Professional Documents
Culture Documents
(الجزء الثاني)
1
واتسائل كيف يتم عقاب الضحية ؟ ولماذا لم تشمل العقوبة السرة التي لم تحمي الطفلة ؟
ولماذا ل نتحرك ليجاد دار إيواء لحماية الطفال من أسرهم المتهرئة اجتماعيا ؟
ففي موقع " أمان" والذي هو من أكثر المواقع تقديم للخدمات المعلوماتية بالنسبة لموضوع
العنف وجدت أن لورين وايز (أستاذة في معهد الصحة في بوسطن ) درست حال 237امرأة
أمريكية تتفاوت أعمارهن بين 63و 54عاما ،فلحظت أن 632منهن مصابات بالكتئاب،
وأنهن عانين من العنف خلل طفولتهن أو خلل سنوات المراهقة ،وأكدت وايز أن العنف
الذي تعانيه النساء جسدي أو جنسي.
حالت واقعية :
.1في مسبح المنزل ( :أريج ) ( جامعية تعمل في حقل التدريس) (( -:أحيانا أشك في حصول
الحادثة وأقول لنفسي ربما أنا أتخيل ،فعقلي ل يصدق أن " خالي " هو سبب تعاستي لكنني
الن وفي هذا العمر ( )26عاما أعرف أن الثار النفسية التي أعاني منها تؤكد حدوث ذلك
..فعندي موقف عدائي تجاه الرجل دون مبرر ،زوجي يحبني ولكنني أعاني من البرود
وأشعر حين يقترب مني كأنه يحاول اغتصابي أيضا أتأثر كثيرا حينما أسمع بحكايات إيذاء
للطفال ) .قالت (( :كان عمري 7سنوات ولدينا في بيت جدي مسبح ،ذلك اليوم دعاني
خالي وعمره آنذاك ( ) 13عاما للسباحة معه كنت أخاف السباحة لكنه طمأنني بأنه
سيحملني على ظهره واشترط أن أحمله أيضا على ظهري ،فرحت لنني كنت أريد أن أسبح
في أمان حملني على ظهره ،كنت سعيدة ثم جاء دوري لحمله لم يكن ثقيل فبنيته كانت
ضئيلة ،حملته على ظهري وبدأت أدور فيه لكنني شعرت أن ثمة شيء يلمسني من الخلف
واكتشفت أنه نزع ملبسه الداخلية ،غضبت وخرجت من المسبح وعدت إلى منزلنا دون أن
أبيت في بيت جدي كما اعتدت كل أسبوع ..وأضافت :عدت سريعا واستسلمت للنوم
وكأنني نسيت الحادثة حيث استيقظت في الصباح بشكل اعتيادي لكنني بعد ذلك بدأت أشعر
بعنادي وتمردي على كثير من الوامر في السرة وازداد انطوائي ورغبتي في العزلة ،
ففي أول ليلة في زواجي لحظ زوجي ولحظت أنا خوفي من العلقة العاطفية الخاصة
وكذلك برودي رغم أن زوجي من أقربائي ,ولكنه كأي رجل شرقي لم يساعدني لتخلص من
مخاوفي بل ذهب بي إلى طبيبة نساء لتسهل له الطريق التقليدي للعلقة الخاصة ,لكن
حياتنا لم تكن تستمر بسبب برودي وعنادي وحساسيتي المفرطة تجاه كل شيء .)....
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا أقدم الخال مصدر المان على التحرش بابنة أخته ؟ وهل
كان يدرك وهو مراهق نتائج سلوكه ؟من المسئول هنا ؟ .....
2
.2معاناة الطفلة الجميلة (( :منى 35/عاما )) ((جامعية موظفة في احد القطاعات الهلية ))
(لقد كنت طفلة جميلة جدا وهذا سبب تعاستي ..البداية كانت من صديق ابن عمي ،كانت
أعمارنا متقاربة عمري 6سنوات وعمر ابن عمي وصديقه 13عاما ،كنت ألعب معهما
لكنهما تهامسا ذلك اليوم وطلب ابن عمي أن أجلس في مكان مرتفع قليل في الشارع ربما
كان حجرا كبيرا جلست عليه ولم أشعر إل وصديق ابن عمي ينزع عني ملبسي الداخلية
وينتهك حرمة جسدي للدرجة التي صرخت متألمة وخاف ابن عمي ووضع يده على فمي
وهددني إن أخبرت أبي أن يقول أنني السبب ,,بعد ذلك حصلت حادثة أخرى ليست مشابهة
مع ابن خالتي فاستجمعت قواي وشكوت إلى إحدى عماتي الحادثة إل أنها نهرتني واتهمتني
أنني افتري عليه )...فعمتي من خلل نهرتها لى أشعرتني بتأنيب الضمير وكأنني السبب
فيما يحدث لي) ( .فأنهيت دراستي الجامعية والتحقت بالوظيفة وتقدمت كثيرا في حياتي
العملية وتقدم لخطبتي رجل مناسب فتزوجته ،وهنا بدأت المشكلة حيث رفضت تماما
القتراب منه منذ أول ليلة من الزواج ...بكيت كثيرا وتذكرت كل الحوادث القديمة التي
ربما أسست في داخلي كرها للرجل وكالعادة ذهب بي زوجي إلى طبيبة نساء لتسهل عليه
الطريق إلى العلقة الخاصة لكنها أي الطبيبة لم تفلح في أن تجعلني أتفاعل مع زوجي أبدا
وبعد عام من العذاب عدت إلى بيت أهلي مطلقة )..نظرتها للمستقبل أنها تريد أن تنتقم من
كل الرجال ...أنا الن أبني علقات عاطفية مع الرجال أمارس الخداع معهم ..وفي الليل
ابكي كثيرا لما افعله ويؤنبني ضميري ).
والسؤال هنا كم من امرأة تسلك طريق الخيانة إذا كانت متزوجة ،والنحراف عن معايير
المجتمع بتعدد العلقات مع الرجال دون أن تدرك أن أصل خيط البكرة حادثة قديمة في
الطفولة ؟ .....ولماذا ل نكسر الحواجز بيننا وبين أطفالنا ونحدثهم بما يتناسب مع إدراكهم
عن كيفية احترام الجسد وحمايته ؟
.3الطفلة التي توهمت انها امرأة ( :ح 22/عاما )( طالبة في الجامعة ) كان عمري 8سنوات
وكانت البداية أن لدينا " عزومة" كبيرة في منزل جدي ،كنت ألعب في فناء المنزل "
الحوش " مع الطفال ,,ناداني " عمي " كان عمره ( ) 13عاما كنت مشغولة أريد أن أكمل
اللعب مع أصدقائي قال لي :تعالي دقائق فقط ،وكان يسكن في غرفة خارجية في
(الحوش) دخلت الغرفة ..بدأ يتحسس بعض مناطق خاصة من جسدي ،لم أكن أفهم ما
يفعل لكنه قال لي ل تخبري أحدا ..حدث ذلك 3أو 4مرات وكنت ل أفهم شيئا لكني
أستجيب له ليتركني أكمل لعبي مع الطفال المجتمعين في المنزل .ولكن بدأ عذابي وخوفي
3
في نهاية المرحلة المتوسطة وعمري ( )14عاما ،بدأت أذكر كل الممارسات من عمي
وأبكي كثيرا ،،كنت أشعر أنني شاذة عن كل البنات وكأنني عارية خاصة حينما أقابل عمي
الذي سافر بعد الحادثة ليكمل دراسته ...أمضيت سنوات طويلة أتعذب لنني أحسب أنه
أفقدني مستقبلي وكنت أرفض أي عريس يتقدم لخطبتي .وخفت أن أبلغ أمي فلو علم أبي
لربما قتل عمي وأمي امرأة ضعيفة ،لكنني مؤخرا حكيت لمي ما حدث ،وبالفعل ذهبت
معي إلى الطبيبة التي أكدت سلمتي .ولكن سلمتي لم تحل المشكلة ،ما زلت خائفة من
الزواج.إن بداخلي غضب شديد على عمي الذي جعلني أتعذب أكثر من ( )11عاما ،لقد
جعلني أشك في كل الرجال ،ولذلك حينما أنجب بنتا سألزمها طيلة الوقت..
4
أنه خواء من الداخل .أما المرأة فإن أكثر ما ينعكس على حياتها من جراء ذلك خوفها من
الرجل عموما ،الرهبة دون أسباب واضحة ،الخوف من المستقبل ..هي تشابه الرجل
الضحية فيما ينعكس عليها من آثار ولكنها بالذات تخاف العلقة العاطفية الخاصة في
الزواج ،تخاف من أي لمس للماكن الحساسة من جسدها ،فذلك يحرك مخاوفها القديمة
الراكدة .والمرأة قد يتولد لديها شذوذ جنسي وربما أحيانا بشكل غير مباشر والمرأة عموما
في مثل هذه الحالة تكره الرجل وأي علقة معه ،وهذا يفسح لها المجال للميل إلى جنسها
حيث تشعر بالمان في ظل خوفها ورفضها للرجل ،وكثيرا من العلقات في الزواج تدمرت
بسبب تحرش جنسي على المرأة حين كانت طفلة حتى وإن كان مجرد لمس جارح لملبسها ،
فالموقف برمته يحدث شرخا في داخلها .
أحيانا ل تهتم السرة بأن يشاهد الطفل أفلما بها مناظر فاضحة ،أو أن يرى والديه
في وضع خاص في غرفة النوم مثل أو تترك الطفال بصحبة أعمامهم أو أخوالهم
المراهقين دون رقابة .....كيف لك أن تصفي لنا أهمية ما نهمل ؟ يمكن أن يحدث آثار
سلبية لطفلة صغيرة خافت من نظرة فاضحة أو فاحصة أتتها من رجل في الشارع مثل أو
في المنزل ،أو مثلما قلت طفل يشاهد أبويه في حجرة النوم في وضع خاص ل يفهمه ..
القضية أن أجهزة الطفل الدراكية ما تزال قاصرة عن فهم هذه الصور فجهازه المعرفي لم
ينضج بعد بالدرجة الكافية لفهم وتفسير ما يرى .نحن فيما نهمل ..نغرقه بمعلومة ل
يفهمها وهو بقصوره الدراكي والمعرفي يضعها في مكان خاطئ فيشعر بالذنب ،وهذا ما
يفسر أن تفعل الطفلة بأخيها الصغر ما شاهدته من سلوك " جنسي "يمارسه الكبار أمامها
سواء في الواقع أو على شاشات الفضائيات .
إن التحرش البسيط يحدث أثرا قويا فالطفل في ذلك الموقف الذي يكون فيه مستسلم
للمعتدى عليه دون أرادته يشعر بالعجز والخوف ولسان حاله يقول أنا عاجز .الذي يحدث
بعد ذلك أن الطفل يعمم هذه الصورة أو التجربة لحقا على مواقف الحياة ..تفعل ذلك الفتاة
عندما تعمم الصورة على الرجال فيما بعد ،بالضافة إلى الشعور بالذنب والخوف من
الكتشاف ،وهذا هو الجانب الخطر الذي يكشف لنا إهمالنا التوعية بالثقافة الجنسية ..
ربما كان الطفل يمارس بعض السلوكيات الستكشافية لجسده ولكن شعوره بالذنب هو
الذي يضره .سأعطيك مثال ...لو افترضنا أن هناك طفلين احدهما يمارس التصرفات
الجنسية ،والخر يسرق ،نجد أن شعور الول بالذنب يفوق شعور الثاني .طبعا يختلف
الطفال عمريا في إدراكهم ،لذلك ل نستطيع أن نحدد للطفال سن معين للتوعية بالمور
5
الجنسية ولكن الم تعرف مدى إدراك طفلها ،وهنا يتوجب عليها أن توعّيه تجاه جسده أول
باحترامه وعدم السماح لي كان بالتحرش به.
كذلك ..إن اقل تحرش بالطفل يخلق له عاهة نفسية مستديمة طوال حياته ..
•واقـولـها ....من منطلقات علمية علجية ,......إل أن معظم الناس ل يدرون عما
يحدث لطفالهم ليس بالضرورة لهمال منهم ،بل لن الطفل ربما ل يصارح أحدا بما
حدث ،فقد يخاف أو يشعر بالذنب ,,فهو ل يعرف بأنه بريء وانه ضحية ول يدري ما
هو حجم دوره وما ذنبه في الموضوع,بل وحتى الكبار يصمتون حين يعرفون ,وكثيرا
ما اسمع عن أمهات سكتن عما حدث لطفالهن حفاظا على علقتهن بالجاني فهو من
القارب وهي ل تريد (الشوشرة) أو تخاف أن ل يصدقها الخرون.
سيكولوجيه الطفل :
ماذا عن الطفل ......هل يتذكر العتداء أو الصور الغير مفهومة والمختزنة لديه ؟ بعض
الطفال يتذكر الموقف إذا كان واضح وبعضهم ل يتذكره بوضوح .فالطفل عادة ..وهذا
يرجع إلى بناؤه السيكولوجي يسعى إلى تجنب اللم ،فأي تجربة مؤلمة يزيحها الطفل
ويسقطها في اللشعور .تبقى هناك حية نابضة تبرمج إدراكه وتبرمج استجاباته للحياة
دون أن يعرف ،وعادة قد يتذكر الطفل صور محددة من الموقف مثل أن شخصا ما وضع
يده على أماكن حساسة من جسده ،وبعض الطفال ل يتذكر التفاصيل لنه رمى بها في
العقل الباطن .لكننا في جلسات العلج النفسي نستطيع التعرف على التفاصيل بعد جلسة
العلج الثانية تتفجر الرؤى المخزونة فتتذكر الحالة مالم تكن تتذكره .
إن بعض السلوكيات الخطأ التي نمارسها كأسرة تجاه الطفل المعتدى عليه وفي
اعتقادنا أنها لصالحه مثل تحاشينا تذكيره للموقف أرجو أن تلقي الضوء على هذه
السلوكيات الخاطئة ؟ نعم للسف ؟؟؟؟؟ فإن السرة إذا لمست تغير في سلوك الطفل
وانعزال أو حزن فإنها تحاول إرضائه بالهدايا وتتحاشى سؤاله عن مصدر تعبه بل وإيهامه
أحيانا بأنه يتمتع بصحة جيدة بعبارات مثل " أنت ما شاء ال عليك بطل وشجاع ول فيك إل
العافية " وإذا ذكر الطفل مثل عبارات مثل " أنا ما أحب ولد عمي ،أو حدد فلن بعينه "
توبخه السرة بأن ذلك عيب دون أن تسأل لماذا يعبر الطفل عن كراهيته لشخص محدد في
وقت يتزامن مع تغير سلوكه إلى النعزال؟ ،أحيانا يرفض الطفل الذهاب إلى مكان الحدث
مثل وتخطئ السرة حينما ترغمه إلى الذهاب ،والكارثة أن الطفل أحيانا يحكي وتحاول
السرة أن تمنعه بتهدئته ومنعه من الذهاب لمكان الحدث دون أن تمنحه الحساس بالمان
أو تخفف من شعوره بالذنب .
6
إن نصيحتي أوجهها بالفعل لكل مسئول عن طفل ,,إلى كل أم وكل أب ..إلى السرة
بأل نهمل رعاية الطفل النفسية .علينا أن نستمع إلى شكوى الطفل ومراقبة بداية تغير
سلوكه والتفتيش عن السبب من خلل استرجاع الماكن التي يذهب إليها بمفرده ،وعلى
السرة أن تمنح الطفل المان حتى يعبر عن غضبه وحزنه فتحكي له بعض حكايات
المجرمين الذين يعتدون على الطفال ،وتخبره أنه كطفل ل يعتبر مسئول ,أحيانا يغضب
الطفل ول يستجيب لمحاولت الم لحثه على التعبير ولكن محاولتنا التي تشبه انتزاع
الشوكة من حلقه سوف تريحه مستقبل ..
أيضا علينا أل نثق بالخر مهما كان ،فالجاني ليس بالضرورة مريض نفسي .فمن
خلل بعض الحصاءات الغربية والعربية فان العتداء الكبر على الطفل يتم داخل السرة...
أود أن أسالك عن الفارق في الثار بين تحرش القرباء والغرباء ...؟ تحرش المحارم
أكثر تحطيما للنسان من تحرش الغرباء ،وهو الذي يؤدي إلى سقوط قيم النسان حيث
يشعر الطفل أن أكثر شخص ينتظر منه الحماية والمان هو الذي يعتدي عليه ..
قالت إحدى الحالت " فتاة عمرها 25عاما " :أتذكر أن أخي كان يمنعني أن أقف عند باب
الشارع كان عمري حينها 7سنوات ،ثم يعتدي علي ..لم أكن لفهم ما الذي يحدث ؟
من هنا أستطيع التعليق على خطورة تحرش القارب .فالحياة هنا تسقط في اللمعنى ،
وبالنسبة للفتاة تصبح فيما بعد مستهترة جدا فهي تخاف الرجال جدا ،لكن تبعا لحاسيسها
الجنسية المطفئة تلجأ إلى العلقات المتعددة مع الرجال وهذا نوع من التكوين الضدي ..
سلوكها موجه بصورة مباشرة أو معممة ل يتكون لديها رادع ،فالشعور الديني والخلقي
يكاد يكون معدوم ول يوجد لديها فهم للحياة ...
7
-5الحفاظ على الهدوء النفسي بتوفير المان ،فإذا لم يستطيع الهل العمل مع ابنهم
الضحية عليهم أن يطلبوا منه إشراك أحد من الخارج(..مرشد نفسي) مثل.
-6تصديق الطفل (قد ل يقول كل شيء ليس لنه يكذب بل لنه خائف ،فكلما كانت الثقة
قوية يكون الطفل أدق في وصفه للحادث).
-7تعليم الطفل كيفية التوجه إلى أشخاص آخرين باستطاعتهم المساعدة.
انتبهوا أيها الباء....أيتها المهات ..أبناءكم أمانه في أعناقكم .....اللهم إني بلغت
اللهم فاشهد ......
8