Professional Documents
Culture Documents
نحن ،فً الحقٌقة، نرٌد أن نفرؼه كله ربما نعثر ،قبل الموت، على ضحكة مختبئة فً أعماقنا.
لٌلة الدلتا ضفادع تدٌر اسطوانة تآكلت من كثرة االستعمال. ناموس ٌحاول أن ٌعدل بٌن األصحاء و المرضى. خفراء عجائز ،النوم ٌسرقهم تسقط رإوسهم فجؤة و تقتل الفراشات. ٌوجا َ ك ْتم األنفاس أطفال ٌمارسون ُ فً أكوام التبن بعد كسر األطباق. ٌربٌن رومانسٌتهن بنات ُ بخٌاطة مالبس لصؽار األبقار من أ ْ شولة ممزقة. خراؾ راقدة تلحس ضوء القمر المخنوق. كلب ٌنبح ال ألي شًء إال لٌقتل الوقت. نسوة جالسات على العتبات ٌنظرن بفرح
قلوبهم خشنة ٌح ّ كها الحب( (لم ُ ما ٌتواطإ الهواء معهم دائ ً و ٌنفخ جالبٌبهم لكً ٌظهروا فً عٌوننا الصؽٌرة أضخم من حقٌقتهم. لم ٌكونوا ٌحضنوننا مثلما كنا نتوهم كانوا ٌثبتون لنا أنهم قادرون على تحطٌم ضلوعنا .لو عصٌنا أوامرهم
اآلباء. ما الذٌن نشبههم تما ً ما عنا، ،رؼ ً على أمل أن ٌعٌشوا مرة ثانٌة بطرٌقة أفضل. الذٌن سعوا إلنجابنا بشؽؾ بالػ لكً ال ٌكونوا وحدهم الذٌن تعقرهم الحٌاة. نحن ال نفهم ما إذا كانوا لم ٌفكروا ٌو ً أن ٌشتؽلوا عازفً إٌقاع فلماذا تدربوا كل هذه التدرٌبات الشاقة على خدودنا؟
نمسك أعضاءهم لٌتبولوا (كً ال نكون عاقٌن( كنا نمسح دموعنا و نقول" :ال ٌهم ض ا" حٌن نكبر سنكسرهم أٌ ً إال أنهم و حٌنما تؤتٌنا الفرصة المناسبة ٌنكسرون من تلقاء أنفسهم.
ّ اإلوزات تعزؾ لهن أوركسترا قضٌن عمرهن كله فً الحجرات الضٌقة. دا لم ٌتذكرن أب ً أن ٌنظرن للشمس و هن ٌنشرن الؽسٌل فوق السطوح. المرات القلٌلة التً ؼادرن فٌها المنازل كن ٌسقطن بعد كل خطوة ألنهن نسٌن المشً فً مساحات واسعة. حبون فً دموعهم ٌْ أطفالهن الذٌن َ ٌعرفونهن من أرجلهن ال وجوههن. حٌن ٌمتن ٌنهرن النسوة الالتً ٌولولن ألجلهن سلنَ جثثهن بؤنفسهن. ٌؽ ِّ و ُ
مى الدقٌق حّ ُ لم ٌكنّ ٌنخلن كنَّ ٌرقصن على إٌقاع المناخل ثم ٌخرجن من حجرات المعٌشة مالئكة بٌضاء بؽبار الدقٌق إلى أن ٌلطمهن األزواج فجؤة عدن مرة ثانٌة فٌ ُ أشباحا ً فً مالبس سوداء.
كانوا ٌجهزوننً....... ٌع ُ تها ألنتقم منهم( (ض ّ حٌنما كان أبً ٌضربها و تهجر البٌت كنت أتشبث بذٌل ثوبها و أجري فً الؽٌطان خلؾ خطواتها المتعجلة خدي. و حطب القطن ٌخدّ ش َّ دا لم تكن تحملنً أب ً لم تكن تب ّ طئ خطواتها ألجلً أبدً ا طرح ُ تها السوداء ،التً ٌطٌرها الهواء فوقً، ؼمامة تمطر الدمع.
ٌدهاٌ .دها الخشنة التً ٌمكننً أن أعد المرات التً رأٌتها دون آنٌة كانت تنتهز الفرصة و تقضً نهارات كاملة تنقش بها الورد على كعك العٌد. و كما ٌفعل الفنانون الحقٌقٌون تقؾ ،أمامنا، بجزع شدٌد َ خشٌة أال نؤكل لوحاتها.
سّ كر ابتسامتك بالسكر دمعاتك بالسكر تقفٌن فً الماء و ال ٌذوب السكر. تقعٌن و ال تنفرط حباته. اآلن عرفت لماذا ٌتشاجر األطفال على قبالتك. َ الملتصقة بجسدك أهش الفراشات كً ال تطٌري و أبقى وحدي. أنت تشٌخٌن فً األربعٌن لتزدادي مهابة. وزنك المتناقص ٌختلط بالهواء ٌش َ فى ناس مصابون باألمالح. لَ أسنانك تسقط ألنكِ ال ٌلٌق بكِ إال أسنان ذهبٌة. تمرضٌن باألمراض الحلوة صة الصؽٌرة أٌتها الل ّ كنت تسرقٌن بٌضات دجاجتكم و تفرطٌن فً أكل الحلوى.
دم المدرسة (كنت أكتب به( فضالً عن أنها تعمدت أن ترهقنً و هً تلدنً، ما مالبس سوداء كانت ترتدي دائ ً لتضٌع منً فً ظالم الؽرفة كما أنها كانت تمسح دم المدرسة عن أنفً ،قبل أن ٌعلم أبً، لتهدٌدي لو خالفت أوامرها كؤن تجبرنً على أن أرتدي ً شتوٌة بشعة مالبس قضت لٌالً طوٌلة تلفقها لً أو أن أنتحب معها ألجل نعوش عابرة ال أعرؾ من بداخلها.
أطرد الؽرٌب ٌمكننً أن اطرق باب أي منزل و أدخل حجرتً و أعلق قمٌصً على المسمار خلؾ بابها ثم أجلس الى المائدة و أتناول العشاء. بالتؤكٌد سؤطوح الطبق فً الهواء ألن الطعام نٌئ قلٌالً و أنهر البنت ،التً هً أختً، ألنها تؤخرت بالخارج. ثم أقؾ فً الشرفة ألوح البنة الجٌران. و ِّ ال أشعر أبدً ا بؤننً ؼرٌب إال حٌنما تضمنً صاحبة المنزل م ا. و التً تشبه أمً تما ً
ضة معهم طاسة الخ ّ كنا نهجر األهل إثر كل صفعة و نعمل قراصنة نؤكل لحوم المسافرٌن و نضاجع جنٌات الماء. و حٌن نعود فً نهاٌة الرحلة )بسٌوؾ نهزها فً الهواء فتن ّ قط الدم مقوسة قلٌالً ّ لكثرة ما ؼرسناها فً القلوب( نجدهم ٌنتظروننا على الشاطئ ٌلوحون لنا بذعر حقٌقً ّ فنكتم ضحكاتنا و كل منهم ٌختبئ خلؾ اآلخر كلما تقدمنا لنحضنهم بصدور و َ منا علٌها جماجم شْ ما متقاطعة و عظا ً بٌنما المدرسون ٌدقون عص ٌّهم بؤٌد مرتعشة
رقٌة ُ )خطة ألجل الصؽار) إال اننا كانت لنا وسائلنا الخاصة النتزاع حنانهم فقط ،نجلس فً الشمس مى إلى أن نصاب بالح ّ فٌضطرون وهم ٌرقوننا،، أن ٌمرروا ،برفق، أٌدٌهم المعروقة على أجسادنا و ٌرموا لكالبنا الصؽٌرة ،التً ٌركلونها بوحشٌة، الرقٌة. خبز ُ
محراث ..تآكلت أسنانه (من كثرة الحرث ،ال الحلوى( لم ٌرنً جٌدًا آخر مرة علً و سٌكون َّ بٌدي أن أطعمه ّ أٌضا حٌنما تهتز ٌداه ً فً المستقبل. الٌدان اللتان كانتا تضرباننً بقسوة. سؤكون نذالً و أبتسم.
اندلقت منه قطرات فصنعت النجوم تحبس طاجن اللبن فً ؼرفة المعٌشة ثم تربط المفتاح فً طرؾ َ حتِها رَ طْ و تجلس أمام الباب. و لما كنا ،نحن األطفال، ح علٌها بؤننا جوعى نل ُّ ُ توهمنا عا حقٌقٌة ، ،و هً تذرؾ دمو ً بؤنه ؼافلها و فر من الشباك قمرا فً السماء. لٌشتؽل ً
ربطنا فٌها البهائم كؤي شجرة لما شح بصرها علً أن أعطل طفولتً و كان َّ و أسحبها لتثرثر مع جارات قدٌمات كنت أنتقم منها فً الطرٌق و أؼرسها فً الوحل ثم أجمع األطفال و نتسلقها. و مع أنها كانت تبكً و تنهرنا إال أنها ئا فشٌ ً ،شٌ ً ئا، صارت تتماٌل مع الهواء. و فً المرة األخٌرة أخرجتْ ثمرات تٌن من جٌوبها و رش َ قتها لنا فً أصابعها.
سكر لما تداهمها الؽٌبوبة ترى نفسها جالسة على شوال من رٌش فوق رأسها تاج من أؼصان الصفصاؾ و أبً ،داه ً هباب الفرن نا وجهه ب َ ِ ِ لٌبدو كخادم حبشً، روح على وجهها بمقشة طوٌلة. ٌ ِّ ُ بٌنما جارتنا ،بٌدٌن مرتعشتٌن، تؽسل قدمٌها و تجففهما فً ثوبها البنفسجً الذي ؼاظتها به طوٌالً.
ٌبة ..و سٌمهلها ٌومٌن طّ حٌنما سٌفاجئها عزرائٌل ،وهً وحدها بالمنزل، ستقدم له فطٌرة و كوب شاي (ثم تسحبهما ،بخجل، بعد أن تتذكر أنهما دون سكر مطل ً قا( زوجت ثالث بنات و تحكً كٌؾ ّ دون أن تقترض ،من الجٌران، طب ً د ا. قا واح ً إن زوجها ما كان ٌفتح بٌتا لو لم ٌبع خاتمها " الكلٌوباترا". و ستشتم له أم طارق. ثم تقؾ فجؤة و تقول: "بعد إذنك ٌا عزرائٌل، سؤرش القمح للدجاجات ٌه: ُ كٌؾ أستقبل وحدي ،هكذا، رجاالً ؼرباء؟"!
أمً ...برمٌل الدمع فً أٌامها األخٌرة ما ابٌض شعرها كالقطن تما ً َّ و كان علٌنا أن نتبادل نوبات حراستها ِّ لنفزغ العصافٌر التً تحط من النوافذ و تصنع منه أعشاشها. ضا كان علٌنا أٌ ً أن نربط لها ٌدها بشرٌط فً رقبتها ً معروقة بعد أن صارت كجذر شجرة حتى ال تنتهز أقرب فرصة و تتشبث بالتراب.
أبً بكى فع ً ال تفرجت علٌه( )أنا َّ كانت تنظر لنا بطرؾ عٌنها و تبالػ فً األنٌن لتتؤكد أن هناك من ٌبكً ألجلها ،و لو لمرة ، قبل نهاٌة العمر. مع أن مالك الموت ٌسحب روحها بخفة شدٌدة بٌدٌن مدربتٌن على مالٌٌن الموتى منذ أن تسلم مهام عمله من......
البطل مك) )أو كٌؾ تطعم الدو َ د بؤ ِّ سٌناولها أبً لً و سؤرقدها على جنبها األٌمن ثم أهٌل التراب ،ببراعة، على ابتسامتها خارجا و أتسلل ً دون دمعة تهز رجولتً أمام األكؾ الكثٌرة التً تتزاحم لمصافحتً.
ستصلح سحابتٌن تتعاركان و هً عابرة بالتؤكٌد ستبتسم لنا من السماء و هً راقدة على ظهور اإلوزات و أخواتً البنات ٌلوحن لها بالدموع و المنادٌل.
خالفات عائلٌة ستكون راقدة ،ال تزال، على جنبها األٌمن ابتساماتها مق ّ شرة على التراب جوارها عندما ٌدخل أبً معطرا فً كفن صوفً. ً دا ستلملم كفنها حول صدرها جٌ ً ثم تنهره بعٌنٌن متدلٌتٌن و تقول: ضا؟" "لماذا لم ِ تقض اللٌلة عندها أٌ ً و ربما تقذفه بحفنة دٌدان شرهة. أو تترجى المالكٌن اللذٌن صارا صدٌقٌها،، لٌحاسباه بشدة إال أنها حٌن ٌذرؾ أول دمعة تذكره بالشهادتٌن ثم تفك رباط كفنه الضٌق و تضع قدمٌه فً حفرة دمع ساخن و تمنحه مخدَّ ة تراب مرٌحة.
سكر ٌدفن جسدها الذي س ُ و ٌختلط بالتراب لن ٌنبت تفاحة أو وردة. بارة سٌنبت ص َّ مس َّ كرة. ُ
كل هذه السنٌن ٌعودون كل مساء حاملٌن الفإوس على األكتاؾ و بؤورام صؽٌرة فً األٌدي زرعوا القمح للتموٌه بعد فشلهم فً العثور على الكنز
الزوجات ٌنظرن لهم ،فً صمت، ٌرنهم. ٌع ّ و ال ُ ضا أضعن أعمارهن هن أٌ ً فً سرقة النهر بجرارهن.
ؼرباء الجالبٌب خٌامهم مثل أَ ْ مسوسة ولة قمح ّ شِ ٌستندون على الجدران ؼٌر قادرٌن أن ٌهشوا البط الذي ٌنقر أقدامهم المتورمة فقطٌ ،نظرون لنا بؤسى و نحن ندمً وجوهنا بؤمواس الحالقة م كانوا و ٌتذكرون أٌا َ شون الحشائش بالمح ّ ح ُّ شات ٌ ِ دون أن ٌخدشوا وجه األرض.
بعٌن داخل قلبً متر ّ و بجزمهم أٌدٌهم تح ّ التً ُ نن ،بلمسة، ضروع البقرات فٌشخب لبنها فً الطواجن. التً تقنع الشموس الصؽٌرة الهاربة فً األجساد النحٌلة بؤن تحج إلى أمها فً السماء. التً توزع الطعام ،دون أن تسر الٌمنى للٌسرى ، .على الفقراء و أهل الخطوة فً الموالد التً تبتسم ،فً الخفاء، تحت المنادٌل فً أٌدي عرسان بناتهم. المتصببة عر ً قا .و هً تحاول التوقٌع على العقود المرتعشة ،بمذلة حقٌقٌة،
و هً تكرر كذبها على هللا فً الدعاء. كان ال بد لها أن تلطم وجوه الزوجات ،من وقت آلخر، كً ال تنسى رجولتها.
سعداء بعطر ال ُ ؽسل (هذه أول مرة( كملوك قدامى ٌحملهم العبٌد فً المحفات ٌضطجعون على أكتافنا. ٌختلسون النظرات من فتحات النعوش دون و ٌع ّ ،بفخر، الرجال الكثٌرٌن الذٌن ٌسٌرون خلفهم فً مالبس زاهٌة. ال ٌإرق فرحهم إال األشٌاء البٌضاء فً كفوؾ الزوجات فً آخر الصفوؾ هل هً منادٌل مبللة بالدمع أم حمامات تحاول الطٌران؟
لٌلة ألهل هللا ٌحاول أبً ٌْ همها أن ُ فِ أنه ال توجد مطابخ فً الجنة تساعد فٌها الحورٌات. بٌنما هً تبتسم و ّ تحذره من أن ٌنسى و ٌشمر ذٌل جلبابه لٌرص األرائك و ٌوزع األطباق على المإمنٌن.
أٌن أحزاننا القدٌمة أٌن كالبنا؟ ما بالتؤكٌد سنعود ٌو ً حفاة و بمالبس ممزقة ٌدق األطفال خلفنا على أؼطٌة األوانً. دا آباإنا سٌدفعوننا بعٌ ً كً ال نوسخ عباءاتهم بلعابنا. بٌنما تمسح أمهاتنا دموعهن بؤطراؾ الشٌالن و ٌدعٌن ألبنائهن كً ال ٌعودوا مثلنا.