You are on page 1of 29

‫ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد‬

‫(‪ ) 20‬ل�شهر يوليو ‪2009‬‬

‫مجلة إلكترونية ‪ -‬دورية ‪ -‬متخصصة في تنمية الذات‬

‫‪1‬‬ ‫طور حياتك‬


‫محتويات العدد‬
‫مدير التحرير‬
‫إســـالم س��ليمـــان‬

‫كـتاب العدد‬
‫ُ‬
‫د ‪ .‬غـــالي��ة اإلمـــام‬
‫أ ‪ .‬أش��ـــرف خيــــ��ر‬
‫أ ‪ .‬رؤوف ش��ـــــبايك‬
‫أ ‪ .‬رش��ــــا فتـــحى‬
‫أ ‪ .‬كــ��رمي الش��ــاذلى‬
‫أ ‪ .‬محم��د الش��ومانى‬
‫أ ‪ .‬مـؤمــ��ن حــمـ��اد‬
‫أ ‪ .‬هــبــة حــجــاج‬
‫أ ‪ .‬وحيــ��د مهــــدى‬
‫أمـــــــ��ل رضـــوان‬
‫ش��يخة املدحـــان��ي‬
‫عـــ��ادل جم��ال الدين‬
‫نسيـم عبد الـوهــاب‬

‫اإلخـراج الفنـى‬
‫م ‪ .‬خالــ��د العوين��ي‬
‫تصميم الشعار‬
‫أحمــــد الـمــــال‬

‫طور حياتك‬ ‫‪2‬‬


‫أنا والطفل الصغير ‪...‬‬

‫ �أثناء عودتى �إىل املنزل ‪ ،‬وفى �أحد امليادين العامة ب�إحدى املدن‬
‫امل�صرية ‪ ،‬وفى وقت مت�أخر من الليل ‪ ،‬وقليل من النا�س من هم خارج منازلهم‬
‫‪ ،‬وتكاد ال ت�سري ال�سيارات �إال النذير ‪ ،‬ف�إذا بى �أ�سمع �صوت ًا م�ستغيث ًا بى يهتف‬
‫« عمو ‪ ..‬عمو ‪ ..‬ممكن تعدينى الطريق ‪ ..‬؟ « لألتفت �إىل م�صدر ال�صوت ‪،‬‬
‫ف�أجد �أحد الأطفال وعلى وجهه ابت�سامة �صافية �صادقة ‪ ،‬حتمل معها براءة‬
‫الأطفال ‪ ،‬ف�أجدنى دون �أن �أ�شعر وقد ت�شابكت يدى بيده ‪ ،‬لتحملنى وحتمله‬
‫ن�سمات ف�صل الربيع برائحتها العطرة لتعرب بنا الطريق ‪ ،‬تغمره ال�سعادة لأنه‬
‫وجد �ضالته التى حتميه من خطر عبور الطريق وحيد ًا ‪ ،‬وتغمرنى �أي�ض ًا فرحة‬
‫مماثلة لأننى �أدخلت ال�سرور عليه دون عناء يـُذكر ‪.‬‬

‫مل ي�ستغرق هذا املوقف ب�أكمله ما يزيد عن ‪ 3‬دقائق ‪ ، !..‬بعدها‬ ‫ ‬


‫بقلم ‪ :‬مدير التحرير‬
‫إسالم سليمان‬
‫�أكملت طريقى �إىل املنزل و�أنا �أفكر و�أ�س�أل نف�سى ‪ ..‬ملاذا مل يعرب هذا الطفل‬
‫الطريق مبفرده على الرغم �أن الطريق كان خالي ًا من �أى خماطر تذكر ؟؟‬
‫ف�أعود لأكت�شف �أنه كان فقط يحتاج �أن ي�شعر �أن هناك �أحد بجانبه لي�شعر‬
‫بالأمان ‪ ..‬عندها اكت�شفت �أن هناك الكثري من الأ�شخا�ص حولنا جميعا ً ال‬
‫يحتاجون منا �إال �إىل �أموالنا وال �إىل �أى �شىء مما منلك ‪ ..‬فقط يحتاجون �إىل‬
‫دعمنا وم�ساندتنا ‪ ..‬باالبت�سامة ‪ ..‬بالن�صيحة ‪ ..‬بالت�شجيع ‪ ..‬بال�س�ؤال ‪� ..‬إلخ‬

‫قد تبدو هذه الأ�شياء ب�سيطة فى نظرنا ‪ ..‬لكنها فى نظر الغري �شىء‬ ‫ ‬
‫كبري ‪ ..‬تعرب عن اهتمامنا به وم�ساندتنا له ‪ ..‬يكفينا فقط �أن نكون �سببا ً فى‬
‫�إ�سعاده ولو للحظات ‪.‬‬
‫ ‬
‫ال يكفي �إن ت�ساعد ال�ضعيف بل ينبغى �إن تدعمه ‪ .‬وليم �شك�سبري‬

‫‪3‬‬ ‫طور حياتك‬


‫باغتنامك ‪ ...‬لصحتك قبل سقمك‬
‫باغتنامك ‪ ...‬لشبـابك قبل هرمك‬
‫باغتنامك ‪ ...‬لغنـــائك قبل فقـرك‬
‫باغتنامك ‪ ...‬لفــراغك قبل شغلك‬
‫باغتنامك ‪ ...‬لحيــــاتك قبل موتك‬

‫طور حياتك‬ ‫‪4‬‬


‫إشراقة‬
‫أمل‬

‫نـهـارك أبــيـــض‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬هبة حجاج‬

‫فى �إحدى �سفرياتى التى �أقوم بها ذاهبة �إىل العمل ‪...‬‬ ‫ ‬
‫رمبا حتدث ىل مواقف غريبة مل �أعتد عليها من قبل ‪ ...‬وكانت حتية‬
‫ال�صباح �إحداهن ‪...‬‬

‫بني ال�سائقني تنت�شر حتية واحدة فى ال�صباح وهى « نهارك �أبي�ض «‬


‫وللوهلة الأوىل وجدتها غريبة على �أذنى ‪� ..‬أما بني العامة والب�سطاء‬
‫تنت�شر كلمة "�صباح الفل" �أو "�صباح الع�سل" �أو رمبا "�صباح‬
‫الق�شطة" ‪ ،‬وكل منها م�ألوف لدى اجلميع ‪ ..‬و�إذا نظرنا �إىل �أى من‬
‫هذه �أو تلك ف�سنجد �أن رابط ًا ما يتكرر فى كل منهم ‪ ..‬وهو اللون‬
‫الأبي�ض ‪ ...‬فالفل لونه �أبي�ض ‪ ..‬والع�سل املق�صود هنا هو ع�سل النحل‬
‫�أو "الع�سل الأبي�ض" ‪ ..‬والق�شطة �أي�ض ًا لونها �أبي�ض ‪..‬‬

‫دائم ًا الأبي�ض هو الذى يتفائل به اجلميع ‪ ..‬م�صدر الفرح وال�سعادة‬


‫والهناء ‪ ..‬و�إذا كان النا�س عادة ما يبد�ؤون يومهم بهذا اللون فهذا‬
‫معناه �أن الإن�سان متفاءل بطبعه ‪ ..‬مييل �إىل البهجة وال�سرور ‪ ..‬وهذا‬
‫التفا�ؤل هو الذى يجعل لدينا طاقة حمركة تدير جميع �ش�ؤننا ‪ ..‬بدء ًا‬
‫من اال�ستيقاظ من النوم ‪ ..‬ذلك الدافع الذى يجعلك تنه�ض تارك ًا‬
‫دفء الفرا�ش ‪ ..‬م�ستقب ًال برودة اجلو ‪ ..‬هذه الطاقة يعرفها علماء‬
‫النف�س با�سم "طاقة الليبدو" ‪� ..‬إعجاز جعله اخلالق بداخل كل منا ‪..‬‬
‫مثل موتور ال�سيارة حينما يعمل �إيذان ًا باالنطالق ثم يطل لك ال�سائق‬
‫�ضاحك ًا وهو يقول ‪ ...‬نهارك �أبي�ض ‪.‬‬

‫إشراقة‬
‫�أنت الذى تلون حياتك بنظرك �إليها ‪ ،‬فحياتك من �صنع �أفكارك ‪،‬‬
‫فال ت�ضع نظارة �سوداء على عينك ‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫طور حياتك‬
‫طريقك‬
‫نحو حياة‬
‫أفضل‬

‫تميز بال حدود ‪. . .‬‬


‫بقلم ‪ /‬أمل رضوان‬

‫‪ ..‬كلمة �صغرية حتمل معنى كبري ‪ ،‬ولعلك تعرف �أنك �شخ�ص متميز بالفطرة فمنذ خلق �آدم حتى‬ ‫التميز‬
‫قيام ال�ساعة لن ي�أتى اثنني لهما نف�س ال�صفات وذات املهارة فك ًُل له �شخ�صيته املنفردة ‪.‬‬
‫لكنك ولكى ت�ستمر فى هذا التميز ‪ ،‬ال بد لك من بع�ض الن�صائح والتى �ست�شجعك على امل�ضى فى طريقك نحو‬
‫التميز بال توقف و�ستعطيك دفعة �إىل االبتكار والإبداع املتوا�صل حتى ت�صل بك �إىل �أعلى درجات التميز ‪.‬‬ ‫‪z‬‬

‫الن�صيحة الثانية ‪� :‬إذا �أردت الع�سل ‪ ..‬فال حتطم خلية‬ ‫الن�صيحة الأوىل ‪ :‬جدد حياتك ‪..‬‬
‫فال تقف مكتوف الأيدى تنظر �إىل ت�شابه �أيامك ولياليك النحل ‪..‬‬
‫هل �سمعت من قبل املثل الذى يقول « كل �شىء باخلناق‬ ‫و�أنت تقول ‪ « ..‬غدا ً يوم �آخر « ‪ ،‬فهذا اليوم الآخر لن ي�أتى‬
‫�إال اجلواز باالتفاق ‪ ..‬م�ؤكد �أن الغالبية العظمى منا‬ ‫خمتلف ًا عن ما قبله �إال �إذا قررت �أنت �أن يكون خمتلف ًا وجديد‬
‫�سبق له التعرف على هذا املثل ولكن من منا ي�ؤيده ومن‬ ‫‪ ،‬نـَوع �أ�ساليب معي�شتك ‪ ،‬وغـَري من الروتني الذى تعي�شه ‪ ..‬ال‬
‫ال يتفق معه ؟ ‪� ..‬أنا �شخ�صي ًا ال �أ�ؤيد الفقرة الأوىل‬ ‫بل اك�سر هذا الروتني وتعدى حواجزه لكى ت�ستطيع �أن حتلق‬
‫منه ‪ ،‬ف�إذا �سرنا فى هذه احلياة ونحن ن�أخذ كل �شىء‬ ‫فى �سماء التميز ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪6‬‬


‫طريقك‬
‫نحو حياة‬
‫أفضل‬

‫�أب�سط وجهك للنا�س تك�سب و ّدهم ‪..‬‬


‫ف�إن معنى هذا �أن مل تنجح فى �شىء ‪ ..‬ركز على عملك و�أ�ضف‬
‫�إليه مهاراتك ‪� ..‬أبدع وابتكر دائما ً طرق جديدة ت�ساعدك‬
‫على الرقى به من طور الرتابة والت�شابه �إىل �صبا االختالف‬
‫والتميز ‪.‬‬
‫الن�صيحة ال�ساد�سة ‪ :‬ابتعد عن م�صاحبه املحبطني ‪..‬‬
‫ف�إنهم �سينقلون لك العدوى ‪ ،‬فالإحباط ال يجلب �إال الإحباط‬
‫‪ ،‬والتفا�ؤل �أ�سا�س التقدم والنجاح والتميز ‪.‬‬
‫الن�صيحة ال�سابعة ‪ :‬كن وا�سع الأفق ‪..‬‬
‫و�ألتم�س الأعذار ملن �أ�ساء �إليك لتع�ش فى �سكينة وهدوء ‪..‬‬ ‫باخلناق فلن تكون �إذ ًا حياة بل �ستكون غابة الكل ينه�ش فى‬
‫ف�إن �ضيق الأفق ي�ؤدى �إىل التوتر و�سرعة الغ�ضب بل �إنه قد‬ ‫حلم �أخيه ‪ ،‬لذلك �أقول لك ال بد �أن تكون مرن ًا فى تعامالتك‬
‫ي�ؤدى �إىل التفكري فى االنتقام ‪ ..‬فكن وا�سع الأفق ‪ ..‬و�إياك‬ ‫ال تنظر �إىل ما حتتاجه فقط وتركز على �أنك تريده بغ�ض‬
‫وحماولة االنتقام ‪.‬‬ ‫النظر عن الطريقة التى �ستح�صل عليه بها ‪� ،‬إمنا ال بد‬
‫�أن تفكر كيف حت�صل على ما تريده بطريقة الئقة وذكية‬
‫ال ت�ؤذيك وال ت�ؤذى غريك ف�إذا �أردت الع�سل ‪ ..‬فال حتطم‬
‫اخللية ‪.‬‬
‫ال توقف تفكريك ‪..‬‬

‫الن�صيحة الثالثة ‪� :‬أب�سط وجهك للنا�س تك�سب و ّدهم ‪..‬‬


‫و�ألن لهم الكالم يحبوك ‪ ..‬وتوا�ضع لهم يجلوك ‪..‬‬
‫فمن توا�ضع هلل رفعه ‪ ،‬ولعل �سحر ابت�سامتك تكن �سر متيزك ‪.‬‬

‫الن�صيحة الرابعة ‪ :‬عليك بامل�شى والريا�ضة ‪ ..‬واجتنب‬


‫الك�سل واخلمول ‪..‬‬
‫يقولون �أن العقل ال�سليم فى اجل�سم ال�سليم ‪ ،‬ف�إذا ن�شط‬
‫ج�سمك مبمار�سة �أى نوع من �أنواع الريا�ضة املف�ضلة �إليك‬
‫فذلك �سين�شط عقلك �أي�ضا ً ‪ ،‬و�سيجعلك �أكرث قدرة على‬
‫الإنتاج ولي�س فقط بل �سيجعلك �أن�شط و�أقدر على التميز ‪.‬‬
‫الن�صيحة الثامنة والأخرية ‪ :‬ال توقف تفكريك ‪..‬‬
‫الن�صيحة اخلام�سة ‪ :‬ال ت�ضيع عمرك فى التنقل بني‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فما يزال الرجل عاملا ‪ ..‬ما دام حري�صا على العلم والتعلم ‪..‬‬ ‫التخ�ص�صات والوظائف واملهن ‪..‬‬
‫ف�إن ظن �أنه قد علم فقد جهل ‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫طور حياتك‬


‫اعرف‬
‫نفسك‬

‫هل أنت إنسان طموح ؟‬


‫تقدمي ‪ :‬إسالم سليمان‬

‫�أجمل ما فى حياتنا الأمل ‪ ،‬والأمل يولد الطموح ‪ ،‬والطموح يقودنا‬


‫�إىل م�ستقبل �أف�ضل ‪ .‬فهل �أنت �إن�سان طموح ؟‬

‫ ‬ ‫�أجب عن الأ�سئلة الآتية لتطلع على مدى طموحك ‪...‬‬


‫ج ـ مل يحدث بتات ًا ‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ �أن تكون مربز ًا فى عملك ‪ ،‬هل ت�شعر ب�أن ذلك ‪:‬‬
‫�أ ـ �أمر هام و�إال يركبك الهم والك�آبة ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ من يعجبك من هذه ال�شخ�صيات العاملية ‪:‬‬
‫ب ـ �شىء عظيم مينحك �إح�سا�س ًا بالفخر واالعتزاز ‪.‬‬
‫�أ ـ نابليون القوى ‪.‬‬
‫لتهم نف�سك من �أجله ‪.‬‬
‫ج ـ ال ب�أ�س بالنجاح �إن �أتى‪..‬ولكنك ّ‬
‫ب ـ لوي�س اخلام�س ع�شر املحبوب ‪.‬‬
‫ج ـ هرنى الثامن املزواج ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ لو �أردت جماملة �شخ�ص ‪ ،‬ف�أى عبارة ت�ستخدم �أكرث‬
‫�أ ـ �إن�سان له م�ستقبل ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ �أى احليوانات تف�ضل ‪:‬‬
‫ب ـ المع ‪� ،‬أو فى منتهى الذكاء ‪.‬‬
‫�أ ـ الأ�سد ‪.‬‬
‫ج ـ دمه خفيف ‪.‬‬
‫ب ـ احل�صان ‪.‬‬
‫ج ـ الهر ‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ لو كان بيدك �أن تختار مهنتك‪ ،‬فهل كنت تف�ضل ‪:‬‬
‫�أ ـ لو كنت قائد ًا �أو رئي�س ل�شركة ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ الغاية تربر الو�سيلة ‪ ،‬هذا املثل ينطبق على الذين يريدون‬
‫ب ـ تاجر ًا غني ًا ‪.‬‬
‫النجاح ب�أى و�سيلة ‪ .‬ما ر�أيك فيه‪ ،‬وهل هو ‪:‬‬
‫ج ـ �إن�سان ًا عادي ًا ال يلفت انتباه �أحد ‪.‬‬
‫�أ ـ مثل �صادق ‪.‬‬
‫ب ـ مثل غري عادل ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ �أى واحدة من هذه الروائع العاملية تف�ضل ‪:‬‬
‫ج ـ مثل تافه و�سخيف ‪.‬‬ ‫�أ ـ الأهرامات امل�صرية لأنها خارقة ‪.‬‬
‫ب ـ برج �إيفل لأنه جميل ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ �أقيمت مباراة ما ‪ ،‬وا�شرتكت فيها ‪ ،‬فهل كان مبعث‬
‫ج ـ حديقة الهايدبارك فى لندن لأنها ف�سيحة ‪.‬‬
‫ا�شرتاكك ‪:‬‬
‫�أ ـ لكى تفوز باملرتبة الأوىل ‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ هل حدث وقطعت من جملة ما مقا ًال �أعجبك ‪:‬‬
‫ب ـ لكى متتحن نف�سك ‪.‬‬ ‫�أ ـ حدث كثري ًا ‪.‬‬
‫ج ـ لكى مت�ضى وقت ًا طيب ًا ‪.‬‬ ‫ب ـ فى بع�ض الأحيان ‪.‬‬
‫اح�سب لنف�سك ‪ 3‬نقاط يف حال كانت الإجابة عن ال�س�ؤال ( �أ ) ‪ ،‬ونقطتني �أن كانت ( ب ) ‪ ،‬ونقطة ان كانت ( ج ) ‪.‬‬
‫�إذا ح�صلت على ما بني ‪ 22‬نقطة ـ ‪ 27‬نقطة ‪ ،‬ف�أنت طموح بال ريب ‪ ،‬والنجاح بالن�سبة �إليك �شىء �أ�سا�سى ل�سعادتك ‪ ،‬ويجب‬
‫النتيجة‬

‫�أن تكون مربز ًا فى �أى �شىء ‪ ،‬و�إال �أ�صبحت تعي�س ًا ‪.‬‬


‫�إذا ح�صلت على ما بني ‪ 18‬نقطة ـ ‪ 22‬نقاط ‪ ،‬ف�أنت تتوق �إىل النجاح وال ينق�صك الطموح �سيما فى املجاالت التى حتبها ‪.‬‬
‫�إذا ح�صلت على �أقل من ‪ 18‬نقطة ‪ ،‬فالطموح بالن�سبة �إليك لي�س فى احلياة االجتماعية ‪ ،‬ولكن فى حياتك اخلا�صة ‪ ،‬ف�أنت‬
‫مث ًال ال تهتم بال�شهرة والألقاب والرثاء بقدر ما يهمك �أن تكون �سعيد ًا ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪8‬‬
‫غير‬
‫حياتك‬

‫تقدم ‪..‬‬
‫و أجل االستماع إلى‬
‫تقدير اآلخرين إلى وقت آخر‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬وحيد مهدى‬

‫تقدم �أخرتاع فى حجم ال�سيارة ‪� ،‬إال �إنى على يقني من �إنك‬ ‫عندما �شرع هرني فورد يف �إن�شا م�صنع لإنتاج ال�سيارات ثار‬
‫قد تعر�ضت لإحباط من حولك ‪ ،‬فطاملا كنت تعمل وتتحرك‬ ‫العامل عليه !!‬
‫فالبد �أن ت�صيبك �أل�سنة النا�س فكما يقول الربت هاربارد ‪:‬‬ ‫وت�سابق الأ�صدقاء ـ قبل الأعداء ـ ملنعه عن هذه اخلطوة‬
‫(( الو�سيلة الوحيدة التي جتنبك انتقاد النا�س هي �أال تعمل‬ ‫املدمرة ملاله وم�ستقبله فهذا يقول ‪:‬‬
‫�أي �شىء �أو تقول �أي �شىء �أو تكون �أي �شىء ‪ ..‬با�ستثناء �أن‬ ‫(( �إن هذه الأله قاتلة ‪ ،‬ولن يرتكها النا�س ت�سعى باملوت و�سط‬
‫تبقى منتظرا موتك ))‬ ‫طرقاتهم ))‬
‫ولكنك يا �صديقي لن ت�ست�سلم ملحاوالت �إيقافك و�سوف تقول‬ ‫و�صاح �آخر‪:‬‬
‫‪ ..‬وتعمل ‪ ..‬وتكون ب�إذن اهلل ‪ ..‬ولن تلتفت لهذه الرتهات لأنك‬ ‫(( �إن �أر�ض �أمريكا وعرة ‪ ..‬فكيف لهذه اخلردة ذات‬
‫تثق يف نف�سك و�إمكانياتك ‪ ..‬تدر�س �أمورك بروية ‪ ..‬وتت�أكد‬ ‫العجالت �أن ت�سري عليها ))‬
‫�إنك على احلق ت�سري ‪� ..‬آخذا ً بن�صيحة �سفيان الثوري ‪:‬‬ ‫و�أعرت�ض ثالث بقوله ‪:‬‬
‫(( من عرف نف�سه مل ي�ضره ما يقوله النا�س عنه مدحا ً �أو‬ ‫(( �إن الأمريكان قد �ألفوا العربة اخل�شبية التي جترها اجلياد‬
‫ذما ً ))‬ ‫ومن ال�صعب �أن يقتنعوا بغريها كو�سيلة موا�صالت ))‬
‫�صحيح �أن ت�شجيع الآخرين لنا هو �سالح قوى يعننا على‬ ‫ترى مباذا كنت �ستجيب ه�ؤالء لو �إنك فى مكان هرنى فورد ؟‬
‫ا�ستكمال امل�شوار ‪ ،‬ولكنه لي�س ال�سالح الوحيد ‪ ،‬وكما قال‬ ‫�سوف �أعفيك من الإجابة العلنية حتى �أ�سرد عليك ما فعله‬
‫العرب قدميا ‪ (( :‬لي�س كل ما يبتغيه املرء يدركه !! ))‬ ‫هرنى فورد بعد ما ا�ستمع �إيل انتقادات املنتقدين وحتذيرات‬
‫وتذكر مقولة وليام جيم�س ‪�(( :‬إذا انتظرت تقدير الآخرين‬ ‫اخلائفني ‪ ..‬لقد قال م�ؤ�س�س العائلة الر�أ�سمالية ال�شهرية فى‬
‫لواجهت �إحباطا ً كبريا ً ))‬ ‫هدوء ‪:‬‬
‫فال ت�ستعجل احل�صول على التقدير والت�شجيع والدعم ‪ ،‬فهو‬ ‫(( �إن �أمريكا كلها �ست�صبح �سيارات مت�شى على الأر�ض ))‬
‫�آت ال حمالة ‪ ،‬ولكن بعد �أن تتعلم كيف تنجح ‪ ،‬وتخطط لهذا‬ ‫نطق الرجل عبارته ثم ترك من ي�ضحك �ساخرا ً يوا�صل‬
‫النجاح ‪ ،‬وتنفذ ما خطت له على �أكمل وجه �إىل �أن ت�صل‬ ‫�ضحكه ‪ ..‬ومن ي�سب �ساخطا يوا�صل �سبابه ‪ ..‬وانطلق هو‬
‫للنجاح ‪ ..‬عندها �سيقف العامل احرتاما ً لك ـ �أو �سي�ضطر‬ ‫لتنفيذ خطوته الأوىل ‪ ..‬ومرت الأيام وال�سنوات و�أ�صبح فى‬
‫�إىل االنحناء ـ فاالجنازات القوية هى خري منارة لتجميع‬ ‫ا�ستطاعتنا اليوم احلكم على من كان �صاحب الر�ؤية الأ�صوب ؟‬
‫الأن�صار ‪ ،‬وحتويل كلمات القدح �إىل مدح ‪..‬‬ ‫�إن �أمريكا مل تتحول وحدها �إىل �سيارات مت�شي على الأر�ض‬
‫فتقدم يا �صديقي ‪ ،‬وغري حياتك ‪..‬‬ ‫فالعامل كله بات كذلك ‪ ،‬ورحل فورد ورفاقه ‪ ،‬وبقيت ال�سيارات‬
‫و�آجل انتظار كلمات الإ�شادة �إىل وقت �آخر‬ ‫تنمو وتتكاثر وتتطور لتحكى لنا هذه احلكاية التي وقعت بني‬
‫الرجل وبني دعاة الإحباط ‪ ،‬وعلى الرغم من �إنك مل تتبنى �أو‬

‫‪9‬‬ ‫طور حياتك‬


‫كان ما‬
‫كان‬

‫مدير المطعم‬
‫الناجح‬
‫بقلم ‪:‬‬
‫د ‪ .‬حممد فتحى‬
‫�سل�سلة �إدارة احلياة‬

‫كان مطعم �إيطاىل �صغري يكتظ برواده دائما ً خالل منت�صف الأ�سبوع ‪ ،‬فى حني �أن �أ�صحاب املطاعم الأخرى يتمنون‬
‫دخول زبون واثنني على الأكرث ‪ ،‬فكيف كان يحقق ذلك ؟‬
‫لقد اتبع بب�ساطة فل�سفة م�ؤداها �أن اجلوائز الع�شوائية ت�ؤدى دائما ً �إىل �سلوكيات منتظمة وهكذا ‪ ،‬خالل �أى يوم من‬
‫�أيام منت�صف الأ�سبوع ‪ ،‬كان �صاحب املطعم يقدم لأحد رواده فى نهاية الوجبة خطابا ً بدال ً من الفاتورة املتوقعة ‪،‬‬
‫وقد كتب فيه �أن زبائن املطعم هم �ضيوفه اليوم و�أن احل�ساب (( على �صاحب املحل )) ‪ ،‬كما �ضمن لهم هذا اخلطاب‬
‫�أي�ضا ً وجبات جمانية �إ�ضافية ‪ ،‬وكان املطعم هو املحدد لتوقيت هذه الوجبات املجانية ولي�س العميل على �أن تكون غري‬
‫معلنة ‪.‬‬
‫وكان لهذا نتيجتان ‪ :‬عدد �أكرب من الرواد للمطعم خالل الأ�سبوع �آملني فى احل�صول على اخلطاب ال�شهري ‪ ،‬ومن‬
‫ميلكون هذا اخلطاب بالفعل كانوا يزورون املطعم مرة بعد الأخرى على �أمل احل�صول على وجبات جمانية ‪ ،‬بعد بع�ض‬
‫احل�سابات ال�سريعة اكت�شف �صاحب املحل �أنه قد يخ�سر ‪ % 3.3‬من عائده فى بع�ض اللياىل ‪ ،‬ورغم ذلك ف�إن املكان‬
‫ي�ضج برواده خالل ليال �أخرى فى منت�صف الأ�سبوع مما يعو�ض اخل�سائر الأوىل و�أكرث ‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ح�صوله على‬
‫دعاية جمانية من خالل �أكرث الأ�ساليب كفاءة ‪ :‬كلمة العميل ‪.‬‬

‫تذكر دائم ًا ‪:‬‬


‫‪� -‬أنه عندما ترى اجلميع ي�سلكون نف�س الطريقة ‪� ..‬أعرف �أنه حان وقت تغيري الطريق ‪.‬‬
‫‪� -‬أنه كثري ًا تتم االكت�شافات من خالل عدم �إتباع التعليمات واالنحراف عن الطريق الرئي�سى ‪ ،‬وجتربه ما مل جتربه‬
‫بعد ‪.‬‬
‫‪� -‬أنه ال يوجد ما ي�سمى باحلظ ‪ ،‬فالإن�سان هو الذى ي�صنع مبواقفه و�أفعاله ‪ ،‬ي�صنعه بانتهازه للفر�صة التى تقابله‬
‫م�ستخدم ًا ذكاءه ‪� ..‬إن احلياة �أهم من �أن نرتكها للحظ ‪ ..‬حظك هو ما ت�صنعه بنف�سك ‪.‬‬
‫‪� -‬أنه ال ت�أتى النتائج اجليدة من زيادة ال�سرعة �أو الكفاءة التى ن�ؤدى بها العمل ‪ ،‬ولكن من تغيري طريقة العمل ذاتها ‪.‬‬
‫‪ُ -‬حـبك للمخاطرة يعترب هو املقيا�س احلقيقى والوحيد لرغبتك فى الرثاء ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪10‬‬


‫قرأت‬
‫لك‬
‫كتاب قوة التحكم‬
‫ن�ستكمل فى هذا العدد تلخي�ص الف�صل الرابع والف�صل اخلام�س والأخري من‬
‫فى الذات‬
‫كتاب « قوة التحكم فى الذات « ‪.‬‬ ‫( الجزء الثالث واألخير )‬
‫الف�صل الرابع ‪ :‬العواطف‬
‫يرى ريت�شارد باندلر ‪ « :‬يظن البع�ض �أن ال�شعور بال�سعادة نتاج طبيعى لإحراز‬ ‫ت�أليف ‪ /‬د ‪� .‬إبراهيم الفقى‬
‫النجاح ‪ ،‬لكن الواقع يثبت �أن النجاح هو نتيجة ال�شعور بال�سعادة « ‪ ،‬كم من املرات‬ ‫تلخي�ص ‪� /‬أ ‪ .‬ر�ؤوف �شبايك‬
‫انتظرنا حدوث �شىء ظ ًنا منا �أنه �سيجلب لنا ال�سعادة ‪ ،‬وعندما حتقق مل ن�شعر‬
‫بال�سعادة املتوقعة �أو �سمها املن�شودة ‪ ،‬كم من م�شاهري املغنيني ملكوا كل �شىء ‪،‬‬
‫ورغم ذلك انتحروا لأنهم يكونوا �سعداء فى حياتهم ‪ ،‬يف حياة كل منا فرتات كنا‬
‫فيها �سجناء امل�شاعر ال�سلبية ‪ ،‬متمثلة فى �صورة حزن �أو خوف �أو �أمل ‪.‬‬
‫والآن ‪� ،‬أمل يحن الوقت لنتحرر من امل�شاعر والعواطف ال�سلبية ‪ ،‬لنتحرر من القيود التى قيدنا بها �أنف�سنا ب�أنف�سنا ‪� ،‬أمل يحن الوقت‬
‫لن�سيطر على م�شاعرنا وال ن�سمح لإن�سان �أو لأى �شىء ب�أن ميلى علينا �أحا�سي�سنا التى ن�شعر بها ؟ ذلك هو مو�ضوع ف�صلنا هذا ‪.‬‬
‫العواطف وامل�شاعر مثل امل�صعد ‪ ،‬ترتفع وتنخف�ض ‪ ،‬لكنك �أنت املتحكم فيها ‪ ،‬كما قال الرئي�س الأمريكى �أبراهام لنكولن ‪ " :‬يكون‬
‫املرء �سعيد ًا مبقدار الدرجة التى يقرر �أن يكون عليها من ال�سعادة " ‪.‬‬
‫املبادئ الأربعة لل�سعادة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الهدوء النف�سى الداخلى ‪ ( :‬ابحث عن ال�سالم الداخلى مع نف�سك وروحك ‪ ،‬وليكن مالء قلبك احلب ‪ ،‬ما يجعلك تقاوم ت�أثريات‬
‫العامل اخلارجى ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال�صحة ال�سليمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬احلب والعالقات ال�سليمة بالآخرين ‪.‬‬
‫‪ -4‬اجعل لنف�سك هد ًفا تعمل لبلوغه ومن ثم حتقق ذاتك وت�شعر بقدرتك على النجاح وحتقيق �أهدافك ‪ ،‬وقم مبكاف�أة نف�سك كل‬
‫�أ�سبوع ‪ ،‬مب�شاهدة فيلم م�ضحك �أو قراءة كتاب �أو تناول الطعام يف مطعم حتبه ‪.‬‬
‫الف�صل اخلام�س والأخري ‪ :‬ال�سلوك ( الطريق �إىل الفعل )‬
‫منذ تفتح �أعيننا على احلياة ونحن تتم برجمتنا عن طريق الآخرين املحيطني بنا ‪ ،‬ونن�سخ منهم طريقة الكالم والت�صرفات‬
‫وال�سلوك ‪ ،‬دون �أن نت�ساءل عما �إذا كانت هذه الربجمة مفيدة لنا وت�ساعدنا على النمو والتقدم فى احلياة ‪� ،‬أو �إذا كانت تعوق �سعينا‬
‫لتحقيق ما نتمناه ‪.‬‬
‫قدم « د‪ .‬ت�شاد هلم�سترت « تعريفه لل�سلوك فقال ‪ :‬ال�سلوك هو ما نفعله �أو ما ال نفعله ‪ ،‬فال�سلوك معناه الت�صرف ‪� ،‬أو عدم الت�صرف ‪،‬‬
‫وهو املتحكم فى جناحنا �أو ف�شلنا ‪ ،‬نتائج �أفعالنا حتدد �سلوكنا ‪ ،‬نظرة كل منا الذاتية لنف�سه تعمل مبثابة املفتاح ل�شخ�صيته و�سلوكه‬
‫ـ تغيري هذه النظرة ال�شخ�صية يرتتب عليه تغيري ال�شخ�صية وال�سلوك والت�صرفات ‪.‬‬
‫�إنه �أوان �إنهاء ال�سلوك ال�سلبى ‪ ،‬و�إحالل ال�سلوك الإيجابي حمله ‪ ،‬والتوقف عن احلكم على الآخرين واالن�شغال بالرتكيز على �أ�سباب‬
‫ال�سعادة ‪ ،‬والتوقف عن النظر ب�سلبية �إىل �أنف�سنا ‪ ،‬واعلم �أن ب�إمكانك دائما ً �أن تكون ال�شخ�ص الذى تتمنى �أن تكونه ‪ ،‬و�آمن بقدرتك‬
‫الذاتية على حتويل اعتقاداتك ال�سلبية �إىل �أخرى �إيجابية ‪ ،‬حتى متدك بقوة �أكرب ‪.‬‬
‫وتذكر دائما ً �أن احلياة �أمل ـ ي�صاحبها �أمل ـ ويفاجئها �أجل ‪� ،‬أو كما قال ال�شاعر ‪ ،‬ع�ش حياتك بالأمل ‪ ،‬وتوقع اخلري ‪ ،‬حدد �أهداف‬
‫تعي�ش من �أجلها ‪ ،‬اكتبها ‪ ،‬و�ضع اخلطط لتحقيقها ‪ ،‬وقابل حتديات حياتك بعزم وقوة وتوكل على اهلل ‪ ،‬اهلل الذى يحب ال�صابرين ‪،‬‬
‫واهلل الذى ال ي�ضيع �أجر من �أح�سن عمال ً ‪.‬‬
‫ابد�أ من الآن ‪ ،‬وقم بتغيري حياتك للأف�ضل ‪ ،‬و�ساعد الآخرين ‪ ،‬وتذكر �أن �سعادتك بيديك �أنت ‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫طور حياتك‬


‫ضيف‬
‫و‬
‫الكاتب كريم الشاذلى فى حوار جرىء ‪. .‬‬ ‫حوار‬
‫النجاح حق مكت�سب لأى �شخ�ص يدفع ثمنه‬
‫�أجرى احلوار ‪� /‬أ ‪ .‬م�ؤمن حماد‬
‫يف بلد ي�شتكى �شبابها قلة ذات اليد ‪ ،‬وكرثت فيها مظاهر الع�صيان والتمرد والغ�ضب ‪ ،‬مما‬
‫حدا باجلميع �إىل توقع الأ�سوء دائما ً ‪ ..‬هناك من ينجح يف �صمت ‪ ..‬بال �ضجيج ‪ ،‬ودون‬
‫تهليل ا�ستطاع كرمي ال�شاذىل �أن ي�صنع من ا�سمه ماركة م�سجلة للنجاح ‪ ،‬وملا ال وهو الذى‬
‫يعلمه لل�شباب ‪ ..‬ويحببهم فيه ! ‪.‬‬
‫كاتب من طراز خا�ص ‪ ،‬ي�سكنك من �أول حرف ‪ ..‬يتمرد بهدوء ‪ ،‬لكنه يدخل عقلك بعنف ‪..‬‬
‫! ح�صيلته من الإنتاج الثقافى ثمانية كتب ‪ ،‬يعتز بهم كاعتزازه بطفليه مهند ومعتز ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك يرف�ض �أن يتم التعامل معهم �سوى �أنهم « وجهة نظر خا�صة « ‪ ،‬فال يغ�ضب من النقد‬
‫�أو االختالف ‪ ..‬حملنا �أ�سئلتنا له ‪ ..‬ف�أجاب دومنا مواربة ‪..‬‬
‫لقد �أعطتنى تلك الرحلة ما هو �أغلى من املال ‪� ،‬أعطتنى اليقني‬ ‫�س�ؤاىل الأول كالعادة ‪ :‬من �أنت ‪ ..‬وماذا تريد ؟؟!!‬
‫ب�أن النجاح والتوفيق ‪ ،‬ال يرتبط بزمان �أو مكان ‪ ،‬و�إمنا هو �إرادة‬ ‫ـ كرمي ال�شاذىل ‪ ،‬كاتب يف جمال العلوم الإن�سانية ‪ ،‬مهتم بن�شر‬
‫داخلية ‪ ،‬وتوفيق �إلهى ‪.‬‬ ‫ثقافة الأمل والإيجابية والتفا�ؤل ‪ ،‬وذلك عن طريق كتاباتى ‪،‬‬
‫عدت �إىل م�صر وبى يقني من �أن جناحى هنا كنجاحى هناك ‪،‬‬ ‫و�أي�ضا ً من خالل دار الن�شر التي � ُأ�شرف ب�إدارتها « دار �أجيال‬
‫كالهما يحتاجان �إىل عرق وجهد ‪ ،‬كما يحتاجان �إىل يقني باهلل‬ ‫للن�شر والتوزيع « والتى تهتم بن�شر مواد من �ش�أنها بث الأمل‬
‫وح�سن �إلتجاء �إليه ‪.‬‬ ‫والإيجابية يف النفو�س ‪.‬‬
‫ولقد ف�شلت هنا كما ف�شلت هناك ‪ ،‬تعرثت مرار ًا ‪ ،‬و�أفل�ست كثريا‬
‫‪ ،‬وا�ستدنت كى �أطعم �أ�سرتى ‪ ،‬لكن اليقني بالنجاح مل يفارق‬
‫ـ عن الأمل تتحدث ‪ ،‬بالرغم من �سوداوية الو�ضع يف م�صر‬
‫وجدانى للحظة ‪� ،‬صدقنى �أنا ال �أحدثكم عن النجاح بل �أحدث‬ ‫والعامل العربى ؟‬
‫نف�سى ‪ ،‬فما �أنا �إال �أنت ‪ ،‬وكلنا نحتاج بني احلني والآخر �إىل من‬ ‫ـ �أنا قادر على �أال �أحتدث ‪ ،‬قادر على �أن �أدفن ر�أ�سي يف الرمل‬
‫يذكرنا �أن بوابة الأمل مل تغلق بعد ‪.‬‬ ‫! ‪ ،‬قادر �أي�ضا على �أن �أزيد ال�سواد والبالء بن�شر املزيد من‬
‫امل�شكالت ‪ ،‬واحلديث عن الو�ضع ال�سىء ‪ ،‬والب�شر الذين �صاروا‬
‫ـ يف كتاباتك ومقاالتك حتدثنا عن احلياة اجلميلة ‪ ،‬عن‬ ‫كال�شياطني ‪ ،‬وفر�ص العمل التى ندرت ‪ ،‬لكننى قررت �أن �أال �أفعل‬
‫املثاليات ‪� ..‬أال ترى فى هذا نوع من التفا�ؤل املبالغ فيه ‪،‬‬ ‫ذلك حل�سن حظى ‪ ،‬وبالرغم من �أن حياتى كانت �سل�سلة من‬
‫واخليال والـال واقعية ؟‬ ‫الكبوات امل�ستمرة ‪ ،‬وبالرغم من الف�شل الذى الزمنى كثريا ً ‪� ،‬إال‬
‫�أختلف معك ‪ ..‬كتاباتى لي�ست خيال ‪� ،‬أنا �أحتدث عن النجاح‬ ‫�أنى �أ�ؤمن ب�أن النجاح حق مكت�سب لأى �شخ�ص يدفع ثمنه ‪ ،‬وثمنه‬
‫والإيجابية والأمل ‪ ،‬كل يائ�س �سريى �أننى خياىل ‪ ،‬كل ك�سول‬ ‫هو عرق اجلبني ولي�س مر ال�شكوى ! ‪.‬‬
‫�سريمينى بالالواقعية ‪ ،‬وذلك لأنى �أف�ضحه �أمام نف�سه ‪ ،‬و�أ�سلط‬ ‫ـ ‪� 6‬سنوات ق�ضيتها يف اخلليج ‪ ،‬فال �شك �أن تغر�س فيك‬
‫ال�ضوء مبا�شرة على عينيه التى اعتادت على الظالم ‪ ،‬هناك‬
‫الأمل !‬
‫من ي�ست�سهل ال�شكوى لأنها تربر له عجزة وف�شله ‪� ،‬أنا مل �أنكر‬
‫وك�أنك حتاول �إخبارى ب�أن تلك الفرتة هى �سبب جناحى ‪ ،‬و�أ�ؤكد‬
‫للحظة ب�أن الأو�ضاع االقت�صادية �صعبة ‪ ،‬بل دائما ً ما �أ�ؤكد ملن‬
‫لك �أن نعم هى �سبب جناحى ‪ ،‬لكن لي�س لأنها نقلتنى ماديا ً ‪،‬‬
‫يتهم �شباب هذا الزمن بالعجز وقلة احليلة ‪ ،‬ب�أن �شباب هذا‬
‫بالعك�س فبعد ال�سنوات ال�ست عدت �إىل بلدى خاىل الوفا�ض !‬
‫الع�صر م�سكني ‪ ،‬ورث كوارث اقت�صادية و�سيا�سية وع�سكرية ‪،‬‬
‫‪ ،‬بعدما ُمـنيت �أحد امل�شاريع التى �أنفقت فيها وقتا لي�س بالقليل‬
‫ومطالب ب�أن يتحرك وينجز ‪� ،‬أنا �أرى �أن �شبابنا اليوم مظلوم‬
‫بالف�شل ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪12‬‬
‫تابع‬
‫ضيف و‬
‫‪ ،‬لكننى فى املقابل ال �أرى �أن ال�شكوى حل ‪� ،‬أنا �أقول بب�ساطة �أن النبى �صلى اهلل عليه و�سلم القدوة ‪ ،‬ويربط بني ما حوار‬
‫يقول وبني الإ�سالم حتى و�إن لوى فى ذلك �أعناق‬ ‫احلياة حتدى ‪ ،‬ميدان �سباق ‪ ،‬و�أمامك خياران ف�إما �أن تكون‬
‫الن�صو�ص ‪ ،‬املهم �أن يعطى �شرعية لكالمه ‪ ،‬وي�ستغل نقطة �أن‬ ‫كفء لتحدى احلياة ‪ ،‬وتكافح وت�صارع فى ب�سالة ‪ ،‬و�إما �أن تغلق‬
‫الدين مقد�س لدى النا�س ‪ ،‬وهناك يف املقابل مفكرين م�سلمني‬ ‫عليك باب غرفتك وتنتظر املهدى املنتظر كى يريحك من زمانك‬
‫ميتلكون الوعى كى ي�ستخرجوا من الرتاث الإ�سالمى ما يفوقون‬ ‫الأغرب ‪ ،‬وعلى كل واحد �أن يختار ! ‪.‬‬
‫به املدار�س الغربية ‪� ،‬أح�سب �أن من هوالء الدكتور « طارق‬
‫ال�سويدان « و الدكتور « على احلمادي « والدكتور « �أكرم ر�ضا «‬ ‫ـ التنمية الب�شرية يراها البع�ض وك�أنها اخلال�ص للب�شرية‬
‫والأ�ستاذ « جا�سم املطوع « ‪ ،‬اقر�أ �أو ا�ستمع لهم و�ستدرك جيد ًا‬ ‫من همومها و�أحزانها ! ؟‬
‫الفرق بني ال�صنفني ‪ ،‬وحل هذا الأمر يكون بتنمية الروح الناقدة‬ ‫للأ�سف هذا ما يعتقده الكثريون ‪ ،‬ينظر لها البع�ض وك�أنها دين‬
‫‪ ،‬والوعى لدى املتلقى ‪ ،‬لي�س كل من بدا كالمه ب�آية من كتاب اهلل‬ ‫جديد �سيحقق ال�سعادة للنا�س ‪� ،‬ساعد على هذا اجلو ال�ساحر‬
‫‪ ،‬وختمة بحديث عن النبى الكرمي ب�صادق �أو خمل�ص ‪ ،‬يجب �أن‬ ‫‪ ،‬والكلمات املحفزة واحلالة التي ينقلها املدرب �إىل املتدربني ‪،‬‬
‫نغربل هذا ال�شخ�ص متام ًا ‪ ،‬ون�ضعه على ميزان النقد العلمى ‪،‬‬ ‫يل مقال بعنوان « �أ�ضرار التنمية الب�شرية « بينت فيه �أ�ضرار‬
‫و�شعارنا « نحن نعرف الرجال باحلق ‪ ،‬وال نعرف احلق بالرجال‬ ‫النظرة الغري من�ضبطة �إىل التنمية الب�شرية ‪ ،‬وب�أننا يجب �أن‬
‫« ‪ ،‬وها هى كتبى �أمامك فلتبد�أ بها ‪.‬‬ ‫نت�سلح بالوعى والإتزان �أمام ما يقدم لنا ‪ ،‬ويجب �أن نتمتع بح�س‬
‫نقدى ‪ ،‬ميكننا من التفريق بني امل�ضمون اجليد العملى القابل‬
‫للتطبيق ‪ ،‬وبني ال�شكل املبهر ال�ساحر الذى ي�شبه « الكورتيزون « ـ كيف ميكننا ت�صنيف كتاباتك ‪ ،‬هل هى دين ‪� ،‬أم علم‬
‫والذى يعطينا طاقة كاذبة ‪� ،‬سرعان ما تخمد ‪ ،‬وامل�ؤ�سف �أن يكون نف�س ‪� ،‬أم �أدب ؟‬
‫هى وجهة نظر ‪� ،‬أنا مل �أدر�س �أى مما ذكرت ‪� ،‬أزعم �أنى قارئ جيد‬ ‫لها �أثر �سلبى على املرء ‪.‬‬
‫للحياة ‪� ،‬أمتلك وجهة نظر خا�صة بى ‪� ،‬أحاول جتويد �آرائى بقيم‬
‫ـ لكن مدربى التنمية الب�شرية يحدثونا عن النجاح وكانه ومعتقادات �آمنت بها و�أتبناها ‪ ،‬قد تكون هذه القيم واملعتقدات‬
‫دينية ‪ ،‬قد تكون علمية ‪ ،‬ال ب�أ�س فى ذلك ‪ ،‬و�أهيب مبن يتعامل مع‬ ‫قريب و�سهل ؟‬
‫هو قريب نعم ‪ ،‬لكنه لي�س �سهل ‪ ،‬النجاح �صعب ‪ ،‬وله ثمن ‪ ،‬وله كتاباتى �أن يتعامل معها من هذا املنطق ‪� ،‬أنها لي�ست حق ًا مطلق ًا‬
‫�ضرائب ‪ ،‬وال يقدر عليه �سوى اجلادون ‪ ،‬امل�شكلة �أن ما يقدم فع ًال وال �أدعى ذلك بل ال �أجر�ؤ عليه ‪ ،‬هى وجهة نظر من حقك �أن‬
‫هو نقل للمدر�سة الغربية بكل �أبعادها �إىل وطننا العربى ‪ ،‬لي�س ت�ؤمن بها �أو تكفر ‪ ..‬هذا ر�أيك وله منى كل االحرتام ‪ ،‬فقط ما‬
‫العيب فى اال�ستفادة من الغرب ‪� ،‬أنا �شخ�صي ًا �أدين بالف�ضل �إىل �أرجوه منك �أال ت�سفه فى املقابل وجهة نظري ! ‪.‬‬
‫الكثري من علماء الغرب وعلى ر�أ�سهم الدكتور « �ستفن كوفى « ‪،‬‬
‫لكننا يجب �أن ندرك ونحن ننقل �أن هناك ما ينا�سبنا وهناك ما ـ هل تخاف ؟‬
‫ال ينا�سبنا ‪ ،‬لي�س من ينجح فى تطبيق و�صفة ما ب�أمريكا مث ًال ‪ ،‬بال �شك �أخاف ‪ ،‬ال �أح�سبك تظننى خارق ًا فال �أخ�شى �شيئ ًا ‪� ،‬أنا‬
‫�سينجح �إذا طبقها فى م�صر ‪ ،‬ظروفنا ال�سيا�سية واالقت�صادية �أخاف من نف�س ال ت�شبع ‪ ،‬و�أخ�شى �أن ينفرط جلامها فرتدينى‬
‫قد ت�شكل عائقا ال يواجهة املواطن فى �أوربا وال �أمريكا ‪ ،‬يجب �أن املهالك ‪� ،‬أخاف من تق�صري فى جنب اهلل �أكفر به نعم اهلل التى‬
‫ن�ضع هذا فى �أذهاننا ونحن نخاطب النا�س ‪ ،‬كى نكون �صادقني �أعجز عن �شكرها ‪� ،‬إن �أكرث ما يخيفنى حق ًا �أن �أحرم عناية‬
‫ال�سماء ‪.‬‬ ‫يف ن�صحهم ‪.‬‬
‫ـ لكن كثري من املتحدثني يف التنمية الذاتية و�أنت منهم ـ ما هي عيوبك ؟‬
‫يخلطوا هذا الأمر بالإ�سالم وك�أنهم يعطوه �شرعية ما ؟ هذا يحتاج ملقال بل مقاالت ‪ ،‬عيوبى كثرية ‪ ،‬منها ما �سرته اهلل فال‬
‫جميل �أن ذكرت هذه النقطة ‪� ،‬أنا �أ�ؤكد �أن هناك من يلج أ� يحق ىل ف�ضحه ‪ ،‬وهناك الكثري مما يعلمه املعارف والأ�صدقاء‬
‫للإ�سالم من �أجل �إعطاء م�شروعية ملا يقدمه ‪ ،‬فرتاه يتحدث عن يجدر بك توجيه هذا ال�س�ؤال �إليهم ‪ ،‬و�أمتنى �أن يكون فى وجودى‬
‫كي يت�سنى ىل منع ما اقدر على منعه ! ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫طور حياتك‬


‫اخترنا‬
‫لك‬

‫اخطفه قبل أن يخطفك‬


‫ا�سم الكتاب ‪� :‬أفكار �صغرية حلياة كبرية‬
‫ا�سم الكاتب ‪� :‬أ ‪ .‬كرمي ال�شاذىل‬

‫من تقاليد البحارة القدماء �أنهم �إذا وجدوا حوتا ً كانوا يلقون له قارب ًا‬
‫فارغ ًا لي�شغلوه به ‪ ،‬حتى �إذا ا�ستوىل هذا القارب الفارغ على تركيزه‬
‫واهتمامه ا�صطادوه على حني غفلة منه ‪ ..‬بي�سر و�سهولة ‪.‬‬
‫وهذه الطريقة الفريدة ين�صحك بها علماء النف�س و�أنت تواجه حيتان‬
‫الهموم والآالم والأحزان ! ‪.‬‬
‫�إنهم ين�صحون املرء منا بدال ً من ينتظر حوت القلق ‪ ،‬وي�ضيع من‬
‫عمره ردحا ً فى جمابهته وحماولة �إبعاده عنه ‪� ،‬أن يبادره ب�إلقاء قارب‬
‫ي�أخذه بعيدا ً ‪ ..‬بعيدا ً وال يجد معه حال ً ناجعا ً ‪.‬‬
‫و�أحد �أهم هذه القوارب هو قارب الإميان باهلل ‪ ،‬والت�سليم بالق�ضاء‬
‫والقدر ‪ ،‬والثقة مبوعد اهلل و�إح�سان الظن به ‪.‬‬
‫ف�أى من هذه القوارب جدير ب�أن ت�أخذ حوت القلق واحلزن �أو اخلوف‬
‫�إىل ما ال نهاية ‪ ،‬وترتكك كى ت�ستمتع بالراحة وال�سكينة النف�سية ‪.‬‬
‫هيا يا �صديقى امتلك قاربا ً �أو �أكرث من قوارب النجاة ‪.‬‬
‫ابد�أ من الآن فى م�ضاحكة الأيام حتى و�إن عب�ست فى وجهك ‪..‬‬
‫و�شاك�سها �إذا خا�صمتك ‪ ..‬ولوح لها بكفك �إذا �أدارت وجهها عنك ‪..‬‬
‫ا�صطدها ب�صربك وحلمك و�إميانك ‪� ..‬أخربها �أن الن�صر مع ال�صرب‬
‫‪ ،‬و�أن مع الع�سر ي�سرا قبل �أن تغر�س فيك �أ�سنانها امل�ؤملة ‪.‬‬
‫واعلم �أن فى احلياة حيتان كثرية ‪ ،‬ولديك من القوارب الفارغة ما‬
‫ي�ؤهلك ملغالبتها ‪ ،‬ب�شرط �أن تدرك جيدا ً �سر اللعبة ‪ ،‬و�أال تلقى لها‬
‫بج�سمك بدال ً من �أتعطيها قاربا ً فارغا ً تتلهى به ‪.‬‬
‫�إ�شراقة‬

‫جتارب احلياة هى التى حتدد عمر الإن�سان ‪ ،‬مثل احللقات ال�سنوية‬


‫التى حتدد عمر ال�شجرة ‪ .‬هوبيفر‬

‫طور حياتك‬ ‫‪14‬‬


‫واحة‬
‫حياتك‬
‫الخطــأ ‪..‬‬ ‫الـنــهـــر‬
‫بين قلم الرصاص وقلم الحبر‬
‫بقلم ‪ /‬ن�سيم عبد الوهاب‬ ‫بقلم ‪� /‬أ ‪� .‬أ�شرف خري‬
‫قالت للنهر ‪:‬‬
‫حياتنا مليئة بالأحداث باملغامرات ‪ ..‬بردود الأفعال فى حركية‬ ‫هو انته ليه م�ش عاي�ش لنف�سك‬
‫مت�سارعة مع الزمن ‪ ،‬وفى خما�ض ذلك ت�صدر عنا الكثري من‬ ‫ليه بت�صب املاء وتغذى كل اللى حواليك ‪.‬‬
‫الت�صرفات ‪ ،‬قد ن�صيب فيها تارة و نخطئ تارة �أخرى ‪..‬‬ ‫وكمان بت�صب املاء الزيادة فى البحر وال ت�ستفيد منه ؟‬
‫فرد النهر ‪:‬‬
‫لكننا نف�ضـل كثري ًا ا�ستخـدام « القلـم الر�صا�ص « ليـ�س جلمـاله‬ ‫لكنى ع�شت بالفعل لنف�سى‬
‫بـل لأنه مي�سـح الأخطـاء خلفـه �إذا �أخط�أ !! ‪ ..‬جمهز مبمحاة‬ ‫فكل قطرة ماء غذت بذرة �إىل �أ�صبحت �شجرة ‪ ....‬غذتنى قبل‬
‫ت�شجعنا على املحاولة ولأنــه ب�إمكاننا �أن نعيـد فعـاليته فى‬ ‫�أن تغذي البذرة‬
‫الكتابة عنـدما نبـريه ليعـود حـاد ًا ‪..‬‬ ‫وكل قطرة ماء �أ�شبعت رى �إن�سان عط�شان كانت ت�سعدنى‬
‫�أما « قلـم احلبـر « نكتـب به ونخطئ ولكن ال ميكننا �أن من�سـح‬ ‫وكل ما �أروى طائر �أو حيوان ‪ ...‬كنت ببقى �سعيد �إن ليا دور‬
‫خط�أنا ‪� ،‬إذا �أخط�أنا ‪ ..‬فن�ضطـر �إىل ا�ستخدام املزيل لتغطية‬ ‫فى احلياة‬
‫وكمان كل قطرة ماء قللت ملوحة البحر ‪....‬‬
‫خط�أنا ‪ ،‬فن�شـوه بذلك �صفحــات دفاترنا وقـد نلجـ�أ �إىل متـزيق‬
‫قالت له ‪:‬‬
‫تلك الورقة ‪..‬‬
‫لكنك فى النهاية �ستموت وملاذا تفقد كل هذه الكمية من املاء‬
‫هكذا هى احلياة ورقة بي�ضاء نكتب فيها ما ن�شاء ‪� ..‬سواء بقلم‬ ‫ملاذا ال تدخرها لنف�سك لأنك باملاء نهر ف�إذا فقدته مل تعد‬
‫املحاولة « الـر�صـا�ص « �إذا كنا مـتـردديـن �أو بقـلم ال�صواب «‬ ‫نهر ًا‬
‫احلـبـر « �إذا كنا واثقني ‪..‬‬ ‫بالبلدى ‪ ...‬بطل عبط وفكر فى نف�سك �شوية ‪...‬‬
‫اهتز النهر من الداخل وقال يف نف�سه‬
‫بع�ض الب�شر مثل قلم الر�صا�ص عندما يخطئ يتحمل خطاياه و‬ ‫(( هذا ر�أى �أحد من ي�ستفيد منى ‪ ...‬والبذرة التى كانت �أ�صغر‬
‫يعرتف ‪ ..‬مي�سح و يكتب من جديد ‪..‬‬ ‫منى من مياهى ت�صبح �شجرة كبرية وتعلو فوقى ‪)) ..‬‬
‫من ال يخطئ ال يتعلم ‪ ..‬ومن ال يتعلم من خطاياه �سي�أتى عليه‬ ‫فقرر النهر �أن يحتفظ مباءه ‪ ....‬ال يخرجه �إال بقدر‬
‫يوم و تنتهى ممحاته و لن يجد ما ميحو خطاياه‬ ‫توقع ماذا حدث له ‪ ..‬؟‬
‫�أ�سن ماءه وتعكر وتلوث ومل يعد النهر يطيقه بل كره نف�سه‬
‫والبع�ض منا كقلم احلرب ‪ ..‬يكابر فى خطئه ‪ ..‬فال يعود عنه‬ ‫وقرر �أن يعود رمز ًا للعطاء ومتنى لو عاد لرد على ما �سبق‬
‫حينما قيل له‬
‫أبجديات الطموح والتميز ‪...‬‬ ‫ملاذا يجرى ماءك وتعطى الآخرين وال حتتفظ به حتى ي�صب‬
‫فى ماء البحر وال ي�ستفيد منه‬
‫م ‪ :‬من �أجل �أن حتدث تغيري فى العامل من حولك ‪ ،‬البد �أن‬ ‫فكان يتمني �أن يرد فيقول ‪:‬‬
‫حتدث هذا التغيري فى نف�سك �أو ًال ‪.‬‬ ‫لكنها حياتى وعادتى ‪ ...‬رمز ًا للعطاء‬
‫ن ‪ :‬نتعاون فيما اتفقنا عليه ‪ ..‬ويعذر بع�ضنا بع�ض ًا فيما اختلفنا‬ ‫ملحوظة ‪:‬‬
‫عليه ‪.‬‬ ‫كان النهر رافد ًا لغ�سل �أدران من حوله جميع ًا لكن حينما �أ�سن‬
‫هـ ‪ :‬هدفك البد �أن يكون وا�ضح ًا ‪ ،‬وحمدد ًا وطموح ًا ‪ ،‬وقاب ًال‬ ‫ماءه مل يغ�سل درنه �أى ممن حوله ‪.......‬‬
‫للقيا�س ‪ ،‬بحيث ميكنك الو�صول �إليه ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫طور حياتك‬
‫سمعت‬
‫لك‬

‫محاضرة‬
‫الدكتور محمد البرادعى‬
‫بالجامعة األمريكية بالقاهرة‬
‫ترجمة و�إعداد ‪ /‬عالء م�صباح‬
‫منقولة من جريدة الد�ستور امل�صرية ( بت�صرف )‬

‫فى التا�سع من فرباير ‪� 2006‬ألقى د ‪ .‬حممد الربادعى كلمة فى حفل تخرج طالب اجلامعة الأمريكية « خريف‬ ‫ ‬
‫‪ ، »2005‬وفى الكلمة التى �ألقاها مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية باللغة الإجنليزية ‪ ،‬ق َّدم الرجل ما ميكن و�صفه بـ‬
‫« ع�صري خرباته » م�سرتجعا ً بع�ض اللحظات الرثية والع�صيبة فى م�سرية حياته ‪ ،‬داعيا ً طالب اجلامعة الأمريكية ـ‬
‫وال�شباب وطالب العلم ب�صفة عامة ـ �إىل عدم التوقف عن التفكري وطلب العلم وا�ستغالل الفر�ص املتاحة ‪ ،‬وتعك�س الكلمة‬
‫ثقافة عالية و�إملاما ً بالعلوم والفنون ‪ ،‬وقدرة الفتة على اختيار اجلمل والعبارات املوجزة امل�ؤثرة ‪ ،‬بدرجة جتعلها ممتعة‬
‫فى قراءتها بقدر اال�ستفادة التى يخرج منها قارئها ‪.‬‬

‫عندما بد�أت الدرا�سة فى جامعة نيويورك فوجئت بالربوفي�سور‬ ‫تبد�أ املحا�ضرة بقوله ‪..‬‬
‫يعطينا « امتحان املنزل « ‪» take-home exam‬‬ ‫عندما كنت فى طريقى من ق�صر ملك الرنويج �إىل مدينة‬
‫�أى امتحان حتله فى بيتك وم�سموح لك با�ستخدام �أى كتاب‬ ‫�أو�سلو لت�سلم جائزة نوبل لل�سالم وجدت نف�سى �أراجع تاريخى‬
‫فى العامل ‪ ،‬عندها تعلمت �أن التعليم لي�س كم حتفظ من‬ ‫والأحداث املهمة فى حياتى والدرو�س التى تعلمتها على طول‬
‫املعلومات ‪ ،‬لكنه تطوير قدراتك لت�ستخدمها فى ا�ستك�شاف‬ ‫الطريق ‪ ،‬و�أود �أن �أ�شاركها معكم ‪.‬‬
‫نف�سك والعامل الذى يحيط بك ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ال تتوقف عن التفكري و طلب العلم و ا�ستغل الفر�ص املتاحة‬
‫�إن تعليمنا يزودنا باملعرفة والأدوات التى نحتاجها لنفكر‬
‫�أمامك ‪..‬‬
‫والبد �أن ن�شكر �أ�ساتذتنا على ذلك ‪ ،‬وعلى هذا لدى معلومة‬
‫�أتذكر �أننى كنت طف ًال ف�ضولي ًا �أحب �أن �أتعلم و�أ�ستك�شف‬
‫مهمة لكم ‪ :‬اجلزء الأ�سا�سى مما تتعلمه فى حياتك ي�أتى بعد‬
‫بنف�سى ‪� ،‬أمى تقول ىل �إننى كنت كلما ابتعت لعبة جديدة‬
‫�أن تنتهى من التعليم الر�سمى ‪.‬‬
‫�أك�سرها �أجزاء �صغرية ال�ستك�شفها ‪� ،‬أفهم الآن ملاذا كنت‬
‫لقد قال الفيل�سوف « مورتيمر �ألدير « ‪ « :‬ال �أحد يكتفى من‬
‫�أفعل ذلك ‪ ،‬لأننى كنت �أريد �أن �أعرف كيف تعمل هذه اللعبة ؟‬
‫التعليم فى املدر�سة مهما كانت مدة تعلمه �أو مدى كفاءة‬
‫كنت دائما �أطرح �أ�سئلة كثرية ما تت�سبب فى م�شاكل لوالدى ‪،‬‬
‫هذا التعليم » ‪ ،‬وال�سبب �أن هدف التعليم هو تو�سيع مداركك‬
‫فى املدر�سة واجلامعة �ضقت ذرع ًا من املو�ضوعات الإجبارية‬
‫وعقولنا ـ على عك�س �أج�سادنا ـ ميكنها �أن ت�ستمر فى النمو‬
‫فى التعليم ‪� ،‬أعرف �أنه كان من ال�ضرورى �أن �أتعلمها لكننى‬
‫كلما ا�ستمررنا فى احلياة ‪ ،‬كان ذلك �صحيح ًا فى حالتى ‪.‬‬
‫�شعرت باخلال�ص عندما انتهيت منها ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪16‬‬


‫تابع‬
‫سمعت‬
‫لك‬
‫ال �شك �أن �آباءكم و�أ�ساتذتكم قد �أو�ضحوا لكم‬
‫فعندما ترتكون اجلامعة لتخرجوا �إىل احلياة العملية ‪،‬‬
‫�أنهم �أكرث خربة منكم والبد �أن ت�سمعوا لن�صائحهم ‪ ،‬وهذه‬ ‫ف�أنتم تذهبون �إىل الف�صل الأو�سع للتعلم ‪ « :‬العامل احلقيقى‬
‫‪ »،‬احلياة مثل امتحان بيت م�ستمر « ‪exam take-‬‬
‫�ضرورة ال �شك فيها ‪ ،‬لأنك �أي�ضا البد �أن ت�ستمع �إيل �صوتك‬
‫الداخلى ‪ ،‬كونك خمتلفا ً مبتكرا ً تفعل �شيئا ً مييزك عن‬ ‫‪. » home‬‬
‫الآخرين ‪ ،‬عقلك هو ما مييزك ك�إن�سان عن �أى ع�ضو فى‬ ‫فى نيويورك حيث بد�أت عملى الدبلوما�سى كان العامل كله‬
‫قطيع من املا�شية ‪ ،‬البد �أن ت�ستك�شف نف�سك وتعرب عن ر�أيك‬ ‫متاح ًا ال�ستك�شافه ىل ‪ ،‬قررت �أن �أ�ستغل وقتى هناك لعمل‬
‫وتعي�ش حياتك ولي�س حياة �أى �شخ�ص �آخر ‪.‬‬ ‫دكتوراة م�ستغ ًال املنحة التى فزت بها ‪ ،‬كان ذلك غريب ًا‬
‫يجب �أن تتحلوا بالف�ضول وحب التجربة الذى كنتم عليه‬ ‫بالن�سبة لأ�صدقائى وزمالئى �أن �أترك العمل الدبلوما�سى‬
‫عندما كنتم �أطفاال ً‪ ..‬يجب �أن تظلوا �أطفاال ً يكربون ‪ ،‬لديك‬ ‫لأعود �أدر�س من جديد و�أ�سكن مع طلبة فى م�سكن للطلبة ‪.‬‬
‫حياة واحدة تعي�شها ‪ ،‬يجب �أن تكون لديك ال�شجاعة لتعرب‬ ‫ووجدتنى �أحاول �أن �أ�ستوعب العامل اجلديد الذى �أحياه‬
‫عن نف�سك وعن معتقداتك ‪ ،‬و�أن تتبع ما ت�شعر به ‪� ،‬إذا فعلت‬ ‫حماوال ً �أن �أتعلم ما مل �أتعلمه فى م�صر ‪ ،‬بد�أت �أذهب �إىل‬
‫ذلك رمبا تخ�سر معارك قليلة لكنك �سرتبح احلرب ‪.‬‬ ‫الأوبرا و�ألعب البي�سبول ‪ ،‬و�أدر�س الفن احلديث و�أ�ستوعب‬
‫لقد مررت مبواقف كثرية �صعبة م�ؤخرا ً كان �ضروريا ً فيها‬ ‫النا�س املختلفني الذين ي�سكنون هذه املدينة ‪ ،‬باخت�صار لقد‬
‫�أن �أقول احلقيقة بقوة فى �أوقات ال�سلم واحلرب ‪ ،‬وفى نهاية‬ ‫خ�ضت خربات جديدة‪.‬‬
‫املطاف �سيالحظ النا�س ما فعلته ‪ ،‬وها �أنا ذا �أتلقى دكتوراة‬
‫وتعلمت من خالل جتربتى �أنه ال توجد حقيقة كاملة ‪ ،‬ال‬
‫فخرية فى القانون من اجلامعة الأمريكية اليوم ‪.‬‬ ‫يوجد �أبي�ض �أو �أ�سود ‪ ،‬فقط توجد منطقة رمادية كبرية‬
‫لكن املكاف�أة العظمى هى الإح�سا�س بالر�ضا والثقة فى‬ ‫تتمدد كلما حاولنا �أن نفهم العامل ونفهم �أنف�سنا ‪ ،‬احلقيقة‬
‫مبادئك وفى �أن تكون �صادقا ً مع نف�سك ‪� ،‬إن ذهنى الآن‬ ‫الوحيدة �أننا كلنا جزء من عامل واحد وكلنا نت�شارك القيم‬
‫ي�ستعيد ذكرى لقائى لتلك املر�أة التى تخرجت فى اجلامعة‬ ‫الأ�سا�سية ‪ ،‬يجب �أن نكون جميعا ً فخورين بجذورنا وهويتنا‬
‫الأمريكية والتى �شاركتنى احلياة لثالثني عاما ً ‪� ،‬إنها‬ ‫وثقافتنا ‪.‬‬
‫زوجتى « عايدة « ‪ ،‬كنا نعي�ش معا ً فى �شقة متوا�ضعة فى‬ ‫لكن يجب �أي�ضا �أن نتذكر �أن �أحالمنا وطموحاتنا وخماوفنا‬
‫�شارع الفلكى فى بداية زواجنا ‪ ،‬كان �أحد �أهدافنا فى احلياة‬‫وحبنا للحرية هى �أ�شياء يريدها الكل و�أ�شياء م�شرتكة بيننا‬
‫�أن ننتقل ل�شقة �أكرب ت�ستوعبنا مع ابنتنا ليلى ‪ ،‬و�أن نك�سب‬
‫جميعا ً كب�شر ‪ ،‬ما يوحدنا جميعا ً كب�شر �أقيم بكثري مما‬
‫ماال ً �أكرث من ‪ 76‬جنيها م�صريا ً مرتبى كال�سكرتري الثالث‬ ‫يفرقن ًا ‪.‬‬
‫فى وزارة اخلارجية ! ‪.‬‬
‫كل واحد منا ت�أتيه فر�صة واحدة على الأقل فى حياته ‪ ،‬املهم‬
‫هذا وقد �أكد الدكتور الربادعى على �أن الإن�سان عليه �أن‬ ‫�أن ت�ستغل هذه الفر�صة جيدا ً عندما ت�سنح لك ‪� ..‬أول فر�صة‬
‫يكون فخورا ً مبرياثه ومرياث بلده احل�ضارى والثقافى ‪ ،‬و�أن‬ ‫جاءت ىل منذ �سنوات قليلة عندما عدت �إىل م�صر وذهبت‬
‫يثق بنف�سه ‪ ،‬وقد �أختتم حما�ضرته بقوله ‪..‬‬‫منها �إىل جنيف كدبلوما�سى رفيع امل�ستوى ‪ ،‬وعندما ذهبت‬
‫ملكتبى ذات �صباح وجدت خطابا ً من �أ�ستاذى فى جامعة‬
‫ر�سائلى �إليكم اليوم ب�سيطة للغاية ‪ ،‬ال تتوقف على التعلم‬
‫نيويورك يقدم ىل عر�ضا ً للعمل فى الأمم املتحدة ‪ ،‬وكانت‬
‫و التفكري‪ ،‬ا�ستعد ال�ستغالل الفر�صة عندما ت�أتيك ‪ ،‬عامل‬
‫هذه هى بداية ‪ 25‬عاما ً من خدمة املجتمع الدوىل ‪ ،‬املهنة‬
‫الآخرين بتفهم ‪� ،‬إننا جميعا جزء من الأ�سرة الب�شرية ‪ ،‬ع�ش‬
‫التى �أنا م�ستمر فيها حتى الآن ‪.‬‬
‫حياتك اخلا�صة وا�ستمتع بها ‪ ،‬كن فخورا ً بتاريخك ومرياثك‬
‫و �شارك بقوة فى م�ستقبل بلدك وثق فى نف�سك ‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ ع�ش حياتك وا�ستمتع بها ‪..‬‬

‫‪17‬‬ ‫طور حياتك‬


‫ترجمت‬
‫لك‬

‫ت�أليف ‪ /‬براين تري�سى‬ ‫أساسيات لسعادتك‬


‫ترجمة ‪� /‬إ�سالم �سليمان‬

‫ميتلك كل منا �آالف الأهداف املختلفة يريد �أن يحققها خالل حياته ‪ ،‬لي�صل �إىل ال�سعادة ‪.‬‬
‫كل ما عليك القيام به لت�صل لل�سعادة هو حماولة حت�سني نوعية حياتك فى واحد �أو �أكرث من هذه املجاالت ‪.‬‬
‫امتلك عالقات ‪:‬‬
‫�أن ترغب فى �إقامة عالقات �سعيدة مع الآخرين ‪� ،‬أن حت�صل على احلب من قبل الآخرين ‪ ،‬و�أن ترغب فى احل�صول‬
‫على عالقات جيدة مع النا�س من حولك ‪ ،‬و�أن ترغب فى اكت�ساب احرتام النا�س لك ‪ ،‬وم�شاركة الآخرون فى ال�شئون‬
‫املجتمعية واالجتماعية والتفاعل معهم للم�ساهمة للمجتمع الذى تعي�ش فيه ‪ ،‬لت�شعر بال�سعادة ‪.‬‬
‫متتع بعملك ‪:‬‬
‫�أن ترغب فى اال�ستمتاع والتحدى فى عملك ‪� ،‬إذا �أردت �أن تعي�ش حياة جيدة وب�سعادة ‪ ،‬بالت�أكيد ف�أنت حتتاج حقا ً �أن‬
‫ت�ستمتع بوظيفتك �أو مهنتك ‪ ،‬ف�إن �أف�ضل �أوقات حياتك �ستكون عندما يتم ا�ستيعابها متاما ً فى عملك ‪ ،‬عندها �ست�شعر‬
‫بال�سعادة ‪.‬‬
‫ا�ستقل مالي ًا ‪:‬‬
‫�أن ترغب فى اال�ستقالل املاىل ‪ ،‬بحيث ت�صبح فى م�أمن من املخاوف من املال ‪ ،‬عليك �أن حت�صل على ما يكفى من املال‬
‫فى البنك ‪ ،‬بحيث ت�ستطيع �أن تعي�ش منط احلياة التى تريد ‪ ،‬فاال�ستقالل املاىل يحررك من الفقر واحلاجة �إىل االعتماد‬
‫على الآخرين ‪ ،‬ابد�أ فى االدخار واال�ستثمار خالل �سنوات عملك ‪ ،‬لكى حت�صل على ال�سعادة ‪.‬‬
‫ا�ستمتع ب�صحتك ‪:‬‬
‫�أن ترغب فى �صحة ممتازة وجيدة ‪� ،‬أن تخلو من الأمل واملر�ض ‪ ،‬ويكون هناك تدفق م�ستمر للطاقة وامل�شاعر ‪ ،‬فى الواقع‬
‫�صحتك هى مركز حتكم فى حياتك ‪ ،‬اعترب ذلك �أمرا ً م�سلما ً به لكى حت�صل على ال�سعادة ‪.‬‬
‫�أرح بالك ‪:‬‬
‫راحة بالك �أنت ‪ ،‬ب�أن تكون �أكرث ا�سرتخاء و�إيجابية ‪ ،‬و�أن تعانى من �ضغط �أقل ‪� ،‬سيجعل عالقاتك �أف�ضل ‪ ،‬و�أكرث تفائ ًال‬
‫‪ ،‬وثقة ودية مع اجلميع فى حياتك ‪ ،‬فعندما ت�شعر بالر�ضا عن نف�سك من الداخل ‪ ،‬ف�أنت تقوم مبا تريد وتعمل على نحو‬
‫�أف�ضل ‪.‬‬
‫عليك على الفور و�ضع هذه الأفكار مو�ضع التنفيذ ‪� ..‬أن تقرر لنف�سك ما يجعلك �سعيدا ً حقا ً وتنظم حياتك حوله ‪..‬‬
‫�أكتب �أهدافك وخطط لتحقيق هذه الأهداف ‪ ..‬ولتكن �أهدافك حمددة وقابلة للقيا�س لكى حتدث من خاللها تقدما ً فى‬
‫عالقاتك وفى �صحتك وفى عملك وفى مواردك املالية ‪ ..‬وحدد ما الذى يجب عليك �أن تفعله كل يوم لكى جتعل حياتك‬
‫�أكرث �سعادة ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪18‬‬
‫قالوا‬

‫من أقوال الروائى ‪.‬‬


‫جورج برنارد شو‬

‫ـ لو كان لديك تفاحة ولدى تفاحة مثلها وتبادلناهما فيما بيننا‬


‫�سيبقى لدى كل منا تفاحة واحدة ‪ ،‬لكن لو كان لديك فكرة ولدى‬
‫فكرة وتبادلنا هذه الأفكار‪ ،‬فعندها كل منا �سيكون لديه فكرتني ‪.‬‬
‫ـ �أنا ال �أ�ؤمن بالظروف ‪ ،‬الناجح فى احلياة هو من ي�سعى للبحث عن‬
‫الظروف التي يريدها ‪ ،‬و�إن مل يجدها ي�صنعها بنف�سه ‪.‬‬
‫ـ قلة من النا�س يفكرون �أكرث من مرتني �أو ثالثة بال�سنة ‪� ،‬أما �أنا‬
‫فقد �صنعت لنف�سى �شهرة عاملية وذلك بالتفكري مرة �أو مرتني‬
‫بالأ�سبوع ‪.‬‬
‫ـ كن حذرا ً من الرجل الذى ال يرد لك ال�صفعة ‪ :‬فهو بذلك ال‬
‫ي�ساحمك وال ي�سمح لك مب�ساحمة نف�سك ‪.‬‬
‫ـ احلياة املليئة بالأخطاء ‪� ..‬أكرث نفعا ً وجدارة باالحرتام من حياة‬
‫فارغة من �أى عمل ‪.‬‬
‫ـ �أنت ترى �أ�شياء حتدث وتقول « ملاذا ؟ « لكننى �أحلم ب�أ�شياء مل‬
‫حتدث بعد و�أقول « مل ال ؟ « ‪.‬‬
‫ـ عقاب الكاذب لي�س فى عدم ت�صديقه ‪ ،‬و�إمنا فى عدم قدرته على‬
‫ت�صديق �أى �أحد ‪.‬‬
‫ـ الطريقة الوحيدة لتجنب التعا�سة �أن ال يكون لديك وقت فراغ‬
‫ت�س�أل فيه نف�سك فيما �إذا كنت �سعيدا ً �أم ال ‪.‬‬
‫ـ ميكن للإن�سان �أن ي�صعد �أعلى القمم ‪ ،‬لكن ال ميكنه البقاء هناك‬
‫طويال ً ‪.‬‬
‫ـ �أن تكره الآخر لي�س �إثما ً عظيما ً ‪ ،‬لكن �أن تتجاهله هو الوح�شية‬
‫بعينها ‪.‬‬
‫ـ اخرت ال�صمت كف�ضيلة ‪ ،‬لأنك بوا�سطتها ت�سمع �أخطاء الآخرين‬
‫وتتجنب �أن تقع بها ‪.‬‬
‫ـ ن�صف املعرفة �أكرث خطورة من اجلهل ‪.‬‬
‫ـ �شهرتى تزداد مع كل ف�شل ‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫طور حياتك‬


‫طور‬
‫نفسك‬
‫ال مستحيل مع اإلرادة‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬حممد على ال�شومانى‬

‫ �أطلق خليالك العنان ‪ ،‬ال ت�ضع خطوط ًا حمراء �أمامك ‪ ..‬ب�إمكانك �أن تنجز �أكرث مما تتوقع ال حتجم نف�سك‬
‫وتعتقد �أنك جمرد �شخ�ص ال حول له وال قوة ‪� ..‬أر�سل ر�سائل �إيجابية لنف�سك ال تن�صت �إىل انتقادات و�سلبية الآخرين‬
‫‪ ..‬ابد�أ رحلة الألف ميل الآن !! لتبد�أ خطوتك الأوىل املهم �أن تبد�أ ‪� ..‬أكتب �أى فكرة تراودك حتى لو كانت م�ستحيلة ‪..‬‬
‫حولها �إىل كلمات و�أرقام مرتبة بطريقة وا�ضحة املعامل وكون ن�سيج متجان�س الرتكيب واملهم �أن تقنع نف�سك �أوال ً وال‬
‫تـُ�ضيع وقتك لإقناع الآخرين ‪ ..‬وي�أتى ال�س�ؤال كيف ت�أتى الفكرة �أو من �أين �أبد�أ ؟‬
‫بها داخل خزنة مغلقة و�أنت الوحيد‬ ‫فقرية لكن اكت�شافاتهم غريت العامل‬ ‫�أو ًال يجب �أن تثق بنف�سك ابد�أ البحث‬
‫الذى تعرف الرقم ال�سرى ‪ ..‬افتح هذه‬ ‫‪� ..‬أحيانا مبح�ض ال�صدفة ت�أتيهم‬ ‫والتنقيب بداخلك وثق بقدراتك و�سوف‬
‫اخلزنة و�ستكون لك ب�صمة مميزة‬ ‫�أفكارا ً ال يرمونها فى �سلة املهمالت‬ ‫ت�أتى الفكرة من تلقاء نف�سها ال ي�شرتط‬
‫فى ما حتمله من �أفكار ‪ ..‬لو خرجت‬ ‫بل يحاولون درا�ستها وتطبيقها وبعد‬ ‫لتحقيق النجاح جتارب �سابقة �أو ظروف‬
‫مواهبك �إىل النور ‪.‬‬ ‫عمل �شاق ومتوا�صل يكت�شفون �شيئ ًا‬ ‫خا�صة يتمتع بها �أفراد دون الآخرين قد‬
‫حدد �أهدافك ابد�أ م�شروعك الآن حتى‬ ‫مل يكن فى احل�سبان جاء نتيجة �إتقان‬ ‫ت�أتى فكرة ناجحة دون مقدمات تغري‬
‫لو قال لك البع�ض �إنها �أفكار جمنونة‬ ‫العمل وا�ستغالل كل ما هو متاح للو�صول‬ ‫جمرى حياتك وحتول ال�سكون �إىل‬
‫!! ال يهم ال يوجد �شىء ا�سمه م�ستحيل‬ ‫للهدف والأمثلة على ذلك كثرية ‪..‬‬ ‫حركة وحما�س ‪ ..‬غالبا ً ال ت�أتى الفكرة‬
‫طاملا وجدت الإرادة ال�صلبة �ست�صل‬ ‫دع خيالك يحلق ‪� ..‬أطلق �سراح مواهبك‬ ‫متكاملة الأركان بلمح الب�صر ‪ ..‬لكن قد‬
‫�إىل حتقيق �أحالمك ‪..‬‬ ‫‪ ..‬هناك مكتبة مليئة بالكتب داخل‬ ‫تكت�شف جزء �صغري منها وبعد كتابتها‬
‫�ألربت اين�شتاين كان طالب فا�شل فى‬ ‫دماغك ‪ ..‬نعم لديك خربة ال ي�ستهان‬ ‫وفح�صها والدخول فى التفا�صيل ي�أتي‬
‫الدرا�سة ‪ ،‬توما�س �أدي�سون كان يبيع‬ ‫بها �أكرث من غريك ‪ ..‬لديك باليني‬ ‫اجلزء الآخر ثم الذى يليه وهكذا حتى‬
‫اجلرائد فى حمطة القطار ‪ ،‬بيتهوفن‬ ‫املعلومات ولكن ا�س�أل نف�سك كيف ميكن‬ ‫ت�شعر �أنك اقرتبت من مو�ضوع متكامل‬
‫كان �أ�صم عندما عزف �سيمفونيته‬ ‫جتميع املعلومات التى متلكها ‪� ..‬أنت‬ ‫ميكن �أن يعرب عن وجهة نظرك �أو‬
‫الأخرية !!‬ ‫فقط حتتاج لنظام لتقييمها وت�صنيفها‬ ‫م�شروع قابل للتطبيق ‪..‬‬
‫من كان يتوقع �أن رج ًال ب�سيط ًا من‬ ‫ثم جتميها ثم تركيبها بطريقة منطقية‬ ‫الفر�ص ال تتكرر دائم ًا ‪ ..‬متر علينا‬
‫عائلة �أفريقية كينية كانت تعي�ش حتت‬ ‫وهذا لي�س م�ستحي ًال ‪� ..‬إنك متلك �آالف‬ ‫الكثري من املواقف ونقف فى العديد من‬
‫م�ستوى الفقر يجل�س الآن على عر�ش‬ ‫الأفكار العبقرية وماليني املو�ضوعات‬ ‫املحطات التى تن�ش�أ فيها �أفكار ًا عظيمة‬
‫�أقوى دولة يف العامل ‪ ..‬لو �أعلن ( �أوباما‬ ‫خمزنة داخل ذاكرتك وامل�سافة التى‬ ‫ولكن للأ�سف ال ننتهز الفر�ص ‪ ..‬ن�شعر‬
‫) قبل �سبعة �سنوات �أنه �سي�صبح رئي�س ًا‬ ‫تف�صلك لتحقيق �أحالمك هى كيفية‬ ‫بالعجز �أمامها ونخاف الف�شل ‪� ..‬أين‬
‫للواليات املتحدة ل�ضحكو عليه النا�س‬ ‫�إخراج مواهبك �إىل الوجود ‪.‬‬ ‫ذهبت اخلربة من جتاربك ال�سابقة‬
‫و�سخروا منه واعتربوه جمنون ًا ولكن‬ ‫لن ي�صنع لك �أحد مواهبك ‪ ..‬عليك‬ ‫ملاذا ال ت�ستغل �إمكانياتك فى الوقت‬
‫حتول حلمه امل�ستحيل �إىل حقيقة ‪..‬‬ ‫�أنت اكت�شافها ‪ ..‬ال تتوقع �أن ي�أتيك‬ ‫املنا�سب ؟ ‪.‬‬
‫طاملا وجدت الفكرة واقتنعت بها‬ ‫�أحد ويقول �أنت عبقرى وناجح فى هذا‬ ‫�أغلب العلماء وامل�شاهري الذين �سطروا‬
‫فب�إمكانك الو�صول �إىل �أهدافك ‪..‬‬ ‫املجال �أو ذاك ‪ ..‬لأنك الوحيد الذى‬ ‫التاريخ مل يكونوا ملوكا ً �أو ذوى منا�صب‬
‫تعرف حمتويات ملفاتك التى حتتفظ‬ ‫عليا بل كانوا ب�سطاء يعي�شون فى �أحياء‬
‫طور حياتك‬ ‫‪20‬‬
‫نفسك‬
‫تكون‬
‫زيه‬
‫بول أورفيال‬
‫‪Paul Orfalea‬‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬ر�ؤوف �شبايك‬

‫كان بول �أورفيال يعانى مر�ض عمى الكلمات �أو دي�سلك�سيا ‪ Dyslexia‬الذى‬
‫يجعل املخ غري قادر على فهم احلروف وحتويلها �إىل كلمات ‪ ،‬ومل ي�شخ�ص‬
‫�أحد مر�ض بول ‪� ،‬أو يعرف �أنه مري�ض ‪ ،‬وبالتاىل مل يعالج ‪ ،‬لكنه جاهد بقوة‬
‫كى ينهى درا�سته ‪.‬‬
‫حتى ال�صف االبتدائي الثانى ‪ ،‬مل يكن بول يحفظ �أو يفهم احلروف الهجائية ‪ ،‬ما جعله ير�سب فى هذه ال�سنة الدرا�سية‬
‫مرتني ‪ ،‬من طبيب للثانى ‪ ،‬ومن مدر�سة ترف�ضه لأخرى تطرده ‪ ،‬تنقل بول فى �صفوف الدرا�سة ‪ ،‬عرب حيل جعلته يبدو وك�أنه‬
‫يعرف كيف يقر�أ ويكتب ‪ ،‬رغم كل هذا ‪ ،‬ظل والدا بول ( ذوا الأ�صول اللبنانية ) ي�شعر �أنه ب�أنه طفل عادى ‪ ،‬واجهته بع�ض‬
‫امل�شاكل الب�سيطة ‪ ،‬ومل ي�شعراه �أبدا ً �أنه غبى �أو معاق ذهنيا ً ‪.‬‬
‫عمل بول خالل �سنوات مراهقته ‪ ،‬مرة فى امل�صنع حيث عمل �أبوه ‪ ،‬و�أعجبه العمل هناك ‪ ،‬حتى �صدمه �أحدهم عندما طلب‬
‫عدم �إ�سناد عمل حمدد �إليه ب�سبب عدم قدرته على القراءة ‪ ،‬يومها ترك بول العمل ‪ ،‬وقرر �إدارة عمل جتارى خا�ص به ‪،‬‬
‫وفى �أثناء درا�سته اجلامعية ‪ ،‬ال حظ بول ماكينة ت�صوير فى جامعته ‪ ،‬ف�أدرك �أن قليلون هم من ي�ستفيدون من هذه املاكينة‬
‫‪ ،‬و�أنه ب�إمكانه تغيري هذا الو�ضع ‪.‬‬
‫بعد تخرجه يف عام ‪ ،1970‬وحتديدا يف طرقات جامعة كاليفورنيا يف مدينة �سانتا باربرا التي انتقل لها بول‪ ،‬ومن خالل‬
‫قر�ض بنكي قدره ‪� 5‬آالف دوالر‪ ،‬ا�ست�أجر بول ُجحرا �صغريا ً ‪� ،‬أ�سماه كينكوز ‪ ،‬كان يبيع فيه الكرا�سة بـ ‪� 2.5‬سنت �أمريكى ‪،‬‬
‫�إ�ضافة ملجموعة م�ستلزمات درا�سية �أخرى ‪.‬‬
‫مل يكن بول بالقارئ �أو اخلبري الت�سويقى التجارى ‪ ،‬لكن كانت له ر�ؤية وا�ضحة وب�سيطة ‪ :‬توفري كل ما يحتاجه الطالب من‬
‫منتجات وخدمات ‪ ،‬مقابل �سعر مناف�س ‪ ،‬كان بول حمبا للتجارة ‪ ،‬لكنه �أحب �أكرث من عملوا معه ‪ ،‬و�أحب زبائنه ‪ ،‬ومتتع‬
‫بب�صرية ثاقبة ترى الفر�ص ال�سانحة وتنتهزها ‪ ،‬ولذا كان ير�سل العاملني معه ليبيعوا الكرا�سات والدفاتر املدر�سية والأقالم‬
‫‪ ،‬فى غرف نوم الطالب ‪ ،‬فهو �أدرك حاجة الطالب لهذه الأغرا�ض‪ ،‬ولذا �أراد �أن يوفرها لهم يف غرفهم ‪.‬‬
‫كانت عوائد بول اليومية فى البداية تقارب الألف دوالر‪ ،‬وعرب مراقبته حلاجات العمالء ‪ ،‬وعرب ا�ستماعه ملالحظات العاملني‬
‫معه ‪� ،‬أخذ ن�شاط بول يف التو�سع ‪ ،‬فى عام ‪ ،1975‬كان بول يفتتح فرعه الرابع والع�شرين فى جنبات والية كاليفورنيا‬
‫وبالقرب من جامعاتها ‪ ،‬عرب دخوله فى �شراكات مع م�ستثمرين حمليني ‪ ،‬وعرب توظيفه لطالب جامعيني يعملون بدوام‬
‫جزئى ‪ ،‬حمالت بول كانت تعمل طوال الليل والنهار ‪� 24 ،‬ساعة ‪ ،‬بدون �أجازات ‪ ،‬ما جعل عمالءه يعتمدون عليه ‪.‬‬
‫عدم قدرة بول على القراءة جعلته ال يعتمد على تقارير العاملني معه ‪ ،‬لذا كان ينزل بنف�سه �إىل حمالته وفروعه ‪ ،‬وي�شاهد‬
‫بعينيه �سري الأمور يف عام ‪ ، 2000‬وبعد ‪ 30‬عاما ً فى موقع الإدارة ‪ ،‬تقاعد بول من من�صبه كمدير وحتول �إىل ا�ست�شارى ‪،‬‬
‫فى عام ‪ 2004‬ا�شرتت �شركة فيداك�س ‪� FedEx‬شركة كينكوز ب�أكملها ‪.‬‬
‫ي�ؤكد بول على �ضرورة الرتكيز على مواطن القوة فى كل واحد منا ‪ ،‬ال مواطن ال�ضعف ‪ ،‬ف�إذا كنت ال جتيد القراءة ‪ ،‬انتقل‬
‫�إىل �شىء �آخر ‪ ،‬ال تطيل من بكائك على اللنب امل�سكوب ‪ « ،‬ثق فى ما تراه ال ما ت�سمعه ‪ ،‬وال ت�أخذ احلياة ب�شكل جدى مبالغ‬
‫فيه ـ فقط ا�ستمتع بها « ‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫طور حياتك‬
‫يال‬
‫ننجح‬

‫كسر تروس الساقية‬


‫عايز تنجح ‪...‬‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬ر�شا فتحى‬

‫عندك حلم وحاولت حتققه ووجدت كل الأبواب مقفولة ؟ ‪ ..‬حاولت وماعرفت�ش ؟ بتقول حاولت ؟ طب كام مرة‬ ‫ ‬
‫؟ مرة ‪ ..‬اتنني ‪ ..‬ع�شرة ‪ ..‬وخال�ص بعت الق�ضية وقررت �إنك ما حتاول�ش تانى ؟ ‪ ..‬طب يا ترى مب�سوط ؟‬
‫�إذا �سمحت ىل هى دعوة �شخ�صية لكى نفتح الأبواب املغلقة ولنحاول من جديد ‪ ..‬حطم �شماعة الظروف ‪ ..‬اك�سر ترو�س‬
‫ال�ساقية على ر�أى عم جاهني ‪ :‬مت�سمح�ش حلد �أو ل�شىء �إنه يك�سرك �أو يوقفك عن حتقيق حلمك ‪ ،‬لأنك كده بتمنح الآخرين‬
‫قوة لي�ست بداخل قامو�سك ‪ ،‬لأن النجاح �سلم ال ت�ستطيع ت�سلقه ويدك فى جيبك ‪.‬‬
‫ـ تخل�ص من الر�سائل ال�سلبية فور ًا ‪ :‬ال ت�ستبق حماوالتك بفكرة �سلبية عن نتيجة املحاولة ‪ ،‬و�إن مل يكتب لها النجاح‬
‫فاعتربها ر�سالة غري منطوقة لتتعلم �شيئ ًا جديد ًا اهزم خوفك واقفز فوق �أى عقبات ‪.‬‬
‫ـ تركيزك على اخلوف من الف�شل هو �أكرب خط�أ ترتكبه فى حق نف�سك ‪� :‬إنك ت�سمح لقوة مدمرة �أن تعمل �ضدك ‪،‬‬
‫و�أي�ض ًا تخل�ص من ترددك ب�أن ت�س�أل نف�سك ‪ :‬ما هو �أف�ضل و�أ�سو�أ �شىء ممكن �أن يحدث ‪ ،‬وت�أقلم على النتائج وتوكل على اهلل‬
‫ـ كن واثق ًا من نف�سك ومن قدراتك ‪ :‬اقتنع �أنك قادر على النجاح وحاول لآخر نف�س فى حياتك ‪ ،‬ف�إرادتك �آداه الدفع‬
‫للو�صول للنجاح ‪ ،‬وال تهتم بر�أى البع�ض ممن ي�شككون فى قدراتك و�إمكانياتك ‪.‬‬
‫ـ تعلم من ال�شخ�صيات الناجحة ‪ :‬لقد انطلق معظم الناجحني من ظروف �صعبة ‪ ،‬وواجهوا �إخفاقات عديدة ولكنهم مل‬
‫ي�سمحوا لها �أن متنعهم عن �أهدافهم وتغلبوا عليها ‪ ،‬اتبع �سيا�سة النف�س الطويل ‪ ،‬فمن يقول �أن النجاح ي�أتى نتيجة �ضربة حظ‬
‫‪ ..‬قل له وبكل ثقة �أنت كذاب لأن كل الناجحني �أجمعوا �أن النجاح الأكيد ‪ ..‬واحلقيقى ي�أتى نتيجة ال�سعى امل�ستمر والإ�صرار‬
‫للو�صول �إليه ‪ ..‬لذلك فلرتفع �شعار ‪ ..‬ال للي�أ�س ‪.‬‬
‫ـ ال تتوقف عن املحاولة �أبد ًا ‪ :‬لو وقعت قم وابد�أ من جديد ‪ ،‬وحترك نحو هدفك ف�إنها لي�ست نهاية احلياة ‪ ،‬لأن ما دام‬
‫بداخلك نب�ض �إذ ًا هناك فر�صة للنجاح ‪ ،‬فمن ي�ستطيع �أن يوقفك عن املحاولة هو �أنت نف�سك ‪.‬‬
‫فكما قال بروفي�سور املحاوالت « �أدي�سون « ‪:‬‬
‫(كثري من حماوالت الف�شل فى احلياة كانت لأ�شخا�ص لو يدركوا كم كانوا قريبني من النجاح عندما �أقدموا على‬
‫اال�ست�سالم)‬
‫لذلك ال تتوقف عن املحاولة ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪22‬‬
‫صوره‬
‫وتعليق‬

‫متر الأيام �سريع ًا ‪ ..‬حتى نكاد ال نح�صيها عدد ًا ‪ ..‬وهى كل من �أعمارنا ‪ ..‬عندما تغرب‬
‫ال�شم�س فى هذا اليوم ‪� ..‬أقف ال�ست�شعر هذه اللحظات ‪ ..‬وميتزج ك ٌل ببع�ض ‪ ..‬تتال�شى‬
‫خيوط ال�ضوء مع حقيقة الواقع ‪� ..‬أت�أمل �أعماىل و�آماىل ‪ ..‬يا ترى ما ح�صاد هذا اليوم‬
‫‪� ..‬أهو ي�سري �أم غزير ‪ ..‬وتبحر معه �أفكارى ‪ ..‬التى ال تلبث �أن تعود للواقع الذى تعودنا‬
‫‪ ..‬نعم كم ‪ ..‬؟ وكم ‪ ..‬؟ من الأيام مرت علينا ومل ندرك قيمتها �إال بعد زوالها ‪ ..‬كم من‬
‫يوم مر دون �أن نرفع �أكفا ‪ ..‬دون �أن تدمع عين ًا ‪ ..‬دون �أن نردد �شكر ًا ‪ ..‬متر هكذا دون‬
‫�شيئ ًا يذكر ‪ ..‬حتى �إذا جاء يوم يذكرنا �أحدهم ب�أعمارنا نتعجب �أهو حقيق ما ن�سمع ‪..‬‬
‫�صحيح �أنا بلغنا هذا العمر ‪ ..‬حينها تبد�أ الت�سا�ؤالت تطرح نف�سها ‪ ..‬يا ترى ما قدمت‬
‫؟؟! وما �أخرت ؟؟! ‪ ..‬متى كان �آخر يوم و�ضعت ر�أ�سى فيه على �سجادة ال�صالة ‪ ..‬متى‬
‫كان �آخر يوم �أنفقت مما �أملك لوجه اهلل ‪ ..‬متى ‪ ..‬ومتى ؟ ‪ ..‬حينها فقط ي�ستيقظ‬
‫ال�ضمري بعد طول �سبات ‪ ..‬وحينها فقط تدرك خطورة الأمر ‪ ..‬خطورة �أن متر الأيام‬
‫تلو الأيام دون �أن نقف وقفة حما�سبة لأنف�سنا ن�ؤنبها على التق�صري ‪ ..‬ونذكرها بنعم‬
‫موالها جل وعال ‪ ..‬اخوانى �أعمارنا ما هى �إال �أنفا�س �إذا خرجت لن تعود ‪ ..‬وقد تتوقف‬
‫فى يوم ‪ ..‬حينها ال ينفع الندم ‪ ..‬وقد تكون احل�سرة هى �سيدة املوقف ‪ ..‬فما ع�ساك‬
‫فاعل ‪ ..‬جواب �أتركه لك جتيبه متى �شئت ‪ ...‬؟؟ ‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫طور حياتك‬


‫عش‬
‫حياتك‬

‫من فضلك ابتسم‬

‫بقلم ‪ /‬د ‪� .‬إ�سماعيل �أبو بكر‬

‫�س�ألت �أحد الأ�صدقاء يوم ًا عن فالن لأنى مل �أعرفه جيد ًا فقال ىل ‪� « :‬أمل تعرفه ‪� ،‬إنه ذلك ال�شخ�ص دائم االبت�سامة «‬
‫‪ ..‬يا عجبى فى زمن �صارت االبت�سامة فيه �صفة نادرة �أو ميزة يتحدث فيها الآخرون ‪..‬‬

‫ذكر ديل كارنيغي فى كتابه ال�شهري « كيف تك�سب الأ�صدقاء وت�ؤثر فى النا�س « �أن االبت�سامة �إحدى الطرق الفعالة فى‬
‫الت�أثري على النا�س وك�سب الأ�صدقاء والقلوب ‪ ..‬وجميع الكتب التى تتحدث فى علم النف�س وخ�صائ�ص النف�س الب�شرية‬
‫تتكلم عن �سحر االبت�سامة فى ك�سبها ‪..‬‬
‫وكم�سلمني قبل كل �شىء لدينا ُ�سنة النبى �صلى اهلل عليه و�سلم قدوة اجلميع وخري الب�شر الذى لطاملا ات�صف بابت�سامته‬
‫‪ ..‬حتى �أن �أحد ال�صحابة نقل لنا �شىء من �أخالق النبى �صلى اهلل عليه و�سلم ويفتخر فيها ب�أن النبي �صلى اهلل عليه‬
‫و�سلم كان يتب�سم له ‪ ..‬حدثنا وكيع قال ثنا �إ�سماعيل بن �أبى خالد عن قي�س بن �أبى حازم عن جرير بن عبد اهلل قال ‪:‬‬
‫ما حجبنى ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم منذ �أ�سلمت وال ر�آنى قط �إال تب�سم ‪ ..‬وقال �أي�ضا النبى �صلى اهلل عليه و�سلم‬
‫‪ :‬تب�سمك فى وجه �أخيك �صدقة ‪..‬‬

‫فهل هناك �أكرث وقار ًا من النبى �صلى اهلل عليه و�سلم الذى قال فيه �أبو الدرداء ر�ضى اهلل عنه ‪ « :‬ما ر�أيت �أو ما �سمعت‬
‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و �سلم يحدث حديث ًا �إال تب�سم « و فى حديث �آخر عن عبد اهلل بن احلارث بن جزء قال ‪ « :‬ما‬
‫ر�أيت �أحد ًا �أكرث تب�سم ًا من ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و �سلم» ‪. .‬‬
‫االبت�سامة ال تكلف املرء �سوى حتريك بع�ض ع�ضالت الوجه ليتم ذلك ‪ ..‬وهى مفيدة للمرء �أي�ضا ‪ ..‬فلو حاول املرء‬
‫التب�سم لوجد ال�شعور بالر�ضا وان�شراح ال�صدر ‪..‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪24‬‬
‫تابع‬
‫عش‬
‫حياتك‬
‫ولو قر�أنا �سورة النمل لقر�أنا احلوار اجلميل الذى جرى بني النمل فى قوله ‪َ :‬حتَّى ِ�إ َذا �أَ َت ْوا َع َلى َوا ِدي ال َّن ْم ِل َقا َل ْت‬
‫نمَ ْ َل ٌة َيا �أَ ُّي َها ال َّن ْم ُل ا ْد ُخ ُلوا َم َ�س ِاك َن ُك ْم ال َي ْح ِط َم َّن ُك ْم ُ�س َل ْي َمانُ َو ُج ُنو ُد ُه َوهُ ْم ال َي ْ�ش ُع ُرونَ * َف َت َب َّ�س َم َ�ض ِاحكا ً ِّمن َق ْو ِل َها َو َق َال‬
‫َر ِّب �أَ ْوز ِْع ِنى �أَنْ �أَ ْ�ش ُك َر ِن ْع َمت ََك ا َّل ِتى �أَ ْن َع ْم َت َع َل َّي َو َع َلى َوا ِل َد َّى َو َ�أنْ َ�أ ْع َم َل َ�صالحِ ا ً َت ْر َ�ضا ُه َو َ�أ ْد ِخ ْل ِنى ِب َر ْح َم ِت َك ِفى ِع َبا ِد َك‬
‫ال�صالحِ ِ َني (النمل ‪ .. ) 19 -18 :‬فلم يذكر اهلل من ردة فعل �سليمان عليه ال�سالم �سوى تب�سمه لكى ُيطمئن النملة‬ ‫َّ‬
‫�أن ال خوف عليها ‪ ..‬فاالبت�سامة تعنى فى طياتها الكثري من امل�شاعر اجلميلة ومنها احلب وال�سالم ملن نتب�سم فى‬
‫وجهه ‪..‬‬
‫فما بال �أقوام نرى تلك التك�شرية والعبو�س يف وجوههم كما لو ُقتل لهم قتيل ‪ ..‬وبع�ضهم و�صل �إىل مرحلة يعترب‬
‫فيها االبت�سامة �ضحكة وي�س�ألك فيما ت�ضحك !!! وبع�ضهم يعترب االبت�سامة من ال�سذاجة �أو احلماقة �أو ـ اخلفة ـ‬
‫وتدل على غباء من املبت�سم ‪..‬‬
‫�إن فى ق�صة النبى �صلى اهلل عليه و�سلم مع ال�صحابى اجلليل عبد اهلل بن �أم مكتوم ذكر ل�صفة العبو�س فى �سورة‬
‫« عب�س « وا�ستهلها من البداية قبل ذكر التوىل حيث قال ‪َ « :‬ع َب َ�س َو َت َولىَّ « ( عب�س ‪ .. ) 1 :‬لأنها تدل على النفور‬
‫وال�ضيق وت�ؤثر فى نف�سية ال�شخ�ص املقابل بالرغم من �أن ال�صحابى اجلليل كان رج ًال �أعمى الب�صر ‪ ..‬وهى عالمة‬
‫عدم الر�ضا ‪..‬‬
‫ر�أيت �أقوام ًا تظنهم فى عبو�سهم كمن مل ينزل عليهم خري قط ‪ ..‬و�إن �س�ألته ما اخلطب قال لك ‪ « :‬وملاذا ابت�سم ‪،‬‬
‫فلي�س هنالك ما ي�ضحك واحلياة ال ت�ستحق « ‪ ..‬وك�أن التب�سم يحتاج �إىل �سبب مقنع �أو وجيه ‪ ..‬ال �أطلب من �أولئك‬
‫�أن يبت�سموا تلك االبت�سامة ال�صفراء الباهتة بينما �صدورهم مليئة باحلزن واالكتئاب و�سوء الظن والي�أ�س ‪ ..‬لأنها‬
‫ال �شك لن تبلغ �سوى حد �شفاههم من مدى ولن ت�ؤدى �سحرها املراد لها ‪..‬‬
‫�إن االبت�سامة احلقه هى االبت�سامة ال�صادقة والنابعة من القلب ميل�ؤها التفا�ؤل والرغبة فى احلياة ال تلك االبت�سامات‬
‫التى يظهرها اخل�صوم �أو التى تكون كمجاملة والقلب ملىء بالبغ�ض والكره ومتنى ال�شر للآخرين ‪ ..‬ولذلك �أحلى‬
‫االبت�سامات جتدها عند الأطفال مل�ؤها ال�صفاء ال حقد فيها وال كذب �أو ت�ضليل ‪ ..‬بريئة تنم ع ّما فى ال�صدر من‬
‫نقاوة ال ي�شوبها �أى غر�ض دنيوى �أو م�صلحة ‪..‬‬
‫فعلى النا�س عامة وامل�سلم خا�صة �أن يتعلم فن االبت�سامة فهى مفتاح القلوب وتدل على اخلري وتب�شر به ‪ ..‬وامل�سلم‬
‫ال�صادق متفائل موقن بربه متوكل عليه ال ت�ضره �ضائقة فهو م�ستب�شر بربه يعلم �أن الأقدار بيد اهلل ‪ ..‬فمهما‬
‫تثاقلت عليه همومه يظل مبت�سما رغم �أمله ‪..‬‬
‫ال نريد �أن نرى مثل ما نرى هذه الأيام فى �أن بع�ضهم يتخذون العبو�س ك�صفة دائمة �أو �سمة �أو داللة على قوة‬
‫�شخ�صية الإن�سان ‪ ..‬وان �س�ألته عن مغزى ذلك قال لك ‪� « :‬إن النا�س ال مي�شون �إال بالعني احلمراء « ‪ ..‬وك�أنه �أتخذ‬
‫عبو�سه �إ�شارة مرور ُيعاقب عليها من �أراد بذلك ‪� ..‬أو يقول لك ‪ « :‬كيف ابت�سم والأمة فيها كيت وكيت « ‪ ..‬ـ وال �أدرى‬
‫ـ هل التك�شرية هى من �سرتجع لنا �أمتنا ‪..‬‬
‫اذكر �أنا فى يوم عيد الفطر �أردنا التقاط �صورة جماعية مع ال�شباب واجتمعنا لذلك وفج�أة �أوقف �أحد الأ�صدقاء‬
‫امل�صور و�سحب �أحد الأ�شخا�ص من ال�صف ‪ ..‬ا�ستغربنا ال�سبب من البداية ونظرت �إىل امل�سحوب وعلمت ال�سبب‬ ‫ّ‬
‫فقد بد�أ ال�سبب وا�ضحا ً من خالل وجهه ‪ ..‬فال �أحد يود �أخذ تلك ال�صورة فى تلك املنا�سبة ال�سعيدة مع من يفتقر‬
‫وتب�سم ‪..‬‬‫�إىل تلك ال�صفة اجلميلة ‪ ..‬فال تكن مثله ّ‬

‫‪25‬‬ ‫طور حياتك‬


‫عش‬
‫حياتك‬
‫حكمة �إجنليزية تذكرتها بعدما انتهت جل�ستى ب�أحد زمالئى الأثرياء ‪ ،‬و�أنا �أبت�سم فى �أمل‬ ‫‪2‬‬
‫و�إ�شفاق ! ‪.‬‬

‫و�سبب تذكري لهذه العبارة هو رد �صاحبى علي ‪ ،‬بعدما �س�ألته عن حق نف�سه و�أ�سرته و�أ�صدقائه‬

‫بئر الرغبات ‪ ..‬ال قرار له‬


‫فيه ‪ ،‬وعتبت عليه انغما�سه التام يف العمل ‪.‬‬
‫وبرغم �أنه �صرح ىل �آ�سف ًا ‪� ،‬أن له روتني يومى ال يتغري منذ �أحد ع�شر عام ًا ‪ ،‬من الفرا�ش �إىل‬
‫العمل ‪ ،‬ومن العمل �إىل الفرا�ش ‪ ،‬و�أ�سر ىل ب�أنه ذات يوم فكر فى ك�سر هذا الروتني ‪ ،‬لكنه‬
‫توقف حائر ًا وت�سائل ‪ :‬ولكن �أين �أذهب ‪ ،‬ومع من �أجل�س ! ؟ ‪ ،‬فهو ـ باعرتافه ـ رجل ال يتقن فى‬
‫احلياة �سوى العمل ‪ ،‬وقائمة معارفه ال يرقد فيها �إال �أ�سماء العمالء واملوظفني ‪.‬‬

‫ثم فاجئنى بوجهة نظره وفل�سفته احلياتية قائال ً ‪ :‬لكننى �أعمل من �أجل ع�شر �سنني رخاء ! ‪،‬‬
‫�س�أقتطع من حياتى �سنوات ع�شر �أخرية �أعمل فيها كل ما �أطمع فيه ‪� ،‬س�أعو�ض كل من حوىل‬
‫حينها ‪� ،‬صدقتى �إنى �أعد للأمر عدته !! ‪.‬‬
‫�صاحبى امل�سكني يتعب الآن من �أجل �أن ي�سرتيح غد ًا ‪ ،‬ي�ؤجل فرحه و�سعادته �إىل الغد ‪ ،‬و�آه‬
‫غد قد ال ي�أتى ‪ ..‬وهنا تلح على خاطرى ق�صة ال�صديقان اللذان ذهبا ل�صيد ال�سمك‬ ‫من ِ‬
‫فا�صطاد �أحدهما �سمكة كبرية فو�ضعها فى حقيبته وهم لين�صرف ‪ ..‬ف�س�أله الآخر منده�ش ًا‬
‫‪� :‬إىل �أين تذهب ؟ ! ‪ ..‬ف�أجابه ال�صديق بب�ساطة ‪� :‬إىل البيت لقد ا�صطدت �سمكة كبرية جدا‬
‫ً تكفيني ‪ ..‬فرد الرجل ‪ :‬انتظر لت�صطاد املزيد من الأ�سماك الكبرية مثلى ‪ ..‬ف�س�أله �صديقه‬
‫‪ :‬وملاذا �أفعل ذلك ؟! ‪ ..‬فرد الرجل ‪ ..‬عندما ت�صطاد �أكرث من �سمكة ميكنك �أن تبيعها ‪..‬‬
‫ف�س�أله �صديقه ‪ :‬وملاذا �أفعل هذا ؟ ‪ ..‬قال له كى حت�صل على املزيد من املال ‪ ..‬ف�س�أله �صديقه‬ ‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬كرمي ال�شاذىل‬
‫‪ :‬وملاذا �أفعل ذلك ؟ ‪ ..‬فرد الرجل ‪ :‬ميكنك �أن تدخره وتزيد من ر�صيدك فى البنك ‪ ..‬ف�س�أله‬
‫‪ :‬وملاذا �أفعل ذلك ؟ ‪ ..‬فرد الرجل ‪ :‬لكي ت�صبح ثري ًا ‪ ..‬ف�س�أله ال�صديق ‪ :‬وماذا �س�أفعل‬
‫بالرثاء ؟ ! ‪ ..‬فرد الرجل ‪� :‬سيجعلك حينما تكرب وتهرم قادر ًا على �أن ت�سعد وتفرح مع �أ�سرتك‬
‫و�أبنائك ‪ ..‬فقال له ال�صديق وابت�سامته تغطى وجهه ‪ :‬هذا هو بال�ضبط ما �أفعله الآن وال �أريد‬
‫ت�أجيله حتى �أكرب وي�ضيع العمر ‪.‬‬
‫ليت �صاحبي يفعل كهذا ال�صياد اللبيب ‪ ،‬بل ليتنا جميع ًا ندرك حكمة �أن ت�أجيل ال�سعادة ال‬
‫يفيد ‪ ،‬و�أن الت�سويف قد يرتدى ثوب الطموح ليخدعنا ‪ ،‬فيخيل للمرء �أنه مي�ضى من �أجل غاية‬
‫ثمينة وي�ضحى من �أجلها ‪ ،‬وهو فى حقيقة الأمر ي�ضيع عمره ‪ ،‬ويقتل �سنني حياته بيديه ‪.‬‬
‫نحن ال منلك امل�ستقبل ‪ ،‬لكننا منلك احلا�ضر ‪ ،‬وقطار ال�سعادة قد يتعود �أال يتوقف فى حمطتنا‬
‫�إذا ما وجد منا جفاء وعدم احتفاء مبقدمه ‪.‬‬
‫فال تكن يا �صديقى �صاحبى الذى ينتظر ع�شر �سنوات �أخرية يفرح فيها وي�سعد ‪ ،‬وال تكن‬
‫كال�صياد الذى ناداه البحر ف�أن�ساه �سر ال�سعادة ‪ ،‬ولكن ا�ستمتع ب�سمكتك التى ا�صطدها �أنت‬
‫ومن حتب ‪ ..‬والآن ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪26‬‬


‫لكي‬

‫كـن أنـــــــت‬
‫نتواصل‬
‫هل جربت �أن حتيا حتت الأ�ضواء وتكون حمل اهتمام ومالحظة‬
‫م�ستمرة من الآخرين ‪ ..‬؟‬
‫ال �أعنى حياة النجومية املغرية للآخرين ‪ ،‬وبريقها الذى يبهرهم ويبعدهم عن تقدير التبعات‬
‫ال�سلبية التى ي�سببها مثل هذا النمط من احلياة ملن يحبونه ‪ ،‬بل رمبا يحرمهم من التمتع‬
‫بخ�صو�صيتهم ‪ ،‬ويلقى على كاهلهم مزيد ًا من الأعباء تقود كثري ًا منهم �إىل الوقوع فى دائرة‬
‫اال�ضطرابات وامل�شاكل النف�سية املختلفة ‪..‬‬
‫ما �أعنيه �شىء �آخر ‪� ..‬أن يكون الإن�سان فى �أ�سرته �أو حميطه حتت �أ�ضواء االهتمام واملراقبة‬
‫املكثفة ممن حوله ‪ ،‬مع تفهم �أن �سبب ذلك قد يكون حمبتهم له حر�صهم املبالغ فيه عليه‬
‫‪ .‬غالية الإمام‬
‫ولكن وفق طريقتهم اخلا�صة ‪..‬‬ ‫بقلم ‪ /‬د‬
‫يريدونه �شخ�ص ًا مميز ًا ‪ ،‬ولذا ر�سموا له �صورة ذات المح معينة وعليه �أن يتمثلها ويطبقها‬
‫ب�إتقان حتى يحوز كامل ر�ضاهم ‪ ،‬تلك ال�صورة تر�سم له خط ًا معين ًا ‪ ،‬ت�ضبط طريقة تفكريه ‪،‬‬
‫ردود �أفعاله ‪ ،‬ت�صرفاته ‪ ،‬اهتماماته ‪� ،‬سلوكه وتطبيقاته فى كل مناحى احلياة ‪..‬‬
‫�شىء طيب �أن يجد املرء من يهتم به ويحر�ص عليه وتلك نعمة ال يقدرها �إال من يحرم منها ‪،‬‬
‫لكن ب�شرط �أال نن�سى �أن لكل �إن�سان �شخ�صية م�ستقلة حباها اهلل �صفات وطبيعة خا�صة ومن‬
‫حقه �أن يعي�ش وفق �سماته النف�سية والفكرية تلك وما متليه عليه من ت�صرفات و�أ�سلوب حياة‬
‫طاملا يت�سق مع الدين والعرف ‪ ،‬ولي�س لأحد �أن يفر�ض عليه �أى �إطار مهما ت�صوره مثالي ًا ‪ ،‬فمن‬
‫قال �أن ال�سعادة هى حتقيق تلك ال�صورة املثالية وفق معايري الآخرين ‪ ..‬؟ ‪.‬‬
‫ال�سعادة ‪� ..‬أن يكون الإن�سان ذاته ‪� ..‬أن ميلك احلرية التى تتيح له الت�صرف وفق �أفكاره‬
‫وقناعاته وب�صمته ال�شخ�صية اخلا�صة به ‪ ،‬ال كمن ي�ؤدى دور ًا مفرو�ض ًا عليه ‪ ..‬رغم �أن‬
‫الظروف قد ت�ضطره فع ًال �إىل القبول ولو م�ؤقت ًا ب�أداء الدور املر�سوم له والت�صرف وفق معايري‬
‫ال�صورة املطلوبة ولكنه حتم ًا لن ي�ستطيع القيام بذلك �إىل الأبد و�إال خ�سر نف�سه واكت�شف بعد‬
‫فوات الأوان �أنه �أ�ضاع �سنوات حياته ومل يحقق �أحالمه ـ والت حني مندم ـ فاحلياة لي�ست قابلة‬
‫للإعادة ‪.‬‬
‫وقد يقع املرء فى هذا الفخ ظن ًا منه �أنه الرب املطلوب جتاه �أهله و�أ�سرته �أو �أنه لون من جماراة‬
‫ال�سياق العام ال بد من الر�ضوخ له ‪ ،‬واحلل يكون ح�سن الفهم وح�سن التقدير لكيفية املوازنة‬
‫بني حتقيق ذاته وبني مراعاة من لهم حق عليه ‪ ،‬فمن اخلط�أ �أن يكون برهان حمبتنا للآخرين‬
‫�أن ن�سري وفق رغباتهم ‪ ،‬بل عليهم �أن يعوا �أن لنا �شخ�صيتنا امل�ستقلة وحريتنا الكاملة فى‬
‫احلياة وفق �أفكارنا وال يناق�ض هذا �أبد ًا احرتامنا وحبنا لهم ‪..‬‬
‫�إنها حياتك ‪� ..‬إنها قراراتك ‪ ..‬و�أنت من �سيتحمل تبعاتها ‪ ..‬واخليار بيدك ‪ ..‬فهال �أح�سنت‬
‫ا�ستثمارها ؟ ‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫طور حياتك‬
‫أنــا هـحـلــم‬
‫بقلم ‪ /‬عادل جمال الدين‬

‫• ال ي�ستطع احلياة من عا�ش بال هدف وال حلم ‪.‬‬


‫• حلمك �صديقك وجناحك فيه �إخال�صا ً له ‪.‬‬
‫• عندما يتكلم اجل�سد فهو فى حدود ما هو كائن �أما عندما يتكلم الوجدان والروح ف�أنها تتجاوز كل �شئ‬
‫ممكن ‪.‬‬
‫• حلمك �أنت فقط الذى ت�ستطيع �أن حتققه لأنه ال يرتاءى لأحد �سواك ‪.‬‬
‫• الواقع واخليال وجهان لعمله واحدة ‪ :‬فاخليال ما هو �إال واقع بالقوة والواقع هو خيال بالفعل ‪.‬‬
‫• تلقى نقدك من الآخرين على �صدر رحب حتى ت�ستطيـع �أن تغريه �أو تتغري به ‪.‬‬
‫• احلياة هى بع�ض الكلمات املتناثرة فى الأرجاء فمن ي�ستطع �أن يعرث على كلمته ي�ستطع �أن يعي�ش حياته ‪.‬‬
‫• لعبة القدر هى الكلمة التى تتكون دوما ً على ل�سان من ال يعرف حتقيق حلمه ‪.‬‬
‫• لو دق بابك احلزن يوما ً و جعلك ترتدى من الي�أ�س ثيابا ً ‪ ،‬فتذكر �أن ما ترتديه هو من فعلك ولي�س قدر‬
‫كتب لك ‪.‬‬
‫• كل ما تريده لتحقيق ذاتك ‪ ...‬هو معرفة ما ال كنت تريده ‪.‬‬
‫• �شخ�ص واحد هو من ي�ستطيع �إف�ساد حلمك ‪ ...‬هو �أنت ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪28‬‬


‫دعـــوة‬
‫إذا كنت ترغب باملشاركة بموضوع‬
‫أو فكرة أو مالحظة أو تعليق ‪...‬‬
‫فقط راسلنا على بريد املجلة ‪:‬‬
‫‪Twrhayatk@hotmail.com‬‬
‫أو عرب التواصل بالهاتف رقم ‪:‬‬
‫‪002 / 0108750575‬‬
‫جميع احلقوق حمفوظة ©جملة طور حياتك ‪ 2006‬ـ ‪2009‬‬
‫‪Copyright © twrhayatk magazine‬‬

‫‪29‬‬ ‫طور حياتك‬

You might also like