You are on page 1of 117

1

‫المنابر العلمية‬
‫بين‬
‫تجاهل الخطر الشتراكي‬
‫وظاهرة معاداة أمريكا‬

‫تأليف‬
‫عدنان بن عبد الرحيم الصوص‬

‫‪2‬‬
‫رقم الجازة المتسلسل لدى دائرة المطبوعات والنشر‬

‫‪2004 / 8 / 2021‬‬

‫المملكة الردنية الهاشمية‬

‫رقم اليداع لدى دائرة‬

‫المكتبة الوطنية‬

‫( ‪) 2004 / 8 / 2050‬‬

‫‪302.2‬‬
‫الصوص‪ ،‬عدنان‬

‫المنابر العلمية بين تجاهل الخطر الشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا‪-.‬‬


‫عمان‪ :‬المؤلف‪،2004 ،‬‬

‫) ص‪.‬‬ ‫(‬

‫ر ‪ .‬أ ‪.) 2004 / 8 /2050 ( :‬‬

‫الواصفات‪/:‬العلم‪//‬الثقافة السياسية‪//‬السياسة‪/‬‬

‫تم إعداد بيانات الفهرسة والتصنيف الولية من قبل دائرة المكتبة الوطنية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫تقريظ‬

‫الحمد ل‪ ,‬والصلة والسلم على رسول ال‪.‬‬


‫أما بعد‪.....‬‬
‫فإن من دوا عي ال سرور أن ن جد من يك تب للدفاع عن ال سلم والم سلمين‪,‬‬
‫وتزيد الغبطة إذا كان الكاتب ممن يدرك بُعد المسألة ومضامينها ليكون الستنتاج‬
‫سليما‪ ,‬ووصوله إلى الحكم الصحيح اقرب ممن ليس كذلك‪.‬‬
‫و من الم سائل الح ساسة في هذا الزمان م سألة ت صوير‪ :‬أ ين العِداء والف ساد‬
‫والجرام ضد البشر ية عموما‪ ,‬وضد السلم خصوصا‪ ,‬هل هو في الرأ سمالية‬
‫(النصيارى أهيل الكتاب)‪ ,‬أم هيو فيي اللحادييية (الشيوعيية الثوريية اليهوديية)‬
‫أكثر؟ وقد تباينت الرؤى والحكام‪ ,‬لتباين التصورات‪ ,‬ولختلف المعطيات عند‬
‫كل طرف‪.‬‬
‫والغرييب انيك تجيد أكثير الكتاب ومين ينتسيبون إلى التحلييل السيياسي وفهيم‬
‫الوا قع‪ ,‬يزعمون أن راس ال شر هي الرأ سمالي ( أمري كا )‪ ,‬وأن ها‪-‬أي أمري كا‪-‬‬
‫تزج بالم سلمين إلى ال ساحة لمواج هة الشيوع ية‪ ،‬و من ثم تتح كم وت سيطر على‬
‫المة‪.‬‬
‫وإن هذا لعجيب‪ ،‬فأيين نظير هؤلء وفقههيم عين احتلل الشيوعيية – على‬
‫اختلف في التسمية – أكثر أرض المسلمين عربا وعجما‪ ،‬فإن كان هذا هو فقه‬
‫الواقع فان المنحى سيكون بعيدا وغير بصير‪.‬‬
‫ون حن نرى ع كس ما يرى أمثال هؤلء‪ ،‬مع اعتبار نا الخ طر الغر بي‪ ،‬ول كن‬

‫‪4‬‬
‫شتان بين الخطرين‪.‬‬
‫وبين يديّ ورقات طيبات‪ ،‬بين فيها صاحبنا أبو أيمن ‪ -‬حفظه ال تعالى‪ -‬أين‬
‫يك من الخ طر الع ظم وال شر ال كبر‪ ،‬وذلك ض من مقاي يس علم ية مت فق علي ها ل‬
‫أقول عند أهل السلم‪ ،‬بل عند الناس عامة‪.‬‬
‫وكانيت نتيجية بحثيه ‪ -‬حفظيه ال تعالى‪ -‬انيه ل مقارنية أصيلً بيين الخطير‬
‫الحمر ( الشيوعي ) والخطر الصفر ( الرأسمالي ) وهو كذلك‪.‬‬
‫ول يسعني ‪ -‬وأنا أقرظ لخينا‪ -‬إل أن أدعو ال تعالى أن يبصرنا جميعا في‬
‫تنزييل الحكام على الواقيع‪ ،‬وأن يوفيق أخانيا ‪ -‬عدنان الصيوص‪ -‬للمزييد مين‬
‫كشف عوار الفقه الغثائي‪ ،‬علّنا وإياه نكون بذلك سببا لنجاة تلحق المسلمين‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد ل رب العالمين‪.‬‬

‫سمير مراد‬
‫عمان ‪ -‬الردن‬
‫الربعاء ‪/5‬جمادى الولى‪1425 /‬هي‬
‫الموافق ‪23/6/2004‬‬
‫عمان‪ -‬الردن‪ -‬بريد الكتروني‬
‫‪SAMEERALSHAFAE@YAHOO.COM‬‬

‫‪5‬‬
‫بسم‪‬ال الرحن الرحيم‬

‫يَاأَيّهَا الّذِينَ آ مَنُوا كُ ونُوا قَوّامِ ينَ لِلّهِ شُهَدَاءَ بِا لْقِسْطِ وَلَا‬
‫يَجْرِمَنّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلّ ا تَ عْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتّقْوَى‬
‫(ا لم ائ دة ‪) 8‬‬ ‫وَا تّقُوا اللّهَ إِنّ ا للّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَ عْمَلُونَ(‪) 8‬‬

‫الهيييييييداء‬

‫إلى ‪ :‬أولي العقيول واللباب‪.‬‬

‫إلى ‪:‬المجاهدين في سبيل ال تعالى‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬كل مخلص لدينه وأمته ووطنييه‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬مريييدي الحق والمدافعين عنه أينما وجدوا‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬من اتخذوا رؤوسييا جهالً لفتياهم فضلوا وأضلوا ‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬من ضربوا بفقه المصالييح والمفاسيد عرض الحائيط ‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬الذين يلهثييون نحو السراب أو يسيييعون بالخيييراب‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إلى ‪ :‬متهمي مخالفيهم من السيييلميين المتبعين للحق بأوضع النعوت‪.‬‬

‫ثم إلى ‪ :‬من اشربوا في قلوبهم معاداة كل ما هو غربي‪ ,‬ولو على حساب‬
‫عقيدتهم وحياتهم وأموالهم وأرضهم وعرضهم‪.‬‬

‫إلى ‪ :‬كل أولئييييك‪ ,‬أقدم رسالتيييييي هذه‪.‬‬

‫عنوان المؤلف‪ :‬عمّان‪ -‬الردن‬


‫البريد اللكتروني‬
‫‪Adnansous@yahoo.com‬‬

‫‪7‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫الح مد ل رب العالم ين‪ ,‬وال صلة وال سلم على ر سول ال ال صادق الم ين‪،‬‬
‫الذي حذرنيا مين سينوات يُكذّب فيهيا الصيادق ويُخوّن فيهيا الميين‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫لم يكن النسان وحده في هذه الرض من يحرص على أن تكون جميع أقواله‬
‫وأفعاله ومجمل تصرفاته تصب في مصلحته‪ .‬فكل ما خلق ال تعالى في أرضنا‬
‫هذه مفطور على ما يصلح حياته سواء في جلب منفعة أو درء مفسدة‪ ،‬حتى أننا‬
‫ل َربّنَا اّلذِي أَعْطَى كُلّ‬
‫ن جد ذلك قائما في أنواع الطيور والبهائم‪ ،‬قال تعالى‪( :‬قَا َ‬
‫شيْءٍ خَلْقَ ُه ثُمّ َهدَى(‪ .1) )50‬وأعت قد أن هذا ال مر ل يختلف ف يه العقلء‪ ،‬وأ نه‬
‫َ‬
‫الصل في فطر الشياء‪ ،‬وان الخروج عن هذا الصل عند النسان – أي عدم‬
‫التوصل إلى الم صلحة المرجوّة من هذا الفعل أو ذاك القول (الت صرف) – يعود‬
‫سببه إلى ضعف نسبي في معرفة ما سينتج عن هذا القول أو ذاك الفعل‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك الضعف إلى عدة أسباب‪:‬‬
‫‪-1‬ضعف العقل أو غيابه بالكلية‪.‬‬
‫‪-2‬الجهل‪ :‬وهو على أنواع‪:‬‬
‫* جهل في حقائق الشريعة وأحكامها ذات العلقة بالقضية‪.‬‬

‫‪ -‬طه ‪. 50‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
‫* جهل في واقع القضية‪.‬‬
‫* جهل يجمع ما بين الجهلين السابقين وهو الكثر إفسادا ًفي مصالح العباد‪.‬‬
‫‪ -3‬القصد الفاسد مع توفر العلم‪:‬‬
‫* وقد يكون سببه هوىً متبعا أو إكراها أو عمالةً لعد ّو أو بسبب حالة ذهول‬
‫لم يعتبر خللها بمن سبق أو اختراق جاسوسي‪.‬‬
‫‪ -4‬التأويل الفاسد‪ ،‬كتأويلت الخوارج والمرجئة والرافضة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫يقصد بـ" المنابر العلمية "‬

‫كل وسائل التصال بالجماهير المسموعة والمرئية والمكتوبة سوا ًء كانت‬


‫وسائل إعلمية إسلمية أم غير إسلمية‪ ،‬وسوف نركز على مناقشة المنابر‬
‫العلمية السلمية ومعاداتها لمريكا أكثر من غيرها لنها‪-:‬‬
‫‪ -1‬تخاطب مجتمعا إسلميا يثق بمقولتها وأفعالها‪.‬‬
‫‪ -2‬تنطلق بدعوتها بإخلص‪.‬‬
‫‪ -3‬مجاهدة بدعوتها إلى درجة استخدام السلح لتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫‪ -4‬تع صم دماء الم سلمين وأموال هم إن هي أح سنت‪ ،‬وتش تت شمل هم وتفرق‬
‫جمعهم وتوهن قوتهم إن هي أخطأت‪.‬‬
‫عدَلَت‪،‬‬
‫‪ -5‬تحبيب غيير المسيلمين وتقربهيم مين السيلم إن هيي أصيابت و َ‬
‫وتنفرهم وتبعدهم عن السلم إن هي أخطأت وظلمت‪.‬‬
‫‪ -6‬بصوابها تكون سببا في صلح الدنيا والخرة‪ ،‬وبفساد أعمالها تكون سببا‬
‫في فساد الدنيا والخرة ‪ -‬كما هو حاصل الن إل ما رحم ال تعالى‪.-‬‬

‫‪10‬‬
‫يقصد بـ "تجاهل الخطر الشتراكي"‬

‫قال الكثيرون بزوال الخطر الشتراكي أو تجاهلوه بحجة انتهاء الشيوعية‬


‫محليا ودوليا وعالميا بعد تبني سياسة إعادة البناء ( البيروسترويكا ) في التحاد‬
‫السوفيتي السابق‪ ،‬والفصل الول من هذه الرسالة‪ ،‬يلقي الضوء على حقيقة ما‬
‫يجري الن في روسيا التحادية‪ ،‬فليراجع للهمية الكبرى‪.‬‬
‫ونذكّر كذلك بان الكلمات التالية‪ ( :‬ماركسية‪ ،‬شيوعية‪ ،‬اشتراكية‪ ،‬بعثية‪،‬‬
‫ناصرية‪ ،‬وغالبا قومية عربية‪ ،‬تحريرية ‪ ،) ...‬ويجمعها كلمة ( يسارية )‪ ،‬تدل‬
‫جميعا على حقيقة واحدة في مراحل مختلفة وحسب ما يستوجبه الظرف في‬
‫مسيرة الماركسية‪.‬‬
‫ويعرف اليسار بيأنه " تعبير مطاط لنه يتغير بتغير المرحلة التاريخية‪،‬‬
‫وتغير أهدافه تبعا لكل مرحلة‪ ،‬فمن الممكن القول بأن اليسار هو المعارضة‬
‫لتغيير الوضع القائم "‪.2‬‬
‫ويقول الدكتور وليد عبد الناصر‪ " :‬فاليسار من وجهة نظرنا ليس هو‬
‫الماركسية اللينينية‪ ،‬واختزاله فيها يضيق من افقه ونطاقه "‪.3‬‬
‫وبعد أن عدد السماء المختلفة للشتراكية‪ ،‬قال الشيخ عبد العزيز البدري ‪:4‬‬

‫‪ -‬الموسوعة الشتراكية لمجلة الهلل‪ ،‬حرف الياء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬اليسار والعولمة‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬و هو مقرب من جما عة الخوان الم سلمين‪ ،‬مات ت حت التعذ يب على يد نظام‬ ‫‪4‬‬

‫ذكره حردان التكريتي‪ ،‬وزير الدفاع العراقي السايق‬ ‫البعث العربي الشتراكي العراقي‪ ،‬كما‬
‫(مذكرات سياسي عراقي‪ ،‬كنا عصابة من اللصوص والقتلة خلف مليشيات صدام للعدام‪،‬‬ ‫في كتابه‬
‫ص ‪ ،81‬ط‪ /‬الزهراء للعلم العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عام ‪1411‬هـ‪1990 -‬م)‪.!!!.‬‬

‫‪11‬‬
‫" وهذه كلها في الحقيقة واحدة من حيث السس والقواعد‪ ،‬وإن اختلفوا في‬
‫الجزئيات وتباينوا في طرق التنفيذ وفي تعدد أوصاف أسمائها "‪. 5‬‬
‫أ ما المع نى الدق يق للشيوع ية أو المارك سية ( الي سار ) ف هو‪ ":‬الت طبيق العملي‬
‫لسطورة الشعب المختار"‪ .‬أي أنها السبيل المثل لتحقيق العقيدة اليهودية (اليهود‬
‫شعيب ال المختار‪ ،‬الرض ملك لهيم‪ ،‬البشير جميعيا عبييد وسيخرة لخدمتهيم)‪.‬‬
‫والدلة على هذا أك ثر م ما يت صور الب عض‪ ،‬و قد كً تب في ها العد يد من الك تب‬
‫والرسائل والبحاث‪ ،‬ومنها كتب اعترف فيها رؤساء سابقين لحكومات إسرائيلية‬
‫بهذه الحقيقة‪ ،‬ليس هذا موضعه‪.‬‬

‫يقصد بـ "ظاهرة معاداة أمريكا"‬


‫من المعلوم أن معاداة أمريكا خرجت عن بعض الصيحات هنا أوهناك إلى‬
‫أن ترددت أصداء أصواتها في كل مكان و زمان‪ ،‬والحكم هنا على الغالب‪ .‬ومن‬
‫الجدير بالذكر أن ظاهرة معاداة أمريكا قد تضاعفت أضعافا كثيرة بعد أن أطلّت‬
‫سياسة إعادة البناء (البيروسترويكا) الشيوعية اليهودية برأسها على العالم‪،‬‬
‫فأصابت منه ما أصابت لتحقيق غاياتها وأهدافها المستقبلية للسيطرة على العالم‬
‫كله متى حان الوقت‪ ،‬تحقيقا لعقائد الصهيونية اليهودية في توراتها "الرض ملك‬
‫لهم وهم شعب ال المختار والبشر حيوانات وبهائم خلقوا لجل خدمتهم"‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ولهمية البدء بمناقشة مقولة ( ماتت أو انتهت الشيوعية) ومدى بعدها‬
‫أو قربها من الواقع‪ ،‬فقد خصصت الفصل الول من هذه الرسالة‪ ،‬لبيان حقيقة‬
‫خصّصتُ‬
‫تلك المقولة‪ ،‬في حين تناول الفصل الثاني جوهر البحث‪ ،‬وأخيرا َ‬
‫الفصل الثالث للنتائج والتوصيات‪.‬‬

‫‪ -‬حكم السلم في الشتراكية‪ ،‬ط (‪ ،)5‬ص ‪.67‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الول‪ :‬هل ماتت الشيوعية؟؟‬

‫منيذ اليام الولى لطرح شعار موت الشيوعيية أو انتهائهيا‪ ,‬والبعيض يحذر‬
‫الناس من ازدياد خطرها وتماديه‪ ،‬على الرغم من عدم ظهور أية أدلة حسية بعدُ‬
‫تيبرهن على صيحة المير‪ ،‬ولكين كان تحذيرهيم معتمدا على دراسية الماركسيية‬
‫اللينين ية وفل سفتها‪ .‬وهذا ما ي جب أن يفعله من أراد الحقي قة‪ ،‬والناس في معر فة‬
‫الحقيقة وفهم الواقع ثلثة أصناف‪-:‬‬
‫الول‪ :‬من ير يد معر فة الحقي قة عن طر يق القوال والت صريحات الدعائ ية‬
‫ف قط‪ .‬وهذا ال صنف مُعر ضٌ للتضل يل‪ ،‬وذلك لمكان ية وقوع الكذب‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫خرِ َومَا هُ مْ ِبمُ ْؤ ِمنِي نَ(‪()8‬البقرة)‪ .‬وقال‬
‫ن يَقُولُ آ َمنّا بِاللّ هِ َوبِا ْليَوْ مِ الْآ ِ‬
‫س مَ ْ‬
‫ن النّا ِ‬
‫( َومِ ْ‬
‫حيَا ِة ال ّد ْنيَا َو ُيشْ ِهدُ اللّ هَ عَلَى مَا فِي قَ ْلبِ هِ‬
‫جبُ كَ قَوُْل ُه فِي ا ْل َ‬
‫ن ُي ْع ِ‬
‫س مَ ْ‬
‫ن النّا ِ‬
‫تعالى‪َ ( :‬ومِ ْ‬
‫حرْ ثَ‬
‫سدَ فِيهَا َو ُيهْلِ كَ ا ْل َ‬
‫سعَى فِي ا ْلَأرْ ضِ ِليُفْ ِ‬
‫وَ ُهوَ أََل ّد ا ْلخِ صَامِ(‪)204‬وَِإذَا َتوَلّى َ‬
‫ب الْ َفسَادَ(‪()205‬البقرة)‪.‬‬
‫وَال ّنسْلَ وَاللّ ُه لَا ُيحِ ّ‬

‫الثاني‪ :‬من يريد معرفة الحقيقة عن طريق رؤية الفعال فقط‪ ،‬وهذا الصنف‬
‫مُعرض للتضليل كذلك‪ ،‬من صورتين‪-:‬‬
‫‪ -1‬صورة المنافق الذي يشهد الجمعة والجماعات‪ ،‬فلو نظرت إلى ظاهر‬
‫عمله فقط‪ ،‬خُدعت به‪.‬‬
‫‪-2‬صييورة المرائي ولو بأفضييل العمال والطاعات‪ ،‬كقراءة القرآن‬
‫والجهاد والصيدقة‪ ،‬فهذا النوع يخالف ظاهره باطنيه‪ .‬والحدييث الذي‬
‫رواه م سلم عن أ بي هريرة ر ضي ال ع نه‪ ،‬الذي يخبر نا ف يه ال نبي‬
‫صلى ال عليه وسلم عن أول ثلثة تسعّر فيهم النار يوم القيامة أدل‬

‫‪13‬‬
‫دلييل على صيحة ذلك‪ .‬وقول النيبي –صيلى ال علييه وسيلم‪ " -‬إنميا‬
‫العمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى ال‬
‫ورسوله فهجرته إلى ال ورسوله‪ ،‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو‬
‫امرأة ينكحهيا فهجرتيه إلى ميا هاجير إلييه" رواه البخاري ومسيلم‬
‫وغيرهما‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬مين يرييد معرفية الحقيقية عين طرييق قراءة الفكار والعقائد‪ ،‬فهذا‬
‫الصينف ل يضيل ول يزل بإذن ال‪ ،‬ول يلدغ مين جحير واحيد مرتيين‪ .‬وهذا‬
‫السيلوب هيو الدق والصيوب‪ ،‬ول يسيتطيعه أو يطيقيه كثيير مين الناس‪.‬‬
‫وأ صحاب هذا ال صنف هم الفقهاء في الوا قع‪ ،‬ينذرون أقوام هم ويأخذون بأيدي هم‬
‫بعيدا عن مواطن الزلل والخديعة‪ ،‬قال تعالى‪ (:‬وَلَ ْو َردّوهُ إِلَى الرّسُولِ وَإِلَى ُأوْلِي‬
‫ن يَ سْ َت ْن ِبطُونَ ُه ِم ْنهُ مْ‪( )..‬النساء ‪ .)83‬ونحن في أم سّ الحاجة‬
‫ا ْلَأمْ ِر ِم ْنهُ مْ َلعَِلمَ ُه اّلذِي َ‬
‫إلى هذا الصنف من الناس وتكثيره‪ ،‬في زمن السنوات الخدّاعات التي أخبر عنها‬
‫النبي –صلى ال عليه وسلم‪ " -‬ثم يأتي على الناس سنوات خداعات يُصدّقُ فيها‬
‫ب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها المين وينطق فيها‬
‫الكاذب ويُكذّ ُ‬
‫الرويب ضة ق يل و ما الرويب ضة‪ ،‬قال‪ :‬الر جل التا فه يتكلم في أ مر العا مة "‪ .6‬كي‬
‫يقوم أولئك بت صحيح ال صورة‪ ،‬وإحقاق ال حق‪ ،‬وت صويب الوضاع‪ ،‬فك يف الحال‬
‫بأمة ترى الصادق كاذبا والكاذب صادقا ؟ وكيف بأمة ترى المين خائنا والخائن‬
‫أمينا ً؟‬
‫لذا‪ ،‬فالحكم على الشيوعية وجودا أو عدما إنما يكون بقراءة مبادئها وفلسفتها‬
‫ولييس بالعواطيف والحكام المبنيية على التصيريحات والقوال فهيي مين أشنيع‬
‫الفرق الباطنية‪ ،‬فمن مبادئها‪:‬‬

‫‪ -‬صحيح ابن ماجه ‪،‬رقم ‪ 4036‬عن أبي هريرة ‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -1‬مبدأ الكذب‪ ،‬ح سب القاعدة الشيوع ية "اكذب ثم اكذب ثم اكذب و سوف‬
‫تصدق الكذبة"‪.‬‬
‫" أي ها الرف يق من تفل يس‪ ،‬اكذب ول كن ل تتجاوز ال حد "‪ .7‬و قد ذ كر طارق‬
‫حجي‪ ،‬أن الشيوعية تقوم من ألفها إلى يائها على الكذب‪.8‬‬

‫فمثلً‪ ،‬فإن الفل سفة المارك سية قائ مة على الماد ية الجدل ية التي تن كر وجود ال‬
‫تعالى‪ .‬فهل بعد هذا الكذب كذب ؟‬
‫وبالنسيبة لشعار الوطنيية المطروح يقول ماركيس وإنجلز‪ " :‬بالرغيم مين أن‬
‫نضال البروليتاريا ضد البرجوازية ليس في أساسه نضالً وطنيا‪ ،‬فهو مع ذلك‬
‫‪9‬‬
‫يتخذ هذا الشكل في بادئ المر "‬
‫أ ما عن ج نة لين ين وإتراف حياة الشغّيلة وإغنائ ها وترفيه ها ك ما ذ كر البيان‬
‫الشيوعي لماركس وإنجلز‪ ،‬في ص (‪ ،) 60‬فقد كذّبه الواقع بالمجاعات والموت‬
‫من الجوع بالمليين منذ استلم الشيوعية الحكم‪.‬‬
‫وبالنسبة لوعد الشيوعية العمال بالديموقراطية كما ذكره البيان في ص (‪،)66‬‬
‫" إن الخطوة الولى في ثورة العمال هي‪ ،‬كما رأينا‪ ،‬تحول البروليتاريا إلى طبقة‬
‫سيائدة‪ ،‬والظفير بالديموقراطيية"‪ ،‬فقيد كذب واقعهيم هذا الدجيل والخيال‪ .‬ويقول‬
‫النج يل البلش في (أي الشيو عي)‪ " :‬لذلك يتح تم علي نا أل نتردد لح ظة واحدة في‬

‫‪ -‬لينين‪ ،‬مختارات ‪.1/131‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ -‬أفكارماركسبة في الميزان‪ ،‬الصفحات من ألفها إلى يائها‪ .‬وهو ماركسي سابق‪ ،‬قرأ‬ ‫‪8‬‬

‫خمسة آلف كتاب في الماركسية‪ ،‬واعتبر عقاد الماركسية في الوطن العربي‪.‬‬


‫‪ -‬البيان الشيوعي‪ ،‬ص ‪ ، 55‬طبعة موسكو ‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪15‬‬
‫أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا "‪ ،‬ويقول‪" :‬‬
‫يجيب أن يكون شعارنيا كيل وسيائل العنيف والخديعية"‪ .‬ويقول‪ " :‬والغايية تيبرر‬
‫الوسيلة"‪.10‬‬
‫ين بروتوكولت‬
‫يي مي‬
‫يتدلل الضافي‬
‫ورب معترض يعترض على هذا السي‬
‫حكماء صهيون‪ .‬وجوابه‪:‬‬
‫أن ما في البروتوكولت يعبّر تماما عن أساليب الشيوعي ين لتحقيق أهداف هم‪.‬‬
‫قال محميد خليفية التونسيي‪ " :‬وكذلك تنبيه بعيض الكتاب الذيين قارنوا بيين تلك‬
‫الفظائع البلشفيية والبروتوكولت الصيهيونية فسيموا البروتوكولت ( النجييل‬
‫البلشفيي) لميا لحظوا بينهميا مين توافيق عجييب‪ .‬كميا لحيظ كاتيب إنجليزي‬
‫مناورات اليهود للتشكيك في نسبة الكتاب إليهم‪ ،‬ففند مزاعمهم بحجج كثيرة‪ :‬من‬
‫بيين ذلك التوافيق العجييب بيين نبوءات البروتوكولت فيي سينة ‪ 1901‬وتلك‬
‫الويلت التي رمى بها اليهود العالم كفتنة البلشفية اليهودية وغيرها من الفتن‬
‫في روسيا وسائر البلد الوروبية "‪.11‬‬
‫ويقول صلح ن صر‪ " :‬ك ما أن الكاذ يب ال كبيرة ( للشيوع ية ) ال تي ي صعب‬
‫التح قق من ها فعالة للغا ية‪ ،‬ذلك أ نه يم كن تذكر ها بل و عي ب عد إنكار ها بمدى‬
‫‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫طويل "‬
‫ويقول طارق ح جي‪ " :‬والعتقاد الجازم بان المذ هب ( المارك سي ) قد أ سس‬
‫على زيف كامل وبهتان مطلق وضلل كبير‪ ،‬وان ما بني على ذلك الساس من‬
‫فكر ونظريات ورؤى واستنباطات وتطبيقات‪ ,‬شانه شان الساس الذي شيد عليه‪,‬‬

‫‪ -‬البروتوكول الول‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ -‬مقدمة كتاب الخطر اليهودي‪ ،‬بروتوكولت حكماء صهيون‪،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.313‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪16‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫وشانه شان كل ما بني على باطل‪ ,‬فهو باطل‬
‫ويقول الرفييق (رائد) العضيو السيابق فيي الحزب الشيوعيي العراقيي‪،‬‬
‫والم سؤول عن تنظ يم الكوادرالشيوع ية في منا طق بغداد الخم سة الولى‪ ،‬ب عد‬
‫تركه للحزب الشيوعي‪" :‬كنت أتولى كتابة بعض الكاذيب في الصحف بصورة‬
‫‪14‬‬
‫عامة بناء على تعليمات الحزب نفسه"‬
‫فمن ثبت كذبه وجب ترك روايته والتحذير من مقولته‪ ،‬خاصة إذا اتخذ من‬
‫الكذب و سيلة لتحق يق أهدا فه ك ما هو الحال في المبدأ الشترا كي‪ .‬لذا ف قد ترك‬
‫علماء الحديث الرواية عن الشيعة الرافضة‪ ،‬في حين قبلوها عن الخوارج‪.‬‬

‫‪ -2‬مبدأ المرونة واللف والدوران‬


‫وهو أسلوب ل غنى عنه عند الشيوعيين‪.‬‬
‫يقول لينين‪ ..." :‬ولكننا تعلمنا أيضا فنّا آخر ل غنى عنه في الثورة‪ :‬فن أن‬
‫نكون مرنين‪ ،‬أن نعرف كيف نغير تكتيكنا بسرعة‪ ،‬بفجأة‪ ،‬آخذين بالظروف‬
‫الموضوعية المتغيرة بعين العتبار‪ ،‬مختارين سبيلً جديدا للوصول إلى هدفنا‪،‬‬
‫إذا تبين أن السبيل القديم‪ ،‬في هذه الفترة من الزمن‪ ،‬غير ملئم‪ ،‬غير‬
‫صالح"‪ .15‬ويقول‪ " :‬ونحن الذين تعلمنا في هذه السنوات الثلث أو الربع‪ ،‬كيف‬
‫نقوم بانعطافات فجائية ( حين يقتضي الحال انعطافا فجائيا) "‪.16‬‬
‫ويقول‪ ":‬والواقع الجديد في الوقت الحاضر بالنسبة لثورتنا هو ضرورة‬

‫‪ -‬تجربتي مع الماركسية‪ ،‬ص ‪.9‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬مذكرات شيوعي عراقي‪ ،‬ص ‪ ،3‬واسمه الحركي رائد‪.‬‬
‫‪ -‬لينين‪ ،‬مختارات‪،‬ج ‪ 4‬ص ‪ 234 -233‬دار التقدم‪ -‬موسكو‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ -‬لينين‪ ،‬مختارات‪،‬ج ‪ 4‬ص ‪ 234 -233‬دار التقدم‪ -‬موسكو‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪17‬‬
‫اللجوء‪ ,‬في قضايا البناء القتصادي الجذرية‪ ,‬إلى طرائق العمل" الصلحية "‬
‫التدريجية‪ ,‬القائمة على الحتراس واللف والدوران"‪ 17‬ويقول‪ " :‬ما الذي يثبت أن‬
‫الثورة (الكبرى‪ ،‬المظفرة‪ ،‬العالمية) ل تستطيع ول ينبغي لها أن تلجأ إلّ إلى‬
‫الطرائق الثورية ؟ إن خطأ هذا الزعم واضح في نفسه "‪.18‬‬
‫وانطلقا من هذا المبدأ‪ " ,‬نرى أن المؤتمر الثاني والعشرون المنعقد في‬
‫تشرين أول ‪ 1961‬في الكرملين في موسكو‪ .‬كان قد رسم الصورة الواضحة‬
‫الولى للبيريسترويكا حسب رؤيتهم في ذلك الوقت‪:‬‬
‫خذَ قرارا بالتنازل‪ ,‬عند الضرورة‪ ,‬عن النظام الفيدرالي للتحاد‬
‫‪-‬فقد ا ّت ِ‬
‫السوفيتي والستعاضة عنه بدولة اتحادية واحدة ذات قوميات كثيرة‬
‫"‪.19‬‬
‫لذا نرى أن استقلل الجمهوريات السلمية وغيرها عن التحاد السوفيتي‪،‬‬
‫كان استقلل صوريا ل حقيقة له ‪ ،20‬ويكفي أن يُعرف أن الجيوش الروسية ل‬
‫زالت مسيطرة على البلد‪ ،21‬وأن حكام تلك الجمهوريات شيوعيون‪ .‬وما معنى‬
‫إصرار موسكو الظاهر للعيان على عدم إعطاء جمهورية الشيشان استقللها‪،‬‬
‫رغم مضي أكثر من عشر سنوات على القتال لجله ؟‬
‫ولكي ل ننخدع يجب أن تحمل التغييرات في الطرق والوسائل التي تنتهجها‬

‫‪ -‬المصدر السابق‪.4/236 ،‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ‪.239 /4‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -‬قتلوا من المسلمين مئات المليين‪ ،‬ص ‪.104‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ -‬راجع مجلة قضايا دولبة‪ ،‬عدد ‪ ،328‬السنة السابعة ‪ 27‬ذو القعدة ‪1416‬هـ‪/ 15/‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪4/1996‬م‪ ،‬ص ‪ .5 -4‬كما وقد ألغى النواب الروس قرار تفكيك التحاد السوفيتي‪ ،‬بأغلبية ‪،250‬‬
‫ومعارضة ‪ 98‬صوتا (الرأي الردنية في ‪.)16/3/1996‬‬
‫‪ -‬سوى لتفيا واستونيا ولتوانيا استرضاءً للغرب‪ ،‬بمساحة ‪ 62‬ألف ميل مربع فقط‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪18‬‬
‫الماركسية في مرحلة من مراحل سيرها على مبدأ المرونة واللف والدوران‬
‫الذي انتهجوه‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -3‬مبدأ فن التحالفات المرحلية مع المعارضة‬

‫فقيد أفرد البيان الشيوعيي الصيفحات الثلث الخيرة لتقريير مبدأ التحالف‬
‫المرحلي ميع مختلف أحزاب المعارضية‪ .‬سيواء كانيت أحزاب اشتراكيية أم‬
‫ديموقراطية أم راديكالية اشتراكية أم برجوازية راديكالية أم برجوازية ما دامت‬
‫تنا ضل ضد النظام المل كي و ضد الملك ية القطاع ية‪ .‬ثم قال‪ " :‬والخل صة‪ :‬أن‬
‫الشيوعييين يؤيدون فيي كيل قطير مين القطار كيل حركية ثوريية ضيد النظام‬
‫الجتماعيي والسيياسي القائم"‪ .22‬وقال لينيين‪ " :‬يمكين القبول باشتراك أشخاص‬
‫مفوّضين‪ -‬أي من غير اللينينيين‪ -‬من قبل حزبنا في حكومة ثورية مؤقتة‪ ،‬بغية‬
‫النضال بل هوادة ضد جميع المحاولت المعادية للثورة"‪.23‬‬
‫وتحت عنوان تكاتيك ( إقصاء المحافظين عن الحكومة )‬
‫" ‪ ...‬وبمعنى ما نقول أن البروليتاريا المناضلة والبرجوازية المناضلة‬
‫تسيران معا وتهاجمان معا الوتوقراطية‪ ،‬من جوانب مختلفة ‪ ...‬وهكذا‪ ،‬فإن من‬
‫مصلحة البروليتاريا أن ل تتمكن حكومة القيصر من الفصل بين البرجوازية‬
‫والبروليتاريا "‪.24‬‬
‫يقول صلح نصر‪ " :‬ولقد قال ستالين‪ :‬إن الذين ل يعتمدون على أنفسهم‪ ،‬هم‬
‫فقط الذين يخشون الدخول في تحالفات مؤقتة مع الشعوب التي ل يعول عليها ؟‬
‫ولكن ستالين والزعماء الخرين حذروا الحزب من الستخدام غير السليم‬
‫للتحالف‪ .‬إذ يجب أن نضع في الذهان أن الحليف المؤقت هو عدو المستقبل‪.‬‬

‫‪ -‬البيان الشيوعي ص ‪.84‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -‬لينين‪ /‬مختارات ‪.79 /1‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ‪. 129 /1‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪20‬‬
‫وكما يقول لييتس‪ " :‬فإن الحزب الذي يدخل في أي علقات أخرى غير النزاع‬
‫السافر مع مجموعة خارجية ينبغي عليه أن يستخدم هذه المجموعة‪ ،‬وإل فإنها‬
‫ستستخدمه‪ .‬ذلك أنه يجب أن يكون التحالف مؤقتا فقط لمعاونة المجموعات‬
‫الخارجية‪ .‬ومن ثم فإن مثل هذه التحالفات بمثابة علقات عابرة‪ ،‬يدخلها‬
‫الشيوعيون بحذر وانتباه‪ ،‬وتستخدم كخطوات في سبيل القضية الكبرى "‪.25‬‬

‫وأثناء مرحلة التحالف يقوم الشيوعيون بعدة أمور‪ .‬منها‪:‬‬


‫‪ -‬تحريض قوة عدو ما ضد أخرى‪ ،‬فقد اقتبس صلح نصر من لينين قوله‪:‬‬
‫" إن الجزء العملي للسياسة الشيوعية هو ‪ ...‬أن تحرض قوة عدو ما ضد‬
‫أخرى"‪ .‬ويكون الهدف هو تحديد المرحلة للعمل النهائي في المسرحية‪ ،‬أي‬
‫الستيلء على السلطة"‪.26‬وقد نجحوا نجاحا كبيرا في إقناع كثير من المسلمين‬
‫بالسخط على النظمة السلمية التي تحارب وتعادي المد الشتراكي‪ ،‬وعلى‬
‫رأسها السعودية والردن‪ ،‬فضربوا بذلك أعداءهم بأعدائهم‪ ،‬وهذا ما حصل في‬
‫مصر أيام الملك فاروق‪ ،‬حين ورطت الشيوعية السلميين لسقاط نظامه‪،‬‬
‫وبعدها ندموا لما ذاقوه من ألوان العذاب والستعباد‪ ،‬كما سيأتي تفصيله‪.‬‬
‫‪" -‬بعث تيارات يسارية داخل الحركات السلمية"‪.27‬‬
‫‪" -‬مهادنة السلم لتتم الغلبة عليه‪ ،‬والمهادنة لجل حتى نضمن أيضا‬
‫السيطرة‪ ،‬ونجتذب الشعوب العربية إلى الشتراكية "‪ .28‬لن الشيوعيين اعتبروا"‬
‫استمرار الهجوم على الدين يلغي عمليا العملية الشيوعية‪ ،‬ول يكون الهجوم إل‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.43‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ -‬تجربتي مع الماركسية‪ ،‬لطارق حجي‪،‬ص ‪ ،)199‬وملف اليسار السلمي كبير‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪21‬‬
‫مجرد انتحار سياسي"‪ .29‬واعتبروا ذلك خطوة تكتيكية " ضرورية لحفظ نظامهم‬
‫من النهيار"‪.30‬‬
‫هذه بعض المبادئ والصول في الفلسفة الماركسية‪ ،‬فهل بقيت هذه التعاليم‬
‫والسياسات حبرا على ورق أم طبقت واقعا؟ ‪ ....‬لننظر‪:‬‬
‫بعض الصور العملية للمهادنة والختراق حديثا‪-:‬‬
‫‪-1‬تظاهر مصطفى كمال أتاتورك اليهودي بالسلم‪ ،‬حتى تمكن من‬
‫القضاء على الدولة العثمانية‪ ،‬وسلخ تركيا علنية عن السلم‪.31‬‬
‫‪-2‬التحالف القديم بين السلميين والشتراكيين بقيادة لينين في روسيا‬
‫النصرانية قبل الثورة البلشفية الشيوعية‪ ،‬وبعد نجاح الثورة تم الهجوم‬
‫على الجمهوريات السلمية المستقلة‪ ،‬كما ذكره طارق حجي في‬
‫كتابه (أفكار ماركسية في الميزان‪ ،‬ص ‪ ،65‬دار المعارف‪.‬‬
‫‪ -3‬قيام الرئيس عبد الناصر الشتراكي بالنضمام إلى الخوان‬
‫المسلمين حتى تمكن من استلم السلطة ليقضي على الحركة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫يقول حسين محمد حمودة أحد الضباط الحرار في جماعة الخوان المسلمين‬
‫بهذا الشأن‪ " :‬كانت الخلية الرئيسية في تنظيم الخوان المسلمين داخل القوات‬
‫المسلحة مكونة من سبعة ضباط هم‪ :‬عبد المنعم عبد الرءوف وجمال عبد‬

‫‪ -‬الشيوع ية والديان‪ ،‬طارق ح جي‪ ،‬ص ‪ ،49‬نقل عن أخ طر وثي قة شيوع ية لمحار بة‬ ‫‪28‬‬

‫الدين"‪.‬‬
‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.318‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.317‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ -‬الفعى اليهودية في معاقل السلم عبد ال التل‪ ،‬ص ‪.90 ،85 ،75‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪22‬‬
‫الناصر وكمال الدين حسن وسعد توفيق وخالد محي الدين وحسين حمودة‬
‫وصلح خليفة "‪.‬‬
‫وقال‪ " :‬التقينا نحن السبعة وحضر اجتماعنا الصاغ محمود لبيب وكيل‬
‫جماعة الخوان المسلمين‪ ،‬وتكررت اجتماعاتنا مرة كل أسبوع في منزل عبد‬
‫المنعم عبد الرءوف بالسيدة زينب‪ ،‬وفي منزل جمال عبد الناصر‪ ...‬وتكررت‬
‫اجتماعاتنا السبوعية ولم تنقطع أبدا طيلة الفترة (‪ )1948 -1944‬أربع‬
‫سنوات وأربعة اشهر" ‪.32‬‬
‫علما أن عبد الناصر كان عضوا في خلية شيوعية قبل الثورة اسمها الحركة‬
‫‪.‬‬ ‫‪33‬‬
‫الديموقراطية للتحرر الوطني( حدتو)‬
‫‪-4‬تظاهر ميشيل يوسف عفلق اليهودي بالنصرانية‪ ،‬ثم أعلن عن إسلمه‬
‫بعد وفاته‪.34‬‬
‫‪-5‬محاولت اليسار اختراق الجماعات السلمية المعاصرة بعد سياسة‬

‫‪ -32‬أسرار حركة الضباط الحرار ص ‪.33‬‬


‫‪ -33‬أ سرار حر كة الضباط الحرار ص ‪ ،157‬وف يه قيام ع بد النا صر بن قض التفاق بي نه‬
‫وبيين الخوان على الحكيم بكتاب ال‪ ،‬وفتكيه بالحركية السيلمية ص ‪ ، 167-161‬وراجيع‬
‫كتاب فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي للدكتور جابر الحاج ص ‪.34‬‬
‫‪ -34‬نقل خبر إسلمه وسائل العلم في حينه‪ .‬وقد ذكر يهودية أبيه يوسف عفلق‪ ،‬الذي‬
‫‪www.moqatel.com/mokatel/Data/‬‬ ‫اعتنق البروتستانتية الموقع‬
‫‪Behoth/Siasia2/Hezb_Bath/Mokatel3_1-2.htm‬‬

‫‪23‬‬
‫(البيروسترويكا)‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪-1‬دعا تيسير الزبري أمين عام حزب الشعب الديموقراطي( حشد )‬


‫سابقا‪ ،‬وهو حزب يساري‪ ،‬إلى ضرورة المحافظة على حزب جبهة‬
‫العمل السلمي وتقوية كل أواصر العلقة بينه وبين القوى السياسية‬
‫والحزبية والقومية واليسارية ‪ .35‬واعتبر ذلك من متطلبات المرحلة‬
‫السياسية الجديدة التي تفرض على اليساريين التعامل مع السلميين‬
‫لصالحهم حيث قال عن الحزب ‪ ":‬عدو عدوي صديقي‪ ،‬أو ما يسمى‬
‫بلغة السياسيين تسخير الصراع الثانوي لصالح الصراع الرئيسي"‪،‬‬
‫وضرب أمثلة عديدة على هذه السياسة الحكيمة والواقعية – على حد‬
‫زعمه‪ " -‬بما يجري الن من تحالف واسع بين السلميين‬
‫والشتراكيين والليبراليين والديموقراطيين في الجزائر وفي صفوف‬
‫المعارضة الفلسطينية‪ ،‬وفي مصر بدرجة مقبولة والردن "‪ .36‬قلت‬
‫أليس هذا تطبيقا حرفيا لقول ستالين ولينين ؟‪ .‬ثم يقال بعد هذا ماتت‬
‫الشيوعية !!!‬
‫ب‪ -‬دعا الحزب الناصري الشتراكي( المصري) إلى التحالف مع الخوان‬
‫المسلمين على لسان القطب الناصري فريد عبد الكريم بصفتهم قوة سياسية ل‬
‫يمكن إنكارها في مصر‪ ،‬وقال لصحيفة الحياة اللندنية‪ " :‬إن الخوان يقفون الن‬
‫موقفا مضادا للستعمار المريكي والهيمنة الصهيونية شأنهم في ذلك شأن حركة‬
‫حماس والجهاد السلمي وحزب ال "‪.‬‬

‫‪ -35‬الرأي الردنية ‪1995/ 9 /25‬‬


‫‪ -36‬الرأي الردنية ‪5/10/1995‬‬

‫‪24‬‬
‫وأكد " أن الخوان المسلمين باتوا قريبين من الناصريين‪ ،‬وعلينا أن نتفاهم‬
‫معهم وعلى المسئولين في الحزب الناصري أن يسعوا إلى ذلك من أجل إضافة‬
‫قوة إلى قوتهم " ‪.37‬‬
‫ح ُكمُونَ)‬
‫هل يوجد اعترافا أصرح من هذا ؟ قال تعالى‪( :‬مَا َل ُكمْ َك ْيفَ َت ْ‬
‫(الصافات ‪ ،154‬والقلم ‪.)36‬‬
‫ج‪ -‬دعا الدكتور عبد ال العكايلة ( النائب) في فرع حزب جبهة العمل في‬
‫منطقة (الوحدات) في عمان إلى تحالف إسلمي يساري في النتخابات المقبلة‪.38‬‬
‫د‪ -‬إقامة السلميين لمختلف الندوات والمهرجانات والمسيرات بالشتراك‬
‫مع القوى اليسارية وأمثلتها كثيرة جدا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬المهرجان الشعبي الذي أقيم للتضامن مع سوريا تحت شعار " يدا بيد مع‬
‫سوريا" بمشاركة أحزاب المعارضة وأخرى وسطية‪ ،‬ومن ضمنهم أمين عام‬
‫الحزب الشيوعي الردني يعقوب زيادين ‪.39‬‬
‫‪ -‬دعت جماعة الخوان المسلمين في الردن جماهير الحشد والرباط‬
‫للمشاركة في المسيرة الشعبية التي تنظمها الحزاب والقوى الوطنية لمؤازرة‬
‫‪.‬‬ ‫‪40‬‬
‫شعب لبنان الشقيق الذي يتعرض لمجزرة قانا‬
‫‪ -‬أحزاب المعارضة اعتصمت احتجاجا على الغزو التركي لشمال العراق‬
‫وفي الصورة نواب الخوان المسلمين واليساري تيسير الحمصي‪.41‬‬

‫‪ -37‬السبيل‪ ،‬العدد ‪ ،133‬ص ‪.11/6/1996 ،1‬‬


‫‪ -38‬الرأي الردنية ‪25/3/1997‬‬
‫‪ -39‬جريدة السبيل‪ ،‬عدد ‪، 10/3/1997-4 ،170‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -40‬الرأي الردنية ‪23/4/1996‬‬
‫‪ -41‬العرب اليوم عدد ‪18/6/1997 ،33‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬شارك النائب السلمي السابق ليث شبيلت فعاليات المنتدى الشتراكي‪،‬‬
‫والذي نظم ندوة حول الفكر القومي لمشيل عفلق‪ ،‬اعتبر فيه ليث شبيلت رسالة‬
‫البعث رسالة العرب ورسالة السلم‪ ( ،‬الرأي الردنية ‪.)22/10/2003‬‬
‫‪ -‬نعي العناصر الشيوعية( اليسارية) مثل إبراهيم بكر مرشح الجبهة الوطنية‬
‫الشيوعية للمجلس اللبناني لعام ‪ .421955‬وهو أحد أعضاء الحزب العربي‬
‫الردني – الجبهة الوطنية‪ -‬وهو تجمع يساري معارض تبلور على شكل حزب‬
‫عرف بالحزب الوطني الشتراكي ‪.43‬‬
‫هي التحالف والتنسيق بين تنظيم القاعدة والمجموعات والحزاب والدول‬
‫اليساريية‪ ،‬منها منظمييية ( اللوية الحمراء) المتطرفة اليطالية‪ ،44‬وغير‬
‫المتطرفة مثل ( حزب التحرير) و(حزب ال اللبناني) ضمن جبهة موحدة أعلن‬
‫عنها في لندن‪ ،45‬ويكفي القول أن الساعد اليمن لسامة بن لدن الدكتور أيمن‬

‫‪ -42‬السبيل عدد ‪ ، 24/2/1997-18 ،168‬ص ‪ ،7‬ص ‪.9‬‬


‫‪ -43‬خريطة الحزاب السياسية الردنية لعام ‪ ،1992‬مروان العبداللت ص ‪-57‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -‬مجلة المجلة ‪ ،‬عدد ‪ ،27/3/2004 -21 ،1258‬وفيها ملف خاص عن الموضوع‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪ -‬وضميت الجبهية‪ ،‬حركية المهاجريين مين حزب التحريـر السـلمي وزعيمهيا عمير‬ ‫‪45‬‬

‫البكري من ظم مؤت مر النه ضة في ش هر أيلول ‪ ،1996‬في لندن‪ ،‬وجما عة ع مر ع بد الرح من‬


‫والشيخ محمد حسين فضل ال الزعيم الروحي لحزب ال اللبناني‪ ،‬والشيخ السوري عبد ال‬
‫أبو الفاروق‪( ،‬راجع مجلة الوسط في حوار مع البكري في العدد ‪ 241‬بتاريخ ‪.)9/9/1996‬‬

‫‪26‬‬
‫الظواهري‪ ،‬تحريري في الفكر السياسي‪ .‬ومن الدول إيران‪ ،46‬وسوريا‪ ،47‬ونظام‬
‫البعث العربي الشتراكي في العراق‪ .48‬وقد كشف حزب البعث العربي‬
‫الشتراكي الردني في نشرته الداخلية الخاصة بجناح العراق رقم (‪ )23‬لعام‬
‫‪ ،2005‬تحت عنوان (عزة الدوري يقود غرفة العمليات المشتركة للمقاومة‬

‫‪ -‬وملف المطالبات بتسليمها عناصر قيادية في تنظيم القاعدة للسعودية وأمريكا ل زال‬ ‫‪46‬‬

‫قائ ما‪ .‬و قد أ كد وز ير ال ستخبارات اليرا ني مؤخرا على تفك يك كا فة المجموعات اليران ية‬
‫العضاء في تنظيم القاعدة" التلفزيون الردني ‪. 17/7/2004‬‬
‫‪ -‬ح يث ي تم تدر يب الملب ين لنداء أ سامة بن لدن بالنضمام إلى صفوف النظام البع ثي‬ ‫‪47‬‬

‫العراقي للقتال ضد أمريكا‪ ،‬وتأمينهم إلى الجبهة‪.‬‬


‫‪ -‬نداء أ سامة بن لدن للمجاهد ين العرب بالنضمام إلى صفوف النظام البع ثي العر بي‬ ‫‪48‬‬

‫الشترا كي العرا قي‪ ،‬وفعل ا ستقبلهم البعثيون ووزعو هم على الجب هة‪ ،‬و سمعنا ق صصا مثيرة‬
‫ممن عادوا منهم أحياء‪ .‬وقد نشرت جريدة الحدث الردنية في عددها ‪ 343‬في ‪،19/8/2002‬‬
‫تقريرا بينت فيه دعم صدام حسين لجند السلم التي تربطها علقات بتنظيم القاعدة‪ ،‬وأن أبا‬
‫وائل أ حد قادة جند ال سلم كان حل قة الو صل بين القاعدة والنظام العرا قي‪ ،‬وقول أ حد ضباط‬
‫المخابرات العراقيية قاسيم حسيين محميد ان ايمين الظواهري‪ ،‬زار صيدام حسيين وكبار‬
‫المسؤولين العراقيين في التسعينات‪ ،‬ولقاء تم بين محمد عطا المتهم بتزعم مجموعة خاطفي‬
‫طائرات ‪ ،11/9/2001‬وعمييل المخابرات العراقيية فيي جمهوريية التشييك ميا بيين عاميي‬
‫‪ ،2001 -2000‬وغيره‪ .‬ونشرت مجلة الوطين العربيي فيي عددهيا ‪ 1331‬فيي ‪،6/9/2002‬‬
‫قصة المليار دولر التي أعدها النظام البعثي العراقي لدعم التنظيمات الصولية المجاهدة ضد‬
‫أمري كا ومن ها تنظ يم القاعدة‪ .‬هذا و قد ل فت نظري م نذ فترة وجيزة‪ ،‬التشا به في ال سماء ب ين‬
‫قواعيد المنظمات الفدائيية الفلسيطينية( قاعدة فتيح‪ ،‬قاعدة الجبهية الشعبيية‪ ،‬قاعدة الجبهية‬
‫الديموقراطية) وتنظيم القاعدة‪ .‬حتى تبين لي فيما بعد أن ( القاعدة) كان اسما لجريدة الحزب‬
‫الشيو عي العرا قي في الربعينات والخم سينات‪ ،‬ح سب ما ورد في كتاب مو جز أضواء على‬
‫الحركة الشيوعية في العراق‪ ،‬ص ‪ ،65-63‬وهذا الخبر الطريف للستئناس فقط‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫العراقية)‪ ،‬كشف عن تحالف اليساريين والسلميين‪ ،‬حيث قال‪ " :‬وتشير‬
‫المعلومات أيضا‪ ،‬أن تحالفا واسعا من تنظيمات إسلمية وقومية ويسارية تم‬
‫العلن عن ولدته بقيادة المجاهد عزة الدوري‪ ،‬الذي أمر مختلف فصائل البعث‬
‫في كل أرض العراق‪ ،‬لتقديم الدعم المادي والعسكري والتدريبي والستخباري‬
‫لمن يطلبها من منتسبي الفصائل الخرى المنتمية للمقاومة"‪.‬‬
‫هذه أهم المبادئ التي برهنت على النوايا الحقيقية للشعارات والتكتيكات‬
‫الشيوعية في ظل سياسة البيروسترويكا‪ ،‬حيث من خللها أكدنا على أن المرحلة‬
‫الجديدة من مراحل الشيوعية إنما كانت امتدادا لسلسلة من المراجعات‬
‫والصلحات التي قامت بها الحركة الثورية الماركسية في وقت مبكر من عمر‬
‫الثورة‪ ،‬وليس المر بدعة‪ .‬ولو راجع المراقبون التاريخ الشيوعي منذ عام‬
‫‪1917‬م‪ ،‬واستحضروا مبدأ الكذب ومبدأ المرونة اللينينية ومبدأ فن التحالفات‪،‬‬
‫لما انطلت على كثير منهم الشعارات الخداعة في زمن السنوات الخداعات‪.‬‬
‫جهُ المسلم السني سياسة التقريب والنفتاح من الشيعة المامية‬
‫ولمَ يوا ِ‬
‫بالرتياب والشك‪ ،‬ول يواجه سياسة النفتاح الشيوعية بمثل ذلك‪ ،‬وكلهما من‬
‫الفرق اليهودية الباطنية القائمة في أصولـها على التقية والكذب ؟‬

‫وهذه أهم المراحل والتطورات الواقعية في الفكر الماركسي اللينيني‪:‬‬

‫‪ -1‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪ 1921-1917‬م‬


‫" اصيطلح المؤرخون المحدثون على تسيميتها بفترة (حرب الشيوعيية)‪ .‬فترة‬
‫فرض تطبيق مبادئ ماركس ولينين المتطرفة والمتشددة بالقوة‪ ،‬ولكن لم تستطع‬
‫أن تمضي بذلك طويل‪ ،‬للمقاومة التي أبداها الشعب‪ ،‬فاضطر لينين إلى التراجع‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -2‬فترة التراجع الواقعة ما بين عامي ‪ 1929-1921‬م‬
‫ية‬
‫يع ينطوي على خطي‬
‫يه قائل‪ " :‬إن هذا التراجي‬
‫ين تراجعي‬
‫يث أعلن لينيي‬
‫حيي‬
‫موضوعية‪ .‬فإن العودة إلى النظام البرجوازي أمـر تمليـه الضرورة القتصـادية‬
‫في بعض الحيان " ولكن كانت العودة إلى النظام البرجوازي مقننة وضيقة جدا‪،‬‬
‫ف سمح بالتجارة الحرة والنتاج الفردي والملك ية الفرد ية‪ ،‬فظ هر نوع من الرخاء‬
‫النسبي وارتفع مستوى المعيشة بعض الشيء‪ ،‬وعلى الرغم من هذه التراجعات‬
‫في إعادة البناء إل أن أمرا مه ما لم يتغ ير‪ ،‬إ نه و سيلة الح كم‪ ،‬اعتقالت‪ ،‬أحكام‬
‫دكتاتور ية‪ ،‬ولم ي كن تراجع هم سوى خ طة لينين ية ( خطوتان إلى المام وخطوة‬
‫إلى الخلف)‪.‬‬

‫‪ -3‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪ 1956-1929‬م‬


‫و هي فترة ح كم ستالين‪ ،‬ح يث أعاد فرض (المزارع الجماع ية) على الش عب‬
‫بالحديد والنار مرة أخرى‪ ،‬وانتشر الموت جوعا حتى سميت الفترة ما بين عامي‬
‫‪ 1933-1929‬بفترة (المجاعية المنظمية) وأبيدت كيل أنواع المقاومية الشعبيية‬
‫يكي‬
‫ين أتباع تروتسي‬
‫يى طالت الشيوعييي‬
‫يك والعدامات والعتقالت‪ ،‬حتي‬
‫بالفتي‬
‫المعارض ين ل سياسته‪ .‬فكا نت فترة حك مه قا سية وتجددت في ها النتقادات اللذ عة‬
‫للحكيم الشيوعيي‪ .‬وعفيى الزمين على السيياسات القديمية‪ ،‬فحان موعيد التطويير‬
‫والتخفيف مرة أخرى‪ .‬بل حان موعد الدجل من جديد‪.49‬‬

‫‪ -‬الفترات الولى إلى الثال ثة أخذت مادت ها عن كتاب الشيوع ية وال ستعمار‪ ،‬بقلم ما هر‬ ‫‪49‬‬

‫نسيم‪ ،‬بتصرف‪ -‬ص ‪.30-26‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -4‬الفترة الواقعة ما بين عامي ‪1964 -1956‬‬
‫و هي فترة ح كم خروتشوف‪ ،‬وتع تبر الفترة ال تي ل عب في ها خروتشوف‬
‫الدور الرئي سي مرحلة حاسمة في تاريخ التحاد السوفيتي‪ ،‬والمع سكر الشيو عي‬
‫بوجه خاص‪ ،‬ومن أبرز سمات حكمه‪:‬‬
‫‪-‬التقدم في مجال الفضاء‪ ،‬والصواريخ عابرة القارات‪.‬‬
‫‪-‬تصفية الستالينية وظهور اتجاه ليبرالي في البلد لول مرة‪.‬‬
‫‪-‬التوسع في إنتاج السلع الستهلكية‪.‬‬
‫‪-‬إعلن سياسة التعايش السلمي مع الغرب‪.‬‬
‫‪-‬التو سع باطراد في د عم الحركات الثور ية الشتراك ية في العالم‬
‫باسم تقديم المساعدات القتصادية للدول النامية‪.50‬‬
‫يقول صيلح نصير عين إعلن سيياسة التعاييش السيلمي ميع الغرب " إن ميا‬
‫يلفت النظر تلك التوليفة التي أخرجها خروشوف تحت عنوان ( التعايش السلمي)‬
‫كأ ساس للتعا يش ب ين النظ مة المتباي نة الن ظم الجتماع ية‪ ،‬ف هي ش كل من خداع‬
‫الطب قة ب ين الشيوع ية والرأ سمالية‪ .‬ذلك أن التعا يش ال سلمي ل يع ني م صالحة‬
‫ب ين اليديولوجيت ين الشيوع ية والبرجواز ية‪ .‬إن ما على الع كس يع مد إلى تكث يف‬
‫حدة صراع الطب قة العاملة‪ ،‬و صراع جم يع الحزاب الشيوع ية لن صرة الفكار‬
‫الشيوعية "‪. 51‬‬
‫ويقول سياسي عر بي شيو عي لم يذ كر ا سمه‪ " :‬و قد بدأت مرحلة جديدة في‬
‫سياسة السوفيت الخارجية منذ انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي السوفيتي العشرين‪،‬‬

‫‪ -‬موسوعة الهلل الشتراكية ص ‪.204‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ -‬الحرب الثورية الشيوعية‪ ،‬ص ‪.156‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪30‬‬
‫في شهر شباط عام ‪ .1956‬ولقد كان من نتيجة ذلك المؤتمر البدء باتباع سياسة‬
‫خارجيية أكثير ليونية‪ ،‬وفقيا للمبدأ اللينينيي القائم على أسياس ميا يسيمى بسيياسة‬
‫التعا يش ال سلمي‪ ،‬ب يد أن تلك ال سياسة ل تع ني في الوا قع أي تغي ير في الفكرة‬
‫ال ساسية القائ مة على ال صراع الطب قي أو إشعال نيران الحروب والثورات في‬
‫البلدان الخرى‪ .‬إن تلك السـياسة تعنـي مجرد ضرورة المحافظـة‪ ،‬مؤقتـا‪ ،‬على‬
‫ال سلم ب ين الكتلت ين القائمت ين في العالم‪ ،‬إلى أن يح ين الو قت المنا سب الذي‬
‫تشعر فيه الكتلة السوفيتية بتفوقها أول‪ ،‬وبحتمية انتصارها ثانيا‪ ،‬فتشن هي‪،‬‬
‫بدون أي سـابق إنذار‪ ،‬حربـا ل هوادة فيهـا لكتسـاح العالم اجمـع وضمـه إلى‬
‫حظيرتها "‪ . 52‬وللعبرة فان هذا السياسي الشيوعي التائب‪ ،‬لم تنطل عليه دجليات‬
‫الشتراكيين ومناوراتهم‪ ،‬فقدم لمته هذا التحذير‪.‬‬
‫‪ -5‬الفترة الواقعيية مييا بييين عامييي ‪ -1988‬الن‪ ،‬مرحلة إعادة البناء‬
‫(البيروسترويكا)‪.‬‬
‫"البيروسترويكا" كلمة روسية تعني إعادة البناء‪ ,‬أو إعادة النظر في العقائد‪.53‬‬
‫و هي أخ طر المرا حل إلى الن‪ ،‬وذلك لضا فة ب عض التنازلت الظاهر ية لول‬
‫مرة في تاريخ الشيوعية‪ .‬ومنها‪:‬‬
‫‪-‬إبعاد الحزب الشيوعيي عين سيدة الحكيم‪ ،‬وجعله فيي صيفوف‬
‫المعارضة‪ ،‬علما أن أعضاء الحزب الحاكم الجديد هم ماركسيوا‬
‫التوجيه لينينيوا التكتييك‪ ،‬وقيد ذكير ذلك جورباتشوف فيي كتابيه‬
‫البيروسترويكا عشرات المرات‪.‬‬

‫‪ -‬الشيوعيية كميا عرفتهيا‪ ،‬ص ‪ ، 8 -7‬ونشير فيي مجلة حول العالم العدد ‪ ،329‬فيي‬ ‫‪52‬‬

‫‪.19/2/1959‬‬
‫‪ -‬عن كتاب البيروسترويكا‪ ،‬لجورباتشوف‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪31‬‬
‫‪-‬النف صال ال صوري لجمهوريات التحاد ال سوفيتي‪ ،‬سوى لتف يا‬
‫وأسيتونيا ولتوانييا اسيترضاء للغرب‪ ،‬علميا أن مسياحة هذه‬
‫يتان‬
‫ياحة أوزبكسي‬
‫ين ثلث مسي‬
‫يد عي‬
‫الجمهوريات الثلث ل تزيي‬
‫السلمية المستعبدة من قبل الشيوعية المحدثة‪.‬‬
‫‪-‬تغيير السم‪ ،‬حيث أصبح ( روسيا التحادية )‪ ،‬وتغيير العلم بعلم‬
‫روسيا القديم‪ ،‬وهدم سور برلين‪.‬‬
‫ف قد أقن عت هذه ال سياسة الجديدة الكثير ين م من تأثروا ب سيل الدعا ية الجارف‬
‫المبشر بموت الشيوعية‪ .‬فنظروا إلى القوال والتصريحات‪ ،‬والى بعض العمال‬
‫دون بعضها الخر الدال على كذبهم‪ .‬ومن أخطرها استنهاض بعض الجماعات‬
‫ال سلمية المتأثرة بالطرح ال سياسي التحريري للجهاد ضد الرأ سمالية الم ستهدفة‬
‫وحلفائها ‪-‬رقم واحد‪ -‬من قبل الشيوعية العالمية‪ .‬لذا ترى تناغما كبيرا وتعاونا‬
‫بينا ب ين هذه الجماعات والنظ مة الشتراك ية‪ .‬بح يث أ صبح ظاهرا ل كل حر أن‬
‫نتائج جهادهيم لمصيلحة اليسيار وال صهيونية العالم ية‪ .‬ح ين تركوا اليسيار يف تك‬
‫بالم سلمين في كل دوله‪ ،‬وتوجهوا ليفتحوا جب هة رأ سمالية ذات بأس شد يد‪ ،‬بدل‬
‫عين المحافظية على التحالف معهيا ضيد الشيوعيية بلونهيا الجدييد‪ .‬بيل ييا ليتهيم‬
‫حيّدوهيا فيي الصيراع السيلمي الشيوعيي واكتفوا‪ .‬ل‪ ،‬بيل ذهبوا بأسيلوبهم‬
‫َ‬
‫المخالف لهدي ال نبي صلى ال عله و سلم‪ -‬أ سلوب تحي يد العداء و قت الشدة‪-‬‬
‫إلى إسقاط أفغانستان‪ ،‬وكادت أن تسقط فلسطين والباكستان‪ ،‬وها هي تصر على‬
‫زوال ال سعودية والردن‪ ،‬ول يس ال مر صدفة أن يوجّ هَ هؤلء الشباب لمحار بة‬
‫الدول ال تي تعادي الشيوع ية‪ ،‬سواء كا نت إ سلمية أم غ ير إ سلمية‪ .‬بل و صل‬
‫المر إلى استخدام جهاد شباب السلم لفوز الحكومة الشتراكية التي كانت في‬
‫المعارضة لحكومة المحافظين في أسبانيا بأسوأ أسلوب‪ ،‬وأبشعه حين استهدفوا‬

‫‪32‬‬
‫قطارات المدنيين في مدريد‪ ،‬وأصروا على تبنيها مرتين‪.‬‬
‫ومن أخطر أعمال الشيوعية التي ل تزال قائمة في ظل السياسة الجديدة‪ ،‬هي‬
‫الحروب الشيوعيية ضيد البلد السيلمية‪ .‬ومنهيا حرب البوسينة والهرسيك‬
‫و سراييفو و ما خلف ته من جرائم التطه ير العر قي‪ ،‬وحرب الشيشان وحدث عن‬
‫مآسييها إن شئت‪ ،‬وإسيقاط دولة اندونيسييا أكيبر دولة إسيلمية مين ناحيية عدد‬
‫ال سكان‪ ،‬ب عد سقوط الرئ يس ع بد الرح من وا حد‪ .‬وحملت البادة في صفوف‬
‫المسلمين في الصين‪ ،‬وما يجري حاليا في أوزبكستان‪ ،‬وغيره مما ل يسمع عنه‬
‫الناس بسبب سياسة التعتيم العلمي أو قانون (إماتة الحتمالت الحية)‪.‬‬

‫إن من الجهل والغباء الدعاء بأن سياسة البيروسترويكا قد أملتها الدارة‬


‫المريكية على الزعماء الشيوعيين‪ ،‬كما يحلو قول ذلك للبعض‪ ،‬مستدلين بطلب‬
‫بعض الناشرين المريكيين من زعماء الشيوعية تأليف كتاب يوضح المقصد من‬
‫سياسة البيروسترويكا‪ ،‬فإن تعاليم الفلسفة الماركسية اللينينية ترد هذا الزعم‪،‬‬
‫علوة على ذلك فإن جورباتشوف قد ذكر " أن سيرة البيروسترويكا الثورية‬
‫بدأت بمبادرة من الحزب وقيادته‪ " 54‬ووصف البيروسترويكا " بأنها تبعث‬
‫التصور اللينيني عن البناء الشتراكي نظريا وعمليا بالكامل‪." 55‬‬
‫‪ .‬وهاك‬ ‫‪56‬‬
‫كما وأكد جورباتشوف على ماركسية الوجه الجديد للشتراكية‬
‫بعضا من نصوصه في كتابه (البيروسترويكا)‪:‬‬
‫" ستضع سياسة البيروسترويكا كل شيء في مكانه‪ ،‬فإننا نبعث بكل قوتنا مبدأ‬

‫‪ -‬البيروسترويكا ص ‪.314‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪ -‬البيروسترويكا ص ‪.36‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪ -‬البيروسترويكا ص ‪.319‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪33‬‬
‫الشتراكية( من كل حسب قدراته‪ ،‬ولكل بحسب عمله )" (ص ‪.)31‬‬
‫وردا على تساؤلت البعض ( أل تعني البيروسترويكا ابتعادا عن الشتراكية‬
‫أو بدرجة معينة محوا أو إزالة لسسها ؟ )‬
‫قال وهو يرد على هذه التساؤلت وغيرها من الشاعات الغربية‪ " :‬إن كل‬
‫التغييرات التي نجريها إنما نجريها بما يتلءم والخيار الشتراكي‪( "..‬ص ‪.) 37‬‬
‫بل ذهب جوربا تشوف إلى أبعد من ذلك كله‪ ،‬حين اعتبر سياسة‬
‫البيروسترويكا الجديدة " ستضاعف القدرة القتصادية والعسكرية للتحاد‬
‫السوفيتي وبالتالي ستزيد من التهديد السوفيتي " ‪ ( .‬ص ‪ .) 146‬وهذا ما‬
‫أكدناه قبل قراءتنا لهذا الكتاب ولما قاله كل من‪ ،‬صلح نصر‪ ،‬والسياسي‬
‫العربي عن سياسة (التعايش السلمي) قبل قليل‪.‬‬
‫كما وأكد‪ :‬أن المبدأ الممي يقتضي " قبل أن نقدم على أي خطوة مهمة‬
‫وجوهرية في بلدنا‪ -‬أي التحاد السوفيتي سابقا‪ -‬نزن معناها بشكل دقيق‬
‫بالنسبة للشتراكية ككل "‪( .‬ص ‪.)184‬‬
‫وقال ‪ " :‬إن النظرية الماركسية قد تنبأت باحتمال العودة أكثر من مرة لبدء‬
‫المور من جديد في سياق البناء الشتراكي " ( ص ‪ .)313‬وغيرها الكثير‬
‫الكثير من المواطن التي أكد فيها جوربا تشوف على أن البيروسترويكا ما هي‬
‫إل وجه جديد للشتراكية‪ .‬والغريب أنه على الرغم مما أوردناه سابقا من مبادئ‬
‫الفكر الشتراكي‪ ،‬إل أن قدرة العلم المتصهين القوية بالتكرار والزمن استطاع‬
‫أن يصرف أنظار الناس عن قراءة الفكار والعقائد‪ ،‬ليصغوا إلى الشعارات‬
‫الممرضة المضللة " ماتت الشيوعية أو انتهت الشيوعية"‪.‬‬
‫وبهذا خل الجو لها لتفعل بنا وبالنسانية ما تشاء في كل مكان‪ ،‬تحت دخان‬
‫التضليلت الشتراكية‪ .‬ولو دققوا النظر لوجدوا أن الحروب التي قامت في‬
‫‪34‬‬
‫العالم منذ إعلن سياسة البيروسترويكا‪ ،‬إنما هي حروب ل زالت قائمة بين‬
‫الرأسمالية من جهة والدول الشتراكية ومن انضم إليها مؤخرا من جماعات‬
‫إرهابية جديدة على مختلف عقائدها ومسمياتها من جهة أخرى‪.‬‬
‫من هنا نقول إن شعار " ماتت الشيوعية" يمارس أسلوبا جديدا من أساليب‬
‫الدجل الماركسي على العالم أجمع‪ ،‬وعلى منطقتنا العربية بشكل خاص‪ .‬ونذكر‬
‫هنا أنه في مرحلة سابقة من مراحل الصراع العربي السرائيلي‪ ،‬مُورسَ على‬
‫العرب سياسة التضليل الشتراكي بنجاح حين زعمت الشتراكية تأييدها للحق‬
‫الفلسطيني ضد إسرائيل‪ ،‬بل قدمت للثورة الفلسطينية السلح ضد الصهيونية‪،‬‬
‫وكانت تخفي السر الذي يحرم إفشاؤه وقتئذ‪ ،‬وهو أن اليهودية أوجدت الشيوعية‬
‫لتسيطر بها على العالم‪ .‬وقد اعترف بهذه الحقيقة مؤخرا شمعون بيريز في كتابه‬
‫الجديد ( الرحلة الخيالية – فصل العام الماضي في موسكو)‪ .‬فقد أفشى بيريز‬
‫بهذا السر بعد انتهاء المرحلة السابقة وبدء مرحلة البيروسترويكا‪ .‬إذ ل قيمة‬
‫لمعرفة الماضي وعلقة الشيوعية باليهودية‪ ،‬فقد ماتت الشيوعية الن عند معظم‬
‫العامة والخاصة‪ ،‬فما فائدة معرفتهم لهيذه الحقيقة ؟‬
‫ولكن المرحلة الجديدة تفرض على اليهود كتمان هذا السر الجديد‪ ،‬سر علقة‬
‫(البيروسترويكا) باليهود‪ ،‬لتحاول مرة أخرى السيطرة بها على العالم كله‪ .‬ولعلنا‬
‫ندرك ذلك بعد حين‪ ،‬وأخشى أن يكون بعد فوات الوان‪ ،‬كما حصل معنا في‬
‫الماضي‪ ،‬وتكرر‪.‬‬
‫ومن الدلة على أن سياسة البيروسترويكا إنما هي تغيير في أسلوب‬
‫الشتراكية في صراعها ضد الرأسمالية‪ ،‬ما جرى في المؤتمر الحادي والعشرين‬
‫للشتراكية الدولية الذي عقد في باريس في شهر ‪ ،11/1999‬لمتابعة التحديثات‬

‫‪35‬‬
‫في العقيدة الشتراكية في مواجهة عصر الرأسمالية الجديد‪.57‬‬
‫وقال د‪ .‬يعقوب زيادين أمين عام الحزب الشيوعي الردني سابقا في مقال له‬
‫معلقا على "الندحار المؤقت للشيوعية" حسب قوله‪ " :‬يجدر بنا أن نقول إن "رب‬
‫ضارة نافعة" فانهيار الشتراكية‪-‬الواقعية‪ -‬التي ناضل ويناضل من اجلها‬
‫المليين في أنحاء العالم تخضع اليوم ولول مرة في التاريخ إلى دراسة‬
‫وتمحيص وقراءة بشكل جديد في ظل ظروف العصر الراهن‪ .‬وهذه مهمة‬
‫أساسية أمام جميع المناضلين من أجل الشتراكية‪ .‬إن نظرية الشتراكية العلمية‬
‫تتضمن في طياتها ضرورة تطويرها وتحديثها بما يتناسب مع الكتشافات‬
‫العلمية الكبيرة ومع التحولت الجتماعية الكبيرة وهذا جزء من مقوماتها‪ ...‬لن‬
‫يكون تجاوز الرأسمالية إلغاءً لها بضربة ثورية واحدة‪...‬فلماذا ل نشاهد انتقال‬
‫طويل من الرأسمالية إلى الشتراكية يتعايش معها تعايشا صداميا أيضا"‪.58‬‬
‫وقوله " لول مرة في التاريخ " غير صحيح‪ ،‬فهذا البحث يرده‪.‬‬
‫ومن الدلة كذلك على أن سياسة البيروسترويكا إنما هي خطاب تكتيكي‬
‫جديد‪ ،‬ما قاله الماركسي سلمة كيلي‪ " :‬والهدف هو تبيان أن الخطاب الذي‬
‫يطرح هنا هو خطاب جديد فعل‪ ،‬خطاب جاء نتيجة نضج وعقلنة أسهمت‬
‫التصدعات الشتراكية في تهيئة ظروف مناسبة لطرحه‪ ،‬ولكن الخطاب الجديد‬
‫هو الخطاب القديم ذاته‪ ،‬فـ (جدل) تستمر في تبني الماركسية الرائجة‪ ،‬تحمل‬
‫جوهر المشروع الشيوعي العربي القديم‪ ،‬لكن مع فارق الوضوح في تنظيره‬
‫إلى حد الفضيحة "‪.59‬‬
‫ومن سمات المرحلة الشتراكية الجديدة عدم التصادم الحادّ مرحليا مع سياسة‬

‫‪ -‬الرأي الردنية ‪.7/11/1999‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪ -‬جريدة الدستور الردنية ‪.) 13/8/1997‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪36‬‬
‫أمريكا‪ ،‬مكتفية بالمشاكسة‪ ،‬لما في ذلك من خطورة على الدول الشتراكية‪،‬‬
‫فنلحظ أن تطبيق سياسة المهادنة الشيوعية مع الغرب في ظل البيروسترويكا‬
‫أوضح مما مضى بكثير‪ ،‬بل ذهبت إلى أبعد من ذلك‪ ،‬القيام بعملية اختراق‬
‫كبرى لم يسبق لها مثيل للرأسمالية‪ ،‬فقد استطاعت أن تنضم بدولها القريبة من‬
‫العشر إلى التحاد الوروبي‪ ،‬بحجة النفتاح القتصادي على الرأسمالية وسياسة‬
‫السوق الحر‪ .‬وها هي التحضيرات للقيام بالتمرينات العسكرية البحرية الروسية‬
‫المريكية البريطانية قائمة‪ .60‬وهذا هو التطبيق العملي لما مر معنا‪ .‬فقد كرر‬
‫بوتين مرارا القول بمحاربة الرهاب جنبا إلى جنب مع أمريكا‪ ،‬كما وحذر‬
‫المستشار اللماني شرويدر عضو الحزب الشتراكي الديموقراطي من مغبة‬
‫النزلق في معاداة كل ما هو أمريكي‪.61‬‬
‫وطبقت سياسة المهادنة الشيوعية تجاه أمريكا في كثير من الدول الشتراكية‬
‫على رأسها روسيا قبلة الشيوعيين في العالم‪ ،‬و إيران‪ ،‬وكوريا الشمالية‪ ،‬وكوبا‪،‬‬
‫وليبيا‪ ،‬وسوريا‪ ،‬والصين‪ ،‬وخاصة بعد سقوط نظام البعث العربي الشتراكي في‬
‫العراق‪ .‬ففي الوقت الذي تتراجع فيه الدول الشتراكية من الصفوف المامية في‬
‫حربها ضد الرأسمالية وحلفائها‪ ،‬فإنها تدفع بالجماعات السلمية وغير‬
‫السلمية المتطرفة لتقوم بدورها‪ ،‬وقد نجحت بذلك أيما نجاح‪ ،‬لتمارس هذه‬
‫الجماعات الرهاب بشتى صوره وأشكاله على الطريقة الشيوعية القذرة‪،‬‬
‫وآخرها قطع رؤوس المدنيين الرهائن مسلمين أم غير مسلمين بالسيف أو‬

‫‪ -‬فوضى الفكار– الماركسية واختيارات التطور القتصادي والجتماعي‪ ،‬ص ‪.161‬‬ ‫‪59‬‬

‫وممن قال بهذا المفهوم د‪ .‬وليد عبدالناصر في كتابه العولمة واليسار‪ ،‬ص ‪ ،5‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -‬التلفزيون الردني ‪.3/7/2004‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪ -‬الرأي الردنية ‪.21/11/2001‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪37‬‬
‫ذبحهم‪.‬‬
‫وليست سياسة المهادنة هذه قابلة للتطبيق بين الدول فقط‪ ،‬بل ما بين الحزاب‬
‫اليسارية بمختلف أسمائها والدول الصديقة للغرب‪ ،‬مثل الردن والمغرب ولبنان‬
‫ودول الخليج‪.‬‬
‫ومن نتائج سياسة المهادنة الجديدة‪ ،‬أن حَذف التحاد العام للعمال المريكيين‬
‫في مؤتمره الدستوري الحادي والعشرين النص على تحريم منح عضوية التحاد‬
‫للشيوعيين‪ ،‬والنص على تحريم منح عضوية التحاد والنقابات التابعة للتحاد‬
‫على أي عضو في الحزب الشيوعي‪.62‬‬
‫هذا وقد عقدت الحزاب الشيوعية في الردن والسودان وسوريا وفلسطين‬
‫والعراق ومصر ولبنان اجتماعا تشاوريا لها في سوريا تدارست فيه الوضاع‬
‫المستجدة في العالم والمنطقة بعد أحداث ‪ ،2001/ 11/9‬أدانت فيه الرهاب من‬
‫أي جهة أتى ومهما كانت أسبابه ومبرراته‪ " 63‬فقد صدق المثل " رمت الشيوعية‬
‫السلميين بدائها وانسلت "‪.‬‬
‫مما مضى ذكره‪ ،‬اتضح للقاريء بجلء أن شعار "ماتت الشيوعية" شعار‬
‫مضلل‪ ،‬ل صلة له بالواقع‪ .‬فقد أثبتنا في الصفحات الماضية‪ ،‬من خلل قراءة‬
‫الفكار والمباديء الشيوعية عند مؤسسيها‪ ،‬ومن خلل أعمالهم على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬أن سياسة إعادة البناء "البيروسترويكا"‪ ،‬لها تأصيلها النظري في الفلسفة‬
‫الماركسية اللينينية‪ ،‬وطبقت سابقا في مراحل عديدة منذ أيام لينين‪ ،‬ول زالت‬
‫التحديثات تجري عليها ما اقتضى المر وتغيرت الظروف المعاصرة‪.‬‬

‫‪ -‬المجد الردنية ‪.24/11/1997‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪ -‬الرأي الردنية ‪ ،13/1/2002‬وهذه الدانة من باب التكتيك ل الحقيقة‪.‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪38‬‬
‫وعليه فان القول بموت الشيوعية يترتب عليه ما قاله الستاذ محمود القاسم‪:‬‬
‫" والنتيجة أن الشيوعية لم تنته كما يظن الغافلون والحالمون‪ ،‬وإنما هو‬
‫أسلوب جديد قديم‪ ،‬أسلوب عنوانه " يجب أن ننبثق من خصوصيات المجتمع ‪،‬‬
‫ومن هذا النبثاق المناداة بالسلم في المجتمعات السلمية‪ ،‬ويحضرني هنا قول‬
‫القائل ( كم يخيفني الشيطان عندما يأتي ذاكرا اسم ال)‪ ...‬إن مقولية ( انتهت‬
‫الماركسية ) جعلت الماركسيين ‪ -‬شيوعيين وبعثيين وغيرهم‪ -‬يأخذون حريتهم‬
‫الكاملة بالتحرك بين الجماهير الذين صاروا بسبب الدعاية يعتقدون أن‬
‫الماركسية انتهت‪ ،‬وبذلك يقبلون ما يسمعونه من الماركسيين وعنهم دون الحاجز‬
‫النفسي الذي كان يقف عقبة أمام قبول أقوال الماركسيين أو سماعها"‪.64‬أ هي‪.‬‬
‫وبعبارات أخير‪ ،‬لييس مين أدنيى شيك أنيه ل تزال أمريكيا هيي العدو الول‬
‫لسيياسة التوسيع الشيوع ية عقيدة وأرضا‪ ،‬وإن ما التبيس المير على البعيض بعيد‬
‫سياسة إعادة البناء (البيرو سترويكا الشيوع ية ) الجديدة البغي ضة‪ ،‬ال تي تظاهرت‬
‫مين خللهيا للعالم أنهيا قيد تخلت عين سيياساتها الثوريية الشيوع ية القديمية مثيل‬
‫التوسع ودعم حركات التحرر المناهضة لسياسة الرأسمالية في العالم‪ ،‬وتظاهرت‬
‫بإعطاء شعوبهيا مزيدا مين الديموقراطيية وحريية التملك والتعيبير عين الرأي‪،‬‬
‫وحين لجأت إلى سياسة المهادنة والمصالحة مع المعسكر الرأسمالي لجل تحقيق‬
‫مزييد مين الحتواء أو الختراق فييه‪ ،‬لذلك ولغيره مين السيباب ظين مين ظين‬
‫واعت قد من اعت قد أن جورباتشوف ويلت سين وبوت ين‪ -‬وكل هم يهود‪ -‬أن هم عملء‬
‫للرأسمالية متأثرين بالدعاية‪ ،‬وأن أمريكا استطاعت أن تقوض دعائم نظام الحكم‬
‫في التحاد السوفيتي السابق بهؤلء العملء المريكان‪ -‬زعموا‪ -‬وقد تزامن هذا‬
‫ال خط التكتي كي الجد يد في ال سياسة الشيوع ية مع ظهور حركات إ سلمية ثور ية‬

‫‪ -‬قتلوا من المسلمين مئات المليين ص ‪.104‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪39‬‬
‫تحمل أفكارا مزوّرة أدت بهم إلى وضع أمريكا على أول قائمة العداء للسلم‬
‫والم سلمين‪ ،‬ف سعوا جاهد ين مجاهد ين‪ -‬ب كل إخلص ل ثم للم سلمين‪ -‬لضرب‬
‫الم صالح الغرب ية والمريك ية على و جه الخ صوص‪ ،‬ه نا وهناك وا ستحلوا دماء‬
‫الغربيين والمريكان سوا ًء كانوا مجنّدين أم مدنيين‪ ،‬مقاتلين أم مسالمين‪ ،‬فحملوا‬
‫على أمريكا ورعاياها في العالم حتى في عقر دارها‪ ،‬فقامت أمريكا لمحاربة هذه‬
‫الطائ فة و من يدعم ها و من ي قف خلف ها أو من يشجع ها على أفعال ها ونادت إلى‬
‫محار بة الرهاب ود عت العالم للنضمام إلي ها في تحق يق هذه الغا ية‪ ،‬فتر سّخت‬
‫بعدهيا عقائد القوم المزوّرة‪ ،‬أن أمريكيا هيي العدو الول للسيلم والمسيلمين‬
‫وأ صبح ال مر عند هم ل يحتاج إلى دل يل ول برهان‪ ،‬ف ها هي تضرب م صالح‬
‫الم سلمين في كل مكان‪ -‬زعموا – والذي أدى ب هم الى ذلك هو الخلط الفا ضح‬
‫بيـن المقدمات والنتائج‪ ،‬فنظروا إلى النتائج دون أسـبابها‪ ،‬وهذه طريقـة بعيدة‬
‫كـل البعـد عـن الصـواب وفهـم الواقـع‪ .‬كميا وأخرج للعالم مصيطلح آخير أصيم‬
‫الذان لرتفاع صيوته وأسير القلوب لغزارة تكراره واسيتحوذ على عواطيف‬
‫العالمين‪ ،‬إنه المصطلح الجديد " العولمة "‪ ،‬وقد قصد به واضعوه إقناع المم أن‬
‫أمريكا تسعى إلى إحكام السيطرة على العالم في ظل غياب القطب الخر‪ ،‬لذلك‬
‫كله توجه الناس لمعاداة أمريكا وتجاهلوا الخطر الشيوعي‪.‬‬

‫وقبل النتقال إلى الفصل الثاني ل بد من الجابة على السؤال التالي‪:‬‬


‫لماذا التركيز على معاداة أميركا ؟‬

‫‪40‬‬
‫إن الجا بة على هذا ال سؤال بحا جة إلى شرح يطول و قد يكون مملً للب عض‬
‫مع ال سف الشد يد‪ .‬و من منطلقات الماد ية الجدل ية و ما ب ني علي ها من نظريات‪،‬‬
‫وأهمها نظرية ماركس للتفسير المادي للتاريخ‪ ،‬التي خلصت في نهاية المطاف‬
‫إلى حتميية زوال الرأسيمالية والقوى الرجعيية عموميا‪ ،‬لتحيل مكانهيا الشيوعيية‪،‬‬
‫فإنني ألخص الجواب بما يلي مختصرا‪-:‬‬
‫‪ -1‬كون أمريكا دولة ديموقراطية رأسمالية وتدعم النظم الديموقراطية‬
‫الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ -2‬كون أمريكا ذات تعددية سياسية ضد دكتاتورية حكم الحزب الواحد‪.‬‬
‫‪ -3‬كون ها سابقة لكث ير من الدول الغرب ية الديموقراط ية في مجال الحريات‬
‫وحقوق النسان‪.‬‬
‫‪ -4‬كونها عضوا دائما في مجلس المن وتمتلك قرار حق النقض (الفيتو)‪.‬‬
‫‪ -5‬تتضمن موازنتها السنوية هبات ومساعدات للدول الصديقة والفقيرة تقدر‬
‫ب (‪ )15‬مليار دولرا سنويا‪.‬‬
‫‪ -6‬كونها أكبر عدو لسرائيل مع أنها حاليا أكبر داعم لسرائيل !!!!!؟؟؟؟‬
‫‪ -7‬تحارب وتقاوم الشيوع ية اليهود ية ما ا ستطاعت إلى ذلك سبيل و ح سب‬
‫ما ي نص عل يه القانون المري كي‪ .‬ويد خل ت حت م صطلح الشيوع ية كل التيارات‬
‫الثورية اليدولوجية التي تتخذ من وسائل الحرب الثورية الشيوعية القذرة مسلكا‬
‫لها علمت بذلك أم لم تعلم‪.‬‬
‫‪ -8‬تتصيدر قوى الرض قاطبية مين ناحيية القدرات العسيكرية وبذلك تكون‬
‫قادرة على تحق يق الن صر المادي‪ ،‬ول أقول الن صر المعنوي‪ .‬ف هي دائما الخا سر‬
‫الكبر فيه‪ -‬وتوضيح ذلك بحاجة إلى شرح يطول‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مصالح العباد عامة والمسلمين خاصة بين النظام الشيوعي‬
‫الماركسي والنظام الديموقراطي الرأسمالي‬

‫في البدء ل بد من القرار بأن الشرائع السماوية كلها قد وضعت للمحافظة‬


‫على مصالح العباد وعلى رأسها شريعتنا السلمية‪ .‬لن الحكام الشرعية ترجع‬
‫في أصل وضعها إلى حفظ مقاصدها في الخليقة وتحقيق مصالح العباد في الدنيا‬
‫والخرة‪ .‬ويستدل الصوليون على ذلك بأمور‪:‬‬
‫س إِلّا ِل َي ْع ُبدُونِ(‬
‫ت ا ْلجِنّ وَا ْلإِن َ‬
‫‪ -1‬إنما خلق ال تعالى العباد للعبادة ( َومَا خَلَقْ ُ‬
‫حنُ َن ْرزُ ُقكَ‬
‫ط ِبرْ عََل ْيهَا لَا َنسْأَُلكَ ِر ْزقًا َن ْ‬
‫‪()56‬الذاريات)‪( .‬وَ ْأ ُمرْ أَهَْلكَ بِالصّلَاةِ وَاصْ َ‬
‫وَا ْلعَا ِقبَةُ لِلتّ ْقوَى(‪()132‬طه ‪.)132‬‬
‫‪ -2‬حذّر ال تعالى عباده من اتباع الهوى ومخالفة أمره لن ذلك مضاد للحق‬
‫ن ا ْلهَوَى(‪()40‬النازعات ‪.)40‬‬
‫ن خَافَ َمقَامَ َربّهِ َو َنهَى النّفْسَ عَ ْ‬
‫(وََأمّا مَ ْ‬
‫‪ -3‬ما عرف عقلً بالتجارب والعادات أن المصالح الدنيوية والدينية ل‬
‫تحصل مع السترسال في اتباع الهوى وموافقة الغراض لما يترتب عليه من‬
‫الفوضى والضطراب والتقاتل والهلك وكل ذلك مضاد لتلك المصالح‪.‬‬
‫وقال ال عز بن ع بد ال سلم‪ " :‬واعلم أن تقد يم ال صلح فال صلح ودرء الف سد‬
‫ين رب الرباب "‪ .65‬ويقول‪:‬‬
‫يم مي‬
‫يي طبائع العباد نظرا لهي‬
‫يد مركوز في‬
‫فالفسي‬
‫"والشريعة كلها مصالح إما تدرأ مفاسد أو تجلب مصالح"‪.66‬‬
‫ويقول المدي‪ " :‬فإن كان أ صل ف هو الرا جع إلى المقا صد الخم سة ال تي لم‬

‫‪ -‬قواعد الحكام في مصالح النام ص ‪.7‬‬ ‫‪65‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.11‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪42‬‬
‫تخـل مـن رعايتهـا ملة مـن الملل ول شريعـة مـن الشرائع وهيي حفيظ الديين‬
‫‪67‬‬
‫والنفس والعقل والنسل والمال فإن حفظ هذه المقاصد الخمسة من الضروريات"‬
‫ويقول ا بن تيم ية‪ ...." :‬فالواجبات والم ستحبات ل بد أن تكون الم صلحة في ها‬
‫‪68‬‬
‫راجحة على المفسدة‪ ,‬إذ بهذا بعثت الرسل ونزلت الكتب‪"...‬‬
‫يقول الشاطبي‪ " :‬ومجموع الضروريات خمسة وهي حفظ الدين والنفس‬
‫والنسل والمال والعقل وقد قالوا إنها مراعاة في كل ملة "‪. 69‬‬

‫ومقاصد الشريعة ثلثة أقسام‪-:‬‬

‫مقاصد ضرورية‪ ،‬ومقاصد حاجية‪ ،‬ومقاصد تحسينية‪ ،‬ولكل منها مكملت‪.‬‬


‫وسنركز في هذه العجالة على المقاصد الضرورية للشرائع السماوية لتحقيق‬
‫مصالح العباد‪ .‬ونقارن في مدى تحققها بين النظام الشيوعي الشتراكي اليهودي‪،‬‬
‫وبين النظام الديموقراطي الرأسمالي‪.‬‬

‫وعليه تبرز هنا السئلة التالية‪:‬‬


‫في ظل أي من النظامين تحقق مصالح العباد؟‬
‫هل في النظام الشيوعي الماركسي أم في النظام الديموقراطي الرأسمالي؟‬

‫‪ -‬الحكام للمدي ‪.300 / 3‬‬ ‫‪67‬‬

‫‪ -‬مجموع الفتاوى ج ‪.28/26‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪ -‬الموافقات ‪.10 / 2‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪43‬‬
‫من هو العدو الول للمسلمين بعد تبني الشيوعية لسياسة إعادة البناء‬
‫(البيروسترويكا)؟‬
‫هل هو الشيوعية بثوبها الجديد(البيروسترويكـــا) ؟‬
‫هل هو أمريكا بسياستها الجديدة (محاربة الرهـاب) ؟‬

‫للجابة على هذه السئلة ل بد من تقرير ما يلي‪-:‬‬


‫‪ -‬الحكم على الشياء ومنها المم والشعوب فرع عن تصورها ول يتم ذلك‬
‫دون دراسة عقائدها‪.‬‬
‫‪-‬النسان أسير اقتناعاته وعقائده الفكرية‪.‬‬
‫‪-‬التجرد من رواسيب القتناعات الفكريية السيابقة وتغلييب العقيل على‬
‫العاطفة‪.‬‬
‫‪-‬العدل في الحكام ولو على نفسك أو صديقك‪.‬‬
‫‪-‬ل يوثيق بمين ثبيت كذبيه أو نفاقيه ولو أظهير العكيس‪ ،‬مثيل الشيعية‬
‫المامية‪ ،‬والشيوعية ‪ ،‬والقومية الثورية العربية‪ ،‬وحزب التحرير‪.70‬‬
‫‪-‬حب الشيء أو الثقة به ليمنع تصحيح الخطاء‪.‬‬
‫‪-‬التكرار والزمن سببان رئيسان في القناع‪.‬‬
‫‪-‬الدعا ية أقوى من الر صاصة و الحرب العلم ية أقوى من الحرب‬

‫‪ -‬باعتباره حزبيا سيياسيا‪ ،‬تقوم مفاهيميه ونظراتيه السيياسية فيي الغالب على أسيلوب‬ ‫‪70‬‬

‫عكيس الحقائق وإثارتهيا بيين المسيلمين‪َ ،‬فيُخدعون بهذا الطرح السيياسي المزيين بالتعيبيرات‬
‫الدينيية واليات القرآنيية‪ .‬ول بيد هنيا مين التذكيير أن انتقادنيا لفكاره السيياسية ل يعنيى أبدا‬
‫الطعن في حسن النية لدى أفراده‪ ،‬فقد خُدع المسلمون الذين قتلوا عثمان رضي ال عنه تقربا‬
‫إلى ال تعالى بالطرح السياسي القائم وقتئذ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫العسكرية‪.‬‬
‫‪-‬دراسة الفكار تسبق دراسة الفعال والقوال‪.‬‬
‫‪-‬العداء على درجات وكذلك الصدقاء‪.‬‬
‫‪-‬ل يو جد في الحياة أب يض أو أ سود ف قط‪ ،‬إن ما يو جد بينه ما أل فا لون‬
‫تميز بالنظر العادي‪.‬‬
‫‪-‬ينصير ال تعالى المية العادلة الكافرة على المية الظالمية المسيلمة‪،‬‬
‫لنه يحب العدل ويثبته‪ ،‬ويكره الظلم ويمحقه‪.‬‬
‫لتحديد العدو الول للسلم والمسلمين علينا أن ندرس بتجرد كامل بعيدا‬
‫عن التأثيرات الجانبية والعاطفية مدى قدرة هذا العدو على انتهاك مصالح‬
‫المسلمين زمانا ومكانا‪.‬‬
‫ففي هذا الفصل سنقارن بين تحقيق مصالح العباد في النظام الشتراكي‬
‫الماركسي‪ ،‬والنظام الديموقراطي الرأسمالي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫أول‪ :‬مصالح العباد حسب النظام الشيوعي الماركسي‬

‫وقبل إلقاء الضوء على الراء الماركسية في ذلك نوضح للقارئ الكريم توجيها‬
‫أصوليا من وجهة نظر العلماء المسلمين‪ ،‬لتكون ممهدة لدراك القصد الساسي من‬
‫خوض هذا الموضوع‪ ،‬الذي عليه يتم قياس مدى خطورة النظرة الماركسية لهذه‬
‫المصالح وخاصة الضرورية منها‪.‬‬

‫تعريف المقاصد الضرورية‬

‫يقول الدكتور عبد الوهاب الشيشاني في تعريف المقاصد الضرورية‪:‬‬


‫هي تلك المور التي لبد منها لقيام مصالح الدين والدنيا فل تستقيم أمور الناس‬
‫ومصالحهم إل بها‪ ،‬فإذا فقدت اختل نظام حياتهم‪ ،‬وانقلبت شؤونهم من صحة إلى‬
‫فساد وفوت لمصالح الدنيا‪ ،‬وفي الخرة فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران‬
‫والخيبة‪.‬‬
‫وهذه الضروريات خمس‪-:‬‬
‫الدين‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل‪ ،‬والمال‪ ،‬والنسل‪.‬‬
‫" والحفظ لهذه الضرورات يكون بحمايتها من العتداء عليها و ضمانها يكون‬
‫بأمرين‪:‬‬
‫‪ -1‬بتقرير ما يقيم أركانها ويثبت دعائمها ويكفل إيجادها‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -2‬بتقرير جميع التدابير التي تدرأ عنها كل اختلل واقع أو متوقع فيها"‬
‫‪71‬‬
‫انتهى‪.‬‬
‫يقول المدي‪:‬‬
‫" أما حفظ الدين‪ ،‬فبشرع قتل الكافر المضل وعقوبة الداعي إلى البدع‪ .‬وأما‬
‫حفظ النفوس فبشرع القصاص‪ .‬وأما حفظ العقول فبشرع الحد على شرب المسكر‪.‬‬
‫وأما حفظ الموال التي بها معاش الخلق فبشرع الزواجر للغصاب والسراق "‪.72‬‬
‫يقول الشاطبي‪:‬‬
‫" المقاصد الشرعية ضربان مقاصد أصلية ومقاصد تابعة‪ ،‬فأما المقاصد الصلية‬
‫فهي التي لحظ فيها للمكلف وهى الضروريات المعتبرة في كل ملة وإنما قلنا إنها‬
‫ل حظ فيها للعبد من حيث هي ضرورية لنها قيام بمصالح عامة مطلقة ل تختص‬
‫بحال دون حال ول بصورة دون صورة ول بوقت دون وقت‪ .‬لكنها تنقسم إلى‬
‫ضرورية عينية‪ ،‬وإلى ضرورية كفائية‪ ،‬فأما كونها عينية‪ ،‬فعلى كل مكلف في نفسه‬
‫فهو مأمور بحفظ دينه اعتقادا وعمل‪ ،‬وبحفظ نفسه قياما بضرورية حياته وبحفظ‬
‫عقله حفظا لمورد الخطاب من ربه إليه وبحفظ نسله التفاتا إلى بقاء عوضه في‬
‫عمارة هذه الدار‪ ...‬وبحفظ ماله استعانة على إقامة تلك الوجه الربعة "‪.73‬‬

‫‪ -‬كتاب حقوق النسان وحرياته النسانية في النظام السلمي والنظم المعاصرة‪ ،‬للدكتور‬ ‫‪71‬‬

‫عبد الوهاب الشيشاني‪ ،‬ص ‪ - 309‬ص ‪.311‬‬


‫‪ -‬الحكام للمدي ج‪ 3 :‬ص‪.301 -300 :‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪ -‬الموافقات ج‪ 2 :‬ص‪.177 :‬‬ ‫‪73‬‬

‫‪47‬‬
‫ويقول الدكتور طارق حجّي بعد أن نقل أقوال الصوليين في ضرورة الحفاظ‬
‫على الضرورات الخمس‪-:‬‬
‫"وبعبارة أخرى فإن الشارع السلمي رأى أنه لوجود الجماعة السلمية في‬
‫أحسن حال ولضمان بقائها جماعة إسلمية تسير في طريق الخير الذي أراده لها‬
‫ربها فإنه لبد من ضمان ما يلي‪-:‬‬
‫‪ -1‬سلمة العتقاد لفرادها من كل اعتقاد فاسد‪.‬‬
‫‪ -2‬سلمة أرواح وأبدان أفرادها من كل عدوان‪.‬‬
‫‪ -3‬سلمة الوحدة الجتماعية الساسية في الجماعة وهي السرة‪ ،‬وحمايتها من‬
‫كل عدوان يقوض دعائمها ويفرط عقدها‪.‬‬
‫‪ -4‬سلمة عقول أفراد الجماعة السلمية من كل آفة‪.‬‬
‫‪ -5‬سلمة أموال الفراد‪ ،‬حيث ان السلم يدعم الملكية الفردية للمال وإن كان‬
‫ينظمها تنظيما دقيقا‪.‬‬

‫ثم قال‪ :‬تلك إذن الصول التي أجمع فقهاء المسلمين على وجوب حمايتها‬
‫وحفظها وصونها ووقايتها من شتّى صنوف العدوان والهدار والضاعة‪ .‬لذا فقد‬
‫أوجب على الحاكم المسلم أن يحمي هذه الصول وأعطاه أدوات الحماية وسبل‬
‫الوقاية والرعاية والصيانة"‪.74‬‬
‫وبعد أن عدّد سبل الحماية لهذه الضرورات الخمس قال‪" -:‬وقد كتبنا كل هذا‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪ 58‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪74‬‬

‫‪48‬‬
‫لنقول في النهاية إن معيارنا في تقييم المذاهب من وجهة نظر إسلمية‪ ،‬إنما يختلف‬
‫عن كل ما كتبه المؤلفون والباحثون المعاصرون عن المذاهب المختلفة وعن موقف‬
‫السلم منها‪.‬‬
‫فنحن ل نصف مذهبا من المذاهب بأنه مذهب هدّام ول بأنه مذهب بنّاء استنادا‬
‫إلى رأي شخص في هذا المذهب أو ذاك‪ ،‬وإنما نحن نستند إلى معيار واضح ل‬
‫لبس فيه ول غموض‪ ،‬معيار نعرضه في هذا الفصل على العقول العربية لول مرة‪،‬‬
‫أما هذا المعيار فيتلخص فيما يلي‪:‬‬

‫انه لكي يتيسر للباحث المسلم أن يبت في طبيعة وكنه مذهب من المذاهب أو‬
‫دعوة من الدعوات أو تيار من التيارات‪ ،‬وهل هو مذهب أو دعوة أو تيار بنّاء أو‬
‫هدّام‪ ،‬لكي يتيسر ذلك بشكل قطعي ل يكتنفه غموض ول تشوبه شائبة‪ ،‬فإن عليه‬
‫أن يعرض هذا المذهب أو تلك الدعوة أو ذلك التيار على الصول الخمسة للجماعة‬
‫السلمية‪ :‬الدين والنفس والنسل والعقل والمال‪ ،‬فإن وجد هذا المذهب لهذه‬
‫الصول حافظا صائنا‪ ،‬فهو مذهب ل غبار عليه من وجهة النظر السلمية‪ ،‬أما إذا‬
‫وجده مضيعا ومهدرا لصل أو أكثر من تلك الصول فإن عليه بداهة أن يصنفه‬
‫تحت لواء المذاهب الهدّامة التي تناقض السلم ويناقضها السلم‪ ،‬والتي تسعى‬
‫لتقويض السلم ويسعى هو وأبناؤه لدحضها"‪.75‬‬

‫ويتابع الدكتور طارق حجّي كلمه وهو الخبير في المذهب الشتراكي الشيوعي‪:‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪75‬‬

‫‪49‬‬
‫" ويبقى السؤال الهام الذي يفيدنا في هذه الدراسة أن نرصد إجابته للقارىء‬
‫بوضوح تام‪:‬‬
‫وماذا عن الشيوعية أو الماركسية؟‬
‫ونجيب بأننا لن نجيب على هذا السؤال بعد كل ما قلناه إل بعرض المذهب‬
‫الماركسي أو الشيوعي على المعيار السلمي الذي بنيناه فيما نرى –بعد العرض‪-‬‬
‫وإجابة السؤال واضحة تفرض نفسها على المنطق السليم غير ذي العوج وعلى‬
‫العقل السليم غير ذي المت‪...‬‬
‫إن المطالعة المتفحصة المدققة لكل ما خلّفه دعاة الماركسية وأقطاب دعوتها‬
‫أمثال كارل ماركس وفردريك انجلز ولينين وتروتكسي وستالين وغيرهم توضح لنا‬
‫أن موقف الماركسية من هذه الصول إنما يجمل في ما يلي من نقاط‪-:‬‬

‫أولً‪ :‬بالنسبة لصل الدين‬


‫فإن الماركسية صريحة في موقفها من الدين‪ ،‬فهي تسميه بأفيون الشعوب‬
‫وتعتبره مخدرا يتلهى به المظلومون والمستَغلّون لينسوا الدرك السفل الذي فيه‬
‫يحيون‪ .‬كما أن الماركسية لم تخف أبدا أنها تسعى للقضاء على الدين والفكر الديني‬
‫والمتدينين‪ .‬وليس صحيحا بحال من الحوال أن موقف الماركسية من الدين قد‬
‫تغير في الوقت الراهن‪ ،‬ويكفي أن نطالع ما جاء في الجزء الول من دائرة‬
‫المعارف السوفيتية التي طبعت منذ سنوات قليلة لندرك هذه الحقيقة‪ ،‬فقد جاء في‬
‫الصفحة ‪ 47‬من الجزء الول التي نشرتها وكالة نوفستي للنباء في موسكو باللغة‬
‫العربية في منتصف الستينات ما يلي‪-:‬‬

‫‪50‬‬
‫(هل يمكن قبول عضوية متدين في الحزب الشيوعي؟‪ ...‬كل ل يمكن ذلك‪ ،‬فإن‬
‫فلديمير لينين مؤسس الحزب الشيوعي في التحاد السوفيتي كتب في عام ‪1905‬‬
‫يقول "نصر على اعتبار الدين مسألة خاصة فيما يختص بالدولة ولكننا ل نستطيع‬
‫أبدا أن نعتبر الدين مسألة خاصة بالنظر إلى حزبنا"‪).‬‬
‫وتمضي الدائرة فتقول‪(:‬وتعارض الفلسفة المادية التي يعتنقها الشيوعيون أساسا‬
‫الفلسفة المثالية والتعاليم الدينية‪ ،‬ولهذا ل يوجد هناك شيوعيون في التحاد السوفيتي‬
‫يؤمنون بال)‪.‬‬
‫وتحت عنوان (كيف تسير الدعاية ضد الدين؟) تقول دائرة المعارف السوفيتية‬
‫وتحتوي جريدة (العلم والدين) التي تصدر في موسكو مقالت تثبت ضرر الظلم‬
‫الديني وإفلس الفلسفة الدينية والخطر الدبي على الشعب‪ .‬وتكرس جمعية زناني‬
‫جزءا كبيرا من نشاطها واهتماماتها للدعاية اللحادية وتنظيم محاضرات عامّة‬
‫معادية للدين)‪.‬‬
‫ويتابع الدكتور حجّي قوله‪" :‬هذا ما يقولونه بأنفسهم عن أنفسهم وعن موقفهم من‬
‫الدين‪.‬‬
‫وقد وضحنا في موضع سابق من هذا الكتاب (الشيوعية والديان) ما فعله‬
‫الشيوعيون مع الدين والمؤمنين به في كل مكان قيّض لهم أن يقبضوا على مقاليد‬
‫المور‪ ،‬وكيف ترجموا – في مواقف عملية – موقفهم النظري من الدين ‪.‬عندما‬
‫أغلقوا دور العبادة وحولوها إلى قاعات لللعاب الرياضية أو مراكز للحزب‬
‫الشيوعي أو لجمعيات اللحاد العلمي أو متاحف !‪...‬وعندما جعلوا الدين حائل‬
‫يحول بين المواطن المؤمن وبين المناصب العليا والوظائف المرموقة‪ ,‬وعندما‬

‫‪51‬‬
‫وظفوا رجال الدين والقائمين على التعليم الديني في المزارع الجماعية وفي‬
‫المصانع‪ .‬وعندما أعطوا الضوء الخضر لوسائل إعلمهم اللحادية لتنطلق من‬
‫حملت دعائية ضد الدين والمؤمنين مستخدمة أحط وسائل الدعاية العدائية لتحقيق‬
‫غرضها وتصور الدين بمثابة شر مستطيرٍ وصن ٍو ملحقٍ وملصقٍ للستغلل‬
‫والعبودية والظلم والسرقة ! وعلى القارئ أن يقلب صفحات هذا الكتاب (الشيوعية‬
‫والديان ) ليطالع ما أوردناه عن بعض ما فعله الشيوعيون في هذا المجال"‪.‬انتهى‪.76‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪.63-62‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪52‬‬
‫صور من محاربة الشيوعية الشتراكية للدين السلمي‪:‬‬

‫تناقص أعداد المسلمين بقتلهم وتشريدهم‬

‫أنظر إلى الضرورة الثانية‪ ( :‬أصل النفس )‪.‬‬

‫تناقص أعداد المساجد‬

‫‪ -‬اعتراف إذاعة موسكو‬


‫اعترفت إذاعة موسكو في أيار‪ /‬مايو ‪1969‬م‪ ،‬بي "أن عددا كبيرا من الديرة‬

‫والكنائس والمساجد قد حول في التحاد السوفيتي والدول الشيوعية إلى متاحف‬

‫ومدارس وأندية"‪ .77‬وهذه بعض الرقام التي تبين لنا مدى حقد الشتراكية على‬

‫السلم‪ ،‬ومساجد المسلمين‪:‬‬

‫‪ -‬لم يبق سوى (‪ )400‬أربعمائة مسجد من أصل (‪ ) 28000‬ثمانية وعشرين‬


‫‪78‬‬
‫ألف مسجد في إقليم قازان وحده في التحاد السوفيتي أيام الستار الحديدي‪،‬‬
‫‪ -77‬وضاعت الجولن‪ ،‬للمؤلف فؤاد كرم‪ ،‬ص ‪ ،62‬ط‪.1970 ،3/‬‬
‫‪ -‬عن كتاب القليات المسلمة في العالم‪ ،‬أبحاث قدمت إلى المؤتمر العالمي السادس للندوة‬ ‫‪78‬‬

‫العالميية للشباب السيلمي المنعقيد فيي الرياض فيي الفترة ‪ 17-12‬جمادي الولى ‪ 1406‬هيي‪،‬‬
‫الموافق ‪ 27-22‬يناير ‪1986‬م‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.439‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ .‬منها (‪ )29‬ألف مسجد في‬ ‫‪79‬‬
‫‪ -‬وأغلقت الصين الشيوعية (‪ )280‬ألف مسجد‬
‫تركستان الشرقية‪.80‬‬
‫‪ -‬ويقول محمود شاكر‪ " :‬فلم يبق في القرم من ‪ 1558‬مسجدا إل آحاد تافهة"‪.81‬‬
‫‪ -‬ويقول محمود شاكر أيضا‪ " :‬وهُدمت المساجد في بلغاريا‪ ،‬ولم يبق إل مسجد‬
‫واحد في العاصييمة ( صوفيا)‪ .82‬ويقول في ص (‪ " :)10‬تقوم الشيوعية بحرب‬
‫شاملة ضد المؤسسات السلمية والمساجد والثار‪ ،‬وتعمل على تهديمها وإزالة‬
‫معالمها وإذا أبقت بعضها فللستفادة منها في أمور منكرة تخالف الدين كجعلها حانة‬
‫خمر أو مرقصا أو ملهى للستهزاء بالدين وإزالة أثره من نفوس الشعب‪ .‬أو لبقائها‬
‫مفتوحة للدعاية عند قدوم وفود تحملهم إليها "‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول طارق حجي إن الشيوعيين‪ " :‬أغلقوا دور العبادة وحولوها إلى قاعات‬
‫لللعاب الرياضية أو مراكز للحزب الشيوعي أو لجمعيات اللحاد العلمي أو‬
‫متاحف"‪.83‬‬
‫‪ -‬وفي عهد ( البيروسترويكا ) وتحديدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‬
‫‪:2001‬‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان الكويتية العدد (‪ ،5/1/2004 )300‬ص ‪.12‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪ -‬عن كتاب القليات المسلمة في العالم‪ ،‬ص ‪.479‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪ -‬المسيلمون تحيت السييطرة الشيوعيية ص ‪ .71‬ويحسين أن يقول أعداد قليلة‪ ،‬بدل عين‬ ‫‪81‬‬

‫تافهة‪.‬‬
‫‪ -‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.138‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان ص ‪. 63‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬في أوزباكستان‪ ،‬حيث لم يبق سوى ثمانية مساجد فقط‪ ،‬في طول البلد‬
‫وعرضها‪ ،‬من أصل (‪ )5000‬خمسة آلف مسجد كان قد افتتحها كريموف للدعاية‬
‫‪84‬‬
‫والدجل إبان الستقلل المزعوم عن التحاد السوفيتي‪.‬‬
‫‪ -‬وفي " تركستان الشرقية الصينية حيث سعت السلطات الصينية لتهام‬
‫المسلمين اليجوريين بالرهاب وصعدت حملتها القمعية‪ ،‬وتبنت في إطار هذه‬
‫‪85‬‬
‫الحملة سياسة (اضرب بقوة) "‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 285‬تاريخ ‪ ،22/3/2004‬ص ‪.27‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ 300‬تاريخ ‪ ،5/1/2004‬ص ‪.12‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪55‬‬
‫إلغاء اللغة العربية‬

‫عميد النظام الشيوعيي إلى " إخفاء اللغات السيلمية الم لتحيل محلهيا لغات‬
‫‪86‬‬
‫مستحدثة تكتب بالحروف الروسية بدل من الحروف العربية"‬
‫وفي الصين الشيوعية‪ ،‬ألغى النظام الحاكم الكتابة العربية بعد احتللهم لتركستان‬
‫الشرقية المسلمة‪ ،‬وحلت محلها الحروف اللتينية‪.87‬‬

‫تناقص عدد المدارس والمؤسسات السلمية‬


‫وجهت الثورة الشيوعية " ضربة قاضية إلى مؤسسات التعليم الديني الذي هو‬
‫أساس حياة المسلمين وبقائهم‪ ،‬وبعد أن كان في تركستان وحدها ‪ 729‬مدرسة‬
‫ابتدائية إسلمية‪ ،‬و ‪ 375‬مدرسة ثانوية‪ .‬صدر مرسوم في ‪23/1/1918‬م تمنع المادة‬
‫التاسعة منه التعليم الديني في المدارس‪ ،‬وأخلي المجال للتعليم الماركسي الشيوعي‪،‬‬
‫‪88‬‬
‫ولم يأت عام ‪1928‬م إل وقد صفيت تلك المدارس تماما‪.‬‬
‫في تركستان الشرقية في الصين‪ ،‬أغلق الشيوعيون كل المدارس السلمية‬

‫‪ -‬عن كتاب القليات الم سلمة في العالم‪ ،‬أبحاث قد مت إلى المؤت مر العال مي ال سادس للندوة‬ ‫‪86‬‬

‫العالميية للشباب السيلمي المنعقيد فيي الرياض فيي الفترة ‪ 17-12‬جمادي الولى ‪ 1406‬هيي‪،‬‬
‫الموافق ‪ 27-22‬يناير ‪ ،1986‬ج ‪ /1‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.478‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪. 68‬‬ ‫‪88‬‬

‫‪56‬‬
‫بحجة توحيد (التعليم القومي)‪ ،‬ليدرسوا أبناء المسلمين تعاليم ماركس ولينين وماو‬
‫‪90‬‬
‫"‪ 89.‬وذكرت مجلة الفرقان أن عدد هذه المدارس بلغ (‪ )18‬ألف مدرسة‬
‫ويقول محمود شاكر‪ " :‬وفي سراييفو وبعد الحرب العالمية الثانية أغلق‬
‫الشيوعيون جميع المدارس الدينية باستثناء واحدة فقط أبقوا عليها للدعاية "‪.91‬‬
‫قلت‪ :‬ومن الغريب أن الشيوعية تقوم بهدم المساجد وإغلقها وتحويلها إلى غايات‬
‫دنيوية بأعداد كبيرة جدا‪ ،‬و إلغاء اللغة العربية وغير ذلك‪ ،‬ول نكاد نشعر في العالم‬
‫السلمي بذلك‪ ،‬فضل عن قيامنا بالستنكار والشجب‪ ،‬وهذا المر قد حصل على‬
‫أيديهم مؤخرا مما يدل على دجلية سياسة إعادة البناء الجديدة‪ ،‬وأن الشيوعية لم تمت‬
‫كما يزعمون‪ ،‬بل يزداد خطرها‪ ،‬وذلك لنسبة هذه الجرائم إلى الخصم الول‬
‫للشيوعية ( أمريكا ) مع السف‪.‬‬

‫تغيير السماء السلمية‬


‫يقول الستاذ محمود شاكر عن مكر الشيوعية‪ " :‬تلغي الماضي‪ ،‬وتغير السماء‬
‫وتبدل ألماكن لتفصل بين السكان وماضيهم "‪ .92‬ولخص لنا الطريقة التي يتم فيها‬
‫تغيير أسماء المسلمين في بلغاريا على سبيل المثال‪ ،‬كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬يُعطى للمسلمين طلبات جاهزة يسجل فيها رب السرة اسمه وأسماء أفراد‬

‫‪ -89‬المصدر السابق ص ‪.479‬‬


‫‪ -‬العدد (‪.5/1/2004 )300‬‬ ‫‪90‬‬

‫‪ -‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.128‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪ -‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ص ‪.10‬‬ ‫‪92‬‬

‫‪57‬‬
‫عائلته وما يقابلها من أسماء بلغارية يختارها‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم تسجيل المواليد الجدد بأسماء إسلمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬ل تتم إجراءات الزواج وتسجيله إل بأسماء غير إسلمية‪.‬‬
‫د‪ -‬ل تعطى شهادات من أي نوع أو هوية إل بأسماء غير إسلمية‪.‬‬
‫هي ل تصرف مرتبات العمال والجور إل بعد تغيير السماء‪ .93‬ا هي‪.‬‬
‫وهذا معلوم للجميع‪ ،‬ول زال الناس يسمعون هذه السماء المغيّرة مثل‪ ،‬حسب‬
‫اللتوف بدل عن حسب ال‪ ،‬كريموف بدل عن كريم وهكذا‪ ،‬أحمدوف‪... ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لصل النفس‬


‫‪ -1‬يقول طارق حجّي مسترسلً في إثبات موقف الشيوعية الهدّام من الصول‬
‫الخمسة للجماعة السلمية‪ ":‬حقيقة أنهم ل يدعون صراحة لزهاق الرواح والى‬
‫ل أن أعمالهم ‪ -‬ل أقوالهم‪ -‬إنما تؤكد أنهم أصحاب دعوة‬
‫التقتيل وإباحة النفس إ ّ‬
‫كلفت البشرية من الضحايا ما لم تكلفه لها أية دعوة منذ خلق النسان وحتى يومنا‬
‫هذا‪.‬‬
‫ونحيل القارىء إلى أعداد جريدة الفيجارو الفرنسية الصادرة ما بين ‪ 19‬و ‪25‬‬
‫نوفمبر ‪1978‬م ليعرف الحقائق المذهلة عن ضحايا الشيوعية والشيوعيين‪.‬‬
‫كما نحيله أيضا إلى مقال قيّم بعنوان (ضحايا الماركسية المائة وثلثة وأربعون‬
‫مليون قتيل ) كتبه فاندر أليست ونشرته جريدة الديلي تلغراف بعددها الصادر يوم‬

‫‪ -‬المسلمون تحت السيطرة الشيوعية ‪ ،‬ص ‪.138-137‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪58‬‬
‫الثنين ‪19/3/1979‬م وباختصار شديد فإنه بينما بلغ عدد ضحايا النظام القيصري‬
‫(النصراني) في روسيا ( قبل الثورة البلشفية) ما بين سنة ‪ 1821‬و ‪ 1906‬م –أي‬
‫خلل ‪ 85‬سنة‪ )997( -‬ضحية فإن عدد الذين قتلوا من معارضي لينين ما بين‬
‫‪ 1917‬و ‪1923‬م –فقط‪ -‬بلغوا مليون وثمانمائة وواحد وستون ألفا وخمسمائة‬
‫وثمانية وستون قتيلً(‪ !! .94)1.861.568‬وقد رجع البروفيسور كوبوف في دراسة‬
‫له إلى مصادر سوفيتية نشرت في جريدة نوفي روسوكي سلوفا في ‪14/4/1964‬م‬
‫تثبت أن ستة وستين مليون روسي قد أعدموا ما بين ‪1959 -1917‬م !!‬
‫وباختصار – والقول لطارق حجّي‪ -‬فإن الدراسات المعاصرة تؤكد أن ضحايا‬
‫الشيوعية منذ عام ‪ 1917‬وحتى الوقت الراهن قد بلغت ‪ 143‬مليون قتيل منهم‬
‫‪ 66.7‬مليون قتيل في التحاد السوفيتي ما بين ‪ .1959 -1917‬و ‪ 3‬مليون قتيل في‬
‫نفس البلد منذ ‪ 1959‬وحتى الوقت الراهن‪ .‬و ‪ 63.8‬مليون قتيل في الصين الشعبية‬
‫و ‪ 3‬مليون قتيل في أماكن أخرى من العالم وغيرهم كما توضح الحصائيات التي‬
‫أحلنا القارىء إليها‪ ".‬انتهى عن كتاب (الشيوعية والديان) ص ‪.64-63‬‬
‫‪ -2‬ونضيف على المراجع السابقة كتاب (قتلوا من المسلمين مئات المليين)‬
‫للمؤلف محمود عبد الرءوف القاسم‪ ،‬طبعة مكتبة القصى‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن سنة‬
‫‪ .1998‬وذكر فيه أن أعداد القتلى من المسلمين فقط على يد الشيوعية تجاوز الي‬
‫(‪ )210‬مليون مسلم‪.‬‬
‫‪-3‬كما قد شاهدت قرصا مدمجا (‪ )CD‬على الحاسوب بعنوان ( التاريخ‬

‫‪ -‬هذا عدد من نفّذ في هم ح كم العدام بناءً على ح كم ر سمي من المحا كم‪ ،‬أ ما الذ ين قتلوا‬ ‫‪94‬‬

‫بدون محاكم يقدر عددهم ب ‪ ،24‬مليون منهم ‪ 19‬مليون مسلم و ‪ 5‬مليين مسيحي‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الدموي للشيوعية )‪ ،‬أعده (موقع يحيى هارون على النترنت)‪ 95‬ذكر في‬
‫بدايته أن عدد الضحايا على يد الشيوعية بلغ (‪ )250‬مليون ضحية‪ .‬منها‬
‫(‪ )26‬مليون مسلم من التراك واليغور في تركستان الشرقية في الصين‬
‫قتلوا مابين عام ‪1975-1949‬م‪ ،‬فانخفضت نسبة المسلمين فيها من‬
‫‪ .%35 - %75‬وفي الصين عموما وفي عامي ‪ 1960،1961‬مات (‬
‫‪ )40‬مليون إنسان جوعا‪.‬‬
‫‪-4‬للعلم تسبب نظام البعث العربي الشتراكي في العراق في قتل (‪)3‬‬
‫مليين‪ ،‬وإعاقة مليون‪ ،‬وتشريد (‪ )4‬مليين من شعبه‪ .96‬وليس ذلك ببعيد‬
‫‪97‬‬
‫عن رجلٍ ( صدام) يعتبر" ستالين مثله العلى"‬
‫‪-5‬قد يستغرب البعض هذه الرقام بمئات المليين ممن قتلوا على يد النظم‬
‫الشيوعية في العالم لكن علينا أن نتذكر أن الشيوعية في الحقيقة تقوم‬
‫على ثلثة عناصر مهمة‪:‬‬
‫التأميم‪ ،‬والدجل‪ ،‬والرهاب‪.‬‬

‫‪ -‬مع أشد السف ل يوجد مصادر عربية أو إسلمية ترصد جرائم الشيوعية ضد المسلمين‬ ‫‪95‬‬

‫فضل عن غيرهم‪ ،‬ولول الغرب لما علمنا عنها شيئا‪.‬‬


‫‪ -‬إذاعة لندن في ‪.1/7/2004‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪ -‬جريدة الدسيتور الردنيية‪ ،‬فيي ‪ ،4/7/200‬مقال مترجيم عين هيرالد ترييبيون للكاتيب‬ ‫‪97‬‬

‫(سيمون صباغ ) بين فيه أوجه التشابه القوية بينهما‪ ...‬علما أن ستالين تسبب في قتل (‪ )42‬مليون‬
‫إن سان‪ ،‬حسب تقرير نشرته المخابرات الرو سية في عام ‪1991‬م‪ .‬ذكر ذلك القرص المدمج سابق‬
‫الذكر‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫فكانت بذلك هذه النتيجة من الضحايا‪ .‬أمّا عن المقابر الجماعية التي خلّفتها‬
‫وراءها النظمة الشتراكية المهزومة فهي ل زالت حديث الساعة هذه اليام في‬
‫البوسنة والهرسك وكوسوفو والعراق وأفغانستان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لصل النسل‪:‬‬


‫يقول طارق حجي‪ " :‬فالماركسية تدعو صراحة لبلوغ المرحلة العليا من‬
‫الشيوعية التي تكون الموال والنساء فيها على الشيوع‪ ،‬فل يختص رجل بامرأة ول‬
‫تختص امرأة برجل‪ ،‬كما أن الدولة هي التي تعنى بتنشئة الطفال دون أن ينسبوا‬
‫لب معين أو لم معينة‪ .‬وإذا راجعنا فقط كتاب فردريك انجلز(أصل العائلة والدولة‬
‫والملكية الخاصة) لعرفنا رأي الماركسيين الحقيقي في السرة وكيف أنهم يرون أن‬
‫استئثار رجل معين بامرأة معينة إنما هو من توابع الملكية الخاصة لها‪ ،‬فمالك المال‬
‫يريد أن يتأكد من ذريته التي سيورثها ماله‪ .‬فإذا ألغيت الملكية الخاصة‪ ،‬زال مبرر‬
‫‪98‬‬
‫النسب والزواج والسرة واستئثار الرجل بزوجة خاصة له!!"‬
‫قلت‪ :‬وارجع بهذا الشأن إلى البيان الشيوعي الذي وضعه كل من ماركس وإنجلز‬
‫ص(‪.)64-62‬‬

‫رابعا‪ :‬بالنسبة لصل العقل‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ -‬ص ‪.65-64‬‬ ‫‪98‬‬

‫‪61‬‬
‫" فإن النظم الشيوعية توفر الخمر لشعوبها كالماء تماما لتنشغل العقول عن تأمل‬
‫المأساة التي يرزح أصحابها فيها‪ .‬ولم يزر زائر البلدان الشيوعية إل ولحظ‬
‫النتشار الكبير للخمور بين شعوبها التي يحسن أن تشرب لتنسى المأساة التي‬
‫وضعها فيها حكامها الشيوعيون "‪.99‬‬
‫قلت‪ :‬أما عن المدى الذي وصل إليه مروّجوا الدعاية الشتراكية اليهودية في‬
‫الستخفاف بعقول المعارضين ولو كانوا علماء ذرة أمثال سخاروف حين أقنعوا‬
‫الشعب السوفيتي بأنه مجنون‪ ،‬أو عالم العقول اللكترونية السوفيتي الكبير‬
‫‪ valentine turchin‬أو الشاعرة ‪ natalya gorpanyvskaya‬التي فقدت عملها‬
‫وأودعت في مصحة عقلية لشتراكها في مظاهرة بالميدان الحمر سنة ‪1968‬‬
‫للحتجاج على الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا وغير هؤلء فارجع إلى الكتاب‬
‫‪.‬‬ ‫‪100‬‬
‫الخر لطارق حجي‬

‫خامسا‪ :‬بالنسبة لصل المال‬


‫" فل ينكر أحد أن هدف الماركسية الكبر هو القضاء على الملكية الفردية التي‬
‫يعتبرونها مصدر كل المظالم والتي بزوالها في نظرهم يسود العدل وينتهي‬
‫الستغلل‪.‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان ص ‪.65‬‬ ‫‪99‬‬

‫‪ -‬تجربتي مع الماركسية ص ‪.89-88‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪62‬‬
‫وهم يقولون إنه في المرحلة الشيوعية العليا ستنعدم الملكية الخاصة تماما للمال‬
‫؟؟؟‪.‬‬ ‫في كل صييورها وأشكاليها "‬
‫‪101‬‬

‫ولمزيد من الدلة على ذلك ارجع إلى أي كتاب عن أصول الفلسفة الماركسية‬
‫لتجد أن التأميم ومحاربة الملكية الفردية هو ركن الفكار الماركسية اليهودية الول‬
‫‪ .‬لقد ركزنا في هذا البحث بالنقل عن المؤلف الكبير‬ ‫‪102‬‬
‫وعلى سبيل المثال راجع‬
‫طارق حجي لنه عاش تجربة الشتراكية وقرأ فيها أكثر من خمسة آلف مؤلف‬
‫وتحمس لها ودعا إليها في دول شمال أفريقيا حتى وصفه أصحابها الشيوعيون بعقّاد‬
‫الماركسية في الوطن العربي كما ذكر ذلك المؤلف نفسه في كتابه‪.103‬‬
‫قلت‪ :‬بعد أن انتهى طارق حجي من كلمه عن هدم أصل المال عند الشيوعيين‪.‬‬
‫قال‪:‬‬
‫" هذا هو موقف الشيوعية من الصول الخمسة للجماعة السلمية‪ :‬هدم صريح‬
‫لثلثة منها وهدم واقعي –وان لم يصرح بذلك‪ -‬للصلين الباقيين"‪ .‬ثم يتابع فيقول ‪:‬‬
‫" وهكذا يقودنا المعيار السلمي القاطع والصريح والحاسم حيث نقف بجلء‬
‫على موقف السلم من المذهب الشيوعي بوصفه رأس قائمة المذاهب الهدّامة فهو‬
‫مذهب يتوخى تقويض وهدم جميع أصول الجماعة السلمية‪ .‬فل يسع الباحث‬

‫‪ -‬الشيوعيية والديان ص ‪ ،65‬وأميا الحقيقية فهيي تحقييق لسيطورة الشعيب المختار‪-‬‬ ‫‪101‬‬

‫بزعمهم‪.-‬‬
‫‪ -‬البيان الشيوعيي فيي الصيفحات ‪ ،54،55،58،61،67‬و كتاب فردرييك انجلز(أصيل‬ ‫‪102‬‬

‫العائلة والدولة والملكية الخاصة)‪.‬‬


‫‪ -‬تجربتي مع الماركسية ص ‪.93‬‬ ‫‪103‬‬

‫‪63‬‬
‫المسلم إذن إلّ أن يدمغ دعوة هذا المذهب بأنها دعوة هدّامة تناقض السلم وتناقض‬
‫جوهره وأهدافه ومراميه‪ ،‬وأنها دعوة تجدر بالباحث والمثقف والدارس المسلم أن‬
‫يحاربها أشد الحرب وأن يجاهدها أقوى جهاد وأن يناهضها بكل السبل وشتى‬
‫الوسائل وفي مقدمتها وسيلة العقل الراجح والحجة الساطعة البلقاء‪( ،‬وجادلهم‬
‫‪104‬‬
‫بالتي هي أحسن)‪.‬انتهى‬
‫وهكذا وبهذه الكلمات السابقة التي خاطب فيها طارق حجي العقل المسلم بالحجة‬
‫الساطعة والدليل القاطع وبرهن له من خللها أن الفكار الماركسية اليهودية‬
‫استطاعت أن تهدم الحياة النسانية وجعلتها قريبة جدا من حياة الحيوانات‪ ،‬بل إن‬
‫الحيوانات لترفض بشدة العيش مهما طال بل غريزة المحافظة على النسل وبل‬
‫غريزة اختيار الطعام الذي تريد‪ ،‬وهي بل عقل ول دين أصلً‪ .‬فكيف بمن وهبه‬
‫ال تعالى نعمتي العقل والدين؟؟!! وهل أن الباحث والداعية والدارس المسلم قاوم‬
‫وحارب وجاهد هذه الفلسفة الماركسية الشيوعية اليهودية بقدر ما أفسدته هذه الدعوة‬
‫من عقائد وأزهقت من أرواح مئات المليين من البشر وعذبت المليين في غياهب‬
‫السجون‪ ،‬وبدرجة ما احتلت عشرات المليين من الكيلومترات المربعة من العالم‬
‫حتى كادت أن تسيطر على نصف مساحة الكرة الرضية عسكريا؟‬
‫أم أن أولئك الدعاة والباحثين والدارسين انقسموا ما بين مؤيد وداعٍ ومناضل في‬
‫سبيل هذه الفلسفة الشيطانية وبين رافض ومحارب لها يسيرا ؟‪ .‬ثم بأي درجة من‬
‫درجات الرفض والمحاربة عملوا ؟‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان ص ‪.65‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪64‬‬
‫فمع السف الشديد إن الحملة على تلك الفكار الماركسية اليهودية التي قامت‬
‫بها الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية كانت أشد ضراوة‬
‫مما قامت به دول العالم العربي أو السلمي‪ ،‬بمئات المرات ل كما يزعم البعض‬
‫أن أمريكا زجت بالمسلمين في حربهم ضد الشيوعية‪.‬‬
‫وأنه لول تكاتف الدول الغربية الرأسمالية وتحالفها عسكريا في حلف شمال‬
‫الطلسي والحلف التي سبقته لِت ِقفَ أمام الزحف الحمر‪ ،‬لسيطرت الشيوعية‬
‫الماركسية اليهودية على كل الرض وتحققت بهذه السيطرة العقيدة اليهودية‬
‫ك لليهود وهم شعب ال‬
‫المزورة‪ ،‬أو ما يسمى بالمسألة اليهودية وهي (أن الرض مل ٌ‬
‫المختار والبشر حيوانات خلقوا لخدمتهم)‪.‬‬
‫فهل قاوم السلميون الشيوعية الماركسية اليهودية كما ينبغي أن تقاوم أيامنا‬
‫هذه؟؟!!!!! ‪ ،‬أم أنهم قالوا ماتت وانتهت فانطلت عليهم الكذبة اليهودية الماركسية‬
‫الكبرى في أسلوبها الجديد (البيروسترويكا) كما انطلت على معظم شعوبهم‬
‫السلمية‪ -‬ومنهم بعض التيارات السلمية‪ -‬صداقة التحاد السوفيتي الشيوعي‬
‫سابقا ونصرتها للقضايا العربية والسلمية ضد الرأسمالية!!؟؟‪.‬‬

‫في مجال الحريات العامّة‪:‬‬


‫لم يكن وضع الحريات العامة في النظام الشيوعي الماركسي ‪ -‬صنيع اليهودية‪-‬‬
‫أقل سوءا من وضع المقاصد الضرورية الخمس (حفظ الدين وحفظ العقل وحفظ‬
‫النسل وحفظ المال‪ ،‬وحفظ النفس)‪.‬‬
‫فقد انتهكت هذه الحريات سوا ًء المتعلقة بمصالح الفراد المادية أو مصالحها‬

‫‪65‬‬
‫المعنوية انتهاكا صارخا بمنعها أو تقييدها بالقانون تارة أو بالقضاء عليها والحد منها‬
‫بالسلوك تارة‪.‬‬
‫ولن تفصيل ذلك يطول بحيث يستوعب المجلدات فقد رأيت الحديث في هذا‬
‫المجال بالشارة والختصار الشديد‪ ،‬وخاصة أنه ليس موضوعنا الساس‪.‬‬
‫ومثل من يطلب الدليل على ذلك كمثل من يطلب الدليل على إثبات رؤية الشمس‬
‫في رائعة النهار صيفا بل سحاب‪ ،‬ولكن أنصح من يُصر على ذلك أن يعيش فترة‬
‫يسيره من عمره في دولة اشتراكية أو بعثية بصفته مواطنا أصليا غير اشتراكي أو‬
‫بعثي‪ ،‬أو أن يكسب ثقة مواطن عاش أو يعيش في إحدى الدول الشتراكية ثم بعدها‬
‫يصارحه عن وضع الحريات في بلده‪ .‬معتذرين مسبقا عن الجابة على شبهات‬
‫البعض ممن أشربوا في قلوبهم حب الفكر الماركسي أو ضلّلوا بالتحليلت السياسية‬
‫الخداعة لهذا الفكر الجاسوسي عن طريق الدعاية الجارفة بالتكرار والزمن‪ ،‬وأن‬
‫يقرأ الكتب التالية ‪:‬‬
‫‪-‬مؤلفات لينين‪.‬‬
‫‪-‬البيان الشيوعي لماركس وإانجلز‪.‬‬
‫‪-‬الحرب الثورية الشيوعية (صلح نصر)‬
‫‪-‬بروتوكلت حكماء صهيون (أو ما يسمى بالنجيل البلشفي)‬
‫‪-‬سلسلة مؤلفات طارق حجي‪-:‬‬
‫‪‬أفكار ماركسية في الميزان‪.‬‬
‫‪‬الشيوعية والديان‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪‬تجربتي مع الماركسية‪.‬‬
‫‪‬ما العمل؟‬
‫‪‬فصول في السياسة والحياة‪.‬‬
‫‪-‬قال الناس ولم أقل(عمر التلمساني)‪.‬‬
‫‪-‬أسرار حركة الضباط الحرار والخوان المسلمين (حسين محمد أحمد‬
‫حمودة)‪.‬‬
‫‪-‬فشل حركة يوليو (د‪.‬جابر الحاج)‬
‫‪-‬حقوق النسان وحرياته الساسية في النظام السلمي والنظم‬
‫المعاصرة(د‪.‬عبد الوهاب الشيشاني)‪.‬‬
‫‪-‬الطبقة الجديدة (موفيلن دجلس)‪.‬‬
‫‪-‬موسكو وإسرائيل –مقدمة الكتاب‪(-‬د‪.‬عمر حليق)‬
‫‪-‬التضليل الشتراكي (د‪.‬صلح المنجد)‬
‫‪-‬خمس دقائق ‪ 9‬سنوات في سجون سوريا (هبة الدباغ) وغيرها الكثير‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪105‬‬
‫تقسم الحريات عامة إلى قسمين‪:‬‬
‫‪-1‬الحريات المتعلقة بمصالح الفراد المادية‪ ،‬وهي أربعة‪:‬‬
‫‪-1‬الحرية الشخصية ويندرج تحتها‪:‬‬
‫‪‬حرية الذات‪ :‬فهل يضمن النظام الشتراكي تحقيقها للفراد كأن‬
‫يكون الفرد قادرا على التصرف في شؤون نفسه‪ ،‬محافظا على‬
‫كرامته ووجوده غير معرّض للهانة والتعذيب في ذاته أو‬
‫مشاعره‪ ،‬كما يضمن ذلك العلن العالمي لحقوق النسان؟؟‬
‫‪‬حرية التنقل‪ :‬فهل يضمن النظام الشتراكي قدرة الشخص على‬
‫التنقل داخل القاليم بحرية أو أن يخرج من بلده دون تقييد أو‬
‫منع؟؟ يكفينا في ذلك قصة سور برلين وما يسمى بالجروبات‬
‫الجماعية في العهد الشيوعي السابق‪ ،‬علما أنه قد هدم سور‬
‫برلين وخففت القيود على السفر حديثا لما تقتضيه مصلحة‬
‫الشتراكية في ثوبها الجديد (البيروستروكيا)‪.‬‬
‫‪‬الحق في المن‪ :‬يقول الدستور السوفيتي الصادر سنة ‪ 1936‬ما‬
‫نصه‪":‬الحرية الشخصية مضمونة لمواطني التحاد السوفيتي‪،‬‬
‫ول يجوز اعتقال أحد إل بقرار من المحكمة أو بأمر من النيابة"‪.‬‬
‫هل هذا النص الدستوري مطبق فعليا أم هو إحدى صور الكذب‬

‫‪ -‬أخذت مادة هذا الموضوع عين كتاب حقوق النسيان وحرياتيه النسيانية فيي النظام‬ ‫‪105‬‬

‫السلمي والنظم المعاصرة‪ ،‬للدكتور عبد الوهاب الشيشاني‪(.‬بتصرف يسير)‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫والتضليل الماركسي غير المحدود!!؟؟ فهل صحيح أنه ل يجوز‬
‫القبض على أحد أو إيقافه بشكل تعسفي؟ وهل يبلّغ كل من‬
‫يقبض عليه عن سبب القبض عليه ؟ وهل يعرف التهمة‬
‫الموجهة إليه؟‬
‫وهل يقدم المقبوض عليه أو الموقوف بسبب تهمة جنائية فورا للقضاء؟( وتعليقنا‬
‫على هذا السؤال نعم يقدم للقضاء ولكن للقضاء عليه!!!!)‪.‬‬
‫وإذا لم يتم القضاء عليه لسباب حزبية شيوعية تكتيكية فهل يحق له المطالبة‬
‫بالتعويض القابل للتنفيذ كما نصت عليه التفاقية الوروبية؟ أين يقف هذا النص‬
‫الدستوري من مئات المليين الذين أزهقت أرواحهم‪ ،‬أو المليين بل عشراتها ممن‬
‫قضوا معظم حياتهم تحت أشد أنواع التعذيب البشري في الزنازين وغياهب‬
‫السجون!؟‬
‫ثم اقرأ كتاب هبة الدباغ عن سبب اعتقالها لمدة ‪ 9‬سنوات وهي تحت‬
‫التعذيب –فقط لن شقيقها من الخوان المسلمين –واسم الكتاب" خمس دقائق ‪9‬‬
‫سورية"‪.‬‬ ‫سنوات في سجون‬
‫‪‬حق سرية المراسلت‪ :‬ومضمونه عدم جواز كشف سرية‬
‫المراسلت والتصالت بين الفراد‪ ،‬لما في ذلك من اعتداء‬
‫على حق ملكية ما تضمنته هذه المراسلت وتعطيل لهذا‬
‫الحق الشخصي وانتهاك لحرية الفكر‪.‬‬
‫كيف يصان هذا الحق الدنى في الدول الشتراكية والضرورات الخمس‬
‫السيالفة الذكر ( حفظ الدين‪،‬حفظ النفس‪،‬حفظ العقل ‪،‬حفظ المال‪ ،‬وحفظ النسل)‬
‫‪69‬‬
‫جميعها مستباحة!!!!؟؟؟؟‬
‫هذه أربعة من الحريات الشخصية قد استباحتها النظم الشتراكية سواء في‬
‫الدول العربية أم غيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬حرية المسكن‪.‬‬
‫ج‪ -‬حرية التملك‪.‬‬
‫إذا كان نزع الملكية الخاصة (التأميم) أهم ركن من أركان الفلسفة أو العقيدة‬
‫الماركسية الشيوعية‪ .‬فكيف يحق للمواطن في الدول الشيوعية الحتفاظ بملكية‬
‫مزرعته ومسكنه؟ في الوقت الذي منعت الماركسية اللينينية حق المواطن في‬
‫المسكن الذي يريد ووضعته في القرى الجماعية (كيبوتسات) أو فيما بعد في شقق‬
‫صغيرة جدا‪ .‬لكن الشتراكية الفابية كانت أقل صرامة في هذا المر‪ ،‬حيث أعطت‬
‫المواطن الحق بامتلك عقاره أو مسكنه لمدة ‪ 100‬عام فإذا أراد أن يبيعه بعد ‪70‬‬
‫عاما سيكون ثمنه مساويا لقيمته في المدة المتبقية فقط أي يبيعه لمدة ‪ 30‬عاما فقط‬
‫وبعدها تعود ملكيته للدولة‪.‬‬

‫‪-2‬الحريات المتعلقة بمصالح الفراد المعنوية‪:‬‬


‫‪-1‬حرية العقيدة والعبادة‪.‬‬
‫‪-2‬حرية الرأي والجتماع والصحافة‪.‬‬
‫‪-5‬حرية التقاضي‪.‬‬
‫‪-8‬الحريات السياسية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫نكتفي بذكر عناوينها فقط للكفاية الحاصلة من مناقشة الضروريات الخمس‬
‫السابقة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ثانيا‪ :‬مصالح العباد في النظام الديموقراطِي الرأسمالي (المريكي )‬

‫تبين لنا مما سبق موقف النظام الشيوعي من الضروريات الخمس للناس كافة‪.‬‬
‫يهدم صراحيية ثلثة منها( الدين‪ ،‬المال‪ ،‬النسل) ويهدم واقعيا ‪ -‬وان لم يصرح‬
‫بذلك‪ -‬الصليين البياقيين ( النفس‪ ،‬العقل)‪.‬‬
‫وفيما يلي موقف النظام الديموقراطي الرأسمالي من الضروريات الخمس‬
‫للنسانية وللمسلمين خاصة‪.‬‬
‫" ل قد اختر نا الد ستور المري كي كنموذج للد ساتير الديموقراط ية لثبا ته وحيوي ته‪،‬‬
‫فهو لم يطرأ عليه تغيير إل نادرا وفي أجزاء قليلة منه ألحقت بها بعض التعديلت‪.‬‬
‫وهذا المير يدل على أن واضعيي الدسيتور كانيت غايتهيم المصيلحة العامية‪ ،‬وأنهيم‬
‫ناضجون يعرفون حقيقة أحاسيس الشعب وتطلعاته ومتطلباته"‪.106‬‬
‫صودق على الد ستور المري كي بمواده ال سبعة في ‪17/9/1787‬م‪ ،‬ز من الرئ يس‬
‫جورج واشنطين‪ ،‬ثيم تطور وتوسيع ميع الزمين ليلبيي الحاجات المتغيرة للوليات‬
‫المتحدة‪ .‬ح يث صودق على (‪ )27‬تعديل ما ب ين عا مي ‪ ، 1791‬و ‪ 1992‬ميلد ية‪،‬‬
‫ليقييم بذلك نظاميا فدرالييا تتوزع فييه السيلطات بيين حكومات الوليات والحكومية‬
‫القومية‪.‬‬

‫‪ -‬مقومات الديموقراطيية ‪/‬النموذج الردنيي‪ -‬دراسية مقارنية للدكتور رجائي المعشير ص‬ ‫‪106‬‬

‫‪72‬‬

‫‪72‬‬
‫فقيد اهتميت التعديلت العشرة الولى على الدسيتور‪ ،‬المصيادق عليهيا فيي عام‬
‫‪ 1791‬م‪ ،‬بالحقوق حتى عرفت بي ( وثيقة الحقوق)‪ .‬ولقت الحقوق المدنية اهتماما‬
‫ملحو ظا من المشرع المري كي‪ ،‬فح ين خ شي ب عض المواطن ين من أن يف سر إدراج‬
‫بعض الحقوق في وثيقة الحقوق على أن حقوقا أخرى لم تأت الوثيقة على ذكرها ل‬
‫يحميها الدستور‪ .‬فقد أقر التعديل التاسع في ‪15/12/1791‬م‪ ،‬لتجنب هذا التفسير‪.‬‬
‫ونصه‪:‬‬
‫" أن تعداد الدستور لحقوق معينة ل يجوز أن يفسر على انه إنكار لحقوق أخرى‬
‫يتمتع بها الشعب‪ ،‬أو انتقاصا منها "‪.‬‬
‫ففي الوقت الذي سنتعرف فيه على موقف الدستور المريكي من الصول أو‬
‫الضروريات الخمس في الشريعة السلمية‪ ،‬فإن علينا أن نتذ كر أنها ل تد ين بد ين‬
‫السيلم ابتداءَ‪ ،‬ولييس مطلوبيا منهيا سين القوانيين التيي تراعيى أحكام الشريعية‬
‫ال سلمية‪ ،‬ك ما يت صور الب عض‪ ،‬فان هذا ي عد خرو جا عن المعقول‪ ،‬علما أن بع ضا‬
‫مين ذلك ممكين إذا أرادت الجاليية السيلمية‪ ،‬أسيوة بالقليات الدينيية الخرى‪ ،‬وقيد‬
‫حصل‪.‬‬

‫أول‪:‬حفظ الدين‬
‫نص الدستور المريكي في التعديل الول الذي أقر في ‪ 15/12/1791‬م‪ ،‬أي بعد‬
‫‪ 4‬سنوات من إقراره على حرية ممارسة الدين‪:‬‬
‫" ل يصيدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامية ديين مين الديان أو يمنـع حريـة‬
‫ممارسـته‪ ،‬أو يحيد مين حريية الكلم أو الصيحافة أو مين حيق الناس فيي الجتماع‬

‫‪73‬‬
‫سلميا‪"...‬‬
‫و في الشرح‪ " :‬قا مت دول عديدة بإعلن أ حد الديان دينا( ر سميا) معتمدا للبلد‪،‬‬
‫ودعمتيه بأموال الحكومية‪ ،‬لكين هذا التعدييل يمنيع الكونغرس مين إقامية ديين ميا أو‬
‫اعتماده رسميا في الوليات المتحدة‪ .‬وقد فسر على أنه يمنع تأييد الحكومة أو دعمها‬
‫للمعتقدات الدين ية‪ .‬وبالضافية إلى ذلك‪ ،‬ل يجوز للكونغرس إقرار قوانيـن تحـد مـن‬
‫العبادة وحرية الكلم والصحافة‪ ،‬أو تمنع الناس من الجتماع بشكل سلمي‪."...‬‬
‫فثبيت بذلك وبنيص الدسيتور المريكيي حريية ممارسية الديان‪ -،‬ومنهيا الديين‬
‫السلمي‪ .-‬فهل بقي هذا النص مظهرا من مظاهر الدعاية فقط‪ ،‬أم أنه طبق واقعا؟‬
‫وجوابه من وجوه‪:‬‬

‫ازدياد أعداد المسلمين‬


‫يجب أن يعلم أن أول من هاجر من المسلمين إلى أمريكا كان في سنة ‪.1071869‬‬
‫أي ب عد ‪ 80‬عاما من إقرار الد ستور المري كي الذي يم ثل تار يخ ال ستقلل‪ .‬ثم ب عد‬
‫ذلك تزايد عدد المهاجرين‪ ،‬وأسلم من أسلم من السكان الصليين‪ ،‬وبدأ الدعاة عملهم‪،‬‬
‫حتيى قدر عدد المسيلمين هذه اليام بيي ( ‪ ) 7-6‬مليون مسيلم ميا بيين مهاجير‬
‫وأصلي‪ .108‬والبعض يشير إلى أن عددهم يتراوح ما بين (‪ )20-15‬مليون مسلم‪.‬‬
‫‪109‬‬

‫وقال زعيم امة السلم لويس فرقان‪" :‬أن عدد المسلمين في الوليات المتحدة تجاوز‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬ ‫‪107‬‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.84‬‬


‫‪ -‬جريدة الدستور الردنية في ‪.28/4/2001‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪74‬‬
‫والحد يث عن تزا يد أعداد من أ سلموا في أمري كا له مراج عه‬ ‫‪110‬‬
‫الثلث ين مليو نا"‪.‬‬
‫الخاصية وقصيصه‪ .‬فقيد كنيت واحدا مين بيين المئات الذيين سيمعوا قول العالم‬
‫الجيولوجي المشهور زغلول النجار في سلطة المصادر الطبيعية في الردن بتاريخ‬
‫‪6/8/2003‬م‪ ،‬حيين كان فيي الرياض أيام حرب تحريير الكوييت مين نظام البعيث‬
‫العر بي الشترا كي‪ ،‬عن إ سلم (‪ )20000‬عشر ين أل فا من الجنود المريكي ين في‬
‫السيعودية‪ .‬وقيد أشار فهميي هويدي إلى وجود (‪ )30-10‬ألف مسيلم فيي الجييش‬
‫المريكي‪ ،‬وأن إدارة السجون المريكية عينت (‪ ) 80‬إماما مسلما للوعظ والرشاد‬
‫فيي السيجون‪ ..111‬كميا قرأت مقال فيي بدايية عقيد التسيعينيات الماضيي فيي مجلة‬
‫( المجال ) التي تصدرها الجالية العربية في أمريكا‪ ،‬وفيه لقاء مع الكولونيل المسلم‬
‫مفتي المسلمين في الجيش ألمريكي‪ ،‬يتحدث ف يه عن الدعوة السلمية في الجيش‬
‫وأمله أن تستجيب قيادة الجيش بتعيين مساعدين له‪ .‬وقصة اعتقال الضابط المريكي‬
‫الواعظ المسلم في سجن جوانتانامو المتهم بتهريب معلومات إلى تنظيم القاعدة من‬
‫قريب ل زالت في الذهان‪ ،‬حيث أفرج عنه مؤخرا لعدم كفاية الدلة‪.‬‬
‫فثبت تزايد المسلمين في الجيش المريكي فضل عن تزايدهم في المدنيين‪ ،‬حيث‬
‫لم يكن فيها مسلم واحد وقت تأسيس الوليات المتحدة المريك ية‪ ،‬ولم ت قم السلطات‬
‫بحملت البادة ضدهم‪ ،‬في حين كان عددهم في روسيا التي أصبح اسمها بعد الثورة‬

‫‪ -‬السيلم والمسيلمون فيي أمريكيا‪ ،‬للدكتور معيين القدوميي ص ‪ 8‬نقل عين مجلة زهرة‬ ‫‪109‬‬

‫الخليج‪ -‬أبو ظبي‪ ،15/9/1990 ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪ -‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ ،8‬نقل عن جريدة المسلمون‪ ،‬العدد (‪ ،)5‬في ‪.9/3/1985‬‬ ‫‪110‬‬

‫‪ -‬مجلة المجلة ‪.29/11/2000-23‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪75‬‬
‫الشيوعية عام ‪1917‬م‪( ،‬جمهوريات التحاد السوفيتي)‪ )100( ،‬مائة مليون مسلم‪.112‬‬
‫بدأت ضدهم حملت البادة بعد تمكن الثورة من بسط نفوذها‪ ،‬كما مر معنا سابقا‪.‬‬

‫ازدياد أعداد المساجد‬


‫أول مسيجد أنشيئ كان فيي مدينية هايلنيد بارك فيي وليية متشيغان فيي سينة‬
‫‪1919‬م‪ ،‬توالى بعدها افتتاح المساجد‪ ،‬حتى وصل عام ‪1986‬م إلى (‪ )400‬أربعمائة‬
‫مسيجد‪ .113‬وحسيب إحصيائية أمريكيية نشرتهيا جريدة الدسيتور الردنيية بتارييخ‬
‫‪ ،28/4/2001‬وصيل عدد المسياجد فيي أمريكيا فيي سينة ‪ 2000‬م إلى‪)1209( ،‬‬
‫م سجد‪ .‬وعلى مو قع وزارة الخارج ية المريك ية ‪ /‬مك تب برا مج العلم الخار جي ‪،‬‬
‫وصل عدد المساجد سنة ‪ 1997‬إلى (‪ )1250‬مسجد‪ .‬في حين كان " عدد المساجد‬
‫في إقل يم قازان وحده في رو سيا ق بل الثورة الشيوع ية (‪ )28000‬ثمان ية وعشر ين‬
‫ألف مسجد ‪ ،‬بقي منها (‪ )400‬أربعمائة مسجد فقط"‪ .114‬بل "عمد النظام الشيوعي في‬
‫التحاد السيوفيتي إلى هدم جمييع المؤسيسات السيلمية التيي يمكين أن تسياهم فيي‬
‫المحافظية على الشخصيية السيلمية وثقافتهيا‪ ،‬ومين أهيم تلك المؤسيسات‪ :‬الوقاف‬

‫‪ -‬عن كتاب قتلوا من المسلمين مآت المليين‪ ،‬لمحمود القاسم‪،‬ص ‪.6‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬ ‫‪113‬‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.88-87‬‬


‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬ ‫‪114‬‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.439‬‬

‫‪76‬‬
‫ال سلمية‪ ،‬والمحاكم الشرع ية‪ ،‬والمدارس والمعاهد السلمية"‪ .115‬وأغل قت ال صين‬
‫الشيوعية (‪ )29‬ألف مسجد في إقليم تركستان الشرقية وحده‪.116‬‬
‫ولعيل معارضيا يقول إن هذه الجرائم الشيوعيية قيد انتهيت بموت الشيوعيية‪،‬‬
‫والخطر الكبر هو خطر الغرب وعلى رأسه أميركا‪.‬‬
‫وجوابيه‪ :‬إن هذه الجرائم لم تنتيه‪ ،‬فقيد كان إسيلم كريموف ‪ -‬رئييس جمهوريية‬
‫أوزبك ستان ب عد أن ا ستلم الح كم م نذ النهيار المزعوم للتحاد ال سوفيتي‪ -‬قد سمح‬
‫بافتتاح (‪ )5000‬خمسية آلف مسيجد‪ .‬إل أنيه أغلق منهيا (‪ )4992‬مسيجدا‪ ،‬وأبقيى‬
‫ثمان ية ف قط‪ .‬واعت قل (‪ )30‬ألف م سلم‪ ،‬من هم(‪ )7‬آلف من النشطاء الدعاة‪ ،‬مار ست‬
‫الشيوع ية ضد هم أب شع أنواع التعذ يب في سجن سجليق وحولت هم إلى عب يد‪ .‬وم نع‬
‫الذان في الم ساجد المتبق ية في م كبرات ال صوت‪ ،‬وأ جبر الرجال على حلق لحا هم‪،‬‬
‫والنسياء على خلع الحجاب‪ .‬وكيل هذا بحجية محاربية الرهاب بعيد أحداث الحادي‬
‫عشر من أيلول‪.117‬‬
‫والى مثيل هذا الضطهاد‪ ،‬ميا أشار إلييه فهميي هويدي فيي (مجلة المجلة‪-18 ،‬‬
‫‪ .)6/2000/-24‬و ما أشارت إل يه جريدة الد ستور الردن ية في ‪ .28/4/2001‬وأ ما‬
‫في طاجكستان فقد قتلت الشيوعية في غضون ثلثة أيام‪ )5( ،‬آلف مسلم‪ ،‬واعتقلت‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬ ‫‪115‬‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.67‬‬


‫‪ -‬المصدر السابق ص ‪.479‬‬ ‫‪116‬‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان الكويتية‪ ،‬العدد ‪ ،285‬في ‪.22/3/2004‬‬ ‫‪117‬‬

‫‪77‬‬
‫أ ما خارج الجمهوريات ال سلمية‬ ‫‪118‬‬
‫(‪ )4‬آلف م سلمة‪ ،‬و فر (‪ )100‬ألف من الذبح‬
‫ذات الستقلل الصوري عن الشيوعية‪ ،‬فالحديث عن القتل والضطهاد في صفوف‬
‫المسيلمين بعيد عام ‪ ،1990‬فيي الشيشان والبوسينة والهرسيك وسيراييفو وكوسيوفو‪،‬‬
‫يطول‪ ،‬نكتفي بالشارة إليه فقط‪.‬‬
‫ولكن السؤال الكبير المعهود‪ ،‬لماذا ل تنتشر أخبار جرائم الشيوعية‪ ،‬بل لم يسمع‬
‫بها معظم المسلمين ؟ فهل جرائم أمريكا المرتكبة ضد سجناء سجن ( أبو غريب )‬
‫على يد المريكان أسوء من جرائم الشيوعية هذه‪ ،‬حتى دوى صدى أخبارها بيوتات‬
‫العالم أجمع وعلى مدار أكثر من شهر مضى ول زال الحديث عنها يتكرر ؟‪ .‬ولماذا‬
‫ل يقال إن الشيوعية تريد ابتلع العالم بحجة محاربة الرهاب كما يقال عن أمريكا؟‬
‫ف قد أعلن زعماء الشيوع ية مرارا وعلى رأ سهم الزع يم الشيو عي الرو سي (بوت ين)‬
‫معاناتهيم على حيد زعمهيم مين الرهاب فيي الشيشان وأوزبكسيتان وطاجكسيتان‪،‬‬
‫وأعلنوا دعم هم لمري كا ضده‪ ،‬في الو قت الذي يمار سونه بأ سلوب جد يد مطور في‬
‫كل البلد الشتراك ية‪ ،‬العرب ية وغ ير العرب ية‪ .‬إن ال مر بحا جة إلى وق فة تأ مل في ما‬
‫يجري من أحداث خطيرة جدا يموت ذكر ها‪ ،‬وأخرى تض خم وتض خم وتضخم حتى‬
‫يطغى خبرها على كل حدث كبير‪ .‬فمن قال إن جرائم أمريكا في العراق أسوء فقد‬
‫افترى‪ .‬و من قال إن ها دون ها بكث ير كث ير ف قد أ صاب‪ ،‬و بالتالي عل يه أن ير كز في‬
‫حربيه على المجرم ال كبر والخطير الحمير‪ ،‬ول يردد ميا يملى عل يه من شعارات‬
‫مضللة مثل شعار (ماتت الشيوعية)‪.‬‬
‫ول كن الغرب من الغر يب أن يقال عن جرائم الشيوع ية في كل مكان‪Made(:‬‬

‫‪ -‬مجلة الفرقان‪ ،‬عدد ‪ ،40‬أيلول ‪1993‬م‪.‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪78‬‬
‫‪!!!)In America‬‬

‫ازدياد انتشار اللغة العربية‬


‫يقول المين العام للمجلس العلى للشئون السلمية السابق في مصر‪:‬‬
‫" يع تبر ن شر الل غة العرب ية ب ين القليات ال سلمية من أ كبر و سائل الدعوة إلى‬
‫السلم‪ ،‬فالعلقة بين اللغة العربية والسلم ل تحتاج إلى بيان‪ ،‬ولكنها تبدوا بالنسبة‬
‫للقليات السلمية في البلد غير السلمية وسيله هامة للحتفاظ بكيانها السلمي‪،‬‬
‫ووسيلة لوقف تدهور الصالة الثقافية للمسلمين في هذه البلد‪.119‬‬
‫فأول صيحيفة عربيية فيي أمريكيا‪ ،‬صيحيفة (كوكيب أمريكيا) صيدرت فيي عام‬
‫‪1892‬م في مدي نة نيويورك‪ ،‬ح يث كان لهيا الفضيل فيي المحافظية على إبقاء الل غة‬
‫العربيية ح ية فيي نفوس المسيلمين‪ ،‬وتوالى بعدهيا صيدور ال صحف بالعربيية‪ ،‬منهيا‬
‫(اليام) في سنة ‪1898‬م‪ ،‬و(الهدى) و(المهاجر) في سنة ‪1903‬م‪.120‬‬

‫ازدياد أعداد المدارس والمراكـز والمعاهـد السـلمية‪ ،‬والجامعـة السـلمية‪،‬‬


‫والقرية السلمية‬
‫بدأ انتشار المدارس السلمية‪ ،‬ومنها مدارس نهاية السبوع التي تدرس طلبها‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬ ‫‪119‬‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬ ‫‪120‬‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪.86-85‬‬

‫‪79‬‬
‫اللغة العربية‪ ،‬والقرآن الكريم والتاريخ السلمي والعبادات‪ .‬ومنها المدارس ذات‬
‫العضاء المسلمين‪ ،‬حيث من خللها أصبحت العربية تدرس في المدارس العامة‬
‫الحكومية‪ .‬ومنها المدارس الدينية السلمية‪ ،‬ومعظم معلميها من المسلمين‪ .‬ومنها‬
‫معهد الدراسات السلمية في لوس أنجلوس‪ ،‬وغيره حيث تجاوز عددها الخمسين‬
‫معهدا‪ .‬وغير ذلك مما ذكر في البحث‪.121‬‬
‫وتحت عنوان ( التحادات والجمعيات والمراكز السلمية )أورد الدكتور معين‬
‫القدومي أسماء (‪ )20‬منها‪ ،‬ذكر سنة التأسيس و المكان والهداف والفروع إن‬
‫وجد‪.122‬‬
‫وتحت عنوان ( الجامعة المريكية السلمية ) أورد الدكتور معن شرحا‬
‫مختصرا عن الجامعة‪.123‬‬
‫وتحت عنوان ( القرية السلمية )‪ ،‬أورد الدكتور معن ملخصا عنها‪ ،‬حيث تقع‬
‫في ضواحي مدينة (فرزنوا‪ -‬كاليفورنيا)‪ ،‬وتتسع لكثر من ألف بيت‪ ،‬بهدف العيش‬
‫في حياة إسلمية نقية‪.124‬‬
‫مما مضى يتبين لنا بأنه " ل شك بان المسلمين في الوليات المتحدة يتمتعون‬
‫بالحرية الكاملة التي تتيح لهم أن يمارسوا عقيدتهم ويستخدموا كل الوسائل العلمية‬

‫‪ -‬القليات المسيلمة فيي العالم‪ ،‬مجموعية أبحاث وقائع المؤتمير العالميي السيادس للندوة‬ ‫‪121‬‬

‫العالمية للشباب عام ‪1986‬م‪ ،‬الرياض ‪ ،‬ج ‪ /1‬ص ‪ 95-91‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ -‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.23-12‬‬ ‫‪122‬‬

‫‪ -‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.26-23‬‬ ‫‪123‬‬

‫‪ -‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪124‬‬

‫‪80‬‬
‫في نشر دينهم "‪.125‬‬

‫‪ -‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪125‬‬

‫‪81‬‬
‫ثانيا‪ :‬حفظ النفس أو الحياة‬
‫جاء في التعديل الرابع عشر من الدستور المريكي (الفقرة الولى)‪ ،‬الذي أقر في‬
‫‪ 9/7/1868‬م ما يلي‪:‬‬
‫"جمييع الشخاص المولودون فيي الوليات المتحدة أو المتجنّسيون بجنسييتها‬
‫والخاضعون لسلطانها يعتبرون من مواطني الوليات المتحدة ومواطني الولية التي‬
‫يقيمون فيها‪ .‬ول يجوز لية ولية أن تضع أو تطبق أي قانون ينتقص من امتيازات‬
‫أو حصانات مواطني الوليات المتحدة‪ .‬كما ل يجوز لية ولية أن تحرم أي شخص‬
‫من الحياة أو الحرية أو الممتلكات دون مراعاة الجراءات القانونية الصولية ‪ .‬ول‬
‫أن تحرم أي شخص خاضع لسلطانها من المساواة في حماية القوانين "‪.‬‬
‫وجاء في التعديل الخامس (حقوق المتهمين في القضايا الجزائية) الذي أقر في‬
‫‪15/12/1791‬م‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫"‪ ...‬ول أن يحرم ميين الحياة أو الحرييية أو الممتلكات دون اتباع الجراءات‬
‫القانونية الصولية "‪.‬‬
‫فهل بقي هذا النص مظهرا من مظاهر الدعاية فقط‪ ،‬أم أنه طبق واقعا ؟‬
‫وجوابه‪:‬‬
‫ث بت ل نا ب ما ل يدع مجال ل صاحب هوى‪ ،‬ازدياد أعداد الم سلمين في أمري كا مع‬
‫الز من‪ ،‬ك ما ورد ق بل قل يل‪ ،‬ثم نت سائل‪ ،‬أ ين المقابر الجماع ية للم سلمين في أمري كا‪،‬‬
‫كما يحدث في البلد الشتراكية ؟‬
‫أيين التشرييد والعتقالت فيي صيفوف المسيلمين فيهيا‪ ،‬كميا يحدث فيي البلد‬

‫‪82‬‬
‫الشتراكية؟‬
‫بيل أيين المعتقلون والمعذبون الذيين أخذوا بسيبب انتماء أحيد أقربائهيم لتنظيمات‬
‫إسلمية‪ ،‬كما يحدث في البلد الشتراكية ؟‬
‫إن قتل النفس النسانية عند الشتراكيين أهون عليهم من قتل النعام أو الطيور‪،‬‬
‫لنهم يعتبرون البشر بهائم خلقوا لخدمتهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حفظ النسل‬


‫تع تبر ال سرة في المجت مع المري كي أمرا مقد سا‪ ،‬ف ما عقد ته كل مة ال بالزواج‬
‫المشروع ل تحله قوة على الرض مهميا بلغيت‪ ،‬وهذه هيي تعالييم الكنيسية المعمول‬
‫بها‪ ،‬فقد بالغوا بالمحافظة على رابطة السرة‪ ،‬لحد التطرف الذي وصل إلى تحريم‬
‫الطلق‪ .‬و سنوا من القوان ين ما ير عى أطفال هم ويض من سلمة تنشأت هم والمحاف ظة‬
‫على حياتهم‪.‬‬
‫فهل أجبر المسلمون في أمريكا على تحديد النسل كما حدث في الصين ؟‬
‫فهل يرى المريكان أن استئثار رجل بامرأة إنما هو من توابع الملكية الخاصة‬
‫لها‪ ،‬فإذا ألغيت الملكية الخاصة‪ ،‬زال مبرر النسب والزواج والسرة واستئثار‬
‫الرجل بزوجة خاصة له ؟‬
‫ول يقال هنا إنهم ل يراعون ما يح فظ ال سرة حسب الشري عة السلمية ؟‪ .‬إنما‬
‫يقال هل يمنعون من أراد أن يحافظ على أحكام السلم في أسرته من ذلك‪ ،‬كما منع‬
‫منه المسلمون في الدول الشيوعية ؟‬

‫‪83‬‬
‫رابعا‪ :‬حفظ العقل‬
‫مميا يدل على حفيظ العقول فيي أمريكيا‪ ،‬هيو تسيخير جمييع المكانيات الماديية‬
‫لجراء الدراسيات والتجارب العلميية فيي مختلف شؤون الحياة‪ ،‬حتيى غدت أمريكيا‬
‫الرائدة في معظم العلوم والصناعات النووية والحربية والمدنية‪.‬‬
‫فنرى هجرة أ صحاب العقول والعلماء إلى أمري كا‪ ،‬ول يس إلى الدول الشتراك ية‪،‬‬
‫التي يحاول المواطن العادي الهجرة منها مهما بلغت عليه المخاطر‪ ،‬وقصص أولئك‬
‫التعسياء الذيين لقوا حتفهيم على سيور برليين فيي المانييا الشرقيية سيابقا‪ ،‬ل زالت‬
‫محفورة في الذهان‪.‬‬
‫وم ما يدل على حرص المشرع المري كي على المحاف ظة على الع قل ما جاء في‬
‫التعديل السابق الثامن عشر الذي أقر في ‪16/2/1919‬م‪ ،‬ونصه‪:‬‬
‫" يحظر نقل مشروبات مسكرة في أ ية ولية أو منط قة تابعة للوليات المتحدة‬
‫أو أراضي داخلة في حيازتها كما يحظر استيرادها إليها لغاية توزيعها أو استعمالها‬
‫فيها بما يخالف قوانينها "‪.‬‬
‫وا ستمر قانون تحر يم الخ مر ‪ 14‬سنة ساري المفعول ح تى ال غي الع مل به ح ين‬
‫صودق على التعديل الحادي والعشرين‪ ،‬في ‪5/12/1933‬م‪ ،‬ونصه‪:‬‬
‫"ل تصيبح هذه المادة نافذة المفعول إل إذا أقرت كتعدييل للدسيتور مين قبيل‬
‫مؤتمرات في مختلف الوليات‪ ،‬ح سبما نص عل يه في الد ستور‪ ،‬وذلك في غضون‬
‫سبع سنوات من تاريخ إحالة الكونغرس هذا التعديل إلى الوليات"‪.‬‬
‫و في الشرح‪ :‬يل غي هذا التعد يل التعد يل الثا من ع شر‪ ،‬وي عد الب ند الثا ني من هذا‬

‫‪84‬‬
‫بمسياعدة الحكومية الفدراليية الوليات التيي تحرم المشروبات المسيكرة فيي تنفييذ‬
‫قوانينها الخاصة بتحريم هذه المشروبات "‪.‬‬

‫شبهة‪:‬‬
‫قيد يقول قائل‪ :‬إن الصيناعات الحربيية قيد تطورت كذلك فيي الدول الشيوعيية‬
‫الكبرى‪ ،‬وخاصة في المجال النووي‪ ،‬وليس المر حكرا لمريكا ؟‬
‫وجوابه‪ :‬أن هذه السرار التكنولوجية الحربية والنووية وغير الحربية جاءت عن‬
‫يق التجسيس وسيرقة هذه المعلومات مين الغرب وعلى رأسيها أمريكا‪.126‬‬
‫طريي‬
‫والجواسيس الذين نقلوا أسرارها كانوا من اليهود‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حفظ المال‬


‫جاء في التعديل الرابع عشر للدستور المريكي (الفقرة الولى)‪ ،‬والذي أقر في‬
‫‪ 9/7/1868‬م‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫"كما ل يجوز لية ولية أن تحرم أي شخص من الحياة أو الحرية أو الممتلكات‬
‫دون مراعاة الجراءات القانونية الصولية"‪.‬‬
‫وجاء في التعد يل الخا مس (حقوق المتهم ين في القضا يا الجزائ ية)‪ ،‬و قد أ قر هذا‬
‫التعديل في ‪15/12/1791‬م ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬عن كتاب المخابرات والعالم‪ /‬الجزء الول‪ ،‬ل سعيد الجزائري‪ ،‬في ال صفحات ( ‪-155‬‬ ‫‪126‬‬

‫‪. ) 165‬‬

‫‪85‬‬
‫"‪ ...‬ول أن يحرم ميين الحياة أو الحرييية أو الممتلكات دون اتباع الجراءات‬
‫القانونية الصولية كما ل يجوز نزع أية ملكية خاصة لستخدامها في سبيل المنفعة‬
‫العامة بدون تعويض عادل "‪.‬‬
‫وفي الشرح‪ " :‬ويمنع هذا التعديل أيضا الحكومة من مصادرة أملك المواطنين‪،‬‬
‫بهدف استخدامها للمنفعة العامة‪ ،‬من دون تعويض عادل‪ .‬ويسمى حق الحكومة في‬
‫مصيادرة الملك لجيل اسيتخدامها للمنفعية العامية حيق نزع الملكيية‪ .‬وتسيتخدم‬
‫الحكومات هذا الحق لستملك الراضي لبناء الطرق والمدارس والمرافق الحكومية‬
‫الخرى "‪.‬‬
‫يكفي نا التعل يق على هذه المادة بالقول‪ :‬إ نه يو جد في أمري كا شركات ات صالت‪،‬‬
‫وشركات طيران‪ ،‬وشركات نفطيية‪ ،‬تعود ملكيتهيا إلى القطاع الخاص‪ ،‬فضل عين‬
‫المصانع العاملة في مختلف القطاعات‪ .‬في ح ين أن التأميم أو نزع الملك ية الخا صة‬
‫لصالح الملكية العامة‪ ،‬هو أحد أبرز أصول الفلسفة الماركسية ول يقال هنا إن النظام‬
‫الرأ سمالي يقوم على الر با المحرم‪ .‬فهذا معلوم للجم يع‪ ،‬و هو ل يس موضوع الب حث‪،‬‬
‫وطرح ذلك حيدة جلية عن الموضوع‪.‬‬
‫مما مضى وغيره يتبين لنا بي " ل شك بأن المسلمين في الوليات المتحدة‬
‫يتمتعون بالحرية الكاملة التي تتيح لهم أن يمارسوا عقيدتهم ويستخدموا كل‬
‫الوسائل العلمية في نشر دينهم "‪.127‬‬
‫حقوق مدنية أخرى‪:‬‬

‫‪ -‬السلم والمسلمون في أمريكا‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪127‬‬

‫‪86‬‬
‫جاء في التعديل الرابع الذي أقر في ‪15/12/1791‬م‪:‬‬
‫" ل يجوز المسياس بحيق الناس فيي أن يكونوا آمنيين فيي أشخاصيهم ومنازلهيم‬
‫ومسيتنداتهم ومقتنياتهيم مين أي تفتييش أو احتجاز غيير معقول‪ ،‬ول يجوز إصيدار‬
‫مذكرة بهذا الخ صوص إل في حال وجود سبب معقول‪ ،‬معزز باليم ين أو التوك يد‪،‬‬
‫وتبين بالتحديد المكان المراد تفتيشه والشخاص أو الشياء المراد احتجازها "‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫جدول يلخص نتائج مصالح العباد في النظام الديموقراطِي الرأسمالي(المريكي)‬
‫والنظام الشيوعي الشتراكي‬

‫النظام المريكي‬ ‫النظام الشيوعي‬ ‫الصل‬

‫حفظٌ قانونا‬ ‫حفظٌ دستورا‬ ‫هدمٌ‬ ‫هدمٌ نصا‬


‫وواقعا‬ ‫وواقعا‬ ‫واقعا‬ ‫وواقعا‬
‫*‬ ‫*‬ ‫الدين‬

‫*‬ ‫*‬ ‫النفس‬

‫*‬ ‫*‬ ‫المال‬

‫*‬ ‫*‬ ‫النسل‬

‫*‬ ‫*‬ ‫العقل‬

‫* تدل على النتيجة‬

‫يبين الجدول ما يلي‪:‬‬


‫أن موقف النظام الشيوعي ( اليهودي ) من الضروريات الخمس للنسانية‬ ‫‪-‬‬
‫وللمسلمين خاصة‪ ،‬هدم لثلثة منها نصا وواقعا‪ ،‬وهي الدين والمال والنسل‪ ،‬وهدم‬

‫‪88‬‬
‫واقعي للصليين البياقيين النفس والعقل‪.‬‬
‫وأن الدستور المريكي ( النصارى )‪ ،‬قد كفل المحافظة على ثلث من‬ ‫‪-‬‬
‫الضروريات الخمس للنسانية وللمسلمين خاصة‪ ،‬نصا وطبق ذلك واقعا‪ ،‬وهي‬
‫الدين والمال والنفس‪ .‬في حين ضمن القانون حفظ النسل والعقل نصا وطبق واقعا‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬النتائج والتوصيات‬

‫أول‪ :‬النتــائــج‬

‫أر جو م من سيكتفي بقراءة النتائج والتو صيات‪ ،‬أن ير جع ليقرأ الر سالة ب عد‬
‫ذلك‪ ،‬فإنه أرجى للقبول‪.‬‬
‫يقول طارق حجي‪:‬‬
‫" فنحن ل نصف مذهبا من المذاهب بأنه مذهب هدّام ول بأنه مذهب بنّاء استنادا‬
‫إلى رأي شخص في هذا المذهب أو ذاك‪ ،‬وإنما نحن نستند إلى معيار واضح ل‬
‫لبس فيه ول غموض‪ ،‬معيار نعرضه في هذا الفصل على العقول العربية لول مرة‪،‬‬
‫أما هذا المعيار فيتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫انه لكي يتيسر للباحث المسلم أن يبت في طبيعة وكنه مذهب من المذاهب أو‬
‫دعوة من الدعوات أو تيار من التيارات‪ ،‬وهل هو مذهب أو دعوة أو تيار بنّاء أو‬
‫هدّام‪ ،‬لكي يتيسر ذلك بشكل قطعي ل يكتنفه غموض ول تشوبه شائبة‪ ،‬فإن عليه‬
‫أن يعرض هذا المذهب أو تلك الدعوة أو ذلك التيار على الصول الخمسة للجماعة‬
‫السلمية‪ :‬الدين والنفس والنسل والعقل والمال‪ ،‬فإن وجد هذا المذهب لهذه‬
‫الصول حافظا صائنا‪ ،‬فهو مذهب ل غبار عليه من وجهة النظر السلمية‪ ،‬أما إذا‬
‫وجده مضيعا ومهدرا لصل أو أكثر من تلك الصول فإن عليه بداهة أن يصنفه‬
‫تحت لواء المذاهب الهدّامة التي تناقض السلم ويناقضها السلم‪ ،‬والتي تسعى‬

‫‪90‬‬
‫لتقويض السلم ويسعى هو وأبناؤه لدحضها"‪ .128‬أ‪.‬هي‪.‬‬

‫وانسجاما مع النظر السليم في معنى قوله تعالى‪ ( :‬لتجدن أشد الناس عداوة للذين‬
‫آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا‬
‫نصارى ) إلى قوله تعالى‪ ( :‬وذلك جزاء المحسنين )‪ ( .‬المائدة ‪ .)85-82‬نقول‪:‬‬
‫‪ -1‬تبين لنا أن موقف النظام الشيوعي ( اليهودي ) من الضروريات الخمس‬
‫للنسانية وللمسلمين خاصة‪ ،‬هدم لثلثة منها نصا وواقعا‪ ،‬وهي الدين والمال‬
‫والنسل‪ ،‬وهدم واقعي للصلين البياقيين النفس والعقل‪ ،‬وان لم يصرح بذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تبين لنا أن الدستور المريكي ( النصارى )‪ ،‬قد كفل المحافظة على ثلث‬
‫من الضروريات الخمس للنسانية وللمسلمين خاصة‪ ،‬نصا وطبق ذلك واقعا‪ ،‬وهي‬
‫الدين والمال والنفس‪ .‬في حين ضمن القانون حفظ النسل والعقل نصا وطبق واقعا‪.‬‬
‫‪ -3‬ثبت أن السلم ليس العدو الول لمريكا‪ ،‬لنه يحفظ الضروريات الخمس‬
‫للنسانية كما تراعيها أمريكا‪ .‬إل أنه يزيد عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬ثبت أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية‬
‫الشتراكية التي تحارب الضروريات الخمس للنسانية المرعية في الدستور‬
‫المريكي‪.‬‬
‫‪ -5‬ثبت أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء (البيروسترويكا)‬
‫هي العدو المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪ ،‬وللنسانية جمعاء‪.‬‬

‫‪ -‬الشيوعية والديان‪ ،‬ص ‪ 58‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪128‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -6‬ل زال الخطر الشيوعي بثوبه الجديد قائما‪ ،‬بل ازداد‪ ،‬ول تزال الحرب بين‬
‫حدّث‪.‬‬
‫الشيوعية اليهودية والرأسمالية قائمة ولكن بصورة ولباس شيوعي ُم َ‬
‫‪ -7‬ثبت أن الكذب والمراوغة واللف والدوران والخداع‪ ،‬سمات أساسية في‬
‫الشتراكية بمختلف مسمياتها‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫‪-1‬علي نا أن ندرك أن للشيوع ية اليهود ية م صالح وغايات ت سعى لتحقيق ها‪ ،‬ل‬
‫تلتقي مع مصالح المسلمين ول مع مصالح النسانية‪ ،‬بل لها أطماع خطيرة‬
‫لسيتعباد الخلق‪ ،‬والسييطرة على الرض كلهيا‪ ،‬وخصيوصا بلد ميا بيين‬
‫الفرات والنييل‪ ،‬باعتبارهيا حسيب عقيدتهيم الرض التيي أعطاهيا الرب‬
‫لليهود‪.‬‬
‫‪-2‬علينيا أن ندرك أن لمريكيا مصيالح وغايات تسيعى لتحقيقهيا‪ ،‬منهيا إقناع‬
‫الناس بقبول الحكيم الديموقراطيي‪ ،‬ونبيذ الحكام الدكتاتوريية الثوريية‬
‫الشيوعية‪ .‬وتحقيق مبدأ الحريات المنفتحة وحقوق النسان‪ ،‬وغالبا ما تلتقي‬
‫مصالحها مع مصالح المسلمين الضعفاء‪ ،‬فيما يتعلق بمحاربة عدونا وعدو‬
‫النسيانية الول ( الشيوعيية )‪ .‬فعلى المسيلمين السيتفادة مين هذه الحالة‬
‫والمحاف ظة على ديمومت ها‪ ،‬وتفو يت الفر صة على ال ساعين لدق إ سفين ما‬
‫بين المسلمين والمريكان سواء بعلم مسبق أو جهل مطبق‪ .‬لذا فمن المهم‬
‫جدا أن ل نغفل في صراعنا مع الشيوعية لحظة واحدة بحجة موتها‪ .‬فهذا‬
‫الوهـم يؤدي إلى إقناعنـا بان ميا تقوم بيه أمريكيا حالييا مين حروب ضيد‬
‫الوجه الجد يد للشيوع ية‪ ،‬إنما هي حرب على السلم والمسلمين تخوض ها‬
‫أمريكيا فيي بلد المسيلمين‪ ،‬باعتبارهيا دولً إسيلمي ًة انتهيت فيهيا النظمية‬
‫الشتراكيية ‪ -‬بمجرد موتهيا المزعوم فيي وكرهيا‪ .-‬وبالتالي و لجهلنيا‬
‫بالواقع فان ذلك يؤدي بنا إلى وضع أمريكا في مقد مة العداء‪ ،‬وال صراع‬
‫مع ها والجهاد ضد ها‪ ،‬واعتبار ذلك ق مة الف هم وق مة الع مل لخد مة القض ية‬

‫‪93‬‬
‫السلمية‪ ،‬فنقدم لجل ذلك المهج والرواح‪ ،‬طلبا للنصر أو الشهادة‪ .‬لتبدأ‬
‫بنا من جديد سلسلة من التصفيات وهدر الطاقات وإسقاط النظمة المعتدلة‪،‬‬
‫ولكين هذه المرة على ييد المريكان‪ -‬ولو بعيد حيين‪ ،-‬بحجية محاربية‬
‫الرهاب أو محاربة رعاته‪ .‬فنخسر من جهتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬تخلي نا عن محار بة الشيوع ية‪ ،‬ال تي ل زالت تق تل الم سلمين وغير هم في كل‬
‫حجّم‬
‫مكان تتمكن فيه منا‪ ،‬بل ستزداد بنا تصفية وإبادة بحجة محاربة الرهاب‪ ،‬مما ُي َ‬
‫ردود الفعال الدوليية ضيد جرائمهيا‪ ،‬أو التماس العذار لهيا‪ ،‬بيل إن المير قابيل‬
‫للتطور أكثير فيي المسيتقبل إذا اسيتمرت هذه السيياسة بالتناميي‪ ،‬بتقدييم المسياعدات‬
‫للشيوعية‪ ،‬وخاصة‪ ،‬إذا اقتنع أصحاب القرار في الغرب وأمريكا بأن التحديثات على‬
‫الشيوعية حقيقية وليست من باب التلبيس على الناس والدجل‪.‬‬
‫ب – ف تح جب هة جديدة على ال سلم والم سلمين ذات بأس شد يد‪ ،‬ل ق بل ل نا ب ها‪،‬‬
‫وهذه سياسة جاهلية ل يعرفها السلم‪ ،‬بل مخالفة لسياسة النبي صلى ال عليه وسلم‬
‫في تحي يد العداء‪ .‬فب ها سقطت أفغان ستان أول‪ .‬ونخ شى أن يتطور ال مر إلى زوال‬
‫دول أخرى غير اشتراكية التوجه‪ ،‬ليحل محلها دول اشتراكية‪.‬‬
‫‪ -3‬استطاعت إسرائيل من خلل عملئها الشتراكيين السيطرة على بلد ما بين‬
‫الفرات والنييل على عدة مراحيل مين تارييخ الصيراع العربيي السيرائيلي‪ ،‬وبقييت‬
‫الردن والسيعودية‪ .‬ولكين بسيبب تطيبيق بنود عمليية السيلم التيي بدأت فيي نهايية‬
‫السيبعينات ميع مصير‪ ،‬بدأت دولة إسيرائيل بالتراجيع جغرافييا‪ ،‬وذلك عين طرييق‬
‫ية المحتلة عام ‪1967‬م‪ ،‬وأخيرا زوال النظام‬
‫يي العربيي‬
‫ين الراضي‬
‫يحاب مي‬
‫النسي‬
‫الشتراكي في العراق‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫وعليه فان صراعنا بالدرجة الولى والثانية والثالثة مع الدول الشتراكية‪.‬‬
‫وهنا قد يسأل سائل‪ :‬ما تقول في سياسة أمريكا الداعمة حاليا لسرائيل‪ ،‬أل تشكل‬
‫خطرا علينا؟‬
‫وجوابه‪:‬‬
‫أن سياسة أمريكا مع إسرائيل لها وجهان‪:‬‬
‫أ‪ -‬سياسة سلبية خطرة‪:‬‬
‫تتمثيل بجمييع أنواع الدعيم المادي ( المالي والعسيكري)‪ ،‬والمعنوي ( اسيتخدام‬
‫الفي تو) وغيره ل صالح إ سرائيل‪ ،‬ومع ظم هذا الد عم للحفاظ على وجود يهودي دا خل‬
‫فلسطين فقط لتحقيق عقيدة القيامة عند النصارى ومنهم البروتستانت‪ .129‬لكن علينا‬
‫أن ندرك أن معال جة هذا النحياز المري كي الوا ضح والفا ضح ل سرائيل‪ ،‬ل يكون‬
‫باقتراف المزيد من الفعال التي تؤدي إلى زيادة الدعم والعطف المريكي والغربي‬
‫ل ها‪ ،‬بل يكون بن فس ال سلوب الح سن الذي ا ستخدمته إ سرائيل مع هم‪ ،‬منطل قة من‬
‫المناخ الديموقراطي‪ ،‬بعيدا عن الرهاب ودعم السياسات الشتراكية ‪ ،130‬وأن نسعى‬

‫‪ -‬و هي أن عي سى علييه ال سلم سينزل في آ خر الزمان إلى الرض‪ ،‬ولكين قبيل نزوله‬ ‫‪129‬‬

‫سيمكث في الغمام‪ ،‬فيرفع إليه المؤمنون به ومن آمن به من اليهود في فلسطين‪ ،‬وبعدها تنزل نار‬
‫فتحرق الباقيين مين اليهود‪ ،‬وهيم ثلث أو نصيف اليهود فيي فلسيطين‪ ،‬ثيم ينزل إلى القدس ويحكيم‬
‫الرض ألف عام يسود فيها السلم والوئام‪.‬‬
‫‪ -‬هذه سياسة إسرائيل الظاهرة أمام الرأي العام‪ ،‬لكن الحقيقة عكس ذلك‪ ،‬ولء في الباطن‪،‬‬ ‫‪130‬‬

‫إذ تظ هر عدا ًء م صطنعا بين ها وب ين أوليائ ها وعملئ ها ي صل إلى حد الحتراب [(البروتوكول(‪()9‬‬


‫‪ .])12‬ولكن الوضع تغير قليل إلى التصالح ظاهرا مع بقاء الولء باطنا بعد سياسة البيروسترويكا‬

‫‪95‬‬
‫إلى العميل ليجاد تيار سيياسي جدييد يقوم بعلقاتيه ميع الغرب على فهيم السيلم‬
‫والواقيع أول‪ ،‬وإعمال القواعيد الصيولية للشريعية السيلمية‪ ،‬وفقيه الموازنات‬
‫والم صالح والمفا سد ثان يا‪ ،‬دون ش طط ول إفراط ول تفر يط‪ .‬عل ما أن تحي يد أمري كا‬
‫والغرب في صراعنا مع إسرائيل قابل للتطبيق إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع‪.‬‬
‫وقد قطعنا جزءً من ذلك في التجاه الصحيح في السنوات الخيرة بعد البدء بعملية‬
‫ال سلم‪ .‬فخر جت علي نا فئة من الشباب المتح مس لن صرة دين ها‪ ،‬ومع ها الج هل في‬
‫الحكام الشرع ية والج هل في الوا قع‪ ،‬فا ستخدمت ال ساليب المحر مة المورو ثة عن‬
‫الشيوعيية‪ ،‬فأعادتنيا إلى بدايات الطرييق مين جدييد‪ ،‬فخدموا بذلك إسيرائيل وهيم‬
‫يحسبون أنهم يحسنون صنعا‪.‬‬
‫ب‪ -‬سياسة ايجابية تتمثل بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬منع إسرائيل من التوسع خارج حدودها‪ ،‬من خلل إجبار إسرائيل بالنسحاب‬
‫مين سييناء عام ‪ 1956‬م‪ .‬ومحاولتهيا مرارا رفيض مشروع قرار التقسييم الذي‬
‫فرضتيه الكتلة الشتراكيية‪ ،‬وانبثيق عنيه قيام دولة إسيرائيل عام ‪1948‬م‪ .131‬وهيي‬
‫تمنيع حالييا إسيرائيل مين تصيفية القضيية الفلسيطينية‪ ،‬بحجية محاربية الرهاب‬
‫الفلسيطيني‪ ،132‬مميا يدل على أن سيياسة أمريكيا ل تسيعى كالشتراكييين إلى اقامية‬

‫مع رو سيا وب عض الدول الشتراك ية الواق عة خارج بلد ماب ين الفرات والن يل‪ ،‬وعل يه ينب غي أن‬
‫تكون سياستنا قائمة على العداء للشتراكية ظاهرا وباطنا ما زالت كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬را جع كتاب مو سكو وإ سرائيل للدكتور ع مر حل يق‪ ،‬وف يه حوالي ‪ 80‬وثي قة من وثائق‬ ‫‪131‬‬

‫مجلس المن تثبت صحة ذلك‪.‬‬


‫‪ -‬مستغلة أحداث ‪ ،11/9/2001‬وتفجيرات الفلسطينيين ضد المدنيين اليهود‪.‬‬ ‫‪132‬‬

‫‪96‬‬
‫الدولة اليهودية‪ ،133‬أو توسيعها‪ ،‬إنما يكفيها مشروع وجود يهودي في فلسطين الذي‬
‫دعمته بريطانيا سابقا‪ .‬وعليه أؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه السياسة‪ ،‬وتجنب‬
‫ما يعكر صفاءها‪.‬‬
‫‪ -2‬الوقوف بكيل قوة أمام المشروع الصيهيوني المسيتتر الكيبر والخطير‪،‬‬
‫للسييطرة على العالم كله لقامية مملكية داوود العالميية‪ ،‬حييث صينعت الماركسيية‬
‫لتحقييق هذه الغايية‪ .‬وتعزز هذا الوقوف بعيد الحرب العالميية الثانيية‪ ،‬وخاصية بعيد‬
‫الجتياح السيوفيتي لدول أوروبيا الشرقيية‪ .‬ول يزال هذا المير بعيد سيياسة "إعادة‬
‫البناء الشتراكية" أو بعد إعلن شعار " ماتت الشيوعية" قائما‪ ،‬ودليله كما ذكر سابقا‬
‫معارضت ها وتهديدات ها حال يا للدول الشتراك ية ( على رأ سها إيران‪ ،‬سوريا‪ ،‬كور يا‬
‫الشمال ية‪ ،‬وليب يا ق بل خضوع ها التكتي كي‪ ،‬بو صفهم جمي عا بالدول الداع مة للرهاب‬
‫وغيرها من الدول الشتراكية الساقطة)‪ .‬وأؤكد على ضرورة مساندة أمريكا في هذا‬
‫التجاه‪.‬‬
‫‪ -4‬على المسلم أن يوالي أولياء ال مهما كانت جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم أو‬
‫نسبهم‪ .‬فيصدق الصادق‪ ،‬ويؤمن المين‪ ،‬ول يخدع فيهم‪ .‬وعليه أن يتبرأ ممن حادّ‬

‫‪ -‬نص قانون لينين الذي عبرت عنه أول حكومة شيوعية بعد استلم الحكم عام ‪1917‬‬ ‫‪133‬‬

‫بتقديم الدعم لقيام دوله يهودية في فلسطين‪ ،‬قبل إصدار وعد بلفور( راجع كتاب (ستالين) للمؤلف‬
‫بسام العسلي‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1986‬دار طلس للدراسات والترجمة‪ ،‬ص (‪ .)66‬لذا أقام الشيوعيون‬
‫السوفيت "الدولة اليهودية" في منطقة (بيروبيجان)‪ ،‬قبل إقامتهم لدولة إسرائيل‪(.‬راجع كتاب‪ ،‬إسرائيل‬
‫الولى(بيروبيجان)‪ ،‬للدكتور أسعد السحمراني‪،‬ط ‪ ،2‬دار النفائس ‪ ،)2004‬و(مجلة العربي‪ ،‬العدد ‪-348‬‬
‫نوفمبر ‪1987‬م)‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ال ورسوله‪ ,‬ولو كان من جلدته أو أقرب الناس إليه‪ ،‬فيكذب الكاذب‪ ،‬ويخون الخائن‬
‫ول يخدع بهم‪.‬‬
‫ّهي‬
‫َني حَادّ الل َ‬
‫ّوني م ْ‬
‫خرِ يُوَاد َ‬
‫ْمي الْآ ِ‬
‫ّهي وَا ْل َيو ِ‬
‫ُوني بِالل ِ‬
‫جدُ قَوْم ًا ُي ْؤ ِمن َ‬
‫قال تعالى ‪( :‬لَا َت ِ‬
‫ك َكتَ بَ فِي قُلُو ِبهِ مْ‬
‫عشِيرَ َتهُ مْ أُوَْلئِ َ‬
‫خوَا َنهُ مْ َأوْ َ‬
‫َورَ سُوَلهُ وََلوْ كَانُوا آبَاءَهُ مْ َأوْ َأ ْبنَاءَهُ مْ َأوْ ِإ ْ‬
‫ح ِمنْهُ‪( ))22(...‬المجادلة ‪.)22‬‬
‫ا ْلإِيمَانَ وََأ ّيدَ ُهمْ ِبرُو ٍ‬
‫وعلييه فان البعيض مين المسيلمين‪ ،‬ميع السيف ينطلق فيي تأييده المسيبق للنظيم‬
‫الشتراك ية و هي ال شد إف سادا في الرض على الن ظم الغرب ية الديمقراط ية‪ ,‬بح جة‬
‫القرابة أو الجنسية أو القومية‪ ,‬ولو كان المر كذلك‪ ,‬لما قاتل الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم أبا جهل في غزوة بدر‪ ,‬ولما قاتل الصحابة رضي ال عنهم آباءهم أو أبناءهم‬
‫أو عشيرتهيم أبدا‪ ,‬ولكنيه ميزان العقيدة والتوحييد‪ ,‬الذي بيه يكون الحيب فيي ال‬
‫والب غض في ال‪ ,‬و به يكون الولء والبراء‪ .‬ولم يكن العداء والق تل في ال سلم على‬
‫الجن سية أو القوم ية الب تة‪ ،‬ك ما هو الحال ع ند ب عض الجهلة هذه اليام‪ .‬و من أظ هر‬
‫الدلة ال َعمَليية على ذلك‪ ،‬أمرُ الرسيول صيلى ال علييه وسيلم المسيلمين بالهجرة إلى‬
‫الحب شة‪ ,‬على الر غم من أن ها تد ين بالن صرانية الكافرة‪ ,‬تارك ين م كة ح يث ال هل‬
‫والعشيرة‪ ،‬ذلك لن النظام النصيراني فيي الحبشية قيد حفيظ للمسيلمين الضروريات‬
‫الخميس‪ ,‬عبادة ودعوة وتجارة وتكاثرا واحتراما‪ ،‬فيي حيين قاميت قرييش ‪ -‬أبناء‬
‫العمو مة ‪ -‬بمنع هم من ممار ستها‪ ,‬بقتل هم ون هب أموال هم وعدم م صاهرتهم وانتهاك‬
‫أعراضهم واتهام من أسلم منهم بالجنون‪ .‬لذلك كله دخلت قريش والدول الشتراكية‬
‫ن بِاللّ هِ وَا ْل َيوْ مِ‬
‫جدُ قَوْمًا يُ ْؤ ِمنُو َ‬
‫المحار بة للضروريات الخ مس في قوله تعالى ‪( :‬لَا َت ِ‬
‫ُمي أَوْ‬
‫ُمي َأ ْو ِإخْوَا َنه ْ‬
‫ُمي َأوْ َأ ْبنَاءَه ْ‬
‫ّهي َورَسيُولَهُ وََلوْ كَانُوا آبَاءَه ْ‬
‫َني حَادّ الل َ‬
‫ّوني م ْ‬
‫خرِ يُوَاد َ‬
‫الْآ ِ‬

‫‪98‬‬
‫ح ِمنْ هُ‪())22(...‬المجادلة ‪.)22‬‬
‫ب فِي قُلُو ِبهِ مْ ا ْلإِيمَا نَ وََأ ّيدَهُ مْ ِبرُو ٍ‬
‫عشِي َر َتهُ مْ أُوَْلئِ كَ َكتَ َ‬
‫َ‬
‫ش َركُوا ‪(...‬‬
‫ن آ َمنُوا ا ْل َيهُودَ وَاّلذِي نَ َأ ْ‬
‫عدَا َوةً لِّلذِي َ‬
‫شدّ النّا سِ َ‬
‫جدَنّ َأ َ‬
‫و في قوله تعالى‪َ( :‬ل َت ِ‬
‫‪( .))82‬المائدة ‪ . )82‬في ح ين دخلت الحب شة الن صرانية والدول الغرب ية المحاف ظة‬
‫على الضروريات الخمس‪ ،‬في قوله تعالى‪( :‬ل َي ْنهَاكُ مْ اللّ هُ عَ نْ اّلذِي نَ لَ مْ يُقَاتِلُوكُ مْ فِي‬
‫سطِينَ(‬
‫ن ِديَارِكُ مْ أَ نْ َت َبرّوهُ مْ َوتُقْ سِطُوا إَِل ْيهِ مْ ِإنّ اللّ َه ُيحِبّ ا ْل ُمقْ ِ‬
‫الدّي نِ وَلَ ْم ُيخْ ِرجُوكُ مْ مِ ْ‬
‫جدَنّ َأ ْق َر َبهُم ْي مَ َودّ ًة لِّلذِين َي آ َمنُوا اّلذِين َي قَالُوا ِإنّاي‬
‫‪())8‬الممتحنية ‪ .)8‬وقوله تعالى‪( :‬وََل َت ِ‬
‫نَ صَارَى)(المائدة ‪ .)82‬مذكر ين أن الم سلمين فيي الحب شة لم يؤمروا بالعودة بح جة‬
‫قيام دولة السيلم فيي المدينية‪ ،‬على الرغيم مين تطيبيق أحكام الكفير فيهيا‪ .‬فقيد عاد‬
‫جعفر بن أبي طالب رضي ال عنه في السنة الثامنة للهجرة‪ ،‬ول يعني ول يلزم من‬
‫قولنا هذا عدم التبري من دين النصارى‪.‬‬
‫ت الرّومُ(‪)2‬فِي َأ ْدنَى ا ْلَأرْضِ‬
‫‪ -5‬انطلقا من العبر في قوله تعالى‪ ( :‬الم(‪)1‬غُِلبَ ْ‬
‫ن َقبْلُ َو ِمنْ َب ْعدُ َويَ ْو َم ِئذٍ‬
‫سنِينَ لِلّهِ ا ْلَأ ْمرُ مِ ْ‬
‫س َيغِْلبُونَ(‪)3‬فِي ِبضْعِ ِ‬
‫ن َب ْعدِ غََل ِب ِهمْ َ‬
‫وَ ُهمْ مِ ْ‬
‫ح ا ْلمُ ْؤ ِمنُونَ(‪()4‬الروم)‪ ،‬وحُزن المسلمين لهزيمة الروم لنهم القرب إلى ديننا‬
‫يَ ْفرَ ُ‬
‫من الفرس‪ ,‬علما أن هذا التعاطف معهم ليس من باب الولء أو العمالة لهم في‬
‫شيء‪ .‬فإننا نؤيد كل حركة تقلل من الشر في الرض‪ ،‬ولو بتغيير الشر الكبر‬
‫والكفر الكبر بالشر الصغر والكفر الصغر‪ .‬وللقواعد الصولية" دفع الضرر‬
‫الكبر بالضرر الصغر" أو " اختيار أدنى المفسدتين " أو " درء المفاسد وتقليلها "‪،‬‬
‫ول يقال في مثل هذا الموضع (كلهم كفار) ‪ ،134‬فهناك كفر وكفر أكبر‪ ،‬وشر وشر‬
‫أكبر‪.‬‬

‫‪ -‬وقول (كلهم كفار) ليس في المعاملة في الدنيا‪ ،‬بل في حكم الخرة أنهم كلهم في النار‪.‬‬ ‫‪134‬‬

‫‪99‬‬
‫وبناء على ما سبق مما توصلنا إليه‪ ,‬فانه يلزم كل مسلم أن يؤيد كل ما يؤدي‬
‫إلى حفيظ الضرورات الخميس أو اسيتكمالها‪ ,‬ورفيض كيل ميا يؤدي إلى انتهاك‬
‫الضرورات الخمس أو بعضها‪.‬‬
‫فعلى سيبيل المثال‪ ,‬علينيا أن نرفيض قيام أمريكيا بإسيقاط حركية طالبان‪ -‬التيي‬
‫تسببت سياسة ابن لدن وأخطاء الحركة الفادحة بزوالها‪ -‬أو بزوال السعودية أو أي‬
‫دولة عرب ية غ ير ي سارية التو جه‪ ,‬ل ما في ذلك من إيقاع الضرر على الضرورات‬
‫الخمس‪ ,‬ليس لزوالها‪ ,‬بل لزوال التشريعات الموضوعة في السعودية خاصة وحركة‬
‫طالبان لح فظ هذه الضرورات‪ .‬فك يف بموقفنا من قيام دولة اشتراك ية‪ -‬ولو عرب ية‪-‬‬
‫بإسقاط النظام السعودي أو حركة طالبان أو أي دولة مسلمة أخرى مثل الردن ‪135‬؟‬
‫سنكون أشد رفضا واستنكارا لذلك‪ ,‬ولو استطعنا الجهاد إذا توفرت الشروط وانتفت‬
‫الموانع لدفع حصول ذلك لفعلنا‪ ,‬ويا ليتهم يعلمون أن البديل عن الحكم في السعودية‪،‬‬
‫سيكون نظاما يساريا‪ ،‬أو شيعيا‪.‬‬
‫ولو خيرنيا بيين نظام ديموقراطيي تحفيظ فييه الضرورات الخميس‪ ,‬ونظام ثوري‬
‫شيو عي اشترا كي تنت هك ف يه الضرورات الخ مس‪ ،‬ولو ح تى ضرورة واحدة من ها‪،‬‬
‫لوجب علينا اختيار النظام الديموقراطي الذي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪ ,‬حتى لو‬
‫كان النظام الشتراكيي مين جلدتنيا‪ ,‬ول يعدّ هذا الخيار مـن باب الولء أو العمالة‬

‫‪ -‬وان لم تصيل الردن إلى درجية تطيبيق السيلم فيي السيعودية‪ ،‬ولكين عواطيف النظام‬ ‫‪135‬‬

‫الردني إسلمية‪ ،‬ل كما يزعم البعض‪ ،‬ودليلنا قيام كل من الملك المؤسس والملك الحسين الراحل‬
‫بدعوة الخوان المسيلمين للعميل ميع الحكومية لجيل بناء الوطين‪ ،‬وغيره مين السيباب لييس هذا‬
‫موضع بحثها‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫للنظام الديموقراطي كما يزعم البعض ممن قل علمهم‪ .‬وإل لزم القائلين بذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬اتهام الصحابة بالولء والعمالة للروم‪ ,‬إذ تعاطفوا معهم حين هزمهم الفرس‪.‬‬
‫ب‪ -‬اتهام الصيحابة المهاجريين إلى الحبشية النصيرانية بالولء والعمالة لهيا‪،‬‬
‫لقبولهيم العييش فيي كنيف النصيارى وتحيت حكمهيم‪ .‬ولييس المير كذلك‪ ،‬إنميا كان‬
‫تعاطف هم مع الروم وهجرت هم إلى الحب شة‪ ،‬من باب " درء المفا سد أو تقليل ها "‪ ،‬أو "‬
‫اختيار أدنى المفسدتين "‪ ،‬فمفسدة الفرس أعظم من مفسدة الروم‪ ،‬ومفسدة كفار مكة‬
‫أعظم من مفسدة الحبشة‪ ،‬ولكن ما هكذا تحسب المور‪.‬‬
‫وانطل قا من مق صد الشري عة ال سمى " تح صيل الم صالح و تكميل ها‪ ,‬وتعط يل‬
‫المفاسد وتقليلها " نقول باختصار‪:‬‬
‫علينا أن نرفض كل تغيير سواء أكان من السوء إلى السوأ أو من الخير إلى‬
‫ال سوء أو من الخ ير الك مل إلى الخ ير الكا مل‪ .‬فإن ذلك يد فع باتجاه الهزي مة‪.‬وان‬
‫نؤيد كل تغيير من الشر إلى الخير‪ ،‬أو من الشر إلى شر أقل منه‪ ,‬أو من الخير إلى‬
‫خير أكمل منه‪ .‬فإن ذلك يدفع باتجاه النصر‪.‬‬
‫لذا قال شيخ السلم ابن تيمية رحمه ال تعالى‪ " :‬ليس العاقل الذي يعلم الخير‬
‫من الشر إنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين "‪.136‬‬

‫ويقول‪:‬‬
‫" فل يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير ول دفع أخف الضررين بتحصيل‬

‫‪ -‬فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 20 :‬ص‪.54 :‬‬ ‫‪136‬‬

‫‪101‬‬
‫أعظم الضررين فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد‬
‫وتقليلها بحسب المكان‪ ،‬ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا‬
‫جميعا ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعا "‪.137‬‬
‫ويقول‪:‬‬
‫" إذ الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها‬
‫والورع ترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما ودفع شر الشرين وإن حصل‬
‫أدناهما"‪.138‬‬
‫إذن من الورع كما قال ابن تيمية أن ندفع شر الشرين ( الشتراكية الصهيونية)‬
‫بالشر الدنى ( الديموقراطية الغربية)‪.‬‬
‫والى متى يا شباب السلم ستبقى أخس شرذمة في التاريخ توجه بعضنا لخدمة‬
‫مشروعها التوسعي؟ أل يعلم أولئك أن انحيازهم إلى الشر الكبر ( الشتراكية‬
‫الصهيونية)‪ ،‬يعد نصرا لسرائيل؟‬
‫وأن محاربتهم للشر الصغر (الديموقراطية الغربية) يضر بمصالحنا؟‬
‫‪ -6‬يجيب أن يُعلم فيي ضوء النتائج السيابقة‪ ،‬أن الكثيير مين المواقيف السيياسية‬
‫والعمال الصواب‪ ،‬الصادرة عن كثير من ال ساسة والحكام العرب والمسلمين غير‬
‫الشتراكي ين ال تي ت صب في الم صالح العا مة لل مة‪ ،‬ت صنف ع ند الب عض من باب‬
‫الخيانة للمة والعمالة للجنبي‪ .‬ويرجع سبب ذلك إلى‪:‬‬

‫‪ -‬فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 23 :‬ص‪.343 :‬‬ ‫‪137‬‬

‫‪ -‬فتاوى ابن تيمية في الفقه ج‪ 30 :‬ص‪.193 :‬‬ ‫‪138‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -1‬الجهل في الحكام الشرعية المطابقة للواقع‪.‬‬
‫‪ -2‬الجهل في فهم الواقع‪ ،‬أو أنهم أَُفهموا أوهاما وسرابا ظنوها بالخدع‬
‫الجاسوسية حقائق‪ .‬فأنزلوا الحكام الشرعية عليها فأخطؤا‪ .‬فإن كانوا من العلماء‬
‫المجتهدين فلهم أجر‪ ،‬وإن لم يكونوا كذلك‪ ،‬ضلوا وأضلوا‪.‬‬
‫‪ -3‬انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬أو زعزعتها للسببين الماضيين وللخطط‬
‫الصهيونية والشتراكية‪.‬‬
‫وهذا الصنف من الناس‪ ،‬الذين ل يثقون بمقولت ومواقف بعض الساسة‬
‫والحكام العرب من غير الشتراكيين‪ ،‬يشكلون خطرا كبيرا على أمن البلد والعباد‪،‬‬
‫فهم ممن وصفهم الرسول‪-‬صلى ال عليه وسلّم‪ -‬بي " غثاء السيل " المخدوعون‬
‫بالدعايات والشاعات المغرضة‪ ،‬حتى أنهم كذّبوا الصادق وخوّنوا المين‪ ،‬فوقعوا‬
‫فيما وقع فيه قتلة عثمان بن عفان‪ -‬رضي ال عنه‪.-‬‬
‫‪ -7‬وإذا كان المير كذلك‪ ,‬وجيب على المنابر العلميية السيلمية أن تقوم‬
‫بم سؤوليتها في تثق يف المجت مع الم سلم بمضمون هذه النتائج والتو صيات وتكرار ها‬
‫مع الزمن قبل فوات الوان‪ .‬وأن تتحمل لجل ذلك أبشع النعوت والصفات من قبل‬
‫العديد من الطراف‪.‬‬
‫وفي المقابل القيام بحملة تثقيفية حوارية أخرى في أسرع وقت ممكن‪ ,‬تخاطب‬
‫في ها الرأي العام الغر بي بلغ ته وبالحك مة والموع ظة الح سنة‪ ,‬تو ضح له في ها أ سباب‬
‫الز مة القائ مة بين هم وب ين الشارع ال سلمي وأن هذه الز مة مفتعلة ل تم ثل روح‬
‫العقيدة السيلمية‪ ,‬لن الحركية الصيهيونية ومعهيا الشتراكيية بقصيد‪ ،‬ومين تأثير‬
‫بمقولته ما ال سياسية من الم سلمين بج هل‪ ,‬ي سعون لقناع أ صحاب القرار في الغرب‬
‫‪103‬‬
‫بأن ما يصدر من أعمال إرهابية من قبل بعض المسلمين يعبر عن طبيعة السلم‬
‫وحقيق ته وجوهره‪ ,‬كي يدرجوه ض من المذا هب الهدا مة‪ ،‬كالمذ هب الشيو عي سواءً‬
‫بسواء‪ .‬ومع ادعاء الشيوعية المحدّثة نبذها للرهاب والمعاناة منه‪ ،‬ستقف الشيوعية‬
‫ميع الغرب جنبا إلى جنيب لمحاربية السيلم بصيفته عدوا مشتركا بينهميا‪ ،‬وهذا ميا‬
‫نخشى حدوثه مستقبل‪.‬‬
‫‪ -8‬حيين نظير أعداء السيلم مين الشتراكييين والصيهاينة إلى حريية ممارسية‬
‫الديان ومن ها ال سلم في أمري كا‪ ،‬و ما ن تج ع نه من إقبال المريكان على ال سلم‪،‬‬
‫بحيث أصبح لكل جماعة من الجماعات السلمية المعاصرة حضور واضح وفاعل‬
‫فيها‪ ،‬ارتبك هؤلء العداء واغتاظوا لما في ذلك من تهديد لمخططاتهم الخطيرة في‬
‫أمريكا‪ ،‬أو زيادة التعاطف المريكي مع القضايا السلمية‪ .‬فأطلقوا على السلم في‬
‫أمري كا‪ ،‬أو على ال سلم الواق عي الذي ل ي ستعدي أمري كا ول ت ستعديه أمري كا ب ي‬
‫(السلم المريكي)‪ .‬وردّدوه في وسائل العلم‪ ،‬فتأثر بهذا الشعار الباطل أخوة لنا‬
‫فيي العقيدة‪ ،‬غيورون على دينهيم وأمتهيم‪ ,‬فوقعوا فيي التضلييل العلميي المغرض‬
‫وللسف‪ .‬ولهذا نقول لهم إن كنتم تنتمون إلى إحدى الجماعات السلمية المعاصرة‪،‬‬
‫فإن لجماعتكم حضورا فاعل وقد يكون واسع النتشار في أمريكا‪ ،‬فهل ترضون أن‬
‫يو صف إ سلم جماعت كم ب ي ( ال سلم المري كي ) كون القانون المري كي ل يم نع‬
‫ممارستها للسلم ؟ فإن كنتم يا أصحاب الجماعات السلمية المتواجدة في أمريكا‬
‫ل ترضون بأن يوصف إسلمكم بي ( السلم المريكي ) وتنفون عن أنفسكم هذه‬
‫الته مة‪ ،‬بل تحاربون ها‪ ،‬فك يف ت صد‍ّقون ذلك خارج أمري كا ؟‍ وإذا كا نت أمري كا ل‬
‫ت سعى لمر كة جماعات كم‪ ،‬وتعتقدون أن ل و صاية ل حد علي كم في ها‪ ،‬وأن تم تعيشون‬

‫‪104‬‬
‫في كنف ها وت حت د ستورها وقانون ها‪ ،‬فك يف ت صدقون أن ها تف عل ذلك خارج بلد ها‬
‫حيث تنقطع قوّتها التشريعية الدستورية؟‍ ‍؟‍!!‬
‫إن ما تقوم به أمريكا خارج بلدها ليس من باب محاربة السلم بقدر ما هو‬
‫ردود أفعال نتيجية التشوهات الفكريية والجهاديية التيي وقعيت فيهيا بعيض الفئات‬
‫ال سلمية‪ .‬والتي عا نت منها الدول السلمية نف سها‪ ،‬ويعاني من ها كل مسلم يعيش‬
‫في بلد الغرب والشرق على حد سواء‪ .‬والدليل على ذلك أن المرجعيات السلمية‬
‫ال كبرى في العالم ال سلمي ( الز هر الشر يف في م صر‪ ،‬وهيئة كبار العلماء في‬
‫ال سعودية‪ ،‬ومشي خة الشام والي من ) وغير هم‪ ،‬ندّدوا جمي عا بهذه العمال الم صبوغة‬
‫بال سلم‪ ،‬واع تبروا فاعلي ها صبية يتلعبون بقدر ال مة‪ ،‬ل يمثلون إل أنف سهم و من‬
‫يقف وراءهم‪.‬‬
‫وعليه نؤكد أن هذا الظن المغلوط الذي اعتبر السلم العدو الول لمريكا‪ ،‬إنما‬
‫هو نتيجة الخلط الفاضح بين المقدمات والنتائج‪ ،‬أو قل الخلط بين الواقع والوهم‪،‬‬
‫والنظير إلى بعيض التقاريير المنسيوبة إلى الدارة المريكيية زورا وكذبا‪ ،‬ويظين‬
‫البعض أن كل ورقة كتبت في أمريكا أو عمل صدر عن أمريكي‪ ،‬يعبر بالضرورة‬
‫عين سيياسة الدارة المريكيية‪ ،‬ولييس المير كذلك‪ ،‬علميا بأن كثيرا مين التقاريير‬
‫المنشورة على صفحات النترنت والمنسوبة لجهات أمريكية‪ ،‬ليست صحيحة النسبة‪.‬‬
‫وأنه يوجد من الصهاينة والشتراكيين الكثيرون ممن يسعون لتلطيخ صورة أمريكا‬
‫فيي العالم لتنفيير الناس مين الرأسيمالية سيعيا لسيقاطها‪ ،139‬ومين ثيم توريطهيم‬

‫‪ -‬ومثال ذلك تصيوير حسينات أمريكيا بالسييئات‪ ،‬وسييئاتها مضروبية بعشير إلى سيبعين‬ ‫‪139‬‬

‫ضعفاُ‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫بالشتراكية‪.‬‬
‫‪ -9‬يظين البعيض أن التحالف القائم حالييا بيين اليسياريين ومختلف الحركات‬
‫والجماعات السلمية ‪ -‬إل ما رحم ال – يصب في مصلحة السلم ل اليسار‪ ،‬أو‬
‫في م صلحة الجم يع من باب تقا طع الم صالح بين نا وبين هم في صراعنا ضد عدو نا‬
‫المشترك أمريكا أو الرأسمالية حسب زعمهم‪ .‬فما صحة هذا القول ؟‬
‫لنناقش المر في ضوء ما مر معنا في هذه الرسالة‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫‪ -‬تبين لنا أن الهدف من تحالف اليسار مع غيرهم هو تحالف مؤقت ضد النظم‬
‫المستهدفة المحاربة لليسار‪ ،‬وخاصة الرأسمالية منها‪.‬‬
‫‪ -‬وبما أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية‬
‫الشتراكية التي تحارب الضروريات الخمس للنسانية‬
‫‪ -‬وبما أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء ( البيروسترويكا)‬
‫هي العدو المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪ ،‬وللنسانية جمعاء‪.‬‬
‫‪ -‬وبما أن الكذب والمراوغة واللف والدوران والخداع‪ ،‬سمات أساسية في‬
‫الشتراكية بمختلف مسمياتها‪.‬‬
‫فان ذلك كله يؤكد مقولت الماركسيين السابقة أن هذا التحالف إنما هو " لضافة‬
‫قوة إلى قوتهم " أو " لتسخير الصراع الثانوي للصراع الرئيسي " أومن باب " عدو‬
‫عدوي صديقي" ‪ .‬وقد مر معنا أن هذا السلوب مورس علينا بنجاح تام‪.‬‬
‫إذن مشروع محاربة أمريكا هو رأس المشاريع الشتراكية التي تصب في‬
‫مصلحتها هي‪ ،‬وليس من المشاريع اليجابية في العمل السلمي البتة‪ ،‬بل يضر‬

‫‪106‬‬
‫بمصالح السلم والمسلمين‪ .‬فثبت أن تحالف بعضنا المرحلي مع اليسار‪ ،‬هو لصالح‬
‫المشروع الشتراكي وبالتالي الصهيوني‪،‬وليس لصالح مشروعنا السلمي‪.‬‬
‫صنّفون في المصطلح الشيوعي‬
‫‪ -‬ويجب التذكير بأن السلميين عموما‪ ،‬ي َ‬
‫الماركسي ضمن الفئة البرجوازية‪ .‬فعليهم تجنب موافقة الطروحات السياسية‬
‫والشعارات الخداعة المرفوعة من قبل الماركسيين بمختلف مسمياتهم‪( .‬شيوعية‪،‬‬
‫اشتراكية‪ ،‬ناصرية‪ ،‬بعثية‪ ،‬قومية‪ ،‬تحريرية‪ ،)...‬فضل عن التحالف معهم ولو في‬
‫جزء يسير من الطريق‪ .‬فإنهم يريدوننا مطايا‪ ،‬كما فعلوا بنا سابقا لسقاط النظم‬
‫الوطنية والسلمية المعتدلة المتبقية في منطقتنا‪ ،‬لتتمكن الصهيونية من تحقيق‬
‫أطماعها التوسعية في بلد ما بين الفرات والنيل‪ .‬وليس هذا التحذير مبنيا على‬
‫الوهم والخيال‪ ،‬إنما هو نتيجة جحر واحد لدغنا منه مرارا في تاريخنا المعاصر‪ .‬في‬
‫مصر أيام فاروق‪ ،‬حين تحالف الشيوعيون الشتراكيون مع الخوان المسلمين‪ ،‬بل‬
‫قبلوا بعد إسقاط حكومة فاروق بأن يكون المسلم ( محمد نجيب) رئيسا لمصر‪،‬‬
‫باعتباره مفوضا من قبل حكومة ثورية مؤقتة‪ -‬كما مر معنا قبل صفحات من تعاليم‬
‫لينين‪ -‬ومن ثم خل الجو للشتراكية الناصرية بعد ستة أشهر تقريبا‪ ،‬لتفعل‬
‫بالمسلمين والمعارضة ما تشاء‪ .‬كما تكرر هذا المر في باقي الدول العربية‬
‫الشتراكية الثمانية الخرى‪ ،‬وقبل ذلك كله في التحالف القديم بين السلميين‬
‫والشتراكيين بقيادة لينين في روسيا النصرانية قبل الثورة البلشفية الشيوعية‪.140‬‬
‫فهذه تجارب مرت بنا‪ ،‬بل شاركنا في صنع نتائجها الوخيمة على عقيدتنا وأعراضنا‬
‫وأرضنا وكرامتنا‪ ،‬ول زلنا نسير على نفس الدرب بدل من التعاظ بما مضى‪ .‬فها‬

‫‪140‬‬
‫أفكار ماركسية في الميزان‪ ،‬لـ طارق حجي‪،‬ص ‪65‬‬

‫‪107‬‬
‫هي الدول المعتدلة والسلمية المتبقية تواجه نفس المصير بتحالف أبنائها المخلصين‬
‫لوطنهم من المسلمين وغيرهم‪ ،‬مع أصحاب الجندات اليسارية الخارجية‪،‬‬
‫المتظاهرين بحب الوطن والدفاع عن حقوقه وقضاياه‪ ،‬ضد النظم الجتماعية‬
‫والسياسية القائمة‪ .‬علما بأن بعض أصحاب الجندات الخارجية المجندين‪ ،‬مخدوعون‬
‫كذلك بالشعارات البراقة المدغدغة للعواطف شأنهم في ذلك شأن غيرهم من عامة‬
‫الناس‪ ،‬وهؤلء قد ينالهم من العقوبة والتصفية ما يستحقون من وجهة نظر أسيادهم‪،‬‬
‫بعد انتهاء خدماتهم‪ .‬فلنحذر قبل فوات الوان‪.‬‬
‫يقول الدكتور جابر الحاج‪ " :‬تمنينا الثورة وانتظرناها‪ ،‬وكم سهرنا الليالي ندعوا‬
‫ربنا ونناجي خالقنا‪ ،‬ونسأله إنقاذ مصر من طغيان فاروق "‪ .141‬ويقول‪ " :‬وكنا‬
‫نتصور أن أي انقلب سيأتي برجال أفضل من الذين أبغضناهم"‪ .142‬وبعد أن ذكر‬
‫بعضا من الجرائم الشتراكية الناصرية قال‪ " :‬أل يجوز لنا أن نترحم على فاروق‪،‬‬
‫ونبكي على غيره ممن لعنا عهدهم‪ ،‬فبعض البلء أهون من بعض!! " ‪.143‬‬
‫نعم حنانيك فبعض الشر أهون من بعض‪ .‬وهذه الرسالة بين يديك أخي القارئ‬
‫توضح أن البلء العظم هو في الشتراكية وليس في الرأسمالية‪ ،‬فتنبه‪.‬‬
‫‪ -10‬من المم كن جدا أن يند هش كل صاحب ع قل ب عد الطلع على مادة هذه‬
‫الرسالة وفهمها‪ ،‬ويتساءل في نفسه‪ ،‬ل مَ لم يتحرك المسلمون لبيان الخطر الشتراكي‬

‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪141‬‬

‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪142‬‬

‫‪ -‬فشل حركة يوليو بعدائها للتيار السلمي‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪143‬‬

‫‪108‬‬
‫الزاحف والتصدي له إعلميا وغيره‪ ،‬بقدر عدائه وإجرامه وفتكه بالقضية السلمية‬
‫وبالمسلمين‪ ،‬في حين نرى حركتهم موجهة بقوة إلى الخطر الرأسمالي ؟‬
‫سبب ذلك يعود إلى‪:‬‬
‫أولً‪ -‬أننا غثاء كغثاء السيل ( كما وصفنا الرسول صلى ال عليه وسلم)‬
‫ثانيا‪ -‬أ ساليب الخداع العلم ية وغ ير العلم ية ال تي تمار سها و سائل العلم‬
‫الشتراك ية وال صهيونية وأفعالهيم‪ ،‬و من تأ ثر ب ها من أبناء ال مة ال سلمية أفرادا‬
‫وجماعات‪ ،‬حييث جعلت الصيادق كاذبيا والميين خائنيا‪ ،‬والعادل ظالميا‪ ،‬والمخلص‬
‫مناف قا وعميل‪ ،‬والعالم جبا نا وطاغو تا ومخ ّذلً وعالم سلطان‪ ،‬وغيره‪ ،‬فانط بق علي نا‬
‫الوصف الدقيق لحالنا " غثاء كغثاء السيل "‪ .‬فان هذا السيل الفكري الموجِه والحامل‬
‫‪ ،‬علم ت سخير الشعوب ‪ -‬لم صلحة‬ ‫‪144‬‬
‫ل نا هو نتي جة علم ي سمى ب ي (علم الج يبرو)‬
‫الصهيونية‪ -‬تقوم عليه الشيوعية والصهيونية في روسيا‪ ،‬حيث جعلت مئات المليين‬
‫في العالم كله يصفقون للموت القادم‪ ،‬والجوع والقهر والستعباد وأقسى أنواع الظلم‬
‫في التار يخ البشري‪ ،‬با سم الشتراك ية‪ ،‬والحر ية‪ ،‬والديموقراط ية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬وإقا مة‬
‫دولة الخلفية‪ ،‬وأخيرا الجهاد ضيد الصيهيونية والسيتعمار الصيليبي ‪ .145‬وتحيت‬

‫‪ -‬عن كتاب( الشيوع ية ك ما عرفت ها)‪ ،‬سياسي عر بي‪ ،‬ص ‪ ،11‬و قد ن شر في مجلة حول‬ ‫‪144‬‬

‫العالم في العدد(‪ )330‬في ‪.26/2/1959‬‬


‫‪ -‬مين الملفيت للنظير أن شعار" الحرب ضيد الصيهيونية والسيتعمار"‪ ،‬رفعتيه الحركات‬ ‫‪145‬‬

‫اليسيارية قبيل مرحلة إعادة البناء‪ .‬ورفعتيه الجماعات السيلمية مؤخرا بعيد ذلك‪ ،‬وقاميت بنفيس‬
‫العمال الرهابية المحرمة التي مارستها الحركات الثورية الشيوعية من قبل‪ ،‬علما أن هذا الشعار‬
‫لم يضر بأمن إسرائيل‪ ،‬ل على يد الشتراكيين من قبل ول على يد السلميين حاليا‪ ،‬بل استثمرت‬

‫‪109‬‬
‫شعارات مختلفة ومتعددة‪ ،‬منها شعار " يا عمال العالم اتحدوا "‪ ،‬وشعار " العدل في‬
‫توزييع الثروة "‪ ،‬وشعار " العدالة الجتماعيية"‪ ،‬والشعار المرحلي " ل شرقيية ول‬
‫غربية " ‪ ،146‬وشعار " اشتراكية السلم"‪ ،‬وشعار " الكفر ملة واحدة "‪ ،‬وشعييار "‬
‫كلهيم كفار "‪ ،‬وشعار ماتيت الشيوعيية "‪ ،‬وأخيرا شعار " محاربية العولمية والقطيب‬
‫الواحد "‪ .‬لذلك فإننا نعيش أيام الخدع الكبرى والدجل في زمن السنوات الخداعات‪،‬‬
‫وهذا يذكر نا بفت نة الدجال ال تي ت سبق خرو جه‪ ،‬فك يف الحال ب نا ب عد خرو جه؟ ف من‬
‫أراد النجاة مين الفتين فعلييه أن يرى الواقيع بعينيه‪ ،‬ويتجنيب الشاعات المغرضية‬
‫القاتلة‪.‬‬

‫" لمصلحة من معاداة أمريكا " ؟‬


‫كلمة يجب إبرازها وتكرارها في المجتمعات السلمية‬
‫والحمد ل رب العــالمين‬

‫إسرائيل ذلك في الوساط العلمية لحشد التأييد قدر الممكن لخدمة مصالحها‪ ،‬فهل من معتبر؟‪.‬‬
‫وهذا ل يعني الطعن في النوايا الحسنة للسلميين‪ ،‬ولكن يقرأ الموضوع من باب " كم من مريد‬
‫للخير ل يصيبه "‪.‬‬
‫‪ -‬رفعه الخميني حتى تمكن‪ ،‬ثم ربط بعد ذلك إيران بالتحاد السوفيتي والكتلة الشتراكية‪،‬‬ ‫‪146‬‬

‫في حين استمر في معاداة الغرب‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫الفـــهرس‬
‫‪1..........................................................................................................................‬‬
‫العلمية‪2.....................................................................................................‬‬ ‫المنابر‬
‫بين ‪2...................................................................................................................‬‬
‫الشتراكي‪2...........................................................................................‬‬ ‫تجاهل الخطر‬
‫أمريكا ‪2............................................................................................‬‬ ‫وظاهرة معاداة‬
‫‪2.........................................................................................................................‬‬
‫تأليف‪2..................................................................................................................‬‬
‫الصوص‪2...................................................................................‬‬ ‫عدنان بن عبد الرحيم‬
‫والنشر‪3........................................................‬‬ ‫رقم الجازة المتسلسل لدى دائرة المطبوعات‬
‫‪3....................................................................................................2004 / 8 / 2021‬‬
‫الهاشمية‪3.........................................................................................‬‬ ‫المملكة الردنية‬
‫دائرة‪3..............................................................................................‬‬ ‫رقم اليداع لدى‬
‫الوطنية‪3......................................................................................................‬‬ ‫المكتبة‬
‫‪3................................................................................................) 2004 / 8 / 2050‬‬ ‫(‬
‫‪3..................................................................................................................302.2‬‬
‫عدنان‪3.....................................................................................................‬‬ ‫الصوص‪،‬‬
‫‪3....،2004‬‬ ‫المنابر العلمية بين تجاهل الخطر الشتراكي وظاهرة معاداة أمريكا‪ -.‬عمان‪ :‬المؤلف‪،‬‬
‫) ص‪3............................................................................................................‬‬ ‫(‬
‫‪3........................................................................................) 2004 / 8 /2050‬‬ ‫ر‪.‬أ‪(:‬‬
‫السياسية‪//‬السياسة‪3............................................................../‬‬ ‫الواصفات‪/:‬العلم‪//‬الثقافة‬
‫الوطنية‪3..............................‬‬ ‫تم إعداد بيانات الفهرسة والتصنيف الولية من قبل دائرة المكتبة‬
‫الكتروني‪5....................................................................................‬‬ ‫عمان‪ -‬الردن‪ -‬بريد‬
‫‪5.................................................................SAMEERALSHAFAE@YAHOO.COM‬‬

‫‪111‬‬
‫‪5.........................................................................................................................‬‬
‫الهـــــــداء‪6...........................................................................................................‬‬
‫واللباب‪6.......................................................................................‬‬ ‫إلى ‪ :‬أولي العقـول‬
‫تعالى‪6..............................................................................‬‬ ‫إلى ‪:‬المجاهدين في سبيل ال‬
‫وجدوا‪6.............................................................‬‬ ‫إلى ‪ :‬مريــدي الحق والمدافعين عنه أينما‬
‫‪:‬‬

‫)‪72 ...................‬‬ ‫(‬


‫‪ -3‬ثبت أن السلم ليس العدو الول لمريكا‪ ،‬لنه يحفظ الضروريات الخمس للنسانية كما تراعيها‬
‫عليها‪91........................................................................................‬‬
‫أمريكا‪ .‬إل أنه يزيد‬
‫‪ -4‬ثبت أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية الشتراكية التي‬
‫تحارب الضروريات الخمس للنسانية المرعية في الدستور المريكي‪91..................................‬‬
‫‪ -5‬ثبت أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء (البيروسترويكا) هي العدو‬
‫وللنسانية جمعاء‪91..........................................‬‬
‫المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪،‬‬
‫‪ -3‬استطاعت إسرائيل من خلل عملئها الشتراكيين السيطرة على بلد ما بين الفرات والنيل على‬
‫عدة مراحل من تاريخ الصراع العربي السرائيلي‪ ،‬وبقيت الردن والسعودية‪ .‬ولكن بسبب تطبيق‬
‫بنود عملية السلم التي بدأت في نهاية السبعينات مع مصر‪ ،‬بدأت دولة إسرائيل بالتراجع جغرافيا‪،‬‬
‫وذلك عن طريق النسحاب من الراضي العربية المحتلة عام ‪1967‬م‪ ،‬وأخيرا زوال النظام‬
‫الشتراكي في العراق‪94.............................................................................................‬‬
‫الشتراكية‪95.............................‬‬ ‫وعليه فان صراعنا بالدرجة الولى والثانية والثالثة مع الدول‬
‫علينا؟‪95...‬‬ ‫وهنا قد يسأل سائل‪ :‬ما تقول في سياسة أمريكا الداعمة حاليا لسرائيل‪ ،‬أل تشكل خطرا‬
‫‪95............................................................................................................‬‬ ‫وجوابه‪:‬‬
‫وجهان‪95...................................................................:‬‬ ‫أن سياسة أمريكا مع إسرائيل لها‬
‫يلي‪96.............................................................................:‬‬ ‫ب‪ -‬سياسة ايجابية تتمثل بما‬
‫‪ -1‬منع إسرائيل من التوسع خارج حدودها‪ ،‬من خلل إجبار إسرائيل بالنسحاب من سيناء عام‬
‫‪ 1956‬م‪ .‬ومحاولتها مرارا رفض مشروع قرار التقسيم الذي فرضته الكتلة الشتراكية‪ ،‬وانبثق‬
‫عنه قيام دولة إسرائيل عام ‪1948‬م‪ .‬وهي تمنع حاليا إسرائيل من تصفية القضية الفلسطينية‪ ،‬بحجة‬
‫محاربة الرهاب الفلسطيني‪ ،‬مما يدل على أن سياسة أمريكا ل تسعى كالشتراكيين إلى اقامة‬
‫‪112‬‬
‫الدولة اليهودية‪ ،‬أو توسيعها‪ ،‬إنما يكفيها مشروع وجود يهودي في فلسطين الذي دعمته بريطانيا‬
‫صفاءها‪96...............‬‬‫سابقا‪ .‬وعليه أؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه السياسة‪ ،‬وتجنب ما يعكر‬
‫‪ -4‬على المسلم أن يوالي أولياء ال مهما كانت جنسيتهم أو عرقهم أو لونهم أو نسبهم‪ .‬فيصدق‬
‫الصادق‪ ،‬ويؤمن المين‪ ،‬ول يخدع فيهم‪ .‬وعليه أن يتبرأ ممن حا ّد ال ورسوله‪ ,‬ولو كان من جلدته‬
‫أو أقرب الناس إليه‪ ،‬فيكذب الكاذب‪ ،‬ويخون الخائن ول يخدع بهم‪97.......................................‬‬
‫خرِ ُيوَادّونَ مَنْ حَا ّد الَّ وَرَسُولَ ُه َو َلوْ كَانُوا آبَا َء ُهمْ‬ ‫لّ وَالْ َي ْومِ الْ ِ‬‫جدُ َقوْمًا ُيؤْ ِمنُونَ بِا ِ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬لَ تَ ِ‬
‫ن وَأَ ّي َد ُهمْ بِرُوحٍ مِنْهُ‪))22(...‬‬ ‫ك َكتَبَ فِي ُقلُو ِب ِه ْم الِْيمَا َ‬ ‫خوَا َن ُهمْ َأوْ عَشِي َر َت ُهمْ ُأ ْولَئِ َ‬
‫َأوْ أَ ْبنَا َءهُمْ َأوْ إِ ْ‬
‫(المجادلة ‪98.......................................................................................................)22‬‬
‫وعليه فان البعض من المسلمين‪ ،‬مع السف ينطلق في تأييده المسبق للنظم الشتراكية وهي الشد‬
‫إفسادا في الرض على النظم الغربية الديمقراطية‪ ,‬بحجة القرابة أو الجنسية أو القومية‪ ,‬ولو كان‬
‫المر كذلك‪ ,‬لما قاتل الرسول صلى ال عليه وسلم أبا جهل في غزوة بدر‪ ,‬ولما قاتل الصحابة رضي‬
‫ال عنهم آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم أبداً‪ ,‬ولكنه ميزان العقيدة والتوحيد‪ ,‬الذي به يكون الحب‬
‫في ال والبغض في ال‪ ,‬وبه يكون الولء والبراء‪ .‬ولم يكن العداء والقتل في السلم على الجنسية‬
‫أو القومية البتة‪ ،‬كما هو الحال عند بعض الجهلة هذه اليام‪ .‬ومن أظهر الدلة العَمَلية على ذلك‪،‬‬
‫أمرُ الرسول صلى ال عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى الحبشة‪ ,‬على الرغم من أنها تدين‬
‫بالنصرانية الكافرة‪ ,‬تاركين مكة حيث الهل والعشيرة‪ ،‬ذلك لن النظام النصراني في الحبشة قد‬
‫حفظ للمسلمين الضروريات الخمس‪ ,‬عبادة ودعوة وتجارة وتكاثراً واحتراماً‪ ،‬في حين قامت قريش‬
‫‪ -‬أبناء العمومة ‪ -‬بمنعهم من ممارستها‪ ,‬بقتلهم ونهب أموالهم وعدم مصاهرتهم وانتهاك أعراضهم‬
‫واتهام من أسلم منهم بالجنون‪ .‬لذلك كله دخلت قريش والدول الشتراكية المحاربة للضروريات‬
‫لّ وَرَسُولَ ُه َو َلوْ‬ ‫جدُ َقوْمًا ُيؤْمِنُونَ بِالِّ وَالْ َي ْومِ الْخِرِ ُيوَادّونَ مَنْ حَادّ ا َ‬ ‫الخمس في قوله تعالى ‪( :‬لَ تَ ِ‬
‫ن وَأَ ّي َد ُهمْ بِرُوحٍ‬
‫ك كَتَبَ فِي ُقلُو ِب ِه ْم الِْيمَا َ‬‫خوَا َن ُهمْ َأوْ عَشِيرَ َت ُهمْ ُأ ْولَئِ َ‬ ‫كَانُوا آبَا َءهُمْ َأوْ أَ ْبنَاءَ ُهمْ َأوْ إِ ْ‬
‫عدَا َوةً ِلّلذِينَ آمَنُوا الْ َيهُو َد وَاّلذِينَ‬ ‫شدّ النّاسِ َ‬ ‫جدَنّ أَ َ‬ ‫ِمنْهُ‪())22(...‬المجادلة ‪ .)22‬وفي قوله تعالى‪َ( :‬لتَ ِ‬
‫أَشْ َركُوا ‪( .))82(...‬المائدة ‪ . )82‬في حين دخلت الحبشة النصرانية والدول الغربية المحافظة على‬
‫ن َو َلمْ يُخْرِجُو ُكمْ‬ ‫ن َلمْ يُقَا ِتلُو ُكمْ فِي الدّي ِ‬‫الضروريات الخمس‪ ،‬في قوله تعالى‪( :‬ليَ ْنهَا ُكمْ الُّ عَنْ اّلذِي َ‬
‫ن الَّ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ(‪())8‬الممتحنة ‪ .)8‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ن ِديَا ِر ُكمْ أَنْ تَبَرّو ُهمْ َوتُقْسِطُوا ِإلَ ْي ِهمْ إِ ّ‬ ‫مِ ْ‬
‫جدَنّ َأقْرَ َب ُهمْ َم َو ّد ًة ِلّلذِينَ آ َمنُوا اّلذِينَ قَالُوا ِإنّا َنصَارَى)(المائدة ‪ .)82‬مذكرين أن المسلمين في‬ ‫( َولَتَ ِ‬
‫الحبشة لم يؤمروا بالعودة بحجة قيام دولة السلم في المدينة‪ ،‬على الرغم من تطبيق أحكام الكفر‬
‫فيها‪ .‬فقد عاد جعفر بن أبي طالب رضي ال عنه في السنة الثامنة للهجرة‪ ،‬ول يعني ول يلزم من‬
‫قولنا هذا عدم التبري من دين النصارى‪98.......................................................................‬‬
‫غلَ ِب ِهمْ‬
‫ض َو ُهمْ مِنْ َب ْعدِ َ‬
‫غلِبَتْ الرّومُ(‪)2‬فِي َأدْنَى الَْرْ ِ‬‫‪ -5‬انطلقاً من العبر في قوله تعالى‪ ( :‬الم(‪ُ )1‬‬
‫ن لِّ الَْمْرُ مِنْ قَ ْب ُل وَمِنْ َب ْع ُد وَ َيوْ َم ِئذٍ يَفْ َرحُ الْ ُمؤْمِنُونَ(‪()4‬الروم)‪ ،‬وحُزن‬
‫سنِي َ‬
‫ضعِ ِ‬
‫س َي ْغلِبُونَ(‪)3‬فِي ِب ْ‬
‫َ‬
‫المسلمين لهزيمة الروم لنهم القرب إلى ديننا من الفرس‪ ,‬علماً أن هذا التعاطف معهم ليس من‬

‫‪113‬‬
‫باب الولء أو العمالة لهم في شيء‪ .‬فإننا نؤيد كل حركة تقلل من الشر في الرض‪ ،‬ولو بتغيير‬
‫الشر الكبر والكفر الكبر بالشر الصغر والكفر الصغر‪ .‬وللقواعد الصولية" دفع الضرر الكبر‬
‫بالضرر الصغر" أو " اختيار أدنى المفسدتين " أو " درء المفاسد وتقليلها "‪ ،‬ول يقال في مثل‬
‫هذا الموضع (كلهم كفار) ‪ ،‬فهناك كفر وكفر أكبر‪ ،‬وشر وشر أكبر‪99......................................‬‬
‫وبناء على ما سبق مما توصلنا إليه‪ ,‬فانه يلزم كل مسلم أن يؤيد كل ما يؤدي إلى حفظ‬
‫الضرورات الخمس أو استكمالها‪ ,‬ورفض كل ما يؤدي إلى انتهاك الضرورات الخمس أو بعضها‪....‬‬
‫‪100‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ,‬علينا أن نرفض قيام أمريكا بإسقاط حركة طالبان‪ -‬التي تسببت سياسة ابن لدن‬
‫وأخطاء الحركة الفادحة بزوالها‪ -‬أو بزوال السعودية أو أي دولة عربية غير يسارية التوجه‪ ,‬لما‬
‫في ذلك من إيقاع الضرر على الضرورات الخمس‪ ,‬ليس لزوالها‪ ,‬بل لزوال التشريعات الموضوعة‬
‫في السعودية خاصة وحركة طالبان لحفظ هذه الضرورات‪ .‬فكيف بموقفنا من قيام دولة اشتراكية‪-‬‬
‫ولو عربية‪ -‬بإسقاط النظام السعودي أو حركة طالبان أو أي دولة مسلمة أخرى مثل الردن ؟‬
‫سنكون أشد رفضا واستنكارا لذلك‪ ,‬ولو استطعنا الجهاد إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع لدفع‬
‫حصول ذلك لفعلنا‪ ,‬ويا ليتهم يعلمون أن البديل عن الحكم في السعودية‪ ،‬سيكون نظاما يساريا‪ ،‬أو‬
‫شيعياً‪100............................................................................................................ .‬‬
‫ولو خيرنا بين نظام ديموقراطي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪ ,‬ونظام ثوري شيوعي اشتراكي‬
‫تنتهك فيه الضرورات الخمس‪ ،‬ولو حتى ضرورة واحدة منها‪ ،‬لوجب علينا اختيار النظام‬
‫الديموقراطي الذي تحفظ فيه الضرورات الخمس‪ ,‬حتى لو كان النظام الشتراكي من جلدتنا‪ ,‬ول يعدّ‬
‫هذا الخيار من باب الولء أو العمالة للنظام الديموقراطي كما يزعم البعض ممن قل علمهم‪ .‬وإل لزم‬
‫القائلين بذلك‪100.....................................................................................................:‬‬
‫‪101...................‬‬ ‫أ‪ -‬اتهام الصحابة بالولء والعمالة للروم‪ ,‬إذ تعاطفوا معهم حين هزمهم الفرس‪.‬‬
‫ب‪ -‬اتهام الصحابة المهاجرين إلى الحبشة النصرانية بالولء والعمالة لها‪ ،‬لقبولهم العيش في كنف‬
‫النصارى وتحت حكمهم‪ .‬وليس المر كذلك‪ ،‬إنما كان تعاطفهم مع الروم وهجرتهم إلى الحبشة‪ ،‬من‬
‫باب " درء المفاسد أو تقليلها "‪ ،‬أو " اختيار أدنى المفسدتين "‪ ،‬فمفسدة الفرس أعظم من‬
‫مفسدة الروم‪ ،‬ومفسدة كفار مكة أعظم من مفسدة الحبشة‪ ،‬ولكن ما هكذا تحسب المور‪101....... .‬‬
‫وانطلقا من مقصد الشريعة السمى " تحصيل المصالح و تكميلها‪ ,‬وتعطيل المفاسد وتقليلها "‬
‫نقول باختصار‪101...................................................................................................:‬‬
‫علينا أن نرفض كل تغيير سواء أكان من السوء إلى السوأ أو من الخير إلى السوء أو من الخير‬
‫الكمل إلى الخير الكامل‪ .‬فإن ذلك يدفع باتجاه الهزيمة‪.‬وان نؤيد كل تغيير من الشر إلى الخير‪ ،‬أو‬
‫من الشر إلى شر أقل منه‪ ,‬أو من الخير إلى خير أكمل منه‪ .‬فإن ذلك يدفع باتجاه النصر‪101...........‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -6‬يجب أن يُعلم في ضوء النتائج السابقة‪ ،‬أن الكثير من المواقف السياسية والعمال الصواب‪،‬‬
‫الصادرة عن كثير من الساسة والحكام العرب والمسلمين غير الشتراكيين التي تصب في المصالح‬
‫العامة للمة‪ ،‬تصنف عند البعض من باب الخيانة للمة والعمالة للجنبي‪ .‬ويرجع سبب ذلك إلى‪. . .:‬‬
‫‪102‬‬
‫للواقع‪103............................................................‬‬ ‫‪ -1‬الجهل في الحكام الشرعية المطابقة‬
‫‪ -2‬الجهل في فهم الواقع‪ ،‬أو أنهم أَُفهموا أوهاما وسرابا ظنوها بالخدع الجاسوسية حقائق‪ .‬فأنزلوا‬
‫الحكام الشرعية عليها فأخطؤا‪ .‬فإن كانوا من العلماء المجتهدين فلهم أجر‪ ،‬وإن لم يكونوا كذلك‪،‬‬
‫ضلوا وأضلوا‪103.....................................................................................................‬‬
‫‪ -3‬انعدام الثقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬أو زعزعتها للسببين الماضيين وللخطط الصهيونية‬
‫والشتراكية‪103.......................................................................................................‬‬
‫وهذا الصنف من الناس‪ ،‬الذين ل يثقون بمقولت ومواقف بعض الساسة والحكام العرب من غير‬
‫الشتراكيين‪ ،‬يشكلون خطرًا كبيراً على أمن البلد والعباد‪ ،‬فهم ممن وصفهم الرسول‪-‬صلى ال‬
‫عليه وسلّم‪ -‬بـ " غثاء السيل " المخدوعون بالدعايات والشاعات المغرضة‪ ،‬حتى أنهم كذّبوا‬
‫الصادق وخوّنوا المين‪ ،‬فوقعوا فيما وقع فيه قتلة عثمان بن عفان‪ -‬رضي ال عنه‪103............ .-‬‬
‫‪ -7‬وإذا كان المر كذلك‪ ,‬وجب على المنابر العلمية السلمية أن تقوم بمسؤوليتها في تثقيف‬
‫المجتمع المسلم بمضمون هذه النتائج والتوصيات وتكرارها مع الزمن قبل فوات الوان‪ .‬وأن‬
‫تتحمل لجل ذلك أبشع النعوت والصفات من قبل العديد من الطراف‪103..................................‬‬
‫وفي المقابل القيام بحملة تثقيفية حوارية أخرى في أسرع وقت ممكن‪ ,‬تخاطب فيها الرأي العام‬
‫الغربي بلغته وبالحكمة والموعظة الحسنة‪ ,‬توضح له فيها أسباب الزمة القائمة بينهم وبين‬
‫الشارع السلمي وأن هذه الزمة مفتعلة ل تمثل روح العقيدة السلمية‪ ,‬لن الحركة الصهيونية‬
‫ومعها الشتراكية بقصد‪ ،‬ومن تأثر بمقولتهما السياسية من المسلمين بجهل‪ ,‬يسعون لقناع‬
‫أصحاب القرار في الغرب بأن ما يصدر من أعمال إرهابية من قبل بعض المسلمين يعبر عن طبيعة‬
‫السلم وحقيقته وجوهره‪ ,‬كي يدرجوه ضمن المذاهب الهدامة‪ ،‬كالمذهب الشيوعي سواءً بسواء‪.‬‬
‫ومع ادعاء الشيوعية المحدّثة نبذها للرهاب والمعاناة منه‪ ،‬ستقف الشيوعية مع الغرب جنباً إلى‬
‫جنب لمحاربة السلم بصفته عدواً مشتركاً بينهما‪ ،‬وهذا ما نخشى حدوثه مستقبل‪103................‬‬
‫‪ -8‬حين نظر أعداء السلم من الشتراكيين والصهاينة إلى حرية ممارسة الديان ومنها السلم‬
‫في أمريكا‪ ،‬وما نتج عنه من إقبال المريكان على السلم‪ ،‬بحيث أصبح لكل جماعة من الجماعات‬
‫السلمية المعاصرة حضور واضح وفاعل فيها‪ ،‬ارتبك هؤلء العداء واغتاظوا لما في ذلك من‬
‫تهديد لمخططاتهم الخطيرة في أمريكا‪ ،‬أو زيادة التعاطف المريكي مع القضايا السلمية‪ .‬فأطلقوا‬
‫على السلم في أمريكا‪ ،‬أو على السلم الواقعي الذي ل يستعدي أمريكا ول تستعديه أمريكا بـ‬
‫(السلم المريكي)‪ .‬وردّدوه في وسائل العلم‪ ،‬فتأثر بهذا الشعار الباطل أخوة لنا في العقيدة‪،‬‬

‫‪115‬‬
‫غيورون على دينهم وأمتهم‪ ,‬فوقعوا في التضليل العلمي المغرض وللسف‪ .‬ولهذا نقول لهم إن‬
‫كنتم تنتمون إلى إحدى الجماعات السلمية المعاصرة‪ ،‬فإن لجماعتكم حضورا فاعل وقد يكون‬
‫واسع النتشار في أمريكا‪ ،‬فهل ترضون أن يوصف إسلم جماعتكم بـ ( السلم المريكي ) كون‬
‫القانون المريكي ل يمنع ممارستها للسلم ؟ فإن كنتم يا أصحاب الجماعات السلمية المتواجدة‬
‫في أمريكا ل ترضون بأن يوصف إسلمكم بـ ( السلم المريكي ) وتنفون عن أنفسكم هذه التهمة‪،‬‬
‫بل تحاربونها‪ ،‬فكيف تصد‍ّقون ذلك خارج أمريكا ؟‍ وإذا كانت أمريكا ل تسعى لمركة جماعاتكم‪،‬‬
‫وتعتقدون أن ل وصاية لحد عليكم فيها‪ ،‬وأنتم تعيشون في كنفها وتحت دستورها وقانونها‪ ،‬فكيف‬
‫تصدقون أنها تفعل ذلك خارج بلدها حيث تنقطع قوّتها التشريعية الدستورية؟‍؟‍‍!!‪104.................‬‬
‫إن ما تقوم به أمريكا خارج بلدها ليس من باب محاربة السلم بقدر ما هو ردود أفعال نتيجة‬
‫التشوهات الفكرية والجهادية التي وقعت فيها بعض الفئات السلمية‪ .‬والتي عانت منها الدول‬
‫السلمية نفسها‪ ،‬ويعاني منها كل مسلم يعيش في بلد الغرب والشرق على حد سواء‪ .‬والدليل على‬
‫ذلك أن المرجعيات السلمية الكبرى في العالم السلمي ( الزهر الشريف في مصر‪ ،‬وهيئة كبار‬
‫العلماء في السعودية‪ ،‬ومشيخة الشام واليمن ) وغيرهم‪ ،‬ندّدوا جميعا بهذه العمال المصبوغة‬
‫بالسلم‪ ،‬واعتبروا فاعليها صبية يتلعبون بقدر المة‪ ،‬ل يمثلون إل أنفسهم ومن يقف وراءهم‪....‬‬
‫‪105‬‬
‫وعليه نؤكد أن هذا الظن المغلوط الذي اعتبر السلم العدو الول لمريكا‪ ،‬إنما هو نتيجة الخلط‬
‫الفاضح بين المقدمات والنتائج‪ ،‬أو قل الخلط بين الواقع والوهم‪ ،‬والنظر إلى بعض التقارير‬
‫المنسوبة إلى الدارة المريكية زورا وكذباً‪ ،‬ويظن البعض أن كل ورقة كتبت في أمريكا أو عمل‬
‫صدر عن أمريكي‪ ،‬يعبر بالضرورة عن سياسة الدارة المريكية‪ ،‬وليس المر كذلك‪ ،‬علما بأن كثيرا‬
‫من التقارير المنشورة على صفحات النترنت والمنسوبة لجهات أمريكية‪ ،‬ليست صحيحة النسبة‪.‬‬
‫وأنه يوجد من الصهاينة والشتراكيين الكثيرون ممن يسعون لتلطيخ صورة أمريكا في العالم لتنفير‬
‫الناس من الرأسمالية سعيا لسقاطها‪ ،‬ومن ثم توريطهم بالشتراكية‪105................................ .‬‬
‫‪ -9‬يظن البعض أن التحالف القائم حاليا بين اليساريين ومختلف الحركات والجماعات السلمية ‪-‬‬
‫إل ما رحم ال – يصب في مصلحة السلم ل اليسار‪ ،‬أو في مصلحة الجميع من باب تقاطع‬
‫المصالح بيننا وبينهم في صراعنا ضد عدونا المشترك أمريكا أو الرأسمالية حسب زعمهم‪ .‬فما‬
‫صحة هذا القول ؟‪106................................................................................................‬‬
‫فنقول‪106...........................................:‬‬ ‫لنناقش المر في ضوء ما مر معنا في هذه الرسالة‪،‬‬
‫‪ -‬تبين لنا أن الهدف من تحالف اليسار مع غيرهم هو تحالف مؤقت ضد النظم المستهدفة المحاربة‬
‫لليسار‪ ،‬وخاصة الرأسمالية منها‪106..............................................................................‬‬
‫‪ -‬وبما أن العدو الول للمسلمين وللغرب عامة ولمريكا خاصة‪ ،‬هي الشيوعية الشتراكية التي‬
‫تحارب الضروريات الخمس للنسانية ‪106....................................................................‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -‬وبما أن الشتراكية اليهودية ل زالت بعد سياسة إعادة البناء ( البيروسترويكا) هي العدو‬
‫وللنسانية جمعاء‪106.........................................‬‬
‫المشترك الول للمسلمين‪ ،‬و للغرب عموما‪،‬‬
‫‪ -10‬من الممكن جدا أن يندهش كل صاحب عقل بعد الطلع على مادة هذه الرسالة وفهمها‪،‬‬
‫ويتساءل في نفسه‪ ،‬لمَ لم يتحرك المسلمون لبيان الخطر الشتراكي الزاحف والتصدي له إعلميا‬
‫وغيره‪ ،‬بقدر عدائه وإجرامه وفتكه بالقضية السلمية وبالمسلمين‪ ،‬في حين نرى حركتهم موجهة‬
‫بقوة إلى الخطر الرأسمالي ؟‪108...................................................................................‬‬
‫إلى‪109..............................................................................................:‬‬ ‫سبب ذلك يعود‬
‫وسلم)‪109.............................‬‬ ‫أولً‪ -‬أننا غثاء كغثاء السيل ( كما وصفنا الرسول صلى ال عليه‬
‫ثانياً‪ -‬أساليب الخداع العلمية وغير العلمية التي تمارسها وسائل العلم الشتراكية‬
‫والصهيونية وأفعالهم‪ ،‬ومن تأثر بها من أبناء المة السلمية أفرادا وجماعات‪ ،‬حيث جعلت‬
‫الصادق كاذبا والمين خائنا‪ ،‬والعادل ظالما‪ ،‬والمخلص منافقا وعميل‪ ،‬والعالم جبانا وطاغوتا‬
‫ومخذّل وعالم سلطان‪ ،‬وغيره‪ ،‬فانطبق علينا الوصف الدقيق لحالنا " غثاء كغثاء السيل "‪ .‬فان‬
‫هذا السيل الفكري الموجِه والحامل لنا هو نتيجة علم يسمى بـ (علم الجيبرو) ‪ ،‬علم تسخير‬
‫الشعوب ‪ -‬لمصلحة الصهيونية‪ -‬تقوم عليه الشيوعية والصهيونية في روسيا‪ ،‬حيث جعلت مئات‬
‫المليين في العالم كله يصفقون للموت القادم‪ ،‬والجوع والقهر والستعباد وأقسى أنواع الظلم في‬
‫التاريخ البشري‪ ،‬باسم الشتراكية‪ ،‬والحرية‪ ،‬والديموقراطية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬وإقامة دولة الخلفة‪،‬‬
‫وأخيرا الجهاد ضد الصهيونية والستعمار الصليبي ‪ .‬وتحت شعارات مختلفة ومتعددة‪ ،‬منها شعار‬
‫" يا عمال العالم اتحدوا "‪ ،‬وشعار " العدل في توزيع الثروة "‪ ،‬وشعار " العدالة الجتماعية"‪،‬‬
‫والشعار المرحلي " ل شرقية ول غربية " ‪ ،‬وشعار " اشتراكية السلم"‪ ،‬وشعار " الكفر ملة‬
‫واحدة "‪ ،‬وشعــار " كلهم كفار "‪ ،‬وشعار ماتت الشيوعية "‪ ،‬وأخيرا شعار " محاربة العولمة‬
‫والقطب الواحد "‪ .‬لذلك فإننا نعيش أيام الخدع الكبرى والدجل في زمن السنوات الخداعات‪ ،‬وهذا‬
‫يذكرنا بفتنة الدجال التي تسبق خروجه‪ ،‬فكيف الحال بنا بعد خروجه؟ فمن أراد النجاة من الفتن‬
‫فعليه أن يرى الواقع بعينه‪ ،‬ويتجنب الشاعات المغرضة القاتلة‪109.......................................‬‬
‫‪110.....................................................................................................................‬‬
‫؟‪110.............................................................................‬‬ ‫" لمصلحة من معاداة أمريكا "‬
‫‪110...................................................‬‬ ‫كلمة يجب إبرازها وتكرارها في المجتمعات السلمية‬
‫العــالمين‪110........................................................................................‬‬ ‫والحمد ل رب‬
‫الفـــهرس‪111..........................................................................................................‬‬

‫‪117‬‬

You might also like