الوضع الدولى مازالت آثار الزمة القتصادية والمالية الرأسمالية التى بدأت فى أمريكا منذ خريف 2008وامتدت إلى أوربا وكل بقاع العالم تخيم على الوضع العالمى ،وقد كشفت هذه الزمة الكثير من الوهام التى ملت الساحة الدولية طوال الربع قرن الخير حول الرأسمالية باعتبارها الحل الوحيد ونهاية العالم 00حيث أعادت إلى الذهان أزمة الكساد الكبير فى ثلثينيات القرن الماضى 0وفوجئ الجميع بسلسلة من النهيارات القتصادية والمالية والهيكلية التى لحقت بكبريات المؤسسات الرأسمالية كالبنوك وشركات التأمين والشركات النتاجية الحتكارية الكبرى كصناعة السيارات وغيرها 0وتم إفلس اكثر من 70بنكا فى أمريكا هذا العام من بينها بنوك عملقة وامتدت آثار الزمة اجتماعيا نتيجة زيادة معدلت البطالة وتفشى الفساد وتدهور مستويات المعيشة وفقدان المان والستقرار حتى بين العديد من الفئات الوسطى 0وعلى المستوى الفكرى والسياسى تداعت السس اليديولوجية المدافعة عن الرأسمالية وعن النيوليبرالية التى سادت وتسيدت منذ انهيار وتفكك التحاد السوفيتى 0وقد اعتبر كثير من المنظرين القتصاديين أن هذه الزمة تمثل ضربة قاصمة ليدلوجيا النيوليبرالية ،تلك السياسة التى جاءت فى أعقاب الزمة القتصادية الكبرى فى بداية السبعينات من القرن الماضى وبدأت تعلن عن نفسها فى التطبيق منذ بداية " توافق واشنطن " الثمانينات مع مارجريت تاتشر فى بريطانيا وريجان فى أمريكا وتم اعتبارها دستورا للرأسمالية بعد عام 1983والتى تقوم على السوق الحرة الطليقة والخصخصة وعدم تدخل الدولة والتخلى عن برامج الخدمات الجتماعية والضمان الجتماعى وتغول القطاع المالى على حساب القتصاد الحقيقى ،وقدمت الليبرالية الجديدة كوصفة جاهزة لحل المشاكل والزمات القتصادية فى كل مكان فى العالم وتم فرضها من خلل المؤسسات الرأسمالية العالمية ( الصندوق والبنك الدوليين ومنظمة التجارة الحرة ) على بلدان وشعوب العالم الثالث مما أدى إلى تعميق تبعية هذه البلدان وتدمير اقتصادها الحقيقى وزيادة غرقها فى الديون بينما لم يستفيد من ذلك سوى طغم ومجموعات احتكارية مالية قليلة العدد فائقة الثراء 0 كما أن هذه الزمة الرأسمالية الكبرى جاءت فى أعقاب سلسلة من الزمات المتتالية فى أطراف النظام الرأسمالى العالمى ( أزمة النمور السيوية وأزمة الرجنتين وأزمة المكسيك ) مما يؤكد على أن الرأسمالية كنظام اقتصادى اجتماعى عاجزة عن حل تناقضاتها الساسية وفاشلة فى مواجهة التحديات والمشكلت الكبرى التى تواجه البشرية 0 وفرضت هذه الزمة على النظم الحاكمة فى الدول الرأسمالية ضرورة الدارة الحكومية للزمة وإعادة العتبار لتدخل الدولة وتسارعت خطط النقاذ وتم ضخ ترليونات من الدولرات على حساب دافعى الضرائب لنقاذ المؤسسات الرأسمالية المهددة بالفلس مما أثار غضب دوائر واسعة من الشعب المريكى والوربى 0وينبغى توضيح إن هذه العمليات من التأميم أو شراء المؤسسات المهددة بالفلس والنهيار من قبل الحكومة ل تعد تأميما اشتراكيا بأى حال من الحوال لن الهدف منها هو إنقاذ الرأسمالية وهى ل تعود بفائدة مباشرة على العمال والفقراء ولكنها فى جانب آخر تعبر عن عجز وفشل صريح لسياسات النيوليبرالية وتراجع واضح عن أهم ركائزها 00 وقد تصاعد تطبيق سياسات النيوليبرالية مع صعود اليمين المحافظ إلى سدة الحكم فى أمريكا بقيادة بوش وعصابته مما أدى إلى سلسلة من الكوارث والزمات نتيجة لتبنيه استراتيجية الحروب الستباقية فى العراق وأفغانستان ورفعه شعار الحرب على الرهاب وانسحابه من معاهدات الحفاظ على البيئة وتصعيده لسباق التسلح النووى 00وهبطت سمعة أمريكا السياسية والخلقية إلى الحضيض 00وكان من الطبيعى أن يأتى اوباما إلى الرئاسة رافعا شعار " التغيير " ليمثل مخرجا لمريكا والعالم الرأسمالى من هذا المأزق 00وهذه التوجهات الجديدة فى سياسات اوباما التى اختلفت عن توجهات اليمين المحافظ وعبر عنها فى خطاباته العلمية فى القاهرة وغانا وتمثلت فى رفضه نظرية صراع الحضارات وتراجعه عن شعار الحرب على الرهاب وانتهاجه سياسة اكثر عقلنية فى السياسة الخارجية المريكية ومما ل شك فيه أنها تتيح ظروفا افضل لنضال شعوب العالم والقوى الديمقراطية والتقدمية ولقوى السلم والدفاع عن البيئة 0إن هذه التوجهات الجديدة لدارة اوباما رغم ما بها من اختلف مع سياسات اليمين المحافظ ل تعنى أن هناك انقلبا على النظام والمؤسسات الحاكمة فى أمريكا 00 فالذى يحكم أمريكا هى مؤسسات تمثل مصالح الرأسمالية الحتكارية والشركات متعدية الجنسية سواء كان يحكم أمريكا الحزب الديمقراطى أو الجمهورى وهى سياسات فى جوهرها معادية لشعوب العالم والعمال والكادحين ولقوى السلم والتقدم ول شك أن هزيمة قوى اليمين المحافظ وتفجر الزمة الرأسمالية العالمية على نطاق العالم وتدهور نفوذ الوليات المتحدة وفقدان الدولر لمكانته باعتباره عملة الحتياطى العالمى وبروز دول بازغة وقوية مثل الصين والهند والبرازيل وغيرها فى إطار مجموعة العشرين سوف يؤدى إلى التجاه نحو توازن جديد وقلق بين أقطاب متعددة ،والى تراجع تدريجى لدور الوليات المتحدة كقطب واحد مهيمن على العالم 0كما إن التطور القتصادى الهائل فى الصين وتوقع تفوق اقتصادها على القتصاد المريكى عام ، 2027كما أن التطورات الجتماعية والسياسية الجارية فيها واتباعها نظام اشتراكية السوق بقيادة الحزب الشيوعى ،كل هذا يجعل من الصعب إصدار حكم مسبق على مسار التجربة الصينية أو توقع حسم هذه التطورات باتجاه الرأسمالية أو الشتراكية فى السنوات المقبلة مما يقتضى مزيد من الدراسة والهتمام بالتطورات الجارية هناك لما لها من تأثير على مستقبل التطور العالمى 0 ولشك أن الثار السلبية والمدمرة للزمة الرأسمالية العالمية سوف تظل مستمرة لفترة ليست قصيرة إل انه ل يمكن الزعم بأنها أزمة نهائية 00فسوف تتمكن الرأسمالية من تجاوز الزمة إل أنها ستنفجر بعد فترة بشكل اكثر عنفا 00غير أن الفرص التاريخية يمكن أن تضيع ما لم يكن هناك النقيض القادر على تقديم البديل الجذرى وهى الشتراكية بشرط تطويرها وتصحيحها بشكل يتلءم مع الظروف الموضوعية والشروط المادية لعصر العولمة الرأسمالية وثورة التصالت والمعلومات ولبد من القول أن الزمة الخيرة للمنظومة الرأسمالية العالمية تفتح آفاقا اكبر لبلدان الجنوب كى تتعاون فيما بينها ومع التكتلت البازغة مثل مجموعة شنغهاى ومجموعة دول أمريكا الجنوبية لكى تكسر طوق تبعيتها للمبريالية العالمية ولكى تعد نفسها لحتمال تعدد القطاب والكتل فى قمة النظام الدولى مما يتيح لها هامشا للمناورة مثلما كان متاحا لبلدان عدم النحياز وحركة التحرر الوطنى فى حقبة النظام الثنائى والحرب الباردة ولشك أن العالم يشهد فى السنوات الخيرة بداية مرحلة مد لموجة تحررية وثورية جديدة فى مواجهة العولمة الرأسمالية والهيمنة المريكية ظهرت بوادرها فى الحركة الجتماعية المناهضة للعولمة ،وتحول العديد من دول أمريكا اللتينية فى اتجاه اليسار بدرجات مختلفة ،وتصاعد حركة الطبقة العاملة العالمية فى مواجهة تداعيات الزمة الرأسمالية العالمية ، وانتشار المحاولت الجادة لتطوير الفكر الماركسى والشتراكى وتجديده مما يؤذن ببداية مرحلة تاريخية جديدة وطويلة فى النضال من اجل عولمة بديلة إنسانية وديمقراطية لن تتحقق إل فى إطار اشتراكى بديل للنظام الرأسمالى الذى لم ينتج سوى الفقار الوحشى للغالبية الساحقة من الفقراء والكادحين والمتعطلين عن العمل فى مقابل الثراء الفاحش لقلة قليلة من النخب الثرية التى تعيش على الريع والمضاربة والربح السريع فى مناخ يتعيش على الفساد المتفشى فى كل اوجه الحياة ،كما لم تتوقف الرأسمالية عن إنتاج الفوضى والحروب والستعلء الثقافى وإثارة الكراهية والتهديد بفناء البشرية وإعلء شأن الربح عن أى شأن آخر 0 الوضع العربى : لشك أن الوضع فى منطقتنا العربية هو وضع سلبى ومتردى وإلقاء نظرة سريعة على الوضع فى العراق وفلسطين ولبنان واليمن والسودان تؤكد خطورة ما وصل إليه هذا الوضع الذى اصبح مهددا بالتهميش والتقسيم والتجزئة والصراع والقتتال حيث تعانى معظم البلدان العربية إن لم يكن جميعها من أنظمة حكم استبدادية تعبر عن مصالح رأسمالية كبيرة وطفيلية وشبه إقطاعية تكرس التخلف وتقمع شعوبها وتقف عقبة أمام أى محاولت للصلح وتدور فى فلك العولمة الرأسمالية وتخضع للهيمنة المريكية التى تريد السيطرة على منابع النفط وتكريس إسرائيل دولة عظمى إقليمية فى المنطقة وتقسيمها عرقيا ومذهبيا 00ومازالت السمة المميزة للقتصاد العربى على العموم تتجلى فى طابعه الريعى وتباطؤ وتأثر النمو القتصادى حيث لم يتجاوز معدل النمو خلل العشرين عاما الخيرة %2بينما ارتفع معدل التضخم بنسبة اعلى 0 كما أن تأكيد اوباما على انسحاب أمريكا من العراق قبل نهاية عام 2012ل يغير من أن الهدف الساسى لمريكا كان وسيظل هو السيطرة على منابع النفط فى العراق والخليج والرغبة فى الخروج من مستنقع العراق مع استمرار الهيمنة القتصادية والسياسية عليه بأقل الخسائر مع الحرص على استمرار الوجود العسكرى بأشكال مختلفة 00لذلك ينبغى التصدى للمحاولت المبريالية الرامية إلى تحويل النظار إلى إيران لن مصدر الخطر الحقيقى هو الحتلل المريكى ومؤامرات تقسيم العراق على أساس طائفى وعرقى كما أن النتخابات النيابية الخيرة فى لبنان لم تخرجه من أزمته ،بل كرست الطائفية وأظهرت مدى تدخل الطراف الخارجية وتأثيرها الكبير على نتائج النتخابات 0كما كشفت عجز القوى الجتماعية والسياسية عن بلورة مشروع الكيان – الدولة فى وطن يحظى بإجماع اللبنانيين 0وقد أدى الصطفاف الطائفى إلى فقدان الحزب الشيوعى اللبنانى لقسم كبير من أصوات ناخبيه وعدم تمكنه من نسج تحالفات تحت سقف برنامجه إل انه أصر على خوض المعركة على موقفه المستقل المعارض لطرفى النظام المنغمسين طائفيا 0 ول شك أن انفراد حزب المؤتمر الوطنى السلمى بالسلطة فى السودان وهيمنته على أهم مواقع اتخاذ القرار فيه حتى بعد اتفاقية السلم بين الشمال والجنوب هو السبب الساسى لما يعانيه السودان من أزمة شاملة تهدد بانقسامه بل وهو السبب لتفجر العديد من الزمات فى المناطق المختلفة ( إقليم دارفور ) 00ول سبيل بالطبع لدولة المواطنة المدنية فى واقع التعدد والتنوع القائم فى السودان دون فصل الدين عن السياسة ول سبيل لوحدة الوطن الطوعية دون تكافؤ الفرص أمام مختلف التوجهات الحضارية فى السودان وتعبيد الطريق للوحدة فى إطار التنوع 00ويرى الحزب الشيوعى السودانى إن بناء التحالف الوطنى الديمقراطى وقيام سلطته السياسية وجهاز دولته الديمقراطي القريب من الشعب والذى يفتح الباب واسعا بدستوره وتشريعاته وهياكله القوية للديمقراطية وللتنمية القتصادية والجتماعية والثقافية الشاملة لتجديد بنية المجتمع السودانى 0 وحديث اوباما فيما يخص الصراع العربى الصهيونى ل يتعدى مجرد كلم دون فعل حقيقى ول ينبغى أن ننسى أن التحالف الستراتيجى بين أمريكا وإسرائيل هو الذى يشجعها على استمرار سياستها العنصرية والعدوانية المعادية للفلسطينيين والعرب ،كما أن حصر اوباما لسبل مقاومة الحتلل السرائيلى فى الوسائل السلمية فقط وإدانته للمقاومة المسلحة باعتبارها عنف مرفوض هو تعامى عن اعتبار أن الحتلل السرائيلى هو السبب الرئيسى لستمرار الصراع ،وهو تجاهل لمواثيق المم المتحدة التى تؤكد على حق الشعوب الصيل فى مقاومة الحتلل بكل الوسائل ومن جانب آخر فان النظم العربية المتخاذلة والمتواطئة تتحمل مسئولية اكبر فى استمرار هذه الوضاع وخاصة فى ظل حالة النقسام الفلسطينى ،وبدل من استغلل التوجهات الجديدة لوباما للضغط على أمريكا بلغة المصالح التى ل تعرف سواها تحاول هذه النظم كسب المزيد من الوقت لخداع شعوبها واستمرار سياستها المتخاذلة ،وعلينا التذكير بأن اوباما ل يمكنه أن يكون عربيا اكثر من العرب أو فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين ونحن نتطلع إلى القوى الوطنية الفلسطينية كلها دون استبعاد وفى مقدمتها القوى التقدمية والديمقراطية للقيام بدور طليعى قائد لنهاء أوضاع النقسام الفلسطينى والوقوف بقوة فى وجه مخطط تصفية القضية الفلسطينية وفى وجه عمليات الخلط التى تجرى على الساحتين الفلسطينية والعربية بين المقاومة التى ترفع السلح من اجل تحرير التراب الوطنى الفلسطينى والمتقاتلين من اجل اقتسام السلطة الذين يرفعون السلح من اجل تكريس النقسام الفلسطينى 0إن القضية الفلسطينية فى هذا الظرف تحتاج إلى ضرورة الحوار من اجل صياغة إستراتيجية وطنية جديدة للكفاح الوطنى الفلسطينى فى ظل الظروف الجديدة ،على أن يكون الحوار شامل وليس مجرد حوار ثنائى بين فتح وحماس أو بين السلطة الوطنية الفلسطينية فى الضفة وحماس المسيطرة على غزة ،فمثل هذا الحوار تكريس لمنطق النقسام واستبعاد القوى الفلسطينية غير المتورطة فى الصراع على السلطة ،ويتطلب نجاح مثل هذا الحوار العودة بالقضية الفلسطينية إلى ثوابتها الوطنية كحركة تحرر وطنى ضد الستعمار ومن اجل تحرير الرض المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 4يونيو 67وعاصمتها القدس وإزالة المستوطنات وحق العودة والتخلص مما علق بهذه القضية من تصورات واتجاهات حولت القضية الفلسطينية إلى قضية صراع بين المسلمين واليهود ،أى حولتها من قضية تحرر وطنى إلى قضية صراع دينى والى حرب دينية ،فل يجب أن نردد دون أن ندرى تلك المزاعم الصهيونية فنخدم مصالح العدو ونضر بقضيتنا الوطنية ،فإذا كانت إسرائيل تسعى إلى تكريس دولة إسرائيل كدولة يهودية ونحن نرفض ذلك ونقاومه ،فهل نقوم نحن بإقامة دولة إسلمية فى غزة ونتصور إننا ننصر قضيتنا أو ننصر السلم ؟ إن العودة إلى المبادئ والمنطلقات الساسية لحركة التحرر الوطنى الفلسطينية هى أساس الخروج بالقضية الفلسطينية من مأزقها الراهن ،وهى أساس أى حوار جديد لنهاء حالة النقسام والقتتال الفلسطينى واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية هى المرجعية الساسية مع ضرورة إصلحها ومقرطتها وتخليصها من الفساد والبيروقراطية وضم جميع الفصائل إليها لتكون الداة السياسية الموحدة التى تعبر عن إرادة الشعب الفلسطينى فى مواجهة الحتلل ،مع ضرورة التفاق على استراتيجية وقيادة موحدة للمقاومة تحدد أساليب الكفاح وتوقيتات استخدامه بما يعود بالمصلحة على الشعب الفلسطينى مما يدعم الوحدة الوطنية الفلسطينية كأساس للكفاح الموجه ناحية العدو بكافة الطرق والوسائل 0 كما انه لبد من تنسيق العمل بين القوى اليسارية والتقدمية العربية لمواجهة المخططات المبريالية والسرائيلية والنضال من اجل تصفية القواعد العسكرية المريكية من كل المنطقة العربية وإنهاء الحتلل المريكى للعراق وتقديم الدعم للشعب الفلسطينى فى نضاله لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة ورغم بداية صعود موجه جديدة من المد الشتراكى والتقدمى ظهرت بوادره فى بلدان أمريكا اللتينية وبعض المناطق الخرى فى العالم ،إل انه يجب العتراف انه ما زالت القوى الديمقراطية واليسارية والتقدمية العربية ضعيفة وتحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والتنسيق المشترك لكسر الثنائية المفروضة على الشعوب العربية بين استبداد أنظمتها الحاكمة وحركات السلم السياسى التى ل تختلف عنها من حيث الجوهر 0وتحتاج أيضا إلى تجديد الفكر والدماء وأساليب العمل حتى تتواكب مع العصر وتستعيد دورها الفاعل والمبادر فى مجتمعاتها 0 الوضع الداخلى مع استمرار سياسات التحالف الطبقى الحاكم الذى احتكر السلطة والثروة طوال ما يزيد عن 30عاما ،والقائمة على الستبداد والتراجع المستمر على الهامش الديمقراطى المحدود الذى انتزعه النضال الشعبى فى فترات سابقة وتأكيد حكم الفرد والحزب الواحد وهيمنة رأس المال على السلطة السياسية ،وتخلى الدولة عن مسئولياتها فى تحقيق التنمية وتوفير الخدمات الساسية وترك السوق نهبا لرأسمالية جشعة ومتوحشة وفاسدة ،وبالتالى تدهور مستوى معيشة الطبقات الشعبية والوسطى وازدياد نسب الفقر والبطالة ومعاناة فئات متزايدة من الجوع وتوالى الزمات القتصادية والجتماعية 00فقد شهد هذا العام بروز وتأكد ظاهرة جديدة خطره وهى "غياب الدولة وتفككها" إل كسلطة قمع أمنيه 0 لم تعد الدولة المصرية " المركزية " بتاريخها الطويل والعريق موجودة وفاعلة فى حياة الناس والمجتمع ،بعد تفكك كل مؤسساتها نتيجة للصراعات بين " العصابات " والشلل التى تحركها مصالحها الخاصة فى كل أجهزة الدولة والحكم والسلطة وغابت الدولة عن حل مشاكل وقضايا الوطن وبدت عاجزة وغير عابئة بما يجرى فى مصر ولناسها ،أصبحت الدولة متفرجة على مشاكل الوطن وقضاياه ول علقة لها بهما 00سواء كانت انتشار الجرائم وظهور نوعيات جديدة منها وانتشار الفساد والفقر والبطالة والغلء وارتفاع السعار وفوضى المرور وحوادث الطرق وتجارة العضاء البشرية وانتشار الوبئة والمراض الجديدة وتدنى مستوى التعليم و 000الخ وفى نفس الوقت تبدوا الدولة حاضرة كقوة قمع واستبداد بهدف ضمان استمرار التحالف الطبقى الحاكم فى السلطة وتضييق الهامش الديمقراطى المحدود ومنع أى تطور ديمقراطى حقيقى يفتح الباب فى المستقبل أمام إمكانية تداول السلطة عبر صناديق النتخاب وإنهاء حكم الفرد والحزب الواحد 0 فبعد التعديلت الدستورية التى اقترحها رئيس الجمهورية ووافق عليها مجلس الشعب كما هى ،خاصة تعديل المادة 88 وإلغاء إشراف القضاء على انتخابات مجلس الشعب وإضافة فصل سادس تحت عنوان " مكافحة الرهاب " من مادة واحدة ( المادة ) 179تدعو إلى إصدار قانون جديد لمكافحة الرهاب يعطل الحريات الخاصة والعامة المنصوص عليها فى الدستور فى المواد 41و 44و 45فى إجراءات الستدلل والتحقيق ،ويعطى رئيس الجمهورية مطلق الحرية فى إحالة أى جريمة يعتبرها من جرائم الرهاب إلى أى جهة قضائية منصوص عليها فى الدستور والقانون 00وتوالت خلل هذا العام الجراءات والمواقف المعادية للديمقراطية والتى تصب فى تأكيد الدولة الستبدادية فحالة الطوارئ المعلنة منذ 6أكتوبر عام 81مازالت مستمرة وحتى 31مايو – 2010على القل – أى أننا سنعيش فى ظل حالة استثنائية يحكمنا قانون استثنائى منذ ما يقرب من 28عاما ويدافع النظام على استمرار حالة الطوارئ بحجة مواجهة الرهاب 0 ومنذ أشهر قليلة ثارت مخاوف حقيقية حول قضية انتقال السلطة فى مصر واحتمال السقوط فى هاوية الفوضى نتيجة للوضاع الدستورية غير الديمقراطية والوضاع السياسية التى تصادر إمكانية التغيير السلمى وتداول السلطة 0فغياب الرئيس حسنى مبارك الذى يحكم مصر منذ 28عاما عن تشييع جنازة حفيده الذى توفى فى مايو الماضى وإلغاء زيارته للوليات المتحدة التى كان محددا لها 25مايو ،طرح تساؤلت عدة حول مستقبل السلطة فى مصر وطبيعة انتخاب مجلس الشعب القادمة فى 2010وانتخابات رئاسة الجمهورية ، 2011وعاد الحديث من جديد عن صراع السلطة داخل مؤسسة الرئاسة وداخل أسرة الرئيس واحتمال تنحى الرئيس لسباب صحية – أو أسباب أخرى – قبل انتهاء الفترة الرئاسية الحالية والشروع فى التوريث ،والتفكير فى حل مجلس الشعب الحالى وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة هذا العام وانتخابات رئاسية مبكرة العام القادم يرشح الحزب الوطنى لها جمال مبارك نجل رئيس الجمهورية 0 وتثور نقاشات بين الحزاب السياسية الرئيسية حول انتخابات مجلس الشعب القادمة وجدوى المشاركة فيها على الساس الفردى وفى ضوء التزوير الواسع الذى جرى فى النتخابات البرلمانية الخيرة فى 2005والنتخابات المحلية بعدها ، وإلغاء الشراف القضائى تماما بالتعديلت الدستورية عام ، 2007المر الذى يجعل وجود ممثلين لحزاب المعارضة الديمقراطية الرئيسية مثل التجمع والناصرى والوفد والغد أو فوز مرشحى الخوان المسلمين أو اليسار الذين يخوضون النتخابات كمستقلين رهنا بسماح النظام واجهزته 00ويجب أن يكون واضحا أننا ل نتهم القيادات البرلمانية الحزبية والمستقلة القادرة على الفوز فى النتخابات العامة والوصول إلى مجلس الشعب بوجود علقة لها بأجهزة النظام أو أن المن سيعمل على فوزها ،فهذا غير صحيح على الطلق ولكن المتوقع أن المن لن يتدخل لسقاط بعض مرشحى الحزاب أو المستقلين القادرين على الفوز ،لن الحكم فى حاجة لوجود معارضه فى الصورة بشرط أن ل يتجاوز وجودها حدا معينا وان يضمن الحكم أغلبية تفوق الثلثين فى البرلمان القادم وفى ضوء تمسك النظام بإجراء النتخابات على الساس الفردى وعدم توفير ضمانات لنزاهة النتخابات يرى حزبنا ضرورة اتخاذ موقف واضح ومشترك لحزاب المعارضة حتى ل تفقد مصداقيتها أمام الجماهير التى تنظر إلى النتخابات القادمة باعتبارها مسرحية يتم تجهيزها تمهيدا للتوريث ومن سيشارك فيها على الرضية التى يعدها الحزب الوطنى فسيكون جزء من الكورس الضرورى لكمال الصورة وإتمام الصفقة 0وتواجه قيادات الحزاب الديمقراطية – خاصة التجمع والناصرى – امتحانا صعبا لتحديد موقفها من المعركة النتخابية ،وهل الوفق أن تقاطع كافة الحزاب الديمقراطية هذه المعركة المزيفة وتترك الحزب الوطنى ينافس نفسه مع أحزاب اللفتات ،أم من الصوب خوض المعركة على أساس التنسيق فيما بينها ليكون هناك مرشح واحد فى كل مقعد من كم ،فإما أن ينجح فى هزيمته أو يكون إسقاطه بالتزوير كاشفا عن فساد العملية النتخابية وانسداد أفق التطور الديمقراطى ولم تسلم السلطة القضائية من موجة العداء للحريات العامة والديمقراطية التى تشنها السلطة 0فلجأ وزير العدل إلى التقدم بمشروع قانون لزيادة عدد أعضاء مجلس القضاء العلى مما يمس استقلل القضاء وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من القضاة ،وأوقف إصدار هذا التعديل بقرار جمهورى كما كان يخطط وزير العدل ،وان كان خطر التعديل ل يزال قائما وكل الشواهد على الساحة السياسية والثقافية تؤكد صحة موقفنا من أن قضية الديمقراطية الذى ينطلق من أن النضال البرلمانى هو أحد أشكال النضال الديمقراطى الذى يتسع ليشمل كل أعمال الحتجاج والتظاهر والضراب العام والعصيان المدنى ،وهذه العمال يزداد اللجوء إليها عندما تنغلق سبل التغيير عن طريق النتخابات وان قضية الديمقراطية ل تتوقف ففقط عند حدود النتخابات وتداول السلطة ولكنها فى الساس هى قضية الدولة العلمانية المدنية التى تقوم على أساس مبدأ المواطنة وحرية الفكر والتعبير والعتقاد والبداع والبحث العلمى ،ونحن نرفض كل أعمال القمع الفكرى التى تمارسها المؤسسات الدينية التابعة للدولة وكذلك أنصار الفكر المتطرف وبعض المثقفين الفوضويين وقوى السلم السياسى التى تعمل على ترويع المفكرين والدباء والمثقفين وتسعى إلى تكفيرهم وجرهم إلى المحاكم بدعاوى الحسبة وفتاوى العصور الوسطى 0كما نؤكد أن استمرار هذا المناخ المتعصب سيؤدى إلى تكرار اشتعال أحداث الفتنة الطائفية بشكل يهدد بإحراق كل شئ وتهديد كل السس والمنجزات التاريخية للشعب المصرى وعلى المستوى القتصادى والجتماعى فالزمة تزداد خطورة كل يوم والبيانات والرقام التى تذيعها الجهزة الحكومية نفسها والمؤسسات والمراكز الدولية الجادة تقول أن المر يكاد يتجاوز الزمة ليصبح كارثة بكل معنى الكلمة 0وإذا بدأنا بمعدل النمو فسنجد أن القتصاد المصرى بعد أن حقق خلل ثلث سنوات متتالية من 2005إلى 2008نسب معقولة للنمو هى %6.8ثم %7ثم % 7.2بدأ فى التراجع فانخفض معدل النمو إلى %4.3فى الربع الثالث من العام المالى – 2008 2009وتتوقع مراكز البحوث والدراسات أن يكون النمو فى نهاية العام المالى الحال بنسبة %4وحتى هذا العائد المنخفض للنمو يذهب إلى رجال العمال والطبقة الغنية بينما يتحمل الفقراء ومحدودى الدخل تكاليف هذا النمو كما سنرى فى هذا التقرير كما شهد العام المنقضى انخفاضا شديدا فى معدلت المدخرات القومية إلى الناتج المحلى الجمالى ،إذ انخفض من %18 إلى %14والمفترض طبقا للمعدلت العالمية أن ل يقل معدل الدخار عن %30وانخفاض معدل الدخار يعنى تراجع الستثمارات المحلية ويزيد المر خطورة تراجع الستثمار الجنبى المباشر فى مصر بنسبة %53فى الفترة من يوليو 2008 إلى مارس 2009ليصل إلى 5.2مليار دولر مقابل 11.2مليار دولر فى الفترة المناظرة وكان تأثير الزمة المالية والقتصادية العالمية واضحا ،إضافة إلى فساد السياسة القتصادية للحكم القائم ،وظهر ذلك واضحا فى انخفاض تحويلت المصريين العاملين بالخارج وعوائد السياحة وعوائد قناة السويس التى حققت تراجعا خلل النصف الول من عام 2009بما قيمته 638.9مليون دولر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى ويتواصل العجز فى الموازنة العامة والميزان التجارى 0وواصلت أسعار المواد الغذائية الرتفاع بنسب كبيرة فعلى سبيل المثال زادت أسعار الخضر والفاكهة بنسبة %38واللبان والجبن والبيض بنسبة %29والسماك والحيوانات البحرية بنسبة %17.4واللحوم الحمراء والدواجن بنسبة %13.6 وحقق الجنيه المصرى مزيدا من النخفاض أمام الدولر خلل ،2009ووصل إجمالى الدين المحلى 745مليار جنيه والدين الخارجى وصل إلى 30.9مليار دولر تعادل 173مليار جنيه مصرى ،أى أن إجمالى الديون 918مليار جنيه ويذهب %60 من الموازنة العامة لسداد أعباء الديون 0 وتقول وحدة أبحاث اليكونوميست ( ) EIUفى تقريرها فى شهر يونيه 2009حول القتصاد المصرى أن " تراجع معدلت النمو سيؤثر سلبا على الفقراء وسيؤدى إلى حالة من عدم الرضا التى قد تقود إلى عدم الستقرار الجتماعى خلل العام القادم " وهو توقع صحيح 0وقضية الفقر فى مصر والتفاوت الطبقى الرهيب الناتج عن انحياز السياسات القتصادية والجتماعية للرأسمالية الطفيلية والتابعة قضية حاكمة وبالغة الخطورة 0 " ويقول تقرير الصندوق الدولى للتنمية الزراعية التابع للمم المتحدة أن هناك 48مليون مصرى فقير ووصفهم بأنهم جوعى ومرضى يعانون من كل أنواع الحرمان من الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الصحية " ويقول تقرير مجلس أمناء هيئة الستثمار أن %20من سكان مصر أى 15.2مليون نسمة يصل متوسط دخل الفرد فيها شهريا نحو 101جنيه فى اليوم ( أقل من دولر يوميا ) ونحو %20آخرين يصل متوسط الدخل الشهرى للفرد 122جنيها أى نحو 4.4جنيه يوميا ( اقل من دولر يوميا ) أى أن %40على القل من سكان مصر 30.4مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر بالمقاييس العالمية 0وحدث تغيير فى الهيكل الديموجرافى للسكان ،فمعدل الغنياء %8والطبقة الوسطى %15 والفقراء %40ومن هم يعانون من فقر مدقع 0 %15وهذا يعكس تفاوت طبقى صارخ وتركز حاد للثروات فى أيدى أقلية ضئيلة 0 وارتفع عدد ونسب المتعطلين عن العمل 00وبينما تقدرهم الجهزة الرسمية فى بداية عام 2009بنحو 2.4مليون عاطل عن العمل ،تقدرهم دراسات بعض المراكز المستقلة ب 6مليون عاطل عن العمل 0 وفى مواجهة هذه الوضاع القتصادية والجتماعية المتردية تصاعدت حركة الحتجاجات الجتماعية فى السنوات الخيرة تلك الحركات التى بدأت منذ نهاية عام 2006مع الضراب الكبير لعمال شركة غزل المحلة تأخذ اتجاها اجتماعيا وطبقيا واضحا حيث رصدت بعض التقارير الصادرة بشأن الحركة العمالية إحصائيات حول حجم التحركات المطلبية العمالية التى بلغت 226تحركا فى 2006تصاعدت إلى 756تحركا فى 2007وزاد هذا الرقم فى 2008وامتدت لتشمل قطاعات جديدة وأبرزها عمال النقل العام والسكك الحديدية والمحاجر والصناعات الكيماوية وسائقى الشاحنات وغيرها 0وقد امتدت هذه الحركة لتشمل قطاعات واسعة من المهنيين ( المحامين والصيادلة والطباء والمعلمين وخبراء وزارة العدل ) والموظفين ( موظفى الضرائب العقارية والبريد والتربية والتعليم وغيرها ) كما امتدت لتشمل تحركات للسكان فى أحزمة الفقر والحياء العشوائية والعمالة الغير منظمة وكذلك وسط الطلب وان كانت فى نطاق محدود وتميزت تلك التحركات بتنوع أشكال الحتجاج ( الضراب – العتصام – التظاهر – الشكاوى الجماعية – رفع الدعاوى القضائية – الضراب عن الطعام ) كما أظهرت تطورا فى قدرة هذه الفئات على الحركة المطلبية وتحقيق مكاسب فئوية ونقابية ،كما تجلى دور النساء فى معظم هذه التحركات 00 كما برزت تحركات احتجاجية ضد تصاعد ظاهرة الحتجاز والتعذيب داخل أقسام الشرطة تميزت بردود أفعال غاضبة تتسم بالسخط والعنف فى كثير من الحيان 0ومن اللفت أيضا اتساع دائرة الحتجاج فى قضايا تلوث البيئة ( المياه والهواء والرض ) أبرزها قضية أجريوم التى اتخذت طابعا شعبيا ساهمت فيه القوى الجتماعية والسياسية والشعبية فى محافظة دمياط 00كما استمرت الحركة الحتجاجية فى أوساط الفلحين احتجاجا على قرارات الستيلء ومصادرة الراضى وقرارات الدارة المحلية 00كما شملت أيضا الصيادين وأصحاب المزارع السمكية فى كفر الشيخ 00كما تظاهر أهالى العديد من القرى احتجاجا على حوادث الطرق مما كان يؤدى إلى قطع الطرق الرئيسية فى كثير من الحيان 0 ومن ابرز نتائج هذه التحركات فى الفترة الخيرة تأسيس نقابة مستقلة لعمال وموظفى الضرائب العقارية وكسر احتكار التحاد العام الحكومى وتشجيع العمال فى المواقع الخرى على النضال من اجل حرية تشكيل نقاباتهم ،كما تأسس اتحاد أصحاب المعاشات كمنظمة نقابية مستقلة تدافع عن حقوق أصحاب المعاشات وتشكلت حملة " معا من اجل الحقوق والحريات النقابية " شارك فيها عدد كبير من الحزاب ومنظمات المجتمع المدنى ونجحت فى التفاق على مشروع قانون حول حرية تشكيل النقابات وضرورة النضال المشترك من اجل إقراره واتسمت ردود أفعال الدولة ما بين الحتواء وتلبية المطالب وما بين التصعيد واستخدام العنف والحصار المنى واعتقال العديد من المشاركين فى تلك التحركات 0وتهديد القائمين عليها باستخدام سيف القانون والعتقال مما يقتضى ضرورة توحيد الجهود فى هذه المعركة الطويلة التى تعتبر بالنسبة لليسار هى جوهر قضية الديمقراطية وقد أكدت الحداث فى الفترة الخيرة صحة موقفنا الذى رفض التهليل أو الستجابة إلى بعض الدعوات المتسرعة وغير الناضجة للضراب العام والعصيان المدنى وحذر حزبنا من اللعب بهذه العمال الثورية والشعارات الكبرى لن ذلك يمكن أن يضر بالحركة العمالية والجماهير ويؤدى إلى حالة من الحباط عندما ل تجد أى استجابة حقيقية فالضراب العام والعصيان المدنى هى اعلى مستوى من النضال الجماهيرى والثورى ولبد من توافر عوامل موضوعية وشروط ذاتية لنجاحها 00كما أنها ليست أعمال ارادوية تتم بناء على إعلن أو دعوة عامة على النترنت ،ولكنها تتحقق من خلل تصاعد نضال حقيقى وارتفاع فى مستوى وعى وتنظيم العمال المضربين ووجود قيادة موحدة نابعة من قلب الحركة إن الحركة الحتجاجية الجتماعية التى تصاعدت فى السنوات الخيرة ورغم أنها مازالت تتحرك فى اتجاه مطلبى وفئوى جزئى إل أنها تملك فى قلبها عوامل تطورها نحو بناء حركة منظمة تفرز أشكال نضالية متدرجة ومتصاعدة 00لكى تنتزع حقها فى التنظيم المستقل وخلق شبكاتها وروابطها إن النتقال إلى مستوى المطالب السياسية بالتغيير للواقع القتصادى والجتماعى والسياسى القائم لن يتم إل من خلل دور واعى وفاعل للحزاب والقوى اليسارية والتقدمية فى ربط هذه التحركات الحتجاجية لكى تصب فى نهر التغيير الشامل واخرج البلد من أزمتها الخانقة 0إن الظروف الحالية تستدعى القوى اليسارية والشتراكية بقوة ولديها الفرصة التاريخية لكى تستعيد دورها وتناقش بصراحة كيفية تطوير عملها وتحديد أساليبها فى ضوء برنامج واضح يحدد معالم الوضع الحالى والهداف التكتيكية والستراتيجية لنضالها من اجل التغيير 0 ولقد بدأنا هذه الخطوات فى التحالف الشتراكى ونأمل أن تستمر وتحقق النجاح فى الفترة المقبلة 0