You are on page 1of 8

‫التحرش الجنسي بالطفل داخل السرة وتداعياته النفسية‬

‫(الجزء الثاني)‬

‫•حول إيذاء الطفال‪:‬‬


‫أوضحت دراسة استطلعية حديثة بمدينة الرياض أعدتها الدكتورة منيرة بنت عبد‬
‫الرحمن آل سعود بعنوان "إيذاء الطفال‪ ..‬أسبابه وخصائص المتعرضين له"‪ .‬إن‬
‫المستشفيات تقوم بتبليغ الشرطة عن حالت الساءة إلى الطفل إذ أن الهل يحضرون‬
‫الطفال على أنهم مصابون بحادث أو أي مبرر آخر فيكتشف الفريق الطبي أن الطفل تعرض‬
‫لليذاء ‪ ،‬ويبدأ بالتحري ومتابعة الحالة للوصول إلى الحقيقة‪ .‬وتؤكد د‪ .‬منيرة أن الطفال ل‬
‫يتعرضون لليذاء فقط من الم أو الب ‪ ،‬بل من الخدم والمربيات أو القارب أو الجيران‪.‬‬
‫وتبين نتائج الدراسة أن أكثر أنواع إيذاء الطفال التي تعامل معها الممارسون هي حالت‬
‫اليذاء البدني بنـسبة تصل إلى ‪ %91.5‬ويليها حالت الطفال المتعرضين للهمال بنسبة‬
‫‪ %87.3‬ثم حالت اليذاء النفسي‪ ،‬ويليها اليذاء الجنسي‪ ،‬ثم من يتعرضون لكثر من نوع‬
‫من الذى من هذه الحالت التي تعامل معها الممارسون في المستشفيات‪.‬‬
‫•مع القضية وجها لوجه ‪:‬‬
‫حول الواقع ونتائج الدراسة السابقة ‪ :‬نشرت جريدة الشرق الوسط أن( طفلة في‬
‫الثالثة عشرة من عمرها حضرت إلى المستشفى في حالة نزيف ليتبين بعد الكشف عليها‬
‫أنها تعرضت للجهاض رغم أنها غير متزوجة وبالعودة لفادة المدرسة لوحظ أن الطفلة‬
‫كانت منتظمة ومؤدبة وغير مشاغبة‪ ،‬ولم تظهر عليها أي بوادر حمل ‪ ،‬إل أنه في أحد‬
‫اليام أصيبت بمغص في إحدى الحصص وبالعودة للمدرسات تبين أن الطفلة قضت وقتا‬
‫طويل في الحمام وخرجت بملبس ملوثة بالدم فظنوا أنه ناتج عن الدورة الشهرية ‪ ،‬ولكن‬
‫عمال في الشركة التي تتولى أعمال نظافة المدرسة وجدوا طفلً مولودا بعد سبعة أشهر من‬
‫الحمل متوفى وملقى بالحمام في نفس اليوم‪ ،‬وبعد التحقيقات تبين أن المعتدي هو ابن عم‬
‫الم (‪ 45‬سنة) وكان بدأ بممارسة العتداء على الطفلة منذ كان عمرها تسع سنوات وكان‬
‫يهدد الطفلة ويخوفها ويحضر أثناء غياب الوالدين عن المنزل فيقفل على إخوتها الصغار‬
‫في إحدى الغرف ثم يعتدي عليها‪ .‬وسجن المعتدي وجلد ‪ 30‬جلدة وسلمت الطفلة لدار‬
‫الرعاية إثر الحكم عليها بالبقاء في دار رعاية الفتيات لمدة سنة‪ ،‬ثم التغريب لمدة سنة‪ ،‬ثم‬
‫الجلد‪ ،‬إضافة إلى حرمانها من التعليم عقابا لها وعادت الطفلة لسرتها وعمرها ‪ 15‬سنة)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫واتسائل كيف يتم عقاب الضحية ؟ ولماذا لم تشمل العقوبة السرة التي لم تحمي الطفلة ؟‬
‫ولماذا ل نتحرك ليجاد دار إيواء لحماية الطفال من أسرهم المتهرئة اجتماعيا ؟‬
‫ففي موقع " أمان" والذي هو من أكثر المواقع تقديم للخدمات المعلوماتية بالنسبة لموضوع‬
‫العنف وجدت أن لورين وايز (أستاذة في معهد الصحة في بوسطن ) درست حال ‪ 237‬امرأة‬
‫أمريكية تتفاوت أعمارهن بين ‪ 63‬و ‪ 54‬عاما‪ ،‬فلحظت أن ‪ 632‬منهن مصابات بالكتئاب‪،‬‬
‫وأنهن عانين من العنف خلل طفولتهن أو خلل سنوات المراهقة‪ ،‬وأكدت وايز أن العنف‬
‫الذي تعانيه النساء جسدي أو جنسي‪.‬‬
‫حالت واقعية ‪:‬‬
‫‪.1‬في مسبح المنزل ‪ ( :‬أريج ) ( جامعية تعمل في حقل التدريس) ‪(( -:‬أحيانا أشك في حصول‬
‫الحادثة وأقول لنفسي ربما أنا أتخيل ‪ ،‬فعقلي ل يصدق أن " خالي " هو سبب تعاستي لكنني‬
‫الن وفي هذا العمر (‪ )26‬عاما أعرف أن الثار النفسية التي أعاني منها تؤكد حدوث ذلك‬
‫‪ ..‬فعندي موقف عدائي تجاه الرجل دون مبرر‪ ،‬زوجي يحبني ولكنني أعاني من البرود‬
‫وأشعر حين يقترب مني كأنه يحاول اغتصابي أيضا أتأثر كثيرا حينما أسمع بحكايات إيذاء‬
‫للطفال )‪ .‬قالت ‪(( :‬كان عمري ‪ 7‬سنوات ولدينا في بيت جدي مسبح ‪ ،‬ذلك اليوم دعاني‬
‫خالي وعمره آنذاك ( ‪ ) 13‬عاما للسباحة معه كنت أخاف السباحة لكنه طمأنني بأنه‬
‫سيحملني على ظهره واشترط أن أحمله أيضا على ظهري ‪ ،‬فرحت لنني كنت أريد أن أسبح‬
‫في أمان حملني على ظهره ‪ ،‬كنت سعيدة ثم جاء دوري لحمله لم يكن ثقيل فبنيته كانت‬
‫ضئيلة ‪ ،‬حملته على ظهري وبدأت أدور فيه لكنني شعرت أن ثمة شيء يلمسني من الخلف‬
‫واكتشفت أنه نزع ملبسه الداخلية ‪ ،‬غضبت وخرجت من المسبح وعدت إلى منزلنا دون أن‬
‫أبيت في بيت جدي كما اعتدت كل أسبوع ‪ ..‬وأضافت ‪ :‬عدت سريعا واستسلمت للنوم‬
‫وكأنني نسيت الحادثة حيث استيقظت في الصباح بشكل اعتيادي لكنني بعد ذلك بدأت أشعر‬
‫بعنادي وتمردي على كثير من الوامر في السرة وازداد انطوائي ورغبتي في العزلة ‪،‬‬
‫ففي أول ليلة في زواجي لحظ زوجي ولحظت أنا خوفي من العلقة العاطفية الخاصة‬
‫وكذلك برودي رغم أن زوجي من أقربائي‪ ,‬ولكنه كأي رجل شرقي لم يساعدني لتخلص من‬
‫مخاوفي بل ذهب بي إلى طبيبة نساء لتسهل له الطريق التقليدي للعلقة الخاصة ‪ ,‬لكن‬
‫حياتنا لم تكن تستمر بسبب برودي وعنادي وحساسيتي المفرطة تجاه كل شيء ‪.)....‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أقدم الخال مصدر المان على التحرش بابنة أخته ؟ وهل‬
‫كان يدرك وهو مراهق نتائج سلوكه ؟من المسئول هنا ؟ ‪.....‬‬

‫‪2‬‬
‫‪.2‬معاناة الطفلة الجميلة ‪ (( :‬منى‪ 35/‬عاما )) ((جامعية موظفة في احد القطاعات الهلية ))‬
‫(لقد كنت طفلة جميلة جدا وهذا سبب تعاستي‪ ..‬البداية كانت من صديق ابن عمي ‪ ،‬كانت‬
‫أعمارنا متقاربة عمري ‪ 6‬سنوات وعمر ابن عمي وصديقه ‪ 13‬عاما ‪ ،‬كنت ألعب معهما‬
‫لكنهما تهامسا ذلك اليوم وطلب ابن عمي أن أجلس في مكان مرتفع قليل في الشارع ربما‬
‫كان حجرا كبيرا جلست عليه ولم أشعر إل وصديق ابن عمي ينزع عني ملبسي الداخلية‬
‫وينتهك حرمة جسدي للدرجة التي صرخت متألمة وخاف ابن عمي ووضع يده على فمي‬
‫وهددني إن أخبرت أبي أن يقول أنني السبب ‪ ,,‬بعد ذلك حصلت حادثة أخرى ليست مشابهة‬
‫مع ابن خالتي فاستجمعت قواي وشكوت إلى إحدى عماتي الحادثة إل أنها نهرتني واتهمتني‬
‫أنني افتري عليه ‪ )...‬فعمتي من خلل نهرتها لى أشعرتني بتأنيب الضمير وكأنني السبب‬
‫فيما يحدث لي) ‪ ( .‬فأنهيت دراستي الجامعية والتحقت بالوظيفة وتقدمت كثيرا في حياتي‬
‫العملية وتقدم لخطبتي رجل مناسب فتزوجته ‪ ،‬وهنا بدأت المشكلة حيث رفضت تماما‬
‫القتراب منه منذ أول ليلة من الزواج ‪ ...‬بكيت كثيرا وتذكرت كل الحوادث القديمة التي‬
‫ربما أسست في داخلي كرها للرجل وكالعادة ذهب بي زوجي إلى طبيبة نساء لتسهل عليه‬
‫الطريق إلى العلقة الخاصة لكنها أي الطبيبة لم تفلح في أن تجعلني أتفاعل مع زوجي أبدا‬
‫وبعد عام من العذاب عدت إلى بيت أهلي مطلقة ‪ )..‬نظرتها للمستقبل أنها تريد أن تنتقم من‬
‫كل الرجال ‪ ...‬أنا الن أبني علقات عاطفية مع الرجال أمارس الخداع معهم ‪..‬وفي الليل‬
‫ابكي كثيرا لما افعله ويؤنبني ضميري )‪.‬‬

‫والسؤال هنا كم من امرأة تسلك طريق الخيانة إذا كانت متزوجة ‪ ،‬والنحراف عن معايير‬
‫المجتمع بتعدد العلقات مع الرجال دون أن تدرك أن أصل خيط البكرة حادثة قديمة في‬
‫الطفولة ؟‪ .....‬ولماذا ل نكسر الحواجز بيننا وبين أطفالنا ونحدثهم بما يتناسب مع إدراكهم‬
‫عن كيفية احترام الجسد وحمايته ؟‬

‫‪.3‬الطفلة التي توهمت انها امرأة ‪( :‬ح‪ 22/‬عاما )( طالبة في الجامعة ) كان عمري ‪ 8‬سنوات‬
‫وكانت البداية أن لدينا " عزومة" كبيرة في منزل جدي ‪ ،‬كنت ألعب في فناء المنزل "‬
‫الحوش " مع الطفال ‪ ,,‬ناداني " عمي " كان عمره ( ‪ ) 13‬عاما كنت مشغولة أريد أن أكمل‬
‫اللعب مع أصدقائي قال لي ‪ :‬تعالي دقائق فقط ‪ ،‬وكان يسكن في غرفة خارجية في‬
‫(الحوش) دخلت الغرفة‪ ..‬بدأ يتحسس بعض مناطق خاصة من جسدي ‪ ،‬لم أكن أفهم ما‬
‫يفعل لكنه قال لي ل تخبري أحدا ‪ ..‬حدث ذلك ‪ 3‬أو ‪ 4‬مرات وكنت ل أفهم شيئا لكني‬
‫أستجيب له ليتركني أكمل لعبي مع الطفال المجتمعين في المنزل‪ .‬ولكن بدأ عذابي وخوفي‬

‫‪3‬‬
‫في نهاية المرحلة المتوسطة وعمري ( ‪ )14‬عاما‪ ،‬بدأت أذكر كل الممارسات من عمي‬
‫وأبكي كثيرا ‪ ،،‬كنت أشعر أنني شاذة عن كل البنات وكأنني عارية خاصة حينما أقابل عمي‬
‫الذي سافر بعد الحادثة ليكمل دراسته ‪ ...‬أمضيت سنوات طويلة أتعذب لنني أحسب أنه‬
‫أفقدني مستقبلي وكنت أرفض أي عريس يتقدم لخطبتي ‪ .‬وخفت أن أبلغ أمي فلو علم أبي‬
‫لربما قتل عمي وأمي امرأة ضعيفة ‪ ،‬لكنني مؤخرا حكيت لمي ما حدث ‪ ،‬وبالفعل ذهبت‬
‫معي إلى الطبيبة التي أكدت سلمتي ‪ .‬ولكن سلمتي لم تحل المشكلة ‪ ،‬ما زلت خائفة من‬
‫الزواج‪.‬إن بداخلي غضب شديد على عمي الذي جعلني أتعذب أكثر من (‪ )11‬عاما ‪ ،‬لقد‬
‫جعلني أشك في كل الرجال ‪ ،‬ولذلك حينما أنجب بنتا سألزمها طيلة الوقت‪..‬‬

‫•من المسئول عن قتل الطفولة ؟‬


‫إن العتداء الجنسي على الطفال مسئولية الجاني الذي يقترف جريمة مثل هذه ‪،‬‬
‫مسئولية السرة بل شك في إهمالهم للطفل قبل الحادث بإفهامه لمعنى المحافظة على‬
‫خصوصية جسده وملبسه الداخلية وعدم الثقة في من حوله من المراهقين وإن كانوا‬
‫محارم ‪ ،‬ثم تبدأ مسئولية أكبر يهملها الهل تتضح في عدم السماح للطفل بالتعبير عن‬
‫مشكلته بنهره أو تكبيته أو تجاهل شكواه حينها تكبر مسئولية الطفل عما حدث ‪ ،‬ويقع في‬
‫صراع ما بين تهديدات الجاني أو إغراء ته وما بين شعوره بالذنب كمثال (كان لدي طفل‬
‫عمره ( ‪ ) 15‬عاما مشكلته أن ابن عمه يعتدي عليه ويغريه باصطحابه إلى المطعم وكان‬
‫الطفل يوافق على العتداء رغبة منه في الحفاظ على الهدية " المطعم " فلم يكن والده يهتم‬
‫باصطحابه إلى المطعم أو التنزه معه وقد مرض الطفل حيث تمزق بين قوتين تجذبه قوة‬
‫رفض العتداء وقوة المحافظة على متعة المطعم ‪ ،‬وقد استمر اعتداء ابن عمه له سنة‬
‫متواصلة ‪ ،‬عاش فيها مشاعر الخوف الشديد ‪ ،‬الشعور بالذنب ‪ ،‬عدم الثقة في خطواته‬
‫المستقبلية ‪ ...‬هذه المشاعر السلبية للسف عممت على حياته بشكل كامل حينها خضع‬
‫للنسحاب)‪.‬‬
‫التحرش الجنسي ينعكس على مستقبل الطفل الصغير حين يكبر فيغدو رجل أو امرأة‬
‫كيف يكون تأثير التجربة المّرة عليه ؟‪ ....‬الطفل المجني عليه إذا غدا رجل فإنه يتوحد مع‬
‫الجاني ويمارس العتداء على الطفال كما أن الميل إلى الشذوذ الجنسي يوجد في حياته‬
‫سواء كان ذلك الميل معلن أو غير معلن والغضب الشديد يكبت في داخله ويتحول إلى نقمة‬
‫على الموقف السابق وعلى الحياة بأكملها ‪ ..‬ويصبح الرجل خجول ‪ ،‬قلقا ‪ ،‬يخاف التحدي ‪،‬‬
‫ويعاني من الشذوذ والعجز الجنسي ‪ ،‬قد تظهر هذه العراض عليه بشكل مباشر " القلق‬
‫الجتماعي " ويمكن أن يحدث العكس فيصبح شخصية عدوانية متحفزة ‪ ،‬ولكن الحقيقة ‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫أنه خواء من الداخل ‪ .‬أما المرأة فإن أكثر ما ينعكس على حياتها من جراء ذلك خوفها من‬
‫الرجل عموما ‪ ،‬الرهبة دون أسباب واضحة ‪ ،‬الخوف من المستقبل ‪ ..‬هي تشابه الرجل‬
‫الضحية فيما ينعكس عليها من آثار ولكنها بالذات تخاف العلقة العاطفية الخاصة في‬
‫الزواج ‪ ،‬تخاف من أي لمس للماكن الحساسة من جسدها ‪ ،‬فذلك يحرك مخاوفها القديمة‬
‫الراكدة ‪ .‬والمرأة قد يتولد لديها شذوذ جنسي وربما أحيانا بشكل غير مباشر والمرأة عموما‬
‫في مثل هذه الحالة تكره الرجل وأي علقة معه ‪ ،‬وهذا يفسح لها المجال للميل إلى جنسها‬
‫حيث تشعر بالمان في ظل خوفها ورفضها للرجل ‪ ،‬وكثيرا من العلقات في الزواج تدمرت‬
‫بسبب تحرش جنسي على المرأة حين كانت طفلة حتى وإن كان مجرد لمس جارح لملبسها ‪،‬‬
‫فالموقف برمته يحدث شرخا في داخلها ‪.‬‬
‫أحيانا ل تهتم السرة بأن يشاهد الطفل أفلما بها مناظر فاضحة ‪ ،‬أو أن يرى والديه‬
‫في وضع خاص في غرفة النوم مثل أو تترك الطفال بصحبة أعمامهم أو أخوالهم‬
‫المراهقين دون رقابة‪ .....‬كيف لك أن تصفي لنا أهمية ما نهمل ؟ يمكن أن يحدث آثار‬
‫سلبية لطفلة صغيرة خافت من نظرة فاضحة أو فاحصة أتتها من رجل في الشارع مثل أو‬
‫في المنزل ‪ ،‬أو مثلما قلت طفل يشاهد أبويه في حجرة النوم في وضع خاص ل يفهمه ‪..‬‬
‫القضية أن أجهزة الطفل الدراكية ما تزال قاصرة عن فهم هذه الصور فجهازه المعرفي لم‬
‫ينضج بعد بالدرجة الكافية لفهم وتفسير ما يرى ‪ .‬نحن فيما نهمل‪ ..‬نغرقه بمعلومة ل‬
‫يفهمها وهو بقصوره الدراكي والمعرفي يضعها في مكان خاطئ فيشعر بالذنب ‪ ،‬وهذا ما‬
‫يفسر أن تفعل الطفلة بأخيها الصغر ما شاهدته من سلوك " جنسي "يمارسه الكبار أمامها‬
‫سواء في الواقع أو على شاشات الفضائيات ‪.‬‬
‫إن التحرش البسيط يحدث أثرا قويا فالطفل في ذلك الموقف الذي يكون فيه مستسلم‬
‫للمعتدى عليه دون أرادته يشعر بالعجز والخوف ولسان حاله يقول أنا عاجز‪ .‬الذي يحدث‬
‫بعد ذلك أن الطفل يعمم هذه الصورة أو التجربة لحقا على مواقف الحياة ‪..‬تفعل ذلك الفتاة‬
‫عندما تعمم الصورة على الرجال فيما بعد ‪،‬بالضافة إلى الشعور بالذنب والخوف من‬
‫الكتشاف ‪ ،‬وهذا هو الجانب الخطر الذي يكشف لنا إهمالنا التوعية بالثقافة الجنسية ‪..‬‬
‫ربما كان الطفل يمارس بعض السلوكيات الستكشافية لجسده ولكن شعوره بالذنب هو‬
‫الذي يضره‪ .‬سأعطيك مثال‪ ...‬لو افترضنا أن هناك طفلين احدهما يمارس التصرفات‬
‫الجنسية ‪ ،‬والخر يسرق ‪ ،‬نجد أن شعور الول بالذنب يفوق شعور الثاني ‪ .‬طبعا يختلف‬
‫الطفال عمريا في إدراكهم ‪ ،‬لذلك ل نستطيع أن نحدد للطفال سن معين للتوعية بالمور‬

‫‪5‬‬
‫الجنسية ولكن الم تعرف مدى إدراك طفلها ‪ ،‬وهنا يتوجب عليها أن توعّيه تجاه جسده أول‬
‫باحترامه وعدم السماح لي كان بالتحرش به‪.‬‬
‫كذلك ‪ ..‬إن اقل تحرش بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته ‪..‬‬
‫•واقـولـها‪ ....‬من منطلقات علمية علجية‪ ,......‬إل أن معظم الناس ل يدرون عما‬
‫يحدث لطفالهم ليس بالضرورة لهمال منهم ‪ ،‬بل لن الطفل ربما ل يصارح أحدا بما‬
‫حدث‪ ،‬فقد يخاف أو يشعر بالذنب‪ ,,‬فهو ل يعرف بأنه بريء وانه ضحية ول يدري ما‬
‫هو حجم دوره وما ذنبه في الموضوع‪,‬بل وحتى الكبار يصمتون حين يعرفون‪ ,‬وكثيرا‬
‫ما اسمع عن أمهات سكتن عما حدث لطفالهن حفاظا على علقتهن بالجاني فهو من‬
‫القارب وهي ل تريد (الشوشرة) أو تخاف أن ل يصدقها الخرون‪.‬‬
‫سيكولوجيه الطفل ‪:‬‬
‫ماذا عن الطفل ‪......‬هل يتذكر العتداء أو الصور الغير مفهومة والمختزنة لديه ؟ بعض‬
‫الطفال يتذكر الموقف إذا كان واضح وبعضهم ل يتذكره بوضوح ‪ .‬فالطفل عادة ‪ ..‬وهذا‬
‫يرجع إلى بناؤه السيكولوجي يسعى إلى تجنب اللم ‪ ،‬فأي تجربة مؤلمة يزيحها الطفل‬
‫ويسقطها في اللشعور ‪ .‬تبقى هناك حية نابضة تبرمج إدراكه وتبرمج استجاباته للحياة‬
‫دون أن يعرف ‪ ،‬وعادة قد يتذكر الطفل صور محددة من الموقف مثل أن شخصا ما وضع‬
‫يده على أماكن حساسة من جسده ‪ ،‬وبعض الطفال ل يتذكر التفاصيل لنه رمى بها في‬
‫العقل الباطن ‪ .‬لكننا في جلسات العلج النفسي نستطيع التعرف على التفاصيل بعد جلسة‬
‫العلج الثانية تتفجر الرؤى المخزونة فتتذكر الحالة مالم تكن تتذكره ‪.‬‬
‫إن بعض السلوكيات الخطأ التي نمارسها كأسرة تجاه الطفل المعتدى عليه وفي‬
‫اعتقادنا أنها لصالحه مثل تحاشينا تذكيره للموقف أرجو أن تلقي الضوء على هذه‬
‫السلوكيات الخاطئة ؟ نعم للسف ؟؟؟؟؟ فإن السرة إذا لمست تغير في سلوك الطفل‬
‫وانعزال أو حزن فإنها تحاول إرضائه بالهدايا وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه بل وإيهامه‬
‫أحيانا بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات مثل " أنت ما شاء ال عليك بطل وشجاع ول فيك إل‬
‫العافية " وإذا ذكر الطفل مثل عبارات مثل " أنا ما أحب ولد عمي ‪ ،‬أو حدد فلن بعينه "‬
‫توبخه السرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص محدد في‬
‫وقت يتزامن مع تغير سلوكه إلى النعزال؟ ‪ ،‬أحيانا يرفض الطفل الذهاب إلى مكان الحدث‬
‫مثل وتخطئ السرة حينما ترغمه إلى الذهاب ‪ ،‬والكارثة أن الطفل أحيانا يحكي وتحاول‬
‫السرة أن تمنعه بتهدئته ومنعه من الذهاب لمكان الحدث دون أن تمنحه الحساس بالمان‬
‫أو تخفف من شعوره بالذنب ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫إن نصيحتي أوجهها بالفعل لكل مسئول عن طفل ‪ ,,‬إلى كل أم وكل أب ‪ ..‬إلى السرة‬
‫بأل نهمل رعاية الطفل النفسية ‪ .‬علينا أن نستمع إلى شكوى الطفل ومراقبة بداية تغير‬
‫سلوكه والتفتيش عن السبب من خلل استرجاع الماكن التي يذهب إليها بمفرده ‪ ،‬وعلى‬
‫السرة أن تمنح الطفل المان حتى يعبر عن غضبه وحزنه فتحكي له بعض حكايات‬
‫المجرمين الذين يعتدون على الطفال ‪ ،‬وتخبره أنه كطفل ل يعتبر مسئول ‪ ,‬أحيانا يغضب‬
‫الطفل ول يستجيب لمحاولت الم لحثه على التعبير ولكن محاولتنا التي تشبه انتزاع‬
‫الشوكة من حلقه سوف تريحه مستقبل ‪..‬‬
‫أيضا علينا أل نثق بالخر مهما كان ‪ ،‬فالجاني ليس بالضرورة مريض نفسي ‪.‬فمن‬
‫خلل بعض الحصاءات الغربية والعربية فان العتداء الكبر على الطفل يتم داخل السرة‪...‬‬
‫أود أن أسالك عن الفارق في الثار بين تحرش القرباء والغرباء ‪...‬؟ تحرش المحارم‬
‫أكثر تحطيما للنسان من تحرش الغرباء ‪ ،‬وهو الذي يؤدي إلى سقوط قيم النسان حيث‬
‫يشعر الطفل أن أكثر شخص ينتظر منه الحماية والمان هو الذي يعتدي عليه ‪..‬‬
‫قالت إحدى الحالت " فتاة عمرها ‪ 25‬عاما "‪ :‬أتذكر أن أخي كان يمنعني أن أقف عند باب‬
‫الشارع كان عمري حينها ‪ 7‬سنوات ‪ ،‬ثم يعتدي علي ‪ ..‬لم أكن لفهم ما الذي يحدث ؟‬
‫من هنا أستطيع التعليق على خطورة تحرش القارب ‪ .‬فالحياة هنا تسقط في اللمعنى ‪،‬‬
‫وبالنسبة للفتاة تصبح فيما بعد مستهترة جدا فهي تخاف الرجال جدا ‪ ،‬لكن تبعا لحاسيسها‬
‫الجنسية المطفئة تلجأ إلى العلقات المتعددة مع الرجال وهذا نوع من التكوين الضدي ‪..‬‬
‫سلوكها موجه بصورة مباشرة أو معممة ل يتكون لديها رادع ‪ ،‬فالشعور الديني والخلقي‬
‫يكاد يكون معدوم ول يوجد لديها فهم للحياة ‪...‬‬

‫•كيفية التعامل مع العتداءات الجنسية ‪:‬‬


‫‪-1‬توصيات للهالي و المربين‪:‬‬
‫ذكرت إحدى الدراسات توصيات هامة لحتواء الطفل الذي يعاني وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التصرف بحذر و الحفاظ على هدوء العصاب و عدم إلقاء التهديدات للطفل‪ ،‬فالطفل‬
‫بحاجة إلى المان و الهدوء و الدعم‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم استسلم الهل لتأنيب الذات واللوم مما ينسيهم من هو المعتدي الحقيقي الذي‬
‫يجب أن ينال عقابه‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم إلقاء المسؤولية على الطفل‪.‬‬
‫‪ -4‬استعمال لغة الطفل و عدم تبديل ألفاظه أو الكلمات التي يستخدمها لن راحة الطفل‬
‫هي المهمة في هذه الوقات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -5‬الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير المان ‪ ،‬فإذا لم يستطيع الهل العمل مع ابنهم‬
‫الضحية عليهم أن يطلبوا منه إشراك أحد من الخارج‪(..‬مرشد نفسي) مثل‪.‬‬
‫‪ -6‬تصديق الطفل (قد ل يقول كل شيء ليس لنه يكذب بل لنه خائف‪ ،‬فكلما كانت الثقة‬
‫قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث)‪.‬‬
‫‪ -7‬تعليم الطفل كيفية التوجه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم المساعدة‪.‬‬

‫‪-2‬مسئوليتنا تجاه القضية ‪:‬‬


‫في قضية بحجم مسئوليتنا تجاه الطفولة حولنا نحتاج خطة وقائية وعلجية‬
‫للموضوع لعلني أوجزها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-1‬إيجاد الوعي السري بالتربية الجنسية ومساعدة المؤسسات التعليمية الجتماعية‬
‫وتبنيها لهذا الجانب منذ سنوات الطفل الولى في الروضة على أن تكون السس مستمدة‬
‫من السلم‪.‬‬
‫‪ -2‬على العلم مسئولة كبرى في توعية أفراد المجتمع وعدم تداول الجانب المثير في‬
‫الموضوع ‪ ،‬بل التركيز على توعية السر واستنهاض المسئولين بعلج المشكلة‪.‬‬
‫‪ -3‬توفير القوانين التي تحمي الخصائيين العاملين في مجال الرشاد مع حالت ضحايا‬
‫العتداء‪.‬‬
‫‪-4‬وجوب تكاتف المؤسسات العاملة في مجال الصحة النفسية والخدمة الجتماعية‬
‫وتطوير مهارات العاملين فيها لتقديم التوجيه والرشاد المناسب للطفل الضحية وأسرته‪.‬‬
‫‪ -5‬ضرورة تحمل الجهات المسئولة كالشرطة والهيئات الرسمية والوزارات المسئولة عن‬
‫الطفولة ‪ ،‬والشئون الجتماعية مسئولية هذه القضية في السعي لتخاذ القرارات وسن‬
‫القوانين المناسبة للحد من تعنيف الطفل داخل وخارج آسرته‪.‬‬

‫انتبهوا أيها الباء‪....‬أيتها المهات ‪ ..‬أبناءكم أمانه في أعناقكم ‪ .....‬اللهم إني بلغت‬
‫اللهم فاشهد ‪......‬‬

‫إلى هنا ‪ ..‬وانتظرونا ‪...‬‬


‫د‪.‬عطا أحمد شقفة ‪ -‬غزة ‪ -‬فلسطين‬

‫‪8‬‬

You might also like