You are on page 1of 18

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫أفراح الرّوح‬

‫تأليف‬
‫الستاذ سيد قطب‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫أخت البيبة‪ )1( ...‬هذه الواطر مهداة إليك‪...‬‬

‫(‪)1‬‬

‫حول الوت والياة‬


‫إن فكرة الوت ما تزال تا يل لك‪ ،‬فتت صورينه ف كل مكان‪ ،‬ووراء كل ش يء‪،‬‬
‫وتسبينه قوة طاغية‪ ،‬تُظِلّ الياة والحياء‪ ،‬وَترَْينَ الياة بانبه ضئيلة واجفة مذعورة‪.‬‬

‫إننن أنظنر اللحظنة فل أراه إل قوة ضئيلة حسنية‪ ،‬باننب قوى الياة الزاخرة‬
‫الطافرة الغامرة‪ ،‬ومنا يكاد يصننع شيئا إل أن يلتقنط الفتات السناقط منن مائدة الياة‬
‫ليقتات!‪...‬‬

‫مَدّ الياة الزاخر هو ذا يعج من حول!‪ ...‬كل شيء إل ناء وتدفق وازدهار‪...‬‬
‫المهات ت مل وت ضع‪ ،‬الناس واليوان سواء‪ .‬الطيور وال ساك والشرات تد فع بالب يض‬
‫التفتح عن أحياء وحياة‪ ...‬الرض تتفجر بالنبت التفتح عن أزهار وثار‪ ...‬السماء تتدفق‬
‫بالطر‪ ،‬والبحار تعج بالمواج‪ ...‬كل شيء ينمو على هذه الرض ويزداد!‪.‬‬

‫ب ي ال ي والي يند فع الوت فين هش ن شة وي ضي‪ ،‬أو يق بع ح ت يلت قط ب عض‬


‫الفتات الساقط من مائدة الياة ليقتات!‪ ...‬والياة ماضية ف طريقها‪ ،‬حية متدفقة فوارة‪،‬‬
‫ل تكاد تس بالوت أو تراه!‪...‬‬

‫ل قد ت صرخ مرة من الل‪ ،‬ح ي ين هش الوت من ج سمها ن شة‪ ،‬ول كن الرح‬


‫سنرعان منا يندمنل‪ ،‬وصنرخة الل سنرعان منا تسنتحيل صنيحة مراح‪ ...‬ويندفنع الناس‬
‫واليوان‪ ،‬والط ي وال ساك‪ ،‬والدود والشرات‪ ،‬والع شب والشجار‪ ،‬تغ مر و جه الرض‬
‫‪ )(1‬لعل هذه الرسالة إل أخته " حيدة " وليست " أمينة " كما ذهب بعضهم‪ ،‬لن " حيدة " كانت‬
‫دائ مة التفك ي ف الوت‪ ،‬أك ثر من با قي إخوت ا‪ .‬ك ما ذ كر سيد ق طب عن ها ف كتاب " الطياف‬
‫الربعة"‪.‬‬
‫بالياة والحياء!‪ ...‬والوت قابنع هنالك‪ ،‬ينهنش نشنة ويضني‪ ...‬أو يتسنقّط الفتات‬
‫الساقط من مائدة الياة ليقتات!!‪.‬‬

‫الشمس تطلع‪ ،‬والشمس تغرب‪ ،‬والرض من حولا تدور‪ ،‬والياة تنبثق من هنا‬
‫ومن هناك‪ ...‬كل شيء إل ناء‪ ...‬ناء ف العدد والنوع‪ ،‬ناء ف الكم والكيف‪ ...‬لو كان‬
‫الوت يصننع شيئا لوقنف مند الياة!‪ ...‬ولكننه قوة ضئيلة حسنية‪ ،‬باننب قوى الياة‬
‫الزاخرة الطافرة الغامرة‪.!...‬‬
‫(‪)2‬‬
‫من قوة ال الي‪ :...‬تنبثق الياة وتنداح!!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)2‬‬

‫كيف نضاعف حياتنا‬


‫عندما نعيش لذواتنا فحسب‪ ،‬تبدو لنا الياة قصية ضئيلة‪ ،‬تبدأ من حيث بدأنا‬
‫نعي‪ ،‬وتنتهي بانتهاء عمرنا الحدود!‪...‬‬

‫أ ما عند ما نع يش لغي نا‪ ،‬أي عند ما نع يش لفكرة‪ ،‬فإن الياة تبدو طويلة عمي قة‪،‬‬
‫تبدأ من حيث بدأت النسانية‪ ،‬وتتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الرض!‪...‬‬

‫إن نا نر بح أضعاف عمر نا الفردي ف هذه الالة‪ ،‬نرب ها حقي قة ل وها‪ ،‬فت صور‬
‫الياة على هذا الن حو‪ ،‬يضا عف شعور نا بأيام نا و ساعاتنا ولظات نا‪ .‬فلي ست الياة ِبعَدّ‬
‫السني‪ ،‬ولكنها بعدادِ الشاعر‪ ،‬وما يسميه " الواقعيون " ف هذه الالة " وها "! هو ف "‬
‫الوا قع " حقي قة "‪ ،‬أ ص ّح من كل حقائق هم!‪ ...‬لن الياة لي ست شيئا آ خر غ ي شعور‬
‫النسنان بالياة‪َ .‬ج ّردْ أي إنسنان منن الشعور بياتنه ترده منن الياة ذاتان فن معناهنا‬
‫القيقي! ومت أحس النسان شعورا مضاعفا بياته‪ ،‬فقد عاش حياة مضاعفة فعلً‪...‬‬

‫يبدو ل أن السألة من البداهة بيث ل تتاج إل جدال!‪...‬‬

‫‪ )(2‬مقال " ف الدب والياة " ملة الكتاب‪ .‬الزء الرابع‪ .‬أبريل ‪ 1951‬ص‪.192 - 391 :‬‬
‫إن نا نع يش لنف سنا حياة مضاع فة‪ ،‬حين ما نع يش للخر ين‪ ،‬وبقدر ما نضا عف‬
‫إحساسنا بالخرين‪ ،‬نضاعف إحساسنا بياتنا‪ ،‬ونضاعف هذه الياة ذاتا ف النهاية!‪.‬‬

‫(‪)3‬‬

‫بي شجرة الي وشجرة الشر‬


‫بذرة ال شر ت يج‪ ،‬ول كن بذرة ال ي تث مر‪ ،‬إن الول ترت فع ف الفضاء سريعا‪،‬‬
‫ولكن جذورها ف التربة قريبة‪ ،‬حت لتحجب عن شجرة الي النور والواء‪ ،‬ولكن شجرة‬
‫الي تظلّ ف نوها البطيء‪ ،‬لن عمق جذورها ف التربة يعوّضها عن الدفء والواء‪...‬‬

‫منع أنننا حين نتجاوز الظهنر الزور الباق لشجرة الشنر‪ ،‬ونفحنص عنن قوتان‬
‫القيقية وصلبتها‪ ،‬تبدو لنا واهنة هشة نافشة ف غي صلبة حقيقية!‪ ...‬على حي تصب‬
‫شجرة ال ي على البلء‪ ،‬وتتما سك للعا صفة‪ ،‬وتظ ّل ف نو ها الادئ البط يء‪ ،‬ل تفل ب ا‬
‫َترْجُمُها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك!‪...‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)4‬‬

‫آثار لس الانب الطيب عند الناس‬


‫عند ما نل مس الا نب الط يب ف نفوس الناس‪ ،‬ن د أن هناك خيا كثيا‪ ،‬قد ل‬
‫تراه العيون أول وهلة!‪...‬‬

‫ل قد جر بت ذلك‪ .‬جرب ته مع الكثي ين‪ ...‬ح ت الذ ين يبدو ف أول ال مر أن م‬


‫شريرون‪ ،‬أو فقراء الشعور‪...‬‬
‫شيء من العطف على أخطائهم وحاقاتم‪ ،‬شيء من الود القيقي لم‪ ،‬شيء من‬
‫العناية ‪ -‬غي التصنعة ‪ -‬باهتماماتم وهومهم‪ ...‬ث ينكشف لك النبع اليّر ف نفوسهم‪،‬‬
‫حي ينحونك حبهم ومودتم وثقتهم‪ ،‬ف مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك‪،‬‬
‫مت أعطيتهم إياه ف صدق وصفاء وإخلص‪.‬‬

‫إن ال شر ل يس عميقا ف الن فس الن سانية إل ال د الذي نت صوره أحيانا‪ .‬إ نه ف‬


‫تلك القشرة الصنلبة‪ ،‬التن يواجهون بان كفاح الياة للبقاء‪ ...‬فإذا َأمِنُوا تكشّفنت تلك‬
‫القشرة ال صلبة عن ثرة حلوة شه ية‪ ...‬هذه الثمرة اللوة‪ ،‬إن ا تتك شف ل ن ي ستطيع أن‬
‫يشعر الناس بالمن من جانبه‪ ،‬بالثقة ف مودته‪ ،‬بالعطف القيقي على كفاحهم وآلمهم‪،‬‬
‫و على أخطائهم‪ ،‬وعلى حاقاتم كذلك‪ ...‬وشيء من سعة الصدر ف أول المر‪ ،‬كفيل‬
‫بتحقيق ذلك كله‪ ،‬أقرب ما يتوقع الكثيون‪ ...‬لقد جربت ذلك‪ ،‬جربته بنفسي‪ .‬فلست‬
‫(‪)3‬‬
‫أُطلقها مرد كلمات منّحة‪ ،‬وليدة أحلم وأوهام!‪...‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)5‬‬

‫آثار حبنا للخرين‬


‫عند ما تن مو ف نفو سنا بذور ال ب والع طف وال ي‪ ،‬نع في أنف سنا من أعباء‬
‫ومشقات كثية‪ .‬إنننا لن نكون فن حاجنة إل أن نتملق الخرينن‪ ،‬لنننا سننكون يومئذ‬
‫صادقي مل صي‪ ،‬إذ نز جي إليهم الثناء‪ .‬إن نا سنكشف ف نفو سهم عن كنوز من الي‪،‬‬
‫وسنجد لم مزايا طيبة‪ ،‬نثن عليها حي نثن ونن صادقون؛ ولن يعدم إنسان ناحية خيّرة‬
‫أو مزية حسنة‪ ،‬تؤهله لكلمة طيبة‪ ...‬ولكن نا ل نطلع عليها ول نراها‪ ،‬إل حي تنمو ف‬
‫نفوسنا بذرة الب!‪...‬‬

‫حمّلَ أنف سنا مؤو نة التضا يق من هم‪ ،‬ول ح ت‬


‫كذلك لن نكون ف حا جة لن نُ َ‬
‫مؤونة الصب على أخطائهم وحاقاتم‪ ،‬لننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص‪ ،‬ولن‬
‫نفتش عليها لنراها يوم تنمو ف نفوسنا بذرة العطف! وبطبيعة الال لن نُجَشّم أنفسنا عناء‬

‫‪ )(3‬من ر سالة له من أمري كا إل صديق له ض يق ال صدر من الناس‪ .‬مقال " ف الدب والياة "‪ .‬ملة‬
‫الكتاب‪ .‬أبريل‪ .1951 :‬ص‪392 :‬‬
‫ال قد علي هم‪ ،‬أو ع بء الذر من هم‪ ،‬فإن ا ن قد على الخر ين‪ ،‬لن بذرة ال ي ل ت نم ف‬
‫نفوسنا نوا كافيا‪ ،‬ونتخوف منهم‪ ،‬لن عنصر الثقة ف الي ينقصنا!‪.‬‬

‫كم ننح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة‪ ،‬حي ننح الخرين عطفنا وحبنا‬
‫وثقتنا‪ ،‬يوم تنمو ف نفوسنا بذرة الب والعطف والي!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(‪)6‬‬

‫طريق العظمة القيقية‬


‫ح ي نعتزل الناس‪ ،‬لن نا ن س أن نا أط هر من هم روحا‪ ،‬أو أط يب من هم قلبا‪ ،‬أو‬
‫أرحب منهم نفسا‪ ،‬أو أذكى منهم عقلً‪ ،‬ل نكون قد صنعنا شيئا كبيا‪ ...‬لقد اخترنا‬
‫لنفسنا أيسر السبل‪ ،‬وأقلها مؤونة!‪.‬‬

‫شبَع ي بروح ال سماحة‪ ،‬والع طف‬


‫إن العظ مة القيق ية‪ :‬أن نالط هؤلء الناس‪ ،‬مُ ْ‬
‫على ضعفهم ونقصهم وخطئهم‪ ،‬وروح الرغبة القيقية ف تطهيهم وتثقيفهم‪ ،‬ورفعهم‬
‫إل مستوانا بقدر ما نستطيع!‪.‬‬

‫إنه ليس معن هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا‪ ،‬ومثلنا السامية‪ ،‬أو أن نتملق هؤلء‬
‫الناس ونثنن على رذائلهنم‪ ،‬أو أن نشعرهنم أنننا أعلى منهنم أفقا‪ ..‬إن التوفينق بين هذه‬
‫(‪)4‬‬
‫التناقضات‪ ،‬وسعة الصدر لا يتطلبه هذا التوفيق من جهد‪ :‬هو العظمة القيقية!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫‪ )(4‬من ر سالة له من أمري كا إل صديق أراد اعتزال الناس‪ .‬مقال " ف الدب والياة "‪ .‬ملة الكتاب‪.‬‬
‫أبريل‪ 1951 :‬ص‪393 :‬‬
‫(‪)7‬‬

‫العتراف بساعدة الخرين‬


‫عندما نصل إل مستوى معي من القدرة‪ ،‬نس أنه ل يعيبنا أن نطلب مساعدة‬
‫الخرين لنا‪ ،‬حت أولئك الذين هم أقل منا مقدرة! ول يغض من قيمتنا أن تكون معونة‬
‫الخر ين ل نا قد ساعدتنا على الو صول إل ما ن ن ف يه‪ .‬إن نا ناول أن ن صنع كل ش يء‬
‫بأنف سنا‪ ،‬ون ستنكف أن نطلب عون الخرين ل نا‪ ،‬أو أن نض مّ جهدهم إل جهودنا‪ ،‬ك ما‬
‫نستشعر الغضاضة ف أن يعرف الناس أنه كان لذلك العون أثر ف صعودنا إل القمة؛ إننا‬
‫ن صنع هذا كله ح ي ل تكون ثقت نا بأنف سنا كبية‪ ،‬أي عند ما نكون بالف عل ضعفاء ف‬
‫ناحينة منن النواحني‪ ..‬أمنا حين نكون أقوياء حقا فلن نسنتشعر منن هذا كله شيئا‪ ..‬إن‬
‫الطفل هو الذي ياول أن يبعد يدك الت تسنده وهو يتكفأ ف السي!‪.‬‬

‫عند ما ن صل إل م ستوى مع ي من القدرة‪ ،‬سنستقبل عون الخر ين ل نا بروح‬


‫الشكر والفرح‪ ...‬الشكر لا يقدّ ُم لنا من عون‪ ..‬والفرح بأن هناك من يؤمن با نؤمن به‬
‫ننن‪ ...‬فيشاركننا الهند والتبعنة‪ ...‬إن الفرح بالتجاوب الشعوري هنو الفرح القدس‬
‫الطليق!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)8‬‬

‫الفرح بانتشار الفكار‬


‫إن نا ن ن ح ي " نت كر " أفكار نا وعقائد نا‪ ،‬ونغ ضب ح ي ينتحل ها الخرون‬
‫لنف سهم‪ ،‬ونت هد ف توك يد ن سبتها إلي نا‪ ،‬وعدوان الخر ين علي ها! إن نا إن ا ن صنع ذلك‬
‫كله‪ ،‬حي ل يكون إياننا بذه الفكار والعقائد كبيا‪ ،‬حي ل تكون منبثقة من أعماقنا‪،‬‬
‫كما لو كانت بغي إرادة منا‪ ،‬حي ل تكون هي ذاتا أحب إلينا من ذواتنا!‪.‬‬
‫إن الفرح ال صاف هو الثمرة الطبيع ية لن نرى أفكار نا وعقائد نا مل كا للخر ين‪،‬‬
‫ونن بعد أحياء‪ .‬إن مرد تصورنا لا أنا ستصبح ‪ -‬ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الرض‬
‫‪ -‬زادا للخرين وريّا‪ ،‬ليكفي لن تفيض قلوبنا بالرضا والسعادة والطمئنان!‪.‬‬

‫" التجار " وحدهم هم الذين يرصون على " العلقات التجارية " لبضائعهم‪،‬‬
‫كي ل يستغلها الخرون‪ ،‬ويسلبوهم حقهم من الربح‪ ،‬أما الفكرون وأصحاب العقائد‪،‬‬
‫فكل سعادتم ف أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم‪ ،‬ويؤمنوا با إل حد أن ينسبوها‬
‫لنفسهم‪ ،‬ل إل أصحابا الولي!‪.‬‬

‫إنم ل يعتقدون أنم " أصحاب " هذه الفكار والعقائد‪ ،‬وإنا هم مرد " وسطاء‬
‫" ف نقلها وترجتها‪ ...‬إنم يسّون أن النبع الذي يستمدون منه ليس من َخ ْلقِهم‪ ،‬ول من‬
‫صنع أيديهم‪ .‬وكل فرحهم القدّس‪ ،‬إنا هو ثرة اطمئنانم إل أنم على اتصال بذا النبع‬
‫الصيل!‪...‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(‪)9‬‬

‫الفرق بي العلم والعرفة‬


‫الفرق بعيند‪ ...‬جِدّ بعيند‪ :...‬بين أن نفهنم القائق‪ ،‬وأن ندرك القائق‪ ...‬إن‬
‫الول‪ :‬العلم‪ ...‬والثانية هي‪ :‬العرفة!‪...‬‬

‫ف الول‪ :‬نن نتعامل مع ألفاظ ومعان مردة‪ ...‬أو مع تارب ونتائج جزئية‪...‬‬

‫وف الثانية‪ :‬نن نتعامل مع استجابات حية‪ ،‬ومدركات كلية‪...‬‬

‫فن الول‪ :‬ترد إليننا العلومات منن خارج ذواتننا‪ ،‬ثن تبقنى فن عقولننا متحيزة‬
‫متميزة‪...‬‬
‫و ف الثان ية‪ :‬تنب ثق القائق من أعماق نا‪ .‬يري في ها الدم الذي يري ف عروق نا و‬
‫أوشاجنا‪ ،‬ويتسق إشعاعها مع نبضنا الذات!‪...‬‬

‫ف الول‪ :‬تو جد " الانات " و العناو ين‪ :‬خا نة العلم‪ ،‬وتت ها عنوانا ته‪ ،‬و هي‬
‫شتّى‪ .‬خاننة الدينن‪ ،‬وتتهنا عنوانات فصنوله وأبوابنه‪ ...‬وخاننة الفنن‪ ،‬وتتهنا عنوانات‬
‫مناهجه واتاهاته!‪...‬‬

‫و ف الثان ية‪ :‬تو جد الطا قة الواحدة‪ ،‬الت صلة بالطا قة الكون ية ال كبى‪ ...‬ويو جد‬
‫الدول السارب‪ ،‬الواصل إل النبع الصيل!‪...‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)10‬‬

‫دور الرواد ف توحيد العارف‬


‫نن ف حاجة ملحة إل التخصصي‪ ،‬ف كل فرع من فروع العارف النسانية‪،‬‬
‫أولئك الذ ين يتخذون من معامل هم ومكاتب هم صوامع وأديرة!‪ ...‬ويهبون حيات م للفرع‬
‫الذي تصصوا فيه‪ ،‬ل بشعور التضحية فحسب‪ ،‬بل بشعور اللذة كذلك!‪ ...‬شعور العابد‬
‫الذي يهب روحه لله وهو فرحان!‪...‬‬

‫ولكن نا مع هذا‪ ،‬يبن أن ندرك أن هؤلء لي سوا هم الذ ين يوجّهون الياة‪ ،‬أو‬
‫يتارون للبشرية الطريق؟‪...‬‬

‫إن الرواد ‪ -‬كانوا دائما و سيكونون ‪ -‬هم أ صحاب الطاقات الروح ية الفائ قة‪،‬‬
‫هؤلء هم الذ ين يملون الشعلة القد سة‪ ،‬ال ت تن صهر ف حرارت ا كل ذرات العارف‪،‬‬
‫وتنكشف ف ضوئها طريق الرحلة‪ ،‬مزودة بكل هذه الزئيات‪ ،‬قوية بذا الزاد‪ ،‬وهي تغذّ‬
‫السي نو الدف السامي البعيد!‪:.‬‬

‫هؤلء الرواد هم الذ ين يدركون بب صيتم تلك الوحدة الشاملة‪ ،‬التعددة الظا هر‬
‫ف‪ :‬العلم‪ ،‬والفن‪ ،‬والعقيدة‪ ،‬والعمل‪ ،‬فل يقرون واحدا منها‪ ،‬ول يرفعونه فوق مستواه!‪.‬‬

‫ال صغار وحد هم‪ ،‬هم الذ ين يعتقدون أن هناك تعارضا ب ي هذه القوى‪ ،‬التنو عة‬
‫الظاهر؛ فيحاربون العلم باسم الدين‪ ،‬أو الدين باسم العلم‪...‬‬

‫ويتقرون ال فن با سم الع مل‪ ،‬أو اليو ية الداف عة با سم العقيدة الت صوفة!‪ ...‬ذلك‬
‫أن م يدركون كل قوة من هذه القوى‪ ،‬منعزلة عن ممو عة من القوى الخرى‪ ،‬ال صادرة‬
‫كلها من النبع الواحد‪ ،‬ومن تلك القوة الكبى السيطرة على هذا الوجود (‪ ...!)5‬ولكن‬
‫نه‬
‫نيل‪ ،‬ومنن‬ ‫نع الصن‬ ‫نلون بذلك النبن‬ ‫الرواد الكبار يدركون تلك الوحدة‪ ،‬لنم ن متصن‬
‫يستمدون!‪...‬‬

‫‪ )(5‬الصواب أن يقال‪ " :‬من ذي القوة الكبى السيطر‪ " ...‬لن ال ذات موصوفة وليس صفة سبحانه‬
‫وتعال‪ [ .‬الناشر ]‪.‬‬
‫إنم قليلون‪ ...‬قليلون ف تاريخ البشرية‪ ...‬بل نادرون! ولكن منهم الكفاية‪:...‬‬
‫فالقوة الشرفنة (‪ )6‬على هذا الكون‪ ،‬هني التن تصنوغهم‪ ،‬وتبعنث بمن فن الوقنت القدر‬
‫الطلوب!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)11‬‬

‫العلوم والجهول ف هذا الوجود‬


‫السنتسلم الطلق للعتقاد فن الوارق والقوى الجهولة خطنر‪ ،‬لننه يقود إل‬
‫الرافة‪ ...‬ويول الياة إل وهم كبي!‪...‬‬

‫ولكنن التنكنر الطلق لذا العتقاد‪ ،‬لينس أقنل خطرا‪ :‬لننه يغلق منافنذ الجهول‬
‫كله‪ ،‬وينكر كل قوة غي منظورة‪ ،‬ل لشيء إل لنا قد تكون أكب من إدراكنا البشري‪،‬‬
‫ف فترة من فترات حياتنا! وبذلك ُيصَغّر من هذا الوجود ‪ -‬مساحة وطاقة‪ ،‬وقيمة كذلك‪،‬‬
‫ويدّه بدود " العلوم "‪ ،‬و هو إل هذه اللح ظة ح ي يقاس إل عظ مة الكون ‪ -‬ضئ يل‪..‬‬
‫جِ ّد ضئيل!‪...‬‬

‫إن حياة الن سان على هذه الرض سلسلة من الع جز عن إدراك القوى الكون ية‪،‬‬
‫أو سلسلة من القدرة على إدراك هذه القوى‪ ،‬كل ما شب عن الطوق‪ ،‬وخ طا خطوة إل‬
‫المام‪ ،‬ف طريقه الطويل!‪.‬‬

‫إن قدرة النسان ف وقت بعد وقت على إدراك إحدى قوى الكون‪ ،‬الت كانت‬
‫مهولة له منذ لظة‪ ،‬وكانت فوق إدراكه ف وقت ما‪ ..‬لكفيلة بأن تفتح بصيته على أن‬
‫هناك قوى أخرى ل يدركها بعد‪ ،‬لنه ل يزال ف دور التجريب!‪.‬‬

‫إن احترام العقل البشري ذاته لَخلي قٌ بأن نسب للمجهول حسابه ف حياتنا‪ ،‬ل‬
‫لن كل إل يه أمور نا‪ ،‬ك ما ي صنع التعلقون بالو هم والرا فة‪ ،‬ول كن ل كي ن س عظ مة هذا‬
‫الكون على حقيقتها‪ ،‬ولكي نعرف لنفسنا قدرها ف كيان هذا الكون العريض‪ .‬وإن هذا‬

‫‪ )(6‬الصواب أن يقال‪ " :‬فالقوي الدبر لذا الكون‪ [ " ...‬الناشر ]‪.‬‬
‫لليقن بأن يفتنح للروح النسنانية قوى كثية للمعرفنة‪ ،‬وللشعور بالوشائج التن تربطننا‬
‫ٌ‬
‫بالكون من داخل نا‪ ،‬و هي بل شك أ كب وأع مق من كل ما أدركناه بعقول نا ح ت اليوم‪،‬‬
‫بدليل أننا ما نزال نكشف ف كل يوم عن مهول جديد؛ وأننا ل نزال بعد نعيش!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)12‬‬

‫النسان ل يستغن عن ال‬


‫من الناس ف هذا الزمان‪ ،‬من يرى ف العتراف بعظمة ال الطلقة غضّا من قيمة‬
‫الن سان‪ ،‬وإ صغارا لشأ نه ف الوجود‪ :‬كأن ا ال والن سان ندّان‪ ،‬يتناف سان على العظ مة‬
‫والقوة ف هذا الوجود!‪.‬‬

‫أنا أحس أنه كلما ازددنا شعورا بعظمة ال الطلقة‪ ،‬زدنا نن أنفسنا عظمة‪ ،‬لننا‬
‫من صنع إله عظيم!‪.‬‬

‫إن هؤلء الذين يسبون أنم يرفعون أنفسهم حي يفضون ف وههم إلهم أو‬
‫ينكرونه‪ ،‬إنا هم الحدودون‪ ،‬الذين ل يستطيعون أن يروا إل الفق الواطئ القريب!‪.‬‬

‫أن م يظنون أن الن سان إن ا ل أ إل ال إبّان ضع فه وعجزه‪ ،‬فأ ما الن ف هو من‬


‫القوة بيث ل يتاج إل إله! كأنا الضعف يفتح البصية‪ ،‬والقدرة تطمسها!‪.‬‬

‫إن الن سان لد ير بأن يز يد إح ساسا بعظ مة ال الطل قة كل ما ن ت قو ته‪ ،‬ل نه‬
‫جدير بأن يدرك مصدر هذه القوة‪ ،‬كلما زادت طاقته على الدراك‪...‬‬

‫إن الؤمن ي بعظ مة ال الطل قة ل يدون ف أنف سهم ض عة ول ضعفا‪ ،‬بل على‬
‫العكس‪ ،‬يدون ف نفوسهم العزة والنعة‪ ،‬باستنادهم إل القوة الكبى‪ ،‬السيطرة على هذا‬
‫الوجود‪ .‬إن م يعرفون أن مال عظمتهم إن ا هو ف هذه الرض‪ ،‬وبي هؤلء الناس‪ ،‬ف هي‬
‫ل تصطدم بعظمة ال الطلقة ف هذا الوجود‪ .‬إن لم رصيدا من العظمة والعزة ف إيانم‬
‫العم يق‪ ،‬ل يده أولئك الذ ين ينفخون أنف سهم ك " البالون " ح ت ليغ طي الورم النفوخ‬
‫عن عيونم كل آفاق الوجود!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)13‬‬

‫حول الرية والعبودية‬


‫أحيانا تتخ فى العبود ية ف ثياب الر ية‪ ،‬فتبدو انطلقا من ج يع القيود‪ :‬انطلقا‬
‫من العرف والتقاليد‪ ،‬انطلقا من تكاليف النسانية ف هذا الوجود!‪.‬‬

‫إن هنالك فارقا أسناسيا بين النطلق منن قيود الذل والضغنط والضعنف‪،‬‬
‫والنطلق من قيود النسانية وتبعاتا‪ ،‬إن الول معناها التحرر القيقي‪ ،‬أما الثانية فمعناها‬
‫التخلي عن القومات الت جعلت من النسان إنسانا‪ ،‬وأطلقته من قيود اليوانية الثقيلة!‪.‬‬

‫إنا حرية ُمقَّنعَة‪ ،‬لنا ف حقيقتها خضوع وعبودية للميول اليوانية‪ ،‬تلك اليول‬
‫الت قضت البشرية عمرها الطويل وهي تكافحها‪ ،‬لتتخلص من قيودها الانقة‪ ،‬إل جو‬
‫الرية النسانية الطليقة‪...‬‬

‫لاذا ت جل الن سانية من إبداء ضرورات ا؟ لن ا ت س بالفطرة أن ال سمو مع هذه‬


‫الضروريات هنو أول مقومات النسنانية و‪ ،‬أن النطلق منن قيودهنا هنو الرينة‪ ،‬وأن‬
‫التغلب على دوا فع الل حم والدم‪ ،‬وعلى ماوف الض عف والذل‪ ،‬كله ا سواء ف توك يد‬
‫معن النسانية!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)14‬‬

‫ل انفصال بي البادئ والشخاص‬


‫لست من يؤمنون بكاية البادئ الجردة عن الشخاص‪ ،‬لنه ما البدأ بغي عقيدة‬
‫حارة دافعة؟ وكيف توجد العقيدة الارة الدافعة ف غي قلب إنسان؟‪.‬‬

‫إن البادئ والفكار ف ذات ا ‪ -‬بل عقيدة داف عة ‪ -‬مرد كلمات خاو ية‪ ،‬أو على‬
‫الك ثر معا نٍ مي تة! والذي ينح ها الياة هو حرارة اليان‪ ،‬الش عة من قلب إن سان! لن‬
‫يؤمن الخرون ببدأ أو فكرة تنبت ف ذهن بارد‪ ،‬ل ف قلب مشع‪.‬‬

‫آ من أ نت أولً بفكر تك‪ ،‬آ من ب ا إل حد العتقاد الار! عندئذ ف قط يؤ من ب ا‬


‫الخرون!! وإل فستبقى مرد صياغة لفظية‪ ،‬خالية من الروح والياة!‪...‬‬

‫دبن على وجنه‬‫ل حياة لفكرة ل تتقمنص روح إنسنان‪ ،‬ول تصنبح كائنا حيا ّ‬
‫الرض ف صورة ب شر!‪ ...‬كذلك ل وجود لش خص ‪ -‬ف هذا الجال ‪ -‬ل تع مر قل به‬
‫فكرة يؤمن با‪ ،‬ف حرارة وإخلص‪...‬‬

‫إن التفريق بي الفكرة والشخص‪ ،‬كالتفريق بي الروح والسد أو العن واللفظ‪،‬‬


‫عملية ‪ -‬ف بعض الحيان ‪ -‬مستحيلة‪ ،‬وف بعض الحيان تمل معن التحلل والفناء!‪.‬‬

‫كل فكرة عا شت قد اقتا تت قلب إن سان! أ ما الفكار ال ت ل تُ ْطعَ مْ هذا الغذاء‬


‫القدّس‪ ،‬فقد وُلدت ميتة‪ ،‬ول تدفع بالبشرية شبا واحدا إل المام!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)15‬‬

‫الغاية ل تبر الوسيلة‬


‫من الصعب علي أن أتصور كيف يكن أن نصل إل غاية نبيلة باستخدام وسيلة‬
‫خسيسة!؟‬

‫إن الغا ية ال نبيلة ل ت يا إل ف قلب نب يل‪ .‬فك يف ي كن لذلك القلب أن يط يق‬


‫استخدام وسيلة خسيسة؟ بل كيف يهتدي إل استخدام هذه الوسيلة؟! حي نوض إل‬
‫ال شط المرع بر كة من الو حل ل بد أن ن صل إل ال شط ملوّث ي‪ ...‬إن أوحال الطر يق‬
‫ستترك آثارها على أقدامنا‪ ،‬وعلى مواضع هذه القدام‪ ،‬كذلك الال حي نستخدم وسيلة‬
‫خ سيسة‪ :‬إن الد نس سيعلق بأرواح نا‪ ،‬و سيترك آثاره ف هذه الرواح‪ ،‬و ف الغا ية ال ت‬
‫وصلنا إليها!‪.‬‬

‫إن الو سيلة ف ح ساب الروح جزء من الغا ية‪ .‬ف في عال الروح ل تو جد هذه‬
‫الفوارق والتق سيمات! الشعور الن سان وحده إذا حس غا ية نبيلة فلن يط يق ا ستخدام‬
‫وسيلة خسيسة‪ ..‬بل لن يهتدي إل استخدامها بطبيعته!‬

‫" الغا ية تبر الو سيلة!؟ "‪ :‬تلك هي حك مة الغرب ال كبى!! لن الغرب ي يا‬
‫(‪)7‬‬
‫بذهنه‪ ،‬وف الذهن يكن أن توجد التقسيمات والفوارق بي الوسائل والغايات!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)16‬‬

‫أفراح الروح بإسعاد الخرين‬


‫بالتجر بة عر فت‪ ،‬أ نه ل ش يء ف هذه الياة يعدل ذلك الفرح الرو حي الشف يف‬
‫الذي نده‪ ،‬عندما نستطيع أن نُدخِ َل العزاء أو الرضى‪ ،‬الثقة أو المل أو الفرح‪ ،‬إل نفوس‬
‫الخرين!‪.‬‬

‫إن ا لذة ساوية عجي بة‪ ،‬لي ست ف ش يء من هذه الرض‪ ،‬إن ا تاوب العن صر‬
‫السماوي الالص ف طبيعتنا‪ ،‬إنا ل تطلب لا جزاءً خارجيا‪ ،‬لن جزاءها كامن فيها!‪.‬‬

‫هنالك مسألة أخرى‪ ،‬يقحمها بعض الناس ف هذا الجال‪ ،‬وليست منه ف شيء‪،‬‬
‫مسألة اعتراف الخرين بالميل!‪.‬‬

‫‪ )(7‬من رسالة له من أمريكا إل صديق قدم له خطة ودعاه إل قبولا ويبدو أنه ل يوافق عليها‪ .‬مقال "‬
‫ف الدب والياة " ملة الكتاب‪ .‬أبريل‪ 951 :‬ص‪.393 :‬‬
‫لن أحاول إنكار ما ف هذا العتراف من جال ذات‪ ،‬ول ما فيه من مسرة عظيمة‬
‫للواهبي‪ ،‬ولكن هذا كله شيء آخر‪ ،‬إن السألة هنا مسألة الفرح‪ ،‬بأن الي يد له صدى‬
‫ظاهريا قريبا ف نفوس الخر ين‪ ،‬وهذا الفرح قيم ته من غ ي تلك‪ ،‬ل نه ل يس من طبي عة‬
‫ذلك الفرح الخر‪ ،‬الذي نسه مردا‪ ،‬ف ذات اللحظة الت نستطيع أن ندخل فيها العزاء‬
‫أو الرضى‪ ،‬الثقة أو المل أو الفرح ف نفوس الخرين! إن هذا لو الفرح النقي الالص‪،‬‬
‫الذي ينبع من نفوسنا‪ ،‬ويرتد إليها‪ ،‬بدون حاجة إل أي عناصر خارجية عن ذواتنا‪ ،‬إنه‬
‫يمل جزاءه كاملً‪ ،‬لنه جزاءه كامن فيه!‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫(‪)17‬‬

‫النظرة إل النازات والخطاء‬


‫ل أ عد أفزع من الوت ح ت لو جاء اللح ظة! ل قد أخذت ف هذه الياة كثيا‪،‬‬
‫أعن‪ :‬لقد أعطيت!!‪.‬‬

‫أحيا نا ت صعب التفر قة ب ي ال خذ والعطاء‪ ،‬لن ما يعطيان مدلو ًل واحدا ف عال‬


‫الروح! ف كل مره أعطيت لقد أخذت‪ ،‬لست أعن أن أحدا قد أعطى ل شيئا‪ ،‬إنا أعن‬
‫أن ن أخذت ن فس الذي أعط يت‪ ،‬لن فرح ت ب ا أعط يت ل ت كن أ قل من فر حة الذ ين‬
‫أخذوا‪.‬‬

‫ل أعد أفزع من الوت حت لو جاء اللحظة! لقد عملت بقدر ما كنت مستطيعا‬
‫أن أع مل! هناك أشياء كثية أود أن أعملها‪ ،‬لو مُدّ ل ف الياة‪ ،‬ول كن ال سرة لن تأكل‬
‫قلب إذا ل أستطع؛ إن آخرين سوف يقومون با‪ ،‬إنا لن توت إذا كانت صالة للبقاء‪،‬‬
‫فأنا مطمئن إل أن العناية الت تلحظ هذا الوجود لن تدع فكرة صالة توت‪...‬‬

‫ل أعد أفزع من الوت حت لو جاء اللحظة! لقد حاولت أن أكون خيّرا بقدر ما‬
‫أ ستطيع‪ ،‬أ ما أخطائي وغلطا ت فأ نا نادم علي ها! إ ن أ كل أمر ها إل ال‪ ،‬وأر جو رح ته‬
‫وعفوه‪ ،‬أ ما عقا به فل ست قلقا من أجله‪ ،‬فأ نا مطمئن إل أ نه عقاب حق‪ ،‬وجزاء عدل‪،‬‬
‫وقد تعودت أن أحتمل تبعة أعمال‪ ،‬خيا كانت أو شرا‪ ...‬فليس يسوءن أن ألقى جزاء‬
‫ما أخطأت حي يقوم الساب!‪.‬‬

‫انتهت‬
‫الفهرس‬
‫‪-‬قصة هذه الفكار والواطر (أفراح الروح)‬
‫‪-‬حول الوت والياة‬
‫‪-‬كيف نضاعف حياتنا‬
‫‪-‬بي شجرة الي وشجرة الشر‬
‫‪-‬آثار لس الانب الطيب عند الناس‬
‫‪-‬آثار حبنا للخرين‬
‫‪-‬طريق العظمة القيقية‬
‫‪-‬العتراف بساعدة الخرين‬
‫‪-‬الفرح بانتشار الفكار‬
‫‪-‬الفرق بي العلم والعرفة‬
‫‪-‬دور الرواد ف توحيد العارف‬
‫‪-‬العلوم والجهول ف هذا الوجود‬
‫‪-‬النسان ل يستغن عن ال‬
‫‪-‬حول الرية والعبودية‬
‫‪-‬ل انفصال بي البادئ والشخاص‬
‫‪-‬الغاية ل تبر الوسيلة‬
‫‪-‬أفراح الروح بإسعاد الخرين‬
‫‪-‬النظرة إل النازات والخطاء‬

You might also like