،‬يرى ما كان ذا امتداد من السوأة وقد غدا طويلً‪ ،‬حت قد يثي طوله الرعب! كما يرى ما كان ذا انفاض‬
‫منها خندقا عميقا‪ ،‬قد يثي الرعب أيضا! كما يظهر الفرق بي سوأت الرجل والرأة مثيا للدهشة! خاصة إن كانت‬
‫الرؤية تدث لول مرة! المر الذي يثي النتباه مهما كانت الغفلة! أفل تسيطر علينا فكرة أن هذا ما حدث لدم‬
‫وحواء؟ أكل من الشجرة‪ ،‬فنع عنهما لباسهما‪ ،‬فبدت سوآتما متلفة الشكل مضخمة البعاد‪ ،‬ما أثار انتباههما؟‬
‫ع عَْنهُمَا ِلبَا َسهُمَا ِلُيرَِيهُمَا َسوْآِتهِمَا))‬
‫جنّةِ َينِ ُ‬
‫‪(( -5‬يَا َبنِي آدَمَ ل َيفِْتنَنّكُ ُم الشّيْطَانُ كَمَا َأ ْخرَجَ أََبوَيْ ُكمْ مِ َن الْ َ‬
‫[العراف‪ ]27:‬أفل تبي هذه الية بوضوح أن إبليس يفت بن آدم بنفس الدعة الت أخرج با أبويهم من النة؛ لن‬
‫ال سبحانه ل ينهنا أبدا عن شيء ل وجود له ف الواقع‪ ،‬وهذه الية لن تكون شاذة عن سائر الوحي‪.‬‬
‫وبدراسة الديان الوثنية نرى الشيش والفيون وما شابهما‪ ،‬تلعب دورا هاما ف عقائدها‪ ،‬وقد مر بعض هذا‬
‫ف فصل سابق‪.‬‬
‫خلْ ِد َومُ ْلكٍ ل يَْبلَى)) [طه‪:‬‬
‫ج َرةِ الْ ُ‬
‫كما أن كهانم كانوا يقدمونا لريديهم بنفس الجة الت قدمها إبليس ((شَ َ‬
‫‪ ،]120‬وكانوا يستعملونا كذلك للحصول على الكمة وللوصول إل القيقة وبنفس الجة‪.‬‬
‫أي‪ :‬إن إبليس فت بن آدم بشجر اللوسة (الشيش ورفاقه)‪.‬‬
‫أفل يق لنا أن نعتقد أن هذه الفتنة هي نفس الفتنة الت أخرح با أبويهم من النة من قبل؟ انطلقا من منطوق‬
‫الية‪(( :‬ل َيفِْتنَنّكُ ُم الشّيْطَانُ كَمَا َأ ْخرَجَ أََبوَْيكُمْ‪[ ))...‬العراف‪.]27:‬‬
‫‪ -6‬عند عدم وجود هذه الشجرة‪ ،‬بسبب عدم زرعها‪ ،‬أو بسبب تريها دينيا‪ ،‬نرى أن إبليس ل يتنازل عنها‪،‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪600‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫بل فتش عما يقوم مقامها حت وجده‪ ،‬فعلم بن آدم طريقة ف الرياضة يستطيعون با استغلل الخدر القوي الذي‬
‫تفرزه بعض غددهم‪ ،‬واستعماله ف غي ما خلق له‪ ،‬وأقنعهم كما أقنع أبويهم من قبل‪ ،‬أن هذا هو طريق اللود‬
‫واللك الذي ل يبلى والسي إل ال‪...‬وساها لم أساء خداعة كالكمة والشراق والعرفة‪...‬‬
‫أي‪ :‬إنه فتنهم بادة من زمرة الادة الوجودة ف شجرة اللوسة‪ ،‬بل وأقوى منها‪.‬‬
‫ل مؤكدا على أن الشجرة الحرمة من شجر اللوسة؟‬
‫أفل نرى ف هذا دلي ً‬
‫‪ -7‬ف هذا التفسي القائل بأن الشجرة الحرمة هي شجرة هلوسة من زمرة الشيش‪ ،‬ند مكانا لكل كلمة‬
‫وفكرة واردة ف اليات الكرية‪.‬‬
‫بينما ف بقية التفاسي العروضة حت الن (كالقول أنا النطة أو التفاح أو شجرة تسبب الغائط‪ )..‬ل ند‬
‫مكانا لكثر كلمات اليات‪ ،‬أو لبعضها على القل‪.‬‬
‫ل على أن الشجرة هي من زمرة الشيش والفيون؟‬
‫أفل يصح هذا أن يكون دلي ً‬
‫‪ -‬بلى‪ ،‬إن قبولنا أن الشجرة الحرمة هي من زمرة الشيش والفيون‪ ،‬يعطي تفسيا كاملً لليات‪ ،‬كما‬
‫ينسجم مع أسلوب إبليس التاريي والستمر ف إضلل بن آدم‪ ،‬ومع واقع الديان النسانية‪.‬‬
‫وعندما يتعذر وجود الشيش وزمرته‪ ،‬بسبب من السباب‪ ،‬فالجاهدة الصوفية أو (الرياضة) تقوم بالواجب‬
‫الكامل وتؤدي نفس الدور بدقة تامة ومظهر أكثر خداعا وأشد مكرا وأقوى تأثيا‪.‬‬
‫‪ -‬ولنتذكر أن الخدرات والهلسات مقدسة ف الديان الوثنية‪ ،‬وأنا مصدر رئيسي لعقائدهم‪.‬‬
‫وقد يقول قائل‪ :‬إن أشجار اللوسة من البائث‪ ،‬وليس ف النة خبائث‪.‬‬
‫والواب‪:‬‬
‫‪ -1‬إن ال يفعل ما يريد‪ ،‬وهو سبحانه غي خاضع لنطقنا النسان‪ ،‬ودور منطقنا وعقلنا ف هذه المور الغيبية‬
‫ل يتعدى العمل على فهم النص فهما صحيحا‪.‬‬
‫‪ -2‬تري أكل تلك الشجرة على آدم ل يدل بالضرورة على أنا من البائث‪ ،‬فقد تكون خلقت لغاية أخرى‬
‫غي الكل‪ ،‬كأن تكون طيبة الرائحة أو اللون أو غي ذلك ما ل نعرفه‪ ،‬أو تكون من الشجار الت تثمر بعض‬
‫حاجيات أهل النة‪ ،‬كاللباس مثلً‪ ،‬وقد تكون طعاما طيبا لبعض ملوقات النة‪ ،‬إل غي ذلك‪ ..‬فتكون من الطيبات‪.‬‬
‫ويكون الطأ هو استعمالا ف غي ما خلقت له‪ ،‬ومثل ذلك شجرة العنب الت هي من الطيبات‪ ،‬حت إذا استعملت‬
‫للخمر أصبحت من البائث‪.‬‬
‫وأوضح من كل هذا‪ ،‬الندورفي الذي يفرزه الدماغ ف جسم النسان‪ ،‬فهو ليس من البائث‪ ،‬لكن سوء‬
‫استعماله هو البيث‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪601‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* ناذج من دور (شجرة اللد وملك ل يبلى) ف الوثنيات‪:‬‬
‫يقول الدكتور نقول فياض‪:‬‬
‫‪...‬وقد أبقت ألواح الشوريي وورق البدي ف مصر للف وخسمائة سنة قبل السيح صورا تثل الرجال‬
‫والنساء والبنات والشباب وهم يسيون نو القول تت ستار الليل ليحصدوا رءوس الشخاش الضراء‬
‫ويستخرجوا حصيدها السكر‪ ،‬مستعملي ف ذلك حركات وإشارات وطقوسا دينيه(‪.)1‬‬
‫‪ -‬لعل القارئ انتبه أيضا إل أن قطاف الشخاش بالليل بالذات هو طقس دين‪ ،‬وطبعا‪ ،‬الشخاش هو النبات‬
‫الذي يستخرج منه الفيون‪.‬‬
‫ويقول أيضا‪:‬‬
‫وكان كهان الجوس وعبدة الوثان يعتبون نوم الفيون جسرا يربط النفس البشرية بقر اللة‪ .‬والدراويش‬
‫يسمونه عطر الفردوس‪ .‬وفيه يقول الشاعر‪:‬‬
‫سدُ‬
‫ل ُل ّومٌ فيه ول حُ ّ‬ ‫ييا من الفيون ف عالٍ‬
‫إل ذرى اللد به يصعدُ‬ ‫مِنْ ظلمة الرض ومِنْ ظلمها‬
‫(‪)2‬‬
‫كواكب الفق له تسجد‬ ‫عطر من الفردوس مَن شّه‬
‫‪ -‬يدر بنا أن نلحظ التشابه بي وصف الفيون هنا وبي (شجرة اللد وملك ل يبلى)‪ ،‬مع التذكر أن إبليس‬
‫هو نفسه وراء الالي أو (القامي)‪.‬‬
‫وما يورده الدكتور صلح يياوي‪:‬‬
‫* السكالينا (مهلس)‪-:‬‬
‫يذهب هنود الينشول ف شهر تشرين الول من كل عام للبحث عن البِيّوته‪ ،‬وهي نبتة صغية من الفصيلة‬
‫الصبارية‪ ،‬ليس لا أشواك‪ ،‬تنمو ف السهول العليا من شال الكسيك‪.‬‬
‫ليس سهلً على هنود الينشول بلوغ الناطق حيث تنمو البيوته‪ ،‬إذ إن عليهم أن يتسلقوا جبالً ويتخطوا‬
‫أفجاجا ضيقة خطية‪ ،‬ويعرضوا حياتم إل مشاق هذا السفر الطويل؛ كانت كل تضحية تون على الندي‬
‫الكسيكي‪ ،‬لن هدف مسيته هو البيوته‪ ،‬البة السماوية الت ينحها له‪ -‬حسب اعتقاده‪ -‬الله (بيولت)‪ .‬هذا‬
‫وتوضح الطقوس الدينية لِجَنْ ِي البيوته عند هنود الينشول اعتبارهم لا كهبةٍ إلية‪ ،‬فبينما يتقدم الرجال نو أعال‬
‫القمم حيث تنمو نبتة العقار‪ ،‬فإن النساء يبقي ف القرى صائمات‪ ،‬معترفات بصورة علنية بطاياهن‪ ،‬يعترفن بكل ما‬

‫‪ )(1‬قصة التغلب على الل‪( ،‬ص‪.)142:‬‬


‫‪ )(2‬قصة التغلب على الل‪( ،‬ص‪.)142:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪602‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫اقترفن ف حياتن‪ ،‬وكي ل ينسي شيئا فإنن يعقدن‪ -‬بعد كل اعتراف على خطيئة‪ -‬عقدة ف حبل من مسد‪،‬‬
‫ويَح َذرْن جدا من نسيان أية خطيئة عندما تأت ساعة إعادة روايتها‪ ،‬إنن يعرفن أنن إذا ل يندمن على كل خطاياهن‪،‬‬
‫أي على كل عقدة من عقد البل‪ ،‬فإنن سيتعرضن إل غضب الله بيولت‪ ،‬والله بيولت إله منتقم جبار‪ ،‬وأقل انتقام‬
‫ينله بم هو حرمانم من الخدر‪.‬‬
‫أما عندما يرضى الله (بيولت) عن الينشول المناء فإنه ينحهم البة السماوية من أوراق البيوتة‪.‬‬
‫وما إن يعود النود إل قراهم مملي بأوراق الخدر الثمي‪ ،‬حت يقوموا بتحضيه لتناوله‪ .‬ويُضفى على أول‬
‫حفلة سنوية لتناول البيوته كل صفات الشاركة العامة‪ ،‬ويتم ذلك بي الناشيد وباتباع طقوس دينيه موروثة عن هنود‬
‫الستيك‪ ،‬وينتهي المر بنود الينشول إل الستسلم إل رؤى البل (اللوسة) الت يهيؤها لم الخدر‪.‬‬
‫إن سبب هذيان النون هذا هو السكالينا‪ ،‬شبه القلوي الوجود ف البيوتة‪...‬أما السكالينا فهي‪...‬تعل‬
‫متعاطيها ينطوي على نفسه‪ ،‬فهو يعان هذيانات النون الت يسببها الورع الصوف(‪.)1‬‬
‫‪ -‬الرجاء من القارئ أن يلحظ وصف نوم الفيون‪( :‬جسر يربط النفس البشرية بقر اللة)‪ ،‬وبي عبارات‪:‬‬
‫(الفناء ف ال) و(العروج إل ال)‪ ،‬الت يطلقونا على الذبة‪ .‬بل إن كلمة (الذبة) ذاتا تعن (ربط النفس البشرية‬
‫بالله)‪.‬‬
‫‪ -‬والرجاء من القارئ أن يلحظ الدور الذي تلعبه أشجار اللوسة ف ابن آدم وتديّنه‪ ،‬وكيف يطلق عليها‬
‫الصفات الت تشبه وصف إبليس للشجرة الحرمة‪.‬‬
‫كما يرجى أيضا الرجوع إل آخر فصل لحة عن الخدرات لراجعة ناذج أخرى من دور شجرة اللد وملك‬
‫ل يبلى ف فتنة بن آدم‪.‬‬

‫‪ )(1‬الخدرات‪( ،‬ص‪ ،148:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪603‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الفصل السادس‬
‫الصوفية والسحر‬
‫الصوفية هي السحر‪ ،‬والفرق بينهما هو ف الدعاء وف الغاية‪ ،‬فالساحر صادق يعترف أنه ساحر‪ ،‬ويقف عند‬
‫خرق العادة‪ ،‬والصوف مدوع يظن خرق العادة الذي يدث أمامه من الكرامات‪ ،‬كما أنه يتجاوزه‪ ،‬ويبقى مثابرا‬
‫على الرياضة حت يصل إل الذبة‪ ،‬ث يبقى مثابرا حت يشهد وحدة الوجود‪ ،‬وهذه أقوال من أئمتهم تثبت أن‬
‫الصوفية هي السحر‪.‬‬
‫يقول الغزال (حجة السلم)‪:‬‬
‫أما السحر فهو عمل وكلم قد تداولوه بينهم ف أوقات معلومة وطوالع معروفة وطلسمات مضروبة‪ ،‬فإذا‬
‫أردت أن تولد طلمسا يصلح لا تريد‪ ،‬فخذ من كل ثلثة أحرف حرفا‪ ،‬فإذا اجتمعت لك ف التأليف ثلثة أحرف‬
‫من تسعة فهو طلسم يصلح لا تريد‪ ،‬فانظر ف السطرلب عند ساعة التأليف‪ ،‬فهو يصلح لا دلت عليه الدقيقة من‬
‫الساعة‪ ،‬ومثال‪ :‬أ ب ت ث فتأخذ اليم‪ ،‬والثاء أليق عوضا عن اليم‪ ،‬ج ح خ خذ الصاد‪ ،‬ص ط ظ خذ العي‪،‬‬
‫فيصي عقربا(‪ ،)1‬لتدوير الروف‪ ،‬فضع صورتا على خات والقمر ف العقرب تكف خاصيتها عنك أذى النساء‪ ،‬ترمي‬
‫الات ف الاء فينفع سقياه اللسوع‪ .‬وتلقي به سوءا بي من أردت‪ ،‬وترش من مائه على سطح البغض أو طريقه أو‬
‫داره فإنه يستضر من سنة‪...‬‬
‫(ذكر كلمات تفرق با بي جاعة فاسدة تافهم) تأخذ أفرادا من شعي حزام‪ ،‬وتقول عليه أربع مرات‪:‬‬
‫(هاطاش ماطاش هطاشنة‪ ،‬وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إل يوم القيامة)‪ ،‬وترميه من حيث ل يشعرون‪ ،‬وتنظر ما‬
‫يصنع ال‪...‬وكثي مثل هذا‪ ،‬وقد حصرناها وشرحناها ف كتاب (عي الياة)‪ ،‬وهو صغي الجم كثي الفوائد(‪...)2‬‬
‫وما يقول‪ :‬واعلم أن هذه الصناعة (صناعة الكسي) هي صناعة ربانية ل يقدر عليها إل البدال والرجال والبطال‬
‫الذين كشف ال الرين عن عيون قلوبم‪ ،‬وهذه ل تصح إل للطائع‪...‬ونن نذكر خواصا دالة مظهرة لبدائعها‬
‫وصناعتها مذكورة ف كتاب (عي الياة)(‪...)3‬‬
‫وما يقول‪:‬‬
‫من أراد أن ل تبصره ول تراه العيون‪ ،‬فليزرع الروع عند بدو زراعة القطن ف رأس سنور أسود‪ ،‬فإذا طلع‬
‫ييط عليه كيسا‪ ،‬ويربيه حت ين القطن‪ ،‬ث يقطف العنقود كما هو بكيسه‪ ،‬ويشقه حجرة‪ ،‬ويأخذ مرآة بيده‪ ،‬ث‬
‫‪ )(1‬جصع أو ثصع لا شكل العقرب إذا قلبت إل العلى‪.‬‬
‫‪ )(2‬سر العالي‪.)66 ،2/65( :‬‬
‫‪ )(3‬سر العالي‪.)2/68( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪604‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫يقطف منه حبة حبة ويضعها ف فمه وينظر صورته ف الرآة‪ ،‬فأي حبة ل يشاهد فيها نفسه عند نظر الرآة فليمسك‬
‫عليها‪.‬‬
‫ولم البر الضم‪ ،‬وهو نبت ف الرض على صورة ابن آدم‪ ،‬فهذا يصلح لن علقه على نفسه‪ ،‬لو مر بجر لتبعه‬
‫الجر‪.‬‬
‫ولم حشيشة تسمى بشيشة الراسن‪ ،‬تبخر من أوراقها على اسم من تريد‪ ،‬فيأتيك وإن ل يرد‪ ،‬ولكن بشرط‬
‫ل أشروثا أشروثا‬
‫أن تقول هذه الكلمات على البخور‪ ،‬تقول‪ :‬يا جامع يا جن اجعوا وقدموا لق لق عاجلً عاج ً‬
‫كبيبا ال صب‪ ،‬ائتنا كرها أو طوعا‪ ،‬قالتا أتينا طائعي‪ ،‬وليكن ف يوم الحد أو الربعاء(‪...)1‬‬
‫وما يقول‪.‬‬
‫القالة الثامنة عشرة ف عزائم التسخي‪:‬‬
‫تقف أول ساعة من يوم السبت مستقبل الغرب بثياب سوداء وزرق بأبرة مذكورة مثل اللبان والرمل‬
‫ط إل شرف‪ ،‬فتقول‪ :‬أيها السلطان‬
‫وقشور الرمان والردل البي‪ ،‬ث تقول ف وقت سعيد من تثليث أو تسديس منا ٍ‬
‫العظم‪ ،‬واللك العرمرم‪ ،‬مالك الفلك التابعة له النجوم‪ ،‬الاسف الزلزل‪ ،‬زحل أنت أشرف الكواكب وسيدها‬
‫وقائدها ومؤيدها‪ ،‬أسألك أن تعطين وأن تنحن ما يصلح منك ل(‪...)2‬‬
‫‪...‬فالذي يطلب من زحل‪ ،‬وهو كيوان‪ ،‬مثل النافع الرضية‪ ،‬وإظهار الكنوز وشق النار والشجار‪ ،‬وأما ما‬
‫يص الشمس فمثل اللك واللكة‪ ،‬والقمر لئق بالوزارات‪ ،‬والريخ بالروب والبأس‪ ،‬وعطارد للكتابة والنقش‬
‫والساب والندسة والعلوم الدقائق والعزائم وماطبات الن‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬وأما الشتري فهو للزهد والديانة وحل‬
‫الطلسمات السماوية‪ ،‬ث المعة للزهرة‪ ،‬قالوا‪ :‬إنا أمر باجتماع اللق عند نصف النهار ف هيكل العبادات‪ ،‬لجتماع‬
‫خواص النفاس ليؤثر ذلك ف حصول الطالب‪ ،‬لشرف نفسه الفياض منه على تابعيه من قولم ف لظة واحدة (اللهم‬
‫صل على ممد وعلى آل ممد)(‪.)3‬‬
‫ويقول ميي الدين بن عرب (الشيخ الكب)‪:‬‬
‫‪...‬وإن سألك عن الرز‪ ،‬فاكتب له هذه الساء‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم‪ ،‬المد ل رب العالي‪ ،‬وصلى ال‬
‫على سيدنا ممد وآله وصحبه وسلم‪...( .‬مموعة [طلسم] مطوطة باليد‪ )...‬ويضاف إليها آيات‪ ،‬أوليس الذي‬
‫خلق السماوات والرض بقادر على أن يلق مثلهم‪...،‬ويضيف‪ :‬وخوف أخوف من خوف مساء أو صباح أصباؤت‬
‫آل شداي على العلى عظيم المور إن ال هو التواب الرحيم لسالي الصالي اركض برجلك‪...(...‬مموعة‬
‫[طلسم] مطوطة باليد‪...)...‬‬
‫‪ )(1‬سر العالي‪.)2/71( :‬‬
‫‪ )(2‬سر العالي‪.)2/73( :‬‬
‫‪ )(3‬سر العالي‪.)2/75( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪605‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وإن سألك عن زيادة البخور فاكتب له هذه الساء ف قرطاس‪...‬ث تبخره ثلثة أيام‪ ،‬وف اليوم الثالث ترمي‬
‫الجمرة وما فيها من الفحم وغيه ف مفرق طريق له أربع طرائق‪ ،‬أو تكتب له ذلك أربعة أيام وترمي الجمرة كل‬
‫يوم ف مفرق آخر(‪...)1‬‬
‫ويقول ف نفس الكتاب‪:‬‬
‫‪...‬وإن سألك عن العزية فقل له‪ :‬يتاج إل بيضة دجاجة حراء‪ ،‬ويكتب عليها هذه العزية‪( :‬يا سا سلمعونة‬
‫يا القب الدين مدين السي‪ ،‬يا مالك الن والشياطي يا حي يا قيوم احبس السارق‪...‬أهيا شراهيا أدوناي أصباؤت‬
‫آل شداي الساتر) ث تدفنها ف الطبخ(‪...)2‬‬
‫‪...‬وإن سألك عن العزية‪ .‬فاكتب له هذه العزية والساء ف قرطاس‪ ،‬وعلقها ف مهب الريح‪ ،‬فإنه يرجع ما‬
‫سرقه بإذن ال تعال‪ ،‬وهذا كتابه‪( :‬هطوس هطوس واله قادس ماس ريان الطبال آل شداي اسلم أم موسى‬
‫أهيكلت داود وحرز عظيم فلعلعح العميلع سيهوه عبوس عبوس كمال الا أجيبوا ال)(‪...)3‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫من اطلع على كتب السحر يعرف أن هذا هو السحر نفسه‪.‬‬
‫وهذه رشفة أخرى من كتابات قطب آخر هو أحد بن علي البون‪ ،‬ولكن قبل إيراد بعض أقواله‪ ،‬قد يكون‬
‫من الفيد أن نعرف مكانته عند القوم ودرجته ف التصوف‪.‬‬
‫يقول يوسف النبهان‪ ،‬ف ترجته للمذكور‪:‬‬
‫(أبو العباس أحد بن علي البون) من كبار الشايخ ذوي النوار والسرار‪ ،‬ومن أخذ عنه الرسي‪ ،‬فمن كراماته‬
‫أنه كان ماب الدعوة‪...‬توف سنة (‪622‬هـ)‪ ،‬قاله الناوي(‪.)4‬‬
‫أظن أن القارئ عرف أن الرسي هو أبو العباس الرسي‪ ،‬قطب الغوث‪ ،‬تلميذ أب السن الشاذل‪ ،‬وهذه شذرة‬
‫من كتاب البون الشهور (شس العارف الكبى)‪:‬‬
‫باب رياضة (قل أوحي) الشهورة‪:‬‬
‫اعلم أيها الخ إذا أردت ذلك‪ ،‬صم ثلثة أيام أولا الثلثاء ث الربعاء والميس‪ ،‬وهو صيامك عن غي ذي‬
‫ل ونارا‪ ،‬وأنت تقرأ السورة الشريفة ف مدة ثلثة أيام ألف مرة ف تلك الدة‬
‫روح‪ ،‬وأنت تبخر بصا لبان وجاوي لي ً‬
‫الذكورة‪...‬واجتهد أن يكون ختمك من قراءتا ليلة المعة الثلث الوسط من الليل‪ ،‬فإنه يضر لك خادمها‪ ،‬وهو‬

‫‪ )(1‬مموعة ساعة الب (ص‪.)6:‬‬


‫‪ )(2‬مموعة ساعة الب‪( ،‬ص‪.)6:‬‬
‫‪ )(3‬مموعة ساعة الب‪( ،‬ص‪.)7:‬‬
‫‪ )(4‬جامع النبهان‪.)1/508( :‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪606‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫رجل قصي طويل اليدين‪ ،‬فيجلس قدامك‪ ،‬ويقول لك‪ :‬السلم عليك‪ ،‬فثبت جنانك‪ ،‬فإن عليه هيبة عظيمة‪...‬والعزية‬
‫والدعوة هي السورة الشريفة بتمامها وكذا البخور‪ .‬واعلم أيها الواصل أنا من السرار الختصة وأنا من كتب‬
‫النبياء والولياء وأسرارهم‪ ،‬وهي هذه‪ ،‬تقول‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم ((قُلْ أُوحِيَ إَِليّ)) [الن‪ ،]1:‬اللهم إن‬
‫أسألك يا منل الوحي من فوق ساوات‪((...‬إِلّا مَنِ ا ْرَتضَى مِ ْن رَسُولٍ‪[ ))...‬الن‪...(( ]27:‬وَأَ ْحصَى كُلّ شَ ْيءٍ‬
‫عَ َددًا)) [الن‪ ،]28:‬اللهم إن أسألك بق الساجد ل وبق عبادك الصالي‪...‬يا خدام هذه الدعوة‬
‫الروحانيي‪...‬أقسمت عليكم بذه الدعوة والساء والسورة بق أرقوش‪ ،‬كلهوش‪ ،‬بططهوش‪ ،‬كمطهلوش‪ ،‬بوش‪،‬‬
‫قانوش‪ ،‬أقسمت عليك يا روقيائيل اللك الوكل بفلك الشمس(‪...)1‬‬
‫ونص آخر‪:‬‬
‫(فصل)‪ :‬تكتب هذه الساء ف وسادة للمتباغضي من الزوجي‪ ،‬وهي أساء أم موسى‪ ،‬يوم المعة عند‬
‫جلوس المام على النب‪ ،‬أو شرع ف الذان الول‪ ،‬بالزعفران وماء الورد والطيب والقرنفل مفروكا ف ماء ورد‪ ،‬ث‬
‫اطو الكتاب وتصمغه بالغالية‪ ،‬وتعل الكتابة ف جوف الوسادة الت ينامان عليها‪ ،‬فإنما يتحابان‪ ،‬وهذا ما تكتب‪:‬‬
‫(طسوم‪ ،‬عيسوم‪ ،‬علوم‪ ،‬كلوم‪ ،‬حيوم‪ ،‬قيوم‪ ،‬ديوم‪.)2()..،‬‬
‫‪ -‬أقول‪ :‬إن هذا هو السحر نفسه‪ ،‬والذي ل يصدق يستطيع أن يلقي نظرة على كتب السحر‪.‬‬
‫‪ -‬وهذه أسانيد علوم البون‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫‪(...‬وأيضا سندي بعلم الروف) إل الشيخ المام أب السن البصري‪ ،‬وهو أخذ عن(‪ )3‬حبيب العجمي وهو‬
‫أخذ عن الشيخ داوُد اليلي وهو أخذ عن الشيخ معروف الكرخي‪ ،‬عن الشيخ سري الدين السقطي‪ ،‬عن شيخ‬
‫الوقت والطريقة معدن السلوك والقيقة الشيخ النيد البغدادي‪ ،‬عن الشيخ حاد الدينوري‪ ،‬عن الشيخ أحد السود‪،‬‬
‫عن الشيخ ممد الغزال‪ ،‬عن الشيخ أب النجيب السهروردي وهو لقن الشيخ العارف الفاضل أصيل الدين الشيازي‪،‬‬
‫وهو لقن الشيخ عبد ال البايان‪ ،‬وهو لقن الشيخ قاسم السرجان‪ ،‬وهو لقن الشيخ السيجان‪ ،‬وهو لقن الشيخ المام‬
‫العارف الصمدان والمام النوران جلل الدين عبد ال البسطامي‪ ،‬وهو لقن شس وصلت وبدر قلب طود القائق‬
‫الشامخ وجبل العارف الراسخ شس العارفي وسر ال ف الرضي أبا عبد ال شس الدين الصفهان‪.‬‬
‫(وأيضا سندي بعلم الوفاق)‪...‬وأخذ منه أيضا عن الشيخ المام العلمة سراج الدين النفي‪ ،‬وهو أخذ عن‬
‫الشيخ شهاب الدين القدسي‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ شس الدين الفارسي‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ شهاب الدين المدان‪،‬‬
‫وهو أخذ عن الشيخ قطب الدين الضيائي‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ ميي الدين بن عرب‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ أب العباس‬
‫أحد بن التوريزي‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ أب عبد ال القرشي‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ أب مدين الندلسي‪.‬‬

‫‪ )(1‬شس العارف‪( ،‬ص‪.)124 ،123 ،122:‬‬


‫‪ )(2‬شس العارف الكبى‪( ،‬ص‪.)213:‬‬
‫‪ )(3‬يب أن تكون‪ :‬هو أخذ عنه حبيب العجمي‪ ،‬وهو أخذ عنه الشيخ داوُد‪...‬وهكذا حت‪ :‬عنه الشيخ أب النجيب‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪607‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫(وأيضا) أخذت هذه الرواية عن الشيخ ممد عز الدين بن جاعة الشافعي‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ ممد بن‬
‫سيير‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ شهاب الدين المدان‪ ،‬وهو أخذ عن قطب الدين أيضا‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ ميي الدين‬
‫بن عرب‪.‬‬
‫(وأيضا) سندي بعلم الروف والوفق إل الشيخ المام العال العلمة الفقيه الثقة مساعد بن سادي بن مسعود‬
‫بن عبد ال بن رحة الواري الميي القرشي‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ شهاب الدين أحد الشاذل‪ ،‬وهو أخذ عن‬
‫الشيخ تاج الدين عطاء الالكي الشاذل‪ ،‬وهو أخذ عن الشيخ أب العباس أحد بن عمر النصاري الرسي‪.‬‬
‫و (أيضا) سندي بعلم الروف والوفق إل الشيخ المام العلمة أب العباس أحد بن ميمون القسطلن‪ ،‬وهو‬
‫أخذ عن الشيخ أب عبد ال ممد بن أحد القرشي‪ ،‬عن الشيخ المام العلمة أستاذ العصر وأوحد الدهر أب مدين‬
‫شعيب بن حسن النصاري الندلسي رأس السبعة البدال وواحد الربعة الوتاد(‪...)1‬إل‪.‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫لو رجع القارئ الكري إل كتب السحر لوجد أن علم الروف وعلم الوفاق (أو الوفق) ها بابان من أبواب‬
‫السحر‪ .‬ولنلحظ أن رجال السانيد من أقطاب الصوفية‪.‬‬
‫ومن أقوال ابن سبعي ف الرسالة النورية‪:‬‬
‫‪...‬ومن فضيلته (أي‪ :‬الذكر) أنه ينفع ف سبع خواص من السيمياء‪ ..‬ومن أراد استعمال قوى الكواكب‬
‫بسب صناعة أهل العلم الرياضي ل بد له من الذكر‪ ،‬وذلك بعد الدستورية‪ ،‬أعن أن يكون الكوكب ف بيته أو‬
‫شرفه ف الوتد وينظر الكوكب إليه من بيته أو شرفه من الوتد‪ ،‬كالزهرة ف اليزان ف الطالع‪ ،‬وزحل ف الدي أو ف‬
‫اليزان‪ ،‬والريخ ف الدي‪ ،‬واعلم أن الكوكب إذا كان ف اليز أو البج أو الدستورية كان أظهر فعلً وأقوى تأثيا‪،‬‬
‫ث يعمد إل اتاذ الصورة والسم والبخور والفعال‪ ،‬مثال ذلك برج الثور‪ :‬تستعمل صورة إذا كان ف الوجه الثان‬
‫ويريد الكيم أن يدم أمره‪ ،‬يتخذ صورة ثور مضروب الوسط ويناديه‪( :‬لرلرل)‪ ،‬وينجر بذنب الفأرة‪ ،‬ويفعل المور‬
‫الهلكة بإذن ال‪ ،‬ويقول ف جيع خدمته‪ :‬يا حرليل يا ديرليل يا جبليل‪ ،‬ومفهوم ذلك‪ :‬يا ملك القوى السارية ف‬
‫الجسام الفلكية والطبيعية والذرات العارفة لك والت فوقها يا نور النور(‪..)2‬‬
‫ويقول ف فصل آخر‪:‬‬
‫‪...‬وهذه السيمياء تنقسم إل خسة أقسام‪ :‬الكاذبة منها الذي يذكرها مسلمة الجريطي صاحب (رسائل‬
‫إخوان الصفا)(‪ ،)3‬والشكوك منها الذي يزعم ابن مسرة أنه وصله‪ ،‬والصحيح منها الذي إذا وصف للفقيه ساه‬

‫‪ )(1‬شس العارف الكبى‪( ،‬ص‪ ،530:‬وما بعدها)‪.‬‬


‫‪ )(2‬رسائل ابن سبعي‪( ،‬ص‪.)161 ،160:‬‬
‫‪ )(3‬الشهور أن رسائل إخوان الصفا من تأليف جاعة من البصرة‪ ،‬وقول ابن سبعي هذا يتاج إل تقيق‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪608‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫كرامة‪ ،‬وإذا ذكر للحكيم ساه تصريفا‪ ،‬وإذا ذكر للمقرب الحقق ساه فتنة(‪...)1‬‬
‫‪ -‬أظن أن القارئ الكري يعرف أن السيمياء هي السحر‪.‬‬
‫ويقول عبد الوهاب الشعران مدافعا عن الصوفية‪:‬‬
‫‪...‬فإن قيل‪ :‬إن هذه الكرامات تشبه السحر‪ ،‬فإن ساع النسان الواتف ف الواء‪ ،‬وساع النداء ف بطنه‪ ،‬وطي‬
‫الرض له‪ ،‬وقلب العيان‪ ،‬ونو ذلك غي معهود ف الس أنه صحيح‪ ،‬إنا يظهر ذلك من أهل السيمياء والنارنات؟‬
‫فالواب ما أجاب به الشايخ العارفون والعلماء الحققون ف الفرق بي الكرامة والسحر‪ ،‬أن السحر يظهر على أيدي‬
‫الفساق والزنادقة والكفار الذين هم على غي شريعة‪ ،‬وأما الولياء رضي ال عنهم فإنم وصلوا إل ذلك بكثرة‬
‫اجتهادهم واتباعهم للسنة(‪...)2‬‬
‫* اللحوظة‪:‬‬
‫إنه يعل الصوفية متبعي للسنة بكثرة اجتهادهم‪ ،‬وهذا غي صحيح‪ ،‬إذ أنم يصلون إل خرق العادة بالرياضة‬
‫الصوفية الت ل تت إل السنة ول إل السلم بأية صلة‪.‬‬
‫كما أن الساحر أيضا يصل إل خرق العادة بنفس السلوب تاما‪ .‬والشيخ هنا يعترف أن خوارق التصوفة‬
‫وخوارق السحرة هي شيء واحد‪.‬‬
‫ويقول أحد بن ممد الالكي الصاوي ف حاشيته على (شرح الريدة البهية)‪:‬‬
‫‪...‬سيدي ممد اللوت‪ ...‬أخذ عن الشيخ دمرداش فأحبه وقربه وشغله بالطريق وأخله (أي‪ :‬أدخله اللوة)‬
‫مرارا‪ ،‬وظهرت نابته وجد واجتهد واشتهر وتلقى عنه علم الوفاق والرف والزايرجا والرمل‪ ،‬فأتقن ذلك(‪...)3‬‬
‫‪ -‬أظن أن القارئ الكري يعرف أن الوفاق والرف والزايرجا والرمل هي من أبواب السحر‪ ،‬ولعله يعرف‬
‫أيضا أن أحد الصاوي كان شيخ الطريقة اللوتية‪.‬‬
‫ومن كتاب (النفحة العلية ف أوراد الشاذلية)‪:‬‬
‫(فصل) ف ذكر الدائرة والات والرز والسيف‪ ،‬وكلها أساء بسمى واحد‪ ،‬وف كيفية وضعها وما فيها من‬
‫الواص قراءةً وحلً‪ ،‬وضبط أسائها العجمة وغي ذلك‪ .‬اعلم أن الرواية ف هذه الدائرة من طريقي‪ ،‬أحدها‪ :‬عن‬
‫سيدي المام أحد أب العباس الرسي‪ ،‬والثانية‪ :‬عن سيدي المام شهاب الدين ولد الشيخ أب السن الشاذل رضي‬
‫ال عنهم‪.‬‬
‫أما خواصها؛ فمنها ما رواه سيدي المام شهاب الدين عن والده قال‪ :‬هذه الدائرة ورثتها عن آبائي وأجدادي‬
‫‪ )(1‬رسائل ابن سبعي‪( ،‬ص‪.)254 ،253:‬‬
‫‪ )(2‬طبقات الشعران‪.)1/14( :‬‬
‫‪ )(3‬حاشية العلمة الصاوي على شرح الريدة البهية‪( ،‬ص‪.)149:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪609‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫الكرام‪ ،‬ويريد آباءه ف الطريق‪ ،‬قال‪ :‬وكان الشيخ يكتب هذه الدائرة بالسند‪ ،‬وقال‪ :‬من كانت هذه الدائرة على‬
‫رأسه ل يوت (أي‪ :‬ما دامت على رأسه)(‪..)1‬‬
‫وهذه هي الدائرة‪ :‬طهورٌ‪ ،‬بَدْعقٌ (وف رواية بالثناة)‪ ،‬مَحْبََبهٌ‪ ،‬صور ٌه (وف رواية بالسي) سقغاطيس (وف‬
‫رواية‪ :‬سبقاطيس)‪ ،‬سقاطيم (وف رواية‪ :‬سفاطيم)‪ ،‬أحونٌ‪ ،‬قافٌ‪َ ،‬أ ُدمّ‪َ ،‬حمّ‪ ،‬هاءٌ‪ ،‬أميٌ أو (آمي)‪.‬‬
‫‪...‬اعلم أن هذه الساء هي من أساء ال تعال‪ ،‬ليست بلسان من ألسنة عال اللك ول عال اللكوت‪ ،‬ول بلغةٍ‬
‫من لغات العالي‪ ،‬وإنا هي أساء جبوتية يذكر ال تعال با ف روضة من رياض جبوته‪...‬فاعلم أن ال قد جع ف‬
‫هذه الساء علوم الولي والخرين(‪(...)2‬ث يرسم صورتا الت تكتب با ف الرز‪ ،‬وهي مربع داخله ست دوائر‬
‫مكتوب على دائرته الكبى الطلسم نفسه‪ ،‬وعلى بقية الدوائر آيات قرآنية)‪ ،‬ث يقول‪:‬‬
‫هذه على وفق العبارة التقدمة‪ ،‬ورأيتها بط شيخنا حفظه ال تعال‪ ،‬وقال ف الاشية من نسخته‪ :‬وينبغي أن‬
‫تكون الدائرة الكبى ملقيةً للخطوط الربعة (أي‪ :‬أضلع الربع) ل خارجة عنها ول داخلة‪.‬‬
‫وقد وضع صورتا الشيخ اليافعي ف كتاب (الدر النظيم ف خواص القرآن العظيم) على كيفيتي رواها من‬
‫طريقتي‪ ،‬الول عن الشيخ أب العباس الرسي‪ ..‬والرواية الثانية عن سيدي المام تقي الدين عن أبيه سيدي المام‬
‫شهاب الدين عن أبيه الشيخ أب السن الشاذل(‪(...)3‬يرسم الصورتي وها متلفتان عن الصورة الول)‪...‬إل أن‬
‫يقول‪ :‬وذكر أنا أيضا تكتب ف حريرة بيضاء بسك وزعفران وماء ورد ف رابع عشر من رمضان‪ ،‬وتلف ف رق‬
‫غزال‪ .‬وهو سيف الشاذلية وفيه اسم ال العظم وسره الفخم‪ .‬فتدبره فهو الكبيت الحر وبعضه من الدرياق‬
‫الكب(‪...)4‬‬
‫‪ -‬الدرياق معربة من كلمة (تارياك) الت تعن (الفيون)‪.‬‬
‫وكل من اطلع على فنون السحر يعرف أن هذا الذي ذكروه (الدائرة والساء والريرة ورق الغزال‪ )..‬هو من‬
‫أبواب السحر‪.‬‬
‫وما يورده أحد أبو كف ف (أعلم التصوف السلمي)‪:‬‬
‫يقول ابن عطاء ال السكندري عن علم أب العباس (أي‪ :‬الرسي)‪ :‬هو الامع بي علم الساء والروف‬
‫والدوائر‪ )5(...‬اهـ‪.‬‬
‫وطبعا‪ ،‬علم الساء والروف والدوائر هو من أبواب السحر‪.‬‬

‫‪ )(1‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)191:‬‬


‫‪ )(2‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)204 ،203:‬‬
‫‪ )(3‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)207 ،206:‬‬
‫‪ )(4‬النفحة العلية‪( ،‬ص‪.)208:‬‬
‫‪ )(5‬أعلم التصوف السلمي‪( ،‬ص‪.)63:‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪610‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫‪ -‬نكتفي بذه النصوص‪ ،‬وهي كافية للدللة على أن الصوفية هي السحر‪.‬‬
‫ول بأس من توضيح الطريقة الت يتبعها الريد ليكون من السحرة‪ ،‬وقبل ذلك نقول للقارئ‪ :‬اتق ال واعلم‬
‫(أنا فتنة فل تكفر) ول تسر ف هذا الطريق تت أي عذر‪ ،‬كان ما كان هذا العذر؛ لنا طريق إل الاوية‪ .‬وهذه هي‬
‫الطريقة‪:‬‬
‫فما نبتت أرض بغي فلحة‬ ‫وصحبة شيخ وهي أصل طريقهم‬
‫فالشيخ الساحر الكامل ضروري‪ ،‬فهو الذي يوجه مريده حسب خباته وتاربه السابقة‪.‬‬
‫والطريقة هي نفس الطريق الشراقية‪ ،‬خلوة وجوع وسهر وصمت وجلسة من جلسات اليوغا وتركيز الذهن‬
‫على المر الراد تقيقه مع تركيز البصر على شيء يتاره الشيخ‪.‬‬
‫يبقى الريد مثابرا على هذه الرياضة مدة قد تقصر وقد تطول‪ ،‬حسب مهارة الشيخ واستعداد الريد‪ ،‬حت‬
‫يتحقق المر الراد تقيقه‪ ،‬فيستريح الريد مدة يقررها الشيخ‪ ،‬وهي ل تزيد على أيام على كل حال‪ ،‬ث يعيد الكرة‬
‫حت يتحقق نفس المر ثانية‪ ،‬ث يعيد‪...‬وهكذا حت يصل إل أن يتحقق هذا المر له بسهولة كبية‪ ،‬وهذه الرياضة‬
‫صالة لبعض الوارق‪ ،‬وخاصة منها ما يتصل بالتأثي على نفوس الخرين‪ ،‬أو بالتصال عن بعد (التلباثي)‪.‬‬
‫أما الطريقة الامعة فهي اللوة والوع والسهر وترديد عبارة معينة خاصة برق معي يعرفها الشيخ ويلقنها‬
‫لريده‪ ،‬وقد يضاف إليها البخور لتسريع الوصول‪ ،‬وهذه الطريقة يستعملها السحرة السلمون‪.‬‬
‫يثابر الريد على هذه الرياضة الت قد تقصر وقد تطول‪ ،‬حت يصل خرق العادة الطلوب‪ ،‬فيستريح أياما‪،‬‬
‫حسب توجيه الشيخ‪ ،‬ث يعاود الكرة حت يصل الرق من جديد‪ ،‬ث يعاود‪ ،‬وهكذا حت يصبح الال عنده مقاما‪،‬‬
‫حيث يصل الرق أمامه بترديد العبارة العينة (الطلسم) مرات قليلة‪ ،‬وعندئذ يكون قد أتقن عملية سحرية واحدة‪.‬‬
‫ث يلقنه الشيخ طلسما آخر خاصا برق عادة آخر‪ ،‬فيعود إل الرياضة من جديد بذا الطلسم الديد كما فعل‬
‫ف رياضة الرق الول‪ ،‬حت يصبح الرق الثان له مقاما‪ ،‬فيكون قد أتقن عمليتي سحريتي‪ ،‬وهكذا‪..‬‬
‫ويتفاضل السحرة بينهم بعدد العمليات السحرية الت يتقنها كل واحد منهم‪ ،‬ومن يريد الوصول إل الذبة‬
‫منهم ثابر على طلسم واحد ل يغيه ول يستريح حت يصل إليها‪.‬‬
‫وقد يكن الستغناء عن الشيخ لفراد نادرين عندهم استعداد نفسي‪ ،‬أو فيزيولوجي أو تشريي خاص‪ ،‬كما‬
‫يكن الستغناء عن اللوة والوع والسهر لفراد ماثلي‪.‬‬
‫أي‪ :‬إن السحر هو نفس الصوفية بطريقته ونتائجه‪ ،‬والفرق بينهما هو ف الدعاء والتوجه‪ .‬ث يأت بعد ذلك‬
‫دور الطلسم والقسام الت يسميها التصوفة (الوراد والذكار) وهي وإن اختلفت ألفاظها لكن النتيجة واحدة‪،‬‬
‫وكذلك بقية البواب‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪611‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل السابع‬
‫الصوفية والشيوعية‬
‫هناك تشابه عجيب بي الصوفية والشيوعية! ومن وجوه هذا التشابه‪:‬‬
‫‪ -1‬الصوفية والشيوعية تلتقيان بعقيدة وحدة الوجود! واللف بينهما لفظي؟‬
‫فالصوفية يقولون‪ :‬ل موجود إل ال‪ ،‬وكل الوجودات هي ال‪.‬‬
‫والشيوعية يقولون‪ :‬ل موجود إل الادة‪ ،‬وكل الوجودات هي الادة‪.‬‬
‫إذن فاللف ف التسمية فقط‪ ،‬هؤلء يسمونا (ال) جل ال وعل‪ ،‬وهؤلء يسمونا (الادة)‪.‬‬
‫‪ -2‬الصوفية والشيوعية تلتقيان ف الكذب الذي ل يعرف الدود‪.‬‬
‫فالصوفية يكذبون على ال وملوقاته (من العرش إل الفرش) من دون خوف ول حياء!‬
‫والشيوعيون شعارهم (اكذب ث اكذب ث اكذب وسوف تصدق الكذبة)‪.‬‬
‫‪ -3‬تلتقيان ف الكيد للدين والكر به! فمثلً‪:‬‬
‫يقول التصوفة‪ :‬إن الصوفية نزلت وحيا من ال على رسوله‪ ،‬وهي مقام الحسان! وكان ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم صوفيا‪ ،‬أخذ عنه الطريقة أبو بكر وعمر وعلي‪ ،‬وغيهم‪...‬وغيها من الخادعات‪.‬‬
‫ويقول الشيوعيون‪ :‬إن السلم دين الشتراكية‪ ،‬وقد كان ممد صلى ال عليه وسلم اشتراكيا‪ ،‬وكذلك‬
‫خدية وعمر وعلي وأبو ذر‪ ..‬كانوا اشتراكيي‪...‬وغيها من الخادعات‪.‬‬
‫‪ -4‬تلتقيان بتأليه البشر وعبادتم وتقديسهم ف حياتم وبعد موتم‪.‬‬
‫فالتصوفة يؤلون سدنة الصوفية وكهانا (الشيوخ) بشكل عام وشيخ طريقتهم بشكل خاص‪ ،‬والشيوعيون‬
‫يؤلون سدنة الشيوعية وكهانا (ليني‪ ،‬ماركس‪ ،‬ماوتسي تونغ‪ ،‬غورغي ديتروف‪...،‬وغيهم) بشكل عام‪ ،‬وحاكم‬
‫بلدهم بشكل خاص أو (قائد حزبم)‪.‬‬
‫‪ -5‬تلتقيان ف سَجْن الفرد النتمي إليهما ف زنزانة فكرية ل تسمحان له بالتطلع خارجها‪.‬‬
‫‪ -6‬تتشابان ف الغاية؟‬
‫فالصوفية تعد مريدها أن يكون هو ال التصرف ف الكون!‬
‫والشيوعية تعد مريدها أن يكون سيد مصيه‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪612‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫وما يعدهم الشيطان إل غرورا‪.‬‬
‫‪ -7‬الصوفية تدعي أنا الطريق الؤدية إل السعادة البدية الت ل تزيد عن كونا تلبيسا وخدعة‪.‬‬
‫والشيوعية تدعي أنا تؤدي إل نعيم النسان‪ ،‬والذي ل يزيد عن كونه تلبيسا وخدعة‪.‬‬
‫‪ -8‬كلتاها تنبذان الخرة (مر معنا قولم‪ :‬اخلع نعليك الدنيا والخرة)‪.‬‬
‫‪ -9‬كلتاها تستعملن ف خداعهما ومراوغتهما أسلوب إماتة الحتمالت الية‪ ،‬وتريك الحتمالت اليتة‬
‫وتسليط الضواء عليها حت تبدو وكأنا حية!‬
‫تشابهٌ بي الضللتي يثي النتباه‪ ،‬وتلقٍ يبعث على التساؤل؟‬
‫وبرسم الطي البيانيي للمسيتي‪ ،‬مسية الصوفية‪ ،‬ومسية الشيوعية الت هي التطبيق العملي لسطورة‬
‫الشعب الختار‪ ،‬برسم خطيهما البيانيي تارييا وجغرافيا‪ ،‬وملحوظة حاجة الصوفية إل أساليب جديدة ف الداع‬
‫والناورة تتفق مع واقع النسانية الفكري ف عصرها الاضر ومستقبلها‪ ،‬أساليب مبنية على قواني العلم ف النفس‬
‫والجتمع والدعاية وتريك الماهي‪ ،‬وقد أتقنت الشيوعية هذه الساليب وطورتا وتطورها؛ وكذلك مع ملحوظة‬
‫حاجة الشيوعية لا يسمونه (الروحانيات) كبديل للدين؛ لن تارب الشيوعية أو (اليهودية ل فرق) أثبتت لا أن‬
‫التدين غريزة ف النسان ل يكن فصله عنه‪.‬‬
‫مع ملحوظة هذه المور‪ ،‬نستطيع أن نظن‪ ،‬مع الترجيح‪ ،‬أن القيامة ستقوم على الشيوعية المزوجة بالصوفية‪،‬‬
‫ول يعلم الغيب إل ال سبحانه‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن المد ل رب العالي‬
‫((رَبّنَا آتِنَا مِنْ َلدُْنكَ رَحْ َم ًة َوهَيّئْ لَنَا مِنْ َأ ْمرِنَا رَ َشدًا)) [الكهف‪]10:‬‬
‫جدَ َلهُ َولِيّا مُرْ ِشدًا)) [الكهف‪]17:‬‬
‫ضلِ ْل َفلَنْ َت ِ‬
‫((مَ ْن َي ْهدِ ال ّلهُ َف ُهوَ الْ ُمهَْت ِد َومَنْ ُي ْ‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪613‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الراجع‬
‫* آراء نقدية ف مشكلت الدين والفلسفة والنطق‪ :‬الدكتور مهدي فضل ال‪ ،‬الطبعة الول‪1401( ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1981‬م)‪ ،‬دار الندلس‪.‬‬
‫* البريز‪ :‬الذي تلقاه نم العرفان الافظ سيدي أحد بن البارك عن قطب الواصلي سيدي عبد العزيز‬
‫الدباغ‪ ،‬وبامشه كتابان (درر الغواص) ث (الواهر والدرر)‪ ،‬يطلب من مكتبة ومطبعة ممد علي صبيح وأولده‪،‬‬
‫ميدان الزهر‪.‬‬
‫* ابن سبعي وفلسفته الصوفية‪ :‬د‪ .‬أبو الوفا الغنيمي التفتازان‪ ،‬دار الكتاب اللبنان‪ ،‬بيوت‪ ،‬الطبعة الول (‬
‫‪1973‬م)‪.‬‬
‫* ابن عرب‪ ،‬حياته ومذهبه‪ :‬آسي بلثيوس‪ ،‬ترجه عن السبانية عبد الرحن بدوي‪ ،‬وكالة الطبوعات‬
‫الكويت‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪1979( ،‬م)‪.‬‬
‫* أبو بكر الشبلي‪ ،‬حياته وآراؤه‪ :‬عبد الليم ممود‪ ،‬شيخ الزهر‪ ،‬منشورات الكتبة العصرية‪ ،‬بيوت ‪-‬‬
‫صيدا‪.‬‬
‫* أبو السن الشاذل‪ :‬المام الكب الدكتور عبد الليم ممود شيخ الزهر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار السلم القاهرة‪،‬‬
‫والكتبة العصرية بيوت‪1387( ،‬هـ‪1967-‬م)‪.‬‬
‫* أبو مدين الغوث‪ :‬د‪ .‬عبد الليم ممود شيخ الزهر‪ ،‬منشورات الكتبة العصرية‪ ،‬بيوت‪ -‬صيدا‪.‬‬
‫* أحلم اليقظة‪ :‬جورج هنري جرين‪ ،‬ترجة إبراهيم حافظ‪ ،‬راجعه زكي الهندس بك‪ ،‬الطبعة الول‪ ،‬لنة‬
‫البيان العرب‪.‬‬
‫* إحياء علوم الدين‪ :‬الغزال (‪ 4‬ملدات)‪ ،‬يطلب من مكتبة عبد الوكيل الدروب ف دمشق‪ ،‬وبامشه ثلثة‬
‫كتب (تعاريف الحياء بفضائل الحياء)‪ ،‬ث (الملء ف إشكالت الحياء)‪ ،‬ث (عوارف العارف)‪.‬‬
‫* أبو العباس الرسي (العارف بال)‪ :‬د‪ .‬عبد الليم ممود‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫* أربع رسائل إساعيلية‪ :‬تقيق عارف تامر‪.‬‬
‫* أخبار اللج‪( :‬ومعه الطواسي ومموعة من شعره)‪ ،‬بعناية الناشر‪ ،‬وتقدي وتعليق وتصحيح عبد الفيظ بن‬
‫ممد مدن هاشم‪ ،‬طبعة ثانية‪ ،‬رمل السكندرية‪ 1390( ،‬هـ‪1970-‬م)‪.‬‬
‫* الدب الصوف ف مصر ف القرن السابع الجري‪ :‬د‪ .‬علي صاف حسي‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪614‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* إدمان الخدرات (أضرارها وعلجها)‪ :‬نبة من أساتذة كليات الطب‪ ،‬إعداد‪ :‬ممد رفعت‪ ،‬رئيس ترير ملة‬
‫(طبيبك الاص)‪ ،‬الطبعة الول‪1400( ،‬هـ‪1980-‬م)‪.‬‬
‫* أديان الند الكبى (الندوسية‪ ،‬الينية‪ ،‬البوذية‪ ،‬ملحق خاص عن قضية اللوهية)‪ :‬الدكتور أحد شلب‪،‬‬
‫الطبعة الرابعة‪1976( ،‬م)‪.‬‬
‫* السرار الربانية والفيوضات الرحانية على الصلوات الدرديرية‪ :‬للمام المام العال العامل واللوذعي الكامل‬
‫العارف بال تعال شيخنا وأستاذنا معدن الشريعة والقيقة الشيخ أحد الصاوي الالكي اللوت‪.‬‬
‫* الشارات اللية‪ :‬لب حيان التوحيدي‪ ،‬حققه وقدم له عبد الرحن بدوي‪ ،‬وكالة الطبوعات الكويت‪ ،‬دار‬
‫القلم بيوت‪ ،‬الطبعة الول‪1981( ،‬م)‪.‬‬
‫* اصطلحات الصوفية‪ :‬عبد الرزاق القاشان‪ ،‬تقدي وتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اللطيف ممد العبد‪ ،‬الطبعة الول‪( ،‬‬
‫‪1397‬هـ‪1977-‬م)‪.‬‬
‫* العلم‪ :‬خي الدين الزركلي‪.‬‬
‫* أعلم التصوف السلمي‪ :‬بقلم أحد أبو كف‪ ،‬دار اللل‪.‬‬
‫* أعلم ليبيا‪ :‬الطاهر أحد الذادي الطرابلسي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1390( ،‬هـ‪1971-‬م)‪.‬‬
‫* أفضل الصلوات على سيد السادات‪ :‬يوسف بن إساعيل النبهان‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫* اللامات اللية على الوظيفة الشاذلية اليشرطية‪ :‬الشيخ ممود أبو الشامات الدمشقي‪ ،‬الطبعة الثانية‪( ،‬‬
‫‪1350‬هـ‪1960-‬م)‪.‬‬
‫* أناشيد الصفا ف مدح الصطفى صلى ال عليه وسلم‪ ،‬ومولد البزني‪ :‬طبعة جديدة‪ ،‬جع وإعداد مكتبة‬
‫الغزال‪ ،‬دمشق‪ -‬بيوت‪.‬‬
‫* المام السرهندي‪ ،‬حياته وأعماله (سلسلة رجال الفكر والدعوة ف السلم‪ ،‬الزء الثالث)‪ :‬تأليف أبو‬
‫السن علي السن الندوي‪ ،‬الطبعة الول‪1403( ،‬هـ‪1983-‬م)‪.‬‬
‫* المام الدهلوي (من سلسلة رجال الفكر والدعوة ف السلم‪ ،‬الزء الرابع)‪ :‬تأليف أبو السن علي السن‬
‫الندوي‪ ،‬الطبعة الول‪1405( ،‬هـ‪1985-‬م)‪.‬‬
‫* إلام العوام عن علم الكلم‪ :‬أبو حامد الغزال‪.‬‬
‫* النسان الكامل ف السلم‪ :‬الدكتور عبد الرحن بدوي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مايو (‪1976‬م)‪.‬‬
‫* النسان الكامل ف معرفة الواخر والوائل‪ :‬الشيخ عبد الكري بن إبراهيم اليلي‪ ،‬جزءان ف ملد‪ ،‬الطبعة‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪615‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الرابعة‪1395( ،‬هـ‪1975-‬م)‪.‬‬
‫* النوار القدسية ف بيان آداب العبودية‪ :‬عبد الوهاب الشعران‪ ،‬جزءان ف هامش الطبقات الكبى للمؤلف‬
‫(ملد واحد)‪.‬‬
‫* النوار القدسية ف معرفة قواعد الصوفية (جزءان)‪ :‬المام العلمة عبد الوهاب الشعران‪ ،‬حققه وقدم له طه‬
‫عبد الباقي سرور‪ ،‬الطبعة الول‪.‬‬
‫* إيضاح أسرار علوم القربي‪ :‬السيد الشريف والول النيف‪ ،‬بركة النام وقطب الزمان‪ ،‬مرب الريدين‪ ،‬المام‬
‫جال الدين الشيخ ممد بن عبد ال بن شيخ العيدروس باعلوي‪ ،‬ويليه كتابان (الكبيت الحر) و(غاية القرب)‪،‬‬
‫الكتبة النبهانية الكبى‪ ،‬سربايا‪ ،‬جاوى‪1352( ،‬هـ‪1933-‬م)‪( ،‬رقم‪ ،)11 :‬مصطفى الباب اللب وأولده‪.‬‬
‫* إيقاظ المم ف شرح الكم‪ :‬للعارف بال أحد بن ممد بن عجيبة السن وباشيته الفتوحات اللية‬
‫للمؤلف‪ ،‬دار العرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫* الوراد اللوتية (الصلوات الدرديرية)‪.‬‬
‫* أغرب القبائل والشعوب بالقرن العشرين‪ :‬الزء الول‪ ،‬رياض مصطفى العبد ال‪ ،‬الطبعة الول‪.‬‬
‫* بد العارف‪ :‬ابن سبعي‪ ،‬تقيق وتقدي د‪ .‬جورج كتورة‪ ،‬الطبعة الول‪1978 ،‬م‪ ،‬دار الندلس ودار‬
‫الكندي‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫* بدائع الزهور ف وقائع الدهور‪ :‬العال الفاضل‪...‬ممد بن أحد بن إياس النفي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫* بداية الطريق إل مناهج التحقيق ف ظلل الشريعة ورحاب القيقة‪ :‬السيد ممود أبو الفيض النوف السين‪،‬‬
‫(سلسلة من الشرق والغرب)‪ ،‬الدار القومية للطباعة والنشر‪.‬‬
‫* بغية الستفيد لشرح منية الريد‪ :‬تأليف سيدي ممد العرب السائح الشرقي العمري التجان‪1393( ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1973‬م)‪ ،‬دار العلم للجميع‪.‬‬
‫* بجة السرار ومعدن النوار‪ :‬نور الدين أب السن علي بن يوسف بن جرير اللخمي الشطنوف‪ ،‬ف بعض‬
‫مناقب القطب الربان ميي الدين أب ممد عبد القادر اليلن‪.‬‬
‫* بوارق القائق‪ :‬القطب الغوث الفرد التمكن العارف بال‪...‬الشيخ الكبي السيد باء الدين ممد مهدي‬
‫الشيوخي الشهي بالرواس ابن السيد علي ابن السيد نور الدين الردين الرفاعي الصيادي‪ ،‬عن بنسخه وتقيقة وطبعه‬
‫ونشره‪ :‬عبد الكيم بن سليم عبد الباسط‪ ،‬مكتبة النجاح‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫* البهجة الالدية‪ :‬مع (السعادة البدية)‪ ،‬ث (القيقة الندية)‪ ،‬ث (البهجة الالدية)‪ ،‬ممد بن سليمان البغدادي‬
‫النفي النقشبندي‪ ،‬إستانبول‪1401( ،‬هـ‪1981-‬م)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪616‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* تاج العروس الاوي لتهذيب النفوس‪ :‬تأليف الشيخ المام تاج الدين أب العباس أحد بن عطاء ال‬
‫السكندري ويليه منظومة (بدء المان)‪ ..‬الطبعة الثانية‪1375( ،‬هـ‪1956-‬م)‪.‬‬
‫* تاريخ العلويي‪ :‬ممد أمي غالب الطويل‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1401( ،‬هـ‪1981-‬م)‪.‬‬
‫* تاريخ الفلسفة اليونانية‪ :‬يوسف كرم‪ ،‬طبعة جديدة‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫* تفة السفرة إل حضرة البرة‪ :‬سلطان العارفي الشيخ الكب ميي الدين بن عرب‪ ،‬حققه وعلق عليه ممد‬
‫رياض الال‪ ،‬دار الكتاب اللبنان‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫* تربيتنا الروحية‪ :‬سعيد حوى‪ ،‬الطبعة الول‪.‬‬
‫* التصوف السلمي‪ :‬زكي مبارك‪.‬‬
‫* التصوف السلمي الالص‪ :‬السيد ممود أبو الفيض النوف‪ ،‬دار نضة مصر للطبع والنشر‪ ،‬الفجالة‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫* التصوف بي الق واللق‪ :‬فهر الشقفة‪.‬‬
‫* التصوف الثورة الروحية ف السلم‪ :‬د‪ .‬أبو العل عفيفي‪ ،‬دار الشعب‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫* التصوف عند ابن سينا‪ :‬د‪ .‬عبد الليم ممود‪ ،‬مكتبة النلو الصرية‪.‬‬
‫* التصوف عند الستشرقي‪ :‬أحد الشرباصي (سلسلة الثقافة السلمية ‪ ،)27‬شوال (‪1380‬هـ)‪ -‬مارس (‬
‫‪1961‬م)‪.‬‬
‫* التصوف ف السلم‪ :‬د‪ .‬عمر فروخ‪ ،‬عن دار الكتاب العرب‪ ،‬بيوت‪1401( ،‬هـ‪1981-‬م)‪.‬‬
‫* تقيق ما للهند من مقولة مقبولة ف العقل أو مرذولة‪( :‬انظر الفلسفة الندية) لب الريان ممد بن أحد‬
‫البيون‪ ،‬راجعه وقدم له د‪ .‬عبد الليم ممود وعثمان عبد النعم يوسف‪ ،‬مع مقارنة‪.‬‬
‫* التصوت وأقطابه‪ :‬الشيخ ممد ممود السطوحي‪ ،‬شيخ مشايخ الطرق الصوفية (كتاب المهورية الدين)‬
‫أول يوليو‪( ،‬العدد‪1390( ،)10:‬هـ‪1970-‬م)‪.‬‬
‫* التعرف لذهب أهل التصوف‪ :‬تأليف تاج السلم أبو بكر ممد الكلباذي‪ 1400( ،‬هـ‪1980-‬م)‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫* تلوة الوراد وإقامة الذكار ف الطريقة الشاذلية اليشرطية‪ :‬فاطمة اليشرطية السينية‪.‬‬
‫* تلبيس إبليس‪ :‬ابن الوزي‪ ،‬عن بنشره وقدم له‪...‬ممود مهدي استانبول‪1396( ،‬هـ‪1976-‬م)‪.‬‬
‫* تنيه السنة والقرآن عن أن يكونا من أصول الضلل والكفران‪ :‬أحد بن حجر آل بوطامي آل بن علي‪،‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪617‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الدوحة‪1399( ،‬هـ)‪.‬‬
‫* التنوير ف إسقاط التدبي‪ :‬الشيخ المام ابن عطاء ال السكندري‪ ،‬تقيق وتعليق موسى ممد علي‪ ،‬وعبد‬
‫العال أحد العراب‪ ،‬دار التراث العرب للطباعة والنشر‪ ،‬ميدان الشهد السين‪.‬‬
‫* تنوير القلوب ف معاملة علم الغيوب‪ :‬تأليف مولنا العارف بال الشيخ ممد أمي الكردي الربلي الشافعي‬
‫مذهبا النقشبندي مشربا‪ ،‬الطبعة التاسعة (‪1372‬هـ)‪ ،‬ومقدمة الكتاب لليفته مولنا (الشيخ سلمة العزامي)‪،‬‬
‫يترجم با للمؤلف‪.‬‬
‫* تقريب الصول لتسهيل الوصول‪ :‬أحد زين الدحلن‪ ،‬الطبعة الخية‪1385( ،‬هـ‪1965-‬م)‪.‬‬
‫* تنبيه الغترين أواخر القرن العاشر على ما خالفوا فيه سلفهم الطاهر‪ :‬للشعران‪ ،‬ويليه (الكشف والتبيي ف‬
‫غرور اللق أجعي) للغزال‪1390( ،‬هـ‪1970-‬م)‪.‬‬
‫* الثقافة السلمية ف الند (معارف العوارف ف أنواع العلوم والعارف) تأليف عبد الي السن‪ ،‬راجعه‬
‫وقدم له أبو السن علي السن الندوي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دمشق‪1403( ،‬هـ‪1983-‬م)‪ ،‬مطبوعات ممع اللغة‬
‫العربية بدمشق‪.‬‬
‫* جامع كرامات الولياء‪ :‬يوسف بن إساعيل النبهان‪ ،‬جزءان ف ملدين‪ ،‬تقيق ومراجعة‪ :‬إبراهيم عطوة‬
‫عوض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1394( ،‬هـ‪1974-‬م)‪ ،‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباب اللب وأولده بصر‪.‬‬
‫* جهرة الولياء وأعلم أهل التصوف‪ :‬تأليف العال الليل السيد ممود أبو الفيض النوف السين (جزءان ف‬
‫ملد)‪ ،‬الطبعة الول‪1387( ،‬هـ‪1967-‬م)‪.‬‬
‫* الواهر والدرر‪ :‬ما استفاده سيدي عبد الوهاب الشعران من شيخه سيدي علي الواص أيضا للقطب‬
‫العارف بال سيدي عبد الوهاب الشعران‪ ،‬ف هامش البريز‪.‬‬
‫* جولت ف الفقهي الكبي والكب وأصولما‪ :‬سعيد حوى‪ ،‬دار الرقم‪ -‬عمان‪ ،‬الطبعة الول‪( ،‬‬
‫‪1400‬هـ‪1980-‬م)‪.‬‬
‫* الديقة الندية ف الطريقة النقشبندية‪ :‬للعلمة ممد بن سليمان البغدادي النفي النقشبندي‪ ،‬مع كتاب‬
‫(السعادة البدية)‪ ،‬ويليه (البهجة الالدية)‪ ،‬إستانبول‪1401( ،‬هـ‪1981-‬م)‪.‬‬
‫* حاشية العلمة الصاوي على شرح الريدة البهية لب البكات سيدي أحد الدردير‪ :‬تطلب من مكتبة‬
‫القاهرة لصاحبها علي يوسف سليمان‪.‬‬
‫* الشيش قاتل النسان ودعامة الستعمار‪ :‬هادي الدرّس‪ ،‬الطبعة الول‪1979( ،‬م)‪.‬‬
‫* حقائق عن التصوف‪ :‬عبد القادر عيسى‪ ،‬الطبعة الثانية‪1390( ،‬هـ‪1970-‬م)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪618‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* القيقة التاريية للتصوف السلمي‪ :‬ممود البهلي النيال‪ ،‬نشر مكتبة النجاح ‪ -‬تونس‪1384( ،‬هـ)‪.‬‬
‫* حقيقة البابية والبهائية‪ :‬الدكتور مسن عبد الميد‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫* حكاية إبليس با أخب به النب العظم صلى ال عليه وسلم‪ :‬تلي (شجرة الكون) ف كتاب واحد‪ ،‬الطبعة‬
‫الخية‪1388( ،‬هـ‪1968-‬م)‪ ،‬مصطفى الباب اللب وأولده‪.‬‬
‫* حلية الولياء‪ :‬أبو نعيم الصفهان‪ .‬حياة القلوب ف كيفية الوصول إل الحبوب‪ :‬لعماد الدين الموي‪،‬‬
‫الكتاب الثان بامش (قوت القلوب)‪.‬‬
‫* حاشية العروسي‪ :‬انظر (نتائج الفكار القدسية)‪.‬‬
‫* اللج‪ :‬طه عبد الباقي سرور‪.‬‬
‫* حي بن يقظان‪ :‬لبن طفيل‪ ،‬قدم له وحققه فاروق سعد‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫* الي الكثي اللقب بزائن الكمة‪ :‬ول ال الدهلوي‪ ،‬الطبعة الول‪1394( ،‬هـ‪1974-‬م)‪ ،‬دار الطباعة‬
‫الحمدية بالزهر‪.‬‬
‫* الطوط العريضة‪ :‬السيد مب الدين الطيب‪ ،‬ويليها (مؤتر النجف)‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫(لعلها الطبعة التاسعة)‪.‬‬
‫* درر الغواص على فتاوى سيدي علي الواص‪ :‬الول على هامش (البريز)‪ ،‬عبد الوهاب الشعران‪.‬‬
‫* دلئل اليات‪ :‬ويليه قصيدة (البدة)‪ ..‬ممد بن سليمان الزول‪.‬‬
‫* الدواوين الست‪ :‬لشيخ السلم وغوث الزمان الاج إبراهيم ابن الشيخ الاج عبد ال الكولي‪ ،‬علق عليها‬
‫الشيخ الاج أبو بكر عتيق ابن الرحوم الضر الكشتاوي ث الشيخ الاج ممد الثان ابن الرحوم السن كافنغ‪.‬‬
‫* ديوان البعي‪ :‬الطبعة الخية‪1389( ،‬هـ‪1970-‬م)‪ ،‬الكتبة الثقافية‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫* ديوان اللج‪ :‬صنعه وأصلحه الدكتور كامل مصطفى الشيب‪.‬‬
‫* ديوان ترجان الشواق‪ :‬ابن عرب‪.‬‬
‫* الرسالة القشيية ف علم التصوف‪ :‬المام الامع بي الشريعة والقيقة أب القاسم عبد الكري بن هوازن‬
‫القشيي‪ ،‬وعليها هوامش من شرح شيخ السلم زكريا النصاري‪ ،‬الناشر دار الكتاب العرب بيوت‪.‬‬
‫* رسالة السترشدين‪ :‬الارث الحاسب‪ .‬القدمة لعبد الفتاح أبو غدة‪.‬‬
‫* رسائل ابن سبعي‪ :‬سلسلة تراثنا‪ ،‬حققه وقدم له الدكتور عبد الرحن بدوي‪ ،‬نشر الدار الصرية للتأليف‬
‫والترجة‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪619‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* رسائل ابن عرب‪ :‬للشيخ الكب ميي الدين أب عبد ال العرب الاتي‪ ،‬الطبعة الول‪ ،‬بطبعة جعية دائرة‬
‫العارف العثمانية بعاصمة الدولة الصفية‪ ،‬حيدر آباد الدكن‪1361( ،‬هـ)‪.‬‬
‫* الرمز الشعري عند الصوفية‪ :‬الدكتور عاطف جودة نصر‪ ،‬الطبعة الول‪1978( ،‬م)‪.‬‬
‫* روضة التعريف بالب الشريف‪ :‬الوزير لسان الدين بن الطيب‪ ،‬تليل وتعليق وتقدي عبد القادر أحد عطا‬
‫(عبد الستار)‪ ،‬ملتزم الطبع والنشر دار الفكر العرب‪.‬‬
‫* رشح الزلل ف شرح اللفاظ التبادلة بي أرباب الذواق والحوال‪ :‬عبد الرزاق القاشان‪.‬‬
‫* رسالة النوار‪ :‬ابن عرب‪.‬‬
‫* سر العالي‪ ،‬ومعه الدرة الفاخرة ف كشف علوم الخرة‪ :‬للمام حجة السلم أب حامد ممد بن ممد بن‬
‫ممد الغزال‪ ،‬التوف سنة (‪505‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الندي بصر (صاحبها ممد علي الندي)‪ ،‬تقدي مصطفى أبو‬
‫العل الشهي بامد‪.‬‬
‫* سد هارتا‪ :‬هيمان هيسّيه‪ ،‬ترجة سي علي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة والعلم (‪1981‬م)‪ ،‬المهورية‬
‫العراقية‪ ،‬سلسلة الكتب الترجة (‪.)107‬‬
‫* سراج القلوب وعلج الذنوب‪ :‬للشيخ أب علي زين الدين علي العيي الفنان (الكتاب الول بامش قوت‬
‫القلوب)‪.‬‬
‫* السعادة البدية فيما جاء به النقشبندية‪ :‬للحقي الفان عبد الجيد بن ممد الان الالدي النقشبندي‪...‬ويليه‬
‫(الديقة الندية)‪ ،‬ث (البهجة الالدية)‪ ،‬اعتن بطبعه حسي حليم بن سعيد استانبول‪ ،‬استانبول (‪1401‬هـ‪-‬‬
‫‪1981‬م)‪.‬‬
‫* سنن ابن ماجة‪.‬‬
‫* سنن أب داوُد‪.‬‬
‫* سنن الترمذي‪.‬‬
‫* السيد عبد الرحيم القنائي (شخصيات صوفية)‪ :‬صلح عزام‪ ،‬الشعب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جادى الول (‬
‫‪1390‬هـ‪-‬يوليو ‪1970‬م)‪.‬‬
‫* السر البر ف أوراد القطب الكب سيدي أحد التجان‪ :‬الوسقي‪ ،‬قبله ثلثة كتب ف ملد واحد‪( :‬الفتح‬
‫الربان)‪( ،‬الفتوحات الربانية)‪( ،‬النفحة القدسية)‪.‬‬
‫* الشبك‪ :‬من فرق الغلة ف العراق‪ ،‬أحد حامد الصراف‪ ،‬مطبعة العارف‪ ،‬بغداد‪1373( ،‬هـ‪1954-‬م)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪620‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* شجرة الكون‪ :‬الشيخ الكب سيدي ميي الدين بن العرب ويليها (حكاية إبليس)‪ ،‬الطبعة الخية‪( ،‬‬
‫‪1388‬هـ‪1968-‬م)‪ ،‬مصطفى الباب اللب وأولده‪.‬‬
‫* شرح الرسالة القشيية (بامش نتائج الفكار القدسية)‪ :‬لزكريا النصاري‪.‬‬
‫* شرح كلمات الصوفية‪ :‬الرد على ابن تيمية‪ ،‬من كلم الشيخ الكب ميي الدين بن العرب‪ ،‬جع وتأليف‬
‫ممود ممد الغراب‪1402( ،‬هـ‪1981-‬م)‪.‬‬
‫* شروح رسالة الشيخ أرسلن ومنها (شرح عبد الغن النابلسي)‪.‬‬
‫* شرح دعاء السحر‪ :‬لسماحة آية ال العظمى المام المين دامت بركاته‪ ،‬قدم عليه السيد أحد الفهري‪،‬‬
‫مؤسسة الوفاء‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1402( ،‬هـ‪1982-‬م)‪.‬‬
‫* شرح مموع الوراد (شرح أوراد العارف بال الرحوم الشيخ عبد الرحن بن الشيخ حسي الشريف‬
‫السين)‪ :‬لفيد الؤلف ممد عادل الشريف السين الليلي‪1399( ،‬هـ‪1979-‬م)‪.‬‬
‫* شطحات الصوفية‪ :‬عبد الرحن بدري‪ ،‬طبعة ثالثة‪1976( ،‬م)‪.‬‬
‫* شس العارف الكبى‪ :‬للشيخ أحد بن علي البون (‪ 4‬أجزاء ف ملد)‪ ،‬ويليه رسالة (ميزان العدل ف مقاصد‬
‫أحكام الرمل)‪ ،‬ورسالة (فواتح الرغائب)‪...‬ورسالة (زهر الروج) ورسالة (لطائف الشارة)‪ ،‬تأليف عبد القادر‬
‫السين الدهي‪.‬‬
‫* شيخ الشيوخ أبو مدين الغوث‪ ،‬حياته ومعراجه إل ال‪ :‬المام الكب الدكتور عبد الليم ممود‪ ،‬شيخ‬
‫السلم‪ ،‬الكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‪ -‬بيوت‪.‬‬
‫* شرح القاشان على الفصوص‪ :‬انظر (فصوص الكم)‪.‬‬
‫* شرح الطريقة الحمدية‪ :‬عبد الغن النابلسي‪.‬‬
‫* شذرات الذهب ف أخبار من ذهب‪ :‬لبن العماد‪.‬‬
‫* الشيعة ف اليزان‪ :‬ممد جواد مغنية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫* صحيح مسلم‪.‬‬
‫* صفة الصفوة‪ :‬ابن الوزي‪.‬‬
‫* الصوفية بي المس اليوم‪ :‬دكتور سيد حسي نصر‪ ،‬ترجة د‪ .‬كمال خليل يازجي‪ ،‬الطبعة الول‪( ،‬‬
‫‪1975‬م)‪.‬‬
‫* الصوفية ف نظر السلم‪ :‬سيح عاطف الزين‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الكتاب اللبنان‪ ،‬ودار الكتاب الصري‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪621‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* الصلة بي التصوف والتشيع‪ :‬الدكتور كامل مصطفى الشيب‪ ،‬مطبعة الزهراء‪ ،‬بغداد‪1382( ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1963‬م)‪.‬‬
‫* طبقات الولياء‪ :‬لبن اللقن‪ ،‬سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحد الصري‪ ،‬الطبعة الول‪( ،‬‬
‫‪1393‬هـ‪1973-‬م)‪ .‬حققه وخرجه نور الدين شريبة (ممع البحوث السلمية‪ ،‬الزهر)‪.‬‬
‫* طبقات الصوفية‪ :‬أبو عبد الرحن السلمي‪ ،‬تقيق نور الدين شريبة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1389( ،‬هـ‪1969-‬م)‪،‬‬
‫مكتبة الاني‪.‬‬
‫* الطبقات الكب ى السماة بلواقح النوار ف طبقات الخيار‪ :‬أبو الواهب عبد الوهاب بن أحد بن علي‬
‫النصاري (الشعران) (جزءان ف ملد)‪ ،‬وبامشه النوار القدسية (‪ 1‬و ‪.)2‬‬
‫* الطواسي‪ :‬اللج‪ ،‬أعادت طبعه بالوفست مكتبة الثن‪ -‬بغداد‪.‬‬
‫* علم الدوية الاص (الفارماكولوجيا)‪ :‬الدكتور أكرم الهاين‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬مطبعة جامعة دمشق‪( ،‬‬
‫‪1980‬م‪1981-‬م)‪.‬‬
‫* علم القلوب‪ :‬أبو طالب الكي‪ ،‬حققه وعلق حواشيه وقدمه عبد القادر أحد عطا‪ ،‬الناشر مكتبة القاهرة‪.‬‬
‫* عمر بن الفارض من خلل شعره‪ :‬ميشال فريد غريب‪ ،‬الطبعة الول‪ ،‬سلسلة أعلم التصوف‪.‬‬
‫* عوارف العارف‪ :‬شهاب الدين السهروردي البغدادي‪ ،‬بامش الحياء‪.‬‬
‫* غاية المان ف مناقب وكرامات أصحاب الشيخ سيد أحد التجان‪ :‬جع وتأليف ممد السيد التجان‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪ ،‬الكتبة الشعبية‪ ،‬بيوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫* الغنية لطالب طريق الق‪( :‬جزءان ف ملد واحد)‪ ،‬للشيخ عبد القادر اليلن‪ ،‬الكتبة الشعبية‪ ،‬بيوت‪-‬‬
‫لبنان‪.‬‬
‫* غاية القرب ف شرح ناية الطلب‪ :‬لول ال الشريف البيب ميي الدين عبد القادر ابن شيخ العيدروس‪ ،‬قبله‬
‫(إيضاح أسرار العلوم) و(الكبيت الحر) ف ملد واحد‪.‬‬
‫* فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ :‬ابن حجر العسقلن‪.‬‬
‫* الفتح الربان‪ :‬سيدي عبد القادر اليلن‪ ،‬دار الكتاب العرب‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫* الفتح الربان فيما يتاج إليه الريد التجان‪ :‬ممد بن عبد ال بن حسني الشافعي الطصفاوي التجان‪ ،‬ويليه‬
‫ثلث رسائل‪( :‬الفتوحات الربانية)‪ ،‬و(النفحة القدسية)‪ ،‬و(السر البر)‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1377( ،‬هـ‪1958-‬م)‪.‬‬
‫* الفتوحات اللية ف شرح الباحث الصلية (ف حاشية إيقاظ المم)‪ :‬كلها للعارف بال أحد بن ممد بن‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪622‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫عجيبة السن‪ ،‬دار العرفة للطباعة والنشر‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫* الفتوحات الربانية ف الطريقة الحدية التجانية‪ :‬للشنقيطي قبله (الفتح الربان فيما يتاج إليه الريد التجان)‪،‬‬
‫وبعده (النفحة القدسية)‪ ..‬و(السر البر) ف ملد واحد‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1377( ،‬هـ‪1985-‬م)‪.‬‬
‫* الفتوحات الكية‪ :‬ابن عرب‪.‬‬
‫* فتوح الغيب‪ :‬سيدي عبد القادر اليلن‪ ،‬الطبعة الثانية‪1392( ،‬هـ‪1973-‬م)‪ ،‬مصطفى الباب اللب‬
‫وأولده‪.‬‬
‫* فصوص الكم‪ :‬الشيخ الكب ميي الدين بن عرب‪ ،‬التوف سنة (‪638‬هـ)‪ ،‬والتعليقات عليه بقلم (أبو العل‬
‫عفيفي)‪ ،‬الطبعة الثانية‪1400( ،‬هـ‪1980-‬م)‪ ،‬دار الكتاب العرب‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫* فصوص الكم‪ :‬ميي الدين بن عرب‪ ،‬شرح الشيخ عبد الرزاق القاشان‪ ،‬الطبعة اليمنية بصر‪.‬‬
‫* الفكر الشيعي والنعات الصوفية حت القرن الثان عشر‪ :‬كامل مصطفى الشيب‪.‬‬
‫* الفكر الصوف ف ضوء الكتاب والسنة‪ :‬عبد الرحن عبد الالق‪ ،‬الطبعة الول‪1395( ،‬هـ‪1975-‬م)‪.‬‬
‫* الفكر الصين‪ H. G Creal :‬ترجة عبد الميد سليم‪ ،‬مراجعة علي أدهم‪.‬‬
‫* الفلسفة الندية مع مقارنة بفلسفة اليونان والتصوف السلمي‪ :‬البيون‪ ،‬راجعه وقدم له الدكتور عبد الليم‬
‫ممود‪ ،‬عثمان عبد النعم يوسف‪ ،‬وهو فصول من كتاب‪( :‬تقيق ما للهند من مقولة مقبولة ف العقل أو مرذولة)‬
‫للبيون‪.‬‬
‫* الفيوضات الربانية ف الآثر والوراد القادرية‪ :‬جع وترتيب العبد الفقي الاج إساعيل بن السيد ممد سعيد‬
‫القادري‪ ،‬ويليه القصيدة المرية‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬عيسى الباب اللب وشركاه‪.‬‬
‫* ف التصوف السلمي وتاريه‪ :‬رينولد‪ .‬ا‪ .‬نيكولسون‪ ،‬نقلها إل العربية أبو العل العفيفي‪1388( ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1969‬م)‪.‬‬
‫* الفكر الفلسفي الندي‪ :‬سرفبال رادا ْكرِشنا‪ ،‬ترجة ندرة اليازجي‪1967( ،‬م)‪.‬‬
‫* فصل الطاب فيما تنلت به عناية الكري الوهاب‪ :‬ممد مهدي الصيادي (الرواس)‪ ،‬مكتبة النجاح‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫* الفرق بي الفرق‪ :‬عبد القاهر بن طاهر البغدادي السفرايين‪ ،‬تقيق ممد ميي الدين عبد الميد‪.‬‬
‫* القاديانية‪ :‬د‪ .‬حسن عيسى عبد الظاهر‪.‬‬
‫* قصة التغلب على الل‪ :‬الدكتور نقول فياض‪ ،‬حزيران (يونيو‪1979:‬م)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪623‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* القصد الجرد ف معرفة السم الفرد‪ :‬لبن عطاء ال السكندري‪ ،‬منشورات مكتبة ومطبعة ممد علي صبيح‬
‫وأولده بصر‪.‬‬
‫* قلئد الواهر‪ :‬العلمة الرحوم الشيخ ممد بن يي التادف النبلي‪ ،‬وبامشه كتاب (فتوح الغيب) للجيلن‪،‬‬
‫طبع بطبعة مصر‪ ،‬شركة مساهة مصرية‪ ،‬ويطلب من مكتبة الشيخ مصطفى الباب اللب وأولده بصر‪.‬‬
‫* قلدة الواهر ف ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الكابر‪ :‬تأليف مولنا العال العلمة الفاضل والهبذ‬
‫النحرير‪...‬ممد أب الدى أفندي الرفاعي الالدي الصيادي‪ ،‬الطبعة الول‪1400( ،‬هـ‪1980-‬م)‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫* قوت القلوب ف معاملة الحبوب ووصف طريق الريد إل مقام التوحيد‪ :‬للشيخ أب طالب الكي (جزءان ف‬
‫ملد)‪ ،‬وبامشه كتابان جليلن (سراج القلوب) و(حياة القلوب)‪.‬‬
‫* الكبيت الحر ف بيان علوم الشيخ الكب‪( :‬بامش اليواقيت والواهر‪ ،‬كلها للشعران‪ ،‬ملدان‪ ،‬دار‬
‫العرفة‪ ،‬بيوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫* الكبيت الحر والكسي الكب العب عنه بالدر والوهر‪ :‬للعارف بال الشريف البيب عبد ال بن أب بكر‬
‫العيدروس‪ ،‬قبله كتاب‪( :‬إيضاح أسرار علوم القربي)‪ ،‬وبعده‪( :‬القرب ف شرح ناية الطلب)‪ ،‬كلها ف ملد واحد‬
‫باسم الكتاب الول‪ ،‬الكتبة النبهانية الكبى‪ ،‬سربايا‪ ،‬جاوى‪1352( ،‬هـ‪1933-‬م)‪.‬‬
‫* كتاب الرياضة وأدب النفس‪ :‬للمام أب عبد ال ممد بن علي بن السن الكيم الترمذي‪ ،‬عن بإخراجه‬
‫الدكتور ا‪ .‬ج‪ .‬آربري‪ -‬الدكتور علي حسن عبد القادر‪1366( ،‬هـ‪1947-‬م)‪.‬‬
‫* الكامل ف التاريخ‪ :‬عز الدين بن الثي‪.‬‬
‫* كشف السرار لتنوير الفكار‪ :‬للشيخ مصطفى بن ميي الدين نا‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1398( ،‬هـ‪1978-‬م)‪.‬‬
‫* كشف الجاب عمن تلقى مع الشيخ التجان من الصحاب‪ :‬للعلمة سيدي الاج أحد بن الاج العياشي‬
‫سكيج‪1381( ،‬هـ‪1961-‬م)‪.‬‬
‫* كشف الظنون‪ :‬حاجي خليفة‪.‬‬
‫* الكشف والتبيي ف غرور اللق أجعي‪ :‬ملحق بكتاب (تنبيه الغترين) للغزال‪.‬‬
‫* اللطائف الروحية لبناء الطريقة الشاذلية اليشرطية‪ .‬مطبعة النصاف‪ ،‬بيوت‪( ،‬تصوير سحب)‪.‬‬
‫* اللمع‪ :‬لب نصر السراج الطوسي‪ ،‬حققه وقدم له وخرج أحاديثه الدكتور عبد الليم ممود‪ ،‬وطه عبد‬
‫الباقي سرور‪1380( ،‬هـ‪1960-‬م)‪ ،‬لنة نشر التراث الصوف‪.‬‬
‫* ميزان العتدال‪ :‬الذهب‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪624‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫* ما قبل الفلسفة‪ :‬هـ‪ .‬فرانكفورت ‪ -‬هـ‪ .‬أ‪ ،‬فرانكفورت ‪ -‬جون‪ .‬أ‪ .‬ولسن ‪ -‬توركيد جاكوبس‪ .‬ترجة‪:‬‬
‫جبا إبراهيم جبا‪ ،‬مراجعة الدكتور ممود المي‪ ،‬منشورات دار مكتبة الياة‪ ،‬فرع بغداد‪1960( ،‬م)‪.‬‬
‫* ممد ف الكتاب القدس‪ :‬البوفيسور دافيد بنجامي الكلدان (عبد الحد داوُد)‪ ،‬ترجة فهمي شا‪ ،‬الطبعة‬
‫الول‪1405( ،‬هـ‪1985-‬م)‪.‬‬
‫* الجموعة النادرة لبناء الخرة‪( :‬أربعة كتب ف كتاب)‪ ،‬ممد مهدي الصيادي الرواس‪ ،‬عن بتحقيقها‬
‫وجعها عبد الكيم بن سليم عبد الباسط‪ ،‬مكتبة النجاح‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫* مموع أوراد الطريقة اللوتية الامعة الرحانية‪ :‬جع وطبع على نفقة الفقي إل ال تعال ياسي بن الشيخ‬
‫حسن الدين القاسي الليلي‪ ،‬خادم الطريقة اللوتية‪ ،‬الطبعة الول‪ ،‬سنة (‪1387‬هـ)‪.‬‬
‫* مموعة ساعة الب‪ :‬تشتمل على حكم السبعة الفلك ومعرفة أساء البوج ومعرفة منازل القمر‪ ،‬مأخوذة‬
‫عن سيدي ميي الدين بن العرب‪ ،‬جعلها للولياء الصالي والطائفي الريدين‪ ،‬الطبعة الخية‪1368( ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1949‬م)‪.‬‬
‫* ماضرة البرار ومسامرة الخيار‪ :‬للشيخ الكب ميي الدين بن عرب‪ ،‬الزء الول‪ ،‬تقيق ممد موسى‬
‫الول‪ ،‬القاهرة‪ ،‬شعبان (‪1392‬هـ)‪ ،‬أكتوبر (‪1972‬م)‪.‬‬
‫* مصل أفكار التقدمي والتأخرين من العلماء والكماء والتكلمي‪ :‬للمام العظم فخر الدين ممد بن عمر‬
‫الطيب الرازي‪ ،‬وبذيله تلخيص الحصل للعلمة نصي الدين الطوسي‪ ،‬راجعه وقدم له طه عبد الرءوف سعد‪.‬‬
‫* الخدرات‪ :‬الدكتور صلح يياوي‪ ،‬الطبعة الول‪1401( ،‬هـ‪1981-‬م)‪.‬‬
‫* السلك القريب لكل سالك منيب‪ :‬البيب الفاضل العال العامل‪...‬سيدنا البيب طاهر بن حسي بن طاهر‪،‬‬
‫الكتبة الشعبية‪.‬‬
‫* مسند المام أحد بن حنبل‪.‬‬
‫* مشكاة النوار‪ :‬أبو حامد الغزال‪ ،‬حققها وقدم لا الدكتور أبو العل عفيفي‪ ،‬القاهرة‪1383( ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1964‬م)‪.‬‬
‫* مصرع التصوف‪ :‬برهان الدين البقاعي‪ ،‬تقيق عبد الرحن الوكيل‪1400( ،‬هـ ‪1980-‬م)‪.‬‬
‫* معارج القدس ف مدارج معرفة النفس‪ :‬حجة السلم أبو حامد ممد بن ممد الغزال‪ ،‬وتليها القصيدة‬
‫الائية والقصيدة التائية للمؤلف‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1980( ،‬م)‪.‬‬
‫* الرب‪ :‬ممد ممد أبو خليل‪.‬‬
‫* معال الطريق إل ال‪ :‬ممود أبو الفيض النوف‪ ،‬دائرة العارف الصوفية‪ ،‬دار نضة مصر للطبع والنشر‪.‬‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪625‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫* معجم مصطلحات الصوفية‪ :‬دكتور عبد النعم الفن‪.‬‬
‫* مفتاح الفلح ومصباح الرواح‪ :‬تاج الدين أحد بن ممد بن عطاء ال السكندري‪ ،‬الطبعة الول‪،‬‬
‫‪1381‬هـ‪1961-‬م‪ ،‬مصطفى الباب اللب‪.‬‬
‫* مقدمة ابن خلدون‪ :‬ابن خلدون‪.‬‬
‫* من أعلم التصوف السلمي‪ :‬طه عبد الباقي سرور‪ ،‬لنة الدراسات الصوفية‪ ،‬مكتبة نضة مصر ومطبعتها‪.‬‬
‫* الناظر اللية‪ :‬للعارف بال تعال المام سيدي عبد الكري بن إبراهيم اليلي‪ ،‬الطبعة الول‪1382( ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1962‬م)‪.‬‬
‫* من الفكر الصوف اليران العاصر‪( :‬معال الفكر)‪( ،‬نداء القيقة)‪( ،‬رسالة القلب)‪( ،‬نيوان)‪ ،‬تأليف مولنا‬
‫ممد صادق عنقا شاه مقصود بي أويسي‪ ،‬ترجة وتقدي دكتور السباعي ممد السباعي‪ -‬دكتور إبراهيم الدسوقي‬
‫شتا‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر بالقاهرة‪.‬‬
‫* النح القدوسية‪ :‬ابن عليوة الستغاني‪ ،‬طبعة ثانية‪.‬‬
‫* منظومة بدء المان ف التوحيد‪ :‬لسراج الدين علي بن عثمان الوشي الفرغان‪ ،‬الطبعة الثانية‪( ،‬‬
‫‪1375‬هـ‪956-‬م)‪.‬‬
‫* الندل والات السليمان والعلم الروحان‪ :‬للمام الغزال‪ ،‬جع وتأليف الستاذ الكبي عبد الفتاح السيد‬
‫الطوخي‪.‬‬
‫* النقذ من الضلل‪ :‬للغزال‪ ،‬ويليه (تفة الريب) لعبد ال بن عبد ال‪ ،‬اعتن بطبعه حسي حلمي بن سعيد‬
‫استانبول‪ ،‬استانبول‪1401( ،‬هـ‪1981-‬م)‪.‬‬
‫* النتخبات من الكتوبات للمام الربان الجدد لللف الثان أحد الفاروقي السرهندي‪ :‬تعريب ممد مراد‬
‫الناوي تولدا‪ ،‬الكي توطنا‪ ،‬استانبول‪ ،‬تركيا‪1399( ،‬هـ‪1979-‬م)‪.‬‬
‫* الواقف اللية‪ :‬ابن قضيب البان‪.‬‬
‫* ميزاب الرحة الربانية ف التربية بالطريقة التيجانية‪ :‬الشيخ العلمة العارف بال سيدي عبيدة بن سيدي ممد‬
‫الصغي بن أنبوجة الشنقيطي التيشيت‪ ،‬دار العلم للجميع‪1393( ،‬هـ‪1973-‬م)‪.‬‬
‫* ميزان العمل‪ :‬الغزال‪ ،‬كتب القدمة وترجم للمؤلف ونوه بالكتاب وصححه وعلق عليه فضيلة الشيخ ممد‬
‫مصطفى أبو العل‪ ،‬مدير عام التعليم البتدائي بالزهر الشريف‪.‬‬
‫* نتائج الفكار القدسية أو (حاشية العروسي)‪ :‬ف بيان معان شرح الرسالة القشيية‪ ،‬العنوان الوجود على‬
‫الغلف الداخلي هو‪ :‬الزء الول من حاشية العال العلمة الب الفهامة إمام الفضلء الفخام وشيخ مشايخ السلم‬
‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪626‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫مظهر الفيض القدوسي الستاذ السيد مصطفى العروسي‪ ،‬السماة بنتائج الفكار ف بيان معان شرح الرسالة القشيية‬
‫لشيخ السلم زكريا النصاري‪ ،‬وبامشها الشرح الذكور‪.‬‬
‫* نسيم السحر‪ :‬للعارف بال تعال المام سيدي عبد الكري بن إبراهيم اليلي‪ ،‬مكتبة الندي بسيدنا السي‬
‫بصر‪.‬‬
‫* نشأة التصوف‪ :‬عبد الكري الطيب‪.‬‬
‫* النجوم الزاهرة‪ :‬ابن تغري بردي‪.‬‬
‫* نشر الحاسن الغالية ف فضل الشايخ الصوفية أصحاب القامات العالية‪ :‬لب ممد عبد ال بن أسعد‬
‫اليافعي‪ ،‬الطبعة الول‪ ،‬عام (‪1381‬هـ‪1961-‬م)‪.‬‬
‫* النفحات القدسية ف شرح الصلوات الحدية الدريسية‪ :‬لحمد باء الدين البيطار الشامي اليدان خادم‬
‫الطريقة الرشيدية الحدية (سنة‪1314:‬هـ)‪ ،‬دار اليل‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫* نفحات الق‪ :‬فاطمة اليشرطية‪ ،‬الطبعة الول‪.‬‬
‫* النفحات الغزالية‪ :‬أبو بكر أبو بكر عبد الرزاق‪ ،‬الحامي بوزارة الوقاف (مصر)‪ ،‬دار الفكر العرب‪.‬‬
‫* النفحة العلية ف الوراد الشاذلية‪ :‬لامعه عبد القادر زكي‪ ،‬على الغلف الارجي‪ :‬الطبعة الثالثة‪ ،‬وعلى‬
‫الغلف الداخلي‪ :‬الطبعة الثانية‪ ،‬الكتبة الشعبية‪ ،‬بيوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫* النفحة القدسية ف السية الحدية التيجانية‪ :‬للجوسقي‪ ،‬وهي رسالة ف كتاب (الفتح الربان فيما يتاج إليه‬
‫الريد التجان) من ثلث رسائل‪.‬‬
‫* هذه هي الصوفية‪ :‬عبد الرحن الوكيل‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1399( ،‬هـ‪1979-‬م)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫* هياكل النور‪ :‬يي بن حبش السهروردي‪.‬‬
‫* الوصايا‪ :‬لبن عرب‪ ،‬منشورات مؤسسة العلمي للمطبوعات‪ ،‬بيوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫* ولية ال والطريق إليها‪ :‬إبراهيم إبراهيم هلل‪ ،‬تقدي ابن الطيب‪ ،‬دار الكتب الديثة‪.‬‬
‫* يسوع السيح (شخصيته وتعاليمه)‪ :‬الب بولس إلياس اليسوعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫* اليواقيت والواهر ف بيان عقائد الكابر‪( :‬ملدان)‪ ،‬عبد الوهاب الشعران‪ ،‬دار العرفة‪ ،‬بيوت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫* اليزيديون ف حاضرهم وماضيهم‪ :‬السيد عبد الرزاق السن‪ ،‬الطبعة الثامنة‪1402( ،‬هـ‪1982-‬م)‪.‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪627‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪628‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬
‫فهرس الحتويات‬
‫الصوفية ‪1........................................................................................................‬‬ ‫الكشف عن حقيقة‬
‫التاريخ‪1..................................................................................................................‬‬ ‫لول مرة في‬
‫الباب الول‬
‫الحقيقة الصوفية‪2................................................................................................................................‬‬
‫الفصل الول‬
‫مذهب واحد‪2......................................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الصوفية‪8...........................................................................................................‬‬ ‫مدخل إلى فهم النصوص‬
‫الفصل الثالث‬
‫وحدة الوجود عقيدة كل الصوفية‪73...........................................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫المحمدية‪193............................................................................................................................‬‬ ‫الحقيقة‬
‫الفصل الخامس‬
‫غاية التصوف‪207................................................................................................................................‬‬
‫الفصل السادس‬
‫العارف‪216.........................................................................................................................................‬‬
‫الباب الثاني‬
‫الطريقة‪226........................................................................................................................................‬‬
‫الفصل الول‬
‫الشيــــخ‪230.......................................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫(المجاهدة) ‪241........................................................................................................................‬‬ ‫الرياضة‬
‫الفصل الثالث‬
‫كشف بطائفة مما يسمونه الطرق الصوفية‪255.............................................................................................‬‬
‫الباب الثالث‬
‫الوصول‪272.......................................................................................................................................‬‬
‫الفصل الول‬
‫وتوابعها‪272...............................................................................................................‬‬ ‫الحوال والمقامات‬
‫الفصل الثاني‬
‫نماذج من حكايات الصوفية ومكاشفاتهم وكراماتهم وعلومهم اللدنية‪303.............................................................‬‬
‫القسم الثاني‬
‫المناقشات‪431.....................................................................................................................................‬‬
‫البدعة‪431...........................................................................................................:‬‬ ‫تقديم وجيز في‬
‫الباب الول‬
‫الطريقة‪434..............................................................................................................................‬‬ ‫مناقشة‬
‫الفصل الول‬
‫مناقشة مفهوم الصوفية للشيخ‪434...........................................................................................................‬‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪629‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬


‫الفصل الثاني‬
‫مناقشة الرياضة (المجاهدة) ‪440..............................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫(الغزالية) ‪453....................................................................................................‬‬ ‫مناقشة الطريقة البرهانية‬
‫الباب الثاني‬
‫مناقشة الوصول‪459.............................................................................................................................‬‬
‫الفصل الول‬
‫العادة‪459.........................................................................................................................‬‬
‫مناقشة خرق‬
‫الفصل الثاني‬
‫مناقشة الجذبة وأحلمها‪465...................................................................................................................‬‬
‫الباب الثالث‬
‫مناقشة الحقيقة‪497..............................................................................................................................‬‬
‫الفصل الول‬
‫الوجود‪497.......................................................................................................................‬‬‫مناقشة وحدة‬
‫الفصل الثاني‬
‫الباطنية‪504........................................................................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫التقية‪506.................................................................................................................................‬‬ ‫مناقشة‬
‫الباب الرابع‬
‫مناقشات ودراسات مختلفة‪518................................................................................................................‬‬
‫الفصل الول‬
‫مناقشة التعاريف واشتقاق (الصوفية) ‪518.................................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الصوفية‪526.....................................................................................................................‬‬ ‫من أين جاءت‬
‫الفصل الثالث‬
‫الصوفية في الوثنيات وعند أهل الكتاب‪533.................................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫السلمي‪544......................................................................................................‬‬ ‫الصوفية وتدمير المجتمع‬
‫الفصل الخامس‬
‫تكفير المتصوفة‪593..............................................................................................................................‬‬
‫الفصل السادس‬
‫الصوفية والسحر‪604............................................................................................................................‬‬
‫الفصل السابع‬
‫والشيوعية‪612........................................................................................................................‬‬‫الصوفية‬
‫المراجع‪614..............................................................................................................................‬‬
‫المحتويات‪629..................................................................................................................‬‬ ‫فهرس‬

‫‪www.alsoufia.com‬‬ ‫‪630‬‬ ‫ت تميل هذه الادة من موقع الصوفية‬

You might also like