Professional Documents
Culture Documents
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
والصلح الطلوب والوقوف ف وجه الامدين الذين ل يعيشون عصرهم ول يريدون أن يروا هذا
التعليم إل كما وجدوه بسيطا مدودا بعيدا عن روح العصر وحاجاته.
– 1ممد الامس ونضاله لصلح التعليم بالغرب:
اندرج تصور اللك ممد الامس التعليمي ضمن خطته الوطنية للستقلل وإبطال معاهدة
الماية ،ونقض عمل الكام الفرنسيي ف ترسيخ التبعية والتغريب ،واستند عمله على كون التعليم
العتيق ( )1تراثا مغربيا أصيل انطلق من العقيدة السلمية وامتزجت فيه مقومات الغية الوطنية بالعرفة
السلمية العميقة ،والتصق فيه التصور العلمي بالاجة الجتماعية ،وقد فطن اللك ممد الامس إل
أن التعليم الغرب الصيل ل يكن ف مستوى مابة التحديات الطروحة آنذاك ف وجه الغرب وقيمه
وحضارته ،لكون ذلك التعليم مدودا ف إمكاناته ومواده وآفاقه ،ولن الغرب أصبح ف حاجة إل
نظام جديد ف التكوين مافظ على الرجعية العقدية والشرعية ومتسم بسمة الكفاءة والقدرة على
تقيق الهداف الرجوة منه مع ملءمته للواقع الغرب .من هذا النطلق بادر اللك ممد الامس إل
إصلح التعليم العتيق بالغرب عب إصدار ظهي لصلح جامع القرويي ،أعرق الؤسسات الصيلة،
وذلك ف 10ذي القعدة عام 1349ه موافق 29مارس سنة 1931م ،اشتمل على " تعيي
ملس أعلى يشرف على القرويي ،وسن ضابط كفيل بتحسي حالتها فيما يرجع لنتخاب العلماء
الدرسي ،وتعيي الفنون الت تدرس فيها ،والتآليف الت تقرأ با ،والوقات الت تلقى فيها الدروس،
()2
وما يتعلق بذلك"..
كما عي اللك ممد الامس مديرا للقرويي سنة 1942م للشراف على التطوير
والتجديد وترقية جامع القرويي ،وجعل ذلك وسيلة لترقية التعليم العتيق ف الغرب كله ،وقد جسد
الطاب الذي ألقاه اللك ممد الامس بامع القرويي يوم 25جادى الثانية 1362ه موافق
28يونيو 1943أسس هذا التصور ووضح خطوطه العريضة ،والت يكن إبرازها من خلل
النقاط التالية:
-تنظيم التعليم تنظيما عصريا نافعا :ركز اللك ممد الامس على أهية الفاظ على
القيم الوطنية والذي ل يتم إل بإيلء التعليم ما يستحق من اهتمام ،مبزا الساعي
البذولة لصلحه والنهوض بأحواله ،فقال :
"وهل ند برهانا على عناية ال بذه المة ،أقوى من انتشار معال دينه القوي ،وأنفع من إشراق
شوس الداية بالتعليم؟ أزهرت رياض العارف بعد ذبولا ،وأشرقت أنوار الدين النيف بعد أفولا،
ول سعادة بدون علم ،ول يهتدي بغي رائده الرشيد .تعلمون الالة الت وجدنا عليها التعليم بامع
القرويي ،وما كان يهدده من الوقوع ف هاوية الزوال :علماء يقلون ،وطلبة يتشتتون ،علوم تنقص
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
بوت مزاوليها ،وقلة ذات اليد تلزم الدرسي أن يهجروا العلم للرتزاق بهن أخرى ،ل مرشد خي
()3
يهدي الناس السبيل ،ول رائد رشد يورد من العارف العذب السلسبيل".
-ضرورة إصلح التعليم العتيق وتديده :لقد أدرك اللك ممد الامس -كما أشرنا
قبل -أن التعليم الصيل بالغرب ف حاجة ماسة للصلح للحفاظ عليه من النقراض
وتطويره لن البلد ف أمس الاجة إليه ،ولقد كان عمل اللك ف هذا الجال بي
فريقي معارضي فريق الماية الفرنسية الذي يرى ف إصلح هذا التعليم خطرا عليه
وعلى وجوده بالغرب واستمراره ،ووسيلة لنشر الفكار الوطنية العارضة لتسلط
الستعمار .وفريق من العلماء الحافظي الذين يودون الفاظ على التعليم الصيل على
حاله ظنا منهم أن كل تديد أو تطوير خطر عليه وعلى أصالته ،وأن ذلك يقق آمال
القامة العامة ف ماربة هذا التعليم والقضاء عليه.
لقد كان عمل اللك ممد الامس نجا بي هذين الفريقي ذوي الوقفي التعارضي حيال
التعليم الصيل العتيق ،الوقف الول مستند معاداة تاريية وحضارية ،والثان إل غية صادقة ومبة
ثابتة .لذلك كان عمل اللك مستندا إل الفاظ على هذا التعليم الوطن عب إصلحه وتطويره،
انطلقا من كون الصلح والتجديد من صميم العقيدة وصميم الدين ومن سنن الكون الثابتة ،قال
ف خطابه:
"إنكم تعلمون أن من طبيعة الكون أن يستتبع الصلح إصلحا ،بيث ل ينبغي للنسان أن
يقف ف طريق التحسي ،بل التعي هو مواصلة الهود مادام الرء حيا ذلك ما نعدكم به ،ول نزال
بول ال ند ف الصعود بشأن العلم وأهله حت نصل إل أبعد الغايات ،وتن المة كلها ف حقول
ما يني الذهان ألذ الثمرات ،إل أنكم تعلمون أن يد ال مع الماعة ،وان الرء قليل بنفسه كثي
بإخوانه ،فليوجه كل عنايته لبلوغ المل ،وليجعل نفسه مثال اقتداء ف حلبة العمل ،على أن لنا ول
النة والمد ،أحسن أسوة ف سلفنا الجيد ،الذي امتاز بي المم بالداية والتسديد ،فما من سبيل
يوصل إل السعادة إل سلكه ،ول ذخر من ذخائر العرفان إل ملكه ،مهتديا ف سبيل الفلح بكتاب
رب العالي ،وراقيا مدارج النجاح بسنة سيد الرسلي ،إل السن يتسابقون ،ومن حياض الرشد
والسعادة يستقون ،ويستمعون القول فيتبعون أحسنه ،ويرون حسن السبيل ،فيقتفون سننه ،حت
()4
لحوا ف ساء العال نوما ،وأعدوا لشياطي الضلل رجوما".
-إنشاء مؤسسات حكومية تشرف على هذا التعليم :تنبه اللك ممد الامس إل أن
تطوير التعليم العتيق ل يكن أن يتم دون رؤية شولية مستند إل عمل مبن على
مؤسسات حديثة ذات كفاءة وخبة تشرف على الصلح والتطوير ،قال مشيا إل
تأسيس الجلس العلى للعلوم السلمية ليقوم بذه الهمة:
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
" أدركتنا العناية الربانية ،فوجهنا هتنا لصلح الحوال ،وتدارك مهجة العلم ما كان
يهدده من الضمحلل ،فأسسنا الجلس العلى للعلوم السلمية بأعتابنا الشريفة ،ليباشر
()5
تت إشرافنا إنشاء نظام جديد للمعهد القروي".
-تديد التعليم من الناحية الدارية والتربوية :كانت الرؤية الت انطلق منها اللك ممد
الامس ف إصلح التعليم متسمة بالعمق والشمولية ،وذلك لنا جعت ف تصور
التجديد والتطوير كافة مناحي هذا التعليم من النظام التربوي إل الضامي العلمية إل
التنظيم الداري ،وقد كانت الدراسة بؤسسات التعليم العتيق حرة؛ فيقضي الطالب
سنوات كثية من عمره تتلف حسب تصيله ودأبه لينتقل بي الطبقات الثلث الكونة
لراحله التعليمية ،وهكذا يقضي على القل عشرين سنة ليتم الدراسة وقد ل يتمها
لسباب كثية ،ما يؤدي لضياع أعمار الكثيين دون تصيل مفيد ،لذلك وجه اللك
عنايته إل تنظيم التعليم من الناحية الدارية وتديد سنوات الدراسة ،وتكي الطلبة من
الصول على شهادات علمية للمستويات الت تاوزوها ،قال ف خطابه بالقرويي عن
النظام الديد:
" ..رتب مزاولة العلم ف ثلث طبقات ابتدائية وثانوية ونائية ،وحدد لكل طبقة ما يقرأ
با من العلوم كما حصر أمد سن الدراسة فيها ،وعي الدرسي لكل واحدة منهما ورتب
الرواتب الكافية ،ث عي مراقبا لسي الدروس ،بعدما حصر الفنون والكتب الت تقرأ با،
وأوجب امتحانا سنويا لترقي الطلبة من طبقة ال طبقة ،وآخرين للمتخرجي من سادسة
الثانوي وثالثة النهائي الدين والدب ،وجعل شهادتي لذلك يتمسك بما أولئك التخرجون،
دليل على تصيلهم وتأهيل لم لنيل الوظائف الدينية أو الخزنية ،ث أحدثنا شهادة أخرى
()6
لتخرجي رابعة الثانوي تفيفا على طلب البادية".
-العناية بؤسسات التعليم العتيق وصيانتها وترميمها :من الوانب الهمة الت وردت
ف خطاب القرويي الهتمام بؤسسات التعليم الصيل ،إذ إنا ف الغالب مساجد
جامعة عتيقة ،ومدارس لقامة الطلبة ،ما يستدعي ترميمها لتكون صالة لتلقي العارف
مع إحداث البناءات اللزمة لدعمها ف عملها التربوي العلمي ،ورد ف خطاب
القرويي:
" ل تقتصر عنايتنا على إصلح العنويات بل أمرنا بكل ما يستطاع من الصلح الادي ،فقد
شاهد الكل ما ت من إصلح الدرسة الحمدية ،وباشرنا ف السبوع الفارط افتتاح خزانة الكتب
وردهة اجتماع أعضاء الجلس التحسين والدرسي ،وما يتبع ذلك من المكنة اللزمة لتسيي
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
شؤون الكلية على نط يضمن لا الياة ويسهل لا الرقي ،أما مدارس سكن الطلبة ،فل تزال يدخل
()7
عليها الصلح التواصل من إنارة وغيها ،على أننا نرجو ف ذلك السبيل مزيدا بعد مزيد".
-تكوين الدرسي وتعزيز الدافع الذات للتكوين الستمر :ل ينجح السعى لصلح
التعليم دون العناية بالقائمي به من أساتذة ومدرسي ومشرفي ،لذلك توجهت عناية
اللك ممد الامس إل هذا الانب فأكد اهتمامه بأطر التعليم العتيق ليتفرغوا للقيام
بهامهم ،كما نبه إل أن العناية الادية والدعم الارجي من الكومة ل يفي بالراد ما
دام الدافع الذات عند الساتذة غائبا ،وما ل يكن القبال على التعليم نابعا من مسئولية
وطنية وغية إسلمية ،قال:
" فعلى العلماء أن ل يكتفوا بإلقاء الدروس العتيادية ،بل ينبغي لكل واحد أن ل يزال يتهد ف
الطالعة وتسي طرق التدريس ،ويتابع الترقي ف أسلوب التعليم ،غي قانع با يتيسر عفوا ،بل
يوجب عليه اختصاصه بفن واحد أن يدأب على البحث والتنقيب ،ف كل وسيلة تسهل تبليغ العلم
للطلبة ،وأن يغتنم كل فرصة تسنح لتهذيب النشء ،إذ ل غاية كحسن التربية لتنمية الواهب
الطبيعية ،وتطهي الخلق الغريزية ،ولينصحوا الطلبة بكل ما يسن أحوالم ،ويزكي مآلم ،ويسهل
عليهم عقبات السي ،ويقرب لم وسائل التيسي ،وينصحوا والدي الطلبة مهما استطاعوا إل ذلك
سبيل ،فلن تزال النصيحة للعباد على قوة اليان دليل ،ومن أنع النصائح أن يثوا الطلب ،على
ملزمة التعلم المد الطويل ،فان ذلك من آكد شروط التحصيل ،وأننا لجتهادهم شاكرون،
ولعمالم ف سبيل حفظ مهجة العلم حامدون .فلسنا نعلم طريقا لتحسي أحوالم إل سلكناه ،ول
()8
سبيل يضمن لم السعادة إل مهدناه ،بول ال القوي العي".
-العناية بؤسسات التعليم الول الكتاتيب القرآنية :سعت سلطات الماية الفرنسية
منذ سيطرتا على مقاليد المور بالغرب إل نشر تعليم فرنسي الصبغة ،وعملت على
بناء مؤسساته البتدائية ف متلف بقاع البلد وبوازاة ذلك ضيقت على الكتاتيب
القرآنية وهي رافد التعليم الصيل وأساسه الذي يده بالطلبة رغبة ف القضاء عليه،
ولذلك اهتم اللك ممد الامس بذه الكتاتيب ،إذ هي وسيلة لستكمال الصلح
وضمان الستمرار ،قال:
" لا علمنا أن نظام القرويي ل يكمل إل إذا مهدت له السبل من الارج ومدت إليه
الوسائل من كل جانب ،بدأنا الصلح من الساس ليكون هيكله أمت ،ووجهنا عنايتنا
لصلح كتاتيب القرآن ،اعتناء بفظ كتاب ال وتويده ،فأصلح الوجود بكل ما يستطاع،
وأنشأنا مدرسة بفاس سيناها باسم نلنا البار مولي السن ،وأخرى بالدار البيضاء باسم
شقيقه الرضى مولي عبد ال ،وأسس برنامهما لفظ كتاب ال ومزاولة التعليم البتدائي
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
ليكون وسيلة إل تريج الطبقة البتدائية منهما ،ليمكنها الدخول إل ثانوي القرويي أو ابن
يوسف ،والمل هو أن ننشئ أمثالما بكل مدن إيالتنا الشريفة ،ليمكن بذلك أن يسقط كل
البتدائي من الامعتي فل يبقي فيهما إل الثانوي والنهائي ،تسهيل على طلبة العلم
الشريف ،وتيسرا لورودهم على حياضه ،من كل النواحي الغربية ،من غي أن يتحمل
الحداث مشاق التغرب ف أول سن الدراسة ،كما تأسست مدرسة ابتدائية بكناس ،بناسبة
حلول ركابنا الشريف با ،يكن للمتخرجي منها أن يدخلوا ثانوي القرويي بأسهل
()9
الوسائل" .
-العناية بتعليم الفتيات :ل يكن تصور اللك ممد الامس للصلح التعليم متجها إل
فئة اجتماعية دون أخرى ول جنس دون آخر لذلك حرص على الشارة إل تعليم
الفتيات وضرورة العناية به انطلقا ما رسه الدين وحددته حضارة الغرب السلمية،
وقيمه الوطنية ،لجل تقيق الصلح الأمول ،قال:
" وهناك أمر آخر نتم به كل الهتمام ،وهو تعليم بناتنا وتثقيفهن لينشأن على سنن الدى
ويهذبن با ينبغي حت يتصفن با يتعي أن تتصف به الرأة السلمة ،حت تكون على بينة من الواجب
عليها ل ولزوجها وبنيها ولبيتها ،فل يدرك ذلك بالهال ،ول يصل عليه بجرد التكال ،ولذلك
أمرنا أن يؤسس لتعليمهن برنامج يوافق تعاليم الدين النيف ،يكون تت إشرافنا لئل يلحقه شطط
ول تريف ،ليضمن رقي المة من كل اليثيات ،ويفظ من الهال كما يصن من الفات،
ويتسن لا تسابق المم ،من غي خروج على مبدأ دينها القوم ،تتعلم ما ينفعها ويييها ،وتتنب ما
يؤخرها ويرديها ،مقصدها العلم القيقي النافع ،ورائدها الرشد البي الساطع ،ل تيد عن طريق
الدى ،ول تلوي على مهاوي الردى ،وديننا الزكي الطاهر ،يسر ل عسر ،ومنهجه القوي الظاهر
()10
سهل ل قسر".
هكذا نرى أن خطاب القرويي قد رسم بوضوح تصور اللك ممد الامس لصلح التعليم
بالغرب عب خطوات إجرائية واضحة مؤسسة على تصور شول مبن على فهم عميق للمجتمع
الغرب ولصوله الضارية وقيمه العقدية والوطنية الصيلة ،وهو التصور الذي ظل حاضرا لدى ممد
الامس كما نراه بعد خطاب القرويي بأزيد من عقد من الزمن ،ف خطاب عيد العرش ف 18
نونب سنة 1952م ،حيث قال مشيا إل أهية التعليم العتيق ف الفاظ على الدين والوطن:
"وقد علمنا ما كان للمعاهد الدينية من أثر ف حفظ الشريعة ودفع الشبهات عنها،
وبث الخلق الفاضلة وحفظ العربية ،فوجهنا عنايتنا لامعة القرويي الت كان الظ الوفر
ف الحافظة على كيان الضارة السلمية ،وإمداد البلد بعلماء أعلم ،كانوا مفخرة ف
تاريخ السلم ،فما تركنا وسيلة ترد لا مدها وتعيد إليها سعتها إل اتذناها ،فوضعنا لذلك
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
نظاما توخينا فيه أن يساير العاهد الدينية الناهضة ف البلد السلمية ،وطبقناه ف جامع ابن
يوسف وف معهدي مكناس وطنجة ،وكان أملنا أن يزدهر هذا النظام ويعم تطبيقه سائر
()11
العاهد ف أمد يسي ،لول ما يعترض هذا العمل من عراقيل نن جادون ف تذليلها" .
-2التعليم العتيق بنطقة سوس ف عهد الماية:
مر التعليم العتيق ف سوس بأطوار كثية عب التاريخ شهد فيها انتشارا لؤسساته بهود
العلماء الدرسي وأعيان القبائل وزعماء الزوايا الصوفية وجهود عامة الناس ،حت قاربت الدارس
العلمية العتيقة الثلثائة ف متلف الناطق )12( ،وعندما حل القرن الرابع عشر للهجرة شهدت هذه
الدارس بعض التعثر لسباب كثية منها القحط الطارئ ف بدايات ذلك القرن والجاعات الت
صاحبته ،والجرة التتالية للناس إل الواضر وموت العلماء الكبار ،وتغي الوضاع الجتماعية ،قال
العال الفقيه ممد بن أحد الانوزي ( )13ف مذكراته مقارنا بي الاضي والاضر:
" انتشرت العلوم وعمت القطار ،ما بي عال متفنن متضلع ،وبي قاريء حزاوي أو
عشري مود للقراءات متشبع ،إل حدود المسة والثلثي واللف ،فجعلت شس تلك العصار
الضيئة تركض ف مغرب أفولا ،إل أن غابت أضواء تلك الطالع بالكلية ف ظرف خس سني،
لستيلء ظلمات الرفاهية وأسبابا ،وتبدلت بالكلية {كأن ل تغن بالمس}( )14تلك الخلق
بانسداد أبوابا ،وطمت ف بور الخلق الديدة العصرية الناشئة من تراكم الحتلل الورب،
فانغمس الناس ف أوحال العايش ،لا اجتمع عليهم من تعاقب السني الجدبة ،وأنواع اللذ الألوفة،
والتفنن ف الآكل والشارب الستلزمة لترك الخلق القدية ،والخذ بالخلق الديدة ،من التلون
ف الفكار من طور إل طور ،ومن أكب القواطع انشار الناس عامة وخاصة إل الدن لتعاطي
التجارات والتعليمات بأنواعها ،وظهرت ف السوس القصى بل والدن من مراكش وأحوزاها
ودرعة وتافيللت وصحرائها إل فكيك آثار اللء والراب الحسوسة ..فبذلك كله تأخرت ف
السوس القصى وغيه من سائر القطار أنواع العلوم ،فإذا قبض عال فل يلفه إل جاهل أو تاجر..
()15
"
ومن السباب كذلك تسلط الستعمار على البلد وانشغال الناس بقاومته ،وما نتج عن
ذلك من حروب وصراعات كثية ،ث سيطرة الستعمار على الناطق وعمله على النتقام من أساتذة
الدارس العلمية لنم كانوا ف طليعة القاومي فاغتال بعضهم وسجن ونفى آخرين ..ما اضطر
الباقي إل النكماش والعزلة ،إضافة إل ما سبق ذكره من مضايقة إدارة الماية الفرنسية هناك
منافسة التعليم العصري الذي انتشر قبيل الستقلل ف مناطق النوب ،فهذه العوامل كلها أدت إل
ضعف التعليم العتيق وتدهوره.
ومن أبرز مظاهر هذا التدهور نذكر:
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
* إهال مؤسسات التعليم العتيق خاصة الساجد الامعة العتيقة ،مثل الامع الكبي بدينة
تارودانت الذي لقه الهال حت آل إل الراب )16( ،ورامت إدارة الحباس إصلحه فلم تزد على
إنفاق الال على تدعيم سقوفه بالخشاب ،وارتفعت الصوات بالدعوة إل إصلحه ،ومن بينها
صوت قاضي سطات أحد سكيج الذي زار تارودانت ووقف على حال السجد ،ووصف حاله
()17
شاكيا إل اللك ما لقه لعله يبادر إل المر بإصلحه ،قال:
لّا رأيــــت دعائـــم اليطـان ودخلت جامعهـا الكبي فهالنـــي
وشقوقه مــن سائــــر الركـان وتشابك الشـــب الت بسقوفــه
قد أصلحـت ما فيــــه من بنيــان قد غيتــه يــد تظـــن بأنا
يا ليتهــا هدمتــــه حت ل يضع مـال بــه صرفتــــه ف خسـران
شوهـاء بعــد جالــــا الفتـان.. لسيما وقد استحــــال لصـورة
ف حالـه الـال ســوى السلطــان ل ل أرى أحــدا يــرق لالــه
ـشماء حـال السجـــد الــرودان من مبلـغ للحضـرة العلويــة الشْـ
* انقطاع الوفر الادي للحباس عن دعم مؤسسات التعليم العتيق وقيميه من أساتذة
وغيهم ،بعد أن ت تنظيم الحباس وجعل توزيع وفرها مسألة مركزية تشرف عليها وزارة الحباس،
وقد قام العلماء باستنكار هذا اليف الذي لقهم ومؤسساتم ،كما ند ف رسالة علماء تارودانت
وجهوها إل السلطان مؤرخة ف 21شوال 1349موافق 11مارس سنة ،1931جاء
فيها:
"إن تارودانت حاضرة هذه الصقاع السوسية النكودة الظ الت طالا أخن عليها الدهر
بكلكله ،وأجلب عليها بيله ورجله ،اندثر فيها -ول حول ول قوة إل بال – نشر العلم
والتدريس ،وانطمست أعلمه فهو الن يود بنفسه الخي النفيس ،إن ل يتداركه سيدنا بوابل
صلته ،ويلفت له النظر بغزير عطياته ،صار -ل قدر ال -ف خب كان ،واستحوذ الهل والطيش
على النشء ،فيذهب مستقبل المة ضحية السران .وغي خاف على سيدنا حفظه ال ،والتاريخ
أصدق شاهد..ما كان للوك الغرب من العتناء التام بشأن هذه الدينة السكينة النحوسة السعد
خصوصا ما يتعلق منها بالعلوم ،فلقد كانت جوامعها ومساجدها ومدارسها أيام حكومة أسلف
سيدنا ومن قبلهم من ولة المر تضاهي كلية القرويي ،ومنهل يروي جيع العطاش الواردين،
والعلماء فيها متوافرون ،والطلبة إليها من كل حدب ينسلون ،وأسواق العلوم نافقة ،وأنواع الب على
العلماء من اللوك متدفقة ،لكل عال مرتب يكفيه ،على حسب معلوماته من الحباس ،ورياض
العارف إذ ذاك عطرة النفاس ،عم الميع نوال السلطان ،والكل مغمور برداء الحسان..
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
هذا طلبنا ومرغوبنا قدمناه للعتاب الشريفة ،والرجاء -ف سيدنا وفقه ال -جيل أن
يتلقاه بسن القبول وحاشاه أن ييب قاصده ،وهو البحر ل تفن الدلء مدده ..فحالة مدينتنا اليوم
تفتت الكباد ،ويرثي لا بنو نوع النسان ،وتجل القلم عن تسطيها ،إذ أصبحت مشرفة على
الزوال ،قريبة الضمحلل ،انقطع فيها تعليم العلم بل – عياذا بال – حت القرآن ،وتوالت سنوات
القحط على هذا القطر البئيس ،وأذهلت أفكار العلماء والطلبة ..فعلى أي حال يشب النشء والولد
إن ل ينقذهم سيدنا من هذه الورطة ،ث بأي دين إن تعلموا يتدينون ،وإل أي غاية إن دمنا على
()18
الضنك ف العيش نن سائرون".
– 3ممد الامس وإصلح التعليم العتيق بسوس:
وصلت حالة التعليم ف منطقة سوس إل درجة من المود والتخلف ،مقابل ما كانت
الواضر الغربية تشهده من حركة تعليمية دائبة بإصلح جامع القرويي وجامع ابن يوسف وغيها
من مؤسسات التعليم العتيق بالواضر الغربية ،إضافة إل ظهور مؤسسات التعليم الر ف متلف
الناطق ،كل ذلك طرح بدة مسألة التعليم بنطقة سوس وضرورة تطويرها وإنقاذ الدارس العلمية
العتيقة ما تعان منه من جود.
وقد بذلت ف سبيل ذلك مساع حثيثة بدعم كامل من اللك ممد الامس ومتابعة دقيقة منه
خاصة بعد الستقلل ،ويكن التمييز ف هذه العمال الصلحية بي مرحلتي:
أ -مرحلة الماية:
دفع ما شهدته الواضر الغربية من إصلح التعليم العتيق ،مموعة من مثقفي سوس إل
للتفكي ف تطوير التعليم بالنطقة لسيما أنا حافلة بالدارس العلمية العتيقة النبثة ف جبالا وسهولا،
وهكذا انبى بعض هؤلء للتعبي عن أفكارهم وتصوراتم ف الرائد الت كانت تصدر آنذاك ومنهم:
* السن البونعمان الذي كتب مقال بريدة السعادة بعنوان":إنعاس الكومة لدارس
سوس" أشار فيه إل جهود العمال الهاجرين إل أوربا ف دعم الدارس العلمية العتيقة بتمويل طلبتها
وأساتذتا ،ونوه بسماح سلطات الماية بدفع العشار إل هذه الدارس بعد امتناعها مدة طويلة.
* مُحمد العثمان ف مقالي له نُشرا بريدة العلم بعنوان":العلم ف سوس على وشك
النقراض" بيّن فيه خطورة الوضاع البئيسة الت تعيشها تلك الدارس مقترحا بعض اللول
لصلحها وتديدها منها :وضعها تت إشراف مندوبية العارف التابعة للقصر اللكي وإخضاعها
للتفتيش التربوي وتريرها من هيمنة شيوخ القبائل الاضعي آنذاك لسيطرة ضباط الماية الفرنسية
()19
بالغرب.
* ممد الختار السوسي الذي تدث عما تعانيه الدارس العلمية بالنطقة من تميش وإهال
وضرورة العناية با ،قال ف رحلته خلل جزولة واصفا حال التعليم بدينة تارودانت:
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
"وأما حالة التعليم ف الدينة فمؤسفة فإن التعليم السلمي يكاد ينقرض ،فل دروس علمية
إل صبابة قليلة جدا ،ول كتاتيب للقرآن مدية .وقد صارت الكومة تتم على كل تلميذ تلميذ ف
الكتاتيب القرآنية أن يلتحق بتعليمها الديد مرغما ،فضاعت الوقات بي الكتاتيب والدرسة ،ول
يستفد التلميذ ل من هذه ول من تلك ،هكذا يقول الهال .ول أر ول أسع مدينة وقع فيها مثل
()20
ذلك".
كما قال عن حال التعليم بالدارس العلمية العتيقة بسوس:
" إن القطر السوسي كان دبّ إليه الفتور العام الذي دب إل جيع الغرب ،ول صدر هذا
القرن بعد 1311ه فلم يصل 1330ه حت تضاءلت الدارس جدا ،وضعفت المم ضعفا
عظيما ،ث جاءت أهوال يعرفها كل أحد من جراء الحتلل ،زلزلت القلوب ،فلم يكد يصل
1345ه حت قلت جدا الدارس العامرة ،ث جاءت السغبة الت وقعت ف هذه السنة وف الت
بعدها ،فأتت على الباقي ،فانقضى كل شيء ،وقدر مع ذلك وفاة العلماء الكبار ،ث سرى ما سرى
ف كل أطوار الياة الغربية ،فتأثرت مالس دراسة العلوم غاية التأثر ،فلم تدخل سنوات 1350
ه ،حت ل تكاد تد مدرسة عامرة العمارة العهودة ،فل ترى إل البعض يكون فيها عشرة إل
عشرين ،أو أدون من العشرين ..وقد أقفلت أبواب الدراسة الدية ،ول يرابط الساتذة اليوم غالبا ف
الدارس ،ول الطلبة الذين معهم إل للمعاش فقط ،وقد يضي أسبوع فشهر من غي معاطاة دروس،
إل عند أناس منهم ل يتجاوزون نو خسة عشر ..وأما غيها فأستاذها بنلة الناطور للبستان ،يرس
()21
سقوف الدرسة وأبوابا ،لئل تد إليها اليدي ،حقيقة وال مؤلة "..
وقد دفعت هذه الفكار والكتابات مموعة من العلماء والتجار السوسيي القيمي بالواضر
-الذين كانوا يشهدون جهود اللك ممد الامس ف مال التعليم ،بالرغم من مضايقة القامة العامة
وتعنتها -إل التفكي ف العمل لصلح الدارس العلمية العتيقة ،واستنساخ النموذج الناجح الذي
أنزه ممد الختار السوسي ف مدرسة زاوية الرميلة براكش وف مدارس أخرى هناك كمدرسة
الياة ..وغيها )22( ،وتطبيقه بالدارس العلمية العتيقة ف بوادي سوس وحواضره.
وقد انتبهت أبناء النخبة السوسية بالواضر إل أن هذه الطوة ل يكن أن تتم دون موافقة
سلطات الماية ،ففكروا ف تقدي ملتمس إل اللك ممد الامس حول تطوير التعليم العتيق بسوس
وتديد مدارسه العتيقة ف إطار التعليم الر ،لعل ذلك يكون خطوة أول ف انضمام النطقة والنوب
الغرب عامة إل التطور الذي شهده التعليم على الصعيد الوطن ،وقد استغل العيان السوسيون
مناسبة زيارة اللك ممد الامس لراكش يوم 11رجب 1369ه الوافق 29أبريل
1950م لوضع الجر الساس لبناء مدارس بن دغوغ لتقدي اللتمس ،بعدما كانوا اتصلوا به قبل
قدومه إل مراكش وأطلعوه عليه ،فتلقى فكرة تقديه بالقبول مشيا إل أن الفرنسيي لن يتقبلوا هذا
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
الطلب بسهولة .وقد رفع اللتمس إل اللك ،ونقله إل القامة العامة الوزير الفقيه ممد العمري،
والقيم العام آنذاك النرال جوان الذي أجابه قائل:
" قل للسلطان يكن أن نفتح للسوسيي ثكنات عسكرية ف بيوگرا أو أگادير ليتدربوا فيها
()23
و ل يكن أن نسمح لم ولو بإصلح وتنظيم مدرسة واحدة بسوس".
لقد كان رد القيم العام على اللتمس اللكي إشارة إل رغبة سلطات الماية ف بقاء الدارس
العتيقة ف حالتها من التخلف والمود ،لنا ف نظرها مصدر خطر داهم إذا ما جددت وأصلحت
وتقق فيها طموح اللك ممد الامس والغاربة جيعا ،وقد توالت بعد ذلك الحداث السياسية الت
نتجت عن تسك اللك بواقفه الوطنية ومبادئه ما أدى إل عزله عن العرش ونفيه ،ونفي الوطنيي من
علماء ومثقفي ومناضلي ،وف غمرة هذه الوضاع السياسية والجتماعية الضطربة أسس طلبة
وأصدقاء ممد الختار السوسي -وهو منفي آنذاك مع نبة من الوطنيي ف معتقل تنجداد ث أغبالو
نكردوس -براكش جعية علماء سوس ف 1شعبان 1373ه موافق 5أبريل ،1953لتتابع
العمل ولتسهر على تنفيذ الشروع الصلحي للتعليم العتيق استعدادا للمرحلة القادمة حينما تكون
()24
الفرصة مواتية باستقلل الغرب وعودة الشرعية إل أصحابا.
ب -مرحلة الستقلل وتأسيس معهد ممد الامس بتارودانت:
استقل الغرب ورجع السلطان ممد الامس إل بلده وعرشه منصورا مظفرا ،فبادر علماء
الغرب وأعيانه لزيارته للتهنئة ومن هؤلء وفد علماء سوس النتظمون ف جعية علماء سوس ف شهر
دجنب ،1955الذين استغلوا الفرصة فعرضوا مطالبهم الجتماعية الصلحية الت سبق أن عبوا
عنها للملك من قبل ف عهد الماية ،وقد استقبل اللك ممد الامس العلماء الائة والثلثي الذين
حلوا بالرباط بالقصر اللكي وقدموا للملك مطالبهم الت كان التعليم العتيق من ضمنها ،جاء ف
ديباجة الطالب:
"فل يفى على مولنا ما لسوس من تاريخ ميد ،حافل بالبطولة ف ميادين العلم والدين
والدفاع عنهما بالسيف والقلم ،وأنتم يا مولنا أدرى الناس بأن سوس من أشد القطار الغربية تسكا
بالديانة السلمية ،والعزة القومية ،وإن هذه البلد ساهت مساهة فعالة ف بناء الغرب الزاهر إن ل
نقل هي الحرك لدولب التقدم والعمران ف إمباطورية مغرب المس ،تلك المباطورية الت كانت
أسبانيا السلمة والقطار الثلثة للمغرب العرب [ضمنها] )25(،وما الصفحات الت سجلها التاريخ
لبطال صحراء لتونة وجبال الصامدة ،إل وثيقة خالدة تنطق با لذه البلد قديا من مكانة ف الدين
والسياسة والجتماع ،بيد أنه -والسف يهز القلب -مرت بذه البلد ف عهد الماية البغيض
عاصفة جارفة قلبت أوضاعها ،وعكست حقيقتها ،وزعزعت جذور العلم والدين ف حوضها ،ولول
()26
تأصلها وقوة روحها لجتثتها من أصلها".
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
وقد اشتملت لئحة الطالب بنودا التمست تطوير التعليم العتيق باتاذ جلة من الجراءات،
هي:
-أن تكون موارد الدارس الالية مضبوطة تشرف عليها إحدى الوزارات الختصة
بواسطة لان موثوق با.
-أن ينظم التعليم فيها فيوضع له برنامج موحد معترف به من لدن الوزارة الت
تشرف على تطبيقه ،بيث يهيئ التلميذ لشهادات تول لامليها اللتحاق
بالعاهد الدينية.
-فصل الدارس عن كل سلطة ملية ،ومنع الشيوخ والقواد وأعوانم من التدخل
ف شؤونا.
-تأليف لنة علمية لجراء بث نزيه حول الدرسي الاليي وعمداء الدارس،
فيكون إقرار الساتذة ذوي الكفاءة ف مقاعد التدريس وعزل غيهم على ضوء
تقريرها.
-إجراء مباريات بي الرشحي لختيار من يشغل القاعد الشاغرة ف الدارس،
ويعفى من هذا الجراء أساتذة معروفون بالكفاءة والخلص للمهنة.
-إنشاء مكتب فن يسهر على تفتيش الدارس وإصلح أساليب التعليم وتديدها
تدرييا.
-العمل على تأسيس معهد ثانوي لدارس سوس ف أگادير تول شهادته لاملها
()27
النراط ف القسام النهائية بكليت القرويي وابن يوسف".
وقد عاد وفد من علماء سوس مرة أخرى إل زيارة اللك ممد الامس ف 19مرم
1376ه موافق 27غشت ،1956قدم فيها الزائرون للملك تقريرا موجزا عن أعمالم ف
ميدان إصلح التعليم وتديد مؤسساته كما أخبوه بتأسيس جعية علماء سوس وسعيهم لبناء العهد
الثانوي للتعليم العتيق ف مدينة تارودانت والعزم على انطلق الدراسة برسم ذلك ف شهر أكتوبر من
تلك السنة بالامع الكبي بالدينة ف انتظار استكمال بناء العهد.
وقد تلقى اللك ممد الامس مقترحات المعية بالقبول والتنويه والتشجيع وقد تلى ذلك
ف:
-دعمه جعية علماء سوس ف نشاطها العلمي الصلحي ،وقد عب عن ذلك
بقوله:
"إننا وحكومتنا مستعدون لتشجيع هذه المعية العاملة الؤمنة الت تقوم بأعمال ثقافية
()28
دينية واجتماعية جليلة تشكر عليها وتستحق كل تشجيع من الواطني".
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
-دعمه مشروع بناء العهد السلمي بتارودانت ،وإشرافه بنفسه على تسلم هبة
()29
أحد الحسني للقطعة الرضية الت سيبن عليها العهد الرودان.
-استقباله العلماء الشرفي على الشروع الرة بعد الرة وتزويدهم بنصائحه
وإرشاداته وإجابته استشاراتم ف ما يتعلق بوانب الشروع ومراحله ،فقد زاره
علماء المعية أربع مرات بالقصر اللكي بالرباط قدموا خللا ملتمساتم
()30
ومطالبهم.
-تصريه بالرغبة ف زيارة مدينة تارودانت عندما يؤسس العهد ،وذلك عندما
قال" :ستجدونن دائما بانبكم ف هذا اليدان بل ستجدونن أمامكم ،ويسرن
أن أزور سوس وأجد اللقات الدراسية بعهد تارودانت الذي نرجو له كل
()31
التوفيق".
-إسهامه ف التبع الذي انطلق لمع الموال اللزمة لبناء معهد تارودانت،
()32
حيث قدم مبلغ مليون فرنك للمشروع.
-موافقة اللك ممد الامس على طلب جعية علماء سوس الشرفة على مشروع
العهد بشأن معاوضة أرض البة للمشروع وبقعة أرضية ف ملك الحباس
بتارودانت ،وذلك بإصدار ظهي ف هذا الشأن مؤرخ ف 28ذي الجة
،1376وإصدار أمره إل وزير الحباس بالتنازل عن أكثر من نصف الفرق
()33
الناتج عن العاوضة لصال مشروع العهد وقدره ثلثة مليي فرنك.
-إصدار الذن بانطلق أشغال البناء بعد تعذر زيارته مدينة تارودانت ،وذلك
بطلب من المعية الشرفة ،على أن يضع اللك الجر الساس عندما يزور
()34
الدينة.
-الوافقة على تأسيس فروع أخرى لعهد ممد الامس بكل من بتزنيت وماسة
وأيت باها وتامگروت والديدة وتاليوين وتنار باحة ،وقد نتج ذلك كله -
فيما بعد – إحداث مرحلة جامعية بتأسيس كلية الشريعة بأگادير التابعة لامعة
القرويي ،سنة 1398ه موافق 1978م.
هكذا نرى أن اللك ممد الامس تابع أعمال تأسيس العهد السلمي بتارودانت منذ
بدايتها ،وساندها لنا خطوة لتطوير التعليم وترقيته ،فتطوير الدارس العلمية العتيقة يتاج إل زمن
طويل وجهد كبي مع ما يكتنف ذلك من تضحية مادية كبية وما سيجابه من معارضة الشرفي
عليها أو من مشاكل تربوية أو إدارية ،بينما كانت الاجة ملحة لنشاء مؤسسات تعليمية تنطلق ف
عملها بسرعة وتستوعب طلبة الدارس العلمية العتيقة ليستكملوا فيها تكوينهم العرف والفكري
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
وينفتحوا على العارف الديثة وعلى مريات الياة العصرية بعدما عمقوا معارفهم الشرعية واللغوية
من قبل بدارسهم العتيقة ،فكان العهد مرحلة تعليمية تربوية تؤهل الطلبة بتكوينهم تكوينا عربيا
إسلميا يافظ على القيم الت عمل الستعمار على استئصالا ويميهم من الضياع ومن النسلخ
عن أصالتهم كما يفظهم من المود والتحجر.
لقد كانت الاجة ملحة – إبان تأسيس معهد ممد الامس -لتخريج أجيال من الثقفي
لدمة وطنهم حديث العهد بالستقلل وتقوية إداراته وتتي شخصيته القومية السلمية ،وقد
استدعت هذه الاجة اللحة حل سريعا آنيا ف انتظار حلول طويلة الدى.
إضافة إل ذلك فطن مؤسسو العهد إل أن الدارس العلمية العتيقة ل تكن تقوم بالوظيفة
التعليمية العلمية وحدها لكن كانت لا أدوار اجتماعية أخرى متعددة ،أكثر خطرا ،فقد كانت
شديدة الندماج ف متمعها ،ما يعن ضرورة البحث عن رؤية شولية لصلحها ،ترتبط بإصلح
الجتمع عامة ،وقد تؤدي خطوات إصلح غي مسوبة العواقب إل خلخلة وضعية هذه الدارس
وعلقتها بجتمعاتا ووضعية الفقهاء والطلبة ،ما سيؤثر سلبا على التوازن العرف لتلك الجتمعات
خاصة التعلق منه بشؤون الدين والعقيدة ،فقد كانت هذه الدارس مؤسسات حرة ينفق الناس على
تسييها تعلقا منهم بالدين واحتسابا للجر عند ال تعال ،ويتقربون إل الفقيه والطلبة بختلف
البات تقديرا للقرآن الكري والعلم الشريف ،ويصدرون عن إرشادهم واستشاراتم وفتواهم،
فكانت رعايتهم للمدارس وقيميها وطلبتها تطوعا ل قهرا ،واحترامهم لا رغبا ل رهبا ،أي أن هذه
الدارس كانت حلقة حاسة ف منظومة اجتماعية دينية معرفية عميقة الذور ف التاريخ والوعي
الدين لعموم الغاربة.
لقد رأى دعاة إصلح التعليم العتيق وعلى رأسهم اللك ممد الامس رحه ال أن الدارس
العلمية العتيقة تقوم با هو مطلوب منها على قدر وسعها ،من حيث تكوين الطلبة ف العلوم الشرعية
والعلوم اللغوية بعدما استظهروا القرآن الكري ،وهذا أساس الفاظ على القيم السلمية والوطنية
الت ناضل الغاربة من أجلها ،كما استنتجوا أن إصلح هذه الدارس ف غاية الصعوبة ،ومتاج إل
نفس طويل وخطة قوية ،لن الصلح ل يتعلق بالناهج والدرسي والطلبة فحسب ،ولكنه مرتبط
أشد الرتباط بالجتمع من حول هذه الدارس .لذلك ارتأوا معالة الشكل العاجل الطروح وهو
إدماج طلبة هذه الدارس وخرييها ف النظومة التعليمية الوطنية وتأهيلهم فكريا ومعرفيا وفتح آفاق
العرفة التجددة الوثقة بالشهادات الدرسية والعلمية أمامهم ليسهموا ف خدمة وطنهم والفاظ على
ثوابته السلمية وقيمه الوطنية بعدما اكتسبوا تكوينا متينا جع بي القدي النافع والديث الفيد.
كما استنتج القائمون بالصلح أن تأسيس العهد ل يعن ناية مهمة الدارس العلمية العتيقة
بلوله ملها بل إن تأسيسه ما كان إل تتويا لهودها ف التربية والتكوين ،وتقوية لدوارها
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
الجتماعية والوطنية ،فقد كانت هذه الدارس إل جانب تعليم الطلبة ،تقوم بنشر العرفة السلمية
بي عامة الناس ،كما يعد أستاذها العال الفقيه حكما بينهم ف خصوماتم ومستشارهم ف قضاياهم
ومشاكلهم ،ومفتيا لم ف نوازلم ،وضامنا لوحدة الذهب الفقهي والعقدي ،وداعيا للتعلق بالدين
والشريعة ووحدة المة والوطن وطاعة السلطان ،ما جعل تلك الدارس مؤطرة للمجتمع من الناحية
الدينية ومافظة على توازنه وارتباطه بعقيدته وقيمه الوطنية.
لقد كانت هذه الرؤيا منطلق مشروع تأسيس معهد ممد الامس ،ليجسد تشبث الغاربة
بقيمهم ودينهم وهو ما عب عنه اللك ممد الامس عندما زار مدينة تارودانت لوضع حجر الساس
لبناء العهد ف 20ذي القعدة 1378ه موافق 29ماي 1959وألقى كلمة بالناسبة
أبرزت تصوره لصلح التعليم وتطويره ،واللفية الفكرية لذا الصلح الستندة إل الثقافة
السلمية والتراث العريق ،والبنية على التشبث بالعقيدة السلمية الت بنيت على أساسها الثقافة
الوطنية ،قال فيها:
" إن الثقافة السلمية جزء من مقوماتنا الوطنية ول يسعنا ونن نشيد صرح نضتنا الديثة
إل أن نستمسك با ونافظ عليها حفظا لكياننا ،وربطا لاضرنا باضينا وتيسيا لسباب التقدم
()35
والتطور الذي يعلها السلم ف متناول أيدي الذين يعتنقونه ويسيون طبق تعاليمه الالدة".
كما أشار رحه ال إل ضرورة تديد مضامي التعليم بعدم القتصار على العرفة الشرعية
واللغوية فقط بل الهتمام بالعلوم العصرية على اختلف أنواعها ،أسوة بالسلف الذين ل ينعهم
العتزاز بقيم المة السلمية من الزاوجة بي الساس العقدي التي والبداع اللق النفتح على
عصره السهم ف بناء الضارة النسانية ،قال عن الحافظة على القومات الوطنية:
" ..على أن هذه الحافظة ل تعن كما يتوهه البعض الوقوف عند حدود معرفة الحكام
الشرعية والقواعد اللغوية بل تفتح الجال لستيعاب العلوم والفنون على اختلفها ،لتكون ثقافتنا
السلمية حينئذ ثقافة كاملة نطيق با الساهة ف إقامة ركن الضارة الديدة كما ساهم أجدادنا با
ف إقامة ركن الضارة القدية ،وقد أصبح تعميم هذه الثقافة اليوم أمرا ضروريا ،لن حاجة البلد
تشتد شيئا فشيئا إل رجال مؤمني واعي متبصرين يقدرون السؤوليات ،ويعملون بإخلص
()36
ويسنون أداء الواجبات".
لقد كان تصور اللك ممد الامس لصلح التعليم عموما والعتيق منه بوجه خاص ،تصورا
واضحا مبنيا على التجديد والتطوير لتخريج جيل من العلماء الامعي بي متانة التكوين الشرعي
والنفتاح على قضايا العصر وإشكالته حت يستطيعوا مابة التحديات الطروحة ف وجه متمعاتم،
والسي با ف السبيل السوية المنة ،إضافة إل استلهام فعل السلف الصال للمة ف مافظتهم على
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
العقيدة وتسكهم بالشرع النيف واستنادهم على ذلك ف البداع العلمي والضاري وعملهم
لصال أمتهم ولصال البشرية كلها.
لقد كانت العمال العظيمة الت تققت ف فجر الستقلل بتأسيس العهد السلمي
بتارودانت ،خطوة عظيمة ف بناء الجتمع والدولة الغربية ،حققت أهدافا متلفة منها:
-تكي طائفة كبية من طلبة الدارس العلمية العتيقة من متلف مناطق الغرب من
استكمال دراستهم ،بل لقد تاوز المر استفادة الغاربة منه بعد أن أقبل عليه
الطلبة من خارج الغرب خاصة من السنغال وسياليون ودول إفريقية أخرى.
-تقيق إجاع وطن وملي جهوي بصوص العناية بالتعليم عامة والعتيق منه
بوجه خاص ،والعمل على خلق تعليم وطن مافظ على عقيدة المة وقيم
الوطن ،منفتح على العصر.
-تسيد التآزر بي ملك البلد ممد الامس رحه ال وعلماء الغرب من خلل
جعية علماء سوس ،ث متلف فئات الشعب من تار وفلحي
وحرفيي..وغيهم ،فقد كان بناء العهد فرصة لتحميس الناس وتأجيج مشاعر
الغية الدينية والوطنية عندهم لبناء مستقبل أبنائهم وبلدهم.
وقد عبّر ممد الختار السوسي عن أثر تأسيس معهد ممد الامس بتارودانت وأهية ما
حققه من إجاع وحاس ،فقال:
"نرى ف سنة 1377ه انبعاثا جديدا من سوس يتجلى فيما تده الن من معهد
تارودانت وفروعه كتزنيت وغيها ،فقد قامت الوزارة الشكورة بد يدها إل جعية علماء سوس،
فإذا بألف وسبعمائة من الطلبة السوسيي ف العهد الذي تاوز مع السنوات الول إل الثانوي،
واستطاع ذوو المم السوسية من الهال ،با نفخه فيهم مولنا ممد الامس ،أن يفتحوا جيوبم،
فإذا بؤلء الطلبة ،كأنم داخليون يأكلون الوجبات الثلث ،ويتمتعون بالوطية والغطية ،تت نظر
المعية الت قانت قياما مغبوطا بكل شؤون الطلبة ،مع تربية إسلمية واقعية تاشي العصر ،فأعلنت
سوس بذلك أن سلسلتها العلمية ل تزال إل المام ،وأن الحفاد تأثروا خطا الجداد ،فلتحي سوس
العالة ،وليحي الغرب كله ،وليحي عرشه الذي ردت به الياة إل كل النفوس ،ولتحي العاهد
()37
الدينية كلها متأثرة خطا أمها القرويي الالدة" .
التحق الطلبة بالعهد لستكمال تكوينهم ف العلوم الشرعية واللغوية والنفتاح على العارف
الديثة والتصورات الفكرية الستجدة ،وتصيل الشهادات الدراسية ،وقد مكنهم ذلك كله من
التدرج ف الستويات الدراسية العليا بختلف أسلكها وشعبها ،ول يكد ير عقد من الزمن على
افتتاح معهد ممد الامس بتارودانت حت كان طائفة من خرييه مصلي لشهادات عليا ف مال
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
العلوم الشرعية واللغوية والدبية والفكرية والقانونية والعلمية البحتة ،وحت أصبحوا يسهمون ف بناء
وطنهم وخدمته ،واستطاعت فئة منهم التميز ف الجالت الت تصصت فيها لتكون نوذجا للعال
الغرب الامع بي العرفة العلمية الشرعية والطلع على الثقافة واللغات العصرية والفكار الديثة ،مع
العقيدة السليمة والصالة التينة ،وقد دفع ناح معهد ممد الامس ف التكوين العلماء إل الستبشار
بإنازاته والتفاؤل بستقبله ،قال ممد الختار السوسي منوها بالعهد ومستبشرا باقتران تأسيسه
باستقلل الغرب:
" أقول إن الزمان قد استدار با تبه سوس ،فبز بعد الستقلل معهد منظم حافل يضم بي
جنبيه هو وفروعه أزيد من سبعمائة وألف طالب ..فالمد ل الذي آتانا الستقلل على يد ممد
()38
الامس ،فأتانا منه كل ما يرام ،وهل تروم سوس إل انبعاث العلوم فيها".
خاتة:
إن مشروع إصلح التعليم الذي نض به رجال الركة الوطنية وعلى رأسهم اللك ممد
الامس -الذي سطر خطوطه العريضة ف خطبه منذ بداية العقد الامس من القرن العشرين من
خلل إشرافه على إصلح جامع القرويي -نتاج مسية طويلة وعمل دؤوب ،كما أنه استلهام
للتراث الغن والتنوع واستثمار للماضي الضيء ف مواجهة قضايا الاضر وإشكالته ،ونن ف
عصرنا أحوج ما نكون إل دراسة هذا الفكر الصلحي الستني بالعقيدة السمحة وفهمه واستلهامه
ف النظر إل مشاكل التعليم ببلدنا بعد أزيد من خسي عاما من الستقلل ،كما أنه تربة غنية
خصبة تصلح لتكون أساسا لصلح التعليم العتيق وضمان إدماجه ف النظومة التربوية الوطنية عب
إصلحه بطريقة تافظ على خصوصياته التعليمية والنهجية ومكانته الجتماعية والعرفية ،بيث
يتمكن خريوه من إفادة متمعهم والسهام ف تنميته ونضته ،وليسترجع ماضيه الزاهر ف بناء المة
والفاظ على الذات بالرتباط بقومات الوحدة الوطنية وقيم السلم الصيلة والتراث الغرب
العريق.
الوامش:
نشر المقال بمجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الوقاف والشؤون السلمية بالرباط العدد 394بتاريخ
شعبان 1430موافق غشت 2009
-نقصد بالتعليم العتيق وبالصيل ،في هذه الدراسة ،ذلك التعليم المتوارث في المغرب منذ قرون والذي احتضنته المدارس 1
العلمية والجوامع في الحواضر والبوادي المغربية ،وقد صار مصطلح الصيل بعد الستقلل يطلق على التعليم الرسمي في
المعاهد الثانوية حيث الشعب الصيلة التي تولى فيها الهمية للعلوم الشرعية ،وهناك سعي الن لتعميمه على جميع المراحل
التعليمية ،أما مصطلح العتيق فقد أصبح دال على المؤسسات التعليمية غير النظامية ،من مدارس علمية وقرآنية ،ثم صار
شامل بعد ذلك لدور القرآن والكتاتيب القرآنية.
-نضال محمد الخامس للحفاظ على لغة القرآن ،محمد حجي ،ص ،456:ضمن الندوة الدولية حول :محمد الخامس الملك 2
- 15المعسول .273-3/272
- 16أنظر خلل جزولة ،محمد المختار السوسي .4/148
- 17تاج الرؤوس بالتفسح في نواحي سوس ،أحمد سكيرج ،ص43-42 :
- 18المدارس العتيقة بالمغرب وإشعاعها العلمي والدبي ،المهدي بن محمد السعيدي ،ص.64-63 :
-منار السعود عن تافراوت المولود ومدرستها العتيقة ،امحمد أيت بومهاوت ،تقديم الستاذ مُحمد العثماني ،ص :و ،مطبعة 19
البيضاء.1985 ،
- 24منجزات جمعية علماء سوس في عهد محمد الخامس ،ص ،15-14 :منشورات جمعية علماء سوس .1400/1980
- 25يبدو أن هناك سقطا في الجملة متعلق بخبر كان ،وقد أضفنا الكلمة بين المعقوفين ليستقيم المعنى .
- 26المرجع نفسه ،ص.30 :
- 27المرجع نفسه ،ص.32 :
- 28نفسه،ص.99 :
- 29المعهد السلمي بتارودانت ،..ص.76 :
- 30منجزات جمعية علماء سوس في عهد محمد الخامس ،ص,121 ،95 ،44 ،39 ،28:
- 31نفسه ،ص.41 :
- 32نفسه ،ص 41-40 :والمعهد السلمي بتارودانت .77-1/76
- 33منجزات جمعية علماء سوس في عهد محمد الخامس ،ص.50 :
- 34نفسه ،ص.51-50 :
- 35نفسه ،ص.103 :
- 36نفسه ،ص.104-103 :
- 37سوس العالمة ،ص 30 :هامش.2:
- 38المرجع نفسه ،ص 58 :هامش.1 :