You are on page 1of 26

‫تقنيات تحليل موضوع إنشائي‬

‫إعداد ‪ -:‬أحمد الحامـدي‬


‫‪ -‬عبد العزيز الشرفي‬

‫‪1‬‬
‫الكفاية المستهدفة ‪ :‬تمثل المعارف الضابطة وتطبيقها‬
‫لفهم وتحليل أي موضوع إنشائي انطلقا من نصه‬

‫مدخل‬

‫تهدف هذه المصوغة إلى مساعدة المترشحين لجـتياز المتحانات‬


‫المهـنية من أجل الترقي لتكون وثيقة مرجعية يستأنس بها المعنيون للتمكن من‬
‫الضوابط المعرفية ومتطلباتها التقنية في معالجة أي موضوع إنشائي ‪.‬‬
‫هذا ‪ ،‬ومن المعلوم أن كل كتابة إنشائية تمر عبر سلسلة من العمليات‬
‫تنطلق من قراءة وفهم نص الموضوع وتنــتهي بتـقديم منتوج كـتابي‬
‫نهائي ‪ ،‬مـرورا بعمليات التحـليل و البناء و التحرير ‪.‬‬
‫وقبل الخوض في الحديث عن هذه السلسلة ارتأينا أن نقدم ثلث ورقات‬
‫أساسية ‪ :‬الولى تعالج مجموعة من المعارف القاعدية الضابطة التي تفرضها‬

‫‪2‬‬
‫كتابة أي موضوع إنشائي ‪ ،‬والثانية تتضمن معالم طريقة منهجية في كتابته ‪،‬‬
‫أما الثالثة فتشمل تطبيق هذين الورقتين في عملية الصياغـة ‪.‬‬

‫الورقة الولى‬

‫سنحاول في هذه الورقة ضبط بعض المعارف القاعدية التي لها علقة بعادات‬
‫وتقاليد الكتابة النشائية والمفاهيم المنظمة لها والتي تتطلبها كتابة أي موضوع إنشائي ‪،‬‬
‫كما سنقوم ‪ ،‬في الوقت نفسه ‪ ،‬بإدراج هذه المعارف ضمن عمليتين أساسيتين لبد أن‬
‫يكون المرء على بينة منهما ‪ ،‬وهو على عتبة كتابة الموضوع بتوجيه من نصه ‪ ،‬وهاتان‬
‫العمليتان هما ‪ :‬عملية قراءة وفهم نص الموضوع ‪ ،‬وعملية تحليله ‪.‬‬

‫مــــــكــونــــــاتــــــهـــا‬ ‫العـمليا‬
‫ت‬
‫قراءة نص الموضوع وفهمه ‪:‬‬
‫‪ - 1‬القراءة ‪:‬‬
‫عمليـة‬
‫* معناها ‪ :‬فك الرمـوز أو العـلمات المكـتوبة وربطـها بدللتـها‬
‫الموضوعـة لـها ‪.‬‬
‫* كيفيتها ‪ :‬قـراءة مـتأنـية فاحصة ‪ ،‬وصامـتة إذا كان المكـان الذي‬
‫سـتكتب فيهيتطلب الصمت ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفهم ‪:‬‬ ‫الـقراءة‬
‫‪ .‬معنـاه ‪ :‬قدرة الـقارئ على استيعاب المضمون والتعبير عن نفس‬ ‫‪1.2‬‬

‫‪3‬‬
‫الفـكار والمعاني التي يتضمنها النص المقروء بلغته الخاصة ‪.‬‬
‫تحديد البنية المفهومية لنص الموضوع ‪ :‬يمكن اعتبار نص الموضوع‬ ‫‪.2.2‬‬

‫كأي نص آخر يتميز من جهة بطابع النغلق ( الستعصاء على الفهم ) ومن جهة‬
‫أخرى يحمل طيه مجموعة من المصطلحات والمفاهيم التي يشكل تحديدها مفتاحا له ‪.‬‬
‫والفهـم‬
‫وبعبارة أخرى كل نص هو تقاطع بين عنصرين ‪ :‬منطوق النص ومفهومه ‪ ،‬فمفهوم‬
‫النص ل يمكن الوصول إليه إل بتحديد بنيته المفاهيمية التي يتضمنها منطوقه ‪.‬‬
‫ربط البنية المفهومية بسياقها العام ‪ :‬نعني بالسياق العام جملة الشروط‬ ‫‪.3.2‬‬

‫المعرفية والتاريخية والجتماعية المتحكمة في إنتاج وصياغة المفاهيم وتداولها ‪.‬‬


‫في غياب ضبط العلقة بين البنية المفهومية لنص النطلق وبين سياقها العام‪،‬‬
‫تصبـح الكتابة لغية – ل مصداقية لها – لنها لم تلتزم بالحدود التي يرسمها هذا‬
‫السياق المحدد للشروط التاريخية والجتماعية والمعرفية والتداولية التي أفرزت تلك‬
‫المفاهيم ‪.‬‬
‫تحديد معطيات الموضوع ‪ :‬يتم فهم " بماذا يتعلق المر " ؟ أو ما‬ ‫‪. 4 .2‬‬

‫المطلوب من نص الموضوع ؟ عبر اعتماد شبكة من السئلة المساعدة على‬


‫استجلء معطيات هذا النص ‪ :‬من ؟ ما الذي ؟ مـتى ؟ أين ؟ كيف ؟ لماذا ؟‬
‫______‬
‫بماذا ؟ ما الذي حدث ؟ ما ذا يجب عمله ؟‬
‫إدراك إشكالية نص الموضوع ‪ :‬كل نص ‪ ،‬كيفما كان نوعه ‪ ،‬يتضمن‬ ‫‪.5.2‬‬

‫إشكالية خاصة صريحة أو ضمنية ‪.‬‬


‫عملية‬
‫وإدراك إشكالية نص الموضوع معناه استخراج بنيتها الستفهامية من جهة ‪،‬‬
‫وربطها بالشكالية العامة التي ينخرط فيها هذا النص ‪ .‬فقد يطرح نص الموضوع‬
‫إشكالية التلوث ‪ ،‬إل أن هذه الشكالية الخاصة يمكن ربطها بإشكالية عامة هي علقة‬
‫النشاط النساني عموما بالبيئة ‪ ،‬سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي ‪.‬‬
‫_______________________________________________________‬
‫_‬
‫‪ - 1‬تحديد الفكرة الموجهة ‪:‬‬ ‫التحليل‬

‫كل تعبير أدبي أو كتابة أدبية أو إنشائية هي بلورة وتعميق وتوسيع لفكرة‬
‫وحيدة تعكس المنظور الشخصي لكاتب النص النشائي وتوجه تأويله واختيار أفكاره‬
‫وهو يعالج نص الموضوع ‪ .‬وهذه الفكرة الوحيدة الموجهة لعمل الكاتب يمكن الكشف‬
‫عنها بطرح السؤال ‪ :‬لي غرض وبأي نية أو قصد سأكتب هذا الموضوع ؟ أو ما هو‬

‫‪4‬‬
‫المطلوب مني وأنا أكتب هذا الموضوع ؟ أو ما ذا يمكنني قوله في هذا الموضوع ؟‬
‫‪ - 2‬تحديد الفكار الرئيسية ‪:‬‬
‫من أجل تبليغ أدق للفكرة الموجهة يعمد كاتب النص النشائي إلى بلورتها‬
‫وتعميقها من خلل مجموعة من الفكار الجديدة التي يتم استخلصها من معطيات‬
‫الموضوع ( السابقة الذكر ) ‪ :‬هذه الفكار الجديدة التي تعمق الفكرة الموجهة مع تطابقها‬
‫و معطيات الموضوع ‪ ،‬نسميها الفكار الرئيسية ‪.‬‬
‫‪ - 3‬طريقة العرض ‪:‬‬
‫عـملـية‬
‫ونعني بها الكيفية التي تنتظم بها الفكار الرئيسية‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫التي اختارها الكاتب كتعبير ممنهج ومنظم عن الفكرة الموجهة حتى‬


‫تجد هذه الخيرة طريقها إلى الفهام ‪.‬‬
‫عندما يكون العرض مبنيا على الترتيب الزمـني‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪-‬‬

‫كما هو الشأن بالنسبة للسرد التاريخي ‪ ،‬نقول إن طريقة العرض ذات‬


‫طبيعة زمانية أو ذات بعد تسلسل زماني ‪.‬‬
‫عندما يكون العرض محكوما بالتجاه الذي يأخذه‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪-‬‬

‫حل عقدة الصراع بين شخصيات النص ‪ ،‬حسب الفكرة الموجهة ‪ ،‬نقول‬
‫إن طريقة العرض ذات طبيعة درامية أو مأساوية ‪.‬‬
‫التحليـل‬
‫‪ . 4‬عندما يكون العرض مبنيا على إيراد الفكار‬ ‫‪-‬‬

‫والطروحات ونقائضها نقول إن العرض ذو طبيعة جدلية ‪ ،‬كأن نأتي‬


‫بفكرة أو أطروحة مناقضة لفكرتنا أو أطروحتنا ونعمل على دحضها‬
‫إثباتا لفكرتنا أو أطروحتنا ‪.‬‬
‫يمكن لعناصر الموضوع أو معطياته أن تقدم دون‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪-‬‬

‫اعتبار لما ذكر من أنماط العروض السابقة ‪ ،‬وفي هذه الحالة نلجأ إلى‬
‫العرض المنطقي ‪.‬‬
‫عندما يكون العرض مبنيا على تجزيء القضية‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪-‬‬

‫إلى قضايا صغرى يتولد اللحق منها عن السابق ‪ ،‬والربط بينها ربطا‬
‫عمليـ‬
‫يعتمد نظاما تفسيريا تصاعديا يتوخى الوضوح والفادة عبر التسلسل‬
‫ة‬
‫المنطقي لحظة النتقال من المقدمات إلى النتائج ‪ ،‬نقول ‪ :‬إن العرض‬
‫ذو طبيعة منطقية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬شكل التقديم ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪5‬‬
‫إن تصميم منتوج أدبي مكتوب ما يترجم أمام‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫أعين وذهن القارئ بواسطة مجموعة من التقسيمات التي تطبع توالي‬


‫وتتالي الفكار الرئيسية بطابع التمييز والتنظيم أثناء تعميق الفكرة‬
‫الموجهة والتوسع فيها ‪.‬‬ ‫التحليـل‬
‫إن تقسيمات النص هي شكل التقديم الذي اعتمده‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكاتب في عرضه لفكرته الموجهة ‪.‬‬


‫هذه التقسيمات التي تبرز الفكار الرئيسية‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪-‬‬

‫كمتواليات متميزة ومنظمة هي ما نسميه شكل التقديم ‪.‬‬


‫أول تقسيم للنص هو المقدمة ‪ ،‬وهي فقرة‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪-‬‬

‫تتصدر المنتوج الدبي ‪ ،‬يبين فيها المؤلف أو الكاتب معطيات الموضوع‬


‫‪ ،‬ويهيئ ذهن المتلقي إلى التصور الذي سيعالج من خلله الفكرة‬
‫الموجهة ‪.‬‬
‫قد ل تكون المقدمة فقرة قائمة بذاتها بقدر ما‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪-‬‬

‫تكون جمل تتصدر فقرة من فقرات العرض ‪.‬‬


‫العرض ينقسم بدوره إلى مجموعة من‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفقرات ‪ ،‬كل فقرة منه تعالج فكرة من الفكار الرئيسية ‪.‬‬


‫الفقرات ( فقرات العرض ) تتسلسل وفق نظام‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪-‬‬

‫من الوضوح والفادة يتصاعد ليحقق في الخير غرض إيصال الفكرة‬


‫الموجهة وتبليغها ‪.‬‬
‫كل منتوج أدبي ينتهي بإضاءة للفكرة‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪-‬‬

‫الموجهة ‪ ،‬هذه الضاءة تسمى بالخاتمة ‪.‬‬


‫إذا كانت المقدمة تهيئ لمعالجة الموضوع تبعا‬ ‫‪.9‬‬ ‫‪-‬‬

‫للمعنى العام للفكرة الموجهة ‪ ،‬فإن الخاتمة تنهي العرض بالكشف عن‬
‫الفكرة الموجهة ‪.‬‬
‫نخلص إذن ‪ ،‬إلى أن المقدمة‬ ‫‪. 10‬‬ ‫‪-‬‬

‫والخاتمة هما بمثابة إطار للعرض ‪.‬‬


‫‪ - 5‬طبيعة السلوب ‪:‬‬
‫لترجمة المشاعر والنفعالت ‪ ،‬التي يريد‬ ‫‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكاتب مشاطرتها المتلقي ‪ ،‬يعمد إلى طريقته الخاصة في اختيار ونظم‬

‫‪6‬‬
‫وتأليف المفردات والعبارات وهو يعالج الموضوع من زاويته الخاصة ‪.‬‬
‫هذه الطـريقة يتولد عنها ما يمكن أن نسميه‬ ‫‪.2‬‬ ‫‪-‬‬

‫شكل أو بناء الكلم ‪ /‬التعبير ‪ /‬القول ‪ ،‬أو صورته التي تعمل على‬
‫تحريك طاقة الستحضار والتخيل لدى المتلقي حتى يتمكن من تمـثل‬
‫أفكار الكاتب سواء أكانت ثانوية أو موجهة ‪.‬‬
‫الكتابة أو القول اليحائي ( الشعر في العم‬ ‫‪.3‬‬ ‫‪-‬‬

‫والنثر الدبي في الغالب ) كثيرا ما يستعمل الصور البلغية ( التشبيه ‪،‬‬


‫الستعارة ‪ ،‬الكناية ‪ ،‬المجاز ) ‪.‬‬
‫التفسير والوصف يحركان طاقة الستحضار‬ ‫‪.4‬‬ ‫‪-‬‬

‫والتخيل من خلل اعتماد الصور التي تستوفي خصائصها من الواقع أو‬


‫من الشيء الذي يحاول الكاتب وصفه أو الموضوع الذي يريد تفسيره ‪.‬‬
‫ليست هناك حدود فاصلة داخل النصوص في‬ ‫‪.5‬‬ ‫‪-‬‬

‫هذين النمطين من الصور ‪ ،‬قد نجد صورا واقعية في الكتابة اليحائية ‪،‬‬
‫كما يمكن أن نجد صورا بلغية داخل الكتابة التفسيرية أو التوضيحية‬
‫أو الحجاجية ‪.‬‬
‫حسب درجات اليقين والنفعال التي تحركها‬ ‫‪.6‬‬ ‫‪-‬‬

‫الجمل الشاملة للصور في المتلقي ‪ ،‬يلجأ الكاتب أو المؤلف إلى هذه‬


‫الخيرة ( الجمل ) ويكسوها حلة أسلوبية تتراوح بين ‪ :‬التوكيـد –‬
‫الستفهام – التعجب – التقرير – الثبات – النهي – المر – النفي –‬
‫الطلب …‬
‫عندما ل يكون كاتب النص النشائي ضمن‬ ‫‪.7‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفاعلين في النص ويستعمل ضمائر الغيبة فقط ‪ ،‬نقول إن السلوب ل‬


‫شخصي‪ ،‬مثال ‪:‬‬
‫­‬
‫" صبيحة يوم الجمعة ‪ 17‬غشت الجاري كانت المحكمة البتدائية لمدينة القصر الكبير‬
‫شبه هادئة‪ ،‬حـيث لم يكن بها سوى ســبعة أشخــاص واقفين أما مكتب السادة نواب‬
‫وكيل الملك ‪ ،‬ذلك المكتب الـذي توجـد به ثـلث طاولت ‪ ،‬اثنـتان يجلس على كل‬
‫واحـدة منهما نائب والثالثـة فارغة "‪.‬‬

‫وعندما يكون المتحدث ضمن الفاعلين في النص‬ ‫‪.8‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪7‬‬
‫يشاركهم أحداثه مستعمل ضمائر التكلم أو الخطاب نقول إن السلوب‬
‫شخصي‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫" وقد استمر أحد نواب وكيل الملك في استقبال أولئك المتقاضين السبعة ما يزيد على‬
‫نصف ساعة ‪ ،‬كنت أتجول خللها بين مكاتب المحكمة وأتذكر ما سبق وأن رأيته فيها قبل‬
‫سنوات ‪ ،‬فالمكاتب لم تتغير بل على العكس أضيفت إليها بعض الطاولت حتى يجلس عليها‬
‫بعض الكتاب أو الكاتبات ‪ .‬وطبيعي أن تكون بعض الطاولت فارغة لن الموظفين‬
‫يوجدون في عطلة " ‪.‬‬

‫عندما يؤلف مؤلف نصا ما ‪ ،‬فإن منتوجه ل يخرج من حيث النوعية عن‬ ‫نمط النص ‪:‬‬
‫أنماط النصوص التالية ‪ :‬التفسيري ‪ ،‬الوصفي ‪ ،‬الحجاجي ‪ ،‬اليعازي ‪ ،‬السردي ‪ .‬وسنركز‬
‫هنا تبعا لمتطلبات الفئة المستهدفة ‪ ،‬على ما يلي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬النص التفسيري ‪:‬‬

‫الخـصـائص‬ ‫الـوظـائـف‬ ‫الهــدف مـنــــه‬ ‫العمليـات نوع‬


‫المـعـجـمــيــة‬ ‫الــنـص‬
‫‪ -‬اعـتماد معجم‬ ‫‪-‬وظيفة‬ ‫‪ -‬عندمـا يهدف الكاتـب‬

‫‪8‬‬
‫مختـص ‪:‬‬ ‫إلى تعديــل أوتنميــة معلوماتية ‪:‬‬
‫* الكلمات أو المفردات‬ ‫عندما يكون‬ ‫معارف المتلقـي أو نقـل‬
‫أو المصطلحات أو‬ ‫معلومات قــد ل تكون الهدف من نقل‬
‫المفاهيم المستعملة تنتمي‬ ‫لديه ‪ ،‬فإنه سيكتب نصا معلومة إلى‬
‫عملـية‬
‫إلى الميدان أو الحقل‬ ‫متلق يمتلك‬ ‫تفسيريا ‪ .‬مثال ‪:‬‬ ‫الــنـص‬
‫المعرفي أو الدللي‬ ‫الدوات‬
‫"من أجل إخراج‬
‫للموضوع أو الشيء الذي‬ ‫والوسائل‬
‫المصابين من داخل‬
‫نقوم بتفسيره ‪.‬‬ ‫المساعدة على‬
‫السيارات المحـطمة‬
‫‪ -‬اعتماد مصطلحات‬ ‫التقاط أو فهم‬
‫بسرعة ‪ ،‬قامت إحدى‬
‫مرادفة‪:‬‬ ‫خطاب مكون‬
‫الشركات المريكية‬
‫* الكلمات المختصة قد‬ ‫من عناصر‬
‫بإنتاج محرك صاروخي‬
‫ل تكون مفهومة من لدن‬ ‫بسيطة ‪.‬‬
‫صغير يستطيع أن ينتج‬ ‫التفسـيري‬ ‫التحليل‬
‫المتلقي‪ ،‬وفي هذه الحالة‬ ‫‪ -‬وظيفة‬
‫شعلة من النيران يمكن‬
‫يأتي المؤلف بمرادفات‬ ‫بيداغوجية ‪:‬‬
‫أن تصل درجتها‬
‫تساعد على فهم كلمات‬ ‫عندما يكون‬
‫الحرارية إلى ‪2700‬‬
‫المعجم المختص ما دامت‬ ‫الهدف نقل‬
‫درجة مائوية ‪ .‬وهذه‬
‫التلميحات تساعد على‬ ‫معلومات إلى‬
‫الشعلة تستطيع صهر‬
‫تفسير الموضوع الذي‬ ‫متلق ل يمتلك‬
‫أي جزء من جسم‬
‫يحيل إليه ويشير ‪.‬‬ ‫الوسائل الكفيلة‬
‫السيارة المحطمة بسرعة‬
‫‪ -‬المقارنات ‪:‬‬ ‫لدراكها ‪ ،‬يقوم‬
‫فائقة ‪ ،‬وبذلك يتم إخراج‬
‫يستحضرها المؤلف ‪،‬‬ ‫المؤلف بإرفاق‬
‫المصابين في دقائق‬ ‫عملية‬
‫عندما يقوم بقياس‬ ‫تلك المعلومات‬
‫معدودة بعد أن كانوا‬
‫المعلومات التي يريد‬ ‫بمجموعة من‬ ‫الـنـص‬
‫يفقدون حياتهم في‬
‫نقلها إلى المتلقي ‪،‬‬ ‫التعليمات أو‬
‫السابق ‪ ،‬لبقائهم مدة‬
‫معلومات أخرى سابقة‬ ‫المعلومات‬
‫طويلة داخل السيارة‬
‫لديه ‪.‬‬ ‫والتوجيهات‬
‫المحطمة دون رعاية‬
‫قصد توضيحها‬
‫طبية ‪ ،‬خاصة حالت‬ ‫التحليل‬
‫لديه ‪.‬‬ ‫التفسيري‬
‫النزيف ‪ .‬وهذا المحرك‬
‫الصاروخي صغير‬

‫‪9‬‬
‫الحجم بحيث يمكن حمله‬
‫في سيارات الشرطة أو‬
‫الوقاية المدنية بل حتى‬
‫في سيارات الركوب‬
‫العادية "‪.‬‬

‫‪ – 2‬النص الوصفي ‪:‬‬

‫الخـصـائـص‬ ‫الوظائـف‬ ‫الهــدف‬ ‫نوع‬ ‫العمليات‬


‫المـــعــجـمـــيـة‬ ‫الــنـص مــنـــه‬
‫‪ -‬المعلمات الفضائية ‪:‬‬ ‫‪-‬وظيفة‬ ‫‪ -‬عندمــا يحاول‬
‫يتجزأ الفضاء ‪ /‬المكان في‬ ‫المؤلف أو الكاتـــب توضيحية‪:‬‬
‫الــنـص‬ ‫عملـية‬
‫النص الوصفي إلى عدة‬ ‫في‬ ‫اســـتحضار مكان أو‬
‫مناطق محددة ‪ ،‬يصفها‬ ‫موضوع أو شيــء أو مخطوط أو‬
‫الكاتب أو المؤلف بشكل‬ ‫شخصــية ل يراهــا كتابة‬
‫دوري ‪.‬‬ ‫المتلقـي فإنـه يتجـه إلى وثائقية ‪،‬‬
‫‪ -‬المعلمات الزمانية ‪:‬‬ ‫يعطي‬ ‫إنتاج نص وصفي ‪.‬‬ ‫الوصـفي‬ ‫التحلـيل‬
‫إن الحالت إلى الزمان‬ ‫النص‬ ‫مثال ‪:‬‬
‫تظهر عندما يتطلب الوصف‬ ‫الوصفي‬
‫" ومع ذلك يبقى‬
‫استحضار لحظات مختلفة ‪،‬‬ ‫صورة‬
‫الكلم عاجزا عن‬
‫أو عندما تكون هناك حركة‬ ‫دقيقة ووفية‬
‫وصف جبال‬
‫انتقال الواصف أو الشاهد ‪.‬‬ ‫عن‬
‫الوراس ‪ ،‬قممها‬
‫– الحقول المعجمية للحواس‬ ‫موضوع‬
‫وسفوحها التي تعطي‬
‫الخمس ‪:‬‬ ‫حقيقي ‪/‬‬
‫أشجار البلوط‬ ‫عمليـة‬
‫البصر ‪ /‬النظر هو الحاسة‬ ‫واقعي ل‬
‫والصنوبر ‪ .‬وتلك البقع‬
‫المبتغاة في النص الوصفي ‪.‬‬ ‫يراه‬
‫الداكنة التي تتخلل‬
‫يمكن للحواس الخرى أن‬ ‫القارئ‪.‬‬
‫المساحات الخضراء ‪،‬‬
‫تلعب دورا في هذا الوصف ‪،‬‬ ‫هناك‬
‫الـنــص والتي يشار إليها الن‬
‫أي في استحضار وتشخيص‬ ‫وظائف‬
‫باعتبارها من سنوات‬
‫أخرى لكنها الموصوف من خلل‬

‫‪10‬‬
‫انطباعات الحواس ‪.‬‬ ‫مرتبطة‬ ‫النضال ‪ ،‬عندما كان‬
‫‪ -‬الشبكات المعجمية ‪:‬‬ ‫بالنص‬ ‫الفرنسيون يهلكون‬
‫من خلل الذكر والتكرار‬ ‫الزرع والحرث والنسل السردي‬
‫للكلمات المختصة التي لها‬ ‫أكثر من‬ ‫فيما يسمى بسياسة‬
‫علقة بالموصوف في‬ ‫ارتباطها‬ ‫الرض المحروقة ‪" .‬‬
‫مستوى الخصائص‬ ‫بالنـص‬ ‫‪ -‬قد يكون الشيء‬
‫والمواصفات ‪ ،‬تضفي‬ ‫الوصفـي‬ ‫الموصـوف ماثـل‬ ‫التحـليل‬
‫الشبكات المعجمية على‬ ‫(كالرمزية‬ ‫أمام أعين المتلقي‬
‫الوصف طابع الوحدة ‪ .‬كما‬ ‫والشعرية)‪.‬‬ ‫كوصف الشاعر لناقة‬
‫تفضي إلى خلق مناخ‬ ‫موجودة أمامنا ‪ .‬إل أن‬
‫استعاري يسمح للمؤلف‬ ‫الوصف الشعري قد‬
‫الوصـفي‬
‫بتوظيف الصور البلغية ‪.‬‬ ‫يجعلنا نرى أشياء في‬
‫الموصوف لم نرها من‬
‫قبل أو غابت عنا بفعل‬
‫العادة أو التكرار ‪،‬‬
‫وهذا هو جوهر البداع‬
‫في الوصف الشعري ‪.‬‬

‫‪ – 3‬النص الحجاجي ‪ /‬السجالي ‪:‬‬

‫الخـصـائص‬ ‫الـوظـائـ‬ ‫الهــدف مـنــــه‬ ‫العـمليات نوع‬


‫المـعـجـمـيـــة‬ ‫ف‬ ‫الــنـص‬
‫‪ -‬طبـيعة الـجهاز‬ ‫‪ -‬وظـيفة‬ ‫‪ -‬عندما يكون الهدف من‬
‫المـفاهيـمي ‪:‬‬ ‫إقنـاعــية ‪:‬‬ ‫التأليف أو الكتابة هو‬
‫نستعمل‬ ‫أي عندما‬ ‫البرهنة على صحة أو‬
‫المصطلحات والمفاهيم‬ ‫يبحث المؤلف‬ ‫شرعية فكرة أو إقامة‬
‫الــنـص‬
‫التي تفيد أحكام القيمة‬ ‫عن إقناع‬ ‫الدليل لثبات صلحية‬
‫التي تكون إما إيجابية‬ ‫الخصوم‬ ‫الموقف ‪.‬‬
‫في الدفاع عن الفكار‬ ‫وجعلهم في‬ ‫‪ -‬كل نص حجاجي‬

‫‪11‬‬
‫الخاصة ‪ ،‬أو سلبية‬ ‫الخير يتبنون‬ ‫‪/‬سجالي يدافع عن موقف‬
‫عند عرض حجج‬ ‫في تعارض ‪ ،‬سواء بشكل نفس وجهة‬
‫عملـية‬
‫النظر أو الرأي الخصوم ‪.‬‬ ‫ضمني أو صـريح ‪ ،‬مع‬
‫– مؤشرات درجة‬ ‫أولئك الذين يفكرون بشكل أو الفكرة ‪.‬‬
‫اليـقــين ‪ :‬لفحام‬ ‫‪ -‬وظيفة‬ ‫مغاير أو ضدي‪.‬‬
‫المتلقي وإقناعه يعتمد‬ ‫جدالـية ‪- :‬‬ ‫مثال ‪:‬‬
‫النص الحجاجي واحدة‬ ‫عندما يكون‬ ‫الحجاجـي‪ … " /‬فعمال النظافة‬
‫من خطتين ‪:‬‬ ‫الهدف من‬ ‫يزاولون مهنة من أشرف‬
‫‪ -‬الولى ‪:‬‬ ‫عرض الحجج‬ ‫المهن ل تقل أهمية عن‬
‫التوكيد القطعي للفكار‬ ‫والبراهين هو‬ ‫مهنة الطبيب أو المهندس‬
‫التـحليل‬
‫حين يسـتعمل المؤلف‬ ‫تحجيم رأي‬ ‫أو الطار البنكي أوأي‬
‫كلمات مثل ‪ :‬طبـعا ‪،‬‬ ‫الخصوم‬ ‫موظف سواء في القطاع‬
‫لشك في ذلك ‪ ،‬دائما‪،‬‬ ‫ومواقفالذين ل‬ ‫العـمومي أو الـخاص ‪،‬‬
‫على الطلق‪.‬‬ ‫يتفقون معه‪.‬‬ ‫كل يسعى لخدمة وتنمية‬
‫‪ -‬الثانية ‪ :‬تردد‬ ‫‪ -‬عندما يكون‬ ‫مجتـمعه ‪ .‬فالطبيب مثل‪،‬‬
‫الخطاب موجها الكاتب في إجبار أو‬ ‫يحاول من خلل عمله‬
‫السجالـي‬
‫إكراه المتلـقي على‬ ‫إلى الخصوم‬ ‫التخفـيف من آلم‬
‫الخـذ برأيه ‪ ،‬وهنـا‬ ‫المرضى وعلجهم ‪ ،‬وهو يكون الهدف‬
‫نلحظ استعمال الكاتب‬ ‫هو إسكاتهم‬ ‫بذلك يهدف إلى إنشاء‬
‫دون إقـناعهم‪ .‬كلمات مثل ‪ :‬ربما ‪،‬‬ ‫مجتمع صحي وسليم ‪.‬‬
‫الـنـص‬
‫يمكن القـول ‪ ،‬إذا‬ ‫– عندما‬ ‫وعامل النظافة من خلل‬ ‫عملـية‬
‫أردت ‪.‬‬ ‫يكون الخطاب‬ ‫جمعه للزبال … يقي‬
‫موجها إلى‬ ‫المواطن من أمراض‬
‫الحجاجي ‪/‬‬
‫المتلقي يكون‬ ‫كثيرة ويساهم في خلق‬
‫الهدف هو‬ ‫بيئة سليمة ‪ ،‬لذا فعامل‬
‫النظافة ل يقل دوره أهمية جعله ل يتبنى‬ ‫التحـليل‬
‫السجالـي‬
‫عن دور الطبيب في خدمة أفكار‬
‫الخـصوم ‪.‬‬ ‫المجتمـع " ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الورقة الثانية‬

‫تتوخى هذه الورقة وضع معالم لتقنية الكتابة النشائية وذلك بالعتماد على التركيب‬
‫بين عملية القراءة والفهم وبين عملية التحليل التي تم إدراجها في الورقة الولى ‪.‬‬
‫وهذه التقنية المقترحة تتشكل بدورها من ثلثة أنماط من العمليات ‪:‬‬
‫عملية الهيكلة والبناء ‪:‬‬
‫الهيكلة والبناء هي العملية الولى التي نسهل بها معالجتنا للموضوع ‪ ،‬والتي تساعدنا‬
‫على فهم نص الموضوع ووضع الملمح العامة لتصورنا عنه ‪ .‬هذا التصور نقوم بترجمته‬
‫إلى إطار عام نبرز فيه أفكارنا التي ستقود تأملنا الشخصي للموضوع الذي سنكتب فيه ‪.‬‬
‫عملية التحرير ‪:‬‬
‫هي بداية الكتابة الولية والفعلية في الموضوع ‪ ،‬التي تحتاج إلى التسويد* ‪ ،‬مادامت هذه‬
‫الكتابة الولية تشكل بلورة للفكار الساسية وما تقتضيه هذه البلورة من تنقيح وزيادة وحذف‬
‫وتوسع وتصريح وتلميح وإظهار وإضمار …‬

‫‪13‬‬
‫إننا ل نؤمن بأن الفكار تتنزل على القلم بشكل كلي ومطلق متكاملة ومنسجمة ونكتب‬
‫وكأن ملكا أو شيطانا يملي علينا ‪ ،‬ولكن نؤمن أن الكتابة تحتاج إلى التفكير ‪ ،‬إل أننا ونحن‬
‫نكتب ‪ /‬نحرر ‪ ،‬نغفل بعض الفكار التي يمكن أل تظهر لنا إل بعد قراءتنا لما كتبناه أو‬
‫حددناه من أفكار ‪ ،‬الشيء الذي يفرض علينا إضافتها وبالتالي تعديل ما حددناه ‪.‬‬
‫عملية التقديم ‪:‬‬
‫التقديم هو عملية إخراج النص المكتوب من وضعه كهيكل يتشكل من أفكار مزيدة‬
‫ومنقحة إلى وضع آخر يمنحه القابلية لن يصبح مفهوما ‪ .‬فبالنسبة للقارئ قد يبدو ذلك الهيكل‬
‫‪ /‬الطار العام مجرد أفكار متناثرة ومعزولة عما بينها ‪ ،‬ل رابط يجمعها ‪ ،‬ولكن تحويل تلك‬
‫الفكار إلى فقرات هو ما يمنحها التكامل والتلحم والنسجام ‪.‬‬

‫__________‬
‫* ل نقول هنا إن المتلقي عليه ‪ ،‬بمجرد قراءته لنص الموضوع ‪ ،‬أن يبدأ مباشرة في تسويد موضوعه ثم‬
‫يقوم بتبييضه ‪ .‬التسويد هنا هو تسويد للفكار الرئيسية التي نعتقد أنها ستبلغ فكرتنا الموجهة إلى المتلقي ‪.‬‬

‫‪ I-‬عملية الهيكلة والبناء ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحليل نص الموضوع ‪ :‬ويمر عبر العمليات التالية ‪:‬‬


‫* القراءة المتأنية للموضوع ‪.‬‬
‫* الفهم ويتضمن ‪:‬‬
‫ا – تحديد البنية المفهومية لنص الموضوع ‪.‬‬
‫ب – ربط بنيته المفهومية بسياقها العام ‪.‬‬
‫ج – تحديد معطيات الموضوع باعتماد شبكة السئلة ‪ :‬من ‪ ،‬متى ‪ ،‬أين ‪،‬‬
‫كيف ‪ ،‬لماذا ‪ ،‬بماذا ‪ ،‬ما الذي حدث أو ما الذي يجب عمله ‪ /‬فعله ‪ ،‬ما هو المطلوب ‪.‬‬
‫د – إدراك الشكالية العامة التي ينخرط فيها نص الموضوع ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اختيار الفكرة الموجهة وطرح الشكالية ‪ :‬وهو ما يحدد الزاوية التي نريد أن نعرض‬
‫من خللها تأويلنا الشخصي للموضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع تصميم ‪ /‬جدول أولي ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .‬يثبت فيه كاتب النشاء الفكار الرئيسية المأخوذة من معطيات الموضوع ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .‬يوزع فيه الفكار الرئيسية حسب عناصر التصميم ‪ :‬مقدمة ‪ ،‬عرض ‪،‬‬
‫خاتمة ‪.‬‬

‫‪ II-‬عملية التحرير ‪:‬‬

‫‪ -‬يشكـل التصـميم‪/‬الجدول الولي إطارا عامـا يجـب مله بشكـل‬


‫ممنهج‪.‬‬
‫‪ -‬التحر ير يقت ضي بلورة الفكار الرئي سية وتنقيح ها والت عبير عن ها بالوضوح اللزم وذلك‬
‫بالخضوع التام إلى الفكرة الموجهة من جهة ‪ ،‬ومعطيات الموضوع من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬ب عد النتهاء من بلورة الفكار ال ساسية وتنقيح ها ت تم قراءة الطار العام ق صد إضا فة‬
‫أشياء جديدة لم تظهر أثناء بلورة الفكار الساسية ‪.‬‬

‫‪ - III‬عملية التقديم ‪:‬‬

‫‪ -‬بالقراءة النقد ية يصبح الت صميم ‪ /‬الجدول المف صل والدق يق ‪ ،‬إطارا لع ـمليات التقـديم‬
‫التي تنتـهي بها عملية الكتابة النشائية ‪.‬‬
‫‪ -‬التقديـم هـو تأثيـث الطارالعام وكسـوته بتحويـل الفكار الرئيسـية إلى فقرات تحويل‬
‫يمنـحه ال ـتلحم والنسجـام والتنـاغم ‪ .‬أي القابلـية لن يصـبح مقروءا ومفه ـوما من‬
‫لـدن قارئ مفتـرض ‪.‬‬
‫‪ -‬تأثيث الطار العام وتحويل الفكار الساسية إلى فقرات عبر ‪:‬‬
‫أ‪ -‬طريقـة العرض ‪ :‬اختيار طريقـة مـن طرق العرض السـابقة ‪ :‬زمنيـة ‪،‬‬
‫درامية ‪ ،‬جدلية ‪ ،‬منطقية ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬طبيعة السلوب ‪ :‬اعتماد أسلوب خاص يعكس الخاصية الفردية لكاتب نص‬
‫النشاء ‪ ،‬ب ـدءا باختيار اللغ ـة والم صطلحات والمفاهيم ح سب در جة تمل كه لها ‪ ،‬م ـرورا‬
‫بالصـور الواقعية أواليحائية والسلوب الشخصي واللشخصي ووصول إلى أدوار الجمل‬
‫التي تقـوم بها من إثبات أو نفي أو تقرير أو استفهام أو تعجب ‪...‬‬
‫ج ‪ -‬نمط النص ‪ :‬اختيار نمط من أنماط النصوص الثلثة عند عرضنا لما‬
‫بنيناه وبلورناه وحررناه فـي قالب مـن القوالب أو النماط الثلثـة ‪ :‬التفسـيري ‪ ،‬الوصـفي ‪،‬‬
‫الحجاجي ‪.‬‬
‫‪ -‬شكل التقديم ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-1‬تحرير المقدمة ‪ :‬المقدمة هي الفقرة الولى من النص النشائي المكتوب‬
‫وتتضمن جردا لمعطيات الموضوع حسب الفكرة الموجهة ‪ ،‬كما تتضمن‬
‫سؤال ‪ /‬إشكالية صريحا أو ضمنيا ‪.‬‬
‫ب – تحرير العرض ‪ - :‬يشكل العرض مجموعة أخرى من الفقرات ‪.‬‬

‫كل فقرة هي بلورة وتعميق لفكرة رئيسية ‪.‬‬ ‫‪.‬‬


‫ـن الرتباط العضوي‬
‫ـب أن تتضمـ‬
‫ـة الفقرة يجـ‬
‫مقدمـ‬ ‫‪.‬‬
‫بالفـقرة السابقة عنها ‪ ،‬كما تتضمن الفكرة الرئيسية المعبر عنها‪.‬‬
‫ج – تحرير الخاتمة ‪:‬‬
‫‪ -‬الخاتمة تقتضي الفصاح عن الفكرة الموجهة‪.‬‬
‫‪ -‬تشكل الخاتمة الفقرة النهائية التي يجب أن تكون لها علقة بفقرة المقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬تتضمن الخاتمة ‪:‬‬
‫‪ .‬تحديد الموقف ‪.‬‬
‫‪ .‬اختيار التجاه ‪.‬‬
‫‪ .‬إصدار الحكام تجاه الشكالية المطروحة أو الفكرة الموجهة ‪.‬‬

‫الورقة الثالثة‬
‫‪ -‬تتضمن هذه الورقة محاولة لكتابة موضوع إنشائي باعتماد العمليات نفسها التي‬
‫سبق تركيبها في الورقة الثانية ‪.‬‬
‫‪ -‬نص الموضوع الذي سيكون محط اشتغال هذه المحاولة هو كالتالي ‪:‬‬

‫يشكل الحاسوب أحد المخلوقات العجيبة التي ابدعتها الثورة المعلوماتية الحديثة ‪.‬‬
‫تحدث عن دور الحاسوب في الحياة الـعلمية والعمـلية للنسـان المعاصـر ‪.‬‬

‫نتائج التطبيق‬ ‫عناصرها‬ ‫العمليات‬

‫‪ -1‬تحليل نـص‬
‫الموضوع ‪:‬‬
‫‪ -‬القراءة والفهم ‪:‬‬
‫عمـليـة‬
‫‪ .‬فهم المادة المعرفية‬

‫‪16‬‬
‫لنص الموضوع وإدراك دللتها‬
‫بالتركيز على ‪:‬‬
‫‪ -‬الحاسوب – الثورة المعلوماتية الحديثة – دور‬
‫أ‪ -‬تحـديد البنـية‬
‫الحاسوب في الحياة العلمية والعملية للنسان‬
‫المـفهوميـة ( الكلمات‬
‫المعاصر ‪.‬‬
‫المفاتيح ) ‪:‬‬
‫‪ -‬السياق العام لنص الموضوع ‪ :‬الثورة‬ ‫الهيكـلة‬
‫ب‪ -‬ربط البنية المفهومية‬
‫المعلوماتية وما أحدثته من تغيير على المستوى‬
‫بسياقها العام ‪:‬‬
‫الكوني أصبح معه العالم عبارة عن قرية صغيرة‬
‫‪.‬‬
‫* الحاسوب يشكل أحد تجليات هذه الثورة ‪.‬‬
‫* تغلغله في الحياة المعاصرة التي جعلت منه‬ ‫والبـناء‬
‫عنصرا ل يمكن الستغناء عنه في مجالي‬
‫البتكار والتدبير ( العلم والتكنـولوجيا ‪،‬‬
‫القتصاد ‪ ،‬التجارة ‪ ،‬السياسة ‪ ،‬التواصل ‪،‬‬
‫الدب ‪ ،‬التدبير المنزلي ) ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تحديد معطيات الموضوع‪ - :‬الحاسوب ‪.‬‬


‫‪ -‬الحاسوب أحد تجليات الثورة المعلوماتية ‪.‬‬ ‫ما الذي يركز عليه الخطاب‬
‫‪ -‬الحياة المعاصرة ‪.‬‬ ‫في نص الموضوع ؟‬
‫‪ .‬ماذا ؟‬
‫‪ -‬الحديث عن دور الحاسوب في الحياة العلمية‬ ‫‪ .‬متى ؟‬
‫والعملية للنسان المعاصر ‪.‬‬ ‫ما الغرض من الكتابة في‬
‫الموضوع ؟‬ ‫عملية‬
‫‪ -‬ينخرط نص الموضوع في إشكالية عامة تدور‬
‫حول النتائج الباهرة التي حققتها الثورة‬ ‫د‪ -‬إدراك إشكالية نص‬
‫المعلوماتية بابتكارها للحاسوب وتكريس دوره‬ ‫الموضوع ‪:‬‬
‫ليس فقط في تسارعها وانتشارها على المستوى‬
‫الكوني ‪ ،‬بل دوره في المجتمعات وخصوصا‬
‫المتقدمة منها وعلى جميع المستويات السياسية‬ ‫الهيكلة‬
‫والقتصادية والجتماعية والثقافية ‪ .‬إل أن هذا‬

‫‪17‬‬
‫التكريس أصبح ينظر إليه بعين الريبة نظرا‬
‫لمضاعفاته الجانبية ليس فقط بالنسبة للفراد‬
‫ولكن بالنسبة للمجتمعات أيضا ‪.‬‬

‫‪ -‬المطلوب هو الحديث عن الحاسوب‬ ‫والبناء‬


‫‪ - 2‬تحديد الفكرة‬
‫والوظائف التي يقوم بها عبر اكتساحه مساحات‬
‫شاسعة من دائـرة حياة النسان وخصوصا في‬ ‫الموجهة ‪:‬‬
‫البلد المتـقدمة ‪ ،‬اكتساحا جعل منـه العصب‬
‫الرئيسي المتحكم في حياة شعوب بكاملها‪ .‬من‬
‫سفر بالطائرات ‪ ،‬إلى التبضع من المركبات‬
‫التجارية العملقة ‪ ،‬مرورا بالطب والعلوم‬
‫والتواصل والتدبير المنزلي والضبط السياسي ‪.‬‬

‫‪ – 3‬وضع تصميم ‪ /‬جدول‬


‫أولي وتحديد الفكار‬
‫الساسية حسب عناصره ‪ - :‬الحاسوب كوليد للثورة المعلوماتية وأثره في‬ ‫عملية‬
‫حياة الشعوب المعاصرة ‪ /‬المتقدمة ‪.‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫‪ – 1‬ما هو الحاسوب ؟‬
‫‪ – 2‬الحاسوب والبرمجة – هل يمكن تصور‬ ‫الهيكلة‬
‫الـعــرض ‪:‬‬
‫حاسوب يعمل أو ينجز بدون برمجة مسبقة ؟‬
‫‪ – 3‬الحاسوب والعقل البشري ‪ :‬أية علقة ؟‬
‫‪ – 4‬دور الحاسوب في حياة النسان المعاصر‪.‬‬
‫‪ -‬ما هي حدود استعمالت الحاسوب داخل‬
‫هذه المجتمعات ؟‬
‫الخــاتمـة ‪:‬‬

‫* الحاسوب كوليد للثورة المعلوماتية وأثره في‬ ‫‪1‬‬


‫حياة الشعوب المعاصرة ‪ /‬المتقدمة ‪.‬‬ ‫‪ -12‬المقدمة ‪:‬‬
‫* توقيت الثورة المعلوماتية التي كرست دوره‬ ‫‪3‬طرح الشكالية‬

‫‪18‬‬
‫في المجتمع على المستويين العلمي والعملي ‪.‬‬
‫‪ -‬هل الحاجة المـتزايدة إليه علمة على‬
‫طلب للرفاه فقط ‪ ،‬أم لدوره الدقيق والفعال في‬
‫عمليتي البتكار والتدبير ؟‬
‫‪ -‬ما المضاعفات الجانبية الناتجة عن العتماد‬ ‫عملية‬
‫الكلي على الحاسوب في المجتمعات الغربية‬
‫المعاصرة ؟‬
‫* ما هو الحاسوب ؟‬
‫تعريف الحاسوب وتمييزه عن بقية النواع‬
‫‪ -2‬الــعــرض ‪:‬‬ ‫التحرير‬
‫الخرى من الحواسيب ‪.‬‬
‫* الحاسوب بين البرمجة والعقل البشري ‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف البرمجة ‪.‬‬
‫‪ -‬احتواء الحاسوب على ذاكرة لتخزين‬ ‫ملحوظة ‪ :‬عند انتقالنا من‬

‫الهيكلة والبناء قمنا بإدماج المعلومات واستخدامها في وقت لحق كالعقل‬


‫البشري ‪.‬‬ ‫الفكرتين الثانية والثالثة‬

‫‪ -‬مقارنة بين الحاسوب والعقل البشري ‪.‬‬ ‫من أفكار العرض الربع‪.‬‬

‫* دور الحاسوب في حياة النسان المعاصر‬


‫‪:‬‬
‫‪ -‬الحاسوب والبتكار ‪ :‬على الرغم من أن‬
‫الحاسوب ل يستطيع البداع دون برمجة ‪ ،‬فإنه‬ ‫عملية‬
‫يساعد النسان ‪ /‬المبدع على البداع ‪.‬‬
‫‪ -‬تجليات دور الحاسوب في عملية البتكار ‪:‬‬
‫‪ -‬في المجال الصناعي ‪ ،‬صناعة‬
‫السيارات مثل ‪.‬‬
‫‪ -‬في المجال التكنولوجي‬
‫‪ -‬في المجال البيولوجي ‪.‬‬
‫‪ -‬في المجال العسكري‬
‫‪ -‬في المجال الفـضائي ‪.‬‬
‫‪ -‬في المجــال الدبي ‪.‬‬
‫‪ -‬الحاسوب والتدبير ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫* تجليات دور الحاسوب في مجال التدبير‬
‫‪ -‬تدوين المعـلومات‬ ‫‪-‬‬

‫حول المنتـج والمنـتوج‬


‫التحـرير‬
‫والمستهلك في المجال النتاجي‬
‫والخدماتي ‪.‬‬
‫‪ -‬الموارد البشرية والبنيات التحتية‬
‫للمؤسسات التابعة للدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل النتائج النتخابية‬
‫واستطلعات الرأي ‪.‬‬
‫‪ -‬التخطيط‬ ‫‪-‬‬

‫المستقبلي والستفادة من تنبؤات‬


‫الحاسوب وتوقعاته ‪.‬‬
‫‪ -‬التدبيرالمنزلي‪.‬‬
‫‪ -‬ثقافة الحاسوب الجديدة ومفهوم‬
‫المية ‪.‬‬ ‫عملية‬
‫‪ – 3‬الـخـاتـمــة ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬حدود استعمالت الحاسوب‬
‫*ما مصير الشعوب التي‬ ‫‪-‬‬

‫أصبحت تعتمد اعتمادا مطلقا‬


‫على الحاسوب إذا ما تعطلت‬
‫هذه الحواسيب ؟‬ ‫التحرير‬
‫* تحديد بعض المضاعفات‬ ‫‪-‬‬

‫الجانبية للعتماد المطلق على‬


‫الحاسوب ‪.‬‬

‫تذكير‪:‬‬
‫•‪ -‬التقديم هو الخراج النهائي لما سنكتبه حول الموضوع ‪ ،‬وذلك "‬
‫بتحويل " الفكار الساسية إلى فقرات ‪.‬‬ ‫عـملية‬
‫•‪ -‬إنه تأثيث للطار العام الذي سبق تحديده وصقله في عمليتي البناء‬
‫والتحرير ‪ .‬وذلك بتوسيع الفكار الساسية والربط المنطقي الداخلي بينها‬
‫حتى تجد الفكرة الموجهة طريقها للفهام في وضـوح وسـلسـة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫•‪ -‬هذا التأثيث ل يتم إل بضبط الخيوط المتشابكة التي تشكل نسيج النص‬
‫‪.‬‬
‫•‪ -‬هذا النسيج يستمد سداه ولحمته من التقاطع بين ‪:‬‬ ‫التقديم‬

‫‪ – 1‬طريقة العرض ‪:‬‬


‫•بحكم أن كتابتنا لن تكون تاريخية كأن نتناول تاريخ الثورة المعلوماتية‬
‫حسب تسلسل زمني لمراحلها الدقيقة إلى أن تم ابتكار الحاسوب ‪ ،‬أو‬
‫نتناول التسلسل الزمني لجيال الحاسوب من الجيل الول الذي كان كبير‬
‫الحجم والوزن ‪ ،‬إلى الجيال الحديثة الدقيقة الحجم ‪.‬‬
‫•وبحكم أن كتابتنا لن تكون درامية ‪ /‬مأساوية أو خيالية كأن نتناول الحديث‬
‫عن الحاسوب من خلل مشاركته في جريمة قتل مثل ‪ ،‬أو عملية انتحار‬
‫‪.‬‬
‫•وبحكم أن كتابتنا لن تكون جدلية لننا نفترض أنه ليس هناك من سيجادلنا‬
‫في أهمية الحاسوب في حياة المجتمعات سواء أكانت نامية أو متقدمة ‪.‬‬
‫•بحكم كل هذا ‪ ،‬فإننا سنعمد إلى طريقة العرض المنـطقي التحلـيلي‬
‫التنازلي من المقدمات إلى النتائج ‪ ،‬من الكل إلى الجزء ‪ ،‬حيث ننطلق من‬
‫الفكرة الموجهة ثم نقوم بتحليلها إلى مجموعة من الفكار الرئيسية ‪،‬‬
‫والفكار الرئيسية بدورها نقوم بتحليلها إلى أفكار جزئية في ترابط‬
‫وتناسق بين كل فكرة وما يتولد عنها ‪.‬‬
‫‪ 2 –4‬طبيعة السلوب ‪:‬‬
‫•بحكم أن كتابتنا ليست إيحائية ( شعر ‪ ،‬قصة … ) سنحاول تحريك طاقة‬
‫الستحضار والتخيل لدى المتلقي حتى ينخرط معنا في قراءة وفهم ما‬ ‫عملـية‬
‫نكتبه ‪ ،‬باعتماد الصور التي تستمد خصائصها من الواقع ما دام الحاسوب‬
‫يستعمل في جميع مناحي الحياة الواقعية للنسان المعاصر ‪.‬‬
‫•أما لجوءنا إلى الستفهام وبقية الساليب الخرى فتمليه طبيعة القول نفسه‬
‫‪ ،‬لنه ل يمكن تصور قول خارج الستـفهام أو الثـبات أو النــفي‬
‫أو التوكـيد أو التقرير أو الخبـار ‪...‬كل قول لبد وأن ينتظم في‬
‫التقديم‬
‫أسلـوب محدد ‪ ،‬وإل انعدم الفهم والفهام بين المرسل والمتـلقي ‪.‬‬
‫سنعمد إلى السلوب اللشخصي باعتماد ضمائر الغيبة ما دمنا سنتكلم‬
‫عن عن شيء نريد لذهن المتلقي أن يستحضره دون أن يكون بيننا هذا الشيء أو نراه ‪،‬‬
‫وهوتجليات الحاسوب في حياة المم المتقدمة ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ – 3‬نـمـط الـنص ‪:‬‬
‫•‪ -‬في حديثنا عن تجليات دور الحاسوب في حياة الشعوب المتقدمة‬
‫ووظائفه التي يضطلع بها سيكون نمط نصنا تفسيريا نفترض من خلله‬
‫أننا سنقدم معلومات جديدة لم تكن لدى المتلقي ‪ /‬القارئ ‪ ،‬أو سنقوم‬
‫بتعديلها أو تحيينها لديه ‪.‬‬
‫•‪ -‬وحتى وإن كانت هذه المعلومات متجاوزة بالنسبة لمتلق آخر ‪ ،‬فإن هذه‬
‫المجاوزة ل تلغي طبيعته التفسيرية المعلومية ‪.‬‬

‫لقد تولد عن الثورة المعلوماتية التي تشهدها المجتمعات الغربية منذ بداية‬
‫الخمسينيات من القرن الماضي ‪ ،‬ميلد الحاسوب ‪ ،‬هذه اللة العجيبة التي كرست‬ ‫مـقدمة‬

‫الثورة المعلوماتية فعاليتها في معالجة المعلومات ‪ ،‬ليس فقط ‪ ،‬في المجال‬ ‫وتـحديد‬
‫الشكالية‪ :‬العلمي الذي أصبحت معه الكرة الرضية مجرد قرية صغيرة ‪ ،‬بل كرست‬
‫فعاليته في المجال العلمي والصناعي والخدماتي ‪ ،‬تكريسا غدا معه استعماله في‬
‫هذه الـمجالت بمثابة العـصب الرئيسي لحياة المجتـمعات ‪ ،‬وخصوصا تلك‬
‫الطليعية في إحداث هذه الثـورة ‪.‬‬
‫فهل الحاجة المتزايدة إليه داخل هذه المجتمعات وغيرها علمة على طلب‬
‫للرفاه فقط ‪ ،‬أم لدوره الدقيق والفعال في عمليتي البتكار والتدبير ؟ وما هي‬
‫المضاعفات الجانبية الناتجة عن العتماد على الحاسوب في المجتمعات الغربية‬
‫المعاصرة ؟‬
‫العرض ‪:‬‬
‫أجل لقد أدت الثورة المعلوماتية النفة الذكر إلى ميلد أنواع من الحواسيب ‪.‬‬
‫فالحاسبات اللكترونية المعتمدة في حل المشكلت الرياضية البسيطة منها والمعقدة‬
‫هي أيضا نوع من الحواسيب ‪ ،‬إل أننا في حديثنا هذا سنركز بالساس على‬
‫الحاسوب اللكتروني المتعدد الوظائف ‪ ،‬أي الذي يعالج المعلومات بغض النظر‬
‫عن كونها رياضية ‪ /‬حسابية أو علمية أو بيولوجية أو صناعية أو غيرها ‪.‬‬
‫إل أن الحاسوب ‪ ،‬بالرغم من قوته الذهنية الجبارة ‪ ،‬فإنه ل يستطيع معالجة‬
‫هذه المعلومات إل عن طريق البرمجة ‪ .‬والبرمجة معناها تزويد الحاسوب‬
‫بالتعليمات اللزمة لداء العمليات في معالجة المعلومات بدقة ‪ ،‬وذلك بلغة خاصة‬
‫مكتوبة وتحت إشراف مشغل محترف ( مهني أو تقني )‪.‬‬
‫يحـتوي الحاسوب كالذهن البشري على ذاكرة لتخزين المعلومات‬

‫‪22‬‬
‫واستخدامها في وقت لحق ‪ ،‬إل أن الحاسوب يتجاوز العقل البشري في السرعة‬
‫والدقة في رجوعه إلى معلوماته أثناء حله ومعالجته لمعلومات جديدة ‪ ،‬بالضافة‬
‫إلى قدرته الفائقة على الترجمة وبلغات متعددة ‪ ،‬وإذا كانت الدقة والسرعة‬
‫محسوبتين لصالح الحاسوب ‪ ،‬فإن العقل البشري يتجاوز الحاسوب في قدرته على‬
‫ابتكار أشياء جديدة قد يبدعها دون برمجة مسبقة أو دون معرفة بها ‪ ،‬في حين أن‬
‫الحاسوب ل يمكن أن يعمل إل وفق برمجة مسبقة ‪.‬‬
‫ونظرا لكتساحه عوالم العلوم والمهن والخدمات والصناعات ‪ ،‬نحاول في‬
‫حديثنا هذا حصر دوره الفعال والدقيق في عمليتين أساسيتين ‪ :‬البتكار والتدبير ‪.‬‬
‫ففي مجال البتكار ‪ ،‬وعلى الرغم من أن الحاسوب ل يبتكر فإنه يساعد‬
‫النسان المبدع في إبداعه ‪ ،‬وذلك بفضل قدرته الفائقة على إنجاز مجموعة من‬
‫العمال في أقل وقت وبأقل جهد ‪ ،‬وبأقل طاقة ‪ ،‬وبأقل تكلفة ‪ .‬يتضح ذلك في‬
‫مجال صناعة السيارات مثل ‪ ،‬فقبل اكتساح الحاسوب هذا المجال كانت شركات‬
‫صناعة السيارات تلجأ إلى خدمات آلف المهندسين لرسم أشكال هياكل السيارات‬
‫الجديدة لربح رهان السوق ‪ ،‬وكان كل مهندس يحتاج إلى مجموعة من الدوات‬
‫وآلف المتار من الورق ويمضي وقتا طويل من أجل رسم شكل هيكل ينال‬
‫إعجاب أصحاب الشركات قبل أن ينال إعجاب المستهلك ‪ .‬أما اليوم فالعتماد على‬
‫الحاسوب أغنـى الشركات عن خدمات المهندسين حيث أصبح حاسوب واحد مثل‬
‫يعطي في وقت وجيز آلف الرسوم أو الشكال التي ‪ ،‬وبالرغم من حفاظها على‬
‫نفس المواصفات المطلوبة ‪ ،‬فإنها تتميز بالتنوع والختلف ‪.‬‬
‫إلى جانب دوره في المجال الصناعي والتكنولوجي ‪ ،‬ساعد الحاسوب‬
‫النسان على أعظم كشف في تاريخه وهو الخريطة الجينية ( للنسان ) الذي‬
‫يشكل ثورة في مجال البيولوجـيا وعلوم الحياء ‪ .‬كما أدى استعمال الحاسوب‬
‫إلى إحداث ثورة في المجال العسكري ‪ ،‬فقبل استعمال الحاسوب عسكريا ‪ ،‬كان‬
‫سلح المشاة ( أو الفرق الرضية على الميدان ) هو الذي يزود السلح الجوي‬
‫بالمعلومات حتى يكون قادرا على التدخل أو الهجوم ‪ ،‬أما اليوم ‪ ،‬فإن المشاة ل‬
‫يهاجمون إل إذا توفرت لهم المعلومات التية من القمار الصطناعية عن طريق‬
‫الحاسوب ‪ .‬و في المجال الفضائي ‪ ،‬ساعد الحاسوب النسان على زيارة الكواكب‬
‫البعيدة – المريخ مثل – دون أن يغادر كرسيه في مكتب من المكاتب كالنازا مثل‪.‬‬
‫والمجال الدبي لم يبق نائيا بنفسه عن هذه الثورات التي أحدثها الحاسوب‬
‫في المجالين العلمي والتكنولوجي ‪ ،‬بل إن بعض الروائيين ما كانت شهرتهم‬

‫‪23‬‬
‫تصل إلى مستوى العالمية لول استعمالهم الحاسوب الذي يمدهم بمجموعة من‬
‫المعلومات التي تساعدهم على تأثيث فضاءات قصصهم أو رواياتهم ( لويس‬
‫معلوف مثل صاحب ‪ :‬ليون الفريقي ‪ ،‬سمرقند ‪ ،‬الحروب الصليبية منظور إليها‬
‫من لدن العرب ) ‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه بعض تجليات استعمال الحاسوب ومدى الثر الذي تركه‬
‫على مجالي الصناعة والفكر بعلمه وأدبه ‪ ،‬فإن ميدان التدبير استفاد بدوره من‬
‫خدمات الحاسوب ‪.‬‬
‫في المجال النتاجي والخدماتي يلحظ أن استعمال الحاسوب يساعد على‬
‫تدوين وتخزين آلف المعلومات عن كل من المنتج والنتاج والمستهلك ‪ .‬فالشاشة‬
‫البيضاء عوضت بمساحتها المحدودة الكيلومترات من الوراق والطنان من‬
‫الوثائق المكتوبة والخشب والرفوف والخزانات ‪ ،‬وبالتالي حررت الفضاءات التي‬
‫كانت مخصصة لها من أجل استعمالت أخرى أو التخلي عنها لفائدة مؤسسات‬
‫إنتاجية أو خدماتية أخرى ‪ .‬بالضافة إلى أن خدمات الحاسوب قلصت من عدد‬
‫العاملين ‪ ،‬وخصوصا على مستوى الموارد البشرية ‪ ،‬نظرا لتعدد وظائفه وتعدد‬
‫إمكانياته في العمل بدل النسان ‪.‬‬
‫بالضافة إلى القطاعات النتاجية المرتبطة بالخواص ‪ ،‬نجد أن القطاع العام‬
‫المرتبط بالدولة في الدول النامية أصبح بدوره يعتمد على الحاسوب وخصوصا‬
‫الموارد البشرية والبنيات التحتية التابعة لمؤسسات الدولة والتي تحتاجها في مجالي‬
‫الستثمار والتجهيز ‪ ،‬دون إغفال العتماد المطلق على الحاسوب في تحليل النتائج‬
‫النتخابية واستطلعات الرأي ‪.‬‬
‫أمـا فـي مجال التخطيـط ‪ ،‬فقـد أصـبحت الدول المتقدمـة تعتمـد على قراءة‬
‫الحاسـوب للمسـتقبل والخـذ بتنبؤاتـه وتوقعاتـه ليـس فقـط فـي المجال البيئي‬
‫(كالر صاد الجو ية والكوارث الطبيع ية) ول كن في المجال النتا جي أي ضا ‪ ،‬وذلك‬
‫بتحديـد أوقات تقليصـه أو تمديده ‪ ،‬لتبقـى الشركات المنتجـة متــحكمة فـي ثنائيـة‬
‫العرض والطلب ‪ ،‬وفـي الوقـت نفسـه ‪ ،‬لتنأى بنفسـها عـن كوارث الخسـارة‬
‫والف ـلس ‪ .‬هذا دون أن ننسى أن اقتـصادا وليدا بدأ ينمو بف ـضل الحاسوب ‪،‬‬
‫هذا القتصاد الجديد أصبح يعتمد فقط على امتلك حاسوب ثم يشغل دور الوسيط‬
‫بين الشركات المنتجة الكبرى وبين المستهلكين مباشرة ‪ ،‬أو بين الشركات المنتجة‬
‫ال كبرى وال سواق العمل قة ‪ ،‬ل كن دون إغفال ال خبرة في مجال الت سيير والتدب ير‬
‫طبعا ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫لقد أدى الحاسوب إلى ميلد ثقافة جديدة عوضت ثقافة الكتاب التي سادت ‪،‬‬
‫بدءا من ابتكار الطباعة ‪ ،‬حيث أصبحنا أمام مشهد التقني أو الخبير وهو يعبر‬
‫الجامعات والقارات حامل حاسوبه بدل من محفظة كتبه أو مجلته العلمية‬
‫المتخصصة كما كان يفعل المثقف ‪ .‬بل إن ثقافة الحاسوب غيرت حتى من مفهوم‬
‫المية الذي كان يعني فقط الجهل بالقراءة والكتابة ‪ ،‬أما اليوم فإن مفهومها أصبح‬
‫يعني الجهل باستعمال الحاسوب ‪ ،‬وغدا ربما سيصبح الجهل ببرمجته ‪.‬‬
‫إن ثقافة الحاسوب لم تعد مقتصرة على الخبير والتقني ‪ ،‬بل دخلت أيضا‬
‫إلى مجال التدبير المنزلي ‪ ،‬حيث قلص من الجهد والطاقة والمدد الزمنية التي‬
‫تحتاجها المرأة في البيت ‪ ،‬قصد إنجاز ما له علقة بتدبير منزلها ما دامت‬
‫الحواسيب التي تسكن النسان اللي تقوم بجميع الشغال المنزلية ‪ ،‬بل أصبح‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫النسان ‪ ،‬وبالتحكم عن بعد ‪ ،‬يشغل هذه الكائنات الفولذية أو البلستيكية لتقوم‬
‫بالسهر على نظافة البيت وتهييء الطعام طبخا وتقديما على طاولة الكل‪.‬‬
‫ن عم للحا سوب ما ل يح صى من اليجابيات ال تي ل يم كن إنكار ها أو الق فز‬
‫عليها ‪ ،‬لكن العتماد الكلي والمطلق على الحاسوب لبد وأن تنجم عنه – كبعض‬
‫الدوية – مجموعة من الثار أو المضاعفات الجانبية التي ل يمكن السكوت عنها‪،‬‬
‫ل يس ف قط لكو نه أ صبح يش كل عامل من عوا مل انتشار البطالة ‪ ،‬وخ صوصا في‬
‫البلدان النامية ما دامت خدماته اكتسحت خدمات العمال كما وكيفا ‪ ،‬ولكن للخوف‬
‫الدائم مـن الخطار التـي تهدد الحواسـيب كالفيروسـات والعطالة ‪ .‬ومـا انتقال‬
‫الحواسيب من اللفية الثانية إلى اللفية الثالثة وما صاحب ذلك من خوف وترقب‬
‫سـوى مثال بسـيط على ذلك ‪ .‬ولول تجنـد خيرة النخبـة العالميـة فـي مجال‬
‫المعلوميات سواء أكانوا من الدول المتقدمة أو الدول النامية لقضي المر ليس فقط‬
‫بالن سبة للدول المتقد مة و ما كا نت ستشهده م ستشفياتها ومطاراتهـا من كوارث ‪،‬‬
‫ولكـن بالنسـبة للدول الناميـة المرتبطـة اقتصـاديا بالدول المتقدمـة ‪ ،‬وإن كان مـا‬
‫سيحدث في ها سيكون بدر جة أ قل ‪ ،‬ما دا مت هذه الدول لم يكت سحها ب عد العتماد‬
‫الكلي على الحواسيب ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المراجع‬
- Luciere GESLIN – J.M. LAURENCE
- La narration. Tome I
- Le Plan Tome II

P. CAYRE – J. GARCIA

- Ecrit livre

: ‫ روبير دوترانس و آخرون‬-


‫ التربية و التعليم‬-
‫ترجمة هشام نشابة و آخرون‬

26

You might also like