You are on page 1of 107

‫جامعة اللك عبد العزيز بدة‬

‫كلية الداب والعلوم النسانية‬

‫قسم اللغة العربية‬

‫جم وعلم الـدّللَـة‬


‫معْـ َ‬
‫ال ُ‬
‫(للطلب المنتظمين والمنتسبين)‬

‫مـاش‬
‫د‪ .‬ســالم سليمـان الخ ّ‬
‫‪ 1428‬هـ‬
‫موقع لسان العرب‬

‫‪http://www.angelfire.com/tx4/lisan‬‬

‫‪http://www.khamash.cjb.net‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫المد ل الرحن الرحيم والصلة والسلم على أفضل الرسلي وعلى آله وصحبه أجعي‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فنقدم ف هذه الوريقات لبنائنا الطلب استعراضا ملخصا لادة علم الدللة والعجم‪ ،‬ونرجو من‬
‫ال العلي القدير أن يكون مرشدا لم ف تلمس طرق هذه الادة وشعابا وهاديا لم على معرفة منافذها‬
‫وأبوابا‪.‬‬

‫د‪ .‬سال الماش‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الـــدللة‬

‫الدللة لغة‪ :‬جاء ف القاييس‪ :‬إبانة الشيء بأمارةٍ تتعلمها‪ ،‬يقال دَل ْلتُ فلنا على الطريق‪ ،‬وَالدليل‪ :‬المارة ف‬
‫الشيء‪.‬‬
‫الدللة اصطلحا‪ :‬يعرفها الرجان فيقول‪" :‬الدللة هي كون الشيء بالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر“‬
‫العلمة‪ :‬هي الشيء الدال على شيء آخر‪.‬‬
‫علم العلمات‪ Semiotics :‬مشتق من الكلمة اليونانية ‪ semeion‬الأخوذة من ‪ sema‬وتعن "علمة" وعلم‬
‫العلمات علم يعن بدراسة أنواع العلمات والشارات وتصنيفها با ف ذلك العلمات اللغوية‪.‬‬

‫علم العلمات عند پيس‬


‫يقول الفيلسوف المريكي پيس‪ :‬ليس باستطاعتنا أن ندرس أي شيء ف هذا الكون ‪ -‬كالرياضيات‬
‫والخلق والعادات والفلك والاذبية والكيمياء والكلم ـ إل على أنا أنظمة سيميولوجية (أشارية)‪.‬‬

‫أنواع العلمات عند بيس‬


‫•ميّز پيرس ‪ Pierce‬ثلثة أنواع من العلمات ‪:‬‬

‫(أ) العلمة اليقونية ‪ : Iconic Sign‬العلمة الت تبي مدلولا عن طريق الحاكاة‪ ،‬مثل صور الشياء‪،‬‬
‫والرسوم البيانية‪ ،‬والرائط‪ ،‬والنماذج‪ ،‬والجسمات‪.‬‬

‫(ب) العلمة الشارية‪ : Indexical Sign :‬العلمة الت تشي إل مدلول لعلقة تلزمية‪ ،‬مثل الدخان ف دللته‬
‫على وجود النار‪ ،‬وآثار الرانب والباري ف دللته على وجود هذه اليوانات‪ ،‬وآثار الجرم ف دللتها على‬
‫تورطه ف جريته‪ ،‬البوب الت تظهر السم عند الصاب بالصبة أو الدري‪.‬‬

‫(جـ) الرمز‪ : Symbol :‬العلمة الت تفيد مدلولا بناء على اصطلح بي جاعة من الناس‪ ،‬مثل‪ :‬إشارات‬
‫الرور الضوئية‪ ،‬وعلمة صح √ وعلمة خطأ ‪ X‬وعلمات الوسيقى ♫ ومفردات اللغة مثل‪ :‬شجرة‪،‬‬
‫حصان‪ ،‬كتاب‪ ،‬صدق‪ ،‬قتل‪ .‬وأصوات البواق والجراس‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫ميز نوع العلمات التالية؟‬

‫شكل ‪1‬‬

‫شكل ‪2‬‬

‫شكل ‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫أصناف العلمات‬
‫العلمات كثية ومتعددة الشكال واللوان والغراض والصفات‪ ،‬ويكن تصنيفها حسب منظورات متعددة‪،‬‬
‫وأشهر هذه التصنيفات ما يلي‪:‬‬
‫إرادية‪/‬لإرادية‬
‫العلمات الرادية‪ :‬هي الت تصدر عن النسان قصدا وعنوة‪ .‬وهي نوعان‪:‬‬
‫(أ) اتصالية بتة‪ ،‬وهي الت يراد منها نقل العلومات فقط‪ ،‬مثل‪ :‬إشارات الرور‪ ،‬وإشارات الرتب العسكرية‪،‬‬
‫وأجراس الريق والكوارث‪ ،‬وأبواق السيارات‪ ،‬وصفارات العسس وحكام الرياضة‪ ،‬وإشارات مقاييس الضغط‬
‫والرارة والسرعة‪،‬‬
‫* وف مال اللغة تتمثل ف لغة العلوم والرشادات والتوجيهات والخبار والشهادات‪.‬‬

‫(ب) اتصالية جالية‪ :‬تستخدم لنقل الفكار ف أشكال جالية‪ ،‬كالصور الفنية‪ ،‬والتماثيل‪ ،‬والتمثيل الصامت‪،‬‬
‫والقطوعات الوسيقية‪.‬‬
‫* وف مال اللغة يدخل فيها الشعر والقصة والسرحية وغيها من الفنون اللغوية المالية‪.‬‬
‫العلمات اللإرادية‪ :‬وهي الت تصدر عن النسان بغي قصده‪ ،‬ول يتحكم فيها‪ .‬وهي أنواع منها‪:‬‬
‫(أ) صوتية‪ :‬كالسُعال والبكاء والشخي‪ ،‬والعطاس‪.‬‬
‫(ب) حركية‪ :‬كجريان الدم ف العروق وحركة العدة والقلب‪ ،‬وحركة كريات الدم وغيها‪.‬‬
‫(ج) شكلية‪ :‬كحمرة الجل وتهم الوجه‪ ،‬وأسارير البِشر على الوجه وتغي لون الشعر لتقدم السن‪.‬‬

‫طبيعية‪/‬صناعية‬
‫العلمات الطبيعية‪ :‬هي الشارات الت تنتجها الطبيعية‪ ،‬وهي أنواع‪:‬‬
‫(أ) صوتية‪ :‬هزيز الريح وهزي الرعد وحفيف الشجر وخرير الاء وزقزقة العصافي ونقيق الضفادع ودوي‬
‫النحل‪.‬‬
‫(ب) حركية‪ :‬كحركة الشجار الدالة عل اتاه الرياح‪ ،‬وحركة الوج الدالة على حالة البحر‪ ،‬وحركة‬
‫السحاب الدالة على اتاه المطار‪ ،‬وحركة الظل والشمس الدالة على الوقت‪.‬‬
‫(ج) شكلية‪ :‬كتشكيلت النجوم الدالة على النواء والوقت‪ ،‬وأشكال القمر الدالة على التقوي الزمن‪،‬‬
‫وخضرة الشجار الدالة على الفصول‪ ،‬وألوان الفاكهة والضار الدالة على النضج‪.‬‬
‫(د) شية‪ :‬كرائحة الزهور والنبات وروائح اليوانات والشرات وروائح الخلفات واليف وغيها‪.‬‬
‫(هـ) ذوقية‪ :‬كطعوم الوجودات الطبيعية‪ ،‬كطعم الفواكه مثل التفاح والبطيخ؛ وكطعم المضيات مثل‬
‫الليمون والبتقال؛ وكطعم اللح الطبيعي والعسل غيه‪.‬‬
‫(و) لسية‪ :‬كحرارة الجسام الطبيعية وملستها ونعومتها ونتوءاتا الت تدل على نوعها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫العلمات الصناعية‪ :‬هي الت من صنع النسان‪.‬‬


‫(أ) صوتية‪ :‬مثل أصوات أجراس الريق‪ ،‬أجراس الساعات‪ ،‬صفارات العسس والرور‪ ،‬أبواق السيارات‬
‫والقطارات‪.‬‬
‫(ب) حركية‪ :‬مثل حركة عقارب الساعة‪ ،‬وحركات مؤشرات القاييس والوزان‪ ،‬وحركة مقياس سرعة‬
‫الرياح‪.‬‬
‫(ج) شكلية‪ :‬كاللوان الضوئية الت تصدرها الجهزة والت تدل على عملها أو حالتا‪ ،‬وسرعاتا‪.‬‬
‫(د) شية‪ :‬كروائح العطور‪ ،‬والبيدات والسموم‪ ،‬والدخنة الصناعية والغازات‪.‬‬
‫(هـ) ذوقية‪ :‬كطعوم الطعام الطهي واللوى البوظة‪ ،‬الرطبات الغازية‪.‬‬
‫(و) لسية‪ :‬كحرارة الجهزة والدوات وبرودتا‪ ،‬وملستها وخشونتها‪ ،‬ومعرفة نوعها وشكلها عن طريق‬
‫اللمس‪.‬‬

‫أيقونية‪ /‬اصطلحية‪:‬‬
‫العلمات اليقونية‪ :‬هي الشارات الت تاكي ما تشي إليه‪ ،‬وأنواعها هي‪:‬‬
‫(أ) عالية اليقونية‪ :‬كالصور التليفزيونية الية‪ ،‬والصور الفوتوغرافية‪ ،‬وبعض اللوحات الفنية (شكل ‪8‬‬
‫نابليون)‪ ،‬والنماذج ومسمات البان والشاريع‪.‬‬

‫(ب) منخفضة اليقونية‪ :‬وهي الت تكون الحاكاة فيها ضعيفة‪:‬‬


‫‪ -‬الرقصات الشعبية‪.‬‬
‫‪ -‬اللوحات الفنية كالسريالية والتكعيبية (شكل ‪ 8‬لوحة الصرخة‪.).‬‬
‫‪ -‬الفنون الفلكلورية (عمود طوطمي)‬
‫‪ -‬الحلم لنا رموز اللوعي والعقل الباطن‪..‬‬
‫‪ -‬بعض الشعائر الدينية كرمي المرات‪ ،‬والسعي‪.‬‬
‫‪ -‬بعض مفردات اللغة الت تاكي معانيها‪ ،‬مثل أساء اليوانات الشتقة من أصواتا‪ :‬هدهد‪ ،‬بوم‪ ،‬غاق‪ ،‬وبعض‬
‫الفعال‪ ،‬نو‪ :‬شهق‪ ،‬صرخ‪ ،‬لث‪ ،‬خبط‪ ،‬ضرب‪ ،‬حكّ‪ ،‬طنّ‪ ،‬حنّ‪ ،‬رنّ‪.‬‬

‫العلمات الصطلحية‪ :‬هي الشارات الت ليس بينها وبي ما يشي إليه ماكاة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬بعض إشارات الرور الضوئية‪ ،‬وإشارة منوع الوقوف‬
‫‪ -‬وعلمة صح √ وخطأ ×‪.‬‬
‫‪ -‬وحروف الجاء‪ :‬أ‪ ،‬ب‪ ،‬ت‪...‬إل‪.‬‬
‫‪ -‬وشارات الرتب العسكرية‪( .‬شكل ‪)10/11‬‬

‫‪6‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬ويوجد عدد كبي من العلمات اللغوية من هذا الصنف‪ ،‬مثل‪ :‬فرس‪ ،‬حصان‪ ،‬ثعلب‪ ،‬جبل‪ ،‬شس‪ ،‬قمر‪،‬‬
‫كتب‪ ،‬عمِل‪ ،‬سار‪ ،‬وقَف‪.‬‬

‫بسيطة‪ /‬مركبة‬
‫العلمات البسيطة‪ :‬مثل إشارات الرور‪ ،‬والياءات الدالة على التحية أو الياب أو الرفض أو الوداع‪،‬‬
‫الرتب العسكرية‪ ،‬العلم‬
‫العلمات الركبة‪ :‬وخي ما يثلها اللغة النسانية الركبة من خلل ثلثة مستويات‪ :‬الستوى الصوت‪ :‬ب‪،‬‬
‫ت‪ ،‬ر‪ ،‬ط‪ ،‬ع ‪ ....‬إل‪ ،‬والستوى الكلمي‪ :‬بعث‪ ،‬رسالة‪ ،‬ممد‪ ،‬أم‪ ،‬هـ‪ ،‬والستوى النحوي‪ :‬بعث ممد‬
‫رسالة إل أمه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫علم الدللة وموضوعه‬

‫أصل اصطلح الكلمة‪ :‬علم الدللة هو اصطلح حديث لكلمة ‪ Semantique‬الفرنسية أو ‪Semantics‬‬
‫النليزية‪ .‬وأصل الكلمة الفرنسية هو اصطلح وضعه اللغوي الفرنسي ‪( Bréal‬بريال) سنة ‪ 1897‬وورد‬
‫ف كتابه ‪( Essai de sémantique‬مقالت ف علم الدللة) والكلمة تعود إل الكلمة اليونانية ‪ sema‬الت‬
‫تعن "علمة"‪ .‬وما يدر ذكره هنا أن كلمة ‪ sema‬الؤلفة من الصلي الرفي ‪ s m‬قريبة الشبه من الذر‬
‫العرب الؤلف من الصلي س ‪ ،‬م اللذين يرافقهما حرف لي‪ ،‬فهناك‪:‬‬
‫‪ -‬سة "علمة" الشتقة من الصل (و)سم "علّم الشيء"‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الذي يبدو أنه يعود إل وسم‪.‬‬
‫وقد اختلف الؤلفون العرب ف مقابلة مصطلح ‪ Semantics‬فبعضهم يقابله بعلم العن وبعضهم يقابله‬
‫باصطلح دللة اللفاظ ولكن القابل الكثر شيوعا الن هو علم الدللة‪.‬‬
‫موضوع علم الدللة‪:‬‬
‫(أ) معان الفردات‪:‬‬
‫لقد تطور موضوع علم الدللة عب تاريه الديث‪ .‬ففي بدايته كان مط اهتمامه هو البحث ف أصل معان‬
‫الكلمات وطرق تطور تلك العان‪ .‬وهذا الفهوم التصق بتعريف هذا العلم عند عدد من الدارسي‪:‬‬
‫‪ -‬يبيّن بيي جيو ف كتابه ‪ La Semantique‬موضوع هذا العلم بأنه "يُعن بدراسة معن الكلمات"‪.‬‬
‫‪ -‬يعرف أولان ‪ semantics‬بأنا "دراسة معان الكلمات" (‪.)semantics, 1‬‬
‫وهذه التعريفات ف الواقع تنطبق الن على "علم الدللة العجمي"‪.‬‬
‫(ب) معان الفردات والتراكيب‪:‬‬
‫مع تطور العلم أصبح واضحا أن حل مشكلة معان الفردات ما هو إل خطوة بداية من سلسلة طويلة من‬
‫الطوات الت تؤدي إل كشف العن‪ .‬وإذا كان الدف من علم الدللة الوصول إل العن فعليه أن يعال‬
‫مستويات أخرى من اللغة بانب الستوى العجمي‪ ,‬ومن أهم هذه الستويات هي التراكيب والمل‪ .‬وقد بيّن‬
‫بعض الدارسي أن من مسوغات إدخال دراسة معان التراكيب ف علم الدللة‪:‬‬
‫(‪ )1‬هناك معان مرتبطة بالتراكيب الختلفة برغم تشابه مفرداتا‪ .‬من أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬قرأ أخي رسائل ابن العميد‪.‬‬
‫‪ -‬قرأ ابن أخي رسائل العميد‪.‬‬
‫‪ -‬قرأ ابن العميد رسائل أخي‪.‬‬
‫‪ -‬قرأ العميد رسائل ابن أخي‪.‬‬
‫فبغم اشتمال المل السابقة على الفردات‪ :‬قرأ – ابن – أخي – العميد – رسائل إل أن كل جل لا معناها‬
‫الاص ما يدل على أن هناك معن وراء معان الفردات يتعلق بالتراكيب‪ .‬ومن أمثلة ذلك أيضا‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬الثعلب البن الذي كاد يقتنص الرنب كان سريعا‪.‬‬


‫‪ -‬الثعلب السريع الذي كاد يقتنص الرنب كان بنيّا‪.‬‬
‫فالملة الول تقدم مسبقا "لون الثعلب" وتُقدم لنا سرعته كمعلومة خبية جديدة؛ والملة الثانية نعرف منها‬
‫مسبقا "سرعة الثعلب" ف شكل معلومة مبتدأ قدية وتقدم لنا لونه كمعلومة خبية جديدة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أنا عرضة للشكالت نفسها الت تتعرض لا الكلمات الفردة‪ .‬ومن هذه الشكالت الدللية‪:‬‬
‫* الشتراك الومونيمي‪ :‬وهو ف الكلمات "دللة كلمات متشابة ف اللفظ ومتلفة ف الصل على معان‬
‫متلفة" ومن أمثلته ف الكلمات الفردة‪:‬‬
‫‪ -‬كلمات‪ :‬غرب "الهة"‪ ،‬غرب "الدلو"‪.‬‬
‫‪ -‬كلمات الد "أبو الب أو أبو الم"‪ ،‬الد "الظ"‪ ،‬الد "الشاطئ"‪.‬‬
‫‪ -‬كلمات السائل "الذي يسأل"‪ ،‬السائل "الذي يسيل"‪( .‬لحظ أننا كررنا الكلمات لنا مفردات مستقلة‬
‫وليست مفردة واحدة‪.‬‬
‫والشتراك الومونيمي قد يكون ف المل‪ ،‬فيكون تعريفه "دللة عدد من المل التشابة ف اللفظ والختلفة ف‬
‫الصل على معانٍ متلفة"‪ ،‬ومن أمثلته ف المل‪:‬‬
‫‪ -‬زيارة القارب مزعجة‪ ،‬الت أصلها "زيارة القارب ل مزعجو ل"‪.‬‬
‫‪ -‬زيارة القارب مزعجة‪ ،‬الت أصلها "زيارة القارب ل مزعجة لم"‪.‬‬
‫‪ -‬زيارة القارب مزعجة‪ ،‬الت أصلها "زيارت للقارب مزعجة ل"‪.‬‬
‫‪ -‬زيارة القارب مزعجة‪ ،‬الت أصلها "زيارت للقارب مزعجة لم"‪.‬‬

‫‪ -‬أنا ل أريد نصحك‪ ،‬الت أصلها "أنا ل أريد أن أنصحك"‪.‬‬


‫‪ -‬أنا ل أريد نصحك‪ ،‬الت أصلها "أنا ل أريدك أن تنصحن"‪.‬‬

‫‪ -‬أطعمت عشرين رجل وامرأة‪ ،‬الت أصلها "أطعمت عشرين رجل وأطعمت امرأة"‬
‫‪ -‬أطعمت عشرين رجل وامرأة‪ ،‬الت قد يكون أصلها مثل "أطعمت خسة عشر رجل‪ ،‬وأطعمت خس‬
‫نساء"‪.‬‬
‫‪ -‬أطعمت عشرين رجل وامرأة‪ ،‬الت قد يكون أصلها مثل "أطعمت عشرين رجل‪ ،‬وأطعمت عشرين امرأة"‪.‬‬

‫‪ -‬أخب صال عليا أنه ناجح‪ ،‬الت قد يكون أصلها "أخب صال عليا أن صالا ناجح"‪.‬‬
‫‪ -‬أخب صال عليا أنه ناجح‪ ،‬الت قد يكون أصلها "أخب صال عليا أن عليا ناجح"‪.‬‬

‫‪ -‬الطالب الفائز أخوه ناجح‪ ،‬يكن اعتبار أن الب هو (أخوه ناجح)؛ فتكون الملة موزعة بذا الشكل‪:‬‬
‫[الطالب الفائز] [أخوه ناجح]‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬الطالب الفائز أخوه ناجح‪ ،‬يكن اعتبار أن الب هو (ناجح)؛ فتكون الملة موزعة بذا الشكل‪:‬‬
‫[الطالب الفائز أخوه] [ناجح]‪.‬‬

‫* الشتراك البوليسيمي‪:‬‬
‫تعريفه ف الفردات‪ :‬هو دللة كلمة واحدة على معان متلفة تربطها علقة دللية‪ .‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬عي الت من معانيها‪" :‬عضو البصر"‪ ،‬و"البئر"‪ ،‬و"الاسوس"‪ ،‬و"قرص الشمس"‪ ،‬و"الثقب ف القربة"‪،‬‬
‫والنقرة ف الركبة"‪ ،‬و"الذهب"‪ ،‬و"السيد"‪.‬‬
‫‪ -‬قرن الن من معانيها‪" :‬روق اليوان"‪" ،‬غطاء الودج"‪ ،‬و"البل الصغي"‪ ،‬و"طرف الشمس من وراء البل"‪،‬‬
‫و"أول الشيء"‪ ،‬و"فترة من الزمان"‪.‬‬
‫‪ -‬يد الت من معانيها‪" :‬عضو"‪" ،‬مقبض الشيء"‪" ،‬سبب"‪ ،‬و"جناح"‪ ،‬و"القوة"‪.‬‬
‫وتعريف الشتراك الواقع ف المل والتراكيب يكون على النحو التال‪" :‬دللة جلة واحدة على معان متلفة"‪،‬‬
‫ومن أمثلته‪:‬‬
‫‪ -‬قوله ‪ -‬صلى ال عليه وسلم‪ -‬لنسائه قبيل وفاته "أسرعكنّ لاقا ب أطولكنّ يدا"‪ .‬وما يدل على دللة هذه‬
‫الملة معان متعددة أن أصحابه ظنوا أنه عن أن الت توت بعده مباشرة هي عائشة _رضي ال عنها‪ -‬لنا‬
‫كانت طويلة اليدين‪ ،‬ولكنه ف الواقع كان يعن زينب لنا هي الت توفيت بعده‪ ،‬وعليه فمعن كلمه ‪:‬أن‬
‫الت توت بعده هي الكثية العطاء والود"‪.‬‬
‫‪ -‬مُدّ يدك لخيك‪ .‬قد تفيد معناها الرف تاما‪ ،‬أي صافح أخاك‪ ،‬وقد تفيد العن الجازي "ساعد أخاك"‪.‬‬
‫‪ -‬اقتحم العقبة‪ .‬هذه الملة قد تفيد معن حرفيا "اصعد الكان العال من البل"‪ ،‬وقد تفيد معن مازيا "تغلب‬
‫على الصعوبات"‪.‬‬
‫‪ -‬قوله تعال‪( :‬والسماء بنيناها بأيد وإنا لوسعون) (الذاريات‪ ،)47 :‬قد يُفهم من هذه الية "أن ال تعال بنا‬
‫السماء بأياديه حقيقة‪ ،‬وقد يُفهم منها "أنه بناها بقوة واقتدار"‬

‫* الترادف‪ :‬وهو ف الفردات‪ :‬دللة عدد من الكلمات الختلفة اللفظ على معن واحد‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬عام‪ ،‬سنة‪ ،‬حول " مدة زمنية طولا اثنا عشر شهرا"‪.‬‬
‫‪ -‬صديق‪ ،‬رفيق‪ ،‬صاحب‪.‬‬
‫‪ -‬كري‪ ،‬جواد‪ ،‬سخي‪.‬‬
‫‪ -‬حسام‪ ،‬سيف‪ ،‬مهند‪ ،‬فيصل‪.‬‬
‫وتعريفه ف المل‪ :‬دللة عدد من المل الختلفة اللفظ على معن عا ّم واحد‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ص الال‪ ،‬اللصّ سرق الال‪ُ ،‬سرِق الال‪.‬‬
‫‪ -‬سرق الل ّ‬
‫‪ -‬طابت نفسُ عليّ‪ ،‬طاب عليّ نفسا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬ممدٌ أبوه أديبٌ‪ .‬أبو ممد أديب‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫جهود العرب ف علم الدللة‬


‫الاحظ‬
‫•‪0‬طبيعة العان‪:‬‬
‫•العان القائمة ف صدور النّاس التصوّرَة ف أذهانم والتخلّجة ف نفوسهم والّتصِلة بواطرهم والادثة عن‬
‫فِكَرهم مستورةٌ خفيّة وبعيدةٌ وحشية مجوبةٌ مكنونة‬
‫ف حُكمِ اللفاظ لنْ العانِ َي مبسوطةٌ إل غي غاية ومت ّدةٌ إل غي ناية وأساءَ العان مقصورةٌ‬
‫•العان خل ُ‬
‫معدودة ومصّلةٌ مدودة‬

‫أصنافِ الدِلّلت خسة أشياءَ‪:‬‬


‫‪ -1‬اللفظ‪:‬‬
‫‪ -2‬الشارة تكون باليد وبالرأس وبالعي والاجب والَنْكِب إذا تباعَدَ الشخصان‪ ،‬وبالثّوب وبالسّيف وقد‬
‫يتهدّد رافعُ السّيف والسّوط فيكون ذلك زاجرا ومانعا رادعا ويكون وعيدا وتذيرا‬
‫‪ -3‬الطّ‪ :‬وما ذكَر الّلهُ عزّ وجلّ ف كتابه من فضيلة قوله تعال‪:‬‬
‫(ا ْقرَْأ َورَّبكَ اْلأَ ْك َرمُ‪ ،‬اّلذِي َع ّلمَ بِاْل َق َلمِ‪َ ،‬ع ّلمَ اْلإِنسَا َن مَا َلمْ َي ْع َلمْ )‪,‬وأقسم به‪ ،‬فقال‪) :‬ن وَاْل َق َل ِم َومَا‬
‫يَسْ ُطرُونَ)‪ .‬وقالوا ”القلمُ أبقى أثرا واللسان أكَث ُر هَذَرا“‬
‫‪ -4‬العقد‪ :‬والدليل على عظم قدره‪( :‬الرّحْمَنُ َع ّل َم ال ُقرْآنَ َخلَقَ النْسانَ َعلّ َمهُ البَيَانَ الشّ ْمسُ وَالْق َمرُ‬
‫ي وَالْحِسَابَ)‬
‫ش ْمسَ ضِياءً وَاْلقَ َمرَ نُورا و َق ّدرَهُ مَنَازِلَ لَت ْعلَمُوا َع َددَ السّنِ َ‬
‫بُسْبَانِ) وقوله‪ُ ( :‬هوَ اّلذِي َجعَل ال ّ‬
‫النّصبة‪ :‬فهي الا ُل النّاطقة بغي اللّفظ والشِية بغي اليد وذلك ظاهرٌ ف خلْق السماوات والرض وف كلّ‬
‫صامتٍ وناطق وجامدٍ ونامٍ ومُقيم وظاعن وزائد وناقص‪ .‬فالدّللة الت ف الَوات الامد كالدّللة الت ف‬
‫اليوان الناطق فالصّامتُ ناطق من جهة الدّللة والعَجْماء ُم ْعرِبةٌ من جهة البُرهان‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫ابن فارس‪ :‬معجم مقاييس اللغة‬


‫(أ) رد الشتقات إل أصول‪ :‬إن لفردات العربية مقاييس صحيحة وأصول تتفرع منه‪:‬‬
‫(جر) اليم واليم والراء أصلٌ واحدٌ ‪ :‬يدلّ على التجمّع‪.‬‬
‫‪ -‬الَمر جَمْر النّار معروف‪ ،‬الواحد جْرة‪.‬‬
‫حمَةُ النّخْلة‪.‬‬
‫‪ -‬الُمّار‪ :‬شَ ْ‬
‫ح صُ ْلبٌ متمع‪.‬‬ ‫‪ -‬جَ ّمرَ فل ٌن جيشَه إذا حبَسَهم ف ال َغ ْزوِ ول ُيقْف ْلهُم إل بلدهم‪ .‬وحَاِفرٌ مُجْ َمرٌ‪ :‬وَقَا ٌ‬
‫جمّ ِع ما هناك من الصى‪.‬‬ ‫ث اللّواَت بكّة ُيرْمَْينَ من ذلك أيضا‪ ،‬لتَ َ‬ ‫‪ -‬الَ َمرَات الثل ُ‬
‫‪ -‬جَرات العرب فقال قوم‪ :‬إذا كان ف القَبِيل ثلثائةِ فارسٍ فهي جَ ْم َرةٌ‪ ،‬وقال قوم‪ :‬كلّ قبي ٍل انضمّوا وحاربوا‬
‫غ َيهُم ول يُحالفوا سواهم فهُ ْم جْرة‪.‬‬
‫جعَْتهُ و َعقَدَْتهُ‪ ،‬وهذا جَميُ القوم أي جعهم‪.‬‬ ‫‪ -‬جَ ّم َرتِ الرأةُ َشعْرَها‪ ،‬إذا َ‬
‫(جل)‬
‫الول تمّع وعِظَم الَلْق‬
‫‪ -‬أجْ َم ْلتُ الشّيءَ‪ ،‬وهذه ُجمْلَة الشّيء‪ ،‬وَأجْ َملْتُه‪ :‬حصّلته‪.‬‬
‫‪ -‬ويوز أ ُن يكون الَمَل من هذا‪ ،‬لِعظَم َخلْقه‪،‬‬
‫الُمّل حَبْل غَليظ‪ ،‬وهو من هذا أيضا‪.‬‬
‫الُمَالّ‪ :‬الرّجُل العظيم الَلْق‪ ،‬كأنه ُشبّه بالمل‪.‬‬
‫والثان ُحسْنٌ‬
‫الَمَال‪ ،‬وهو ضدّ القبح‪ ،‬ورجلٌ جيل وَجُمّال؛ قيل‪ :‬أصله من المِيل وهو َودَك الشّحمِ الُذابِ‪ ،‬يراد أ ّن ماءَ‬
‫السّمَنِ يري ف وجهه‬

‫(جيش)‪ :‬اليم والياء والشي أص ٌل واحد‪ ،‬وهو الّثوَران والغَلَيان‪.‬‬


‫‪ -‬جاشت القِ ْدرُ تيش جَيْشا وجَيَشانا‬
‫‪ -‬جا َشتْ َنفْسُه‪ ،‬كأنّها غَلتْ‪.‬‬
‫‪ -‬واليش معروفٌ‪ ،‬وهو من الباب‪ ،‬لنا جاع ٌة تَجِيش‪.‬‬

‫(عقل) العي والقاف واللم أص ٌل واحد منقاس مطرد‪ ،‬يدلّ على حُبْسة ف الشّيء‬
‫‪ -‬ال َعقْل‪ ،‬وهو الابس عن ذَميم القَول والفِعل‪.‬‬
‫‪ -‬الَعقِل‪ ،‬وهو الِصن‪ ،‬وجعه عُقول‪.‬‬
‫‪ -‬ال َعقْل‪ ،‬وهي الدّيَة‪ .‬يقال‪َ :‬ع َق ْلتُ القتيلَ أ ْعقِله عقلً‪ ،‬إذا أدّيتَ ديَته‪ ،‬وسّيت الدّية َعقْلً ل ّن البل الت كانت‬
‫تُؤخَذ ف الدّيات كانت تُجمَع فتُعقَل بفناء القتول‪ ،‬فسمّيت الدّي ُة عقلً وإن كانت دراهم ودناني‪ .‬وقيل سّيت‬
‫عقلً لنّها تُ ْمسِك الدّم‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪َ -‬عقَل الطّعامُ بطنَه‪ ،‬إذا أمسَكَه‪ ،‬وال َعقُولُ من الدّواء‪ :‬ما يُمسِك البطن‪.‬‬
‫‪ -‬عقَلْت البَعيَ أعقِلُه عقلً‪ ،‬إذا شَدَدتَ يدَه بعِقاله‪ ،‬وهو الرّباط‪.‬‬
‫‪ -‬اعتُقل لسانُ فلنٍ‪ ،‬إذا احتبس عن الكلم‪.‬‬
‫‪ -‬فلنة عقيلةُ قومِها‪ :‬كريتُهم وخيارهم‪ .‬سّيت عقيلةً لنا ُعقِلت ف خدرها‬

‫(ب) أصل ما فوق الثلثي‪ :‬وقد ذكر ذلك ف الصاحب عندما قال‪" :‬مذهبنا فِي أنّ الشياء الزائدة عَلَى ثلثة‬
‫أحرف أكثرها منحوت‪ ،‬مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضب] وَفِي "الصّلّدْم" إنه من‬
‫"الصّلد" و "الصّدْم‪ ".‬ولكنه ف القاييس توسع ف تطبيق هذا الفهوم على ما يربو على ثلث مئة لفظ‪ ،‬وما‬
‫خرج عن ذلك نسبه إما لزيادة حرف على الثلثي أو نسبه إل أصل الوضع‪.‬‬

‫(‪ )1‬ما جاءَ منحوتا من كلم العرب ف الرّباعي‬


‫‪( -‬بثر) َبحَْث ْرتُ الشيءَ‪ ،‬إذا َبدّدته‪ ،‬وَالبَحَْثرَة‪ :‬الكَدَر ف الاء‪ .‬وهذه منحوتةٌ من كلمتي‪ :‬من بثْ الشّيء ف‬
‫للْد‬‫التراب ومن البَثر الذي يَ ْظهَر على البَدَن‪ ،‬لنّه يَ ْظ َهرُ متفرّقا على ا ِ‬
‫‪( -‬جُ ْمهُور)‪ :‬للرّملة الشرفة على ما حولا وهذا من كلمتي من َج َمرَ؛ وقد قلنا إنّ ذلك يدلّ على‬
‫الجتماع‪ ،‬والكلمة الخرى َجهَر؛ وقد قلنا إنّ ذلك من العلوّ‪ .‬فالمهور شيءٌ متجمّعٌ عالٍ‪.‬‬
‫(جُرثُومة)‪ .‬فهذا من كلمتي‪ :‬من َجرَم وجَثَم‪ ،‬كأنه اقَتطَ َع من الرض قطع ًة فجثم فيها‪.‬‬
‫حفَلة ال َفرَس)‪ .‬وقياس هؤلء الكلماتِ‬
‫حفَلَ)‪ :‬القوم اجتمعوا‪ ،‬وقولم للجيش العظيم (جَحفَلٌ)‪ ،‬و(جَ ْ‬ ‫‪( -‬تَجَ ْ‬
‫لفْل‪ ،‬وهو تَجَمّع الشيء ف ذهابٍ‬ ‫لفْل وهو الَمْع‪ ،‬ومن ا َ‬ ‫واحدٌ‪ ،‬وهو من كلمتي‪ :‬من ا َ‬

‫(‪ )2‬ما زيد فيه حرف للمبالغة‬


‫•‪0‬ومن هذا الباب ما ييءُ على الرّباعي وهو من الثلثي على ما ذكرناه‪ ،‬لكنّهم يزيدون فيه حرفا لعنً‬
‫يريدونه مِنْ مبالغةٍ‪ ،‬ومن ذلك‬
‫‪( -‬بظل) الَبحْظَلَة‪ :‬أ ْن يَقفِزَ الرّجُل َقفَزانَ اليَربوع‪ ،‬فالباء زائدةٌ؛ الاظل الذي يشي ف ِشقّه‪ ،‬يقال مَرّ بنا‬
‫حظَلُ ظالِعا‪.‬‬
‫يْ َ‬
‫‪( -‬برشع) الِبرْشاع الذي ل فُؤاد له‪ .‬فالرّاء زائدة‪ ،‬وإنا هو من ب ش ع الت تدل على الكراهة والضيق‪.‬‬
‫‪( -‬برغث) الَب ْرغَثَة‪ ،‬الراء فيه زائدة وإنا الصل ب غ ث‪ .‬والبغث من طي الاء كلون الرّماد‪ ،‬فالَب ْرغَثَةُ لونٌ‬
‫شبيهٌ بالطّحْلة‪ ،‬ومنه الُب ْرغُوث‪.‬‬
‫‪( -‬برجم) الَبرْجَمَةُ‪ :‬غَِلظُ الكَلم‪ ،‬فالراء زائدةٌ‪ ،‬وإنّما الصل البَجْم‪َ .‬بجَم ال ّرجُل يَْبجُمُ بُجُوما‪ ،‬إذا س َكتَ من‬
‫عِيَ أو هَيَْبةٍ‪ ،‬فهو باجِمٌ‪.‬‬
‫‪(0-‬برعم) َب ْرعَمَ النّْبتُ إذا استدا َرتْ ُرءُوسُه‪ ،‬والصل َبرَع إذا طال‬

‫‪14‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫ض َربَ بإحدى رجليه‬


‫‪(0-‬بركل) الَبرْ َكلَ ُة هو مَشْيُ النسان ف الاء والطّي‪ ،‬فالباء زائدةٌ‪ ،‬وإنا هو من َترَكّلَ إذا َ‬
‫فأدخلها ف الرض عند الفْر‪.‬‬
‫‪( -‬فرقع) الفَرقَعة‪ :‬تنقيضُ الصابع‪ ،‬وهذا ما زيدت فيه الراء‪ ،‬وأصله َفقَع‪.‬‬

‫(‪ )3‬ما وضع من الرباعي وضعا‬


‫(بصل) الُب ْهصُلَةُ‪ :‬الرأة ال َقصِية‪ ،‬وحار ُب ْهصُلٌ قصي‪.‬‬
‫خنُق ِخرْقةٌ َتلْبَسُها الرأة َتقِي با الِمَار ال ّدهْنَ‪.‬‬
‫(بنق) وَالُبخْنُق‪ :‬الُبرْقُع القصي‪ ،‬وقال الفرّاء‪ :‬البُ ْ‬
‫(بلعث) الَب ْل َعثُ‪ :‬السّيِء الُلُق‪.‬‬
‫سرْعة‪.‬‬ ‫(بكث) الَبهْكََثةُ‪ :‬ال ّ‬
‫حزَج‪ :‬وَلَدُ الَبقَرة‬ ‫(بزج) البَ ْ‬
‫(غردق) َغرْدَ ْقتُ السّْترَ‪ :‬أرسلتُه‪.‬‬
‫(غرنق) ال ُغرْنُوق‪ :‬الشاب الميل‪ .‬وال ُغرْنَيْق طائر‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫ابن جن‪ :‬الصائص‬


‫باب ف الشتقاق الكب‬
‫تعريفه‪ :‬هو رد معان مشتقات التقليبات الستة للصل الثلثي إل معن عام‪.‬‬
‫(ك ل م) فمعناها الدللة على القوة والشدة‪ .‬والستعمل منها أصول خسة‪ ،‬وهي‪( :‬ك ل م) (ك م ل) (ل ك‬
‫م) (م ك ل) (م ل ك) وأهلت منه (ل م ك)‪.‬‬
‫(ك ل م)‬
‫الكَلْم للجرح‪ .‬وذلك للشدة الت فيه‪،‬‬
‫الكُلم‪ :‬ما غلظ من الرض‪ ،‬وذلك لشدته وقوته‪،‬‬
‫الكَلم‪ ،‬وذلك أنه سبب لكل شر وشدة ف أكثر المر ‪ ،‬وجرح اللسان كجرح اليد‪.‬‬
‫(ك م ل) كمَل الشيء كامل‪ ،‬لنه إذا ت وكمل كان حينئذ أقوى واشد‪.‬‬
‫(ل ك م) اللكم‪ :‬إذا وجأت الرجل ونوه‪ ،‬ول شك ف شدة ذلك‪[ .‬لنه أشد من الصفع واللطم]‪.‬‬
‫(م ك ل) منه بئر مكول‪ ،‬إذا قل ماؤها‪ ،‬وذلك لن البئر إذا قل ماؤها كره موردها‪ ،‬وجفا جانبها‪ .‬وتلك شدة‬
‫ظاهرة‪.‬‬
‫(م ل ك)‬
‫ملكت العجي‪ ،‬إذا أنعمت عجنه فاشتد وقوي‪.‬‬
‫ملك النسان‪ ،‬أل تراهم يقولون‪ :‬قد اشتملت عليه يدي‪ ،‬وذلك قوة وقدرة من الالك على ملكه‪ ،‬ومنه‬
‫اللك‪ ،‬لا يعطى صاحبه من القوة والغلبة‪،‬‬
‫أملكت الارية‪ ،‬لن يد بعلها تقتدر عليها‪ .‬فكذلك بقية الباب كله‬

‫(ج ب ر) فهي أين وقعت ”القوة والشدة‪".‬‬


‫(ج ب ر) جبت العظم والفقي إذا قويتهما وشددت منهما والب‪ :‬اللك لقوته وتقويته لغيه‪.‬‬
‫(ج ر ب) رجل مرب إذا جرسته المور ونذته فقويت منته واشتدت شكيمته‪ .‬ومنه الراب لنه يفظ ما‬
‫فيه وإذا حفظ الشيء وروعى اشتد وقوى وإذا أغفل وأهل تساقط ورذى‪.‬‬
‫(ب ج ر) البر والبجرة وهو القوي السرة‪.‬‬
‫(ب ر ج) البُرج لقوته ف نفسه وقوة ما يليه به‪.‬‬
‫(ر ج ب) رجبت الرجل إذا عظمته وقويت أمره‪ .‬ومنه رجب لتعظيمهم إياه عن القتال فيه وإذا كرمت النخلة‬
‫على أهلها فمالت دعموها‪ .‬ومنه الرّجبة وهو شيء تسند إليه لتقوى به‪.‬‬
‫(ر ب ج) الرّباجي وهو الرجل يفخر بأكثر من فعله‬

‫‪16‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫إمساس اللفاظ أشباه العان‬


‫إمساس اللفاظ أشباه العان‪ :‬هو ماكاة اللفاظ لعانيها‪ .‬وقد بي أنواع هذه الحاكاة‪:‬‬
‫(أ) ماكاة الصوت‪ :‬من ذلك تسميتهم الشياء بأصواتا كالازباز لصوته والبط لصوته والواق للصرد لصوته‬
‫وغاق للغراب لصوته وحني الرعد‪.‬‬
‫(ب) ماكاة طبيعة الحداث والشياء‪ :‬يقول‪ :‬كثيا ما يعلون أصوات الروف على ست الحداث العب با‬
‫عنها فيعدلونا با ويتذونا عليها‪ .‬من ذلك قولم‪ :‬خضم وقضم‪ .‬فالضم لكل الرطب كالبطيخ والقثاء وما‬
‫كان نوها من الأكول الرطب‪ .‬والقضم للصلب اليابس نو قضمت الدابة شعيها ونو ذلك‪ .‬فاختاروا الاء‬
‫لرخاوتا للرطب والقاف لصلبتها لليابس حذوا لسموع الصوات على مسوس الحداث‪.‬‬
‫(جـ) ماكاة الركة‪:‬‬
‫‪ -‬الصادر الت جاءت على َفعَلن تأت للضطراب والركة نو النقزان‪ ،‬الغلبان‪ ،‬الغثيان‪ .‬فقابلوا بتوال‬
‫حركات الثال توال حركات الفعال‪ .‬ووجدت أنا من هذا الديث أشياء كثية على ست ما حداه ومنهاج‬
‫ما مثله‪.‬‬
‫‪ -‬اللفاظ الرباعية الضعفة تأت للتكرير نو‪ :‬زلزل‪ ،‬زعزع‪ ،‬قلقل‪ ،‬صعصع‪ ،‬جرجرة‪ ،‬حلحل‪.‬‬
‫‪ -‬ال َفعَلى ف الصادر والصفات إنا تأتى للسرعة نو البَشَكي والَمَزي والوَلَقي‪.‬‬
‫(د) ماكاة قوة الحداث أو كثرتا‪ :‬ومن ذلك أنم جعلوا تكرير العي ف الثال دليلً على تكرير الفعل‬
‫فقالوا‪ :‬كسّر وقطّع وفتّح وغلّق‪ .‬وذلك أنم لا جعلوا اللفاظ دليلة العان فأقوى اللفظ ينبغي أن يقابل به قوة‬
‫الفعل والعي أقوى من الفاء واللم وذلك لنا واسطة لما‪.‬‬
‫(هـ) ماكاة ترتيب الدث‪ :‬وذلك أنم قد يضيفون إل اختيار الروف وتشبيه أصواتا بالحداث العب عنها‬
‫با ترتيبها وتقدي ما يضاهي أول الدث وتأخي ما يضاهي آخره وتوسيط ما يضاهي أوسطه سوقا للحروف‬
‫على ست العن القصود والغرض الطلوب‪ .‬وذلك قولم‪( :‬بث)‪ .‬فالباء لغلظها تشبه بصوتا خفقة الكف‬
‫على الرض والاء لصحلها تشبه الك ف الرض والثاء للنفث والبث للتراب‪.‬‬

‫تصاقب اللفاظ لتصاقب العان‬


‫التعريف‪ :‬تصاقب اللفاظ هو تتقارب الروف لتقارب العان‪.‬‬
‫أمثلة‪ :‬أ ّز و هزّ‪ ،‬فهما يتقاربان ف معنييهما وهو ”الزعاج والقلق“ وقد تقاربا ف أصواتما فازاء ف الكلمتي‪،‬‬
‫والمزة تقارب الاء لنما حلقيان‪ .‬والعسف والسف فالعي أخت المزة كما أن السف يعسف النفس‬
‫وينال منها والسف أغلظ على النفس من العسف‪ .‬لذا تصاقب اللفظي جاء لتصاقب العنيي‪.‬‬
‫أنواع التصاقب‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫● تصاقب حرف لرف‪( :‬ج ر ف ) و (ج ل ف) يقال جلفت القلم إذا أخذت جُلْفته‪ .‬ومن ذلك (ح م‬
‫س) و (ح ب س)‪ .‬اليم تقارب الباء لنما شفويان‪ .‬ومنه ال َعلْب‪ :‬الثر والعَلْم‪ :‬الشقّ ف الشفة العليا‪ .‬ومنه‬
‫الغَرب والغرف‪:‬‬
‫● تصاقب حرفي لرفي‪( :‬س ح ل) و (ص هـ ل) والصاد أخت السي لنما حرفا صفي‪ ،‬والاء والاء‬
‫حلقيان‪ .‬ومنه قولم سحل ف الصوت وزحر‪ ،‬فالسي أخت الزاي لنما من مرج واحد‪ ،‬الول مهموس‬
‫والثان مهور‪ ،‬والراء واللم ذلقيان‪ .‬وجلف وجرم فهذا للقشر وهذا للقطع وها متقاربان معن متقاربان لفظا‬
‫● تصاقب الروف الثلثة‪:‬‬
‫زأر ‪ /‬سعل تدلن على أصوات‪ .‬زس (صفي)‪ ،‬أع (حلقية)‪ ،‬رل (ذلقية)‪.‬‬
‫صهل ‪ /‬زأر وتدلن على أصوات‪ .‬ص ز (صفي)‪ ،‬هـ أ (حلقية)‪ ،‬رل (ذلقية)‪.‬‬
‫غدر و ختل (وتدلن على الفاء)‪ .‬غ خ (حلقية)‪ ،‬د ت (أسنانية لثوية)‪ ،‬رل (ذلقية)‪.‬‬

‫أنواع الدللة‬
‫كل كلمة تتلك دللت ثلث‪:‬‬
‫● دللة لفظية‪ :‬وهي الت تستفاد من اللفظ (أصوات الكلمة الصول)‪ .‬وهي أقوى الدللت‪.‬‬
‫● دللة صناعية (صرفية)‪ :‬وهي الستفادة من صيغة الكلمة‪.‬‬
‫● دللة معنوية‪ :‬وهي الت ينتقل منها من معن الكلمة إل معان أخرى‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫ضرب‪:‬‬
‫دللته اللفظية هي‪ :‬دللة الصوات ض ر ب على (الضرب)‪.‬‬
‫دللته الصناعية هي‪ :‬دللة صيغة َفعَلَ على الفعل وزمنه‪.‬‬
‫دللته العنوية هي‪ :‬دللة الضرب على الفاعل والفعول به وأداة الضرب‪.‬‬
‫مِرقاة ‪َ /‬مرْقاة‪:‬‬
‫دللته اللفظية هي‪ :‬دللة الصوات ر ق ي على (الصعود والعلو)‪.‬‬
‫دللته الصناعية هي‪ :‬دللة صيغة مِفْعلة على أداة منقولة (سُلم)‪ .‬ومَرقاة على أداة ثابتة (درج)‬
‫دللته العنوية هي‪ :‬دللة الرقي على الفاعل ووجود مكان عال يتاج إل آلة للصعود‪.‬‬

‫تلقي العان على اختلف الصول والبان‬


‫وذلك أن تد للمعن الواحد أساء كثية‪ ،‬فتبحث عن أصل كل اسم منها‪ ،‬فتجدها جيعا تعود إل فكرة‬
‫عامة أو أفكار متقاربة‪.‬‬
‫هذه ملحظة قيمة يسجلها ابن جن‪ ،‬لكننا نأخذ عليه تساهله أحيانا ف ربط معان هذه الغردات بالفكرة‬
‫العامة السيطرة‪ ،‬ونده أحيانا يهد نفسه ويتعسف ف لوي أعناق العان لتوافق الفكرة العامة الت وضعها وهي‬
‫‪18‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫فكرة التثبيت والقرار‪ .‬لذا رأينا أن نقوم بإعادة تليل هذه الفردات والبحث عن الفكرة الناسبة الت انبثقت‬
‫منها‪ .‬ولنقوم بذلك ند من السلم أن نقسم هذه الفردات الت ذكرها إل أربع مموعات كل مموعة تربطها‬
‫فكرة صغرى وترتبط هذه الفكار الصغرى بفكرة كبى مهيمنة وهي تشكل الشيء‬
‫مثال ‪:1‬‬
‫مموعة (‪" )1‬تشكيل النقود"‬
‫طبيعة‪ :‬من طبع الدرهم والسيف وغيها إذا صاغَه‪.‬‬
‫ضريبة‪ :‬وذلك لن الطبع ل بد له من ضرب‪ .‬لذا قيل الضرْب الثل‪ ،‬والنوع‪.‬‬
‫مموعة (‪" )2‬تشكيل أشياء أخرى مصنوعة"‬
‫خُلق النسان‪ :‬من خلّقت الشيء ملّسته‪ .‬ويكون هذا بتهذيب التماثيل وسحلها وتليسها‪.‬‬
‫نيتة‪ :‬النحت قطع وتشكيل ف الجر‪.‬‬
‫نِجار‪ :‬وهو مأخوذ من نر وهو تشكيل ف الشب‪.‬‬
‫نقيبة‪ :‬نقبت الشيء ثقبته وحفرته وهذا ربا يكون ف الشب لتشكيل الزخارف‪.‬‬
‫غريزة‪ :‬هو تثبيت النقش ف القماش‪.‬‬
‫الجموعة (‪" )4‬تشكيل الّطرق والدروب"‬
‫السجيحة‪ :‬السجية والطبيعة‪.‬والسجيحة الطرق والحجة‪.‬‬
‫السّلِـيقة طبع الرجل‪ ،‬الدرب والـمـحَجّة الظاهرة‪.‬‬
‫َطرِيقةُ الرجل مذهبه‪ .‬الطريق الذي يسي فيه ويذهب معه‪.‬‬
‫النحيزة‪ :‬الطّريقُ بعَْينِه‪.‬‬

‫مثال ‪:2‬‬
‫طفل‪ :‬طفلت الشمس مالت‬
‫صب‪ :‬صبا يصبو مال إل الشيء‬
‫غلم‪ :‬الغلمة الشهوة‪.‬‬
‫جارية‪ :‬الفتاة الصغية لريها على الشياء‪.‬‬
‫العلقة بينها هي اليل والشهوة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫جهود عبد القاهر الرجان ف الدللة (نظرية النظم)‬


‫إن أوضح جهود عبد القاهر الرجان ف الدللة يتمثل ف نظريته الشهورة (النظم) الت فصلها ف كتابه‬
‫(دلئل العجاز)‪ ،‬وفيما يلي مقاطع منه تبي معال هذه النظرية‪:‬‬
‫ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها ف النطق بل أن تناسقت دللتها وتلقت معانيها على الوجه‬
‫الذي اقتضاه العقل‪.‬‬
‫هذه اللفظة إنا صلحت ‪...‬؛ لن معناها كذا ولدللتها على كذا‪ ،‬ولن معن الكلم والغرض فيه يوجب‬
‫كذا ولن معن ما قبلها يقتضي معناها‪.‬‬
‫إن اللفاظ إذا كانت أوعيةً للمعان فإنا ل مالة تتبع العان ف مواقعها فإذا وجب لعن أن يكون أول ف‬
‫النفس وجب اللفظ الدال عليه أن يكون مثله أول ف النطق؛ فأما أن تتصور ف اللفاظ أن تكون القصودة قبل‬
‫العان بالنظم والترتيب وأن يكون الفكر ف النظم الذي يتواصفه البلغاء فكرا ف نظم اللفاظ أو أن تتاج بعد‬
‫ترتيب العان إل فكر تستأنفه لن تيء باللفاظ على نسقها فباطل من الظن ‪ ...‬وكيف تكون مفكرا ف نظم‬
‫اللفاظ وأنت ل تعقل أوصافا وأحوال إذا عرفتها عرفت أن حقها أن تنظم على وجه كذا‪.‬‬
‫وما يلبس على الناظر ف هذا الوضع ويغلطه أنه يستبعد أن يقال هذا كلم قد نظمت معانيه فالعرف‬
‫كأنه ل ير بذلك إل أنم وإن كانوا ل يستعملوا النظم ف العان قد استعملوا فيها ما هو بعناه ونظي له‬
‫وذلك قولم إنه يرتب العان ف نفسه وينلا ويبن بعضها على بعض كما يقولون يرتب الفروع على الصول‬
‫ويتبع العن‬

‫وجلة المر أننا ل نوجب الفصاحة للفظة القطوعة من الكلم الت هي فيه‪ ،‬ولكنا نوجبها لا موصول ًة‬
‫بغيها ومعلقا معناها بعن ما يليها‪ ،‬والنظم ليس شيئا غي توخي معان النحو فيما بي الكلم‪( .‬ومعان النحو‬
‫تابعة لترتيب العان ف النفس)‪.‬‬

‫ترتيب العان ف النفس مقرونة بألفاظها‬


‫↓‬

‫ترتيب ألفاظها حسب معان النحو‬

‫* وما ورد من اختلف النظم لختلف العان ف النفس‪:‬‬


‫ما ضربتُ زيدا ‪.‬نفيت عنك ضربه‪ ،‬ويتمل أن يكون ضربه غيك‪ ،‬أو ل يُضرب أصل‪.‬‬
‫ما زيدا ضربت‪ .‬نفيت أنك ضربت زيدا ولكن يفهم من كلمك أنك ضربت غيه‪.‬‬
‫ما أنا ضربت زيدا‪ .‬ل تقل هذا إل وزيد مضروب‪ ،‬وأنت تنفي أن تكون أنت الضارب‪.‬‬
‫أجاءك رجل؟ تسأل عن الفعل هل حدث ميء أحد من الرجال أم ل يدث‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫أرجل جاءك؟ أنت تسأل عن جنس الذي جاء‪ ،‬أرجل هو أم امرأة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫طرق الدللة عند الصوليي التكلمي‬


‫اهتم علماء أصول الفقه بالباحث الدللية لهيتها لستنتاج الحكام الشرعية من النصوص الدينية‪ .‬لذا ندهم‬
‫ف كتبهم يعالون مسائل العلقة بي اللفظ والعن‪ ،‬والقيقة والجاز‪ ،‬والشتراك اللفظي والترادف‪ ،‬والعام‬
‫والاص وغي ذلك‪ .‬كذلك ندهم يستعرضون أنواع الدللت‪ :‬اللغوية وغي اللغوية‪ .‬ونراهم كذلك يقسمون‬
‫طرق الدللة اللغوية إل‪:‬‬

‫دللة النطوق‬
‫هي دللة اللفظ على حكم ذكر ف الكلم ونطق به‪ .‬وهي أقسام‪:‬‬
‫(أ) دللة الطابقة‪ :‬هي دللة اللفظ على تام معناه‪ ،‬كدللة البيت على كل ما يتألف منه‪ ،‬فلو قال "بعتك هذا‬
‫البيت" فإن الشتري يتلك البيت كله بدرانه وسقفه ونوافذه وأرضه‪ .‬ومن أمثلتها من النصوص قوله تعال‪:‬‬
‫(وَأَحَلّ الّلهُ اْلبَيْ َع وَ َح ّرمَ الرّبَا) [البقرة‪ ،]257:‬حيث دلت العبارة بنطوقها على تليل البيع وتري الربا‪.‬‬
‫(ب) دللة التضمن‪ :‬هي دللة اللفظ على جزء معناه‪ ،‬كدللة البيت على السقف‪ ،‬أو على الدار أو على‬
‫الرض‪ .‬فلو قال "بعتك هذا البيت" فإنه قد باعه أيضا البواب والنوافذ والسقف والدران‪ ،‬ول يستطيع البائع‬
‫أن يرفض تسليم أي منها؛ لنا داخلة تت لفظ البيت لنا أجزاؤه‪ .‬ومن أمثلة ذلك من النصوص قوله تعال‪:‬‬
‫(يَا أَّيهَا الّذِي َن آمَنُواْ ِإذَا قُ ْمتُمْ إِلَى الصّلةِ فاغْسِلُوْا وُجُوهَكُ ْم وَأَيْ ِديَكُمْ إِلَى الْ َمرَافِقِ) [الائدة‪ .]7:‬فيدخل ضمن‬
‫معن (وجه) البهة والاجبان والعينان‪ ،‬والدان والنف والشفتان والذقن واللحيان‪ ،‬والفم‪.‬‬
‫(جـ) دللة اللتزام‪ :‬هي دللة اللفط على لزم خارج عن معناه‪ ،‬مثل دللة (سقف) على الدار‪ ،‬لن الدار‬
‫لزم للسقف لنه ل يقوم إل عليه‪ .‬وف النصوص يكون اللزم‪:‬‬
‫(‪ )1‬دللة اقتضاء‪ ،‬وهي ما توقف عليه صحة الكلم لغة أو شرعا ف مثل قوله تعال‪( :‬فَمَن كَانَ مِنكُم ّمرِيضًا‬
‫َأ ْو عَلَى َس َفرٍ َفعِ ّدٌة مّنْ َأيّامٍ أُ َخرَ) [البقرة‪ ]184 :‬فوجب تقدير لفظ (فأفطر) بعد (سفر) لتوقف صحة الكلم‬
‫على تقدير ذلك‪.‬‬
‫(‪ )2‬دللة إشارة‪ ،‬وهي دللة اللفظ على حكم غي مقصود بالنص‪ ،‬ولكنه لزم للحكم الذي سيق الكلم له‪،‬‬
‫س َوُتهُنّ بِالْ َم ْعرُوفِ) [البقرة‪]233:‬؛ فالية سيقت أصل لتبي‬ ‫ف مثل قوله تعال‪( :‬وَعلَى الْ َموْلُودِ َلهُ ِرزُْقهُ ّن وَكِ ْ‬
‫بعبارتا أن نفقة الم واجبة على الب‪ ،‬ولكنها تدل بإشارتا على أن نسب الولد لبيه دون أمه؛ لن ف عبارة‬
‫(وَعلَى الْ َم ْولُودِ َلهُ) قد أضيف الولد إل الولود له (الب) برف الر اللم الت هي للختصاص والذي من‬
‫ضعَْتهُ ُك ْرهًا‬
‫أنواعه الختصاص بالنسب‪ ،‬ومثل قوله تعال (وَ َوصّيْنَا الْإِنسَا َن ِبوَالِ َدْيهِ ِإحْسَانًا حَ َملَْتهُ ُأمّهُ ُك ْرهًا َووَ َ‬
‫وَحَمُْل ُه وَِفصَاُلهُ َثلَاثُونَ َش ْهرًا) [الحقاف‪ ،]15:‬فالية سيقت أصل لبيان النة للوالدين على الولد لا يلحق أمه‬
‫من مشقة المل والرضاع‪ ،‬ودلت بإشارتا على أن أقل مدة المل ستة أشهر‪ ،‬لنه قد ثبت ف آية أخرى أن‬

‫‪22‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫مدة الفصال حولي (وَِفصَاُلهُ فِي عَامَيْنِ) [لقمان‪ ]14:‬فإذا أسقطنا مدة الفصال وهي ‪ 24‬شهرا من ‪ 30‬شهرا‬
‫تبقى ستة أشهر هي أقل مدة المل‪.‬‬
‫دللة الفهوم‬
‫هي دللة اللفظ على حكم ل يذكر ف الكلم ول ينطق به‪ .‬وهي تنقسم إل‪:‬‬
‫(أ) مفهوم الوافقة‪ :‬وهي دللة اللفظ على ثبوت حكم النطوق للمسكوت عنه لشتراكهما ف معن يُدرك‬
‫بجرد معرفة اللغة‪ ،‬وهي نوعان‪:‬‬
‫(‪ )1‬فحوى الطاب‪ :‬وهو إذا كان السكوت عنه أقوى ف الكم من النطوق به‪ ،‬ف مثل قوله تعال ف شأن‬
‫ف وَلَ تَْن َه ْرهُمَا) [السراء‪ ،]24:‬ففحوى الطاب هنا هو النهي عن اليذاء بالضرب‬ ‫ل َتقُل ّلهُمَا أُ ّ‬
‫الوالدين‪( :‬فَ َ‬
‫أو الشتم أو السخرية‪ ،‬وهذه المور أقوى ف التحري من كلمة التضجر (أف)‪ .‬وكذلك قوله تعال ف شأن‬
‫ت الَخِ‬‫بيان الحرمات من النساء ( ُح ّر َمتْ َعلَيْكُمْ ُأ ّمهَاتُ ُكمْ َوبَنَاتُكُ ْم وَأَ َخوَاتُكُ ْم َوعَمّاُتكُ ْم وَخَالَُتكُ ْم وَبَنَا ُ‬
‫وَبَنَاتُ الُ ْختِ) [النساء‪ ،]23:‬فالنص يدل على حرمة الزواج من ذكرن لعلة النسب القوي‪ ،‬ويدل فحواه‬
‫على تري أخريات ل يُذكرن لنن أقوى ف النسب من ذُكرن؛ فيحرم الزواج من الدات لنه ذكر من هن‬
‫أقل منهن كالالت والعمات‪ ،‬وكذلك يدل بفحواه على تري الزواج من بنت البن وبنت البنت لنه حرم‬
‫من هن أقل منهن ف علة الكم وهن بنات الخ وبنات الخت‪.‬‬
‫(‪ )2‬لن الطاب‪ :‬وهو إذا كان السكوت عنه مساويا ف الكم للمنطوق به‪ ،‬ف مثل قوله تعال‪( :‬إِنّ الّذِينَ‬
‫يَأْ ُكلُونَ َأ ْموَالَ اْليَتَامَى ُظلْمًا إِنّمَا يَأْكُلُو َن فِي بُطُوِنهِمْ نَارًا وَ َسَيصَْلوْنَ َسعِيًا)‪ ،‬الذي يفيد أيضا حرمة إحراق‬
‫حرِيرُ َرقَبَةٍ‬
‫أموال اليتيم أو إتلفها أو تبذيرها عليه أو على غيه‪ ،‬وف مثل قوله تعال‪( :‬وَمَن َقتَ َل ُمؤْمِنًا خَطَئًا فَتَ ْ‬
‫ّمؤْمَِنةٍ) [النساء‪ ]92:‬فإنّ تقييد القتل بالطأ ف إياب الكفارة يدل على أن إيابا ف العمد أول‪.‬‬
‫(ب) مفهوم الخالفة‪ :‬دللة اللفظ على ثبوت نقيض حكم النطوق للمسكوت عنه لنتفاء قيد من القيود‬
‫العتبة‪ ،‬وهو أنواع‪:‬‬
‫(‪ )1‬مفهوم الصفة‪ ،‬وهو دللة اللفظ القيد الكم بوصف على ثبوت نقيض حكمه للمسكوت عنه الذي‬
‫انتفى عنه ذلك الوصف‪ ،‬ف مثل قوله صلى ال عليه وسلم (ف سائمة الغنم زكاة)‪ ،‬فالكم الستفاد عن طريق‬
‫الخالفة‪ :‬أن غي السائمة ل زكاة فيها‪.‬‬
‫(‪ )2‬مفهوم الشرط‪ ،‬وهو دللة اللفظ القيد الكم فيه بشرط على ثبوت نقيض حكمه للمسكوت عنه الذي‬
‫انتفى عنه ذلك الشرط‪ ،‬ف مثل قوله تعال‪( :‬وَإِن كُنّ أُولَاتِ حَمْ ٍل فَأَن ِفقُوا عَلَْيهِ ّن حَتّى َيضَعْنَ حَ ْمَلهُنّ)‬
‫[الطلق‪ ،]6:‬فالكم الستفاد عن طريق الخالفة أن الطلقة غي الامل ل نفقة لا‪.‬‬
‫(‪ )3‬مفهوم الغاية‪ ،‬وهو دللة اللفظ القيد الكم فيه بغاية على ثبوت نقيض حكمه للمسكوت عنه بعد تلك‬
‫خْيطِ‬
‫الغاية‪ .‬والغاية إما زمانية‪ ،‬ف مثل قوله تعال‪( :‬وَ ُكلُوْا وَا ْش َربُواْ َحتّى َيتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَْيطُ ا َلبَْيضُ مِ َن الْ َ‬
‫جرِ) [البقرة‪ ،]187:‬الذي يفيد بالخالفة أنه ل يوز الكل والشرب ف رمضان بعد الفجر‪ ،‬أو‬ ‫ا َل ْس َودِ مِنَ اْلفَ ْ‬

‫‪23‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫غاية مكانية ف مثل قوله تعال‪( :‬فا ْغسِلُوْا ُوجُوهَكُمْ وََأيْدِيَ ُكمْ إِلَى الْ َمرَاِفقِ) [الائدة‪ ]6:‬الذي يفيد أنه ل يوز‬
‫غسل ما وراء الرفق من اليد ف الوضوء‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫مكونات الدللة اللغوية‬

‫مكونات الدللة اللغوية ثلثة‪ :‬لغوي وفكري وواقعي‪ .‬اللغوي هو العلمة‪ ،‬والفكري هو الفهوم العجمي‪،‬‬
‫والواقعي (ف أغلب الحيان وليس دائما) هو الشار إليه ف الارج‪ .‬وسنقوم ف الصفحات التالية ببيان‬
‫مكونات كل من هذه العناصر‪.‬‬
‫العلمة‬
‫العلمة‪ :‬صورة سعية تدل على مفهوم‪ .‬وهذه الصورة السمعية مؤلفة من عناصر صوتية أو صوتية معنوية‪.‬‬
‫عناصرها الصوتية هي الفونيم‪ ،‬وطول الصوت‪ ،‬والقطع‪ ،‬والنب‪ ،‬والنغم؛ وعناصرها الصوتية الدللية الصغرى‬
‫هي الورفيم‪ ،‬والكلمة‪.‬‬

‫العناصر الصوتية للعلمة‬


‫ذكرنا آنفا أن العلمة اللغوية تتكون من عناصر أو مكونات صوتية وهذه الكونات ليس لا معن ف ذاتا‪،‬‬
‫ومن أهم هذه الكونات‪:‬‬
‫(أ) الفونيم‬
‫الفونيم‪ :‬هو "أصغر وحدة لغوية صوتية مردة تفرق بي كلمة وأخرى"‪.‬و ‪ phoneme‬تعن صوت لغوي‪،‬‬
‫مثل‪/ :‬ب‪/‬ت‪/‬ث‪/‬ج‪/‬ح‪ .../‬إل‪ .‬وقد ترجه الؤلفون العرب إل صوت‪ ،‬ووحدة صوتية‪ ،‬وصوتية‪ ،‬ولفظ‪،‬‬
‫وبعضهم عّربه صوتيم‪ ،‬وآخرون أبقوه على لفظه فونيم‪.‬‬
‫وقد تضمي التعريف السابق عبارة "مردة" ليدل على أن الفونيم له صور متعددة ف الكلم الواقعي‪ ،‬ولكن‬
‫العقل يتفظ بصورة انطباعية واحدة منتزعة من الشكال التعددة‪ .‬وهذه الصورة الجردة جزء من النظام‬
‫اللغوي الذي يتزنه الشخص ف الذاكرة‪ .‬أما ف الكلم فالفونيم يتخذ صورا متعددة متقاربة بسب موقعه ف‬

‫‪25‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الكلمة وما يسبقه وما يلحقه من أصوات أخرى‪ .‬فمثل فونيم ‪/‬ر‪ /‬ف (رجع) يتلف نطقه قليل عنه ف‬
‫‪/‬رضع‪ /‬لن الول جاء بعده ‪/‬ج‪ /‬والثان أتى بعده ‪/‬ض‪ ./‬كذللك مورفيم ‪/‬س‪ /‬ف (سجد) يتلف نطقه عنه‬
‫ف (سطع)‪ .‬هذه الشكال الختلفة الت نصادفها ف الكلم الواقعي تدعى ‪( allophones‬ألّوفونات)‪ .‬وكل‬
‫فونيم له ما لناية له من اللّوفونات‪.‬‬
‫أنواع الفونيم‪ :‬الفونيمات يكن تقسيمها بسب الخارج‪ ،‬والصفات إل عدد من النواع‪.‬‬
‫الصوامت والصوائت‬
‫الصوامت‪ :‬الصامت هو الصوت الذي يعترضه حاجز يسد مرى النفس أو يضيقه‪ .‬فمن أمثلة الصوامت الت‬
‫يُسد مرى الواء عند نطقها‪ :‬ب‪ ،‬ت‪ ،‬د‪.‬‬
‫والصوامت ف العربية أربعة أنواع‪:‬‬
‫(أ) أصوات شديدة (انفجارية)‪ :‬وهي الت يسد عند نطقها مرى النفس تاما ث يدث له انطلق فجائي‪،‬‬
‫مثل‪ :‬ب‪ ،‬ت‪ ،‬د‪ ،‬ض‪ ،‬ط‪ ،‬ك‪ ،‬ق‪ ،‬ء‪.‬‬
‫(ب) أصوات رخوة (احتكاكية)‪ :‬وهي الت ل يُسد مرى النفس تاما عند نطقها‪ ،‬بل ير متكا بالعضوين‬
‫الذين ضيقا مراه‪ ،‬وهذه الصوات هي‪ :‬ث‪ ،‬ح‪ ،‬خ‪ ،‬ذ‪ ،‬ز‪ ،‬س‪ ،‬ش‪ ،‬ص‪ ،‬ظ‪ ،‬ع ‪ ،‬غ‪ ،‬هـ‪.‬‬
‫(ج) أصوات مركبة‪ :‬وهي الصوات الناتة عن حبسٌ للهواء يعقبه تضييق يولد احتكاكا‪ ،‬وف العربية صوت‬
‫واحد بذه الصفة هو صوت ج‪.‬‬
‫(د) الصوات الائعة‪ :‬وهي الصوات الت يصاحبها اتساع أو تسرب ف مرى النفس ف موضع آخر‪ .‬وهذا‬
‫يدث لصوات‪ :‬و‪ ،‬ي‪ ،‬ن‪ ،‬ر‪ ،‬ل‪ ،‬م‪.‬‬
‫الصوائت‪ :‬الصوت الصائت هو الذي ل يعترض مرى النفس عند نطقه سدّ أو تضييق‪ .‬وف العربية ستة‬
‫صوائت (حركات)‪:‬‬
‫ثلثة قصية هي‪ :‬الفتحة ‪ ،a‬والكسرة ‪ ،i‬والضمة ‪.u‬‬
‫وثلثة طويلة (أصوات مد) هي‪ :‬الفتحة الطويلة ‪ aa‬ف مثل ‪( baab‬باب)‪ ،‬والضمة الطويلة ‪ uu‬ف مثل ‪nuur‬‬
‫(نور)‪ ،‬والكسرة الطويلة ‪ ii‬ف مثل ‪( 3iid‬عِيد)‪.‬‬
‫الصوائت الطويلة‬ ‫الصوائت القصية‬
‫كتابة صوتية‬ ‫كتابة‬ ‫كتابة صوتية الصائت‬ ‫كتابة‬ ‫الصائت‬
‫‪baab‬‬ ‫باب‬ ‫فتحة طويلة‬ ‫‪a‬‬ ‫ـ‬ ‫الفتحة‬
‫‪Nuur‬‬ ‫نُور‬ ‫ضمة طويلة‬ ‫‪u‬‬ ‫ـ‬ ‫الضمة‬
‫‪3iid‬‬ ‫عِيد‬ ‫كسرة طويلة‬ ‫‪i‬‬ ‫ـ‬ ‫الكسرة‬

‫أنواع الصوات من حيث الخارج‬


‫تنقسم الصوات بسب مارج نطقها إل‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -1‬شفوية‪ :‬ب‪ ،‬م‪ ،‬و‪.‬‬


‫‪ -2‬شفوية أسنانية‪ :‬ف‪.‬‬
‫‪ -2‬أسنانية‪ :‬ث‪ ،‬ذ‪ ،‬ظ‪.‬‬
‫‪ -3‬أسنانية لثوية‪ :‬د‪ ،‬ض‪ ،‬ت‪ ،‬ط‪ ،‬ز‪ ،‬س‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪ -4‬لثوية‪ :‬ل‪ ،‬ر‪ ،‬ن‪.‬‬
‫‪ -5‬غارية‪ :‬ش‪ ،‬ج‪ ،‬ي‪.‬‬
‫‪ -6‬طبقية‪ :‬ك‪ ،‬غ‪ ،‬خ‪.‬‬
‫‪ -7‬لوية‪ :‬ق‪.‬‬
‫‪ -8‬حلقية‪ :‬ع‪ ،‬ح‪.‬‬
‫‪ -9‬حنجورية‪ :‬هـ‪ ،‬ء‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫أصوات العربية‬
‫صـــــــــفــــــــــــات الصــــــــــوات‬
‫مائعة‬ ‫مزدوج‬ ‫رخو‬ ‫شديد‬
‫مجهور‬ ‫مجهور‬ ‫مهموس‬ ‫مجهور‬ ‫مهموس‬ ‫مجهور‬ ‫مخارج الصوات‬
‫شبه‬
‫أنفي‬ ‫جانبي تكراري‬ ‫مرقق مفخم مرقق مفخم مرقق مفخم مرقق مفخم‬
‫الحركة‬
‫و‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫شفوي‬

‫ف‬ ‫ڤ‬ ‫شفوي أسناني‬

‫ث‬ ‫ظ‬ ‫ذ‬ ‫أسناني‬

‫س ص‬ ‫ز‬ ‫ط‬ ‫ض ت‬ ‫د‬ ‫أسناني لثوي‬

‫ن‬ ‫ر‬ ‫ل‬ ‫لثوي‬

‫ي‬ ‫ج‬ ‫ش‬ ‫غاري‬

‫خ‬ ‫غ‬ ‫ك‬ ‫طبقي‬

‫ق‬ ‫لهوي‬

‫ح‬ ‫ع‬ ‫حلقي‬

‫هـ‬ ‫ء‬ ‫حنجوري‬

‫‪28‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الصوات من حيث الهر والمس‬


‫الصوات أيضا تنقسم إل نوعي متميزين‪ :‬مهورة‪ ،‬أو مهموسة‪.‬‬
‫الصوات الجهورة هي الت يصاحب نطقها اهتزاز للوترين الصوتيي‪ :‬ب‪ ،‬م‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬ذ‪ ،‬ر‪ ،‬ز‪ ،‬ض‪ ،‬ظ‪،‬‬
‫ع‪ ،‬غ‪ ،‬ل‪ ،‬ن‪ ،‬و‪ ،‬ي‪ .‬ويضاف إل ذلك الصوائت القصية والطويلة‪.‬‬
‫الصوات الهموسة‪ :‬هي الصوات الت ل يصاحب النطق با اهتزاز الوترين الصوتيي‪ ،‬وهي‪ :‬ح‪ ،‬ث‪،‬‬
‫هـ‪ ،‬ش‪ ،‬خ‪ ،‬ص‪ ،‬ف‪ ،‬س‪ ،‬ك‪ ،‬ت‪ .‬وهذه الصوات تمعها عبارة (فقط حثه شخص سكت)‪.‬‬
‫والهر والمس قد يكون هو الصفة الوحيدة الت تفرق بي كلمة وأخرى‪ ،‬أي أن له قيمة فونيمية‪ :‬انظر‬
‫الدول التال الذي يبي التقابل بي النظائر الصغرى (التشابة ف الصوات ما عدا صوت واحد يكون‬
‫مهورا ف كلمة ومهموسا ف مقابلتها)‪:‬‬

‫أمثلة‬ ‫مهموس‬ ‫أمثلة‬ ‫مهور‬


‫بات‪ ،‬بتْر‪ ،‬دبّ‪ ،‬تي‬ ‫ت‬ ‫باد‪ ،‬بدْر‪ ،‬تبّ‪ ،‬دِين‬ ‫د‬
‫سار‪ ،‬ساد‪ ،‬سارَع‪ ،‬جاس‬ ‫س‬ ‫زار‪ ،‬زاد‪ ،‬زارَع‪ ،‬جاز‬ ‫ز‬
‫ثاب‪ ،‬ثرّ‪ ،‬بثْر‪ ،‬عثر‪ ،‬نثْر‬ ‫ث‬ ‫ذاب‪ ،‬ذرّ‪ ،‬بذْر‪ ،‬عذَر‪ ،‬نذْر‬ ‫ذ‬
‫خاب‪ ،‬خلب‪ ،‬خر‪ ،‬ساخ‬ ‫خ‬ ‫غاب‪ ،‬غلب‪ ،‬غمر‪ ،‬ساغ‬ ‫غ‬
‫ساح‪ ،‬ساحة‪ِ ،‬حلْم‪ ،‬بث‬ ‫ح‬ ‫ساع‪ ،‬ساعة‪ِ ،‬علْم‪ ،‬بعَث‬ ‫ع‬

‫الصوات من حيث الطباق والترقيق‬


‫والصوات العربية إما أن تكون مرققة وهي الت ل يصاحب نطقها رفع لؤخر اللسان باتاه الطبق ويسمى‬
‫(الستعلء) ويثله جيع الصوات العربية ما عدا أصوات الطباق الربعة الت سيد ذكرها بعد قليل‪ .‬أو‬
‫مطبقة وهي الت يصاحب نطقها رفع لؤخر اللسان نو الطبق‪ ،‬ويثلها الصوات‪ :‬ط‪ ،‬ظ‪ ،‬ض‪ ،‬ظ‪ ،‬ص‪.‬‬
‫والطباق ومقابله الترقيق لما وظيفة فونيمية لنما يعلن الكلمات ذات النظائر الصغرى تتلف ف‬
‫العن‪ ،‬انظر الدول التال‪:‬‬
‫أمثلة‬ ‫مطبق‬ ‫أمثلة‬ ‫مرقق‬
‫صاد‪ ،‬صيْف‪ ،‬صدّ‪ ،‬قصم‬ ‫ص‬ ‫ساد‪ ،‬سيف‪ ،‬سدّ‪ ،‬قسم‬ ‫س‬
‫طاب‪ ،‬بطَر‪ ،‬فطَر‪ ،‬طلْعة‬ ‫ط‬ ‫تاب‪ ،‬بتر‪ ،‬فتر‪ ،‬تلْعة‬ ‫ت‬
‫باض‪ ،‬ضرْب‪ ،‬فرض‪ ،‬بعض‬ ‫ض‬ ‫باد‪ ،‬درب‪ ،‬فرد‪ ،‬بعْد‬ ‫د‬
‫ظلّ‪ ،‬الظرف‪ ،‬نظَر‬ ‫ظ‬ ‫ذلّ‪ ،‬ال ّذرْف‪ ،‬نذَر‬ ‫ذ‬

‫‪29‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫هل للفونيم معن؟‬


‫اختلف العلماء حول مسألة هل للصوات الفردة (الفونيمات) معان ف ذاتا أم ل على النحو التال‪:‬‬
‫جاكبسون‪ :‬يرى أن الفونيم ل معن له ف ذاته ولكنه يشارك ف العن مشاركة سلبية لن وجوده وعدم‬
‫وجود غيه يعطي للكلمة معن معينا‪ ،‬فمثل مات وبات أصبحتا كلمتي متلفتي بسبب اختلف أصوات‬
‫أولما‪ ،‬وفرد وفرض كلمتان متميزتان بسبب اختلف أواخرها‪.‬‬
‫العليلي‪ :‬نسب إل الروف معان اصطلحية‪ ،‬ففي جدوله الجائي عند كلمه عن الصل الحادي‬
‫للجذور عزا إل (س) معان السعة‪ ،‬و(ذ) معان التفرد‪ ،‬و(ر) معن رأس‪ ،‬و(ش) معن النبات‪ ،‬و(ج) العظم‪،‬‬
‫و(ب) بيت‪ ،‬و(ل) الماسة واللصقة‪ ،‬وزعم أن هذه العان ما زالت تصاحب هذه الصوات ف بعض‬
‫الكلمات‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ف رأيه‪:‬‬
‫شجر‪ :‬ش=نبات‪ ،‬ج=عظم‪ ،‬ر=رأس "شيء ينبت‪ ،‬له رأس‪ ،‬وعظيم‪.‬‬
‫جبل‪ :‬ج=عظيم‪ ،‬ب=بيت‪ ،‬ل= ملصقة الرض وماسة السماء "شيء عظيم كالبيت ملتصق بالرض‬
‫ويلمس السحاب‪.‬‬
‫ابن جن‪ :‬نسب إل الصوات معان إيائية كدللتها عن طريق الياء والحاكاة‪ ،‬فمثل‪ :‬خضم دلت على‬
‫أكل الشيء الرطب لرخاوة الاء‪ ،‬وقضم دلت على أكل الشيء الصلب لشدة القاف‪.‬‬
‫وبث دلت على البحث بسبب الباء الدالة على الضرب باليد‪ ،‬والاء لصحلها أوحت بالفر‪ ،‬والثاء دلت‬
‫على النثل‪.‬‬
‫ستيفن أولان‪ :‬يشبه رأيه رأي ابن جن حيث نص على أن بعض الكلمات قد توحي بعانيها‪.‬‬

‫(ب) طول الصوت وقصره‬


‫الصوات الصوامت منها والصوائت قد تكون قصية وقد تكون طويلة‪ ،‬والطول وعدمه له قيمة فونيمية‬
‫لنه يصاحبه اختلف ف العن‪ .‬قارن المثلة التالية‬
‫أمثلة أصوات طويلة‬ ‫أمثلة أصوات قصية‬
‫كسّر‪ ،‬هدّم‪ ،‬قطّع‬ ‫كسَر‪ ،‬ه َدمَ‪ ،‬قطَع‬
‫عميل‬ ‫عمِل‬
‫نادم‬ ‫نَدِم‬
‫سيع‬ ‫سِع‬

‫(ج) القطع‬
‫هو أحد أجزاء الكلمة العلى من الفونيم لنه يتألف فونيمي فأكثر‪ ،‬فهو شكل من أشكال تمع‬
‫الفونيمات ف الكلم‪ .‬وأوضح تعريفاته‪ :‬هو مموعة فونيمات تشتمل على صائت أو أكثر وصامت أو‬

‫‪30‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫أكثر يكمها نظام معي‪ ،‬مثل ‪ ka-ta-ba ، baa-b‬فنجد ‪( kataba‬كتب) مؤلفة من ثلثة مقاطع‪،‬‬
‫‪( baab‬باب) مؤلفة من مقطعي‪.‬‬
‫أنواع القاطع ف العربية‬
‫ميز العلماء القاطع العربية التالية‪ = C :‬صامت؛ ‪ = V‬حركة‬
‫‪( -‬وَ) ‪)wa (CV‬‬
‫‪( -‬ما) ‪)maa (CVV‬‬
‫‪( -‬مَنْ) ‪)man (CVC‬‬
‫‪( -‬باب) ‪)baab (CVVC‬‬
‫‪( -‬قْبرْ) ‪)qabr (CVCC‬‬
‫وهذه القاطع قد تتمع ف كلمة واحدة فمثل (مستعمَرون) ‪ mus-ta3-ma-ruun‬مؤلفة من القاطع‬
‫التالية الرتبة من الشمال إل اليمي‪.CVC-CVC-CV-CVVC :‬‬

‫(د) النب‬
‫النب‪ :‬طول وشدة يصاحبان النطق بأحد مقاطع الكلمة ف وقت واحد‪.‬‬
‫والنب قد يكون له وظيفة فونيمية فيفرق بي معن وآخر عند تشابه الفونيمات القطعية‪ .‬ومن اللغات الت‬
‫تستغله ف مثل هذه الوظيفة اللغة النليزية الت يفرق النب فيها أحيانا بي الفعل والسم‪ .‬أما ف العربية فإن‬
‫أكثر الدارسي ل ينسبون إل النب وظيفة فونيمية تعله يكون فارقا بي معن كلمة وأخرى‪.‬‬
‫فعل‬ ‫اسم‬
‫‪prse′nt‬‬ ‫‪present′‬‬
‫‪rep′ort‬‬ ‫‪report′‬‬
‫‪exp′ort‬‬ ‫‪export′‬‬
‫‪subj′ect‬‬ ‫‪subject′‬‬

‫(هـ) النغم‬
‫النغم‪ :‬هو اختلف درجة الصوت علوا أو انفاضا تبعا لعدد الذبذبات الت يولدها الوتران الصوتيان‪،‬‬
‫فكلما زاد عدد الذبذبات عل الصوت وكلما انفض عددها انفض الصوت‪.‬‬
‫وهناك نوعان من النغم‪:‬‬
‫‪ -1‬النغمة (‪ )tone‬وهي علو الصوت أو انفاضه على صعيد الكلمة‪.‬‬
‫‪ -2‬التنغيم (‪ )intonation‬وهو علو الصوت أو انفاضه الرتبط بجموعة من الكلمات ف الملة‪.‬‬
‫وظائف النغم‬

‫‪31‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫(أ) للنغم ف كل اللغات له وظائف نفسية وعملية‪ ،‬فارتفاع الصوت أو انفاضه يدلن على‪:‬‬
‫‪ -‬الالة النفعالية للمتكلم كالغضب والزم‪ ،‬وانفاضه يدل على الم والزن‪.‬‬
‫‪ -‬الالة الصحية كالرض والتعب‪.‬‬
‫‪ -‬أمور عملية كرفع الصوت ليسمع البعيد أو لوجود ضوضاء‪ ،‬وكذلك قد يُخفض أثناء الديث السري أو‬
‫خشية الزعاج‪.‬‬
‫(ب) وللنغم وظائف إبلغية ونوية(‪:)1‬‬
‫فالنغمة الابطة ف آخر الملة تأت مع‪:‬‬
‫(‪ )1‬المل الكاملة التقريرية‪ :‬خالد ف السجد‪.‬‬
‫(‪ )2‬الملة الستفهامية البدوءة بأداة استفهام خاصة‪ :‬أين‪ ،‬مت‪ ،‬من‪ ،‬كيف‪ ،‬نو‪ :‬من نح؟‬
‫(‪ )3‬المل الطلبية‪ ،‬مثل‪ :‬اكتب بثا‪ .‬ساعد أخاك‪.‬‬
‫والنغمة الصاعدة ف ناية الملة تصاحب‪:‬‬
‫(‪ )1‬الملة الستفهامية الت تستوجب إجابة بل أو نعم‪ ،‬نو‪ :‬حضر أخوك؟‬
‫(‪ )2‬المل العلقة الت ترتبط با بعدها لتمام معناها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الزء الول من الملة الشرطية‪( :‬إذا وصلت إل الامعة‪ )،‬كلمن‪.‬‬
‫‪ -‬الملة الت تسبق جلة صلة الوصول‪( .‬الذي ذاكر)‪ ،‬نح‪.‬‬
‫(ج) وقد يكون للنغمة وظيفة فونيمية فتفرق بي كلمة وأخرى ف العن‪ .‬ومن أشهر اللغات الت تعتمد‬
‫على النغمة ف نظامها الصوت اللغة الصينية‪ ،‬فمثل ‪ ma‬هي الصورة اللفظية لعدد من الكلمات الت تؤدي‬
‫معان متلفة‪ ،‬ول يفرق بينها إل اختلف النغمة‪ ،‬انظر الدول التال‪:‬‬

‫‪ma1‬‬ ‫أم‬
‫‪ma2‬‬ ‫حصان‬

‫‪ma3‬‬ ‫سسم‬
‫‪ma4‬‬ ‫يوبخ‬

‫‪1‬‬
‫انظر كمال يشر‪ ،‬علم الصوات‪ ،‬دار غريب‪.537-536 ،‬‬

‫‪32‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫العناصر والكونات الصوتية الدللية للعلمة‬


‫تدثنا ف الصفحات الاضية عن الكونات والعناصر الصوتية البحتة للعلمة اللغوية‪ .‬وهنا سنتكلم عن نوع‬
‫آخر من العناصر والكونات للعلمة أل وهو الكونات الصوتية الدللية‪ ،‬ونقصد بذلك تلك العناصر الؤلفة‬
‫من فونيمات تفيد معان معينة‪:‬‬
‫(أ) الورفيم ‪morpheme‬‬
‫تعريف الورفيم‪ :‬هو أصغر وحدة لغوية مردة لا معن‪ .‬فمثل كلمة (الزارعون) تتألف من عدد من‬
‫الورفيمات‪ :‬الـ "تعريف"‪( ،‬ز رع) مورفيم معجمي يدل على "الزراعة‪( ،‬مُزارع) "اسم فاعل"‪( ،‬ون) تثل‬
‫ثلثة مورفيمات‪ :‬المع والنس والعراب‪.‬‬
‫الفرق بي الورفيم ‪ morpheme‬واللّومورف ‪ :allomorph‬الورفيم هو الصيغة الجردة الت هي جزء‬
‫من النظام اللغوي‪ ،‬مثل مورفيم التعريف ‪ ،al‬وعلماء الورفولوجي ييزونه بوضعه بي قوسي بذا الشكل‪:‬‬
‫[ ‪ .]uun], [al‬أما اللومورفات ‪ allomorphs‬فهي الشكال الختلفة للمورفيم ف الكلم النطوق‪،‬‬
‫فمثل مورفيم التعريف [ ‪ ]al‬له أشكال متلفة تبعا للصوات الت تعقبه ف الكلم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪( }at-tuhmah {at‬اتـ تُهمة)‬
‫‪( }aŧ-ŧrwah {aŧ‬اثْـ ثَروة)‬
‫‪( }ad-daar‬ا ْد دَار)‬ ‫‪{ad‬‬
‫‪( }as-safar {as‬اسْـ سَفر)‬
‫‪( }ađ-đikr {ađ‬ا ْذ ذِكر)‬
‫وعلماء الورفولوجي ييزون اللومورفات بوضعها بي قوسي بذا الشكل‪at}, {aŧ}, {ad}{ :‬‬
‫‪}{as}, {ađ‬‬
‫أنواع الورفيم‪ :‬للمورفيمات أنواع كثية‪ ،‬وسنقتصر هنا على الشهور منها ف العربية‪:‬‬
‫(‪ )1‬مورفيم النوع الكلمي‪ ،‬اسم أو فعل‪ ،‬وهذه الورفيمات تظهر ف العربية من خلل الصيغة وليس‬
‫ب (‪ )kataba‬تدل على الفعلية‪ ،‬وصيغة‬
‫هناك أصوات معينة مرتبطة بالساء أو الفعال‪ ،‬فمثل‪ :‬صيغة كََت َ‬
‫كِتابة (‪ )kitaabah‬تدل على السية‪.‬‬
‫(‪ )2‬مورفيم العدد‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫الصيغة‬ ‫العدد‬ ‫العن‬


‫‪muslim‬‬ ‫‪Ø‬‬ ‫مفرد مذكر‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪aan‬‬ ‫مثن‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪uun‬‬ ‫جع مذكر‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪aat‬‬ ‫جع مؤنث‬

‫‪33‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪katab‬‬ ‫‪Ø‬‬ ‫مفرد‬


‫‪katab‬‬ ‫‪aa‬‬ ‫مثن‬
‫‪katab‬‬ ‫‪uu‬‬ ‫جع‬

‫(‪ )3‬مورفيم النس‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫الصيغة‬ ‫النس‬ ‫العن‬


‫‪musli‬‬ ‫مذكر‬
‫‪Ø‬‬
‫‪m‬‬
‫‪musli‬‬ ‫مؤنثة‬
‫‪at‬‬
‫‪m‬‬
‫‪kataba‬‬ ‫‪t‬‬ ‫مؤنثة‬
‫‪katab‬‬ ‫‪na‬‬ ‫جع مؤنث‬
‫‪katab‬‬ ‫‪uu‬‬ ‫جع مذكر‬

‫(‪ )4‬مورفيم العراب‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫الصيغة‬ ‫العراب‬ ‫العن‬


‫‪muslim‬‬ ‫‪un‬‬ ‫مفرد مرفوع‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪an‬‬ ‫مفرد منصوب‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪in‬‬ ‫مفرد مرور‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪uun‬‬ ‫جع مذكر سال مرفوع‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪iin‬‬ ‫جع مذكر سال منصوب‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪aan‬‬ ‫مثن مرفوع‬
‫‪muslim‬‬ ‫‪ayn‬‬ ‫مثن منصوب‬

‫(‪ )5‬مورفيم الشخص‪ ،‬مثل‪:‬‬


‫الشخص الصيغة الشخص‬ ‫العن‬
‫‪katab‬‬ ‫‪Ø‬‬ ‫مفرد‪+‬مذكر‪+‬غائب‬
‫‪katab‬‬ ‫‪tu‬‬ ‫مفرد‪+‬مذكر‪+‬متكلم‬
‫‪katab‬‬ ‫‪ta‬‬ ‫مفرد‪+‬مذكر‪+‬ماط‬

‫‪34‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫ب‬
‫‪ya‬‬ ‫‪ktub‬‬ ‫مفرد‪+‬مذكر‪+‬غائب‬
‫‪?a‬‬ ‫‪ktub‬‬ ‫مفرد‪+‬مذكر‪+‬متكلم‬
‫مفرد‪+‬مذكر‪+‬ماط‬
‫‪ta‬‬ ‫‪ktub‬‬
‫ب‬

‫(‪ )6‬مورفيم الزمن‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫الزمن‬ ‫الصيغة‬ ‫الزمن‬ ‫العن‬


‫‪katab‬‬ ‫‪Ø‬‬ ‫ماض‬
‫‪?a‬‬ ‫‪ktub‬‬ ‫حاضر‬
‫‪ta‬‬ ‫‪ktub‬‬ ‫حاضر‬
‫‪ya‬‬ ‫‪ktub‬‬ ‫حاضر‬

‫(‪ )7‬مورفيم القرب والبعد‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫قريب‬ ‫الصيغة‬ ‫بعيد‬ ‫متوسط‬ ‫العن‬


‫‪haa‬‬ ‫‪đaa‬‬ ‫إشارة للقريب‬
‫‪đaa‬‬ ‫‪ka‬‬ ‫إشارة للمتوسط‬
‫‪đaa‬‬ ‫‪li‬‬ ‫‪ka‬‬ ‫إشارة للبعيد‬
‫‪haa‬‬ ‫‪?ulaa?i‬‬ ‫جع قريب‬
‫‪?ulaa?i‬‬ ‫‪ka‬‬ ‫جع متوسط‬
‫‪?ulaa?i‬‬ ‫‪li‬‬ ‫‪ka‬‬ ‫جع بعيد‬

‫(‪ )8‬مورفيم التعريف‪ :‬يكون بـ ‪ al‬ف مثل ‪ al-bayt, al-jabal‬أو بأحد ألومورفاته‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ad-daar, as-sabt, an-naar‬‬
‫(‪ )9‬مورفيم معجمي‪ :‬وهو العن الذي تثله حروف الذر (الروف الصول) فمثل ف كلمة استعمل ند‬
‫الورفيم العجمي ع م ل الت تعن "عمل‪".‬‬
‫(‪ )9‬الورفيم الشتقاقي‪ :‬وهو الصيغة الت تعطي معن معينا مثل‪:‬‬
‫التعدية‪ :‬أخرج‪.‬‬
‫الشاركة‪ :‬كاتَب‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫التكثي‪ :‬كتّب‪.‬‬
‫الطلب‪ :‬استكتب‪.‬‬
‫اسم الفاعل‪ :‬كاتب‪ ،‬ماهِد‪.‬‬
‫اسم الفعول‪ :‬مكتوب‪ ،‬مُ ْكتَسَب‪.‬‬
‫أصناف الورفيم‪ :‬الصناف ترتبط بأشكاله وحالته ول تتعلق بعناه‪ ،‬وهي كالتال‪:‬‬
‫(‪ )1‬مورفيم حر‪ :‬هو الورفيم الذي يكن نقله من مكان إل آخر ف الملة‪ ،‬ويثله الورفيم الشتقاقي‬
‫والعجمي مثل‪ :‬مسافر الذي يكننا أن نعله ف أول الملة فنقول‪ :‬السافرون عادوا‪ ،‬ويكننا أن نؤخره‬
‫فنقول‪ :‬عاد السافرون‪ ،‬وعندما ننقله تنتقل معه الورفيمات الرتبطة به‪.‬‬
‫(‪ )2‬مورفيم مقيد‪ :‬هو الذي ل يكن فصله ونقله من مكان إل آخر‪ ،‬بل يبقى مرتبطا بالورفيم الشتقاقي أو‬
‫العجمي‪ ،‬مثل‪( al :‬الـ)‪( uun ،‬ون) ف ‪(al-musaafiruun‬السافرون)‪.‬‬
‫(‪ )3‬مورفيم ظاهر‪ :‬هو الذي له علمة ظاهرة ف الكلم‪ ،‬ومعظم الورفيمات من هذا الصنف‪.‬‬
‫(‪ )4‬مورفيم خال‪ :‬هو الورفيم الذي ليس له علمة ظاهرة ف الكلم‪ ،‬ويرمز له بعلمة اللو ‪ ،Ø‬مثل‪:‬‬
‫‪( muslim‬مسلم) الذي يدل على تذكي وإفراد‪ ،‬وبا أن هذه العان أساسية أولية فاللغة ل تضع لا أحيانا‬
‫مورفيمات ظاهرة‪.‬‬
‫(‪ )5‬مورفيم سابق‪ :‬هو الذي يلتصق بأول الساق (الزء الرئيس ف الكلمة)‪ ،‬مثل مورفيمات الضارعة‬
‫والشخص ف‪:‬‬
‫?‪ a ktubu, ta ktubu, ya ktubu‬أو التعريف‪al-mujaahid :‬‬
‫(‪ )6‬مورفيم لحق‪ :‬هو الذي يلتصق بآخر الساق‪ ،‬مثل مورفيمات‪:‬‬
‫‪ -‬العراب والعدد‪muslim un, muslim an, muslim in, muslim uun, muslim iin :‬‬
‫‪ -‬النس‪muslim at, kataba t :‬‬
‫(‪ )7‬مورفيم حشو‪ :‬هو الورفيم الذي يُقحم ف وسط الكلمة‪ ،‬مثل‪ :‬زيادة فتحة ‪ a‬ف وسط الصيغة البسيطة‬
‫‪ kataba‬لتصبح ‪.kaataba‬‬
‫(‪ )8‬مورفيم صيغة‪ :‬هو الذي ل يثله أصوات معينة بل تثله الصيغة بكاملها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬التعدية‪ :‬أخرج‪.‬‬
‫‪ -‬الشاركة‪ :‬كاتَب‪.‬‬
‫‪ -‬التكثي‪ :‬كتّب‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب‪ :‬استكتب‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الفاعل‪ :‬كاتِب‪ ،‬مُجاهِد‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الفعول‪ :‬مكتوب‪ ،‬مُ ْكتَسَب‪.‬‬
‫‪ -‬اسم التفضيل‪ :‬أكب‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬الصفة الشبهة‪ :‬كبي‪.‬‬


‫‪ -‬اسم البالغة‪ :‬غفور‪ .‬إل ‪..‬‬
‫(‪ )9‬مورفيم متعدد الوظائف‪ :‬هو الورفيم الذي تُستعمل صيغته الصوتية لكثر من مورفيم‪ ،‬مثل ‪uun‬‬
‫(ون) الت تثل مورفيمات العدد والنس والعراب‪ ،‬ومورفيم ?‪ a‬ف ?‪ a ktubu‬الذي يثل ثلثة‬
‫مورفيمات‪ :‬مورفيم شخص التكلم‪ ،‬ومورفيم عدد مفرد‪ ،‬ومورفيم زمن‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الكلمة‬
‫تعريفات الكلمة‬
‫عند الغربيي‬
‫‪ -‬أرسطو‪ :‬أصغر وحدة ف اللغة لا معن‪ .‬هذا التعريف ل يعد مقبول ف وقتنا الاضر؛ لنه تعريف‬
‫الورفيم‪.‬‬
‫‪ -‬بلومفيلد ‪ :Bloomfield‬أصغر صيغة حرة ف الكلم‪ .‬أي مموعة الورفيمات الت يكن نقلها من‬
‫مكان إل آخر ف الملة‪( :‬انتصر الجاهدون ف العراق)‪.‬‬
‫‪ -‬پالر ‪ :Palmer‬أصغر وحدة ف الكلم قادرة على تأدية معن تعبي‪ ،‬نو "النار" أي "النار تشتعل ف‬
‫البيت"‪ .‬هذا الفهوم ل يكن تطبيقه على كل كلمات اللغة؛ لنه يفترض استدعاء عبارات معهودة‪( .‬‬
‫‪)Mario Pei, Dictionary‬‬
‫عند العرب‬
‫‪ -‬الزمشري‪ :‬اللفظة الدالة على معن مفرد بالوضع‪.‬‬
‫‪ -‬ابن يعيش‪ :‬فرق بي‪:‬‬
‫الكلمة من حيث النطق‪ :‬الرجل كلمة واحدة‪.‬‬
‫الكلمة من حيث الواقع (النحوي)‪ :‬الرجل كلمتان‪ :‬الـ ‪ +‬رجل‬
‫‪ -‬الزمشري‪ :‬قول مفرد مستقل أو منوي منه‪ ،‬وعليه فحروف الضارعة وتاء التأنيث ليست كلمات‪،‬‬
‫بينما الضمي الستتر (أنت) ف (قم) يعتب كلمة‪( .‬حلمي خليل‪ ،‬الكلمة‪)22 ،‬‬

‫استقلل الكلمة‬
‫لص أولان أوجه اللف حول استقلل الكلمة‪:‬‬
‫الكلمة من الناحية الصوتية‪ :‬هناك رأيان‪:‬‬
‫(أ) غي مستقلة‪ )1( :‬اختلط الكلمة با قبلها وما بعدها ف الكلم السموع‪.‬‬
‫(‪ )2‬صور السبيكتروغراف توضح هذا الختلط ‪ ،‬مثال ذلك عبارة "الولد يسبحون ف البحر" الت ل‬
‫ند أجزاءها منفصلة تاما عن بعضها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫(ب) مستقلة‪ :‬قواعد اللغة النحوية والصرفية تتعامل مع الكلمة على أنا وحدة مستقلة‪ ،‬فهناك‪:‬‬
‫● قواعد صوتية تتعلق بأول الكلمة كمنع البتداء بساكن‪.‬‬
‫● علمات العراب تقع ف أواخر الكلمات‪.‬‬
‫● النب يقع على مقاطع ف أول الكلمة أو ف وسطها أو ف آخرها‪.‬‬
‫● تتصل السوابق بأول الكلمة أو بآخرها‪.‬‬
‫أولان يقول صحيح أن الكلمة قد ل تكون مستقلة ف الكلم ولكنها مستقلة ف النظام اللغوي الذي ف‬
‫أذهاننا‪.‬‬

‫الكلمة صرفيا ونويا‬


‫الكلمات من الناحية الصرفية قد تكون‪:‬‬
‫مشتقات‪ :‬كتب‪ ،‬كاتب‪ ،‬مكتوب‪ ،‬كتاب‪ ،‬مكتب‪ِ ،‬كتْبة‪ ،‬وهذه كلمات مستقلة‪.‬‬
‫تصريفات‪( :‬كتبتُ‪ ،‬كتبتَ‪ ،‬كتبتم‪ ،‬كتبوا)‪( ،‬كاتب‪ ،‬كاتبان ‪ /‬كاتبي‪ ،‬كُتاب‪ ،‬كاتبون‪ ،‬كتبة)‪ ،‬وهذه‬
‫صور وأشكال للكلمات ف الكلم‪ ،‬وهي ليست مستقلة‪.‬‬

‫الكلمات من الناحية النحوية لا طبيعة ثنائية فقد تكون‪:‬‬


‫كلمات ناقصة‪ ،‬نو (الـ) التعريف‪ ،‬الضمائر‪ ،‬الساء الوصولة‪ ،‬أساء الشارة‪ ،‬أدوات الربط (و – فـ ‪-‬‬
‫لكن – بل) وحروف الر (ف – على – من ‪ )...‬أدوات الستفهام‪ ،‬والشرط وغيها‪ .‬وهذه ليست‬
‫مستقلة‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫كلمات تامة‪ ،‬وهي ما عدا هذه النواع الت ذكرت سابقا‪ ،‬وهذه بالطبع كلمات مستقلة من الناحية‬
‫النحوية‪.‬‬

‫الكلمة من الناحية الدللية‪:‬‬


‫رأي أصحاب النظريات السياقية‪" :‬الكلمات ل معن لا على الطلق خارج مكانا ف النظم والسياق"‪.‬‬
‫رأي أولان‪ :‬هناك طبيعتان دلليتان للكلمات‪:‬‬
‫● ف الكلم‪ :‬هي صحيح غي مستقلة دلليا لن جزءا من العن يستفاد من السياق‪.‬‬
‫● ف النظام اللغوي‪ :‬الكلمات ف العجم الذي يتفظ به كل فرد ف ذاكرته هي وحدات لكل منها معن‬
‫مركزي ومعان جانبية وأخرى هامشية‪ .‬انظر الشكل التال الذي يثل معان كلمة (عي)‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الشار إليه‬
‫الشار إليه هو الكون الثالث للدللة‪ ،‬وهو ما تشي إليه الكلمة ف الارج حقيقة أو خيال أو توها‪.‬‬
‫ويكن تييز نوعي رئيسي من الشار إليه‪( :‬أ) مشار إليه ف اللغة نفسها‪ ،‬و(ب) مشار إليه خارج اللغة‪.‬‬
‫(أ) مشار إليه ف اللغة‪ :‬يشي عدد من مفردات اللغة إل أشياء ف اللغة نفسها‪:‬‬
‫‪ -‬علقات لغوية كالسند والسند إليه والفاعل والفعول‪.‬‬
‫‪ -‬حقائق لغوية‪ :‬كلمة‪ ،‬جلة‪ ،‬صوت‪ ،‬حرف‪.‬‬
‫(ب) مشار إليه خارج اللغة ف العال أو اليال‪:‬‬
‫‪ -1‬أشياء حسية‪ :‬من الشياء مثلجبل‪ ،‬شجرة‪ ،‬ومن الصفات مثل طويل‪ ،‬أخضر‪ ،‬ومن الفعال مثل كسر‪،‬‬
‫وجرى وقام‬
‫‪ -2‬أمور غيبية‪ ،‬وهي الت عرفنا عنها من الكتب الدينية‪ :‬جن‪ ،‬ملئكة‪ ،‬إبليس‪ ،‬السراط‪.‬‬
‫‪ -3‬أشياء وهية‪ ،‬الت ل وجود لا ف الواقع‪ :‬الرخ‪ ،‬العنقاء‪ ،‬الغول‪ ،‬السعلة‪ ،‬القنطور‪ ،‬عروس البحر‪.‬‬
‫‪ -4‬أمور خيالية‪ :‬وهي ما ل وجود لا ولكنه متصور من أشياء موجودة ف الواقع‪ ،‬كشخصيات القصص‬
‫والروايات‪ ،‬وصف النساء ف الشعر‪.‬‬
‫‪ -5‬أمور معنوية‪ ،‬وهي ما كل ما ليس له وجود حسي ف الارج‪ ،‬ولكن لا مفاهيم عقلية‪ ،‬كالصدق‪،‬‬
‫والعدل‪ ،‬والكرم‪.‬‬
‫‪ -6‬معان مردة‪ :‬أشياء موجودة ف الارج ولكنها غي معينة‪ :‬رجل‪ ،‬شجرة‪ ،‬حصان‪ ،‬ويعب عنها باسم‬
‫النس‪.‬‬

‫الفهوم العجمي‬
‫الفهوم‪ :‬متوى فكري ذو طبيعة لغوية سيكلوجية (نفسية) يصاحب الكلمة الستخدمة علمةً‪ .‬فهو‬
‫يتضمن‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوما منطقيا متمثل ف نوع الشار إليه وجنسه وصفاته الميزة‪.‬‬
‫‪ -‬ظلل عاطفية وثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة الشكل والادة‪.‬‬
‫فمثل العلمة اللغوية (جبل) تستدعي شكل ظاهرة جغرافية معينه‪ ،‬تتألف من صخور تشكل شكل هرميا‬
‫أو مقوسا ضخما‪ ،‬وربا يرتبط بذلك صفات الثبات والعظمة‪.‬‬
‫ويكن تقسيم الفهوم إل النواع التالية‪:‬‬
‫الفهوم العجمي الواسع‪ :‬وهو مفهوم يشترك فيه معظم أهل اللغة فيدخل فيه الفهوم النطقي والشكل‬
‫وبعض الظلل العاطفية والثقافية‪ ،‬فمثل كلمة (نلة) تعلنا نفكر ف نوع من الشجار الطويلة ذات‬

‫‪41‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الغصان الريدية وثار حلوة الذاق‪ .‬وكلمة (نلة) أيضا تستدعي أفكار عاطفية تتعلق بالشموخ والصالة‬
‫والصحراء والزيرة العربية والعطاء والبكة‪.‬‬

‫الفهوم الضيق‪ :‬وهو مفهوم مستمد من خبات وتارب خاصة بفرد معي ل يشاركه فيها قطاع كبي من‬
‫الناس‪ .‬فمثل كلمة (نلة) تستدعي لشخص معي قد غرس نلة ف بستانه وأبرها وسقاها ورعاها خبات‬
‫وأفكار قلما يشاركه فيها شخص ليس له علقة بالنخيل ول معرفة بزراعتها ورعايتها‪.‬‬
‫الفهوم المكان‪ :‬مؤلف من العان والفكار التعلقة بعلمة معينة ومزونة ف الذاكرة كجزء من النظام‬
‫اللغوي‪ .‬هذه الفكار هي معان مكنة مت ما وجدت السياقات الت تستدعيها‪.‬‬
‫الفهوم الواقعي‪ :‬هي العان الرتبطة بعلمة معينة ف سياق مدد له مكان معي وزمان معي ومرتبط بظرف‬
‫مددة‪ .‬فمثل عندما يقول فلح معي‪ :‬لقد أبرت النخلة فإن كلمة نلة مرتبطة بنخلة معينة مغروسة ف‬
‫بقعة مددة من الزرعة‪ .‬فكلمة نلة ل تستدعي من إمكانياتا الدللية إل جزءا متعلقا بسياق التأبي والثمر‬
‫ول تستدعي الفكار الثقافية والنفسية التعلقة بالشموخ والصالة والعروبة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫مناهج دراسة العن‬


‫النظرية الشارية‬
‫طبيعة النظرية‪ :‬هي من أقدم النظريات الت حاولت بيان ماهية العن‪ .‬القائلي با يرون أن معن الكلمة‬
‫هو ببساطة ما تشي إليه ف الارج‪ .‬وقد حاول بعضهم أن يدد طبيعة الشار إليه لقسام الكلم الختلفة‪:‬‬
‫● العلَم‪ :‬معناه هو مشار إليه فرد معي ف الارج‪.‬‬
‫● الفعال‪ :‬معناها هو الشارة إل أحداث تقع ف الارج‪.‬‬
‫● الصفات‪ :‬معناها هو الشارة إل خصائص الشياء الت ف الارج‪.‬‬
‫● الحوال‪ :‬معناها هو الشارة إل خصائص الحداث الواقعة ف الارج‪.‬‬
‫● اسم النس مثل شجرة‪ :‬معناه الشارة إل فرد غي معي ف الارج أو مموعة الشجار الت ف‬
‫الارج‪.‬‬
‫قول بعض الصوليي بالنظرية الشارية‪:‬‬
‫ند كلمهم عن هذا الوضوع ف باب ”اللغات“ تت موضوع ”الوضوع له اللفظ“‪.‬‬
‫يقول جال الدين الشيازي‪ :‬اللفظ موضوع للوجود الارجي‪ ،‬ول يناف كونه للوجود الارجي وجود‬
‫استحضار للصور الذهنية‪.‬‬
‫وفصل بعضهم قائل‪ :‬إذا كان لشيء له وجود خارجي وذهن فاللفظ موضوع للخارجي‪ ،‬وأما إذا كان‬
‫ل وجود له ف الارج [غول‪ ،‬سعلة‪ ،‬رخ] فاللفظ موضوع للصورة الذهنية‪.‬‬

‫مآخذ عل النظرية الشارية‪:‬‬


‫‪ -1‬هناك كلمات ليس لا مشار إليه ف الارج‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أ‪ -‬بعض الدوات نو‪ :‬إن‪ ،‬ليت‪ ،‬لعل‪ ،‬لكن ‪ ...‬إل‪.‬‬
‫ب‪ -‬كلمات لا دللت معنوية أو عقلية‪ ،‬نو‪ :‬الصدق‪ ،‬الصب‪ ،‬العلم‪ ،‬الشهامة‪ ،‬ظنّ‪ ،‬شكّ‪،‬‬
‫أوجس‪.‬‬
‫ج‪ -‬أشياء وهية خرافية‪ :‬غول‪ ،‬سعلة‪ ،‬رخ‪ ،‬عنقاء‪ ،‬ننم‪.‬‬
‫د‪ -‬أشياء غيبية‪ :‬جن‪ ،‬ملئكة‪ ،‬عفاريت‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك فرق بي العن والشار إليه‪ ،‬فقد يكون هناك معنيان والشار إليه واحد‪ ،‬نو‪ :‬نمة الصباح‬
‫ونمة الساء لن كليهما يشي إل جرم ساوي واحد‪ .‬وكذلك قد يدعى الشخص الواحد أبا وأخا‪ ،‬وعما‪،‬‬
‫وجدا‪.‬‬
‫‪ -3‬قد يكون العن واحدا والشار إليه متعددا‪ ،‬نو بعض الضمائر وأساء الشارة الت لا معان لغوية‬
‫معينة ولكنها قد تطلق على أشخاص وأشياء متعددة‪.‬‬
‫‪ -4‬قد يفن الشار إليه ويبقى العن‪ :‬حدائق بابل‪ ،‬مكتبة السكندرية‪ ،‬مركز التجارة العالي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫النظرية التصورية‬
‫طبيعة العن ف النظرية التصورية‪ :‬العن هو الصورة الذهنية الت تستدعيها الكلمة عند السامع أو الت‬
‫يفكر فيها التكلم‪ .‬انظر الشكل التال‪:‬‬

‫النظرية التصورية عند الصوليي‪:‬‬


‫وجدت نظرية الصورة الذهنية عند بعض الصوليي مثل الوين وفخر الدين الرازي الذي يقول بأن‬
‫اللفاظ الفردة ما وضعت للموجودات الارجية بل‬
‫للمعان الذهنية‪ .‬وتبعه البيضاوي وابن الزملكان‪,‬‬
‫والقرطب‪.‬‬
‫حجة الرازي‪” :‬إن من رأى شيئا من بعيد وظنه‬
‫حجرا أطلق عليه حجرا‪ ،‬فإذا دنا منه وظنه شجرا‬
‫أطلق عليه لفظ شجر‪ ،‬وعندما دنا أكثر وظنه فرسا‬
‫أطلق عليه لفظ فرس‪ ،‬ث إذا تقق منه وعرف أنه‬
‫إنسان أطلق عليه لفظ إنسان‪ .‬دل ذلك على أن اللفظ‬
‫دائر مع العان الذهنية دون الوجودات الارجية‪.‬‬
‫أما الركبات فهي موضوعات للحكام الذهنية ل للوجود الارجي؛ لن قولنا‪” :‬قام زيد“‪ ,‬ل يفيد‬
‫قيام زيد‪ ,‬وإنا يفيد الكم به والخبار عنه‪ ,‬ث ننظر مطابقته للخارج أم ل‪.‬‬
‫النظرية التصورية عند الغربيي‪ :‬ند عندهم نظريات متقاربة حول اعتبار العن صورة ذهنية أو مفهوما‬
‫فكريا‪ .‬ومن صورها‪:‬‬
‫نظرية الفكار الذهنية عند الفيلسوف لوك ‪ Locke‬الذي يرى أن العان لا وجود مستقل ف الذهن‬
‫ف شكل صور ذهنية ناتة عن تشكيل حواسنا لا ف الذهن‪ .‬وهذه الصور قد تكون بسيطة كفكرة اللون‬
‫الصفر أو الزرق وقد تكون معقدة مركبة من صور بسيطة فمثل فكرة كرة الثلج مركبة من ابيض‪ ،‬بارد‪،‬‬
‫وكرة‪ .‬والكلمات ف الصل ل تثل شيئا بل الذي يعطيها معن هي الفكار الت ف ذهن مستعملها‪ .‬فعبارة‬
‫”أنا سعيد“ ليس لا معن عند الببغاء لن ليس ف ذهنه أفكار لذه اللفاظ‪.‬‬
‫و ‪ Ogden‬ريتشاردز وأوغدن‪ :‬قدم هذان الفيلسوفان نظرية تليلية‬ ‫‪Richards‬‬ ‫النظرية التصورية عند‬
‫لعناصر الدللة ف مثلثهما الشهور‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫ونظريتهما هذه ليست إشارية بتة‬


‫ول تصورية بتة وإنا حاولت أن‬
‫تبي أن الدللة هي مصلة علقة بي‬
‫عناصر ثلثة‪( :‬أ) علمة‪( ،‬ب) فكرة‬
‫أو مفهوم (ج) مشار إليه ف العال‪.‬‬
‫●العلقة بي العلمة والفكرة‬
‫مباشرة واعتباطية‪.‬‬
‫●العلقة بي الفكرة والشار إليه‬
‫تلزمية (إشارية)‪ ،‬وقد تكون شبه إيقونية‪.‬‬
‫●العلقة بي العلمة والشار إليه غي مباشرة ول تكون إل عن طريق الفكرة؛ لذا رسم خط متقطع بي‬
‫العلمة والشار إليه‪.‬‬
‫تعليق أولان على نظرية ريتشاردز وأوغدن‪:‬‬
‫● أدخلت ف العن عنصرا زائدا خارجا عن اللغة هو الشار إليه الذي قد يبقى كما هو ولكن معناه‬
‫يتغي‪ :‬المر‪( .‬رمز الضيافة ف الاهلية‪ ،‬وأم البائث ف السلم)‪.‬‬
‫● بينت ما تثله الكلمة بالنسبة للسامع ولكنها أهلت وجهة نظر التكلم‪:‬‬
‫‪ -‬السامع‪ :‬يسمع كلمة (شجرة) ← يفكر ف الشجرة ← يفهم معن شجرة‪.‬‬
‫‪ -‬التكلم‪ :‬يفكر ف (الشجرة) ← ينطق بكلمة (شجرة)‪.‬‬
‫فريتشاردز وأوغدن أهل أحد طرف هذه العلقة التبادلة الت حقيقة تثل‬
‫العن‪.‬‬

‫مآخذ على النظرية التصورية‪:‬‬


‫‪ )1‬العن الذي تقدمه النظرية غي واضح لن‬
‫الصور الذهنية للشيء الواحد متعددة ومتلفة‪ ،‬فمثل‬
‫الشكل الندسي البسيط للمثلث قد يتلف من شخص‬
‫إل آخر‪ ،‬فما بالك لو أردنا أن ندد الصورة الذهنية‬
‫لكلمة بيت‪ ،‬حصان‪ ،‬شجرة‪ ،‬طريق؟‬

‫‪ -2‬هناك تعبيات متلفة قد يكون لا صورة ذهنية واحدة‪ .‬فلو رأيت طفل من بعيد يضرب الرض‬
‫بقدميه‪ ،‬فلربا قلت “إنه يتأل“ أو ”إنه يدهس على حشرة ليقتلها“ أو ”إنه يلعب“ أو إنه ضجر“‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -3‬هناك ألفاظ لا صور ذهنية مبهمة وغي واضحة العال ويتلف الناس فيها اختلفا كبيا‪ ،‬خاصة تلك‬
‫الت تسمي أشياء وهية كالرخ والعنقاء والسعلة والغول‪ ،‬وكذلك الت لا معان عقلية كالظن والشك‬
‫والب والصدق‪.‬‬
‫‪ -4‬من أقوى العتراضات على هذه النظرية ما وجهه إليها السلوكيون بأنا تتحدث عن أشياء ل تضع‬
‫للنظر العلمي والفحص والختبار كالفكرة والصورة الذهنية‪.‬‬

‫النظرية السلوكية‬
‫هي نظرية نشأت ف أحضان علم النفس وقد أراد أصحابا إن يعلوا هذا العلم كالعلوم الطبيعية‪ :‬الفيزياء‬
‫والكيمياء واليكانيكا بأن يعتمد الناهج العلمية القائمة على اللحظة والتجربة‪ .‬وقد النظرية السلوكية على‬
‫السس التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬التشكيك ف الصطلحات الذهنية مثل‪ :‬فكرة‪ ،‬صورة ذهنية‪ ،‬مفهوم‪ ،‬شعور‪ ،‬عاطفة؛ لنا غي‬
‫خاضعة للملحظة ومعرفتنا عنها قائمة على الستبطان الذي ل يركن إليه‪.‬‬
‫‪ )2‬العتقاد بأنه ل فرق جوهري بي سلوك النسان واليوان والسلوك اللغوي النسان ل يتلف عن‬
‫النظام الشاري اليوان‪.‬‬
‫‪ )3‬النعة على التقليل من دور الدوافع الغريزية والفطرية والتأكيد على دور التعلم والكتساب؛ لذا‬
‫يرون أن التجربة هي طريق العرفة وليس التفكي‪.‬‬
‫‪ )4‬اليكانيكية‪ :‬أي إيانم بأن كل شيء يدث ف العال تتمه قواني فيزيائية عامة هي الؤثرات وراء‬
‫كل سلوك لغوي أو حركي‪.‬‬

‫تليل ‪ Bloomfield‬بلومفيلد للمعن تليل سلوكيا‬


‫أعلن بلومفيلد سنة ‪ 1926‬تليه عن الذهب العقلن ف علم النفس واعتماده على أفكار ‪ Weiss‬ويس‬
‫الذي يرى أن العن يكمن ف مظاهر الؤثر والستجابة الصاحبة للتعبي‪.‬‬
‫بلومفيلد ف كتابه الكلسيكي ”اللغة“ يبدي عدم ثقته بالذهب العقلي ويدعو إل ان تعتمد الدراسات‬
‫اللغوية مناهج العلوم الطبيعية‪ .‬وقد أراد أن يدرس العن من وجهة نظر سلوكية وعلمية‪ ،‬فقال إن العن هو‪:‬‬
‫الوقف الذي نطق فيه التكلم والستجابة الت استدعاها كلمه عند السامع‪ .‬وقد حاول أن يوضح هذا‬
‫التعريف ف شكل‪:‬‬
‫قصة قصية‪ :‬كان هناك رجل يدعى جاك وامرأته جيل يسيان ف غابة فرأت الرأة تفاحة وكانت تشعر‬
‫بالوع فقالت‪” :‬إن جائعة“ سع الرجل كلمها فصعد شجرة التفاح وقطف منه واحدة وقدمها لا‬
‫لتأكلها‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫تليل معن الدث الكلمي‪ :‬قام بلومفيلد بتحوير الصيغة السلوكية لتمثل الؤثر والستجابة‪ :‬م‬
‫س حيث م= مؤثر و س = استجابة لتوافق الدث الكلمي‪:‬‬

‫م ◄▬▬سـ ـ ـ ـ ـ ـ مـ ◄▬▬ س‬

‫حيث (م) = الؤثر البيئي ‪( ،‬سـ)= استجابة لغوية‪( ،‬مـ) = مؤثر لغوي‪( ،‬س) = استجابة فعلية‪.‬‬
‫وياول أن يقدم هذا النظور السلوكي ف شكل علمي‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫الؤثر هو التفاح ويكن وصفه علميا اعتمادا على معطيات علم النبات‪ ،‬وكذلك يكن تقدي وصفي‬
‫علمي فسيولوجي للجوع‪ .‬كذلك يكن وصف سلوك التسلق وقطف التفاحة‪.‬‬

‫مآخذ على النظرية السلوكية‪:‬‬


‫‪ )1‬ليس بقدورنا وصف الؤثرات كل حدث كلمي؛ لنه أحيانا قد تكون الؤثرات خفية وغي ظاهرة‬
‫فمثل الب والكره والقد يصعب وصفها أو وصف مؤثراتا بشكل علمي‪.‬‬
‫‪ )2‬تعدد الؤثرات وراء العبارة الواحدة‪ ،‬فمثل ”غن جائع“ قد ينطقها الولد لنه جائع فعل‪ ،‬أو لنه ل‬
‫يريد أن ينام‪ ،‬أو لنه يريد أن يلعب بالطعام‪.‬‬
‫‪ )3‬تعدد الستجابات للتعبي الواحد‪ ،‬فقول الولد إن جائع قد تكون الستجابة له‪:‬‬
‫‪ -‬بتقدي طعام له‪.‬‬
‫‪ -‬أو توبيخه قائلي‪ :‬أل تأكل قبل قليل؟‬
‫‪ -‬أو نيبه قائلي‪ :‬هيا اذهب إل غرفتك فلقد حان وقت نومك‪.‬‬
‫وهذا يلزم منه اختلف معن ”إن جائع“ لختلف الستجابات له‪.‬‬
‫‪ )4‬هناك فرق ل يكن إنكاره بي رد الفعل للكلمة ورد الفعل للشيء نفسه‪ ،‬فرد الفعل للتفاحة هو‬
‫أكلها وأما لكلمة تفاحة فل‪.‬‬
‫‪ )5‬هذه النظرية يلزم منها نسبة معان للثرثرة والراء واللغو الذي ل معن لو ولكن قد يكون له ردة فعل‬
‫غاضبة أو ساخرة‬

‫النظريات السياقية‬
‫يرى أصحاب النظريات السياقية أن الطريق إل العن ليس رؤية الشار إليه أو وصفه أو تعريفه وإنا من‬
‫خلل السياق اللغوي الذي وردت فيه‪ ،‬والوقف الالّ الذي استعملت فيه؛ وعليه فدراسة العن تتطلب‬
‫تليل للسياقات اللغوية وغي اللغوية‪ .‬والسياق هو البيئة اللغوية أو غي اللغوية الت تيط بالطاب وتكشف‬
‫معناه‪ .‬وأهم السياقات‪:‬‬
‫(أ) السياق اللغوي‬

‫‪47‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫هو البيئة اللغوية الت تيط بزيئات الكلم من مفردات وجل وخطاب‪ .‬ويكن تييز عناصر السياق‬
‫اللغوية التالية‪:‬‬
‫(‪(1‬التركيب الصوت‪ :‬وهو السياق الفونيمي الذي يشكل الكلمة‪ ،‬فمثل‪" :‬نام الولد‪ "،‬من الناحية‬
‫الفونيميه لا سياق فونيمي يشارك ف تديد معن مفرداتا‪.‬‬
‫فنام‪ :‬سياقها الفونيمي هو تأليفها من الفونيمات‪ :‬ن ا م مرتبة بذه الطريقة؛ ومت تغيّر أحد هذه‬
‫الفونيمات أو اختلف ترتيبها تبع ذلك تغيي ف العن‪ ،‬قارن‪:‬‬
‫عند استبدال الصوت ن ف وسط نام نصل على‪:‬‬
‫دام‪( :‬اختلفت عن نام بصوت د)‪ .‬قام‪( :‬اختلفت عن نام بصوت ق)‪.‬‬
‫وعند استبدال الصوت م نصل على‪:‬‬
‫ناب‪( :‬اختلفت عن نام بصوت ب)‪ .‬ناح‪( :‬اختلفت عن نام بصوت ح)‪.‬‬
‫ولفظ الولد عندما نستبدل صوت (و) فيه يتغي الفظه ويتغي معناه ونصل على‪:‬‬
‫البلد‪( :‬اختلفت عن الولد بصوت ب)‪ ،‬الَلد‪( :‬اختلفت عن الولد بصوت خ)‪.‬‬
‫التركيب الصرف‪:‬‬
‫يتمثل ف تركيب الصيغة الصرفية واختلفها عن الصيغ الصرفية الخرى‪ ،‬ويتبع هذا الختلف اختلف‬
‫دللتها‪:‬‬
‫فلفظ الولد هنا‪ :‬اسم مفرد مذكر مرفوع‪ ،‬تتلف عن كلمات أخرى لسباب صرفية‪ .‬فهي تتلف عن‪:‬‬
‫الوَلدان‪ :‬لنا اسم مثن مرفوع‪.‬‬
‫الولدِ لنا صيغة جع تكسي مرور‪.‬‬
‫ول َدتْ لنا صيغة فعل ماض اتصل به (ت) التأنيث‪.‬‬
‫ولَدْنَ لنا صيغة فعل ماض اتصل به (ن) النسوة‪.‬‬
‫َتوَالد لنا صيغة فعل مزيدة تفيد حصول بالتدريج‪.‬‬
‫الوالِد لنا هذه صيغة اسم فاعل‪.‬‬
‫الولود لنا صيغة اسم مفعول‪.‬‬
‫وِِلدة لنّها صيغة مصدر‪.‬‬
‫(‪ )3‬التركيب النحوي‪ :‬ويكن النظر إل دللته من حيث‪:‬‬
‫● دللت نوية عامة‪ ،‬وهي العان العامة الستفادة من المل والساليب‪ ،‬مثل دللة الملة على‪:‬‬
‫الب‪ :‬ممد مسافر‪.‬‬
‫النفي‪ :‬ل يسافر ممد‪.‬‬
‫التأكيد‪ :‬إنّ ممدا لكري‪.‬‬
‫الستفهام‪ :‬مت تسافر‬

‫‪48‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫النهي‪ :‬ل تودي بنفسك إل التهلكة‪.‬‬


‫المر‪ :‬ذاكر دروسك‪.‬‬
‫دللت نوية خاصة‪ ،‬كدللة تركيب الملة على معان نوية مثل‪:‬‬
‫الفاعلية‪ :‬نام الولد‬
‫ت الولد‬
‫الفعولية‪ :‬نوّم ُ‬
‫الالية‪ :‬رأيت الولد نائما‬
‫البتداء‪ :‬الولد نائم‬
‫التمييز‪ :‬حسُن علي ولدا‪.‬‬
‫● معان تركيب النحو‪ ،‬فلكل تركيب معن نظمي يتلف عن التراكيب الخرى‪ ،‬وقد بيّن ارتباط‬
‫العان بعان النحو (العن النظمي) عبد القاهر الرجان ف دلئل العجاز‪.‬‬
‫(اشتعل الرأس شيبا) يفيد الشمول‪” .‬اشتعل شيب الرأس“ يفيد ظهور الشيب فقط‬
‫ما ضربت زيدا‪( .‬نفى ضرب زيد ول يتعرض لذكر شيء آخر فل ندري هل ضرب غيه أم ل)‪.‬‬
‫ما زيدا ضربت‪( .‬نفى ضرب زيد ولكن يفهم من كلمه أنه ضرب غيه)‬
‫(‪ )4‬النظام العجمي‪ :‬وهو يتمثّل ف مفردات العجم وطبيعة نظام حقوله الدللية‪.‬‬
‫‪ -‬نام أبوك‪:‬‬
‫‪( -‬نام)‪ :‬تتلف عن صحا‪ ،‬واستيقظ‪ ،‬ونض‪ ،‬وجلس‪ ،‬ونعس‪.‬‬
‫‪ -‬أبو‪ :‬يتلف عن الد من ناحية اليل‪ ،‬وعن العم من ناحية القرابة الباشرة من جهة الب‪ ،‬وعن‬
‫الم من حيث النس‪ ،‬وعن البنت من ناحية النس واليل‪ ،‬وعن الفيد من حيث اليل‪.‬‬

‫(‪ )5‬الصاحبة وتتمثل ف ما يصاحب الكلمة من كلمات تؤثر ف معناها وتدده‪ ،‬فمثل كلمة (يد)‬
‫يتلف معناها ف التعبيات التالية لختلف الفردات الصاحبة لا‪:‬‬
‫له عليّ أيادٍ بيضاء "نعم”‪ ،‬يدُ القوس ”أعلها"‬
‫يَدُ الرّحَى‪ " :‬العُود الذي َيقْبِض علـيه الطّاحِنُ"‬
‫يد الريح ”سلطانا”‪ ،‬يدُ ال ّدهْر‪" :‬مَ ّد زمانه‪”.‬‬

‫أنف القوم "كبيهم وسيدهم"‬


‫أنف البل "الزء التقدم من البل”‪ ،‬أنف الدهر "أوله"‬
‫أنف النهار "أوله”‪ ،‬أنف اليل "مقدمتها”‪.‬‬
‫(‪ )6‬السلوب مثل‪ :‬ويتمثل ف السلوب البلغي الذي أُلف فيه الطاب‪:‬‬
‫عمرو ل يضع عصا الترحال‪( .‬كثي السفر)‬

‫‪49‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫زيد كثي الرماد‪( .‬كري)‬


‫عمرو يقدم رجل ويؤخر أخرى (متردد)‬
‫ضحك الشيب برأسه فبكى (انتشر)‬
‫(أخرجكم من الظلمات إل النور) (أخرجكم من الكفر إل السلم)‬
‫(ب) سياق الوقف أو سياق الال‪:‬‬
‫يقول رشيد بلحبيب "ينبغي التأكيد ف البداية على أن الوحدات الكلمية للغة الطبيعية ليست مرد‬
‫سلسلة من الكلمات‪ ،‬فهناك مكون ل كلمي يُفرض دائما بالضرورة فوق الكون الكلمي ف كل وحدة‬
‫كلمية مكية‪".‬‬
‫وينقل عن وينقل عن السعران تعليل ذلك "لن العن القاموسي أو العن العجمي ليس كل شيء ف‬
‫إدراك معن الكلم فثمة عناصر غي لغوية ذات دخل كبي ف تديد العن‪ ،‬بل هي جزء من معن الكلم‬
‫وذلك كشخصية التكلم وشخصية الخاطب وما بينهما من علقات وما ييط بالكلم من ملبسات‬
‫وظروف ذات صلة به‪"،‬‬
‫ويقول مالينوسكي عن أهية سياق الوقف قائل‪:‬‬
‫"إن العتقاد بأن العن مصور ف الكلم مفهوم خاطئ؛ لن الكلم والسياق عنصران متلزمان يكمل‬
‫بعضهم بعضا ول انفصام بينهما‪".‬‬
‫عناصر سياق الوقف‪:‬‬
‫‪ -1‬الكلم الفعلي‪ :‬أي الذي دار خلل الوقف‪.‬‬
‫‪ -2‬طبيعة التحدثي (يعن من هم هؤلء التحدثون الذين دار بينهم الديث ومعرفة كل واحد منهم؛‬
‫هل هو مسئول يدث أحد موظفيه‪ ،‬أم أب يكلم ابنه)‬
‫‪ -3‬طبيعة الشياء التحدث عنها (يعن الكلم يدور عن ماذا؟ مثل‪:‬‬
‫”هل أحضرت الورقة؟“ فيقول‪ :‬الوقت ”غي مناسب“‪ .‬ويتغي الفهوم ف ذهنك ولو عرفت التكلمي‬
‫وطبيعتهم وطبيعة الشيء لفهمت الكلم‪.‬‬
‫‪ -4‬الفعال الصاحبة للكلم‪ :‬يب أن ترى الشخص ‪ ،‬أو يوصف لك‪ ،‬كيف كان يتكلم؛ هل كان‬
‫يبدو على ملمه الغضب أو الرح أو الرضا أو الضجر أو الزاح‪ .‬لبد أن ترى التعبيات الصاحبة للكلم‬
‫على وجه التكلم‪.‬‬
‫‪ - 5‬زمن الكلم‪ :‬مثل‪:‬‬
‫عند الفجر ف العصر عند العشاء ف أي وقت كان وقت الكلم مثل‪:‬‬
‫جوابك لن أراد أن يسكب لك ”عندي موعد الساعة السابعة ‪ ...‬إن القهوة تطرد النوم“ فإن قلت هذا‬
‫ول يبق بينك وبي هذا الوعد إل ساعة فأنت تريد الزيد من القهوة‪ ،‬وإن قلت ذلك وبينك وبي موعدك‬
‫سبع ساعات فيفهم من كلمك أنك ل تريد الزيد‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫(ج) السياق الثقاف الجتماعي‪:‬‬


‫وهو الجال أو الطار الجتماعي أو الثقاف الذي ينتمي إليه الكلم‪.‬‬
‫فجذر اختلفت معانيها لختلف الجال والسياق الثقاف الذي وردت فيه‪:‬‬
‫جذر‪ :‬عند علماء النبات (جزء غائر ف الرض)‬
‫جذر‪ :‬عند علماء الرياضيات‪.‬‬
‫جذر‪ :‬تتلف عند علماء اللغة (الروف الصول للكلمة)‬
‫وكذلك اختلفت معان زراعة تبعا لختلف الجال الذي استعملت فيه‪:‬‬
‫‪ -‬زراعة النبات‬
‫‪ -‬زراعة البكتييا‬
‫‪ -‬زراعة العضاء‬
‫‪ -‬زراعة اللغام‬
‫ولكي ندد معن الكلمة يب‪:‬أن ندد الجال الذي تنتمي إليه‪ ،‬قارن معان (عملية) عملية‪ :‬تتلف‬
‫معانيها باختلف الجالت الت وردت فيها‪:‬‬
‫‪ -‬عملية تاريه‬
‫‪ -‬عملية عسكريه‬
‫‪ -‬عملية طبية‬
‫‪ -‬عملية حسابية‬

‫‪51‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫نظرية الكونات الدللية‬


‫مفهوم النظرية‪ :‬نظرية الكونات الدللية تنظر إل معن الكلمة على أنه مؤلف من ملمح ووحدات دللية‬
‫صغرى‪ .‬واختلف هذه الوحدات أو تنوعها أو تقابلها ينتج عنه معان جديد‪ .‬فكلمة مثل (عانس) مؤلفة‬
‫من اللمح الدللية التالية‪ :‬حي‪ ،‬إنسان‪ ،‬أنثى‪ ،‬بالغ‪ ،‬غي متزوج‪.‬‬
‫مصادر النظرية‪ :‬هناك ف الواقع مصادر ومناهج بعيدة عن مال اللغة الت ربا أوحت بفكرة الشيء الؤلف‬
‫من عناصر صغرى‪ .‬أول مصدر يطر على البال هنا هو تركيب الزيئات الكيميائية‪ ،‬وتعريف هذه‬
‫الزيئات ببيان التركيب الكيميائي لا‪ ،‬فمثل الاء يكن تعريفه كيميائيا بأنه الشيء الكون من ذرات‬
‫العناصر التالية ‪ H2O‬أي من ذرتي من اليدروجي وذرة أوكسجي‪.‬‬
‫ولكن هناك مصدر أقرب من هذا هو منهج علماء النثروبولوجيا (علم النسان) ف شرح ألفاظ القرابة‪.‬‬
‫فأنظمة القرابة كثية ومتعددة‪ ،‬وكلمات مثل (أب) ف العربية قد ل يكون لا مقابلت مطابقة ف لغة‬
‫أخرى؛ لن اختلف نظام تركيبة النسب تؤدي إل اختلف العن‪ .‬هذا دفع علماء النثروبولوجي إل‬
‫الستعانة بنظام دقيق قائم على تفصيل مكونات دللية صغرى للفاظ النسب‪ ،‬فوجدوا بغيتهم ف التحليل‬
‫الفونولوجي (الصوت) الذي يقوم بتعريف أصوات لغة ما بناء على ذكر سات فونيماتا وصفاتا بالنسبة إل‬
‫الخرج‪ ،‬وصفات الهر والمس‪ ،‬والنفجارية والحتكاكية‪ ،‬والترقيق والتفخيم‪ ،‬وغي ذلك من عناصر‬
‫التحليل الفونيمي؛ فمثل لو أردنا أن نلل الصوات العربية (ذ‪ ،‬ظ‪ ،‬ث‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ط‪ ،‬ض) فعلينا أن نرصد‬
‫ساتا من حيث الخارج‪ ،‬وصفات النفجارية وعدمها (الحتكاكية)‪ ،‬والهر وعدمه (المس)‪ ،‬والتفخيم‬
‫وعدمه (الترقيق) ‪ ،‬معبين عن وجود ملمح أو سة ذات مقابل بعلمة الياب (‪ )+‬وغيابا بعلمة السلب‬
‫(‪.)-‬‬

‫ض‬ ‫ط‬ ‫ت‬ ‫د‬ ‫ث‬ ‫ظ‬ ‫ذ‬ ‫السمات‬


‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫أسنان‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أسنان لثوي‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫انفجاري‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مفخم‬
‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫مهور‬

‫فإذا كل صوت يعرف وييز عن بقية الصوات ف اللغة بذكر ساته الصوتية‪ .‬فمثل‪:‬‬
‫صوت ‪/‬ذ‪ /‬هو‪+ :‬أسنان‪ - ،‬أسنان لثوي‪ - ،‬انفجاري‪ - ،‬مفخم‪ + ،‬مهور‪ .‬وعبارة مثل (‪ -‬انفجاري)‬
‫أي غي انفجاري‪ ،‬أي احتكاكي‪ .‬واستعمال علمات السلب والياب يراد منها القتصاد ف عبارات‬
‫التحليل وأيضا إبراز التقابل والتضاد‪ .‬وأحيانا ل يكون الفرق بي صوتي إل سلبية صفة معينة أو إيابيتها‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫قارن ف الدول التال ‪/‬ث‪ /‬و ‪/‬ذ‪ /‬اللذين يتطابقا ف كل الصفات ما عدا كون ‪/‬ذ‪ /‬مهورا و ‪/‬ث‪/‬‬
‫مهموسا‪ .‬وكذلك ‪/‬ذ‪ /‬و ‪/‬ظ‪ /‬اللذان يتطابقان ف كل الصفات ما عدا كون الثان مفخما والول سلب‬
‫التفخيم‪ ،‬أي أنه مرقق‪.‬‬

‫ظ‬ ‫ث‬ ‫ذ‬ ‫السمات‬


‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫أسنان‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أسنان لثوي‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫انفجاري‬
‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫مفخم‬
‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫مهور‬

‫إذن عند التحليل الصوت للفونيم يُبحث عن ملمح مشتركة تتمع ف مموعة من الفونيمات‪ ،‬ث يوصف‬
‫كل واحد من هذه الفونيمات بناء على وجود ملمح أو أكثر أو غيابه‪ .‬هذا النهج ناسب اللغوي ‪Nida‬‬
‫لتعتمده منهجا للتحليل الدلل لعان الفردات‪ ،‬فمثل كلمتا (رجل) و (امرأة) تشتركان ف عدد من‬
‫الوحدات الدللية‪ ،‬هي‪ :‬الكائن الي‪ ،‬النسانية‪ ،‬البلوغ‪ ،‬وتتلفان ف الذكورة سلبا وإيابا‪ .‬وقد حاول ندا‬
‫‪ Nida‬ف تليله اختيار أمكن صفة واحدة تثل عن طريق علمات السلب والياب ستي متضادتي‪،‬‬
‫فمثل (‪+‬ذكر) سة الذكورة وهي سة موجبة‪ ،‬و(‪-‬ذكر) تعن أنثى‪ .‬لنعد إل تليل الكلمتي السابقتي‬
‫(ذكر‪ ،‬أنثى) ف شكل جدول‪:‬‬

‫رجل امرأة‬ ‫السمات‬


‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫حي‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫إنسان‬
‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫ذكر‬
‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫بالغ‬

‫أمثلة أخرى‪:‬‬
‫ولد‪+ :‬حي ‪+‬إنسان –بالغ ‪+‬ذكر‬
‫بنت‪+ :‬حي ‪+‬إنسان –بالغ ‪-‬ذكر‬
‫امرأة‪+ :‬حي ‪+‬إنسان ‪+‬بالغ ‪-‬ذكر‬
‫عانس‪+ :‬حي ‪+‬إنسان ‪+‬بالغ ‪-‬ذكر –متزوج‬
‫أعزب‪+ :‬حي ‪+‬إنسان ‪+‬بالغ ‪+‬ذكر –متزوج‬

‫‪53‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫عجل‪+ :‬حي ‪+‬حيوان ‪+‬بقر ‪-‬بالغ ‪+‬ذكر‬


‫ثور‪+ :‬حي ‪+‬حيوان ‪+‬بقر ‪+‬بالغ ‪+‬ذكر‬
‫جدي‪+ :‬حي ‪+‬حيوان ‪+‬ماعز ‪-‬بالغ ‪+‬ذكر‬
‫ولتطبيق هذه النظرية وتقدي الكونات الدللية الت تيز معن شيء عن آخر يب القيام بالجراءات التالية‬
‫(راجع‪ :‬كري حسام الدين‪ ،‬التحليل الدلل‪:)109 ،‬‬
‫‪ -1‬جع الكلمات الت تثل مموعة دللية متجانسة وتشترك ف عدد من الكونات الدللية‪.‬‬
‫‪ -2‬اختيار كلمة مدّدة وهي الكلمة الكثر عموما ف معناها من بي الكلمات الختارة‪.‬‬
‫‪ -3‬تديد السس الت تقسم أرضية هذه الجموعة وتعل معانيها متلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬تديد الكونات الدللية لكل كلمة بناء على أسس التقسيم‪.‬‬
‫‪ -5‬وضع الكونات الت تيز كل كلمة ف جدول‪.‬‬
‫فمثل الكلمات‪ :‬رجل‪ ،‬امرأة‪ ،‬ولد‪ ،‬بنت‪ ،‬عازب‪ ،‬عانس‪ ،‬ثيب‪ ،‬بكر تشترك ف كلمة ذات معن عام‬
‫(‪+‬إنسان)‪ .‬وهذه الكلمات اختلفت معانيها نتيجة اختلفها ف ملمح ناتة عن أسس مهمة ف هذا القل‪،‬‬
‫هي‪ :‬النس‪ ،‬العمر‪ ،‬الزواج‪:‬‬

‫ولد بنت رجل امرأة أعزب عانس بكر ثيب‬ ‫السس واللمح‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫إنسان= ‪+‬‬
‫ذكر= ‪+‬‬
‫‪-/+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬
‫انثى= ‪-‬‬
‫بالغ= ‪+‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫صغي= ‪-‬‬
‫متزوج= ‪+‬‬
‫‪-/+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫غي متزوج= ‪-‬‬
‫تز ّوجَ (من قبل)= ‪+‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬
‫ل يتزوج (من قبل)= ‪-‬‬

‫فمعن (بكر) مؤلف من الكونات الدللية التالية‪+ :‬إنسان‪ -/+ ،‬ذكر‪+ ،‬بالغ‪+/- ،‬متزوج (الن)‪+ ،‬تزوج‬
‫(من قبل)‪.‬‬
‫ومعن عانس مؤلف من الكونات التالية‪+ :‬إنسان‪- ،‬ذكر‪+ ،‬بالغ‪- ،‬متزوج‬
‫ويكن تطبيق هذا النهج على ألفاظ القرابة ف العربية‪ ،‬الت نيز لا عددا من السس الت قسم حقل القرابة‬
‫بناء عليها ومن ث اختلفت اللفاظ بناء على هذه السس‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫النس‪+ :‬ذكر‪- ،‬ذكر (أنثى)‪.‬‬


‫البعد العمودي‪:‬‬
‫‪0‬جيل (من اليل نفسه كالخ)‬
‫‪1+‬عمودي (يسبق بيل واحد)‬
‫‪2+‬عمودي (يسبق بيلي)‬
‫‪1-‬عمودي (يلي بيل واحد)‬
‫‪2-‬عمودي (يلي بيلي)‬
‫البعد الفقي‪ :‬وهو مسافة بعد القرابة‪:‬‬
‫‪0‬أفقي (كالب)‬
‫‪1+‬أفقي‬
‫‪ 2+‬أفقي‬
‫انظر الدول التال الذي يبي البعدين العمودي والفقي‪:‬‬

‫‪2+‬‬ ‫جد(ة)‬ ‫أخ(ـت) الد(ة)‬


‫‪1+‬‬ ‫أب‪/‬أم‬ ‫عم(ـة)‪/‬خالـ(ـة)‬
‫علقة عمودية (جيل)‬

‫‪0‬‬ ‫النا‬ ‫أخ(ت)‬ ‫ابن(ـة) عم(ـة)‪/‬خالـ(ـة)‬


‫‪1-‬‬ ‫ابن‬ ‫ابن(ـة) أخ(ت)‬
‫‪2-‬‬ ‫حفيد‬ ‫ابن(ـة) ابن(ـة) أخ(ت)‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫عــــــــــــلقات أفقية (ُبعْد القرابة)‬

‫نوع القرابة‪+ :‬أبوي (من جهة الب)‪- ،‬أموي (من جهة الم)‬
‫لندرس الدول التال‪:‬‬

‫ابن أخ‬ ‫حفيد أخ‬ ‫عمة خال خالة ابن‬ ‫عم‬ ‫جد‬ ‫أم‬ ‫أب‬ ‫السس واللمح‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫قريب‬
‫جنس‪:‬‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬ذكر‬
‫‪-‬ذكر‬
‫‪1-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫البعد العمودي (اليل)‬

‫‪55‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪1+‬‬ ‫‪1+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪2+‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫البعد الفقي للقرابة‬
‫نوع القرابة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+ -/+‬‬ ‫‪+‬أبوي (جهة الب)‬
‫‪-‬أبوي (جهة الم)‬

‫والانات الالية هي تلك الت ل تؤثر ف العن وليست جوهرية ف تديده‪.‬‬


‫إذن الكونات الدللية لـ‪:‬‬
‫(أب)‪+ :‬قريب‪+ ،‬ذكر‪1+ ،‬عمودي‪0 ،‬أفقي‬
‫أخ‪+ :‬قريب‪+ ،‬ذكر‪0 ،‬عمودي ‪1+‬أفقي‬
‫عم‪+ :‬قريب‪+ ،‬ذكر‪1+ ،‬عمودي‪2+ ،‬أفقي‪+ ،‬أبوي‬
‫خال‪+ :‬قريب‪+ ،‬ذكر‪1+ ،‬عمودي‪2+ ،‬أفقي‪- ،‬أبوي‬

‫‪56‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫أنواع العن‬

‫ل يوجد هناك معن واحد للكلمة لن معناها قد يتلف من موقع إل آخر أو من ظرف إل آخر‪ .‬وقد ميّز‬
‫ليتش ‪ Leech‬عددا من أنواع العان‪:‬‬
‫‪ )1‬العن الساسي‬
‫أساؤه‪ :‬يدعى العن الول‪ ،‬أو الركزي‪ ،‬أو التصوري‪ ،‬أو الفهومي‪ ،‬أو الدراكي‪.‬‬
‫خصائصه‪:‬‬
‫(‪ )1‬العامل الرئيس ف التصال اللغوي والمثل القيقي للوظيفة الساسية للغة وهي التفاهم ونقل الفكار‪.‬‬
‫(‪ )2‬يشترك فيه متكلمو اللغة‪.‬‬
‫(‪ )3‬جزء من النظام اللغوي فهو متعلق بالوحدة العجمية الت ترد ف أقل سياق أو منفردة‪ ،‬وليس مرتبطا‬
‫بتغيات الواقع‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬
‫(امرأة) معناها الساسي مؤلف من الوحدات الدللية ‪+ :‬إنسان –ذكر ‪+‬بالغ‬
‫(ولد) معناها الساسي مؤلف من الوحدات الدللية ‪+ :‬إنسان ‪+‬ذكر –بالغ]‬
‫(‪ )4‬يلك تنظيما مركبا راقيا يكن مقارنته بالنظام الفونولوجي والورفولوجي والنحوي‪.‬‬

‫‪ )2‬العن الضاف‬
‫أساؤه‪ :‬العن العرضي‪ ،‬أو الثانوي‪ ،‬أو التضمن‪ ،‬إيائي‬
‫تعريفه‪ :‬هو العن الذي توحي به الكلمة بانب معناها الفهومي الساسي‪.‬‬
‫خصائصه‪:‬‬
‫(‪ )1‬معن زائد على العن الساسي‪ .‬فإذا كان معن كلمة (امرأة) الساسي يكن صياغته ف شكل اللمح‬
‫الدللية التالية‪ + :‬إنسان– ذكر ‪ +‬بالغ فإن هناك معان إضافية غي معيارية زائدة تعكس خصائص تتعلق‬
‫بالرأة ف السياقات الواقعية‪:‬‬
‫‪ -‬عضوية (لا أعضاء متلفة‪ ،‬شعر طويل‪ ،‬ندان‪ ،‬وهيئة جسمية معينة)‬
‫‪ -‬نفسية (عاطفية‪ ،‬خائفة‪ ،‬حنون)‪.‬‬
‫‪ -‬اجتماعية (لا ملبس معينة‪ ،‬تيد الطبخ‪ ،‬تربية الولد‪ ،‬ولا مهن مددة)‪.‬‬
‫‪ -‬نطية شائعة مرتبطة بالرأة (ضعيفة‪ ،‬ثرثارة‪ ،‬متقلبة‪ ،‬غي منطقية‪ ،‬خائنة‪ ،‬جاحدة)‪.‬‬
‫والعن الضاف لـ (رجل) كذلك مؤلف من ملمح زائدة على وحداته الدللية الساسية‪:‬‬
‫‪ +‬إنسان ‪+‬ذكر ‪ +‬بالغ تتعلق بأمور عضوية‪ ،‬ونفسية‪ ،‬وأخلقية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬ونطية ‪:‬‬
‫‪ -‬عضوية (له أعضاء متلفة‪ ،‬عضلت‪ ،‬ذقن‪)،‬‬
‫‪ -‬نفسية (قليل البكاء‪ ،‬صبور‪ ،‬عقلن)‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬اجتماعية‪ :‬له ملبس معينة‪ ،‬مهنة مهندس‪ ،‬أو سائق‪ ،‬أو عامل بناء‪ .‬يلبس ثوب وعمامة ومشلح‪.‬‬
‫‪ -‬أخلقية (شجاع‪ ،‬وف‪ ،‬كري‪ ،‬مستقيم)‬
‫‪ -‬نطية شائعة مرتبطة بالرأة (قاسي القلب‪ ،‬حازم‪ ،‬جريء‪ ،‬متعقل‪ ،‬خائن)‪.‬‬
‫لذلك قد ند تناقضا بي العن الساسي والعن الضاف ف عبارات مثل قولك عندما ترى رجل (‪+‬إنسان‬
‫‪+‬ذكر ‪+‬بالغ) مطول شعره وماشيا مشية متكسرة ”هذا امرأة“ أو عندما يُخلف وعده لك فتقول له ”أنت‬
‫لست رجل“‪ .‬أو عندما تراه خائفا فتقول ”كن رجل“‪.‬‬
‫وإذا كانت كلمة (يهودي) لا معن أساسي وهو الشخص النتمي إل الديانة اليهودية‪ ،‬فهي تلك بانب‬
‫ذلك معان إضافية‪ :‬الطمع‪ ،‬البخل‪ ،‬الكر‪ ،‬العداء‪ ،‬الغتصاب‪ .‬وإذا كان كلمة (ذئب) تعن ‪-‬إنسان ‪+‬كلب‬
‫‪+‬وحش ‪+‬مفترس فقد تعن أيضا غادر‪ ،‬خائن‬
‫(‪ )2‬معن غي ثابت؛ لنه قد يتغي أو يُعدل بسب الثقافة والجتمع والعصر‪ ،‬والظروف الواقعية‪،‬‬
‫والشخص‪ ،‬فمثل قد يصف شخص اشترى قطعة أرض بمس مئة ألف ريال بأنا صفقة رابة‪ ،‬بينما يصف‬
‫بائع هذه الرض بأنا صفقة خاسرة لنه اضطر إل بيع أرضه الت اشتراها بست مئة ألف ريال من قبل‬
‫خاسرا مئة ألف‪.‬‬
‫(‪ )3‬ل يتفق عليه أهل اللغة‪ .‬فكلمة نلة لا معان إيائية ف الزيرة العربية قد ل تفهم منها عند أهل بيوت‬
‫أو حلب أو السكندرية‪.‬‬
‫(‪ )4‬مفتوح وغي نائي‪ ،‬فهو قابل للتغي تبعا لتغي الزمان والثقافة والعرفة؛ لن كل معلومة تستفيدها‬
‫متعلقة بشيء معي تصب ف معناه الضاف‪.‬‬

‫‪ )3‬العن الجتماعي‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو العن الذي يلحظ ف النص متعلقا بالظروف الجتماعية للمتكلم‪.‬‬
‫مستوياته‪ :‬للمعن السلوب مستويات متلفة قد تتعلق بـ‪:‬‬
‫‪ -‬القليم والوقع الغراف‪ ،‬فكل منطقة تتميز بأسلوب صوت وصرف ودلل معي‪.‬‬
‫‪ -‬العلقة بي التكلمي (أب وابن‪ ،‬مواطن وملك‪ ،‬موظف ومدير‪ ،‬طالب وأستاذ‪ ،‬طالب وشيخ)‪.‬‬
‫‪ -‬رتبة اللغة الستعملة (أدبية ‪ -‬رسية – عامية – مبتذلة ‪.)..‬‬
‫‪ -‬نوع اللغة (فقهية – قانون – علمية – شعر – نثر فن)‪.‬‬
‫‪ -‬الواسطة (حديث – خطبة – كتابة ‪.)..‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫‪ -‬أب‪ ،‬والد (فصحى)‪ ،‬بابا – باب (عامي)‪ ،‬أبويا – آبا (عامي مبتذل)‪.‬‬
‫‪ -‬عقيلة (فصحى متأدبة)‪ ،‬زوجة (فصحي)‪َ ،‬مرَة‪ُ ،‬حرْمة (عامية مبتذلة)‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬العن السلوب والترادف‪ :‬قلما ند كلمتي تتطابقان ف معنييهما الساسي والسلوب ما دفع بعض‬
‫اللغويي إل إنكار وجود ترادف حقيقي‪.‬‬

‫‪ )4‬العن العاطفي‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو ما نفهمه من الكلم ويتعلق بوقف التكلم وشعوره نو الخاطب أو الشياء التحدث عنها‪.‬‬
‫مصادر العن العاطفي‪:‬‬
‫أ) معجمية‪ :‬اللغة مليئة بالفردات الوجودة للتعبي عن الشعور ومواقف الفرح والزن والغضب والكره‬
‫والب والقد‪.‬‬
‫ب) تركيبية‪ :‬هناك تراكيب نوية ومفردات معجمية تعب عن بعض الواقف النفعالية‪:‬‬
‫التعجب‪ :‬ما أجل السماء‪ ،‬أجل بالقناعة‪.‬‬
‫ج) أساليب لغوية كاستعمال الستعارة والتشبيه والبالغة‪” :‬أنشب النية أظفارها به“‬
‫د) كلمات تقييمية‪ :‬نو‪ :‬جيل‪ ،‬قبيح‪ ،‬عادل‪ ،‬كري الت تتلف عن الفردات غي التقييمية‪ ،‬نو‪ :‬لوح أحر‪،‬‬
‫بناء مربع‪.‬‬
‫هـ) كلمات إيائية‪ :‬نو‪ :‬جهاد‪ ،‬استشهاد‪ ،‬انتحار‪ ،‬عدو‪ ،‬صهيون‪ ،‬مقابل الكلمات غي إيائية‪ :‬قتال‪،‬‬
‫موت‪ ،‬قتل‪ ،‬مارب‪ ،‬اسرائيلي‪ .‬فمثل الكلمات الت تتها خط ف عبارة‪” :‬شن الجاهدون غارة ضد موقع‬
‫للعدو الصهيون أسفرت عن قتل ثلثة من جنود العدو واستشهاد اثني من الناضلي“ تكشف عن موقف‬
‫التكلم من إزاء هذه العملية‪.‬‬
‫و) عناصر غي لغوية‪ :‬كدرجة الصوت والركات الصاحبة للكلم‪.‬‬

‫‪ )5‬العن الرصفي‬
‫وهو العن الذي تكتسبه الكلمة من مصاحبتها لكلمة أخرى ف سياقات متكررة‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫اهتز‪ ،‬ارتعد‪ ،‬ارتف أفعال تفيد العن العام ”ترك حركة سريعة مترددة“ ولكن هذه الفعال تأت مع‬
‫أحوال أو ألفاظ تييز متلفة‪:‬‬
‫‪ -‬جاء يهتز طربا‬
‫‪ -‬رأيته برتف خوفا‪ ،‬أو من البد‬
‫‪ -‬رأيته يرتعد بردا‪ ،‬أو خوفا‬
‫وقد تذف هذه الفردات الميزة لسبب الركة الترددة وتبقى معانيها ملزمة لذه الفعال‪:‬‬
‫‪ -‬وجدته يرتف (خائفا‪ ،‬أو بردا)‬
‫‪ -‬قام مرتعدا‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬قام يهتزّ‪.‬‬
‫وقد تستخدم بعض اللفاظ للياء بعانيها الرصفية عند الذم أو السخرية‪ ،‬نو‪:‬‬
‫مشفر ”شفة البعي“ ومرمة ”شفة الشاة“ عند استعمالا مع النسان ”التهم الطعام بشفريه“ فيفهم أنه‬
‫كان ضخك الشفاة واسع الفم‪ .‬ومثل قطيع الت تعن ”جاعة الغنم“ ولكن عندما نقول‪” :‬هو يتبع‬
‫القطيع“ نوحي بعن اليوانية عدية التفكي والختيار‪.‬‬

‫‪ )6‬العن النعكاسي‬
‫هو العن الذي يبز عند استخدام الكلمة ذات الشتراك اللفظي ف أحد معانيها‪ .‬فمثل قوله تعال‪”:‬اذكرن‬
‫عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه“ فلفظة (رب) ذات اشتراك لفظي لنا قد تعن ”إله“ وقد تعن‬
‫”سيد“ لذلك يُحتمل العنيان هنا‪ ،‬فقد تعن (فأنساه الشيطان ذكر ربه) أن يوسف عليه السلم قد نسي‬
‫أن يتذكر عون ربه فالتمس العون من فرد من البشر‪ ،‬وقد تعن العبارة ”أن السجي أنساه وسواس الشيطان‬
‫أن يذكر حال موسى عند سيده“‪.‬‬
‫ومن دلئل وجود العن النعكاسي هو ترج الناس من استخدام الفردات ذات العان القبيحة ف معانيها‬
‫غي القبيحة وغي الحظورة‪ .‬انظر الكلمات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كافر ”جاحد“‪” ،‬غي مؤمن“‪” ،‬فلح“‪ .‬وجود العنيي الولي قضى على استعمالا ف ”فلح“‪،‬‬
‫فل يكن أن نسمع عبارة مثل‪( :‬علينا توفي اللت والسدة للكفار لتطوير إنتاجهم الزراعي“‪.‬‬
‫‪ -‬غائط ”الكان النخفض“‪” ،‬الباز“‪ .‬وجود العن الثان حظر استخدام الكلمة ف العن الول‪.‬‬
‫‪ -‬جرار ”قائد اليش“‪” ،‬الديوث“‪ .‬العن الثان حظر استعمال الكلمة للدللة على العن الول‪.‬‬
‫وقد يؤدي العن النعكاسي إل حظر جيع مشتقات الذر بكاملها‪ ،‬فمثل جذر (ق ح ب) دللته الصلية‬
‫هي ”السعال“ ولكن لستعمال صيغة (فَعلة) للدللة على البغي لفساد جوفها أو لستعمالا السعال للفت‬
‫النظر إليها لوث بقية الشتقات ول نعد نستخدم صيغة (فُعال) من هذا الذر للدللة على السعال‪ ،‬ول نعد‬
‫نستخدم صيغة (َفعْل) للدللة على ”الشيخ السن“‪.‬‬

‫(‪ )7‬العن النظمي‬


‫العن النظمي هو الذي يفهم من طريقة تركيب الملة وترتيب عناصرها‪ .‬قارن‪:‬‬
‫السيارة المراء الت كادت تدهس الولد كانت سريعة‬
‫السيارة السريعة الت كادت تدهس الولد كانت حراء‬
‫السيارة المراء السريعة كادت تدهس الولد‬
‫فهذه المل تتشابه ف ألفاظها لكنها تتلف ف معانيها النظمية ”النحوية“‪ ،‬فكل جلة تتوي على عبارة‬
‫مبتدأ (معلومة قدية معروفة) وتشتمل على عبارة ”خب“ (معلومة جديدة“‪ .‬وهذه النقاط الت وراء‬
‫اختلف معان هذه المل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫عبد القاهر الرجان ونظرية النظم‪ :‬يعود الفضل إليه ف التأكيد على ما للنظم من دور ف العن والبلغة‪.‬‬
‫وهو الذي بي أن اختلف النظم نابع من اختلف ترتيب العان ف النفس‪ .‬وقد ضرب ف كتابه دلئل‬
‫العجاز أمثلة كثية توضح اختلف العن لختلف التركيب والنظم‪:‬‬
‫‪ -‬ما ضربت زيدا (نفى الضرب ولكن ل ندري هل هناك من ضرب زيدا أم انه ل يثضرب أصل)‪.‬‬
‫‪ -‬ما زيدا ضربت (نفى ضربه لزيد ولكن يفهم من كلمه أنه ضرب شخصا ما)‪.‬‬
‫‪ -‬ما أنا ضربت زيدا‪( .‬ل تقل هذا إل وزيد مضروب‪ ،‬وأنت تنفي أن تكون أنت الضارب)‪.‬‬
‫‪ -‬قوله تعال‪( :‬واشتعل الرأس شيبا) شل الشيب الرأس كله‪( ،‬اشتعل شيب الرأس) ظهر الشيب ف‬
‫الرأس وأصبح واضحا‪.‬‬

‫(‪ )8‬العن التداول (الباغمات)‬


‫هو العن الذي التعلق با أراده التكلم من كلمه‪.‬‬
‫التداولية‪ :‬علم يعن بالعن الذي أراده التكلم من كلمه ف سياق معي؛ بعكس الدللة الت تُعن بعن‬
‫الملة مردة من السياق والتكلم‪.‬‬
‫الفرق بي معن الملة ومعن القول (الكلم)‬
‫‪ )1‬الملة‪ :‬هي سلسلة مركبة الكلمات تفيد معن لغويا مردا من السياق وغرض التكلم‪ ،‬والقول‪ :‬هو‬
‫العن الاصل من التلفظ بملة مرتبطة بسياق معي‪ .‬وعليه فقد تكون الملة واحدا وأما القوال فمتعددة‬
‫ومعانيها متلفة لختلف الزمن والسياقات والتكلمي والتحدث عنهم أو عنها‪:‬‬
‫‪ -‬أحد‪ :‬أخي الصغي هو الول ف فصله (تاريخ‪ ،9/7/1415 :‬التحدث عنه ممد)‪.‬‬
‫‪ -‬عمر‪ :‬أخي الصغي هو الول ف فصله (تاريخ‪ ،1/1/1428 :‬التحدث عنه سعد)‪.‬‬
‫‪ )2‬الملة تفيد معن اصطلحيا‪ ،‬والقول يفيد معن غي اصطلحي نستنتجه من معرفة القائل واللفية‬
‫العرفية‪ ،‬والسياق‪ .‬فالملة (هل لديك نقود) تفيد السؤال عن ”توفر النقود“‪ ،‬ولكن غرضها هو ”أقرضن‬
‫بعض النقود“‪.‬‬
‫إفادة العن الباغمات‪:‬‬
‫العن الضمن هو معن متعلق بغرض التكلم من أقواله‪ .‬وقد عرفنا أن ”معن القول“ (غرض التكلم)غي‬
‫اصطلحي؛ لنه مرتبط بالسياق وباللفية الشتركة بي التكلم والسامع‪.‬‬
‫ولنه عرضة لسوء الفهم وعدم تصيله كامل حاول العلماء أن يضبطوا طرق الوصول إل العن الراد‬
‫والغرض القصود‪ .‬فقام أحد علماء الدللة وهو ‪ Grice‬غرايس بوضع عدد من القواعد الت اراد منها‬
‫ضمان معرفة العن (الضمن) الباغمات للمحادثة وهذه القواعد أو النصائح تنبثق من قاعدة عامة‪ ،‬هي‬
‫قاعدة التعاون‪ ،‬أي على كل الطرفي التكلم والسامع أن يتعاونا ف توضيح الراد من الكلم‪ .‬على الول أن‬

‫‪61‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫يتأكد بأن كلمه واضح وخال من الغموض وعلى السامع أن يبذل كل ما ف وسعه لفهم الراد من كلم‬
‫التكلم‪.‬‬
‫نصائح غرايس‪ :‬نصائح غرايس لفهم غرض التكلم من كلمه تتعلق بالمور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الكمية‪ :‬أعط الكمية الناسبة من العلومات‪ .‬أي ل تعل كلمك كثي الفادة أو قليلها؛ لن كثرتا‬
‫تعل السامع يظن أن السهاب له غرض‪ ،‬وقلتها يؤدي إل غموض الكلم وخفاء الغرض‪.‬‬
‫‪ -2‬الكيفية‪ :‬كن صادقا‪ ،‬أي ل تقل ما لست واثقا من صحته‪ ،‬ول تنقل الكذب ولشاعة ؛ لن ذلك ل‬
‫يدم الغرض من الكلم وهو نقل العلومات أو تقوية العلقات‪.‬‬
‫‪ -3‬العلقة‪ :‬راع علقة الكلم بالوضوع التحدث عنه‪ ،‬ول تنتقل من موضوع إل آخر بدون إعطاء‬
‫إشارة واضحة لنتقالك؛ لن السامع إذا ل يتنبه إل النتقال فسيظن أن الكلم ما زال عن الوضوع الول‬
‫وسيحاول فهم كلمك الثان ف ضوء العن الول‪.‬‬
‫‪ -4‬السلوب‪ :‬اجعل كلمك واضحا‪ ،‬أي تاش الغموض والبام لنما يفتحان الباب إل تأويلت كثية‬
‫للخطاب‪.‬‬

‫الروج على نصائح غرايس‪:‬‬


‫التحدثون قد يرجون على بعض النصائح الت وضعها غرايس لتسهيل فهم الطاب‪ .‬وهذا الروج قد‬
‫يكون مسوّغا ومقبول وقد يكون خروجا غي مسوغ وبالتال يكون مرفوضا‪.‬‬
‫الروج السوغ على نصائح غرايس‪ :‬يكن الروج على هذه النصائح بدون الخلل بأغراضها‪ ،‬ومن‬
‫صور الروج السوغ التعلق بـ‪:‬‬
‫‪ -1‬الكمية‪ :‬عبارات مثل ”الرب هي الرب“ فبغم أن الب جاء بلفظ البتدأ وكأنه ظاهريا يل بكمية‬
‫العلومات إل أن هذه العبارة مفيدة وغرضها واضح لن قائلها يريد الياز والتأكيد على أن الرب ل‬
‫تتلف آثارها ودمارها وتأثيها على الرث والنسل‪.‬‬
‫‪ -2‬الكيفية‪ :‬عبارات مثل ”سعد ثعلب“ وقولنا ”أنشبت النية أظفارها بفلن“ لن هذه أساليب بيانية‬
‫معروفة عند متكلمي اللغة‪.‬‬
‫‪ -3‬العلقة‪ :‬ل حظ الحادثة التالية بي الم وولدها‪:‬‬
‫‪ -‬الولد‪ :‬أماه أريد أن أذهب إل بيت صال لتابع مباراة على التلفاز‪.‬‬
‫‪ -‬الم‪ :‬وال لطلعنّ أباك على نتائجك الدراسية‪.‬‬
‫‪ -‬الولد‪ :‬أرجوك يا أماه أل تفعلي ذبك وأعدك بان أبقى وأدرس‪.‬‬
‫واضح أن كلم الم هو خروج شكلي على نصيحة العلقة‪ ،‬وهذا ل يل بفهم الطاب؛ لذا نرى الولد قد‬
‫فهم غرض أمه من كلمها‪ ،‬وهو أنا تريد أن تب أباه بأن ولده يضيع وقته ف مشاهدة الباريات الرياضية‬
‫ما أدى إل تدن نتائجه الدراسية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -4‬السلوب‪ :‬الغموض والبام ممودان ف الدب كالشعر والقصة لن هذه الفنون تنأى عن الكلم‬
‫الباشر الذي ل يمل كثافة دللية ورمزية ف ثناياه‪.‬‬

‫الروج غي السوغ على نصائح غرايس‪ :‬قد يكون الروج على هذه النصائح غي مسوغ وغي مقبول‬
‫لنه يل بفهم الغرض من الطاب ويغرر بالسامع‪ .‬ومن صور الروج غي السوغ التعلق بـ‪:‬‬
‫‪ -1‬الكمية‪ :‬عبارات مثل‪:‬‬
‫‪ -‬قول التكلم ”عندي ستة آلف ريال“ بينما هو ف القيقة عنده عشرة آلف‪ .‬صحيح أن من عنده‬
‫عشرة آلف عنه ضمنا ستة آلف‪ .‬لكن السامع عادة ل يصل إل هذه العلومة بسهولة وسيفهم أن‬
‫التكلم يقصد ”ستة آلف فقط“‪.‬‬
‫‪ -‬قال الولد سعد لمه‪ :‬إن خالدا قد صفعن‪ .‬غضبت الم وذهبت إل خالد تقرعه على سلوكه‪ ،‬ولكنها‬
‫فهمت من خالد أنه ل يضرب سعدا إل بعد أن رماه بجر كاد أن يفقأ عينه‪.‬‬
‫‪ -2‬الكيفية‪ :‬أوضح صور الروج عليها هو الكذب لنه يل بالعلومات ويغرر بالسامع‪ ،‬وكذلك نقل‬
‫الشاعات الت ل تثبت صحتها‪.‬‬
‫‪ -3‬العلقة‪ :‬يكون الروج عليها بوصل كلم بآخر ف وقت واحد‪ ،‬ومن أمثلتها‪ :‬كان هناك احد مسئول‬
‫التربية يتحدث ف ماضرة عن الثار السيئة لستخدام الضرب ف التعليم‪ .‬ولكن أحد الاضرين كان يؤرقه‬
‫مسألة متلفة هي كيفية كتابة كلمة (الضرب) هل تكتب بالضاد أو بالظاء‪ ،‬فسأل الحاضر‪ :‬الضرب بعصا‬
‫أو بدون عصا‪ ،‬وكان يقصد هل تكتب ضاد أو ظاء؟ لكن الحاضر فهم سؤاله ف ضوء موضوع‬
‫الحاضرة‪ ،‬فقال‪ :‬بعصا أو بدونا‪.‬‬
‫‪ -4‬السلوب‪ :‬الروج غي السوغ على السلوب هو ما نلحظه ف نصوص بعض العقود القانونية الت‬
‫تتعمد استعمال عبارات غي واضحة تميهم من مسئولياتم‪ .‬فقد تقرأ ضمانا لنتج معي يفهم منه ظاهريا‬
‫أنه ينحك ضمانا لدة خس سنوات‪ .‬ولكنك تفاجأ عند وجود خلل ف هذا النتج أن الضمان مقصور على‬
‫قطع بعينها وليس لكامل الهاز‪.‬‬
‫ومن أمثلة الغموض ما نلحظه على دعايات بعض النتجات الصحية التجارية الت تعد بعالة حالة معينة‬
‫بشكل دعائي ولن تد بط صغي تنصل من الثار الانبية لذا الستحضر‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫القول الدللية‬
‫سوسي وفكرة القول‬
‫تعود الذور النظرية للحقول الدللية إل دي سوسي ونظريته البنيوية‪ ،‬الت تنص على أن اللغة نظام متكامل‬
‫من العلمات الت يد بعضها بعضا ومنه تكتسب قيمتها‪ .‬هذا يتمثل عناصر النظام الصوت والصرف‬
‫والنحوي وكذلك العجمي‪ .‬بالنسبة للخي بي دي سوسي سبب اختلف الكلمة النليزية ‪mutton‬‬
‫”لم الضأن“ عن الكلمة الفرنسية ‪” moutton‬نعجة“‪ ،‬وبالرغم من أن الكلمتب تعودان إل أصل واحد‬
‫ومعن واحد إل أن اختلف معنييهما الن يعود إل طبيعة القل الذي تشغله كل منهما ‪ ،‬فالفرنسية قد‬
‫تفردت بالساحة‪ ،‬أما النليزية فشاركتها كلمة ‪” sheep‬الضأن الي“ وأصبحت ‪ mutton‬مقصورة‬
‫على ”لم الضأن“‪ .‬أما الفرنسية فتفيد العنيي كليهما‪.‬‬

‫الفرنسية‬ ‫النليزية‬
‫‪mutton‬‬
‫‪mouton‬‬
‫‪sheep‬‬

‫‪ Trier‬تراير ونظرية القول‬


‫يعود الفضل إل اللان تراير ف بلورة نظرية القول الدللية وإخراجها نظرية متكاملة‪ .‬وقد قدمت هذه‬
‫النظرية عددا من القولت الهمة‪:‬‬
‫● العجم مبن من مموعات من الفاهيم الوثيقة الترابط تثلها مموعات من الفردات‪ .‬وهذه الجموعات‬
‫الفهومية تتدرج من العم إل الخص‪ .‬ومعان الكلمات داخل كل حقل تدد وتُعي بناء على ما‬
‫يشاركها من مفردات أخرى ف القل‪.‬‬
‫● كلّ حقل دلل مكوّن من عنصرين ها‪:‬‬
‫ـ الوّل‪ :‬مفهومي (‪.)Conceptual Field‬‬
‫ـ والثان‪ :‬معجمي (‪ )Lexical Field‬يغطي مساحة الول‬

‫ملبس‬ ‫آنية‬ ‫قرابة‬ ‫حقول مفهومية‬

‫‪64‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫ثوب‬ ‫قدر‬ ‫أب‬


‫معطف‬ ‫صحن‬ ‫جد‬

‫مفردات معجمية‬
‫رداء‬ ‫كأس‬ ‫أخ‬
‫إزار‬ ‫بادية‬ ‫أخت‬
‫حذاء‬ ‫طاسة‬ ‫عم‬
‫عمامة‬ ‫زير‬ ‫خال‬
‫حقل معجمي‬ ‫حقل معجمي‬ ‫حقل معجمي‬ ‫حقول معجمية‬

‫● والقل الفهومي يتلف عن القل العجمي؛ لن الول ربا يُغطى من عصر إل آخر ومن لغة إل‬
‫أخرى بقلي معجميي متلفي‪ .‬مث قارن ف العربية الفصحى‪ :‬حمُ‪ ،‬حاة ”أقرباء الزوج“ وختَن‪ ،‬وختَنة‬
‫”أقرباء الزوجة“‪ ،‬لقد حذفت من هذا القل خت وختنة؛ لذا توسع معن حم ليفيد "القريب الذكر الذكر‬
‫للزوج أو الزوجة‪ ،‬وتوسع معن حاة ليفيد معن القريب النثى للزوج أو الزوجة‪.‬‬

‫اختلف القل العجمي من لغة على أخرى‬


‫النجليزية‬
‫العربية‬
‫مثنى جمع‬
‫جمع‬ ‫مفرد مثنى‬
‫المفهومي مفرد‬
‫الحقل المفهومي‬
‫الحقل‬
‫‪We‬‬ ‫متكلم مذكر‬
‫مذكر ‪I‬‬
‫نحن‬ ‫أنا‬ ‫متكلم‬
‫مؤنث‬
‫مؤنث‬
‫مذكر أنت ‪ YOU‬أنتم‬ ‫مخاطب مذكر‬
‫أنتما‬ ‫مخاطب‬
‫انتن‬ ‫مؤنث‬
‫مؤنث أنتِ‬
‫‪They‬هم‬‫‪ He‬هما‬ ‫غائب مذكر‬
‫مذكر هو‬
‫‪ She‬هما هن‬ ‫غائب مؤنث‬
‫مؤنث هي‬

‫تغي القل العجمي من عصر على آخر‬

‫أقرباءالزوجة‬ ‫أقرباء الزوج‬ ‫أقرباء الزوجة‬ ‫أقرباء الزوج‬ ‫الجنس‬

‫حم‬ ‫>‬ ‫ختَن‬ ‫حم‬ ‫مذكر‬


‫حماة‬ ‫>‬ ‫ختنة‬ ‫حماة‬ ‫مؤنث‬

‫مقارنة مفردات الخوة ف اللوية والعربية والنغارية‬


‫الملوية‬ ‫العربية‬ ‫الهنغارية‬ ‫العمر‬ ‫الجنس‬

‫‪65‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪batya‬‬ ‫الخ الكبر‬


‫أخ‬ ‫مذكر‬
‫‪öcs‬‬ ‫الخ الصغر‬
‫‪sudara‬‬
‫‪néne‬‬ ‫الخت الكبرى‬
‫أخت‬ ‫مؤنث‬
‫‪hug‬‬ ‫الخت الصغرى‬
‫نظام أسماء القرابة في لغة ‪ ))Hawaii‬هوائي (جزيرة في المحيط الهادي)‬

‫يلحظ في نظام أسماء القرابة في جزيرة ‪( Hawaii‬هوائي) أن الب والعمام والخوال يطلق على كل واحد منهم‬
‫اسم (أب)‪ .‬ويطلق على كل واحد من الخوة الذكور وأبناء العمام والعمات والخوال والخالت (أخ)‪ .‬ويطلق على‬
‫مثلهم من الناث (أخت) وهذا النظام هو أبسط أنظمة القرابة‪ .‬قارن هذا النظام بنظام أسماء القرابة في اللغة العربية‬
‫الذي نجده أكثر تعقيدا وتفصيل‪.‬‬

‫●القل الدلل يتكوّن من مموعة من العان ِأو الكلمات التقاربة الت تتميّز بوجود عناصر أو ملمح‬
‫دللية مشتركة‪ ،‬وبذلك تكتسب الكلمة معناها ف علقاتا بالكلمات الخرى‪ ،‬فل يفهم معان مفردات‬
‫التقديرات‪ :‬متاز‪ ،‬جيد جدا‪ ،‬جيد‪ ،‬مقبول إل بقارنتها ببعضها‪.‬‬
‫●كلما كثرت الفردات ف القل قلت مساحة كل منها‪ ،‬وكلما قلت زادت مساحة معن كل منها‪.‬‬
‫●كل لغة لا نظام وعدد من الفردات لتغطية القول الفهمومية‪ :‬قارن حقل الضمائر النفصلة ف العربية‬
‫والنليزية‪.‬‬
‫●إنّ الكلمات داخل القل الواحد ليست ذات وضع متساوٍ ل ّن من أه ّم ميزات القول أنّها تنقسم إل‬
‫أقسام أو تصنيفات‪ ،‬وكل حقل منها يتوي على الجموعة الت تصّه‪ّ ،‬ث تدخل تت كل قسم من‬
‫القسام‪ ،‬أقسام صغرى تتفرّع عن الكبية‪.‬‬
‫●هناك كلمات أساسية أو مفاهيم مركزية بالنسبة للحقول الدللية وأخرى هامشية‪ .‬وخصائص الكلمة‬
‫الساسية أن معناها غي مأخوذ من معن كلمة أخرى‪ ،‬فألفاظ اللوان العربية‪ :‬البيض‪ ،‬السود‪ ،‬الحر‪،‬‬
‫الخضر‪ ،‬الصفر‪ ،‬الزرق أساسية لنا غي مأخوذة من أساء أخرى‪ ،‬بينما الرمادي والبن والبتقال غي‬
‫أساسية لنا مأخوذ من ألفاظ الب والرماد والبتقال‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫● يتلف حجم القول الدللية وحيّزها الكان باختلف مالت واهتمامات النسان‪ ،‬ويعدّ مال‬
‫الكائنات والشياء من أكب الجالت‪ ،‬ويليه مال الحداث‪ ،‬ويتبعه الجرّدات‪ ،‬وف آخر الراتب ما يتّصل‬
‫ويرتبط بالعلقات‪ .‬كذلك تتلف حجم الادة العجمية ف القل باختلف الثقافة والعصر‪ ،‬فمثل حقل‬
‫المل ف العربية الفصحى الكلسيكية يعد ضخم جدا‪ ،‬بينما حجم المل ف اليابانية أو لغة السكيمو ل‬
‫يشتمل إل على كلمة واحدة مستعارة‪ ،‬بينما حقل الثلج والليد ف لغة السكيمو من أكثر القول‬
‫العجمية ثراء لفظيا‪ ،‬بعكس حجمه ف العربية الذي يعد صغيا جدا‪.‬‬
‫● هناك اتّجاهات متعدّدة حول افتراض وجود أطر مشتركة أساسية للتصورات والفاهيم بي لغات البشر‪،‬‬
‫إذ تتقاسم اللغات جيعها عددا من التصوّرات الت يصحّ أن تدعى تصنيفات ومفاهيم دللية عالية مثل‬
‫"حيّ"‪ ،‬و"غي حي"‪ ،‬و"حسيّ" و"معنوي"‪ ،‬و"بشري"‪ ،‬و"غي بشريّ"‪ ،‬وهو منهج مطبّق ف التحليل‬
‫التكوين للمعن‪.‬‬
‫دراسة لبعض القول الدللية‬
‫حقل اللوان‬
‫حقل اللوان هو من القول العجمية الت تشي‬
‫بشكل واضح إل أن ظاهرة اختلف القول ومن‬
‫ث اختلف معان اللفاظ من عصر إل عصر ف‬
‫اللغة الواحدة أو اختلفها من لغة إل أخرى حقيقة‬
‫لغوية يعود تفسيها على طبيعة تنظيم الفردات ف‬
‫القل الدلل‪ .‬الناظر إل ألوان الطيف الت ترج‬
‫من منشور زجاجي أو تلك الت ترى ف قوس قزح‬
‫ل يلحظ نقاط فصل بي الوان الختلفة‪ ،‬بل يرى‬
‫تدرجا متصل من اللوان‪ .‬ولكن اللغات النسانية‬
‫هي الت تقسم هذا القل الفهومي كل حسب‬
‫بيئته وحاجته‪ .‬وهناك ثلثة أسس مهمة لتقسيم‬
‫حقل الوان‪ :‬هي تدرج اللون‪( ،‬أحر – برتقال – أصفر) درجة التشبع‪.‬‬
‫وكل لغة تقسم أيضا كل حيز متدرج من اللوان تقسيما متلفا‪ ،‬فبعضها تيزه بألفاظ وبعضها ل تيزه‪.‬‬
‫فمثل النليزية تيز ألوانا بناء على اختلف كمية الضوء‪ ،‬مثل‪( red – pink :‬الحر‪ -‬الزهري) أو‬
‫‪ orange – brown‬وتعتبها ألوانا مستقلة‪ ،‬ولكنها ل تعتب ‪( light blue‬الزرق الفاتح) و‬
‫‪( dark blue‬الزرق الغامق) لوني مستقلي‪ ،‬بينما الروسية تفرق بينهما بكلمتي متلفتي‪sinii :‬‬
‫(أزرق غامق) و ‪( goluboi‬أزرق فاتح)‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫هناك لغات تعل للون الخضر والزرق كلمة واحدة كالروسية والصينية واليابانية‪ ،‬بينما ند لغات أخرى‬
‫تعلهما لونب متلفي‪ ،‬كالعربية والنليزية‪.‬‬
‫اللوان ف نظرية برلي و كاي ‪Berlin & Kay‬‬
‫لقد درس براين وكاي الوان ف كثي من اللغات وقد وجدا أن هناك عددا مدودا من الوان الساسية‬
‫وهذه الوان منظمة ف شكل هرمي متدرج‪ .‬وقد أظهرت دراستهما أن اللغات تتلف ف عدد ما تيزه‬
‫بألفاظ لغوية‪ .‬وهي تبدأ متدرجة من لوني إل سبعة على النحو التال‪:‬‬

‫عدد اللوان‬

‫أسود‬ ‫أبيض‬ ‫‪2‬‬


‫أحمر‬ ‫أسود‬ ‫أبيض‬ ‫‪3‬‬
‫أخضر‬
‫أزرق‬
‫أحمر‬ ‫أسود‬ ‫أبيض‬ ‫‪4‬‬
‫أصفر‬ ‫أخضر‬ ‫أحمر‬ ‫أسود‬ ‫أبيض‬ ‫‪5‬‬
‫أزرق‬ ‫أصفر‬ ‫أخضر‬ ‫أحمر‬ ‫أسود‬ ‫أبيض‬ ‫‪6‬‬
‫بني‬ ‫أزرق‬ ‫أصفر‬ ‫أخضر‬ ‫أحمر‬ ‫أسود‬ ‫أبيض‬ ‫‪7‬‬

‫وهذا الدول يكن قراءته على أن اللغة إذا كان با لفظان فقط لللوان فسيكونا البيض والسود‪ ،‬وإن‬
‫كان با ثلثة فسيكونا البيض والسود والحر وهكذا‪ .‬ومن اللغات الت وُجد با لونان فقط هي لغة‬
‫منطقة ‪ Jalé‬بغيانا الديدة الت با كلمتان فقط لللوان‪:‬‬
‫‪” holo‬أبيض“‬
‫‪” sing‬أسود“‪.‬‬
‫ومن اللغات الت وجد با ثلث كلمات للون هي إحدى لغات البانتو بإفريقيا‪:‬‬
‫‪” ii‬أسود“‬
‫‪” pupu‬أبيض“‬
‫‪” nyian‬أحر“‬

‫‪68‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫معاجم القول الدللية‬


‫إن علم العرفة وتصنيف العارف وكذلك نظرية القول الدللية نبهت الفلسفة وعلماء اللغة إل وضع‬
‫معاجم مرتبة حسب العان والفاهيم الدللية‪.‬‬
‫معاجم العان والقول الدللية ف الغرب‬
‫معجم ‪ Roget‬روجيه لفردات اللغة النليزية‪ :‬يرى وجيه أن العجم يب ينظم وفقا لتنظيم الفردات‬
‫العقل البشري الذي ل يصنفها بسب ترتيبها اللفبائي وإنا بسب ترتيبها الفهومي والتصوري‪ .‬وكان‬
‫معجم بروجيه وليد تأثي فكرتي‪:‬‬
‫(‪ )1‬بنظرية العرفة ف القرن السابع عشر‪ :‬تركيب لغة مثالية لتنظيم العارف‬
‫(‪ )2‬بث ‪ Wilkins‬ويلكينـز الذي قسم فيه العارف البشرية إل‪:‬‬
‫‪ -‬علقات تريدية‪.‬‬
‫‪ -‬أفعال‪.‬‬
‫‪ -‬تصورات منطقية‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع الشياء الية وغي الية‪.‬‬
‫‪ -‬العلقات الادية بي أفراد الكائن الي ف السرة والجتمع‪.‬‬

‫معجم ‪ Halling & Wartburg‬وهالينغ وارتبورغ الذي أقيم على تصنيف دلل وصف‬
‫بالعالية‪ ،‬وقد صُنفت مادته ف ثلثة مفاهيم رئيسة‪:‬‬
‫(أ) العال (ب) النسان (ج) النسان والعال‪ .‬وكل واحد من هذه يغطي عددا من القول الفهومية‪،‬‬
‫لينتهي إل تصنيف الفردات إل القول الدللية العشرة التالية‪:‬‬

‫النفس والعقل‬ ‫‪6‬‬ ‫السماء‬ ‫‪1‬‬


‫النسان الجتماعي‬ ‫‪7‬‬ ‫الرض‬ ‫‪2‬‬
‫التنظيمات الجتماعية‬ ‫‪8‬‬ ‫النبات‬ ‫‪3‬‬
‫المنطق‬ ‫‪9‬‬ ‫الحيوان‬ ‫‪4‬‬

‫العلم والتقنية‬ ‫‪10‬‬ ‫النسان الحي‬ ‫‪5‬‬

‫معاجم الوضوعات (القول الدللية) عند العرب‬


‫لقد سبق العرب الغربيي إل فكرة ترتيب الفردات اللغوية ف شكل حقول معجمية‪ .‬بل إن بداية جع الادة‬
‫اللغوية كان ف صورة رسائل كل منها ترصد مفردات حقل معي‪ .‬ومن هذه الرسائل اللغوية‪:‬‬
‫كتاب البل‪ ،‬كتاب اليل‪ ،‬كتاب خلق النسان‪ ،‬كتاب الشرات‪ ،‬كتاب النبات‪ ،‬كتاب النواء‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫وقبيل تبلور تأليف العاجم العربية ف شكل معاجم مرتبة صوتيا أو ألفبائيا وبعده كذلك ظهر عدد من‬
‫العاجم الرتبة حسب العان‪ :‬كالغريب الصنف لب عبيد‪ ،‬الُنجّد لكراع‪ ،‬مبادئ اللغة للسكاف‪ ،‬فقه اللغة‬
‫للثعالب‪ ،‬بداية التلفظ وناية التحفظ لبن الجداب‪ .‬الخصص لبن سيده‪ ،‬والفصاح ف فقه اللغة‪.‬‬

‫الغريب الصنف لب عبيد (ت ‪)224‬‬


‫يعد أول معجم عرب مرتب حسب العان‪ ،‬مكث مؤلفه أربعي سنة ف جعه وتصنيفه‪ .‬ومن موضوعا ته‪:‬‬
‫كتاب خَلْق النسان‬
‫كتاب النساء‬
‫كتاب اللباس‬
‫كتاب الطعمة‬
‫كتاب المراض‬
‫كتاب السلح‬
‫كتاب الوان‬
‫كتاب الشجر والنبات‬
‫كتاب البل‬
‫كتاب الغنم‬
‫كتاب الوحش‬

‫الُنجّد لكراع النمل (ت ‪)310‬‬


‫عال فيه مؤلفه قضيتي‪( :‬أ) بث الشترك اللفظي ف متلف (ب) القول الدللية‪ .‬وقد قسم مادته إل‬
‫الجالت الرئيسة التالية‪:‬‬
‫أعضاء جسم النسان‬
‫اليوان‬
‫الطيور‬
‫السلح‬
‫السماء‬
‫الرض‬

‫مبادئ اللغة للسكاف (ت ‪)421‬‬


‫ويكن قد قسمه إل الجالت الرئيسة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الطبيعة‪ :‬السماء‪ ،‬الكواكب‪ ،‬الزمنة‪ ،‬الفصول‪ ...،‬إل‪.‬‬
‫‪ -2‬الاديات‪ :‬اللبس‪ ،‬الوان‪ ،‬الطعام‪ ،‬الدوات‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -3‬اليوان‪ :‬اليل‪ ،‬البل‪ ،‬الغنم‪ ،‬الوحوش‪ ،‬الطيور‪.‬‬


‫‪ -4‬النبات والشجر‪.‬‬

‫الخصص لبن سيده (ت ‪)458‬‬


‫يعد أضخم معجم عرب وأشل مصنف مرتب حسب العان والقول‪ .‬وقد قسمه ابن سيده إل كتب‬
‫توزعت على سبعة عشر سفرا‪ ،‬يلخصها كري حسام الدين ف الجالت الدللية التالية‪:‬‬
‫‪-1‬النسان‪ :‬صفاته‪ ،‬خلقه‪ ،‬أمراضه‪ ،‬نشاطاته‪.‬‬
‫‪ -2‬اليوان‪ :‬اليل‪ ،‬البل‪ ،‬الغنم‪ ،‬الوحوش ‪...‬‬
‫‪ -3‬السماء والناخ‪ :‬السماء‪ ،‬الطر‪ ،‬النواء‪ ،‬الشمس‪ ،‬النجوم ‪..‬‬
‫‪ -4‬الرض‪ :‬النبات‪ :‬الشجار‪ ،‬البال‪ ،‬الودية ‪...‬‬
‫‪ -5‬الاديات‪ :‬العادن‪ ،‬الدوات‪ ،‬اللبس‪ ،‬الطعام‪ ،‬السكن‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫العلقات داخل العجم‬


‫إن العجم الذي يتفظ به كل فرد ف ذاكرته يتلف ف ترتيبه عن العجم السطر بي دفت كتاب والذي‬
‫رتبت مفرداته ترتيبا ألفبائيا بسب الرف الول أو الخي‪ ،‬بينما العجم الخزون ف الذاكرة مرتب حسب‬
‫القول الدللية‪ :‬قرابة‪ ،‬ألوان‪ ،‬آنية‪ ،‬حركات‪ ،‬أمراض‪ ،‬نباتات‪ ،‬حيوانات ‪...‬إل‪ .‬وكل حقل يضم مموعة‬
‫من الفردات تربطها علقات دللية معينة‪ :‬تضاد‪ ،‬اشتمال‪ ،‬تنافر‪ ،‬ترادف‪.‬‬

‫التضاد‬
‫التضاد‪ :‬هو وجود كلمتي متشابتي ف معظم الكونات الدللية ما عدا وحدة واحدة أو اثنتي تتلفا سلبا‬
‫وإيابا‪( :‬طويل ‪ :‬قصي)‪ (،‬أسود ‪ :‬أبيض)‪.‬‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫(أ) تضاد حاد‪ ،‬وهو أن يقتسم مال العن كلمتان ليس بينهما درجات‪:‬‬
‫أعزب ↔ متزوج‬ ‫ذكر ↔ أنثى‬
‫رجل ↔ امرأة‬ ‫حي ↔ ميت‬
‫مسافر ↔ مقيم‬ ‫صح ↔ خطأ‬
‫(ب) تضاد متدرج‪ :‬وهو التضاد الذي يكون بي طرفيه درجات‪:‬‬
‫سهل ‪ ،‬صعب (بينهما درجات من السهولة أو الصعوبة)‬
‫بارد ‪ ،‬حار (بارد‪ ،‬فاتر‪ ،‬دافئ‪ ،‬ساخن‪ ،‬حار)‪.‬‬
‫قريب ‪ ،‬بعيد (بينهما درجات من القرب والبعد)‪.‬‬
‫ذكي ‪ ،‬قوي‬
‫كبي ‪ ،‬صغي‬
‫قوي ‪ ،‬ضعيف‬

‫(ج) التضاد العكسي‪ :‬وهو التضاد الذي يكون بي كلمتي تدلن على معنيي متلزمي‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫زوجة‬ ‫زوج‬ ‫ابن‬ ‫أب‬

‫أخذ‬ ‫أعطى‬ ‫اشترى‬ ‫باع‬

‫مولود‬ ‫والدة‬ ‫تعلّم‬ ‫علّم‬

‫مهزوم‬ ‫فائز‬ ‫مرءوس‬ ‫رئيس‬

‫‪72‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫(د) التضاد العمودي‪:‬‬


‫إذا كانت الكلمات التضادة من مفردات‬
‫التاهات ومنها ما يقع عموديا على خط‬
‫الخرى‪:‬‬
‫فـ (شال ‪ ،‬شرق) متعامدان‪ ،‬و(جنوب‪،‬‬
‫غرب) متعامدان‪ ،‬و(غرب ‪ ،‬شال) متعامدان‪.‬‬
‫ومن ذلك أيضا (أمام ‪ ،‬يي)‪ ،‬و(شال‪،‬‬
‫خلف)‪.‬‬
‫(هـ) التضاد المتدادي‪ :‬وهو إذا كانت الكلمتان تقعان على خط واحد من مموعة التاهات مثل‪:‬‬
‫(شال وجنوب)‪ ،‬و(شرق وغرب)‪( ،‬فوق ‪ ،‬تت)‬
‫والتضاد العمودي والمتدادي يسميان أيضا التضاد التاهي‪.‬‬

‫التنافر‬
‫التنافر‪ :‬وهو إذا كانت الكلمات من حقل وكل واحدة ل تضاد الخرى ول تشتمل على معناها‪:‬‬
‫أنواعه‪:‬‬
‫(أ) التنافر الزئي‪ :‬أن تكون إحدى الكلمتي جزءا من كتلة أخرى‪:‬‬
‫مقود ‪ ،‬سيارة‬ ‫غلف ‪ ،‬كتاب‬
‫نافذة ‪ ،‬غرفة‬ ‫غصن ‪ ،‬شجرة‬
‫درج ‪ ،‬قصر‬ ‫إصبع ‪ ،‬يد‬
‫قدم ‪ ،‬رجل‬ ‫رِجْل ‪ ،‬جسم‬

‫(ب) التنافر الدائري‪ :‬وهو الذي يكون بي كلمات تدل على فترات متعاقبة دائريا‪ ،‬كل واحدة تصلح أن‬
‫تكون البداية أو النهاية‪:‬‬
‫أيام السبوع‪ :‬سبت ‪ ،‬أحد ‪ ،‬اثني‪ ،‬ثلثاء‪ ،‬أربعاء‪ ،‬خيس‪ ،‬جعة‪.‬‬
‫الفصول‪ :‬الشتاء‪ ،‬الربيع‪ ،‬الصيف‪ ،‬الريف‪.‬‬
‫الشهر‪ :‬مرم‪ ،‬صفر‪ ،‬ربيع الول‪ ،‬ربيع الثان‪ ،‬جادى الول‪ .... ،‬إل‪.‬‬

‫ج) التنافر الرتب‪ :‬وهي الت تدل على معان متدرجة من أعلى إل أسفل أو العكس‪ ،‬ومن أمثلته‪:‬‬
‫الرتب العسكرية‪ :‬جندي‪ ،‬عريف‪ ،‬رقيب‪ ،‬ملزم‪ ،‬نقيب‪ ،‬رائد‪ ،‬مقدم‪ ،‬عميد‪ ،‬لواء‪.‬‬
‫مراتب أساتذة الامعة‪ :‬ماضر‪ ،‬أستاذ مساعد‪ ،‬أستاذ مشارك‪ ،‬أستاذ‪.‬‬
‫مراحل العمر‪ :‬جني‪ ،‬طفل‪ ،‬شاب‪ ،‬رجل‪ ،‬كهل‪ ،‬شيخ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫(د) التنافر النتساب‪ :‬وهو انضواء مموعة من الكلمات تت معن عام‪:‬‬


‫تفاح‪ ،‬برتقال‪ ،‬موز (فواكه)‬
‫بقرة‪ ،‬نعجة‪ ،‬عنـز‪ ،‬جل (حيوانات أهلية)‬
‫كتاب‪ ،‬صحيفة‪ ،‬ملة‪ ،‬موسوعة (مطبوعات)‪.‬‬
‫ذهب‪ ،‬حديد‪ ،‬ناس‪ ،‬فضة‪ ،‬رصاص (معادن)‬
‫سيارة‪ ،‬عجلة نارية‪ ،‬طائرة‪ ،‬سفينة‪ ،‬قطار (وسائل نقل)‬

‫الترادف‬
‫الترادف‪ :‬دللة عدد من الكلمات الختلفة على معن واحد‪:‬‬
‫عام‪ ،‬سنة‪ ،‬حول‪.‬‬
‫طريق‪ ،‬درب‪ ،‬سكة‪ ،‬سبيل‬
‫صديق‪ ،‬صاحب‬
‫فرح‪ُ ،‬سرّ‪ ،‬انشرح‪ ،‬ابتهج‬
‫جيل‪ ،‬وسيم‬
‫بالغ‪ ،‬راشد‬
‫ابتاع‪ ،‬اشترى‬
‫سهل‪ ،‬يسي‬

‫الشتمال‬
‫الشتمال‪ :‬هو انتماء عنصر أو مموعة إل مموعة عليا‪ .‬والجموعة العليا تسمى شاملة‪ ،‬والعنصر السفل‬
‫يسمى مشمول‪.‬‬

‫لباس‬ ‫آنية‬ ‫حلي‬ ‫معدن‬ ‫طي‬ ‫حيوان‬ ‫لون‬ ‫شامل‬

‫معطف‬ ‫قدر‬ ‫خات‬ ‫فضة‬ ‫غراب‬ ‫فرس‬ ‫مشمول أخضر‬

‫‪74‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫التغي الدلل‬

‫أسباب التغي الدلل‬


‫التغييات تدث ف الل غة دائ ما لن ا نظام للتوا صل ب ي الناس‪ ،‬وأحوال الناس وظروف الت صال لي ست ل‬
‫تسي على وتية واحد‪ ،‬واللغة مرتبطة بأحوال أهلها وظروفهم الجتماعية والثقافية والعقلية‪ .‬ومت توفرت‬
‫ال سباب حدث التغي ي ح سب طرق وأ صناف معي نة‪ .‬لذا ي ب التفر يق ب ي أ سباب التغ ي الدلل وطرق‬
‫التغي الدلل‪ .‬فالسباب هي الظروف الهيئة للتغي بينما الطرق هي الوسائل والطوط الت يسلكها التغي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد ميز العلماء عددا من أسباب التغي الدلل‪:‬‬

‫(أ) ال سباب التاري ية‪ :‬و هي أ سباب نات ة عن تغ ي الجت مع أو الشياء أو تغ ي النظرة إلي ها‪ ،‬وي كن تي يز‬
‫عدد من السباب التاريية‪:‬‬
‫(‪ )1‬تغ ي الش يء وبقاء الل فظ‪ :‬فالش يء قد يتغ ي شكله أو وظيف ته ول كن ا سه يب قى فيظ هر اختلف ب ي‬
‫الشيء الول الذي وضع له السم والشيء ف الوقت الاضر‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫الاتَم‪ ،‬ف هو ل فظ مأخوذ من الذر (خ تم) الذي يع ن "ط بع" وم نه الِتام و هو الطّيُ الذي ُيخْتَم به‬
‫علـى الكتاب‪ ،‬وسيت اللقة الت تُلبس ف الصبع خاتا لنه يطبع با على الكتاب‪ ،‬ث اتذت حلية‬
‫وزينة ول يعد لا علقة بالتم‪.‬‬
‫الدبا بة‪ ،‬الدّبابةُ‪ :‬آل ٌة تُتّ ـخَ ُذ من جُلودٍ و َخشَ بٍ‪ ،‬يدخ ـلُ ف ـيها الرجالُ‪ ،‬وُي َقرّبُون ا من ال ـ ِ‬
‫حصْنِ‬
‫الـمُـحاصَر لـيَْنقُبُوه‪ ،‬وَتقِـَيهُم ما ُيرْ َموْ َن به من فوقهم‪ .‬وف الوقت الاضر تغي شكل هذه اللة‬
‫وتطورت وأصبحت تُصنع من الفولذ وتسي على جنازير و ُزوّدت بختلف السلحة النارية‪ ،‬ول تعد‬
‫وظيفتها تقريب النود من الصون وإنا نراها تشارك ف العارك البية‪.‬‬
‫الزند‪ ،‬خشبتان يستقدح بما‪ ،‬ث تغي الزند وأصبح يؤخذ من حجر الصوان والرو‪ ،‬ث بعد ذلك أصبح‬
‫آلة قادحة تستخدم الكيوسي أو الغاز ف إنتاج النار‪.‬‬
‫البندق‪ ،‬قوس توضع با كرات صغية يرمى با‪ ،‬والن تطلق الكلمة على سلح ناري طاقة الدفع فيه‬
‫البارود‪.‬‬
‫(‪ )2‬تغي موقفنا من الشيء‪ :‬إذا كان العن هو ما نلكه من أفكار وتصورات عن الشار إليه‪ ،‬فمت تغيت‬
‫هذه الفكار والواقف تبعها تغي العن‪ ،‬من ذلك مثل‪:‬‬
‫المـر‪ ،‬كانـت فـ الاهليـة رمزا للكرم والضيافـة يتفاخـر الناس باقتنائهـا ودفـع الال لشراء دناناـ ‪،‬‬
‫والشعراء ي صفون آنيت ها ولون شراب ا ‪ ،‬ول ا جاء ال سلم حرم تعاطي ها وأ صبحت أم البائث‪ ،‬و من‬
‫شربا لقه العار ووصف بالفسق وأصبح من الفجّار‪.‬‬

‫راجع فريد حيدر‪ ،‬علم الدللة‪97-87 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪75‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الثأر‪ :‬كان أمر الثأر كبيا ل يهنأ صاحبه حت يستوفيه‪ ،‬ولكن بعد نشوء الكومات ووجود القضاء‬
‫ل فض اللفات والناعات‪ ،‬أو كل أ مر الناة والقتلة إل سلطات قضائ ية ومؤ سسات مدن ية تتك فل‬
‫بالقصاص واستيفاء القوق‪.‬‬
‫اليسر‪ :‬وهو القمار‪ ،‬كان حلل ف الاهلية وبعد أن حرمه السلم تغي موقف الناس منه ومن ثّ تغي‬
‫معناه‪ ،‬وكذلك الربا والقمار والنصاب والزلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬تغي معرفتنا بالشيء‪ :‬ما نلكه من معرفة عن الشيء يسهم ف بلورة معناه ف أذهاننا‪ ،‬ومت تطورت‬
‫هذه العرفة تبعها تطور وتغي ف معن الشيء‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ال ّذرّة‪ :‬كان القدماء يظنون أن ا أ صغر جزء للمادة‪ ،‬لذلك يطلق علي ها اليونان ل فظ ‪ atom‬أي الزء‬
‫الذي ل يتجزأ‪ ،‬ول كن علم الفيزياء الد يث ك شف أن هناك أجزاء أ صغر من الذرة هي اللكترونات‬
‫والبوتونات والنيوترونات‪.‬‬
‫الشمس‪ :‬كان القدماء يظنون أنا أعظم جرم مضيء ف الكون‪ ،‬وبعضهم كان يعبدها ظانا أنا إله؛ لذا‬
‫كان ي سمونا الل ة‪ ،‬ول كن علم الفلك الد يث طور معرفت نا بالش مس وبيّن أن ا ن م با نب نوم‬
‫أخرى تفوقها عظما ف كون واسع‪.‬‬
‫القمر‪ :‬كان هناك من يعتقد أنه إله‪ ،‬وكان قوم سبأ يعبدونه ويسجدون له‪ .‬وعلم الفلك الديث يبيّن‬
‫لنا أنه ما هو إل كويكب صغي يدور حول الرض وسطحه خال من الشجر والاء والياة‪.‬‬

‫(ب) ال سباب الجتماع ية والثقاف ية‪ :‬الجتمعات الن سانية دائ ما ف حالة تطور وتغ ي ب سبب الحتكاك‬
‫بشعوب أخرى عن طريق الغزو العسكري أو الثقاف‪ ،‬وكذلك بسبب ما يد من ثقافات وأفكار وما ينتشر‬
‫من أديان ومذا هب وفل سفات‪ ،‬و قد تعر ضت مفردات العرب ية إل تغييات كثية ووا سعة ب سبب م يء‬
‫السلم بدين جديد وثقافة دينية ودنيوية تتلف عما عرفوه ف الاهلية‪ ،‬يقول ابن فارس‪:‬‬
‫م ما جاء به ال سلم ‪ -‬ذ كر المؤ من والم سلم والكا فر والمنا فق‪ .‬والعرب إنّ ما عر فت المؤ من من المان‬
‫سمِيَ المؤ من بالطلق مؤمنا‪ .‬وكذلك‬ ‫واليمان و هو الت صديق‪ .‬ثُمّ زادت الشري عة شرائ طَ وأو صافا بِهَا ُ‬
‫تل‬ ‫السلم والمسلم‪ ،‬إنّما عَرَفت منه إسلمَ الشيء ثُمّ جاء فِي الشّرع من أوصافه مَا جاء‪ .‬وكذلك كَانَ ْ‬
‫ستْر‪ .‬فأما المنافق فاسمٌ جاء بِهِ السلم لقوم َأبْطنوا غير مَا أظهروه‪َ ،‬وكَانَ‬ ‫تعرف من الكُفر ِإلّ الغِطاء وال ّ‬
‫ت الرّطبة" إذَا خرجت من قِشرها‪ ،‬وجاء‬ ‫الصل من نافقاء اليَرْبوع‪ .‬وََلمْ يعرفوا فِي الفِسْق ِإلّ قولهم‪" :‬فَسَقَ ِ‬
‫ل ثناؤه‪ .‬ومما جاء فِي الشرع الصلة وأصله فِي‬ ‫الشرع بأن الفِسق الفحاش فِي الخروج عن طاعة ال ج ّ‬
‫شرَة‬
‫لغتهم‪ :‬الدّعاء‪ ،‬وكذلك الصيام أصله عندهم المساكُ‪ ،‬ثم زادت الشريعة النّية‪ ،‬وحَظَرَت الكلَ والمُبا َ‬
‫‪3‬‬
‫وغير ذَِلكَ‪ ،‬وكذلك الحَجّ‪ ،‬لَ ْم يكن عندهم فِيهِ غير القصد‪.‬‬
‫(ج) الاجة إل التسمية‪ :‬اللغة وسيلة للتواصل قائمة على استخدام علمات لستحضار الشياء والفكار‪.‬‬
‫ومت جد شيء احتاج إل علمة تفصح عنه وتشي إليه‪ .‬واللغة با شيء من الحافظة؛ لذا قلما ند لفظا‬
‫وضع وضعا من غي سابق‪ ،‬والكثر أن ند اللفظ مشتقا من جذر يدور حول معان تشارك الشيء الراد‬

‫‪3‬‬
‫‪(.‬ابن فارس‪ ،‬الصاحبي في فقه اللغة (بتصرف‬

‫‪76‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫تسميته ف معناه‪ ،‬أو نده مستعارا من معن آخر يشبهه ف وجه من الوجوه ومن أمثلة تغي دللت اللفاظ‬
‫بسبب النقل من معن إل آخر‪:‬‬
‫اصطلحات العلوم‪:‬‬
‫رفع‪ ،‬نصب‪ ،‬جر‪ ،‬جزْم‪ ،‬تنازُع‪ ،‬اشتغال (نو)‬
‫معتل‪ ،‬صحيح‪ ،‬سال (صرف)‬
‫بيت‪ ،‬عمود‪ ،‬خبْن‪ ،‬وتد‪ ،‬سبب (عروض)‬
‫نافذة‪ ،‬ملف‪ ،‬ملد‪ ،‬فأرة (حاسوب)‬
‫أساء بعض أعضاء البدن‪:‬‬
‫ضفدع‪ :‬عظم ف جوف الافر من الفرس‪.‬‬
‫الذباب "إنسان العي‪".‬‬
‫العصفور‪" :‬أصل منبت الناصية" و"عظم ناتئ ف البي‪".‬‬
‫الِدَأة‪" :‬طائر من الوارح‪ "،‬والِدأة من الفرس والن سان‪" :‬أ صل الذن"‪ ،‬وق يل‪ :‬الدأة من الفرس‬
‫"سالفة عنقه‪".‬‬
‫أجزاء اللت‪ :‬أجزاء القوس‪:‬‬
‫رِجل‪ :‬الزء السفل من القوس‪.‬‬
‫يد‪ :‬الزء العلى من القوس‪.‬‬
‫كبِد‪ :‬وسط القوس‪.‬‬
‫ظُفر‪ :‬طرف السية‪.‬‬
‫(د) كثرة استعمال الكلمة‪ :‬هناك كلمات يكثر استخدامها ف مالت كثية ما يؤدي إل تغي معناها عن‬
‫طريق التخصيص‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫جذر‪ :‬أصل النبات تت الرض‪.‬‬
‫جذر‪ :‬الروف الصول ف الكلمة‪.‬‬
‫جذر‪ :‬رقم رياضي‪.‬‬
‫ومثل‪:‬‬
‫زراعة (نبات)‬
‫زراعة (طب)‬
‫زراعة (متب وبكتييا)‬
‫ومثل‪:‬‬
‫عملية (عسكرية)‬
‫عملية (طب)‬

‫‪77‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫عملية (حساب)‬
‫عملية (اقتصاد)‬

‫(هـ) أسباب عقلية‪ :‬من أسباب التغي الدلل وجود علقة بي شيء وآخر ما يؤدي إل نقل اللفظ من‬
‫شيء إل آخر وقد تكون تلك العلقة الشابة أو غيها‪،‬‬
‫علقة الشابة‪ :‬تؤدي إل استعارة لفظ من شيء إل آخر‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫عي‪ :‬عضو اليصار> بئر‪ ،‬قرص الشمس‪ ،‬ثقب الباب‪ ،‬السيد‪ ،‬الذهب‪.‬‬
‫فم‪ :‬الثغر‪ ،‬فتحة القربة‪ ،‬فتحة القارورة‪.‬‬
‫رجل‪ :‬رِجل القوس‪ :‬سَِيتُها السفْلى‪ ،‬ورِجْل السّهم‪َ :‬حرْفاه‪ ،‬ورِجْلُ البحر‪ :‬خليجه‪.‬‬
‫ع نق‪ :‬عُنُق الد هر أَي قد ي الد هر‪ ،‬وعُنُق ال صيف والشتاء‪َ :‬أوّل ما‪ ،‬وعُنُق ال بل‪ :‬ما أَشرف م نه‪،‬‬
‫وا َلعْناق‪ :‬الرؤساء‪ ،‬وعُنُقٌ من النار‪ :‬قطعة ترج منها‪.‬‬
‫علقات غي الشابة‪ :‬وهي ما يطلق عليها علقات الجاز الرسل‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الزئية‪ :‬عي > جاسوس؛ رقبة > ملوك‪.‬‬
‫الاليّة‪ :‬حة العقرب‪ :‬سها > إبرتا (مل)‬
‫اللية‪ :‬لسان > لغة‪.‬‬
‫الجاورة‪ :‬خرطوم (أنف) > فم؛ خشم > فم‪.‬‬
‫(و) أسباب نفسية‪ :‬ومن مظاهرها‪:‬‬
‫التفاؤل والتطي‪ :‬وهو استخدام اللفظ الميل للمعن القبيح‪:‬‬
‫سليم‪ :‬ل يصبه سوء > ملدوغ‪.‬‬
‫يسرى‪ :‬اليد الت يسهل العمل با > اليد الشمال‪ ،‬العسرى‪.‬‬
‫حُباب‪ :‬مبوب > حية تدعى الشيطان‪.‬‬
‫بصي‪ :‬قوي البصَر > العشى‪ ،‬ولذا كُن الشاعر العروف العشى بأب بصي‪.‬‬
‫كرية‪ :‬مكرمة > العي العوراء‪.‬‬
‫العافية‪ :‬الصحة والسلمة > النار‪.‬‬
‫الوف من الع ي‪ :‬قد يؤدي الوف من ال صابة بالع ي إل ت سمية الش يء الم يل با سم قب يح‪ ،‬م ثل‪:‬‬
‫شوهاء‪ :‬القبيحة > الرأة الميلة‪.‬‬
‫البالغة‪ :‬قد يشعر النسان ف بعض الحوال أن اللفاظ العادية ل تفي بالتعبي عن انفعالته فيعمد إل‬
‫استعمال اللفاظ الدالة على الوف والرعب للتعبي عن جال الشياء‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫رائع‪ :‬جيل‪ ،‬مشتق من الروع وهو الوف‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫هولة‪ :‬الرأة الميلة‪ ،‬أُخذت من الوْل وهو الوف‪ .‬وف اللهجة الصرية يستخدم لفظ هايل بعن‬
‫متاز‪.‬‬
‫رهيب‪ :‬ميف‪ ،‬تستعمل الن بعن جيل‪ ،‬متاز‪.‬‬
‫فظيع‪ :‬شنيع‪ ،‬ويستخدم ف الاضر أحيانا بعن متاز‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫طرق التغيّر الدلل‬

‫للتغي الدلل طرق متلفة تسلكها الكلمات مت وُجدت السباب اللغوية والتاريية والجتماعية‬
‫والنفسية الناسبة الت تؤدي إل تغي الدللة‪ ،‬وأهم هذه الطرق هي‪:‬‬
‫(أ) تصيص الدللة‬
‫وهو أن تتغي دللة الكلمة الت كانت تدل على معانٍ كلية عامة لتصبح تدل على معن خاص‪،‬‬
‫ويكن أن نيّز ف مفردات العربية نوعي من التخصيص‪ :‬تصيص ل يؤدّ إل لن‪ ،‬وتصيص أدى إل لن‪:‬‬
‫* تصيص ل يُعدّ لنا (فصيح)‪ :‬هي تلك التغييات الت حدثت ف عصور قدية ف العربية قبل زمن‬
‫الحتجاج أو أثناءه‪ ،‬ويدخل فيه أيضا تصيص الوضع الصطلحي ف ألفاظ العلوم كالفقه والكلم‬
‫والفلسفة والنحو وغيها‪.‬‬
‫المعنى بعد التغيير‬ ‫المعنى قبل التغيير‬
‫العلج‪ ،‬السحر‬ ‫الطب‪ :‬العامل الحاذق‬
‫اجتماع للعزاء‬ ‫مأتم‪ :‬اجتماع‬
‫السود‪ ،‬وقد تعني البيض في بعض الشواهد‬ ‫جَوْن‪ :‬كلمة فارسية تعني اللون‬
‫الفرح‬ ‫الطرب‪ :‬خفة تصيب المرء‬
‫أجزاء الجسم الحي‬ ‫لحْم‪ :‬في العبرية والرمية تعني الخبز ويبدو أن أصل‬
‫معناها في السامية الولى هو "الطعام"‬
‫يوم خاص من أيام السبوع‬ ‫الّسبْت‪ :‬الدهر‬
‫اجتماع الناس في الحج‬ ‫الموسم‪ :‬اجتماع الناس في أيام معلومة محددة‬
‫قبض الشيء ودفع ثمنه نقدا‬ ‫شرى‪ :‬قايض‪ ،‬أي بادل سلعة بأخرى‬
‫دفع الشيء وقبض النقد ثمنا له‬ ‫باع‪ :‬قايض‪ ،‬أي بادل سلعة بأخرى‬

‫*تصيص يُعدّ لنا (عامي)‪ :‬وهي تلك التغييات الت حدثت متأخرة وبدون وضع علمي‪.‬‬
‫المعنى بعد التغيير‬ ‫المعنى قبل التغيير‬
‫الختان‬ ‫الطهارة‪ :‬النظافة‬
‫السارق‬ ‫الحرامي‪ :‬من كان من عادته ارتكاب الحرام‬
‫الزوجة‪ ،‬المرأة‬ ‫الحُرمة‪ :‬ما ل يجوز انتهاكه من مال أو نفس أو عرض‬
‫زهر شجر معروف‬ ‫الوَرد‪ :‬نَوْر كل شجر‬
‫الس‬ ‫الرّيحان‪ :‬كل شجر طيب الرائحة كالورد والنعناع والس‬
‫القرع‬ ‫اليقطين‪ :‬كل شجر ينبسط على الرض كالقثاء والخيار والبطيخ‬
‫صانع الحذية‪ ،‬النجار‬ ‫السكاف‪ :‬كل صانع‬
‫الضان‬ ‫الغنم‪ :‬الضأن والمعز‬
‫وليمة الزواج‬ ‫القِرى‪ :‬إكرام الضيف‬

‫(ب) تعميم الدللة‬


‫وهو أن تتغي دللة الكلمة الت كانت تُطلق على فرد أنوع معي لتصبح تطلق على أفراد كثيين أو‬
‫على النس كله؛ ويكن كذلك أن نيز ف التعميم نوعي‪ :،‬أحدها ما حدث ف العربية منذ عصور قدية‬
‫فل يُعد لنا‪ ،‬ومنها ما حدث متأخرا فيعد لنا‪.‬‬
‫*تعميم ل يُعدّ لنا (فصيح)‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬
‫المعنى بعد التغيير‬ ‫المعنى قيل التغيير‬
‫الكلمة عامة‬ ‫كلمة‪ :‬مشتقة من كلم "جرح‪ ".‬وفي العبرية تعني الكلمة‬
‫الجارحة "السيئة‪".‬‬
‫الذكر البالغ من بني النسان‬ ‫رجُل‪ :‬أحد المحاربين الذين يسيرون على أرجلهم‪ ،‬أي من‬
‫غير الفرسان‪.‬‬
‫العير‬ ‫القافلة‪ :‬العِير العائدة‬
‫ائتِ‬ ‫تعالَ‪ :‬اصعد‬
‫الحُلُم‪ :‬الرؤيا عامة‬ ‫حلْم‪ :‬الحتلم وهو ما يراه النائم البالغ في منامه من‬ ‫ال ُ‬
‫رؤى‪ ،‬مشتق من حلُم‪ :‬أصبح كبيرا‪ ،‬بالغا‪.‬‬
‫كل شدة‬ ‫البأس‪ :‬الشدة في الحرب‬
‫المرأة‬ ‫الظعينة‪ :‬المرأة في الهودج‬
‫كل عطية‬ ‫المنيحة‪ :‬شاة أو ناقة تعار للحلْب‬
‫كل شجر ملتفّ‬ ‫الغاب‪ :‬القصَب‪ :‬شجر ذو أنابيب‬
‫النصيب‬ ‫الذّنوب‪ :‬النصيب من الماء‬
‫المرأة التي ل زوج لها والرجل الذي ل‬ ‫اليّم‪ :‬المرأة التي ل زوج لها‬
‫زوجة له‬

‫*تعميم يُعد من اللحن (عامي) لدوثه متأخرا‪:‬‬


‫المعنى بعد التغيير‬ ‫المعنى قيل التغيير‬
‫الغتسال بالماء‬ ‫الستحمام‪ :‬الغتسال بالماء المحمى‬
‫رأى‬ ‫شاف‪ :‬تطاول ونظر‬
‫ذهب‬ ‫راح‪ :‬سار بالعشي‬
‫الكلم‬ ‫الهرْج‪ :‬الكلم المختلط‬

‫(جـ) نقل اللفاظ لتشابه العان (الستعارة)‬


‫وهو نوع من تغي مال الدللة بسبب نقل لفظ من معن أو من شيء إل معن آخر أو شيء آخر‬
‫بسبب مشابة بينهما‪ ،‬وهذا ما يُطلق عليه الستعارة‪ .‬والشابة قد تكون‪:‬‬
‫مشابة حسية شكلية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫رِجْل‪ :‬عضو من أعضاء البدن‪ ،‬والرجل من القوس طرفها السفل أو الطول والغلظ‪ ،‬ورجل السهم‪:‬‬
‫حرفاه‪ .‬ورجل البحر‪ :‬خليجه‪.‬‬
‫أذُن‪ :‬حاسة السمع‪ ،‬والذن من القلبِ والسه ِم والّنصْلِ والنعل أطرافها‪ ،‬وأذن الرة‪ :‬عروتا‪ ،‬وأذن‬
‫الكوز والدلو‪ :‬مقبضهما‪.‬‬
‫الضّلْع‪ :‬أحد أضلع البدن‪ ،‬والضلع‪ :‬هو جبل مُسْتَدِقّ طويل معوج‪،‬‬
‫ال ُعنُق‪ُ :‬وصْلة ما بـي الرأْس والـجسد‪ ،‬وعُنُق كل شيء‪ :‬أَوله‪ .‬وعُنُق الصيف والشتاء‪َ :‬أوّلما‪،‬‬
‫وعُنُق الـجبل‪ :‬ما أَشرف منه‪ ،‬والعُنُق‪ :‬القطعة من الـمال‪ ،‬والماعة من الناس‪.‬‬
‫ف ال ْبدِ َأوّله وأَشدّه‪ ،‬وأَنْف الـمطر‪َ :‬أوّل ما أَنبت؛ وأَنْفُ‬
‫خ ُر معروف‪ ،‬وأَنْ ُ‬
‫ا َلنْفُ‪ :‬الـمنْـ َ‬
‫الـجَبَل‪ :‬جزء متقدم منه‪.‬‬
‫الّنعْل‪ :‬ما وَقَـيْت به القدَم‪ ،‬الّنعْل من الَرض القطعة الصّلْبة الغلـيظة‪ ،‬والنعل من القوس‪ :‬ظهر سيتها‬
‫(طرفها)‪ ،‬وَنعْل السيف‪ :‬حديدة فـي أَسف ِل غِمْده‪ ،‬والّنعْل حديدة الحراث‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫قلدة‪ :‬ما يلبس حول العنق‪ ،‬وأهل الندلس يطلقون على الزام قلدة‪.‬‬
‫مشابة معنوية‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫العي‪ :‬عضو البصار‪ ،‬والعي‪ :‬السيد‪ ،‬والذهب‪ ،‬تشبيها بالعضو بامع النفاسة والفضلية‪.‬‬
‫النور‪ :‬الذي يضيء‪ ،‬السلم واليان‪.‬‬
‫الكُفر‪ :‬التغطية‪ ،‬والكفر الحود‪.‬‬
‫الدليل‪ :‬الرشد‪ ،‬والبهان‬
‫شرف‪ :‬مكان عال من الرض‪ ،‬منلة عالية‬
‫تبادل (تراسل) الواس‪ :‬وهي الالة الت يُستعار فيها لفظ أو وصف لشيء يُدرك باسة معينة ليُطلق‬
‫على شيء آخر يُدرك باسة أخرى‪ ،‬كما ف‪:‬‬
‫أحر صارخ‪ ،‬فلفظ صارخ الذي يدل هنا على قوة اللون‪ ،‬وهي حالة تدرك بالنظر‪ ،‬ف الصل هو‬
‫وصف للصوت وهو أمر يدرك بالسمع‪.‬‬
‫صوت دافئ (ملموس ← مسموع)‪.‬‬
‫لون دافئ (ملموس ← مرئي)‬
‫ماء زُعاق (مسموع ← مذاق)‪.‬‬
‫طعام ذو بنّة (مشموم ← مذاق)‬
‫صوت متكسّر (مرئي ← مسموع)‬
‫(د) نقل اللفاظ لعلقة العان‬
‫وهو ما يسمى ف الصطلحات البلغية بالجاز الرسل؛ وهو تغي ف مال الدللة يدث عند نقل‬
‫لفظ من معن أو من شيء إل آخر له به علقة غي الشابة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الجاورة الكانية‪ :‬حيث ينقل اللفظ من الدللة على شيء إل آخر ياوره‪ ،‬ف مثل‪:‬‬
‫لقْو‪ :‬الصْر‪ ،‬أصبح يطلق على خيط تشده الرأة على خصرها‪ ،‬ويطلق على الزار أيضا‪.‬‬ ‫اِ‬
‫الراووق‪ :‬خرقة تُجعل على فم الناء للتصفية‪ ،‬ث أطلقوا على الناء (راووق)‪.‬‬
‫الظعينة‪ :‬الرأة ف الودج‪ ،‬ونُقل إل الدللة على البعي الذي يمل الودج‪.‬‬
‫الراوية‪ :‬الزادة الت يلب فيها الاء‪ ،‬ث انتقلت إل الدابة الت يُجلب عليها الاء‪ ،‬وقد يكون العكس‪.‬‬
‫السانية‪ :‬الدابة الت تر الغرب أو تدير دواليب الاء‪ ،‬وتطلق أيضا على دواليب الاء‪.‬‬
‫الِملق‪ :‬باطن الفن‪ ،‬وكان يطلقها أهل الندلس على حدقة العي‪.‬‬
‫الشم‪ :‬ماط النف‪ ،‬ث أصبح يطلق على النف‪ ،‬ويطلق ف بعض اللهجات العربية على الفم‪.‬‬
‫الشنَب‪ :‬بريق السنان أو تزيزها‪ ،‬ويطلق ف اللهجات الديثة على الشارب‪.‬‬
‫البيد‪ :‬الدابة الت تمل الرسائل‪ ،‬والبيد‪ :‬الرسالة‪.‬‬
‫خرطوم‪ :‬النف‪ ،‬ويُطلقه أهل صقلية على الفم‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الجاورة الزمانية‪ :‬وهو نقل لفظ من معن إل آخر لتزامنهما أو تقاربما زمانا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الربيع‪ :‬مشتق من ربع بعن أقام‪ ،‬وأطلق على زمن القامة‪ ،‬وهو زمن معتدل البودة يتميز بكثرة الطر‬
‫والعشب‪.‬‬
‫النجم‪ :‬جرم ساوي واحد أو مموعة‪ ،‬قد ير با القمر أو الشمس ف أوقات مدد‪ .‬والنجم وقت‬
‫ذلك‪ ،‬والنّـجْمُ‪ :‬الوقتُ الـمضروب‪ ،‬وك ّل وظيفةٍ (راتب) تِ ّل ف وقت معيّن تُسمى نَـجْما‪.‬‬
‫أزِف‪ :‬أوشك‪ ،‬وأهل بغداد يستخدمونه ف معن حان‪.‬‬
‫يوم شاتٍ‪ :‬أي مطر‪ ،‬وأهل الشام والندلس يستخدمونه ف معن مطر لتزامن الطر والشتاء ف‬
‫أقاليمهم‪.‬‬
‫الزئية‪ :‬حيث يُنقل اللفظ من الزء ليُطلق على الكل‪ ،‬ف مثل‪:‬‬
‫العي‪ :‬عضو البصار‪ ،‬ث نُقل إل الاسوس‪.‬‬
‫الرقبة‪ :‬وصلة بي الرأس والبدن‪ ،‬ويطلق أيضا على الملوك لنه مكان السيطرة عليه‪.‬‬
‫الُف‪ :‬خف البعي ويطلق أيضا على البعي‪ .‬جاء ف الديث‪" :‬ل سبَق إل ف نصلٍ أو خفّ أو‬
‫حافرٍ"‬
‫الافر‪ :‬الزء الذي يطأ به الفرس والمار‪ ،‬وقد يُطلق على الفرس‪.‬‬
‫النصل‪ :‬حديدة السهم‪ ،‬وقد يطلق على السهم نصل‪.‬‬
‫النسمة‪ :‬الواء الارج من فم النسان أو أنفه‪ ،‬والواحد من الناس‪.‬‬
‫اللية‪ :‬وهو انتقال نقل لفظ اللة إل الشيء كله‪ ،‬ف مثل‪ :‬لسان‪ :‬عضو من أعضاء البدن‪ ،‬ويُطلق على‬
‫اللغة‪.‬‬
‫الالّية‪ :‬وهو انتقال اللفظ من الا ّل إل الحل‪ ،‬مثل‪ :‬حُمَة العقرب‪ :‬سُمّها‪ ،‬ويطلقها أهل الندلس‬
‫على إبرتا‪.‬‬
‫الُسَببية‪ :‬وهو نقل من النتيجة إل السبب‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ال ّرجْز‪ :‬العذاب‪ ،‬ويطلق على سببه وهو عبادة الصنام‪.‬‬
‫الوظيفة‪ :‬ما يُقدّر فـي كل يوم من رِزق أَو طعام أَو علَف أَو شَراب‪ ،‬وأصبحت الن تطلق على‬
‫العمل الذي سبب الجر‪.‬‬
‫اعتبار ما سيكون‪ :‬ومن أوضح أمثلة هذا النوع أساء عدد من النباتات والثمار الشتقة من القطْع‬
‫وذلك باعتبار ما سيحدث لا مستقبل‪:‬‬
‫الشيش‪ :‬مشتق من حشّ بعن قطع العشب‪ ،‬وهو الشيش‪ :‬العشب القطوع‪ ،‬ويُطلق ف اللهجات‬
‫الديثة على العشب النابت‪.‬‬
‫ال َقتّ‪ :‬الرّطْب من َعلَف الدّواب‪ ،‬وهو مشتق من قتّ أي قطع واستأصل‪ .‬وقد يُطلق ف بعض‬
‫اللهجات على البسيم النابت‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫صبَ تعن قطع‪ ،‬ومنه القصَب وهو كلّ نَباتٍ ذي أَنابـيبَ‪.‬‬ ‫القصَب‪ :‬ق َ‬
‫ج َرةٍ‬
‫ت من الَغصان (لنه يُقضب)‪ .‬وال َقضْبُ‪ :‬كلّ شَ َ‬ ‫ال َقضْب‪ :‬القطع‪ ،‬والقضيب‪ :‬ال ُغصْنُ‪ ،‬وك ّل نَْب ٍ‬
‫طاَلتْ وَبسَ َطتْ أغْصانَها‪ ،‬وال َقتّ‪ ،‬قال تعال‪( :‬فَأَنبَْتنَا فِيهَا حَبّا ‪َ ،‬وعِنَبًا َوَقضْبًا) (النبأ‪)27،28 :‬‬
‫القِطْف‪ :‬قَطَفَ‪ :‬قطع‪ ،‬والقِطْف‪ :‬الثمر‪ ،‬جعه قُطوف‪ ،‬قال تعال‪( :‬فِي جَنّ ٍة عَالَِيةٍ‪ ،‬قُطُوُفهَا دَانَِيةٌ)‬
‫(الاقة‪.)22،23 :‬‬
‫(هـ) نقل العان لتشابه اللفاظ‬
‫وهو نقل معن من لفظ إل آخر لتوهم أ ّن بينهما علقة دللية‪ ،‬وهذا يدث إما بسبب‪:‬‬
‫(‪ )1‬الشتقاق الشعب‪ :‬وهو تليل دلل يقوم به أناس غي متخصصي ف تليل الفردات‪ ،‬ومن‬
‫أمثلته‪:‬‬
‫‪ ear‬ف النليزية تعن "أذن"‪ ،‬وهناك ‪" ear‬سنبلة"‪ ،‬وهي ذات أصل متلف تاما عن الول‪ ،‬ولكن‬
‫الناس يظنون أنا مستعارة من ‪" ear‬أذن" لعلقة الشابة‪.‬‬
‫الزكاة‪ :‬وهي الصدقة الواجبة‪ ،‬تشتقها العاجم العربية من الفعل زكا بعن "نا وزاد؛" لنا تزيد الال‬
‫وتكثره‪ .‬ولكن عند التأمل ف أصلها ندها مأخوذة من زكا بعن "أصبح نقيا‪ ،‬خالصا‪ "،‬ومنه جاءت‬
‫سهُمْ بَ ِل الّلهُ ُيزَكّي مَن َيشَاء)‬ ‫التزكية وهي "التظهي" كما ف قوله تعال‪( :‬أَلَمْ َترَ إِلَى الّذِي َن ُيزَكّونَ أَنفُ َ‬
‫س َومَا َسوّاهَا ‪ ،‬فَأَْلهَ َمهَا فُجُو َرهَا وََت ْقوَاهَا ‪ ،‬قَدْ َأفَْل َح مَن‬
‫(النساء‪ )49:‬يزكون‪ :‬ينـزهون‪ ،‬وقوله‪( :‬وََنفْ ٍ‬
‫زَكّاهَا) (الشمس‪ ،)9-7:‬زكاها‪ :‬طهّرها‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬فالزكاة العروفة أقرب دلليا إل معن التطهي من‬
‫معن الزيادة؛ لنّ فيها تطهيا للمال والنفس وتكفيا عن الذنوب‪.‬‬
‫ص َردَ‪ ،‬أي "طعن" لشدة البد‪.‬‬ ‫صرْد "البد"‪ ،‬وبعض الناس يظنّ أنه مشتق من َ‬ ‫ال ّ‬
‫ملَك‪ ،‬واحد اللئكة‪ ،‬وهو "الرسول" وهو مأخوذ من الفعل أََلكَ "أبْلغ" واللوك والـمَأْلُكة‬
‫"الرسالة‪ "،‬وبعض الناس يظن أنه مشتق من مَلَك "امتلك‪".‬‬
‫إبريق‪ :‬إناء لصب الاء‪ ،‬من الفارسية آب "ماء" و ريز "يسكب‪ "،‬وبعضهم يظن أنه مشتق من الفعل‬
‫ق "لع"‪ ،‬لنه إناء يلمع‪.‬‬ ‫العرب َبرَ َ‬
‫التزويق‪ :‬التزيي‪ ،‬مشتق من ال ّزوّق "الزئبق‪ "،‬وبعض الناس يتوهم أنه مأخوذ من الذوْق بعد تريف‬
‫نطقها إل ال ّزوْق‪.‬‬
‫القلم‪ :‬بعض اللغويي الحدثي يعتقد أنه مأخوذ من اليونانية ‪" kalamos‬عود‪ "،‬ولكن اللغويي‬
‫القدماء يشتقونه من الفعل العرب قلَم "قصّ‪".‬‬
‫(‪ )2‬العدوى الصوتية‪ :‬وهي نقل معن من لفظ إل آخر لوجود تشابه لفظي بينهما‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ب عَتِيدٌ) (ق‪ )18 :‬وقوله‬
‫عتيد "حاضر" كما وردت ف قوله تعال‪( :‬مَا يَ ْل ِفظُ مِن َقوْلٍ إِ ّل لَدَْي ِه رَقِي ٌ‬
‫ي عَتِيدٌ) (ق‪ )23:‬ولكنّ بعضهم يتوهم أنّ معناها "شديد" قياسا على كلمت‬ ‫تعال‪( :‬وَقَا َل َقرِيُن ُه هَذَا مَا لَ َد ّ‬
‫شديد وعنيد لنما تقاربا ف اللفظ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫نفذ (بالدال العجمة) "ثقب" "خرج من خلل الشيء" يُقال‪ :‬نفذ السهم من الرمية‪ ،‬أي ثقبها‬
‫وخرج؛ ولكنّ بعض الكتاب يستخدمه ف معن "انتهى وانقضى" فيقول‪" :‬نفذت نقودي" قياسا على معن‬
‫نفد (بالدال غي العجمة) الت تعن "انتهى‪ ،‬وانقضى" كما ف قوله تعال‪( :‬مَا عِندَكُمْ يَنفَ ُد َومَا عِندَ الّلهِ‬
‫ت رَبّي)‬ ‫حرُ َقبْلَ أَن تَنفَدَ َكلِمَا ُ‬‫ح ُر مِدَادًا لّكَلِمَاتِ رَبّي لََنفِدَ الْبَ ْ‬
‫بَاقٍ) (النحل‪ )96:‬وقوله‪( :‬قُل ّلوْ كَانَ الْبَ ْ‬
‫(الكهف‪ ،)109:‬الت تشبهها جزئيا ف اللفظ‪.‬‬
‫ذميم "مذموم" ولكن بعض الناس يستخدم هذا اللفظ ف معن "قبيح" ف مثل قولم‪" :‬كان ذميم‬
‫الِلقة" قياسا على معن دميم (بالدال غي العجمة) "قبيح الصورة‪".‬‬
‫(و) نقل العان لتجاور اللفاظ‬
‫وهو نقل معن من لفظ إل آخر لتجاورها ف التراكيب كثيا‪ ،‬فيُحذف أحدها ويبقى الخر يمل‬
‫معناه‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أب‪ :‬أي "كره‪ ،‬امتنع"‪ ،‬قال تعال‪( :‬وَلَ يَأْب كَاِتبٌ أَ ْن يَكُْتبَ كَمَا عَلّ َمهُ الّلهُ) (البقرة‪ ،)282:‬ولكننا‬
‫ند مقابلتا ف الرمية (أب) والكادية ‪( abitu‬أبيتو) والعبية (أب) تعن "رغب‪ ".‬والظاهر أن هذا الفعل‬
‫كان يستعمل ف الصل مع حرف جر (ف العبية مع لم) الذي بسب نوعه يعطيه معن "أراد" أو معن‬
‫"امتنع وكره"‪ .‬ويبدو أنه ف العربية كثر استخدامه مع (عن) ف مثل‪ :‬أب عن الجيء‪ ،‬أي رفض‪ ،‬ث بعد‬
‫شيوع ذلك أسقط حرف الر (عن) ونقل معناه إل الفعل فأصبح يعن "رفض وكره‪ "،‬وما يُستأنس به ف‬
‫هذا الستخدام الفعل (رغب)‪ ،‬الذي يُستخدم ف معن الرادة ف مثل قولنا‪ :‬رغب ف الجيء‪ ،‬وف الرفض‬
‫والمتناع‪ :‬رغب عن الجيء‪.‬‬
‫مَلّة‪ :‬اللّة الرماد الار‪ ،‬ولكنها ف قول العامة‪ :‬أكلنا ملّةً‪ ،‬تعن خبزا؛ وهذا ناتج عن حذف كلمة خبز‬
‫ونقل معناها إل ملة‪.‬‬
‫ذوات‪ :‬جع ذات "صاحبة" ومذكرها ذو‪ .‬ندها ف بعض اللهجات تستعمل مفيدة معن "أثرياء" ‪،‬‬
‫"نبلء"‪ ،‬ف مثل قولم‪" :‬وحضر الناسبة عدد من الذوات‪ ".‬ويبدو أن هذا العن قد جاء من مصاحبة‬
‫كلمات‪ :‬شخصيات‪ ،‬وأغنياء لكلمة ذوات ف سياقات متكررة‪ ،‬من مثل‪" :‬حضر الناسبة عدد من‬
‫الشخصيات ذوات الال (أو العقار‪ ،‬الاه ‪..‬إل‪ ،").‬ومع تكرار هذه اللفاظ مصاحبة لذوات‪ ،‬أدى إل‬
‫الستغناء عنها‪ ،‬وأصبحت ذوات تؤدي معانيها‪.‬‬
‫(ز) رُقيّ الدللة‬
‫وهو التغيي التسامي بتغيي معانٍ كانت عادية أو ضعيفة أو وضيعة إل معان قوية أو شريفة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫رسول‪ ،‬كانت تعن الرسَل‪ ،‬ث شرُف معناها لتدل على الواحد من رسل ال‪.‬‬
‫سفْرة‪ :‬طعام السافر‪ ،‬والن تعن ما على الائدة ما ل ّذ وطاب من مأكل ومشرب‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫البِذْلة‪ :‬والـمِبْذَلة من الثـياب‪ :‬الثوب اللَق الذي يُلبس ويُمتهن ول يُصان‪ ،‬وقد ُحرّف هذا اللفظ‬
‫ف العامية فأصبح البَدْلة وهي أحسن ما عند الرجل من ثيابه‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫ال َعفْش‪ :‬رُذال التاع‪ ،‬وف وقتنا الاضر قد يُطلق على النفيس من الثاث كالزائن والسرة والرائك‬
‫وغيها‪.‬‬
‫‪ marshal‬معناها الصلي ف أصلها الرمان "خادم الصطبل" وقد أصبح معناها الن ف النليزية‬
‫"مدير شرطة الدينة"‪" ،‬رئيس الراسم والتشريفات‪".‬‬
‫(ح) انطاط الدللة‬
‫وهي تغيّر دلل معاكس لرقي الدللة‪ ،‬بيث يتغيّر معن اللفظ من قوة وسوّ وتأثي ف الساع إل‬
‫معن ضعيف مبتذل‪ ،‬من ذلك‪ :‬الكلمات النليزية‪ terrible :‬و ‪ dreadful‬و ‪ horrible‬الت كانت قديا‬
‫وصفا لمورا شنيعة وحوادث فظيعة كالزلزل والرائق والقتل‪ ،‬وأصبحت الن تستخدم بابتذال لوصف‬
‫التافه من الفعال‪ .‬ومن أمثلة ذلك ف العربية‪:‬‬
‫قتَل الت أصبحت تستخدم للضرب والدال ل الذبح‪.‬‬
‫ذبح‪ :‬تستخدم ف بعض اللهجات لتعن الجهاد الرهاق‪.‬‬
‫الستاذ‪ :‬كلمة فارسية تعن "معلم الصناعة ورئيسها‪ "،‬وف العربية أصبح معناها "العلّم" و"الشيخ‪"،‬‬
‫وف العامية ابتذل معناها فأصبحت تطلق ماملة على كل شخص‪ ،‬وحرفت أيضا إل أسطى لتطلق على‬
‫صناع الحذية ومن شابهم‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬السن من الرجال‪ ،‬واستعيت للكبي علما أو شرفا‪ ،‬ث ابتُذل معناها ف وقتنا الاضر فأصبحت‬
‫تطلق ماملة على كثيين ل يبلغوا درجة هذا اللقب‪.‬‬
‫الغلم‪ :‬الصغي من الذكور‪ّ ،‬ث أصبح يطلق على العبد وإن ل يكن صغيا‪.‬‬
‫الصب‪ :‬الصغي من الذكور‪ ،‬ث أصبح يُطلق على الجي‪.‬‬
‫الارية‪ :‬الفتاة الصغية‪ ،‬ثّ أصبحت تطلق على المة الملوكة‪.‬‬

‫‪ 4‬مراجع هذا الموضوع الكتب التالية‪ :‬ستيفن أولمان‪ ،‬دور الكلمة في اللغة؛ إبراهيم أنيس‪ ،‬دللة اللفاظ؛ أحمد مختار‬
‫عمر‪ ،‬علم الدللة؛ فريد حيدر‪ ،‬علم الدللة؛ عبد الكريم محمد حسن جبل‪ ،‬في علم الدللة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪86‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫وظَـــائف ا ُلعْــجَـم‬
‫مطط عام‬
‫(أ) شرح المعنى‬
‫*اعتبارات مهمة‪:‬‬
‫● المعنى صرفي‬
‫● المعنى النحوي‬
‫● ربط المعاني‬
‫● وضع منهج لتقديم البوليسيمي والهومونيمي‬
‫● أولويات التقديم‬
‫● تنويع طرق الشرح المناسبة للمهارات السلبية أو اليجابية‬
‫* طرق الشرح‬
‫(‪ )1‬الطرق الساسية للشرح‬
‫● التعريف وشروطه‪ :‬اليجاز‪ ،‬السهولة‪ ،‬تجنب الدور‪ ،‬تجنب الحالة إلى مجهول‪ ،‬مراعاة النوع الكلمي‪،‬‬
‫الشارة إلى الشكل والوظيفة والخصائص المميزة‪ ،‬الجامع الشامل‪.‬‬
‫● تحديد المكونات الدللية‬
‫● ذكر سياقات الكلمة‬
‫● ذكر المرادف والمضاد‬
‫(‪ )2‬طرق الشرح المساعدة‬
‫● المثلة التوضيحية‬
‫● التعريف الشتمالي‬
‫● التعريف الظاهري‬
‫● الصور والرسوم‬

‫(ب) بيان النطق‬


‫(ج) بيان الهجاء‪ :‬يستشار المعجم في أنواع الكلمات التي‪:‬‬
‫(د) التأصيل الشتقاقي‬
‫(هـ) المعلومات الصرفية والنحوية‬
‫(و) معلومات الستعمال‬
‫● القدم والحداثة‬
‫● حقل التخصص‬
‫● الشيوع والندرة‬
‫● المعيارية وعدمها‬
‫● الحظر والباحة‬
‫● مكان الستخدام‬
‫● المستوى الثقافي والجتماعي‬
‫(ز) المعلومات الموسوعية‬
‫● أعلم‬
‫● أحداث‬
‫● مصطلحات‬

‫‪87‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫وظائف العجم‬
‫(أ) شرح العن‬
‫*اعتبارات مهمة‪ :‬لكي تتم معالة العن ف معجم حديث ينبغي وضع العتبارات التالية ف الذهن‪:‬‬
‫● أخذ العن الصرف ف العتبار‪ :‬فبغم اشتراك الفعلي غفر‪/‬استغفر ف الذر (غ ف ر) فإن بينهما‬
‫اختلفا ف العن الصرف‪ .‬فالثان به زيادة على معن الول‪ ،‬أل وهو”الطلب“‪ .‬وكذلك عجم‪/‬أعجم‬
‫فمعن حروفهما الصلية ع ج م ”البام“ إل أن الثان يفيد سلب البام‪.‬‬
‫● ذكر الوظيفة النحوية للكلمات‪ :‬هل يصلح اللفظ فاعل‪ ،‬أو فعل لزما‪ ،‬أومتعديا إل مفعول‬
‫واحد‪ ،‬مفعولي‪...‬‬
‫● ربط العان‪ :‬ربط العان الزئية بالعن العام للجذر كصنيع ابن فارس ف مقاييس اللغة (راجع‬
‫إسهام ابن فارس)‬
‫● تييز العان القيقية من الجازية كما انتهج ذلك الزمشري ف أساس البلغة‪.‬‬
‫● وضع منهج لتقدي الشترك البوليسيمي والومونيمي ‪ :‬فالول تدخل معانية تت لفظ واحد مثل‬
‫معان (عي)‪ .‬والثان يب أن تتعدد الداخل‪ :‬غرْب ‪ -‬غرْب؛ أو جَد – جَد – جَد‪.‬‬
‫● أولويات تقدي العان على بعض‪:‬‬
‫‪ -‬التاريي‬
‫‪ -‬العم‬
‫‪ -‬القيقي والجازي‬
‫‪ -‬السي ث التجريدي‬
‫● تنويع طرق الشرح الناسبة للمهارات السلبية (القراءة) أو اليابية (الكتابة)‪.‬‬

‫طرق الشرح‬
‫(‪ )1‬الطرق الساسية للشرح‬
‫● الشرح بالتعريف‪:‬‬
‫أنواع التعريف‪:‬‬
‫▪ التعريف النطقي‪ :‬يتكون من ذكر جنس الشيء وفصله النوعي أو خاصته‪ ،‬مثال ذلك تعريف‬
‫النسان بأنه‪” :‬حيوان ناطق“‪.‬‬
‫▪ التعريف العجمي‪ :‬ذكر الكونات التمييزية الت ل تتمع ف لفظ آخر سوى اللفظ العرف‪ .‬مثال‬
‫ذلك تعريف فأس بأنا ”آلة ذات يد من خشب وسن عريضة تستعمل للحفر“‪.‬‬
‫شروط التعريف‪ :‬يب أن‪:‬‬
‫▪ يكون موجزا فيتجنب الطالة والشو وغي الضروري من الصفات والصائص‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫▪ يتجنب الدور‪ ،‬فل يقال ف شرح (حسُب) ”صار حسيبا“ بأن تُكرر مشتقات الكلمة ف‬
‫التعريف‪.‬‬
‫▪يتجنب الحالة إل مهول أو غي معرف‪ ،‬كتعريف الفيوزآبادي لضرس بقوله ”السن“‪.‬‬
‫▪ يراعي النوع الكلمي‪ ،‬بيث يبدأ تعريف السم باسم والفعل بفعل‪ ،‬والوصف بوصف‪.‬‬
‫▪ يشي إل الشكل والوظيفة والصائص الميزة عند تعريف الشياء الادية‪ ،‬فالرآة تعرف بذكر هذه‬
‫المور الثلثة ”سطح أملس مصقول يعرض صورة الشيء عن طريق النعكاس‪ .‬لذا فتعريفها بأنا ”ما يرى‬
‫الناظر فيها نفسه“ ناقص لنه ذكر الوظيفة وأغفل الشكل والصائص الميزة‪.‬‬
‫▪ يكون جامعا شول‪ :‬فل يدخل ف التعريف أشياء من غيه ول يستثن منه أشياء من نوعه‪ .‬فل‬
‫يعرف الباب بأنه قطعة من خشب مسطحة لنه يدخل فيه غيه كالنضدة والطاولة وغيها‪.‬‬
‫▪ يب أن تكون الكلمات الستعملة ف الشرح معروفة عند معظم الستخدمي لذا العجم‪.‬‬

‫● الشرح بتحديد الكونات الدللية‪ :‬بيان اللمح التمييزية الت ل تتمع ف كلمة أخرى سوى‬
‫العرفة‪.‬‬
‫طريقة التعريف‪ :‬يبدأ بالكلمة الغطاء الت تشمل جيع أنواع الُعرّف‪ ،‬ث يضاف ذكر الفصل‪ ،‬ث‬
‫الصائص الميزة‪ ،‬فمثل تُعرف الريكة بأنا مقعد للجلوس‪ ،‬مُنجدة‪ ،‬قد تكون بظهر وذراعي‪ ،‬وهي قابلة‬
‫للتحريك‪ .‬هذا التعريف ييز الريكة عن أنواع القاعد الخرى ف هذا القل‪ .‬انظر الدول التال (‪ +‬تدل‬
‫على وجود الصفة‪ - ،‬تدل على عدم وجود الصفة)‪:‬‬

‫قابل للتحريك‬ ‫بذراعين‬ ‫بظهر‬ ‫خارج المبنى‬ ‫منجد‬ ‫للجلوس لشخص واحد‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫مقعد‬
‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫كرسي‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫دكة‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫أريكة‬
‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬ ‫كنبة‬

‫● ذكر سياقات الكلمة‪ :‬بيان معن الكلمة عن طريق بيان استعمالتا ف اللغة‪ ،‬وذلك بذكر‬
‫مصاحباتا اللفظية والتركيبات السياقية الت تدخل ف تكوينها‪.‬‬
‫فائدته‪ :‬هذا الشرح يدم الهارة اليابية للمستخدم‪ ,‬أي يعينه ف معرفة العن واستخدام الكلمة ف‬
‫الكلم أو الكتابة‪ .‬بينما الشرح بالتعريف وذكر الكونات الدللية يدمان الهارة السلبية؛ لنما يفيدان ف‬
‫فهم القروء فقط‪.‬‬
‫أنواع السياقات‪:‬‬
‫تصاحب حر‪ :‬يتحقق عند وقوع الكلمة ف صحبة كلمات ل مدودة‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬أصفر‪ :‬لون أصفر‪ ،‬رمل أصفر‪ ،‬ناس أصفر‪ ،‬رمل أصفر ‪...‬‬
‫ارتباط اعتيادي‪ :‬تكرار مصاحبة كلمة لكلمات أخرى وعدم إمكانية إبدال كلمة ف التركيب بأخرى‪،‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬السلم عليكم‪ ،‬صباح الي‪ ،‬عيد سعيد‪ ،‬رمضان مبارك‪ ،‬حجا مبورا‪.‬‬
‫تعبيات اصطلحية‪ :‬هي التعبيات التصاحبة الت ل يستبدل أحد أجزائها برادفه ول يفهم معناها العام‬
‫من معرفة معان مفرداتا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬السوق السوداء (ل يقال السوق الظلمة)‪ ،‬القائمة السوداء‪ ،‬الكتاب البيض‪ ،‬الصحافة الصفراء‪.‬‬
‫‪ -‬ومنها المثال‪ ،‬مثل‪” :‬الصيف ضيعت اللب“‪ ،‬و”رجع بفي حني“ و“على نفسها جنت‬
‫براقش“‪.‬‬
‫ومنها الزدوج كقولم‪” :‬حياك ال وبياك“ و“هو أكذب من دبّ ودرج“‪.‬‬

‫● الشرح بذكر الرادف أو الضاد‪ :‬تشرح الكلمة بكلمة أخرى تفيد معناها أو بذكر ضدها‪.‬‬
‫فائدته‪ :‬يدم غرض الفهم وحده (الهارة السلبية) ول يدم الستعمال (الهارة اليابية)‪.‬‬
‫أمثلة للشرح بالرادف‪:‬‬
‫الول‪ :‬العام‪.‬‬
‫ذعِن‪ :‬خضع‪.‬‬
‫رأم الناء‪ :‬لمه وأصلحه‪.‬‬
‫رحض الثوب‪ :‬غسله‪.‬‬
‫أمثلة للشرح بالضاد‪:‬‬
‫الطويل ‪ ...‬المتد أفقيا أو عموديا ”طريق طويل“ عكس ”قصي“‪.‬‬
‫عدل ‪” ...‬أنصف عكس ظلم وجار“‪.‬‬
‫حلّله‪ :‬ضد حرّمه‪.‬‬
‫الصلح‪ :‬ضد الفساد‪.‬‬

‫(‪ )2‬طرق الشرح الساعدة‬


‫● استخدام المثلة التوضيحية‪:‬‬
‫يكن اعتبار هذه الطريقة نوعا من الشرح بذكر السياقات‪ ،‬ولكن هدفها ليس فقط بيان سياقات‬
‫التصاحب وإنا توضيح العن ف نصوص حية‪.‬‬
‫● استخدام التعريف الشتمال‪ :‬هو تعريف الشيء يذكر أفراده‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬مركبة‪ :‬سيارة‪ ،‬دراجة نارية‪ ،‬حافلة‪ ،‬شاحنة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬قريب‪ :‬أب‪ ،‬أم‪ ،‬اخ‪ ،‬أخت‪ ،‬ابن‪ ،‬ابنة‪.‬‬


‫وكثيا ما يلجأ إل هذا التعريف ف الوثائق القانونية الت تتاج إل كلم واضح ل لبس فيه‪.‬‬
‫● استخدام التعريف الظاهري‪ :‬وهو الشرح بذكر أمثلة من العال الارجي‪ ،‬مثل تعريف‪:‬‬
‫‪ -‬الزرق بأنه اللون الذي يشبه لون السماء الصافية‪.‬‬
‫‪ -‬الخضر ما كان ف لون الشائش الغضة‪.‬‬
‫‪ -‬الحر‪ :‬ما كان لونه كلون الدم‪.‬‬

‫● استخدام الصور والرسوم‪ :‬تلجأ بعض القواميس إل استخدام الصور‬


‫والرسوم التوضيحية لتجسيم العن‪ .‬وهذا النوع من التعرف يدخل تت ما‬
‫يعرف بالتعريف الشاري؛ لنه يشبه إل حد ما الشارة إل الشيء ف الارج‪.‬‬
‫فوائده‪ :‬يفيد ف‪:‬‬
‫‪ -‬معاجم الطفال حيث يبدأ الطفال اكتساب الكلمات الت تشي إل‬
‫أشياء الحسوسة‪.‬‬
‫‪ -‬تديد معان أجزاء الشياء واللت‪.‬‬
‫‪ -‬التفريق بي الشياء التشابة‪ ،‬كأوعية الطعام والشراب‪ ،‬أنواع‬
‫اليوانات والطيور والشجار‪ ،‬وبعض أنواع اللبس‪( .‬انظر بعض الصور‬
‫التوضيحية ف العجم الوسيط)‪.‬‬

‫(ب) بيان النطق‬


‫من الوظائف الهمة الت يؤديها العجم بيان صور نطق الكلمة‪ ،‬وذكر‬
‫الصحيح منها وغي الصحيح‪ .‬والعاجم العربية اتبعت ثلث وسائل‬
‫لتحقيق ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬ضبط الكلمة بالشكل‪ ،‬وعيب هذه الطريقة كثرة وقوع الخطاء‬
‫الطباعية ف ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬النص على ضبط الكلمة بالكلمات‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪-‬عي حتُد بضم الاء والتاء ”ل ينقطع ماؤها“‪.‬‬
‫‪ -‬ورجل حدُث وحدِث‪ ،‬بضم الدال وكسرها ”حسن الديث“‪.‬‬
‫‪ -3‬النص على ضبط الكلمة بذكر وزنا أو مثالا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬مِنسأة على مِفْعلة بالكسر ”العصا“ (ذكر الوزن)‪ .‬ورأب الصدع كمنَع ”أصلحه“‪ ،‬فهي كمنع‬
‫ف ضبط عينها ف الاضي والضارع (ذكر الثال)‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫(ج) بيان الجاء‬


‫تتلف اللغات ف انضبط قواني هجائها وقواعد إملئها‪ .‬فلغات مثل النليزية والفرنسية يتلف رسها‬
‫عن نطقها؛ لذا يتاج الكاتب إل مراجعة معاجم هذه اللغات للتأكد من رسها وإملئها‪ ،‬مثل‪sign :‬‬
‫”علمة“ (زيد فيها (‪” n، bought‬باع“ (زيد فيها ‪ )gh‬وغيها كثي‪ .‬أما العربية فيغلب ف كتابتها‬
‫مطابقة هجائها ورسها لنطقها‪ .‬وربا ل يتاج إل مراجعة العاجم إل ف بعض الالت الت منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الكلمات الت يزاد فيها حرف مثل‪ :‬مئة‪ ،‬أولو‪ ،‬عمرو‪.‬‬
‫‪ -2‬الكلمات الت يُنقص منها حرف مثل‪ :‬هذا‪ ،‬ذلك‪ ،‬الذين‪ ،‬لكن‪.‬‬
‫‪ -3‬الكلمات النتهية بألف ثالثة لعرفة ما إذا كانت ذات أصل واو فترسم ألفا مدودة مثل الرّبا‪ ،‬دعا‪،‬‬
‫صبا‪ ،‬أو كانت ذات أصل يائي فترسم ألفا مقصورة مثل‪ :‬الصدى‪ ،‬الدى‪ ،‬النوى‪.‬‬
‫‪ -4‬الكلمات الت تشتمل على هزة متوسطة أو متطرفة‪ ،‬مثل‪ :‬بيئة‪ ،‬هيئة‪ ،‬بؤرة‪ ،‬بطء‪.‬‬
‫(د) التأصيل الشتقاقي‬
‫هو بيان أصل الكلمة لغويا وصوتيا ودلليا‪ .‬ويدخل تت هذا‪:‬‬
‫‪ -1‬بيان ما إذا كانت الكلمة أصيلة أو مقترضة من لغة أجنبية‪.‬‬
‫‪ -2‬بيان مقابلتا ف العائلة اللغوية مع ذكر معانيها‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان العن العام للجذر‪.‬‬
‫وهذه الوظيفة مهمة ف العاجم التاريية الت ترصد أصل الكلمات وتغي أصواتا ومعانيها‪.‬‬
‫(هـ) بيان العلومات الصرفية والنحوية‬
‫ترص العاجم على إعطاء العلومات النحوية والصرفية الضرورية التعلقة ببعض الداخل بالقدر الذي‬
‫يهم مستعمل العجم‪ ،‬ومن هذه العلومات‪:‬‬
‫‪ -1‬بيان معان الصيغ الصرفية‪.‬‬
‫‪ -2‬ذكر تصريف الفعل الثلثي الجرد مع ضبط عينه ف الاضي والضارع‪ .‬لعدم قياسية ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬ذكر جنس الذي يشي إليه اللفظ‪ ،‬مثل‪ :‬رأس (مذكر)‪ ،‬وسبيل (يذكر ويؤنث)‪.‬‬
‫‪ -4‬ذكر صيغ جع التكسي‪.‬‬
‫‪ -5‬بيان نوع الفعل من حيث التعدي واللزوم‪ ،‬والنص على حرف الر الذي يلي الفعل‪.‬‬
‫‪ -6‬تزويد العجم بقدمة تلخص أهم القواعد الصرفية‪ ،‬وما يذكره العجم وما يتجاوزه لقياسيته‪.‬‬

‫(و) معلومات الستعمال‬


‫من أهم وظائف العجم بيان مستويات استعمال اللفظ‪ ،‬ومن أهم معلومات الستعمال التعلقة‬
‫بالستويات اللغوية والسلوبية لللفاظ‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -1‬القدم والداثة‪ :‬مات‪ ،‬مهجور‪ ،‬قدي‪ ،‬حديث‪ ،‬مستحدث‪.‬‬


‫‪ -2‬درجة الشيوع‪ :‬نادر‪ ،‬جار ف الستخدام‪.‬‬
‫‪.euphemism‬‬ ‫‪ -3‬تقييد الستخدام‪ :‬هل هو استعمال مضور‪ ،‬مبتذل‪ ،‬مقبول‪ ،‬تلطف ف التعبي‬
‫‪ -4‬الستوى الثقاف والجتماعي‪ :‬يفرق بي‪ :‬لغة الثقفي‪ ،‬عامية‪ ،‬طبقة دنيا‪.‬‬
‫‪ -5‬حقل التخصص‪ :‬كيمياء‪ ،‬فيزياء‪ ،‬نو‪ ،‬قانون‪ ،‬فلك‪.‬‬
‫‪ -6‬إقليم الستخدام‪ :‬ففي العاجم العربية القدية ند‪ :‬لغة شامية‪ ،‬عراقية‪ ،‬حجازية‪ ،‬ندية‪ ،‬يانية‪.‬‬
‫وف العاجم الديثة يب علينا التفريق بي تعبيات الناطق والقاليم العربية الختلفة‪ :‬شامية‪ ،‬عراقية‪،‬‬
‫مغاربية‪:‬‬
‫‪ -‬وزارة الشغل (تونس) يقابلها وزارة العمل ف معظم البلد العربية‪.‬‬
‫‪ -‬مافظة (مصر‪ ،‬سوريا) يقابلها متصرفية (عراق)‪.‬‬
‫‪ -‬تعاونيات (معظم البلد العربية) يقابلها تعاضديات (تونس)‪.‬‬
‫(ز) معلومات موسوعية‬
‫ل يكاد يلو معجم قدي أو حديث عن بعض العلومات الوسوعية الت ل تتعلق باللفاظ بل بالشياء‬
‫ف العال الارجي‪ .‬ومن هذه الادة الوسوعية معلومات عن‪:‬‬
‫‪ -‬بعض أعلم الناس أو الماكن أو اليوانات والنبات‪.‬‬
‫‪ -‬بعض الحداث التاريية والظاهر الغرافية والكونية‪.‬‬
‫‪ -‬بعض الصطلحات العلمية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬
‫(‪)5‬‬
‫العاجم العربية ومدارسها‬

‫العاجم العربية وعان رئيسان‪ :‬معاجم مرتبة حسب العان‪ ،‬ومعاجم مرتبة حسب اللفاظ‪.‬‬
‫‪-5‬معاجم العان‬
‫الغريب الصنف – أبو عبيد القاسم بن سلم ( ‪244-150‬هـ )‬
‫اللفاظ الكتابية – عبد الرحن المذان ( ت ‪320‬هـ )‬
‫مُتخيّر اللفاظ – ابن فارس ( ت ‪395‬هـ )‬
‫فقه اللغة وسرّ العربية – أبو منصور الثعالب ( ت ‪429‬هـ )‬
‫الخصص ف اللغة – ابن سيدة ( ‪458-398‬هـ )‬
‫كفاية التحفظ وناية التلفّظ – ابن الجداب ( قبل ‪ 600‬هـ )‬
‫الفصاح ف فقه اللغة‪ :‬عبد الفتاح الصعيدي وحسي موسى (دار الكتب الصرية‪)1929 ،‬‬

‫(ب) معاجم اللفاظ‬


‫مدرسة الترتيب الصوت‬
‫العي للخليل بن أحد الفراهيدي‪ :‬اعتمد عددا من السس ف ترتيبه‪:‬‬
‫الساس الول‪ :‬ترتيب الروف‬
‫بدأ بأقصى الروف مرجا فجعلها بداية ول يبدا بالمزة لعدم ثباتا فبدا بالعي حت انتهى إل‬
‫حروف الشفتي‪ ،‬ثّ حروف الدّ وبعدها المزة‪ ،‬وإليك الروف على هذا الترتيب‪:‬‬
‫ع ‪ /‬ح ‪ /‬هـ ‪ /‬خ ‪ /‬غ ‪ /‬ق ‪ /‬ك ‪ /‬ج ‪ /‬ش ‪ /‬ض ‪ /‬ص ‪ /‬س ‪ /‬ز ‪ /‬ط ‪ /‬د ‪/‬‬
‫ت ‪ /‬ظ ‪ /‬ذ ‪ /‬ث ‪ /‬ر‪ /‬ل ‪ /‬ن‪ /‬ف‪ /‬ب‪ /‬م‪ /‬و‪ /‬ا‪ /‬ي‪/‬أ‬
‫وُضعت ك ّل كلمة تت أقصى حروفها مرجا دون النظر إل موضع الرف‪ ،‬سواءً كان ف بدايتها أم ف‬
‫وسطها أم ف آخره‪:‬‬
‫( لعب ) أوردها ف حرف العي لنه أقصاها مرجا‪ ،‬ول ترد ف غيه‪.‬‬
‫( رزق ) أوردها ف حرف القاف لنه أقصاها مرجا‪ ،‬ول ترد ف غيه‪.‬‬
‫( حزن ) أوردها ف حرف الاء لنه أقصاها مرجا‪ ،‬ول ترد ف غيه‪.‬‬
‫( ش ّد ) أوردها ف حرف الشي لنه أقصاها مرجا‪ ،‬ول ترد ف غيه‪.‬‬

‫مصادر موضوع العاجم‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -1‬المعاجم العربية‪ ،‬عبد العزيز بن حميد الحميد‪:‬‬


‫‪http://www.voiceofarabic.com‬‬
‫‪ -2‬المعاجم العربية‪ ،‬محمد جابر فياض العلواني‪ .‬موقع اللوكة‪:‬‬
‫‪http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=78&ArticleID=417‬‬

‫‪94‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫( جرى ) أوردها ف حرف اليم لنه أقصاها مرجا‪ ،‬ول ترد ف غيه‪.‬‬
‫( وقى ) أوردها ف حرف القاف لنه أقصاها مرجا‪ ،‬ول ترد ف غيه‪.‬‬
‫( كرسوع ) أوردها ف حرف العي لنه أقصاها مرجا‪ ،‬ول ترد ف غيه‪.‬‬
‫( عندليب ) أوردها ف حرف العي لنه أقصاها مرجا‪ ،‬ول ترد ف غيه‪.‬‬

‫الساس الثان‪ :‬تقسيم البنية‬


‫الكلمات الت وُضعت تت الرف لكونه أقصى حروفها مرجا ُقسّمت بالنظر إل حروفها الصول‬
‫ووُضعت تت البنية التالية‪:‬‬
‫خقَة‪ ،‬الُخقوق‪.‬‬
‫باب الثنائي الصحيح ‪ ( /‬الاء والقاف ) وفيه‪ :‬خقّ‪ ،‬الخق َ‬
‫باب الثلثي الصحيح ‪ /‬ذكر تته الكلمات الثلثيّة دون زوائد‪.‬‬
‫باب الثلثي العتلّ ‪ /‬مثل‪ :‬خطو‪ ،‬خطأ‪ ،‬خوط‪ ،‬وخط‪ ،‬خيط‪ ،‬طيخ‪ ،‬طخي‪.‬‬
‫باب اللفيف ‪ /‬مثل‪ :‬قوي‪ ،‬قوقى‪ ،‬وقى‪ ،‬واق‪ ،‬أقا‪ ،‬قاء‪ ،‬أوق‪.‬‬
‫باب الرباعي ‪ /‬مثل‪ :‬جنبق‪ ،‬قنفج‪ ،‬جرمق‪ ،‬منق‪ ،‬جبلق‪ ،‬جوسق‪ ،‬جلهق‪.‬‬
‫باب الماسي ‪ /‬مثل‪ :‬جنفلق‪ ،‬شفشلق‪ ،‬قنفرش‪ ،‬فلنقس‪.‬‬
‫حينما نعيد النظر ف الكلمات السابق ذكرها ف الساس الول فإننا ندها على النحو التال‪:‬‬
‫( ش ّد ) تت باب الثنائي الصحيح من حرف الشي‪ ،‬ومعها مشتقاتا‪.‬‬
‫( لعب ) تت باب الثلثي الصحيح من حرف العي‪ ،‬ومعها مشتقاتا‪.‬‬
‫( رزق ) تت باب الثلثي الصحيح من حرف القاف‪ ،‬ومعها مشتقاتا‪.‬‬
‫( حزن ) تت باب الثلثي الصحيح من حرف الاء‪ ،‬ومعها مشتقاتا‪.‬‬
‫( جرى ) تت باب الثلثي العتلّ من حرف اليم‪ ،‬ومعها مشتقاتا‪.‬‬
‫( وقى ) تت باب اللفيف من حرف القاف‪ ،‬ومعها مشتقاتا‪.‬‬
‫( كرسوع ) تت باب الرباعي من حرف العي‪.‬‬
‫( عندليب ) تت باب الماسي من حرف العي‪.‬‬
‫وهذا التقسيم البنية السابقة يتكرّر تت كل حرف من حروف العجم‪.‬‬

‫الساس الثالث‪ :‬تقليب الكلمات‬


‫‪ ‬الكلمات الت تدخل تت كلّ بناءٍ تُقلّب على الصور الستعملة ف العربية‪ ،‬ولذا فإن جيع تلك الصور‬
‫ترد م ّرةً واحدةً ف تت أقصى حروفها مرجا‪ ،‬ومن المثلة السابقة نعرف ما يلي‪:‬‬
‫(لعب‪ ،‬لبع‪ ،‬بلع‪ ،‬بعل‪ ،‬علب‪ ،‬عبل ) هذه التقليبات الختلفة للحروف الثلثة يرد الستعمل منها تت‬
‫حرف العي‪ ،‬ف باب الثلثي الصحيح‪ ،‬ف مادة (علب)‪ ،‬لنّ العي هي أقصاها مرجا‪ ،‬ثّ اللم لنا من‬

‫‪95‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫طرف اللسان‪ ،‬ثّ الباء لنا من الشفتي‪ ،‬وهكذا بقيّة الكلمات الت ذكرتا سابقا تذكر ف موضع واحد مع‬
‫جيع تقليباتا الستعملة‪.‬‬
‫وقد استعمل تقليب الكلمات ليكون طريق ًة إل إحصاء جيع الكلمات العربية الستعملة‪ ،‬وليس معناه أنّ‬
‫جيع التقليبات استعملها العرب‪ ،‬بل منها ما استعمله ومنها ما أهله‪ ،‬ولكن هذه الطريقة الحصائية تُبز له‬
‫كل الصور المكنة ليعرف با الستعمل والهمل‪.‬‬
‫أمّا عدد الصور الت تنتج عن تقليب الكلمات – سواءً الستعمل أم الهمل – فهي على النحو التال‪:‬‬
‫الثنائي ينتج عنه صورتان‪.‬‬
‫ت صور‪.‬‬ ‫الثلثي ينتج عنه س ّ‬
‫الرباعي ينتج عنه أربع وعشرون صورة‪.‬‬
‫الماسي ينتج عنه مائة وعشرون صورة‪.‬‬

‫طريقة البحث عن الكلمة ف معجم العي‪:‬‬


‫عند البحث عن الكلمة نسلك الطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعيي الروف الصلية للكلمة‪.‬‬
‫‪ -2‬تعيي أقصى حروفها مرجا‪ ،‬حيث إنّه هو الرف الذي تُذكر تته الكلمة القصودة‪ ،‬دون النظر إل‬
‫موضع الرف سواءً كان ف أولا أو أوسطها أو آخرها‪.‬‬
‫‪ -3‬تعيي بناء الكلمة القصودة‪ ،‬هل هو ثنائي أم ثلثي صحيح أم ثلثي معتلّ أم لفيف أم رباعي أم‬
‫خاسي‪ ،‬وبعد تعيي بنائها نعرف أنّ الكلمة تقع تته‪.‬‬
‫وكما أشرتُ سابقا فإن جيع تقليبات الكلمة الواحدة تكون ف موضع واحد‪.‬‬

‫العاجم الت اتبعت العي‬


‫‪-5‬البارع ذ أبو عل ّي القال ( ‪356-280‬هـ )‬
‫اتبع السس التالية عند ترتيبه‪:‬‬
‫الساس الول‪ :‬تقسيم الكتاب إل الروف مرتّبةً بسب مارجها‪ ،‬لك ّن ترتيبه الروف اختلف قليلً عن‬
‫ترتيب العي‪ ،‬وجاء ترتيبه على النحو التال‪ :‬هـ‪ ،‬ح‪ ،‬ع‪ ،‬خ‪ ،‬غ‪ ،‬ق‪ ،‬ك‪ ،‬ض‪ ،‬ج‪ ،‬ش‪ ،‬ل‪ ،‬ر‪ ،‬ن‪ ،‬ط‪ ،‬د‪،‬‬
‫ت‪ ،‬ص‪ ،‬ز‪ ،‬س ‪ ،‬ظ‪ ،‬ذ ‪ ،‬ث‪ ،‬ف‪ ،‬ب‪ ،‬م‪ ،‬و‪ ،‬ا‪ ،‬ي‬

‫الساس الثان‪ :‬تقسيم الروف إل أبنية‪ ،‬وقد اختلفت البنية هنا عن العي قليلً‪:‬‬
‫‪ -1‬باب الثنائي‬
‫‪ -2‬الثلثيّ الصحيح‬
‫‪ -3‬الثلثيّ العت ّل‬
‫‪ -4‬باب الواشي والوشاب‪ ،‬وعن به اللفيف‬

‫‪96‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -5‬الرباع ّي‬
‫‪ -6‬الماسيّ‬

‫‪ -2‬تذيب اللغة ذ أبو منصور الزهريّ ( ‪370-282‬هـ )‬


‫من أهمّ دواعي تأليفه‪:‬‬
‫أ‪ -‬تقييد ما وعاه عن أفواه العراب الذين شافههم‬
‫ب‪ -‬تبيينه اللل الذي أصاب العربية ف بعض الكتب ومنها كتاب العي‪.‬‬

‫ترتيبه‪ :‬سلك مسلك العي ف ترتيب الروف وتقسيم البنية ونظام التقليبات‪ ،‬مصادره‪:‬‬
‫ـ اعتمد العي أساسا لعجمه مع أنه ينكر أن يكون للخليل‪.‬‬
‫ـ وزاد عليه زيادات كثية‪ ،‬بعضها نقلها من العراب مشافهةً‪ ،‬وبعضها نقلها من الكتب‪.‬‬

‫‪ -3‬الحيط ذ الصاحب بن عبّاد ( ‪385-324‬هـ )‬


‫تبع العي ف ترتيب الروف وتقسيم البنية والتقليبات‪ ،‬لكنّه اعتن باللفاظ فاستكثر منها مع اختصاره ف‬
‫ذكر العان‪ ،‬ولذا فل تديد عنده على نظام العي‪.‬‬

‫‪ -4‬متصر العي ذ أبو بكر الزُبيديّ ( ‪379 -‬هـ )‬


‫ترتيبه‪:‬‬
‫ـ سلك مسلك العي ف ترتيب الروف‪.‬‬
‫ـ أمّا تقسيم البنية فقد زاد ( باب الثنائي الضاعف من العت ّل ) فجاءت كما يلي‪:‬‬
‫ب‪ -‬باب الثلثيّ الصحيح‬ ‫أ‪ -‬باب الثنائيّ الضاعف الصحيح‬
‫د‪ -‬باب الثلثيّ العتلّ‬ ‫ج‪ -‬باب الثنائيّ الضاعف من العتلّ‬
‫و‪ -‬باب الرباعيّ‬ ‫هـ ‪ -‬باب الثلثيّ اللفيف‬
‫ز‪ -‬باب الماسيّ‬
‫وكذا تقليب الكلمات تبع العي فيها‪.‬‬

‫‪ -5‬الحكم ذ ابن سيده ( ‪458-398‬هـ )‬


‫ترتيبه‪ :‬سلك مسلك العي ف منهجه إ ّل أنه خالفه فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تبع الزبيديّ ف زيادة ( باب الثنائيّ الضاعف من العت ّل )‪ ،‬وف كثيٍ من الوادّ الت خالف فيها الزبيدي‬
‫العي‪ ،‬حيث تبع فيها الزبيديّ‪ ،‬وذلك بسبب كون الزبيديّ أستاذ والده ( إساعيل )‪ ،‬وعن والده أخذ‬
‫متصر العي‪ ،‬وف كثيٍ من الوادّ يتطابق العجمان‪.‬‬
‫ب‪ -‬زاد ابن سيده ألفاظا كثيةً على الختصر‪ ،‬ففاق فيها ما ف العي‪ ،‬واعتن بسائل النحو والصرف‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫مدرسة المهرة‬
‫لصعوبة طريقة العي ف ترتيب الروف فإنّ بعض اللغويي حاول تيسي تلك الطريقة لتكون أسهل‬
‫للمطّلعي على العجم‪ ،‬ومن أشهر مَنْ جدّد ف طريقة العي ابن دريد ف معجمه‪ ،‬ولذا فهو يُعدّ صاحب‬
‫طريقةٍ جديدةٍ‪.‬‬

‫المهرة ذ أبو بكر بن دريد ( ‪321-223‬هـ )‬


‫ترتيبه يقوم على السس التالية‪:‬‬
‫الساس الول‪ :‬تقسيم العجم إل أبنية بالنظر إل حروفها الصول‪:‬‬
‫أ‪ -‬الثنائيّ الضاعف وما يلحق به‪.‬‬
‫ب‪ -‬الثلث ّي وما يلحق به‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرباع ّي وما يلحق به‪.‬‬
‫د‪ -‬الماسيّ وما يلحق به‪.‬‬
‫وأتبع هذه البواب أبوابا للّفيف والنوادر‪ .‬أي أن ابن دريد جعل تقسيم البنية هو الساس الول ف‬
‫معجمه‪ ،‬وليس كما جاء ف العي‪،‬‬

‫الساس الثان‪ :‬تقسيم ك ّل بناء إل حروف على الترتيب اللفبائ ّي على الصورة التالية‪:‬‬
‫أ ‪ /‬ب ‪ /‬ت ‪ /‬ث ‪ /‬ج ‪ /‬ح ‪ /‬خ ‪ /‬د ‪ /‬ذ ‪ /‬ر ‪ /‬ز ‪ /‬س ‪ /‬ش ‪ /‬ص ‪ /‬ض‪/‬‬
‫ط ‪ /‬ظ ‪ /‬ع ‪ /‬غ ‪ /‬ف ‪ /‬ق ‪ /‬ك ‪ /‬ل ‪ /‬م ‪ /‬ن ‪ /‬هـ ‪ /‬و ‪ /‬ي‬
‫وبدأ كلّ بابٍ بالرف العقود له مع ما يليه ف الترتيب اللفبائيّ‪ ،‬فمثلً ف باب ( التاء ) بدأ با مع الثاء‪،‬‬
‫ثّ با مع اليم‪ ،‬وبعد ناية الروف تأت التاء مع المزة‪ ،‬ثّ التاء مع الباء‪.‬‬
‫وهنا يتلف المهرة عن العي لكونه رتّب الروف على الترتيب اللفبائي وليس الترتيب الصوت‪ ،‬وهذا‬
‫من مواطن التجديد ف المهرة‪.‬‬
‫الساس الثالث‪ :‬تقليب الكلمات‬
‫قلّب اللفاظ الت تقع تت كل حرف على الصور الستعملة ف العربية‪.‬‬
‫طريقة البحث ف المهرة‪:‬‬
‫للبحث عن كلمة ف المهرة نسلك الطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تريد الكلمة من الروف الزائدة لنعرف الروف الصلية‪.‬‬
‫‪ -2‬تديد البناء الذي تدخل تته الكلمة ( الثنائي أو الثلثي أو الرباعي أو الماسي )‪ ،‬ث التاه إل ذلك‬
‫البناء ف المهرة‪.‬‬
‫‪ -3‬البحث عن الكلمة تت أول حروفها على الترتيب اللفبائي‪ ،‬ث الذي يليه‪ ،‬ومع الكلمة بقية تقليباتا‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫مثال‪:‬‬
‫(أكل ) ندها ف باب الثلثي تت حرف المزة ث الكاف لن المزة أول الروف على الترتيب اللفبائي‬
‫ث الكاف ث اللم‪ ،‬وند معها الستعمل من تقليباتا ( ألك‪ ،‬كل‪ ،‬كأل‪ ،‬لكأ‪ ،‬لك )‪.‬‬

‫معجم مقاييس اللغة ذ أحد بن فارس ( ‪395 -‬هـ )‬


‫يُعدّ هذا العجم قريبا من المهرة ف النهج مع بعض الختلف‬
‫أه ّم دوافع تأليفه‪:‬‬
‫أ‪ -‬إثبات دوران صيغ الادّة الختلفة حول معن أصل ّي مشترك‪ ،‬وهو ما عبّر عنه بأنّ للغة العرب مقاييس‬
‫صحيحة وأصولً تتفرّع منها فروع‪.‬‬
‫ب‪ -‬بيان أنّ أكثر الكلمات الرباعيّة والماسيّة منحوتة‪.‬‬
‫ترتيب القاييس‬
‫‪ -1‬قسّم معجمه إل كتبٍ على ترتيب الروف الترتيب اللفبائيّ‪ ،‬فبدأ بكتاب المزة‪ّ ،‬ث كتاب الباء‬
‫(أ ب ت ث ج ح خ ‪ ....‬وهكذا)‪.‬‬
‫‪ -2‬قسّم ك ّل كتابٍ إل ثلثة أبواب بسب البنية‪:‬‬
‫‪ -‬الثنائيّ الضاعف‪.‬‬
‫‪ -‬الثلثيّ‪.‬‬
‫‪ -‬ما زاد على الثلثيّ الجرّد‪.‬‬
‫‪ -3‬رتّب الكلمات ف البواب بسب الرف الذي حرف الباب‪ ،‬فبدأ ك ّل بابٍ بالرف العقود له مع‬
‫ل ف باب (اليم) بدأ با مع الاء‪ّ ،‬ث با مع الاء‪ ،‬وبعد ناية الروف‬ ‫ما يليه ف الترتيب اللفبائيّ‪ ،‬فمث ً‬
‫تأت اليم مع المزة‪ ،‬ثّ اليم مع الباء‪ ،‬ث مع التاة‪ ،‬ث مع الثاء‪( .‬ج ح‪ ،‬ج خ‪ ،‬ج د‪ ،‬ج ذ ‪ .......‬ج ي ث‬
‫يكمل ج أ‪ ،‬ج ب‪ ،‬ج ت‪ ،‬ج ث‪.‬‬

‫مدرسة التقفية‬
‫ث التغيي الكبي ف تأليف العجم العرب حينما تُركت كلّ السس الثلثة الت بُن عليها معجم العي‬ ‫وحد َ‬
‫والعاجم الت تبعته‪ ،‬وكان هذا التغيي ف طريقةٍ جديدةٍ ف العجم وهي ترتيب العجم ترتيبا ألفبائيا على‬
‫الرف الخي بابا والول فصلً‪ ،‬ففي هذه الدرسة تُرك الترتيب الصوت للحروف وهو الساس الول‬
‫لعجم العي‪ ،‬وتقسيم الكلمات على البنية وهو الساس الثان‪ ،‬وتقليب الكلمات على الوجه الستعملة‬
‫وهو الساس الثالث‪.‬‬
‫الساس الول‪ :‬تقسيم العجم إل أبوابٍ بعدد الروف‪.‬‬
‫انطلق ترتيب الكلمات ف هذه الدرسة من الرف الخي بعله بابا‪ ،‬وجاءت البواب على الترتيب‬
‫اللفبائيّ على النحو التال‪( :‬باب المزة‪ ،‬باب الباء‪ ،‬باب التاء‪ ،‬باب الثاء‪ ،‬باب اليم‪ ،) ...‬ويقع تت كل‬

‫‪99‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫باب الكلمات الت انتهت بالرف الذي سُمّي به الباب‪ ،‬ل فرق بي الثلثي والثنائي والرباعي والماسي‪،‬‬
‫كلّها وُضعت تته‪ ،‬ورُتّبت ترتيبا داخليا على الرف الول‪ ،‬وهو الساس الثان‪.‬‬
‫الساس الثان‪ :‬تقسيم ك ّل بابٍ إل فصولٍ بعدد الروف‪ ،‬كلّ فص ٍل يبدأ برف‪ ،‬ورُتّبت الفصول على‬
‫الرف الول للكلمة‪.‬‬
‫وإذا تعدّدت كلمات الفصل الواحد رُتّبت براعاة الرف الثان وما بعده‪ ،‬فمثلً ند (فصل الباء) تت‬
‫(باب الراء)‪ ،‬وفيه ( بئر‪ ،‬بتر‪ ،‬بثر‪ ،‬بر‪ ،‬بر‪ ،‬بر‪ ،‬بدر‪ ) ...‬فنلحظ أن الكلمات اتّفقت ف الباب وهو‬
‫الرف الخي‪ ،‬وف الفصل وهو الرف الول‪ ،‬ولكنها اختلفت ف الرف الثان‪ ،‬ولذا ُرتّبت بالنظر إليه‬
‫فجاءت المزة ثّ التاء ث الثاء وهكذا‪...‬‬

‫تاج اللغة وصحاح العربية ذ أبو نصر الوهري ( ولد سنة ‪332‬هـ‪ ،‬وتوف سنة ‪400‬هـ تقريبا )‬
‫الصحاح‪ :‬انتخب له الوهري هذا السم لقتصاره فيه على ما صح عنده من ألفاظ اللغة‪ .‬وعمد إل‬
‫الترتيب الجائي (اللفبائي) للحروف‪ ،‬واتذه الساس الول والخي ف تنظيم معجمه أبوابا وفصو ًل وما‬
‫تضمنه من مواد لغوية‪ ،‬مالفا بذا الدارس السابقة‬
‫كما أنه رتب مواد كل فصل من هذه الفصول بسب أسبقية ما بي الرفي الول والخي منها ف‬
‫الترتيب الجائي أيضا‪.‬‬
‫ولقد أعجب بالكتاب ومنهجه أكثر اللغويي وقامت حوله دراسات أثرت كتبا متعددة متنوعة سلكت‬
‫سبيل الصحاح ف تنظيمها يضيق هذا البحث بالتحدث عنها‪ .‬لذا نكتفي بذكر مثالي لنوعي من أنواع‬
‫تلك الدراسات وها متار الصحاح والتكملة والذيل والصلة‪.‬‬
‫لسان العرب ذ ابن منظور ( ‪ 711-630‬هـ )‬
‫ألفه ابن منظور (ممد بن مكرم بن علي الزرجي الفريقي ‪630‬هـ – ‪ .)711‬ولقد أراد ابن منظور أن‬
‫يمع فيه بي الستقصاء وجودة الترتيب فعمد لتحقيق الغرض الول إل إبراز العاجم السابقة – كما رآها‬
‫هو – فأفرغها ف موسوعته وذكرها مصرحا بذكرها ف مقدمته وهي‪:‬‬
‫تذيب اللغة للزهري‪ ،‬والحكم لبن سيده‪ ،‬والصحاح للجوهري‪ ،‬وحواشي ابن بري على الصحاح‪،‬‬
‫والنهاية ف غريب الديث لبن الثي‪ .‬وقال بكل تواضع‪" :‬وليس ل من هذا الكتاب فضيلة أمت با‪ ،‬ول‬
‫وسيلة أتسك بسببها سوى أن جعت ما تفرق ف تلك الكتب من العلوم وبسطت القول فيه"‪.‬‬
‫وأضاف قائلً‪" :‬فليعتد من ينقل عن كتاب هذا أنه ينقل عن هذه الصول المسة"‪.‬‬
‫وأما الغرض الثان (جودة الترتيب) فرأى أن انتهاجه منهج الوهري ف صحاحه كفيل بتحقيقه‪ .‬فلقد‬
‫أعرب عن إعجابه به وتفضيله إياه على ما سواه قائلً‪ :‬ولقد ذاع صيت اللسان وطبقت شهرته الفاق‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫القاموس الحيط ذ الفيوزآبادي ( ‪ 817-729‬هـ )‬


‫القاموس الحيط‪ :‬ألفه الفيوزأبادي (ممد بن يعقوب بن ممد بن يعقوب بن إبراهيم ‪729‬هـ –‬
‫‪.)817‬‬
‫ولقد أراد له مؤلفه أن يكون جامعا موجزا ف الوقت ذاته‪ .‬فحقق الشمول والستيعاب بتعويله على العباب‬
‫للصغان والحكم لبن سيده‪ ،‬فأودع ف كتابه – عن طريقهما – خلصة ما ف العي والمهرة والتهذيب‬
‫والصحاح والتكملة وذكر ف مقدمته أنه أضاف من زياداته إل ما تضمنه العباب والحيط‪ .‬وقد سبقت‬
‫الشارة إل أنه ساه القاموس الحيط لكونه – كما رآه – البحر العظم وكما عمد إل الشمول‪ ،‬فقد‬
‫ل وسئلت تقدي كتاب وجيز على ذلك النظام وعمل مفرغ ف قالب الياز‬ ‫عمد إل الياز وصرح به قائ ً‬
‫والحكام‪ ،‬مع إتام العان‪ ،‬وإبرام البان فصرفت صوب هذا القصد عنان وألفت هذا الكتاب مذوف‬
‫الشواهد‪ ،‬مطروح الزوائد‪ ،‬معربا عن الفصح والشوارد‪.‬‬
‫ول يكتف بذف الشواهد دون طرح الزوائد بل عمد إل استخدام الرموز مكتفيا بكتابة (ع‪ ،‬د‪ ،‬ة‪ ،‬ج‪،‬‬
‫م) عن موضع وبلد وقرية والمع ومعروف‪.‬‬

‫تاج العروس ذ الزَبيدي ( ‪1205 -1145‬هـ )‬


‫وقد ألفه صاحبه شرحا لقاموس الفيوزآبادي‪ ،‬والتزم فيه بإيراد جيع مواد القاموس وتقيقها والتنبيه إل‬
‫مراجعها وتفسي ما يوج منها إل تفسي والتيان بالشواهد الت استغن القاموس عنها فاضطره هذا كله أن‬
‫يرجع إل مئة وعشرين كتابا ذكرها ف مقدمته وبإيراده ما ف القاموس وما استدركه عليه من كل هذه‬
‫الكتب صار التاج – بق – أجع معجم عرب بل نزاع‪ .‬وقد طبعته الطبعة الميية ببولق ف القاهرة طبعة‬
‫كاملة ف عشرة أجزاء‪ .‬وقامت وزارة الرشاد والنباء الكويتية بطبع أجزاء منه طباعة حديثة أنيقة ول تزال‬
‫مستمرة ف طبع ما بقي منه‪.‬‬

‫مدرسة الترتيب اللفبائي‬


‫جاء التطوير الخي ف العجم العرب ليكون خاتة الدارس العجمية‪ ،‬حيث وصل التيسي ف العجم العرب‬
‫ل عند النظرة الول إل الكلمة‪ ،‬فرتبت هذه‬‫إل أسهل الطرق‪ ،‬وهي الطريقة القرب إل التفكي الو ّ‬
‫الدرسة الكلمات بعد تريدها من الزوائد حسب الرف الول ثّ الثان وهكذا‪.‬‬
‫والعاجم الت اتبعت هذه الطريقة كثية‪ ،‬منها قدي ومنها حديث‪ ،‬نعرض أهّها فيما يلي‪:‬‬
‫العاجم القدية‬
‫أساس البلغة ذ ممود بن عمر الزمشري ( ‪538-467‬هـ )‬
‫دوافعه لتأليف العجم‪:‬‬
‫ن وهو التعرّف على وجوه العجاز القرآن بعرفة أساليب العرب ف كلمها من القيقة‬
‫‪ -1‬دي ّ‬
‫والجاز‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -2‬عنايته الكبى بالعبارات البلغية الراقية با فيها من معانٍ حقيقيّة ومازيّة‪ ،‬ولذا فلم يكن هّه‬
‫الستقصاء كأكثر العاجم السابقة‪.‬‬
‫منهجه‪ :‬رتّب اللفاظ على الرف الول فالثان وما بعده‪ ،‬ورتّب العان بالنظر إل القيقة والجاز‪ ،‬فذكر‬
‫العن القيقيّ ثّ الجازيّ‪.‬‬

‫متار الصحاح ذ ممد بن أب بكر الرازيّ (‪ 666 -‬هـ)‬


‫اختصر فيه الصحاح للجوهريّ مع الزيادة عليه مّا رآه مهمّا للعال والفقيه والديب مّا يكثر جريانه على‬
‫اللسنة‪ .‬أمّا منهجه فكمنهج أساس البلغة‪.‬‬

‫الصباح الني ذ أحد بن ممد ا ُلقْري الفيّوميّ (‪ 770 -‬هـ)‬


‫شرح فيه غريب شرح الرافعيّ للوجيز ف الفقه‪ ،‬ورتّب اللفاظ ترتيبا ألفبائيّا على حروفها الصول‪ ،‬ولكنّه‬
‫عُن بالشتقات كثيا‪ ،‬وأشار إل أبواب الفعال والموع‪ ،‬وفصّل ف السائل اللغويّة والصرفيّة والنحويّة‪.‬‬

‫العاجم الديثة‬
‫ميط الحيط ذ بطرس البستانّ‬
‫فرغ من تأليفه عام ‪1286‬هـ ‪1869 -‬م‬
‫‪ -‬اتذ من القاموس الحيط للفيوزآبادي أساسا لادة معجمة‪،‬‬
‫‪ -‬أضاف ما فات الفيوزآبادي من مفردات عثر عليها ف معاجم أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬حذف أساء الماكن والشخاص والقبائل والشتقات القياسية وبعض اللغات‪.‬‬
‫‪ -‬صاغ التفسيات صياغة تلئم روح العصر الديث‬
‫‪ -‬أضاف غي قليل من الفردات والعان الولدة والسيحية والعامية والصطلحات العلمية والفلسفية‪.‬‬

‫النجد‪ :‬للب لويس العلوف‬


‫أخرجه سنة ‪1908‬م‬
‫‪ -‬اختصر فيه ميط الحيط البستان وسار على نظامه‪.‬‬
‫‪ -‬رجع إل التاج كثيا ف تفسي مواده‪.‬‬
‫‪ -‬استعان بالرموز على غرار العاجم الجنبية فرمز للصيغ وتكرار اللفظ الشروح‪ .‬مبّرأ من فضول القول‬
‫والستطرادات وتعدد الوجه مكثف الادة غزيرها رائق ف حجمه ومظهره‪.‬‬
‫‪ -‬أدخلت عليه تسينات كثية فحفل بالصور والداول والرائط‬
‫‪ -‬كتبت الواد ف أول السطر باللون الحر‬

‫‪102‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫وألق به معجم للداب والعلوم حوى تراجم لعلم الشرق والغرب صنعه الب فرديناند توتل سنة‬
‫‪1956‬م فصار النجد ف طليعة العاجم العربية الديثة تنظيما وأيسرها تناولً وأكثرها انتشارا مع ما فيه‬
‫من مآخذ‪.‬‬

‫مت اللغة ـ أحد رضا العاملي (ألفه ‪)1958‬‬


‫ألفه الشيخ أحد رضا العاملي‪ ،‬عضو الجمع العرب ف دمشق سابقا‪ ،‬بتكليف من ممعه‪.‬‬
‫ترتيبه‪ :‬ويبدو أنه أخذ بتوجيهات ممعه عند تأليف معجمه فجاءت متويات كل مادة من مواده مرتبة‬
‫ترتيبا دقيقا‪ .‬إذ قدم الفعال على الساء وبدأ بالجرد من الفعال فرتبها بسب تسلسل أبوابا الستة‬
‫العروفة ورتب الزيد منها ترتيبا خاصا وف الساء قدم الثلثي الجرد‪ ،‬ث الضاعف الرباعي‪.‬‬

‫مصادره‪ :‬عوّل ف التفسي والشرح على معاجم القدمي الطولة بادئا بلسان العرب ث القاموس وشرحه‬
‫التاج‪ ،‬ث ينظر بعد ذلك ف أساس البلغة للزمشري ومتار الصحاح للرازي والصباح الني للفيومي‪.‬‬
‫معرضا عن العاجم الديثة كيل تتسرب أخطاؤها إليه‪ ،‬غي أنه أفاد كثيا ما فيها من مظاهر التنظيم‪.‬‬

‫خصائصه‪ :‬ويتميز هذا العجم بلوه من الشوائب كاختلف العبارات‪ ،‬وأشار ف الامش إل العامي الذي‬
‫يكن رده إل الفصيح‪ .‬وحرص على ذكر الجاز إل جانب القيقة‪ .‬وأدخل اللفاظ الستحدثة والصيغ الت‬
‫أقرها كل من الجمعي اللغويي ف القاهرة‪.‬‬

‫العجم الوسيط ذ ممع اللغة العربية بالقاهرة‬


‫العجم الوسيط معجم حديث تول إصداره ممع اللغة العربية بالقاهرة‪ ،‬فاضطلع بإعداده‪ ،‬ف طبعته الول‬
‫سنة ‪ 1380‬هـ‪ ،‬إبراهيم مصطفى‪ ،‬وأحد حسن الزيات‪ ،‬وحامد عبد القادر‪ ،‬وممد علي النجار‪ ،‬وتول‬
‫إخراجه ف طبعته الثانية‪ ،‬سنة ‪ 1392‬هـ‪ ،‬إبراهيم أنيس‪ ،‬وعبد الليم منتصر‪ ،‬وعطية الصوالي‪ ،‬وممد‬
‫خلف ال أحد‪.‬‬
‫ميزاته‪:‬‬
‫‪ -‬اهتم باللغة قديها وحديثها‪ ،‬وتوسع ف الصطلحات العلمية والدبية والفنية‪ ،‬وكثي من ألفاظ الضارة‪،‬‬
‫والكلمات الولدة‪ ،‬والحدثة‪ ،‬والدخيلة‪.‬‬
‫‪ -‬يضم هذا العجم ‪ 7000‬مادة‪ 450000 ،‬كلمة‪ ،‬وستمائة صورة‪ ،‬ف أكثر من ألف صفحة‪.‬‬
‫‪ -‬تففت اللجنة الت أعدته من كثي من اللفاظ الوشية الافة‪ ،‬وحذفت جزءا من الترادفات‪.‬‬
‫‪ -‬التزم الترتيب الجائي اللفظي ف الكلمات العربة‪ ،‬وف بعض اللفاظ العربية الفية الصل ميل إل‬
‫مواضع ترتيب موادها الصلية ف العجم‪.‬‬
‫وقد ذكر إبراهيم مدكور ف تصديره للطبعة الثانية أن الجمع قد انتهج منهجا ينسجم مع طبيعة العربية‬
‫الشتقاقية الت تقوم على أُس ٍر من الكلمات تعود إل جذور ومواد عامة‪ .‬واستبعد فكرة الترتيب البدي‬

‫‪103‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الصّرف الذي يلتزم بتركيب الكلمة بقطع النظر عن أصلها؛ لن هذا‪ ،‬ف نظره‪ ،‬يشتت وحدة الادة اللغوية‪،‬‬
‫ويطمس أصول الدللت‪ ،‬ويضعف فقه الفردات‪.‬‬

‫ي التارييّ ذ الستشرق اللان فيشر‬


‫العجم اللغو ّ‬
‫معجم تاريي بدأه الستشرق فيشر‪ ،‬وهو قائمٌ على تتبّع الكلمة من أقدم العصور‪ ،‬برصد تطوّر دللتا الت‬
‫طرات عليها‪ .‬ومّا يؤسف له أن فيشر بدأ بعجمه ولكنّه مات ف بداية عمله‪ ،‬لكنّ منهجه فيه كان واضحا‬
‫ف مقدمة الزء الطبوع منه‪ ،‬ولذا فسنتعرف على منهجه منها‪ .‬طبع جزء من العجم من أول حرف المزة‬
‫إل (أبد) بعنوان (لعجم اللغويّ التاريي)‪.‬‬
‫مادّة العجم‪:‬‬
‫ذكر فيشر ف مقدمته بداية ال ّد الزمن لادّة معجمه ونايته‪ ،‬فهو معجم تاريي للعربيّة حت ناية القرن‬
‫الثالث الجري‪ ،‬أمّا بداية استشهاده فبنقش النمارة من القرن الرابع اليلدي‪.‬‬
‫ل يقتصر على معاجم اللغة‪ ،‬وإنا أخذ من مصادر متلفة‪ ،‬من القرآن‪ ،‬الديث‪ ،‬الشعر‪ ،‬المثال‪ ،‬الؤلفات‬
‫التارييّة والغرافيّة‪ ،‬كتب الدب‪ ،‬الكتابات النقوشة‪ ،‬مطوطات الَبرْديّ والنقود‪ ،‬واستثن منها الكتب‬
‫الفنيّة مع أخذه الصطلحات منها‪.‬‬
‫أمّا العاجم العربيّة فيجع إليها ف ألفاظ ل يد لا شواهد فيما رجع إليه من كتب‪ ،‬إذا تبي له أنّ تلك‬
‫اللفاظ ليست من عصور متأخرة‪ ،‬وعلّل وجود تلك اللفاظ دون شواهدها ف العاجم بوجود الشواهد‬
‫أمام العجميي عند تأليفها‪ ،‬إل أنا فُقدت بعد ذلك‪ ،‬ولذا مال إل الخذ من العاجم لكونا الوسيط الناقل‬
‫مع فقد النقول عنه‪.‬‬

‫الداخل‪ :‬فرّق فيشر بي الداخل العربيّة والعرّبة‪ ،‬أما الداخل العربيّة فسار با على طريقة العجميي العرب‪،‬‬
‫بعل الادّة الجرّدة من الزوائد مدخلً‪ ،‬ومشتقّاتا تتها‪ ،‬وكذا الكلمات العجمية الت تصرّف با العرب‬
‫بالشتقاق‪.‬‬
‫أما العجمية الت ل يتصرّف با العرب فجعل لك ّل كلمة مدخلً خاصّا با على الصورة الت هي عليها‪.‬‬
‫وللمعجم ترتيبان‪ :‬خارجي وداخلي‪.‬‬
‫الارجي‪ :‬ترتيب الداخل من الواد الجردة براعاة الرف الول فالثان فالثالث وهكذا‪.‬‬
‫الداخلي‪ :‬ويتعلق بترتيب الشتقات تت الادة‪.‬‬
‫‪ -‬الفعال بدأ بالجرد فالزيد برف ث الزيد برفي ث الزيد بثلثة‪َ ( :‬فعَل‪َ ،‬فعِل‪َ ،‬فعُل‪ ،‬فَعّل‪ ،‬فاعَل‪ ،‬أ ْفعَلَ‪،‬‬
‫َتفَعّلَ‪ ،‬تَفاعَل‪ ،‬اْن َفعَل‪ ،‬افَْتعَل‪ ،‬ا ْفعَلّ‪ ،‬استفعل‪ ،‬افْعالّ‪ ،‬ا ْف َعوْعَل‪ ،‬ا ْف َعوّلَ‪ ،‬ا ْفعَ ْنلَلَ‪ ،‬ا ْفعَنْلى)‪.‬‬
‫‪ -‬الساء بعد الفعال على ترتيب الفعال‪ :‬الجرّد ثّ الزيد‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وتكون أبنية الساء على الترتيب‬
‫التال‪( :‬فَعْل‪ ،‬فِعْل‪ُ ،‬فعْل‪َ ،‬فعَل‪َ ،‬فعِل‪ِ ،‬فعَل‪ ،‬فِعِل‪ ،‬فُعُل‪ُ ،‬فعَل‪َ ،‬فعُل‪ ،‬فاعِل‪ ،‬فاعَل‪ ،‬فعَال)‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫العجم الكبيـ ممع اللغة العربية بالقاهرة‬


‫‪ -‬كان من أهداف ممع اللغة العربية تصنيف معجمٍ يتتبّع معان الكلمة عب عصور العربية‪ ،‬ويرصد معانيها‬
‫الختلفة والتطورات الت أصابتها‪ ،‬وقد جاء العجم الكبي تلبيةً لذا الدف‪ ،‬وصدر منه بعض أجزائه‪ ،‬وما‬
‫زال العمل مستمرّا فيه‪ ،‬والجزاء الت صدرت جاءت على النحو التال‪:‬‬
‫‪ -‬صدر الزء الول عام ‪1970‬م (حرف المزة)‬
‫‪ -‬والزء الثان عام ‪1982‬م (حرف الباء)‬
‫‪ -‬والزء الثالث عام ‪1992‬م (حرفا التاء والثاء)‬
‫‪ -‬والزء الرابع – ‪2000‬م (حرف اليم)‪.‬‬
‫‪ -‬ويتضح من القدمة أن الجمع كان قد رمى إل تقيق ثلثة أهداف رئيسية‪.‬‬
‫‪( -‬أ) دقة الترتيب‪ :‬إذ اختار ترتيب الساس أي الترتيب الجائي (اللفبائي) ابتداء من الرف الصلي‬
‫الول من أحرف اللفاظ إل آخر حرف فيها‪ .‬أما اللفاظ الدخيلة (غي العربية) الت ل يشتق العرب منها‬
‫فقد اعتبت جيع أحرفها أصيلة فلفظ مثل إستبق وضع ف المزة وما تلها من أحرف اللفظ بسب‬
‫ترتيبها‪ .‬ولقد رتبت كل مادة ترتيبا دقيقا شاملً فقسمت إل ستة أقسام هي‪:‬‬
‫‪ – 1‬نظائرها ف اللغات السامية‪.‬‬
‫‪ – 2‬معانيها الكلية أو العامة‪.‬‬
‫‪ – 3‬أفعالا‪.‬‬
‫‪ – 4‬مصادرها‪.‬‬
‫‪ – 5‬مشتقاتا‪.‬‬
‫‪ – 6‬الساء‪.‬‬

‫(ب) الحاطة اللغوية‪ – :‬تلك الحاطة القائمة على الستيعاب وتصوير الادة تصويرا كاملً ف جيع‬
‫الزمنة والمكنة الت عاشت فيها‪ ،‬فبحث عن الواد ف العاجم القدية وتاوزها إل كتب الدب والعلوم‪.‬‬
‫وأكمل اشتقاقات بعض الواد الت سعت طائفة من اشتقاقاتا ول تسمع بقيتها‪ .‬وأقر تعريب الحدثي‪:‬‬
‫فجاء العجم شاملً لا يريده الباحث من ألفاظ القدماء والحدثي ودللتا إل عصرنا الاضر‪.‬‬
‫(جـ) موسوعية التأليف العجمي‪ :‬وقد تثلت ف تقدي ألوان من العارف والعلوم تت أساء الصطلحات‬
‫والعلم وجيع الصطلحات القدية وما أقره الجمع من مصطلحات حديثة وما كان وثيق الصلة‬
‫بالستعمال الدب واللغوي وأورد العلم العربية وكل ما له من أهية تأريية أو أدبية وفسر هذه اللوان‬
‫من العارف والعلوم بدقة ووضوح وإياز‪.‬‬
‫والق أن الجمع ف عمله كان قد طبق منهج الستشرق اللان فيشر ف معجمه (العجم اللغوي التاريي)‬
‫الذي تول ممع اللغة العربية ف القاهرة نشر مقدمته وقسم منه‪ ،‬ويظهر – كما ذهب الدكتور إبراهيم‬
‫مدكور – أن فيشر كان قد احتذى منهج معجم أكسفورد وأراد أن يطبقه على العربية‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫الكشف عن الكلمة ف القاموس الحيط‪ :‬للكشف عن كلمة معينة ف القاموس الحيط‪ ،‬تُتبع الطوات‬
‫التالية‪:‬‬
‫(أ) ترد الكلمة وترد على أصلها بأن‪:‬‬
‫‪ -1‬ترد الكلمة من الضمائر التصلة‪ ،‬نو‪( :‬سعـ(تَُِ) ‪ ،‬سعتـ(ما)‪ ،‬سعـ(ت)‪ ،‬سعـ(تن)‪( ،‬سعـْ(نا)‪،‬‬
‫سعَـ(نِي)‪ ،‬سِعـ(وا)‪ ،‬سعَـ(ـه)‪ ،‬سعَـ(ها) سعَـ(هم)‪ ،‬سعـ(ها)‪ ،‬سعـ(هن)‪.‬‬
‫‪ -2‬ترد الكلمة من حروف الزيادة‪ ،‬نو‪:‬‬
‫‪ -‬حروف الضارعة‪( :‬أ)كتب‪( ،‬تـ)كتب‪( ،‬يـ)كتب‪( ،‬نـ)كتب‪.‬‬
‫‪ -‬هزة فعل المر‪( :‬اُ)كتب‪.‬‬
‫‪ -‬الـ التعريف‪ ،‬نو (الـ)كُتب‪ ،‬وزوائد التثنية‪ ،‬نو شجر(تي)‪ ،‬والمع‪ ،‬نو (أ)شجـ(ا)ر‪ ،‬والتأنيث‪،‬‬
‫نو شجر(ة)‪ ،‬والنسب‪ ،‬نو قرشـ(ي)‪ ،‬والتصغي‪ ،‬نو جبـ(يـ)ـل‪.‬‬
‫‪ -‬زوائد صيغ الفعال الزيدة‪ ،‬نو‪( :‬أ)قبل‪ ،‬قـ(ا)بل‪( ،‬ا)خـ(تـ)بر‪( ،‬انـ)طلق‪( ،‬تـ)حـ(ـا)ور‪،‬‬
‫(تـ)كسر‪( ،‬ا)حرّ‪( ،‬تـ)دحرج‪.‬‬
‫‪ -‬تُجرد من زوائد الكلمات الشتقة‪ ،‬نو‪ :‬كـ(ـا)تِب‪( ،‬مـ)ـكتـ(و)ب‪( ،‬مُـ)جـ(تـ)هِد‪،‬‬
‫(أ)حْمر‪ ،‬عطشـ(ان)‪.‬‬
‫‪ -3‬يُرد ما حُذف من حروف الكلمة الصلية أو دُمج إل وضعه الول‪ ،‬فمثل‪َ ( :‬ردّ) تُرد إل (ردد)‪،‬‬
‫و(دَم) إل (دمي)‪ ،‬و(يد) إل (يدي)‪ ،‬و(أخ) إل (أخو)‪ ،‬و(صفة) إل (وصف)‪.‬‬
‫‪ -4‬يُرد ما أبدل من حروف الكلمة إل صيغته الول‪ ،‬فمثل‪( ،‬قام) تُرد إل (قوم)‪ ،‬و(باع) إل (بيع)‪،‬‬
‫و(اختار) إل اختي ث (خي)‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫(ب) يُبحث عن الكلمة ف باب الرف الخي منها حسب الترتيب اللفبائي للقاموس‪ ،‬فتكون (كتب)‪،‬‬
‫ف باب الباء‪ ،‬و(زهر) ف باب الراء‪ ،‬و(ردد) ف باب الدال‪ ،‬و(دمي) ف باب الواو والياء‪ ،‬و(خي) ف باب‬
‫الراء‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫(ج) ث يُبحث عن اللفظة ف بابا حسب حرفها الول‪ ،‬فمثل‪( ،‬كتب) تكون ف فصل الكاف من باب‬
‫الباء‪ ،‬و(زهر) ف فصل الزاي من باب الراء‪ ،‬و(ردد) ف فصل الراء من باب الدال‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫الكشف عن الكلمة ف العجم الوسيط‪:‬‬


‫‪ -1‬تُجرد الكلمة من الضمائر التصلة‪( ،‬كما عرفنا ف طريقة البحث ف القاموس الحيط)‪ ،‬نو‪:‬‬
‫(سعـ(تَُِ)‪ ،‬سعتـ(ما)‪ ،‬سعـ(ت)‪ ،‬سعـ(تن)‪( ،‬سعـْ(نا)‪ ،‬سعَـ(نِي)‪ ،‬سِعـ(وا)‪ ،‬سعَـ(ـه)‪،‬‬
‫سعَـ(ها) سعَـ(هم)‪ ،‬سعـ(ها)‪ ،‬سعـ(هن)‪.‬‬
‫‪ -2‬تُجرد الكلمة من حروف الزيادة‪( ،‬كما عرفنا سابقا) على النحو التال‪:‬‬
‫‪ -‬تُجرد من حروف الضارعة‪( :‬أ)كتب‪( ،‬تـ)كتب‪( ،‬يـ)كتب‪( ،‬نـ)كتب‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫د‪ .‬سال الماش‬ ‫العجم وعلم الدللة‬

‫‪ -‬هزة فعل المر‪ :‬اُكتب‪.‬‬


‫‪ -‬الـ التعريف‪ ،‬نو (الـ)كُتب‪ ،‬وزوائد التثنية‪ ،‬نو شجر(تي)‪ ،‬والمع‪ ،‬نو (أ)شجـ(ا)ر‪ ،‬والتأنيث‪،‬‬
‫نو شجر(ة)‪ ،‬والنسب‪ ،‬نو قرشـ(ي)‪ ،‬والتصغي‪ ،‬نو جبـ(يـ)ـل‪.‬‬
‫‪ -‬تُجرد من زوائد صيغ الفعال الزيدة‪ ،‬على النحو التال‪( :‬أ)قبل‪ ،‬قـ(ا)بل‪( ،‬ا)خـ(تـ)بر‪( ،‬انـ)طلق‪،‬‬
‫(تـ)حـ(ـا)ور‪( ،‬تـ)كسر‪( ،‬ا)حرّ‪( ،‬تـ)دحرج‪.‬‬
‫‪ -‬تُجرد من زوائد الكلمات الشتقة‪ ،‬نو‪ :‬كـ(ـا)تِب‪( ،‬مـ)ـكتـ(و)ب‪( ،‬مُـ)جـ(تـ)هِد‪،‬‬
‫(أ)حْمر‪ ،‬عطشـ(ان)‪.‬‬
‫‪ -3‬يُرد ما حُذف من حروف الكلمة الصلية أو أُدمج إل وضعه الول‪( ،‬كما بيّنا ف طريقة البحث ف‬
‫القاموس الحيط‪ ،‬فقرة ‪.)3‬‬
‫‪ -4‬يُرد ما أُبدِل من حروف الكلمة إل صيغته الول‪( ،‬كما بيّنا ف طريقة البحث ف القاموس الحيط‪،‬‬
‫فقرة ‪.)4‬‬
‫‪ -5‬يُبحث عن الكلمة الجردة حسب حرفها الول ف أبواب العجم الوسيط الثمانية والعشرين‪ ،‬ث حسب‬
‫ترتيب حروفها الثان فالثالث فالرابع (ف حالة الرباعي والعرب والعجمي) داخل كل باب‪.‬‬

‫ت القرر بمد ال وتوفيقه وصلى ال على ممد وعلى آله وصحبه أجعي‬
‫جدة ‪ 22‬رجب ‪1428‬هـ‬

‫‪107‬‬

You might also like