You are on page 1of 60

‫البخلء‬

‫للجاحظ‬

‫( الصفحة ‪) 1 :‬‬
‫رب أنعمت فزد‬
‫تولك ال بفظه وأعانك على شكره ووفقك لطاعته وجعلك من الفائزين برحته‪.‬‬
‫ذكرت ‪ -‬حفظك ال أنك قرأت كتاب ف تصنيف حيل لصوص النهار وف تفصيل حيل سراق الليل وأنك سددت به كل خلل وحصنت‬
‫به كل عورة وتقدمت با أفادك من لطائف الدع ونبهك عليه من غرائب اليل فيما عسى أل يبلغه كيد ول يوزه مكر وذكرت أن موقع‬
‫نفعه عظيم وأن التقدم ف درسه واجب وقلت‪ :‬اذكر ل نوادر البخلء واحتجاج الشحاء وما يوز من ذلك ف باب الزل وما يوز منه ف‬
‫باب الد لجعل الزل مستراحا والراحة جاما فإن للجد كدا ينع من معاودته ول بد لن التمس نفعه من مراجعته‪ .‬وذكرت ملح الزامي‬
‫واحتجاج الكندي ورسالة سهل بن هارون وكلم ابن غزوان وخطبة الارثي وكل ما حضرن من أعاجيبهم ول سوا البخل صلحا والشح‬
‫اقت صادا ول حاموا على ال نع ون سبوه إل الزم ول ن صبوا للموا ساة وقرنو ها بالتضي يع ول جعلوا الود سرفا والثرة جهلً ول زهدوا ف‬
‫ال مد و قل احتفال م بالذم ول ا ستضعفوا من هش للذ كر وارتاح للبذل ول حكموا بالقوة ل ن ل ي يل إل ثناء ول ينحرف عن هجاء ول‬
‫احتجوا بظلف العيش على لينه وبلوه على مره ول ل يستحيوا من رفض الطيبات ف رحالم مع استهتارهم با ف رحال غيهم ول تتايعوا‬
‫ف البخل ول اختاروا ما يوجب ذلك السم مع أنفتهم من ذلك السم ول رغبوا ف الكسب مع زهدهم ف النفاق ول عملوا ف الغن‬
‫عمل الائف من زوال الغن ول يفعلوا ف الغن عمل الراجي لدوام الغن ول وفروا نصيب الوف وبسوا نصيب الرجاء مع طول السلمة‬
‫وشول العافية والعاف أكثر من البتلى وليست الوائج أقل من الفوائد‪ .‬فكيف يدعوا إل السعادة من خص نفسه بالشقوة بل كيف ينتحل‬
‫نصيحة العامة من بدأ بغش الاصة ول احتجوا مع شدة عقولم با أجعت المة على تقبيحه ول فخروا مع اتساع معرفتهم با أطبقوا على‬
‫تجينه وكيف يفطن عند العتلل له ويتغلغل عند الحتجاج عنه إل الغابات البعيدة والعان اللطيفة ول يفطن لظاهر قبحه وشناعة اسه‬
‫وخول ذكره وسوء أثره على أهله وكيف وهو الذي يمع له بي الكد وقلة الرفق وبي السهر وخشونة الضجع وبي طول ( الصفحة ‪:‬‬
‫‪ ) 2‬الغتراب وطول قلة النتفاع ومع علمه لن وارثه أعدى له من عدوه وأنه أحق با له من وليه أو ليس لو أظهر الهل والغباوة وانتحل‬
‫الغفلة والماقة ث احتج بتلك العان الشداد وباللفاظ السان وجودة الختصار وبتقريب العن وبسهولة الخرج وإصابة الوضع لكان ما‬
‫ظهر من معانيه وبيانه مكذبا لا ظهر من جهله ونقصانه ول جاز أن يبصر بعقله البعيد الغامض ويعيا عن القريب الليل وقلت‪ :‬فبي ل ما‬
‫الشيء الذي خبل عقولم وأفسد أذهانم وأغشى تلك البصار ونقض ذلك العتدال وما الشيء الذي له عاندوا الق وخالفوا المم وما‬
‫هذا التركيب التضاد والزاج التناف وما هذا الغباء الشديد الذي إل جنبه فطنة عجيبة وما هذا السبب الذي خفي به الليل الواضح وأدرك‬
‫به الدق يق الغا مض وقلت‪ :‬ول يس ع جب م ن خلع عذاره ف الب خل وأبدى صفحته للذم ول يرض من القول إل بقار عة ال صم ول من‬
‫الحتجاج إل با رسم ف الكتب ول عجب من مغلوب على عقله مسخر لظهار عيبه كعجب من قد فطن لبخله وعرف إفراط شحه وهو‬
‫ف ذلك ياهد نفسه ويغلب طبعه‪ .‬ولربا ظن أن قد فطن له وعرف ما عنده فموه شيئا ل يقبل التمويه ورقع خرقا ل يقبل الرقع‪ .‬فلوا أنه‬
‫كما فطن لعيبه وفطن لن فطن لعيبه فطن لضعفه عن علج نفسه وعن تقوي أخلطه وعن استرجاع ما سلف من عاداته وعن قلبه أخلقه‬
‫الدخولة إل أن تعود سليمة لترك تكلف ما ل يستطيعه ولربح النفاق على من يذمه ولا وضع على نفسه الرقباء ول أحضر مائدته الشعراء‬
‫ول خالط برد الفاق ول لبس الوكلي بالخبار ول استراح من كد الكلفة ودخل ف غمار المة‪ .‬وبعد فما باله يفطن لعيوب الناس إذا‬
‫أطعموه ول يف طن لع يب نف سه إذا أطعم هم وإن كان عي به مكشوفا وع يب من أطع مه م ستورا ول سخت ن فس أحد هم بالكث ي من ال تب‬
‫وشحت بالقليل من الطعم وقد علم أن الذي منع يسي ف جنب ما بذل وأنه لو شاء أن يصل بالقليل ما جاد به أضعاف ما بل به كان‬
‫ذلك عتيدا وي سيا موجودا وقلت‪ :‬ول بد من أن تعرفن النات الت نت على التكلفي ودلت على حقائق التموهي ( الصفحة ‪) 3 :‬‬
‫وهتكت عن أستار الدعياء وفرقت بي القيقة والرياء وفصلت بي البهرج التزخرف والطبوع البتهل لتقف ‪ -‬زعمت ‪ -‬عندها ولتعرض‬
‫نفسك عليها ولتتوهم مواقعها وعواقبها‪ .‬فإن نبهك التصفح لا على عيب قد أغفلته عرفت مكانه فاجتنبته‪ .‬فإن كان عتيدا ظاهرا معروفا‬
‫عندك نظرت‪ :‬فأن كان احتمالك فاضلً على بلك دمت على إطعامهم وعلى اكتساب الحبة بؤاكلتهم وإن كان اكترائك غامر الجتهاد‬
‫سترت نفسك وانفردت يطيب زادك ودخلت مع الغمار وعشت عيش الستورين‪ .‬وإن كانت الروب بينك وبي طباعك سجالً وكانت‬
‫أسبابكما أمثالً وأشكالً أجبت الزم إل ترك التعرض وأجبت الحتياط إل رفض التكلف ورأيت أن من حصل السلمة من الذم فقد غنم‬
‫وأن من آ ثر الث قة على التغر ير ف قد حزم‪ .‬وذكرت أنك إل معر فة هذا الباب أحوج وأن ذا الروءة إل هذا العلم أف قر وأ ن إن ح صنت من‬
‫الذم عرضك بعد أن حصنت من اللصوص مالك فقد بلغت لك ما ل يبلغه أب بار ول أم رءوم‪ .‬وسألت أن أكتب لك علة أن الرجل أحق‬
‫ببيته من الغريب وأول بأخيه من البعيد وأن البعيد أحق بالغية والقريب أول بالنفة وأن الستزادة ف النسل كالستزادة ف الرث إل أن‬
‫العادة هي الت أوحشت منه والديانة هي الت حرمته ولن الناس يتزيدن أيضا ف استعظامه وينتحلون أكثر ما عندهم ف استشناعه‪ .‬وعلة‬
‫الهجاه ف تسي الكذب برتبة الصدق ف مواضع وف تقبيح الصدق ف مواضع وف إلاق الكذب برتبة الصدق وف حط الصدق إل‬
‫موضع الكذب وأن الناس يظلمون الكذب بتناسي مناقبه وتذكر مثالبه ويابون الصدق بتذكر منافعه وبتناسي مضاره وإنم لو وازنوا بي‬
‫مرافقه ما وعدلوا ب ي خ صالما ل ا فرقوا بينه ما هذا التفر يق ول ا رأوه ا بذه العيون‪ .‬ومذ هب صحصح ف تفض يل الن سيان على كث ي من‬
‫الذكر وأن الغباء ف الملة أنفع من الفطنة ف الملة وأن عيش البهائم أحسن موقعا من النفوس من عيش العقلء وإنك لو أسنت بيمة‬
‫ورجلً ذا مروءةً أو امرأةً ذات عقل وهة وأخرى ذات غباء وغفلة لكان الشحم إل البهيمة أسرع وعن ذات العقل والمة أبطأ‪ .‬ولن العقل‬
‫مقرون بالذر والهتمام ولن الغباء مقرون ( ال صفحة ‪ ) 4 :‬بفراغ البال وال من فلذلك البهي مة تق نو شحما ف اليام الي سية‪ .‬ول ت د‬
‫ذلك لذي المة البعيدة‪ .‬ومتوقع البلء ف البلء وإن سلم منه‪ .‬والعاقل ف الرجاء إل أن يدركه البلء‪ .‬ولول أنك تد هذه البواب وأكثر‬
‫منها مصورة ف كتاب الذي سي كتاب السائل لتيت على كثي منه ف هذا الكتاب‪ .‬فأما ما سألت من احتجاج الشحاء ونوادر أحاديث‬
‫البخلء فسأوجدك ذلك ف قصصهم ‪ -‬إن شاء ال تعال ‪ -‬مفرقا وف احتجاجاتم مملً فهو أجع لذا الباب من وصف ما عندي دون ما‬
‫انتهى إل من أخبارهم على وجهها وعلى أن الكتاب أيضا يصي أقصر ويصي العار فيه أقل‪ .‬ولك ف هذا الكتاب ثلثة أشياء‪ :‬تبي حجة‬
‫طري فة أو تعرف حيلة لطي فة أو ا ستفادة نادرة عجي بة‪ .‬وأ نت ف ض حك م نه إذا شئت و ف ل و إذا مللت ال د‪ .‬وأ نا أز عم أن البكاء صال‬
‫للطبائع وممود الغبة إذا وافق الوضع ول ياوز القدار ول يعدل عن الهة ودليل على الرقة والبعد من القسوة‪ .‬وربا عد من الوفاة وشدة‬
‫الوجد على الولياء‪ .‬وهو من أعظم ما تقرب به العابدون واسترحم به الائفون‪ .‬وقال بعض الكماء لرجل اشتد جزعه من بكاء صب له‪:‬‬
‫ل تزع فإنه أفتح لرمه وأصح لبصره‪ .‬وضرب عامر بن قيس بيده على عينه فقال‪ :‬جامدة شاخصة ل تندى! وقيل لصفوان بن مرز عند‬
‫طول بكائه وتذكر أحزانه‪ :‬إن طول البكاء يورث العمى‪ .‬فقال‪ :‬ذلك لا شهادة‪ .‬فبكى حت عمى‪ .‬وقد مدح بالبكاء ناس كثي‪ :‬منهم يي‬
‫البكاء وهيثم البكاء‪ .‬وكان صفوان بن مرز يسمى البكاء‪ .‬وإذا كان البكاء الذي ما دام صاحبه فيه فإنه ف بلء ‪ -‬وربا أعمى البصر وأفسد‬
‫الدماغ ودل على السخف وقضى على صاحبه باللع وشبه بالمة اللكعاء وبالدث الضرع ‪ -‬ولو كان الضحك قبيحا من الضاحك وقبيحا‬
‫من الضحك لا قيل للزهرة والبة واللي والقصر البن‪ :‬كأنه يضحك ضحكا‪ .‬وقد قال ال جل ذكره‪ " :‬وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو‬
‫أمات وأحيا "‪ .‬فوضع الضحك بذاء الوت‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 5 :‬وإنه ل يضيف ال إل نفسه القبيح ول ين على خلقه بالنقص‪ .‬وكيف ل‬
‫يكون موقعه من سرور النفس عظيما ومن مصلحة الطباع كبيا وهو شيء ف أصل الطباع وف أساس التركيب‪ .‬لن الضحك أول خي‬
‫يظهر من الصب‪ .‬وقد تطيب نفسه وعليه ينبت شحمه ويكثر دمه الذي هو علة سروره ومادة قوته‪ .‬ولفضل خصال الضحك عند العرب‬
‫تسمى أولدها بالضحاك وببسام وبطلق وبطليق‪ .‬وقد ضحك النب صلى ال عليه وسلم ومزح‪ .‬وضحك الصالون ومزحوا‪ .‬وإذا مدحوا‬
‫قالوا‪ :‬هو ضحوك ال سن وب سام العشيات و هش إل الض يف وذو أري ية واهتزاز‪ .‬وإذا قالوا‪ :‬هو عبوس و هو كال و هو قطوب و هو شت يم‬
‫الحيا وهو مكفهر أبدا وهو كريه ومقبض الوجه وحامض الوجه وكأنا وجهه بالل منضوح! وللمزح موضع وله مقدار مت جازها أحد‬
‫وقصر عنهما أحد صار الفاضل خطلً والتقصي نقصا‪ .‬ومت أريد بالزح النفع وبالضحك الشيء الذي له جعل الضحك صار الزح جدا‬
‫والضحك وقارا‪ .‬وهذا كتاب ل أغرك منه ول أستر عنك عيبه‪ .‬لنه ل يوز أن يكمل لا تريده ول يوز أن يوف حقه كما ينبغي له‪ :‬لن‬
‫هاهنا أحاديث كثية مت أطلعنا منها حرفا عرف أصحابا وإن ل نسمهم ول نرد ذلك بم‪ .‬وسواء سيناهم أو ذكرنا ما يدل على أسائهم‪.‬‬
‫منهم الصديق والول والستور والتجمل‪ .‬وليس يفي حسن الفائدة لكم بقبح الناية عليهم‪ .‬فهذا باب يسقط البتة ويتل به الكتاب ل مالة‪.‬‬
‫وهو أكثرها بابا وأعجبها منك موقعا ‪ -‬وأحاديث أخر ليس لا شهرة ولو شهرت لا كان فيها دليل على أربابا ول هي مفيدة أصحابا‪.‬‬
‫وليس يتوفر أبدا حسنها إل بأن تعرف أهلها وحت تتصل بستحقها وبعادنا واللئقي با‪ .‬وف قطع ما بينها وبي عناصرها ومعانيها سقوط‬
‫نصف اللحة وذهاب شطر النادرة‪ .‬ولو أن رجلً ألزق نادرة بأب الارث جي واليثم بن مطهر وبزيد وابن الحر ث كانت باردة لرت‬
‫على أح سن ما يكون‪ .‬ولو ولد نادرة حارة ف نف سها ملي حة ف معنا ها ث أضاف ها إل صال بن حن ي وإل ا بن النواء وإل ب عض البغضاء‬
‫لعادت باردة ولصارت فاترة فإن الفاتر شر من البارد‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 6 :‬وكما أنك لو ولدت كلما ف الزهد وموعظة للناس ث قلت‪:‬‬
‫هذا من كلم بكر بن عبد ال الزن وعامر بن عبد قيس العنبي ومورق العجلي ويزيد الرقاشي لتضاعف حسنه ولحدث له ذلك النسب‬
‫نضارة ورف عة ل ت كن له‪ .‬ولو قلت‪ :‬قال ا أ بو ك عب ال صوف أو ع بد الؤ من أو أ ب نواس الشا عر أو ح سي الل يع ل ا كان ل ا إل مال ا ف‬
‫نفسها‪ .‬وبالرى أن تغلط ف مقدارها فتبخس من حقها‪ .‬وقد كتبنا لك أحاديث كثية مضافة إل أربابا وأحاديث كثية غي مضافة إل‬
‫أربابا إما بالوف منهم وإما بالكرام لم‪ .‬ولو ل أنك سألتن هذا الكتاب لا تكلفته ولا وضعت كلمي موضع الضيم والنقمة‪ .‬فإن كانت‬
‫لئمة أو عجز فعليك وإن عذر فلي دونك‪ .‬رسالة سهل بن هارون أب ممد بن راهبون إل عمه من آل راهبون حي ذموا مذهبه ف البخل‬
‫وتتبعوا كلمه ف الكتب‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم أصلح ال أمركم وجع شلكم وعلمكم الي وجعلكم من أهله! قال الحنف بن قيس‪ :‬يا‬
‫مع شر ب ن ت يم ل ت سرعوا إل الفت نة فإن أ سرع الناس إل القتال أقل هم حياء من الفرار‪ .‬و قد كانوا يقولون‪ :‬إذا أردت أن ترى العيوب ج ة‬
‫فتأمل عيابا فإنه يعيب بفضل ما فيه من العيب‪ .‬وأول العيب أن تعيب ما ليس بعيب‪ .‬وقبيح أن تنهى عن مرشد أو تغري بشفق‪ .‬وما أردنا‬
‫با قلنا إل هدايتكم وتقويكم وإل إصلح فسادكم وإبقاء النعمة عليكم ولئن أخطأنا سبيل إرشادكم فما أخطأنا سبيل حسن النية فيما بيننا‬
‫وبينكم‪ .‬ث قد تعلمون أنا ما أوصيناكم إل با قد اخترناه لنفسنا قبلكم وشهرنا به ف الفاق دونكم‪ .‬فما أحقكم ف تقدي حرمتنا بكم أن‬
‫ل لرأينا أن ف أنفسنا عن ذلك شغلً‪ .‬وإن من أعظم الشقوة وأبعد من‬ ‫ترعوا حق قصدنا بذلك إليكم وتنبيهنا على ذكر العيوب برا وفض ً‬
‫السعادة أن ل يزال يتذكر زلل العلمي ويتناسى سوء استماع التعلمي ويستعظم غلط العاذلي ول يفل بتعمد العذولي‪ .‬عبتمون بقول‬
‫لادمي‪ :‬أجيدي عجنه خيا كما أجدته فطيا ليكون أطيب لطعمه وأزيد ف ريعه‪ .‬وقد قال عمر بن الطاب ‪ -‬رضي ال عنه ورحه ‪-‬‬
‫لهله‪ :‬أملكوا العجي فإنه ( الصفحة ‪ ) 7 :‬أريع الطحنتي‪ .‬وعبتم على قول‪ :‬من ل يعرف مواقع السرف ف الوجود الرخيص ل يعرف‬
‫مواقع القتصاد ف المتنع الغال‪ :‬فلقد أتيت من ماء الوضوء بكيلة يدل حجمها على مبلغ الكفاية وأشف من الكفاية‪ .‬فلما صرت إل تفريق‬
‫أجزائه على العضاء وإل التوف ي علي ها من وظي فة الاء وجدت ف العضاء فضلً على الاء فعل مت أن لو ك نت مك نت القت صاد ف أوائله‬
‫ورغ بت عن التهاون به ف ابتدائه لرج آخره على كفا ية أوله ولكان ن صيب الع ضو الول كن صيب ال خر‪ .‬فعبتمو ن بذلك وشنعتموه‬
‫بهد كم وقبحتموه‪ .‬و قد قال ال سن ع ند ذ كر ال سرف‪ :‬إ نه ليكون ف الاعون ي الاء والكل‪ .‬فلم يرض بذ كر الاء ح ت أرد فه بالكل‪.‬‬
‫وعبتمون حي ختمت على سد عظيم وفيه شيء ثي من فاكهة نفيسة ومن رطبة غريبة على عبدنم وصب جشع وأمة لكعاء وزوجة‬
‫خرقاء‪ .‬وليس من أصل الدب ول ف ترتيب الكم ول ف عادات القادة ول ف تدبي السادة أن يستوي ف نفيس الأكول وغريب الشروب‬
‫وثي اللبوس وخطي الركوب والناعم من كل فن واللباب من كل شكل التابع والتبوع والسيد والسود‪ .‬كما ل تستوي مواضعهم ف‬
‫الجلس وموا قع أ سائهم ف العنوانات و ما ي ستقبلون به من التحيات‪ .‬وك يف و هم ل يفقدون من ذلك ما يف قد القادر ول يكترثون له‬
‫اكتراث العارف من شاء أط عم كل به الدجاج ال سمن وأعلف حاره ال سمسم الق شر! فعبتمو ن بال تم و قد خ تم ب عض الئ مة على مزود‬
‫سويق‪ .‬وختم على كيس فارغ وقال‪ :‬طينة وعبتمون حي قلت للغلم‪ :‬إذا زدت ف الرق فزد ف النضاج لتجمع بي التأدم باللحم والرق‬
‫ولتجمع مع الرتفاق بالرق الطيب‪ .‬وقد قال النب صلى ال عليه وسلم‪ " :‬إذا طبختم لما فزيدوا ف الاء فإن ل يصب أحدكم لما أصاب‬
‫مرقا "‪ .‬وعبتمون بصف النعال وبتصدير القميص وحي زعمت أن الخصوفة أبقى وأوطأ وأوقى وأنفى للكب وأشبه بالنسك وأن الترقيع‬
‫من الزم وأن الجتماع مع الفظ وأن التفرق مع التصنيع‪ .‬وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يصف نعله ويرقع ثوبه‪ .‬ولقد لفقت سعدى‬
‫بنت عواف إزار طلحة وهو جواد قريش وهو طلحة الفياض‪ .‬وكان ف ثوب عمر رقاع أدم‪ .‬وقال‪ :‬من ل يستحى من اللل خفت مؤنته‬
‫ل يرتاد له مدثا واشترط على الرائد أن يكون عاقلً مسبددا‪ .‬فأتاه ببه‬‫وقبل كببه‪ .‬وقالوا‪ :‬ل جديبد لنب ل يلببس اللق‪ .‬وبعبث زياد رج ً‬
‫( الصفحة ‪ ) 8 :‬موافقا‪ .‬فقال‪ :‬أكنت ذا معرفة به قال‪ :‬ل ول رأيته قبل ساعته‪ .‬قال‪ :‬أفناقلته الكلم وفاتته المور قبل أن توصله إل‬
‫قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فلم اخترته على جيع من رأيته قال‪ :‬يومنا يوم قائظ ول أزل أتعرف عقول الناس بطعامهم ولباسهم ف مثل هذا اليوم‪ .‬ورأيت‬
‫ثياب الناس جددا وثيابه لبسا فظننت به الزم‪ .‬وقد علمنا أن اللق ف موضعه مثل الديد ف موضعه‪ .‬وقد جعل ال عز وجل لكل شيء‬
‫قدرا وبوأ له موضعا كما جعل لكل دهر رجال ولكل مقام مقال‪ .‬وقد أحيا بالسم ومات بالغذاء وأغص بالاء وقتل بالدواء‪ .‬فترقيع الثوب‬
‫يمع مع الصلح التواضع‪ .‬وخلف ذلك يمع مع السراف التكب‪ .‬وقد زعموا أن الصلح أحد الكسبي كما زعموا أن قلة العيال أحد‬
‫اليسارتي‪ .‬وقد جب الحنف يد عن‪ .‬وأمر بذلك النعمان‪ .‬وقال عمر‪ :‬من أكل بيضة فقد أكل دجاجة‪ .‬وقال رجل لبعض السادة‪ :‬أهدي‬
‫إليك دجا جة فقال‪ :‬إن كان ل بد فاجعل ها بيا ضة‪ .‬و عد أبو الدرداء العراق حر البهي مة‪ .‬وعبتمون ح ي قلت‪ :‬ل يغترن أ حد بطول عمره‬
‫وتقيس ظهره ورقة عظمه ووهن قوته أن يرى أكرومته ول يرجه ذلك إل إخراج ماله من يديه وتويله إل ملك غيه وإل تكيم السرف‬
‫ف يه وت سليط الشهوات عل يه فلعله أن يكون معمرا و هو ل يدري ومدودا له ف ال سن و هو ل يش عر‪ .‬ولعله أن يرزق الولد على اليأس أو‬
‫يدث عليه بعض مبآت الدهور ما ل يطر على البال ول تدركه العقول فيسترده من ل يرده ويظهر الشكوى إل من ل يرحه أضعف ما‬
‫كان عن الطلب واقبح ما يكون به الكسب‪ .‬فعبتمون بذلك وقد قال عمرو بن العاص‪ :‬اعمل لدنياك عمل من يعيش أبدأ واعمل لخرتك‬
‫ع مل من يوت غدا‪ .‬وعبتمو ن ح ي زع مت أن التبذ ير إل أن التبذ ير إل مال القمار ومال الياث وإل مال اللتقاط وحباء اللوك أ سرع‬
‫وأن الفظ إل الال الكتسب والغن الجتلب وإل ما يعرض فيه لذهاب الدين واهتضام العرض ونصب البدن واهتمام القلب أسرع وأن من‬
‫ل يسب ذهاب نفقته ل يسب دخله ومن ل يسب الدخل فقد أضاع الصل وأن من ل يعرف للغن قدره فقد أذن بالفقر وطاب نفسا‬
‫بالذل‪ .‬وزع مت أن ك سب اللل مض من بالنفاق ف اللل وأن ال بيث ينع إل ال بيث وأن الط يب يد عو إل الط يب وأن النفاق ف‬
‫الوى حجاب دون القوق وأن النفاق ف القوق حجاز دون ( ال صفحة ‪ ) 9 :‬الوى‪ .‬فعب تم على هذا القول‪ .‬و قد قال معاو ية‪ :‬ل أر‬
‫تبذيرا قط إل وإل جانبه حق مضيع‪ .‬وقد قال السن‪ :‬إذا أردت أن تعرفوا من أين أصاب ماله فانظروا ف أي شيء ينفقه فإن البيث ينفق‬
‫ف السرف‪ .‬وقلت لكم بالشفقة من عليكم وبسن النظر لكم وبفظكم لبائكم ولا يب ف جواركم وف مالتكم وملبستكم‪ :‬أنتم ف‬
‫دار الفات والوائح غي مأمونات‪ .‬حنيفة من طريق فإن أحاطت بال أحدكم آفة ل يرجع إل بقية فأحرزوا النعمة باختلف المكنة حنيفة‬
‫من طريق فإن البلية ل تري ف الميع إل مع موت الميع‪ .‬وقد قال عمر رضي ال عنه ف العبد والمة وف ملك الشاة والبعي وف الشيء‬
‫القي اليسي‪ :‬فرقوا ب ي النا يا‪ .‬وقال ابن سيين لب عض البحري ي‪ :‬كيف ت صنعون بأموال كم قال‪ :‬نفرقها ف ال سفن فإن عطب ب عض سلم‬
‫بعض‪ .‬ولول أن السلمة أكثر لا حلنا خزائننا ف البحر‪ .‬قال ابن سيين‪ :‬تسبها خرقاء وهي صناع‪ .‬وقلت لكم عند إشفاقي عليكم‪ :‬إن‬
‫للغن سكرا وإن للمال لنوةً‪ .‬فمن ل يفظ الغن من سكر العن فقد أضاعه ومن ل يرتبط الال بوف الفقر فقد أهله‪ .‬فعبتمون بذلك‪.‬‬
‫وقال زيد بن جبلة‪ :‬ليس أحد أفقر من غن أمن الفقر‪ .‬وسكر الغن أشد من سكر المر‪ .‬وقلتم‪ :‬قد لزم الث على القوق والتزهيد ف‬
‫الفضول حت صار يستعمل ذلك ف أشعاره بعد رسائله وف خطبه بعد سائر كلمه‪ .‬فمن ذلك قوله ف يي بن خالد‪ :‬عدو تلد الال فيما‬
‫ينوبمنوع إذا ما من عه كان أحز ما و من ذلك قوله ف م مد بن زياد‪ :‬وخليقتان ت قى وف ضل ترموإها نة ف ح قه للمال وعبتمو ن ح ي‬
‫زعمت أن أقدم الال على العلم لن الال به يغاث العال وبه تقوم النفوس قبل أن تعرف فضيلة العلم وأن الصل أحق بالتفضيل من الفرع‬
‫وأن قلت‪ :‬وإن كنا نستبي المور بالنفوس فإنا بالكفاية نستبي وباللة نعمى‪ .‬وقلتم‪ :‬وكيف تقول هذا وقد قيل لرئيس الكماء ومقدم‬
‫الدباء‪ :‬آلعلماء أفضل أم الغنياء قال‪ :‬بل العلماء‪ .‬قيل‪ :‬فما بال العلماء يأتون أبواب الغنياء أكثر ما يأت الغنياء أبواب العلماء قال‪ :‬لعرفة‬
‫العلماء بفضل الغن ولهل الغنياء بفضل العلم‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 10 :‬فقلت‪ :‬حالما هي القاضية بينهما‪ .‬وكيف يستوي شيء ترى حاجة‬
‫الميع إليه وشيء يغي بعضهم فيه عن بعض وعبتمون حي قلت‪ :‬إن فضل الغن على القوت إنا هو كفضل اللة حنيفة الدار إن احتيج‬
‫إليها استعملت وإن استغن عنها كانت عدة‪ .‬وقد قال الضي بن النذر‪ :‬وددت أن ل مثل أحد ذهبا ل أنتفع منه بشيء‪ .‬قيل‪ :‬فما ينفعك‬
‫من ذلك قال‪ :‬لكثرة من يدمن عليه‪ .‬وقال أيضا‪ :‬عليك بطلب الغن فلو ل يكن لك فيه إل أنه عز ف قلبك وذل ف قلب غيك لكان الظ‬
‫فيه جسيما والنفع فيه عظيما‪ .‬ولسنا ندع سية النبياء وتعليم اللفاء وتأديب الكماء لصحاب الهواء‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يأمر الغنياء باتاذ الغنم والفقراء باتاذ الدجاج‪ .‬وقال‪ " :‬درهك لعاشك ودينك لعادك "‪ .‬فقسموا المور كلها على الدين والدنيا‪.‬‬
‫ث جعلوا أ حد ق سمي الم يع الدر هم‪ .‬وقال أ بو ب كر ال صديق رضي ال ع نه‪ :‬إ ن لب غض أهل الب يت ينفقون رزق اليام ف اليوم‪ .‬وكانوا‬
‫يبغضون أهل البيت اللحمي‪ .‬وكان هشام يقول‪ :‬ضع الدرهم على الدرهم يكون مالً‪ .‬ونى أبو السود الدؤل وكان حكيما أديبا وداهيا‬
‫أريبا عن جودكم هذا الولد وعن كرمكم هذا الستحدث‪ .‬فقال لبنه‪ :‬إذا بسط ال لك الرزق فابسط وإذا قبض فاقبض‪ .‬ول تاود ال فإن‬
‫ال أجود منك‪ .‬وقال‪ :‬درهم من حل يرج ف حق خي من عشرة آلف قبضا‪ .‬وتلقط عرندا من بزي فقال‪ :‬تضيعون مثل هذا وهو قوت‬
‫امرئ مسلم يوما إل الليل! وتلقط أبو الدرداء حبات حنطة فنهاه بعض السرفي‪ .‬فقال‪ :‬ليهن ابن العبسية! إن مرفقة الرء رفقه ف معيشته‪.‬‬
‫فل ستم علي تردون ول رأي تفندون‪ .‬فقدموا الن ظر ق بل العزم‪ .‬وتذكروا ما علي كم ق بل أن تذكروا ما ل كم‪ .‬وال سلم‪ .‬نبدأ بأ هل خرا سان‬
‫لكثار الناس ف أ هل خرا سان‪ .‬ون ص بذلك أ هل مرو بقدر ما خ صوا به‪ .‬قال أ صحابنا‪ :‬يقول الروزي للزائر إذا أتاه وللجل يس إذا طال‬
‫جلوسه‪ :‬تغذيت اليوم فإن قال‪ ( :‬الصفحة ‪ ) 11 :‬نعم قال‪ :‬لول أنك تغديت لغديتك بغداء طيب‪ .‬وإن قال‪ :‬ل قال‪ :‬لو كنت تغديت‬
‫لسقيتك خس أقداح‪ .‬فل يصي ف يده على الوجهي قليل ول كثي‪ .‬وكنت ف منل ابن أب كرية وأصله من مرو‪ .‬فرآن أتوضأ من كوز‬
‫خزف فقال‪ :‬سبحان ال تتوضأ بالعذب والبئر لك معرضة! قلت‪ :‬ليس بعذب إنا هو من ماء البئر‪ .‬قال‪ :‬فتفسد علينا كوزنا باللوحة! فلم‬
‫أدر كيف أتلص منه وحدثن عمرو بن نيوي قال‪ :‬تغديت يوما عند الكندي‪ .‬فدخل عليه رجل كان له جارا وكان ل صديقا‪ .‬فلم يعرض‬
‫عليه الطعام ونن نأكل‪ .‬وكان أبل من خلق ال‪ .‬قال‪ :‬فاستحييت منه فقلت‪ :‬سبحان ال لو دنوت فأصبت معنا ما نأكل! قال‪ :‬قد وال‬
‫فعلت‪ .‬فقال الكندي‪ :‬ما بعد ال شيء! قال عمر‪ :‬فكتفه وال كتفا ل يستطيع معه قبضا ول بسطا وتركه‪ .‬ولو مد يده لكان كافرا ولو مد‬
‫يده لكان كافرا أو لكان قد جعل مع ال ‪ -‬جل ذكره ‪ -‬شيئا! وليس هذا الديث لهل مرو ولكنه من شكل الديث الول‪ .‬وقال ثامة‪:‬‬
‫ل أر الديك ف بلدة قط فل وهو لقط يأخذ البة بنقاره ث يلفظها قدام الدجاجة فل ديكة مرو فإن رأيت ديكة مرو تسلب الدجاج ما ف‬
‫مناقيها من الب! قال‪ :‬فعلمت أن بلهم شيء ف طبع البلد وف جواهر الاء‪ .‬فمن ث عتم جيع حيوانم‪ .‬فحدثت بذا الديث أحد بن‬
‫رشيد فقال‪ :‬كنت عند شيخ من أهل مرو وصب له صغي يلعب بي يديه فقلت له إما عابثا وإما متحنا‪ :‬أطعمن من خبزكم قال‪ :‬ل تريده‬
‫هو مر! فقلت‪ :‬فاسقن من مائ كم قال‪ :‬ل تريده هو مال! قلت‪ :‬هات من كذا وكذا قال‪ :‬ل تريده هو كذا وكذا! إل أن عددت أصنافا‬
‫كثية‪ .‬كل ذلك ينعنيه ويبغضه إل! فضحك أبوه وقال‪ :‬ما ذنبنا هذا من علمه ما تسمع! يعن أن البخل طبع فيهم وف أعراقهم وطينتهم‪.‬‬
‫وزعم أصحابنا أن خراسانية ترافقوا ف منل وصبوا عن الرتفاق بالصباح ما أمكن الصب ث إنم تناهدوا وتارجوا‪ .‬وأب واحد منهم أن‬
‫يغين هم وأن يد خل ف العزم مع هم‪ .‬فكانوا إذا جاء ال صباح شدوا عين يه بند يل! ول يزال ول يزالون كذلك إل أن يناموا ويطفئوا ال صباح‪.‬‬
‫ل يتغدون على مباقل بضرة قرية العراب ف طريق الكوفة وهم حجاج‪.‬‬ ‫فإذا أطفئوا أطلقوا عينيه! ورأيت أنا حارة منهم زهاء خسي رج ً‬
‫فلم أر من جيع المسي رجلي يأكلن معا وهم ف ذلك ( الصفحة ‪ ) 12 :‬متقاربون يدث بعضهم بعضا‪ .‬وهذا الذي رأيته منهم من‬
‫غريب ما يتفق للناس‪ .‬حدثن مويس بن عمران قال رجل منهم لصاحبه وكانا إما متزاملي وإما مترافقي‪ :‬ل ل نتطاعم فإن ل نتطاعم فإن‬
‫يد ال مع الماعة وف الجتماع البكة‪ .‬وما زالوا يقولون‪ :‬طعام الثني يكفي ثلثة وطعام الثلثة يكفي الربعة‪ .‬فقال له صاحبه‪ :‬لول أن‬
‫أعلم أ نك آ كل م ن لدخلت لك هذا الكلم ف باب الن صيحة‪ .‬فل ما كان ال غد وأعاد عل يه القول قال له‪ :‬يا ع بد ال م عك رغ يف وم عي‬
‫رغ يف‪ .‬ولول أ نك تر يد أك ثر ما كان حر صك على مؤاكل ت! تر يد الد يث والؤان سة اج عل الط بق واحدا ويكون رغ يف كل م نا قدام‬
‫صاحبه‪ .‬و ما أشك أنك إذا أكلت رغي فك ون صف رغي في ستجده مباركا! غنما كان ينب غي أن أكون أجده أنا ل أنت‪ .‬وقال خاقان بن‬
‫صبيح‪ :‬دخلت على رجل من أهل خراسان ليلً وإذا هو قد أتانا بسرجة فيها فتيلة ف غاية الدقة وإذا هو قد ألقى ف دهن السرجة شيئا من‬
‫ملح و قد علق على عمود النارة عودا ب يط و قد حز ف يه ح ت صار ف يه مكان للرباط‪ .‬فكان ال صباح إذا كاد ينط فئ أش خص رأس الفتيلة‬
‫بذلك‪ .‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬ما بال العود مربوطا قال‪ :‬هذا عود قد تشرب الدهن‪ .‬فإن ضاع ول يفظ احتجنا إل واحد عطشان‪ .‬فإذا كان هذا‬
‫دأبنا ودأبه ضاع من دهننا ف الشهر بقدر كفاية ليلة‪ .‬قال‪ :‬فبينا أنا أتعجب ف نفسي وأسأل ال ‪ -‬جل ذكره ‪ -‬العافية والستر إذ دخل شيخ‬
‫من أهل مرو فنظر إل العود فقال‪ :‬يا أبا فلن فررت من شيء ووقعت ف شبيه به‪ .‬أما تعلم أن الريح والشمس تأخذان من سائر الشياء أو‬
‫ل مثلك حت وفقن ال إل ما هو أرشد‪.‬‬ ‫ليس قد كان البارحة عند إطفاء السراج أروى وهو عند إسراجك الليلة أعطش قد كنت أنا جاه ً‬
‫‪ -‬عافاك ال! ‪ -‬بدل العود إبرة أو م سلة صغية‪ .‬وعلى أن العود واللل والق صبة رب ا تعل قت ب ا الشعرة من ق طن الفتيلة إذا سويناها ب ا‬
‫فتشخص معها‪ .‬وربا كان ذلك سببا لنطفاء السراج‪ .‬والديد أملس‪ .‬وهو مع ذلك غي نشاف‪ .‬قال خاقان‪ :‬ففي تلك الليلة عرفت فضل‬
‫أهل خراسان على سائر الناس وفضل أهل مرو على أهل خراسان! قال مثن بن بشي‪ :‬دخل أبو عبد ال الروزي على شيخ من أهل خراسان‬
‫وإذا هو قد ( الصفحة ‪ ) 13 :‬استصبح ف مسرجة خزف من هذه الزفية الضر‪ .‬فقال له الشيخ‪ :‬ل ييء وال منك أمر صال أبدا!‬
‫عاتبتك ف مسارج الجارة فأعتبتن بالزف‪ .‬أو علمت أن الزف والجارة يسوان الدهن حسوا قال‪ :‬جعلت فداك! دفعتها إل صديق ل‬
‫دهان فألقاها ف ال صفاة شهرا حت رويت من الدهن ريا ل تتاج معه أبدا إل ش يء‪ .‬قال‪ :‬ليس هذا أريد هذا دواؤه يسي‪ .‬وقد وق عت‬
‫عل يه‪ .‬ول كن ما عل مت أن مو ضع النار من ال سجة ف طرف الفتيلة ل ين فك من إحراق النار وتفي فه وتنش يف ما ف يه وم ت اب تل بالد هن‬
‫وت سقاه عادت النار عل يه فأكل ته‪ .‬هذا دأب ما‪ .‬فلو ق ست ما يشرب ذلك الكان من الد هن ب ا ي ستمده طرف الفتيلة م نه لعل مت أن ذلك‬
‫أكثره‪ .‬وب عد هذا فإن ذلك الو ضع من الفتيلة وال سرجة ل يزال سائلً جاريا‪ .‬ويقال‪ :‬إ نك م ت وض عت م سرجة في ها م صباح وأخرى ل‬
‫مصباح فيها ل تلبث إل ليلة أو ليلتي حت ترى السفلى ملنة دهنا‪ .‬واعتب أيضا ذلك باللح الذي يوضع تت السرجة والنخالة الت توضع‬
‫هناك لتسويتها وتصويبها كيف تدها ينعصران دهنا‪ .‬وهذا كله خسران وغب ل يتهاون به إل أصحاب الفساد‪ .‬على أن الفسدين غنما‬
‫يطعمون الناس ويسقون الناس وهم على حال يستخلفون شيئا وإن كان روثا‪ .‬وأنت إنا تطعم النار وتسقي النار‪ .‬ومن أطعم النار جعله ال‬
‫يوم القيامة طعاما للنار! قال الشيخ‪ :‬فكيف أصنع جعلت فداك! قال‪ :‬تتخذ قنديلً‪ .‬فإن الزجاج أحفظ من غيه‪ .‬والزجاج ل يعرف الرشح‬
‫ول النشف ول يقبل الوساخ الت ل تزول إل بالدلك الشديد أو بإحراق النار‪ .‬وأيهما كان فإنه يعيد السرجة إل العطش الول‪ .‬وازجاج‬
‫أبقى على الاء والتراب من الذهب البريز‪ .‬وهو مع ذلك مصنوع والذهب ملوق‪ .‬فإن فضلت الذهب بالصلبة فضلت الزجاج بالصفاء‪.‬‬
‫والزجاج مل والذهب ستار‪ .‬ولن الفتيلة إنا تكون ف وسطه فل تمي جوانبه بوهج الصباح كما تمي بوضع النار من السرجة‪ .‬وإذا‬
‫وقع شعاع النار على جوهر الزجاج صار الصباح والقنديل مصباحا واحدا ورد الضياء كل واحد منهما على صاحبه‪ .‬واعتب ذلك بالشعاع‬
‫الذي ي سقط على و جه الرآة أو على و جه الاء أو على الزجا جة ث ان ظر ك يف يتضا عف نوره‪ .‬وإن كان سقوطه على ع ي إن سان أعشاه‬
‫وربا أعماه‪ .‬وقال جل ( الصفحة ‪ ) 14 :‬ذكره‪ " :‬ال نور السموات والرض‪ .‬مثل نوره كمشكاة فيها مصباح‪ .‬الصباح ف زجاجة‪.‬‬
‫والزجا جة كأن ا كو كب دري يو قد من شجرة مبار كة زيتو نة ل شرق ية ول غرب ية‪ .‬يكاد زيت ها يض يء ولو ل ت سسه نار‪ .‬نور على نور‪.‬‬
‫يهدي ال لنوره من يشاء "‪ .‬والزيت ف الزجاجة نور على نور وضوء على ضوء مضاعف‪ .‬هذا مع فضل حسن القنديل على حسن مسارج‬
‫الجارة والزف‪ .‬وأبو عبد ال هذا كان من أطيب اللق وأملحهم بلً وأشدهم أدبا‪ .‬دخل على ذي اليميني طاهر بن السن وقد كان‬
‫يعرفه براسان بسبب الكلم‪ .‬فقال له‪ :‬منذ كم أنت مقيم بالعراق يا أبا عبد ال فقال‪ :‬أنا بالعراق منذ عشرين سنةً‪ .‬وأنا أصوم الدهر منذ‬
‫أربعي سنة‪ .‬قال‪ :‬فضحك طاهر وقال‪ :‬سألناك يا أبا عبد ال عن مسألة وأجبتنا عن مسألتي! ومن أعاجيب أهل مرو ما سعناه من مشاينا‬
‫على وجه الدهر‪ .‬وذلك أن رجلً من أهل مرو كان ل يزال يج ويتجر وينل على رجل من أهل العراق فيكرمه ويكفيه مؤنته‪ .‬ث كان‬
‫كثيا ما يقول لذلك العراقي‪ :‬ليت أن رأيتك برو حت أكافئك لقدي إحسانك وما تدد ل من الب ف كل قدمة‪ .‬فأما هاهنا فقد أغناك ال‬
‫ع ن‪ .‬قال‪ :‬فعر ضت لذلك العرا قي ب عد د هر طو يل حا جة ف تلك الناح ية‪ .‬فكان م ا هون عل يه مكابدة ال سفر ووح شة الغتراب مكان‬
‫الروزي هناك‪ .‬فلما قدم مضى نوه ف ثياب سفره وف عمامته وقلنسوته وكسائه ليحط رحله عنده كما يصنع الرجل بثقته وموضع أنسه‪.‬‬
‫فلما وجده قاعدا ف أصحابه أكب عليه وعانقه‪ .‬فلم يره أثبته وسأل به سؤال من رآه قط‪ .‬قال العراقي ف نفسه‪ :‬لعل إنكاره إياي لكان‬
‫القناع‪ .‬فرمى بقناعته وابتدأ مسألته‪ .‬فكان له أنكر‪ .‬فقال‪ :‬لعله أن يكون إنا أت من قبل العمامة فنعها‪ .‬ث انتسب وجدد مسألته فوجده‬
‫أشد ما كان إنكارا‪ .‬قال‪ :‬فلعله إنا أت من قبل القلنسوة‪ .‬وعلم الروزي أنه ل يبق شيء يتعلق به التغافل والتجاهل‪ .‬قال‪ :‬لو خرجت من‬
‫جلدك ل أعر فك!‪ .‬وزعموا أن م رب ا ترافقوا وتزاملوا فتناهدوا وتلزقوا ف شراء الل حم‪ .‬وإذا اشتروا الل حم ق سموه ق بل الط بخ وأ خذ كل‬
‫إنسان منهم نصيبه فشكه بوصة أو بيط ث أرسله ف خل القدر والتوابل‪ .‬فإذا طبخوا تناول كل إنسان خيطه وقد علمه بعلمة‪ .‬ث اقتسموا‬
‫الرق‪ .‬ث ل ( الصفحة ‪ ) 15 :‬يزال أحدهم يسل من اليط القطعة بعد القطعة حت يبقى البل ل شيء فيه‪ .‬ث يمعون خيوطهم‪ .‬فإن‬
‫أعادوا اللزقة أعادوا تلك اليوط لنا قد تشربت الدسم ورويت‪ .‬وليس تناهدهم من طريق الرغبة ف الشاركة ولكن لن بضاعة كل‬
‫واحد منهم ل تبلغ مقدار الذي يتمل أن يطبخ وحده ولن الؤنة تف أيضا ف الطب والل والثوم والتوابل‪ .‬ولن القدر الواحدة أمكن‬
‫من أن يقدر كل واحد منهم على قدر‪ .‬فإنا يتارون السكباج لنه أبقى على اليام وأبعد من الفساد‪ .‬حدثن أبو إسحاق إبراهيم بن سيار‬
‫النظام قال‪ :‬قلت مرة لار كان ل من أهل خراسان‪ :‬أعرن مقلكم فإن أحتاج إليه‪ .‬قال‪ :‬قد كان لنا مقلى ولكنه سرق‪ .‬فاستعرت من‬
‫جار ل آخر فلم يلبث الراسان أن سع نشيش اللحم ف القلى وشم الطباهج‪ .‬فقال ل كالغضب‪ :‬ما ف الرض أعجب منك‪ :‬لو كنت‬
‫خبتن أ نك خبتن أنك تريده لل حم أو لشحم لوجدتن أ سرع! إن ا خشيتك تريده للباقلى‪ .‬وحد يد القلى يترق إذا كان الذي يقلى ف يه‬
‫ليس بدسم‪ .‬وكيف ل أعيك إذا أردت الطباهج والقلى بعد الرد من وقال أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام‪ :‬دعانا جار لنا فأطعمنا ترا‬
‫وسنا سل ًء ونن على خوان ليس عليه إل ما ذكرت والراسان معنا يأكل‪ .‬فرايته يقطر السمن على الوان حت أكثر من ذلك‪ .‬فقلت‬
‫لرجل إل جنب‪ :‬ما لب فلن يضيع سن القوم ويسيء الؤاكلة ويغرف فوق الق قال‪ :‬وما عرفت علته قلت‪ :‬ل وال! قال‪ :‬الوان خوانه‬
‫فهو يريد أن يدسه ليكون كالدبغ له‪ .‬ولقد طلق امرأته وهي أم أولده لنه رآها غسلت خوانا له باء حار‪ .‬فقال لا‪ :‬هل مسحته! وقال أبو‬
‫نواس‪ :‬كان معنا ف السفينة ونن نريد بغداد رجل من أهل خراسان‪ .‬وكان من عقلئهم وفهمائهم‪ .‬وكان يأكل وحده فقلت له‪ :‬ل تأكل‬
‫لوحدك قال‪ :‬ل يس علي ف هذا الو ضع م سألة‪ .‬إن ا ال سألة على من أ كل مع الما عة لن ذلك هو التكلف‪ .‬وأكلي وحدي هو ال صل‪.‬‬
‫وأكلي مع غيي زيادة ف الصل‪ .‬وحدثن إبراهيم بن السندي قال‪ :‬كان على ربع الشاذروان شيخ لنا من أهل خراسان‪ .‬وكان مصححا‬
‫بعيدا من الفساد ومن الرشا ومن الكم بالوى‪ .‬وكان حفيا جدا‪ .‬وكذلك كان ف إمساكه وف بله وتدنيقه ف نفقاته وكلن ل يأكل إل‬
‫ما لبد منه ول يشرب إل ونشهد أن ( الصفحة ‪ ) 16 :‬ممدا عبده ورسوله لبد منه‪ .‬غي أنه كان ف غداة كل جعة يمل معه منديلً‬
‫فيه جردقتان وقطع لم سكباج مبد وقطع جب وزيتونات وصرة فيها ملح وأخرى فيها أشنان وأربع بيضات ليس منها بد‪ .‬ومعه خلل‪.‬‬
‫ويضي وحده حت يدخل بعض بساتي الكرخ‪ .‬ويطلب موضعا تت شجرة وسط خضرة وعلى ماء جار‪ .‬فإذا وجد ذلك جلس وبسط بي‬
‫يديه النديل وأكل من هذا مرة ومن هذا مرة‪ .‬فإن وجد قيم ذلك البستان رمى إليه بدرهم ث قال‪ :‬اشتر ل بذا أو أعطن بذا رطبا إن كان‬
‫ف زمان الر طب أو عنبا إن كان ف زمان الع نب‪ .‬ويقول له‪ :‬إياك إياك أن تابي ن ول كن تود ل فإ نك إن فعلت ل آكله ول أ عد إل يك‪.‬‬
‫واحذر الغب فإن الغبون ل ممود ول مأجور‪ .‬فإن أتاه به أكل كل سيء معه وكل شيء أتى به‪ .‬ث تلل وغسل يديه‪ .‬ث يشي مقدار مائة‬
‫خطوة‪ .‬ث يضع جنبه فينام إل وقت المعة‪ .‬ث ينتبه فيغتسل ويضي إل السجد‪ .‬هذا كان دأبه كل جعة‪ .‬قال إبراهيم‪ :‬فبينا هو يوما من‬
‫أيامه يأكل ف بعض الواضع إذ مر به رجل فسلم عليه فرد السلم‪ .‬ث قال‪ :‬هلم ‪ -‬عافاك ال! فلما نظر إل الرجل قد انثن راجعا يريد أن‬
‫يطفر الدول أو يعدي النهر قال له‪ :‬مكانك فإن العجلة من عمل الشيطان! فوقف الرجل فأقبل عليه الراسان وقال‪ :‬تريد ماذا قال‪ :‬أريد‬
‫أن أتغدى‪ .‬قال‪ :‬ول ذلك وكيف طمعت ف هذا ومن أباح لك مال قال الرجل‪ :‬أو ليس قد دعوتن قال‪ :‬ويلك! لو ظننت أنك هكذا أحق‬
‫ما رددت عليك السلم‪ .‬اليي فيما نن فيه أن نكون إذا كنت أنا الالس وأنت الار تبدأ أنت فتسلم‪ .‬فأقول أنا حينئذ ميبا لك‪ :‬وعليكم‬
‫السلم‪ .‬فإن كنت ل آكل شيئا أنا وسكت أنت ومضيت أنت وقعدت أنا على حال! وإن كنت آكل فهاهنا بيان آخر‪ :‬وهو أن أبدأ أنا‬
‫فأقول‪ :‬هلم وتيب أنت فتقول‪ :‬هنيئا‪ .‬فيكون كلم بكلم‪ .‬فأما كلم بفعال وقول بأكل فهذا ليس من النصاف! وهذا يرج علينا فضلً‬
‫كثيا! قال‪ :‬فورد على الرجل شيء ل يكن ف حسابه‪ .‬فشهر بذلك ف تلك الناحية وقيل له‪ :‬قد ( الصفحة ‪ ) 17 :‬أعفيناك من السلم‬
‫ومن تكلف الرد‪ .‬قال‪ :‬ما ب إل ذلك حاجة‪ .‬إنا هو أن أعفي أنا نفسي من هلم وقد استقام المر! ومثل هذا الديث ما حدثن به ممد بن‬
‫يسي عن وال كان بفارس إما أن يكون جالدا أخا مهرويه أو غيه‪ .‬قال‪ :‬بينا هو يوما ف ملس وهو مشغول بسابه وأمره وقد احتجب‬
‫جهده إذ نم شاعر من بي يديه فأنشده شعرا مدحه فيه وقرظه ومده‪ .‬فلما فرغ قال‪ :‬قد أحسنت‪ .‬ث أقبل على كاتبه فقال‪ :‬أعطه عشرة‬
‫آلف درهم‪ .‬ففرح الشاعر فرحا قد يستطار له‪ .‬فلما رأى حاله قال‪ :‬وإن لرى هذا القول قد وقع منك هذا الوقع اجعلها عشرين ألف‬
‫در هم‪ .‬وكاد الشا عر يرج من جلده! فل ما رأى فر حه قد تضا عف قال‪ :‬وإن فر حك ليتضا عف على قدر تضا عف القول! أع طه يا فلن‬
‫أربعي ألفا‪ .‬فكاد الفرح يقتله‪ .‬فلما رجعت إليه نفسه قال له‪ :‬أنت ‪ -‬جعلت فداك! ‪ -‬رجل كري‪ .‬وأنا أعلم أنك كلما رأيتن قد ازددت‬
‫فرحا زدت ن ف الائزة‪ .‬وقبول هذا منك ل يكون إل من قلة الش كر له! ث د عا له وخرج‪ .‬قال‪ :‬فأقبل عل يه كاتبه فقال‪ :‬سبحان ال! هذا‬
‫كان يرضى منك بأربعي درها تأمر له بأربعي ألف درهم! قال‪ :‬ويلك! وتريد أن تعطيه شيئا قال‪ :‬ومن إنفاذ أمرك بد قال‪ :‬يا أحق إنا‬
‫هذا رجل سرنا بكلم! هو حي زعم أن أحسن من القمر وأشد من السد وأن لسان أقطع من السيف وأن أمري أنفذ من السنان جعل ف‬
‫يدي من هذا شيئا أرجع به إل شيء نعلم أنه قد كذب ولكنه قد سرنا حي كذب لنا‪ .‬فنحن أيضا نسره بالقول ونأمر له بالوائز وإن كان‬
‫كذبا‪ .‬فيكون كذب بكذب وقول بقول‪ .‬فأما أن يكون كذب بصدق وقول ويقال إن هذا الثل الذي قد جرى على ألسنة العوام من قولم‪:‬‬
‫ين ظر إل شزرا كأ ن أكلت اثن ي وأطعم ته واحدا إن ا هو ل هل مرو‪ .‬قال‪ :‬وقال الروزي‪ :‬لو ل أن ن أب ن مدي نة لبن يت آريا لداب ت‪ .‬قال‪:‬‬
‫وقلت لحد بن هشام وهو يبن داره ببغداد‪ :‬إذا أراد ال ذهاب مال رجل سلط عليه الطي والاء‪ .‬قال‪ :‬ل بل إذا أراد ال ذهاب مال رجل‬
‫جعله ير جو اللف! وال ما أهلك الناس ول أق فر بيوت م ول ترك دور هم بل قع إل اليان باللف! و ما رأ يت ج نة قط أو قى من اليأس!‬
‫( الصفحة ‪ ) 18 :‬قال‪ :‬وسع رجل من الراوزة السن وهو يث الناس على العروف ويأمر بالصدقة ويقول‪ :‬ما نقص مال قط من زكاة‬
‫ويعدهم سرعة اللف‪ .‬فتصدق باله كله فافتقر‪ .‬فانتظر سنة وسنة‪ .‬فلما ل ير شيئا بكر على السن فقال‪ :‬حسن ما صنعت ب! ضمنت ل‬
‫اللف فأنفقت على عدتك‪ .‬وأنا اليوم مذ كذا وكذا سنة أنتظر ما وعدت ل أرى منه قليلً ول كثيا! هذا يل لك آللص كان يصنع ب‬
‫أك ثر من هذا واللف يكون معجلً ومؤجلً‪ .‬و من ت صدق وتشرط الشروط استحق الرمان‪ .‬ولو كان هذا على ما توهه الروزي لكانت‬
‫الحنة فيه ساقطة ولترك الناس التجارة ولا بقي فقي أصبح ثامة شديد الغم حي احترقت داره‪ .‬وكان كلما دخل عليه إنسان قال‪ :‬الريق‬
‫سريع اللف! فلما كثر ذلك القول منهم قال‪ :‬فلنستحرق ال! اللهم إن أستحرقك فأحرق كل شيء لنا!‪ .‬وليس هذا الديث من حديث‬
‫الراوزة ولكنا ضممناه إل ما يشاكله‪ .‬قال سجادة وهو أبو سعيد سجادة‪ :‬إن من الراوزة إذا لبسوا الفاف ف الستة الشهر الت ل ينعون‬
‫فيها خفافهم يشون على صدور أقدامهم ثلثة أشهر مافة أن تنجرد نعال خفافهم أو تنقب‪ .‬وحكى أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام عن‬
‫جاره الروزي أنه كان ل يلبس خفا ول نعلً إل أن يذهب النبق اليابس لكثرة النوى ف الطريق والسواق‪ .‬قال‪ :‬ورآن مرة مصصت قصب‬
‫سكر فجم عت ما م صصت ماءه لر مي به‪ .‬فقال‪ :‬إن ك نت ل ينور لك ول عيال فه به ل ن تنور وعل يه عيال‪ .‬وإياك أن تعود نف سك هذه‬
‫العادة ف أيام خفة ظهرك فإنك ل تدري ما يأتيك من العيال‪ ( .‬الصفحة ‪) 19 :‬‬

‫قصة أهل البصرة من السجديي‬


‫قال أصحابنا منة السجديي‪ :‬اجتمع ناس ف السجد من ينتحل القتصاد ف النفقة والتنمية للمال من أصحاب المع والنع‪ .‬وقد كان هذا‬
‫الذ هب صار عند هم كالن سب الذي ي مع على التحاب وكان الذي ي مع على التنا صر‪ .‬وكانوا إذا التقوا ف حلق هم تذاكروا هذا الباب‬
‫وتطارحوة وتدار سوه‪ .‬فقال ش يخ من هم‪ :‬ماء بئر نا ‪ -‬ك ما قد علم تم ‪ -‬ملح أجاج ل يقر به المار ول ت سيغه ال بل وتوت عل يه الن خل‪.‬‬
‫والنهر منا بعيد‪ .‬وف تكلف العذب علينا مؤنة‪ .‬فكنا نزج منه للحمار فاعتل عنه وانتفض علينا من أجله‪ .‬فصرنا بعد ذلك نسقيه العذب‬
‫صرفا‪ .‬وكنت أنا والنعجة كثيا ما نغتسل بالعذب مافة أن يعتري جلودنا منه مثل ما اعترى جوف المار‪ .‬فكان ذلك الاء العذب الصاف‬
‫يذهب باطلً‪ .‬ث انفتح ل باب من الصلح فعمدت إل ذلك التوضأ فجعلت ف ناحية منه حفرة وصهرجتها وملستها حت صارت كأنا‬
‫صخرة منقورة‪ .‬وصوبت إلي ها السيل‪ .‬فنحن الن إذا اغت سلنا صار الاء إلي ها صافيا ل يالطه ش يء‪ .‬والمار أيضا ل تقزز له منه‪ .‬ول يس‬
‫علينا حرج ف سقيه منه‪ .‬وما علمنا أن كتابا حرمه ول سنة نت عنه‪ .‬فربنا هذه منذ أيام وأسقطنا مؤنة عن النفس والال مال القوم‪ .‬وهذا‬
‫بتوفيق ال ومنه‪ .‬فأقبل عليهم شيخ فقال‪ :‬هل شعرت بوت مري الصناع فإنا كانت من ذوات القتصاد وصاحبة إصلح‪ .‬قالوا‪ :‬فحدثنا‬
‫عنها‪ .‬قال‪ :‬نوادرها كثية وحديثها طويل‪ .‬ولكن أخبكم عن واحدة فيها كفاية‪ .‬قالوا‪ :‬وما هي قال‪ :‬زوجت ابنتها وهي بنت اثنت عشرة‬
‫فحلتها الذهب والفضة وكستها الروى والوشي والقز والز وعلقت العصفر ودقت الطيب وعظمت أمرها من قدرها عند الحاء‪ .‬فقال لا‬
‫زوجها‪ :‬أن هذا يا مري قالت‪ :‬هو من عند ال‪ .‬قال‪ :‬دعي عنك الملة وهات التفسي‪ .‬وال ما كنت ذات مال قديا ول ورثته حديثا‪ .‬وما‬
‫أنت بائنة ف نفسك ول ف مال بعلك‪ .‬إل أن تكون قد وقعت على كن! وكيف دار المر فقد أسقطت عن مؤنة وكفيتن هذه النائبة‪.‬‬
‫قالت‪ :‬اعلم أن منذ يوم ولدتا إل أن زوجتها كنت أرفع من دقيق كل عجنة حفنة‪ .‬وكنا ( الصفحة ‪ - ) 20 :‬كما قد علمت ‪ -‬نبز‬
‫ف كل يوم مرة‪ .‬فإذا اجت مع من ذلك مكوك بع ته‪ .‬قال زوج ها‪ :‬ث بت ال رأ يك وأرشدك! ول قد أ سعد ال من ك نت له سكنا وبارك ل ن‬
‫جعلت له إلفا! ولذا وشبهه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من الذود إل الذود إبل‪ .‬وإن لرجو أن يرج ولدك على عرقك الصال‬
‫وعلى مذهبك الحمود‪ .‬فنهض القوم بأجع هم إل جنازت ا و صلوا علي ها‪ .‬ث انكفؤا إل زوج ها فعزوه على م صيبته وشاركوه ف حز نه‪ .‬ث‬
‫اندفع شيخ منهم فقال‪ :‬يا قوم ل تقروا صغار المور فإن كل كبي صغي‪ .‬ومت شاء ال أن يعظم صغيا عظمه وأن يكثر قليلً كثره‪ .‬وهل‬
‫بيوت الموال إل درهم إل درهم وهم الذهب إل قياط إل جنب قياط وليس كذلك رمل عال وماء البحر وهل اجتمعت أموال بيوت إل‬
‫بدرهم من هاهنا ودرهم من هاهنا فقد رأيت صاحب سفط قد اعتقد مائة جريب ف أرض العرب ولربا رأيته يبيع الفلفل بقياط المص‬
‫بقياط فأعلم أنه ل يربح ف ذلك الفلفل إل البة والبتي من خشب الفلفل‪ .‬فلم يزل يمع من الصغار الكبار حت اجتمع ما اشترى به مائة‬
‫جر يب!‪ .‬ث قال‪ :‬اشتك يت أياما صدري من سعال كان أ صابن فأمر ن قوم بالفان يذ ال سكري‪ .‬وأشار على آخرون بالريرة تت خذ من‬
‫النشاستج والسكر ودهن اللوز وأشباه ذلك‪ .‬فاستثقلت الؤنة وكرهت الكلفة ورجوت العافية‪ .‬فبينا أنا أدافع اِليام إذ قال ل بعض الوفقي‪:‬‬
‫عليك باء النخالة فاحسه حارا‪ .‬فحسوت فإذا هو طيب جدا وإذا هو يعصم‪ :‬فما جعت ول اشتهيت الغذاء ف ذلك اليوم إل الظهر‪ .‬ث ما‬
‫فرعت من غدائي وغسل يدي حت فقلت للعجوز‪ :‬ل ل تطبخي لعيالنا ف كل غداة نالة فإن ماءها جلء للصدر وقوتا غذاء وعصمة ث‬
‫تففي بعد النخالة فتعود كما كانت‪ .‬فتبيعي إذا الميع بثل الثمن الول ونكون قد ربنا فضل ما بي الالي! قالت‪ :‬أرجو أن يكون ال‬
‫قد ج ع بذا ال سعال م صال كثية ل ا ف تح ال لك بذه النخالة ال ت في ها صلح بد نك معا شك! و ما أ شك أن تلك الشهورة كا نت من‬
‫التوفيق! قال القوم‪ :‬صدقت مثل هذا ل يكتسب بالرأي ول يكون إل ساويا‪ !.‬ث أقبل عليهم ش يخ فقال‪ :‬كنا نلقي من الراق والقداحة‬
‫جهدا لن الجارة كانبت إذا ( الصبفحة ‪ ) 21 :‬انكسبرت حروفهبا واسبتدارت كلت ول تقدح قدح خيب وأصبلدت فلم تور ورباب‬
‫أعجل نا ال طر والو كف‪ .‬و قد كان ال جر أيضا يأ خذ من حروف القدا حة ح ت يدع ها كالقوس‪ .‬فك نت أشتري الرقشي تا بالغلء والقدا حة‬
‫الغليظة بالثمن الوجع‪ .‬وكان علينا أيضا ف صنعة الراق وف معالة القطنة مؤنة وله ريح كريهة‪ .‬والراق ل ييء من الرق الصبوغة ول‬
‫من الرق الوسخة ول من الكتان ول من اللقان‪ .‬فكنا نشتريه بأغلى الثمن‪ .‬فتذاكرنا منذ أيام أهل البدو والعراب وقدحهم النار بالرخ‬
‫والعفار‪ .‬فزعم لنا صديقنا الثوري وهو ‪ -‬ما علمت ‪ -‬أحد الرشدين أن عراجي العذاق تنوب عن ذلك أجع‪ .‬وعلمن كيف تعال‪ .‬ونن‬
‫نؤ تى ب ا من أرض نا بل كل فة‪ .‬فالادم اليوم ل تقدح ول توري إل بالعرجون‪ .‬قال القوم‪ :‬قد مرت ب نا اليوم فوائد كثية‪ .‬ولذا قال الول‪:‬‬
‫مذاكرة الرجال تلقح اللباب‪ .‬ث اندفع شيخ منهم فقال‪ :‬ل أرى ف وضع المور ف مواضعها وف توفيتها غاية حقوقها كمعاذة العنبية‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وما شان معاذة هذه قال‪ :‬أهدى إليها العام ابن عم لا أضحية‪ .‬فرأيتها كئيبة حزينة مفكرة مطرقة‪ .‬فقلت لا‪ :‬مالك يا معاذة قالت‪ :‬أنا‬
‫امرأة أرملة وليس ل قيم‪ .‬ول عهد ل بتدبي لم الضاحي‪ .‬وقد ذهب الذين كانوا يدبرونه ويقومون بقه‪ .‬وقد خفت أن يضيع بعض هذه‬
‫الشاة‪ .‬ولست أعرف و ضع جيع أجزائ ها ف أماكن ها‪ .‬وقد علمت أن ال ل يلق فيها ول غي ها شيئا ل منف عة فيه‪ .‬ول كن الرء يع جز ل‬
‫مالة‪ .‬ولست أخاف من تضييع القليل إل أنه ير تضييع الكثي‪ .‬أما القرن فالوجه فيه معروف وهو أن يعل كالطاف ويسمر ف جذع من‬
‫جذوع السقف فيعلق عليه الزبل والكيان وكل ما خيف عليه من الفأر والنمل والسناني وبنات وردان واليات وغي ذلك‪ .‬وأما الصران‬
‫فإنه لوتار الندفة‪ .‬وبنا إل ذلك أعظم الاجة‪ .‬وأما قحف الرأس واللحيان وسائر العظام فسبيله أن يكسر بعد أن يعرق ث يطبخ‪ .‬فما ارتفع‬
‫من الدسم كان للمصباح وللدام وللعصيدة ولغي ذلك‪ .‬ث تؤخذ تلك العظام فيوقد با‪ .‬فلم يرى الناس وقودا قط أصفى ول أحسن لبا‬
‫منها‪ .‬وإذا كانت كذلك فهي أسرع ف القدر لقلة ما يالطها من الدخان‪ .‬وأما الهاب فاللد نفسه حراب‪ .‬وللصوف وجوه ل تدفع‪ .‬وأما‬
‫الفرث والبعر فحطب إذا جفف عجيب‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 22 :‬ث قالت‪ :‬بقي الن علينا النتفاع بالدم‪ .‬وقد علمت أن ال عز وجل ل يرم‬
‫من الدم السفوح إل أكله وشربه وأن له مواضع يوز فيها ول ينع منها‪ .‬وإن أنا ل أقع على علم ذلك حت يوضع موضع النتفاع به صار‬
‫كية ف قلب وقدي ف عين وها ل يزال يعاودن‪ .‬فلم ألبث أن رأيتها قد تطلقت وتبسمت‪ .‬فقلت‪ :‬ينبغي أن يكون قد انفتح لك باب الرأي‬
‫ف الدم‪ .‬قالت‪ :‬أجل ذكرت أن عندي قدورا شامية جددا‪ .‬وقد زعموا أنه ليس شيء أدبغ ول أزيد ف قوتا من التلطيخ بالدم الار الدسم‪.‬‬
‫وقد استرحت الن إذ وقع كل شيء موقعه! قال‪ :‬ث لقيتها بعد ستة أشهر فقلت لا‪ :‬كيف كان قديد تلك الشاة قالت‪ :‬بأب أنت! ل ييء‬
‫وقت القديد بعد! لنا ف الشحم واللية والنوب والعظم العروق وغي ذلك معاش! ولكل شيء إبان! فقبض صاحب المار والاء العذب‬
‫قبضة من حصى ث ضرب با الرض‪ .‬ث قال‪ :‬ل تعلم‪.‬‬

‫قصة زبيدة بن حيد‪:‬‬


‫وأ ما زبيدة بن ح يد ال صيف فإ نه ا ستلف من بقال كان على باب داره دره ي وقياطا‪ .‬فل ما قضاه ب عد ستة أش هر قضاه دره ي وثلث‬
‫حبات شعي‪ .‬فاغتاظ البقال فقال‪ :‬سبحان ال! أنت رب مائة ألف دينار وأنا بقال ل أملك مائة فلس وإنا أعيش بكدي وباستفضال البة‬
‫والبت ي‪ .‬صاح على با بك حال والال ل يضرك وغاب وكيلك فنقدت ع نك دره ي وأر بع شعيات‪ .‬فقضيت ن ب عد ستة أش هر دره ي‬
‫وثلث شعيات‪ .‬فقال زبيدة‪ :‬يا منون! أسلفتن ف الصيف فقضيتك ف الشتاء‪ .‬وثلث شعيات شتوية ندية أرزن من أربع شعيات يابسة‬
‫صيفية‪ .‬و ما أ شك أن م عك فضلً! وحدث ن أ بو ال صبغ بن رب عي قال‪ :‬دخلت عل يه ب عد أن ضرب غلما نه بيوم فقلت له‪ :‬ما هذا الضرب‬
‫البح وهذا اللق السيء هؤلء غلمان ولم حرمة وكفاية وتربية‪ .‬وإنا هم ولد‪ .‬هؤلء كانوا إل غي هذا أحوج‪ .‬قال‪ :‬إنك لست تدري‬
‫أنم أكلوا كل جوارشن كان عندي! قال أبو الصبغ‪ :‬فخرجت إل رئيس غلمانه فقلت‪ :‬ويلك! مالك وللجوارشن وما رغبتك فيه قال‪:‬‬
‫جعلت فداك! ما أقدر أن أكلمك من الوع إل وأنا متكئ! الوارشن! ما أصنع به هو نفسه ليس يشبع ول نتاج إل الوارشن ونن الذين‬
‫إنا نسمع بالشبع ساعا من ( الصفحة ‪ ) 23 :‬أفواه الناس! ما نصنع بالوارشن واشتد على غلمانه ف تصفية الاء وف تبيده وتزميله‬
‫لصحابه وزواره‪ .‬فقال له غازي أبو ماهد‪ :‬جعلت فداك! مر بتزميل البز وتكثيه فإن الطعام قبل الشراب‪ .‬وقال مرة‪ :‬يا غلم هات خوان‬
‫النرد وهو يريد تت النرد فقال له غازي‪ :‬نن إل خوان البز أحوج‪ .‬وسكر زبيدة ليلة فكسا صديقا له قميصا‪ .‬فلما صار القميص على‬
‫الندي خاف البدوات وعلم أن ذلك من هفوات السكر‪ .‬فمضى من ساعته إل منله فجعله بركانا لمرأته‪ .‬فلما أصبح سأل عن القميص‬
‫وتفقده فقيل له‪ :‬إنك قد كسوته فلنا‪ .‬فبعث إليه ث أقبل عليه فقال‪ :‬ما علمت أن هبة السكران وشراءه وبيعه وصدقته وطلقه ل يوز‬
‫وبعد فإن أكره أل يكون ل حد وأن يوجه الناس هذا من السكر‪ .‬فرده علي حت أهبه لك صاحيا عن طيب نفس فإن أكره أن يذهب‬
‫ش يء من مال باطلً‪ .‬فل ما رآه قد صمم أق بل عل يه فقال‪ :‬يا هناه! إن الناس يزحون ويلعبون ول يؤاخذون بش يء من ذلك‪ .‬فرد القم يص‬
‫عافاك ال! قال له الر جل‪ :‬إ ن وال قد خ فت هذا بعي نه فلم أ ضع ج نب إل الرض ح ت جيب ته لمرأ ت‪ .‬و قد زدت ف الكم ي وحذ فت‬
‫القادي‪ .‬فإن أردت بعد هذا كله أن تأخذه فخذه‪ .‬فقال‪ :‬نعم آخذه لنه يصلح لمرأت كما يصلح لمرأتك‪ .‬قال‪ :‬فإنه عند الصباغ‪ .‬قال‪:‬‬
‫فهاته‪ .‬قال‪ :‬ليس أنا أسلمته إليه‪ .‬فلما علم أنه قد وقع قال‪ :‬بأب وأمي رسول ال صلى ال عليه وسلم حيث يقول‪ :‬جع السر كله ف بيت‬
‫عليه فكان مفتاحه السكر‪.‬‬

‫قصة ليلى الناعطية‪:‬‬


‫وأما ليلى الناعطية صاحبة الغالية من الشيعة فإنا ما زالت ترقع قميصا لا وتلبسه حت صار القميص الرقاع وذهب القميص الول‪ .‬ورفت‬
‫كساءها ولبسته حت صارت ل تلبس إل الرفو وذهب جيع الكساء‪ .‬وسعت قول الشاعر‪ :‬البس قميصك ما اهتديت ليبهفإذا أضلك جيبه‬
‫فاستبدل فقالت‪ :‬إن إذا الرقاء! أنا وال أحوص الفتق وأرقع الرق وخرق الرق! ومضيت أنا وأبو إسحاق النظام وعمرو بن نيوي نريد‬
‫الديث ف البان ولنتناظر ف شيء ( الصفحة ‪ ) 24 :‬فلما جاوزنا الندق جلسنا ف فناء حائطه‪ .‬وله ظل شديد السواد بارد ناعم‪.‬‬
‫وذلك لثخن الساتر واكتناز الجزاء ولبعد مسقط الشمس من أصل حائطه‪ .‬فطال بنا الديث فجرينا ف ضروب من الكلم‪ .‬فما شعرنا إل‬
‫والنهار قد انتصف ونن ف يوم قائظ‪ .‬فلما صرنا ف الرجوع ووجدت مس الشمس وقعها على الرأس أيقنت بالبسام‪ .‬فقلت لب إسحاق‬
‫والوليد إل جنب يسمع كلمي‪ :‬الباطنة منا بعيدة وهذا يوم منكر ونن ف ساعة تذيب كل شيء‪ .‬والرأي أن نيل إل منل الوليد فنقيل فيه‬
‫ونأكل ما حضر فإنه يوم تفيف‪ .‬فإذا أبردنا تفرقنا وإل فهو الوت ليس دونه شيء‪ .‬قال الوليد رافعا صوته‪ :‬أما على هذا الوجه الذي أنكرته‬
‫علينا ‪ -‬رحك ال هل ها هنا إل الاجة والضرورة قال‪ :‬إنك أخرجته مرج الزء‪ .‬وقلت‪ :‬وكيف أخرجه مرج الزء وحيات ف يدك مع‬
‫معرفت بك فغضب ونتر يده من أيدينا وفارقنا‪ .‬ول وال ما اعتذر إلينا ما ركبنا به إل الساعة‪ .‬ول أر من يعل السى حجة ف النع إل هو‬
‫وإل من أب مازن إل جبل الغمر‪ .‬وكان جبل خرج ليلً من موضع كان فيه فخاف الطائف ول يأمن الستقفي فقال‪ :‬لو دققت الباب على‬
‫أب مازن فبت عنده ف أدن بيت أو ف دهليزه ول ألزمه من مؤنت شيئا‪ .‬حت إذا انصدع عمود الصبح خرجت ف أوائل الدلي‪ .‬فدق عليه‬
‫الباب دق واثق ودق مدل ودق من ياف أن يدركه الطائف أو يقفوه الستقفي وف قلبه عز الكفاية والثقة بإسقاط الؤنة‪ .‬فلم يشك أبو‬
‫مازن أنه دق صاحب هدية‪ .‬فنل سريعا‪ .‬فلما فتح الباب وبصر ببل بصر بلك الوت! فلما رآه جبل واجا ل يي كلمة قال له‪ :‬إن خفت‬
‫معرة الطائف وعجلة الستقفي فملت إليك لبيت عندك‪ .‬فتساكر أبو مازن وأراه أن وجومه إنا كان بسبب السكر‪ .‬فخلع جوارحه وخبل‬
‫لسانه وقال‪ :‬سكران وال أنا وال سكران! قال له جبل‪ :‬كن كيف شئت‪ .‬نن ف أيام الفصل ل شتاء ول صيف‪ .‬ولست أحتاج إل سطح‬
‫فأغم عيالك بالر ولست أحتاج إل لاف فأكلفك أن تؤثرن بالدثار‪ .‬وأنا كما ترى ثل من الشراب شبعان من الطعام‪ .‬ومن منل فلن‬
‫خرجت وهو أخصب الناس دخلً‪ .‬وإنا أريد أن تدعن أغفي ف دهليزك إغفاءة واحدة ث أقوم ف أوائل البكرين‪ ( .‬الصفحة ‪) 25 :‬‬
‫قال أبو مازن وأرخى عينيه وفكيه ولسانه ث قال‪ :‬سكران وال! أنا سكران! ل وال ما أعقل أين أنا! وال إن أفهم ما تقول! ث أغلق الباب‬
‫ف وجهه ودخل ل يشك أن عذره قد وضح وأنه قد ألطف النظر حت وقع على هذه اليلة! وإن وجدت ف هذا الكتاب لنا أو كلما غي‬
‫معرب ولفظا معدولً عن جهته فاعلموا أنا إنا تركنا ذلك لن العراب يبغض هذا الباب ويرجه من حده‪ .‬إل أن أحكي كلما من كلم‬
‫متعاقلي البخلء وأشحاء العلماء كسهل بن هارون وأشباهه‪.‬‬

‫قصة أحد بن خلف‪:‬‬


‫و من طياب البخلء أح د بن خلف اليزيدي‪ .‬ترك أبوه ف منله يوم مات أل في ألف در هم و ستمائة ألف در هم وأربع ي ومائة ألف دينار‪.‬‬
‫فاقتسمها هو وأخوه حات قبل دفنه‪ .‬وأخذ أحد وحده ألف ألف وثلثمائة ألف درهم وسبعي ألف دينار ذهبا عينا مثاقيل وازنة جيادا سوى‬
‫العروض‪ .‬فقلت له وقد ورث هذا الال كله‪ :‬ما أبطأ بك الليلة قال ل وال إل أن تعيشت البارحة ف البيت! فقلت لصحابنا‪ :‬لول أنه بعيد‬
‫العهد بالكل ف بيته وأن ذلك غريب منه لا احتاج إل هذا الستثناء وإل هذه الشريطة‪ .‬وأين يتعشى الناس إل ف منازلم وإنا يقول الرجل‬
‫ع ند م ثل هذه ال سألة‪ :‬ل وال إل أن فلنا حب سن ول وال إل أن فلنا عزم علي‪ .‬فأ ما ما ي ستثن ويشترط فهذا ما ل يكون إل على ما‬
‫ذكرناه قبل‪ .‬وقال ل مبتدئا مرة عن غي مشورة وعن غي سبب جرى‪ :‬انظر أن تتخذ لعيالك ف الشتاء من هذه الثلثة فإنا عظيمة البكة‬
‫كثية النل‪ .‬وهي تنوب عن الغداء‪ .‬ولا نفخة تغن عن العشاء‪ .‬وكل شيء من الحساء فهو يغن عن طلب النبيذ وشرب الاء‪ .‬ومن تسى‬
‫الار عرق‪ .‬والعرق يبيض اللد ويرج من الوف‪ .‬وهي تل النفس وتنع من التشهي‪ .‬وهي أيضا تدفئ فتقوم لك ف أجوافهم مقام فحم‬
‫الكانون من خارج‪ .‬وحسو طار يغن عن الوقود وعن لبس الشو‪ .‬والوقود يسود كل شيء وييبسه‪ .‬وهو سريع ف الضم وصاحبه معرض‬
‫للحريق ويذهب ف ثنه الال العظيم‪ .‬وشر شيء فيه أن من تعوده ل يدفئه شيء سواه‪ .‬فعليك يا أبا عثمان بالثلثة! واعلم أنا ل تكون إل ف‬
‫منازل الشي خة وأ صحاب التجر بة‪ ( .‬ال صفحة ‪ ) 26 :‬فخذ ها من حك يم مرب و من نا صح مش فق‪ .‬وكان ل يفارق منازل إخوا نه‪.‬‬
‫وإخوانه ماصيب مناويب أصحاب نفح وترف‪ .‬وكانوا يتحفونه ويدللونه ويفكهونه ويكمونه‪ .‬ول يشكوا أنه سيدعوهم مرة وأن يعلوا‬
‫بيته نزهة ونشوة‪ .‬فلما طال تغافله وطالت مدافعته وعرضوا له بذلك فتغافل صرحوا له‪ .‬فلما امتنع قالوا‪ :‬اجعلها دعوة ليس لا أخت‪ .‬فلما‬
‫أكلوا وغ سلوا أيدي هم أقبل علي هم فقال‪ :‬أ سألكم بال الذي ل ش يء أع ظم م نه أ نا الساعة أي سر وأغ ن أو قبل أن تأكلوا طعا مي قالوا‪ :‬ما‬
‫نشك أنك حي كنت والطعام ف ملكك أغن وأي سر‪ .‬قال‪ :‬فأنا الساعة أقرب إل الف قر أم تلك الساعة قالوا‪ :‬بل أنت الساعة أقرب إل‬
‫الفقر‪ .‬قال‪ :‬فمن يلومن على ترك دعوة قوم قربون من الفقر وباعدون من الغن وكلما دعوتم أكثر كنت من الفقر أقرب ومن الغن أبعد‬
‫وف قياسه هذا أن من رأيه أن يهجر كل من استسقاه شربة ماء أو تناول من حائطه لبنة ومن خليط دابته عودا‪ .‬ومر بأصحاب الداء وذلك‬
‫ف زمان التوليد‪ .‬فأطعمه الزمان ف الرخص وتركت شهوته على قدر إمكانه عنده‪ .‬فبعث غلما له يقال له ثقف وهو معروف ليشتري له‬
‫جديا‪ .‬فوقف غي بعيد‪ .‬فلم يلبث أن رجع الغلم يضر وهو يشي بيده ويومئ برأسه‪ :‬أن اذهب ول تقف‪ .‬فلم يبح‪ .‬فلما دنا منه قال‪:‬‬
‫ويلك تزأ ب كأ ن مطلوب! قال‪ :‬هذا أطر فه! الدي بعشرة! أ نت من ذي البا بة مر الن مر مر! فإذا غل مه يرى أن من الن كر أن يشتري‬
‫جدي بعشرة دراهم! والدي بعشرة إنا ينكر عندنا بالبصرة لكثرة الي ورخص السعر‪ .‬فأما ف العساكر فإن أنكر ذلك منكر فإنا ينكره‬
‫من ول تقولوا الن‪ :‬قد وال أساء أبو عثمان إل صديقه بل تناوله بالسوء حت بدأ بنفسه‪ .‬ومن كانت هذه صفته وهذا مذهبه فغي مأمون‬
‫على جليسه‪ .‬وأي الرجال الهذب هذا وال الشيوع والتبوع والبذاء وقلة الوفاء‪ .‬اعلموا أن ل ألتمس بذه الحاديث عنه إل موافقته وطلب‬
‫رضاه ومبته‪ .‬ولقد خفت أن أكون عند كثي من الناس دسيسا من قبله وكمينا من كمائنه‪ .‬وذلك أن أحب الصحاب إله أبلغهم قو ًل ف‬
‫إياس الناس ما قبله وأجودهم حسما لسباب الطمع ف ماله‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 27 :‬على أن إن أحسنت بهدي فسيجعل شكري موقوفا‪.‬‬
‫وإن جاوز كتاب هذا حدود العراق شكر وإل أمسك‪ .‬لن شهرته بالقبيح عند نفسه ف هذا القليم قد أغنته عن التنويه والتنبيه على مذهبه‪.‬‬
‫وكيف وهو يرى أن سهل بن هارون وإساعيل بن غزوان كانا من السرفي وأن الثوري والكندي يستوجبان الجر‪ .‬وبلغن أنه قال‪ :‬لو ل‬
‫تعرفوا من كرامة اللئكة على ال إل أنه ل يبتلهم بالنفقة ول بقول العيال‪ :‬هات لعرفتم حالم ومنلتهم‪ .‬وحدثن صاحب ل قال‪ :‬دخلت‬
‫على فلن بن فلن وإذا الائدة موضوعة بعد وإذا القوم قد أكلوا ورفعوا أيديهم‪ .‬فمددت يدي لكل فقال‪ :‬أجهز على الرحى ول تتعرض‬
‫للصحاء! يقول‪ :‬اعرض للدجاجة الت قد نيل منها وللفرخ النوع الفخذ‪ .‬فأما الصحيح فل تتعرض له‪ .‬وكذلك الرغيف الذي قد نيل منها‬
‫وللفرخ النوع الفخذ‪ .‬فأ ما ال صحيح فل تتعرض له‪ .‬وكذلك الرغيف الذي قد نيل منه وأصابه ب عض الرق‪ .‬وقال ل الرجل‪ :‬أكلنا عنده‬
‫يوما وأبوه حاضر وبن له ييئ ويذهب‪ .‬فاختلف مرارا‪ .‬كل ذلك يرانا نأكل‪ .‬فقال الصب‪ :‬كم تأكلون ل أطعم ال بطونكم! فقال أبوه‬
‫وهو جد الصب‪ :‬ابن ورب الكعبة! وحدثن صاحب مسلحة باب الكرخ قال‪ :‬قال ل صاحب المام‪ :‬أل أعجبك من صال بن عفان كان‬
‫يئ كل سحر فيدخل المام‪ .‬فإذا غبت عن إجانة النورة مسح أرفاغه‪ .‬ث يتستر بالئزر‪ .‬ث يقوم فيغسله ف غمار الناس‪ .‬ث يئ بعد ف مثل‬
‫تلك الساعة فيطلي ساقيه وبعض فخذيه‪ .‬ث يلس ويتزر بالئزر‪ .‬فإذا وجد غفلة غسله‪ .‬ث يعود ف مثل ذلك الوقت فيمسح قطعة أخرى من‬
‫جسده‪ .‬فل يزال يطلي ف كل سحر حت ذهب من بطل ية‪ .‬قال‪ :‬ول قد رأيته وإن ف زيق سراويله نورة‪ .‬وكان ل يرى الط بخ ف القدور‬
‫الشامية ول تبيد الاء ف الرار الذارية لن هذه ترشح وتلك تنشف‪ .‬حدثن أبو الهجاه النوشروان قال‪ :‬حدثن أبو الحوص الشاعر قال‪:‬‬
‫كنا نفطر عند الباسيان‪ .‬فكان يرفع يديه قبلنا ويستلقي على فراشه ويقول‪ " :‬إن ا نطعمكم لوجه ال ل نريد منكم جزاء ول شكورا "‪.‬‬
‫( الصفحة ‪ ) 28 :‬حديث خالد بن يزيد‪ :‬وهذا خالد بن يزيد مول الهالبة‪ .‬هو خالويه الكدى‪ .‬وكان قد بلغ ف البخل والتكدية وف‬
‫كثرة الال البالغ الت ل يبلغها أحد‪ .‬وكان ينل ف شق بن تيم فلم يعرفوه‪ .‬فوقف عليه ذات يوم سال وهو ف ملس من مالسهم‪ .‬فأدخل‬
‫يده ف الكيس ليخرج فلسا وفلوس البصرة كبار‪ .‬فغلط بدرهم بغلى‪ .‬فلم يفطن حت وضعه ف يد السائل‪ .‬فلما فطن استرده وأعطاه الفلس‪.‬‬
‫فق يل له‪ :‬هذا ل نظ نه ي ل‪ .‬و هو ب د قب يح! قال‪ :‬قب يح ع ند من إ ن ل أج ع هذا الال بعقول كم فأفر قه بعقول كم! ل يس هذا من م ساكي‬
‫الدرا هم‪ .‬هذا من م ساكي الفلوس! وال ما أعر فه إل بالفرا سة‪ .‬قالوا‪ :‬وإ نك لتعرف الكد ين قال‪ :‬وك يف ل أعرف هم! ل ي بق ف الرض‬
‫مطران ول مستعرض القفية ول شحاذ ول كاغان ول بانوان ول قرسي ول عواء ول مشعب ول مزيدي ول إسطيل إل وقد كان تت‬
‫يدي‪ .‬ولقد أكلت الزكوري ثلثي سنة‪ .‬ول يبق ف الرض كعب ول مكد إل وقد أخذت العرافة عليه‪ .‬وإنا أراد بذا أن يؤيسهم من ماله‬
‫حي عرف حرصهم وجشعهم وسوء جوارهم‪ .‬وكان قاصا متكلما بليغا داهيا‪ .‬وكان أبو سليمان العور وأبو سعيد الدائن القاصان من‬
‫غلما نه‪ .‬و هو الذي قال لب نه ع ند مو ته‪ :‬إ ن قد تر كت لك ما تأكله إن حفظ ته و ما ل تأكله إن ضيع ته‪ .‬ول ا ورث تك من العرف ال صال‬
‫وأشهدتك من صواب التدبي وعودتك من عيش القتصدين خي لك معي من هذا الال‪ .‬وقد دفعت إليك آلة لفظ الال عليك بكل حيلة‪.‬‬
‫ث إن ل يكن لك معي من نفسك ما انتفعت بشيء من ذلك‪ .‬بل يعود ذلك النهي كله إغراء لك وذلك النع تجينا لطاعتك‪ .‬قد بلغت ف‬
‫الب منقطع التراب وف البحر أقصى مبلغ السفن‪ .‬فل عليك أل ترى ذا القرني‪ .‬ودع عنك مذاهب ابن شرية فإنه ل يعرف إل ظاهر الب‪.‬‬
‫ولو رآن تيم الداري لخذ عن صفة الروم‪ .‬ول أنا أهدى من القطا ومن دعيميص ومن رافع الخش‪ .‬إن قد بت بالقفز مع الغول وتزوجت‬
‫السعلة وجاوبت الاتف ورغت عن الن إل الن واصطدت الشق وجاوبت النسناس وصحبن الرئي‪ .‬وعرفت خدع الكاهن وتدسيس‬
‫( الصفحة ‪ ) 29 :‬العراف وإلم يذهب الطاط والعياف وما يقول أصحاب الكتاف‪ .‬وعرفت التنجيم والزجر والطرق والفكر‪ .‬إن هذا‬
‫الال ل أجعه من القصص والتكدية ومن احتيال النهار ومكابدة الليل‪ .‬ول يمع مثله أبدا إل من معاناة ركوب البحر ومن عمل السلطان‬
‫أو من كيمياء الذهب والفضة‪ .‬قد عرفت الرأس حق معرفته وفهمت كسر الكسي على حقيقته‪ .‬ولول علمي بضيق صدرك ولول أن أكون‬
‫سببا لتلف نفسك لعلمتك الساعة الشيء الذي بلغ بقارون وبه تبنكت خاتون‪ .‬وال ما يتسع صدرك عندي لسر صديق فكيف ما ل يتمله‬
‫عزم ول يت سع له صدر وحرز سر الد يث وح بس كنوز الوا هر أهون من خزن العلم‪ .‬ولو ك نت عندي مأمونا على نف سك لجر يت‬
‫الرواح ف الجساد وأنت تبصر ما كنت ل تفهمه بالوصف ول تقه بالذكر‪ .‬ولكن سألقي عليك علم الدراك وسبك الرخام وصنعة‬
‫الفسيفساء وأسرار السيوف القلعية وعقاقي السيوف اليمانية وعمل الفرعون وصنعة التلطيف على وجهه إن أقامن ال من صرعت هذه‪.‬‬
‫ول ست أرضاك وإن ك نت فوق البن ي ول أ ثق بك وإن ك نت لحقا بالباء ل ن ل أبالغ ف مب تك‪ .‬ن قد لب ست ال سلطي وال ساكي‬
‫وخدمت اللفاء والكدين وخالطت النساك والفتاك وعمرت السجون كما عمرت مالس الذكر وحلبت الدهر أشطره وصادفت دهرا كثي‬
‫العاجيب‪ .‬فلول أن دخلت من كل باب وجريت مع كل ريح وعرفت السراء والضراء حت مثلت ل التجارب عواقب المور وقربتن من‬
‫غوامض التدبي لا أمكنن جع ما أخلفه لك ول حفظ ما حبسته عليك‪ .‬ول أحد نفسي على جعه كما حدتا على حفظه لن بعض هذا‬
‫الال ل أنله بالزم والكيس‪ .‬قد حفظته عليك من فتنة البناء ومن فتنة النساء ومن فتنة الثناء ومن فتنة الرياء ومن أيدي الوكلء فإنم الداء‬
‫العياء‪ .‬ولست أوصيك بفظه لفضل حب لك ولكن لفضل بغضي للقاضي‪ :‬إن ال ‪ -‬جل ذكره ‪ ( -‬الصفحة ‪ ) 30 :‬ل يسلط القضاة‬
‫على أموال الولد إل عقو بة للولد لن أباه إن كان غنيا قادرا أ حب أن ير يه غناه وقدر ته وإن كان فقيا عاجزا أ حب أن ي ستريح من‬
‫شينه ومن حل مؤنته‪ .‬وإن كان فل هم شكروا من جع لم وكفاهم ووقاهم وغرسهم ول هم صبوا على من أوجب ال حقه عليهم‪.‬‬
‫والق ل يوصف عاجله باللوة كما ل يوصف عاجل الباطل بالرارة‪ .‬فإن كنت فالقاضي لك‪ .‬وإن ل تكن منهم فال لك‪ .‬فإن سلكت‬
‫سبيلي صار مال غيك وديع ًة عندك وصرت الافظ على غيك‪ .‬وإن خالفت سبيلي صار مالك وديع ًة عند غيك وصار غيك الافظ‪ .‬وإنك‬
‫يوم تطمع أن تضيع مالك ويفظه غيك لشع الطمع مذول المل‪ .‬احتال الباء ف حبس الموال على أولدهم بالوقف فاحتالت القضاة‬
‫على أولد هم بال ستحجار‪ .‬ما أ سرعهم إل إطلق ال جر وإل إيناس الر شد إذا أرادوا الشراء من هم! وأبطأ هم عن هم إذا أرادوا أن تكون‬
‫أموال م جائزة ل صنائعهم! يا بن البي ثة! إ نك وإن ك نت فوق أبناء هذا الزمان فإن الكفا ية قد م سختك ومعرف تك بكثرة ما أخلف قد‬
‫أفسدتك‪ .‬وزاد ف ذلك أن كنت بكرى وعجزة أمك‪ .‬أنا لو ذهب مال للست قاصا أو طفت ف الفاق ‪ -‬كما كنت ‪ -‬مكديا‪ :‬اللحية‬
‫وافرة بيضاء واللق جه ي طل وال سمت ح سن والقبول على وا قع! إن سألت عي ن الد مع أجا بت‪ .‬والقل يل من رح ة الناس خ ي من الال‬
‫الكثي‪ .‬وصرت متالً بالنهار واستعملت صناعة سل عن صعاليك البل وزواقيل الشام وزط الجام ورؤس الكراد ومردة العراب وفتاك‬
‫نر بط ولصوص القفص! وسل عن القيقانية والقطرية‪ .‬وسل عن التشبهة وذباجي الزيرة‪ :‬كيف بطشي ساعة البطش وكيف حيلت ساعة‬
‫اليلة وكيف أنا عند الولة وكيف ثبات جنان عند رؤية الطليعة وكيف يقظت إذا كنت ربيئة وكيف كلمي عند السلطان إذا أخذت‬
‫وكيف صبي إذا جلدت وكيف قلة ضجري إذا حبست وكيف رسفان‪ .‬ف القيد إذا أثقلت! فكم من دياس قد نقبته وكم من مطبق قد‬
‫أفضيته و كم من سجن قد كابدته‪ .‬وأ نت غلم لسانك فوق عقلك وذكاؤك فوق حز مك‪ .‬ل تعجمك الضراء ول تزل ف ال سراء‪ .‬والال‬
‫واسع وذرعك ضيق‪ .‬وليس شيء أخوف عليك عندي من حسن الظن بالناس فإنم ( الصفحة ‪ ) 31 :‬شالك على يينك وسعك على‬
‫بصرك‪ .‬وخف عباد ال على حسب ما ترجو ال فأول ما وقع ف روعي أن مال مفوظ علي وأن النماء لزم ل وأن ال سيحفظ عقب من‬
‫بعدي‪ .‬إ ن ل ا غلبت ن يوما شهو ت وأخر جت يوما درها لقضاء وطري ووق عت ع ن على سكت وعلى ا سم ال الكتوب عل يه قلت ف‬
‫نفسي‪ :‬إن إذا لن الاسرين الضالي‪ :‬لئن أنا أخرجت من يدي ومن بيت شيئا عليه ل إله إل ال أخذت بدله شيئا ليس عليه شيء! وال إن‬
‫الؤ من لينع خات ه لل مر يريده وعل يه ح سب ال أو توكلت على ال في ظن أ نه قد خرج من ك نف ال ‪ -‬جل ذكره ‪ -‬ح ت يرد الا ت ف‬
‫موضعه! وإنا هو خات واحد‪ .‬وأنا أريد أن أخرج ف كل يوم درها عليه السلم كما هو! إن هذا لعظيم!‪ .‬ومات من ساعته‪ .‬وكفنه ابنه‬
‫بب عض خلقانه وغ سله باء البئر ودفنه من غي أن ي صرخ له أو يل حد له ور جع‪ .‬فلما صار ف النل نظر إل جرة خضراء معل قة‪ .‬قال‪ :‬أي‬
‫شيء ف هذه الرة قالوا‪ :‬ليس اليوم فيها شيء‪ .‬قال‪ :‬فأي شيء فيها قبل اليوم قالوا‪ :‬سن‪ .‬قال‪ :‬وما كان يصنه به قالوا‪ :‬كنا ف الشتاء نلقي‬
‫له ف البمة شيئا من دقيق نعمله له فكان ربا برقه بشيء من سن‪ .‬قال‪ :‬تقولون ول تفعلون! السمن أخو العسل‪ .‬وهل أفسد الناس أموالم‬
‫إل ف السمن والعسل وال إن لول أن للجرة ثنا لا كسرتا إل على قبه! قالوا‪ :‬فخرج فوق أبيه وما كنا نظن أن فوقه مزيدا! الخطران‬
‫الذي يأتيك ف زي ناسك ويريك أن بابك قد قور لسانه من أصله لنه كان مؤذنا هناك‪ .‬ث يفتح فاه كما يصنع من تثاءب فل ترى له‬
‫لسانا البتة! ولسانه ف القيقة كلسان الثور! وأنا أحد من خدع بذلك‪ .‬ولبد للمخطران أن يكون معه واحد يعب عنه أو لوح أو والكاغان‬
‫الذي يتجنن ويتصارع ويزبد حت ل يشك أنه منون ل دواء له لشدة ما ينل بنفسه وحت يتعجب من بقاء مثله على مثل علته‪ .‬والبانوان‬
‫الذي ي قف على الباب وي سل الغلق ويقول‪ :‬بانوا! وتف سي ذلك بالعرب ية‪ :‬يا مولي! والقر سي الذي يع صب ساقه وذرا عه ع صبا شديدا‬
‫ويبيت على ذلك ليلة‪ .‬فإذا تورم واختنق الدم مسحه بشيء من صابون ودم الخوين وقطر عليه شيئا من سن وأطبق عليه خرقة وكشف‬
‫بعضه‪ .‬فل يشك من رآه أن به الكلة أو بلية شبه الكلة‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 32 :‬والشعب الذي يتال للصب حي يولد‪ :‬بأن يعميه أو يعله‬
‫أعسم أو أعضد ليسأل الناس به أهله‪ .‬وربا جاءت به أمه وأبوه ليتول ذلك منه بالغرم الثقيل‪ .‬لنه يصي حينئذ عقدة وغلة‪ :‬فإما أن يكتسبا‬
‫به وإما أن يكرياه بكراء معلوم‪ .‬وربا أكروا أولدهم من يضي إل إفريقية فيسأل بم الطريق أجع بالال العظيم‪ .‬فإن كان ثقة مليئا وإل‬
‫أقام بالولد والجرة كفيلً‪ .‬والعواء الذي ي سأل ب ي الغرب والعشاء‪ .‬ورب ا طرب إن كان له صوت ح سن وحلق ش جي‪ .‬وال سطيل هو‬
‫التعا مي‪ :‬إن شاء أراك أ نه منخ سف العين ي وإن شاء أراك أن ب ما ماء وإن شاء أراك أ نه ل يب صر للخ سف ولر يح ال سبل‪ .‬والزيدي الذي‬
‫يعارضك وهو ذو هيئة وف ثياب صالة‪ .‬وكأنه قد هاب من الياء والعدس الذي يقف على اليت يسأل ف كفنه ويقف ف طريق مكة على‬
‫المار اليت والبعي اليت يدعى أنه كان له ويزعم أنه قد أحصر وقد تعلم لغة الراسانية واليمانية والفريقية وتعرف تلك الدن والسكك‬
‫والرجال‪ .‬و هو م ت شاء كان من إفريق ية وم ت شاء كان من أ هل فرغا نة وم ت شاء كان من أي مال يف الي من شاء! والكدى صاحب‬
‫الكداء‪ .‬والكعب أضيف إل أب كعب الوصلي وكان عريفهم بعد خالويه سنة على ماء‪ .‬والزكوري هو خبز الصدقة كان على سجن أو‬
‫على سائل‪ .‬هذا تفسي ما ذكر خالويه فقط‪ .‬وهم أضعاف ما ذكرنا ف العدد‪ .‬ول يكن يوز أن نتكلف شيئا ليس من الكتاب ف شيء‪.‬‬
‫رفع يي بن عبد ال بن خالد بن أمية بن عبد ال بن خالد بن أسيد رغيفا من خوانه بيده ث رطله والقوم يأكلون‪ .‬ث قال‪ :‬يزعمون أن‬
‫خبزي صغار‪ .‬أي ابن‪ ...‬يأكل من هذا البز رغيفي وكنت أنا وأبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام وقطرب النحوي وأبو الفتح مؤدب‬
‫منصور ابن زياد على خوان فلن بن فلن‪ .‬والوان من جزعة‪ .‬والغضار صين ملمع أو خلنجية كيماكية‪ .‬واللوان طيبة شهية وغذية قدية‪.‬‬
‫وكل رغيف ف بياض الفضة كأنه البدر وكأنه مرآة ملوة‪ .‬ولكنه على قدر عدد الرءوس‪ .‬فأكل كل إنسان رغيفه إل كسرة‪ .‬ول يشبعوا‬
‫فيفعوا أيديهم‪ .‬ول يغدوا بشيء فيتموا أكلهم‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 33 :‬واليدي معلقة‪ .‬وإنا هم ف تنقي وتنتيف! فلما طال ذلك عليهم أقبل‬
‫الرجل على أب الفتح وتت القصعة رقاقة فقال‪ :‬يا أبا الفتح خذ ذلك الرغيف فقطعه وقسمه على أصحابنا‪ .‬فتغافل أبو الفتح‪ .‬فلما أعاد‬
‫عليبه القول الرابعبة قال‪ :‬مالك ‪ -‬ويلك! ‪ -‬ل تقطعبه بينهبم قطبع ال أوصبالك! قال‪ :‬يبتلي على يدي غيي أصبلحك ال! فخجلناه مرة‬
‫وضحكنا مرة وما ضحكنا صاحبنا ول خجل‪ .‬وزرته أنا والكي‪ .‬وكنت أنا على حار مكار والكي على حار مستعار‪ .‬فصار المار إل‬
‫أسوأ من حال الذود! فكلم الكي غلمانه فقال‪ :‬ل أريد منكم التب فما فوقه‪ .‬اسقوه ماء فقط‪ .‬فسقوه ماء بئر فلم يشربه المار وقد مات‬
‫عطشا‪ .‬فأقبل الكي عليه فقال‪ :‬أصلحك ال! إنم يسقون حاري ماء بئر ومنل صاحب المار على شارع دجلة فهو ل يعرف إل العذب‪.‬‬
‫قال‪ :‬فامزجوه له يا غلم! فمزجوه فلم يشربه‪ .‬فأعاد السألة فأمكنه من أذن من ل يسمع إل ما يشتهي‪ .‬وقال ل مرة‪ :‬يا أخي إن ناسا من‬
‫الناس يغمسون اللقمة إل أصبارها ف الري‪ .‬فأقول‪ :‬هؤلء قوم يبون اللوحة ول يبون الامض! فما ألبث أن أرى أحدهم يأخذ حرف‬
‫الرد قة فيغم سها ف ال ل الاذق ويغرق ها ف يه! ورب ا رأ يت أحد هم ي سكها ف ال ل ب عد التغر يق ساعة فأقول‪ :‬هؤلء قوم يمعون حب‬
‫الموضة إل حب اللوحة‪ .‬ث ل ألبث أنة أراهم يصنعون مثل ذلك بالردل والردل ل يرام! قل ل‪ :‬أي شيء طبائع هؤلء وأي ضرب هم‬
‫وما دواؤهم وأي شيء علجهم فلما رأيت مذهبه وحقه وغلبة البخل عليه وقهره له قلت‪ :‬ما لم عندي علج هو أنع فيهم من أن ينعوا‬
‫الصباغ كله! ل وال إن هو غيه! وصديق كنا قد ابتلينا بؤاكلته‪ .‬وقد كان ظن أنا قد عرفناه بالبخل على الطعام‪ .‬وهجس ذلك ف نفسه‬
‫وتوهم أنا قد تذاكرناه أمره‪ .‬فكان يتزيد ف تكثي الطعام وف إظهار الرص على أن يؤكل‪ .‬حت قال‪ :‬من رفع يده قبل القوم غرمناه دينارا‪.‬‬
‫فترى بغضه إن غرمناه دينارا‪ .‬وظاهر ل ئمته متمل ف رضا قلبه وما يرجو من نفع ذلك له‪ .‬ولقد خبن خباز لبعض أصحابنا أنه جلده‬
‫على إنضاج البز وأنه قال له‪ :‬أنضج خبزي الذي يوضع بي يدي واجعل خبز من يأكل معي على مقدار بي القدارين‪ .‬وأما خبز العيال‬
‫( الصفحة ‪ ) 34 :‬والضيف فل تقربنه من النار إل بقدر ما يصي العجي رغيفا وبقدر ما يتماسك فقط! فكلفه العويص‪ .‬فلما أعجزه‬
‫ذلك جلده حبد الزانب الرب! فحدثبت بذا الديبث عببد ال العروضبي فقال‪ :‬أل تعرف شأن الدي ضرب الشواء ثانيب سبوطا لكان‬
‫النضاج! وذلك أنه قال له‪ :‬ضع الدي ف التنور حي تضع الوان حت أستبطئك أنا ف إنضاجه‪ .‬وتقول أنت‪ :‬بقي قليل! ث تيئنا به وكأن‬
‫قد أعجلتك! فإذا و ضع ب ي أيدي هم غي من ضج احتسبت علي هم بإحضار الدي‪ .‬فإذا ل يأكلوه أعد ته إل التنور ث أحضرتناه ال غد باردا‪.‬‬
‫فيقوم الدي الوا حد مقام جدي ي! فجاء به الشواء يوما نضيجا فع مل ف يه القوم‪ .‬فجلده ثان ي جلدة جلد القاذف ال ر! وحدث ن أح د بن‬
‫الثن عن صديق ل وله ضخم البدن كثي العلم فاشي الغلة عظيم الوليات أنه إذا دعا على مائدته بفضل دجاجة أو بفضل رقاق أو غي‬
‫ذلك رد الادم مع الباز إل القهرمان ح ت ي صك له بذلك إل صاحب الط بخ! ول قد رأي ته مرة و قد تناول دجا جة فشق ها ن صفي فأل قى‬
‫نصفها إل الذي عن يينه ونصفها إل الذي عن شاله‪ .‬ث قال‪ :‬يا غلم! جئن بواحدة رخصة فإن هذه كانت عضلة جدا‪ .‬فحسبت أن أقل‬
‫ما ع ند الرجل ي أل يعودا إل مائد ته أبدا‪ .‬فوجدت ما قد فخرا علي ب ا وكانوا رب ا خ صوه فوضعوه ب ي يد يه الدرا جة ال سمينة والدجا جة‬
‫الرخصة‪ .‬فانطفأت الشمعة ف ليلة من تلك الليال‪ .‬فأغار على السواري على بعض ما بي يديه واغتنم الظلمة‪ .‬وعمل على أن الليل أخفى‬
‫للويل! ففطن له وما هو بالفطن إل ف هذا الباب‪ .‬وقال‪ :‬كذلك اللوك كانت ل تأكل مع السوقة! وحثن أحد بن الثن أنم كانوا يعمدون‬
‫إل الرادق ال ت تر فع عن مائد ته‪ :‬ف ما كان من ها ملطخا دلك دلكا شديدا و ما كان من ها قد ذ هب جا نب م نه ق طع ب سكي من تراب يع‬
‫الرغ يف م ثل ذلك لئل ي شك من رآه أن م قد تعمدوا ذلك‪ .‬و ما كان من الن صاف والرباع ج عل بع ضه للثر يد وق طع بع ضه كال صابع‬
‫ل ضخما فخم اللفظ فخم العان تربية ف ظل ملك مع علوهم ولسان عضب ومعرفة بالغامض من‬ ‫وجعل مع بعض القليا‪ .‬ولقد رأيت رج ً‬
‫العيوب والدقيق من الحاسن مع شدة تسرع إل أعراض الناس وضيق صدر با تعرف من عيوبم‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 35 :‬وإن ثريدته لبلقاء‬
‫إل أن بياض ها نا صع ولون ا ال خر أ صهب! ما رأ يت ذلك مرة ول مرت ي‪ .‬وك نت قد ه مت ق بل ذلك لن أعات به على الش يء ي ستأثر به‬
‫وي تص به وأن أحت مل ث قل تلك الن صيحة وبشاعت ها ف ح ظه و ف الن ظر له‪ .‬ورأ يت أن ذلك ل يكون إل من حاق الخلص و من فرط‬
‫الخاء من الخوان‪ .‬فل ما رأ يت البل قة هان علي التحج يل والغرة‪ .‬ورأ يت أن ترك الكلم أف ضل وأن الوع ظة ل غو‪ .‬و قد ز عم أ بو ال سن‬
‫الدائن أن ثريدة مالك بن النذر كانت بلقاء‪ .‬ولعل ذلك أن يكون باطلً‪ .‬وأما أنا فقد رأيت بعين من هذا الرجل ما ل أخبك به وهو شيء‬
‫ل أره إل فيه ول سعت به ف غيه‪ .‬ولسنا من تسمية الصحاب التهتكي ول غيهم من الستورين ف شيء‪ .‬أما الصاحب فإنا ل نسميه‬
‫لرمته وواجب حقه‪ .‬والخر ل نسميه ليستر ال عليه ولا يب لن كان ف مثل حاله‪ .‬وإنا نسمي من خرج من هاتي الالتي‪ .‬ولربا سينا‬
‫الصاحب إذا كان من يازج بذا ورأيناه يتظرف ويمل ذلك الظرف سلما إل منع شينه‪.‬‬

‫قصة أب جعفر‪:‬‬
‫ول أر مثل أب جعفر الطرسوسي‪ :‬زار قوما فأكرموه وطيبوه وجعلوا ف شاربه وسبلته غالية‪ .‬فحكته شفته العليا فأدخل إصبعه فحكها من‬
‫باطن الشفة مافة أن تأخذ إصبعه من الغالية شيئا إذا حكها من فوق! وهذا وشبهه إنا يطيب جدا إذا رأيت الكاية بعينك لن الكتاب ل‬
‫يصور لك كل شيء ول يأت لك على كنهه وعلى حدوده وحقائقه‪.‬‬

‫قصة الزامي‪:‬‬
‫وأما أبو ممد الزامي عبد ال بن كاسب كاتب مويس وكاتب داود بن أب داود فإنه كان أبل من برأ ال وأطيب من برأ ال‪ .‬وكان له ف‬
‫الب خل كلم‪ .‬وهو أ حد من ين صره ويفضله وي تج له ويد عو إل يه‪ .‬وإنه رآن مرة ف تشرين الول وقد ب كر البد شيئا‪ .‬فلب ست ك ساء ل‬
‫قومسيا خفيفا قد نيل منه‪ .‬فقال ل‪ :‬ما أقبح السرف بالعاقل وأسج الهل بالكيم! ما ضننت أن إهال النفس وسوء السياسة بلغ بك ما‬
‫أرى! ( الصفحة ‪ ) 36 :‬قلت‪ :‬وأي شيء أنكرت منا مذ اليوم وما كان هذا قولك فينا بالمس‪ .‬فقال‪ :‬لبسك هذا الكساء قبل أوانه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬قد حدث من البد بقداره‪ .‬ولو كان هذا البد الادث ف توز وآب لكان إبانا لذا الكساء‪ .‬قال‪ :‬إن كان ذلك كذلك فاجعل بدل‬
‫هذه البطنة جبة مشوة فإنا تقوم هذا القام وتكون قد خرجت من الطأ‪ .‬فأما لبس الصوف اليوم فهو اليوم غي جائز‪ .‬قلت‪ :‬ول قال‪ :‬لن‬
‫غبار آخر الصيف يتداخله ويسكن ف خلله‪ .‬فإذا أمطر الناس وندى الواء وابتل كل شيء ابتل ذلك الغبار‪ .‬وإنا الغبار تراب إل أنه لباب‬
‫التراب‪ .‬وهو مال ويتقبض عند ذلك عليه الكساء ويتكرش لنه صوف فينضم أجزاؤه عليه فيأكله أكل القادح ويعمل فيه عمل السوس‪.‬‬
‫ولو أسرع فيه من الرضة ف الذوع النجرانية! ولكن أخر لبسه حت إذا أمطر الناس وسكن الغبار وتلبد التراب وحط الطر ما كان ف‬
‫الواء من الغبار وغسله وصفاه فالبسه حينئذ على بركة ال! وكان يقع إل عياله بالكوفة كل سنة مرة فيشتري لم من الب مقدار طبيخهم‬
‫وقوت سنتهم‪ .‬فإذا نظر إل حب هذا وإل حب هذا وقام على سعر اكتال من كل واحد منها كيلة معلومة ث وزنا باليزان واشترى أثقلها‬
‫وزنا‪ .‬وكان ل يتار على البلدي والوصلي شيئا إل أن يتقارب السعر‪ .‬وكان على كل حال يفر من اليسان إل أن يضطر إليه ويقول‪ :‬هو‬
‫ناعم ضعيف ونار العدة شيطان! فإنا ينبغي لنا أن نطعم الجر وما أشبه الجر! وقلت له مرة‪ :‬أعلمت أن خبز البلدي ينبت عليه شيء‬
‫شبيه بالطي والتراب والغبار التراكم قال‪ :‬حبذا ذلك من خبز! وليته قد أشبه الرض بأكثر من هذا القدار! وكان إذا كان جديد القميص‬
‫ومغسبوله ثب أتوه بكبل بور فب الرض ل يتبخبر مافبة أن يسبود دخان العود بياض قميصبه‪ .‬فإن اتسبخ فأتبى بالبخور ل يرض بالتبخبر‬
‫واستقصاء ما ف العود من القتار حت يدعو بدهن فيمسح به صدره وبطنه وداخلة إزاره‪ .‬ث يتبخر ليكون أعلق للبخور! وكان يقول‪ :‬حبذا‬
‫الشتاء فإنه يفظ عليك رائحة البخور ول يمض فيه النبيذ إن ترك مفتوحا ول يفسد فيه مرق إن بقي أياما‪ .‬وكان ل يتبخر إل ف منازل‬
‫أ صحابه‪ .‬فإذا كان ف ال صيف دعا بثيا به فلب سها على قمي صه ( ال صفحة ‪ ) 37 :‬لكيل يضيع من البخور ش يء‪ .‬وقال مرة‪ :‬إن للش يب‬
‫سهكة‪ .‬وبياض الش عر هو مو ته و سواده حيا ته‪ :‬أل ترى أن مو ضع دبرة المار ال سود ل ين بت إل أب يض! والناس ل يرضون م نا ف هذا‬
‫الع سكر إل بالعناق واللثام والط يب غال وعاد ته رديئة! وينب غي ل ن كان أيضا عنده أن ير سه ويف ظه من عياله‪ .‬وإن العطار ليخت مه على‬
‫أخص غلمانه به‪ .‬فلست أرى شيئا هو خي من اتاذ مشط صندل فإن ريه طيبة‪ .‬والشعر سريع القبول منه! وأقل ما يصنع أن ينفي سهك‬
‫الشيب‪ .‬فصرنا ف حال لنا ول علينا‪ .‬واستلف منه على السواري مائة درهم‪ .‬فجاءن وهو حزين منكسر‪ .‬فقلت له‪ :‬إنا يزن من ل يد‬
‫بدا من إسلف الصديق مافة أل يرجع إليه ماله ول يعد ذلك هبة منه أو رجل ياف الشكية فهو إن ل يسلف كرما أسلف خوفا‪ .‬وهذا‬
‫باب الشهرة فيه قرة عينك‪ .‬وأنا واثق باعتزامك وتصميمك وبقلة البالة بتخيل الناس لك‪ .‬فما وجه انكسارك واغتمامك قال‪ :‬اللهم غفرا!‬
‫ليس ذاك ب‪ .‬إنا ف أن قد كنت أظن أن أطماع الناس قد صارت بعزل عن وآيسة من وأن قد أحكمت هذا الباب وأتقنته وأودعت‬
‫قلوبم اليأس وقطعت أسباب الواطر‪ .‬فأران واحدا منهم! إن من أسباب إفلس الرء طمع الناس فيه لنم إذا طمعوا فيه احتالوا له اليل‬
‫ونصبوا له الشرك‪ .‬وإذا يئسوا منه فقد أمن‪ .‬وهذا الذهب من على استضعاف شديد‪ .‬وما أشك أن عنده غمر وأن كبعض من يأكل ماله‬
‫وهو مع هذا خليط وعشي‪ .‬وإذا كان مثله ل يعرفن ول يتقرر عنده مذهب فما ظنك باليان بل ما ظنك بالعارف أران أنفخ ف غي فحم‬
‫وأقدح بزند مصلد! ما أخوفن أن أكون قد قصد إل بقول! ما أخوفن أن يكون ال ف سائه قد قصد إل أن يفقرن! قال‪ :‬ويقولون‪ :‬ثوبك‬
‫ل جدا وأنا قصي جدا فلبسه أليس‬ ‫على صاحبك أحسن منه عليك! فما يقولون إن كان أقصر من أليس يتخيل ف قميصي وإن كان طوي ً‬
‫يصي آية للسابلي فمن أسوأ أثرا على صديقه من جعله ضحكة للناس ما ينبغي ل أن أكسوه حت أعلم أنه فيه مثلي‪ .‬ومت يتفق هذا وإل‬
‫ذلك مي ومات‪ .‬وكان يقول‪ :‬أشتهي اللحم الذي قد ترأ وأشتهي أيضا الذي فيه بعض الصلبة‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 38 :‬وقلت له مرة‪ :‬ما‬
‫أشب هك بالذي قال‪ :‬أشت هي ل م دجاجت ي‪ .‬قال‪ :‬و ما ت صنع بذلك القائل هو ذا أ نا أشت هي ل م دجاجت ي واحدة خل سية م سمنة وأخرى‬
‫خوامزكه رخصة‪ .‬وقلت له مرة‪ :‬قد رضيت بأن يقال‪ :‬عبد ال بيل قال‪ :‬ل أعدمن ال هذا السم! قلت‪ :‬وكيف قال‪ :‬ل يقال‪ :‬فلن بيل‬
‫إل و هو ذو مال‪ .‬ف سلم إل الال وادع ن بأي ا سم شئت! قلت‪ :‬ول يقال أيضا‪ :‬فل سخي إل و هو ذو مال‪ .‬ف قد ج ع هذا ال سم ال مد‬
‫والال واسم البخل يمع الال والذم‪ .‬فقد أخذت أخسهما وأوضعهما‪ .‬قال‪ :‬وبينهما فرق‪ .‬قلت‪ :‬فهاته‪ .‬قال‪ :‬ف قولم‪ :‬بيل تثبيت لقامة‬
‫الال ف ملكه‪ .‬وف قولم‪ :‬سخي إخبار عن خروج الال من ملكه‪ .‬واسم البخيل اسم فيه حفظ وذم واسم السخي اسم فيه تضييع وحد‪.‬‬
‫والال زاهر نافع مكرم لهله معز‪ .‬والمد ريح وسخرية واستماعك له ضعف وفسولة‪ .‬وما أقل غناء المد وال عنه إذا جاع وكنا عند‬
‫داود بن أب داود بواسط أيام وليته كسكر! فأتته من البصرة هدايا فيها زقاق دبس‪ .‬فقسمها بيننا‪ .‬فكل ما أخذ منها الزامى أعطى غيه‪.‬‬
‫فأنكرت ذلك من مذهبه ول أعرف جهة تدبيه‪ .‬فقلت للمكي‪ :‬قد علمت أن الزا مى إنا يزع من العطاء وهو عدو‪ .‬فأما الخذ فهو‬
‫ضالته وأمنيته! وإنه لو أعطى أفاعى سجستان وثعابي مصر وحيات الهواز لخذها إذا كان اسم الخذ واقعا عليها! فعساه أراد التفضيل‬
‫ف القسمة‪ .‬قال‪ :‬أنا كاتبه وصداقت أقدم‪ .‬وما ذلك به‪ .‬هاهنا أمرا ما نقع عليه‪ .‬فلم يلبث أن دخل علينا‪ .‬فسألته عن ذلك‪ .‬فتعصر قليلً‪ .‬ث‬
‫باح بسره‪ .‬قال‪ :‬وضيعته أضعاف ربه‪ .‬وأخذه عندي من أسباب الدبار‪ .‬قلت‪ :‬أول وضائعه احتمال السكر‪ .‬قال‪ :‬هذا ل يطر ل قط على‬
‫بال‪ .‬قلت‪ :‬فهات إذا ما عندك‪ .‬قال‪ :‬أول ذلك كراء المال‪ .‬ث هو على خطر حت يصي إل النل‪ .‬فإذا صار إل النل صار سببا لطلب‬
‫العصيدة والرز والبستندود‪ .‬فإن بعته فرارا من هذا صيتون شهرة وتركتمون عنده آية‪ .‬وإن أنا حبسته ذهب ف العصائد وأشباه العصائد‪.‬‬
‫وجذب ذلك شراء السمن ث جذب السمن غيه وصار هذا الدبس أضر علينا من العيال‪ .‬وإن أنا جعلته نبيذا احتجت إل كراء القدور وإل‬
‫شراء الب وإل شراء الاء وإل كراء من يوقد تته وإل التفرغ له‪ .‬فإن وليت ذلك الادم اسود ثوبا وغرمنا ثن الشنان ( الصفحة ‪:‬‬
‫ل ول ن ستخلف من ها عوضا بو جه من ج يع‬ ‫‪ ) 39‬وال صابون وازدادت ف الط مع على قدر الزيادة ف الع مل‪ .‬فإن ف سد ذه بت النف قة باط ً‬
‫الوجوه‪ .‬لن خل الداذي يضب اللحم ويغي الطعم ويسود الرق ول يصلح إل للصطباغ‪ .‬وهذا إذا استحال خلً‪ .‬وأكثر ذلك أن يول‬
‫عن النبيذ ول يصي إل الل‪ .‬وإن سليم ‪ -‬وأعوذ بال! ‪ -‬وجاد وصفا ل ند بدا من شربه ول تطب أنفسنا بتركه‪ .‬فإن قعدت ف البيت‬
‫أشرب منه ل يكن إل بترك سلف الفارسي العسل والدجاج السمن وجداء كسكر وفاكهة البل والنقل الش والريان الغض عند من ل‬
‫يغيض ماله ول تنقطع مادته وعند من ل أبال على أي قطرية سقط مع فوت الديث الؤنس والسماع السن‪ .‬وعلى أن إن جلست ف‬
‫البيت أشربه ل يكن ل بد من واحد‪ .‬وذلك الواحد لبد له من دريهم لم ومن طسوج نقل وقياط ريان ومن أبزار للقدر ومن حطب‬
‫للوقود‪ .‬وهذا كله غرم‪ .‬و هو ب عد هذا شؤم وحر فة وخروج من العادة ال سنة‪ .‬فإن كان ذلك الند ي غ ي موا فق فأ هل ال بس أح سن حالً‬
‫م ن‪ .‬وإن كان ‪ -‬وأعوذ بال! ‪ -‬موافقا ف قد ف تح ال على مال بابا من التلف ل نه حينئذ ي سي ف مال ك سيي ف مال من هو وإذا علم‬
‫ال صديق أن عندي داذيا أو نبيذا دق الباب دق الدل‪ .‬فإن حجبناه فبلء وإن أدخلناه فشقاء‪ .‬وإن بدا ل ف ا ستحسان حد يث الناس ك ما‬
‫يستحسن من من أكون عنده فقد شاركت السرفي وفارقت إخوان من الصلحي وصرت من ألوان الشياطي‪ .‬فإذا صرت كذلك فقد‬
‫ذهب كسب من مال غيي وصار غيي يكتسب من‪ .‬وأنا لو ابتليت بأحدها ل أقم له فكيف إذا ابتليت بأن أعطي ول آخذ! أعوذ بال‬
‫من الذلن ب عد الع صمة و من الور ب عد الكور! لو كان هذا ف الدا ثة كان أهون‪ .‬هذا الدوشاب دسيس من الر فة وك يد من الشيطان‬
‫وخدعة من ال سود! وهو اللوة الت تع قب الرارة! ما أخوفن أن يكون أبو سليمان قد مل منادمت فهو يتال ل اليل! وك نا مرة ف‬
‫موضع حشمة وف جاعة كثية والقوم سكوت والجلس كبي وهو بعيد الكان من‪ .‬وأقبل على الكي وقال والقوم يسمعون فقال‪ :‬يا أبا‬
‫عثمان من أب ل أ صحابنا قلت‪ :‬أ بو الذ يل‪ .‬قال‪ :‬ث من قلت‪ :‬صاحب ل نا ل أ سيه‪ .‬قال الزا مي من بع يد‪ :‬إن ا يعني ن! ث قال‪ :‬ح سدت‬
‫للمقت صدين تدبي هم وناء أموال م ودوام نعمت هم‪ .‬فالتم ستم تجين هم بذا ( ال صفحة ‪ ) 40 :‬الل قب وأدخل تم ال كر علي هم بذا الن بز‪.‬‬
‫تظلمون التلف لاله با سم الود إدارة له عن شي نه وتظلمون ال صلح لاله با سم الب خل ح سدا من كم لنعم ته‪ .‬فل الف سد ين جو ول ال صلح‬
‫يسلم‪ .‬فتكلم يوما فما زال يدخل كلما ف كلم حت أدخل العتذار من ذلك ف عرض كلمه‪ .‬فكان ما احتج به ف شدة رؤية الكيل‬
‫عليه وف نفوره منه أن قال‪ :‬نظر خالد الهزول ف الاهلية يوما إل ناس يأكلون وإل إبل تتر‪ .‬فقال لصحابه‪ :‬أترون بثل هذه العي الت‬
‫ل وإن مات هزالً‪ .‬وكان يغتذى اللبب ويصبيب مبن الشراب‪ .‬فأضمره ذلك‬ ‫أرى باب الناس والببل قالوا‪ :‬نعبم‪ .‬فحلف بإلهب أل يأكبل بق ً‬
‫وأيب سه‪ .‬فل ما دق ج سمه واش تد هزاله سي الهزول‪ .‬ث قال خالد‪ :‬هأنذا مبتلي بال ضغ وممول على تر يك اللحي ي ومض طر إل منا سبة‬
‫البهائم ومتمل ما ف ذلك من ال سخف والع جز‪ .‬ما أبال! احتمله في من ليس ل منه بد ول عنه مذهب‪ .‬ليأكل كل امرئ ف منله وف‬
‫موضع أمنه وأنسه ودون ستره وبابه‪ .‬هذا ما بلغنا عن خالد بن عبد ال القسري واحتجاجه‪ .‬فأما خالد الهزول فهو أحد الالدين‪ .‬وها‬
‫سيدا بن أسد‪ .‬وفيه وف خالد بن نضلة يقول السود بن يعفر‪ :‬وقبلك مات الالدان كلها‪ .‬عميد بن جحوان وابن الضلل‪ .‬وقيل الارثي‬
‫بالمس‪ :‬وال إنك لتضع الطعام فتجيده وتعظم عليك النفقة وتكثر منه‪ .‬وإنك لتغال بالباز والطباخ والشواء والباص ث أنت مع هذا كله‬
‫ل تشهده عدوا لتغمه ول وليا فتسره ول جاهلً لتعرفه ول زائر لتعظمه ول شاكرا لتثبته‪ .‬وأنت تعلم أنه حي يتنحى من بي يديك ويغيب‬
‫عن عين يك ف قد صار نبا مق سما ومتوزعا م ستهلكا‪ .‬فلو أحضر ته من ين فع شكره ويب قي على اليام ذكره و من يت عك بالد يث ال سن‬
‫والستماع ومن يتد به الكل ويقصر به الدهر ‪ -‬لكان ذلك أول بك وأشبه بالذي قدمته يدك‪ .‬وبعد فلم تبيح مصون الطعام لن ل يمدك‬
‫ومن إن حدك ل يسن أن يمدك ومن ل يفضل بي الشهي الغذى وبي الغليظ الزهم قال‪ :‬ينعن من ذلك ما قال أبو الفاتك‪ .‬قالوا‪ :‬ومن‬
‫أبو الفاتك قال‪ :‬قاضي الفتيان‪ .‬وإن ل آكل مع أحد قط إل رأيت منه بعض ماذمه وبعض ما شنعه وقبحه‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 41 :‬فشيء‬
‫يقبح بالشطار فما ظنك به إذا كان ف أصحابه الروءات وأهل البيوتات قالوا‪ :‬فما قال أبو الفاتك قال‪ :‬قال أبو فاتك‪ :‬الفت ل يكون نشافا‬
‫ول نشالً ول مرسبالً ول لكاما ول مصباصا ول نفاضا ول دلكا ول مقورا ول مغربلً ول ملقمبا ول مسبوغا ول مبلعما ول مضرا‪.‬‬
‫وال إن لفضل الدهاقي حي عابوا السو وتقززوا من التعرق وبرجوا صاحب التمشيش وحي أكلوا بالبارجي وقطعوا بالسكي ولزموا‬
‫عند الطعام السكتة وتركوا الوض واختاروا الزمز مة‪ .‬أنا وال أحتمل الض يف والضي فن ول أحتمل اللعموظ ول الردبيل‪ .‬والواغل أهون‬
‫على من الراشن‪ .‬ومن يشك أن الوحدة خي من جليس السوء وأن جليس السوء خي من أكيل السوء لن كل أكيل جليس وليس كل‬
‫جليس أكيلً‪ .‬فإن كان لبد من الؤاكلة ولبد من الشاركة فمع من ل يستأثر علي بالخ ول ينتهز بيضة البقيلة ول يلتهم كبد الدجاجة ول‬
‫يبادر إل دماغ رأس السلءة ول يتطف كلية الدي ول يزدرد قانصة الكركي ول ينتزع شاكلة المل ول يقتطع سرة الشصر ول بعرض‬
‫لعيون الرءوس ول يستول على صدور الدجاج ول يسابق إل أسقاط الفراخ ول يتناول إل ما بي يديه ول يلحظ ما بي يدي غيه ول‬
‫يتش هى الغرائب ول يت حن الخوان بالمور الثمي نة ول يه تك أ ستار الناس‪ :‬بأن يتش هى ما ع سى أل يكون موجودا‪ .‬وك يف ت صلح الدن يا‬
‫وك يف يط يب الع يش مع من إذا رأى جزور ية الت قط الكباد وال سنمة وإذا عا ين بقر ية ا ستول على العرق والقط نة وإن أتوا ب نب شواء‬
‫اكتسح كل شيء عليه ل يرحم ذا سن لضعفه ول يرق على حدث لدة شهوته ول ين ظر للعيال ول يبال ك يف دارت بم الال ‪ -‬وإن‬
‫كان لبد من ذلك فمع من ل يعل نصيبه ف مال أكثر من نصيب‪ .‬وأشد من كل ما وصفنا وأخبث من كل ما عددنا أن الطباخ ربا أتى‬
‫باللون الطريف وربا قدم الشيء الغريب والعادة ف مثل ذلك اللون أن يكون لطيف الشخص صغي الجم وليس كالطفيشلية ول كالريسة‬
‫ول كالفجل ية ول كالكرنب ية‪ .‬ورب ا ع جل عل يه فقد مه حارا متنعا‪ .‬ورب ا كان من جو هر بط يء الفطور وأ صحاب ف سهولة ازدراد الار‬
‫عليهم ف طباع النعام ( الصفحة ‪ ) 42 :‬وأنا ف شدة الار على ف طباع السباع‪ .‬فإن انتظرت إل أن يكن أتوا على آخره‪ .‬وإن بدرت‬
‫مافة الفوت وأردت أن أشاركهم ف بعضه ل آمن ضرره‪ .‬والار ربا قتل وربا أعقم وربا أبال الدم‪ .‬ث قال‪ :‬هذا علي السواري أكل مع‬
‫عيسى بن سلمان بن علي‪ .‬فوضعت قدامكم سكة عجيبة فائقة السمن‪ .‬فحاط بطنها لظة فإذا هو يكتن شحما وقد كان غص بلقمة وهو‬
‫لستسق ففرغ من الشراب و قد غرف من بطن ها كل إن سان من هم بلقم ته غرفة‪ .‬وكان عي سى ينت خب الكلة ويتار من هم كل منهوم فيه‬
‫ومفتون به‪ .‬فلما خاف على السواري الخفاق وأشفق من الفوت وكان أقربم إليه عيسى استلب من يده اللقمة بأسرع من خطفة البازي‬
‫واندار العقاب من غي أن يكون أكل عنده قبل مرته‪ .‬فقيل له‪ :‬ويك! استلبت لقمة المي من يده وقد رفعها غليه وشحا لا فاه من غي‬
‫مؤان سة ول ماز حة سالفة!‪ .‬قال‪ :‬ل ي كن ال مر كذلك‪ .‬وكذب من قال ذلك! ولك نا أهوي نا أيدي نا معا فوق عت يدي ف مقدم الشح مة‬
‫ووقعت يده ف مؤخر الشحمة معا والشحم ملتبس بالمعاء‪ .‬فلما رفعنا أيدينا معا كنت أنا أسرع حركة وكانت المعاء متصلة غي متباينة‪.‬‬
‫فتحول كل شيء كلن ف لقمته بتلك الذبة إل لقمت لتصال النس والوهر بالوهر‪ .‬وأنا كيف أؤاكل أقواما يصنعون هذا الصنيع ث‬
‫يتجون له ب ثل هذه ال جج ث قال‪ :‬إن كم تشيون علي بلب سة شرار اللق وأنذال الناس وب كل عياب متع تب ووثاب على أعراض الناس‬
‫متسبرع‪ .‬وهؤلء ل يرضوا إل أن يدعوهبم الناس ول يدعوا الناس وأن يأكلوا ول يطعموا وأن يتحدثوا عبن غيهبم ول يبالون أن يتحدث‬
‫عن هم و هم شرار الناس‪ .‬ث قال‪ :‬أجلس معاو ية و هو ف مرت بة الل فة و ف ال سطح من قر يش و ف ن بل ال مة وإ صابة الرأي وجودة البيان‬
‫وكمال السم وف تام النفس عند الولة وعند تقصف الرماح وتقطع السيوف ‪ -‬رجلً على مائدته مهول الدار غي معروف النسب ول‬
‫مذكور بيوم صال‪ .‬فأب صر ف لقم ته شعرة فقال‪ :‬خذ الشعرة من لقم تك‪ .‬ول و جه لذا القول إل م ض الن صيحة والشف قة‪ .‬فقال الر جل‪:‬‬
‫وإنك لتراعين مراعاة من يبصر معها الشعرة! ل جلست لك على مائدة ما حييت ول حكيتها عنك ما بقيت! ( الصفحة ‪ ) 43 :‬فلم‬
‫يدر الناس أي أمري معاو ية كان أح سن وأج ل‪ :‬تغافله ع نه أم شفق ته عل يه فكان هذا جزاءه م نه وشكره له‪ .‬ث قال‪ :‬وك يف أط عم من إن‬
‫رأيته يقصر ف الكل فقلت له‪ :‬كل ول تقصر ف الكل قال‪ :‬يفطن لفضل ما بي التقصي وغيه! وإن قصر فلم أنشطه ول أحثه قال‪ :‬لول‬
‫أنه وافق هواه! ث قال‪ :‬ومد رجل من بن تيم يده إل صاحب الشراب يستسقيه وهو على خوان الهلب فلم يره الساقي فلم يفطن له‪ .‬ففعل‬
‫ذلك مرارا والهلب يراه وقد أمسك عن الكل إل أن يسيغ لقمته بالشراب‪ .‬فلما طال ذلك على الهلب قال‪ :‬اسقه يا غلم ما أحب من‬
‫الشراب‪ .‬فلما سقاه استقله وطلب الزيادة م نه‪ .‬وكان الهلب أو صاهم بالقلل من الاء والكثار من ال بز‪ .‬قال التمي مي‪ :‬إنك ل سريع إل‬
‫ال سقي سريع إل الزيادة! وحبس يده عن الطعام‪ .‬فقال الهلب‪ :‬أله عن هذا إلي ها الر جل فإن هذا ل ينف عك ول يضر نا! أردنا أمرا وأردت‬
‫خل فه‪ .‬ث قال‪ :‬و ف الارود بن أ ب سبة ل كم وا عظ و ف أ ب الارث ج ي زا جر ف قد كا نا يدعيان إل الطعام وإل الكرام لظرفه ما‬
‫وحلوت ما وح سن حديثه ما وق صر يومه ما‪ .‬وكا نا يتشهيان الغرائب ويقترحان الطرائف ويكلفان الناس الؤن الثقال ويتحنان ما عند هم‬
‫بالكلف الشداد‪ .‬فكان جزاؤهبم مبن إحسبانم مبا قبد علمتبم‪ .‬قال‪ :‬ومبن ذلك أن بلل ببن أبب بردة كان رجلً عيابا وكان إل أعراض‬
‫الشراف مت سرعا‪ .‬فقال للجارود‪ :‬ك يف طعام ع بد ال بن أب عثمان قال‪ :‬يعرف وين كر‪ .‬قال‪ :‬فك يف هو عل يه قال يل حظ الل قم وينتهر‬
‫السائل‪ .‬قال‪ :‬فكيف طعام سلم بن قتيبة قال‪ :‬طعام ثلثة وإن كانوا أربعة جاعوا‪ .‬قال‪ :‬فكيف طعام تسنيم بن الواري قال‪ :‬نقط العروس‪.‬‬
‫قال‪ :‬فكيف طعام النجاب بن أب عيينة قال‪ :‬يقول‪ :‬ل خي ف ثلث أصابع ف صفحة ‪ -‬حت أتى على عامة أهل البصرة وعلى من كان‬
‫يؤثره بالدعوة وبالنسة والاصة ويكمه ف ماله‪ .‬فلم ينج منه إل من كان يبعده كما ل يبتل به إل من كان يقربه! وهذا أبو شعيب القلل‬
‫ف تقريب موبس له وأنسه به وف إحسانه إليه مع سخائه على الأكول وغض طرفه عن الكيل وقلة مبالته بالفظ وقلة احتفاله بمع الكثي‬
‫‪ -‬سئل عنه أبو شعيب فزعم أنه ل ير قط أشح منه على الطعام‪ .‬قيل‪ :‬وكيف قال‪ :‬يدلك على ذلك أنه يصنعه صنعة ويهيئه تيئة من ل يريد‬
‫ل على غي ذلك! وك يف يترئ الضرس ( ال صفحة ‪ ) 44 :‬على إف ساد ذلك ال سن ون قض ذلك الن ظم وعلى تفريق ذلك‬ ‫أن ي س فض ً‬
‫التأليف! وقد علم أن حسنه يشم وأن جاله يهيب منه‪ .‬فلو كان سخيا ل ينع منه بذا السلح ول يعل دونه النن‪ .‬فحول إحسانه إساءة‬
‫وبذله منعا واستدعاءه إليه نيا‪ .‬قال‪ :‬ث قيل لب الارث جي‪ :‬كيف وجه ممد بن يي على غدائه قال‪ :‬أما عيناه فعينا منون! وقال فيه‬
‫أيضا‪ :‬لو كان ف كفه كر خردل ث لعب البلى بالكرة لا سقطت من بي أصابعه حبة واحدة! وقيل له أيضا‪ :‬فكيف سخاؤه على البز‬
‫خاصة قال‪ :‬وال لو ألقي إليه من الطعام بقدر ما إذا حبس نزف السحاب ما تاف عن الرغيف! وكان أبو نواس يرتعي على خوان إساعيل‬
‫بن نيبخت كما ترتعي البل ف المض بعد طول اللة! ث كان جزاؤه منه أنه قال‪ :‬خبز إساعيل كالوشي إذا ما شق يرف وقال‪ :‬وكان‬
‫أ بو الشمق مق يع يب ف طعام جع فر بن أ ب زه ي وكان له ضيفا‪ .‬و هو مع ذلك يقول‪ :‬رأ يت ال بز عز لد يك حتىح سبت ال بز ف جو‬
‫السحاب‪ .‬وما روحتنا لتذب عناولكن خفت مرزئة الذباب‪ .‬وقيل للجماز‪ :‬رأيناك ف دهليز فلن وبي يديك قصعة وأنت تأكل‪ .‬فمن‬
‫أي شيء كانت القصعة وأي شيء كان فيها قال‪ :‬قيء كلب ف قحف خنير! وقيل لرجل من العرب قد نزلت بميع الفبائل فكيف رأيت‬
‫خذاعة قال‪ :‬جوع وأحاديث‪ .‬ونزل عمرو بن معد يكرب برجل من بن الغية وهم أكثر قريش طعاما‪ .‬فأتاه با حضر‪ .‬وقد كان فيما أتاه‬
‫به فضل‪ .‬فقال لعمر بن الطاب وهم أخواله‪ :‬لئام بن الغية يا أمي الؤمني! قال‪ :‬وكيف قال نزلت بم فما قرون غي قرني وكعب ثور‪.‬‬
‫قال ع مر‪ :‬إن ذلك لشب عة‪ .‬و كم رأي نا من العراب من نزل برب صرمة فأتاه بل ب وت ر وح يس وخ بز و سن سلء‪ .‬فبات ليل ته ث أ صبح‬
‫يهجوه‪ :‬ك يف ل ين حر له ‪ -‬و هو ل يعرف ‪ -‬بعيا من ذوده أو من صرمته! ولو ( ال صفحة ‪ ) 45 :‬ن ر هذا البأس ل كل كلب مر به‬
‫بعيا من مافة لسانه لا دار السبوع إل وهو يتعرض للسابلة يتكفف الناس ويسألم العلق! وسأل زياد عن رجل من أصحابه فقيل‪ :‬إنه‬
‫للزم وما يغب غداء المي‪ .‬فقال زياد‪ :‬فليغبه فإن ذلك ما يضر بالعيال‪ .‬فألزموه الغب‪ .‬فعابوا زيادا بذلك‪ .‬وزعموا أنه استثقل حضوره ف‬
‫كل يوم وأراد أن يزجر به غيه فيسقط عن نفسه وعن ماله مؤنة عظيمة‪ .‬وإنا كان ذلك من زياد على جهة النظر للعيالت وكما ينظر‬
‫الراعي للرعية وعلى مذهب عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ " .‬وقد قال السن‪ :‬تشبه زياد بعمر فأفرط وتشبه الجاج بزياد فأهلك الناس "‬
‫‪ -‬فجعلتم ذلك عنتا منه‪ .‬وقال يوسف بن عمر لقوام موائده‪ :‬أعظموا الثريدة فإنا لقمة الدرداء‪ :‬فقد يضر طعامكم الشيخ الذي قد ذهب‬
‫فمه وال صب الذي ل ين بت فمه‪ .‬وأطعموه ما تعرقون فإنه أن ع وأش فى للقوم‪ .‬فقلتم‪ :‬إن ا أراد العجلة والرا حة بسرعة الفراغ وأن يكيدهم‬
‫بالثريد ويل صدورهم بالعراق‪ .‬وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬سيد الطعام الثريد ومثل عائشة ف النساء مثل الثريد ف الطعام‬
‫وليعظم صنعة الثريد ف أعي قريش سوا عمرو بن عبد مناف حت غلب عليه السم الشتق له من ذلك‪ .‬وقال عوف بن القعقاع لوله‪ :‬اتذ‬
‫لنا طعاما يشبع فضله أهل الوسم‪ .‬قلتم‪ :‬فل ما رأى البز الرقاق والغلظ والشواء واللوان وا ستطراف الناس للون بعد اللون ودوام أكلهم‬
‫لدوام الطرف وأن ذلك لو كان لونا واحدا لكان ا قل لكل هم قال‪ :‬فهل فعل ته طعام يد ول تعله طعام يد ين! فقل تم‪ :‬ات سع ث ضاق ح ي‬
‫أراد إطعامهم الثريد واليس وكل ما يؤكل بيد دون يدين‪ .‬والقعقاع عرب كره لوله أن يرغب عن طعام العرب إل طعام العجم‪ .‬وأراد‬
‫دوام قومه على مثل ما كانوا عليه وعلى أن الثروة تفنخهم وتفسدهم وأن الذي فتح عليهم من باب الترفه أشد عليهم ما غلق عليهم من‬
‫باب فضول اللذة‪ .‬وقد فعل عمر من جهة التأدب أكثر من ذلك حي دعى إل عرس فرأى قدرا صفراء وأخرى حراء وواحدة مرة وأخرى‬
‫حلوة وواحدة ممضة‪ .‬فكازها كلها ف قدر عظيمة ( الصفحة ‪ ) 46 :‬وقال إن العرب إذا أكلت هذا قتل بعضها بعضا‪ .‬تفسي كلم أب‬
‫فاتك‪ :‬أما قوله‪ :‬الفت ل يكون نشالً فالنشال عنده الذي يتناول من القدر ويأكل قبل النضج وقبل أن تنل القدر ويتتام القوم‪ .‬والنشاف‪:‬‬
‫الذي يأخذ حرف الردقة فيفتحه ث يغمسه ف رأس القدر ويشربه الدسم يستأثر بذلك دون أصحابه‪ .‬والرسال‪ :‬رجلن‪ :‬أحدها إذا وضع‬
‫ف لقمة هريسة أو ثريدة أو حيسة أو أرزة أرسلها ف جوف حلقه إرسالً‪ .‬والرجل الخر‪ :‬هو الذي إذا مشى ف أشب من فسيل أو شجر‬
‫قبض على رأسه السعفة أو على راس الغصن لينحيها عن وجهه‪ .‬وإذا قضى وطره أرسلها من يده‪ .‬فهي ل مالة تصك وجه صاحبه الذي‬
‫يتلوه ل يفل بذلك ول يعرف ما فيه‪ .‬وأما اللكام‪ :‬فالذي ف فيه اللقمة ث يلكمها بأخرى قبل إجادة مضغها أو ابتلعها‪ .‬والصاص الذي‬
‫بص جوف قصبة العظم بعد أن استخرج مه واستأثر به دون أصحابه‪ .‬وأما النفاض‪ :‬فالذي إذا فرغ من غسل يده ف الطست نفض يديه‬
‫من الاء فنضح على أصحابه‪ .‬وأ ما الدلك‪ :‬فالذي ل ييد تنقية يديه بالشنان وييد دلكهما بالنديل‪ .‬وله أيضا تفسي آخر ‪ -‬وليس هو‬
‫الذي نظنه ‪ -‬وهو مليح‪ .‬وسيقع ف موضعه إن شاء ال‪ .‬والقور‪ :‬الذي يقور الرادق‪ .‬والغربل‪ :‬الذي يأخذ وعاء اللح فيديره غدارة الغربال‬
‫ليجمع أبازيره يستأثر به دون والحلقم‪ :‬الذي يتكلم واللقمة قد بلغت حلقومه‪ .‬نقول لذا‪ :‬قبيح! دع الكلم إل وقت إمكانه‪ .‬والسوغ‪:‬‬
‫الذي يعظم اللقم فل يزال قد غص ول يزال يسيغه بالاء‪ .‬والبلعم‪ :‬الذي يأخذ حروف الرغيف أو يغمز ظهر التمرة بإبامه ليحمل له من‬
‫الزبد والسمن ومن اللبإ واللب ومن البيض النيم برشت أكثر‪ .‬والخضر‪ :‬الذي يدلك يده بالشنان من الغمر والودك حت إذا اخضر وأسود‬
‫من الدرن دلك به شفته‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 47 :‬هذا تفسي ما ذكر الارثي من كلم أب فاتك‪ .‬فأما ما ذكره هو فإن اللطاع‪ :‬معروف وهو‬
‫الذي يلطع إصبعه ث يعيدها ف مرق القوم أو لبنهم أو سويقهم وما أشبه ذلك‪ .‬والقطاع‪ :‬الذي يعض على اللقمة فيقطع نصفها ث يغمس‬
‫النصف الخر ف الصباغ‪ .‬والنهاش‪ :‬وهو معروف‪ .‬وهو الذي ينهش اللحم كما ينهش السبع‪ .‬والداد‪ :‬الذي ربا عض على العصب الت ل‬
‫تنضج وهو يدها بفيه ويده توترها له‪ .‬فربا قطعها بنترة فيكون لا انتضاح على ثوب الؤاكل‪ .‬وهو الذي إذا أكل مع أصحابه الرطب أو‬
‫والدفاع‪ :‬الذي إذا وقع ف القصعة عظم فصار ما يليه ناه بلقمته من البز حت تصي مكانه قطعة من لم وهو ف ذلك كأنه يطلب بلقمته‬
‫تشر يب الرق دون إرا غة الل حم‪ .‬والحول‪ :‬هو الذي إذا رأى كثرة النوى ب ي يد يه احتال له ح ت يل طه بنوى صاحه‪ .‬وأ ما ما ذكره من‬
‫الضيف والضيفن فإن الضيفن ضيف الضيف‪ .‬وأنشد أبو زيد‪ :‬إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفنفأودى با يقرى الضيوف الضيافن وأما‬
‫قوله‪ :‬الوا غل أهون علي من الرا شن فإ نه يز عم أن طفيلي الشراب أهون علي من طفيلي الطعام‪ .‬وقول الناس‪ :‬فل طفيلي ل يس من أ صول‬
‫كلم العرب‪ :‬ليس كالرأشن واللعموظ‪ .‬وأهل مكة يسمونه البقي‪ .‬وكان بالكوفة رجل من بن عبد ال بن غطفان يسمى طفيلً‪ .‬كان أبعد‬
‫الناس نعة ف طلب الولئم والعراس‪ .‬فقيل له لذلك‪ :‬طفيل العرائس وصار ذلك نبزا له ولقبا ل يعرف بغيه‪ .‬فصار كل من كانت تلك‬
‫طعم ته يقال له‪ :‬طفيلي‪ .‬هذا من قول أ ب اليقظان‪ .‬ث قال الار ثي‪ :‬وأع جب من كل ع جب وأطرف من كل طر يف أن كم تشيون علي‬
‫بإطعام الكلة ودفعي إل الناس مال وأنتم أترك لذا من‪ .‬فإن زعمتم أن أكثر ما ًل وأعد عدة فليس من حال وحالكم ف التقارب أن أطعم‬
‫أبدا وأن تم تأكلون أبدا‪ .‬فإذا أتي تم ف أموال كم من البدل والطعام على قدر احتمال كم عر فت بذلك أن ال ي أرد ت ( ال صفحة ‪) 48 :‬‬
‫وإل تربيي ذهبتم‪ .‬وإل فإنكم إنا تلبون حلبا لكم شطره‪ .‬بل أنتم كما قال الشاعر‪ :‬يب الور من مال الندامىويكره أن يفارقه الفلوس‬
‫ث قال‪ :‬وال إ ن لو ل أترك مؤاكلة الناس وإطعام هم إل ل سوء ر عة على ال سواري لترك ته‪ .‬و ما ظن كم بر جل ن ش بض عة ل م تعرقا فبلغ‬
‫ضر سه و هو ل يعلم! ف عل ذلك ع ند إبراه يم بن الطاب مول سليمان‪ .‬وكان إذا أ كل ذ هب عقله وجح ظت عي نه و سكر و سدر وانب هر‬
‫وتر بد وج هه وع صب ول ي سمع ول يب صر! فل ما رأ يت ما يعتر يه و ما يعتري الطعام م نه صرت ل آذن له إل ون ن نأ كل الت مر والوز‬
‫والباقلى‪ .‬ول يفجأن قط وأنا آكل ترا إل استفه سفا وحساه ح سوا وذرابه ذروا ول وجده كثيا إل تناول الق صعة كجمجمة الثور ث‬
‫يأخذ بضنيها ويقلها من الرض! ث ل يزال ينهشها طولً وعرضا ورفعا وخفضا حت يأت عليها جيعا! ث ل يقع غضبه إل على النصاف‬
‫والتلف! ول يفصل ترة قط من ترة‪ .‬وكان صاحب جل ول يكن يرضى بالتفاريق ول رمى بنواة قط ول نزع قمعا ول نفى عنه قشرا‬
‫ول نتشه مافة السوس والدود! ث ما رأيته قط إل وكأنه طالب ثأر وشحشحان صاحب طائلة! وكأنه عاشق مغتلم أو جائع مقرور! وال يا‬
‫إخوت لو رأيت رجلً يفسد طي الردغة ويضيع ماء البحر لصرفت عنه وجهي! فإذا كان أصحاب النظر وأهل الديانة والفلسفة هذه سيتم‬
‫وهكذا أدبم فما ظنكم بن ل يعد ما يعدون ول يبلغ من الدب حيث يبلغون!‬

‫قصة الكندي‪:‬‬
‫حدثن عمرو بن نيوي قال‪ :‬كان الكندي ل يزال يقول للساكن وربا قال للجار‪ :‬إن ف الدار امرأة حل‪ .‬والوحى ربا أسقطت من ريح‬
‫القدر الطيبة! فإذا طبختم فردوا شهوتا ولو بغرفة أو لعقة فإن النفس يردها اليسي! فإن ل تفعل ذلك بعد إعلمي إياك فكفارتك ‪ -‬إن قال‪:‬‬
‫فكان ربا يواف إل منله من قصاع السكان واليان ما يكفيه اليام وإن كان أكثرهم يفطن ويتغافل‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 49 :‬وكان الكندي‬
‫يقول لعياله‪ :‬أن تم أح سن حا ًل من أرباب هذه الضياع‪ :‬إن ا ل كل بيت منهم لون وا حد‪ .‬وعند كم ألوان! قال‪ :‬وك نت أتغدى عنده يوما إذ‬
‫دخل عليه جار له‪ .‬وكان الار ل صديقا‪ .‬فلم يعرض عليه الغداء‪ .‬فاستحييت أنا منه‪ .‬فقلت‪ :‬لو أصبت معنا ما نأكل! قال‪ :‬قد وال فعلت‪.‬‬
‫قال الكندي‪ :‬ما بعد ال شيء! قال‪ :‬فكتفه وال ‪ -‬يا أبا عثمان ‪ -‬كتفا ل يستطيع معه قبضا ول بسطا وتركه! ولو أكل لشهد عليه بالكفر‬
‫ولكان عنده قد جعل مع ال شيئا! قال عمرو‪ :‬بينا أنا ذات يوم عنده إذ سع صوت انقلب جرة من الدار الخرى‪ .‬فصاح‪ :‬أي قصاف!‬
‫فقالت ميبة له‪ :‬بئر وحياتك! فكانت الارية ف الذكاء أكثر منه ف الستقصاء‪ .‬قال معبد‪ :‬نزلنا دار الكندي أكثر من سنة نروج له الكراء‬
‫ونقضي له الوائج ونفى له بالشرط‪ .‬قلت‪ :‬قد فهمت ترويج الكراء وقضاء الوائج فما معن الوفاء بالشرط قال‪ :‬ف شرطه على السكان أن‬
‫يكون له روث الدابة وبعر الشاة ونشوار العلوفة وأل يرجوا عظما ول يرجوا كساحة وأن يكون له نوى التمر وقشور الرمان والغرفة من‬
‫كل قدر تط بخ للحبلى وكان ف ذلك يتنل علي هم‪ .‬فكانوا لطي به وإفراط بله وح سن حدي ثه يتملون ذلك‪ .‬قال مع بد‪ :‬فبي نا أ نا كذلك إذ‬
‫قدم ابن عم ل ومعه ابن له إذا رقعة منه قد جاءتن‪ " :‬إن كان مقام هذين القادمي ليلة أو ليلتي احتملنا ذلك وإن كان إطماع السكان ف‬
‫الليلة الواحدة ير علينا الطمع ف الليال الكثية "‪ .‬فكتبت إليه‪ " :‬ليس مقامهما عندنا إل شهرا أو نوه "‪ .‬فكتب إل‪ " :‬إن دارك بثلثي‬
‫درها‪ .‬وأنتم ستة لكل رأس خسة‪ .‬فإذ قد زدت رجلي فلبد من زيادة خستي‪ .‬فالدار عليك من يومك هذا بأربعي! "‪ .‬فكتبت إليه‪" :‬‬
‫و ما يضرك من مقامهما وث قل أبدان ما على الرض الت ت مل البال وث قل مؤنته ما على دو نك فاكتب إل بعذرك لعر فه "‪ .‬ول أدر أ ن‬
‫أهجم على ما هجمت وأن أقع منه فيما وقعت! فكتب إل‪ " :‬ال صال الت تدعوا إل ذلك كثية‪ .‬وهي قائمة معروفة‪ :‬من ذلك سرعة‬
‫ب تنقيتهبا مبن شدة الؤنبة‪ .‬ومبن ذلك أن القدام إذا كثرت كثبر ال شي على ظهور السبطوح الطينبة وعلى أرض البيوت‬ ‫امتلء البالوعبة وم ا‬
‫الجصصة والصعود على الدرج الكثية‪ :‬فينقشر لذلك ( الصفحة ‪ ) 50 :‬الطي وينقلع الص وينكسر العتب مع انثناء الجذاع لكثرة‬
‫الوطء وتكسرها لفرط " وإذا كثر الدخول والروج والفتح والغلق والقفال وجذب القفال تشمت البواب وتقلعت الرزات "‪ " .‬وإذا‬
‫ك ثر ال صبيان وتضا عف البوش نز عت م سامي البواب وقل عت كل ض بة ونز عت كل رزة وك سرت كل جوزة وح فر في ها آبار الددن‬
‫وهشموا بلط ها بالدا حي‪ .‬هذا مع تر يب اليطان بالوتاد وخ شب الرفوف "‪ " .‬وإذا ك ثر العيال والزوار والضيفان والندماء احت يج من‬
‫صب الاء واتاذ الببة القاطرة والرار الراشحة إل أضعاف ما كانوا عليه‪ .‬فكم من حائط قد تأكل أسفله وتناثر أعله واسترخى أساسه‬
‫وتداعى بنيانه من قطر حب ورشح جر ومن فضل ماء البئر ومن سوء التدبي "‪ " .‬وعلى قدر كثرتم يتاجون من البيز والطبيخ ومن الوقود‬
‫والتسخي‪ .‬والنار ل تبقي ول تذر‪ .‬وإنا الدور حطب لا‪ .‬وكل شيء فيها من متاع فهو أكل لا‪ .‬فكم من حريق قد أتى على أصل الغلة‬
‫فكلف تم أهل ها أغلظ النف قة‪ .‬ورب ا كان ذلك ع ند غا ية الع سرة وشدة الال‪ .‬ورب ا تعدت تلك النا ية إل دور اليان وإل ماورة البدان‬
‫والموال "‪ " .‬فلو ترك الناس حينئذ رب الدار وقدر بلي ته ومقدار م صيبته لكان ع سى ذلك أن يكون " ن عم ث يتخذون الطا بخ ف العلل‬
‫على ظهور السطوح وإن كان ف أرض الدار فضل وف صحنها متسع مع ما ف ذلك من الطار بالنفس والتغرير بالموال وتعرض الرم‬
‫ليلة الريق لهل الفساد وهجومهم مع ذلك على سر مكتوم وخبئ مستور من ضيف مستخف ورب دار متوار ومن شراب مكروه ومن‬
‫كتاب مت هم و من مال جم أر يد دف نه فأع جل الر يق أهله عن ذلك ف يه و من حالت كثية وأمور ل ي ب الناس أن يعرفوا ب ا "‪ " .‬ث ل‬
‫ينصبون التناني ول يكنون للقدور إل على مت السطح حيث ليس بينها وبي القصب والشب إل الطي الرقيق والشيء ل يقي‪ .‬هذا مع‬
‫خفة الؤنة ف أحكامها وأمن القلوب من التالف بسببها "‪ " .‬فإن كنتم تقدمون على ذلك منا ومنكم وأنتم ذاكرون فهذا عجب! وإن كنتم‬
‫ل تفلوا ب ا علي كم ف أموالنا ونسيتم ما علي كم ف أموال كم فهذا أع جب! "‪ ( .‬ال صفحة ‪ " ) 51 :‬ث إن كثيا من كم يدافع بالكراء‬
‫ويا طل بالداء‪ .‬ح ت إذا ج عت أش هر عل يه فر وخلى أرباب ا جياعا يتندمون على ما كان من ح سن تقاضي هم وإح سانم‪ .‬فكان جزاؤ هم‬
‫وشكر هم اقتطاع حقوق هم والذهاب بأقوات م "‪ " .‬وي سكنها ال ساكن ح ي ي سكنها و قد ك سحناها ونظفنا ها لتح سن ف ع ي ال ستأجر‬
‫ولي غب " ث ل يدع متر سا إل سرقه ول سلما إل حله ول نق صا إل أخذه ول برادة إل م ضى ب ا م عه‪ .‬ول يدع دق الثوب والدق ف‬
‫الاون واليجان ف أرض الدار "‪ " .‬ويدق على الجذاع والوا ضن والرواشن "‪ " .‬وإن كانت الدار مقرمدة أبو بال جر مفرو شة و قد كان‬
‫صاحبها جعل ف ناحية منها صخرة ليكون الدق عليها ولتكون واقية دونا دعاهم التهاون والقسوة والغش والفسولة إل أن يدقوا حيث‬
‫جلسوا وإل أل يفلوا با أفسدوا! ل يعط قط لذلك أرشا ول استحل صاحب الدار ول استغفر ال منه ف السر! " " ث يستكثر من نفسه‬
‫ف السنة إخراج عشرة دراهم ول يستكثر من رب الدار ألف دينار ف الشراء‪ .‬يذكر ما يصي إلينا مع قلته ول يذكر ما يصي إليه مع كثرته!‬
‫" " هذا واليام الت تنقض البم وتبلى الدة وتفرق الميع الجتمع عاملة ف الدور كما تعمل ف الصخور وتأخذ من النازل كما تأخذ من‬
‫كل رطب ويابس وكما تعل الرطب يابسا هشيما والشيم مضمحلً "‪ " .‬ول ندام النازل غاية قريبة ومدة قصية‪ .‬والساكن فيها هو كان‬
‫التم تع ب ا والنت فع برافق ها‪ .‬و هو الذي أبلى جدت ا وتل ها‪ .‬و به هر مت وذ هب عمر ها ل سوء تدبيه "‪ " .‬فإذا ق سمنا الغرم ع ند اندام ها‬
‫بإعادتا وبعد ابتنائها وغرم ما بي ذلك من مرمتها وإصلحها ث قابلنا بذلك ما أخذنا من غلتا وارتفقنا به من إكرائها خرج على السكن‬
‫من السران بقدر ما حصل للساكن من الربح‪ .‬إل أن الدراهم الت أخرجناها من النفقة كانت جلة والت أخذناها على جهة الغلة جاءت‬
‫مقطعة "‪ " .‬وهذا مع سوء القضاء والحواج إل طول القتضاء ومع بغض الساكن للمسكن وحب السكن للساكن لن السكن يب صحة‬
‫بدن الساكن ونفاق سوقه إن كان تاجرا وترك صناعته إن كان صانعا ومبة الساكن أن يشغل ال عنه السكن كيف شاء‪ :‬إن شاء شغله‬
‫( الصفحة ‪ ) 52 :‬بعينه وإن شاء بزمانه وإن شاء ببس وإن شاء بوت! " " ومدار مناه أن يشغل عنه‪ .‬ث ل يبال كيف كان ذلك‬
‫الشغل! إل أنه كلما كان أشد كان أحب إليه وكان أجدر أن يأمن وأخلق لن يسكن‪ .‬وعلى أنه إن فترت سوقه أو كسدت صناعته أل ف‬
‫طلب التخفيف من أصل الغلة والطيطة ما حصل عليه من الجرة‪ .‬وعلى أنه إن أتاه ال بالرباح ف تارته والنفاق ف صناعته ل ير أن يزيد‬
‫قياطا ف ضريبته ول أن يعجل فلسا قبل وقته "‪ " .‬ث إن كانت الغلة صحاحا دفع أكثرها مقطعة‪ .‬وإن كانت أنصافا وأرباعا دفعها قراضة‬
‫مفتتة‪ .‬ث ل يدع مزأبقا ول مكحلً ول زائفا ول دينارا برجا إل دسه فيه ودلسه عليه واحتال بكل حيلة وتأت له بكل سبب‪ .‬فإن ردوا‬
‫عليه بعد ذلك شيئا حلف بالغموس إنه ليس من دراهه ول من ماله ول رآه قط ول كان ف ملكه "‪ " .‬فإن كان الرسول جارية رب الدار‬
‫أفسدها‪ .‬وإن كان غلما خد عه‪ .‬هذا مع الشراف على اليان والتعرض للجارات و مع ا صطياد طيور هم وتعريض نا لشكايت هم! " " ورب ا‬
‫ا ستضعف عقول م وط مع ف ف سادهم وغبن هم‪ .‬فل يزال يضرب ل م بال سلف ويغري هم بالشهوات ويف تح ل م أبوابا من النفقات ليغبن هم‬
‫ويربح عليهم‪ .‬حت إذا استوثق منهم أعجلهم وحزق بم حت يتقوه ببيع بعض الدار أو باسترهان الميع ليبح مع الذهاب بالصل السلمة‬
‫‪ -‬مع طول مقامه ‪ -‬من الكراء‪ .‬وربا جعله بيعا ف الظاهر ورهنا ف الباطن‪ .‬فحينئذ يفظ بم دون الهلة ويدعيها قبل الوقت! " " وربا بلغ‬
‫من استضعافه واستثقاله لداء الكراء أن يدعي أن له شقيصا وأن له يدا ليصي خصما من الصوم ومنازعا غي غاصب "‪ " .‬وربا اكترى‬
‫ل جيد الكسوة وجيانا آنية وآلة‪ .‬فإذا شغل العامل وغفل اشتمل على كل ما‬ ‫النل وفيه مرمة فاشترى بعض ما يصلحها‪ .‬ث يتوخى عام ً‬
‫قدر عل يه وترك هم يت سكعون! " " ورب ا ا ستأجر إل جنب سجن لين قب أهله إل يه وإل ج نب صراف لين قب عل يه طلبا لطول الهلة وال ستر‬
‫ولطول الدة والمن "‪ .‬وربا جن الساكن ما يدعو إل هدم دار السكن‪ :‬بأن يقتل قتيلً أو يرح شريفا‪ .‬فيأت السلطان الدار وأربابا إما‬
‫غ يب وإ ما أيتام وإ ما ضعفاء فل ي صنع شيئا دون أن ي سويها ( ال صفحة ‪ ) 53 :‬بالرض! " " وب عد فالدور ملقاة وأرباب ا منكوبون‬
‫وملقون‪ .‬وهم أشد الناس اغترارا بالناس وأبعدهم غاية من سلمة الصدور‪ .‬وذلك أن من دفع داره ونقضها وساجها وأبوابا مع حديدها‬
‫وذهب سقوفها إل مهول ل يعرف فقد وضعها ف مواضع الغرر وعلى أعظم الطر‪ .‬وقد صار ف معن الودع وصار الكتري ف موضع‬
‫الودع‪ .‬ث ليست اليانة وسوء الولية إل شيء من الودائع أسرع منها إل الدور "‪ " .‬وأيضا إن أصلح السكان حالً من إذا وجد ف الدار‬
‫مرمة ففوضوا إليه النفقة وأن يكون ذلك مسوبا له عند الهلة يشفف ف البناء ويزيد ف الساب "‪ " .‬فما ظنك بقزم هؤلء أصلحهم وهم‬
‫خيارهم! " " وأنتم أيضا إنا اكتريتم مستغلت غينا بأكثر ما اكتريتموها منا‪ .‬فسيوا فينا كسيتكم فيهم " وربا بنيتم ف الرض‪ .‬فإذا‬
‫صار البناء بنيانكم وإن كانت الرض لغيكم ادعيتم الشركة وجعلتموه كالجارة وحت تصيوه كتلد مال أو موروث سلف "‪ " .‬وجرم‬
‫آخر‪ :‬وهو أنكم أهلكتم أصول أموالنا وأخربتم غلتنا وحططتم بسوء معاملتكم أثان دورنا ومستغلتنا حت سقطت غلت الدور من أعي‬
‫الياسي وأهل الثروة ومن أعي العوام والشوة وحت يدافعوكم بكل حيلة وصرفوا أموالم ف كل وجه وحت قال عبيد ال بن السن قولً‬
‫أرسله مثلً وعاد علينا حجة وضررا‪ .‬وذلك أنه قال‪ :‬غلة الدار مسكة وغلة النخل كفاف‪ .‬وإنا الغلة غلة الزرع والنسولتي "‪ " .‬وإنا جر‬
‫ذلك علينا حسن اقتضائنا وصبنا على سوء قضائكم وأنتم تقطعونا علينا وهي عليكم مملة وتلووننا با وهي عليكم حالة‪ .‬فصارت لذلك‬
‫ل من سائر الغلت "‪ " .‬وأن تم شر علي نا من ال ند والروم و من الترك‬ ‫غلت الدور ‪ -‬وإن كا نت أك ثر ثنا ودخلً ‪ -‬أ قل ثنا وأخ بث أ ص ً‬
‫والديلم إذ كنتم أحضر أذى وأدوم شرا "‪ " .‬ث كانت هذه صفتكم وحليتكم ومعاملتكم ف شيء لبد لكم منه فكيف كنتم لو امتحنكم با‬
‫ل كم ع نه مندو حة والوجوه ل كم ف يه معر ضة وأن تم في ها باليار ول يس علي كم طر يق الضطرار " " وهذا مع قول كم‪ :‬إن نزول دور الكراء‬
‫أصوب من نزول دور الشراء‪ .‬وقلتم‪ :‬لن صاحب ( الصفحة ‪ ) 54 :‬الشراء قد أغلق رهنه وأشرط نفسه وصار با متحنا وبثمنها مرتنا‬
‫ل ل يفر وزعيما ل يغرم‪ .‬وإن غاب عنها حن إليها‪ .‬وإن أقام فيها ألزمته الؤن وعرضته للفت إن أساءوا‬ ‫"‪ " .‬ومن اتذ دارا فقد أقام كفي ً‬
‫جواره وأنكر مكانه وبعد مصله ومات عنه سوقه وتفاوتت حوائجه ورأى أنه قد أخطأ ف اختيارها على سواها وأنه ل يوفق لرشده حي‬
‫آثرها على غيها‪ .‬وإن من كان كذلك فهو عبد داره وخول جاره "‪ " .‬وإن صاحب الكراء اليار ف يده والمر إليه‪ :‬فكل دار هي له متنه‬
‫إن شاء ومتجر إن شاء ومسكن إن شاء‪ .‬ل يتمل فيها اليسي من الذل ول القليل من الضيم ول يعرف الوان ول يسام السف ول يترس‬
‫من الساد ول يداري التعللي "‪ " .‬وصاحب الشراء يرع الرار ويسقى بكأس الغيظ ويكد لطلب الوائج ويتمل الذلة وإن كان ذا أنفة‪.‬‬
‫إن ع فا عفا على كظم‪ .‬ول يو جه ذلك منه إل إل العجز‪ .‬وإن رام الكافأة تعرض لكثر م ا أنكره‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫الار قبل الدار والرفيق قبل الطريق "‪ " .‬وزعمتم أن تسقط الكراء أهون إذ كان شيئا بعد شيء وأن الشدائد إذا وقعت جلة " ومال الشراء‬
‫يرج جلة وثلم ته ف الال وا سعة وطعن ته نافذة‪ .‬ل يس كل خرق ير قع ول كل خارج ير جع "‪ " .‬وأ نه قد أ من من الرق والغرق وم يل‬
‫أسطون وانقصاف سهم واسترخاء أساس وسقوط سترة وسوء جوار وحسد مشاكل "‪ " .‬وإنه إما ل يزال ف بلء وإما أن يكون متوقعا‬
‫لبلء "‪ " .‬وقلتم‪ :‬إن كان تاجرا فتصريف ثن الدار ف وجوه التجارات أربح وتويله ف أصناف البياعات أكيس‪ .‬وإن ل يكن تاجرا ففيما‬
‫وصفناه له ناه وفيما عددنا له زاجر "‪ " .‬فلم ينعكم حرمة الساكنة وحق الجاورة والاجة إل السكن وموافقة النل أن أشرت على الناس‬
‫بترك الشراء! وف ك ساد الدور ف ساد لثان الدور وجراءة للم ستأجر واستحطاط من الغلة وخ سران ف أصل الال "‪ " .‬وزعم تم أن كم قد‬
‫أحسنتم إلينا حي حثثتم الناس على الكراء لا ف ذلك من الرخاء والنماء! فأنتم ل تريدوا نفعنا بترغيبهم ف الكراء بل إنا أردت أن تضرونا‬
‫بتزهيدكم ف ( الصفحة ‪ ) 55 :‬الشراء! " " وليس ينبغي أن يكم على كل قوم إل بسبيلهم وبالذي يغلب عليهم من أعمالم‪ .‬فهذه‬
‫الصال الذمومة كلها فيكم وكلها حجة عليكم وكلها داعية تمتكم وأخذ الذر منكم‪ .‬وليست لكم خصلة ممودة ول خلة فيما بيننا‬
‫وبينكم مرضية! " " وقد أريناكم أن كم النازلي كحكم القيمي وأن كل زيادة فلها نصيب من الغلة "‪ " .‬ولو تغافلت لك ‪ -‬يا أخا أهل‬
‫البصرة ‪ -‬عن زيادة رجلي ل أبعدك ‪ -‬على قدر ما رأيت منك ‪ -‬أن تلزمن ذلك ‪ -‬فيما يتبي ‪ -‬حت يصي كراء الواحد ككراء اللف‬
‫وتصي القامة كالظعن والتفريغ كالشغل! " " وعلى أن لو كنت أمسكت عن تقاضيك وتغافلت عن تعريفك ما عليك لذهب الحسان‬
‫إل يك باطلً إذ ك نت ل ترى للزيادة قدرا "‪ " .‬و قد قال الول‪ :‬والك فر مب ثة لن فس الن عم‪ .‬وقال ال خر‪ :‬تبدلت بالعروف نكرا ورباتن كر‬
‫للمعروف من كان يكفر "‪ " .‬أنت تطالبن ببغض العتزلة للشيعة وبا بي أهل الكوفة والبصرة وبالعداوة الت بي أسد وكندة وبا ف قلب‬
‫ال ساكن من ا ستثقال ال سكن! و سيعي ال عل يك‪ .‬وال سلم "‪ .‬قال إ ساعيل بن غزوان‪ :‬ل در الكندي! ما كان أحك مه وأح ضر حج ته‬
‫وأن صح جيبه وأدوم طريقته! رأيته و قد أقبل على جاعة ما فيها إل مف سد أو من يزين الف ساد لهله‪ :‬من شا عر بوده أن الناس كل هم قد‬
‫جازوا حد السرفي إل حدود الجاني! ومن صاحب تنقيع واستئكال ومن ملق متقرب‪ .‬فقال‪ :‬تسمون من منع الال من وجوده الطأ‬
‫وح صنه خوفا من الغيلة وحف ظه إشفاقا من الذلة بيلً! تريدون بذلك ذ مه وشي نه! وت سمون من ج هل ف ضل الغ ن ول يعرف ذلة الف قر‬
‫وأع طى ف ال سرف وتاون بال طأ وابتذل النع مة وأهان نف سه بإكرام غيه جوادا! تريدون بذلك حده ومد حه! فاتموا على أنف سكم من‬
‫قدمكم على نفسه فإن من أخطأ على نفسه فهو أجدر أن يطئ ( الصفحة ‪ ) 56 :‬على غيه ومن أخطأ ف ظاهر دنياه وفيما يوجد ف‬
‫العي كان أجدر أن يطئ ف باطن دينه وفيما يوجد بالعقل‪ .‬فمدحتم من جع صنوف الطإ وذمتم من جع صنوف الصواب! فاحذروهم‬
‫كل الذر ول تأمنو هم على حال! قال إ ساعيل‪ :‬و سعت الكندي يقول‪ :‬إن ا الال ل ن حفظه وإن ا الغن لن ت سك به‪ .‬ول فظ الال بن يت‬
‫اليطان وغلقت البواب واتذت الصناديق وعملت القفال ونقشت الرسوم فلم تتخذون هذه الوقايات دون الال وأنتم آفته وأنتم سوسه‬
‫وقادحه وقد قال الول‪ :‬احرس أخاك إل من نفسه‪ .‬ولكن احسب أنك قد أخذته ف الواسق وأودعته الصخور ول يشعر به صديق ول‬
‫رسول ول معي من لك بأل تكون أشد عليه من السارق وأعدى عليه من الغاصب واجعلك قد حصنته من كل يد ل تلكه كيف لك من‬
‫أن تصنه من اليد الت تلكه وهي عليه أقدر ودواعيها أكثر وقد علمنا أن حفظ الال أشد من جعه‪ .‬وهل أتى الناس إل من أنفسهم ث‬
‫ثقاتم والال لن حفظه والسرة لن أتلفه‪ .‬وإنفاقه هو إتلفه وإن حسنتموه بذا السم وزينتموه بذا اللقب! وزعمتم أنا سينا البخل صلحا‬
‫والشح اقتصادا كما سى قوم الزية انيازا والبذاء عارضة والعزل عن الولية صرفا والائر على أهل الراج مستقصيا! بل أنتم الذين سيتم‬
‫السرف جودا والنفج أريية وسوء نظر الرء لنفسه ولعقبه كرما! قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬ابدأ بن تعول "‪ .‬وأنت تريد أن‬
‫تغن عيال غيك بإفقار عيالك وتسعد الغريب بشقوة القريب وتنفصل على من ل يعدل عنك ومن لو أعطيته أبدا قد علمتم ما قال صاحبنا‬
‫لخي تغلب فإنه قال‪ " :‬يا أخا تغلب إن وال كنت أجري ما جرى هذا الغيل وأجري وقد انقطع النيل‪ .‬إن وال لو أعطيتك لا وصلت‬
‫إليك حت أتاوز من هو أحق بذلك منك‪ .‬إن لو أمكنت الناس من مال لنعوا داري طوبة طوبة! إنه وال ما بقي معي منه إل ما منعته‬
‫الناس "‪ .‬ولك ن أقول‪ :‬وال إن لو أمك نت الناس من نف سي لدعوا ر قي ب عد سلب نعم ت‪ .‬قال إ ساعيل‪ :‬و سعته يقول‪ :‬عج بت ل ن قلت‬
‫دراهه كيف ينام! ولكن ل يستوي من ل ( الصفحة ‪ ) 57 :‬ينم سرورا ومن ل ينم غما‪ .‬ث قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ف وصية الرء يوم فقره وحاجته وقبل أن يغرغر‪ " :‬الثلث‪ .‬والثلث كثي "‪ - .‬فاستحسنت الفقهاء وتن الصالون أن ننقص من الثلث شيئا‬
‫لستكثار رسول ال صلى ال عليه وسلم الثلث ولقوله‪ " :‬إنك إن تدع عيالك أغنياء خي من أن تدعهم عالة يتكففون الناس "‪ .‬ورسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ل يرحم عيالنا إل بفضل رحته لنا‪ .‬فكيف تأمرون أن أوثر أنفسكم على نفسي وأقدم عيالكم على عيال وأن أعتقد‬
‫الثناء بد ًل من الغ ن وأن أك ن الر يح وأ صطنع ال سراب بد ًل من الذ هب والف ضة! قال إ ساعيل‪ :‬و سعته يقول لعياله وأ صحابه‪ :‬ا صبوا عن‬
‫الرطب عند ابتدائه وأوائله وعن باكورات الفاكهة فإن للنفس عند كل طارف نزوة وعند كل هاجم نزوة‪ .‬وللقادم حلوة وفرحة وللجديد‬
‫بشاشة وغرة فإنك مت رددتا ارتدت ومت ردعتها ارتدعت‪ .‬والنفس عزوف ونفور ألوف‪ .‬وما حلتها احتملت وإن أهلتها فسدت‪ .‬فإن‬
‫تكف جيع دواعيها وتسم جيع خواطرها ف أول ردة صارت أقل عددا وأضعف قوة‪ .‬فإذا أثر ذلك فيها فعظها ف تلك الباكورة بالغلء‬
‫والقلة فإن ذ كر الغلء والقلة ح جة صحيحة وعلة عاملة ف الطبي عة‪ .‬فإذا أجاب تك ف الباكورة ف سمها م ثل ذلك ف أوائل كثرت ا واضرب‬
‫نقصان الشهوة ونقصان قوة الغلبة بقدار ما حدث لا من الرخص والكثرة‪ .‬فلست تلقى على هذا الساب من معالة الشهوة عندك إل مثل‬
‫ما لقيت منها ف نومك حت تنقضي أيام الفاكهة وأنت على مثل ابتداء حالك وعلى أول ماهدتك لشهوتك! ومت ل تعد أيضا الشهوة فتنة‬
‫والوى عدوا اغتررت بما وضعفت عنهما وأتنتهما على نفسك‪ .‬وها أحضر عدو وشر دخيل‪ .‬فاضمنوا ل النوة الول أضمن لكم تام‬
‫الصب وعاقبة اليسر وثبات العز ف قلوبكم والغن ف أعقابكم ودوام تعظيم الناس لكم فإنه لو ل يكن من منفعة الغن إل أنك ل تزال معظما‬
‫عند من ل ينل منك قط درها لكان الفضل ف ذلك بيتا والربح ظاهرا‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 58 :‬ولو ل يكن من بركة الثروة ومن منفعة‬
‫الي سر إل أن رب الال الكثي لو ات صل بلك كبي ف جل سائه من هو أو جب حر مة وأقدم صحبة وأ صدق م بة وأمتع إمتاعا وأك ثر فائدة‬
‫وصوابا إل أنه خفيف الال قليل ذات اليد ث أراد ذلك اللك أن يقسم ما ًل أو يوزع بينهم طرفا لعل حظ الوسر أكثر وإن كان ف كل‬
‫شيء دون أصحابه وحظ الخفف أقل وإن كان ف كل شيء فوق أصحابه‪ .‬قد ذكرنا رسالة سهل بن هارون ومذهب الزامى وقصص‬
‫الكندي وأحاديث الارثي واحتجاجهم وطرائف نلهم وبدائع حيلهم‪.‬‬

‫قصة ممد بن أب الؤمل‪:‬‬


‫قلت لحمد بن أب الؤمل‪ :‬أراك تطعم الطعام وتتخذه وتنفق الال وتود به‪ .‬وليس بي قلة البز وكثرته كثي ربح‪ .‬والناس يبخلون من قل‬
‫عدد خبزه ورأوا أرض خوانه‪ .‬وعلى أن أرى وأنت لو ل تتكلف ول تمل على مالك بإجادته والتكثي منه ث أكلت وحدك ل يلمك الناس‬
‫ول يكثروا لذلك م نك ول يقضوا عل يك بالب خل ول بال سخاء وع شت سليما موفورا وك نت كوا حد من عرض الناس‪ .‬وأ نت ل تن فق‬
‫الرائب وتبذل الصون إل وأنت راغب ف الذ كر والش كر وإل لتخزن الجر‪ .‬فقد صرنا لقلة عدد خبزك من بي الشياء نرضى لك من‬
‫الغنيمة بالياب ومن غنم المد والشكر بالسلمة من الذم واللوم! فزد ف عدد خبزك شيئا فإن بتلك الزيادة القليلة ينقلب ذلك اللوم شكرا‬
‫وذلك الذم حدا‪ .‬أعلمت أنك لست ترج من هذا المر بعد الكلفة العظيمة سالا ل لك ول عليك فانظر ف هذا المر رحك ال! قال‪ :‬يا‬
‫أبا عثمان أنت تطئ وخطأ العاقل أبدا يكون عظيما وإن كان ف العذر قليلً لنه إذا أخطأ أخطأ بتفقه وإحكام‪ .‬فعلى قدر التفكر والتكلف‬
‫يبعد من الرشاد ويذهب عن سبيل الصواب‪ .‬وما أشك أنك قد نصحت ببلغ الرأي منك‪ .‬ولكن خف ما خوفتك وإنه موف! بل الذي‬
‫أصنع أدل على سخاء النفس بالأكول وأدل على الحتيال ليبالغوا لن الب إذا كثر على الوائد ورث ذلك النفس صدودا ولن كل شيء‬
‫من الأكول وغ ي الأكول إذا مل الع ي مل ( ال صفحة ‪ ) 59 :‬ال صدر‪ .‬و ف ذلك موت الشهوة وت سكي الر كة! ولو أن رجلً جلس‬
‫على بيدر ت ر فائق وعلى كدس كمثرى منعوت وعلى مائة ق نو موز مو صوف ل ي كن أكله إل قدر ا ستطرافه ول ي كن أكله إل على قدر‬
‫أكله إذا أت بذلك ف طبق نظيف مع خادم نظيف عليه منديل نظيف‪ .‬وبعد فأصحابنا آنسون واثقون مسترسلون يعلمون أن الطعام لم اتذ‬
‫وأن أكلهم له أوفق من تزيق الدم والتباع له‪ .‬ولو احتاجوا لدعوا به ول يتشموا منه ولكان القل منهم أن يربوا ذلك الرة والرتي وأل‬
‫يقضوا علي نا بالب خل دون أن يروه‪ .‬فإن كانوا متشم ي و قد ب سطناهم و ساء ظن هم ب نا مع ما يرون من الكل فة ل م فهؤلء أ صحاب ت ن‬
‫وتسرع‪ .‬وليس ف طاقت إعتاب التجن ول رد التسرع‪ .‬قلت له‪ :‬إن قد رأيت أكلهم ف منازلم وعند إخوانم وف حالت كثية ومواضع‬
‫متل فة‪ .‬ورأيت أكل هم عندك فرأ يت شيئا متفاوتا وأمرا متفاقما‪ .‬فاحسب أن البخل علي هم غالب وان الض عف ل م شا مل وأن سوء الظن‬
‫يسرع إليهم خاصة‪ .‬ث ل تداوي هذا المر با ل مؤنة فيه وبالشيء الذي ل قدر له أو تدع دعاءهم والرسال إليهم والرص على إجابتهم‪.‬‬
‫والقوم ليس يلقون أنفسهم عليك‪ .‬وإنا ييئونك بالستحباب منك‪ .‬فإن أحببت أن تتحن ما قال‪ :‬فإن البز إذا كثر على الوان فالفاضل‬
‫ما يأكلون ل يسلم من التلطخ والتغمي‪ .‬والردقة الغمرة والرقاقة التلطخة ل أقدر أن أنظر إليها‪ .‬وأستحيي أيضا من إعادتا‪ .‬فيذهب ذلك‬
‫الفضل باطلً‪ .‬وال ل يب الباطل! قلت‪ :‬فإن ناسا يأمرون بسحه ويعلون الثريدة منه‪ .‬فلو أخذت بزيهم وسلكت سبيلهم أتى ذلك لك‬
‫على ما تريد ونريد‪ .‬قال‪ :‬أفلست أعلم كيف الثريد ومن أي شيء هي ‪ -‬وكيف أمنع نفسي التوهم وأحول بينها وبي التذكي ولعل القوم‬
‫الواري التلطخ مقام الشكار النظيف‪ .‬وعلى أن السح والدلك يأت على ما تعلق به الدسم‪ .‬قال‪ :‬عيال ‪ -‬يرحك ال! ‪ -‬عيالن‪ :‬واحد‬
‫أعظمبه عبن هذا وأرف عه عنبه وىخبر ل يبلغ عندي أن يترف بالواري! قلت‪ :‬فاج عل إذا جيبع خبزك الشكار فإن فضبل ما بينبه وب ي‬
‫الواري ف السن والطيب ل يقوم بفضل ما بي المد والذم‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 60 :‬قال‪ :‬فهاهنا رأي هو أعدل المور وأقصدها‪ :‬وهو أنا‬
‫نضر هذه الزيادة من البز على طبق ويكون قريبا حيث تناله اليد فل يتاج أحد مع قربه منه إل أن يدعو به ويكون قربه من يده قلت‪:‬‬
‫فالانع من طلبه هو الانع من تويله‪ .‬فأطعن وأخرج هذه الزيادة من مالك كيف شئت‪ .‬واعلم أن هذه القايسة وطول هذه الذاكرة أضر‬
‫علي نا م ا ني تك ع نه وأرد تك على خل فه‪ .‬فل ما ح ضر و قت الغداء صوت بغل مه ‪ -‬وكان ضخما جه ي ال صوت صاحب تقع ي وتفخ يم‬
‫وتشديق وهز وجزم‪ :‬يا مبشر! هات من البز تام عدد الرءوس! قلت‪ :‬ومن فرض لم هذه الفريضة ومن جزم عليهم هذا الزم أرأيت إن‬
‫ل يشبع أحدهم رغيفه أليس ل بد له من أن يعول على رغيف صاحبه أو يتنحى وعليه بقية أو يعلق يده منتظرا للعادة فقد عاد المر وبطل‬
‫ما تناظر نا ف يه‪ .‬قال‪ :‬ل أعلم إل ترك الطعام الب تة أهون علي نا من هذه ال صومة! قلت‪ :‬هذا ما ل شك ف يه‪ .‬و قد عل مت عندي بال صواب‬
‫وأخذت لنفسك بالثقة إن وفيت بذا القول‪ .‬وكان أكثر ما يقول‪ :‬يا غلم هات شيئا من قليلة وأقل منها وأعد لنا ماء باردا وأكثر منه!‬
‫وكان يقول‪ :‬قد تغي كل شيء من أمر الدنيا وحال عن أمره وتبدل حت الؤاكلة‪ .‬قاتل ال رجا ًل كنا نؤاكلهم‪ :‬ما رأيت قصعة قط رفعت‬
‫من بي أيديهم إل وفيها فضل! وكانوا يعلمون أن إحضار الدي إنا هو شيء من آيي الوائد الرفعية وإنا جعل كالعاقبة والاتة وكالعلمة‬
‫للبسر والفراغ وأنه ل يضر للتمزيق والتخريب وأن أهله لو أرادوا به السوء لقدموه قبل كل شيء لتقع الدة به‪ .‬بل ما أكل منه إذا جيء به‬
‫إل العابث وإل الذي لو ل يره لقد كان يرفع يده ول ينتظر غيه! ولذلك قال أبو الارث جي حي رآه ل يس‪ :‬هذا الدفوع عنه! ولول‬
‫أنه على ذلك شاهد الناس لا قال ما قال‪ .‬ولقد كانوا يتحامون بيضة البقيلة ويدعها كل واحد منهم لصاحبه حت إن القصعة لقد كنت وإن‬
‫البيض خاصة لعلي حاله‪ .‬وأنت اليوم إذا أردت أن تتع عينك بنظرة واحدة منها و من بيض السلءة ل تقدر على ذلك! ل جرم ل قد كان‬
‫تر كه ناس كث ي ما ب م إل أن يكونوا شركاء من ساءت رع ته‪ .‬وكان يقول‪ :‬الدام أعداء للخ بز وأعدا ها له الال‪ .‬فلول أن ال انت قم م نه‬
‫وأعان عل يه بطلب ( ال صفحة ‪ ) 61 :‬صاحبه الاء وإكثاره م نه لظن نت أ نه سيأت على الرث والن سل! وكان مع هذا يقول‪ :‬لو شرب‬
‫الناس الاء على الطعام ما اتموا‪ .‬وأقل هم عليه شربا أكثر هم عنه تما‪ .‬وذلك أن الر جل ل يعرف مقدار ما أكل حت ينال من الاء‪ .‬ورب ا‬
‫كان شبعان وهو ل يدري‪ .‬فإذا ازداد على مقدار الاجة بشم‪ .‬وإذا نال من الاء شيئا بعد شيء عرفه ذلك مقدار الاجات فلم يزد إل بقدر‬
‫الصلحة‪ .‬والطباء يعلمون ما أقول حقا‪ .‬ولكنهم يعلمون أنم لو أخذوا بذا الرأي لتعطلوا ولذهب الكسب! وما حاجة الناس إل العالي‬
‫إذا صحت أبدان م و ف قول ج يع الناس‪ :‬إن ماء دجلة أمرأ من الفرات وإن ماء مهران أمرأ من ماء ن ر بلخ و ف قول العرب‪ :‬هذا ماء ن ي‬
‫ي صلح عل يه الال دل يل على أن الاء يرئ ح ت قالوا‪ :‬إن الاء الذي يكون عل يه النفاطات أمرأ من الاء الذي يكون عل يه القيارات‪ .‬فعلي كم‬
‫بشرب الاء على الغداء فإن ذلك أمرأ‪ .‬وكان يقول‪ :‬ما بال الرجل إذا قال‪ :‬يا غلم أسقن ماء أو أسق فلنا ماء أتاه بقلة على قدر الري فإذا‬
‫قال‪ :‬أطعمن شيئا أو قال‪ :‬هات لفلن طعاما أتاه من البز با يفضل عن الماعة والطعام والشراب أخوان متحالفان ومتآزران وكان يقول‪:‬‬
‫ل ف أصل منبته‬ ‫لول رخص الاء وغلء البز لا كلبوا على البز وزهدوا ف الاء‪ .‬والناس أشد شيء تعظيما للمأكول إذا كثر ثنه أو كان قلي ً‬
‫وموضع عنصره‪ .‬هذا الزر الصاف وهذا الباقلى الخضر العباسي أطيب من كمثرى خراسان ومن الوز البستان! ولكنهم لقصر هتهم ل‬
‫يتشهون إل على قدر الثمن ول ينون إل الشيء إل على قدر القلة‪ .‬وهذه العوام ف شهوات الطعمة إنا تذهب مع التقليد أو مع العادة أو‬
‫على قدر ما يعظم وأنا لست أطعم الزر السلوق بالل والزيت والري دون الكمأة بالزبد والفل فل لكان الرخص أو لوضع الستفضال‬
‫ولكن لكان طيبه ف القيقة ولنه مال الطبيعة علم ذلك من علم وجهل ذلك من جهل! وكان ف منله فربا دخل عليه الصديق له وقد‬
‫كان تقدمه الزائر أو الزائران ‪ -‬وكان يستعمل على خوانه من الدع والكايد والتدبي ما ل يبلغ بعضه قيس بن زهي والهلب ابن أب صفرة‬
‫وخازم بن أب خزية وهرثة بن أعي‪ .‬وكان عنده فيه من الحتيال ما ل يعرفه عمرو ( الصفحة ‪ ) 62 :‬بن العاص ول الغية بن شعبة‪.‬‬
‫وكان كثيا ما ي سك اللل بيده ليؤ يس الدا خل عل يه من غدائه! ‪ -‬فإذا د خل عل يه ال صديق له و قد عزم على إطعام الزائر والزائر ين قبله‬
‫وضاق صدره بالثالث وإن كان قد دعاه وطلب إليه ‪ -‬أراد أن يتال له أو الرابع إن ابتلي كل واحد منهما بصاحبه‪ .‬فيقول عند أول دخوله‬
‫وخلع نعله و هو را فع صوته بالتنو يه وبالتشن يع‪ :‬هات يا مب شر لفلن شيئايط عم م نه! هات له شيئا ينال م نه! هات له شيئا! اتكالً! على‬
‫خجله أو غضبه أو أنفته وطمعا ف أن يقول‪ :‬قد فعلت! فإن أخطأ ذلك الشقي وضعف قلبه وحصر وقال‪ :‬قد فعلت وعلم أنه قد أحرزه‬
‫وحصله وألقاه وراء ظهره ل يرض أيضا بذلك حت يقول‪ :‬بأي شيء تغذيت فل بد له من أن يكذب أو ينتحل العاريض‪ .‬فإذا استوثق منه‬
‫رباطا وتركه ل يستطيع أن يترمرم ل يرض بذلك حت قول ف حديث له‪ :‬كنا عند فلن فدخل عليه فلن فدعاه إل غدائه فامتنع‪ .‬ث بدا له‬
‫فقال‪ :‬ف طعامكم بقيلة أنتم تيدونا ث تناول فل يزال ف وثاقه وف سد البواب عليه وف منعه البدوات‪ .‬حت إذا بلغ الغاية قال‪ :‬يا مبشر‬
‫أما إذ تغدى فلن واكتفى فهات لنا شيئا نبعث به فإذا وضعوا الطعام أقبل على أشهدهم حياء أو على أكلً فسأله عن حديث حسن أو عن‬
‫خب طويل! ول يسأله إل عن حديث يتاج فيه إل الشارة باليد أو الرأس! كل ذلك ليشغله! فإذا هم أكلوا صدرا أظهر الفتور والتشاغل‬
‫والتنقر كالشعبان المتلئ وهو ف ذلك غي رافع يده ول قاطع أكله! إنا هو النتف بعد النتف وتعليق اليد ف خلل ذلك فل بد من أن ينقبض‬
‫بعضهم ويرفع يده‪ .‬وربا شل ذلك جاعتهم‪ .‬فإذا علم أنه قد أحرزهم واحتال لم حت يقلعهم من مواضعهم من حوال الوان ويعيدهم إل‬
‫موا ضع من مال سهم وقال‪ :‬إن ا ال كل تارات والشرب تارات‪ .‬وكان كثيا ما يقول ل صحابه إذا بكروا عل يه‪ :‬ل ل نشرب أقداحا على‬
‫الريق فإنا تقتل الديدان وتفش لنفسنا قليلً فإنا تأت على جبع الفضول وتشتهي الطعام بعد ساعة ( الصفحة ‪ ) 63 :‬وسكره أطيب‬
‫من سكر الك ظة‪ .‬والشراب على الليلة بلء‪ .‬و هو ب عد ذلك دل يل على أن نبيذي خالص‪ .‬و من ل يشرب على الر يق ف هو ن كس ف الفتوة‬
‫ودعى ف أصحاب النبيذ! وإنا ياف على كبده من سورة الشراب على الريق من بعد عهده باللحم‪ .‬وهذه الصبحة تغسل عنكم الوضار‬
‫وتنفي التخم‪ .‬وليس دواء المار إل الشرب بالكبار‪ .‬والعشى كان أعلم به حيث يقول‪ :‬وكأس شريت على لذةوأخرى تداويت منها با‬
‫وهذا ‪ -‬حفظك ال ‪ -‬هو اليوم الذي كانوا ل يعاينون فيه لقمة واحدة ول يدخل أجوافهم من النقل ما يزن خردلة! وهو يوم سروره التام‬
‫لنه قد ربح الرزئة وتتع بالنادمة! واشترى مرة شبوطة وهو ببغداد وأخذها فائقة عظيمة‪ .‬وغال با وارتفع ف ثنها‪ .‬وكان قد بعد عهده‬
‫بأكل السمك وهو بصري ل يصب عنه‪ .‬فكان قد أكب أمر هذه السمكة لكثرة ثنها ولسمنها وعظمها ولشدة شهوته لا! فحي ظن عند‬
‫نفسه أنه قد خل با وتفرد بأطايبها وحسر عن ذراعيه وصمد صمدها هجمت عليه ومعي السدري! فلما رآه رأى الوت الحر والطاعون‬
‫الارف ورأى التم القضي ورأى قاصمة الظهر وأيقن بالشر وعلم أنه قد ابتلي بالتني! فلم يلبثه السدري حت قور السرة بالبال! فاقبل‬
‫علي فقال ل‪ :‬يا أبا عثمان السدري يعجبه السرر! فما فصلت الكلمة من فيه حت قبض على القفا فانتزع الانبي جيعا! فأقبل علي فقال‪:‬‬
‫والسدري يعجبه القفاء! فما فرغ من كلمه إل والسدري قد اجترف الت كله! فقال‪ :‬يا أبا عثمان والسدري يعجبه التون! ول يظن أن‬
‫السدري يعرف فضيلة ذنب الشبوط وعذوبة لمه‪ .‬وظن أنه سيسلم له‪ .‬وظن معرفة ذلك من الغامض‪ .‬فلم يدر إل والسدري قد اكتسح ما‬
‫على الوجهي جيعا! ولول أن السدري أبطره وأثقله وأكمده ومل صدره ومله غيظا لقد كان أدرك معه طرفا لنه كان من الكلة‪ .‬ولكن‬
‫الغيظ كان من أعوان السدري عليه‪ .‬فلما أكل السدري جيع أطايبها وبقي هو ف النظارة ول يبق ف يده ما كان يأمله ف تلك السمكة إل‬
‫الغيظ الشديد والغرم الثقيل ظن أن ف سائر السمكة ما يشبعه ويشفي من كرمه‪ .‬فبذلك كان عزاؤه‪ .‬وذلك هو الذي كان يسك بأرماقه‬
‫وحشاشات نف سه! ( ال صفحة ‪ ) 64 :‬فتولد الغ يظ ف جو فه وأقلق ته الرعدة فخب ثت نف سه‪ .‬ف ما زال ي قئ وي سلح! ث ركب ته ال مى!‬
‫وصحت توبته وث عزمه ف أل يؤاكل رغيبا أبدا ول زهيدا ول يشتري سكة أبدا رخيصة ول غالية وإن أهدوها إليه أل يقبلها وإن وجدها‬
‫مطروحة ل يسها‪ .‬فهذا ما كان حضرن من حديث ابن أب الؤمل‪ .‬وقد مات‪ .‬عفا ال عنا وعنه!‬

‫قصة أسد بن جان‬


‫فأما أسد بن جان فكان يعل سريره ف الشتاء من قصب مقشر لن الباغيث تزلق عن ليط القصب لفرط لينه وملسته‪ .‬وكان إذا دخل‬
‫الصيف وحر عليه بيته أثاره حت يغرق السحاة‪ .‬ث يصب عليه جرارا كثية من ماء البئر‪ .‬ويتوطؤه حت يستوي‪ .‬فل يزال ذلك البيت باردا‬
‫ما دام نديا‪ .‬فإذا امتد به الندى ودام برده بدوامه اكتفى بذلك التبيد صيفته‪ .‬وإن جف قبل انقضاء الصيف وعاد عليه الر عاد عليه بالثارة‬
‫والصب‪ .‬وكان يقول‪ :‬خيشت أرض وماء خيشت من بئري وبيت أبرد ومؤنت أخف‪ .‬وأنا أفضلهم أيضا بفضل الكمة وجودة اللة‪ .‬وكان‬
‫طبيبا فأكسد مرة فقال له قائل‪ :‬السنة وبئة والمراض فاشية وأنت عال ولك صب وخدمة ولك بيان ومعرفة‪ .‬فمن أين تؤتى ف هذا الكساد‬
‫قال‪ :‬أما واحدة فإن عندهم مسلم وقد اعتقد القوم قبل أن أتطيب ل بل قبل أن أخلق أن السلمي ل يفلحون ف الطب! واسي أسد وكان‬
‫ينبغي أن يكون اسي صليبا ومرايل ويوحنا وبيا وكنيت أبو الارث وكان ينبغي أن تكون أبو عيسى وأبو زكريا وأبو إبراهيم‪ .‬وعلى رداء‬
‫ق طن أب يض وكان ينب غي أ نت يكون رداء حر ير أ سود‪ .‬ولف ظي ل فظ عر ب وكان ينب غي أن تكون لغ ت ل غة أ هل جندي سابور‪ .‬قال الل يل‬
‫ال سلول‪ :‬أق بل علي يوما الثوري وكان يلك خ سمائة جر يب ما ب ي كر سي ال صدقة إل ن ر مرة‪ .‬ول يشتري إل كل غرة و كل أرض‬
‫مشهورة بكر ي التر بة وشرف الو ضع والغلة الكثية‪ .‬قال‪ :‬فأق بل علي يوما فقال ل‪ :‬هل ا صطبغت باء الزيتون قط قال‪ :‬قلت‪ :‬ل وال لو‬
‫ب نسبيته! قال‪ :‬قلت‪ :‬أجبل إنب وال لو فعلتبه لاب نسبيته! وكان يقول لعياله‪ :‬ل تلقوا نوى التمبر والرطبب وتعودوا ابتلعبه وخذوا‬
‫فعلتبه م ا‬
‫حلوق كم بتسويغه فإن ( الصفحة ‪ ) 65 :‬النوى يعقد الشحم ف البطن ويدفئ الكليت ي بذلك الشحم! واعتبوا ذلك ببطون الصفايا‬
‫وجيع ما يعتلف النوى! وال لو حلتم أنفسكم على البزر والنوى وعى قضم الشعي واعتلف القت لوجدتوها سريعة القبول! وقد يأكل‬
‫الناس ال قت قداحا والشع ي فري كا ونوى الب سر الخ ضر ونوى العجوة‪ .‬فإن ا بق يت الن علي كم عق بة واحدة‪ :‬لو رغب تم ف الدفإل لتم ستم‬
‫الش حم‪ .‬وك يف ل تطلبون شيئا يغني كم عن دخان الوقود و عن شنا عة الع كر و عن ث قل الغرم والش حم يفرح القلب ويبيض الو جه‪ .‬والنار‬
‫تسود الوجه‪ .‬أنا أقدر أن أبتلع النوى وأعلفه النساء‪ .‬ولكن أقول ذلك بالنظر من لكم‪ .‬وكان يقول‪ :‬كلوا الباقلي بقشوره فإن الباقلي يقول‪:‬‬
‫من أكلن بقشوري فقد أكلن ومن أكلن بغي قشوري فأنا الذي أكله! فما حاجتكم إل أن تصيوا طعاما لطعامكم وأكلً لا جعل أكلً‬
‫لكم وكان يعي مالً عظيما‪ .‬ول يكن له وارث‪ .‬فكان يسخر ببعضهم فيقول عند الشهاد‪ :‬قد علمتم أن ل وارث ل‪ .‬فإذا مت فهذا الال‬
‫لفلن! فكان قوم كثي يرصون على مبايعته لذا‪ .‬وقد رأيته أنا زمانا من الدهر ما رأيته قط إل ونعله ف يده أو يشي طول ناره ف نعل‬
‫مقطوعة العقب شديدة على صاحبها! قال‪ :‬فهو ذا الجوس يرتعون البصرة وبغداد وفارس والهواز والدنيا كلها بنعال سندية‪ .‬فقيل له‪ :‬إن‬
‫ل سندية‪ .‬وأ نت م سلم ومالك كث ي‪ .‬قال‪ :‬ف من كان ماله‬ ‫الجو سي ل ي ستحل ف دي نه الشر كة فأ نت ل تده أبدا إل حافيا أو لب سا نع ً‬
‫كثيا فل بد له من أن يف تح كي سه للنفقات ولل سراق قالوا‪ :‬فل يس هات ي منلة قال الل يل‪ :‬جلس الثوري إل حل قة ال صلحي ف ال سجد‪.‬‬
‫ل من مياسيهم يقول‪ :‬بطنوا كل ش يء ل كم فإنه أبقى‪ .‬ولمر جعل ال دار الخرة باقية ودار الدنيا فانية‪ .‬ث قال‪ :‬ربا رأيت‬ ‫فسمع رج ً‬
‫البطنة الواحدة تقطع أربعة أقمصة والعمامة الواحدة تقطع أربعة أزر ليس ذلك إل لتعاون الطي وترافد الثناء‪ .‬فبطنوا البواري وبطنوا الصر‬
‫وبطنوا البسط وبطنوا الغداء ( الصفحة ‪ ) 66 :‬بشربة باردة! ل فقال الثوري‪ :‬ل افهم ما قلت إل هذا الرف وحده! قال الليل‪ :‬حم‬
‫الثوري وحم عياله وخادمه فلم يقدروا مع شدة المى على أكل البز‪ .‬فربح كيلة تلك اليام من الدقيق ففرح بذلك وقال‪ :‬لو كان منل‬
‫سوق الهواز أو نطاة خيب أو وادي الحفة لرجوت أن أستفضل كل سنة مائة دينار! وكان يقول‪ :‬أول الصلح ‪ -‬وهو من الواجب ‪-‬‬
‫خصف النعل واستجادة الطراق وتشحيمها ف كل اليام وعقد ذؤابة الشراك من زي النساك لكيل يطأ عليه إنسان فيقطعه‪ .‬ومن الصلح‬
‫الوا جب قلب خر قة القلن سوة إذا ات سخت وغ سلها من ات ساخها ب عد القلب‪ .‬واجعل ها حبة فإن ا م ا له مرجوع! و من ذلك اتاذ قم يص‬
‫الصيف جبة ف الشتاء واتاذ الشاة اللبون إذا كان عندك حار‪ .‬واتاذ المار الامع خي من غلة ألف دينار‪ :‬لنه لرحلك وبه يدرك البعيد‬
‫من حوائجك وعليه يطحن فتستفضل عليه ما يربه عليك الطحان‪ .‬وينقل عليه حوائجه وحوائجك حت الطب‪ .‬ويستقي عليه الاء‪ .‬وهذه‬
‫كلها مؤن إذا اجتمعت كانت ف السنة ما ًل كثيا ث قال‪ :‬أشهد إن الرفق ين وإن الرق شؤم‪ .‬واشتريت ملءة مذارية فلبستها ما شاء ال‬
‫رداء وملح فة‪ .‬ث احت جت إل طيل سان فقطعت ها ‪ -‬يعلم ال! ‪ -‬فلب سته ما شاء ال‪ .‬ث احت جت إل ج بة فجعل ته ‪ -‬يعلم ال! ‪ -‬ظهار ج بة‬
‫مشوة فلب ستها ما شاء ال‪ .‬ث أخر جت ما كان في ها من ال صحيح فجعل ته ماد وجعلت قطن ها للقناد يل‪ .‬ث جعلت ما دون خرق الخاد‬
‫للقلئس‪ .‬ث عمدت إل أصح ما بقي فبعته من أصحاب الصينيات والصلحيات‪ .‬وجعلت السقاطات وما قد صار وقد رأيته وسعت منه ف‬
‫البخل كلما كثيا‪ .‬وكان من البصريي ينل ف بغداد مسجد ابن رغبان‪ .‬ول أر شيخا ذا ثروة اجتمع عنده وإليه من البخلء ما اجتمع له‪:‬‬
‫منهم إساعيل بن غزوان وجعفر بن سعيد وخاقان بن صبيح وأبو يعقوب العور وعبد ال العروضي والزامي عبد ال بن كاسب‪ .‬وأبو عبد‬
‫الرحن هذا شديد البخل شديد العارضة عضب اللسان‪ .‬وكان يتج للبخل ويوصي به ويدعو إليه‪ .‬وما علمت أن أحدا جرد ف ذلك كتابا‬
‫إل سهل بن هارون‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 67 :‬وأبو عبد الرحن هذا هو الذي قال لبنه‪ :‬أب بن إن إنفاق القراريط يفتح عليك أبواب الدوانيق‬
‫وإنفاق الدوانيق يفتح عليك أبواب الدراهم وإنفاق الدراهم يفتح عليك أبواب الدناني‪ .‬والعشرات تفتح عليك أبواب الئي والئون تفتح‬
‫عليك أبواب اللوف حت يأت ذلك على الفرع والصل ويطمس على العي والثر ويتمل القليل والكثي! أي بن إنا صار تأويل الدرهم‪:‬‬
‫دار لم وتأويل الدينار‪ :‬يدن إل النار الدرهم إذا خرج إل غي خلف وإل غي بدل دار لم على دوانق مرجة‪ .‬وقيل‪ :‬إن الدينار يدن إل‬
‫النار لنه إذا أنفقته ف غي خلف وأخرج إل غي دل بقيت مفقا معدما وققيا مبلطا‪ .‬فيخرج الارج وتدعو الضرورة إل الكاسب الردية‬
‫والطعم البيثة‪ .‬والبيث من الكسب يسقط وهذا تأويل الذي تأوله للدرهم والدينار ليس له إنا هذا شيء كان يتكلم به عبد العلى إذا قيل‬
‫له‪ :‬ل سي الكلب قليطا قال‪ :‬ل نه قل ول طى! وإذا ق يل له‪ :‬ل سي الكلب سلوقيا قال‪ :‬ل نه ي ستل ويل قي! وإذا ق يل له‪ :‬ل سي الع صفور‬
‫عصفورا قال‪ :‬لنه عصى وفر! وعبد العلى هذا هو الذي كان يقول ف قصصه‪ :‬الفقي‪ ...‬مرفقته سلبة وجردقته فلقة وسكته سلته ف طيب‬
‫له كثي‪ .‬وبعض الفسرين يزعم أن نوحا النب عليه السلم إنا سي نوحا لنه كان ينوح على نفسه وأن آدم سي آدم لنه حذي من أدي‬
‫الرض ‪ -‬وقالوا‪ :‬كان لونه ف أدمته لون الرض ‪ -‬وأن السيح سي السيح لنه مسح بدهن البكة‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬لنه كان ل يقيم ف‬
‫البلد الواحد‪ .‬وكان كأنه ماسح يسح الرض‪ .‬ث رجع الديث إل أعاجيب أب عبد الرحن‪ :‬وكان أبو ع بد الرحن‪ :‬وكان أبو الرحن‬
‫يعجب بالرءوس ويمدها ويصفها‪ .‬وكان ل يأكل اللحم إل يوم أضحي أو من بقية أضحيته أو يكون ف عرس أو دعوة أو سفرة‪ .‬وكان‬
‫سى الرأس عرسا لا يتمع فيه من اللوان الطيبة‪ .‬وكان يسميه مرة الامع ومرة الكامل‪ .‬وكان يقول‪ :‬الرأس شيء واحد‪ .‬وهو ذو ألوان‬
‫عجيبة وطعوم متلفة‪ .‬وكل قدر وكل شواه فإنا هو شيء واحد‪ .‬والرأس فيه الدماغ فطعم الدماغ على حدة‪ .‬وفيه العينان وطعمهما شيء‬
‫على حدة‪ .‬وفيه الشحمة الت بي أصل الذن ومؤخر العي وطعمها على حدة‪ .‬على أن ( الصفحة ‪ ) 68 :‬هذه الشحمة خاصة أطيب‬
‫من الخ ونعم من الزبد وأدسم من السلء‪ .‬وف الرأس اللسان وطعمه شيء على حدة‪ .‬وفيه اليشوم والغضروف الذي ف اليشوم وطعمهما‬
‫شيء على حدة‪ .‬وفيه لم الدين وطعمه شيء على حدة ‪ -‬حت يقسم أسقاطه الباقية‪ .‬ويقول‪ :‬الرأس سيد البدن‪ :‬وفيه الدماغ وهو معدن‬
‫العقل ومنه يتفرق العصب الذي فيه الس وبه قوام البدن‪ .‬وإنا القلب باب العقل ‪ -‬كما أن النفس هي الدركة والعي هي باب اللوان‬
‫والن فس هي ال سامعة الذائ قة وإن ا ال نف والذن بابان‪ .‬ولول أن الع قل ف الرأس ل ا ذ هب الع قل من الضر بة ت صيبه‪ .‬و ف الرأس الواس‬
‫ال مس‪ .‬وكان ين شد قول الشا عر‪ :‬وكان يقول‪ :‬الناس ل يقولوا‪ :‬هذا رأس ال مر وفلن رأس الكتي بة و هو رأس القوم و هم رؤوس الناس‬
‫وخراطيمهم وأنفهم ويستقوا من الرأس الرياسة والرئيس ‪ -‬وقد رأس القوم فلن ‪ -‬إل والرأس هو الثل وهو القدم‪ .‬وكان إذا فرغ من أكل‬
‫الرأس عمد إل القحف وإل البي فوضعه بقرب بيوت النمل والذر‪ .‬فإذا اجتمعت فيه أخذه فنفضه ف طست فيها ماء‪ .‬فل يزال يعيد ذلك‬
‫ف تلك الواضع حت يقلع أصل النمل والذر من داره‪ .‬فإذا فرغ من ذلك ألقاه ف الطب ليوقد به سائر الطب‪ .‬وكان إذا كان يوم الرءوس‬
‫أق عد اب نه م عه على الوان‪ .‬إل أن ذلك ب عد تشرط طو يل وب عد أن ي قف به على ما ير يد! وكان في ما يقول له‪ :‬إياك ون م ال صبيان وشره‬
‫الزراع وأخلق النوائح‪ .‬ودع عنك خبط اللحي والفعلة ونش العراب والهنة‪ .‬وكل ما بي يديك فإنا حقك الذي وقع لك وصار أقرب‬
‫إليك‪ .‬وأعلم أنه إذا كان ف الطعام شيء طريف ولقمة كرية ومضغة شهية فإنا ذلك للشيخ العظم والصب الدلل‪ .‬ولست واحدا منهما‪.‬‬
‫فأ نت قد تأ ت الدعوات والولئم وتد خل منازل الخوان وعهدك بالل حم قر يب وإخوا نك أ شد قرما إل يه م نك‪ .‬وإن ا هو رأس وا حد‪.‬‬
‫( الصفحة ‪ ) 69 :‬فل عليك أن تتجاف عن بعض وتصيب بعضا‪ .‬وأنا بعد أكره لك الوالة بي اللحم فإن ال يبغض أهل البيت‬
‫اللحم ي‪ .‬وكان يقول‪ :‬إيا كم وهذه الجازر فإن ل ا ضراوة كضراوة ال مر‪ .‬وكان يقول‪ :‬مد من الل حم كمد من ال مر‪ .‬وقال الش يخ ورأى‬
‫رجلً يأكل اللحم فقال‪ :‬لم يأكل لما! أف لذا عملً! وذكر هرم بن قطبة اللحم فقال‪ :‬وإنه ليقتل السباع‪ .‬وقال الهلب‪ :‬لم وارد على‬
‫غ ي قاوم هذا الوت الح ر‪ .‬وقال الول‪ :‬أهلك الرجال الحران‪ :‬الل حم وال مر وأهلك الن ساء الحران‪ :‬الذ هب والزعفران‪ .‬أي ب ن عود‬
‫نفسك الثرة وماهدة الوى والشهوة‪ .‬ول تنهش نش الفاعي ول تضم خضم الباذين ول تدم الكل إدامة النعاج ول تلقم لقم المال‬
‫قال أبو ذر لن بذل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يضمون ونقضم والوعد ال‪ .‬إن ال قد فضلك‪ .‬فجعلك إنسانا فل تعل‬
‫نفسك بيمة ول سبعا‪ .‬واحذر سرعة الكظة وسرف البطنة‪ .‬وقد قال بعض الكماء‪ :‬إذا كنت بطينا فعد نفسك ف الزمن‪ .‬واعلم أن الشبع‬
‫داعية البشم وأن البشم داعية السقم وأن السقم داعية الوت‪ .‬ومن مات هذه اليتة فقد مات ميتة لئيمة‪ .‬وهو قاتل نفسه وقاتل نفسه ألوم من‬
‫قا تل غيه‪ .‬وأع جب إن أردت الع جب! و قد قال ال جل ذكره‪ " :‬ول تقتلوا أنف سكم "‪ - .‬و سواء قتل نا أنف سنا أو ق تل بعض نا بعضا كان‬
‫ذلك لل ية تأويلً‪ .‬أي ب ن إن القا تل والقتول ف النار‪ .‬ولو سألت حذاق الطباء ل خبوك أن عا مة أ هل القبور إن ا ماتوا بالت خم‪ .‬واعرف‬
‫خطأ من قال‪ :‬أكلة وموتة! وخذ بقول من قال‪ :‬رب أكلة تنع أكلت‪ .‬وقد قال السن‪ :‬يا بن آدم كل ف ثلث بطنك واشرب ف ثلث‬
‫بطنك ودع الثلث للتفكر والتنفس‪ .‬وقال بكر بن عبد ال الزن‪ :‬ما وجدت طعم العيش حت استبدلت المص بالكظة وحت ل ألبس من‬
‫ثياب ما يستخدمن وحت ل آكل إل ما ل أغسل يدي منه‪ .‬يا بن وال ما أدى حق الركوع ول وظيفة السجود ذو كظة ول خشع ال ذو‬
‫بطنة‪ .‬والصوم مصحة والوجبات عيش الصالي‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 70 :‬ث قال‪ :‬لمر ما طالت أعمار الند وصحت أبدان العراب‪ .‬ل در‬
‫الارث ا بن كلدة ح ي ز عم أن الدواء هو الزم وأن الداء هو إدخال الطعام ف أ ثر الطعام! أي ب ن ل صفت أذهان العرب ول صدقت‬
‫أح ساس العرب ول صححت أبدان الرهبان مع طول القا مة ف ال صوامع وح ت ل تعرف النقرس ول و جع الفا صل ول الورام إل لقلة‬
‫الرزق من الطعام وخفة الزاد والتبلغ باليسي‪ .‬أي بن إن نسيم الدنيا وروح الياة أفضل من أن تبيت كظيظا وأن تكون لقصر العمر حليفا‪.‬‬
‫وكيف ل ترغب ف تدبي يمع لك صحة البدن وذكاء الذهن وصلح العى وكثرة الال والقرب من عيش اللئكة أي بن ل صار الضب‬
‫أطول شيبء عمرا إل لنبه إناب يعيبش بالنسبيم ول زعبم الرسبول صبلى ال عليبه وسبلم أن الصبوم وجاء إل ليجعبل الوع حجازا دون‬
‫الشهوات‪ .‬افهم تأدب ال فإنه ل يقصد به إل مثلك‪ .‬أي بن قد بلغت تسعي عاما ما نقص ل سن ول ترك ل عظم ول انتشر ل عصب‬
‫ول عرف دني أذن ول سيلن عي ول سلس بول! ما لذلك علة إل التخفيف من الزاد‪ .‬فإن كنت تب الياة فهذه سبيل الياة وإن كنت‬
‫تب الوت فل يبعد ال إل من ظلم‪ .‬هذه كانت وصيته ف يوم الرءوس وحده! فلم يكن لعياله إل التقمم ومص العظم! وكان ل يشتري‬
‫الرأس إل ف زيادة الش هر لكان زيادة الدماغ‪ .‬وكان ل يشتري إل راس ف ت لوفارة الدماغ لن دماغ الف ت أو فر ويكون م ه أن قص و مخ‬
‫ال سن أو فر ودما غه أن قص‪ .‬وتز عم العراب والعرب أن النط فة إذا وق عت ف الر حم ف أول اللل خرج الولد قويا ضخما وإذا كان ف‬
‫ل شختا‪ .‬وأن شد قول الشا عر‪ :‬لق حت ف اللل عن ق بل الط هر و قد لح لل صباح بش ي ث ن ى ول تر ضع فلواورضاع‬ ‫الحاق خرج ضئي ً‬
‫الحج عيب كبي وكان أبو عبد الرحن يشتري ذلك الرأس من جيع رءاسي بغداد إل من رءاسي مسجد ابن رغبان‪ .‬وكان ل يشتريه إل‬
‫يوم سبت‪ .‬واختلط عليه المر قيما بي الشتاء والصيف‪ .‬فكان مرة يشتريه ف هذا الزمان ومرة يشتريه ف هذا الزمان‪ ( .‬الصفحة ‪) 71 :‬‬
‫وأ ما زهده ف رءوس مسجد ابن رغبان فإن البصريي يتارون ل م الا عز الصي على الضأن كله‪ .‬ورءوس الضأن أش حم وأل م وأر خص‬
‫رخصا وأطيب‪ .‬ورأس التيس أكثر لما من رأس الصي لن الصي من الاعز يعرق جلده ويقل لم رأسه‪ .‬ول يبلغ جلده وإن كان ماعزا‬
‫ف الثمن عشر ما يبلغ جلد التيس‪ .‬ول يكون رأسه إل دونا‪ .‬ولذلك تطاه إل غيه‪ .‬وأما اختياره شراء الرءوس يوم السبت فإن القصابي‬
‫يذبون يوم المعة أكثر فتكثر الرءوس يوم السبت على قدر الفضل فيما يذبون ولن العوام والتجار والصناع ل يقومون إل أكل الرءوس‬
‫يوم ال سبت مع قرب عهد هم بأ كل الل حم يوم الم عة ولن عامت هم قد بق يت عنده فضلة ف هي تن عه من الشهوة ولن الناس ل يكادون‬
‫يمعون على خوان واحد بي الرءوس واللحم‪ .‬وأما اختلط التدبي عليه ف فرق ما بي الشتاء والصيف فوجه ذلك أن العلل كانت تتصور‬
‫له وتعرض له الدوا عي على قدر قر مه وحر كة شهو ته صيفا وا فق ذلك أم شتاء‪ .‬فإن اشتراه ف ال صيف فلن الل حم ف ال صيف ار خص‪.‬‬
‫والرءوس تابعة للحم ولن الناس ف الشتاء لا آكل وهم لا ف القيظ أترك‪ .‬فكان يتار الرخص على حسن الوقع‪ .‬فإذا قويت دواعيها ف‬
‫الشتاء قال‪ :‬راس وا حد شتوي كرأ سي صيفيي! لن العلو فة غ ي الراع ية‪ .‬و ما أ كل الك سب ف ال بس موثقا غ ي ما أ كل الش يش ف‬
‫ال صحراء مطلقا‪ .‬وكان على ث قة أ نه سيأت عل يه ف الشتاء مع صحته وبد نه و ف شك من ا ستبقائه ف ال صيف‪ .‬ولنق صان شهوات الناس‬
‫للرءوس ف الصيف كان ياف جريرة تلك البقية وجناية تلك الفضلة وكان يقول‪ :‬إن أكلتها بعد الشبع ل آمن العطب وإن تركتها لم ف‬
‫الصيف ول يعرفوا العلة طلبوا ذلك من ف الشتاء‪ .‬حثن الكي قال‪ :‬كنت يوما عند العنبي إذ جاءت جارية أمه ومعها كوز فارغ‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫قالت أمك‪ :‬بلغن أن عندك مزملة ويومنا يوم حار‪ .‬فابعث إل بشربة منها ف هذا الكوز‪ .‬قال‪ :‬كذبت! أمي اعقل من أن تبعث بكوز فارغ‬
‫ونرده ملن! اذهب فاملئيه من ماء حبكم وفرغيه ف حبنا‪ .‬ث املئيه من ماء مزملتنا حت يعود شيء بشيء! قال الكي‪ :‬فإذا هو يريد أن تدفع‬
‫جوهرا بوهر وعرضا بعرض حت ل تربح أمه إل صرف ما بي العرضي الذي هو البد والر‪ .‬فأما عدد الواهر والعراض فمثلً بثل‪.‬‬
‫وقال الكي‪ :‬دخلت عليه يوما وإذا عنده جلة ت ر وإذا ظئره جالسة قبالته‪ .‬فلما أكل ترة ( الصفحة ‪ ) 72 :‬رمى بنواتا إليها فأخذتا‬
‫فمصتها ساعة ث عزلتها‪ .‬فقلت للم كي‪ :‬أكان يدع على النواة من جسم التمر شيئا قال‪ :‬وال لقد رأيتها لكت نواة مرة بعد أن م صتها‬
‫فصاح با صيحة لو كانت قتلت قتيلً ما كان عنده أكثر من ذلك! وما كانت إل ف أن تناول العراض وتسلم إليه الوهر‪ .‬وكانت تأخذ‬
‫حلوة النواة وتودعها ندوة الريق‪ .‬قال الليل‪ :‬كان أبو قطبة يستغل ثلثة آلف دينار‪ .‬وكان من البخل يؤخر تنقية بالوعته إل يوم الطر‬
‫ل واحدا فقط يرج ما فيها ويصبه ف الطريق فيجترفه السيل ويؤديه إل القناة! وكان بي موضع بئره‬ ‫الشديد وسيل الثاعب ليكتري رج ً‬
‫والصب قدر مائت ذراع‪ .‬فكان لكان زيادة درهي يتمل النتظار شهرا أو شهرين وإن هو جرى ف الطريق وأوذي به الناس! وقال‪ :‬ونظر‬
‫يوما إل الكساحي وهو معنا جالس ف رجال من قريش وهم يرجون ما ف بالوعته ويرمون به ف الطريق وسيل الثاعب يتمله فقال‪ :‬أليس‬
‫ال بط والداء والدجاج والفراخ والدراج وخ بز الشع ي وال صحناء والكراث والواف جيعا ي صي إل ما ترون فلم يغال بش يء ب صي هو‬
‫والرخيص ف معن واحد قال‪ :‬وهم ثلثة إخوة‪ :‬أبو قطبة والطيل وباب من ولد عتاب بن أسيد ‪ -‬واحد منهم كان يتج عن حزة ويقول‪:‬‬
‫استشهد قبل أن يج‪ .‬والخر كان يضحي عن أب بكر وعمر ويقول‪ :‬أخطأ السنة ف ترك الضح ية‪ .‬وكان ال خر يف طر عن عائشة أيام‬
‫التشريق ويقول‪ :‬غلطت ‪ -‬رحها ال ‪ -‬ف صومها أيام العيد‪ .‬فمن صام عن أبيه وأمه فأنا أفطر عن عائشة‪ .‬حدثتن امرأة تعرف المور‬
‫قالت‪ :‬كان ف الي مأت اجتمع فيه عجائز من عجائز الي‪ .‬فلما رأين أن أهل الأت قد أقمن الناحة اعتزلن وتدثن‪ .‬فبينا هن ف حديثهن إذ‬
‫ذكرن بر البناء بالمهات وإنفاق هم علي هن‪ .‬وذكرت كل واحدة من هن ما يولي ها ابن ها‪ .‬فقالت واحدة من هن وأم فيلو يه ساكتة ‪ -‬وكا نت‬
‫امرأة صالة وابنها يظهر النسك ويدين بالبخل وله حانوت ف مقبة بن حصي يبيع فيها السقاط‪ - .‬قالت‪ :‬فأقبلت على أم فيلويه قلت‬
‫لا‪ :‬ما لك ل تدثي معنا عن ابنك كما يتحدثن وكيف صنع فيلويه فيما بينك وبينه قالت‪ :‬كان يري علي ف كل أضحى درها! فقالت‪:‬‬
‫وقد قطعه أيضا! قالت‪ :‬ما كان يري علي إل ذاك‪ .‬ول قد رب ا أدخل أض حى! فقالت‪ :‬فقلت‪ :‬يا ( الصفحة ‪ ) 73 :‬أم فيلويه وك يف‬
‫يدخل أضحى ف أضحى قد يقول الناس‪ :‬إن فلنا أدخل شهرا ف شهر ويوما ف يوم‪ .‬فأما أضحى ف أضحى فهذا ل يشركه فيه أحد!‬
‫قصة تام بن جعفر‬
‫كان تام بن جع فر بيلً على الطعام مفرط البخل‪ .‬وكان يقبل على كل من أكل خبزه بكل علة ويطالبه بكل طائلة وحت ربا استخرج‬
‫عل يه أنه ل بن جلد الدم‪ .‬وكان إن قال له ند ي له‪ :‬ما ف الرض أ حد أمشي من ول على ظهرها أ حد أقوى على ال ضر من! قال‪ :‬و ما‬
‫ينعك من ذلك وأنت تأكل أكل عشرة وهل يمل الرجل إل البطن ل حد ال من يمدك! فإن قال‪ :‬ل وال إن أقدر أن أمشي لن أضعف‬
‫اللق عنه وإن لنبهر من مشى ثلثي خطوة! قال‪ :‬وكيف تشي وقد جعلت ف بطنك ما يمله عشرون حالً! وهل ينطلق الناس إل مع‬
‫خ فة ال كل وأي بط ي بقدر على الر كة وإن الكظ يظ ليع جز عن الركوع وال سجود فإن ش كا ضر سه وقال‪ :‬ما ن ت البار حة مع وج عه‬
‫وضربا نه قال‪ :‬عج بت ك يف اشتك يت واحدا وك يف ل تش تك الم يع! وك يف بق يت إل اليوم ف ف يك حا كة! وأي ضرس يقوى على‬
‫الدرس والط حن! وال إن الرحاء ال سورية لت كل وإن اليجان الغل يظ ليتع به الدق! ول قد ا ستبطأت لك هذه العلة! ار فق فإن الر فق ي ن ول‬
‫ترق بنف سك فإن الرق شؤم! وإن قال‪ :‬ل وال إن اشتك يت ضر سا ل قط ول تل جل ل سن عن موض عه م نذ عر فت نف سي قال‪ :‬يا‬
‫منون! لن كثرة ال ضغ ت شد العمور وتقوي ال سنان وتد بغ الل ثة وتغدو أ صولا‪ .‬وإعفاء الضراس من ال ضغ يري ها‪ .‬وإن ا ال فم جزء من‬
‫النسان‪ .‬وكما النسان نفسه إذا ترك وعمل قوى وإذا طال سكونه تفتخ واسترخى فكذلك الضراس‪ .‬ولكن رفقا! فإن التعاب ينقص‬
‫القوة‪ .‬ولكل شيء مقدار وناية‪ .‬فهذا ضرسك ل تشتكيه بطنك أيضا ل تشتكيه فإن قال‪ :‬وال إن أروى من الاء‪ .‬وما أظن أن ف الدنيا‬
‫أحدا أشرب من للماء قال‪ :‬لبد للتراب من ماء ولبد للطي من ماء يبله ويرو‪ .‬أوليست الاجة على قدر كثرته وقلته وال لو شربت ماء‬
‫الفرات ما استكثرته لك مع ما أرى من شدة أكلك وعظم لقمتك! تدري ما قد تصنع أنت وال تلعب! أنت لست ترى نفسك! فسل عنك‬
‫من يصدقك حت تعلم أن ماء ( الصفحة ‪ ) 74 :‬فإن قال‪ :‬ما شربت اليوم ماء البتة وما شربت أمس بقدار نصف رطل وما ف الرض‬
‫إنسان أقل شربا من للماء قال‪ :‬لنك ل تدع لشرب الاء موضعا! ولنك تكن ف جوفك كنا ل يد الاء معه مدخلً! والعجب ل تتخم‬
‫لن من ل يشرب الاء على الوان ل يدري مقدار ما أ كل و من جاوز مقدار الكفا ية كان حريا بالتخمة‪ .‬فإن قال‪ :‬ما أنام الل يل كله و قد‬
‫أهلك ن الرق قال‪ :‬وتد عك الك ظة والنف خة والقرقرة أن تنام وال لو ل ي كن إل الع طش الذي ين به الناس ل ا ن ت‪ .‬و من شرب كثيا بال‬
‫كثيا‪ .‬ومن كان الليل كله بي شرب وبول كيف يأخذه النوم فإن قال‪ :‬ما هو إل أن أضع رأسي فإنا أنا حجر ملقى إل الصبح قال‪ :‬ذلك‬
‫لن الطعام يسكن ويدر ويي ويبل الدماغ ويبل العروق ويسترخي عليه جيع البدن‪ .‬ولو كان ف الق لكان ينبغي أن تنام الليل والنهار!‬
‫فإن قال‪ :‬أصبحت وأنا ل أشتهي شيئا قال‪ :‬إياك أن تأكل قليلً ول كثيا فإن أكل القليل على غي شهوة أضر من الكثي مع الشهوة‪ .‬قال‬
‫الوان‪ :‬و يل ل م ن قال‪ :‬ل أر يد! وب عد وك يف تشت هي الطعام اليوم وأ نت قد أكلت بال مس طعام عشرة! وكان كثيا ما يقول لندمائه‪:‬‬
‫إياكبم والكبل على المار فإن دواء المار الشراب‪ .‬المار تمبة‪ .‬والتخبم إذا أكبل مات ل مالة‪ .‬وإياكبم والكثار فب عقبب الجامبة‬
‫والف صد والمام‪ .‬وعلي كم بالتخف يف ف ال صيف كله‪ .‬واجتنبوا الل حم خا صة‪ .‬وكان يقول‪ :‬ل يس يف سد الناس إل الناس‪ :‬هذا الذي يتكلم‬
‫بالكلم البارد وبالطرف الستنكرة لو ل يصب من يضحك له وبعض من يشكره ويتضاحك له ‪ -‬أوليس هو عنده إل أن يظهر العجب له ‪-‬‬
‫لا تكلف النوادر‪ .‬أل أهلك قول الناس للكول النهم وللرغيب الشره‪ :‬فلن حسن الكل! هو الذي أهلكه وزاد ف رغبته حت جعل ذلك‬
‫صناعة وحت ربا أكل ‪ -‬لكان قولم وتقريبهم وتعجبهم ‪ -‬ما ل يطيقه فيقتل‪ .‬فل يزال قد هجم على قوم فأكل زادهم وتركهم بل زاد!‬
‫فلو قالوا بدل قول م‪ :‬فلن ح سن ال كل‪ :‬فلن أق بح الناس أكلً كان ذلك صلحا لفريق ي‪ .‬ول يزال البخ يل على الطعام قد د عا الرغ يب‬
‫البطن واتذ له الطعام الطيب لفي عن نفسه القالة وليكذب عن نفسه تلك الظنون‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 75 :‬ولو كان شدة الضرس يعد ف‬
‫الناقب ويدح صاحبه ف الجالس لكان النبياء آكل اللق ولصهم ال ‪ -‬جل ذكره ‪ -‬من الرغب با ل يعطه أحدا من العالي‪ .‬وكيف‬
‫وف مأثور الديث‪ " :‬إن الؤمن يأكل ف معي واحد وإن النافق يأكل ف سبعة أمعاء "‪ .‬أولسنا قد نراهم يشتمون بالنهم وبالرغب وبكثرة‬
‫الكل ويدحون بالزهادة وبقلة الطعام أوليس قد قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬من أدله على ال سناء القتي وقد ساب رجل أيوب ابن‬
‫سليمان بن عبد اللك فقال ف بعض ما يسبه‪ :‬ماتت أمك بغرا وأبوك بشما! وبعد فهل سعتم بأحد قط فخر بشدة أكل أبيه فقال‪ :‬أنا ابن‬
‫آ كل العرب بل قد رأي نا أ صحاب ال نبيذ والفتيان يتمدحون بكثرة الشرب ك ما يتمدحون بقلة الرزق‪ .‬ولذلك قالت العرب‪ :‬قال الشا عر‪:‬‬
‫تكفيه فلذة كبد إن أل بامن الشواء ويروي شربه الغمر وقال‪ :‬ل يتأرى لا ف القدر يطلبهول تراه أمام القوم يقتفر وقال‪ :‬ل يغمز الساق‬
‫من أين ول وصم ول يعض على شرسوفه الصفر والصفر هي حيات البطون إنا تكون من الفضول والتخم ومن الفساد والبشم‪ .‬وشرب‬
‫مرة نبيذ وغناه الغ ن ف شق قمي صه من الطرب‪ .‬فقال لول له له يقال له الحلول و هو إل جن به‪ :‬شق أيضا أ نت ‪ -‬ويلك ‪ -‬قمي صك! ‪-‬‬
‫والحلول هذا من اليات ‪ -‬قال‪ :‬ل وال ل أشقه وليس ل غيه‪ .‬قال‪ :‬فشقه وأنا أكسوك غدا‪ .‬قال‪ :‬فأنا أشقه غدا‪ .‬قال‪ :‬أنا ما أصنع فلم‬
‫أسع بإنسان يقايس ويناظر ف الوقت الذي إنا يشق فيه القميص من غلبة الطرب غيه وغي موله ملول‪ .‬دخل على العمى على يوسف‬
‫بن كل خي وقد تغدى‪ .‬فقال‪ :‬يا جارية هات لب السن غداء‪ .‬قالت‪ :‬ل يبق عندنا شيء‪ .‬قال‪ :‬هات ‪ -‬ويلك! ‪ -‬ما كان فليس من أب‬
‫ال سن حش مة! ول ي شك على أ نه سيؤت برغ يف مل طخ وبرقا قة ملط خة وب سكر وبق ية مرق وبعرق وبفضلة شواء وببقا يا ما يف ضل ف‬
‫الامات وال سكرجات‪ .‬فجاءت بطبق ليس عليه إل رغ يف أرز قاحل ل شيء غيه‪ ( .‬ال صفحة ‪ ) 76 :‬فل ما وضعوا الوان بي يديه‬
‫فأجال يده فيه وهو أعمى فلم يقع إل على ذلك الرغيف وقد عل أن قوله‪ :‬ليس منه حشمة ل يكون إل مع القليل‪ .‬فلم يظن أن المربلغ‬
‫ذلك‪ .‬فلما ل يد غيه قال‪ :‬ويلكم! ولكل هذا بره رفعتم الشمة كلها والكلم ل يقع إل على هذا حدثن ممد بن حسان السود قال‪:‬‬
‫أخبن زكريا القطان قال‪ :‬كان للغزال قطعة أرض قدام حانوت فأكرى نصفها من ساك يسقط عنه ما استطاع من مؤنة الكراء‪ .‬قال‪ :‬وكان‬
‫الغزال أعجوبة ف البخل‪ .‬وكان ييء من منله ومعه رغيف ف كمه‪ .‬فكان أكثر دهره يأكله بل أدم‪ .‬فإذا أعيا عليه المر أخذ من ساكنه‬
‫جوافة ببة وأثبت عليها فلسا ف حسابه! فإذا أراد أن يتغدى أخذ الوافة فمسحها على وجه الرغيف ث عض عليه! وربا فتح بطن الوافة‬
‫في طر جنبي ها وبطن ها باللق مة ب عد اللق مة! فإذا خاف أن ينهك ها ذلك وين ضم بطن ها طلب من ذلك ال سماك شيئا من ملح ال سمك فح شا‬
‫جوفها لينفخها وليوهم أن هذا هو ملحها الذي ملحت به! ولربا غلبته شهوته فكدم طرف أنفها وأخذ من طرف الرنبة ما يسيغ به لقمته!‬
‫وكان ذلك منه ل يكون إل ف آخر لقمة ليطيب فمه با! ث يضعها ف ناحية‪ .‬فإذا اشترى من امرأة غزلً أدخل تلك الوافة ف ثن الغزل‬
‫من طريق إدخال العروض وحسبها علي ها بفلس فيسترجع رأس الال ويف ضل الدم‪ .‬وروى أصحابنا عن ع بد ال بن الق فع قال‪ :‬كان ابن‬
‫جذام الشيء يلس إل‪ .‬وكان ربا انصرف معي إل النل فيتغذى معنا ويقيم إل أن يبد‪ .‬وكنت أعرفه بشدة البخل وكثرة الال‪ .‬فأل علي‬
‫ف الستزارة وصممت عليه ف المتناع‪ .‬فقال‪ :‬جعلت فداك! أنت تظن أن من يتكلف وأنت تشفق علي! ل وال! إن هي إل كسيات‬
‫يابسة وملح وماء الب! فظننت أنه يريد اختلب بتهوين المر عليه‪ .‬وقلت‪ :‬إن هذا كقول الرجل‪ :‬يا غلم أطعمنا كسرة وأطعم السائل‬
‫خس ترات‪ .‬ومعناه أضعاف ما وقع اللفظ عليه‪ .‬وما أظن أن أحدا يدعو مثلي إل الربية من الباطنة ث يأتيه بكسرات وملح‪ ( .‬الصفحة‬
‫‪ ) 77 :‬فلما صرت عنده وقربه إل إذ وقف سائل بالباب فقال‪ :‬أطعمونا ما تأكلون أطعمكم ال من طعام النة! قال‪ :‬بورك فيك! فأعاد‬
‫الكلم فأعاد عل يه م ثل ذلك القول‪ .‬فأعاد عل يه ال سائل فقال‪ :‬اذ هب ‪ -‬ويلك! ‪ -‬ف قد ردوا عل يك‪ .‬فقال ال سائل‪ :‬سبحان ال! ما رأ يت‬
‫كاليوم أحدا يرد من لقمة والطعام بي يديه! قال‪ :‬اذهب ‪ -‬ويلك! ‪ -‬وإل خرجت إليك وال فدققت ساقيه! فقلت للسائل‪ :‬اذهب وأرح‬
‫نف سك فإ نك لو تعرف من صدق وعبده م ثل الذي أعرف ل ا وق فت طر فة ع ي ب عد رده إياك! وكان أ بو يعقوب الذقنان يقول‪ :‬ما فات ن‬
‫اللحم منذ ملكت الال‪ .‬وكان إذا كان يوم المعة اشترى لم بقر بدرهم واشترى بصلً بدانق وباذنانا بدانق وقرعة بدانق‪ .‬فإذا كان أيام‬
‫الزر فجزر بدانق! وطبخه كله سكباجا‪ .‬فأكل وعياله يومئذ خبزهم بشيء من رأس القدر وما ينقطع ف القدر من البصل والباذنان والزر‬
‫والقرع والشحم واللحم‪ .‬فإذا كان يوم السبت ثردوا خبزهم ف الرق‪ .‬فإذا كان يوم الحد أكلوا البصل‪ .‬فإذا كان يوم الثني أكلوا الزر‪.‬‬
‫فإذا كان يوم الثلثاء أكلوا القرع‪ .‬فإذا كان يوم الربعاء أكلوا الباذنان‪ .‬فإذا كان يوم الميبس أكلوا اللحبم‪ .‬فلهذا كان يقول‪ :‬مبا فاتنب‬
‫اللحم منذ ملكت الال! قال أصحابنا‪ :‬نزلنا بناس من أهل الزيرة وإذا هم ف بلد باردة وإذا حطبهم شر حطب وإذا الرض كلها غابة‬
‫واحدة طرفاء‪ .‬فقلنا‪ :‬ما ف الرض أكرم من الطرفاء‪ .‬قالوا‪ :‬هو كري ومن كرمه نفر‪ .‬فقلنا‪ :‬وما الذي تفرون منه قالوا‪ :‬دخان الطرفاء يهضم‬
‫الطعام وعيالنا كثي! وقد عاب ناس أهل الازح والديب بأمور‪ :‬منها أن خشكانم من دقيق شعي وحشوه الذي فيه من الوز والسكر من‬
‫دقيق خشكار‪ .‬وأهل الازج ل يعرفون بالبخل‪ .‬ولكنهم أسوأ الناس حالً‪ .‬فتقديرهم على قدر عيشهم‪ .‬وإنا نكي عن البخلء الذين جعوا‬
‫بي البخل واليسر وبي خصب البلد وعيش أهل الدب‪ .‬فأما من يضيق على نفسه لنه ل يعرف إل الضيق فليس سبيله سبيل القوم‪ .‬قال‬
‫الكي‪ :‬كان لب عم يقال له سليمان الكثري‪ .‬سى بذلك لكثرة ماله‪ .‬وكان يقربن وأنا صب إل أن بلغت‪ .‬ول يهب ل مع ذلك التقريب‬
‫شيئا قط‪ .‬وكان قد جاوز ف ذلك حد البخلء‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 78 :‬فدخلت عليه يوما وإذا قدامه قطع دار صين ل تسوى قياطا‪ .‬فلما‬
‫نال حاجته منها مددت يدي لخذ منها قطعة‪ .‬فلما نظر إل قبضت يدي! فقال‪ :‬ل تنقبض وانبسط واسترسل‪ .‬وليحسن ظنك فإن حالك‬
‫عندي على ما تب! فخذه كله فهو لك بزوبره وبذافيه! وهو لك جيعا! نفسي بذلك سخية! وال أعلم أن مسرور با وصل إليك من‬
‫الي! فتركته بي يديه وقمت من عنده وجعلت وجهي كما أنا إل العراق! فما رأيته وما رآن حت مات‪ .‬وقال الكي‪ :‬سعن سليمان وأنا‬
‫أنشد شعر امرئ القيس‪ :‬لنا غنم نسوقها غزاركأن قرون جلتها العصي فتمل بيتنا أقطا وسناوحسبك من غنً شبع وروي قال‪ :‬لو كان‬
‫الذي قال ليحي بن خالد ح ي ن قب ف أ ب قبيس وزاد ف داره‪ :‬عمدت إل شيخ البال فزعزع ته وثل مت ف يه‪ .‬وقال حي عوتب ف قلة‬
‫الض حك وشدة القطوب‪ :‬إن الذي ينع ن من الض حك أن الن سان أقرب ما يكون من البذل إذا ض حك وطا بت نف سه! صحبن مفوظ‬
‫النقاش من مسجد الامع ليلً‪ .‬فلما صرت قرب منله ‪ -‬وكان منله أقرب إل مسجد الامع من منل ‪ -‬سألن أن أبيت عنده‪ .‬وقال‪ :‬أين‬
‫تذهب ف هذا الطر والبد ومنل منلك وأنت ف ظلمة وليس معك نار وعندي لبا ل ير الناس مثله وتر ناهيك به جودة ل تصلح إل له!‬
‫فملت معه فأبطأ ساعة‪ .‬ث جاءن بام لبإ وطبق تر‪ .‬فلما مددت قال‪ :‬يا أبا عثمان إنه لبإ وغلظه! وهو الليل وركوده! ث ليلة مطر ورطوبة‬
‫وأنت رجل قد طعنت ف السن‪ .‬ول تزل تشكو من الفال طرفا‪ .‬وما زال الغليل يسرع إليك‪ .‬وأنت ف الصل لست بصاحب عشاء! فإن‬
‫أكلت اللبأ ول تبالغ كنت ل آكلً ول تاركا وحرشت طباعك‪ .‬ث قطعت الكل أشهى ما كان إليك‪ .‬وإن بالغت بتنا ف ليلة سوء من‬
‫الهتمام بأمرك ول نعد لك نبيذا ول عسلً‪ .‬وإنا قلت هذا الكلم لئل تقول غدا‪ :‬كان وكان! وال وقد وقعت بي ناب أسد! لن لو ل (‬
‫الصفحة ‪ ) 79 :‬أجئك به وقد ذكرته لك قلت‪ :‬بل به وبدا له فيه‪ .‬وإن جئت به ول أحذرك منه ول أذكرك كل ما عليك فيه قلت‪ :‬ل‬
‫يش فق علي ول ين صح‪ .‬ف قد برئت إل يك من المر ين جيعا‪ .‬وإن شئت فأكلة ومو تة! وإن شئت فب عض الحتمال ونوم على سلمة! ف ما‬
‫ضحكت قط كضحكي تلك الليلة‪ .‬ولقد أكلته جيعا فما هضمه إل الضحك والنشاط والسرور فيما أظن‪ .‬ولو كان معي من يفهم طيب‬
‫ما تكلم به لتى على الضحك أو لقضى علي‪ .‬ولكن ضحك من كان وحده ل يكون على شطر مشاركة الصحاب‪ .‬وقال أبو القماقم‪:‬‬
‫أول الصلح أل يرد ما صار ف يدي لك فإن كان ما صار ف يدي ل فهو ل وإن ل يكن ل فأنا أحق به من صيه ف يدي! ومن أخرج‬
‫من يده شيئا إل يد غيه من غي ضرورة فقد أباحه لن صيه إليه! وتعريفك إياه مثل إباحته‪ .‬وقالت له امرأة‪ :‬ويك يا أبا القماقم! إن قد‬
‫تزوجت زوجا ناريا والساعة وقته‪ .‬وليست على هيئته‪ .‬فاشتر ل بذا الرغيف أسا وبذا الفلس دهنا فإنك تؤجر! فعسى ال أن يلقي مبت‬
‫ف قلبه فيزقن على يدك شيئا أعيش به فقد وال ساءت حال وبلغ الجهود من ‪ -‬فأخذها وجعله وجهه! فرأته بعد أيام فقالت‪ :‬سبحان‬
‫ال! أما رحتن ما صنعت ب! قال‪ :‬ويك! سقط وال من الفلس فمن الغم أكلت الرغيف! وتعشق واحدة فلم يزل يتبعها ويبكي بي يديها‬
‫حت رحته‪ .‬وكانت مكثرة وكان مقلً‪ .‬فاستهداها هريسة وقال‪ :‬أنتم أحذق با! فلما كان بعد أيام تشهى عليها رءوسا‪ .‬فلما كان بعد‬
‫قليل طلب منها حيسة‪ .‬فلما كان بعد ذلك تشهى عليها طفيشلية‪ .‬قالت الرأة‪ :‬رأيت عشق الناس يكون ف القلب وف الكبد وف الحشاء‪.‬‬
‫وعشقك أنت ليس ياوز معدتك! وقال أبو الصبغ‪ :‬أل أبو القماقم على قوم عند الطبة إليهم يسأل عن مال امرأة ويصيه ويسأل عنه‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬قد أخبناك با لا فأنت أي شيء مالك قال‪ :‬وما سؤالكم عن مال الذي لا يكفين ويكفيها! سعت شيخا من مشايخ البلة يزعم‬
‫أن فقراء أهل البصرة أفضل من فقراء أهل البلة‪ .‬قلت‪ :‬بأي شيء فضلتم قال‪ :‬هم أشد تعظيما للغنياء وأعرف بالواجب‪ .‬ووقع بي رجلي‬
‫أبليي كلم فأسع أحدها صاحبه كلما غليظا فرد عليه مثل كلمه‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 80 :‬فرأيتهم قد أنكروا ذلك إنكارا شديدا ول أر‬
‫لذلك سببا‪ .‬فقلت‪ :‬ل أنكرت أن يقول له مثل ما قال قالوا‪ :‬لنه أكثر منه مالً‪ .‬وإذا جوزنا هذا له جوزنا لفقرائنا أن يكافئوا أغنياءنا ففي‬
‫هذا الفساد كله! وقال حدان بن صباح‪ :‬كيف صار رياح يسمعن ول أسعه أفهو أكثر مالً من ث قال‪ :‬ويكون الزائر من أهل البصرة عند‬
‫البلى مقيما مطمئنا‪ .‬فإذا جاء الد قالوا‪ :‬ما رأينا مدا قط ارتفع ارتفاعه‪ .‬وما أطيب السي ف الد! والسي ف الد إل البصرة أطيب من السي‬
‫ف الزر إل البلة! فل يزالون به حت أن من الرأي أن يغتنم ذلك الد بعينه! كان أحد الاركي بيلً وكان نفاجا‪ .‬وهذا أغيظ ما يكون‪.‬‬
‫وكان يتخذ لكل جبة أربعة أزرار ليى الناس أن عليه جبتي ويشتري العذاق والعراجي والسعف من الكلء فإذا جاء المال إل بابه تركه‬
‫ساعة يوهم الناس أن له من الرضي ما يتمل أن يكون ذلك كله منها‪ .‬وكان يكتري قدور المارين الت تكون للنبيذ ث يتحرى أعظمها‬
‫ويهرب من المالي بالكراء كي يصيحوا بالباب‪ :‬يشترون الداذي والسكر ويب سون المالي بالكراء! وليس ف منله رطل دبس! وسع‬
‫قول الشاعر‪ :‬رأيت البز عز لديك حتىحسبت البز ف جو السحاب وما روحتنا عنا ولكن خفت مرزئة الذباب فقال‪ :‬ول ذب‬
‫عنهم لعنه ال! ما أعلم إل أنه شهى إليهم الطعام ونظف لم القصاع وفرغهم له وسخرهم عليه! ث أل تركها تقع ف قصاعهم وتسقط على‬
‫آنافهم وعيونم! هو وال أهل لا هو أعظم من هذا! كم ترون من مرة قد أمرت الارية أن تلقي ف القصعة الذبابة والذبابتي والثلثة حت‬
‫يتقزز بعضهم ويكفي ال شره! قال‪ :‬وأما قوله‪ :‬رأيت البز عز لديك حت قال‪ :‬فإن ل أعز هذا الشيء الذي هو قوام أهل الرض وأصل‬
‫القوات وأم ي الغذ ية فأي ش يء أ عز إي وال إ ن أعزه وأعزه وأعزه وأعزه مدى الن فس ما حلت عي ن الاء‪ .‬وبلغ من نف جه مع ذلك ما‬
‫أخبن به إبراهيم بن هانئ قال‪ :‬كنت عنده يوما إذ مر به بعض الباعة فصاح الوخ الوخ! فقلت‪ :‬وقد جاء الوخ بعد قال‪ :‬نعم قد جاء‬
‫وقد أكثرنا منه‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 81 :‬فدعان الغيظ عليه إل أن دعوت البياع وأقبلت على ابن الاركي فقلت‪ :‬ويك! نن ل نسمع به‬
‫بعد وأنت قد أكثرت منه! وقد تعلم أن أصحابنا أترف منك! ث أقبلت على البياع فقلت‪ :‬كيف تبيع الوخ فقال‪ :‬ستة بدرهم قلت‪ :‬أنت‬
‫من يشتري ست خوخات بدرهم وأنت تعلم أنه بياع بعد أيام مائتي بدرهم ث تقول‪ :‬وقد أكثرنا منه وهذا يقول‪ :‬ستة بدرهم قال‪ :‬وأي‬
‫شيء أرخص من ستة أشياء بشيء كان غلم صال بن عفان يطلب منه لبيت المار بالليل‪ .‬فكان يعطيه كل ليلة ثلثة أفلس ‪ -‬والفلوس‬
‫أربعة طسوج ‪ -‬ويقول‪ :‬طسوج يفضل وحبة تنقص وبينهما يرمي الرامي! وكان يقول لبنه‪ :‬تعطي صاحب المام وصاحب العب لكل‬
‫واحد منهما طسوجا وهو إذا ل ير معك إل ثلثة أفلس ل يردك قال أبو كعب‪ :‬دعا موسى بن جناح جاعة من جيانه ليفطروا عنده ف‬
‫شهر رمضان‪ .‬وكنت فيهم‪ .‬فلما صلينا الغرب ونز ابن جناح أقبل علينا ث قال‪ :‬ل تعجلوا فإن العجلة من الشيطان‪ .‬وكيف ل تعجلون‬
‫و قد قال ال جل ذكره‪ :‬وكان الن سان عجولً وقال‪ :‬خلق الن سان من ع جل ‪ -‬ا سعوا ما أقول فإن في ما أقول ح سن الؤاكلة والب عد من‬
‫الثرة والعاق بة الرشيدة وال سية الحمودة‪ .‬وإذا مد أحد كم يده إل الاء فا ستسقى ‪ -‬و قد أتي تم ببه طة أو بوذا بة أو بع صيدة أو بب عض ما‬
‫يري ف اللق ول يساغ بالاء ول يتاج فيه إل مضغ وهو طعام يد ل طعام يدين وليست على أهل اليد منه مؤنة وهو ما يذهب سريعا ‪-‬‬
‫فأم سكوا ح ت يفرغ صاحبكم فإن كم تمعون عل يه خ صالً‪ :‬من ها أن كم تنغ صون عل يه بتلك ال سرعة إذا علم أ نه ل يفرغ إل مع فراغ كم‪.‬‬
‫ومنها أنكم تنقونه ول يد بدا من مكافأتكم فلعله أن يتسرع إل لقمة حارة فيموت وأنتم ترونه‪ .‬وأدن ذلك أن تبعثوه على الرص وعلى‬
‫عظم اللقم‪ .‬ولذا ما قال العراب حي قيل له‪ :‬ل تبدأ بأكل اللحم الذي فوق الثريد قال‪ :‬لن اللحم ظاعن والثريد مقيم! قال أبو كعب‪:‬‬
‫فربا نسي بعضنا فمد يده إل القصعة وقد مد يده صاحبه إل الاء فيقول له موسى‪ :‬يدك يا ناسي! ولول شيء لقلت لك‪ :‬يا متغافل! قال‪:‬‬
‫وأتانا بارزة‪ .‬ولو شاء إنسان أن يعد حبها لعده لتفرقه ولقلته‪ .‬قال‪ :‬فنثروا عليها ليلة من ذلك مقدار نصف سكرة‪ .‬فوقعت ليلتئذ ف قطعة‬
‫وكنت إل جنبه فسمع صوتا حي ( الصفحة ‪ ) 82 :‬مضغتها فضرب يده على جنب ث قال‪ :‬اجرش يا أبا كعب اجرش! قلت‪ :‬ويلك!‬
‫أما تتقي ال! كيف أجرش جزءا ل يتجزأ‪.‬‬

‫قصة ابن العقدى‬


‫كان ا بن العقدى رب ا ا ستزار أ صحابه إل الب ستان‪ .‬وك نت ل أظ نه م ن يت مل قل به ذلك على حال‪ .‬ف سألت ذات يوم ب عض زواره فقلت‪:‬‬
‫احك ل أمرك‪ .‬قال‪ :‬وتستر علي قلت‪ :‬نعم ما دمت بالبصرة‪ .‬قال‪ :‬يشتري لنا أرزا بقشره ويمله معه ليس معه شيء ما خلق ال إل ذلك‬
‫الرز! فإذا صرنا إل أرضه كلف أكاره أن يشه ف مشة له ث ذراه ث غربله ث جش الواش منه‪ .‬فإذا فرغ من الشراء والمل ث من الش‬
‫ث من التذرية ث من الدارة والغربلة ث من جش الواش ث من تذريته ث من إدارته وغربلته كلف الكار أن يطحنه على ثوره وف رحاه‪ .‬فإذا‬
‫طحنه كلفه أن يغلي له الاء وأن يتطب له‪ .‬ث يكلفه العجن لنه بالاء الار أكثر نزلً‪ .‬ث كلف الكار أن يبزه‪ .‬وقبل ذلك ما قد كلفهم‬
‫أن ينصبوا له الشصوص للسمك ويسكروا الدرياجة على صغار السمك ل يدخلوا ف السواقي فيدخلوا أيديهم ف حجرة الشلب والرمان‪.‬‬
‫فإن أصبنا من السمك شيئا جعله كبابا على نار البز تت الطابق حت ل يتاج من الطب إل كثي‪ .‬فل نزال منذ غدوة إل الليل ف كد‬
‫وجوع وانتظار‪ .‬ث ل يكون عشاؤنا إل خبز أرز أسود غي منخول ‪ -‬بالشلب‪ .‬ولو قدر على غي ذلك فعل‪ .‬قلت له‪ :‬فلم ل يتخذ موضع‬
‫مذار من بعض دقاق أرضه فيذري ل كم الرز ث يكون اليار ف يده إن أراد أن يعجل عليكم الطعام أطعمكم الفرد أو إن أحب أن يتأن‬
‫ليطعمكم الوهري‪ .‬قال‪ :‬وال لئن سع هذا وعرفه ليتكلفه‪ .‬ال ال فينا فإنا قوم مساكي! ولو قدرنا على شيء ل نتمل هذا البلء! حدثن‬
‫الكي قال‪ :‬بت عند إساعيل بن غزوان‪ .‬وإنا بيتن عنده حي علم أن تعشيت عند مويس وحلت معي قربة نبيذ‪ .‬فلما مضى من الليل أكثره‬
‫وركبن النوم جعلت فراشي البساط ومرفقت يدي وليس ف البيت إل مصلى له ومرفقة ومدة‪ .‬فأخذ الخدة فرمى با ( الصفحة ‪) 83 :‬‬
‫إل فأبيتها ورددتا عليه‪ .‬وأب وأبيت‪ .‬فقال‪ :‬سبحان ال! يكون أن تتوسد مرفقك وعندي فضل مدة فأخذتا فوضعتها تت خدي فمنعن‬
‫ل ح ت سل الخدة من ت ت رأ سي‪ .‬فلما رأيته قد م ضى ب ا‬ ‫من النوم إنكاري للمو ضع وي بس فرا شي‪ .‬و ظن أ ن قد ن ت‪ .‬فجاء قليلً قلي ً‬
‫ضحكت وقلت‪ :‬قد كنت عن هذا غنيا! قال‪ :‬إنا جئت لسوي رأسك! قلت‪ :‬إن ل أكلمك حت وليت با‪ .‬قال‪ :‬كنت لذا جئت فلما‬
‫صارت الخدة ف يدي نسيت ما جئت له! والنبيذ ‪ -‬ما علمت ‪ -‬وال يذهب بالفظ أجع! وحدثن الزا مي وال كي والعروضي قالوا‪:‬‬
‫سعنا إساعيل يقول‪ :‬أوليس قد أجعوا على أن البخلء ف الملة أعقل من السخياء ف الملة ها نن أولء عندك جاعة فينا من يزعم أنه‬
‫سخي وفينا من يزعم أنه بيل‪ .‬فانظر أي الفريقي أعقل هأنذا وسهل بن هارون وخاقان بن صبيح وجعفر بن سعيد والزامي والعروضي‬
‫وأبو يعقوب الريي فهل معك إل أبو إسحاق وحدثن الكي قال‪ :‬قلت لساعيل مرة‪ :‬ل أر أحدا قط أنفق على الناس من ماله فلما احتاج‬
‫إليهم آسوه‪ .‬قال‪ :‬لو كان ما يصنعون ل رضا وللحق موافقا لا جع ال لم الغدر واللؤم من أقطار الرض‪ .‬ولو كان هذا النفاق ف حقه‬
‫لا ابتلهم ال ‪ -‬جل ذكره ‪ -‬من جيع خلقه‪ .‬حدثن تام بن أب نعيم قال‪ :‬كان لنا جار وكان له عرس‪ .‬فجعل طعامه كله فالوذقا‪ .‬فقيل‬
‫له‪ :‬إن الؤنة تعظم قال‪ :‬أحتمل ثقل الغرم بتعج يل الراحة لعن ال النساء! ما أشك أن من أطاعهن شر منهن‪ .‬وحديث سعناه على وجه‬
‫الدهر‪ :‬زعموا أن رجلً قد بلغ ف البخل غايته وصار إماما وأنه كان إذا صار ف يده الدرهم خاطبه وناجاه وفداه واستنبطه‪ .‬وكان ما يقول‬
‫له‪ :‬كم من أرض قد قطعت! وكم من كيس قد فارقت! وكم من خامل رفعت! ومن رفيع قد أخلت! لك عندي أل تعرى ول تضحي! ‪-‬‬
‫ث يلقيه ف كيسه ويقول له‪ :‬اسكن على اسم ال ف مكان ل تان ول تذل ول تزعج منه! ‪ -‬وأنه ل يدخل فيه درها قط فأخرجه وأن أهله‬
‫ألوا عليه ف شهوة وأكثروا عليه ف إنفاق درهم فدافعهم ما أمكن ( الصفحة ‪ ) 84 :‬ذلك‪ .‬ث حل درها فقط‪ .‬فبينا هو ذاهب إذ رأى‬
‫حواء قد أرسل على نفسه أفعى لدرهم يأخذه‪ .‬فقال ف نفسه‪ :‬أتلف شيئا تبذل فيه النفس بأكلة أو شربة وال ما هذا إل موعظة ل من ال!‬
‫فر جع إل أهله ورد الدر هم إل كي سه ‪ -‬فكان أهله م نه ف بلء‪ .‬وكانوا يتمون مو ته واللص بالوت أو الياة‪ .‬فل ما مات وظنوا أن م قد‬
‫استراحوا منه قدم ابنه فاستول على ماله وداره‪ .‬ث قال‪ :‬ما كان أدم أب فإن أكثر الفساد إنا يكون ف الدام‪ .‬قالوا‪ :‬كان يأتدم ببنة عنده‪.‬‬
‫قال‪ :‬أرونيها‪ .‬فإذا فيها حز كالدول من أثر مسح اللقمة! قال‪ :‬ما هذه الفرة قالوا‪ :‬كان ل يقطع الب وإنا كان يسح على ظهره فيحفر‬
‫كما ترى! قال‪ :‬فبهذا أهلكن وبذا أقعدن هذا القعد! لو علمت ذلك ما صليت عليه! قالوا‪ :‬فأنت كيف تريد أن تصنع قال‪ :‬أضعها من‬
‫بعيد فأشي إليها باللقمة! ول يعجبن هذا الرف الخي لن الفراط ل غاية له‪ .‬وإنا نكي ما كان ف الناس وما يوز أن يكون فيهم أو‬
‫حجة أو طريقة‪ .‬فأما مثل هذا الرف فليس ما نذكره‪ .‬وأما سائر حديث هذا الرجل فإنه من البابة‪ .‬قال ابن جهانة الثقفية‪ :‬عجبت من ينع‬
‫النبيذ طالبه لن النبيذ إنا يطلب ليوم فصد أو يوم حجامة أو يوم زيارة زائر أو يوم أكل سك طري أو يوم شربة دواء‪ .‬ول نر أحدا طلبه‬
‫وعنده نبيذ ول ليدخره ويتكره ول لبيعه ويعتقد منه‪ .‬وهو شيء يسن طلبه وتسن هبته ويسن موقعه‪ .‬وهو ف الصل كثي رخيص فما‬
‫وجه منعه ما ينعه عندي إل من لحظ له ف أخلق الكرام! وعلى أن لست أوجل ‪ -‬با أهب منه ‪ -‬على نبيذي النقصان لن إذا احتجت‬
‫عن ندمائي بقدر ما أخرجت من نبيذي رجع إل نبيذي على حاله وكنت قد تمدت با ل يضرن فمن ترك التحمد با ل يضره كان من‬
‫التحمد با يضره أبعد‪ .‬فذكر ابن جهانة ماله من الكرم ببة نبيذه ول يذكر ما عليه من اللؤم بجب ندمائه‪ .‬قال الصمعي أو غيه‪ :‬حل‬
‫بعض الناس مدينيا على برذون فأقامه على الرى‪ .‬فانتبه من نومه فوجده يعتلف‪ .‬ث نام فانتبه فوجده يعتلف‪ .‬فصاح بغلمه‪ :‬يا بن أم! بعه‬
‫وإل فهبه وإل فرده وإل فاذبه! أنام ول ينام! يذهب بر مال! ما أراد إل استئصال! قال أبو السن الدائن‪ :‬كان بالدائن تار وكان بيلً‪.‬‬
‫وكان غلمه إذا دخل الانوت يتال فربا احتبس‪ .‬فاتمه بأكل التمر فسأله يوما فأنكر‪ .‬فدعا بقطنة بيضاء ث قال‪ :‬امضغها‪ ( .‬الصفحة ‪:‬‬
‫‪ ) 85‬فمضغها‪ .‬فلما أخرجها وجد فيها حلوة وصفرة قال‪ :‬هذا دأبك كل يوم وأنا ل أعلم! أخرج من داري! وكان عندنا رجل من بن‬
‫أسد إذا صعد ابن الكار إل نلة له ليلقط له رطبا مل فاه ماء‪ .‬فسخروا به وقالوا له‪ :‬إنه يشربه ويأكل شيئا على النخلة‪ .‬فإذا أراد أن ينل‬
‫بآل ف يده ث أمسكه ف فيه! والرطب أهون على أولد الكرة وعلى أولد غي الكرة من أن يتمل فيه أحد شطر هذا الكروه ول بعضه‪.‬‬
‫قال‪ :‬فكان بعدها يل فاه من ماء أصفر أو أحر أو أخضر لكي ل يقدر على مثله ف رءوس النخل! وحدثن الصري وكان جار الداردريشي‬
‫وماله ل يصى‪ .‬قال‪ :‬فانتهر سائلً ذات يوم وأنا عنده‪ .‬ث وقف عليه آخر فانتهره إل أن ذلك بغيظ وحنق‪ .‬قال‪ :‬فأقبلت عليه فقلت له‪ :‬ما‬
‫أبغض إليك السؤال! قال‪ :‬أجل عامة من ترى منهم أيسر من‪ .‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ما أظنك أبغضتهم لذا‪ .‬قال‪ :‬كل هؤلء لو قدروا على داري‬
‫لدموها وعلى حيات لنعوها! أنا لو طاوعتهم فأعطيتهم كما سألون كنت قد صرت مثلهم منذ زمان! فكيف تظن بغضي يكون لن أرادن‬
‫على هذا وكان أخوه شريكه ف كل شيء‪ .‬وكان ف البخل مثله‪ .‬فوضع أخوه ف يوم جعة بي أيدينا ونن على بابه طبق رطب يساوي‬
‫بالبصرة دانقي‪ .‬فينا نن نأكل إذ جاء أخوه فلم يسلم ول يتكلم حت دخل الدار‪ .‬فأنكرنا ذلك‪ .‬وكان يفرط ف إظهار البشر ويعل البشر‬
‫وقاية دون ماله‪ .‬وكان يعلم أنه إن جع بي النع والكب قتل‪ .‬قال‪ :‬ول نعرف علته ول يعرفها أخوه‪ .‬فلما كان المعة الخرى دعا أيضا‬
‫أخوه بط بق ر طب‪ .‬فبينا ن ن نأ كل إذ خرج من الدار ول ي سلم ول ي قف‪ .‬فأنكر نا ذلك ول ندر أيضا ما ق صته‪ .‬فلما أن كان ف الم عة‬
‫الثالثة ورأى مثل ذلك كتب إل أخيه‪ :‬يا أخي! كانت الشركة بين وبينك حي ل يكثر الولد ومع الكثرة يقع الختلف‪ .‬ولست آمن أن‬
‫يرج ولدي وولدك إل مكروه‪ .‬و ها ه نا أموال با سي ولك شطر ها وأموال با سك ول شطر ها و صامت ف منل و صامت ف منلك ل‬
‫نعرف ف ضل ب عض ذلك على ب عض‪ .‬وإن طرق نا أ مر ال ما ركدت الرب ب ي هؤلء الفت ية وطال ال صخب ب ي هؤلء الن سوة‪ .‬فالرأي أن‬
‫تتقدم اليوم فيما يسم منهم هذا السبب‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 86 :‬فلما قرأ أخوه كتابه تعاظمه ذلك وهاله وقلب الرأي ظهرا لبطن فلم يزده‬
‫التقل يب إل جهلً‪ .‬فج مع ولده وغلظ علي هم وقال‪ :‬ع سى أن يكون أ حد من كم قد أخ طأ بكلمبة واحدة أو يكون هذا البلء من جرائر‬
‫الن ساء‪ .‬فلما عرف براءة ساحة القوم ت شى إليه حافيا راجلً فقال‪ :‬ما يدعوك إل القسمة والتمي يز أدع صلحاء أهل السجد الساعة حت‬
‫أشهدهم بأن وكيل لك ف هذه الضياع وحول كل شيء ف منل إل منلك وجرب ذلك من الساعة‪ .‬فإن وجدتن أروغ وأعتل فدونك‬
‫‪ -‬فحاج ت الن أن ت بن بذ نب‪ .‬قال‪ :‬مالك من ذ نب و ما من الق سمة من بد‪ .‬فأقام عنده فل ما طال عل يه ال مر وبلغ م نه ال هد قال له‪:‬‬
‫حدثن عن وضعك أطباق الرطب وبسطك الصر ف السكك وإحضارك الاء البارد وجعك الناس على باب ف كل جعة! كأنك ظننت أنا‬
‫ك نا عن هذه الكر مة عميا! إ نك إذا أطعمت هم ال يم الب ن أطعمت هم غدا ال سكر وب عد غد اللبات‪ .‬ث ي صي ذلك أيام ال مع ف سائر أيام‬
‫السبوع‪ .‬ث يتحول الرطب إل الغداء ث يؤدي الغداء إل العشاء‪ .‬ث تصي إل الكساء ث الجداء ث الملن ث اصطناع الصنائع! وال إن‬
‫لر ثي لبيوت الموال لراج المل كة من هذا فك يف بال تا جر ج عه من البات والقرار يط والدوان يق والرباع والن صاف قال‪ :‬جعلت‬
‫ل على غي ذلك فل وال ل كلمتهم أبدا! قال‪ :‬إياك أن ت طئ مرتي‪ :‬مرة ف إطماعهم ف يك ومرة ف‬ ‫فداك! تريد أل آكل رط بة أبدا فض ً‬
‫اكت ساب عداوت م‪ .‬أخرج من هذا ال مر على ح ساب ما دخلت ف يه وت سلم ت سلم‪ .‬كان أ بو الذ يل أهدى إل مو يس دجا جة‪ .‬وكا نت‬
‫دجاجته الت أهداها دون ما كان يتخذ لويس‪ .‬ولكنه بكرمه وبسن خلقه أظهر التعجب من سنها وطيب لمها‪ .‬وكان يعرف بالمساك‬
‫الشديد‪ .‬فقال‪ :‬وكيف رأيت يا أبا عمران تلك الدجاجة قال‪ :‬كانت عجبا من العجب! فيقول‪ :‬وتدري ما جنسها وتدري ما سنها فإن‬
‫الدجاجة إنا تطيب بالنس والسن‪ .‬وتدري بأي شيء كنا نسمنها‪ - .‬فل يزال ف هذا والخر يضحك ضحكا نعرفه نن ول يعرفه أبو‬
‫الذ يل‪ .‬وكان أ بو الذ يل أ سلم الناس صدرا وأو سعهم خلقا وأ سهلهمسهولة‪ .‬فإن ذكروا دجا جة قال‪ :‬أ ين كا نت يا أ با عمران من تلك‬
‫الدجا جة فإن ذكروا ب طة أو عناقا أو جزورا أو بقرة ( ال صفحة ‪ ) 87 :‬قال‪ :‬فأ ين كا نت هذه الزور ف الزر من تلك الدجا جة ف‬
‫الدجاج وإن استسمن أبو الذيل شيئا من الطي والبهائم قال‪ :‬ل وال ول تلك الدجاجة! وإن ذكروا عذوبة الشحم قال‪ :‬عذوبة الشحم ف‬
‫الب قر وال بط وبطون ال سمك والدجاج ول سيما ذلك ال نس من الدجاج‪ .‬وإن ذكروا ميلد ش يء أو قدوم إن سان قال‪ :‬كان ذلك ب عد أن‬
‫ل ف كل شيء وتاريا ف كل شيء! وأقبل مرة‬ ‫أهديتها لك بسنة وما كان بي قدوم فلن وبي البعثة بتلك الدجاجة إل يوم‪ .‬وكانت مث ً‬
‫على م مد بن الهم وأنا وأصحابنا عنده فقال‪ :‬إن ر جل منخرق الكفي ل أليق شيئا‪ .‬ويدي هذه صناع ف الكسب ولكنها ف النفاق‬
‫خرقاء! كم تظن من مائة ألف درهم قسمتها على الخوان ف ملس أبو عثمان يعلم ذلك! أسألك بال يا أبا عثمان هل تعلم ذلك فقلت‪ :‬يا‬
‫أبا الذيل ما نشك فيما تقول ‪ -‬فلم يرض باحتضاري هذا الكلم حت وكان أبو سعيد الدائن إماما ف البخل عندنا بالبصرة‪ .‬وكان من‬
‫كبار الغتني ومياسيهم‪ .‬وكان شديد العقل شديد العارضة حاضر الجة بعيد الروية‪ .‬وكنت أتعجب من تفسي أصحابنا لقول العرب ف‬
‫لؤم اللئيم الراضع‪ :‬قال أصحابنا‪ :‬كل لئيم بيل وليس كل بيل لئيما لن اسم اللئيم يقع على البخل وعلى قلة الشكر وعلى مهانة النفس‬
‫وعلى أن له ف ذلك عرفا متقدما‪ .‬قال أبو زيد‪ :‬هو لئيم وملئم‪ .‬فاللئيم ما فسرت واللم الذي يقوم بعذر اللئيم‪ .‬فأما اللئيم الراضع فالذي‬
‫ل يلب ف الناء وير ضع اللف ما فة أن يض يع من الل ب ش يء‪ .‬قال ثوب بن شح مة الع نبي ف امرأ ته المدان ية‪ :‬وحد يث ل م ة ال ت‬
‫حدثتنيتدع الناء تشربا للقادم القادمان‪ :‬اللفان القدمان‪ .‬فل ما بل غه ذلك عن ها طلق ها‪ .‬فل ما طلق ها قيل له‪ :‬إن الب خل إن ا يع يب الرجال‬
‫ومت سعت بامرأة هجيت ف البخل قال‪ :‬ليس ذلك ب‪ .‬أخاف أن تلد ل مثلها‪ .‬قال رافع بن هري‪ ......... :‬تلب قاعدا وتلمج أحيانا‬
‫وقبعك حاضر يدعوا ال أن يعله صاحب شاء ول يعله صاحب إبل وأن يرتضع من اللف وإن كان ( الصفحة ‪ ) 88 :‬معه إناء‪.‬‬
‫والعر ب ياري على صاحبه فيقول‪ :‬إن ك نت كاذبا فاحتل بت قاعدا‪ :‬أي أبدلك ال بكرم ال بل لؤم الغ نم‪ .‬فك يف يتع جب من لؤم الرا ضع‬
‫وصنع أبو سعيد الدائن أعظم من ذلك اصطبغ من دون خل وهو قائم حت فن ول يرج منه قليلً ول كثيا‪ .‬وكانت له حلقة يقعد فيها‬
‫أصحاب الغنية والبخلء الذين يتذاكرون الصلح‪ .‬فبلغهم أن أبا سعيد يأت الربية ف كل يوم ليقتضي رجلً هناك خسة دراهم فضلت‬
‫عل يه وقالوا‪ :‬هذا خ طأ عظ يم وتضي يع كث ي‪ .‬وإن ا الزم أن يتشدد ف غ ي تضي يع‪ .‬و صاحبنا هذا قد ر جع على نف سه بضروب من البلء‪.‬‬
‫فاجتمعوا عليه على طريق التفرغ له والستفادة منه‪ .‬قالوا‪ :‬نراك تصنع شيئا ل نعرفه والطأ منك أعظم منه من غيك‪ .‬قد أشكل علينا هذا‬
‫المر فأخبنا عنه فقد ضاقت صدورنا به‪ :‬خبنا عن مضيك إل الربية لتقتضي خسة دراهم فواحدة‪ :‬أنا ل نأمن عليك انتقاض بدنك وقد‬
‫خل ما خل من سنك وأن تعتل فتدع التقاضي الكثي بسبب القليل‪ .‬وثانية‪ :‬أنك إن تنصب هذا النصب فل بد لك من أن تزداد ف العشاء‬
‫إن كنت من يتعشى أو تتعشى إن وبعد فإنك تتاج أن تشق وسط السوق وعليك ثيابك والمولة تستقبلك‪ .‬فمن هاهنا نترة ومن هاهنا‬
‫جذبة فإذا الثوب قد أودى‪ .‬ومن ذلك أن نعلك تنقب وترق وساق سراويلك تتسخ وتبلى ولعلك أن تعثر ف نعلك فتقدها قدا ولعلك أن‬
‫ترتا هرتا‪ .‬وبعد فاقتضاء القليل أدل بك إل هذا لو بلغت منه شيئا‪ .‬وإنك أفضل إل أنا نب أنك تاى عن المر بشيء فليس كلنا يثق‬
‫لك بالصواب ف كل شيء‪ .‬قال أبو سعيد‪ :‬أما ما ذكرت من انتفاض البدن فإن الذي أخاف على بدن من الدعة ومن قلة الركة أكثر‪ .‬وما‬
‫رأيت أصح أبدانا من المالي والطوافي‪ .‬والقوم قبلى إن يوتوا ل يكن لم تلك عادة‪ .‬أو ليس يقول الناس‪ :‬وال لفلن أصح من اللوزة‬
‫‪ -‬يعن اختلف اللوزة ف العدو ‪ .-‬ولربا أقمت ف النل لبعض المر فأكثر الصعود والنول خوفا من قلة الركة‪ .‬وأما التشاغل بالبعيد‬
‫عن القريب فإن ل أعرض للبعيد حت أفرغ من القريب‪ .‬وأما ما ذكرت من الزيادة ف الطعام فقد أيقنت نفسي واطمأن قلب على أنه ليس‬
‫لنف سي عندي إل ما ل ا وأن ا إن حا سبتن أيام الن صب حا سبتها أيام الرا حة ف ستعلم حينئذ أ ين أيام ( ال صفحة ‪ ) 89 :‬الرب ية من أيام‬
‫ثقيف وأما ما ذكرت من تلقى المولة ومن مزاحة أهل السوق ومن النتر والذب فأنا أقطع عرض وأما ما ذكرت من شأن النعل والسراويل‬
‫فإن من لدن خروجي من منل إل أن أقرب من باب صاحب فإنا نعلي ف يدي وسروايلي ف كمي! فإذا صرت إليه لبستهما! فإذا فصلت‬
‫من عنده خلعتهما! فهما ف ذلك اليوم أودع أبدانا وأحسن حالً! بقي الن لكم ما ذكرت شيء قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فها هنا واحدة تفي بميع‬
‫ما ذكرت‪ .‬قالوا‪ :‬وما هي إذا علم القريب الدار ومن ل عليه ألوف الدناني شدة مطالبت للبعيد الدار ومن ليس ل عليه إل الفلوس أت بقي‬
‫ول يط مع نف سه ف مال‪ .‬وهذا تدب ي ي مع ل إل رجوع مال طول را حة بد ن‪ .‬ث أ نا باليار ف ترك الرا حة ل ن أق سمها على الشغال‬
‫حينئذ كيف شئت‪ .‬وأخرى أن هذا القليل لو ل يكن فضلة من كثي وموصلً بدين ل مشهور لاز أن أتاف عنه‪ .‬فأما أن أدع شيئا يطمع‬
‫ف فضول ما يبقي على الغرماء فهذا ما ل يوز‪ .‬فقاموا وقالوا بأجعهم‪ :‬ل وال ل سألناك عن مشكلة! حدثن أحد الكي أخو ممد الكي‬
‫ل بأب سعيد ‪ -‬نسيت القنية ونسيت صنعة الال لعاجيب أب سعيد وحديثه قال أحد‪ :‬قلت له مرة‪ :‬وال إنك لكثي الال‬ ‫‪ -‬وكان متص ً‬
‫وإنك لتعرف ما نهل وإن قميصك وسخ فلم ل تأمر بغسله قال‪ :‬فلو كنت قليل الال وأجهل ما تعرف كيف كان قولك ل إن قد فكرت‬
‫ف هذا منذ ستة أشهر فما وضح ل بعد المر فيه‪ .‬أقول مرة‪ :‬الثوب إذا اتسخ أكل البدن كما يأكل الصدأ الديد والثوب إذا ترادفه العرق‬
‫وجف وتراكم عليه الوسخ ول بد أكل السلك وأحرق الغزل‪ .‬هذا مع ن ت ريه وقبح منظره‪ .‬وب عد فإن ر جل آت أبواب الغرماء وغلمان‬
‫غرمائي جبابرة‪ .‬فما ظنك بم إذا رأون ف أطمار وسخة وأسال درنة وحال حداد جبهوا مرة وحجبوا مرة فيجع ذلك علينا بضرة‪ .‬من‬
‫إصلح الال أن ينفي عنه كل ما أعان على حبسه مع ما يدخل من الغيظ ويلقي من كان كذلك من الكروه‪ .‬فإذا اجتمعت هذه الواطر‬
‫همت نغسلها فإذا هت به عارضن معارض يوهن أنه ( الصفحة ‪ ) 90 :‬أتان من جهة الزم ومن قبل العقل فقال‪ :‬أول ذلك الغرم‬
‫الذي يكون ف الاء والصابون‪ .‬والارية إذا ازدادت عناء ازدادت أكلً‪ .‬والصابون نورة والنورة تأكل الثوب‪ .‬وإن انزق ل يزال الثوب على‬
‫خ طر ح ت ي سلم إل الع صر والدق‪ .‬ث إذا أل قي على الر سن ف هو بعرض الذ بة والنترة والعلق‪ .‬ول بد من اللوس يومئذ ف الب يت‪ .‬وم ت‬
‫جلست ف البيت فتحوا علينا أبوابا من النفقة وأبوابا من الشهوات‪ .‬والثياب لبد لا من دق‪ .‬فإن نن دققناها ف النل قطعناها‪ .‬وإن نن‬
‫أسلمناها إل القصار فغرم على غرم‪ .‬وعلى أنه ربا أنزل با من الكروه ما هو أشد‪ .‬وما جلست ف النل قط إل أرجف ب الغرماء وادعوا‬
‫على المراض والحداث‪ .‬وف ذلك لم فساد والتواء وطمع ل يكن عندهم‪ .‬فإذا أنا لبستها وقد ابيضت وحسنت وخفت وطابت تبينت‬
‫ع ند ذلك و سخ ج سدي وكثرة شعري و قد كان ب عض ذلك مو صولً بب عض فعرف ته فا ستبان ل ما ل ي كن ي ستبي واكتر ثت ل ا ل أ كن‬
‫اكتر ثت له في صي ذلك مدعاة إل دخول المام‪ .‬فإن دخل ته فغرم ثق يل مع الخاطرة بالثياب‪ .‬ول امرأة جيلة شا بة‪ .‬فإذا رأت ن قد أطل يت‬
‫وغسلت رأسي وبيضت ثوب عارضتن بالتطيب وتلبس أحسن ثيابا! مع أمور كثية نسي بعضها أحد وبعضها أنا‪ .‬وكان أبو سعيد هذا مع‬
‫بله أشد الناس نفسا وأحاهم أنفا‪ .‬بلغ من أمره ف ذلك ومن بلوغه فيه أنه أتى رجلً من ثقيف يقتضيه ألف دينار وقد حل عليه الال‪.‬‬
‫فكان ربا أطال عنده اللوس‪ .‬ويضر عنده الغداء فيتغدى معه‪ .‬وهو ف ذلك يقتضيه‪ .‬فلما طال عليه الطل قال له يوما وهو على خوانه‪:‬‬
‫إن لذا الال زكاة مؤداة و قد علم نا أ نا ح ي أخرج نا هذا الال من أيدي نا أ نه معرض للذهاب وللمناز عة الطويلة ولن ي قع ف الياث‪ .‬ث‬
‫رضينا منك بالريح اليسي بالذي ظنناه بك من حسن القضاء‪ .‬ولول ذلك ل نرض بذا الال‪ .‬وهذا الال إذا كان شرطه أن يرجع بعد سنة‬
‫فرف هت ع نك ب سن الطال بة شهرا أو شهر ين ث م كث عندي إل أن أ صبت له مثلك شهرا أو شهر ين سحق فضله وخرج علي نا ف ضل‪.‬‬
‫ومثلك يكت في بالقل يل‪ .‬و قد طال اقتضائي وطال تغافلك‪ .‬يقول هذا الكلم و هو ف ذلك ل يق طع ال كل ‪ -‬فأق بل عل يه ر جل من ثق يف‬
‫فعرض له بأنه لو ( الصفحة ‪ ) 91 :‬أراد التقاضي مضا لكان ذلك ف السجد ول يكن ف الوضع الذي يضر فيه الغداء‪ .‬فقطع الكل‬
‫ث نزا ف وجهه الدم ونظر إليه نظر المل الصول ث كاد يطي! ث أقبل عليه فقال‪ :‬ل أم لك! أنا إنا اصطبغت من دن خل حت فن من‬
‫حسن العقل‪ .‬وأحببت الغن بفضل بغضي للفقر وأبغضت الفقر بفضل أنفت من احتمال الذل‪ .‬تعرض ل ‪ -‬ل أم لك! ‪ -‬بأن أرغب ف‬
‫غدائه‪ .‬وال ما أكلت م عه إل لي ستحي من حر مة الؤاكلة ولي صي كر مه سببا لتعج يل الا جة‪ .‬ث ن ض بال صك وعل يه طين ته فاعترض ب ا‬
‫الائط حت كسرها‪ .‬ث تفل ف الكتاب وحك بعضه ببعض‪ .‬ث مزقه ورمى به‪ .‬ث قال لكل من شهد الجلس‪ :‬هذه ألف دينار كانت ل‬
‫على أب فلن اشهدوا جيعا أن قد قبضت منه وأنه برئ من كل شيء أطالبه‪ .‬ث نض‪ .‬فلما صنع ما صنع أقبل الغري على صاحبه فقال‪ :‬ما‬
‫دعاك إل هذا الكلم ث تقول لذا الر جل على مائد ت! وتقدم بذا الكلم على من ل تعرف ك يف مو قع المور منه وب عد ف قد وال أردت‬
‫مطله إل أن أبيع الثمر ورجونا حلوته‪ .‬فقد أحسنت إليه وأسأت إلينا وعجلت عليه ماله‪ .‬اذهب يا غلم فاضرب بذلك الثمر السوق فيعه‬
‫با بلغ! فأخذ ماله كملً‪ .‬ث ركب إليه فأب أن يأخذه‪ .‬فلما كثر المر ف ذلك قال‪ :‬أظن الذي دعا صاحبك إل ما قال أنه عرب وأنا مول‪.‬‬
‫فإن جعلت شفعاءك من الوال أخذت هذا الال وإن ل تف عل فإ ن ل آخذه‪ .‬فج مع الثق في كل شعو ب بالب صرة ح ت طلبوا إل يه ح ت أ خذ‬
‫الال‪ .‬وكان أبو سعيد ينهى خادمه أن ترج الكساحة من الدار وأمرها أن تمعها من دور السكان وتلقيها على كساحتهم‪ .‬فإذا كان ف‬
‫الي جلس وجاءت الادم ومعها زبيل فعزلت بي يديه من الكساحة زبيلً ث فتشت واحدا واحدا‪ .‬فإن أصاب قطع دراهم وصرة فيها‬
‫نف قة والدينار أو قط عة حلي ‪ -‬ف سبيل ذلك معروف‪ .‬وأ ما ما و جد ف يه من ال صوف فكان وج هه أن يباع ‪ -‬إذا اجت مع ‪ -‬من أ صحاب‬
‫الباذع‪ .‬وكذلك قطع الكسية‪ .‬وما كان من خرق الثياب فمن أصحاب الصينيات والصلحيات‪ .‬وما كان من قشور الرمان فمن الصباغي‬
‫والدباغي‪ .‬وما كان من القوارير فمن أصحاب الزجاج‪ .‬وما كان من نوى التمر فمن أصحاب الشوف‪ .‬وما كان من نوى الوخ فمن‬
‫أصحاب الغرس‪ .‬وما كان من السامي وقطع الديد فللحدادين‪ .‬وما كان من القراطيس فللطراز‪ .‬وما كان من الصحف فلرءوس الرار‪.‬‬
‫وما كان ( الصفحة ‪ ) 92 :‬من قطع الشب فلل كافي‪ .‬وما كان من قطع العظام فللوقود‪ .‬وما كان من قطع الرق فللتناني الدد‪.‬‬
‫وما كان من إشكنج فهو مموع للبناء ث يرك ويثار ويلل حت يتمع قماشه‪ .‬ث يعزل للتنور‪ .‬وما كان من قطع القار بيع من القيار‪ .‬وإذا‬
‫بقي التراب خالصا وأراد أن يضرب منه اللب للبيع وللحاجة إليه ل يتكلف الاء ولكن يأمر جيع من ف الدار أل يتوضئوا ول يغتسلوا إل‬
‫عل يه‪ .‬فإذا اب تل ضر به لبنا! وكان يقول‪ :‬من ل يتعرف القت صاد تعر ف فل يتعرض له‪ .‬وذ هب من ساكن له ش يء كب عض ما ي سرق من‬
‫البيوت‪ .‬فقال ل م‪ :‬اطرحوا الليلة ترابا فع سى أن يندم من أخذه فيلق يه ف التراب‪ .‬ول ين كر ميئه إل ذلك الكان لكثرة من ي يء لذلك‪.‬‬
‫فاتفق أن طرح ذلك الشيء السروق ف التراب ‪ -‬وكانوا يطرحونه على كناسته ‪ -‬فرآه قبل أن يراه السروق منه‪ .‬فأخذ منه كراء الكساحة!‬
‫فهذا حديث أب سعيد! تشى قوم إل الصمعي مع تاجر كان اشترى ثرته بسران كان ناله وسأله حسن النظر والطيطة‪ .‬فقال الصمعي‪:‬‬
‫أ سعتم بالق سمة الضيزى هي وال ما تريدون شيخ كم عل يه! اشترى م ن على أن يكون ال سران علي والر بح له! هذا وأبي كم تارة أ ب‬
‫العنبس! اذهبوا فاشتروا على طعام العراق على هذا الشرط! على أن وال ما أدري أصادق هو أم كاذب‪ .‬وها هنا واحدة وهي لكم دون‬
‫ولبد من أن أحتمل لكم إذ ل تتملوا ل‪ .‬وال ما مشيتم معه إل وأنتم توجبون حقه وتوجبون رفده‪ .‬لو كنت أوجب له مثل ما توجبون‬
‫لقد كنت أغنيته عنكم‪ .‬وأنا ل أعرفه ول يصرين بق‪ .‬فهلموا نتوزع هذه الفضلة بيننا بالسوية‪ .‬هذا أحسن من احتمل حقا ل يب عليه ف‬
‫رضا من يب ذلك عليه‪ .‬فقاموا ول يعودوا‪ .‬فخرج إليه التاجر من حقه وأيس ما قبله‪ .‬حدثن جعفر ابن أخت واصل قال‪ :‬قلت لب عيينة‪:‬‬
‫قد أح سن الذي سأل امرأته عن اللحم فقالت‪ :‬أكله السنور‪ .‬فوزن السنور ث قال‪ :‬هذا الل حم فأين السنور قال‪ :‬كأ نك تعرض ب! قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬إنك وال أهل ذلك‪ :‬شيخ قد قارب الائة وعليه فاضلة وعياله قليل ويعطي الموال على مذاكرة العلم والعلم لذته وصناعته‪ .‬ث يرقي‬
‫إل جوف منله! وأنت رجل لك ف ( الصفحة ‪ ) 93 :‬البستان ورجل ف أصحاب الفسيل ورجل ف السوق ورجل ف الكلء‪ :‬تطلب‬
‫من هذا وقر جص ومن هذا وقر آجر ومن هذا قطعة ساج‪ .‬ومن هذا هكذا! ما هذا الرص وما هذا الكد وما هذا الشغل لو كنت شابا‬
‫بعيد المل كيف كنت تكون ولو كنت مدينا كثي العيال كيف كنت تكون وقد رأيتك فيما حدث تلبس الطمار وتشي حافيا نصف‬
‫النهار ‪ -‬قال‪ :‬ث أججم‪ .‬بلغن أنك فقدت قطعة بطيخ فألحت ف السألة عنها فقيل لك‪ :‬أكلها السنور‪ .‬فرميت بباقي القطعة قدام السنور‬
‫لتمتحن صدقهم من كذبم! فلما ل يأكله غرمتهم ثن البطيخة كما هي! قالوا لك‪ :‬كان الليل‪ .‬فإن ل تكن الت أكلته من سناني اليان‬
‫وكان الذي أكله سنورنا هذا فإنك رميت إليه بالقطعة وهو شبعان منه‪ .‬فأنظرنا ول تغرمنا نتحنه ف حال غي هذه‪ .‬فأبيت إل إغرامهم!‬
‫قال‪ :‬ويلك! إن وال ما أصل إل منعهم من الفساد إل ببعض‪ .‬وقد قال زياد ف خطبته‪ :‬إن وال ما أصل منكم إل أخذ الق حت أخوض‬
‫الباطل إليكم خوضا‪ .‬وأما ما لتن عليه اتفاقا فإنا ذهبت إل قوله‪ :‬لو أن ف يدي فسيلة ث قيل ل‪ :‬إن القيامة تقوم الساع لبادرتا فغرستها‪.‬‬
‫وقد قال أبو الدرداء ف وجعه الذي مات فيه‪ :‬زوجون فإن أكره أن ألقي ال قال مكرز‪ :‬العجز فراش وطئ ل يستوطئه إل الفشل الدثور‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن وهب‪ :‬حب الوين يكسب النصب‪ .‬وقال عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬إياكم والراحة فإنا غفلة‪ .‬وقال‪ :‬لو أن الصب‬
‫والش كر بعيان ما باليت أيهما أركب‪ .‬وقال‪ :‬تعددوا واخشوشنوا واقطعوا الركب واركبوا اليل نزوا‪ .‬وقال لعمرو بن معد يكرب حي‬
‫شكا إليه القاء‪ :‬كذبت عليك الظهائر‪ .‬وقال‪ :‬احتفوا فإنكم ل تدرون مت تكو الفلة‪ .‬وقال‪ :‬إن يكن الشغل مهدة فإن الفراغ مفسدة‪.‬‬
‫وقال ل سعيد بن حا ت‪ :‬احذر النع مة كحذرك من الع صية ول ي أخوفه ما عل يك عندي‪ .‬وقال‪ :‬أحذر كم عاق بة الفراغ فإ نه أج ع لبواب‬
‫الكروه من الشغل‪ .‬وقال أكثم بن صيفي‪ :‬ما أحب أن مكفي كل أمر الدنيا‪ .‬قالوا‪ :‬وإن أسنت وألبنت قال‪ :‬نعم أكره عادة العجز‪ .‬أفتران‬
‫أدع وصايا النبياء وقول اللفاء وتأديب العرب وآخذ بقولك وتغدى ممد بن الشعث عند يي بن خالد‪ .‬فتذاكروا الزيت وفضل ما بينه‬
‫وب ي ال سمن ( ال صفحة ‪ ) 94 :‬وف ضل ما ب ي النفاق وز يت الاء‪ .‬فقال م مد‪ :‬عندي ز يت ل ير الناس مثله‪ .‬قال ي ي‪ :‬ل تؤ ت م نه‬
‫بشيء فدعا يي غل مه‪ .‬فقال‪ :‬إذا دخلت الزانة فان ظر الرة الرابعة عن يينك إذا دخلت فجئ نا منه بشيء‪ .‬قال يي‪ :‬ما يعجبن السيد‬
‫يعرف موضع زيته وزيتونه‪ .‬وقرب خباز أسد بن عبد ال إليه وهو على خراسان شواء قد أنضجه نضجا وكان يعجبه ما رطب من الشواء‪.‬‬
‫فقال لبازه‪ :‬أت ظن أن صنيعك ي فى علي إنك ل ست تبالغ ف إنضاجه لتطييبه ول كن تستحلب جيع دسه فتنت فع بذلك منه! فبل غت أخاه‬
‫فقال‪ :‬رب ج هل خ ي من علم! وكان ر جل يغ شى طعام الوهري وكان يتحرى وق ته ول ي طئ‪ .‬فإذا د خل والقوم يأكلون وح ي و ضع‬
‫الوان قال‪ :‬لعن ال القدرية! من كان يستطيع أن يصرفن عن أكل الطعام وقد كان ف اللوح الحفوظ أن سآكله فلما أكثر من ذلك قال‬
‫له رياح‪ :‬تعال بالعشي أو بالغداة‪ .‬فإن وجدت شيئا فالعن القدرية والعن آباءهم وأمهاتم! وجاء غلم إل خالد بن صفوان بطبق خوخ ‪-‬‬
‫إما أن يكون هدية وإما أن غلمه جاء به من البستان ‪ -‬فلما وضعه بي يديه قال‪ :‬لول أن أعلم أنك قد أكلت منه لطعمتك واحدة! وقال‬
‫رمضان‪ :‬كنت مع شيخ أهوازي ف جعفرية‪ .‬وكنت ف الذنب وكان ف الصدر‪ .‬فلما جاء وقت الغداء أخرج من سلة له دجاجة وفرخا‬
‫واحدا مبدا‪ .‬وأقبل يأكل ويتحدث ول يعرض علي‪ .‬وليس ف السفينة غيي وغيه! فرآن أنظر إليه مرة وإل ما بي يديه مرة‪ .‬فتوهم أن‬
‫أشتهيه واستبطئه‪ .‬فقال ل‪ :‬ل تدق النظر من كان عنده أكل مثلي ومن لك يكن عنده نظر مثلك!‪ .‬قال‪ :‬ث نظر إل وأنا أنظر إليه فقال‪ :‬يا‬
‫هناه أنا ر جل حسن الكل ل آكل إل طيب الطعام‪ .‬وأ نا أخاف أن تكون عينك مالة وع ي مثلك سريعة‪ .‬فاصرف عن وجهك‪ .‬قال‪:‬‬
‫فوثبت عليه فقبضت على ليته بيدي اليسرى ث تناولت الدجاجة بيدي اليمن‪ .‬فما زلت أضرب با رأسه حت تقطعت ف يدي! ث تول‬
‫إل مكان فمسح وجهه وليته‪ .‬ث أقبل علي فقال‪ :‬قد أخرتك أن عينك مالة وأنك ستصيبن بعي! قلت‪ :‬وما شبه هذا من العي قال إنا‬
‫العي مكروه يدث‪ .‬فقد أنزلت بنا ( الصفحة ‪ ) 95 :‬عينك أعظم الكروه! فضحكت ضحكا ما ضحكت مثله‪ .‬وتكالنا حت كأنه ل‬
‫يقل قبيحا وحت كأن ل أفرط عليه‪ .‬هذه ملتقطات أحاديث أصحابنا وأحاديثنا وما رأينا بعيوننا‪ .‬فأما أحاديث الصمعي وأب عبيدة وأب‬
‫السن فإن ل أجد منها ما يصلح لذا الوضع إل ما قد كتبته ف هذا الكتاب وهي بضعة عشر حديثا‪ .‬قالوا‪ :‬كان للمغية بن عبد ال بن‬
‫أب عقيل الثقفي وهو على الكوفة جدي يوضع على مائدته بعد الطعام‪ .‬ول يكن أحد يسه إذ كان هو ل يسه! فأقدم عليه أعراب يوما ول‬
‫يعرف سية أصحابنا فيه فلم يرض بأكل لمه حت تعرق عظمه‪ .‬فقال له الغية‪ :‬يا هذا! تطالب عظام هذا الدي بذحل هل نطحتك أمه‬
‫وكان الصمعي يقول‪ :‬إنا قال‪ :‬يا هذا! تطالب عظام هذا البائس بذحل هل نطحتك أمه‪ .‬قال‪ :‬وكان على شرطته عبد الرحن بن طارق‬
‫فقال لر جل من الشرط‪ :‬إن أقد مت على جدي الم ي أ سقطت ع نك نو بة سنة‪ .‬فبل غه ذلك فشكاه إل الجاج فعزله وول مكا نه زياد بن‬
‫جد يد‪ .‬فكان أث قل عل يه من ع بد الرح ن‪ .‬ول يقدر على عزله إذ كان من ق بل الجاج‪ .‬فكان الغية إذا خ طب قال‪ :‬يا أ هل الكو فة! من‬
‫بغاكم الغوائل وسعى بكم إل أميكم فلعنه ال ولعن أمه العوراء! وكانت أم زياد عوراء‪ .‬فكان الناس يقولون‪ :‬ما رأينا تعريضَا قط أطيب‬
‫من تعريضه!‪ .‬قالوا‪ :‬وكان لزياد الارثي جدي ل يسه ول يسه أحد! فعشي ف شهر رمضان قوما فيهم أشعب‪ .‬فعرض أشعب للجدي من‬
‫بينهم‪ .‬فقال زياد‪ :‬أما لهل السجن إمام يصلي بم قالوا‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فليصل بم أشعب‪ .‬فقال أشعب‪ :‬أو غي هذا ‪ -‬أصلح ال المي ‪ -‬قال‪:‬‬
‫ل من أشراف أهل البصرة‪ .‬وكان عبد‬ ‫وما هو قال‪ :‬أحلف بالحرجات أل آكل لم جدي أبدا! قالوا‪ :‬دعا عبد اللك بن قيس الذئب رج ً‬
‫اللك بيلً على الطعام جوادا بالدراهم‪ .‬فاستصحب الرجل ساكنا‪ .‬فلما رآه عبد اللك ضاق به ذرعا‪ .‬فأقبل عليه فقال له‪ :‬ألف درهم خي‬
‫لك من احتباسك علينا! واحتمل غرم ألف ( الصفحة ‪ ) 96 :‬درهم ول يتمل أكل رغيف! وتناول أعراب من بي يدي سليمان بن عبد‬
‫اللك دجاجة فقال له‪ :‬يكفيك ما بي يديك وما يليك‪ .‬قال العراب‪ :‬ومنها شيء حى قال‪ :‬فخذها ل بورك لك فيها! قال‪ :‬وكان معاوية‬
‫تعجبه القبة‪ .‬وتغدى معه ذات يوم صعصعة بن صوحان فتناولا صعصعة من بي يدي معاوية‪ .‬قال معاوية‪ :‬إنك لبعيد النجعة! قال صعصعة‪:‬‬
‫من أدب انتجع! وقال‪ :‬دخل هشام بن عبد اللك حائطا له فيه فاكهة وأشجار وثار ومعه أصحابه‪ .‬فجعلوا يأكلون ويدعون بالبكة! فقال‬
‫هشام‪ :‬يا غلم! اقلع هذا واغرس مكانه الزيتون! قال‪ :‬وكان الغية بن عبد ال بن أب عقيل الثقفي يأكل ترا هو وأصحابه‪ .‬فانطفأ السراج‪.‬‬
‫وكانوا يلقون النوى ف طست‪ .‬فسمع صوت نواتي فقال‪ :‬من هذا الذي يلعب بكعبي وقالوا‪ :‬باع حويطب بن عبد العزى دارا من معاوية‬
‫بم سة وأربع ي ألف دينار‪ .‬فق يل له‪ :‬أ صبحت كث ي الال‪ .‬قال‪ :‬و ما منف عة خ سة وأربع ي ألفا مع ستة من العيال وقالوا‪ :‬سأل خالد بن‬
‫صفوان رجل فأعطاه درها فاستقله السائل فقال‪ :‬يا أحق! إن الدرهم عشر العشرة وإن العشرة عشر الائة وإن الائة عشر اللف وإن اللف‬
‫عشر العشرة اللف‪ .‬أما ترى كيف ارتفع الدرهم إل دية مسلم! قالوا‪ :‬كان بلل بن أب بردة قد خاف الذام وهو وال البصرة‪ .‬فوصفوا‬
‫له الستنقاع ف السمن‪ .‬وكان يفطر الناس ف شهر رمضان‪ .‬فكانوا يلسون حلقا وتوضع لم الوائد‪ .‬فإذا أقام الؤذن نض بلل إل الصلة‬
‫ويستحي الخرون‪ .‬فإذا قاموا إل الصلة جاء البازون فرفعوا الطعام! قال‪ :‬واحتقن عمر بن يزيد السدي بقنة فيها أدهان‪ .‬فلما أدهان‪.‬‬
‫فلما حركته بطنه كره أن يأت اللء فتذهب تلك الدهان‪ .‬فكان يلس ف الطست ويقول‪ :‬صفوا هذا فإنه يصلح للسراج! قال‪ :‬وخبنا‬
‫جار له قال‪ :‬رأيته يتخلل من الطعام بلل واحد شهرا كلما تغدى حذف من وقالوا‪ :‬كان ذراع الذراع مع خالد بن صفوان‪ .‬فوضعوا بي‬
‫يديه دجاجة وبي يديه شيء من زيتون‪ .‬فجعل يلحظ الدجاجة‪ .‬فقال‪ :‬كأنك تم با! قال‪ :‬ومن ينعن قال‪ :‬إذا أصي أنا ( الصفحة ‪:‬‬
‫‪ ) 97‬وأنت ف مال سواء! قال‪ :‬ومد يده أبو الشهب إل شيء بي يدي نيلة بن مرة السعدي فقال‪ :‬إذا أفردت بشيء فل تعترض لغيه‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ومات وعليبه للدقاق وحده ثانون ألف درهبم لكثرة طعامبه! وقالوا‪ :‬كان الكبم ببن أيوب الثقفبي عاملً للحجاج على البصبرة‪.‬‬
‫وا ستعمل على العرق جر ير بن بي هس الاز ن ول قب جر ير العطرق‪ .‬فخرج ال كم يتنه و هو باليما مة‪ .‬فد عا العطرق إل غدائه‪ .‬ف كل م عه‬
‫فتناول دراجة كانت بي يديه‪ .‬فعزله وول مكانه نويرة الازن‪ .‬فقال نويرة وهو ابن عم العطرق‪ :‬قد كان ف العرق صيد لو قنعت بفيه غن‬
‫لك عن دراجة الكم وف عوارض ل تنفك تأكلهالو كان يشفيك لم الزر من قرم! وف وطاب ملة مثممةفيها الصريح الذي يشفي‬
‫من القرم ولا ول مكانه نويرة بلغه أنه ابن عم له فعزله‪ .‬فقال نويرة‪ :‬ول ساق سراق العراقة صالبن ول كلفت ذنب العطرق وتناول‬
‫رجل من قدام أمي كان لنا ضخم بيضة فقال‪ :‬خذها فإنا بيضة العقر‪ .‬فلم يزل مجوبا حت مات‪ .‬وأت ضيعة له يتنه إليها ومعه خسة‬
‫رجال من خاصته وقد حلوا معه طعام خسمائة وثقل عليه أن يأكلوا معه واشتد جوعه فجلس على مشارة بقل‪ .‬فأقبل ينتزع الفجلة فيطوي‬
‫جزرتا بعرقها ث يأكلها من غي أن تغسل من كلب الوع ويقول لواحد منهم كان أقرب المسة إليه ملسا‪ :‬لو ذهب هؤلء الثقلء لقد‬
‫أكلنا! قالوا‪ :‬وأكل عبد الرحن بن أب بكرة على خوان معاوية فرأى لقم عبد الرحن‪ .‬فلما كان بالعشي وراح إليه أبو بكرة قال‪ :‬ما فعل‬
‫ابنك التلقامة قال‪ :‬اعتل‪ .‬قال‪ :‬مثله ل يعدم العلة! وأكل أعراب مع أب السود الدؤل فرأى له لقما منكرا وهاله ما يصنع‪ .‬قال له‪ :‬ما اسك‬
‫قال لقمان‪ .‬قال‪ :‬صبدق أهلك أنبت لقمان! قالوا‪ :‬وكان له دكان ل يسبع إل مقعده وطببيقا يوضبع بيب يديبه وجعله مرتفعا ول يعبل له‬
‫( الصفحة ‪ ) 98 :‬عتبا كي ل يرتقي إليه أحد‪ .‬قالوا‪ :‬فكان أعراب يتحي وقته ويأتيه على فرس فيصي كأنه معه على الدكان‪ .‬فأخذ دبة‬
‫وج عل فيها ح صى وات كأ علي ها‪ .‬فإذا رأى العراب قد أقبل أراه كأنه يول متكأه‪ .‬فإذا قعق عت الدبة بالصى ن فر الفرس‪ .‬قالوا‪ :‬فلم يزل‬
‫العراب يدينه ويقعقع هو به حت نفر منه فصرعه‪ .‬فكان ل يعود بعد ذلك إليه‪ .‬رسالة أب العاص بن عبد الوهاب بن عبد الجيد الثقفي إل‬
‫الثقفي بسم ال الرحن الرحيم أما بعد فإن جلوسك إل الصمعي وعجبك بسهل بن هارون واسترجاحك إساعيل بن غزوان وطعمك‬
‫على مويس بن عمران وخلطتك بابن مشارك واختلفك إل ابن التوأم وإكثارك من ذكر الال وإصلحه والقيام عليه واصطناعه وإطنابك ف‬
‫وصف النرويج والتثمي وحسن التعهد والتوفي ‪ -‬دليل على خبئ سوء وشاهد على عيب وإدبار بعد أن كنت تستثقل ذكرهم وتستشنع‬
‫فعلهم وتتعجب من مذهبهم وتسرف ف ذمهم‪ .‬وليس يلهج بذكر المع إل من قد عزم على المع ول يأنس بالبخلء إل الستوحش من‬
‫وف تفظك قول سهل بن هارون‪ " :‬ف الستعداد ف حال الهلة وف الخذ بالثقة وأن أقبح التفريط ما جاء مع طول الدة وأن الزم كل‬
‫الزم وال صواب كل ال صواب أن ي ستظهر على الدثان وأن ي عل ما ف ضل عن قوام البدان ردءا دون صروف الزمان وأ نا ل ن سب إل‬
‫الكمة حت نوط أصل النعمة بأن نعل دون فضولا جنة " ‪ -‬شاهد على عجبك بذهبه وبرهان على ميلك إل سبيله‪ .‬وف استحسانك‬
‫رواية الصمعي ف " أن أكثر أهل النار النساء والفقراء وأن أكثر أهل النة البله والغنياء وأن أرباب الدثور هم الذين ذهبوا بالجور " ‪-‬‬
‫برهان على صحة حكمنا عليك ودليل على صواب رأينا فيك‪ .‬وف تفضيلك كلم ابن غزوان حي قال‪ " :‬تنعمتم بالطعام الطيب وبالثياب‬
‫الفاخرة وبالشراب الرقيق وبالغناء الطرب وتنعمنا بعز الثروة وبصواب النظر ف العاقبة وبكثرة الال والمن من سوء الال ومن ذل الرغبة‬
‫إل ( ال صفحة ‪ ) 99 :‬الرجال والع جز عن م صلحة العيال ‪ -‬فتلك لذت كم وهذه لذت نا‪ .‬وهذا رأي نا ف الت سلم من الذم وذاك رأي هم ف‬
‫التعرض للحمد‪ .‬وإنا ينتفع بالمد السليم الفارغ البال ويسر باللذات الصحيح الصادق الس‪ .‬فأما الفقي فما والطعام الذي آثرتوه يعود‬
‫رجيعا والشراب يصي بولً والبناء يعود نقضا‪ .‬والغناء ريح هابة ومسقط للمروءة وسخافة تفسد ورنة تسي‪ .‬فلذتكم فيما حوى لكم الفقر‬
‫ونقض الروءة ولذتنا فيما حوى لنا الغن وبن الروءة‪ .‬فنحن ف بناء وأنتم ف هدم ونن ف إبرام وأنتم ف نقض ونن ف التماس العز الدائم‬
‫مع فوت بعض اللذة وأنتم ف التعرض للذل الدائم مع فوت كل مروءة "‪ .‬وقد فهمنا معن حكايتك وما لجت به من روايتك‪ .‬والدليل على‬
‫انتقاض طبا عك وإدباز أمرك ا ستحسانك ضد ما ك نت ت ستحسن وعش قك ل ا ل تزل ت قت‪ .‬فبعدا و سحقا! ول يب عد ال إل من ظلم!‬
‫والشا عر أب صر ب كم ح يث يقول‪ :‬فإن سعت بلك للبخ يل ف قل‪:‬بعدا و سحقا له من هالك مودى! ترا ثه ج نة للوارث ي إذاأودى وجثما نه‬
‫للتراب والدود وقال آ خر‪ :‬تبلى ما سن وج هه ف قبهوالال ب ي عدوه مق سوم وال مد ل الذي ل يت ن ح ت أران يك وكيلً ف مالك‬
‫وأجيا لوارثك‪ .‬وهل تزيد حال من أنفق جيع ماله ورأى الكروه ف عياله وظهر فقره وشت به عدوه على أكثر من انصراف الؤنسي عنه‬
‫وعلى ب غض عياله وعلى خشو نة الل بس وخشو نة الأ كل وهذا كله مت مع ف م سك البخ يل وم صبوب على ها مة الشح يح ومع جل للئ يم‬
‫وملزم للمنوع أل إن النفق قد ربح الحمدة وتتع بالنعمة ول يعطل القدرة ووف كل خصلة من هذه حقها ووفر عليها نصيبها والمسك‬
‫معذب بصر نفسه وبالكد لغيه مع لزوم الجة وسقوط المة والتعرض للذم والهانة ومع تكيم الرة السوداء ف نفسه وتسلطيها على‬
‫عر ضه وتكين ها من عي شه و سرور قل به‪ .‬ول قد سرى إل يك عرق ول قد د خل أعرا قك جور ول قد ع مل في ها قادح ول قد غال ا غول و ما‬
‫( الصفحة ‪ ) 100 :‬هذا الذهب من أخلق صميم ثقيف ول من شيم أعرقت فيها قريش‪ .‬ولقد عرض إقراف ولقد أفسدتك هجنة‪.‬‬
‫ولقد قال معاوية‪ :‬من ل يكن من بن عبد الطلب جوادا فهو دخيل ومن ل يكن من آل الزبي شجاعا فهو لزيق ومن ل يكن من بن الغية‬
‫تياها فهو سنيد‪ .‬وقال سلم بن قتيبة‪ :‬إذا رأيت الثقفي يعز من غي طعام ويكسب لغي إنفاق فبهرجه ث برجه‪ .‬وقال بلل بن أب بردة‪ :‬لول‬
‫شباب ثق يف و سفهاؤهم ما كان ل هل الب صرة مال‪ .‬إن ال جواد ل يب خل و صدوق ل يكذب وو ف ل يغدر وحل يم ل يع جل وعدل ل‬
‫يظلم‪ .‬وقد أمرنا بالود ونانا عن البخل وأمرنا بالصدق ونانا عن الكذب وأمرنا باللم ونانا عن العجلة وأمرنا بالعدل ونانا عن الظلم‬
‫وأمرنا بالوفاء ونانا عن الغدر‪ .‬فلم يأمرنا إل با اختار لنفسه ول يزجرنا إل عما ل يرضه لنفسه‪ .‬وقد قالوا بأجعهم‪ :‬إن ال أجود الجودين‬
‫وأمد المدين كما قالوا‪ :‬أرحم الرحي وأحسن الالقي‪ .‬وقالوا ف التأديب لسائليهم والتعليم لجوادهم‪ :‬ل تاودوا ال فإن ال ‪ -‬جل‬
‫ذكره ‪ -‬أجود وأمد‪ .‬وذكر نفسه ‪ -‬جل جلله وتقدست أساؤه ‪ -‬فقال‪ " :‬ذو الفضل العظيم " و " ذي الطول ل إله إل هو "‪ .‬وقال‪" :‬‬
‫ذو اللل والكرام "‪ .‬وذكروا النب صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬ل يضع درها على درهم ول لبنة على لبنة‪ .‬وملك جزيرة العرب فقبض‬
‫الصدقات وجبيت له الموال ما بي غدران العراق إل شحر عمان إل أقصى ماليف اليمن‪ .‬ث توف وعليه دين ودرعه مرهونة‪ .‬ول يسأل‬
‫حا جة قط فقال‪ :‬ل‪ .‬وكان إذا سئل أع طى وإذا و عد أو أط مع كان وعده كالعيان وإطما عه كالناز‪ .‬ومدح ته الشعراء بالود وذكر ته‬
‫الطباء بالسماح‪ .‬ولقد كان يهب للرجل الواحد الضاجعة من الشاء والعرج من البل ‪ -‬وكان أكثر ما يهب اللك من العرب مائة بعي‬
‫فيقال‪ :‬وهب هنيدة‪ .‬وإنا يقال ذلك إذا أريد بالقول غاية الدح ‪ -‬ولقد وهب لرجل ألف بعي‪ .‬فلما رآها تزدحم وفخرت هاشم على سائر‬
‫قر يش فقالوا‪ :‬ن ن أط عم الطعام وأضرب للهام‪ .‬وذكر ها ب عض العلماء فقالوا‪ :‬أجواد أماد ذوو ال سنة حداد‪ .‬وأج عت ال مم كل ها بيل ها‬
‫وسخيها ومزوجها على ذم البخل وحد الود كما أجعوا على ذم الكذب وحد الصدق‪ .‬وقالوا‪ :‬أفضل الود الود بالجهود‪ .‬وحت قالوا‬
‫ف جهد القل وفيمن أخرج الهد وأع طى ال كل‪ .‬وح ت جعلوا لن جاد بنفسه فضيلة على من جاد باله فقال الفرزدق‪ ( :‬ال صفحة ‪:‬‬
‫‪ ) 101‬على ساعة لو كان ف القوم حاتعلى جوده ضنت به نفس حات ول يكن الفرزدق ليضرب الثل ف هذا الوضع بكعب بن مامة‬
‫وقد جاد بوبائه عند الصافنة‪ .‬فما رأينا عربيا سفه حلم حات لوده بميع ماله ول رأينا أحدا منهم سفه حلم كعب على جوده بنفسه بل‬
‫جعلوا ذلك من كعب لياد مفخرا‪ .‬وجعلوا ذلك من حات طيئ مأثرة لقحطان على عدنان ث للعرب على العجم ث لسكان جزيرة العرب‬
‫ولهل تلك البية على سائر الزائر والترب‪ .‬فمن أراد أن يالف ما وصف اله ‪ -‬جل ذكره ‪ -‬به نفسه وما منح من ذلك نبيه صلى ال عليه‬
‫وسلم وما فطر على تفضيله العرب قاطبة والمم كافة ل يكن عندنا فيه إل إكفاره واستسقاطه‪ .‬ول نر المة أبغضت جوادا قط ول حقرته‬
‫بل أحبته وأعظمته بل أحبت عقبه وأعظمت من أجله رهطه‪ .‬ول وجدناهم أبغضوا جوادا لجاوزته حد الود إل السرف ول حقرته‪ .‬بل‬
‫وجدنا هم يتعلمون مناق به ويتدار سون ما سنه‪ .‬وح ت أضافوا إل يه من نوادر الم يل ما ل يفعله ونلوه من غرائب الكرم ما ل ي كن يبل غه‪.‬‬
‫ولذلك زعموا أن الثناء ف الدنيا يضاعف كما تضاعف السنات ف الخرة‪ .‬نعم وحت أضافوا إليه كل مديح شارد وكل معروف مهول‬
‫الصاحب‪ .‬ث وجدنا هؤلء بأعيانم للبخيل على ضد هذه الصفة وعلى خلف هذا الذهب‪ :‬وجدناهم يبغضونه مرة ويقرونه مرة ويبغضون‬
‫بف ضل بغ ضه ولده ويتقرون بف ضل احتقار هم له ره طه ويضيفون إل يه من نوادر اللؤم ما ل يبل غه و من غرائب الب خل ما ل يفعله‪ .‬وح ت‬
‫ضاعفوا عل يه من سوء الثناء بقدر ما ضاعفوا للجواد من ح سن الثناء‪ .‬وعلى أ نا ل ن د الوائح إل أموال ال سخياء أ سرع من ها إل أموال‬
‫البخلء ول رأينا عدد من افتقر من البخلء أقل‪ .‬والبخيل عند الناس ليس هو الذي يبخل على نفسه فقط فقد يستحق عندهم اسم البخيل‬
‫ويستوجب الذم من ل يدع لنفسه هوى إل ركبه ول حاجة إل قضاها ول شهوة إل ركبها وبلغ فيها غايته‪ .‬وإنا يقع عليه اسم البخيل إذا‬
‫كان زاهدا ف كل ما أو جب الش كر ونوه و قد يعلق البخ يل على نف سه من الؤن ويلزم ها من الكلف ويت خذ من الواري والدم و من‬
‫الدواب والشم ومن النية العجيبة ومن البزة الفاخرة‪ .‬والشارة السنة ما يرب على نفقة ( الصفحة ‪ ) 102 :‬السخي الثري ويضعف‬
‫على جود الواد الكري‪ .‬فيذهب ماله وهو مذموم ويتغي حاله وهو ملوم‪ .‬وربا غلب عليه حب القيان واستهتر بالصيان‪ .‬وربا أفرط ف‬
‫حب ال صيد وا ستول عل يه حب الرا كب‪ .‬ورب ا كان إتل فه ف العرس والرس والولي مة وإ سرافه ف العذار و ف العقي قة والوكية‪ .‬ورب ا‬
‫ذهبت أمواله ف الوضائع والودائع‪ .‬وربا كان شديد البخل شديد الب للذكر ويكون بله أوشج ولؤمه أقبح فينفق أمواله ويتلف خزائنه‬
‫ول يرج كفافا ول ي نج سليما‪ .‬كأ نك ل تر بيلً مدوعا وبيلً مضعوفا وبيلً مضياعا وبيلً نفاجا وبيلً ذ هب ماله ف البناء وبيلً‬
‫ل أنفق ماله ف طمع كاذب وعلى أمل خائب وف طلب الوليات والدخول ف القبالت وكانت فتنته با يؤمل‬ ‫ذهب ماله ف الكيمياء وبي ً‬
‫من المرة فوق فتنته با قد حواه من الذهب والفضة‪ .‬قد رأيناه ينفق على مائدته وفاكهته ألف درهم ف كل يوم وعنده ف كل يوم عرس‬
‫ولن يطعن طاعن ف السلم أهون عليه من أن يطعن طاعن ف الرغيف الثان ولشق عصا الدين وإنا صارت الفات إل أموال البخلء‬
‫ل وإما أن يكون أحسن بال ظنا‪ .‬وهو على كل‬ ‫ل وأسوأ بال ظنا‪ .‬والواد إما أن يكون متوك ً‬
‫أسرع والوائح عليهم أكلب لنم أقل توك ً‬
‫حال بالتوكل أشبه وإل ما أشبهه أنزع‪ .‬وكيفما دار أمره ورجعت الال به فليس من يتكل على حزمه ويلجأ إل كيسه ويرجع إل جودة‬
‫احتيا طه وشدة احترا سه‪ .‬واعتلل البخ يل بالدثان و سوء ال ظن بتقلب الزمان إن ا هو كنا ية عن سوء ال ظن بالق الدثان وبالذي يدث‬
‫الزمان وأهل الزمان‪ .‬و هل تري الحداث إل على تقد ير الحدث ل ا و هل تتلف الزمنة إل على ت صريف من دبرها أول سنا وإن جهلنا‬
‫أسبابا فقد أيقنا بأنا تري إل غاياتا والدليل على أنه ليس بم خوف الفقر وأن المع والنع إما أن يكون عادة منهم أو طبيعة فيهم أنك‬
‫قد ت د اللك بيلً وملك ته أو سع وخر جه أدر وعدوه أ سكن‪ .‬وت د أحزم م نه جوادا وإن كا نت ملك ته أض يق وخر جه أ قل وعدوه أ شد‬
‫حركة‪ .‬وقد علمنا أن الزنج أقصر الناس مرة وروية وأذهلهم عن معرفة العاقبة‪ .‬فلو كان سخاؤهم إنا هو لكلل حدهم وتكون الروم أبل‬
‫من الصقالبة وكان ينبغي ف الرجال ف الملة وكان ( الصفحة ‪ ) 103 :‬ينبغي أن يكون أقل البخلء عقلً أعقل من أشد الجواد عقلً‬
‫وكان ينبغي للكلب ‪ -‬وهو قالوا‪ " :‬هو أسخى من ل فظة " و " الم من كلب على جيفة " و " الم من كلب على عرق "‪ .‬وقالوا‪ " :‬أجع‬
‫كلبك يتبعك " و " نعم كلب ف بؤس أهله " ونشهد أن ممدا عبده ورسوله " سن كلبك يأكلك " و " أحرص من كلب على عقي صب‬
‫" و " أجوع من كلبة حو مل " و " لو أبذأ من كلب " " حش فلن من خرء الكلب " و " اخسأ! " كما يقال للكلب و " كالكلب ف‬
‫الرى‪ :‬ل هو يعتلف ول هو يترك الدابة تعتلف "‪ .‬وقال الشاعر‪ :‬سرت ما سرت من ليلها ث عرستعلى رجل بالعرج ألم من كلب وقال‬
‫ال جل ذكره‪ " :‬فمثله كمثل الكلب إن تمل عليه يلهث أو تتركه يلهث "‪ .‬وكان ينبغي ف هذا القياس أن يكون الراوزة أعقل البية وأهل‬
‫خراسان أدرى البية‪ .‬ونن ل ند الواد يفر من اسم السرف إل الود كما ند البخيل يفر من اسم البخل إل القتصاد‪ .‬وند الشجاع‬
‫يفر من اسم النهزم والستحي يفر من اسم الجل‪ .‬ولو قيل لطيب ثابت النان‪ :‬وقاح لزع ‪ -‬فلو ل يكن من فضيلة الود إل أن جيع‬
‫التجاوز ين لدود أ صناف ال ي يكرهون ا سم تلك الفضلة ‪ -‬إل الواد ل قد كان ف ذلك ما يبي قدره ويظ هر فضله‪ .‬الال فا تن والن فس‬
‫راغبة والموال منوعة وهي على ما منعت حريصة‪ .‬وللنفوس ف الكاثرة علة معروفة لن من ل فكرة له ول روية موكل بتعظيم ذي الثروة‬
‫وإن ل تكن منه منالة‪ .‬وقد قال الول‪ :‬وزادها كلفا بالب أن منعتأحب شيء إل النسان ما منعا وف بعض كتب الفرس‪ :‬كل عزيز‬
‫ت ت القدرة ف هو ل يل‪ .‬وقالت معاذة العدو ية‪ :‬كل مقدور عل يه فمقلي أو مقور‪ .‬ولو كانوا لولد هم يمعون ول م يكدون و من أجل هم‬
‫يرصون لعلوا لم كثيا ما يطلبون ولتركوا ماسبتهم ف كثي ما يشتهون‪ .‬وهذا بعض ما بغض بعض الورثي إل الوارثي وزهد الخلف‬
‫ف طول عمر السلف‪ .‬ولو كانوا لولدهم يهدون ولم يمعون لا جع الصيان الموال ولا كن الرهبان الكنوز ولستراح العاقر من ذل‬
‫الرغبة ولسلم العقيم من كد الرص‪ .‬وكيف ونن نده بعد أن يوت ( الصفحة ‪ ) 104 :‬ابنه الذي كان يعتل به والذي من أجله كان‬
‫يمع على حاله ف الطلب والرص وعلى مثل ما كان عليه من المع والنع‪ .‬والعامة ل تقصر ف الطلب والكرة والبخلء ل يدوا شيئا‬
‫من جهدهم ول أعفوا بعد قدرتم ول قصروا ف شيء من الرص والصر لنم ف دار قلعة وبعرض نقلة‪ .‬حت لو فالبخيل متهد والعامي‬
‫ل شقيا ‪ -‬فف يم اعتلل م‬ ‫غ ي مق صر‪ .‬ف من ل ي ستعن على ما و صفنا بطبي عة قو ية وبشهوة شديدة وبن ظر شاف كان إ ما عاميا وإ ما بي ً‬
‫بأولد هم واحتجاج هم بوف التلون من أزمنت هم قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم لوا فد كذب عنده كذ بة وكان جوادا‪ :‬لول خ صلة‬
‫ومقك ال عليها لشردت بك من وافد قوم‪ .‬وقيل للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬هل لك ف بيض النساء وأدم البل قال‪ :‬ومن هم قال‪ :‬بنو‬
‫مدل‪ .‬قال‪ :‬ينعن من ذاك قراهم الضيف وصلتهم الرحم‪ .‬وقال لم أيضا‪ :‬إذا نروا ثجوا وإذا لبوا عجوا‪ .‬وقال للنصار‪ :‬من سيدكم قالوا‪:‬‬
‫الر بن قيس على أنه يزن فينا ببخل فقال‪ :‬وأي داء أدوأ من البخل ث جعله من أدوإ الداء‪ .‬وقال للنصار‪ :‬أما وال ما علمتكم إل لتكثرون‬
‫عند الفزع وتقلون عند الطمع‪ .‬وقال‪ :‬كفى بالرء حرصا ركوبه البحر‪ .‬وقال‪ :‬لو أن لبن آدم واديي من مال لبتغى ثالثا ول يشبع ابن آدم‬
‫إل التراب ويتوب ال على من تاب‪ .‬وقال‪ :‬ال سخاء من الياء والياء من اليان‪ .‬وقال‪ :‬إن ال جواد ي ب الود‪ .‬وقال‪ :‬أن فق يا بلل ول‬
‫ت ش من ذي العرش إقللً‪ .‬وقال‪ :‬ل توكي فيو كي عليك‪ .‬وقال‪ :‬ل ت ص فيح صى عليك‪ .‬وقالوا‪ :‬ل ينف عك من زاد ما تب قى‪ .‬ول ي سم‬
‫الذ هب والف ضة بالجر ين إل و هو ير يد أن ي ضع من أقداره ا و من فت نة الناس ب ما‪ .‬وقال لق يس بن عا صم‪ :‬إن ا لك من مالك ما أكلت‬
‫فأفن يت و ما لب ست فأبل يت أو أعط يت فأمض يت‪ .‬و ما سوى ذلك فللوارث‪ .‬وقال الن مر بن تولب‪ :‬وح ثت على ج ع وم نع ونف سهالا ف‬
‫صروف الدهر حق كذوب وكائن رأينا من كري مرزإأخي ثقة طلق اليدين وهوب شهدت وفاتون‪ .‬وكنت حبستنيفقيا إل أن يشهدوا‬
‫وتغيب أعاذل إن ي صبح صداي بقفرةبعيدا نآ ن صاحب وقريب ( ال صفحة ‪ ) 105 :‬ترى أن ما أبقيت ل أك ربوأن الذي أمضيت‬
‫كان نصيب وذي إبل يسعى ويسبها لأخي نصب ف رعيها ودءوب وذي وغدا رب سواه يسوقها وبدل أحجار وجال قليب وقال‬
‫أيضا‪ :‬قا مت تبا كي أن سبأت لفتيةزقا وخاب ية بعود مق طع وقر يت ف مقري قلئص أربعاوقر يت ب عد قرى قلئص أر بع أتبك يا من كل‬
‫شيء هينسفه بكاء العي ما ل تدمع ل تطرديهم عن فراشي إنلبد يوما أن سيخلو مضجعي هل سألت بعادياء وبيتهواليل والمر الت‬
‫ل تنع وقال الارث بن حلزة‪ :‬بينا الفت يسعى ويسعى لتاح له من أمره خال يترك ما رقح من عيشهيعبث فيه هج هامج ل تكسع‬
‫الشول بأغبارهاإ نك ل تدري من النا تج وقال الذل‪ :‬إن الكرام مناهبون عم ال جد كل هم فنا هب أخلف وأتلف كل ش يء ذرع ته الر يح‬
‫ذاهب وقالت امرأة‪ :‬أنت وهبت الفتية السلهبوإبلً يار فيها الالب وغنما مثل الراد الاربتاع أيام وكل ذاهب وقال تيم بن مقبل‪:‬‬
‫فأخلف وأتلف إنا الال عبارةوكله مع الدهر الذي هو آكله وقال الطيئة‪ :‬من يفعل الي ل يعدم جوازيهل يذهب العرف بي ال والناس‬
‫وجاء ف الثر‪ :‬إن أهل العروف ف الدنيا أهل العروف ف الخرة‪ .‬وف الثل‪ :‬اصنع الي ولو إل كلب‪ :‬وقال ف الث على القليل فضلً‬
‫على الكثي‪ :‬قال ال جل ذكره‪ " :‬فمن يعمل مثقال ( الصفحة ‪ ) 106 :‬ذرة خيا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "‪ .‬وقالت عائشة‬
‫ف حبة عنب‪ :‬إن فيها لثاقيل ذر‪ .‬ولذلك قالوا ف الثل‪ :‬من حقر حرم‪ .‬وقال سلم بن قتيبة‪ :‬يستحي أحدهم من تقريب القليل من الطعام‬
‫ويأب أعظم منه‪ .‬وقال‪ :‬جهد الرء أكثر من عفوه‪ .‬وقدم رسول ال صلى ال عليه وسلم جهد القل على عفو الكثر وإن كان مبلغ جهده‬
‫قليلً ومبلغ ع فو الك ثر كثيا‪ .‬وقالوا‪ :‬ل ين عك من معروف صغره‪ .‬وقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬اتقوا النار ولو ب شق ترة‪ .‬وقال‪ :‬ل‬
‫تقروا اللقمة فإن ا تعود كالبل العظيم لقول ال جل ذكره‪ " :‬يحق ال الربا ويرب الصدقات "‪ .‬وقال‪ :‬ل تردوه ولو بصلة حبل‪ .‬وقالت‬
‫العرب‪ :‬أتاكم أخوكم يستتمكم فأتوا له‪ .‬وقالوا‪ :‬مانع التام ألوم‪ .‬وقالوا‪ :‬البخيل إن سأل ألف وإن سئل سوف‪ .‬وقالوا‪ :‬إن سئل جحد‬
‫وإن أعطى حقد‪ .‬وقالوا‪ :‬يرد قبل أن يسمع ويغضب قبل أن يفهم‪ .‬وقالوا‪ :‬البخيل إذا سئل ارتز وإذا سئل الواد اهتز‪ .‬وقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ " :‬ينادي كل يوم مناديان من السماء‪ :‬يقول أحدها‪ :‬اللهم عجل لنفق خلفا ويقول الخر‪ :‬اللهم عجل لمسك تلفا "‪ .‬وقالوا‪:‬‬
‫شر الثلثة الليم ينع دره ودر غيه‪ .‬وقال ال جل ذكره‪ " :‬الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل "‪ .‬وقالوا ف الثل ‪ -‬إن ألأك الدهر إل‬
‫ب يل‪ :‬شر ما ألأك إل م ة عرقوب‪ .‬وقال‪ :‬ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ " :‬قل العدل وأ عط الف ضل "‪ .‬وقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪" :‬‬
‫أناكم عن عقوق المهات ووأد البنات ومنع وهات "‪ .‬وقال ال عز وجل‪ " :‬ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيا "‪ .‬وقال‪" :‬‬
‫لن تنالوا الب حت تنفقوا ما تبون "‪ .‬وقال‪ " :‬ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بم خصاصة‪ .‬ومن يوق شح نفسه فأولئك هم الفلحون "‪.‬‬
‫وقالوا ف الصب على النائبة وف عاقبة الصب‪ :‬عند الصباح يمد القوم السري‪ .‬وقالوا‪ :‬الغمرات ث ينجلي‪ .‬وقال الريي‪ :‬ودون الندى ف‬
‫كل قلب ثنيةبا مصعد حزن ومنحدر سهل وود الفت ف كل نيل ينيلهإذا ما انقضىلو أن نائله جزل وقالوا‪ :‬خي الناس خي الناس للناس‬
‫وشر الناس شر الناس للناس‪ .‬وقالوا‪ :‬خي مالك ما نفعك‪ .‬وقالوا عجبا لفرط الكبة مع شباب الرغبة! كلنا يأمل مدا ف الجلوالنايا هي‬
‫آفات المل ( الصفحة ‪ ) 107 :‬وقال عبيد ال بن عكراش‪ :‬زمن خون ووارث شفون وكاسب زون‪ .‬فل تأ من الون وكن وارث‬
‫الشفون‪ .‬وقال‪ :‬يهرم ابن آدم ويشب معه خصلتان‪ :‬الرص والمل‪ .‬وكانوا يعيبون من يأكل وحده وقالوا‪ :‬ما أكل ابن عمر وحده قط‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬ما أكل السن وحده قط‪ .‬وسع ماشع الربعي قولم‪ :‬الشحيح أعذر من الظال فقال‪ :‬أخزى ال أمرين خيها الشح‪ .‬وقال بكر بن‬
‫عبد ال الزن‪ :‬لو كان هذا السجد مفعما بالرجال ث قيل ل‪ :‬من خيهم لقلت‪ :‬خيهم لم‪ .‬وقال النب صلى ال عليه وسلم‪ " :‬أل أنبئكم‬
‫بشرار كم قالوا‪ :‬بلى يا ر سول ال‪ .‬قال‪ :‬من نزل وحده وم نع رفده وجلد عبده "‪ .‬وقالت امرأة ع ند جنازة ر جل‪ :‬أ ما وال ما كان مالك‬
‫لبطنك ول أمرك لعرسك‪ .‬فلما بلغت الرسالة ابن التوأم كره أن ييب أبا العاص لا ف ذلك من الناقشة والباينة وخاف أن يترقى المر إل‬
‫أكثر من ذلك‪ .‬فكتب هذه وبعث با إل الثقفي‪ :‬بسم ال الرحن الرحيم أما بعد فقد بلغن ما كان من ذكر أب العاص لنا وتنويهه بأسائنا‬
‫وتشنيعه علينا‪ .‬وليس ينعنا من جوابه إل أنه إن أجابنا ل يكن جوابنا إياه على قوله الثان أحق بالترك من جوابنا له على قوله الول‪ .‬فإن‬
‫ن ن جعل نا لبتدائه جوابا وجعل نا لوا به الثا ن جوابا خرج نا إل التها تر و صرنا إل التخابر‪ .‬و من خرج إل ذلك ف قد ر ضي باللجاج حظا‬
‫وبال سخف ن صيبا‪ .‬ول يس يترس من أ سباب اللجاج إل من عرف أ سباب البلوى‪ .‬و من وقاه ال سوء التك في و سخفه وع صمه من سوء‬
‫التصميم ونكده فقد اعتدلت طباعه وتساوت خواطره‪ .‬ومن قامت أخلطه على العتدال وتكافأت خواطره ف الوزن ل يعرف من العمال‬
‫إل القتصاد ول يد أفعاله أبدا إل بي التقصي والفراط لن الوزون ل يولد إل موزونا كما أن الختلف ل يولد إل متلفا‪ .‬فالتابع ل يثنيه‬
‫زجر وليست له غاية دون التلف‪ .‬والتكفي ليس له مأتى ول جهة ول له رقية ول فيه حيلة‪ .‬وكل متلون ف الرض فمنحل العقد ميسر لكل‬
‫ر يح‪ .‬فدع ع نك خل طة الم عة فإ نه حارص ل خ ي ف يه واجت نب ركوب الموح ذي النوات فإن غاي ته الق تل الزؤاف ول ف الرون ذي‬
‫التصمم‪ .‬والتلون شر من الصمم إذ كنت ل تعرف له حالً يقصد إليها ول جهة يعمل عليها‪ .‬ولذلك صار العاقل يدع العاقل ول يدع‬
‫الح ق لن أبواب تدب ي العا قل وحيلة معرو فة وطرق خواطره م سلوكه ومذاه به م صورة معدودة‪ ( .‬ال صفحة ‪ ) 108 :‬ول يس لتدب ي‬
‫الحق وحيله جهة واحدة من أخطأها كذب‪ .‬والب الصادق عن الشيء الواحد واحد‪ .‬والبز الكاذب عن الشيء الواحد ل يصى له عدد‬
‫ول يو قف منه على حد‪ .‬وال صمم قتله بالجهاز والتلون قتله بالتعذ يب‪ .‬فإن قلنا فل يس إليه نق صد وإن احتجج نا فلي سنا عليه نرد‪ .‬ولك نا‬
‫إل يك نق صد بالقول وإل يك نر يد بالشورة‪ .‬و قد قالوا‪ :‬اح فظ سرك فإن سرك من د مك‪ .‬و سواء ذهاب نف سك وذهاب ما به يكون قوام‬
‫نفسك‪ .‬قال النجاب العنبي‪ " :‬ليس بكبي ما أصلحه الال "‪ .‬وفقد الشيء الذي به تصلح المور أعظم من المور‪ .‬ولذا قالوا ف البل‪" :‬‬
‫لو ل ي كن في ها إل أن ا رقوء الدم " ‪ -‬فالش يء الذي هو ث ن ال بل وغ ي ال بل أ حق بال صون‪ .‬و قد قضوا بأن ح فظ الال أ شد من ج عه‪.‬‬
‫ولذلك قال الشاعر‪ :‬وحفظك ما ًل قد عنيت بمعهأشد من المع الذي أنت طالبه ولذلك قال مشتري الرض لبائعها حي قال له البائع‪:‬‬
‫دفعتها إليك بطيئة الجابة عظيمة الؤنة‪ - .‬قال‪ :‬دفعتها إليك بطيئة الجتماع سريعة التفرق‪ .‬والدرهم هو القطب الذي تدور عليه رحى‬
‫الدنيا‪ .‬واعلم أن التخلص من نزوات الدرهم وتقلبه ‪ -‬من سكر الغن ‪ -‬وتفلته شديد‪ .‬فلو كان إذ تفلت كان حارسه صحيح العقل سليم‬
‫الوارح لرده ف عقاله ولشده بوثاق‪ .‬ولكنا وجدنا ضعفه عن ضبطه بقدر قلقه ف ول تغتر يقولم‪ :‬مال صامت فإنه أنطق من كل خطيب‬
‫وأن من كل نام‪ .‬فل تكترث بقولم‪ :‬هذين الجرين فتتوهم جودها وسكونما وقلة ظعنهما وطول إقامتهما فإن عملهما وها ساكنان‬
‫ونقضهما للطبائع وها ثابتان أكثر من صنيع السم الناقع والسبع العادي‪ .‬فإن كنت ل تكتفي بصنيعه حت تده ول تتال فيه حت يتال له‬
‫فالقب خي لك من الفقر والسجن خي لك من الذل‪ .‬وقول هذا مرة يعقب حلوة البد‪ .‬فخذ لنفسك بالثقة‪ .‬فقولك الاضي حلو يعقب‬
‫مرارة البد‪ .‬فخذ لنفسك بالثقة‪ .‬ول ترض أن يكون الرباء الراكب العود أحزم منك فإن الشاعر يقول‪ :‬أن أتيح لا حرباء تنضبةل يرسل‬
‫الساق إل مسكا ساقا واحذر أن ترج من مالك درها حت ترى مكانه خيا منه‪ .‬ول تنظر إل كثرته فإن رمل ( الصفحة ‪) 109 :‬‬
‫عال فلو أخذ منه ول يرد عليه لذهب عن آخره‪ .‬إن القوم قد أكثروا ف ذكر الود وتفضيله وف ذكر الكرم وتشريفه وسوا السرف جودا‬
‫وجعلوه كرما‪ .‬وكيف يكون كذلك وهو نتاج ما بي الضعف والنفج وكيف والعطاء ل يكون سرفا إل بعد ماوزة الق وليس وراء الق‬
‫إل البا طل كرم‪ .‬وإذا كان البا طل كرما كان ال ق لؤما‪ .‬وال سرف ‪ -‬حف ظك ال ‪ -‬مع صية‪ .‬وإذا كا نت مع صية ال كرما كا نت طاع ته‬
‫لؤما‪ .‬ولئن جعه ما ا سم وا حد وشله ما ح كم وا حد ومضادة ال ق للبا طل كمضادة ال صدق للكذب والوفاء للغدر والور للعدل والعلم‬
‫للجهل ليجمعن هذه الصال اسم واحد وليشملنها حكم واحد‪ .‬وقد وجنا ال عاب السرف وعاب المية وعاب العصية‪ .‬ووجدناه خص‬
‫السرف با ل يص به المية لنه ليس حب الرء لرهطه من العصية ول أنفقته من الضيم من حية الاهلية‪ .‬وإنا العصية ما جاوز الق‬
‫والمية العيبة ما تعدى القصد‪ .‬فوجدنا اسم النفة قد يقع ممودا ومذموما وما وجدنا اسم العصية ول اسم السرف يقع أبدا إل مذموما‪.‬‬
‫وإنا يسر باسم السرف جاهل ل علم له أو رجل إنا يسر به لن أحدا ل يسميه مسرفا حت يكون عنده قد جاوز حد الود وحكم له‬
‫بالق ث أردفه بالباطل‪ .‬فإن سر من غي هذا الوجه فقد شارك الادح ف الطإ وشاكله ف وضع الشيء ف غي موضعه‪ .‬وقد أكثروا ف ذكر‬
‫الكرم‪ .‬وما الكرم إل كبعض الصال الحمودة الت ل يعدمها بعض الذم‪ .‬وليس شيء يلوا من بعض النقص والوهن‪ .‬وقد زعم الولون أن‬
‫الكرم ي سبب الغ با وأن الغ با ي سبب البله وأ نه ل يس وراء البله إل الع ته‪ .‬و قد حكوا عن ك سرى أ نه قال‪ " :‬احذروا صولة الكر ي إذا جاع‬
‫واللئ يم إذا شببع " ‪ -‬و سواء جاع فظلم وأح فظ وع سف أم جاع وكذب وضرع وأ سف‪ .‬و سواء جاع فظلم غيه أم جاع فظلم نف سه‪.‬‬
‫والظلم لؤم‪ .‬وإن كان الظلم ل يس بلؤم فالن صاف ل يس بكرم‪ .‬فالود إذا كان ل كان شكرا له والش كر كرم‪ .‬ولن يكون الود ‪ -‬إذا كان‬
‫مع صية ‪ -‬كرما‪ .‬فك يف يتكرم من يتو صل بأياد يك إل مع صيتك وبنعم تك إل سخطك فل يس الكرم إل الطا عة‪ .‬ول يس اللؤم إل الع صية‬
‫وليس بود ما جاوز الق وليس بكرم ما خالف الشكر‪ .‬ولئن كان ماوز الق كريا ليكونن القصر دونه كريا‪ ( .‬الصفحة ‪) 110 :‬‬
‫فإن قضيتم بقول العامة فالعامة ليست بقدوة‪ .‬وكيف يكون قدوة من ل ينظر ول يصل ول يفكر ول يثل وإن قضيتم بأقاويل الشعراء وما‬
‫كان عليه أهل الاهلية الهلء فما قبحوه ما ل يشك ف حسنه أكثر من أن نقف عليه أو نتشاغل باستقصائه‪ .‬على أنه ليس بود إل ما‬
‫أوجب الشكر كما أنه ليس ببخل إل ما أوجب اللؤم‪ .‬ولن تكون العطية نعمة على العطى حت تراود با نفس ذلك العطى‪ .‬ولن يب عليه‬
‫الشكر إل مع شريطة القصد‪ .‬وكل من كان جوده يرجع إليه ولول رجوعه إليه لا جاد عليك ولو تيأ له ذلك العن ف سواك لا قصد إليك‬
‫‪ -‬فإنا جعلك معبا لدرك حاجته ومركبا لبلوغ مبته‪ .‬ولول بعض القول لوجب لك عليه حق يب به الشكر‪ .‬فليس يب لن كان كذلك‬
‫شكر وإن انتفعت بذلك منه إذا كان لنفسه عمل لنه لو تيأ له ذلك النفع ف غيك لا تطاه إليك‪ .‬وإنا يوصف بالود ف القيقة ويشكر‬
‫على النفع ف حجة العقل ‪ -‬الذي إن جاد عليك فلك جاد ونفعك أراد من غي أن يرجع إليه جوده بشيء من النافع على جهة من الهات‬
‫وهو ال وحده ل شريك له‪ .‬فإن شكرنا للناس على بعض ما قد جرى لنا على أيديهم فإنا هو لمرين‪ :‬أحدها التعبد وقد نعبد ال بتعظيم‬
‫الوالدين وإن كانا شيطاني وتعظيم من هو أسن منا وإن كنا أفضل منه‪ .‬والخر لن النفس ما ل تصل المور وتيز العان فالسابق إليها‬
‫حب من جرى ل ا على يده خي وإن كان ل يردها ول يق صد إليها‪ .‬ووجدنا عط ية الر جل لصاحبه ل تلوا أن تكون ل أو لغي ال‪ .‬فإن‬
‫كانت ل فثوابه على ال‪ .‬وكيف يب علي ف حجة العقل شكره وهو لو صادف ابن سبيل غيي لا حلن ول أعطان ‪ -‬وإما أن يكون‬
‫إعطاؤه إياي للذكر‪ .‬فإذا كان المر كذلك فإنا جعلن سلما إل تارته وسببا إل بغيته أو يكون إعطاؤه إياي من طريق الرحة والرقة ولا‬
‫يد ف فؤاده من الغصة والل فإن كان لذلك أعطى فإنا داوى نفسه من دائه وكان كالذي رفه من خناقه‪ .‬وإنه كان إنا أعطان من خوف‬
‫يدي أو ل سان أو اجترار معون ت ون صرت ف سبيله سبيل ج يع ما و صفنا وف صلنا‪ .‬فل سم الود موضعان‪ ( :‬ال صفحة ‪ ) 111 :‬أحده ا‬
‫حقيقة والخر ماز‪ .‬فالقيقة ما كان من ال والجاز الشتق له من هذا السم‪ .‬وما كان ل كان مدوحا وكان ل طاعة‪ .‬فإذا ل تكن العطية‬
‫من ال ول ل فل يس يوز هذا في ما سوه جودا ف ما ظ نك ب ا سوه سرفا أف هم ما أ نا مورده عل يك ووا صفه لك‪ :‬إن التر بح والتك سب‬
‫والستئكال بالديعة والطعم البيثة فاشيةغالبة ومستفيضة ظاهرة‪ .‬على أن كثيا من يضاف اليوم إل الناهة والتكرم وغلى الصيانة والتوقي‬
‫ليأخذ من ذلك بنصيب واف‪ .‬فما ظنك بدهاء الناس وجهورهم بل ما ظنك بالشعراء والطباء الذين إنا تعلموا النطق لصناعة التكسب‬
‫وهؤلء قوم بودهم أن أرباب الموال قد جاوزوا حد السلمة غلى الغفلة حت ل يكون للموال حارس ول دونا مانع‪ .‬فاحذرهم ول تنظر‬
‫إل بزة أحدهم فإن السكي أقنع منه ول تنظر غل موكبه فإن السائل أعف منه‪ .‬واعلم أنه مسك مسكي وإن كان ف ثياب جواد وروحه‬
‫روح نذل وإن كان ف جرم ملك‪ .‬وإن اختل فت وجوه م سألتهم واختل فت أقدار مطالب هم ف هو م سكي‪ .‬إل أن واحدا يطلب العلق وآ خر‬
‫يطلب الرق وآخر يطلب الدوانيق وآخر يطلب اللوف‪ .‬فجهة هذا هي جهة هذا وطعمة هذا هي طعمة هذا‪ .‬وإنا يتلفون ف أقدار ما‬
‫يطلبون على قدر الذق وال سبب‪ .‬فأحذر رقا هم و ما ن صبوا لك من الشرك واحرس نعم تك و ما د سوا ل ا من الدوا هي‪ .‬واع مل على أن‬
‫سحرهم يسترق الذهن ويتطف البصر‪ .‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن من البيان لسحرا‪ .‬وسع عمر بن عبد العزيز رجلً يتكلم ف‬
‫حا جة فقال‪ :‬هذا وال سحر اللل‪ .‬و قد قال ر سول ال صلى ال عل يه وسلم‪ :‬ل خلبة ‪ -‬واحذر احتمال مدي هم فإن متمل الديح ف‬
‫وجهه كمادح نفسه‪ .‬إن مالك ل يسع مريديه ول يبلغ رضا طالبيه‪ .‬ولو أرضيتهم بإسخاط مثلهم لكان ذلك خسرانا مبينا‪ .‬فكيف ومن‬
‫يسخط أضعاف من يرضى وهجاء الساخط أضر من فقد مديح الراضي‪ .‬وعلى أنم إذا اعتوروك بشاقصهم وتداولوك بسهامهم ل تر من‬
‫أرضي ته بإشخاط هم أحدا ينا ضل ع نك ول يها جي شاعرا دو نك‪ .‬بل يل يك غرضا ل سهامهم ودريئة لنبال م‪ .‬ث يقول‪ :‬و ما كان عل يه لو‬
‫أرضاهم! فكيف يرضيهم ورضا الميع شيء ل ينال إن أحذرك مصارع الخدوعي وأرفعك عن مضاجع الغبوني‪ .‬إنك لست كمن ل‬
‫يزل ( ال صفحة ‪ ) 112 :‬يقا سي تعذر المور ويتجرع مرارة الع يش ويتح مل ث قل ال كد ويشرب بكأس الذل ح ت كان يرن على ذلك‬
‫جلده وي سكن عل يه قل به‪ .‬وف قر مثلك مضا عف الل وجزع من ل يعرف الل أ شد‪ .‬و من ل يزل فقيا ف هو ل يعرف الشامت ي ول يدخله‬
‫الكروه من سرور الا سدين ول يلم على فقره ول ي صي موع ظة لغيه وحديثا يب قى ذكره ويلع نه ب عد المات ولده‪ .‬ودع ن من حكايات‬
‫الستأكلي ورقي الادعي فما زال الناس يفظون أموالم من مواقع السرف ويبئونا من وجوه التبذير‪ .‬ودعن ما ل نراه إل ف الشعار‬
‫التكلفة والخبار الولدة والكتب الوضوعة‪ .‬فقد قال بعض أهل زماننا‪ :‬ذهبت الكارم إل من الكتب! فخذ فيما تعلم ودع نفسك ما ل‬
‫ل على غي ذلك أولست‬ ‫تعلم‪ .‬هل رأيت أحدا قط أنفق ماله على قوم كان غناهم سبب فقره أنه سلم عليهم حي افتقر فردوا عليه ‪ -‬فض ً‬
‫قد رأيتهم بي ممق ومتجب عنه وبي من يقول‪ :‬فهل أنزل حاجته بفلن الذي كان يفضله ويقدمه ويؤثره ويصه ‪ -‬ث لعل بعضهم أن‬
‫يتجن عليه ذنوبا ليجعلها عذرا ف منعه وسببا إل حرمانه‪ .‬قال ال جل ذكره‪ " :‬يوم يكشف عن ساق ويدعون إل السجود فل يستطيعون‬
‫خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إل السجود وهم سالون "‪ .‬فأنا القائم عليك بالوعظة والزجر والمر والنهي وأنت سال‬
‫العقل والعرض وافر الال حسن الال‪ .‬فاتق أن أقوم غدا على رأسك بالتقريع والتعبي والتوبيخ والتأنيب وأنت عليل القلب متل العرض‪.‬‬
‫عدي من الال سيئ الال‪ .‬ليس جهد البلء مد العناق وانتظار وقع السيوف لن الوقت قصي والس مغمور‪ .‬ولكن جهد البلء أن تظهر‬
‫اللة وتطول الدة وتعجز اليلة ث ل تعدم صديقا مؤنبا وابن عم شامتا وجارا حاسرا ووليا قد تول عدوا وزوجة متلعة وجارية مستبيعة‬
‫وعبدا يقرك وولدا ينتهرك‪ .‬فانظر أين موقع فوت الثناء من موقع ما عددنا عليك من البلء على أن الثناء طعم ولعلك أل تطعمه والمد‬
‫أرزاق ولعلك أل ترمه‪ .‬وما يضيع من إحسان الناس أكثر‪ .‬وعلى أن الفظ قد ذهب بوت أهله‪ .‬أل ترى أن الشعر لا كسد أفحم أهله ولا‬
‫دخل النقص على كل شيء أخ الشعر منه بنصيبه ولا تولت الدولة ف العجم ‪ -‬والعجم ل توط النساب ول تفظ القامات ‪ -‬لن من‬
‫كان ف الر يف والكفا ية ( ال صفحة ‪ ) 113 :‬وكان مغمورا ب سكر الغ ن ك ثر ن سيانه وقلت خواطره‪ .‬و من احتاج تر كت ه ته وك ثر‬
‫تنقيه‪ .‬وعيب الغن أنه يورث البلدة وفضيلة الفقر أنه يبعث الفكر‪ .‬وإن أنت صحبت الغن بإهال النفس أسكرك الغن‪ .‬وسكر الغن سبة‬
‫ال ستأكلي وت مة الداع ي‪ .‬وإن ك نت ل تر ضى ب ظ النائم وبع يش البهائم وأحب بت أن ت مع مع تام ن فس الثري و مع عز الغ ن و سرور‬
‫القدرة فطنة الخف وخواطر القل ومعرفة الارب واستدلل الطالب ‪ -‬اقتصدت ف النفاق وكنت معدا للحدثان ومترسا من كل خداع‪.‬‬
‫لست تبلغ حيل لصوص النهار وحيل سراق الليل و حيل طراق البلدان وحيل أصحاب الكيمياء وحيل التجار ف السواق والصناع ف جيع‬
‫الصناعات وحيل أصحاب الروب وحيل الستأكلي والتكسبي ولو جعت الب والسحر والتمائم و السم لكانت حيلهم ف الناس أشد‬
‫تغلغلً وأعرض وأسرى ف عمق البدن وأدخل إل سويداء القلب وإل أم الدماغ وإل صميم الكبد ولي أدق مسلكا وأبعد غاية من العرق‬
‫الساري والشبه النازع ولو اتذت اليطان الرفيعة الثخينة والقفال الحكمة الوثيقة ولو اتذت المارق والواسق والبواب الشداد والرس‬
‫التناوب ي بأغلظ الؤن وأ شد الكلف وتر كت التقدم في ما هو أح ضر ضررا وأدوم شرا ول غرم عليك ف الرا سة فيه ول مش قة عليك ف‬
‫التح فظ منه‪ .‬إنك إن فتحت لم على نفسك مثل سم الياط جعلوا فيه نجا ولقي رحبا‪ .‬فأحكم بابك ولو جعلت الباب مبهما والقفل‬
‫مصمتا لتسوروا عليك من فوقك‪ .‬ولو رفعت سكة إل العيوق لنقبوا عليك من تتك‪ .‬قال أبو الدرداء‪ :‬نعم صومعة الؤمن بيته‪ .‬وقال ابن‬
‫سيين‪ :‬العزلة عبادة‪ .‬حلوة حديثهم تدعو إل الستكثار منهم وتدعو إل إحضار غرائب شهواتم‪ .‬فمن ذلك قول بعضهم لبعض أصحابه‪:‬‬
‫كل رخلة واشرب مشعلً ث تشأ واحدة لو أن عليها رحى لطحنت! ومن ذلك قول الخر حي دخل على قوم وهم يشربون وعندهم قيلن‬
‫فقالوا‪ :‬اقترح أي صوت شئت قال‪ :‬أقترح نشيش مقلي! ومن ذلك قول الدين‪ :‬من تصبح بسبع موزات وبقدح من لب الوراك تشأ بور‬
‫الكعبة‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 114 :‬ومن ذلك قولم لبعض هؤلء وقدامهم خبيص‪ :‬أيا أطيب هذا أو الفالوذج أواللوزينج قال‪ :‬ل أقضي على‬
‫غائب‪ .‬ومن ذلك كلم الارود بن أب سبة لبلل بن أب بردة حي قال له‪ :‬صف ل عبد العلى وطعامه‪ .‬قال‪ :‬يأتيه الباز فيمثل بي يديه‬
‫فيقول‪ :‬ما عندك فيقول‪ :‬عندي جدي كذا وعناق كذا وب طة كذا ‪ -‬ح ت يأ ت على ج يع ما عنده‪ .‬قال‪ :‬و ما يدعوه إل هذا قال‪ :‬ليقت صر‬
‫كل امرئ ف ال كل ح ت إذا أ ت بالذي يشت هي بلغ م نه حاج ته‪ .‬قال‪ :‬ث ماذا قال‪ :‬ث يؤ تى بالائدة فيتضايقون ح ت يوي تو ية الظل يم‪.‬‬
‫فيجدون ويهزل ح ت إذا فتروا أ كل أ كل الائع القرور‪ .‬وقال آ خر‪ :‬أشت هي ثريدة دكناء من الفل فل ورقطاء من ال مص ذات جفاف ي من‬
‫اللحم لا جناحان من العراق أضرب فيها ضرب اليتيم عند وصي السوء! وسئل بعضهم عن حظوظ البلدان ف الطعام وما قسم لكل قوم منه‬
‫فقال‪ :‬ذهبت الروم بالشيم والشو وذهبت فارس بالبارد واللو‪ .‬وقال عمر‪ :‬لفارس الشفارج والموض‪ .‬فقال دوسر الدين‪ :‬لنا الرائس‬
‫والقليا ولهل البدو اللبأ والسلء والراد والكمأة والبزة ف الرائب والتمر بالزبد‪ .‬وقد قال الشاعر‪ :‬أل ليت خبزا قد تسربل رائباوخيلً‬
‫من البن فرسانا الزبد ولم البمة واللصة واليس والوطيئة‪ .‬وقال أعراب‪ :‬أتينا بب كأفواه البعران فخبزنا منه خبزة زيت ف النار فجعل‬
‫المر يتحدر عنها تدر الشو عن البطان‪ .‬ث ثردناها فجعل الثريد يول ف الهالة جولن الضبعان ف ونعت السويق بأنه من عدد السافر‬
‫وطعام العجلن وغذاء الب كر وبل غة الر يض‪ .‬ي شد فؤاد الز ين ويرد من ن فس الحدود‪ .‬وح يد ف ال سمي ومنعوت ف الط يب‪ .‬قفاره يلو‬
‫البل غم وم سمونه ي صفي الدم إن شئت كان ثريدا وإن شئت كان خبي صا وإن شئت كان طعاما وإن شئت كان شرابا‪ .‬وق يل لب عض هؤلء‬
‫اللعام ظة وال ستأكلي وال سفافي القفع ي ورئي سينا‪ :‬ما أ سنك قال‪ :‬أكلي الار وشر ب القار والتكاء على شال وأكلي من غ ي مال‪.‬‬
‫( الصفحة ‪ ) 115 :‬وقد قال الشاعر‪ :‬وإن امتل البطن ف حسب الفتىقليل الغناء وهو ف السم صال وقيل لخر‪ :‬ما أسنك قال‪:‬‬
‫قلة الفكرة وطول الدعة والنوم على الكظة‪ .‬وقال الجاج للغضبان بن القبعثري‪ :‬ما أسنك قال‪ :‬القيد والرتعة‪ .‬ومن كان ف ضيافة المي‬
‫سن‪ .‬وقيل لخر‪ :‬إنك لسن السمنة‪ .‬قال‪ :‬آكل لباب الب وصغار العز وأدهن بام البنفسج وألبس الكتان‪ .‬وال لو كان من يسأل يعطى لا‬
‫قام كرم العطية بلؤم السألة‪ .‬ومدار الصواب على طيب الكسبة والقتصاد ف النفقة‪ .‬وقد قال بعض العرب‪ :‬اللهم إن أعوذ بك من بعض‬
‫الرزق حي رأى نافجة من ماله من صداق أمه‪ .‬وأي سائل كان ألف مسألة من الطيئة وألم ومن ألم من جرير بن الطفي وأبل ومن‬
‫أمنع من كثي وأشح من ابن هرمة ومن كان يشق غبار ابن أب حفصة ومن كان يصطلي بنار أب العتاهية ومن كأب نواس ف بله أو كان‬
‫كأ ب يعقوب الري ي ف د قة نظره وكثرة ك سبه و من كان أك ثر نرا لزرة ل تلق من ا بن هر مة وأط عن بر مح ل ين بت وأط عم لطعام ل‬
‫يزرع من الريي فأين أنت عن ابن يسي وأين تذهب عن ابن أب كرية ول تقصر ف ذكر الرقاشي ول تذكر سره إن العراب شر من‬
‫الا ضر سائل جبار وثابة ملق إن مدح كذب وإن ه جا كذب وإن سب كذب وإن ط مع كذب‪ .‬ل يعر فه إل ن طف أو أحق ول يعط يه‬
‫غل من يبه ول يبه غل من هو ف طباعه‪ .‬ما أبطأكم عن البذل ف الق! وأسرعكم إل البذل ف الباطل! فإن كنتم الشعراء تفضلون وإل‬
‫قولم ترجعون فقد قال الشاعر‪ :‬قليل الال تصلحه فيبقىول يبقى الكثي على الفساد وقد قال الشماخ بن ضرار‪ :‬وقال أحيحة بن اللح‪:‬‬
‫استغن أو مت ول يغررك ذو نشبمن ابن عم ول عم ول خال إن أكب على الزوراء أعمرهاإن الكري على القوام ذو مال ( الصفحة‬
‫‪ ) 116 :‬وقال أيضا‪ :‬استغن عن كل ذي قرب وذي رحإن الغن من استغن عن الناس والبس عدوك ف رفق وف دعةلباس ذي إربة للدهر‬
‫لباس ول يغرنك أضغان مزملةقد يضرب الدبر الدامي بأحلس وقال سهل بن هارون‪ :‬إذا امرؤ ضاق عن ل يضق خلقيمن أن يران غنيا‬
‫عنه بالياس فل يران إذا ل يرع آصرتيمستمر يا دررا منه بإبساس ل أطلب الال كي أغن بفضلتهما كان مطلبه فقرا إل الناس وقال أبو‬
‫العتاهية‪ :‬أنت ما استغنيت عن صاحبك الدهر أخوه فإذا احتجت إليهساعة مك فوه فلو أن أشاء نعمت بالًوباكرن صبوح أو نشيل ‪#‬‬
‫ولعب ن على الناط لع سعلى أنياب ن الزنب يل ولك ن خل قت إزاء مالفأب ل ب عد ذلك أو أن يل وقال آ خر‪ :‬أ با م صلح أ صلح ول تك‬
‫مف سدافإن صلح الال خي من الف قر أل تر أن الرء يزداد عزةعلى قو مه أن يعلموا أ نه مثري وقال عروة بن الورد‪ :‬ذرين للغن أسعى‬
‫فإنيأيت الناس شرهم الفقي وأبعدهم وأهونم عليهموإن أمسى له نسب وخي ويقصى ف الندى وتزدريهحليلته وينهره الصغي وتلقى ذا‬
‫الغن وله جلليكاد فؤاد صاحبه يطي قليل ذنبه والذنب جولكن الغن رب غفور وقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل‪ :‬تلك عرساي‬
‫تنطقان على ع مد ل اليوم قول زور وه تر ( ال صفحة ‪ ) 117 :‬فلعلي أن يك ثر الال عنديويعرى من الغارم ظهري ويرى أعببد ل نا‬
‫وأواقومناصيف من خوادم عشر وتر الذيال ف نعمة زول تقولن‪ :‬ضع عصاك لدهر وى كأن من يكن له نشب يبب ومن يفتقر يعش‬
‫عيش ضر وينب سر الن جى ولكنأخا الفقر م ضر كل شر وقال آخر‪ :‬وللمال من جانب ل أضيعهوللهو من والبطالة جانب وقال‬
‫الخنس بن شهاب‪ :‬وقد عشت دهرا والغواة صحابتيأولئك إخوان الذين أصاحب فأديت عن ما استعرت من الصباوللمال من اليوم راع‬
‫وكاسب وقال ابن أذينة الثقفي‪ :‬أطعت العرس ف الشهوات حتىأعادتن عسيفا عبد عبد إذا ما جئتها قد بعت عتقاتعانق أو تقبل أو‬
‫تفدى فمن وجد الغن فليصطنعهذخيته ويهد كل جهد من يمع الال ول يثبهويترك العام لعام جدبه يهن على الناس هوان كلبه وقد‬
‫قيل ف الثل‪ :‬ال كد قبل ال د وقال لقيط‪ :‬الغزو أدر للقاح وأحد لل سلح‪ .‬وقال أبو العاف‪ :‬وإن التوان أن كح العجز بنتهوساق إلي ها ح ي‬
‫زوج ها مهرا فراشا وطيئا ث قال ل ا‪ :‬اتكيفق صركمالبدأن تلدا الفقرا وقال عثمان بن أ ب العاص‪ :‬ساعة لدنياك و ساعة لخر تك‪ .‬وقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أناكم عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة الال‪ .‬وقال‪ :‬خي الصدقة ما أبقى غن واليد العليا خي من اليد‬
‫ال سفلى وابدأ ب ن تعول‪ .‬وقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ " :‬الثلث‪ .‬والثلث كث ي إ نك إن تدع ولدك أغنياء خ ي من أن يتكففوا الناس "‪.‬‬
‫وقال ا بن عباس‪ :‬وددت أن الناس غضوا من الثلث شيئا لقول ال نب عل يه ال سلم‪ :‬الثلث‪ .‬والثلث كث ي‪ .‬وقال ال نب ( ال صفحة ‪) 118 :‬‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬كفى بالرء إثا أن يضيع من يقوت‪ .‬وأنتم ترون أن الجد والكرم أن أفقر نفسي بإغناء غيي وأن أحوط عيال غيي‬
‫بإضا عة عيال! كتار كة بيض ها بالعراءوملب سة ب يض أخرى جنا حا وقال آ خر‪ :‬كمف سد أدناه وم صلح غيهول يأت ر ف ذاك أ مر صلح‬
‫وقال آ خر‪ :‬كمرض عة أولد أخرى وضيعتبني ها ول تر قع بذلك مرق عا وقال ال تبارك وتعال‪ " :‬ول تبذر تبذيرا إن البذر ين كانوا إخوان‬
‫الشياطي "‪ .‬وقال‪ " :‬ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو "‪ .‬فأذن ف العفو ول يأذن ف الهد وأذن ف الفضول ول يأذن ف الصول‪ .‬وأراد‬
‫كعب بن مالك أن يتصدق باله‪ .‬فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أمسك عليك مالك‪ .‬فالنب صلى ال عليه وسلم ينعه من إخراج ماله ف‬
‫ال صدقة وأن تم تأمرونه بإخراجه ف السرف والتبذ ير! وخرج غيلن بن سلمة من ج يع ماله فأكرهه عمر على الرجوع فيه وقال‪ :‬لو مت‬
‫لرجت قبك كما يرجم قب أب رغال‪ .‬وقال ال جل وعز‪ " :‬لينفق ذو سعة من سعته‪ .‬ومن قدر عليه رزقه فلينفق ما آتاه ال "‪ .‬وقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬يكفيك ما بلغك الحل‪ .‬وقال‪ :‬ما قل وكفى خي ما كثر وألى‪ .‬وقال ال تبارك وتعال‪ " :‬والذين إذا أنفقوا ل يسرفوا‬
‫ول يقتروا وكان ب ي ذلك قواما "‪ .‬وقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬إن الن بت ل أرضا ق طع ول ظهرا أب قى‪ .‬وقال ال جل ذكره‪ " :‬ول‬
‫تعل يدك مغلولة إل عنقك ول تبسطها كل البسط فتقعد ملوما مسورا "‪ .‬ولذلك قالوا‪ :‬خي مالك ما نفعك وخي المور أواسطها وشر‬
‫السي القحقة والسنة بي السيئتي‪ .‬وقالوا‪ :‬دين ال بي القصر والغال‪ .‬وقالوا حنيفة الثل‪ :‬بينهما يرمى الرامي‪ .‬وقالوا‪ :‬عليك بالسداد‬
‫والقتصاد ول وكس ول شطط‪ .‬وقالوا‪ :‬بي المخة والعجفاء‪ .‬وقالوا‪ :‬ل تكن حلوا فتبتلع ول مرا فتلفظ‪ .‬وقالوا ف الثل‪ :‬ليس الري عن‬
‫التشاف‪ .‬وقالوا‪ :‬يا عاد اذ كر حلً‪ ( .‬ال صفحة ‪ ) 119 :‬وقالوا‪ :‬الر شف أن قع للظمآن‪ .‬وقالوا‪ :‬القل يل الدائم أك ثر من الكث ي النق طع‪.‬‬
‫وقال أبو الدرداء‪ :‬إن لستجم نفسي بب عض البا طل كراهة أن أحل عليها من الق ما ملها‪ .‬وقال الشاعر‪ :‬وإن للو تعترين مرارةوإن‬
‫لصعب الرأس غي جوح وقالوا ف عدل الصلح ولئمة القتصد‪ :‬الشحيح أعذر من الظال‪ .‬وقالوا‪ :‬ليس من العدل سرعة العذل‪ .‬وقالوا‪:‬‬
‫لعبل له عذرا وأنبت تلوم‪ .‬وقالوا‪ :‬رب لئم مليبم‪ .‬وقال الحنبف‪ :‬رب ملوم ل ذنبب له‪ .‬وقال‪ :‬إعطاء السبائل تضريبة وإعطاء اللحبف‬
‫مشار كة‪ .‬وقال ال نب صلى ال عل يه و سلم‪ :‬ل ت صلح ال سألة إل ف ثلث‪ :‬ف قر مد قع وغرم مف ظع ودم مو جع‪ .‬وقال الشا عر‪ :‬ال ر يل حى‬
‫والع صا للعبدول يس للمل حف غ ي الرد وقالوا‪ :‬إذا جد ال سؤال جد ال نع‪ .‬وقالوا‪ :‬احذر إعطاء الخدوع ي وبذل الغبون ي فإن الغبون ل‬
‫ممود ول مأجور‪ .‬ولذلك قالوا‪ :‬ل ت كن أد ن العي ين إل ال سهم‪ .‬يقول‪ :‬إذا أعط يت ال سائلي مالك صارت مقاتلك أظ هر لعدائك من‬
‫مقاتلهم‪ .‬وقالوا‪ :‬الفرار بقراب أكيس‪ .‬وقال أبو السود‪ :‬ليس من العز أن تتعرض للذل ول من الكرم أن تستدعي اللؤم‪ .‬و من أخرج ماله‬
‫من يده افت قر و من افت قر فل بد له من أن يضرع والضرع لؤم‪ .‬وإن كان الود شقيق الكرم فالن فة أول بالكرم‪ .‬وقد قال الول‪ :‬اللهم ل‬
‫تنل ماء سوء فأكون امرأ سوء‪ .‬وقد قال الشاعر‪ :‬واخط مع الدهر إذا ما خطاواجر مع الدهر كما يري وقد قال الخر‪ :‬يا ليت ل نعلي‬
‫من جلد الضبعوشركا من ثغرها ل تنقطع وقد صدق قول القائل‪ :‬من احتاج اغتفر ومن اقتضى توز‪ .‬وقيل لريسيموس‪ :‬تأكل ف السوق‬
‫قال‪ :‬إن جاع ريسيموس ف السوق أكل ف السوق‪ .‬وقال‪ :‬من أجدب انتجع ومن جاع جشع‪ .‬وقال‪ :‬احذروا نفار النعمة فإنا نوار وليس‬
‫كل شارد بردود ول كل ناد ب صروف وقال علي بن أ ب طالب‪ :‬قل ما أدبر ش يء فأق بل‪ .‬وقالوا‪ :‬رب أكلة ت نع أكلت ورب عجلة ت ب‬
‫ريثا‪ .‬وعابوا من قال‪ :‬أكلة وموتة‪ .‬وقالوا‪ :‬ل تطلب أثرا بعد عي‪ .‬وقالوا‪ :‬ل تكن كمن ( الصفحة ‪ ) 120 :‬تغلبه نفسه على ما يظن‬
‫ول يغلبها على ما يستيقن‪ .‬فانظر كيف ترج الدرهم ول ترجه‪ .‬وقالوا‪ :‬شر من الررئة سوء اللف‪ .‬وقال الشاعر‪ :‬إن يكن ما به أصبت‬
‫جليلًفذهاب العزاء فيه أجل ولن تفتقر بائحة نازلة خي لك من أن تفتقر بناية مكتسبة‪ .‬ومن كان سببا لذهاب وفره ل تعدمه السرة‬
‫من نفسه واللئمة من غيه وقلة الرحة وكثرة الشماتة مع الث الوبق والوان على الصاحب‪ .‬وذكر عمر بن الطاب فتيان قرش وسرفهم ف‬
‫النفاق ومسابقتهم ف التبذير فقال‪ :‬لرقة أحدهم أشد علي من عيلته يقول‪ :‬إن إغناء الفقي أهون علي من إصلح الفاسد‪ .‬ول تكن على‬
‫نفسك أشأم من خوتعة وعلى أهلك أشأم من البسوس وعلى قومك أشأم من عطر مشم‪ .‬ومن سلط الشهوات على ماله وحكم الوى ف‬
‫ذات يده فبقي حسيا فل يلومن إل نفسه‪ .‬وطوب لك يوم تقدر على قدي تنتفع به‪ .‬وقال بعض الشعراء‪ :‬أرى كل قوم ينعون حريهموليس‬
‫لصحاب النبيذ حري أخوفهم إذا ما دارت الكأس بينهموكلهم رث الوصال سئوم فهذا بيان ل أقل بهالةولكنن بالفاسقي عليم وقد‬
‫كان هذا العن ف أصحاب النبيذ أوجد‪ .‬فأما اليوم فقد استوى الناس‪ .‬قال الضبط بن قريع لا انتقل ف القبائل فأساءوا جواره بعد أن تأذى‬
‫ببن سعد‪ :‬بكل وا بنو سعد‪ .‬خذ بقول ودع قول أب العاص‪ .‬وخذ بقول من قال‪ :‬عش ول تغتر وبقول من قال‪ :‬ل تطلب أثرا بعد عي‬
‫وبقول من قال‪ :‬امل حبك من أول مطرة ودع ما يريبك إل ما ل يريبك‪ .‬أخوك من صدقك ومن أتاك من جهة عقلك ول يأتك من جهة‬
‫شهو تك‪ .‬وأخوك من احت مل ث قل ن صيحتك ف ح ظك ول تأ من لئم ته إياك ف غدك‪ .‬إن أخاك ال صدق من لن يدعكو من يض ي نف سه‬
‫لينفعك وقال عبيد بن البرص‪ ( :‬الصفحة ‪ ) 121 :‬واعلمن علما يقينا أنومن يرجى لك من ليس معك ول تزال بي ما كان لك‬
‫واعظ من نفسك وعي من عقلك على طباعك أو ما كان لك أخ نصيح ووزير شفيق‪ .‬والزوجة الصالة عون صدق‪ .‬وا‬
‫لسعيد من وعظ بغية‪ .‬فإن أنت ل ترزق من هذا الصال صل واحدة فلبد لك من نكبة موجعة يبقى أثرها ويلوح لك ذكرها‪ .‬ولذلك‬
‫قالوا‪ :‬خي مالك ما نفعك‪ .‬ولذلك قالوا‪ :‬ل يذهب من مالك ما وعظك‪ .‬إن الال مروص عليه ومطلوب ف قعر البحار وف رءوس البال‬
‫وف د غل الغياض ومطلوب ف الوعورة ا يطلب ف السهولة‪ .‬وسواء في ها بطون الود ية وظهور الطرق ومشارق الرض ومغارب ا‪ .‬فطل بت‬
‫بالعز وطلبت بالذل وطلبت بالوفاء وطلبت بالغدر وطلبت بالنسك كما طلبت بالفتك وطلبت بالصدق كما طلبت بالكذب وطلبت بالبذاء‬
‫وطلبت باللق ‪ -‬فلم تترك فيها حيلة ول رقية حت طلبت بالكفر بال كما طلبت باليان‪ .‬وطلبت بالسخف كما طلبت بالنبل‪ .‬فقد نصبوا‬
‫الفخاخ ب كل مو ضع ون صبوا الشرك ب كل ربع‪ .‬و قد طلبك من ل يق صر دون الظ فر‪ .‬وحسدك من ل ينام دون الشفاء‪ .‬و قد يهدأ الطالب‬
‫الطوائل والطلوب بذات نفسه ول يهدأ الريص‪ .‬يقال إنه ليس ف الرض بلدة واسطة ول بادية شاسعة ول طرف من الطراف إل وأنت‬
‫وا جد ب ا الدي ن والب صري واليي‪ .‬و قد ترى ش نف الفقراء للغنياء وت سرع الرغ بة إل اللوك وب غض الا شي للرا كب وعموم ال سد ف‬
‫التفاوت ي‪ .‬وإن ل ت ستعمل الذر وتأ خذ بن صيبك من الداراة وتتعلم الزم وتالس أ صحاب القت صاد وتعرف الدهور ‪ -‬ودهرك خا صة ‪-‬‬
‫وتثل لنفسك الغي حت تتوهم نفسك فقيا ضائعا وحت تتهم شالك على يينك وسعك على بصرك ول يكون أحد أتم عند نفسك من‬
‫ثقتك ول أول بأخذ الذر منه من أمينك ‪ -‬اختطفت اختطافا واستلبت استلبا وذوبوا مالك وتيفوه وألزموه السل ول يداووه‪ .‬وقد قالوا‪:‬‬
‫بلي الال ر به وإن كان أح ق‪ .‬فل تكو نن دون ذلك الح ق‪ .‬وقالوا‪ :‬ل تعدم صناع ثلة‪ .‬فل تكو نن دون تلك ال صناع‪ .‬و قد قال الول ف‬
‫الال الض يع ال سلط عل يه شهوات العيال‪ :‬ل يس ل ا راع ول كن حل بة‪ .‬ول يس مالك الال الع فى من الضراس فيقال ف يه‪ :‬مرعىً ول أكولة‬
‫وعشب ول بعي‪ .‬فقصاراك مع الصلح أن يقوم ببطنك وبوائجك وبا ينوبك‪ .‬ول بقاء للمال على قلة الرعي ( الصفحة ‪) 122 :‬‬
‫وكثرة اللب‪ .‬فكس ف أمرك وتقدم ف حفظ مالك فإن من حفظ ماله فقد حفظ الكرمي‪ .‬والكرمان‪ :‬الدين والعرض‪ .‬وقد قيل‪ :‬للرمي‬
‫يراش السهم وعند النطاح تغلب القرناء‪ .‬وإذا رأت العرب مستأكلً وافق غمرا قالت‪ :‬ليس عليك نسجه فاسحب وخرق‪ .‬وقد قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬الناس كلهم سواء كأسنان الشط والرء كثي بأخيه " ول خي لك ف صحبة من ل يرى لك ما يرى لنفسه‪.‬‬
‫فتعرف شأن أصحابك ومعن جلسائك‪ .‬فإن كانوا ف هذه الصفة فاستعمل الزم وإن كانوا ف خلف ذلك عملت على حسب ذلك‪ .‬إن‬
‫ل ست أمرك إل ب ا أمرك به القرآن‪ .‬ول ست أو صيك إل ب ا أو صاك به الر سول‪ .‬ول أع ظك إل ب ا و عظ به ال صالون بعض هم بعضا‪ .‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ " :‬اعقلها وتوكل "‪ .‬وقال مطرف بن الشخي‪ :‬من نام تت صدف مائل وهو ينوي التوكل فليم بنفسه من‬
‫طمار وهو ينوي التوكل! فأين التوقي الذي أمر ال به وأين التغرير الذي نى عنه ومن طمع ف السلمة من غي تسلم فقد وضع الطمع ف‬
‫موضع المان‪ .‬وإنا ينجز ال الطمع إذا كان فيما أمر به وإنا يقق من المل ما كان هو السبب له‪ .‬وفر عمر من الطاعون فقال له أبو‬
‫عبيدة‪ :‬أت فر من قدر ال قال ن عم إل قدر ال وق يل له‪ :‬هل ين فع الذر من القدر فقال‪ :‬لو كان الذر ل ين فع لكان ال مر به لغوا‪ .‬فإبلء‬
‫العذر هو التوكل‪ .‬وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لرجل قال ف خصومة‪ :‬حسب ال‪ :‬أبل ال عذرا فإذا أعجزك أمر فقل‪ :‬حسب ال‪.‬‬
‫وقال الشا عر‪ :‬و من يك مثلي ذا عيال ومقترا من الال يطرح نف سه كل مطرح ليبلي عذرا أو ليبلغ حاجةومبلغ ن فس عذر ها م ثل من جح‬
‫وقال الخر‪ :‬فإن ل يكن القاضي قضى غي عادلفبعد أمور ل ألوم لا نفسي وقال زهي الباب‪ :‬إن كان التوكل أن أكون مت أخرجت مال‬
‫أيقنت باللف وجعلت اللف ما ًل يرجع ف كيسي ومت ما ل أحفظه أيقنت بأنه مفوظ فإن أشهدكم أن ل أتوكل قط‪ .‬إنا التوكل أن‬
‫ل ( الصفحة ‪ ) 123 :‬وإما آجلً ‪ -‬ث قال‪ :‬فلم تر أبو بكر‬ ‫تعلم أنك مت أخذت بأدب ال أنك تتقلب ف الي فتجزى بذلك إما عاج ً‬
‫ول ت ر ع مر ول ت ر عثمان ول ت ر الزب ي ول ت ر ع بد الرح ن ول علم ع مر الناس يتجرون وك يف يشترون و يبيعون ول قال ع مر‪ :‬إذا‬
‫اشتريت جلً فاجعله ضخما فإن ل يبعه الب باعه النظر ول قال عمر‪ :‬فرقوا بي النايا واجعلوا الرأس رأسي‪ .‬ول قال عثمان حي سئل‬
‫عن كثرة أرباحه قال‪ :‬ل أرو من ربح قط‪ .‬ول قيل‪ :‬ل تشتر عيبا ول شيبا وهل حجر علي بن أب طالب على ابن أخيه عبد ال بن جعفر‬
‫إل ف إخراج الال ف غ ي ح قه وإعطائه ف هواه و هل كان ذلك إل ف طلب الذ كر والتماس الش كر و هل قال أ حد‪ :‬إن إنفا قه كان ف‬
‫المور والقمار و ف الف سولة والفجور و هل كان إل في ما ت سمونه جودا وتعدو نه كرما و من رأى أن ي جر على الكرام لكرم هم رأى أن‬
‫ي جر على اللماء للم هم‪ .‬وأي إمام ب عد أب ب كر تريدون وبأي سلف ب عد علي تفتدون‪ .‬وك يف نر جو الوفاء والقيام بال ق وال صب على‬
‫النائبة من عند لعموظ مستأكل وملق مادع ومنهوم بالطعام شره ل يبال بأي شيء أخذ الدرهم ومن أي وجه أصاب الدينار ول يكترث‬
‫للمنة ول يبال أن يكون أبدا منهوما منعوما عليه وليس يبال ‪ -‬إذا أكل ‪ -‬كيف كان ذلك الطعام وكيف كان سببه وما حكمه فإن كان‬
‫مالك قليلً فإنا هو قوام عيالك وإن كان كثيا فاجعل الفاضل لعدة نوائبك‪ .‬ول يأمن اليام إل الضلل ول يغتر بالسلمة إل الغفل‪ .‬فأحذر‬
‫طوارق البلء وخدع رجال الدهاء‪ .‬سنك ف أدي ك وغ ثك خ ي من سي غيك لو وجد ته فك يف ودو نه أ سل حداد وأبواب شداد قالت‬
‫امرأة لبعض العرب‪ :‬إن تزوجتن كفيتك فأنشأ يقول‪ :‬وما خي مال ليس نافع أهله وليس لشيخ الي ف أمره أمر وقال العلوط القريعي‪:‬‬
‫أ با ها نئ ل تسأل الناس والتم سبكفيك ستر ال فال واسع فلو ت سأل الناس التراب لوشكواإذا قلت‪ :‬هاتوا أن يلوا فيمنعوا ث ر جع إل‬
‫أحاديث البخلء وإل طرف معانيهم وكلمهم‪ .‬قال ابن حسان‪ :‬كان عندنا رجل مقل و كان له أخ مكثر وكان مفرط البخل شديد النفح‬
‫فقال له يوما أخوه‪ :‬ويك! أنا فقي معيل وأنت غن خفيف الظهر ل تعينن على الزمان و ( الصفحة ‪ ) 124 :‬ل تواسين ببعض مالك‬
‫و ل تتفرج ل عن شيء! و ال ما رأيت قط ول سعت أنل منك! قال‪ :‬ويك! ليس المر كما تظن ول الال كما تسب ول أنا كما‬
‫تقول ف الب خل ول ف الي سر وال لو مل كت ألف ألف در هم لوه بت لك خ سمائة ألف در هم‪ .‬يا هؤلء فر جل ي هب ف ضر بة واحدة‬
‫خسمائة الف درهم يقال له‪ :‬بيل! وأما صاحب الثريدة البلقاء فليس عجب من بلقة ثريدته وسائر ما كان يظهر على خوانه كعجب من‬
‫شيء واحد وكيف ضبطه وحصره وقوي عليه مع كثرة أحاديثه وصنوف مذاهبه وذلك أن ف كثرة ما جالسته وف كثرة ما كان فيه يفنن‬
‫ل وهب لرجل درها واحدا! فقد كان يفنن ف الزم والعزم وف اللم والعلم وف جيع العان إل ذكر‬ ‫من الحاديث ل أره خب أن رج ً‬
‫الود فإن ل أسع هذا السم منه قط‪ :‬خرج هذا الباب من لسانه كما خرج من قلبه! ويؤكد ما قلت ما حدثن به طاهر السي فإنه قال‪:‬‬
‫وما يدل على أن الروم أبل المم أنك ل تد للجود ف لغتهم اسا‪ .‬يقول‪ :‬إنا يسمى الناس ما يتاجون إل استعماله‪ .‬ومع الستغناء يسقط‬
‫التكلف‪ .‬وقد زعم ناس أن ما يدل على غش الفرس أنه ليس للنصيحة ف لغتهم اسم واحد يمع العان الت يقع عليها هذا السم‪ .‬وقول‬
‫القائل‪ :‬ن صيحة ل يس يراد به سلمة القلب ف قد يكون أن يكون الر جل سليم ال صدر ول يدث سبب من أجله يق صد إل الشورة عل يك‬
‫بالذي هو أرد عليك ‪ -‬على حسب رأيه فيك ‪ -‬وجها لنفعك‪ .‬ففي لغتهم اسم للسلمة واسم لرادة الي وحسن الشورة وحلك بالرأي‬
‫على الصواب‪ .‬فللنصيحة عندهم أساء متلفة إذا اجتمعت دلت على ما يدل عليه السم الواحد ف لغة العرب‪ .‬فمن قضى عليهم بالغش من‬
‫هذا الوجه فقد ظلم‪ .‬وحدثن إبراهيم بن عبد العزيز قال‪ :‬تغديت مع راشد العور فأتونا بام فيه بيان سبخي الذي يقال له الدراج فجعلت‬
‫آخذ الواحدة فأقطع رأسها ث أعزله ث أشقها باثني من قبل بطنها فآخذ شوكة الصلب والضلع فأعزلا وأر مي با ف بطنها وبطرف‬
‫الذنب والناح‪ .‬ث أجعها ف لقمة واحدة وآكلها‪ .‬وكان راشد يأخذ البياحة فيقطعها قطعتي فيجعل قطعة ف لقمة ل يلقي رأسا ول ذنبا‬
‫‪ ( -‬الصفحة ‪ ) 125 :‬فصب ل على لقم عدة‪ .‬فلما بلغت الجهود منه قال‪ :‬أي بن إذا أكلت الطعام فكل خيه بشره! قال‪ :‬وكان‬
‫يقول‪ :‬ل أنتفع بأكل التمر إل مع الزنج وأهل أصبهان‪ .‬فأما الزني فإنه ل يتخي وأنا أتي‪ .‬وأما الصبهان فإنه يقبض القبضة ول يأكل من‬
‫غيها ول ينظر إل ما بي يديه حت يفرغ من القبضة‪ .‬وهذا عدل‪ .‬والتخي قرفة وجور‪ .‬ل جرم أن الذي يبقى من التمر ل ينتفع به العيال‬
‫إذا كان قدام من يتخي‪ .‬وكان يقول‪ :‬ليس من الدب أن تول يدك ف الطبق وإنا هو تر وما أصاب‪ .‬وزعم سري بن مكرم وهو ابن أخي‬
‫موسى بن جناح قال‪ :‬كان موسى يأمرنا أل نأكل ما دام أحد منا مشغولً بشرب الاء وطلبه‪ .‬فلما رآنا ل نطاوعه دعا ليلة بالاء ث خط‬
‫بإصبعه خطا وأحاديثه ف صدر هذا الكتاب‪ .‬وهذا منها‪ .‬وقال الكي لبعض من كان يتعشى ويفطر عند الباسيان‪ :‬ويكم! كيف تسيغون‬
‫طعامه وأنتم تسمعونه يقول‪ " :‬إنا نطعمكم لوجه ال ل نريد منكم جزاء ول شكورا "‪ .‬ث ترونه ل يقرؤها إل وأنتم على العشاء ول يقرأ‬
‫غ ي هذه ال ية‪ .‬أن تم وال ضد الذي قال‪ :‬ألبان إ بل تعلة بن م سافرما دام يلك ها على حرام وطعام عمران بن أو ف مثله ما دام ي سلك ف‬
‫البطون طعام إن الذين يسوغ ف أعناقهمزاد ين عليهم للئام قال‪ :‬فمت تعجب أعجب من خسي رجلً من العرب فيهم أبو رافع الكلب‬
‫و هو شا عر ندى يفطرون ع ند أ ب عثمان العور‪ .‬فإفطاري من طعام ن صران أ شد من إفطاري من طعام م سلم يقرأ القرآن ويقول ال ق‪.‬‬
‫وحدثن أبو النجوف السدوسي قال‪ :‬كنت مع أب ومعنا شيخ من موال الي‪ .‬فمررنا بناطور على نر البلة ونن تعبون‪ .‬فجلسنا إليه‪ .‬فلم‬
‫يلبث أن جاءنا بطبق عليه رطب سكر وجيسوان أسود فوضعه بي أيدينا‪ .‬فأكل الشيخ الذي كان معنا‪ .‬فلما رأيت أب ل يأكل ل آكل وب‬
‫إل ذلك حاجة‪ .‬فأقبل الناطور على أب فقال‪ :‬ل ل تأكل قال‪ :‬وال إن لشتهيه‪ .‬ولكن ل أظن صاحب الرض أباح لك طعام الناس من‬
‫الغريب‪ .‬فلو جئتنا بشيء من السهريز ( الصفحة ‪ ) 126 :‬والبن لكلنا‪ .‬فقال مولنا وهو شيخ كبي السن‪ :‬ولكن أنا ل أنظر ف شيء‬
‫من هذا قط‪ .‬قال الكي‪ :‬دخل إساعيل بن غزوان إل بعض الساجد يصلي‪ .‬فوجد الصف تاما فلم يستطع أن يقوم وحده‪ .‬فجذب ثوب‬
‫شيخ ف الصف ليتأخر فيقوم معه‪ .‬فلما تأخر الشيخ ورأى الفرج تقدم فقام ف موضع الشيخ وترك الشيخ قائما خلفه ينظر ف قفاه ويدعو‬
‫ال عليه‪ .‬وكان ثامة يتشم أن يقعد على خوانه من ل يأنس به‪ .‬ومن رأيه أن يأكل بعض غلمانه معه‪ .‬فحبس قاسم التمار يوما على غدائه‬
‫بعض من يتشمه‪ .‬فاحتمل ذلك ثامة ف نفسه‪ .‬ث عاد بعد ذلك إل مثلها ففعل ذلك مرارا حت ضج ثامة واستفرغ صبه‪ .‬فأقبل عليه‬
‫فقال‪ :‬ما يدعوك إل هذا لو أرد ت لكان ل سان مطلقا وكان ر سول يؤدي ع ن‪ .‬فلم ت بس على طعا مي من ل آ نس به قال‪ :‬إن ا أر يد أن‬
‫اسخيك فأنفي عنك التبخيل وسوء الظن‪ .‬فلما أن كان بعد ذلك أراد بعضهم النصراف قال له قاسم‪ :‬أين تريد قال‪ :‬قد ترك بطن فأريد‬
‫النل‪ .‬قال‪ :‬فلم ل تتوضأ هاهنا فإن الكنيف خال نظيف والغلم فارغ نشيط وليس من أب معن حشمة ومنله منل إخوانه! فدخل الرجل‬
‫فتوضأ‪ .‬فلما كان بعد أيام حبس آخر‪ .‬فلما كان بعد ذلك حبس آخر! فاغتاظ ثامة وبلغ ف الغيظ مبلغا ل يكن على مثله قط‪ .‬ث قال‪ :‬هذا‬
‫يبسهم على غدائي لن يسخين ببسهم على أن يرءوا عندي! له لن من ل يرأ الناس عنده فهو بيل على الطعام! وقد سعتهم يقولون‪:‬‬
‫فلن يكره أن يؤ كل عنده‪ .‬ول أ سع أحدا قط قال‪ :‬فلن يكره أن يرأ عنده! وكان قا سم شد يد ال كل شد يد ال بط قذر الؤاكلة‪ .‬وكان‬
‫أسخى الناس على طعام غيه وأب ل الناس على طعام نفسه‪ .‬وكان يعمل عمل رجل ل يسمع بالشمة ول بالتجمل قط‪ .‬فكان ل ير ضى‬
‫بسوء أدبه على طعام ثامة حت ير معه ابنه إبراهيم‪ .‬وكان بينه وبي إبراهيم ابنه ف القذر ما بينه وبي جيع العالي! فكانا إذا تقابل على‬
‫خوان ثامة ل يكن لحد على أيانما وشائلهما حظ ف الطيبات! فأتوه يوما بقصعة ضخمة فيها ثريدة كهيئة الصومعة مكللة بإكليل من‬
‫عراق بأكثر ما يكون من ( الصفحة ‪ ) 127 :‬العراق‪ .‬فأخذ قاسم الذي يستقبله ث أخذ ينة وأخذ ما بي يدي من كان بينه وبي ثامة‬
‫حت ل يدع إل عرقا قدام ثا مة‪ .‬ث مال على جان به الي سر ف صنع مثل ذلك ال صنيع‪ .‬وعارضه اب نه وحاكاه! فلما أن ن ظر ثا مة إل الثريدة‬
‫مكشوفة القناع مسلوبة عارية واللحم كله بي يديه وبي يدي ابنه إل قطعة واحدة بي يديه تناولا فوضعها قدام إبراهيم ابنه ول يدفعها‪.‬‬
‫واحتسب با ف الكرامة والب‪ .‬فقال قاسم لا فرغ من غدائه‪ :‬أما رأيتم إكرام ثامة لبن وكيف خصه فلما حكى هذا ل قلت‪ :‬ويلك! ما‬
‫أ ظن أن ف الرض عرقا أشام على عيالك م نه! فل ما ح كى هذا ل قلت‪ :‬ويلك! ما أ ظن أن ف الرض عرقا أشأم على عيالك م نه! هذا‬
‫أحر جه الغ يظ وهذا الغ يظ ل يتر كه ح ت يتش فى م نك‪ .‬فإن قدر لك على ذ نب ف قد وال هل كت‪ .‬وإن ل يقدر أقدره لك الغ يظ‪ .‬وأبواب‬
‫التج ن كثية‪ .‬ول يس أ حد إل وف يه ما إن شئت جعل ته ذنبا‪ .‬فك يف وأ نت ذنوب من قر نك إل قد مك! وكان ثا مة يف طر أيام كان ف‬
‫أصحاب الفساطيط ناسا‪ .‬فكثروا عليه وأتوه بالرقاع والشفاعات‪ .‬وف حشوة التكلمي أخلق قبيحة وفيهم على أهل الكلم وعلى أرباب‬
‫الصناعات منة عظيمة‪ .‬فلما رأى ثامة ما قد دهه أقبل عليهم وهم يتعشون فقال‪ :‬إن ال عز وجل ل يستحيي من الق‪ .‬كلكم واجب‬
‫الق‪ .‬ومن ل تئنا شفاعته فأكرمه كمن تقدمت شفاعته‪ .‬كما أنا لو فكذلك أنتم إذا أعجزنا أو بدا لنا فليس بعضكم أحق بالرمان من‬
‫بعض أو بالمل عليه أو بالعتذار إليه من بعض‪ .‬ومت قربتكم وفتحت باب لكم وباعدت من هو أكثر منكم عددا وأغلقت باب دونم ل‬
‫يكن ف إدخال إياكم عذر ل ول ف منع الخرين حجة‪ .‬فانصرفوا ول تعودوا! قال أبو ممد العروضي‪ :‬وقعت بي قوم عربدة فقام الغن‬
‫ي جز بينهم وكان شيخا معيلً بيلً‪ .‬فم سك ر جل بل قه فع صره ف صاح‪ :‬معيشت! معيشت! فتبسم وتركه‪ .‬وحثن ا بن كرية قال‪ :‬وهبوا‬
‫للكنان الغن خابية فارغة‪ .‬فلما كان عند انصرافه وضعوها له على الباب‪ .‬ول يكن عنده كراء حالا‪ .‬وأدركه ما يدرك الغني من التيه فلم‬
‫يملها‪ .‬فكان يركلها ركلة فتدحرج وتدور ببلغ حية الركلة‪ .‬ويقوم من ناحية كي ل يراه إنسان ويرى ما ( الصفحة ‪ ) 128 :‬يصنع‪.‬‬
‫ث يد نو من ها ث يركل ها أخرى فتدحرج وتدور وي قف من ناح ية‪ .‬فلم يزل يف عل ذلك إل أن بلغ ب ا النل! قالوا‪ :‬كان ع بد النور كا تب‬
‫إبراهيم بن عبد ال بن السن قد استخفى بالبصرة ف عبد القيس من أمي الؤمني أب جعفر وعماله‪ .‬وكان ف غرفة قدامها جناح‪ .‬وكان ل‬
‫يطلع رأسه منها‪ .‬فلما سكن الطلب شيئا وثبت عنده حسن جوار القوم صار يلس ف الناح يرضى بأن يسمع الصوت ول يرى الشخص‬
‫لا ف ذلك من النس عند طول الوحشة‪ .‬فلما طالت به اليام ومرت أيام السلمة جعل ف الناح خرقا بقدر عينه‪ .‬فلما طالت اليام صار‬
‫ين ظر من شق باب كان م سمورا‪ .‬ث ما زال يفت حه الول فالول إل أن صار يرج رأ سه ويبدي وج هه‪ .‬فل ما ل ير شيئا يري به ق عد ف‬
‫الدهل يز‪ .‬فلما زاد ف ال نس جلس على باب الدار! ث صلى معهم ف م صلهم ود خل‪ .‬ث صلى ب عد ذلك وجلس‪ .‬والقوم عرب‪ .‬وكانوا‬
‫يفيضون ف الديث ويذكرون من الشعر الشاهد والثل ومن الب اليام والقامات‪ .‬وهو ف ذلك ساكت إذا أقبل عليه ذات يوم فت منهم‬
‫خرج عن أدبم وأغفل بعض ما راضوه به من سيتم فقال له‪ :‬يا شيخ إنا قوم نوض ف بعض ضروب فربا تكلمنا بالثلبة وأنشدنا الجاء‪.‬‬
‫فلوا أعلمت نا من أنت تنبنا كل ما ي سوءك‪ .‬ولو اجتنب نا أشعار الجاء كل ها وأخبار الثلب بأسرها ل نأ من أن يكون ثناؤ نا ومدينا لب عض‬
‫العرب ما يسوءك‪ .‬فلو عرفتنا نسبك كفيناك ساع ما يسوءك من هجاء قومك ومن مديح عدوك‪ .‬فلطمه شيخ منهم وقال‪ :‬ل أم لك! منة‬
‫كمحنة الوارج وتنقي كتنقي العيابي ول ل تدع ما يريبك إل مال يريبك فتسكت إل عما توقن بأنه يسره‪ .‬قال‪ :‬وقال عبد النور‪ :‬ث إن‬
‫موضعي نبا ب لبعض المر‪ .‬فتحولت إل شق بن تيم فنلت برجل فأخذته بالثقة وأكمنت نفسي إل أن أعرف سبيل القوم‪ .‬وكان للرجل‬
‫كنيف إل جانب داره يشرع ف طريق ل ينفذ‪ .‬إل أن من مر ف ذلك الشارع رأى مسقط الغائط من خلء ذلك الناح‪ .‬وكان صاحب‬
‫الدار ضيق العيش فاتسع بنول عليه‪ .‬فكان القوم إذا مروا به ينظرون إل موضع الزبل والغائط فل يذهب قلب إل شيء ما كانوا يذهبون‬
‫إليه‪ .‬فبينا أنا جالس ذات يوم إذا أنا بأصوات ملتفة على الباب وإذا صاحب ينتفي ويعتذر وإذا اليان قد اجتمعوا إليه وقالوا‪ :‬ما هذا الثلط‬
‫الذي يسقط من جناحك بعد أن كنا ل نرى إل‬
‫( ال صفحة ‪ ) 129 :‬شيئا كالب عر من ي بس الك عك وهذا ثلط ي عب عن أ كل غض! ولول أ نك انتج عت على ب عض من ت ستر وتواري‬
‫لظهرته‪ .‬وقد قال الول‪ :‬الستر دون الفاحشات وليلقاك دون الي من ستر ولول أن هذا طلبة السلطان لا توارى‪ .‬فلسنا نأمن من أن‬
‫ير على الي بلية‪ .‬ولست تبال ‪ -‬إذا حسنت حالك ف عاجل أيامك ‪ -‬إلم يفضي بك الال وما تلقى عشيتك‪ .‬فإما أن ترجه إلينا وإما‬
‫أن ترجه عنا‪ .‬قال عبد النور‪ :‬فقلت‪ :‬هذه وال القيافة ول قيافة بن مدل! إنا ل! خرجت من النة إل النار! وقلت‪ :‬هذا وعيد‪ .‬وقد اعذر‬
‫من انذر‪ .‬فلم أ ظن أن اللؤم يبلغ ما رأ يت من هؤلء ول ظن نت أن الكرم يبلغ ما رأ يت من أولئك! شهدت ال صمعي يوما وأق بل على‬
‫جلسائه يسألم عن عيشهم وعما يأكلون ويشربون‪ .‬فأقبل على الذي عن يينه فقال‪ :‬أبا فلن ما أد مك قال‪ :‬اللحم‪ .‬قال‪ :‬أكل يوم لم‬
‫قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬وف يه ال صفراء والبيضاء والمراء والكدراء والام ضة واللوة والرة قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬بئس الع يش هذا! ل يس هذا ع يش آل‬
‫الطاب‪ .‬كان عمر بن الطاب رحة ال عليه ورضوانه يضرب على هذا‪ .‬وكان يقول‪ :‬مد من اللحم كمد من المر‪ .‬ث سأل الذي يليه‬
‫قال‪ :‬أ با فلن ما أد مك قال‪ :‬الدام الكث ي واللوان الطي بة‪ .‬قال‪ :‬أ ف آدا مك سن قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال فتج مع ال سمن وال سمي على مائدة قال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال‪ :‬ليس هذا عيش آل الطاب‪ .‬كان ابن الطاب رحة ال عله ورضوانه يضرب على هذا‪ .‬وكان إذا وجد القدور الختلفة الطعوم‬
‫كدرها ف قدر واحدة وقال‪ :‬إن العرب لو أكلت هذا لقتل بعضها بعضا‪ .‬ث يقبل على الخر فيقول‪ :‬أبا فلن ما أدمك قال‪ :‬اللحم السمي‬
‫والداء الرضع‪ .‬قال‪ :‬فتأكله بالوارى قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬ليس هذا عيش آل الطاب‪ .‬كان ابن الطاب يضرب على هذا‪ .‬أو ما سعته يقول‪:‬‬
‫أترون ل أعرف الطعام الطيب لباب الب بصغار العزى‪ .‬أل تراه كيف ينتفي من أكله وينتحل معرفته ث يقبل على الذي يليه فيقول‪ :‬أبا فلن‬
‫ما أد مك فيقول‪ :‬أكثر ما نأكل لوم الزور ونتخذ منها هذه القليا ونعل بعضها شواء‪ .‬قال‪ :‬أفتأكل من أكبادها وأسنتها وتتخذ لك‬
‫ال صباغ قال‪ :‬ن عم‪ .‬قال‪ :‬ل يس هذا ع يش آل الطاب‪ .‬كان ا بن الطاب يضرب على هذا‪ .‬أو ما سعته يقول‪ :‬أترو ن ل أقدر أت ذ أكبادا‬
‫وأفلذا وصلئق وصنابا أل تراه كيف ينكر ( الصفحة ‪ ) 130 :‬أكله ويستحسن معرفته ث يقول للذي يليه‪ :‬أبا فلن ما أدمك فيقول‪:‬‬
‫الشبارقات والخبصة والفالوذجات‪ .‬قال‪ :‬طعام العجم وعيش كسرى ولباب الب بلعاب النحل بالص السمن ‪ -‬حت أتى على آخرهم‪ .‬كل‬
‫ذلك يقول‪ :‬بئس العيش هذا! ليس هذا عيش آل الطاب‪ .‬كان ابن الطاب يضرب على هذا‪ .‬فلما انقضى كلمه أقبل عليه بعضهم فقال‪:‬‬
‫يا أبا سعيد ما أدمك قال‪ :‬يوما لب ويوما زيت ويوما سن ويوما تر ويوما جب ويوما قفار ويوما لم‪ .‬عيش آل الطاب‪ .‬ث قال‪ :‬قال أبو‬
‫الش هب‪ :‬كان ال سن يشتري لهله كل يوم بن صف در هم لما‪ .‬فإن غل فبدر هم‪ .‬فل ما ح بس عطاؤه كا نت مرق ته بش حم‪ .‬ونبئت عن‬
‫رجل من قريش أنه كان يقول‪ :‬من ل يسن ينع ل يسن يعطى وأنه قال لبنه‪ :‬أي بن إنك إن أعطيت ف غي موضع العطاء أوشك أن‬
‫تستعطي الناس فل تعطي‪ .‬ث أقبل علينا فقال‪ :‬هل علمتم أن اليأس أقل من القناعة وأعز‪ .‬إن الطمع ل يزال طمعا وصاحب الطمع ل ينتظر‬
‫السباب ول يعرف الطمع الكاذب من الصادق‪ .‬والعيال عيالن‪ :‬شهوة مفسدة وضرس طحون‪ .‬وأكل الشهوة أثقل من أكل الضرس‪ .‬وقد‬
‫زعموا أن العيال سوس الال وأنه ل مال لذي عيال‪ .‬وأنا أقول‪ :‬إن الشهوة تبلغ ما ل يبلغ السوس وتأت على ما يقصر دونه العيال‪ .‬وقد قال‬
‫السن‪ :‬ما عال أحد قط عن قصد‪ .‬وقيل ليشخ من أهل البصرة‪ :‬مالك ل ينمي لك مال قال‪ " :‬لن اتذت العيال قبل الال واتذ الناس‬
‫الال قبل العيال "‪ .‬وقد رأيت من تقدم عياله ماله فجبه الصلح ورفده القتصاد وأعانه حسن التدبي‪ .‬وقال‪ :‬أر لشهوان تدبيا ول لشره‬
‫صبا‪ .‬وقال إياس بن معاوية‪ :‬إن الرجل يكون عليه ألف فينفق ألفا فيصلح فتصلح له الغلة‪ .‬ويكون عليه ألفان فينفق ألفي فيصلح فتصلح له‬
‫الغلة‪ .‬ويكون عليه ألفان فينفق ثلثة آلف فيتبع العقار ف فضل النفقة‪ .‬وذكر الديث عن أب لينة قال‪ :‬كنت أرى زيادا وهو أمي ير بنا‬
‫على بغلة ف عنقها حبل من ليف مدرج على عنقها‪ .‬وكان سلم بن قتيبة يركب بغلة وحده ومعه أربعة آلف رابطة‪ .‬ورآه الفضل بن عيسى‬
‫على حار وهو أمي فقال‪ :‬بذلة نب وقعود جبار! ( الصفحة ‪ ) 131 :‬ولو شاء أبو سيارة أن يدفع بالعرب على جل مهري أو فرس عتيق‬
‫لفعل‪ .‬ولكنه أراد هدى الصالي‪ .‬وحل عمر على برذون فهملج تته‪ .‬فنل عنه‪ .‬فقال لصحابه‪ :‬جنبون هذا الشيطان‪ .‬ث قال لصحابه‪:‬‬
‫ل تطلبوا العز بغي ما أعزكم ال به‪ .‬قد كنت أعجب من بعض السلف حيث قال‪ :‬ما أعرف شيئا ما كان الناس عليه إل الذان‪ .‬وأنا أقول‬
‫ذلك‪ .‬ول يزل الناس ف هبوط ما ترفعوا بالسراف وما رفعوا البنيان للمطاولة‪ .‬وإن من أعجب ما رأيت ف هذا الزمان أو سعت مفاخرة‬
‫مويس بن عمران لب عبيد ال بن سليمان ف أيهما كان أسبق إل ركوب الباذين! وما للتاجر وللبذون وما ركوب التاجر للباذين إل‬
‫كركوب العرب للبقر! ولو كانوا إذا جلسوا ف اليوش واتذوا المامات ف الدور وأقاموا وظائف الثلج والريان واتذوا القيان والصيان‬
‫استرد الناس ودائعهم واسترجعت القضاة أموال اليتام والشرية منهم لعادوا إل دينهم وعيشهم واقتصادهم‪ .‬وإذا رآهم أصحاب الغلت‬
‫وأهل الشرف والبيوتات أنفوا أن يكونوا دونم ف البزة واليئة‪ .‬فهلكوا وأهلكوا‪ .‬زعم أبو يعقوب الريي أن جعفر بن يي أراد يوما حاجة‬
‫كان طري قه إلي ها على باب ال صمعي وأ نه د فع إل خادم له كي سا ف يه ألف دينار وقال له‪ :‬سأنزل ف رجع ت إل ال صمعي‪ .‬و سيحدثن‬
‫ويضحك ن‪ .‬فإذا رأيت ن قد ضح كت ف ضع الك يس ب ي يد يه‪ .‬فل ما د خل فرأى حبا مقطوع الرأس وجرة مك سورة العروة وق صعة مشع بة‬
‫وجفنبة أعشارا ورآه على مصبلى بال وعليبه بركان أجرد ‪ -‬غمبز غلمبه بعينبه أل يضبع الكيبس بيب يديبه ول يدفبع إليبه شيئا‪ .‬فلم يدع‬
‫الصمعي شيئا ما يضحك الثكلن والغضبان إل أورده عليه فما تبسم فقال له إنسان‪ :‬ما أدري من أي أمر يك أعجب أمن صبك على‬
‫الضحك وقد أورد عليك ما ل يصب على مثله أم من تركك إعطاءه وقد كنت عزمت على إعطائه وهذا خلف ما أعرفك به! قال‪ :‬ويلك!‬
‫من استرعى الذئب فقد ظلم‪ .‬ومن زرع سبخة حصد الفقر‪ .‬إن وال لو علمت أنه يكتم العروف بالفعل لا ارتفقت بنشره له باللسان‪ .‬وأين‬
‫ي قع مد يح الل سان من ( ال صفحة ‪ ) 132 :‬مد يح آثار الغ ن على الن سان فالل سان قد يكذب والال ل تكذب‪ .‬ل در ن صيب ح يث‬
‫يقول‪ :‬فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهلهولو سكتوا أثنت عليك القائب أعلمت أن ناووس أبرويز أمدح له من شعر زهي لل سنان بن أب‬
‫حار ثة لن الشا عر يكذب وي صدق وبنيان ل يكذب مرة وي صدق مرة‪ .‬فل ست بعائد إل هذا بعروف أبدا‪ .‬كان ال صمعي يتعوذ بال من‬
‫ال ستقراض وال ستقراض‪ .‬فأن عم ال عل يه ح ت صار هو ال ستقرض م نه وال ستفرض ما عنده‪ .‬فات فق أن أتاه ف يوم وا حد رجلن‪ .‬وكان‬
‫أحدها يطلب الفرض والخر يطلب القرض‪ .‬هجما عليه معا فأثقله ذلك ومل صدره! ث أقبل على صاحب السلف فقال‪ " :‬تتبدل الفعال‬
‫بتبدل الال‪ .‬ول كل زمان تدب ي ول كل ش يء مقدار وال ف كل يوم ف شأن‪ .‬كان الفق يه ي ر باللق طة فيتجاوز ها ول يتناول ا كي يت حن‬
‫بفظها سواه إذ كان جل الناس ف ذلك الدهر يريدون المانة ويوطون اللقطة‪ .‬فلما تبدلوا وفسدوا وجب على الفقيه إحرازها والفظ لا‬
‫ل أت صديقا له يستقرض منه مالً فتركه بالباب ث خرج إليه‬ ‫وأن يصب على ما نابه من الحنة واختب به من الكلفة "‪ " .‬وقد بلغن أن رج ً‬
‫مؤتزرا‪ .‬فقال له‪ :‬مالك قال‪ :‬جئت للقتال والطام وال صومة وال صخب‪ .‬قال‪ :‬ول قال‪ :‬ل نك ف أ خذ مال ب ي حال ي‪ :‬إ ما أن تذ هب به‪.‬‬
‫وإما أن تطلن به‪ .‬فلو أخذته على طريق الب والصلة لعتددت عليك بق ولوجب عليك به شكر‪ .‬وإذا أخذته من طريق السلف كانت‬
‫العادة ف الديون وال سية ف السلف الرد أو التقا ضي‪ .‬وإذا تقاضيتك أغضب تك وإذا أغضبتك أسعتن ما أكره فتج مع على الطل و سوء‬
‫اللفظ والوحشة وإفساد اليد ف السلف وأنت أظلم فأغضب كما غضبت‪ .‬فإذا نقلتن إل حالك فعلت فعلك وصرت أنا وأنت كما قال‬
‫العرب‪ :‬أنا تئق وصاحب مئق ‪ -‬فما ظنك بئق من الغيظ ملوء من الغضب لقى متأقا من الوق ملوءا من الكفران ‪ -‬ولكن أدخل إل النل‬
‫فأخرج إليك مؤتزرا فأعجل لك اليوم ما أخرته إل غد‪ .‬وقد علمت أن ضرب الوعظة دون ضرب القد والسخيمة فتربح صرف ما بي‬
‫اللي وفضل ما بي الشتمي "‪ " .‬وبعد فأنا أضن بصداقت لك وأشح على نصيب منك من أن أعرضه للفساد وأن أعينك ( الصفحة ‪:‬‬
‫‪ ) 133‬على القطيعة‪ .‬فل تلمن على أن كنت عندي واحدا من أهل عصرك‪ .‬فإن كنت عند نفسك فوقهم وبعيدا من مذهبهم فل تكلف‬
‫الناس علم الغيب فتظلمهم "‪ .‬ث قال‪ " :‬وما زالت العارية مؤداة والوديعة مفوظة‪ .‬فلما قالوا‪ :‬أحق اليل بالركض العار بعد أم كان يقال‪:‬‬
‫أحق اليل بالصون العار وبعد الؤمني قيل لبعضهم‪ :‬ارفق به قال‪ :‬إنه عارية وقال الخر‪ :‬فاقتل! ‪ -‬فسدت العارية واستد هذا الباب‪ .‬ولا‬
‫قالوا‪ :‬واخفبض جناحبك إن مشيبت تشعاحتب تصبيب وديعبة ليتيبم " " وحيب أكلت المانات المناء والوصبياء ورتبع فيهبا العدلون‬
‫والصارفون وجب حفظها ودفنها وكان أكل الرض لا خيا من أكل الئون الفاجر واللئيم الغادر‪ .‬وهذا مع قول أكثم بن صيفي ف ذلك‬
‫الد هر‪ :‬لو سئلت العار ية‪ :‬أ ين تذ هبي قالت‪ :‬أك سب أهلي ذما "‪ " .‬وأ نا اليوم أن ي عن العار ية والودي عة و عن القرض والفرض وأكره أن‬
‫يالف قول فعلي‪ .‬أ ما القرض ف ما أنبأ تك وأ ما الفرض فل يس ي سعه إل ب يت الال‪ .‬ولو وه بت لك درها واحدا لفت حت على مال بابا ل‬
‫ت سده البال والرمال ولو ا ستطعت أن أج عل دو نه ردما كردم ياجوج ومأجوج "‪ " .‬إن الناس فاغرة أفواه هم نوه من عنده درا هم فل يس‬
‫ينعهم من النهس إل اليأس‪ .‬وإن طعموا ل تبق راغية ول ثاغية ول سبد ول لبد ول صامت ول ناطق إل ابتلعوه والتهموه! أتدري ما تريد‬
‫بشيخك إنا تريد أن تفقره‪ .‬فإذا أفقرته فقد قتلته‪ .‬وقد تعلم ما جاء ف قتل النفس الؤمنة "! فلم أشبه قول الصمعي لذا الرجل حي قال‪" :‬‬
‫أنا أضن بك وأشح على نصيب منك من أن أعرضه للفساد " إل بقول ثامة حي قال لبن سافري‪ " :‬بالنظر من أقول لك والشفقة من‬
‫أسبك "‪ .‬وذلك أنه ندم فرأى أن هذا القول يعل ذلك منه يدا ونعمة‪ .‬وشهدت ثامة وقد أتاه رجل قال‪ :‬ل إليك حاجة فقال ثامة‪ :‬ول‬
‫إليك أيضا حاجة‪ .‬قال‪ :‬وما حاجتك قال‪ :‬لست أذكرها لك حت تضمن ل قضاءها‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فحاجت أل تسألن هذه الاجة‪ .‬قال‪:‬‬
‫إنك ل تدري ما هي قال‪ :‬بلى قد دريت‪ .‬قال‪ ( :‬الصفحة ‪ ) 134 :‬فما هي قال‪ :‬هي حاجة‪ .‬وليس يكون الشيء حاجة إل وهي ترج‬
‫إل شيء من الكلفة‪ .‬قال‪ :‬فقد رجعت عما أعطيتك‪ .‬قال‪ :‬لكن ل أرد ما أخذت‪ .‬فأقبل عليه آخر فقال‪ :‬ل حاجة إل منصور بن النعمان‪.‬‬
‫قال‪ :‬قل‪ .‬ل حاجة إل ثامة بن أشرس لن أنا الذي أقضي لك الاجة ومنصور يقضيها ل‪ .‬فالاجة أنا أقضيها لك وغيي يقضيها ل‪ .‬ث‬
‫قال‪ :‬فأنا ل أتكلم ف الوليات ول أتكلم ف الدراهم لن الدراهم من قلوب الناس ولن الوائج تنقض‪ .‬فمن سألته اليوم أن يعطيك سألن‬
‫غدا أن أعطي غيك‪ .‬فتعجيلي تلك العطية لك أروح ل‪ .‬ليس عندي دراهم ولو كان عندي دراهم لكانت نوائب القائمة الساعة تستغرقها‪.‬‬
‫ولكن أؤنب لكم من شئتم‪ .‬علي لكم من التأنيب كل ما تريدون! قلت له فإذا أتيت رجلً ف أمر ل تتقدم فيه بسألة كيف يكون جوابه‬
‫لك فضحك حت وجاء مرة أبو هام السوط يكلمه ف مرمة داره الت تطوع ببنائها ف رباط عبادان فقال‪ :‬ذكرتن الطعن وكنت ناسيا‪ .‬قد‬
‫كنت عزمت على هدمها حي بلغن أن البية قد نزلتها‪ .‬قال‪ :‬سبحان ال! تدم مكرمة ودارا قد وقفتها للسبيل قال‪ :‬فتعجب من ذا قد‬
‫أردت أن أهدم السجد الذي كنت بنيته ليزيد بن هاشم حي ترك أن يبنيه ف الشارع وبناه ف الرائغ وحي بلغن أنه يلط ف الكلم ويعي‬
‫البشرية على العتزلة‪ .‬فلو أراده أبو هام وجد من ثامة مربدا جيع مساحة الرض! وكان حي يسوي لك اللفظ ل ينظر ف صلح العان‬
‫من ف سادها‪ .‬وت شى رجل إل الغاضري قال‪ :‬إن صديقك القاد مي قد قطع عل يه الطريق‪ .‬قال‪ :‬فأي ش يء تر يد قال‪ :‬أن تلف عليه‪ .‬قال‪:‬‬
‫فليس عليه قطع الطريق بل على قطع! وأتى ابن سكاب الصيف صديق له يستلف منه ما ًل فقال‪ :‬لو شئت أن أقول لقلت وأن أعتل اعتللت‬
‫وأن أستعي بعض كلم من يستلف منه إخوانه فعلت‪ .‬وليس أرى شيئا خيا من التصحيح وقشر العصا وليس أفعل‪ .‬فإن التمست ل عذرا‬
‫فهو أروح لقلبك وإن ل تفعل فهو شر لك‪ .‬وضاق الفيض بن يزيد ضيقا شديدا فقال‪ :‬وال ما عندنا من شيء نعول عليه وقد بلغ السكي‬
‫العظم‪ .‬والبيع ل يكون إل مع طول الدة‪ .‬والرأي أن ننل هذه النائبة بحمد بن عباد فإنه يعرف الال وصحة العاملة وحسن القضاء وما لنا‬
‫من ال سبب النت ظر فلو كت بت إل يه ( ال صفحة ‪ ) 135 :‬كتابا ل سره ذلك ول سد م نا هذه اللة القائ مة ال ساعة‪ .‬فتناول القلم والقرطاس‬
‫ليكتب إليه كتاب الواثق الدل ل يشك أنه سيتلقى حاجته بثل ما كان هو التلقي لا منه ‪ -‬ومضى بعض من كان ف الجلس إل ممد بن‬
‫عباد ليبشره بسرعة ورود حاجة الفيض إليه‪ .‬فأتاه أمر ل يقوم به‪ .‬فأمر بالكتابة إليه ليشغله باجته إليه عن حاجته إليه‪ .‬فكتب إليه‪ :‬مال‬
‫يضعف والدخل قليل والعيال كثي والسعر غال‪ .‬وأرزاقنا من الديوان قد احتبست‪ .‬وقد تفتحت علينا من أبواب النوائب ف هذه اليام ما ل‬
‫يكن لنا ف حساب‪ .‬فإن رأيت أن تبعث إل با أمكنك فعجل به فإن بنا إليه أعظم الاجة فورد الكتاب على الفيض قبل نفوذ كتابه إليه‪.‬‬
‫فل ما قرأه ا سترجع وك تب إل يه‪ :‬يا أ خي تضاع فت على ال صيبة ح ت ج عت خلة عيالك إل خلة عيال‪ .‬و قد ك نت على الحتيال ل م‪.‬‬
‫و سأضطرب ف وجوه ال يل غ ي هذا الضطراب‪ .‬و سأترك ف ب يع ما عندي ولو بب عض الطرح‪ .‬فل ما ر جع الكتاب على ا بن عباد سكن‬
‫وألقي صاحبه ف أشد الركة وأتعب التعب‪ .‬وكان رجل من أبناء الربية له سخاء وأريية‪ .‬وكان يكثر استزارة ابن عباد ويتلف عليه من‬
‫الموال من طريق الرغبة ف الدباء وف مشايخ الظرفاء‪ .‬وكان يظن بكر مه أن زيارته ابن عباد ف منله زيادة ف الؤانسة‪ .‬وقد كان بلغه‬
‫إمساكه ولكنه ل يظن أنه ل حيلة ف سببه‪ .‬فأتاه يوما متطرئا قال‪ :‬جئتك من غي دعاء‪ .‬وقد رضيت با حضر‪ .‬قال‪ :‬فليس يضر شيء‪.‬‬
‫وقولك‪ :‬با حضر ل بد من أن يقع على شيء! قال‪ :‬فقطعة مال قال‪ :‬وقطعه مال ليس هي شيء قال بلى فنحن نشرب على الريق قال‪ :‬لو‬
‫كان عندنا نبيذ كنا ف عرس‪ .‬قال‪ :‬فأنا أبعث إل نبيذ‪ .‬قال‪ :‬فإذا صرت إل تويل النبيذ فحول أيضا ما يصلح للنبيذ! قال‪ :‬ليس ينعن من‬
‫ذلك و من إحضار الن قل والريان إل أن أحت سب لك هذه الزورة بدعوة‪ .‬ول يس يوز ذلك إل بأن يكون لك في ها أ ثر‪ .‬فقال م مد‪ :‬ف قد‬
‫انفتح ل باب لكم فيه صلح وليس على فيه فساد‪ :‬ف هذه النخلة زوج ورشان‪ .‬ولما فرخان مدركان‪ .‬فإن نن وجدنا إنسانا يصعدها ‪-‬‬
‫فإنا سحيقة منجردة ‪ ( -‬الصفحة ‪ ) 136 :‬ول يطيا ‪ -‬فإنما قد صارا ناهضي ‪ -‬جعلنا الواحد طباهجة والخر جردناجا فإنه يوم‬
‫فطلبوا ف اليان إنسانا يصعد تلك النخلة فلم يقدروا عليه‪ .‬فدلوهم على أكار لبعض أهل الربية‪ .‬فما زال الرسول يطلبه حت وقع عليه‪.‬‬
‫فلما جاء ونظر إل النخلة قال‪ :‬هذه ل تصعد ول يرتقي عليها إل بالتبليا والببند‪ .‬فكيف أرومها أنا بل سبب فسألوه أن يلتمس لم ذلك‪.‬‬
‫فذهب فغب مليا‪ .‬ث أتاهم به‪ .‬فلما صار ف أعلها طار أحدها وأنزل الخر‪ .‬فكان هو الطباهج والردناج وهو الغداء وهو العشاء! وكتب‬
‫إبراهيم بن سيابة إل صديق له يساويه ف الدب ويرتفع عليه ف الال ‪ -‬وكان كثي الال كثي الصامت ‪ -‬يستسلف منه بعض ما يرتفق به‬
‫إل أن يأت يه ب عض ما يؤ مل‪ .‬فك تب إل يه صديقه هذا يعتذر ويقول‪ :‬إن الال مكذوب له وعل يه‪ .‬والناس يضيفون إل الناس ف هذا الباب ما‬
‫ليس عندهم‪ .‬وأنا اليوم مضيق وليست الال كما نب‪ .‬وأحق من عذر الصديق العاقل‪ .‬فلما ورد كتابه على ابن سبابة كتب إليه‪ :‬إن كنت‬
‫كاذبا فجعلك ال صادقا وإن ك نت ملوما فجعلك ال معذورا‪ .‬قال عمرو الاحظ‪ :‬احتج نا عند التطويل وحي صار طويلً كبيا إل أن‬
‫يكون قد د خل ف يه من علم العرب وطعام هم و ما يتمادحون به و ما يتهاجون به ش يء وإن قل ليكون الكتاب قد انت ظم ج ل هذا الباب‪.‬‬
‫ولول أن يرج من مقدار شهوة الناس لكان الب عن العرب والعراب أكثر من جيع هذا الكتاب‪ .‬الطعام ضروب‪ .‬والدعوة اسم جامع‪.‬‬
‫وكذلك الزلة‪ .‬ث منه العرس والرس والعذار والوكية والنقيعة‪ .‬والأدبة اسم لكل طعام دعيت إليه الماعات‪ .‬قال الشاعر‪ :‬نن ف الشتاة‬
‫ندعو الفلىل ترى الدب فينا ينتقر وجاء ف الديث‪ :‬القرآن مأدبة ال‪ .‬وقد زعم ناس أن العرس هو الوليمة لقول النب صلى ال عليه‬
‫و سلم لع بد الرح ن‪ :‬أول ولو بشاة‪ .‬وكان ا بن عوف وال صمعي من بعده يذمان عمرو بن عب يد ويقولون‪ :‬ل ي يب الولئم يعلن طعام‬
‫الملك والعراس وال سبوع والتان ولي مة‪ .‬والعرس معروف‪ .‬إل أن الف ضل ال ضب ز عم أن هذا ال سم مأخوذ من قول م‪ :‬ل ع طر ب عد‬
‫( الصفحة ‪ ) 137 :‬عروس‪ .‬وكان الصمعي يعل العروس رجلً بعينه كان بن على أهله فلم تتعطر له‪ .‬فسمى بعد ذلك كل بان على‬
‫أهله بذلك السم‪ .‬ومثل هذا ل يثبت إل بأن يستفيض ف الشعر ويظهر ف الب‪ .‬وأما الرس فالطعام الذي يتخذ صبيحة الولدة للرجال‬
‫والنساء‪ .‬وزعموا أن أصل ذلك مأخوذ من الرسة‪ .‬والرسة طعام النفساء‪ .‬قالت جارية ولدت حي ل يكن لا من يدمها ويارس لا ما‬
‫يارس للنفساء‪ :‬ترسي ل مرسة لك‪ .‬وف الرسة يقول مساور الوراق‪ :‬إذا أسدية ولدت غلمافبشرها بلؤم ف الغلم ترسها نساء بن‬
‫دبيبأخ بث ما يدن من الطعام وقال ا بن قميئة‪ :‬شر كم حا ضر وخي كم در خروس من الرا نب ب كر فالروس هي صاحبة الر سة‪.‬‬
‫والعذار طعام التان‪ .‬يقال‪ :‬صب معذور وصب معذر جيعا‪ .‬وقال بعض أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وهو يريد تقاربم ف السنان‪:‬‬
‫ك نا إعذار عام وا حد‪ .‬وقال الناب غة‪ :‬فنك حن أبكارا و هن بإمةأعجلن هن مظ نة العذار فزعموا أن م سوا طعام العذار بالعذار للملب سة‬
‫والجاورة‪ .‬كان الصبمعي يقول‪ :‬قبد كان للعرب كلم على معان‪ .‬فإذا ابتدلت تلك العانب ل تتكلم بذلك الكلم‪ .‬فمبن ذلك قول الناس‬
‫اليوم‪ :‬ساق إليها صداقها‪ .‬وإنا كان هذا يقال حي كان الصداق إبل وغنما‪ .‬وف قياس قول الصمعي أن أصحاب التمر الذين كان التمر‬
‫دياتم ومهورهم كانوا ل يقولون‪ :‬ساق فلن صداقه‪ .‬قال‪ :‬ومن ذلك قول الناس اليوم‪ " :‬قد بن فلن البارحة على أهله "‪ .‬وإنا كان هذا‬
‫القول لن كان يضرب على أهله ف تلك الليلة قبته وخيمته‪ .‬وذلك هو بناؤه‪ .‬ولذلك قال الول‪ :‬لو نزل الغيث أبني امرأًكانت له قبة سحق‬
‫باد ( الصفحة ‪ ) 138 :‬وكان الصمعي يعد من هذا أشياء ليس لذكرها هاهنا وجه‪ .‬ومن طعامهم الوكية‪ .‬وهو طعام البناء‪ .‬كان‬
‫الر جل يط عم من يب ن له‪ .‬وإذا فرغ من بنائه تبك بإطعام أ صحابه ودعائ هم‪ .‬ولذلك قال قائل هم‪ :‬خ ي طعام ش هد العشيةالعرس والعذار‬
‫والوكية وي سمون ما ينحرون من ال بل والزر من عرض الغ نم النقي عة‪ .‬قال الشا عر‪ :‬والعقي قة دعوة على ل م الك بش الذي ي عق عن‬
‫الصب‪ .‬والعقيقة اسم للشعر نفسه‪ .‬والشعار هي العقائق‪ .‬وقولم‪ :‬عقوا عنه أي احلقوا عقيقته‪ .‬ويقولون‪ :‬عق عنه وعق عليه‪ .‬فسمى الكبش‬
‫‪ -‬لقرب الوار وسبب التلبس ‪ -‬عقيقة‪ .‬ث سوا ذلك الطعام باسم الكبش‪ .‬وكان الصمعي يقول‪ :‬ل يقولن أحدكم‪ :‬أكلت ملة بل يقول‪:‬‬
‫أكلت خبزة وإنا اللة موضع البزة‪ .‬وكذلك يقول ف الراوية والزادة يقول‪ :‬الراوية هو المل‪ .‬وزعموا أنم اشتقوا الراوية للشعر من ذلك‪.‬‬
‫فأما الدعاء إل هذه الصناف فمنه الذموم ومنه المدوح‪ .‬فالذموم النقرى والمدوح الفلى‪ .‬وذلك أن صاحب الأدبة وول الدعوة إذا جاء‬
‫رسوله والقوم ف أحويتهم وأنديتهم فقالوا‪ :‬أجيبوا إل طعام فلن‪ .‬فجعلهم جفلة واحدة وهي الفالة‪ .‬فذلك هو الحمود‪ .‬وإذا انتقر فقال‪:‬‬
‫قم أنت يا فلن وقم أنت يا فلن فدعا بعضا وترك بعضا فقد انتقر‪ .‬قال الذل‪ :‬وليلة يصطلى بالفرث جازرهايص بالنقرى الثرين داعيها‬
‫يقول‪ :‬ل يدعوا فيها أصحاب الثروة وأهل الكافأة‪ .‬وهذا قبيح‪ .‬وقال ف ذلك بعض ظرفائنا‪ :‬لو كان مكوكان ف كفهمن خردل ما سقطت‬
‫واحدة وقال طرفة بن العبد‪ :‬نن ف الشتاة ندعو الفلىل ترى الدب فينا ينتقر ولا غزا بسطام بن قيس الشيبان مالك بن النتفق الضب‬
‫وأثبته عاصم بن خليفة الضب ( الصفحة ‪ ) 139 :‬شد عليه فطعنه وهو يقول‪ :‬وهذا وف الفلة ل يدعون ويروى‪ :‬ف الفلة ل يدعون‪.‬‬
‫كأنبه حقبد عليبه حيب كان يدعبو أهبل الجلس ويدعبه‪ .‬والطعام الذموم عندهبم ضربان‪ :‬أحدهاب طعام الجاوع والطمات والضرائك‬
‫والسبباريت واللئام والبناء والفقراء والضعفاء‪ .‬مبن ذلك‪ :‬الفبث والدعاع والبيبد والقرامبة والقرة والعسبوم ومنقبع البم والقصبيد والقبد‬
‫واليات‪ .‬فأ ما ال فظ فإ نه وإن كان شرابا كريها فل يس يد خل ف هذا الباب‪ .‬وكذلك الجدوح‪ .‬فأ ما ال فظ فإ نه ع صارة الفرث إذا أ صابم‬
‫العطش ف الفارز‪ .‬وأما الجدوح فإنم إذا بلغ العطش منهم الجهود نروا البل وتلقوا ألبابا بالفان كي ل يضيع من دمائها شيء‪ .‬فإذا‬
‫برد الدم ضربوه بأيديهم وجدحوه بالعيدان جدحا حت ينقطع فينعزل ماؤه من ثقله كما يلص الزبد وقال الشاعر‪ :‬ل تأكل الفث والدعاع‬
‫ولتجن هبيدا بنبة مهتبد وقال أمية بن أب الصلت‪ :‬ول يتنازعون عنان شركول أقوات أهلهم العسوم ول قرن يقزز من طعامول نصب‬
‫ول مول عد ي وقال معاو ية بن أ ب ربي عة الر مي ف الفترة و هو يع ي ب ن أ سد ونا سا من هوازن وه ا اب نا القمل ية‪ :‬أل تر جرما أمدت‬
‫وأبوكممع الشعر ف قص اللبد شارع إذا قرة جاءت يقول‪ :‬أصيب باسوى القمل إن من هوازن ضارع والقرامة ناتة القرون والظلف‬
‫والناسم وبرادتا‪ .‬والعلهز القردان ترض وتعجن بالدم‪ .‬والقرة الدقيق الختلط بالشعر‪ .‬كان الرجل منهم ل يلق رأسه إل وعلى رأسه قبضة‬
‫من دقيق للكل‪ .‬فهو معيب‪ .‬وف أكل اليات بقوله ابن مناذر‪ :‬فإياكم والريف ل يقربنهفإن لديه اليف والوت قاضيا وقال القطامي ف‬
‫أكلهم القد‪ ( :‬الصفحة ‪ ) 140 :‬تضيفت ف طل وريح تلفنيوف طرمساء غي ذات كواكب إل حيزبون توقد النار بعد ماتلفعت‬
‫الظلماء من كل جانب فسلمت والتسليم ليس يسرهاولكنه حق على كل جائب فلما تنازعنا الديث سألتهامن الي قالت‪ :‬معشر من‬
‫مارب ومن الشتوين القد ف كل شتوةوإن كان ريف الناس ليس بناضب وقال الراعي‪ :‬بكى منذر من أن يضاف وطارقيشد من الوع‬
‫والزار على ال شا إل ضوء نار يشتوي ال قد أهلهاو قد تكرم الضياف وال قد يشتوي و قد يضيقون ف شراب غ ي الجدوح وال فظ ف‬
‫الغازي والسفار فيمدحون من آثر صاحبه ول يذمون من أخذ حقه منه‪ .‬وهو ماء الصافنة‪ .‬والصافنة مقاسة هذا الاء بعينه‪ .‬وذلك أن الاء‬
‫إذا نقص عن الري اقتسموه بالسواء‪ .‬ول يكن للرئيس ول لصاحب الرباع والصفي وفضول القاسم فضل على أخس القوم‪ .‬وهذا خلق عام‬
‫ومكرمة عامة ف الرؤساء‪ .‬قال الفرزدق‪ :‬على ساعة لو أن ف القوم حاتاعلى جوده ضننت به نفس حات وبذلك الذهب من الثرة مدح‬
‫الشاعر كعب بن يامة حي آثر بنصيبه رفيقه النمري فقال‪ :‬ما كان من سوقة أسقى على ظمإخرا باء إذا ناجودها بردا من ابن مامة كعب‬
‫ث عي بزو النية إل حرة وقدى أو ف على الاء كعب ث قيل له‪:‬رد كعب إنك وراد فما وردا وف الصافنة يقول السدي‪ :‬كأن أطيطا يا‬
‫بنة القوم ل ينخقلئص يكيها الن النقح ول يسق قوما فارسي على الصىصباب الداوي والطيات جنح ويزعمون أن الصاة الت إن‬
‫غمرها الاء ف الناء كانت نصيب احدهم تسمى القلة‪ .‬وهذا الرف سعته من البغداديي‪ .‬ول أسعه من أصحابنا‪ .‬وقد برئت إليك منه‪.‬‬
‫وقال ابن جحوش ف الصافنة‪ :‬ولا تعاورنا الداوة أجهشتإل الاء نفس العنبي الراضم ( الصفحة ‪ ) 141 :‬وآثرته لا رأيت الذي‬
‫بعلى النفس أخشى لحقات اللوم فجاء بلمود له مثل رأسهليشرب حظ القوم بي الصرائم وقد يصيب القوم ف باديتهم ومواضعهم‬
‫من الهد ما ل يسمع به ف أمة من المم ول ف ناحية من النواحي‪ .‬وإن أحدهم ليجوع حت يشد على بطنه الجارة وحت يعتصم بشده‬
‫معاقد الزار وينع عمامته من رأسه فيشد با بطنه وإنا عمامته تاجه‪ .‬والعراب يد ف رأسه من البد إذا كان حاسرا ما ل يده أحد‬
‫لطول ملزمته العمامة ولكثرة طيها وتضاعف أثنائها‪ .‬ولربا اعتم بعمامتي‪ .‬ولربا كانت على قلنسوة حدرية‪ .‬وقال مصعب بن عمي الليثي‪:‬‬
‫سيوا فقد جن الظلم عليكمفباست امرئ يرجو القرى عند عاصم دفعنا إليه وهو كالذيخ خاطيانشد على أكبادنا بالعمائم وقال الراعي‬
‫ف ذلك‪ :‬يشب لركب منهم من ورائهمفكلهم أمسى إل ضوئها سرى إل ضوء نار يشتوي القد أهلهاوقد تكرم الضياف والقد يشتوى‬
‫فلما أناخوا واشتكينا إليهمبكوا وكل الصمي ما به بكى بكى منذر من أن يضاف وطارقيشد من الوع الزار على الشا وما يدل‬
‫على ما هم فيه من الهد وعلى امتداحهم بالثرة قول الغنوي‪ :‬إذا الاء بعد اليوم يذق بعضهببعض ويبلى شح نفس وجودها وأنا مقار حي‬
‫يبتكر الغضىإذا الرض أمست وهي جدب جنودها وقال ف ذلك العجي السلول‪ :‬من النهديات الاء بالاء بعد مارمى بالقاري كل قار‬
‫ومعتم وقال آخر ف مثل هذا‪ :‬لنا إبل يروين يوما عيالناثلث فإن يكثرن يوما فأربع يدهم بالاء ل من هوانمولكن إذا ما قل شيء يوسع‬
‫على أنا يغشى أولئك بيتهاعلى اللحم حت يذهب الشر أجع وقال أبو سعيد الدري‪ :‬أخذت حجرا فعصبته على بطن من الوع وأتيت‬
‫النب صلى ال ( الصفحة ‪ ) 142 :‬عليه وسلم أسأله‪ .‬فلما سعته وهو يطب‪ :‬من يستعف يعفه ال ومن يستعن يعنه ال رجعت ول‬
‫أ سأله‪ .‬قال أعرا ب‪ :‬ج عت ح ت سعت من م سامعي دويا‪ .‬فخر جت أر يغ ال صبد فإذا بغارة وإذا هو جرو ذئب‪ .‬فذب ته وأكل ته واده نت‬
‫واحتذيت‪ .‬ولا قدم الغية القادسية على سعد بسبعي من الظهر وعند سعد ضيق شديد من الال وذكر الصمعي عن عثمان الشحام عن‬
‫أب رجاء العطاردي قال‪ :‬لا بلغنا أن النب صلى ال عليه وسلم قد أخذ ف القتل هربنا فاشتوينا فخذ أرنب دفينا وألقينا عليها جالنا‪ .‬فل‬
‫أنسى تلك الكلة! وكان الصمعي إذا حدث بذا الديث قال‪ :‬نعم الدام الوع ونعم شعار السلمي التخفيف‪ .‬وذكروا عن عبد اللك بن‬
‫عمي عن رجل من بن عذرة قال‪ :‬خرجت زائرا لخوال ل بجر‪ .‬فإذا هم ف برث أحر بأقصى هجر ف طلوع القمر‪ .‬فذكروا أن أتانا‬
‫تعتاد نلة فتر فع يدي ها وتع طو بفي ها وتأ خذ اللقان والن سبتة والن صفة والعوة‪ .‬فتنك بت قو سي وتقلدت جفيي‪ .‬فإذا قد أقبلت‪ .‬فرميت ها‬
‫فخرت لفي ها‪ .‬فأدر كت فقورت سرتا ومعرفت ها‪ .‬فقد حت ناري وج عت ح طي ث دفنت ها‪ .‬ث أدرك ن ما يدرك الشباب من النوم‪ .‬ف ما‬
‫استيقظت إل بر الشمس ف ظهري‪ .‬ث كشفت عنها‪ .‬فإذا لا غطيط من الودك كتداعي طيء وغطيف وغطفان‪ .‬ث قمت إل الرطب وقد‬
‫ضر به برد ال سحر‪ .‬فجن يت العوة واللقان‪ .‬فجعلت أ ضع الشح مة ب ي الرطبت ي والرط بة ب ي الشحمت ي فأ ظن الشح مة سنة ث سلءة‬
‫وأحسبها من حلوتا شهدة أحدرها من الطور‪ .‬وأنا أتم هذا الديث لن فيه ما ل يوز أن يتكلم به عرب يعرف مذاهب العرب‪ .‬وهو من‬
‫وقال مدين لعراب أي شيء تدعون وأي شيء تأكلون قال‪ :‬نأكل ما دب ودرج إل أم حبي‪ .‬فقال الدين‪ :‬لتهن أم حبي العافية‪ .‬وقال‬
‫الصمعي‪ :‬تعرق أعراب عظما‪ .‬فلما أراد أن يلقيه ‪ -‬وله بنون ثلثة ‪ -‬قال له أحدهم‪ :‬أعطينه‪ .‬قال‪ :‬وما تصنع به قال‪ :‬أتعرقه حت ل تد‬
‫فيه ذرة مقيلً‪ .‬قال‪ :‬ما قلت شيئا! قال الثان‪ :‬أعطينه‪ .‬قال‪ :‬وما تصنع به قال أتعرقه حت ل تدري ألعامه ذلك هو أم للعام الذي قبله‪ .‬قال‪:‬‬
‫ما قلت شيئا! قال الثالث‪ :‬أعطينه‪ .‬قال‪ :‬وما تصنع به قال أجعله مة ( الصفحة ‪ ) 143 :‬إدام‪ .‬قال‪ :‬أنت له! وقال الخر‪ :‬فإنك ل تشبه‬
‫لقيطا وفعلهوإن كنت أطعمت الرز مع التمر وقال الخر‪ :‬إذا انغاص منها بعضها ل تد لادويا لا قد كان منها مدانيا وإن حاولوا أن‬
‫يشبعو ها رأيتهاعلى الش عب ل تزداد إل تداع يا معوذة الرحال ل توف مرقباول ت تط الون الثلث الثاف يا ول اجتر عت من ن و م كة‬
‫سقةإلينا ول جازت با العيس واديا أتتنا تزيها الاذيف نوناوتعقب فيما بي ذاك الراديا فقلت‪ :‬لن هذي القدور الت أرىتهيل عليها‬
‫الريح تربا وسافيا فقالوا‪ :‬وهل يفى على كل ناظرقدور رقاش إن تأمل رائيا فقلت‪ :‬مت باللحم عهد قدوركمفقالوا‪ :‬إذا ما ل يكن عواريا‬
‫من أضحى إل الضحى وإل فإناتكون بنسج العنكبوت كما هيا فلما استبان الهد ل ف وجوههموشكواهم أدخلتهم ف عياليا فكنت‬
‫إذا ما استشرفون مقبلأشاروا جيعا لة وتداعيا وما قالوا ف صفة قدورهم وجفانم وطعامهم ما أنا كاتبه لك‪ .‬وهم وإن كانوا ف بلد‬
‫جدب فإنم أحسن الناس حالً ف الصب‪ .‬فل تظنن أن كل ما يصفون به قدورهم وجفانم وثريدهم وحيسهم باطل‪ .‬وحثن الصمعي‬
‫قال‪ :‬سألت النتجع بن نبهان عن خصب البادية فقال‪ :‬ربا رأيت الكلب يتخطى اللصة ‪ -‬وهي له معرضة ‪ -‬شبعا‪ .‬وقال الفوه الودي‪:‬‬
‫تنا لثعلبة بن قيس جفنةيأوي إليها ف الشتاء الوع وكأنا فيها الذانب حلقةودم الدلء على دلوج ينع وقال معن بن أوس وهو يذكر‬
‫قدر سعيد بن العاص ف بعض ما يدحه‪ :‬أخو شتوات ل تزال قدورهتحل على أرجائها ث ترحل ( الصفحة ‪ ) 144 :‬إذا ما امتطاها‬
‫الوقدون رأيتهالو شك قرا ها و هي بالزل تش عل سعت ل ا لغطا إذا ما تغطمطتكهدر المال رز ما ح ي ت فل ترى البازل الكوماء في ها‬
‫بأسرهامقبضة ف قعرها ما تلجل كأن الكهول الشهب ف حجراتاتغطرش ف تيارها حي يفل إذا التطمت أمواجها فكأناغوائب دهم ف‬
‫الحلة ق بل إذا احتد مت أمواج ها فكأنايزعزع ها من شدة ال غل أف كل ت ظل روا سيها ركودا مقيمةل ن نا به في ها معاش ومأ كل وضاف‬
‫الفرزدق أبا السحماء سحيم بن عامر أحد بن عمرو بن مرثد فأحده وذكر ف إحاده قدره فقال‪ :‬سألنا عن أب السحماء حتىأتينا خي‬
‫مطروق لسارى فقلنا‪ :‬يا أبا السحماء إناوجدنا الزد أبعد من نزار وقام إل سلفة مسلحبثيم النف مربوب بقار تدور عليهم والقدر‬
‫تغليبأب يض من سديف الكوم وارى كأن تطلع الترع يب فيهاعذارى يطل عن إل عذارى وقال الكم يت ف صفة القدر‪ :‬إوز تغ مس ف‬
‫لةتغيب مرارا وتطفو مرارا كأن الغطامط من غليهاأراجيز أسلم تجو غفارا وأما ما ذكروا من صفات القدور من تعي بعضهم بعضا‬
‫فهو كما أنشدن ممد بن يسي قال‪ :‬لا قال الول‪ :‬إن لنا قدرا ذراعان عرضهاوللطول منها أذرع وشبار قال الخر‪ :‬وما هذه أخزى اله‬
‫هذه قدرا! ولك ن أقول‪ :‬بوأت للورى فوضعتهابراب ية من ب ي م يث وأجرع جعلت ل ا ه ضب الرجام وطخفةوغولً أثا ف دون ا ل تنع‬
‫بقدر كأن الل يل شح نة قعرهاترى الف يل طافيا ل يق طع يع جل للضياف وارى سديفهاومن يأت ا من سائر الناس يش بع ( ال صفحة ‪:‬‬
‫‪ ) 145‬وقدر كحيزوم النعا مة أحشتبأجذال خ شب زال عن ها هشيم ها قال مي سرة أ بو الدرداء‪ :‬و ما حيزوم النعا مة وال ما تش بع هذه‬
‫الفرزدق‪ .‬ولكن أقول‪ :‬وقدر كجوف الليل أحشت غليهاترى الفيل طافيا ل يفصل وقال عبد ال بن الزبي يدح أساء بن خارجة‪ :‬أل تر‬
‫أن الجد أرسل يبتغيحليف صفاء قابلً ل يزايله تي أساء بن حصن فبطنتبفعل العل أيانه وشائله وما يوز ف هذا الباب وإن ل يكن فيه‬
‫صفة قدر قول الفرزدق ف العذافر ابن زيد أحد بن تيم اللت بن ثعلبة‪ :‬لعمرك ما الرزاق يوم اكتيالابأكثر خيا من خوان العذافر ولو‬
‫ضافه الدجال يلتمس القرىوحل على خبازه بالعساكر بعدة يأجوج ومأجوج جوعالشبعهم شهرا غداء العذافر وقال ابن عبدل ف بشر‬
‫بن مروان بن الكم‪ :‬ولو شاء بشر كان من دون بابطماطم سود أو صقالبة حر ولكن بشرا أسهل الباب للتييكون لبشر عندها المد‬
‫والجر وقالوا ف مناقضات أشعارهم ف القدور قال الرقاشي‪ :‬لنا من عطاء ال دهاء جونةتناول بعد القربي القاصيا جعلنا أللً والرجام‬
‫وطففةلا فاستقلت فوقهن أثافيا مؤدية عنا حقوق ممدإذا ما أتانا بائس الال طاويا أتى ابن يسي كي ينفس كربه إذا ل يرح واف مع‬
‫الصبح غاديا فأجابه ابن يسي فقال‪ :‬وثرماء ثلماء النواحي ول يرىبها أحد عيبا سوى ذاك باديا ينادي ببعض بعضهم عند طلعتيأل أبشروا‬
‫هذا اليسيي جائيا وقال ابن يسي ف ذلك‪ :‬قدر الرقاشي ل تنقر بنقارمثل القدور ول تفتض من غار لكن قدر أب حفض إذا نسبتيوما‬
‫ربي بة آجام وأنار ( ال صفحة ‪ ) 146 :‬فاعترض بينه ما أ بو نواس ال سن بن ها نئ الك مي يذ كر قدر الرقا شي بالجاء أيضا فقال‪:‬‬
‫ودهاء تثفي ها رقاش إذا شتتمرك بة الذان أم عيال ي غص بيزوم البعو ضة صدرهاوتنلا عفوا بغ ي جعال هي القدر قدر الش يخ ب كر بن‬
‫وائلربيع اليتامى عام كل هزال وقال فيها أيضا‪ :‬رأيت قدور الناس سودا من الصلىوقدر الرقاشيي زهراء كالبدر ولو جئتها ملى عبيطا‬
‫مزلًلخرجت ما فيها على طرف الظفر يثبتها للمعتفي بفنائهمثلث كحظ الثاء من نقط الب تبي ف مراثها أن عودهسليم صحيح ل‬
‫يصبه أذى المر تروح على حي الرباب ودارموسعد وتعروها قراضبة الفزر وللحي عمرو نفحة من سجالاوتغلب والبيض اللهاميم من‬
‫بكر إذا ما تنادوا بالرحيل سعى باأمامهم الول من ولد الذر وقال بعض التميميي وهو بجو ابن جبار‪ :‬لو أن قدرا بكت من طول ما‬
‫حبستعلى الفوف بكت قدر ابن جبار ما مسها دسم مذ فض معدناول رأت بعد نار القي من نار والشعوبية والزاد مردية البغضون‬
‫لل النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه من فتح الفتوح وقتل الجوس وجاء بالسلم تزيد ف خشونة عيشهم وخشونة ملبسهم وتنقص من‬
‫نعيمهم ورفاغة عيشهم‪ .‬وهم أحسن المم حالً مع الغيث وأسوئهم حالً إذا خفت السحاب‪ .‬حت ربا طبق الغث الرض باكل والاء‪.‬‬
‫فع ند ذلك يقول ال صرم والق تر‪ :‬مرعى ول أكولة وع شب ول بعي وكلً تي جع له ك بد ال صرم‪ .‬ولذلك قال شاعر هم‪ :‬فجنبك اليوش أ با‬
‫زنيبوجاد على مسارحك السحاب وإذا نظرت ف أشعارهم علمت أنم قد أكلوا الطيب وعرفوه لن الناعم من الطعام ل يكون إل عند‬
‫أهل الثراء وأصحاب العيش‪ .‬فقال زياد بن فياض يذكر الدرمك وهو الواري‪ :‬ول قد فت قيس بن عيلن ماجداإذا الرب هرتا الكماة‬
‫الفوارس ( الصبفحة ‪ ) 147 :‬فقام إل البك الجان بسبيفهوطارت حذار السبيف دهبم قناعبس فصبادف حبد السبيف قباء‬
‫جلعدافكا ست وفي ها ذو غرار ين نا يس فأطعم ها شحما ولما ودرمكاول يثن نا ع نه الن سيم النادس وقال‪ :‬ت ظل ف در مك وفاكهةو ف‬
‫شواء ما شئت أو مرقه وقال جرير‪ :‬وقال النمر بن تولب‪ :‬لا ما تشتهي عسل مصفىوإن شاءت فحواري بسمن ومن أشرف ما عرفوه‬
‫من الطعام ‪ -‬ول يطعم الناس أحد منهم ذلك الطعام إل عبد ال بن جدعان ‪ -‬وهو الفالوذق‪ .‬مدحه بذلك أمية بن أب الصلت فقال‪ :‬إل‬
‫ردح من الشيزى عليهالباب الب يلبك بالشهادة ولم الثريد‪ .‬وهو ف أشرافهم عام‪ .‬وغلب على هاشم حي هشم البز لقومه‪ .‬وقد مدح‬
‫به ف شعر مشهور وهو قوله‪ :‬عمرو العل هشم الثريد لقومهورجال مكة مسنتون عجاف ومن الطعام المدوح اليس‪ .‬وتزعم مزوم أن‬
‫أول من حارس اليس سويد بن هرمى‪ .‬وقال الشاعر‪ :‬وإذا تكون شديدة أدعى لاوإذا ياس اليس يدعى جندب والبز عندهم مدوح‪.‬‬
‫وكان عبد ال بن حبيب العنبي أحد بن سرة يقال له آكل البز لنه كان ل يأكل التمر ول يرغب ف اللب‪ .‬وكان سيد بن العنب ف‬
‫زمانه‪ .‬وهم إذا فخروا قالوا‪ :‬منا آكل البز ومنا مي الطي يعن ثوب بن شحمة العنبي‪ .‬قرتن عبيد ترها وقريتهاسنام مصراة قليل ركوبا‬
‫فهل يستوي شحم السنام إذا شتاوتر جواثي حي يلقى عسيبها وليس يكون فوق عقر البل وإطعام السنام شيء‪ .‬والعقر هو النجدة واللب‬
‫هو الر سل‪ .‬قال الذل‪ :‬لو أن عندي من قر ي رجلًلنعو ن ندة ور سل ( ال صفحة ‪ ) 148 :‬وقال الزل‪ :‬أل إن خ ي الناس ر سلً‬
‫وندة وقال الرار بن سعيد الفقعسي‪ :‬لم إبل ل من ديات ول تكنمهورا ول من مكسب غي طائل ولكن حاها من شاطيط غارةخلل‬
‫العوال فارس غ ي مائل مي سه ف كل ر سل وندةومعرو فة ألوان ا ف العا قب و قد و صفوا الثر يد فقال الرا عي‪ :‬فبا تت ت عد الن جم ف‬
‫مستحيةسريع على أيدى الرجل جودها وقال آخر‪ :‬وقال ابن هرم‪ :‬إل أن أتاهم بشيزيةتعد كواكبها الشبك وقال كامل بن عكرمة‪:‬‬
‫فقرب بين هم خبزا ركوداك ساها الشحم ينهمر إنمارا يدف با غلماه جيعاتردها إل الرض ان صارا فأصبح سورهم في ها وعلمنلو أن‬
‫العلم صنفها شيارا فهذا ف صفة الثريد‪ .‬وقال بشر بن أب خازم‪ :‬ترى ودك السديف على لاهكلون الرار لبده الصقيع وقال الخر‪:‬‬
‫جل الذ فر الحوى من ال سك فرقهوط يب الدهان رأ سه ف هو أنزع إذا الن فر ال سود اليمانون حاولواله حوك برد يه أرقوا وأو سعوا وقال‬
‫الزبي بن عبد الطلب‪ :‬فإنا قد خلقنا إذ خلقنالنا الباة والسك الفتيت ثيابم شال أو عباءبا دنس كما دنس الميت فميز ‪ -‬كما ترى‬
‫بي لباس الشراف وأهل الثروة وغيهم‪ ( .‬الصفحة ‪ ) 149 :‬وقال العشى‪ :‬والشرف العود فأكنافهما بي حران فينصوب خي لا إن‬
‫خشيت جحرةمن ربا زيد بن أيوب متكئا تقرع أبوابيسعى عليه العبد بالكوب وقال أبو الصلت بن ربيعة‪ :‬اشرب هنيئا عليك التاج‬
‫مرتفقاف رأس غمدان دارا منك ملل وليس هذا من باب الفراط كقول جران العود حي وصف نفسه وعشيقته فقال‪ :‬فأصبح ف حيث‬
‫التقينا غنيمةًسوار وخلخال ومرط ومطرف ومنقطعات من عقود تركنهاكج مر الغ ضى ف ب عض ما تتخطرف و من ذلك قول عدي بن‬
‫زيد‪ :‬يا لبين أوقدي النارإن من توين قد حارا رب نار بت أرقبهاتقضم الندي والغاران أرى ف الوى نارا لظبية أوقدتيشب ويذكى بعد‬
‫و هن وقود ها ت شب بعيدان اليلنجوج موهناوبالر ند أحينا فذاك وقود ها قد ذكر نا الطعام المدوح ما هو وذكر نا أ حد صنفي الطعام‬
‫الذموم‪ .‬والصنف الخر الزيرة الت تعاب ماشع بن درام وكنحو السخينة الت تعاب با قريش‪ .‬قال خداش بن زهي‪ :‬يا شدةً ما شددنا غي‬
‫كاذبةعلى سخينة لول الليل والرم وقال عبد ال بن هام‪ :‬إذا لضربتهم حت يعودوابكة يلعقون با السخينا وقال جرير‪ :‬وضع الزير‬
‫فقيل‪ :‬أين ماشعفشحا جحافله هجف هبلع والزير ل يكن من طعامهم‪ .‬وله حديث‪ .‬والسخينة كانت من طعام قريش‪ .‬وتجى النصار‬
‫وعبد القيس وعذرة وكل من كان يقرب النخل ‪ -‬بأكل التمر‪ .‬فقال الفرزدق‪ ( :‬الصفحة ‪ ) 150 :‬لست بسعد على فيه حبةولست‬
‫بعبد حقيبته التمر وتجا أسد بأكل الكلب وبأكل لوم الناس‪ .‬والعرب إذا وجدت رجلً من القبيلة قد أتى قبيحا ألزمت ذلك القبيلة‬
‫كل ها‪ .‬ك ما تدح ال قبيلة بف عل ج يل وإن ل ي كن ذلك إل بوا حد من ها‪ :‬فتهجوا قريشا بال سخينة وع بد الق يس بالت مر وذلك عام ف الي ي‬
‫جيعا‪ .‬وه ا من صال الغذ ية والقوات‪ .‬ك ما تجبو بأ كل الكلب والناس وإن كان ذلك إن ا كان من ر جل وا حد فلعلك إذا أردت‬
‫التحصيل تده معذورا‪ .‬قال الشاعر‪ :‬يا فقعسي لا أكلته لهلو خافك ال عليه حرمه فما أكلت لمه ول دمه وقال ف ذلك مساور بن‬
‫ه ند‪ :‬إذا أ سدية ولدت غلمافبشر ها بلؤم ف الغلم تر سها ن ساء ب ن دبيبأخ بث ما يدن من الطعام ترى أظفار أع قد ملقاتباثن ها على‬
‫و ضم الثمام وقال‪ :‬ب ن أ سد عن ي حل العام فقع سفهذا إذا د هر الكلب وعام ها إذا أ سدى جاع يوما ببلدةوكان سينا كل به ف هو آكله‬
‫وتجى أسد وهذيل والعنب وبأهلة بأكل لوم الناس‪ .‬قال الشاعر ف هذيل‪ :‬وأنتم أكلتم سحفة ابن مدمزمانا فما يأمنكم أحد بعد تداعوا‬
‫له من بي خس وأربعوقد نصل الظفار وانسبأ اللد وقال حسان فيهم‪ :‬إن سرك الغدر صرفا ل مزاج لفأت الرجيع وسل عن دار ليان‬
‫قوم توا صوا بأ كل الار بينهمفالشاة والكلب والن سان سيان وه جا شا عر بلع نب و هو ير يد ثوب بن شح مة‪ .‬وف يه حد يث‪ :‬عجل تم ما‬
‫صدكم علجيمن العنوق ومن النعاج ( الصفحة ‪ ) 151 :‬حت أكلتم طفلة كالعاج ولا عي ثوب بن شحمة بأكل الفت العنبي لم‬
‫الرأة سكت إل أن نزل هو من البل فقال‪ :‬يا بنت عمى ما أدراك ما حسبيإذ ل تن خبيث الزاد أضلع إن لذو مرة تشى بوادرهعند‬
‫الصباح بنصل السيف قراع فهجا ثوب بن شحمة بأكل لوم الرأة‪ .‬وكان ثوب هذا أكرم نفسا عندهم من أن يطعم طعاما خبيثا ولو‬
‫مات عندهبم جوعا‪ .‬وله قصبص‪ .‬ولقبد أسبر حاتا الطائي وظبل عنده زمانا‪ .‬وقال الشاعبر يهجوا بأهلة بثبل ذلك‪ :‬إن عفاقبا أكلتبه‬
‫باهلهتمششوا عظا مه وكاهله وأ صبحت أم عفاق ثاكله وهج يت بذلك أ سد جيعا ب سبب رملة ب نت فائد بن حبيب بن خالد بن نضلة‬
‫حي أكلها زوجها وأخوها ابو أرب‪ .‬وقد زعموا أن ذاك إنا كان منهما من طريق الغيظ والغية‪ .‬فقال ابن دارة ينعى ذلك عليهم‪ :‬أف أن‬
‫رويتم واحتلبتم شكيكمفخرت وفيم الفقعسي من الفخر ورملة كانت زوجة لفريقكموأخت فريق وهي مزية الذكر أبا أرب كيف القرابة‬
‫بينكموإخوانكم من لم أكفالا العجر وقال‪ :‬عدمت نساء بعد رملة فائدبن فقعستأتيكم بأمان وباتت عروسا ث أصبح لمهاجل ف‬
‫قدور بين كم وجفان يا صلت إن م ل بي تك منتنفار حل فإن العود غ ي صليب وإذا دعاك إل العا قل فائدفاذ كر مكان صدارها ال سلوب‬
‫والن فادع أ با رجال إناشنعاء لح قة بأم حبيب وأ بو رجال هذا عم ها‪ .‬وقال ف ذلك معروف الدبيي‪ :‬إذا ما ض فت ليل قفع سيافل‬
‫تطعم له أبدا طعاما فإن اللحم إنسان فدعهوخي الزاد ما منع الراما ( الصفحة ‪ ) 152 :‬وهذا الباب يكثر ويطول‪ .‬وفيما ذكرنا‬
‫دليل على ما قصدنا إليه من تصنيف الالت‪ .‬فإن أردته مموعا فاطلبه ف كتاب الشعوبية فإنه هناك مستقصىً‪ .‬والعراب إذا أراد القرى‬
‫ول ير نارا ن بح فيجاو به الكلب فيت بع صوته‪ .‬ولذلك قال الشا عر‪ :‬وم سنتنبح أ هل الثرا يطلب القرىإلي نا وم ساه من الرض نازح وقال‬
‫الخر‪ :‬عوى حدس والليل مستحلس الندىلمستنبح بي الرميثة والصر وعاو عوى والليل مستحلس الندىوقد زحفت للغور تالية النجم‬
‫فمنهم من يبز كل به ليجيب ومن هم من ين عه ذلك‪ .‬قال زياد العجم وهو يهجو بن عجل‪ :‬وتكلم كلب الي من خش ية القرىوقدرك‬
‫كالعذراء من دونا ستر وقال آخر‪ :‬نزلنا بعمار فأشلي كلبعلينا فكدنا بي بيتيه نؤكل فقلت لصحاب أسر إليهم‪:‬إذا اليوم أم يوم القيامة‬
‫أطول وقال آ خر‪ :‬أعددت للضيفان كلبا ضارياعندي وف ضل هراوة من أرزن وقال أع شى بن تغلب‪ :‬إذا حلت معاو ية بن عمروعلى‬
‫الطواء خن قت الكلبا وأنشدن ابن العراب وزعم أنه من قول الجنون‪ :‬ونار قد رف عت لغي خيرجاه لن تأوبن الرعا تأوبن طويل‬
‫الشخص منهميجر ثقاله يرجو العشا فكان عشاءه عندي خزيربتمر مهينة فيه النوى أولد جفنة حول قب أبيهمقب ابن مارية الكري الفضل‬
‫يغشون حت ما تر كلبمل يسألون عن السواد القبل وقال الرار المان ف كلبه‪ :‬ألف الناس فما ينبحهممن أسيف يبتغي الي وحر‬
‫( الصفحة ‪ ) 153 :‬وقال عمران بن عصام‪ :‬لعبد العزيز على قومهوغيهم منن غامره فبابك ألي أبوابمودارك مأهولة عامرة وكلبك‬
‫آ نس بالعتفين من الم بابنت ها الزائره وك فك ح ي ترى ال سائلي أندى من الليلة الاطرة و ف أ نس الكلب بالناس لطول الرؤ ية ل م ش عر‬
‫كث ي‪ .‬وقال الشا عر‪ :‬يا أم عمرو أنزي الوعوداوار عي بذاك أمانة وعهودا ول قد طر قت كلب أهلك بالضحاح ت تر كت عقورهن رقودا‬
‫يضربن بالذناب من فرج بنامتوسدات أذرعا وخدودا رأتن كلب الي حت ألفنيومدت نسوج العنكبوت على رحلي وقال الخر‪ :‬بات‬
‫الويرث والكلب تشمهوسبرت بأبيبض كاللل على الطوى هذا البيبت يدخبل فب هذا الباب‪ .‬وقال الخبر‪ :‬لو كنبت أحلب خرا يوم‬
‫زرت كم ل ينكر الكلب أن صاحب الدار لكن أتيت ور يح السك تفغمن والعنب الورد أذكيه على النار فأن كر الكلب ري ي حي‬
‫أبصرنيوكان يعرف ريح الزق والقار وقال هلل بن خثعم‪ :‬إن لعف عن زيارة جارتيوإن لشنوء إل اغتيابا إذا غاب عنها بعلها ل أكن‬
‫لازءورا ول تأ نس إل كلب ا و ما أ نا بالداري أحاديث بيتهاول عال ف أي حوك ثياب ا وقال ا بن هر مة ف فرح الكلب بالض يف لعادة‬
‫النحر‪ :‬وفرحة من كلب الي يتبعهامض يزف به الراعي وترعيب وقال ابن هرة‪ :‬فجاء خفي الشخص قد رامه الطوىبضربة مسنون‬
‫الغرارين قاضب ( الصفحة ‪ ) 154 :‬فرحبت واستبشرت حي رأيتهوتلك الت ألقى با كل ثائب وف منع الكلب من النباح يقول‬
‫الراعي ف الطيئة‪ :‬إل قبح ال الطيئة إنعلى كل ضيف ضافه فهو سال دفعت إليه وهو ينق كلبهأل كل كلبل أبا لك! نابح بكيت على‬
‫مذق خبيث قريتهأل كل عبسي على الزاد نائح وقد قالوا ف صفة أبواب أهل القدرة والثروة إذا كانوا يقومون بق النعمة‪ .‬قال الرجز‪ :‬إن‬
‫الندى حيبث ترى الضغاطبا وقال الخبر‪ :‬يزدحبم الناس على بابوالشرع السبهل كثيب الزحام وقال الخبر‪ :‬وإذا افتقرت رأيبت باببك‬
‫خالياوترى الغن يهدي لك الزوارا وليس هذا من الول إنا هذا مثل قوله‪ :‬أل تر بيت الفقر يهجر أهلهوبيت الغن يهدي له ويزار إذا ما‬
‫قل مالك كنت فرداوأي الناس زوار القل والعرب تفضل الرجل الكسوب والغر الطلوب ويذمون القيم الفشل والدثر والكسلن‪ .‬ولذلك‬
‫قال شاعرهم وهو يدح رجلً‪ :‬شت مطالبه بعيد ههجواب أودية برود الضجع ومدح آخر نفسه فقال‪ :‬فإن تأتين ف الشتاء وتلمسامكان‬
‫فراشي فهو بالليل بارد وقال آخر‪ :‬إل ملك ل ينقض النأي عزمهخروج تروك للفراش المهد وقال الخر‪ :‬فذاك قصي الم يل عزمهمن‬
‫النوم إذ مل قى فرا شك بارد وقال ال خر‪ :‬أب يض ب سام برود مضجعهاللق مة الفرد مرارا تشب عه ( ال صفحة ‪ ) 155 :‬و هم يدحون‬
‫أصحاب النيان ويذمون أصحاب الخاد‪ .‬قال الشاعر‪ :‬وما إن كان أكثرهم سواماولكن كان أرحبهم ذراعا وقال مزرد بن ضرار‪ :‬فأبصر‬
‫ناري و هي شقراء أوقدتبعلياء ن شر للعيون النوا ظر جعل ها شقراء ليكون أضوء ل ا‪ .‬وكذلك النار إذا كان حطب ها ياب سا كان أ شد لمرة‬
‫ناره‪ .‬وإذا كثر دخانه قل ضوءه‪ .‬وقال الخر‪ :‬ونار كسجر العود يرفع ضوءهامع الليل هبات الرياح الصوارد وكلماكان موضع النار أشد‬
‫ارتفاعا كان صاحبها أجود وأمد لكثرة من يراها من البعد‪ .‬أل ترى النابغة العدي حي يقول‪ :‬منع الغدر فلم أهم بوأخو الغدر إذا هم‬
‫فعل خشية ال وأن رجل إنا ذكرى كنار بقبل وقالت النساء السلمية‪ :‬وإن صخرا لتأت الداة بكأنه علم ف رأسه نار وليس ينعن من‬
‫تفسي كل ما ير إل اتكال على معرفتك‪ .‬وليس هذا الكتاب نفعه إل لن وما يدل على كرم القوم أيانم الكرية وأقسامهم الشريفة‪ .‬قال‬
‫معدان بن جواس الكندي‪ :‬إن كان ما بلغت عن فلمنيصديقي وحزت من يدي النامل وكفنت وحدي منذرا ف ردائهوصادف حوطا‬
‫من أعادي قاتل وقال الشتر مالك بن الارث ف مثل ذلك أيضا‪ :‬بقيت وحدي وانرفت عن العلولقيت أضياف بوجه عبوس إن ل أشن‬
‫على ابن حرب غارةل تل يوما من ناب نفوس خيلً كأمثال السعال شذباتغدو ببيض ف الكريهة شوس حى الديد عليهم فكانتلمعان‬
‫برق أو شعاع شوس وقال ا بن سيحان‪ ( :‬ال صفحة ‪ ) 156 :‬حرام كن ت م ن ب سوءوأذكر صاحب أبدا بذام ل قد أحر مت ود ب ن‬
‫مطيع حرام الدهن للرجل الرام وحرهم الذي قد ستروهوملسهم بعتلج الظلم وإن جنف الزمان مددت حبلًمتينا من حبال بن هشام‬
‫وريق عودهم أبدا رطيبإذا ما أغب عيدان اللئام‬

You might also like