Professional Documents
Culture Documents
-1إسمه
الزرنوجى نسبة إلى بلده زرنوج ،وهى كما يقول القرشى
صهاحب الجواههر المضيئة ،1مهن بلد الترك .أمها ياقوت الحموى
فقال عنهها فهى معجمه :2بلد مشهور بمها وراء النههر بعهد خوجنهد
من أعمال تركستان.3
ومهها وراء النهههر هههى البلد الواقعههة وراء نهههر جيحون
بخراسههان التههى قال عنههها ياقوت :مههن أنزه القاليههم وأخصههبها
وأكثرهها خيرا .4وأول مهن أرسهل الجيوش لفتحهها ههو الحجاج بهن
يوسهف (توفهي 95ههه 714 /م) بأمهر مهن الخليفهة هه عبهد الملك بهن
مروان بن الحكم (توفي سنة 86هه 705/م).
تركسهتان ههى اليوم أفغانسهتان وجزء مهن الجمهوريات السهلمية فهى 3
1
-2شخصيته
إن قلة المعلومات حول حياة الزرنوجههى ل تغنههى بالتالى
اسههتحالة تكويههن فكرة عههن شخصههيته التههى تلمسههها بوضوح فههى
كتابه ،فمن خلل قراءة كتاب (تعليم المتعلم) تتبين لنا ملمح تلك
الشخصههية فهههو :فقيههه حنفههى متعصههب لمذهبههه ،وتبعيتههه لمذهبههه
تظهههر فههى مصههنفه الذى أورد فيههه العديههد مههن السههتشهادات
والقوال السهائرة ،أغلبهها لعلماء وفقهاء أحناف ،مهع أن الكتاب ل
يمهت بصهلة إلى أى مهن مواضيهع الفقهه ول يتناول مذههب المام
أبهى حنيفهة بأيهة دراسهة ،وتظههر أيضها بتلميحهه إلى بعهض كتهب
الحناف المختصهرة فهى الفقهه ،التهى رأى أن على المتعلم حفظهها
فهى بدايهة طريهق التعلم ،بهل أوجهب تقطيهع الورق للكتابهة على مها
كان يفعله المام أبى حنيفة (انظر ص .)84
عذا اهتمام الزرنوجهههى بالناحيهههة الفقهيهههة ،فقهههد وصهههفه
المسهتشرق بلسهنر( ) Plessnerبأنهه فيلسهوف عربى .1ول ندرى
على أى مرجههع اعتمههد فههى تأكيده لدراسههة الزرنوجههى الفلسههفة
2
ورسمه بالفيلسوف ،أما أن يكون الزرنوجى عربيا فهذا وهم بين،
فإن صهاحبنا ولد ونشهأ فهى منطقهة توصهف بأنهها مهن (بلد الترك)
فههو ليهس عربيها رغهم معرفتهه وكتابتهه بالعربيهة والتهى كانهت لغهة
الحضارة السهلمية فهى كهل بلد السهلم ،كمها أنهه ليهس هناك مها
يدل على أن أصههله مههن العرب القاطنيههن فههى تلك المناطههق .كمهها
يحرص مؤلف كتب التراجم على ذكر هذه النسبة فيمن تتوفر له،
ولذلك فقههد كان مههن الجدر بههه أن يعرف الزرنوجههى بأنههه :عالم
تربوى أو فقيه حنفى أو غير ذلك مما يتناسق مع شخصيته ومما
يتوفر له الدليل.
وبهذه النسههبة أيضهها عرف رجههل آخههر هههو النعمان بههن
إبراهيهم الزنوجهى ،ذكره صهاحب الجواههر المضيئة 1فهى ترجمهة
المؤلف فقال :ههو فهى طبقهة النعمان بهن إبراهيهم الزرنوجهى ،وقهد
توفي ه كما ذكر فى موضع آخر 2ه عام 1242 /640فى بخارى.
لقبههه :تاج الديههن ،وكان أديبهها ،وله الموضههح فههى شرح مقامات
الخريرى.
3
-3شيوخه
أخذ الزرنوجى العلم عن عدد من مشايخه وعلماء عصره
المشهوريهن والمكثريهن مهن التصهنيف فهى الفقهه والدب ،يجمعههم
قاسم مشترك وهو كونهم من الحناف .ول شك أن دراسة المرء
العلم على رجال مهن مدرسهة فكريهة ومذهبيهة واحدة ،وخصهوصا
المدارس التههى تكونههت لههها جذورا علميههة عميقههة ولعبههت دورا
مجتمعيهها هامهها ،إن هذه الدراسههة عليهههم تترك بصههماتها واضحههة
ثابتة على منهجه العلمى الذى لن يجعل سوى متابعة ذات التوجه
الفكرى ول يحيهد عهن طريقهه وذلك ممها يمكهن أن يدرك بسههولة
تامة.
إن مرجعنها الرئيسهى فهى التعرف على مشايخهه ههو كتابهه
فقد ذكر فيه عددا منهم وأورد أقوال تنسب إليهم.
أمهها أشهههر مههن أكثههر النقههل عنههه فههى مواضههع عديدة مههن
الكتاب فههو برهان الديهن علي بهن أبهى بكهر المرغينانهى المتوفهى
عام 1197 /593م وصهاحب كتاب الهدايهة فهى الفقهه وكثيهر مهن
التصانيف وهو من كبار فقهاء الحناف فى عصره.
4
والخرون فمنهم:
-ركن السلم محمد بن أبى بكر المعروف بخواهر زاده
أو إمام زاده ،مفتهههى أههههل بخارى وههههو فقيهههه وأديهههب
وشاعر ،توفي عام 1177 /573م.
-حماد بهن إبراهيهم :فقيهه وأديهب ومتكلم توفهي عام 576
هه 1180 /م.
-فخههر الديههن الكاشانههى :وأغلب الظههن أنههه أبههو بكههر بههن
مسههعود الكاشانههى صههاحب كتاب (بدائع الصههنائع) فههى
الفقه ،توفى عام .1191 /587
-فخههر الديههن قاضههى خان الوزجندى ،له العديههد مههن
المؤلفات الفقهية وكان مجتهدا ،توفي .1196 /592
-الديههب المختار ركههن الديههن الفرغانههى :فقيههه وأديههب
وشاعر ،المتوفى عام .1198 /594
-4مؤلفاته
5
عرف برهان السهلم الزرنوجهى بأنهه مؤلف كتاب تعليهم
المتعلم ،ولم يشتههر كتابهه بنسهبته إليهه عكهس مهن المصهنفين ،فقهد
ترجهم له غيهر واحهد بأنهه ( ...مصهنف كتاب تعليهم المتعلم) .1وهذا
دليههل على شهرة أمههر الكتاب لهميتههه مههع قلة المعلومات حول
صاحبه كما سبق ذكره.
عدا ذلك فإننهها نسههتنتج فائدة أخرى ،وهههى أن هذا الكتاب
هو المصنف الوحيد الذى كتبه الزرنوجى ولم يكن له نتاج علمى
آخههر ،ل فههى التربيهة ول فهى الفقههه أو غيره مهن العلوم طالمهها أن
جميع من حكى عنه اكتفى بذكر كتابه هذا.
وعلى ذلك فإن مها كتبهه المسهتشرق بلسهنر فهى الموسهوعة
السلمية 2من أن تعليم المتعلم( :هو الكتاب الوحيد الذى بقى من
مؤلفات الزرنوجهههى) يحمهههل فهههى ضمنهههه التأكيهههد على أن هناك
مؤلفات أخرى له وأنها ضاعت واندثرت .ونحن نعتبر أن ما قاله
بلسنر هو محل ادعاء لمر غير موجود طالما أنه لم يورد الدليل
الميسرة ص .923
.345 /10 2
6
عليههههههه ،صههههههحيح أن الغزو المغولى الذى حدث أواخههههههر أيام
الزرنوجههى وفههى بلده بالذات ربمهها يكون قههد أباد ودمههر ،إل أن
القضية تبقى فى جانب الظن.
1ذكر فيليب حتى فى تاريخ العرب أن الكتاب ألف عام /2 ( 1302 /600
.)497
8
فقهد ذكهر آلوارت 2أن الزرنوجهى قهد نبهه ذكره حوالى عام /620
،1223ووجدنا ما يؤيده وذلك فيما كتبه القرشى فى الجواهر من
أن الزرنوجههى هههو فههى طبقههة النعمان بههن إبراهيههم الزرنوجههى
المتوفهى عام 640ههه .فإن لم يكهن الزرنوجهى قهد توفهي فهى ذلك
العام هه مهع إمكانيهة حدوثهه هه فقهد توفهي قريبها لنهه عاصهر النعمان
وعاش فههى نفههس الجليههل أى الثلث الول على القههل مههن القرن
السابع الهجرى.
وبذلك يمكهن لنها التأكيهد على أن الزرنوجهى قهد عاش فهى
الفترة مها بيهن منتصهف القرن السهادس إلى نهايهة الثلث الول مهن
القرن السههابع الهجرى وعلى أن مهها كتههب عههن سههنة وفاتههه وهههم.
وهذا التحديهد يعنينها بشكهل خاص للحرص على صهحة نقهل كهل مها
يمس الزرنوجى من معلومات.
والزرنوجههى هه ككههل إنسههان غالبهها هه ابههن عصههره وبيئتههه
بأفكاره وعلومههه ومعتقداتههه وهههو أيضهها ككههل مثقههف وكاتههب أو
مشارك فهى ثقافهة عصهره يتأثهر بواقهع بيئتهه السهياسى والجتماعهى
9
والعلمهى والحاضرى ليقدم بعهد ذلك نتاجها يؤثهر فهى واقعهه ،على
اختلف فى درجة التأثير والتغيير.
فما هو عصر الزرنوجى؟ وما هى سمات تلك الفترة التى
عاش فيها؟
-6عصر الزرنوجى
لعهل القرنيهن السهادس والسهابع الهجرييهن حمل الكثيهر مهن
ملمهح القرون السهابقة التهى شهدت انفصهال حقيقيها بيهن الوضاع
السهياسية وبيهن ازدهار المدنيهة السهلمية .ففهى الوقهت الذى نرى
فيه الصراع السياسى وتفكك الدولة العظمى إلى إمارات ومناطق
نفوذ ،ندهههش لمهها أنتجتههه تلك المدنيههة مههن أفكار وعلوم ،وعلماء
وأدباء فى شتى نواحى المعرفة.
وهذان القرنان (السادس والسابع) وإن حمل تلك الملمح
البارزة ،فقد اختصا بمعاصرة الرياح العاتية التى ضربت شجرة
الحضارة ،وذلك مههههن البدايات الولى للهتزاز حتههههى الهجمههههة
العنيفة التى أطاحت بكثير من أجزاء كيان تلك الشجرة.
10
وعليهه فمهن كان ابهن ذاك العصهر سهيحرص بالتأكيهد على
المشاركهة قدر طاقتهه فهى المحافظهة على مها لدى بيئتهه وزمانهه،
ورد المور إلى أصهولها ،وذلك كحهد أدنهى إن لم يسهتطع أن يعيهد
هو ما فقدته أمته خلل التصادم.
أما من ناحية المدنية السلمية فقد تابعت وقتئذ مسيرتها
وازدهرت ثقافتهها رغهم كهل الظروف الصهعبة مهن حروب داخليهة
مدمرة ومهههن تعدد المذاههههب الكلميهههة والفلسهههفية وكثرة الفرق
والمذاهههب .وقههد قام السههلجقة بدور هام فههى إيجاد مكان ثابههت
للزدهار بعد أن قضوا نوعا ما على الهتزاز السياسى الذى كاد
أن يدمهر الحضارة وأعادوا للخلفهة العباسية بعهض مظهرهها ،مع
احتفاظهههم بالسههيطرة الفعليههة لنفسهههم ،وذلك فيمهها وراء النهههر
وفارس والعراق .والمضمون الثقافهى لهذا السهتقرار النسهبى كان
فهههى جههههد السهههلجقة بإنشاء المدارس والمؤسهههسات التعليميهههة
والمعاهد الدينية ،والذى يمكن اعتباره العمل الول من نوعه فى
التاريههخ السههلمى .وقههد كانههت المدرسههة النظاميههة فههى نيسههابور
وبغداد أنموذجا لتخريج العلماء وللنشر الثقافى والفكر المتطور.
11
وكذلك كان الحال أيام اليوبيين ،الذين دامت سلطتهم من
سهنة 546ههه إلى 647ههه ،والذيهن تفوقوا على السهلجقة فهى
رعاية العلم والثقافة بإنشاء المدارس المتعددة التخصصات والتى
فتحهت أبوابها لكهل راغهب فى التعلم .كما وان كثرة عدد المدارس
كان صورة واضحة المعالم عن عمق الثقافة وأثرها فى المجتمع
المسلم.
أمها الوضهع السهياسى فقهد كان يعانهى فهى جبهتيهن :داخليهة
وخارجيهة .فالوضهع الداخلى كان قهد وقهع فهى تمزق عنيهف نتيجهة
صههراع السههلجقة المتأخريههن وبالذات أبناء السههلطان السههلجوقى
ملكشها كاد يدمهر مها رممهه أوائلههم .أمها المعاناة الخارجيهة فكانهت
نتيجههة الهجمات الغربيههة التههى سههميت بالحروب الصههليبية .وهذه
الحروب هه كمها يرى ابهن الثيرهه سهلسلة مهن الردود الغربيهة على
التوسهههع السهههلمى والتهههى بدأت بالهجمهههة على الندلس وغزو
طليطلة عام 478ههه 1085 /م .1وقهد تتابعهت الحملت الصهليبية
12
على المشرق المسهلم بشكهل متواصهل حتهى بدايات القرن السهابع
الهجرى.
ورغههم أن السههلجقة المتصههارعين نجحوا فههى رد الغزو
الصليبى ،فقد وجد الصليبيون لنفسهم موطئ قدم فى هذه البلد،
ولم يفلح فهى إزاحتههم عنهه سهوى السهلطان اليوبهى صهلح الديهن
فى معركته الكبرى لستعادة بيت المقدس عام ،583/1187ومن
ثهم طردههم نهائيها على يهد السهلطان المملوكهى قلوون (حكهم مهن
سنة )689-678وابنه الملك الشرف خليل ( .)693-689ومن
ناحيههة أخرى تعرض العالم السههلمى إلى ضربههة عنيفههة أخرى،
أقوى من سابقتها ،وكانت على يد التتار .وكان أثرهم فى التدمير
كههبيرا لدرجههة أنهههم قضوا على كههل مظهههر حضارى ،حتههى أن
المؤرخ ابههن الثيههر اعتههبر أن وصههفه لهذا الحدث سههيكون (نعيهها
للسلم والمسلمين) .1وقد بدأ غزوهم للعالم السلمى عام ،617
بدءا مهن بلدههم على حدود الصهين إلى أطراف بلد الشام ،وبيهن
هاتين المنطقتين دمروا كل ما وجد فى طريقتهم.
13
تلك لمحهة تاريخيهة عهن الفترة التهى عاش فيهها الزرنوجهى
بإزدهارها وبكوارثها .ول شك أن هذا التصادم الثقافى ه الحربى
مهع الصهليبيين ،والتدميرى مهع المغول ،أثار فهى نفوس المسهلمين
وعيا للخطر الثقافى عليهم ورغبة فى التمسك بالصول والعودة
إلى الخذ بمناهج القديم.
ومهن هنها فإن فهى طيات كتاب الزرنوجهى لمحهة مهن هذا
التوجه الذى يعبر عن مشاركة المؤلف فى قضايا بيئته وعصره.
أما قضية العودة إلى الصول والتمسك بمناهجه فهو أمر
شديد الحساسية ويتطلب دقة فى السلوك الفكرى ،فما حدث سابقا
فهى تلك الفترة وإن يكهن معهبرا عهن إيجابيهة فهى ضرورة العتماد
على الجذور الحضاريهة الصهيلة إل أنهها كانهت فهى ذات الوقهت
أثرا لردة فعل وبرأينا إن ردات الفعهل قلمها تنتههج الطريق السوى
الموصهههل للهدف .ولهذا ،فإن العودة إلى الصهههول أدت ببعهههض
المسهلمين وقتهها إلى التقوقهع الفكرى وبالذات إلى التقوقهع التربوى
التعليمههى ،وذلك بحصههر التربيههة والتعليههم فههى ثوابههت ثقافيههة لم
تستطع الخروج منها طيلة قرون.
14
-7تقريب الكتاب
يحتل موضوع التعلم مكانا بارزا فى علم النفس التربوى،
لمهها له مههن دور مهههم فههى العمليههة التربويههة التعليميههة .وله أيضهها
المكانههة الرئيسههية فههى علم النفههس العام ،فإن كثيرا مههن العادات
وأنماط السهلوك والقيهم والتجاهات يمارسهها النسهان بعهد تعلمهها
مههن خلل احتكاكههه بظروف الحياة العامههة .كمهها أنههه مههن خلل
دراسة التعلم تتمكن المؤسسات التربوية من وضع خطط التوجيه
السليم لفرادها لتصل بهم إلى الهداف الموضوعة لهم.1
ومن هنا تأتى أهمية كتاب الزرنوجى عن (طريق التعلم)
الذى يعطينا فهمه وتصور عصره للملمح العملية لكيفية تطبيق
أسس النظرية السلمية التربوية .وهو فى عرضه لتلك الملمح
يتبنى بعض ما كان معروفا قبله من الكتب والبواب ه والفصول
المتخصهصة فهى العلم والتربيهة ،كمها يصهف الملحظات المبنيهة
على التجارب الشخصية وخبرة معلميه .لذلك فإن عملية التعرف
على (طريههق التعلم) الذى وضعههه الزرنوجههى يجههب أن تنتهههج
انظر كتاب ( التعلم) للدكتور إبراهيم محمود ،المقدمة. 1
15
السههلوك المعتدل فههى الحكههم عليههه ،فل يبالغ المرء بالعجاب بههه
ويقول بسبق الزرنوجى لعلماء التربية الحديثة فى بعض السس
التعليميهة ،ول يبالغ أيضها بالرفهض ويصهف الكتاب بعدم الهميهة
بسبب بعض الراء الواردة فيه التى ل تتجاوز مفاهيم عصره.
فى ثلثة عشرة فصل يعرض الزرنوجى تصوره لطريق
التعلم ،ويرى أن هذا الطريهق ههو السهلوب المثال لعمليهة التعلم،
وأن مها يعرضهه ههو نصهيحة للمتعلميهن يجهب الخهذ بهها وإل فلن
يتمكنوا مما يرغبون به.
مقدمة
16
فلمها رأيهت كثيرا مهن طلب العلم فهى زماننها يجدون إلى
العلم وليصلون [ومن منافعه وثمراته ه وهى العمل به والنشر ه
يحرمون] لمهها أنهههم أخطأوا طريقههه وتركوا شرائطههه ،وكههل مههن
أخطهههأ الطريهههق ضهههل ،ولينال المقصهههود قهههل أو جهههل ،فأردت
وأحببههت أن أبيههن لهههم طريههق التعلم على مهها رأيههت فههى الكتههب
وسههمعت مههن أسههاتيذى أولى العلم والحكههم ،رجاء الدعاء لى مههن
الراغبين فيه ،المخلصين ،بالفوز والخلص فى يوم الدين ،بعد ما
استخرت ال تعالى فيه ،وسميته:
1
تعليم المتعلم طريق التعلم
وجعلته فصول:
.1فصل :فى ماهية العلم ،والفقه ،وفضله.
.2فصل :فى النية فى حال التعلم.
.3فصههههل :فههههى اختيار العلم ،والسهههاتذ ،والشريههههك،
والثبات.
فهى الصهل والمخطوطيهن .. :فهى طريق التعلم ،وربمها تكون (فهى) مهن 1
إضافهة الناسهخ أو وهمهه ،خصهوصا أن عنوان الكتاب كمها ههو أعله نقله
غير واحد من مؤلفى كتب الرجال واكتفينا بالسم الذى اشتهر به الكتاب
والمر قريب على كل حال.
17
.4فصل :فى تعظيم العلم وأهله.
.5فصل :فى الجد والمواظبة والهمة.
.6فصل :فى بداية السبق وقدره وترتيبه.
.7فصل :فى التوكل.
.8فصل :فى وقت التحصيل.
.9فصل :فى الشفقة والنصيحة.
.10فصل :فى الستفادة واقتباس الدب.
.11فصل :فى الورع.
.12فصل :فيما يورث الحفظ ،وفيما يورث النسيان.
.13فصهل :فههيمها يجههلب الههرزق ،وفيههما يمههنع ،ومها يزيههد
ينقص. فى العهمهر ،وما
وما توفيقى إل بال عليه توكلت وإليه أنيب.
18
فصل
فى ماهية العلم ،والفقه ،وفضله
رواه ابهن ماجهه كمها روى البيهقهى فهى شعهب اليمان الى قوله :مسهلم 1
وههو علم أصههههول الديهن وعلم الفقهه ،والمراد مهههن الحهههههههال ههنها: 2
20
قيهل لمحمهد بهن الحسهن ،1رحمهة ال عليهه :لمها لتصهنف
كتابا فى الزهد؟
قال :قد صنفت كتابا فى البيوع ،يعنى :الزاهد من يحترز
عن الشبهات والمكروهات فى التجارات.
وكذلك فههى سههائر المعاملت والحرف ،وكههل مههن اشتغههل
بشيئ منها يفترض عليه علم التحرز عن الحرام فيه.
وكذلك يفترض عليه علم أحوال القلب من التوكل والنابة
والخشية والرضى ،فإنه واقع فى جميع الحوال.
وشرف العلم ليخفى على أحد إذ هو المختص بالنسانية
لن جميههع الخصههال سههوى العلم ،يشترك فيههها النسههان وسههائر
الحيوانات :كالشجاعههة والجراءة والقوة والجود والشفقههة وغيرههها
سوى العلم.
محمهد بهن حسهن الشيبانهى أخهذ العلم عهن أبهى حنيفهة وتتلمهذ لبى يوسهف 1
تفقهه بفقهه أههل الحديهث وأههل الرأى معها ،له الفضهل فهى تدويهن فقهه أبهى
حنيفههة ،وله العديههد مههن المؤلفات وروايتههه لموطههأ المام مالك مشهورة،
أصله من حرستا بدمشق ،نشأ بالكوفة وتوفى بالراى عام 189هه805 /
م.
21
وبه أظهر ال تعالى فضل آدم عليه السلم على الملئكة،
وأمرهم بالسجود له.1
وإنمهها شرف العلم بكونههه وسههيلة الى البر 2والتقوى ،الذى
يسهتحق بهها المرء الكرامهة عنهد ال ،والسهعادة والبديهة ،كمها قيهل
لمحمد بن الحسن رحمة ال عليهما شعرا:
تعهلهم فههإن الهعلهم زيهن لهههلههه
وفههضهل وعههنهوان لهكهل مهههحامهد
وكههن مهستهفهيدا كهل يهوم زيهادة
من العهلم واسهبح فى بحهور الفوائهد
تهفهقهه فإن الهفههقهه أفههضهل قائهد
الى الههبر والتهقهوى وأعهدل قهاصهد
هو العلم الهادى الى سنن الهدى
هو الحصن ينجى من جميع الشدائد
فهإن فهقيهههها واحههدا مههتهورعهها
فهى قوله تعالى :وإذ قال ربهك للملئكهة اسهجدوا لدم فسهجدوا ..اليهة 1
22
1
أشهد عهلى الشهيطهان من ألهف عابد
(والعلم وسههيلة إلى معرفههة :الكههبر ،والتواضههع ،واللفههة،
والعفههة ،والسههراف ،والتقتيههر ،وغيرههها) ،2وكذلك فههى سههائر
الخلق نحو الجود ،والبخل ،والجبن ،والجراءة.
1المعنههى الوارد فههى البيههت الخيههر حديههث رواه الترمذى وابههن ماجههه،
وأورده الماوردى فهى أدب البنيها والديهن ص 23كجزء مهن مهن حديهث
ينسهب الى رسهول ال صهلى ال عليهه وسهلم بروايهة الدار قطنهى والبيهقهى
عن أبى هريرة رضى ال عنه.
وفى هامش المخطوط الصل :قال الشافعى رضى ال عنه:
تغرب عن الوطان فى طلب العلى وسافر ففى السفار خمس فوائد
تهفهريهج هههم واكههتسهاب مهعهيهشهة وعهلهم وآدب وصهههحهبهة ماجهد
فهأن قهيل :فى السفهار ذل وغهربة مههشهقهة شهمهل وارتكاب شدائهد
فهمهوت الهفهتى خير له مهن حهياتهه بدار هههوان بهين واش وحهاسهد
(أنظر ديوان الشافعى ص )52
وفائدة:
لهخهدمهة ما بههه إتمهام فهخهرى لقد شمرت ذيلى طول عمرى
فهجههل بقهدره قهدرى وذكههرى ههو الفقهه الذى قهد جهل قهدرا
به عزى وجاهى طول عمرى به نهلت الهمهعهالى فى حهياتهى
كهرمى الهنبهل يرمى فى الهباب وإكههثهار الهصهلة بهل دعههاء
كهههقهر طهاس تهراه بل كههتهاب عبادة الجههاهل من غير عهلهم
2زيادة من المخطوط الصل والعبارة مضطربة فى المخطوط الثانى.
23
فإن الكهبر ،والبخهل ،والجبهن ،والسهراف حرام ،وليمكهن
التحرز عنههها إل بعلمههها ،وعلم مهها يضادههها ،فيفترض على كههل
إنسان علمها.
وقد صنف السيد المام الجل الستاذ الشهيد ناصر الدين
أبهو القاسهم 1كتابها فهى الخلق ونعهم مها صهنف ،فيجهب على كهل
مسلم حفظها.
وأما حفظ ما يقع فى الحايين ففرض على سبيل الكفاية،
إذا قام البعض فى بلدة سقط عن الباقين ،فإن لم يكن فى البلدة من
يقوم بهه اشتركوا جميعها فهى المأثهم ،فيجهب على المام أن يأمرههم
بذلك ،ويجبر أهل البلدة على ذلك.
قيل :إن العلم ما يقع على نفسه فى جميع الحوال بمنزلة
الطعام لبد لكل واحد من ذلك.
وعلم مها يقهع فهى الحاييهن بمنزلة الدواء يحتاج إليهه (فهى
بعض الوقات).2
ههو الحسهين بهن محمهد الراغهب الصهفهانى ،أبهو القاسهم ،أديهب لغوى 1
مفسر حكيم ،كثير التأليف توفى عام ( 1108 /502كشف الظنون .)36
زيادة من المخطوطين ،وفى النسخ المطبوعة :حين المرض فقط. 2
24
وعلم النجوم بمنزلة المرض ،فتعلمههه حرام ،لنههه يضههر
ولينفع ،والهرب عن قضاء ال تعالى وقدره غير ممكن.
فينبغهى لكهل مسهلم أن يشتغهل فهى جميهع أوقاتهه بذكهر ال
تعالى والدعاء ،والتضرع ،وقراءة القرآن ،والصهههدقات [الدافعهههة
للبلء][ 1والصهلة] ، 2ويسهأل ال تعالى العفهو والعافيهة فهى الديهن
والخرة 3ليصههون ال عنههه تعالى البلء والفات ،فإن مههن رزق
الدعاء لم يحرم الجابة.
4
فإن كان البلء مقدرا يصيبه لمحالة ،ولكن يبر ال عليه
ويرزقه الصبر ببركة الدعاء.
يشيهر إلى حديهث :اللههم إنهى أسهألك العفهو والعافيهة فهى الديهن والخرة. 3
وقد ورد بغير هذه اللفاظ ،كما ورد المر بسؤال ال العفو والعافية.
غير واضحة فى الصول ولعلها :يسير. 4
25
اللههم إذا تعلم مهن النجوم قدرمها يعرف بهه القبلة ،وأوقات الصهلة
فيجوز ذلك 1وأما تعلم علم الطب فيجوز ،لنه سبب من السباب
فيجوز تعلمه 2كسائر السباب.
4
وقهد تداوى النهبى عليهه السهلم ،3وقهد حكهى عهن الشافعى
رحمههة ال عليههه أنههه قال :العلم علمان :علم الفقههه للديان ،وعلم
الطب للبدان ،وما وراء ذلك بلغة مجلس.5
وأما تفسير العلم :فهو صفة يتجلى بها المذكور لمن قامت
هى به كما هو.
يشير هنا إلى الفرق بين علم النجوم وهو تأثيرها على حياة الناس وهو 1
محبم ،وبين علم الهيئة الذى هو علم الفلك المباح بل المأمور به.
من المخطوط الثانى وأحد الشروع. 2
كما أمر عليه الصلة والسلم بالتداوى :يا عباد ال تداووا .رواه المام 3
أحمههد والترمذى والدارمههى وابههن ماجههه ،وقههد خصههص المام ابههن القيههم
فصههل عههن التداوى والمههر بههه فههى كتابههه زاد المعاد كمهها أن له الطههب
النبوى وغيره ألف فى ذلك أيضا.
الشافعههى :هههو المام محمههد بههن إدريههس ،الذى ينسههب إليههه المذهههب 4
قال الجرجانههى فههى التعريفات الفقههه فههى اللغههة عبارة عههن فهههم غرض 6
المتكلم مهن كلمهه ،وفهى الصهطلح :ههو العلم بالحكام الشريعهة العمليهة
المكتسب من أدلتها التفصيلية ،وقيل :هو الصابة والوقوف على المعنى
الخفههى الذى يتعلق بههه الحكههم (ص )73وجملة (مههع نوع علج) حذفههت
وقشطت فى المخطوط الثانى.
تجد فى كل كتب الحديث أبوابا مخصصة للعلم ولذكر فضائله والحث 2
عليههه ،كمهها تجههد فههى كتههب العلم روايات وأخبارا حول هذا الموضوع،
انظههر مثل :إحياء علوم الديههن للغزالى ،أدب الدنيهها والديههن للماوردى،
جامههع بيان العلم وفضله لبههن عبههد البر واقتضاء العلم العمههل للخطيههب
27
فصل
فى النية فى حال التعلم
ثههم لبههد له مههن النيههة فههى زمان تعلم العلم ،إذ النيههة هههى
الصهههل فهههى جميع 1الفعال لقوله عليهههه السهههلم :إنمههها العمال
بالنيات .حديث صحيح.2
[روى] عن رسول ال صلى ال عليه وسلم :كم من عمل
يتصهور بصهورة عمهل الدنيها ،ثهم يصهير بحسهن النيهة مهن أعمال
28
الخرة ،وكم من عمل يتصور بصورة عمل الخرة ثم يصير من
أعمال الدنيا بسوء النية.1
وينبغههههههى أن ينوى المتعلم بطلب العلم رضاء ال والدار
الخرة ،وإزالة الجهههل عههن نفسههه ،وعههن سههائر الجهال ،وإحياء
الديههن وإبقاء السههلم ،فإن بقاء السههلم بالعلم ،وليصههح الزهههد
والتقوى مع الجهل.2
وأنشدنا الشيخ المام الجل الستاذ برهان الدين 3صاحب
الهداية لبعضهم شعرا:
4
وأكهبر منه جاهل متنسك فهساد كهبير عهالم مهتهتهك
لم أجد شيئا بلفظه ،ومعناه صحيح. 1
قال المام الجنيههد المتوفههى سههنة 297هههه 910 /م :طريقنهها الكتاب 2
مفسهرا محدثها جامعها لعلوم عصهره له العديهد مهن المؤلفات ،منهها كتابهه
الهدايهة فهى الفقهه الحنفهى وبهه اشتههر ولهذا الكتاب عديهد مهن الشروح وقهد
خرج أحاديثههه الزيلعههى والحافههظ ابههن حجههر العسههقلنى ،وهههو أسههتاذ
الزرنوجى ،توفى بسمرقند عام ( ،1197 /593الجواهر ،383 /1التاج
)31ونسهبته إلى مرغينان :بلدة بمها وراء النههر ،خرج منهها جماعهة مهن
الفضلء (معجم البلدان .)27 /8
وعلى هامهش المخؤطوط الثانهى :قال على ابهن أبهى طالب ،رضهى ال 4
عنههه أنههه قال بهذا المعنههى :قصههم ظهرى رجالن :عالم متهتههك وجاهههل
متنسك.
29
لمن بهما فى دينه يتمسك هما فتنة للعالمين عظيمة
وينوى بههه :الشكههر على نعمههة العقههل ،وصههحة البدن ,ول
ينوى بهه إقبال الناس عليهه ،ول اسهتجلب حطام الدنيها ،والكرامهة
عند السلطان وغيره.
وقال محمهد بهن الحسهن رحمهة ال عليهمها :لو كان الناس
كلهم عبيدى لعتقتهم وتبرأت عن ولئهم.
[وذلك لن] مهن وجهد لذة العلم والعمهل بهه ،قلمها يرغهب
فيما عند الناس.
أنشدنهها الشيههخ المام الجههل السههتاذ قوام الديههن حماد بههن
إبراهيم بن إسماعيل الصفار النصارى 1إملء لبى حنيفة رحمة
ال عليه:
فاز بفضل من الرشاد من طلب العلم للمعاد
لهنيل فهضل من العباد فهيالخسهران طالهبيهه
مهن أههل بخارى ،مهن بيهت علم وزههد ،كان فقيهها أديبها ،كان يؤم الناس 1
الزيادة مهن المخطوط الصهل فقهط ،والحديهث منكهر ل أصهل له ،أنظهر 1
محمد ابن أبى بكر بن يوسف ،ركن الدين الفرغانى ،كان فقيها أديبا، 1
أى ينبغههى للمتعلم أن يظهههر بمظهههر حسههن يكسههبه الحترام تعظيمهها 1
للعلم والعلماء.
فههى الصههل المخطوط :أبويوسههف بههن خالد السهههمى ،وفههى النسههخ 2
الخرى :يونهس بهن خالد السهمتى ،ثهم وجدتهه فهى المخطوط الثانهى على
الصواب ،ويوسف السمتى هذا هو أحد أصحاب أبى حنيفة وكثير الخذ
عنههه ،قال الشافعههى :كان رجل مههن الخيار ،وروى له ابههن ماجههه ،أقبههل
عليهه الناس ثهم تخلى لعبادة المولى توفهى ( 805 /189الجواههر المضيئة
.)228 /2
فى البصرة. 3
وهههى وصهية يدور مجملههها حول النههى عههن المنكهر ،أو وردد ،أحمهد 4
34
فصل
فى اختيار العلم والستاذ والشريك والثبات
أحسن كل علم :ما كان من جوهره وصريحه دون المناقشات والخلفات. 1
يريد بالعتيق ما كان عليه السلف ومنهم المام أبى حنيفة فى كتابه الفقه 3
يشيهر إلى مها رواه الديلمهى عهن ابهن مسهعود أن النهبى صهلى ال عليهه 1
وسهلم قال :تعلموا العلم قبهل أن يرفهع .فإن أحدكهم ل يدرى متهى يفتقهر إلى
ما عنده ،وعليكم بالعلم وإياكم و التنطع والتبدع والتعمق وعليكم بالعتيق.
وإلى حديههث :إن ال ل يقبههض العلم انتزاعهها ينتزعههه مههن الناس ،ولكههن
يقبض العلم بقبض العلماء .رواه الشيخان والترمذى.
حماد بهن سهليمان الشعارى :مهن التابعيهن كان واسهع العلم فقيهها ،أخهذ 2
عنهه أبهو حنيفهة أكثهر علمهه ولزمهه ثمانيهة عشهر عامها ،توفهى 120ههه/
738م.
وقال عنه أيضا :ما رأيت أفقه من حماد( .الجواهر المضيئة.)454 /2 ، 3
36
وقال أبو حنيفة رحمة ال عليه :سمعت حكيما من حكماء
سهمرقند 1قال :إن واحدا مهن طلبهة العلم شاورنهى فهى طلب العلم،
وكان قد عزم على الذهاب إلى بخارى 2لطلب العلم.3
وهكذا ينبغهى أن يشاور فهى كهل أمهر ،فإن ال تعالى أمهر
رسوله عليه الصلة والسلم بالمشاورة فى المور 4ولم يكن أحد
أفطهن منهه ،ومهع ذلك أمهر بالمشاورة ،وكان يشاور أصهحابه فهى
جميع المور حتى حوائج البيت.5
قال على كرم ال وجهه :ما هلك امرؤ عن مشورة.6
سهمرقند :قال عنهها ياقوت :بلد معروف مشهور بمها وراء النهار ،قيهل 1
إنهه مهن أبنيهة ذى القرنيهن ،دخلهها قتيبهة بهن مسهلم سهنة 87ههه .المعجهم /5
.121
بخارى :مههن أعظههم مدن مهها وراء النهههر ،كانههت عاصههمة السههامانيين، 2
خرج منها أعلم ،أشهرههم :محمهد بهن إسهماعيل البخارى (معجم البلدان،
.)86-81 /2
من هنا إلى قول الحكيم فى الصفحة ( )74كلم معترض. 3
قارن (أدب الدنيها والديهن للماوردى) ص 278 -272حيهث أورد آثارا 5
مشابهههة تنسههب إلى النههبى وانههه كان يسههتشير أصههحابه فههى كههل شيههئ،
بالضافهة إلى مها قاله الصهحابة والحكماء فهى المشورة وشروطهها ،أمها
استشارته عليه الصلة والسلم لهم فى حوائج البيت فلم أجدها.
نسهب الماوردى فهى أدب الدنيها والديهن ص 275هذا القول إلى النهبى 6
صهلى ال عليهه وسهلم ،وذكره الميدانهى فهى مجمهع المثال 289 /2دون
37
قيل:1
[الناس] رجل [تام] ونصف رجل ،ول شيئ فالرجل :من
له رأي صهههائب ويشاور العقلء ،ونصهههف رجهههل :مهههن له رأي
صهائب لكهن ل يشاور ،أو يشاور ولكهن ل رأي له ،ول شيهئ :مهن
ل رأي له ول يشاور.
وقال جعفههر الصههادق 2لسههفيان الثورى :3شاور فههى أمرك
الذين يخشون ال تعالى.4
فطلب العلم مهن أعلى المور وأصهعبها ،فكانهت المشاورة
فيه أهم وأوجب.
نسبة.
نسهب البشيههى فهى المسهتطرف 73 /1هذا القول إلى الحسهن ،ويعنهى 1
فهى الهامهش :رجوع إلى الحكايهة التهى حكاهها أبهو حنيفهة رحمهه ال عهن 1
حكيم سمرقند.
السبق :الختلف إلى الئمة ،والتردد إلى مجالسهم لخذ العلم عنهم. 2
والمطبوعة.
39
فينبغهى أن يثبهت ويصهير على أسهتاذ وعلى كتاب حتهى ل
يتركههه أبتههر ،وعلى فههن حتههى ل يشتغههل بفههن آخههر قبههل أن يتقههن
الول ،1وعلى بلد حتهى ل ينتقهل إلى بلد آخهر مهن غيهر ضرورة،2
فإن ذلك كله يفرق المور ويشغههههههل القلوب ويضيههههههع الوقات
ويؤذى المعلم.
وينبغى أن يصبر عما تريده نفسه وهواه.
قال الشاعر:
وصريع كل هوى صريع هوان إن الهوى لهو الهوان بعينه
ويصير على المحن والبليات.
قيل :خزائن المنن ،على قناطير المحن.
ولقد أنشدت ،وقيل إنه لعلى بن أبى طالب كرم ال وجهه
شعرا:3
سأنبيك عن مجموعها ببيان أل لهن تنههال الههعهلم إل بسههتة
ول يخفى أنه يقصد بكلمة الفن :العلم. 1
يشير إلى أن الرحلة فى طلب العلم كانت شعار العلماء وأنه ل بد منها 2
لكهل متعلم وراويهة ،ويؤكهد عليهه هنها أن ل يترك بلد إلى بلد آخهر إل بعهد
أن يستكمل ما فى البلد الول من رواية وعلم.
وقههد وجدت هذا الشعههر منسههوبا إلى المام الشافعههى مههع اختلف فههى 3
قاله عدى بههن زيههن العبادى ،أنظههر أدب الدنيهها والديههن ،167جمهرة 3
فى هذا المعنى روى ابن ماجه عن أبى هريرة رضى ال عنه أن النبى 4
صهلى ال عليهه وسهلم قال( :اختهبروا الناس بإخوانههم فإن الرجهل يخادن
من يعجبه نحوه) .والنحو :الطريقة.
41
وأنشدت شعرا آخر:
ل تصحهب الكسلن فى حهالته
كهم صهالههح بفهسهاد آخههر يفسهد
عدوى البليد إلى الجليد سريعة
كالجمر يوضع فى الرماد فيخمد
قال النههبى صههلى ال عليههه وسههلم :كههل مولود يولد على
فطرة السههههلم ،إل أن أبواه يهودانههههه وينصههههرانه ويمجسههههانه.
الحديث.1
ويقال فى الحكمة بالفارسية:
بحهق ذات بهاك ال الصهمهد باربد بدتهر بود ازمهاربد
2
بار نهيكههوكههير نابهى نعههيم باربد ازدترا سوى حجيم
1رواه البخارى ،ومسهلم والمام أحمهد ،ولفهظ البخارى :مها مهن مولود إل
يولد على الفطرة فأبواه يهودانههه أو ينصههرانه أو يمجسههانه ،كمهها تنتههج
البهيمهة بهيمهة جمعاء ،ههل تحسهون فيهها مهن جدعاء ،ثهم يقول ،فطرة ال
التهى فطهر الناس عليهها ل تبديهل لخلق ال ذلك الديهن القيهم .تفسهير سهورة
الروم.
2ومعنى هذين البيتين كما أخبرنى الخ الدكتور عبد ال الخالدى:
الثمرة السيئة هى من الحبة السيئة قسما بذات ال الطاهر الصمد
والذكرى الحسنة تأخذك إلى العمل السيئ يسوقك نههحو الجحيم
النعيم
42
وقيل:
أو شهاهدا يخهبهر عن غائب إن كنت تبغى العلم وأهله
1
واعتبر الصاحب بالصاحب فاعتبر الرض بأسهمائها
فصل
وقيهل معناه :الصهاحب السهوء أسهوأ مهن الحيهة السهوء وأكثهر منهها ضررا،
اتخذ صاحب الصالح تجد بسببه جنات النعيم.
البيهت الخيهر مقتبهس مهن حديهث ضعيهف السهند ،رواه ابهن عدى فهى 1
الكامهل عهن ابهن مسهعود ،والبيهقهى فهى شعهب اليمان ،انظهر فيهض القديهر
شرح الجامههع الصههغير ،552 /1ولفظههه (اعتههبروا ،)...والمعنههى الذى
أراده :إذا وجدتههم اسههم بقعههة مههن البقاع مكروهههة فاسههتدلوا على أن تلك
الرض مكروهة ،وكذلك الصاحب ل يكون إل مع من يشابهه.
ول يخفى أن هذا من التطير المنهى عنه شرعا.
43
فى تعظيم العلم وأهله
كانهت هذه الكلمهة فهى المخطوط قبهل كلمهة :بالمعصهية ،ثهم اسهتدركها 2
له عبههد) وعلق شيههخ السههلم ابههن تيميههة عليههه بأنههه موضوع ،ذكره
الشوكانى فى الفوائد المجموعة رقم .879
44
وأوجهبه حفظا على كل مسلم رأيت أحق الحق حق المعلم
لتعليم حرف واحد ألف درهم لقد حق أن يهدى إليه كرامة
فإن مهن علمهك حرفها واحدا ممها تحتاج إليهه فهى الديهن فههو
أبوك فى الدين.
وكان أسهتاذنا الشيهخ المام سهديد الديهن الشيرازى 1يقول:
قال مشايخنهها :مههن أراد أن يكون ابنههه عالمهها ينبغههى أن يراعههى
الغرباء مههن الفقهاء ،ويكرمهههم ويطعمهههم ويطيعهههم شيئا ،وإن لم
يكن ابنه عالما يكون حفيده عالما.
ومهن توقيهر المعلم أن ليمشهى أمامهه ،ول يجلس مكانهه،
ول يبتدئ بالكلم عنده إل بإذنهه ،ول يكثهر الكلم عنده ،ول يسهأل
شيئا عنهد مللته 2ويراعهى الوقهت ،ول يدق الباب بهل يصهبر حتهى
يخرج الستاذ.
فالحاصههل :أنههه يطلب رضاه ،ويجتنههب سههخطه ،ويمتثههل
أمره فههى غيههر معصههية ل تعالى ،فإنههه ل طاعههة للمخلوق فههى
1فهى الصهل المخطوط :سهيد الشيرازى والتصهحيح مهن فصهل قادم مهن
الكتاب حيث تكرر اسمه ومن الشرح ،ولم أعثر له على ترجمة.
2المللة :الضجر والسأم ،ويراعى الوقت :أى ل يفعل شيئا إل فى الوقت
المناسب له.
45
معصية الخالق 1كما قال النبى صلى ال عليه وسلم :إن شر الناس
من يذهب دينه لدنيا بمعصية الخالق.2
ومن توقيره :توقير أولده ومن يتعلق به.
وكان أسهتاذنا شيهخ السهلم برهان الديهن صهاحب الهدايهة
رحمههة ال عليههه حكههى :أن واحدا مههن أكابر الئمههة بخارى كان
يجلس مجلس الدرس ،وكان يقوم فهى خلل الدرس أحيانها فسهألوا
عنهه ,فقال :إن ابهن أسهتاذى يلعهب مهع الصبيان فهى السهكة ،ويجيهئ
أحيانا إلى باب المسجد ،فإذا رأيته أقوم له تعظيما لستاذى.3
1المعنى مأخوذ من حديث رواه المام أحمد ( 5/66ل طاعة لمخلوق فى
معصية ال)
2فى هذا المعنى روى ابن ماجه عن أبى أمامة أن رسول ال صلى ال
عليههه وسههلم قال :مههن شههر الناس منزلة عنههد ال يوم القيامههة عبههد أذهههب
آخرته بدنيا غيره .قال فى الزوائد :هذا إسناد حسن ،حديث رقم .3966
3ان صهح هذا فههو مهن الغلو الذى ليهس له وجهه شرعهى بهل فيهه مخالفات
تربوية ل تخفى!!
46
والقاضههى المام فخههر الديههن الرسههابندى 1كان رئيههس
الئمههة فههى مرو 2وكان السههلطان يحترمههه غايههة الحترام وكان
يقول :إنمها وجدت بهذا المنصهب بخدمهة السهتاذ فإنهى كنهت أخدم
السهتاذ القاضهى المام أبها زيهد الدبوسهى 3وكنهت أخدمهه وأطبهخ
طعامه [ثلثين سنة] ول آكل منه شيئا.
وكان الشيهخ المام الجهل شمهس الئمهة الحلوانى 4رحمهة
ال عليه قد خرج من بخارى وسكن فى بعض القرى أياما لحادثة
وقعههت له وقههد زاره تلميذه غيههر الشيههخ المام شمههس الئمههة
المام محمهد بهن الحسهين ،أبهو جعفهر ،كان فقيهها فاضل مناظرا له تآلف، 1
وقهههد تولى القضاء فهههى مرو ،توفهههى عام ( 1117 /511الجواههههر ،2/52
الفوائد )194ونسههبته إلى أرسههابند ،قال ياقوت :قريههة بينههها وبيههن مرو
فرسخان خرج منها طائفة من العلماء( ،المعجم .)191 /1
مرو :قال عنها ياقوت :أشهر مدن خراسان (معجم .)33 /8 2
فهى الصهل :أبها يزيهد ،ههو عبيهد ال بهن عمهر الدبوسهى مهن كبار الفقهاء 3
الحناف ،قال القرشهى ،ههو أول مهن وضهع علم الخلف وأبرزه للوجود،
له كتاب تقويم الدلة توفى فى بخارى ،3391 /432التاج .64
عبههد العزيههز بههن أحمههد ،إمام الحناف فههى وقتههه وكان مجتهدا فههى 4
المذهب ،له تصانيف عديدة منها المبسوط فى الفقه ،درس عليه جمع من
كبار العلماء ،توفهههههههى فهههههههى بخارى 448أو 449/1056أو .1057
الجواهر .)318 /1
47
القاضى بكر بن محمد الزرنجرى 1رحمه ال تعالى ،فقال له حين
لقيههه :لماذا لم تزرنههى؟ قال :كنههت مشغول بخدمههة الولدة .قال:
ترزق العمهههر ،لترزق رونهههق الدرس ،وكان كذلك ،فإنهههه كان
يسكن فى أكثر أوقاته فى القرى ولم ينتظم له الدرس .2فمن تأذى
منه أستاذه يحرم بركة العلم ول ينتفع بالعلم إل قليل.
كهلههما ل ينصحهان إذا ههما لم يكههرما] [إن الهمهعلم والطهبيب
[فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه واقنع بجهلك إن جفوت معلما]3
فههى المخطوط والمطبوع :أبههو بكههر ،هههو مههن كبار الفقهاء الحناف، 1
يتصل نسبه بالصحابى جابر بن عبد ال رضى ال عنه ،تفقه على المام
الحلوانى قال القرشى :هو آخر من روى عنه ،كان يضرب به المثل فى
الحفهظ ،مرجعها فهى الروايهة ،وسهمى بأبهى حنيفهة الصهغر ،توفهى فهى عام
( .1118 /512الجواهر .)172 /1
ل نظهن أن هذا المهر صهحيح فقهد قال القرشهى فهى الجواههر المضيئة 2
عهن الزرنجرى ( :)172 /1كان الفقهاء إذا وقهع لههم إشكال يرجون إليهه
...وكانهت عنده كتهب عاليهة مها وصهلت إلينها إل مهن روايتهه ...ونقهل مهن
السمعانى :روى لى عنه جماعة كثيرة بخرسان وما وراء النهر.
وهذا يدل على أنهه كان مرجعها فهى العلم ،وأن درسهه قهد
انتظم ،وكان مقصد طلب العلم ،فانتفع هو ونفع غيره.
فى المطبوعة ،وللبيتين المذكورين مطلع وهو قول الساعر: 3
الصههمعى :عبههد الملك بههن قريههب ،أحههد أئمههة العلم باللغههة والشعههر 1
والروايهة ،كان الرشيهد يسهميه :شيطان الشعهر ،توفهى عام 216ههه831 /
م.
الكاغههد :هههو ورق الكتابههة ،ويقول فيليههب حتههى فههى تاريههخ العرب (/2 2
:)50لعههل هذا السههم ه ه كاغههد ه ه لفههظ صههينى الصههل جاء عههن طريههق
الفارسة ،وذلك لن أول من أدخل صناعة الورق هم السرى الصينيون.
أما التشدد فى أمر الطهارة التى يشترها المؤلف فهو من الغلو والتنطع.
49
والشيهخ المام شمهس الئمهة السهرخسى 1كان مبطونا 2فهى
ليلة ،وكان يكرر ،3وتوضههأ فههى تلك الليلة سههبع عشرة مرة لنههه
كان ل يكرر إل بالطهارة ،وهذا لن العلم نور والوضوء نور
فيزداد نور العلم به.
ومهن التعظيهم الواجهب للعالم أن ل يمهد الرجهل إلى الكتاب
ويضهع كتاب التفسهير فوق سهائر الكتهب [تعظيمها] ول يضهع شيئا
آخر على الكتاب.
وكان أسهتاذنا الشيهخ برهان الديهن رحمهه ال تعالى يحكهى
عن شيخ من المشايخ :أن فقيها كان وضع المحبرة على الكتاب،
فقال له [بالفارسية] :برنيايى.4
هوالمام محمهد بهن أحمهد السهرخسى ،كان علمهة حجهة ،متكلمها ،فقيهها، 1
أصوليا ،مناظرا ،وهو كثير التأليف ،توفى عام ،1090 /483نسبته إلى
سرخسى بلدة مهن نواحهى خراسهان ،كهبيرة واسهعة خرج منهها جماعهة مهن
العلماء ( المعجم .)5/65
ويقال [انهه أملى كتابهه المبسهوط فهى الفقهه ( 9مجلدات أو
أكثهر) وههو فهى سهجن أحهد الظلمهة الذيهن كانوا يسهتحلون الهداء على
العلماء.
أى يشتكى من بطنه بسبب السهال. 2
أى :ل يكون منههك ،ويعنههى يذلك أن السههاءة إلى الكتاب تجعله عديههم 4
النتفاع مهن علمهه ،وهذا أيضها مهن التشدد والغلو ،لن النتفاع بالعلم أو
50
وكان أسهتاذنا القاضهى المام الجهل فخهر الديهن المعروف
بقاضى خان 1رحمه ال تعالى يقول :إن يرد بذلك الستخفاف فل
بأس بذلك والولى أن يحترز عنه.
ومهن التعظيهم :أن يجود كتابهة الكتاب ول يقرمط 2ويترك
الحاشية إى عند الضرورة.
ورأى أبهو حنيفهة رحمهه ال تعالى كتابها يقرمهط فهى الكتابهة
فقال :ل تقرمهط خطهك ،إن عشهت تندم وإن مهت تشتهم .يعنهى إذا
شخت وضعف نور بصرك ندمت على ذلك.3
عدمه له أبابه.
هو الحسن بن منصور الوزجندى الفرغانى الفقيه ،له مؤلفات عدة فى 1
يقصد بها أن الطالب عندما يكون صغير السن يقرمط خطه فل يعطى 3
المركهب :الخهبر ،ول ندرى لماذا قال أنههم كرهوا اسهتعماله ،مهع أنهه ل 4
يخلوا كتاب قديهم مهن الكتابهة بالحمهر .وفهى المخطوط الثانهى :المركهب
الحمرة؟
التملق هههو التودد والتلطههف بتكلف واصههطناع ،وقههد ورد فههى المعنههى 5
المذكور حديههث رواه ابههن عيدى عههن معاذ مرفوعهها :ليههس مههن أخلق
52
فإنه ينبغى أن يتملق لستاذه وشركائه ليستفيد منهم.1
وينبغههى لطالب العلم أن يسههتمع العلم والحكمههة بالتعظيههم
والحرمة ،وإن سمع مسألة واحدة أو حكمة واحدة ألف مرة.
وقيل :من لم يكن تعظيمه بعد ألف مرة كتعظيمه فى أول
مرة فليس بأهل العلم.
وينبغى 2لطالب العلم أن ل يختار نوع العلم بنفسهههه ،بهههل
يفوض أمره إلى السهتاذ ،فإن السهتاذ قهد حصهل له التجارب فهى
ذلك ،فكان أعرف بما ينبغى لكل واحد وما يليق بطبيعته.
المؤمههن الملق إل فههى طلب العلم .أورده الشوكانههى وقال :فههى اسههناده
كذاب ( .الفوائد رقم .)856
قارن أدب الدنيا والدين للماوردى ص 251حيث يقول ( ...لن التملق 1
للعالم يظههر مكنون علمهه) وروى عهن ابهن عباس (ذللت طالبها فعززت
مطلوبا).
ونجهد أن المؤلف أكثهر مهن اسهتعمال كلمهة ينبغهى ،أمها معناهها اللغوى 2
الجامههع الصههحيص ،الفقيههه ،المجتهههد ،ولد فههى بخارى ونشههأ يتيمهها ،قام
برحلة طويلة عام 210فهى طلب الحديهث وسهمع ألف شيهخ ،توفهى /256
.870
ل يعقهل وقوع هذه الحداثهة ،فأن ابهن الحسهن توفهى عام 189والبخارى 2
ولد عام ،194ودخههل بغداد بعههد عام 210هه ه أى بعههد أكثههر مههن احدى
وعشرين سنة من وفاة ابن الحسن.
54
وينبغههى لطالب العلم أن ليجلس قريبهها مههن السههتاذ عنههد
السهبق بغيهر ضرورة ،بهل ينبغهى أن يكون بينهه وبيهن السهتاذ قدر
القوس فإنه أقرب إلى التعظيم.
وينبغهههى لطالب العلم أن يحترز عهههن الخلق الذميمهههة،
فإنهها كلب معنويهة ،وقهد قال رسهول ال صهلى ال عليهه وسهلم :ل
تدخههل الملئكههة بيتهها فيههه كلب أو صههورة .1وإنمهها يتعلم النسههان
بواسطة ملك.
والخلق الذميمة تعرف فى كتاب الخلق وكتابنا هذا ل
يحتمل بيانها.
[وليحترز] خصهوصا عهن التكهبر ومهع التكهبر ل يحصهل
العلم.
قيل:
كالسههههههههيل حرب للمكان العلم حرب [للفتى] المتعالى
2
العالى
1رواه البخارى ومسلم.
2العجز من بيت لبى تمام وصدره( :الديوان جه )77 /1
فالسيل حرب للمكان ل تنكرى عطل الكريم من الغنى
العالى
55
فصل
فى الجد والمواظبة والهمة
56
3
وكم حر يقوم مقام عبد فكم من عبد يقوم مقام حر
وقيههل :مههن طلب شيئا وجههد وجههد ،ومههن قرع الباب ولج
ولج.2
وقيل :بقدرما تتعنى تنال ما تتمنى.
وقيههل :يحتاج فههى التعلم والتفقههه إلى جههد ثلثههة :المتعلم،
والستاذ ،والب ،إن كان فى الحياء.3
أنشدنى الشيخ المام الجل الستاذ سديد الدين الشيرازى
للشافعى رحمهما ال:
الجهههد يههدنهى كههل أمهر شهاسهع
والهجههد يفههتهح كههل باب مههغهلهق
وأحق خلق ال تعالى بالهم امرؤ
ذو هههمهة يههبلهى بهعههيهش ضهيهق
ومن الدليل على القضاء وحكمه
حصهههر الموضوع بالب للنفاق على المتعلم فيهههه تقييهههد ،وكان مهههن 3
الجدر لو أنههه قال :ولى المههر ،الذى يكون أبههو المتعلم أو أمههه أو عمههه
وغيره ممن يتولى النفاق عليه.
57
1
بؤس اللبيب وطيب عيش الحمق
لكن من رزق الحجا حرم الغنى
2
ضهدان يههفهههتهرقههان أى تههفههرق
وأنشدت لغيره:
تمهنيت أن تمسى فهقيها مناظهرا
بغهير عناء والجهنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقة
3
تحملها فالعلم كهيف يكون؟
قال أبو الطيب المتنبى:4
ولم أرى فهى عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام
ول بد لطالب العلم من سهر الليالى كما قال الشاعر:
أى أن ضيهق عيهش ذى العقهل ههو ابتلء واختبار مهن ال تعالى ،الذى 1
فهى الهامهش :أى كيهف يحصهل العلم بل اكتسهاب مهع كونهه أعلى المور 3
وأشرفها.
فى قصيدة قالها خلل مرض ألم به فى مصر ،أنظر الديوان ص 4
.385-482
58
بقهدر الهكههد تكههتهسهب المهعالى
ومهن طهلهب الهعهلى سهههر اللهيالى
تههروم الههههعههز ثهم تنههام لههههيل
يغوص فى البحر مهن طلب الللى
علهو الهكههعهب بالههمهم الهعهوالى
وعهن الهههمهرء فهى سههههر اللهيالى
تركههت الههنوم ربى فى اللههيالى
لجههل رضهاك يامههولهى الهمهوالى
ومههن رام الههعهلى مهن غهير كد
أضاع الهعهمهر فى طهلب المهحههال
فههوفهقهنى إلهى تحههصههيل عهلهم
وبلهغههنهى إلهى أقههصهى الهمهعههالى
قيل :اتخذ الليل جمل تدرك به أمل.1
قال المصنف 2وقد اتفق لى نظم فى هذا المعنى شعر:
اتخذ الليل جمل ،قال عنه الميدانى :يضرب لمن يعمل العمل بالليل من 1
قراءة أو صلة أو غيرهما مما يركب فيه الليل :مجمع المثال .135 /1
يريد نفسه. 2
59
مهن شاء أن يحهتوى آماله جهمل
فلهيتهخهذ لههيله فهى دركههها جههمهل
1
إقلل طعامك كى تحظى به سهرا
إن شئت يا صاحبى أن تبلغ الكمل
وقيل :من أسهر نفسه بالليل ،فقد فرح قلبه بالنهار.
ول بههد لطالب العلم مههن المواظبههة على الدرس والتكرار
فهى أول الليهل وآخره ،فإن مها بين العشائيهن ،ووقهت السهحر ،وقهت
مبارك.
قيل فى هذا المعنى:2
وجهانب الهنوم واترك الشبعها يا طالب العهلم باشهر الورعا
فإن العلم بالدرس قام وارتفعا وداوم على الدرس ل تفارقه
فيغتنم أيام الحداثة وعنفوان 3الشباب ،كما قيل:
بقهدر الهكههد تعههطى ما تروم فهمههن رام المهنى لههيل يقهوم
وأيام الهحههداثهة فهاغهتهنهمههها أل إن الههحههههههداثههة لتههدوم
فى المطبوع :ثمرا. 1
يروى ابهن عبهد البر هذا الشعهر وينسبه إلى عبد ال بهن المبارك (جامهع 2
60
قال رسههول ال صههلى ال عليههه وسههلم :أل إن هذا الديههن
متين فأوغل فيه برفق ،ول تبغض نفسك فى عبادة ال تعالى فإن
المنبت ل أرضا قطع ول ظهرا أبقى.1
وقال عليه السلم :نفسك مطيتك فارفق بها.2
فل بد لطالب العلم من الهمة العالية فى العمل ،فإن المرء
يطير بهمته كالطير يطير بجناحيه.
وقال أبو الطيب رحمه ال:3
على قدر أهل العزم تأتى العهزائم
وتأتى على قهدر الكهرام المكارم
وتعظم فى عين الصغير صغارها
القسهم الول مهن الحديهث بلفهظ (فاوغلوا) رواه المام أحمهد عهن أنهس 1
مطلع قصههيدة يمدح بههها سههيف الدولة الحمدانههى علم 343/954أنظههر 3
ديوانه ص 385
61
وتصغر فى عين العظيم العظائم
والركهن فهى تحصهيل الشياء الجهد والهمهة العاليهة ،فمهن
كانت همته حفظ جميع كتب محمد بن الحسن ،واقترن بذلك الجد
والمواظبة ،فالظاهر أنه يحفظ أكثرها أو نصفها ،فأما إذا كانت له
همة عالية ولم يكن له جد ،أو كان له جد ولم تكن له همة عالية ل
يحصل له العلم إل قليل.
وذكهههر الشيهههخ المام الجهههل السهههتاذ رضهههى الديهههن
النيسهابورى فهى كتاب مكارم الخلق 1أن ذا القرنين 2لمها أراد أن
يسهههافر ليسهههتولى على المشرق والمغرب ،شاور الحكماء وقال:
كيههف أسههافر بهذا القدر مههن الملك ،فإن الدنيهها قليلة فانيههة ،وملك
الدنيا أمر حقير ،فليس هذا من علو الهمة.
فقال الحكماء :سافر ليحصل لك ملك الدين والخرة.
فقال :هذا أحسن.
أخرجهه البيهقهى والطهبرانى ،أنظهر تخريهج احاديهث إحياء علوم الديهن 1
إياك عهن الكسهل :ابتعهد عهن الكسهل ،أى ل تكسهل عهن البحث عمها يزيهل 2
الشكوك لديك ،فما علمته تكتفى به ،أما ما صعب عليك فاسأل عنه أهل
العلم.
64
لهنا علم وللعهداء مال رضهينا قسمة الجهبار فينا
1
وإن العلم يبقى ل يزال فإن المال يفنى عن قريب
والعلم النافع يحصل به حسن الذكر ويبقى ذلك بعد وفاته
فغنه حياة أبدية.
وأنشدنهها الشيههخ المام الجههل ظهيههر الديههن مفتههى الئمههة
الحسن بن على المعروف بالمرغينانى:2
الجهههاههلهون مهوتهى قهبل مهوتههههم
والعهالمهون وإن ماتوا فأحياء
وأنشدنى الشيخ المام الجل برهان الدين رحمه ال:
وفى الجهل قبل الموت موت لهله
فهأجههسامههم قبل القبور قبور
وإن امههرؤ لم يحهههيى بالعلم مههيت
فهليس له حههين النشور نشور
[وقال غيره]:3
65
أخهو الهعهلم حهي خههالهد بهعهد مههههههوتهه
وأوصهاله تحهت التراب رمهيم
وذو الجهل ميت وهو يمشى على الثرى
يظهر مهههن الحياء وهوعديم
وقال آخر:
حهياة الهقهلب عهلهم فاغهتهنمهه
ومهوت القلب جههل فاجتنبه
وأنشدنههى أسههتاذنا شيههخ السههلم برهان الديههن رحمههة ال
عليه شعرا:
ذا العلم أعلى رتبة فى المههههههههراتب
1
ومن دونه عز العلى فهى المواكههب
فذو العلم يبقههى عزه متضههاعفههههههها
2
وذو الجهل بعد الموت فهى الترائب
فههههيات ل يرجههو مهداه مهن ارتهقى
المواكهب :الجماعات ،والمعنهى أن هذا العلم منزلتهه أعلى المنازل وكهل 1
مر الدهر :مدى الدهر ،الغياهب :جمع غيهب :الظلم الشديد. 2
67
3
إذا نلته هون بفههههههههوت المهناصب
فإن فاتك الدنيا وطيب نعيمهههههههههههها
[ فغمض] 2فإن العلم خير المواهب
وقيل فى هذا المعنى:
إذا مههههههها اعتز ذو علم بعههههههههههلم
فعلم الفقههههههههه أولهههههههههى باعتزاز
فكهههههههههههم طيب يفوح ول كههمسك
وكههههههههههههم طير يطير ول كبازى
وأنشدت أيضا لبعضهم:
الفقه أنفس كل شيئ أنت ذا خهههههره
مههن يدرس العلم لم تدرس مفاخره
فاكسب لنفسك ما أصبحت تجهههههله
فأول العلم إقبال وآخهههههههههههههههههره
الحجى :العقل ،هون بفوت المناصب :اعتبار فوات مناصب الدنيا أمرا 3
هينا.
فى الصل :فقل ،والتصحيح من نسخة أخرى 2
68
وكفهى بلذة العلم والفقهه والفههم داعيها وباعثها للعاقهل على
تحصيل العلم.
وقههد يتولد الكسههل مههن كثرة البلغههم والرطوبات ،وطريههق
تقليله ،تقليل الطعام.
قيل :اتفق سبعون طبيبا على أن النسيان من كثرة البلغم،
وكثرة البلغههم مههن كثرة شرب الماء ،وكثرة شرب الماء مههن كثرة
الكههل ،والخبههز اليابههس يقطههع البلغههم ،وكذلك أكههل الزبيههب على
الريق ،ول يكثر منه ،حتى ليحتاج إلى شرب الماء فيزيد البلغم.
والسواك 1يقلل البلغم ،ويزيد الحفظ والفصاحة ،فإنه سنة
سههنية ،تزيههد فههى ثواب الصههلة ،وقراءة القرآن ،وكذا القيههء يقلل
البلغههم والرطوبات ،وطريههق تقليههل الكههل التأمههل فههى منافههع قلة
الكل هى :الصحة والعفة واليثار .وقيل فيه شعر:
شقاء المرء من أجل الطعام فعار ثم عار ثم عار
قارن الطهههب النبوى لبهههن القيهههم ص 249 -248حيهههث أورد فوائد 1
لم أجده بهذا اللفهظ ،والحاديهث كثيرة فيمها ينفهر مهن هذه الفعال ،وقهد 2
نسههبه الميدانههى إلى لقمان ثلثههة تبغضهههم الناس مههن غيههر ذنههب إليهههم:
الشحيح والمتكبر والكول( .مجمع المثال .)460 /2
أورده الميدانهههههى فههههههههى مجمههع المثال ( )106 /1ولفظههه :البطههههنة 2
تأفن الفطنة .وهو بنفس المعنى ،يقال :أفن الفصيل ما فى ضرع أمه :إذا
شرب ما فيه ،أى أذهب محتواه.
جالينوس :طبيب وفيلسوف يونانى ولد عام 129وتوفي 199م. 3
70
غرض صههحيح ،بأن يتقوى بههه على الصههيام والصههلة والعمال
الشاقة فله ذلك.
فصل
فى بداية السبق وقدره وترتيبه
71
ويسهتدل بهه ويقول :قال رسهول ال صهلى ال عليهه وسهلم :مها مهن
شيئ بدئ يوم الربعاء إل وقد تم1؛ وهكذا كان يفعل أبى.2
وكان 3يروى هذا الحديث 4عن أستاذه الشيخ المام الجل
قوام الدين أحمد بن عبد الرشيد رحمه ال.5
قال السخاوى :لم أقف له على أصل ،والحق أن اليام كلها تستوى عند 1
ال ،وأن التفاؤل أو التشاؤم ببعض اليام أو الساعات ليهس مهن الديهن فهى
شيئ.
فهى الصهلين المخطوطيهن وفهى النسهخ الخرى ( :وهكذا كان يفعهل أبهو 2
فههى هامههش المخطوط الول :قال رسههول ال صههلى ال عليههه وسههلم: 4
( اشتكهت الربعاء إلى ربهها فقالت يها رب ،إنمها عبادك يتقلوننهى .قال ال
عهز وجهل :فبعزتهى وجللى مها مهن شيهئ بدئ فيهك إل قهد أتمتهه ومها مهن
مريض بعيد فيك إل وقد شفيته) ولم أجد أيضا حديثا بهذا المعنى وأظنه
مهن الموضوعات ،ثهم وجدت ان العسهقلنى رواه عهن بعهض الصهالحين
وكذلك السخاوى.
إمام وفقيه من أهل بخارى ومن علماء القرن السادس الهجرى. 5
72
وسهمعت ممهن أثهق بهه ،أن الشيهخ يوسهف الهمذانى 1رحمهه
ال ،كان يوقهف كهل عمهل مهن الخيهر على يوم الربعاء .وهذا لن
3
يوم الربعاء يوم خلق فيه النور ،2وهو يوم نحس فى حق الكفار
فيكون مباركا للمؤمنين.
وأمهها قدر السههبق فههى البتداء :كان أبههو حنيفههة رحمههه ال
4
يحكهى عهن الشيهخ القاضهى المام عمهر بهن أبهى بكهر الزرنجرى
رحمهه ال أنهه قال :قال مشايخنها رحمههم ال :ينبغهى أن يكون قدر
السههبق للمبتدئ قدر مهها يمكههن ضبطههه بالعادة مرتيههن بالرفههق
ويزيههد كههل يوم كلمههة حتههى أنههه وإن طال وكثههر يمكههن ضبطههه
فى الصلين المخطوطين :أبو يوسف ،هو يوسف بن أيوب الهمذانى، 1
أبهو يعقوب ،زاههد متصهوف وعهظ ببغداد وسهكن بمرو ،له تصهانيف فهى
التصوف ،توفى عام ،1140 /535ونسبته إلى همذانى :أكبر مدينة فى
جبال بلد فارس ،ينسهب إليهها كثيهر مهن العلماء ،فتحهها المغيرة بهن شعبهة
عام 24هه (المعجم .)481-471 /8
جزء من حديث رواه مسلم والمام أحمد. 2
وردت بهذا المعنى عدة أحاديث موضوعة ،انظر الشوكانى فى الفوائد 3
الزرنجرى ،ونظهن أن هذه الروايهة لعمهر بهن بكهر الزرنجرى وههو أمام
وفقيه حنفى توفي عام .1188 /584
73
بالعادة مرتين ،ويزيد بالرفق والتدريج ،وأما إذا طال السبق فى
البتداء واحتاج إلى العادة عشههر مرات فهههو فههى النتهاء أيضهها
يكون كذلك ،لنهههههه يعتاد ذلك ،ول يترك تلك العادة إل بجههههههد
كثير 1وقد قيل :السبق حرف ،والتكرار ألف.2
وينبغهههى أن يبتدئ بشيهههئ يكون أقرب إلى فهمهههه ،وكان
الشيهههخ المام السهههتاذ شرف الديهههن العقيلى 3رحمهههه ال يقول:
الصهواب عندى فهى هذا مها فعله مشايخنها رحمههم ال ،فإنههم كانوا
يختارون للمبتدئ صهههغارات المبسهههوط 4لنهههه أقرب إلى الفههههم
والضبط ،وأبعد من المللة ،وأكثر وقوعا بين الناس.
وينبغهى أن يعلق السهبق بعهد الضبهط والعادة كثيرا ،فإنهه
نافع جدا.5
هذا يعنهى :أن طول السهتماع إلى السهتاذ ل ينبغهى أن يزيهد ،شرط أن 1
يعاد الشرح مرتين فى الموضوع الواحد ،أما إذا زاد عن ذلك فى البداية
فإنه يعتاد طول الستماع وتكرار الشرح فيبطؤ فهمه ويتبلد ذهنه.
أى تعلم قليل وكرر ما تعلمته كثيرا. 2
ههو عمهر بهن محمهد ،أبهو حفهص النصهارى ،مهن كبار الفقهاء الحناف 3
تعليق السبق :كتابة خلصهههة الدرس وهو ما يسمهههى الن؛ بالملخص 5
السبورى.
74
ول يكتهب المتعلم شيئا ل يفهمهه ،فإنهه يورث كللة الطبهع
ويذهب الفطنة ويضيع أوقاته.
وينبغهى أن يجتههد فهى الفههم عهن السهتاذ بالتأمهل وبالتفكهر
وكثرة التكرار ،فإنهه إذا قهل السهبق وكثرة التكرار والتأمهل يدرك
ويفهم.
قيل :حفظ حرفين ،خير من سماع وقرين ،1وفهم حرفين
خير من حفظ سطرين.2
وإذا تهاون فهى الفههم ولم يجتههد مرة أو مرتيهن يعتاد ذلك
فل يفههم الكلم اليسهير ،فينبغهى أن ل يتهاون فهى الفههم بهل يجتههد
ويدعههو ال ويتضرع إليههه فإنههه يجيههب مههن دعاه ،ول يخيههب مههن
رجاه.
وقريهن مثنهى وقهر بكسهر الواو :الحمهل الثقيهل ،وهذا ليهس على اطلقهه 1
75
وأنشدنهها الشيههخ الجههل قوام الديههن حماد بههن إبراهيههم بههن
إسههماعيل الصههفار النصههارى إملء للقاضههى الخليههل بههن أحمههد
الشجرى 3فى ذلك شعرا:
أخدم العلم خدمهههههههة المستفيد وأدم درسه بفعل حهههههههميد
وإذا مههههههها حفظت شيئا أعده ثم أكده غاية التأكههههههههههههيد
كى ل يزول ثم علقه كى تعود إليه وإلى درسه على التأبيد
فإذا ما أمنت مههههههههههههنه فواتا فانتدب بعده لشيئ جههههههديد
مع تكرار ما تقدم مههههههههههههنه واقتناء لشأن ههههههذا المهزيد
ذاكههههههههر الناس بالعلوم لتحيا ل تكن من أولى النهى ببعيد
إذا كتمت العلوم أنسيت حههتى ل ترى غير جهههههاهل وبليد
2
ثم ألجمت فهههههههى القيامة نارا وتلهبت بالعهههههههذاب الشديد
ول بههههههههههد لطالب العلم مههههههههههن المذاكرة ،والمناظرة،
والمطارحهههة ،فينبغهههى أن يكون كهههل منهههها بالنصهههاف والتأنهههى
الخليهل بههن أحمههد ،أبههو سههعيد الشجرى ،كان إمامهها فههى كههل علم ،شائع 3
الذكر معروفا بالنظم والنثر توفي بسمرقند 378هه (التاج )20وفى نسخ
أخرى :السهههجرزى والسهههرخسى والسهههخرى .ولكهههن مههها ضبطناه ههههو
الصحيح.
وهذا إشارة إلى قوله صهلى ال عليهه وسهلم :مهن سهئل عهن علم فكتمهه 2
يحيى ،ولم يذكر المؤلف نسبة أو لقبا يرجح أحدهم ،إل أننا نرى ترجيح
أن يكون محمد بن يحيى هو أبو عبد ال الفقيه الجرجانى المتوفى 397
أو ،398والسههبب فيمهها اخنرناه أن صههاحب الهدايههة عده مههن أصههحاب
التخريههج وذكره فههى باب صههفة الصههلة ( الجواهههر المضيئة )143 /3
ونعلم من سياق الكتاب تأثر المصنف بروايات أستاذه برهان الدين.
77
وقيل :مطارحة ساعة ،خير من تكرار شهر.
لكن إذا كان [مع] منصف سليم الطبيعة.
وإياك والمذاكرة مههع متعنههت غيههر مسههتقيم الطبههع ،فإن
الطبيعة متسرية ،والخلق متعدية ،والمجاورة مؤثرة.
وفههى الشعههر الذى ذكره الخليههل بههن أحمد 1فوائد كثيرة،
قيل:2
أن يجعل الناس كلهم خهههدمه العلم من شرطه لمن خهههههدمه
وينبغههى لطالب العلم أن يكون متأمل فههى جميههع الوقات
فههى دقائق العلوم ويعتاد ذلك ،فإنمهها يدرك الدقائق بالتأمههل ،فلهذا
قيل :تأمل تدرك.
ول بههد مههن التأمههل قبههل الكلم حتههى يكون صههوابا ،فإن
الكلم كالسهم ،فل بد من تقويمه قبل الكلم حتى يكون مصيبا.
وقال فهى أصهول الفقهه :هذا أصهل كهبير وهوأن يكون كلم
الفقيه المناظر بالتأمل.
قيل :رأس العقل أن يكون الكلم بالتثبت والتأمل.
78
قال قائل شعرا:
أوصيك فى نظم الكلم بخمسة
إن كنت للموصى الشفيق مطيعا
ل تغفلن سبب الكهههههلم ووقته
والكيف والكههههم والمكان جميعا
ويكون مسههتفيدا فههى جميههع الوقات والحوال مههن جميههع
الشخاص قال رسههول ال صههلى ال عليههه وسههلم :الحكمههة ضالة
المؤمن أينما وجدها اخذها.1
وقيل :خذ ما صفا ،ودع ما كدر.
2
وسمعت الشيخ المام الجل الستاذ فخر الدين الكاشانى
يقول :كانهت جاريهة أبهى يوسهف أمانهة عنهد محمهد [ بهن الحسهن]
فقال لها :هل تحفظين أنت فى هذا الوقت عن أبى يوسف فى الفقه
شيئا؟ فقالت :ل ،إل أنهههه كان يكرر ويقول :سههههم الدور سهههاقط،
أظنه أبو بكر بن مسعود الكاشانهههههى ،الفقيه الحنفى المشهور المسمى 2
80
وليهس لصهحيح العقهل والبدن عذر فهى ترك التعلم والتفقهه،
فإنه ل يكون أفقر من أبى يوسف ،ولم يمنعه ذلك من التفقه .فمن
كان له مال كثيهر فنعهم المال الصهالح للرجهل الصهالح ،المنصهرف
فى طريق العلم.1
قيل لعالم :بم أدركت العلم؟ قال :بأب غني .لنه كان ينتفع
به أهل العلم والفضل ،فإنه سبب زيادة العلم لنه شكر على نعمة
العقل والعلم ،وإنه سبب الزيادة.
قيهل :قال أبهو حنيفهة رحمهه ال :إنمها أدركهت العلم بالحمهد
والشكهر ،فكلمها فهمهت ووفقهت على فقهه وحكمهة قلت :الحمهد ل،
فازداد علمى.
وهكذا ينبغهههى لطالب العلم أن يشتغهههل بالشكهههر باللسهههان
والجنان والركان والحال ويرى الفهههم والعلم والتوفيههق مههن ال
تعالى ويطلب الهداية من ال تعالى بالدعاء له والتضرع إليه ،فإن
ال تعالى هاد من استهداه.
المعنههى مأخوذ مههن حديههث رسههول ال ( نعههم المال الصههالح للرجههل 1
إن الحهض على اسهتعمال العقهل بالمعنهى القرآنهى هه أى أعمال الفكهر فهى 1
83
يقبلها فقال :عجل لكم ,وأجل لنا ,ولعله إنما لم يقبله وإن كان قبول
الهدية سنة ,لما رأى فى ذلك مذلة لنفسه.1
قال رسول ال عليه الصلة والسلم :ليس للمؤمن أن يذل
نفسه.2
وحكي أن الشيخ فخر السلم الرسابندى رحمه ال جمع
قشور البطيهخ الملقاة فهى مكان خال فأكلهها فرأتهه جاريهة فاخهبرت
بذلك مولها فاتخذ له دعوة فدعاه إليها فلم يقبل لهذا.3
وهكذا ينبغى لطالب العلم أن يكون ذا همة عالية ل يطمع
فى أموال الناس.
ولعله رفهض ذلك مهن القاضهى أبهى يوسهف لدخوله فهى عمهل الحكام، 1
ولذلك عرض له بقوله :عجهههل لكهههم!! .وكان هذا خلق أكابر علماء ذلك
الزمن بالبتعاد عن تولى أعمال الحكام.
رواه المام أحمهد والترمذى وابهن ماجهه ولفظهه ( ل ينبغهى لمؤمهن أن 2
يذل نفسه).
اتخذ له دعوة :أى أعد له طعاما ،لهذا :أى لئل يذل نفسه. 3
84
قال النهبى صهلى ال عليهه وسهلم :إياك والطمهع فإنهه فقهر
حاضر .1ول يبخهل بمها عنده مهن المال بهل ينفهق على نفسهه وعلى
غيره.
قال النههبى عليههه الصههلة والسههلم :الناس كلهههم فههى الفقههر
مخافة الفقر وكانوا فى الزمان الول يتعلمون الحرفة ثم يتعلمون
العلم حتى ليطمعوا فى أموال الناس.
وفهى الحكمهة مهن اسهتغنى بمال الناس افتقهر والعالم إذا
كان طماعهها ل يبقههى له حرمههة العلم ول يقول بالحههق ولهذا كان
يتعوذ صههاحب الشرح عليههه السههلم ويقول أعوذ بال مههن طمههع
يدنى إلى طبع.
وينبغهى أن ل يرجهو المهن ال تعالى ول يخاف إل منهه
ويظههر ذلك بمجاوزة حهد الشرع وعدمهها فمهن عصهى ال تعالى
خوفهها مههن المخلوق فقههد خاف غيههر ال تعالى ،فإذا لم يعههص ال
تعالى لخوف المخلوق وراقههب حدود الشرع فلم يخههف غيههر ال
تعالى بل خاف ال تعالى وكذا فى جانب الرجاء.
حديهث ضعيهف ،انظهر ضعيهف الجامهع الصهغير وزياداتهه؛ لللبانهى رقهم 1
.2201
85
وينبغهههى لطالب العلم أن يعهههد ويقدر لنفسهههه تقديرا فهههى
التكرار فإنه ل يستقر قلبه حتى يبلغ ذلك المبلغ.
وينبغهى لطالب العلم أن يكرر سهبق المهس خمهس مرات
وسهبق اليوم الذى قبهل المهس أربهع مرات والسهبق الذى قبله ثلثها
والذى قبله اثنين والذى قبله واحدا فهذا أدعى إلى الحفظ.
وينبغههههى أن ل يعتاد المخافههههة فههههى التكرار لن الدرس
والتكرار ينبغهههى أن يكون بقوة ونشاط ،ول يجههههر جهرا يجههههد
نفسه كيل ينقطع عن التكرار ،فخير المور أوسطها.1
وحكى أن أبا يوسف رحمه ال كان يذاكر الفقه مع الفقهاء
بقوة ونشاط ،وكان صههره عنده يتعجهب فهى أمره ويقول :أنها أعلم
أنه جائع منذ خمسة أيام ،ومع ذلك يناظر بقوة ونشاط.
وينبغههى أن ل يكون لطالب العلم فترة 2فإنههها آفههة ،وكان
أسههتاذنا شيهخ السههلم برهان الديههن رحمههه ال يقول :إنمهها غلبههت
شركائى بأنى ل تقع لى الفترة فى التحصيل.
حديههث مشهور المتههن ضعيههف السههند ،انظههر الشوكانههى فههى الفوائد 1
86
وكان يحكهى عهن الشيهخ السهبيجابى 1أنهه وقهع فهى زمان
تحصهيله وتعلمهه فترة اثنتهى عشرة سهنة بانقلب الملك ،فخرج مهع
شريكه فى المناظرة [إلى حيث يمكنهما الستمرار فى طلب العلم
وظل يدرسههانه معهها] ولم يتركهها الجلوس للمناظرة اثنتههى عشرة
سنة .فصار شريكه شيخ السلم للشافعيين وكان هو شافعيا.
وكان أسهتاذنا الشيهخ القاضهى المام فخهر السهلم قاضهى
خان يقول :ينبغى للمتفقه أن يحفظ [كتابا] واحدا من [كتب ]2الفقه
دائما فيتيسر له بعد ذلك حفظ ما سمع من الفقه.
شيهخ السهلم على بهن محمهد ،فقيهه حنفههى ،إمام ومصهنف ،ههو شيههخ 1
87
فصل
فى التوكل
ثهم ل بهد لطالب العلم مهن التوكهل فهى طالب العلم ول يهتهم
لمر الرزق ول يشغل قلبه بذلك.
روى أبههو حنيفههة رحمههه ال عههن عبههد ال بههن الحارث
الزبيدى 1صهاحب رسهل ال صهلى ال عليهه و سهلم :مهن تفقهه فهى
دين ال كفى همه ال تعالى ورزقه من حيث ل يحتسب .2فإن من
اشتغل قلبه بأمر الرزق من القوت والكسوة قل ما يتفرغ لتحصيل
مكارم الخلق ومعالى المور.
قيل:3
فهى الصهل المخطوط وفهى النسهخ المطبوعهة :ابهن الحسهن ,والتصهحيح 1
مهن مسهند أبهي حنيفهةً ,ص ,7وههو عبدال بهن الحارث بهن جزء الزبيدي,
وانظر مسند المام أحمد .4/190
انظهر مسهند أبهي حنيفهة ,باب العلم ص 7ولفظهه (مهن تفقهه فهى ديهن ال 2
كفاه ال مهمه ورزقه من حيث ل يحتسب) وسمعه أبو حنيفة من عبد ال
فى المسجد الحرام عام 96هه.
البيت للشاعر الحطيعة من قصيدة يهجو بها الزبرقان بدر ,نهاه بعدها 3
عمههر بههن الخطاب رضههي ال عنههه أن يعود الى هجاء المسههلمين ,انظههر
الديوان ص . 284
88
دع المكهههههارم ل ترحل لبغيتها
واقعد فإنك انت الطاعم الكاسى
قال رجل [لبن] 1منصور الحلج : 2أوصنى ,فقال [ابن]
المنصور :هي نفسك ,إن لم تشغلها شغلتك.
فينبغههى لكههل أحههد أن يشغههل نفسههه بأعمال الخيههر حتههى ل
يشغل نفسه بهواها ,ول يهتم العاقل لمر الدنيا لن الهم والحزن
ل يرد المصهيبة ,ول ينفهع بهل يضهر بالقلب والعقهل ,ويخهل بأعمال
الخيههر ,ويهتههم لمههر الخرة لنههه ينفههع .وأمهها قوله عليههه الصههلة
والسلم :إن من الذنوب ذنوبا ل يكفرها إل هم المعيشة 3فالمراد
منههه قدر هههم ل يخههل بأعمال الخيههر ول يشغههل القلب شغل يخههل
الحسهين بهن منصهور الحلج :فيلسهوف يعهد مهن كبار المتصهوفة أدعهى 2
الحلول ,وههو مهن كبار الملحديهن -عنهد العلماء -حتهى اتفقوا على قتله,
فضرب وقتل عام .309/932اصله من فارس.
روه ابو نعيم فى الحلية وابن عسهاكر عهن أبهي هريرة :إن من الذنوب 3
90
قال محمهد بهن الحسهن رحمهه ال :صهناعتنا هذه مهن المههد
إلى اللحد فمن أراد أن يترك علمنا هذا ساعة فليتركه الساعة.1
ودخهل فقيهه ،وههو إبراهيهم بهن الجراح ،2على أبهى يوسهف
يعوده فهى مرض موتهه وههو يجود بنفسهه ،فقال أبهو يوسهف :رمهي
الجمار راكبهههههها أفضههههههل أم راجل؟ فلم يعرف الجواب ،فأجاب
بنفسه.3
وهكذا ينبغى للفقيه أن يشتغل به فى جميع أوقاته [فحينئذ]
يجد لذة عظيمة فى ذلك.
وقيل :رؤي محمد [بن الحسن] فى المنام بعد وفاته فقيل
له :كيهف كنهت فهى حال النزع؟ فقال :كنهت متأمل فهى مسهألة مهن
مسائل المكاتب ،4فلم أشعر بخروج روحى .
ويشبهه قول المام أحمد بن حنبل :مع المحابر من المهد إلى المقابر. 1
حنفهى تفقهه علهههى أبهى يوسهف ،ولى قضاء مصهر سهنة 205توفهى فهى
مصر .831 /217
وكان الجواب :مهها كان يوقههف عنده للدعاء فالفضههل راجل ،ومهها ل 3
فصل
فى وقت التحصيل
92
دخهل حسهن بهن زياد فهى التفقهه وههو ابهن ثمانيهن سهنة ،ولم
يبت على الفراش أربعين سنة فأفتى بعد ذلك أربعين سنة.1
وأفضهل الوقات شرخ 2الشباب ،ووقهت السهحر ،ومها بيهن
العشائين .3وينبغههى أن يسههتغرق جميههع أوقاتههه ،فإذا مههل مههن علم
يشتغل بعلم آخر.
وكان ابن عباس 4رضى ال عنه إذا مل من الكلم يقول:
هاتوا ديوان الشعراء.
وكان محمههد بههن الحسههن ل ينام الليههل ،وكان يضههع عنده
الدفاتهر ،وكان إذا مهل مهن نوع ينظهر فهى نوع آخهر( ،وكان يضهع
الحسههن بههن زياد اللؤلؤى الكوفههى نسههبته إلى بيههع اللؤلؤ ،صههاحب أبههى 1
حنيفهة ،كان يقظها فطنها فقهيها ،ولى قضاء الكوفهة ،توفهى سهنة 819 /204
ولم أتحقق من سنة مولده وعلى ذلك فل نعرف صحة ما ذكر عنه.
شرخ الشباب :أوله. 2
عبههد ال بههن عباس :ابههن عههم رسههول ال صههلى ال عليههه وسههلم لزم 4
الرسهول وروى عنهه الحاديهث ،لقهب بحهبر المهة وترجمان القرآن ،كان
كثير ما يجعل أيامه يوما للفقه ويوما للتأويل ه التفسيره ويوما للمغازى،
ويوما للشعر ،وكان آية فى الحفظ ،توفى عام 687 /68
93
عنده الماء ،ويزيهههههل نومهههههه بالماء ،وكان يقول :إن النوم مهههههن
الحرارة).5
فصل
فى الشفقة والنصيحة
94
ينبغهى أن يكون صهاحب العلم مشفقها ناصهحا غيهر حاسهد،
فالحسهد يضهر ول ينفهع .وكان أسهتاذنا شيهخ السهلم برهان الديهن
رحمهه ال يقول :قالوا إن ابهن المعلم يكون عالمها لن المعلم يريهد
أن يكون تلميذه فى القرآن عالما فببركة اعتقاده وشفقته يكون ابنه
عالما.1
3
وكان أبو الحسن 2يحكى أن الصدر الجل برهان الئمة
جعهل وقهت السهبق لبنيهه الصهدر الشهيهد حسهام الدين [ 4والصهدر]
السعيد تاج الدين وقت الضحوة الكبرى بعد جميع السباق ،وكانا
يقولن :إن طبيعتنا تكل وتمل فى ذلك الوقت ،فقال أبوهما رحمه
ال :إن الغرباء وأولد الكهبراء يأتوننهى مهن أقطار الرض فل بهد
من أن أقدم أسباقهم .فببركة شفقته فاق ابناه أكثر فقهاء المصار،
وأهل الرض فى ذلك العصر.
ههو على بهن أبهى بكهر صهاحب الهدايهة ،اسهتاذ المصهنف ،وقهد سهبقت 2
ترجمته.
ههو المام عبهد العزيهز بهن عمهر ،فقيهه حنفهى مهن علماء القرن الخامهس 3
الهجرى.
المام عمهر بهن عبهد العزيهز ،فقيهه حنفهى له تصهانيف عديدة فهى الفقهه، 4
إمام فاضهل فقيهه وواعهظ وأديهب ،مفتهى أههل بخارى توفهى عام /573 1
رم للعلى :اطلب العلى ،فعل أمر من رام الشيئ :طلبه. 3
96
قيل :عليك أن تشتغل بمصالح نفسك ل بقهر عدوك ،فإذا
أقمت مصالح نفسك تضمن ذلك قهر عدوك .إياك والمعاداة فإنها
تفضحك وتضيع أوقاتك ،وعليك بالتحمل [ل] سيما 1من السفهاء.
قال عيسى بن مريم صلوات ال عليه :احتملوا من السفيه
واحدة كى تربحوا 2عشرا.3
وأنشدت لبعضهم شعرا:
4
بلوت الناس قرنا بعهههههد قرن ولههههههم أر غير ختال وقالى
ولم أر فى الخطوب أشد وقعا وأصعب من معاداة الرجال
وذقت مرارة الشياء طهههههرا وما ذقت أمر مههههن السؤال
فههى الصههل :سههيما ،بحدف اداة النفههى ،وهذا السههتعمال تعههبير مولد 1
هذا القول غيهر مذكههور فهههههى الناجيهل المتداولة حههههاليا وربمها يكون 3
97
وإياك أن تظهن بالمؤمهن سهوءا فإنهه منشهأ العداوة ول يحهل
ذلك ،لقوله عليهه الصهلة والسهلم :ظنوا بالمؤمنيهن خيرا .1وإنمها
ينشأ ذلك من خبث النية وسوء السريرة ،كما قال أبو الطيب:2
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
3
وصدق ما يعتاده مههههههن توهم
وعادى محبيه بقول عداتههههههههههه
4
وأصبح فى ليل من الشك مظلم
وأنشدت لبعضهم:
ومن أوليته حسنا فزده تنح عن القبيح ول تهههرده
إذا كههاد العدو فل تكده ستكفى من عدوك كل كيد
وأنشدت للشيخ العميد أبى الفتح البستى:5
لم أجههد هذا النههص بلفظههه ،إل أن الحاديههث التههى تأمههر بتحسههين ظههن 1
المسهلمين بعضههم ببعهض كثيرة ،كالحديهث الذى رواه أبهو داود والحاكهم:
حسن الظن من حسن العبادة.
البيتان مهن قصهيدة قالهها أبهو الطيهب المتنهبى يمدح بهها السهتاذ كافور 2
هو ابن أحمد بن الحسين البستى الشاعر الكاتب صاحب التجنيس مات 5
ببخارى عام ،1009 /400ونسهبته إلى بسهت :بلدة كهبيرة فهى سهجستان
98
ذو العقل ل يسلم مهههههههن جاهل
1
يسومهههههههههههههه ظلما وإعناتا
فليختر السلم على حربهههههههههههه
2
ولهههههههيلزم النصات إنصاتا
فصل
فى الستفادة واقتباس الدب
الخروج منه.
النصههات :الصههغاء ويريههد بههه السههكوت ،وإن صههاتا :أى أن أحدث 2
من حفظ فر :أي من حفظ شيئا فر منه ما حفظه ،ومن كتب شيئا استقر 1
لم أجد هذا الحديث بنصه ول بمعنى فى أى من داودين الحاديث التى 1
المشيخة :هى سجل يذكر فيه العلم أسماء الذين روى عنهم وشيئ مما 2
ورد لهذا المعنههى فههى فصههل تعظيههم العلم وأهله (ص )85ولنهها تعليههق 5
فصل
فى الورع فى حالة التعلم
يظهر لنا من معنى الحديث أنه موضوع ،ولم نعثر على حديث قريب 1
مهن معناه كمها أن بعهض ألفاظهه لم ترد على لسهان رسهول ال صهلى ال
عليهه وسهلم فيمها نعلم ،عدا هذا فإن المصهنف عزا الروايهة إلى (بعضههم)
ولم يسم مما يؤيد رأينا الذى أبديناه ،ثم إن مثل هذا التهديد مستغرب فإن
التقوى والخشوع فضههل يؤتيههه ال مههن يشاء مههن عباده وعلى المرء أن
يلتمس السباب .وفى هذا المعنى قال الشافعى قوله المشهور :طلبنا العلم
لغير ال ،فأبى العلم أن يكون إل ال.
الرجهح أن يكون :محمهد بهن الفضهل ،أبهو بكههههر الفضلى الكههههمارى، 2
أى متبعا لسنة النبى صلى ال عليه وسلم فى جميع أعماله وأوامره. 1
105
الخهههر ،فتأمهههل فقهاء البلد وسهههئلوا عهههن حالهمههها وتكرارهمههها
وجلوسهههما فأخههبروا أن جلوس الذى تفقههه فههى حال التكرار كان
مسههتقبل القبلة والمصههر 1الذى [حصههل العلم فيههه] والخههر كان
مستدبرا القبلة ووجهه إلى غير المصر .فاتفق العلماء والفقهاء أن
الفقيهه فقهه ببركهة اسهتقبال القبلة إذ ههو السهنة فهى الجلوس إل عنهد
الضرورة ،وببركة دعاء المسلمين فإن المصر ل يخلو من العباد
وأهل الخير والزهد ،فالظاهر أن عابدا دعا له فى الليل.
فينبغهى لطالب العلم أن لؤا يتهاون بالداب والسهنن ،ومهن
تهاون بالدب حرم السههنن ،ومههن تهاون بالسههنن حرم الفرائض،
ومهههن تهاون بالفرائض حرم الخرة .وبعضههههم قالوا بهذا حديثههها
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم.2
وينبغهى أن يكثهر الصهلة ،ويصهلى صهلة الخاشعيهن ،فإن
ذلك عون له على التحصيل والتعلم.
التهاون بالفرائض والسنن والدب الشرعية أمر منهههي عنه بكههههثرة، 2
107
مههههههههن فضله فال خير حافظا
وقال رحمة ال عليه:
وأنتم إلههى ربكم ترجعون أطيعوا وجدوا ول تكسلوا
1
قليل من الليل ما يهجعون ول تهجعوا فخيار الورى
وينبغى أن يستصحب دفترا على كل حال ليطالعه .وقيل:
من لم يكن الدفتر فى كمه 2لم تثبت الحكمة فى قلبه.
وينبغهى أن يكون فهى الدفتهر بياض ويسهتصحب المحهبرة
ليكتب ما يسمع من العلماء .وقد ذكرنا حديث هلل بن يسار.
ل تهجعوا :ل تناموا ،الورى :الخلق ،وفههى الشعههر اقتباس مههن القرآن 1
108
فصل
فيما يورث الحفظ وفيما يورث النسيان
109
أمتههى قراءة القرآن نظرا .1ورأى شداد بههن حكيم 2بعههض إخوانههه
فى المنام ،فقال لخيه :أى شيئ وجدته أنفع؟ قراءة القرآن نظرا.
ويقول عنهد رفهع الكتاب :بسهم ال وسهبحان ال والحمهد ل
ول إله إل ال ،وال اكههبر ،ل حول ول قوة إل بال العلى العظيههم
العزيههز العليههم ،عدد كههل حرف كتههب ويكتههب أبههد البديههن ودهههر
الداهرين.3
ويقول بعهد كهل مكتوبهة :آمنهت بال الواحهد الحهد الحهق،
وحده ل شريك له ،وكفرت بما سواه.4
روى مكحول عههن عبادة بههن الصههامت قال :قال رسههول ال صههلى ال 1
عليهههه وسهههلم :أفضهههل عبادة أمتهههى قراءة القرآن نظرا .ورواه الحكيهههم
الترمذى ،وهو حديث ضعيف ،انظر الجامع لحكام القرآن للقرطبى /2
،28والتذكار فهى أفضهل الذكارللقرطهبى أيضها ص ،115وقال النووى
فى الذكار (ص :)10قراءة القرآن فى المصحف أفضل من القراءة من
حفظه ،هكذا قال أصحابنا ه يعنى الشافعية ه وهو مشهور عن السلف.
لعله شداد بهن حكيهم ،مهن أصهحاب زفهر ،وقهد تولى القضاء ،توفهى عام 2
بعضههم أنهه قال :إذا أردت أن تكون احفهظ الناس فقهل عنهد رفهع الكتاب
22 /1 )...
ذكههر البشيهههى ( وإذا أردت أن ترزق الحفههظ فقههل خلف كههل صههلة 4
روى عهن الزهرى فهى شرب العسهل :عليهك بالعسهل فإنهه جيهد للحفهظ؛ 1
بيوتكهم باللبان والصهعنر؛ ويذكهر عهن ابهن عباس أن شربهه مهع السهكر
على الريق جيد للبول والنسيان .قارن الطب النبوى ص .301
قال ابهن القيهم عهن الزبيهب :روى فيهه حديثان ل يصهحان ،أحدهمها :نعهم 3
الطعام الزبيههب :يطيههب النكهههة ويذيههب البلغههم؛ وهذا ممهها ل يصههح عههن
رسول ال ،ص .245
الهتمام ببعهض المأكولت أو الشربهة التهى يعتقهد أنهها تزيهد فهى الحفهظ 4
ههو اعتقاد قديهم ومعروف ،ويروى لنها ابهن خلكان ( )45 /3أن جماعهة
مهن الطلب شربوا قدرا مهن البلذر محلول بالماء لجهل سهرعة الحفهظ
والفهم ،فحصل لحدهم الجنون ( ...نقل عن تاريخ العرب .)498 /2
112
ل تخلو عهن النور فهى القلب ،ويظههر أثره فهى الصهلة ،فههم الدنيها
يمنعه من الخيرات ،وهم الخرة يحمله عليه ،والشتغال بالصلة
على الخشوع وتحصهيل العلم ينفهى الههم والحزن ،كمها قال الشيهخ
نصر بن الحسن المرغينانى فى قصيدة له:
فههههههههى كل علم يحتهزن استعن نصر بن الحسن
وما سواه باطل ل يؤتمن ذاك الذى ينفى الحههزن
والشيهخ المام الجهل نجهم الديهن عمهر بهن محمد 1النسهفى
قال فى أم ولد له:
سلم على مهههههههههن تيمتنى بظرفهها
ولمعة خههههههههدها ولمحة طرفها
سبتنى وأصبتنى فهههههههههههههتاة مليحة
تحيرت الوهام فى كهنه وصفها
فقلت :ذرينى واعذرينههههههههى فإننهى
شغفت بتحصيل العلوم وكههشفها
ولى فى طلب الفضل والعلم والتقى
113
غنى عن غناء الغانيات وعرفها
وأما أسباب نسيان العلم:
فأكههل الكزبرة الرطبههة ،والتفاح الحامههض ،والنظههر إلى
المصهلوب ،وقراءة الخهط المكتوب على حجارة القبور ،والمرور
بيهن قطار الجمال ،1وإلقاء القمهل الحهي على الرض ،والحجامهة
على نقرة القفا ،كلها يورث النسيان.2
المرور بين قطار الجمل :أى المشي بين جملين مقطورين إلى بعضها. 1
قارن بالههطب النبوى لبن القيم حههيث أورد ههههذه السباب ،وقال :إن 2
ثهم لبهد لطالب العلم مهن القوة ومعرفهة مها يزيهد فيهه ومها
يزيههد فههى العمههر والصههحة ليتفرغ فههى طلب العلم ،وفههى كههل ذلك
صنفوا كتبا ،فأوردت بعضها هنا على سبيل الختصار.
قال رسهههول ال صهههلى ال عليهههه وسهههلم :ل يرد القدر إل
بالدعاء ،ول يزيههد فههى العمهههر إل البر ،فإن الرجههل ليحرم مههن
الرزق بذنب يصيبه.1
رواه المام أحمد وابن ماجه ,ولفظه عند المام أحمد برواية عن ثوبان 1
(إن الرجهل ليحرم الرزق بالذنهب يصهيبه ,ول يرد القدر إل بالدعاء ,ول
يزيد فى العمر إل البر).
115
ثبهت بهذا الحديهث أن إرتكاب الذنهب سهبب حرمان الرزق
خصهوصا الكذب فإنهه يورث الفقهر ,وقهد ورد فيهه حديهث خاصه,1
وكذا نوم الصههبحة يمنههع الرزق ,وكثرة النوم تورث الفقههر ,وفقههر
العلم أيضا .قال القائل شعرا:
سرور الناس فى لبس اللباس وجمع العلم فهى ترك النعاس
وقال:
أليس مههههههن الحزن أن لياليا تمر بل نفع وتخسر من عمر
وقال أيضا:
قهههههم الليل يا هذا لعلك ترشد إلى كم تنام الليل والعمر ينفد
والنوم عريانها ,والبول عرينها ،والكهل جنبها ,والكهل متكئا
على جنهب ,والتهاون بسهقوط المائدة ,وحرق قشهر البصهل والثوم,
وكنس البيت فى الليل بالمنديل ,وترك القمامة فى البيت ,والمشي
قدام المشايهههخ ,ونداء الوالديهههن باسهههمهما ,والخلل بكهههل خشبة,2
وغسههل اليديههن بالطيههن والتراب ,والجلوس على العتبههة ,والتكاء
116
على أحهد زوجهي الباب ,والتوضهؤ فهى المهبرز ,1وخياطهة الثوب
على بدنههه ,وتجفيههف الوجههه بالثوب ,وترك العنكبوت فههى البيههت,
والتهاون فهى الصهلة ,وإسهراع الخروج مهن المسهجد بعهد صهلة
الفجهر ,والبتكار بالذهاب إلى السهوق ,والبطاء فهى الرجوع منهه,
وشراء كسههرات الخبههز مههن الفقراء ,والسهؤال ,ودعاء الشههر على
الوالد ,وترك تخمير 2الوانى وإطفاء السراج بالنفس:
كل ذلك يورث الفقر ,عرف ذلك بالثار.3
وكذا الكتابهة بالقلم المعقود ،والمتشاط بالمشهط المنكسهر،
وترك الدعاء للوالديهن ،والتعمهم قاعدا ،والتسهرول قائمها ،والبخهل
والتقتير ،والسراف ،والكسل والتوانى والتهاؤن فى المور.
أي وضع غطاء عليها إذا كان فيها طعام أو شراب. 2
ل يقصهد الثار التهي ههي بمعنهى الحاديهث الموقوفهة على الصهحابة كمها 3
حليمها محبها للخيهر مهن أحسهن الناس منطقها وبديههة ولد وتوفهى بالمدينهة
مسموما عام ( 670 /50الصابة .)328 /1
ورد فههى هذا أحاديههث ضعيفههة وموضوعههة كحديههث (مههن قرأ سههورة 4
الواقعههة كههل ليلة لم تصههبه فاقههة أبدا) انظههر سههلسلة الحاديههث الضعيفههة
والموضوعهة لللبانهى رقهم 291 -289وقارن المسهتطرف للبشيههى /1
.19
118
إذا يغشهههههى وألم نشرح لك ،وحضور المسهههههجد قبهههههل الذان،
والمداومة على الطهارة ،وأداء سنة الفجر والوتر فى البيت .وأن
ل يتكلم بكلم الدنيها بعهد الوتهر ول يكثهر مجالسهة النسهاء إل عنهد
الحاجة ،وأن ل يتكلم بكلم لغو.
وقيههل :مههن اشتغههل بمهها ل يعنيههه فاتههه مهها يعنيههه .قال
بزرجمهر :1إذا رأيهت الرجهل يكثهر الكلم فاسهتيقن بجنونهه .وقال
على رضى ال عنه :إذا تم العقل نقص الكلم.2
قال المصنف رحمه ال :واتفق لى فى هذا المعنى شعرا:
إذا تم عقل المرء قل كلمهههه وأيقن بحمق المرء إن كان مكثرا
النطق زين والسكوت سلمة فإذا نطقت فل تكون مكههههههههههثرا
ما ندمت على سكوت مههههرة ولقد ندمت على الكلم مههههههرارا
وأما ما يزيد فى الرزق:
119
أن يقول كههل يوم بعههد انشقاق الفجههر إلى وقههت الصههلة:
سهبحان ال العظيهم وبحمده ،سهبحان ال العظيهم وبحمده ،وأسهتغفر
ال العظيهههم وأتوب إليه 1مائة مرة ،وأن يقول :ل إله إل ال الملك
الحق المبين كل يوم صباحا ومساء مائة مرة.
وأن يقول بعهد صهلة الفجهر كهل يوم :الحمهد ل ،وسهبحان
ال ،ول إله إل ال ،ثلثههها وثلثيهههن مرة ،وبعهههد صهههلة المغرب
أيضها ،ويسهتغفر ال تعالى سهبعين مرة بعهد صهلة الفجهر ،ويكثهر
مههن قول :ل حول ول قوة إل بال العلى العظيههم ،والصههلة على
النبى صلى ال عليه وسلم.2
ذكره الغزالى فههى الحياء كحديههث لرسههول ال ،وعلق عليههه الحافههظ 1
العراقهى :أخرجهه المسهتغقرى فهى الدعوات مهن حديهث ابهن عمهر وقال
غريهب مهن حديهث مالك ول أعرف له أصهل .ثهم أورد حديثها بهذا المعنهى
(سهبحان ال وبحمده فإنهها صهلة كهل شيهئ وبهها يرزق الخلق) وإسهناده
صحيح .299 /1
فى العديد من أحاديث رسول ال ما يحض على ذكر ال وعلى التسبيح 2
ليل ونهارا وفههى كههل حال ،وعلى الصههلة على النههبى صههلى ال عليههه
وسلم.
120
ويقول يوم الجمعهة سهبعين مرة :اللههم أغننهى بحللك عهن
حرامك واكفنى بفضلك عمن سواك.3
ويقول هذا الثناء كهل يوم وليلة :أنهت ال العزيهز الحكيهم,
أنههت ال الملك القدوس ,أنههت ال الحكيههم الكريههم ,انههت ال خالق
الخيههر والشههر ,أنههت ال خالق الجنههة والنار ,أنههت ال عالم الغيههب
والشهادة ,أنت ال عالم السهروأخفى ,أنت ال الكبير المتعال ,أنت
ال خالق كهل شيهئ واليهه يعود كهل شيهئ ,أنهت ال ديان يوم الديهن,
لم تزل ول تزال ,أنهت ال ل إله إل أنهت الحهد الصهمد ,لم يلد ولم
يولد ولم يكههن له كفوا أحد ,2أنههت الملك القدوس السههلم المؤمههن
المهيمهههن العزيهههز الجبار المتكهههبرل إله إل أنهههت الخالق البارئ
المصهور له السهماء الحسهنى يسهبح له مها فهى السهموات والرض
وهو العزيز الحكيم.
رواه الترمذى عن على وقال :حديث حسن ولفظه (اللهم اكفنى بحللك 3
عن حرامك وأغننهى بفضلك عهن سواك) ،ولكن لم أجهد مها يخصص هذا
الدعاء بيوم الجمعة.
كذا فى الصل ،وصحتها أن تكون للمخاطب لينتظم السياق ..لم تلد .. 2
روى فهى الصهحيحين عهن أنهس :مهن أحهب أن يبسهط له فهى رزقهه وأن 2
وبحمده ،عدد خلقههه ،ورضهها نفسههه ،وزنههة عرشههه ،ومداد كلماتههه؛ رواه
مسلم والمام أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه.
والقصد من ذكر هذه الوصاف التى ل نهاية لمعانيها إثبات الثناء
على ال بل نهاية ،قارن المنار المنيف لبن القيم .38-34
فى الصل المخطوط :وقراءة القرآن ،والتصحيح من النسخة الخرى 4
أبهو العباس ،جعفهر بهن محمهد المسهتغفرى ،كان فقيهها محدثها حافظها ،له 1
123