Professional Documents
Culture Documents
(الجزء الول)
ورد في اتفاقية المم المتحدة حول حقوق الطفل ضمن المادة (:19تتخذ الدول
الطراف جميع التدابير التشريعية والدارية والجتماعية والتعليمية الملئمة لحماية الطفل
من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الساءة البدنية أو العقلية والهمال أو المعاملة
المنطوية على إهمال ،وإساءة المعاملة أو الستغلل ،بما في ذلك الساءة الجنسية ،وهو في
رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني عليه ،أو أي شخص آخر يتعهد الطفل
برعايته).
وقد أكدت احد الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الطفال كما ذكرت
جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات اللف من الطفال الضحايا الذين يعانون من
الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم .وقد تبين أن هناك %77من هؤلء
المعتدين (آباء) للطفال الضحايا ،و %11من أقاربهم .وان أكثر من %75من المعتدين
هم أشخاص معروفين للضحية تربطهم بالطفل علقة قربى أو معرفة.
ونشر في كتاب (الطفل العربي والمستقبل) للدكتور عماد زكي أن "مائة مليون طفل
عربي يشكلون %45من مجموع العرب وأعلى نسب الطفال في العالم وتقول الحصاءات
أن أطفالنا هؤلء يشكلون أعلى نسبة من نسب الطفال مقارنة بأي شعب آخر" ومع ذلك
فنحن نعاني من افتقاد بعض السر للوعي بحماية الطفل داخلها قبل أن تحميه من الخطر في
الخارج .
من هنا ،من النقطة التي تؤكد أن تعنيف الطفل ظاهرة عالمية وانه يكثر داخل السرة
وان مصدر ألمان بالنسبة إلى الطفل هو سبب إيذائه رأيت أن ندخل إلى أعماق هذه المنطقة
الشائكة ...نتطرق إلى مفهوم القضية نظريا ثم ندخل إلى أعماق السر المتهرئة والتي
يؤذى فيها الطفل وتحديدا ل يحترم جسد ه نتيجة إهمال السرة أو دون قصد .
إننا حين نفتح ملفا بهذه الدرجة من الحساسية فنحن نستنهض الوعي لدى السر المهملة
عن جهل أو انحراف في الفطرة ونحيي السر التي استطاعت أن تتبع أساليب التنشئة
السلمية لحماية الطفال خارجها وداخلها بوعي ومسئولية تجاه الطفال الذين هم أمانة في
أعناقنا .
•تعريف الستغلل الجنسي لجسد الطفل " :هو اتصال جنسي بين طفل بالغ من
أجل إرضاء رغبات جنسية عند الخير مستخدما القوة والسيطرة عليه "
( لوجسي1991 ،؛ ميكلوبتس؛ لفشيتس .)1995 ،هذا الستغلل يعرف على انه
دخول بالغين وأولد غير ناضجين وغير واعين لطبيعة العلقة الخاصة جدا
وماهيتها ،كما أنهم ل يستطيعون إعطاء موافقتهم لتلك العلقة والهدف هو
إشباع المتطلبات والرغبات لدى المعتدي ،وإذا ما حدث داخل إطار العائلة من
خلل أشخاص محرمين على الطفل فيعتبر خرق ونقد للتابو المجتمعي حول
وظائف العائلة ويسمى سفاح القربى أو ( قتل الروح ) حسب المفاهيم النفسية ،
وذلك لن المعتدي يفترض عادة أن يكون حامي للطفل ،ويعرف سفاح القربى
حسب القانون على انه " ملمسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد
العائلة" ( لوجسي ) 1991،ويقصد بهذا النوع من الستغلل - -:كشف
العضاء التناسلية - .إزالة الملبس والثياب عن الطفل - .ملمسة أو ملطفة
جسدية خاصة - .التلصص على طفل - .تعريضه لصور فاضحة ،أو أفلم- .
أعمال مشينة ،غير أخلقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة - .اغتصاب.
( مكلوبتس؛ لفشيتس.)1995 ،
•كيفية النتهاك :المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس
سنوات على القل و له علقة ثقة و قرب للضحية ،و قد دلت الدراسات أن أكثر
من %75من المعتدين هم ممن لهم علقة قرب مثل أب ،أخ ،عم ،خال ،جد أو
معروفين للضحية .ويتم العتداء عن طريق التودد أو الترغيب ،و هو استخدام
الرشوة ،و الملطفة ،تقديم الهدايا...الخ أو الترهيب أو التهديد :و هو التخويف
من إفشاء السر أو الكشف عن العتداء .و ذلك عن طريق :الضرب ،التهديد
بالتوقف عن حب الطفل أو عدم أخذ الطفل إلى أماكن يحبها ،التخلي عن الطفل
بأنه السبب لنه هو يريد ذلك .هذا العتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي
بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع و عدم الكشف عنه .ونادرا ما
يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها المر الذي
يثير شكوكا حول ذلك.
• لماذا تستغل البراءة ؟ ....:يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد يبرر
حدوث العنف نحو الطفل ،وإنما هي عدة عوامل متشابكة تتفاعل في سياق
اجتماعي وثقافي محدد .
ويمكن إجمال هذه السباب ضمن تصنفين للستاذة لميس ناصر :
أ -العوامل الديمغرافية وهي(( :العوامل الجتماعية /العوامل السياسية /العوامل النفسية/
العوامل القتصادية /العوامل القانونية وأهمها "عدم كفاية القوانين التي تحكم العتداءات
الجنسية على المرأة والطفل" . /قصور التعامل لدى الجهات المنية مع مشكلت العنف /عدم
وضوح بعض المفاهيم قانونيا "الساءة الجنسية … وغيرها"/وسائل العلم التي تكرس
مظاهر العنف في البرامج التلفزيونية ،والكومبيوتر ،واللعاب اللكترونية مما يؤدي إلى
انتشار حالت العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة ،فالجرعات العلمية الزائدة
من العنف تبطل الحساسية تجاهه .
ب -عوامل الخطورة :وتتضح في التي :عوامل الخطورة المرتبطة بالمسيء :ويكون
المسيء في الغالب شخصا قد أسيء إليه جسديا ،عاطفيا ،أو جنسيا ،أو يكون قد عاني
من الهمال وهو طفل .
عوامل الخطورة المرتبطة بالمساء إليه /إليها :بعض صفات الطفال الجسدية والعاطفية قد
تقلل من حصانتهم للساءة ،اعتمادا على تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة لدى
الوالدين ( العاقة ،المرض المزمن ،النعزالي الخ ) ..
عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة :بعض العائلت لها صفات محدده تزيد من احتمالية
الساءة فيها (النزاعات الزوجية ،الضغوطات المالية والوظيفية ،النعزال ) .
عوامل الخطورة المرتبطة بالمحيط :تنتشر الساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها ،
وما يعتبر في مجتمع ما إساءة ليس كذلك في مجتمع آخر .
•( مفهوم العقاب الجسدي ،القيم ) ولبد أن نذكر أن وجود عوامل الخطورة المذكورة آنفا ل
يعني بالضرورة أن تؤدي إلى العنف والساءة ،وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها مع
بعضها البعض.
•الثار الجسدية و السلوكية و النفسية لنتهاك جسد الطفل -:أورد هنا بعض مما استطعت
تجميعه عبر مواقع النترنت من معلومات حول بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر
السرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة أو أزمة أيا كان نوعها :
أ -الدلئل الجسدية (تختلف حسب اختلف الفئة العمرية) .صعوبة في المشي أو الجلوس.
أمراض و أوجاع في العضاء التناسلية .إفرازات أو نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى
البول .أوجاع بالرأس أو الحوض.
ب -الدلئل السلوكية النطواء و النعزال .النشغال الدائم بأحلم اليقظة و عدم النوم و كثرة
الكوابيس و الحلم المزعجة .تدني المستوى الكاديمي ،و عدم المشاركة في النشاطات
المدرسية و الرياضية .التسرب أو الهروب من المدرسة .تورط الطفل في مسالك انحرافية
ضد أبناء صفه .عدم الثقة بالنفس و الخرين و العدوانية .تشويه العضاء التناسلية و
تعذيب النفس .الرعب و القلق الدائم .وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية،
استفزازية للخرين.
ج -الدلئل النفسية :تذكر د .نادية عوض أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو
الطفل؛ بحيث ينجذب الطفل شيئًا فشيئًا إلى الشذوذ الجنسي -كما يقول العلماء -من ضمنها
تعرض الطفل لعتداء جنسي .ففي بحث للعالم المريكي "جريجوري ديكسون" عام 1996
ظهر أن %49من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع العتداء
الجنسي أثناء مرحلة الطفولة..
•اهتمام دولي وإحصاءات علمية :بدأ الهتمام بالطفل في مطلع العشرينات من القرن
الماضي ،بظهور أول إعلن لحقوق الطفل في العام . 1923وقد التزم قادة الدول الذين
حضروا مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل عـام 1990والـذي تمت المـوافقة خلله على
" اتفاقية حقوق الطفل " ،على السترشاد بمبدأ " الطفال أول " الذي ينص على ايلء
احتياجات الطفال الساسية الولوية العليا عند تخصيص الموارد ،في السراء والضراء ،
وعلى جميع المستويات الوطنية والدولية وكذلك على مستوى السرة نفسها .وبالرغم من أن
مجلس جامعة الدول العربية قد اتخذ على مستوى القمة التي عقدت في عمان مارس 2001م
قرارا بتبني " الطار العربي لحقوق الطفل " .وفي كتاب حقوق الطفل أورد المؤلف غسان
خليل السهامات الدولية لمنع استغلل الطفل جسديا ومن ضمنها المؤتمر الذي استضافته
السويد ونظمته منظمة المم المتحدة و" اكبات" و" مجموعة المنظمات غير الحكومية من اجل
اتفاقية حقوق الطفل " .وأنتج المؤتمر إعلن هام يقضي بأهمية التحرك لوضع حد للستغلل
والساءة الجنسية التي يتعرض لها الطفال على أن يشمل التحرك المستوى المحلي الوطني
والقليمي والدولي .بالرغم من كل التحركات الدولية للهتمام بحقوق الطفل إل أن 29دولة
فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملت توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة استغلل
الطفال جنسيا .هذا بالنسبة لحماية الطفل من الخطر الخارجي ..
•فماذا عن الخطر داخل السرة !! إن البحث عن الدمار داخل السرة صعب إذ ل نستطيع أن
نحدد بدقة عدد الطفال الذين تعرضوا في العالم العربي إلى تحرش جنسي داخل أسرهم لتكتم
الطراف المعنية ،فقط نورد هنا بعض المثلة لدول عربية أعلنت عن الحصاءات :
• في الردن :تبين سجلت عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية السرة بالردن أن عدد
الحالت التي تمت معاينتها خلل عام 1998قد بلغ 437حالة ،شملت 174حالة إساءة
جنسية على الطفال كانت مصنفة حسب ما يلي 48 ( :حالة إساءة جنسية ،كان المعتدي
فيها من داخل العائلة ،و 79حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها معروف للضحية -قريب
أو جار أو غيره ،و 47حالة كان العتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب ) .
•في لبنان :أظهرت دراسة صادرة عن جريدة لوريان لوجور أن المغتصب رجل في جميع
الحالت ،ويبلغ من العمر 13-7عام ،وان الضحية شملت 18فتاه و 10صبيان تتراوح
أعمارهم بين سنة ونصف 17 -سنة .وأشار المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الحداث إلى
ارتفاع عدد العتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم ،على يد أقرباء لهم أو
معتدين قاصرين ( .د .برنار جرباقة ) 2000 ،
•في مصر :تشير أول دراسة عن حوادث الطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبدا لرحمن
الطنباري أستاذ العلم المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إلى أن
حوادث العتداء الجنسي علي الطفال تمثل 18%من إجمالي الحوادث المختلفة للطفل.
وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح أن النسبة هي %35له صلة
قرابة بالطفل و %65ليست له صلة بالطفل.
• في سراييفو :ذكر عبد الباقي خليفة أن هناك دراسة أعدت مؤخرا في كرواتيا ،أثبتت أن
واحدة من كل أربع فتيات تعرضت للغتصاب على يد أقربائها .وان كل واحد من ستة شباب
يتعرض للغتصاب .وان 90%من الناث والذكور يمارسون الجنس دون سن الثامنة عشرة
ثلثهم مع القارب و %40مع الجنس الواحد .ويقول الطباء الذين يعالجون حالت دون سن
العاشرة ،أن بعض الطفال ل يمكن أن يعودوا للحياة الطبيعية ،وانه حصل لبعضهم تلوثات
عقلية بسبب الغتصاب وبعضهم في حالت نفسية يصعب شفاؤها.
•رأي السلم وحكمته في الوعي الجنسي :
لقد تميز السلم بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد
حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور
حياته الخاصة ..إنه أمر فعله رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ حين علم الصحابة
والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط ل إفراط فيه ول تفريط كل ما يتعلق بالمور الخاصة
جدا لن الجنس جزء من الحياة اعترف به السلم ووضع له الطر الصحيحة للتعامل معه،
وكانت أموره تناقش علنا في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول-ص -بين الخطاب
الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة
الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول -ص((-مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء
سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع)).
وقد أشار الخصائي النفسي بديع القشاعلة في مقال له بعنوان "نظريات في علم النفس
والحديث الشريف" إلى حكمة التربية في هذا الحديث بقوله (( :يحدد محمد صلى ال عليه
وسلم في هذا الحديث فترات زمنية للتعامل مع الطفل ....أما الجزء الخير من الحديث وهو
"فرقوا بينهم في المضاجع" فنابعٌ من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة والتي تعد نقطة
تحول من الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي والذي يبدأ مع مرحلة البلوغ ،حيث نجد
أن الطفال حينما يصلون إلى سن العاشرة يكثر لديهم حب الستطلع عن النواحي الجنسية
والفسيولوجية ،كما وأن النتباه في هذه المرحلة يزداد وتزداد دقته المر الذي يساعده على
إدراك الختلف بين الشياء وإدراك الشبه أيضا بينها .نتيجة لهذا فإنه يستطيع أن يقدم
تفسيرا بسيطا للمور ،وهذه صورة راقية من التفكير لم نكن نلحظها في المراحل السابقة من
النمو .إن هذه الفترة هي فترة ميل إلى المور الجنسية والتعرف عليها والعبث بها وهذا جعله
ال تعالى ليكون تمهيدا لمرحلة البلوغ والتي يمكن أن تحدث فيها عملية الزواج.).
ويقول د .حامد زهران أستاذ الصحة النفسية :بان علينا كمربين أن نعرف أن الطفال
يصلهم معلومات من زملئهم في المدرسة والشارع ..وقد يقرؤون كتبا بها أفكار مشوهة ،وقد
يطلعون في عصرنا الحالي علي مصادر سيئة في النترنت ،وهناك أيضا القنوات الفضائية .
علينا أن نعلم أطفالنا آداب السلوك الجنسي .إن أقرب العلوم للتربية الجنسية هي التربية
الدينية ،لن الدين يعترف تماما بالغريزة الجنسية وينظم السلوك الجنسي تماما من الناحية
الدينية قبل أي شيء آخر ،ولهذا فالمفروض أن نهتم بتعليم أحكام الدين ..وحدود ال فيما
يتعلق بالسلوك الجنسي والحلل والحرام فيه ..ومن هنا سنجد أن الطار الذي نتحدث عنه
سوف يؤدي إلي نتائج أفضل من إهماله..
•الوعي بأهمية الثقافة الجنسية :
إن الجنس وقضاياه في العالم العربي منطقة شائكة ل يشجع الباء أبنائهم على معرفة
ماهيتها ..وهذا ل يقيهم شوك الجهل بل على العكس إن جهل الطفل باحترام جسده وبثنا له
الرعب من منعه من التحدث في أمور الجنس يعرضه لمخاطر كثيرة أخطرها سكوته في حال
انتهاك حرمة جسده .تقول الستاذة منى يونس ( :ل بد من رفع اللتباس لدى الكثرية من
أولياء المور بين "العلم الجنسي" الذي هو إكساب الفتى /البنت معلومات معينة عن
موضوع الجنس ،و"التربية الجنسية" التي هي أشمل ؛ إذ إنها تشمل الطار القيمي والخلقي
المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الطفل من هذا الموضوع في
المستقبل).
إن أهم ما لجله لبد أن نؤسس ثقافة جنسية مستندة على القيم السلمية لطفالنا
الحاجات الجنسية للطفولة الوسطى( )9-6والتي يذكر د .زيدان عبد الباقي أنها مرحلة
كمون جنسي ( )latency periodومع نهايتها وبداية الطفولة المتأخرة ( )12-9ينفق
الطفل كثيرا من وقته في استطلع الجسم ووظائفه ومعرفة الفروق بين الجنسين وقد يميل
بعض الطفال إلى القيام ببعض التجارب الجنسية واللعب الجنسي مع بعضهم البعض ولكن
الخطر أن قلة من كبار السن " الشاذين جنسيا " قد يستغلون الطفال في إشباع دوافعهم
الجنسية المر الذي يحدث في الطفل جرحين جسدي ونفسي...
من هنا كان تحذيرنا ومطالبتنا بالحفاظ على البناء الصغار ،ذلك أن الطفال في هذه
السن ل يدركون خطورة النواحي الجنسية ،حيث ل تزال الطاقة الجنسية كامنة لديهم
واهتمامهم موجه إلى نفس الجنس .إن الرغبة في اللعب الجنسي تزداد وقد تتحول إلى عادة
سرية أو لمجرد تقليد لطفل أو لصبي يمارس تلك العادة أمام الخرين قد يحدث التجريب
الجنسي فل يمارس بالمعنى المعروف ولكنه مجرد عرض الطفال لعضائهم التناسلية
وترتيبا على ذلك يحتاج الطفل من أبويه أن ينظرا إلى النواحي الجنسية نظرة موضوعية أي
عادية باعتبار الجنس جزء من الحياة الجتماعية وليس في مناقشته خطيئة أو إثم .
•نموذج للتجربة العلجية العربية:
الحقيقة أن دول العالم العربي تهتم بقضايا الطفولة ولكن فيما يتعلق تحديدا بانتهاك
حرمة جسد الطفل داخل السرة "موضوعنا" فان الجهود حثيثة فضل عن أن بعض الدول ل
تعترف بوجوده كظاهرة تستحق العلج على أنني وعبر بحث متواصل وجدت ان تجربة
الردن جديرة بالطرح كتجربة واعية وفاعلة .ففي عمان أنشأت وزارة الداخلية الردنية
إدارة حماية السرة ،وأوكلت إليها مسئولية مواجهة جرائم العتداء في العاصمة عمان
كخطوة أولي قابلة للتعميم ،قوبلت بالمعارضة الشديدة من البعض ،ثم أثبتت نجاحها من
خلل النتائج التي حققتها في عام 1998وهو العام الذي أنشئت فيه الدارة وصلت إليهم295
حالة تحرش جنسي ضد الطفال .مثلت حالت زنا المحارم نسبة غير متواضعة منها .وفي
العام التالي ,وبعد أن اتسع نشاط الدارة واتسعت معرفة الناس بها ,عالجت الدارة ،أما في
عام 2000فقد عملت الدارة علي معالجة 631حالة جاءت إليها بإرادة الطراف وفي عمان
أيضا في العام ذاته افتتح "دار المان" وهو أول مركز متخصص في الوطن العربي في مجال
حماية الطفال من مختلف صور النتهاكات .وهو متخصص أساسا في إعادة التأهيل
ومعاملة ضحايا النتهاكات ..الطفال وأسرهم .و يستقبل المركز كل انتهاكات الطفال سواء
كانت جنسية أو بدنية أو بسبب الهمال" .
•العنف تجاه الطفل في السعودية :
لم يسبق أن طرح موضوع إيذاء حرمة جسد الطفل من داخل السرة للنقاش ..اعتاد
البعض أن يتحدث عن الساءة إلى الطفل أو إيذائه بالضرب أو الهمال ،ثم تدرج المشكلة
الخطر وهي العتداء الجنسي سواء من داخل السرة أو خارجها ضمن الحديث .وقد ورد
في الونة الخيرة اهتمام مكثف بالطفل السعودي بشكل عام صاحب انضمام المملكة إلى احد
معاهدات الخاصة بحقوق الطفل ،خاصة وان بيانات التركيب العمري للسكان السعوديين
تشير إلى أن نسبة الطفال في السعودية ممن يبلغ عمرهم 14عاما أو أقل تصل إلى
49.23في المائة من إجمالي عدد السكان السعوديين حسب آخر تعداد ولكن المشكلة تكمن
في سرية حالت إيذاء حرمة الجسد داخل السرة حيث ل يتحدث الطفل أو تتكتم السرة خوفا
من المعتدى القريب أو من الفضيحة ،وفي كل الحالت يدفع الطفل الثمن.
إننا ونحن نتحدث عن هذه الحالت نؤكد وجودها في المجتمعات النسانية بشكل
عام الغربية منها والعربية .لكننا نثق أن المجتمعات السلمية هي القدر على إحداث
التوازن في النفس البشرية من خلل الرتكاز على القيم السلمية ومعالجة الفراد الشواذ
المتسببين فيها .
واقع الحال من وجهة نظر المسئولين :صرح مصدر مسئول بقسم الخدمة
الجتماعية بوزارة العمل والشئون الجتماعية إلى جريدة الشرق الوسط أن تصريحات وزير
العمل لدى انضمام السعودية إلى إحدى المعاهدات الخاصة بحقوق الطفال ،لم تكن إيجابية
إذ نفى وجود حالت إيذاء للطفال في السعودية ،وأكد أن كل ما لدينا هو بعض الطفال في
الشوارع وحاول أن يضع مسألة إيذاء الطفال على أنها عمل الطفال ولكن هذه قضية
استغلل وهي مختلفة عن الساءة وعلى ذات الصعيد طالب هذا المسئول في مجال الخدمة
الجتماعية وزارة العمل والشؤون الجتماعية برعاية من تعرضوا لليذاء وإيداعهم في
مؤسسات الدولة التي ترعى اليتام ،لن الطفل المعتدى عليه يعود بعد مغادرته المستشفى
وعلجه إلى أسرته التي قامت بإيذائه ليؤذوه بشكل أكبر ،وذلك لنهم يعتبرون الطفال من
ممتلكاتهم .من جهة أخرى أكد عوض الردادي وكيل وزارة العمل والشؤون الجتماعية
لـجريدة "الشرق الوسط" انه يوجد قوة إلزامية لسحب الطفل الذي تعرض لليذاء من أهله
وذلك عن طريق الحاكم الداري "المارة" .وأكد أن وزارة العمل والشؤون الجتماعية تتدخل
لدى تعرض الطفل للخطر وتودعه في إحدى دور الرعاية الجتماعية حتى يتم إيجاد أقارب
يقومون برعايته .وبشأن المطالبات والقتراحات التي وجهتها العديد من الجهات لنشاء
لجنة وطنية لحقوق الطفال ،أكد الردادي أن الحالت الموجودة لم تصل إلى مرحلة الظاهرة
وما زالت مجرد حالت فردية ،ولكن هل ما يصلنا هو كل شيء ،وإذا كان المر يستحق
فنحن أول من يؤيد .هذا ما كان من أمر المسئولين في وزارة العمل والشئون الجتماعية إذ
تضاربت الراء بين تهوين الوزير لمشكلة إيذاء الطفل بشكل عام داخل السرة ،ونفي وكيل
الوزارة لعتبارها ظاهرة وبين تأكيد مسئول في الوزارة لم يصرح باسمه ولم يحدد طبيعة
اليذاء حول وجود حالت تستحق إيجاد حلول للطفال الضحايا .