Professional Documents
Culture Documents
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب :
ع
سـتـمـتِـ ْ
اِ ْ
بـحـيـاتـك
مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة
النبوية
حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين
سنة
سنَةٌ
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُ ْس َوةٌ َح َ
بقلم /د.محمد بن عبد الّرحمن
العريفي
أستاذ جامعي ،خطيب جامع البواردي بالرياض
ماضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس
عضو اليئة العليا للعلم السلمي
مدير عام مركز ناصح للدراسات والستشارات الجتماعية
6/2/1427هـ الوافق 6/3/2006م
تنبيه هام جدا :هذه النسخة ليست للتصوير ول
للنشر ،فأرجو مراعاة ذلك ،وفق ال الميع ..
آمي .
1
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما أعظم سروري لو علمت أن قارئا أو قارئة لذه مقدمة
الورقات طبق ما فيه ..فشعر وشعر غيه بتطور مهاراته لا كنت ف السادسة عشرة من عمري وقع ف
..وازدادت متعته ف حياته .. يدي -كتاب " فن التعامل مع الناس " لؤلفه "
فسطر بيمينه الطاهرة – مشكورا -رسالة عب فيها عن دايل كارنيجي " كان كتابا رائعا قرأته عدة مرات
رأيه ..وصوّر مشاعره بصدق وصراحة ..ث أرسلها عب ..
بريد أو رسالة جوال smsإل كاتب هذه السطور .. كان كاتبه اقترح أن يعيد الشخص قراءته كل
لكون للطفه شاكرا ..وبظهر الغيب له داعيا .. شهر ..ففعلت ذلك ..جعلت أطبق قواعده عند
أسأل ال أن ينفع بذه الورقات ..وأن يعلها خالصة تعاملي مع الناس فرأيت لذلك نتائج عجيبة ..
لوجهه الكري .. كان كارنيجي يسوق القاعدة ويذكر تتها أمثلة
كتبه الداعي لك بالي/ ووقائع لرجال تيزوا من قومه ..روزفلت ..
د.ممد بن عبد الرحن العريفي لنكولن ..جوزف ..مايك ..فبحثت ف تارينا
فرأيت أن ف سية رسول ال eوأصحابه
بداية .. ومواقف التميزين من رجال أمتنا ما يغنينا ..
ليست الغاية أن تقرأ كتابا ..بل الغاية أن تستفيد منه فبدأت من ذلك الي أؤلف هذا الكتاب ف فن
.. التعامل مع الناس ..
فهذا الكتاب الذي بي يديك ليس وليد شهر أو
.1هؤلء لن يستفيدوا ..
سنة ..
أذكر أن رسالة جاءتن على هاتفي الحمول ..نصها :
بل هو نتيجة دراسات قمت با لدة عشرين عاما
فضيلة الشيخ ..ما حكم النتحار ؟
..
فاتصلت بالسائل فأجاب شاب ف عمر الزهور ..قلت له
ومع أن ال تعال قد منّ عل ّي بتأليف قرابة العشرين
:عفوا ل أفهم سؤالك ..أعد السؤال !
عنوانا إل الن ..إل أن أجد أن أحب كتب إلّ
فأجاب بكل تضجر :السؤال واضح ..ما حكم
وأغلها إل قلب ..وأكثرها فائدة عملية -فيما
النتحار ..
أظن – هو هذا الكتاب ..
فأردت أن أفاجئه بواب ل يتوقعه فضحكت وقلت :
كتبت كلماته بداد خلطته بدمي ..سكبت روحي
مستحب ..
بي أسطره ..عصرت ذكريات فيه ..
صرخ :ماذا ؟!
جعلتها كلمات من القلب إل القلب ..
قلت :أقول لك :حكم النتحار أنه مستحب ..
وأقسم أنا خرجت من قلب مشتاقة أن يكون
لكن ما رأيك أن نتعاون ف تديد الطريقة الت تنتحر با
مستقرها قلبك ..فرحاك با ..
2
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ..؟
ل يكن يثل بالنسبة لن ف الجلس إل واحدا منهم له حق سكت الشاب ..
الحترام لكب سنه ..فقط .. فقلت :طيب ..لاذا تريد أن تنتحر ؟
ألقيت كلمة يسية ..ذكرت خللا فتوى للشيخ العلمة قال :لن ما وجدت وظيفة ..والناس ما يبونن
عبد العزيز بن باز .. ل أنا إنسان فاشل ..و ..
..وأص ً
فلما انتهيت ..قال ل الشيخ مفتخرا :أنا والشيخ ابن وانطلق يروي ل قصة مطولة تكي فشله ف تطوير
باز كنا زملء ندرس ف السجد عند الشيخ ممد بن ذاته ..وعدم استعداده للستفادة با هو متاح بي
إبراهيم ..قبل أربعي سنة .. يديه من قدرات ..
التفت أنظر إليه ..فإذا هو قد انبلجت أساريره لذه وهذه آفة عند الكثيين ..
العلومة ..كان فرحا جدا لنه صاحب رجلً ناجحا يوما لاذا ينظر أحدنا إل نفسه نظرة دونية ؟
من الدهر .. لاذا يلحظ ببصره إل الواقفي على قمة البل
بينما جعلت أردد ف نفسي :ولاذا يا مسكي ما صرت ويرى نفسه أقل من أن يصل إل القمة كما وصلوا
ناجحا مثل ابن باز ؟ ..أو على القل أن يصعد البل كما صعدوا ..
ما دام أنك عرفت الطريق لاذا ل تواصل ..؟ ومن يتهيب صعود البال *** يعش أبد الدهر بي
لاذا يوت ابن باز فتبكي عليه النابر ..والحاريب .. الفر
والكتبات ..وتئن أقوام لفقده .. تدري من الذي لن يستفيد من هذا الكتاب ،ول
وأنت ستموت يوما من الدهر ..ولعله ل يبكي عليك من أي كتاب آخر من كتب الهارات ؟!
أحد ..إل ماملة ..أو عادة !!.. إنه الشخص السكي الذي استسلم لخطائه وقنع
كلنا قد نقول يوما من اليام ..عرفنا فلنا ..وزاملنا بقدراته ،وقال :هذا طبعي الذي نشأت عليه ..
فلنا ..وجالسنا فلنا !! وتعودت عليه ،ول يكن أن أغي طريقت ..
وليس هذا هو الفخر ..إنا الفخر أن تشمخ فوق القمة والناس تعودوا علي بذا الطبع ..
كما شخ .. أما أن أكون مثل خالد ف طريقة إلقائه ..أو أحد
ل واعزم من الن أن تطبق ما تقتنع بنفعه من
فكن بط ً ف بشاشته ..أو زياد ف مبة الناس له ..
قدرات ..كن ناجحا .. فهذا مال ..
اقلب عبوسك ابتسامة ..وكآبتك بشاشة ..وبلك جلست يوما مع شيخ كبي بلغ من الكب عتيا ..
كرما ..وغضبك حلما .. ف ملس عام ،كل من فيه عوام متواضعو
اجعل الصائب أفراحا ..واليان سلحا .. القدرات ..
استمتع بياتك..فالياة قصية ل وقت فيها للغم.. وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من بانبه
3
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعال إل شيء آخر .. أما كيف تفعل ذلك ..فهذا ما ألفت الكتاب
كم نرى من الناس الحبوبي ..الذين يفرح الخرون لجله
بلقائهم ..ويأنسون بجالستهم ..أفلم تفكر أن تكون كن معي وسنصل إل الغاية بإذن ال ..
واحدا منهم ..؟ بقي معنا ..
لاذا ترضى أن تبقى دائما معجَـبا ( بفتح اليم ) ول البطل الذي لديه العزية والصرار على أن يطور
تسعى لن تكون معجِـبا ( بكسرها ) !! مهاراته ..ويستفيد من قدراته ..
هنا سنتعلم كيف تصبح كذلك ..
لاذا إذا تكلم ابن عمك ف الجلس أنصت له الناس .2ماذا سنتعلم ؟
وملك أساعهم ..وأعجبوا بأسلوب كلمه .. يشترك الناس غالبا ف أسباب الزن والفرح ..
وإذا تكلمت أنت انصرفوا عنك ..وتنازعتهم الحاديث فهم جيعا يفرحون إذا كثرت أموالم ..
الانبية ؟! ويفرحون إذا ترقوا ف أعمالم ..
لاذا ؟ ويفرحون إذا شفوا من أمراضهم ..
مع أن معلوماتك قد تكون أكثر ..وشهادتك أعلى .. ويفرحون إذا ابتسمت الدنيا لم ..فتحققت لم
ومنصبك أرفع .. مراداتم ..
لاذا إذن استطاع ملك أساعهم وعجزت أنت ؟!! وف الوقت نفسه ..هم جيعا يزنون إذا افتقروا
لاذا ذاك الب يبه أولده ويفرحون برافقته ف كل ..ويزنون إذا مرضوا ..ويزنون إذا أُهينوا ..
ذهاب وميء ..وآخر ل يزال يلتمس من أولده مرافقته فما دام ذلك كذلك ..فتعال نبحث عن طرق
وهم يعتذرون بصنوف العذار ..لاذا ؟! أليس كلها ندي فيها أفراحنا ..ونتغلب با على أتراحنا ..
أب ؟!! نعم ..سنة الياة أن يتقلب الرء بي حُلو ٍة ومُرةٍ
ولاذا ..ولاذا .. ..أنا معك ف هذا ..
سنتعلم هنا كيفية الستمتاع بالياة .. ولكن لاذا نعطي الصائب والحزان ف أحيان
أساليب جذب الناس ..والتأثي فيهم .. كثية أكب من حجمها ..فنغتم أياما ..مع إمكاننا
تمل أخطائهم .. أن نعل غمنا ساعة ..ونزن ساعات على ما ل
التعامل مع أصحاب الخلقيات الؤذية .. يستحق الزن ..لاذا ..؟!
إل غي ذلك ..فمرحبا بك .. أعلم أن الزن والغم يهجمان على القلب
ويدخلنه من غي استئذان ..ولكن كل باب هم
كلمة .. يفتح فهناك ألف طريقة لغلقه ..هذا ما سنتعلمه
ليس النجاح أن تكتشف ما يب الخرون ..إنا ..
4
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسلوب أبيه ..فيعون الغنم !! النجاح أن تارس مهارات تكسب با مبتهم ..
قلت :والل؟!
قال :الل أننا نقنع الب باستخدام راعي غنم ..ببضع .3لاذا نبحث عن الهارات؟
مئات من الريالت ..ندفعها نن له ..وولده النابغة زرت إحدى الناطق الفقية للقاء ماضرة ..
يستثمر مواهبه وقدراته ..ونتكفل بصاريف الولد أيضا جاءن بعدها أحد الدرسي القادمي من خارج
حت يتخرج .. النطقة ..
ث خفض هذه الدرس رأسه ..وقال :حرام أن توت قال ل :نود أن تساعدنا ف كفالة بعض الطلب
الواهب والقدرات ف صدور أصحابا ..وهم يتحسرون ..
عليها .. قلت :عجبا !! أليست الدارس حكومية ..
تفكرت ف كلمه بعدها ..فرأيت أننا ل يكن أن نصل مانية ؟!
إل القمة إل بمارسة مهارات ..أو اكتساب مهارات .. قال :بلى ..لكننا نكفلهم للدراسة الامعية ..
نعم .. قلت :كذلك الامعة ..أليست حكومية ..بل
أتدى أن تد أحدا من الناجحي ..سواء ف علم ..أو تصرف للطلب مكافآت ..
دعوة ..أو خطابة ..أو تارة ..أو طب ..أو هندسة .. قال :سأشرح لك القصة ..
أو كسب مبة الناس .. قلت :هاتِ ..
أو الناجحي أسريا ..كأب ناجح مع أولده ..أو زوجة قال :يتخرج من الثانوية عندنا طلب نسبتهم
ناجحة مع زوجها .. الئوية ل تقل عن .. %99يلك من الذكاء
أو اجتماعيا ..كالناجح مع جيانه وزملئه .. والفهم قدرا لو ُوزّع على أمة لكفاهم ..
أعن الناجحي ..ول أعن الصاعدين على أكتاف فإذا ترج وعزم أن يسافر خارج قريته ليدرس ف
الخرين !!.. الطب أو الندسة ..أو الشريعة ..أو الكمبيوتر
أتدى أن تد أحدا من هؤلء بلغ مرتبة ف النجاح ..إل ..أو غيها ..منعه أبوه وقال :يكفي ما تعلمت
وهو يارس مهارات معينة – شعر أو ل يشعر -استطاع ..فاجلس عندي لرعي الغنم ..
با أن يصل إل النجاح .. صرخت من غي شعور :رعي غنم !!
قد يارس بعض الناس مهارات ناجحة بطبيعته ..وقد قال :نعم ..رعي غنم ..
يتعلم آخرون مهارات فيمارسونا ..فينجحون .. وفعلً يلس السكي عند أبيه يرعى الغنم ..
نن هنا نبحث عن هؤلء الناجحي ..وندرس حياتم .. وتوت هذه القدرات والهارات ..وتضي عليه
ونراقب طريقتهم ..لنعرف كيف نحوا ؟ وهل يكن أن السني وهو راعي غنم ..
نسلك الطريق نفسه فننجح مثلهم ..؟ بل قد يتزوج ..ويرزق بأولد ..ويارس معهم
5
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد تبقى هذه الهارات حبيسة النفس حت يغلبها الطبع استمعت قبل فترة إل مقابلة مع أحد أثرياء العال
السائر بي الناس ..وتوت ف مهدها .. الشيخ سليمان بن عبد ال الراجحي ..فوجدته
ونفقد عندها قائدا أو خطيبا أو عالا ..أو ربا زوجا جبلً ف خلقه وفكره ..
ناجحا أو أبا ناصحا .. رجل يلك الليارات ..آلف العقارات ..بن
نن هنا سنذكر مهارات متميزة نذكرك با إن كانت مئات الساجد ..كفل آلف اليتام ..
عندك ..وندربك عليها إن كنت فاقدا لا .. رجل ف قمة النجاح ..
فهلمّ .. تكلم عن بداياته قبل خسي سنة ..كان من عامة
الناس ..ل يكاد يلك إل قوت يومه وربا ل يده
فكرة .. أحيانا !..
إذا صعدت البل فانظر إل القمة ..ول تلتفت ذكر أنه ربا نظف بيوت بعض الناس ليكسب
للصخور التناثرة حولك .. رزقه ..وربا واصل ليله بنهاره عاملً ف دكان أو
اصعد بطوات واثقة ..ول تقفز فتزل قدمك .. مصرف ..
تكلم كيف كان ف سفح البل ..ث ل زال يصعد
.4طور نفسك ..
حت وصل القمة ..
تلس مع بعض الناس وعمره عشرون سنة ..فترى له
جعلت أتأمل مهاراته وقدراته ..فوجدت أن كثيا
أسلوبا ومنطقا وفكرا معينا ..
منا يكن أن يكون مثله بتوفيق ال ..لو تعلم
ث تلس معه وعمره ثلثون ..فإذا قدراته هي هيَ ..ل
مهارات وتدرب عليها ..وثابر وثبت ..
يتطور فيه شيء ..
نعم ..
بينما تلس مع آخرين فتجدهم يستفيدون من حياتم ..
أمر آخر يدعونا إل البحث عن الهارات ..
تده كل يوم متطورا عن اليوم الذي قبله ..بل ما تر
هو أن بعضنا يكون عنده قدرات على البداع
ساعة إل ارتفع با دينا أو دنيا ..
لكنه غافل عنها ..أو ل يساعده أحد على إذكائها
إذا أردت أن تعرف أنواع الناس ف ذلك ..فتعال نتأمل
..
ف أحوالم واهتماماتم ..
كقدرة على اللقاء ..أو فكر تاري ..أو ذكاء
القنوات الفضائية مثلً ..
معرف ..
من الناس من يتابع ما ينمي فكره العرف ..ويطور ذكاءه
قد يكتشف هذه القدرات بنفسه ..أو يذكي هذه
..ويستفيد من خبات الخرين من خلل متابعة
الهارات مدرس ..أو مسئول وظيفي ..أو أخ
الوارات الادفة ..يكتسب منها مهارات رائعة ف
ناصح ..
النقاش ..واللغة ..والفهم ..وسرعة البديهة ..والقدرة
وما أقلّهم ..
6
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت صارت الرائد تتنافس ف تكثي الصفحات الرياضية على الناظرة ..وأساليب القناع ..
والفنية ..على حساب غيها .. ومن الناس من ل يكاد يفوته مسلسل يكي قصة
قل مثل ذلك ف مالسنا الت نلسها ..وأوقاتنا الت حب فاشلة ..أو مسرحية عاطفية ..أو فيلم
نصرفها .. خيال مرعب ..أو أفلم لقصص افتراضية تافهة ..
ل ..احرص على
فأنت إذا أردت أن تكون رأسا ل ذي ً ل حقيقة لا ..
تتبع الهارات أينما كانت ..درّب نفسك عليها .. تعال بال عليك ..وانظر إل حال الول وحال
كان عبـد ال رجلً متحمسـا ..لكنـه تنقصـه بعـض الثان بعد خس سنوات ..أو عشر ..
الهارات ..خرج يوما من بيته إل السجد ليصلي الظهر أيهما سيكون أكثر تطورا ف مهاراته ؟ ف القدرة
..يسوقه الرص على الصلة ويدفعه تعظيمه للدين .. على الستيعاب ؟ ف سعة الثقافة ؟ ف القدرة على
كان يثـ خطاه خوفا مـن أن تقام الصـلة قبـل وصـوله القناع ؟ ف أسلوب التعامل مع الحداث ؟
على السجد .. ل شك أنه الول ..
مر أثناء الطريق بنخلة ف أعلها رجل بلباس مهنته يشتغل بل تد أسلوب الول متلفا ..فاستشهاداته
بإصلح التمر .. بنصوص شرعية ..أو أرقام وحقائق ..
ع جب ع بد ال من هذا الذي ما اه تم بال صلة ..وكأ نه أما الثان فاسشهاداته بأقوال المثلي ..والغني ..
ما سع إذانا ول ينتظر إقامة !!.. حت قال أحدهم يوما ف معرض كلمه ..وال
فصاح به غاضبا :انزل للصلة .. يقول :اِسْعَ يا عبدي وأنا أسعى معاك !!
فقال الرجل بكل برود :طيب ..طيب .. فنبهناه إل أن هذه ليست آية ..فتغي وجهه
فقال :عجل ..صل يا حار !! وسكت ..
فصرخ الرجل :أنا حار !!..ث انتزع عسيبا من النخلة ث تأملت العبارة ..فإذا الذي ذكره هو مثل
ونزل ليفلق به رأسه !! مصري انطبع ف ذهنه من إحدى السلسلت !!
غ طى ع بد ال وج هه بطرف غتر ته لئل يعر فه ..وانطلق نعم ..كل إناء با فيه ينضح ..
يعدو إل السجد .. بل تعال إل جانب آخر ..
نزل الر جل من النخلة غاضبا ..وم ضى إل بي ته و صلى ف قراءة الصحف والجلت ..كم هم أولئك
ل ..ث خرج إل نلته ليكمل عمله ..
وارتاح قلي ً الذين يهتمون بقراءة الخبار الفيدة والعلومات
دخل وقت العصر وخرج عبد ال إل السجد .. النافعة الت تساعد على تطوير الذات ..وتنمية
مرّ بالنخلة فإذا الرجل فوقها .. الهارات ..وزيادة العارف ..
فقال :السلم عليكم ..كيف الال .. بينما كم الذين ل يكادون يلتفتون إل غي
قال :المد ل بي .. الصفحات الرياضية والفنية ؟!
7
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذلك .. قال :بشر !! كيف الثمر هذه السنة ..
مع أن الذكي يرى أن تغيي الطباع لعله أسهل من تغيي قال :المد ل ..
اللبس !! قال عبـد ال :ال يوفقـك ويرزقـك ..ويوسـع
فطباعنا ليست كاللب السكوب الذي ل يكن تداركه أو عل يك ..ول ير مك أ جر عملك وكدك لولدك
جعه ..بل هي بي أيدينا .. ..
بل نستطيع بأساليب معينة أن نغي طباع الناس ..بل ابتهـج الرجـل لذا الدعاء ..فأمـن على الدعاء
عقولم – ربا !! - وشكر ..
ذكر ابن حزم ف كتابه طوق المامة : فقال عبـد ال :لكـن يبدو أنـك لشدة انشغالك ل
أنه كان ف الندلس تاجر مشهور ..وقع بينه وبي أربعة تنتبه إل أذان العصر !! قد أذن العصر ..والقامة
من التجار تنافس ..فأبغضوه ..وعزموا على أن يزعجوه ـلة ..
ـة ..فلعلك تنل لترتاح وتدرك الصـ
قريبـ
..فخرج ذات صباح من بيته متجها إل متجره ..لبسا وبعـد الصـلة أكمـل عملك ..ال يفـظ عليـك
قميصا أبيض وعمامة بيضاء .. صحتك ..
لقيه أولم فحياه ث نظر إل عمامته وقال :ما أجل هذه فقال الرجل :إن شاء ال ..إن شاء ال ..
العمامة الصفراء .. وبدأ ينل بر فق ..ث أق بل على ع بد ال و صافحه
فقال التاجر :أعم َي بصرُك ؟!! هذه عمامة بيضاء .. برارة ..وقال :أشكرك على هذه الخلق
فقال :بل صفراء ..صفراء لكنها جيلة .. الرائعـة ..أمـا الذي مـر بـ الظهـر فيـا ليتنـ أراه
تركه التاجر ومضى .. لعلمه من المار !!
فلما مشى خطوات لقيه الخر ..فحياه ث نظر إل
عمامته وقال :ما أجلك اليوم ..وما أحسن لباسك .. نتيجة
خاصة هذه العمامة الضراء .. مهاراتك ف التعامل مع الخرين ..على أساسها
فقال التاجر :يا رجل العمامة بيضاء .. تتحدد طريقة تعامل الناس معك ..
قال :بل خضراء ..
.5ل تبك على اللب السكوب ..
قال :بيضاء ..اذهب عن ..
بعض الناس يعتب طبعه الذي نشأ عليه ..وعرفه
ومضى السكي يكلم نفسه ..وينظر بي الفينة والخرى
الناس به ..وتكونت ف أذهانم الصورة الذهنية
إل طرف عمامته التدل على كتفه ..ليتأكد أنا بيضاء
عنه على أساسه ..يعتبه شيئا لزما له ل يكن
..وصل إل دكانه ..وحرك القفل ليفتحه ..فأقبل إليه
تغييه ..فيستسلم له ويقنع ..كما يستسلم
الثالث :وقال :يا فلن ..ما أجل هذا الصباح ..
لشكل جسمه أو لون بشرته ..إذ ل يكنه تغيي
خاصة لباسك الميل ..وزادت جالك هذه العمامة
8
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البطل يتجاوز القدرة على تطوير مهاراته ..إل القدرة الزرقاء ..
على تطوير مهارات الناس ..وربا تغييها !! نظر التاجر إل عمامته ليتأكد من لونا ..ث فرك
عينيه ..وقال :يا أخي عمامت بيضااااااء ..
.6كن متميزا .. قال :بل زرقاء ..لكنها عموما جيلة ..ل تزن
لاذا يتحاور اثنان ف ملس فينتهي حوارها بصومة .. ..ث مضى ..فجعل التاجر يصيح به ..العمامة
بينما يتحاور آخران وينتهي الوار بأنس ورضا .. بيضاء ..وينظر إليها ..ويقلب أطرافها ..
إنا مهارات الوار .. ل ..وهو ل يكاد يصرف
جلس ف دكانه قلي ً
لاذا يطب اثنان الطبة نفسها بألفاظها نفسها ..فترى بصره عن طرف عمامته ..
الاضرين عند الول ما بي متثائب ونائم ..أو عابث دخل عليه الرابع ..وقال :أهلً يا فلن ..ما شاء
بسجاد السجد ..أو مغي للسته مرارا .. ال !! من أين اشتريت هذه العمامة المراء ؟!
بينما الاضرون عند الثان منشدون متفاعلون ..ل تكاد فصاح التاجر :عمامت زرقاء ..
ترمش لم عي أو يغفل لم قلب .. قال :بل حراء ..
إنا مهارات اللقاء .. قال التاجر :بل خضراء ..ل ..ل ..بل بيضاء
لاذا إذا تدث فلن ف الجلس أنصت له السامعون .. ..ل ..زرقاء ..سوداء ..
ورموا إليه أبصارهم .. ث ضحك ..ث صرخ ..ث بكى ..وقام يقفز !!
بينما إذا تدث آخر انشغل الالسون بالحاديث الانبية قال ابن حزم :فلقد كنت أراه بعدها ف شوارع
..أو قراءة الرسائل من هواتفهم الحمولة .. ()1
الندلس منونا يذفه الصبيان بالصى !!
إنا مهارات الكلم .. فإذا كان هؤلء بهارات بدائية غيوا طبع رجل ..
لاذا إذا مشى مدرس ف مرات مدرسته رأيت الطلب بل غيوا عقله ..
حوله ..هذا يصافحه ..وذاك يستشيه ..وثالث يعرض فما بالك بهارات مدروسة ..منورة بنصوص
عليه مشكلة ..ولو جلس ف مكتبه وسح للطلب الوحيي ..يارسها الرء تعبدا ل تعال با ..
بالدخول لمتلت غرفته ف لظات ..الكل يب مالسته فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتسعد ..
.. وإن قلت ل :ل أستطيع !..قلت :حاول ..
بينما مدرس آخر ..أو مدرسون ..يشي أحدهم ف وإن قلت :ل أعرف !! ..قلت :تعلم ..
مدرسته وحده ..ويرج من مسجد الدرسة وحده .. قال : rإنا العلم بالتعلم ،وإنا اللم بالتحلم ..
فل طالب يقترب مبتهجا مصافحا ..أو شاكيا مستشيا
..ولو فتح مكتبه من طلوع الشمس إل غروبا ..وآناء وجهة نظر ..
الليل وأطراف النهار ..لا اقترب منه أحد أو رغب ف
( ) القصة على ذمة ابن حزم ..رحه ال . 1
9
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جامع الكلية المنية .. مالسته ..لاذا ؟!!
كان طريقي إل السجد ير ببوابة يقف عندها حارس أمن إنا مهارات التعامل مع الناس ..
يتول فتحها وإغلقها .. لاذا إذا دخل شخص إل ملس عام هش الناس ف
كنت أحرص إذا مررت به أن أمارس معه مهارة وجهه وبشوا ..وفرحوا بلقائه ..وود كل واحد
البتسامة ..فأشي بيدي مسلما مبتسما ابتسامة واضحة لو يلس بانبه ..
..وبعد الصلة أركب سيارت راجعا للبيت .. بينما يدخل آخر ..فيصافحونه مصافحة باردة -
وف الغالب يكون هاتفي الحمول مليئا باتصالت عادة أو ماملة – ث يتلفت يبحث له عن مكان فل
ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلة ..فأكون مشغولً يكاد أحد يوسع له أو يدعوه للجلوس إل جانبه ..
بقراءة الرسائل فيفتح الارس البوابة وأغفل عن التبسم لاذا ؟!!
.. إنا مهارات جذب القلوب والتأثي ف الناس ..
حت تفاجأت به يوما يوقفن وأنا خارج ويقول :يا شيخ لاذا يدخل أب إل بيته فيهش أولده له ..ويقبلون
!..أنت زعلن من ؟! إليه فرحي ..
قلت :لاذا ؟ بينما يدخل الثان على أولده ..فل يلتفتون إليه
قال :لنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان .. ..
أما وأنت خارج فتكون غي مبتسم ول فرحان !! إنا مهارات التعامل مع البناء ..
وكان رجلً بسيطا ..فبدأ السكي يقسم ل أنه يبن قل مثل ذلك ف السجد ..وف العراس ..
ويفرح برؤيت .. وغيها ..
فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغال .. يتلف الناس بقدراتم ومهاراتم ف التعامل مع
ث انتبهت فعلً إل أن هذه الهارات مع تعودنا عليها الخرين ..وبالتال يتلف الخرون ف طريقة
تصبح من طبعنا ..يلحظها الناس إذا غفلنا عنها .. الحتفاء بم أو معاملتهم ..
إضاءة .. والتأثي ف الناس وكسب مبتهم أسهل ما تتصور
ل تكسب الال وتفقد الناس ..فإن كسب !..
الناس طريق لكسب الال .. ل أبالغ ف ذلك فقد جربته مرارا ..فوجدت أن
قلوب أكثر الناس يكن صيدها بطرق ومهارات
.7أي الناس أحب إليك ؟ سهلة ..بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها
تكون أقوى الناس قدرة على استعمال مهارات التعامل فنتقنها ..
مع الخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملً رائعا يعله والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا ..وإن ل نشعر ..
يشعر أنه أحب الناس إليك .. أتول منذ ثلث عشرة سنة المامة والطابة ف
10
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. ل رائعا مشبعا بالتفاعل
فتتعامل مع أمك تعام ً
r فأراد أن يقطع الشك باليقي ..فأقبل يوما إل النب والنس والحتفاء إل درجة أنا تشعر أن هذا
وجلس إليه ..ث قال : التعامل الراقي ل يلقه أحد منك قبلها ..
يا رسول ال ..أي الناس أحب إليك ؟ وقل مثل ذلك عند تعاملك مع أبيك ..مع
فقال : rعائشة .. زوجتك ..أولدك ..زملئك ..
قال عمرو :ل ..من الرجال يا رسول ال ؟ لست بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة
أسألك عن أهلك .. ..كبائع ف دكان ..أو عامل ف مطة وقود ..
فقال : rأبوها .. كل هؤلء تستطيع أن تعلهم يمعون على أنك
قال عمرو :ث من ؟ أحب الناس إليهم إذا أشعرتم أنم أحب الناس
قال :ث عمر بن الطاب .. إليك ..
قال :ث أي ..فجعل النب rيعدد رجالً ..يقول : وقد كان rقدوة ف ذلك ..
فلن ..ث فلن .. إذ أن من تتبع سيته ..وجد أنه كان يتعامل
بسب سبقهم إل السلم ..وتضحيتهم من أجله .. بهارات أخلقية راقية ..فيعامل كل أحد يلقاه
قال عمرو :فسكتّ مافة أن يعلن ف آخرهم .. بهارات من احتفاء وتفاعل وبشاشة ..حت يشعر
فانظر كيف استطاع rأن يلك قلب عمرو بهارات ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه ..وبالتال
أخلقية مارسها معه .. يكون هو أيضا rأحب الناس إليهم ..لنه
بل كان عليه الصلة والسلم ينل الناس منازلم .. أشعرهم بحبته ..
وقد يترك أشغاله لجلهم ..لشعارهم بحبته لم كان عمرو بن العاص tداهية من دهاة العرب ..
وقدرهم عنده .. حكمة وفطنة وذكاءً ..فأدهى العرب أربعة ..
لا توسع rبالفتوحات وبدأ ينتشر السلم .. عمرو واحد منهم ..
جعل rيرسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إل السلم أسلم عمرو وكان رأسا ف قومه ..
..وربا احتاج المر أن يرسل جيشا .. فكان إذا لقي النب rف طريق رأى البشاشة
وكان عدي بن حات الطائي ..ملكا ابن ملك .. والبشر والؤانسة ..
فوقع بي قبيلته " طي " وبي السلمي حرب ..وكان وإذا دخل ملسا فيه النب rرأى الحتفاء
عدي قد هرب من الرب فلم يشهدها ..واحتمى والسعادة بقدمه ..
بالروم ف الشام .. وإذا دعاه النب .. rناداه بأحب الساء إليه ..
وصل جيش السلمي إل ديار طيء .. شعر عمرو بذا التعامل الراقي ..ودوام الهتمام
كا نت هزي ة ط يء سهلة ..فل ملك يقود ..ول ج يش r والتبسم أنه أحب الناس إل رسول ال
11
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقدمت فأتيته ..فلما دخلت الدينة جعل الناس يقولون : مرتب ..
هذا عدي بن حات ..هذا عدي بن حات .. وكان ال سلمون ف حروب م ..ي سنون إل الناس
فمشيت حت أتيت فدخلت على رسول ال rف ..ويعطفون وهم ف قتال ..
السجد فقال ل :عدي بن حات ؟ كان القصود صد كيد قوم عدي عن السلمي ..
قلت :عدي بن حات .. وإظهار قوة السلمي لم ..
فرح النب rبقدمه ..واحتفى به ..مع أن عديا مارب أسر السلمون بعض قوم عدي ..وكان من بينهم
للمسلمي وفارٌ من الرب ..ومبغض للسلم ..ولجئٌ أخت لعدي بن حات ..
إل النصارى ..ومع ذلك لقيه rبالبشاشة والبشر .. مضوا بال سرى إل الدي نة ..ح يث ر سول ال
وأخذ بيده يسوقه معه إل بيته .. بفرار عدي إل الشام .. ..وأخبوا النب
عدي وهو يشي بانب النب rيرى أن الرأسي مـن فراره !! كيـف يفـر مـن الديـن ؟ فعجـب
متساويان !!.. كيف يترك قومه ؟
فمحمد ( ) rملك على الدينة وما حولا ..وعدي ولكن ل يكن إل الوصول إل عدي سبيل ..
ملك على جبال طي وما حولا .. ل يطب القام لعدي ف ديار الروم ..فاضطر
وممد ( ) rعلى دين ساوي " السلم " ..وعدي على للرجوع لديار العرب ..ث ل يد بدا من أن
دين ساوي " النصرانية " .. يذهب إل الدينة للقاء النب rومصالته ..أو
وممد ( ) rعنده كتاب منل " القرآن " ..وعدي التفاهم على شيء يرضيهما .. )2( ..
عنده كتاب منل " النيل " .. يقول عدي وهو يكي قصة ذهابه إل الدينة :
كان عدي يشعر أنه ل فرق بينهما إل ف القوة واليش r ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول ال
.. من ..
ف أثناء الطريق وقعت ثلثة مواقف : وكنت على دين النصرانية ..
بينما ها يشيان إذا بامرأة قد وقفت ف وسط الطريق وكنت ملكا ف قومي لا كان يصنع ب .
فجعلت تصيح :يا رسول ال ..ل إليك حاجة .. فلما سعت برسول ال rكرهته كراهية شديدة ..
فانتزع النب rيده من يد عدي ومضى إليها ..وجعل فخرجت حت قدمت الروم على قيصر ..
يستمع إل حاجتها .. قال :فكرهت مكان ذلك ..
عدي بن حات ..الذي قد عرف اللوك والوزراء جعل فقلت :وال لو أتيت هذا الرجل ..فإن كان
ينظر إل هذا الشهد ..ويقارن تعامل النب rمع الناس كاذبا ل يضرن ..وإن كان صادقا علمت ..
بتعامل من رآهم من قبل من الرؤساء والسادة ..
فتأمل طويلً ث قال :وال ما هذه بأخلق اللوك ..هذه ( ) وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشام وردته إلى العرب 2
.
12
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واحدة فدفعها النب rإل عدي إكراما له ..وقال :خذ أخلق النبيااااااء ..
هذه فاجلس عليها ..فدفعها عدي إليه قال :بل اجلس وانتهت الرأة من حاجتها ..فعاد النب rإل عدي
عليها أنت ..فقال : rبل أنت ..حت استقرت عند ..ومضيا يشيان ..فبينما ها كذلك ..فإذا
عدي فجلس عليها .. برجل يقبل على النب .. r
عندها ..بدأ النب rيطم الواجز بي عدي والسلم فماذا قال الرجل ؟ هل قال :يا رسول ال عندي
.. أموال زائدة أبث لا عن فقي ؟! أم قال :
يا عدي أسلم ..تسلم ..أسلم تسلم ..أسلم تسلم .. حصدت أرضي وزاد عندي الثمر ..فماذا أفعل به
قال عدي :إن على دين .. ؟
فقال : rأنا أعلم بدينك منك .. يا ليته قال شيئا من ذلك ..لعل عديا إذا سعه
قال :أنت تعلم بدين من ؟ يشعر بغن السلمي وكثرة أموالم ..
قال :نعم ..ألست من الركوسية .. قال الرجل :يا رسول ال ..أشكو إليك الفاقة
والركوسية ديانة نصرانية مشرّبة بشيء من الجوسية .. والفقر ..
فمن مهارته rف القناع أنه ل يقل ألست نصرانيا .. ما يكاد هذا الرجل يد طعاما يسد به جوعة
وإنا تاوز هذه العلومة إل معلومة أدق منها فأخبه أولده ..ومن حوله من السلمي يعيشون على
بذهبه ف النصرانية تديدا .. الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ..
كما لو لقيك شخص ف أحد بلد أوروبا وقال لك :لاذا قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع ..فأجابه
ل تتنصر ؟ فقلت :إن على دين .. النب rبكلمات ومضى ..
فلم يقل لك :ألست مسلما ..ول يقل :ألست سنُيّا .. فلما مشيا خطوات ..أقبل رجل آخر ..قال :يا
وإنا قال :ألست شافعيا ..أو حنبليا .. رسول ال أشكو إليك قطع الطريق !!
عندها ستدرك أنه يعرف كل شيء عن دينك .. يعن أننا يا رسول ال لكثرة أعدائنا حولنا ل نأمن
فهذا الذي فعله العلم الول rمع عدي ..قال :ألست أن نرج عن بنيان الدينة لكثرة من يعترضنا من
من الركوسية .. كفار أو لصوص ..
فقال عدي :بلى .. أجابه النب rبكلمات ومضى ..
فقال : rفإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم جعل عدي يقلب المر ف نفسه ..هو ف عز
()3
الرباع ؟ وشرف ف قومه ..وليس له أعداء يتربصون به ..
فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله ف ضعف
( ) الرباع :إذا غزت ال قبيلة ق سم رئي سها الغني مة أرب عة أق سام 3
ومسكنة ..وفقر وحاجة ..
فأ خذ الر بع له وحده ،وهذا حرام فص د ين النصصرانية ،جائز ع ند
وصل إل بيت النب .. rفدخل ..فإذا وسادة
العرب .
13
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :نعم كسرى بن هرمز ..ولتنفقن أمواله ف سبيل قال :بلى ..
ال .. فقال : rفإن هذا ل يل لك ف دينك ..
قال : rولئن طالت بك حياة لترين الرجل يرج بلء فتضعضع لا عدي ..وقال :نعم ..
كفه من ذهب أوفضة يطلب من يقبله منه فل يد أحدا فقال : rأما إن أعلم الذي ينعك من السلم ..
يقبله منه .. أنك تقول :إنا اتبعه ضعفة الناس ومن ل قوة لم
يعن من كثرة الال يرج الغن يطوف بصدقته ل يد ..
فقيا يعطيه إياها .. وقد رمتهم العرب ..
يعظ عديا ويذكره بالخرة ..فقال : ث بدأ ()4
يا عدي ..أتعرف الية ؟
وليلقي الَ أحدُكم يوم يلقاه ليس بينه وبينه ترجان ، قلت :ل أرها وقد سعت با ..
فينظر عن يينه فل يرى إل جهنم ،وينظر عن شاله فل قال :فوالذي نفسي بيده ليتمن ال هذا المر حت
يرى إل جهنم " .. ترج الظعينة من الية حت تطوف بالبيت ف غي
سكت عدي متفكرا .. جوار أحد ..
قائلً :يا عدي ..فما يفرك أن تقول ل إله إل ففاجأه أي سيقوى السلم إل درجة أن الرأة السلمة
ال ؟ ..أو تعلم من إله أعظم من ال ؟! الاجة ترج من الية حت تصل إل مكة ليس
قال عدي :فإن حنيف مسلم ..أشهد أن ل إله إل ال معها إل مرم ..من غي أحد يميها ..وتر على
..وأشهد أن ممدا عبده ورسوله .. مئات القبائل فل يرؤ أحد أن يعتدي عليها أو
فتهلل وجه النب rفرحا مستبشرا .. يسلبها مالا ..لن السلمي صار لم قوة وهيبة ..
قال عدي بن حات : إل درجة أن أحدا ل يرؤ على التعرض لسلم
فهذه الظعينة ترج من الية تطوف بالبيت ف غي جوار خوفا من انتصار السلمي له ..
..ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى .. فلما سع عدي ذلك ..جعل يتصور النظر ف ذهنه
والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لن رسول ال rقد ..امرأة ترج من العراق حت تصل إل مكة ..
()5
قالا " .. معن ذلك أنا ستمر بشمال الزيرة ..يعن ستمر
لعدي ..وهذا فتأمل كيف كان هذا النس منه ببال طي ..ديار قومه ..
الحتفاء الذي قابله به ..حت شعر به عدي ..تأمل فتعجب عدي وقال ف نفسه :فأين عنها ذُعّار طي
كيف كان كل ذلك جاذبا لعدي للدخول ف السلم .. الذين سعروا البلد !!
فلو مارسنا هذا الب مع الناس ..مهما كانوا ..للكنا ث قال : rوليفتحن كنوز كسرى بن هرمز ..
قلوبم .. قال :كنوز ابن هرمز ؟
14
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراع الطوب
أنت كالدلو ل عدمتك دلوا ..من كبار الدلْ كثي فكرة ..
الذنوب بالرفق واستعمال مهارات التعامل والقناع ..
ومضى يضرب للخليفة المثلة بالتيس والعن والبئر نستطيع أن نقق ما نريد ..
والتراب ..
.8استمتع بالهارات ..
فثار الليفة ..وانتفض الراس ..واستل السياف سيفه
الهارات متعة حسية ،ل أعن با الجر الخروي
..وفرش النطع ..وتهز للقتل ..
فقط ،ل وإنا هي متعة وفرح تشعر به حقيقة ..
فأدرك الليفة أن علي بن الهم قد غلبت عليه طبيعته ..
فاستمتع با ،ومارسها مع جيع الناس ،كبيهم
فأراد أن يغيها ..
وصغيهم ،غنيهم وفقيهم ،قريبهم وبعيدهم ..
فأمر به فأسكنوه ف قصر منيف ..تغدو عليه أجل
كلهم ..مارس معهم هذه الهارات ..
الواري وتروح يا يلذ ويطيب ..
إما لتقاء أذاهم ..
ذاق علي بن الهم النعمة ..واتكأ على الرائك ..
أو لكسب مبتهم ..
وجالس أرق الشعراء ..وأغزل الدباء ..
أو لصلحهم ..نعم إصلحهم ..
ومكث على هذا الال سبعة أشهر ..
كان علي بن الهم شاعرا فصيحا ..لكنه كان
ث جلس الليفة ملس سر ليلة ..فتذكر علي بن الهم
أعرابيا جلفا ل يعرف من الياة إل ما يراه ف
..فسأل عنه ،فدعوه له ..فلما مثل بي يديه ..قال :
الصحراء ..
أنشدن يا علي بن الهم ..
وكان التوكل خليفة متمكنا ..يُغدى عليه ويراح
فانطلق منشدا قصيدة مطلعها :
با يشتهي ..
عيون الها بي الرصافة والسر ..جلب الوى من حيث
دخل علي بن الهم بغداد يوما فقيل له :إن من
أدري ول أدري
مدح الليفة حظي عنده ولقي منه العطيات ..
أعدن ل الشوق القدي ول أكن ..سلوت ولكن زدن
فاستبشر علي ويم جهة قصر اللفة ..
جرا على جر
دخل على التوكل ..فرأى الشعراء ينشدون
ومضى يرك الشاعر بأرق الكلمات ..ث شرع يصف
ويربون ..
الليفة بالشمس والنجم والسيف ..
والتوكل هو التوكل ..سطوة وهيبة وجبوت ..
فانظر كيف استطاع الليفة أن يغي طباع ابن الهم ..
فانطلق مادحا الليفة بقصيدة مطلعها :
ونن كم ضايقتنا طباع لولدنا أو أصدقائنا فسعينا
يا أيها الليفة ..
لتغييها ..فغيناها ..
أنت كالكلب ف حفاظك للود ..وكالتيس ف
فمن باب أول أن تقدر أنت على تغيي طباعك ..فتقلب
15
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسول ال rيصنع ف بيته ؟ العبوس تبسما ..والغضب حلما ..والبخل كرما
فقالت :يكون ف مهنة أهله ..فإذا حضرت الصلة ..وهذا ليس صعبا ..لكنه يتاج إل عزية
يتوضأ ويرج للصلة .. ومراس ..فكن بطلً ..
وقل مثل ذلك مع الوالدين ..فكم هم أولئك الذين ومن نظر ف سية ممد rوجد أنه كان يتعامل مع
نسمع عن حسن أخلقهم .. الناس بقدرات أخلقية ،ملك با قلوبم ..
وكرمهم وتبسمهم ..وجيل معاشرتم للخرين ..أما ول يكن rيتصنع هذه الخلق أمام الناس ..
مع أقرب الناس إليهم ..وأعظم الناس حقا عليهم ..مع فإذا خل بأهل بيته ..انقلب حلمه غضبا ..ولينه
الوالدين فجفاء وهجر .. غلظا ..
نعم ..خيكم خيكم لهله ..لوالديه ..لزوجه .. ل ..ما كان بساما مع الناس عبوسا مع أهل بيته
لدمه ..بل ولطفاله .. ..
ف يوم مليء بالشاعر ..يلس أبو ليلى tعند رسول ال ول كريا مع اللق إل مع ولده وزوجه ..
.. eفيأتـ السـن أو السـي يشـي إل النـب .. e ل ..بل كانت أخلقه سجية ..يتعبد ل تعال با
فيأخذه .. eفيقعده على بطنه ..فبال الصغي على بطن ..كما يتعبد بصلة الضحى وقيام الليل ..
رسول ال .. eقال أبو ليلى :حت رأيت بوله على بطن يتسب ابتسامته قربة ..ورفقَه عبادة ..وعفوَه
رسول ال eأساريع .. ولينَه حسنات ..
قال :فوثبنـا إليـه ..فقال : eدعوا ابنـ ..ل تفزعوا إن من اعتب حسن اللق عبادة ..تلى با ف جيع
ابن .. أحواله ..ف سلمه وحربه ..وجوعه وشبعه ..
فل ما فرغ ال صغي من بوله ..د عا eباء ف صبه عل يه .. وصحته ومرضه ..بل وفرحه وحزنه ..
()7
نعم ..كم من الزوجات تسمع عن أخلق
فلله دره كيف تروضت نفسه على هذه الخلق ..فل زوجها ..وسعة صدره ..وابتسامته وكرمه ..
عجب إذن أن يلك قلوب الصغار والكبار .. ولكنها ل تر من ذلك شيئا ..
رأي .. فهو ف بيته سيئَ اللق ..ضيقَ الصدر ..عابسَ
بدل أن تسب الظلم ..حاول إصلح الصباح .. ل ومنانا ..
الوجه ..صخابا لعانا ..بي ً
أما هو rفهو الذي قال ( :خيكم خيُكم
.9مع الفقراء .. .. ()6
لهله ،وأنا خيكم لهلي )
عدد من الناس اليوم أخلقهم تارية ..فالغن فقط هو وانظر كيف كان يتعامل مع أهله ..
الذي تكون نكته طريفة فيضحكون عند ساعها .. قال السود بن يزيد :سألت عائشة : tما كان
16
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجعل النب rيازح زاهرا ..ويصيح بالناس يقول :من وأخطاؤه صغية ..فيتغاضون عنها ..
يشتري العبد ؟ ..من يشتري العبد ؟ .. أما الفقراء فنكتهم ثقيلة ..يسخر بم عند ساعها
فنظر زاهر ف حاله ..فإذا هو فقي كسي ..ل مال .. ..وأخطاؤهم جسيمة ..يصرخ بم عند وقوعها
ول جال .. ..
فقال :إذا وال تدن كاسدا يا رسول ال .. أما رسول ال rفكان عطفه على الغن والفقي
فقال : rلكن عند ال لست بكاسد ..أنت عند ال سواء ..
غال .. قال أنس : t
وهو يلكهم فل عجب أن تتعلق قلوب الفقراء به كان رجل من أهل البادية اسه زاهر بن حرام ..
بذه الخلق .. وكان ربا جاء الدينة ف حاجة فيهدي للنب rمن
كثي من الفقراء ..قد ل يعيب على الغنياء البخل عليه البادية شيئا من إقط أو سن ..
بالال والطعام ..لكنه يد عليهم بلهم باللطف وحسن فيُجهزه رسول ال rإذا أراد أن يرج إل أهله
العاشرة .. بشيء من تر ونوه ..
وكم من فقي تبسمت ف وجهه ..وأشعرته بقيمته وكان النب rيبه ..وكان يقول ( :إن زاهرا
واحترامه ..فرفع ف ظلمة الليل يدا داعية ..يستنل با باديتنا ..ونن حاضروه ) ..وكان زاهرا دميما ..
لك الرحات من السماء .. خرج زاهر tيوما من باديته ..فأتى بيت رسول
ورب أشعث أغب ذي طمرين مدفوع بالبواب ل يؤبه له ال .. rفلم يده ..
..لو أقسم على ال لبره .. وكان معه متاع فذهب به إل السوق ..فلما علم
فكن دائم البشر مع هؤلء الضعفاء .. مضى إل السوق يبحث عنه .. به النب
فأتاه فإذا هو يبيع متاعه ..والعرق يتصبب منه ..
إشارة .. وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها ..
لعل ابتسامة ف وجه فقي ..ترفعك عند ال درجات .. فاحتضنه rمن ورائه ،وزاهر ل يُبصره ..ول
يدري من أمسكه ..
.10النساء ..
ففزع زاهر وقال :أرسلن ..من هذا ؟ ..
كان جدي يستشهد بثل قدي " :من غاب عن عنه
فسكت النب عليه الصلة والسلم ..
جابت تيس " ..
فحاول زاهر أن يتخلص من القبضة ..
بعن أن من ل تد عنده زوجته ..ما يشبع عاطفتها ..
وجعل يلتفت وراءه ..فرأى النب .. rفاطمأنت
ويروي نفسها ..فقد تدثها نفسها بالستجابة لغيه ..
نفسه ..وسكن فزعه ..
من يلك معسول الكلم ..
وصار يُلصٍٍق ظهره بصدر النب .. rحي عرفه ..
17
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()10
بالنساء خيا .. وليس مقصودهم بذا الثل تشبيه الرجل والرأة
وف يوم من اليام أطاف بأزواج رسول ال rنساء كثي بالتيس والعن ..معاذ ال ..
يشتكي أزواجهن ..فلما علم النب rبذلك ..قام .. الرأة شقيقة الرجل ..ولئن كان ال قد وهب
وقال للناس : الرجل جسما قويا ..فقد وهبها عاطفة قوية ..
لقد طاف بآل ممد rنساء كثي يشتكي أزواجهن .. وكم رأينا سلطي الرجال وشجعانم تور قواهم
()11
ليس أولئك بياركم .. عند قوة عاطفة امرأة ..
: وقال ومن مهارات التعامل مع الرأة أن تعرف الفتاح
()12
( خيُكم خيُكم لهله وأنا خيكم لهلي ) .. الذي تؤثر من خلله فيها ..العاطفة ..تقاتلها
بل ..قد بلغ من إكرام الدين للمرأة ..أنا كانت تقوم بسلحها ..
الروب ..وتسحق الماجم ..وتتطاير الرؤوس .. كان النب eيوصيك بالحسان إل الرأة ..
لجل عرض امرأة واحدة .. واحترام عاطفتها ..لجل أن تسعد معها ..
كان اليهود يساكنون السلمي ف الدينة .. وأوصى الب بالحسان إل بناته ..فقال ( :من
وكان يغيظ هم نزو ُل ال مر بالجاب ..وت ست ُر ال سلمات عال جاريتي حت تبلغا ..جاء يوم القيامة أنا وهو
()8
..وياولون أن يزرعوا الف ساد والتك شف ف صفوف وضم أصابعه ) ..
السلمات ..فما استطاعوا .. وأوصى با أولدها فقال فإنه لا سأله رجل فقال :
وف أحد اليام جاءت امرأة مسلمة إل سوق يهود بن من أحق الناس بسن صحابت ؟
()9
قينقاع .. قال :أمك ..ث أمك ..ث أمك ..ث أبوك ..
وكانت عفيفة متسترة ..فجلست إل صائغ هناك منهم بل أوصى rبالرأة زوجها ..وذ ّم من غاضب
.. زوجته أو أساء إليها ..
فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها ..وودوا لو يتلذذون وانظر إليه rوقد قام ف حجة الوداع ..فإذا بي
بالنظر إل وجهها ..أو لسِها والعبثِ با ..كما كانوا يديه مائةُ ألف حاج ..
يفعلون ذلك قبل إكرامها بالسلم ..فجعلوا يريدونا فيهم السود والبيض ..والكبي والصغي ..
على كشف وجهها ..ويغرونا لتنع حجابا .. والغن والفقي ..
فأبت ..وتنعت .. صاح rبؤلء جيعا وقال لم :
فغافلها الصائغ وهي جالسة ..وأخذ طرف ثوبا من أل واستوصوا بالنساء خيا ..أل واستوصوا
18
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
r فغضب ذلك النافق ..وأدخل يده ف جيب درع النب السفل ..وربطه إل طرف خارها التدل على
..وجرّه وهو يردد : ظهرها ..
ل ..أحسن إل موالّ ..
أحسن إل موا ّ فلما قامت ..ارتفع ثوبا من ورائها ..وتكشفت
فغضب النب rوالتفت إليه وصاح به وقال :أرسلن .. أعضاؤها ..فضحك اليهود منها..
فأب النافق ..وأخذ يناشد النب rالعدول عن قتلهم .. فصاحت السلمة العفيفة ..وودت لو قتلوها ول
فالتفت إليه النب rوقال :هم لك .. يكشفوا عورتا ..
ثـ عدل عـن قتلهـم ..لكنـه rأخرجهـم مـن الدينـة .. فلما رأى ذلك رجل من السلمي ..سلّ سيفه ..
وطرّدهم من ديارهم .. ووثب على الصائغ فقتله ..فشد اليهود على
نعم الرأة العفيفة تستحق أكثر من ذلك .. السلم فقتلوه ..
كانت خولة بنت ثعلبة tمن الصحابيات الصالات .. فل ما علم ال نب rبذلك ..وأن اليهود قـد نقضوا
وكان زوجها أوس بن الصامت شيخا كبيا يسرع إليه العـهد وتعرضوا للمسلمات ..حاصرهم ..حت
الغضب .. استسلموا ونزلوا على حكمه ..
دخل عليها يوما راجعا من ملس قومه ..فكلمها ف فلمـا أراد النـب rأن ينكـل بمـ ..ويثأر لعرض
شيء فردت عليه ..فتخاصما ..فغضب فقال :أنت السلمة العفيفة ..
علي كظهر أمي ..وخرج غاضبا .. قام إليه جندي من جند الشيطان ..
كانت هذه الكلمة ف الاهلية إذا قالا الرجل لزوجته الذيـن ل يهمهـم عرض السـلمات ..ول صـيانة
صارت طلقا ..أما ف السلم فل تعلم خولة حكمها .. الكرمات ..
رجع أوس إل بيته ..فإذا امرأته تتباعد عنه .. وإنا هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ..
وقالت له :والذي نفس خويلة بيده ل تلص إل وقد ب ابن سلول ..
قام رأس النافقي ..عبد ال بن أُ ّ
قلت ما قلت ..حت يكم ال ورسوله فينا بكمه .. فقال :يـا ممـد أحسـن فـ موال اليهود وكانوا
ث خرجت خولة إل رسول ال eفذكرت له ما تلقى من أنصاره ف الاهلية ..
زوجها ..وجعلت تشكو إليه ما سوء خلقه معها .. فأعرض عنه النب .. rوأبـى ..
فجعل رسول ال eيصبها ويقول :يا خويلة ابن إذ ك يف يطلب الع فو عن أقوام يريدون أن تش يع
عمك ..شيخ كبي ..فاتقي ال فيه .. الفاحشة ف الذين آمنوا !!
وهي تدافع عباتا وتقول :يا رسول ال ..أكل شباب فقام النا فق مرة أخرى ..وقال :يا م مد أح سن
..ونثرت له بطن ..حت إذا كبت سن ..وانقطع إليهم ..
ولدي ..ظاهر من ..اللهم إن أشكو إليك .. فأعرض عنه النب .. rصيانة لعرض السلمات ..
وهو eينتظر أن ينل ال تعال فيهما حكما من عنده وغية على العفيفات ..
19
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..
وقفة .. فبينما خولة عند رسول ال eإذ هبط جبيل من
قد تصب الرأة على ..فقر زوجها ..وقبحه .. السماء على رسول ال .. e
وانشغاله ..لكنها قل أن تصب على سوء خلقه .. بقرآن فيه حكمها وحكم زوجها ..
فالتفت eإليها وقال :يا خويلة ..قد أنزل فيك
.11الصغار ..
وف صاحبك قرآنا ..ث قرأ " قد سع ال قول الت
كم هي الواقف الت وقعت لنا ف صغرنا ول تزال
تادلك ف زوجها وتشتكي إل ال وال يسمع
مطبوعة ف أذهاننا إل اليوم ..سواء كانت مفرحة أو
تاوركما إن ال سيع بصي " إل آخر اليات من
مزنة ..
أول سورة الجادلة ..
عُد بذاكرتك إل أيام طفولتك ..ستذكر ل مالة جائزة
ث قال لا eمُريه فليعتق رقبة ..
كرمت با ف مدرستك ..أو ثناء أثناه عليك أحد ف
فقالت :يا رسول ال ..ما عنده ما يعتق ..
ملس عام ..فهي مواقف تفر صورتا ف الذاكرة ..فل
قال :فليصم شهرين متتابعي ..
تكاد تنسى ..
قالت :وال إنه لشيخ كبي ما له من صيام ..
وإل جانب ذلك ..ل نزال نتذكر مواقف مزنة ..
قال :فليطعم ستي مسكينا وسقا من تر ..
وقعت لنا ف طفولتنا ..مدرس ضربنا ..أو خصومة مع
قالت :يا رسول ال ..ما ذاك عنده ..
زملء ف الدرسة ..أو مواقف تعرضنا فيها للهانة من
فقال : eفإنا سنعينه بعرق من تر ..
أسرتنا ..أو تعرض لا أحدنا من زوجة أبيه ..أو نو
قالت :وال يا رسول ال ..أنا سأعينه بعرق آخر
ذلك ..
..
وكم صار الحسان إل الصغار طريقا إل التأثي ليس
فقال : eقد أصبت وأحسنت ..فاذهب فتصدقي
فيهم فقط ..بل ف آبائهم وأهليهم ..وكسب مبتهم ()13
به عنه ..ث استوصي بابن عمك خيا ..
جيعا ..
فسبحان من وهبه اللي والتحمل مع الميع ..
يتكرر كثيا لدرس الرحلة البتدائية أن يتصل به أحد
حت ف مشاكلهم الشخصية ..يتفاعل معهم ..
أبوي طالب صغي ويثن عليه وأنه أحبه لحبة ولده له
وقد جربت بنفسي ..التعامل باللي والهارات
وكثرة ذكره بالي ..وقد يعبون عن هذه الشاعر ف
العاطفية مع البنت والزوجة ..وقبل ذلك الم
لقاء عابر ..أو هدية أو رسالة ..
والخت ..فوجدت لا من التأثي الكبي ..ما ل
إذن ل تتقر البتسامة ف وجه الصغي ..وكسب قلبه ..
يتصوره إل من مارسه ..
ومارسة مهارات التعامل الرائع معه ..
فالرأة ل يكرمها إل كري ..ول يهينها إل لئيم ..
ألقيت يوما ماضرة عن الصلة لطلب صغار ف مدرسة
( ) رواه أحد وأبو داود ،صحيح . 13
20
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ول أكتمك أنن أبالغ ف إكرام الصغار والفاوة بم بعض ..
الشيء ..بل والستماع إل أحاديثهم العذبة – وإن فسألتهم عن حديث حول أهية الصلة ..فأجاب
كانت ف أكثر الحيان غي مهمة – بل أزيد الفاوة أحدهم :قال : eبي الرجل وبي الكفر أو
ببعضهم أحيانا إكراما لوالده وكسبا لحبته .. الشرك ترك الصلة ..
أحد الصدقاء كنت ألقاه أحيانا مع ولده الصغي .. أعجبن جوابه ..ومن شدة الماس نزعت ساعة
فكنت أحتفي بالصغي وألطفه .. يدي وأعطيته إياها ..
ل بولده
لقين صديقي هذا يوما ف مفل كبي ..فأقبل إ ّ وكانت – عموما – ساعة عادية كساعات الطبقة
يسلم علي ..ث قال :ماذا فعلت بولدي ! يسألم الكادحة !..
مدرسهم قبل أيام عن أمنياتم ف الستقبل ..فمنهم من كان هذا الوقف مشجعا لذلك الغلم ..أحب
قال :أكون طبيبا ..والخر قال :أكون مهندسا .. العلم أكثر ..وتوجه لفظ القرآن ..وشعر بقيمته
وولدي قال :أكون ممد العريفي !! ..
ويكنك أن تلحظ أنواع الناس ف التعامل مع الصغار .. مضت اليام ..بل السني ..ث ف أحد الساجد
عندما يدخل رجل إل ملس عام ويطوف بالاضرين تفاجأت أن المام هو ذلك الغلم ..وقد صار
مصافحا ..وولده من خلفه يفعل كفعله ..فمن الناس شابا متخرجا من كلية الشريعة ..ويعمل ف سلك
من يتغافل عن الصغي ..ومنهم من يصافحه بطرف يده القضاء بأحد الحاكم ..ل أذكره وإنا تذكرن هو
..ومنهم من يهز يده مبتسما مرددا :أهلً يا بطل .. ..
كيف حالك يا شاطر ..فهذا الذي تنطبع مبته ف قلب فانظر كيف انطبعت ف ذهنه الحبة والتقدير
الصغي ..بل وقلب أبيه وأمه .. بوقف عاشه قبل سني ..
كان الرب الول eله أحسن التعامل مع الصغار .. وأذكر أن دعيت ليلة لحدى الولئم ..فإذا
كان لنس بن مالك أخ صغي ..وكان rيازحه ويكنيه شاب مشرق الوجه يسلم علي برارة ب ويذكرن
بأب عمي ..وكان للصغي طي صغي يلعب به ..فمات بوقف لطيف وقع له معي ف ماضرة ألقيتها ف
الطي .. مدرسته لا كان غلما صغيا ..
فكان eيازحه إذا لقيه ..ويقول :يا أبا عمي ..ما وكم ترى من الناس الذين يسنون التعامل مع
فعل النغي ؟ يعن الطائر الصغي .. الصغار من يرج من السجد ..فترى أبا يره
وكان يعطف على الصغار ويلعبهم ..ويلعب زينب ولده الصغي بيده ليصل إل هذا الرجل فيسلم
بنت أم سلمة ويقول ( :يا زوينب ..يا زوينب .. ) .. عليه ويبلغه بحبة ولده له ..
وكان إذا مر بصبيان يلعبون سلم عليهم .. وقد يقع مثل هذا الوقف ف وليمة كبية أو عرس
وكان يزور النصار ويُسلم على صبيانم ..ويسح ..يكثر فيه الدعوون ..
21
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناقة .. رؤوسهم ..
وقال rيوما لنس مازحا ( :يا ذا الذني ) .. وعند رجوعه rمن العركة كان يستقبله الطفال
وأقبلت إليه امرأة يوما تشتكي زوجها ..فقال لا : فيكبهم معه ..
زوجك الذي ف عينه بياض ؟ فعند عودة السلمي من مؤتة ..
ففزعت الرأة وظنت أنه زوجها عمي بصره ..كما قال أقبل اليش إل الدينة راجعا ..
ال عن يعقوب عليه السلم " وابيضت عيناه من الزن " فتلقاهم النب عليه الصلة والسلم ..والسلمون
أي :عمي .. ..
فرجعت فزعة إل زوجها وجعلت تنظر ف عينيه ..وتدقق ولقيهم الصبيان يشتدون ..
.. فلما رأى rالصبيان ..قال :خذوا الصبيان
فسألا عن خبها ؟! فاحلوهم ..
فقالت :قد قال رسول ال إن ف عينك بياض .. وأعطون ابن جعفر ..
فقال لا :يا امرأة ..أما أخبك أن بياضها أكثر من فأُت بعبد ال بن جعفر فأخذه فحمله بي يديه ..
سوادها .. وكان rيتوضأ يوما من ماء ..فأقبل إليه ممود
أي أن كل أحد ف عينه بياض وسواد .. بن الربيع طفل عمره خس سنوات ..فجعل rف
وكان إذا مازحه أحد تفاعل معه ..وضحك وتبسم .. فمه ماء ث مه ف وجهه يازحه .. ) 14( ..
دخل عليه عمر وهو rغضبان على نسائه ..لا أكثرن وعموما ..كان rضحوكا مزوحا مع الناس ..
عليه مطالبته بالنفقة ..فقال عمر :يَا رَسُولَ ال ّلهِ َ ..لوْ يدخل السرور إل قلوبم ..خفيفا على النفوس ل
شرَ ُقرَْيشٍ َ ..ن ْغلِبُ النّسَاءَ ..فكنا إذا
رَأَْيتَنا وَ ُكنّا َمعْ َ يل أحد من مالسته ..
سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها .. أقبل إليه رجل يوما يريد دابة ليسافر عليها أو
َفلَمّا َق ِدمْنَا الْ َمدِيَنةَ ِإذَا َق ْومٌ َت ْغلُِب ُهمْ نِسَا ُؤ ُهمْ ..فطفق يغزو ..
نساؤنا يتعلمن من نسائهم .. فقال rمازحا له ( :إن حاملك على ولد ناقة )
يعن فقويت علينا نساؤنا .. ..
سمَ النِّبيّ .. rث زاد عمر الكلم ..فازداد تبسم
فَتَبَ ّ فعجب الرجل ..كيف يركب على جل صغي ..
النب .. rتلطفا مع عمر .. ل يستطيع حله ..فقال :يا رسول ال وما أصنع
وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه .. بولد الناقة ؟
إذن كان لطيف العشر ..أنيس الجلس .. فقال ( : rوهل تلد البل إل النوق ) ..يعن
فلو وطّنا أنفسنا على مثل هذا التعامل مع الناس .. سأعطيك بعيا كبيا ..لكنه -قطعا -قد ولدته
لشعرنا بطعم الياة فعلً ..
) (14رواه البخاري .
22
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكنه خاف أن تعلم قريش بب ثقيف معه فيجترئون عليه
أكثر ..فقال لم : فكرة ..
إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا على .. الطفل طينة لينة نشكلها بسب تعاملنا معه ..
فلم يفعلوا ..وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه
.12العبيد والماليك ..
ويصيحون به ..
يسن الدخول إل قلوبم با يناسب .. كان
حت اجتمع عليه الناس وألئوه إل حائط لعتبة بن ربيعة
لا توف عم النب .. rاشتد أذى قريش عليه .. r
..وشيبة بن ربيعة ..وها فيه ..
فخرج rإل الطائف ..يلتمس من ثقيف النصرة
ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه ..
والنعة بم من قومه ..ورجا أن يقبلوا منه ما
فعمد rإل ظل حبلة من عنب فجلس فيه ..
جاءهم به من ال تعال ..
وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما يلقى من سفهاء أهل
خرج إليهم وحده ..
الطائف ..
وصل إل الطائف ..وعمد إل نفر ثلثة من ثقيف
فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي تركت له رحهما
وهم سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلثة ..
..
عبد يا ليل ..ومسعود ..وحبيب ..بنو عمرو بن
فدعوا غلما لما نصرانيا يقال له عداس ..وقال :له
عمي ..
خذ قطفا من هذا العنب فضعه ف هذا الطبق ..ث اذهب
فجلس إليهم .. rفدعاهم إل ال وكلمهم لا
به إل ذلك الرجل فقل له يأكل منه ..
جاءهم له من نصرته على السلم والقيام معه على
ففعل عداس ..وجاء بالعنب ..حت وضعه بي يدي
من خالفه من قومه ..
رسول ال rث قال له :كل ..
فقال أحدهم :هو يرط ثياب الكعبة إن كان ال
فمد رسول ال rيده إليه وقال " :بسم ال " ث أكل ..
أرسلك ..
نظر عداس إليه وقال :
وقال الخر :أما وجد ال أحدا أرسله غيك ؟
وال إن هذا الكلم ما يقوله أهل هذه البلد ..
أما الثالث فقال – متفلسفا : -
فقال له " : rومن أهل أي بلد أنت يا عداس ؟ وما
وال ل أكلمك أبدا ! لئن كنت رسولً من ال
دينك ؟ " ..
كما تقول لنت أعظم خطرا من أن أرد عليك
قال :نصران ..وأنا رجل من أهل نينوى ..
الكلم ..ولئن كنت تكذب على ال ما ينبغي ل
فقال " : rمن قرية الرجل الصال يونس بن مت ؟ " ..
أن أكلمك ..
فقال عداس :وما يدريك ما يونس بن مت ؟
منهم هذا الرد القبيح ..قام من فلما سع
فقال " : rذلك أخي ..كان نبيا ..وأنا نب " ..
عندهم ..وقد يئس من خي ثقيف ..
فأكب عداس على رسول ال rيقبل رأسه ويديه
23
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال : rوعليكم .. وقدميه ..
فلم تصب عائشة لا سنعتهم ..فقالت :السام عليكم .. وابنا ربيعة ينظران إليهما ..فقال أحدها لصاحبه
ولعنكم ال وغضب عليكم .. :أما غلمك فقد أفسده عليك ..
:مهلً يا عائشة ..عليك بالرفق ..وإياك فقال فلما رجع عداس لسيده ..وقد بدا عليه التأثر
والعنف والفحش .. وساع كلمه .. برؤية رسول ال
فقالت :أو ل تسمع ما قالوا ؟ قال له سيده :ويلك يا عداس ! ما لك تقبل رأس
فقال :أو ل تسمعي ما قلت ؟! رددت عليهم فيستجاب هذا الرجل ويديه وقدميه ؟
ف ..
ل ..ول يستجاب لم ّ فقال :يا سيدي ما ف الرض شئ خي من هذا ..
نعم ..ما الداعي إل مقابلة السباب بالسباب ! أليس ال لقد أخبن بأمر ما يعلمه إل نب ..
قد قال له ( :وأعرض عن الاهلي ) .. فقال سيده :ويك يا عداس ل يصرفنك عن
مع أصحابه ف غزوة .. وف يوم ..خرج دينك ..فإن دينك خي من دينه ..
فلما كانوا ف طريق عودتم ..نزلوا ف واد كثي الشجر فهل نستطيع نن اليوم أن نعل تعاملنا راقيا مع
.. الميع ..مهما كانت طبقاتم ؟
إل فتفرق الصحابة تت الشجر وناموا ..وأقبل لحة ..
شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانا ..وفرش رداءه عامل البشر على أنم بشر ..ل على أشكالم ..
ونام .. أو أموالم ..أو وظائفهم ..
ف هذه الثناء كان رجل من الشركي يتبعهم ..
خاليا ..أقبل يشي بدوء .. فلما رأى رسول ال .13مع الخالفي ..
حت التقط السيف من على الغصن ..وصاح بأعلى الكفار ..كان rيعاملهم بالعدل ..ويستميت ف
صوته : سبيل دعوتم وإصلحهم ..ويتحمل أذاهم ..
يا ممد ..من ينعك من ؟ ويتغاضى عن سوئهم ..كيف ل ..وقد قال له
ربه ( :وما أرسلناك إل رحة ) ..لن ؟!
..والرجل قائم على رأسه .. فاستيقظ رسول ال للمؤمني ؟! ل ( ..إل رحة للعالي ) ..
والسيف صلتا ف يده ..يلتمع منه الوت .. وتأمل حال اليهود ..يذمونه ويبتدئون بالعداوة ..
وحيدا ..ليس عليه إل إزار ..أصحابه الرسول ومع ذلك يرفق بم ..
متفرقون عنه ..نائمون .. r وعن عائشة قالت :إن اليهود مروا ببيت النب
والرجل يعيش نشوة القوة والنتصار ..ويردد :من فقالوا :
ينعك من ؟ من ينعك من ؟ السام عليكم ( أي :الوت عليك ) ..
24
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعضها .. بكل ثقة :ال .. فقال
قالوا :نعم يا أبا الوليد .. فانتفض الرجل وسقط السيف ..
فقام عتبة وتوجه إل رسول ال .. e والتقط السيف وقال :من ينعك من ؟ فقام
جالس بكل سكينة .. دخل عليه ..فإذا فتغي الرجل ..واضطرب ..وأخذ يسترحم النب
فلما وقف عتبة بي يديه ..قال :يا ممد ! أنت خي أم ..ويقول :ل أحد ..كن خي آخذ ..
عبد ال ؟! :تسلم ؟ فقال له
فسكت رسول ال .. eتأدبا مع أبيه عبد ال .. قال :ل ..ولكن ل أكون ف قوم هم حرب لك
فقال :أنت خي أم عبد الطلب ؟ ..
فسكت .. eتأدبا مع جده عبد الطلب .. ..وأحسن إليه !! فعفا عنه
فقال عتبـة :فإن كنـت تزعـم أن هؤلء خيـ منـك فقـد وكان الرجل ملكا ف قومه ..فانصرف إليهم
عبدوا اللة الت عِبْتَ ..وإن كنت تزعم أنك خي منهم فدعاهم إل السلم ..فأسلموا ..
..فتكلم حت نسمع قولك .. نعم ..أحسن إل الناس تستعبد قلوبم ..
بكلمة ..ثار عتبة وقال : وقبل أن ييب النب بل حت مع العداء اللداء كان rله خلق عظيم
إ نا وال ما رأي نا سخلة قط أشأم على قو مه م نك !!.. ..كسب به نفوسهم ..وهدى قلوبم ..ودحر به
فرقـت جاعتنـا ..وشتـت أمرنـا ..وعبـت ديننـا .. كفرهم ..
وفضحت نا ف العرب ..ح ت ل قد طار في هم أن ف قر يش لاـ ظهـر eبدعوتـه بيـ الناس ..جعلت قريـش
ساحرا ..وأن ف قر يش كاهنا ..وال ما ننت ظر إل م ثل تاول حربه بكل سبيل ..
صيحة البلى ..أن يقوم بعض نا إل بعض بالسيوف ح ت وكان م ا بذل ته أن تشاور كبار ها ف التعا مل مع
نتفان .. دعوته .. eوتسارع الناس لليان به ..
سـاكت يسـتمع كان عتبـة متغيا غضبانا ..والنـب فقالوا :أنظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر
بكل أدب .. فليأت هذا الرجـل الذي فرق جاعتنـا ..وشتـت
عن الدعوة .. وبدأ عت بة يقدم إغراءات ليتخلى ال نب أمر نا ..وعاب دين نا ..فليكل مه ولين ظر ماذا يرد
فقال : عليه ..
أيها الرجل إن كنت جئت بالذي جئت به لجل الال .. فقالوا :ما نعلم أحدا غي عتبة بن ربيعة ..
جعنا لك حت تكون أغن قريش رجلً .. فقالوا :أنت يا أبا الوليد ..
وان كنـت إناـ بـك حـب الرئاسـة ..عقدنـا ألويتنـا لك وكان عتبة سيدا حليما ..
فكنت رأسا ما بقيت .. فقال :يـا معشـر قريـش ..أترون أن أقوم إل هذا
وإن كان إن ا بك الباه والرغ بة ف الن ساء ..فاخ تر أيّ فأكلمـه ..فأعرض عليـه أمورا لعله أن يقبـل منهـا
25
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو يستمع ..ويستمع ..والنب يتلو ..ويتلو .. نساء قريش شئت فلنوجك عشرا !!..
حت بلغ قوله تعال .. وان كان هذا الذي يأت يك رئيا من ال ن تراه ..ل
( َفإِنْ أَ ْعرَضُوا فَقُلْ أَن َذرْتُ ُكمْ صَا ِع َقةً مّثْ َل صَا ِعقَ ِة عَادٍ تسـتطيع رده عـن نفسـك ..طلبنـا لك الطـب ..
وَثَمُودَ ) ..فانتفض عتبة لا سع التهديد بالعذاب .. وبذلنا فيه أموالنا حت نبئك منه ..فإنه ربا غلب
وقفز ووضع يديه على فم رسول ال .. eليوقف التابع على الرجل حت يتداوى منه ..
القراءة .. ومضـى عتبـة يتكلم بذا السـلوب السـيء مـع
فا ستمر eيتلو اليات ..ح ت انت هى إل ال ية ال ت في ها رسـول ال .. eويعرض عليـه عروضا ويغريـه ..
سجدة التلوة ..فسجد .. والنب عليه الصلة والسلم ينصت إليه بكل هدوء
ث رفع رأسه من سجوده ..ونظر إل عتبة وقال :سعت ..
يا أبا الوليد ؟ وانتهــت العروض ..ملك ..مال ..نســاء ..
قال :نعم .. علج من جنون !!
قال :فأنت وذاك .. سكت عتبة ..وهدأ ..ينتظر الواب ..
فقام عتبة يشي إل أصحابه ..وهم ينتظرونه متشوقي .. فر فع ال نب عل يه ال صلة وال سلم ب صره إل يه وقال
فل ما أق بل علي هم ..قال بعض هم لب عض :نلف بال ل قد بكل هدووووء :
جاءكم أبو الوليد بغي الوجه الذي ذهب به .. أفرغت يا أبا الوليد ؟
فلما جلس إليهم ..قالوا :ما وراءك يا أبا الوليد ؟ ل يستغرب عتبة هذا الدب من الصادق المي ..
فقال :ورائي أ ن وال سعت قولً ما سعت مثله قط .. بل قال باختصار :نعم ..
وال ما هو بالشعر ..ول السحر ..ول الكهانة .. فقال : eفاسع من ..
يا معشر قريش :أطيعون واجعلوها ب ..خلوا بي هذا قال :أفعل ..
الرجل وبي ما هو فيه ..فوال ليكونن لقوله الذي سعت فقال : eبسم ال الرحن الرحيم " حم * َتنِيلٌ
منه نبأ عظيم .. ص َلتْ آيَاُت ُه قُرْآنًا
مّنَ الرّحْمَ ِن الرّحِي ِم * كِتَابٌ ُف ّ
يا قوم !! قرأ ب سم ال الرح ن الرح يم " حم * تن يل من َعرَِبيّا ّل َقوْمٍ َي ْعلَمُونَ * بَشِيًا وََنذِيرًا َفأَ ْع َرضَ أَكَْث ُر ُهمْ
الرحن الرح يم " ح ت بلغ " :ف قل أنذرت كم صاعقة مثل َف ُهمْ لَا يَسْ َمعُونَ .. ) ..
صاعقة عاد وثود " فأم سكته بف يه ..وناشد ته الر حم أن ومضى النب عليه الصلة والسلم ..يتلوا اليات
ي كف ..و قد علم تم أن ممدا إذا قال شيئا ل يكذب .. وعتبة يستمع ..
فخفت أن ينل بكم العذاب .. وفجأة جلس عت بة على الرض ..ث اه تز ج سمه
ل متفكرا ..وقومه واجون يدون
ث سكت أبو الوليد قلي ً ..
النظر إليه .. فألقى يديه خلف ظهره ..واتكأ عليهما ..
26
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السماء !!.. ـه لطلوة
فقال :وال إن لقوله للوة ..وإن عليـ
قال :فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك ؟ ..وإن أعله لث مر ..وإن أ سفله لغدق ..وإ نه
قال :الذي ف السماء .. ليعلو وما يعلى عليه ..وإنه ليحطم ما تته ..وما
بكل لطف :يا حصي أما إنك لو أسلمت فقال يقول هذا بشر ..وما يقول هذا بشر ..
علمتك كلمتي ينفعانك .. قالوا :هذا شعر يا أبا الوليد ..شعر ..
فما كان من حصي إل أن أسلم ف مكانه فورا .. فقال :وال مـا رجـل أعلم بالشعار منـ ..ول
ث قال :يا رسول ال ..علمن الكلمتي اللتي وعدتن أعلم برجزه ول بقصـيده منـ ..ول بأشعار النـ
.. ..وال ما يشبه هذا الذي يقول شيئا من هذا ..
:قل :اللهم ألمن رشدي ..وأعذن من شر فقال .. ومضى عتبة يناقش قومه ف أمر رسول ال
نفسي .. صحيح أن عتبة ل يدخل ف السلم ..لكن نفسه
آآآه ما أروع هذا التعامل الراقي ! وشدة تأثيه ف الناس لنت للدين ..
عند مالطتهم .. فتأمل كيف أثر هذا اللق الرفيع ..ومهارة حسن
وهذا التعامل السلمي الدعوي يفيد ف دعوة الكفار الستماع ف عتبة مع أنه من أشد العداء ..
وجذبم إل الي .. وف يوم آخر ..
سافر أحد الشباب للدراسة ف ألانيا فسكن ف شقة .. تتمع قريش ..فينتدبون حصي بن النذر الزاعي
وكان يسكن أمامه شاب ألان ،ليس بينهما علقة ،لكنه ..وهو أبو الصحاب الليل عمران بن حصي ..
جاره .. ينتبونه لنقاش النب عليه الصلة والسلم ورده عن
سافر اللان فجأة ..وكان موزع الرائد يضع الريدة دعوته ..
كل يوم عند بابه ..انتبه صاحبنا إل كثرة الرائد .. يدخل أبو عمران على النب eوحوله أصحابه ..
سأل عن جاره ..فعلم أنه مسافر .. فيدد عليه ما تردده قريش دوما ..فرقت جاعتنا
لَـمّ الرائد ووضعها ف درج خاص ..وصار يمعها ..شتت شلنا ..والنب eينصت بلطف ..
كل يوم ويرتبها .. حت إذا انتهى ..قال له eبكل أدب ..
لا رجع صاحبه بعد شهرين أو ثلثة ..سلم عليه وهنأه أفرغت يا أبا عمران ..
بسلمة الرجوع ..ث ناوله الرائد ..وقال له :خشيت قال :نعم ..
أنك متابع لقال ..أو مشترك ف مسابقة ..فأردت أن ل قال :فأجبن عما أسألك عنه ..
يفوتك ذلك .. قال :قل ..أسع ..
نظر الار إليه متعجبا من هذا الرص ..فقال :هل تريد :يا أبا عمران ..كم إلا تعبد اليوم ؟ فقال
أجرا أو مكافأة على هذا ؟ قال :سبعة !!..ستة ف الرض ..وواحدا ف
27
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال : قال صاحبنا :ل ..لكن ديننا يأمرنا بالحسان إل
من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها .. الار ..وأنت جار فل بد من
وف يوم آخر ..رأى rقرية نل قد أحرقت .. الحسان إليك
فقال :من أحرق هذه ؟ ث ما زال صاحبنا مسنا إل ذلك الار ..حت
قال بعض أصحابه :أنا .. دخل ف السلم ..
فغضب وقال :ل ينبغي أن يُعذب بالنار إل رب النار .. هذه وال هي التعة القيقية بالياة ..أن تشعر
وكان rمن رأفته ..أنه إذا توضأ وأقبلت إليه هرة .. أنك رقم على اليمي ..تتعبد ل بكل شيء حت
أصغى لا الناء ..فتشرب ..ث يتوضأ بفضلها .. بأخلقك ..
وم ّر rيوما على رجل ملقيا شاة على الرض ..وقد وكم ص ّد أعدادا كبية من الكفار عن الدخول ف
وضع رجله على صفحة عنقها مسكا لا ليذبها ..وهو السلم تعاملت فريق من السلمي معهم ..
يد شفرته ..وهي تلحظ إليه ببصرها .. فيظلمونم عمالً ..ويغشونم متسوقي ..
فغضب rلا رآه ..وقال :أتريد أن تيتها موتتي ؟ هل ويؤذونم جيانا ..
حددت شفرتك قبل أن تضجعها ؟ فهلمّ نبدأ من جديد معهم ..
ومر يوما برجلي يتحدثان ..وقد ركب كل منهما على
بعيه .. إضاءة ..
فلما رآها رحم البعيين ..ونى أن تتخذ الدواب خي الداعي من يدعو بأفعاله قبل أقواله ..
كراسي ..يعن ل تركب البعي إل وقت الاجة فقط ..
.14اليوانات !!
فإذا انتهت حاجتك فانزل ودعه يرتاح ..
من صارت الهارات السنة ديدنه ..تولت إل
ونى rعن وسم الدابة ف الوجه ..
طبع يالط دمه وعقله ..ل ينفك عنه أبدا ..
ومن أطرف ما ذكر ..
فتجده دائما لينا هينا رفيقا متحملً عطوفا ..مع
أنه كان للنب rناقة تسمى العضباء ..
كل أحد ..حت مع اليوانات ..والمادات ..
ث إن نفرا من الشركي أغاروا على إب ٍل للمسلمي ..
كان رسول ال rف سفر ..فانطلق ليقضي
كانت ترعى ف أطراف الدينة ..
حاجته ..
فذهبوا با ..وكانت العضباء فيها ..
فرأى بعض الصحابة حُمرة معها فرخان ..فأخذ
وأسروا امرأة من السلمي ..واستاقوها معهم ..
بعضهم فرخيها ..فجاءت المرة ..
وهرب الشركون ..بالرأة والبل ..
فجعلت توم حولم وترفرف بناحيها ..
وكانوا إذا نزلوا أثناء الطريق ..أطلقوا البل ترعى
ورآها ..التفت إل أصحابه فلما جاء النب
حولم ..
28
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن ل غلما نارا .. فنلوا من ًل فناموا ..فقامت الرأة بالليل لتهرب
قال :إن شئت .. منهم ..
فعملت له النب .. فأقبلت إل البل لتركب إحداها ..فجعلت كلما
فلما كان يوم المعة ..صعد النب rعلى النب الذي أتت على بعي رغا بأعلى صوته ..فتتركه خوفا
صنع له .. من استيقاظهم ..
فلما قعد rعلى ذلك النب ..خار الذع كخوار الثور وجعلت تر على البل واحدا واحدا ..
..وصاحت النخلة ..حت كادت أن تنشق ..وارتج حت أتت على العضباء ..فحركتها فإذا ناقة ذلول
السجد .. مرسة ..فركبتها الرأة ..ث وجهتها نو الدينة ..
فنل النب rفضم الذع إليه ..فجعلت النخلة تئن أني فانطلقت العضباء مسرعة ..فلما شعرت الرأة
الصب الذي يُسكّت حت استقرت .. بالنجاة ..اشتد فرحها ..فقالت :
ث قال ( : rأما و الذي نفس ممد بيده ..لو ل ألتزمه اللهم إن لك عل ّي نذرا ..إن أنيتن عليها أن
لا زال هكذا إل يوم القيامة .. ) .. أنرها !!..
وصلت الرأة إل الدينة ..فعرف الناس ناقة النب
إشارة .. ..
ال كرّم النسان ..لكن ذلك ل يفتح الجال له .. نزلت لرأة ف بيتها ومضوا بالناقة إل النب
لضطهاد بقية الخلوقات .. فجاءت الرأة تطلب الناقة لتنحرها !!
:بئس ما جزيتيها ..أو بئس ما جزتا .. فقال
100.15طريقة لكسب قلوب الناس
إن أناها ال عليها لتنحرنا !!
كل صاحب هم يتفنن ف صيد ما يريد ..
ث قال " : rل وفاء لنذر ف معصية ال ول فيما
عاشق الال يتفنن ف جعه وتنميته ..ويرص على تعلم
ل يلك ابن آدم " .
مهارات التجارة والربح ..
فلماذا ل تول مهاراتـك فـ التعامـل – كالرفـق
القنوات الفضائية تتفنن ف اصطياد الناس بتنويع البامج
والبشـر والكرم – إل سـجية تلزمـك على جيـع
واختيار الساليب التجددة ..وتدريب مقدمي البامج
أحوالك ..مـع كـل شيـء تتعامـل معـه ..حتـ
على مهارات تذب الناس لتابعتها ..
المادات والشجار !!..
وقل مثل ذلك ف وسائل العلم القروءة ..والسموعة
كان النب rيقوم يوم المعة ..فيسند ظهره إل
..
جذع منصوب ف السجد فيخطب الناس ..
ومثله مروجو البضائع الختلفة سواء كانت حللً أم
فقالت امرأة من النصار :
حراما ..
يا رسول ال ..أل أجعل لك شيئا تقعد عليه ..
29
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمال ول بالوظيفة ..وإنا تكسب بأقل من ذلك كلهم يرصون على إتقان الهارات الت تفيدهم ف
وأسهل ..ومع ذلك فقليل من يستطيع كسبها .. مالم الذي يبونه ..
أذكر أن أحد طلب ف الكلية أصيب برض نفسي .. وكسب القلوب فن من الفنون له طرقه وأساليبه
كان نوعا صعبا من الكتئاب .. ..
كان والده ضابطا يشغل منصبا عاليا ..جاء مرارا إل ل ..
هب أنك دخلت ملسا فيه أربعون رج ً
الكلية وقابلن وتعاونّا على علج ابنه .. فمررت بالناس تصافحهم ..
كنت أذهب إل بيتهم أحيانا فأراه قصرا منيفا ..وأرى فالول مددت يدك إليه مسلما فناولك طرف يده
ملس الب مليئا بالضيوف ..ل تكاد تد فيه مكانا ل ..
..وقال ببود :أهلً ..أه ً
فارغا .. والثان كان مشغولً بديث جانب ..ففاجأته
كنت أعجب من مبة الناس لذا الرجل وإقبالم عليه .. بالسلم ..فرد ببود أيضا وصافحك دون أن
مضت سنوات وتقاعد الب من منصبه .. ينظر إليك ..
فذهبت إليه زائرا ..دخلت القصر ..ث دلفت إل والثالث كان يتحدث باتفه ..فمد يده إليك دون
الجلس وفيه أكثر من خسي كرسيا ..فلم أر ف الجلس أن يتلفظ بكلمة ترحيب ..أو يبدي لك أي
إل الرجل يتابع برناما ف التلفاز ..وخادما يدمه اهتمام ..
بالقهوة والشاي ..جلست معه قليلً .. أما الرابع ..فلما رآك مقبلً قام مستعدا للسلم
فلما خرجت جعلت أتذكر حاله لا كان ف وظيفته .. ..فلما التقت عينك بعينه ابتسم وأظهر البشاشة
وحاله الن ..ما الذي كان يمع الناس فيما مضى ؟ بلقياك ..
ما الذي كان يعلهم يلتمون عليه مؤانسي متحببي ؟! وصافحك برارة ..واحتفى بقدومك ..وأنت ل
أدركت عندها أن الرجل ل يكسب الناس بأخلقه ولطفه تعرفه ول يعرفك !!
وحسن تعامله ..وإنا كسبهم بنصبه ووجاهته وسعة ث أكملت سلمك على الناس ..وجلست ..
علقاته .. بال عليك ! أل تشعر أن قلبك ينجذب نو ذلك
فلما زال النصب زالت معه الحبة .. الشخص ؟
فخذ من صاحبنا درسا ..وتعامل مع الناس بهارات بلى ..ينجذب إليه ..وأنت ل تعرفه ..ول تدري
تعلهم يبونك لشخصك ..يبون أحاديثك وابتسامتك عن اسه ..ول تعلم وظيفته ول مركزه ..ومع
ورفقك وحسن معشرك ..يبون تغاضيك عن أخطائهم ذلك استطاع أن يسلب قلبك ..ل باله ..ول
..ووقوفك معهم ف مصائبهم .. بنصبه ..ول بسبه ونسبه ..وإنا بهارات تعامله
ل تعل قلوبم معلقة بكرسيك وجيبك !! ..
الذي يوفر لولده وزوجته الال والطعام والشراب ل إذن القلوب ل تكسب بالقوة ول بالال ول
30
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القلوب .. يكسب قلوبم ..وإنا كسب بطونم ..
والذي يغدق على أهله الموال ..مع سوء التعامل
قرار .. ..ل يكسب قلوبم ..إنا كسب جيوبم ..
قدرتنا على أسر قلوب الخرين ..وكسب مبتهم لذلك ل تستغرب إذا وجدت شابا تقع له مشكلة
الصادقة ..تنحنا جانبا كبيا من التعة بالياة .. فيشكوها إل صديق أو إمام مسجد أو مدرس ..
ويترك أباه ..لن الب ل يكسب قلبه ..ول يطم
.16أحسن النية ..لوجه ال ..
السوار بينهما ..بينما كسب هذا القلب مدرس
جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الشخاص ..وعشت
أو صديق ..وربا كسبه عدو حاقد !!
معهم سني ..ل أذكر أن رأيت منهم ابتسامة ..بل ول
وأمر آخر مهم ..
حت ماملة بضحك على طرفة ..أو تفاعل مع متحدث
أل تلحظ معي أن بعض الناس إذا دخل ملسا
..كنت أظن أنم نشئوا هكذا ول يستطيعون غيه ..
مزدحا ..وجعل يتلفت باحثا عن مكان يلس فيه
ث تفاجأت برؤيتهم ف مواطن معينة ..ومع بعض الناس
..رأيت الالسي يتسابقون عليه كل يناديه
– من الغنياء وأصحاب النفوذ تديدا – يسنون
ليجلس بانبه ! ..لاذا؟
الضحك والتلطف ..
هل دعيت يوما إل عشاء ..وكان بنظام ( البوفيه
فأدركت أنم ما يفعلون ذلك إل لصلحة ..فيفوتم
الفتوح ) ..بيث إن كل شخص يأخذ طعامه ف
بذلك أجر عظيم ..
طبق ويلس على إحدى الطاولت الدائرية ..أل
إذن الؤمن يتعبد ل تعال بأخلقه ومهارات تعامله ..مع
تر بعض الناس ما إن يل طبقه بالطعام حت يتهافت
جيع الناس ..ل لجل منصب أو مال ..ول لجل أن
عدد من الناس يشيون إليه بوجود مكان فارغ ..
يدحه الناس ..ول لجل أن يزوج أو يسلف مالً ..
ليجلس معهم ..
وإنا ليحبه ال ويببه إل خلقه ..
بينما آخر يل طبقه بالطعام ..ويتلفت ول أحد
نعم ..من اعتب حسن اللق عبادة ..صار يتعامل
يناديه أو يقبل عليه ..حت تسوقه قدماه إل إحدى
بأحسن الهارات مع الغن والفقي ..والدير والفراش ..
الطاولت ..
لو مررت يوما بعامل مسكي يكنس الشارع ..ومد يده
لاذا حرص الناس على الول دون الثان ..
إليك ؟ ودخلت يوما آخر على مسئول كبي فمد يده ..
أل تشعر أن بعض الناس تقبل عليه القلوب أينما
هل ها متساويان ؟ ف احتفائك بما ..وتبسمك
كان ..وكأن ف يده مغناطيس يذبا به جذبا !!
وبشاشتك ؟
عجبا ! كيف استطاع هؤلء جيعا كسب
ل أدري !!
الناس ؟!
أما رسول ال eفكانا عنده متساويي ف الحتفاء
إنا طرق ذكية يستطيع با الشخص أن يصيد با
31
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن حسن خلقه ربح ف الدارين ..وإن شئت فانظر إل والنصح والشفقة ..
أم سلمة .. t وما يدريك لعل من تزدريه وتتكب عليه يكون عند
وقد جلست مع رسول ال .. rفتذكرت الخرة وما ال خيا من ملء الرض من مثل الذي تكرمه
أعد ال فيها .. وتقبل عليه ..
فقالت :يا رسول ال ..الرأة يكون لا زوجان ف الدنيا قال ( إن من أحبكم إل وأقربكم من ملسا يوم
..فإذا ماتت ..وماتا .. القيامة أحاسنكم أخلقا ) (.. )15
فإذا ماتت وماتا ودخلوا جيعا إل النة ..فلمن تكون ؟ وقال للشج بن عبد قيس ( :إن فيك لصلتي
فماذا قال ؟ تكون لطولما قياما ؟ أم لكثرها صياما ؟ يبهما ال ورسوله ) ..
أم لوسعهما علما ؟ كل .. فما ها الصلتان :قيام الليل ! صيام النهار ؟ ..
وإنا قال :تكون لحسنهما خلقا .. استبشر الشج .. tوقال :ما ها يا رسول ال ؟
فعجبت أم سلمة ..فلما رأى دهشتها قال عليه الصلة فقال عليه الصلة والسلم ( اللم ..والناة ) ..
()16
والسلم :
ياااا أم سلمة ..ذهب حسن اللق بيي الدنيا والخرة وسئل rعن الب ؟ ..فقال ( :الب حسن اللق )
.. ()17
..
نعم ذهب بيي الدنيا والخرة .. وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النة فقال :
أما خي الدنيا فهو ما يكون له من مبة ف قلوب اللق .. ()18
( تقوى ال وحسن اللق ) ..
وأما خي الخرة فهو ما يكون له من الجر العظيم .. وقال ( : rأكمل الؤمني إيانا أحاسنهم أخلقا
ومهما أكثر النسان من العمال الصالات ..فإنا قد الوطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ول خي
تفسد عليه إذا كان سيء اللق .. ()19
فيمن ل يألف ول يؤلف ) ..
ذُكر للنب rحالُ امرأة .. وقال ( :ما شيء أثقل ف اليزان من حسن
وذكر له أنا تصلي وتصوم وتتصدق وتفعل ..لكنها ()20
اللق ) ..
تؤذي جيانا بلسانا (..يعن سيئة اللق ) .. وقال ( : rإن الرجل ليبلغ بسن خلقه درجة
فقال ( : rهي ف النار ) .. ()21
قائم الليل وصائم النهار ) ..
وقد كان النب rالسوة السنة .. ( ) رواه الترمذي 15
ف كل خلق حيد ..كان أكرمَ الناس ..وأشجعَهم .. ( ) رواه أحمد 16
كان أمينا صادقا ..يشهد له الكفار بذلك قبل الؤمني ( ) رواه البخاري في الدب المفرد 20
32
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويوما يدعو الكافرين .. ..والفساقُ قبل الصالي ..
حت كبت سنه ..ورق عظمه ..ووصفت عائشة حاله حت قالت خدية tأول ما نزل عليه الوحي ..لا
فقالت : رأت تغي حاله ..قالت :
كان أكثرُ صلة النب rبعدما كب جالسا وال ل يزيك ال أبدا ( ..لـــاذا ؟؟ ) ..
( لـــاذا ؟؟ ) .. إنك لتصل الرحم ..
بعدما حطمه الناس ..نعم ..حطمه الناس .. وتمل الكل ..
*** تعبت ف مرادها وإذا كانت النفوس كبارا وتكسب العدوم ..
الجسام وتقري الضيف ..
بل بلغ من حرصه rعلى اللق السن ..أنه كان يدعو وتعي على نوائب الق ..
ال فيقول – ( اللهم كما أحسنت َخلْقي فأحسن خُلقي ) وتصدق الديث ..
(.. )22 وتؤدي المانة ..
وكان يقول ( :اللهم أهدن لحسن الخلق ل يهدي بل أثن ال عليه ثناء نتلوه إل يوم القيامة ..فقال
لحسنها إل أنت ،وأصرف عن سيئها ل يصرف عن ( :وإنك لعلى خلق عظيم ) ..
()23
سيئها إل أنت ) وكان rخلقَه القرآن ..
فنحن نتاج إل أن نقتدي به rف أخلقه .. نعم خلقه القرآن ..فإذا قرأ ( وأحسنوا إن ال
مع السلمي لكسبهم ودعوتم .. يب الحسني ) ..أحسن ..نعم أحسن إل الكبي
بل ومع الكافرين ليعرفوا حقيقة السلم .. والصغي ..والغن والفقي ..إل شرفاء الناس
ووضعائهم ..وكبارهم وصغارهم ..
إشارة .. صفَحُوا ) ..عفا
وإذا سع قول ال ( :فَا ْعفُوا وَا ْ
أحسن النية ..لتكون مهارات تعاملك مع الخرين وصفح ..
عبادة تتقرب با إل ال .. وإذا تل ( :وقولوا للناس حسنا ) ..تكلم
بأحسن الكلم ..
.17استعمل الطّعم الناسب !!
فمادام أنه rقدوتنا ..ومنهجه منهجُنا ..
الناس بطبيعتهم يتفقون ف أشياء كلهم يبونا ويفرحون
تأمل حياته .. rكيف كان يتعامل مع الناس ..
با ..
كيف كان يعال أخطاءهم ..ويتحمل أذاهم ..
ويتفقون ف أشياء أخرى كلهم يكرهونا ..
كيف كان يتعب لراحتهم ..وينصب لدعوتم ..
ويتلفون ف أشياء منهم من يفرح با ..ومنهم من
فيوما تراه يسعى ف حاجة مسكي ..ويوما يفصل
( ) رواه أحمد 22
خصومة بي الؤمني ..
( ) رواه مسلم 23
33
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زارها أو تدث معها ..مع أن بقية أولدها يبون با يستثقلها ..
ويسنون إليها ..لكن قلبها مقبل على ذاك الولد .. فكل الناس يبون التبسم ف وجوههم ..ويكرهون
كنت أبث عن الس ّر ..حت جلست معه مرة فسألته عن العبوس والكآبة ..
ذلك ..فقال ل :الشكلة أن إخوان ل يعرفون طبيعة لكنهم إل جانب ذلك ..منهم من يب الرح
أمي ..فإذا جلسوا معها صاروا عليها ثقلء .. والزاح ..ومنهم من يستثقله ..
فقلت له مداعبا :وهل اكتشف معاليكم طبيعتها !!.. منهم من يب أن يزوره الناس ويدعونه ..ومنهم
ضحك صاحب وقال :نعم ..سأخبك بالسرّ .. النطوائي ..
أمي كبقية العجائز ..تب الديث حول النساء وأخبار ومنهم من يب الحاديث وكثرة الكلم ..ومنهم
من تزوجت وطلقت ..وكم عدد أبناء فلنة ..وأيهم من يبغض ذلك ..
أكب ..ومت تزوج فلن فلنة ؟ وما اسم أول أولدها وكل واحد ف الغالب يرتاح لن وافق طباعه ..
.. فلماذا ل توافق طباع الميع عند مالستهم ..
إل غي ذلك من الحاديث الت أعتبها أنا غي مفيدة .. وتعامل كل واحد با يصلح له ليتاح إليك ؟
لكنها تد سعادتا ف تكرارها ..وتشعر بقيمة العلومات ذكروا أن رجلً رأى صقرا يطي بانب غراب !!
الت تذكرها ..لننا لن نقرأها ف كتاب ولن نسمعها ف فعجب ..كيف يطي ملك الطيور مع غراب !!
شريط ..ول تدها – قطعا – ف شبكة النترنت !! فجزم أن بينهما شيئا مشتركا جعلهما يتوافقان ..
فتشعر أمي وأنا أسألا عنها أنا تأت با ل يأت به الولون فجعل يتبعهما ببصره ..حت تعبا من الطيان
..فتفرح وتنبسط ..فإذا جالستها حركت فيها هذه فحطا على الرض فإذا كلهما أعرج !!
الواضيع فابتهجت ..ومضى الوقت وهي تتحدث .. فإذا علم الولد أن أباه يؤثر السكوت ول يب
وإخوان ل يتحملون ساع هذه الخبار ..فيشغلونا كثرة الكلم ..فليتعامل معه بثل ذلك ليحبه
بأخبار ل تمها ..وبالتال تستثقل ملسهم ..وتفرح ويأنس بقربه ..
ب !! وإذا علمت الزوجة أن زوجها يب الزاح ..
هذا كل ما هنالك .. فلتمازحه ..فإن علمت أنه ضد ذلك فلتتجنب ..
نعم أنت إذا عرفت طبيعة من أمامك ..وماذا يب وماذا وقل مثل ذلك عند تعامل الشخص مع زملئه ..
يكره ..استطعت أن تأسر قلبه .. أو جيانه ..أو إخوانه ..
ومن تأمل ف تعامل النب .. eمع الناس وجد أنه كان ل تسب الناس طبعا واحدا فلهم
يعامل مع كل شخص با يتناسب مع طبيعته .. طبائع لست تصيهن ألوان
ف تعامله مع زوجاته كان يعامل كل واحدة بالسلوب أذكر أن عجوزا صالة – وهي أم لحد الصدقاء
الذي يصلح لا .. – كانت تدح أحد أولدها كثيا ..وترتاح إذا
34
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقام eف أ صحابه وقال :إ ن قد عر فت رجا ًل من ب ن عائشة كانت شخصيتها انفتاحية ..فكان يزح
ها شم وغي هم قد أخرجوا كرها ..ل حا جة ل م بقتال نا معها ..ويلطفها ..
.. ذهبت معه مرة ف سفر ..فلما قفلوا راجعي
فمن لقي منكم أحدا من بن هاشم فل يقتله .. للناس : واقتربوا من الدينة ..قال
ومن لقي أبا البختري بن هشام فل يقتله .. تقدموا عنا ..
و من ل قي العباس بن ع بد الطلب عم ر سول ال eفل فتقدم الناس عنه ..حت بقي مع عائشة ..
يقتله ..فإنه إنا خرج مستكرها .. وكانت جارية حديثة السن ..نشيطة البدن ..
وقيل إن العباس كان مسلما يكتم إسلمه ..وينقل أخبار فالتفت إليها ث قال :تعالْ حت أسابقك ..
قريـش إل رسـول ال .. eفلم يبـ النـب eأن يقتله فسابقته ..وركضت وركضت ..حت سبقته ..
السلمون ..ول يب كذلك أن يظهر أمر إسلمه .. وبعدها بزمان ..خرجت معه rف سفر ..
كانـت هذه العركـة أول معركـة تقوم بيـ الفريقيـ .. بعدما كبت وسنت ..وحلت اللحم وبدنت ..
السلمي وكفار قريش .. فقال rللناس :تقدموا ..فتقدموا ..
وكانت نفوس السلمي مشدودة ..فهم ل يستعدوا لقتال ث قال لعائشة :تعالْ حت أسابقك ..فسابقته ..
..وسيقاتلون أقرباء وأبناء وآباء .. فسبقها ..
وهذا رسول ال eينعهم من قتل البعض .. فلما رأى ذلك ..
وكان عت بة بن ربي عة من كبار كفار قر يش ..و من قادة جعل يضحك ويضرب بي كتفيها ..ويقول :هذه
الرب .. بتلك ..هذه بتلك ..
وكان ابنه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ..مع السلمي .. بينما كان يتعامل مع خدية تعاملً آخر ..فقد
فلم يصب أبو حذيفة ..بل قال : كانت تكبه ف السن بمس عشرة سنة ..
أنق تل آباء نا وأبناء نا وإخوان نا ونترك العباس !! وال لئن حت مع أصحابه ..كان يراعي ذلك ..فلم يلبس
لقيته للمنه بالسيف .. أبا هريرة عباءة خالد ..ول يعامل أبا بكر كما
فبلغت كلمته رسول ال .. eفالتفت النب عليه الصلة يعامل طلحة ..
والسلم ..فإذا حوله أكثر من ثلثائة بطل .. وكان يتعامل مع عمر تعاملً خاصا ..ويسند إليه
فو جه نظره فورا إل ع مر ..ول يلت فت إل غيه ..وقال أشياء ل يسندها إل غيه ..
: انظر إليه eوقد خرج مع أصحابه إل بدر ..
يا أبا حفص ..أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف ؟! فلمـا سـع بروج قريـش ..عرف أن رجا ًل مـن
قال عمر :وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال eبأب قريش سيحضرون إل ساحة العركة كرها ..ولن
حفص .. يقع منهم قتال على السلمي ..
35
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الدينة بلد تيس مدبوغ وميط ووملوء ذهبا وحليا وكان ع مر ر هن إشارة ال نب .. eويعلم أن م ف
..وقد مات حيي وترك الال ..فخبئوه عن رسول ال ساحة قتال ل مال فيها للتساهل ف التعامل مع من
.. e يالف أمر القائد ..أو يعترض أمام اليش ..
فقال eلعم حيي بن أخطب :ما فعل مسك حيي الذي ل صارما فقال :يا رسول ال دعن
فاختار عمر ح ً
جاء به من النضي ؟ أي اللد الملوء ذهبا .. فلضرب عنقه بالسيف ..
فقال :أذهبته النفقات والروب .. فمن عه ال نب .. eورأى أن هذا التهد يد كاف ف
فتفكر eف الواب ..فإذا موت حيي قريب والال تدئة الوضع ..
كثي ..ول تقع حروب قريبة تضطرهم إل إنفاقه .. كان أبـو حذيفـة tرجلً صـالا ..فكان بعدهـا
فقال : eالعهد قريب ..والال أكثر من ذلك .. يقول :مـا أنـا بآمـن مـن تلك الكلمـة التـ قلت
فقال اليهودي :الال واللي قد ذهب كله .. يومئذ ..ول أزال منهـا خائفا إل أن تكفرهـا عنـ
فعلم النب eأنه يكذب ..فنظر eإل أصحابه فإذا هم الشهادة ..فقتل يوم اليمامة شهيدا .. t
كثي بي يديه ..وكلهم رهن إشارته .. هذا عمر ..كان eيعلم بنوع العمال الت
فالتفت إل الزبي بن العوام وقال :يا زبي ..مُسّه بعذاب يسندها إليه ..فليس المر متعلقا بمع صدقات
.. ..ول بإصلح متخاصمي ..ول بتعليم جاهل ..
فأقبل إليه الزبي متوقدا .. وإنا هم ف ساحة قتال فكانت الاجة إل الرجل
فانتفض اليهودي ..وعلم أن المر جد ..فقال :قد الازم الهيب أكثر منها إل غيه ..لذا اختار عمر
رأيت حُييا يطوف ف خربة ها هنا ..وأشار إل بيت قدي ..واستثاره :أيضرب وجه عم رسول ال بالسيف
خراب ..فذهبوا فطافوا فوجدوا الال مبئا ف الربة .. ؟!
هذا ف حاله eمع الزبي ..يعطي القوس باريها .. وف موقف آخر ..
وكان الصحابة يتعامل بعضهم مع بعض على هذا الساس يقبل النب eعلى خيب ..ويقاتل أهلها قتالً
.. يسيا ..
لا مرض رسول ال eمرض الوت ..واشتد عليه ث يصالهم ويدخلها ..واشترط عليهم أن ل
الوجع ..ل يستطع القيام ليصلي بالناس .. يكتموا شيئا من الموال ..ول يغيبوا شيئا ..ول
فقال وهو على فراشه :مروا أبا بكر فليصل بالناس .. يبئوا ذهبا ول فضة ..بل يظهرون ذلك كله
e ل رقيقا ..وهو صاحب رسول ال
وكان أبو بكر رج ً ويكم فيه ..
ف حياته وبعد ماته ..وهو صديقه ف الاهلية والسلم وتوعدهم إن كتموا شيئا أن ل ذمة لم ول عهد
..وهو أبو زوجة النب eعائشة ..وهو ..وكان يمل ..
ل من حزن بسبب مرض النب .. e
ف صدره جب ً وكان حيي بن أخطب من رؤوسهم ..وكان جاء
36
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما سكت أردت أن أتكلم ،وقد زورت ف نفسي مقالة فلما أمر النب eأن يبلغوا أبا بكر ليصلي بالناس
قد أعجبتن ،أريد أن أقدمها بي يدي أب بكر ..وكنت ..
لدّة ..
أداري منه بعض ا ِ قال بعض الاضرين عند النب : eإن أبا بكر
فقال أبو بكر :على رسلك يا عمر .. رجل أسيف ..أي رقيق ..إذا قام مقامك ل
فكرهت أن أغضبه .. يستطع أن يصلي بالناس ..أي من شدة التأثر
فتكلم وهـو كان أعلم منـ وأوقـر ..فوال مـا ترك مـن والبكاء ..
كل مة أعجبت ن من تزويري إل قال ا ف بديه ته ..أو قال وكان النب eيعلم ذلك عن أب بكر ..أنه رجل
مثلها ..أو أفضل منها حت َس َكتَ .. رقيق يغلبه البكاء ..خاصة ف هذا الوطن ..
قال أبو بكر :أما ما ذكرت فيكم من خي فأنتم له أهل .. لكنه eكان يشي إل أحقية أب بكر باللفة من
ولن تعرف العرب هذا ال مر إل لذا ال ي من قر يش .. بعده ..يعن :إذا أنا غي موجود فأبو بكر يتول
هم أو سط العرب ن سبا ودارا ..و قد رض يت ل كم أ حد السئولية ..
هذين الرجلي فبايعوا أيهما شئتم .. فأعاد eالمر :مروا أبا بكر فليصل بالناس ..
وأخذ بيدي وبيد أب عبيدة بن الراح وهو جالس بيننا .. حت صلى أبو بكر ..
ول أكره شيئا ما قاله غيها ..كان وال أن أقدم فتضرب ومع رقة أب بكر ..إل أنه كان ذا هيبة ..وله
عنقي ل يقرّبن ذلك إل إث ..أحب إل من أن أتأمر على حدة غضب أحيانا تكسوه جللً ..
قوم فيهم أبو بكر .. وكان رفيق دربه عمر tيراعي ذلك منه ..
سكت الناس .. انظر إليهم جيعا .. yوقد اجتمعوا ف سقيفة بن
فقال قائل من النصار :أنا جذيلها الحكك ..وعذيقها ساعدة ..بعد وفاة النب .. eليتفقوا على خليفة
الرجب ..منا أمي ومنكم أمي يا معشر قريش .. ..
قال عمر :فكثر اللغط وارتفعت الصوات حت توفت اجتمع الهاجرون والنصار ..وانطلق عمر إل أب
الختلف .. بكر واصطحبا إل السقيفة ..
فقلت :ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ،ث بايعه قال ع مر :فأتينا هم ف سقيفة ب ن ساعدة ..فل ما
الهاجرون ،ث بايعه النصار .. جلسنا تشهد خطيب النصار ..وأثن على ال با
نعم ..كل واحد من الناس له مفتاح تستطيع به فتح هو له أهل ث قال :
أبواب قلبه ..وكسب مبته والتأثي عليه .. أمـا بعـد فنحـن أنصـار ال ..وكتيبـة السـلم ..
وهذا تلحظه ف حياة الناس ..أفلم تسمع زملء عملك وأن تم يا مع شر الهاجر ين ر هط م نا ..و قد د فت
يوما يقولون :الدير ..مفتاحه فلن ..إذا أردت شيئا دا فة من قوم كم وإذا هم يريدون أن يتازو نا من
فاجعلوا فلنا يطلبه لكم ..أو يقنع الدير به .. أصلنا ..ويغصبونا المر ..
37
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت إذا انتهى العراب من بوله ..وقام يشد على وسطه فلماذا ل تعل مهاراتك مفاتيح لقلوب الناس ..
إزاره ..دعاه النب eبكل رفق .. ل ..
فتكون رأسا ل ذي ً
أقبل يشي حت إذا وقف بي يديه ..قال له eبكل رفق نعم كن متميزا ..وابث عن مفتاح قلب أمك
: وأبيك وزوجتك وولدك ..
إن هذه الساجد ل تب لذا ..إنا بنيت للصلة وقراءة اعرف مفتاح قلب مديرك ف العمل ..زملئك ..
القرآن .. ومعرفة هذه الفاتيح تفيدنا حت ف جعلهم يتقبلون
انتهى ..نصيحة باختصار .. النصح الذي يصدر منا لم ..إذا أحسنا تقدي هذا
َفهِم الرجل ذلك ومضى .. النصح بأسلوب مناسب ..
فلما جاء وقت الصلة أقبل ذاك العراب وصلى معهم .. فهم ليسوا سواء ف طريقة النصح ..بل حت ف
كب النب eبأصحابه مصليا ..فقرأ ث ركع ..فلما رفع إنكار الطأ إذا وقع منهم ..
eمن ركوعه قال :سع ال لن حده .. وانظر إل رسول ال eوقد جلس يوما ف ملسه
فقال الأمومون :ربنا ولك المد ..إل هذا الرجل قالا البارك يدث أصحابه ..
وزاد بعدها :اللهم ارحن وممدا ول ترحم معنا أحدا !! فبينما هم على ذلك ..فإذا برجل يدخل إل
وسعه النب .. eفلما انتهت الصلة ..التفت eإليهم السجد ..يتلفت يينا ويسارا ..فبدل أن يأت
وسألم عن القائل ..فأشاروا إليه .. ويلس ف حلقة النب .. eتوجه إل زاوية من
فناداه النب eفلما وقف بي يديه فإذا هو العراب نفسه زوايا السجد ..ث جعل يرك إزاره !!
..وقد تكن حب النب eمن قلبه حت ود لو أن الرحة عجبا !! ماذا سيفعل ؟!
تصيبهما دون غيها .. رفع طرف إزاره من المام ث جلس بكل هدوء ..
فقال له eمعلما :لقد تجرت واسعا !! أي إن رحة يبول !!..
ال تعال تسعنا جيعا وتسع الناس ..فل تضيقها علي عجب الصحابة ..وثاروا ..يبول ف السجد !!
وعليك .. e وجعلوا يتقافزون ليتوجهوا إليه ..والنب
فانظر كيف ملك عليه قلبه ..لنه عرف كيف يتصرف يهدئهم ..ويسكن غضبهم ..ويردد :ل تزرموه
معه ..فهو أعراب أقبل من باديته ..ل يبلغ من العلم رتبة ..ل تعجلوا عليه ..ل تقطعوا عليه بوله ..
أب بكر وعمر ..ول معاذ وعمار ..فل يؤاخذ كغيه .. والصحابة يلتفتون إليه ..وهو لعله ل يدر عنهم ..
وإن شئت فانظر أيضا إل معاوية بن الكم .. tكان ل يزال يبول ..
من عامة الصحابة ..ل يكن يسكن الدينة ..ول يكن والنب eيرى هذا النظر ..بول ف السجد ..
مالسا للنب عليه الصلة والسلم .. ويهدئ أصحابه !!
وإنا كان له غنم ف الصحراء يتتبع با الضراء .. آآآه مااااا أحلمه !!
38
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو الذي أشغلهم ف صلتم ..وقطع عليهم خشوعهم أقبل معاوية يوما إل الدينة فدخل السجد ..
.. وجلس إل رسول ال rوأصحابه ..فسمعه
قال معاوية : tفبأب هو وأمي .. rوال ما رأيـت يتكلم عن العطاس ..وكان ما علم أصحابه أن إذا
معلما قبله ول بعده أحسن تعليما منه ..وال ما كهرن سع السلم أخاه عطس فحمد ال فإنه يقول له :
..ول ضربن ..ول شتمن .. يرحك ال ..
وإنا قال :يا معاوية ..إن هذه الصلة ل يصلح فيها حفظها معاوية ..وذهب با ..
شيء من كلم الناس ..إنا هي التسبيح والتكبي .. وبعد أيام جاء إل الدينة ف حاجة ..فدخل
وقراءة القرآن ..انتهى ..نصيحة باختصار .. السجد فإذا النب عليه الصلة والسلم يصلي
ففهمها معاوية .. بأصحابه ..فدخل معهم ف الصلة ..
ث ارتاحت نفسه ..واطمأن قلبه ..فجعل يسأل النب فبينما هم على ذلك إذ عطس رجل من الصلي ..
عليه الصلة والسلم عن خواصّ أموره .. فما كاد يمد ال ..حت تذكر معاوية أنه تعلم أن
فقال :يا رسول ال ..إن حديث عهد باهلية ..وقد السلم إذا عطس فقال المد ل ..فإن أخاه يقول
جاء ال بالسلم ..وإن منا رجالً يأتون الكهان ( وهم له يرحك ال ..
الذين يدعون علم الغيب ) ..يعن فسألونم عن الغيب فبادر معاوية العاطس قائلً بصوت عا ٍل :يرحك
.. ال .
فقال : rفل تأتم ..يعن لنك مسلم ..والغيب ل فاضطرب الصلون ..وجعلوا يلتفتون إليه منكرين
يعلمه إل ال .. .
قال معاوية :ومنا رجال يتطيون ( أي يتشاءمون بالنظر فلما رأى دهشتهم ..اضطرب وقال :وااااثكل
إل الطي ) .. ل ؟ ..
ُأمّياه !! ..ما شأنكم تنظرون إ ّ
فقال : rذاك شيء يدونه ف صدورهم ..فل يصدنم ( فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت ..
أي ل ينعهم ذلك عن وجهتهم ..فإن ذلك ل يؤثر نفعا فلما رآهم يصمّتونه صمت ..
ول ضرا ) .. فلما انتهت الصلة ..
مع أعراب بال ف السجد ..ورجل تكلم هذا تعامله التفت rإل الناس ..وقد سع جلبتهم وأصواتم
ف ال صلة ..عامل هم مراعيا أحوال م ..لن ال طأ من ..وسع صوت من تكلم ..لكنه صوت جديد ل
مثلهم ل يستغرب .. يعتد عليه ..فلم يعرفه ..فسألم :
أما معاذ بن جبل فقد كان من أقرب الصحابة إل رسول من التكلم ..فأشاروا إل معاوية ..
ال .. eومن أكثرهم حرصا على طلب العلم .. فدعاه النب عليه الصلة والسلم إليه ..
مـع أخطائه متلفا عـن تعامله مـع فكان تعامـل النـب فأقبل عليه معاوية فزعا ل يدري باذا سيستقبله ..
39
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فسأل ال النب eمعاذا :ماذا تقرأ ؟! أخطاء غيه ..
فإذا بعاذ يبـه أنـه يقرأ بالبقرة ..و ..وجعـل يعدد كان معاذ يصـلي مـع رسـول ال eالعشاء ..ثـ
السور الطوال .. يرجع فيصلي بقومه العشاء إماما بم ف مسجدهم
ل ا علم أن الناس يتأخرون عن ال صلة فغ ضب ال نب ..فتكون الصلة له نافلة ولم فريضة ..
بسبب الطالة ..وكيف صارت الصلة ثقيلة عليهم .. رجع معاذ ذات ليلة لقومه ودخل مسجدهم فكب
فالتفت إل معاذ وقال :أفتان أنت يا معاذ ..؟! مصليا بم ..
يعن تريد أن تفت الناس وتبغضهم ف دينهم .. أقبل فت من قومه ودخل معه ف الصلة ..فلما أت
اقرأ ب ـ "ال سماء والطارق" " ،وال سماء ذات البوج" ، معاذ الفاتة قال " ول الضالي " فقالوا " آمي " ..
"والشمس وضحاها" " ،والليل إذا يغشى" .. ث افتتح معاذ سورة البقرة !!
ث التفت eإل الفت وقال له متلطفا :كيف تصنع أنت كان الناس فـ تلك اليام يتعبون فـ العمـل فـ
يا بن أخي إذا صليت ؟ مزارعهـم ورعيهـم دوابمـ طوال النهار ..ثـ ل
قال :أقرأ بفاتة الكتاب ..وأسأل ال النة ..وأعوذ به يكادون يصلون العشاء حت يأوون إل فرشهم ..
من النار .. هذا الشاب ..وقـف فـ الصـلة ..ومعاذ يقرأ
ث تذ كر الف ت أ نه يرى ال نب eيد عو ويك ثر ..ويرى ويقرأ ..
معاذا كذلك .. فل ما طالت ال صلة على الف ت ..أ ت صلته وحده
فقال ف آ خر كل مه :وإ ن ل أدري ما دندن تك ودند نة ..وخرج من السجد وانطلق إل بيته ..
معاذ ..أي دعاؤكما الطويل ل أعرف مثله !! انتهى معاذ من الصلة ..
فقال : eإنـ ومعاذ حول هاتيـ ندندن ..يعنـ دعاؤنـا فقال له بعض القوم :يا معاذ ..فلن دخل معنا ف
هو فيما تدعو به ..حول النة والنار .. الصلة ..ث خرج منها لا أطلت ..
فقال الشاب :ولكـن سـيعلم معاذ إذا قدم القوم وقـد فغضـب معاذ وقال :إن هذا بـه لنفاق ..لخـبن
خبوا أن العدو قد أتوا ..ما أصنع ..يعن ف الهاد ف رسول ال eبالذي صنع ..
سبيل ال ..سيتبي لعاذ إيان وهو الذي يصفن بالنفاق ! فأبلغوا ذلك الشاب بكلم معاذ ..فقال الفتــ :
فما لبثوا أياما ..حت قامت معركة فقاتل فيها الشاب .. وأنا لخبن رسول ال eبالذي صنع ..
فاستشهد .. t فغدوا على ر سول ال eفأ خبه معاذ بالذي صنع
ـمي
ـل خصـ
ـا فعـ
ـه .. eقال لعاذ :مـ
ـا علم بـ
فلمـ الفت ..
وخصمك ؟ يعن الذي اتمته يا معاذ بالنفاق .. فقال الفت :يا رسول ال ..يطيل الكث عندك ث
وكذبتـ ..لقـد
ُ قال معاذ :يـا رسـول ال ،صـدق ال يرجع فيطيل علينا الصلة ..وال يا رسول ال إنا
استشهد .. لنتأخر عن صلة العشاء ما يطول بنا معاذ ..
40
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السراع باتاذ القرار ..ففي أي لظة قد يأت سهم فتأمل الفرق ف طبائع الرجال ..ومقاماتم ..
طائش أو غي طائش ..فيديهما قتيلي .. معهم .. وكيف أدى إل اختلف تعامل النب
ل يكن هناك مال للتفكي الادئ .. مع أسامة بن زيد ..وهو بل ..انظر إل تعامله
فأما النصاري فكف سيفه .. ..وقد ترب ف بيته .. حبيب رسول ال
وأما أسامة فظن أنا حيلة ..فضربه بالسيف حت قتله .. بعث النب eأصحابه إل الرقات من قبيلة جهينة
عادوا إل الدينة تداعب قلوبم نشوة النتصار .. ..
وقف أسامة بي يدي النب .. eوحكى له قصة العركة وكان أسامة بن زيد tمن ضمن القاتلي باليش
..وأخبه بب الرجل وما كان منه .. ..
e كان قصة العركة تكي انتصارا للمسلمي ..وكان ابتدأ القتال ..ف الصباح ..
يستمع مبتهجا .. انتصر السلمون وهرب مقاتلو العدو ..
لكن أسامة قال .. :ث قتلته .. كان من بي جيش العدو رجل يقاتل ..فلما رأى
فتغي النب .. eوقال :قال ل إله إل ال ..ث قتلته ؟!! أصحابه منهزمي ..ألقى سلحه وهرب ..فلحقه
قلت :يا رسول ال ل يقلها من قبل نفسه ..إنا قالا أسامة ومعه رجل من النصار ..ركض الرجل
فرقا من السلح .. وركضوا خلفه ..وهو يشتد فزعا ..
فقال : eقال ل إله إل ال ..ث قتلته !! هل شققت عن حت عرضت لم شجرة فاحتمى الرجل با ..
قلبه حت تعلم أنه إنا قالا فرقا من السلح .. فأحاط به أسامة والنصاري ..ورفعا عليه السيف
وجعل eيد بصره إل أسامة ويكرر :قال ل إله إل ال ..
ث قتلته !!..قال ل إله إل ال ث قتلته !!..ث قتلته !!.. فلما رأى الرجل السيفي يلتمعان فوق رأسه ..
كيف لك بل إله إل ال إذا جاءت تاجك يوم القيامة !! وأحسّ الوت يهجم عليه ..انتفض وجعل يمع ما
وما زال eيكرر ذلك على أسامة .. تبقى من ريقه ف فمه ..ويردد فزعا :أشهد أن ل
قال أسامة :فما زال يكررها علي حت وددت أن ل أكن إله إل ال ..وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ..
أسلمت إل يؤمئذ .. تي النصاري وأسامة ..هل أسلم الرجل فعلً ..
رأي .. أم أنا حيلة افتعلها ..
ل تسب الناس نوعا واحدا فلهم كانوا ف ساحة قتال ..والمور مضطربة ..
طبائع لست تصيهن ألوان يتلفتون حولم فل يرون إل أجسادا مزقة..وأيدي
مقطعة..قد اختلط بعضها ببعض ..الدماء
.18اختر الكلم الناسب .. تسيل..النفوس ترتف ..
يتبع ما سبق أيضا طريقة الكلم مع الناس ونوعية الرجل بي أيديهما ينظران إليه ..ل بد من
41
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أو رجل فتح دكانا وكسب منه أرباحا ..فمن الناسب الحاديث الت تثار معهم ..
أن تسأله عن دكانه وإقبال الناس عليه ..لن هذا يفرحه فإذا جلست مع أحد فأثر الحاديث الناسبة له ..
..وبالتال يبك ويب مالستك .. وهذا من طبيعة البشر ..فالحاديث الت تثيها مع
وقد كان النب rيراعي ذلك .. شاب تتلف عن الحاديث مع الشيخ ..
فحديثه مع الشاب يتلف عن حديثه مع الشيخ ..أو ومع العال تتلف عن الاهل ..
الرأة ..أو الطفل .. ومع الزوجة تتلف عن الخت ..
جابر بن عبد ال tالصحاب الليل ..قتل أبوه ف معركة ل أعن الختلف التام ..بيث إن القصة الت
أحد ..وخلف عنده تسع أخوات ليس لن عائل غيه .. تكيها للخت ل يصح أن تكيها للزوجة ! أو
وخلف دينا كثيا ..على ظهر هذا الشاب الذي ل يزال الت تذكرها للشاب ل يصح أن يسمعها الشيخ !!
ف أول شبابه .. ل ..
فكان جابر دائما ساهم الفكر ..منشغل البال بأمر دَينه وإنا أعن الختلف اليسي الذي يطرأ على
وأخواته ..والغرماء يطالبونه صباحا ومساءً .. أسلوب عرض القصة وربا كيانا كله ..
خرج جابر مع النب rف غزوة ذات الرقاع ..وكان وبالثال يتضح القال ..
لشدة فقره على جل كليل ضعيف ما يكاد يسي ..ول لو جلست مع ضيوف كبار ف السن جاوزت
ل ..فسبقه الناس وصار هو ف
يد جابر ما يشتري به ج ً أعمارهم الثماني أقبلوا زائرين لدك ..فهل من
آخر القافلة .. الناسب أن تقص عليهم وأنت ضاحك مستبشر
وكان النب rيسي ف آخر اليش ..فأدرك جابرا قصتك لا ذهبت مع زملئك للب ؟! وكيف أن
وجله يدبّ به دبيبا ..والناس قد سبقوه .. فلنا سجل هدفا أثناء لعب الكرة ..وكيف ثبت
فقال النب : rمالك يا جابر ؟ الكرة برأسه ث ضربا بركبته ..ل شك أنه غي
قال :يا رسول ال أبطأ ب جلي هذا .. مناسب ..
فقال النب : rأنه .. وكذلك لو تدثت مع أطفال صغار ..من غي
فأناخه جابر وأناخ النب rناقته .. الناسب أن تذكر لم قصصا تتعلق بتعامل الزواج
ث قال :أعطن العصا من يدك أو اقطع ل عصا من مع زوجاتم ..
شجرة ..فناوله جابر العصا .. أظننا نتفق على ذلك ..
برَكَ المل على الرض كليلً ضعيفا .. إذن من أساليب جذب الناس اختيار الحاديث
فأقبل eإل المل وضربه بالعصا شيئا يسيا .. الت يبونا ..وإثارتا ..
فنهض المل يري قد امتل نشاطا ..فتعلق به جابر كأب له ولد متفوق ..من الناسب أن تسأله عنه
وركب على ظهره .. ..لنه بل شك يفخر به ويب أن يذكره دائما ..
42
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعن وإن كنت تزوجت ثيبا إل أنا ل تزال عروسا تفرح مشى جابر بانب النب .. eفرحا مستبشرا ..
بك إذا قدمت وتبسط فراشها ..وتصف عليه الوسائد وقد صار جله نشيطا سابقا ..
.. التفت eإل جابر ..وأراد أن يتحدث معه ..
فتذكر جابر فقره وفقر أخواته ..فقال :نارق !! وال يا فما هي الحاديث الت اختارها النب eليثيها مع
رسول ال ما عندنا نارق .. جابر ..
فقال : eإنه ستكون لكم نارق إن شاء ال .. جابر كان شابا ف أول شبابه ..
ث مشيا ..فأراد eأن يهب لابر مالً .. هوم الشباب ف الغالب تدور حول الزواج ..
فالفت إليه وقال :يا جابر .. وطلب الرزق ..
قال :لبيك يا رسول ال .. قال : eيا جابر ..هل تزوجت ..؟
فقال :أتبيعن جلك ؟ قال جابر :نعم ..
تفكر جابر فإذا جله هو رأس ماله ..هكذا كان وهو قال :بكرا ..أم ثيبا ..
كليل ضعيف ..فكيف وقد صار قويا جلدا !! قال :بل ثيبا ..
لكنه رأى أنه ل مال لرد طلب رسول ال .. e فعجب النب eكيف أن شابا بكرا ف أول زواج
قال جابر :سُمْه يا رسول ال ..بكم ؟ له ..يتزوج ثيبا ..
فقال : eبدرهم !! فقال ملطفا لابر :هل بكرا تلعبها وتلعبك ..
قال جابر :درهم !! تغبنن يا رسول ال .. فقال جابر :يا رسول ال ..إن أب قتل ف أحد ..
فقال : eبدرهي .. ع غيي ..
وترك تسع أخوات ليس لن را ٍ
قال :ل ..تغبنن يا رسول ال .. فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فتكثر بينهن
فما زال يتزايدان حت بلغا به أربعي درها ..أوقية من اللفات ..فتزوجت امرأة أكب منهن لتكون مثل
ذهب .. أمهن ..
فقال جابر :نعم ..ولكن أشترط عليك أن أبقى عليه إل هذا معن كلم جابر ..
الدينة .. رأى النب eأن أمامه شاب ضحى بتعته الاصة
قال : rنعم .. لجل أخواته ..
فلما وصلوا إل الدينة ..مضى جابر إل منله وأنزل فأراد eأن يازحه بكلمات تصلح للشباب ..
متاعه من على المل ومضى ليصلي مع النب rوربط فقال له :
المل عند السجد .. لعلنا إذا أقبلنا إل الدينة أن ننل ف صرار (.. )24
فما خرج النب rقال جابر :يا رسول ال هذا جلك فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق ..
..
( ) موضع على بعد 5كم من الدينة 24
43
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحاديث الت حرص النب eعلى إثارتا معه ؟ شاب ف فقال : rيا بلل ..أعط جابرا أربعي درها وزده
ريعان شبابه ..أعزب .. ..
هل يتحدث معه عن أنساب العرب والرفيع منها فناول بلل جابرا أربعي درها وزاده ..
والوضيع ؟ فحمل جابر الال ومضى به يقلبه بي يديه ..
أم يتحدث عن السواق وأحكام البيوع ؟ متفكرا ف حاله !! ماذا يفعل بذا الال ؟! أيشتري
ل ..فهذا شاب له نوع خاص من الحاديث يفضله على ل ..أم يبتاع به متاعا لبيته ..أم ..
به ج ً
غيه .. وفجأة التفت رسول ال eإل بلل وقال :يا
أثار معه eموضوع الزواج والديث حوله ..فلطالا بلل ..خذ المل وأعطه جابرا ..
طرب الشباب لذه الواضيع .. جبذ بلل المل ومضى به إل جابر ..فلما وصل
ث عرض عليه رسول ال التزويج .. به إليه ..تعجب جابر ..هل ألغيت الصفقة ؟!
فقال :إذن تدن كاسدا .. قال بلل :خذ المل يا جابر ..
فقال :غي أنك عند ال لست بكاسد .. قال جابر :ما الب !!..
فلم يزل النب rيتحي الفرص لتزويج جليبيب .. قال بلل :قد أمرن رسول ال eأن أعطيك
حت جاء رجل من النصار يوما يعرض ابنته الثيب على المل ..والال ..
رسول ال .. rليتزوجها .. فرجع جابر إل رسول ال eوسأله عن الب ..
فقال : rنعم يا فلن ..زوجن ابنتك .. أما تريد المل !!
قال :نعم ونعمي ..يا رسول ال .. فقال : eأتران ماكستك لخذ جلك ..
فقال : rإن لست أريدها لنفسي .. يعن أنا ل أكن أطالبك بفض السعر لجل أن آخذ
قال :فلمن ؟! المل وإنا لجل أن أقدر كم أعطيك من الال
قال :لليبيب .. معونة لك على أمورك ..
قال الرجل متفاجئا :جليبيب !! جليبيب !! يا رسول ال فما أرفع هذه الخلق ..يتار ما يناسب الشاب
!! حت استأمر أمها .. من أحاديث ..ث لا أراد أن يسن إليه ويتصدق
أتى الرجل زوجته فقال :إن رسول ال يطب ابنتك .. عليه ..غلف ذلك باللطف والدب ..
قالت :نعم ..ونعمي ..زوّج رسول ال .. r وف أحد اليام يلس إل النب eشاب اسه
قال :إنه ليس يريدها لنفسه .. جليبيب ..من خيار شباب الصحابة ..لكنه كان
قالت :فلمن ؟ فقيا معدما ..
قال :يريدها لليبيب .. وكان tف وجهه دمامة ..
فتفاجأت الرأة أن تُزف ابنتها إل رجل فقي دميم .. جلس يوما عند رسول ال .. eفما هي
44
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشركي قد قتلهم ث قتلوه .. فقالت َ :ح ْلقَى !! لليبيب ..؟ ل لعمر ال ل
فو قف ال نب rين ظر إل جث ته ..ث قال :ق تل سبعة ث أزوج جليبيبا ..وقد منعناها فلنا وفلنا ..
قتلوه ..قتل سبعة ث قتلوه ..هذا من وأنا منه .. فاغتم أبوها لذلك ..وقام ليأت رسول ال .. r
ث حله رسول ال rعلى ساعديه ..وأمرهم أم يفروا له فصاحت الفتاة من خدرها بأبويها :من خطبن
قبه .. إليكما ؟
قال أنس :فمكثنا نفر القب ..وجليبيب ماله سرير غي قال :رسول ال .. r
ساعدي رسول ال .. r قالت :أتردان على رسول ال rأمره ؟ ادفعان
حت حفر له ث وضعه ف لده .. إل رسول ال .. rفإنه لن يضيعن ..
قال أنس :فوال ما كان ف النصار أي أنفق منها .. فكأنا جلّت عنهما ..واطمأنّا ..
أي تسابق الرجال إليها كلهم يطبها بعد جليبيب .. فذهب أبوها إل النب rفقال :يا رسول ال ..
يتار لكل أحد ما يناسبه من أحاديث .. هكذا كان شأنك با فزوّجها جليبيبا ..
حت ل تل مالسه .. فزوجها النب rجليبيبا ..
يوما مع زوجه عائشة .. جلس ودعا لا وقال :اللهم صب عليهما الي صبا ..
فما الحاديث الناسب إثارتا بي الزوجي ..؟ ول تعل عيشهما كدا كدا ..
هل كلمها عن غزو الروم ؟ ونوع السلحة الت فلم يض على زواجه أيام ..حت خرج النب rف
استخدمت ف القتال ؟ كل فليست هي أبو بكر !! غزوة ..وخرج معه جليبيب ..
أم حدثها عن فقر بعض السلمي وحاجتهم ؟ كل فليست فلما انتهى القتال ..وبدأ الناس يتفقد بعضهم
عثمان !! بعضا ..
إنا قال لا بعاطفة الزوجية :إن لعرف إن كانت راضية سألم النب : rهل تفقدون من أحد قالوا :نفقد
عن ..وإذا كنت غضب !! .. فلنا وفلنا ..
قالت :كيف ؟ ل ث قال :هل تفقدون من أحد ؟
فسكت قلي ً
قال :إذا كنت راضية قلت :ل ورب ممد ( .. ) e قالوا :نفقد فلنا وفلنا ..
وإذا كنت غضب قلت :ل ورب إبراهيم ( .. ) e فسكت ث قال :هل تفقدون من أحد ؟
فقالت :نعم ..وال يا رسول ال ل أهجر إل اسك .. قالوا :نفقد فلنا وفلنا ..
فهل نراعي هذا نن اليوم ؟ قال :ولكن أفقد جليبيبا ..
فقاموا يبحثون عنـه ..ويطلبونـه فـ القتلى ..فلم
وجهة نظر .. يدوه ف ساحة القتال ..
تدث مع الناس با يستمتعون هم باستماعه ..ل با ث وجدوه ف مكان قر يب ..إل ج نب سبعة من
45
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتحدثون ..ويتعارفون .. تستمتع أنت بكايته ..
دخل عليهم الدرس فجأة فسكتوا ..فوقعت عي الدرس
على طالب ل يزال متبسما .. .19كن لطيفا عند أول لقاء ..
فصرخ به :لاذا تضحك ؟ انتشر ف بعض أرياف مصر برهة من الزمن أن
قال :عذرا ..ما ضحكت .. الرجل العروس قبيل ليلة عرسه يبئ ف غرفته قطا
قال :بلى تضحك .. ..
ث جعل يؤنبه :أنت إنسان غي جاد ..الفروض أن تعود فإذا دخل بزوجته إل مكان فراش الزوجية ..
لهلك على أول رحلة طيان ..ل أتشرف بتدريس حرك كرسيا ليخرج ذلك القط ..فإذا خرج أقبل
مثلك .. العروس يستعرض قواه أمام زوجته ..وقبض على
والطالب السكي قد تلون وجهه ..وجعل ينظر إل القط السكي ..ث خنقه وعصره ..حت يوت
مدرسه ..ويلتفت إل زملئه ..وياول حفظ ما تبقى بي يديه !!..
من ماء وجهه .. أتدري لاذا ؟!
ث حدق الدرس فيه النظر عابسا وأشار إل الباب وقال : لجل أن يطبع صورة الرعب واليبة منه ف ذهن
أخرج .. زوجته من أول لقاء ..
قام الطالب مضطربا ..وخرج .. وأذكر أن لا ترجت من الامعة ..وتعينت معيدا
نظر الدرس إل بقية الطلب وقال :أنا الدكتور فلن .. ف إحدى الكليات ..أوصان معلم قدي قائلً :
سأدرسكم مادة كذا .. ف أول ماضرة لك عند الطلب ُ ..شدّ عليهم ..
ولكن قبل أن أبدأ الشرح ..أريدكم أن تعبئوا هذه وانظر إليهم بعي حراء !! حت يافوا منك وتفرض
الستمارة ..دون كتابة السم .. قوة شخصيتك من البداية ..
ث وزع عليهم استمارة تقييم للمدرس ..فيها خسة تذكرت هذا ..وأنا أكتب هذا الباب ..فأيقنت
أسئلة : أن من المور القررة عند جيع الناس أن اللقاء
.1ما رأيك بأخلق مدرسك ؟ الول ف الغالب يطبع أكثر من %70من
.2ما رأيك بطريقة شرحه ؟ الصورة عنك ..وهي ما يسمى بالصورة الذهنية
.3هل يقبل الرأي الخر ؟ ..
.4ما مدى رغبتك ف الدراسة لديه مرة أذكر أن مموعة من الضباط سافروا إل أمريكا ف
أخرى ؟ دورة تدريبية ..
.5هل تفرح بقابلته خارج العهد ؟ كانت الدورة ف التعامل الوظيفي ..
كان أمام كل سؤال منها ..اختيارات :متاز ..جيد .. ف أول يوم ..حضروا إل القاعة مبكرين ..جعلوا
46
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان ما رأيتم دليلً عمليا على تأثي التعامل السيء على مقبول ..ضعيف ..
بيئة العمل بي الدير وموظفيه ..وما فعلته بزميلكم كان عبأ لطلب الستمارة وأعادوها إليه ..
ل أردت أن أجريه أمامكم ..لكن السكي صار
تثي ً وضعها جانبا ..وبدأ يشرح تأثي فن التعامل ف
ضحية .. الو الوظيفي ..
فانظروا كيف تغيت نظرتكم بجرد تغي تعاملي معكم ث قال :أوه ! ..لاذا نرم زميلكم من الستفادة
.. ..
هذا من طبيعة النسان ..فل بد من مراعاته ..خاصة مع فخرج إليه ..وصافحه وابتسم له ..وأدخله
من تلتقي بم لرة واحدة فقط .. القاعة ..
كان العلم الول eيأسر قلوب الناس من أول لقاء .. ث قال :يبدو أنن غضبت عليك قبل قليل من غي
بعد فتح مكة ..تكن السلم .. سبب حقيقي ..لكن كنت أعان من مشكلة
وبدأت الوفود تتسابق إل رسول ال rف الدينة .. خاصة ..أدت ب أن أصب غضب عليك ..فأنا
قدم وفد عبد القيس ..على رسول ال .. rفلما رآهم أعتذر إليك ..فأنت طالب حريص ..يكفي ف
وهم على رحالم قبل أن ينلوا ..بادرهم قائلً : الدللة على حرصك تركك لهلك وولدك
مرحبا بالقوم ..غي خزايا ..ول ندامى .. وميؤك هنا ..
فاستبشروا ..وتواثبوا من رحالم ..وأقبلوا إليه أشكرك ..بل أشكركم جيعا على حرصكم ..
يتسابقون للسلم عليه .. ومن أعظم الشرف ل أن أدرس مثلكم ..
ث قالوا : ث تلطف معهم وضحك قليلً ..
يا رسول ال ..إن بيننا وبينك هذا الي من الشركي من ث أخذ مموعة جديدة من الستمارات وقال :
مضر .. ما دام أن زميلكم فاته تعبئة الستمارة فما رأيكم
وإنا ل نصل إليك إل ف الشهر الرام ..حي يقف أن تعبئوها كلكم من جديد ..
القتال .. ووزع عليهم الوراق ..
فحدثنا بميل من المر ..إن عملنا به دخلنا النة .. فعبئوها وأعادوها إليه ..
وندعو به من وراءنا .. فأخرج الستمارات الت عبئوها ف البداية ..
فقال : eآمركم بأربع ..وأناكم عن أربع .. وأخرج الخية وجعل يقارن بينها ..
آمركم باليان بال ..وهل تدرون ما اليان بال ؟ فإذا الانة الاصة بـ ضعيف ف التعبئة الول
قالوا :ال ورسوله أعلم .. كلها مليئة ..
قال :شهادة أن ل إله إل ال ..وإقام الصلة ..وإيتاء أما الثانية فليس فيها ضعيف ول مقبول ..أبدا ..
الزكاة ..وأن تعطوا المس من الغنائم .. فضحك وقال لم :
47
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقلنا :انطلقي إل رسول ال .. e وأناكم عن أربع :عن نبيذ ف الدباء ..والنقي
قالت :وما رسول ال !!.. والنتم ..والزفت (.. )25
فسقناها معنا طمعا أن تدلنا على الاء .. وف موقف آخر ..
حت أقبلنا با إل النب .. e كان eمسـافرا مـع أصـحابه ليلة ..فسـاروا فـ
فسألا عن الاء ..فحدثته بثل الذي حدثتنا به ..غي أنا ليلهم م سيا طويلً ..ح ت إذا كان آ خر الل يل ..
شكت إليه أنا أم أيتام .. نزلوا ف طرف الطريق ليناموا ..
فتناول eمزادتا ..فسمى ال ..ومسح عليها .. فغلبتهم أعينهم حت طلعت الشمس وارتفعت ..
ث ج عل eيفرغ من قربتي ها ف آنيت نا ..فشرب نا عطاشا فكان أول من ا ستيقظ من منا مه أ بو ب كر ..ث
ل ..حت روينا ..
أربعي رج ً استيقظ عمر ..
وملنا كل قربة معنا .. فقعد أبو بكر عند رأسه .. eفجعل يكب ويرفع
ث تركنا قربتيها ..وها أكثر ما تكون امتلءً .. صوته ..حت استيقظ النب .. e
ث قال : eهاتوا ما عندكم ..أي طعام .. فنل وصلى بم الفجر ..
فجمع لا من كسر البز والتمر .. ل من القوم
فلما انتهى من صلته التفت فرأى رج ً
فقال لا :اذهب بذا معك لعيالك ..واعلمي أنا ل نرزأك ل يصل معهم ..
من مائك شيئا ..غي أن ال سقانا .. فقال :يا فلن ..ما ينعك أن تصلي معنا ؟
ث ركبت الرأة بعيها ..مستبشرة با حصلت من طعام قال :أصابتن جنابة ..ول ماء ..
.. فأمره eأن يتيمم بالصعيد ..ث صلى ..
ح ت و صلت أهل ها ..فقالت :أت يت أ سحر الناس ..أو ث أمر eأصحابه بالرتال ..
هو نب كما زعموا .. وليـس معهـم ماء ..فعطشوا عطشا شديدا ..ول
فع جب قوم ها من ق صتها مع ر سول ال .. eفلم ي ر يقفوا على بئر ول ماء ..
()26
عليهم زمن حت أسلمت وأسلموا .. قال عمران بن حصي :
نعم ..أعجبت بتعامله وكرمه معها من أول لقاء .. فبينما نن نسي فإذا نن بامرأة على بعي ..ومعها
وف يوم أقبل رجل إل رسول ال .. eفسأله مالً .. مزادتان ( قربتان ) ..
فأعطاه النب eقطيعا من غنم بي جبلي .. فقلنا لا :أين الاء ؟!
فرجع الرجل إل قومه ..فقال : قالت :إنه ل ماء ..
يا قوم ..أسلموا فإن ممدا يعطي عطاء من ل ياف فقلنا :كم بي أهلك وبي الاء ؟
الفاقة .. قالت :يوم وليلة ..
48
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجاء منهم : e قال أنس :وقد كان الرجل ييء إل رسول ال
•الحر ما يريد إل الدنيا ..فما يسي حت يكون دينه
•والبيض ()27
أحب إليه ..وأعز عليه ..من الدنيا وما فيها
•والسود ..
•وبي ذلك
•والسهل اقتراح ..
•والزن أول لقاء يطبع %70من الصورة عنك ..
•والبيث فعامل كل إنسان على أن هذا هو اللقاء الول
()28
•والطيب ) .. والخي بينكما ..
فعند تعاملك مع الناس انتبه إل هذا – وانتبهي -سواء
.20الناس كمعادن الرض ..
تعاملت مع :
لو تأملت ف الناس لوجدت أن لم طبائع كطبائع
قريب كأب وأم وزوجة وولد ..
الرض ..
أو بعيد كجار وزميل وبائع ..
فمنم الرفيق اللي ..ومنهم الصلب الشن ..
ولعلك تلحظ أن طبائع الناس تؤثر فيهم حت عند اتاذ
ومنهم الكري كالرض النبتة الكرية ..ومنهم
قراراتم ..
البخيل كالرض الدباء الت ل تسك ماءً ول
وحت تتيقن ذلك ..اعمل هذه التجربة :
تنبت كلً ..
إذا وقعت بينك وبي زوجتك مشكلة ..فاستشر أحد
إذن الناس أنواع ..
زملئك من تعلم أنه صلب خشن ..قل له :زوجت
ولو تأملت لوجدت أنك عند تعاملك مع أنواع
كثية الشاكل معي ..قليلة الحترام ل ..فأشر عليّ ..
الرض تراعي حال الرض وطبيعتها ..
كأن به سيقول :الري ما يصلح معهن إل العي
فطريقة مشيك على الرض الصلبة ..تتلف عن
المراء !! دقّ خشمها ! خل شخصيتك قوية عليها !!
طريقتك ف الشي على الرض اللينة ..فأنت حذر
كن رجلً !!
متأنّ ف الول ..بينما أنت مرتاح مطمئن ف
وبالتال قد تثور أنت ويرب عليك بيتك بذه الكلمات
الثانية ..
..
وهكذا الناس ..
أكمل التجربة ..
قال ( eإن ال تعال خلق آدم من قبضة قبضها
اذهب إل صديق آخر تعرف أنه هي لي لطيف ..وقل
من جيع الرض فجاء بنو آدم على قدر الرض
له ما قلت للول ..
49
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتفض العابد ..ول يتخيل 99جثة بي يديه يثلها هذا ستجد حتما أنه يقول :يا أخي هذه أم عيالك ..
الرجل الواقف أمامه .. وما فيه زواج يلو من مشاكل ..اصب عليها ..
صاح العابد :ل ..ليس لك توبة ..ليس لك توبة .. وحاول أن تتحملها ..وهذه مهما صار فهي
ول تعجب أن يصدر هذا الواب من عابد قليل العلم .. زوجتك ..وشريكتك ف الياة ..
يكم ف المور بعاطفته .. فانظر كيف صارت طبيعة الشخص تؤثر ف آرائه
هذا القاتل لا سع الواب ..وهو الرجل الصلب الشن وقراراته ..
..غضب واحرت عيناه ..وتناول سكينه ث انال طعنا لذلك نى النب eأن يقضي القاضي بي اثني
ف جسد العابد حت مزقه ..ث خرج ثائرا من الصومعة وهو عطشان ! أو جوعان ! أو حابس لبول أو
.. غائط ! لن هذه المور قد تغي نفسيته ..وبالتال
ومضت اليام ..فحدثته نفسه بالتوبة مرة أخرى .. قد تؤثر عليه ف اتاذ قراره ف الكم ..
فسأل عن أعلم أهل الرض ..فدله الناس على رجل عال كان ف المم السابقة رجل سفاح !! سفاح ؟! نعم
.. سفاح ..ل يقتل رجلً واحدا ول اثني ..ول
مضى يشي حت دخل على العال ..فلما وقف بي يديه عشرة ..وإنا قتل تسعا وتسعي نفسا ..
فإذا به يرى رجلً رزينا يزينه وقار العلم والشية .. ل أدري كيف نا من الناس وانتقامهم ..لعله كان
فأقبل القاتل إليه سائلً بكل جرأة :إن قتلت مائة ميفا جدا إل درجة أنه ل أحد يرؤ على القتراب
نفس !! فهل ل من توبة ؟! منه ..أو أنه كان يتخفى ف الباري والغارات ..
فأجابه العال فورا :سبحاااان ال !!..ومن يول بينك ل أدري بالضبط ..الهم أنه ارتكب 99جرية
وبي التوبة ؟!! قتل !!
جواب رائع !! فعلً من يول بينه وبي التوبة ؟! فالالق ث حدثته نفسه بالتوبة ..فسأل عن أعلم أهل
ف السماء ل تستطيع أي قوة ف العال ان تول بينك وبي الرض فدلوه على عابد ف صومعته ..ل يكاد
النابة إليه والنكسار بي يديه .. يفارق مصله ..يضي وقته ما بي بكاء ودعاء ..
ث قال العال الذي كان يتخذ قراراته بناء على العلم هي لي عاطفته جياشة ..
والشرع ..ل بناء على طبيعته ومشاعره ..أو قل على دخل هذا الرجل على العابد ..وقف بي يديه ث
عاطفته وأحاسيسه .. فجعه بقوله :أنا قتلت تسعا وتسعي نفسا ..فهل
قال العال :لكنك بأرض سوء .. ل من توبة ؟
عجبا ! كيف علم ؟ عرف ذلك بناء على كب الرائم هذا العابد ..أظنه لو قتل نلة من غي قصد لقضى
وقلة الـمُدافع له الـمُنكِر عليه ..فعلم أن البلد أصلً بقية يومه باكيا متأسفا ..فكيف سيكون جوابه
ينتشر فيها القتل والظلم إل درجة أنه ل أحد ينتصر لرجل قتل بيده 99نفسا ..
50
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاصمنا وطلقتها الثالثة !! للمظلوم ..
وهذا الكلم منه ليس غريبا ..إنا الغريب أنه قال بعدها قال :إنك بأرض سوء ..فاذهب إل بلد كذا
:ما تعرف ل شيخا حبيبا يفتين الن أراجعها !! وكذا فإن با قوما يعبدون ال فاعبد ال معهم ..
فعجبت منه ..ث تأملت ف الال فاكتشفت ما تقرر قبل ذهب الرجل يشي تائبا منيبا ..فمات قبل أن
قليل أن كثيا من الناس تتلف آراؤهم – وربا يصل إل البلد القصود ..
اختياراتم الفقهية – تأثرا بعاطفته وطبيعته .. نزلت ملئكة الرحة وملئكة العذاب ..
وبعض الناس تعلم من طبيعته أنه شديد الب للمال .. فأما ملئكة الرحة فقالت :أقبل تائبا منيبا ..
فل تعجب إذا رأيته يذل نفسه لرباب الموال ..يهمل وأما ملئكة العذاب فقالت :ل يعمل خيا قط ..
أولده وبيته لجل جعه ..يقتر على من يعول ..ل فبعث ال إليهم ملكا ف صورة رجل ليحكم بينهم
تعجب فهو طماع ..بل إن اتاذه لقراراته وتبنيه لقناعاته ..فكان الكم أن يقيسوا ما بي البلدين ..بلد
ينبن كثيا على هذه الطبيعة ..فإذا أردت أن تتعامل معه الطاعة وبلد العصية ..فإل أيتهما كان أقرب .ز
أو تطلب منه شيئا فضع ف نفسك قبل أن تتكلم أنه مب فإنه لا ..
للمال ..فحاول أن ل تعارض هذه الطبيعة فيه حت وأوحى ال تعال إل بلد الرحة أن تقارب ..وإل
تصل على ما تريد منه .. بلد العصية أن تباعدي ..فكان أقرب إل بلد
ولن المثلة مفاتيح الفهوم ..خذ مثا ًل : الطاعة فأخذته ملئكة الرحة ..
نفرض أنك زرت مستشفى وقابلت مصادفة صديقا قديا حت الفتي ف السائل الشرعية تد مع السف أن
كان زميلً لك أيام الامعة ..فدعوته إل وليمة غداء ف بعضهم تغلبه عاطفته أحيانا ..
بيتك ..فوافق .. أذكر أن أحد جيان كان كثي اللفات مع
فذهبت إل السوق واشتريت حاجات ث رجعت إل زوجته ..
البيت لتستعد وجعلت تتصل بعدد من زملئكم السابقي اشتد اللف يوما فطلقها تطليقه ..ث راجعها ..
تدعوهم لشاركتكم الوليمة ورؤية صاحبك ..من بي ث اشتد أخرى ..فطلقها ثانية ..ث راجعها ..
هؤلء صديق -من البخلء الذين استول حب الال على وكنت كلما قابلته أحذره وأوصيه ..وأذكره
قلوبم -اتصلت به فرحب وحيّا ..فلما أخبته عن بأبنائه الصغار ..وأهية اعتبارهم والعناية بم ..
الوليمة ..قال :آآه ..يا ليتن أستطيع الضور ورؤية وأكرر عليه :
فلن ..لكن مرتبط بشغل هااام ..فبلغه سلمي .. ل يبق لك إل طلقة واحدة – الثالثة – فإن أوقعتها
ولعلي أراه ف وقت آخر .. ل تل لك مراجعتها إل بعد زواجها من آخر
فأدركت أنت من معرفتك بطبيعته أنه يشى أن ييء .. وتطليقه لا ..فاتق ال ..ول ترب بيتك ..
فيضطر إل أن يدعو الضيف إل بيته ويصنع له وليمة حت جاءن يوما متغي الوجه وقال :يا شيخ
51
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آمن .. تكلفه مبلغا وقدره !! ..وهو يريد التوفي ..
ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ..ومن دخل السجد فهو فقلت له :عموما هذا الضيف لن يبقى ف البلد
آمن .. سيسافر بعد الغداء مباشرة ..فقال :آآآ ..إذن
فلما ذهب أبو سفيان لينصرف إل مكة .. سأؤجل شغلي وآت لرؤيته !!
نظر إليه رسول ال .. r وبعض من تالطهم من الناس يكون اجتماعيا
فإذا هو الذي استنفر قريشا لربه ف بدر .. أسريا ..يب أسرته ..ل يصب على فراقهم ..
واستنفرها لربه ف أحد .. اطلب منه أي شيء إل أن يبتعد عن أولده بسفر
ث استنفرها لربه ف الندق .. أو نوه ..فل تكلفه ما ل يطيق ..
وإذا رجل قائد ..قد طحنته الرب وطحنها .. إل غي ذلك من طبائع الناس ..
وإذا هو حديث عهد بإسلم .. يعجبن بعض الناس الذي يلك فن اصطياد جيع
فأراد رسول ال rأن يريه قوة السلم .. القلوب ..
" :يا عباس .. فقال فإذا سافر مع بلء اقتصد حت ل يرجهم فأحبوه
قال :لبيك يا رسول ال .. ..
قال :احبس أبا سفيان بضيق الوادي عند خطم البل وإن جالس عاطفيي زاد من نسبة عاطفته فأحبوه
حت تر به جنود ال فياها .. ..
أي أوقفه على طريق اليش وهو يدخل مكة .. وإن مشى مع فكاهيي مرحي ضحك ومزح
فخرج العباس بأب سفيان ..حت وقف معه بضيق وجاملهم فأحبوه ..
الوادي ..حيث تتدفق الكتائب كالسيل إل مكة .. يلبس لكل حالة لبوسها ..إما نعيمها وإما بؤسها
وجعلت الكتائب تر عليه براياتا ..فلما مرت الكتيبة ..
الول قال :يا عباس من هؤلء ؟ ل معي ..وانظر إل رسول ال
وعُد بذاكرتك قلي ً
قال العباس :سليم .. وقد أقبل بالكتائب لفتح مكة ..
قال :مال ولسليم !!.. قبل أن كان أبو سفيان قد خرج إل النب
ث مرت به الثانية .. يدخل مكة ..فأسلم ..
قال :يا عباس من هؤلء ؟ ف قصة طويلة ..الشاهد منها أنه لا أسلم قال
قال :مزينة .. العباس :
قال :مال ولزينة !!.. يا رسول ال ..إن أبا سفيان رجل يب الفخر
حت نفدت الكتائب ..وهو ما تر كتيبة إل سأل العباس فاجعل له شيئا ..
عنها .. فقال " : rنعم ..من دخل دار أب سفيان فهو
52
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وماذا يناسبه ..يفيدك عند التعامل أو الكلم معه .. فإذا أخبه ..قال :مال ولبن فلن ..
ف غزوة الديبية .. حت مر رسول ال rف كتيبته الضراء ..وفيها
خرج رسول ال .. rبن معه من الهاجرين والنصار الهاجرون والنصار ..قد غطوا أجسادهم بالديد
ومن لق به من العرب .. ..فل يرى منهم إل عيونم ..
كانوا ألفا وأربعمائة .. فقال :سبحان ال يا عباس ! من هؤلء ؟
ساقوا معهم الدى وأحرموا بالعمرة ليعلم الناس أنم إنا فقال العباس :هذا رسول ال rف الهاجرين
خرجوا زائرين لذا البيت معظمي له .. والنصار ..
معه سبعي من البل ..هديا إل البيت الرام وساق قال :هذا الوت الحر ..وال ما لحد بؤلء من
.. قبل ول طاقة ..
وصلوا مكة ..فمنعتهم قريش من دخولا .. ث قال :وال يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن
بأصحابه ف موضع اسه الديبية .. عسكر النب أخيك عظيما !
جعلت قريش ترسل إليه الرجل تلو الرجل للتفاوض معه قال العباس :يا أبا سفيان ..إنا النبوة ..
.. فقال أبو سفيان :فنعم إذن ..
فبعثوا إليه أو ًل مكرز بن حفص .. فلما تاوزتم اليل ..صاح به العباس ..النجاءَ
ل من قريش ..لكنه ل يلتزم بعهد ول
كان مكرز رج ً إل قومك ..
ميثاق ..بل هو فاجر غادر .. فمضى أبو سفيان سريعا إل مكة ..
ل قال :هذا رجل غادر ..
فلما رآه رسول ال rمقب ً وجعل يصرخ بأعلى صوته :
فلما انتهى إل رسول ال .. rكلمه با يصلح لثله .. يا معشر قريش ..هذا ممد قد جاءكم فيما ل
وأخبه أنه ما جاء يريد حربا ..إنا جاء معتمرا ..ول قبل لكم به ..فمن دخل دار أب سفيان فهو آمن
ل لذلك ..
يكتب معه عهدا لنه يعلم أنه ليس أه ً ..
رجع مكرز إل قريش فأخبهم .. قالوا :قاتلك ال ! وما تغن عنا دارك ؟
فبعثوا حليس بن علقمة ..سيد الحابيش .. قال :ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ..ومن دخل
وكان الحابيش قوم من العرب سكنوا مكة تعظيما السجد فهو آمن ..
للحرم وعناية بالكعبة .. فتفرق الناس إل دورهم وإل السجد ..
فلما رآه رسول ال rقال : كيف أثر ف نفس أب سفيان با فلله در نبيه
إن هذا من قوم يتألون .ز أي يتعبدون ..فابعثوا الدي يصلح له ..
ف وجهه حت يراه .. وما يسن ههنا ..أن تعرف طبيعة الشخص
فلما رأى الدي من إبل وغنم ..تسيل عليه من عرض ونفسيته قبل أن تتكلم معه ..فإن معرفة طبيعته ..
53
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيضتك لتفضها بم ؟ الوادي ف قلئده وحباله مربوطا مهيئا ليذبح ف
إنا قريش ..قد خرجت معها العوذ الطافيل ..قد لبسوا الرم ..
جلود النمور .. قد أكل أوباره من طول البس عن مله ..قد
يعاهدون ال ل تدخلها عليهم عنوة أبدا ..وأي ال لكأن أضناه الوع والعطش ..
بؤلء قد انكشفوا عنك غدا .. لا رأى سيد الحابيش ذلك ..انتفض ..ول يقابل
وكان أبو بكر خلف النب .. rواقفا .. رسول ال rإعظاما لا رأى ..وكيف ينع
فقال أبو بكر :امصص بظر اللت ! أنن ننكشف عنه ؟ العتمرون عن البيت الرام !!
تفاجأ ملك قومه بذا الواب ..فلم يتعود على مثله .. رجع إل قريش ..فقال لم ذلك ..فقالوا له :
لكنه ف القيقة كان يتاج إل جرعة كهذه تفض ما ف اجلس فإنا أنت أعراب ل علم لك ..
رأسه من كبياء .. فغضب الليس ..وقال :
فقال عروة متأثرا :من هذا يا ممد ؟ يا معشر قريش ..وال ما على هذا حالفناكم ..
قال :هذا ابن أب قحافة .. ول على هذا عاهدناكم ..
قال :أما وال لول يد كانت لك عندي لكفأتك با .. أيصد عن بيت ال من جاءه معظما له ؟
ولكن هذه بذه .. والذي نفس الليس بيده ..لتخلن بي ممد وبي
r وجعل عروة يلي العبارات بعدها ..ويكلم النب ما جاء له من العمرة ..أو لنفرن بالحايش نفرة
..ويلمس لية النب ..والغية بن شعبة الثقفي واقف رجل واحد ..
وراء رأس رسول ال .. rقد غطى وجهه الديد .. قالوا :مَهْ ُ ..كفّ عنا ..حت نأخذ لنفسنا ما
فكان كلما قرب عروة يده من لية رسول ال .. r نرضى به ..
قرعها شعبة بطرف السيف .. ل شريفا ..فاختاروا
ث أرادوا ..أن يبعثوا رج ً
ث يدها ثانية ..فيقرعها شعبة بطرف السيف .. عروة بن مسعود الثقفي ..
فلما مدها الثالثة ..قال شعبة :اكفف يدك عن وجه فقال :يا معشر قريش إن قد رأيت ما يلقى منكم
رسول ال rقبل أل تصل إليك يدك ..أي أقطعها !! من بعثتموه إل ممد إذ جاءكم ..من التعنيف
فقال عروة :ويك ما أفظك وأغلظك ! ومن هذا يا وسوء اللفظ ..وقد عرفتم أنكم والد وأن ولد ..
ممد ؟ قالوا :صدقت ما أنت عندنا بتهم ..
فتبسم رسول ال .. rوقال .. فخرج عروة ..وكان ملكا ف قومه ..له شرف
هذا ابن أخيك الغية بن شعبة الثقفي .. ومكانة ..وله ترفع على الناس ..
فقال عروة :أي غدر وهل غسلت سوأتك إل بالمس ! فلما أتى رسول ال rجلس بي يديه ث قال :
ث قام عروة من عند النب .. rوعاد إل قريش .. يا ممد !! أجعت أوشاب الناس ث جئت بم إل
54
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمنهم من أغمض عينيه فجأة وكأنه يرى الرية أمامه .. فاسع ما قال :
ومنهم من بكى .. قال :يا معشر قريش ..وال لقد رأيت كسرى
ومنهم من كان يستمع دون أدن تأثر وكأنه ينصت إل وقيصر والنجاشي ..وال ما رأيت ملكا يعظمه
حكاية ما قبل النوم !! أصحابه كما يعظم أصحاب ممد ممدا ..
قل مثل ذلك لو عرضت قصة حزة tلا وقع شهيدا ف فوقع ف قلب قريش من الرهبة ما ل يقع من قبل ..
معركة أحد ..وكيف شقوا بطنه فأخرجوا كبده .. فأرسلت قريش سهيل بن عمرو ..
وقطعوا أذنيه ..وجدعوا أنفه ..وهو سيد الشهداء فمضى يشي إل رسول ال ..فلما رآه رسول
وأسد ال ورسوله .. ال .. rقال :سهل أمركم ..ث كتبوا بينهم
وعموما .. صلح الديبية ..
علمتن الياة أن الناس ل يلون من أن يوجد من بينهم لنواع الناس .. هذا جانب من معرفته
غليظ غب !!..ل يسن ضبط عباراته ..ول ماملة واستعمال الفتاح الناسب ف التعامل مع كل أحد
السامعي .. ..
أذكر أن رجلً من هذا الصنف جلس مرة ف ملس عام وهذه النواع من طباع الناس تلحظها حت ف
..فذكر قصة وقعت له مع أحد البائعي ..فقال ف إلقاء الكلمات أو السواليف معهم ..
معرض حديثه :وهذا البائع ضخم جدا كأنه حار ..ث ويكنك أن تشاهد دليل ذلك بنفسك ..
قال :يشبه خالد !! وأشار إل رجل بانبه !! حاول أن تلقي قصة مبكية أمام جع من الناس ..
فل أدري كيف صار يشبه خالدا ..وهو كأنه حار !! وانظر إل أنواع تأثرهم ..
وقبل التام ..هنا سؤال كبي .. أذكر أن ألقيت يوما خطبة ضمنتها قصة مقتل
هل يكنك تغيي طباعك لتتناسب مع طباع من تالطه عمر .. tولا وصلت إل كيفية طعن أب لؤلؤة
..؟ ..قلت – بصوت عالٍ : - الجوسي لعمر
نعم ..كان عمر tمشهورا بي الناس بقوته وصرامته .. وفجأة خرج أبو لؤلؤة من الحراب على عمر ..ث
وف يوم من اليام ..اختلف رجل مع زوجته ..وجاء طعنه ثلث طعنات ..
يسأل عمر كيف يتعامل معها .. وقعت الول ف صدره
فلما وقف عند بيت عمر وكاد أن يطرق الباب سع والثانية ف بطنه ..
زوجة عمر تصرخ به ..وعمر ساكت ..ل يصرخ ..ل ث استجمع قوته وطعن بالنجر تت سرته ..
يضرب .. ث جررررر النجر حت خرجت بعض أمعائه ..
فول الرجل ظهره للباب وكرّ راجعا متعجبا .. ت وأنا أنظر ف الوجوه أن الناس تنوعوا ف
لحظ ُ
أحس عمر بصوت عند الباب فخرج ونادى الرجل .. : كيفية تأثرهم ..
55
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا :لاذا يا أستاذ ؟! ما خبك ؟
قال :اختبار ..اختبار مفاجئ .. قال :يا أمي الؤمني ..جئت أشتكي إليك امرأت
بدأ الطلب بنوع من التذمر ينفذون ما طلب .. فسمعت امرأتك تصرخ بك !!
ويتهامسون باستياء .. فقال عمر :يا رجل إنا امرأت ..حليلة فراشي ..
كان من بينهم طالب كبي السم صغي العقل .. وصانعة طعامي ..وغاسلة ثياب ..أفل أصب منها
مشاكس كثي الشاكل سريع الغضب متهور ..صاح على بعض السوء ..
بأستاذه : وعموما :بعض الناس ل علج له فل بد من
يا أستاذ ..ل نريد أن نتب ..نن بالكاد نيب ونن التكيف معه ..
مذاكرون ..بال كيف إذا كنا ما ذاكرنا ؟!! يشتكي إلّ بعض الناس من شدة غضب أبيه ..أو
قالا الطالب بنبة حادة .. بل زوجته ..أو ..
ثار الدرس وهاج ..وقال :ما هو على كيفك ..تتب فأَعْرضُ عليه بعض طرق العلج فيفيدن أنه جربا
غصبا عنك ..فاهم ؟! إذا ما هو عاجبك اطلع َبرّا !!! كلها ول تنفع ..
ثار الطالب ..وصاح :أنت اللي تطلع َبرّا .. فما الل ..؟! الل أن يصب على أخلقهم ..
توجه الدرس إل الطالب وهو يصيح ويردد :يا قليل ويغمرَ سيء أخلقهم ف بر حَسَنِها ..ويتكيف
الدب ..يا عدي التربية ..يا ..ويقترب أكثر وأكثر .. مع واقعه قدر الستطاع ..
نض الطالب واقفا ..ث .. فبعض الشاكل ليس لا حل ..
فظن شرا ،ول تسأل كان ما كان ما لست أذكره
عن الب!! نتيجة ..
وصل المر إل إدارة الدرسة ..عوقب الطالب بصم معرفتك بطبيعة الشخص الذي تالطه تعلك
..درجتي وكتابة تعهد بالتزام الدب قادرا على كسب مبته ..
أما الدرس فصار حديث القاصي والدان ..وأصبح
.21أستاذ الرياضيات ..
مضرب المثال ..ومثار أحاديث الطلب ف كل الدرسة
كان يدرس مادة الرياضيات لطلب الرحلة
..يشي ف مراتا ويسمع التعليقات والمسات ..حت
الثانوية ..السنة الخية ..كان يلحظ على عدد
انتقل بعدها إل مدرسة أخرى ..
منهم الهال وعدم التابعة ..فأراد أن يؤدبم ..
بينما مدرس آخر وقع له الوقف نفسه لكنه أحسن
دخل عليهم يوما ..
التصرف معه ..
وأول ما استقر على كرسيه فاجأهم بقوله :كل
دخل على طلبه ..وفاجأهم بقوله :أخرج ورقة وقلما
واحد يضع كتابه جانبا ويرج ورقة وقلما !!
..اختبار مفاجئ ..
56
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وف الهة القابلة تد أحيانا أن من يقابل البود – دائما وكان من بينهم طالب كذاك الطالب ..صاح :يا
– ببود ..ل تستقيم له المور .. أستاذ !! ما هو على كيفك ..
فليكن رابطك مع الناس شعرة معاوية .. كان الدرس جبلً يس بثقل الرجل الت ياول أن
فقد سئل معاوية tكيف استطعت أن تكم الناس أميا يصعد عليه !! ..يفهم أن العصب ل يقابل بعصبية
عشرين سنة ..ث تكمهم خليفة عشرين سنة ؟ ..
فقال :جعلت بين وبينهم شعرة ..أحد طرفيها ف يدي ابتسم ونظر إل الطالب وقال :يعن يا خالد ما
والخر ف أيديهم ..فإذا شدوها من جهتهم أرخيت من تريد أن تتب ؟
جهت حت ل تنقطع ..وإذا أرخوا من جهتهم شددت فقال -صارخا : -ل ..
من جهت .. فقال الدرس بكل هدووووء :خلص ..اللي ما
صدق رضي ال عنه ..ما أحكمه !! يريد يتب نتعامل معه بالنظام ..
أظن من السلّمات ف حياتنا أنه ل يكن أن يهنأ بالعيش اكتبوا يا شباب :السؤال الول :أوجد نتيجة
زوجان كلها عصب غضوب ..كما ل يكن أن تطول هذه العادلة :س +ص = ع .. 15 +ومضى
علقة صاحبي كلها كذلك .. يسوق السئلة ..
أذكر أن ألقيت ماضرة ف أحدى السجون ..وكان ل يصب الطالب الشاكس وقال :أقولك ما أريد
قدري أن تكون الحاضرة ف العنب الاص برتكب جرائم أن أختب ..نظر إليه الدرس وابتسم بدوووء ..
القتل ..لا انتهيت من ماضرت ..تفرقوا إل مهاجعهم وقال :وهل ألزمتك أن تتب ..أنت رجل
وأقبل إل أحدهم شاكرا ..وعرفن بنفسه وأنه السئول ومسئول عن تصرفاتك ..
عن النشطة الثقافية ف العنب .. ل يد الطالب ما يثي غضبه أكثر ..فهدأ وأخرج
سألته عن سبب ارتكاب جرية القتل عند أكثر هؤلء .. ورقة وقلما ..وبدأ يكتب السئلة مع زملئه ..ث
فقال :الغضب ..الغضب ..وال يا شيخ إن بعضهم بعدها تت ماسبته على سوء أدبه عن طريق إدارة
قتل لجل حفنة ريالت تاصم عليها مع عامل ف بقالة الدرسة ..
أو مطة وقود .. تذكرت هذه الفارقة ف القدرة على التعامل مع
صرَعَة
تذكرت عندها قول النب ( : eليس الشديد بال ّ الواقف وأنا أتأمل ف مهارات الناس على إذكاء
..إنا الشديد الذي يلك نفسه عند الغضب ) (.. )29 النيان وإخادها ..
نعم ليس البطل هو قوي البدن الذي ما يصارع أحدا إل فالتعامل مع العصب بعصبية يؤدي إل تفجر الوقف
غلبه ..ل ..فلو كان هذا هو مقياس البطولة لصبحت واحتدام اللف ..
اليوانات والوحوش أفخر من الدميي .. فمن المور السلمة عند العقلء ..أن من يلقي
النار بالنار يزدها شررا واحتداما ..
( ) 29
57
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت توقفوا ..فألقى غترته جانبا ..وتناول قطعة حديد إنا البطل هو العاقل الذي يعرف كيف يتعامل مع
-هي ف الصل مفك لفتح براغي العجلت عند الاجة الواقف بهارة ..يتعامل مع زوجته ..أولده ..
.. -ونزل من السيارة متوجها إليهم ..والغضب بادٍ مديره ..زملئه ..دون أن يفقدهم ..
()30
عليه وقطعة الديد ف يده .. وف الديث :ل يقضي القاضي وهو غضبان
فإذا بالسيارة القابلة ينل منها ثلثة شباب قد ضاقت ..
ملبسهم بعضلتم ..وتباعدت أيديهم عن جنوبم من وأمر eبتدريب النفس على اللم فقال :إنا
عرض أكتافهم .. اللم بالتحلم (.. )31
أقبلوا يركضون بانفعال إل صاحبنا ..وقد رأوه تيأ نعم بالتحلم ..يعن عند كظم الغضب ف الرة
للقتال !! الول ستتعب %100ولكن ف الثانية ستتعب
فلما رآهم انتفض ..وغص بريقه ..وهم ينظرون إليه %90ث ف الثالثة إذا كظمت غضبك ستتعب
وإل ما ف يده .. %80وهكذا حت تتدرب ويصبح اللم والدوء
فلما لحظ أنم يدون النظر إل قطعة الديد ..رفعها عندك طبيعة ..
برفق وقال : ومن طرائف قصص الغضب أن ذهبت يوما لدينة
عفوا ..أردت أن أنبهكم إل أن هذه سقطت منكم !! .. أملج ( 300ك جنوب جدة ) للقاء ماضرة ..
فتناولا أحدهم بانفعال ..وولوا إل سيارتم ..وهو يشي كان من بي الاضرين شاب سريع الغضب ثائر
بيده إليهم مودعا !!.. العصاب جدا ..
هذا الشاب سافر مرة بسيارته ول يكن مستعجلً
معادلة .. فكان يشي ببطء ..كان وراءه سيارة مسرعة
عصب +عصب = انفجار تريده أن يفسح لا الطريق ..وهو يزداد بطئا
ويشي لم بيده أن خففوا السرعة ..
.22ماذا تستفيد من هذه الهارة ؟
ضاق صاحب السيارة الخرى بصاحبنا ذرعا ..
كل باب له مفتاح ..والفتاح الناسب لفتح قلوب الناس
وتعداه بسرعة وانرف عليه بسيارته مؤدبا ..ث
هو معرفة طبائعهم ..
مضى ..ول يصب أحد منهما بضرر ..
حل مشاكل الناس ..الصلح بينهم ..الستفادة منهم
ثارت أعصاب صاحبنا – وهي تثور على أقل من
..اتقاء شرورهم ..
ذلك بكثيييي – فزاد سرعة سيارته ..وأخذ
كل ذلك تصبح فيه بارعا إذا عرفت طبائعهم ..
يصرخ ويزمر ..ويشي لم بأضواء السيارة مرارا
افرض أن شابا وقع بينه وبي أبيه خلف ..اشتد اللف
حت طرده أبوه من البيت ..حاول البن العودة مرارا ( ) 30
( ) 31
58
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستحتاج أن تتزوج ..من يسدد مهرك ؟ لكن الب كان عنيدا مصرا ..
لو تعطلت سيارتك من يصلحها ؟ دخلت للصلح بينهما ..حدثت الب بالنصوص
لو مرضت ..من سيحاسب الستشفى ؟ الشرعية ..خوفته من إث القطيعة ..
إخوانك يستفيدون كما شاءوا ..مصروف ..هدايا .. ل يلتفت إليك ..كان مشحونا غاضبا جدا ..
وأنت جالس هكذا .. أردت أن تستعمل أساليب أخرى للصلح ..
ما يضرك أن تصلح ذلك كله بقبلة تطبعها على جبي عرفت من طبيعة هذا الب أنه عاطفي جدا ..
أبيك ..أو كلمة أسف تمس با ف أذنه .. جئت إليه وقلت :
وكذلك لو دخلت للصلح بي زوجة وزوجها ..فعلت يا فلن ..أما ترحم ولدك ..يفترش الرض ..
مثل ذلك ..وفتحت باب كل واحد منهما بالفتاح ويلتحف السماء !!..
الناسب .. أنت تأكل وتشرب ..والسكي يبيت طاويا
ومثله لو أردت إجازة من مديرك ف العمل .. ويصبح جائعا ..
وعرفت أنه ل يلتفت إل العواطف ول ألمور الجتماعية أما تذكره إذا رفعت كسرة البز إل فمك ..أما
..وإنا عمل ( وبس ! ) .. تذكر مشيه ف حر الشمس ..
فقلت له :أحتاج إل إجازة ثلثة أيام أجدد فيها نشاطي أما تذكر لا كنت تمله صغيا ..وتضمه إل
..وأستعيد حيويت ..أشعر أن إنتاجيت مع ضغط العمل صدرك ..وتشمه وتقبله ..
تنحدر تدرييا ..أعطن فرصة لراحة ( رأسي ) فقط أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي!! ..
ثلثة أيام ..لعود أنشط وأقدر .. تد أن عاطفة الب تيج بذا لكلم ..ويقترب
وإن كان اجتماعيا ..تلحظ من خلل تعاملته ..أنه أكثر من نقطة اللتقاء ..
حريص على السرة والعائلة ..قلت له : وإن كان أبوه بيلً مبا للمال ..قلت له :
أريد إجازة لرى والديّ ..أولدي ..أشعر أنم ف واد يا فلن أنتبه ل تورط نفسك ..أرجع الولد تت
وأنا ف واد آخر ..إل غي ذلك .. نظرك وتصرفك ..أخشى أن يسرق أو يعتدي ..
أتقن هذه الهارة ..وستسمع الناس غدا يقولون :ما فتلزمك الحكمة بسداد ما أخذ ..وإصلح ما
رأينا أبرع فلنا ف القدرة على القناع !!.. خرب ..فأنت أبوه على كل حال ..انتبه ..
نتيجة .. تد أن الب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد
كل إنسان له مفتاح ..ومعرفة طبيعة النسان تدلّك ..
على معرفة مفتاحه الناسب .. وإن كان كلمك موجها إل البن ..وكان جشعا
.23مراعاة النفسيات .. مبا للمال ..
تتقلب أمزجة الناس ف حياتم بي حزن وفرح ..وصحة قلت له :يا فلن ..لن ينفعك أل أبوك ..غدا
59
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والطلقة السكينة تستمع إل ذلك وتتخيل حالا بعد قليل ومرض ..وغن وفقر ..واستقرار واضطراب ..
ف بيت زوجة أخيها !! وبالتال يتنوع تقبلهم لبعض النواع من التعاملت
السؤال :هل يناسب إثارة هذا النوع من الحاديث مع ..أو ردهم لا بسب حالتهم الشعورية وقت
امرأة فشلت ف مشروع الزواج ؟!! التعامل ..
هل تظن أن هذا الطلقة ستزداد مبة لذه الارة ؟.. فقد يقبل منك النكتة والطرفة ويتقبل الزاح ف
ورغبة ف مالستها دائما ؟ ..وفرحا بزيارتا لا ؟.. وقت استقراره وراحة باله ..لكنه ل يتقبل ذلك
نتفق جيعا على جواب واحد نصرخ به قائلي :لااااا .. ف وقت حزنه ..
بل سيمتلئ قلبها حقدا وقهرا .. فمن غي الناسب أن تطلق ضحكة مدوية ف عزاء
إذن ما الل ؟ هل تكذب عليها ؟ !!..لكنها تتمل منك ف نزهة برية ..
ل ..ولكن تتكلم باختصار ..كأن تقول :وال كان وهذا أمر مقرر عند جيع العقلء وليس هو
عندنا بعض الشغال قضيناها ..ث تصرف الكلم إل القصود بديثي هنا ..
موضوع آخر تصبها به على كربتها .. إنا القصود هو مراعاة النفسيات والشاعر
أو افرض ..أن صديقي اختبا ناية الرحلة الثانوية .. الشخصية عند الديث مع الناس أو التصرف
فنجح أحدها وترج بتفوق .. معهم ..
والثان رسب ف عدد من الواد ..أو ترج بنسبة ضعيفة افرض أن امرأة طلقها زوجها وليس لا أب ول أم
ل تؤهله للقبول ف شيء من الامعات .. ..قد ماتا ..وجعلت تمع أغراضها لتعيش مع
فهل َترَى من الناسب عندما يزور التفوقُ صاحبه أن أخيها وزوجته ..
يسهب ف الديث حول الامعات الت ت قبوله فيها .. فبينما هي كذلك إذ دخلت عليها جارتا ف
واليزات الت ستمنح له ..؟ الضحى زائرة ..فرحبت الطلقة با ..ووضعت
قطعا جوابنا جيعا :ل .. لا القهوة والشاي ..فجعلت الزائرة تبحث عن
إذن ما الل ؟ أحاديث لتؤانسها ..فسألتها الطلقة :
الل أن يذكر له عموميات يفف با عنه ..كأن يشتكي بالمس رأيتكم خارجي من النل ..
من كثرة الزحام ف الامعات ..وقلة القبول ..وخوف فقالت الارة :إي وال ..أبو فلن أصر علي أن
كثي من التقدمي إليها من عدم القبول ..حت يفف عن نتعشى خارج البيت فذهبت معه ..ث مر السوق
صاحبه مصابه ..فيغب عند ذلك ف مالسته أكثر .. واشترى ل فستانا لعرس أخت ..ث وقف عند مل
ويبه ويأنس بقربه ..ويشعر أنه قريب من قلبه .. ذهب ونزل واشترى ل سوارا ألبسه ف العرس ..
وقل مثل ذلك لو التقى شابان أحدها أبوه كري يغدق ولا رجعنا إل البيت رأى الولد ف ملل فوعدهم
عليه الموال .. آخر السبوع أن يسافر بم ..
60
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث قالت :قد وال يا أبتِ انتشر السواد .. والخر أبوه بيل ل يكاد يعطيه ما يكفيه ..
فقال :قد وال إذا دفعت اليل ووصلت مكة .. فمن غي الناسب أن يتحدث ابن الكري بإغداق
فأسرعي ب إل بيت ..فإنم يقولون من دخل داره فهو أبيه عليه ..وكثرة الال لديه ..و ..
آمن .. لن هذا النوع من الكلم يضيق به صدر صديقه
فانطت الفتاة به مسرعة من البل .. ..ويذكره بأساته مع أبيه ..ويستثقل اللوس مع
فتلقته خيل السلمي ..قبل أن يصل إل بيته .. هذا الصديق ويشعر ببعده عنه ف هه ..
فأقبل أبو بكر إليه .. لذلك نبه النب eإل مراعاة مشاعر الخرين
فاحتفى به مرحبا .. ونفسياتم ..فقال :ل تطيلوا النظر إل الجذوم
ث أخذ بيده يقوده ..حت أتى به رسول ال rف السجد ( .. )32والجذوم هو الصاب برض ظاهر ف جلده
.. قد جعله مشوها ف منظره ..فمن غي الناسب أنه
فلما رآه رسول ال .. rفإذا شيخ كبي ..قد ضعف إذا مر بقوم أن يطيلوا النظر إل جلده ..لن هذا
جسمه ..ورق عظمه ..واقتربت منيته .. يذكره بصيبته فيحزن ..
..ينظر إل أبيه ..وقد فارقه منذ سني وإذا أبو بكر وف موقف غاية ف الراعاة واللطف يتعامل eمع
..وانشغل عنه بدمة هذا الدين .. والد أب بكر .. y
التفت إل أب بكر tفقال مطيبا لنفسه ..ومبينا قدره فإنه eلا أقبل بيوش السلمي إل مكة لفتحها ..
الرفيع عنده : قال أبو قحافة أبو أب بكر .. yوكان شيخا كبيا
هل تركت الشيخ ف بيته حت أكون أنا آتيه فيه ؟! ..أعمى ..قال لبنة له من أصغر ولده :
كان أبو بكر يعلم أنم ف حرب ..قائدهم رسول ال أي بنية ..اظهري ب على جبل أب قبيس لنظر
..وأن وقته أضيق ..وأشعاله أكثر من أن يتفرغ صدق ما يقولون ..هل جاء ممد ؟..
للذهاب لبيت شيخ يدعوه للسلم .. فأشرفت به ابنته فوق البل ..فقال :أي بنية ماذا
فقال أبو بكر شاكرا :يا رسول ال ..هو أحق أن يشي ترين ؟
إليك ..من أن تشي أنت إليه .. ل ..
قالت :أرى سوادا متمعا مقب ً
فأجلس النب عليه الصلة والسلم ..أبا قحافة بي يديه قال :تلك اليل ..
..بكل لطف وحنان .. قالت :وأرى رجلً يسعى بي يدي ذلك السواد
ث مسح على صدره .. ل ومدبرا ..
مقب ً
ث قال :أسلم .. قال :أي بنية ذلك الوازع الذي يأمر اليل
فأشرق وجه أب قحافة ..وقال :أشهد أن ل إله إل ال ويتقدم إليها ..
..وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ..
( ) 32
61
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خزرجي لو يستطيع من الغيـظ رمانا بالنسر والعواء انتفض أبو بكر منتشيا مسرورا ..ل تسعه الدنيا
فانينه إنه السد السـود والليث والغٌ ف الدماء فرحا ..
فلئن أقحم اللواء ونادى يا حاة اللواء أهل اللواء ف وجه الشيخ ..فإذا الشيب تأمل النب
لتكونن بالبطاح قريش بقعةَ القاع ف أكف الماء يكسوه بياضا ..فقال : rغيوا هذا من شعره ..
إنه مصلت يريد لا القتل صموت كالية الصماء ول تقربوه سوادا ..
فلما سع رسول ال .. rهذا الشعر ..دخله رحة ورأفة نعم كان يراعي النفسيات ف تعامله ..
بم .. بل إنه eلا دخل مكة قسم جيشه إل كتائب ..
وأحب أل ييبها إذ رغبت إليه .. وأعطى راية إحدى الكتائب ..إل الصحاب البطل
وأحب أل يغضب سعدا بأخذ الراية منه بعد أن شرفه با سعد بن عبادة .. t
.. كانت الراية مفخرة لن يملها ..ليس له فقط بل
فأمر سعدا فناول الراية لبنه قيس بن سعد ..فدخل با له ولقومه ..
مكة ..وأبوه سعد يشي بانبه .. جعل سعد ينظر إل مكة وسكانا ..فإذا هم الذين
فرضيت الرأة وقريش لا رأت يد سعد خالية من الراية .. ..وضيقوا عليه ..وصدوا حاربوا رسول ال
ول يغضب سعد لنه بقي قائدا لكنه أريح من عناء حل عنه الناس ..
الراية وحلها عنه ابنه .. وإذا هم الذين قتلوا سية وياسر ..وعذبوا بللًُ
فما أجل أن نصيد عدة عصافي بجر واحد .. وخبابا ..
حاول أن ل تفقد أحدا ..كن ناجحا واكسب الميع .. كانوا يستحقون التأديب فعلً ..
وإن تعارضت مطالبهم .. هز سعد الرايية ..وهو يقول :اليوم يوم اللحمة
** اليوم تستحل الرمة ..
اتفاق .. سعته قريش فشق ذلك عليهم ..وكب ف أنفسهم
نن نتعامل مع القلوب ..ل مع البدان .. ..وخافوا أن يفنيهم بقتالم ..
فعارضت امرأة رسول ال rوهو يسي ..فشكت
.24اهتم بالخرين ..
إليه خوفهم من سعد ..وقالت :
الناس عموما يبون أن يشعروا بقيمتهم ..
يا نب الدى إليك لائ ّي قريش ولت حي لاء
لذا تدهم أحيانا يقومون ببعض التصرفات ليلفتوا النظر
حي ضاقت عليهم سعة الرض وعاداهم إله
إليهم !..
السماء
وقد يترعون قصصا وبطولت لجل أن يهتم الناس بم
إن سعدا يريد قاسة الظهـر بأهل الجون و
أو يعجبوا بم أكثر ..
البطحاء
62
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إليه ..فإذا رجل أعراب ..قد ل يكون فالتفت لو رجع رجل إل بيته قادما من عمله متعبا ..فلما
مستعدا أن ينتظر حت تنتهي الطبة ..ويتفرغ له النب دخل صالة البيت رأى أولده الربعة كل منهم
ليحدثه عن دينه ..وقد يرج الرجل من السجد ول على حال ..
يعود إليه .. أكبهم عمره أحدى عشرة سنة ..يتابع برناما ف
وقد بلغ المر عند الرجل أهية عالية ..لدرجة أنه يقطع التلفاز ..
الطبة ليسأل عن أحكام الدين !! والثان يأكل طعاما بي يديه ..
يفكر من وجهة نظر الخر ل من وجهة نظره هو كان والثالث يعبث بألعابه ..
فقط .. والرابع يكتب ف دفاتره ..
نزل من على منبه الشريف ..ودعا بكرسي فجلس أمام فسلم الب بصوت مسموع ..السلم عليكم ..
الرجل ..وجعل يلقنه ويفهمه أحكام الدين ..حت فهم فلم يلتفت إليه أحد ..ذاك منهمك مع برنامه ..
.. والثان مأخوذ بألعابه ..والثالث مشغول بطعامه ..
ث قام من عنده ..ورجع إل منبه وأكمل خطبته .. إل الرابع ..فإنه لا التفت فرأى أباه ..نفض يده
آآآه ما أعظمه وأحلمه .. من دفاتره وأقبل مرحبا ضاحكا ..وقبل يد أبيه ..
ترب أصحابة ف مدرسته ..فكانوا يظهرون الهتمام ث رجع إل دفاتره ..
بالخرين ..والحتفاء بم ..ومشاركتهم أفراحهم أي هؤلء الربعة سيكون أحب إل الب ؟
وأتراحهم .. أجزم أن جوابنا سيكون واحدا :أحبهم إليه الرابع
.. ومن ذلك ما فعله طلحة مع كعب ..
شيخ كبي ..نلس إليه ..بعدما كب كعب بن مالك ليس لنه يفوقهم جا ًل أو ذكاءً ..وإنا لنه أشعر
سنه ..ورق عظمه ..وكف بصره .. أباه بأنه إنسان مهم عنده ..
وهو يكي ذكريات شبابه ..ف تلفه عن غزوة تبوك .. كلما أظهرت الهتمام بالناس أكثر ..كلما
وكانت آخر غزوة غزاها النب .. r ازدادوا لك حيا وتقديرا ..
آذن النب rالناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم يراعي ذلك ف الناس ..يشعر كان سيد اللق
.. كل إنسان أن قضيته قضيته ..وهه هه ..
وجع منهم النفقات لتجهيز اليش ..حت بلغ عدد على منبه يوما يطب الناس .. قام
اليش ثلثي ألفا .. فدخل رجل من باب السجد ..ونظر إل رسول
وذلك حي طابت الظلل الثمار .. ث قال : ال
ف حر شديد ..وسفر بعيد ..وعدو قوي عنيد .. يا رسول ال ..رجل يسأل عن دينه ..ما يدري
كان عدد السلمي كثيا ..ول تكن أساؤهم مموعة ف ما دينه ؟!
63
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ال ما علمنا عليه إل خيا .. كتاب ..
فسكت رسول ال .. r قال كعب :
قال كعب : وأنا أيسر ما كنت ..قد جعت راحلتي ..وأنا
فلما قضى النب rغزوة تبوك ..وأقبل راجعا إل الدينة أقدر شيء ف نفسي على الهاد ..
..جعلت أتذكر ..باذا أخرج به من سخطه ..وأستعي وأنا ف ذلك أصغي إل الظلل ..وطيب الثمار ..
على ذلك بكل ذي رأي من أهلي .. فلم أزل كذلك ..حت قام رسول ال rغاديا
حت إذا وصل الدينة ..عرفتُ أن ل أنو إل بالصدق .. بالغداة ..
فدخل النب rالدينة ..فبدأ بالسجد فصلى فيه ركعتي فقلت :أنطلق غدا إل السوق فأشتري جهازي ..
..ث جلس للناس .. ث ألق بم ..
فجاءه الخلفون ..فطفقوا يعتذرون إليه ..ويلفون له .. فانطلقت إل السوق من الغد ..فعسر علي بعض
r وكانوا بضعة وثاني رجلً ..فقبل منهم رسول ال شأن ..فرجعت ..
علنيتهم ..واستغفر لم ..ووكل سرائرهم إل ال .. فقلت :أرجع غدا إن شاء ال فألق بم ..فعسر
وجاءه كعب بن مالك ..فلما سلم عليه ..نظر إليه النب عليّ بعض شأن أيضا ..
.. rث تبسّم تبسّم الغضب .. فقلت :أرجع غدا إن شاء ال ..فلم أزل كذلك
..فلما جلس بي يديه .. أقبل كعب يشي إليه ..
فقال له : rما خلفك ..أل تكن قد ابتعت ظهرك ؟ يعن حت مضت اليام ..وتلفت عن رسول ال .. r
اشتريت دابتك .. فجعلت أمشي ف السواق ..وأطوف بالدينة ..
قال :بلى .. ل مغموصا عليه ف النفاق ..أو
فل أرى إل رج ً
قال :فما خلفك ؟! رجلً قد عذره ال ..
فقال كعب :يا رسول ال ..إن وال لو جلست عند نعم تلف كعب ف الدينة ..أما رسول ال rفقد
غيك من أهل الدنيا ..لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر مضى بأصحابه الثلثي ألفا ..
..ولقد أعطيت جدلً .. حت إذا وصل تبوك ..نظر ف وجوه أصحابه ..
ولكن وال لقد علمت ..أن إن حدثتك اليوم حديث فإذا هو يفقد رجلً صالا من شهدوا بيعة العقبة
كذب ترضى به علي ..ليوشكن ال أن يسخطك علي ..
.. فيقول : rما فعل كعب بن مالك ؟!
ولئن حدثتك حديث صدق ..تد عل ّي فيه ..إن لرجو فقال رجل :يا رسول ال ..خلّفه برداه والنظر ف
فيه عفوَ ال عن .. عطفيه ..
يا رسول ال ..وال ما كان ل من عذر .. فقال معاذ بن جبل :بئس ما قلت ..وال يا نب
64
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث مضى كعب .. tيسي حزينا ..كسي النفس ..وقعد وال ما كنت قط أقوى ..ول أيسر من حي
ف بيته .. تلفت عنك ..
ض وقت ..حت نى النب rالناس عن كلم كعب
فلم ي ِ ث سكت كعب ..
وصاحبيه .. فالتفت النب rإل أصحابه ..وقال :
قال كعب : أما هذا ..فقد صدقكم الديث ..فقم ..حت
فاجتنبنــا الناس ..وتغيوا لنــا ..فجعلت أخرج إل يقضي ال فيك ..
السوق ..فل يكلمن أحد .. قام كعب ير خطاه ..وخرج من السجد ..
وتنكر لنا الناس ..حت ما هم بالذين نعرف .. مهموما مكروبا ..ل يدري ما يقضي ال فيه ..
وتنكرت ل نا اليطان ..ح ت ما هي باليطان ال ت نعرف فلما رأى قومه ذلك ..تبعه رجال منهم ..
.. وأخذوا يلومونه ..ويقولون :
وتنكرت لنا الرض ..حت ما هي بالرض الت نعرف .. وال ما نعلمك أذنبت ذنبا قط قبل هذا ..إنك
فأ ما صاحباي فجل سا ف بيوت ما يبكيان ..جعل يبكيان رجل شاعر أعجزت أل تكون اعتذرت إل رسول
الليل والنهار ..ول يطلعان رؤوسهما ..ويتعبدان كأنما ال rبا اعتذر إليه الخلفون ! ..هل اعتذرت
الرهبان .. بعذر يرضى عنك فيه ..ث يستغفر لك ..فيغفر
وأما أنا فكنت أ َشبّ القوم وأجلدَهم ..فكنت أخرج ال لك ..
فأشهد الصلة مع السلمي ..وأطوف ف السواق .. قال كعب :
ول يكلمن أحد .. فلم يزالوا يؤنبونن ..حت همت أن أرجع
وآت السجد فأدخل .. فأكذب نفسي ..
وآت رسول ال rفأسلم عليه .. فقلت :هل لقي هذا معي أحد ؟
فأقول ف نفسي :هل حرك شفتيه برد السلم علي أم قالوا :نعم ..رجلن قال مثل ما قلت ..فقيل
ل؟ لما مثل ما قيل لك ..
ث أصلي قريبا منه ..فأسارقه النظر ..فإذا أقبلت على قلت :من ها ؟ قالوا :مرارة بن الربيع ..وهلل
صلت ..أقبل إل .. بن أمية ..
وإذا التفتّ نوه ..أعرض عن .. فإذا ها رجلن صالان قد شهدا بدرا ..ل فيهما
* * * * * * * * * أسوة ..
ومضت على كعب اليام ..واللم تلد اللم .. فقلت :وال ل أرجـع إليـه فـ هذا أبدا ..ول
وهو الرجل الشريف ف قومه .. أكذب نفسي ..
بل هو من أبلغ الشعراء ..عرفه اللوك والمراء .. * * * * * * * * *
65
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسلم فل يرد عليه السلم .. وسارت أشعاره عند العظماء ..حت تنوا لقياه ..
ويسأل فل يسمع الواب .. ث هو اليوم ..ف الدينة ..بي قومه ..ل أحد
ومع ذلك ل يلتفت إل الكفار .. يكلمه ..ول ينظر إليه ..
ول يفلح الشيطان ف زعزعته ..أو تعبيده لشهوته .. حت ..إذا اشتدت عليه الغربة ..وضاقت عليه
ألقى الرسالة ف النار ..وأحرقها .. الكربة ..نزل به امتحان آخر :
* * * * * * * * * فبينما هو يطوف ف السوق يوما ..
ومضـت اليام تتلوهـا اليام ..وانقضـى شهـر كامـل .. إذا رجل نصران جاء من الشام ..
وكعب على هذا الال .. فإذا هـو يقول :مـن يدلنـ على كعـب بـن مالك
والصار يشتد خناقه ..والضيق يزداد ثقله .. ..؟
فل الرسول rيُمضي ..ول الوحي بالكم يقضي .. فطفق الناس يشيون له إل كعب ..فأتاه ..فناوله
فلما اكتملت أربعون يوما .. صحيفة من ملك غسان ..
فإذا ر سول من ال نب rيأ ت إل ك عب ..فيطرق عل يه عجبا !! من ملك غسان !!..
الباب .. إذن قـد وصـل خـبه إل بلد الشام ..واهتـم بـه
فيخرج كعـب إليـه ..لعله جاء بالفرج ..فإذا الرسـول ملك الغساسنة ..عجبا !! فماذا يريد اللك ؟!!
يقول له : فتح كعب الرسالة فإذا فيها :
إن رسول ال rيأمرك أن تعتزل امرأتك .. " أ ما ب عد ..يا ك عب بن مالك ..إ نه بلغ ن أن
قال :أُ َطلّقها ..أم ماذا ؟ صاحبك قد جفاك وأقصاك ..ولست بدار مضيعة
قال :ل ..ولكن اعتزلا ول تقربا .. ول هوان ..فالق بنا نواسك "..
فدخـل كعـب على امرأتـه وقال :القـي بأهلك فكونـ فلمـا أتـ قراءة الرسـالة ..قال : tإنـا ل ..قـد
عندهم حت يقضي ال ف هذا المر .. طمـع ف ّ أهـل الكفـر !!..هذا أيضا مـن البلء
وأرسل النب rإل صاحب كعب بثل ذلك .. والشر ..
فجاءت امرأة هلل بن أمية ..فقالت : ثـ مضـى بالرسـالة فورا إل التنور ..فأشعله ثـ
يا ر سول ال ..إن هلل بن أم ية ش يخ كبي ضع يف .. أحرقها فيه ..
فهل تأذن ل أن أخدمه ..؟ ول يلتفت كعب إل إغراء اللك ..
قال :نعم ..ولكن ل يقربنك .. ـور
ـح له باب إل بلط اللوك ..وقصـ
ـم فُتـ
نعـ
فقالت الرأة :يا نب ال ..وال ما به من حركة لشيء .. العظماء ..يدعونه إل الكرامة والصحبة ..
ما زال مكتئبا ..يبكي الليل والنهار ..منذ كان من أمره والدينـة مـن حوله تتجهمـه ..والوجوه تعبـس فـ
ما كان .. وجهه ..
66
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قريب يؤانسه .. * * * * * * * * *
r و قد م ضت علي هم خ سون ليلة ..من ح ي ن ى ال نب ـب ..واشتدت الفوة
ومرت اليام ثقيلة على كعـ
الناس عن كلمهم .. عليه ..حت صار يراجع إيانه ..
* * * * * * * * * يكلم السلمي ول يكلمونه ..
وف الليلة المسي ..نزلت توبتهم على النب rف ثلث ويسلم على رسول ال rفل يرد عليه ..
الليل .. فإل أين يذهب !!..ومن يستشي !؟
وكان ف بيت أم سلمة ..فتل اليات .. قال كعب : t
فقالت أم سلمة : t فلمـا طال عليّ البلء ..ذهبـت إل أبـ قتادة ..
يا نب ال ..أل نبشر كعب بن مالك .. وهو ابن عمي ..وأحب الناس إلّ ..فإذا هو ف
قال :إذا يطم كم الناس ..وينعون كم النوم سائر الليلة حائط بستانه ..فتسورت الدار عليه ..
.. ودخلت ..فسلمت عليه ..
فلما صلى النب rالفجر ..آذن الناس بتوبة ال عليهم فوال ما رد علي السلم ..
.. فقلت :أنشدك ال ..يـا أبـا قتادة ..أتعلم أنـ
فانطلق الناس يبشرونم .. أحب ال ورسوله ؟
قال كعب : فسكت ..
وكنت قد صليت الفجر على سطح بيت من بيوتنا .. ـب ال
ـا قتادة ..أتعلم أن ـ أحـ
ـا أبـ
فقلت :يـ
فبينا أنا جالس على الال الت ذكر ال تعال ..قد ورسوله ؟
ضاقت علي نفسي ..وضاقت عليّ الرض با رحبت .. فسكت ..
وما من شيء أهم إلّ ..من أن أموت ..فل يصلي عليّ فقلت :أنشدك ال ..يـا أبـا قتادة ..أتعلم أنـ
رسولُ ال .. rأو يوت ..فأكون من الناس بتلك النلة أحب ال ورسوله ؟
..فل يكلمن أحد منهم ..ول يصلي عل ّي .. فقال :ال ورسوله أعلم ..
فبينما أنا على ذلك .. سـع كعـب هذا الواب ..مـن ابـن عمـه وأحـب
إذ سعت صوت صارخ ..على جبل سلع بأعلى صوته الناس إليه ..ل يدري أهو مؤمن أم ل ؟
يقول : فلم يسـتطع أن يتجلد لاـ سـعه ..وفاضـت عيناه
ياااااا كعب بن مالك ! ..أبشر .. بالدموع ..
فخررت ساجدا ..وعرفت أن قد جاء فرج من ال .. ث اقتحم الائط خارجا ..
ل رجل على فرس ..والخر صاح من فوق جبل
وأقبل إ ّ وذهب إل منله ..وجلس فيه ..
.. يقلب طرفه بي جدرانه ..ل زوجة تالسه ..ول
67
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم ..تاب ال على كعب وصاحبيه ..وأنزل ف ذلك وكان الصوت أسرع من الفرس ..
قرءانا يتلى .. فلما جاءن الذي سعت صوته يبشرن ..نزعت له
فقال عز وجل : ثوبّ فكسوته إياها ببشراه ..وال ما أملك غيها
] َلقَدْ تَابَ ال ّلهُ َعلَى النّبِ ّي وَالْ ُمهَا ِجرِي َن وَاْلَأْنصَارِ اّلذِينَ ..
ب َفرِيقٍ
اتَّبعُو ُه فِي سَا َعةِ اْلعُسْرَ ِة مِنْ َب ْعدِ مَا كَادَ َيزِي ُغ ُقلُو ُ واستعرت ثوبي ..فلسبتهما ..
مِ ْن ُهمْ ُث ّم تَابَ َعلَ ْي ِهمْ إِّنهُ ِب ِه ْم َرؤُوفٌ رَحِي ٌم *وَ َعلَى الثّلَثةِ وانطلقت إل رسول ال .. rفتلقان الناس فوجا
اّلذِينَ ُخ ّلفُوا حَتّى ِإذَا ضَاقَتْ َعلَ ْي ِهمُ اْلَأ ْرضُ بِمَا رَحَُبتْ ..فوجا ..
جَأ مِنَ ال ّلهِ إِلّا ِإلَ ْيهِ
وَضَا َقتْ َعلَ ْي ِهمْ َأْنفُسُ ُه ْم وَظَنّوا أَ ْن ل َملْ َ يهنئون بالتوبة ..يقولون :ليهنك توبة ال عليك
ُثمّ تَابَ َعلَ ْي ِهمْ لِيَتُوبُوا إِ ّن ال ّلهَ ُه َو الّتوّابُ الرّحِيمُ [ .. ..
والشاهد من هذه القصة ..أن طلحة tلا رأى كعبا قام حت دخلت السجد ..فإذا رسول ال eجالس
إليه واعتنقه وهنأه ..فزادت مبة كعب له ..حت كان ل إل
بي أصحابه ..فلما رأون وال ما قام منهم إ ّ
يقول بعد موت طلحة ..وهو يكي القصة بعدها بسني طلحة بن عبيد ال ..قام فاعتنقن وهنأن ..ث
:فوال ل أنساها لطلحة .. رجع إل ملسه ..فوال ما أنساها لطلحة ..
وماذا فعل طلحة حت يأسر قلب كعب ؟ فعل مهارة فمشيت حت وقف على رسول ال eفسلمت
رائدة ..اهتمّ به ..شاركه فرحته ..فصار له عنده عليه ..
حظوة .. وهو يبق وجهه من السرور ..وكان إذا ُسرّ
الهتمام بالناس ومشاركتهم ف مشاعرهم يأسر قلوبم .. استنار وجهه ..حت كأنه قطعة قمر ..
لو كنت ف زحة المتحانات ..ووصلت إل هاتفك فلما رآن قال :أبشر بي يوم مرّ عليك منذ
الحمول رسالة مكتوب فيها ..بشرن عن امتحاناتك ولدتك أمك ..
وال إن بال مشغول عليك وأدعو لك ،صديقك : قلت :أمن عندك يا رسول ال ..أم من عند ال ؟
إبراهيم .. قال :ل ..بل من عند ال ..ث تل اليات ..
أليس ستزداد مبتك لذا الصديق ؟ بلى .. فجلست بي يديه ..
ولو كان أبوك مريضا ف الستشفى ..فبقيت معه ف فقلت :يا رسول ال ! إن من توبت أن أنلع من
غرفته وأنت مشغول البال عليه ..واتصل بك صديق مال صدقة إل ال ..وإل رسوله ..
وسألك عنه ..وقال :تتاج مساعدة ؟ نن ف خدمتك فقال :أمسك عليك بعض مالك ..فهو خي لك
..فشكرته .. ..
ث ف الساء اتصل وقال :إذا الهل يتاجون أي شيء فقلت :يا رسول ال ! إن ال إنا نان بالصدق ..
أشتريه لم ..فأخبن ..فشكرته ودعوت له .. وإن من توبت أل أحدث إل صدقا ما بقيت ..
68
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشباب الراهقي لم قصات شعر غريبة ..ومع ذلك أل تشعر أن قلبك ينجذب إليه أكثر ..؟
كنت أمازحهم وأطلق التعليقات عليهم تببا وتلطفا .. بينما لو اتصل بك آخر وقال :فلن ..نن
انشغلت بكالة هاتفية ..فلما أنيتها فإذا شاب يلبس خارجون إل نزهة ف البحر ..هاه تذهب معنا ؟
سلّما مصافحا ..
بنطا ًل وقميصا ..يران فيقبل م َ فقلت :وال والدي مريض ول أستطيع ..
رحبت به وقلت مازحا :ما هذه الناقة ..أنت اليوم فبدل أن يدعو له ويعتذر أن ل يسأل عن حاله ..
كأنك عريس ..ونو هذه العبارات .. قال لك :أدري أنه مريض لكن هو ف الستشفى
سكت الشاب قليلً ث قال : وعنده مرضون ولن يستفيد من بقائك تعال معنا
ما عرفتن ..أنا فلن ..الن وصلت من ألانيا معي استمتع واسبح و ..قالا وهو يازحك ضاحكا ..
جثمان أب ..وأنا متوجه إل الرياض الن على أقرب وكأن مرض والدك ل يعنيه ..كيف ستكون
رحلة .. نظرتك إليه ؟
ف القيقة ..كأنا صب علي برميل ماء بارد ..صرت بل شك أن قدره ف قلبك ينخفض لنه ل يهتم
مرجا جدا ..أبوه مات ..وجثمانه معه ف الطائرة وأنا بمومك ..
أمازحه وأضحك ..إن هذا لشيء عجاب !! من أحرج ما وقع ل من مواقف ..
ل ث قلت :آآآآسف ..وال ما انتبهت إليك
سكتّ قلي ً أن كنت مسافرا إل جدة لعدة أيام ..كنت
..فأنا هنا منذ أيام ..فأحسن ال عزاءك وغفر لوالدك مشغولً جدا ..
.. وصلتن رسالة خللا على هاتفي من أخي سعود
وإن كنتُ ف القيقة معذورا ف عدم انتباهي إل شخصه كتب فيها :
ل ..وأراه بثوبه وغترته ..
..فقد كنت ل أقابله إل قلي ً أحسن ال عزاءك ف ابن عمنا فلن توف ف ألانيا
فلما لبس البنطال وجاءن فجأة ف زحة شباب من جدة ..
..ل يقع ف نفسي أنه فلن .. اتصلت بأخي فأخبن أن ابن عمنا هذا -وهو
فمن الهتمام بالناس مشاركتهم ف مشاعرهم وإشعارهم شيخ كبي -ذهب قبل يومي لعلج القلب ف
أن ههم هو هك ..وأنك تب الي لم .. ألانيا وتوف أثناء إجراء العملية ..وأن جثمانه
ومن هذا النطلق تد أن الشركات التطورة يكون عندها سيصل قريبا إل مطار الرياض ..دعوت له
إدارة للعلقات العامة ..مهمتها إرسال التهان وترحت عليه ..وأنيت الكالة ..
والتبيكات ف الناسبات ..وتقدي الدايا ..ونو ذلك بعدها بيومي انتهت أعمال ف جدة وذهبت إل
.. الطار أنتظر وقت إقلع رحلت للرياض ..
الناس كلما أشعرتم بقيمتهم وأظهرت الهتمام بم ف هذه الثناء كان ير ب عدد من الشباب فإذا
ملكت قلوبم وأحبوك .. رأون عرفون وأقبلوا مسلمي وكانوا أحيانا من
69
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خذ أمثلة سريعة من الواقع :
تربة .. لو دخل شخص إل مكان مليء بالناس فلم يد
الناس كلما أشعرتم بقيمتهم وأظهرت الهتمام بم .. مكانا يلس فيه ..فتفسحت قليلً ..وأوسعت له
ملكت قلوبم ..وأحبوك .. مكانا وقلت :
تفضل يا فلن ..تعال هنا ..لشعر باهتمامك
.25أشعرهم أنك تب الي لم ..
وأحبك ..
كلما كان قلبك ملوءا بالحبة والنصح للخرين ..كلما
أو لو كنتم ف حفل عشاء ..وأقبل يمل طعامه
صرت صادقا ف مهاراتك ف التعامل معهم ..
يتلفت يبحث عن طاولة فيها مكان فارغ ..
وكلما أحس الناس ببك لم ..ازدادوا هم أيضا لك
فجهزت له كرسيا وقلت :حياك اله يا فلن ..
مبة وقبولً ..
تفضل هنا ..لشعر باهتمامك أيضا ..
كانت إحدى الطبيبات تتلئ عيادتا الاصة دائما
عموما أشعر الناس بقيمتهم ..يبوك ..
بالراجِعات ..
كان رسول ال eيرص على ذلك أيا حرص ..
وكانت الريضات يرغب ف الجيء إليها دائما وكل
انظر إليه وقد قام يطب على منبه يوم جعة ..
واحدة تشعر أنا صديقة خاصة لذه الطبيبة ..
وفجأة فإذا بأعراب يدخل إل السجد ويتخطى
كانت هذه الطبيبة تارس مهارات متعددة تسحر با
الصفوف ..وينظر إل رسول ال .. eويصيح
قلوب الخرين ..
ل :يا رسول ال ..رجل ل يدري ما دينه !
قائ ً
من ذلك ..أنا اتفقت مع السكرتية أنا إذا اتصلت
فعلمه دينه ..
إحدى الريضات تريد أن تتحدث مع الطبيبة أو تسألا
فنل النب eمن منبه ..وتوجه إل الرجل
عن شيء يص الرض ..
وطلب كرسيا فجلس عليه ..ث جعل يتحدث مع
فإن السكرتية تسألا عن اسها ..وترحب با ..ث
الرجل ويشرح له الدين إل أن فهم ..ث عاد إل
تطلب منها التكرم بالتصال بعد خس دقائق ..
منبه ..
ث تأخذ السكرتية اللف الاص بذه الريضة ..وتناوله
قمة الهتمام بالناس ..ومن يدري ربا لو أهله
للطبيبة ..فتقرأ الطبيبة معلومات الرض ..وتنظر إل
لرج الرجل وبقي جاهلً بدينه إل أن يوت ..
بطاقتها الاصة ..ومعلوماتا الكاملة با فيها وظيفتها
ولو نظرت ف شائله .. eلوجدت من بينها أنه
وأساء أولدها ..
كان إذا صافحه أحد ل ينع eيده من يد
فإذا اتصلت الريضة ..رحبت با الطبيبة ..وسألتها عن
الصافح ..حت ينع ذاك يده أولً ..
مرضها ..وعن فلن ولدها الصغي ..وأخبار وظيفتها ..
وكان eإذا كلمه أحد التفت إليه جيعا ..أي
و ..
التفت بوجهه وجسمه إليه يستمع وينصت ..
70
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلوب الخرين .. فتشعر الريضة أن هذه الطبيبة تبها جدا لدرجة
ل :وال إن أبكي وأنا أقرأ رسالتك ..
منهم من أرسل إ ّ أنا تفظ أساء أولدها وتتذكر مرضها ..ول تنس
أشكرك أنك ذكرتن بدعائك .. مكان عملها ..فترغب ف الجيء إليها دائما ..
وآخر كتب :وال يا أبا عبد الرحن ما أدري ب أرد أرأيت أن امتلك القلوب وأسرها سهل جدا ..
عليك ! ولكن جزاك ال خيا .. ول بأس أن تعب عن مبتك للخرين بكل صراحة
والثالث كتب :أسأل ال أن يستجيب دعاءك ..ونن ..سواء كانوا أبا أو أما ..أو زوجة أو أبناء ..أو
وال ل ننساك .. زملء وجيان ..
نن ف القيقة نتاج بي الفينة والخرى أن ُنذَكّر الناس ل تكتم مشاعرك نوهم ..قل لن تبه :أنا أحبك
بأننا نبهم ..وأن كثرة مشاغل الدنيا ل تنسنا إياهم .. ..أنت غالٍ إل قلب ..
ول بأس أن يكون ذلك بثل هذه الرسائل .. حت لو كان عاصيا قل له :إنك أحب إل من
يكن أن تكتب إل أحبابك :دعوت لكم بي الذان أناس كثيييي ..
والقامة ..أو ف ساعة المعة الخية .. ول تكذب فهو أحب إليك من مليي اليهود ..
وإذا كانت نيتك صالة فلن يكون ف هذا إظهار للعمل أليس كذلك ..كن ذكيا ..
أو رياء ..وإنا زيادة ألفة ومبة بي السلمي .. أذكر أن ذهبت مرة لداء العمرة ..وكنت خلل
أذكر أن ألقيت ماضرة ف ميم دعوي صيفي ف مدينة طواف وسعيي أدعو للمسلمي جيعا ..بالفظ
الطايف ..ف جبال الشفاء وهي متنه يتمع فيه أعداد والنصر والتمكي ..وربا قلت :اللهم اغفر ل
كبية من الشباب .. واغفر لحباب وأصحاب ..
كان أكثر الاضرين هم من الشباب الذين يظهر عليهم وبعد انتهائي من شعائرها ..حدت ال على
الي والصلح ..أما الشباب الخرون فقد بقوا ف التيسي ..
أطراف التنهات ما بي لو وطرب .. ث اكتريت فندقا لبيت فيه ..فلما وضعت رأسي
انتهت الحاضرة .. على وسادت كتبت رسالة عب الاتف الوال أقول
أقبل جع من الشباب يسلمون .. فيها :
كان من بينهم شاب له قصة شعر غريبة ويلبس بنطال "الن أنيت العمرة وتذكرت أحباب وأنت منهم
جين ضيق ..أقبل يصافح ويشكر ..فسلمت عليه فلم أنسك من الدعاء ال يفظك ويوفقك " ..
برارة ..وشكرته على حضوره وهززت يده وقلت : انتهت الرسالة ..
وجهك وجه داعية ..تبسم وانصرف .. أرسلتها إل الساء الخزنة ف ذاكرة الاتف ..
بعدها بأسبوعي تفاجأت باتصال يقول :هاه ما عرفتن .. كانت خسمائة اسم ..
يا شيخ أنا الذي قلت ل وجهك وجه داعية ..وال ل أكن أتصور التأثي العجيب لذه الرسالة ف
71
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيأت أبو بكر tبالٍ كثي فيدفعه إل رسول ال rوعمر لصبحن داعية إن شاء ال ..ث صار يشرح ل
واقف مكانه ..يرى العطاء ويسمع الوار .. مشاعره بعد تلك الكلمات ..
قبل أن يلتفت إل ما يتاجه من مال .. فإذا بالنب أرأيت كيف يتأثر الناس بصدق العبارة ..والحبة
يسأل أبا بكر ( :يا أبا بكر ..ما أبقيت لهلك ؟ ) .. !..
نعم فهو يب أبا بكر ..ويب أهله ..ول يرضى أما رسول ال eفقد كان ياسر قلوب الناس
بالضرر عليه .. بروعة أخلقه ..وقدرته على إظهار مبته الصادقة
قال أبو بكر :يا رسول ال ..أبقيت لم ال ورسوله .. لم ..
أما الال فقد أتيت به جيعا .. كان أبو بكر وعمر ..أج ّل الصحابة ..
ل يأت بنصفه ..ول بربعه ..وإنا أتى به كله .. وكانا يتنافسان ف الي دوما ..
فما كان من عمر tإل أن قال ":ل جرَم ..ل سابقت وكان أبو بكر يسبق غالبا ..فإن بكر عمر للصلة
أبا بكر أبدا " .. وجد أبا بكر سبقه ..وإن أطعم مسكينا وجد أبا
يبهم..فكانوا يهيمون به حبا كان الناس يشعرون أنه بكر سبقه ..
إحدى الصلوات ..فكأنه عجل بصلته ..صلى بم وإن صلى ليلة ..وجد ابا بكر قبله ..
قليلً حت بدت أقصر من مثيلتا .. الناس بالصدقة لسد حاجة وف يوم أمر النب
فلما انقضت الصلة ..رأى eتعجب أصحابه .. نازلة نزلت بالسلمي ..
فقال لم :لعلكم عجبتم من تفيفي للصلة ؟ وافق ذلك الوقت أن عمر عنده سعة من الال ..
قالوا :نعم ! .. فقال :اليوم أسبق أبا بكر ..إن سبقته يوما ..
:إن سعت بكاء صب فرحت أمه !!.. فقال ذهب عمر فجاء بنصف ماله ..فدفعه إل رسول
أرأيت كيف يب الخرين ..ويظهر لم هذه الحبة من ال .. r
خلل تعامله .. لعمر لا رأى الال ؟ فما أول كلمة قالا
لست وحدك .. هل سأله عن مقدار الال ؟ أم سأله عن نوعه ذهب
أظهر عواطفك ..كن صريا :أنا أحبك ..فرحت أم فضة ؟
بلقياك ..أنت غال إل قلب .. كثرة الال ..تكلم بكلمات ل ..بل لا رأى
.. يستنتج منها عمر أنه مبوب عند رسول ال
.26اِحفظ الساء .. قال لعمر ( :ما أبقيت لهلك يا عمر ؟ ) ..
وهذا من الهتمام بالناس .. قال عمر :يا رسول ال ..أبقيت لم مثله " ..
ما أجل أن تقابل شخصا ما ف موقف عارض ..كلقاء ويلس عمر عند رسول ال rمنتشيا ..ينتظر أبا
عند بنك ..أو ف طائرة ..أو ف وليمة عامة .. بكر ..
72
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأذكر أن ألقيت ماضرة ف إحدى الناطق العسكرية .. فتتعرف على اسه ..ث تراه ف موقف آخر ..
فازدحم أكثرهم مسلما بعد الحاضرة .. فتقبل عليه قائلً :مرحبا يا فلن ..
كان أحدهم يقترب ويبتعد ..وكأنه يريد السلم لكنه ل شك أن ذلك يطبع ف قلبه لك مبة وتقديرا ..
يجل من مزاحة الخرين .. حفظك لسم الشخص الذي أمامك يشعره
التفت إليه ولحت لوحة اسه ..فمددت يدي إليه وقلت باهتمامك به ..
:مرحبا فلن !! فتغي وجهه وتعجب ..ومد يده فرق بي الدرس الذي يفظ أساء طلبه ..والذي
مصافحا وهو يتبسم ويقول :هاه !! كيف عرفت اسي ؟ ل يفظ ..
فقلت :يا أخي الذين نبهم ..لزم نعرف أساءهم .. قولك للطالب :قم يا فلن ..أحسن من :قم يا
فكان لذا تأثي كبي عليه .. طالب ..
كثي من الناس يقتنع بذا ويتمن لو استطاع حفظ أساء حت ف الرد على الاتف ..أيهما أحب إليك ..
الخرين .. أن ييبك من تتصل به بقوله :نعم ..أو ألو ..
أما أسباب عدم حفظ الساء ..فهي كثية .. أو يقول متفيا :مرحبا يا خالد ..هل أبو عبد ال
منها ..عدم الهتمام بالشخاص أثناء مقابلتهم .. ..
ومنها ..التشاغل وقت التعارف وعدم التركيز أثناء بل شك ان استماعك لسك له ف القلب رنة قبل
استماع السم .. الذن ..
ومنها ..موقفك تاه الشخص القابل .. جرت العادة بعد الحاضرات العامة أن يزدحم
كاعتقادك بأنك لن تقابله مرة أخرى ..فتقول ف نفسك علي بعض الشباب يصافحون ويشكرون ..
:ل داعي لفظ السم .. كنت أحرص على ترديد كلمة :السم الكري ؟
أو كان إنسانا بسيطا ل يستثي اهتمامك .. حياك ال من الخ ؟ ..أقولا لكل واحد أسلم
أو عندما ل تسمع السم جيدا وتشعر برج من طلب عليه لبدي له اهتمامي به ..فكان كل واحد
إعادة اسه .. ييبن مستبشرا :أخوك زياد ..ابنك ياسر ..
فهذه أسباب تعل الناس ل يفظون الساء .. وأذكر يوما أنه بعدما سلم عدد كبي منهم ومضوا
أما العلج لفظ الساء ..فله طرق ..منها : ..عاد أحدهم ليسأل ..فأول ما أقبل عل ّي قلت
القتناع بأهية تذكر السم واستشعارك أنك بسماعك له له :حياك ال يا خالد ..فابتهج وقال :ما شاء ال
ستسأل عنه بعد دقائق .. !! تعرف اسي !!
ومنها ..التركيز على وجه الشخص أثناء الستماع إل الناس عموما يبون مناداتم بأسائهم ..
اسه .. من العروف أن الوظف العسكري يعلق لوحة
حاول أن تلحظ الشخص القابل وطبيعة حديثه صغية على صدره فيها اسه ..
73
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قال " : eوليأت إل الناس الذي يب أن يأتوا إليه وابتسامته لينطبع ف ذاكرتك ..
" أي عامل الناس با تب أن يعاملوك به .. أثناء حديثك معه ناده باسه مرارا ..صحيح يا
كيف ..؟! فلن ..؟ سعت يا فلن ..؟ أنت معي يا فلن ..؟
رأيت على صاحبك ثوبا جيلً ..انتبه له ..أثن عليه .. وكرره أكثر من مرة ..
أسعه كلمات رنانة ..ما شاء ال !! ما هذا المال !!
اليوم كأنك عريس !! باختصار ..
ل ..أثن
زارك يوما فشممت من ثيابه عطرا فواحا جي ً أشعرن باهتمامك ب ..بفظك اسي ..ونادن
عليه ..تفاعل معه ..كن لاحا ..فهو ما وضع الطيب به ..لحبك ..
إل لجلك ..
.27كن لاحا
ردد عبارات جيلة ..:ما هذه الروائح ..ما أحسن
قسم كبي من الشياء الت نارسها ف الياة ..
ذوقك ..
نفعلها لجل الناس ل لجل أنفسنا ..
دعاك شخص لطعام ..أثن على طعامه ..فإنك تعلم أن
عندما تُدعى لوليمة عرس ..فتلبس أحسن ثيابك
أمه أو زوجته أو أخته وقفت ساعات ف الطبخ لجلك
..إنا تفعل ذلك لجل لفت انتباه الناس وجذب
..أو لجل الدعويي عموما ..وأنت منهم ..
إعجابم ..ل لجل لفت انتباه نفسك ..
أو أنه على القل تعب ف إحضاره من الطعم ومل
وتفرح إذا لحظت أنم أُعجبوا بمال هيئتك ..
اللويات ..و ..فأسعه كلمات تعله يشعر أنك مت له
أو رونق ثيابك ..
با قدم لك ..وأن تعبه ل يذهب ُسدَى ..
وعندما تؤثث ملس ضيوفك ..وتتكلف ف
دخلت بيت أحد أصدقائك – أو دخلت بيت إحدى
تزويقه والعناية به ..إنا تفعل ذلك أيضا لجل
صديقاتك – فرأيت أثاثا جيلً ..فأثن على الثاث ..
نظر الناس ..ل لجل نظر نفسك ..بدليل أنك
والذوق الرفيع ( ..لكن انتبه ل تبالغ حت ل يشعر أنه
تعتن بغرفة استقبال الضيوف أكثر من عنايتك
استهزاء ) ..
بالصالة الداخلية ..أو بمام أطفالك !!
حضرت ف ملس عام ..فسمعت حد يتكلم مع
عندما تدعو أصحابك إل طعام ..أل ترى أن
الاضرين بانطلق ..وقد أحيا الجلس ..وأسعد
زوجتك – وربا أنت -تعتن بترتيب الطعام
الاضرين ..أثن عليه ..خذ بيده إذا قمتم ..قل له :ما
وتنويعه أكثر من العادة ..بلى ..وكلما زادت
شاء ال !!..ما هذه القدرات !! بصراحة ما ملّح الجلس
أهية هؤلء الصحاب ..زادت العناية بالطعام ..
إل حضورك ..
وكم تكون سعادتنا غامرة عندما يثن أحد على
جرب افعل ذلك ..فسوف يبك ..
لباسنا أو ديكورات بيوتنا ..أو لذة طعامنا ..
رأيت موقفا جيلً لولد مع أبيه ..قبّل يدَه ..ق ّربَ إليه
74
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الشاعر تتزاحم ف قلبه ..فهو ينتقل إل مرحلة نعليه ..أثن على الولد ..كن لاحا ..
جديدة ..ويفكر ف الكلية الت ستقبله .. لبس ثوبا جديدا ..أثن عليه ..كن لاحا ..
أول ما ركب سيارت شمت رائحة عطره ..كانت رائحة زرت أختك ..رأيت عنايتها بأولدها ..كن لاحا
نفاثة جدا ..ويبدو أنه قد أفرغ العلبة كلها ذلك اليوم ..أثن عليها ..
على ملبسه .. رأيت عناية صاحبك بأولده ..أو روعة ترحيبه
بصراحة خنقن بالرائحة ..فتحت النوافذ لتنفس .. بضيوفه ..كن جريئا ..لاحا ..أثن عليه ..
شعرت أن السكي تكلف ف تزويق ثيابه ..وتطييبها .. أخرج ما ف صدرك من العجاب به ..
ث التفتّ إليه وابتسمت وقلت : ركبت مع شخص ف سيارته ..أو استأجرت
ماااا شاااااء ال !! ..إيش هالروائح اللوة !! أخاف تاكسي ..لحظت نظافة سيارته ..حُس َن قيادته
عميد الكلية أول ما يشم هالرائحة اللوة يصرخ بأعلى ..كن لاحا ..أثن عليه ..
صوته يقول :مقبوووووول .. قد تقول :هذه أمور عادية ..صحيح لكنها مؤثرة
ل تتصور مدى السرور الذي غطى على قلبه ..والبشر ..
الذي طفح على وجهه .. لقد جربت ذلك بنفسي ..ومارست هذه الهارة
ل ..وقال بماس :أشكرك يا أبا عبد الرحن ..
التفت إ ّ مع أعداد من الناس ..كبارا وصغارا ..وعمالً
أشكرك ..وال إنه عطر غااال ..وأضعه دائما والناس بسطاء ..ومدرسي ..بل مارستها مع أشخاص
ما يلحظونه ..ث بدأ يشمه من طرف غترته ويقول : يشغلون مناصب عليا ..ورأيت من تأثرهم
بال عليك :ذوقي حلو ..؟! أعاجيب ..
آآآه ..مر على هذا الوقف أكثر من عشر سنوات .. خاصة ف الشياء الت ينتظرها الناس منك ..كيف
فقد ترج عبد الجيد من الامعة وتعي ف وظيفة منذ ؟
سنوات ..إل أن ذلك الوقف ل يزال عالقا ف أذنه .. عريس ..رأيته بعد زواجه بأسبوع ..
ربا ذكرن به مازحا ف بعض اللقاءات .. رجل حصل على شهادة عليا ..
نعم ..كن لاحا ..التحكم بعواطف الناس وكسب شخص سكن بيتا جديدا ..
مبتهم سهل جدا ..لكننا ف أحيان كثية نغفل عن كلهم بل شك ينتظرون منك كلمات ..كن كما
مارسة مهارات عادية نكسبهم با .. يتوقعون ..
كان ول تعجب إن قلت إن صاحب اللق العظيم كان عبد الجيد -ابن عمي -شابا ف الرحلة
يارس هذه الهارات ..وأحسن منها .. الثانوية ..بعد ترجه طلب من الذهاب معه
ف أول سني السلم ..لا ضيق على السلمي ف دينهم للجامعة لتسجيله فيها ..اتصلت به ذات صباح
بكة ..هاجروا إل الدينة .. ومررت على بيته بسيارت ليافقن للجامعة ..
75
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس غريبا فهو ( عريس ) .. تركوا ديارهم وأموالم ..
طبيب النفوس ..كان لاحا ..يترقب الفرص النب قدم عبد الرحن بن عوف الدينة مهاجرا ..وكان
لصطياد القلوب ..أول ما رآه ..انتبه لذا التغي .. ف مكة تاجرا مكنا ..لكنه جاء الدينة فقيا معدما
وجعل ينظر إل أثر الطيب ويقول لعبد الرحن " :مهيم ؟ ..
" ..أي ما الب ؟ بي كحل سريع للمشكلة ..آخى النب
ابتهج عبد الرحن ..وقال :يا رسول ال ..تزوجت الهاجرين والنصار ..
امرأة من النصار .. آخى بي عبد الرحن بن عوف وبي سعد بن الربيع
عجب النب .. eكيف استطاع أن يتزوج وهو حديث النصاري ..
عهد بجرة !!.. كانت نفوسهم سليمة ..وقلوبم صافية ..
فقال " :فما أصدقتها ؟" فقال سعد لعبد الرحن :أي أُخيّ ..أنا أكثر أهل
فقال :وزن نواة من ذهب .. الدينة مالً ..
فأراد rأن يزيد من فرحته ..فقال " أوِلمْ ولو بشاة " .. فأقسم مال نصفي ..فخذ نصفه وأبق ل نصفه ..
ث دعا له النب .. eبالبكة ف ماله وتارته .. ث خشي سعد أن عبد الرحن يريد أن يتزوج ..
فحلت البكة عليه .. ول يد زوجة ..
قال عبد الرحن وهو يصف كسبه وتارته :فلقد رأيتن فعرض عليه أن يزوجه ..
ولو رفعت حجرا لرجوت أن أصيب ذهبا وفضة .. فقال عبد الرحن :بارك ال لك ف أهلك ومالك
وكان eلاحا حت مع الضعفاء والساكي .. ..دُلّن على السوق !!..
يشعرهم بقيمتهم ..يعلهم يسون أنه منتبه لم ..وأنم صحيح ..عبد الرحن ترك ماله ف مكة واستول
مهمون عنده ..وأنه يقدر لم أعمالم الت يقومون با عليه الكفار ..
مهما كانت متواضعة .. لكنه كان ذا عقل راجح ..وخبة تارية واسعة ..
فإذا افتقدهم ..ذَكَرهم بالي ..وتلمّح أعمالم .. دله سعد على السوق ..فذهب فاشترى وباع
فتشجع الخرون أن يفعلوا كفعلهم .. فربح ..
كان ف الدينة امرأة سوداء ..مؤمنة صالة ..كانت يعن اشترى بضاعة بالجل ث باعها حالة ..فصار
تكنس السجد .. عنده رأس مال تاجر فيه ..
يراها أحيانا ..فيعجب برصها .. كان وكان يتقن فن البيع والشراء والماكسة ..حت
مرت أيام ..ففقدها رسول ال .. rفسأل عنها ؟ جع مالً فتزوج ..
فقالوا :ماتت يا رسول ال .. ث جاء إل النب عليه الصلة والسلم ..وعليه
فقال :أفل كنتم آذنتمون .. ودْعُ زعفران ..أي أثر طيب نساء !!..
76
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. فصغّروا أمرها ..وأنا مسكينة مغمورة ل تستحق
فلما امتلت ثياب صاحبنا طيبا ..قال للبائع بلطف : ..وقالوا أيضا :ماتت أن يب عنها رسول ال
أشكرك ..وإن أعجبن شيء منها فقد أعود إليك .. بليل ..فكرهنا أن نوقظك ..
ذهب سريعا إل الوليمة متداركا رائحة العطر قبل أن على أن يصلي عليها ..فعملها وإن فحرص
تزول .. رآه الناس صغيا فهو عند ال كبي ..ولكن كيف
جلس على العشاء بانب صديقه خالد ..ل يلحظ خالد يصلي عليها وقد ماتت ودفنت ؟!
الرائحة ..ول يعلق بكلمة .. قال : rدلون على قبها ..
فقال له صاحبنا باستغراب :ما تشم رائحة عطر جيلة ؟! فمشوا معه حت أوقفوه على قبها ..دلوه فصلى
قال خالد :ل .. عليها ..
فقال صحبنا :أكيد أنفك مسدود !!.. :إن هذه القبور ..ملوءة ظلمة على ث قال
فأجاب خالد فورا .. :لو كان أنفي مسدودا ..ما أهلها ..وإن ال عز وجل ينورها لم بصلت
شمت رائحة عرقك !!.. عليهم ..
ينتبه إل فبال عليك ..ما هو شعور من رأوه
اعتراف .. هذا العمل الصغي من امرأة ضعيفة ..كيف
مهما بلغ الشخص من النجاح ..إل أنه يبقى بشرا سيكون حاسهم للقيام بثل فعلها وأعظم ..
يطرب للثناء .. دعن أهس ف أذنك :
نن ف متمع ل يقدر أحيانا مثل هذه الهارات ..
.28انتبه :كن لّـاحاً للجمال فقط ..
فانتبه !! ل يطفئْ حاسَك فريق من الثقلء الغلظ
بعض الناس يتحمس كثيا لنْ يكون لاحا ..فل يكاد
الذين مهما لحت ما عندهم من لطائف ..وأثنيت
يسكت عن اللحظة والثناء ..
عليهم بالكلمات الرقيقة الرنانة ..ل يتأثروا ..أو
لكنهم قالوا قديا :الشيء إذا زاد عن حده ..انقلب إل
ردوا على تلطفك بكلمات سامة مجوجة ..ل
ضده ..
طعم لا ..بل ول لون ول رائحة !!
ومن تعجل الشيء قبل أوانه ..عوقب برمانه ..
ومن لطائف هؤلء ..
فكن لاحا للشياء الميلة الرائعة ..الت يفرح الشخص
أن شابا – أعرفه – دُعي إل وليمة كبية ..فيها
برؤية الناس لا ..وينتظر ثناءهم عليها ..ويطرب
أشخاص مهمون ..مر على السوق ف طريقه ..
لسماع ألفاظ العجاب با ..
ودخل مل عطور وأظهر أنه سيشتري فجعل
أما الشياء الت يستحي من رؤيتها ..أو يجل من
الوظف يتفي به ..ويرش عليه من أنواع العطور
ملحظتها فحاول أن تتعامى عنها ..
ما غل ثنه وزكا ريه ..ليختار من بينها ما يناسبه
77
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منه ) فخرج با ودفعها إل صاحب الدكان – رهنا – ل:
مث ً
حت إذا ل يسدد له قيمة الزعتر يبيع صاحب الدكان دخلت بيت صاحبك فرأيت الكراسي قدية ..
الطهرة ويستوف الثمن لنفسه .. فانتبه من أن تكون من الثقلء الذي ل يكفون عن
ث أخذ الزعتر ورجع به إل ضيفه ..فأكل .. تقدي اقتراحات ل تطلب منهم ..
فلما انتهى الضيف من الطعام قال :المد ل الذي انتبه من أن يفرط لسانك بقول :لاذا ما تغي
أطعمنا وسقانا ..وقنعنا با آتانا .. الكراسي ؟!
فتأوّه صاحب الدار تأوّه الزين وقال :لو قنّعَك ال با الثريات نصفها ما يشتغل !!..
آتاك ..لا كانت مطهرت مرهونة !! لاذا ل تشتري ثريات جديدة !!
وكذلك لو زرت مريضا فل تردد عليه : دهان الدار قديييييم ..لاذا ما تدهنه بألوان
أووووه ..وجهك أصفر ..عيناك زائغتان ..جلدك جديدة !!
يابس .. يا أخي هو ل يطلب منك اقتراحات ..ولست
عجبا !! هل أنت طبيبه ؟ قل خيا أو اصمت .. مهندس ديكور اتفق معك على أن يستفيد من
ل زار مريضا ..فجلس عنده قليلً ..ث
ذكروا أن رج ً آرائك ..ابق ساكتا ..
سأله عن علته ..فأخبه الريض با ..وكانت علة لعله ل يستطيع تغييها ..
خطية .. لعله ير بضائقة مالية ..
فصرخ الزائر : لعله ..
آآآآ ..هذه العلة أصابت فلنا صاحب فمات منها .. ليس أثقل على الناس من يرجهم بالنظر إل ما
وأصابت فلنا صديق أخي ول يزال مقعدا منها أشهرا ث يستحون منه ..ث يثيه ويبدأ ف التعليق عليه ..
مات ..وأصابت فلنا جار زوج أخت ومات .. ومثل ذلك ..لو كان ثوبه قديا ..أو مكيف
والريض يستمع إليه ويكاد أن ينفجر .. سيارته متعطل ..قل خيا أو اصمت ..
فلما أنى الزائر كلمه وأراد الروج التفت إل الريض ذكروا أن رجلً زار صاحبا له فوضع له خبزا
وقال :هاه ..توصين بشيء ؟ وزيتا ..
قال الريض :نعم ..إذا خرجت فل ترجع إل ّ ..وإذا فقال الضيف :لو كان مع هذا البز زعتر !!
زرت مريضا فل تذكر عنده الوتى .. فدخل صاحب الدار وطلب من أهله زعترا
وذكروا كذلك أن امرأة عجوزا مرضت عجوز صديقة للضيف فلم يد ..
لا .. فخرج ليشتري ول يكن معه مال !..فأب صاحب
فجعلت هذه العجوز تلتمس من أبنائها واحدا وَاحدا أن الدكان أن يبيعه بالجل ..فرجع وأخذ وأخذ
يذهبوا با لتلك الريضة لزيارتا وهم يتعللون ويعتذرون مطهرته ( وهي الناء الذي يضع فيه الاء ليتوضأ
78
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتقول :جاءتن هديه .. ..
فيقول :هدية !! من ؟ حت رضي أحد أبنائها على مضض ..وذهب با
فتجيب :من أحد الصدقاء .. بسيارته ..
فيقول :صديقك ف الامعة ..أم ف الارة ..أم أين ؟! فلما وصل بيت العجوز الريضة نزلت أمه وجعل
فتقول :وال ..آآآ ..صديقي ف الامعة .. ينتظرها ف سيارته ..
فيقول :طيب ..ما الناسبة ؟! دخلت الم على الريضة فإذا هي قد تكّن منها
فتقول :يعن ..مناسبة أيام الامعة .. الرض ..فسلمت عليها ودعت لا ..
فيقول :مناسبة إيش ؟!! ناح ..أم كنتم ف رحلة ..أو فلما مشت خارجة مرت ببنات الريضة وهن يبكي
يكن ..أأ .. ف صالة البيت ..
ويستمر ف استجوابه لك على قضية تافهة !!.. فقالت بكل براءة :أنا ل يتيسر ل الجيء أليكن
بال عليك أل تدثك نفسك أن تصرخ به :لاااا تتدخل كلما أردت ..وأمكم مريضة ويبدو ل أنا
فيما ل يعنيك .. ستموت ..فأحسن ال عزاءكم من الن !!..
وقد يزداد المر سوءا لو أحرجك بالسؤال ف ملس عام فانتبه يا لبيب ..كن لاحا لا يفرح ويسر ..ل لا
فسبب لك إحراجا .. يزن ..
أذكر أن كنت ف ملس مع عدد من الزملء ..بعد
الغرب .. مشكلة :
رن هاتف أحدهم ..كان جالسا بانب .. إذا اضطررت للمح سيء ..كوسخ ثوبه ..أو
أجاب :نعم ؟ رائحة سيئة ..فأحسن التنبيه ..كن لطيفا ذكيا
زوجته :ألو ..وينك يا حار ؟! ..
كان صوتا عاليا لدرجة أن سعت حوارها ..
.29ل تتدخل فيما ل يعنيك ..
قال :بي ..ال يسلمك ( !!! ) ..
من حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه ..
( يبدو أنه كان قد وعدها أن يذهب با بعد الغرب لبيت
ما أجل هذه العبارة وأنت تسمعها من الفم الزكي
أهلها وانشغل بنا ) ..
الطاهر ..فم رسول ال .. r
غضبت الزوجة :ال ل يسلمك ..أنت مبسوط أنك مع
صحيح ..تركه ما ل يعنيه ..
أصحابك وأنا أنتظر ..وال انك ثور ( !! ) ..
كم هم ثقلء أولئك الذين يزعجونك بالتدخل
قال :ال يرضى عليك ..أمرّك بعد العشاء ..
فيما ل يعنيهم ..
لحظتُ أن كلمه ل يتوافق مع كلمها ..فأدركت أنه
يشغلك إذا رأى ساعتك ..بكم اشتريتها ..
يفعل ذلك لكيل يرج نفسه ..
79
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غسيله أمام الناس ..فل .. انتهت مكالته ..جعلت ألتفت إل الاضرين
قال : eمن حسن إسلم الرء تركه ما ل يعنيه .. وأتيل أن واحدا منهم سأله :
لكن انتبه !! ل تعط الوضوع أكب من حجمه .. من كلمك ؟ وماذا يريد منك ؟ ولاذا تغي وجهك
سافرت إل الدينة النبوية قبل مدة ..كنت مشغولً بعدد بعد الكالة ..؟!!
من الحاضرات .. لكن ال رحِمَه لن أحدا ل يتدخل فيما ل يعنيه ..
فاتفقت مع شاب فاضل أن يأخذ ولدي عبد الرحن ومثله لو زرت مريضا ..فسألته عن مرضه ..
وأخاه بعد العصر إل حلقة تفيظ أو مركز صيفي ترفيهي فأجابك بكلمات عامة :المد ل ..شيء بسيط
..ويعيدهم بعد العشاء .. ..مرض صغي وانتهى ..أو نرها من العبارات
كان عبد الرحن ف العاشرة من عمره ..خشيت أن الت ل تمل جوابا صريا ..فل ترجه بالتدقيق
يسأله ذلك الشاب من باب الفضول أسئلة ل داعي لا .. عليه :عفوا ..يعن ما هو الرض بالضبط ؟ وضح
ما اسم أمك ؟ أين بيتكم ؟ كم عدد إخوانك ؟ كم أكثر !!..ماذا تعن !!..ونو ذلك ..
يعطيك أبوك من الال ؟ عجبا !! ما الداعي لحراجه ..؟ من حسن إسلم
ل :إذا سألك سؤالً غي مناسب
فنبهت عبد الرحن قائ ً الرء تركه ما يعنيه ..يعن ..تنتظر أن يقول لك :
..فقل له :قال : eمن حسن إسلم الرء تركه ما ل أنا مريض بالبواسي ..أو مصاب برح ف ..أو ..
يعنيه ..وكررت عليه الديث حت حفظه .. ما دام أنه أجاب إجابة عامة فل داعي للتطويل معه
ركب عبد الرحن وأخوه ..مع الشاب ..كان عبد ..
الرحن مشدودا متهيبا .. ول أعن بذا عدم سؤال الريض عن مرضه ؟ إنا
قال الشباب متلطفا :حياك ال يا عبد الرحن .. أعن عدم التدقيق ف السئلة ..
فأجابه بزم :ال يييك .. ومثله ..الذي ينادي طالبا أمام الناس ف ملس
أراد الشاب السكي أن يلطّف الو ..فقال :الشيخ عام ..ويسأله بصوت عالٍ :
عنده ماضرة اليوم ؟! هاه يا أحد ..نحت ..
حاول الولد أن يتذكر الديث فلم تسعفه ذاكرته .. فيقول :نعم ..
فصرخ قائلً :ل تتدخل فيما ل يعنيك !! فيسأله :كم نسبتك ؟ كم ترتيبك ف الفصل ؟
قال الشاب :ل ..أقصد ..بل حت أحضر وأستفيد .. إن كنت صادقا ف اهتمامك به فاسأله على انفراد
فظن عبد الرحن أنه يتذاكى عليه :فأعاد الواب :ل بينك وبينه ..
تتدخل فيما ل يعنيك .. ث ل داعي للتدقيق ..كم نسبتك ..لاذا ل تذاكر
قال الشاب :عفوا عبد الرحن أعن .. ..لاذا ل تقبل ف الامعة ..إن كنت مستعدا
فصرخ عبد الرحن :لاااا تتدخل فيما ل يعنيك !! لعانته فقف معه جانبا وحدثه با تريد ..أما نشر
80
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما نظرت إل الشاشة ضحكت ..بل غرقت ف ول يزل هذا حالما حت رجعا !!
الضحك .. أخبن عبد الرحن بالقصة مفتخرا ..فضحكت
تدري لاذا ؟ وفهمته المر مرة أخرى ..
جرت عادة بعضهم أن يكتب عبارات على شاشة الاتف
..يكتب اسه ..أو "اذكر ال" ..أو غيها .. ورشة عمل ..
أما صاحب فقد كتب " :أرجع الهاز يا ملقوف " .. ماهدة النفس على التحرر من التدخل ف شئون
كثي من الناس من هذا النوع يتدخلون ف أمور الخرين الخرين ..متعبة ف البداية ..لكنها مرية ف
الشخصية .. النهاية ..
فمن الطبيعي أن يركب معك ف سيارتك ث يفتح الدرج
.30كيف تتعامل مع "اللقيف " ( )33؟
الذي أمامه ..وينظر ما بداخله !!..
أحيانا يتناول بعض الناس هاتفك الوال -بدون
وامرأة تفتح حقيبة امرأة أخرى لتأخذ أحر الشفاه أو ظل
استئذان -ويقرأ الرسائل الت فيه ..
العيني ..
كان صاحب ف دعوة عامة ..وليمة عشاء عند
وقد يتصل بك فيسألك أين أنت فتقول " طالع مشوار "
أحد القضاة ..كل من ف الجلس مشايخ فضلء
فيقول :أين ..؟ من معك ؟
..
مموعة من الناس نالطهم يعاملوننا بثل هذا السلوب ..
جلس صاحب بينهم ..يتجاذب أطراف الديث
فكيف نتعامل معهم ؟
معهم ..
أهم شيء أن ل تفقده ..حاول أن تتجنب الصادمة معه
ضايقه وجود هاتفه الوال ف جيبه فأخرجه
..
ووضعه على الطاولة الت بانبه ..
حاول أن ل ( يزعل ) منك أحد ..
كان الشيخ الذي بانبه متفاعلً ف الديث معه ..
كن ذكيا ف الروج من الوقف ..دون أن يدث بينك
من باب العادة أخذ الشيخ الاتف الوال ..رفع
وبينه مشكلة ..
إليه ..فلما نظر إل الشاشة تغي وجهه ..وأرجعه
ل تتساهل بكسب العداء أو فقدان الصدقاء ..مهما
مكانه ..
كانت السباب ..
كتم صاحب ضحكة مدوية ..
ومن أحسن الساليب للتعامل مع الطفيليي ..هو إجابة
لا خرج ركبت معه ف سيارته ..وقد وضع هاتفه
السؤال بسؤال ..أو النتقال إل موضوع آخر تاما
الوال بانبه ..فرفعته إلّ -كما فعل الشيخ –
لينسى سؤاله الول ..
فلو سألك مثلً :كم مرتبك الشهري ؟ ) ( 33ملقيصف :لفظصة عاميصة ،جعص " ملقوف " وهصو
التدخل فيما ل يعنيه ..ويسميه بعضهم " حٍشري " متطفل
قل له بلطف وتبسم :لاذا هل وجدت ل وظيفة مغرية
..
81
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.31ل تنتقد !! ..
ركب سيارة صاحبه ..فكانت أول كلمة قالا :ياااه !! سيقول :ل ..لكن أريد أن أعرف ..
ما أقدم سيارتك !! قل :الرتبات هذه اليام مشاكل ..ويبدو أن
ولا دخل بيته ..رأى الثاث فقال :أووووه ..ما غيت ذلك بسبب ارتفاع أسعار البترول !!
أثاثك ؟! سيقول :ما دخل البترول ..
ولا رأى أولده ..قال :ما شاء ال ..حلوين ..لكن فقل :البترول هو الذي يتحكم فغي السعار ..أل
لاذا ما تلبسهم ملبس أحسن من هذه !! تلحظ أن الروب تقوم لجله ..
ولا قدّمت له زوجته طعامه ..وقد وقفت السكينة ف سيقول :ل ..ليس صحيحا ..
الطبخ ساعات ..رأى أنواعه فقال :ياااا ال ..لاذا ما فالروب لا أسباب أخرى ..والالم اليوم مليء
طبخت ر ّز ؟ أوووه ..اللح قليل ! ل أكن أشتهي هذا بالروب ..و ..
النوع !! وينسى سؤاله الول ..
دخل ملً لبيع الفاكهة ..فإذا الحل مليء بأصناف ( هاه ..ما رأيك أل ترج من الوقف بذكاء ؟ )
الفواكه .. ..
فقال :عندك مانو ؟ وكذلك لو سألك عن وظيفتك ..
قال صاحب الحل :ل ..هذه ف الصيف فقط .. أو أين ستسافر ..
فقال :عندك بطيخ ؟ قال :ل .. اسأله :لاذا ..هل ستسافر معي ..
فتغي وجهه وقال :ما عندك شيء ..ليش فاتح الحل ! سيقول :ل أدري!! أول شيء أخبن ..
وخرج .. قل :لكن إن سافرت معي ..فالتذاكر عليك ..
ونسي أن ف الحل أكثر من أربعي نوعا من الفواكه .. عندها سيدخل ف موضوع التذاكر وينسى
نعم .. الوضوع الصلي ..
بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده ..ول يكاد أن يعجبه وهكذا ..نستطيع الروج من مثل هذه الواقف
شيء .. من غي وقوع مشاكل بيننا وبي ألخرين ..
فل يرى ف الطعام اللذيذ إل الشعرة الت سقطت فيه
سهوا .. وقفة ..
ول ف الثوب النظيف إل نقطة الب الت سالت عليه إذا ابتليت بتدخل فيما ل يعنيه ..فكن خيا منه
خطئا .. ..أحسن الروج من الوقف من غي أن ترحه
ول ف الكتاب الفيد إل خطئا مطبعيا وقع سهوا .. ..
فل يكاد يسلم أحد من انتقاده ..دائم اللحظات ..
82
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مالسته .. يدقق على الكبية والصغية ..
إذا أنت ل تشرب مرارا على القذا أعرف أحد الناس ..زاملته طويلً ف أيام الثانوية
ظمئت ,وأي الناس تصفو والامعة ..ول تزال علقتنا مستمرة ..إل أن ل
مشاربه؟! ذكر أنه أثن على شيء ..
إذا كـنت فـي كل المور معاتبا أسأله عن كتاب ألفته وقد أثن عليه أناس كثيا
رفـيقك لن تلـق الـذي ستعاتبه وطبع منه مئات اللف فيقول ببود :وال جيد
معهم : قالت أمنا عائشة tوهي تصف حال تعامله ..ولكن فيه قصة غي مناسبة ..وحجم الط ما
ما عاب رسول ال rطعاما قط ..إن اشتهاه أكله وإل أعجبن ..ونوعية الطباعة أيضا سيئة ..و ..
تركه .. )34( ..نعم ما كان يصنع مشكلة من كل شيء وأسأله يوما عن أداء فلن ف خطبته ..فل يكاد
.. يذكر جانبا مشرقا ..
وقال أنس : tوال لقد خدمت رسول ال rتسع سني حت صار أثقل علي من البل ..وصرت ل أسأله
..ما علمته قال لشيء صنعته :ل فعلت كذا وكذا ؟ ول أبدا عن رأيه ف شيء لن أعرفه سلفا ..
عاب عليّ شيئا قط ..ووال ما قال ل أفّ قط .. قل مثل ذلك فيمن يفترض الثالية ف جيع الناس ..
هكذا كان ..وهكذا ينبغي أن نكون .. فييد من زوجته أن يكون بيتها نظيفا 24ساعة
وأنا بذلك ل أدعو إل ترك النصيحة أو السكوت عن .. %100
الخطاء ..ولكن ل تكن مدققا ف كل شيء ..خاصة ويريدها أيضا أن يبقى أطفالا نظيفي متزيني على
ف المور الدنيوية ..تعود أن تشّي المور .. مدى اليوم ..
لو طرق بابك ضيف فرحبت به وأدخلته غرفة الضيوف وإن زاره ضيوف افترض أن تطبخ أحسن الطعام
فلما أحضرت الشاي تناول الفنجان ..فلما نظر إل ..
الشاي بداخله قال :لـمَ ل تل الفنجان ؟ فقلت : وإن جالسها افترض أن تدثه بأجل الحاديث ..
أزيدك ؟ قال :ل ..ل ..يكفي .. وكذلك هو مع أولده ..يريدهم %100ف كل
فطلب ماء فأحضرت له كأس ماء فشكرك وشربه ..فلما شيء ..
انتهى قال :ماؤكم حار .. ومع زملئه ..ومع كل من يالطه ف الشارع
ث التفت إل الكيف وقال :مكيفكم ل يبّد !! وجعل والسوق ..و ..
يشتكى الر ..ث .. وإن قصّر أحد من هؤلء أكله بلسانه وأكثر عليه
أل تشعر بثقل هذا النسان ..وتتمن لو يرج من بيتك النتقاد وكرر اللحظات ..حت يل الناس منه ..
ول يعود .. لنه ل يرى ف الصفحة البيضاء إل السودَ ..
من كان هذا حاله عذب نفسه ف القيقة ..
( ) 34
83
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما بال أقوام قالوا :كذا وكذا ..لكن أصلي وأنام .. إذن الناس يكرهون النتقاد ..
وأصوم وأفطر ..وأتزوج النساء .. لكن إن احتجت إليه فغلفه بغلف جيل ث قدمه
فمن رغب عن سنت فليس من (. )35 للخرين ..
وف يوم آخر ..لحظ النب rأن رجالً من الصلي معه قدمه ف صورة اقتراح ..أو بأسلوب غي مباشر ..
..يرفعون أبصارهم إل السماء ف أثناء صلتم .. أو بألفاظ عامة ..
وهذا خطأ فالصل أن ينظر أحدهم إل موضع سجوده .. كان رسول ال eإذا لحظ خطئا على أحد ل
فقال : rما بال أقوام يرفعون أبصارهم إل السماء ف يواجهه به وإنا يقول :ما بال أقوام يفعلون كذا
صلتم .. وكذا ..
فلم ينتهوا عن ذلك واستمروا يفعلونه ..فلم يفضحهم يعن :إياكِ أعن واسعي يا جارة ..
أو يسمهم بأسائهم ..وإنا قال : ف يوم من الدهر أقبل ثلثة شباب متحمسي ..إل
لينتهُنّ عن ذلك ..أو لتخطفن أبصارهم (.. )36 الدينة النبوية ..
وكانت بريرة جارية أمةً ملوكة ف الدينة ..أرادت أن وصلته كانوا يريدون معرفة كيفية عبادة النب
تعتق من الرق ..فطلبت ذلك من سيدها ..فاشترط ..
عليها ما ًل تدفعه إليه .. سألوا أزواج النب rعن عمله ف السر ..
فجاءت بريرة ..إل عائشة تلتمس منها أن تعينها بال .. فأخبتم زوجات النب rأنه يصوم أحيانا ويفطر
فقالت عائشة :إن شئت أعطيت أهلك ثنك ..فتعتقي أحيانا ..وينام بعضا من الليل ويصلي بعضه ..
()37
..لكن يكون الولء ل .. فقال بعضهم لبعض :هذا رسول ال rقد غفر ال
فأخبت الارية أهلها فأبوا ذلك ..وأرادوا أن يربوا له ما تقدم من ذنبه ..
المرين ..ثن عتقها ..وولءها !! ث اتذ كل واحد منهم قرارا !..
من حرصهم على فسألت عائشة النب .. rفعجب فقال أحدهم :أنا لن أتزوج ..أي سأبقى عزبا ..
الال ..ومنعهم للمسكينة من الرية !! متفرغا للعبادة ..
فقال لعائشة :ابتاعيها ..فأعتقيها ..فإنا الولء لن أعتق وقال الخر :وأنا سأصوم دائما ..كل يوم ..
.. وقال الثالث :وأنا ل أنام الليل ..أي سأقوم الليل
كله ..
) ( 35متفق عليه فبلغ النب rما قالوه ..
) ( 36رواه البخاري فقام على منبه ..فحمد ال وأثن عليه ث قال :
) ( 37الولء :هصو إذا أعتصق الشخصص عبدا ملوكا صصار الولء ما بال أقوام !! ( هكذا مبهما ،ل يقل ما بال فلن
للمع تق ،بع ن أن الع تق يد خل ض من ور ثة هذا الع بد الملوك ب عد
وفلن ) ..
موته ،فيشارك أهل العبد ف ورثه .
84
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للترمس الخضر .. أي الولء لك ما دام أنك دفعت الال ..ول
قال له :ل ..اشرب من الحر ..فيشرب من الحر .. تلتفت إل شروطهم فهي ظالة ..
وإذا أقبل آخر ..وأراد أن يشرب من الحر ..قال له : ث قام رسول ال rعلى النب فقال :
ل ..اشرب من الخضر .. ما بال أقوام ( ول يقل آل فلن ) ..يشترطون
فإذا اعترض أحدهم ..وقال :ما الفرق ؟! شروطا ليست ف كتاب ال ..من اشترط شرطا
قال :أنا السئول عن الاء ..يعجبك هذا النظام أو دبر ليس ف كتاب ال ..فليس له ..وإن اشترط مائة
لنفسك ماءً .. شرط (.. )38
إنه شعور النسان الدائم بالاجة إل اعتباره والهتمام به ن عم هكذا ..لوّح بالع صا من بع يد ول تضرب ب ا
.. ..
فما أجل أن تقول لزوجتك الهملة ف نظافة بيتها :
نلة ..وذباب !! البارحة تعشينا عند صاحب فلن ..وكان الميع
كن نلة تقع على الطيب وتتجاوز البيث ..ول تك يثن على نظافة منله ..
كالذباب يتتبع الروح !! أو تقول لولدك الهمل للصلة ف السجد : ..أنا
أعجب من فلن ابن جياننا ما نكاد نفقده ف
.32ل تكن أُستاذيّا !!..
السجد أبدا !!..
قارن بي ثلثة آباء ..رأى كل واحد ولده جالسا عند
يعن ..إياك أعن واسعي يا جارة !!
التلفاز ف أيام المتحانات ..
ويق لك أن تسأل :لاذا يكره الناس النتقاد ؟
فقال الول لولده :يا ممد ..ذاكر دروسك ..
فأقول :لنه يشعرهم بالنقص ..فكل الناس يبون
وقال الثان :ماجد ..إذا ما ذاكرت دروسك وال
الكمال ..
لضربك ..وأحرمك من الصروف ..و ..
ذكروا أن رجلً بسيطا أراد أن يكون له شيء من
أما الثالث فقال :صال ..لو تذاكر دروسك ..أحسن
التحكم ..
لك من التلفاز ..صح ؟!
فعمد إل ترمسي ماء أحدها أخضر والثان أحر ..
أيهم أحسن أسلوبا ..؟
وعبأها بالاء البارد ..
ل شك أنه الثالث ..لنه قدم أمره على شكل اقتراح ..
ث جلس للناس ف طريقهم ..وجعل يصيح :ماء
وكذلك ف التعامل مع زوجتك ..سارة ليتك تعملي
بارد مانا ..
شاي ..هند أتن أتغدى مبكرا اليوم ..
فكان العطشان يقبل عليه ويتناول الكأس ليصب
وكذلك ..
لنفسه ويشرب ..فإذا رآه صاحبنا قد توجه
عندما يطئ إنسان ..عال خطأه بأسلوب يعله يشعر أن
( ) رواه البخاري 38
85
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشجار ؟ أم بالنخل ؟ أم بال ُفرْس والروم ؟ الفكرة فكرته هو ..ولدك يغيب عن الصلة ف
نظر إليه eفإذا الرجل عليه آثار البادية ..وإذا هو السجد ..
مضطرب تتزاحم الفكار ف رأسه حول امرأته .. قل له – مثلً – :سعد ..ما تريد تدخل النة ..
فقال له : eهل لك من إبل ؟ بلى ..إذن حافظ على صلتك ..
قال :نعم .. ف يوم من اليام ..وف خيمة أعراب ف الصحراء
قال :فما ألوانا ؟ ..
قال :حر .. جعلت امرأة تتأوه تلد ..وزوجها عند رأسها
قال :فهل فيها أسود ؟ ينتظر خروج الولود ..
قال :ل .. اشتد الخاض بالرأة حت انتهت شدتا وولدت ..
قال :فيها أورق ؟ لكنها ولدت غلما أسود !!
قال :نعم .. نظر الرجل إل نفسه ..ونظر إل امرأته فإذا ها
قال :فأن كان ذلك ؟! جبَ كيف صار الغلم أسود !!
أبيضان ..فع ِ
يعن :ما دام أنا كلها حر ذكورا وإناثا ..وليس فيها أوقع الشيطان ف نفسه الوساوس ..
أي لون آخر ..فكيف ولدت الناقة المراء ولدا أورق لعل هذا الولد من غيك !!
..يتلف عن لونا ولون الب ( الفحل ) .. لعلها زن با رجل أسود فحملت منه !!
فكر الرجل قليلً ..ث قال :عسى أن يكون نزعه عرق لعل ..
..يعن قد يكون من أجداده من هو أورق ..فل زال اضطرب الرجل وذهب إل الدينة النبوية ..حت
الشبه باقيا ف السللة ..فظهر ف هذا الولد .. دخل على رسول ال eوعنده أصحابه ..
فقال : eفلعل ابنك هذا نزعه عرق (.. )39 فقال :يا رسول ال ..إن امرأت ولدت على
ل فإذا هو جوابه هو
سع الرجل هذا الواب ..فكر قلي ً فراشي غلما أسود !! وإنا أهل بيت ل يكن فينا
..والفكرة فكرته ..فاقتنع وأيقن ..ومضى إل امرأته .. أسود قط !!
وف يوم آخر .. نظر النب eإليه ..وكان قادرا على أن يسمعه
جلس eمع أصحابه ..فجعل يدثهم عن أبوب الي .. موعظة حول حسن الظن بالخرين ..وعدم اتام
وكان ما ذكره ..أن قال :وف بضع أحدكم صدقة .. امرأته ..
أي وطء أحدكم امرأته له فيه أجر .. لكنه أراد أن يارس معه ف الل أسلوبا آخر ..
فعجب الصحابة وقالوا :يا رسول ال ..يأت أحدنا أراد أن يعل الرجل يل مشكلته بنفسه ..فبدأ
شهوته ..ويكون له أجر ؟!! ل يقرب له الواب ..
يضرب له مث ً
فما الثل الناسب له ..؟ هل يضرب له مثلً
( ) رواه مسلم ،وابن ماجة واللفظ له 39
86
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من السلمي ..وتعلم أن السلمي لو شاءوا لفتحوا مكة فأجابم eبواب يشعرون به أن الفكرة فكرتم
..ولذا كانت قريش تضطر إل التلطف والصانعة .. ..فل يتاجون لنقاش لقناعهم با ..
وكأ ن ب م ..ما كانوا يلمون أن يظفروا ول بر بع هذه فقال : eأرأيتم لو وضعها ف حرام ..أكان عليه
الشروط .. وزر ..
كان أكثر الصحابة متضايقا من شروط العقد .. قالوا :نعم ..
ل كن أ ن ل م أن يعترضوا ..والذي يك تب الع قد ويض يه قال :فكذلك لو وضعها ف حلل كان له أجر ..
رجل ل ينطق عن الوى .. بل حت أثناء الوار مع الخر ..
ـر يينا وشا ًل ..يتمنــ لو
كان عمــر متحفزا ..ينظـ تدرج معه عند النصح ف الشياء الت أنتما متفقان
يستطيع عمل شيء .. عليها ..
فلم يصب .. خرج rإل مكـة معتمرا فـ ألف وأربعمائة مـن
وثب عمر فأتى أبا بكر ..وأراد أن يناقشه .. أصحابه ..فمنعتهم قريش من دخول مكة ..
فمـن حكمتـه ..ل يبدأ بالعتراض ..وإناـ بدأ بالشياء ووقعت أحداث قصة الديبية الشهورة ..
الت ها متفقان عليها .. r ف آ خر ال مر وب عد مشاورات طويلة ب ي ال نب
وجعـل يسـأل أبـا بكـر أسـئلة جواباـ ..بلى ..نعـم .. وقريش ..اتفقوا على صلح ..
صحيح .. كان الذي تول التفاق على بنود الصــلح مــن
فقال :يا أبا بكر ..أليس برسول ال ..؟! جانب قريش هو سهيل بن عمرو ..
قال :بلى .. اتفق النب rمع سهيل على شروط ..
قال :أولسنا بالسلمي ؟! منها :
قال :بلى .. •أن يعود السلمون أدراجهم إل الدينة
قال :أوليسوا بالشركي ؟! من غي عمرة ..
قال :بلى .. •وأن من دخل ف السلم من أهل مكة
قال :أولسنا على الق ؟ وأراد أن يهاجــر إل الدينــة فإن
قال :بلى .. السلمي ف الدينة ل يقبلونه ..
قال :أوليسوا على الباطل ؟ •أما من ارتد عن إسلمه وأراد الذهاب
قال :بلى .. إل الشركي ف مكة فإنه يقبل !!..
قال :فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟! إل غي ذلك من الشروط الت ف ظاهرها أنا هزية
فقال أبو بكر :يا عمر ..أليس هو رسول ال .؟ للمسلمي وإذلل لم ..
قال :بلى .. كانت قريش ف الواقع خائفة من هذا العدد الكبي
87
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو كان ولدك ل يعتن بفظ القرآن ..وتريده أن يزداد قال :فالزم ِغرْزه ..فإن أشهد أنه رسول ال ..
حرصا .. ـا أن
ـه أبدا ..كمـ
ـن وراءه تابعا ل تالفـ
أي كـ
ابدأ بالشياء الت أنتما متفقان عليها ..أل تريد أن يبك غرزات اليط ف الثوب تكون متتابعة ..
ال ..أل تريد أن ترتقي ف درجات النة .. قال عمر :وأنا أشهد أنه رسول ال ..
سيجيبك حتما :بلى .. مضى عمر ..حاول أن يصب ..فلم يستطع ..
عندها قدم النصيحة على شكل اقتراح : ..إذن فلو أنك فذهب إل رسول ال .. r
شاركت ف حلقة تفيظ القرآن .. فقال :يا رسول ال ..ألست برسول ال ؟!
وكذلك أنتِ :لو رأيتِ امرأة ل تعتن بجابا .. قال :بلى ..
ابدئي معها بالشياء الت أنتما متفقتان عليها .. قال :أولسنا بالسلمي ..؟
أنا أعلم أنك مسلمة ..وحريصة على الي .. قال :بلى ..
ستقول :صحيح ..المد ل .. قال :أوليسوا بالشركي ..؟!
وامرأة عفيفة ..وتبي ال .. قال :بلى ..
ستقول :إي وال ..المد ل .. قال :فعلم نعطي الدنية ف ديننا ؟!
عندها قدمي النصيحة على شكل اقتراح :فلو أنك :أ نا ع بد ال ور سوله ..لن أخالف أمره فقال
اعتنيت بجابك أكثر ..وحرصت على الستر .. ..ولن يضيعن ..
هكذا يكننا أن نصل على ما نريد من الناس من غي أن سكت عمر ..ومضى الكتاب ..ورجع السلمون
يشعروا .. إل الدينة ..
وم ضت اليام ..ونق ضت قر يش الع هد ..وأق بل
بارقة .. رسول ال rفاتا مكة ..مطهرا البيت الرام من
تستطيع أن تأكل العسل دون تطيم اللية .. الصنام ..
وأدرك عمر أنه كان ف اعتراضه حينذاك على غي
.33أمسك العصا من النصف !!
السبيل ..
أشكرك على اختيارك مهنة التدريس ..وقد آتاك ال
يقول : فكان
أسلوبا حسنا ..وطلبك يبونك كثيا ..و ..
ما زلت أصوم ..وأتصدق ..وأصلي ..وأعتق ..
ولكن :ليتك ما تتأخر على الدوام ف الصباح ..
مـن الذي صـنعت يومئذ ..مافـة كلمـي الذي
أنت جيلة ..والبيت مرتب ..ول أنكر أن الولد
تكلمته يومئذ ..حت رجوت أن يكون خيا ..
متعبون ..و ..
فلله در عمر ..ودر رسول ال rقبله ..
ولكن :أتن أن تتمي بلبسهم أكثر ..
كيف نستفيد أكثر من هذه الهارة ؟
88
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهل الدينة .. هكذا كان أسلوب صال مع الناس ..يذكر
وهذا ثناء على زياد ..أن يقول له رسول ال eأمام الوانب الشرقة عند الخطئ ث ينبهه على أخطائه
الناس إنه من فقهاء الدينة ..هذا ذكر لوانب الصواب ..ليكون عادلً ..
والصفحات الشرقة لزياد .. عندما تنتقد حاول أن تذكر جوانب الصواب ف
ث قال : eهذا التوراة والنيل عند اليهود والنصارى الخطئ ..قبل غيها ..
فماذا يغن عنهم ؟! (.. )40 حاول دائما أن تشعر الذي أمامك أن نظرتك إليه
أي ليست العبة يا زياد بوجود القرآن ..وإنا العبة مشرقة ..وأنك عندما تنبهه على أخطائه ل يعن
بقراءته ومعرفة معانيه والعمل بأحكامه .. ذلك أنه سقط من عينك ..أو أنك نسيت حسناته
هكذا كان تعامله رائعا .. ول تذكر إل سيئاته ..
وف يوم آخر ..ير eببعض قبائل العرب يدعوهم إل ل ..بل أشعره أن ملحظاتك عليه تغوص ف بر
السلم ..وكان يتار أحسن العبارات لجل ترغيبهم ف حسناته ..
الستجابة له والدخول ف السلم .. كان النب eمبوبا بي أصحابه ..وكان يارس
فمر بقبيلة منهم ..اسهم :بنو عبد ال ..فدعاهم إل أساليب رائعة ف التعامل معهم ..
ال ..وعرض عليهم نفسه ..وجعل يقول لم : وقف مرة بينهم ..فشخص ببصره إل السماء ..
يا بن عبد ال ..إن ال قد أحسن اسم أبيكم .. كأنه يفكر أو يترقب شيئا ..
يعن لستم ببن عبد العزى ..أو بن عبد اللت ..وإنا ث قال :هذا أوا ُن يتلس العلم من الناس ..حت
أنتم بنو عبد ال ..فليس ف اسكم شرك فادخلوا ف ل يقدروا منه على شيء ..
السلم .. أي :يُعرض الناس عن القرآن وتعلمه ..وعن
بل كان من براعته rأنه كان يرسل رسائل غي مباشرة العلم الشرعي ..فل يرصون عليه ول يفهمونه ..
إل الناس ..يذكر فيها إعجابه بم ..ومبته الي لم .. س منهم ..أي :يرفع عنهم ..
فيُختل ُ
فإذا بلغتهم هذه الرسائل ..عملت فيهم من التأثي أكثر فقام صحاب جليل ..هو زياد بن لبيد النصاري
ما تعمله – ربّما – الدعوة الباشرة .. وقال بكل حاس :
بطلً ..ول يكـن بطلً عاديا .. كان خالد بـن الوليـد يا رسول ال ،وكيف يتلس منا ؟! وقد قرأنا
ل مغوارا ..يضرب له ألف حساب ..
بل كان بط ً القرآن ! فوال لنقرأنه ،ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا ..
وكان النـب rيتشوق لسـلمه ..لكـن أنـ له ذلك .. فنظر إليه النب .. eفإذا شاب يتفجر حاسا
وخالد ما ترك حربا ضد السلمي إل خاضها ..بل كان وغية على الدين ..فأراد أن ينبهه على فهمه ..
هو من أكب أسباب هزية السلمي ف معركة أحد .. فقال :
ثكلتك أمك يا زياد ،إن كنت لعدك من فقهاء
( ) رواه الترمذي والاكم 40
89
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العرب يوما بعد يوم .. قال فيـه النـب rيوما ..لو جاءنـا لكرمناه ..
فقال ف نفسه :أي شيء بقي ؟ أين أذهب ؟ وقدمناه على غيه ..
إل النجاشـي ؟ ..ل ..فقـد اتبـع ممدا وأصـحابه عنده فكيف كان تأثي ذلك ؟
آمنون .. خذ القصة من أولا ..
فأخرج إل هرقــل ؟ ..ل ..أخرج مــن دينــ إل كان خالد من أشداء الكفار وقادتم ..
نصرانية ؟ ..أو يهودية ؟ وأقيم ف عجم ؟.. ل يكاد يفوت فرصة إل حارب فيها رسول ال
فبن ما خالد يف كر ف شأ نه ..ويتردد ..واليام والشهور أو ترصّد له ..
تضي عليه .. فلما أقبل رسول ال rمع السلمي إل الديبية ..
إذ جاء موعد عمرة السلمي ..فأقبلوا إل الدينة .. وأرادوا العمرة ..
دخل rمكة معتمرا .. خرج خالد ف خيل من الشركي ..فلقوا النب
فلم يتمل خالد رؤية السلمي مرمي ..فخرج من مكة وأصحابه بوضع يقال له :عسفان ..
ف ..وغاب أياما أربعة و هي اليام الت قضا ها ال نب فقام خالد قريبا منهم يتحي الفرصة ليصيب رسول
مكة .. برمية سهم أو ضربة سيف .. ال
عمر ته ..وج عل ين ظر ف طرقات م كة ق ضى ال نب جعل يترصد ويترقب ..
وبيوتا ..ويستعيد الذكريات .. بأ صحابه صلة الظ هر أمام هم .. ف صلى ال نب
تذكر البطل خالد بن الوليد .. فهموا أن يهجموا عليهم ..فلم يتيسر لم ..
فالت فت إل الول يد بن الول يد ..و هو أ خو خالد ..وكان علم ب م ..ف صلى بأ صحابه صلة فكأن ال نب
الوليد مسلما قد دخل مع النب rمعتمرا .. العصر صلة الوف ..
أن يب عث إل خالد ر سالة غ ي مباشرة ..يرغ به وأراد أي ق سم أ صحابه إل فريق ي ..فر يق ي صلي م عه
فيها بالدخول ف السلم .. وفريق يرس ..
للوليد :أين خالد ؟ قال فوقـع ذلك مـن خالد وأصـحابه موقعا ..وقال فـ
فوجئ الوليد بالسؤال ..وقال :يأت ال به يا رسول ال نفسـه :الرجـل منوع عنـا ..أي هناك مـن يميـه
.. وينع عنه الذى !!
" :مثله ي هل ال سلم !! ولو كان ج عل نكاي ته فقال وأصـحابه ..وسـلكوا طريقا ذات ثـ ارتلـ
وَ َحدّه مع السلمي ..كان خيا له .. اليمي ..لئل يروا بالد وأصحابه ..
ث قال :ولو جاءنا لكرمناه ..وقدمناه على غيه .. إل الديبيـة ..صـال قريشا على أن وصـل
ا ستبشر الول يد ..وج عل يطلب خالدا ويب حث ع نه ف يعتمر ف العام القادم ..ورجع إل الدينة ..
مكة ..فلم يده .. رأى خالد أن قريشا ل يزال شأناـ ينخفـض فـ
90
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا رجل مصاب ..قتل أخوه وأبوه بعركة بدر .. فلما عزموا على الرجوع للمدينة ..
فلقيـت عكرمـة بـن أبـ جهـل ..فقلت له مثـل مـا قلت كتب الوليد كتابا إل أخيه :
لصفوان بن أمية .. بسـم ال الرحنـ الرحيـم ..أمـا بعـد ..فإنـ ل أر
فقال ل مثل ما قال ل صفوان بن أمية .. أع جب من ذهاب رأ يك عن ال سلم ..وعقلك
قلت :فاكتم علي خروجي إل ممد .. عقلك ! ومثل السلم يهله أحد ؟
قال :ل أذكره لحد . وقد سألن ر سول ال rعنك وقال :أ ين خالد ؟
فخرجت إل منل ..فأمرت براحلت فخرجت با .. فقلت :يأت ال به ..
إل أن لقيت عثمان بن طلحة ..فقلت : فقال " :مثله جهـل السـلم !! ولو كان جعـل
إن هذا ل صديق ..فلو ذكرت له ما أرجو .. نكاي ته وَ َحدّه مع ال سلمي ..كان خيا له ..ولو
ث ذكرت من ق تل من آبائه ف حرب نا مع ال سلمي .. جاءنا لكرمناه ..وقدمناه على غيه ..
فكرهت أن أذكّره .. فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالة ..
ث قلت :وما علي أن أخبه ..وأنا راحل ف ساعت هذه قال خالد :فل ما جاء ن كتا به ..نش طت للخروج
!.. ..وزادن رغبة ف السلم ..
فذكرت له ما صار أمر قريش إليه ..وقلت : وسرن سؤال رسول ال rعن ..
إنا نن بنلة ثعلب ف جحر ..لو صُب عليه ذنوب من وأرى فـ النوم كأنـ فـ بلد ضيقـة مدبـة ..
ماء لرج .. فخرجت إل بلد خضراء واسعة ..
وقلت له نوا ماـ قلت لصـاحبَيْ ..فأسـرع السـتجابة فقلت :إن هذه لرؤيا حق ..
وعزم على الروج معي للمدينة !.. فلما أجعت الروج إل رسول ال rقلت :
فقلت له :إ ن خر جت هذا اليوم ..وأ نا أر يد أن أم ضي من أصاحب إل رسول ال r؟!
للمدينة .. فلقيت صفوان بن أمية ..فقلت :
وهذه راحلت مهزة ل على الطريق .. يا أبا وهب أما ترى ما نن فيه ؟ إنا نن كأضراس
قال :فتواعدنا أنا وهو ف موضع يقال له "يأجج " ..إن يطحن بعضها بعضا ..
سبقن أقام ينتظرن ..وإن سبقته أقمت أنتظره .. وقد ظهر ممد على العرب والعجم ..
فخرجت من بيت آخر الليل سَحَرا ..خوفا من أن تعلم فلو قدمنا على ممد واتبعناه ..فإن شرف ممد لنا
قريش بروجنا .. شرف ؟
فلم يطلع الف جر ح ت التقي نا ف "يأ جج" ..فغدو نا ح ت فأب أشد الباء ..وقال :لو ل يبق غيي ما اتبعته
انتهينا إل الدة .. أبدا ..
فوجدنا عمرو بن العاص على بعيه .. فافترقنا ..وقلت ف نفسي :
91
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن يعدها كان خالد رأسا من رؤوس هذا الدين .. قال :مرحبا بالقوم ..إل أين مسيكم ؟
أما إسلمه فكان برسالة غي مباشرة وصلت إليه من فقلنا :وما أخرجك ؟
.. رسول ال فقال :وما أخرجكم ؟
وأحكمه .. فما أحلمه قلنا :الدخول ف السلم ..واتباع ممد .. r
فلنتبع مثل هذه الهارات ف التأثي ف الناس .. قال :وذاك الذي أقدمن .
فلو رأيت شخصا يبيع دخانا ف بقالة فأردت تنبيهه .. فاصطحبنا جيعا حت دخلنا الدينة ..
فأثن أولً على بقالته ونظافتها ..وادعُ له بالبكة ف فأننا بظهر الرة ركابنا ..
الربح ..ث نبهه على أهية الكسب اللل ..ليشعر أنك فأُخب بنا رسول ال rفسر بنا ..
ل تنظر إليه بنظار أسود ..بل أمسكت العصا من فلب ست من صال ثيا ب ..ث توج هت إل ر سول
النصف .. ال .. rفلقين أخي فقال :
كن ذكيا ..ابث عن أي حسنات فيمن أمامك تغمر سرّ
أ سرع ..فإن ر سول ال .. rقد أُ خب بك ف ُ
فيها سيئاته ..أحسن الظن بالخرين ..ليشعروا بعدلك بقدومك وهو ينتظركم ..
معهم فيحبوك .. فأ سرعنا ال سّي ..فأقبلت إل ر سول ال أم شي ..
فل ما رآ ن من بع يد تب سّم ..ف ما زال يتب سم إلّ
لحة .. حت وقفت عليه ..
عندما يقتنع الناس أننا نلحظ حسناتم ..كما نلحظ فسـلمت عليـه بالنبوة ..فرد على السـلم بوجـه
سيئاتم ..يقبلون منا التوجيه .. طلْق ..
فقلت :إن أشهد أن ل إله إل ال ..وأنك رسول
.34اجعل معالة الطأ سهلة ..
ال ..
تتنوع الخطاء الت تقع من الناس كبا وصغرا ..
فقال " :المـد ل الذي هداك ..قـد كنـت أرى
ومهما كان حجم الطأ فإنه يكن علجه ..
لك عقلً ..رجوت أل يسلمك إل إل خي " ..
نعم قد ل يفيد العلج ف إصلح ما أفسده الطأ
قلت :يا رسول ال ..إن قد رأيت ما كنت أشهد
.. %100لكنه على القل يصلح أكثر الفاسد ..
مـن تلك الواطـن عليـك ..معاندا للحـق ..فادع
عدد غي قليل من الناس ل يسعى إل إصلح أخطائه
ال أن يغفرها ل ..
لشكه ف قدرته أصلً على علجها ..
فقال " : rالسلم يب ما كان قبله " ..
وأحيانا تكون طريقتنا ف التعامل مع الخطاء هي جزء
قلت :يا رسول ال ..على ذلك ..فاستغفر ل ..
من الطأ نفسه ..
قال " :اللهـم اغفـر لالد بـن الوليـد ..كـل مـا
يقع ولدي ف خطأ فألومه وأحقره وأعظّم عليه الطأ حت
َأوْضع فيه ..من صد عن سبيل ال " ..
92
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرادوا الرتال ركبت فيه .. يشعر بأنه سقط ف بئر ليس له قاع !! فييأس من
فلما فرغ رسول ال rمن غزوته ..توجه قافلً إل الصلح ..ويبقى على ما هو عليه ..
الدينة ..حت إذا كان قريبا من الدينة نزل من ًل فبات به وقد تقع ف الطأ زوجت أو يقع فيه صديقي ..
بعض الليل .. فإذا أشعرته أنه أخطأ ولكن الطريق ل ينقطع بعد
ث آذن الناس بالرحيل ..فبدأ الناس يمعون متاعهم فمعالة الطأ سهلة ..والرجوع إل الق خي من
للرحيل ..فخرجت عائشة لبعض حاجتها ..وف عنقها التمادي ف الباطل ..
عقد لا فيه جزع ظفار .. جاء رجل إل النب rيبايعه على الجرة ..وقال :
فلما فرغت من حاجتها ..انسل العقد من عنقها وهي ل إن جئت أبايعك على الجرة ..وتركت أبوي
تدري .. يبكيان ..
فلما رجعت العسكر ..وأرادت الدخول ف هودجها .. فلم يعنفه .. eأو يقر فِعْله ..أو يصغر عقله ..
لست عنقها فلم تد العقد ..وقد بدأ الناس ف الرحيل فالرجل جاء بنية صالة ويرى أنه فعل الصلح ..
.. أشعره eأن معالة الطأ سهلة فقال له بكل
فرجعت سريعا إل مكانا الذي قضت فيه حاجتها .. بساطة :ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما
فأخذت تبحث عنه ..وأبطأت .. .. )41(..
وجاء القوم فحملوا هودجها وهم يظنون أنا فيه .. وانتهى المر ..
فاحتملوه ..فشدوه على البعي ..ث أخذوا برأس البعي كان eيتعامل مع الناس بأساليب ترب فيهم
فانطلقوا به .. الرغبة ف الي وتشعرهم أنم إل الي أقرب ..
وسار اليش ..أما عائشة فبعد بث طويل ..وجدت حت وإن وقعوا ف أخطاء ..
العقد ..فعادت إل مكان اليش .. وبي يدي حادثة مروّعة ..الشاهد منها آخرُها ..
* * * * * * * * * لكن سأوردها من أولا رغبة ف الفائدة ..
قالت عائشة : كان رسول ال rإذا أراد أن يرج سفرا أقرع بي
.فجئت منازلم وليس با داع ول ميب ..قد انطلق نسائه ..فأيتهن خرج سهمها خرج با معه ..
الناس .. فل ما أراد الروج إل غزوة ب ن ال صطلق ..أقرع
فتيممت منل الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدون بينهن فخرج سهم عائشة ..
فيجعون إل .. فخرجت مع رسول ال .. rوذلك بعدما أنزل
فتلففت بلباب ..فبينما أنا جالسة ف منل إذ غلبتن الجاب ..وكانت تمل ف هودج ..فإذا نزلوا
عين فنمت .. نزلت من هودجها ..وقضت حاجاتا ..فإذا
فوال إن لضطجعة إذ مرّ ب صفوان بن العطل ..
( ) ف الستدرك وصحح إسناده .. 41
93
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت وجدت ف نفسي ..فلما رأيت جفاءه ل قلت : وكان قد تلف عن العسكر لبعض حاجاته ..فلم
يا رسول ال ..لو أذنت ل فانتقلت إل أمي فمرضتن .. يبت مع الناس ..
قال :ل عليك .. فرأى سواد إنسان نائم ..فأتان فعرفن حي رآن
* * * * * * * * * ..وقد كان يران قبل أن يضرب الجاب علينا ..
فانتقلت إل أمي ول علم ل بشيء ما كان ..حت نقهت فلما رآن قال :إنا ل وإنا إليه راجعون ..ظعينة
من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة .. رسول ال r؟
فخرجت ليلة لبعض حاجت ومعي أم مسطح بنت خالة فاستيقظت باسترجاعه حي عرفن فخمرت وجهي
أب بكر .. t بلباب ..
فوال إنا لتمشي معي إذ تعثرت ف مِرطها ..وسقطت أو ووال ما كلمن كلمة ..ول سعت منه غي
كادت .. استرجاعه ..
فقالت :تعس مسطح .. حت أناخ راحلته ..فوطئ على يديها ..فركبت
ل قد شهد
قلت :بئس لعمر ال ما قلت ..تسبي رج ً وأخذ برأس البعي فانطلق سريعا يطلب الناس ..
بدرا ؟ فوال ما أدركنا الناس وما افتقدون حت أصبحنا
فقالت :أي هنتاه ..أول تسمعي ما قال ؟ أوما بلغك ..فوجدناهم نازلي ..فبينما هم كذلك ..إذ
الب يا بنت أب بكر .. طلع الرجل يقود ب البعي ..
قلت :وما الب ؟ ج العسكر ..
فقال أهل الفك ما قالوا ..وارت ّ
فأخبتن بالذي كان من قول أهل الفك .. ووال ما أعلم بشيء من ذلك ..
قلت :أوقد كان هذا ؟ * * * * * * * * *
قالت :نعم وال لقد كان .. ث قدمنا الدينة ..فلم ألبث أن مرضت واشتكيت
فوال ما قدرت على أن أقضي حاجت ورجعت .. شكوى شديدة ..وأنا ل يبلغن من كلم الناس
فازددت مرضا إل مرضي .. شيء ..
فوال ما زلت أبكي ..حت ظننت أن البكاء سيصدع ي ..
وقد انتهى الديث إل رسول ال rوإل أبو ّ
كبدي .. وهم ل يذكرون ل منه قليلً ول كثيا ..إل أن
وقلت لمي :يغفر ال لك ..تدث الناس با تدثوا يه قد أنكرت من رسول ال rبعض لطفه ب ..
..ول تذكرين ل من ذلك شيئا .. كنت إذا اشتكيت رحن ولطف ب ..فلم يفعل
قالت :أي بنية خففي عليك الشأن ..فوال لق ّل ما ذلك ب ف شكواي تلك ..
كانت امرأة حسناء عند رجل يبها ..ولا ضرائر إل بل كان إذا دخل علي وعندي أمي ترضن قال :
كثّرن ..وكثّر الناس عليها .. كيف تيكم ؟ ل يزيد على ذلك ..
94
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما سع ذلك أمي الزرج سعد بن عبادة قام ..وكان قلت :سبحان ال وقد تدث الناس بذا ؟
رجلً صالا ..لكن أخذته المية .. فبكيت تلك الليلة حت أصبحت ..ل يرقأ ل دمع
قام فقال :كذبت لعمر ال ..ما تضرب أعناقهم ..أما ..ول أكتحل بنوم ..
وال ما قلت هذه القالة إل أنك قد عرفت أنم من ث أصبحت أبكي ..
الزرج ؟ ولو كانوا من قومك ما قلت هذا .. * * * * * * * * *
فقال أسيد بن حضي :كذبت لعمر ال ..وال لنقتلنه .. هذا حال عائشة ..تتهم بذلك وهي الفتاة الت ل
ولكنك منافق تادل عن النافقي .. يتجاوز عمرها خس عشرة سنة ..
ث ثار الناس بعضهم إل بعض ..حت كادوا أن يقتتلوا .. تتهم بالزنا ..وهي العفيفة الشريفة ..زوجة أطهر
ورسول ال rقائم على النب ..فلم يزل يفضهم حت الناس ..الت ما كشفت سترها ..ول هتكت
سكتوا ..وسكت .. عرضها ..هذا حالا تبكي ف بيت أبويها ..
فلما رأى rذلك ..نزل فدخل بيته .. أما حال رسول ال .. rفل يبعد حزنا وها ..
* * * * * * * * * عن عائشة ..
ولا رأى أن المر ل يكن حله من جهة عموم الناس .. r فل جبيل يرسل ..ول القرآن ينل ..ويبقى
أراد أن يد حلً من جهة أهل بيته ..وأخص الناس به .. متحيا ف أمره ..وقد كب عليه اتام النافقي ..
فدعا عليا وأسامة بن زيد ..فاستشارها .. وكلم الناس ف عرضه زوجه ..
فأما أسامة فأثن على عائشة خيا وقال :يا رسول ال .. * * * * * * * * *
أهلك وما نعلم منهم إل خيا ..وهذا الكذب والباطل فلما طال المر عليه ..قام rف الناس فخطبهم
.. ..فحمد ال ..وأثن عليه ..ث قال :
وأما علي فإنه قال :يا رسول ال إن النساء لكثي .. أيها الناس ما بال رجال يؤذونن ف أهلي ..
وإنك لقادر على أن تستخلف ..وسل الارية فإنا ويقولون عليهم غي الق ..وال ما علمت عليهم
ستصدقك ..فدعا رسول ال rبريرة .. إل خيا ..ويقولون ذلك لرجل ..وال ما علمت
فقال :أي بريرة ..هل رأيت من شيء يريبك من عائشة منه إل خيا ..ول يدخل بيتا من بيوت إل وهو
؟ معي ..
فقالت بريرة :ل ..والذي بعثك بالق نبيا .. فلما قال رسول ال rتلك القالة ..
وال ما أعلم إل خيا ..وما كنت أعيب على عائشة قام أمي الوس سعد بن معاذ فقال :
شيئا ..إل أنا جارية حديثة السن ..فكنت أعجن يا رسول ال إن يكونوا من الوس نكفك إياهم ..
عجين ..فآمرها أن تفظه فتنام عنه ..فتأت الشاة وإن يكونوا من إخواننا من الزرج فمرنا أمرك
فتأكله .. فوال إنم لهل أن تضرب أعناقهم ..
95
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناس ما قالوا ..وما رأى عائشة منذ قرابة الشهر ..وقد نعم ..كيف ترى الارية على عائشة ريبة ..وهي
لبث شهرا ل يوحى إليه ف شيء ف شأن عائشة .. الفتاة ال صالة ال ت ربا ها صديق ال مة أ بو ب كر ..
دخل rعلى عائشة .. وتزوجها سيد ولد آدم ..
فإذا طرية الفراش ..وكأنا فرخ منتوف من شدة البكاء بـل كيـف تقـع فـ ريبـة ..وهـي أحـب الناس إل
والم .. رسول ال ..ول يكن rيب إل طيبا ..
وإذا هي تبكي ..والرأة تبكي معها ..ل يلكان من فهي البيئة البأة ..ولكن ال يبتليها ليعظم أجرها
المر شيئا .. ..ويرفع ذكرها ..
فجلس رسول ال .. rفحمد ال وأثن عليه ..ث قال : * * * * * * * * *
أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغن عنك كذا وكذا ..وذكر وتضـي على عائشـة اليام ..واللم تلد اللم ..
eخب الفك ..وما أشيع من وقوعها ف خطأ كبي ..ث وهي تتقلب على فراش مرضها ..ل تنأ بطعام ول
أراد eأن يبي ل ا أن الن سان مه ما و قع ف خ طأ فإن شراب ..
معالة هذا الطأ ليست صعبة ..فقال لا : وقد حاول رسول ال rأن يل الشكلة ..بطبة
فإن كنت بريئه فسيبئك ال عز وجل .. على رؤوس الناس فكادت أن تقع الرب بي
وإن كنت ألمت بذنب ..فاستغفري ال عز وجل وتوب السلمي ..وحاول أن يلها ف بيته ويسأل عليا
إليـه ..فإن العبـد إذا اعترف بذنـب ثـ تاب ..تاب ال وزيدا ..فلم يرج بشيء ..
عليه .. فلمـا رأى ذلك ..أراد أن ينهـي المـر مـن جهـة
هكذا ..حـل سـهل للخطـأ – إن كان قـد وقـع – دون عائشة ..
تعقيد وتطويل .. قالت رضي ال عنها :
قالت عائشة : وبكيت يومي ذلك ل ترقأ ل دمعه ..ول اكتحل
فل ما ق ضى ر سول ال rمقال ته ..قلص دم عي ح ت ما بنوم ..
أحس منه قطرة .. ث بك يت ليل ت القبلة ل تر قأ ل دم عه ول أكت حل
وانتظرت أبويّ أن ييبا عن رسول ال rفلم يتكلما .. بنوم ..
فقلت لب :أجب عن رسول ال rفيما قال .. وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي ..
فقال :وال ما أدري ما أقول لرسول ال .. ! r * * * * * * * * *
فقلت لمي :أجيب عن رسول ال .. r فأقبل يث الطى إل بيت أب بكر ..
فقالت :وال ما أدري ما أقول لرسول ال ! r فاستأذن ..ودخل عليها وعندها أبوها وأمها..
ووال ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أب وامرأة من النصار ..
بكر ف تلك اليام .. وهي أول مرة يدخل فيها بيت أب بكر ..منذ قال
96
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن رسول ال rحت ظننت لتخرجن أنفسهما ..فرقا فلما استعجما علي ..استعبت فبكيت ؟
من أن يأت من ال تقيق ما قال الناس .. ثـ قلت :ل ..وال ل أتوب إل ال ماـ ذكرت
فل ما ُسرّي ع نه .. rفإذا هو يض حك ..فج عل ي سح أبدا ..
العرق عن وجهه .. إن وال قد عرفت أنكم قد سعتم بذا حت استقر
وكان أول كلمة تكلم با أن قال : ف أنفسكم وصدقتم به ..ولئن قلت لكم إن بريئة
أبشري يا عائشة قد أنزل ال عز وجل براءتك .. -وال عز وجل يعلم إن بريئة -ل تصدقون ..
فقلت :المد ل .. وإن اعتر فت ل كم بأ مر -وال يعلم أ ن م نه بريئة
وأنزل ال تعال ] :إِنّ اّلذِي نَ جَاءُوا بِاْلِأفْ كِ عُ صَْبةٌ مِنْكُ مْ -تصدقون ..
ل تَحْ سَبُوهُ َشرّا َلكُ مْ بَ ْل ُهوَ خَ ْيرٌ لَكُ مْ لِ ُكلّ ا ْم ِرئٍ مِ ْنهُ ْم مَا ل إل كما قال أبو
وإن وال ل أجد ل ولكم مث ً
ب مِنَ اْلأِثْ ِم وَاّلذِي َت َولّى كِ ْبرَ ُه مِ ْنهُمْ لَهُ َعذَابٌ عظيم
س َ
اكْتَ َ يوسف ] :فصب جيل وال الستعان على ما
* َلوْل ِإ ْذ َس ِمعْتُمُو ُه ظَنّ الْ ُم ْؤمِنُو َن وَالْ ُم ْؤمِنَا تُ ِبأَْنفُ سِ ِهمْ تصفون [ ..
ـ ِبَأرَْب َعةِ
ـ مُبِيٌـ * َلوْل جَاءُوا َعلَيْه ِ
خَيْرا َوقَالُوا َهذَا ِإفْك ٌ قالت :ث تولت فاضطجعت على فراشي ..
ـ
ـ هُم ُ
ـ عِ ْن َد اللّه ِ
ش َهدَاءِ َفأُولَئِك َ
ـ َيأْتُوا بِال ّ
ُش َهدَاءَ َفِإذْ لَم ْ وأنا وال أعلم أن بريئة وأن ال مبئي بباءت ..
الْكَاذِبُو َن [ .. ولكن وال ما كنت أظن أن َينِلَ ف شأن وحيٌ
وتوعد ال أولئك بقوله ] :إِنّ اّلذِينَ يُحِبّو َن أَنْ تَشِيعَ يتلى ..
شةُ فِي اّلذِينَ آمَنُوا َل ُهمْ َعذَابٌ أَلِي ٌم فِي الدّنْيَا
اْلفَاحِ َ ولشأن كان أحقرَ ف نفسي من أن يتكلم ال فّ
وَالْآ ِخ َر ِة وَال ّلهُ َي ْع َلمُ َوأَنُْتمْ ل َت ْعلَمُو َن [ .. بأمر يتلى ..
ث خرج رسول ال rإل الناس ..فخطبهم ..وتل ولكن كنت أرجو أن يرى رسو ُل ال rف النوم
عليهم ما أنزل ال من القران ف ذلك ..ث أقام حد رؤيا يبئن ال عز وجل با ..
القذف على من قذف .. * * * * * * * * *
إذن ..ينبغي أن تتعامل مع الخطئ على أنه مريض يتاج فوال ما برح رسول ال rملسه ..ول خرج من
إل علج ..ل أن تبالغ ف كبته وتعنيفه ..لنه قد يصل أهل البيت أحد ..
إل درجة يشعر معها أنك فرحٌ بذا الطأ .. حتـ تغشاه مـن ال مـا كان يتغشاه ..وأنزل ال
والطبيب الناصح هو الذي يهتم بصحة مرضاه أكثر من على نبيه ..
اهتمامهم هم بأنفسهم .. فأما أنا حي رأيته يوحى إليه ..فوال ما فزعت ..
قال : r وما باليت ..قد عرفت أن بريئة ..وأن ال غي
إنا مثلي ومثل الناس ..كمثل رجل استوقد نارا .. ظالي ..
فلما أضاءت ما حوله ..جعل ال َفرَاشُ وهذه الدواب الت وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ..ما ُسرّي
97
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ال .. تقع ف النار يقعن فيها ..
•وما نيل منه شيء قط ..فينتقم من صاحبه فجعل ينعهن ..ويغلبنه فيقتحمن فيها !!
..إل أن ينتهك شيء من مارم ال فينتقم ل جزِكُم عن النار ..وأنتم تقحمون فيها
فأنا آخذٌ ب َ
()42
.. ..
إذن ..كان rيغضب ..لكنه غضبه ل ..ل يغضب
لنفسه ..وحت نفهم الفرق بي الغضبي : رأي ..
افرض أن ولدك الصغي جاءك ذات صباح وطلب ريالً أحيانا تكون طريقتنا ف التعامل مع الخطاء
أو ريالي مصروفا للمدرسة ..فبحثت ف مفظة نقودك أكب من الطأ نفسه ..
..فلم تد إل فئة المسمائة ريال ..فأعطيتها له ..
.35
وقلت :
كما أن الناس يتلفون ف طباعهم وأشكالم ..
هذه خسمائة ريال ..اصرف منها ريالي ..وأرجع
كذلك هم يتلفون ف وجهات نظرهم ..وف
الباقي ..وأكدت عليه وكررت ..
قناعاتم وتصرفاتم ..
فلما رجع بعد الظهر فإذا الال كله قد صرفه ..
فإذا شعرت أن أحدا خالف الصواب ..ونصحته
فماذا ستفعل ؟ ..وكيف سيكون غضبك ..؟ قد تضرب
وحاولت إصلح خطئه ول يقتنع ..
وتعنف وتنعه من مصروفه أياما ..
فل تصنف اسه من بي أعدائك ..وخذ المور
ولكن لو رجعت مرة من صلة العصر ووجدته يلعب
بأريية قدر الستطاع ..
بالكمبيوتر ..أو عند التلفاز ..ول يصل ف السجد ..
فلو حاولت إصلح خطأ عند أحد زملئك فلم
فهل ستغضب كغضبك الول ؟
يستجب ..فل تقلب الصداقة عداوة ..وإنا
أظننا نتفق أن غضبنا ألول سيكون أشد وأطول وأكثر
استمر ف التلطف فلعله أن يبقى على خطئه ول
تأثيا من غضبنا الثان ..
يزيد ..
أما رسول ال rفكان غضبه ل ..
وقد قيل :حنانيك بعض الشر أهون من بعض ..
وكان يعرض النصيحة أحيانا ول تقبل ..فياخذ المر
إذا تعاملت مع الناس بذه الريية ..فلم تغضب
بدووووء ..فالداية بيد ال ..
على كل صغية وكبية ..عشت سعيدا ..
إل تبوك على حدود الشام .. قدم رسول ال
: قالت عائشة
رسولً اقترب من ملكة الروم ..فبعث دحية الكلب
•ما انتقم رسول ال rلنفسه قط ..
إل هرقل ملك الروم ..
•وما ضرب شيئا قط بيده ..ول امرأة
إل هرقل ..دخل عليه ..ناوله كتاب وصل دحية
..ول خادما ..إل أن ياهد ف سبيل
( ) رواه البخاري 42
98
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأراد أن يتأكد من ذلك .. .. رسول ال
ل من عرب قبيلة "تيب" ..كان من
دعا هرقل رج ً فلما أن رأى هرقل الكتاب دعا قسيسي الروم
نصارى العرب .. وبطارقتها ..ث أغلق عليه وعليهم الدار فقال :
وقال له : " قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم ..وقد أرسل إلّ
ب اللسان ..أبعثه إل
ل حافظا للحديث ..عر ّ
ادع ل رج ً أن يدعون إل ثلث خصال ..يدعون :
هذا الرجل بواب كتابه .. •أن أتبعه على دينه ..
مضى ذاك التجيب ..وجاء برجل من بن تنوخ ..من •أو على أن نعطيه مالنا على أرضنا
نصارى العرب .. والرض أرضنا ..
.. دفع هرقل كتابا لذا التنوخي ليوصله لرسول ال •أو نلقي إليه الرب ..
وقال له :اذهب بكتاب إل هذا الرجل .. ث قال هرقل :
فما سعت من حديثه فاحفظ ل منه ثلث خصال : وال لقد عرفتم فيما تقرأون من الكتب ليأخذن
•انظر هل يذكر صحيفته إل الت كتب بشيء أرضنا ..فهلمّ فلنتبعه على دينه ..أو نعطيه مالنا
..؟ على أرضنا ..
•وانظر إذا قرأ كتاب فهل يذكر الليل ؟ فلما سع القساوسة ذلك ..ورأوا أنه يدعوهم
•وانظر ف ظهره هل به شيء يريبك ؟ لترك دينهم ! غضبوا ..ونروا نرة رجل واحد
مضى التنوخي كفارقا للشام ..حت وصل إل تبوك .. حت خرجوا من برانسهم ..أي سقطت أرديتهم
جالس بي ظهران أصحابه ..متبيا فإذا رسول ال من شدة الغضب والنتفاض !!
على الاء .. وقالوا :تدعونا إل أن نذر النصرانية ..أو نكون
فوقف التنوخي عليهم ..وقال :أين صاحبكم ؟ عبيدا لعراب جاء من الجاز !!.
قيل :ها هو ذا .. أسقط ف يد هرقل ..وأيقن أنه تورط بعرضه
فأقبل يشي حت جلس بي يديه .. عليهم ..
فناوله كتاب هرقل .. وكان هؤلء القساوية لم سطوة وجهور قوي ..
..فوضعه ف حِجْره ..ث قال " :من أنت " فأخذه فعلم هرقل أنم إن خرجوا من عنده ..أفسدوا
..؟ عليه الروم ..
قال :أنا أخو تنوخ .. فجعل يهدئهم ..ويقول :إنا قلت ذلك لعلم
" :هل لك إل السلم ..النيفية ..ملة أبيك فقال صلبتكم على أمركم ..
إبراهيم ؟ هو الرسول الذي كان هرقل يعلم أن النب
راغبا ف دخول هذا الرجل ف السلم .. كان .. بشر به عيسى
99
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
: ف القيقة ل يكن هناك ما ينع التنوخي من اتباع
تدعون إل جنة عرضها السموات والرض أعدت الق ..إل التعصب لدين قومه ..فحسب !!
للمتقي !! فأين النار ؟ فقال التنوخي بكل صراحة :إن رسول قوم ..
فقال " : rسبحان ال ! أين الليل إذا جاء النهار " . وعلى دين قومي ..ل أرجع عنه حت أرجع إليهم
فانتبه التنوخي أن هذه الثانية الت أمره هرقل بترقبها .. ..
فأخذ سهما من جعبته فكتبه ف جلد سيفه .. هذا التعصب ..ل يغضب ..ول فما رأى
فلما أن فرغ معاوية من قراءة الكتاب .. يعمل مشكلة ..وإنا ضحك وقال :
إل التنوخي ..الذي ل يقبل النصح ..ول التفت " إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من
يدخل ف الدين ..وقال له متلطفا : يشاء وهو أعلم بالهتدين " ..
إن لك حقا وإنك لرسول ..فلو وجدت عندنا جائزة بكل هدوء : ث قال
جوزناك با ..إنا ِسفْر مُرمِلون .. يا أخا تنوخ ..
يعن أتن أن أعطيك هدية ..لكننا كما ترانا مسافرين •إن كتبت بكتاب إل كسرى فمزقه
جالسي على الرمال !! وال مزقه ومزق ملكه ..
:أنا أجوزه يا رسول ال .. فقال عثمان •وكتبت إل النجاشي بصحيفة فخرقها
ث قام عثمان ففتح رحله ..فأتى بلة ولباس فوضعها ف وال مرق ملكه ..
حجر التنوخي .. •وكتبت إل صاحبك بصحيفة
ث قال rالكري " :أيكم ينل هذا الرجل ؟ " ..يعن فأمسكها ..فلن يزال الناس يدون
يقوم بق ضيافته !! منه بأسا ما دام ف العيش خي " ..
فقال فت من النصار :أنا .. تذكر التنوخي وصية هرقل ..وقال ف نفسه :
فقام النصاري وقام التنوخي يشي معه ..وباله مشغول هذه إحدى الثلث الت أوصان با صاحب ..
بالمر الثالث الذي أمره هرقل أن يتأكد له منه ..وهو فخشي أن ينساها ..فأخذ سهما من جعبته فكتبها
.. خات النبوة بي كتفي النب ف جنب سيفه ..
مشى التنوخي خطوات ..وفجأة ..إذا برسول ال ناول الصحيفة رجلً عن ث إن رسول ال
يصيح به : يساره ..
" تعال يا أخا تنوخ " !!.. فقال التنوخي :من صاحب كتابكم الذي يقرأ
فأقبل التنوخي يهوي مسرعا ..حت قام بي يدي النب لكم ؟
.. قالوا :معاوية ..
حبوته ..ث أسقط رداءه عن ظهره ..فانكشف فحل يقرأ ..فإذا هرقل قد كتب إل النب بدأ معاوية
100
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معه با هو عليه ..فتصب عليه أو تفارقه .. " :هاهنا امض لا ظهره للتنوخي ..فقال
ذُكر أن أشعب سافر مع رجل من التجار ..وكان هذا أمرت به " ..
الرجل يقوم بكل شيء من خدمة وإنزال متاع وسقي قال التنوخي :فنظرت ف ظهره ..فإذا أنا بات ف
دواب ..حت تعب وضجر .. موضع غضون الكتف مثل الجمة الضخمة ..
()43
وف طريق رجوعهما ..نزل للغداء ..
فأناخا بعييهما ونزل ..فأما أشعب فتمدد على الرض
.. فكرة ..
وأما صاحبه فوضع الفرش ..وأنزل التاع .. القصود أن يدرك الناس أخطاءهم ..وليس
ث التفت إل أشعب وقال :قم اجع الطب وأنا أقطع شرطا أن يصححوها أمامك ..فل تغضب ..
اللحم ..
.36قابل الساءة بالحسان ..
فقال أشعب :أنا وال متعب من طول ركوب الدابة ..
عندما تتعامل مع الناس فإنم يعاملونك ف الغالب
فقام الرجل وجع الطب ..
على ما يريدون هُم ..ل على ما تريد أنت ..
ث قال :يا أشعب ! قم أشعل الطب ..فقال :يؤذين
فليس كل من قابلته ببشاشة بادلك بشاشة مثلها
الدخان ف صدري إن اقتربت منه ..فأشعلها الرجل ..
..فبعضهم قد يغضب ويسيء الظن ويسألك :مم
ث قال :يا أشعب ! قم أمسك علي لقطع اللحم ..فقال
تضحك ؟!
:أخشى أن تصيب السكي يدي ..فقطع الرجل اللحم
ول كل من أهديت له هدية ..رد لك مثلها ..
وحده ..
فبعضهم قد تدي إليه ث يغتابك ف الجالس
ث قال :يا أشعب ! قم ضع اللحم ف القدر واطبخ
ويتهمك بالسفه وتضييع الال !!..
الطعام ..فقال :يتعبن كثرة النظر إل الطعام قبل
ول كل من تفاعلت معه ف كلمه ..أو أثنيت
نضوجه ..
عليه وتلطفت معه ف عباراتك قابلك بثلها ..
فتول الرجل الطبخ والنفخ ..حت جهز الطعام وقد تعب
فإن ال قسم الخلق كما قسم الرزاق ..
..فاضجع على الرض ..وقال :يا أشعب ! قم جهز
والنهج الربان هو ( :ول تستوي السنة ول
سفرة الطعام ..وضع الطعام ف الصحن ..
السيئة ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه
فقال أشعب :جسمي ثقيل ول أنشط لذلك ..
عداوة كأنه ول حيم ) ..
فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السفرة ..
وبعض الناس ل حل له ول إصلح إل أن تتعامل
ث قال :يا أشعب ! قم شاركن ف أكل الطعام ..
فقال أشعب :قد استحييت وال من كثية اعتذاري وها
) ( 43ف مسند أحد ..بإسناد قال فيه ابن كثي ل بأس به
أنا أطيعك الن ..ث قام وأكل !!
..سية ابن كثي . 4/27
101
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما قلت ..وف نفس أصحاب عليك من ذلك شيء .. فقد تلقي من الناس من هو مثل أشعب ..فل
فإذا جئت فقل بي أيديهم ما قلت بي يدي ..حت ل ..
تزن ..وكن جب ً
يذهب عن صدورهم .. كان الرب الول eيتعامل مع الناس بعقله ل
فلما جاء العراب ..قال : eإن صاحبكم كان جاءنا بعاطفته ..كان يتحمل أخطاء الخرين ويرفق بم
فسألنا فأعطيناه فقال ما قال ..وإنا قد دعوناه فأعطيناه ..
..فزعم أنه قد رضي .. وانظر إليه rوقد جلس ف ملس مبارك ييط به
ث التفت إل العراب وقال :أكذاك ؟ أصحابه ..
قال العراب :نعم فجزاك ال من أهل وعشية خيا .. فيأتيه أعراب يستعينه ف دية قتيل ..قد قتل -هو
فلما هم العراب أن يرج إل أهله .. أن ل ..فأقبل يريد من النب
أو غيه -رج ً
أراد rأن يعطي أصحابه درسا ف كسب القلوب .. يعينه بال ..يؤديه إل أولياء القتول ..
فقال لم : فأعطاه رسول ال eشيئا ..ث قال تلطفا معه :
إن مثلي ومثل هذا العراب كمثل رجل كانت له ناقة أحسنت إليك ؟
فشردت عليه ..فاتبعها الناس ..يعن يركضون وراءها قال العراب :ل ..ل أحسنت ول أجلت ..
ليمسكوها ..وهي ترب منهم فزعا ..ول يزيدوها إل فغضب بعض السلمي وهوا أن يقوموا إليه ..
نفورا ..فقال صاحب الناقة : فأشار النب eإليهم أن كفوا ..
خلوا بين وبي ناقت ..فأنا أرفق با وأعلم با .. ث قام eإل منله ..ودعا العراب إل البيت
فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لا من قشام الرض .. فقال له :
ودعاها .. إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك ..فقلت ما قلت ..
حت جاءت واستجابت ..وشد عليها رحلها ..واستوى ث زاده rشيئا من مال وجده ف بيته ..
عليها .. فقال :أحسنت إليك ؟
ولو أن أطعتكم حيث قال ما قال ..دخل النار .. فقال العراب :نعم فجزاك ال من أهل وعشية
يعن لو طردتوه ..لعله يرتدّ عن الدين ..فيدخل النار خيا ..
()44
.. فأعجبه rهذا الرضى منه ..لكنه خشي أن يبقى
وما كان الرفق ف شيء إل زانه ..وما نزع من شيء إل ف قلوب أصحابه على الرجل شيء ..فياه
شانه . أحدهم ف طريق أو سوق ..فل يزال حاقدا عليه
( ول تستوي السنة ول السيئة ادفع بالت هي أحسن ..
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم ) .. فأراد أن يسلّ ما ف صدورهم ..
فقال له : eإنك كنت جئتنا فأعطيناك ..فقلت
( ) والديث رواه البزار وف سنده مقال .. 44
102
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قريش .. ذُكر أنه rلا فتح مكة ..جعل يطوف بالبيت ..
فلما مات أبو طالب ..ضيقت قريش كثيا على النب فأقبل فضالة بن عمي ..رجل يظهر السلم ..
ف مكة .. ..ينتظر منه غفلة .. فجعل يطوف خلف النب
ونالت من الذى ما ل ت كن نال ته م نه ف حياة ع مه أ ب ليقتله !!..
طالب .. .. فلما دنا من النب
يفكـر فـ مكان آخـر يلجـأ إليـه ..يدـ فيـه فجعـل إليه ..فالتفت إليه وقال :أفضالة !! انتبه
النصرة والتأييد .. قال :نعم ..فضالة يا رسول ال ..
فخرج إل الطائف يلتمس من قبيلة ثقيف النصرة والنعة قال :ماذا كنت تدث به نفسك ؟
.. قال :لشيء ..كنت أذكر ال !!..
دخل الطائف .. فضحك النب .. rث قال :أستغفر ال ..
فتوجه إل ثلثة رجال هم سادة ثقيف وأشرافهم .. قال فضالة : ..ث وضع رسول ال rيده على
وهم أخوة ثلثة : صدري ..فسكن قلب ..
عبد ياليل بن عمرو .. فوال ما رفع رسول ال rيده عن صدري ..
وأخوه مسعود .. حت ما خلق ال شيء أحب إل منه ..
وحبيب .. ث رجع فضالة إل أهله ..فمر بامرأة كان يالسها
جلس اليهم ..دعاهم إل ال ..كلمهم لا جاءهم له من ..ويتحدث إليها ..
ن صرته على ال سلم ..والقيام م عه على من خال فه من فلما رأته ..قالت :هلم إل الديث ..
قومه .. فقال :ل ..ث قال ..
فكان ردهم بذيئا !! قالت هلم إل الديث فقلت ل ** يأب عليك ال
أ ما أحد هم فقال :أ نا أمرط ثياب الكع بة ..إن كان ال و السلم
أرسلك !! لو ما رأيت ممدا وقبيله ** بالفتح يوم تكسّر
وقال الخر :أما وجد ال أحدا يرسله غيك ؟! الصنا ُم
وجعل الثالث يبحث متحذلقا عن عبارة يرد با ..حرص لرأيت دين الضحى بينا ** والشرك يغشى وجهه
على أن تكون أبلغ من كلم صاحبيه .. الظلم
فقال :وال ل أرد عليك أبدا ..لئن كنت رسو ًل من ال وكان فضالة بعدها من صالي السلمي ..
كما تقول ..لنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلم يلك قلوب الناس بالعفو عنهم ..يتحمل كان
..ولئن كنت تكذب على ال ..فما ينبغي ل أن أكلمك الذى ف سبيل التأثي فيهم ..وجرهم إل الي ..
.. كثيا من أذى كان أبو طالب يكف عن النب
103
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلح عليه أمر الدنيا والخرة .. من عندهم وقد يئس من خي ثقيف .. فقام
من أن تنل ب غضبك ..أو تل عليّ سخطك .. وخشـي أن تعلم قريـش أنمـ ردوه ..فيزدادون
لك العتب حت ترضى ..ول حول ول قوة ال بك .. أذى له ..
.. فبينما هو كذلك ..فإذ بسحابة تظله فقال لم :إن فعلتم ما فعلتم ..فاكتموا عليّ ..
وإذا فيها جبيل عليه السلم ..فناداه : فلم يفعلوا ..بل أغروا به سفهاءهم و عبيدهم ..
يا ممد ..إن ال قد سع قول قومك لك ..وما ردوا ..يسـبونه فجعلوا يركضون وراء رسـول ال
عليك ..وقد بعث لك ملك البال لتأمره با شئت فيهم ويصيحون به ..
.. وقد اصطفوا صفي ..وهو يسرع الطى بينهم ..
بكلمة .. وقبل أن ينطق ل رضخوها بالجارة ..
وكلما رفع رج ً
ناداه ملك البال ..السلم عليك يا رسول ال .. ياول ..أن يسـرع فيخطاه ليتقـي مـا وهـو
يا ممد ..إن ال قد سع قول قومك لك ..وأنا ملك يرمونه به من حجارة ..
البال ..قد بعثن اليك ربك لتأمرن ما شئت .. تسيلن بالدماء .. وجعلت قدماه الشريفتان
أو يتار .. ث قبل أن ينطق وهو الكهل الذي جاوز الربعي ..
جعل ملك البال يعرض عليه ..ويقول : فأبعد عنهم ..ومشى ..ومشى ..
إن شئت تطبق عليهم الخشبي ..وها جبلن عظيمان ح ت جلس ف مو ضع آ من ي ستريح ..ت ت ظل
ف جانب مكة .. نلة ..
وجعل ملك البال ينتظر المر .. وهـو منشغـل البال ..كيـف سـتستقبله قريـش ..
يطأ على حظوظ النفس ..وشهوة النتقام .. فإذا به كيف سيدخل مكة ..
ويقول : فرفع طرفه إل السماء وقال :
بل ..أستأن بم ..فإن أرجو أن يرج ال من أصلبم الل هم ال يك أش كو ض عف قو ت ..وقلة حيل ت ..
من يعبد ال ل يشرك به شيئا .. وهوان على الناس ..
يا أرحم الراحي ..
كن بطلً .. أنـت رب السـتضعفي ..وأنـت ربـ ..إل مـن
وإن الذي بين وبي بن أب تكلنـ ! إل بعيـد يتجهمنـ ..أم إل عدو ملكتـه
وبي بن عمي لختلف جدا أمري !
فإن أكلوا لمي وفرت لومهم إن ل يكـن بـك غضـب علي فل أبال ..ولكـن
وإن هدموا مدي بنيت لم مدا عافيتك هي أوسع ل ..
وليسوا إل نصري سراعا وإن هم أعوذ بنور وجهـك الذي أشرقـت له الظلمات ..
104
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..أو نوع سيارته ..بناء على ذوقه الاص .. دعون إل نصر أتيتهم شدا
انتبه دائما أن تكون هذه النصائح والنتقادات مبنية على ول أحل القد القدي عليهم
مرد أمزجة شخصية .. وليس رئيس القوم من يمل القد
نعم لو طلب رأيك ..أبده له واعرضه عليه ..أما أن
تتكلم معه وتنصح كما تنصح الخطئ ..فل .. .37أقنعه بطئه ليقبل النصح ..
وأحيانا ..النصوح ل يشعر أنه مطئ فل بد أن تكون بعض الناس يشغل الخرين بكثرة التوجيهات
حجتك قوية عند نصحه .. واللحظات حت يوصلهم إل مرحلة اللل
جلس أعراب صلف مع قوم صالي ..فتكلموا حول بر والستثقال ..
الوالدين ..والعراب يسمع .. خاصة إذا كانت النصائح والتوجيهات مبنية على
فالتفت إليه أحدهم وقال :يا فلن ..كيف برك بأمك آراء وأمزجة شخصية ..
.. كمن ينصحك بعد وليمة دعوت الناس إليها
فقال العراب :أنا با بار .. وتعبت ف إعدادها وتعب معك أهلك ومالك ! ث
قال :ما بلغ من برك با ؟ يقول لك هذا الناصح :يا أخي الوليمة ما كانت
قال :وال ما قرعتها بسوط قط !! مناسبة ..وتعبك ذهب هدرا ..وكنت أظن أنا
يعن إن احتاج إل ضربا ..ضربا بيده أو عمامته ..أما ستكون بستوى أعلى من هذا ..فتقول لاذا ؟
السوط فل يضربا به ..من شدة البّ!! فيقول :يا أخي أكثر اللحم كان مشويا ..وأنا
فالسكي ما كان ميزان الطأ والصواب عنده مستقيما .. أحب اللحم السلوق !!
فكن رفيقا لطيفا ..حت يقتنع الذي أمامك بطئه .. والسلطات كانت حامضة بسبب اللليمون ..وأنا
كان ف عهده eامرأة من بن مزوم تستلف التاع من ل أحب ذلك ..
النساء ..وتتغافل عن رده فإذا سألوها عنه جحدته .. وكذلك اللويات كانت مزينة بالكرية ..وهذا
وأنكرت أنا أخذت شيئا .. يعل طعمها غي مقبول ..
حت زاد أذاها ف الحد والسرقة فرفع أمرها إل رسول ث يقول لك :وعموما أكثر الناس أيضا تضايقوا
ال .. eفقضى فيها أن تقطع يدها .. ..وما أكلوا إل ماملة ..أو لنم اضطروا إليه ..
فشق على قريش أن تقطع يدها وهي من قبيلة من كبار فقطعا ..أنت هنا ستنظر إل هذا الناصح نظرة
قبائل قريش .. ازدراء وإعراض ..ولن تقبل منه نصيحته ؛ لنا
فأرادوا أن يكلموا النب eليخفف هذا الكم إل حكم مبنية على آراء وأمزجة شخصية !!..
آخر ..كجلد أو غرامة مال ..أو نو ذلك .. قل مثل ذلك فيمن ينصح آخر حول طريقة تعامله
وكلما توجه رجل منهم لنقاش النب eف هذا المر .. مع أولده ..أو مع زوجته ..أو طريقة بنائه لبيته
105
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سرقت لقطعت يدها ".. تردد ورجع ..
ث أمر بتلك الرأة الت سرقت فقطعت يدها .. فقالوا لن يترئ على رسول ال eإل أسامة بن
:فحسنت توبتها بع ُد ..وتزوجت .. قالت عائشة زيد ِ ..حبّ رسول ال eوابن ِحبّه ..ترب هو
وكانت تأتين بعد ذلك ..فأرفع حاجتها إل رسول ال وأبوه ف بيت النب eحت صار كولده ..
(.. )45 فكلموا أسامة ..
..كلها له مواقف متعددة مع رسول ال أسامة أقبل أسامة إل رسول ال .. eفرحب به وأجلسه
تفيض بالرحة والتعامل الراقي .. عنده ..
إل الرقات من قال أسامة بن زيد :بعثنا رسول ال جعل أسامة يكلم النب eليخفف الكم ..ويبي
جهينة .. أن هذه الرأة من أشراف الناس ..
فهزمناهم وخرجنا ف آثارهم ..فلحقت أنا ورجل من يستمع ..كان وأسامة يواصل الكلم والنب
ل منهم ..
النصار رج ً أسامة ياول إقناع النب eبرأيه ..
فلذ منا بشجرة .. نظر النب eإل أسامة ..فإذا هو ياول ويناقش
فلما أدركناه ..ورفعنا عليه السيف ..قال :ل إله إل ..بكل قناعة ..ول يدري أنه يطلب منه ما ل
ال .. يوز !!..
فأما صاحب النصاري فخفض سيفه .. فتغي النب وغضب eوكان أول كلمة قالا أن
وأما أنا فظننت أنه يقولا فرقا من السلح ..فحملت بي له خطأه فقال :
عليه فقتلته .. أتشفع ف حد من حدود ال يا أسامة ؟
.. فعرض ف نفسي من أمره شيء ..فأتيت النب فكأنه يبي سبب غضبه لسامة ..وأن حدود ال
فأخبته .. تعال الت أوجب على عباده إقامتها ل توز
فقال ل :أقال ل إله إل ال ..ث قتلته ؟! الشفاعة فيها ..
قلت :إنه ل يقلها من قِبَلِ نفسه ..إنا قالا فرقا من فانتبه أسامة ..وقال فورا :استغفر ل يا رسول
السلح .. ال ..
فأعاد علي :أقال ل إله إل ال ..ث قتلته ؟! فخطب ف الناس وأثن فلما كان الليل ..قام
فهل شققت عن قلبه ..حت تعلم أنه إنا قالا فرقا من على ال با هو أهله ..ث قال :
السلح .. " أما بعد ..فإنا أهلك الذين من قبلكم :
سكت أسامة ..فهو ل يشق عن قلب الرجل فعلً !!.. أنم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ..وإذا
لكنه كان ف ساحة حرب ..والرجل مقاتل !! سرق فيهم الضعيف ..أقاموا عليه الد ..
وإن والذي نفسي بيده ..لو أن فاطمة بنت ممد
( ) متفق عليه 45
106
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم ..هكذا :ائذن ل بالزنا .. السؤال مستنكرا :أقال ل إله إل فأعاد عليه
إل الشاب ..كان يستطيع أن يعظه بآيات نظر النب ال ..ث قتلته ؟!
يقرؤها عليه ..أو نصيحة متصرة يرك با اليان ف قلبه يا أسامة قتلت رجلً بعد أن قال ل إله إل ال !!
سلك أسلوبا آخر .. ..لكنه كيف تصنع بل إله إل ال يوم القيامة ؟!
بكل هدوء :أترضاه لمك ؟ قال له فما زال يقول ذلك حت وددت إن ل أكن أسلمت
فانتفض الشاب وقد مرّ ف خاطره أن أمه تزن ..فقال : إل يومئذ (.. )46
ل ..ل أرضاه لمي .. فتأمل كيف تدرج معه ببيان الطأ وإقناعه به ..ث
بكل هدوء :كذلك الناس ل يرضونه فقال له وعظه ونصحه ..
لمهاتم .. ولجل أن يقتنع النصوح با تقول ..ناقشه
ث فاجأه سائلً :أترضاه لختك ؟! بأفكاره ومبادئه هو قدر الستطاع ..
فانتفض الشاب أخرى ..وقد تيل أخته العفيفة تزن .. نعم فكر من وجهة نظره ..
وقال مبادرا :ل ..ل أرضاه لخت .. ف ملسه البارك ..ييط به بينما رسول ال
:كذلك الناس ل يرضونه لخواتم .. فقال أصحابه ألطهار ..
ث سأله :أترضاه لعمتك ؟! أترضاه لالتك ؟! إذ دخل شاب إل السجد وجعل يتلتفت يينا
والشاب يردد :ل ..ل .. وشالً كأنه يبحث عن أحد ..
:فأحب للناس ما تب لنفسك ..واكره للناس فقال ..فأقبل يشي إليه وقعت عيناه على رسول ال
ما تكره لنفسك .. ..
أدرك الشاب عند ذلك أنه كان مطئا ..فقال بكل كان التوقع أن يلس الشاب ف اللقة ويستمع إل
خضوع : الذكر ..لكنه ل يفعل !..
ع ال أن يطهر قلب ..
يا رسول ال ..اد ُ وأصحابه حوله إنا نظر الشاب إل رسول ال
..فجعل الشاب يقترب ..ويقترب ..حت فدعاه ..ث قال بكل جرأة :
جلس بي يديه ..ث وضع يده على صدره ..وقال : يا رسول ال ..ائذن ل بـ ..بطلب العلم ؟!
اللهم اهد قلبه ..واغفر ذنبه ..وحصن فرجه .. ل ..ل يقلها ..ويا ليته قالا ..
فخرج الشاب وهو يقول :وال لقد دخلت على رسول ائذن ل بالهاد ..ل ..ويا ليته قالا ..
ل من الزنا ..وخرجت من
..وما شيء أحب إ ّ ال أتدري ماذا قال ؟
ل من الزنا ..
عنده وما شيء أبغض إ ّ قال :يا رسول ال ..ائذن ل بالزنا ..
ث انظر إل استعمال العواطف ..دعاه ..وضع يده على عجبا !! هكذا بكل صراحة ؟!!
صدره ..دعا له ..
( ) متفق عليه 46
107
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من التوبيخ ل أرضى استماعه يعن استعمل جيع الساليب لصلح من أمامه ..
بل ..إذا انتشر خطأ معي ..واضطررت إل النصح العام بعدما جعله يقتنع بشناعة الفعل ليتركه عن قناعة
..فاعمل بقاعدة :ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا .. ..فل يفعله أبدا ..ل أمامه ول خلفه ..
كما تقدم معنا ..
إذن ..اللوم كالسوط الذي يلد به اللئم ظهر اللوم .. قاعدة ..
وبعض الناس ينفر الخرين إما بكثرة لومه ..أو بلومه إذا شعر الخطئ ببشاعة خطئه اقتنع باجته
على أمور انتهت ول يقدم اللوم أو يؤخر فيها شيئا .. للنصيحة ..وصار قبوله أكثر ..وقناعته أكب ..
ل فقيا ..تغرب عن أهله إل بلد آخر ..
أذكر أن رج ً
.38ل تلمن !! انتهى المر ..؟
واشتغل سائق شاحنة ..كان ف أحد اليام متعبا لكنه
يظن بعض الناس أنه عندما يلوم الخرين على
ركب الشاحنة ومضى با ف طريق طويل بي مدينتي ..
أخطائهم الت ربا تكون ل ترى إل بالجهر ..
غلبه النوم أثناء الطريق ..فجعل يصارعه وأسرع قليلً ..
يظن أنه يتقرب منهم أكثر ..أو أنه يقوي
فتجاوز سيارة أمامه دون أن ينتبه إل الطريق فإذا أماه
شخصيته بذلك ..
سيارة صغيه فيها ثلثة أشخاص ..حاول أن يتفاداها ..
والق أنه ليس الذكاء والفطنة أن تستطيع اللوم ..
ل يستطع ..فاصطدم با وجها لوجه ..
وإنا هو أن تتجنبه قدر الستطاع ..وتسعى إل
ثار الغبار ..وجعل الارة يوقفون سياراتم ويتفرجون
إصلح الشخاص بأساليب ل ترح ..ول ترج
على الادث ..
..
نزل سائق الشاحنة ..ونظر إل السيارة الصدومة ..وإل
أحيانا تتاج ف بعض المور أن تتعامى ..خاصة
من بداخلها فإذا هم موتى ..
الشياء الدنيوية ..والقوق الاصة ..
أنزلم الناس واتصلوا بالسعاف ..
ليس الغب بسيد ف قومه 00لكن سيد قومه
قعد سائق الشاحنة ينتظر ووصول السعاف ..ويفكر
التغاب
فيما سيحصل له بعد الادث من سجن ودية ..ويفكر ف
واللوم يعتب اللوم سهما حادا يوجه إليه ..لنه
أولده الصغار ..وزوجته ..
يشعره بنقصه ..
مسكي ..هوم اندت عليه كالبال !!..
هذا أولً ..
جعل الناس يرون به ويلومونه ..
ثانيا :تنب النصح ف الل قدر الستطاع ..
ل؟
عجبا !!..أهذا وقت اللوم ..أل يكن أن يؤجل قلي ً
تغمدن بنصحك ف انفرادي ..
قال أحدهم :لاذا تسرع ؟ هذه عواقب السرعة ..
وجنبن النصيحة ف الماعة
وقال آخر :أكيد أنك كنت نعسان ومع ذلك استمريت
فإن النصح بي الناس نوع ..
ف القيادة !..ل توقف سيارتك وتنام ..؟
108
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ول يوقظهم إل حر الشمس .. وقال ثالث :الفروض أن مثلك ل تصرف لم
استيقظ رسول ال .. rوهبّ الناس من نومهم ..فلما رخص قيادة !!
رأوا الشمس اضطربوا ..وكثر لغطهم .. كانوا يقولون هذه العبارات بأسلوب حاد ..فيه
الكل ينظر إل بلل .. تعنيف وصراخ ..
التفت rإل بلل وقال :ماذا صنعت بنا يا بلل ؟ كان الرجل واجا ..جالسا على صخرة ساكتا ..
فأجاب بلل بواب متصر ..لكنه موضح للواقع تاما متكئا برأسه على يديه ..
.. وفجأة هوى على جنبه ..و ..و ..مااات ..
قال :يا رسول ال ..أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك .. قتلوه بلومهم ..ولو صبوا قليلً لكان خيا له
يعن أنا بشر ..حاولت أن أقاوم النوم ..فلم أستطع .. ولم ..
غلبن النوم كما غلبكم !! ضع نفسك موضع اللوم ..الخطئ ..وفكر من
:صدقت ..وسكت عنه .. فقال وجهة نظره ..
نعم فما فائدة اللوم هنا .. فأحيانا لو كنت مكانه قد تقع ف خطأ أكب من
فلما رأى rاضطراب الناس ..قال : rارتلوا .. خطئه ..
فارتلوا ..فمشى شيئا يسيا .. يراعي ذلك كثيا .. كان رسول ال
ث نزل ونزلوا ..فتوضأ وتوضئوا .. لا انصرف rمن خيب ..أطالوا السي حت تعبوا
ث صلى بالناس .. ..
فلما سلم ..أقبل على الناس فقال : فلما أقبل الليل ..نزلوا ف موضع ف الطريق
إذا نسيتم الصلة ..فصلوها إذا ذكرتوها .. ليناموا ..
.. فلله دره ما أعقله وأحكمه فقال : rمن رجل يفظ علينا الفجر لعلنا ننام ؟
كان مدرسة لكل قائد .. متحمسا فقال :أنا يا رسول ال كان بلل
ليس مثل بعض الرؤساء اليوم ل تكاد عصا اللوم أحفظه عليك ؟
والتقريع تنل من يده .. فاضطجع رسول ال .. rونزل الناس فناموا ..
يضع نفسه مكان من تته ويفكر بعقولم .. بل كان وقام بلل يصلي حت تعب ..وقد كان متعبا من
ويتعامل مع القلوب قبل الجساد .. طول الطريق قبل ذلك ..
يعلم أنم بشر ..وليسوا آلت !! فقعد واستند إل بعيه مستريا ..واستقبل الفجر
ف السنة الثامنة من الجرة .. يرمقه ..فغلبته عينه ..فناااام ..
جع الروم جيشا ..وأقبل من جهة الشام ..لقتال النب كان الميع ف تعب شديد ..فطال نومه ونومهم
rوأصحابه .. ..ومضى الليل ..وطلع لصبح ..والكل نيام ..
109
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال بعضهم :نكتب إل رسول ال rنبه بعدد عدونا وقيل إنه rجع جيشا لغزوهم ابتداءً ..
.. بدأ rيهز جيشا لرساله إليهم ..فلم يزل يث
فإما أن يدنا بالرجال .. الناس حت جع ثلثة آلف ..
أو يأمرنا با يشاء فنمضي له ..وكثر كلم الناس ف ذلك فزودهم با وجد من سلح وعتاد ..
.. قال لم :أميكم زيد بن حارثة ..
فقام عبد ال بن رواحة ..ث صاح بالناس وقال : فإن أصيب زيد ..فجعفر بن أب طالب على الناس
يا قوم ..وال إن الت تكرهون هي الت خرجتم تطلبون ..
..الشهادة ف سبيل ال ..تفرون منها !! فإن أصيب جعفر فعبد ال بن رواحة ..
وما نقاتل الناس بعدد ول قوة ول كثرة ..ما نقاتلهم إل وخرج معهم rيودعهم ..
بذا الدين الذي أكرمنا ال به ..فانطلقوا فإنا هي إحدى وخرج الناس يودعون اليش ..
السنيي ..إما ظهور وإما شهادة .. ويقولون :صحبكم ال ودفع عنكم وردكم إلينا
فمضى الناس ..يسيون .. صالي ..
حت إذا دنوا من جيش الروم ..ف موقعة "مؤتة" فإذا كان عبد ال بن رواحة مشتاقا إل الشهادة ..
أعداد عظيمة ل قبل لحد با .. فقال :
قال أبو هريرة : tشهدت يوم مؤتة ..فلما دنا منا لكنن أسأل الرحن مغفرةً وضرب ًة ذات فرغ
الشركون ..رأينا ما ل قبل لحد به من العدة .. تقذف الزبدا
والسلح ..والكراع ..والديباج ..والرير ..والذهب أو طعنة بيدي حران مهزة بربة تنفذ الحشاء
.. والكبدا
فبق بصري .. حت يقال إذا مروا على جدثي ياأرشد ال من
فقال ل ثابت بن أرقم :يا أبا هريرة ..كأنك ترى جوعا غا ٍزوَقد رشدا
كثية ؟ ث مضى اليش حت نزلوا "معان" من أرض الشام
قلت :نعم .. ..
قال :إنك ل تشهد بدرا معنا ..إنا ل ننصر بالكثرة .. فبلغهم أن هرقل ملك الروم قد نزل من أرض
ث التقى الناس فاقتتلوا .. البلقاء ف مائة ألف من الروم ..
فقاتل زيد بن حارثة براية رسول ال rحت كثرت عليه وانضم إليه من القبائل حوله مائة ألف ..فصار
.. الرماح وسقط صريعا شهيدا جيش الروم مائت ألف ..
فأخذ الراية جعفر بكل بطولة ..فاقتحم عن فرس له فلما تيقن السلمون من ذلك ..أقاموا ف "معان"
شقراء فجعل يقاتل القوم ..وهو يقول : ليلتي ينظرون ف أمرهم ..
110
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شد بذا صلبك ..فإنك قد لقيت ف أيامك هذه ما لقيت طيبة وبارد شرابا يا حبذا النة واقـترابا
.. والروم روم قد دنا عذابا كافرة بعيدة أنسابا
فأخذه من يده فانتهش منه نشة ..ث سع الطمة ف علي إن لقيتها ضرابا
ناحية الناس .. أن جعفر أخذ اللواء بيمينه فقطعت ..
فقال :وأنت ف الدنيا ! فألقاه من يده ..ث أخذ سيفه ث فأخذ اللواء بشماله فقطعت ..
تقدم .. فاحتضنه بعضديه حت قتل وهو ابن ثلث وثلثي
فقاتل حت قتل .. t سنة ..
فوقعت الراية ..واضطرب السلمون ..وابتهج قال ابن عمر :وقفت على جعفر يومئذ ..وهو
الكافرون .. قتيل ..فعددت به خسي بي طعنة وضربة ليس
والراية تطؤها اليل ..ويغلوها الغبار .. منها شيء ف دبره ..
فأقبل البطل ثابت بن أرقم .. فأثابه ال بذلك جناحي ف النة يطي بما حيث
ث رفعها ..وصاح .. يشاء ..
يا معاشر السلمي ..هذه الراية ..فاصطلحوا على رجل ل من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعته
إن رج ً
منكم .. نصفي ..
فتصايح من سعه وقالوا :أنت ..أنت .. فلما قتل جعفر ..أخذ عبد ال بن رواحة الراية ..
قال :ما أنا بفاعل .. ث تقدم با وهو على فرسه ..
فأشاروا إل خالد بن الوليد .. فجعل يستنل نفسه ..ويتردد بعض التردد ..
فلما أخذ الراية ..قاتل بقوة ..حت إنه كان يقول : ويقول :
لقد اندقّ ف يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ،فما بقي ف لتنلن أو لتكرهنه أقسمت يا نفس لتنلنه
يدي إل صفيحة يانية .. مال أراك إن أجلب الناس وشدوا الرنة
ث اناز خالد باليش ..واناز الروم إل معسكرهم .. تكرهي النة
خشي خالد أن يرجع باليش إل الدينة من ليلته .. ث قال :
فيتبعهم الروم .. هذا حام الوت قد يا نفس إل تقتلي توت
فلما أصبحوا ..غي خالد مواقع اليش .. صليت
فجعل مقدمة اليش ..ف الؤخرة .. إن تفعلي فعلهما وما تنيت فقد أعطيت
وجعل مؤخرة اليش مقدمة .. هديت
ومن كانوا يقاتلون ف يي اليش ..أمرهم بالنتقال إل ث نزل ..فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لم
يساره .. ..
111
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاتا ..دخلهم الرعب .. وأمر من ف اليسرة أن يذهبوا للميمنة ..
فأرسل إليهم رسول ال rمن يقول لم : فلما ابتدأ القتال ..وأقبل الروم ..
•من دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن .. فإذا كل سرية منهم ترى رايات جديدة ..
•ومن دخل السجد فعو آمن .. ووجوها جديدة ..
•ومن دخل دار أب سفيان فهو آمن .. فاضطرب الروم ..وقالوا :قد جاءهم ف الليل
فبدأ الناس يفرون من بي يديه .. r مدد ..فرعبوا ف القتال ..
فاجتمع بعض فرسان قريش ..وأردوا أن ياربوا ..فأب فقتل السلمون منهم مقتلة عظيمة ..ول يقتل من
عليهم قومهم .. ل ..
السلمي إل اثنا عشر رج ً
فاجتمع نفر منهم ف مكان يقال له الندمة .. وانسحب خالد باليش ..آخر النهار من ساحة
اجتمع صفوان بن أمية ..وعكرمة بن أب جهل .. القتال ..ث واصل مسيه نو الدينة ..
وسهيل بن عمرو .. فلما أقبلوا إل الدينة ..
وجعوا ناسا معهم بالندمة ليقاتلوا .. لقيهم الصبيان يتراكضون إليهم ..ولقيتهم النساء
وكان حاس بن قيس .. ..
..ويصلحه .. يعد سلحا قبل قدوم النب فجعلوا يثون التراب ف وجوه اليش ..ويقولون
فقالت له امرأته :لاذا تعد ما أرى ؟ :
قال :لحمد وأصحابه !!.. يا فرار ..فررت ف سبيل ال ..
كانت امرأته تعلم بقوة السلمي ..فقالت :وال ما أرى فلما سع النب rذلك ..
يقوم لحمد وأصحابه شيء ! علم أنم ل يكن أمامهم إل ذلك ..
قال :وال إن لرجو أن أخدمك بعضهم ..يعي ياسر وأنم فعلوا ما بوسعهم ..
بعضهم وييء بم إليها خدما .. فقال rمدافعا عنهم :
ث قال مفتخرا : ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار ..إن شاء ال عز
هذا سلح كامل وأله إن يقبلوا اليوم فما ل علة وجل " .
وذو غرارين سريع السلة نعم انتهى المر ..وهم أبطال ماقصروا ..لكنهم
ث خرج من عندها ..إل موقع "الندمة" ..حيث اجتمع بشر والمر كان فوق طاقتهم ..
أصحابه .. إذن الصلة على اليت الاضر ..أحيانا انتهى
فما هو إل أن لقيهم السلمون ..يتقدمهم سيف ال خالد المر فل فائدة من اللوم ..
بن الوليد .. دائما .. كان هذا منهجه
فابتدأ القتال ..وصال البطال .. لا سع الكفار برسول ال rقادما بيشه إل مكة
112
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقيل له :يا رسول ال ..أنت تنهى عن القتل ..وهذا فقتل ف لظة واحدة ..أكثر من اثن عشر أو
خالد بن الوليد ف كتيبته ..يقتل من لقيه من الشركي ؟ ثلثة عشر ..من الكفار ..
فقال " : rقم يا فلن ..فأت خالد بن الوليد ..فقل له فلما رأى حاس بن قيس ذلك ..
:فليفع يده من القتل " . التفت إل صفوان وعكرمة ..فإذا ها يفران إل
هذا الرجل يعلم أنم الن يعيشون حالة حرب ..وأن بيوتما ..
أمرهم قريشا بالبقاء ف بيوتم لئل يقتلوا ..فمن النب فانزم معهم ..وذهب يعدو إل بيته ..فدخله
كان ف غي بيته استحق القاتلة .. سريعا ..
ففهم من قول النب : rيرفع يده من القتل ..أي يقتل وأخذ يصيح بامرأته فزعا :أغلقي علي باب ..
كل من وقف أمامه ..حت يرفع يده بالسيف لنه ل يد فإنم يقولون من دخل داره وأغلق بابه فهو آمن
من يقتل !!.. !!..
r فأتى الرجل خالدا فصاح به :يا خالد ..إن رسول ال فقالت :فأين ما كنت تقول ؟ أن تزمهم ..
..يقول :اقتل من قدرت عليه ! وتدمن بعضهم !!..
فقتل خالد سبعي إنسانا .. فقال :
فأت رجل النب .. rقال :يا رسول ال ..هذا خالد إنك لو شهدت يوم الندمة إذ فر صفوان وفر
يقتل .. عكرمة
فعجب النب .. rكيف يقتل وقد ناه ..؟! واستقبلتهم بالسيوف وأبو يزيد قائم كالؤتة
" :أل أنك فأرسل إل خالد ليأتيه ..فأتاه ..فقال السلمة
عن القتل ؟ " يقطعن كل ساعد وججمة ضربا فل يسمع إل
فعجب خالد وقال :يا رسول ال ..جاءن فلن فأمرن غمغمة
أن أقتل من قدرت عليه .. ل تنطقي ف اللوم أدن لم نيت خلفنا وههمة
فأرسل النب rإل ذاك الرجل ..فجاء ورأى خالدا .. كلمة
" :أل أقل يرفع يده من القتل ؟ " فقال له صحيح ..لو رأت امرأته ما رأى من شدة القتال
فأدرك الرجل خطأه ..لكن المر انتهى ..فقال :يا ..ما نطقت ف لومه كلمة ..
رسول ال ..أردتّ أمرا ..وأراد ال أمرا ..فكان أمرُ وف موقف آخر ..
ال فوق أمرك ..وما استطعتُ إل الذي كان .. ..مكة فاتا ..فقد كان يعلم لا دخل النب
فسكت عنه النب rوما ردّ عليه شيئا .. عظمة البلد الرام ..فقاتل قتالً يسيا ..
من تأمل ف مسية الياة ..وجد هذا المر ظاهرا .. ث قال :إن ال حرم هذا البلد يوم خلق السموات
أحيانا يكون الشخص قد فعل أحسن ما يستطيع .. والرض ..وإنا ح ّل ل ساعة من نار " ..
113
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكرت فيما قال ..فرأيت أنه ل يستحق اللوم كثيا .. ركبت مع أحد الشباب ف سيارته ..فإذا قيادته
وذلك أن الختيارات الت كانت أمامه مدودة .. جيدة ..
يعن بعض الشاكل ليس لا حل ..شخص أبوه عصب .. وكنت أعلم أنه وقع له حادث تصادم قبل اسبوع
نصحه بميع الساليب ..ما نفع ..ماذا يفعل ؟ ..
فسألته :ألحظ أن قيادتك جيدة ..فلماذا
لفتة .. صدمت قبل أسبوع ؟!
ضع نفسك موضع اللوم وفكر من وجهة نظره ..ث قال :كان ل بد أن أصدم !!
احكم عليه .. قلت عجبا !!
قال :نعم ..كان ل بد أن أصدم ..أتدري لاذا ؟
.39تأكد من الطأ قبل النصيحة ..
قلت :لاذا ؟!
كان واضحا من نبة صوته لا اتصل ب ..أنه كن غضبانا
قال :
يكتم غيظه قدر الستطاع ..
أقبلت بسيارت على جسر ..وكنت مسرعا ..
ليست هذه هي النبة الت تعودت عليها من فهد ..
فلما نزلت منه فإذا السيارات أمامي متوقفة صفوفا
شعرت أن عنده شيئا ..
..
بدأ كلمه ..متحدثا عن الفت وتعرض الناس لا ..
ل أدري ما السبب ..حادث ف المام ..أو نقطة
ث احتدت النبة ..وجعل يكرر :أنت داعية ..وطالب
تفتيش ..ل أدري ..الهم أن تفاجات با ..
علم ..وأفعالك مسوبة عليك ..
كان أمامي أربعة مسارات كلها مليئة بالسيارات
قلت :أبا عبد ال ليتك تدخل ف الوضوع مباشرة ..
..وكنت ميا بي أن أنرف عنها كلها وأسقط
قال :الحاضرة لت ألقيتها ف ..وقلت ..
من فوق السر ..أو أمسك فرامل بأقوى ما
تعجبت ..قلت :مت كان ذلك ؟
أستطيع وعندها ستلعب ب السيارة ف الطريق ..
قال :قبل ثلثة أسابيع ..
أو الختيار الثالث ..وهو أهونا ..
قلت :ل أذهب لتلك النطقة منذ سنة ..
قلت :وما هو ؟!
قال :بلى ..وتدثت عن كذا ..
قال :أن أصدم إحدى السيارات الربع الواقفة
ث تبي ل أن صاحب ..بلغته إشاعة فصدقها ..وبن
أمامي ..
على أساسها مناصحته ..وموقفه ..وكلمه ..
ضحكت ..وقلت ..هاه وماذا فعلت ؟
صحيح أنن ل أزال أحبه ..لكن نظرت إليه قصرت ..
قال :خففت سرعت قدر استطاعت ..واخترت
لنن اكتشفت أنه متسرع ..ومثل ما يقولون ( يطي ف
أرخص السيارات الت أمامي ..و ..و ..صدمتها
العجّة ) !!..
..
114
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()47
.. كم هم أولئك الذين يبنون مواقفهم ونظراتم على
وف عام الوفود ..كان بعض الناس يأت مسلما ..ويبايع إشاعات ..
النب .. rوبعضهم يأت كافرا ..ويسلم أو يعاهد .. قليل منهم من يأتيك مناصحا ..ليكتشف بعدها
فبينما رسول ال rمع أصحابه يوما ..إذ جاء وفد أنه كان يري وراء إشاعة ..
صدِف ..وهم بضعة عشر راكبا ..فأقبلوا إل ملس
ال ّ وكثي منهم من تنطبع هذه الشاعة ف قلبه ..
النب .. rفجلسوا و ل يسلموا .. ويكوّن على أساسه تصوره عنك ..وهي كذبة ..
فسألهم " :أمسلمون أنتم ؟ " أحيانا يشاع أن فلنا فعل كذا وكذا ..
قالوا :نعم ..قال " :فهل سلمتم ؟ " .. فلجل أن تتفظ بقدرك عنده ..تأكد من الب
فقاموا قياما فقالوا :السلم عليك أيها النب ورحة ال قبل الكلم عنه ..
وبركاته .. .. وهذا منهج النب
فقال " :وعليكم السلم ..اجلسوا " ..فجلسوا ث إليه .. أتى رجل إل النب .. rفنظر النب
سألوه rعن أوقات الصلوات .. فإذا رجل رث اليئة ..مغب الشعر ..فأراد rأن
..توسعت بلد السلم .. وف عهد عمر ينصحه ليصلح من هيئته ..لكنه خشي أن يكون
فعي عمر سعد بن أب وقاص أميا على الكوفة .. ل ..ليس ذا مال ..
الرجل فقيا أص ً
كان أهل الكوفة حينذاك مشاغبي على ولتم .. فقال له :هل لك من مال ؟
..يشتكون أرسل نفر منهم رسالة إل الليفة عمر قلت :نعم ..
إليه من سعد .. قال :من أي الال ..؟
وذكروا عيوبا كثية ..حت إنم قالوا :ول يسن أن قال :من كل الال ..من البل ..والرقيق ..
يصلي !! واليل ..والغنم ..
فلما قرأ عمر الكتاب ..ل يتسرع باتاذ قرار ..ول قال :فإذا آتاك ال مالً ..فليُر عليك ..
كتابة نصيحة .. ث قال :تنتج إبل قومك صحاح آذانا ..فتعمد
وإنا أرسل ممد بن مسلمة إل الكوفة معه كتاب إل إل الوسى ..فتقطع آذانا ..
سعد .. فتقول :هذه بية ..وتشقها ..أو تشق جلودها
وأمره أن يسي مع سعد ويسأل الناس عنه .. ..
جعل ممد بن مسلمة يصلي مع سعد ف الساجد .. وتقول :هذه صرم ..فتحرمها عليك وعلى أهلك
ويسأل الناس عن سعد .. ..
قال :نعم ..
قال :فإن ما أعطاك ال لك حل ..موسى ال أحد
( ) أخرجه الاكم وصحح إسناده . 47
115
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت كبت سنه ..ورق عظمه ..واحدودب ظهره .. ول يدع مسجد إل سأل عنه ..ول يذكرون عن
وطال عمره حت مل من حياته ..واشتد فقره .. سعد إل معروفا ..
فكان يلس وسط الطريق يسأل الناس ..وقد سقط حت دخل مسجدا لبن عبس ..
حاجباه على عينيه من شدة الكب ..فإذا مرت به النساء فقام ممد بن مسلمة ..وسأل الناس عن أميهم
مد يده يغمزهن ويتعرض لن .. سعد ؟؟
فكان الناس يصيحون به ..ويسبونه ..فيقول : فأثنوا عليه خيا ..
وماذا أفعل !! شيخ كبي مفتون ..أصابتن دعوة الرجل فقال ممد :أنشدكم بال ..هل تعلمون منه غي
الصال سعد بن أب وقاص .. ذلك ؟
قالوا :ل نعلم إل خيا ..
حديث .. فكرر عليهم السؤال ..
بئس مطية الرجل زعموا ..وكفى بالرء إثا أن يدث عندها قام رجل ف آخر السجد ..اسه أسامة بن
بكل ما سع .. قتادة ..فقال :
أما إذ نشدتنا بال ..فاسع :
.40اجلدن برفق !!
إن سعدا كان ل يسي بالسوية ..ول يعدل ف
ل يعن ما تقدم من كلم عدمُ اللوم أبدا ..
القضية ..
بلى ..فقـد تتاج فـ أحيان متكررة أن تلوم الخريـن ..
فعجب سعد وقال :أنا كذلك ؟
ولدك ..زوجتك ..صديقك ..
قال الرجل نعم ..
لكن يكن تأجيله قليلً ..أو استخدام أساليب أخف ..
فقال سعد :أما وال لدعون بثلث :
دع اللوم يتفظ باء وجهه ..
اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا ..وقد قام رياء
مكة ..وقد قوي شأنه عند العرب .. بعدما فتح
وسعة ..
وكثر الداخلون ف السلم ..
اللهم فـ :
بالناس حنينا ..فجاء الشركون بأحسن صفوف غزا
•أطل عمره ..
..فصفت اليل ..
•وأطل فقره ..
ث صفت القاتلة ..ث صفت النساء من وراء ذلك ..
•وعرضه للفت ..
ث صفت الغنم ..ث النعم ..
ث خرج سعد من السجد ..
والسلمون بشر كثي ..قد بلغوا اثن عشر ألفا ..
ومضى إل لدينة ومات بعدها بسنوات ..
وكان الشركون قد سبقوا إل وادي حني ..واختبأت
أما ذلك الرجل فل زالت دعوة سعد تلحقه ..
كتائب منهم ف جانبيه بي الصخور ..
116
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جعلوا يتبعونه ويرددون :اقسم علينا فيئنا .. فما هو إل أن ابتدأ القتال ..ودخلت جوع
حت تزاحوا عليه ..وضيقوا الطريق بي يديه .. السلمي ف الوادي ..
واضطروه إل شجرة ..فم ّر من شدة الزحام ملصقا لا حت تفجر عليهم الكفار من كل جانب ..
.. واضطرب الناس ..
فتعلق رداؤه بأغصانا ..حت سقط عن منكبيه ..وصار وجعلت خيل السلمي ..تلوذ خلف ظهورهم ..
بطنه وظهره مكشوفا .. فلم يلبثوا أن انكشفت خيلهم ..وكان أو ُل من
فلم يغضب ..وإنا التفت إليهم وقال ..بكل هدووووء فرّ العراب ..وتسلط الكفار وظهروا ..
: فالتفت رسول ال .. rفإذا الموع تفر ..
أيها الناس ..ردوا علي ردائي ..فوالذي نفسي بيده لو والدماء تسيل ..واليل يضرب بعضها ف بعض
كان ل عدد شجر تامة ..نَعما لقسمته عليكم .. ..
ث ل تدون بيل ..ول جبانا ..ول كذابا .. فجعل يأمر العباس بأن ينادي :يا للمهاجرين يا
ل لمسك الموال لنفسه ..
نعم ..لنه لو كان بي ً للنصار ؟
ولو كان جبانا لف ّر مع الفارين .. فرجعوا حت ثبت rف ثاني أو مائة رجل ..
ولو كان كذابا لا نصره رب العالي .. ث نصر ال السلمي ..وانتهى القتال ..
الرائعة كثية .. مواقفه .. وجعت الغنائم بي يدي النب
يشي مع بعض أصحابه ..فمر بامرأة تبكي عند كان فإذا الذين فروا من القتال ..وخافوا من الرماح
قب ..على صب لا .. والنبال ..
فقال لا :اتقي ال واصبي .. هم أول من اجتمع على رسول ال .. rيريد
وكانت الرأة باكية مهمومة ..فلم تعرف النب .. الغنائم ..
فقالت :إليك عن ..وما تبال أنت بصيبت ..؟! تعلقت العراب ..برسول ال rيقولون له :
فسكت النب ..وذهب وتركها ..فقد أدى ما عليه اقسم علينا فيئنا ..اقسم علينا فيئنا ..يريدون
.. الغنائم ..
وأدرك أن الرأة الن ف وضع نفسي قد ل يناسب أن عجبا !!..يقسم فيئكم ..مت صار فيؤكم وأنتم
يزاد عليها ف النصح أكثر ما سعت .. ل تقاتلوا ..
التفت بعض الصحابة إليها وقالوا :هذا رسول ال كيف تطلبون من الغنيمة ..وهو الذي كان يصرخ
!!.. بكم لتعودوا وأنتم ل تستجيبون !!..
فندمت الرأة على ما قالت ..وقامت تاول أن تلحق لكنه rل يكن يدقق على مثل هذا ..فالدنيا ل
بالنب ..حت وصلت بيته .. تساوي عنده شيئا ..
117
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والبارحة أبو أحد يعنين لا تكلم عن السيارات القدية .. فلم تد على بابه بوابي ..
نعم يقصد سيارت ..نعم ..كان ينظر إلّ .. فقالت معتذرة :يا رسول ال ..ل أعرفك ..الن
إل آخر مواقف وتفكيات هذا الرجل السكي .. أصب ..
()48
قديا قالوا ف الثل :إن أطاعك الزمان وإل فأطعه .. فقال إنا الصب عند الصدمة الول ..
ل حفظه
أذكر أن أعرابيا -من أصدقائي -كان يردد مث ً
من جده ..كان يسمعن إياه كثيا إذا بدأت أتفلسف اقتل برفق ..
عليه ببعض العلومات ..فكان يرج زفيا طوييييلً من إن ال كتب الحسان على كل شيء ..فإذا
صدره ث يقول :ياااا شيخ ..اليد اللي ما تقدر تلويها قتلتم فأحسنوا القتلة ..وإذا ذبتم فأحسنوا
صافحها !!.. الذبح ..وليحد أحدكم شفرته ..وليح ذبيحته
وإذا تفكرت ف هذا وجدته صحيحا ..فنحن إذا ل نعود ..حديث رواه مسلم
أنفسنا على التسامح وتشية المور ..أو بعن آخر
ِ .41فرّ من الشاكل !!
التغاب ..وعدم الغراق ف التفسيات والظنون ..وإل
ل ف مستشفى بدائي لكتشف
أظنه لو أجرى تلي ً
فسوف نتعب كثيا ..
ف جسمه عشرة أنواع من المراض ..أهونا
ليس الغب بسيد ف قومه ..لكن سيد قومه التغاب
الضغط والسكر ..
وأذكر أن شابا متحمسا أقبل إل شيخه يريده أن يساعده
كان السكي يعذب نفسه كثيا لنه يطالب الناس
ف اختيار زوجة تكون رفيقة دربه حت المات ..فقال
بالثالية التامة ..دائما تده متضايقا من زوجته ..
الشيخ :ما هي الصفات الت ترغب وجودها ف
كسرت الصحن الديد ..
زوجتك ؟
نسيت كنس الصالة ..
فقال :منظرها جيل ..وقوامها طويل ..وشعرها حرير..
أحرقت ثوب الديد بالكواة ..
ورائحتها عبي ..لذيذة الطعام ..عذبة الكلم ..إن
وأولده ..خالد إل الن ل يفظ جدول الضرب
نظرت إليها سرتن ..وإن غبت عنها حفظتن ..ل
..
تالف ل أمرا ..ول أخشى منها شرا ..لا دين يرفعها
وسعد ..ل يظفر بتقدير متاز ..
..وحكمة تنفعها ..
وسارة ..وهند ..
وراح يسرد من صفات الكمال التفرقة ف النساء
هذا حاله ف بيته ..
ويمعها ف امرأة واحدة ..
أما بي زملئه ..فأعظم ..أبو عبد ال قصدن لا
فلما أكثر على الشيخ ..قال له :يا ولدي ..عندي
ذكر قصة البخيل !..
طلبك ..
قال :أين ؟ قال :ف النة بإذن ال ..أما ف الدنيا فعود
( ) رواه البخاري 48
118
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجأة ..فيبعدها ..خوفا من أن يصيب رحل ناقته رجل نفسك التسامح ..
.. النب نعم ف الدنيا عود نفسك التسامح ..ل تعذب
حت غلبته عينه ف بعض الطريق ..فزاحت راحلته راحلة نفسك بالبحث عن مشاكل لثارتا ..والنقاش
..فآله .. ..وضرب رحله رجل النب النب حولا ..
من حر ما يد " :حسّ " فقال النب فيوما تصرخ ف وجه جليس :أنت تقصدن
فاستيقظ كلثوم ..فاضطرب وقال : بكلمك ؟
يا رسول ال ..استغفر ل .. ويوما ف وجه ولدك :أنت تريد أن تزنن
بكل ساحة ِ :سرْ ِ ..سرْ .. فقال بكسلك ؟
نعم ِ :سرْ ..ول يعمل قضية ..لاذا تضايقن ؟ الطريق ويوما ف وجه زوجتك :أنت تتعمدين إهال بيتك
واسع ! ما الذي جاء بك بانب ؟! ل ..ل يتعب نفسه .. ؟ ...
ضربة رجل ..وانتهت .. وقد كان منهج النب .. rالتسامح عموما ..
دائما .. كان هذا أسلوبه فكان يستمتع بياته ..
جلس يوما بي أصحابه .. على أهله أحيانا ..ف الضحى .. كان يدخل
فأقبلت إليه امرأة ببدة ..قطعة قماش .. وهو جائع ..فيسألم :هل عندكم من شيء ..
فقالت :يا رسول ال ..إن نسجت هذه بيدي .. عندكم طعام ..
أكسوكها .. فيقولون :ل ..
..وكان متاجا إليها .. فأخذها النب :إن إذا صائم .. فيقول
وقام ودخل بيته ..فلبسها ..ث خرج إل أصحابه وهي ول يكن يصنع لجل ذلك مشاكل ..ما كان يقول
إزاره .. ِ :ل َم ل تصنعوا طعاما ..لِم ل تبون لشتري ..
فقال رجل من القوم :يا رسول ال ..اكسنيها .. ()49
إن إذا صائم ..وانتهى المر ..
:نعم .. فقال وكان ف تعامله مع الناس ..يتعامل بكل ساحة ..
..فخلعها وطواها ..ولبس إزارا قديا .. ث رجع قال كلثوم بن الصي ..كان من خيار الصحابة
ث أرسل با إل الرجل .. ..
فقال الناس للرجل :ما أحسنت ..سألته إياها وقد قال :غزوت مع رسول ال rغزوة تبوك ..
علمت أنه ل يرد سائلً ؟! فسرت ذات ليلة معه ونن بوادي "الخضر" ..
فقال الرجل :وال ما سألته ..إل لتكون كفن يوم أطالوا الشي ..فجعل يغلبه النعاس ..
أموت .. ..ويستيقظ وجعلت ناقته تقترب من ناقة النب
119
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()50
سجدة ..أطالا ..حت خشي عليه فسجد رسول ال .. فلما مات الرجل ..كفنه أهله فيها
أصحابه أن يكون قد أصابه شيء .. ما أجل احتواء الناس بذه التعاملت ..
ث رفع من سجوده .. يوما يؤم أصحابه ف صلة العشاء .. قام
وبعد انتهاء الصلة ..سأله أصحابه ..قالوا :يا رسول فدخل إل السجد طفلن ..السن والسي ..
ال ..لقد سجدت ف صلتك هذه سجدة ما كنت .. ابنا فاطمة
تسجدها !!..أشيء أمرت به ؟ أو كان يوحى إليك ؟ ..وهو يصلي .. فأقبل إل جدها رسول ال
:كل ذلك ل يكن ..ولكن ابن ارتلن .. فقال فكان إذا سجد ..وثب السن والسي على
فكرهت أن أعجله ..حت يقضي حاجته .. )52( .. ظهره ..
..وكان يوما على أم هانئ بنت أب طالب ودخل أن يرفع رأسه ..تناولما بيديه من فإذا أراد
جائعا .. خلفه تناو ًل رفيقا ..
فقال :هل عندك من طعام نأكله ؟ ووضعهما عن ظهره ..فجلسا جانبا ..
فقالت :ليس عندي إل كسر يابسة ..وإن لستحي أن فإذا عاد لسجوده ..عادا فوثبا على ظهره ..
أقدمها إليك .. صلته .. حت قضى
فقال :هلمي بن .. فأخذها بكل رفق ..وأقعدها على فخذيه ..
فأتته بن ..فكسرهن ف ماء ..وجاءت بلح فذرته عليه ..فقال :يا رسول ال .. فقام أبو هريرة
.. أردّها ..؟ يعن أعيدها لمهما ..؟
..يأكل هذا البز ملوطا بالاء .. فجعل عليهما .. فلم يعجل
فالتفت إل أم هانئ وقال :هل من إدام ؟ ل ..فبقت برقة من السماء ..
ث لبث قلي ً
فقالت :ما عندي يا رسول ال إل شيء من "خلّ" .. :القا بأمكما ..فقاما فدخل على فقال لما
()51
فقال :هلميه .. أمهما ..
فجاءته به ..فصبه على طعامه ..فأكل منه .. وف يوم آخر ..
ث حد ال عز وجل ..ث قال :نعم الدام الل (.. )53 ..على أصحابه ف إحدى خرج النب عليه
نعم ..كان يعيش حياته كما هي ..يتقبل المور بسب صلت الظهر أو العصر ..
ما هي عليه .. وهو حامل السن أو السي ..
وف رحلة الج .. فتقدم إل موضع صلته ..فوضعه ..ث كب
مع أصحابه ..فنلوا منلً ..فذهب النب خرج مصليا بالناس ..
120
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعض الباء والمهات كذلك ..وربا بعض الدرسي فقضى حاجته ..
والدرسات كذلك .. ث جاء إل حوض ماء فتوضأ منه ..
ول تفتش عن الخطاء الفية .. ليصلي .. ث قام
وكن سحا ف قبول أعذار الخرين ..خاصة من ..فوقف عن يسار جاء جابر بن عبد ال
يعتذرون إليك حفاظا على مبتهم معك ..ل لجل ..وكبّر مصليا معه .. رسول ال
مصال شخصية .. بيده ..فأداره حت أقامه عن يينه فأخذ النب
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا ..
إن ب ّر عندك فيما قال أو فجرا ومضيا ف صلتما ..
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره ..فتوضأ .. فجاء جبار بن صخر
وقد أجلّك من يعصيك مستترا .. ث أقبل فقام عن يسار رسول ال
..وقد رقى منبه يوما .. وانظر إل رسول ال بأيديهما جيعا – بكل هدوء -فدفعهما فأخذ
وخطب بأصحابه فرفع صوته حت أسع النساء العواتق ف حت أقامهما خلفه (.. )54
خدورها داخل بيوتن !!.. جالسا .. وف يوم كان
:يا معشر من آمن بلسانه ول يدخل اليان إل فقال فأقلبت إليه أم قيس بنت مصن بابن لا حديث
قلبه ..ل تغتابوا السلمي ..ول تتبعوا عوراتم ..فإنه الولدة ..ليحنكه ويدعو له ..
من يتبع عورة أخيه ..يتبع ال عورته ..ومن يتبع ال فجعله ف حجره ..فلم يلبث الصغي فأخذه
عورته ..يفضحه ولو ف جوف بيته .. )56( .. ..وبلل ثيابه بالبول .. أن بال ف حجر النب
نعم ل تتصيد الخطاء ..وتتبع العورات ..كن سحا .. على أن دعا باء فنضحه على أثر فلم يزد النب
حريصا على عدم إثارة الشكلت أصلً .. وكان البول (.. )55
ف ملس هادئ مع بعض أصحابه ..صفت فيه النفوس وانتهى المر ..ل يغضب ..ول يعبس ..
لصحابه : ..واطمأنت القلوب ..قال فلماذا نعذب نن أنفسنا ونصنع من البة قبة ..
أل ل يبلغن أحد منكم عن أحد من أصحاب شيئا ..فإن ليس شرطا أن يكون كل ما يقع حولك مرضيا
أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر .. )57( .. لك .. %100
ل تعذب نفسك .. جل من ل عيب فيه وإن تد عيبا فسدّ اللل
ل تثر على نفسك الغبار ما دام ساكنا ..وإن ثار فسدّ وعل
أنفك بِكُمّك ..واستمتع بياتك .. بعض الناس يرق أعصابه ..ويكب القضايا ..
121
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلفه ما يغلبه فليعنه عليه ..
؟! فماذا فعل أبو ذر .42اعترف بطئك ..ل تكابر ..
مضى أبو ذر حت لقي بللً ..ث اعتذر ..وقعد على كثي من الشاكل الت ربا تستمر العداوة بسببها
الرض ..بي يدي بلل ..ث جعل يقرب من الرض ..سنة وسنتي ..وربا العمر كله ..يكون حلها
حت وضع خده على التراب وقال :يا بلل ..طأ أن يقول أحدها للخر :أنا أخطأت ..وأعتذر ..
()58
برجلك على خدي .. موعد أخلفته ..أو مزحة ثقيلة ..أو كلمة نابية ..
ف حرصهم على إطفاء نار هكذا كان الصحابة سارع إل إطفاء شرارها قبل أن تضطرم النار
العداوة قبل اشتعالا ..فإن اشتعلت منعوها من المتداد بسببها ..
.. أنا آسف ..حقك عل ّي ..ما يصي خاطرك إل
ماورة ..فأغضب أبو بكر وقعت بي أب بكر وعمر طيب ..
عمرَ .. ما أجل أن نتواضع ونسمع الناس هذه العبارات ..
فانصرف عنه عم ُر مغضبا .. وقعت خصومة بي أب ذر وبلل ..رضي ال
فلما رأى أبو بكر ذلك ..ندم ..وخشي أن يتطور المر عنهما ..وها صحابيان ..لكنهما بشر ..
.. فغضب أبو ذر ..وقال لبلل :يا ابن السوداء ..
فانطلق يتبع عمر ..ويقول :استغفر ل يا عمر .. .. فشكاه بلل إل رسول ال
وعمر ل يلتفت إليه ..وأبو بكر يعتذر ..ويشي وراءه فقال :أساببت فلنا ؟ فدعاه النب
حت وصل عمر إل بيته ..وأغلق بابه ف وجهه .. قال :نعم ..
.. فمضى أبو بكر إل رسول ال قال :فهل ذكرت أمه ؟
ل من بعيد ..رآه متغيا ..فقال :
مقب ً فلما رآه النب قال :من يسابب الرجال ..ذُكر أبوه وأمه يا
أما صاحبكم هذا فقد غامر ..جلس أبو بكر ساكتا .. رسول ال ..
فلم تض لظات ..حت ندم عمر على ما كان منه .. :إنك امرؤ فيك جاهلية .. فقال
وكانت قلوبم بيضاء .. فتغي أبو ذر ..وقال :على ساعت من الكب ..؟
..فسلم وجلس بانب فأقبل إل ملس رسول ال قال :نعم ..
..وقص عليه الب .. النب منهجا يتعامل به مع من هم أقل ث أعطاه النب
وحكى كيف أعرض عن أب بكر ول يقبل اعتذاره .. منه فقال :
.. فغضب رسول ال إنا هم إخوانكم ..جعلهم ال تت أيديكم ..
فلما رأى أبو بكر غضبه ..جعل يقول :وال يا رسول فمن كان أخوه تت يده ..فليطعمه من طعامه ..
وليلبسه من لباسه ..ول يكلفه ما يغلبه ..فإن
( ) رواه مسلم متصرا 58
122
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عزيزي ل تعجل عل ّي ..أنا معك أن أسلوب الرجل لا ال ..لنا كنت أظلم ..أنا كنت أظلم ..
اعترض على عمر ..غي مناسب ..لكن العجب هو من وجعل يدافع عن عمر ويعتذر له ..
قدرة عمر على استيعاب الوقف ..وإطفاء النار .. :هل أنتم تاركون ل صاحب ؟ هل أنتم فقال
وأخيا ..إذا أردت أن يقبل الناس منك ملحظتك .. تاركون ل صاحب ؟ إن قلت :يأيها الناس إن
ونصحك ..أيا كانوا ..زوجة ..ولدا ..أختا .. رسول ال إليكم جيعا ..فقلتم :كذبت ..وقال
فكن أنت متقبلً للنصح أصلً ..غي متكب عنه .. أبو بكر :صدقت (.. )59
كان كثيا ما يقول لا :اعت بأولدك أكثر ..اطبخي وانتبه أن تكون من يصلح الناس ويفسد نفسه ..
جيدا ..إل مت أقول :رتب غرفة النوم .. يدور با كما يدور المار ف الرحى ..
وكانت تردد دائما بكل أريية :أبشر ..إن شاء ال .. فإذا كنت ف موضع توجيه أو اقتداء ..كمدرس
أمرك .. مع طلبه ..وأب مع أولده ..أو أم ..وكذلك
قالت له يوما – ناصحة : -الولد ف أيام اختبارات الزوجان مع بعضهما ..
ويتاجون وجودك بينهم ..فل تتأخر إذا خرجت ثيابا على الناس ..فنال كل واحد وزع عمر
لصحابك ..فما كاد يسمع منها ذلك حت صاح با : قطعة قماش تكفيه إزارا أو رداءً ..
لست متفرغا لم ..أتأخر أو ل أتأخر ..ليس شغلك .. ث قام يطب الناس يوم المعة ..
ليس لك دخل فّ .. فقال ف أول خطبته :إن ال كتب ل عليكم
فبال عليك قل ل :كيف تريدها أن تقبل منه نصحا بعد السمع والطاعة ..
ذلك !! فقام رجل من القوم وقال :ل سع لك ول طاعة
وأخيا .. ..
الذكي ..هو الذي يسد الفتحات ف جداره حت ل فقال عمر :له ؟
يستطيع الناس أن يسترقوا النظر .. قال :لنك قسمت علينا ثوبا ..ثوبا ..وأنت
بعن :أن ل تفتح ما ًل لشك الناس فيك .. تلبس ثوبي جديدين ..
أذكر أن إحدى المعيات الدعوية استدعت مموعة من أي إزارك ورداؤك ..كلها نلحظ أنه جديد ..
الدعاة لعقد ماضرات ف ألبانيا .. فقال عمر :قم يا عبد ال بن عمر ..فقام ..فقال
كان رئيس الراكز الدعوية ف ألبانيا حاضرا الجتماع .. :ألست دفعت ل ثوبك لخطب به ..؟
نظرنا إليه ..فإذا ليس ف خديه شعرة واحدة .. قال :نعم ..
فنظر بعضنا إل بعض مستغربا !!..فقد جرت العادة أن فقعد الرجل وقال :الن نسمع ونطيع ..وانتهت
معفيا ليته .. يكون الداعية ملتزما بدي رسول ال الشكلة ..
ولو بعضها ..فكيف برئيس الدعاة ؟!
( ) البخاري 59
123
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما ابتدأ الجتماع قال لنا ضاحكا :يا جاعة ..
.43مفاتيح الخطاء! أنا أمرد ..أصلً ل ينبت ل لية ..ل تعملوا ل
التعامل مع الخطاء فن ..فلكل باب مفتاح ..وللقلوب ماضرة إذا انتهينا ..
دروب .. تبسمنا وشكرناه ..
إذا وقع أحد ف خطأ كبي ..وانتشر خبه ف الناس .. وإن شئت فارحل معي إل الدينة ..وانظر إل
وبدأ الناس يترقبون ماذا تفعل فأشغلهم بشيء ..حت وقد كان معتكفا ف مسجده ف ليال رسول ال
يكون عندك وقت لدراسة المر ..حت ل يتجرّأ أحد رمضان ..
على مثل فعله ..أو يتعودوا على مثل هذا الطأ .. زائرة .. فأقبلت إليه زوجه صفية بنت حيي
مع أصحابه ف غزوة بن الصطلق .. خرج فمكثت عنده قليلً ..
وأثناء رجوعهم ..نزلوا يستريون .. ث قامت لتعود لبيتها ..
فأرسل الهاجرون غلما لم اسه :جهجاه بن مسعود .. أن تعود ف ظلمة الليل وحدها فلم يشأ النب
ليستقي لم من البئر ماءً .. ..
وأرسل النصار غلما لم اسه :سنان بن وبر الهن .. فقام معها ليوصلها ..
ليستقي لم أيضا .. فمشى معها ف الطريق ..فمر به رجلن من
فازدحم الغلمان على الاء ..فكسع أحدها صاحبه .. النصار ..
أي ضربه على مؤخرته .. والرأة معه ..أسرعا .. فلما رأيا النب
فصرخ الهن :يااااا معشر النصار .. لما :على رسلكما إنا صفية بنت حيي فقال
وصرخ جهجاه :يااااا معشر الهاجرين .. ..
فثار النصار ..وثار الهاجرون .. فقال :سبحان ال يا رسول ال ..أي :أيُعقل أن
واشتد اللف ..والقوم قادمون من حرب ..ول نشك فيك أن يكون معك امرأة أجنبية عنك !!..
يزالون بسلحهم !! :إن الشيطان يري من النسان مرى فقال
..حت اطفأ ما بينهم .. فانطلق الدم ..وإن خشيت أن يقذف ف قلوبكما شرا ..
فتحركت الفاعي .. أو قال شيئا .. )60( ..
غضب عبد ال بن أب بن سلول ..وعنده رهط من قومه
النصار .. شجاعة ..
فقال :أوقد فعلوها!! قد نافرونا ..وكاثرونا ف بلدنا .. ليست الشجاعة أن تصر على خطئك ..وإنا أن
وال ما أعدّنا وجلبيب قريش هذه ..إل كما قال الول تعترف به ..ول تكرره مرة أخرى ..
:سَـمّن كلبك يأكلك ..وجوّع كلبك يتبعك !!
( ) متفق عليه 60
124
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن يرتل ف شدة الر .. ول تكن عادته ث قال البيث :أما وال لئن رجعنا ال الدينة ..
ارتل الناس .. ليخرجن الع ّز منها الذلّ ..
..أخبه زيد وبلغ عبد ال بن سلول أن رسول ال ث أقبل على من حضره من قومه فقال :هذا ما
بن أرقم با سع منه .. فعلتم بأنفسكم ..أحللتموهم بلدكم ..
..وجعل يلف بال فأقبل ابن سلول إل رسول ال وقاستموهم أموالكم ..أما وال لو أمسكتم عنهم
..ما قلت ..ول تكلمت به ..كذب عل ّي الغلم .. ما بأيديكم ..لتحولوا إل غي داركم ..
وكان ابن سلول رئيسا ف قومه ..شريفا عظيما .. وجعل البيث يهدد ويتوعد ..والذين عنده من
فقال النصار :يا رسول ال ..عسى أن يكون الغلم أنصاره النافقي ..يؤيدونه ويشجعونه ..
أوْهمَ ف حديثه ..ول يفظ ما قال الرجل .. كان من بي الالسي غلم صغي ..اسه زيد ابن
وجعلوا يدافعون عن ابن سلول .. أرقم ..
فأقبل سيد من سادة النصار ..أسيد بن حضي ..فحياه فأخبه الب .. فمضى إل رسول ال
بتحية النبوة وسلم عليه ..وقال : .. وكان عمر بن الطاب جالسا عند النب
يا رسول ال ..وال لقد رحت ف ساعة منكرة ..ما فثار ..كيف يرؤ هذا النافق على رسول ال
كنت تروح ف مثلها !! بذا السلوب القبيح ..ورأى عمر أن قتل الفعى
وقال :أو ما بلغك ما قال صاحبكم ؟ فالتفت إليه أول من قطع ذيلها ..ورأى أن قتل ابن سلول ..
قال :أي صاحب يا رسول ال ؟ يقضي على الفتنة ف مهدها ..
قال :عبد ال بن أب .. ولكن أن يقتله رجل من قومه النصار ..أسلم من
قال :وما قال ؟ أن يقتله رجل من الهاجرين ..
قال :زعم أنه ان رجع ال الدينة أخرج الع ّز منها الذلّ ففقال عمر :يا رسول ال ..
.. من مر به عباد ابن بشر النصاري فليقتله ..
فثار أسيد وقال :فأنت وال يا رسول ال ترجه إن شئت لكن رسول ال كان أحكم ..فهم قادمون من
..هو وال الذليل ..وأنت العزيز .. حرب ..والناس بسلحهم ..والنفوس مشحونة
: ث قال أسيد مففا على رسول ال ..وليس من الناسب إثارتم أكثر ..
يا رسول ال ..ارفق ..لقد جاءنا ال بك وإن قومه :فكيف يا عمر اذا تدث الناس أن فقال
لينظمون له الرز ليتوجوه ..فإنه ليى أنك قد استلبته ممدا يقتل أصحابه ؟!
ملكا .. ل يا عمر ..ولكن آذن الناس بالرحيل ..
..ومضى براحلته ..والناس منهم من فسكت النب وكان الناس قد نزلوا للتوّ واستظلوا ..فكيف
يمع متاعه ..ومنهم من يرحل راحلته .. يأمرهم بالرحيل ..ف شدة الر والشمس ..
125
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ال ّلهِ حَتّى يَنفَضّوا َوِل ّلهِ َخزَائِنُ السّمَاوَاتِ وَاْلَأ ْرضِ َولَكِنّ وجعلت الادثة تنتشر ..وصارت أحاديث اليش
الْمُنَافِقِيَ لَا َيفْ َقهُونَ * َيقُولُونَ لَئِن رّ َجعْنَا إِلَى الْ َمدِيَنةِ .. :لاذا ارتلنا ف هذا الوقت ..ماذا قال ؟ كيف
خرِجَ ّن اْلأَ َع ّز مِ ْنهَا اْلَأذَلّ َوِل ّلهِ اْل ِعزّ ُة وَِلرَسُوِل ِه وَِللْ ُم ْؤمِنِيَ
لَيُ ْ تعامل معه ؟ صدق ابن سلول ..ل بل كذب ..
وَلَكِ ّن الْمُنَا ِفقِيَ لَا َي ْعلَمُونَ ) .. وبدأت الشائعات تزيد ..والكلم يزاد فيه ويُنقَص
..ث أخذ بأذن الغلم زيد بن أرقم فقرأها رسول ال ..واضطرب اليش ..وهم ف طريقهم من قتال
..وقال :هذا الذي أوف ل بأذنه .. ..ويرون بقبائل أعداء يتربصون بم ..
وبدأ الناس يسبون ابن سلول ..ويلومونه .. أن اليش بدأ ينقسم ..فأراد أن فشعر
إل عمر وقال :أرأيت يا عمر ..لو قتلته يوم فالتفت يشغلهم عن الشكلة ..وعن النقاش فيها ..لنم
ذكرت ذلك ..لرعدت له أنوف لو أمرتا اليوم بقتله يزيدون أوارها ..ويشعلون الفتنة بي الهاجرين
لقتلته .. والنصار ..
..فلم يتعرض له بشيء .. ث سكت عنه وصار الناس يترقبون مت ينلون حت يتمع
وأحيانا إذا وقع الطأ أمام الناس قد تتاج أن تنكر عليه بعضهم إل بعض ويتحدثوا ف المر ..
بأسلوب مناسب ..وإن كان أمام الناس .. بالناس يومهم ذلك والشمس فوقهم .. فمشى
جالسا يوما مع أصحابه ..وكانوا ف بينما رسول ال ومشى ومشى حت غابت الشمس ..فظن الناس
أيام قحط ..واحتباس مطر ..وقلة زرع .. أنم سينلون للصلة ويرتاحون ..فلم ينل إل
إذ أتاه أعراب فقال : دقائق معدودات ..صلوا ث أمرهم فارتلوا ..
يا رسول ال جهدت النفس ..وضاعت العيال .. وواصل الشي ليلتهم حت أصبح ..
ونكت الموال ..وهلكت النعام .. ث نزل فصلى الفجر ..ث أمرهم فارتلوا ..
فاستسق ال لنا ..فإنا نستشفع بك على ال .. ومشوا صباحهم حت تعبوا ..وآذتم الشمس ..
ونستشفع بال عليك .. فلما شعر أن الرهاق والتعب سيطر عليهم ..
..لا سعه يقول نستشفع بال عليك فتغي رسول ال فليس فيهم جهد للكلم ..
.. أمرهم فنلوا ..فما كادت أجسادهم تس الرض
فالشفاعة والواسطة تكون من الدن إل العلى ..فل ..حت وقعوا نياما ..
يوز أن يقال إن ال يشفع عند خلقه ..بل يأمرهم جل وإنا فعل ذلك ليشغل الناس عما حدث ..
جلله ..لنه أعلى وأرفع .. ث أيقظهم ..وارتل بم ..وواصل حت دخل
:ويك !! أتدري ما تقول ؟!! فقال الدينة ..وتفرق الناس ف بيوتم عند أهليهم ..
يقدس ال ..ويردد ..سبحااان ال .. ث جعل وأنزل ال تعال سورة النافقي :
سبحااان ال .. ( ُهمُ اّلذِي َن َيقُولُونَ لَا تُن ِفقُوا َعلَى مَنْ عِن َد رَسُولِ
126
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخذ rينظر إل قبورهم ..ويتذكر أحوالم .. فما زال يسبح حت عُرف ذلك ف وجوه أصحابه
ث رفع يديه فدعا لم ..ث أخذ ينظر إل القبور ..ث رفع ..
يديه ثانية فدعا لم .. ث قال :
ث لبث مليا ..ث رفعها فاستغفر لم .. ويك !! إنه ل يُسْتَشفعُ بال على أحد من خلقه
وأطال القيام ..وعائشة تنظر إليه من بعيد .. ..شأ ُن ال أعظم من ذلك ..
ث التفت rوراءه راجعا .. ويك !! أتدري ما ال ؟! إن عرشه على ساواته
فلما رأت ذلك عائشة ..انرفت إل ورائها راجعة .. لكذا ..وقال بأصابعه مثل القبة عليه ..وإنه ليئط
خشية أن يشعر با .. به أطيط الرحل بالراكب .. )61( ..
فأسرع rمشيه ..فأسرعت عائشة .. ولكن إذا وقع الطأ من الشخص لوحده قد يكون
فهرول ..فهرولتْ ..فأحضرَ – أي جرى مسرعا - هناك شيء من اللي ..
فأحضرتْ وجرت .. أتى رسول ال rإل بيت عائشة tف ليلتها ..
حت سبقته إل البيت فدخلت .. فوضع نعليه من رجليه ..ووضع رداءه ..
ونزعت درعها وخارها ..وأقبلت إل فراشها واضطجع على فراشه ..
فاضطجعت عليه ..كهيئة النائمة ..ونفَسها يتردد ف فلبث كذلك ..حت ظن أن عائشة قد رقدت ..
صدرها .. فقام من على فراشه ..ولبس رداءه ونعليه ..
فدخل rالبيت ..فسمع صوت َنفَسها ..فقال : رويدا ..
مالك يا عائش ..حشيا رابية .. ث فتح الباب رويدا ..وخرج ..وأغلقه رويدا ..
قالت :ل شيء .. فلما رأت عائشة ذلك ..دخلتها غَيْرةُ النساء ..
قال :لتخبن ..أو ليخبن اللطيف البي .. وخشيت أنه ذهب إل بعض نسائه ..
فأخبته بالب ..وأنا غارت عليه ..فانطلقت تنظر أين فقامت ..ولبست درعها ..وخارها ..وانطلقت
يذهب .. ف إثره ..تشي وراءه ..دون أن يشعر با ..
ت أمامي ؟
فقال : rأنت الذي رأي ُ فانطلق .. rيشي ف ظلمة الليل ..حت جاء
قالت :نعم .. مقبة البقيع ..
فدفعها ف صدرها ..دفعة ..ث قال : فوقف عندها ..ينظر إل قبور أصحابه ..الذين
أظننت أن ييف ال عليك ورسوله .. عاشوا عابدين ..وماتوا ماهدين ..واجتمعوا
فقالت عائشة :مهما يكتمِ الناسُ ..يعلمه ال عز وجل تت الثرى ..ليضى عنهم من يعلم السرّ وأخفى
..؟ ..
قال :نعم ..ث قال rمبينا لا خب خروجه :
( ) رواه أبو داود 61
127
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويططون أن يسافروا إل بلد كذا ..وهذا البلد ل يسلم إن جبيل عليه السلم ..أتان حي رأيت ..ول
من يذهب إليه غالبا من التعرض للمحرمات الكبار .. يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك ..
كالزنا وشرب المر .. فنادان ..فأخفى منك فأجبته وأخفيته منك ..
أردت أن تنصح .. وظننت أنك قد رقدت ..فكرهت أن أوقظك ..
من الساليب أن تدخل عليهم وتنصحهم بكلمتي .. وخشيت أن تستوحشي ..فأمرن أن آت أهل
وترج ..لكن نتيجة ذلك قد ل تكون ناجحة كثيا .. البقيع فأستغفرَ لم .. )62( ..
فما رأيك أن تفكك الزمة ..وتكسر كل عود على نعم ..كان .. rسهلً لـيّنا ل يكب الخطاء ..
حدة .. بل كان يرددها ف الناس ويقول :
كيف ؟! كما عند مسلم :ل يفرك مؤمن مؤمنة ..إن كره
إذا تفرقوا اجلس مع من تظنه أعقلهم ..وقل :يا فلن منها خلقا ..رضي منها آخر ..
..بلغن أنكم ستسافرون ..وأنت أعقلهم ..وتعلم أن أي ل يبغضها بغضا تاما ..لجل خلق عندها ..
هذا البلد ل يسلم السافر إليه من البليا والفت ..وقد أو طبعٍ يلزمها ..
يعود مريضا أو مبتلى ..فما رأيك أن تكسب أجرهم .. بل يغفر سيئتها لسنتها ..فإذا رأى خطأها تذكر
وتقترح عليهم أن يسافروا إل بلد آخر ..تستمتعون فيه صوابا ..وإذا شاهد سوءها تذكر حسنها ..
بالنار والبحار ..واللعب والنس ..من غي معصية .. ويتغاضى عما يكرهه من خلقها ..وما ل يرضاه
ل شك أنه إذا سع منك هذا الكلم بالسلوب السن .. من تعاملها ..
سيقل حاسه إل النصف .. إضاءة ..
اذهب إل آخر ..وقل له مثل ذلك .. ليس اللوم على من ل يقبل النصيحة ..وإنا
ث قل للثالث مثله .. على من يقدمها بأسلوب غي مناسب ..
دون أن يشعر كل منهم بديثك لصاحبه ..
فتجد أنم إذا اجتمعوا ..وتشجّع أحدهم واقترح تغيي .44فَـكّك الزمة !!..
البلد ..وجد من يعاونه .. إذا كان الطأ واقعا من مموعة ..فالصل أن
أو لو اكتشفت يوما أن أولدك يتمعون ف غرفة أحدهم تنصحهم وهم متمعون ..
..وينظرون إل شريط فيديو خليع ..أو مقاطع ولكن قد تتاج أحيانا أن تفكك الزمة ..أعن
( بلوتوث ) فيها صور خليعة ..أو نو ذلك .. ..أن تكلم كل واحد علىا حدة ..وتنصحه .
ل منهم على حدة ..
فقد يكون من الناسب أن تنصح ك ً مثال :مررت بجلس منلكم ..وسعت أخاك
لكيل تأخذهم العزة بالث .. يتحدث مع أصدقائه – وكانوا ضيوفا عنده –
هل لذا شاهد من السية ؟ نعم ..
( ) رواه النسائي بسند جيد 62
128
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن كانت كما قال فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عنها .. لا اشتد اللف بي رسول ال rوبي قريش ..
وإن كان كاذبا ..دفعت إليكم ابن أخي فافعلوا به ما اجتمعت قريش وقاطعت النب وجيع أقاربه من بن
شئتم .. هاشم ..وكتبت صحيفة أن بن هاشم ل يُشترى
فقال القوم :قد رضينا ..فتعاقدوا على ذلك .. منهم ..ول يُباع عليهم ..ول يُزوّجون ..ول
ث نظروا فإذا هي كما قال رسول ال .. rفزادهم ذلك يُتزوّج منهم ..
شرا .. مع أصحابه ف وادٍ غي ذي زرع وحُبس النب
وظل بنو هاشم وبنو الطلب ف واديهم ..حت كادوا أن ..
يهلكوا .. واشتدت الكربة على الصحابة حت أكلوا الشجر
وكان من كفار قريش رجال رحاء .. ..
منهم :هشام بن عمرو ..وكان ذا شرف ف قومه .. بل مضى أحدهم يوما ليبول ..فسمع صوتا تته
فكان يأت بالبعي قد حله طعاما ..وبنو هاشم وبنو ..فنظر فإذا قطعة من جلد بعي ..فأخذها ..
الطلب ف الشعب ليلً .. وغسلها وشواها بالنار ..ث فتّـتَـتها ..وخلطها
حت إذا بلغ به فم الشعب ..خلع خطامه من رأسه ث بالاء ..وجعل يتموّن با ثلثة أيام !!
ضرب على جنبه فدخل الشعب عليهم .. يوما لعمه أب طالب – وكان مبوسا فقال
ومضت اليام ورأى هشام ..أنه ل طاقة له بإطعامهم كل معهم ف الشعب : -
ليلة ..وهم كثي .. يا عم إن ال قد سلط ا َلرَضة على صحيفة قريش
فقرر أن يسعى لنقض الصحيفة الظالة ..ولكن أن له ..فلم تدع فيها اسا هو ل إل أثبتته فيها ..
ذلك وقريش قد أجعت عليها .. ونفت منها الظلم والقطيعة والبهتان ..
فاتبع أسلوب تفكيك الزمة .. أي إن دابة الرضة أكلت صحيفة قريشس فلم
مشى إل زهي بن أب أمية ..وكانت أمه عاتكة بنت عبد يبق منها إل عبارة :باسك اللهم !!
الطلب .. فعجب أبو طالب وقال :أربك أخبك بذا ؟ قال
فقال :يا زهي أرضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب :نعم ..
وتنكح النساء ..وأخوالك حيث علمت ؟ ل يباع لم قال :فوال ما يدخل عليك أحد ..حت أخب
ول يبتاع منهم ..ول يُنَكّحون ول يُنكحُ إليهم ؟! قريشا بذلك ..
أما إن أحلف بال لو كانوا أخوال أب الكم بن هشام .. ث خرج إل قريش فقال :
-يعن أبا جهل ..وكان أشدهم عداوة للمؤمني يا معشر قريش ..إن ابن أخي قد أخبن بكذا
وتعصبا للمقاطعة – ..ما تركهم على هذا لحال .. وكذا ..
قال :ويك يا هشام ..فماذا أصنع ؟ فهلمّ صحيفتكم ..
129
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فذهب هشام إل زمعة بن السود ..فكلمه وذكر له إنا أنا رجل واحد وال لو كان معي رجل آخر
قرابتهم وحقهم .. لقمت ف نقضها ..
فقال له :وهل على هذا المر الذي تدعون إليه من أحد قال :قد وجدت رجلً ..
؟ قال :من هو ؟
قال :نعم ..فلن وفلن .. قال :أنا ..
فاتفقوا جيعا على هذا الرأي ..وتوعدوا عند "حطم قال زهي :أبغنا ثالثا ..
ل بأعلى مكة ..فاجتمعوا هنالك ..
الجون " لي ً قال هشام :فاكتم عن ..
وأجعوا أمرهم وتعاقدوا على القيام ف الصحيفة حت ل عاقلً ..
فذهب إل الطعم بن عدي ..وكان رج ً
ينقضوها .. فقال له :يا مطعم ..أرضيت أن يهلك بطنان من
وقال زهي :أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم ..ث بن عبد مناف ..وأنت شاهد على ذلك ..موافق
تقموا أنتم فتتكلمون .. لقريش فيه ؟!
فلما أصبحوا غدوا إل مالسهم حول الكعبة ..حيث قال :ويك فماذا أصنع ؟ إنا أنا رجل واحد ..
يتمع الناس ويتبايعون .. قال :وجدت لك ثانيا ..
وغدا زهي بن أب أمية عليه حلة .. قال :من ؟ قال :أنا ..
فطاف بالبيت سبعا ..ث أقبل على الناس وصرخ : قال :أبغنا ثالثا .
ياااا أهل مكة أنأكل الطعام ..؟ ونلبس الثياب ..؟ وبنو قال :قد فعلت ..قال :من هو ؟
هاشم هلكي !! ل يباع لم ول يبتاع منهم ..وال ل قال :زهي بن أب أمية ..
أقعد حت تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالة .. قال :أبغنا رابعا ..
فصرخ أبو جهل ..وكان ف ملس مع أصحابه ..قال : قال :فاكتم عن ..
كذبت ..وال ل تشق .. فذهب إل أب البختري بن هشام ..فقال له ما
فقام زمعة بن السود وصرخ :بل أنت وال أكذب ..ما قال لصاحبيه ..
رضينا كتابتها حي كتبت .. فتحمس لذلك ..وقال :وهل تد أحدا يعي على
فالتفت إليه أبو جهل ليد عليه ..ففاجأه البخترى قائما هذا ؟
يقول :صدق زمعة ..ل نرضى ما كتب فيها ول نقر به قال :نعم ..
.. قال :من هو ؟
فالتفت أبو جهل إل البخنري .. قال :زهي بن أب أمية والطعم بن عدي وأنا معك
فإذا بالطعم بن عدى يصرخ :صدقتما وكذب من قال ..
غي ذلك ..نبأ إل ال منها وما كتب فيها .. قال :أبغنا خامسا ..
130
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأغراض أخرى .. وقام هشام بن عمرو وقال مثل قولم ..
فالتقط أقرب مطارة إليه ..وأقبل با مبتهجا إل القدر .. فتحي أبو جهل ..وسكت هنية ث قال :هذا أمر
وأفرغ نصفها فيه .. ُقضِي بليل ..تشوور فيه بغي هذا الكان ..
لحه أحدنا ..فصرخ به ..ل ..ل ..أبو خالد .. ث انطلق الطعم بن عدي إل الكعبة ..وتوجه إل
وهو يردد :خلون أشتغل ..خلون .. الصحفية ليشقها ..فوجد دابة الرضة قد أكلتها
فسحبنا الطارة منه فورا ..وغرقنا ف الضحك الذي ..إل باسك اللهم ..
يغالبه البكاء ..
لننا اكتشفنا أنا مطارة البنين ..وليست مطارة الاء كن ذكيا ..
!!.. الطبيب الاذق يتلمس أولً بأصابعه ..فيختار
وتغدينا على خبز وشاي .. الوضع الناسب قبل غرز البرة ..
ل تفسد الرحلة ..بل كانت من أمتع الرحلت ..
.45جلد الذات !!
ولاذا نعذب أنفسنا بأمر قد انتهى ..
من الذكريات ..
وأذكر أيضا :
أنا خرجنا مرة للب ..وكان معنا أبو خالد ..
لا كنت ف الثانوية خرجت مع بعض الزملء ف رحلة ..
صديق لنا نظره ضعيف جدا ..
تعطلت بطارية إحدى السيارات ..
كنا ندمه ..نقرب إليه الاء ..التمر ..القهوة ..
أقبلنا بسيارة أخرى وأوقفاناها أمامها لنوصل ببطاريتها
وهو يردد :ل بد أن أساعدكم ..أريد أن أشتغل
البطارية التعطلة ..
معكم ..كلفون بأي عمل ..
أقبل طارق ووقف بي السيارتي ..وشبك السلك ف
ونن ننهاه عن ذلك ..
بطارية السيارة الول ..ث شبكها ف البطارية التعطلة ..
ذبنا شاة معنا ..وقطعناها ووضعناها ف القدر ..
ث أشار لحد الشباب ..شغل السيارة ..
تهيدا لطبخها ..ول نشعل النار بعد ..
ركب صاحبنا ..وكان ناقل الركة ( القي ) على رقم
وانشغلنا بنصب اليمة ..وترتيب الغراض ..
واحد ..فما إن شغل السيارة حت قفزت السيارة إل
تركت الشهامة ف أب خالد – ويا ليتها ل تفعل -
المام وصكت ركبت طارق بي صدامي السيارتي ..
فقام وتوجه إل القدر ..فرأى اللحم ..فأدرك أن
ووقع على الرض مصابا ..
أول شيء سنفعله هو أن نصب الاء على اللحم ..
وصاحبنا ف السيارة يردد :أشغل مرة ثانية ؟!!
فتوجه إل الغراض ف السيارة ..وجعل يتلمس
أبعدنا السيارتي ..وساعدنا طارق على الشي ..كان
الغراض ..مولد كهرباء ..أسلك ..مصابيح ..
يعرج ويتأل من ركبتيه بشدة ..
أربع مطارات بلستيك فيها ماء ..وبنين ..
لكنه أعجبن أنه ل يزد أله بصراخ أو سبّ ..أو توبيخ
131
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مررت بأحد البواب كان مدهونا بالطلء للتوّ ..وبانبه ..بل ابتسم وأظهر الرضى ..
لوحة تذيرية ل تنتبه لا .. وما فائدة الصراخ ؟ والمر قد انتهى ..وصاحبنا
وفجأة مسحت نصف الطلء بثوبك ..وطفق عامل أدرك خطأه ..
الطلء يصرخ بك سابا غضبابا .. إذا أردت أن تستمتع بياتك ..فاعمل بذه
كيف تتعامل مع هذه الشكلة ؟ القاعدة :
نن ف كثي من الحيان أيضا نتعامل معها بأسلوب ليس ل تتم بصغائر المور ..
ل لا ..
حً نن أحيانا نعذب أنفسنا ..ونلدها ..
نثور ..نسبّ العامل ِ ..ل َم ل تضع لوحة واضحة ..فيد ونضيق ونتأل ..والل ل يل الشكلة ..
عليك بغضب ..وقد تكون النتيجة أن تتلطخ بتراب افرض أنك دخلت إل حفل عرس ..وقد لبست
الرض أكثر ما تلطخت بطلء الباب !! ثوبا حسنا ..ووضعت فوق رأسك غترة وعقالً
على رسلك ..تدري أنت الن ماذا تفعل ؟! إنك تعذب ..حت صرت أجل من العريس !!
نفسك ..تلد ذاتك .. وبدأت تصافح الناس واحدا واحدا ..وفجأة أقبل
وقل مثل ذلك لو تزينت وذهبت خاطبا ..فمرت بك طفل من ورائك ..وتعلق بطرف غترتك ..
سيارة وأنت خارج من البيت ..ورشت عليك من ماء وسحبها فسقطت الغترة والعقال ..والطاقية ..
كان متمعا على الرض ..هل ستعذب نفسك فتصرخ وصار شكلك مضحكا ..
وتزعق بالسيارة وركابا ..وهي قد ولّتك ظهرها .. كيف تتصرف؟
وكذلك .. كثي منا يتعامل مع هذه الشكلة بأسلوب هو ليس
ل داعي لنتذكر دائما اللم الت مستنا ف حياتنا .. حلً لا ..
مرت به لظات حزينة ف حياته .. ممد يركض وراء الصغي ..يصرخ ..يسب ..يلعن
..ف لظة حت جلس يوما مع زوجه النون عائشة ..
ساكنة ..فسألته : والنتيجة :أنه حقق ما كان يريده الطفل من جذب
هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد ؟ انتباه ..وضجة ..وأضحك الناس عليه ..
.. مرّت تلك العركة ف ذاكرة النب وربا صوره بعضهم وصار بلوتوثا يتناقلونه !!..
آآآه ..ما أقسى ذلك اليوم ..يوم قُتل عمه حزة وهو أنت هنا – حقيقة – ل تعذب الطفل إنا تعذب
من أحب الناس إليه .. نفسك ..
يوم وقف ينظر إل عمه وقرة عينه ..وقد جُدع أنفه .. أو افرض أنك ..
وقطعت أذناه ..وشُ ّق بطنه ..و ُمزّق جسده .. لبست ثوبا جديدا ..ربا ل تسدد قيمته بعد ..
..وجُرح وجهه ..وسالت منه يوم كسرت أسنانه وذهبت إل شركة لتقدم على وظيفة ..
132
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه ألف درهم على أن تذهب إل سيد بن تيم .. الدماء ..
الحنف بن قيس ..فتلطمه على وجهه .. يوم قتل أصحابه بي يديه ..
مضى السفيه ..فإذا الحنف جالس مع رجال ..متبيا إل الدينة ..وقد نقص سبعون من يوم عاد
بكل رزانة ..قد ضم ركبتيه إل صدره ..وجعل يدث أصحابه ..فرأى النساء الرامل والطفال اليتامى
قومه .. ..يبحثون عن أحبابم وآبائهم ..
اقترب السفيه منه ..ودنا ..ودنا ..فلما وقف عنده .. فعلً ..كان ذلك اليوم قاسيا ..
مدّ الحنف إليه رأسه ظانا أنه سيسرّ إليه بشيء .. : كانت عائشة تنتظر الواب ..فقال
فإذا بالسفيه يرفع يده ويلطم الحنف على وجهه لطمة ما لقيت من قومك كان أشد منه ..
كادت تزق خده !! يوم العقبة ..إذ عرضت نفسي ..
نظر الحنف إليه ..ول يلّ حبوته ..وقال بكل هدوووء ث ذكر لا قصة استنصاره بأهل الطائف ..
: وتكذيبهم له ..ورمي سفهائهم له بالجارة حت
لاذا لطمتن ؟!! أدموا قدميه .. )63( ..
قال :قوم أعطون ألف درهم على أن ألطم سيد بن تيم ..إل ومع وجود هذه اللم ف تاريخ حياته
.. أنه كان ل يسمح لا أن تنغص عليه استمتاعه
فقال الحنف ..آآآه ..ما صنعت شيئا .. بالياة ..
لست سيد بن تيم !.. ل تستحق اللتفات إليها ..وقد مضت آلمها
قال :عجبا !! فأين سيد بن تيم .. وبقيت حسناتا ..
قال :هل ترى ذاك الرجل الالس وحده ..وسيفه بانبه إذن ل تقتل نفسك بالمّ ..
؟ وكذلك ل تقتل الناس بالم واللوم ..
وأشار إل رجل اسه حارثة بن قدامة ..امتل غضبا نن أحيانا نتعامل مع بعض الشاكل بأساليب هي
وغيظا ..لو قُسّم غضبه على أمةٍ لكفاهم .. ل لا ..
ف القيقة ليست ح ً
قال :نعم أراه ..الالس هناك .. كان الحنف بن قيس سيد بن تيم ..
قال :فاذهب والطمه لطمة ..فذاك سيد بن تيم .. ل يكن ساد قومه بقوة جسد ..ول كثرة مال ..
مضى الرجل إليه :واقترب من حارثة ..فإذا عينا حارثة ول ارتفاع نسب ..
تلتمع شررا .. وإنا سادهم باللم والعقل ..
وقف السفيه عليه ..ورفع يده ولطمه على وجهه ..فما حقد عليه قوم ..
كادت يده تفارق خده حت التقط حارثة سيفه ..وقطع فأقبلوا إل سفيه من سفهائهم وقالوا له :
يده !!..
. ( ) تقدمت القصة كاملة ص 63
133
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلب فكيف أطيق أن أتبسما وقديا قيل :الفائز هو الذي يضحك ف النهاية !!
قلت :ابتسم واطرب فلو قارنتها ***
قضيت عمرك كله متألا قناعة ..
قال :العدى حول علت صيحاتم *** ل لا ..
التعامل مع الشكلة بأساليب ليست ح ً
َأأُ َسرّ والعداء حول ف المى يعذبك ..ول يل الشكلة !!
قلت :ابتسم ،ل يطلبوك بذمهم ***
.46مشاكل ليس لا حل ..
لو ل تكن منهم أجلّ وأعظما!
كم ترى من الناس غاضبا وهو يقود سيارته ..
قال :الليال جرعتن علقما ***
وربا ضرب بيديه على مقودها ..وردد ..أوووه
قلت :ابتسم ولئن جرعت العلقما
دائما زحة ..زحة ..
فلعل غيك إن رآك ُمرَنّـما ***
أو قد تراه يشي ف الطريق ..ول يتمل أن يكلمه
طرح الكآبة خلفه وترنا
أحد ..بل متضايق أشد الضيق ..ويردد :
أتراك تغنم بالترن درها ***
أوووف حررر شديييد !!..
أم أنت تسر بالبشاشة مغنما
وربا كنت زميلً له ف مكتب واحد ..تبتلى
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى ***
برؤيته كل يوم ..ويشغلك كلما جلس " ..ياخي
متلطم ولذا نب النما (.. )64
العمل كثييي ..أوووه إل مت ما يزيدون رواتبنا "
نعم استمتع بياتك ..
..ويدخل عابسا ..ويرج ساخطا ..
انتبه أن تكون ظروفك مؤثرة على سلوكك ..ف عملك
وربا أكثر التشكي من آلم بدنه ..أو إعاقة ولده
..أولدك ..زملئك ..
..
فما ذنبهم أن يتعذبوا بأمور ليس هم طرفا فيها ..ول
ل بد أن نقتنع جيعا أننا تواجهنا ف حياتنا مشاكل
يلكون حلها ؟
ليس لا حل ..فل بد أن نتعامل معها بأريية ..
ل تعلهم إذا رأوك ..أو ذكروك .ذكروا معك الم
قال :السماء كئيبة وتهما ***
والزن ..
قلت :ابتسم ،يكفي التجهم ف السما!
عن النياحة على اليت ..والصراخ ..وشق لذا نى
قال :الصبا ول ! فقلت له :ابتسم ***
اليب ..وحلق الشعر ..و ..
لن يرجع السف الصبا التصرما
لاذا ؟
قال :الت كانت سائي ف الوى ***
لن التعامل مع الوت يكون بتغسيل اليت وتكفينه
صارت لنفسي ف الغرام جهنما
والصلة عليه ودفنه ..والدعاء له ..
خانت عهودي بعدما ملكتها ***
( ) أبيات ليليا أبو ماضي من ديوانه ص 656 64
134
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :سبع عشرة سنة .. أما الصراخ والعويل فل ينفع شيئا ..سوى أنه
قلت :ال يشفيه ..ويبارك لك ف إخوانه .. يقلب متعة الياة إل أحزان ..
فخفض رأسه وقال :يا شيخ ..ليس له إخوان ..ل مشى العاف بن سليمان مع صاحب له ..فالتفت
ُأرْزق بغي هذا الولد ..وقد أصابه ما ترى .. إليه صاحبه عابسا وقال :ما أشد البد اليوم ؟
قلت له :سعد ..بكل اختصار ..ل تقتل نفسك بالم فقال العاف :أستدفأت الن ؟
..لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا .. قال :ل ..
ث خففت عنه مصابه وذهبت .. قال :فماذا استفدت من الذم ؟ لو سبّحت لكان
نعم ل تقتل نفسك بالم ..فالم ل يفف الصيبة .. خيا لك ..
أذكر أن قبل فترة ..ذهبت إل الدينة النبوية .. عش حياتك ..
التقيت بالد ..قال ل :ما رأيك أن نزور الدكتور : ل تنقب عن الشكلت ..ول تدقق ف صغائر
عبد ال .. المور ..وإنا استمتع بياتك ..
قلت :لاذا ..ما الب ؟
قال :نعزيه .. .47ل تقتل نفسك بالم ..
قلت :نعزيه ؟!! كان أحد طلب ف الامعة ..
قال :نعم ..ذهب ولده الكبي بالعائلة كلها لضور غاب أسبوعا كاملً ..ث لقيته فسألته :سلمات
حفل عرس ف مدينة ماورة ..وبقي هو ف الدينة ..سعد ..؟
لرتباطه بالامعة .. قال :ل شيء ..كنت مشغو ًل قليلً ..
وف أثناء عودتم وقع لم حادث مروع ..فماتوا جيعا كان الزن واضحا عليه ..
..أحدى عشر نفسا !! قلت :ما الب ؟
ل صالا قد جاوز المسي ..لكنه
كان الدكتور رج ً قال :كان ولدي مريضا ..عنده تليف ف الكبد
على كل حال ..بشر ..له مشاعر وأحاسيس .. ..وأصابه قبل أيام تسمم ف الدم ..وتفاجأت
ف صدره قلب ..وله عينان تبكيان ..ونفس تفرح أمس أن التسمم تسلل إل الدماغ ..
وتزن .. قلت :ل حول ول قوة إل بال ..اصب ..وأسأل
تلقى الب الفزع ..صلى عليهم ..ث وسدهم ف التراب ال أن يشفيه ..
بيديه ..إحدى عشر نفسا .. وإن قضى ال عليه بشيء ..فأسأل ال أن يعله
صار يطوف ف بيته حيان ..ير بألعاب متناثرة ..قد شافعا لك يوم القيامة ..
مضى عليها أيام ل ترك ..لن خلود وسارة اللتان كانتا قال :شافع ؟ يا شيخ ..الولد ليس صغيا ..
تلعبان با ..ماتتا .. قلت :كم عمره ؟
135
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راتب قليل .. يأوي إل فراشه ..ل يرتب ..لن أم صال ..
امرأة مع زوجها :بيتنا قدي ..سيارتنا متهالكة ..ثياب ماتت ..
ليست على الوضة .. ير بدراجة ياسر ..ل تتحرك ..لن الذي كان
أفنيت يا مسكي عمرك بالتأوه والزن يقودها ..مااات ..
وظللت مكتوف اليدين تقول حاربن الزمن يدخل غرف ابنته الكبى ..يرى حقائب عرسها
إن ل تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن مصفوفة ..وملبسها مفروشة على سريرها ..
ماتت ..وهي ترتب ألوانا وتنسقها ..
إضاءة سبحان من صبّره ..وثبت قلبه ..
عش حياتك با بي يدك من معطيات ..لتسعد كان الضيوف يأتون ..معهم قهوتم ..لنه ل
أحد عنده يدم أو يُعي ..
.48ارض با قسم ال لك ..
العجيب أنك إذا رأيت الرجل ف العزاء ..حسبت
كنت ف رحلة إل أحد البلدان للقاء عدد من
أنه أحد العزين ..وأن الصاب غيه ..
الحاضرات ..
كان يردد ..إنا ل وإنا إليه راجعون ..ل ما أخذ
كان ذلك البلد مشهورا بوجود مستشفى كبي للمراض
وله ما أعطى ..وكل شيء عنده بأجل مسمى ..
العقلية ..أو كما يسميه الناس "مستشفى الجاني" ..
وهذا هو قمة العقل ..فلو ل يفعل ذلك ..لات
ألقيت ماضرتي صباحا ..وخرجت وقد بقي على أذان
ها ..
الظهر ساعة ..
أعرف أحد الناس أراه دائما سعيد ..وإذا تأملت
كان معي عبد العزيز ..رجل من أبرز الدعاة ..
حاله وجدت :
التفت إليه ونن ف السيارة ..قلت :عبد العزيز ..هناك
وظيفته متواضعة
مكان أود أن أذهب إليه ما دام ف الوقت متسع ..
بيته وضيق ..إيار ..
قال :أين ؟ صاحبك الشيخ عبد ال ..مسافر ..
سيارته قدية ..
والدكتور أحد اتصلت به ول يب ..أو تريد أن نر
أولده كثيون ..
الكتبة التراثية ..أو ..
ومع ذلك كان دائم البتسامة ..مبوبا ..يعيش
قلت :كل ..بل :مستشفى المراض العقلية ..
حياته ..
قال :الجاني !! قلت :الجاني ..
صحيح ..ل يقتل نفسه بالم ..
فضحك وقال مازحا :لاذا ..تريد أن تتأكد من عقلك
ول تكثر التشكي..فيملّك الناس..
..
عنده ولد معوق ..ولدي مريض ..ضايق صدري
قلت :ل ..ولكن نستفيد ..نعتب ..نعرف نعمة ال
..يا أخي مسكي ولدي ..خلص فهمنا ..
136
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جدرانا وأرضها باللون البن .. علينا ..
سألت الطبيب :ما هذا ؟!! قال :منون .. سكت عبد العزيز يفكر ف حالم ..شعرت أنه
شعرت أنه يسخر من سؤال ..فقلت :أدري أنه منون حزين ..كان عبد العزيز عاطفيا أكثر من اللزم
..لو كان عاقلً لا رأيناه هنا ..لكن ما قصته ؟ ..
فقال :هذا الرجل إذا رأى جدارا ..ثار وأقبل يضربه أخذن بسيارته إل هناك ..
بيده ..وتارة يضربه برجله ..وأحيانا برأسه .. أقبلنا على مبن كالغارة..الشجار تيط به من كل
فيوما تتكسر أصابعه ..ويوما تكسر رجله ..ويوما جانب..كانت الكآبة ظاهرة عليه..
يشج رأسه ..ويوما ..ول نستطع علجه ..فحبسناه ف قابلنا أحد الطباء ..رحب بنا ث أخذنا ف جولة
غرفة كما ترى ..جدرانا وأرضها مبطنة بالسفنج .. ف الستشفى ..
فيضرب كما يشاء ..ث سكت الطبيب ..ومضى أمامنا أخذ الطبيب يدثنا عن مآسيهم ..ث قال :
ماشيا .. وليس الب كالعاينة ..
أما أنا وصاحب عبد العزيز ..فظللنا واقفي نتمتم : دلف بنا إل أحد المرات ..سعت أصواتا هنا
المد ل الذي عافانا ما ابتلك به وهناك ..
ث مضينا نسي بي غرف الرضى .. كانت غرف الرضى موزعة على جانب المر ..
حت مررنا على غرفة ليس فيها أسرة ..وإنا فيها أكثر مررنا بغرفة عن ييننا ..نظرت داخلها فإذا أكثر
من ثلثي رجلً ..كل واحد منهم على حال ..هذا من عشرة أسرة فارغة ..إل واحدا منها قد انبطح
يؤذن ..وهذا يغن ..وهذا يتلفت ..وهذا يرقص .. عليه رجل ينتفض بيديه ورجليه ..
وإذا من بينهم ثلثة قد أُجلسوا على كراسي ..وربطت التفتّ إل الطبيب وسألته :ما هذا !!
أيديهم وأرجلهم ..وهم يتلفتون حولم ..وياولون قال :هذا منون ..ويصاب بنوبات صرع ..
التفلت فل يستطيعون .. تصيبه كل خس أو ست ساعات ..
تعجبت وسألت الطبيب :ما هؤلء ؟ ولاذا ربطتموهم قلت :ل حول ول قوة إل بال ..منذ مت وهو
دون الباقي ؟ على هذا الال ؟
فقال :هؤلء إذا رأوا شيئا أمامهم اعتدوا عليه .. قال :منذ أكثر من عشر سنوات ..كتمت عبة ف
يكسرون النوافذ ..والكيفات ..والبواب .. نفسي ..ومضيت ساكتا ..
لذلك نن نربطهم على هذا الال ..من الصباح إل بعد خطوات مشيناها ..مررنا على غرفة أخرى ..
الساء .. بابا مغلق ..وف الباب فتحة يطل من خللا رجل
قلت وأنا أدافع عبت :منذ مت وهم على هذا الال ؟ من الغرفة ..ويشي لنا إشارات غي مفهومة ..
قال :هذا منذ عشر سنوات ..وهذا منذ سبع ..وهذا حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة ..فإذا
137
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ل يعقلون حاله .. جديد ..ل يض له إل خس سني !!
خرجت من هذه الغرفة ..ول أستطع أن أتمل أكثر .. خرجت من غرفتهم ..وأنا أتفكر ف حالم ..
قلت للطبيب :دلن على الباب ..للخروج .. وأحد ال الذي عافان ما ابتلهم ..
قال :بقي بعض القسام .. سألته :أين باب الروج من الستشفى ؟
قلت :يكفي ما رأيناه .. قال :بقي غرفة واحدة ..لعل فيها عبة جديدة
مشى الطبيب ومشيت بانبه ..وجعل ير ف طريقه ..تعال ..
بغرف الرضى ..ونن ساكتان .. وأخذ بيدي إل غرفة كبية ..فتح الباب ودخل
وفجأة التفت إلّ وكأنه تذكر شيئا نسيه ..وقال : ..وجرن معه ..
يا شيخ ..هنا رجل من كبار التجار ..يلك مئات كان ما ف الغرفة شبيها با رأيته ف غرفة سابقة ..
الليي ..أصابه لوثة عقلية فأتى به أولده وألقوه هنا منذ مموعة من الرضى ..كل منهم على حال ..
سنتي .. راقص ..ونائم ..
وهنا رجل آخر كان مهندسا ف شركة ..وثالث كان .. و ..و ..عجبا ماذا أرى ؟؟
ومضى الطبيب يدثن بأقوام ذلوا بعد عز ..وآخرين رجل جاوز عمره المسي ..اشتعل رأسه شيبا ..
افتقروا بعد غن ..و .. وجلس على الرض القرفصاء ..قد جع جسمه
أخذت أمشي بي غرف الرضى متفكرا .. بعضه على بعض ..ينظر إلينا بعيني زائغتي ..
سبحان من قسم الرزاق بي عباده .. يتلفت بفزع ..
يعطي من يشاء ..وينع من يشاء .. كل هذا طبيعي ..
قد يرزق الرجل مالً وحسبا ونسبا ومنصبا ..لكنه يأخذ لكن الشيء الغريب الذي جعلن أفزع ..بل أثور
منه العقل ..فتجده من أكثر الناس مالً ..وأقواهم ..هو أن الرجل كان عاريا تاما ليس عليه من
جسدا ..لكنه مسجون ف مستشفى الجاني .. اللباس ول ما يستر العورة الغلظة ..
وقد يرزق آخر حسبا رفيعا ..ومالً وفيا ..وعقلً تغي وجهي ..وامتقع لون ..والتفت إل الطبيب
كبيا ..لكنه يسلب منه الصحة ..فتجده مقعدا على فورا ..فلما رأى حرة عين ..
سريره ..عشرين أو ثلثي سنة ..ما أغن عنه ماله قال ل ..هدئ من غضبك ..سأشرح لك حاله
وحسبه !!.. ..
ومن الناس من يؤتيه ال صحة وقوة وعقلً ..لكنه ينعه هذا الرجل كلما ألبسناه ثوبا عضه بأسنانه وقطعه
الال فتراه يشتغل حال أمتعة ف سوق أو تراه معدما فقيا ..وحاول بلعه ..وقد نلبسه ف اليوم الواحد أكثر
يتنقل بي الرف التواضعة ل يكاد يد ما يسد به رمقه من عشرة ثياب ..وكلها على مثل هذا الال ..
.. فتركناه هكذا صيفا وشتاءً ..والذين حوله ماني
138
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ل تتلفا ..وإنك إن عصيتن أطعتك .. ومن الناس من يؤتيه ..ويرمه ..وربك يلق ما
فقال له عمرو :فإن أمي عليك ..وإنا أنت مدد ل .. يشاء ويتار ..ما كان لم الية ..
قال :فدونك .. فكان حريا بكل مبتلى أن يعرف هدايا ال إليه قبل
فتقدم ..عمرو بن العاص tفصلى بالناس .. أن يعد مصائبه عليه ..فإن حرمك الال فقد
وبعد الغزوة ..كان أول من وصل الدينة ..عوف بن أعطاك الصحة ..وإن حرمك منها ..فقد أعطاك
مالك .. t العقل ..فإن فاتك ..فقد أعطاك السلم ..هنيئا
فمضى إل رسول .. r لك أن تعيش عليه وتوت عليه ..
فلما رآه ..قال له .. rأخبن .. فقل بلء فيك الن بأعلى صوتك :الممممد ل
فأخبه عن الغزوة ..وما كان بي أب عبيدة وعمرو بن ..
العاص .. .. وكذلك كان الصحابة الكرام
فقال : rيرحم ال أبا عبيدة بن الراح .. بعث رسول ال .. rعمرو بن العاص tجهة
.. نعم ..يرحم ال أبا عبيدة الشام ..ف غزوة ذات السلسل ..
فكرة .. فلما صار إل هناك رأى كثرة عدوه ..
انظر للجوانب الشرقة من حياتك ..قبل أن تنظر فبعث إل رسول ال rيستمده ..
للمظلمة ..لتكون أسعد .. فبعث إليه rأبا عبيدة بن الراح ..أميا على
مدد ..فيه الهاجرون الولون ..وفيهم أبو بكر
.49كن جبلً .. وعمر ..وقال rلب عبيدة حي وجهه :ل تتلفا
ف بداية سلوكي ف طريق الدعوة ..دعيت للقاء ..
ماضرة ف إحدى القرى .. فخرج أبو عبيدة ..
استقبلن السئول عن الدعوة هناك ..ركبت سيارته .. حت إذا قدم على عمرو قال له عمرو :إنا جئت
كانت قدية متهالكة .. مددا ل ..
تدثت معه ..أخبن أنه حديث عهد بزواج .. فقال له أبو عبيدة :ل ولكن على ما أنا عليه
ل من غلء الهور ف قريتهم ..حت إنه ل
ث اشتكى إ ّ وأنت على ما أنت عليه ..
يستطع أن يشتري سيارة جديدة ..أو على القل أحسن ل لينا سهلً ..هينا عليه أمر
وكان أبو عبيدة رج ً
من سيارته .. الدنيا ..
دعوت له بالتوفيق .. فقال له عمرو :بل أنت مددي ..
ث دخلت وألقيت الحاضرة ..وف آخرها ..قرئت عليّ فقال له أبو عبيدة :يا عمرو إن رسول ال .. r
السئلة ..وكان من بينها سؤال عن غلء الهور .. قد قال ل :
139
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأكد أن الشجار الثابتة ل تقتلعها الرياح ..مهما ففرحت به وقلت :جاءك يا مهنا ما تتمنا !!
اشتدت ..وإنا النصر صب ساعة .. وانطلقت أتكلم عن غلء الهور وتأثيه على
كلما زاد عقلك ..قل جهلك ..وإذا زاد قدرك ..قل الشباب والفتيات ..
غضبك .. ما زوج بناته بأكثر من ث ذكرت إن رسول ال
كالبحر ل يركه أي شيء ..ويا جبل ما تزك ريح !.. خسمائة درهم ..ث رفعت صوت قائلً :يعن
بل إنك لو استثارك شخص ما ..ف ملس ..أو بيت .. ؟!! بناتكم أحسن من بنات النب
أو قناة فضائية ..أو ماضرة عامة .. فصرخ رجل مُسن من طرف الصف قائلً :إيش
فإنك إذا بقيت هادئا ل تغضب ول تثر ..مال الناس فيهم بناتنا ؟
معك ضده .. فثار آخر وقال :يتكلم على بناتنا !!
ل بقافلة تارة من الشام ..
كان أبو سفيان بن حرب مقب ً ونض الثالث جاثيا على ركبتيه وقال :أوووه
فخرج إليهم السلمون لقتالم .. تتكلم على بناتنا ؟!!
ففر أبو سفيان بالقافلة ..وأرسل إل قريش فخرجت كنت ف حال ل أحسد عليه ..وكنت ف أوائل
بيش عرمرم .. طريق الدعوة ..وحديث التخرج من الامعة ..
ووقعت معركة بدر بي السلمي وقريش ..وانتصر بقيت ساكتا ل أنبس ببنت شفة ..نظرت إل
السلمون .. الول لا تكلم وتبسمت ..فلما تكلم الثان ..
قتل من كفار قريش سبعون ..وأُسِر منهم سبعون .. نظرت إليه أيضا وتبسمت ..وكذلك الثالث ..
رجع من تبقى من جيش قريش ..وهم جرحى .. كان بعض الشباب ف آخر السجد يتضاحكون ..
وجوعى .. وبعضهم قاموا وقوفا ينظرون ..وكأن بم يقولون
ث وصل أبو سفيان بقافلته إل مكة .. :وقف حار الشيخ ف العقبة !!
فمشى عبد ال بن أب ربيعة وعكرمة بن أب جهل لا رأوا هدوئي ..هدؤوا ..ث قام أحدهم وقال :
وصفوان ابن أمية .. يا جاعة ..خلوا الشيخ يوضح قصده ..
ف رجال من قريش من أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانم فسكتوا ..فشكرت له عمله ..ث اعتذرت
يوم بدر .. وأثنيت عليهم – وعلى بناتم -ووضحت مرادي
فكلموا أبا سفيان ومن كانت له ف تلك العي من قريش ..
تارة .. عند تعاملك مع الناس ..أنت ف القيقة تصنع
فقالوا :يا معشر قريش ..إن ممدا قد وتركم وقتل شخصيتك ..وتبن ف عقولم تصورات عنك ..
خياركم ..فأعينونا بذا الال على حربه لعلنا ندرك منه يبنون على أساسها أساليب تعاملهم معك ..
ثأرا ..ففعلوا .. واحترامهم لك ..
140
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما نزل أبو سفيان والشركون بأصل أحد فرح وقد قال ال فيهم " :إن الذين كفروا ينفقون
السلمون الذين ل يشهدوا بدرا بقدوم العدو عليهم .. أموالم ليصدوا عن سبيل ال فسينفقونا ث تكون
وقالوا :قد ساق ال علينا أمنيتنا .. عليهم حسرة ث يغلبون والذين كفروا إل جهنم
ث قال النب rلصحابه : يشرون " .
" من رجل يرج بنا على القوم من كثب ـ أي من فخرجت قريش ..بدها وحديدها ..وجدها
قريب ـ من طريق ل ير بنا عليهم " ؟ وأحابيشها ..
فقال رجل من بن حارثة بن الارث اسه أبو خيثمة : وخرج معها من تابعها من بن كنانة وأهل تامة ..
أنا يا رسول ال .. وخرجوا معهم بالنساء لئل يفر الرجال من القتال
فسلك به ف أرض بن حارثة وبي أموالم ومزارعهم .. ..
حت سلك به ف مال لرجل اسه :مربع ابن قيظي .. فخرج أبو سفيان بزوجته هند بنت عتبة ..
ل منافقا ضرير البصر ..
وكان رج ً وخرج عكرمة بن أب جهل بزوجته أم حكيم بنت
فلما سع ِحسّ رسول ال .. rومن معه من السلمي .. الارث ..
قام يثي ف وجوههم التراب ..ويقول :إن كنت رسول وخرج الارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن
ال فإن ل أحل لك أن تدخل ف حائطي .. الغية ..
ث أخذ البيث حفنة من التراب ف يده ..ث قال : فأقبل الكفار ..حت نزلوا على شفي الوادي
وال لو أعلم أن ل أصيب با غيك يا ممد لضربت با مقابل الدينة ..
وجهك .. فلما سع بم رسول ال .. rاستشار أصحابه ..
فابتدره القوم .. ما رأيكم ؟
: فقال النب نبقى ف الدينة فإذا دخلوها علينا ..
" ل تقتلوه ..فهذا العمى ..أعمى القلب ..أعمى فقال له ناس ل يكونوا شهدوا بدرا :نرج يا
البصر " .. رسول ال إليهم نقاتلهم بـ "أحد" ..
ومضى رسول ال .. rول يلتفت إل ذلك النافق .. ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر
نعم .. ..
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا فما زالوا برسول ال rحت لبس أداة الرب ..
لصبح الصخر مثقالً بدينار ث ندموا ..وقالوا :يا رسول ال أقم ..فالرأي
والكلب تنبح ..والقافلة تسييييي .. رأيك ..
قناعة .. فقال لم :ما ينبغي لنب أن يضع أداته بعد ما
الرياح ل ترك البال ..لكنها تلعب بالرمال .. لبسها حت يكم ال بينه وبي عدوه ..
141
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. وتشكلها كما تشاء ..
فأُتَ به يوما إل رسول ال فأمر به فجُلد ..
ث مرت أيام ..فشرب خرا ..فجيء به أخرى فجلد .. .50ل تلعنه ..إنه يشرب خرا !!..
ومرت أيام ..ث جيء به قد شرب خرا ..فجلد .. أكثر الناس الذين نالطهم مهما بلغ من السوء ..
فلما ول خارجا ..قال رجل من الصحابة : إل أنه ل يلو من خي وإن كان قليلً ..
لعنه ال ..ما أكثر ما يؤتى به !! فلو استطعنا أن نعثر على مفتاح الي لكان حسنا
فالتفت إليه ..وقد تغي وجهه فقال له :ل تلعنه .. ..
()65
فوال ما علمت أنه يب ال ورسوله .. اشتهر عن بعض الجرمي ..أنه كان يسطو على
بيوت الناس ويسرق أموالم ..لينفق بعضها على
فن .. ضعفاء وأيتام !! أو يبن با مساجد !!
قبل أن تبدأ ف نزع شجرة الشر ف الخرين ..ابث أو كالت ترى أيتاما جوعى فتزن لتحصل مالً تسد
عن شجرة الي واسقها .. به جوعهم ..
بن مسجدا ل من غي حله **
.51إذا ل يكن ما تريد فأرد ما يكون !!.. فكان بمد ال غي موفق
مـا دمـت مُلزمـا فاسـتمتع ..هكذا كنـت أقول لشاب كمطعمة اليتام من كدّ عرضها ! **
أصـيب برض السـكر ..فكان يشرب الشاي مـن غيـ لك الويل ل تزن ول
سكر ..ويتأسف لاله .. تتصدقي
كنـت أقول له :هـل إذا تأسـفت وحزنـت أثناء شربـك وكم من حامل سكي ليطعن با ..فاستعطفه طفل
الشاي ..هل تنقلب الرارة حلوة .. أو امرأة فرق قلبه ..وألقى سكينه عنه ..
قال :ل .. إذن عامل الناس جيعا با تعلم فيهم من خي ..
قلت :ما دمت ملزما ..فاستمتع .. قبل أن تسيء الظن بم ..
أعن لن تأت الدنيا دائما على ما نب .. ..بلغ من خلقه أنه كان يلتمس العاذير ممد
وهذا يقع ف حياتنا كثيا .. للمخطئي ..ويسن الظن بالذنبي ..وكان إذا
سيارتك قدية ..مكيف ل يشتغل ..مراتب مزقة ..ول قابل عاصيا ينظر فيه إل جوانب اليان قبل
تستطيع حاليا تغييها ..ما الل ؟ جوانب الشهوة والعصيان ..
تقدمت للدراسة بالامعة ..فقبلت ف كلية ل ترغب ف ما كان يسيء الظن بأحد ..يعاملهم كأنم أولده
الدراسة فيها ..حاولت تعديل الال فلم تستطع .. وإخوانه ..يب لم الي كما يبه لنفسه ..
كان رجل ف عهد النب قد ابتلي بشرب المر
( ) متفق عليه 65
142
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم ..عش حياتك ..ل وقت فيها لِلهمّ ..تعامل مع فاضطررت لواصلة الدراسة ..وأكملت سنتي
العطيات الت بي يديك .. وثلث ..فما الل ؟
مع أصحابه ف غزوة فق ّل طعامهم ..وتعبوا .. خرج تقدمت لوظيفة فلم تقبل ..وقبلت ف أخرى ..
فأمرهم ..أن يمعوا ما عندهم من طعام .. وبدأت دوامك فيها ..فما الل؟
وفرش رداءه ..وصار الرجل يأت بالتمرة ..والتمرتي .. خطبت فتاتا فرفضت ..وتزوجت آخر ..ما الل
وكسرة البز ..وكلها تتمع فوق هذا الرداء ..ث ؟
أكلوا ..وهم مستمتعون .. كثي من الناس يعل الل هو الكتئاب الدائم ..
والتأفف من واقعه ..وكثرة التشكي إل من عرف
لحة .. ومن ل يعرف ! وهذا ل يرد إليه رزقا فاته ..ول
ما كل ما يتمن الرء يدركه .. يعجل برزق ل يكتب له ..
تري الرياح با ل تشتهي السفن إذن ما الل ؟
العاقل فهو الذي يتكيف مع واقعه كيفما كان ..
.52نتلف ونن إخوان !
مادام ل يستطيع التغيي إل الحسن ..
ذُكـر أن الشافعـي رحهـ ال تناظـر يوما مـع أحـد العلماء
أحد أصدقائي كان يشرف على بناء مسجد ..
حول مسألة فقهية عويصة ..
فضاقت بم النفقة ..فتوجهوا إل أحد التجار
فاختلفا ..وطال الوار ..حت علت أصواتما ..
للستعانة به ف إكمال البناء ..
ول يستطع أحدها أن يقنع صاحبه ..
فتح لم الباب ..جلس معهم قليلً ..وأعطاهم ما
وكأن الرجل تغي وغضب ..ووجد ف نفسه ..
تيسر ..ث أخرج دواء من جيبه وجعل يتناوله ..
فلما انتهى الجلس وتوجها للخروج ..التفت الشافعي
قال له أحدهم :سلمات ..عسى ما شر !!
إل صاحبه ..وأخذ بيده وقال :
قال :ل ..هذه حبوب منومة ..منذ عشر سني
أل يصح أن نتلف ونبقى إخوانا !..
ل أنام إل با ..
وجلس بعض علماء الديث يوما ..عند الليفة ..
دعوا له ..وخرجوا ..
فتكلم رجل ف الجلس بديث ..
فمروا على حفريات وأعمال طرق عند مرج
فاستغرب العال منه ..وقال :ما هذا الديث !! من أين
الدينة ..وقد وضع عندها أنوار تعمل بولد
؟ جئت به ؟ تكذب على رسول ال
كهربائي قد مل الدنيا ضجيجا ..
فقال الرجل :بل هذا حديث ..ثابت ..
ليس هذا هو الغريب ..
قال العال :ل ..هذا حديث ل نسمع به ..ول نفظه ..
الغريب أن حارس الولد هو عامل فقي قد افترش
وكان ف الجلس وزير عاقل ..
قصاصات جرائد ..ونااااام ..
143
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رهج السنابك والغبار الطيب فالتفت إل العال وقال بدوء :يا شيخ ..هل
ولقد أتانا من مقال نبينا *** ..؟ حفظت جييييع أحاديث النب
قول صحيح صادق ل يكذب قال :ل ..
ل يستوي وغبار خيل ال ف *** قال :فهل حفظت نصفها ؟
أنف امريء ودخان نار تلهب قال :ربا ..
هذا كتاب ال ينطق بيننا *** فقال :فاعتب هذا الديث من النصف الذي ل
ليس الشهيد بيت ل يكذب تفظه ..
ث قال : وانتهت الشكلة ..
إن من عباد من فتح ال ف الصيام ..فيصوم ما ل يصومه كان الفضيل بن عياض وعبد ال بن البارك
غيه ..ومنهم من فتح له ف قراءة القرآن ..ومنهم من صاحبي ل يفترقان ..
فتح له ف طلب العلم ..ومنهم من فتح ف الهاد .. وكانا عالي زاهدين ..
ومنهم من فتح له ف قيام الليل .. عنّ لعبد ال بن البارك فخرج للقتال والرباط ف
وليس ما أنت عليه بأفضل ما أنا عليه .. الثغور ..
وما أنا عليه ..ليس بأفضل ما أنت عليه .. وبقي الفضيل بن عياض ف الرم يصلي ويتعبد ..
وكلنا على خي .. وف يوم رق فيه القلب ..وأسبلت الدمعة ..
وهكذا كان منهج الصحابة .. كتب الفضيل إل ابن البارك كتابا يدعوه فيه إل
اجتمع الكفار وتألبوا لرب السلمي ف الدينة .. الجيء والتعبد ف الرم ..والشتغال بالذكر
وجاؤوا ف جيش ل تشهد العرب مثله كثرة وعتادا .. وقراءة القرآن ..
فحفر السلمون خندقا ل يستطع الكفار أن يتجاوزوه فلما قرأ ابن البارك الكتاب ..
لدخول الدينة .. أخذ رقعة وكتب إل الفضيل :
فعسكر الكفار وراء الندق .. يا عابد الرمي لو أبصرتنا ***
وكان ف الدينة قبيلة بن قريظة ..وهم يهود يتربصون لعلمت أنك ف العبادة
بالؤمني .. تلعب
فأقبلوا إل الكفار يدونم ..ويعيثون ف الدينة فسادا من كان يضب خده بدموعه ***
ونبا .. فنحورنا بدمائنا تتخضب
وقد انشغل السلمون عنهم بالرباط عند الندق .. أو كان يتعب خيله ف باطل ***
ومضت اليام عصيبة ..حت أرسل ال على الكفار ريا فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
وجنودا ..من عنده فتمزق جيشهم ..وانقلبوا خائبي .. ريح العبي لكم ونن عبينا ***
144
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصلوها .. يرون أذيال هزيتهم ف ظلمة الليل ..
فذكر ذلك للنب rفلم يعنف واحدا من الفريقي .. فلما أصبح رسول ال .. rانصرف عن الندق
فحاصرهم النب .. rحت نصره ال عليهم .. راجعا إل الدينة ..
ووضع السلمون السلح ..ورجعوا إل بيوتم ..
وجهة نظر .. ودخل رسول ال rبيته ..ووضع السلح
ليست الغاية أن نتفق ..لكن الغاية أن ل نتلف .. واغتسل ..
فلما كانت الظهر ..جاءه جبيل ..
.53الرفق ..إل زانه ..
فنادى رسول ال .. rمن خارج البيت ..
يتكرر على ألسنتنا كثيا عندما نعجب بشخص ما ..أن
فقام رسول ال rفزعا ..
نصفه قائلي :
فقال له جبيل عليه السلم :أوقد وضعت
فلن رزين ..فلن ثقيل ..فلن راكد ..
السلح يا رسول ال ؟
وإذا أردنا مذمة شخص قلنا :فلن عجول ..فلن
قال :نعم ..
خفيّف ..
قال جبيل :ما وضعت اللئكة السلح بعد ..
فيقول :ما كان الرفق ف شيء إل زانه أما رسول ال
وما رجعت الن إل من طلب القوم ..طلبناهم
()66
..وما نزع من شيء إل شانه ..
حت بلغنا حراء السد ..
هل تستطيع تريك طن الديد بأصبع ؟
إن ال يأمرك بالسي إل بن قريظة ..فإن عامد
نعم :إذا أحضرت رافعة ..ث ربطته برفق ..وأحكمت
إليهم فمزلزل بم ..
ربطه ..
فأمر رسول ال rمؤذنا فأذن ف الناس :
ث رفعته ..فإذا تعلق ف الواء ..حركه بأصغر أصابعك
" من كان سامعا مطيعا ..فل يصلي العصر إل ف
..
بن قريظة " ..
اتفق صديقان على أن يتقدما لرجل لطبة ابنتيه ..كانت
فتسابق الناس إل سلحهم ..وسعوا وأطاعوا ..
إحداها أكب من الخرى ..
ومضوا إل ديار بن قريظة ..
قال أحدها للخر :أنا آخذ الصغية ..وأنت تأخذ
فدخل عليهم وقت العصر وهم ف الطريق ..
الكبية ..
فقال بعضهم ل نصلي العصر إل ف بن قريظة ..
فصاح صاحبه :لاااا ..بل أنت خذ الكبية ..وأنا آخذ
وقال بعضهم :بل نصلي ل يرد منا ذلك ..يعن
الصغية ..
إنا أراد السراع إليهم ..
فقال الول :طيب ..أنت تأخذ الصغية ..وأنا آخذ
فصلوا العصر وأكملوا مسيهم ..
وأخرها الخرون ..حت وصلوا بن قريظة ..
( ) 66
145
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلزم أبو يوسف شيخه سني .. الت أصغر منها ..
فلما بلغ أبو يوسف سن الشباب ..ونبغ على أقرانه .. قال :موافق !!..
أصابه مرض أقعده .. ول يدرك أن صاحبه ما غي قراره ..سوى أنه غي
فزاره أبو حنيفة ..وكان الرض شديدا متمكنا منه .. أسلوب الكلم برفق ..
فلما رآه أبو حنيفة حزن ..وخاف عليه اللك .. وف الديث :إذا أراد ال بأهل بيت خيا أدخل
وخرج وهو يكلم نفسه قائلً :آآآه يا أبا يوسف ..لقد عليهم الرفق ..وإذا أراد ال بأهل بيت شرا ..
()67
كنت أرجوك للناس من بعدي !! نزع منهم الرفق ..
ومضى أبو حنيفة ير خطاه حزينا إل حلقته وطلبه .. وفيه :إن ال رفيق يب الرفق ..ويعطي على
ومضت يومان ..فشفي أبو يوسف ..واغتسل ولبس الرفق ما ل يعطي على العنف ..وما ل يعطي على
()68
ثيابه ليذهب لدرس شيخه .. ما سواه ..
فسأله من حوله :إل أين تذهب ؟ الرفيق ..الي اللي ..مبوب عند الناس ..
قال :إل درس الشيخ .. تطمئن إليه النفوس ..وتثق فيه ..
قالوا :إل الن تطلب العلم ؟ أنت قد اكتفيت ..أما خاصة إذا صاحب ذلك وزن للكلم ..وقدرة
بلغك ما قال فيك الشيخ ؟ على التعامل الرائع ..
قال :وما قال ؟! من أشهر طلب علماء النفية المام أبو يوسف
قالوا :قد قال :كنت أرجوك للناس من بعدي ..أي القاضي ..
أنك قد حصلت كل علم أب حنيفة ..فلو مات الشيخ هو أشهر طلب أب حنيفة ..
اليوم جلست مكانه .. كان أبو يوسف ف صغره فقيا ..وكان أبوه ينعه
فأعجب أبو يوسف بنفسه .. من حضور درس أب حنيفة ..ويأمره بالذهاب
ومضى إل السجد ورأى حلقة أب حنيفة ف ناحية .. للسوق لتكسب ..
فجلس ف الناحية الخرى ..وبدأ يدرس ويفت .. كان أبو حنيفة حريصا عليه ..وإذا غاب عاتبه ..
التفت أبو حنيفة إل اللقة الديدة ..فسأل :حلقة من فاشتكى أبو يوسف يوما إل أب حنيفة حاله مع
هذه ؟ والده ..فاستدعى أبو حنيفة والد أب يوسف
قالوا :هذا أبو يوسف .. وسأله :كم يكسب الولد كل يوم ؟
قال :شُفي من مرضه ؟! قال :درهان ..
قالوا :نعم .. قال :أنا أعطيك الدرهي ..ودعه يطلب العلم ..
قال :فلم ل يأت إل درسنا ؟!
( ) رواه البخاري 67
146
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فنظر أبو يوسف إليه ..ث سأله :بال من أرسلك .. عنك ..
فأشار إل أب حنيفة ..وقال :أرسلن الشيخ .. ففكر أبو حنيفة كيف يتعامل مع الوقف برفق ..
فقام أبو يوسف من ملسه ..ومضى حت وقف على وجعل يفكر ث قال :
حلقة أب حنيفة وقال :يا شيخ ..مسألة .. يأب أبو يوسف إل أن نقشّر له العصا!!
فلم يلتفت أبو حنيفة إليه .. ث التفت إل أحد طلبه الالسي وقال :
فأقبل أبو يوسف حت جثى على ركبتيه بي يدي الشيخ يا فلن ..اذهب إل الشيخ الالس هناك ..يعن
..وقال بكل أدب :يا شيخ ..مسألة .. أبا يوسف ..فقل له :يا شيخ ..عندي مسألة ..
قال :ما مسألتك ؟ فسيفرح بك ويسألك عن مسألتك ..فما جلس
قال :تعرفها .. إل ليسأل !!
قال :مسألة الياط والثوب ؟ فقل له :رجل دفع ثوبا له إل خياط ليقصره ..
قال :نعم .. فلما جاءه بعد أيام يريد ثوبه جحده الياط ..
قال :اذهب وأجب .ز ألست شيخا .. وأنكر أنه أخذ منه ثوبا ..فذهب الرجل إل
قال :الشيخ أنت .. الشرطة فاشتكاه فأقبلوا واستخرجوا الثوب من
فقال ابو حنيفة :ننظر ف مقدار تقصي الياط للثوب .. الدكان ..
فإن كان قصره على مقاس الرجل ..فمعن ذلك أنه قام والسؤال :هل يستحق الياط أجرة تقصي الثوب
بالعمل كاملً ..ث بدا له أن يحد الثوب ..فيكون قام أم ل يستحق ؟
بالعمل لجل الرجل ..فيستحق عليه الجرة .. فإن أجابك وقال :يستحق ..فقل له :أخطأت ..
وإن كان قصره على مقاس نفسه ..فمعن ذلك أنه قام وإن قال :ل يستحق ..فقل له :أخطأت ..
بالعمل لجل نفسه ..فل يستحق على ذلك أجرة .. فرح الطالب بذه السألة الشكلة ..ومضى على
فقبل أبو يوسف رأس أب حنيفة ..ولزمه حت مات أبو أب يوسف وقال :يا شيخ ..مسألة ..
حنيفة ..ث قعد أبو يوسف للناس من بعده .. قال :ما مسألتك ؟
فلو استعمل الزوجان الرفق مع بعضهما .. قال :رجل دفع ثوبا إل خياط ..
وكذلك البوان .. فأجاب أبو يوسف على الفور قائلً :نعم يستحق
والدراء ..والدرسون .. الجرة ..ما دام أت العمل ..
نستعمل الرفق دائما ..ف سواقة السيارة ..ف التدريس فقال السائل :أخطأتَ ..
..ف البيع والشراء .. فعجب أبو يوسف ..وتأمل ف السألة أكثر ..ث
وإن كان الرء قد يتاج الشدة أحيانا ..حت ف النصح قال :ل ..ل يستحق الجرة ..
..وهذا هو الكمة ف النصيحة ..وهي وضع المور ف فقال السائل :أخطأت ..
147
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكانوا يؤذونه بأنواع الذى ..وهو صابر .. مواضعها ..
وف يوم .. وقد كان غضبه rدائما – إن غضب – ف المور
اجتمع أشرافهم ف الجر ..فذكروا رسول ال الدينية ..
فقالوا : لنفسه قط ..إل أن فما غضب رسول ال
ما رأينا مثل ما صبنا عليه من هذا الرجل قط ..س ّفهَ تنتهك حرمة من مارم ال ..
أحلمنا ..وشتم آباءنا ..وعاب ديننا ..وفرق جاعتنا يوما رجلً من اليهود .. قابل عمر بن الطاب
..وسب آلتنا ..وصرنا منه على أمر عظيم .. فأطلعه على كلم ف التوراة ..فأعجبه ..فأمره
..فأقبل فبينما هم ف ذلك ..إذ طلع رسول ال فنسخه له ..
يشي حت استلم الركن .. ث جاء عمر بذه الصحيفة من التوراة إل رسول
ث مر بم طائفا بالبيت .. .. ال
فغمزوه ببعض القول .. فقرأها عليه ..
..فرفق بم ..وسكت عنهم فتغي وجه رسول ال أن عمر معجب با معه ..وأن فلحظ النب
..ومضى .. التلقي عن الديانات السابقة ..إن فُتح الجال له
فلما مر بم الثانية ..غمزوه بثلها .. ..اختلط ذلك بالقرآن ..والتبس المر على
فتغي وجهه أيضا ..فسكت عنهم ..ومضى ف طوافه .. الناس ..
فمر بم الثالثة ..فغمزوه بثلها .. وكيف يفعل عمر ذلك ..وينسخ ..ويكتب ..
فرأى أن الرفق ل يصلح مع أمثال هؤلء ..فوقف عليهم !! دون استئذان النب
وقال : ..وقال :أمتهوكون فيها يا ابن فغضب
أتسمعون يا معشر قريش !! أما والذي نفسي بيده لقد الطاب ؟! أي شاكّون ف شريعت ..
جئتكم بالذبح ..ووقف أمامهم .. والذي نفسي بيده لقد جئتكم با بيضاء نقية ..ل
فلما سع القوم هذا التهديد ..الذبح ..وهو الصادق تسألوهم عن شيء ..فيخبوكم بق فتكذبوا به
المي .. ..أو بباطل فتصدقوا به ..والذي نفسي بيده لو
انتفضوا ..حت ما منهم من رجل إل وكأنا على رأسه أن موسى حيا ما وسعه إل أن يتبعن .. )69( ..
طائر وقع ..حت أن أشدهم عليه ليتلطف معه .. وال يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح ..
وصاروا يقولون :انصرف أبا القاسم راشدا ..فما كنت يأت عند الكعبة ..كان ف أوائل بعثة النب
جهولً .. وقريش ف مالسهم ..ويصلي ..ول يلتفت إليهم
عنهم .. فانصرف رسول ال ..
نعم ..
( ) رواه أحد وأبو يعلى والبزار 69
148
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت زينب :وال ما أراها قالت ذلك إل لتفعل .. إذا قيل :حلم ،قل :فللحلم موضع **
ولكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك .. وحلم الفت ف غي موضعه
فلما أتت جهازها ..قدّم إليها أخو زوجها كنانة بن جهل
الربيع بعيا .. وإن كان التتبع لسية النب rيد أنه كان يغلب
فركبته و أخذ قوسه و كنانته .. الرفق دائما ..
ث خرج با نارا يقود با و هي ف هودج لا .. انتبه !! ليس الضعف والب ..وإنا الرفق ..
فرآها الناس ..و تدث بذلك رجال من قريش ..كيف ومن مواقف الرفق :
ترج إليه ابنته وقد فعل بنا ما فعل ف بدر .. أنه بعد وقعة بدر بشهر ..أراد أبو العاص زوج
فخرجوا ف طلبها حت أدركوها بذي طوى .. أن يرسلها إل الدينة عند أبيها زينب بنت النب
وكان أول من سبق إليها هبار بن السود ..فروعها ..
بالرمح و هي ف الودج .. ل من
فبعث رسول ال rزيد بن حارثة ..ورج ً
فقيل :إنا كانت حاملً ففزعت ..وطرحت ولدها .. النصار ..
وأقبل الكفار يتسابقون إليها ..وعهم السلح .. فقال :كونا ببطن يأجح حت تر بكما زينب
وهي ليس معها إل أخو زوجها كنانة .. فتصحباها فتأتيان با ..
فلما رأى ذلك .. فخرجا مكانما ..
وبرك على الرض ..ث نثر كنانته وصف رماحه بي يديه فأمرها أبو العاص بالتجهز ..فبدأت ف جع متاعها
..ث قال : ..
و ال ل يدنو من رجل إل وضعت فيه سهما ..وكان فبينا هي تتجهز ..لقيتها هند بنت عتبة ..زوجة
راميا ..فتكركر الناس عنه وتراجعوا .. أب سفيان ..
وأخذوا ينظرون إليه من بعيد ..ل هو يقدر على الذهاب فقالت :يا ابنة ممد ..أل يبلغن أنك تريدين
..ول هم يترئون على القتراب منه .. اللحوق بأبيك ؟
حت بلغ أبا سفيان أن زينب خرجت إل أبيها .. قالت :ما أردت ذلك ..
فأقبل ف جلة جع من قريش ..فلما رأى كنانة قد تهز فقالت :أي ابنة عم ..أن أردت أن تفعلي ..
بنبله ..ورأى القوم قد استوفزوا لقتاله .. فإن كان لك حاجة بتاع ما يرفق بك ف سفرك ..
صاح به وقال : أو بال تتبلغي به إل أبيك ..
يا أيها الرجل ..كف عنا نبلك حت نكلمك .. فإن عندي حاجتك فل تضطن من ..أي ل
فكف نبله ..فأقبل أبو سفيان حت وقف عليه ..فقال : تجلي ..
إنك ل تصب ..خرجت بالرأة على رؤوس الناس علنية فإنه ل يدخل بي النساء ما بي الرجال ..
149
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طالا سعهم مرارا يقولون :يا أخي ما عندك مشاعر !! ..
ل يكن يتفاعل معهم أبدا .. وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا ف بدر ..و ما دخل
أتاه ولده يوما فرحا مستبشرا ..يلوّح بدفتر الواجب علينا من ممد ..قتل أشرافنا ..ورمل نساءنا ..
وقد وقع الدرس فيه كلمة " متاز " ..ل يلتفت الب إليه فإذا رآك الناس .ز وتسامعت القبائل ..أنك
..وإنا قال :طيب ..عادي ..وال لو أنك جايب خرجت بابنته علنية ..على رؤوس الناس من بي
شهادة الدكتوراه !! أظهرنا ..
كان النتظر غي ذلك .. أن ذلك عن ذل أصابنا ..وأن ذلك ضعف منا
طالب عنده ف الفصل ..كان خفيف الدم ..لحظ ثقل ووهن ..
الدرس ( والدرس !!) فلطف ال ّو بنكتة أطلقها ..فلم ولعمري مالنا ببسها من أبيها من حاجة ..ومالنا
تتحرك تعابي وجه الدرس وإنا قال :تستخف دمك ؟! من ثأر عليها ..
كنت أتن أن يكون تصرفه غي ذلك .. ولكن ارجع بالرأة ..حت إذا هدأت الصوات ..
دخل إل البقالة ..فقال له العامل البسيط :المد ل .. وتدث الناس أن قد رددناها ..
جاءتن رسالة من أهلي ..ل يتفاعل .. سلّها سرا ..وألقها بأبيها ..
فُ
هل سأل نفسه لاذا أخبه أصلً ..ليشاركه فرحته .. فلما سع كنانة ذلك ..اقتنع به ..وعاد با ..
زار أحد زملئه ..فوضع له القهوة والشاي ..ث دخل فأقامت ليال ف مكة ..
البيت وجاء بطفله الول حديث لولده ..قد لفه ف حت إذا هدأت الصوات ..خرج با ليلة من
مهاده ..ولو استطاع أن يلفه بفون عينيه لفعل ..ث الليال ..فمشى با ..
وقف به بي يديه وقال :ما رأيك ف هذا البطل ؟ حت أسلمها إل زيد بن حارثة وصاحبه ..
فنظر إليه ببود ..وقال ..ما شاء ال ..ال يلي لك فقدما با ليلً على رسول ال .. r
إياه ..ث رفع فنجال الشاي ليشرب ..
كان النتظر أن يتفاعل أكثر ..يأخذ الغلم بي يديه .. وحي ..
يقبله ..يدح جاله ..وصحته .. ما كان الرفق ف شيء إل زانه ..وما نزع من
لكن صاحبنا كان ( غبيا ) .. شيء إل شانه ..
عندما تتعامل مع الناس ..قس المور بأهيتها عندهم ..
.54بي الي ..واليت ..
ل عندك أنت ..
كان ثقيلً على الناس ..على زملئه ..جيانه ..
فكلمة "متاز" بالنسبة لولدك أغلى عنده من شهادة
إخوانه ..حت على أولده ..
الدكتوراه عند الدكتور ..
نعم ..كان ثقيل الدم ..
وهذا الولود عند صاحبك أغلى عنده من الدنيا ..كلما
150
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا أقبل الليل عليهم اشتد البد .. رآه ودّ أن يشق قلبه ويسكنه فيه ..أفل يستحق
واستمروا يفرون .. منك حبك لصاحبك أن تشاركه ولو بعض شعوره
.. فخرج عليهم رسول ال ..
فرآهم يفرون بأيديهم راضي مستبشرين .. أحيانا يكون بعض الناس متحمسا لشيء معي ..
قالوا : فلما رأوا رسول ال لذلك تد الذين ل يتفاعلون مع الناس يشتكي
نن الذين بايعوا ممدا *** على الهاد ما بقينا أبدا أحدهم دائما ..
فقال ميبا لم : لاذا أولدي ل يبون ( السوالف ) معي ..فنقول
اللهم إن العيش عيش الخرة ،فاغفر للنصار والهاجرة :لنم يكون لك النكتة فل تتفاعل ..ويروون
.. قصصهم ف مدارسهم ..وكأنم يكلمون جدارا ..
ويستمر تفاعله معهم ..طوال اليام .. حت ذكر لك شخص قصة ..أنت تعرفها ..فل
فسمعهم وقد علهم الغبار ..وهم يرددون : مانع من التفاعل معه ..
ول تصدقنا ول صلينا وال لول ال ما اهتدينا قال عبد ال ابن البارك :وال إن الرجل ليحدثن
وثبت القدام إن لقينا فأنزلن سكينة علينا بالديث وأنا أعرفه من قبل أن تلده أمه فأسعه منه
إذا أرادوا فتنة أبينا إن الل قد بغوا علينا ..وكأن أول مرة أسعه ..
ل :أبينا ..أبينا .
فكان يرفع صوته متفاعلً معهم قائ ً ما أجل هذه الهارة ..
وكان إذا مازحه أحد تفاعل معه ..وضحك وتبسم .. قبيل معركة الندق ..
دخل عليه عمر وهو rغضبان على نسائه ..لا أكثرن عمل السلمون ف حفر الندق حت أحكموه ..
عليه مطالبته بالنفقة ..فقال عمر :يَا رَسُولَ ال ّلهِ َ ..لوْ وكان من بينهم رجل اسه جعيل ..فغيه النب
شرَ ُقرَْيشٍ َ ..ن ْغلِبُ النّسَاءَ ..
رَأَْيتَنا وَ ُكنّا َمعْ َ إل عمرو ..
فكنا إذا سألت أحدَنا امرأتُه نفقةً قام إليها فوجأ عنقها .. فكان الصحابة يشتغلون ..ويعملون ..
َفلَمّا َق ِدمْنَا الْ َمدِيَنةَ ِإذَا َق ْومٌ َت ْغلُِب ُهمْ نِسَا ُؤ ُهمْ ..فطفق ويرددون قائلي :
نساؤنا يتعلمن من نسائهم .. ساه من بعد جعيل عمرا ***
سمَ النِّبيّ .. rث زاد عمر الكلم ..فازداد تبسم
فَتَبَ ّ وكان للبائس يوما ظهرا
النب .. r فكانوا إذا قالوا :عمروا ..قال معهم رسول ال
وتقرأ ف أحاديث أنه تبسم حت بدت نواجذه .. : rعمروا ..
يتعامل مع أنواع من الناس ل يقدرون التعامل وكان وإذا قالوا :ظهرا ..قال لم :ظهرا ..
الراقي ..ول يتفاعلون معه ..بل ينغلقون ويتعجلون .. فيتحمسون أكثر ..ويشعرون أنه معهم ..
ومع ذلك كان يصب عليهم .. وال لول ال ما اهتدينا ..
151
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأخذت تدثه بأحاديث نساء ..وهو يتفاعل معها .. كان .. rيوما نازلً بوضع يقال له "العرانة "
وهي تفصل الكلم وتطيل ..وهو على كثرة مشاغله بي مكة والدينة ..
يستمع ويتفاعل ويعلق .. ومعه بلل ..فجاءه rأعراب يبدو أنه كان قد
حت قضت حديثها .. حاجة فوعده با ول تتيسر بعد طلب من النب
فحدثته أنه جلست إحدى عشرة امرأة – ف أيام الاهلية ل ..فقال :
..وكان العراب مستعج ً
-فتعاهدن وتعاقدن أن ل يكتمـن مـن أخبار أزواجهـن يا ممد ..أل تنجز ل ما وعدتن ؟
شيئا .. متلطفا :أبشر .. فقال له
فجعلن يتذاكرن أزواجهن با فيهم ول يكذبن !! وهل هناك كلمة أرق منها !!..
قالت الول : فقال العراب بكل صلفة :قد أكثرت علي من
زوجي لم جل غث على رأس جبل .. أبشر !
ل سهل فيتقى ول سي فينتقل .. من عبارته ..لكنه كتم غيظه .. فغضب النب
( تشبه زوجها بالبل الوعر الذي وضعوا فوقه لم جل والتفت إل أب موسى وبلل وكانا جالسي بانبه
كبي غ ي ج يد ..فل يرص أ حد للو صول إل يه ل صعوبة ..فقال :
الوصـول إليـه ..وهـو ل يسـتحق التعـب لجله ..أي : رد البشرى فاقبل أنتما ..
لسوء خلقة ..وأنه يتكب ..مع أنه ليس عنده ما يتكب فاستبشرا ..
بسببه فهو بيل فقي ) .. بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ث دعا
قالت الثانية : ج فيه ..
وم ّ
زوجي ل أبث خبه .. ث قال :اشربا منه وأفرغا على وجوهكما
إن أخاف أن ل أذره .. ونوركما وأبشرا ..أي ببكة هذا الاء ..
إن أذكره أذكر عجره وبره .. فأخذا القدح ففعل ..
( أي :زوجها كثي العيوب ..وتشى إذا ذكرت ما فيه قريبة منهم ..جالسة وراء وكانت أم سلمة
أن يبلغه ذلك فيطلقها ..وهي متعلقة به بسبب أولدها ستار ..فأرادت أن ل تفوتا البكة ..فنادت من
.. وراء الستر :أفضل لمكما ..أي أبقيا لا منه ..
لكنها ل تدحه فإن له عُجَر وبُجَر !! والعجر :أن تنعقد فأفضل لا منه طائفة .. )70( ..
العروق ف السد حت تصي منتفخة ..فتؤل .. إذن كان لطيف العشر ..أنيس الجلس ..
والبُجَر انتفاخ عروق ف البطن )!! .. ل ..ل يعمل قضية وخلفا من كل شيء ..
متحم ً
قالت الثالثة : يوما مع عائشة .. جلس
زوجي العَشَنّق ..
( ) 70
152
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ف ..ليعلم البثّ ..
ول يُولِج الك ّ إن أنطق أطلق ..
(أي :إن زوجها يكثر الكل حت يلفه لفا فل يبقي لم وإن أسكت أُعلّق ..
شيئا ..والشراف يشفّـه شفا ..يشربـه كله ..وإذا نام وهو على حد السّنان الـ ُمذَلّق ..
التف ّ باللحاف ول يدع لزوجتـه شيئا ..وإذا حزنـت ل ( أي :زوجها طويل قبيح ..سيء اللق ..ول
يقرب كفه إليها أو يلطفها ليعلم سبب حزنا .. ) .. يت سامح مع ها بل على م ثل حد ال سيف !! ف هي
قالت السابعة : مهددة بالطلق كل ل ظة ..ل يت مل كلم ها ..
زوجي غياياء أو عياياء ( أي غب !! ) ومتـ اشتكـت إليـه شيئا طلقهـا ..ول يعاملهـا
طباقاء ( أحق !) معاملة الزواج ..فهي عنده كالعلقة ) ..
كل داء له داء ( جيع العيوب فيه !) قالت الرابعة :
إن حدثتـه سـبك ( ..ل يقبـل حديثا ول مؤانسـة .بـل زوجي كـ لَـيْـلِ تِهامة ..
يسب ويلعن دوما ) .. ل َح ٌر ول َقرٌ ..
وإن مازحته :شجًك ( ضرب رأسك فجرحه !) .. ول مافة ول سآمة ..
أو فلًك ( ضرب اللد فجرحه ) .. ( ليل تامة ل رياح فيه فيطيب لهله ..فوصفت
ـع الرأس
ـل الواضـ
أو جعـ كلّ لكـِ ( ..يضرب كـ زوجهـا بميـل العشرة ..واعتدال الخلق ..فل
والسد ! ) .. أذى عنده ) ..
قالت الثامنة : قالت الامسة :
زوجي ..الس مس أرنب ( ..أي ناعم رقيق ) .. زوجي إن دخل فَـهِد ..
والريح ريح زرنب ( ..وهو نبات طيب الرائحة ) .. وإن خرج أَسِد ..
وأ نا اغل به والناس يغلب ( ..أي سهل مع ها ين صاع ل ا ول يسأل عما عَـهِد ..
تريد ..لكنه بطل يغلب الناس وشخصيته أمامهم قوية ) ( أي :إذا د خل بي ته صار كالف هد و هو اليوان
.. العروف وهو كري نشيط ..وغذا خرج من البيت
قالت التاسعة : وخالط الناس فهـو أسـد لشجاعتـه ..وهـو أيضا
زوجي رفيع النجاد ( ..بيته واسع مفتوح للضيوف ) .. سـحٌ ل يدقـق فـ السـؤال عـن مـا يأخذه أهله أو
عظيـم الرماد ( ..كثيـ إشعال النار اسـتقبالً للضيوف يصرفونه )..
وطبخا لم ) .. قالت السادسة :
قر يب الب يت من الناد ( ..الجلس الذي يلس ف يه مع ف ..
زوجي إن أكل ل ّ
أصحابه وهو النادي قريب من بيته لرصه على أهله ) .. وإن شرب اشتفّ ..
ل يشبع ليله يضاف ( ..ل يأكل كثيا عند الناس ) .. وإن اضطجع التفّ ..
153
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودائس ومنق ( أي دواب كثية ) .. ول ينام ليلة يُخَاف ( ..إذا كان هناك خطر بالليل
فعنده أقول فل أقبـح ( ..تتكلم باـ شاءت ول ينتقـد من عدو أو غيه ..يظل مستيقظا يرس ويراقب )
كلمها ) .. ..
وأرقـد فأتصـبح ( ..تشبـع نوما إل الصـباح ..لكثرة قالت العاشرة :
الدم ) .. زوجي مالك ..
وأشرب فأتقنح ( ..جيع الشربة عندها ..تروى منها ) وما مالك ؟! ..
.. مالك خي من ذلك ..
أم أب زرع ؟! فما أم أب زرع !! له إبل كثيات البارك ..
عكومها رداح ( ..سينة جيلة ) .. قليلت السارح ..
وبيتها فساح ( ..بيتها واسع ) .. وإذا سعن الزهر ..أيقنّ أنن هوالك ..
ابن أب زرع ؟! فما بن أب زرع !! ( زوجهـا اسـه مالك ..مهمـا وصـفته لن تيـط
مضجعه كمسل شطبة ( ..ينام نوما رفيقا بأدب ) .. بأوصـافه الميلة ..إبله دائما قريبـة منـه وقـل مـا
ويشبعه ذراع الفرة ( ..ل يأكل كثيا ) .. تسـرح أي تذهـب للرعـي ..لتكون جاهـة للحلب
بنت أب زرع ؟! فما بنت أب زرع !! من ها ونر ها للضيوف ..وإذا سعت اف بل صوت
طوع أبيها وطوع أمها .. ح ّد وتهّز ..عل مت أ نه سيهلك
الز هر ال سكي تُ َ
وملء كسائها ( ..متسترة ) .. بعضهن ذبا للضيوف ) ..
وغيظ جارتا ( ..تغار جاراتا من جالا ولذة عيشها ) .. قالت الادية عشرة :
جارية أب زرع ؟! فما جارية أب زرع !! ( الادمة !! ) زوجي أبو زرع ؟! ( اسه أبو زرع ) ..
ل تبث حديثنا تبثيثا ( ..ل تنشر أسرار البيت ) .. فما أبو زرع ..
ول تنفث ميتنا تنفيثا ( ..ل تبدد طعام البيت وتعبث به أناس من حلي أذ ن ( ..ألب سها اللي والذ هب )
) .. ..
ول تل بيتنا تعشيشا ( ..ل تمل البيت فيمتل بالوساخ ومل من شحم عضدي ( ..سنت عنده ) ..
) .. وبحنـ فبجحـت إل نفسـي ( ..مدحنـ حتـ
ث قالت : أعجبت بنفسي ) ..
خرج أبو زرع والوطاب تخض ( ..خرج من بيته يوما وجد ن ف أ هل غني مة بشِقّ ( ..كان اهل ها فقراء
ف وقت ربيع ) .. ل يلكون إل غنيمات ) ..
فلقـى امرأة معهـا ولدان لاـ كالفهديـن ( ..رأى امرأة فجعلن ف أهل صهيل وأطيط ( نقلها إل بيت فيه
جالسة حولا طفلن جيلن قويا البنية ) .. خيل وإبل ) ..
154
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابنتك ..زوجتك .. يلعبان مـن تتـ خصـرها برمانتيـ ( ..يلعبان
زوجك ..ولدك ..زميلتك .. بثدييها ) ..
كل من تالطهم كن حيا متفاعلً .. فطلقنـ ونكحهـا ( ..أعجبتـه ..فطلق أم زرع
أحيانا تكون ناسيا الوضوع ..قال لك – مثلً : - وتزوجها !! ) ..
ل ..مت
أبشرك الوالد شُفي من مرضه ..فل تقل :أص ً فنكحـت بعده رجل سـريا ( ..تزوجـت ام زرع
مرض ؟!! رجلً كريا ) ..
أو :أخي خرج من السجن ..ل تقل :وال ما دريت ركب شريا ( ..ركب خيلً سابقا ) ..
أصلً أنه دخل السجن .. وأخذ خطيا ..
وأخيا ..يا جاعة .. وأراح علي نعما ثريا ( ..أكرمهـا وأهداهـا لنـه
التشجيع والتفاعل ينفع حت مع اليوانات .. ثري ) ..
قال أبو بكر الرقي : وأعطا ن من كل رائ حة زوجا ( ..أك ثر ل ا من
كنت بالبادية .. الطياب ويعطيهـا اثنيـ مـن كـل شيـء لتسـتعمل
فوافيـت قـبيلة مـن قبائل العرب ..فأضافنـ رجـل منهـم وتدي إن شاءت ) ..
وأدخلن خباءه .. وقال :كلي أم زرع ..
فرأ يت ف الباء عبدا أ سود مقيدا بق يد ..ورأ يت جِمال وميي أهلك ( ..أهدي لهلك وأعطيهم ) ..
قد ماتت بي يدي البيت .. ث قالت :
وقد بقى منها جل وهو ناحل ذابل كأنه ينع روحه .. فلو جعت كل شيء أعطانيه ..
فقال ل الغلم :أ نت ض يف ..ولك حق ..فتش فع فّ ما بلغ أصغر آنية أب زرع ( ..ل يزال قلبها معلقا
إل مولي ..فإنـه مكرم لضيفـه ..فل يرد شفاعتـك فـ بأب زرع !!..ما الب إل للحبيب الول )
هذا القدر ..فعساه يل القيد عن .. يسـتمع بكـل غنصـات إل عائشـة وهـي كان
فسكت عنه ..ول أدر ما جرمه .. تد ثه ..ول يظ هر ل ا ضجرا ول مللً ..مع تع به
فلما أحضروا الطعام ..امتنعت ..وقلت : وكثرة مشاغله ..وتراكم هومه ..
ل آكل ..ما ل أشفع ف هذا العبد .. حت إذا انتهت عائشة من حديثها :
فقال ال سيد :إن هذا الع بد قد أفقر ن ..وأهلَ كَ جي عَ قال : eكنت لك كأب زرع لم زرع ..
مال .. إذن ..اتفقنا ..على أهية إظهار اللطف والهتمام
فقلت :ماذا فعل ؟! بالناس ..
فقال :إن له صوتاً طيبا ..وإ ن ك نت أع يش من ظهور فإذا جاءك ولدك متزينا بثوب جيل ..ما رأيك يا
هذه المال ..فحمّلها أحالً ثقالً .. أب ؟ ..تفاعل ..
155
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت كذلك .. وكان ينشـد الشعار ويدو باـ ..حتـ قطعـت
عندما ننصح الناس ..فنحن ف الواقع نتعامل مع قلوبم مسية ثلثة أيام ف ليلة واحدة من طيب نغمته ..
..ل أجسادهم .. فلما حطت أحالا ..ماتت كلها ..إل هذا المل
لذلك تد بعض البناء يتقبل من أمه ول يتقبل من أبيه .. الواحد ..
أو العكس .. ول كن أ نت ضي في ..فلكرام تك قد وهب ته لك ..
والطلب يتقبلون من مدرس ..دون الخر .. وأطلق الغلم من قيده ..
وأول الباعة ف النصيحة .. فاشتقت إل ساع هذا الصوت ..
أن ل تكثر منها وتدقق على كل صغي وكبي ..حت ل فلمـا أصـبحنا أمره أن يدو على جلـ يسـتقى الاء
يشعر الخرون أنك مراقب لركاتم وسكناتم ..فتثقل من بئر هناك ..لينشط المل للعمل ..
عليهم .. فانطلق الغلم بصوت حسن ..فلما رفع صوته ..
ليس الغب بسيد ف قومه *** لكن سيد قومه التغاب سعه المل فهام وهاج ونسي نفسه ..حت قطع
وإن استطعت أن تقدم انصيحة على شكل اقتراح .. حباله ..
فافعل .. ووقعت أنا على وجهي من حسن الصوت ..فما
()71
لو قللت اللح ف الطعام ..لكان أحسن .. أظن أن سعت قط صوتا أطيب منه ..
لو تغي ملبسك بثياب أجل .. طور نفسك بالتدريب ..
لو ما تتأخر عن مدرستك مرة أخرى ..أفضل .. كن حيا ل ميتا ..تفاعل بكلمك ..بتعبيات
ما رأيك لو فعلت كذا ..أقترح عليك كذا وكذا .. وجهك ..حت يأنس الخرون بك ..
أحسن من قولك ..
يا قليل الدب ..كم مرة قلت لك ..أنت ما تفهم .. .55اجعل لسانك عذبا ..
إل مت أعلمك ؟!! ل تلو حياتنا من مواقف نتاج فيها إل تقدي
اجعله يتفظ باء وجهه ..ويشعر بقيمته حت وهو مطئ توجيهات ونصائح للخرين ..
.. الولد ..الزوج ..الصديق ..الار ..البوين ..
لن القصود علج أخطائه ل النتقام منه أوإهانته .. تتلف نايات النصائح ..باختلف بداياتا ..
يعن يا جاعة ..بالعبارة الصرية : أعن :إن كانت البداية بأسلوب مناسب ..
ل أحد يب أن يتلقى الوامر .. ومدخل لطيف ..
يوما أن يوجه عبد ال بن عمر للتعبد بصلة أراد انتهت كذلك ..
الليل .. وإن كانت بأسلوب جاف ..ومدخل عنيف ..
فما دعاه وقال :يا عبد ال قم الليل ..
( ) إحياء علوم الدين 2/275 71
156
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذلك .. وإنا قدم النصيحة على شكل اقتراح ..وقال :
ومضت اليام ..وكشف ال له القضية كلها .. نعم الرجل عبد ال لو كان يقوم الليل ..
حديثا ..فأظهرته .. وبعد أيام ..أسر إل حفصة وف رواية قال :يا عبد ال ل تكن مثل فلن ..
فدخل عليها يوما ..وعندها الشفاء بنت عبد ال .. كان يقوم الليل ..
وكانت صحابية تتعلم الطب ..وتعال الناس .. بل إن استطعت أن تلفت نظره إل الخطاء من
للشفاء :أل تعلمي هذه رقية النملة كما فقال حيث ل يشعر فهو أول ..
علمتيها الكتابة .. عطس رجل عند عبد ال بن البارك ..فلم يقل
ورقية النملة كلم كانت نساء العرب تقوله ..يعلم كل المد ل ..فقال عبد ال :ماذا يقول العاطس إذا
من سعه أنه كلم ل يضر ول ينفع .. عطس ؟ قال :المد ل ..فقال :عبد ال :
ورقية النملة الت كانت تعرف بينهن أن يقال : يرحك ال ..
العروس تتفل ..وتتضب وتكتحل ..وكل شيء تفتعل وكان رسول ال rكذلك ..
..غي أن ل تعصي الرجل .. كان إذا انصرف من صلة العصر ..دخل على
فأراد rبذا القال تأنيب حفصة والتأديب لا تعريضا .. نسائه واحدة واحدة ..
بأن تردد جلة :غي أن ل تعصي الرجل .. فيدنو من إحداهن ..ويتحدث معها ..
أحد السلف استلف منه رجل كتابا ..فرده إليه بعد أيام فدخل على زينب بن جحش ..فوجد عندها
وعليه آثار طعام ..كأنه حل عليه خبزا أو عنبا .. ل ..وكان rيب العسل واللواء ..
عس ً
فسكت صاحب الكتاب .. فاحتبس عندها أكثر ما كان يتبس عند غيها ..
وبعد أيام جاءه صاحبه يستعي منه كتابا آخر ..فأعطاه فغارت عائشة وحفصة ..وتواصتا من دخل عليها
الكتاب ف طبق !!.. تقول له :
فقال الرجل :إنا أريد الكتاب ..فما بال الطبق ؟! أجد منك ريح مغافي ..وهو شراب حلو يشبه
فقال :الكتاب لتقرأ فيه ..والطبق لتحمل عليه العسل ..ولكن له رائحة سيئة ..
طعامك !! وكان rيشتد عليه أن يوجد منه الريح من بدنه
فأخذ الكتاب ..ومضى ..فقد وصلت الرسالة .. أو فمه ..لنه يناجي جبيل ..ويناجي الناس ..
ل ..وينع
وأذكر أن أن أحدهم كان يعود إل بيته لي ً فلما دخل على حفصة ..سألته ماذا أكل ؟
ثوبه ..يعلقه على الشماعة ..وينام .. فقال :شربت عسلً عند زينب ..
فتأت زوجته ..وتفتح مفظة النقود ..ث تأخذ الصرف فقالت :إن أجد منك ريح مغافي ..
الوجود ..من فئة الريال ..والمسة .. ل ..ولن أعود له ..
فقال :ل بل شربت عس ً
فإذا استيقظ صباحا وذهب إلى عمله ..واحتاج أن ث قام ودخل على عائشة ..فقالت له عائشة مثل
157
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والبنت الصغية تسمع وهي ساكته .. ياسب ف بقالة ونوها ..ل يد صرفا ..
وبعد الغداء رجعت الصغية إل غرفتها ..فإذا بي يديها فراقبها ..حت فهم القضية ..
ألعاب كثية ..والعروسة من بينها ..فالتقطتها .. فرجع إل بيته يوما ..وقد جعل ف جيبه ضفدعا
وجاءت با إل الم وقال :ماما ..هذه التيطردت ..
اللئكة ..افعلي با ماشئت !! ونزع ثوبه كالعادة ..واضطجع كهيئة النائم ..
يعن دع النصوح يتفظ باء وجهه ..ويكن أن تأكل وأخذ يشخر ..وهو يراقب الثوب ..
العسل من غي أن تطم اللية .. فأقبلت زوجته لتأخذ ما يتيسر ..كالعادة !!
ل تنصحه كأنه قد كفر بفعله .. أقبلت إل الثوب تشي رويدا ..أدخلت يدها
بل وأحسن الظن به ..واعتب أنه وقع ف الطأ من غي بدوووء ..
قصد ..أو من غي أن يعلم .. فلمست الضفدع ..فتحرك فجأة ..فصرخت :
كانت المر ف أول السلم ل ترم بعد .. آآآآه ..يدي ..
وف يوم أقبل عامر بن ربيعة ..الصحاب الليل .. ففتح الزوج عينيه ..وقال :وأنا ..آآآه ..جيب
من سفر ..فأهدى لرسول ال rراوية خر ..جرة ..
كاملة ملوءة خرا .. ليتنا نستعمل هذا السلوب ..مع جيع الناس ..
إل المر مستغربا ..والتفت إل عامر بن نظر النب أولدنا إذا وقعوا ف أخطاء ..ومع طلبنا ..
ربيعة ..وقال :أما علمت أنا قد حرمت ..؟ نايف أحد الصدقاء ..كان له أم صالة ..ل
قال :حرمت ؟! ل ..ما علمت يا رسول ال .. ترضى ن يبقى ف البيت صور أبدا ..لن اللئكة
قال :فإنا قد حرمت .. ل تدخل بيتا فيه كلب ول صورة ..
فحملها عامر ..فأسرّ إليه بعضهم بأن يبيعها .. كان عندها طقلة صغية ..عندها ألعاب متنوعة
فقال :ل ..إن ال إذا حرم شيئا .. فسمعه النب ..إل الدّمى ..العرائس ..
حرم ثنه .. أهدت إليها خالتها دُمية ..عروسة ..وقالت لا :
()72
فاهراقها على التراب .. فأخذها العب با ف غرفتك ..واحذري أن تراها أمك ..
وانتبه أن تدح نفسك وأنت تنصح ..فترفع نفسك وبعد يومي ..علمت الم ..
وتسحب النصوح إل القاع ..ل أحد يرضى بذلك .. فأرادت أن تقدم النصيحة بأسلوب مناسب ..
بعض الباء – مثلً .. -إذا نصح ولده بدأ يذكر أماده جلسوا على الطعام ..فقالت أم نايف :يا أولد
..أنا كنت وكنت ..ولعل الولد يعلم تاريخ والده !!.. !!..من يومي ..وأنا أشعر أن البيت ليس فيه
ملئكة !! ل أدري لاذا خرجت ..ل حول ول
قوة إل بال ..
( ) رواه الطبان 72
158
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى .. باختصار ..
يا معاذ ..وال إن أحبك ..فل تدعن ف دبر كل صلة الكلمة الطيبة ..صدقة ..
أن تقول :اللهم أعن على ذكرك ..وشكرك ..وحسن
عبادتك .. .56اختصر ..ول تادل ..
يا عمر ..إنك رجل قوي ..فل تزاحن عند الجر .. يقولون :إن الناصح كاللد ..
وكذلك كان العقلء بعده .. وبقدر مهارة اللد ف اللد ..يبقى الل ..
الفرزدق الشاعر فقال : لقي أبو هريرة أقول :مهارة اللد ..ل قوة اللد !!
يا ابن أخي إن أرى قدميك صغيتي ..ولن تعدم لما فاللد العنيف الذي يضرب بقوة ..يتأل
موضعا ف النة .. الضروب وقت وقوع السياط ..ث ما يلبث حت
يعن فاعمل لا ..ودع عنك قذف لحصنات ف شعرك ينساها ..
.. أما اللد الستاذ ف صنعته ..فقد ل يضرب بقوة
..كان على فراش الوت ..فجعلوا الناس وعمر ..لكنه يعلم أن يوقع السوط ..
يثنون عليه .. كذلك الناصح ..ليست العبة بكثرة الكلم ..
وجاء شاب فقال :أبشر يا أمي الؤمني ببشرى ال لك ول طول النصيحة ..
..وقدم ف السلم ما قد من صحبة رسول ال وإنا بأسلوب الناصح ..
علمت ..ث َولِيت فعدلت ..ث شهادة .. فاختصر قدر الستطاع ..إذا أردت أن تنصحه فل
فقال عمر :وددت أن ذلك كفاف ل علي ول ل .. تلق عليه ماضرة !!..
فلما أدبر الشاب ..فإذا إزاره يس الرض ..مسبل .. خاصة إذا كان المر متفقا عليه ..كمن تنصحه
أن يقدم النصيحة للشاب .. فأراد عمر عن الغضب ..أو شرب المر ..أو ترك الصلة
فقال :ردوا علي الغلم .. ..أو عقوق الوالدين ..ال ..
فلما وقف الشاب بي يديه ..قال :يا بن أخي ..ارفع تأملت النصائح النبوية الشخصية الباشرة ..
ثوبك ..فإنه أنقى لثوبك ..وأتقى لربك (.. )73 فوجدتا ل تزيد الواحدة منها عن سطر واحد ..
انتهى ..باختصار ..الرسالة وصلت .. أو سطرين ..
واترك الدال قدر الستطاع .. اسع :يا علي ..ل تتبع النظرة النظرة ..فإن لك
خاصة إذا شعرت أن الذي أمامك يكابر ..فالقصود الول وليست لك الثانية ..
إيصال النصيحة إليه .. انتهى ..نصيحة باختصار ..
وقد ذم ال الدال ( :ما ضربوه لك إل جدلً ) .. يا عبد ال بن عمر ..كن ف الدنيا كأنك غريب
..أو عابر سبيل ..
( ) البخاري 73
159
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأثن عليه ..ث قل :ولكن ..ث انسف كلمه إن كان :ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه ..إل وقال
خاطئا .. أوتوا الدل ..
وقال :أنا زعيم لبيت ف ربض النة لن ترك
وجهة نظر .. الدال وإن كان مقا ..
نبه على الطأ ..ول تلق ماضرة .. أحيانا يقتنع الشخص بالفكرة ..لكن أكثر
النفوس فيها أنفة وكب ..
.57ل تبال بكلم اللق ..
( وجحدوا با واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ..
أعجبتن عبارة رددها ابن عبد الرحن يوما ..وأظنه ف
ل أن يعرف الطأ ليتجنبه ف
فالغاية عندك أنت أص ً
ذلك السن ل يكن يفقه معناها..
الرة القادمة ..وليس الغاية أن تنتصر أنت عليه ..
كان يقول :طنّش تعِش تَـنْـتَـعِش !!..
فلستما ف حلبة مصارعة ..
تأملت ف هذه العبارة وأنا ألحظ حول انتقادات الناس
ل ..
..لي ً على علي وفاطمة دخل النب
..وآراءهم ..وأحاديثهم ..
فقال لما :أل تصليان ..أي أل تقوما الليل ..
فوجدت أن الناس ف كلمهم وذمهم لنا يتنوعون ..
فقال علي :أنفسنا بيد ال ..مت شاء أن يبعثنا ..
فيهم الناصح الصادق الذي ل يتقن فن النصيحة ..
بعثنا ..
وبالتال يزنك بأسلوب نصحه أكثر ما يفرحك ..
ظهره ..ومضى وهو يضرب بيده فولها النب
وفيهم الاسد ..الذي يقصد حزنك وهك ..
على فخذه ويقول :وكان النسان أكثر شيء
وفيهم قليل البة ..الذي يهذي با ل يدري ..ولو
جد ًل .. )74( ..
سكت لكان خيا له ..
وأحيانا قد يذكر النصوح ..كلما يعتذر به ..
ل ..فهو ينظر للحياة
وفيهم من طبيعته النتقاد أص ً
وهو ليس عذرا مقنعا لكنه يقوله ..ليحفظ ماء
بنظارة سوداء ..
وجهه ..
وقديا قيل :لو اتدت الذواق لبارت السلع ..
فكن سحا ..
ذكروا أن جحا ركب على حار ..وولده يشي بانبه ..
ول تغلق عليه البواب بل أبقها مفتوحة أمامه
فمروا بناس ..فقال الناس :انظروا لذا الب الغليظ
وأنت تنصح ..
يركب مرتاحا ..ويدع ولده يشي ف الشمس ..
وحت لو تكلم بكلم خاطئ ..فيمكن أن تعال
سعهم جحا ..فأوقف المار ..ونزل ..وأركب ولده
خطأه من حيث ل يشعر ..
..
كأن تقول :صحيح ..وأنا معك أن النسان يفقد
ث مشيا ..وجحا يشعر بنوع من الزهو ..
أعصابه غصبا عنه ..
فمرا بقوم آخرين ..فقال أحدهم :انظروا إل هذا البن
( ) 74
160
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وانتهى ..ل تشغله باللتفات وراءه !! العاق ..يركب ويدع أباه يشي ف الشمس ..
وعموما .. سعهم جحا ..
ليس يلو الرء من ضد ولو ** فأوق المار ..ث ركب مع ولده ..ليتقو كلم
طلب العزلة ف رأس جبل !!.. الناس وانتقاداتم ..
فل تعذب نفسك .. فمرا بقوم ..فقالوا :انظروا إل هذين الغليظي ..
ل يرحون اليوان ..
تربة .. فنل جحا ..وقال :يا ولدي ..انزل ..
قال أحد السلف :من جعل دينه عرضة للخصومات .. فنل الولد وجعل يشي بانب أبيه ..والمار
أكثر التنقل !! ليس فوقه أحد ..
فمرا بقوم ..فقالوا :انظروا إل هذين السفيهي
.58ابتسم ..ث ابتسم ..ث ابتسـ ..ث أبتـ ..
..يشيان والمار فارغ ..وهل خلق المار إل
أعرفه منذ سني ..فهو أحد زملئي ف عملي ..على
ليُركب ..
كل حال ..
فصرخ جحا وجرّ ولده معه ..ودخل تت المار
لكن هل تصدق أنن إل الن ل أدري هل نبتت له أسنان
..وحله !!..
أم ل !!
ولو رأيت جحا وقتها لقلت له :يا حبيب القلب
دائم التجهم ..والعبوس ..وكأنه إذا ابتسم نقص عمره
..افعل ما تشاء ..ول تبال بكلم اللق ..فرضا
..أو ق ّل ماله !!
الناس غاية ل تدرك ..
إل قال جرير بن عبد ال البجلي :ما رآن رسول ال
ومن الذي ينجو من الناس سالا
تبسم ف وجهي ..
ولو غاب عنهم بي خافيت نسر ..
البتسامة أنواع ..ومراتب ..
بعض الناس ..ل يفكر ف رأيه قبل أن يطرحه ..
فمنها البشاشة الدائمة ..أن يكون وجهك صبوحا
يأتيك بعدما تتزوج ..ويقول ..ليش تطب
مبتهجا دائما ..
فلنة ؟
فلو كنت مدرسا ودخلت الفصل على طلبك ..فالقهم
وكأن بك ..تتمن أن تصرخ ف وجهه وتقول :يا
بوجه بشوش ..
أخي تزوجت ..خلص ..انتهى الوضوع ..ما
ركبت طائرة ..ومشيت ف المر والناس ينظرون إليك
أحد طلب منك اقتراحات ..
..كن بشوشا ..
أو يأتيك وقد بعت سيارتك ..فيقول ..ليتك
دخلت بقالة ..أو مطة وقود ..مددت له الساب ..
أخبتن ..فلن كان سيعطيك أكثر ..
ابتسم ..
يا أخي ..بس !! الرجال باع سيارته ..خلص
161
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البتسامة حت ف أحلك الظروف ..يفكر ف عواقب ف الجلس ..ودخل شخص وسلم بصوت عال ..
المور قبل أن يفعلها .. ومر بنظره على الالسي ..ابتسم ..
وماذا يفيد لو أنه صرخ بالرجل أو طرده ! دخلت على مموعة ..وصافحتهم ..ابتسم ..
هل سيشفى جرح عنقه ! أو يصلح أدب الرجل ! كل .. وعموما :البتسامة لا من التأثي الكبي ف
إذن ليس مثل الصب والتحمل .. امتصاص الغضب والشك والتردد ..ما ل
نعم بعض المور نثور لا ونغضب ..وعلجها شيء آخر يشاركها غيها ..
تاما .. البطل هو الذي يستطيع التغلب على عواطفه ..
لا قال :ليس الشديد بالصرعة ..إنا الشديد وصدق والتبسم ..
الذي يلك نفسه عند الغضب .. يشي مع النب rيوما.. كان أنس بن مالك
..يذب الناس بالتبسم والبشاشة كان النب الكري عليه بُرد نران غليظ الاشية .. والنب
.. فلحقهما أعراب ..
خرجو إل غزوة خيب ..وف أثناء القتال .. يريد أن أقبل هذا العراب يري وراء النب
وقع من حصن اليهود جراب فيه شحم ..قربة كاملة يلحق به ..حت إذا اقترب منه ..
ملوءة سنا .. جبذه بردائه جبذة شديدة ..فتحرك الرداء بعنف
على عاتقه فرحا ومضى به إل حله عبد ال بن مغفل على رقبة النب .. r
رحله وأصحابه .. قال أنس :حت نظرت إل صفحة عاتق رسول ال
فلقيه الرجل السئول عن جع الغنائم وترتيبها ..فجذب .. rقد أثرت با حاشية البُرد من شدة جبذته ..
الراب إليه ..وقال : فماذا يريد هذا الرجل ؟! لعل بيته يترق وأقبل
هاتِ هذا نقسمه بي السلمي .. يريد معونة ..أو أحاطت بم غارة من الشركي ..
فتعلق به عبد ال :ل وال ..ل أعطيكه ..أنا أصبته .. اسع ماذا يريد ..قال :يا ممد ( ..لحظ ل يقل
قال :بلى ..وجعل يتجاذبا الراب .. :يا رسول ال ) ..
فمر بما رسول ال .. rفرآها ..وها يتجاذبان قال :يا ممد ..مُر ل من مال ال الذي عندك ..
الراب .. فالتفت رسول ال .. rث ضحك ..ث أمر له
فتبسم rضاحكا ..ث قال لصاحب الغان : بعطاء ..
ل أبالك ..خل بينه وبينه .. نعم ..كان rبطلً ل تستفزه مثل هذه
فتركه ..فانطلق به عبد ال إل رحله وأصحابه ..فأكلوه التصرفات ..ول يعاقب أو تثور أعصابه على
.. التافهات ..
وأخيا ..تبسمك ف وجه أخيك صدقة .. كان واسع البطان ..قويا يضبط أعصابه ..دائم
162
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندهم .. قال ل :
أو يأخذ سيارتك بغي إذنك ..أو يرجك بطلبها حت فلن سحرن بأخلقه ..حت تعلقت به نفسي ..
تأذن على مضض .. قلت :ل ؟! قال :دائما بشوش ..وما رآن إل
أو تد مموعة طلب ف يسكنون ف شقة واحدة .. تبسم !!
يستيقظ أحدهم ليذهب إل جامعته ..فيجد أن معطفه
لبسه فلن ..وحذاءه ف رجل فلن .. .59الطوط المر ..
ومن تعدي الطوط المراء أنك ..تد بعض الناس كان من طلب ف الامعة..
يرج صاحبه بزحة ثقيلة أو سؤال مرج ف ملس عام .. كان واسع الثقافة ..حريصا على تكوين علقات
والشخص مهما بلغ من الحبة لك ..إل أنه يبقى بشرا مع الناس ..لكنه كان ثقيل الدم عليهم ..
يرضى ويغضب ..ويفرح ويسخط .. جاءن يوما ..وقال :
لا أقبل رسول ال rإل الدينة راجعا من تبوك .. يا دكتور ..زملئي يغضبون من دائما ..ل
قدم عليه ف ذلك الشهر عروة بن مسعود الثقفي .. يتحملون مزحي ..
وكان سيدا جليل القدر ..رفيع الكانة عند قومه ثقيف قلت ف نفسي :أنا ل أحتملك ساكتا ..فكيف
.. أحتملك متكلما ..؟! خاصة إذا كنت تستخف
قبل أن يصل إل الدينة ..فأسلم .. فأدرك النب دمك وتزح !..
وسأله أن يرجع إل قومه فيدعوهم إل السلم .. سألته :لاذا ل يتملون مزحك ؟! أعطن مثالً ..
فخاف عليه ..وقال له :إنم قاتلوك .. قال :عطس أحدهم فقلت :ال يلعنك ( ..ث
وعرف rأن قبيلة ثقيف فيهم نوة المتناع ..والصرامة سكتّ ) ..فلما غضب ..أكملت قائلً :يا
ف التعامل ..حت لو كان مع رئيسهم .. إبليس ..ويرحك يا فلن !!..
فقال عروة :يا رسول ال ..أنا أحب إليهم من أبكارهم مسكي كان يظن نفسه بذلك ..خفيف الدم!!
..وأبصارهم .. الناس مهما قبلوا مزاحك ومداعباتك ..إل أنه
وكان مببا مطاعا فيهم .. تبقى هناك خطوط حراء ل يبون أن تتعداها ..
فخرج يدعو قومه إل السلم رجاء أن ل يالفوه .. خاصة إذا كان ذلك أمام الخرين ..
لعظم منلته فيهم .. بعض الناس ل يراعي ذلك ..
فلما وصل إل ديار قومه ..رقى على مرتفع وصاح بم فتجد أنه يعتدي على حاجاتم ..
حت اجتمعوا ..وهو سيدهم .. ل من باب ( اليانة ) يأخذ هاتفك الوال
فمث ً
فدعاهم إل السلم ..وأظهر لم أنه أسلم ..وجعل ويتصل به كما يريد ..أو ربا أرسل رسائل إل
يردد :أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا رسول ال أشخاص أنت ل ترغب أن يظهر رقم هاتفك
163
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وف يوم آخر .. ..
كانوا يسيون مع النب ف مسي .. فلما سعوا منه ذلك ..صاحوا ..وثاروا أن
فنعس رجل وهو على راحلته .. يتركوا آلتهم ..
فغافله صاحبه وانتزع سهما من كنانته .. ورموه بالنبل من كل جهة ..
فشعر الرجل بن يعبث بسلحه ..فانتبه فزعا مذعورا .. حت وقع صريعا .. t
()76
:ل يل لرجل أن يروع مسلما .. فقال فأقبل إليه أبناء عمه ..وهو ينازع الوت ..
ومثله الذي يزح فياك أوقفت سيارتك عند بقالة – مثلً وقال :يا عروة :ما ترى ف دمك ؟
-وهي تشتغل فيأت ويقودها ..ويوهك أنا سرقت .. فقال :كرامة أكرمن ال با ..وشهادة ساقها ال
مازحا.. إل ..
قد ياملك صاحبك ويضحك أحيانا على مزحة مروعة فليس فّ إل ما ف الشهداء الذين قتلوا مع رسول
..لكنه متأل .. ال .. rفل تقتتلوا لجلي ..ول تأخذوا بثأري
ولربا صب الليم على الذى من أحد ..
وفؤاده من حره يتأوه ..لا بلغه خب مقتله .. فقيل إن النب
ولربا شكل الليم لسانه قال فيه :إن مثله ف قومه ..كمثل صاحب ياسي
حذر الكلم وإنه لفوه .. ف قومه ..
فانتبه ! الناس لم أحاسيس مهما بلغت ف القرب
وجهة نظر .. منهم ..وإن كانوا ف منلة الخ والولد ..
كل ما زاد عن حده ..انقلب ضده ..وكم مزحة على ذلك ..فنهى عن ترويع لذا نبه النب
انتهت شجارا !! الؤمن ..
يوما يسي مع أصحابه .. كان
.60حفظ السر ..
وكان كل واحد منهم معه متاعه ..سلحه ..
اشتهر قديا :كل سرٍ جاوز الثني ..شاع ..
فراشه ..طعامه ..
ومن اللطائف أن أحدهم سئل :من الثني ؟ فأشار إل
نزلوا من ًل ..فنام رجل منهم ..
شفتيه ..وقال :هذان !!
فأقبل صاحبه إل حبل معه فأخذه ..مازحا ..
ل أذكر أن هست ف أذن أحد من الناس بس ّر ..
فاستيقظ الرجل ..فوجد متاعه ناقصا ..ففزع ..
واستأمنته إياه ..ث فاجأن قائلً :يا ممد ..اسح ل ل
وأخذ يبحث عن حبله ..
أستطيع أن أكتمه .. ()75
.. :ل يل لسلم أن يروع مسلما فقال
164
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..رؤيا أفزعتها ..فلما أصبحت بعثت إل أخيها العباس بل كل شخص يضرب بيده صدره ..ويقول :
بن عبد الطلب ..فقالت له : وال لو وضعوا الشمس ف يين ..والقمر ف شال
يا أخي ..وال لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتن ..وتوفت ..أو السيف على رقبت ..على أن أخب بسرك ..
أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة ..فاكتم عليّ ما ما أخبت !!
أحدثك ..ول تدث به أحدا .. ث إذا اطمأننت ووثقت ..وكشفت له أسرارك ..
قال لا :نعم ..وما رأيت ؟ تصبّر شهرين أو ثلثة ..ث حدث به ..فل يزال
قالت :رأيت راكبا أقبل على بعي ..حت وقف بوادي يُتناقل حت يصلك ..
"البطح" ..ث صرخ بأعلى صوته :أل انفروا يا آل غدر فوجدت أن سرك ل ينبغي أن ياوز شفتيك ..فل
إل مصارعكم ف ثلث !.. تكلف الناس ما ل يطيقون ..
فأرى الناس قد اجتمعوا إليه ..ث مضى فدخل السجد إذا ضاق صدر الرء عن سر نفسه
والناس يتبعونه .. فصدر الذي يستودع السر
فبينما هم حوله ..إذ صعد به بعيه فوق الكعبة ..ث أضيق
صرخ بثلها :انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث جربت كثيا من الناس ..فوجدتم كذلك ..
.. والشكلة أنك تأتيهم على سبيل الستشارة ..
ث صعد به بعيه على رأس جبل أب قبيس ..فصرخ فيشيون عليك ..ث يفضحون سرك ..
بثلها : فيسقطون من عينك ..ويصبحون من أبغض الناس
انفروا يا آل غدر إل مصارعكم ف ثلث .. إليك ..
ث أخذ صخرة فقذفها من أعلى البل ..فأقبلت توي ومن أعجب ما ف التاريخ ..
من فوق البل ..حت إذا كانت بأسفل البل تكسرت أنه قبل معركة بدر ..
.. ..بقافلة قريش مقبلة وأراد قتالا لا سع النب
فما بقي بيت من بيوت مكة إل دخلته كسرة من ..
الصخرة ..فاضطرب العباس وقال :وال إن هذه خرج rإليها مع أصحابه ..فلما شعر بم أبو
لرؤيا ! ل اسه ضمضم بن عمرو
سفيان ..استأجر رج ً
ث خشي أن تنتشر فيصيبه أذى ..فقال لا مذرا :وأنت الغفاري ..وقال اذهب وأخب قريشا بالب ..
فاكتميها ل تذكريها لحد .. فمضى ضمضم ..مسرعا إل مكة ..كان وصوله
ث خرج العباس منشغل البال بأمر هذه الرؤيا ..فلقي مكة يتاج أن يسي أياما ..
الوليد بن عتبة وسط الطريق ..وكان له صديقا .. وأهل مكة ل يدرون عن شيء من ذلك ..
فحدثه بالرؤيا ..وقال له :اكتمها ..فل تب با أحدا .. وف ليلة من الليال رأت عاتكة بنت عبد الطلب
165
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما أقبل العباس إل بيته .. فمضى الوليد ..
ل تبق امرأة من بن عبد الطلب ..إل جاءت إليه غاضبة فلقي ابنه عتبة فحدثه با ..
..تقول :أقررت لذا الفاسق البيث أن يقع ف رجالكم ث ل يض سويعات ..
..ث قد تناول النساء وأنت تسمع ..أما فيكم حية .. حت حدث با عتبة ..ث تناقلها الناس ..وفشا
فاحتمى العباس ..وثار ..وقال :وال ..لئن عاد أبو الديث با ف أهل مكة ..حت تدثت با قريش
جهل إل مثل كلمه ..لفعلن وأفعلن .. ف مالسها ..
فلما كان اليوم الثالث ..من رؤيا عاتكة .. وف الضحى ذهب العباس ليطوف بالكعبة ..
ذهب العباس إل السجد ..وهو مغضب .. فإذا أبو جهل جالس ف َرهْط من قريش ..ف ظل
فلما دخل السجد رأى أبا جهل ..فمشي نوه يتعرضه الكعبة ..يتحدثون برؤيا عاتكة !!
ليعود لبعض ما قال فيقع به .. س قال :
فلما رأى أبو جهل العبا َ
فإذا بأب جهل يرج من باب السجد يشتد مسرعا .. يا أبا الفضل ..إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا
فعجب العباس من سرعته !!..فقد كان مستعدا لصومة ..
وعراك ..فقال العباس ف نفسه :ماله لعنه ال ؟! أكلّ فلما أقبل إليه العباس وجلس معهم ..
هذاخوفٌ من أن أشاته ؟! قال له أبو جهل :يا بن عبد الطلب ..مت
وإذا أبو جهل قد سع صوت ضمضم بن عمرو الغفاري حدثت فيكم هذه النبية ؟
الذي أرسله أبو سفيان ليستعي بأهل مكة .. قال :وما ذاك ؟
وإذا ضمضم يصرخ ف الوادي واقفا على بعيه .. قال :تلك الرؤيا الت رأت عاتكة ..
قد جدع أنف بعيه ..والدم يسيل على وجه البعي .. قال العباس :وما رأت ؟
وقد شق ضمضم قميصه وهو يقول :يا معشر قريش قال :يا بن عبد الطلب ..أما رضيتم أن يتنبأ
اللطيمة ..اللطيمة .. رجالكم حت تتنبأ نساؤكم ؟
أموالكم مع أب سفيان قد عرض لا ممد ف أصحابه ل قد زعمت عاتكة ف رؤياها أنه قال :انفروا ف
أرى أن تدركوها .. ثلث ..فسننتظر بكم ثلثة أيام ..
ث صاح بأعلى صوته :الغوث ..الغوث .. فإن يك حقا ما تقول ..فسيكون ..
عندها تهزت قريش وخرجت ..وكان من أمرها ف وإن تض الثلث ول يكن من ذلك شئ نكتب
معركة بدر ما كان .. عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت العرب ..
فتأمل كيف انتشر السر ف لحة عي ..مع قوة الرص فاضطرب العباس ..وما رد عليه شيئا ..وجحد
وشدة الستئمان !!.. الرؤيا ..وأنكر أن تكون رأت شيئا ..
ومن نشر السر أيضا .. ث تفرقوا ..
166
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث أسرّ إليها حديثا ..فضحكت فقلت : لا أسلم ..أراد أن ينشر الب .. أن عمر
ما رأيت كاليوم ..فرحا أقرب من حزن .. فأقبل إل رجل منهم ..هو أعظمهم نشرا للشاعة
؟ فسألت فاطمة عما قال لا النب ..
فقالت :ما كنت لفشي سر رسول ال .. r فقال :يا فلن ..إن مدثك بسرٍ ..فاكتم عن
حت قبض النب .. r !..
فسألتها ؟ قال :ما سرك ؟
فقالت :أسر إلّ :إن جبيل كان يعارضن ( )77القرآن قال :أشعرت أن قد أسلمت ..فانتبه ..ل تب
كل سنة مرة وإنه عارضن العام مرتي ..ول أراه إل أحدا ..
حضر أجلي ..وإنك أول أهل بيت لاقا ب ..فبكيت .. ث تول عنه عمر ..
فقال :أما ترضي أن تكون سيدة نساء أهل النة ..أو فما كاد يغيب عنه ..حت جعل الرجل يطوف
نساء الؤمني ..فضحكت لذلك .. بالناس ويردد :أعلمتَ أن عمر أسلم !!..أعلمتَ
أن عمر أسلم !!..
قالوا .. عجبا !! وكالة أنباء متنقلة ..
من عرف سرك أسرك .. ف حاجة أنسا وف يوم من اليام بعث النب
..
.61قضاء الاجات ..
؟ فمرّ بأمه ..فسألته ..إل ماذا أرسلك النب
لا بدأتُ ف دراسة الاجستي ..اطلعت على عدد أوسع
r فقال :وال ..ما كنت لفشي سرّ رسول ال
من كتب الفرق والطوائف ..
..
من بي هذه الذاهب ..الذهب الباجات ..
هكذا كان أنس وهو صغي ..ف شدة حفظه للسر
bragmatizem
..
وترجته بالعربية :الذهب النفعي ..
وأن لك اليوم أن تد مثل أنس ..
لا تبحرت ف دراسة هذا الذهب أدركت لاذا كنا نسمع
قالت عائشة .. t
ف أوروبا وأمريكا ..أنه ف كثي من الحيان يهجر البن
r أقبلت فاطمة تشي ..كأن مشيتها مشية النب
أباه ..وإذا قابله ف مطعم فكل واحد منهما ياسب عن
..
نفسه ..
فقال النب : rمرحبا بابنت ..ث أجلسها عن يينه
فعلً ..مادام أن لن أستفيد منك فلماذا أخدمك ؟!
-أو عن شاله .. -
لاذا أنفق مال ؟! واصرف وقت ؟! وأبذل جهدي ؟!
ث أسرّ إليها حديثا ..فبكت ..
دون مردود مادي يعود علي ..
فقلت لا :ل تبكي ..
( ) يعارضه القرآن :يراجع القرآن معه . 77
167
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والعري والوع ..تغي وجهه .. السلم قلب هذا اليزان ..
ث قام ..فدخل بيته ..فلم يد شيئا يتصدق به عليهم .. فقال ال ( وأحسنوا إن ال يب الحسني ) .
فخرج ..ودخـل بيتـه الخـر ..وخرج ..يبحـث .. ( :لئن امشي مع اخي ف حاجة حت وقال
يلتمس شيئا لم ..فلم يد .. أثبتها له ..أحب إلّ من أن أعتكف ف مسجدي
ث راح إل السجد ..فصلى الظهر ..ث صعد منبه .. هذا شهرا ) ..
فحمد ال وأثن عليه ..ث قال : ومن كان ف حاجة أخيه ..كان ال ف حاجته ..
أما بعد ..فإن ال عز وجل ..أنزل ف كتابه ( :يَا َأّيهَا يشي ف الطريق فتوقفه الارية وتقول : وكان
س وَا ِحدَ ٍة وَ َخلَ قَ
النّا سُ اّتقُوا رَبّكُ مُ اّلذِي َخ َلقَكُ ْم مِ نْ َنفْ ٍ ل إليك حاجة ..فيقف معها حت يسمع حاجة ..
مِنْهَا َزوْجَهَا َوبَثّ مِ ْنهُمَا رِجَالً َكثِيا َونِ سَاءً وَاّتقُوا اللّ هَ وقد يضي معها إل بيت سيدها ليقضيها لا ..
اّلذِي تَسَاءَلُونَ ِب ِه وَاْلَأرْحَامَ إِ ّن ال ّلهَ كَانَ َعلَيْ ُك ْم َرقِيبا ) .. بل كان rيالط الناس ويصب على أذاهم ..
ث قرأ .. كان يعاملهم بنفس رحيمة ..وعي دامعة ..
( يَا َأّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا اّتقُوا اللّهَ وَْلتَنْ ُظرْ َنفْسٌ مَا َق ّدمَتْ ِل َغدٍ ولسان داع ..وقلب عطوف ..
وَاّتقُوا ال ّلهَ إِنّ ال ّلهَ خَِبيٌ بِمَا َتعْ َملُونَ ) .. كان يشعر أنه هو وهم ..جسد واحد ..يشعر
وجعل يتلوا اليات والواعظ ..ث صاح بم ..وقال : بفقر الفقي ..وحزن الزين ..ومرض الريض ..
تصدقوا قبل أن ل تصدقوا ..تصدقوا قبل أن يال بينكم وحاجة الحتاج ..
وبي الصدقة .. انظـر إليـه .. rوقـد جلس فـ مسـجده يدث
ت صدق امرؤ من ديناره ..من دره ه ..من بره ..من أصحابه ..
شعيه ..ول يقرن أحد كم شيئا من ال صدقة ..وج عل ل عليه من بعيد ..
فإذا به يرى سوادا مقب ً
يعدد أنواع الصدقات حت قال : نظـر إليهـم ..فإذا هـم قوم فقراء أقبلوا عليـه مـن
ولو بشق ترة .. مضر ..من قبل ند ..
فقام رجل من النصار بصرة ف كفه ..فناولا رسول ال ومن شدة فقرهم قد اجتابوا النمار ..
rوهو على منبه .. يع ن يلك أحد هم قط عة قماش فل ي د ث ن البرة
فقبضها رسول ال rيعرف السرور ف وجهه .. واليـط ..فيخرق القماش مـن وسـطه ثـ يرج
وقال :من سن سنة حسنة ..فعمل با كان له أجرها .. رأسه ويسدل باقيه على جسده ..
ومثل أجر من عمل با ل ينقص من أجورهم شيء .. أقبلوا قـد اجتابوا النمار ..وتقلدوا السـيوف ..
و من سن سنة سيئة ..فع مل ب ا ..كان عل يه وزر ها .. وليس عليهم أزر ول شيء غيُها ..ل عمامة ول
ومثل وزر من عمل با ل ينقص من أوزارهم شيء .. سراويل ول رداء ..
فقام الناس ..فتفرقوا إل بيوتمـ ..وجاءوا بصـدقات .. فلمـا رأى رسـول ال rالذي بمـ مـن الهـد
168
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حت جاءن يوما جاره ..قال :يا شيخ ..صاحبك ..ل فمن ذي دينار ..ومن ذي درهم ..
يصلي بنا ..ول معنا !! ومن ذي تر ..ومن ذي ثياب ..
قلت :ل ؟!! ح ت اجت مع ب ي يد يه rكومان ..كوم من طعام
قال :ل أدري ..لكنه هو المام ..ومع ذلك يغيب ..وكوم من ثياب ..
كثييييا عن السجد .. فل ما رأى rذلك تلل وجهه ح ت كأ نه فل قة من
فجعلت ألتمس له العذار ..فقلت :لعله مشغول بأمر قمر ..
ضروري ..لعله غي موجود بالبيت .. ث قسمه بي الفقراء ..رواه مسلم ..
قال :يا شييييخ ..سيارته واقفة عند الباب ..وأنا متأكد ف بيته ..قالت : ولا سئلت عائشة عن حاله
أنه ف بيته .. كان يكون ف حاجة أهله ..أو ف مهنة أهله ..
جعلت أتقصى السبب لنصح صاحب .. أفل تعل من طرق دخولك إل قلوب الناس ..
حت وجدت السبب .. قضاء حاجاتم ..
الرجل بكم إمامته للمسجد .. احتاج شخص إل مستشفى ..فأوصلته إليه ..
يأت إليه الناس ويلتمسون منه العانة ف حاجاتم .. استعان بك ف مشكلة فأعنته عليها ..
هذا عليه دين يريد أن يبحث له عمن يسدده .. يراك تقضي حاجته ..وتقف معه ف كربته ..وهو
وهذا متخرج من الثانوية ويريد شفاعة لدخول الامعة .. يعلم أنك ل ترجو من ذلك جزاء ول شكورا ..
وهذا مريض يريد إعانته على دخول الستشفى الفلن .. أحسن إل الناس تستعبد قلوبم
وهذا عنده بنات كبار ويريد لن أزواج .. فطالا استعبد النسان
وهذا عليه أيار لبيته ل يسدده .. إحسان
وهذا أعطاه ورقة استفتاء ف طلق ليذهب با للمفت رؤية ..
العام .. من عاش لغيه فسيعيش متعبا ..لكنه سيحيا
وهذا .. كبيا ..ويوت كبيا ..
وهو رجل عادي ليس له قدرات كبية ول علقات
الواسعة ..ول وجاهة متميّزة .. .62ل تتكلف ما ل تطيق !!
وكان السكي يغلبه الياء والجل من كل أحد ..فل كان صاحب من خيار الناس ..خلقا ..ودينا ..
يقدر أن يعتذر من أحد أبدا .. وعقلً ..
بل يأخذ معروض هذا ويعده بسداد دينه .. كان إمام مسجد بانب بيته ..
ويكتب رقم هاتف الثان ..ويعده أن يقبل ف الامعة .. لكن كنت أسع ذمه على ألسنة أناس كثيين ..
ويقول للثالث :تعال بعد يومي وتد ورقة دخول كنت أتعجب من ذلك ..ول أجد له جوابا ..
169
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقابلك ف وقت واسع .. الستشفى جاهزة ..
جعل ُيعَظّم حجم الوضوع وأنا أستمع له بلطف ..لكن وهكذا دواليك ..
قد علمتن الياة أن أكثر الناس يعطون المور أكب من فيأتونه على الوعد ..ويعتذر ..ويعطيهم مواعيد
حجمها ..وصاحب الاجة منون با حت تقضى .. أخرى ..
قال ل :أظن لك ماضرة غدا ف مدينة كذا ..وهي حت صار يتهرب منهم ..ول يرد على هاتفه ..
مدينة على بعد 200كم من الرياض .. بل وأحيانا ل يرج من بيته !!..
قلت :صحيح .. وصار من يلقاه منهم ..إن وجده ..يسبه ويصرخ
قال :سآت إليك هناك ..وأقابلك بعد الحاضرة .. به ..ويردد :طيب لاذا تعدن ..لاذا تعلن أبن
تعجبت من حرصه .. المال عليك ..
وفعلً ..خرجت بعد الحاضرة فخرج الرجل وراءي والثان يقول :ل أكلم إل أنت ..وتركت غيك لا
مسعا حاف القدمي ..يمل ورقة صغية ف يده .. وعدتن ..
وقفت معه جانبا ..قلت :تفضل ..شكر ال حرصك لا عرفت حاله ..أيقنت أنه حفر لنفسه حفرة ..
..ما حاجتك ؟ ث تردى فيها ..
قال :يا شيخ ..عندي أخ يمل الشهادة البتدائية .. سعته مرة يعتذر من أحدهم ..ويقول :
وأريدك أن تدبر له وظيفة .. آسف ..ل أستطع أن أفعل شيئا ف موضوعك ..
قلت :بس ؟!! وذاك يقول بكل قوة :طيب أنت ضيعت الوقت
قال :بس ؟!! عل ّي ..ليتك أخبتن من قبل ..
كان الرجل متحمسا ..ومنظره يثي الشفقة ..ويبدو أن تذكرت عندها قول الكيم :العتذار ف البداية
أخاه ير بظروف صعبة فعلً .. خي من العتذار ف النهاية ..
أيقنت أن لو وعدته سأخلف ..فنحن ف زمن ل يكاد ما أجل أن يعرف الرء قدراته ..ويتحرك ف
حامل البكالوريوس أن يد وظيفة ..فضلً عن حامل حدود الدائرة الرسومة حوله ..
البتدائية ..وأنا أعرف حدود قدرات .. ولقد جربت ذلك بنفسي ..
قلت :يا أخي ..وال أتن أن أساعدك ..وأخوك أخي أذكر أن ألقيت ماضرة ف أحد الجمعات
..وأنا أتأل له كما تتأل .. العسكرية بالرياض ..
لكن ل أستطيع مساعدتك أبدا ..أتن أن تتكرم عليّ وبعدها جاءن أحدهم وقال :يا شيخ أريدك ف
وتعفين .. موضوع ضروري جدا ..
قال :يا شيخ ..حاول .. قلت :تفضل ..ما هو ؟
قلت :لااا أقدر .. قال :ل ..ما يصلح أن أذكره الن ..ل بدّ أن
170
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
با أنت أيضا وقل : فناولن الورقة الت ف يده ..وقال :طيب ..يا
مااااااا أقدر !! ..فهي خي من العتذار عند العودة .. شيخ خذ هذه الورقة فيها أرقام هواتفنا ..إذا
ضاق وقت ..أقفلت الحلت ..نسيت .. وجدت له وظيفة فاتصل بنا ..
وكذلك مع زملئك ..وإخوانك .. أدركت أنه يريد أن يربطن ببل أمل ..وسيظل
أرجو أن تكون الفكرة وصلت .. ينتظر التصال ..
فقلت :بل دع الورقة معك ..وخذ رقمي أنت ..
تربة .. وإن وجدت له وظيفة فاتصل ب ..لعلي أن أكتب
العتذار ف البداية ..خي من العتذار ف النهاية .. لك شفاعة للمسئول فيها ..
سكت الرجل قليلً ..انتظرت أن يودعن ..
.63من ركل القطة ؟!
لكن تفاجأت أنه قال ل :بيض ال وجهك ..
قبل أن تيب على السؤال ..اسع القصة كاملة ..
وال يا شيخ ..سبق أن كلمت المي فلن ف
كان يعمل سكرتيا لدير سيء الخلق ..ل يطبق مهارة
موضوع أخي منذ سنة ..فأخذ الورقة ..ول
واحدة من مهارات التعامل مع الناس ..
يتصل ب إل الن ..
كان هذا الدير يراكم العمال على نفسه ..ويملها ما
ومرة كلمت اللواء فلن ..فأخذ الورقة أيضا ..
ل تطيق ..
ول يتصل ول يهتم ..هؤلء أناس ما يهتمون
صاح بسكرتيه يوما ..فدخل ووقف بي يديه ..
بالضعفاء ..ال ينتقم منهم ..ال ..وبدأ يدعو
قال َ :سمْ ..تفضل ؟
عليهم ..
صرخ به :اتصلت باتف مكتبك ..ول ترد ..
فقلت ف نفسي ..المد ل ..لو أخذت الورقة
قال :كنت ف الكتب الجاور ..آسف ..
لصرت ثالثهم ..
قال بضجر :كل مرة آسف ..آسف ..خذ هذه
نعم ..العتذار ف البداية خي من إخلف الوعد
الوراق ..ناولا لرئيس قسم الصيانة ..وعد بسرعة ..
..
مضى متضجرا ..وألقاها على مكتب رئيس قسم الصيانة
ما أجل أن نكون صرحاء مع الخرين ..عارفي
..وقال :ل تؤخرها علينا ..
لدود قدراتنا ..
قال :طيب ضعها بأسلوب مناسب ..
أحيانا عند خروجك من البيت ..تصرخ بك
قال :مناسب ..غي مناسب ..الهم خلصها بسرعة ..
زوجتك ..
تشاتا ..حت ارتفعت أصواتما ..
أحضر معك حليبا ..وسكرا ..وحفائظ ..
ومضى السكرتي إل مكتبه ..
وعشاء ..
بعد ساعتي أقبل أحد الوظفي الصغار ف الصيانة ..إل
فانتبه ..ل تردد :طيب ..طيب ..وإنا اصرخ
171
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدين ..ووُحّد رب العالي .. رئيسه وقال :سأذهب لخذ أولدي من الدرسة
جعل رؤساء القبائل يأتون إليه مذعني مؤمني ..ومنهم وأعود ..
من كانوا يأتون صاغرين حاقدين .. صرخ الرئيس :وأنت كل يوم ترج ..
وف يوم أقبل رئيس من رؤساء العرب ..له ف قومه ملك قال :هذا حال من عشر سنوات ..أول مرة
ومنعه .. تعترض عليّ ..
أقبل عامر بن الطفيل ..وكان قومه يقولون له لا رأوا قال :أنت ما يصلح معك إل العي المراء ..
انتشار السلم :يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم .. ارجع لكتبك ..
وكان متكبا كتغطرسا .. مضى السكي إل مكتبه ..وتول أحد الدرسي
فكان يقول لم :وال لقد كنت أقسمت أل أموت حت إيصالم ..لا طال وقوفهم ف الشمس ..
تلّكن العرب عليهم وتتبعَ عقب ..فأنا أتبع عقب هذا عاد هذا الوظف إل بيته غاضبا ..فأقبل إليه ولده
الفت من قريش !! الصغي معه لعبة ..وقال :
e ث لا رأى تكن السلم ..وانصياع الناس لرسول ال بابا ..هذه أعطانيها الدرس لنن ..
e ..ركب ناقته مع بعض أصحابه ومضى إل رسول ال صاح به الب :اذهب لمك ..ودفعه بيده ..
.. مضى الطفل باكيا ..فأقبلت إليه قطته الميلة
دخل السجد على رسول ال eوهو بي أصحابه الكرام تتمسح برجليه كالعادة ..فركلها برجله فضربت
.. بالدار ..
فلما وقف بي يدي النب عليه الصلة والسلم قال :يا السؤال :من ركل القطة ؟
ممد خالن ..أي قف معي على انفراد .. أظنك ..تبتسم ..وتقول :الدير ..
وكان eحذرا من أمثال هؤلء ..فقال :ل وال حت صحيح الدير ..
تؤمن بال وحده .. لاذا ل نتعلم فنّ توزيع الدوار ..
فقال :يا ممد خالن .. والشياء الت ل نقدر عليها نقول بكل شجاعة ..
فأب النب .. eفل زال يكرر ..يا ممد قم معي أكلمْك هذه ليست ف أيدينا ..ل نقدر ..
..يا ممد قم معي أكلمْك .. خاصة أن تصرفاتك قد يتعدى ضررها إل أقوام ل
حت قام معه رسول ال .. eفاجتر عامر إليه أحد يكونوا طرفا ف الشكلة أصلً ..
أصحابه اسه إربد ..وقال :إن سأشغل عنك وجهه فإذا وانتبه أن يستثيك الخرون ..ويرجونك فتضطر
فعلت ذلك فاضربه بالسيف ..فجعل إربد يده على لوعود ..قد ل تستطيع تنفيذها ..
سيفه واستعد .. انتقل معي إن شئت إل الدينة ..وانظر إل رسول
e فانفرد الثنان إل الدار ..ووقف معهما رسول ال ال eوقد جلس ف ملسه البارك ..بعدما انتشر
172
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعب من السي ..فصادف امرأة من قومه يقال لا سلولية يكلم عامرا ..وقبض أربد بيده على السيف ..
وكانت ف خيمة لا ..وكانت امرأة فاجرة ..يذمها فكلما أراد أن يسله يبست يده ..فلم يستطع سل
الناس ويتهمون من دخل بيتها .. السيف ..
فلم يد مأوى آخر ..فنل عن فرسه مضطرا ونام ف وجعل عامر يشاغل رسول ال .. eوينظر إل
بيتها .. إربد ..وإربد جامد ل يتحرك ..
فاخذته غدة وانتفاخ ف حلقه كما يظهر ف أعناق البل فالتفت eفرأى أربد وما يصنع ..
فيقتلُها ..ففزع واضطرب .. فقال :يا عامر بن الطفيل ..أسلم ..
وجعل يتلمس الورم ويقول :غدة كغدة البعي ..وموت فقال عامر :يا ممد ما تعل ل إن أسلمت ؟
ف بيت سلولية .. فقال eلك ما للمسلمي وعليك ما عليهم ..
أي :ل موت يشرّف ..ول مكان يشرّف .. قال عامر :أتعل ل اللك من بعدك إن أسلمت ؟
كان يتمن أن يوت ف ساحة قتال ..بسيوف البطال .. أن يعد عامرا بوعد قد ل يتحقق .. ل يشأ النب
فإذا به يوت برض حيوانات ..ف بيت فاجرة !! فكان صريا جريئا معه ..وقال :ليس ذلك لك
تبا ..للذل والهانة .. ول لقومك ..
فأخذ يصيح بم :قربوا فرسي .. فخفف عامر الطلب قليلً ..وقال :أسلم على أن
فقربوه ..فوثب على فرسه ..وأخذ رمه ..وصار يول ل الوبر ولك الدر ..أي أكون ملكا على البادية
به الفرس .. وأنت على الاضرة ..
وهو يصيح من شدة الل ..ويتحسس عنقه بيده ويقول ..أيضا ل يريد أن يلزم نفسه بوعود فإذا به
:غدة كغدة البعي وموت ف بيت سلولية .. ..ل يدري تتحقق أم ل ..فقال :ل ..
فلم تزل تلك حاله يدور به فرسه ..حت سقط عن فرسه عندها غضب عامر وتغي وجهه ..وصاح بأعلى
ميتا .. صوته :
تركه أصحابه ..ورجعوا إل قومهم .. ل جردا ..
وال يا ممد ..لملنا عليك خي ً
فلما دخلوا ديارهم ..أقبل الناس إل إربد يسألونه :ما ورجا ًل مردا ..ولربطن بكل نلة فرسا ..
وراءك يا أربد ؟ ولغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء ..
فقال :ل شيء ..وال لقد دعانا ممد إل عبادة شيء .. ث خرج يزبد ويرعد ..
لوددت لو أنه عندي الن فأرميه بالنبل حت أقتله .. ينظر إليه وهو مولّ .. فجعل
فخرج بعد مقالته بيوم أو يومي معه جل له ليبيعه .. ث رفع eبصره إل السماء وقال :اللهم اكفن
فأرسل ال عليه وعلى جله صاعقة فأحرقتهما .. عامرا ..وا ْه ِد قومه ..
وأنزل ال عز وجل ف حال عامر وأربد " :ال ّلهُ َي ْعلَ ُم مَا خرج عامر مع أصحابه حت إذا فارق الدينة ..
173
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمثلً :جاء إليك لتبحث لخيه عن وظيفة ..لن أباك تَحْمِلُ كُ ّل أُنثَى َومَا َتغِيضُ ا َلرْحَا ُم َومَا َت ْزدَا ُد وَكُلّ
مسئول كبي ..أو أخاك ..أو أنت .. شَ ْيءٍ عِن َدهُ بِ ِم ْقدَا ٍر *
فاعتذر بأسلوب يفظ ماء وجهه ويعله يشعر أنك ي الْمَُتعَا ِل *
شهَادَةِ الْكَبِ ُ
عَاِلمُ اْلغَ ْيبِ وَال ّ
تشاركه الم ..قل – مثلً : - َسوَاء مّنكُم مّنْ أَ َسرّ اْل َقوْ َل َومَن َج َهرَ ِب ِه َومَنْ ُهوَ
يا فلن ..أنا أشعر بعاناتك ..وأخوك أعتبه أخي .. خفٍ بِاللّيْ ِل وَسَارِبٌ بِالّنهَارِ *
مُسْتَ ْ
ولئن كان إخوان خسة فهو السادس ..لكن الشكلة حفَظُوَنهُ مِنْ
َلهُ ُمعَقّبَاتٌ مّن بَيْ ِن َيدَْي ِه َومِنْ َخ ْل ِفهِ َي ْ
أنن ل أستطيع أن أفعل شيئا الن ..فاعذرن ..وأسأل َأمْرِ ال ّلهِ إِنّ ال ّلهَ لَ ُيغَّي ُر مَا ِب َق ْومٍ حَتّى ُيغَّيرُوْا مَا
ال أن يوفق أخاك .. ل َم َردّ َل ُه َومَا
سهِ ْم وَِإذَا َأرَادَ ال ّلهُ ِب َق ْومٍ سُوءًا فَ َ
ِبأَْنفُ ِ
مع بتسامة لطيفة ..وتعبيات وجه مناسبة .. َلهُم مّن دُوِنهِ مِن وَا ٍل *
فكأنك بذا الرد الميل قضيت له ما يريد ..أليس ُهوَ اّلذِي ُيرِي ُكمُ الَْبرْقَ َخ ْوفًا وَطَ َمعًا وَيُنْشِىءُ
كذلك ..؟ السّحَابَ الّثقَا َل *
وجهة نظر .. َويُسَبّحُ الرّ ْع ُد بِحَ ْمدِ ِه وَالْمَلَِئ َكةُ مِنْ خِيفَِتهِ وَُيرْسِلُ
كن صريا مع نفسك ..جريئا مع الناس ..واعرف صوَاعِ َق فَُيصِيبُ ِبهَا مَن يَشَاء َو ُهمْ يُجَادِلُو َن فِي
ال ّ
قدراتك والتزم بدودها .. ال ّلهِ َو ُهوَ َشدِي ُد الْمِحَا ِل *
َلهُ دَ ْعوَ ُة الْحَ ّق وَاّلذِي َن َيدْعُونَ مِن دُوِنهِ لَ
.64الـتـواضـع .. يَسْتَجِيبُو َن َلهُم بِشَ ْيءٍ ِإلّ كَبَاسِطِ َكفّ ْيهِ إِلَى الْمَاء
كنت ف ملس فيه عدد من الوجهاء .. لِيَ ْبلُ َغ فَا ُه َومَا ُهوَ بِبَاِل ِغهِ َومَا دُعَاء الْكَا ِفرِينَ إِ ّل فِي
فتحدث أحد من رآه استغن ! وقال ف أثناء حديثه : ضَلَلٍ " ..
..ومررت بأحد العمال ..فمدّ يده ليصافحن .. نعم ..ل تلتزم إل با تثق أنه يكنك الوفاء به ..
فترددت ث مددت يدي وصافحته .. بعون ال ..
ث قال :مع أن ل أعطي يدي لي أحد .. مرة خطيبا ف الناس ..فتكلم عن الخرة قام
ما شاء ال يقول :ل أعطي يدي لي أحد .. وأحوالا ..ث صاح قائلً :يا فاطمة بنت ممد ..
أما رسول ال .. rفكانت المة الملوكة الضعيفة .. سلين من مال ما شئت ..فإن ل أغن عنك من
تلقاه ف وسط الطريق ..فتشتكي إليه من ظلم أهلها .. ال شيئا ..
أو كثرة شغلها ..فيجعل يده ف يدها ..فينطلق معها إل وأخيا ..
أهلها ليشفع لا .. مع التأكيد على أهية عدم اللتزام بالشيء إل
وكان يقول :ل يدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة وأنت قادر عليه ..إل أنه ينبغي عند العتذار أن
من كب .. نستعمل أسلوبا ذكيا ..
174
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وذقنه على راحلته متخشعا .. كم سعنا الناس يرددون :يا أخي ..فلن متكب
فكلمه وقال ابن مسعود :أقبل رجل إل رسول ال ..فلن "شايف نفسه " ..
ف شيء ..فأخذته الرعدة .. وتسأله :لاذا ل تستعن بارك ف كذا ؟ فيقول :
:هون عليك ..فإنا أنا ابن امرأة من قريش فقال فلن متكب علينا ..ما يعطينا وجه !!
تأكل القديد ( ..اللحم الـمجفف ) .. كم هم مبغوضون أولئك الذين يتكبون على
يقول :أجلس كما يلس العبد ..وآكل كما وكان الناس ..ويعاملونم باستعلء ..
يأكل العبد .. كم هو منبوذ ..ذاك الذي يطغى أن رآه استغن
نعم .. ..
تواضع تكن كالنجم لح لناظر ذاك الذي يصعر خده للناس ويشي ف الرض
على صفحات الاء وهو رفيع مرحا ..
ول تكُ كالدخان يعلو بنفسه ذاك الذي يتكب على العمال ..والدام ..
على طبقات ال ّو وهو رفيع والفقراء ..
باختصار .. يتكب عن مادثتهم ..ومصافحتهم ..ومالستهم
من تواضع ل رفعه ..وما زاد ال عبدا بالتواضع إل ..
عزا .. مكة فاتا ..جعل ير بطرقات مكة لا دخل
الت طالا أوذي فيها ..واستُهزئ به ..
.65العبادة الفية .. كم سع ف طرقاتا ..يا منون ..ساحر ..كاهن
قبل عشر سنوات ..ف أيام ربيع ..وف ليلة باردة كنت ..كذاب ..
ف الب مع أصدقاء .. وهو اليوم يدخلها قائدا عزيزا ..مكنا ..قد أذل
تعطلت إحدى السيارات ..فاضطررنا إل البيت ف ال أهلها بي يديه ..
العراء .. فكيف كان شعوره وهو داخل ؟
أذكر أنا أشعلنا نارا تلقنا حولا ..وما أجل أحاديث قال عبد ال بن أب بكر :
الشتاء ف دفء النار .. إل ذي طوى ..وقف على لا وصل رسول ال
طال ملسنا فلحظت أحد الخوة انس ّل من بيننا .. راحلته معتجرا بقطعة برد حراء ..
كان رجلً صالا ..كانت له عبادات خفية .. ليضع رأسه تواضعا ل ..حي وأن رسول ال
كنت أراه يتوجه إل صلة المعة مبكرا ..بل أحيانا رأى ما أكرمه ال به من الفتح ..حت إن عثنونه (
وباب الامع ل يفتح بعد !!.. طرف ليته ) ليكاد يس واسطة الرحل ..
قام وأخذ إناءً من ماء .. مكة يوم الفتح وقال أنس :دخل رسول ال
175
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأحبوه .. ظننت أنه ذهب ليقضي حاجته ..
فيحبه أهل السماء .. أبطأ علينا ..فقمت أترقبه ..فرأيته بعيدا عنا ..
قال :ث تنل له الحبة ف أهل الرض .. قد لف جسده برداء من شدة البد وهو ساجد
فذلك قول ال " إن الذين آمنوا وعملوا الصالات على التراب ..ف ظلمة ..يتملق ربه ويتحبب إليه
سيجعل لم الرحن ُودّا " .. ..
وإذا أبغض ال عبدا ..نادى جبيل :إن أبغضت فلنا أيقنت أن لذه العبادة الفية ..عِزا ف الدنيا قبل
فأبغضه ..فيبغضه جبيل ..ث يُنادى ف أهل السماء : الخرة ..
إن ال يبغض فلنا فأبغضه .. مضت السنوات ..
فيبغضه أهل السماء .. وأعرفه اليوم ..قد وضع ال له القبول ف الرض
ث تنل له البغضاء ف الرض .. )78( .. ..
:من استطاع منكم أن يكون له قال الزبي بن العوام له مشاركات ف الدعوة ..وهداية الناس ..
خبيئة من عمل صال فليفعل .. إذا مشى ف السوق أو السجد ..رأيت الصغار
والعبادة الفية أنواع .. قبل الكبار يتسابقون إليه ..مصافحي ..ومبي ..
منها ..الفاظ على صلة الليل ..ولو ركعة واحدة وترا كم يتمن الكثيون من تار ..وأمراء ..
كل ليلة ..تصليها بعد العشاء مباشرة ..أو قبل أن تنام ومشهورين ..أن ينالوا ف قلوب الناس من الحبة
..أو قبل الفجر ..لتكتب عند ال من قوام الليل .. مثل ما نال ..
:إن ال وتر يب الوتر ..فأوتروا يا أهل القرآن قال ولكن هيهاااات ..
.. أأبيت سهران الدجى ..وتبيته *** نوما ! وتبغي
ومنها ..السعي ف الصلح بي الناس ..بي الزملء بعد ذاك لاقي ؟
التخاصمي ..بي اليان ..بي الزوجي .. نعم ( ..إن الذين آمنوا وعملوا الصالات
:ال أخبكم بأفضل من درجة الصلة والصيام قال سيجعل لم الرحن وُدا ) ..أي يعل لم مبة ف
والصدقة ؟ قلوب اللق ..
قالوا :بلى .. إذا أحبك ال جعل لك القبول ف الرض ..
قال :إصلح ذات البي ..وفساد ذات البي هي الالقة قال : eإن ال إذا أحب عبدا نادى جبيل ..
()79
فقال :
ومنها الكثار من ذكر ال .. إن قد أحببت فلنا فأحبه ..
قال :فيحبه جبيل ..
( ) رواه البخاري ومسلم ،والترمذي واللفظ له . 78
176
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعدك يا أبا بكر ..لقد أتعبت اللفاء من بعدك يا أبا بكر فإن من أحب شيئا أكثر من ذكره ..
.. :أل أنبئكم بي أعمالكم وف الديث ..قال
* * * * * * * * ..وأزكاها عند مليككم ..وأرفعها ف درجاتكم
ول يكن عمر tبعيدا ف تعبده وإخلصه عن أب بكر .. ..وخي لكم من إعطاء الذهب والورق ..وخي
فقد رآه طلحة بن عبيد ال .. لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم
خرج ف سواد الليل ..فدخل بيتا ث ..خرج منه ودخل ويضربوا أعناقكم ..؟
بيتا آخر ..فعجب طلحة ..ماذا يفعل عمر ف هذه قالوا :بلى ..وما ذاك يا رسول ال ؟
البيوت !! قال :ذكر ال عز وجل (.. )80
فلما أصبح طلحة ذهب إل البيت الول..فإذا عجوز ومنها ..صدقة السر ..فصدقة السرّ تطفئ غضب
عمياء مقعدة.. الرب ..
فقال لا :ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ كان أبو بكر tإذا صلى الفجر خرج إل
قالت :إنه يتعاهدن منذ كذا وكذا ..يأتين با يصلحن الصحراء ..فاحتبس فيها شيئا يسيا ..ث عاد إل
ويرج عن الذى .. الدينة ..
فخرج طلحة وهو يقول :ثكلتك أمك يا طلحة..أعثراتُ فعجب عمر tمن خروجه ..فتبعه يوما خفية
عمرَ تتبع؟ بعدما صلى الفجر ..
* * * * * * * * فإذا أبو بكر يرج من الدينة ويأت على خيمة
وخرج مرة tإل ضواحي الدينة ..فإذا برجل عابر قدية ف الصحراء ..فاختبأ له عمر خلف صخرة
سبيل نازل وسط الطريق ..وقد نصب خيمة قدية .. ..
وقعد عند بابا ..مضطربَ الال ..فسأله عمر :من فلبث أبو بكر ف اليمة شيئا يسيا ..ث خرج ..
الرجل ؟ فخرج عمر من وراء صخرته ودخل اليمة ..فإذا
قال :من أهل البادية ..جئت إل أمي الؤمني أصيب من فيها امرأة ضعيفة عمياء ..وعندها صبية صغار ..
فضله .. فسألا عمر :من هذا الذي يأتيكم ..
فسمع عمر أني امرأة داخل اليمة ..فسأله عنه ؟ فقالت :ل أعرفه ..هذا رجل من السلمي ..
فقال :انطلق رحك ال لاجتك .. يأتينا كل صباح ..منذ كذا وكذا ..
قال عمر :هذا من حاجت .. قال فماذا يفعل :قالت :يكنس بيتنا ..ويعجن
فقال :امرأت ف الطلق -يعن تلد -وليس عندي مال عجيننا ..ويلب داجننا ..ث يرج ..
ول طعام ول أحد .. فخرج عمر وهو يقول :لقد أتعبت اللفاء من
فرجع عمر إل بيته سريعا ..فقال لمرأته أم كلثوم بنت
( ) رواه أحد والترمذي وغيها ،صحيح . 80
177
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلما مات وجدوا ف ظهره آثار سواد ..فقالوا :هذا علي :هل لك ف خي ساقه ال إليك ؟
ظهر حال ..وما علمناه اشتغل حالً .. قالت :وما ذاك ..فأخبها بب الرجل ..
فانقطع الطعام عن مائة بيت ف الدينة ..من بيوت فحملت امرأته معها متاعا ..وحل هو جرابا فيه
الرامل واليتام ..كان يأتيهم طعامهم بالليل ..ل طعام ..وقدرا وحطبا ..ومضى إل الرجل ..
يدرون من يضره إليهم ..فعلموا أنه الذي ينفق عليهم ودخلت امرأة عمر على الرأة ف خيمتها ..
.. وقعد هو عند الرجل ..فأشعل النار وأخذ ينفخ
وصام أحد السلف عشرين سنة ..يصوم يوما ويفطر الطب ..ويصنع الطعام ..والدخان يتخلل ليته
يوما ..وأهله ل يدرون عنه ..كان له دكان يرج إليه ..والرجل قاعد ينظر إليه ..
إذا طلعت الشمس ويأخذ معه فطوره وغداءه ..فإذا فبينما هو على ذلك ..إذ صاحت امرأته من
كان يوم صومه تصدق بالطعام ..وإذا كان يوم فطره داخل اليمة ..يا أمي الؤمني ..بشر صاحبك
أكله .. بغلم ..
فإذا غربت الشمس ..رجع إل أهله وتعشى معهم .. فلما سع الرجل ..أمي الؤمني ..فزع وقال :
نعم ..كانوا يستشعرون العبودية ل ف جيع أحوالم .. أنت عمر بن الطاب ..قال :نعم ..فاضطرب
ي َمفَازًا * َحدَائِقَ
هم التقون ..وال يقول } :إِنّ ِللْمُّتقِ َ الرجل ..وجعل يتنحى عن عمر ..فقال له عمر :
وَأَعْنَابًا * وَ َكوَا ِعبَ َأْترَابًا * وَ َكأْسًا ِدهَاقًا * لّا يَسْ َمعُونَ مكانك ..
فِيهَا َل ْغوًا َولَا ِكذّابًا * َجزَاء مّن رّّبكَ عَطَاء حِسَابًا { .. ث حل عمر القدر ..وقربه إل اليمة وصاح
فاطلب مبة الالق ..وهو يتكفل بزرع مبتك ف قلوب بامرأته ..أشبعيها ..
خلقه .. فأكلت الرأة من الطعام ..ث أخرجت باقي الطعام
خارج اليمة ..
إضاءة .. فقام عمر فأخذه فوضعه بي يدي الرجل ..وقال
ليس الغاية أن تكون ظواهر الخرين تبك ..إنا الغاية له :كل ..فإنك قد سهرت من الليل ..
أن تبك بواطنهم أيضا .. ث نادى عمر امرأته فخرجت إليه ..
فقال للرجل :إذا كان من الغد ..فأتنا نأمر لك
.66أخرجهم من الفرة ..
با يصلحك ..
أل يقع مرة أن أحرجك شخص ف ملس عام بكلمة
* * * * * * * *
جارحة ..
وكان علي بن السي يمل جراب البز على
أو ربا سخر منك ..بأي شيء وإن كان صغيا ..
ظهره بالليل ..فيتصدق با..ويقول :إن صدقة
بلباسك أو كلمك ..أو أسلوبك ..
السر تطفىء غضب الرب ..
178
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي ل تلمه ..تصصه صعب ..لكن سيشد حيله إن فدافع عنك شخص ما ..فشعرت بامتنان عظيم له
شاء ال .. ..لنه كأنا أمسك بطرف ثوبك عندما دفعك
كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء .. غيك إل هاوية ..
إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكل خافقة سكون مارس هذه الهارة مع الخرين ..وسترى لا تأثيا
كان عبد ال بن مسعود .. tيشي مع النب .. r ساحرا ..
فمرا بشجرة فأمره النب أن يصعدها ويت ّز له عودا لو دخلت على شخص وأقبل ولده يمل طبقا ف
يتسوك به .. طعام ..لكنه استعجل قليلً ..فكاد أن يقع الطبق
فرقى ابن مسعود وكان خفيفا ..نيل السم ..فأخذ على الرض ..فانطلق الب عليه ثائرا ..لاذا
يعال العود لقطعه .. العجلة ؟ كم مرة أعلمك ؟ ..
فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه ..فإذا ها فاحرّ وجه الولد واصفرّ ..
ساقان دقيقتان صغيتان .. فقلت أنت :ل ..بل فلن بطل ..رجُل ..ما
فضحك القوم من دقة ساقيه .. شاء ال عليه يمل كل هذا لوحده ..ولعله
فقال النب : rممّ تضحكون ؟! ..من دقة ساقيه ؟! استعجل لن فيه أغراض أخرى أيضا ..
()81
والذي نفسي بيده إنما أثقل ف اليزان من أحد .. أي امتنان سيشعر به الغلم لك ..
هذا مع الصغار ..فما بالك مع الكبار ..
وجهة نظر .. لو أثنيت على زميل ف اجتماع ..بعدما صبوا
كسب مبة الناس فرص يقتنصها الذكياء .. ل من اللوم ..
عليه واب ً
أو أثنيت على أحد إخوانك ..بعدما انكب الراد
.67الهتمام بالظهر ..
السرة عليه معاتبي ..
كان أبو حنيفة جالسا يوما بي طلبه ف السجد يدرس
شرْ يا
شاب أحرجه شخص بسؤال أمام الناس :بَ ّ
..
فلن ..كم نسبتك ف الامعة ؟!
وكان به أل ف ركبته ..وقد مد رجله ..واتكأ على
بال عليك ..هل هذا سؤال يسأله عاقل أمام
جدار ..
الناس ؟!!
ف هذه الثناء ..أقبل رجل عليه لباس حسن ..وعمامة
فانقلب وجه الشاب متلونا ..فأنقذته قائلً بلطف
حسنة ..ومظهر مهيب ..كان وقورا ف مشيته ..جليلً
:ليش يا أبا فلن ..ستزوجه ؟!! أو عندك وظيفة
ف خطوته ..
له ؟ أو ..
أفسح له لطلب حت جلس بانب أب حنيفة ..
فضحكوا ونُسي السؤال ..
أو لو عاتبه على دن ّو معدله الدراسي ..فقلت :يا
( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها 81
179
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منديل ..وأشرطة كاسيت متناثرة .. فلما رأى ابو حنيفة مظهره ..ورزانته ..ورتابة
لكونت فكرة عن الشخص مباشرة أنه فوضوي ..غي هيئته ,,استحى من طريقة جلسته وثن رجله ..
مبال بالترتيب .. وتمل أل ركبته لجله ..
وكذلك ف لباس الناس ..ومظهرهم العام .. استمر أبو حنيفة ف درسه والرجل يسمع ..
والذي أعنيه هنا هو الهتمام بالظهر ل السراف ف فلما انتهى من الدرس ..
اللباس أو السيارة ..أو الثاث ..أوغيها .. بدأ الطلب يسألون ..فرفع ذلك الرجل يده
يعتن بذه النواحي كثيا .. كان رسول ال ليسأل ..
فكان له حلة حسنة يلبسها ف العيدين والمعة .. التفت إليه الشيخ ..وقال :ما سؤالك ؟
وكانت له حلة يلبسها ف استقبال الوفود .. فقال :يا شيخ ..مت وقت صلة الغرب ؟
كان يعتن بظهره ورائحته .. قال :إذا غربت الشمس !! ..
وكان يب الطيب .. قال :وإذا جاء الليل والشمس ل تغرب ..فماذا
:كان رسول ال .. rأزهر اللون كأن قال أنس نفعل ؟!
عرقه اللؤلؤ ..إذا مشا تكفأ .. فقال أبو حنيفة :آن لب حنيفة أن يد رجليه ..
r وما مسست ديباجا ول حريرا ألي من كف رسول ال ومد رجله كما كانت ..
.. وسكت عن هذا السؤال التناقض !! ..إذ كيف
ول شمت مسكا ول عنبا أطيب من رائحة النب .. r يأت الليل والشمس ل تغرب ؟!!
وكانت يدُه مطيب ًة كأنا أخرجت من جؤنة عطار .. يقولون إن النظرة الول إليك تكوّن ف ذهن
وكان .. rيعرف بريح الطيب إذا أقبل .. القابل أكثر من %70من تصوره عنك ..
( كان رسول ال rل يرد الطيب ) .. وقال أنس ويبدو أنه عند التأمل ستجد أن النظرة الول
قال أنس :ما مسست حريرا ول ديباجا ألي من كف تكون أكثر من %95عنك ..حت تتكلم ..أو
.. رسول ال تعرّف بنفسك ..
وكان rأحسن الناس وجها ..كان وجهه مستنيا ولو مشيت ف مر ف مستشفى أو شركة وبانبك
كالشمس .. شخص عليه ثياب حسنة ..وعليه وقار ف مشيته
وكان إذا ُسرّ استنـار وجهه ..حت كأن وجهه قطعة ..لرأيت أنك – ربا ل شعوريا – إذا وصلت إل
قمر .. باب ف المر التفتّ إليه وقلت له :تفضل ..طال
قال جابر بن سرة رأيت رسول ال rف ليلة مضيئة عمرك !!
مقمرة .. ولو ركبت سيارة أحد أصدقائك فرأيتها فوضى ..
فجعلت أنظر إل رسول ال rوإل القمر ..وعليه حلة هنا فردة حذاء مرمي ..وهنا روق شاورما ..وها
180
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حراء ..فإذا هو عندي أحسن من القمر ..
.68الصدق .. وكان يأمر السلمي بذلك يأمر السلمي براعاة
أذكر أن كنت أراقب على الطلب يوما ف قاعة الظهر ..
المتحان ..وكان المتحان يوم خيس ..ومع أن يوم ..قال :أتيت النب عن أب الحوص عن أبيه
ل إل أننا اضطررنا أن نعل فيه
الميس هو إجازة أص ً rوعل ّي ثوب دون ( أي ردئ ) ..
امتحانا لزحة الواد .. فقال : rألك مال ؟ قلت :نعم ..
بعد مضي ربع ساعة من بداية المتحان ..أقبل أحد قال :من أي الال ؟ قلت :من البل والبقر
الطلب متأخرا ..كان السكي يبدو عليه الضطراب والغنم واليل والرقيق ..
الشديد .. فقال : rفإذا آتاك ال مالً ..فلُيَ أثرُ نعمة ال
قلت له :عفوا ..أتيت متأخرا ولن أسح لك بدخول عليك وكرامتِه ..
المتحان .. وقال ( : rمن أنعم ال عليه نعمة ..فإن ال يب
فبدأ يرجون أن أسح له .. أن يرى أثر نعمته على عبده ) .
قلت :ما الذي أخرك ؟! قال : وعن جابر بن عبدال
قال :وال يا دكتور ..راحت علي نومة !! أتانا رسول ال .. rزائرا ف منلنا فرأى رجلً
أعجبن صدقه ..وقلت تفضل ..فدخل وامتحن .. شعثا قد تفرق شعره ..
بعده بدقائق أقبل طالب آخر ..قلت :ما أخرك ؟ فقال :أما كان يد هذا ما يُسكن به شعره ؟
قال :يا دكتور وال الطريق زححححمة ..تعرف الناس ورأى رجلً آخر وعليه ثياب وسخة فقال :أما
ف الصباح طالعي لدواماتم ..هذا رايح جامعته ..وهذا كان هذا يد ماء يغسل به ثوبه ؟ ..
لشركته ..وهذا .. وقال ( :من كان له شعر فليكرمه ) ..
وجعل يعدد عليّ ليقنعن أن الطريق زحة .. وكان يرّص على حسن السمت ..وجال الشكل
ونسي السكي أن اليوم إجازة للموظفي ..وربا ليس ف ..واللباس ..وطيب الرائحة ..
الطرق إل طلبنا !! وكان يردد ف الناس قائلً ( :إن ال جيل يب
قلت له :يعن الشوارع زحة ..والسيارات تل الطرق ؟ المال ) (.. )82
قال :إي وال يا دكتور كأنك ترى ..
قلت :يا شاطر !! إذا أردت أن تكذب فاضبط الكذبة تربة ..
..يا أخي اليوم خييييس ..يعن ما فيه دوامات ..من النظرة الول إليك تطبع ف ذهن القابل %70
أين جاءت الزحة ؟!! من تصوره عنك ..
قال :آه يا دكتور ..نسيت " ..بنشر علي الكفر " ..
( ) رواه مسلم 82
181
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالت :أعطيه ترا .. أي تعطلت إحدى إطارات السيارة فوقف
فقال لا :أما إنك لو ل تعطيه شيئا ..كتبت عليك كذبة لصلحها !!..
()85
كان السكي مضطربا متورطا ..فضحكت ودخل
إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة .. وكان ليمتحن ..
ل يزل معرضا عنه .. نعم ..ما أقبح أن يكتشف الناس أنك تكذب
ف كثي من الحيان يندفع بعض الناس إل الكذب .. عليهم ..
لجل إظهار أنفسهم بصورة أكب من القيقة .. الكذب ينفر الناس عنك ..ويفقدك الصداقية
فتجده يكذب ف بطولت يؤلفها ..ومواقف يترعها .. عندهم ..
أو يزيد ف القصص ..ليملّحها .. ويعلهم ل يثقون فيك ..
أو يدعي أشياء عنده ..وهو كاذب ..فيتشبع با ل يعط فلو وقعت لحدهم مشكلة ..فلن يشكوها إليك
.. ..
أو تد الكذاب يعد ويلف .. ولو تكلمت بشيء لن يسمعوه بتقبل ..
أو يتورط بأمور ..فيختلق أعذارا متنوعة ..وسرعان ما :يطبع الؤمن على اللل كلها إل اليانة قال
()83
يكتشف الناس كذبه فيها .. والكذب
وقف أحد العلماء أمام السلطان ..فشهد على شيء .. وسئل ..فقيل له :يا رسول ال ..أيكون
فقال السلطان :كذبت .. الؤمن جبانا ؟
فصاح العال :أعوذ بال ..وال لو نادى منا ٍد من السماء فقال :نعم ..
:إن ال أحلّ الكذب ..لا كذبت ..فكيف وهو فقيل :أيكون الؤمن بيلً ؟
حرام !! فقال :نعم ..
فقيل :أيكون الؤمن كذابا ؟
حقيقة .. ()84
فقال :ل ..
الكذب لون واحد كله أسود .. وقال عبد ال بن عامر :
دعتن أمي يوما ..ورسول ال قاعد ف بيتنا ..
.69الشجاعة ..
فقالت :
قال ل بعدما خرجنا من الوليمة :تصدق كنت أعرف
ها ..تعال أعطيك ..
اسم الصحاب الذي تكلمتم عنه ..
فقال لا رسول ال :وما أردت أن تعطيه ؟
قلت :عجبا !! ليش ما ذكرته ..وقد رأيتنا متحيين ؟!
( ) رواه أحد وأبو يعلى وغيها 83
182
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيهم :يا جبناااااء ..إل مت ؟! خفض رأسه وقال :خجلت أتكلم ..
البان ل يبن مدا ..هو صفر على الشمال دائما .. قلت ف نفسي :تبا للجُب ..
إن حضر ملسا تلحّف بـجُـبْنه ول يشارك برأي ..أو وآخر كان يدرس ف السنة الخية من الثانوية ..
ينطق بكلمة .. التقيت به يوما فقال ل :قبل يومي دخلت الفصل
وإن ذكروا نكتة ضحكوا وعلّقوا ..ول يستطع أن يزيد ..فرأيت الطلب واجي ..والدرس جالس على
على أن خفض رأسه وتبسم .. كرسيه ..بدون شرح ..
وإن حضر ملسا ..ل ينتبه أحد لوجوده .. جلست وسألت الذي بانب :ما الب ؟!
والعظم من ذلك إن كان أبا ..أو زوجا ..أو مديرا .. قال :زميلنا عساف مات البارحة ..
أو حت زوجة أو أما .. كان ف الفصل عدد من أصدقاء عساف ..
الناس يكرهون البان ..وليس له قدر .. تاركون للصلة ..والغون ف عدد من الحرمات
فعود نفسك على الشجاعة ف اللقاء .. ..
الشجاعة ف النصح .. كان تأثي الب عليهم واضحا ..حدثتن نفسي أن
الشجاعة ف تطبيق مهارات التعامل مع الناس .. ألقي عليهم كلمة وعظية أحثهم فيها على الصلة
..وبر الولدين ..وإصلح النفس ..
وجهة نظر .. قلت له :متااااز ..هل فعلت ؟
عوّد نفسك ودربا ..وإنا النصر :صب ساعة .. قال :بصراحة ..ل ..خجلت ..
سكت ..وكظمت غيظي وأنا أقول ف نفسي :تبا
.70الثبات على البادئ ..
للـجُبْن ؟!!
كلما كانت شخصية الشخص أقوى ..وثباته على مبادئه
امرأة تسألا :لاذا ل تصارحي زوجك بالوضوع ؟
أشد ..كان أهم ف الياة ..
فتقول :أستحي !! خفت يزعل !! خفت يهجرن
أحينا يكون من مبادئك عدم أخذ الرشوة ..مهما ملّحوا
..خفت ..
أساءها ..بشيش ..هدية ..عمولة ..
شاب تسأله :لـ َم ل تب أباك بالشكلة قبل أن
زوجة يكون من مبادئها ..عدم الكذب على زوجها ..
تتفاقم ؟!
مهما زينوه لا ..تشية حال ..كذب أبيض ..
فيقول :أخاف ..ما أترأ ..
من البادئ ..عدم تكوين علقات مرمة مع النس
أو ربا رفع أحدهم ضغطك بقوله :أستحي أبتسم
الخر ..عدم شرب المر ..
..أخجل أثن عليه ..
شخص ل يدخن ..جلس مع أصحابه ..ليثبت على
أخاف يقولون يامل ..يستخف دمه ..
مبادئه ..
أسع هذه التصرفات كثيا ..فأتن أن أصرخ
183
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فغضبوا ..وقالوا :إنا ل نأتك يا ابن الطاب .. الشخص الثابت على مبادئه وإن انتقدته أصحابه
فسكت عمر .. أحيانا ..واتموه بعدم الرونة ..إل أن مشاعرهم
فقالوا :نشترط أن تدع لنا الطاغية ثلث سني ..ث الداخلية تؤمن أنا أمام بطل ..
تدمه بعدها إن شئت .. فتجد أن أكثرهم يلجأ إليه ويشعر بأهيته أكثر ن
أنم يساومونه على أمر ف العقيدة !! هو فرأى النب غيه ..
أصل من أصول السلم ..فما دام أنم سيسلمون .. وليش هذا خاصا بأحد النسي دون الخر ..بل
فما الداعي للتعلق بالصنم !! .. الرجال والنساء ف ذلك سواء ..
:ل .. فقال فاثبت على مبادئك ول تقدم تنازلت ..عندها
قالوا :فدعه سنتي ..ث اهدمه .. سيضخ الناس لا ..
قال :ل .. لا ظهر السلم ف الناس جعلت لقبائل تفد إل
قالوا :فدعه سنة واحدة .. .. رسول ال
قال :ل .. ل ..
فجاء وفد قبيلة ثقيف وكانوا بضعة عشر رج ً
قالوا :فدعه شهرا واحدا !! السجد ليسمعوا فلما قدموا أنزلم رسول ال
قال :ل .. القرآن ..
فلما رأوا أنه ل يستجب لم ف ذلك ..فالسألة شرك فسألوه :عن الربا والزنا والمر ؟
وإيان ..ل مال فيها للمفاوضة !! فحرم عليهم ذلك كله ..
قالوا :يا رسول ال ..فتولّ أنت هدمها ..أما نن فإنا وكان لم صنم ورثوا عبادته وتعظيمه عن آبائهم
لن ندمها أبدا .. ..اسه " الربة " ..ويصفونه بـ " الطاغية " ..
:سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها .. فقال وينسجون حوله القصص والكايات للدللة على
فقالوا :والصلة ..ل نريد أن نصلي ..فإننا نأنف أن قوته ..
تعلو إست الرجل رأسه !! فسألوه عن " الربة " ما هو صانع با ؟
:أما كسر أصنامكم بأيديكم فسنعفيكم من فقال قال :اهدموها ..
ذلك .. ففزعوا ..وقالوا :هيهات ..لو تعلم الربة أنك
وأما الصلة ..فل خي ف دين ل صلة فيه !!.. تريد أن تدمها ..قتلت أهلها !!
فقالوا :سنؤتيكها ..وإن كانت دناءة .. وكان عمر حاضرا ..فعجب من خوفهم من هدم
فكاتبوه على ذلك .. صنم ..
وذهبوا إل قومهم ..ودعوهم إل السلم ..فأسلموا فقال :ويكم يا معشر ثقيف !! ما أجهلكم !! إنا
على مضض .. الربة حجر ..
184
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث قدم عليهم رجال من أصحاب رسول ال
.71إغراءات .. لدم الصنم ..
قرأت أن شابا مسلما ف بريطانيا ..اطلع على قرأ إعلن فيهم خالد بن الوليد ..والغية بن شعبة الثقفي ..
لحدى الشركات حول حاجتها إل موظفي يعملون ف فتوجه الصحابة إل الصنم ..
الراسات .. ففزعت ثقيف ..وخرج الرجال والنساء والصبيان
أقبل إل اللجنة الختصة بقابلة التقدمي ..فإذا جع كبي ..
من الشباب ..ما بي مسلمي وغي مسلمي .. وجعلوا يرقبون الصنم ..وقد وقع ف قلوبم أنه
كلما خرج شخص من القابلة سأله الواقفون ..عن ماذا لن ينهدم ..وأن الصنم سيمنع نفسه ..
سألوك ؟ وباذا أجبت ؟ فقام الغية بن شعبة ..فأخذ الفأس ..والتفت إل
كان من أهم أسئلتهم :كم كأسا تشرب من المر يوميا الصحابة الذين معه وقال :
؟! وال لضحكنكم من ثقيف !!
جاء دور صاحبنا ..فدخل ..وتتابعت عليه السئلة .. ث اقبل إل الصنم ..فضرب الصنم بالفأس ..ث
حت سألوه :كم تشرب من المر ؟ سقط وجعل يرفس برجله ..
فقال :أنا ل أشرب المر .. فصاحت ثقيف ..وارتوا ..وفرحوا ..وقالوا :
قالوا :لاذا !! هل أنت مريض ؟! أبعد ال الغية ..قتلته الربة ..
قال :ل ..لكن مسلم ..والمر حرام .. ث التفتوا إل بقية الصحابة وقالوا :
قالوا :يعن ل تشربا حت ف عطلة آخر السبوع ؟!! من شاء منكم فليقترب ..
قال :ل .. عندها قام الغية ضاحكا ..وقال :
فنظر بعضهم إل بعض متعجبي .. ويكم يا معشر ثقيف ..إنا هي لكاع ( أي مزحة
فلما ظهرت النتائج ..فإذا اسه ف أوائل القبولي .. ) ..وهذا صنم ..حجارة ومدر ..فاقبلوا عافية
بدأ عمله معهم ..ومضى عليه أشهر .. ال واعبدوه ..
وف يوم لقي أحد السئولي ف تلك القابلة وسأله :لاذا ث أقبل يهدم الصنم ..والناس معه ..فما زالوا
كنتم تكررون سؤال عن المر ؟! يهدمونا حجرا حجرا ..حت سووها بالرض ..
فقال :لن الوظيفة الطلوبة هي ف الراسات ..وكلما
توظف فيها شاب ..فوجئنا به يشرب المر ويسكر .. وحْـيْ ..
فيضيع مكانه ..ويهجم على الشركة من يسرقها ..فلما "من طلب رضا الناس بسخط ال سخط ال
وجدناك ل تشرب المر عرفنا أننا وقعنا على مبتغانا .. عليه وأسخط عليه الناس ،ومن طلب رضا ال
فوظفناك هنا !! بسخط الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس "
185
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثله ..ول يريد أن يرتفع إل مستواهم !!.. ما أجل الثبات على البادئ وإن كثرت الغراءات
وف الثل :ودت الزانية لو أن النساء كلهن زني .. ..
من التجارب ف حياتنا ..أن تد زوجة كثية الكذب الشكلة أننا نعيش ف متمعات ق ّل أن تد فيها من
على زوجها ..تربت على ذلك ..وتعودت عليه ..فإذا يتمسك مبادئه ..يعيش من أجلها ويوت من
رأت من تنكر عليها ..وتنصحها بالصدق ..حاولت أن أجلها ..ويثبت على اللتزام با ..وإن كثرت
ترها إل مستنقعها ..فكررت عليها :الرجال ما يصلح الغراءات ..
معهم إل كذا ..ما تشي أمورك معه إل بالكذب .. إذا مشيت على الصحيح ..والتزمت بالصراط
فل تزال با حت تتنازل عن مبادئه وتتغي ..أو ربا تثبت الستقيم ..فأصحاب البادئ الخرى لن يتركوك
..ولعلها .. ..
وقل مثل ذلك ف مسئول حسن اللق مع موظفيه .. فعدم قبولك للرشوة يغضب زملءك الرتشي ..
ويرى أن هذا ما يفيد العمل ..ويزرث الراحة ف قلوبم وامتنعاك عن الزنا ..يغضب الفاعلي !!
..ويزيد النتاج .. كان ي ِعسّ ليلة من ذُكر أن عمر بن الطاب
فيلقاه مسئول سيء اللق ..مبغوض من قِبَل موظفيه .. الليال ..
فيحسده – ربا – أو يريد أن يقنعه بأسلوب آخر ف يراقب وينظر ..
التعامل ..فيقول له :ل تفعل كذا ..وافعل كذا ..ول فمر بأحد البيوت ف ظلمة الليل ..فسمع فيه
تبتسم ..ول .. رجال سكارى ..فكره أن يطرق عليهم الباب ليلً
أو صاحب بقالة ل يبيع السجائر ..فيحول أن يقنعه .. ..وخشي أن يكون ظنه خاطئا ..وأراد أن يتثبت
ل واثبت على مبادئك ..وقل بأعلى صوتك :
فكن بط ً من المر ..
لااااا ..مهما أغروك .. فتناول كسرة فحم من على الرض ..ووضع با
أن يتنازل عن وقديا حاول الكفار مع رسول ال علمة على الباب ..ومضى ..
مبادئه ..فقال ال له ( :ودوا لو ُتدْهن فيدهنون ) .. سع صاحب الدار صوتا عن الباب ..فخرج ..
ل ليحافظوا عليها ..
يعن أنم ل مبادئ عندهم أص ً فرأى العلمة ..ورأى ظهر عمر موليا ..ففهم
وبالتال ل مانع عندهم من التنازل عن مبادئهم ..فانتبه القصة ..
أن يغروك بترك مبادئك .. فكان الصل أن يسح العلمة وينتهي المر ..
لكنن الرجل ل يفعل ذلك !!..
قال تعال : وإنا أخذ كسرة الفحم وأقبل إل بيوت جيانه ..
" فل تطع الكذبي * ودوا لو تدهن فيدهنون " وجعل يرسم على أبوابا علمات !!
وكأنه يريد أن ينل الناس إل مستواه ..ويكونون
186
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حنيفا مسلما وما كان من الشركي .. .72العفو عن الخرين ..
بتلك الصور كلها فطمست .. ث أمر ل تلو الياة من عثرات تصيبنا من الناس ..
ث وجد فيها حامة من عيدان فكسرها بيده ..ث طرحها فهذه مزحة ثقيلة ..وتلك كلمة نابية ..وتعدّ على
.. حاجات شخصية ..
ث وقف على باب الكعبة .. خصومة بي اثني ف ملس ..أو اختلف ف
وقد اجتمع له الناس ف السجد مسلمي والكفار ينظرون وجهات نظر ..أو آراء ..
إليه .. وبعضنا يكب الوضوع ف نفسه ..وليس عنده
ث صلى ركعتي ث انصرف إل زمزم ..فاطلع فيها .. استعداد للعفو أو النسيان ..
ودعا باء فشرب منها وتوضأ .. أو ربا ل يلك استعدادا لقبول أعذار الخرين
والناس يبتدرون وضوءه .. والعفو عنهم ..
والشركون يتعجبون من ذلك ..ويقولون :ما رأينا ملكا بعض الناس يعذب نفسه بعدم عفوه ..يل صدره
قط ول سعنا به مثل هذا .. بأحقاد تشغله تعذبه ..
ث أقبل إل مقام إبراهيم فأخره عن الكعبة ..وكان ول در السد ما أعدله ..بدأ بصاحبه فقتله ..
ملصقا با .. فل تعذب نفسك ..هناك أشياء ل يكن أن تعاقب
على باب الكعبة فقال : ث قام عليها ..
ل إله إل ال ..وحده ل شريك له ..صدق وعده .. اِنسَ الاضي ..وعش حياتك ..
ونصر عبده ..وهزم الحزاب وحده .. مكة فاتا ..واطمأن الناس لا دخل رسول ال
أل كل مأثرة ..أو دم ..أو مال ُيدّعى ..فهو موضوع ..
تت قدمي هاتي ..إل سدانة البيت ..وسقاية الاج .. خرج حت جاء الكعبة فطاف با سبعا على راحلته
ث جعل يقرر بعض الحكام الشرعية فقال : ..
َألَا وقتيل الطأ شبه العمد بالسوط والعصا ..ففيه الدية فلما قضى طوافه ..دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه
مغلظة مائة من البل ..أربعون منها ف بطونا أولدها .. مفتاح الكعبة ..ففتحت له فدخلها ..
ث نظر إل رؤوس قريش وساداتا ..فصاح بم : فرأى فيه صور اللئكة وغيهم ..
يا معشر قريش ..إن ال قد أذهب عنكم نوة الاهلية ورأى إبراهيم عليه السلم مصورا ف يده الزلم
..وتعظّمها بالباء .. يستقسم با ..
الناس من آدم ..وآدم من تراب .. :قاتلهم ال ..جعلوا شيخنا يستقسم فقال
ث تل " يَا َأّيهَا النّاسُ إِنّا َخ َلقْنَاكُم مّن ذَ َكرٍ َوأُنثَى بالزلم !! ما شأن ابراهيم والزلم ؟!
وَ َج َعلْنَا ُكمْ ُشعُوبًا َوقَبَائِلَ لَِتعَا َرفُوا إِنّ أَ ْك َرمَ ُكمْ عِندَ ال ّلهِ ما كان إبراهيم يهوديا ول نصرانيا ولكن كان
187
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أين منعكم له من دخول مكة معتمرا ..لا جاءكم قبل أَْتقَا ُكمْ إِنّ ال ّلهَ َعلِيمٌ خَِبيٌ "
سني ..وتركتموه مبوسا ف الديبية ..منوعامن دخول ث جعل يتأمل ف وجوه الكفار ..
مكة ؟ وهو ف عزه وملكه عند الكعبة ..وهم ف ذلم
أين صدكم لعمه أب طالب عن السلم وهو على فراش وضعفهم ..
الوت ؟ ف مكان طالا كذبوه فيه ..وأهانوه ..وألقوا
أين ..؟ أين ..؟ شريط طويييييل من الذكريات الؤلة ير الوساخ على رأسه وهو ساجد ..
.. أمام ناظريه وكفار قريش بي يديه ..مهزومي ..أذلء ..
ليس هو فقط ..بل أمام ناظري أب بكر وعمر .. صاغرين ..
وعثمان وعلي ..وبلل وعمر ..فكل واحد من هؤلء ث قال :يا معشر قريش ..ما ترون أن فاعل فيكم
..له مع قريش قصة حزينة .. ؟
كان يستطيع أن ينل بم أقسى أنواع العقوبة ..فهم فانتنفضوا ..وقالوا :تفعل بنا خيا ..أنت أخ
أعداء ماربون ..معتدون ..خونة .. كري ..وابن أخ كري ..
نعم خونة ..خانوا صلح الديبية ..واعتدوا .. عجبا !! هل نسوا ما كانوا يفعلونه بذا الخ
كانوا مرمي ..متحيين ..ل يدرون ماذا سيُفعل بم .. الكري ..أين سبكم :منون ..ساحر ..كاهن ؟!
يدوس على الحقاد ..ويلق بمته عااااليا .. فإذا به ما دام أخا كريا ..وأبوه أخ كري !! فلماذا
ويقول كلمة يهتف با التاريخ :اذهبوا ..فأنتم الطلقاء حاربتموه ؟!
.. أين تعذيبكم للمسلمي الضعفاء ..
فينطلقون ..مستبشرين ..تكاد أرجلهم تطي من الفرح هذا بلل واقف ..وآثار التعذيب ل تزال ف
.. ظهره ..
أحقا عفا عنا ؟!! وتلك نلة قريبة قتلت عندها أمية ..وزوجها ياسر
ينظر حول الكعبة ..فإذا ثلثمائة وستون ث تلفت ..وهذا ابنهما عمار مع السلمي يشهد ..
صنما ..تعبد من دون ال ..عند بيته العظّم !!.. أين حبسكم له مع السلمي الضعفاء ..ثلث
يضربا بيده الكرية ..فتهوي ..وهو يقول : فجعل سني ف شعب بن عامر ..حت أكلوا ورق
جاء الق ..وزهق الباطل ..جاء الق ..وما يبدئ الشجر من شدة الوع ..؟!! ما رحتم بكاء
الباطل وما يعيد .. الصغي ..ول أني الشيخ الكبي ..ول حاملً ول
عدد من كفار قريش العتاة البغاة ..الذين لم تاريخ مرضعا !!
أسود مع السلمي ..فروا من مكة قبل دخول النب أين حربكم له ف بدر ..وأحد ..وتزبكم عليه ف
وأصحابه إليها .. الندق ؟
188
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرجع صفوان معه .. منهم صفوان بن أمية ..
حت وصل إل مكة ..فمضى به عمي حت وقف به على فإنه فر منها هاربا ..وقد تي أين يذهب ..
رسول ال .. r فمضى إل جدة ليكب منها إل اليمن ..
فقال صفوان :إن هذا يزعم أنك قد أمنتن .. ..ونسيانه فلما رأى الناس عفو رسول ال
:صدق .. قال للماضي الليم ..
قال صفوان :أما دخول ف السلم ..فاجعلن باليار فقال : جاء عمي بن وهب إل رسول ال
فيه شهرين .. يا نب ال إن صفوان بن أمية سيد قومه ..وقد
فقال : rأنت باليار فيه أربعة أشهر .. خرج هاربا منك ..ليقذف نفسه ف البحر ..
ث أسلم صفوان بعد ذلك .. فّأمّنه ..صلى ال عليك ..
ما أجل العفو عن الناس ..ونسيان الاضي الليم ..هذا قال rبكل بساطة :هو آمن ..
خلق بل شك ل يستطيعه إل العظماء ..الذين يترفعون قال عمي :يا رسول ال ..فأعطن آية يعرف با
بأخلقهم عن سفالة النتقام ..والقد ..وشفاء الغيظ أمانك ..فأعطاه رسول ال rعمامته الت دخل
..فالياة قصية -على كل حال .. -نعم هي أقصر فيها مكة ..حت إذا رآها صفوان ..عرفها فوثق
من أن ندنسها بقد وضغينة .. ف صدق عمي ..
هينا لينا .. حت ف الاجات الاصة ..كان خرج با عمي حت أدركه ..وهو يريد أن يركب
قال القداد بن السود : tقدمت الدينة أنا وصاحبان ل ف البحر ..
.. فقال :يا صفوان ..فداك أب وأمي ..ال ..ال
فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد .. r ف نفسك أن تلكها ..فهذا أمان من رسول ال
فأتينا إل النب .. rفذكرنا له ..فأضافنا ف منل وعنده قد جئتك به ..
أربع أعن .. فقال صفوان :ويك ..أغرب عن فل تكلمن ..
فقال :احلبهن يا مقداد ..وجزئهن أربعة أجزاء .. فإنك كذاب ..وكان خائفا من مغبة ما كان فعله
وأعط كل إنسان جزءا فكنت أفعل ذلك .. بالسلمي ..
فكان القداد كل مساء ..يلب فيشرب هو وصاحباه .. قال :أي صفوان ..فداك أب وأمي ..رسول ال
ويبقى جزء النب عليه الصلة والسلم ..فإن كان ..أفضل الناس ..وأبر الناس ..وأحلم الناس
موجودا شربه ..وإن كان غائبا حفظوه له حت يرجع .. ..وخي الناس ..وهو ابن عمك ..عزّه عزك ..
وف ليلة من الليال ..تأخر النب rف الجيء إليهم .. وشرفُه شرفك ..وملكُه ملكك ..
واضطجع القداد على فراشه ..فقال ف نفسه : قال :إن أخافه على نفسي ..
إن النب .. rقد أتى أهل بيت من النصار ..فأطعموه قال :هو أحلم من ذاك وأكرم ..
189
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كبي ..فمله حت علت رغوته .. ..
ث أتى به النب .. rفقال :اشرب .. فلو قمت فشربت هذه الشربة ..
فلما رأى رسول ال rكثرة اللب ..قال : فلم تزل به نفسه حت قام فشربا ..ول يبق للنب
أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد ؟ rشيئا ..
فقال :اشرب يا رسول ال ..فقال :ما الب يا مقداد ؟ قال القداد :فلما دخل ف بطن وتقار ..أخذن ما
ث ناول القدح قال :اشرب ث الب ..فشرب النب قدم وما حدث ..
للمقداد ..فقال القداد :اشرب يا رسول ال ..فشرب فقلت :ييء الن النب rجائعا ..ظمآنا ..فل
ث ناوله القدح ..قال :اشرب يا رسول ال .. يرى ف القدح شيئا ..فيدعو علي ..
قال القداد ..فلما عرفت أن رسول ال rقد روي .. فسجيت ثوبا على وجهي ..يعن من الم ..
وأصابتن دعوته .. فلما مضى بعض الليل ..
ضحكت حت ألقيت إل الرض .. وجاء النب .. rفسلم تسليمة تسمع اليقظان ..
فقال رسول ال :إحدى سوآتك يا مقداد ! . ول توقظ النائم ..
فقلت :يا رسول ال ..إنك قد أبطأت علينا الليلة .. والقداد على فراشه ..ينظر إليه ..فأقبل rإل
وكنت جائعا فقلت ف نفسي لعل رسول ال rقد تعشى إنائه ..
عند بعض النصار ..وقص عليه القصة كلها ..وكيف فكشف عنه فلم ير شيئا ..فرفع بصره إل السماء
أن العن حلبت ف ليلة واحدة مرتي ..على غي العادة ..
.. ففزع القداد ..وقال :الن يدعو عل ّي ..
كان من أمري كذا ..فصنعت كذا وكذا .. فتسمع ماذا يقول ..فإذا به .. rيقول :
فقال :ما كانت هذه إل رحة ال ..أل كنت آذنت اللهم اسق من سقان ..وأطعم من أطعمن ..
توقظ صاحبيك هذين فيصيبان منها .. فلما سع القداد ذلك ..أَغتنم دعوة النب عليه
فقلت :والذي بعثك بالق ما أبال إذا أصبتَها .. الصلة والسلم ..
وأصبتُها معك من أصابا من الناس .. قام فأخذ الشفرة السكي ..فدنا إل العن ..
وجهة نظر .. ليذبح إحداها ..ليطعم النب .. r
الياة أخذ وعطاء ..فاجعل عطاءك أكثر من فجعل يسهن ينظر أيتهن أسن ليذبها ..
أخذك .. فوقعت يده على ضرع إحداهن فإذا هي حافل ..
مليئة باللب ..
.73الكرم ..
ونظر إل الخرى فإذا هي حافل ..
قال لم :من سيدكم ؟
فنظرت فإذا هي كلهن حفل ..فحلب ف إناء
190
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإليك الديث كاملً : قالوا :سيدنا فلن ..على أننا نبخّله ..
قال سفيان : فقال :وأي داء أدوأُ من البخل ؟!! بل سيدكم
دخلت الدينة ..فإذا أنا برجل قد اجتمع الناس عليه .. البيض العد فلن ..
فقلت :من هذا ؟ هكذا جرى النقاش بي إحدى القبائل وبي رسول
قالوا :أبو هريرة .. ال eلا أسلموا فسألم عن سيدهم ليقره عليهم
فدنوت منه حت قعدت بي يديه ..وهو يدث الناس .. بعد إسلمهم أو يغيه ..
فلما سكت وخل ..قلت :أنشدك ال ..بق وحق .. نعم وأي داء أدوأ من البخل ..
..وعلمته .. لا حدثتن حديثا سعته من رسول ال ما أقبح البخل وما أعرض الناس عنه ..وما أثقله
فقال أبو هريرة :أفعل ..لحدثنك حديثا حدثنيه رسول عليهم ..
..عقلته وعلمته .. ال ل يكاد يقيم ف بيته وليمة يتحبب با إليهم ..ول
ث نشغ أبو هريرة نشغة ( شهق ) ..فمكث قليلً ..ث يكاد يهدي هدية ..ول يكاد يعتن بمال مظهره
أفاق .. ..ول يهتم بزكاء برائحته ..توفيا للمال ..
..وأنا فقال :لحدثنك حديثا حدثنيه رسول ال ورضا بالدون ..
وهو ف هذا البيت ..ليس فيه أحد غيي وغيه .. أما الكري فهو مفضال على أصحابه ..قريب من
ث نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ..فمكث بذلك ..ث أحبابه ..إن اشتاقوا للجتماع والنس ففي بيته ..
أفاق ..ومسح وجهه ..فقال : وإن نقص على أحدهم شيء تفضل عليه به ..
..وأنا أفعل ..لحدثنك بديث حدثنيه رسول ال فيأسر نفوسهم بكرمه ..ويستعبد قلوبم بإحسانه
وهو ف هذا البيت ..ليس فيه أحد غيي وغيه .. ..
ث نشغ أبو هريرة نشغة أخرى ..ث مال خارّا على وجهه أحسن إل الناس تستعبد قلوبم
ل ..ث أفاق ..فقال :
..وأسندته طوي ً فطالا استعبد النسان إحسان
: حدثن رسول ال وينبغي عند إكرام غيك أن تكون نيتك حسنة ..
إن ال عز وجل إذا كان يوم القيامة ..نزل إل العباد للتآلف مع إخوانك السلمي ..وكسب مودتم ..
ليقضي بينهم ..وكل أمة جاثية .. والتقرب إل ال بالحسان إليهم ..ل لجل شهرة
فأول من يدعو به :رجل جع القرآن ..ورجل يقتل ف أو رئاسة أو كسب مديهم وثنائهم ..
سبيل ال ..ورجل كثي الال .. قال : eأول من تسعر بم النار ثلثة ..وذكر
فيقول ال للقارىء :أل أعلمك ما أنزلت على رسول ؟ منهم رجلً كان ينفق ليقال جواد أي كري ..فلم
قال :بلى يا رب .. يعمل ابتغاء وجه الالق وإنا ابتغى وجه الخلوق
قال :فماذا عملت فيما علمت ؟ ..ريا ًء وسعة ..
191
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيتك ..الم ..الب ..الزوجة ..الولد ..ث القرب قال :كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار ..
قالقرب ..ابدأ بنفسك ث بن تعول ..وكفى بالرء إثا فيقول ال له :كذبت ..
أن يضيع من يعول .. وتقول اللئكة له :كذبت ..
ول بد من التفريق بي الكرم والسراف .. فيقول ال عز وجل :أردت أن يقال :فلن
دلف رجل ف شارع قدي فمر ببيت متهالك ..فإذا فتاة قارىء ..فقد قيل ..
صغية قد جلست على عتبة الباب بثياب رثة ..وهيئة ويؤتى بصاحب الال فيقول :أل أوسع عليك حت
فقية ..فسألا :من أنت ؟ ل أدعك تتاج إل أحد ؟
قالت :أنا ابنة حات الطائي .. قال :بلى ..
فقال :عجبا !! ابنة حات الطائي الكري الواد ..على قال :فماذا عملت فيما آتيتك ؟
هذا الال ؟!! قال :كنت أصل الرحم ..وأتصدق ..
فقالت :كرم أب صينا إل ما ترى !! فيقول ال :كذبت ..
أكرم الناس ..ول يكن جشعا ينظر كان رسول ال وتقول اللئكة :كذبت ..
ف مصلحة نفسه ول يلتفت إل غيه .. ويقول ال :بل أردت أن يقال :فلن جواد ..
كل .. فقد قيل ذلك ..
قال ابو هريرة : t ويؤتى بالرجل الذي قتل ف سبيل ال ..فيقال له :
وال الذي ل إله إل هو إن كنت لعتمد على الرض من فيم قتلت ؟
الوع ..وإن كنت لشد الجر على بطن من الوع .. فيقول :أمرت بالهاد ف سبيلك ..فقاتلت حت
ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يرجون منه ..فمر قتلت ..
أبو بكر ..فسألته عن آية من كتاب ال ..ما سألته إل فيقول ال :كذبت ..
ليستتبعن ..فلم يفعل .. وتقول اللئكة له :كذبت ..
ث مرّ عمر ..فسألته عن آية من كتاب ال ..ما سألته ويقول ال :بل أردت أن يقال :فلن جريء ..
إل ليستتبعن ..فمر فلم يفعل .. فقد قيل ذلك ..
ث مرّ ب أبو القاسم .. rفتبسم حي رآن ..وعرف ما على ركبت فقال : ث ضرب رسول ال
ف وجهي وما ف نفسي .. يا أبا هريرة ..أولئك الثلثة أول خلق ال تسعر
ث قال :أبا هر ..قلت :لبيك يا رسول ال ..قال : بم النار يوم القيامة (.. )86
ِالْحَقْ .. فإذا أحسنت النية ف كرمك فأبشر بالي ..
ومضى ..فاتبعته ..فدخل ..فاستأذن ..فأذن ل .. وأول من تسن إليهم ليحبوك ويكرموك ..أهل
فدخلت ..
( ) رواه الترمذي والاكم ،وهو صحيح 86
192
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقيت أنا وأنت ؟ قلت :صدقت يا رسول ال ..قال : فوجد لبنا ف قدح ..فقال :من أين هذا اللب ؟
اقعد فاشرب ..فقعدت فشربت ..فقال :اشرب .. قالوا :أهداه لك فلن ..أو فلنة ..
فشربت .. قال :أبا هر ..قلت :لبيك يا رسول ال ..
فما زال يقول :اشرب ..حت قلت :ل ..والذي بعثك قال ِ :الْحَقْ أهل الصفة ..فادعهم ل ..
بالق ..ما أجد له مسلكا ..قال :فأرن ..فأعطيته قال :وأهل الصفة أضياف السلم ..ل يأوون
()87
القدح ..فحمد ال وسّى ..وشرب الفضلة .. إل أهل ول إل مال ..إذا أتته صدقة بعث با
وللكرم أسرار .. إليهم ول يتناول منها شيئا ..وإذا أتته هدية أرسل
أحيانا ل تتكرم على الشخص مباشرة ..وإنا تتكرم على إليهم ..وأصاب منها وأشركهم فيها ..فساءن
من يبهم ..فيحبك .. ذلك ..
زارن أحد الصدقاء يوما ..وكان يمل كيسا فيه عدد وقلت :وما هذا اللب ف أهل الصفة !! كنت أحق
من اللويات واللعاب ..أظنها ل تكلفه بضعة ريالت أن أصيب من هذا اللب شربة أتقوى با ..فإذا
..وضعها بانب الباب لا دخل ..وقال :هذه للولد جاءوا ..أمرن ..فكنت أنا أعطيهم ..وما عسى
.. أن يبلغن من هذا اللب ..
فرح با الصغار ..وفرحت با أنا لنه أشعرن أنه يب ول يكن من طاعة ال ..وطاعة رسوله بدٌ ..
إدخال السرور على أولدي .. فأتيتهم ..فدعوتم ..
كان أحد السلف عالا ..لكنه كان فقيا .. فأقبلوا ..فأذن لم ..وأخذوا مالسهم من البيت
فكان طلبه يهدون إليه بي فترة وأخرى ..أنواعا من ..فقال :يا أبا هر ..
الدايا ..تر ..دقيق .. قلت :لبيك يا رسول ال ..قال :خذ ..فأعطهم
وكان الطالب إذا أهدى إليه ..ل يزل الشيخ مكرما ..
مقبلً عليه ..ما دامت هديته باقية .. فأخذت القدح ..فجعلت أعطيه الرج َل فيشرب
فإذا انتهت ..رجع إل طبعه الول .. حت يروى ..ث يرد عليّ القدح ..فأعطيه الخر
ففكر أحد طلبه بدية يملها إل الشيخ ..تكون معقولة ..فيشرب حت يروى ..ث يرد علي القدح ..
الثمن ..وتطول مدة بقائها .. فأعطيه الخر فيشرب حت يروى ..ث يرد علي
فأهدى إليه كيس ملح .. القدح ..
ولو استشرتن ف هديتي ستهدي إحداها إل صديق .. حت انتهيت إل النب .. rوقد روي القوم كلهم
أولما زجاجة عطر رائع ..ثي .. ..فأخذ القدح فوضعه على يده ..فنظر إلّ
أو ساعة حائطية تكتب عليها إهداءً باسه .. فتبسم فقال :أبا هر ..قلت :لبيك يا رسول ال
..قال :
( ) رواه البخاري 87
193
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالقوي يتجرأ على إيذاء الضعيف ..يدفعه بيده ..أو لخترت الساعة ..لنا يطول بقاؤها ..ويراها
يركله برجله ..يضرب ويقّر ..فيصي أسدا عليه لكنه دائما ..
ف الروب نعامة !! وأذكر أن أحد طلب أهديته ساعة حائطية فيها
والغن يتعدى على الفقي ..فيهينه ف الجالس ..يقاطعه إهداء باسه ..
ف كلمه .. وترج من الكلية ..ومرت السني ..
أما صاحب النصب والاه ..فله حظ كبي من ذلك .. ث زرت إحدى الدن فتفاجأت به يضر الحاضرة
وقل مثل ذلك فيمن جعل ال نسبه رفيعا .. ويدعون إل بيته ..
وهؤلء ف القيقة ..إضافة إل بغض الناس لم .. فلما دخلت ملس الضيوف فإذا به يشي إل
وتنيهم زوال عزهم ..وفرحهم بصائبهم .. الساعة معلقة على الائط ..ويقول :هذه أغلى
هم أيضا مفلسون .. هدية عندي ..
وانظر إل رسول ال ..وقد جلس مع أصحابه يوما وقد مر على ترجه سبع سني ..
فقال لم : بقي أن تعلم أن هذه الساعة ل تكلف إل شيئا
أتدرون ما الفلس ؟ يسيا ..لكن قيمتها العنوية أعلى وأكب ..
قالوا :الفلس فينا من ل درهم له ول متاع ..
فقال :إن الفلس من أمت يأت يوم القيامة بصلة .. وجهة نظر ..
وصيام ..وزكاة ..ويأت قد شتم هذا ..وقذف هذا .. كسب قلوب الناس فرص قد ل تتكرر
وأكل مال هذا ..وسفك دم هذا ..وضرب هذا ..
.74كف الذى ..
فيعطى هذا من حسناته ..وهذا من حسناته ..فإن فنيت
كان الناس يبغضونه ..
حسناته قبل أن يقضى ما عليه ..أخذ من خطاياهم
()88 ما يكاد أحد يسلم من أذاه ..
.. فطرحت عليه ..ث طرح ف النار
إن سلمت من يده فلن تسلم من لسانه ..وإن فاته
أذى الناس بشت أشكاله .. لذا كان يتجنب
أن يلدك بسوط لسانه ف حضرتك فلن يفوته أن
:ما ضرب رسول ال شيئا قط بيده قالت عائشة
يلدك ف غيبتك ..
..ول امرأة ..ول خادما ..إل أن ياهد ف سبيل ال ..
ل مكروها ..أثقل على الناس من
فعلً ..كان رج ً
وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه ..إل أن ينتهك
صم البال الراسيات ..
شيء من مارم ال ..فينتقم ل عز وجل (.. )89
وإذا تأملت ف أحوال الناس فسوف تصل إل يقي
وعموما ..من استعمل هذه النعم لذى الناس أبغضوه ..
بأنه ل يؤذي غالبا إل من كان عنده نعمة تفوق
( ) رواه مسلم 88 من يقابله ..
( ) رواه مسلم 89
194
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التاجر ل يرق له كلمي ..وقال -بكب : -أبدا ..ما وقد يبتليه ال ف دنياه قبل أخراه ..فيشفي
ظلمت أحدا ..ول أعت ِد على شيء من حقوق الناس .. صدورهم ..
وأشكرك على نصيحتك ..وخرج .. أذكر أن أحد الصدقاء من طلبة العلم وحفظة
مرت أيام وغاب الرجل عن ..خشيت أن يكون وجد القرآن ..كان رجلً صالا ..يأتيه بعض الناس
علي ف نفسه ..ولكن ل عليّ فهي نصيحة أسديتها إليه أحيانا يقرأ عليهم شيئا من القرآن كرقية شرعية ..
ل مسلما
..تفاجأت به يوما ف مكان ما ..لقين فأقبل إ ّ وقد شفى ال تعال على يده من شاء ..
مسرورا .. دخل عليه يوما من اليام رجل تبدو عليه علمات
سألته :هاه ..ما الخبار ؟ الثراء ..جلس بي يدي الشيخ وقال :يا شيخ ..
قال :المد ل ..الن يدي بي ..بغي طب ول أنا عندي آلم ف يدي اليسرى تكاد تقتلن ..ل
علج !! أنام ف ليل ..ول أرتاح ف نار ..
قلت :كيف ؟ ذهبت إل عدد كبي من الطباء ..أجروا ل
قال :لا خرجت من عندك ..جعلت أفكر ف نصيحتك الفحوصات ..عملوا تارين ..ما فيه فائدة أبدا ..
..وأستعيد شريط ذكريات ف ذهن ..وأفكر !! ترى هل الل يزيد ويشتد حت انقلبت حيات عذابا ..
ظلمت أحدا ؟! هل أكلت حق أحد ؟! فتذكرت أن قبل يا شيخ ..أنا تاجر وعندي عدد من الؤسسات
سنوات لا كنت أبن قصري ..كان بانبه أرض رغبت والشركات ..فأخشى أن أكون أصبت بعي
ف ضمها إليه ليكون أجل ..كانت الرض ملكا لمرأة حاسدة ..أو وضع ل أحد الشرار سحرا ..
أرملة توف زوجها وخلّف أيتاما .. قال الشيخ :قرأت عليه سورة الفاتة ..وآية
أردتا أن تبيع الرض فأبت ..وقالت :وماذا أفعل بقيمة الكرسي ..وسورة الخلص والعوذتي ..
الرض ..بل تبقى لؤلء اليتام حت يكبوا ..أخشى ل يظهر عليه تأثر ..خرج من عندي شاكرا ..
أن أبيعها ويتشتت الال .. ل بعد أيام يشكو الل نفسه ..قرأت عليه
رجع إ ّ
أرسلت إليها مرارا لشرائها ..وهي تأب علي ذلك .. ..ذهب ورجع ..وقرأت عليه ..ل يظهر عليه
قلت :فماذا فعلت ؟ أي تسن ..
قال :انتزعت الرض منها بطرقي الاصة .. قلت له لا اشتد عليه اللم :قد يكون ما أصابك
قلت :طرقك الاصة !! هو عقوبة على شيء فعلته ..من ظلم أحد
قال :نعم ..علقات الواسعة ..ومعارف ..استخرجت الضعفاء ..أو أكل حقوقهم ..أو ظلمت أحدا ف
ترخيصا ببناء الرض وضممتها إل أرضي .. ماله فمنعته حقه ..أو غي ذلك ..فإن كان هناك
قلت :وأم اليتام ؟!! شيء من ذلك فسارع إل التوبة ما جنيت ..وأعد
قال :سعت با حصل لرضها فكانت تأت وتصرخ القوق إل أهلها ..واستغفر ال ما مضى ..
195
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالظال يغفل عن ظلمه ويرى أنه أعدل الناس .. بالعمال الذين يعملون لتمنعهم من البناء ..وهم
والغب يرى أنه أذكى الناس .. يضحكون منها يظنونا منونة ..وف الواقع أنن أنا
والخرق السفيه ..يرى أنه حكيم زمانه .. الجنون ليس هي ..
أذكر لا كنت شابا – وأظنن ل أزال كذلك – أعن لا كانت تبكي وترفع يديها إل السماء ..هذا ما
كنت ف أوائل الدراسة الثانوية ..أقبل علينا ضيف ثقيل رأيته بعين ..ولعل دعاءها ف ظلمة الليل كان
..ل أدري هل أكمل دراسته البتدائية أم ل ؟ لكن أعظم ..
الذي أجزم به أنه يقرأ ويكتب .. قلت :هاه ..أكمل ..
وكنت مشغولً وقت دخوله بسألة شرعية ل أجد لا قال :رحت أسأل وأبث عنها ..حت عثرت
جوابا .. عليها ..فبكيت واعتذرت ..ول زلت با حت
وضعت له ما يوضع للضيف من قِرى ..ث تناولت قبلت من تعويضا عن تلك الرض ..ودعت ل
الاتف وجعلت أكرر التصال بالشيخ ابن باز رحه ال وسامتن ..
لسؤاله عنها .. فوال ما إن خفضت يديها ..حت دبت العافية ف
ل أجد الشيخ .. بدن ..
رآن صاحب منشغلً إل هذا الد ..فسألن :بن تتصل ث أطرق التاجر برأسه قليلً ..ث رفعه وقال :
.. ونفعن دعاؤها – بإذن ال – نفعا عجز عنه طب
قلت :بالشيخ ابن باز ..عندي استفتاء مهم .. الطباء ..
فبادرن قائلً بكل ثقة :سبحان ال ..ابن باز ..وأنا
موجود ؟!! ( لول الياء لعلت بقية الكتاب علمات قالوا ..
تعجب !! ) نامت عيونك والظلوم منتبه*يدعو عليك وعي
تد من الناس كثيين كذلك ..فتحمل ثقلهم .. ال ل تنم
وعاملهم بلطف ..واكسبهم ..
.75ل للعداوات ..
حاول بقدر استطاعتك أن ل تكسب عداوات ..
تد أن الناس عند التعامل معهم لم طبائع ..
فلم تبعث عليهم وكيلً ..أنقذ ما يكن إنقاذه ..ول
منهم الغضوب ومنهم البارد ..ومنهم الذكي
تعذب نفسك ..
ومنهم الغب ..والتعلم والاهل ..
خاطرة ..
ومنهم حسن الظن وسيء الظن ..و :
الياة اقصر من أن تشغلها باكتساب عداوات
من عامل الناس لقى منهم نصبا ..
.76اللسان ..ملك !! فإن َسوْسَهم بـغ ٌي وطغيان
196
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع أنك لو تأملت لوجدت أن التعبيين متماثلن تأملت فيما يدث التباغض والشقاق بي الناس ..
متطابقان ..لكن الول عب بأسلوب والخر عب ويعل بعضهم أثقل من البل على الخرين ..فل
بأسلوب آخر .. يبون رؤيته ول مالسته ..ول السفر معه ..ول
حضور وليمة هو مدعو إليها ..
نعم ..اللسان سيد العضاء .. وجدت أن أكثر يوصل الشخص إل هذا الستوى
: وف الديث ..قال البغيض هو اللسان ..
إذا أصبح ابن آدم فإن العضاء كلها تكفر اللسان .. فكم من خصومات وقعت بي إخوان ..وأزواج
فتقول : ..و ..بسبب مسبة أو غيبة أو شتم !!..
اتق ال فينا ..فإنا نن بك ..فإن استقمت استقمنا .. لسان الفت نصف ونصف فؤاده ..فلم يبق إل
()90
.. وإن اعوججت اعوججنا .. صورة اللحم والدم
نعم ..وال إنه لسيد .. ذُكر أن ملكا معظما رأى ف منامه أن أسنانه
سيد ف خطبة المعة ..وسيد ف الصلح بي الناس .. تساقطت ..
وسيد ف التسويق ..وسيد ف الحاماة .. فاستدعى أحد العبين ..وقص عليه الرؤيا وسأله
ول يعن هذا أنه إذا فقده النسان ..انتهت حياته ..كل عن تعبيها ؟!
بل صاحب المة يبقى بطلً .. فتغي العب لا سعها ..وجعل يردد :أعوذ بال ..
ل يكن أبو عبد ال يتلف كثياُ عن بقية أصدقائي .. أعوذ بال ..تضي عليك السني ..ويوت
لكنه – وال يشهد – من أحرصهم على الي .. أولدك وأهلك جيعا ..وتبقى ف ملكك وحدك
له عدة نشاطات دعوية من أبرزها ما يقوم به أثناء عمله ..
..فهو يعمل مترجا ف معهد الصم البكم . فصاح اللك ..وغضب ..وسب ولعن ..وأمر
اتصل ب يوما وقال :ما رأيك أن أحضر إل مسجدك بالعب أن يسحب ويلد ..
اثني من منسوب معهد الصم للقاء كلمة على الصلي .. ث دعا بعب آخر ..وقص عليه الرؤيا ..وسأله
تعجبت !! وقلت :صم يلقون كلمة على ناطقي ؟ عن تعبيها ..
قال :نعم ..وليكن ميئنا يوم الحد .. فاستهل ذاك العب ..وتبسم ..وأظهر البشاشة ..
انتظرت يوم الحد بفارغ الصب .. وقال :أبشر ..خي ..خي ..أيها اللك ..
وجاء الوعد .. هذا معناه أنك سيطول عمرك جدا ..حت تكون
وقفت عند باب السجد أنتظر .. آخر أهلك موتا ..وتبقى طول عمرك ملكا ..
فإذا بأب عبد ال يقبل بسيارته .. فاستبشر اللك وأمر له بالعطيات ..وبقي راضيا
عليه ..ساخطا على الخر !!
( ) رواه أحد والترمذي 90
197
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولدت أصم ..ونشأت ف جدة ..وكان أهلي يهملونن وقف قريبا من الباب ..نزل ومعه رجلن ..
ل ..كنت أرى الناس يذهبون إل السجد
..ل يلتفتون إ ّ أحدها كان يشي بانبه ..
..ول أدري لاذا ! أرى أب أحيانا يفرش سجادته ويركع والثان قد أمسكه أبو عبد ال يقوده بيده ..
ويسجد ..ول أدري ماذا يفعل .. نظرت إل الول فإذا هو أصم أبكم ..ل يسمع
وإذا سألت أهلي عن شيء ..احتقرون ول ييبون .. ول يتكلم ..لكنه يرى ..
ث سكت أبو عبد ال والتفت إل أحد وأشار له .. والثان أصم ..أبكم ..أعمى ..ل يسمع ول
فواصل أحد حديثه ..وأخذ يشي بيديه ..ث تغي وجهه يتكلم ول يرى ..
..وكأنه تأثر .. مددت يدي وصافحت أبا عبد ال ..
خفض أبو عبد ال رأسه .. كان الذي عن يينه – وعلمت بعدها أن اسه أحد
ث بكى أحد ..وأجهش بالبكاء .. -ينظر إلّ مبتسما ..فمددت يدي إليه مصافحا
تأثر كثي من الناس ..ل يدرون لاذا يبكي .. ..
واصل حديثه وإشاراته بتأثر ..ث توقف .. فقال ل أبو عبد ال -وأشار إل العمى : -
فقال أبو عبد ال :أحد يكي لكم الن فترة التحول ف سلم أيضا على فايز ..قلت :السلم عليكم ..
حياته ..وكيف أنه عرف ال والصلة بسبب شخص ف فايز ..
الشارع عطف عليه وعلمه ..وكيف أنه لا بدأ يصلي فقال أبو عبد ال :أمسك يده ..هو ل يسمعك
شعر بقدر قربه من ال ..وتيل الجر العظيم لبلئه .. ول يراك ..
وكيف أنه ذاق حلوة اليان .. جعلت يدي ف يده ..فشدن وهز يدي ..
ومضى أبو عبد ال يكي لنا بقية قصة أحد .. دخل الميع السجد ..وبعد الصلة جلس أبو
كان أكثر الناس مشدودا متأثرا .. عبد ال على الكرسي وعن يكينه أحد ..وعن
لكن كنت منشغلً ..أنظر إل أحد تارة ..وإل فايز تارة يساره فايز ..
أخرى ..وأقول ف نفسي ..هاهو أحد يرى ويعرف لغة كان الناس ينظرون مندهشي ..ل يتعودوا أن
الشارة ..وأبو عبد ال يتفاهم معه بالشارة ..ترى يلس على كرسي الحاضرات أصم ..
كيف سيتفاهم مع فايز ..وهو ل يرى ول يسمع ول التفت أبو عبد ال إل أحد وأشار إليه ..
يتكلم !!.. فبدأ أحد يشي بيديه ..والناس ينظرون ..ل
انتهى أحد من كلمته ..ومضى يسح بقايا دموعه .. يفهموا شيئا ..
التفت أبو عبد ال إل فايز .. فأشرت إل أب عبد ال ..فاقترب إل مكب
قلت ف نفسي :هه ؟؟ ماذا سيفعل ؟!! الصوت وقال :
ضرب أبو عبد ال بأصابعه على ركبة فايز .. أحد يكي لكم قصة هدايته ..ويقول لكم ..
198
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خدمته للدين وخدمتهم .. فانطلق فايز كالسهم ..وألقى كلمة مؤثرة ..
الم الذي يمله رجل أعمى أصم أبكم ..لعله يعدل الم تدري كيف ألقاها ؟
الذي يمله هؤلء جيعا .. بالكلم ؟ كل ..فهو أبكم ..ل يتكلم ..
والناس ألف منهم كواحد ** وواحد كاللف إن أمر عنا بالشارة ؟ كل ..فهو أعمى ..ل يتعلم لغة
رجل مدود القدرات ..لكنه يترق ف سبيل خدمة هذا الشارة ..
الدين ..يشعر أنه جندي من جنود السلم ..مسئول ألقى الكلمة بـ ( اللمس ) ..نعم باللمس ..
عن كل عاص ومقصر .. يعل أبو عبد ال ( الترجم ) يده بي يدي فايز ..
كان يرك يديه برقة ..وكأنه يقول يا تارك الصلة إل فيلمسه فايز لسات معينة ..يفهم منها الترجم
مت ..؟ يا مطلق البصر ف الرام إل مت ..؟ يا واقعا ف مراده ..ث يضي يكي لنا ما فهمه من فايز ..
الفواحش ؟ يا آكلً للحرام ؟ بل يا واقعا ف الشرك ؟ وقد يستغرق ذلك ربع ساعة ..
كلكم إل مت ..أما يكفي حرب العداء لديننا .. وفايز ساكن هادئ ل يدري هل انتهى الترجم أم
فتحاربونه أنتم أيضا !! ل ..لنه ل يسمع ول يرى ..
كان السكي يتلون وجهه ويعتصر ليستطيع إخراج ما ف فإذا انتهى الترجم من كلمه ..ضرب ركبة فايز
صدره .. ..فيمد فايز يديه ..
تأثر الناس كثيا ..ل ألتفت إليهم ..لكن سعت بكاء فيضع الترجم يده بي يديه ..ث يلمسه فايز
وتسبيحات .. للمسات أخر ..
انتهى فايز من كلمته ..وقام ..يسك ابو عبد ال بيده ظل الناس يتنقلون بأعينهم بي فايز والترجم ..بي
..تزاحم الناس عليه يسلمون .. عجب تارة ..وإعجاب أخرى ..
كنت أراه يسلم على الناس ..وأحس أنه يشعر أن الناس وجعل فايز يث الناس على التوبة ..كان أحيانا
عنده سواسيه .. يسك أذنيه ..وأحيانا لسانه ..وأحيانا يضع كفيه
يسلم على الميع ..ل يفرق بي ملك وملوك ..ورئيس على عينيه ..
ومرؤوس ..وأمي ومأمور .. فإذا هو يأمر الناس بفظ الساع والبصار عن
يسلم عليه الغنياء والفقراء ..والشرفاء والوضعاء .. الرام ..
والميع عنده سواء .. كنت أنظر إل الناس ..فأرى بعضهم يتمتم :
كنت أقول ف نفسي ليت بعض النفعيي مثلك يا فايز .. سبحان ال ..وبعضهم يهمس إل الذي بانبه ..
أخذ أبو عبد ال بيد فايز ..ومضى به خارجا من السجد وبعضهم يتابع بشغف ..وبعضهم يبكي ..
.. أما أنا فقد ذهبت بعيييييدا ..
أخذت أمشي بانبهما ..وها متوجهان للسيارة .. أخذت أقارن بي قدراته وقدراتم ..ث أقارن بي
199
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسكوت ..يصرخ با ..ينهرها ..يشتد المر بينهما والترجم وفايز يتمازحان ف سعادة غامرة ..
..فينهدم البناء ..ويطلقها .. آآآه ما أحقر الدنيا ..
لذا أمر eالشخص إذا غضب أن يسكت ..نعم كم من أحد ل يصب بربع مصابك يا فايز ول
يسكت .. يستطع أن ينتصر على الضيق والزن ..
لنه إن ل يضبط لسانه ..أرداه ف الهالك .. أين أصحاب المراض الزمنة ..فشل كلوي ..
يوت الفت من زلة بلسانه شلل ..جلطات ..سكري ..إعاقات ..
وليس يوت الرء من زلة الرجل لاذا ل يستمتعون بياتم..ويتكيفون مع واقعهم ..
أذكر أن دخلت قبل فترة ف مشكلة بي عائلتي ما أجل أن يبتلي ال عبده ث ينظر إل قلبه فياه
للصلح بينهما .. شاكرا راضيا متسبا ..
ل عاقلً كبيا ف السن أظنه قد
وقصة اللف :أن رج ً مرت اليام ..ول تزال صورة فايز مرسومة أمام
تاوز الستي من عمره ..خرج ف نزهة صيد مع مموعة ناظري ..
من أصدقائه ..وسنهم جيعا متقارب .. حقيقة ..
دارت بينهم الحاديث وذكريات الصبا ..ث تكلموا عن النسان ل لمه يؤكل ..ول جلده يلبس
أراض لجدادهم بالقرية ..فثار خلف بي اثني منهم ..فماذا فيه غي حلوة اللسان !!
حول أحد الراضي يلكها أحدها وادعى الخر أنا لده
.. .77اضبط لسانك ..
اشتد بينهما النقاش حت قال مالك الرض لصاحبه : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط ال ل يلقي لا
وال لن رأيتك قريبا من أرضي لفرغن هذا ف رأسك .. بالً يكتب ال عليه با سخطه إل يوم يلقاه ..
ث تناول بندقية الصيد الت بانبه ووجهها أعلى من رأس هكذا حذر النب eالناس من إطلق الكلم على
صاحبه بترين أو ثلثة ث أطلق منها رصاصة .. عواهنه ..دون النظر ف العواقب ..
ثار الرجلن وكادا أن يقتتل ..لكن أصحابما هدؤوها عدم ضبط اللسان قد يؤدي إل الهالك ..
وتفرقوا إل بيوتم .. احفظ لسانك أيها النسان
ل يستطع الرجل الذي أطلق عليه الرصاص أن ينام من ل يلدغنك إنـه ثـعبان
شدة الغيظ ..فما كاد أن يصبح حت كان قد أجع أن كم ف القابر من قتيل لسانه
يشفي غيظه من صاحبه ..فحمل سلحا من نوع " كانت تاب لقاءه الشجعان
كلشينكوف " ومضى يبحث عن صاحبه ..حت رآه ف كم من امرأة طلقها زوجها بسبب اللسان ..
سيارته عند مدرسة بنات .. يتلف معها ..فتردد قائلة له :طلقن ..أتداك
كان صاحبه متقاعدا من وظيفته ويعمل سائقا لسيارة تطلقن ..إن كنت رجلً طلقن ..فيأمرها
200
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليه ومكث ف غيبوبة أياما ..ث شفي وأدخل السجن خاصة لنقل الدرسات ..وقد أوقف سيارته عند
وحكم عليه القاضي الشرعي بإقامة حد القتل عليه .. باب الدرسة وجلس داخلها ينتظر خروجهن ..
وصدق أبو بكر لا قال :ما شيء أحوج إل طول سجن وبانبه مموعة من السيارات تشبه سيارته كلها
من لسان .. مصصة لنقل الدرسات أو الطالبات ..
ل أنس خب ذلك الليفة الذي جلس يوما مع نديه .. اختبأ الرجل خلق شجرة بعيدة لئل ينتبه إليه ..
يضاحكه ويازحه ..فلعب الشيطان برؤوسهما فشربا وكان ضعيف البصر ..ووجه سلحه إل السائق
خرا ..فلما غابت العقول ..وسيطرت أم البائث .. ..وحاول جاهدا أن يسدد الطلقة إل رأسه ..ث
وصار الواحد منهما أضل من المار .. ضغط على الزناد ..ودوى صوت الرصاص
التفت الليفة إل حاجبه وأشار له إل الندي وقال : وانطلقت ثلث رصاصات واستقرت ف رأس
اقتلوه .. السائق ..ثار الناس واضطربوا ..وفزعت
وكان الليفة إذا أمر أمرا ل يراجَع فيه .. الطالبات ..وارتفع الصراخ ..
فانطلق الاجب إل الندي وتله برجليه ..وهو يصرخ .. واجتمع الشرطة ..وأحاطوا بالنطقة ..والرجل
ويستغيث بالليفة ..والليفة يضحك ويردد :اقتلوه .. قد هشمت الطلقات ججمته ..ومات ..
اقتلوه .. أما القاتل فقد توجه بكل هدووووء إل مفر
فقتلوه ..وألقوه ف بئر مهجورة .. الشرطة وأخبهم بالقصة ..وقال :أنا قتلت فلنا
فلما أصبح الليفة ..اشتاق إل من يؤانسه ..فقال : ..والن قد شفيت صدري فاقتلون أو أحرقون أو
ادعوا ل نديي فلن .. اسجنون ..افعلوا ماشئتم ..
قالوا :قتلناه !! قال :قتلتموه ؟!! من قتله ؟! ولاذا ؟ أدخلوه إل غرفة التوقيف ..وخرج الضابط لعاينة
ومن أمركم ؟! وجعل يدافع عباته .. مكان الادث ..فلما اطلع على بطاقة القتول فإذا
فقالوا :أنت أمرتنا البارحة ..وأخبوه بالقصة .. الفاجأة الكبى !! إذا بالقتيل ليس هو صاحبه
فسكت ..وخفض رأسه متندما ث قال :رب كلمة قالت الذي أراد أن يشفي صدره منه وإنا هو شخص
لصاحبها دعن .. آخر ليس له دخل بالقضية ..
أعود وأقول :كم من شخص نفر الناس عن شخصه .. فأقبل الضابط يشي بسرعة ،والرجل السن
وبغضهم ف نفسه ..وجر إل نفسه الويلت بسبب عدم القصود بالقتل يشي بانبه ..حت أدخله مفر
ضبطه للسانه .. الشرطة وأوقفه أمام الزنزانة ..وقال :يا فلن !
قال ابن الوزي : أتدعي أنك قتلت هذا ؟! الرصاص أصاب شخصا
ومن العجب أن من الناس من يقوى على التحرز من أكل آخر !!
الرام ..ومن الزنا ..والسرقة ..لكنه ل يقوى على أن فصرخ السكي وأصابه حالة هستيية ..ث أغمي
201
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لطبيب الطفال .. يتحرز من حركة لسانه ..فيتكلم ف أعراض
لا رأيت هذا النظر ثارت أعصابك – ول نلومك على الناس ..ول يقدر على منع نفسه من ذلك ..
ذلك – فصرخت بالوظف :هيه !! أنت جالس ف
مستشفى أو ف ...ما تاف ال ؟!! الرضى يئنون من عجيبة ..
الل وأنت تقرأ جريدة !! ل وتدخن أيضا !! وال عجب اليوان لسانه طويل ول ينطق ..والنسان
..مثلك ما يربيه إل شكوى لدير الستشفى ..أو لسانه قصي ول يصمت !!
الفروض أن تفصل من عملك ..
.78الفتاح ..
وبدأت تيل هذه العبارات كالبق عليه ..
الدح ..هو مفتاح القلوب ..
هب أنه ..ل يرد عليك ..ول يقابل صراخك بصراخ ..
نعم ..من أجل مهارات الكلم أن تكون مبدعا ف
هب فعلً أنه ألقى جريدته ..وأنى تويل الرضى إل
تعويد نفسك على اكتشاف صواب الخرين ..
الطباء ..
ومدحهم والثناء عليهم به ..قبل النتباه إل
هل تعتب نفسك نحت ف حل الشكلة ..كل ..أنت
خطئهم ..
هنا عالت الوقف لكنك ل تعال الشكلة ..لنه وإن
ويتأكد ذلك عندما تريد أن تنبه شخصا إل خطأ
استجاب إليك الن إل أنه سيعود إل تصرفه الشي غدا
ما ..
وبعد غ ٍد ..
كثي من الناس يرد النصيحة ل لجل تكبه عنها
إذن كيف أتصرف ؟!!
..أو عدم اقتناعه بطئه ..وإنا لن الناصح ل
تعال إليه واكظم غيظك ..تعامل مع الوقف بعقل ل
يسلك الطريق الصحيح لتقدي النصيحة ..
بعاطفة ..ل تدع الناظر الؤذية تؤثر ف تصرفاتك ..
هب أنك ذهبت إل مستشفى حكومي لعلج ..
ابتسم – وإن كنت مغضبا ،وإن كانت البتسامة صفراء
فلما أقبلت إل موظف الستقبال فإذا وراء
ل مشكلة ،ابتسم – وقل :السلم عليكم ..
الزجاج شاب مراهق يقلب جريدة بي يديه ..
سيقول وهو ينظر إل لعبه الفضل :عليكم السلم ..
وبيده سيجاره ..غي مبال با حوله ..
انتظر لظة ..
وإذا شيخ كبي أعمى يقف متعبا ف يده اليمن
قل أي كلمة تعله يلتفت إليك ..كأن تقول :كيف
طفل صغي ..وف الخرى ورقة مراجعة ينتظر أن
الال ؟ ..مساك ال بالي ..
يوله الوظف إل الطبيب ..
سيفع رأسه -حتما – إليك ويقول :المد ل بي ..
وإذا بانبه عجوز كبية بيدها طفلة تبكي وقد
ف هذه الرحلة تكون قد قطعت نصف الشوار ..
تكنت المى من جسدها ..وتنتظر أيضا الوظف
تلطف إليه بأي عبارة تدحه با ..قل له مثلً :تصدق !
أن يفرغ من قراءة أخبار ناديه الفضل ليحولا
الفروض مثلك ما يعمل ف استقبال مستشفى ..
202
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكذلك استعمل هذه الساليب مع كل شخص تعال سيتغي ويقول :لاذا ؟
سلوكه .. قل :لن هذا الوجه الني إذا رآه الريض زال
مثل شخص يتهاون بالصلة ..أو أب يهمل بناته مرضه فل يتاج إل طبيب ..
فيتكشفن ..ويتساهلن بالجاب .. سيبتسم متعجبا من جرأتك – يا بطل .. -وتنبلج
أو شاب عاق لوالديه .. أساريره ..
لجل أن يقبلوا منك ل بد أن تارس الهارات الناسبة .. وقد صار الن مهيئا لقبول لنصيحة ..ويقول :
نعم ..استخدم العبارات اللطيفة ف إصلح خطأ الخر ماذا عندك ؟
..كن مؤدبا ..مترما لرأيه .. عندها قل :يا أخي البيب ترى هذا الشيخ الكبي
قل له :أنا ما أنصحك إل لن أعلم ..أنك تقبل النصح ..وهذه العجوز السكينة ..ليتك تنهي لما
.. إجراءات الدخول على الطبيب ..
وف التنيل العزيز يقول ال ( :إذا ناجيتم الرسول سيتناول أوراقهما ..ويولما للطبيب ..ث يتناول
فقدموا بي يدي نواكم صدقة ) .. ورقتك ..فإذا انتهى منك وسلمك الورقة ..
وقد كان الرب الكيم eيستعمل طرقا ومهارات تعل فقل له :سبحان ال ..هذه أول مرة أراك ومع
من يعدل سلوكهم ل يلكون إل أن يقبلوا منه .. ذلك فقد دخلت إل قلب ..ل أدري كيف !!
أراد يوما أن يعلم معاذ بن جبل ذكرا يقوله بعد الصلة وال إنك أحب إلّ من آلف الناس ( ..وفعلً
.. أنت صادق فهو مسلم أحب إليك حتما من مليي
فأقبل إل معاذ وقال :يا معاذ ..وال إن أحبك ..فل غي السلمي ) ..
تدعن ف دبر كل صلة أن تقول :اللهم أعن على سيفرح ويشكر لك لطفك ..
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. فقل :وعندي كلمات أود أن تسمعها لكن أخاف
بال عليك ..ما علقة القطع الول من الكلم "وال إن أن تغضبك ..
أحبك " بالقطع الثان " ل تدعن أن تقول اللهم أعن سيقول :ل ..ل ..تفضل ..
على ذكرك ".. عندها قدم له النصيحة ..أنت قد منّ ال عليك
قد يكون النسب لقوله إن أحبك أن يقول بعدها وأريد بذه الوظيفة ..وف واجهة الستشفى ..وأنت
أن أزوجك ابنت – مثلً – أو أعطيك مالً ..أو أدعوك ل مع الراجعي ..
قدوة لغيك ..فليتك تتلطف قلي ً
إل طعام .. وتتم بم ..لعل دعوة صالة ترفع لك ف ظلمة
ولكن أن يتبع خب الحبة تعليمه ذكرا من أذكار الصلة الليل من فم عجوز عابدة ..أو شيخ زاهد ..
!!..فهذا يتاج إل تأمل .. أجزم أنه سيخفض رأسه وأنت تتكلم ..ويردد :
أتدري ما موقع قوله " :وال إن أحبك " ؟ إنه التهيئة أشكرك ..جزاك ال خيا ..
203
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ف بداية بعثة النب .. eكان الناس ما بي مقبل ومدبر لقبول النصيحة ..فإذا ارتاحت نفس معاذ
.. واستبشر ،أعطاه النصيحة ..
وكان رجل ف الدينة اسه سويد بن الصامت وكان رجلً وف موقف آخر ..قبض eيد عبد ال بن مسعود
شريفا ف قومه ..عاقلً شاعرا ..يفظ كلم الكماء .. بيده اليمن ،ث وضع يده اليسرى فوقها ،كنوع
حت قيل إنه كان يفظ كل ما روي عن لقمان الكيم .. من العطف والتهيئة ،ث قال :يا عبد ال ..إذا
حت بلغ من إعجاب الناس به أنم كانوا يسمونه : جلست ف التشهد فقل :التحيات ل والصلولت
الكامل ..للده وشعره ..وشرفه ونسبه ..وهو الذي والطيبات ،السلم عليك أيها النب ورحة ال
يقول : وبركاته ..
أل رب من تدعو صديقا ولو ترى ومضت السني ومات رسول ال .. eفكان عبد
مقالته بالغيب ساءك ما يفري e ال يفخر بذلك ويقول :علمن رسول ال
مقالته كالشهد ما كان شاهدا التشهد وكفي بي كفيه ..
وبالغيب مأثور على ثغرة النحر وف يوم آخر لحظ eأن عمر tإذا طاف
يسرك باديه وتت أديه بالكعبة وحاذى الجر السود ..زاحم الناس
نيمة غش تبتري عقب الظهر وقبله ..وكان صلبا قوي البدن ..وربا زاحم
تبي لك العينان ما هو كات الضعفاء ..
من الغل والبغضاء بالنظر الشزر فأراد eأن يعدل سلوكه ..فقال – على سبيل
قدم سويد بن الصامت يوما إل مكة حاجا ..أو معتمرا التهيئة لقبول النصيحة : -يا عمر إنك رجل قوي
.. ..
فتحدث الناس بدخوله مكة ..وأقبلوا لرؤيته ..فسمع فرح عمر بذا الثناء ..فقال : eفل تزاحن عند
النب eبه فأقبل عليه ..فدعاه إل ال ..وإل السلم الجر ..
..وجعل يدثه بالتوحيد والرسالة وأنه نب يوحى إليه ومرة أراد أن ينصح ابن عمر بقيام الليل ..فقال :
قرآن ..وأن هذا القرآن هو كلم ال تعال ..فيه عب نعم الرجل عبد ال لو كان يقوم الليل ..وف
وأحكام .. رواية قال :يا عبد ال ل تكن مثل فلن ..كان
فقال له سويد :فلعل الذي معك مثل الذي معي ؟ يقوم الليل ..
فقال له رسول ال : rما الذي معك ؟ ل تكن مثل فلن ..كان يقوم الليل ..فترك قيام
قال :معي ملة لقمان -يعن حكمة لقمان .. - الليل ..
فلم يعنفه eأو يقره - ..مع أنه يضاهي كلم ال نعم ..كان eيستعمل هذا السلوب الرائع مع
بكلم البشر .. -وإنا تلطف معه ..وقال : rاعرضها جيع الناس ..ومع الوجهاء خاصة ..
204
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة قاتة ف ميلتك ..فإذا رأيت صورته أو سعت اسه علي ..
ف مكان تبادر إل ذهنك ذاك الوجه العابس .. فشرع سويد يقرأ ما يفظ من كلم لقمان وحِكَمِه
ولو لقيك شخص بابتسامة ف موقف ..ث ابتسم ف لقاء ..ورسول ال eيستمع إليه بكل هدوووء ..
آخر ..وثالث ..لنطبع ف ذهنك عنه صورة مشرقة .. فلما انتهى سويد ..قال eله :إن هذا لكلم
هذا فيمن ل يكون بينك وبينه علقة دائمة وإنا هي حسن ..
لقاءات عابرة .. ث قال -مشوقا لسويد : -والذي معي أفضل
أما الشخاص الذي نلقاهم دائما كزوجة وأولد .. من هذا ..قرآن أنزله ال تعال علي ..هو هدى
وزملء ف مكتب ..وجيان ف حارة ..فإن تعاملنا معهم ونور ..
لن يكون بأسلوب واحد دائما ..نعم هم سيوننا ث تل عليه رسول ال rالقرآن ..ودعاه إل
ضاحكي لطيفي ..لكنهم حتما سيوننا تارة غاضبي .. e السلم ..وسويد يستمع منصتا ..فلما فرغ
وتارة عابسي ..أو ماصمي ..أو شاتي ..لننا بشر .. من كلمه ..ظهر على سويد التأثر ..وقال :إن
وبالتال فإن مبتهم لنا تتحدد على حسب طغيان حسناتنا هذا لقول حسن ..
عندهم أو سيئاتنا ..أو قل بعبارة أخرى :تتحدد مبتهم ث انصرف سويد عن النب .. eول يزال متأثرا
لنا بسب مقدار الرصيد العاطفي الذي ف حسابنا عندهم با سع ..
.. فقدم الدينة على قومه ..فلم يلبث أن وقع قتال
كيف ؟! بي قبيلت الوس والزرج ..وكان من قبيلة
عندما يقع لك موقف جيل مع إنسان فإنك تضيف إل الوس فقتلته الزرج ..
سجل ذكرياته ذكرى جيلة عنك ..أو بعبارة أخرى وذلك قبل أن يهاجر النب eإل الدينة ..ول
تفتح لك ف قلبه حسابا تودع فيه مبة لك واحتراما .. يدرى هل أسلم أم ل ؟ وإن كان رجل من قومه
ث تتول بعد ذلك زيادة رصيدك العاطفي أو السحب منه ليقولون :إنا لنراه قد قتل وهو مسلم ..
..
فكل ابتسامة تقابله با ..تزيد من رصيدك العاطفي عنده باختصار ..
.. أسرف ف الديح ..واقتصد ف النقد ..
وكل هدية ..تزيد رصيدك العاطفي .. .79الرصيد العاطفي
وكل ماملة ..تزيد رصيدك العاطفي .. تصورات الناس عنا نن الذين نصنعها ..
وكل إهانة تقع منك له ..أو مسبة ..أو شتم ..فإنك فلو لقيك شخص ف السوق فعبس ف وجهك ..
تسحب من رصيدك العاطفي .. ث لقيك ف بقالة ..فعبس ف وجهك أيضا ..
وبالتال إذا كان رصيدك العاطفي عنده كثيا ..ووقعت ث صادفته ف عرس ..فلقيك عابسا ..لرست عنه
205
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسبب تراكمات كبار صب البعي على أولا ..وصب .. يوما ما ف موقف أغاظه فسحبت من رصيدك
وصب ..حت ل يطق صبا ..فانقصم ظهره بشيء صغي العاطفي مقدارا معينا ..فإن هذا لن يؤثر كثيا
.. لن رصيدك العاطفي عنده كثي ..
وهكذا الرأة الت طلقها زوجها ..أجزم أن السبب ليس وإذا البيب أتى بذنب واحد
هو تركها زيارة أخته فحسب ..وإنا تراكمات قبله .. جاءت ماسنه بألف شفيع
من عصيان لطلباته ..عدم تقيق لرغباته ..عدم تببها أما إن ل يكن عنده لك رصيد عاطفي وجعلت
إليه ..تكبها عليه ..عدم احترام رأيه ..فهي تسحب تسحب من الرصيد وليس فيه شيء أصلً ..فإن
دوما من رصيدها العاطفي عنده دون أن تودع فيه شيئا حسابك عنده سيكون بالناقص !! وبالتال قد يقع
..وترح ول تداوي .. ف قلبه لك كره ..أو استثقال ..لنك تسحب
وهو يتمل ويتمل ..حت جاء هذا الوقف فقصم ظهر من رصيدك العاطفي ول تودع ..
البعي .. أل تسمع يوما عن زوجة طلقها زوجها ..فإذا
ولو أنا اعتنت بكثرة اليداع ف رصيدها العاطفي ..من سئلت عن سبب الطلق قالت :السبب تافه ..
حسن لقاء له ..وتغنج ودلل ..وتبب إليه ..ومازحة طلب من الذهاب معه لزيارة أخته فرفضت ..
وخفة ظل ..وعناية بطعامه ولباسه ..واحترام لرأيه .. فغضب وجعل يسبن ويشتمن ث طلقن !!
لصار رصيدها العاطفي كبيا ..وملكت مليارات ف قلبه ولو تأملت بذكاء ف سبب الطلق ..لا وجدت
..وبالتال لن يضر لو وقع موقف سحبت به من رصيدها السبب هو هذا الوقف التافه ..وإنا هذا الوقف
العاطفي .. هو القشة الت قصمت ظهر البعي ..
وقل مثل ذلك ف الطالب الشاكس الذي يقع منه موقف فقد ذُكر أن رجلً كان له جل جلد قوي ..فأراد
صغي فيغضب الدرس غضبا شديدا ..وقد يضربه سفرا ..فجعل يمل متاعه عليه ..ويربطه على
ويطرده من الفصل ..و ..ث يقول الطالب أنا ما فعلت ظهره ..والمل متماسك ..حت كوم على ظهره
شيئا هي مرد نكتة أطلقتها من غي استئذان ..ول ينتبه ما يمله أربعة جال ..فبدأ البعي يهتز من ثقل
إل أن هذه النكتة هي القشة الت قصمت ظهر البعي .. المل والناس يصيحون بالرجل :يكفي ما حلت
قل مثله ف زملء تاصموا ..أو جيان تنازعوا .. عليه ..فأخذ حزمة من تب وقال :هذه خفيفة
إذن ..نن نتاج دائما إل نودع ف قلب كل واحد نلقاه وهي آخر التاع ..فلما طرحها على ظهره سقط
رصيدا عاطفيا .. البعي على الرض ..فقيل :قشة قصمت ظهر
الزوج يتحي الفرص ليودع ف قلب زوجته ..ويسجل بعي !!
نقاطا أكثر وأكثر .. ولو تفكرت لرأيت أن القشة مظلومة فليست هي
والزوجة تتاج أيضا .. الت قصمت ظهر البعي وإنا انقصم ظهر البعي
206
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكان له قدرة عجيبة على اليقاع بن ..وكم من والولد يتاج أن يودع ف قلب والده ..
مسكينة صارت متيمة ببه ..عالقة بشراكه ..ومن والدرس مع طلبه ..والخ مع أخيه ..
العجب أنه ل يكن يلك سيارة فارهة يغريهن بركوبا .. بل حت الدير مع من هم تت إدارته ..يتاج إل
ول تكن جيبه مليئة بالال ليغدق عليهن الدايا .. ذلك ..
ول تظنن أنه أوت وسامة أو جالً ..كل ..فإن أسأل ال
لك أن ل تبتلى بالنظر إل وجهه !! باختصار ..
لكنه كان يغلق فمه على لسان ..لو تكلم مع حجر وإذا البيب أتى بذنب واحد
لفلقه ..ولو سعه نر لدفّقه .. جاءت ماسنه بألف شفيع
فكان يصطاد الفتيات بلسانه اصطيادا ..بل يسحرهن
.80الساحر ..
سحرا ..
الكلم ببلش ..يا أخي سَمّعنا كلمة حلوة ..
وحديثها السحر اللل لو أنه
هكذا بدأت السكينة تعاتب زوجها ..
ل ين قتل السلم التحرز
صحيح هو ما قصر معها ف طعام ول لباس ..
إن طال ل يلل وإن هي أوجزت
ولكنه ل يكن يسحرها بعسول الكلم !! ..
ود الحدث أنا ل توجز
يمع العقلء أن أهم صفات البائع الاهر أن يكون
ثلثةُ رجال سادة ف قومهم أقبل يوما إل رسول ال
ساحرا ف كلمه ..فيدد :من عيون ..تفضل ..
..
خل الساب علينا ..تعبك راحة ..
قيس بن عاصم ..والزبرقان بن بدر ..وعمرو بن الهتم
وتزيد قيمة البائع كلما زادت عباراته جا ًل ..فإن
..
أضاف إل حسن العبارة جودة ف وصف السلعة
وكلهم من قبيلة تيم ..
..وقدرة على إقناع الزبون بالشراء ..صار قد
فبدؤوا يتفاخرون ..
اكتسب نورا على نور ..
فقال الزبرقان :يا رسول ال ..أنا سيد تيم ..والطاع
ويمع الجربون أن من أهم صفات السكرتي أن
فيهم ..والجاب فيهم ..أمنعهم من الظلم ..فآخذ لم
يكون لسانه عذبا ..وعباراته حلوة ..فيطرب
بقوقهم ..
الساع بقوله َ :سمْ ..أبشر ..نن ( خدّامينك )
ث أشار إل السيد الخر عمرو بن الهتم ..وقال :وهذا
..
يعلم ذاك ..
وربا شغفت زوجة بزوجها حبا ..وهو كثي
فأثن عمرو عليه وقال :وال يا رسول ال ..إنه لشديد
البخل قليل المال ..لكنه يسحرها بعباراته ..
العارضة ..مانع لانبه ..مطاع ف ناديه ..
أذكر أن شابا مراهقا كان مغرما بغازلة الفتيات ..
ث سكت عمرو ..
207
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النصار الذين قاتلوا مع النب tف بدر ث قتلوا ف أحد فغضب الزبرقان ..وودّ لو لن عمروا زاد ف
..وحوصروا ف الندق ..ول زالوا معه يقاتلون الثناء ..وظن أنه حسده على سيادته ..
ويُقتَلون ..حت فتحوا معه مكة ..ث مضوا إل معركة فقال الزبرقان :وال يا رسول ال ..لقد علم ما
حني .. قال ..وما منعه أن يتكلم به إل السد ..
ففي الصحيحي .. فغضب عمرو ..وقال :أنا أحسدك ؟!! فوال
أن القتال اشتد أول العركة ..وانكشف الناس عن إنك لئيم الال ..حديث الال ..أحق الوالد ..
رسول ال ..فإذا الزية تلوح أمام السلمي .. مضيع ف العشية ..وال يا رسول ال لقد صدقت
فالتفت eإل أصحابه ..فإذا هم يفرون من بي يديه .. فيما قلت أو ًل ..وما كذبت فيما قلت آخرا ..
فصاح بالنصار .. لكن رجل رضيت فقلت أحس َن ما علمت ..
يا معشر النصار ..فقالوا :لبيك يا رسول ال .. وغضبت فقلتُ أقبحَ ما وجدت ..ووال لقد
وعادوا إليه ..وصفوا بي يديه .. صدقت ف المرين جيعا ..
ول زالوا يدفعون العدو بسيوفهم ..ويفدون رسول ال من سرعة حجته ..وقوة بيانه .. فعجب
eبنحورهم ..حت فر الكفار وانتصر السلمون .. ومهارات لسانه ..
e وبعدما انتهت العركة ..وجعت الغنائم بي يدي النب فقال :إن من البيان لسحرا ..إن من البيان
..أخذوا ينظرون إليها .. لسحرا (.. )91
وأحدهم يتذكر أولده الوعى ..وأهلَه الفقرا ..ويرجو فكن مبدعا ف مهارات لسانك ..فلو قال لك :
أن يناله من هذه الغنائم شيء يوسع به عليهم .. ناولن القلم ..قل :من عيون ..تفضل ..
فبينما هم على ذلك .. ولو قال ..لكن يا فلن عندي طلب :اطلب
فإذا برسول ال .. eيدعو القرع بن حابس -ما أسلم عيون َ ..س ْم ..
إل قبل أيام ف فتح مكة ..فيعطيه مائة من البل ..ث أريد منك خدمة :تفضل ..خدمنا أناسا ما
يدعو أبا سفيان ويعطيه مائة من البل .. يساوون أثر رجليك ..
ول يزال يقسم النعم ..بي أقوام ..ما بذلوا بذل مارس هذا السلوب الذي يدغدغ الشاعر ..مع
النصار ..ول جاهدوا جهادهم ..ول ضحوا تضحيتهم أمك ..نعم أسعها كلمات رقيقة لينة ..
.. مع أبيك ..زوجتك ..أولدك ..زملئك ..
فلما رأى النصار ذلك .. فهذا السلوب ل يسرك شيئا ..وتسحر به
قال بعضهم لبعض :يغفر ال لرسول ال ..يعطي قريشا الخرين ..وتزيل ما ف نفوسهم ..
ويتركنا ..وسيوفنا تقطر من دمائهم .. وانظر إل حال النصار yبعد معركة حني ..
فلما رأى سيدهم سعد بن عبادة tذلك ..دخل على
( ) رواه الاكم ف الستدرك ،وأصله ف الصحيحي 91
208
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدّقتم ..
صدَقتم ول ُ
قال :أما وال لو شئتم لقلتم ..فل َ رسول ال .. eفقال :
لو شئتم لقلتم :أتيتنا مكذبا فصدقناك ..ومذولً يا رسول ال ..إن أصحابك من النصار وجدوا
فنصرناك ..وطريدا فآويناك ..وعائلً فواسيناك .. عليك ف أنفسهم ..قال :وما ذاك ؟!!
ث قال :يا معشر النصار ..أوجدت على رسول ال ف قال :لا صنعت ف هذا الفئ الذي أصبت ..
أنفسكم ..ف لعاعة من الدنيا ..تألفت با قوما ليسلموا قسمت ف قومك ..وأعطيت عطايا عظاما ..ف
..ووكلتم ال إسلمكم .. قبائل العرب ..
إن قريشا حديثوا عهد باهلية ومصيبة ..وإن أردت أن ول يكن ف النصار منه شئ ..
أجبهم ..وأتألفهم .. فقال : eفأين أنت من ذلك يا سعد ؟
أل ترضون يا معشر النصار ..أن يذهب الناس بالشاة قال :يا رسول ال ..ما أنا إل امرؤ من قومي ..
والبعي ..وترجعون برسول ال eإل بيوتكم .. فقال :فاجع ل قومك ..فلما اجتمعوا ..أتاهم
لو سلك الناس واديا أو شعبا ..وسلكت النصار واديا رسول ال ..
أو شعبا ..لسلكت وادي النصار ..أو شعب النصار فحمد ال وأثن عليه ..ث قال :يا معشر النصار
.. ..ما قالة بلغتن عنكم ؟
فوالذي نفس ممد بيده ..إنه لول الجرة ..لكنت قالوا :أما رؤساؤنا يا رسول ال فلم يقولوا شيئا
امرءا من النصار ..اللهم ارحم النصار ..وأبناء وأما ناس منا حديثة أسنانم فقالوا يغفر ال لرسول
النصار ..وأبناء أبناء النصار .. ال يعطي قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم
فبكى القوم حت أخضلوا لاهم ..وقالوا :رضينا ..
برسول ال قَسْما وحظا ..ث انصرف رسول ال وتفرقوا فقال : eيا معشر النصار ..أل تكونوا ضللً
.. فهداكم ال ب ..
بل إنك بالعبارات الميلة تستطيع أن تدر الناس أحيانا قالوا :بلى ول ورسوله ..النة الفضل ..
.. قال :أل تكونوا عالة فأغناكم ال ..وأعدا ًء فألف
ذكر أنه كان ف صعيد مصر رجل غن متسلط يسمونه " بي قلوبكم ..
الباشا " كان يلك فدادين من الزارع ..كان متغطرسا قالوا :بلى ول ورسوله ..النة الفضل ..
يارس أصناف الذلل على الزارعي الصغار .. ث سكت رسول ال .. eوسكتوا ..وانتظرَ ..
دارت الزمان دورته فأصاب أرضه ما أتلفها ..فأصبح وانتظروا ..
فقيا بعد غن ..كسيا فقال :أل تيبون يا معشر النصار ..
جاع أولده وهو ليس عنده مصدر يتكسب منه ..ول قالوا :وباذا نيبك يا رسول ال ..ول ولرسوله
يعرف صنعة غي الزراعة ..لكن أرضه تالفة .. النة والفضل ..
209
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال :اليوم سوف أحرث الرض ..وعندي مراث يره فخرج يبحث عن عمل ..أي عمل ..
ثوران ..ثور أبيض وثور أسود ..والثور السود اليوم أقبل على مزرعة لحد الفلحي الضعفاء الذين
مريض ول يستطيع أن يعمل ..والثور البيض ل يطيق ذاقوا من إذلله قديا ..دخل عليه ..وقال بكل
جر الراثة وحده ..فأريدك أن تقوم اليوم بوظيفة الثور ل ..أقطف الثمر ..أو
مذلة :هل أجد عنك عم ً
السود ..فأنت قوي أيها الباشا ..أنت قائد ..أنت أنقي البوب ..أو أقلم الشجار ..أو ..
رئيس ..تسي ف المام دائما .. فثار الزارع ف وجهه وقال :أنت تعمل عندي !!
توجه الباشا بكل كبياء إل الراثة ..ووقف بانب الثور أنت التكب التغطرس ..المد ل أن استجاب
البيض ..أقبل الزارع إليه وبدأ بالثور البيض وربطه دعاءنا عليك وأذلك ..ث طرده من بستانه ..
بالبال ليجر الحراث ..ث توجه إل الباشا وهو يردد مضى ير قدمي خيبته ..حت دخل بستانا آخر ..
قائلً :يا أحسن باشا ف العال ..يا قوي ..يا بطل .. فإذا بفلح له معه ذكريات أليمة ..فطرده كما
والباشا يتلفت ف زهو ..ث ربط البال ف كتفي الباشا طرده الول ..
..وركب هو على الراثة معه السوط !! وصاح :امش مضى الباشا ( !! ) السكي ل يلوي على شيء ..
..وضرب ظهر الثور فتحرك ..وترك الباشا ير ول يريد أن يرجع إل أولده خاليا ..
الحراث ..والفلح يردد :جيل يا باشا ..متاز يا ملك مر على مزرعة لفلح ثالث ..فدخل ليجرب
..ويضرب ظهر الثور ..ويصيح أقوى يا باشا ..أحسن حظه معه ..
يا باشا .. رآه الفلح فانبهر ..وقد ذاق أيضا من إذلله من
والباشا السكي ل يتعود على ذلك ..لكنه كان ير بكل قبل ..قال الباشا :أنا أبث عن عمل ..أولدي
قوته ..من الصباح حت غابت الشمس ..وكأنه غائب جوعى ..
العقل .. فأراد الفلح أن يذله ..وأن ينتقم منه بأسلوب
فلما انتهى فك الفلح عنه البال ..وهو يقول :وال ذكي ..
شغلك جيل يا باشا ..هذا أحسن يوم مر علي يا باشا .. فقال له :أهلً أيها الباشا !! نورت بستان !! من
ث بضع جنيهات ..ومضى الباشا إل بيته .. مثلي اليوم الباشا الكبي يدخل أرضي !! أنت
دخل على أولده ..وقد تقرحت كتفاه ..وسالت الباشا الكبي ..أنت الباشا الوجيه !! أنت ..
الدماء من أسفل قدميه ..والعرق يغرق ثيابه ..و .. وجعل يدّره بذه العبارات ..حت صار الباشا
لكنه ل يزال منتشيا مدرا .. منوما تنويا مغناطيسيا !!
ل ..
سأله أولده :هاه ..هل وجدت عم ً ث قال الفلح :مرحبا وأهلً ..عندي عمل ..
فقال -بكل فخر : -نعم ..أنا الباشا ..كيف ل أجد لكن ل أدري هل يناسبك أم ل ؟
عملً .. قال الباشا :وما هو ؟
210
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كن ماهرا ف الروج من الوقف ..فإذا طلب منك أحد فقالوا :فماذا اشتغلت ؟!
شيئا ول تستطع قضاءه فعلى القل رده بعبارات جيلة .. فقال :اشتغلت ..هاه !! اشتغلت !!
كما قال : وبدأ يصحو من تديره ..ويدرك ما أصابه ..
ل خيل عندك تديها ول مال *** فليسعد النطق إن ل قال :اشتغلت ثورا !!!
تسعد الال
فلو علم شخص بأنك ستسافر إل مدينة معينة ..فحاءك قرار ..
وقال :أريدك أن تشتري ل حاجة من الدينة الت أنت اختر أطيب الكلم كما تتار أطيب الثمر ..
مسافر إليها ..وأنت ل رغبة لك ف قضاء حاجته لي
.81فليسعد النطق إن ل تسعد الال !!
سبب ..فكيف تيب ؟
من أحرج الواقف أن يقصدك صاحب حاجة ..ث
فليسعد النطق إن ل تسعد الال ..قل له :وال يا فلن
يرجع خائبا غي مقضية حاجته ..
ل من أناس كثي ..لكن
أخدمك بعيون ..وأنت أحب إ ّ
نعم قضاء حاجات الناس طاعة عظيمة ..ولو ل
أخشى أن يضيق وقت ..وعندي بعض الظروف تنعن
يكن فيها إل قوله : eلئن أمشي مع أخي ف
من إحضارها ..و ..
حاجة حت أثبتها له ،أحب إل من أن أعتكف ف
ولو دعاك إل وليمة وأردت أن تعتذر وخشيت أن يد ف
مسجدي هذا شهرا " ( )92لكفى ف فضلها ..
نفسه عليك ..فقدم مقدمات ..قل – مثلً – أنا ما
لكن بعض الاجات يصعب قضاؤها ..فليس كل
أعتبك إل كواحد من إخوان ..وأنت من أغلى الناس
من طلب منك أن تسلفه ما ًل قدرت على إعطائه
إل قلب ..لكن مشغول الليلة ..
..
وأنت ل تكذب فقد يكون شغلك هذا جلسة مع أولدك
ول كل من طلب منك مرافقته ف سفر قدرت
..أو قراءة ف كتاب ..أو نوم !! فهي كلها أشغال ..
على تلبية طلبه ..
وقد كان ممد eيلك الناس بأخلق يأسر با قلوبم ..
ول كل من طلب حاجة معك كقلم أو ساعة أو
انظر إليه عليه السلم ..وقد جلس مع أصحابه الكرام
غيها ..استطعت إعطاءها له ..
..
والشكلة أن أكثر الناس إذا ل تلبّ حاجاتم
فحدثهم عن البيتِ الرام ..وفضلِ العمرة والحرام ..
وجدوا عليك ف أنفسهم ..وقد يذمونك ف
فطارت أفئدتم شوقا إل ذاك القام ..
الجالس ..ويتهمونك تارة بالبخل ..وتارة
فأمرهم بالتجهز للرحيل إليه ..وحثهم على التسابق عليه
بالنانية ..وتارة ..
..
إذن ما العمل ؟!
فما لبثوا أن تهزوا ..وحلوا سلحهم وترزوا ..
فخرج eمع ألف وأربعمائة من أصحابه ..مهلي
( ) 92
211
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاب يسي على الرمضاء ..يرفل ف قيوده ..وهو يصيح بالعمرة ملبي ..يتسابقون إل البلد المي ..
:يا رسول ال ..فنظروا إليه ..فإذا هو أبو جندل ولد فلما اقتربوا من جبال مكة ..
سهيل بن عمرو ..وكان قد أسلم فعذبه أبوه وحبسه .. بركت القصواء -ناقة النب عليه السلم .. -
فلما سع بالسلمي ..تفلت من البس وأقبل ير قيوده فحاول أن يبعثها لتسي ..فأبت عليه ..
..تسيل جراحه دما ..وتفيض عيونه دمعا .. فقال الناس :خلت القصواء ( ..أي عصت )
ث رمى بسده التهالك بي يدي النب .. eوالسلمون فقال : e
ينظرون إليه .. ما خلت القصواء ..وما ذاك لا بلق ..ولكن
فلما رآه سهيل ..غضب !! كيف تفلت هذا الفت من حبسها حابس الفيل ( يعن فيل أبرهة لا أقبل به
حبسه ..ث صاح بأعلى صوته :هذا يا ممد أول من مع جيش من اليمن يريد هدم الكعبة فحبسهم ال
أقاضيك عليه أن ترده إل .. عن ذلك ) ..
فقال : eإنا ل نقض الكتاب بعد .. ث قال : Jوالذي نفسي بيده ل يسألون خطة
قال :فوال إذا ل أصالك على شيء أبدا .. يعظمون فيها حرمات ال ..إل أعطيتهم إياها ..
فقال : eفأجزه ل ..قال :ما أنا بجيزه لك ..قال : ث زجرها فوثبت ..فتوجه إل مكة ..حت نزل
بلى فافعل ..قال :ما أنا بفاعل ..فسكت النب .. e بالديبية قريبا من مكة ..فتسامع به كفار قريش
وقام سهيل سريعا إل ولده يره بقيوده ..وأبو جندل ..فخرج إليه كبارهم ليدوه عن مكة ..فأب إل
يصيح ويستغيث بالسلمي ..يقول : أن يدخلها معتمرا ..
أي معشر السلمي أرد إل الشركي وقد جئت مسلما .. فما زالت البعوث بينه وبي قريش..حت أقبل عليه
أل ترون ما قد لقيت من العذاب ..ول زال يستغيث بم سهيل بن عمرو ..
حت غاب عنهم .. فصال النب eعلى أن يعودوا إل
والسلمون تذوب أفئدتم حزنا عليه ..فت ف ريعان الدينة..ويعتمروا ف العام القادم..
الشباب ..يُشدد عليه العذاب .. ث كتبوا بينهم صلحا عاما ..وفيه :
وينقل من العيش الرغيد ..إل البلء الشديد .. اشترط سهيل :أنه ل يرج من مكة مسلم
وهو ابن سيد من السادات..طالا تنعم باللذات..وتلذذ مستضعف يريد الدينة ..إل ُردّ إل مكة ..أما من
بالشهوات .. خرج من الدينة وجاء إل مكة مرتدا إل الكفر ..
ث ير أمام السلمي بقيوده ..ليعاد إل سجنه وحديده .. فيُقبل ف مكة ..
وهم ل يلكون له شيئا ..مضى أبو جندل إل مكة فقال السلمون :سبحان ال !! من جاءنا مسلما
وحيدا ..يسأل ربع الثبات على الدين ..والعصمة نرده إل الكافرين !! كيف نرده إل الشركي وقد
واليقي ..أما السلمون فقد رجعوا مع رسول ال eإل جاء مسلما ..فبينما هم كذلك إذ أقبل عليهم ..
212
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ف الوس والزرج يوما إل الليل .. الدينة ..وهم ف حنق شديد على الكافرين ..
فقال له أبو بصي :وال إن لرى سيفك هذا يا فلن وحزن على السلمي الستضعفي ..ث اشتد
جيدا ..فقال :أجل وال إنه ليد لقد جربت به ..ث العذاب على الضعفاء ف مكة ..حت ل يطيقوا له
جربت ..فقال أبو بصي :أرن أنظر إليه ..فناوله إياه .. احتمالً ..
فما كاد السيف يستقر ف يده ..حت رفعه ث هوى به فبدأ أبو جندل ..وصاحبه أبو بصي ..
على رقبة الرجل فأطار رأسه ..فلما رجع الخر من والستضعفون ف مكة ..ياولون التفلت من
حاجته .. قيودهم ..
رأى جسد صاحبه مزقا ..مند ًل مزقا ..ففزع ..وفرّ حت استطاع أبو بصي tأن يهرب من حبسه ..
حت أتى الدينة ..فدخل السجد يعدو .. فمضى من ساعته إل الدينة ..يمله الشوق ..
فلما رآه eمقبلً ..فزعا ..قال :لقد رأى هذا ذعرا ويدوه المل ..ف صحبة النب eوأصحابه ..
.. مضى يطوي قفار الصحراء ..تترق قدماه على
فلما وقف بي يديه eصاح من شدة الفزع ..قال : الرمضاء ..
قُتِل وال صاحب ..وإن لقتول .. حت وصل الدينة ..فتوجه إل مسجدها ..فبينما
فلم يلبث أن دخل عليهم أبو بصي ..تلتمع عيناه شررا النب eف السجد مع أصحابه ..إذ دخل عليهم
..والسيف ف يده يقطر دما ..فقال : أبو بصي ..عليه أث ُر العذاب ..ووعثاءُ السفر ..
يا نب ال ..قد أوف ال ذمتك ..قد رددتن إليهم ث وهو أشعث أغب ..
أنان ال منهم ..فضمن إليكم ..قال :ل .. فما كاد يلتقط أنفاسه ..حت أقبل رجلن من
فصاح أبو بصي بأعلى صوته ..قال :أو ..يا رسول ال كفار قريش فدخل السجد ..فلما رآها أبو بصي
..أعطن رجا ًل أفتح لك مكة .. ..فزع واضطرب ..وعادت إليه صورة العذاب
فأعجب النب eبشجاعته ..لكنه ل يستطيع أن ينفذ له ..فإذا ها يصيحان ..يا ممد ..رده إلينا ..
طلبه فبينه وبي أهل مكة عهد .. العهدُ الذي جعلت لنا ..فتذكر النب eعهده
لكنه eأراد أن يرده بلطف ..فليسعد النطق إن ل يسعد لقريش أن يرد إليهم من يأتيه من مكة ..فأشار إل
الال .. أب بصي ..أن يرج من الدينة ..فخرج معهما
التفت eإل أصحابه وقال مادحا لب بصي :ويل أبو بصي ..فلما جاوزا الدينة ..نزل لطعام ..
أمه !! مسعّر حرب لو كان معه رجال .. وجلس أحدها عند أب بصي ..
فكانت هذه الكلمات بثابة التخفيف والعتذار من أب وغاب الخر ليقضي حاجته ..
بصي .. فأخرج القاعد عند أب بصي سيفه ..ث أخذ يهزه
e وظل أبو بصي واقفا عند باب السجد ينتظر إذن النب ..ويقول مستهزءا بأب بصي :لضربن بسيفي
213
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينصر .. له بالكوث ف الدينة ..
فلما دخلوا عليه وأخبوه أن النب eأذن لم بسكن لكنه eتذكر عهده مع قريش فأمر أبا بصي
الدينة ..وأن غربتهم انتهت ..وحاجتهم قضيت .. بالروج من الدينة ..فسمع أبو بصي وأطاع ..
ونفوسهم أمنت .. نعم ..وما حل ف نفسه على الدين ..ول انقلب
فاستبشر أبو بصي ..ث قال وهو يصارع الوت :أرون عدوا للمسلمي ..
كتاب رسول ال .. eفناولوه إياه .. فهو يرجو ما عند الليم الكري ..من الثواب
فأخذه فقبله ..ث جعله على صدره ..وقال :أشهد أن العظيم ..الذي من أجله ترك أهله ..وفارق ولده
ل إله إل ال ..وأشهد أن ممدا رسول ال ..أشهد أن ..وأتعب نفسه ..وعذب جسده ..
ل إله إل ال ..وأشهد أن ممدا رسول ال ..ث شهق خرج أبو بصي من الدينة ..فاحتار أين يذهب ..
ومات .. ففي مكة عذاب وقيود ..وف الدينة مواثيق
فرحم ال أبا بصي ..وصلى على نب الرحة وسلم وعهود ..
تسليما كثيا .. فمضى إل سيف البحر قريبا من جدة ..فنل
ومن السعاد بالنطق والسحر بالكلم ..أن تراعي من هناك ..ف صحراء قاحلة ..ل أنيس فيها ول
معك إذا جاملك ..وتتلطف معه .. جليس ..
ذكر أن امرأة فقية اضطجعت بانب زوجها على فراش فتسامع به السلمون الستضعفون بكة ..فعلموا
عتيق ..ف كوخ قدي ..جدرانه مرقعة ..وسقفه من أنه باب فرج انفتح لم ..فالسلمون ف الدينة ل
جذوع النخل .. يقبلونم ..والكفار ف مكة يعذبونم ..
فجالت ببصرها تنظر إل جدران بيتها ..ث ركّزت فتفلت أبو جندل من قيوده ..فلحق بأب بصي ..
بصرها إل السقف ..وسرحت بفكرها بعيدا ..ث قالت ث جعل السلمون يتوافدون إليه ف مكانه ..حت
: كثر عددهم ..واشتدت قوتم ..
تدري ماذا أتن ؟ فجعلت ل تر بم قافلة تارة لقريش ..إل
قال :هاه !! ماذا تتمني ؟ اعترضوا لا ..
قالت :أتن أن نلك بيتا كبيا تسعد فيه مع أولدك .. e فلما كثر ذلك على قريش ..أرسلوا إل النب
وتدعو إليه أصدقاءك ..ونلك سيارة فارهة ..ترتاح إذا e ناشدونه بال أن يضمهم إليه ..فأرسل النب
سقتها ..ويزيد راتبك ضعفي حت تسدد ديونك ..و .. إليهم أن يأتوا الدينة ؟ فلما وصل إليهم الكتاب ..
ومضت السكينة تسرد له بماس أسباب السعادة الت استبشروا وفرحوا ..
تتمناها له .. لكن أبا بصي كان قد أل به مرض الوت ..وهو
والرجل غارق ف أحلم خيبته ..يائس من صلح حاله يردد قائلً :رب العلي الكب من ينصر ال فسوف
214
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعود إل أصل كلمنا ..كيف تعل الدعاء مهارة ف ..ل يلك أية مهارة من مهارات الكلم ..
كسب قلوب الناس ..؟ فلما تعبت قالت له :وأنت ماذا تتمن ؟!
الناس عموما يبون الدعاء لم ..حت عند السلم عليهم فنظر إل السقف طويلً ث قال :أتن أن ينطلق
ولقائهم يفرحون إن دعوت لم .. جذع من هذا السقف ويقع على رأسك فيقسمه
فمع قولك :كيف الال وما الخبار ؟ أضف إليها :ال نصفي ..
يرسك ..ال يعلك مباركا ..ال يثبت قلبك ..
ول تكن عبارات دعائك مستهلكة أو اعتيادية مثل :ال حديث ..
يوفقك ..ال يفظك ..نعم هي دعاء حسن لكن :ما أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال سألوه
السامع اعتاد عليه حت ل يعد يرن ف أذنه عند ساعه .. :هذا وهذا ..يعن الفرج واللسان
وإن قابلت أحدا معه أولده ..فادع لم وهو يسمع ..
.82الدعاء ..
ال يقر بم عينك ..ال يمع شلكم ..ال يرزقك برهم
ل أعن هنا الكلم عن فضل الدعاء ..وآدابه
..ونو ذلك ..
وشروط إجابته ..
أنا أحكي هذا عن تربة ..لقد جربته كثيا كثيا ..
فهذا ليس له علقة مباشرة با نناقشه هنا وهو
فرأيته يسلب قلوب الناس سلبا ..
مهارات التعامل مع الناس ..
دعيت ف ليلة من ليال شهر رمضان قبل سنتي إل لقاء
وإنا أعن :كيف تعل الدعاء مهارة ف كسب
مباشر ف إحدى القنوات الفضائية ..
الناس ؟
كان اللقاء حول أحوال العبادة ف رمضان ..وكان
ومن ذلك أن تدعو ال أيضا أن يهديك إل أحسن
انعقاد اللقاء ف مكة الكرمة ف غرفة بأحد الفنادق مطلة
الخلق ..كما كان البيب eيدعو قائلً :
على الرم ..كنا نتحدث عن رمضان ..والشاهدون
(اللهم لك المد ..ل إله إل أنت ..سبحانك
يرون من خلل النافذة الت خلفنا العتمرين والطائفي
وبمدك ..ظلمت نفسي ..واعترفت بذنب ..
خلفنا على الواء مباشرة ..
فاغفر ل ذنوب ..ل يغفر الذنوب إل أنت ..
كان النظر مهيبا ..والكلم مؤثرا ..حت إن مقدم
اهدن لحسن الخلق ..ل يهدي لحسنها إل
البنامج رق قلبه وبكى أثناء اللقة ..
أنت ..
كان الو إيانيا ..ما أفسده علينا إل أحد الصورين !!
واصرف عن سيئها ..إنه ل يصرف سيئها إل
كان يسك كاميا التصوير بيد ..واليد الثانية فيها
أنت ..
سيجارة ..وكأنه يريد أن ل تضيع عليه لظة من ليل
()93
لبيك وسعديك والي بيديك .. ) ..
رمضان إل وقد أشبع رئتيه سيجارا !!
أزعجن هذا كثيا ..وخنقن وصاحب الدخان ..لكن ل
( ) أخرجه أبو عوانة 93
215
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت أفل تتمن أن يعطيك ال ما يعطيهم ؟ قال :بلى .. يكن بد من الصب ..فاللقاء مباشر ..وما حيلة
قلت :ارفع يديك ..وسأدعو لك .ز أمن على دعائي .. الضطر إل ركوبا !!
رفعت يدي وقلت :اللهم اغفر له ..قال :آمي ..قلت مضت ساعة كاملة ..وانتهى اللقاء بسلم ..
:اللهم ارفع درجته واجعه مع أحبابه ف النة ..اللهم .. ل الصور -والسيجارة ف يده -شاكرا
أقبل إ ّ
ول زلت أدعو حت رق قلبه وبكى ..وأخذ يردد :آمي مثنيا ..فشددت على يده وقلت ..وأنت أيضا
..آمي .. أشكرك على مشاركتك ف تصوير البامج الدينية
فلما أردت أن أختم الدعاء ..قلت :اللهم إن ترك ..ول إليك كلمة لعلك تقبلها ..قال :تفضل ..
التدخي فاستجب هذا الدعاء وإن ل يتركه فاحرمه منه .. تفضل ..
فانفجر الرجل باكيا ..وغطى وجهه بيديه وخرج من قلت :الدخان والسجا ..فقاطعن :ل تنصحن
الغرفة .. ..وال ما فيه فائدة يا شيخ ..
مضت عدة شهور ..فدعيت إل مقر تلك القناة للقاء قلت :طيب اسع من ..أنت تعلم أن السجاير
مباشر .. حرام وأن ال يقول ..فقاطعن مرة أخرى :يا
فلما دخلت البن فإذا برجل بدين يقبل عليّ ث ..يسلم شيخ ل تضع وقتك ..أنا مضى ل أكثر من أربعي
علي برارة ..ويقبل رأسي ..وينحن على يدي ليقبلها سنة وأنا أدخن ..الدخان يري ف عروقي ..ما
..وهو متأثر جدا .. فيه فااائدة ..كان غيك أشطر !!
فقلت له :شكر ال لطفك ..وأدبك ..وأقدر لك قلت :يعن ما فيه فائدة ؟!!
مبتك ..لكن اسح ل فأنا ل أعرفك .. فأحرج من وقال :ادع ل ..ادع ل ..
فقال :هل تذكر الصور الذي نصحته قبل سنتي ليترك فأمسكت يده وقلت :تعال معي ..
التدخي ؟! قلت تعال ننظر إل الكعبة ..
قلت :نعم .. فوقفنا عند النافذة الطلة على الرم ..فإذا كل
قال :أنا هو ..وال يا شيخ إن ل سيجارة ف فمي منذ شب فيه مليء بالناس ..ما بي راكع وساجد ..
تلك اللحظة .. ل مؤثرا ..
ومعتمر وباك ..كان النظر فع ً
ما أجل الذكريات إذا كانت سارة .. قلت :هل ترى هؤلء ؟
ف موسم الج قبل ثلث سنوات ..ذهبت للقاء كلمة قال :نعم ..
ف إحدى حلت الج الكبى ف صلة العصر .. قلت :جاؤوا من كل مكان ..بيض وسود ..
بعد الكلمة ازدحم الناس يسألون ويسلمون ..حاولت عرب وأعاجم ..أغنياء وفقراء ..كلهم يدعون ال
التخلص السريع لرتباطي بحاضرة بعدهم فورا ف حلة أن يتقبل منهم ويغفر لم ..
أخرى .. قال :صحيح ..صحيح ..
216
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت :نعم ..نعم .. لحظت من بينهم شاب يقدم رجلً ويؤخر أخرى
قال :أنا هو ..أبشرك ول المد أن ما وضعت ..مستحٍ أن يزاحم الناس ..
السيجارة ف فمي منذ تلك اللحظة ..تركت التدخي .. التفت إليه ..ومددت يدي نوه فصافحن ..ث
فصلحت كثي من أمور حيات .. سألته ف وسط الزحام : ..عندك سؤال ؟
هززت يده مشجعا ..ومضيت ..وقد أيقنت أن الدعاء قال :نعم ..
للناس ف وجوههم ..وهم يسمعون ..ربا يكون أكثر ل والناس مزدحون ..حت اقترب ..
فجررته إ ّ
تأثيا من النصح الباشر .. قلت :ما سؤالك ؟
ومثله لو رأيت شابا بارا بأبيه ..فقلت له :جزاك ال .. فقال وهو مستعجل :ذهبت لرمي المرات ..
ال يوفقك ..ال يعل أولدك بارين بك .. معي جدت وأخت ..وكان زحاما شديدا ..و ..
بل شك أن هذا الدعاء سيكون دافعا له أكثر .. انتهى من سؤاله ..فأجبته عليه ..
كان النب الكري ..عليه أفضل الصلة والتسليم .. شمت منه خلل ذلك رائحة دخان ..فتبسمت
مبدعا ف استعمال الدعاء لدعوة الناس وكسبهم والتأثي وسألته :تدخن ؟
فيهم لتقريبهم للدين .. قال :نعم ..
كان الطفيل بن عمرو سيدا مطاعا ف قبيلته دوس .. قلت :أسأل ال أن يغفر لك ..ويتقبل حجك ..
قدم مكة يوما ف حاجة ..فلما دخلها ..رآه أشراف إن تركت التدخي من هذه اللحظة ..
قريش ..فأقبلوا عليه ..وقالوا :من أنت ؟ قال :أنا سكت الشاب ..كان واضحا من وجهه أنه تأثر
الطفيل بن عمرو ..سيد دوس .. بالكلم ..
فقالوا :إن ههنا رجل ف مكة يزعم أنه نب ..فاحذر أن مضت ثانية أشهر ..
تلس معه أو تسمع كلمه ..فإنه ساحر ..إن استمعت فذهبت للقاء ماضرة ف إحدى الدن ..
إليه ذهب بعقلك .. أقبلت إل السجد ..فإذا شاب وقور ينتظرن عند
قال الطفيل :فو ال ما زالوا ب يوفونن منه ..حت بابه ..تفاجأت به لا رآن ..يقبل عليّ متحمسا
أجعت أل أسع منه شيئا ..ول أكلمه ..بل حشوت ف ويسلم برارة ..
ن كرسفا -وهو القطن – خوفا من أن يبلغن شيء
أذ ّ ل أعرفه ..لكن بادلته السلم والترحيب ..
من قوله ..وأنا مارّ به .. قال :هل عرفتن ..
r قال الطفيل :فغدوت إل السجد ..فإذا رسول ال قلت :أشكر لك لطفك ..ومبتك ..لكن ل
قائم يصلي عند الكعبة .. أعرفك ..
فقمت منه قريبا ..فأب ال إل أن يسمعن بعض قوله .. قال :هل تذكر الشاب الدخن الذي قابلته ف
فسمعت كلما حسنا ..فقلت ف نفسي :واثكل أمي ! الج ..ونصحته بترك التدخي ؟
217
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماله ورزقه بيد من ف السماء ..صحته وسقمه بيد من ف وال إن لرجل لبيب ..ما يفى عليّ الس ُن من
السماء ..منصبه وجاهه بيد من ف السماء ..بل حياته القبيح ..فما ينعن أن أسع من هذا الرجل ما
وموته بيد من ف السماء .. يقول ..فإن كان الذي به حسنا قبلته ..وإن كان
فإذا رضي أهل السماء ..فل عليه ما فاته من الدنيا .. قبيحا تركته ..فمكثت حت قضى صلته ..فلما
إذا أحبه ال ..فلبيغضه بعدها من شاء ..وليتنكر له من قام منصرفا إل بيته تبعته ..
شاء ..وليستهزئ به من شاء .. حت إذا دخل بيته دخلت عليه ..فقلت :يا ممد
فليتك تلو والياة مريرة ..إن قومك قالوا ل كذا وكذا ..
وليتك ترضى والنام غضاب ووال ما برحوا يوفونن منك حت سددت أذن
وليت الذي بين وبينك عامر بكرسف لئل أسع قولك ..وقد سعت منك قولً
وبين وبي العالي خراب حسنا ..فاعرض عليّ أمرك ..
إذا صح منك الود فالكل هي فابتهج النب عليه الصلة والسلم ..وفرح
وكل الذي فوق التراب تراب ..وعرض السلم على الطفيل ..وتل عليه
نعم ..أسلم الطفيل ف مكانه ..وشهد شهادة الق .. القرآن ..فتفكر الطفيل ف حاله ..فإذا كل يوم
ث ارتفعت هته ..فقال :يا نب ال ..إن امرؤ مطاع ف يعيشه يزيده من ال بعدا ..
قومي ..وإن راجع إليهم وداعيهم إل السلم .. وإذا هو يعبد حجرا ..ل يسمع دعاءه إذا دعاه ..
ل همّ
ث خرج الطفيل من مكة ..مسرعا إل قومه ..حام ً ول ييب نداءه إذا ناداه ..وهذا الق قد تبي له
هذا الدين .. ..
يصعد به جبل ..وينل به واد .. ث بدأ الطفيل يتفكر ف عاقبة إسلمه ..
حت وصل ديار قومه ..فلما دخلها ..أقبل إليه أبوه .. كيف يغي دينه ودين آبائه !! ..ماذا سيقول الناس
وكان شيخا كبيا .. عنه ؟!
فقال الطفيل :إليك عن يا أبت ..فلست منك ولست حياته الت عاشها ..أمواله الت جعها ..أهله ..
من .. ولده ..جيانه ..خلنه ..كل هذا سيضطرب ..
قال :ول يا بن ؟ قال :أسلمت وتابعت دين ممد .. r سكت الطفيل ..يفكر ..يوازن بي دنياه وآخرته
قال :أي بن دين دينك .. ..
قال :فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ..ث ائتن حت وفجأة إذا به يضرب بدنياه عرض الائط ..
أعلمك ما علمت .. نعم سوف يستقيم على الدين ..وليض من
فذهب أبوه واغتسل وطهر ثيابه ..ث جاء فعرض عليه يرضى ..وليسخط من يسخط ..وماذا يكون
السلم فأسلم .. أهل الرض ..إذا رضي أهل السماء ..
218
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال الطفيل ف نفسه ..هلكت دوْس .. ث مشى الطفيل إل بيته ..فأتته زوجته مرحبة ..
فإذا بالرحيم الشفيق .. rيقول " :اللهم اهد دوسا .. فقال :إليك عن ..فلست منك ولست من ..
اللهم اهد دوسا .. قالت :ول ؟ بأب أنت وأمي ..
ث التفت إل الطفيل وقال :ارجع إل قومك ..فادعُهم قال :فرّق بين وبينك السلم ..وتابعت دين
..وارفق بم .. ممد .. r
فرجع إليهم ..فلم يزل بم ..حت أسلموا .. قالت :فدين دينك ..
نعم ..ما أحسن قرع أبواب السماء .. قال :فقلت فاذهب فتطهري ..ث ارجعي إلّ ..
ليس الطفيل وقومه فقط ..وإنا غيهم كثي .. فواّته ظهرها ذاهبة ..
كان السلمون ف بداية الدعوة النبوية قلة ..ل يتعدوا ث خافت من صنمهم أن يعاقبها ف أولدها إن
ثانية وثلثي رجل .. تركت عبادته ..
فألـحّ أبو بكر يوما على رسول ال eف الظهور أمام فرجعت إليه وقالت :بأب أنت وأمي ..أما تشى
الناس بالدعوة ولجهر بالسلم .. على الصبية من ذي الشرى ..؟
:يا أبا بكر ..إنا قليل .. فقال وذو الشرى صنم عندهم يعبدونه ..وكانوا يرون
متحمسا ..فلم يزل يلحّ على رسول كان أبو بكر أن من ترك عبادته أصابه أو أصاب ولده بأذى ..
ال eحت اجتمعوا فخرجوا ..يتقدمهم رسول ال فقال الطفيل :اذهب ..أنا ضامن لك أن ل
.. يضرهم ذو الشرى ..
توجهوا إل السجد .. فذهبت فاغتسلت ..ث عرض عليها السلم
تفرقوا ف نواحي السجد ..كل رجل ف عشيته .. فأسلمت ..
وقام أبو بكر ف الناس خطيبا ..يدعو إل السلم .. ث جعل الطفيل يطوف ف قومه ..يدعوهم إل
ويذم آلتهم .. السلم بيتا بيتا ..ويقبل عليهم ف نواديهم ..
وثار الشركون على السلمي ..فضربوهم ف نواحي ويقف عليهم ف طرقاتم ..
السجد ضربا شديدا .. لكنهم أََبوْا إل عبادة الصنام ..فغضب الطفيل ..
كان الشركون كثي ..فتفرق السلمون .. وذهب إل مكة ..
أقبل جع منهم إل أب بكر ..وضربوه ضربا شديدا .. فأقبل على رسول ال rفقال :يا رسول ال ..
فوقع على الرض ف شدة الرمضاء .. إن دوسا قد عصت وأبت ..يا رسول ال ..
فدنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ..فجعل يضربه بنعلي فادع ال عليهم ..
مصوفي ..ويفركهما على وجهه .. فتغي وجه النب عليه الصلة والسلم ..ورفع
ث قام على بطن أب بكر ..حت سالت الدماء من وجه يديه إل السماء ..
219
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنه .. أب بكر ..وتزق لم وجهه ..حت ما يعرف فمه
وكانت أم جيل مسلمة تكتم إسلمها .. من أنفه ..
خرجت أمه حت جاءت أم جيل ..فقالت :إن أبا بكر وجاء بنو تيم قبيلة أب بكر ..يتعادون ..
يسألك عن ممد بن عبد ال .. وأبعدوا الناس عن أب بكر ..وحلوه ف ثوب حت
فقالت :ما أعرف أبا بكر ..ول ممد بن عبد ال .. أدخلوه منله ..
لكن أتبي أن أمضي معك إل ابنك ؟ وهم ل يشكون أنه ميت ..
قالت :نعم .. ث رجع قومه بنو تيم ..فدخلوا السجد ..وجعلوا
فمضت معها ..حت دخلت على أب بكر ..فوجدته يصرخون ف الشركي ..يقولون :
صريعا دنفا ..مزق الوجه ..مرهق السد .. وال لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة ..
فلما رأته أم جيل صاحت ..وقالت : ث رجعوا ال أب بكر ..وهو مغمى عليه ..
وال إن قوما نالوا هذا منك لهل فسق وكفر ..وإن ليدرون ..حي أو ميت !!
لرجو أن ينتقم ال لك منهم .. ظل أبو قحافة والد أب بكر ..مع قومه ..واقفي
قال :فما فعل رسول ال .. e عند أب بكر ..يكلمونه ..فل ييبهم ..
وكانت أم أب بكر بانبها ..فخافت أم جيل أن يفضح وأمه تبكي عند رأسه ..
أمر إسلمها ..فيؤذونا .. فلما كان آخر النهار ..فتح عينيه ..فكان أول
فقالت :يا أبا بكر ..هذه أمك تسمع .. كلمة قالا :
قال :فل شيء عليك فيها .. ما فعل رسول ال .. e؟!
..سال صال .. قالت :أبشر ..فرسول ال رضي ال عن أب بكر ..كان يهيم برسول ال
قال :فأين هو ؟ حبا ..ياف عليه أكثر ما ياف على نفسه ..
قالت :ف دار أب الرقم .. كان كل من حوله ..أبوه أمه ..قومه ..مشركي
فقالت أمه :قد علمت خب صاحبك ..فقم فأكل طعاما ..
..أو اشرب .. .. فغضبوا ..وجعلوا يسبون رسول ال
قال :فإن ل عل ّي أن ل أذوق طعاما أو شرابا ..حت ث قاموا ..وقالوا لم أب بكر :أطعميه شيئا أو
بعين .. أرى رسول ال اسقيه ..
فانتظرتا ..حت إذا هدأ الناس ..خرجتا به يتكيء فجعلت أمه تلح عليه ..
عليهما .فذهبتا به إل بيت أب الرقم .. ل :ما فعل رسول ال .. e؟
وهو يردد قائ ً
حت أدخلتاه على رسول ال .. e فقالت :وال مال علم بصاحبك ..
فلما دخل فإذا وجه جريح ..ودماء تسيل ..وثياب فقال :اذهب إل أم جيل بنت الطاب ..فسليها
220
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هريرة إل السلم .. مزقة ..
.. فدعا لا رسول ال يقبله ..فأكب عليه النب فرآه رسول ال
فرجع أبو هريرة إل أمه .. ..
فلما كان على الباب ..فإذا هو مغلق ..فحركه ليدخل وأكب عليه السلمون يقبلونه ..
.. ورقّ له رسول ال eرقة شديدة ..حت ظهر
فإذا بأمه تفتح له الباب ..وتقول :أشهد أن ل إله إل .. التأثر على وجهه الشريف
ال ..وأن ممدا رسول ال .. فأراد أبو بكر أن يفف عليه ..فقال :بأب وأمي
وهو يبكي من الفرح فرجع أبو هريرة إل رسول ال يا رسول ال ..ليس من بأس ..إل ما نال الفاسق
.. من وجهي ..
وجعل يقول :أبشر يا رسول ال ..قد استجاب ال ث قال أبو بكر ..البطل الذي يمل هم الدعوة ..
دعوتك ..وهدى ال أم أب هريرة إل السلم .. ويسن استثمار الواقف ..
ث قال أبو هريرة :يا رسول ال ..أدع ال أن يببن كان جريا ..جائعا عطشانا ..ومع ذلك ..قال
وأمي إل عباده الؤمني ..ويببهم إلينا .. :يا رسول ال ..هذه أمي برة بوالديها ..وأنت
:اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إل عبادك فقال مبارك ..فادعها ال ال عز وجل ..وادع ال لا
الؤمني ..وحببهم إليهما .. ..عسى ال أن يستنقذها بك من النار ..
قال أبو هريرة :فما على الرض مؤمن ول مؤمنة ..إل فدعا لا رسول ال .. eث دعاها ال ال عز وجل
()94
وهو يبن وأحبه .. ..فأسلمت فورا ف مكانا ..
كان الدعاء أصلً من الصول الت يتعاملون با ..
إضاءة .. .. أسلم أبو هريرة
( وقال ربكم ادعون أستجب لكم ) وبقيت أمه كافرة ..
كان يدعوها إل السلم فتأب ..
.83الترقيع !!
ما فدعاها يوما ..وألـحّ فأسعته ف رسول ال
أحيانا عند مارستنا لبعض الهارات مع الخرين نكتشف
يكره ..
بأننا أخطأنا تقدير الهارة الناسبة للشخص ..أو قد نكون
فضاق صدر أب هريرة بذلك ..وذهب إل رسول
وضعناها ف غي موضعها ..
وهو يبكي ..فقال : ال
مثل من رأى شابا وسيما ..فأراد أن يارس معه مهارة "
يا رسول ال ..إن كنت أدعو أمي إل السلم
كن لاحا " فقال له :ما شاء ال ما هذه الثياب الميلة
فتأب علي ..وإن دعوتا اليوم فأسعتن فيك ما
أكره ..فادع ال يا رسول ال أن يهدي أم أب
( ) رواه مسلم 94
221
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على مارسة الهارات لكنها سرعان ما تزول .. والرونق البهي والوجه السفر ..ث بدل أن يقول :
وأحيانا يكون تصرفك الحرج للخرين أو الحزن لم ما أسعد زوجتك بك ..قال :يا ليتك بنتا حت
ليس خاطئا ..لكن الوقف يفرضه علينا .. أتزوجك !!!
مثل أن يتلف اثنان من زملئك ..فترى أن الق مع مزحة ثقييييلة جدا ..أليس كذلك ؟!
أحدها فتقف معه ..وقد تعاتب الخر .. قال أحد الزملء :
أو قد يقع ذلك بي اثني من أولدك أو طلبك أو ف الامعة كان لدي طالب بليد لكن ال تعال
جيانك ..أو غيهم .. عوضه عن بلدته بشيء من الوسامة ..وكان
فما الل ؟ هل نسمح لذه الواقف أن تفقدنا الناس يلس ف آخر القاعة دائما ..ويسرح بفكره
واحدا تلو الخر ..ونن نتعب ف استقطابم والتحبب بعييييدا ..
إليهم .. كنت أطلب منه دائما أن يلس ف المام ليتابع ..
كل .. وهو يتغافل عن ذلك ..كنت أتنب إحراجه أو
إذن ما التصرف الصحيح ؟ إحراج غيه من الطلب فهم كبار ف الرحلة
الواب :أنك إذا أحسست أن أحدا ضاق صدره من الامعية ..
كلمة منك ..أو تضايق من تصرف معي فسارع فورا إل دخلت يوما فإذا هو منشغل آخر القاعة كعادته ..
مداواة الرح قبل أن يلتهب ..باستعمال أي مهارة فلما جلست على الكرسي قلت له :يا عبد
أخرى مناسبة .. الحسن ..تعال ف المام ..فقال :يا دكتور
كيف ؟! مكان مناسب وسأنتبه معك ..
خذ مثالً .. فقلت " :يا أخي اقترب قليلً خلنا نشوف
كانت مكة قبل أن يفتحها السلمون تت قبضة كفار خدودك اللوة " ..التفت بعض الطلب إليه
قريش .. معلقي ..فانقلب وجهه أحر ..
وكانوا قد ضيقوا على السلمي الستضعفي فيها .. شعرت أن وقعت ف حفرة ..فقلت -مرقعا : -
وسيطروا على أبناء السلمي الذين هاجروا ول يستطيعوا " ال يا هي بتنبسط البنت اللي بتتزوجك ..أما
أخذ أبنائهم معهم .. هؤلء فسيتعبون ليجدوا من توافق على الزواج بم
فعلً كانت حال السلمي عصيبة .. !!"..
أقبل النب eإل مكة معتمرا فردته قريش ..وكان ما ث بدأت ف شرح الدرس فورا دون أن أترك فرصة
كان من قصة الديبية ..وكتب eبينه وبي قريش ل ..تبسم الطالب
لحد ليفكر ف الوقف أص ً
صلحا ..واتفق نعهم أن يرجع إل الدينة من غي عمرة وانبلجت أساريره وجلس ف القدمة ..
على أن يأت ف العام القادم ويعتمر .. وإن كانت هذه الخطاء قد تقع ف بداية التدرب
222
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ث التفت إل جعفر وقال " :أشبهت خلقي وخلقي " .. ومضى eإل الدينة ..
فانظر كيف كان eحكيما ماهرا ف غسل قلوب وبعد سنة أقبل eمع الصحابة مرمي ملبي ..
الخرين وكسب مبتهم .. ودخلوا مكة ..واعتمروا ..
طيب ما رأيك أن نعود إل قصة صاحبنا الذي قال :يا لبث eفيها أربعة أيام ..فلما توجه خارجا منها
ليتك بنتا حت أتزوجك !! كيف يرقع ما خرّق ؟!! إل الدينة تبعته طفلة صغية هي ابنة حزة .. t
بي يديه عدة أبواب للهرب .. وكان قد قتل ف معركة أحد ..وبقيت ابنته يتيمة
منها أن يدخل ف موضوع آخر مباشرة –لئل يترك ف مكة ..
للسامع فرصة ليفكر ف الملة الارحة الت سعها منه – أخذت الصغية تنادي رسول ال .. r
فيقول مثلً :ال يرزقك حورية أجل منك ..قل :آمي تقول :يا عم يا عم ..
.. وكان علي يسي بانب النب eمع زوجته فاطمة
أو يطرح موضوعا بعيدا تاما ..كأن يسأله عن أخيه بنت رسول ال .. e
السافر ..أو سيارته الديدة ..أو نوها ..لئل يترك له فتناولا علي tفأخذ بيدها وناولا لفاطمة وقال :
أو لغيه من السامعي حوله أي فرصة للوقوع ف الرج دونك ابنة عمك ..
.. فحملتها فاطمة ..
فلما رآها زيد .. tتذكر أن رسول ال eقد
تربة .. آخى بينه وبي حزة لا هاجر إل الدينة ..فأقبل
ليس العيب أن تطئ إنا الطأ أن تصر عليه زيد إليها ليأخذها وهو يقول :بنت أخي ..أنا
أحق با ..
.84انظر بعيني ..
فأقبل جعفر وقال :ابنة عمي وخالتها تت ..يعن
نن نبدع ف أحيان كثية ف رؤية أخطاء الناس
أساء بنت عميس زوجته ..وأنا أحق با ..
وملحظتها ..وربا ف تنبيههم عليها ..
فقال علي :أنا أخذتا وهي ابنة عمي ..
ولكننا قلما نبدع ف رؤية الي الذي عندهم ..والنتباه
فلما رأى eاختلفهم ..قضى با لالتها ودفعها
إل الصواب الذي يارسونه ..لنمدحهم به ..
إل جعفر ليكفلها ..وقال " :الالة بنلة الم "
قل ذلك ف الدرس مع طلبه ..فكل الدرسي يذمون
..
الطالب البليد الهمل ف واجباته ..الكسول التأخر ف
ث خشي eأن يد علي أو زيد ف نفسيهما ..لا
ل منهم من يدح الطالب الجد
الضور دائما ..لكن قلي ً
نزعها منهما ..
..الذي يضر مبكرا وخطه حسن وكلمه جيد ..
فقال مواسيا لعلي " :أنت من و أنا منك " ..
كثيا ما ننبه أولدنا إل أخطائهم ..لكنهم يسنون ول
وقال لزيد " :أنت أخونا و مولنا " ..
223
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن قلبه كان ملوءا إيانا ..وكان eيلحظ ذلك فيه .. ننتبه إل قليلً ..
جالسا يوما .. فبينما النب ما يعلنا أحيانا نفوت فرصا كثية كنا من خللا
إذ جيء إليه بال فجعل يقسمه بي بعض أصحابه .. نستطيع أن ننفذ إل قلوب الناس ..
فأعطى رجا ًل ..وترك رجالً .. فمن أبدع مهارات الكلم ..أن تتدح الي الذي
فكأن الذين تركهم وجدوا ف أنفسهم ..وعتبوا ..لاذا عند الناس ..
ل يعطنا .. كان قوم أب موسى الشعري tلم اهتمام بتلوة
بذلك ..قام أمام الناس ..فحمد ال تعال فلما علم القرآن وحفظه ..وربا فاقوا كثيا من الصحابة ف
ث أثن عليه ..ث قال : كثرة تلوته وتسي الصوت به ..
أما بعد ..فوال إن لعطي الرجل ..وأدع الرجل .. يوما ف سفر .. فرافقوا النب
والذي أدع أحبّ إلّ من الذي أُعطي .. فلما أصبح الناس ..واجتمعوا قال عليه الصلة
ولكن أعطي أقواما لا أرى ف قلوبم من الزع واللع .. والسلم :
وأَكِ ُل أقواما إل ما جعل ال ف قلوبم من الي ..منهم : إن لعرف أصوات رفقة الشعريي بالقرآن حي
عمرو بن تغلب .. يدخلون بالليل ..وأعرف منازلم ..من أصواتم
فلما سع عمرو بن تغلب هذا الثناء على الل ..طار بالقرآن بالليل ..وإن كنت ل أر منازلم حي نزلوا
فرحا .. بالنهار .. )95(..
وكان يدث بذا الديث بعدها ..ويقول :فوال ما فكأنك بألشعريي وهم يستمعون هذا لثناء أمام
حر النعم (.. )97 أحب أن ل بكلمة رسول ال الناس يتوقدون حرصا بعدها على الي ..
وف يوم آخر .. أبا موسى .. وف ذات صباح ..لقي النب
..قائلً :من أسعد ..فسأل النب أقبل أبو هريرة فقال له :
الناس بشفاعتك يوم القيامة .. لو رأيتن البارحة وأنا أستمع لقراءتك ..لقد
-مشجعا – :لقد كنت أظن أن ل أحد يسأل فقال أوتيت من مزامي آل داود ..
عن هذا قبلك ..لا رأيت من حرصك على العلم .. فقال أبو موسى :لو علمت أنك تستمع لقراءت
أسعد الناس بشفاعت يوم القيامة ..من قال :ل إله إل ..لبتا لك تبيا (.. )96
ال خالصا من قلبه .. ل من عامة الصحابة
وكان عمرو بن تغلب tرج ً
وسلمان الفارسي ..كان من خيار الصحابة .. ..ل يتميز بعلم كما تيز أبو بكر ..ول بشجاعة
ل يكن من العرب ..بل كان ابنا لحد كبار فارس .. كما تيز عمر ..ول بقوة حفظ كأب هريرة ..
وكان أبوه يبه ويقربه ..لدرجة أنه كان يبسه ف البيت
( ) متفق عليه 95
224
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجهة نظر .. خوفا عليه ..
تفاءل وأحسن الظن بالناس ..وشجعهم ..لينطلقوا .. أدخل ال اليان ف قلب سلمان
أكثر خرج من بيت أبيه ..
سافر إل الشام باحثا عن الق ..احتال بعض
.85فن الستماع .. الناس عليه وباعوه إل يهودي على أنه عبد ملوك
مهارات جذب الناس وكسب قلوبم ..بعضها يكون ..
بفعل الشيء ..وبعضها يكون بتركه .. وحصلت له قصة طوييييلة ..حت وصل إل
فالبتسامة تذب ..كما أن ترك العبوس يذبم .. .. رسول ال
والحاديث الميلة والنكات واللطائف تذب الناس .. يقدر له ذلك .. فكان النب
كما أن الستماع إليهم والتفاعل مع أحاديثهم ..يذبم جالسا بي أصحابه يوما ..إذا فبينما كان
.. أنزلت عليه سورة المعة ..
فما رأيك أن أتكلم معك هنا عن :الدووووء الذاب !! يقرؤها على أصحابه ..وهم يستمعون فجعل
نعم ..بعض الناس ل يتكلم كثيا ..ول تكاد تسمع ..
صوته ف الجالس والتجمعات .. ي رَسُولًا
وهو يقرأ ُ " :هوَ اّلذِي َب َعثَ فِي اْلُأمّيّ َ
بل لو راقبته ف جلسة أو نزهة ..لرأيته ل يتحرك منه إل مّ ْن ُهمْ يَ ْتلُو َعلَ ْي ِهمْ آيَاِتهِ وَُيزَكّي ِه ْم وَُي َعلّ ُم ُهمُ الْكِتَابَ
رأسه وعيناه ..نعم قد يتحرك فمه أحيانا بالتبسم ..ل ي"
ضلَالٍ مّبِ ٍ
وَالْحِكْ َم َة وَإِن كَانُوا مِن قَبْ ُل َلفِي َ
بالكلم !! حقُوا ِب ِهمْ َو ُهوَ
فلما قرأ " :وَآ َخرِي َن مِ ْن ُهمْ لَمّا َيلْ َ
ومع ذلك يبه الناس ..ويأنسون بجالسته .. حكِيمُ " ..
اْل َعزِيزُ الْ َ
تدري لاذا ؟! قال رجل من الصحابة :من هؤلء يا رسول ال ؟
لنه يارس الدووووء الذااااب .. .. فسكت النب
فن الستماع له مهارات متعددة ..بل حدثن أحد فأعاد الرجل السؤال ..من هؤلء يا رسول ال ؟
الهتمي أنه حضر أكثر من خس عشرة دورة تدريبية ف فلم يرد عليه ..
مهارات الستماع !!.. فأعاد ..من هؤلء يا رسول ال ؟
قارن بي اثني : فلتفت النب إل سلمان ..
رجل إذا تكلمت بي يديه بقصة وقعت لك ..قاطعك ف ث وضع يده عليه وقال :لو كان اليان عند الثريا
أولا وقال :وأنا أيضا وقع ل شيء مشابه .. ..لناله رجال من هؤلء (.. )98
فتقول :له اصب حت أكمل ..
فيسكت قليلً ..فإذا انسجمت ف قصتك ..قاطعك
( ) رواه مسلم 98
225
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منها حديثا أو قصة ..بل على عادته يتكلم ..ويتكلم .. ل :صحيح ..صحيح ..نفس القصة الت
قائ ً
كانت كثية التذمر منه دون أن ينتبه إل سبب ذلك .. وقعت ل وهو أنن ذات مرة ذهبت ..
كان كل الناس يكرمونه ويدحونه إل هي ..فقرر أن فتقول له :أخي انتظر ..فيسكت ..ث ما يصب
يصطحبها معه يوما إل إحدى ماضراته لترى ما ل تر .. ل :عجل ..عجل ..
فيقاطعك قائ ً
قال لا يوما :ترافقين ؟ هذا الول ..
قالت :إل أين ؟ الثان ..
قال :ماضرة لحد الدعاة ..نستفيد منها .. كان وأنت تتحدث معه أو معهم ..يتلفت يينا
ركبت معه ف سيارته ..مشيا ..وقفا عند السجد .. ويسارا ..وقد يرج جهاز هاتفه من جيبه ..
كانت الماهي غفية ..كلهم جاؤوا يستمعون إل هذا ويكتب رسالة أو يقرأ شيئا من الرسائل ..أو من
الحاضر الفذ .. يدري لعله يلعب باللعاب اللكترونية الوجودة
دخلت هي إل قسم النساء ..ودخل هو وسط جهرة فيه !!
الناس واعتلى الكرسي وبدأ ماضرته .. أما الثالث ..فيملك مهارات الستماع ..تد
كان الناس ينصتون معجبي ..حت زوجته يبدو أنا أنك تتحدث وقد ركز عينيه برفق ينظر إليك ..
كانت معجبة !.. وتشعر بتابعته ..فهو تارة يهز رأسه موافقا ..
انتهت الحاضرة ..خرج إل سيارته وسط نشوة النجاح وتارة يتبسم ..وتارة يض ّم شفتيه متعجبا ..وربا
..وأقبلت زوجته وركبت السيارة بانبه .. ردد :عجيب ..سبحان ال ..
ل يدع لا فرصة ..بدأ يتكلم فورا عن زحة الناس .. أي هؤلء ستكون راغبا دائما ف مالسته ..
وجال السجد ..و ..ث سألا :ما رأيك ف الحاضرة ؟ وتفرح بزيارته ..وتنبلج أساريرك ف الديث معه
فقالت :كانت جيلة ومؤثرة ..ولكن من الحاضر ؟ ..؟ ل أشك أنه الخي ..
قال :عجبا ل تعرف صوته ..قالت :مع زحة الناس .. إذن جذب قلوب الناس ..ل يكون فقط بإساعهم
وضعف ساعات الصوت ل أنتبه كثيا .. ما يبون ..بل وبالستماع منهم لا يبون !!
فقال – منتشيا : -أنا ..أنا الحاضر .. أذكر أن أحد الدعاة البارزين من أوت منطقا
فقالت :آآآ ..وأنا أقول ف نفسي طوال جلوسي :ما ولسانا ..كان يتنقل متحدثا دائما ..ما بي منب
أكثر كلمه .. جعة ..وكرسي فتوى ..وماضرة ف جامعة ..
إذن ..الستماع إل الناس فن ومهارة .. فهو دائما يتكلم ..ويتكلم ..ويتكلم ..
بعض الناس ينسى أن ال جعل لك فما واحدا وأذني .. وكان الناس يرونه على النابر والقنوات الفضائية
ليستمع أكثر ما تكلم .. ويبونه ويرغبون ف استماع حديثه ..إل زوجته
وأظنه لو استطاع لقلب العادلة ..من شدة مبته ..فهو معها ف البيت دائما ..ول يكاد يستمع
226
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فانتفض ضماد وقال :أعد علي كلماتك هؤلء .. للحديث ..
فأعادها eعليه .. فعود نفسك على النصات ..حت لو كان لك
فقال ضماد :وال لقد سعت قول الكهنة ،وقول على الكلم ملحظة ..
السحرة ،وقول الشعراء ،فما سعت مثل هؤلء ف أوائل بعثة النب .. eكان عدد السلمي قليلً
الكلمات ..فلقد بلغن ناعوس البحر .. ..وكان الكفار يكذبونه ونفرون الناس عنه ..
فهلم يدك أبايعك على السلم .. ويشيعون أنه eكاهن وكذاب ..وربا أشاعوا أنه
فبسط النب eيده ..وأخذ ضماد يلع ثوب الكفر منون أو ساحر ..
ويردد :أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا عبده ف يوم من اليام قدم إل مكة رجل اسه ضماد ..
ورسوله .. وهو حكيم له علم بالطب والعلج ..يعال
فعلم eأن له عند قومه شرفا ..فقال له :وعلى الجنون والسحور ..
قومك ؟ أي تدعوهم إل السلم ؟ فلما خالط الناس سع سفهاء الكفار يقولون عن
فقال ضماد :وعلى قومي ..ث ذهب إل قومه هاديا رسول ال : eجاء الجنون ..ورأينا الجنون ..
داعيا .. فقال ضماد :أين هذا الرجل ؟ لعل ال أن يشفيه
إذن لتكون مستمعا ماهرا :.. على يدي ؟
أنصت ..هز رأسك متابعا .. فدله الناس على رسول ال .. e
تفاعل بتعابي وجهك كتقطيب البي حينا ..ورفع فلما لقيه ..قال ضماد :يا ممد ..إن أرقى من
الاجبي حينا آخر .. هذه الرياح ..وإن ال يشفي على يدي من شاء ..
والتبسم ..وتريك الشفتي بتعجب .. فهلم أعالك ..وجعل يتكلم عن علجه وقدراته
وانظر إل أثر ذلك فيمن يتكلم معك ..سواء كان صغيا ..
أو كبيا .. e والنب eينصت إليه ..وذاك يتكلم ..والنب
ستجد أنه يركز نظره عليك ..ويقبل بقلبه إليك .. ينصت ..أتدري ينصت إل ماذا ؟ ينصت إل
كلم رجل كافر جاء ليعاله من مرض النون !!
نتيجة .. آآآه ما أحكمه .. e
براعتنا ف الستماع إل الخرين ..تعلهم بارعي ف حت إذا انتهى ضماد من كلمه ..
مبتنا والستئناس بنا .. قال eبكل هدوووء :إن المد ل ..نمده
ونستعينه ..من يهده ال فل مضل له ومن يضلل
.86فن الوار ..
فل هادي له ..وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل
أل تذكر يوما من الدهر أنك جلست ف مكان فاحتد
شريك له ..
227
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ل ..
الصغية ..فكن جب ً الوار بينك وبي شخص ما ..فبقي ف نفسك
لا قدم النب rإل مكة فاتا ..بعدما نقضت قريش عليه بغض أو غضب أياما ..
العهد .. أو لعلك تذكر جدالً حصل بي اثني – وقد
كان .. rقد دعا ال أن يعمي عنه قريش ..ليبغتهم .. يكون ف قضية تافهة – وأنت تنظر إليهما وقد
قبل أن يستعدوا للقتال .. ارتفعت الصوات واحرت العيون ..ث تفرقا ..
فلما أقبل النب عليه الصلة والسلم ..إل مكة نزل واسثقل كل منهما صاحبه بعدها ..
قريبا منها .. إذن نن نتعب ف جذب بعض الناس إلينا بمارسة
ول تعلم قريش بشيء .. مهارات متنوعة ..ث نفرقهم عنا بوقف ل نسن
ولكنهم كانوا يتوجسون ويترقبون .. التصرف فيه ..
فخرج ف تلك الليلة الت نزل فيها النب عليه الصلة ومن ذلك عدم إتقان فن الوار ..
والسلم ..أبو سفيان ف نفر معه يتجسسون الخبار .. ل وعرا ..ينبغي أن يعتن
الحاور كالذي يصعد جب ً
وينظرون هل يدون خبا ..أو يسمعون به .. بوضع يده وموضع رجله ..فتجد صاعد البل
وجعل النب عليه الصلة والسلم ..يترقب الصبح ليغي ينظر إل الصخرة الت يريد أن يتعلق با ..
على قريش .. ويفحصها بنظره ويتأمل ف قوة ثباتا قبل أن يضع
فلما رأى العباس .. tذلك .. عليها قبضته ..وكذلك ف الصخرة الت يثبت
قال :واصباح قريش ! وال لئن دخل رسول ال rمكة عليها قدمه ..ث إذا أراد أن يرفع قدمه عن صخرة
عنوة أي بالقوة ..قبل أن يأتوه فيستأمنوه ..إنه للك نظر إل الصخرة قبل أن يغادرها خشية أن ل
قريش إل آخر الدهر .. يسن رفع رجله من عليها فتهوي به ..
فقام العباس ..فاستأذن النب عليه الصلة والسلم .. لن أطيل عليك الكلم ..فخيه ما قل ودل ..
فأذن له ..فركب على بغلة رسول ال rالبيضاء .. الدخول ف حوار أو جدال أمر غي ممود ..
ومضى يشي با .. ولعلك توافقن أن أكثر من %90من الوارات
وأبو سفيان ف أصحابه ..يقترب وينظر إل نيان والجادلت غي مفيدة ..
السلمي ..ويقول : فحاول تنب الدال قدر الستطاع ..ول تغضب
ما رأيت كالليلة نيانا قط ول عسكرا ..ما أعظم هذا إذا اعترض عليك أحد أو جادلك ..خذ المر
..من ترى هؤلء ..؟ بأريية قدر الستطاع ول تعذب نفسك بالتفكي ف
فقال صاحبه :هذه وال خزاعة حشتها الرب .. نية العترض ..وماذا يقصد ..ولاذا أحرجن
قال :خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيانا أمامهم ..ل تقتل نفسك بالم ..وتعامل مع
وعسكرها .. الوقف بدووووء ..فالرياح ل تز إل الصخور
228
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فدخل عليه عمر .. فبينما العباس يسي على البغلة ..
وجعل يقول :يا رسول ال ..هذا أبو سفيان ..قد إذا بأب سفيان وأصحابه ..قد قبضت عليهم خيل
أمكن ال منه بغي عقد ول عهد ..فدعن فلضرب عنقه الؤمني ..
؟ .. فأقبل أبو سفيان فزعا ..فركب خلف العباس ..
فقال العباس :يا رسول ال ..إن قد أجرته .. وجعل أصحابه يتبعونه فزعي ..والؤمنون خلفهم
ث جلس إل رسول ال .. rفأخذ برأسه ..وجعل يناجيه ..
ف أذنه .. فجعل العباس يسرع بأب سفيان ..إل رسول ال
وعمر يردد يا رسول ال ..اضرب عنقه .. .. r
فلما أكثر عمر ف شأنه .. وكلما مر بنار من نيان السلمي ..قالوا :من
التفت إليه العباس وقال : هذا ؟
مهلً يا عمر ! فوال أن لو كان من رجال بن عدي بن فإذا رأوا بغلة رسول ال .. rورأوا العباس عليها
كعب ..ما قلت هذا ..أي لو كان من قرابتك ..ما ..
قلت هذا ..ولكنك قد عرفت أنه من رجال بن عبد r قالوا :عم رسول ال .. rعلى بغلة رسول ال
مناف .. ..
فشعر عمر أنه سيدخل ف جدال ل يتناسب مع الال والعباس يسرع با ..ياف أن يفطنوا لب سفيان
الذي هم فيه ..ث ما الفائدة الرجوة من النقاش ف مسألة ..فيقتله أحد قبل أن يؤمنه النب عليه الصلة
لو كان من بن كعب رغب ف إسلمه أما من غيهم فل والسلم ..
يهمه !! حت مر بنار عمر بن الطاب tفقال :من هذا ؟
قال عمر بكل هدووووء :مهلً يا عباس ..مهلً .. وقام إليهم ..فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة
فوال لسلمك يوم أسلمت ..كان أحب إل من إسلم ..
أب الطاب لو أسلم ! صاح بالناس قال :أبو سفيان عدو ال ! ..المد
لن قد عرفت أن إسلمك ..كان أحب إل رسول ال ل الذي أمكن منك بغي عقد ول عهد ..
rمن إسلم الطاب .. فمنعه العباس ..
فلما سع العباس tذلك سكت .. ث ذهب عمر يشتد ..نو رسول ال .. r
انتهى الوار ..مع أنه كان ف إمكان عمر أن يطيله والعباس يسرع بالدابة ..حت سبقه ..فلما وصل
ويزيده ..فيقول :ماذا تقصد ؟!! هل تتهم نيت ؟! هل إل موضع النب .. rاقتحم العباس عن البغلة
تعلم ما ف قلب ؟! لاذا تثي النعرة القبلية ؟! سريعا ..
كل ل يقل ذلك ..فهم جيعا كانوا أرفع من أن ينغ فدخل على رسول ال .. r
229
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وال لقد ظننت أن لو كان ل مع ال إلهٌ غيه لغن عن الشيطان بينهم ..
شيئا! سكت عمر والعباس ..وأبو سفيان واقف ينتظر
فقال : rويك يا أبا سفيان أل يأن لك أن تعلم أن أن يأمر النب eفيه بشيء ..
رسول ال ؟ فقال : rاذهب به يا عباس إل رحلك فإذا
فقال أبو سفيان :بأب أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك أصبحت فأتن به ..
وأوصلك ! فذهب به العباس ..إل خيمته ..
أما هذه وال فإن ف النفس منها حت الن شيئا ! فبات عنده ..فلما أصبح أبو سفيان صبيحة تلك
فقال له العباس :ويك أسلم واشهد أن ل إله إل ال .. الليلة ..
وأن ممد رسول ال قبل أن تضرب عنقك ؟ ورأى الناس ينحون للصلة ..وينتشرون ف
ل ث قال :أشهد ..
فسكت قلي ً استعمال الطهارة ..خاف ..وقال للعباس :ما
فسر النب عليه الصلة والسلم ..سرورا عظيما .. بالم ؟
فقال العباس :يا رسول ال ..إن أبا سفيان رجل يب قال :إنم قد سعوا النداء فهم ينتشرون للصلة
الفخر فاجعل له شيئا .. ..
فقال " : rنعم ..من دخل دار أب سفيان فهو آمن " .. فلما حضرت الصلة ..ورآهم يركعون بركوعه
فقال أبو سفيان : ..ويسجدون بسجوده ..
فأنشد أبو سفيان tبي يدي رسول ال .. rأبياتا .. أقبل عليه العباس بعدما صلى ..ليمضي به إل
يعتذر إليه ما كان مضى منه .. رسول ال .. r
لعمرك إن يوم أحل راية فقال :يا عباس ما يأمرهم بشيء إل فعلوه ؟
لتغلب خيل اللت خيل ممد قال :نعم ..وال لو أمرهم بترك الطعام والشراب
لكالدل اليان أظلم ليله لطاعوه ..
فهذا أوان حي أهدي و أهتدي فقال أبو سفيان :يا عباس ..ما رأيت كالليلة ..
هدان هاد غي نفسي و نالن ول ملك كسرى وقيصر !
مع ال من طردت كل مطرد فلما انقضت الصلة ..غدا به إل رسول ال .. r
أصد و أنأى جاهدا عن ممد فلما رآه rقال :
وأدعى و إن ل أنتسب من ممد " ويك يا أبا سفيان ..أل يأن لك أن تعلم أنه ل
فقيل إنه حي قال :ونالن ..مع ال من طردت كل إله إل ال ؟
مطرد ..ضرب رسول ال rبيده ف صدره وقال " : فقال :بأب أنت وأمي ! ما أحلمك وأكرمك
أنت طردتن كل مطرد " .. وأوصلك !
230
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العترض قبل أن يشعره باعتراضه ..
أذكر أن شيخا كبي السن جلس ف ملس فتكلم عن فكرة ..
حادثة خصومة رآها بي اثني ف مطة وقود ..وكيف أن ليس الذكاء أن تنتصر عند الدال ..وإنا
شجارها زاد واشتد حت حل إل مفر الشرطة .. الذكاء أن ل تدخل ف الدال أصلً ..
فقفز أحد الالسي – من الثرثارين – مشاركا ف القصة
.87اقطع الطريق على العترضي ..
فقال :نعم صحيح ..وحصل بينهما كذا ..وفلن هو
من أكثر ما يوغر صدور بعض الناس على بعض ما
الخطئ ..وبدأ يذكر تفاصيل ل تدث ..
ينيه اللسان من مفاسد ..
فالتفت إليه الشيخ وكأن به يكاد ينفجر ..لكنه تاسك
ومن ذلك استعجال بعض الناس بالعتراض على
وقال بكل هدووووء :
الديث ومقاطعة التكلم دون تروّ ونظر ..فيثور
أنت هل حضرت الادثة ؟ قال :ل
عند ذلك جدال عقيم يوغر الصدور ويفسد
قال :فهل حدثك أحد من حضروها ؟ قال :ل
النفوس ..
قال :فهل اطلعت على ماضر التحقيق ؟ قال :ل
لن تستطيع إصلح جيع الناس وتأديبهم بالداب
عندها صاح الشيخ وقال :طيب يا ...كيف تكذبن
الشرعية ..أو تدريبهم على مهارات متميزة ..
وأنت ل تدري عن شيء !!
ودعنا نتجاوز مرحلة التنظي الت تلو لبعض الناس
فأعجبتن مقدماته قبل اعتراضه ..
أن يدندن عليها دائما بقوله :الفروض الناس
ولو أنه اعترض دون أن يذكر مقدمات يغلق با البواب
يفعلون كذا ..والفروض يتعودون على كذا ..
على صاحبه ..لكان لصاحبه مال واسع للخروج من
دعك من هذا ..وأ ّد الصلة على اليت الاضر –
الوقف ولو بالكذب ..
كما يقال .. -
فنحن أحيانا نتاج عندما نريد أن نقرر أشياء أن نقدم
أعن أننا ينبغي عند تعاملنا مع الخطاء أن ل
بقدمات نقنع با الخالفي قبل أن يعترضوا ..
ننشغل ببحث ما يب على الخرين أن يفعلوه بل
لا خرجت قريش لقتال النب eوأصحابه ف بدر ..كان
ماذا يب علينا نن أن نفعله ..
بعض العقلء فيها ل يريدون الروج ..لكن قومهم
عندما تريد أن تتكلم بشيء غريب قد يستعجل
أكرهوهم عليه ..
الخرون العتراض عليه ..ينبغي عليك أن تغلق
فعلم النب eبم ..وتأكد أنم وإن حضروا العركة فلن
عليهم أبواب العتراض بقدمات تيبهم فيها عن
يقع منهم قتال للمسلمي ..
أسئلتهم قبل أن يطرحوها ..بل وتزيل با
فلما اقترب eمن ميدان العركة ..أراد أن ينبه أصحابه
استغرابم قبل أن يتكلموا به ..
لذلك ..وأن ينهاهم عن قتلهم ..لكنه يعلم أنه سيقع ف
وبعض الناس يسن فعلً أن يغلق البواب على
قلوب بعض الناس سؤال :كيف ل نقتلهم وهم خرجوا
231
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فندم أبو حذيفة .. yعلى ما تكلم به ..وقال : لربنا !! لاذا استثن هؤلء بالذات ؟!
ما أنا بآمن من تلك الكلمة الت قلت يومئذ ..و ل أزال فقدم مقدمة أزال با العتراضات ث ذكر التوجيه
منها خائفا إل أن تكفرها عن الشهادة .. ..قام eف أصحابه وقال :إن قد عرفت أن
فقتل يوم اليمامة شهيدا .. y رجا ًل من بن هاشم وغيهم قد أخرجوا كرها ل
حاجة لم بقتالنا ..
نصيحة .. انتهى هذه مقدمة ..
كن ذكيا وتغدّ بم قبل أن يتعشوا بك ! ث قال :فمن لقي منكم أحدا من بن هاشم فل
يقتله ..
.88انتظر ..ل تعترض !!..
ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الارث بن أسد
أذكر أن ماضرا كان يتكلم عن فن الوار ..
فل يقتله ..
فعرض شيئا من قصة يوسف عليه السلم ..
ومن لقي العباس بن عبد الطلب ..عم رسول ال
فلما وصل إل قوله تعال ( ودخل معه السجن فتيان قال
rفل يقتله ..
أحدها إن أران أعصر خرا وقال الخر إن أران أحل
فإنه إنا خرج مستكرها ..
فوق رأسي خبزا تأكل الطي منه ) ..
فمضى الصحابة على ذلك ..وبدؤوا يتحدثون ف
جعل يتأمل ف الاضرين ث سألم :
مالسهم بذلك ..
ودخل معه السجن فتيان ؟! أيهما دخل قبل الخر ..
فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة :أنقتل آباءنا
يوسف أم الفتيان ؟
وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس ..
فصاح أحدهم :يوسف ..
وال لئن لقيته للمنه بالسيف ..
فصاح آخر :ل ..ل ..الفتيان ..
فبلغت الكلمة رسول ال .. rفالتفت إل عمر
فانطلق ثالث :ل ..ل ..بل يوسف ..يوسف ..
فقال " :يا أبا حفص " ..
فاستذكى رابع وقال :دخلوا مع بعض !!
قال عمر :وال إنه لول يوم كنان فيه رسول ال
وتكلم خامس ..وارتفع اللغط ..حت ضاع الوضوع
rبأب حفص ..
الساسي ..
قال rيا أبا حفص ( :أيضرب وجه عم رسول
ويبدو أن الحاضر قصد ذلك ..
ال بالسيف ! ) ..
فجعل يتأمل وجوههم ..والوقت يضي ..
فاستبشع ذلك ..وانتفض ..كيف يرد أمر رسول
ث ابتسم ابتسامة عريضة ..وأشار لم بفض الصوات
ال .. rأليس مسلما ..فصاح قال :
وقال :
يا رسول ال دعن فلضرب عنقه بالسيف ..
وما الشكلة !! دخل قبلهم أو دخلوا قبله !! هل تستحق
فوال لقد نافق ..
232
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.. السألة كل هذا اللف ؟!
لعل له عذرا وأنت تلوم .. فعلً ..لو تأملت واقعنا لوجدت أننا ف أحيان
كان زياد لطيفا حريصا على نصح الناس .. كثية نكون ثقلء على الخرين بكثرة اعتراضنا
وقف يوما عند إشارة مرور فإذا به يسمع صوتا عاليا على ما يقولون فيكون أحدهم متحمسا ف قصة
لغان غربية ..تي من أين هذا الصوت ..وأخذ يتلفت يكيها ..ث يفاجأ بن يعترض ويفسد عليه متعة
يبحث عن مصدره ..فإذا هو من السيارة الجاورة له .. الديث بالعتراض على أشياء ل تؤثر ف القصة
وإذا صاحبها قد زاد صوت الذياع إل أعلى درجاته .. شيئا ..
حت أسع البعيد والقريب .. نعم ..ل تكن ثقيلً تعترض على كل شيء ..
جعل صاحب يضرب على منبه سيارته وياول أن ينبه أذكر أن أخي الصغر سعود لا كان طفلً ف
ذاك الرجل إل خفض صوت مذياعه ..لكن الرجل ل السابعة ..دخل السجد لصلة العشاء ..ويبدو
يلتفت ول يرد ..يبدوا أنه لشدة انسجامه مع ما يسمع أنه كان مستعجلً وتأخر المام ف الجيء لقامة
صار ل يدري عما حوله .. الصلة ..فلما ضاق بذلك ذرعا توجه نو الؤذن
حاول زياد أن يتبي وجه السائق الذي أسدل غترته على وكان شيخا كبيا ضعيف السمع ووقف خلفه ..
جانب وجهه ..وبعد جهد رآه فإذا ليته تل وجهه !! ث قال ماولً تغيي صوته :أقم الصلة ..وكان قد
ازداد العجب ..شخص بذه اليئة بدل أن يستمع إل قبض على طرف أنفه بيده ..
القرآن يستمع الغان !! ل وبصوت عا ٍل أيضا !! ث ول هاربا ..
أضاءت الشارة خضراء ..ومشى الميع .. أما الؤذن فما كاد يسمع ذلك حت ترك ناهضا
أص ّر زياد على مناصحة الرجل فجعل يشي وراءه .. ليقيم الصلة ..فنبهه بعض الأمومي ..فجلس ..
وقف الرجل عند دكان ..ونزل ليشتري منه حاجة .. كان موقفا طريفا ..لكن ل أورده لطرافته ..
أوقف زياد سيارته وراءه وصار يتأمله وهو يشي فإذا وإنا لن جلست بعدها ف ملس فذكر أحد
الثوب قصي ..واللحية تل عارضيه .. الالسي القصة وقال ف أثنائها :وكان سعود
تسابقت إل قلبه الوساوس ..أظنه نزل ليخرج الن مستعجلً لنه سيذهب إل البحر مع أبيه _ مع
بعلبة سجائر !! العلم بأن الرياض ف صحراء ول تقع على ساحل
خرج الرجل فإذا ف يده ملة إسلمية !! بر .. -فتحيت هل أفسد عليه قصته وأعترض
ل يصب زياد ..وأخذ ينادي بلطف :يا أخي ..لو ..أم أن العلومة غي مؤثرة ف القصة فل داعٍ
سحت ..هيه .. للعتراض واكتساب العداوات ..فآثرت الثان
ل يرد عليه الرجل ول يلتفت .. وسكت ..
رفع صوته :هيه ..هيه ..لو سحت ..يا أخي ..اسع وأحيانا قد تعترض على شيء أنت غي فاهه أصلً
233
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لناسب أن تكتب قبل حاجتك شيئا من الثناء على جوده ..
وكرمه ومبته للخي ..ث بعد ذلك تكتب حاجتك .. وصل الرجل سيارته وركبها ..ول يلتفت ..
ومثله لو أردت حاجة من أبيك أو أخيك أو – من يدري نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه ..وقال :يا أخي
ربا – زوجتك ..يناسب أن تقدم قبلها بقدمة .. ..ال يهديك ..ما تسمع ..
فلو دعوت نفرا من أصدقائك إل مأدبة غداء ..وأردت نظر الرجل إليه وابتسم وشغل سيارته ..فاشتغل
أن تب زوجتك لتعد الطعام وتيئ البيت ..لناسب أن الذياع مباشرة بصوت مزعج جدا ..
تقول قبل ذلك ..بصراحة طعامك لذيذ ..جيع فثار زياد ..وقال :يا أخي حرام عليك ..
أصدقائي يفرحون إذا دعوتم لجل أن يأكلوا من عمل أزعجت الناس ..تريد تسمع الغان اسعها
يدك ..تصدقي !! لقد أكلت ف أرقى الطاعم ..وما لوحدك ..بدل ما تسمع قرآن تسمع أغانٍ ؟!
ذقت لذة كلذة طعامك أبدا ..وبصراحة رأيت البارحة فجعل الرجل يزيد ابتسامته ..والغان بأعلى
صديقا ل جاء من سفر ..ومن باب الجاملة قلت له تغد صوت ..
معي غدا ..فتفاجأت به أن وافق !!..فدعوت معه بعض ثار زياد أكثر ..وجعل وجهه يم ّر ..وصار يرفع
الصدقاء ..فليتك تعملي لنا طعاما .. صوته ليسمعه ..
هذا السلوب أحسن من صراخك إذا دخلت بيتك :يا فلما رأى الرجل أن المر وصل إل هذا الد ..
فلنة ..فلنة .. جعل يشي بيديه إل أذنيه وينفضهما ..
فتجيبك :لبيك ..أنا قادمة ..وهي تظن أنك ستدعوها ث أخرج دفترا صغيا من جيبه ومكتوب على أول
إل نزهة .. ورقة منه :
فتقول :بسرعة ..بسرعة ..الطبخ ..الطبخ ..عندي أنا رجل أصم ل أسع ..فضلً اكتب ما تريد !!
رجال سيأتون ..ل تتأخري بالغداء ..وانتبهي أثناء
إعداده ..و .. لحة ..
ومثله لو أردت أن تطلب إجازة من مديرك .. قال ال تعال " :وكان النسان عجولً " فانتبه ل
أو تب أمك أو أباك بب .. تغلب عجلتك تؤدتك ..
وقد قرأت ف سية النب الكرم .. eما يدل على ذلك
.89قبل نواكم ..صدقة ..
..
الطلبات الكبية تتاج إل تيئة الطلوب منه قبل
كان النب rقد رضع ف صغره قريبا من ديار هوازن ..
طلبها ..لئل يسارع إل الرفض ..
وكان يرجو أن يسلموا ..
وهذا عام ف الطلبات الشفهية والكتوبة ..
فبلغه ..أن هوازن قد جعت جوعها ..فخرج إليهم ..
فلو أردت أن تكتب إل غن تطلب منه حاجة ..
وقاتلهم ..
234
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيوف .. فنصر ال نبيه rعليهم ..فساق الغنائم ..
لا أقبل رسول ال .. rيريد العمرة ..خافت قريش .. فأقبل بعضهم إل رسول ال .. rوهو نازل
وكاد النب rأن يقاتلهم ..لول أنم ..ألوا عليه حت بالعرانة ..
كتب بينه وبينهم ..هدنة لدة عشر سنوات ..وقف وقد قتل من قتل من رجالم ..وجعل رسول ال
للقتال .. rالنساء والطفال ف مكان ..
وكان ف صلح الديبية ..لا كتب ..أنه من شاء من فقام منهم خطيبهم زهي بن صرد فقال :
القبائل أن يدخل ف عقد ممد وعهده دخل ومن شاء أن يا رسول ال إنا ف الظائر من السبايا خالتك ..
يدخل ف عقد قريش وعهدهم دخل .. وحواضنك ..اللت كن يكفلنك ..
فتواثبت خزاعة وقالوا :نن ندخل ف عقد ممد وعهده ولو أنا ملحنا لبن أب شر ..أو النعمان بن النذر
.. ..
وتواثبت بنو بكر وقالوا :نن ندخل ف عقد قريش ث أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك ..رجونا
وعهدهم .. عائدتم وعطفهم ..
وكان بي هذين اليي دماء وقتال .. وأنت رسول ال خي الكفولي ..ث أنشأ يقول :
واشتدت ضغينة قريش على خزاعة ..لكنهم خافوا أن امنن علينا رسول ال ف كرم
يصيبوهم بشيء فينتصر لم النب .. r فإنك الرء نرجوه و ننتظر
فلما مضى من هدنة الديبية ..نو السبعة أو الثمانية امنن على نسوة قد كنت ترضعها
عشر شهرا .. إذ فوك تلؤه من مضها الدرر
ل باء يقال له الوتي ..
وثب بنو بكر على خزاعة ..لي ً ل تعلنا كمن شالت نعامته
وهو قريب من مكة ..وطلبوا العانة من قريش .. و استبق منا فإنا معشر زهر
فقالت قريش :ما يعلم بنا ممد وهذا الليل وما يرانا من إنا لنشكر آلء و إن كفرت
أحد .. وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فأعانوهم عليهم بالكراع والسلح ..وقاتلوهم معهم .. وقد أدب ال الؤمني ..فقال ":يَا أَّيهَا اّلذِينَ
ففزعت خزاعة .. جوَا ُكمْ
آمَنُوا ِإذَا نَاجَيُْتمُ الرّسُو َل َف َقدّمُوا َبيْنَ َيدَيْ َن ْ
وقتل من قتل من رجالم ونسائهم وذراريهم .. ص َدقَةً" (.. )99
َ
فلما رأى رجل منهم وهو عمرو بن سال ..ما حل بقومه وكانت العرب ..إذا أرادت أن تستنجد بأحد ..
..ركب بعيه ..وهرب من يد قريش .. أو تطلب عونه ..أول ما تلجأ إل الكلم
حت قدم على رسول ال rف الدينة .. والشعار ..فتحدث ف النفوس مال تفعله
فدخلها فزعا ..مصابا مكروبا ..
( ) سورة الجادلة ( .. ) 12 99
235
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبغتهم ف بلدهم .. ث أقبل إل السجد ..عليه أثر الطريق ووعثاء
ورسول ال ..rقد اشتد غضبه على قريش ليانتهم .. السفر ..
فكان يتجهز ويقول :كأنكم بأب سفيان قد جاءكم يشد ووقف بي يدي رسول ال .. rفقال :
ف العقد ويزيد ف الدة " . يا رب إن ناشد ممدا
ث أقبل نفر من خزاعة آخرين إل رسول ال .. r حلف أبيه وأبينا التلدا
فيهم بديل بن ورقاء ..حت قدموا على رسول ال .. r قد كنتم وِلْدا وكنا والدا
فأخبوه با أصيب منهم ..ومظاهرة قريش بن بكر ثت أسلمنا فلم ننع يدا
عليهم .. فانصر رسول ال نصرا أبدا
فوعدهم النب rبالنصر ..وقال لم " :ارجعوا فتفرقوا وادع عباد ال يأتوا مددا
ف البلدان " ..وخشي أن تعلم قريش ببهم معه .. فيهم رسول ال قد تردا
فتقاتلهم ..قبل وصوله إليهم .. إن سيما خسفا وجهه تربدا
فانصرفوا راجعي إل ديارهم .. ف فيلق كالبحر يري مزبدا
فلقوا أبا سفيان بعسفان ..قد بعثته قريش إل رسول ال إن قريشا أخلفوك الوعدا
.. r ونقّضوا ميثاقك الؤكدا
يشد العقد ويزيد ف الدة ..وقد رهبوا أن يكون بلغه ما وجعلوا ل ف كداء رصدا
فعلوا .. وزعموا أن لست أدعوأحدا
ل ..خشي أن يكون أقبل من
فلما لقي أبو سفيان بدي ً فهم أذل وأقل عددا
عند رسول ال .. rفقال :من أين أقبلت يا بديل ؟ هم بيتونا بالوتي هجدا
فقال بديل :سرت ف خزاعة ف هذا الساحل ف بطن وقتلونا ركعا وسجدا
هذا الوادي .. فلما سع النب rهذا الكلم ..والشعر ..والنداء
فسكت أبو سفيان .. ..انتفض ..وغضب ..
فلما جاوزه بديل ..أقبل أبو سفيان إل مبك ناقة بديل .. وقال " :نصرت يا عمرو بن سال " ..
فأخذ من بعرها ففته بيده ..فرأى فيه نوى التمر ..فعلم ث قام ..مسرعا ..وأمر الناس بالتجهز للخروج
أن الناقة كانت بالدينة ..فهم الذين يطعمون دوابم نوى للقتال ..
التمر ..فقال أبو سفيان :أحلف بال لقد جاء بديل ففزع الناس يتجهزون ..وهم ل يعلمون أين
ممدا .. سيكون القتال ..
ث مضى أبو سفيان .. وقد خشي rأن يب بوجهته ..فيصل الب إل
حت وصل الدينة ..فتوجه إل بيت ابنته أم حبيبة زوج قريش ..وسأل ال أن يعمي على قريش خبه حت
236
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما كان منه مقطوعا فل وصله ال ! رسول ال .. r
فلما سع أبو سفيان ذلك ..تغي ..فكأنا لُطِم .. r فلما دخل أقبل ليجلس على فراش رسول ال
فخرج أبو سفيان وهو يقول :جزيت من ذي رحم شرا ..فطوته من تته ..
.. فقال :يا بنية ما أدري أرغبت ب عن هذا الفراش
فلما يئس ما عندهم دخل على علي ..فقال له : ..أو رغبت به عن ؟
r يا علي أنت أقربم ب نسبا ..فاشفع ل إل رسول ال فقالت :بل هو فراش رسول ال rوأنت مشرك
.. نس ..فلم أحب أن تلس على فراشه ..
فقال له علي :يا أبا سفيان ..إنه ليس أحد من أصحاب فعجب منها ..وقال :يا بنية وال لقد أصابك
رسول ال rيفتات على رسول ال rبوار ..أي ل بعدي شر !
يستطيع أحد منعه عن أحد إن أراده ..فهو ل ينطق عن ث مضى أبو سفيان إل رسول ال .. rفقال :يا
الوى .. ممد اشدد العقد وزدنا ف الدة ..
وأنت سيد قريش ..وأكبها ..وأمنعها ..فأجر بي فقال : rولذلك قدمت ؟ هل كان من حدث
عشيتك ..وامنع نفسك ..يعن :صح بالناس إن قد قبلكم ؟!
منعت نفسي ..ث الق بأرضك .. قال :معاذ ال ! نن على عهدنا وصلحنا يوم
قال أبو سفيان :أو ترى ذلك يغن عن شيئا .. الديبية ل نغي ول نبدل ..
قال :ل ..ولكن هو رأي أراه .. فسكت عنه النب .. rفكرر عليه أبو سفيان ..
فخرج أبو سفيان إل الناس ف الدينة ث صاح .. ورسول ال rل ييبه ..
أل إن قد أجرت بي الناس ..ول وال ما أظن أن يفرن فخرج من عند رسول ال .. r
أحد .. وأتى أبا بكر فقال :اشفع ل عند ممد ..أن يدد
فقام أبو سفيان ف السجد فقال :أيها الناس إن قد العقد ..ويزيد ف الدة ..أو امنعن وقومي ..
أجرت بي الناس .. فقال أبو بكر :جواري ف جوار رسول ال .. r
ث ركب بعيه فانطلق إل مكة .. ول أمنع أحدا منه ..وأما أنا فوال لو وجدت
فلما أن قدم على قريش قالوا :ما وراءك ؟ الذر تقاتلكم لعنتها عليكم ..
هل جئت بكتاب من ممد أو عهد ؟ فخرج أبو سفيان ..فأتى عمر بن الطاب فكلمه
قال :ل وال لقد أب علي .. ..فقال عمر بن الطاب :أنا أشفع لكم عند
وقد تتبعت أصحابه فما رأيت قوما للك عليهم أطوع رسول ال r؟
منهم له .. بل ما كان من حلفنا جديدا فأخلقه ال ..
ولقد جئت ممدا فكلمته ..فوال ما رد علي شيئا .. وما كان منه مثبتا فقطعه ال ..
237
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صاحبه :أقول لك :عن ..يعن عن .. ث جئت ابن أب قحافة فوال ما وجدت فيه خيا
قال فهد :طيب نقترب ونتأكد .. ..
اقتربا ..وجعل يركزان النظر أكثر وأكثر .. ث جئت عمر فوجدته أعدى عدو..
كان واضحا أن الذي أمامهما غراب !! ث جئت عليا فوجدته ألي القوم ..
قال فهد :يا أخي ..وال غراب .. وقد أشار علي بأمر صنعته ..فوال ما أدري هل
هز صاحبه رأسه بكل حزام وقال :عنـززززز يغن عنا شيئا أم ل ؟
سكت فهد ..واقتربا أكثر ..فشعر الغراب باقترابما قالوا :باذا أمرك ؟
فطااار .. قال :أمرن أن أجي بي الناس ففعلت ..
فصاح فهد :ال أكب ..غراب ..أرأيت غراب ..طار قالوا :هل أجاز ذلك ممد ؟
..فقال صاحبه :عننننـز ..لو طار !! قال :ل ..
لاذا أوردت هذه القصة ؟ قالوا :ويك ما زادك الرجل على أن لعب بك ..
أوردتا لجل أن أبي :أن هذه الهارات الت تقدمت فيما فما يغن عنا ما قلت ..
مضى من صفحات ..تصلح مع الناس عموما .. فقال :ل وال ما وجدت غي ذلك ..
لكن مع ذلك يبقى أن بعض الناس مهما مارست معه فاغتم أبو سفيان ..ودخل على امرأته فحدثها
مهارات ل يتفاعل معك .. الديث فقالت :
فلو مارست معه مهارة اللمح ..فقلت :ما شاء ال ما قبحك ال من وافد قوم ! فما جئت بي ..
أجل ثيابك ..كأنك عريس ..وأنت تتوقع منه أن يتبسم ث أقبل رسول ال .. rإل مكة فاتا ..
ويشكرك على لطفك ..فإنه ل يفعل ذلك ..وإنا ينظر
إليك شزرا ..ويقول :طيب ..طيب ..ل تامل ..ل ..بالشارة يفهمُ ..
تستخف دمك ..ونو ذلك من العبارات السامة الت اللقمة الكبية تتاج لضغ جيد قبل ابتلعها
تدل على عدم خبته ف التعامل مع الناس ..
.90ليس مهما أن تنجح دائما ..
ومثله الرأة الت قد تارس مع زوجها مهارات ..كمهارة
كان فهد يشي مع صاحبه -العنيد الكابر -ف
ل ..فيحكي نكتة باردة ..فتتفاعل معه
التفاعل مث ً
صحراء فرأيا سوادا رابضا على التراب ..تفيه
ضاحكة ..فيقول :طيب ..ل تغصب نفسك على
الريح تارة وتظهره تارة ..
الضحك ؟!!
التفت فهد إل صاحبه وسأله :تتوقع ..ما هذا ؟!
إذا واجهت هذه النوعيات من الناس فاعلم أنم ل يثلون
فقال صاحبه :هذه عن !!
الجتمع ..
قال فهد :بل غراب ..
ولقد جربت هذه الهارات بنفسي ..نعم وال جربتها
238
حـيـاتِـكع ب ِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ َ
سـتَـمـتـ ْ
ا ْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقولون ل :يا عبد العزيز أنت تغيت ف تعاملك معنا بنفسي فرأيت آثارها ف الناس ..كبارا وصغارا ..
منذ شهر .. بسطاء وأذكياء ..وأصحاب مناصب عليا ..
ففكرت ف ذلك فإذا أنا أطبق ما تعلمته من مهارات ف وطلب عندي ف الكلية ..ومع أولدي ..فرأيت
الدورة السابقة ..فجئت لحضر الدورة مرة أخرى لا أعاجيب ..
لتأكيد ما تعلمته من مهارات .. بل جربتها مع متلف الجناس والنسيات ..
إذا كنت جادا ف التغيي فكن بطلً وابدأ الآآآن .. فرأيت آثارها ..
وال إن لك ناصح ..
باختصار ..
هل أنت جاد ف التغيي ؟
ل وابدأ الن
.91كن بط ً
أذكر أن ألقيت دورة ف مهارات التعامل مع الناس
..كان عبد العزيز من بي الضور ..كان تأثره
واضحا ..
لحظته يكتب كل شاردة وواردة ..
مضت أيام الدورة الثلثة ..وتفرقنا ..
بعدها بشهر ألقيت الدورة نفسها مرة أخرى ..
فلما نظرت إل الضور ..فإذا عبد العزيز يلس
ف الصف الول !!
تلكن العجب !! لاذا يضرها مرة أخرى وهو
يعلم أن سأعيد الكلم نفسه !
لا أذن للصلة ..أخذته ومشيت به جانبا ..
وسألته :عبد العزيز ..لاذا تضر مرة أخرى ..
وأنت تعلم أن سأعيد الكلم نفسه !! ..والذكرة
الت بي يديك هي نفسها الذكرة السابقة !!
والشهادة الت ستحصل عليها هي الشهادة
نفسها !! يعن لن تستفيد شيئا ..
فقال ل :تصدق !! وال إن أصحاب وزملئي
239