‫كتابات أبو الحق‬

‫خامس من أيلول‬
‫‪2009‬‬

‫إختبار القتلة السفلة اللصوص‬

‫إذا أردت أن تحظى بمقعد دراسي لدراسة عليا ‪ ،‬يترتب عليك إجتياز إختبار التوفل ‪،‬‬
‫وإن كنت تبغي الهجرة لبلدان الكومون ويلث‪ ،‬أو الدراسة في بلد أبو ناجي ومن‬
‫واله ‪ ،‬فإن إختبار الي إي إل تي إس هو المطلوب منك ‪.‬‬
‫هذا فيما يخص الدراسة والهجرة من العراق إلى بلدان الواق واق ‪،‬‬
‫وإن رمتّ العمل كمذيع في التلفزيون فسوف يسألونك السؤال إياه " ماذا تفعل إن‬
‫فوجئت بفقدان ورقة نشرة الخبار من أمامك والبث وقتها هو حيّ على الهواء ؟‬
‫هذا السؤال لم تفلح سفانه نجمة قناة الشرقية بإجابته ‪ ،‬كما لم تفلح بتحريك أيّا من‬
‫عبارات الختبار وفق الرفع والكسر والفتح ‪ ،‬مع هذا‪ ،‬فقد إجتازت الختبار‪،‬‬
‫وبنجاح ساحق!‬
‫وإن كنت بصدد إستلم منصب وزير في الحكومة العراقية المتهدلة ‪ ،‬فأنا أؤكد لك‬
‫أنك لن تحتاج لجتياز إختبار الذكاء ‪ ،‬فالذكاء والشرف هما خصلتان خفيفتان في‬
‫ي وزير هو قرنان ‪ ،‬ليس‬ ‫هذا الميزان ‪ ،‬ل تقدمان بل تؤخران ‪ ،‬كل ما يحتاجه أ ّ‬
‫كقرني السكندر بطل اليونان !‬
‫وتَصدُق مثل هذه الختبارات على متطلبات تسنم منصب قيادي في أية مليشيا ‪،‬‬
‫صدرية أو حبل ظهرية ‪ ،‬إياك أن تتصور أنهم سيطالبونك بتلوة آي من القرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬أو سطور من كتاب جنكَل بووك لرُديارد كيپلنك ‪ ،‬كل ما مطلوب منك هو‬
‫إثبات خارطتك الجينية ومدى تعلقها بسفاحين مثل جاك السفاح و شارون المخنطل‬
‫ليوم الدين‪ ،‬أو عماد مغنية لوحده ‪ ،‬فذاك يكفي و يَنوب عن الك ّل !‬
‫اليوم سنتعرف على إختبار ولوج المجلس العلى للثورة السلمية ‪ ،‬و نِعْمَ‬
‫المجلس !! طيبين أوي !! كان عندنا مجالس كثيرة ‪ ،‬للبحث العلمي ولمور كثيرة‬
‫غيره‪ ،‬لم يرضوا عنها فأبدلهم ال إياها بمجلس الحكيم كما أبدل أهل سبأ ‪ ،‬أبدل‬
‫جنتيهم على الجهتين بجنّتين أخريين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سِدر قليل !‬

‫يمضي إختبار القبول بالمجلس العلى هكذا‪...‬‬

‫ي تفصيل مهما بدا دقيقا أو رقيقا ‪ ،‬ثم أجِبْ عن‬

‫تأمل القطعة التالية ‪ ،‬ول تغفل أ ّ‬
‫السؤال الوحيد أسفل القطعة ‪:‬‬
‫كان يا ما كان ‪ ،‬كانت هناك سلطنة يحكمها الخصيان والغلمان ‪ ،‬وكان للسلطنة بيت‬
‫مال يقع في سنترويد ديرة أبو الغلمان ‪ ،‬دخل اللصوص للبيت فقتلوا موظفي الدار‬
‫كلهم بكل أمان ‪ ،‬ونقلوا كل مقتنيات الدار الثمينة للخارج بالكامل في نصف ساعة‬
‫من الزمان‪،‬‬
‫تم كلّ ذلك والعَسس نيام ‪ ،‬و ترك القتلة البيتَ قاعا صفصفا ‪ ،‬وكان عدد أفراد‬
‫العائلة ثمانية ‪ ،‬وتبين أن وزير المالية وأصدقائه هم المجرمين متلبسين بالجرم‬
‫الثيم ‪ ،‬وهاج الشعب وماج ‪ ،‬وتوعّد الفاعلين بالويل والثبور‪ ،‬ومن ثم فجأة وعلى‬
‫حين عطسة ‪،‬حدثت تفجيرات رهيبة طالت وزارات السلطنة الحيوية والسيادية ‪،‬‬
‫مات فيها من مات ‪ ،‬وإحترق إثرها من إحترق ‪،‬‬

‫السؤال هو ‪......................‬‬
‫ما قياس فانيلة النتحاري ؟ وكم دفع من الدولرات لعلوان موزان جندي السيطرة‬
‫في شهربان كي يسمح له بتمرير الشاحنة التي صنعها اللمان ؟ ومن أين إستعار‬
‫النتحاري جدّاحة لشعال سيجارته الخيرة قبل الضغط على زر التفجير ؟‬

‫ونحن ل بدّ لنا من المشاركة بهذه المسرحية لذا أضفنا أسئلتنا من جانبنا ‪ ،‬ومفيش‬
‫حدّ أحسن من حَدّ‪:‬‬

‫‪...‬وكم عدد الغبياء الذين تتصورهم قد إندمجوا بالرواية الثانية و نسوا الحادثة‬
‫الولى‪ ،‬سرقة بيت المال أعله ؟ ولماذا هم أغبياء هكذا؟ ومتى تتصورهم‬
‫سيستخدمون عقولهم ؟ وهل تعتقد أنهم يريدون فعل أن يستخدموا عقولهم‬
‫وأكبادهم وضمائرهم وقلوبهم‪ .... ،‬أم على قلوب أقفالها ؟‬