You are on page 1of 9

‫التحرش الجنسي بالطفل داخل السرة وتداعياته النفسية‬

‫(الجزء الول)‬

‫ورد في اتفاقية المم المتحدة حول حقوق الطفل ضمن المادة ‪ (:19‬تتخذ الدول‬
‫الطراف جميع التدابير التشريعية والدارية والجتماعية والتعليمية الملئمة لحماية الطفل‬
‫من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الساءة البدنية أو العقلية والهمال أو المعاملة‬
‫المنطوية على إهمال‪ ،‬وإساءة المعاملة أو الستغلل‪ ،‬بما في ذلك الساءة الجنسية‪ ،‬وهو في‬
‫رعاية الوالد (الوالدين) أو الوصي القانوني عليه ‪ ،‬أو أي شخص آخر يتعهد الطفل‬
‫برعايته)‪.‬‬
‫وقد أكدت احد الدراسات التي قامت بها اللجنة القومية لمنع إيذاء الطفال كما ذكرت‬
‫جريدة الوطن السعودية أن هناك عشرات اللف من الطفال الضحايا الذين يعانون من‬
‫الصدمات النفسية الشديدة مدى الحياة نتيجة إيذائهم ‪ .‬وقد تبين أن هناك ‪ %77‬من هؤلء‬
‫المعتدين (آباء) للطفال الضحايا‪ ،‬و ‪ %11‬من أقاربهم ‪ .‬وان أكثر من ‪ %75‬من المعتدين‬
‫هم أشخاص معروفين للضحية تربطهم بالطفل علقة قربى أو معرفة‪.‬‬
‫ونشر في كتاب (الطفل العربي والمستقبل) للدكتور عماد زكي أن "مائة مليون طفل‬
‫عربي يشكلون ‪ %45‬من مجموع العرب وأعلى نسب الطفال في العالم وتقول الحصاءات‬
‫أن أطفالنا هؤلء يشكلون أعلى نسبة من نسب الطفال مقارنة بأي شعب آخر" ومع ذلك‬
‫فنحن نعاني من افتقاد بعض السر للوعي بحماية الطفل داخلها قبل أن تحميه من الخطر في‬
‫الخارج ‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬من النقطة التي تؤكد أن تعنيف الطفل ظاهرة عالمية وانه يكثر داخل السرة‬
‫وان مصدر ألمان بالنسبة إلى الطفل هو سبب إيذائه رأيت أن ندخل إلى أعماق هذه المنطقة‬
‫الشائكة ‪...‬نتطرق إلى مفهوم القضية نظريا ثم ندخل إلى أعماق السر المتهرئة والتي‬
‫يؤذى فيها الطفل وتحديدا ل يحترم جسد ه نتيجة إهمال السرة أو دون قصد ‪.‬‬
‫إننا حين نفتح ملفا بهذه الدرجة من الحساسية فنحن نستنهض الوعي لدى السر المهملة‬
‫عن جهل أو انحراف في الفطرة ونحيي السر التي استطاعت أن تتبع أساليب التنشئة‬
‫السلمية لحماية الطفال خارجها وداخلها بوعي ومسئولية تجاه الطفال الذين هم أمانة في‬
‫أعناقنا ‪.‬‬
‫•تعريف الستغلل الجنسي لجسد الطفل ‪ " :‬هو اتصال جنسي بين طفل بالغ من‬
‫أجل إرضاء رغبات جنسية عند الخير مستخدما القوة والسيطرة عليه "‬
‫( لوجسي‪1991 ،‬؛ ميكلوبتس؛ لفشيتس‪ .)1995 ،‬هذا الستغلل يعرف على انه‬
‫دخول بالغين وأولد غير ناضجين وغير واعين لطبيعة العلقة الخاصة جدا‬
‫وماهيتها ‪ ،‬كما أنهم ل يستطيعون إعطاء موافقتهم لتلك العلقة والهدف هو‬
‫إشباع المتطلبات والرغبات لدى المعتدي ‪ ،‬وإذا ما حدث داخل إطار العائلة من‬
‫خلل أشخاص محرمين على الطفل فيعتبر خرق ونقد للتابو المجتمعي حول‬
‫وظائف العائلة ويسمى سفاح القربى أو ( قتل الروح ) حسب المفاهيم النفسية ‪،‬‬
‫وذلك لن المعتدي يفترض عادة أن يكون حامي للطفل ‪ ،‬ويعرف سفاح القربى‬
‫حسب القانون على انه " ملمسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد‬
‫العائلة" ( لوجسي‪ ) 1991،‬ويقصد بهذا النوع من الستغلل ‪ - -:‬كشف‬
‫العضاء التناسلية‪ - .‬إزالة الملبس والثياب عن الطفل‪ - .‬ملمسة أو ملطفة‬
‫جسدية خاصة ‪ - .‬التلصص على طفل‪ - .‬تعريضه لصور فاضحة ‪ ،‬أو أفلم‪- .‬‬
‫أعمال مشينة‪ ،‬غير أخلقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة ‪- .‬اغتصاب‪.‬‬
‫( مكلوبتس؛ لفشيتس‪.)1995 ،‬‬
‫•كيفية النتهاك ‪ :‬المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس‬
‫سنوات على القل و له علقة ثقة و قرب للضحية ‪ ،‬و قد دلت الدراسات أن أكثر‬
‫من ‪ %75‬من المعتدين هم ممن لهم علقة قرب مثل أب‪ ،‬أخ‪ ،‬عم‪ ،‬خال‪ ،‬جد أو‬
‫معروفين للضحية‪ .‬ويتم العتداء عن طريق التودد أو الترغيب‪ ،‬و هو استخدام‬
‫الرشوة‪ ،‬و الملطفة‪ ،‬تقديم الهدايا‪...‬الخ أو الترهيب أو التهديد‪ :‬و هو التخويف‬
‫من إفشاء السر أو الكشف عن العتداء‪ .‬و ذلك عن طريق‪ :‬الضرب‪ ،‬التهديد‬
‫بالتوقف عن حب الطفل أو عدم أخذ الطفل إلى أماكن يحبها‪ ،‬التخلي عن الطفل‬
‫بأنه السبب لنه هو يريد ذلك‪ .‬هذا العتداء يتم بسرية كاملة حيث يلجأ المعتدي‬
‫بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع و عدم الكشف عنه‪ .‬ونادرا ما‬
‫يستخدم المعتدي القوة مع الضحية خوفا من ترك آثار على جسمها المر الذي‬
‫يثير شكوكا حول ذلك‪.‬‬
‫• لماذا تستغل البراءة ؟‪ ....:‬يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد يبرر‬
‫حدوث العنف نحو الطفل‪ ،‬وإنما هي عدة عوامل متشابكة تتفاعل في سياق‬
‫اجتماعي وثقافي محدد ‪.‬‬
‫ويمكن إجمال هذه السباب ضمن تصنفين للستاذة لميس ناصر ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العوامل الديمغرافية وهي‪(( :‬العوامل الجتماعية ‪/‬العوامل السياسية ‪ /‬العوامل النفسية‪/‬‬
‫العوامل القتصادية ‪/‬العوامل القانونية وأهمها "عدم كفاية القوانين التي تحكم العتداءات‬
‫الجنسية على المرأة والطفل"‪ . /‬قصور التعامل لدى الجهات المنية مع مشكلت العنف ‪/‬عدم‬
‫وضوح بعض المفاهيم قانونيا "الساءة الجنسية … وغيرها"‪/‬وسائل العلم التي تكرس‬
‫مظاهر العنف في البرامج التلفزيونية ‪ ،‬والكومبيوتر ‪ ،‬واللعاب اللكترونية مما يؤدي إلى‬
‫انتشار حالت العنف في المجتمع عن طريق التقليد أو النمذجة‪ ،‬فالجرعات العلمية الزائدة‬
‫من العنف تبطل الحساسية تجاهه ‪.‬‬
‫ب‪ -‬عوامل الخطورة ‪ :‬وتتضح في التي ‪ :‬عوامل الخطورة المرتبطة بالمسيء ‪ :‬ويكون‬
‫المسيء في الغالب شخصا قد أسيء إليه جسديا ‪ ،‬عاطفيا ‪ ،‬أو جنسيا ‪ ،‬أو يكون قد عاني‬
‫من الهمال وهو طفل ‪.‬‬
‫عوامل الخطورة المرتبطة بالمساء إليه ‪ /‬إليها ‪ :‬بعض صفات الطفال الجسدية والعاطفية قد‬
‫تقلل من حصانتهم للساءة‪ ،‬اعتمادا على تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة لدى‬
‫الوالدين ( العاقة ‪ ،‬المرض المزمن ‪ ،‬النعزالي الخ ‪) ..‬‬
‫عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة ‪ :‬بعض العائلت لها صفات محدده تزيد من احتمالية‬
‫الساءة فيها (النزاعات الزوجية‪ ،‬الضغوطات المالية والوظيفية ‪ ،‬النعزال ) ‪.‬‬
‫عوامل الخطورة المرتبطة بالمحيط ‪ :‬تنتشر الساءة في بعض المجتمعات أكثر من غيرها ‪،‬‬
‫وما يعتبر في مجتمع ما إساءة ليس كذلك في مجتمع آخر ‪.‬‬
‫•( مفهوم العقاب الجسدي ‪ ،‬القيم ) ولبد أن نذكر أن وجود عوامل الخطورة المذكورة آنفا ل‬
‫يعني بالضرورة أن تؤدي إلى العنف والساءة ‪ ،‬وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها مع‬
‫بعضها البعض‪.‬‬
‫•الثار الجسدية و السلوكية و النفسية لنتهاك جسد الطفل‪ -:‬أورد هنا بعض مما استطعت‬
‫تجميعه عبر مواقع النترنت من معلومات حول بعض المؤشرات التي يمكن أن تلفت نظر‬
‫السرة إلى وجود طفل يعاني من مشكلة أو أزمة أيا كان نوعها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدلئل الجسدية (تختلف حسب اختلف الفئة العمرية)‪ .‬صعوبة في المشي أو الجلوس‪.‬‬
‫أمراض و أوجاع في العضاء التناسلية‪ .‬إفرازات أو نزيف أو تلوثات متكررة في مجرى‬
‫البول‪ .‬أوجاع بالرأس أو الحوض‪.‬‬
‫ب‪ -‬الدلئل السلوكية النطواء و النعزال‪ .‬النشغال الدائم بأحلم اليقظة و عدم النوم و كثرة‬
‫الكوابيس و الحلم المزعجة‪ .‬تدني المستوى الكاديمي‪ ،‬و عدم المشاركة في النشاطات‬
‫المدرسية و الرياضية‪ .‬التسرب أو الهروب من المدرسة‪ .‬تورط الطفل في مسالك انحرافية‬
‫ضد أبناء صفه‪ .‬عدم الثقة بالنفس و الخرين و العدوانية‪ .‬تشويه العضاء التناسلية و‬
‫تعذيب النفس‪ .‬الرعب و القلق الدائم‪ .‬وقد تقوم الفتاة في سن المراهقة بتصرفات إغرائية‪،‬‬
‫استفزازية للخرين‪.‬‬
‫ج‪ -‬الدلئل النفسية ‪ :‬تذكر د‪ .‬نادية عوض أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر أثناء مرحلة نمو‬
‫الطفل؛ بحيث ينجذب الطفل شيئًا فشيئًا إلى الشذوذ الجنسي ‪ -‬كما يقول العلماء‪ -‬من ضمنها‬
‫تعرض الطفل لعتداء جنسي‪ .‬ففي بحث للعالم المريكي "جريجوري ديكسون" عام ‪1996‬‬
‫ظهر أن ‪ %49‬من الشواذ جنسيا الذين تناولهم البحث قد حدث لهم نوع من أنواع العتداء‬
‫الجنسي أثناء مرحلة الطفولة‪..‬‬
‫•اهتمام دولي وإحصاءات علمية ‪ :‬بدأ الهتمام بالطفل في مطلع العشرينات من القرن‬
‫الماضي ‪ ،‬بظهور أول إعلن لحقوق الطفل في العام ‪ . 1923‬وقد التزم قادة الدول الذين‬
‫حضروا مؤتمر القمة العالمي من اجل الطفل عـام ‪ 1990‬والـذي تمت المـوافقة خلله على‬
‫" اتفاقية حقوق الطفل " ‪ ،‬على السترشاد بمبدأ " الطفال أول " الذي ينص على ايلء‬
‫احتياجات الطفال الساسية الولوية العليا عند تخصيص الموارد‪ ،‬في السراء والضراء ‪،‬‬
‫وعلى جميع المستويات الوطنية والدولية وكذلك على مستوى السرة نفسها ‪ .‬وبالرغم من أن‬
‫مجلس جامعة الدول العربية قد اتخذ على مستوى القمة التي عقدت في عمان مارس ‪2001‬م‬
‫قرارا بتبني " الطار العربي لحقوق الطفل "‪ .‬وفي كتاب حقوق الطفل أورد المؤلف غسان‬
‫خليل السهامات الدولية لمنع استغلل الطفل جسديا ومن ضمنها المؤتمر الذي استضافته‬
‫السويد ونظمته منظمة المم المتحدة و" اكبات" و" مجموعة المنظمات غير الحكومية من اجل‬
‫اتفاقية حقوق الطفل "‪ .‬وأنتج المؤتمر إعلن هام يقضي بأهمية التحرك لوضع حد للستغلل‬
‫والساءة الجنسية التي يتعرض لها الطفال على أن يشمل التحرك المستوى المحلي الوطني‬
‫والقليمي والدولي ‪ .‬بالرغم من كل التحركات الدولية للهتمام بحقوق الطفل إل أن ‪ 29‬دولة‬
‫فقط اعتمدت خطة عمل تشمل حملت توعية وتشديد القوانين ذات الصلة بظاهرة استغلل‬
‫الطفال جنسيا‪ .‬هذا بالنسبة لحماية الطفل من الخطر الخارجي ‪..‬‬
‫•فماذا عن الخطر داخل السرة !! إن البحث عن الدمار داخل السرة صعب إذ ل نستطيع أن‬
‫نحدد بدقة عدد الطفال الذين تعرضوا في العالم العربي إلى تحرش جنسي داخل أسرهم لتكتم‬
‫الطراف المعنية ‪ ،‬فقط نورد هنا بعض المثلة لدول عربية أعلنت عن الحصاءات ‪:‬‬
‫• في الردن ‪ :‬تبين سجلت عيادة الطب الشرعي في وحدة حماية السرة بالردن أن عدد‬
‫الحالت التي تمت معاينتها خلل عام ‪ 1998‬قد بلغ ‪ 437‬حالة ‪ ،‬شملت ‪ 174‬حالة إساءة‬
‫جنسية على الطفال كانت مصنفة حسب ما يلي ‪ 48 ( :‬حالة إساءة جنسية ‪ ،‬كان المعتدي‬
‫فيها من داخل العائلة ‪ ،‬و ‪ 79‬حالة إساءة جنسية كان المعتدي فيها معروف للضحية ‪ -‬قريب‬
‫أو جار أو غيره‪ ،‬و ‪ 47‬حالة كان العتداء على الطفل فيها من قبل شخص غريب ) ‪.‬‬
‫•في لبنان ‪ :‬أظهرت دراسة صادرة عن جريدة لوريان لوجور أن المغتصب رجل في جميع‬
‫الحالت ‪ ،‬ويبلغ من العمر ‪13-7‬عام ‪ ،‬وان الضحية شملت ‪ 18‬فتاه و ‪ 10‬صبيان تتراوح‬
‫أعمارهم بين سنة ونصف ‪ 17 -‬سنة ‪ .‬وأشار المؤتمر الرابع اللبناني لحماية الحداث إلى‬
‫ارتفاع عدد العتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم ‪ ،‬على يد أقرباء لهم أو‬
‫معتدين قاصرين ‪ ( .‬د ‪ .‬برنار جرباقة ‪) 2000 ،‬‬
‫•في مصر‪ :‬تشير أول دراسة عن حوادث الطفال في مصر أعدتها الدكتورة فاتن عبدا لرحمن‬
‫الطنباري أستاذ العلم المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إلى أن‬
‫حوادث العتداء الجنسي علي الطفال تمثل ‪ 18%‬من إجمالي الحوادث المختلفة للطفل‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية فقد اتضح أن النسبة هي ‪ %35‬له صلة‬
‫قرابة بالطفل و ‪ %65‬ليست له صلة بالطفل‪.‬‬
‫• في سراييفو‪ :‬ذكر عبد الباقي خليفة أن هناك دراسة أعدت مؤخرا في كرواتيا‪ ،‬أثبتت أن‬
‫واحدة من كل أربع فتيات تعرضت للغتصاب على يد أقربائها‪ .‬وان كل واحد من ستة شباب‬
‫يتعرض للغتصاب‪ .‬وان ‪ 90%‬من الناث والذكور يمارسون الجنس دون سن الثامنة عشرة‬
‫ثلثهم مع القارب و ‪ %40‬مع الجنس الواحد‪ .‬ويقول الطباء الذين يعالجون حالت دون سن‬
‫العاشرة‪ ،‬أن بعض الطفال ل يمكن أن يعودوا للحياة الطبيعية‪ ،‬وانه حصل لبعضهم تلوثات‬
‫عقلية بسبب الغتصاب وبعضهم في حالت نفسية يصعب شفاؤها‪.‬‬
‫•رأي السلم وحكمته في الوعي الجنسي ‪:‬‬
‫لقد تميز السلم بشموليته في الطرح لكافة جوانب حياة المسلم حتى قبل أن يولد‬
‫حين اهتم بالزواج والتناسل ولم يتحرج عن التطرق إلى كل ما يشغل تفكير المسلم في أمور‬
‫حياته الخاصة ‪ ..‬إنه أمر فعله رسول ال ـ صلى ال عليه وسلم ـ حين علم الصحابة‬
‫والصحابيات بلغة راقية وبأسلوب بسيط ل إفراط فيه ول تفريط كل ما يتعلق بالمور الخاصة‬
‫جدا لن الجنس جزء من الحياة اعترف به السلم ووضع له الطر الصحيحة للتعامل معه‪،‬‬
‫وكانت أموره تناقش علنا في مجلس الرسول الكريم وقد فرق الرسول‪-‬ص‪ -‬بين الخطاب‬
‫الموجه إلى البالغ والطفل حين حدد سن التكليف بالبلوغ وأشار إلى خطورة مرحلة الطفولة‬
‫الوسطى والمتأخرة قبل قرون عدة حين قال الرسول ‪-‬ص‪((-‬مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء‬
‫سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرّقوا بينهم في المضاجع))‪.‬‬
‫وقد أشار الخصائي النفسي بديع القشاعلة في مقال له بعنوان "نظريات في علم النفس‬
‫والحديث الشريف" إلى حكمة التربية في هذا الحديث بقوله ‪(( :‬يحدد محمد صلى ال عليه‬
‫وسلم في هذا الحديث فترات زمنية للتعامل مع الطفل‪ ....‬أما الجزء الخير من الحديث وهو‬
‫"فرقوا بينهم في المضاجع" فنابعٌ من تطور النمو الجنسي في هذه المرحلة والتي تعد نقطة‬
‫تحول من الكمون الجنسي إلى حالة النشاط الجنسي والذي يبدأ مع مرحلة البلوغ‪ ،‬حيث نجد‬
‫أن الطفال حينما يصلون إلى سن العاشرة يكثر لديهم حب الستطلع عن النواحي الجنسية‬
‫والفسيولوجية ‪ ،‬كما وأن النتباه في هذه المرحلة يزداد وتزداد دقته المر الذي يساعده على‬
‫إدراك الختلف بين الشياء وإدراك الشبه أيضا بينها‪ .‬نتيجة لهذا فإنه يستطيع أن يقدم‬
‫تفسيرا بسيطا للمور‪ ،‬وهذه صورة راقية من التفكير لم نكن نلحظها في المراحل السابقة من‬
‫النمو‪ .‬إن هذه الفترة هي فترة ميل إلى المور الجنسية والتعرف عليها والعبث بها وهذا جعله‬
‫ال تعالى ليكون تمهيدا لمرحلة البلوغ والتي يمكن أن تحدث فيها عملية الزواج‪.).‬‬
‫ويقول د‪ .‬حامد زهران أستاذ الصحة النفسية ‪ :‬بان علينا كمربين أن نعرف أن الطفال‬
‫يصلهم معلومات من زملئهم في المدرسة والشارع‪ ..‬وقد يقرؤون كتبا بها أفكار مشوهة‪ ،‬وقد‬
‫يطلعون في عصرنا الحالي علي مصادر سيئة في النترنت‪ ،‬وهناك أيضا القنوات الفضائية ‪.‬‬
‫علينا أن نعلم أطفالنا آداب السلوك الجنسي‪ .‬إن أقرب العلوم للتربية الجنسية هي التربية‬
‫الدينية‪ ،‬لن الدين يعترف تماما بالغريزة الجنسية وينظم السلوك الجنسي تماما من الناحية‬
‫الدينية قبل أي شيء آخر‪ ،‬ولهذا فالمفروض أن نهتم بتعليم أحكام الدين‪ ..‬وحدود ال فيما‬
‫يتعلق بالسلوك الجنسي والحلل والحرام فيه‪ ..‬ومن هنا سنجد أن الطار الذي نتحدث عنه‬
‫سوف يؤدي إلي نتائج أفضل من إهماله‪..‬‬
‫•الوعي بأهمية الثقافة الجنسية ‪:‬‬
‫إن الجنس وقضاياه في العالم العربي منطقة شائكة ل يشجع الباء أبنائهم على معرفة‬
‫ماهيتها ‪..‬وهذا ل يقيهم شوك الجهل بل على العكس إن جهل الطفل باحترام جسده وبثنا له‬
‫الرعب من منعه من التحدث في أمور الجنس يعرضه لمخاطر كثيرة أخطرها سكوته في حال‬
‫انتهاك حرمة جسده‪ .‬تقول الستاذة منى يونس ‪( :‬ل بد من رفع اللتباس لدى الكثرية من‬
‫أولياء المور بين "العلم الجنسي" الذي هو إكساب الفتى‪ /‬البنت معلومات معينة عن‬
‫موضوع الجنس‪ ،‬و"التربية الجنسية" التي هي أشمل ؛ إذ إنها تشمل الطار القيمي والخلقي‬
‫المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الطفل من هذا الموضوع في‬
‫المستقبل)‪.‬‬
‫إن أهم ما لجله لبد أن نؤسس ثقافة جنسية مستندة على القيم السلمية لطفالنا‬
‫الحاجات الجنسية للطفولة الوسطى(‪ )9-6‬والتي يذكر د‪ .‬زيدان عبد الباقي أنها مرحلة‬
‫كمون جنسي (‪ )latency period‬ومع نهايتها وبداية الطفولة المتأخرة (‪ )12-9‬ينفق‬
‫الطفل كثيرا من وقته في استطلع الجسم ووظائفه ومعرفة الفروق بين الجنسين وقد يميل‬
‫بعض الطفال إلى القيام ببعض التجارب الجنسية واللعب الجنسي مع بعضهم البعض ولكن‬
‫الخطر أن قلة من كبار السن " الشاذين جنسيا " قد يستغلون الطفال في إشباع دوافعهم‬
‫الجنسية المر الذي يحدث في الطفل جرحين جسدي ونفسي‪...‬‬
‫من هنا كان تحذيرنا ومطالبتنا بالحفاظ على البناء الصغار‪ ،‬ذلك أن الطفال في هذه‬
‫السن ل يدركون خطورة النواحي الجنسية ‪ ،‬حيث ل تزال الطاقة الجنسية كامنة لديهم‬
‫واهتمامهم موجه إلى نفس الجنس‪ .‬إن الرغبة في اللعب الجنسي تزداد وقد تتحول إلى عادة‬
‫سرية أو لمجرد تقليد لطفل أو لصبي يمارس تلك العادة أمام الخرين قد يحدث التجريب‬
‫الجنسي فل يمارس بالمعنى المعروف ولكنه مجرد عرض الطفال لعضائهم التناسلية‬
‫وترتيبا على ذلك يحتاج الطفل من أبويه أن ينظرا إلى النواحي الجنسية نظرة موضوعية أي‬
‫عادية باعتبار الجنس جزء من الحياة الجتماعية وليس في مناقشته خطيئة أو إثم ‪.‬‬
‫•نموذج للتجربة العلجية العربية‪:‬‬
‫الحقيقة أن دول العالم العربي تهتم بقضايا الطفولة ولكن فيما يتعلق تحديدا بانتهاك‬
‫حرمة جسد الطفل داخل السرة "موضوعنا" فان الجهود حثيثة فضل عن أن بعض الدول ل‬
‫تعترف بوجوده كظاهرة تستحق العلج على أنني وعبر بحث متواصل وجدت ان تجربة‬
‫الردن جديرة بالطرح كتجربة واعية وفاعلة ‪ .‬ففي عمان أنشأت وزارة الداخلية الردنية‬
‫إدارة حماية السرة‪ ،‬وأوكلت إليها مسئولية مواجهة جرائم العتداء في العاصمة عمان‬
‫كخطوة أولي قابلة للتعميم‪ ،‬قوبلت بالمعارضة الشديدة من البعض ‪ ،‬ثم أثبتت نجاحها من‬
‫خلل النتائج التي حققتها في عام‪ 1998‬وهو العام الذي أنشئت فيه الدارة وصلت إليهم‪295‬‬
‫حالة تحرش جنسي ضد الطفال‪ .‬مثلت حالت زنا المحارم نسبة غير متواضعة منها‪ .‬وفي‬
‫العام التالي‪ ,‬وبعد أن اتسع نشاط الدارة واتسعت معرفة الناس بها‪ ,‬عالجت الدارة ‪،‬أما في‬
‫عام‪ 2000‬فقد عملت الدارة علي معالجة‪ 631‬حالة جاءت إليها بإرادة الطراف وفي عمان‬
‫أيضا في العام ذاته افتتح "دار المان" وهو أول مركز متخصص في الوطن العربي في مجال‬
‫حماية الطفال من مختلف صور النتهاكات‪ .‬وهو متخصص أساسا في إعادة التأهيل‬
‫ومعاملة ضحايا النتهاكات‪ ..‬الطفال وأسرهم‪ .‬و يستقبل المركز كل انتهاكات الطفال سواء‬
‫كانت جنسية أو بدنية أو بسبب الهمال‪" .‬‬
‫•العنف تجاه الطفل في السعودية ‪:‬‬
‫لم يسبق أن طرح موضوع إيذاء حرمة جسد الطفل من داخل السرة للنقاش ‪..‬اعتاد‬
‫البعض أن يتحدث عن الساءة إلى الطفل أو إيذائه بالضرب أو الهمال ‪ ،‬ثم تدرج المشكلة‬
‫الخطر وهي العتداء الجنسي سواء من داخل السرة أو خارجها ضمن الحديث‪ .‬وقد ورد‬
‫في الونة الخيرة اهتمام مكثف بالطفل السعودي بشكل عام صاحب انضمام المملكة إلى احد‬
‫معاهدات الخاصة بحقوق الطفل ‪ ،‬خاصة وان بيانات التركيب العمري للسكان السعوديين‬
‫تشير إلى أن نسبة الطفال في السعودية ممن يبلغ عمرهم ‪ 14‬عاما أو أقل تصل إلى‬
‫‪ 49.23‬في المائة من إجمالي عدد السكان السعوديين حسب آخر تعداد ولكن المشكلة تكمن‬
‫في سرية حالت إيذاء حرمة الجسد داخل السرة حيث ل يتحدث الطفل أو تتكتم السرة خوفا‬
‫من المعتدى القريب أو من الفضيحة ‪ ،‬وفي كل الحالت يدفع الطفل الثمن‪.‬‬
‫إننا ونحن نتحدث عن هذه الحالت نؤكد وجودها في المجتمعات النسانية بشكل‬
‫عام الغربية منها والعربية ‪.‬لكننا نثق أن المجتمعات السلمية هي القدر على إحداث‬
‫التوازن في النفس البشرية من خلل الرتكاز على القيم السلمية ومعالجة الفراد الشواذ‬
‫المتسببين فيها ‪.‬‬
‫واقع الحال من وجهة نظر المسئولين ‪ :‬صرح مصدر مسئول بقسم الخدمة‬
‫الجتماعية بوزارة العمل والشئون الجتماعية إلى جريدة الشرق الوسط أن تصريحات وزير‬
‫العمل لدى انضمام السعودية إلى إحدى المعاهدات الخاصة بحقوق الطفال ‪ ،‬لم تكن إيجابية‬
‫إذ نفى وجود حالت إيذاء للطفال في السعودية ‪ ،‬وأكد أن كل ما لدينا هو بعض الطفال في‬
‫الشوارع وحاول أن يضع مسألة إيذاء الطفال على أنها عمل الطفال ولكن هذه قضية‬
‫استغلل وهي مختلفة عن الساءة وعلى ذات الصعيد طالب هذا المسئول في مجال الخدمة‬
‫الجتماعية وزارة العمل والشؤون الجتماعية برعاية من تعرضوا لليذاء وإيداعهم في‬
‫مؤسسات الدولة التي ترعى اليتام ‪ ،‬لن الطفل المعتدى عليه يعود بعد مغادرته المستشفى‬
‫وعلجه إلى أسرته التي قامت بإيذائه ليؤذوه بشكل أكبر ‪ ،‬وذلك لنهم يعتبرون الطفال من‬
‫ممتلكاتهم‪ .‬من جهة أخرى أكد عوض الردادي وكيل وزارة العمل والشؤون الجتماعية‬
‫لـجريدة "الشرق الوسط" انه يوجد قوة إلزامية لسحب الطفل الذي تعرض لليذاء من أهله‬
‫وذلك عن طريق الحاكم الداري "المارة"‪ .‬وأكد أن وزارة العمل والشؤون الجتماعية تتدخل‬
‫لدى تعرض الطفل للخطر وتودعه في إحدى دور الرعاية الجتماعية حتى يتم إيجاد أقارب‬
‫يقومون برعايته‪ .‬وبشأن المطالبات والقتراحات التي وجهتها العديد من الجهات لنشاء‬
‫لجنة وطنية لحقوق الطفال ‪ ،‬أكد الردادي أن الحالت الموجودة لم تصل إلى مرحلة الظاهرة‬
‫وما زالت مجرد حالت فردية ‪ ،‬ولكن هل ما يصلنا هو كل شيء ‪ ،‬وإذا كان المر يستحق‬
‫فنحن أول من يؤيد‪ .‬هذا ما كان من أمر المسئولين في وزارة العمل والشئون الجتماعية إذ‬
‫تضاربت الراء بين تهوين الوزير لمشكلة إيذاء الطفل بشكل عام داخل السرة ‪ ،‬ونفي وكيل‬
‫الوزارة لعتبارها ظاهرة وبين تأكيد مسئول في الوزارة لم يصرح باسمه ولم يحدد طبيعة‬
‫اليذاء حول وجود حالت تستحق إيجاد حلول للطفال الضحايا ‪.‬‬

‫إلى هناااااااا ‪.......‬وللحديث بقية ‪....‬‬

‫في الجزء الثاني إنشاء ال ‪......‬سنقدم عرضا لوقائع حقيقية ‪....‬‬


‫( قصص من الواقع ‪،‬ومدى تأثيرها على سيكولوجية الضحية )‬
‫د‪.‬عطا أحمد شقفة ‪ -‬غزة ‪ -‬فلسطين‬
‫علم نفس‬

You might also like