You are on page 1of 427

‫تيسير العزيز‬

‫الحميد‬
‫في شرح كتاب التوحيد‬
‫تأليف‬
‫الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن‬
‫عبدالوهاب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫‪1‬‬
‫قال الصنف رحه ال تعال بسم ال الرحن الرحيم افتتح الصنف رحه ال كتابه بالبسملة‬ ‫‪11‬‬
‫اقتداء بالكتاب العزيز وعمل بالديث كل امر ذي بال ل يبدأ فيه ببسم ال الرحن الرحيم فهو‬
‫اقطع رواه الافظ عبدالقادر الرهاوي ف الربعي من حديث أب هريرة مرفوعا واخرجه‬
‫الطيب ف الامع بنحوه فإن قلت هل جع الصنف بي البسملة والمدلة لا روى ابن ماجة‬
‫والبيهقي عن أب هريرة مرفوعا كل امر ذي بال ل يبدأ فيه بالمد ل فهو أقطع وف رواية‬
‫لحد ل يفتتح بذكر ال فهو أبتر وأقطع قيل الراد الفتتاح با يدل على القصود من حد ال‬
‫والثناء عليه لن المد متعي لن القدر الذي يمع ذلك هو ذكر ال وقد حصل بالبسملة‬
‫وأيضا فليس ف الديث ما يدل على أنه تتعي كتابتها معه النطق با فقد يكون الصنف نطق‬
‫بذلك ف نفسه واتفق العلماء على أن الار والجرور متعلق بحذوف قدره الكوفيون فعل‬
‫مقدما والتقدير ابدأ وقدره البصريون اسا مقدما والتقدير ابتدائي كائن أو مستقر قال فالار‬
‫والجرور ف موضع نصب على الول وعلى الثان ف موضع رفع وذكر ابن كثي ان القولي‬
‫متقاربان وكل قد ورد به القران أما من قدره باسم تقديره باسم ال ابتدائي فلقوله تعال وقال‬
‫اركبوا فيها باسم ال مراها ومرساها ومن قدره بالفعل أمرا أو خبا نو أبدأ باسم ال أو‬
‫ابتدأت باسم ال فلقوله تعال اقرأ باسم ربك الذي خلق وكلها صحيح فان الفعل ل بد له من‬
‫مصدر فلك أن تقدر الفعل وتصدره وذلك بسب الفعل الذي سيته قبله إن كان قياما أو‬
‫‪ 12‬قعودا أو أكل أو شربا أو قراءة أو وضوءا أو صلة فالشروع ذكر اسم ال تعال ف ذلك كله‬
‫تبكا وتيمنا واستعانة على التام والتقبل وقدره الزمشري فعل مؤخرا أي باسم ال أقرأ او أتلو‬
‫لن الذي يتلوه مقروء وكل فاعل يبدأ ف فعله باسم ال كان مضمرا ما تعل التسمية مبدأ له‬
‫كما ان السافر اذا حل أو ارتل فقال بسم ال كان العن بسم ال أحل وبسم ال أرتل وهذا‬
‫أول من أن يضمر ابدأ لعدم ما يطابقه ويدل عليه او ابتدائي لزيادة الضمار فيه وانا قدم‬
‫الحذوف متأخرا وقدم العمول لنه أهم وأدل على الختصاص وأدخل ف التعظيم وأوفق‬
‫للوجود فإن اسم ال تعال مقدم على القراءة كيف وقد جعل آلة لا من حيث ان الفعل ل يعتد‬
‫به شرعا ما ل يصدر باسه تعال وأما ظهور فعل القراءة ف قوله اقرأ باسم ربك فلن الهم ثة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫القراءة ولذا قدم الفعل فيها على متعلقه بلف البسملة فإن الهم فيها البتداء قاله البيضاوي‬
‫وهذا القول أحسن القوال وأظنه اختيار شيخ السلم وقد أل به ابن كثي إل انه جعل‬
‫الحذوف مقدرا قبل البسملة وذكر ابن القيم لذف العامل ف بسم ال فوائد عديدة منها أنه‬
‫موطن ل ينبغي ان يتقدم فيه سوى ذكر ال تعال فلو ذكرت الفعل وهو ل يستغن عن فاعله‬
‫كان ذلك مناقضا للمقصود فكان ف حذفه مشاكلة اللفظ للمعن ليكون البدوء به اسم ال كما‬
‫تقول ف الصلوة ال أكب ومعناه من كل شيء ولكن ل تقول هذا القدر ليكون اللفظ مطابقا‬
‫لقصود النان وهو ان ل يكون ف القلب إل ذكر ال وحده فكما ترد ذكره ف قلب الصلي‬
‫ترد ذكره ف لسانه ومنها أن الفعل اذا حذف صح البتداء بالتسمية ف كل عمل وقول‬
‫وحركة وليس فعل أول با من فعل فكان الذف أعم من الذكر فأي فعل‬
‫‪ 13‬ذكرته كان الحذوف اعم منه ال علم على الرب تبارك وتعال ذكر سيبويه انه أعرف العارف‬
‫ويقال إنه السم العظم لنه يوصف بميع الصفات كما قال تعال هو ال الذي ل إله إل هو‬
‫عال الغيب والشهادة هو الرحن الرحيم هو ال الذي ل إله إل هو اللك القدوس السلم الؤمن‬
‫الهيمن العزيز البار التكب إل اخر السورة فأجرى الساء الباقية كلها صفات له واختلفوا هل‬
‫هو اسم جامد او مشتق على قولي أصحهما أنه مشتق قال ابن جرير فانه على ما روي لنا عن‬
‫ابن عباس قال ال ذو اللوهية والعبودية على خلقه اجعي وذكر سيبويه عن الليل أن أصله إله‬
‫مثل فعال فأدخلت اللف واللم بدل من المزة قال سيبويه مثل الناس أصله أناس وقال‬
‫الكسائي والفراء أصله الله خذفوا المزة أدمغوا اللم الول ف الثانية وعلى هذا فالصحيح انه‬
‫مشتق من أله الرجل اذا تعبد كما قرأ ابن عباس ويذرك وإلتك اي عبادتك وأصله الله اي‬
‫العبود فحذفت المزة الت هي فاء الكلمة فالتقت اللم الت هي عينها مع اللم الت للتعريف‬
‫فأدغمت إحداها ف الخرى فصارتا ف اللفظ لما واحدة مشددة وفخمت تعظيما فقيل ال‬
‫قال ابن القيم القول الصحيح أن ال أصله الله كما هو قول سيبوبه وجهور أصحابه إل من‬
‫شذ منهم وان اسم ال تعال هوالامع لميع معان الساء السن والصفات العلى قال وزعم‬
‫السهيلي وشيخه أبو بكر بن العرب ان اسم ال غي مشتق لن الشتقاق يستلزم مادة يشتق منها‬
‫واسه تعال قدي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 14‬ول القدي مادة له فيستحيل الشتقاق ول ريب أنه أريد بالشتقاق هذا العن وأنه مستمد من‬
‫أصل آخر فهو باطل ولكن الذين قالوا بالشتقاق ل يريدوا هذا العن ول أل بقلوبم وإنا ارادوا‬
‫انه دال على صفة له تعال وهي اللية كسائر أسائه السن كالعليم والقدير والغفور والرحيم‬
‫والسميع والبصي فان هذه الساء مشتقة من مصادرها بل ريب وهي قدية والقدي ل مادة له‬
‫فما كان جوابكم عن هذه الساء فهو جواب القائلي باشتقاق اسم ال تعال ث الواب عن‬
‫الميع أنا ل نعن بالشتقاق إل أنا ملقية لصادرها ف اللفظ والعن ل أنا متولدة منه تولد‬
‫الفرع من أصله وتسمية النحاة للمصدر والشتق منه أصل وفرعا ليس معناه أن أحدها تولد من‬
‫الخر وإنا هو باعتبار أن أحدها يتضمن الخر وزيادة وذكر ابن القيم لذا السم الشريف‬
‫عشر خصائص لفظية ث قال وأما خصائصه العنوية فقد قال فيها أعلم اللق به صلى ال عليه‬
‫وسلم ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وكيف تصى خصائص اسم مسماه‬
‫كل كمال على الطلق وكل مدح وكل حد وكل ثناء وكل مد وكل جلل وكل إكرام‬
‫وكل عز وكل جال وكل خي واحسان وجود وبر وفضل فله ومنه فما ذكر هذا السم ف‬
‫قليل إل كثره ول عند خوف إل أزاله ول عند كرب إل كشفه ول عند هم وغم إل فرجه ول‬
‫عند ضيق إل وسعه ول تعلق به ضعيف إل أفاده القوة ول ذليل إل أناله العز ول فقي إل أصاره‬
‫غنيا ول مشتوحش إل آنسه ول مغلوب إل أيده ونصره ول مضطر إل كشف ضره ول شريد‬
‫إل آواه فهو السم الذي تكشف به الكربات وتستنل به البكات والدعوات وتقال به‬
‫‪ 15‬العثرات وتستدفع به السيئات وتستجلب به السنات وهو السم الذي به قامت السموات‬
‫والرض وبه انزلت الكتب وبه ارسلت الرسل وبه شرعت الشرائع وبه قامت الدود وبه شرع‬
‫الهاد وبه انقسمت الليقة ال السعداء والشقياء وبه حقت الاقة ووقعت الواقعة وبه وضعت‬
‫الوازين القسط ونصب الصراط وقام سوق النة والنار وبه عبد رب العالي وحد وبقه بعثت‬
‫الرسل وعنه السؤال ف القب ويوم البعث والنشور وبه الصام واليه الحاكمة وفيه الوالة‬
‫والعاداة وبه سعد من عرفه وقام بقه وبه شقي من جهله وترك حقه فهو سر اللق والمر وبه‬
‫قاما وثبتا واليه انتهيا فاللق والمر به واليه ولجله فما وجد خلق ول أمر ول ثواب ول عقاب‬
‫ال مبتدءا منه منتهيا اليه وذلك موجبه ومقتضاه ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫النار ال اخر كلمه رضي ال عنه الرحن الرحيم قال ابن كثي اسان مشتقان من الرحة على‬
‫وجه البالغة ورحان اشد مبالغة من رحيم قال ابن عباس ها اسان رقيقان احدها أرق من‬
‫الخر اي اوسع رحة وقال ابن البارك الرحن اذا سئل أعطى والرحيم اذا ل يسأل يغضب قلت‬
‫كأن فيه اشارة ال معن كلم ابن عباس لن رحته تعال تغلب غضبه وعلى هذا فالرحن أوسع‬
‫معن من الرحيم كما يدل عليه زيادة البناء وقال ابو علي الفارسي الرحن اسم عام ف جيع‬
‫انواع الرحة يتص به ال تعال والرحيم انا هو ف جهة الؤمني قال ال تعال وكان بالؤمني‬
‫رحيما ونوه قال بعض السلف ويشكل عليه قوله تعال ان ال بالناس لرؤوف رحيم‬
‫‪ 16‬وقوله صلى ال عليه وسلم ف الديث رحان الدنيا والخرة ورحيمهما فالصواب إن شاء ال‬
‫تعال ما قاله ابن القيم ان الرحان دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها‬
‫بالرحوم فكان الول للوصف والثان للفعل فالول دال على ان الرحة صفته والثان دال على‬
‫انه يرحم خلقه برحته واذا اردت فهم هذا فتأمل قوله تعال وكان بالؤمني رحيما انه بم‬
‫رؤوف رحيم ول ييء قط رحان بم فعلم ان رحان هو الوصوف بالرحة ورحيم هو الراحم‬
‫برحته والرحن الرحيم نعتان ل تعال واعترض بورود اسم الرحن غي تابع لسم قبله قال تعال‬
‫الرحن على العرش استوى فهو علم فكيف ينعت به والواب ما قاله ابن القيم أن اساء الرب‬
‫تعال هي أساء ونعوت فانا دالة على صفات كماله فل تناف فيها بي العلمية والوصفية‬
‫فالرحن اسه تعال ووصفه تعال ل يناف اسيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا لسم ال تعال‬
‫ومن حيث هو اسم ورد ف القرآن غي تابع بل ورد السم العلم ولا كان هذا السم متصا به‬
‫سبحانه حسن ميئه مفردا غي تابع كمجيء اسم ال وهذا ل يناف دللته على صفة الرحة‬
‫كاسم ال فانه دال على صفة اللوهية فلم يىء قط تابعا لغيه بل متبوعا وهذا بلف العليم‬
‫والقدير والسميع والبصي ونوها ولذا ل تيء هذه مفردة بل تابعة قلت قوله عن اسم ال ول‬
‫يىء قط تابعا لغيه بل لقد جاء ف قوله تعال ال صراط العزيز الميد ال الذي له ما ف‬
‫السموات والرض على قراءة‬
‫‪ 17‬الر وجواب ذلك من كلمه التقدم فيقال فيه ما قاله ف اسم الرحن كتاب التوحيد الكتاب‬
‫مصدر كتب يكتب كتابا وكتابة وكتبا ومدار الادة على المع ومنه تكتب بنو فلن اذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫اجتمعوا والكتيبة لماعة اليل والكتابة بالقلم لجتماع الكلمات والروف وسي الكتاب‬
‫كتابا لمعه ما وضع له ذكره غي واحد والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيدا اي جعله واحدا‬
‫وسي دين السلم توحيدا لن مبناه على ان ال واحد ف ملكه وافعاله ل شريك له وواحد ف‬
‫ذاته وصفاته ل نظي له وواحد ف إليته وعبادته ل ند له وال هذه النواع الثلثة ينقسم توحيد‬
‫النبياء والرسلي الذين جاؤوا به من عند ال وهي متلزمة كل نوع منها ل ينفك عن الخر‬
‫فمن أتى بنوع منها ول يأت بالخر فما ذاك ال أنه ل يأت به على وجه الكمال الطلوب وان‬
‫شئت قلت التوحيد نوعان توحيد ف العرفة والثبات وهو توحيد الربوبية والساء والصفات‬
‫وتوحيد ف الطلب والقصد وهو توحيد اللية والعبادة ذكره شيخ السلم وابن القيم وذكر‬
‫معناه غيها النوع الول توحيد الربوبية واللك وهو القرار بأن ال تعال رب كل شيء‬
‫ومالكه وخالقه ورازقه وأنه الحيي الميت النافع الضار التفرد بإجابة الدعاء عند الضطرار‬
‫الذي له المر كله وبيده الي كله القادر على ما يشاء ليس له ف ذلك شريك ويدخل ف ذلك‬
‫اليان بالقدر وهذا التوحيد ل يكفي العبد ف حصول السلم بل ل بد ان يأت مع ذلك بلزمه‬
‫من توحيد اللية لن ال تعال حكى عن الشركي أنم مقرون بذا التوحيد ل وحده قال‬
‫تعال قل من يرزقكم من السماء والرض امن يلك السمع والبصار ومن يرج الي من اليت‬
‫ويرج اليت من الي ومن يدبر المر فسيقولون ال‬
‫‪ 18‬فقل أفل تتقون وقال تعال ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال وقال و لئن سألتهم من نزل من‬
‫السماء ماء فأحيا به الرض من بعد موتا ليقولن ال وقال تعال أمن ييب الضطر اذا دعاه الية‬
‫فهم كانوا يعلمون أن جيع ذلك ل وحده ول يكونوا بذلك مسلمي بل قال تعال وما يؤمن‬
‫اكثرهم بال ال وهم مشركون قال ماهد ف الية إيانم بال قولم إن ال خلقنا ويرزقنا وييتنا‬
‫فهذا إيان مع شرك عبادتم غيه رواه ابن جرير وابن أب حات وعن ابن عباس وعطاء‬
‫والضحاك نو ذلك فتبي أن الكفار يعرفون ال ويعرفون ربوبيته وملكه وقهره وكانوا مع ذلك‬
‫يعبدونه ويلصون له أنواعا من العبادات كالج والصدقة والذبح والنذر والدعاء وقت‬
‫الضطرار ونو ذلك ويدعون أنم على ملة ابراهيم عليه السلم فأنزل ال تعال ما كان إبراهيم‬
‫يهوديا ول نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من الشركي وبعضهم يؤمن بالبعث‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والساب وبعضهم يؤمن بالقدر كما قال زهي يؤخر فيوضع ف كتاب فيدخر ليوم الساب أو‬
‫يعجل فينقم وقال عنترة ياعبل اين من النية مهرب إن كان رب ف السماء قضاها ومثل هذا‬
‫يوجد ف اشعارهم فوجب على كل من عقل عن ال تعال ان ينظر ويبحث عن السبب الذي‬
‫اوجب سفك دمائهم وسب نسائهم وإباحة أموالم مع هذا القرار والعرفة وما ذاك ال‬
‫لشراكهم ف توحيد العبادة الذي هو معن ل اله ال ال‬
‫‪ 19‬النوع الثان توحيد الساء والصفات وهو القرار بأن ال بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير‬
‫وأنه الي القيوم الذي ل تأحذه سنة ول نوم له الشيئة النافذة والكمة البالغة وأنه سيع بصي‬
‫رؤوف رحيم على العرش استوى وعلى اللك احتوى وأنه اللك القدوس السلم الؤمن الهيمن‬
‫العزيز البار التكب سبحان ال عما يشركون ال غي ذلك من الساء السن والصفات العلى‬
‫وهذا أيضا ل يكفي ف حصول السلم بل ل بد مع ذلك من التيان بلزمه من توحيد الربوبيه‬
‫واللية والكفار يقرون بنس هذا النوع وإن كان بعضهم قد ينكر بعض ذلك إما جهل وإما‬
‫عنادا كما قالوا ل نعرف الرحن إل رحن اليمامة فأنزل ال فيهم وهم يكفرون بالرحن قال‬
‫حافظ ابن كثي والظاهر أن إنكارهم هذا إنا هو جحود وعناد وتعنت ف كفرهم فانه قد وجد‬
‫ف بعض أشعار الاهلية تسمية ال بالرحن قال الشاعر وما يشأ الرحن يعقد ويطلق وقال الخر‬
‫أل قضب الرحن رب يينها وها جاهليان وقال زهي فل تكتمن ال ما ف نفوسكم ليخفى‬
‫ومهما يكتم ال يعلم قلت ول يعرف عنهم إنكار شيء من هذا التوحيد إل ف اسم الرحن‬
‫خاصة ولو كانوا ينكرونه لردوا علىالنب صلىال عليه وسلم ذلك كما ردوا عليه توحيد‬
‫اللية فقالوا اجعل اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب ل سيما السور الكية ملوءة بذا‬
‫التوحيد‬
‫‪ 20‬النوع الثالث توحيد اللية البن على إخلص التأله ل تعال من الحبة والوف والرجاء‬
‫والتوكل والرغبة والرهبة والدعاء ل وحده وينبن على ذلك إخلص العبادات كلها ظاهرها‬
‫وباطنها ل وحده ل شريك له ل يعل فيها شيئا لغيه ل للك مقرب ول لنب مرسل فضل عن‬
‫غيها وهذا التوحيد هو الذي تضمنه قوله تعال اياك نعبد واياك نستعي وقوله تعال فاعبده‬
‫وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون وقوله تعال فان تولوا فقل حسب ال ل اله ال هو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وقوله تعال رب السموات والرض وما بينهما فاعبده‬
‫واصطب لعبادته هل تعلم له سيا وقوله تعال عليه توكلت واليه أنيب وقوله تعال وتوكل على‬
‫الي الذي ل يوت وسبح بمده وكفى به بذنوب عباده خبيا وقوله واعبد ربك حت يأتيك‬
‫اليقي وهذا التوحيد هو أول الدين وآخره وباطنه وظاهره وهو اول دعوة الرسل وآخرها وهو‬
‫معن قول ل إله إل ال فإن الله هو الألوه العبود بالحبة والشية والجلل والتعظيم وجيع‬
‫انواع العبادة ولجل هذا التوحيد خلقت الليقة وأرسلت الرسل وأنزلت الكتب وبه افترق‬
‫الناس إل مؤمني وكفار وسعداء اهل النة وأشقياء أهل النار قال ال تعال يا أيها الناس اعبدوا‬
‫ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون فهذا‬
‫‪ 21‬أول أمر ف القرآن وقال تعال لقد أرسلنا نوحا ال وقومه فقال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله‬
‫غيه فهذا دعوة أول رسول بعد حدوث الشرك وقال هود لقومه اعبدوا ال ما لكم من إله غيه‬
‫وقال صال لقومه اعبدوا ال ما لكم من إله غيه وقال شعيب لقومه اعبدوا ال ما لكم من إله‬
‫غيه وقال ابراهيم عليه السلم لقومه ان وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض حنيفا‬
‫وما أنا من الشركي وقال تعال وما ارسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا‬
‫فأعبدون وقال تعال واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون‬
‫وقال تعال وما خلقت الن والنس إل ليعبدون وقال هرقل لب سفيان لا سأله عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ما يقول لكم قال يقول اعبدوا ال ول تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم‬
‫وقال النب صلى ال عليه وسلم لعاذ انك تأت قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم اليه‬
‫شهادة أن ل إله إل ال وف رواية ان يوحدوا ال وهذا التوحيد هو أول واجب على الكلف ل‬
‫النظر ول القصد ال النظر ول الشك ف ال كما هي أقوال لن ل يدر ما بعث ال به رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم من معان الكتاب والكمة فهو أول واجب وآخر واجب وأول ما يدخل‬
‫به السلم وآخر ما يرج به من الدنيا كما قال صلى ال عليه وسلم من كان آخر كلمه ل إله‬
‫إل ال دخل النة حديث صحيح وقال‬
‫‪ 22‬أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال متفق عليه وقد أفصح‬
‫القرآن عن هذا النوع كل الفصاح وأبدأ فيه وأعاد وضرب لذلك المثال بيث أن كل سورة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ف القرآن ففيها الدللة على هذا التوحيد ويسمى هذا النوع توحيد اللية لنه مبن على‬
‫إخلص التآله وهو أشد الحبة ل وحده وذلك يستلزم إخلص العبادة وتوحيد العبادة لذلك‬
‫وتوحيد الرادة لنه مبن على إرادة وجه ال بالعمال وتوحيد القصد لنه مبن على إخلص‬
‫القصد الستلزم لخلص العبادة ل وحده وتوحيد العمل لنه مبن على إخلص العمل ل‬
‫وحده قال ال تعال فاعبد ال ملصا له الدين وقال قل إن أمرت أن أعبد ال ملصا له الدين‬
‫وأمرت لن أكون أول السلمي قل ال اعبد ملصا له دين فاعبدوا ما شئتم من دونه ال قوله‬
‫ضرب ال مثل رجل فيه شركاء متشاكسون ورجل سلما لرجل هل يستويان مثل المد ل بل‬
‫أكثرهم ل يعلمون ال قوله قل أفرأيتم ما تدعون من دون ال إن أرادن ال بضر هل هن‬
‫كاشفات ضره أو أرادن برحة هل هن مسكات رحته الية إل قوله اتذوا من دون ال شفعاء‬
‫قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا الية ال قوله وأنيبوا ال ربكم‬
‫واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ث ل تنصرون إل قوله قل أفغي ال تأمرون أعبد أيها‬
‫الاهلون ولقد أوحي إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من‬
‫الاسرين بل ال فاعبد وكن من الشاكرين ال آخر السورة‬
‫‪ 23‬فكل هذه السور ف الدعاء إل هذا التوحيد والمر به والواب عن الشبهات والعارضات وذكر‬
‫ما أعد ال لهله من النعيم القيم وما أعد لن خالفه من العذاب الليم وكل سورة ف القرآن بل‬
‫كل آية ف القرآن فهي داعية إل هذا التوحيد شاهدة به متضمنة له لن القرآن إما خب عن ال‬
‫تعال وأسائه وصفاته وأفعاله وهو توحيد الربوبية وتوحيد الصفات فذاك مستلزم لذا متضمن له‬
‫وإما دعاء ال عبادته وحده ل شريك له وخلع ما يعبد من دونه أوامر بانواع من العبادات وني‬
‫عن الخالفات فهذا هو توحيد اللية والعبادة وهو مستلزم للنوعي الولي متضمن لما ايضا‬
‫واما خب عن إكرامه لهل توحيده وطاعته وما فعل بم ف الدنيا وما يكرههم به ف الخرة فهو‬
‫جزاء توحيده وإما خب عن أهل الشرك وما فعل بم ف الدنيا من النكال وما يل بم ف العقب‬
‫من الوبال فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد وهذا التوحيد هو حقيقة دين السلم الذي ل‬
‫يقبل ال من أحد سواه كما قال النب صلى ال عليه وسلم بن السلم على خس شهادة أن ل‬
‫إله إل ال وأن ممدا رسول ال وإقام الصلة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت رواه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫البخاري ومسلم فأخب أن دين السلم مبن على هذه الركان المسة وهي العمال فدل على‬
‫أن السلم هو عبادة ال وحده ل شريك له بفعل الأمور وترك الحظور والخلص ف ذلك ل‬
‫وقد تضمن ذلك جيع أنواع العبادة فيجب إخلصها ل تعال فمن أشرك بي ال تعال وبي‬
‫غيه ف شيء فليس بسلم‬
‫‪ 24‬فمنها الحبة فمن أشرك بي ال تعال وبي غيه ف الحبة الت ل تصلح إل ل فهو مشرك كما‬
‫قال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا يبونم كحب ال ال قوله تعال وما هم‬
‫بارجي من النار ومنها التوكل فل يتوكل على غي ال فيما ل يقدر عليه إل ال قال ال تعال‬
‫وعلى ال فتوكلوا إن كنتم مؤمني وعلى ال فليتوكل الؤمنون والتوكل على غي ال فيما يقدر‬
‫عليه شرك أصغر ومنا الوف فل ياف خوف السر إل من ال ومعن خوف السر هو أن ياف‬
‫العبد من غي ال تعال ان يصيبه مكروه بشيئته و قدرته وإن ل يباشره فهذا شرك أكب لنه‬
‫اعتقاد للنفع والضر ف غي ال قال ال تعال فأياي فارهبون وقال تعال فل تشوا الناس‬
‫واخشون وقال تعال وإن يسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله‬
‫يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ومنها الرجاء فيما ل يقدر عليه إل ال كمن‬
‫يدعو الموات أو غيهم راجيا حصول مطلوبه من جهتهم فهذا شرك أكب قال ال تعال ان‬
‫الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف سبيل ال أولئك يرجون رحة ال وقال علي رضي ال عنه ل‬
‫يرجون عبد إل ربه ومنها الصلة والركوع والسجود قال ال تعال فصل لربك وانر‬
‫‪ 25‬وقال تعال يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم الية ومنها الدعاء فيما ل يقدر‬
‫عليه إل ال سواء كان طلبا للشفاعة أو غيها من الطالب قال ال تعال والذين تدعون من دونه‬
‫ما يلكون من قطمي إن تدعوهم ل يسمعوا دعاءكم ولو سعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة‬
‫يكفرون بشرككم وقال تعال وقال ربكم ادعون استجب لكم ان الذين يستكبون عن عبادت‬
‫سيدخلون جهنم داخرين وقال تعال ول تدع من دون ال مال ينفعك ول يضرك فإن فعلت‬
‫فإنك إذا من الظالي وقال تعال ام اتذوا من دون ال شفعاء قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا‬
‫ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا الية ومنها الذبح قال ال تعال قل ان صلت ونسكي ومياي‬
‫ومات ل رب العالي ل شريك له الية والنسك الذبح ومنها النذر قال ال تعال وليوفوا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫نذورهم وقال تعال يوفون بالنذر ويافون يوما كان شره مستطيا ومنها الطواف فل يطاف إل‬
‫ببيت ال قال ال تعال وليطوفوا بالبيت العتيق ومنها التوبة فل يتاب إل ل قال ال تعال ومن‬
‫يغفر الذنوب ال ال‬
‫‪ 26‬وقال تعال وتوبوا ال ال جيعا ايها الؤمنون لعلكم تفلحون ومنها الستعاذة فيما ل يقدر عليه‬
‫إل ال قال ال تعال قل اعوذ برب الفلق وقال تعال قل اعوذ برب الناس ومنها الستغاثة فيما‬
‫ل يقدر عليه إل ال قال ال تعال اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم فمن أشرك بي ال تعال‬
‫وبي ملوق فيما يتص بالالق تعال من هذه العبادات أو غيها فهو مشرك وإنا ذكرنا هذه‬
‫العبادات خاصة لن عباد القبور صرفوها للموات من دون ال تعال أو أشركوا بي ال تعال‬
‫وبينهم فيها وإل فكل نوع من انواع العبادة من صرفه لغي ال أو شرك بي ال تعال وبي غيه‬
‫فيه فهو مشرك قال ال تعال واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا وهذا الشرك ف العبادة هوالذي‬
‫كفر ال به الشركي وأباح به دماءهم وأموالم ونساءهم وإل فهم يعلمون أن ال هو الالق‬
‫الرازق الدبر ليس له شريك ف ملكه وانا كانوا يشركون به ف هذه العبادات ونوها وكانوا‬
‫يقولون ف تلبيتهم لبيك ل شريك لك إل شريكا هو لك تلكه وما ملك فأتاهم النب صلى ال‬
‫عليه وسلم بالتوحيد الذي هو معن ل إله إل ال الذي مضمونه أن ل يعبد إل ال ل ملك‬
‫مقرب ول نب مرسل فضل عن غيها فقالوا أجعل اللة الا واحدا إن هذا لشيء عجاب‬
‫‪ 27‬وكانوا يعلون من الرث والنعام نصيبا ل ولللة مثل ذلك فإذا صار شيء من الذي ل ال‬
‫الذي لللة تركوه لا وقالوا ال غن واذا صار شيء من الذي لللة ال الذي ل تعال ردوه‬
‫وقالوا ال غن واللة فقية فأنزل ال تعال وجعلوا ل ما ذرا من الرث والنعام نصيبا فقالوا‬
‫هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فل يصل إل ال وما كان ل فهو يصل إل‬
‫شركائهم ساء ما يكمون وهذا بعينه يفعله عباد القبور بل يزيدون على ذلك فيجعلون‬
‫للموات نصيبا من الولد إذا تبي هذا فاعلم أن الشرك ينقسم ثلثة أقسام بالنسبة ال أنواع‬
‫التوحيد وكل منها قد يكون أكب وأصغر مطلقا وقد يكون أكب بالنسبة ال ما هو أصغر منه‬
‫ويكون أصغر بالنسبة إل ما هو أكب منه القسم الول الشرك ف الربوبية وهو نوعان أحدها‬
‫شرك التعطيل وهو أقبح أنواع الشرك كشرك فرعون إذ قال وما رب العالي ومن هذا شرك‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الفلسفة القائلي بقدم العال وأبديته وأنه ل يكن معدوما أصل بل ل يزل ول يزال والوادث‬
‫بأسرها مستندة عندهم إل اسباب ووسائط اقتضت إيادها يسمونا العقول والنفوس ومن هذا‬
‫شرك طائفة أهل وحدة الوجود كابن عرب وابن سبعي والعفيف التلمسان وابن الفارض‬
‫ونوهم من اللحدة الذين كسوا اللاد حلية السلم ومزجوه بشيء من الق حت راج‬
‫أمرهم على خفافيش البصائر ومن هذا شرك من عطل أساء الرب وأوصافه من غلة الهمية‬
‫والقرامطة‬
‫‪ 28‬النوع الثان شرك من جعل معه إلا آخر ول يعطل أساءه وصفاته وربوبيته كشرك النصارى‬
‫الذين جعلوه ثالث ثلثة وشرك الجوس القائلي باسناد حوادث الي ال النور و حوادث الشر‬
‫إل الظلمة ومن هذا شرك كثي من يشرك بالكواكب العلويات ويعلها مدبرة لمر هذا العال‬
‫كما هو مذهب مشركي الصابئة وغيهم قلت ويلتحق به من و جه شرك غلة عباد القبور‬
‫الذين يزعمون أن أرواح الولياء تتصرف بعد الوت فيقضون الاجات ويفرجون الكربات‬
‫وينصرون من دعاهم ويفظون من التجأ اليهم ولذ بماهم فإن هذه من خصائص الربوبية كما‬
‫ذكره بعضهم ف هذا النوع القسم الثان الشرك ف توحيد الساء والصفات وهو أسهل ما قبله‬
‫وهو نوعان أحدها تشبيه الالق بالخلوق كمن يقول يد كيدي وسع كسمعي وبصر كبصري‬
‫واستواء كاستوائي وهو شرك الشبهة الثان اشتقاق أساء لللة الباطلة من أساء الله الق قال‬
‫ال تعال ول الساء السن فادعوه با وذروا الذين يلحدون ف أسائه سيجزون ما كانوا‬
‫يعملون قال ابن عباس يلحدون ف أسائه يشركون وعنه سوا اللت من الله والعزى من العزيز‬
‫القسم الثالث الشرك ف توحيد اللية والعبادة قال القرطب أصل الشرك الحرم اعتقاد شريك ل‬
‫تعال ف اللية وهو الشرك العظم وهو شرك الاهلية ويليه ف الرتبة اعتقاد شريك ل تعال ف‬
‫الفعل وهو قول‬
‫‪ 29‬من قال إن موجودا ما غي ال تعال يستقل بإحداث فعل وإياد وإن ل يعتقد كونه الا هذا‬
‫كلم القرطب وهو نوعان احدها أن يعل ل ندا يدعوه كما يدعو ال ويسأله الشفاعة كما‬
‫يسأل ال ويرجوه كما يرجو ال ويبه كما يب ال ويشاه كما يشى ال وبالملة فهو أن‬
‫يعل ل ندا يعبده كما يعبد ال وهذا هو الشرك الكب وهو الذي قال ال فيه واعبدوا ال ول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تشركوا به شيئا وقال ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت وقال تعال‬
‫ويعبدون من دون ال مال يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال قل أتنبئون ال‬
‫با ل يعلم ف السموات ول ف الرض سبحانه وتعال عما يشركون وقال تعال ال الذي خلق‬
‫السموات والرض ف ستة أيام ث استوى على العرض ما لكم من دونه من ول ول شفيع أفل‬
‫تذكرون واليات ف النهي عن هذا الشرك وبيان بطلنه كثية جدا الثان الشرك الصغر كيسي‬
‫الرياء والتصنع للمخلوق وعدم الخلص ل تعال ف العبادة بل يعمل لظ نفسه تارة ولطلب‬
‫الدنيا تارة ولطلب النلة والاه عند اللق تارة فلله من عمله نصيب ولغيه منه نصيب ويتبع‬
‫هذا النوع الشرك بال ف اللفاظ كاللف بغي ال وقول ما شاء ال وشئت ومال إل ال وأنت‬
‫وأنا ف حسب ال وحسبك ونوه وقد يكون ذلك شركا أكب بسب حال قائله ومقصده هذا‬
‫حاصل كلم ابن القيم وغيه‬
‫‪ 30‬وقد استوف الصنف رحه ال بيان جنس العبادة الت يب إخلصها ل بالتنبيه على بعض‬
‫أنواعها وبيان ما يضادها من الشرك بال تعال ف العبادات والرادات واللفاظ كما سيمر بك‬
‫ان شاء ال تعال مفصل ف هذا الكتاب فال تعال يرحه ويرضى عنه فان قلت هل أتى الصنف‬
‫رحه ال بطبه تنبء عن مقصده كما صنع غيه قيل كأنه وال أعلم اكتفى بدللة الترجة‬
‫الول على مقصوده فانه صدره بقوله كتاب التوحيد وباليات الت ذكرها وما يتبعها ما يدل‬
‫على مقصوده فكأنه قال قصدت جع أنواع توحيد اللية الت وقع أكثر الناس ف الشراك فيها‬
‫وهم ل يشعرون وبيان شيء ما يضاد ذلك من أنواع الشرك فاكتفى بالتلويح عن التصريح‬
‫واللف واللم ف التوحيد للعهد الذهن قوله وقول ال تعال وما خلقت الن والنس إل‬
‫ليعبدون يوز ف قول ال الرفع والر وهكذا حكم ما ير بك من هذا الباب قال شيخ السلم‬
‫العبادة هي طاعة ال بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل وقال أيضا العبادة اسم جامع لكل ما‬
‫يبه ال ويرضاه من القوال والعمال الباطنة والظاهرة قال ابن القيم ومدارها على خس عشرة‬
‫قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية وبيان ذلك أن العبادة منقسمة على القلب واللسان‬
‫والوارح والحكام الت للعبودية خسة واجب ومستحب وحرام ومكروه ومباح وهن لكل‬
‫واحد من القلب واللسان والوارح وقال القرطب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 31‬أصل العبادة التذلل والضوع وسيت وظائف الشرع على الكلفي عبادات لنم يلتزمونا‬
‫ويفعلونا خاضعي متذللي ل تعال وقال ابن كثي العبادة ف اللغة من الذلة يقال طريق معبد‬
‫وغي معبد أي مذلل وف الشرع عبارة عما يمع كمال الحبة والضوع والوف وهكذا ذكر‬
‫غيهم من العلماء ومعن الية أن ال تعال أخب أنه ما خلق النس والن إل لعبادته فهذا هو‬
‫الكمة ف خلقهم ول يرد منهم ما تريده السادة من عبيدها من العانة لم بالرزق والطعام بل‬
‫هو الرازق ذو القوة التي الذي يطعم ول يطعم كما قال تعال قل أغي ال أتذ وليا فاطر‬
‫السموات والرض وهو يطعم ول يطعم الية وعبادته هي طاعته بفعل الأمور وترك الحظور‬
‫وذلك هو حقيقة دين السلم لن معن السلم هو الستسلم ل التضمن غاية النقياد ف غاية‬
‫الذل والضوع قال علي بن أب طالب رضي ال عنه ف الية إل لمرهم أن يعبدون وأدعوهم‬
‫ال عبادت وقال ماهد إل لمرهم وأناهم واختاره الزجاج وشيخ السلم قال ويدل على هذا‬
‫قوله أيسب النسان أن يترك سدى قال الشافعي ل يؤمر ول ينهى وقوله قل ما يعبأ بكم رب‬
‫لول دعاؤكم أي لول عبادتكم اياه وقد قال ف القرآن ف غي موضع اعبدوا ربكم اتقوا ربكم‬
‫فقد أمرهم با خلقوا له وأرسل الرسل ال الن والنس بذلك وهذا العن هو الذي قصد بالية‬
‫قطعا وهو الذي يفهمه جاهي السلمي ويتجون بالية‬
‫‪ 32‬عليه ويقرون أن ال إنا خلقهم ليعبدوه العبادة الشرعية وهي طاعته وطاعة رسله ل ليضيعوا‬
‫حقه الذي خلقهم له قال وهذه الية تشبه قوله تعال ولتكملوا العدة ولتكبوا ال على ما‬
‫هداكم وقوله وما أرسلنا من رسول إل ليطاع باذن ال ث قد يطاع وقد يعصى وكذلك‬
‫ماخلقهم إل للعبادة ث قد يعبدون وقد ل يعبدون وهو سبحانه ل يقل إنه فعل الول وهو‬
‫خلقهم ليفعل بم كلهم الثان وهو عبادته ولكن ذكر الول ليفعلوا هم الثان فيكونوا هم‬
‫الفاعلي له فيحصل لم بفعله سعادتم ويصل ما يبه ويرضاه منهم ولم انتهى والية دالة على‬
‫وجوب اختصاص الالق تعال بالعبادة لنه سبحانه هو ابتدأك بلقك والنعام عليك بقدرته‬
‫ومشيئته ورحته من غي سبب منك أصل وما فعله بك ل يقدر عليه غيه ث إذا احتجت إليه ف‬
‫جلب رزق أو دفع ضر فهو الذي يأت بالرزق ل يأت به غيه وهوالذي يدفع الضر ل يدفعه‬
‫غيه كما قال تعال أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحن إن الكافرون إل ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫غرور أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لوا ف عتو ونفور وهو سبحانه ينعم عليك‬
‫ويسن اليك بنفسه فإن ذلك موجب ما تسمى به ووصف به نفسه اذ هو الرحن الرحيم‬
‫الودود الجيد وهو قادر بنفسه وقدرته من لوازم ذاته وكذلك رحته وعلمه وحكمته ل يتاج‬
‫إل خلقه بوجه من الوجوه بل هو الغن عن العالي فمن شكر فإنا يشكر لنفسه‬
‫‪ 33‬ومن كفر فإن رب غن كري فالرب سبحانه غن بنفسه وما يستحقه من صفات الكمال ثابت‬
‫له بنفسه واجب له من لوازم ذاته ل يفتقر ف شيء من ذلك إل غيه ففعله وإحسانه وجوده‬
‫من كماله ل يفعل شيئا لاجة إل غيه بوجه من الوجوه بل كل ما يريد فعله فإنه فعال لا يريد‬
‫وهو سبحانه بالغ أمره فكل ما يطلبه فهو يبلغه ويناله ويصل إليه وحده ول يعينه أحد ول يعوقه‬
‫أحد ل يتاج ف شيء من اموره ال معي وما له من الخلوقي من ظهي وليس له ول من الذل‬
‫قاله شيخ السلم قال وقوله ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت قالوا‬
‫الطاغوت مشتق من الطغيان وهو ماوزة الد وقد فسره السلف ببعض أفراده قال عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه الطاغوت الشيطان وقال جابر رضي ال عنه الطواغيت كهان كانت‬
‫تنل عليهم الشياطي رواها ابن أب حات وقال ماهد الطاغوت الشيطان ف صورة النسان‬
‫يتحاكمون اليه وهو صاحب أمرهم وقال مالك الطاغوت كل ما عبد من دون ال قلت وهو‬
‫صحيح لكن ل بد فيه من استثناء من ل يرضى بعبادته وقال ابن القيم الطاغوت ما تاوز به‬
‫العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إل غي ال ورسوله‬
‫أو يعبدونه من دون ال أو يتبعونه على غي بصية من ال أو يطيعونه فيما ل يعلمون أنه طاعة‬
‫ال فهذه طواغيت العال اذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم من أعرض عن‬
‫عبادة ال ال عبادة الطاغوت وعن طاعته أو متابعة رسوله صلى ال عليه وسلم إل طاعة‬
‫الطاغوت ومتابعته‬
‫‪ 34‬وأما معن اليه فأخب تعال أنه بعث ف كل أمة أي ف كل طائفة وقرن من الناس رسول بذه‬
‫الكلمة أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت أي اعبدوا ال وحده واتركوا عبادة ما سواه فلهذا‬
‫خلقت الليقة وأرسلت الرسل وأنزلت الكتب كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول‬
‫إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون وقال تعال قل إنا أمرت أن أعبد ال ول أشرك به اليه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أدعو وإليه مآب وهذه الية هي معن ل إله إل ال فإنا تضمنت النفي والثبات كما تضمنته ل‬
‫ل إله إل ال ففي قوله اعبدوا ال الثبات وف قوله اجتنبوا الطاغوت النفي فدلت الية على أنه‬
‫ل بد ف السلم من النفي والثبات فيثبت العبادة ل وحده وينفي عبادة ما سواه وهو التوحيد‬
‫الذي تضمنته سورة قل يا أيها الكافرون وهو معن قوله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد‬
‫استمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لا وال سيع عليم قال ابن القيم وطريقة القرآن ف مثل هذا‬
‫أن يقرن النفي بالثبات فينفي عبادة ما سوى ال وثبت عبادته وهذا هو حقيقة التوحيد والنفي‬
‫الحض ليس بتوحيد وكذلك الثبات بدون النفي فل يكون التوحيد إل متضمنا للنفي والثبات‬
‫وهذا حقيقة ل إله إل ال انتهى ويدخل ف الكفر بالطاغوت بغضه وكراهته وعدم الرضى‬
‫بعبادته بوجه من الوجوه ودلت الية على أن الكمة ف إرسال الرسل هو عبادة ال وحده‬
‫وترك عبادة ما سواه وان أصل دين النبياء واحد وهو الخلص ف العبادة ل وان اختلفت‬
‫شرائعهم كما قال تعال لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وانه لبد ف اليان من العمل ردا‬
‫على الرجئة‬
‫‪ 35‬قال قوله وقضى ربك أل تعبدوا إل أياه وبالوالدين إحسانا هكذا ثبت ف بعض الصول ل‬
‫يذكر الية بكمالا قال ماهد وقضى يعن وصى وكذلك قرأ أب بن كعب وابن مسعود وابن‬
‫عباس وغيهم وروى ابن جرير عن ابن عباس ف قوله وقضى ربك يعن أمر وقوله أل تعبدوا إل‬
‫إياه أن هي الصدرية وهي ف مل جر بالباء والعن أن تعبدوه ول تعبدوا غيه من ل يلك ضرا‬
‫ول نفعا بل هو إما فقي متاج إل رحة ربه يرجوها كما ترجونا وأما جاد ل يستجيب لن‬
‫دعاه وقوله وبالوالدين إحسانا أي وقضى أن تسنوا بالوالدين إحسانا كما قضى بعبادته وحده‬
‫ل شريك له وعطف حقهما على حق ال تعال دليل على تأكد حقهما وأنه أوجب القوق بعد‬
‫حق ال وهذا كثي ف القرآن يقرن بي حقه عز وجل وبي حق الوالدين كقوله ان اشكر ل‬
‫ولوالديك إل الصي وقال وإذ أخذنا ميثاق بن إسرائيل ل تعبدون إل ال وبالوالدين إحسانا ول‬
‫يص تعال نوعا من أنواع الحسان ليعم أنواع الحسان وقد تواترت النصوص عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم بالمر بب الوالدين والث على ذلك وتري عقوقهما كما ف القرآن ففي صحيح‬
‫البخاري عن ابن مسعود قال سألت النب صلى ال عليه وسلم أي العمال أحب إل ال قال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الصلة على وقتها قلت ث أي قال بر الوالدين قلت ث أي قال الهاد ف سبيل ال حدثن بن‬
‫ولو استزدته لزادن وعن أب بكرة قال قال رسول ال صلىال عليه وسلم أل أنبئكم بأكب‬
‫الكبائر قلنا بلى يا رسول ال قال الشراك بال وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال أل‬
‫وقول الزور أل و شهادة الزور فما زال يكررها‬
‫‪ 36‬حت قلنا ليته سكت رواه البخاري ومسلم وعن أب هريرة قال قال رجل يا رسول ال من أحق‬
‫الناس بسن صحابت قال أمك قال ث من قال أمك قال ث من قال أمك قال ث من قال أبوك‬
‫أخرجاه وعن عبدال بن عمرو قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم رضى الرب ف رضى‬
‫الوالدين وسخطه ف سخط الوالدين رواه الترمذي وصححه ابن حبان والاكم وعن أب أسيد‬
‫الساعدي قال بينا نن جلوس عند النب صلى ال عليه وسلم اذ جاء رجل من بن سلمة فقال يا‬
‫رسول ال هل بقي من بر أبوي شيء أبرها به بعد موتما فقال نعم الصلة عليهما والستغفار‬
‫لما وإنفاذ عهدها من بعدها وصلة الرحم الت ل توصل إل بما وإكرام صديقهما رواه ابو‬
‫داود وابن ماجه وابن حبان ف صحيحه والحاديث ف هذا كثية قد أفردها العلماء بالتصنيف‬
‫وذكر البخاري منها شطرا صالا ف كتاب الدب الفرد قال وقوله قل تعالوا أتل ما حرم ربكم‬
‫عليكم أل تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا اليات قال ابن كثي يقول ال تعال النبيه ورسوله‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم قل يا ممد لؤلء الشركي الذين عبدوا غي ال وحرموا ما رزقهم‬
‫ال وقتلوا أولدهم وكل ذلك فعلوه بآرائهم الفاسدة وتسويل الشيطان لم تعالوا اي هلموا‬
‫وأقبلوا أتل ما حرم ربكم عليكم أي أقصص عليكم وأخبكم با حرم ربكم عليكم حقا ل‬
‫ترصا ول ظنا بل وحي منه وأمر من عنده ال تشركوا به شيئا قال وكأن ف الكلم مذوفا دل‬
‫عليه السياق وتقديره وصاكم ان ل تشركوا به شيئا ولذا قال ف آخر الية ذلكم وصاكم به‬
‫قلت ابتدأ تعال هذه‬
‫‪ 37‬اليات الحكمات بتحري الشرك والنهي عنه فحرم علينا أن نشرك به شيئا فشمل ذلك كل‬
‫مشرك به وكل مشرك فيه من أنواع العبادة فإن شيئا النكرات فيعم جيع الشياء وما أباح تعال‬
‫لعباده ان يشركوا به شيئا فإن ذلك أظلم الظلم وأقبح القبيح ولفظ الشرك يدل على ان‬
‫الشركي كانوا يعبدون ال ولكن يشركون به غيه من الوثان والصالي والصنام فكانت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الدعوة واقعة على ترك عبادة ما سوى ال وإفراد ال بالعبادة وكانت ل إله إل ال متضمنة لذا‬
‫العن فدعاهم النب صلى ال عليه وسلم ال القرار با نطقا وعمل واعتقادا ولذا إذا سئلوا عما‬
‫يقول لم قالوا يقول اعبدوا ال ول تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم كما قاله ابو‬
‫سفيان وقوله وبالوالدين إحسانا قال القرطب الحسان ال الوالدين برها وحفظهما وصيانتهما‬
‫وامتثال أمرها وإزالة الرق عنهما وترك السلطنة عليهما و إحسانا نصب على الصدرية وناصبة‬
‫فعل مضمر من لفظه تقديره وأحسنوا بالوالدين إحسانا وقوله ول تقتلوا أولدكم من إملق‬
‫نن نرزقكم وإياهم الملق الفقر أي ل تئدوا بناتكم خشية العيلة والفقر فإن رازقكم و اياهم‬
‫وكان منهم من يفعل ذلك بالناث والذكور خشية الفقر ذكره القرطب وف الصحيحي عن ابن‬
‫سعود قال قلت يا رسول ال أي الذنب اعظم عند ال قال إن تعل ل ندا وهو خلقك قلت ث‬
‫أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ث أي قال ان تزان حليلة جارك ث تل رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم والذين ل يدعون مع ال إلا آخر ول يقتلون النفس الت حرم ال إل‬
‫بالق ول يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ول تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال ابن‬
‫عطية ني عام عن جيع أنواع الفواحش وهي العاصي وظهر وبطن حالتان تستوفيان أقسام ما‬
‫جعلت له من الشياء وف‬
‫‪ 38‬التفسي النسوب إل أب علي الطبي من النفية وهو تفسي عظيم و ل تقربوا الفواحش أي‬
‫القبائح وعن ابن عباس والضحاك والسدي أن من الكفار من كان ل يرى بالزنا بأسا إذا كان‬
‫سرا وقيل الظاهر ما بينك وبي اللق والباطن ما بينك وبي ال انتهى وف الصحيحي عن ابن‬
‫مسعود مرفوعا ل أحد أعي من ال من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ول‬
‫تقتلوا النفس الت حرم ال إل بالق قال ابن كثي هذا ما نص تعال على النهي عنه تأكيدا وإل‬
‫فهو داخل ف النهي عن الفواحش وف الصحيحي عن ابن مسعود مرفوعا ل يل دم امرىء‬
‫مسلم يشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال إل باحدي ثلث الثيب الزان والنفس بالنفس‬
‫والتارك لدينه الفارق للجماعة وعن ابن عمر مرفوعا من قتل معاهدا ل يرح رائحة النة وإن‬
‫ريها ليوجد من مسية أربعي عاما رواه البخاري ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون قال ابن‬
‫عطية ذلكم إشارة ال هذه الحرمات والوصية المر الؤكد القرر وقوله لعلكم تعقلون ترج‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بالضافة الينا أي من سع هذه الوصية يرجى وقوع أثر العقل بعدها قلت هذا غي صحيح‬
‫والصواب أن لعل هنا للتعليل أي ان ال وصانا بذه الوصايا لنعقلها عنه ونعمل با كما قال وما‬
‫أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكوة وف تفسي الطبي‬
‫النفي ذكر أول تعقلون ث تذكرون ث تتقون لنم اذا‬
‫‪ 39‬عقلوا تذكروا فإذا فإذا تذكروا تذكروا خافوا واتقوا الهالك ول تقربوا مال اليتيم ال بالت هي‬
‫أحسن حت يبلغ أشده قال ابن عطية هذا ني عن القرب الذي يعم وجوه التصرف وفيه سد‬
‫الذريعة ث استثن ما يسن وهو التشمي والسعي ف نائه قال ماهد الت هي أحسن التجارة فيه‬
‫فمن كان من الناظرين له مال يعيش به فالحسن إذا ثر مال اليتيم أن ل يأخذ منه نفقة ول‬
‫أجرة ول غيها ومن كان من الناظرين ل مال له ول يتفق له نظر إل بأن ينفق على نفسه من‬
‫ربح نظره وإل دعت الضرورة إل ترك مال اليتيم دون نظر فالحسن أن ينظر ويأكل بالعروف‬
‫قاله ابن زيد وقوله حت يبلغ أشده قال مالك وغيه هو الرشد وزوال السفه مع البلوغ قال ابن‬
‫عطية وهو أصح القوال وأليقها بذا الوضع قلت وقد روي نوه عن زيد ابن أسلم والشعب‬
‫وربيعة وغيهم ويدل عليه قوله تعال وابتلوا اليتامى حت اذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا‬
‫فادفعوا اليهم أموالم فاشترط تعال للدفع اليهم ثلثة شروط الول ابتلؤهم وهو اختبارهم‬
‫وامتحانم با يظهر به معرفتهم لصال أنفسهم وتدبي أموالم والثان البلوغ والثالث الرشد‬
‫وأوفوا الكيل واليزان بالقسط قال ابن كثي يأمر تعال بإقامة العدل ف الخذ والعطاء كما‬
‫توعد عليه ف قوله ويل للمطففي الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم أوزنوهم‬
‫يسرون إل قوله يوم يقوم الناس لرب العالي وقد‬
‫‪ 40‬أهلك ال أمة من المم كانوا يبخسون الكيال واليزان وقال غيه القسط العدل وقد روى‬
‫الترمذي وغيه باسناد ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحاب‬
‫الكيل واليزان انكم وليتم أمرا هلكت فيه المم السالفة قبلكم وروي عن ابن عباس موقوفا‬
‫باسناد صحيح لنكلف نفسا إل وسعها قال ابن كثي أي من اجتهد ف أداء الق وأخذه فان‬
‫اخطأ بعد استفراغ وسعه وبذل جهده فل حرج عليه وقد روى ابن مردويه عن سعيد السيب‬
‫مرفوعا اوفوا الكيل واليزان بالقسط ل يكلف نفسا إل وسعها قال من أوف على يده ف الكيل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫واليزان وال يعلم صحة نيته بالوفاء فيهما ما ل يؤاخذ وذلك تأويل وسعها قال هذا مرسل‬
‫غريب قلت وفيه رد على القائلي بواز تكليف ما ل يطاق وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قرب‬
‫هذا أمر بالعدل ف القول والفعل على القريب والبعيد قال النفي العدل ف القول ف حق الول‬
‫والعد ل يتغي بالرضى والغضب بل يكون على الق والصدق وإن كان ذا قرب فل ييل ال‬
‫البيب ول ال القريب ول يرمنكم شنآن قوم على أل تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى وبعهد‬
‫ال أوفوا قال ابن جرير يقول وبوصية ال الت وصاكم با فأوفوا وانقادوا لذلك بأن تطيعوه فيما‬
‫أمر به وناكم عنه وتعملوا بكتابه وسنة رسوله وذلك هو الوفاء بعهد ال وكذا قال غيه قلت‬
‫وهو حسن ولكن الظاهر أن الية فيما هو خص كالبيعة والذمة‬
‫‪ 41‬والمان والنذر ونو ذلك وهذه الية كقوله وأوفوا بعهد ال إذا عاهدت فهذا هوالقصود بالية‬
‫وان كانت شاملة لا قالوا بطريق العموم ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون يقول تعال هذا‬
‫وصاكم وأمركم به وأكد عليكم فيه لعلكم تذكرون أي تتعظون وتنتهون عما كنتم فيه وإن‬
‫هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ش قال القرطب هذه آية‬
‫عظيمة عطفها ال على ما تقدم فانه لا نى وأمر حذر عن اتباع غي سبيله وأمر فيا باتباع‬
‫طريقه على ما بينته الحاديث الصحيحة وأقاويل السلف وأن ف موضع نصب أي واتلوا أن هذا‬
‫صراطي عن الفراء والكسائي قال الفراء ويوز أن يكون خفضا أي وصاكم به وبأن هذا‬
‫صراطي قال والصراط الطريق الذي هو دين السلم مستقيما نصب على الال ومعناه مستويا‬
‫قويا ل اعوجاج فيه فأمر باتباع طريقه الذي طرقه على لسان ممد صلى ال عليه وسلم وشرعه‬
‫ونايته النة وتشعبت منه طرق فمن سلك الادة نا ومن خرج ال تلك الطرق أفضت به ال‬
‫النار قال ال تعال ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله أي تيل انتهى وروى أحد والنسائي‬
‫والدارمي وابن أب حات والاكم وصححه عن ابن مسعود قال خط رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم خطا بيده ث قال هذا سبيل ال مستقيما ث خط خطوطا عن يي ذلك الط وعن شاله ث‬
‫قال وهذه السبل ليس منها سبيل ال عليه شيطان يدعو اليه ث قرأ وأن هذا صراطي مستقيما‬
‫فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‬
‫‪ 42‬وعن النواس بن سعاس مرفوعا قال ضرب ال مثل صراطا مستقيما وعلى جنبت الصراط‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى البواب ستور مرخاة وعلى الصراط داع يقول يا أيها الناس‬
‫ادخلوا الصراط جيعا ول تعوجوا وداع يدعو من جوف الصراط فاذا أراد النسان أن يفتح‬
‫شيئا من تلك البواب قال ل تفتحه فانك إن تفتحه تلجه فالصراط السلم والسوران حدود‬
‫ال والبواب الفتحة مارم ال وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب ال والداعي من فوق‬
‫الصراط واعظ ال ف قلب كل مسلم رواه احد والترمذي والنسائي وابن جرير ابن اب حات‬
‫وعن ماهد ف قوله ول تتبعوا السبل قال البدع والشبهات رواه ابن جرير وابن أب حات وهذه‬
‫السبل تعم اليهودية والنصرانية والجوسية وعباد القبور وسائر أهل اللل والوثان والبدع‬
‫والضللت من أهل الشذوذ والهواء والتعمق ف الدل والوض ف الكلم فاتباع هذه من‬
‫اتباع السبل الت تذهب بالنسان عن الصراط الستقيم ال موافقة أصحاب الحيم كما قال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وف رواية كل عمل ليس‬
‫عليه أمرنا فهو رد حديث صحيح قال ابن مسعود تعلموا العلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب‬
‫أهله ال وإياكم والتنطع والتعمق والبدع وعليكم بالعتيق رواه الدارمي قلت العتيق هو القدي‬
‫يعن ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه من الدى دون ما حدث بعدهم‬
‫فالرب الرب و النجاء النجاء والتمسك‬
‫‪ 43‬بالطريق الستقيم والسنن القوي وهو الذي كان عليه السلف الصال وفيه التجر الرابح قاله‬
‫القرطب وقال سهل بن عبدال عليكم بالثر والسنة فان أخاف أنه سيأت عن قليل زمان إذا‬
‫ذكر إنسان النب صلىال عليه وسلم والقتداء به ف جيع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبؤا منه‬
‫وأذلوه وأهانوه قلت رحم ال سهل ما أصدق فراسته فلقد كان ذلك وأعظم وهو أن يكفر‬
‫النسان بتجريد التوحيد والتابعة والمر بإخلص العبادة ل وترك عبادة ما سواه والمر بطاعة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وتكيمه ف الدقيق والليل قال ابن القيم رحه ال تعال ولنذكر‬
‫ف الصراط الستقيم قول وجيزا فان الناس قد تنوعت عباراتم عنه وترجتهم عنه بسب صفاته‬
‫ومتعلقاته وحقيقته بشيء واحد وهو طريق ال الذي نصبه لعباده موصل لم اليه ول طريق اليه‬
‫سواه بل الطرق كلها مسدودة على اللق ال طريقه الذي نصبه على ألسن رسله وجعله‬
‫موصول لعباده اليه وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسوله بالطاعة فل يشرك به أحد ف عبوديته ول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يشرك برسوله أحد ف طاعته فيجرد التوحيد ويرد متابعة الرسول صلى ال عليه وسلم وهذا‬
‫معن قول بعض العارفي إن السعادة كلها والفلح كله مموع ف شيئي صدق مبة وحسن‬
‫معاملة وهذا كله مضمون شهادة أن ل اله ال ال وأن ممد رسول ال فأي شيء فسر به‬
‫الصراط الستقيم فهو داخل ف هذين الصلي ونكتة ذلك أن تبه بقلبك كله وترضيه بهدك‬
‫كله فل يكون ف قلبك موضع ال معمور ببه ول يكون لك إرادة إل متعلقة برضاته فالول‬
‫يصل بتحقيق شهادة أن ل اله ال ال والثان يصل بتحقيق شهادة أن ممدا رسول ال وهذا‬
‫هوالدى ودين الق وهو معرفة الق والعمل به وهو‬
‫‪ 44‬معرفة ما بعث ال به رسوله والقيام به فقل ماشئت من العبارات الت هذا اخيتها وقطب رحاها‬
‫قال وقوله واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا هكذا أثبت ف نسخة بط شيخنا ول يذكر الية‬
‫قال ابن كثي يأمر تعال عباده بعبادته وحده ل شريك له فإنه الالق الرازق النعم التفضل على‬
‫خلقه ف جيع الالت فهو الستحق منهم أن يوحدوه ول يشركوا به شيئا من ملوقاته قلت‬
‫هذا أول أمر ف القرآن وهو المر بعبادته وحده ل شريك له والنهي عن الشرك كما ف قوله يا‬
‫أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وتأمل كيف أمر تعال‬
‫بعبادته أي فعلها خالصة له ول يص بذلك نوعا من أنواع العبادة ل دعاء ول صلة ول غيها‬
‫ليعم جيع أنواع العبادة ونى عن الشرك به ول يص أيضا نوعا من أنواع العبادة بواز الشرك‬
‫فيه ف هذه الية واللوات قبلها دليل على أن العبادة هي التوحيد لن الصومة فيه وال فكان‬
‫الشركون يعبدون ال ويعبدون غيه فأسروا بالتوحيد وهو عبادة ال وحده وترك عبادة ما سواه‬
‫وفيهن دليل على أن التوحيد أول واجب على الكلف وهو الكفر بالطاغوت واليان بال‬
‫الستلزم لعبادته وحده ل شريك له وأن من عبد غي ال بنوع من أنواع العبادة فقد أشرك سواء‬
‫كان العبود ملكا أو نبيا أو صالا أو صنما قال ابن مسعود من أراد ان ينظر ال وصية ممد‬
‫صلىال عليه وسلم الت عليها خاته فليقرأ قال تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ال قوله وأن‬
‫هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الية‬
‫‪ 45‬ابن مسعود هو عبدال بن مسعود بن غافل بعجمة وفاء ابن حبيب الذل أبو عبدالرحن‬
‫صحاب جليل من السابقي الولي وأهل بدر وبيعة الرضوان ومن كبار العلماء من الصحابة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أمره عمر على الكوفة ومات سنة اثنتي وثلثي وهذا الثر رواه الترمذي وحسنه وابن النذر‬
‫وابن أب حات والطبان بنحوه وروى أبو عبيد وعبد بن حيد عن الربيع بن خيثم نوه قال‬
‫بعضهم ما معناه أي من أراد أن ينظر ال الوصية الت كأنا كتبت وختم عليها ث طويت فلم‬
‫تغي ول تبدل تشبيها لا بالكتاب الذي كتب ث ختم عليه فلم يزد فيه ول ينقص لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم كتبها وختم عليها وأوصى با فإن النب صلى ال عليه وسلم ل يوص ال بكتاب‬
‫ال كما قال فيما رواه مسلم وان تارك فيكم ما إن تسكتم به لن تضلوا كتاب ال قلت وقد‬
‫روى عبادة بن الصامت قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أيكم يبايعن على هؤلء‬
‫اليات الثلث ث تل قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم حت فرغ من ثلث آيات ث قال من‬
‫وف بن فأجره على ال ومن انتقص منهن شيئا فأدركه ال ف الدنيا كانت عقوبته ومن أخره‬
‫ال الخرة كان أمره ال ال ان شاء أخذه وان شاء عفا عنه رواه ابن أب حات والاكم‬
‫وصححه فهذا يدل على ان النب صلى ال عليه وسلم يعتن بن ويبالغ ف الث على العمل بن‬
‫وعن معاذ بن جبل قال كنت رديف النب صلى ال عليه وسلم على حار فقال ل يا معاذ‬
‫أتدري ما حق ال على العباد وما حق العباد على ال فقلت ال ورسوله أعلم قال حق ال على‬
‫العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا وحق العباد على ال ان ل يعذب من ل يشرك به شيئا‬
‫فقلت يا رسول ال أفل أبشر الناس قال لتبشرهم فيتكلوا اخرجاه ف الصحيحي‬
‫‪ 46‬هذا الديث ف الصحيحي وبعض رواياته نو ما ذكر الصنف ومعاذ هو معاذ بن جبل بن‬
‫عمرو بن أوس النصاري الزرجي أبو عبدالرحن صحاب مشهور من أعيان الصحابة شهد‬
‫بدرا وما بعدها وكان اليه النتهى ف العلم بالحكام والقرآن رضي ال عنه مات سنة ثان عشرة‬
‫بالشام قوله كنت رديف النب صلى ال عليه وسلم فيه جواز الرداف على الدابة وفضيلة لعاذ‬
‫من جهة ركوبه خلف النب صلىال عليه وسلم قوله على حار ف رواية اسه عفي بعي مهملة‬
‫مضمومة ث فاء مفتوحة قال ابن الصلح وهو المار الذي كان له صلى ال عليه وسلم قيل انه‬
‫مات ف حجة الوداع وفيه تواضعه صلىال عليه وسلم للرداف ولركوب المار خلف ما‬
‫عليه أهل الكب قوله أتدري ما حق ال على العباد الدراية هي العرفة وأخرج السؤال بصيغة‬
‫الستفهام ليكون أوقع ف النفس وأبلغ ف فهم التعلم فان النسان اذا سئل عن مسألة ل يعلمها‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ث أخب با بعد المتحان بالسؤال عنها فان ذلك وعى لفهمها وحفظها وهذا من حسن ارشاده‬
‫وتعليمه صلى ال عليه وسلم وحق ال على العباد هو ما يستحقه عليهم ويعله متحتما وحق‬
‫العباد على ال معناه أنه متحقق ل مالة لنه قد وعدهم ذلك جزاء لم على توحيده ووعده حق‬
‫إن ال ل يلف اليعاد وقال شيخ السلم كون الطيع يستحق الزاء هو استحقاق إنعام وفضل‬
‫ليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق الخلوق على الخلوق فمن الناس من يقول ل معن‬
‫للستحقاق إل أنه أخب بذلك ووعده صدق ولكن أكثر الناس يثبتون استحقاقا زائدا على هذا‬
‫كما دل عليه الكتاب والسنة قال تعال وكان حقا علينا نصر الؤمني ولكن أهل السنة يقولون‬
‫هو الذي كتب على نفسه الرحة وأوجب هذا الق على نفسه ل يوجبه عليه ملوق والعتزلة‬
‫‪ 47‬يدعون أنه واجب عليه بالقياس على اللق وأن العباد هم الذين أطاعوه بدون أن يعلهم مطيعي‬
‫له وأنم يستحقون الزاء بدون أن يكون هو الوجب وغلطوا ف ذلك وهذا الباب غلطت فيه‬
‫القدرية والبية تباع جهم والقدرية النافية قوله فقلت ال ورسوله أعلم فيه حسن أدب التعلم‬
‫وأنه ينبغي لن سئل عما ل يعلم أن يقول ذلك بلف أكثر التكلفي قوله ان يعبدوه ول‬
‫يشركوا به شيئا أي يوحدوه بالعبادة وحده ول يشركوا به شيئا وفائدة هذه الملة بيان أن‬
‫التجرد من الشرك لبد منه ف العبادة وال فل يكون العبد آتيا بعبادة ال بل مشرك وهذا هو‬
‫معن قول الصنف إن العبادة هي التوحيد لن الصومة فيه وفيه معرفة حق ال على العباد وهو‬
‫عبادته وحده ل شريك له فيا من حق سيده القبال عليه والتوجه بقلبه اليه لقد صانك وشرفك‬
‫عن إذلل قلبك ووجهك لغيه فما هذه الساءة القبيحة ف معاملته مع هذا التشريف والصيانة‬
‫فهو يعظمك ويدعوك ال القبال وأنت تأب ال مبارزته بقبائح الفعال ف بعض الثار اللية إن‬
‫والن والنس ف نبأ عظيم أخلق ويعبد غيي ورزق ويشكر سواي خيي ال العباد نازل‬
‫وشرهم ال صاعد أتبب اليهم بالنعم ويتبغضون ال بالعاصي وكيف يعبده حق عبادته من‬
‫صرف سؤاله ودعاءه وتذل واضطراره وخوفه ورجاءه وتوكله وإنابته وذبه ونذره لن ل يلك‬
‫لنفسه ضرا ول نفعا ول موتا ول حياة ول نشورا من ميت رميم ف التراب أو بناء مشيد من‬
‫القباب فضل ما هو شر من ذلك قوله وحق العباد على ال ان ل يعذب من ل يشرك به شيئا‬
‫قال اللخال تقديره أن ل يعذب من يعبده ول يشرك به شيئا والعبادة هي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 48‬التيان بالوامر والنتهاء عن الناهي لن مرد عدم الشتراك ل يقتضي نفي العذاب وقد علم‬
‫ذلك من القرآن والحاديث الواردة ف تديد الظالي والعصاة وقال الافظ اقتصر على نفي‬
‫الشراك لنه يستدعي التوحيد بالقتضاء ويستدعي إثبات الرسالة بالزوم إذ من كذب رسول‬
‫ال فقد كذب ال ومن كذب ال فهو مشرك وهو مثل قول القائل من توضا صحت صلته أي‬
‫مع سائر الشروط فالراد من مات حال كونه مؤمنا بميع ما يب اليان به قلت وسيأت تقرير‬
‫هذا ف الباب الذي بعده إن شاء ال تعال قوله أفل أبشر الناس فيه استحباب بشارة السلم با‬
‫يسره وفيه ما كان عليه الصحابة من الستبشار بثل هذا نبه عليه الصنف قوله قال ل تبشرهم‬
‫فيتكلوا وف رواية إن أخاف أن يتكلوا أي يعتمدوا على ذلك فيتركوا التنافس ف العمال‬
‫الصالة وف رواية فأخب با معاذ عند موته تأثا أي ترجا من الث قال الوزير أبو الظفر ل‬
‫يكن يكتمها إل عن جاهل يمله جهله على سوء الدب بترك الدمة ف الطاعة فأما الكياس‬
‫الذين إذا سعوا بثل هذا ازدادوا ف الطاعة ورأوا أن زيادة النعم تستدعي زيادة الطاعة فل وجه‬
‫لكتمانا عنهم وقال الافظ دل هذا على أن النهي للتبشي ليس على التحري وإل لا أخب به‬
‫أصل أو أنه ظهر له أن النع إنا هو من الخبار عموما فبادر قبل موته فأخب با خاصا من الناس‬
‫وف الباب من الفوائد غي ما تقدم التنبيه على عظمة حق الوالدين وتري‬
‫‪ 49‬عقوقهما والث على إخلص العبادة ل تعال وأنا ل تنفع مع الشرك بل ل تسمى عبادة شرعا‬
‫والتنبيه على عظمة اليات الحكمات ف سورة النعام ذكره الصنف وجواز كتمان العلم‬
‫للمصلحة ول سيما أحاديث الرجاء الت إذا سعها الهال ازدادوا من الثام كما قال بعضهم‬
‫فأكثر ما استطعت من الطايا اذا كان القدوم على كري وتصيص بعض الناس بالعلم دون‬
‫بعض وفضيلة معاذ ومنلته من العلم لكونه خص با ذكر واستئذان التعلم ف إشاعة ما خص به‬
‫من العلم والوف من التكال على سعة رحة ال وأن الصحابة ل يعرفون مثل هذا إل بتعليمه‬
‫صلى ال عليه وسلم ذكره الصنف قوله أخرجاه ف الصحيحي أي أخرجه البخاري ومسلم ف‬
‫صحيحيهما وإنا أضمرها للعلم بما والبخاري هو المام ممد بن إساعيل بن ابراهيم العفي‬
‫مولهم الافظ الكبي صاحب الصحيح والتاريخ والدب الفرد وغي ذلك من مصنفاته روى‬
‫عن المام أحد بن حنبل والميدي وابن الدين وطبقتهم وروى عنه مسلم والترمذي والنسائي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والفربري راوي الصحيح وغيهم ولد سنة أربع وتسعي ومائة ومات سنة ست وخسي‬
‫ومائتي ومسلم هو ابن الجاج بن مسلم أبو السي القشيي النيسابوري صاحب الصحيح‬
‫والعلل والوحدان وغي ذلك روى عن أحد بن حنبل ويي بن معي وأب خيثمة وابن أب شيبة‬
‫وطبقتهم‬
‫‪ 50‬روى عنه الترمذي وابراهيم بن ممد بن سفيان راوي الصحيح وغيهم ولد سنة اربع ومائتي‬
‫ومات سنة احدى وستي ومائتي بنيسابور رحه ال تعال باب فضل التوحيد وما يكفر من‬
‫الذنوب باب خب مبتدأ مذوف تقديره هذا باب بيان فضل التوحيد وبيان ما يكفر من الذنوب‬
‫وما يوز أن تكون موصولة أي وبيان ما يكفره من الذنوب ويوز أن تكون مصدرية أي وبيان‬
‫تكفيه الذنوب وهذا أرجح لن الول يوهم أن ث ذنوبا ل يكفرها التوحيد وليس براد ولا‬
‫ذكر معن التوحيد ناسب ذكر فضله وتكفيه للذنوب ترغيبا فيه وتذيرا من الضد وقول ال‬
‫تعال الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم أولئك لم المن وهم مهتدون قال بعض النفية ف‬
‫تفسيه هذا ابتداء قال ابن زيد وابن إسحاق هذا من ال على فصل القضاء بي ابراهيم وقومه‬
‫قال الزجاج سأل ابراهيم واجاب بنفسه وعن ابن مسعود قال لا نزلت هذه الية قالوا فأينا ل‬
‫يظلم قال عليه السلم إن الشرك لظلم عظيم وكذا عن أب بكر الصديق أنه فسره بالشرك‬
‫فيكون المن من تأبيد العذاب وعن عمر أنه فسره بالذنب فيكون المن من كل عذاب وقال‬
‫السن والكلب أولئك لم المن ف الخرة وهم مهتدون ف الدنيا انتهى وانا ذكرته لن فيه‬
‫شاهدا لكلم شيخ السلم الت ف الديث الذي ذكره حديث صحيح ف الصحيح والسند‬
‫وغيها وف لفظ لحد عن عبد ال قال لا نزلت الذين آمنوا‬
‫‪ 51‬ول يلبسوا إيانم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا يارسول‬
‫ال فأينال يظلم نفسه قال إنه ليس الذي تعنون أل تسمعوا ما قال العبد الصال يا بن ل تشرك‬
‫بال ان الشرك لظلم عظيم إنا هو الشرك قال شيخ السلم والذي شق عليهم ظنوا ان الظلم‬
‫الشروط هو ظلم العبد لنفسه وأنه ل أمن ول اهتداء ال لن ل يظلم نفسه فبي لم النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ما دلم على ان الشرك ظلم ف كتاب ال وحينئذ فل يصل المن والهتداء إل‬
‫لن ل يلبس ايانم بذا الظلم فمن ل يلبس ايانه به كان من اهل المن والهتداء كما كان من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أهل الصطفاء ف قوله ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظال لنفسه وهذا ل‬
‫ينفي أن يؤاخذ أحدهم بظلمه لنفسه بذنب إذا ل يتب كما قال فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره‬
‫ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقد سأل أبو بكر رضي ال عنه النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫ذلك فقال يا رسول ال وأينا ل يعمل سوءا فقال يا أبا بكر ألست تنصب ألست تزن أليس‬
‫تصيبك اللواء فذلك ما تزون به فبي أن الؤمن الذي اذا مات دخل النة قد يزى بسيئاته ف‬
‫الدنيا بالصائب الت تصيبه قال فمن سلم من أجناس الظلم الثلثة يعن الظلم الذي هو الشرك‬
‫وظلم العباد وظلمه لنفسه با دون الشرك كان له المن التام والهتداء التام ومن ل يسلم من‬
‫ظلم نفسه كان له المن والهتداء مطلقا بعن أنه ل بد أن يدخل النة كما وعد بذلك ف الية‬
‫الخرى وقد هداه ال ال الصراط الستقيم الذي تكون عاقبته فيه ال النة ويصل له من نقص‬
‫المن والهتداء بسب ما نقص من ايانه بظلمه لنفسه ليس مراد النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بقوله إنا هو الشرك أن من ل يشرك الشرك الكب‬
‫‪ 52‬يكون له المن التام والهتداء التام فإن أحاديثه الكثية مع نصوص القرآن تبي أن أهل الكبائر‬
‫معرضون للخوف ل يصل لم المن التام والهتداء التام الذي يكونون به مهتدين ال الصراط‬
‫الستقيم صراط الذين أنعم ال عليهم من غي عذاب يصل لم بل معهم أصل الهتداء ال هذا‬
‫الصراط ومعهم أصل نعمة ال عليهم ول بد لم من دخول النة وقوله إنا هو الشرك إن أراد به‬
‫الكب فمقصوده أن من ل يكن من أهله فهو آمن ما وعد به الشركون من عذاب الدنيا‬
‫والخرة وهو مهتد ال ذلك وان كان مراده جنس الشرك فيقال ظلم العبد نفسه كبخله لب‬
‫الال ببعض الواجب هو شرك أصغر وحبه ما يبغض ال حت يقدم هواه على مبة ال شرك‬
‫أصفر ونو ذلك فهذا فاته من المن والهتداء بسبه ولذا كان السلف يدخلون الذنوب ف‬
‫هذا الظلم بذا العتبار انتهى ملخصا وبه تظهر مطابقة الية للترجة فدلت على فضل التوحيد‬
‫وتكفيه للذنوب لن من أتى به تاما فله المن التام والهتداء التام ودخل النة بل عذاب ومن‬
‫أتى به ناقصا بالذنوب الت ل يتب منها فإن كانت صغائر كفرت باجتناب الكبائر لية النساء‬
‫والنجم وان كانت كبائر فهو ف حكم الشيئة إن شاء ال غفر له وان شاء عذبه ومآله ال النة‬
‫وال أعلم عن عبادة بن الصامت قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من شهد أن ل اله إل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال وحده ل شريك له وان ممدا عبده ورسوله وأن عيسى عبدال ورسوله وكلمته ألقاها ال‬
‫مري وروح منه والنة حق والنار حق أدخله ال النة على ما كان من العمل أخرجاه عبادة هو‬
‫بن الصامت بن قيس النصاري الزرجي أبو الوليد أحد النقباء بدري مشهور من جلة الصحابة‬
‫مات بالرملة سنة أربع وثلثي وله‬
‫‪ 53‬اثنتان وسبعون سنة وقيل عاش ال خلفة معاوية قوله من شهد أن ل اله ال ال أي من تكلم‬
‫بذه الكلمة عارفا لعناها عامل بقتضاها باطنا وظاهرا كما دل عليه قوله فاعلم أنه ل إله إل ال‬
‫وقوله إل من شهد بالق وهم يعلمون أما النطق با من غي معرفة لعناها ول عمل بقتضاها فان‬
‫ذلك غي نافع بالجاع وف الديث ما يدل على هذا وهو قوله من شهد اذ كيف يشهد وهو‬
‫ل يعلم ومرد النطق بشيء ل يسمي شهادة به قال بعضهم أداة الصر لقصر الصفة على‬
‫الوصوف قصر افراد لن معناه اللوهية منحصرة ف ال الواحد ف مقابلة من يزعم اشتراك غيه‬
‫معه وليس قصر قلب لن أحدا من الكفار ل ينفها عن ال وإنا اشرك معه غيه وقال النووي‬
‫هذا حديث عظيم جليل الوقع وهو أجع أو من أجع الحاديث الشتملة على العقائد فانه صلى‬
‫ال عليه وسلم جع فيه ما يرج عن ملل الكفر على اختلف عقائدهم وتباعدها فاقتصر صلى‬
‫ال عليه وسلم ف هذه الحرف على ما يباين به جيعهم انتهى ومعن ل اله ال ال أي ل معبود‬
‫بق إل إله واحد وهو ال وحده لشريك له كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول ال‬
‫نوحي اليه انه ل اله ال أنا فاعبدون مع قوله تعال ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال‬
‫واجتنبوا الطاغوت فصح أن معن ال له هو العبود ولذا لا قال النب صلى ال عليه وسلم لكفار‬
‫قريش قولوا ل إله إل ال قالوا اجعل اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب وقال قوم هود‬
‫أجئتنا لنعبد ال وحده‬
‫‪ 54‬ونذر ما كان يعبد آباؤنا وهو إنا دعاهم إل ل اله ال ال فهذا هو معن لإله إل ال وهو عبادة‬
‫ال وترك عبادة ما سواه وهو الكفر بالطاغوت وايان بال فتضمنت هذه الكلمة العظيمة إن ما‬
‫سوى ال ليس بإله وأن الية ما سواه أبطل الباطل وإثباتا أظلم الظلم فل يستحق العبادة سواه‬
‫كما ل تصلح اللية لغيه فتضمنت نفي اللية عما سواه وإثباتا له وحده ل شريك له وذلك‬
‫يستلزم المر باتاذه الا وحده والنهي عن اتاذ غيه معه إلا وهذا يفهمه الخاطب من هذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫النفي والثبات كما إذا رأيت رجل يستفت أو يستشهد من ليس أهل لذلك ويدع من هو أهل‬
‫له فتقول هذا ليس بفت ول شاهد الفت فلن والشاهد فلن فإن هذا أمر منه وني وقد دخل‬
‫ف الليه جيع أنواع العبادة الصادرة عن تأله القلب ل بالب والضوع والنقياد له وحده ل‬
‫شريك له فيجب إفراد ال تعال با كالدعاء والوف والحبة والتوكل والنابة والتوبة والذبح‬
‫والنذر والسجود وجيع أنواع العبادة فيجب صرف جيع ذلك ل وحده ل شريك له فمن‬
‫صرف شيئا ما ل يصلح ال ل من العبادات لغي ال فهو مشرك ولو نطق ل إله إل ال إذ ل‬
‫يعمل با تقتضيه من التوحيد والخلص ذكر نصوص العلماء ف معن الله قال ابن عباس رضي‬
‫ال عنه ال ذو اللوهية والعبودية على خلقه اجعي رواه ابن جرير وابن أب حات وقال الوزير‬
‫أبو الظفر ف الفصاح قوله شهادة أن ل إله إل ال يقتضي أن يكون الشاهد عالا بأن ل إله إل‬
‫ال كما قال ال عز وجل فاعلم أنه ل إله إل ال وينبغي أن يكون الناطق با شاهدا فيها فقد‬
‫قال ال عز‬
‫‪ 55‬وجل ما أوضح به أن الشاهد بالق إذا ل يكن عالا با شهد به فإنه غي بالغ من الصدق به مع‬
‫من شهد من ذلك با يعلمه ف قوله تعال إل من شهد بالق وهم يعلمون قال واسم ال تعال‬
‫مرتفع بعد المن حيث إنه الواجب له اللية فل يستحقها غيه سبحانه قال واقتضى القرار با‬
‫أن تعلم أن كل ما فيه أمارة للحدث فانه ل يكون إلا فإذا قلت ل إله إل ال فقد اشتمل نطقك‬
‫هذا على أن ما سوى ال ليس باله فيلزمك إفراده سبحانه بذلك وحده قال وجلة الفائدة ف‬
‫ذلك أن تعلم ان هذه الكلمة هي مشتملة على الكفر بالطاغوت واليان بال فانك لا نفيت‬
‫اللية وأثبت الياب ل سبحانه كنت من كفر بالطاغوت وآمن بال وقال أبو عبد ال القرطب‬
‫ف التفسي ل إله إل هو أي ل معبود إل هو وقال الزمشري الله من أساء الجناس كالرجل‬
‫والفرس اسم يقع على كل معبود بق أو بباطل ث غلب على العبود بق وقال شيخ السلم‬
‫الله هو العبود الطاع وقال أيضا ف ل إله إل ال إثبات انفراده باللية واللية تتضمن كمال‬
‫علمه وقدرته ورحته وحكمته ففيها إثبات إحسانه ال العباد فان الله هو الألوه والألوه هو‬
‫الذي يستحق أن يعبد وكونه يستحق أن يعبد هو با اتصف به من الصفات الت تستلزم أن‬
‫يكون هو الحبوب غاية الب الخضوع له غاية الضوع وقال ابن القيم رحه ال الله هو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الذي تأله القلوب مبة وإجلل وإنابة وإكراما وتعظيما وذل وخضوعا وخوفا ورجاء وتوكل‬
‫وقال ابن رجب رحه ال الله هو الذي يطاع فل يعصى هيبة له وإجلل ومبة وخوفا ورجاء‬
‫وتوكل عليه وسؤال منه ودعاء له ول يصلح ذلك كله‬
‫‪ 56‬إل ل عز وجل فمن أشرك ملوقا ف شيء من هذه المور الت هي من خصائص اللية كان‬
‫ذلك قدحا ف إخلصه ف قول ل إله إل ال ونقصا ف توحيده وكان فيه من عبودية الخلوق‬
‫بسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك وقال البقاعي ل إله إل ال أي انتفى انتفاء‬
‫عظيما أن يكون معبود بق غي اللك العظم فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى النجية من‬
‫أهوال الساعة وإنا يكون علما إذا كان نافعا وإنا يكون نافعا إذا كان الذعان والعمل با‬
‫تقتضيه وإل فهو جهل صرف وقال الطيب الله فعال بعن مفعول كالكتاب بعن الكتوب من‬
‫إله أي عبد عبادة وهذا كثي جدا ف كلم العلماء وهو إجاع منهم أن الله هو العبود خلفا لا‬
‫يعتقده عباد القبور وأشباههم ف معن الله أنه الالق أو القادر على الختراع أو نو هذه‬
‫العبارات ويظنون أنم إذا قالوها بذا العن فقد أتوا من التوحيد بالغاية القصوى ولو فعلوا ما‬
‫فعلوا من عبادة غي ال كدعاء الموات والستغاثة بم ف الكربات وسؤالم قضاء الاجات‬
‫والنذر لم ف اللمات وسؤالم الشفاعة عند رب الرض والسموات إل غي ذلك من أنواع‬
‫العبادات وما شعروا أن إخوانم من كفار العرب يشاركونم ف هذا القرار ويعرفون أن ال هو‬
‫الالق القادر على الختراع ويعبدونه بأنواع من العبادات فليهن أبا جهل وأبو لب ومن تبعهما‬
‫من السلم بكم عباد القبور وليهن أيضا إخوانم عباد ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر إذ‬
‫جعل هؤلء دينهم هو السلم البور ولو كان معناها ما زعمه هؤلء الهال ل يكن بي‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم وبينهم نزاع بل كانوا يبادرون ال إجابته ويلبون دعوته إذ يقول‬
‫لم قولوا ل إله إل ال بعن أنه‬
‫‪ 57‬ل قادر على الختراع إل ال فكانوا يقولون سعنا وأطعنا قال ال تعال ولئن سألتهم من خلقهم‬
‫ليقولن ال ولئن سألتهم من خلق السموات والرض ليقولن خلقهن العزيز العليم قل من يرزقكم‬
‫من السماء والرض أمن يلك السمع والبصار اليه إل غي ذلك من اليات لكن القوم أهل‬
‫اللسان العرب فعلموا أنا تدم عليهم دعاء الموات والصنام من الساس وتكب بناء سؤال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الشفاعة من غي ال وصرف اللية لغيه لم الرأس فقالوا ما نعبدهم ال ليقربونا ال ال زلفى‬
‫هؤلء شفعاؤنا عند ال أجعل اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب فتبا لن كان أبو جهل‬
‫ورأس الكفر من قريش وغيهم أعلم منه ل إله إل ال قال تعال إنم كانوا إذا قيل ل إله إل ال‬
‫يستكبون ويقولون أئنا لتاركوا آلتنا لشاعر منون فعرفوا أنا تقتضي ترك عبادة ما سوى ال‬
‫وإفراد ال بالعبادة وهكذا يقول عباد القبور إذا طلبت منهم إخلص الدعوة والعبادة ل وحده‬
‫أنترك سادتنا وشفعاءنا ف قضاء حوائجنا فقال لم نعم وهذا الترك والخلص هو الق كما‬
‫قال تعال بل جاء بالق وصدق الرسلي ول إله إل ال اشتملت على نفي وإثبات فنفت اللية‬
‫عن كل ما سوى ال تعال فكل ما سواه من اللئكة والنبياء فضل عن غيهم فليس باله ول له‬
‫من العبادة شيء وأثبتت اللية ل وحده بعن أن العبد ل يأله غيه أي ل يقصده بشيء من‬
‫التأله وهو تعلق القلب الذي يوجب قصده بشيء‬
‫‪ 58‬من أنواع العبادة كالدعاء والذبح والنذر وغي ذلك وبالمله فل يأله إل ال أي ل يعبد إل هو‬
‫فمن قال هذه الكلمة عارفا لعناها عامل بقتضاها من نفي الشرك وإثبات الوحدانية ل مع‬
‫العتقاد الازم لا تضمنته من ذلك والعمل به فهذا هو السلم حقا فان عمل به ظاهرا من غي‬
‫اعتقاد فهو النافق وان عمل بلفها من الشرك فهو الكافر ولو قالا إل ترى أن النافقي يعملون‬
‫با ظاهرا وهم ف الدرك السفل من النار واليهود يقولونا وهم على ما هم عليه من الشرك‬
‫والكفر فلم تنفعهم وكذلك من ارتد عن السلم بإ نكار شيء من لوازمها وحقوقها فانا ل‬
‫تنفعه ولو قالا مائة الف فكذلك من يقولا من يصرف أنواع العبادة لغي ال كعباد القبور‬
‫والصنام فل تنفعهم ول يدخلون ف الديث الذي جاء ف فضلها وما أشبهه من الحاديث وقد‬
‫بي النب صلى ال عليه وسلم ذلك بقوله وحده ل شريك له تنبيها على أن النسان قد يقولا‬
‫وهو مشرك كاليهود والنافقي وعباد القبور لا رأوا ان النب صلى ال عليه وسلم دعا قومه إل‬
‫قول ل إله إل ال ظنوا أنه إنا دعاهم ال النطق با فقط وهذا جهل عظيم وهو عليه السلم إنا‬
‫دعاهم اليها ليقولوها ويعملوا بعناها ويتركوا عبادة غي ال ولذا قالوا أئنا لتاركوا آلتنا لشاعر‬
‫منون وقالوا أجعل اللة إلا واحدا فلهذا أبوا عن النطق با وإل فلو قالوها وبقوا على عبادة‬
‫اللت والعزى ومناة ل يكونوا مسلمي ولقاتلهم عليه السلم حت يلعوا النداد ويتركوا عبادتا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ويعبدوا ال وحده ل شريك له وهذا أمر معلوم بالضطرار من الكتاب والسنة والجاع وأما‬
‫عباد القبور فلم يعرفوا معن هذه الكلمة ول عرفوا اللية النفية عن غي ال الثابتة له وحده ل‬
‫شريك له بل ل يعرفوا من معناه إل ما أقربه الؤمن والكافر واجتمع‬
‫‪ 59‬عليه اللق كلهم من أن معناها ل قادر على الختراع أو أن معناها الله هو الغن عما سواه‬
‫الفقي اليه كل ما عداه ونو ذلك فهذا حق وهو من لوازم اللية ولكن ليس هو الراد بعن ل‬
‫إله إل ال فان هذا القدر قد عرفه الكفار وأقروا به ول يدعوا ف آلتهم شيئا من ذلك بل يقرون‬
‫بفقرهم وحاجتهم إل ال وإنا كانوا يعبدونم على معن أنم وسائط وشفعاء عند ال ف تصيل‬
‫الطالب وناح الآرب وإل فقد سلموا اللق واللك والرزق والحياء والماتة والمر كله ل‬
‫وحده ل شريك له وقد عرفوا معن ل إله إل ال وأبوا عن النطق والعمل با فلم ينفعهم توحيد‬
‫الربوبية مع الشرك ف اللية كما قال تعال وما يؤمن اكثرهم بال إل وهم مشركون وعباد‬
‫القبور نطقوا با وجهلوا معناها وأبوا عن التيان به فصاروا كاليهود الذين يقولونا ول يعرفون‬
‫معناها ول يعملون به فتجد أحدهم يقولا وهو يأله غي ال بالب والجلل والتعظيم والوف‬
‫والرجاء والتوكل والدعاء عند الكرب ويقصده بأنواع العبادة الصادرة عن تأله قلبه لغي ال ما‬
‫هو أعظم ما يفعله الشركون الولون ولذا إذا توجهت على أحدهم اليمي بال تعال أعطاك ما‬
‫شئت من اليان صادقا أو كاذبا ولو قيل له احلف بياة الشيخ فلن أو بتربته ونو ذلك ل‬
‫يلف إن كان كاذبا وما ذاك إل لن الدفون ف التراب أعظم ف قلبه من رب الرباب وما‬
‫كان الولون هكذا بل كانوا إذا أرادوا التشديد ف اليمي حلفوا بال تعال كما ف قصة‬
‫القسامة الت وقعت ف الاهلية وهي ف صحيح البخاري وكثي منهم وأكثرهم يرى أن‬
‫الستغاثة بإله الذي يعبده عند قبه أو غيه أنفع وأنح من الستغاثة بال ف السجد ويصرحون‬
‫بذلك والكايات عنهم بذلك فيها‬
‫‪ 60‬أطول وهذا امر ما بلغ إليه شرك الولي وكلهم إذا أصابتهم الشدائد أخلصوا للمدفوني ف‬
‫التراب وهتفوا باسائهم ودعوهم ليكشفوا ضر الصاب ف الب والبحر والسفر والياب وهذا أمر‬
‫ما فعله الولون بل هم ف هذه الال يلصون للكبي التعال فاقرأ قوله تعال فإذا ركبوا ف‬
‫الفلك دعوا ال ملصي له الدين الية وقوله ث اذا مسكم الضر فإليه تأرون ث إذا كشف الضر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عنكم اذا فريق منكم بربم يشركون وكثي منهم قد عطلوا الساجد وعمروا القبور والشاهد‬
‫فإذا قصد أحدهم القب الذي يعظمه أخذ ف دعاء صاحبه باكيا خاشعا ذليل خاضعا بيث ل‬
‫يصل له ذلك ف المعة والماعات وقيام الليل وإدبار الصلوات فيسألونم مغفرة الذنوب‬
‫وتفريج الكروب والنجاة من النار وأن يطوا عنهم الوزار فكيف يظن عاقل فضل عن عال أن‬
‫التلفظ بل إله إل ال مع هذه المور تنفعهم وهم إنا قالوها بألسنتهم وخالفوها باعتقادهم‬
‫وأعمالم ول ريب أنه لو قالا أحد من الشركي ونطق أيضا بشهادة أن ممدا رسول ال ول‬
‫يعرف معن الله ول معن الرسول وصلى وصام وحج ول يدري ما ذلك إل أنه رأى الناس‬
‫يفعلونه فتابعهم ول يفعل شيئا من الشرك فانه ل يشك أحد ف عدم إسلمه وقد أفت بذلك‬
‫فقهاء الغرب كلهم ف أول القرن الادي عشر أو قبله ف شخص كان كذلك كما ذكره‬
‫صاحب الدر الثمي ف شرح الرشد العي من الالكية ث قال شارحه وهذا الذي افتوا به جلي‬
‫ف غاية اللء ل يكن إن يتلف فيه اثنان انتهى ول ريب ان عباد القبور أشد من هذا لنم‬
‫اعتقدوا اللية ف أرباب متفرقي فإن قيل قد تبي معن الله واللية فما الواب عن قول من‬
‫قال بان معن الله القادر على الختراع ونو هذه العبارة‬
‫‪ 61‬قيل الواب من وجهي أحدها أن هذا قول مبتدع ل يعرف أحد قاله من العلماء ول من أئمة‬
‫اللغة وكلم العلماء وأئمة اللغة هو معن ما ذكرنا كما تقدم فيكون هذا القول باطل الثان على‬
‫تقدير تسليمه فهو تفسي باللزم للله الق فان اللزم له أن يكون خالقا قادرا على الختراع‬
‫ومت ل يكن كذلك فليس بإله حق وإن سي الا وليس مراده أن من عرف أن الله هو القادر‬
‫على الختراع فقد دخل ف السلم وأتى بتحقيق الرام من مفتاح دار السلم فان هذا ل يقوله‬
‫أحد لنه يستلزم أن يكون كفار العرب مسلمي ولو قدر أن بعض التأخرين أرادوا ذلك فهو‬
‫مطىء يرد عليه بالدلئل السمعية والعقلية قوله وأن ممدا عبده ورسوله أي وشهد بذلك وهو‬
‫معطوف على ما قبله فتكون الشهادة واقعة على هذه الملة وما قبلها وما بعدها فإن العامل ف‬
‫العطوف وما عطف عليه واحد ومعن العبد هنا يعن الملوك العابد أي ملوك ل تعال وليس له‬
‫من الربوبية واللية شيء إنا هو عبد مقرب عند ال و رسوله أرسله ال كما قال تعال وأنه لا‬
‫قام عبد ال يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا اليات قيل وقدم العبد هنا على الرسول ترقيا من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الدن إل العلى وجع بينهما لدفع الفراط والتفريط الذي وقع ف شأن عيسى عليه السلم‬
‫وقد أكد النب صلى ال عليه وسلم هذا العن بقوله لتطرون كما أطرت النصارى ابن مري إنا‬
‫أنا عبد فقولوا عبد ال ورسوله وذلك يتضمن تصديقه فيما أخب وطاعته فيما أمر والنتهاء عما‬
‫عنه زجر فل يكون كامل الشهادة له بالرسالة من ترك أمره وأطاع غيه وارتكب نيه‬
‫‪ 62‬قوله وان عيسى عبد ال ورسوله وف رواية وابن أمته أي خلفا لا يعتقده النصارى أنه ال أو‬
‫ابن ال تعال ال عن ذلك علوا كبيا ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله‬
‫با خلق ولعل بعضهم على بعض سبحان ال عما يصفون عال الغيب والشهادة فتعال عما‬
‫يشركون فيشهد بأنه عبد ال أي عابد ملوك ل ل مالك فليس له من الربوبية و ل من اللية‬
‫شيء ورسول صادق خلفا لقول اليهود إنه ولد بغي بل يقال فيه ما قال عن نفسه كما قال‬
‫تعال قال إن عبد ال أتان الكتاب وجعلن نبيا اليات وقال تعال لن يستنكف السيح أن‬
‫يكون عبدا ل ول اللئكة القربون قال القرطب ويستفاد منه ما يلقنه النصران إذا أسلم قوله‬
‫وكلمته إنا سي عليه السلم كلمة ال لصدوره بكلمة كن بل أب قاله قتادة وغيه من السلف‬
‫قال المام أحد فيما أمله ف الرد على الهمية الكلمة الت ألقاها ال مري حي قال له بكن‬
‫فكان عيسى كن وليس عيسى هو بكن ولكن كن كان فكن من ال قول وليس كن ملوقا‬
‫وكذب النصارى والهمية على ال ف أمر عيسى وذلك أن الهمية قالت عيسى روح ال‬
‫وكلمته إل أن الكلمة ملوقة وقالت النصارى عيسى روح ال من ذات ال وكلمة ال من ذات‬
‫ال كما يقال إن هذه الرقة من هذا الثوب وقلنا نن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو‬
‫الكلمة انتهى يعن به ما قال قتادة وغيه‬
‫‪ 63‬قوله ألقاها ال مري قال ابن كثي خلقه بالكلمة الت أرسل با جبائيل عليه السلم إل مري‬
‫فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل فكان عيسى باذن ال عز وجل وصارت تلك النفخة‬
‫الت نفخها ف جيب درعها فنلت حت ولت فرجها بنلة لقاح الب الم والميع ملوق ل‬
‫عز وجل ولذا قيل لعيسى إنه كلمة ال وروح منه لنه ل يكن له أب تولد منه وإنا هو ناشىء‬
‫عن الكلمة الت قال له كن فكان والروح الت أرسل با جبائيل عليه السلم قوله وروح منه قال‬
‫أب بن كعب عيسى روح من الرواح الت خلقها ال عز وجل واستنطقها بقوله ألست بربكم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قالوا بلى بعثه ال إل مري فدخل فيها رواه عبد بن حيد وعبد ال بن أحد ف زوائد السند‬
‫وابن جرير وابن اب حات وغيهم وقال أبو روق وروح منه أي نفخة منه إذ هي من جبائيل‬
‫بأمره وسي روحا لنه حدث من نفخة جبائيل عليه السلم وقال المام أحد وروح منه يقول‬
‫من أمره كان الروح فيه كقوله وسخر لكم ما ف السموات وما ف الرض جيعا منه يقول من‬
‫أمره وقال شيخ السلم الضاف إل ال تعال إذا كان معن ل يقوم بنفسه ول بغيه من‬
‫الخلوقات وجب أن يكون صفة ل تعال قائما به وامتنع أن تكون إضافته إضافة ملوق مربوب‬
‫وإن كان الضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبائيل عليهما السلم وأرواح بن آدم امتنع أن‬
‫تكون صفة ل تعال‬
‫‪ 64‬لن ما قام بنفسه ل يكون صفة لغيه لكن العيان الضافة إل ال تعال على وجهي أحدها أن‬
‫تكون تضاف إليه لكونه خلقها وأبدعها فهذا شامل لميع الخلوقات كقولم ساء ال وأرض‬
‫ال ومن هذا الباب فجميع الخلوقي عبيدال وجيع الال مال ال وجيع البيوت والنوق ل‬
‫الوجه الثان أن يضاف اليه لا خصه به من معن يبه ويأمر به ويرضاه كما خص البيت العتيق‬
‫بعبادة فيه ل تكون ف غيه وكما يقال عن مال الفيء والمس هو مال ال ورسوله ومن هذا‬
‫الوجه فعباد ال هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه ودينه وتلك‬
‫إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه انتهى ملخصا والقصود منه أن إضافة روح إل ال هو من الوجه‬
‫الثان وال أعلم قوله والنة حق والنار حق أي وشهد أن النة الت أخب با ال با ف كتابه أنه‬
‫أعدها لن آمن به وبرسوله حق أي ثابتة ل شك فيها وشهد أن النار الت أخب ال ف كتابه أنه‬
‫أعدها للكافرين به وبرسله حق كذلك كما قال تعال سابقوا إل مغفرة من ربكم وجنة عرضها‬
‫كعرض السماء والرض أعدت للذين آمنوا بال ورسله الية وقال تعال فاتقوا النار الت وقودها‬
‫الناس والجارة أعدت للكافرين وفيهما دليل على أن النة والنار ملوقتان الن خلفا لهل‬
‫البدع الذين قالوا ل يلقان إل ف يوم القيامة وفيه دليل على العاد وحشر الجساد قوله أدخله‬
‫ال النة على ما كان من العمل هذه الملة جواب الشرط وف رواية أدخله ال النة من أي‬
‫أبواب النة الثمانية قال القاضي عياض‬
‫‪ 65‬وما ورد ف حديث عبادة يكون خصوصا لن قال ما ذكره صلى ال عليه وسلم وقرن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بالشهادتي حقيقة اليان والتوحيد الذي ورد ف حديثه فيكون له من الجر ما يرجح على‬
‫سيئاته ويوجب له الغفرة والرحة ودخول النة لول وهلة قال ولما من حديث عتبان فإن ال‬
‫حرم على النار من قال ل إله إل ال يبتغي بذلك وجه ال قوله ولما أي للبخاري ومسلم ف‬
‫صحيحيهما وهذا الديث طرف من حديث طويل أخرجه الشيخان كما قال الصنف وعتبان‬
‫بكسر الهمله بعدها مثناة فوقيه ث موحدة ابن مالك بن عمر بن العجلن النصاري من بن‬
‫سال بن عوض صحاب شهي مات ف خلفة معاوية قوله فان ال حرم على النار الديث اعلم‬
‫أنه قد وردت أحاديث ظاهرها أنه من أتى بالشهادتي حرم على النار كهذا الديث وحديث‬
‫أنس قال كان النب صلى ال عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرجل فقال يا معاذ قال لبيك يا‬
‫رسول وسعديك قال ما من عبد يشهد أن ل إله إل ال وان ممد رسول ال إل حرمه على‬
‫النار قال يا رسول ال إل أخب با الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا فأخب با معاذ عند موته تأثا‬
‫أخرجاه ولسلم عن عبادة مرفوعا من شهد أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله حرم ال‬
‫عليه النار ووردت أحاديث فيها أن من أتى بالشهادتي دخل النة وليس فيها أنه يرم على النار‬
‫منها حديث عبادة الذي تقدم قبل هذا وحديث أب هريرة أنم كانوا‬
‫‪ 66‬مع النب صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك الديث وفيه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال ل يلقى ال عبد بما غي شاك فيهما فيحجب عن النة‬
‫رواه مسلم وحديث أب ذر ف الصحيحي مرفوعا ما من عبد قال ل إله إل ال ث مات على‬
‫ذلك إل دخل النة الديث وأحسن ما قيل ف معناه ما قاله شيخ السلم وغيه ان هذه‬
‫الحاديث إنا هي فيمن قالا ومات عليها كما جاءت مقيدة وقالا خالصا من قلبه مستيقنا با‬
‫قلبه غي شاك فيها بصدق ويقي فإن حقيقة التوحيد انذاب الروح ال ال جلة فمن شهد أن ل‬
‫إله إل ال خالصا من قلبه دخل النة لن الخلص هو انذاب القلب ال ال تعال بأن يتوب‬
‫من الذنوب توبة نصوحا فإذا مات على تلك الال نال ذلك فانه قد تواترت الحاديث بأنه‬
‫يرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن شعية وما يزن خردلة وما‬
‫يزن ذرة وتواترت بأن كثيا من يقول ل إله إل ال يدخل النار ث يرج منها وتواترت بأن ال‬
‫حرم على النار أن تأكل أثر السجود من ابن آدم فهؤلء كانوا يصلون ويسجدون ل وتواترت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بأنه يرم على النار من قال ل إله إل ال ومن شهد أن ل إله إل ال وان ممد رسول ال لكن‬
‫جاءت مقيدة بالقيود الثقال وأكثر من يقولا ل يعرف الخلص ول اليقي ومن ل يعرف ذلك‬
‫يشى عليه أن يفت عنها عند الوت فيحال بينه وبنيها وأكثر من يقولا إنا يقولا تقليدا أو عادة‬
‫ول يالط اليان بشاشه قلبه وغالب من يفت عند الوت وف القبور أمثال هؤلء كما ف‬
‫الديث سعت الناس يقولون شيئا فقلته وغالب أعمال هؤلء إنا هو تقليد واقتداء بأمثالم‬
‫‪ 67‬وهم أقرب الناس من قوله تعال إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون وحينئذ فل‬
‫منافاه بي الحاديث فانه إذا قالا باخلص ويقي تام ل يكن ف هذه الال مصرا على ذنب‬
‫أصل فإن كمال اخلصه ويقينه يوجب أن يكون ال أحب اليه من كل شيء فإذا ل يبقى ف‬
‫قلبه إرادة لا حرم ال ول كراهية لا أمر ال وهذا هو الذي يرم من النار وإن كانت له ذنوب‬
‫قبل ذلك فإن هذا اليان وهذه التوبة وهذا الخلص وهذه الحبة وهذا اليقي ل يتركون له‬
‫ذنبا إل يحى كما يحى الليل بالنهار فإذا قالا على وجه الكمال الانع من الشرك الكب‬
‫والصغر فهذا غي مصر على ذنب أصل فيغفر له ويرم على النار وان قالا على وجه خلص به‬
‫من الشرك الكب دون الصغر ول يأت بعدها با يناقض ذلك فهذه السنة ل يقاومها شيء من‬
‫السيئات فيجح با ميزان السنات كما ف حديث البطاقة فيحرم على النار ولكن تنقص درجته‬
‫ف النة بقدر ذنوبه وهذا بلف من رجحت سيئاته على حسناته ومات مصرا على ذلك فإنه‬
‫يستوجب النار وان قال ل إله إل ال وخلص با من الشرك الكب لكنه ل يت على ذلك بل‬
‫أتى بعد ذلك بسيئات رجحت على حسنة توحيده فانه ف حال قولا كان ملصا لكنه أتى‬
‫بذنوب أوهنت ذلك التوحيد والخلص فأضعفته وقويت نار الذنوب حت أحرقت ذلك‬
‫بلف الخلص الستيقن فإن حسناته ل تكون إل راجحة على سيئاته ول يكون مصرا على‬
‫سيئة فإن مات على ذلك دخل النة وإنا ياف على الخلص أن يأت بسيئات راجحة يضعف‬
‫إيانه فل يقولا باخلص ويقي مانع من جيع السيئات ويشى عليه من الشرك الكب والصغر‬
‫‪ 68‬فإن سلم من الكب بقي معه من الصغر فيضيف ال ذلك سيئات تنضم ال هذا الشرك فيجح‬
‫جانب السيئات فإن السيئات تضعف اليان واليقي فيضعف بذلك قول ل اله إل ال فيمتنع‬
‫الخلص ف القلب فيصي التكلم با كالاذي أو النائم أو من يسن صوته بآية من القرآن من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫غي ذوق طعم ول حلوة فهؤلء ل يقولوها بكمال الصدق واليقي بل يأتون بعدها بسيئات‬
‫تنقص ذلك الصدق واليقي بل يقولونا من غي يقي وصدق ويوتون من ذلك ولم سيئات‬
‫كثية تنعهم من دخول النة وإذا كثرت الذنوب ثقل على اللسان قولا وقسى القلب عن قولا‬
‫وكره العمل الصال وثقل عليه ساع القرآن واستبشر بذكر غيه واطمأن ال الباطل واستحلى‬
‫الرفث ومالطة أهل الغفلة وكره مالطة أهل الق فمثل هذا إذا قالا قال بلسانه ما ليس ف قلبه‬
‫وبغيه مال يصدق عمله كما قال السن ليس اليان بالتحلي ول بالتمن ولكن ما وقر ف‬
‫القلوب وصفته العمال فمن قال خيا وعمل خيا قبل منه ومن قال شرا وعمل شرا ل يقبل‬
‫منه وقال بكر بن عبدال الزن ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ول صلة ولكن بشيء وقر ف‬
‫قلبه فمن قال لإله إل ال ول يقم بوجبها بل اكتسب مع ذلك ذنوبا وسيئات وكان صادقا ف‬
‫قولا موقنا با لكن ذنوبه أضعاف أضعاف صدقه ويقينه وانضاف ال ذلك الشرك الصغر‬
‫العملي رجحت هذه الشياء على هذه السنة ومات مصرا على الذنوب بلف من يقولا‬
‫بيقي وصدق تام فإنه ل يوت مصرا على الذنوب إما أن ل يكون مصرا على سيئة أصل أو‬
‫يكون توحيده التضمن لصدقه ويقينه رجح حسناته والذين يدخلون النار من يقولا قد فاتم‬
‫أحد هذين الشرطي إما أنم ل يقولا بالصدق واليقي التامي النافيي للسيئات أو لرجحان‬
‫السيئات أو قالوها واكتسبوا بعد‬
‫‪ 69‬ذلك سيئات رجحت على حسناتم ث ضعف لذلك صدقهم ويقينهم ث ل يقولوها بعد ذلك‬
‫بصدق ويقي تام لن الذنوب قد أضعف ذلك الصدق واليقي من قلوبم فقولا من مثل هؤلء‬
‫ل يقوى على مو السيئات بل ترجح سيئاتم على حسناتم انتهى ملخصا وقد ذكر معناه غيه‬
‫كابن القيم وابن رجب والنذري و القاضي عياض وغيهم وحاصله أن ل أله إل ال سبب‬
‫لدخول النة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن القتضي ل يعمل عمله ال بإستجماع‬
‫شروطه وانتفاء موانعه فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع ولذا‬
‫قيل للحسن إن ناسا يقولون من قال ل إله إل ال دخل النة فقال من قال ل إله إل ال فإدى‬
‫حقها وفرضها دخل النة وقال وهب بن منبه لن سأله أليس ل إله إل ال مفتاح النه قال بلى‬
‫ولكن ما من مفتاح إل وله أسنان فإن جئت بفتاح له اسنان فتح لك وإل ل يفتح ويدل على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ذلك أن ال رتب دخول النة على اليان والعمال الصالة وكذلك النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كما ف الصحيحي عن أب أيوب ان رجل قال يا رسول ال اخبن بعمل يدخلن النة فقال‬
‫تعبد ال ول تشرك به شيئا وتقيم الصلة وتؤتى الزكاة وتصل وتصل الرحم وف السند عن بشر‬
‫بن الصاصية قال اتيت النب صلى ال عليه وسلم لبايعه فاشترط علي شهادة ان ل أله إل ال‬
‫وأن وممدا عبده ورسوله وان اقيم الصلة وأن أوت الزكاة وأن أحج حجة السلم وأن اصوم‬
‫رمضان وان أجاهد ف سبيل ال فقلت يا رسول ال اما اثنتي فو ال ما أطيقها الهاد و الصدقة‬
‫فقبض رسول ال صلى ال عليه وسلم يده ث حركها وقال فل جهاد ول صدقة فبم تدخل النة‬
‫إذا قلت يا رسول ال أبايعك عليهن كلهن ففي الديث ان الهاد والصدقة شرط ف‬
‫‪ 70‬دخول النة مع حصول التوحيد والصلة والج والصيام والحاديث ف هذا الباب كثية وف‬
‫الديث دليل على أنه ل يكفي ف اليان النطق من غي اعتقاد وبالعكس وفيه تري النار على‬
‫أهل التوحيد الكامل وفيه أن العمل ل ينفع إل إذا كان خالصا ل تعال قال وعن اب سعيد‬
‫الدري عن رسول صلى ال عليه وسلم قال قال موسى يارب علمن شيئا أذكرك وأدعوك به‬
‫قال قل يا موسى ل إله إل ال قال كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى لو أن السموات السبع‬
‫وعامرهن غيي والرضون السبع ف كفة ول إله إل ال ف كفة مالت بن ل إله إل ال رواه‬
‫ابن حبان والاكم وصححه أبو سعيد اسه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد النصاري‬
‫الزرجي صحاب جليل وأبوه أيضا كذلك استصغر أبو سعيد بأحد ث شهد ما بعدها مات‬
‫بالدينة سنة ثلث أو أربع أو خس وستي وقيل أربع وسبعي قوله أذكرك هو بالرفع خب مبتدأ‬
‫مذوف أي أنا أذكرك وقيل بل هو صفة وأدعوك معطوف عليه أي أثن عليك وأحدك به‬
‫وأدعوك أي أتوسل به اليك إذا دعوتك قوله قل يا موسى ل إله إل ال فيه أن الذاكر با يقولا‬
‫كلها ول يقتصر على لفظ الللة كما يفعله جهال التصوفة ول يقول أيضا هو كما يقوله غلة‬
‫جهالم فإذا أرادوا الدعاء قالوا يا هو فإن ذلك بدعة وضللة وقد صنف جهالم ف السألتي‬
‫وصنف ابن عرب كتابا ساه كتاب الو قوله كل عبادك يقولون هذا هكذا ثبت بط الصنف‬
‫يقولون بالمع مراعاة لعن كل والذي ف الصول يقول بالفراد مراعاة للفظها دون معناها‬
‫لكن قد روى المام أحد عن عبد ال بن عمرو وهذا الديث بذا اللفظ الذي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 71‬ذكره الصنف أطول منه وف سنن النسائي والاكم وشرح السنة بعد قوله كل عبادك يقولون‬
‫هذا إنا أريد ان تصن به أي بذلك الشيء من بي عموم عبادك فإن من طبع النسان أن ل‬
‫يفرح فرحا شديدا إل بشيء يتص به دون غيه كما إذا كانت عنده جوهرة ليست موجودة‬
‫عند غيه مع أن من رحة ال وسنته الطردة أن ما اشتدت اليه الاجة والضرورة كان أكثر‬
‫وجودا كالب واللح والاء ونو ذلك دون الياقوت واللؤلؤ ولا كان بالناس بل بالعال كله من‬
‫الضرورة إل ل إله إل ال ما ل ناية ف الضرورة فوقه كانت أكثر الذكار وجودا وأيسرها‬
‫حصول وأعظمها معن والعوام والهال يعدلون عنها إل الساء الغريبة والدعوات البتدعة الت‬
‫ل أصل لا ف الكتاب والسنة كالحزاب والوراد الت ابتدعها جهلة التصوفة قوله وعامرهن‬
‫غيي هو بالنصب عطف على السموات أي لو أن السموات السبع ومن فيهن من العمار غي‬
‫ال والرضي السبع ومن فيهن وضعوا ف كفة اليزان ول إله إل ال ف الكفة الخرى مالت‬
‫بن ل إله إل ال وروى المام أحد عن عبد ال بن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم أن‬
‫نوحا عليه السلم قال لبنه عند موته آمرك بل إله إل ال فإن السموات السبع والرضي السبع‬
‫لو وضعت ف كفة ول إله إل ال ف كفة رجحت بن ل إله إل ال ولو أن السموات السبع‬
‫والرضي السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن ل إله إل ال وفيه دليل على أن ال تعال فوق‬
‫السموات قوله ف كفة بكسر الكاف وتشديد الفاء من كفة اليزان قال بعضهم ويطلق لكل‬
‫مستدير قوله مالت بن ل إله إل ال أى رجحت عليهن وذلك لا اشتملت‬
‫‪ 72‬عليه من توحيد ال الذي هو أفضل العمال وأساس اللة ورأس اللب فمن قالا بإخلص ويقي‬
‫وعمل بقتضاها ولوازمها واستقام على ذلك فهو من الذين ل خوف عليهم ول هم يزنون‬
‫كما قال تعال إن الذين قالوا ربنا ال ث استقاموا تتنل عليهم اللئكة أن ل تافوا ول تزنوا‬
‫وأبشروا بالنة الت كنتم توعدون نن أولياؤكم ف الياة الدنيا وف الخرة ولكم فيها ما‬
‫تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزل من غفور رحيم والديث يدل على أن ل إله إل ال‬
‫أفضل الذكر كما ف حديث عبدال بن عمرو مرفوعا خي الدعاء دعاء يوم عرفة وخي ما قلت‬
‫أنا والنبيون من قبلي ل إله إل ال وحده ل شريك له اللك وله المد وهو على كل شيء قدير‬
‫رواه احد الترمذي وعنه أيضا مرفوعا يصاح برجل من أمت على رؤوس اللئق يوم القيامة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فينشر له تسعة وتسعون سجل كل سجل منها مد البصر ث يقال أتنكر من هذا شيئا فيقول ل‬
‫يا رب فيقال ألك عذر أو حسنة فيهاب الرجل فيقول ل فيقال بلى ان لك عندنا حسنات وانه‬
‫ل ظلم عليك فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا عبده ورسوله فيقول‬
‫يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلت فيقال إنك ل تظلم فتوضع السجلت ف كفة‬
‫والبطاقة ف كفة فطاشت السجلت وثقلت البطاقة رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان‬
‫والاكم وقال صحيج على شرط مسلم وقال الذهب ف تلخيصه صحيح قال ابن القيم فالعمال‬
‫ل تتفاضل بصورها وعددها وإنا تتفاضل بتفاضل ما ف القلوب فتكون صورة العمل واحدة‬
‫وبينهما من التفاضل كما‬
‫‪ 73‬بي السماء والرض قال تأمل حديث البطاقة الت توضع ف كفة ويقابلها تسعة وتسعون سجل‬
‫كل سجل منها مد البصر فتثقل البطاقة وتطيش السجلت فل يعذب ومعلوم أن كل موحد له‬
‫هذه البطاقة وكثي منهم يدخل النار بذنوبه وعن أب هريرة مرفوعا ما قال عبد ل إله إل ال‬
‫ملصا قط ال فتحت له أبواب السماء حت تفضي ال العرش ما اجتنبت الكبائر رواه الترمذي‬
‫وحسنه والنسائي والاكم وقال على شرط مسلم قوله رواه ابن حبان والاكم ابن حبان اسه‬
‫ممد بن حبان بكسر الهمله وتشديد الوحدة ابن أحد بن حبان أبو حات التميمي البست‬
‫الافظ صاحب التصانيف كالصحيح والتاريخ والضعفاء والثقات وغي ذلك قال الاكم كان‬
‫من أوعية العلم ف الفقه واللغة والديث والوعظ ومن عقلء الرجال مات سنة أربع وخسي‬
‫وثلثائة بدينة بست بالهملة واما الاكم فاسه ممد بن عبد ال بن ممد الضب النيسابوري‬
‫أبو عبدال الافظ ويعرف بابن البيع ولد سنة احدى وعشرين وثلثائة وصنف التصانيف‬
‫كالستدرك وتاريخ نيسابور وغيها ومات سنة خس واربعمائة قال وللترمذي وحسنه عن‬
‫أنس سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول قال ال تعال يا ابن آدم لو أتيتن بقراب‬
‫الرض خطايا ث لقيتن لتشرك ب شيئا لتيتك بقرابا مغفرة الترمذي اسه ممد بن عيسى بن‬
‫سورة بفتح الهملة ابن موسى بن الضحاك السلن أبو عيسى صاحب الامع وأحد الئمة‬
‫الفاظ كان ضرير البصر روى عن قتيبة وهناد والبخاري وخلق ومات سنة تسع وسبعي‬
‫ومئتي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 74‬وأنس هو ابن مالك بن النضر النصاري الزرجي خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم خدمه‬
‫عشر سني ودعا له النب صلى ال عليه وسلم فقال اللهم أكثر ماله وولده وأدخله النة ومات‬
‫سنة اثنتي وقيل ثلث وتسعي وقد جاوز الائة والديث قطعة من حديث رواه الترمذي من‬
‫طريق كثي بن فائد حدثنا سعيد بن عبيد سعت بكر بن عبد ال الزن يقول حدثنا أنس بن‬
‫مالك قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول قال ال تعال يا ابن آدم إنك دعوتن‬
‫ورجوتن غفرت لك على ما كان منك ول أبال يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ث‬
‫استغفرتن غفرت لك يا ابن آدم لو أتيتن بقراب الرض الديث قال ابن رجب واسناده ل بأس‬
‫به وسعيد بن عبيد هو النائي ذكره ابن حبان ف الثقات وقال الدارقطن تفرد به كثي بن فائد‬
‫عن سعيد بن عبيد مرفوعا قال ابن رجب وتابعه على رفعه أبو سعيد مول بن هاشم فرواه عن‬
‫سعيد بن عبيد مرفوعا وقد رواه المام احد من حديث أب ذر بعناه واخرجه الطبان من‬
‫حديث ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم وروى مسلم من حديث أب ذر عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال يقول ال من تقرب من شبا تقربت منه ذراعا الديث وفيه ومن لقين‬
‫بقراب الرض خطيئة ل ل يشرك ب شيئا لقيته بقرابا مغفرة قوله لو أتيتن بقراب الرض قراب‬
‫الرض بضم القاف وقيل بكسرها والضم أشهر وهو ملؤها أو ما يقارب ملها قوله ث لقيتن ل‬
‫تشرك ب شيئا شرط ثقيل ف الوعد بصول الغفرة وهو السلمة من الشرك كثيه وقليله صغيه‬
‫وكبيه ول يسلم من ذلك إل من سلمه ال وذلك هو القلب السليم كما قال تعال يوم ل ينفع‬
‫مال ول‬
‫‪ 75‬بنون ال من أتى ال بقلب سليم قال ابن رجب من جاء مع التوحيد بقراب الرض خطايا لقيه‬
‫ال بقرابا مغفرة لكن هذا مع مشيئة ال عز وجل فإن شاء غفر له وأن شاء أخذه بذنوبه ث‬
‫كان عاقبته أن ل يلد ف النار بل يرج منها ث يدخل النة فان كمل توحيد العبد وإخلصه ل‬
‫تعال فيه وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه او بقلبه ولسانه عند الوت أوجب ذلك مغفرة‬
‫ما سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية فمن تقق بكلمة التوحيد قلبه‬
‫أخرجت منه كل ما سوى ال مبة وتعظيما وإجلل ومهابة وخشية وتوكل وحينئذ ترق ذنوبه‬
‫وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر وربا قلبتها حسنات فإن هذا التوحيد هو الكسي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫العظم فلو وضع منه ذرة على جبال الذنوب والطايا لقلبها حسنات وقال شيخ السلم‬
‫الشرك نوعان أكب وأصغر فمن خلص منهما وجبت له النة ومن مات على الكب وجبت له‬
‫النار ومن خلص من الكب وحصل له بعض الصغر مع حسنات راجحة على ذنوبه دخل النة‬
‫فإن تلك السنات توحيد كثي مع يسي من الشرك الصغر ومن خلص من الكب ولكن كثر‬
‫الصغر حت رجحت به سيئاته دخل النار فالشرك يؤاخذ به العبد إذا كان أكب أو كان كثيا‬
‫أصغر والصغر القليل ف جانب الخلص الكثي ل يؤاخذ به وف هذه الحاديث كثرة ثواب‬
‫التوحيد وسعة كرم ال وجوده ورحته حيث وعد عباده أن العبد لو أتاه بلء الرض خطايا‬
‫وقد مات على التوحيد فإنه يقابله بالغفرة الواسعة الت تسع ذنوبه والرد على الوارج الذين‬
‫‪ 76‬يكفرون السلم بالذنوب وعلى العتزلة الذين يقولون بالنلة بي النلتي وهي منلة الفاسق‬
‫فيقولون ليس بؤمن ول كافر ويلد ف النار والصواب ف ذلك قول أهل السنة أنه ل يسلب‬
‫عنه اسم اليان على الطلق ول يعطاه عى الطلق بل يقال هو مؤمن ناقص اليان أو مؤمن‬
‫عاص أو مؤمن بايانه فاسق بكبيته وعلى هذا يدل الكتاب والسنة واجاع سلف المة وقال‬
‫الصنف تأمل المس اللوات ف حديث عبادة فإنك إذا جعت بينه وبي حديث عتبان تبي لك‬
‫معن قول ل إله إل ال وتبي لك خطأ الغرورين وفيه إن النبياء يتاجون للتنبيه على معن قول‬
‫ل إله إل اللهوفيه التنبيه لرجحانا بميع الخلوقات مع أن كثيا من يقولا يف ميزانه وفيه أنك‬
‫إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله ف حديث عتبان ان ال حرم على النار من قال ل إله إل‬
‫ال يبتغي بذلك وجه ال إذا ترك الشرك ليس قولا باللسان انتهى ملخصا باب من حقق‬
‫التوحيد دخل النة بغي حساب أي ول عذاب وتقيق التوحيد هو معرفته والطلع على‬
‫حقيقته والقيام با علما وعمل وحقيقة ذلك هو انذاب الروح ال ال مبة وخوفا وإنابة‬
‫وتوكل ودعاء واخلصا وإجلل وهيبة وتعظيما وعبادة وبالملة فل يكون ف قلبه شيء لغي‬
‫ال ول إرادة لا حرم ال ول كراهة لا أمر ال وذلك هو حقيقة ل إله إل ال فإن الله هو‬
‫الألوه العبود ووما أحسن ما قال ابن القيم فلو احد كن واحدا ف واحد أعن سبيل الق‬
‫واليان وذلك هو حقيقة الشهادتي فمن قام بما على هذا الوجه فهو من السبعي ألفا الذين‬
‫يدخلون النة بل حساب ول عذاب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 77‬قوله وقال تعال ان ابراهيم كان أمة قانتا ل حنيفا ول يك من الشركي مناسبة الية للترجة من‬
‫جهة أن ال تعال وصف ابراهيم عليه السلم ف هذه الية بذه الصفات الليلة الت هي أعلى‬
‫درجات تقيق التوحيد ترغيبا ف اتباعه ف التوحيد وتقيق العبودية باتباع الوامر وترك النواهي‬
‫فمن اتبعه ف ذلك فإنه يدخل النة بغي حساب ول عذاب كما يدخلها إبراهيم عليه السلم‬
‫الول أنه كان أمة أي قدوة وإماما معلما للخي وإماما يقتدى به روي معناه عن ابن مسعود‬
‫وما كان كذلك إل لتكميله مقام الصب واليقي اللذين بما تنال المامة ف الدين كما قال تعال‬
‫وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لا صبوا وكانوا بآياتنا يوقنون الثانية أنه كان قانتا ل أي خاشعا‬
‫مطيعا دائما على عبادته وطاعته كما قال شيخ السلم القنوت ف اللغة دوام الطاعة والصلي إذا‬
‫طال قيامه أو ركوعه او سجوده فهو قانت ف ذلك كله قال تعال امن هو قانت آناء الليل‬
‫ساجدا وقائما يذر الخرة ويرجو رحة ربه فجعله قانتا ف حال السجود والقيام انتهى فوصفه‬
‫ف هاتي الصفتي بتحقيق العبودية ف نفسه أول علما وعمل وثانيا دعوة وتعليما واقتداء به وما‬
‫كان يقتدى به إل لعمله به ف نفسه ووصفه ف الثانية بالستقامة على ذلك كما قال تعال ومن‬
‫أحسن قول من دعا إل ال وعمل صالا وقال انن من السلمي فتضمنت العلم والعمل‬
‫والستقامة والدعوة الدعوة الثالثة انه كان حنيفا والنف اليل أي مائل منحرفا قصدا عن‬
‫الشرك كما قال تعال حكاية عنه وجهت وجهي للذي فطر السموات‬
‫‪ 78‬والرض حنيفا وما أنا من الشركي قال تعال فأقم وجهك للدين حنيفا الرابعة أنه ما كان من‬
‫الشركي أي هو موحد خالص من شوائب الشرك مطلقا فنفى عنه الشرك على أبلغ وجوه‬
‫النفي بيث ل ينسب اليه شرك وان قل تكذيبا لكفار قريش ف زعمهم أنم على ملة ابراهيم‬
‫عليه السلم وقال الصنف ف الكلم على هذه اليه إن إبراهيم كان أمة لئل يستوحش سالك‬
‫الطريق من قلة السالكي قانتا ل ل للملوك ول للتجار الترفي حنيفا ل ييل يينا ول شال‬
‫كفعل العلماء الفتوني ول يك من الشركي خلفا لن كثر سوادهم وزعم انه من السلمي‬
‫قلت وهو من أحسن ما قيل ف تفسي هذه الية لكنه ينبه بالدن على العلى وقوله لئل‬
‫يستوحش تنبيه على بعض معن الية وهو النفرد وحده ف الي وقد روى ابن أب حات عن ابن‬
‫عباس ف قوله إن إبراهيم كان أمة قانتا كان على السلم ول يكن ف زمانه من قومه أحد على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫السلم غيه فلذك قال ال كان أمة قانتا ول تناف بينه وبي كلم ابن مسعود التقدم قوله وقال‬
‫والذين هم بربم ل يشركون مناسبة الية للترجة من جهة أن ال تعال وصف الؤمني السابقي‬
‫إل النات بصفات أعظمها الثناء عليهم بأنم بربم ل يشركون أي شيئا من الشرك ف وقت‬
‫من الوقات فإن اليان النافع مطلقا ل يوجد إل بترك الشرك مطلقا ولا كان الؤمن قد يعرض‬
‫له ما يقدح ف إيانه من شرك جلي أو خفي نفى عنهم ذلك ومن كان كذلك فقد بلغ من‬
‫تقيق التوحيد النهاية وفاز بأعظم التجارة ودخل النة بل حساب و ل عذاب‬
‫‪ 79‬قال ابن كثي والذين هم بربم ل يشركون أي ل يعبدون معه غيه بل يوحدونه ويعلمون أنه ل‬
‫إله إل ال أحد صمد ل يتخذ صاحبة ول ولدا وأنه ل نظي له قال عن حصي بن عبد الرحن‬
‫قال كنت عند سعيد بن جبي فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة فقلت أنا ث قلت‬
‫أما إن ل أكن ف صلة ولكن لدغت قال فما صنعت قلت ارتقيت قال فما حلك على ذلك‬
‫قلت حديث حدثناه الشعب قال وما حدثكم الشعب قلت حدثنا عن بريدة بن الصيب أنه قال‬
‫ل رقية إل من عي أو وحة فقال قد أحسن من انتهى إل ما سع ولكن حدثنا ابن عباس عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال عرضت علي المم فرأيت النب ومعه الرهط والنب ومعه الرجل‬
‫والرجلن والنب وليس معه أحد إذ رفع ل سواد عظيم فظننت أنم أمت فقيل ل هذا موسى‬
‫وقومه فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل ل هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون النة بل‬
‫حساب ول عذاب ث نض فدخل منله فخاض الناس ف أولئك فقال بعضهم فلعلهم الذين‬
‫صحبوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا ف السلم فلم‬
‫يشركوا بال شيئا فخرج عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبوه فقال هم الذين ل‬
‫يسترقون ول يكتوون ول يتطيون وعلى ربم يتوكلون فقام عكاشة بن مصن فقال يا رسول‬
‫ال ادع ال أن يعلن منهم فقال انت منهم ث قال رجل آخر فقال ادع ال أن يعلن منهم‬
‫فقال سبقك با عكاشة ش هكذا اورد الصنف هذا الديث غي مزور وقد رواه البخاري‬
‫متصرا ومطول ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي‬
‫‪ 80‬قوله عن حصي بن عبد الرحن هو السلمي أبو الذيل الكوف ثقة تغي حفظه ف الخر مات‬
‫سنة ست وثلثي ومائة وله ثلث وتسعون سنه وسعيد بن جبي هو المام الفقيه من جلة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أصحاب ابن عباس روايته عن عائشة وأب موسى مرسلة وهو كوف مول لبن أسد قتل بي‬
‫يدي الجاج سنة خس وتسعي ول يكمل المسي قوله انقض هو بالقاف والضاد العجمة‬
‫أي سقط والبارحة هي أقرب ليلة مضت قال أبو العباس ثعلب يقال قبل الزوال رأيت الليلة‬
‫وبعد الزوال رأيت البارحة وهكذا قال غيه وهي مشتقة من برح إذا زال قوله أما إن لا كن ف‬
‫صلة القائل هو حصي خاف أن يظن الاضرون انه ما رأي النجم إل لنه يصلي فأراد أن‬
‫ينفي عن نفسه ايهام العبادة وأنه يصلي مع أنه ل يكن فعل ذلك وهذا يدل على فضل السلف‬
‫الصال وحرصهم على الخلص وشدة ابتعادهم عن الرياء بلف من يقول فعلت وفعلت‬
‫ليوهم الغمار أنه من الولياء وربا علق السبحه ف عنقه أو أخذها ف يده يشي با بي الناس‬
‫اعلما للناس أنه يسبح عدد ما فيها من الرز وقد قال المام ممد بن وضاح حدثنا أسد عن‬
‫جرير بن حازم عن الصلت بن برهام قال مر ابن مسعود بامرأة تسبح به فقطعه وألقاها ث مر‬
‫برجل يسبح بصى فضربه برجله ث قال لقد جئتم ببدعة ظلما أو لقد غلبتم أصحاب ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم علما قوله ولكن لدغت هو بضم أوله وكسر ثانية مبن لا يسم فاعله أي‬
‫لذغته عقرب أو نوها قوله قلت ارتقيت لفظ مسلم استرقيت أي طلبت من يرقين قوله فما‬
‫حله على ذلك فيه طلب الجة على صحة الذهب‬
‫‪ 81‬قوله حديث حدثناه الشعب حلن عليه حديث حدثناه الشعب واسه عامر بن شرحبيل المدان‬
‫بسكون اليم الشعب ولد ف خلفة عمر وهو من ثقات التابعي وحفاظهم وفقهائهم مات سنة‬
‫ثلثة ومائة قوله عن بريدة بضم أوله وفتح ثانيه تصغي بردة بن الصيب بضم الاء وفتح الصاد‬
‫الهملتي ابن عبد ال بن الارث السلمي صحاب شهي مات سنة ثلث وستي قاله ابن سعد‬
‫قوله لرقية إل من عي أو حة هكذا روي هنا موقوفا وقد رواه أحد وابن ماجه عنه مرفوعا‬
‫ورواه أحد وأبو داود والترمذي عن عمران بن حصي به مرفوعا قال اليثمي رجال أحد ثقات‬
‫والعي هي إصابة العائن غيه بعينه والمة بضم الهملة وتفيف اليم سم العقرب وشبهها قال‬
‫الطاب ومعن الديث ل رقية أشفى أو أول من رقية العي والمة وقد رقي النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ورقي قلب وسيأت ما يتعلق بالرف أن نشاء ال تعال قوله قد أحسن من انتهى ال ما سع‬
‫أي من أخذ با بلغه من العلم وعمل به فقد أحسن لنه أدى ما وجب وعمل با بلغه من العلم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بلف من يعمل بهل أو ل يعمل با يعلم فإنه مسيء آث وفيه فضيلة علم السلف وحسن أدبم‬
‫وهديهم وتلطفهم ف تبليغ العلم وارشادهم من أخذ بشيء وإن كان مشروعا ال ما هو أفضل‬
‫منه وإن من عمل با بلغه عن ال وعن رسوله فقد أحسن ول يتوقف العمل به على معرفة كلم‬
‫أهل الذاهب أو غيهم قوله ولكن حدثنا ابن عباس هو عبد ال بن عباس بن عبد الطلب‬
‫الاشي ابن عم النب صلى ال عليه وسلم دعا له النب صلى ال عليه وسلم فقال اللهم فقهه ف‬
‫الدين وعلمه التاويل فكان كذلك قال عمر لوأدرك ابن عباس اسناننا ما عشره منا أحد‬
‫‪ 82‬أي ما بلغ عشره ف العلم مات بالطائف سنة ثان وستي قال الصنف فيه عمق علم السلف‬
‫لقوله قد أحسن من انتهى ال ما سع ولكن كذا وكذا فعلم أن الديث الول ل يالف الثان‬
‫قوله عرضت علي المم ف رواية الترمذي والنسائي من رواية عبشر ابن القاسم عن حصي بن‬
‫عبدالرحن أن ذلك كان ليلة السراء ولفظة لا أسري بالنب صلى ال عليه وسلم جعل ير بالنب‬
‫ومعه الواحد قال الافظ فإن كان ذلك مفوظا كانت فيه قوة لن ذهب ال تعدد السراء وأنه‬
‫وقع بالدينة أيضا غي الذي وقع بكة كذا قال وليس بظاهر بل قد يكون رأي ذلك ليلة السراء‬
‫ول يدث به ال ف الدينة وليس ف الديث ما يدل على أنه حدث به قريبا من العرض عليه‬
‫قوله فرأيت النب ومعه الرهط هو الماعه دون العشرة قاله النووي قوله والنب ومعه الرجل‬
‫والرجلن والنب وليس معه أحد فيه أن النبياء متفاوتون ف عدد أتباعهم وأن بعضهم ل يتبعه‬
‫أحد وفيه الرد على من احتج بالكثر وزعم أن الق مصور فيهم وليس كذلك بل الواجب‬
‫اتباع الكتاب والسنة مع من كان وأين كان قوله اذ رفع ل سواد عظيم السواد ضد البياض‬
‫والراد هنا الشخص الذي يرى من بعيد أي رفع ل أشخاص كثية قوله فظننت أنم أمت‬
‫استشكل الساعيلي كونه صلى ال عليه وسلم ل يعرف أمته حت ظن أنم أمة موسى عليه‬
‫السلم وقد ثبت حديث أب هريرة كيف تعرف من ل تر من أمتك فقال إنم غر مجلون من‬
‫أثر الوضوء وأجاب بأن السخاص الت رآها ف الفق ل يدرك منها ال الكثرة من غي تييز‬
‫لعيانم وأما ما ف حديث أب هريرة فمحمول على ما إذا قربوا منه‬
‫‪ 83‬ذكره الافظ قوله فقيل ل هذا موسى وقومه أي موسى بن عمران كليم الرحن وقومه الذين‬
‫اتبعوه وفيه فضيلة موسى وقومه قوله فنظرت فإذا سواد عظيم لفظ مسلم بعد قوله هذا موسى‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وقومه ولكن انظر ال الفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل ل انظر ال الفق الخر فنظرت فإذا‬
‫سواد عظيم فقيل ل هذه أمتك قوله ومعهم سبعون ألفا يدخلون النة بلحساب ول عذاب أي‬
‫لتحقيقهم التوحيد قال الافظ الراد بالعية العنوية فإن السبعي ألفا الذكورين من جلة أمته لكن‬
‫ل يكونوا ف الذين عرضوا إذ ذاك فأريد الزيادة ف تكثي أمته بإضافة السبعي ألفا اليهم قلت‬
‫وما قاله ليس بظاهر فإن ف رواية ابن فضيل ويدخل النة من هؤلء من أمتك سبعون ألفا وقد‬
‫ورد ف حديث أب هريره ف الصحيحي وصف السبعي ألفا بأنم تضيء وجوههم إضاءة القمر‬
‫ليلة البدر وفيهما عنه مرفوعا أول زمرة تدخل النة على صورة القمر والذين على آثارهم‬
‫كأحسن كوكب دري ف السماء إضاءة وجاء ف أحاديث أخر أن مع السبعي ألفا زيادة عليهم‬
‫فروى أحد والبهيقي ف البعث حديث أب هريرة ف السبعي ألفا فذكره وزاد قال فاستزدت‬
‫رب فزادن مع كل الف سبعي الفا قال الافظ وسنده جيد وف الباب عن أب أيوب عند‬
‫الطبان وعن حديفة عند احد وعن أنس عند البزار وعن ثوبان عند أب عاصم قال فهذه طرق‬
‫يقوي بعضها بعضا قال وجاء ف احاديث أخر أكثر من ذلك فأخرج الترمذي وحسنه والطبان‬
‫وابن حبان ف صحيحه من حديث أب أمامة رفعه وعدن رب أن يدخل النة من أمت سبعي‬
‫الفا مع كل ألف سبعي كذا الفا ل حساب عليهم ول عذاب وثلث حثيات من حثيات رب‬
‫وروى أحد وأبو يعلى من‬
‫‪ 84‬حديث أب بكر الصديق رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطيت سبعي‬
‫الفا يدخلون النة بغي حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر قلوبم على قلب رجل واحد‬
‫فاستزدت رب عز وجل فزادن امع كل واحد سبعي ألفا قال الافظ وف سنده راويان احدها‬
‫ضعيف الفظ والخر ل يسم قلت وفيه أن كل أمة تشر مع نبيها قوله ث نض أي قام قوله‬
‫فخاض الناس ف اولئك قال النووي هو بالاء والضاد العجمتي أي تكلموا وتناظروا قال وف‬
‫هذا إباحة الناظرة ف العلم والباحثة ف نصوص الشرع على وجهة الستفادة وإظهار الق وفيه‬
‫عمق علم السلف لعرفتهم أنم ل ينالوا ذلك إل بعلم وفيه حرصهم على الي ذكره الصنف‬
‫قوله فقال هم الذين ل يسترقون هكذا ثبث ف الصحيحي وف رواية مسلم الت ساقها الصنف‬
‫هنا زيادة ول يرقون وكان الصنف اختصرها كغيها لا قيل انا معلولة قال شيخ السلم هذه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الزيادة وهم من الراوي ل يقل النب صلى ال عليه وسلم ل يرقون لن الراقي مسن ال أخيه‬
‫وقد قال صلى ال عليه وسلم وقد سئل عن الرقى قال من استطاع منكم أن ينفع إخاه فلينفعه‬
‫وقال ل بأس بالرقى ما ل تكن شركا قال وأيضا فقد رقى جبيل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ورقى النب صلى ال عليه وسلم أصحابه قال والفرق بي الراقي والسترقي أن السترقي سائل‬
‫مستعط ملتفت إل غي ال بقلبه والراقي مسن قال وإنا الراد وصف السبعي الفا بتمام التوكل‬
‫فل يسألون غيهم أن يرقيهم ول يكويهم ول يتطيون وكذا قال ابن القيم ولكن اعترضه‬
‫بعضهم بأن قال تغليط الراوي مع إمكان تصحيح الزيادة ل يصار اليه والعن الذي حله على‬
‫التغليط موجود ف الرقى لنه اعتل بأن الذي ل يطلب من غيه أن يرقيه تام التوكل فكذا يقال‬
‫والذي‬
‫‪ 85‬يفعل به غيه ذلك ينبغب أن ل يكنه منه لجل تام التوكل وليس ف وقوع ذلك من جبيل‬
‫عليه السلم دللة على الدعى ول ف فعل النب صلى ال عليه وسلم له أيضا دللة ف مقام‬
‫التشريع وتبيي الحكام كذا قال هذا القائل وهو خطأ من وجوه الول أن هذه الزيادة ل يكن‬
‫تصحيحها إل بملها على وجوه ل يصح حلها عليها كقول بعضهم الراد ل يرقون با كان‬
‫شركا أو احتمله فإنه ليس ف الديث ما يدل على هذا اصل وايضا فعلى هذا ل يكون للسبعي‬
‫مزية على غيه فإن جلة الؤمني ل يرقون با كان شركا الثان قوله فكذا يقال ال ل يصح هذا‬
‫القياس فإنه من أفسد القياس وكيف يقاس من سأل وطلب على من ل يسأل مع أنه قياس مع‬
‫وجود الفارق الشرعي فهو فاسد العتبار لنه تسوية بي ما فرق الشارع بينهما بقوله من‬
‫اكتوى أو استرقى فقد برىء من التوكل رواه أحد والترمذي وصححه وابن ماجه وصححه‬
‫ابن حبان والاكم أيضا وكيف يعل ترك الحسان إل اللق سببا للسبق ال النان وهذا‬
‫بلف من رقى أو رقي من غي سؤال فقد رقى جبيل النب صلى ال عليه و سلم ول يوز أن‬
‫يقال إنه عليه السلم ل يكن متوكل ف تلك الال الثالث قوله ليس ف وقوع ذلك من جبيل‬
‫عليه السلم ال كلم غي صحيح بل ها سيداالتوكلي فإذا وقع ذلك منهما دل على أنه ل‬
‫يناف التوكل فاعلم ذلك قوله ول يكتوون أي ل يسألون غيهم ان يكويهم كما ل يسألون‬
‫غيهم أن يرقاهم استسلما للقضاء وتلذذا بالبلء أما الكي ف نفسه فجائز كما ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 86‬الصحيح عن جابر بن عبدال أن النب صلىال عليه وسلم بعث ال أب بن كعب طبيبا فقطع له‬
‫عرقا وكواه وف صحيح البخاري عن أنس أنه كوى من ذات النب والنب صلى ال عليه وسلم‬
‫حي وروى الترمذي وغيه عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من‬
‫الشوكة وف صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا الشفاء ف ثلث شربه عسل وشرطه مجم‬
‫وكية نار وأنا أنى عن الكي وف لفظ وما احب أن أكتوي قال ابن القيم فقد تضمنت أحاديث‬
‫الكي أربعة أنواع أحدها فعله والثان عدم مبته له والثالث الثناء على من تركه والرابع النهي‬
‫عنه ول تعارض بينهما بمد ال فإن فعله له يدل على جوازه وعدم مبته له ل يدل علىالنع‬
‫منه وأما الثناء على تاركيه فيدل على أن تركه أول وأفضل وأما النهي عنه فعلى سبيل الختيار‬
‫والكراهية قوله ول يتطيون أي ل يتشاءمون بالطيور ونوها وسيأت بيان الطية وما يتعلق با‬
‫ف بابا إن شاء ال تعال قوله وعلى ربم يتوكلون ذكر الصل الامع الذي تفرعت عنه هذه‬
‫الفعال وهو التوكل على ال وصدق اللتجاء اليه والعتماد بالقلب عليه الذي هو خلصة‬
‫التفريد وناية تقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف من الحبة والوف والرجاء والرضى به‬
‫ربا وإلا والرضى بقضائه بل ربا أوصل العبد ال التلذذ بالبلء وعده من النعماء فسبحان من‬
‫يتفضل على من يشاء با يشاء وال ذو الفضل العظيم واعلم أن الديث ل يدل على أنم ل‬
‫يباشرون السباب أصل كما يظنه الهلة فان مباشرة السباب ف الملة أمر فطري ضروري ل‬
‫انفكاك لحد عنه حت اليوان البهيم بل نفس التوكل مباشرة لعظم السباب كما قال‬
‫‪ 87‬تعال ومن يتوكل على ال فهو حسبه اي كافيه إنا الراد أنم يتركون المور الكروهة مع‬
‫حاجتهم إليها توكل على ال كالسترقاء والكتواء فتركهم له ليس لكونه سببا لكن لكونه‬
‫سببا مكروها لسيما والريض يتشبث با يظنه سببا لشفائه بيط العنكبوت أما نفس مباشرة‬
‫السباب والتداوي على وجه ل كراهية فيه فغي قادح ف التوكل فل يكون تركه مشروعا كما‬
‫ف الصحيحي عن أب هريرة مرفوعا ما أنزل ال من داء إل أنزل له شفاء وعن أسامة بن شريك‬
‫قال كنت عند النب صلى ال عليه وسلم وجاءت العراب فقالوا يا رسول ال أنتداوى فقال‬
‫نعم يا عباد ال تداووا فإن ال عز وجل ل يضع داءا إل وضع له شفاء غي داء واحد قالوا ما‬
‫هو قال الرم رواه أحد قال ابن القيم فقد تضمنت هذه الحاديث إثبات السباب والسببات‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وإبطال قول من أنكرها والمر بالتداوي وأنه ل يناف التوكل كما ل ينافيه دفع داء الوع‬
‫والعطش والر والبد بأضدداها بل ل تتم حقيقة التوحيد إل بباشرة السباب الت نصبها ال‬
‫مقتضيات لسبباتا قدرا وشرعا وان تعطيلها يقدح بباشرته ف نفس التوكل كما يقدح ف المر‬
‫والكمة ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى من التوكل فإن تركها عجز يناف‬
‫التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على ال ف حصول ما ينفع العبد ف دينه و دنياه ودفع ما‬
‫يضره ف دينه ودنياه ول بد مع هذا العتماد من مباشرة السباب وإل كان معطل للمر‬
‫والكمة والشرع فل يعل العبد عجزه توكل ول توكله عجزا وقد اختلف العلماء ف التداوي‬
‫هل هو مباح وتركه أفضل أو مستحب أو واجب فالشهور عن أحد الول لذا الديث وما ف‬
‫‪ 88‬معناه ولكن على ما تقدم ل يتم الستدلل به على ذلك والشهور عند الشافعي الثان حت ذكر‬
‫النووي ف شرح مسلم أنه مذهبهم ومذهب جهور السلف وعامة اللف واختاره الوزير أبو‬
‫الظفر قال ومذهب أبو حنيفة أنه مؤكد حت يدان به الوجوب قال ومذهب مالك أنه يستوى‬
‫فعله وتركه فإنه قال ل بأس بالتداوي ول بأس بتركه وقال شيخ السلم ليس بواجب عند‬
‫جاهي الئمة إنا أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحد قوله فقام اليه عكاشة بن‬
‫مصن بضم العي و تشديد الكاف ويوز تفيفها ومصن بكسر اليم وسكون الاء وفتح‬
‫الصاد الهملتي ابن حرثان بضم الهملة وسكون الراء وبعدها مثلثة السدي من بن أسد بن‬
‫خزية ومنه خلفاء بن أمية كان من السابقي إل السلم ومن أجل الرجال هاجر وشهد بدرا‬
‫وقاتل فيها قال ابن اسحق وبلغن أن النب صلى ال عليه وسلم قال خي فارس ف العرب عكاشة‬
‫ومناقبه مشهورة استشهد ف قتال أهل الردة مع الردة بيدي طليحة السدي سنة اثنت عشرة ث‬
‫أسلم طليحة بعد ذلك قوله قال ادع ال أن يعلن منهم فقال أنت منهم ف رواية البخاري فقال‬
‫اللهم اجعله منهم وكذلك ف حديث أب هريرة عند البخاري مثله وف بعض الروايات أمنهم أنا‬
‫يا رسول ال قال نعم قال الافظ ويمع بأنه سأل الدعاء أول فدعا له ث استفهم هل أجيب‬
‫فأخبه وفيه طلب الدعاء من الفاضل قوله ث قام اليه رجل آخر ل نقف على تسميته إل ف‬
‫طريق واهية‬
‫‪ 89‬ذكرها الطيب ف البهمات من رواية أب حذيفة اسحق بن بشر أحد الضعفاء من طريقي له‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عن ماهد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا انصرف من غزاة بن الصطلق فساق قصة‬
‫طويلة فيها ذلك قال الافظ وهذا مع ضعفه وإرساله يستبعد من جهة جللة سعد بن عبادة فإن‬
‫كان مفوظا فلعله آخر باسم سيد الزرج واسم أبيه فإن ف الصحابة كذلك آخر له ف مسند‬
‫بقي ابن ملد وف الصحابة سعد بن عمارة فلعل اسم ابيه ترف قوله سبقك با عكاشة قال ابن‬
‫بطال معن قوله سبقك أي إل إحراز هذه الصفات وهي التوكل وعدم التطي وما ذكر معه‬
‫وعدل عن قوله لست منهم أو لست على أخلقهم تلطفا بأصحابه وحسن أدب معهم وقال‬
‫القرطب ل يكن عند الثان من الحوال ما كان عند عكاشة فلذلك ل يب إذ لو أجابه لاز أن‬
‫يطلب ذلك كل من كان حاضرا فيتسلسل المر فسد الباب بقوله ذلك وهذا اول من قول من‬
‫قال كان منافقا لوجهي أحدها أن الصل ف الصحابة عدم النفاق فل يثبت ما يالف ذلك إل‬
‫بنقل صحيح والثان أنه قل أن يصدر مثل هذا السؤال إل عن قصد صحيح ويقي بتصديق‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم وكيف يصدر ذلك من منافق قلت هذا أول ما قيل ف تأويله وإليه‬
‫مال شيخ السلم قال الصنف وفيه استعمال العاريض وحسن خلقه صلى ال عليه وسلم باب‬
‫الوف من الشرك ش لا كان الشرك أعظم ذنب عصي ال به ولذا رتب عليه من عقوبات‬
‫الدنيا والخرة ما ل يرتبه على ذنب سواه من إباحة دماء أهله وأموالم وسب نسائهم وأولدهم‬
‫وعدم مغفرته من بي الذنوب إل بالتوبة منه نبه‬
‫‪ 90‬الصنف بذه الترجة على أنه ينبغي للمؤمن أن ياف منه ويذره ويعرف أسبابه ومبادئه وأنواعه‬
‫لئل يقع فيه ولذا قال حذيقة كان الناس يسألون رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الي‬
‫وكنت أسأله عن الشر مافة أن أقع فيه رواه البخاري وذلك أن من ل يعرف إل الي قد يأتيه‬
‫الشر ول يعرف أنه شر فأما أن يقع فيه وأما أن ل ينكره كما ينكره الذي عرفه ولذا قال عمر‬
‫بن الطاب رضي ال عنه إنا تنقض عرى السلم عروة عروة إذا نشأ ف السلم من ل يعرف‬
‫الاهلية قال شيخ السلم وهو كما قال عمر فإن كمال السلم هو المر بالعروف والنهي‬
‫عن النكر وتام ذلك بالهاد ف سبيل ال ومن نشأ ف العروف فلم يعرف غيه فقد ل يكون‬
‫عنده من العلم بالنكر وضرره ما عند من علمه ول يكون عنده من الهاد لهله ما عند البي‬
‫بم ولذا يوجد البي بالشر وأسبابه إذا كان حسن القصد عنده من الحتراز عنه والهاد لم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ما ليس عند غيه ولذا كان الصحابة أعظم إيانا وجهادا من بعدهم لكمال معرفتهم بالي‬
‫والشر وكمال مبتهم للخي وبغضهم للشر لا علموه من حسن حال اليان والعمل الصال‬
‫وقبح حال الكفر والعاصي قال وقول ال إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن‬
‫يشاء قال ابن كثي أخب تعال أنه ل يغفر أن يشرك به أي ل يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به‬
‫ويغفر ما دون ذلك أي من الذنوب لن يشاء من عباده قلت فتبي بذا أن الشرك أعظم الذنوب‬
‫لن ال تعال أخب أنه ل يغفره أي إل بالتوبة منه وما عداه فهو داخل تت مشيئة ال إن شاء‬
‫غفره بل توبة‬
‫‪ 91‬وإن شاء عذب به وهذا يوجب للعبد شدة الوف من هذا لذنب الذي هذا شأنه عند ال وإنا‬
‫كان كذلك لنه أقبح القبح وأظلم الظلم إذ مضمونه تنقيص رب العالي وصرف خالص حقه‬
‫لغيه وعدل غيه به كما قال تعال ث الذين كفروا بربم يعدلون ولنه مناقض للمقصود باللق‬
‫والمر مناف له من كل وجه وذلك غاية العاندة لرب العالي والستكبار عن طاعته والذل له‬
‫والنقياد لوامره الذي لصلح للعال ال بذلك فمت خل منه خرب و قامت القيامة كما قال‬
‫صلى ال عليه وسلم ل تقوم الساعة حت ل يقال ف الرض ال ال رواه مسلم ولن الشرك‬
‫تشبيه للمخلوق بالالق تعال وتقدس ف خصائص اللية من ملك الضر والنفع والعطاء والنع‬
‫الذي يوجب تعلق الدعاء والوف والرجاء والتوكل وأنواع العبادة كلها بال وحده فمن علق‬
‫ذلك لخلوق فقد شبهه بالالق وجعل من ل يلك لنفسه ضرا ول نفعا ول موتا ول حياة ول‬
‫نشورا فضل عن غيه شبيها بن له اللق كله وله اللك كله وبيده الي كله وإليه يرجع المر‬
‫كله فأزمة المور كلها بيديه سبحانه ومرجعها إليه فما شاء كان وما ل يشأ ل يكن ل مانع لا‬
‫أعطى ول معطي لا منع الذي إذا فتح للناس رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من‬
‫بعده وهو العزيز الكيم فأقبح التشبيه تشبيه العاجر الفقي بالذات بالقادر الغن بالذات ومن‬
‫خصائص اللية الكمال الطلق من جيع الوجوه الذي ل نقص فيه بوجه من الوجوه ولك‬
‫يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والجلل والشية والدعاء والرجاء والنابة‬
‫‪ 92‬والتوكل والتوبة والستعانة وغاية الب مع غاية الذل كل ذلك يب عقل وشرعا وفطرة أن‬
‫يكون ل وحده ويتنع عقل وشرعا وفطرة أن يكون لغيه فمن فعل شيئا من ذلك لغيه فقد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫شبه ذلك الغي بن ل شبيه له ول مثل له ول ند له وذلك أقبح التشبيه وأبطله فلهذه المور‬
‫وغيها أخب سبحانه أنه ل يغفره مع أنه كتب على نفسه الرحة هذا معن كلم ابن القيم وف‬
‫الية رد على الوارج الكفرين بالذنوب وعلى العتزلة القائلي بأن أصحاب الكبائر يدخلون‬
‫النار ول بد ول يرجون منها وهم أصحاب النلة بي النلتي ووجه ذلك أن ال تعال جعل‬
‫مغفرة ما دون الشرك معلقة بالشيئة ول يوز أن يمل هذا على التأكيد فإن التائب ل فرق ف‬
‫حقه بي الشرك وغيه كما قال تعال ف الية الخرى قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم‬
‫ل تقنطوا من رحة ال إن ال يغفر الذنوب جيعا فهنا عمم وأطلق لن الراد به التائب وهناك‬
‫خص وعلق لن الراد به ما ل يتب قاله شيخ السلم قوله وقال الليل عليه السلم واجنبن‬
‫وبن أن نعبد الصنام الصنم ما كان منحوتا على صورة البشر والوثن ما كان منحوتا على غي‬
‫ذلك ذكره الطبي عن ماهد والظاهر أن الصنم ما كان مصورا على أي صورة والوثن بلفه‬
‫كالجر والبنية وإن كان الوثن قد يطلق على الصنم ذكر معناه غي واحد ويروي عن بعض‬
‫السلف ما يدل عليه وقوله واجنبن أي اجعلن وبن ف جانب عن عبادة الصنام وباعد بين‬
‫وبينها قيل واراد بذلك بنيه وبناته من صلبه ول يذكر البنات لدخولم تبعا ف البني وقد‬
‫‪ 93‬استجاب ال دعاءه وجعل بنيه أنبياء وجنبهم عبادة الصنام وإنا دعا ابراهيم عليه السلم بذلك‬
‫لن كثيا من الناس افتتنوا با كما قال رب إنن أضللن كثيا من الناس فخاف من ذلك ودعا‬
‫ال ان يعافيه وبنيه من عبادتا فإذا كان ابراهيم عليه السلم يسأل ال أن ينبه وينب بنيه عبادة‬
‫الصنام فما ظنك بغيه كما قال ابراهيم التيمي ومن يأمن من البلء بعد ابراهيم رواه ابن جرير‬
‫وابن أب حات وهذا يوجب للقلب الي أن ياف من الشرك ل كما يقول الهال إن الشرك ل‬
‫يقع ف هذه المة ولذا أمنوا الشرك فوقعوا فيه وهذا وجه مناسبة الية للترجة قال وف الديث‬
‫أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر فسئل عنه فقال الرياء ش هكذا أورد الصنف هذا‬
‫الديث متصرا غي معرف وقد رواه المام أحد والطبان وابن أب الدنيا والبيهقي ف الزهد‬
‫وهذا لفظ أحد قال حدثنا يونس ثنا ليث عن يريد يعن ابن الاد عن عمرو عن ممود بن لبيد‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر قالوا وما‬
‫الشرك الصغر يا رسول ال قال الرياء يقول ال يوم القيامة اذا جزى الناس بأعمالم اذهبوا إل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الذين كنتم تراؤون ف الدنيا فانظروا هل تدون عندهم جزاء قال النذري وممود بن لبيد رأى‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ول يصح له منه ساع فيما أرى وذكر ابن أب حات أن البخاري قال‬
‫له صحبه قال وقال ب ل تعرف له صحبة ورجح ابن عبد الب والافظ أن له صحبه وقال رجل‬
‫روايته عن الصحابة وقد رواه الطبان باسناد جيد عن ممود ابن لبيد عن رافع بن خديج وقيل‬
‫إن حديث ممود هو الصواب دون ذكر رافع مات ممود سنة ست وتسعي وقيل سنة سبع‬
‫وله تسع وتسعون سنة‬
‫‪ 94‬قوله إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر هذا من رحته صلى ال عليه وسلم لمته‬
‫وشفقته عليهم وتذيره ما ياف عليهم فانه ما من خي إل دلم عليه وأمر به وما من شر إل‬
‫وأخبهم به وحذرهم عنه كما قال صلى ال عليه وسلم فيما صح عنه ما بعث ال من نب إل‬
‫كان حقا عليه أن يدل أمته على خي ما يعلمه لم وينهاهم عن شر ما يعلمه لم ولا كانت‬
‫النفوس مبولة على مبة الرياسة والنلة ف قلوب اللق المن سلم ال كان هذا أخوف ما‬
‫ياف على الصالي لقوة الداعي ال ذلك والعصوم من عصمه ال وهذا بلف الداعي ال‬
‫الشرك الكب فإنه إما معدوم ف قلوب الؤمني الكاملي ولذا يكون اللقاء ف النار أسهل‬
‫عندهم من الكفر وإما ضعيف هذا مع العافية وإما مع البلء فيثبت ال الذين آمنوا بالقول‬
‫الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ويضل ال الظالي ويفعل ال ما يشاء فلذلك صار خوفه‬
‫صلى ال عليه وسلم على أصحابه من الرياء أشد لقوة الداعي وكثرته دون الشرك الكب لا‬
‫تقدم مع أنه أخب أنه ل بد من وقوع عبادة الوثان ف أمته فدل على أنه ينبغي للنسان أن‬
‫ياف على نفسه الشرك الكب إذا كان الصغر موفا على الصالي من الصحابة مع كمال‬
‫إيانم فينبغي للنسان أن ياف الكب لنقصان إيانه ومعرفته بال فهذا وجه ايراد الصنف له هنا‬
‫مع أن الترجة تشمل النوعي قال الصنف وفيه أن الرياء من الشرك وأنه من الصغر وأنه أخوف‬
‫ما ياف على الصالي وفيه قرب النة والنار والمع بي قربما ف حديث واحد على عمل‬
‫واحد متقارب ف الصورة قال وعن ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من مات‬
‫وهو‬
‫‪ 95‬يدعو ل ندا دخل النار رواه البخاري ش قال ابن القيم الند الشبه يقال فلن ند فلن ونديده‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أي مثله وشبهه انتهى وهذا كما قال تعال فل تعلوا ل أندادا وأنتم تعلمون وقال تعال وجعل‬
‫ل أندادا ليضل عن سبيله قل تتع بكفرك قليل إنك من أصحاب النار أي من مات وهو يدعو‬
‫ل ندا أي يعل ل ندا فيما يتص به تعال ويستحقه من الربوبيه واللية دخل النار لنه مشرك‬
‫فان ال تعال هو الستحق للعبادة لذاته لنه الألوه العبود الذي تأله القلوب وترغب اليه وتفزع‬
‫إليه عند الشدائد وما سواه فهو مفتقر اليه مقهور بالعبودية له تري عليه أقداره وأحكامه طوعا‬
‫وكرها فكيف يصلح أن يكون ندا قال ال تعال وجعلوا له من عباده جزءا إن النسان لكفور‬
‫مبي وقال إن كل من ف السموات والرض إل آت الرحن عبدا اليتان وقال تعال يا أيها‬
‫الناس أنتم الفقراء ال ال وال هو الغن الميد فبطل أن يكون له نديد من خلقه تعال عن ذلك‬
‫علوا كبيا ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله با خلق ولعل بعضهم‬
‫على بعض سبحان ال عما يصفون عال الغيب والشهادة فتعال عما يشركون واعلم أن دعاء‬
‫الند على قسمي أكب وأصغر فالكب ل يغفره ال إل بالتوبة منه وهو الشرك الكب والصغر‬
‫كيسي الرياء وقول الرجل ما شاء ال وشئت ونو ذلك فقد ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫لا قال له رجل ما شاء ال وشئت قال أجعلتن ل ندا بل ما شاء ال وحده رواه أحد وابن أب‬
‫شيبة‬
‫‪ 96‬والبخاري ف الدب الفرد والنسائي وابن ماجه وقد تقدم حكمه ف باب فضل التوحيد قال‬
‫ولسلم عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من لقي ال ل يشرك به شيئا دخل‬
‫النة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ش جابر هو ابن عبد ال بن عمرو بن حرام بهملتي‬
‫النصاري ث السلمي بفتحتي صحاب جليل مكثر ابن صحاب له ولبيه مناقب مشهورة رضي‬
‫ال عنهما مات بالدينة بعد السبعي وقد كف بصره وله أربع وتسعون سنة قوله من لقي ال ل‬
‫يشرك به شيئا قال القرطب أي من ل يتخذ معه شريكا ف اللية ول ف اللق ول ف العبادة‬
‫ومن العلوم من الشرع الجمع عليه عند أهل السنة أن من مات على ذلك فل بد له من دخول‬
‫النة وإن جرت عليه قبل ذلك أنواع من العذاب والحنة وإن مات على الشرك ل يدخل النة‬
‫ول يناله من ال رحة ويلد ف النار أبد الباد من غي انقطاع عذاب ول تصرم آماد وهذا‬
‫معلوم ضروري من الدين ممع عليه بي السلمي وقال النووي أما دخول الشرك إل النار فهو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫على عمومه فيدخلها ويلد فيها ول فرق فيه بي الكتاب اليهودي والنصران وبي عبدة الوثان‬
‫وسائر الكفرة من الرتدين والعطلي ول فرق عند أهل الق بي الكافر عنادا وغيه ول بي من‬
‫خالف ملة السلم وبي من انتسب اليها ث حكم بكفره بمده وغي ذلك وأما دخول من مات‬
‫غي مشرك النة فهو مقطوع له به لكن إن ل يكن صاحب كبية مات مصرا عليها دخل النة‬
‫ول وإن كان صاحب كبية مات مصرا عليها فهو تت الشيئة فإن عفا عنه دخل النة أول‬
‫وإل عذب ف النار ث أخرج فيدخل النة وقال غيه اقتصر على نفي الشرك لستدعائه التوحيد‬
‫بالقتضاء‬
‫‪ 97‬واستدعائه إثبات الرسالة باللزوم إذ من كذب رسل ال فقد كذب ال ومن كذب ال فهو‬
‫مشرك وهو كقولك من توضأ صحت صلته أي مع سائر الشروط فالراد من مات حال كونه‬
‫مؤمنا بميع ما يب اليان به إجال ف الجال تفصيل ف التفصيلي قلب قد تقدم بعض ما‬
‫يتعلق بذلك ف باب فضل التوحيد قال الصنف وفيه تفسي ل إله إل ال كما ذكره البخاري ف‬
‫صحيحه يعن أن معن ل اله إل إل ترك الشرك وافراد ال بالعبادة والباءة من عبد سواه كما‬
‫بينه الديث وفيه فضيلة من سلم من الشرك باب الدعاء ال شهادة أن ل اله الال ش لا بي‬
‫الصنف رحه ال المر الذي خلقت له الليقة وفضله وهو التوحيد وذكر الوف من ضده‬
‫الذي هو الشرك وأنه يوجب لصاحبه اللود ف النار نبه بذه الترجة على أنه ل ينبغي لن عرف‬
‫ذلك أن يقتصر على نفسه كما يظن الها ل ويقولون اعمل بالق واترك الناس وما يعنيك من‬
‫الناس بل يدعو ال ال بالكمة والوعظة السنة والجادلة بالت هي أحسن كما كان ذلك شأن‬
‫الرسلي وأتباعهم ال يوم الدين وكما حرى للمصنف وأشباهه من أهل العلم والدين والصب‬
‫واليقي وإذا أراد الدعوة ال ذلك فليبدأ بالدعوة إل التوحيد الذي هو معن شهادة أن ل إله إل‬
‫ال إذ ل تصح العمال إل به فهو اصلها الذي تبن عليه ومت ل يوجد ل ينفع العمل بل هو‬
‫حابط إذ ل تصح العبادة مع الشرك كما قال تعال ما كان للمشركي أن يعمروا مساجد ال‬
‫شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالم وف النار هم خالدون ولن معرفة معن‬
‫هذه الشهادة هو أول واجب على العباد فكان أول ما يبدأ به ف الدعوة‬
‫‪ 98‬قال وقوله تعال قل هذه سبيلي أدعو إل ال على بصية أنا ومن اتبعن ش قال ابن كثي يقول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم آمرا له أن يب الناس أن هذه سبيله أي طريقته وسنته وهي‬
‫الدعوة ال شهادة أن ل إله إل ال يدعو ال ال با على بصية من ذلك ويقي وبرهان هو وكل‬
‫من اتبعه تدعو ال ما دعا اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم على بصية وبرهان عقلي شرعي‬
‫وقوله سبحان ال أي وأنزه ال وأجل وأعظم عن أن يكون له شريك ونديد تبارك وتعال عن‬
‫ذلك علوا كبيا قلت فتبي وجه الطابقة بي الية والترجة قيل ويظهر ذلك إذا كان قوله ومن‬
‫اتبعن عطفا على الضمي ف أدعو ال ال فهو دليل على أن أتباعه هم الدعاة إل ال تعال وان‬
‫كان عطفا على الضمي النفصل فهو صريح ف أن أتباعه هم أهل البصية فيما جاء به دون من‬
‫عداهم والتحقيق أن العطف يتضمن العنيي فأتباعه هم أهل البصية الذين يدعون ال ال وف‬
‫الية مسائل نبه عليها الصنف منها التنبيه على الخلص لن كثيا ولو دعا إل الق فهو يدعو‬
‫إل نفسه ومنها أن البصية من الفرائض ووجه ذلك أن اتباعه صلى ال عليه وسلم وليس أتباعه‬
‫حقا إل أهل البصية فمن ل يكن منهم فليس من أتباعه فتعي أن البصية من الفرائض ومنها‬
‫دلئل حسن التوحيد أنه تنيه ال عز وجل عن السبة ومنها أن من أقبح الشرك كونه مسبة ل‬
‫ومنها ابعاد السلم عن الشتركي ل يصي معهم ولو ل يشرك وكل هذه الثلث ف قوله سبحان‬
‫ال الية قال وعن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا بعث معاذا إل اليمن قال له‬
‫إنك تأت قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه‬
‫‪ 99‬شهادة أن ل إله إل ال وف رواية إل أن يوحدوا ال فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن ال‬
‫افترض عليهم خس صلوات ف كل يوم وليلة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن ال افترض‬
‫عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فاياك وكرائم أموالم‬
‫واتق دعوة الظلوم فإنه ليس بينها وبي ال حجاب أخرجاه ش قوله لا بعث معاذا إل اليمن قال‬
‫الافظ كان بعث معاذا إل اليمن سنة عشر قبل حج النب صلى ال عليه وسلم كما ذكره‬
‫الصنف يعن البخاري ف أواخر الغازي وقيل كان ذلك ف آخر سنة تسع عند منصرفه من‬
‫تبوك رواه الواقدى باسناده ال كعب بن مالك وأخرجه ابن سعد ف الطبقات عنه ث حكى ابن‬
‫سعد أنه كان ف ربيع الخر سنة عشر وقيل بعثه عام الفتح سنة ثان واتفقوا أنه ل يزل على‬
‫اليمن إل أن قدم ف عهد أب بكر ث توجه إل الشام فمات با واختلف هل كان معاذ واليا أو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قاضيا فجزم ابن عبد الب بالثان والغسان بالول قلت الظاهر انه كان واليا قاضيا قوله إنك تات‬
‫قوما من أهل الكتاب قال القرطب يعن به اليهود والنصارى لنم كانوا ف اليمن أكثر من‬
‫مشركي العرب أو أغلب وانا نبهه على هذا ليتهيأ لناظرتم ويعد الدلة لمتحانم لنم أهل‬
‫علم سابق بلف الشركي وعبدة الوثان وقال الافظ هو كالتوطئة للوصية ليجمع هته عليها‬
‫ث ذكر معن كلم القرطب قلت وفيه أن ماطبة العال ليست كمخاطبة الاهل والتنبيه على أنه‬
‫ينبغي للنسان أن يكون على بصية ف دينه لئل يبتلى بن يورد عليه شبهة من علماء الشركي‬
‫ففيه التنبيه على الحتراز من الشبه والرص على طلب العلم‬
‫‪ 100‬قوله فليكن أول ما تدعوهم اليه شهادة أن ل إله إل ال يوز رفع أول مع نصب شهادة‬
‫وبالعكس قوله وف رواية إل أن يوحدوا ال هذه الرواية ف التوحيد من صحيح البخاري وف‬
‫بعض الروايات فادعهم ال شهادة أن ل إله إل ال وأن رسول ال وف بعضها وأن ممدا رسول‬
‫ال واكثر الروايات فيها ذكر الدعوة إل الشهادتي وأشار الصنف رحه ال بايراد هذه الرواية‬
‫إل التنبيه على معن شهادة أن ل إله إل ال إذ معناها توحيد ال بالعبادة وترك عبادة ما سواه‬
‫فلذلك جاء الديث مرة بلفظ شهادة أن ل إله إل ال ومرة إل أن يوحدواال ومرة فليكن أول‬
‫ما تدعوهم اليه عبادة ال فإذا عرفوا ال فأخبهم أن ال افترض عليهم خس صلوات وذلك هو‬
‫الكفر بالطاغوت واليان بال الذي قال ال فيه فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد استمسك‬
‫بالعروة الوثقى ل انفصام لا ومعن الكفر بالطاغوت هو خلع النداد واللة الت تدعى من دون‬
‫ال من القلب وترك الشرك با رأسا وبغضه وعداوته ومعن اليان بال هو إفراده بالعبادة الت‬
‫تتضمن غاية الب بغاية الذل والنقياد لمره وهذا هو اليان بال الستلزم لليان بالرسل‬
‫عليهم السلم الستلزم ولخلص العبادة ل تعال وذلك هو توحيد ال تعال ودينه الق الستلزم‬
‫للعلم النافع والعمل الصال وهو حقيقة شهادة أن ل إله إل ال وحقيقة العرفة بال وحقيقة‬
‫عبادته وحده ل شريك له فلله ما أفقه من روى هذا الديث بذه اللفاظ الختلفة لفظا التفقة‬
‫معن فعرفوا أن الراد من شهادة أن ل إله إل ال هو القرار با علما ونطقا وعمل خلفا لا‬
‫يظنه بعض الهال أن الراد من هذه الكلمة هو مرد النطق با أو القرار بوجود ال أو ملكه‬
‫لكل شيء من غي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 101‬شريك فإن هذا القدر قد عرفه عباد الوثان وأقروا به فضل عن أهل الكتاب ولو كان كذلك‬
‫ل يتاجوا ال الدعوة اليه وفيه دليل على أن التوحيد الذي هو إخلص العبادة ل وحده ل‬
‫شريك له وترك عبادة ما سواه هو أول واجب فلهذا كان أول ما دعت اليه الرسل عليهم‬
‫السلم كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون‬
‫وقال ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت ققال شيخ السلم رحه‬
‫ال وقد علم بالضطرار من دين الرسول صلى ال عليه وسلم واتفقت عليه المة أن أصل‬
‫السلم وأول ما يؤمر به اللق شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فبذلك يصي‬
‫الكافر مسلما والعدو وليا والباح دمه وماله معصوم الدم والال ث إن كان ذلك من قلبه فقد‬
‫دخل ف اليان وإن قاله ف بلسانه دون قلبه فهو ف ظاهر السلم دون باطن اليان وفيه البدءاة‬
‫ف الدعوة والتعليم بالهم فالهم واستدل به من قال من العلماء إنه ل يشترط ف صحة السلم‬
‫النطق بالتبي من كل دين يالف دين السلم لن اعتقاد الشهادتي يستلزم ذلك وف ذلك‬
‫تفصيل وفيه أنه ل يكم بإسلم الكافر إل بالنطق بالشهادتي قال شيخ السلم فأما الشهادتان‬
‫إذا ل يتكلم بما مع القدرة فهو كافر باتفاق السلمي وهو كافر باطنا وظاهرا عند سلف المة‬
‫وأئمتها وجاهي علمائها قلت هذا وال أعلم فيمن ل يقربما أو باحداها أما من كفره مع‬
‫القرار بما ففيه بث والظاهر أن إسلمه هو توبته عما كفر به وفيه أن النسان قد يكون قارئا‬
‫عالا وهو ل يعرف معن ل إله إل ال‬
‫‪ 102‬أو يعرفه ول يعمل به نبه عليه الصنف وقال بعضهم هذا الذي أمر به النب صلى ال عليه وسلم‬
‫معاذا هو الدعوة قبل القتال الت كان يوصي با النب صلى ال عليه وسلم أمراءه قلت فعلى هذا‬
‫فيه استحباب الدعوة قبل القتال لن بلغته الدعوة أما من ل تبلغه فتجب دعوته قوله فإن هم‬
‫أطاعوك لذلك أي شهدوا وانقادوا لذلك قوله فأعلمهم أن ال افترض عليهم خس صلوات فيه‬
‫أن الصلة بعد التوحيد والقرار بالرسالة أعظم الواجبات وأحبها واستدل به على أن الكفار غي‬
‫ماطبي بالفروع حيث دعاهم أول إل التوحيد فقط ث دعوا إل العمل ورتب ذلك عليها بالفاء‬
‫وأيضا فإن قوله فإن هم أطاعوك لذلك فأخبهم يفهم منه أنم لو ل يطيعوا ل يب عليهم شيء‬
‫قال النووي وهذا الستدلل صعيف فإن الراد أعلمهم بأنم مطالبون بالصلوات وغيها ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الدنيا والطالبة ف الدنيا ل تكون إل بعد السلم ول يلزم من ذلك أن ل يكونوا ماطبي با‬
‫ويزاد ف عذابم بسببها ف الخرة قال ث اعلم أن الختار أن الكفار ماطبون بفروع الشريعة‬
‫الأمور به والنهي عنه هذا قول الحققي والكثرين قلت ويدل عليه قوله تعال قالوا ل نك من‬
‫الصلي ول نك نطعم السكي اليات وفيه دليل على أن الوتر ليس بفرض إذ لو كان فرضا‬
‫لكان صلة سادسة ل سيما وهذا ف آخر المر قوله فإن هم أطاعوك لذلك أي آمنوا بأن ال‬
‫افترضها عليهم وفعلوها قوله فأعلمهم أن ال افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على‬
‫فقرائهم فيه دليل على أن الزكاة أوجب الركان بعد الصلة وأنا تؤخذ من الغنياء وتصرف‬
‫إل الفقراء وإنا خص النب صلى ال عليه وسلم الفقراء بالذكر مع أنا تدفع إل الجاهد والعامل‬
‫ونوها وان كانوا اغنياء لن الفقراء وال أعلم هم أكثر من‬
‫‪ 103‬تدفع اليهم أو لن حقهم آكد وفيه أن المام هو الذي يتول قبض الزكاة وصرفها إما بنفسه أو‬
‫نائبه فمن امتنع عن أدائها إليه أخذت منه قهرا قيل وفيه دليل على أنه يكفي إخراج الزكاة ف‬
‫صنف واحد كما هو مذهب مالك وأحد وعلى ما تقدم ل يكون فيه دليل وفيه أنه ل يوز‬
‫دفعها إل غن ول كافر وأن الفقي ل زكاة عليه وأن من ملك نصابا ل يعطى من الزكاة من‬
‫حيث أنه جعل الأخوذ منه غنيا وقابله بالفقي ومن ملك النصاب فالزكاة مأخوذة منه فهو غن‬
‫والغن مانع من إعطاء الزكاة إل من استثن وأن الزكاة واجبة ف مال الصب والجنون كما كما‬
‫هو قول المهور لعموم قوله من أغنيائهم قوله فإياك وكرائم أموالم هو بنصب كرائم على‬
‫التحذير والكرائم جع كرية أي نفيسة قال صاحب الطالع هي جامعة الكمال المكن ف حقها‬
‫من غزارة لب وجال صورة أو كثرة لم وصوف ذكره النووي وفيه أنه يرم على العامل اخذ‬
‫كرائم الال ف الزكاة بل يأخذ الوسط ويرم على صاحب الال إخراج شر الال بل يرج‬
‫الوسط فإن طابت نفسه بإخراج الكرية جاز قوله واتق دعوة الظلوم أي احذر دعوة الظلوم‬
‫واجعل بينك وبينها وقاية بفعل العدل وترك الظلم لئل يدعو عليك الظلوم وفيه تنبيه على النع‬
‫من جيع أنواع الظلم والنكتة ف ذكره عقب النع من أخذ الكرائم إشارة إل أن أخذها ظلم‬
‫ذكره الافظ قوله فانه أي الشأن ليس بينها وبي ال حجاب أي ل تجب عن ال تعال بل‬
‫ترفع إليه فيقبلها وإن كان عاصيا كما ف حديث أب هريرة عند أحد مرفوعا دعوة الظلوم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه واسناده‬
‫‪ 104‬حسن قاله الافظ وقال أبو بكر بن العرب هذا وإن كان مطلقا فهو مقيد بالديث الخر أن‬
‫الداعي على ثلث مراتب إما ان يعجل له ما طلب وإما ان يدخر له أفضل منه وإما ان يدفع‬
‫عنه من السوء مثله وهذا كما قيد مطلقا قوله أمن ييب الضطر إذا دعاه بقوله تعال فيكشف‬
‫ما تدعون اليه إن شاء وف الديث أيضا قبول خب الواحد العدل ووجوب العمل به وأن المام‬
‫يبعث العمال لباية الزكاة وأنه يعظ عماله وولته ويأمرهم بتقوى ال ويعلمهم ما يتاجون اليه‬
‫وينهاهم عن الظلم ويعرفهم قبح عاقبته والتنبيه على التعليم بالتدريج ذكره الصنف وآعلم انه ل‬
‫يذكر ف هذا الديث ونوه الصوم والج مع أن بعث معاذ كان ف آخر المر كما تقدم‬
‫فأشكل ذلك على كثي من العلماء قال شيخ السلم أجاب بعض الناس أن الرواة اختصر‬
‫بعضهم الديث وليس المر كذلك فإن هذا طعن ف الرواة لن هذا إنا يقع ف الديث الواحد‬
‫مثل حديث عبد القيس حيث ذكر بعضهم الصيام وبعضهم ل يذكره فأما الديثان الفصلن‬
‫فليس المر فيهما كذلك ولكن عن هذا جوابان أحدها أن ذلك بسب نزول الفرائض وأول‬
‫ما فرض ال الشهادتان ث الصلة فإنه أمر بالصلة ف أول أوقات الوحي ولذا ل يذكر وجوب‬
‫الج ف عامة الحاديث إنا جاء ف الحاديث التأخرة قلت وهذا من الحاديث التأخرة ول‬
‫يذكر فيها الواب الثان أنه كان يذكر ف كل مقام ما يناسبه فيذكر تارة الفرائض الت يقاتل‬
‫عليها كالصلة والزكاة ويذكر تارة الصلة والصيام إن ل يكن عليه زكاة ويذكر تارة الصلة‬
‫والزكاة والصيام فإما أن يكون قبل فرض الج كما ف حديث عبد القيس ونوه وإما أن يكون‬
‫الخاطب بذلك ل حج عليه‬
‫‪ 105‬وأما الصلة والزكاة فلهما شأن ليس لسائر الفرائض ولذا ذكر ال تعال ف كتابه القتال عليهما‬
‫لنما عبادتان ظاهرتان بلف الصوم فإنه أمر باطن وهو ما ائتمن عليه الناس فهو من جنس‬
‫الوضوء والغتسال من النابة ونو ذلك ما يؤتن عليه العبد فإن النسان يكنه أن ل ينوي‬
‫الصوم وأن يأكل سرا كما يكنه أن يكتم حدثه وجنابته بلف الصلة والزكاة وهو صلى ال‬
‫عليه وسلم يذكر ف العلم العمال الظاهرة الت يقاتل الناس عليها ويصيون مسلمي بفعلها‬
‫فلهذا علق ذلك بالصلة والزكاة دون الصيام وإن كان واجبا كما ف آيت براءة فإن براءة نزلت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بعد فرض الصيام باتفاق الناس وكذلك لا بعث معاذ بن جبل إل اليمن ل يذكر ف حديثه‬
‫الصيام لنه تبع وهو باطن ول ذكر الج لن وجوبه خاص ليس بعام وهو ل يب ف العمر إل‬
‫مرة واحدة انتهى ملخصا بعناه قوله أخرجاه أي أخرجه البخاري ومسلم ف الصحيحي‬
‫وأخرجه أيضا أحد وأبو دا ود والترمذي والنسائى وابن ماجه قال ولما عن سهل بن سعد أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم خيب لعطي الراية غدارجل يب ال ورسوله ويبه ال‬
‫ورسوله يفتح ال على يديه فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبحوا غدوا على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أب طالب فقيل هو‬
‫يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأت به فبصق ف عينيه ودعا له فبأ كأن ل يكن به وجع فأعطاه‬
‫الرايه وقال انفذ على رسلك حت تنل بساحتهم ث ادعهم ال السلم وأخبهم با يب عليهم‬
‫من حق ال تعال فيه فو ال لن يهدي ال بك رجل واحدا خي لك من حر النعم يدوكون أي‬
‫يوضون‬
‫‪ 106‬ش قال شيخ السلم هذا الديث أخح ما روي لعلي رضي ال عنه من الفضائل أخرجاه ف‬
‫الصحيحي من غي وجه قوله عن سهل هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد النصاري‬
‫الزرجي الساعدي أبو العباس صحاب شهي وابوه صحاب ايضا مات سنة ثان وثاني وقد‬
‫جاوز الائة قوله قال يوم خيب أي ف غزوة خيب ف الصحيحي واللفظ لسلم عن سلمة بن‬
‫الكوع قال كان علي رضى ال عنه قد تلف عن النب صلى ال عليه وسلم ف خيب وكان‬
‫رمدا فقال انا تلفت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرج علي رضي ال عنه فلحق بالنب‬
‫صلى ال عليه وسلم فلما كان مساء الليلة الت فتحها ال عز وجل ف صباحها قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لعطي الراية أو ليأخذن بالراية غدا رجل يبه ال ورسوله أو قال يب ال‬
‫ورسوله يفتح ال عليه فإذا نن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم الراية ففتح ال عليه وهذا يبي أن عليا رضي ال عنه ل يشهد أول خيب وأنه عليه‬
‫السلم قال هذه القالة مساء الليلة الت فتحها ال ف صباحها قوله لعطي الراية قال الافظ ف‬
‫رواية بريدة إن دافع اللواء إل رجل يبه ال ورسوله والراية بعن اللواء وهو العلم الذي يمل‬
‫ف الرب يعرف به موضع صاحب اليش وقد يمله أمي اليش وقد يدفعه لقدم العسكر وقد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫صرح جاعة من أهل اللغة بترادفهما لكن روى أحد والترمذي من حديث ابن عباس كانت‬
‫راية رسول ال صلى ال عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض ومثله عند الطبان عن بريده وعند ابن‬
‫عدي عن أب هريرة وزاد مكتوب فيه ل إله إل ال ممد رسول ال وهو ظاهر ف التغاير فلعل‬
‫التفرقة بينهما عرفية‬
‫‪ 107‬قوله يب ال ورسوله ويبه ال ورسوله فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي ال عنه لن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم شهد له بذلك ولكن ليس هذا من خصائصه قال شيخ السلم ليس هذا الوصف‬
‫متصا بعلي ول بالئمة فإن ال ورسوله يب كل مؤمن تقي يب ال ورسوله لكن هذا‬
‫الديث من أحسن ما يتج به على النواصب الذي يتبؤون منه ول يتولونه بل لقد يكفرونه أو‬
‫يفسقونه كالوارج لكن هذا الحتجاج ل يتم على قول الرافضة الذين يعلون النصوص الدالة‬
‫على فضائل الصحابة كانت قبل ردتم فإن الوارج تقول ف علي مثل ذلك لكن هذا باطل فإن‬
‫ال ورسوله ل يطلق مثل هذا الدح على من يعلم أنه يوت كافرا وفيه إثبات صفة الحبة ل‬
‫وفيه إشارة إل أن عليا تام التباع لرسول ال صلى ال عليه وسلم حت أحبه ال ولذا كانت‬
‫مبته علمة اليان وبغضه علمة النفاق ذكره الافظ بعناه قوله يفتح ال على يديه صريح ف‬
‫البشارة بصول الفتح على يديه فكان المر كذلك ففيه دليل على شهادة أن ممدا رسول ال‬
‫قوله فبات الناس يدوكون ليلتهم هو بنصب ليلتهم على الطرفية ويدوكون قال الصنف‬
‫يوضون والراد انم باتوا تلك الليلة ف خوض واختلف فيمن يدفعها اليه وفيه حرص الصحابة‬
‫على الي ومزيد اهتمامهم به وذلك يدل على علو مراتبهم ف العلم واليان قوله أيهم يعطاها‬
‫فهو يرفع أي على البناء قوله فلما أصبحوا غدوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم كلهم‬
‫يرجو أن يعطاها وف رواية أب هريرة عند مسلم أن عمر قال ما أحببت المارة إل يومئذ فإن‬
‫قلت أن كانت هذه الفضيلة لعلي رضي ال عنه ليست من خصائصه فلماذا تن بعض الصحابة‬
‫أن يكون له ذلك قيل الواب كما قال شيخ‬
‫‪ 108‬السلم أن ف ذلك شهادة النب صلى ال عليه وسلم لعلي بإيانه باطنا وظاهرا واثبات لوالته‬
‫ل ورسوله ووجوب موالة الؤمني له وإذا شهد النب صلى ال عليه وسلم لعي بشهادة أو دعا‬
‫له بدعاء أحب كثي من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء وإن كان النب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫صلى ال عليه وسلم يشهد بذلك للق كثي ويدعو به للق كثي وكان تعيينه لذلك العي من‬
‫أعظم فضائله ومناقبه وهذا كالشهادة بالنة لثاتب بن قيس وعبد ال بن سلم وغيها وإن‬
‫كان قد شهد بالنة لخرين والشهادة لحبة ال ورسوله للذي ضرب ف المر قلت وف هذه‬
‫الملة أيضا حرص الصحابة على الي قوله فقال أين علي بن أب طالب قال بعضهم كأنه صلى‬
‫ال عليه وسلم استبعد غيبته عن حضرته ف مثل ذلك الوطن ل سيما وقد قال لعطي الراية إل‬
‫آخره وقد حضر الناس وكلهم طمع بأن يكون هذا الذي يفوز بذلك الوعد وفيه سؤال المام‬
‫عن رعيته وتفقده أحوالم وسؤاله عنهم ف مامع الي قوله فقيل له هو يشتكي عينيه اي من‬
‫الرمد كما ف صحيح مسلم عن سعد بن أب وقاص فقال ادعوا ل عليا فأت به أرمد فبصق ف‬
‫عينيه قوله قال فأرسلوا إليه بمزة قطع أمر من الرسال أمرهم بأن يرسلو اليه فيدعوه له ولسلم‬
‫من طريق اياس بن سلمة عن أبيه قال فأرسلن ال علي فجئت به أقوده أرمد فبصق ف عينيه فبأ‬
‫قوله فبصق بفتح الصاد أي تفل قوله ودعا له فبأ وهو بفتح الراء والمزة بوزن ضرب ويوز‬
‫الكسر بوزن علم أي عوف ف الال عافية كاملة كأن ل يكن به وجع من رمد ول ضعف بصر‬
‫أصل وعند الطبان من حديث على فما رمدت ول صدعت منذ دفع إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم الراية وفيه دليل على الشهادتي‬
‫‪ 109‬قوله فأعطاه الراية قال الصنف فيه اليان بالقدر لصولا لن ل يسع ومنعا عمن سعى وفيه‬
‫التوكل على ال والقبال بالقلب اليه وعدم اللتفات ال السباب وان فعلها ل يناف التوكل‬
‫قوله وقال انفذ على رسلك أما انفذ فهو بضم الفاء أي امض لوجهك ورسلك بكسر الراء‬
‫وسكون السي أي على رفقك ولينك من غي عجلة يقال لن يعمل الشيء برفق وساحتهم فناء‬
‫أرضهم وهو حواليها وفيه الدب عند القتال وترك الطيش والصوات الزعجة الت ل حاجة‬
‫اليها وفيه أمر المام عماله بالرفق واللي من غي ضعف ول انتقاض عرية كما يشي اليه قوله‬
‫حت تنل بساحتهم قوله ث ادعهم ال السلم أي الذي هو معن شهادة أن ل إله إل ال وأن‬
‫ممدا رسول ال ومن هذا الوجه طابق الديث الترجة وف حديث أب هريرة عند مسلم فدعا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم علي بن أب طالب فأعطاه الراية وقال أمش ول تلتفت حت‬
‫يفتح ال عليك فسار علي شيئا ث وقف ول يلتفت فصرخ يا رسول ال على ماذا أقاتل الناس‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فقال قاتلهم حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك‬
‫دماءهم وأموالم إل بقها وحسابم على ال وفيه أن الدعوة ال شهادة أن ل إله أل ال الراد‬
‫با الدعوة ال الخلص با وترك الشرك وإل فاليهود يقولونا ول يفرق النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف الدعوة اليها بينهم وبي من ل يقولا من مشركي العرب فعلم أن الراد من هذه الكلمة‬
‫هو اللفظ با واعتقاد معناها والعمل به وذلك هو معن قوله تعال قل يا أهل الكتاب تعالوا إل‬
‫كلمة سواء بيننا وبينكم أن ل نعبد إل ال ول نشرك به شيئا ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا من‬
‫دون ال فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون وقوله قل إنا أمرت أن‬
‫‪ 110‬أعبد ال ول أشرك به شيئا إليه أدعو واليه مآب وذلك هو معن قوله ث ادعهم إل السلم الذي‬
‫هو الستسلم ل تعال والنقياد له بفعل التوحيد وترك الشرك وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال‬
‫لكن إن كانوا قد بلغتهم الدعوة جاز قتالم ابتداء لن النب صلى ال عليه وسلم أغار على بن‬
‫الصطلق وهم غارون وتستحب دعوتم لذا الديث وما ف معناه وان كانوا ل تبلغهم وجبت‬
‫دعوتم وقوله وأخبهم با يب عليهم من حق ال تعال فيه أي ف السلم أي إذا اجابوا ال‬
‫السلم فأخبهم با يب عليهم من حقوقه الت لبد من فعلها كالصلة والزكاة وهذا كقوله‬
‫ف حديث أب هريرة فإذا فعلوا ذلك فعد منعوا منك دماءهم وأموالم إل بقها وقد فسره أبو‬
‫بكر الصديق لعمر رضي ال عنهما ل قاتل أهل الردة الذين يشهدون أن ل إله إل ال وأن ممد‬
‫رسول ال فقال له عمر كيف نقاتل الناس وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن‬
‫أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فإذا قالوها فقد عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها قال‬
‫أبو بكر فإن الزكاة حق الال وال لو منعون عناقا كانوا يؤدونا ال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لقاتلتهم على منعها وحاصله أنم إذا أجابوا ال السلم الذي هو التوحيد فأخبهم با‬
‫يب عليهم بعد ذلك من حق ال تعال ف السلم من الصلة والزكاة والصيام والج وغي‬
‫ذلك من شرائع السلم الظاهرة وحقوقه فإن أجابوا إل ذلك فقد أجابوا إل السلم حقا وإن‬
‫امتنعوا عن شيء من ذلك فالقتال باق باله اجاعا فدل على أن النطق بكلمت الشهادة دليل‬
‫العصمة ل أنه عصمة أو يقال هو العصمة لكن بشرط العمل يدل على ذلك‬
‫‪ 111‬قوله تعال يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم ف سبيل ال فتبينوا الية ولو كان النطق بالشهادتي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عاصما ل يكن للتثبت معن يدل على ذلك قوله تعال فإن تابوا أي عن الشرك وفعلوا التوحيد‬
‫وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم فدل على ان القتال يكون على هذه المور وفيه ان‬
‫ل تعال حقوقا ف السلم من ل يأت با ل يكن مسلما كإخلص العبادة له والكفر با يعبد‬
‫من دونه وفيه بعث المام الدعاة إل ال كما كان النب صلى ال عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون‬
‫يفعلون وفيه تعليم المام أمراءه وعماله ما يتاجون إليه قوله فو ال لن يهدي ال بك رجل‬
‫واحدا خي لك من حر النعم أن هي الصدرية واللم قبلها مفتوحة لنا لم القسم وأن‬
‫ومدخولا مسبوك بصدر مرفوع على أنه مبتدأ خبه خي وحر بضم الهملة وسكون اليم‬
‫والنعم بفتح النون والعي الهملة أي خي لك من البل المر وهي أنفس أموال العرب يضربون‬
‫با الثل ف نفاسة الشيء قيل الراد خي من أن تكون لك فتتصدق با وقيل تقتنيها وتلكها قلت‬
‫هذا هو الظهر والول ل دليل عليه أي انكم تبون متاع الدنيا وهذا خي منه قال النووي‬
‫وتشبيه أمور الخرة بأمور الدنيا إنا هو للتقريب إل الفهام وإل فذرة من الخرة خي من‬
‫الرض بأسرها وأمثالا معها وفيه فضيلة الدعوة إل ال وفضيلة من اهتدى على يديه رجل‬
‫واحد وجواز اللف على الفتيا والقضاء والب واللف من غي استحلف باب تفسي التوحيد‬
‫وشهادة ان ل إله إل ال ش أي تفسي هاتي الكلمتي والعطف لتغاير اللفظي وإل فالعن‬
‫‪ 112‬واحد ولا ذكر الصنف ف البواب السابقة التوحيد وفضائله والدعوة اليه والوف من ضده‬
‫الذي هو الشرك فكأن النفوس اشتاقت إل معرفة هذا المر الذي خلقت له الليقة والذي بلغ‬
‫من شأنه عند ال أن من لقيه به غفر له وإن لقيه بلء الرض خطايا بي رحه ال ف هذا الباب‬
‫أنه ليس اسا ل معن له أو قول ل حقيقة له كما يظنه الاهلون الذين يظنون أن غاية التحقيق‬
‫فيه هو النطق بكلمة الشهادة من غي اعتقاد القلب بشيء من العان والاذق منهم يظن أن معن‬
‫الله هو الالق التفرد باللك فتكون غاية معرفته هو القرار بتوحيد الربوبية وهذا ليس هو الراد‬
‫بالتوحيد ول هو أيضا معن ل إله إل ال وإن كان ل بد منه ف التوحيد بل التوحيد اسم لعن‬
‫عظيم وقول له معن جليل هو أجل من جيع العان وحاصله هو الباءة من عبادة كل ما سوى‬
‫ال والقبال بالقلب والعبادة على ال وذلك هو معن الكفر بالطاغوت واليان بال وهو معن‬
‫ل إله إل ال كما قال تعال وإلكم إله واحد ل إله إل هو الرحن الرحيم وقال تعال حكاية‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عن مؤمن يس ومال ل أعبد الذي فطرن وإليه ترجعون أأتذ من دونه آلة إن يردن الرحن‬
‫بضر ل تغن عن شفاعتهم شيئا ول ينقذون إن إذا لفي ضلل مبي وقال تعال قل إن أمرت أن‬
‫أعبد ال ملصا له الدين وأمرت لن أكون أول السلمي قل إن أخاف إن عصيت رب عذاب‬
‫يوم عظيم قل ال أعبد ملصا له دين وقال تعال حكاية عن مؤمن آل فرعون ويا قوم ما ل‬
‫أدعوكم إل النجاة وتدعونن إل النار تدعونن لكفر بال وأشرك به ما ليس ل به علم وأنا‬
‫أدعوكم إل العزيز الغفار ل جرم أن‬
‫‪ 113‬ما تدعونن إليه ليس له دعوة ف الدنيا ول ف الخرة واليات ف هذا كثية تبي أن معن ل إله‬
‫إل ال هو الباءة من عبادة ما سوى ال من الشفعاء والنداد وإفراد ال بالعبادة فهذا هو الدى‬
‫ودين الق الذي أرسل ال به رسله وأنزل به كتبه أما قول النسان ل إله إل ال من غي معرفة‬
‫لعناها ول عمل به أو دعواه أنه من أهل التوحيد وهو ل يعرف التوحيد بل ربا يلص لغي ال‬
‫من عباداته من الدعاء والوف والذبح والنذر والتوبة والنابة وغي ذلك من أنواع العبادات فل‬
‫يكفي ف التوحيد بل ل يكون إل مشركا والالة هذه كما هو شأن عباد القبور ث ذكر الصنف‬
‫آيات تدل على هذا فقال وقول ال تعال أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم‬
‫أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه الية قلت يبي معن هذه الية الت قبلها وهي قوله قل‬
‫ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل اولئك الذين يدعون‬
‫الية قال ابن كثي يقول تعال قل للمشركي ادعوا الذين زعمتم من دونه من النداد وارغبوا‬
‫إليهم فإنم ل يلكون كشف الضر عنكم أي بالكلية ول تويل أي أن يولوه ال غيكم‬
‫والعن إن الذي يقدر على ذلك هو ال وحده لشريك له قال العوف عن ابن عباس ف الية‬
‫كان أهل الشرك يقولون نعبد اللئكة والسيح ووهم الذين يدعون يعن اللئكة وعزيزا وقوله‬
‫أولئك الذين يدعون الية وروى البخاري عن ابن مسعود ف الية قال ناس من الن كانوا‬
‫يعبدون فأسلموا‬
‫‪ 114‬وف رواية كان ناس من النس يعبدون ناسا من الن فأسلم الن وتسك هؤلء بدينهم وقال‬
‫السدي عن اب صال عن ابن عباس ف الية قال عيسى وامه وعزير وقال مغية عن إبراهيم كان‬
‫ابن عباس يقول ف هذه الية هم عيسى وعزير والشمس والقمر وقال ماهد عيسى وعزير‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫واللئكة وقوله ويرجون رحته ويافون عذابه لتتم العبادة إل بالوف والرجاء وف التفسي‬
‫النسوب إل الطبي النفي قل للمشركي يدعون أصنامهم دعاء استغاثة فل يقدرون كشف‬
‫الضر عنهم ول تويل إل غيهم أولئك الذين يدعون أي اللئكة العبودة لم يتبادرون إل‬
‫طلب القربة إل ال فيجون رحته ويافون عذابه إن عذاب ربك كان مذورا أي ما يذره كل‬
‫عاقل وعن الضحاك وعطاء أنم اللئكة وعن ابن عباس أولئك الذين يدعون عيسى وأمه‬
‫وعزيرا قال شيخ السلم وهذه القوال كلها حق فإن الية تعم من كان معبوده عابدا ل سواء‬
‫كان من اللئكة أو من الن أو من البشر والسلف ف تفسيهم يذكرون جنس الراد بالية على‬
‫نوع التمثيل كما يقول الترجان لن سأله ما معن لفظ البز فييه رغيفا فيقول هذا فالشارة إل‬
‫نوعه ل إل عينه وليس مرادهم بذلك تصيص نوع دون نوع مع شول فالية خطاب للنوعي‬
‫فاية خطاب لكل من دعا دون ال مدعوا وذلك الدعو يبتغي إل ال الوسيلة ويرجو رحته‬
‫وياف عذابه فكل من دعا ميتا أو غائبا من النبياء والصالي سواء كان بلفظ الستغاثة أو‬
‫غيها فقد تناولته هذه الية كما تتناول من دعا اللئكة والن ومعلوم أن هؤلء كلهم يكونون‬
‫وسائط فيما يقدره ال بأفعالم ومع هذا فقد نى ال عن دعائهم وبي أنم ل يلكون كشف‬
‫الضر عن الداعي‬
‫‪ 115‬ول تويله ل يرفعونه بالكلية ول يولونه من موضع إل موضع كتغيي صفته أو قدره ولذا قال‬
‫ول تويل فذكر نكرة تعم أنواع التحويل فكل من دعا ميتا أو غائبا من النبياء والصالي أو‬
‫دعا اللئكة أو دعا الن فقد دعا من ل يغيثه ول يلك كشف الضر عنه ول تويله انتهى‬
‫وبنحو ما تقدم من كلم هؤلء قال جيع الفسرين فتبي أن معن التوحيد وشهادة أن ل إله إل‬
‫ال هو ترك ما عليه الشركون من دعوة الصالي والستشفاع بم إل ال ف كشف الضر‬
‫وتويله فكيف من أخلص لم الدعوة وإنه ل يكفي ف التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة‬
‫من غي مفارقة لدين الشركي وإن دعاء الصالي لكشف الضر أو تويله هو الشرك الكب نبه‬
‫عليه الصنف قال وقوله وإذ قال ابراهيم لبيه وقومه إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن الية‬
‫قال ابن كثي يقول تعال مبا عن عبده ورسوله وخليله إمام النفاء ووالد من بعث بعده من‬
‫النبياء الذي تنتسب إليه قريش ف نسبها ومذهبها إنه تبأ من أبيه وقومه ف عبادتم الوثان‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فقال إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية ف عقبه أي هذه‬
‫الكلمة وهي عبادة ال وحده ل شريك له وخلع ما سواه من الوثان وهي ل إله إل ال أي‬
‫جعلها ف ذريته يقتدي به فيها من هداه ال من ذرية إبراهيم عليه السلم لعلهم يرجعون أي‬
‫اليها قال عكرمة وماهد والضحاك وقتادة والسدي وغيهم ف قوله وجعلها كلمة باقية ف عقبه‬
‫يعن ل إله إل‬
‫‪ 116‬ال ل يزال ف ذريته من يقولا وقال ابن زيد كلمة السلم وهو يرجع إل ما قاله الماعة قلت‬
‫وروى ابن جرير عن قتادة ف قولة إل الذي فطرن قال خلقن وعنه إن براء ما تعبدون إل الذي‬
‫فطرن قال إنم يقولون إن ال ربنا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال فلم يبأ من ربه رواه عبد‬
‫بن حيد قلت يعن أن قوم إبراهيم يعبدون ال ويعبدون غيه فتبأ ما يعبدون إل ال ل كما‬
‫يظن الهال أن الكفار ل يعرفون ال ول يعبدونه أصل وروى ابن جرير وابن النذر عن قتادة‬
‫وجعلها كلمة باقية ف عقبه قال الخلص والتوحيد ل يزال ف ذريته من يوحد ال ويعبده فتبي‬
‫بذا أن معن ل إله إل ال هو الباءة ما يعبد من دون ال وإفراد ال بالعبادة وذلك هو التوحيد‬
‫ل مرد القرار بوجود ال وملكه وقدرته وخلقه لكل شيء فإن هذا يقربه الكفار وذلك هو‬
‫معن قوله إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن فاستثن من العبودين ربه وذكر سبحانه أن هذه‬
‫الباءة وهذه الوالة هي شهادة أن ل إله إل ال قاله الصنف قال وقوله تعال اتدوا أحبارهم‬
‫ورهبانم أربابا من دون ال الية ش الحبار هم العلماء والرهبان هم العباد وهذه الية قد‬
‫فسرها رسول ال صلى ال عليه وسلم لعدي بن حات وذلك أنه لا جاء مسلما دخل على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يقرأ هذه الية قال فقلت إنم ل يعبدوهم فقال إنم حرموا‬
‫عليهم اللل وحللوا لم الرام فاتبعوهم فذلك عبادتم اياهم رواه أحد والترمذي وحسنه‬
‫وعبد بن حيد وابن سعد وابن أب حات والطبان‬
‫‪ 117‬وغيهم من طرق وهكذا قال جيع الفسرين قال السدي استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب ال‬
‫وراء طهورهم ولذا قال تعال وما أمروا إل ليعبدوا إلا واحدا ل إله ال ال أي الذي إذا حرم‬
‫شيئا فهو الرام وما حلله حل وما شرعه اتبع سبحانه تعال عما يشركون أي تعال وتقدس عن‬
‫الشركاء والنظراء والضداد والنداد ل إله إل هو ول رب سواه ومراد الصنف رحه ال بإيراد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الية هنا أن الطاعة ف تري اللل وتليل الرام من العبادة النفية من غي ال تعال ولذا‬
‫فسرت العبادة بالطاعة وفسر الله بالعبود الطاع فمن أطاع ملوقا ف ذلك فقد عبده اذ معن‬
‫التوحيد وشهادة أن ل اله ال ال يقتضي افراد ال بالطاعة وافراد الرسول بالتابعة فإن من أطاع‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم فعد أطاع ال وهذا أعظم ما يبي التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال‬
‫لنا تقتضي نفي الشرك ف الطاعة فما ظنك بشرك العبادة كالدعاء والستغاثة والتوبة وسؤال‬
‫الشفاعة وغي ذلك من انواع الشرك ف العبادة وسيأت مزيد لذا ان شاء ال تعال ف باب من‬
‫أطاع العلماء والمراء قال وقوله ومن الناس من يتخذ من دون ال اندادا يبونم كحب ال‬
‫الية ش قال الصنف رحه ف مسائله ومنها اي من المور البينة لتفسي التوحيد وشهادة أن ل‬
‫إله إل ال آية البقرة ف الكفار الذين قال ال فيهم وما هم بارجي من النار وذكر أنم يبون‬
‫اندادهم كحب ال فدل على أنم يبون ال حبا عظيما ول يدخلهم ف السلم فكيف بن‬
‫أحب الند حبا أكب من حب ال فكيف بن ل يب إل الند وحده ول يب ال قلت مراده أن‬
‫معن التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال هو إفراد ال بأصل الب الذي‬
‫‪ 118‬يستلزم إخلص العبادة ل وحده ل شريك له وعلى قدر التفاضل ف هذا الصل وما ينبن عليه‬
‫من العمال الصالة يكون تفاضل اليان والزاء عليه ف الخرة فمن أشرك بال تعال ف ذلك‬
‫فهو الشرك لذه الية أخب تعال عن أهل هذا الشرك أنم يقولون للتهم وهم ف الحيم تال‬
‫إن كنا لفي ضلل مبي أذ نسويكم برب العالي ومعلوم أنم ما ساووهم به ف اللق والرزق‬
‫واللك وانا ساووهم به ف الحبة واللية والتعظيم والطاعة فمن قال ل اله ال ال وهو مشرك‬
‫بال ف هذه الحبة فما قالا حق القول وان نطق با اذ هو قد خالفها بالعمل كما قال الصنف‬
‫فكيف بن أحب الند حبا أكب من حب ال وسيأت الكلم على هذه الية ف بابا أن شاء ال‬
‫تعال قال ف الصحيح عن النب صلى ال عليه وسلم قال من قال ل إله ال ال وكفر با يعبد من‬
‫دون ال حرم ماله ودمه وحسابه على ال ش قوله ف الصحيح أي صحيح مسلم عن أب مالك‬
‫الشجعي عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم فذكره وأبو مالك اسه سعد بن طارق كوف‬
‫ثقه مات ف حدود الربعي ومائة وأبوه طارق بن أشيم بالعجمة والثناة التحتيه وزن أحر ابن‬
‫مسعود الشجعي صحاب له أحاديث قال مسلم ل يرو عنه غي ابنه قوله من قال ل اله ال ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وكفر با يعبد من دون ال اعلم أن النب صلى ال عليه وسلم ف هذا الديث علق عصمة الال‬
‫والدم بأمرين الول قول ل اله ال ال الثان الكفر فيمن يعبد من دون ال فلم يكتف بلفظ‬
‫الجرد عن العن بل ل بد من قولا والعمل با قال الصنف وهذا من أعظم ما يبي معن ل اله‬
‫ال ال فإنه ل يعل التلفظ با عاصما للدم والال بل ول معرفة معناها مع التلفظ با بل ول‬
‫القرار بذلك بل ول كونه ل يدعو ال ال وحده ل شريك له بل ل‬
‫‪ 119‬يرم دمه وماله حت يضيف ال ذلك الكفر با يعبد من دون ال فإن شك أو تردد ل يرم ماله‬
‫ودمه فيا لا من مسألة ما أجلها وياله من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعها للمنازع قلت وقد‬
‫أجع العلماء على معن ذلك فل بد ف العصمة من التيان بالتوحيد والتزام أحكامه وترك الشرك‬
‫كما قال تعال وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل والفتنة هنا الشرك فدل على‬
‫أنه إذا وجد الشرك فالقتال باق باله كما قال تعال وقاتلوا الشركي كافة كما يقاتلونكم كافة‬
‫وقال تعال فإذا انسلخ الشهر الرم فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم وخذوهم واحصروهم‬
‫واقعدوا لم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن ال غفور رحيم‬
‫فأمر بقتالم على فعل التوحيد وترك الشرك وإقامه شعائر الدين الظاهرة فإذا فعلوها خلي‬
‫سبيلهم ومت ابوا عن فعلها أو فعل شيء منها فالقتال باق باله إجاعا ولو قالوا ل إله إل ال‬
‫وكذلك النب صلى ال عليه وسلم علق العصمة با علقها ال به ف كتابه كما ف هذا الديث‬
‫وف صحيح مسلم عن أب هريرة مرفوعا أمرت أن اقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال‬
‫ويؤمنوا ب وبا جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها وحسابم على‬
‫ال وف الصحيحي عنه قال لا توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وكفر من كفر من العرب‬
‫فقال عمر بن الطاب لب بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فمن‬
‫‪ 120‬قال ل إله إل ال فقد عصم من ماله ونفسه إل بقه وحسابه على ال فقال أبو بكر وال‬
‫لقاتلن من فرق بي الصلة والزكاة فإن الزكاة حق الال وال لو منعون عقال كانوا يؤدونه إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لقاتلتهم على منعه فقال عمر بن الطاب فو ال ما هو إل أن‬
‫رأيت ال قد شرح صدر اب بكر للقتال فعرفت أنه الق لفظ مسلم فانظر كيف فهم صديق‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫المة أن النب صلى ال عليه وسلم ل يرد مرد اللفظ با من غي إلزام لعناها وأحكامها فكان‬
‫ذلك هو الصواب واتفق عليه الصحابة ول يتلف فيه منهم اثنان إل ما كان من عمر حت رجع‬
‫إل الق وكان فهم الصديق هو الوافق لنصوص القرآن والسنة وف الصحيحي أيضا عن عبد‬
‫ال بن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل‬
‫إله إل ال وأن ممدا رسول ال ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوه عصموا من دماءهم‬
‫وأموالم إل بقها وحسابم على ال فهذا الديث كأية برآءة بي فيه ما يقاتل عليه الناس ابتدآء‬
‫فإذا فعلوه وجب الكف عنهم إل بقه فإن فعلوا بعد ذلك ما يناقض هذا القرار والدخول ف‬
‫السلم وجب القتال حت يكون الدين كله ل بل لو أقروا بالركان المسة وفعلوها وأبوا عن‬
‫فعل الوضوء للصلة ونوه أو عن تري بعض مرمات السلم كالربا أو الزنا أو نو ذلك‬
‫وجب قتالم إجاعا ول تعصمهم ل إله إل ال و ل ما فعلوه من الركان وهذا من أعظم ما بي‬
‫معن ل إله إل ال وأنه ليس الراد منها مرد النطق فإذا كانت ل تعصم من استباح مرما أو أب‬
‫عن فعل الوضوء مثل بل يقاتل على ذلك حت يفعله فكيف تعصم من دان بالشرك وفعله واحبه‬
‫ومدحه وأثن على أهله ووال عليه وعادى عليه وأبغض التوحيد الذي هو إخلص العبادة ل‬
‫وتبأ منه وحارب أهله وكفرهم وصد عن سبيل ال كما هو شأن عباد القبور‬
‫‪ 121‬وقد أجع العلماء على أن من قال ل إله إل ال وهو مشرك أنه يقاتل حت يأت بالتوحيد ذكر‬
‫التنبيه على كلم العلماء ف ذلك فإن الاجة داعية إليه لدفع شبه عباد القبور ف تعلقهم بذه‬
‫الحاديث وما ف معناها مع أنا حجة عليهم بمد ال ل لم قال ابو سليمان الطاب ف قوله‬
‫امرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال معلوم أن الراد بذا أهل الوثان دون أهل‬
‫الكتاب لنم يقولون ل إله إل ال ث يقاتلون ول يرفع عنهم السيف وقال القاضي عياض‬
‫اختصاص عصم الال والنفس بن قال ل إله إل ال تعبي عن الجابة إل اليان وأن الراد بذلك‬
‫مشركو العرب وأهل الوثان ومن ل يوحد وهم كانوا أول من دعي إل السلم وقوتل عليه‬
‫فأما غيهم من يقر بالتوحيد فل يكتفى ف عصمته بقوله ل إله إل ال إذ كان يقولا ف كفره‬
‫وهي من اعتقاده فلذلك جاء ف الديث الخر ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة وقال النووي لبد‬
‫مع هذا من اليان بميع ما جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم وكما جاء ف الرواية‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الخرى ويؤمنوا ب وبا جئت به وقال شيخ السلم لا سئل عن قتال التتار مع التمسك‬
‫بالشهادتي ولا زعموا من اتباع أصل السلم فقال كل طائفة متنعة من التزام شرائع السلم‬
‫الظاهرة التواترة من هؤلء القوم أو غيهم فإنه يب قتالم حت يلتزموا شرائعه وإن كانوا مع‬
‫ذلك ناطقي بالشهادتي وملتزمي بعض شرائعه كما قاتل ابو بكر والصحابة رضي ال عنهم ما‬
‫نعي الزكاة وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم‬
‫‪ 122‬قال فأيا طائفة متنعة امتنعت عن بعض الصلوات الفروضات أو الصيام أو الج أو عن التزام‬
‫تري الدماء أو الموال أو المر أو اليسر أو نكاح ذوات الحارم أو عن التزام جهاد الكفار أو‬
‫ضرب الزية على أهل الكتاب أو غي ذلك من التزام واجبات الدين أو مرماته الت ل عذر‬
‫لحد ف جحودها أو تركها الت يكفر الواحد بحودها فإن الطائفة المتنعة تقاتل عليها وإن‬
‫كانت مقرة با وهذا ما ل أعلم فيه خلفا بي العلماء قال وهؤلء عند الحققي من العلماء‬
‫ليسوا بنلة البغاة بل هم خارجون عن السلم بنلة ما نعي الزكاة ومثل هذا كثي ف كلم‬
‫العلماء والقصود التنبيه على ذلك ويكفي العاقل النصف ما ذكره العلماء من كل مذهب ف‬
‫باب حكم الرتد فإنم ذكروا فيه أشياء كثية يكفر با النسان ولو أتى بميع الدين وهو‬
‫صريح ف كفر عباد القبور ووجوب قتالم إن ل ينتهوا حت يكون الدين ل وحده فإذا كان من‬
‫التزام شرائع الدين كلها إل تري اليسر أو الربا أو الزنا يكون كافرا يب قتاله فكيف بن‬
‫أشرك بال ودعي إل اخلص الدين ل والباءة والكفر بن عبد غي ال فأب عن ذلك واستكب‬
‫وكان من الكافرين قوله وحسابه على ال أي ال ال تبارك وتعال هو الذي يتول حسابه فإن‬
‫كان صادقا من قلبه جازاه بنات النعيم وان كان منافقا عذبه العذاب الليم وأما ف الدنيا‬
‫فالكم على الظاهر فمن أتى بالتوحيد والتزم شرائعه ظاهرا وجب الكف عنه حت يتبي منه ما‬
‫يالف ذلك واستدل الشافعية بالديث على قبول توبة الزنديق وهو الذي يظهر السلم ويسر‬
‫الكفر والشهور ف مذهب أحد ومالك أنا‬
‫‪ 123‬ل تقبل لقوله تعال ال الذين تابو وأصلحوا وبينوا والزنديق ل يتبي رجوعه لنه مظهر للسلم‬
‫مسر للكفر فإذا أظهر التوبه ل يزد على ما كان منه قبلها والديث ممول على الشرك ويتفرع‬
‫على ذلك سقوط القتل وعدمه أما ف الخرة فإن كان دخل ف السلم صادقا قبلت وفيه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وجوب الكف عن الكافر إذا دخل ف السلم ولو ف حال القتال حت يتبي منه ما يالف ذلك‬
‫وفيه أن النسان قد يقول ل اله ال ال ول يكفر با يعبد من دون ال وفيه أن شرط اليان‬
‫القرار بالشهادة والكفر با يعبد من دون ال مع اعتقاد ذلك واعتقاد جيع ما جاء به الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم وفيه أن أحكام الدنيا على الظاهر وأن مال السلم ودمه حرام ال ف حق‬
‫كالقتل قصاصا ونوه وتغريه قيمة ما يتلفه قوله وشرح هذه الترجة ما بعدها من البواب يعن‬
‫أن ما يأت بعد هذه الترجة من البواب شرح للتوحيد وشهادة أن ل إله إل ال لن معن‬
‫التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال أن ل يعبد إل ال ول يعتقد النفع والضر إل ف ال وأن يكفر‬
‫با يعبد من دون ال ويتبأ منها ومن عابديها وما بعد هذا من البواب بيان لنواع من العبادات‬
‫والعتقادات الت يب إخلصها ل تعال وذلك هو معن التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال وال‬
‫أعلم باب من الشرك لبس اللقة واليط ونوها لرفع البلء أو دفعه ش رفع البلء إزالته بعد‬
‫حصوله ودفعه منعه قبله ومن هنا ابتدأ‬
‫‪ 124‬الصنف ف تفسي التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال بذكر شيء ما يضاد ذلك من أنواع الشرك‬
‫الكب والصغر فإن الضد ل يعرف إل بضده كما قيل وبضدها تتبي الشياء فمن ل يعرف‬
‫الشرك ل يعرف التوحيد وبالعكس فبدأ بالصغر العتقادي انتقال من الدن إل العلى فقال‬
‫وقول ال تعال أفرأيتم ما تدعون من دون ال إن إرادن ال بضر هل هن كاشفات ضره ش قال‬
‫ابن كثي ف تفسيها أي ل تستطيع شيئا من المر قل حسب ال أي ال كاف من توكل عليه‬
‫وعليه يتوكل التوكلون كما قال هود عليه السلم حي قال له قومه إن نقول إل اعتراك بعض‬
‫آلتنا بسوء قال إن أشهد ال واشهدوا أن بريء ما تشركون من دونه فكيدون جيعا ث ل‬
‫تنظرون إن توكلت على ال رب وربكم ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها قلت حاصله أن ال‬
‫تعال أمر نبيه صلى ال عليه وسلم أن يقول للمشركي أرأيتم أي أخبون عما تدعون من دون‬
‫ال أي تعبدونم وتسألونم من النداد والصنام واللة السميات بأساء الناث الدالة أساؤهن‬
‫على بطلنن وعجزهن لن النوثة من باب اللي والرخاوة كاللت والعزى إن أرادن ال بضر‬
‫أي برض أو فقر أو بلء أو شدة هل هن كاشفات ضره أي ل يقدرون على ذلك أصل أو‬
‫أرادن برحة أي صحة وعافية وخي وكشف بلء هل هن مسكات رحته قال مقاتل فسألم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وسلم فسكتوا أي لنم ل يعتقدون ذلك فيها وإنا كانوا يدعونا‬
‫على معن أنا وسائط وشفعاء عند ال ل لنم يكشفون الضر وييبون دعاء الضطر فهم‬
‫يعلمون أن ذلك ل‬
‫‪ 125‬وحده كما قال تعال ث إذا مسكم الضر فإليه تأرون ث إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم‬
‫بربم يشركون وقد دخل ف ذلك كل من دعي من دون ال من اللئكة والنبياء والصالي‬
‫فضل عن غيهم فل يقدر أحد على كشف ضر ول إمساك رحة كما قال تعال ما يفتح ال‬
‫للناس من رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم وإذا كان‬
‫كذلك بطلت عبادتم من دون ال وإذا بطلت عبادتم فبطلن دعوة اللة والصنام أبطل‬
‫وأبطل وليس اللقة واليط لرفع البلء أو دفعه كذلك فهذا وجه استدال الصنف بالية وان‬
‫كانت الترجة ف الشرك الصغر فان السلف يستدلون با نزل ف الكب على الصغر كما‬
‫استدل حذيفة وابن عباس وغيها وكذلك من جعل رؤوس المر ونوها ف البيت والزرع‬
‫لدفع العي كما يفعله أشباه الشركي فإنه يدخل ف ذلك وقد يتجون على ذلك با رواه أبو‬
‫داود ف الراسيل عن علي بن السي مرفوعا احرثوا فان الرث مبارك وأكثروا فيه من الماجم‬
‫وعنه أجوبة أحدها أنه حديث ساقط مرسل وأبو داود ل يشترط ف مراسيله جع الراسيل‬
‫الصحيحة السناد وقد ضعفه السيوطي وغيه الثان أنه اختلف ف تفسي الماجم فقيل هي‬
‫البذر ذكره العزيزي ف شرح الامع وقيل الشبة الت يكون ف رأسها سكة الرث قاله أبو‬
‫السعادات ابن الثي ف النهاية وقيل هي جاجم رؤوس اليوان ذكره العزيزي وغيه وعلى هذا‬
‫فقيل أمر يعلها لدفع الطي ذكره العزيزي وغيه وهذا هو القرب لو ثبت الديث مع أنه باطل‬
‫وقيل بل لدفع‬
‫‪ 126‬العي وفيه حديث ساقط أنه أمر بالماجم ف الزرع من أجل العي وهو مع ذلك منقطع ذكره‬
‫السيوطي وغيه وهذا العن هو الذي تعلق به أشباه الشركي ول ريب أنه معن باطل ل يرده‬
‫النب صلىال عليه وسلم لو كان الديث صحيحا وكيف يريده وقد أمر بقطع الوتار كما ف‬
‫الصحيح وقال من تعلق شيئا وكل اليه وقال من تعلق ودعة فل ودع ال له وكانوا يعلون ذلك‬
‫من أجل العي كما سيأت فهل أرخص لم فيه الثالث أن هذا مضاد لدين السلم الذي بعث‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال به رسله فانه تعال إنا أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده ول يشرك به شيء ل ف‬
‫العبادة ول ف العتقاد وهذا من جنس فعل الاهلية الذين يعتقدون البكة والنفع والضر فيما ل‬
‫يعل ال فيه شيئا من ذلك ويعلقون التمائم والودع ونوها على أنفسهم لدفع المراض والعي‬
‫فيما زعموا فان قيل الفاعل لذلك ل يعتقد النفع فيه استقلل فإن ذلك ل وحده فهو النافع‬
‫الضار وإنا اعتقد أن ال جعله سببا كغيه من السباب قيل هذا باطل أيضا فإن ال ل يعل‬
‫ذلك سببا أصل وكيف يكون الشرك سببا للب الي ولدفع الضر ولو قدر أن فيه بعض النفع‬
‫فهو كالمر واليسر فيهما إث كبي ومنافع للناس وإثها أكب من نفعهما فإن قيل كيف يكون‬
‫شركا وقد روى أبو داود ذلك ف مراسيله وغيه من العلماء يروون الديث ول ينكروه قيل‬
‫أهل العلم يروون الحاديث الضعيفة والوضوعة لبيان حالا وإسنادها ل للعتماد عليها‬
‫واعتقادها وكتب الحدثي مشحونة بذلك فبعضهم يذكر علة الديث ويبي حاله وضعفه إن‬
‫كان ضعيفا ووضعه ان كان موضوعا وبعضهم يكتفي بايراد الديث باسناده ويرى أنه قد‬
‫برىء من عهدته اذا أورده‬
‫‪ 127‬باسناده لظهور حال رواته كما يفعل ذلك الافظ أبو نعبم وأبو القاسم بن عساكر وغيها‬
‫فليس ف رواية من رواه وسكوته عند دليل علىأنه عنده صحيح أو حسن أو ضعيف بل قد‬
‫يكون موضوعا عنده فل يدل سكوته عنه على جواز العمل به عنده وسيأت ف الكلم على‬
‫حديث قطع الوتار ما يدل على النهي عن هذا من كلم العلماء قال عن عمران بن حصي أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم رأى رجل ف يده حلقة من صفر فقال ما هذه قال من الواهنة فقال‬
‫انزعها فإنا ل تزيدك ال وهنا فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا رواه أحد بسند ل بأس‬
‫به ش هذا الديث ذكره الصنف بعناه أما لفظه فقال المام أحد حدثنا خلف بن الوليد ثنا‬
‫البارك عن السن قال أخبن عمران بن حصي أن النب صلى ال عليه وسلم أبصر على عضد‬
‫رجل حلقة قال أراه قال من صفر فقال ويك ما هذه قال من الواهنة قال أما إنا ل تزيدك إل‬
‫وهنا انبذها عنك فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا ورواه ابن ماجه دون قوله انبذها ال‬
‫آخره وابن حبان ف صحيحه وقال فانك إن مت وكلت اليها والاكم وقال صحيح السناد‬
‫واقره الذهب قال النذري رووه كلهم عن مبارك بن فضالة عن السن عن عمران ورواه ابن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫حبان أيضا بنحوه عن أب عامر الزاز عن السن وهذه متابعة جيدة إل أن السن اختلف ف‬
‫ساعه من عمران قال ابن الدن وغيه ل يسمع منه وقال الاكم وأكثر مشاينا على أنه سع‬
‫منه قلت رواية المام أحد ظاهرة ف ساعه منه فهو الصواب قوله عن عمران بن حصي أي ابن‬
‫عبيد بن خلف الزاعي أبو نيد‬
‫‪ 128‬بنون وجيم مصغر صحاب ابن صحاب أسلم عام خيب ومات سنة اثنتي وخسي بالبصرة قوله‬
‫رأى رجل ف رواية الاكم دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وف عضدي حلقة‬
‫صفر فقال ما هذه قلت من الواهنة فقال انبذها فالبهم ف رواية أحد ومن وافقه هو عمران‬
‫راوي الديث قوله فقال ما هذا يتمل أن الستفهام للستفصال هل لبسها تليا أم ل ويتمل‬
‫أن يكون للنكار فظن اللبس أنه استفصل قوله من الواهنة قال أبو السعادات الواهنة عرق‬
‫يأخذ ف النكب وف اليد كلها فيقى منها وقيل هو مرض يأخذ ف العضد وربا علق عليها‬
‫جنس من الرز يقال له خرز الواهنة وهي تأخذ الرجال دون النساء قال وإنا ناه عنها لنه‬
‫اتذها على معن أنا تعصمه من الل فكان عنده ف معن التمائم النهي عنه قلت وفيه استفصال‬
‫الفت واعتبار القاصد قوله انزعها فإنا ل تزيدك إل وهنا لفظ الديث انبذها وهو أبلغ أي‬
‫اطرحها والنع هو الذب بقوة والنبذ يتضمن ذلك وزيادة وهو الطرح والبعاد أمره بطرحها‬
‫عنه وأخب أنا ل تنفعه بل تضره فل تزيده إل وهنا أي ضعفا وكذلك كل أمر نى عنه فإنه ل‬
‫ينفع غالبا اصل وإن نفع بعضه فضره أكب من نفعه وفيه النهي عن تعليق اللق والرز ونوها‬
‫على الريض أو غيه والتنبيه على النهي عن التداوي بالرام وروى أبو داود بإسناد حسن‬
‫والبيهقي عن أب الدرداء مرفوعا ف حديث تداووا ول تداووا برام فإن قيل كيف قال صلى ال‬
‫عليه وسلم ل تزيدك إل وهنا وهي ليس لا تأثي وقيل هذا وال أعلم يكون عقوبة له على‬
‫شركه لنه وضعها لدفع الواهنة فعوقب بنقيض مقصوده‬
‫‪ 129‬قوله فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا أي لنه مشرك والالة هذه والفلح هو الفوز‬
‫والظفر والسعادة قال الصنف فيه شاهد لكلم الصحابة أن الشرك الصغر أكب الكبائر وأنه ل‬
‫يعذر بالهالة والنكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك قلت وفيه أن الصحاب لو مات وهي‬
‫عليه ما أفلح أبدا ففيه رد على الغرورين الذين يفتخرون بكونم من ذرية الصالي أو من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫اصحابم ويظنون أنم يشفون لم عند ال وإن فعلوا العاصي وفيه أن رتب النكار متفاوتة فإذا‬
‫كفى الكلم ف إزالة النكر ل يتج إل ضرب ونوه وفيه أن السلم إذا فعل ذنبا وأنكر عليه‬
‫فتاب منه فإن ذلك ل ينقصه وأنه ليس من شرط أولياء ال عدم الذنوب قوله رواه أحد بسند‬
‫ل بأس به هو المام أحد بن ممد بن حنبل بن هلل بن أسد الشيبان أبو عبد ال الروزي ث‬
‫البغدادي إمام أهل عصره وأعلمهم بالفقه والديث وأشدهم ورعا ومتابعة للسنة روى عن‬
‫الشافعي ويزيد بن هرون وابن مهدي ويي القطان وأبن عيينة وعفان وخلف وروى عنه ابناه‬
‫عبدال وصال والبخاري ومسلم وأبو داود وأبو بكر الثرم والروزي وخلق ل يصون مات‬
‫سنة إحدى وأربعي ومائتي وله سبع وسبعون سنة قال وله عن عقبة بن عامر مرفوعا من تعلق‬
‫تيمة فل أث ال له ومن تعلق ودعة فل ودع ال له وف رواية من تعلق تيمة فقد أشرك ش‬
‫الديث الول رواه أحد كما قال الصنف ورواه أيضا أبو يعلى والاكم وقال صحيح السناد‬
‫وأقره الذهب وقوله وف رواية هذا يوهم أن هذا ف بعض الحاديث الذكورة وليس‬
‫‪ 130‬كذلك بل الراد أنه ف حديث آخر رواه أحد أيضا فقال حدثنا عبدالصمد ابن عبدالوارث ثنا‬
‫عبدالعزيز ابن مسلم ثنا يزيد بن أب منصور عن دحي الجري عن عقبة بن عامر الهن أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقالوا يا رسول‬
‫ال بايعت تسعة وأمسكت عن هذا قال إن عليه تيمة فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال من علق‬
‫تيمة فقد أشرك ورواه الاكم بنحوه ورواته ثقات وقوله ف هذا الديث فأدخل يديه فقطعها‬
‫أي الرجل بينه الاكم ف روايته قوله عن عقبة بن عامر هو الهن صحاب مشهور وكان فقيها‬
‫فاضل ول إمارة مصر لعاوية ثلث سني ومات قريبا من الستي قوله من تعلق تيمة أي‬
‫متمسكا با عليه وعلى غيه من طفل أو دابة ونو ذلك قال النذري يقال انا خرزة كانوا‬
‫يعلقونا يرون أنا تدفع عنهم الفات واعتقاد هذا الرأي جهل وضللة إذ ل مانع ول دافع غي‬
‫ال تعال وقال أبو السعادات التمائم جع تيمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولدهم‬
‫يتقون با العي ف زعمهم فأبطله السلم قال كأنم كانوا يعتقدون أنا تائم الدواء والشفاء‬
‫قوله فل أت ال له دعاء عليه بأن ال ل يتم له أموره قوله ومن تعلق ودعة بفتح الواو وسكون‬
‫الهملة قال ف مسند الفردوس شيء يرج من البحر يشبه الصدف يتقون به العي قوله فل ودع‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال له بتخفيف الدال أي ل جعله ف دعة وسكون وقيل هو لفظ بن من الودعة أي ل خفف‬
‫ال عنه ما يافه قال أبو السعادات وهذا دعاء عليه فيه وعيد شديد لن فعل ذلك فإنه مع كونه‬
‫شركا فقد دعا عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم بنقيض مقصوده‬
‫‪ 131‬قوله من تعلق تيمة فقد أشرك قال ابن عبد الب إذا اعتقد الذي علقها أنا ترد العي فقد ظن أنا‬
‫ترد القدر واعتقاد ذلك شرك وقال أبو السعادات إنا جعلها شركا لنم أرادوا دفع القادير‬
‫الكتوبة عليهم وطلبوا دفع الذى من غي ال الذي هو دافعه قال ولبن أب حات عن حذيفة أنه‬
‫رأى رجل ف يده خيط من المى فقطعه وتل قوله وما يؤمن اكثرهم بال إل وهم مشركون‬
‫ش هذا الثر رواه ابن أب حات كما قال الصنف ولفظه حدثنا ممد بن السي بن إبرايهم بن‬
‫اشكاب ثنا يونس بن ممد ثنا حاد بن مسلمة عن عاصم الحول عن عزرة قال دخل حذيفة‬
‫على مريض فرأى ف عضده سيا فقطعه أو انتزعه ث قال وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم‬
‫مشركون وابن أب حات هو المام أبو ممد عبدالرحن ابن أب حات ممد بن إدريس الرازي‬
‫التميمي النظلي الافظ ابن الافظ صاحب الرح والتعديل والتفسي وغيها مات سنة سبع‬
‫وعشرين وثلثائة وحذيفة هو ابن اليمان واسم اليمان حسيل بهملتي مصغرا ويقال حسل‬
‫بكسر ث سكون العبسي بالوحدة حليف النصار صحاب جليل من السابقي ويقال صاحب‬
‫السر وأبوه أيضا صحاب مات حذيفة ف أول خلفة علي سنة ست وثلثي قوله رأى رجل ف‬
‫يده خيط من المى أي من أجل المى لدفعها وكان الهال يعلقون لذلك التمائم واليوط‬
‫ونوها وروى وكيع عن حذيفة أنه دخل على مريض يعوده فلمس عضده فإذا فيه خيط فقال‬
‫ما هذا‬
‫‪ 132‬فقال شيء رقي ل فيه فقطعه فقال لو مت وهو عليك ما صليت عليك قوله فقطعه فيه إنكار‬
‫هذا وإن كان يعتقد أنه سبب فإن السباب ل يوز منها إل ما أباحه ال ورسوله صلى ال عليه‬
‫وسلم مع عدم العتماد عليه فكيف با هو شرك كالتمائم واليوط والرز والطلسم ونو ذلك‬
‫ما يعلقه الهال وفيه إزالة النكر باليد بغي إذن الفاعل وإن كان يظن أن الفاعل يزيله وان‬
‫إتلف آلت النكر واللهو جائزة وإن ل يأذن صاحبها قوله وتل قوله وما يؤمن اكثرهم بال إل‬
‫وهم مشركون استدل حذيفه بذه الية على أن تعليق اليط ونوه لا ذكر شرك أي أصغر كما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تقدم ف الديث ففيه صحة الستدلل با نزل ف الكب على الصغر ومعن الية أن ال أخب‬
‫عن الشركي أنم يمعون بي اليان بال أي بوجوده وأنه الالق الرازق الحيي الميت ث مع‬
‫ذلك يشركون ف عبادته فسرها بذلك ابن عباس وعطاء وماهد والضحاك وابن زيد وغيهم‬
‫باب ما جاء ف الرقى والتمائم ش أي ف حكمها ولا كانت الرقى على ثلثة أقسام قسم يوز‬
‫وقسم ل يوز وقسم ف جوازه خلف ل يزم الصنف بكونما من الشرك لن ف ذلك تفصيل‬
‫بلف لبس اللقة واليط ونوها لا ذكر فان ذلك شرك مطلقا قال ف الصحيح عن أب بشي‬
‫النصاري أنه كان مع النب صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره فأرسل رسول أن ل يبقي ف‬
‫رقبة بغي قلدة من وتر أو قلدة إل قطعت‬
‫‪ 133‬ش قوله ف الصحيح أي ف الصحيحي قوله عن أب بشي بفتح أوله وكسر العجمة النصاري‬
‫قيل اسه قيس بن عبيد قاله ابن سعد وقال ابن عبد الب ل يوقف له على اسم صحيح وهو‬
‫صحاب شهد الندق ومات بعد الستي يقال جاوز الائة قوله ف بعض أسفاره قال الافظ ل‬
‫أقف على تعيينها قوله فأرسل رسول هو زيد بن حارثة وروى ذلك الارث ابن أب اسامة ف‬
‫مسنده قاله الافظ قوله أن ل يبقي هو بالثناة والقاف الفتوحتي وف رواية ل تبقي بذف أن‬
‫والثناه الفوقية والقاف الفتوحتي أيضا وقلدة مرفوع على أنه فاعل والوتر بفتحتي واحد أوتار‬
‫القوس قوله أو قلدة إل قطعت هو برفع قلدة أيضا عطف على الول ومعناه أن الراوي شك‬
‫هل قال شيخه قلدة من وتر فقيد القلدة بأنا من وتر وقال قلدة وأطلق ول يقيد ويؤيده ما‬
‫روي عن مالك أنه سئل عن القلدة فقال ما سعت بكراهتها إل ف الوتر وف رواية أب دواد‬
‫ول قلدة بغي شك والول أصح لتفاق الشيخي عليها وللرخصة ف القلئد إل الوتار وكما‬
‫روى أبو داود والنسائي من حديث أب وهب اليشان مرفوعا اربطوا اليل وقلدوها ول‬
‫تقلدوها الوتار ولحد عن جابر مرفوعا مثله وإسناده جيد قال البغوي ف شرح السنن تأول‬
‫مالك أمره عليه السلم بقطع القلئد على أنه من أجل العي وذلك أنم كانوا يشدون بتلك‬
‫الوتار والتمائم والقلئد ويعلقون عليها العوذ يظنون أنا تعصم من الفات فنهاهم النب صلى‬
‫ال عليه وسلم عنها وأعلمهم أنا ل ترد من أمر ال شيئا وقال أبو عبيد القاسم بن‬
‫‪ 134‬سلم كانوا يقلدون البل الوتار لئل تصيبها العي فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم بإزالتها‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫إعلما لم بإن الوتار ل ترد شيئا وكذلك قال ابن الوزي وغيه قال الافظ ويؤيده حديث‬
‫عقبة بن عامر رفعه من تعلق تيمة فل أت ال له رواه ابو داود وهي ما علق من القلئد خشية‬
‫العي ونو ذلك انتهى فعلى هذا يكون تقليد البل وغيها الوتار وما ف معناها لذا العن‬
‫حراما بل شركا لنه من تعليق التمائم الحرمة ومن تعلق تيمة فقد أشرك ول يصب من قال إنه‬
‫مكروه كراهة تنيه قال وعن ابن مسعود سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن الرقى‬
‫والتمائم والتولة شرك رواه أحد وأبو داود ش الديث رواه أحد وأبو داود كما قال الصنف‬
‫وفيه قصة كأن الصنف اختصرها ولفظ أب داود عن زينب امرأة عبدال بن مسعود أن عبدال‬
‫بن مسعود رأى ف عنقي خيطا فقال ما هذا قلت خيط رقي ل فيه قالت فأخذه فقطعه ث قال‬
‫أنتم آل عبدال لغنياء عن الشرك سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن الرقى‬
‫والتمائم والتولة شرك فقلت ل تقول هكذا لقد كانت عين تقذف وكنت أختلف إل فلن‬
‫اليهودي فإذا رقاها سكنت فقال عبدال إنا ذلك عمل الشيطان ينخسها بيده فإذا رقى كف‬
‫عنها إنا كان يكفيك أن تقول كما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أذهب البأس‬
‫رب الناس واشف أنت الشاف ل شفاء إل شفاؤك سفاء ل يغادر سقما ورواه ابن ماجه وابن‬
‫حبان والاكم وقال صحيح وأقره الذهب قوله إن الرقى قال الصنف الرقى هي الت تسمى‬
‫العزائم وخص منه الدليل ما خل من الشرك فقد رخص فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم من‬
‫العي‬
‫‪ 135‬والمة يشي ال أن الرقى الوصوفة بكونا شركا هي الرقى الت منها شرك من دعاء غي ال‬
‫والستغاثة والستعاذة به كالرقى باساء اللئكة والنبياء والن ونو ذلك أما الرقى بالقرآن‬
‫وأساء ال وصفاته ودعائه والستعاذة به وحده ل شريك له فليست شركا بل ول منوعة بل‬
‫مستحبة أو جائزة قوله فقد رخص فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم من العي والمة تقدم‬
‫ذلك ف باب من حقق التوحيد وكذلك رخص فيه من غيها كما ف صحيح مسلم عن عوف‬
‫بن مالك قال كنا نرقي ف الاهلية فقلنا يا رسول ال كيف ترى ف ذلك فقال اعرضوا علي‬
‫رقاكم ل بأس بالرقى ما ل يكن فيه شرك وفيه عن أنس قال رخص رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف الرقية من العي والمة والنملة وعن عمران بن حصي مرفوعا ل رقية ال من عي أو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫حة او دم رواه أبو داود ف باب أحاديث كثية قال الطاب وكان عليه السلم قد رقى ورقي‬
‫وأمر با وأجازها فاذا كانت بالقرآن أو باساء ال تعال فهي مباحة أو مأمور با وإنا جاءت‬
‫الكراهية والنع فيما كان منها بغي لسان العرب فإنه ربا كان كفرا أو قول يدخله الشرك قال‬
‫ويتمل أن يكون الذي يكره من ذلك ما كان على مذاهب الاهلية الت يتعاطونا وأنا تدفع‬
‫عنهم الفات ويعتقدون ذلك من قبل الن ومعونتهم قلت ويدل على ذلك قول علي بن أب‬
‫طالب إن كثيا من هذه الرقى والتمائم شرك فاجتنبوه رواه وكيع فهذا يبي معن حديث ابن‬
‫مسعود ونوه وقال ابن التي الرقى بالعوذات وغيها من أساء ال تعال هو الطب الربان فاذا‬
‫كان على لسان البرار من اللق حصل الشفاء باذن ال تعال فلما‬
‫‪ 136‬عفي عن هذا النوع فزع الناس ال الطب السمان وتلك القرى النهي عنها الت يستعملها‬
‫العزم وغيه من يدعي تسخي الن له فيأت بأمور مستبهة مركبة من حق وباطل يمع ال‬
‫ذكرال تعال وأسائه ما يشوبه من ذكر الشياطي والستعانة بم والتعوذ بردتم ويقال إن الية‬
‫لعداوتا النسان بالطبع تصادق الشياطي لكونم أعداء بن آدم فاذا عزم على الية بأساء‬
‫الشياطي جابت وخرجت من مكانا وكذا اللديغ إذا رقي بتلك الساء سالت سومها من بدن‬
‫النسان ولذلك كره الرقى ما ل تكن بآيات ال وأسائه خاصة وباللسان العرب الذي يعرف‬
‫معناه ليكون بريئا من سوب الشرك وعلى كراهية الرقى بغي كتاب ال علماء المة قال شيخ‬
‫السلم كل اسم مهول فليس لحد أن يرقى به فضل عن أن يدعو به ولو عرف معناه لنه‬
‫يكره الدعاء بغي العربية وإنا يرخص لن ل يعرف العربية فأما جعل اللفاظ العجمية شعارا‬
‫فليس من السلم قلت وسئل ابن عبدالسلم عن الروف القطعة فمنع منها مال يعرف لئل‬
‫يكون فيه كفر وقال السيوطي قد أجع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلثة شروط أن‬
‫يكون بكلم ال أو بأسائه وصفاته وباللسان العرب وبا يعرف معناه وأن يعتقد أن الرقية ل تؤثر‬
‫بذاتا بل بتقدير ال تعال فتلخص أن الرقية ثلثة أقسام قوله والتمائم تقدم كلم النذري وابن‬
‫الثي ف معناه ف الباب قبله وظاهر تصيص التمائم با ذكراه وقال الصنف التمائم شيء يعلق‬
‫على الولد من العي وقال اللخال التمائم جع تيمة وهي ما يعلق بأعناق الصبيان من‬
‫خرزات وعظام لدفع العي وهذا منهي عنه لنه ل دافع إل ال ول يطلب دفع الؤذيات إل بال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وأسائه وصفاته وظاهره أن ما علق لدفع العي وغيها فهو‬
‫‪ 137‬تيمة من أي شيء كان وهذا هو الصحيح وقد يقال إن كلم النذري وابن الثي وغيها ل‬
‫يالفه قال الصنف لكن إذا كان العلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف وبعضهم ل يرخص‬
‫فيه ويعله من النهي عنه منهم ابن مسعود اعلم أن العلماء من الصحابة والتابعي فمن بعدهم‬
‫اختلفوا ف جواز تعليق التمائم الت من القرآن وأساء ال وصفاته فقالت طائفة يوز ذلك وهو‬
‫قول عبدال بن عمرو بن العاص وغيه وهو ظاهر ما روي عن عائشة وبه قال أبو جعفر الباقر‬
‫وأحد ف رواية وحلوا الديث على التمائم الشركية أما الت فيها القرآن وأساء ال وصفاته‬
‫فكالرقية بذلك قلت وهو ظاهر اختيار ابن القيم وقالت طائفة ل يوز ذلك وبه قال ابن مسعود‬
‫وابن عباس وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم رضي ال عنه وبه قال جاعة من‬
‫التابعي منهم أصحاب ابن مسعود وأحد ف روايه اختارها كثي من أصحابه وجزم با‬
‫التأخرون واحتجوا بذا الديث وما ف معناه فإن ظاهره العموم ل يفرق بي الت ف القرآن‬
‫وغيها بلف الرقى فقد فرق فيها ويؤيد ذلك أن الصحابة الذين رووا الديث فهموا العموم‬
‫كما تقدم عن ابن مسعود وروى أبو داود عن عيسى بن حزة قال دخلت على عبدال بن‬
‫عكيم وبه حرة فقلت أل تعلق تيمة فقال نعوذ بال من ذلك قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من تعلق شيئا وكل إليه وروى وكيع عن ابن عباس قال اتفل بالعوذتي ول تعلق وأما‬
‫القياس على الرقية بذلك فقد يقال بالفرق فكيف يقاس التعليق الذي ل بد فيه من ورق أو‬
‫جلود ونوها على مال يوجد ذلك فيه فهذا ال الرقى الركبة من حق باطل أقرب هذا اختلف‬
‫العلماء ف تعليق القرآن وأساء ال وصفاته فما ظنك با حدث بعدهم من الرقى‬
‫‪ 138‬بأساء الشياطي وغيهم وتعليقها بل والتعلق عليهم والستعاذة بم والذبح لم وسؤالم كشف‬
‫الضر وجلب الي ما هو شرك مض وهو غالب على كثي من الناس إل من سلم ال فتأمل ما‬
‫ذكره النب صلى ال عليه وسلم وما كان عليه أصحابه والتابعون وما ذكره العلماء بعدهم ف‬
‫هذا الباب وغيه من أبواب الكتاب ث انظر ال ما حدث ف اللوف التأخرة يتبي لك دين‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم وغربته الن ف كل شيء فال الستعان قوله والتولة شرك قال‬
‫الصنف هو شيء يصنعونه يزعمون أنه يبب الرأة ال زوجها والزوج ال امرأته وكذا قال غيه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أيضا وبذا فسره ابن مسعود راوي الديث كما ف صحيح ابن حبان والاكم قالوا يا ابا‬
‫عبدالرحن هذه الرقى والتمائم قد عرفناها فما التولة قال شيء يضعه النساء يتحبب ال‬
‫ازواجهن قال الافظ التولة بكسر الثناه وفتح الواو واللم مففا شيء كانت الرأة تلب به مبة‬
‫زوجها وهو ضرب من السحر وإنا كان ذلك من الشرك لنم أرادوا دفع الضار وجلب النافع‬
‫من عند غي ال قال وعن عبدال بن عكيم مرفوعا من تعلق شيئا وكل اليه رواه احد والترمذي‬
‫ش ورواه أيضا أبو داود والاكم قوله عن عبدال بن عكيم هو بضم الهملة مصغرا ويكن ابا‬
‫معبد الهن الكوف قال البخاري أدرك زمن النب صلى ال عليه وسلم ول يعرف له ساع‬
‫صحيح وكذا قال أبو حات قال معناه أبو زرعة وابن حبان وابن منده وأبو نعيم وقال البغوي‬
‫يشك ف ساعه وقال الطيب سكن الكوفة وقدم الدائن ف حياة حذيفة وكان ثقه وذكر ابن‬
‫سعد عن غيه أنه‬
‫‪ 139‬مات ف ولية الجاج وظاهر كلم هؤلء الئمة أن الديث مرسل قوله من تعلق شيئا وكل‬
‫اليه التعلق يكون بالقلب ويكون بالفعل ويكون بما جيعا أي من تعلق شيئا بقلبه أو تعلقه بقلبه‬
‫وفعله وكل اليه أي وكله ال إل ذلك الشيء الذي تعلقه فمن تعلقت نفسه بال وأنزل حوائجه‬
‫بال والتجأ إليه وفوض أمره كله اليه كفاه كل مؤنة وقرب اليه كل بعيد ويسر له كل عسي‬
‫ومن تعلق بغيه أو سكن إل علمه وعقله ودوائه وتائمه واعتمد على حوله وقوته وكله ال إل‬
‫ذلك وخذله وهذا معروف بالنصوص والتجارب قال ال تعال ومن يتوكل على ال فهو حسبه‬
‫وقال المام أحد حدثنا هشام بن القاسم ثنا أبو سعيد الؤدب ثنا من سع عطاء الراسان قال‬
‫لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت فقلت له حدثن حديثا أحفظه عنك ف مقامي هذا‬
‫وأوجز قال نعم أوحى ال تبارك وتعال إل داود يا داود أما وعزت وعظمت ل يعتصم ب عبد‬
‫من عبيدي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات السبع ومن فيهن والرضون‬
‫السبع ومن فيهن إل جعلت له من بينهن مرجا أما وعزت وعظمت ل يعتصم عبد من عبيدي‬
‫بخلوق دون أعرف ذلك من نيته ال قطعت أسباب السماء من يده وأسخت الرض من تت‬
‫قدميه ث ل أبال بأي واد هلك قال وروى المام أحد عن رويفع قال قال ل رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يا رويفع لعل الياة تطول بك فأخب الناس أن من عقد ليته أو تقلد وترا أو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫استنجى برجيع دابة أو عظم فان ممدا بريء منه ش الديث رواه المام أحد عن يي بن‬
‫اسحق والسن بن موسى‬
‫‪ 140‬الشيب كلها عن ابن ليعة وفيه قصة فاختصرها الصنف وهذا لفظ السن قال حدثنا ابن‬
‫ليعة ثنا عياش بن عباس عن شييم بن بيتان قال ثنا رويفع بن ثابت قال كان أحدنا ف زمان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يأخذ جل أخيه على أن يعطيه النصف ما يغنم وله النصف حت‬
‫إن أحدنا ليصي له النصل والريش والخر القدح ث قال قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يا رويفع لعل الياة تطول بك فأخب الناس أنه من عقد ليته أو تقلد وترا أو استنجى برجيع‬
‫دابة أو عظم فإن ممدا بريء منه ث رواه أحد عن يي بن غيلن ثنا الفضل حدثن عياش بن‬
‫عباس أن شييم بن بيتان أخبه أنه سع شيبان القتبان يقول استخلف مسلمة بن ملد رويفع بن‬
‫ثابت النصاري على أسفل الرض قال فسرنا معه فقال قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫الديث وف السناد الول ابن ليعة وفيه مقال وف الثان شيبان القتبان قيل فيه مهول وبقية‬
‫رجالما ثقات ورواه أبو داود من طريق الفضل به مطول وسكت عليه ث قال حدثنا يزيد بن‬
‫خالد أنا مفضل عن عياش أن شييم بن بيتان أخبه أيضا بذا الديث عن أب سال اليشان عن‬
‫عبدال ابن عمرو يذكر ذلك وهو معه مرابط بصن باب البون قال أبو داود حصن البون‬
‫بالفسطاط على جبل قلت وهذا اسناد جيد رواه النسائي من رواية شييم عن رويفع وصرح‬
‫بسماعه منه ول يذكر شيبان فان كان ذكر شيبان وها فالسناد صحيح وحسنه النووي‬
‫وصححه بعضهم قال الافظ أبو زرعة ف شرح أب داود ورواه الطحاوي متصرا فذكر منه‬
‫الستنجاء برجيع دابة أو عظم فقط رواه ممد بن الربيع اليزي ف كتاب من دخل مصر من‬
‫الصحابة مطول وفيه أن من عقد ليته ف الصلة‬
‫‪ 141‬قوله فأخب الناس دليل على وجوب إخبار الناس بذلك على رويفع وليس هذا متصا به بل كل‬
‫من كان عنده علم ليس عند غيه ما يتاج اليه الناس وجب عليه تبليغه للناس وإعلمهم به فان‬
‫اشترك هو وغيه ف علم ذلك فالتبليغ فرض كفاية هذا كلم أب زرعة قوله لعل الياة تطول‬
‫بك علم من إعلم النبوة لنه وقع كما أخب به صلى ال عليه وسلم فإن رويفعا طالت حياته‬
‫إل سنة ست وخسي فمات فيها ببقة من أعمال مصر أميا عليها وهو من النصار وقيل مات‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫سنة ثلث وخسي قاله ابن يونس قوله أن من عقد ليته بكسر اللم ل غي قاله ف الشارق‬
‫والمع لى بالكسر والضم قال الوهري قال الطاب وأما نيه عن عقد اللحية فإن ذلك يفسر‬
‫على وجهي أحدها ما كانوا يفعلونه من ذلك ف الروب كانوا ف الاهلية يعقدون لاهم‬
‫وذلك من زي بعض العاجم يفتلونا ويعقدونا قلت كأنم كانوا يفعلونه تكبا وعجبا كما‬
‫ذكره أبو السعادات قال ثانيهما أن معناه معالة الشعر ليتعقد ويتجعد وذلك من فعل أهل‬
‫التوضيع والتأنيث وقال أبو زرعة ابن العراقي والول حله على عقد اللحية ف الصلة كما‬
‫دلت عليه رواية ممد بن الربيع التقدم ذكرها فهو موافق للحديث الصحيح ف النهي عن كف‬
‫الشعر والثوب فإن عقد اللحية فيه كفها وزيادة قوله أو تقلد وترا أي جعله قلدة ف عنقه أو‬
‫عنق دابته ونو ذلك وف رواية ممد بن الربيع أو تقلد وترا يريد تيمة فهذا يدل على أنم كانوا‬
‫يتقلدون الوتار من أجل العي إذ فسره بالتميمة وهي تعل لذلك‬
‫‪ 142‬قوله أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن ممدا بريء منه قال النووي أي بريء من فعله وقال‬
‫بذه الصيغة ليكون أبلغ ف الزجر قلت فيه النهي عن الستنجاء برجيع الدواب والعظام وقد‬
‫ورد ف ذلك أحاديث منها ما ف صحيح مسلم عن ابن مسعود مرفوعا ل تستنجوا بالروث ول‬
‫بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الن وعلى هذا فل يزىء الستنجاء بما كما هو ظاهر مذهب‬
‫أحد واختار شيخ السلم وجاعة الجزاء وان كان مرما قالوا لنه ل ينه عنه لكونما ل‬
‫ينقيان بل لفسادها قلت الول أول لا رواه ابن خزية والدارقطن من طريق السن ابن الفرات‬
‫عن أبيه عن اب حازم الشجعي عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن يستنجى‬
‫بعظم أو روث وقال إنا ل يطهران وهذا إسناد جيد قال وعن سعيد بن جبي قال من قطع تيمة‬
‫من إنسان كان كعدل رقبة رواه وكيع ش هذا عند أهل العلم له حكم الرفع لن مثل ذلك ل‬
‫يقال بالراي فيكون على هذا مرسل لن سعيدا تابعي وفيه فضل قطع التمائم لنا من الشرك‬
‫ووكيع هو ابن الراح بن وكيع الكوف ثقة إمام صاحب تصانيف منها الامع وغيه روى عنه‬
‫المام أحد وطبقته مات سنة سبع وتسعي ومائة قال وله عن ابراهيم كانوا يكرهون التمائم‬
‫كلها من القرآن وغي القرآن‬
‫‪ 143‬ابراهيم هو إبراهيم بن يزيد النخعي الكوف يكن أبا عمران ثقة إمام من كبار فقهاء الكوفة قال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الزن دخل على عائشة ول يثبت له ساع منها مات سنة ست وتسعي وله خسون سنة ونوها‬
‫قوله كانوا يكرهون التمائم إل آخره مراده بذلك أصحاب عبدال بن مسعود كعلقمة والسود‬
‫واب وائل والارث بن سويد وعبيدة السلمان ومسروق والربيع بن خيثم وسويد بن غفلة‬
‫وغيهم من أصحاب ابن مسعود وهم من سادات التابعي وهذه الصيغة يستعملها إبراهيم ف‬
‫حكاية قوالم كما بي ذلك الفاظ كالعراقي وغيه باب من تبك بشجرة او حجر ونوها ش‬
‫كبقعة وغار وعي وقب ونو ذلك ما يعتقد كثي من عباد القبور وأشباههم فيه البكة‬
‫فيقصدونه رجاء البكة ويعن بقوله تبك أي طلب البكة ورجاها واعتقدها أي ما حكمه هل‬
‫هو شرك أم ل قال وقول ال تعال أفرأيتم اللت والعزى اليات ش هكذا ثبت ف خط الصنف‬
‫اليات يعن إل قوله ولقد جاءهم من ربم الدى قال القرطب لا ذكر الوحي ال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وذكر من آثار قدرته ما ذكر حاج الشركي إذ عبدوا ما ل يعقل وقيل أفرأيتم هذه‬
‫اللة الت تعبدونا أو حي اليكم شيئا كما أوحي إل ممد صلى ال عليه وسلم وكانت اللت‬
‫لثقيف والعزى لقريش وبن كنانة ومناة لبن هلل وقال ابن هشام كانت مناة لذيل وخزاعة‬
‫‪ 144‬ذكر صفة هذه الوثان ليعرف الؤمن كيفية الوثان وكيفية عبادتا وما هو شرك العرب الذين‬
‫كانوا يفعلونه حت يفرق بي التوحيد والخلص وبي الشرك والكفر فأما اللت فقرأ المهور‬
‫بتخفيف التاء وقرأ ابن عباس وابن الزبي وماهد وحيد وأبو صال ورويس عن يعقوب اللت‬
‫بتشديد التاء فعلى الول قال العمش سو اللت من الله والعزى من العزيز قال ابن جرير‬
‫وكانوا قد اشتقوا اسها من ال تعال فقالوا اللت مؤنثة منه تعال ال عن قولم علوا كبيا قال‬
‫وكذا العزى من العزيز قال ابن كثي وكانت صخرة بيضاء منقوشة عليها بيت بالطائف له‬
‫أستار وسدنة وحوله فناء معظم عند أهل الطائف وهم ثقيف ومن تابعها يفتخرون به على من‬
‫عداهم من أحياء العرب بعد قريش قال ابن هشام وكانت ف موضع مسجد الطائف اليسرى‬
‫فلم يزل كذلك إل أن أسلمت ثقيف فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم الغية بن شعبة‬
‫فهدمها وحرقها بالنار وعلى الثانية قال ابن عباس كان رجل يلت السويق للحاج فلما مات‬
‫عكفوا على قبه ذكره البخاري وقال ابن عباس كان يبيع السويق والسمن عند صخرة ويلته‬
‫عليها فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة إعظاما لصاحب السويق وعن ماهد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫نوه وقال فلما مات عبدوه رواه سعيد بن منصور والفاكهي وكذا روى ابن أب حات عن ابن‬
‫عباس أنم عبدوه وقال ابن جريج كان رجل من ثقيف يلت السويق بالزيت فلما توف جعلوا‬
‫إل قبه وثنا وبنحو ذلك قال جاعة من أهل العلم ول تالف بي القولي فإن من قال إنا‬
‫صخرة ل ينف أن تكون صخرة على القب أو حواليه‬
‫‪ 145‬فعظمت وعبدت تبعا ل قصدا فالعبادة إنا أرادوا با صاحب القب فهو الذي عبدوه بالصالة‬
‫يدل على ذلك ما روى الفاكهي عن ابن عباس أن اللت لا مات قال لم عمرو بن لي إنه ل‬
‫يت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا فتأمل فعل الشركي مع هذا الوثن ووزان‬
‫بينه وبي بناء القباب على القبور والعكوف عندها ودعائها وجعلها ملذا عند الشدائد وأما‬
‫العزى فقال ابن جرير كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة بي مكة والطائف كانت قريش‬
‫يعظمونا كما قال أبو سفيان يوم أحد لنا العزى ول عزى لكم فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قولوا ال مولنا ول مول لكم وروى النسائي وابن مردويه عن أب الطفيل قال لا فتح‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إل نلة وكانت با العزى فأتاها‬
‫خالد وكانت على ثلث سرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ث أتى النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فأخبه فقال ارجع فإنك ل تصنع شيئا فرجع خالد فلما أبصرته السدنة‬
‫وهم حجبتها امتنعوا ف البل وهم يقولون يا عزى يا عزى فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة‬
‫شعرها تفن التراب على رأسها فعلها بالسيف حت قتلها ث رجع إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأخبه فقال تلك العزى قال ابن هشام وكانوا يسمعون منها الصوت وقال أبو صال‬
‫العزى نلة كانوا يعلقون عليها السيور والعهن رواه عبد بن حيد وابن جرير فتأمل فعل‬
‫الشركي مع هذا الوثن ووازن بينه وبي ما يفعله عباد القبور من دعائها والذبح عندها وتعليق‬
‫اليوط وإلقاء الرق ف ضرائح الموات ونو ذلك فال الستعان وأما مناة فكانت بالشلل عند‬
‫قديد بي مكة والدينة وكانت خزاعة والوس والزرج يعظمونا ويهلون منها للحج إل الكعبة‬
‫وأصل‬
‫‪ 146‬اشتقاقها من اسم ال النان وقيل من من ال الشيء إذا قدره وقيل سيت مناة لكثرة ما ين أي‬
‫يراق عندها من الدماء للتبك با قال ابن هشام فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم عليا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فهدمها عام الفتح قال ابن اسحق ف السية وقد كانت العرب اتذت مع الكعبة طواغيت وهي‬
‫بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة لا سدنة وحجاب وتدي لا كما يهدى للكعبة وتطوف با‬
‫وتنحر عندها وهي تعرف فضل الكعبة عليها لنا كانت قد عرفت أنا بيت إبراهيم عليه‬
‫السلم ومسجده قلت هذا الذي ذكره ابن اسحق من شرك العرب هو بعينه الذي يفعله عباد‬
‫القبور بل زادوا على الولي إذا تبي هذا فمعن الية كما قال القرطب إن فيها حذفا تقديره‬
‫أفرأيتم هذه اللة هل نفعت أو ضرت حت تكون شركاء ل وقال غيه ومناة الثالثة الخرى ذم‬
‫وهي التأخرة الوضيعة القدار كقوله وقالت أولهم لخراهم أي وضعاؤهم لرؤسائهم وقوله‬
‫ألكم الذكر وله النثى قال ابن كثي أي أتعلون له ولدا وتعلون ولده أنثى وتتارون لكم‬
‫الذكور وقال غيه يوز أن يراد اللت والعزى ومناة إناث وقد جعلتموهن ل شركاء ومن‬
‫شأنكم أن تتقروا أناث وتستنكفوا من أن يولدن لكم أو ينسب إليكم فكيف تعلون هؤلء‬
‫الناث أندادا ل وتسمونن آلة قلت ما أقرب هذا القول إل سياق الية وقوله تلك إذا قسمة‬
‫ضيزى أي جور وباطلة فكيف تقاسون ربكم هذه القسمة الت لو كانت بي ملوقي كانت‬
‫جورا وسفها‬
‫‪ 147‬فتنهون أنفسكم عن الناث وتعلونن ل تعال ال عن ذلك علوا كبيا وقوله إن هي اساء‬
‫سيتموها أنتم وآباؤكم قال ابن كثي ث قال منكرا عليهم فيما ابتدعوه وأحدثوه من الكذب‬
‫والفتراء والكفر من عبادة الصنام وتسميتها آلة إن هي إل أساء سيتموها أنتم وآباؤكم أي‬
‫من تلقاء أنفسكم ما أنزل ال با من سلطان أي من حجة إن يتبعون إل الظن أي ليس لم‬
‫مستند إل حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا السلك الباطل قبلهم وإلحظ أنفسهم ف‬
‫رياستهم وتعظيم آبائهم القدمي وقوله ولقد جاءهم من ربم الدى ش قال ابن كثي ولقد‬
‫أرسل ال إليهم الرسل بالق الني والجة القاطعة ومع هذا ما تبعوا ما جاؤوهم به ول انقادوا‬
‫له قلت ف هذه اليات من الدلئل القطعية على بطلن عبادة هذه الطواغيت وأشباهها مال‬
‫مزيد عليه فسبحان من جعل كلمه شفاء وهذى ورحة وبشرى للمسلمي منها أنا أساء مؤنثة‬
‫دالة على اللي والرخاوة وما كان كذلك فليس بإله ومنها أنكم قاستم ال بزعمكم فجعلتم له‬
‫هذه الساء الؤنثة شركاء ودعوت له الولد ث جعلتموهم بنات واختصصتم بالذكور فجعلتم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫له الكروه الناقص ولكم الحبوب الكامل للذين ل يؤمنون بالخرة مثل السوء ول الثل العلى‬
‫وهو العزيز الكيم ومنها أنا أساء سيتموها أنتم وآباؤكم وابتدعتموها ومنها ما أنزل ال با‬
‫من سلطان أي حجة وبرهان ومنها‬
‫‪ 148‬أنكم ل تستندوا ف تسميتها إل علم ويقي وإنا استندت ف ذلك إل الظن والوى الذين ها‬
‫اصل اللك دنيا وأخرى ومنها ولقد جاءهم من ربم الدى أي بإبطال عبادتا وما كان كذلك‬
‫فهو عي الحال البي البطلن وكل واحد من هذه الدلة كاف شاف ف بطلن عبادتا فان‬
‫قلت فأين دليل الترجة من اليات قيل هو بي بمد ال لنه إن كان التبك بالشجر والقبور‬
‫والحجار من الكب فواضح وإن كان من الصغر فالسلف يستدلون با نزل ف الكب على‬
‫الصغر قال وعن أب واقد الليثي قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ال حني ونن‬
‫حدثاء عهد بكفر وللمشركي سدرة يعكفون عندها وينوطون با أسلحتهم يقال لا ذات أنواط‬
‫فقلنا يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط كما لم ذات أنواط فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ال أكب إنا السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لوسى اجعل لنا آلا‬
‫كما لم آلة قال أنكم قوم تهلون لتركب سنن من كان قبلكم رواه الترمذي وصححه ش‬
‫الديث روله الترمذي كما قال الصنف ولفظه حدثنا سعيد ابن عبد الرحن الخزومى حدثنا‬
‫سفيان عن الزهرى عن سنان بن اب سنان عن أب واقد الليثى أن رسول ال لا خرج إل الني‬
‫مر بشجرة للمشركي يقال لا ذات أنواط يعقلون عليها أسلحتهم قالوا يا رسول ال اجعل لنا‬
‫ذات أنواط كما لم ذات أنواط فقال النب سبحان ال هذا كما قال قوم موسى اجعل لنا إلا‬
‫كما لم آلة والذي نفسي بيده لتركب سنة من كان قبلكم هذا حديث حسن صحيح وأبو‬
‫واقد الليثي اسه الارث بن عوف وف الباب عن أب سعيد واب هريرة هذا لفظ الترمذي بروفه‬
‫‪ 149‬وفيه مالفة لا ف الكتاب لفظا ومعن وقد اتفق اللفظان على القصود هنا وقد رواه أحد وأبو‬
‫داود وأبو يعلى وابن أب شيبة والنسائي وابن جرير وابن النذر وابن أب حات والطبان بنحوه‬
‫وروى ابن أب حات وابن مردويه والطبان من طريق كثي بن عبد ال بن عمرو بن عوف عن‬
‫ابيه عن جده نوه أيضا قوله عن أب واقد الليثي اسه الارث بن عوف كما قال الترمذي وقيل‬
‫الارث بن مالك صحاب مشهور مات سنة ثان وستي وله خس وثانون سنة قوله خرجنا مع‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل حني ف حديث عمرو بن عوف قال غزونا مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يوم الفتح ونن ألف ونيف حت إذا كنا بي حني والطائف ول مالفة‬
‫بينهما ف العن فإن غزوة الفتح وحني كانتا ف سفر واحد قوله ونن حدثاء عهد بكفر أي‬
‫قريبوا عهد بكفر ففيه دليل أن غيهم ل يهل هذا وان النتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه ل‬
‫يأمن أن يكون ف قلبه بقية من تلك العادات الباطلة ذكره الصنف قوله يعكفون عندها‬
‫العتكاف هو القامة على الشيء بالكان ولزومها ومنه قوله ما هذه التماثيل الت أنتم لا‬
‫عاكفون وكانوا يعكفون عند هذه السدرة تبكا با وف حديث عمرو بن عوف قال كان يناط‬
‫با السلح فسميت ذات أنواط وكانت تعبد من دون ال فلما رآها رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم صرف عنها ف يوم صائف إل ظل هو أدن منها الديث فيجمع بينهما بأن عبادتا هي‬
‫العكوف عندها رجاء لبكتها قوله وينوطون با أسلحتهم أي يعلقونا عليها للبكة‬
‫‪ 150‬قوله يقال لا ذات أنواط قال أبو السعادات سألوه أن يعل لم مثلها فنهاهم عن ذلك وأنواط‬
‫جع نوط وهو مصدر سي به النوط قوله فقلنا يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط أي شجرة‬
‫مثلها نعلق عليها ونعكف حواليها ظنوا أن هذا أمر مبوب عند ال فقصدوا التقرب إل ال‬
‫بذلك وإل فهم أجل قدرا وان كانوا حديثي عهد بكفر عن قصد مالفة النب صلى ال عليه‬
‫وسلم قوله فقال النب صلى ال عليه وسلم ال اكب هكذا ف بعض الروايات وف رواية الترمذي‬
‫سبحان ال والقصود باللفظي واحد لن الراد تعظيم ال وتنيهه عن الشرك والتقرب به إليه‬
‫وفيه تكبي ال وتنيهه عند التعجب أو ذكر الشرك خلفا لن كرهه قوله أنا السنن بضم السي‬
‫أي الطرق قوله قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لوسى اجعل لنا إلا ال أخب‬
‫صلى ال عليه وسلم أن هذا المر الذي طلبوه منه وهو اتاذ شجرة للعكوف عندها وتعليق‬
‫السلحة با تبكا كالمر الذي طلبه بنو اسرائيل من موسى عليه السلم حيث قالوا اجعل لنا‬
‫إلا كما لم آلة فإذا كان اتاذ شجرة لتعليق السلحة والعكوف عندها اتاذ إله مع ال مع أنم‬
‫ل يعبدونا ول يسألونا فما الظن با حدث من عباد القبور من دعاء الموات والستغاثة بم‬
‫والذبح والنذر لم والطواف بقبورهم وتقبيلها وتقبيل أعتابا وجدرانا والتمسح با والعكوف‬
‫عندها وجعل السدنة والجاب لا وأي نسبة بي هذا وبي تعليق السلحة على شجرة تبكا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قال المام أبو بكر الطرطوشي من أئمة الالكية فانظروا رحكم ال أينما وجدت سدرة أو‬
‫شجرة يقصدها الناس ويعظمونا ويرجون البء‬
‫‪ 151‬والشفاء من قبلها ويضربون با السامي والرق فهي ذات أنواط فاقطعوها وقال الافظ ابو‬
‫ممد عبدالرحن بن اساعيل الشافعي العروف بأب شامة ف كتاب البدع والوادث ومن هذا‬
‫القسم أيضا ما قد عم البتلء به من تزيي الشيطان للعامة تليق اليطان والعمد وسرج مواضع‬
‫مصوصة ف كل بلد يكي لم حاك أنه رأى ف منامه با أحدا من شهر بالصلح والولية‬
‫فيفعلون ذلك ويافظون عليه مع تضييعهم فرائض ال تعال وسننه ويظنون أنم متقربون بذلك‬
‫ث يتجاوزون هذا إل أن يعظم وقع تلك الماكن ف قلوبم فيعظمونا ويرجون الشفاء لرضاهم‬
‫وقضاء حوائجهم بالنذر لم وهي من بي عيون وشجر وحائط وحجر وف مدينة دمشق صانا‬
‫ال من ذلك مواضع متعددة كعونية الما خارج باب توما والعمود الخلق داخل باب الصغي‬
‫والشجرة اللعونة اليابسة خارج باب النصر ف نفس قارعة الطريق سهل ال قطعها واجتثاثها من‬
‫أصلها فما أشبهها بذات أنواط الواردة ف الديث ث ذكر الديث التقدم وكلم الطرطوشي‬
‫الذي ذكرنا ث قال ولقد أعجبن ما صنعه الشيخ أبو اسحق البنيان رحه ال تعال أحد‬
‫الصالي ببلد افريقية ف الائة الرابعة حكى عنه صاحبه الصال ابو عبد ال ممد ابن أب العباس‬
‫الؤدب أنه كان إل جانبه عي تسمى عي العافية كان العامة قد افتتنوا با يأتونا من الفاق من‬
‫تعذر عليها نكاح أو ولد قالت امضواب إل العافية فتعرف با الفتنة قال أبو عبد ال فأنا ف‬
‫السحر ذات ليلة إذ سعت أذان أب اسحق نوها فخرجت فوجدته قد هدمها وأذن الصبح‬
‫عليها ث قال اللهم إن هدمتها لك فل ترفع لا رأسا قال فما رفع لا رأس إل الن قلت أبو‬
‫إسحق الذي هدمها إمام مشهور من أئمة الالكية زاهد اسه ابراهيم بن أحد بن علي بن أسلم‬
‫وكان المام أبو ممد ابن أب زيد يعظم شأنه ويقول‬
‫‪ 152‬طريق أب اسحق خالية ل يسلكها أحد ف الوقت وكان القابسي يقول البنيان إمام يقتدى به‬
‫مات سنة تسع وستي وثلثائة وذكر ابن القيم نو ما ذكره أبو شامة ث قال فما أسرع اهل‬
‫الشرك إل اتاذ الوثان من دون ال ولو كانت ما كانت ويقولون إن هذا الجر وهذه الشجرة‬
‫وهذه العي تقبل النذر أي تقبل العبادة من دون ال فإن النذر عبادة وقربة يتقرب با الناذر ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫النذور له وسيأت شيء يتعلق بذا الباب عند قوله اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد وف هذه الملة‬
‫من الفوائد أن ما يفعله من يعتقد ف الشجار والقبور والحجار من التبك با والعكوف عندها‬
‫والذبح لا هو الشرك ول يغتر بالعوام والطغام ول يستبعد كون هذا شركا ويقع ف هذه المة‬
‫فإذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسنا وطلبوه من النب صلى ال عليه وسلم حت بي لم أن‬
‫ذلك كقول بن اسرائيل اجعل لنا إلا فكيف بغيهم مع غلبة الهل وبعد العهد بآثار النبوة‬
‫وفيها أن العتبار ف الحكام بالعان ل بالساء ولذا جعل النب صلى ال عليه وسلم طلبتهم‬
‫كطلبة بن اسرائيل ول يلتفت إل كوتم سوها ذات أنواط فالشرك وإن سى شركه ما ساه‬
‫كمن يسمي دعاء الموات والذبح لم والنذر ونو ذلك تعظيما ومبة فإن ذلك هو الشرك وإن‬
‫ساه ما ساه وقس على ذلك وفيها أن من عبد فهو إله لن بن إسرائيل والذين سألوا النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ل يريدوا من الصنام والشجرة اللق والرزق وإنا أرادوا البكة والعكوف‬
‫عندها فكان ذلك اتاذا له مع ال تعال وفيها أن معن الله هو العبود وأن من أراد أن يفعل‬
‫الشرك جهل فنهي عن ذلك فانتهى ل يكفر وأن ل إله إل ال تنفي هذا الفعل مع دقته وخفائه‬
‫على أولئك الصحابة ذكره الصنف فكيف با هو أعظم منه ففيه رد على الهال الذين يظنون‬
‫أن معناها القرار بأن ال خالق كل شيء وأن ما سواه ملوق ونو‬
‫‪ 153‬ذلك من العبارات والغلظ على من وقع منه ذلك جهل قوله لتركب بضم الوحدة أي لتتبعن‬
‫أنتم أيها المة سنن من كان قبلكم بضم السي أي طرقهم ومناهجهم وأفعالم ويوز فتح‬
‫السي وهذا خب صحيح وجد كما أخب صلى ال عليه وسلم ففيه دليل على شهادة أن ممدا‬
‫رسول ال وف الديث من الفوائد غي ما تقدم النهي عن التشبه بأهل الاهلية من أهل الكتاب‬
‫والشركي وأنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على المر فصار فيها التنبيه على مسائل القب‬
‫أما من ربك فواضح وأما من نبيك فمن إخباره بأنباء الغيب وأما ما دينك فمن قولم اجعل لنا‬
‫إلا إل آخره قاله الصنف وفيه أن الشرك لبد أن يقع ف هذه المة كما وقع فيمن قبلها ففيه‬
‫رد على من قال إن الشرك ل يقع ف هذه المة وفيه سد الذرائع والغضب عند التعليم وأن ما‬
‫ذم ال به اليهود والنصارى فإنه لنا لنحذره ذكر ذلك الصنف تنبيه ذكر بعض التأخرين أن‬
‫التبك بآثار الصالي مستحب كشرب سؤرهم والتمسح بم أو بثيابم وحل الولود إل أحد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫منهم ليحنكه بتمرة حت يكون أول ما يدخل جوفه ريق الصالي والتبك بعرقهم ونو ذلك‬
‫وقد أكثر من ذلك أبو زكريا النووي ف شرح مسلم ف الحاديث الت فيها أن الصحابة فعلوا‬
‫شيئا من ذلك مع النب صلى ال عليه وسلم وظن أن بقية الصالي ف ذلك كالنب صلى ال‬
‫عليه وسلم وهذا خطأ صريح لوجوه منها عدم القاربة فضل عن الساواة للنب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف الفضل والبكة ومنها عدم تقق الصلح فإنه ل يتحقق إل بصلح القلب وهذا أمر ل‬
‫يكن الطلع عليه إل بنص كالصحابة الذين أثن ال عليهم ورسوله أو أئمة التابعي أو من‬
‫شهر بصلح ودين كالئمة الربعة ونوهم من الذين تشهد لم المة بالصلح وقد عدم أولئك‬
‫أما‬
‫‪ 154‬غيهم فغاية المر أن نظن أنم صالون فنرجو لم ومنها انا لو ظننا صلح شخص فل نأمن أن‬
‫يتم له باتة سوء والعمال بالواتيم فل يكون أهل للتبك بآثاره ومنها أن الصحابة ل يكونوا‬
‫يفعلون ذلك مع غيه ل ف حياته ول بعد موته ولو كان خيا لسبقونا إليه فهل فعلوه مع أب‬
‫بكر وعمر وعثمان وعلي ونوهم من الذين شهد لم النب صلى ال عليه وسلم بالنة وكذلك‬
‫التابعون هل فعلوه مع سعيد بن السيب وعلي بن السي وأويس القرن والسن البصري‬
‫ونوهم من يقطع بصلحهم فدل أن ذلك مصوص بالنب صلى ال عليه وسلم ومنها أن فعل‬
‫هذا مع غيه صلى ال عليه وسلم ل يؤمن أن يفتنه وتعجبه نفسه فيورثه العجب والكب والرياء‬
‫فيكون هذا كالدح ف الوجه بل أعظم باب ما جاء ف الذبح لغي ال أي من الوعيد وهل يكون‬
‫شركا أم ل قال وقول ال تعال قل أن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ل شريك‬
‫له الية ش قال ابن كثي يأمره تعال أن يب الشركي الذين يعبدون غي ال ويذبون لغي اسه‬
‫وحده ل شريك له وهذا كقوله فصل لربك وانر أي أخلص له صلتك وذبيحتك فإن‬
‫الشركي يعبدون الصنام ويذبون لا فأمر ال بخالفتهم والنراف عما هم فيه‬
‫‪ 155‬والقبال بالقصد والنية والعزم على الخلص ل تعال قال ماهد ف قوله صلت ونسكي قال‬
‫النسك الذبح ف الج والعمرة وقال الثوري عن السدي عن سعيد بن جبي ونسكي ذبي وكذا‬
‫قال الضحاك وقال غيه ومياي ومات أي وما آتيه ف حيات وأموت عليه من اليان والعمل‬
‫الصال ل رب العالي خالصة لوجهه ل شريك له وبذلك من الخلص أمرت وأنا أول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫السلمي لن إسلم كل نب متقدم لسلم أمته كما قال قتادة وأنا أول السلمي أي من هذه‬
‫المة قال ابن كثي وهو كما قال فإن جيع النبياء قبله كلهم كانت دعوتم إل السلم وهو‬
‫عبادة ال وحده ل شريك له كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه‬
‫ل إله إل أنا فاعبدون وأخب تعال عن نوح عليه السلم أنه قال لقومه فان توليتم فما سألتكم‬
‫من أجر إن أجري إل على ال وأمرت أن أكون من السلمي وذكر آيات ف هذا العن قلت‬
‫وف الية دلئل متعددة على أن الذبح لغي ال شرك كما هو بي عند التأمل وفيها بيان العبادة‬
‫وأن التوحيد مناف للشرك مضاد له قال وقوله فصل لربك وانر قال شيخ السلم أمره ال أن‬
‫يمع بي هاتي العبادتي وها الصلة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والفتقار وحسن‬
‫الظن وقوة اليقي وطمأنينة القلب إل ال وال عدته عكس حال أهل الكب والنفرة وأهل الغن‬
‫عن ال الذين ل حاجة لم ف صلتم إل ربم يسألونه إياها والذين ل ينحرون له خوفا من‬
‫الفقر ولذا جع بينهما ف قوله قل إن صلت ونسكي الية والنسك الذبيحة ل تعال ابتغاء‬
‫وحهه‬
‫‪ 156‬فإنا أجل ما يتقرب به إل ال فانه أتى فيهما بالفاء الدالة على السبب لن فعل ذلك سبب‬
‫للقيام بشكر ما أعطاه ال من الكوثر وأجل العبادات البدنية الصلة وأجل العبادات الالية النحر‬
‫وما يتمع للعبد ف الصلة ل يتمع له ف غيها كما عرفه آرباب القلوب الية وما يتمع له ف‬
‫النحر إذا قارنه اليان والخلص من قوة اليقي وحسن الظن أمر عجيب وكان صلى ال عليه‬
‫وسلم كثي الصلة كثي النحر وقال غيه أي فاعبد ربك الذي أعزك بإعطائه وشرفك وصانك‬
‫من منن اللق مراغما لقومك الذين يعبدون غي ال وانر لوجهه وباسه إذا نرت مالفا لم ف‬
‫النحر للوثان انتهى وهذا هو الصحيح ف تفسيها وأما ما رواه الاكم عن علي بن أب طالب‬
‫قال لا نزلت هذه السورة على النب صلى ال عليه وسلم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانر‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لبيل ما هذه النحية الت أمرن با رب قال إنا ليست‬
‫بنحية ولكن يأمرك إذا أحرمت للصلة أن ترفع يديك إذا كبت وإذا ركعت وإذا رفعت‬
‫رأسك من الركوع الديث فهو حديث منكر جدا وف إسناده اسرائيل بن حات ث قال ابن‬
‫حبان يروي عن مقاتل الوضوعات وغيه من الثقات الوابد والطامات يروي عن مقاتل بن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫حيان ما وضعه عليه ابن عمر بن صبيح كان يسرقها منه وروى عن مقاتل عن الصبغ بن نباته‬
‫عن علي لا نزلت فصل لربك وانر الديث قال عن علي رضي ال عنه قال حدثن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بأربع كلمات لعن ال من ذبح لغي ال ولعن ال من لعن والديه ولعن ال‬
‫من آوى مدثا ولعن ال من غي منار الرض رواه مسلم ش الديث رواه مسلم من طرق بعن‬
‫ما ذكره الصنف وفيه قصة‬
‫‪ 157‬ورواه المام أحد كذلك وعلي بن أب طالب هو المام أبو السن الاشي ابن عم النب صلى‬
‫ال عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء واسم اب طالب عبد مناف ابن عبد الطلب ابن هاشم‬
‫القرشي كان من السابقي الولي إل السلم ومن أهل بدر وبيعة الرضوان وأحد العشرة لم‬
‫بالنة ورابع اللفاء الراشدين ومناقبه كثية رضي ال عنه قتله ابن ملجم الارجي ف رمضان‬
‫سنة أربعي قوله لعن ال قولوا اللعنة البعد عن مظان الرحة ومواطنها قيل واللعي واللعون من‬
‫حقت عليه اللعنة أودعي عليه با قال أبو السعادات أصل اللعنة الطرد والبعاد من ال ومن‬
‫اللق السب والدعاء قوله من ذبح لغي ال قال النووي الراد به أن يذبح باسم غي اسم ال‬
‫تعال كمن يذبح للصنم أو للصليب أو لوسى أو لعيسى صلى ال عليهما وسلم أو للكعبة ونو‬
‫ذلك وكل هذا حرام ول تل هذه الذبيحة سواء كان الذابح مسلما أو نصرانيا أو يهوديا نص‬
‫عليه الشافعي واتفق عليه أصحابنا فإن قصد مع ذلك تعظيم الذبوح له غي ال و العبادة له كان‬
‫ذلك كفرا فإن كان الذابح مسلما قبل ذلك صار بالذبح مرتدا ذكره ف شرح مسلم ونقله غي‬
‫واحد من الشافعية وغيهم وقال شيخ السلم قوله تعال وما أهل به لغي ال ظاهره أنه ما ذبح‬
‫لغي ال مثل أن يقال هذه ذبيحة لكذا وإذا كان هذا هو القصود فسواء لفظ به أو ل يلفظ‬
‫وتري هذا أظهر من تري ما ذبه للحم وقال فيه باسم السيح ونوه كما أن ما ذبناه متقربي‬
‫ال ال كان أزكى وأعظم ما ذبناه للحم وقلنا عليه بسم ال فإن عبادة ال بالصلة له والنسك‬
‫له أعظم من‬
‫‪ 158‬الستعانة باسه ف فواتح المور فكذلك الشرك بالصلة لغيه والنسك لغيه أعظم من الستعانة‬
‫باسم غيه ف فواتح المور فإذا حرم ما قيل فيه باسم السيح أو الزهرة فلن يرم ما قيل فيه‬
‫لجل السيح أو الزهرة أو قصد به ذلك أول فإن العبادة لغي ال أعظم كفرا من الستعانة بغي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال وعلى هذا فلو ذبح لغي ال متقربا إليه لرم وإن قال فيه باسم ال كما قد يفعله طائفة من‬
‫منافقي هذه المة الذين قد يتقربون إل الكواكب بالذبح والنجوم ونو ذلك وإن كان هؤلء‬
‫مرتدين لتباح ذبيحتهم بال لكن يتمع ف الذبيحة مانعان ومن هذا الباب ما يفعله الاهلون‬
‫بكة من الذبح للجن ولذا روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه نى عن ذبائح الن قلت هذا‬
‫الديث رواه البيهقي عن الزهري مرسل وف إسناده عمر بن هارون وهو ضعيف عند المهور‬
‫إل أن أحد بن سيار روى عن قتيبة أنه كان يوثقه ورواه ابن حبان ف الضعفاء من وجه آخر‬
‫عن عبدال بن أذينة عن ثور بن يزيد عن الزهري عن حيد بن عبد الرحن عن أب هريرة‬
‫مرفوعا قال ابن حبان وعبدال يروي عن ثور ما ليس من حديثه قال الزمشري كانوا إذا اشتروا‬
‫دارا أو بنوها أو استخرجوا عينا ذبوا ذبيحة خوفا أن تصيبهم الن فأضيفت الذبائح إليهم‬
‫لذلك قال النووي وذكر الشيخ إبراهيم الروذي من أصحابنا أن ما ذبح عند استقبال السلطان‬
‫تقربا إليه أفت أهل بارى بتحريه لنه ما أهل به لغي ال قال الرافعي هذا إنا يذبونه استبشارا‬
‫بقدومه فهو كذبح العقيقة لولدة الولود قلت إن كانوا يذبون استبشارا كما ذكر الرافعي فل‬
‫يدخل ف ذلك وإن كانوا يذبونه تقربا إليه فهو داخل ف الديث قوله لعن ال من لعن والديه‬
‫قال بعضهم يعن أباه وأمه وإن عليا‬
‫‪ 159‬وف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن من الكبائر شتم الرجل والديه قالوا يا‬
‫رسول ال وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه‬
‫فإذا كان هذا حال التسبب فما ظنك بالباشر قوله ولعن ال من آوى مدثا أما آوى بفتح‬
‫المزة مدوة أي ضم إليه وحى وقال أبو السعادات يقال أويت إل النل وآويت غيي وأويته‬
‫وأنكر بعضهم القصور التعدي وقال الزهري هي لغة فصيحة وأما مدثا فقال أبو السعادات‬
‫يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والفعول فمعن الكسر من نصر جانيا وآواه وأجاره من‬
‫خصمه وحال بينه وبي أن يقتص منه والفتح هو المر البتدع نفسه ويكون معن اليواء فيه‬
‫الرضى به والصب عليه فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر عليها فاعلها ول ينكر عليه فقد آواه قلت‬
‫الظاهر أنه على الرواية الول يعم العنيي لن الحدث أعم من أن يكون بناية أو ببدعة ف‬
‫الدين بل الحدث بالبدعة ف الدين شر من الحدث بالناية فإيواؤه أعظم إثا ولذا عده ابن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫القيم ف كتاب الكبائر وقال هذه الكبية تتلف مراتبها باختلف مراتب الدث ف نفسه فكلما‬
‫كان الدث ف نفسه أكب كانت الكبية أعظم قوله ولعن ال من غي منار الرض قال الصنف‬
‫هي الراسيم الت تفرق بينك وبي جارك وقال النووى منار الرض بفتح اليم علمات حدودها‬
‫والعن واحد قيل وتغييها أن يقدمها أو يؤخرها فيكون هذا من ظلم الرض الذي قال فيه‬
‫صلى ال عليه وسلم من ظلم شبا من الرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضي رواه البخارى‬
‫ومسلم وف الديث دليل على جواز‬
‫‪ 160‬لعن أنواع الفساق كقوله لعن ال آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ونو ذلك فأما لعن‬
‫الفاسق العي ففيه قولن ذكرها شيخ السلم أحدها أنه جائز اختاره ابن الوزي وغيه‬
‫والثان ل يوز اختاره أبو بكر عبدالعزيز وشيخ السلم قال والعروف عن أحد كراهة لعن‬
‫العي كالجاج وأمثاله وأن يقول كما قال ال تعال أل لعنة ال على الظالي قال وعن طارق‬
‫بن شهاب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال دخل النة رجل ف ذباب ودخل النار رجل‬
‫ف ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول ال قال مر رجلن على قوم لم صنم ل ياوزه أحد حت‬
‫يقرب له شيئا فقالوا لحدها قرب قال ما عندي شيء قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا‬
‫سبيله فدخل النار وقالوا للخر قرب قال ما كنت لقرب لحد شيئا دون ال عز وجل فضربوا‬
‫عنقه فدخل النة رواه أحد ش هذا الديث ذكره الصنف معزوا لحد وأظنه تبع ابن القيم ف‬
‫عزوه لحد قال ابن القيم قال المام أحد حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن سليمان بن‬
‫ميسرة عن طارق بن شهاب يرفعه قال دخل رجل النة ف ذباب الديث وقد طالعت السند‬
‫فما رأيته فيه فلعل المام رواه ف كتاب الزهد أو غيه قوله عن طارق بن شهاب أي البجلي‬
‫الحسي أبو عبدال رأى النب صلى ال عليه وسلم وهو رجل ويقال إنه ل يسمع منه شيئا‬
‫‪ 161‬قال البغوي ونزل الكوفة قال أبو حات ليست له صحبة والديث الذي رواه مرسل وقال أبو‬
‫داود رأى النب صلى ال عليه وسلم ول يسمع منه شيئا قال الافظ إذا ثبت أنه لقي النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فهو صحاب على الراجح وإذا ثبت أنه ل يسمع منه فروايته عن مرسل صحاب‬
‫وهو مقبول على الراجح وقد أخرج له النسائي عدة أحاديث وذلك مصي منه إل اثباب صحبته‬
‫وكانت وفاته على ما جزم به ابن حبان سنه ثلث وثاني قوله دخل النة رجل ف ذباب أي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫من أجل ذباب قوله قالوا وكيف ذلك يا رسول ال سألوا عن هذا المر العجيب لنم قد‬
‫علموا أن النة ل يدخلها أحد إل بالعمال الصالة كما قال تعال ادخلوا النة با كنتم‬
‫تعملون وأن النار ل يدخلها أحد إل بالعمال السيئة فكانم تقالوا ذلك وتعجبوا واحتقروه‬
‫فبي لم النب صلى ال عليه وسلم ما صي هذا المر القي عندهم عظيما يستحق هذا عليه‬
‫النة ويستحق الخر عليه النار ولعل هذين الرجلي من بن اسرائيل فإن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يدثهم عن بن اسرائيل كثيا قوله فقال مر رجلن من قوم لم صنم الصنم ما كان‬
‫منحوتا على صورة قوله ل ياوزه أي ل ير به ول يتعداه حد حت يقرب له شيئا وإن قل قوله‬
‫قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار ف هذا بيان عظمة الشرك ولو ف‬
‫شيء قليل وأنه يوجب النار أل ترى إل هذا لا قرب لذا الصنم أرذل اليوان وأخسه وهو‬
‫الذباب كان جزاؤه النار‬
‫‪ 162‬لشراكه ف عبادة ال إذ الذبح على سبيل القربة والتعظيم عبادة وهذا مطابق لقوله تعال إنه من‬
‫يشرك بال فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار وفيه الذر من الذنوب وإن كانت صغية ف‬
‫السبان كما قال أنس إنكم لتعملون أعمال هي أدق ف أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد‬
‫رسول ل صلى ال عليه وسلم من الوبقات رواه البخاري قال الصنف ما معناه وفيه أنه دخل‬
‫النار بسبب ل يقصده بل فعله تلصا من شرهم وفيه أن الذي دخل النار مسلم لنه لو كان‬
‫كافرا ل يقل دخل النار ف ذباب وفيه أن عمل القلب هو القصود العظم حت عند عبدة‬
‫الوثان قوله وقالوا للخر قرب قال ما كنت لقرب لحد شيئا دون ال عز وجل إل آخره ف‬
‫هذا بيان فضيلة التوحيد والخلص قال الصنف وفيه معرفة قدر الشرك ف قلوب الؤمني كيف‬
‫صب على القتل ول يوافقهم على طلبتهم مع كونم ل يطلبوا إل العمل الظاهر وفيه شاهد‬
‫للحديث الصحيح النة أقرب إل أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك قلت وفيه التنبيه على‬
‫سعة مغفرة ال وشدة عقوبته وأن العمال بالواتيم باب ل يذبح ل بكان يذبح فيه لغي ال ش‬
‫أي أن ذلك ل يوز لا سيذكره الصنف قال وقول ال تعال لتقم فيه أبدا الية‬
‫‪ 163‬ش حاصل كلم الفسرين ف الية أن ال نى رسوله صلى ال عليه وسلم أن يقوم ف مسجد‬
‫الضرار ف الصلة فيه أبدا والمة تبع له ف ذلك ث حثه على الصلة ف مسجد قباء الذي أسس‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫من أول يوم بن فيه على التقوى وهي طاعة ال ورسوله صلى ال عليه وسلم وجعا لكلمة‬
‫الؤمني ومعقل ومنل للسلم وأهله بقوله لسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن‬
‫تقوم فيه والسياق إنا هو ف مسجد قباء ولذا جاء ف الديث الصحيح أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال صلة ف مسجد قباء كعمرة وف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كان يزور قباء راكبا وماشيا وقد صرح بأن السجد الؤسس على التقوى هو مسجد قباء ذكره‬
‫جاعة من السلف منهم ابن عباس وعروة وعطية والشعب والسن وغي واحد وقيل هو مسجد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم لديث أب سعيد قال تارى رجلن ف السجد الذي اسس على‬
‫التقوى من أول يوم فقال رجل هو مسجد قباء وقال الخر هو مسجد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هو مسجدي هذا رواه مسلم وهو قول عمر وابنه‬
‫وزيد بن ثابت وغيهم قال ابن كثي وهذا صحيح ول منافاة بي الية وبي هذا لنه إذا كان‬
‫مسجد قباء قد اسس على التقوى من أول يوم فمسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم بطريق‬
‫الول وهذا بلف مسجد الضرار الذي اسس على معصية ال تعال كما قال تعال والذين‬
‫اتذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بي الؤمني وإرصادا لن حارب ال ورسوله من قبل‬
‫وليحلفن إن أردنا إل السن وال يشهد إنم لكاذبون فلهذه المور نى ال نبيه صلى ال عليه‬
‫وسلم عن القيام فيه للصلة وكان النافقون الذين بنوه جاؤوا إل النب قبل خروجه إل تبوك‬
‫فسألوه أن يصلي فيه ليحتجوا بصلته فيه على تقريره وذكروا أنم إنا بنوه للضعفاء وأهل العلة‬
‫‪ 164‬ف الليلة الشاتية فعصمه ال من الصلة فيه فقال أنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء ال فلما‬
‫قفل عليه السلم راجعا إل الدينة ول يبق بينه وبينها إل يوم أو بعض يوم نزل الوحي بب‬
‫السمجد فبعث إليه فهدمه قبل مقدمه إل الدينة ووجه الدللة من الية على الترجة من جهة‬
‫القياس لنه إذا منع ال رسوله صلى ال عليه وسلم عن القيام ل تعال ف هذا السجد الؤسس‬
‫على هذه القاصد البيثة مع أنه ل يقوم فيه إل ل فكذلك الواضع العدة للذبح لغي ال ل يذبح‬
‫فيها الوحد ل لنا قد اسست على معصية ال والشرك به يؤيده حديث ثابت بن الضحاك‬
‫الت وقوله فيه رجال يبون أن يتطهروا روى المام أحد وابن خزية والطبان والاكم عن‬
‫عوي بن ساعدة النصاري أن النب صلى ال عليه وسلم أتاهم ف مسجد قباء فقال إن ال قد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أحسن عليكم الثناء ف الطهور ف قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به فقالوا وال‬
‫يا رسول ال ما نعلم شيئا إل أنه كان لنا جيان من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط‬
‫فغسلنا كما غسلوا وف رواية عن جابر وأنس مرفوعا هو ذاك فعليكموه رواه ابن ماجه وابن أب‬
‫حات والدارقطن والاكم وقوله وال يب الطهرين أي الذين يتنهون من القاذورات‬
‫والنجاسات بعد ما يتنهون من أوضار الشرك وأقذاره قال أبو العالية إن الطهور بالاء لسن‬
‫ولكنهم التطهرون من الذنوب قال ابن كثي وفيه دليل على استحباب الصلة مع الماعة‬
‫الصالي التنهي عن ملبسة القاذورات الحافظي على إسباغ الوضوء قلت وفيه إثبات الحبة‬
‫‪ 165‬قال عن ثابت بن الضحاك قال نذر رجل أن ينحر إبل ببوانة فسأل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال هل كان فيه وثن من أوثان الاهلية يعبد قالوا ل قال فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا‬
‫ل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أوف بنذرك فإنه لوفاء لنذر ف معصية ال ول فيما ل‬
‫يلك ابن آدم رواه أبو داود وإسناده على شرطهما ش هذا الديث رواه أبو داود فقال حدثنا‬
‫داود بن رشيد قال ثنا شعيب بن اسحق عن الوزاعي قال حدثن يي بن أب كثي قال حدثن‬
‫أبو قلبة قال حدثن ثابت بن الضحاك قال نذر رجل على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أن ينحر إبل ببوانة فأتى النب صلى ال عليه وسلم فقال إن نذرت أن أنر إبل ببوانة فقال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم هل كان فيها وثن الديث وهذا إسناد جيد وروى أبو داود أيضا عن‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النب صلى ال عليه وسلم فقالت إن نذرت أن‬
‫أذبح بكان كذا وكذا مكان كان يذبح فيه أهل الاهلية قال لصنم قالت ل قال لوثن قالت ل‬
‫قال أوف بنذرك متصر ومعن قوله لصنم ال آخره هل يذبون فيه لصنم أو وثن فيكون‬
‫كحديث ثابت قوله عن ثابت بن الضحاك أى أن ابن خليفة الشهلي صحاب مشهور روى عنه‬
‫أبو قلبة وغيه ومات سنه أربع وستي قوله نذر رجل يتمل أن يكون هو كردم بن سفيان‬
‫والد ميمونة لا روى أبو داود عنها قالت خرجت مع أب ف حجة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت فدنا اليه أب فقال يا رسول ال إن نذرت‬
‫إن ولد ل ولد ذكر أن أنر على رأس بوانة ف عقبة من الثنايا عدة من‬
‫‪ 166‬النعم قال ل أعلم إل أنا قالت خسي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هل با من هذه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الوثان شيء قال ل قال فأوف با نذرت ل وذكر الديث قوله أن ينحر إبل ف حديث‬
‫ميمونة قال فأوف با نذرت ل قال فجمعها فجعل يذبها فانفلتت منه شاة فطلبها وهو يقول‬
‫اللهم أوف بنذري فظفر با فذبها فيحتمل أن يكون نذر إبل وغنما ويتمل أن يكون ذلك‬
‫قضيتب قوله ببوانة بضم الباء وقيل بفتحها قال البغوي موضع ف أسفل مكة دون يلملم وقال‬
‫أبو السعادات هضبة من وراء ينبع قوله فقال هل كان فيها وثن من أوثان الاهلية يعبد قال ف‬
‫عروة الفتاح الصنم هو ما له صورة والوثن ما ليس له صورة قلت هذا هو الصحيح ف الفرق‬
‫بينهما وقد جاء عن السلف ما يدل على ذلك وفيه النع من الوفاء بالنذر إذا كان ف الكان وثن‬
‫من أوثانم ولو بعد زواله ذكره الصنف قوله فهل كان فيها عيد من أعيادهم قال شيخ السلم‬
‫العيد اسم لا يعود من الجتماع العام على وجه معتاد عائد إما بعود السنة أو بعود السبوع أو‬
‫الشهر ونو ذلك والراد به هنا الجتماع العتاد من اجتماع الاهلية فالعيد يمع أمورا منها يوم‬
‫عائد كيوم الفطر ويوم المعة ومنها اجتماع فيه ومنها أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات‬
‫وقد يتص العيد بكان بعينه وقد يكون مطلقا وكل من هذه المور قد يسمى عيدا فالزمان‬
‫كقول النب صلى ال عليه وسلم ف يوم المعة إن هذا يوم جعله ال للمسلمي عيدا والجتماع‬
‫والعمال كقول ابن عباس شهدت العبد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم والكان كقوله ل‬
‫تتخذوا قبي عيدا وقد يكون لفظ العيد‬
‫‪ 167‬اسا لجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب كقول النب صلى ال عليه وسلم لب بكر دعهما يا‬
‫أبا بكر فإن لكل قوم عيدا انتهى وفيه استفصال الفت والنع من الوفاء بالنذر إذا كان ف الكان‬
‫عيد من أعياد الاهلية ولو بعد زواله والذر من مشابة الشركي ف أعيادهم ولو ل يقصده‬
‫ذكره الصنف قوله فأوف بنذرك هذا يدل على أن الذبح ل ف الكان الذي يذبح فيه الشركون‬
‫لغيه أو ف مل أعيادهم معصية لن قوله فأوف بنذرك تعقيب للوصف بالكم برف الفاء‬
‫وذلك يدل على أن الوصف سبب الكم فيكون سبب المر بالوفاء وجود النذر خاليا عن‬
‫هذين الوصفي فيكونان مانعي من الوفاء ولو ل يكن معصية لاز الوفاء به ولنه عقبه بقوله‬
‫فإنه ل وفاء لنذر ف معصية ال فدل أن الصورة السؤول عنها مندرجة ف هذا اللفظ العام لن‬
‫العام إذا أورد على سبب فل بد أن يكون السبب مندرجا فيه ولنه لو كان الذبح فيما ذكر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫جائزا لسوغ صلى ال عليه وسلم للناذر الوفاء به كما سوغ لن نذرت الضرب بالدف أن‬
‫تضرب به لنه عليه السلم استفصل فلما قالوا ل قال له فأوف بنذرك وهذا يقتضي أن كون‬
‫البقعة مكانا لعيدهم أو با وثن من أوثانم مانع من الذبح با وإن نذر وإل لا حسن الستفصال‬
‫هذا معن كلم شيخ السلم وفيه أن تصيص البقعة بالنذر ل بأس به إذا خل من الوانع قوله‬
‫فإنه ل وفاء لنذر ف معصية ال دليل على أن هذا نذر معصية ل يوز الوفاء به لا تقدم وعلى أن‬
‫نذر العصية ل يوز الوفاء به وقد أجع العلماء على ذلك لذا الديث وحديث عائشة الت وما‬
‫ف معناها‬
‫‪ 168‬واختلفوا هل تب فيه كفارة يي على قولي ها روايتان عن أحد أحدها تب وهو الذهب‬
‫الشهور عن أحد وروي عن ابن مسعود وابن عباس وبه قال أبو حنيفة وأصحابه لديث عائشة‬
‫مرفوعا ل نذر ف معصية وكفارته كفارة يي رواه أحد وأهل السنن وأحتج به أحد واسحق‬
‫والثان ل كفارة عليه روي ذلك عن مسروق والشعب والشافعي لديث الباب وحديث عائشة‬
‫الت ول يذكر فيهما كفارة وجوابه أن عدم ذكر الكفارة ل يدل على عدم وجوبا قوله ول‬
‫فيما ل يلك ابن آدم قال ف شرح الصابيح يعن إذا أضاف النذز إل معي ل يلكه بأن قال إن‬
‫شفى ال مريضي فلله علي أن أعتق عبد فلن أو أتصدق بثوبه ونو ذلك فأما إذا التزم ف الذمة‬
‫شيئا ل يلكه فيصح نذره مثاله إن شفي ال مريضي فلله علي أن أعتق رقبة وهو ف ذلك الال‬
‫ل يلك رقبة ول قيمتها فيصح نذره وإذا شفي ثبت النذر ف ذمته قوله رواه أبو داود وإسناده‬
‫على شرطيهما أي شرط البخاري ومسلم وأضمرها للعلم بذلك وأبو داود اسه سليمان بن‬
‫الشعث بن اسحق بن بشر بن شداد الزدي السجستان صاحب المام أحد ومصنف السنن‬
‫وغيها ثقة امام حافظ من كبار العلماء مات سنة خس وسبعي ومائتي باب من الشرك النذر‬
‫لغي ال ش أي إنه من العبادة فيكون صرفه لغي ال شركا فإذا نذر طاعة‬
‫‪ 169‬وجب عليه الوفاء با وهو عبادة وقربة إل ال ولذا مدح ال الوفي به فإن نذر لخلوق تقربا‬
‫إليه ليشفع له عند ال ويكشف ضره ونو ذلك فقد أشرك ف عبادة ال تعال غيه ضرورة كما‬
‫أن من صلى ل وصلى لغيه فقد أشرك كذلك هذا لقوله تعال يوفون بالنذر وجه الدللة من‬
‫الية على الترجة أن ال تعال مدح الوفي بالنذر وال تعال ل يدح إل على فعل واجب أو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫مستحب أو ترك مرم ل يدح على فعل الباح الجرد وذلك هو العباده فمن فعل ذلك لغي ال‬
‫متقربا إليه فقد أشرك قال وقوله وما أنفقتم من نفقة أو نذرت من نذر فإن ال يعلمه وجه الدللة‬
‫من الية على الترجة أن ال تعال أخب بأن ما أنفقناه من نفقة أو نذرناه من نذر متقربي بذلك‬
‫إليه أنه يعلمه ويازينا عليه فدل ذلك أنه عبادة وبالضرورة يدري كل مسلم أن من صرف شيئا‬
‫من انواع العبادة لغي ال فقد أشرك قال ابن كثي يب تعال بأنه عال بميع ما يعمله العاملون‬
‫من اليات من النفقات والنذورات وتضمن ذلك مازاته على ذلك أوفر الزاء للعاملي لذلك‬
‫ابتغاء وجهه ورجاء موعوده إذا علمت ذلك فهذه النذور الواقعة من عباد القبور وأشباههم ل‬
‫يعتقدون فيه نفعا أو ضرا فيتقرب اليه بالنذر ليقضي حاجته أو ليشفع له كل ذلك شرك ف‬
‫العبادة وهو شبيه با ذكر ال عن الشركي ف قوله وجعلوا ل ما ذرا من الرث والنعام نصيبا‬
‫فقالوا هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فل يصل إل ال وما كان ل فهو‬
‫يصل ال شركائهم ساء ما يكمون روى ابن أب حات ف‬
‫‪ 170‬الية يعن جعلوا ل جزءا من الرث ولشركائهم ولوثانم جزءا فما ذهبت به الريح ما سوا ل‬
‫إل جزء أوثانم تركوه وقالوا ال عن هذا غن وما ذهبت به الريح من جزء أوثانم ال جزء ال‬
‫أخذوه وعباد القبور يعلون ل جزءا من أموالم بالنذر والصدقة وللموات والطواغيت جزءا‬
‫كذلك وقد نص غي واحد من العلماء على أن النذر لغي ال شرك قال شيخ السلم وأما ما‬
‫نذره لغي ال كالنذر للصنام والشمس والقمر والقبور ونو ذلك فهو بنلة أن يلف بغي ال‬
‫من الخلوقات والالف بالخلوقات ل وفاء عليه ول كفارة وكذلك الناذر للمخلوق ليس عليه‬
‫وفاء ول كفارة فإن كلها شرك والشرك ليس له حرمة بل عليه أن يستغفر ال من هذا العقد‬
‫ويقول ما قال النب صلى ال عليه وسلم حيث قال من حلف باللت والعزى فليقل ل إله إل‬
‫ال وقال أيضا فيمن نذر للقبور ونوها دهنا لتنور به ويقول إنا تقبل النذر كما يقول بعض‬
‫الضالي فهذا النذر معصية باتفاق العلماء ل يوز الوفاء به وكذلك إذا نذر مال من النقد أو‬
‫غيه للسدنة أو الجاورين العاكفي بتلك البقعة فإن هؤلء السدنة فيهم شبه من السدنة الت‬
‫كانت للت والعزى ومناة يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل ال والجاورون‬
‫هناك فيهم شبه من العاكفي الذين قال فيهم إبراهيم الليل عليه السلم ما هذه التماثيل الت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أنتم لا عاكفون والذين اجتاز بم موسى عليه السلم وقوله تعال وجاوزنا ببن اسرائيل التحر‬
‫فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لم فالنذر لولئك السدنة والجاورين ف هذه البقاع الت ل‬
‫فضل للشريعة ف ف الجاورة فيها نذر معصية وفيه شبه من النذر لسدنة الصلبان الجاورين‬
‫عندها أو لسدنة البدال الت ف الند والجاورين عندها‬
‫‪ 171‬ث هذا الال إذا صرفه ف جنس تلك العبادة من الشروع مثل أن يصرفه ف عمارة الساجد أو‬
‫للصالي من فقراء السلمي يستعينون بالال على عبادة ال كان حسنا وقد تقدم كلم ابن‬
‫القيم ف قوله ويقولون إنا تقبل النذر أي تقبل العبادة من دون ال فإن النذر عبادة إل آخره‬
‫وقال المام الذرعي ف شرح منهاج النووي وأما النذر للمشاهد الت بنيت على قب ول أو‬
‫شيخ أو على اسم من حلها من الولياء أو تردد ف تلك البقعة من النبياء والصالي فإن قصد‬
‫الناذر بذلك وهو الغالب أو الواقع من قصود العاقد ف تعظيم البقعة والشهد والزاوية أو تعظيم‬
‫من دفن با أو نسبت اليه أو بنيت على اسه فهذا النذر باطل غي منعقد فإن معتقدهم أن لذه‬
‫الماكن خصوصيات لنفسها ويرون أنا ما يدفع به البلء ويستجلب به النعماء ويستشفى‬
‫بالنذر لا من الدواء حت انم ينذرون لبعض الحجار لا قيل إنه جلس اليها أو استند اليها عبد‬
‫صال وينذرون لبعض القبور السرج والشموع والزيت ويقولون القب الفلن أو الكان الفلن‬
‫يقبل النذر يعنون بذلك أنه يصل به الغرض الأمول من شفاء مريض وقدوم غائب وسلمة مال‬
‫وغي ذلك من أنواع نذر الجازاة فهذا النذر على هذا الوجه باطل ل شك فيه بل نذر الزيت‬
‫والشمع ونوها للقبور باطل مطلقا من ذلك نذر الشموع الكثية العظيمة وغيها لقب الليل‬
‫عليه السلم ولقب غيه من النبياء والولياء فإن الناذر ل يقصد بذلك إل اليقاد على القب‬
‫تبكا وتعظيما ظانا أن ذلك قربة فهذا ما لريب ف بطلنه والنقياد الذكور مرم سواء انتفع‬
‫به هناك منتفع أم ل إل آخر كلمه وقال الشيخ قاسم النفي ف شرح درر البحار النذر الذي‬
‫ينذره‬
‫‪ 172‬أكثر العوام على ما هو مشاهد كأن يكون للنسان غائب أو مريض أو له حاجة ضرورية فيأت‬
‫إل بعض الصلحاء ويعل على رأسه سترة ويقول ياسيدي فلن إن رد ال غائب أو عوف‬
‫مريضي أو قضيت حاجت فلك من الذهب كذا أو من الفضة كذا أو من الطعام كذا أو من الاء‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ومن الشمع والزيت كذا فهذا النذر باطل بالجاع لوجوه منها أنه نذر لخلوق والنذر‬
‫للمخلوق ل يوز لنه عبادة والعبادة ل تكون لخلوق ومنها أن النذور له ميت واليت ل يلك‬
‫ومنها أنه ظن أن اليت يتصرف ف المور دون ال واعتقاد ذلك كفر إل أن قال إذا علمت هذا‬
‫فما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت وغيها وينقل إل ضرائح الولياء تقربا إليهم فحرام‬
‫بإجاع السلمي نقله عنه ابن نيم ف البحر الرائق ف آخر كتاب الصوم ومنه نقله الرشدي‬
‫أيضا ف تذكرته ونقله غيها عنه وزاد وقد ابتلي الناس بذا لسيما ف مولد أحد البدوي وقال‬
‫الشيخ صنع ال اللب النفي ف الرد على من أجاز الذبح والنذر للولياء وأثبت الجر ف ذلك‬
‫فهذا الذبح والنذر إن كان على اسم فلن وفلن فهو لغي ال فيكون باطل وف التنيل ول‬
‫تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه وقوله قل إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ل‬
‫شريك له أي صلت وذبي ل كما فسر به قوله فصل لربك وانر وف الديث ل نذر ف‬
‫معصية ال رواه أبو داود وغيه والنذر لغي ال إشراك مع ال إل أن قال فالنذر لغي ال كالذبح‬
‫لغيه‬
‫‪ 173‬وقال الفقهاء خسة لغي ال شرك الركوع والسجود والنذر والذبح واليمي قال والاصل أن‬
‫النذر لغي ال فجور فمن أين تصل لم الجور انتهى ملخصا وقال القاضي أبو بكر بن العرب‬
‫الالكي قد ني عن النذر وندب إل الدعاء والسبب فيه أن الدعاء عبادة عاجلة ويظهر به التوجه‬
‫إل ال تعال والتضرع له وهذا بلف النذر فإن فيه تأخي العبادة إل حي الصول وترك العمل‬
‫إل حي الضرورة فقد نص أبو بكر على ان الدعاء والنذر عبادتان ول يتري مسلم أن من عبد‬
‫غي ال فقد اشرك ولكن كما قال تعال وما تغن اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون قال وف‬
‫الصحيح عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن‬
‫نذر أن يعصي ال فل يعصه ش قوله ف الصحيح أي صحيح البخاري قوله عن عائشة هي أم‬
‫الؤمني وزوج النب صلى ال عليه وسلم وبنت أب بكر الصديق رضي ال عنهما تزوجها النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وهي بنت سبع سني ودخل با وهي بنت تسع سني وهي أفقه النساء‬
‫مطلقا وأفضل أزواج النب صلى ال عليه وسلم إل خدية ففيهما خلف كثي ماتت سنة سبع‬
‫وخسي على الصحيح قاله الافظ قوله من نذر أن يطيع ال فليطعه أي فليفعل ما نذره من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫طاعة ال وقد أجع العلماء على أن من نذر طاعة بشرط يرجوه كقوله إن شفى ال مريضي‬
‫فعلي أن أتصدق بكذا ونو ذلك وجب عليه أن يوف با مطلقا إذا حصل الشرط إل أنه حكي‬
‫عن أب حنيفة أنه ل يلزمه الوفاء با ل أصل له ف الوجوب كالعتكاف وعيادة الريض‬
‫والديث حجة عليه لنه ل يفرق‬
‫‪ 174‬بي ما له أصل ف الوجوب وما ل أصل له فان نذر ابتداء كقوله ل تعال علي صوم شهر‬
‫فالكم أيضا كذلك ف قول الكثرين وعن بعضهم أنه ل يلزم والديث حجة عليه أيضا لنه ل‬
‫يفرق بي ما علقه على شرط وبي ما نذره ابتداء قوله ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه زاد‬
‫الطحاوي وليكفر عن يينه قال ابن القطان عندي شك ف رفع هذه الزيادة أي ل يفعل العصية‬
‫الت نذرها وقد أجع العلماء على أنه ل يوز الوفاء بنذر العصية قال الافظ ف الفتح واتفقوا‬
‫على تري النذر ف العصية وتنازعوا هل ينعقد موجبا للكفارة أم ل وقد تقدم ذلك ف الباب‬
‫قبله وقد يستدل بقوله ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه بصحة النذر ف الباح كما هو مذهب‬
‫أحد وغيه يؤيده ما رواه أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ورواه أحد‬
‫والترمذي عن بريدة أن امرأة قالت يا رسول ال إن نذرت أن أضرب على رأسك بالدف فقال‬
‫أوف بنذرك وإذا صححناه فحكمه حكم اللف على فعله فيخي بي فعله وكفارة اليمي وأما‬
‫نذر اللجاج والغضب فهو يي عند أحد فيخي بي فعله وكفارة اليمي لديث عمران بن‬
‫حصي مرفوعا ل نذر ف غضب وكفارته كفارة يي رواه سعيد واحد والنسائي وله طرق وفيه‬
‫كلم فان نذر مكروها كالطلق استحب ان يكفر وليفعله باب من الشرك الستعاذة بغي ال‬
‫الستعاذه اللتجاء والعتصام والتحرز وحقيقتها الرب من شيء‬
‫‪ 175‬تافه إل من يعصمك منه ولذا يسمى الستعاذ به معاذا وملجأ ووزرا فالعائذ بال قد هرب ما‬
‫يؤذيه أو يهلكه ال ربه ومالكه وفر اليه وألقى نفسه بي يديه واعتصم به واستجار به والتجأ اليه‬
‫وهذا تثيل وتفهيم وإل فما يقوم بالقلب من اللتجاء إل ال والعتصام به والطراح بي يدي‬
‫الرب والفتقار اليه والتذلل بي يديه أمر ل تيط به العبارة هذا معن كلم ابن القيم وقال ابن‬
‫كثي الستعاذة هي اللتجاء إل ال واللتصاق بنابه من شر كل ذي شر والعياذ يكون لدفع‬
‫الشر واللياذ لطلب الي وهذا معن كلم غيها من العلماء فتبي بذا أن الستعاذة بال عبادة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ل ولذا أمر ال بالستعاذة به ف غي آية وتواترت السنن عن النب صلى ال عليه وسلم بذلك‬
‫قال ال تعال وإما ينغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال إنه هو السميع العليم وقال وقل رب‬
‫أعوذ بك من هزات الشياطي وأعوذ بك رب ان يضرون وقال فاستعذ بال انه هو السميع‬
‫البصي وقال قل اعوذ برب الفلق وقال تعال قل اعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس فإذا كان‬
‫تعال هو ربنا وملكنا وإلنا فل مفزع لنا ف الشدائد سواه ول ملجأ لنا منه إل اليه ول معبود لنا‬
‫غيه فل ينبغي أن يدعى ول ياف ول يرجى ول يب غيه ول يذل ول يضع لغيه ول‬
‫يتوكل إل عليه لن من تافه وترجوه وتدعوه وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك‬
‫ومتول‬
‫‪ 176‬شأنك فهو ربك فل رب لك سواه وتكون ملوكه وعبده الق فهو ملك الناس حقا وكلهم‬
‫عبيده وماليكه أو يكون معبودك وإلك الذي ل تستغن عنه طرفة عي بل حاجتك اليه أعظم‬
‫من حاجتك ال حياتك وروحك فهو ال له الق إله الناس فمن كان ربم وملكهم وإلهم فهم‬
‫جديرون أن ل يستعيذوا بغيه ول يستنصروا بسواه ول يلجأوا ال غي حاه فهو كافيهم‬
‫وحسبهم وناصرهم ووليهم ومتول أمورهم جيعا بربوبيته وملكه وإليته لم فكيف ل يلتجىء‬
‫العبد عند النوازل ونزول عدوه به ال ربه وملكه وإله وهذه طريقه القرآن يتج عليهم باقرارهم‬
‫بذا التوحيد على توحيد اللية هذا معن كلم ابن القيم فاذا تقق العبد بذه الصفات الرب‬
‫واللك والله وامتثل أمر ال واستعاذ به فل ريب أن هذه عبادة من أجل العبادات بل هو من‬
‫حقائق توحيد اللية فإن استعاذ بغيه فهو عابد لذلك الغي كما أن من صلى ل وصلى لغيه‬
‫يكون عابدا لغي ال كذلك ف الستعاذة ول فرق إل أن الخلوق يطلب منه ما يقدر عليه‬
‫ويستعاذ به فيه بلف ما ليقدر عليه إل ال فل يستعاذ فيه إل بال كالدعاء فإن الستعاذة من‬
‫أنواعه قال وقول ال تعال وأنه كان رجال من النس يعوذون برجال من الن فزادوهم رهقا‬
‫ش العن وال اعلم على قول أن النس زادوا الن باستعاذتم بم رهقا أي إثا وطغيانا وشرا‬
‫فضمي الفاعل على هذا للعائذين من النس وضمي الفعول للمستعاذ بم من الن وعلى القول‬
‫الثان بالعكس وزيادتم للنس رهقا باغوائهم وإضللم وذلك أن الرجل من العرب كان إذا‬
‫أمسى ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 177‬واد قفر ف بعض مسائره وخاف على نفسه قال اعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه يريد‬
‫الن وكبيهم قال ماهد كانوا يقولون إذا هبطوا واديا نعوذ بعظيم هذا الوادي فزادوهم رهقا‬
‫قال زادوا الكفار طغيانا رواه عبد بن حيد وابن النذر والثار بذلك عن السلف مشهورة ووجه‬
‫الستدلل بالية على الترجة أن ال حكى عن مؤمن الن أنم لا تبي لم دين الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم وآمنوا به ذكروا أشياء من الشرك كانوا يعتقدونا ف الاهلية من جلتها‬
‫الستعاذة بغي ال وقد أجع العلماء على أنه ل توز الستعاذة بغي ال ولذا نوا عن الرقى الت‬
‫ل يعرف معناها خشية ان يكون فيها شيء من ذلك قال مل علي القاري النفي ول يوز‬
‫الستعاذة بالن فقد ذم ال الكافرين على ذلك فقال وأنه كان رجال من النس يعوذون برجال‬
‫من الن فزادوهم رهقا ال إن قال وقال تعال ويوم يشرهم جيعا يا معشر الن قد استكثرت‬
‫من النس وقال أولياؤهم من النس ربنا استمتع بعضنا ببعض الية فاستمتاع النسي بالن ف‬
‫قضاء حوائجه وامتثال أوامره أو إخباره بشيء من الغيبات واستمتاع الن بالنسي تعظيمه إياه‬
‫واستعاذته به واستغاثته وخضوعه له وفيه أن كون الشيء يصل به منفعة دنيويه من كف شرا‬
‫وجلب نفع ل يدل على أنه ليس من الشرك ذكره الصنف قال وعن خولة بنت حكيم قالت‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من نزل منل فقال أعوذ بكلمات ال التامات من‬
‫شر ما خلق ل يضره شيء حت يرحل من منله ذلك رواه مسلم‬
‫‪ 178‬قوله عن خولة بنت حكيم أي ابن أمية السلمية يقال لا أم شريك ويقال لا خويلة بالتصغي‬
‫ويقال إنا هي الواهبة وكانت قبل تت عثمان بن مظعون قال ابن عبد الب وكانت صالة‬
‫فاضلة قوله أعوذ بكلمات ال التامات هذا ما شرعه ال لهل السلم أن يستعيذوا به بدل عما‬
‫يفعله أهل الاهلية من الستعاذة بالن فشرع ال للمسلمي أن يستعيذوا به أو بصفاته قال‬
‫القرطب ف الفهم قيل معناه الكاملت اللت ل يلحقها نقص ول عيب كما يلحق كلم البشر‬
‫وقيل معناه الشافية الكافية وقيل الكلمات هنا هي القرآن فان ال أخب عنه بأنه هدى وشفاء‬
‫وهذا المر على جهة الرشاد إل ما يدفع به الذى ولا كان ذلك استعاذة بصفات ال تعال‬
‫واللتجاء اليه كان ذلك من باب الندوب إليه الرغب فيه وعلى هذا فحق التعوذ بال تعال‬
‫وبأسائه وصفاته أن يصدق ال ف التجائه إليه ويتوكل ف ذلك عليه ويضر ذلك ف قلبه فمت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فعل ذلك وصل إل منتهى طلبه ومغفرة ذنبه وقال غيه وقد اتفق العلماء على أن الستعاذة‬
‫بالخلوق ل توز واستدلوا بديث خولة وقالوا فيه دليل على أن كلمات ال غي ملوقة وردوا‬
‫به على الهيمة والعتزلة ف قولم بلق القرآن قالوا فلو كانت كلمات ال ملوقة ل يأمر النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بالستعاذة با لن الستعاذة بالخلوق شرك وقال شيخ السلم وقد نص‬
‫الئمة كأحد وغيه على أنه ل يوز الستعاذة بخلوق وهذا ما استدلوا به على أنه كلم ال‬
‫غي ملوق قالوا لنه ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه استعاذ بكلمات ال وأمر بذلك‬
‫ولذا نى العلماء عن التعازي والتعاويذ الت ل يعرف معناها خشية أن يكون‬
‫‪ 179‬فيها شرك وقال ابن القيم ومن ذبح للشيطان ودعاه واستغاث به وتقرب إليه با يب فقد عبده‬
‫وإن ل يسم ذلك عبادة ويسميه استخداما وصدق هو استخدام الشيطان له فيصي من خدم‬
‫الشيطان وعابديه وبذلك يدمه الشيطان لكن خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة فإن‬
‫الشيطان ل يضع له ويعبده كما يفعل هو به قوله من شر ما خلق أي من كل شر ف أي‬
‫ملوق قام به الشر من حيوان أو غيه إنسيا كان أو جنيا أو هامة أو دابة أو ريا أو صاعقة أي‬
‫نوع كان من أنواع البلء ف الدنيا والخرة وما ههنها موصولة ليس إل وليس الراد با العموم‬
‫الطلقي بل الراد التقييدي الوصفي والعن من شر كل ملوق فيه شر لمن شر كل ما خلقه‬
‫ال تعال فإن النة واللئكة والنبياء ليس فيهم شر هذا معن كلم ابن القيم قال والشر يقال‬
‫على شيئي على الل وعلى ما يفضي اليه قوله ل يضره شيء حت يرحل من منله ذلك قال‬
‫القرطب هذا الب صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليل وتربة فإن منذ سعت هذا الب‬
‫عملت عليه فلم يضرن شيء إل أن تركته فلدغتن عقرب بالهدية ليل فتفكرت ف نفسى فإذا‬
‫ب قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات قال الصنف فيه فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره باب من‬
‫الشرك أن يستغيث بغي ال أو يدعو غيه ش قال شيخ السلم الستغاثة هي طلب الغوث وهو‬
‫إزالة الشدة‬
‫‪ 180‬كالستنصار طلب النصر والستعانة طلب العون وقال غيه الفرق بي الستغاثة والدعاء أن‬
‫الستغاثة ل تكون إل من الكروب كما قال تعال فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من‬
‫عدوه وقال إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم والدعاء أعم من الستغاثة لنه يكون من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الكروب وغيه فعلى هذا عطف الدعاء على الستغاثه من عطف العام على الاص وقال أبو‬
‫السعادات الغاثة العانة فعلى هذا تكون الستغاثة هي الستعانة ول ريب أن من استغاثك‬
‫فأغثته فقد أعنته إل أن لفظ الستغاثة مصوص بطلب العون ف حالة الشدة بلف الستعانة‬
‫وقوله أو يدعو غيه الراد بالدعاء هنا هو دعاء السألة فيما ل يقدر عليه إل ال تعال فإن ذلك‬
‫شرك لا سيذكره الصنف من اليات واعلم أن الدعاء نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة كما‬
‫حققه غي واحد منهم شيخ السلم وابن القيم وغيها ويراد به ف القرآن هذا تارة وهذا تارة‬
‫ويراد به مموعهما وها متلزمان فدعاء السألة هو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو‬
‫كشف ضر فالعبود ل بد أن يكون مالكا للنفع والضر ولذا أنكر ال تعال على من عبد من‬
‫دونه مال يلك ضرا ول نفعا كقوله قل أتعبدون من دون ال مال يلك لكم ضرا و ل نفعا وال‬
‫السميع العليم وقوله ويعبدون من دون ال مال ينفعهم ول يضرهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند‬
‫ال وذلك كثي ف القرآن يبي أن العبود لبد وأن يكون مالكا للنفع والضر فهو يدعى للنفع‬
‫والضر دعاء السألة ويدعى خوفا ورجاء دعاء العبادة فعلم أن النوعي متلزمان فكل دعاء‬
‫‪ 181‬عبادة مستلزم لدعاء السألة وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة وبذا التحقيق يندفع عنك‬
‫ما يقوله عباد القبور إذ احتج عليهم با ذكر ال ف القرآن من المر بإخلص الدعاء له قالوا‬
‫الراد به العبادة فيقولون ف مثل قوله تعال وأن الساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا أي ل تعبدوا‬
‫مع ال أحدا فيقال لم وإن أريد به دعاء العبادة فل ينفي أن يدخل دعاء السألة ف العبادة لن‬
‫دعاء العبادة مستلزم لدعاء السألة كما أن دعاء السألة متضمن لدعاء العبادة هذا لو ل يرد ف‬
‫دعاء السألة بصوصه من القرآن إل اليات الت ذكر فيها دعاء العبادة فكيف وقد ذكر ال ف‬
‫القرآن ف غي موضع قال ال تعال ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ل يب العتدين وقال تعال‬
‫وادعوه خوفا وطمعا وقال تعال والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا‬
‫لذنوبم ومن يغفر الذنوب إل ال وقال تعال واسألوا ال من فضله وقال تعال قل أرأيتكم إن‬
‫أتاكم عذاب ال أوتتكم الساعة أغي ال تدعون إن كنتم صادقي بل إياه تدعون فيكشف ما‬
‫تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون وقال تعال له دعوة الق والذين يدعون من دونه ل‬
‫يستجيبون لم بشيء إل كباسط كفيه إل الاء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إل ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ضلل وقال تعال عن ابراهيم عليه السلم إن رب لسميع‬
‫‪ 182‬الدعاء وقال عنه أيضا وأعتزلكم وما تدعون من دون ال وأدعو رب عسى أن ل أكون بدعاء‬
‫رب شقيا فلما اعتزلم وما يعبدون من دون ال الية وقال تعال ث إذا مسكم الضر فإليه تأرون‬
‫ث إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربم يشركون وقال تعال قل ادعوا الذين زعمتم من‬
‫دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل وقال تعال وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من‬
‫تدعون إل إياه فلما ناكم إل الب أعرضتم وكان النسان كفورا وقال تعال قل ادعوا ال أو‬
‫ادعوا الرحن أيا ما تدعوا فله الساء السن وقال تعال عن زكريا عليه السلم قال رب إن‬
‫وهن العظم من واشتعل الرأس شيبا ول أكن بدعائك رب شقيا وقال تعال وقيل ادعوا‬
‫شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لم الية وقال تعال فإذا ركبوا ف الفلك دعوا ال ملصي له‬
‫الدين فلما ناهم إل الب إذا هم يشركون فكفى بذه اليات ناة وحجة وبرهانا ف الفرق بي‬
‫التوحيد والشرك عموما وف هذه السألة خصوصا وقال تعال فابتغوا عند ال الرزق وقال تعال‬
‫وإذا مس النسان ضر دعا ربه منيبا اليه ث إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل‬
‫وجعل ل أندادا ليضل عن سبيله قل تتع بكفرك قليل إنك من أصحاب النار وقال تعال‬
‫‪ 183‬والذين تدعون من دونه ما يلكون من قطمي إن تدعوهم ل يسمعوا دعاءكم ولو سعوا ما‬
‫استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم وقال تعال وقال ربكم ادعون أستجب لكم إن‬
‫الذين يستكبون عن عبادت سيدخلون جهنم داخرين وغي ذلك من اليات وف الحاديث عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم مال يصى منها قوله صلى ال عليه وسلم فيما رواه عن ربه تبارك‬
‫وتعال أنه قال يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته فاستطعمون أطعمكم يا عبادي كلكم عار‬
‫إل من كسوته فاستكسون أكسكم يا عبادي كلكم ضال إل من هديته فاستهدون أهدكم يا‬
‫عبادي إنكم تطؤون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جيعا فاستغفرون أغفر لكم رواه مسلم‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم ينل ربنا تبارك وتعال كل ليلة ال ساء الدنيا حي يبقى ثلث الليل‬
‫الخر ث يقول من يدعون فأستجب له من يسألن فأعطيه من يستغفرن فأغفر له رواه البخاري‬
‫ومسلم وقوله ليس شيء أكرم على ال من الدعاء رواه أحد والترمذي وابن ماجة وابن حبان‬
‫والاكم وصححه وقوله من ل يدع ال يغضب عليه رواه أحد وابن أب شيبه والاكم وقوله‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫سلوا ال من فضله فإن ال يب أن يسأل رواه الترمذي وقوله الدعاء سلح الؤمن وعماد الدين‬
‫ونور السموات والرض رواه الاكم وصححه وقوله الدعاء هو العبادة رواه أحد والترمذي‬
‫وف حديث آخر الدعاء مخ العبادة رواه الترمذي وقوله لا سئل أي العبادة أفضل قال دعاء الرء‬
‫لنفسه رواه البخاري ف الدب وقوله لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع ما نزل وما ل‬
‫ينل فعليكم بالدعاء يا عباد ال رواه أحد وقوله سلوا ال كل شيء حت الشسع‬
‫‪ 184‬إذا انقطع فإنه إن ل ييسره ل يتيسر رواه أبو يعلى بإسناد صحيح وقوله ليسأل أحدكم ربه‬
‫حاجته كلها حت يسأله شسع نعله إذا انقطع وحت يسأله اللح رواه البزار بإسناد صحيح وقال‬
‫عمر بن الطاب رضي ال عنه إن ل أحل هم الجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألمت الدعاء‬
‫علمت أن الجابة معه وقال ابن عباس رضي ال عنهما أفضل العبادة الدعاء وقرأ وقال ربكم‬
‫ادعون أستجب لكم رواه ابن النذر والاكم وصححه وقال مطرف تذكرت ما جاع الي‬
‫فاذا الي كثي الصلة والصيام وإذا هو ف يد ال تعال وإذا انت ل تقدر على ما ف يد ال إل‬
‫أن تسأله فيعطيك رواه أحد والحاديث والثار ف ذلك ل ييط با إل ال تعال فثبت بذا أن‬
‫الدعاء عبادة من أجل العبادات بل هو أكرمها على ال كما تقدم فإن ل يكن الشراك فيه‬
‫شركا فليس ف الرض شرك وإن كان ف الرض شرك فالشرك ف الدعاء أول أن يكون شركا‬
‫من الشراك ف غيه من أنواع العبادة بل الشراك ف الدعاء وهو أكب شرك الشركي الذين‬
‫بعث إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنم يدعون النبياء والصالي واللئكة ويتقربون‬
‫إليهم ليشفعوا لم عند ال ولذا يلصون ف الشدائد ل وينسون ما يشركون حت جاء أنم إذا‬
‫جاءتم الشدائد ف البحر يلقون أصنامهم ف البحر ويقولون يا ال يا ال لعلمهم أن آلتهم ل‬
‫تكشف الضر ول تيب الضطر وقال تعال أمن ييب الضطر إذا دعاه ويكشف السوء‬
‫ويعلكم خلفاء الرض أإله مع ال قليل ما تذكرون فهم كانوا يعلمون أن ذلك ل وحده وأن‬
‫آلتهم ليس عندها شيء من ذلك ولذا احتج سبحانه وتعال عليهم بذلك على أنه هو الله‬
‫‪ 185‬الق وعلى بطلن الية ما سواه وقال تعال فإذا ركبوا ف الفلك دعوا ال ملصي له الدين فلما‬
‫ناهم ال الب إذا هم يشركون فهذه حال الشركي الولي وأما عباد القبور اليوم فل إله إل ال‬
‫كم ذا بينهم وبي الشركي الولي من التفاوت العظيم ف الشرك فإنم إذا أصابتهم الشدائد برا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وبرا أخلصوا للتهم وأوثانم الت يدعونا من دون ال واكثرهم قد اتذ ذكر إله وشيخه‬
‫دبدنه وهجراه إن قام وإن قعد وإن عثر هذا يقول يا علي وهذا يقول يا عبد القادر وهذا يقول‬
‫يابن علوان وهذا يدعو البدوي وهذا يدعو العيدروس وبالملة ففي كل بلد ف الغالب أناس‬
‫يدعونم ويسألونم قضاء الاجات وتفريج الكربات بل بلغ المر إل أن سألوهم مغفرة‬
‫الذنوب وترجيح اليزان ودخول النة والنجاة من النار والتثبيت عند الوت والسؤال وغي ذلك‬
‫من أنواع الطالب الت ل تطلب إل من ال وقد يسألون ذلك من أناس يدعون الولية وينصبون‬
‫أنفسهم لذه المور وغيها من أنواع النفع والضر الت هي خواص اللية ويلفقون لم من‬
‫الكاذيب ف ذلك عجائب منها أنم يدعون أنم يلصون من التجأ إليهم ولذ بماهم من النار‬
‫والعذاب فيقول أحدهم إنه يقف عند النار فل يدع أحدا من يرتيه ويدعوه يدخلها أو نو هذا‬
‫وقد قال تعال لسيد الرسلي صلى ال عليه وعليهم أجعي أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت‬
‫تنقذ من ف النار فإذا كان النب صلى ال عليه وسلم ل يقدر على تليص أحد من النار فكيف‬
‫بغيه بل كيف بن يدعي نفسه أنه هو يفعل ذلك ومنها أن أكثرهم يلفق حكايات ف أن بعض‬
‫الناس استغاث بفلن فأغاثه أو دعا الول الفلن فأجابه أو ف كربة ففرج عنه وعند عباد القبور‬
‫من ذلك شيء كثي من جنس ما عند‬
‫‪ 186‬عباد الصنام الذين استولت عليهم الشياطي ولعبوا بم لعب الصبيان بالكرة ويوجد شيء من‬
‫ذلك ف أشعار الادحي لسيد الرسلي صلى ال عليه وسلم الذين جاوزوا الد ف مدحه صلى‬
‫ال عليه وسلم وعصوه ف نيه من الغلو فيه وإطرائه كما أطرت النصارى ابن مري وصار‬
‫حظهم منه صلى ال عليه وسلم هو مدحه بالشعار والقصائد والغلو الزائد مع عصيانم له ف‬
‫أمره ونيه فتجد هذا النوع من أعصى اللق له صلوات ال عليه وسلمه ويقع من ذلك كثي ف‬
‫مدح غيه فإن عباد القبور ل يقتصرون على بعض من يعتقدون فيه الضر والنفع بل كل من‬
‫ظنوا فيه ذلك بالغوا ف مدحه وأنزلوه منلة الربوبية وصرفوا له خالص العبودية حت انم اذا‬
‫جاءهم رجل وادعى أنه رأى رؤيا مضمونا أنه دفن ف الحل الفلن رجل صال بادروا ال‬
‫الحل وبنوا عليه قبة وزخرفوها بأنواع الزخارف وعبدوها بأنواع من العبادات واما القبور‬
‫العروفة أو التوهة فأفعالم معها وعندها ل يكن حصره فكثي منهم اذا رأوا القباب الت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يقصدونا كشفوا الرؤوس فنلوا عن الكوار فإذا أتوها طافوا با واستلموا أركانا وتسحوا با‬
‫وصلوا عندها ركعتي وحلقوا عندها الرؤوس ووقفوا باكي متذللي متضرعي سائلي مطالبهم‬
‫وهذا هو الج وكثي منهم يسجدون لا إذا رأوها ويعفرون وجوههم ف التراب تعظيما لا‬
‫وخضوعا لن فيها فإن كان النسان منهم حاجة من شفاء مريض أو غي ذلك نادى صاحب‬
‫القب يا سيدي فلن جئتك قاصدا من مكان بعيد ل تيبن وكذلك اذا قحط الطر أو عقرت‬
‫الرأة عن الولد أو دههم عدو أو جراد فزعوا ال صاحب القب وبكوا عنده فإن جرى القدور‬
‫بصول شيء ما يريدون استبشروا وفرحوا ونسبوا ذلك ال صاحب القب فإن ل يتيسر شيء‬
‫من ذلك اعتذروا عن‬
‫‪ 187‬صاحب القب بأنه إما غائب ف مكان آخر أو ساخط لبعض أعمالم أو ان اعتقادهم ف الول‬
‫ضعيف أو أنم ل يعطوه نذره ونو هذه الرافات ومن بعض أشعار الادحي لسيد الرسلي‬
‫صلى ال عليه وسلم قول البوصيي يا أكرم اللق ما ل من ألوذ به سواك عند حلول الادث‬
‫العمم ولن يضيق رسول ال جاهك ب إذا الكري تلى باسم منتقم فان ل ذمة منه بتسميت‬
‫ممدا وهو أوف اللق بالذمم إن ل يكن ف معادي آخذا بيدي فضل وإل فقل يا زلة القدم‬
‫فتأمل ما ف هذه البيات من الشرك منها أنه نفى أن يكون له ملذا إذا حلت به الوادث إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وليس ذلك إل ل وحده ل شريك له فهو الذي ليس للعباد ملذ إل‬
‫هو الثان أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والضطرار اليه وسأل منه هذه الطالب الت ل‬
‫تطلب ال من ال وذلك هو الشرك ف اللية الثالث سؤاله منه أن يشفع له ف قوله ولن يضيق‬
‫رسول ال البيت وهذا هو الذي أراده الشركون من عبدوه وهو الاه والشفاعة عند ال وذلك‬
‫هو الشرك وأيضا فان الشفاعة ل تكون إل بعد إذن ال فل معن لطلبها من غيه فإن ال تعال‬
‫هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لن الشافع يشفع ابتداء الرابع قوله فان ل ذمة ال آخره‬
‫‪ 188‬كذب على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم فليس بينه وبي من اسه ممد ذمة إل بالطاعة‬
‫ل بجرد الشراك ف السم مع الشرك الامس قوله إن ل يكن ف معادي البيت تناقض عظيم‬
‫وشرك ظاهر فإنه طلب أول أن ل يضيق به جاهه ث طلب هنا أن يأخذ بيده فضل وإحسانا‬
‫وإل فيا هلكه فيقال كيف طلبت منه أول الشفاعة ث طلبت منه هنا أن يتفضل عليك فان‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كنت تقول إن الشفاعة ل تكون إل بعد إذن ال فكيف تدعو النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وترجوه وتسأله الشفاعة فهل سألتها من له الشفاعة المن بعد إذانه فهذا يبطل عليك طلب‬
‫الشفاعة من غي ال وإن قلت ما أريد إل جاهه وشفاعته بإذن ال قيل فكيف سألته أن يتفضل‬
‫عليك ويأخذ بيدك ف يوم الدين فهذا مضاد لقوله تعال وما أدراك ما يوم الدين ث ما أدراك ما‬
‫يوم الدين يوم ل تلك نفس لنفس شيئا والمر يومئذ ل فكيف يتمع ف قلب عبد اليان بذا‬
‫وهذا وإن قلت سألته أن يأخذ بيدي ويتفضل علي باهه وشفاعته قيل عاد المر إل طلب‬
‫الشفاعة من غي ال وذلك هو مض الشرك السادس ف هذه البيات من التبي من الالق تعال‬
‫وتقدس والعتماد على الخلوق ف حوادث الدنيا والخرة مال يفى على مؤمن فأين هذا من‬
‫‪ 189‬قوله تعال إياك نعبد وإياك نستعي وقوله تعال فإن تولوا فقل حسب ال ل إله إل هو عليه‬
‫توكلت وهو رب العرش العظيم وقوله وتوكل على الي الذي ل يوت وسبح بمده وكفى‬
‫بذنوب عباده خبيا وقوله تعال قل إن ل أملك لكم ضرا ول رشدا قل إن لن يين من ال‬
‫أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إل بلغا من ال ورسالته فإن قيل هو ل يسأله أن يتفضل عليه‬
‫وإنا أخب أنه إن ل يدخل ف عموم شفاعته فيا هلكه قيل الراد بذلك سؤاله وطلب الفضل منه‬
‫كما دعاه أول مرة وأخب أنه لملذ له سواه ث صرح بسؤال الفضل والحسان بصيغة الشرط‬
‫والدعاء والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط كما قال نوح عليه السلم وإل‬
‫تغفر ل وترحن أكن من الاسرين ومن شعر البعي قوله ماذا تعامل يا شس النبوة من أضحى‬
‫إليك من الشواق ف كبدي فامنع جناب صريع ل صريخ له نائي الزار غريب الدار مبتعدي‬
‫حليف ودك واه الصب منتظر لغارة منك يا ركن ويا عضدي أسي ذنب وزلت ول عمل أرجو‬
‫النجاة به إن أنت ل تد وجرى ف شركه ال أن قال وحل عقدة كرب يا ممد من هم على‬
‫خطرات القلب مطرد أرجوك ف سكرات الوت تشهدن كيما يهون إذ النفاس ف صعد وإن‬
‫نزلت ضريا ل أنيس به فكن أنيس وحيد فيه منفرد‬
‫‪ 190‬وارحم مؤلفها عبد الرحيم ومن يليه من أجله وانعشه وافتقد وإن دعا فأجبه واحم جانبه من‬
‫حاسد شامت أو ظال نكد وقوله من أخرى يا رسول ال ياذا الفضل يا بجة الشر جاها‬
‫ومقاما عد على عبد الرحيم اللتجي بمى عزك ياغوث اليتامى وأقلن عثرت يا سيدي ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫اكتساب الذنب ف خسي عاما وقوله يا سيدي يا رسول ال يا أملي يا موئلي يا ملذي يوم‬
‫يلقان هبن باهك ما قدمت من زلل جودا ورجح بفضل منك ميزان واسع دعائي واكشف ما‬
‫يساورن من الطوب ونفس كل أحزان فأنت أقرب من ترجى عواطفه عندي وإن بعدت‬
‫داري وأوطان إن دعوتك من نيابت برع وأنت أسع من يدعوه ذو شان فامنع جناب وأكرمن‬
‫وصل نسب برحة وكرامات وغفران لقد أنسانا هذا ما قبله وهذا بعينه هو الذي ادعته النصارى‬
‫ف عيسى عليه السلم إل أن أولئك أطلقوا عليه اسم الله وهذا ل يطلقه ولكن أتى بلباب‬
‫دعواهم وخلصتها وترك السم إذ ف السم نوع تييز فرأى الشيطان أن التيان بالعن دون‬
‫السم قرب ال ترويج الباطل وقبوله عند ذوي العقول السخيفة إذ كان من التقرر عند المة‬
‫الحمدية أن دعوى النصارى ف عيسى عليه السلم كفر فلو أتاهم بدعوى النصارى اسا ومعن‬
‫لردوه وأنكروه فأخذ العن وأعطاه البعي وأضرابه وترك السم للنصارى وإل فما ندري ماذا‬
‫أبقى هذا التكلم البيث للخالق تعال وتقدس من سؤال مطلب أو تصيل مأرب فال الستعان‬
‫‪ 191‬وهذا كثي جدا ف أشعار الادحي لرسول ال صلى ال عليه وسلم وهو حجة أعداء دينه الذين‬
‫يوزون الشرك بال ويتجون بأشعار هؤلء ول يقتصروا أيضا على طلب ذلك من النب صلى‬
‫ال عليه وسلم بل يطلبون مثل ذلك من غيه كما حدث بعض التقاة أنه رأى ف رابية صاحب‬
‫مشهد من الشاهد هذه راية البحر التيار به أستغيث وأستجي وبه أعوذ من النار وقال بعضهم‬
‫من قصيدة ف بعض آلتهم يا سيدي ويا صفي الدين يا سندي يا عمدت بل ويا ذخري‬
‫ومفتخري أنت اللذ لا أخشى ضرورته وأنت ل ملجأ من حادث الدهر ال أن قال وامنن علي‬
‫بتوفيق وعافية وخي خاتة مهما انقضى عمري وكف عنا أكف الظالي اذا امتدت بسوء لمر‬
‫مؤل نكري فإنن عبدك الراجي بودك ما أملته يا صفي السادة الغرر قال بعض العلماء فل ندري‬
‫أي معن اختص به الالق تعال بعد هذه النلة وماذا أبقى هذا التكلم البيث لالقه من المر‬
‫فان الشركي أهل الوثان ما يؤهلون من عبدوه لشيء من هذا انتهى وكثي من عباد القبور‬
‫ينادون اليت من مسافة شهر وأكثر يسألونه حوائجهم ويعتقدون أنه يسمع دعاءهم ويستجيب‬
‫لم وتسمع عندهم حال ركوبم البحر واضطرابه من دعاء الموات والستغاثة بم ما ليطر‬
‫على بال وكذلك إذا أصابتهم الشدائد من مرض أو كسوف أو ريح شديدة أو غي ذلك فالول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ف ذلك نصب أعينهم والستغاثة به هي ملذهم ولو ذهبنا نذكر ما يشبه هذا لطال الكلم اذا‬
‫عرفت هذا فقد تقدم ذكر دعاء السألة‬
‫‪ 192‬وأما دعاء العبادة فهو عبادة ال تعال بأنواع العبادات من الصلة والذبح والنذر والصيام والج‬
‫وغيها خوفا وطمعا يرجو رحته وياف عذابه وان ل يكن ف ذلك صيغة سؤال وطلب فالعابد‬
‫الذي يريد النة ويهرب من النار وهو سائل راغب راهب يرغب ف حصول مراده ويذهب من‬
‫فواته وهو سائل لا يطلبه بامتثال المر ف فعل العبادة وقد فسر قوله تعال ادعون أستجب لكم‬
‫بذا وهذا قيل اعبدون وامتثلوا أمري أستجب لكم وقيل سلون أعطكم وعلى هذا القول تدل‬
‫الحاديث والثار اذا تبي ذلك فاعلم أن العلماء أجعو على أن من صرف شيئا من نوعي‬
‫الدعاء لغي ال فهو مشرك ولو قال ل إله ال ال ممد رسول ال صلى وصام اذ شرط السلم‬
‫مع التلفظ بالشهادتي أن ل يعب ال ال فمن أتى بالشهادتي وعبد غي ال ما أتى بما حقيقة‬
‫وان تلفظ بما كاليهود الذين يقولون ل اله ال ال وهم مشركون ومرد التلفظ بما ل يكفي‬
‫ف السلم بدون العمل بعناها واعتقاده إجاعا ذكر شيء من كلم العلماء ف ذلك وإن كنا‬
‫غنيي بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى ال عليه و سلم عن كل كلم إل أنه قد صار بعض الناس‬
‫منتسبا إل طائفة معينة فلو أتيته بكل آية من كتاب ال وكل سنة عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ل يقبل حت تأتيه بشيء من كلم العلماء أو بشيء من كلم طائفته الت ينتسب اليها قال‬
‫المام أبو الوفاء علي بن عقيل النبلي صاحب كتاب الفنون الذي ألفه ف نو أربعمائة ملد‬
‫وغيه من التصانيف قال ف الكتاب الذكور لا صعبت التكاليف على الهال والطغام عدلوا عن‬
‫أوضاع الشرع‬
‫‪ 193‬إل تعظيم أوضاع وضعوها لنفسهم فسهلت عليهم إذ ل يدخلوا با تت أمر غيهم وهم‬
‫عندي كفار لذه الوضاع مثل تعظيم القبور وخطاب الوت بالوائج وكتب الرقاع فيها يا‬
‫مولي افعل ب كذا وكذا أو إلقاء الرق على الشجر اقتداء بن عبد اللت والعزى نقله غي‬
‫واحد مقررين له راضي به منهم المام أبو الفرج بن الوزي والمام ابن مفلح صاحب كتاب‬
‫الفروع وغيها وقال شيخ السلم ف الرسالة السنيه فإذا كان على عهد النب صلى ال عليه‬
‫وسلم من انتسب إل السلم من مرق منه مع عبادته العظيمة فليعلم أن النتسب ال السلم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والسنة ف هذه الزمان أيضا قد يرق أيضا من السلم وذلك بأسباب منها الغلو الذي ذمه ال‬
‫ف كتابه حيث قال يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم الية وكذلك الغلو ف بعض الشايخ بل‬
‫الغلو ف علي بن أب طالب بل الغلو ف السيح عليه السلم فكل من غل ف نب أو رجل صال‬
‫وجعل فيه نوعا من اللية مثل أن يقول يا سيدي فلن انصرن أو أغثن أو ارزقن أو اجبن أو‬
‫أنا ف حسبك ونو هذه القوال فكل هذا شرك وضلل يستتاب صاحبه فإن تاب وإل قتل فان‬
‫ال إنا أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده ول يدعى معه إله آخر والذين يدعون مع ال‬
‫آلة أخرى مثل السيح واللئكة والصنام ل يكونوا يعتقدون أنا تلق اللئق أو تنل الطر أو‬
‫تنبت النبات وإنا كانوا يعبدونم أو يعبدون قبورهم أو يعبدون صورهم يقولون إنا نعبدهم‬
‫ليقربونا إل ال زلفى ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال فبعث ال رسله تنهى‬
‫‪ 194‬ان يدعى أحد من دونه ل دعاء عبادة ول دعاء استغاثة انتهى وقد نص الافظ أبو بكر أحد بن‬
‫علي القريزي صاحب كتاب الطط ف كتاب له ف التوحيد على أن دعاء غي ال شرك وقال‬
‫شيخ السلم من جعل بينه وبي ال وسائط يتوكل عليهم يدعوهم ويسألم كفر إجاعا نقله‬
‫عنه غي واحد مقررين له منهم ابن مفلح ف الفروع وصاحب النصاف وصاحب الغاية‬
‫وصاحب القناع وشارحهم وغيهم ونقله صاحب القواطع ف كتابه عن صاحب الفروع قلت‬
‫وهو إجاع صحيح معلوم بالضرورة من الدين وقد نص العلماء من أهل الذاهب الربعة‬
‫وغيهم ف باب حكم الرتد على أن من أشرك بال فهو كافر أي عبد مع ال غيه بنوع من‬
‫أنواع العبادات وقد ثبت بالكتاب والسنة والجاع أن دعاء ال عبادة له فيكون صرفه لغي ال‬
‫شركاء وقال المام ابن النحاس الشافعي ف كتاب الكبائر ومنها إيقادهم السرج عند الحجار‬
‫والشجار والعيون والبار ويقولون انا تقبل النذر وهذه كلها بدع شنيعة ومنكرات قبيحة‬
‫تب إزالتها ومو أثرها فان أكثر الهال يعتقدون إنا تنفع وتضر وتلب وتدفع وتشفي الرض‬
‫وترد الغائب إذا نذر لا وهذا شرك ومادة ل تعال ولرسوله صلى ال عليه وسلم قلت فصرح‬
‫رحه ال أن العتقاد ف هذه المور أنا تضر وتنفع وتلب وتدفع وتشفي الريض وترد الغائب‬
‫إذا نذر لا أن ذلك شرك وإذا ثبت أنه شرك فل فرق ف ذلك بي اعتقاده ف اللئكة والنبيي‬
‫ول بي اعتقاده ف الصنام والوثان إذ ل يوز الشراك بي ال تعال وبي ملوق فيما يتص‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بالالق سبحانه كما قال تعال ول يأمركم أن‬
‫‪ 195‬تتخذوا اللئكة والنبيي أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون وهذا بعينه هو الذي يعتقده‬
‫من دعا النبياء والصالي ولذا يسألونم قضاء الاجات وتفريج الكربات وشفاء ذوي‬
‫المراض والعاهات فثبت أن ذلك شرك وقال المام ابن القيم رحه ال تعال ف شرح النازل‬
‫ومن أنواعه أي الشرك طلب الوائج من الوتى والستغاثة بم والتوجه إليهم وهذا أصل شرك‬
‫العال فإن اليت قد انقطع عمله وهو ل يلك لنفسه ضرا ول نفعا فضل لن استغاث به أو سأله‬
‫أن يشفع إل ال وهذا من جهله بالشافع والشفوع عنده فإن ال سبحانه ل يشفع عنده أحد إل‬
‫بإذنه وال سبحانه ل يعل سؤال غيه سببا لذنه وإنا السبب لذنه كمال التوحيد فجاء هذا‬
‫الشرك بسبب ينع الذن واليت متاج إل من يدعو له كما أمرنا النب صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫زرنا قبور السلمي أن نترحم عليهم وندعو لم ونسأل لم العافية والغفرة فعكس الشركون‬
‫هذا وزاروهم زيادة العبادة وجعلوا قبورهم أوثانا تعبد فجمعوا بي الشرك بالعبود وتغيي دينه‬
‫ومعاداة أهل التوحيد ونسبتهم إل التنقص بالموات وهم قد تنقصوا الالق سبحانه بالشرك‬
‫وأولياءه الوحدين بذمهم ومعاداتم وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص إذ ظنوا أنم راضون‬
‫منهم بذا وأنم أمروهم به وهؤلء هم أعداء الرسل ف كل زمان ومكان وما أكثر الستجيبي‬
‫لم ول در خليله ابراهيم عليه الصلة والسلم حيث قال واجنبن وبن أن نعبد الصنام رب‬
‫إنن أضللن كثيا من الناس وما نا من أشرك بذا الشرك الكب إل من جرد توحيده ل وعادى‬
‫الشركي ف ال وتقرب بقتهم إل ال‬
‫‪ 196‬وقال المام الافظ ابن عبد الادي ف رده على البكي وقوله أي قول البكي إن البالغة ف‬
‫تعظيمه أي تعظيم الرسول صلى ال عليه وسلم واجبة يراد با البالغة بسب ما يراه كل أحد‬
‫تعظيما حت الج إل قبه والسجود له والطواف به واعتقاد أنه يعلم الغيب وأنه يعطي وينع‬
‫ويلك لن استغاث به من دون ال الضر والنفع وأنه يقضي حوائج السائلي ويفرج كربات‬
‫الكروبي وأنه يشفع فيمن يشاء ويدخل النة من يشاء فدعوى البالغة ف هذا التعظيم مبالغة ف‬
‫الشرك وانسلخ من جلة الدين قلت هذا هو اعتقاد عباد القبور فيمن هو دون الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم فضل عن الرسول صلى ال عليه وسلم كما تقدم بعض ذلك والمر أعظم وأطم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫من ذلك وف الفتاوى البزازية من كتب النفية قال علماؤنا من قال أرواح الشايخ حاضرة تعلم‬
‫يكفر فإن أراد بالعلماء علماء الشريعة فهو حكاية للجاع على كفر معتقد ذلك وان اراد‬
‫علماء النفية خاصة فهو حكاية لتفاقهم على كفر معتقد ذلك وعلى التقديرين تأمله تده‬
‫صريا ف كفر من دعى أهل القبور لنه ما دعاهم حت اعتقد أنم يعلمون ذلك ويقدرون على‬
‫إجابة سؤاله وقضاء مأموله وقال الشيخ صنع ال اللب النفي ف كتابه الذي ألفه ف الرد على‬
‫من ادعى ان للولياء تصرفا ف الياة وبعد المات على سبيل الكرامة هذا وانه قد ظهر الن‬
‫فيما بي السلمي جاعات يدعون أن للولياء تصرفات ف حياتم وبعد المات ويستغاث بم ف‬
‫الشدائد والبليات وبممهم تكشف الهمات فيأتون قبورهم وينادونم ف قضاء الاجات‬
‫مستدلي على أن ذلك منهم كرامات وقالوا منهم أبدال ونقباء وأوتاد ونباء وسبعون وسبعة‬
‫وأربعون وأربعة والقطب هو الغوث للناس وعليه الدار بل التباس وجوزوا لم الذبائح والنذور‬
‫وأثبتوا لم فيها الجور قال وهذا‬
‫‪ 197‬الكلم فيه تفريط وإفراط بل فيه اللك البدي والعذاب السرمدي لا فيه من روائح الشرك‬
‫الحقق ومصادمة الكتاب العزيز الصدق ومالف لعقائد الئمة وما اجتمعت عليه المة وف‬
‫التنيل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبي له الدى ويتبع غي سبيل الؤمني نوله ما تول‬
‫ونصله جهنم وساءت مصي ال أن قال الفصل الول فيما انتحلوه من الفك الوخيم والشرك‬
‫العظيم إل أن قال فأما قولم إن للولياء تصرفات ف حياتم وبعد المات فيده قوله تعال أإله‬
‫مع ال أل له اللق والمر ل ملك السموات والرض ونوه من اليات الداله على أنه النفرد‬
‫باللق والتدبي والتصرف والتقدير ول شيء لغيه ف شيء ما بوجه من الوجوه فالكل تت‬
‫ملكه وقهره تصرفا وملكا وإحياء وإماتة وخلقا وتدح الرب سبحانه بانفراده ف ملكه بآيات‬
‫من كتابه كقوله هل من خالق غي ال والذين تدعون من دونه ما يلكون من قطمي وذكر‬
‫آيات ف هذا العن ث قال فقوله ف اليات كلها من دونه أي من غيه فإنه عام يدخل فيه من‬
‫اعتقدته من ول وشيطان تستمده فإن من ل يقدر على نصر نفسه كيف يد غيه إل أن قال‬
‫فكيف يتصور لغيه من مكن أن يتصرف إن هذا من السفاهة لقول وخيم وشرك عظيم إل أن‬
‫قال وأما القول بالتصرف بعد المات فهو أشنع وأبدع من القول بالتصرف ف الياة قال جل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ذكره إنك ميت وإنم ميتون ال يتوف النفس حي‬
‫‪ 198‬موتا والت ل تت ف منامها فيمسك الت قضى عليها الوت كل نفس ذائقة الوت كل نفس با‬
‫كسبت رهينة وف الديث أذا مات ابن آدم انقطع عمله الديث فجميع ذلك وما هو نوه دال‬
‫على انقطاع الس والركة من اليت وأن أرواحهم مسكة وأن أعمالم منقطعة عن زيادة‬
‫ونقصان فدل ذلك أن ليس للميت تصرفا ف ذاته فضل عن غيه بركة وأن روحه مبوسة‬
‫مرهونة بعملها من خي وشر فاذا عجز عن حركة نفسه فكيف يتصرف ف غيه فال سبحانه‬
‫يب أن الرواح عنده وهؤلء اللحدون يقولون إن الرواح مطلقة متصرفة قل أأنتم أعلم أم ال‬
‫قال وأما اعتقادهم أن هذه التصرفات لم من الكرامات فهو من الغالطة لن الكرامة شيء من‬
‫عند ال يكرم با أولياءه ل قصد لم فيه ول تدي ول قدرة ول علم كما ف قصة مري بنت‬
‫عمران وأسيد بن حضي وأب مسلم الولن قال وأما قولم فيستغاث بم ف الشدائد فهذا أقبح‬
‫ما قبله وأبدع لصادمته قوله جل ذكره أمن ييب الضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويعلكم‬
‫خلفاء الرض ءإله مع ال قل من ينجيكم من ظلمات الب والبحر وذكر آيات ف هذا العن ث‬
‫قال فإنه جل ذكره قرر أنه الكاشف للضر ل غيه وأنه التعي لكشف الشدائد والكرب وأنه‬
‫التفرد بإجابة الضطرين وأنه الستغاث لذلك كله وأنه القادر على دفع الضر والقادر على‬
‫إيصال الي فهو النفرد بذلك فإذا تعي هو جل ذكره خرج‬
‫‪ 199‬غيه من ملك ونب وول قال والستغاثة توز ف السباب الظاهرة العادية من المور السية ف‬
‫قتال أو إدراك عدو أو سبع ونوه كقولم يا لزيد يا لقوم يا للمسلمي كما ذكروا ذلك ف‬
‫كتب النحو بسب السباب الظاهرة بالفعل وأما الستغاثة بالقوة والتأثي أو ف المور العنوية‬
‫من الشدائد كالرض وخوف الغرق والضيق والفقر وطلب الرزق ونوه فمن خصائص ال فل‬
‫يطلب فيها غيه قال وأما كونم معتقدين التأثي منهم ف قضاء حاجاتم كما تفعله جاهلية‬
‫العرب والصوفية الهال وينادونم ويستنجدون بم فهذا من النكرات إل أن قال فمن اعتقد أن‬
‫لغي ال من نب أو ول أو روح أو غي ذلك ف كشف كربه أو قضاء حاجته تأثيا فقد وقع ف‬
‫وادي جهل خطي فهو على شفا حفرة من السعي وأما كونم مستدلي على أن ذلك منهم‬
‫كرامات فحاشى ل أن تكون أولياء ال بذه الثابة فهذا ظن أهل الوثان كذا أخب الرحن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هؤلء شفعاؤنا عند ال ما نعبدهم إل ليقربونا ال ال زلفى ءأتذ من دونه الة إن يردن الرحن‬
‫بضر لتغن عن شفاعتهم شيئا ول ينقذون فان ذكر ما ليس من شأنه النفع ول دفع الضر من‬
‫نب وول وغيه على وجه المداد منه إشراك مع ال إذ ل قادر على الدفع غيه ول خي إل‬
‫خيه قال وأما ما قالوه من أن منهم أبدال ونقباء وأوتادا ونباء وسبعي وسبعة وأربعي وأربعة‬
‫والقطب هو الغوث للناس فهذا من موضوعات إفكهم كما ذكره القاضي الحدث ابن العرب‬
‫ف سراج الريدين وابن الوزي وابن تيمية انتهى باختصار‬
‫‪ 200‬ومثل هذا يوجد ف كلم غيهم من العلماء والقصود ان أهل العلم ما زالوا ينكرون هذه المور‬
‫ويبينون أنا شرك وإن كان بعض التأخرين من ينتسب إل العلم والدين من اصيب ف عقله‬
‫ودينه قد يرخص ف بعض هذه المور وهو مطىء ف ذلك ضال مالف لكتاب ال وسنة‬
‫رسوله صلى ال عليه وسلم وإجاع السلمي فكل أحد مأخوذ من قوله ومتروك إل قول ربنا‬
‫وقول رسوله صلى ال عليه وسلم فإن ذلك ل يتطرق إليه الطأ بال بل واجب على اللق‬
‫اتباعه ف كل زمان على أنه لو أجع التأخرون على جواز هذا ل يعتد باجاعهم الخالف لكلم‬
‫ال وكلم رسوله ف مل الناع لنه إجاع غي معصوم بل هو من زلة العال الت حذرنا من‬
‫اتباعها وأما الحاع العصوم فهو إجاع الصحابة والتابعي وما وافقه وهو السواد العظم الذي‬
‫ورد الث على اتباعه وإن ل يكن عليه إل الغرباء الذين أخب بم صلى ال عليه وسلم ف قوله‬
‫بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوب للغرباء رواه مسلم ل ما كان عليه العوام‬
‫والطغام واللف التأخرون الذين يقولون مال يفعلون ويفعلون ما ل يؤمرون قال وقول ال‬
‫تعال ول تدع من دون ال مال ينفعك ول يضرك فان فعلت فإنك اذا من الظالي وإن يسك‬
‫ال بضر فل كاشف له إل هو ش قال ابن عطية معناه قيل ل ول تدع فهو عطف على أقم‬
‫وهذا المر والخاطبة للنب صلى ال عليه وسلم إذا كانت هكذا فأحرى أن يتحذر من ذلك‬
‫غيه وقال غيه فإن فعلت معناه فإن دعوت من دون ال ما لينفعك ول يضرك فكن عنه‬
‫بالفعل إيازا فإنك إذا من الظالي إذا جزاء للشرط‬
‫‪ 201‬وجواب لسؤال مقدر كأن سائل سأل عن تبعة عبادة الوثان وجعل من الظالي لنه ل ظلم‬
‫أعظم من الشرك إن الشرك لظلم عظيم قلت حاصل كلم الفسرين أن ال تعال نى رسوله‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫صلى ال عليه وسلم أن يدعو من دونه مال ينفعه ول يضره والراد به كل ما سوى ال فإنم ل‬
‫ينفعون ول يضرون وساء ف ذلك النبياء والصالون وغيهم كما قال تعال وأن الساجد ل‬
‫فل تدعوا مع ال أحدا وقال النب صلى ال عليه وسلم لبن عباس إذا سألت فاسأل ال وإذا‬
‫استعنت فاستعن بال واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ل ينفعوك إل بشيء قد‬
‫كتبه ال لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ل يضروك إل بشيء قد كتبه ال عليك رواه‬
‫الترمذي وقال حسن صحيح وف الية تنبيه على أن الدعو لبد أن يكون مالكا للنفع والضرر‬
‫حت يعطي من دعاه أو يبطش بن عصاه وليس ذلك إل ل وحده فتعي أن يكون هو الدعو‬
‫دون ما سواه والية شاملة لنوعي الدعاء وقوله فإن فعلت فإنك إذا من الظالي أي الشركي‬
‫وهذا كقوله فل تدع مع ال إلا آخر فتكون من العذبي وقوله ولقد أوحي اليك وال الذين من‬
‫قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين وقوله ف النبياء ولو أشركوا لبط‬
‫عنهم ما كانوا يعملون فإذا كان هذا المر ل يصدر من النبياء وحاشاهم من ذلك ل يفكوا‬
‫أنفسهم من عذاب ال فما ظنك بغيهم فلم يبق شيء يقرب ال ال ويباعد من سخطه إل‬
‫توحيده والعمل با يرضاه ل العتماد على شخص أو قب أو صنم او وثن أو مال أو غي ذلك‬
‫من‬
‫‪ 202‬السباب ومن يدع مع ال الا آخر ل برهان له به فإنا حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون‬
‫والية نص ف أن دعاء غي ال والستغاثة به شرك أكب ولذا قال وإن يسسك ال بضر فل‬
‫كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله لنه التفرد باللك والقهر والعطاء والنع ولزم‬
‫ذلك إفراده بتوحيد اللية لنما متلزمان وإفراده بسؤال كشف الضر وجلب الي لنه ل‬
‫يكشف الضر إل هو ول يلب الي إل هو ما يفتح ال للناس من رحه فل مسك لا وما‬
‫يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم فتعي أن ل يدعى لذلك إل هو وبطل دعاء من‬
‫سواه من ل يلك لنفسه ضرا ول نفعا فضل عن غيه وهذا ضد ما عليه عباد القبور فإنم‬
‫يعتقدون أن الولياء والطواغيت الذين يسمونم الجاذيب ينفعون ويضرون ويسون بالضر‬
‫ويكشفونه وأن لم التصرف الطلق ف اللك أي على سبيل الكرامة وهذا فوق شرك كفار‬
‫العرب وإما على سبيل الوساطة بينهم وبي ال بالشفاعة وهذا شرك الذين قالوا ما نعبدهم إل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ليقربونا إل ال زلفى وف الية دليل على أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيه صار من الظالي‬
‫ذكره الصنف وقوله يصيب به من يشاء من عباده فل يرده عنه راد لنه العزيز الذي ل يغالب‬
‫ول يانع ول راد لقضائه ول معقب لكمه فأي فائدة ف دعاء غيه لشفاعة أو غيها فإنه تعال‬
‫فعال لا يريد ل يغنبه عنه شفيع ول غيه بل ل يتكلم أحد عنده إل باذنه ول يشفع أحد إل‬
‫باذنه ما لكم من دونه من ول ول شفيع أفل‬
‫‪ 203‬تتذكرون وقوله وهو الغفور الرحيم أي لن تاب إليه وأقبل عليه حت ولو كان من الشرك قال‬
‫وقوله فابتغوا عند ال الرزق واعبدوه الية ش أمر ال تعال بابتغاء الرزق عنده ل عند غيه من‬
‫ل يلك رزقا من الوثان والصنام وغيها كما قال ف أول الية إنا تعبدون من دون ال أوثانا‬
‫وتلقون إفكا قال ابن كثي وهذا أبلغ ف الصر كقوله إياك نعبد وإياك نستعي رب ابن ل‬
‫عندك بيتا ف النة ولذا قال فابتغوا عند ال الرزق أي ل عند غيه لنه الالك له وغيه ل يلك‬
‫شيئا من ذلك فاعبدوه أي أخلصوا له العبادة وحده ل شريك له واشكروا له أي على ما أنعم‬
‫عليكم وإليه ترجعون أي فيجازي كل عامل بعمله قلت ف الية الرد على الشركي الذين‬
‫يدعون غي ال ليشفعوا لم عنده ف جلب الرزق فما ظنك بن دعاهم أنفسهم واستغاث بم‬
‫ليزقوه وينصروه كما هو الواقع من عباد القبور وقال الصنف وفيه أن طلب الرزق ل ينبغي إل‬
‫من ال كما أن النة ل تطلب إل منه قال وقوله ومن أضل من يدعو من دون ال من ل‬
‫يستجيب له ال يوم القيامة اليتي ش حاصل كلم الفسرين أن ال تعال حكم بأنه ل أضل من‬
‫يدعو‬
‫‪ 204‬من دون ال ل دعاء عبادة ول دعاء مسألة واستغاثة من هذه حاله ومعن الستفهام فيه إنكار‬
‫أن يكون ف الضلل كلهم أبلغ ضلل من عبد غي ال ودعاه حيث يتركون دعاء السميع‬
‫الجيب القادر على تصيل كل بغية ومرام ويدعون من دونه من ل يستجيب لم ول قدرة به‬
‫على استجابة أحد منهم ما دام ف الدنيا وإل أن تقوم القيامة كما قال تعال له دعوة الق‬
‫والذين يدعون من دونه ل يستجيبون لم بشيء إل كباسط كفيه إل الاء ليبلغ فاه وما هو‬
‫ببالغه وما دعاء الكافرين إل ف ضلل وقوله وهم عن دعائهم غافلون أي ل يشعرون بدعاء من‬
‫دعاهم لنم إما عباد مسخرون مشتغلون بأحوالم كاللئكة وإما أموات كالنبياء والصالي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وإما أصنام وأوثان وقوله وإذا حشر الناس كانوا لم أعداء أي إذا قامت القيامة وحشر الناس‬
‫للحساب عادوهم وكانوا بعبادتم الدعاء وغيه من أنواع العبادة كافرين كما قال تعال‬
‫واتذوا من دون ال آلة ليكونوا لم عزا كل سيكفرون بعبادتم ويكونون عليهم ضدا فليسوا‬
‫ف الدارين إل على نكد ومضرة ل تتولهم بالستجابة ف الدنيا وتحد عبادتم ف الخرة وهم‬
‫أحوج ما كانوا إليها وف اليتي مسائل نبه عليها الصنف أحدها أنه ل أضل من دعا غي ال‬
‫الثانية أنه غافل عن دعاء الداعي ل يدري عنه الثالثة أن تلك الدعوة سبب لبغض الدعو للداعي‬
‫وعداوته له الرابعة تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو الامسة كفر الدعو بتلك العبادة السادسة‬
‫أن هذه المور هي سبب كونه اضل الناس‬
‫‪ 205‬قال وقوله أمن ييب الضطر إذا دعاه ويكشف السوء ش يقرر تعال أنه الله الواحد الذي ل‬
‫شريك له ول معبود سواه ما يشترك ف معرفته الؤمن والكافر لن القلوب مفطورة على ذلك‬
‫فمت جاء الضطرار رجعت القلوب ال الفطرة وزال ما ينازعها فالتجأت إليه وأنابت إليه‬
‫وحده ل شريك له كما قال تعال ث إذا مسكم الضر فاليه تأرون ث إذا كشف الضر عنكم إذا‬
‫فريق منكم بربم يشركون وقال تعال فإذا مس النسان ضر دعا ربه منبيا اليه ث اذا خوله نعمة‬
‫منه ننسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل ل أندادا ليضل عن سبيله قل تتع بكفرك قليل إنك‬
‫من أصحاب النار ومثل هذا كثي ف القرآن يبي تعال أنه الدعو عند الشدائد الكاشف للسوء‬
‫وحده فيكون هو العبود وحده وكذا قال ف هذه الية أمن ييب الضطر إذا دعاه أي من هو‬
‫الذي ل يلجأ الضطر إل اليه والذي ل يكشف ضر الصطرين سواه ومن العلوم أن الشركي‬
‫كانوا يعلمون أنه ل يقدر على هذه المور إل ال وحده وإذا جاءتم الشدائد أخلصوا الدعاء ل‬
‫كما قال تعال فإذا ركبوا ف الفلك دعوا ال ملصي له الدين فلما ناهم ال الب اذا هم‬
‫يشركون فتبي أن من اعتقد ف غي ال أنه يكشف السوء أو ييب دعوة الضطر أو دعاه لذلك‬
‫فقد اشرك شركا أكب من شرك العرب كما هو الواقع من عباد القبور‬
‫‪ 206‬قال وروى الطبان باسناده أنه كان ف زمن النب صلى ال عليه وسلم منافق يؤذي الؤمني‬
‫فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول ال صلى ال عليه وسلم من هذا النافق فقال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم إنه ل يستغاث ب وإنا يستغاث بال ش قوله روى الطبان هو المام الافظ‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الثقة سليمان بن أحد ابن أيوب بن مطي اللخمي الطبان صاحب العاجم الثلثة وغيها روى‬
‫عن النسائي واسحق بن ابراهيم الديري وخلق كثي ومات سنة ستي وثلثائة وقد بيض‬
‫الصنف لسم الراوي وكأنه وال أعلم نقله عن غيه أو كتبه من حفظه والديث عن عبادة بن‬
‫الصامت رضي ال عنه قوله أنه كان ف زمن النب صلى ال عليه وسلم منافق يؤذي الؤمني هذا‬
‫النافق ل أقف على تسميته ويتمل أن يكون هو عبدال بن أب فانه معروف بالذى للمؤمني‬
‫بالكلم ف أعراضهم ونو ذلك أما أذاهم ينحو ضرب أو زجر فل نعلم منافقا بذه الصفة قوله‬
‫فقال بعضهم أي بعض الؤمني وهذا البعض القائل لذلك يتمل أن يكون واحدا وان يكون‬
‫جاعة والظاهر أنه واحد وأظن ف بعض الروايات أنه أبو بكر الصديق رضي ال عنه قوله قوموا‬
‫بنا نستغيث برسول ال صلى ال عليه وسلم مرادهم الستغاثة به فيما يقدر عليه بكف النافق‬
‫عن أذاهم بنحو ضربه أو زجره ل الستغاثة به فيما ل يقدر عليه إل ال قوله إن ل يستغاث ب‬
‫وإنا يستغاث بال قال بعضهم فيه التصريح بأنه ل يستغاث بالنب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫المور وإنا يستغاث بال والظاهر أن مراده صلى ال عليه وسلم إرشادهم ال التأدب مع ال ف‬
‫اللفاظ لن استغاثتهم به‬
‫‪ 207‬صلى ال عليه وسلم من النافق من المور الت يقدر عليها إما بزجره أو تعزيره ونو ذلك فظهر‬
‫أن الراد بذلك الرشاد إل حسن اللفظ والماية منه صلى ال عليه وسلم لانب التوحيد‬
‫وتعظيم ال تبارك وتعال فإذا كان هذا كلمه صلى ال عليه وسلم ف الستغاثة به فيما يقدر‬
‫عليه فكيف بالستغاثة به أو بغيه ف المور الهمة الت ل يقدر عليها أحد إل ال كما هو جار‬
‫على ألسنة كثي من الشعراء وغيهم وقل من يعرف أن ذلك منكر فضل عن معرفة كونه شركا‬
‫فإن قلت ما المع بي هذا الديث وبي قوله تعال فاستغاثه الذين من شيعته على الذي من‬
‫عدوه فإن ظاهر الديث النع من إطلق لفظ الستغاثة على الخلوق فيما يقدر عليه وظاهر‬
‫الية جوازه قيل تمل الية على الواز والديث على الدب والول وال أعلم وقد تبي با‬
‫ذكر ف هذا الباب وشرحه من اليات والحاديث واقوال العلماء أن دعا اليت والغائب‬
‫والاضر فيما ل يقدر عليه إل ال والستفاثة بغي ال ف كشف الضر أو تويله هو الشرك‬
‫الكب بل هو أكب انواع الشرك لن الدعاء مخ العبادة ولن من خصائص اللية إفراد ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بسؤال ذلك إذ معن الله هو الذي يعبد لجل هذه المور ولن الداعي إنا يدعو إله عند‬
‫انقطاع مله ما سواه وذلك هو خلصة التوحيد وهو انقطاع المل ما سوى ال فمن صرف‬
‫شيئا من ذلك لغي ال فقد ساوى بينه وبي ال وذلك هو الشرك ولذا يقول الشركون للتم‬
‫وهم ف اليم ج تال إن كنا لفي ضلل مبي إذ نسويكم برب العالي ولكن لعباد القبور على‬
‫هذا شبهات ذكر الصنف كثيا منها ف كشف الشبهات ونن نذكر هنا ما‬
‫‪ 208‬ل يذكره فمن ذلك أنم احتجوا بديث رواه الترمذي ف جامعه حيث قال حدثنا ممود بن‬
‫غيلن ثنا عثمان بن عمرو ثنا شعبة عن أب جعفر عن عمارة بن خزية بن ثابت عن عثمان بن‬
‫حنيف أن رجل ضرير البصر أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال ادع ال أن يعافين قال إن‬
‫شئت دعوت وإن شئت صبت فهو خي لك قال فادعه فأمره أن يتوضا ويسن وضوءه ويدعو‬
‫بذا الدعاء اللهم إن أسألك وأتوجه إليك بنبيك ممد نب الرحة إن توجهت به إل رب ف‬
‫حاجت هذه لتقضي اللهم فشفعه ف قال هذا حديث حسن صحيح غريب ل نعرفه إل من رواية‬
‫أب جعفر وهو غي الطمي هكذا رواه الترمذي ورواه النسائي وابن شاهي والبيهقي كذلك‬
‫وف بعض الروايات يا ممد إن أتوجه إل آخره وهذه اللفظة هي الت تعلق با الشركون‬
‫وليست عند هؤلء الئمة قالوا فلو كان دعاء غي ال شركا ل يعلم النب صلى ال عليه وسلم‬
‫العمى هذا الدعاء الذي فيه نداء غي ال والواب من وجوه الول أن هذا الديث من أصله‬
‫وإن صححه الترمذي فإن ف ثبوته نظرا لن الترمذي يتساهل ف التصحيح كالاكم لكن‬
‫الترمذي أحسن نقدا كما نص على ذلك الئمة ووجه عدم ثبوته أنه قد نص أن أبا جعفر الذي‬
‫عليه مدار هذا الديث هو غي الطمي وإذا كان غيه فهو ل يعرف ولعل عمدة الترمذي ف‬
‫تصحيحه أن شعبة ل يروي إل عن ثقة وهذا فيه نظر فقد قال عاصم بن علي سعت شعبة يقول‬
‫لو ل أحدثكم إل عن ثقة ل أحدثكم إل عن ثلثة وف نسخة عن ثلثي ذكره الافظ العراقي‬
‫وهذا اعتراف منه بأنه يروي عن الثقة وغيه فينظر ف حاله و يتوقف الحتجاج به على ثبوب‬
‫صحته الثان أنه ف غي مل الناع فأين طلب العمى من النب صلى ال عليه وسلم أن يدعو له‬
‫وتوجهه بدعائه مع حضوره من دعاء الموات والسجود لم ولقبورهم والتوكل عليهم‬
‫‪ 209‬والتاء إليهم ف الشدائد والنذرو والذبح لم وخاطبهم بالوائج من المكنة البعيدة يا سيدي يا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫مولي افعل ف كذا فحديث العمى شيء ودعاء غي ال تعال والستغاثة به شيء آخر فليس‬
‫ف حديث العمى شيء غي انه طلب من النب صلى ال عليه وسلم أن يدعو له ويشفع له فهو‬
‫توسل بدعائه وشفاعته ولذا قال ف آخره اللهم فشفعه ف فعلم أنه شفع له وف رواية أنه طلب‬
‫من النب صلى ال عليه وسلم أن يدعو له فدل الديث على أنه صلى ال عليه وسلم شفع له‬
‫بدعائه وأن النب صلى ال عليه وسلم أمره هو أن يدعو ال ويسأله قبول شفاعته فهذا من أعظم‬
‫الدلة أن دعاء غي ال شرك لن النب صلى ال عليه وسلم أمره أن يسأل قبول شفاعته فدل‬
‫على أن النب صلى ال عليه وسلم ل يدعى ولنه صلى ال عليه وسلم ل يقدر على شفائه ال‬
‫بدعاء ال له فأين هذا من تلك الطوام والكلم إنا هو ف سؤال الغائب أو سؤال الخلوق فيما‬
‫ل يقدر عليه إل ال أما أن تأت شخصا ياطبك فتسأله أن يدعو لك فل إنكار ف ذلك على ما‬
‫ف حديث العمى فالديث سواء كان صحيحا او ل وسواء ثبت قوله فيه يا ممد او ل ل يدل‬
‫على سؤال الغائب ول على شؤال الخلوق فيما ل يقدر عليه إل ال بوجه من وجوه الدللت‬
‫ومن ادعى ذلك فهو مفتر على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم لنه إن كان سأل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم نفسه فهو ل يسأل منه إل ما يقدر عليه وهو أن يدعو له وهذا ل إنكار فيه‬
‫وإن كان توجه به من غي سؤال منه نفسه فهو ل يسأل منه وإنا سأل من ال به سواء كان‬
‫متوجها بدعائه كما هو نص أول الديث وهو الصحيح أو كان متوجها بذاته على قول‬
‫ضعيف فإن التوجه بذوات الخلوقي والقسام بم على ال بدعة منكرة ل تأت عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ول عن أحد من أصحابه والتابعي لم بإحسان ول الئمة الربعة ونوهم من‬
‫أئمة الدين قال أبو حنيفة ل ينبغي لحد أن يدعو ال إل به وقال أبو يوسف أكره بق فلن‬
‫‪ 210‬وبق أنبيائك ورسلك وبق البيت والشعر الرام وقال القدوري السألة بق الخلوق ل توز‬
‫فل يقول أسألك بفلن أو بلئكتك أو أنبيائك ونو ذلك لنه ل حق للمخلوق على الالق‬
‫واختاره العز بن عبدالسلم إل ف حق النب صلى ال عليه وسلم خاصة إن ثبت الديث يشي‬
‫إل حديث العمى وقد تقدم أنه على تقدير ثبوته ليس فيه إل أنه توسل بدعائه لبذاته وقد ورد‬
‫ف ذلك حديث رواه الاكم ف مستدركه فأبعد النجة من طريق عبد الرحن بن زيد بن أسلم‬
‫لا أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إل العرش فقال أسألك بق ممد إل غفرت ل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الديث وهو حديث ضعيف بل موضوع لنه مالف للقرآن قال تعال قال ربنا ظلمنا أنفسنا‬
‫وإن ل تغفر لنا وترحنا لنكونن من الاسرين فهذا هو الذي قاله آدم قال الذهب ف هذا الديث‬
‫أظنه موضوعا وعبدالرحن بن زيد متفق على ضعفه قال ابن معي ليس حديثه بشيء الثالث أن‬
‫قوله يا ممد إن أتوجه ال ل تثبت ف اكثر الروايات وبتقدير ثبوتا ل يدل على جواز دعاء غي‬
‫ال لن هذا خطاب لاضر معي يراه ويسمع كلمه ول إنكار ف ذلك فإن الي يطلب منه‬
‫الدعاء كما يطلب منه ما يقدر عليه فأين هذا من دعاء الغائب واليت لو كان أهل البدع‬
‫والشرك يعلمون واحتجوا ايضا بديث رواه أبو يعلى وابن السن ف عمل اليوم والليلة فقال ابن‬
‫السن حدثنا أبو يعلى ثنا السن بن عمر وبن شقيق ثنا معروف بن حسان ثنا أبو معاذ‬
‫السمرقندي عن سعيد عن قتادة عن أب بردة عن أبيه عن عبدال بن مسعود قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فليناد يا عباد ال احبسوا هكذا ف كتاب‬
‫ابن السن وف الامع الصغي فإن ل عز وجل ف الرض‬
‫‪ 211‬حاضرا سيحبسه عليكم والواب أن هذا الديث مداره على معروف ابن حسان وهو أبو معاذ‬
‫السمرقندي فقوله ف الصل ثنا أبو معاذ السمرقندي خطأ أظنه من الناسخ قال ابن عدي منكر‬
‫الديث وقال الذهب ف اليزان قال ابن عدي منكر الديث قد روى عن عمرو بن ذر نسخة‬
‫طويلة كلها غي مفوظة وقال السيوطي حديث ضعيف وأقول بل هو باطل إذ كيف يكون عند‬
‫سعيد عن قتاده ث يغيب عن أصحاب سعيد الفاظ الثبات مثل يي القطان واسعيل بن علية‬
‫وأب أسامة وخالد ابن الارث وأب خالد الحر وسفيان وشعبة وعبدالوارث وابن البارك‬
‫والنصاري وغندر وابن أب عدي ونوهم حت يأت به هذا الشيخ الجهول النكر الديث فهذا‬
‫من أقوى الدلة على وضعه وبتقدير ثبوته ل دليل فيه لن هذا من دعاء الاضر فيما يقدر عليه‬
‫كما قال فإن ل ف الرض حاضرا سيحبسه عليكم واحتجوا أيضا بديث رواه الطبان ف‬
‫العجم الكبي فقال حدثنا طاهر بن عيسى بن قيس الصري ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب‬
‫عن أب سعيد الكي عن روح بن القاسم عن أب جعفر الطمي الدين عن أب أمامة بن سهل‬
‫بن حنيف أن رجل كان يتلف إل عثمان بن عفان ف حاجة له فكان عثمان ل يلتفت إليه ول‬
‫ينظر ف حاجته فلقي ابن حنيف فشكا إليه ذلك فقال له عثمان بن حنيف أئت اليضأة فتوضأ ث‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أئت السجد فصل فيه ركعتي ث قل اللهم إن أسألك وأتوجه اليك بنبينا ممد نب الرحة يا‬
‫ممد إن أتوجه بك إل ربك ليقضي ل حاجت الديث والواب من وجوه الول أن راوية‬
‫طاهر بن عيسى من ل يعرف بالعدالة بل هو مهول قال الذهب طاهر بن عيسى بن قيس أبو‬
‫السي الصري الؤدب عن سعيد‬
‫‪ 212‬ابن أب مري ويي بن بكي وأصبغ بن الفرج وعنه الطبان توف سنة اثنتي و تسعي ومائتي ول‬
‫يذكر فيه حرجا ول تعديل فهو إذا مهول الال ل يوز الحتجاج ببه ل سيما فيما يالف‬
‫نصوص الكتاب والسنة الثان قوله عن أب سعيد الكي أشد جهالة من الول فإن مشايخ ابن‬
‫وهب الكيي معروفون كداود بن عبدالرحن وزمعة بن صال وابن عيينة وطلحة بن عمرو‬
‫الضرمي وابن جريج وعمر بن قيس ومسلم بن خالد الزني وليس فيهم من يكن ابا سعيد‬
‫فتبي أنه مهول الثالث إن قلنا بتقدير ثبوته فليس فيه دليل على دعاء اليت والغائب غاية ما فيه‬
‫أنه توجه به ف دعائه فأين هذا من دعاء اليت فإن التوجه بالخلوق سؤال به ل سؤال منه‬
‫والكلم إنا هو ف سؤال الخلوق نفسه ودعائه والستغاثة به فيما ل يقدر عليه إل ال وكل‬
‫أحد يفرق بي سؤال الشخص وبي السؤال به فإنه ف السؤال به قد أخلص الدعاء ل ولكن‬
‫توجه على ال بذاته أو بدعائه وأما ف سؤاله نفسه مال يقدر عليه إل ال فقد جعله شريكا ل‬
‫ف عبادة الدعاء فليس ف حديث العمى وحديث ابن حنيف هذا إل إخلص الدعاء ل كما‬
‫هو صريح فيه إل قوله يا ممد إن أتوجه بك وهذا ليس فيه الخاطبة ليت فيما ل يقدر عليه إنا‬
‫فيه ماطبته مستحضرا له ف ذهنه كما يقول الصلي السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته‬
‫الرابع أنم زعموا أنه دليل على دعاء كل غائب وميت من الصالي فخرجوا عما فهموه من‬
‫الديث بفهمهم الفاسد ال أنه دليل على دعاء كل غائب وميت صال ول دليل فيه اصل على‬
‫دعاء الرسول صلى ال عليه وسلم بعد موته ول ف حياته فيما ل يقدر عليه ث لو كان فيه دليل‬
‫على ذلك ل يكن فيه دليل على دعاء الغائب واليت مطلقا لن هذا قياس مع وجود الفارق‬
‫وهو باطل‬
‫‪ 213‬الجاع إذا ما ثبت للنب صلى ال عليه وسلم من الفضائل والكرامات ل يساويه فيه أحد فل‬
‫يوز قياس غيه عليه وأيضا فالقياس إنا يوز للحاجة ول حاجة إل قياس غيه عليه فبطل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قياسهم بنفس مذهبهم هذا غاية ما احتجوا به ما هو موجود ف بعض الكتب العروفة وما‬
‫سوى هذه الحاديث الثلثة فهو ما وضعوه بأنفسهم كقولم إذا أعيتكم المور فعليكم‬
‫بأصحاب القبور وقولم لو حسن أحدكم ظنه بجر لنفعه قال ابن القيم وهو من وضع‬
‫الشركي عباد الوثان باب قول ال تعال أيشركون ما ل يلق شيئا وهم يلقون ول‬
‫يستطيعون لم نصرا الية ش الراد من هذه الترجة بيان حال الدعوين من دون ال أنم ل‬
‫ينفعون ول يضرون وسواء ف ذلك اللئكة والنبياء والصالون والصنام فكل من دعي من‬
‫دون ال فهذه حاله كما قال تعال يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من‬
‫دون ال لن يلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا ل يستنقذوه منه ضعف‬
‫الطالب والطلوب ما قدروا ال حق قدره إن ال لقوي عزيز ويكفيك ف ذلك قوله تعال لكرم‬
‫اللق قل إن ل أملك لكم ضرا ول رشدا قل إن لن يين من ال أحد ولن أجد من دونه‬
‫ملتحدا إل بلغا من ال ورسالته وقال قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا إل ما شاء ال ولو‬
‫كنت أعلم الغيب لستكثرت من الي وما مسن السوء إن أنا إل نذير وبشي لقوم يؤمنون‬
‫وقال واتذوا من دونه آلة ل يلقون شيئا وهم يلقون ول يلكون لنفسهم نفعا ول ضرا‬
‫‪ 214‬ول يلكون موتا ول حياة ول نشورا ومن العلوم أنم كانوا قد عبدوا اللئكة والنبياء‬
‫والصالي ولذا أخب سبحانه وتعال عن اللئكة أنه يتبؤون منهم يوم القيامة كما قال تعال‬
‫ويوم يشرهم جيعا ث يقول للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من‬
‫دونم بل كانوا يعبدون الن أكثرهم بم مؤمنون إذا تبي ذلك فحاصل كلم الفسرين على‬
‫الية الترجم لا أن قوله تعال أيشركون ما ل يلق شيئا وهم يلقون توبيخ وتعنيف للمشركي‬
‫بأنم يعبدون مع ال تعال عبادا ل تلق شيئا وليس فيها ما تستحق به العبادة من اللق والرزق‬
‫والنصر لنفسهم أو لن عبدهم وهم مع ذلك ملوقون مدثون ولم خالق خلقهم وإن خرج‬
‫الكلم مرج الستفهام فالراد به ما ذكرناه وقوله ول يستطيعون لم نصرا ول أنفسهم ينصرون‬
‫أي ويشركون به ويعبدون من هذه حاله ل يستطيع نصر عابديه ول نصر نفسه بأن يدفع عن‬
‫نفسه من أراد به الضر ومن هذه حاله فهو ف غاية العجز فكيف يكون إلا معبودا وجيع النبياء‬
‫واللئكة والصالي وغيهم داخلون ف هذه الوصاف فل يقدر أحد منهم أن يلق شيئا ول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يستطيعون لن عبدهم نصرا ول ينصرون أنفسهم وإذا كان كذلك بطلت دعوتم من دون ال‬
‫قال وقوله تعال والذين تدعون من دونه ما يلكون من قطمي الية ش حاصل كلم الفسرين‬
‫كابن كثي وغيه انه تعال يب عن حال‬
‫‪ 215‬الدعوين من دونه من اللئكة والنبياء والصنام وغيها با يدل على عجزهم وضعفهم وأنم‬
‫قد انتفت عنهم الشروط الت ل بد أن تكون ف الدعو وهي اللك وساع الدعاء والقدرة على‬
‫استجابته فمت عدم شرط بطل أن يكون مدعوا فكيف اذا عدمت كلها فنفى عنهم اللك بقوله‬
‫ما يلكون من قطمي قال ابن عباس وماهد وعكرمة وعطاء والسن وقتادة القطمي اللفافة الت‬
‫تكون على نواة التمر أي ول يلكون من السموات والرض شيئا ول بقدار هذا القطمي كما‬
‫قال ويعبدون من دون ال ما ل يلك لم رزقا من السموات والرض شيئا ول يستطيعون وقال‬
‫قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض الية فمن‬
‫كان هذا حاله فكيف يدعى من دون ال ونفى عنهم ساع الدعاء بقوله إن تدعوهم ل يسمعوا‬
‫دعاءكم يعن أن اللة الت تدعونا ل يسمعون دعاءكم لنم أموات أو ملئكة مشغولون‬
‫بأحوالم مسخرون لا خلقوا له أو جاد فلعل الشرك يقول هذا ف الصنام أما اللئكة والنبياء‬
‫والصالون فيسمعون ويستجيبون فنفى سبحانه ذلك بقوله ولو سعوا ما استجابوا لكم أي ل‬
‫يقدرون على ما تطلبون منهم وما خص تعال الصنام بل عم جيع من يدعى من دونه ومن‬
‫العلوم أنم كانوا يعبدون اللئكة والنبياء والصالي كما ذكر ال تعال ذلك ف كتابه فلم‬
‫يرخص ف دعاء أحد منهم ل استقلل ول وساطة بالشفاعة وقوله ويوم القيامة‬
‫‪ 216‬يكفرون بشرككم كقوله واتذوا من دون ال آلة ليكونوا لم عزا كل سيكفرون بعبادتم‬
‫ويكونون عليهم ضدا وهذا نص صريح على ان من دعا غي ال فقد أشرك بشرطه وان الدعوين‬
‫يكفرون به يوم القيامة ويتبؤون منهم كقوله تعال إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا‬
‫العذاب وتقطعت بم السباب فهل على كلم رب العزة استدراك ولذا قال ول ينبئك مثل‬
‫خبي أي ول يبك بعواقب المور ومآلا وما تصي اليه مثل خبي با قال قتادة يعن نفسه تبارك‬
‫وتعال فإنه أخب بالواقع ل مالة قال وف الصحيح عن أنس قال شج النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يوم أحد فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنلت ليس لك من المر شيء ش قوله ف الصحيح‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أي الصحيحي فعلقه البخاري عن حيد وثابت عن أنس ووصله أحد والترمذي والنسائي عن‬
‫حيد عن أنس به ووصله مسلم عن ثابت عن أنس وقال ابن اسحق ف الغازي حدثن حيد‬
‫الطويل عن أنس قال كسرت رباعية النب صلى ال عليه وسلم يوم أحد وشج ف وجهه فجعل‬
‫الدم يسيل على وجهه وجعل يسح الدم وهو يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو‬
‫يدعوهم ال ربم فأنزل ال الية قوله شج النب صلى ال عليه وسلم قال أبو السعادات الشج ف‬
‫الرأس خاصة ف الصل وهو أن يضربه بشيء فيجرحه فيه ويشقه ث استعمل ف غيه من‬
‫العضاء وذكر ابن هشام من حديث أب سعيد الدري أن عتبة بن أب‬
‫‪ 217‬وقاص هو الذي كسر رباعية النب صلى ال عليه وسلم السفلى وجرح شفته السفلى وأن‬
‫عبدال بن شهاب الزهري هو الذي شجه ف جبهته وأن عبدال بن قمئة جرحه ف وجنته‬
‫فدخلت حلقتان من حلق الغفر ف وجنته وأن مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ث ازدرده فقال له لن تسك النار وروى الطبان من حديث أب أمامة قال‬
‫رمى عبدال بن قمئة رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد فشجه ف وجهه وكسر رباعيته‬
‫فقال خذها وأنا ابن قمئة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم مالك أقمأك ال فسلط ال عليه‬
‫تيس جبل فلم يزل ينطحه حت قطعه قطعة قطعة قال القرطب والرباعية بفتح الراء وتفيف الياء‬
‫وهي كل سن بعد ثنية قال النووي وللنسان أربع رباعيات قال الافظ والراد أنا كسرت‬
‫فذهب منها فلقة ول تقلع من أصلها قلت فظهر بذا أن قول بعضهم إنه شج ف رأسه فيه نظر‬
‫قال النووي وف هذا وقوع السقام والبتلء بالنبياء صلوات ال وسلمه عليهم لينالوا جزيل‬
‫الجر والثواب ولتعرف أمهم وغيهم ما أصابم ويتأسوا بم قال القرطب وليعلم أنم من البشر‬
‫تصيبهم من الدنيا ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقنوا أنم ملوقون‬
‫مربوبون ول يفتت با ظهر على أيديهم من العجزات ويلبس الشيطان من أمرهم ما لبسه على‬
‫النصارى وغيهم قوله يوم أحد جبل معروف إل الن كانت عنده الواقعة الشهورة فأضيفت‬
‫اليه قوله فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم زاد مسلم من طريق ثابت عن أنس وكسروا رباعيته‬
‫وأدموا وجهه‬
‫‪ 218‬قوله فأنزل ال ليس لك من المر شيء قال ابن عطية كان النب صلى ال عليه وسلم لقه ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تلك الال يأس من فلح كفار قريش فمالت نفسه إل أن يستأصلهم ال ويريح منهم فقيل له‬
‫بسبب ذلك ليس لك من المر شيء أي عواقب المور بيد ال فامض أنت لشأنك ودم على‬
‫الدعاء لربك وقال غيه العن أن ال تعال مالك أمرهم فإما أن يهلكهم أو يكبتهم أو يتوب‬
‫عليهم إن أسلموا أو يعذبم إن أصروا وليس لك من أمرهم شيء وإنا أنت عبد مأمور بانذارهم‬
‫وجهادهم فعلى هذا يكون قوله ليس لك من المر شيء اعتراض العطوف والعطوف عليه‬
‫وقال ابن اسحق أي ليس لك من الكم بشيء ف عبادي إل ما أمرتك به فيهم قال وفيه عن‬
‫ابن عمر أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع ف الركعة‬
‫الخيه من الفجر اللهم العن فلنا وفلنا بعد ما يقول سع ال لن حده ربنا ولك المد فأنزل‬
‫ال ليس لك من شيء ف رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والارث بن هشام‬
‫فنلت ليس لك من المر شيء ش قوله وفيه أي ف الصحيح والراد به صحيح البخاري ورواه‬
‫النسائي قوله عن ابن عمر هو عبدال بن عمر بن الطاب صحاب جليل من عباد الصحابة شهد‬
‫له رسول ال صلى ال عليه وسلم بالصلح مات سنة ثلث وسبعي ف آخرها أو أول الت تليها‬
‫قوله إنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل آخره هذا القنوت على هؤلء هو بعد ما شج‬
‫وكسرت رباعيته يوم أحد قوله اللهم العن فلنا وفلنا قال أبو السعادات أصل اللعن‬
‫‪ 219‬الطرد والبعاد من ال ومن اللق السب و الدعاء قلت الظاهر أنه من اللق طلب طرد اللعون‬
‫وإبعاده من ال بلفظ اللعن ل مطلق السب والشتم قوله فلنا وفلنا يعن صفوان بن أمية وسهيل‬
‫بن عمرو والارث ابن هشام كما بينه ف الرواية الت بعدها وفيه جواز الدعاء على الشركي ف‬
‫الصلة وتسمية الدعو عليهم ولم بأسائهم ف الصلة وأن ذلك ل يضر الصلة قوله بعد ما‬
‫يقول سع ال لن حده قال أبو السعادات اي أجاب حده وتقبله وقال السهيلي مفعول سع‬
‫مذوف لن السمع متعلق بالقوال والصوات دون غيها فاللم تؤذن بعن زائد وهو‬
‫الستجابة القارنة للسمع فاجتمع ف الكلمة الياز والدللة على الزائد وهو الستجابة لن حده‬
‫وقال ابن القيم رحه ال تعال ما معناه عدى سع ال لن حده باللم لتضمنه معن استجاب له‬
‫ول حذف هناك وإنا هو مضمن قوله ربنا ولك المد ف بعض روايات البخاري باسقاط الواو‬
‫قال النووي ل ترجيح لحداها على الخرى وقال ابن دقيق العيد كأن إثباتا دال على معن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫زائد لنه يكون التقدير مثل ربنا استجب ولك المد فيشتمل على معن الدعاء ومعن الب قال‬
‫شيخ السلم والمد ضد الذم والمد يكون على ماسن الحمود مع الحبة له كما أن الذم‬
‫يكون على مساوئه مع البغض له وكذا قال ابن القيم وفرق بينه وبي الدح بأن الخبار عن‬
‫ماسن الغي إما أن يكون إخبارا مردا عن حب وإرادة أو مقرونا ببه وإرادته فإن كان الول‬
‫فهو الدح وإن كان الثان فهو المد فالمد إخبار عن ماسن الحمود مع حبه وإجلله‬
‫وتعظيمه ولذا كان خبا يتضمن النشاء بلف الدح فإنه خب مرد فالقائل إذا قال المد‬
‫‪ 220‬ل او قال ربنا ولك المد تضمن كلمه الب عن كل ما يمد عليه تعال باسم جامع ميط‬
‫متضمن لكل فرد من أفراد الملة الحققة والقدرة وذلك يستلزم إثبات كل كمال يمد عليه‬
‫الرب تعال ولذا ل تصلح هذه اللفظة على هذا الوجه ول تنبغي إل لن هذا شأنه وهو الميد‬
‫الجيد وفيه التصريح بأن المام يمع بي التسميع والتحميد وهو قول الشافعي وأحد وأب‬
‫يوسف وخالف ف ذلك مالك وأبو جنيفة فقال يقتصر على قول سع ال لن حده قوله وف‬
‫رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والارث ابن هشام إنا دعا عليهم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لنم رؤساء الشركي يوم أحد والسبب ف تلك الفاعيل الت جرت على‬
‫سيد الرسلي صلى ال عليه وسلم هم وابو سفيان ومع ذلك فما استجيب له فيهم بل أنزل ال‬
‫عليه ليس لك من المر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبم فإنم ظالون فتاب ال عليهم وآمنوا مع‬
‫أنم فعلوا أشياء ل يفعلها أكثر الكفار منها غزوهم نبيهم صلى ال عليه وسلم ف بلده وشجهم‬
‫له وكسر رباعيته وقتلهم بن عمهم الؤمني وقتلهم النصار والتمثيل بقتلى السلمي وإعلنم‬
‫بشركهم وكفرهم ومع هذا كله ل يقدر النب صلى ال عليه وسلم أن يدفعهم عن نفسه ول‬
‫عن أصحابه كما قال تعال قل إن ل أملك لكم ضرا ول رشدا قل ان لن يين من ال أحد‬
‫ولن أجد من دونه ملتحدا إل بلغا من ال ورسالته بل لأ صلى ال عليه وسلم ال ربه الالك‬
‫القادر على النفع والضر وإهلكهم ودعا عليهم صلى ال عليه وسلم ف الصلة الكتوبة جهرا‬
‫وخلفه سادات الولياء يؤمنون على دعائه ومع هذا كله ما استجاب ال له فيهم بل تاب عليهم‬
‫وآمنوا فلو كان عنده صلى ال عليه وسلم من النفع والضر شيء لكان يفعل بم ما يستحقونه‬
‫على هذه الفعال العظيمة ولكن المر كما قال تعال هذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 221‬بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنا هو إله واحد وليذكر أولوا اللباب فأين هذا ما يعتقده‬
‫عباد القبور ف الولياء والصالي بل ف الطواغيت الذين يسمونم الجاذيب والفقراء أنم‬
‫ينفعون من دعاهم وينصرون من لذ بماهم ويدعونم برا وبرا ف غيبتهم وحضرتم قال وفيه‬
‫عن أب هريرة قال قام رسول ال صلى ال عليه وسلم حي أنزل ال عليه وأنذر عشيتك‬
‫القربي قال يا معشر قريش أو كلمة نوها اشتروا أنفسكم ل أغن عنكم من ال شيئا يا عباس‬
‫بن عبدالطلب ل أغن عنك من ال شيئا يا صفية عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم ل إغن‬
‫عنك من ال شيئا ويا فاطمة بنت ممد سلين من مال ما شئت ل أغن عنك من ال شيئا ش‬
‫قوله وفيه أي ف صحيح البخاري قوله عن أب هريرة اختلف الفاظ ف اسه على أكثر من‬
‫ثلثي قول صحح النووي أن اسه عبدالرحن بن صخر كما رواه الاكم ف الستدرك عن أب‬
‫هريرة قال كان اسي ف الاهلية عبد شس بن صخر فسميت ف السلم عبد الرحن وقال غيه‬
‫اسه عبدال بن عمرو وقيل ابن عامر وقال ابن الكلب اسه عمي بن عامر ويقال كان اسه ف‬
‫الاهلية عبد شس وكنيته أبو السود فسماه رسول ال صلى ال عليه وسلم عبدال وكناه أبا‬
‫هريرة وروى الدولب بإسناده عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم ساه عبدال وهو‬
‫دوسي من فضلء الصحابة وحفاظهم وعلمائهم حفظ عن النب صلى ال عليه وسلم أكثر ما‬
‫حفظه غيه وروي له ف كتب السنة أكثر من خسة آلف حديث ومات سنة سبعة أو ثان أو‬
‫تسع وخسي وهو ابن ثان وسبعي سنة قوله قام رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصحيح‬
‫من رواية ابن عباس صعد النب‬
‫‪ 222‬صلى ال عليه وسلم على الصفا قوله حي أنزل ال عليه وأنذر عشيتك القربي عشية الرجل‬
‫هم بنو أبيه الدنون أو قبيلته والقربي أي القرب فالقرب منهم لنم أحق الناس ببك‬
‫وإحسانك الدين والدنيوي كما قال تعال يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها‬
‫الناس والجارة الية وقال النب صلى ال عليه وسلم لن قال له من ابر قال أمك قال ث من قال‬
‫ث أباك ث أختك وأخاك ولنه إذا قام عليهم ف أمر ال كان أدعى لغيهم إل النقياد والطاعة‬
‫له ولئل يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من الرأفة والحاباة فيحابيهم ف الدعوة والتخويف‬
‫ولذلك أمر بانذارهم خاصة وقد أمره ال أيضا بالنذارة العامة كما قال لتبشر به التقي وتنذر به‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قوما لدا وقال لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ول تناف بينهما لن النذارة الاصة فرد‬
‫من أفراد العامة قوله يا معشر قريش العشر كمسكن الماعة قوله أو كلمة نوها هو بنصب‬
‫كلمة على أنه معطوف على ما قبله أي أو قال كلمة نو قوله يا معشر قريش أي بعناها قوله‬
‫اشتروا أنفسكم أي بتوحيد ال وإخلص العبادة له وعدم الشراك به وطاعته فيما أمر والنتهاء‬
‫عما عنه زجر فإن جيع ذلك ثن النجاة واللص من عذاب ال ل العتماد على النساب‬
‫وترك السباب فإن ذلك غي نافع عند رب الرباب ودفع بقوله ل أغن عنكم من ال شيئا ما‬
‫عساه أن يتوهم بعضهم أنه يغن عنهم من ال شيئا‬
‫‪ 223‬بشفاعته فإذا كان ل يلك لنفسه نفعا ول ضرا ول يدفع عن نفسه عذاب ربه لو عصاه كما‬
‫قال تعال قل إن أخاف إن عصيت رب عذاب يوم عظيم فكيف يلك لغيه نفعا أو ضرا أو‬
‫يدفع عنه عذاب ال وأما شفاعته صلى ال عليه وسلم ف بعض العصاة فهو أمر من ال ابتداء‬
‫فضل عليه وعليهم ل أنه يشفع فيمن يشاء ويدخل النة من يشاء وف صحيح البخاري بعد‬
‫قوله ل أغن عنكم من ال شيئا يا بن عبد مناف ل أغن عنكم من ال شيئا فلعل الصنف‬
‫اختصرها قوله يا عباس بن عبدالطلب بنصب ابن و يوز ف عباس الرفع والنصب وكذا القول‬
‫ف قوله ويا صفية عمة رسول ال ويا فاطمة بنت ممد صلى ال عليه وسلم قوله سلين من مال‬
‫ما شئت ف رواية مسلم عن عائشة قالت لا نزلت وأنذر عشيتك القربي قام رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال يا فاطمة بنت ممد يا صفية بنت عبد الطلب يا بن عبدالطلب سلون من‬
‫مال ما شئتم فبي صلى ال عليه وسلم أنه ل ينجيهم من عذاب ال ول يدخلهم النة ول‬
‫يقربم إل ال وإنا الذي يقرب إل ال ويدخل النة وينجي من النار برحة ال هو طاعة ال‬
‫وأما ما يقدر عليه صلى ال عليه وسلم من أمور الدنيا فل يبخل با عنهم كما قال سلون مال‬
‫ما شئتم وكما قال أل إن لكم رحا سأبلها ببللا رواه أحد وعبد بن حيد وابن النذر وهو‬
‫عند مسلم ف حديث آخر فإذا صرح وهو سيد الرسلي لقاربه الؤمني وغيهم خصوصا سيدة‬
‫نساء العالي وعمه وعمته وآمن النسان أنه ل يقول إل الق ث نظر إل ما وقع ف قلوب كثي‬
‫من الناس من العتقاد فيه وف غيه من‬
‫‪ 224‬النبياء والصالي أنم ينفعون ويضرون ويغنون من عذاب ال حت يقول صاحب البدة فإن من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫جودك الدنيا وضرتا ومن علومك علم اللوح والقلم تبي له التوحيد وعرف غربة الدين فأين‬
‫هذا من قول صاحب البدة والبعي وأضرابما من الادحي له صلى ال عليه وسلم با هو يتبأ‬
‫منه ليل ونارا ويبي اختصاصه بالالق تعال وتقدس كما قال تعال قل ل أملك لنفسي نفعا‬
‫ول ضرا إل ما شاء ال ولو كنت أعلم الغيب ل ستكثرت من الي وما مسن السوء إن أنا إل‬
‫نذير وبشي لقوم يؤمنون فماذا بعد الق إل الضلل فأن تصرفون كذلك حقت كلمة ربك‬
‫على الذين فسقوا أنم ل يؤمنون تال لقد تاهت عقول تركت كلم ربا وكلم نبيها لوساوس‬
‫صدرها وما ألقاه الشيطان ف نفوسها ومن العجب أن اللعي كادهم مكيدة أدرك با مأموله‬
‫فأظهر لم هذا الشرك ف صورة مبته صلى ال عليه وسلم وتعظيمه ومبة الصالي وتعظيمهم‬
‫ولعمر ال ان تبئتهم من هذا التعظيم والحبة هوالتعظيم لم والحبة وهوالواجب التعي وأظهر‬
‫لم التوحيد والخلص ف صورة بغض النب صلى ال عليه وسلم وبغض الصالي والتنقص بم‬
‫وما شعروا أنم تنقصوا الالق سبحانه وتعال وبسوه حقه وتنقصوا النب صلى ال عليه وسلم‬
‫والصالي بذلك أما تنقصهم للخالق تعال فلنم جعلوا الخلوق العاجز مثل الرب القادر ف‬
‫القدرة على النفع والضر وأما بسهم حقه تعال فلن العبادة بميع أنواعها حق ل تعال فإذا‬
‫جعلوا شيئا منها لغيه فقد بسوه حقه‬
‫‪ 225‬وأما تنقصهم للنب صلى ال عليه وسلم وللصالي فلنم ظنوا أنم راضون منهم بذلك أو‬
‫أمروهم به وحاشا ل أن يرضوا بذلك أو يأمروا به كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من‬
‫رسول إل نوحي اليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون وف الديث من الفوائد غي ما تقدم جده صلى‬
‫ال عليه وسلم ف هذا المر بيث فعل ما نسب به إل النون وكذلك لو يفعله مسلم الن قاله‬
‫الصنف وفيه دليل على الجتهاد ف العمال وترك البطالة والعتماد على مرد النتساب إل‬
‫الشخاص كما يفعله أهل الطيش والمق من ينتسب إل نب أو صال ونو ذلك لنه صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا خاطب بنته وعمه وعمته وقرابته بذا الطاب كان تنبيها لذريتهم ونوهم على‬
‫ذلك لنه إذا كان ل يغن عن هؤلء شيئا كان ذريتهم أول أن ل يغن عنهم من ال شيئا وقد‬
‫قال تعال لن اكتفى بالنتساب إل النبياء عن متابعتهم تلك أمة قد خلت لا ما كسبت ولكم‬
‫ما كسبتم ول تسألون عما كانوا يعملون وفيه أن أول الناس برسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هم أهل طاعته ومتابعته ف مياه وماته كما قال صلى ال عليه وسلم أل إن آل أب يعن فلنا‬
‫ليسوا ل بأولياء إنا وليي ال وصال الؤمني رواه مسلم وروى عبد بن حيد عن السن أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم جع أهل بيته قبل موته فقال أل إن ل عملي ولكم عملكم أل إن ل‬
‫أغن عنكم من ال شيئا أل إن أوليائي منكم التقون أل ل إعرفنكم يوم القيامة تأتون بالدنيا‬
‫تملونا على رقابكم ويأت الناس يملون الخرة باب قول ال تعال حت إذا فزع عن قلوبم‬
‫قالوا ماذا قال ربكم قالوا‬
‫‪ 226‬الق وهو العلي الكبي ش أراد الصنف رحه ال بذه الترجة بيان حال اللئكة الذين هم أقوى‬
‫وأعظم من عبد من دون ال فإذا كان هذا حالم مع ال تعال وهيبتهم منه وخشيتهم له فكيف‬
‫يدعوهم أحد من دون ال وإذا كانوا ل يدعون مع ال تعال ل استقلل ول وساطة بالشفاعة‬
‫فغيهم من ل يقدر على شيء من الموات والصنام أول أن ل يدعى ول يعبد ففيه الرد على‬
‫جيع فرق الشركي الذين يدعون مع ال من ل يدان اللئكة ول يساويهم ف صفة من صفاتم‬
‫وقد قال تعال فيهم وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول وهم‬
‫بأمره يعملون يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول يشفعون إل لن ارتضى وهم من خشيته‬
‫مشفقون فهذه حالم و صفاتم وليس لم من الربوبية واللية شيء بل ذلك ل وحده ل‬
‫شريك له وكذا قال ف هذه الية حت إذا فزع عن قلوبم أي زال الفزع عنها قاله ابن عباس‬
‫وابن عمر وأبو عبدالرحن السلمي والشعب والسن وغيهم والضمي عائد على ما عادت عليه‬
‫الضمائر الت للغيبة ف قوله ل يلكون وف أموالم وماله منهم وحت تدل على الغاية وليس ف‬
‫الكلم ما يدل على أن غاية له فقال ابن عطية ف الكلم حذف يدل عليه الظاهر كأنه قال‬
‫ولهم شفعاء كما تزعمون أنتم بل هم عبدة مسلمون أبدا يعن منقادون حت إذا فزع عن‬
‫قلوبم والراد اللئكة على ما اختاره ابن جرير وغيه قال ابن كثي وهو الق الذي لمرية فيه‬
‫لصحة الحاديث فيه والثار وقال أبو حيان تظاهرت الحاديث عن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن قوله‬
‫‪ 227‬حت إذا فزع عن قلوبم إنا هي ف اللئكة إذا سعت الوحي ال جبيل يأمر ال به سعت كجر‬
‫سلسلة الديد على الصفوان فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة قال وبذا العن من ذكر اللئكة ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫صدر اليات تتسق هذه الية على الول ومن يشعر أن اللئكة مشار اليهم من أول قوله الذين‬
‫زعمتم ل تتصل له هذه الية با قبلها وقال ابن كثي هذا مقام رفيع ف العظمة وهو أنه تعال إذا‬
‫تكلم بالوحي فسمع أهل السموات كلمه أرعدوا من اليبة حت يلحقهم مثل الغشي قاله ابن‬
‫مسعود ومسروق وغيها وقوله قالوا الق أي قالوا قال ال الق وذلك لنم إذا سعوا كلم‬
‫ال وصعقوا ث أفاقوا أخذوا يتساءلون فيقولون ماذا قال ربكم فيقولون قال الق قوله وهو العلي‬
‫أي العال فهو فوق كل شيء فهو تعال على العرش الذي هو فوق السموات كما قال الرحن‬
‫على العرش استوى قال ف الصحيح عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا قضى‬
‫ال المر ف السماء ضربت اللئكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم‬
‫ذلك حت إذا فزع عن قلوبم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الق وهو العلي الكبي فيسمعها مسترق‬
‫السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بي أصابعه‬
‫فيسمع الكلمة فيلقيها إل من تته ث يلقيها الخر إل من تته حت يلقيها على لسان الساحر‬
‫والكاهن فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربا ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة‬
‫فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة الت سعت من السماء ش قوله ف‬
‫الصحيح أي صحيح البخاري‬
‫‪ 228‬قوله إذا قضى ال المر ف السماء أي إذا تكلم ال بأمره الذي قضاه ف السماء ما يكون كما‬
‫روى سعيد بن مصنور وأبو داود وابن جرير عن ابن مسعود قال إذا تكلم ال بالوحي سع أهل‬
‫السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان وروى ابن أب حات وابن مردويه عن ابن عباس‬
‫قال لا أوحى البار إل ممد صلى ال عليه وسلم دعا الرسول من اللئكة ليبعثه بالوحي‬
‫فسمعت اللئكة صوت البار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبم سألوا عما قال ال فقالوا‬
‫الق وعلموا أن ال ل يقول ال حقا قوله ضربت اللئكة بأجنحتها حضعانا لقوله أي لقول ال‬
‫تعال قال الافظ خضعانا بفتحتي من الضوع وف رواية بضم أوله وسكون ثانيه وهو مصدر‬
‫بعن خاضعي قوله كأنه سلسلة على صفوان أي كأن الصوت السموع سلسلة على صفوان‬
‫وهو الجر الملس قال الافظ هو مثل قوله ف بدء الوحي صلصلة كصلصلة الرس وهو‬
‫صوت اللك بالوحي وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه إذا تكلم ال بالوحي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫سع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان الديث قوله ينفذهم ذلك هو‬
‫بفتح التحتية وسكون النون وضم الفاء والذال العجمة ذلك أي القول والضمي ف ينفذهم عائد‬
‫على اللئكة اي ينفذ ال ذلك القول إل اللئكة أي يلقيه أليهم وقيل وهو أظهر أي يلص‬
‫ذلك القول ويضى ف قلوب اللئكة حت يفزعوا من ذلك كما ف حديث النواس وف حديث‬
‫ابن عباس عن ابن مردويه من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عنه فل ينل على أهل‬
‫ساء ال صعقوا وف حديث ابن مسعود عند أب داود وغيه مرفوعا إذا تلكم ال بالوحي سع‬
‫أهل السماء‬
‫‪ 229‬الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فل يزالون كذلك حت يأتيهم جبيل‬
‫الديث قوله حى إذا فزع عن قلوبم أي أزيل عنها الوف والغشي قوله قالوا ماذا قال ربكم‬
‫أي قال اللئكة بعضهم لبعض ماذا قال ربكم قوله قالوا الق أي قالوا قال ال الق علموا أن‬
‫ال ل يقول إل حقا قوله فيسمعها مسترق السمع أي يسمع الكلمة الت قضاها ال مسترق‬
‫السمع وهم الشياطي يركب بعضهم بعضا فيسمعون أصوات اللئكة بالمر يقضيه ال كما‬
‫قال تعال وحفظناها من كل شيطان رجيم إل من استرق السمع فأتبعه شهاب مبي وف صحيح‬
‫البخاري عن عائشة مرفوعا إن اللئكة تنل ف العنان وهو السحاب فتذكر المر قضي ف‬
‫السماء فتسترق الشياطي السمع فتسمعه فتوحيه إل الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند‬
‫أنفسهم وظاهر هذا أنم ل يسمعون كلم اللئكة الذين ف السماء الدنيا وإنا يسمعون كلم‬
‫اللئكة الذين ف السحاب قوله وصفه سفيان بكفه أي وصف ركوب بعضهم فوق بعض‬
‫وسفيان هو بن عيينة أو ممد اللل الكوف ث الكي ثقة حافظ فقيه إمام حجة إل أنه تغي‬
‫حفظه بأخره وربا دلس لكن عن الثقات مات سنة ثان وتسعي ومائة وله إحدى وتسعون سنة‬
‫قوله فحرفها باء مهملة وراء مشددة وفاء‬
‫‪ 230‬قوله وبدد أي فرق بي أصابعه قوله فيسمع الكلمة فيلقيها إل من تته أي يسمع السترق‬
‫الفوقان الكلمة من الوحي فيلقيها إل الشيطان الذي تته ث يلقيها الخر من تته حت يلقيها‬
‫على لسان الساحر والكاهن وحينئذ يقع الرجم قوله فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها‬
‫الشهاب هو النجم الذي يرمى به أي ربا أدرك السترق الشهاب إذا رمى به قبل أن يلقي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الكلمة إل من تته وربا ألقاها السترق قبل أن يدركه الشهاب وهذا يدل على أن الرجم‬
‫بالنجوم كان قبل البعث كما روى أحد ومسلم والترمذي والنسائي عن معمر عن الزهري عن‬
‫علي ابن حسي عن أبن عباس قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا ف نفر من‬
‫اصحابه فرمى بنجم فاستنار فقال ما كنتم تقولون إذا كان هذا ف الاهلية قالوا كنا نقول يولد‬
‫عظيم أو يوت عظيم قال فإنا ل يرمى با لوت أحد ول لياته ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح‬
‫حلة العرش ث سبح أهل السماء الذين يلون حلة العرش فيقول الذين يلون حلة العرش لملة‬
‫العرش ماذا قال ربكم فيخبونم ويب أهل كل ساء ساء حت ينتهي الب ال هذه السماء‬
‫وتطف الن السمع فيمون فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يرفونه ويزيدون فيه‬
‫قال معمر قلت للزهري أكان يرمى با ف الاهلية قال نعم قال أرأيت وأنا كنا نقعد منها‬
‫مقاعد للسمع فمن يستمع الن يد له شهابا رصدا قال غلظت وشدد أمرها حي بعث رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وفيه الرد على النجمي الذين ينسبون الي والشر والعطاء والنع إل‬
‫الكواكب بسب السعود منها والنحوس وعلى حسب كونا ف البوج الوافقة أو النافرة ونو‬
‫ذلك لا ف الرمي با من الدللة على تسخيها‬
‫‪ 231‬لا خلقت له كما قال تعال إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض ف ستة أيام ث استوى‬
‫على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ال له‬
‫اللق والمر تبارك ال رب العالي قوله فيكذب معها مائة كذبة أي يكذب الكاهن أو الساحر‬
‫مع الكلمة الت ألقاها إليه وليه من الشياطي مائة كذبة بفتح الكاف وسكون الذال العجمة أو‬
‫يكذب الشيطان مع الكلمة الت استرقها مائة كذبة ويب بالميع وليه من النس فما جاؤوا به‬
‫على وجهه فهو صدق وما خلط فيه فهو كذب ومع هذا فيفتت النس بالنس الساحر‬
‫والكاهن ويفتتنان بوليهما من الشياطي ويقبلون ما جاؤوا به من الصدق والكذب لكونم قد‬
‫يصدقون فيما يأتون به من خب السماء قوله فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا كذا هكذا بيض‬
‫الصنف ف هذا الوضع ولفظ الديث ف الصحيح فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا هكذا‬
‫والعن أن الذين يأتون الكهان يصدقونم ف كذبم ويستدلون على ذلك بكونم يصدقون بعض‬
‫الحيان فيما سعوه من الوحي ويذكرون أنه أخبهم بشيء مرة فوجدوه حقا وتلك الكلمة من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الق كما ف الصحيح عن عائشة قلت يا رسول ال إن الكهان كانوا يدثونا بالشيء فنجده‬
‫حقا قال تلك الكلمة الق يطفها الن فيقذفها ف أذن وليه ويزيد فيها مائة كذبة وفيه قبول‬
‫النفوس للباطل كيف يتعلقون بواحدة ول يعتبون بائة كذبة ذكره الصنف وفيه أن الشيء اذا‬
‫كان فيه نوع من الق ل يدل على أنه حق كله بل ل يدل على إباحته كما ف الكهانة والسحر‬
‫والتنجيم قوله فيصدق بتلك الكلمة الت سعت من الساء أي يستدلون على صدقها‬
‫‪ 232‬قال وعن النواس بن سعان قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد ال تعال أن يوحي‬
‫بالمر تكلم بالوحي أخذت السموات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفا من ال عز وجل‬
‫فإذا سع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا ل سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبيل فيكلمه‬
‫ال من وحيه با أراد ث ير جبيل على اللئكة كلما مر بسماء يسأله ملئكته ماذا قال ربنا يا‬
‫جبيل فيقول جبيل قال الق وهو العلي الكبي قال فيقولون كلهم مثل ما قال جبيل فينتهي‬
‫جبيل بالوحي إل حيث أمره ال عز وجل ش قوله عن النواس بن سعان بكسر السي أي ابن‬
‫خالد الكلب ويقال النصاري صحاب ويقال إن أباه صحاب أيضا قال أبو حات الرازي سكن‬
‫الشام قوله إذا أراد ال أن يوحي بالمر ال هذا وال أعلم ف جيع المور الت يقضيها الرب‬
‫تبارك وتعال كما يدل عليه عموم اللفظ ويدل على ذلك أيضا حديث أب هريرة الذي تقدم‬
‫وغيه من الحاديث التقدمة قوله أخذت السموات منه رجفة هو برفع رجفة على أنه فاعل أي‬
‫أصاب السموات منه رجفة أي ارتفت كما روى ابن أب حات عن عكرمة قال إذا قضى ال‬
‫أمرا تكلم تبارك وتعال رجفت السموات والرض والبال وخرت اللئكة كلهم سجدا قوله‬
‫أو قال رعدة شديدة يعن أن الراوي شك هل قال النب صلى ال عليه وسلم رجفة أو قال رعدة‬
‫وهو بفتح الراء بعن الول قوله خوفا من ال عز وجل ل ينكر أن السموات والرض ترجف‬
‫وترتعد خوفا من ال عز وجل فقد قال تعال تسبح له السموات السبع‬
‫‪ 233‬والرض ومن فيهن وإن من شيء إل يسبح بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما‬
‫غفورا وقال تعال فقال لا وللرض أتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعي وقال تعال تكاد‬
‫السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتر البال هدا وقال تعال وإن من الجارة لا يتفجر منه‬
‫النار وإن منها لا يشقق فيخرج منه الاء وإن منها لا يهبط من خشية ال وما ال بغافل عما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تعملون وف البخاري عن ابن مسعود قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل وف حديث أب‬
‫ذر أن النب صلى ال عليه وسلم أخذ ف يده حصيات فسمع لن تسبيح كحني النحل وكذا ف‬
‫يد أب بكر وعمر وعثمان وهو حديث مشهور ف السانيد وكذلك ف الصحيح قصة حني‬
‫الذع الذي كان يطب عليه النب صلى ال عليه وسلم قبل اتاذ النب ومثل هذا كثي قوله‬
‫صعقوا وخروا ل سجدا أي يقع منهم المران الصعق وهو الغشي والسجود وال أعلم أيهما‬
‫قبل الخر فإن الواو ل تقتضي ترتيبا قوله فيكون أول من يرفع رأسه جبيل معن جبيل عبدال‬
‫كما روى ابن جرير وأبو الشيخ الصبهان عن علي بن حسي قال اسم جبيل عبدال واسم‬
‫ميكائيل عبيدال واسرافيل عبدالرحن وكل شيء راجع ال إيل فهو معبد ل عز وجل وفيه دليل‬
‫على فضيلة جبيل عليه السلم كما قال تعال إنه لقول رسول كري ذي قوة عند ذي العرش‬
‫مكي مطاع ث أمي قال أبو صال ف قوله عند ذي العرش مكي قال جبيل يدخل ف سعب‬
‫حجابا من نور بغي إذن وقد ورد ف صفة جبيل أحاديث صحيحة منها ما رواه أحد‬
‫‪ 234‬باسناد صصحيح عن عبدال بن مسعود قال رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم جبيل ف‬
‫صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر‬
‫والياقوت وال به عليم قوله ث ير جبيل على اللئكة إل آخره معناه ظاهر فإذا كان هذا حال‬
‫اللئكة الذين هم أقوى وأعظم من عبد من دون ال وشدة خشيتهم من ال وهيبتهم له مع ما‬
‫أعطاهم ال من القوة العظيمة الت ل يعلمها إل ال ومع هذا فقد نفى عنهم الشفاعة بغي إذنه‬
‫كما قال وكم من ملك ف السموات ل تغن شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لن يشاء‬
‫ويرضى وأخب أنم ل يلكون كشف الضر عمن دعاهم ول تويله فقال قل ادعوا الذين زعمتم‬
‫من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل وف ضمن ذلك النهي عن دعائهم وعبادتم‬
‫الشفاعة أو غيها كما قال تعال أم اتذوا من دون ال شفعاء قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا‬
‫ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا فكيف يدعوهم الشرك ويظن أنم يشفعون له عند ال كما‬
‫يشفع الوزراء عند اللوك وإذا بطلت دعوتم مع أنم أحياء ناطقون مقربون عند ال فدعاء‬
‫غيهم من الموات الذين ل يستطيعون سعا ول يلكون ضرا ول نفعا أول بالبطلن إن الذين‬
‫تدعون من دون ال عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقي وقال والذين‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تدعون من دون ال ل يلقون شيئا وهم يلقون أموات غي أحياء وما يشعرون أيان يبعثون‬
‫إلكم إله واحد فالذين ل يؤمنون بالخرة قلوبم منكرةر وهم مستكبون‬
‫‪ 235‬قوله ث ينتهي جبيل بالوحي إل حيث أمره ال عز وجل قد بيض الصنف رحه ال بعد هذا‬
‫ولعله أراد أن يكتب تام الديث ومن رواه وتامه إل حيث أمره ال عز وجل من السماء‬
‫والرض ورواه ابن جرير وابن خزية وابن أب حات والطبان وف الديث من الفوائد إثبات‬
‫الكلم خلفا للجهمية وإثبات الصوت خلفا لم وللشاعرة باب الشفاعة لا كان الشركون ف‬
‫قدي الزمان وحديثه إنا وقعوا ف الشرك لتعلقهم بأذيال الشفاعة كما قال تعال ويعبدون من‬
‫دون ال ما ل يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال وقال تعال والذين اتذوا‬
‫من دونه أولياء ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى وكذلك قطع ال أطماع الشركي منها‬
‫وأخب أنه شرك ونزه نفسه عنه ونفى أن يكون للخلق من دونه ول أو شفيع كما قال تعال ال‬
‫الذي خلق السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش ما لكم من دونه‬
‫من ول ول شفيع أفل تتذكرون أراد الصنف ف هذا الباب إقامة الجج على أن ذلك هو عي‬
‫الشرك وأن الشفاعة الت يظنها من دعا غي ال ليشفع له كما يشفع الوزير عند اللك منتفيه دنيا‬
‫وأخرى وإنا ال هو الذي يأذن للشافع ابتداء ل يشفع ابتداء‬
‫‪ 236‬كما يظنه أعداء ال فإن قلت اذا كان من اتذ شفيعا عند ال إنا قصده تعظيم الرب تعال‬
‫وتقدس أن يتوصل اليه بالشفعاء فلما كان هذا القدر شركا قيل قصده للتعظيم ل يدل على أن‬
‫ذلك تعظيم ل تعال فكم من يقصد التعظيم لشخص ينقصه بتعظيمه ولذا قيل ف الثل الشهور‬
‫يضر الصديق الاهل ول يضر العدو العاقل فإن اتاذ الشفعاء والنداد من دون ال هضم لق‬
‫الربوبية وتنقص للعظمة اللية وسوء ظن برب العالي كما قال تعال ويعذب النافقي‬
‫والنافقات والشركي والشركات الظاني بال ظن السوء عليهم دائرة السوء الية فإنم ظنوا به‬
‫ظن السوء حت أشركوا به ولو أحسنوا به الظن لوحدوه حق توحيده ولذا أخب سبحانه وتعال‬
‫عن الشركي إنم ما قدروه حق قدره وكيف يقدره حق قدره من اتذ من دونه ندا أو شفيعا‬
‫يبه ويافه ويرجوه ويذل له ويضع له ويهرب من سخطه ويؤثر مرضاته ويدعوه ويذبح له‬
‫وينذر وهذه هي التسوية الت أثبتها الشركون بي ال وبي آلتهم وعرفوا وهم ف النار أنا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كانت باطل وضلل فيقولون وهم ف النار تال إن كنا لفي ضلل مبي إذ نسويكم برب‬
‫العالي ومعلوم أنم ما ساووهم به ف الذات والصفات والفعال ول قالوا إن آلتكم خلقت‬
‫السموات والرض وانا تيي وتيت و إنا ساووهم به ف الحبة والتعظيم والعبادة كما ترى‬
‫عليه أهل الشراك من ينتسب إل السلم وإنا كان ذلك هضما لق الربوبيه وتنقصا لعظمة‬
‫اللية وسوء ظن برب العالي لن التخذ للشفعاء والنداد إما أن يظن أن ال سبحانه يتاج إل‬
‫من يدبر أمر العال معه من وزير أو ظهي أو معي وهذا أعظم التنقص لن هو‬
‫‪ 237‬غن عن كل ما سواه بذاته وكل ما سواه فقي إليه بذاته وإما أن يظن أن ال سبحانه إنا تتم‬
‫قدرته بقدرة الشفيع وإما أن يظن أنه ل يعلم حت يعلمه الشفيع أو ل يرحم حت يعله الشفيع‬
‫يرحم أو ل يكفي وحده أو ل يفعل ما يريد العبد حت يشفع عنده كما يشفع عند الخلوق‬
‫أول ييب دعاء عباده حت يسألوا الشفيع أن يرفع حاجتهم إليه كما هو حال ملوك الدنيا وهذا‬
‫أصل شرك اللق أو يظن أنه ل يسمع حت يرفع الشفيع إليه ذلك أو يظن أن للشفيع عليه حقا‬
‫فهو يقسم عليه بقه ويتوسل إليه بذلك الشفيع كما يتوسل الناس إل الكابر واللوك بن يعز‬
‫عليهم ول تكنهم مالفته وكل هذا تنقص للربوبية وهضم لقها ذكر معناه ابن القيم فلهذه‬
‫المور وغيها أخب سبحانه وتعال أن ذلك شرك ونزه نفسه عنه فقال ويعبدون من دون ال ما‬
‫ل يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال قل أتنبؤن ال با ل يعلم ف السموات‬
‫ول ف الرض سبحانه وتعال عما يشركون فإن قلت إنا حكم سبحانه وتعال بالشرك على من‬
‫عبد الشفعاء أما من دعاهم للشفاعة فقط فهو ل يعبدهم فل يكون ذلك شركا قيل مرد اتاذ‬
‫الشفعاء ملزوم للشرك والشرك لزم له كما أن الشرك ملزوم لتنقص الرب سبحانه وتعال‬
‫والتنقص لزم له ضرورة شاء الشرك أم أب وعلى هذا فالسؤال باطل من أصله ل وجود له ف‬
‫الارج وإنا هو شيء قدره الشركون ف أذهانم فإن الدعاء عبادة بل هو مخ العبادة فإذا‬
‫دعاهم للشفاعة فقد عبدهم وأشرك ف عبادة ال شاء أم أب قال وقول ال عز وجل وأنذر به‬
‫الذين يافون أن يشروا إل ربم ليس لم من دونه ول ول شفيع‬
‫‪ 238‬ش النذار هو العلم بوضع الخافة وقوله به قال ابن عباس بالقرآن وقوله الذين يافون أن‬
‫يشروا إل ربم أي أنذر يا ممد بالقرآن الذي هم من خشية ربم مشفقون الذين يشون ربم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ويافون سوء الساب وهم الؤمنون كما روي ذلك عن ابن عباس والسدي وعن الفضيل بن‬
‫عياض ليس كل خلقه عاتب إنا عاتب الذين يعقلون فقال وأنذر به الذين يافون أن يشرون‬
‫إل ربم أي وهم الؤمنون أصحاب القلوب الواعية فإنم القصودون والنظور اليهم ل أصحاب‬
‫التجمل والسيادة فإن ال ل ينظر إل صوركم وأموالكم ولكن ينظر ال قلوبكم وأعمالكم‬
‫وقوله ليس لم من دون ال ول ول شفيع قال الزجاج موضع ليس نصب على الال كأنه قال‬
‫متخلي من ول وشفيع والعامل فيه يافون وقال ابن كثي ليس لم من دونه يؤمئذ ول ول‬
‫شفيع من عذابه إن أرادهم به لعلهم يتقون فيعلمون ف هذه الدار عمل ينجيهم ال به من عذابه‬
‫يوم القيامة قلت فنفى سبحانه وتعال عن الؤمني أن يكون لم ول أو شفيع من دون ال كما‬
‫هو دين الشركي فمن اتذ من دون ال شفيعا فليس من الؤمني ول تصل له الشفاعة وليس‬
‫ف الية دليل على نفي الشفاعة لهل الكبائر باذن ال كما ادعته العتزلة بل فيها دليل على نفي‬
‫اتاذ الشفعاء من الؤمني وعلى نفيها بغي إذن ال ولذا أثبت الشفاعة بإذنه ف مواضع كما قال‬
‫ما من شفيع إل من بعد إذنه ذلكم ال ربكم فاعبدوه أفل تذكرون قال وقوله قل ل الشفاعة‬
‫جيعا‬
‫‪ 239‬ش هكذا أوردها الصنف ونتكلم عليها وعلى الية الت قبلها ليتضح العن قال ال تعال أم‬
‫اتذوا من دون ال شفعاء قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا له‬
‫ملك السموات والرض ث اليه ترجعون فقوله أم اتذوا أي بل اتذوا اي الشركون والمزة‬
‫للنكار من دون ال شفعاء أي أتشفع لم عند ال بزعمهم كما قال ويعبدون من دون ال مال‬
‫يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال الية وقال والذين اتذوا من دونه أولياء ما‬
‫نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى ان ال يكم بينهم فيما هم فيه يتلفون ان ال ل يهدي من هو‬
‫كاذب كفار فكذبم وكفرهم بذلك وقال تعال فلول نصرهم الذين اتذوا من دون ال قربانا‬
‫آلة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون فهذا هو مقصود الشركي من عبدوهم‬
‫وهو الشفاعة لم عند ال قوله من دون ال أي من دون إذنه وأمره والال أنه ل يشفع عنده‬
‫أحد إل بإذنه وأن يكون الشفوع له مرتضى وههنا الشرطان مفقودان فإن ال سبحانه ل يعل‬
‫اتاذ الشفعاء ودعاءهم من دونه سببا لذنه ورضاه بل ذلك سبب لنعه وغضبه قوله قل أو لو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كانوا ل يلكون شيئا ول يعقلون أي أيشفعون ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونم‬
‫جادات ل تقدر ول تعلم أو أموات كذلك حت ول يلكون الشفاعة كما قال قل ل الشفاعة‬
‫‪ 240‬جيعا أي هو مالكها كلها فليس لن تدعونم منها شيء قال البيضاوي لعله رد لا عسى ييبون‬
‫به وهو أن الشفعاء أشخاص مقربون هي تاثيلهم والعن أنه مالك الشفاعة كلها ل يستطيع‬
‫أحد شفاعة إل بإذنه ول يستقل با وقوله له ملك السموات والرض تفرير لبطلن اتاذ‬
‫الشفعاء من دونه بانه مالك اللك كله ل يلك أحد أن يتكلم ف أمره دون إذنه ورضاه فاندرج‬
‫ف ذلك ملك الشفاعة فإذا كان هو مالكها بطل اتاذ الشفعاء من دونه كائن من كان وقوله ث‬
‫اليه ترجعون أي فتعلمون أنم ل يشفعون وييب سعيكم ف عبادتم بل يكونون عليكم ضدا‬
‫ويتبؤون من عبادتكم كما قال تعال كل سيكفرون بعبادتم ويكونون عليهم ضدا وقال تعال‬
‫ويوم نشرهم جيعا ث نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال‬
‫شركاؤهم ما كنتم ايانا تعبدون فكفى بال شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم لغافلي قال‬
‫وقوله من ذا الذي يشفع عنده إل باذنه ف هذه الية رد على الشركي الذين اتذوا الشفعاء من‬
‫دون ال من اللئكة والنبياء والصنام الصورة على صور الصالي وغيهم وظنوا أنم‬
‫يشفعون عنده بغي إذنه فأنكر ذلك عليهم وبي عظيم ملكوته وكبيائه وأن أحدا ل يتمالك أن‬
‫يتكلم يوم القيامة إل إذا أذن له ف الكلم كقوله ل يتكلمون‬
‫‪ 241‬إل لن أذن له الرحن وقوله يوم يأت ل تكلم نفس إل بأذنه قال ابن جرير ف هذه الية نزلت‬
‫لا قال الكفار ما نعبد أوثاننا هذه إل ليقربونا إل ال زلفي فقال ال تعال له ما ف السموات‬
‫وما ف الرض وتقرر ف هذه الية أن ال يأذن لن يشاء ف الشفاعة وهم النبياء والعلماء‬
‫وغيهم والذن راجع ال المر فيما نص عليه كمحمد صلى ال عليه وسلم اذا قيل له اشفع‬
‫تشفع وكذلك قاله غي واحد من الفسرين قال وقوله وكم من ملك ف السموات ل تغن‬
‫شفاعتهم شيئا إل من بعد أن ياذن ال لن يشاء ويرضى ش قال أبو حيان كم خبية ومعناها‬
‫التكثي وهي ف موضع رفع بالبتداء والب ل تغن والغناء جلب النفع ودفع الضر بسب المر‬
‫الذي يكون فيه الغن وكم لفظها مفرد ومعناها جع وإذا كانت اللئكة القربون ل تغن‬
‫شفاعتهم إل بعد إذن ال وررضاه أن يرضاه أهل للشفاعة فكيف تشفع الصنام لن عبدها قلت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ف هذه اليات من الرد على من عبد اللئكة والصالي لشفاعة أو غيها مال يفى لنم إذا‬
‫كلوا ل يشفعون إل بإذن من ال ابتداء فلي معن يدعون ويعبدون وأيضا فإن ال ل يأذن إل‬
‫لن ارتضى قوله وعمله وهو الوحد ل الشرك كما قال يومئذ ل تنفع الشفاعة إل لن أذن له‬
‫الرحن ورضي له قول وال ل يرتضي ال التوحيد كما قال ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل‬
‫منه وهو ف الخرة من الاسرين وقال النب صلى ال عليه وسلم أسعد الناس بشفاعت من قال‬
‫ل إله إل ال خالصا من قلبه فلم يقل أسعد الناس بشفاعت من‬
‫‪ 242‬دعان فإن قال الشرك أنا أعلم أنم ل يشفعون إل بإذنه لكن أدعوهم ليأذن ال لم ف الشفاعة‬
‫ل قيل فإن ال ل يعل الشرك به ودعاء غيه سببا لذنه ورضاه بل ذلك سبب لغضبه ولذا نى‬
‫عن دعاء غيه ف غي آية كقوله ول تدع من دون ال مال ينفعك ول يضرك فإن فعلت فانك‬
‫إذا من الظالي فتبي أن دعاء الصالي من اللئكة والنبياء وغيهم شرك كما كان الشركون‬
‫الولون يدعونم ليشفعوا لم عند ال فأنكرال عليهم ذلك وأخب أنه ل يرضاه ول يأمر به كما‬
‫قال تعال ول يأمركم أن تتخذوا اللئكة والنبيي أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون‬
‫وقال تعال إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب الية قال ابن كثي تبأت منهم‬
‫اللئكة الذين كانوا يزعمون أنم يعبدونم ف الدنيا فتقول اللئكة تبأنا إليك ما كانوا إيانا‬
‫يعبدون وقال تعال وإذ قال ال يا عيسى بن مري ءأنت قلت للناس اتذون وأمي إلي من دون‬
‫ال قال سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ليس ل بق الية وقال تعال قل ادعوا الذين زعمتم‬
‫من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل الية روى سعيد ابن منصور والبخاري‬
‫والنسائي وابن جرير عن ابن مسعود ف الية كان نفر من النس يعبدون نفرا من الن فأسلم‬
‫نفر من الن وتسك النسيون بعبادتم فأنزل ال أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة‬
‫كلها بالياء وروى ابن جرير وابن أب حات عن ابن عباس ف الية‬
‫‪ 243‬لكان أهل الشرك يعبدون اللئكة والسيح وعزيرا وف رواية عنه عندها ف قوله فل يلكون‬
‫كشف الضر عنكم قال عيسى وأمه وعزير وقال تعال إنكم وما تعبدون من دون ال حصب‬
‫جهنم أنتم لا واردون إل قوله إن الذين سبقت لم منا السن الية قال ابن اسحق لا ذكر‬
‫قصة ابن الزبعرى وماصمته لرسول ال صلى ال عليه وسلم عند نزول هذه الية قال وأنزل ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون اليتي أي عيسى وعزير ومن عبد من‬
‫الحبار والرهبان الذين مضوا على أمر ال فاتذهم من يعبدهم من أهل الضللة أربابا من دون‬
‫ال وقال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نب إل إذا تن ألقى الشيطان ف أمنيته‬
‫فينسخ ال ما يلقي الشيطان اليات وروى ابن أب حات عن الزهري قال نزلت سورة النجم‬
‫وكان الشركون يقولون لو كان هذا الرجل يذكر آلتنا بي أقررناه وأصحابه ولكنه ل يذكر‬
‫من خالف دينه من اليهود والنصارى بثل الذي يذكر آلتنا من السب والشتم والشر وكان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قد اشتد عليه ما نال أصحابه من أذاهم وتكذيبهم واحزنه‬
‫ضللتهم فكان يتمن هداهم فلما أنزل ال سورة النجم قال أفرأيتم اللت والعزى ومناة الثالثة‬
‫الخرى ألقى الشيطان عندها كلمات حي ذكر الطواغيت فقال تلك الغرانيق العلى وإن‬
‫شفاعتهن لترتى وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان ف قلب كل‬
‫مشرك بكة وذلت با ألسنتهم وتباشروا با وقالوا إن ممدا‬
‫‪ 244‬قد رجع إل دينه الول ودين قومه فلما بلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم آخر النجم سجد‬
‫وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك ففشت تلك الكلمة ف الناس وأظهرها الشيطان حت‬
‫بلغت أرض البشة فأنزل ال وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نب إل إذا تن ألقى الشيطان‬
‫ف أمنيته اليات فلما بي ال قضاءه وبرأه من سجع الشيطان انقلب الشركون بعداوتم‬
‫وضللتهم للمسلمي واشتدوا عليه وهي قصة مشهورة صحيحة رويت عن ابن عباس من طرق‬
‫بعضها صحيح ورويت عن جاعة من التابعي بأسانيد صحيحة منهم عروة وسعيد بن جبي وأبو‬
‫العالية وأبو بكر بن عبدالرحن وعكرمة والضحاك وقتادة وممد بن كعب القرظي وممد بن‬
‫قيس والسدي وغيهم وذكرها أيضا أهل السي وغيهم وأصلها ف الصحيحي والقصود منها‬
‫قوله تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتى فإن الغرانيق هي اللئكة على قول وعلى آخر‬
‫هي الصنام ول تناف بينهما فإن القصود بعبادتم الصنام اللئكة والصالي كما تقدم عن‬
‫البيضاوي فلما سع الشركون هذا الكلم القتضى لواز عبادة اللئكة رجاء شفاعتهم عند ال‬
‫ظنوا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قاله فرضوا عنه وسجدوا معه وحكموا بأنه قد وافقهم‬
‫على دينهم من دعاء اللئكة والصنام للشفاعة حت طارت الكلمة كل مطار وبلغ الهاجرين‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫إل البشة أنم صالوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرفت أن الفارق بينهم وبي رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم هي مسألة الشفاعة لنم يقولون نريد من اللئكة والصنام الصورة على‬
‫صورهم بزعمهم أن يشفعوا لنا عند ال والرسول صلى ال عليه وسلم قد‬
‫‪ 245‬أتاهم بإبطال ذلك والنهي عنه وتكفي من دان به وتضليلهم وتسفيه عقولم ول يرخص لم ف‬
‫سؤال الشفاعة من اللئكة ول من النبياء ول الصنام بل أتاهم بقوله تعال قل ل الشفاعة‬
‫جيعا وقوله أأتذ من دونه آلة إن يردن الرحن بضر ل تغن عن شفاعتهم شيئا ول ينقذون إن‬
‫إذا لفي ضلل مبي وهذا كثي جدا لن تتبعه والقصود أن الشركي الولي يدعون اللئكة‬
‫والصالي ليشفعوا لم عند ال كما تشهد به نصوص القرآن وكتب التفسي والسي والثار‬
‫طافحة بذلك ويكفي العاقل النصف قوله تعال ويوم يشرهم جيعا ث يقول للملئكة أهؤلء‬
‫إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونم بل كانوا يعبدون الن أكثرهم بم‬
‫مؤمنون قال وقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف السموات ول‬
‫ف الرض اليتي ش هذه الية هي الت قال فيها بعض العلماء إنا تقطع عروق شجرة الشرك‬
‫من القلب لن عقلها قال ابن القيم ف الكلم عليها وقد قطع ال السباب الت يتعلق با‬
‫الشركون جيعها قطعا يعلم من تأمله وعرفه أن من اتذ من دون ال وليا فمثله كمثل‬
‫العنكبوت اتذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت فالشرك إنا يتخذ معبدوه لا يصل له‬
‫به من النفع والنفع ل يكون إل من يكون فيه خصلة من هذه الربع إما مالك لا يريد عابده منه‬
‫فإن ل يكن مالكا كان‬
‫‪ 246‬شريكا للمالك فإن ل يكن شريكا له كان معينا له وظهيا فإن ل يكن معينا ول ظهيا كان‬
‫شفيعا عنده فنفى سبحانه الراتب الربع نفيا مرتبا منتقل من العلى إل ما دونه فنفى اللك‬
‫والشركة والظاهرة والشفاعة الت يطلبها الشرك وأثبت شفاعة ل نصيب فيها لشرك وهي‬
‫الشفاعة بإذنه قال فهو الذي يأذن للشافع وإن ل يأذن له ل يتقدم ف الشفاعة بي يديه كما‬
‫يكون ف حق الخلوقي فإن الشفوع عنده يتاج إل الشافع ومعاونته له فيقبل شفاعته وإن ل‬
‫يأذن له فيها وأما كل ما سواه فقي إليه بذاته وهو الغن بذاته عن كل ما سواه فكيف يشفع‬
‫عنده أحد بدون إذنه فكفى بذه الية نورا وبرهانا وناة وتريدا للتوحيد وقطعا لصول الشرك‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ومواده لن عقلها والقرآن ملوء من أمثالا ونظائرها ولكن أكثر الناس ل يشعرون بدخول الواقع‬
‫تته وتضمنه له ويظنه ف نوع وقوم قد خلوا من قبل ول يعقبوا وارثا وهذا الذي يول بي‬
‫القلب وبي فهم القرآن ولعمر ال إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم وشر منهم‬
‫ودونم وتناول القرآن لم كتناوله لولئك ولكن المر كما قال عمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫إنا تنقض عرى السلم عروة عروة إذا نشأ ف السلم من ل يعرف الاهلية وهذا لنه إذا ل‬
‫يعرف الاهلية والشرك وما دعا به القرآن وذمه وقع فيه وأقره ودعا إليه وصوبه وحسنه وهو ل‬
‫يعرف أنه الذي كان عليه الاهلية أو نظيه أو شر منه أو دونه فتنتقض بذلك عرى السلم‬
‫ويعود العروف منكرا والنكر معروفا والبدعة سنة والسنة بدعة ويكفر الرجل بحض اليان و‬
‫تريد التوحيد ويبدع بتجريد متابعة الرسول صلى ال عليه وسلم ومفارقة الهواء والبدع ومن‬
‫له بصية وقلب حي يرى ذلك عيانا فال الستعان وقال‬
‫‪ 247‬ال تعال حاكيا عن أسلف هؤلء الشركي والذين اتذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إل‬
‫ليقربونا إل ال زلفى إن ال يكم بينهم فيما هم فيه يتلفون إن ال ل يهدي من هو كاذب‬
‫كفار فهذه حال من اتذ من دون ال وليا يزعم أنه يقربه إل ال تعال وما أعز من يلص من‬
‫هذا بل ما اعز من يعادي من أنكره والذي ف قلوب هؤلء الشركي وسلفهم أن آلتهم تشفع‬
‫لم عند ال وهذا عي الشرك وقد أنكره ال عليهم ف كتابه وأبطله وأخب أن الشفاعة كلها له‬
‫وأنه ل يشفع عنده أحد إل لن أذن ال تعال أن يشفع له فيه ورضي قوله وعمله وهم أهل‬
‫التوحيد الذين ل يتخذوا من دون ال شفعاء فإنه سبحانه وتعال يأذن ف الشفاعة فيهم لن يشاء‬
‫حيث ل يتخذوهم شفعاء من دونه فيكون أسعد الناس بشفاعته من يأذن ال تعال له صاحب‬
‫التوحيد الذي ل يتخذ شفيعا من دون ال والشفاعة الت أثبتها ال تعال ورسوله صلى ال عليه‬
‫وسلم هي الشفاعة الصادرة عن إذنه لن وحده والت نفاها ال تعال هي الشفاعة الشركية الت‬
‫ف قلوب الشركي التخذين من دون ال شفعاء فيعاملون بنقيض مقصودهم من شفاعتهم‬
‫ويفوز با الوحدون انتهى ولكن تأمل الية كيف أمرهم تعال بدعاء اللئكة أمر تعجيز والراد‬
‫بيان أنم ل يلكون شيئا فل يدعون ل لشفاعة ول غيها ث أخب أنم هم الذين اتذوهم‬
‫بزعمهم شفعاء فنسبه إل زعمهم وإفكهم الذي ابتدعوه من غي برهان ول حجة من ال وهذه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الية نزلت ف دعوة اللئكة ودخول غيهم فيها من باب الول كما روى ابن أب حات عن‬
‫السدي ف قوله وما له منهم من ظهي يقول من عون من اللئكة وكما يدل عليه قوله تعال‬
‫حت‬
‫‪ 248‬إذا فزع عن قلوبم كما تقدم فإذا كان اتاذ اللئكة شفعاء من دون ال شركا فكيف باتاذ‬
‫الموات كما يفعله عباد القبور أم كيف باتاذ الفجار والفساق إخوان الشياطي من الجاذيب‬
‫الذين جذبم إبليس إل جانبه وطاعته شفعاء وأعظم من ذلك اعتقاد الربوبية ف هؤلء اللعي‬
‫مع ما يشاهده الناس منهم من الفجور وأنواع الفسوق وترك الصلوات وفعل النكرات والشي‬
‫ف السواق عراة كما قال بعض التأخرين كقوم عراة ف ذرى مصر ما على عورة منهم هناك‬
‫ثياب يدورون فيها كاشفي لعورة تواتر هذا ل يقال كذاب يعدونم ف مصر هم فضلءهم‬
‫دعاؤهم فيما يرون ماب ومن العجب أنم ل يأتوا بشيء يدل على كون هؤلء الشياطي من‬
‫جلة السلمي فضل عن كونم أولياء فضل عن كونم يدعون ويستغاث بم إل بشيء من‬
‫الخاريق والسحر والشعبذة يدعون أن لم كرامات وأنم أولياء لا ليظهرونه من الخاريق واعلم‬
‫أن الضلل والكفر إنا استول على أكثر التأخرين بسبب نبذهم كتاب ال وراء ظهورهم‬
‫وإحسان الظن بن سحرهم ودعا إل نفسه واقتصارهم على القواني والدعاوي والوضاع الت‬
‫وضعوها لنفسهم وإل فلو قرؤوا كتاب ال وعلموا با فيه ورجعوا عند الختلف إليه لوجدوا‬
‫فيه الدى والشفاء والنور ولكن نبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثنا قليل فبئس ما يشترون‬
‫وتقدم الكلم على بقية الية‬
‫‪ 249‬قال الؤلف قال أبو العباس نفى ال عما سواه كل ما يتعلق به الشركون فنفى أن يكون لغيه‬
‫ملك أو قسط منه أو يكون عونا ل ول يبق إل الشفاعة فبي أنا ل تنفع إل لن أذن له الرب‬
‫كما قال ول يشفعون إل لن ارتضى فهذه الشفاعة الت يظنها الشركون هي منتفية يوم القيامة‬
‫كما نفاها القرآن وأخب النب صلى ال عليه وسلم أنه يأت فيسجد لربه ويمده ل يبدأ بالشفاعة‬
‫أول ث يقال له ارفع رأسك وقل يسمع واسأل تعط واشفع تشفع وقال له أبو هريرة من أسعد‬
‫الناس بشفاعتك قال من قال ل إله إل ال خالصا من قلبه فقتلك الشفاعة لهل الخلص بإذن‬
‫ال ولتكون لن أشرك بال وحقيقته أن ال سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الخلص فيغفر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫لم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال القام الحمود فالشفاعة الت نفاها القرآن ما‬
‫كان فيها شرك ولذا أثبت الشفاعة بإذنه ف مواضع وقد بي النب صلى ال عليه وسلم أنا ل‬
‫تكون إل لهل التوحيد والخلص انتهى كلمه ش قوله قال أبو العباس هو شيخ السلم تقي‬
‫الدين أحد بن عبد الليم بن عبدالسلم بن تيمية المام الشهور صاحب الصنفات شهرته‬
‫وإمامته ف علوم السلم وتفننه تغن عن الطناب ف وصفه قال الذهب ل يأت قبله بمس مائة‬
‫سنة مثله وف رواية بأبع مائة وقال أيضا لو حلفت بي الركن والقام للفت أن ل أر مثله وما‬
‫رأى بعينيه مثل نفسه رحه ال وقال ابن دقيق العيد لا اجتمعت بابن تيمية رأيت رجل كل‬
‫العلوم بي عينيه يأخذ ما يشاء ويدع ما يشاء وبالملة فما أتى بعد عصر المام أحد له نظي‬
‫وكانت وفاته سنة ثان وعشرين وسبع مئة‬
‫‪ 250‬قوله نفى ال عما سواه كل ما يتعلق به الشركون أي ان ال تعال نفى ف الية الذكورة قبل ما‬
‫يتعلق به الشركون من العتقاد ف غي ال من اللك والشركة فيه والعاونة والشفاعة فهذه‬
‫المور الربعة هي الت يتعلق با الشركون قوله فنفى أن يكون لغيه ملك وذلك ف قوله تعال‬
‫ل يلكون مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض ومن ل يلك هذا القدار فليس بأهل أن يدعى‬
‫قوله أو قسط منه أي من اللك والقسط بكسر القاف هو النصيب من الشيء وذلك ف قوله وما‬
‫لم فيهما من شرك أي ما لن تدعون من اللئكة وغيهم فها أي ف السموات والرض من‬
‫شرك ومن ليس بالك ول شريك للمالك فكيف يدعى من دون ال قوله أو أن يكون عونا ل‬
‫وذلك ف قوله وما لم منهم من ظهي أي ما ل من تدعونم عوين قوله ول يبق إل الشفاعة‬
‫فتبي أنا ل تنفع إل لن أدن له الرب ال جلة الشروط الت ل بد وان يكون أحدها ف الدعو‬
‫أربعة حت يقدر على إجابة من دعاه الول اللك فنفاه بقوله ليلكون مثقال ذرة ف السموات‬
‫ول ف الرض‬
‫‪ 251‬الثان إذا ل يكن مالكا فيكون شريكا للمالك فنفاه بقوله وما لم فيهما من شرك الثالث إذا ل‬
‫يكن مالكا ول شريكا للمالك فيكون عونا ووزيرا فنفاه بقوله وما له منهم من ظهي الرابع إذا‬
‫ل يكن مالكا ول شريكا ول عوينا فيكون شفيعا فنفى سبحانه وتعال الشفاعة عنده إل بإذنه‬
‫فهو الذي يأذن للشافع ابتداء فيشفع فبنفي هذه المور بطلت دعوة غي ال إذ ليس عند غيه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫من النفع والضر ما يوجب قصده بشيء من العبادة كما قال تعال واتذوا من دونه آلة ل‬
‫يلقون شيئا وهم يلقون ول يلكون لنفسهم ضرا ول نفعا ول يلكون موتا ولحياة ول‬
‫نشورا وقال تعال واتذوا من دون ال آلة لعلهم ينصرون ل يستطيعون نصرهم وهم لم جند‬
‫مضرون وقال تعال ويعبدون من دون ال مال ينفعهم ول يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيا‬
‫قوله فهذه الشفاعة الت يظنها الشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن يعن أن‬
‫الشفاعة الت يطلبها الشركون من الشفعاء والنبياء من دون ال منتفية دنيا وأخرى كما قال‬
‫تعال عن مؤمن يس أأتذ من دونه آلة إن يردن الرحن بضر ل تغن عن شفاعتهم شيئا ول‬
‫ينقذون إن إذا لفي ضلل مبي وقال تعال عن مؤمن آل فرعون‬
‫‪ 252‬لجرم أنا تدعونن إليه ليس له دعوة ف الدنيا ول ف الخرة وقال تعال فلول نصرهم الذين‬
‫اتذوا من دون ال قربانا آلة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون وقال تعال فما‬
‫أغنت عنهم آلتهم الت يدعون من دون ال من شيء لا جاء أمر ربك وما زادوهم غي تتبيب‬
‫وقال تعال ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتكم ما خولناكم وراء ظهوركم‬
‫وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم‬
‫تزعمون وقال تعال وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لم ورأوا العذاب لو أنم‬
‫كانوا يهتدون فهذه حال كل من دعي من دون ال لشفاعة أو غيها ف الدنيا والخرة قوله‬
‫وأخب النب صلى ال عليه وسلم أنه يأت فيسجد لربه ويمده ل يبدأ بالشفاعة أول إل آخره‬
‫هذا ثابت ف الصحيحي وغيها من حديث أنس وغيه عنه صلى ال عليه وسلم ف حديث‬
‫الشفاعة قال فأقوم فأمشي بي ساطي من الؤمني حت أستأذن على رب فإذا رأيته وقعت له أو‬
‫خررت ساجدا لرب فيدعن ما شاء ال أن يدعن ث قال ارفع ممد قل يسمع واشفع تشفع‬
‫وسل تعطه فأرفع رأسي فأحد بتحميد يعلمنيه ث أشفع فيحد ل حدا فأدخلهم النة ث أعود‬
‫اليه الثانية فإذا رأيت رب وقعت له أو خررت ساجدا لرب فيدعن ما شاء ال أن يدعن ث يقول‬
‫ارفع ممد قل يسمع فتعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأحده بتحميد يعلمنيه ث أشفع فيحد ل‬
‫حدا فأدخلهم النة ث أعود الثالثة فإذا رأيت رب وقعت له أو خررت ساجدا لرب فيدعن ما‬
‫شاء ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 253‬ال أن يدعي ث يقال ارفع ممد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع راسي فأحده‬
‫بتحميد يعلمنيه ث أشفع فيحد ل حدا فأدخلهم النة ث أعود الرابعة فأقول يا رب ما بقي إل‬
‫من حبسه القرآن الديث فبي صلى ال عليه وسلم أنه ل يشفع إل بعد الذن ف الشفاعة وف‬
‫الشفوع فيهم كما قال فيحد ل حدا فأدخلهم النة قوله وقال أبو هريرة من أسعد الناس‬
‫بشفاعتك إل آخره هذا الديث رواه البخاري ومسلم والنسائي عن أب هريرة قال قلت يا‬
‫رسول ال من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال لقد ظننت يا أبا هريرة أن ل يسألن عن‬
‫هذا الديث أحد أول منك لا رأيت من حرصك على الديث أسعد الناس بشفاعت يوم القيامة‬
‫من قال ل إله إل ال خالصا من قبل نفسه وف رواية خالصا ملصا من قلبه أو نفسه رواه أحد‬
‫من طريق آخر وصححه ابن حبان وفيه وشفاعت لن شهد أن ل إله إل ال ملصا يصدق قلبه‬
‫لسانه ولسانه قلبه قال شيخ السلم فجعل أسعد الناس بشفاعته أكملهم إخلصا وقال ف‬
‫الديث الصحيح من سأل ال ل الوسيلة حلت عليه شفاعت يوم القيامة ول يقل كان أسعد‬
‫الناس بشفاعت فعلم أنا يصل للعبد بالتوحيد والخلص من شفاعة الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم وغيها مال يصل بغيه من العمال وإن كان صالا لسؤال الوسيلة للرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم فكيف با ل يأمر به من العمال بل نى عنه فذلك ل ينال به خي ل ف الدنيا ول‬
‫ف الخرة مثل غلو النصارى ف السيح فإنه يضرهم ول ينفعهم ونظي هذا ف الصحيح عنه‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال لكل نب دعوة مستجابة وإن اختبأت دعوت شفاعة لمت يوم‬
‫القيامة فهي نائلة إن شاء ال من مات ل يشرك بال شيئا وكذلك ف أحاديث الشفاعة كلها إنا‬
‫يشفع ف أهل التوحيد فبحسب توحيد العبد لربه‬
‫‪ 254‬وإخلصه دينه ل تعال يستحق كرامة ال بالشفاعة وغيها وقال ابن القيم ما معناه تأمل هذا‬
‫الديث كيف جعل أعظم السباب الت تنال با شفاعته تريد التوحيد عكس ما عند الشركي‬
‫من أن الشفاعة تنال باتاذهم شفعاء وعبادتم وموالتم من دون ال فقلب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ما ف زعمهم الكاذب وأخب أن سبب الشفاعة تريد التوحيد فحينئذ يأذن ال للشافع أن‬
‫يشفع ومن جهل الشرك اعتقاده أن من اتذه وليا أو شفيعا أنه يشفع له وينفعه عند ال كما‬
‫يكون خواص اللوك والولة تنفع من والهم ول يعلموا أن ال ل يشفع عنده إحد إل بإذنه ول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يأذن ف الشفاعة ال من رضي قوله وعمله كما قال تعال ف الفصل الول من ذا الذي يشفع‬
‫عنده إل بإذنه وف الفصل الثان ول يشفعون إل لن ارتضى وبقي فصل ثالث وهو أنه ل يرضى‬
‫من القول والعمل إل توحيده واتباع رسوله صلى ال عليه وسلم فهذه ثلثة فصول تقطع شجرة‬
‫الشرك من قلب من وعاها وعقلها انتهى ملخصا وقال الافظ الراد بذه الشفاعة السؤول عنها‬
‫هنا بعض أنواع الشفاعة هي الت يقول صلى ال عليه وسلم أمت أمت فيقال له أخرج من النار‬
‫من كان ف قلبه وزن كذا من اليان فأسعد الناس بذه الشفاعة حت يكن إيانه أكمل من دونه‬
‫وأما الشفاعة العظمى فالراحة من كرب الوقف فأسعد الناس با من يسبق إل النة وهم الذين‬
‫يدخلونا بغي حساب ث الذين يلونم وهو من يدخلها بغي عذاب بعد أن ياسب ويستحق‬
‫العذاب ث من يصيبه لفح من النار ول يسقط وأعم أن شفاعته صلى ال عليه وسلم ف القيامة‬
‫ستة أنواع كما ذكره ابن القيم الول الشفاعة الكبى الت يتأخر عنها أولو العزم عليهم الصلة‬
‫والسلم حت تنتهي اليه فيقول أنا لا وذلك حي يرغب اللئق إل‬
‫‪ 255‬النبياء ليشفعوا لم إل ربم حت يريهم من مقامهم ف الوقف وهذه شفاعة يتص با ل‬
‫يشركه فيها أحد الثان شفاعته لهل النة ف دخولا وقد ذكرها أبو هريرة ف حديثه الطويل‬
‫التفق عليه الثالث شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد استوجبوا النار فيشفع لم ان ل يدخلوها‬
‫الرابع شفاعته ف العصاة من أهل التوحيد الذين دخلوا النار بذنوبم والحاديث با متواترة عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وقد أجع عليها الصحابة وأهل السنة قاطبة وبدعوا من أنكرها‬
‫وصاحوا به من كل جانب ونادوا عليه بالضلل الامس شفاعته لقوم من أهل النة ف زيادة‬
‫ثوابم ورفع درجتهم وهذه ما ل ينازع فيها أحد السادس شفاعته ف بعض الكفار من أهل النار‬
‫حت يفف عذابه وهذه خاصة بأب طالب وحده قوله وحقيقته أي حقيقة المر أي أمر الشفاعة‬
‫أن ال سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الخلص فيغفر لم بواسطة دعاء من أذن له أن‬
‫يشفع ليكرمه وينال القام الحمود فهذا هو حقيقة الشفاعة ل كما يظن الشركون والهال أن‬
‫الشفاعة هي كون الشفيع يشفع ابتداء فيمن شاء فيدخله النة وينجيه من النار ولذا يسألونا‬
‫من الموات وغيهم إذا زاروهم وذلك أنم قالوا إن اليت العظم الذي لروحه قرب ومزية عند‬
‫ال ل تزال تأتيه اللطاف من ال وتفيض على روحه اليات فإذا علق الزائر روحه به وأدناها‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫منه فاض من روح الزور على روح الزائر من تلك‬
‫‪ 256‬اللطاف بواسطتها كما ينعكس الشعاع من الرآة الصافية والاء ونوه على السم القابل له‬
‫قالوا فتمام الزيارة أن يتوجه الزائر بروحه وقلبه إل اليت ويعكف بمته عليه ويوجه قصده كله‬
‫وإقباله عليه بيث ل يبقى فيه التفات إل غيه وكل ما كان جع المة والقلب عليه أعظم كان‬
‫أقرب إل انتفاعه به وشفاعته له قال ابن القيم وقد ذكر هذه الزيارة على هذا الوجه ابن سينا‬
‫والفاراب وغيها وصرح با عباد الكواكب ف عبادتا وقالوا إذا تعلقت النفس الناطقة بالرواح‬
‫العلوية فاض عليها منها النور وبذا السر عبدت الكواكب واتذت لا الياكل وصنفت لا‬
‫الدعوات واتذت الصنام الجسدة لا وهذا بعينه هو الذي أوجب لعباد القبور اتاذ أعياد‬
‫وتعليق الستور عليها وإيقاد السرج عليها وبناء الساجد عليها وهو الذي قصد الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم إبطاله وموه بالكلية وسد الذرائع الفضية إليه فوقف الشركون ف طريقه وناقضوه‬
‫ف قصده وكان صلى ال عليه وسلم ف شق وهؤلء ف شق وهذا الذي ذكره هؤلء الشركون‬
‫ف زيارة القبور هو الشفاعة الت ظنوا أن آلتهم تنفعهم با وتشفع لم عند ال قالوا فإن العبد‬
‫إذا تعلقت روحه بروح الوجيه القرب عند ال وتوجه بمته اليه وعكف بقلبه عليه صار بينه‬
‫وبينه اتصال يفيض به عليه منه نصيب ما يصل له من ال وشبهوا ذلك بن يدم ذا جاه‬
‫وحظوة وقرب من السلطان فهو شديد التعلق به فما يصل لذلك السلطان من النعام والفضال‬
‫ينال ذلك التعلق بسب تعلقه به فهذا سر عبادة الصنام وهو الذي بعث ال رسله وأنزل كتبه‬
‫بإبطاله وتكفي أصحابه ولعنهم واباح دماءهم وأموالم وسب ذراريهم واوجب لم النار والقرآن‬
‫من أوله إل‬
‫‪ 257‬آخره ملوء من الرد على أهله وإبطال مذهبهم انتهى قوله وينال القام الحمود أي القام الذي‬
‫يمده فيه اللئق كلهم وخالقهم تبارك وتعال قال ابن جرير قال أكثر أهل التأويل ذلك القام‬
‫الذي يقومه صلى ال عليه وسلم الشفاعة للناس لييهم ربم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم‬
‫وقال ابن عباس القام الحمود مقام الشفاعة وكذا قال ابن اب نيح عن ماهد وقال قتادة هو‬
‫أول من تنشق عنه الرض وأول شافع وكان أهل العلم يرون أنه القام الحمود قوله فالشفاعة‬
‫الت نفاها القرآن ما كان فيها شرك يعن أن الشفاعة الت نفاها ال ف القرآن هي الشفاعة الت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فيها شرك بال من دعاء غي ال وعبادته ليشفع له عند ال فإن ال سبحانه نفى هذه الشفاعة‬
‫وأخب أنا ل تكون أبدا بل أخب أن ذلك شرك ونزه نفسه عنه ونفى أن يكون للمؤمني ول أو‬
‫شفيع من دونه مع أن الشفاعة يوم القيامة لم بإذنه ل للمشركي كما قال تعال يومئذ ل تنفع‬
‫الشفاعة إل من أذن له الرحن ورضي له قول فنفى سبحانه أن تنفع الشفاعة أحدا ال من أذن له‬
‫الرحن ورضي قوله وعمله وهو الؤمن الخلص وأما الشرك الداعي لغي ال ليشفع له فل تنفعه‬
‫الشفاعة ول يؤذن لحد ف الشفاعة فيه كما قال فما تنفعهم شفاعة الشافعي وقال تعال وقيل‬
‫ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لم ورأوا العذاب لو أنم كانوا يهتدون قوله وقد بي‬
‫النب صلى ال عليه وسلم إل آخره تقدم ما يتعلق بذلك وال أعلم‬
‫‪ 258‬باب قول ال تعال إنك ل تدي من أحببت الية أراد الصنف رحه ال الرد على عباد القبور‬
‫الذين يعتقدون ف النبياء والصالي أنم ينفعون ويضرون فيسألونم مغفرة الذنوب وتفريج‬
‫الكروب وهداية القلوب وغي ذلك من أنواع الطالب الدنيوية والخروية ويعتقدون أن لم‬
‫التصرف بعد الوت على سبيل الكرامة وقد وقفت على رسالة لرجل منهم ف ذلك ويتجون‬
‫على ذلك بقوله لم ما يشاؤون عند ربم يقول قائلهم ف حق رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فإن من جودك الدنيا وضرتا ومن علومك علم اللوح والقلم فإذا عرف النسان معن هذه الية‬
‫ومن نزلت فيه تبي له بطلن قولم وفساد شركهم لن رسول ال صلى ال عليه وسلم أفضل‬
‫اللق وأقربم من ال وأعظمهم جاها عنده ومع ذلك حرص واجتهد على هداية عمه أب طالب‬
‫ف حياة أب طالب وعند موته فلم يتيسر ذلك ول يقدر عليه ث استغفر له بعد موته فلم يغفر له‬
‫حت ناه ال عن ذلك ففي هذا أعظم البيان وأوضح البهان على أنه صلى ال عليه وسلم ل‬
‫يلك ضرا ول نفعا ول عطاء ول منعا وأن المر كله بيد ال فهو الذي يهدي من يشاء ويضل‬
‫من يشاء ويعذب من يشاء ويرحم من يشاء ويكشف الضر عمن يشاء ويصيب به من يشاء من‬
‫عباده وهو الغفور الرحيم وهو الذي من جوده الدنيا والخرة وهو بكل شيء عليم ولو كان‬
‫عنده صلى ال عليه وسلم من هداية القلوب ومغفرة الذنوب وتفريج الكروب شيء لكان أحق‬
‫الناس به وأولهم‬
‫‪ 259‬من قام معه أت القيام ونصره وأحاطه من بلوغه ثان سني وإل ما بعد النبوة بثمان سني أو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أكثر بل قال تعال قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا إل ما شاء ال ولو كنت أعلم الغيب‬
‫لستكثرت من الي وما مسن السوء إن أنا إل نذير وبشي لقوم يؤمنون وقال تعال قل ل أقول‬
‫لكم عندي خزائن ال ول أعلم الغيب ول أقول لكم إن ملك إن أتبع إل ما يوحى إل الية‬
‫فهل يتمع ف قلب عبد اليان بذه اليات وما أشبهها واليان بذلك البيت وما أشبههه ولكن‬
‫قاتل ال أعداءه الذين جاوزوا الد ف إطرائه والغلو فيه وأما معن الية فقال ابن كثي يقول‬
‫تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم إنك يا ممد ل تدي من أحببت أي ليس إليك ذلك إنا‬
‫عليك البلغ وال يهدي من يشاء وله الكمة البالغة والجة الدامغة كما قال تعال ليس عليك‬
‫هداهم ولكن ال يهدي من يشاء وقال وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني وهذه الية أحض‬
‫من هذا كله فإنه قال إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين‬
‫أي أعلم بن يستحق الداية من يستحق الغواية وقد ثبت ف الصحيحي أنا نزلت ف أب طالب‬
‫وقد كان يوطه وينصره ويقوم ف حقه ويبه حبا طبعيا ل حبا شرعيا فلما حضرته الوفاة وحان‬
‫أجله دعاه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليان والدخول ف السلم فسبق القدر فيه‬
‫واختطف من يده فاستمر على ما كان عليه من الكفر ول الجة البالغة فإن قلت قال ال تعال‬
‫وإنك لتهدي إل صراط مستقيم فالمع بينها وبي الية الترجم لا قيل الداية الت تصح نسبتها‬
‫لغي ال بوجه ما هي‬
‫‪ 260‬هداية الرشاد والدللة كما قال وإنك لتهدي إل صراط مستقيم اي ترشد وتبي والداية النفية‬
‫عن غي ال هي هداية التوفيق وخلق القدرة على الطاعة ذكره بعضهم بعناه قال ف الصحيح‬
‫عن ابن السيب عن أبيه قال لا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وعنده عبدال بن أب أمية وابو جهل فقال يا عم قل ل إله إل ال كلمة أحاج لك با عند ال‬
‫فقال له أترغب عن ملة عبدالطلب فأعاد عليه النب صلى ال عليه وسلم فأعادا فكان آخر ما‬
‫قال هو على ملة عبدالطلب وأب أن يقول ل اله ال ال فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫لستغفرن لك ما ل أنه عنك فأنزل ال عز وجل ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا‬
‫للمشركي ولو كانوا أول قرب وأنزل ال ف أب طالب انك ل تدي من أحببت ولكن ال‬
‫يهدي من يشاء ش قوله ف الصحيح أي الصحيحي قوله عن ابن السيب هو سعيد بن السيب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بن حزن بن أب وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مزوم القرشي الخزومي أحد العلماء‬
‫الثبات الفقهاء الكبار الافظ العباد اتفقوا على أن مرسلته أصح الراسيل وقال ابن الدين ل‬
‫أعلم ف التابعي أوسع علما منه مات بعد التسعي وقد ناهز الثماني وابوه السيب صحاب بقي‬
‫ال خلفة عثمان رضي ال عنه وكذلك جده حزن صحاب استشهد باليمامة قوله لا حضرت‬
‫أبا طالب الوفاة أي حضرت علمات الوفاة وإل فلو كان انتهى إل العاينة ل ينفعه اليان لو‬
‫آمن ويدل على ذلك ما وقع من الراجعة بينه وبينهم ويتمل أن يكون انتهى إل تلك الالة‬
‫لكن رجا‬
‫‪ 261‬النب صلى ال عليه وسلم أنه إذا أقر بالتوحيد ولو ف تلك الالة أن ذلك ينفعه يصوصه‬
‫ويسوغ فيه شفاعته صلى ال عليه وسلم ولذا قال أجادل لك با وأشهد لك با وأحاج لك با‬
‫ويدل على الصوصية أنه بعد أن امتنع من القرار بالتوحيد ومات على المتناع منه ل يترك‬
‫النب صلى ال عليه وسلم الشفاعة له بل شفع له حت خفف عنه العذاب بالنسبة إل غيه وكان‬
‫ذلك من الصائص ف حقه قوله جاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم يتمل أن يكون السيب‬
‫حضر هذه القصة فإن الذكورين من بن مزوم وهو أيضا مزومي وكانوا يومئذ كفارا فمات‬
‫أبو جهل على كفره وأسلم الخران وقول بعض الشراح إن هذا الديث من مراسيل الصحابة‬
‫مردود وف هذا جواز عيادة الشرك إذا رجي إسلمه وجواز حل العلم إذا كان فيه مصلحة‬
‫راجحة على عدمه قوله يا عم منادى مضاف يوز فيه إثبات الياء وحذفها قوله قل ل إله إل ال‬
‫أي قل هذه الكلمة عارفا لعناها معتقدا له ف هذه الال وإن ل تعمل به إذ ل يكن عند الوت‬
‫إل ذلك ول بد مع ذلك من شهادة أن ممدا رسول ال قوله كلمة قال القرطب أحسن ما تقيد‬
‫كلمة بالنصب على أنه بدل من ل إله إل ال ويوز رفعها على احتمال البتدأ قوله أحاج لك‬
‫با عند ال هو بتشديد اليم من الحاجة وهي مفاعلة من الجة واليم مفتوحة على الزم‬
‫وجواب المر أي أشهد لك با عند ال كما ف الرواية الخرى وفيه دليل على أن العمال‬
‫بالواتيم لنه لو قالا لنفعته وإن مات على التوحيد نفعته الشفاعة وان ل يعمل شيئا غي ذلك‬
‫وأن من كان كافرا يحدها إذا قالا عند الوت أجريت عليه أحكام السلم فإن كان صادقا‬
‫من قلبه نفعته عند ال إل فليس لنا إل الظاهر بلف من كان‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 262‬يتكلم با ف حال كفره قوله فقال له أترغب عن ملة عبدالطلب ذكراه الجة اللعونة الت يتعلق‬
‫با الشركون من الولي والخرين ويردون با على الرسل وهي تقليد الباء والكباء وأخرجا‬
‫الكلم مرج الستفهام مبالغة ف النكار لعظمة هذه الجة ف قلوب الضالي وكذلك اكتفيا‬
‫با ف الجادلة مع مبالغته صلى ال عليه وسلم وتكريره فلجل عظمتها ووضوحها عندهم‬
‫اقتصرا عليها قال الصنف وفيه تفسي ل إله ال ال بلف ما عليه أكثر من يدعي العلم وفيه أن‬
‫ابا جهل ومن معه يعرفون مراد النب صلى ال عليه وسلم اذا قال الرجل قل ل اله ال ال فقبح‬
‫ال من أبو جهل أعلم منه بأصل السلم قوله فأعاد عليه النب صلى ال عليه وسلم وأعادا أي‬
‫أعاد عليه النب صلى ال عليه وسلم مقالته وأعادا عليه مقالتهما مبالغة منه صلى ال عليه وسلم‬
‫وحرصا على اسلم عمه ومع ذلك ل يقدر النب صلى ال عليه وسلم على ذلك ول على‬
‫تليصه من عذاب ال بل سبق فيه القضاء الحتوم واستمر على كفره ليعلم الناس أن ل إله إل‬
‫ال فلو كان عن النب صلى ال عليه وسلم من هداية القلوب وتفريج الكروب شيء لكان أحق‬
‫الناس بذلك وأولهم عمه الذي فعل معه ما فعل وفيه الرص ف الدعوة إل ال والصب على‬
‫المر بالعروف والنهي عن النكر وان رد ذلك على صاحبه وتكريره وعدم الكتفاء برة واحدة‬
‫قوله فكان آخر ما قال هو بنصب آخر على الظرفية أي آخر زمن تكليمه اياهم ويوز رفعه‬
‫قوله هو على ملة عبدالطلب الظاهر أن ابا طالب قال أنا فغيه الراوي أنفة أن يكي كلم أب‬
‫طالب استقباحا للفظ الذكور وهي من‬
‫‪ 263‬التصرفات السنة قاله الافظ وقد رواه المام أحد بلفظ أنا فدل على ما ذكرناه قوله وأب أن‬
‫يقول ل إله إل ال قال الافظ هذا تأكيد من الراوي ف نفي وقوع ذلك من أب طالب وكأنه‬
‫استند ف ذلك إل عدم ساعه منه ف تلك الال كذا قال وفيه نظر بل نفيه مستند إل إباء أب‬
‫طالب عن قولا بقوله وهو على ملة عبد الطلب قال الصنف وفيه الرد على من زعم إسلم‬
‫عبدالطلب وأسلفه ومضرة أصحاب السوء على النسان ومضرة تعظيم السلف والكابر أي‬
‫زيادة على الشروع بيث يعل أقوالم حجة يرجع اليها عند التنازع قوله فقال النب لستغفرن‬
‫لك ما ل أنه عنك أقسم صلى ال عليه وسلم ليسغفرن له إل أن ينهى عن ذلك كما ف رواية‬
‫مسلم أما وال لستغفرن لك قال النووي وفيه جواز اللف من غي استحلف وكأن اللف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هنا لتأكيد العزم على الستغفار وتطييبا لنفس أب طالب وكانت وفاة أب طالب بكة قبل‬
‫الجرة بقليل قال ابن فارس مات أبو طالب ولرسول ال صلى ال عليه وسلم تسع وأربعون سنة‬
‫وثانية أشهر وأحد عشر يوما وتوفيت خدية أم الؤمني رضي ال عنها بعد موت أب طالب‬
‫بثمانية أيام قوله فأنزل ال ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي أي ما ينبغي لم‬
‫ذلك وهو خب بعن النهي وقد روى الطبان عن عمرو بن دينار قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم استغفر إبارهيم لبيه وهو مشرك فل أزال أستغفر لب طالب حت نان عنه رب‬
‫فقال أصحابه نستغفر بائنا كما استغفر نبيا لعمه فنل ما كان للنب والذين آمنوا أن‬
‫‪ 264‬يستغفروا للمشكرين ولو كانوا أول قرب من عبد ما تبي أنم لم أصحاب الحيم وما كان‬
‫استغفار إبراهيم لبيه ال عند موعدة وعدها إياه فلما تبي له أنه عدو ل تبأ منه وهذا فيه‬
‫إشكال لن وفاة أب طالب بكة قبل الجرة اتفاقا وقد ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم أتى‬
‫قب أمه لا اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لا فنلت هذه الية وفيه دللة على تأخر نزول الية‬
‫عن وفاة أب طالب ولكن يتمل أن يكون نزول الية تأخر وإن كان سببها تقدم ويكون لنولا‬
‫سببان متقدم وهو أمر أب طالب ومتأخر وهو أمر أمه ويؤيد تأخر النول استغفاره صلى ال‬
‫عليه وسلم للمنافقي حت نزل النهي عن ذلك فإن ذلك يقتضي تأخر النول وإن تقدم السبب‬
‫ويشي إل ذلك أيضا قوله ف حديث الباب وأنزل ال ف أب طالب إنك ل تدي من أحببت‬
‫لنه يشعر بأن الول نزلت ف أب طالب وف غيه والثانية فيه وحده ويؤيد تعدد السبب ما‬
‫أخرج أحد عن علي قال سعت رجل يستغفر لوالديه وها مشركان فذكرت ذلك للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم فأنزل ال ما كان للنب الية قاله الافظ وفيه تري الستغفار للمشركي وتري‬
‫موالتم ومبتهم لنه إذا حرم الستغفار لم فموالتم ومبتهم أول باب ما جاء أن سبب كفر‬
‫بن آدم وتركهم دينهم وهو الغلو ف الصالي أما تركهم فهو مرور عطفا على الضاف إليه‬
‫ولا ذكر الصنف رحه ال بعض ما يفعله عباد القبور مع الموات من الشرك أراد أن يبي‬
‫السبب‬
‫‪ 265‬ف ذلك ليحذر وهو الغلو مطلقا ل سيما ف الصالي فإنه أصل الشرك قديا وحديثا لقرب‬
‫الشرك بالصالي من النفوس فإن الشيطان يظهره ف قالب الحبة والتعظيم وقول ال عز وجل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم قال العلماء الغلو هو ماوز الد ف مدح الشيء أو ذمه‬
‫وضابطه تعدي ما أمر ال به وهو الطغيان الذي نى ال عنه ف قوله ول تطغوا فيه فيحل عليكم‬
‫غضب وكذا قال تعال ف هذه الية يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم أي لتتعددوا ما حدد ال‬
‫لكم وأهل الكتاب هنا هم اليهود والنصارى فنهاهم عن الغلو ف الدين ونن كذلك كما قال‬
‫تعال فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ول تطغوا إنه با تعملون بصي والغلو كثي ف‬
‫النصارى فإنم غلوا ف عيسى عليه السلم فنقلوه من حيز النبوة إل أن اتذوه إلا من دون ال‬
‫يعبدونه كما يعبدون ال بل غلوا فيمن زعم أنه على دينه من أتباعه فادعوا فيهم العصمة‬
‫فاتبعوهم ف كل ما قالوه سواء كان حقا أو باطل وناقضتهم اليهود ف أمر عيسى عليه السلم‬
‫فغلوا فيه فحطوه من منلته حت جعلوه ولد بغي قال شيخ السلم ومن تشبه من هذه المة‬
‫باليود والنصارى وغل ف الدين بإفراط فيه أو تفريط وضاهاهم ف ذلك فقد شابهم كالوارج‬
‫الارقي من السلم الذين خرجوا ف خلفة علي بن أب طالب رضي ال عنه وقاتلهم حي‬
‫خرجوا على السلمي بأمر النب صلى ال عليه وسلم كما ثبت ذلك من عشرة أوجه ف‬
‫الصحاح والساند وغي ذلك وكذلك من غل ف دينه من الرافضة والقدرية‬
‫‪ 266‬والهمية والعتزلة والشاعرة وقال أيضا فإذا كان على عهد النب صلى ال عليه وسلم من‬
‫انتسب إل السلم وقد مرق منه مع عبادته العظيمة فليعلم أن النتسب إل السلم والسنة ف‬
‫هذه الزمان قد يرق أيضا من السلم وذلك بأسباب منها الغلو الذي ذمه ال ف كتابه حيث‬
‫قال يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم وعلي بن أب طالب رضي ال عنه حرق الغالية من‬
‫الرافضة فأمر بأخاديد خدت لم عند باب كندة فقذفهم فيها واتفق الصحابة رضي ال عنهم‬
‫على قتلهم لكن ابن عباس كان مذهبه أن يقتلوا بالسيف من غي تريق وهو قول أكثر العلماء‬
‫قال ف الصحيح عن بن عباس ف قول ال تعال وقالوا ل تذرن آلتكم ول تذرن ودا ول سواعا‬
‫ول يغوث ويعوق ونسرا قال هذه أساء رجال صالي من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان‬
‫ال قومهم أن أنصبوا ال مالسهم الت كانوا يلسون فيها أنصابا وسوها بأسائهم ففعلوا ول‬
‫تعبد حت اذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ش قوله ف الصحيح أي صحيح البخاري وهذا‬
‫الثر اختصره الصنف وقد رواه البخاري عن ابن عباس ولفظه صارت الوثان الت كانت ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قوم نوح ف العرب بعد أما ود فكانت لكلب بدومة الندل وأما سواع فكانت لذيل وأما‬
‫يغوث فكانت لراد ث لبن غطيف بالرف عند سبأ وأما يعوق فكانت لمدان وأما نسر فكانت‬
‫لمي لل ذي الكلع أساء رجال صالي ف قوم نوح إل آخره وهكذا روي عن عكرمة‬
‫والضحاك وابن اسحق نو هذا وقال ابن جرير حدثنا بن حيد حدثنا مهران عن سفيان عن‬
‫موسى عن ممد بن قيس أن يغوث ويعوق ونسر كانوا قوما‬
‫‪ 267‬صالي من بن آدم وكان لم أتباع يقتدون بم فلما ماتوا قال أصحابم الذين كانوا يقتدون‬
‫بم لو صورناهم كانوا اشوق لنا إل العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم فلما ماتوا وجاء آخرون‬
‫دب إليهم إبليس فقال إنا كانوا يعبدونم وبم يسقون الطر فعبدوهم قال سفيان عن أبيه عن‬
‫عكرمة قال كان بي آدم ونوح عشرة قرون كلهم على السلم وروى ابن أب حات عن عروة‬
‫ابن الزبي أنم كانوا أولد آدم لصلبه وكان ود أكبهم وأبرهم به هكذا رواه عمر بن شيبة ف‬
‫أخبار مكة من طريق ممد بن كعب القرظي وذكر السهيلي ف التعريف أن يغوث بن شيث بن‬
‫آدم فيما قيل وكذا سواع وما بعده فكانوا يتبكون بدعائهم وكلما مات منهم أحد مثلوا‬
‫صورته وتسحوا با إل زمن مهلييل فعبدوها بتدريج الشيطان لم ث صارت سنة ف العرب ف‬
‫الاهلية ول أدري من أين سرت تلك الساء أمن قبل الند فقد قيل إنم كانوا البدأ ف عبادة‬
‫الصنام بعد نوح عليه السلم أم الشيطان الم العرب ذلك انتهى وقد روى الفاكهي عن ابن‬
‫الكلب قال كان لعمرو بن ربيعة رئي من الن فأتاه فقال أجب أبا ثامة وادخل بل ملمة ث‬
‫أئت سيف جدة تد با أصناما معده ث أوردها تامة ول تب ث ادع العرب إل عبادتا تب‬
‫قال فأتى عمرو ساحل جدة فوجد با وردا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا وهي الصنام الت‬
‫عبدت على عهد نوح وإدريس ث إن الطوفان طرحها هناك فسفى عليها الرمل فاستثارها عمرو‬
‫وخرج با إل تامة وحضر الوسم ودعا إل عبادتا فأجيب‬
‫‪ 268‬وعمرو بن ربيعة هو عمرو بن لي قاله الافظ قلت وهو سيد خزاعة وكان أول من سيب‬
‫السوائب وغي دين ابراهيم عليه السلم وكانت العرب قبله على دين أبيهم إبراهيم عليه السلم‬
‫حت نشأ فيهم عمرو فأحدث الشرك كما روى ابن جرير عن أب هريرة قال سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول لكثم بن الون يا أكثم رأيت عمرو بن لي بن قمعة بن خندف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ير قصبه ف النار فما رايت رجل أشبه برجل منك به ول به منك فقال أكثم أتشى أن يضرن‬
‫شبهه يا رسول ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنك مؤمن وهو كافر إنه أول من غي‬
‫دين إبراهيم وبر البحية وسيب السائبة وحى الامي إسناده حسن وف الصحيحي من حديث‬
‫أب هريرة مرفوعا رأيت عمرو بن عامر الزاعي ير قصبه ف النار كان أول من سيب السوائب‬
‫قوله أن انصبوا بكسر الصاد الهملة قوله أنصابا جع نصب وأصله ما نصب كغرض ونوه‬
‫والراد به هنا الصنام الصورة على صورهم النصوبة ف مالسهم قوله حت إذا هلك أولئك أي‬
‫الذين نصبوها ليكون أشوق إليهم إل العبادة وليتذكروا برؤيتها أفعال أصحابا قوله ونسي العلم‬
‫أي زالت العرفة بالا وما قصده من صورها وغلب الهال الذين ل ييزون بي التوحيد‬
‫والشرك وذهب العلماء الذين يعرفون ذلك قوله عبدت تقدم انه دب اليهم إبليس فقال إنا‬
‫كانوا يعبدونم وبم يسقون الطر فعبدوهم وف رواية أنم قالوا ما عظم أولنا هؤلء إل وهم‬
‫يرجون شفاعتهم عند ال فعبدوهم فهذا هو السبب ف عبادة هؤلء‬
‫‪ 269‬الصالي وهو رجاء شفاعتهم عند ال وكذلك هو السبب ف عبادة صورهم وهذه هي الشبهة‬
‫الت ألقاها الشيطان على الشركي من الولي والخرين وقد بي ال ذلك ف القرآن بيانا شافيا‬
‫وتقدم ف هذا الكتاب من الكلم على ذلك ما يكفي لن هداه ال قال وقال ابن القيم قال غي‬
‫واحد من السلف لا ماتوا عكفوا على قبورهم ث صوروا تاثيلهم ث طال عليهم المر فعبدوهم‬
‫ش قوله وقال ابن القيم هو المام العلمة ممد بن أب بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي العروف‬
‫بابن قيم الوزية تلميذ شيخ السلم وصاحب الصنفات الكثية ف فنون العلم قال الافظ‬
‫السخاوي ف حقه العلمة الجة التقدم ف سعة العلم ومعرفة اللف وقوة النان الجمع عليه‬
‫بي الوافق والخالف صاحب التصانيف السائرة والحاسن المة مات سنة احدى وخسي‬
‫وسبعمائة قوله قال غي واحد من السلف إل آخره الظاهر أن ابن القيم ذكر ذلك بالعن ل‬
‫باللفظ وقد روى عن غي واحد من السلف معن ذلك منهم ابو جعفر الباقر وغيه وتقدم ما‬
‫يدل على ذلك قوله ث طال عليهم المد فعبدوهم أي طال عليهم الزمان ونسوا ما قصده‬
‫الولون بتصوير صورهم فعبدوهم فتبي أن مبدأ الشرك بالصالي هو الغلو فيهم كما أن سبب‬
‫الشرك بالنجوم هو الغلو فيها واعتقاد النحوس فيها والسعود ونو ذلك وهذا هو الغالب على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الفلسفة ونوهم كما أن ذاك هو الغالب على عباد القبور ونوهم وهو أصل عبادة الصنام‬
‫فإنم عظموا الموات تعظيما مبتدعا فصوروا صورهم وتبكوا با فآل المر إل أن عبدت‬
‫الصور ومن صورته وهذا أول شرك حدث ف الرض وهو الذي أوحاه الشيطان إل عباد القبور‬
‫ف هذه الزمان فإنه ألقى اليهم أن البناء‬
‫‪ 270‬على القبور والعكوف عليها من مبة الصالي وتعظيمهم وأن الدعاء عندها أرجى ف الجابة‬
‫من الدعاء ف السجد الرام والساجد فاعتادوها لذلك فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه إل‬
‫الدعاء به والقسام على ال به قال ابن القيم رحه ال تعال وهذا أعظم من الذي قبله فإن شان‬
‫ال اعظم من أن يقسم عليه أو يسأل بأحد من خلقه فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه إل دعائه‬
‫وعبادته وسؤاله الشفاعة من دون ال واتاذ قبه وثنا يعكف عليه وتعلق عليه القناديل والستور‬
‫ويطاف به ويستلم ويقبل ويج إليه ويذبح عنده فإذا تقرر ذلك عندهم نقله منه إل دعاء الناس‬
‫إل عبادته واتاذه عيدا ومنسكا ورأوا أن ذلك أنفع لم ف دنياهم وأخراهم وكل هذا ما قد‬
‫علم بالضطرار من دين السلم أنه مضاد لا بعث ال به رسوله صلى ال عليه وسلم من تريد‬
‫التوحيد ل وأن ل يعبد إل ال فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه إل أن من نى عن ذلك فقد‬
‫تنقص أهل الرتب العالية وحطهم عن منلتهم وزعم أنم ل حرمة لم ول قدر وغضب‬
‫الشركون واشأزت قلوبم كما قال تعال واذا ذكر ال وحده اشأزت قلوب الذين ل يؤمنون‬
‫بالخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون وسرى ذلك ف نفوس كثي من الهال‬
‫والطغام وكثي من ينتسب إل العلم والدين حت عادوا أهل التوحيد ورموهم بالعظائم ونفروا‬
‫الناس عنهم ووالوا أهل الشرك وعظموهم وزعموا أنم أولياء ال وأنصار دينه ورسوله ويأب ال‬
‫ذلك وما كانوا أولياءه إن أولياؤه ال التقون قلت وف القصة فوائد نبه النصف على بعضها منها‬
‫ان من فهم هذا الباب وما بعده تبي له غربة السلم ورأى من‬
‫‪ 271‬قدرة ال وتقليبه القلوب العجب ومنها معرفة أن أول شرك حدث ف الرض بشبهة مبة‬
‫الصالي ومنها معرفة أول شيء غي به دين النبياء ومنها معرفة سبب قبول البدع من كون‬
‫الشرائع والفطر تنكرها ومنها أن سبب ذلك كله مزج الق بالباطل فالول مبة الصالي‬
‫والثان فعل أناس من أهل العلم والدين شيئا أرادوا به خيا فظن من بعدهم انم رادوا غيه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ومنها معرفة جبلة النسان ف كون الق ينقص ف قلبه والباطل يزيد ومنها أن فيها شاهدا لا‬
‫نقل عن بعض السلف أن البدعة سبب للكفر وأنا أحب إل ابليس من العصية لن العصية‬
‫يتاب منها والبدعة ل يتاب منها ومنها معرفة الشيطان با تؤول اليه البدعة ولو حسن قصد‬
‫الفاعل ومنها معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه ومنها مضرة‬
‫العكوف على قب لجل عمل صال ومنها معرفة النهي عن التماثيل والكمة ف إزالتها ومنها‬
‫معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الاجة اليها مع الغفلة عنها ومنها وهي أعجب قرائتهم اياها‬
‫ف كتب التفسي الديث ومعرفتهم بعن الكلم وكون ال حال بي قلوبم حت اعتقدوا أن‬
‫فعل قوم نوح هو أفضل العبادات واعتقدوا أن ني ال ورسوله هو الكفر البيح للدم والال‬
‫ومنها التصريح أنم ل يريدوا إل الشفاعة ومنها ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا‬
‫ذلك ومنها التصريح بأنا ل تعبد حت نسي العلم ففيها معرفة قدر وجوده ومضرة فقده‬
‫‪ 272‬ومنها أن سبب فقد العلم موت العلماء انتهى بعناه ومنها شدة حاجة اللق بل ضرورتم إل‬
‫الرسالة وأن ضرورتم اليها أشد وأعظم من ضرورتم إل الطعام والشراب ومنها الرد على من‬
‫يقدم الشبهات الت يسميها عقليات على ما جاء من عند ال لن ذلك الذي أوقع الشركي ف‬
‫الشرك ومنها مضرة التقليد وكيف آل بأهله إل الروق من السلم قال وعن عمر أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ل تطرون كما أطرت النصارى ابن مري إنا أنا عبد فقولوا عبدال‬
‫ورسوله أخرجاه ش قوله عن عمر هو بن الطاب بن نفيل بنون وفاء مصغرا بن عبد العزى بن‬
‫رياح بتحتانية بن عبدال بن قرط بضم القاف بن رزاح براء ث زاي خفيفة بن عدي بن كعب‬
‫القرشي العدوي أمي الؤمني وأفضل الصحابة بعد الصديق رضي ال عنهما ول اللفة عشر‬
‫سني ونصفا فامتلت الدنيا عدل وفتحت ف أيامه مالك كسرى وقيصر واستشهد ف ذي‬
‫الجة سنة ثلث وعشرين قوله ل تطرون كما أطرت النصارى ابن مري الطراء ماوزة الد ف‬
‫الدح والكذب فيه قاله أبو السعادات وقال غيه ل تطرون بضم التاء وسكون الطاء الهملة من‬
‫الطراء أي ل تدحون بالباطل أو ل تاوزوا الد ف مدحي قوله إنا أنا عبد فقولوا عبدال‬
‫ورسوله أي ل تدحون فتغلوا ف مدحي كما غلت النصارى ف عيسى فادعوا فيه الربوبية وإنا‬
‫أنا عبدل فصفون بذلك كما وصفن به رب وقولوا عبدال ورسوله فأب عباد القبور إل مالفة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫لمره وارتكابا لنهيه وناقضوه اعظم الناقضة وظنوا أنم إذا وصفوه بأنه عبدال ورسوله وأنه ل‬
‫يدعى ول يستغاث به ول ينذر له ول يطاف بجرته وأنه ليس له من المر شيء ول يعلم من‬
‫الغيب إل ما علمه ال أن‬
‫‪ 273‬ف ذلك هضما لنابه وغضا من قدره فرفعوه فوق منلته وادعوا فيه ما ادعت النصارى ف‬
‫عيسى أو قريبا منه فسألوه مغفرة الذنوب وتفريج الكروب وقد ذكر شيخ السلم ف كتب‬
‫الستغاثة عن بعض أهل زمانه أنه جوز الستغاثة بالرسول صلى ال عليه وسلم ف كل ما‬
‫يستغاث فيه بال وصنف فيه مصنفا وكان يقول إن النب صلى ال عليه وسلم يعلم مفاتيح‬
‫الغيب الت ل يعلمها إل ال وحكي عن آخر من جنسه يباشر التدريس وينسب إل الفتيا أنه‬
‫كان يقول ان النب صلى ال عليه وسلم يعلم ما يعلمه ال ويقدر على ما يقدر ال عليه وإن هذا‬
‫السر انتقل بعده إل السن ث انتقل ف ذرية السن إل أب السن الشاذل وقالوا هذا مقام‬
‫القطب الغوث الفرد الامع ومن هؤلء من يقول ف قول ال تعال وسبحوه بكرة وأصيل إن‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم هو الذي يسبح بكرة وأصيل ومنهم من يقول نن نعبد ال‬
‫ورسوله فيجعلون الرسول معبودا قلت وقال البوصيي فإن من جودك الدنيا وضرتا ومن‬
‫علومك علم اللوح والقلم فجعل الدنيا والخرة من جوده وجزم بأنه يعلم ما ف اللوح الحفوظ‬
‫وهذا هو الذي حكاه شيخ السلم عن ذلك الدرس وكل ذلك كفر صريح ومن العجب أن‬
‫الشيطان أظهر لم ذلك ف صورة مبته عليه السلم وتعظيمه ومتابعته وهذا شأن اللعي لبد‬
‫وأن يزج الق بالباطل ليوج على أشباه النعام اتباع كل ناعق الذين ل يستضيؤا بنور العلم‬
‫ول يلجؤوا إل ركن وثيق لن هذا ليس بتعظيم فإن التعظيم مله القلب واللسان والوارح وهم‬
‫أبعد الناس منه فإن التعظيم بالقلب ما يتبع اعتقاد كونه عبدا رسول من تقدي مبته على النفس‬
‫والولد والوالد والناس أجعي ويصدق هذه الحبة أمران‬
‫‪ 274‬أحدها تريد التوحيد فإنه صلى ال عليه وسلم كان أحرص اللق على تريده حت قطع‬
‫أسباب الشرك ووسائله من جيع الهات حت قال له رجل ما شاء ال وشئت قال أجعلتن ل‬
‫ندا بل ما شاء ال وحده ونى أن يلف بغي ال وأخب أن ذلك شرك ونى أن يصلى إل القب‬
‫أو يتخذ مسجدا أو عيدا أو يوقد عليه سراج بل مدار دينه على هذا الصل الذي هو قطب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫رحا النجاة ول يقرر أحد ما قرره صلى ال عليه وسلم بقوله وفعله وسد الذرائع النافية له‬
‫فتعظيمه صلى ال عليه وسلم بوافقته على ذلك ل بناقضته فيه الثان تريد متابعته وتكيمه‬
‫وحده ف الدقيق والليل من أصول الدين وفروعه والرضى بكمه والنقياد له والتسليم‬
‫والعراض عما خالفه وعدم اللتفات إل ما خالفه حت يكون وحده هو الاكم التبع القبول‬
‫قوله الردود ما خالفه كما كان ربه تعال وحده هو العبود الألوه الخوف الرجو الستغاث به‬
‫التوكل عليه الذي اليه الرغبة والرهبة الذي يؤمل وحده لكشف الشدائد ومغفرة الذنوب الذي‬
‫من جوده الدنيا والخرة الذي خلق اللق وحده ورزقهم وحده ويبعثهم وحده ويغفر ويرحم‬
‫ويهدي ويضل ويسعد ويشقي وحده وليس لغيه من المر شيء كائنا من كان ل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ول جبيل عليه السلم ول غيها فهذا هو التعظيم الق الطابق لال العظم‬
‫النافع للمعظم ف معاشه ومعاده والذي هو لزم إيانه وملزومه أما التعظيم باللسان فهو الثناء‬
‫عليه با هو أهله ما أثن به عليه ربه وأنثى على نفسه من غي غلو ول تقصي كما فعل عباد‬
‫القبور فإنم غلوا ف مدحه إل الغاية وأما التعظيم بالوارح فهل العمل بطاعته والسعي ف إظهار‬
‫دينه ونصر ما جاء به وجهاد ما خالفه وبالملة فالتعظيم النافع هو التصديق فيما أخب وطاعته‬
‫فيما أمر والنتهاء‬
‫‪ 275‬عما عنه نى وزجر والوالة والعاداة والب والبعض لجله وتكيمه وحده والرضى بكمه‬
‫وأن يتخذ من دونه طاغوت يكون التحاكم إل أقواله فما وافقها من قوله صلى ال عليه وسلم‬
‫قبله وما خالفها رده أو تأوله أو أعرض عنه وال سبحانه يشهد وكفى به شهيدا وملئكته‬
‫ورسله وأولياؤه أن عباد القبور وخصوم الوحدين ليسوا كذلك وال الستعان وقال الصنف قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إياكم والغلو فانا أهلك من كان قبلكم الغلو ش هكذا ثبت‬
‫هذا البياض ف أصل الصنف وذكره أيضا غي معزو والديث رواه المام أحد والترمذي وابن‬
‫ماجه عن ابن عباس وهذا لفظ ابن ماجه حدثنا علي بن ممد حدثنا أبو أسامة عن عوف عن‬
‫زياد ابن الصي عن أب العالية عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم غداة‬
‫العقبة وهو على ناقته القظ ل حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الذف فجعل‬
‫ينفضهن ف كفه ويقول أمثال هؤلء فارموا وإياكم والغلو ف الدين فإنا أهلك من كان قبلكم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الغلو ف الدين وهذا إسناد صحيح وعوف هو العراب ثقة مشهور قوله إياكم والغلو إل آخره‬
‫قال شيخ السلم هذا عام ف جيع أنواع الغلو ف العقادات والعمال وسبب هذا اللفظ العام‬
‫رمي المار وهو داخل فيه مثل الرمي بالجارة الكبار بناء على أنه أبلغ من الصغار ث علله با‬
‫يقتضي مانبة هديهم أي هدي من كان قبلنا إبعادا عن الوقوع فيما هلكوا به وأن الشارك لم‬
‫ف بعض هديهم ياف عليه من اللك قال ولسلم عن ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال هلك التنطعون قالا ثلثا‬
‫‪ 276‬ش قوله هلك التنطعون قال الطاب التنطع التعمق ف الشيء التكلف البحث عنه على مذاهب‬
‫أهل الكلم الداخلي فيما ل يعنيهم الائضي فيما ل تبلغه عقولم وقال أبو السعادات هم‬
‫التعمقون الغالون ف الكلم التكلمون بأقصى حلوقهم مأخوذ من النطع وهو الغار العلى من‬
‫الفم ث استعمل ف كل متعمق قول وفعل وقال غيه هم الغالون ف عبادتم بيث ترج عن‬
‫قواني الشريعة ويسترسل مع الشيطان ف الوسوسة وكل هذه القوال صحيحة فإن التكلفي من‬
‫أهل الكلم متنطعون والتقعرون ف الكلم ومارج الروف متنطعون والغالون ف عبادتم‬
‫متنطعون وبالملة فالتنطع التعمق ف قول أو فعل كما قال أبو السعادات وقال النووي فيه‬
‫كراهة التقعر ف الكلم بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق العراب ف‬
‫ماطبة العوام ونوهم قوله قالا ثلثا أي قال هذه الكلمة ثلث مرات مبالغة ف التحذير والتعليم‬
‫فصلوات ال وسلمه على من بلغ البلغ البي فما ترك شيئا يقرب من النة ويباعد من النار إل‬
‫أخبنا به وإنا ضل الكثرون بخالفة هذه الحاديث وما ف معناها فغلوا وتنطعوا فهلكوا ولو‬
‫اقتصروا على ما جاءهم من ربم على يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم لسلموا وسعدوا قال‬
‫تعال أو ل يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن ف ذلك لرحة وذكرى لقوم مؤمنون‬
‫باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد ال عند قب رجل صال فكيف اذا عبده‬
‫‪ 277‬أي عبد القب أو الرجل الصال ولا كان عباد القبور إنا دهوا من حيث ظنوا أنم مسنون فرأوا‬
‫أن أعمالم القبيحة حسنة كما قال تعال أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا الية نوع الصنف‬
‫التحذير من الفتتان بالقبور وأخرجه ف أبواب متلفة ليكون أوقع ف القلب وأحسن ف التعليم‬
‫وأعظم ف الترهيب فإذا كان قصد قبور الصالي لعبادة ال عندها فيه من النهي والوعيد ما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫سيمر بك إن شاء ال فكيف بعبادة أربابا من دون ال واعتيادها لذلك ف اليوم والسبوع‬
‫والشهر مرات كثية قال ف الصحيح عن عائشة أن أم سلمة ذكرت لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كنيسة رأتا بأرض البشة وما فيها من الصور فقال أولئك اذا مات فيهم الرجل الصال‬
‫أو العبد الصال بنوا على قبه مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار اللق عند ال‬
‫فهؤلء جعوا بي الفتنتي فتنة القبور وفتنة التماثيل ش قوله ف الصحيح أي ف الصحيحي قوله‬
‫أن أم سلمة هي هند بنت أب أمية بن الغية بن عبدال بن عمرو بن مزوم القرشية الخزومية‬
‫تزوجها النب صلى ال عليه وسلم بعد أب سلمة سنة أربع وقيل ثلث وكانت قد هاجرت مع‬
‫أب سلمة إل البشة ماتت سنة اثنتي وستي قوله ذكرت لرسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫ذكر أم سلمة هذه الكنيسة للنب صلى ال عليه وسلم ف مرض موته كما جاء مبينا ف رواية ف‬
‫الصحيح وف الصحيحي أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قوله كنيسة وف رواية يقال لا مارية وهي بفتح الكاف‬
‫‪ 278‬وكسر النون معبد النصارى قوله أولئك بفتح الكاف وكسرها قوله إذا مات فيهم الرجل الصال‬
‫أو العبد الصال هذا وال أعلم شك من بعض رواة الديث هل قال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫هذا أو هذا ففيه التحري ف الرواية وجواز رواية الديث بالعن قوله ينبوا على قبه مسجدا أي‬
‫موضعا للعبادة وإن ل يسم مسجدا كالكنائس والشاهد قوله وصوروا فيه تلك الصور الشارة‬
‫بتلك الصور إل ما ذكرت أم سلمة وأم حبيبة من التصاوير الت ف الكنيسة كما ف بعض ألفاظ‬
‫الديث فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها قوله أولئك شرار اللق عند ال مقتضى هذا تري ما‬
‫ذكر ل سيما وقد ثبت اللعن عليه قال البيضاوي لا كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور‬
‫النبياء تعظيما لشأنم ويعلونا قبلة يتوجهون ف الصلة نوها واتذوها أوثانا لعنهم النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ومنع السلمي عن مثل ذلك قال القرطب وإنا صور أوائلهم الصور ليتأسوا با‬
‫ويتذكروا أفعالم الصالة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون ال عند قبورهم ث خلفهم قوم‬
‫جهلوا مرادهم ووسوس لم الشيطان أن أسلفكم كانوا يعبدون هذه الصور ويعظمونا فحذر‬
‫النب صلى ال عليه وسلم عن مثل ذلك سدا للزريعة الؤدية إل ذلك قوله فهؤلء جعوا بي‬
‫الفتنتي إل آخره هذا من كلم شيخ السلم ذكره الصنف عنه يعن ان الذين بنوا هذه الكنيسة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫جعوا فيها بي فتنتي ضل با كثي من اللق الول فتنة القبور لنم افتتنوا بقبور الصالي‬
‫وعظموها تعظيما مبتدعا فآل بم إل الشرك وهي أعظم‬
‫‪ 279‬الفتنتي بل هي مبدأ الفتنة الثانية وهي فتنة التماثيل اي الصور فإنم لا افتتنوا بقبور الصالي‬
‫وعظموها وبنوا عليها الساجد وصوروا فيها الصور للقصد الذي ذكره القرطب فآل المر إل‬
‫أن عبدت الصور ومن هي صورته من دون ال وهاتان الفتنتان ها سبب عبادة الصالي‬
‫كاللت وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر وغيهم من الصالي قال شيخ السلم رحه ال‬
‫تعال وهذه العلة الت لجلها نى الشارع عن اتاذ الساجد على القبور وهي الت أوقعت كثيا‬
‫من المم اما ف الشرك الكب أو فيما دونه من الشرك فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم‬
‫الصالي وتاثيل يزعمون أنا طلسم لكواكب ونو ذلك فإن الشرك بقب الرجل الذي يعتقد‬
‫صلحه أقرب إل النفوس من الشرك بشبه أو حجر ولذا تد أهل الشرك يتضرعون عندها‬
‫ويشعون ويضعون ويعبدون بقلوبم عبادة ل يفعلونا ف بيوت ال ول وقت السحر ومنهم‬
‫من يسجد لا وأكثرهم يرجون من بركة الصلة عندها والدعاء ما ل يرجونه ف الساجد‬
‫فلجل هذه الفسدة حسم النب صلى ال عليه وسلم مادتا حت نى عن الصلة ف القبة مطلقا‬
‫وإن ل يقصد الصلي بركة البقعة بصلته كما يقصد بصلته بركة الساجد كما نى عن الصلة‬
‫وقت طلوع الشمس وغروبا لنا أوقات يقصد الشركون فهيا الصلة للشمس فنهى أمته عن‬
‫الصلة حينئذ وإن ل يقصد ما قصده الشركون سدا للذريعة قال وأما إذا قصد الرجل الصلة‬
‫عند القبور متبكا بالصلة ف تلك البقعة فهذا عي الحادة ل ورسوله والخالفة لدينه وابتداع‬
‫دين ل يأذن به ال فإن السلمي قد أجعوا على ما علموه بالضطرار من دين رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أن الصلة عند القبور منهي عنها وأنه لعن من اتذها مساجد فمن أعظم‬
‫الحدثات وأسباب الشرك الصلة عندها واتاذها مساجد وبناء الساجد عليها فقد تواترت‬
‫النصوص عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ 280‬بالنهي عن ذلك والتغليظ فيه وقد صرح عامة الطوائف بالنهي عن بناء الساجد عليها متابعة‬
‫منهم للسنة الصحيحة الصرية وصرح أصحاب أحد وغيهم من أصحاب مالك والشافعي‬
‫بتحري ذلك وطائفة أطلقت الكراهة والذي ينبغي ان تمل على كراهة التحري إحسانا للظن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بالعلماء وأن ل يظن بم أن يوزوا فعل ما تواتر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم لعن فاعله‬
‫والنهي عنه قال ولما عنها قالت لا نزل برسول ال صلى ال عليه وسلم طفق يطرح خيصة له‬
‫على وجهه فإذا اغتم با كشفها فقال وهو كذلك لعنة ال على اليهود والنصارى اتذوا قبور‬
‫أنبيائهم مساجد يذر ما صنعوا ولول ذلك أبرز قبه غي أنه خشي أن يتخذ مسجدا أخرجاه‬
‫ش هكذا ثبت ف أول هذا الديث ولما وف آخره أخرجاه بط الصنف وأحد اللفظي يغن‬
‫عن الخر لن الراد صاحبا الصحيحي قوله لا نزل هو بضم النون وكسر الزاي أي نزل به‬
‫ملك الوت واللئكة الكرام عليهم السلم قوله طفق بكسر الفاء وفتحها والكسر أفصح وبه‬
‫جاء القرآن ومعناه جعل قوله خيصة بفتح العجمة كساء له أعلم قوله فإذا اغتم با كشفها أي‬
‫إذا احتبس نفسه عن الروج كشفها عن وجهه قوله لعن ال اليهود والنصارى إل آخره لعنهم‬
‫صلى ال عليه وسلم على هذا الفعل بعينه وهو اتاذ قبور النبياء والصالي مساجد أي كنائس‬
‫وبيع يتعبدون ويسجدون فيها ل وإن ل يسموها مساجد فإن العتبار بالعن ل بالسم ومثل‬
‫ذلك القباب والشاهد البينة على قبور النبياء والصالي فإنا هي‬
‫‪ 281‬الساجد اللعون من بناها على قبورهم وإن ل يسمها من بناها مساجد وفيه رد على من أجاز‬
‫البناء على قبور العلماء والصالي تييزا لم عن غيهم فإذا كان صلى ال عليه وسلم لعن من‬
‫بن الساجد على قبور النبياء فكيف بن بناها على قبور غيهم قوله يذر ما صنعوا الظاهر أن‬
‫هذا من كلم عائشة رضي ال عنها أي أن الرسول صلى ال عليه وسلم لعن اليهود والنصارى‬
‫على ذلك تذيرا لمته أن تصنع ما صنعوا قال القرطب وكل ذلك لقطع الذريعة الؤدية إل‬
‫عبادة من فيها كما كان السبب ف عبادة الصنام قوله ولول ذلك أي لول تذير النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ما صنعوا ولعن من فعل ذلك قوله لبرز قبه أي لدفن خارج بيته ومنه الديث كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما بارزا للناس أي جالسا خارج بيته قوله غي أنه خشي أن‬
‫يتخذ مسجدا روي بفتح الاء وضمها بالبناء للفاعل والفعول قالوا فأما رواية الفتح فإنا‬
‫تقتضي أن النب صلى ال عليه وسلم هو الذي أمرهم بذلك وأما رواية الضم فيحتمل أن تكون‬
‫عائشة هي الت خشيت كما ف لفظ آخر غي أن أخشى أو هي ومن معها من الصحابة قلت‬
‫وهذا أظهر ورواية غي أن أخشى ل تالفه قال القرطب ولذا بالغ السلمون ف سد الذريعة ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قب النب صلى ال عليه وسلم فأعلو حيطان تربته وسدوا الداخل اليها وجعلوها مدقة بقبه ث‬
‫خافوا أن يتخذ موضع قبه قبلة إذا كان مستقبل الصلي فتصور الصلة إليه بصورة العبادة فبنوا‬
‫جدارين من ركن القب الشماليي وحرفوها حت التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال حت‬
‫ل يتمكن أحدا من استقبال قبه‬
‫‪ 282‬قلت وف الديثي مسائل نبه الصنف على بعضها منها ما ذكر الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫فيمن بن مسجدا يعبد ال فيه على قب رجل صال ولو صحت نية الفاعل ومنها النهي عن‬
‫التماثيل بتغليظ المر ومنها نيه عن فعله عند قبه قبل أن يوجد القب ومنها أنه من سنن اليهود‬
‫والنصارى ف قبور أنبيائهم ومنها لعنه إياهم على ذلك ومنها مراده بذلك تذيره إيانا عن قبه‬
‫ومنها العلة ف عدم إبراز قبه ومنها ما بلي به صلى ال عليه وسلم من شدة النع قلت ومنها‬
‫التنبيه على علة تري ذلك وعلة لعن من فعله قال ولسلم عن جندب بن عبدال قال سعت النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قبل أن يوت بمس وهو يقول إن إبرأ إل ال أن يكون ل منكم خليل‬
‫فان ال قد اتذن خليل كما اتذ إبراهيم خليل ولو كنت متخذا من أمت خليل ل تذت أبا‬
‫بكر خليل أل وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد أل فل تتخذوا القبور‬
‫مساجد إن أناكم عن ذلك فقد نى عنه وهو ف آخر حياته ث إنه لعن وهو ف السياق من فعله‬
‫والصلة عندها من ذلك وان ل يب مسجدا وهو معن قوله أخشى أن يتخذ مسجدا فإن‬
‫الصحابة ل يكونوا ليبنوا حول قبه مسجدا وكل موضع قصدت الصلة فيه فقد اتذ مسجدا‬
‫بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى ال عليه وسلم جعلت ل الرض‬
‫مسجدا وطهورا ش قوله عن جندب بن عبدال أي ابن سفيان البجلي أبو عبدال وينسب إل‬
‫جده صحاب مشهور مات بعد الستي قوله إن أبرأ إل ال أن يكون ل منكم خليل أي أمتنع‬
‫من هذا وأنكره والليل هو الحبوب غاية الحبة مشتق من اللة بفتح‬
‫‪ 283‬الاء وهي تلل الودة ف القلب كما قال الشاعر قد تللت مسلك الروح من وبذا سي الليل‬
‫خليل هذا هو الصحيح ف معناه كما ذكره شيخ السلم وابن القيم وابن كثي وغيهم قال‬
‫القرطب وإنا كان ف ذلك لن قلبه صلى ال عليه وسلم قد امتل من مبة ال وتعظيمه ومعرفته‬
‫فل يسع لخالة غيه قوله فإن ال قد اتذن خليل فيه التصريح بأن اللة أكمل من الحبة قال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ابن القيم وأما ما يظنه بعض الغالطي من أن الحبة أكمل من اللة وأن ابراهيم خليل ال وممد‬
‫صلى ال عليه وسلم حبيب ال فمن جهلهم فإن الحبة عامة واللة خاصة وهي ناية الحبة قال‬
‫وقد أخب النب صلى ال عليه وسلم أن ال قد اتذه خليل ونفى أن يكون له خليل غي ربه مع‬
‫إخباره ببه لعائشة ولبيها ولعمر بن الطاب رضي ال عنهم وغيهم وأيضا فإن ال يب‬
‫التوابي ويب التطهرين ويب الصابرين وخلته خاصة بالليلي وفيه جواز ذكر النسان ما فيه‬
‫من الفضل إذا دعت الاجة الشرعية إل ذلك قوله ولو كنت متخذا من أمت خليل لتذت ابا‬
‫بكر خليل فيه دليل على أن الصديق أفضل الصحابة حيث صرح صلى ال عليه وسلم أنه لو‬
‫اتذ خليل غي ربه لتذ ابا بكر ففيه رد على الرافضة وعلى الهمية الذين هم شر أهل البدع‬
‫بل أخرجهم بعض السلف من الثنتي والسبعي فرقة وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة‬
‫القبور وهم أول من بن عليها الساجد قاتلهم ال قاله الصنف وفيه اشارة إل خلفته لن من‬
‫كانت مبته لشخص أشد فهو أحق الناس بالنيابة عنه ل سيما وقد قال ذلك ف مرض موته‬
‫خصوصا وقد استخلفه على الصلة بالناس وغضب لا صلى بم عمر واسم أب بكر عبدال ابن‬
‫عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة الصديق‬
‫‪ 284‬الكب خليفة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأفضل الصحابة باجاع من يعتد به من اهل السنة‬
‫مات ف جادى الول سنة ثلث عشرة وله ثلث وستون سنة قوله أل وإن من كان قبلكم‬
‫كانوا يتخذون القبور مساجد إل آخر الديث قال اللخال وإنكار النب صلى ال لعيه وسلم‬
‫صنيعهم هذا يرج على وجهي أحدها أنم يسجدون لقبور النبياء تعظيما لم والثان أنم‬
‫يوزون الصلة ف مدافن النبياء والسجود ف مقابرهم والتوجه إليها حالة الصلة نظرا منهم‬
‫بذلك إل عبادة ال والبالغة ف تعظيم النبياء والول هو الشرك اللي والثان الفي فلذلك‬
‫استحقوا اللعن قلت الديث أعم من ذلك فيشمله ويشمل بناء الساجد والقباب عليها قوله فقد‬
‫نى عنه ف آخر حياته أي كما ف حديث جندب قوله ث انه لعن وهو ف السياق من فعله أي‬
‫كما ف حديث عائشة قوله والصلة عندها من ذلك وإن ل يب مسجدا يعن أن الصلة عند‬
‫القبور وإليها من اتاذها مساجد اللعون من فعله وإن ل يب مسجدا فتحرم الصلة ف القبة‬
‫وإل القبور بل ل تنعقد أصل لا ف هذه الحاديث الصحيحة وغيها من لعن من اتذها‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫مساجد وروى مسلم عن أب مرثد الغنوي رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ل تلسوا على القبور ول تصلوا اليها وعن أب سعيد الدري مرفوعا الرض كلها‬
‫مسجد ال القبة والمام رواه أحد وأهل السنن وصححه ابن حبان والاكم من طرق على‬
‫شرط الشيخي وف صحيح البخاري أن عمر بن الطاب رضي ال عنه رأى أنس بن مالك‬
‫يصلي عند قب فقال القب القب وهذا يدل على أنه كان من الستقر عند الصحابة ما ناهم عنه‬
‫نبيهم صلى ال عليه وسلم من الصلة عند القبور وفعل‬
‫‪ 285‬انس ل يدل على اعتقاد جوازه فإنه لعله ل يره ول يعلم أنه قب أو ذهل عنه فلما نبهه عمر تنبه‬
‫وف هذا كله إبطال قول من زعم أن النهي عن الصلة فيها لجل النجاسة فهذا أبعد شيء عن‬
‫مقاصد الرسول صلى ال عليه وسلم بل العلة ف ذلك الوف على المة أن يقعوا فيما وقعت‬
‫فيه اليهود والنصارى وعباد اللت والعزى من الشرك ويدل على ذلك أن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم لعن اليهود والنصارى على اتاذ قبور أنبيائهم مساجد ومعلوم قطعا أن هذا ليس لجل‬
‫النجاسة لن قبور النبياء من اطهر البقاع فإن ال حرم على الرض أن تأكل أجسادهم فهم ف‬
‫قبورهم طريون وقد لعن النب صلى ال عليه وسلم متخذي الساجد عليها وموقدي السرج‬
‫عليها ومعلوم أن إيقاد السرج عليها إنا هو لعن فاعله لكونه وسيلة إل تعظيمها وجعلها نصبا‬
‫يوفض اليها الشركون كما هو الواقع فهكذا اتاذ الساجد عليها قال ابن القيم وبالملة فمن له‬
‫معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه وفهم عن الرسول صلى ال عليه وسلم مقاصده جزم جزما ل‬
‫يتمل النقيض أن هذه البالغة واللعن والنهي بصيغتيه صيغة ل تفعلوا وصيغة إن أناكم ليس‬
‫لجل النجاسة بل هو لجل ناسة الشرك اللحقة بن عصاه وارتكب ما عنه ناه واتبع هواه‬
‫ول يش ربه وموله وقل نصيبه أو عدم من تقيق ل إله ال ال فإن هذا وأمثاله من النب صلى‬
‫ال عليه وسلم صيانة لمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه وتريد له وغضب لربه أن يعدل‬
‫به سواه فأب الشركون إل معصية لمره وارتكابا لنهيه وغرهم الشيطان بأن هذا التعظيم لقبور‬
‫الشايخ والصالي وكلما كنتم أشد لاتعظيما وأشد فيهم غلوا كنتم بقربم أسعد ومن أعدائهم‬
‫أبعد ولعمر ال من هذا الباب بعينه دخل على عباد يغوث ويعوق ونسر ودخل على عباد‬
‫الصنام منذ كانوا إل يوم القيامة فجمع الشركون بي الغلو فيهم والطعن ف طريقتهم وهدى‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال أهل التوحيد‬
‫‪ 286‬لسلوك طريقهم وإنزالم منازلم الت أنزلم ال إياها من العبودية وسلب خصائص اللية قلت‬
‫ومن علل بوف الفتنة والشرك الشافعي وأبو بكر الثرم وأبو ممد القدسي وشيخ السلم‬
‫وغيهم وهو الق قوله فإن الصحابة ل يكونوا ليبنوا حول قبه مسجدا أي لا علموا من‬
‫تشديده ف ذلك وتغليظه ولعن من فعله فكيف يتخذون على قبه مسجدا وإنا خشوا أن يعتاده‬
‫بعض الهال للصلة عنده من غي شعور من الصحابة بذلك فلذلك دفنوه ف بيته قوله وكل‬
‫موضع قصدت الصلة فيه فقد اتذ مسجدا أي وإن ل يب مسجدا قوله بل كل موضع يصلى‬
‫فيه يسمى مسجدا الظاهر أن الول ف المكنة العدة للصلة وإن ل يب فيها مسجدا وهذا ف‬
‫أي موضع صلى فيه وإن يعد لذلك كالواضع الت يصلي فيها السافر ونو ذلك فعلى هذا إذا‬
‫صلى عند القبور ولو مرة واحدة وإن ل يكن هناك مسجد فقد اتذها مساجد قوله كما قال‬
‫صلى ال عليه وسلم جعلت ل الرض مسجدا وطهورا أي فسمى الرض مسجدا وليست‬
‫مسجد مبنيا لكن لا كانت يسجد فيها سيت مسجدا فدل هذا الديث أن من صلى عند‬
‫القبور أو اليها فقد اتذها مساجد وهذا الديث طرف من حديث صحيح متفق عليه عن جابر‬
‫قال البغوي ف شرح السنة أراد أن أهل الكتاب ل تبح لم الصلة إل ف بيعهم وكنائسهم‬
‫واباح ال لذه المة الصلة حيث كانوا تفيفا عليهم وتيسيا ث خص من جيع الواضع المام‬
‫والقبة والكان النجس وقوله طهورا أراد به التيمم وف حديث جندب من الفوائد أيضا‬
‫‪ 287‬العبة ف مبالغته صلى ال عليه وسلم ف النهي عن بناء الساجد على القبور كيف بي لم ذلك‬
‫أول ث قبل موته بمس قال ما قال ث لا كان ف النع ل يكتف با تقدم بل لعن من فعل ذلك‬
‫فدلت هذه الحاديث الصحيحة الصرية على تري البناء على القبور مطلقا فلذلك اكتفى‬
‫الصنف بايرادها عن غيها كحديث جابر أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن يصص القب‬
‫وأن يقعد عليه وأن يبن عليه رواه مسلم وغره وزاد أبو داوود والاكم وأن يكتب عليه قال‬
‫ولحد بسند جيد عن ابن مسعود مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء‬
‫والذين يتخذون القبور مساجد رواه أبو حات ف صحيحه ش قوله إن من شرار الناس هو بكسر‬
‫الشي جع شر قوله من تدركهم الساعة وهم أحياء أي من تقوم عليهم الساعة بيث ينفخ ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الصور وهم احياء وهذا كحديثه الخر الذي ف مسلم ل تقوم الساعة إل على شرار اللق فإن‬
‫قلت ما المع بي هذا وبي حديث ثوبان ل تزال طائفة من أمت على الق وما ف معناه قيل‬
‫حديث ثوبان مستغرق للزمنة عام فيها وهذا مصص وسيأت زيادة لذلك عند الكلم على‬
‫حديث ثوبان إن شاء ال تعال قوله والذين يتخذون القبور مساجد الذين ف مل نصب عطفا‬
‫على من الوصولة أي إن من شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد بالصلة عندها وإليها‬
‫وبناء الساجد عليها وهذا العن متواتر عن النب صلى ال عليه وسلم معلوم بالضطرار من دينه‬
‫وكل ذلك شفقة على المة وخوفا عليهم أن يقودهم ذلك إل الشرك با وبأصحابا كما قاد‬
‫إل ذلك اليهود‬
‫‪ 288‬والنصارى فأب عباد القبور إل الضرب بذه الحاديث الدار ونبذها وراء الظهر أو الدفع ف‬
‫صدورها وأعجازها بمل ذلك على غي قبور النبياء والصالي أما قبورهم فتجوز الصلة إليها‬
‫وعندها وبناء الساجد والقباب عليها رجاء أن تصل اليهم العواطف الروحانية ول ريب أن هذا‬
‫مراغمة ومادة ل ورسوله وهذا هو قول اليهود سعنا وعصينا فإن النب صلى ال عليه وسلم إنا‬
‫لعن من اتذ قبور النبياء والصالي مساجد كما هو نص حديث عائشة رضي ال عنها وغيه‬
‫وقبور غيهم إنا أخذ النهي عن البناء عليها من هذه الحاديث ونوها بقياس الول أو من‬
‫عموم أحاديث أخر فمن أعظم الراغمة والناسبة والحادة ل ورسوله أن تمل على غي ما‬
‫وردت فيه ويباح ما وردت بالنهي عنه ولعن من فعله ولكن هذا شأن عباد القبور إنا يتبعون‬
‫اهواءهم ومن اضل من اتبع هواه بغي هدى من ال ان ال ل يهدي القوم الظالي وقد أجع‬
‫العلماء على النهي عن البناء على القبور وتريه ووجوب هدمه لذه الحاديث الصحيحة‬
‫الصرية الت ل مطعن فيها بوجه من الوجوه ول فرق ف ذلك بي البناء ف مقبة مسبلة أو‬
‫ملوكة إل أنه ف الملوكة أشد ول عبة بن شذ من التأخرين فأباح ذلك إما مطلقا واما ف‬
‫الملوكة قال المام أبو ممد بن قدامة ول يوز اتاذ الساجد على القبور لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال لعن ال اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد يذر ما صنعوا ولن‬
‫تصيص القبور بالصلة عندها يشبه تعظيم الصنام بالسجود لا والتقرب اليها وقد روينا أن‬
‫ابتداء عبادة الصنام تعظيم الموات باتاذ صورهم والتمسح با والصلة عندها وقال شيخ‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫السلم أما بناء الساجد على القبور فقد صرح عامة علماء الطوائف بالنهي عنه متابعة‬
‫للحاديث‬
‫‪ 289‬الصحيحة وصرح أصحابنا وغيهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريه قال ول ريب ف‬
‫القطع بتحريه ث ذكر الحاديث ف ذلك إل أن قال فهذه الساجد البنية على قبور النبياء‬
‫والصالي أو اللوك وغيهم تتعي إزالتها بدم أو بغيه هذا ما ل أعلم فيه خلفا بي العلماء‬
‫العروفي وقال ابن القيم يب هدم القباب الت على القبور لنا أسست على معصية الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم وقال أبو حفص ترم الجرة بل تدم فإذا كان هذا كلمه ف الجرة‬
‫فكيف بالقبة وقال الشافعي أكره أن يعظم ملوق حت يعل قبه مسجدا مافة الفتنة عليه وعلى‬
‫من بعده من الناس وقال أيضا تسطح القبور ول تبن ول ترفع وتكون على وجه الرض وقد‬
‫أفت جاعة من الشافعية بدم ما ف القرافة من البنيه منهم من بن الميزى والظهي الترمين‬
‫وغيها وقال القاضي بن كج ول يوز أن تصص القبور ول أن يبن عليها قباب ول غي قباب‬
‫والوصية با باطلة وقال الذرعي وما بطلن الوصية ببناء القباب وغيها من البنية العظيمة‬
‫وإنفاق الموال الكثية فل ريب ف تريه قلت وجزم النووي ف شرح الهذب بتحري البناء‬
‫مطلقا وذكر ف شرح مسلم نوه أيضا وقال القرطب ف حديث جابر نى أن يصص القب أو‬
‫يبن عليه وبظاهر هذا الديث قال مالك وكره البناء والص على القبور وقد أجازه غيه وهذا‬
‫الديث حجة عليه ووجه النهي عن البناء والتجصيص ف القبور أن ذلك مباهاة واستعمال زينة‬
‫الدنيا ف أول منازل الخرة وتشبه بن كان يعبد القبور ويعظمها وباعتبار هذه العان وبظاهر‬
‫هذا النص ينبغي أن يقال هو حرام كما قال به بعض أهل العلم وقال ابن مرشد كره مالك البناء‬
‫على القب وجعل البلطة الكتوبة وهو من بدع أهل الطول احدثوه إرادة الفخر‬
‫‪ 290‬والباهاة والسمعة وهو ما ل اختلف فيه وقال الزيلعي ف شرح الكن ويكره أن يبن على القب‬
‫وف اللصة ول يصص القب ول يطي ول يرفع عليه بناء وذكر أيضا قاضي خان أنه ل‬
‫يصص القب ول يبن عليه لا روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه نى عن التجصيص وعن‬
‫البناء فوق القب والراد بالكراهة عند النفية كراهة التحري الت هي ف مقابلة ترك الواجب وقد‬
‫ذكر ذلك ابن نيم ف شرح الكن ومثل هذا كثي ف كلم العلماء أتباع الئمة الربعة وغيهم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والقصود أن كلم العلماء موافق لا دلت عليه السنة الصحيحة ف النهي عن البناء على القبور‬
‫واعلم أنه قد وقع بسبب البناء على القبور من الفاسد الت ل ييط با على التفصيل إل ال ما‬
‫يغضب ل من أجله كل من ف قلبه رائحة إيان كما نبه عليه ابن القيم وغيه فمنها اعتيادها‬
‫للصلة عندها وقد نى النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك ومنها تري الدعاء عندها ويقولون‬
‫من دعا ال عند قب فلن استجاب له وقب فلن الترياق الجرب وهذا بدعة منكرة ومنها ظنهم‬
‫ان لا خصوصيات بأنفسها ف دفع البلء وجلب النعماء ويقولون إن البلء يدفع عن اهل‬
‫البلدان بقبور من فيها من الصالي ول ريب أن هذا مالف للكتاب والسنة والجاع فالبيت‬
‫القدس كان عنده من قبور النبياء والصالي ما شاء ال فلما عصوا الرسول وخالفوا ما أمرهم‬
‫ال به سلط ال عليهم من انتقم منهم وكذلك أهل الدينة لا تغيوا بعض التغي جرى عليهم عام‬
‫الرة من النهب والقتل وغي ذلك من الصائب ما ل ير عليهم قبل ذلك وهذا أكثر من أن‬
‫يصر ومنها الدخول ف لعنة رسول ال صلى ال عليه وسلم باتاذ الساجد عليها وإيقاد السرج‬
‫عليها ومنها أن ذلك يتضمن عمارة الشاهد وخراب الساجد كما هو الواقع ودين ال بضد‬
‫ذلك ومنها اجتماعهم لزيارتا واختلط النساء‬
‫‪ 291‬بالرجال وما يقع ف ضمن ذلك من الفواحش وترك الصلوات ويزعمون أن صاحب التربة‬
‫تملها عنهم بل اشتهر أن البغايا يسقطن أجرتن على البغاء ف أيام زيادة الشايخ كالبدوي‬
‫وغيه تقربا إل ال بذلك فهل بعد هذا ف الكفر غاية ومنها كسوتا بالثياب النفيسة النسوجة‬
‫بالرير والذهب والفضة ونو ذلك ومنها جعل الزائن والموال ووقف الوقوف لا يتاج اليه‬
‫من ترميمها ونو ذلك ومنها إهداء الموال ونذر النذور ولسدنتها العاكفي عليها الذين هم‬
‫أصل كل بلية وكفر فإنم الذين يكذبون على الهال والطغام بأن فلنا دعا صاحب التربة‬
‫فأجابه واستغاثه فأغاثه ومرادهم بذلك تكثي النذر والدايا لم ومنها جعل السدنة لا كسدنة‬
‫عباد الصنام ومنها القسام على ال ف الدعاء بالدفون فيها ومنها أن كثيا من الزوار إذا رأى‬
‫البناء الذي على قب صاحب التربة سجد له ول ريب أن هذا كفر بنص الكتاب والسنة وإجاع‬
‫المة بل هذا هو عبادة الوثان لن السجود للقبة عبادة لا وهو من جنس عبادة النصارى‬
‫للصور الت ف كنائسهم على صور من يعبدونه بزعمهم الباطل فإنم عبدوها ومن هي صورته‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وكذلك عبادة القبور لا بنوا القباب على القبور آل بم إل أن عبدت القباب ومن بنيت عليه‬
‫من دون ال عز وجل ومنها النذر للمدفون فيها وفرض نصيب من الال والولد وهذا هو الذي‬
‫قال ال فيه وجعلوا ل ما ذرأ من الرث والنعام نصيبا فقالوا هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا‬
‫الية بل هذا أبلغ فإن الشركي ما كانوا يبيعون أولدهم لوثانم ومنها أن الدفون فيها أعظم‬
‫ف قلوب عباد القبور من ال وأخوف ولذا‬
‫‪ 292‬لو طلبت من أحدهم اليمي بال تعال أعطاك ما شئت من اليان كاذبا أو صادقا وإذا طلبت‬
‫بصاحب التربة ل يقدم إن كان كاذبا ول ريب أن عباد الوثان ما بلغ شركهم إل هذا الد بل‬
‫كانوا إذا أرادوا تغليظ اليمي غلظوها بال كما ف قصة القسامة وغيها ومنها سؤال اليت‬
‫قضاء الاجات وتفريج الكربات والخلص له من دون ال ف اكثر الالت ومنها التضرع‬
‫عند مصارع الموات والبكاء باليبة والشوع لن فيها أعظم ما يفعلونه مع ال ف الساجد‬
‫والصلوات ومنها تفضيلها على خي البقاع وأحبها إل ال وهي الساجد فيعتقدون أن العبادة‬
‫والعكوف فيها أفضل من العبادة والعكوف ف الساجد وهذا أمر ما بلغ اليه شرك الولي فإنم‬
‫يعظمون السجد الرام أعظم من بيوت الصنام يرون فضله عليها وهؤلء يرون العكوف‬
‫الشاهد أفضل من العكوف ف الساجد ومنها أن الذي شرعه الرسول صلى ال عليه وسلم ف‬
‫زيارة القبور إنا هو تذكرة الخرة كما قال روا القبور فإنا تذكركم الخرة والحسان إل‬
‫الزور بالترحم عليه والدعاء له والستغفار وسؤال العافية له فيكون الزائر مسنا إل نفسه وإل‬
‫اليت فقلب عباد القبور المر وعكسوا الدين وجعلوا القصود بالزيارة الشرك باليت ودعاءه‬
‫والدعاء به وسؤاله حوائجهم ونصرهم على العداء ونو ذلك فصاروا مسيئي إل نفوسهم‬
‫وإل اليت ولو ل يكن إل برمانه بركة ما شرعه ال من الدعاء والترحم عليه والستغفار له‬
‫ومنها إيذاء أصحابا با يفعله عباد القبور با فإنه يؤذيهم ما يفعلونه عند قبورهم ويكرهونه غاية‬
‫الكراهة كما أن السيح عليه السلم يكره ما يفعله النصارى‬
‫‪ 293‬وكذلك غيه من النبياء والولياء يؤذيهم ما يفعله أشباه النصارى عند قبورهم ويوم القيامة‬
‫يتبؤون منهم كما قال تعال ومن أضل من يدعو من دون ال من ل يستجيب لم إل يوم‬
‫القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لم أعداء وكانوا بعبادتم كافرين ومنها‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫مادة ال ورسوله ومناقضة ما شرعه فيها ومنها التعب العظيم مع الوزر الكبي والث العظيم‬
‫وكل هذه الفاسد العظيمة وغيها ما ل يذكر إنا حدثت بسبب البناء على القبور ولذا تد‬
‫القبور الت ليس عليها قباب ل يأتيها أحد ول يعتادها لشيء ما ذكر إل ما شاء ال وصاحب‬
‫الشرع أعلم با يؤول إليه هذا المر فلذلك غلظ فيه وأبدأ وأعاد ولعن من فعله فالي والدى‬
‫ف طاعته والشر والضلل ف معصيته ومالفته والعجب من يشاهد هذه الفاسد العظيمة عند‬
‫القبور ث يظن أن النب صلى ال عليه وسلم إنا نى عن اتاذ الساجد عليها لجل النجاسة كما‬
‫يظنه بعض متاخري الفقهاء ولو كان ذلك لجل النجاسة كما يظنه بعض متأخري الفقهاء ولو‬
‫كان ذلك لجل النجاسة لكان ذكر الجازر والشوش بل ذكر التحرز من البول والغائط أول‬
‫وإنا ذلك لجل ناسة الشرك الت وقعت من عباد القبور لا خالفوا ذلك ونبذوه وراء ظهورهم‬
‫واشتروا به ثنا قليل فبئس ما يشترون باب ما جاء أن الغلو ف قبور الصالي يصيها أوثانا تعبد‬
‫من دون ال ش أراد الصنف رحه ال بذه الترجة أمورا الول التحذير من الغلو ف قبور‬
‫الصالي الثان أن الغلو فيها يؤول إل عبادتا الثالث‬
‫‪ 294‬أنا اذا عبدت سيت اوثانا ولو كانت قبور الصالي الرابع التنبيه على العلة ف النع من البناء‬
‫عليها واتاذها مساجد والوثان هي العبودات الت ل صورة لا كالقبور والشجار والعمد‬
‫واليطان والحجار ونوها وقد تقدم بيان ذلك وقيل الوثن هو الصنم والصنم هو الوثن وهذا‬
‫غي صحيح إل مع التجريد فأحدها قد يعن به الخر وأما مع القتران فيفسر كل واحد بعناه‬
‫قال روى مالك ف الوطا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد‬
‫اشتد غضب ال على قوم اتذوا قبور أنبيائهم مساجد ش هذا الديث رواه مالك ف باب‬
‫جامع الصلة مرسل عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار ان رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫قاله ورواه ابن أب شيبة ف مصنفه عن أب خالد الحر عن ابن عجعلن عن زيد بن أسلم به‬
‫ول يذكر عطاء ورواه البزار عن عمر بن ممد عن زيد عن عطاء عن أب سعيد الدري مرفوعا‬
‫وعمر بن ممد بن زيد بن عبدال بن عمر بن الطاب ثقة من أشراف أهل الدينة روى عنه‬
‫مالك والثوري وسليمان بن بلل فالديث صحيح عند من يتج براسيل الثقات وعند من قال‬
‫بالسند لسناد عمر بن ممد له بلفظ الوطأ سواء وهو من تقبل زيادته وله شاهد عند المام‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أحد والعقيلي من طريق سفيان عن حزة بن الغية عن سهيل بن أب صال عن أبيه عن أب‬
‫هريرة رفعه اللهم لتعل قبي وثنا يعبد لعن ال قوما اتذوا قبور أنبيائهم مساجد قوله روى‬
‫مالك ف الوطأ هو المام مالك بن أنس بن مالك بن أب عامر بن عمر الصبحي أبو عبدال‬
‫الدن الفقيه إمام دار الجرة وأحد الئمة الربعة وأحد التقني ف الديث حت قال البخاري‬
‫أصح السانيد‬
‫‪ 295‬كلها مالك عن نافع عن ابن عمر مات سنة تسع وسبعي ومائة وكان مولده سنة ثلث وتسعي‬
‫وقال الواقدي بلغ تسعي سنة قوله اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد قد استجاب ال دعاء رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم فمنع الناس من الوصول إل قبه لئل يعبد استجابة لدعاء رسوله صلى ال‬
‫عليه وسلم كما قال ابن القيم فأجاب رب العالي دعاءه وأحاطه بثلثة الدران ودل الديث‬
‫عن أن قب الرسول صلى ال عليه وسلم لو عبد لكان وثنا فما ظنك بقب غيه من القبور الت‬
‫عبدت هي واربابا من دون ال وإذا أريد تغيي شيء من ذلك انف عبادها واشأزت قلوبم‬
‫واستكبت نفوسهم وقالوا تنقص أهل الرتب العالية ورموهم بالعظائم فماذا يقولون لو قيل لم‬
‫إنا أوثان تعبد من دون ال فال الستعان على غربة السلم وهذه هي الفتنة العظمى الت قال‬
‫فيها عبد ال بن مسعود كيف انتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبي وينشأ فيها الصغي تري‬
‫على الناس يتخذونا سنة إذا غيت قيل غيت السنة ويؤخذ من الديث النع من تتبع آثار‬
‫النبياء والصالي كقبورهم ومالسهم ومواضع صلتم للصلة والدعاء عندها فإن ذلك من‬
‫البدع أنكره السلف من الصحابة والتابعي وغيهم ول نعلم أحدا أجازه أو فعله إل ابن عمر‬
‫على وجه غي معروف عند عباد القبور وهو إرادة التشبه برسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫الصلة فيما صلى فيه ونو ذلك ومع ذلك فل نعلم أحدا وافقه عليه من الصحابة بل خالفه أبوه‬
‫وغيه لئل يفضي ذلك إل اتاذها أوثانا كما وقع قال ابن عبد الباقي ف شرح الوطأ روى‬
‫أشهب عن مالك أنه كره لذلك ان يدفن ف السجد قال وإذا منع من ذلك فسائر آثاره أحرى‬
‫بذلك وقد كره مالك طلب موضع شجرة بيعة الرضوان مالفة لليهود والنصارى انتهى وقال‬
‫ابن وضاح سعت عيسى بن يونس يقول أمر عمر بن الطاب‬
‫‪ 296‬بقطع الشجرة الت بويع تتها النب صلى ال عليه وسلم فقطعها لن الناس كانوا يذهبون‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فيصلون تتها فخاف عليهم الفتنة قال عيسى بن يونس وهو عندنا من حديث ابن عون عن‬
‫نافع أن الناس كانوا يأتون الشجرة فقطعها عمر رضي ال عنه وقال العرور بن سويد صليت مع‬
‫عمر بن الطاب ف طريق مكة صلة الصبح فقرأ فيها أل تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل و‬
‫ليلف قريش ث رأى الناس يذهبون مذاهب فقال أين يذهب هؤلء فقيل يا أمي الؤمني‬
‫مسجد صلى فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم فهم يصلون فيه فقال إنا أهلك من كان قبلكم‬
‫بثل هذا كانوا يتتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونا كنائس وبيعا فمن أدركته الصلة ف هذه‬
‫الساجد فليصل ومن ل فليمض ول يتعمدها وف مغازي بن اسحق من زيادات يونس بن بكي‬
‫عن أب خلدة خالد بن دينار حدثنا أبو العالية قال لا فتحنا تستر وجدنا ف بيت مال الرمزان‬
‫سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف فأخذنا الصحف فحملناه إل عمر فدعا له ركعبا‬
‫فنسخه بالعربية فأنا أول رجل قرأه من العرب قرأته مثل ما أقرأ القرآن فقلت لب العالية ما كان‬
‫فيه قال سيتكم وأموركم ولون كلمكم وما هو كائن بعد قلت فما صنعتم بالرجل قال‬
‫حضرنا له بالنهار ثلثة عشرة قبا متفرقة فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعمينه على‬
‫الناس ل ينبشونه قلت وما يرجون منه قال كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره‬
‫فيمطرون فقلت من كنتم تظنون الرجل قال رجل يقال له دانيال فقلت منذ كم وجدتوه مات‬
‫قال منذ ثلث مائة سنة قلت ما كان تغي منه شيء قال ل إل شعيات من قفاه إن لوم النبياء‬
‫ل تبليها الرض قال ابن القيم رحه ال تعال ففي هذه القصة ما فعله الهاجرون والنصار من‬
‫تعمية قبه‬
‫‪ 297‬لئل يفتت به ول يبزوه للدعاء عنده والتبك به ولو ظفر به التأخرون لالدوا عليه بالسيوف‬
‫ولعبدوه من دون ال قال شيخ السلم رحه ال وهو إنكار منهم لذلك فمن قصد بقعة يرجو‬
‫الي بقصدها ول يستحب الشارع قصدها فهو من النكرات وبعضه أشد من بعض سواء‬
‫قصدها ليصلي عندها أو ليدعو عندها أو ليقرأ عندها أو ليذكر ال عندها أو ليسك عندها‬
‫بيث يص تلك البقعة بنوع من العبادة الت ل يشرع تصيصها به ل نوعا ول عينا لن ذلك‬
‫قد يوز بكم التفاق ل لقصد الدعاء فيها من يدعو ال ف طريقه ويتفق أن ير ف طريقه‬
‫بالقبور أو كمن يزورها ويسلم عليها ويسأل العافية له وللموتى كما جاءت به السنة فإن ذلك‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ونوه ل بأس به وأما تري الدعاء عندها بيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه ف غيه‬
‫فهذا هو النهي عنه والفرق بي النوعي ظاهر فإن الرجل لو كان يدعو ال واجتاز ف مره بصنم‬
‫أو صليب أو كنيسة أو دخل إليها ليبيت فيها مبيتا جائزا ودعا ال ف الليل أو أتى بعض‬
‫أصدقائه ودعا ال ف بيته ل يكن بذا بأس ولو ترى الدعاء عند هذه الواضع لكان من العظائم‬
‫بل قد يكون كفرا قوله اشتد غضب ال على قوم اتذوا قبور أنبيائهم مساجد هذه الملة بعد‬
‫الول تنبيه على سبب لوق اللعن بم وهو توسلهم بذلك إل أن تصي أوثانا تعبد ففيه إشارة‬
‫إل ما ترجم له الصنف وفيه تري البناء على القبور وتري الصلة عندها وقد روى أصحاب‬
‫مالك عنه أنه كره أن يقول القائل زرت قب النب صلى ال عليه وسلم وعلل وجه الكراهة بقوله‬
‫اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد اشتد غضب ال على قوم اتذوا قبور أنبيائهم مساجد فكره‬
‫إضافة هذا اللفظ إل القب لئل يقع التشبه بفعل أولئك سدا للذريعة وحسما للباب ذكره الطبي‬
‫وفيه أنه صلى ال عليه وسلم ل يستعذ إل ما‬
‫‪ 298‬ياف وقوعه ذكره الصنف قال ولبن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن ماهد أفرأيتم‬
‫اللت والعزى قال كان يلت لم السويق فمات فعكفوا على قبه وكذا قال أبو الوزاء عن ابن‬
‫عباس كان يلت السويق للحاج ش قوله ولبن جرير هو المام الافظ ممد بن جرير بن يزيد‬
‫الطبي صاحب التفسي والتاريخ وغيها قال ابن خزية ل اعلم على الرض أعلم من ممد بن‬
‫جرير وكان من الئمة الجتهدين ل يقلد أحدا وله أصحاب يتفقهون على مذهبه ولد سنة اربع‬
‫وعشرين ومائتي ومات ليومي بقيا من شوال سنة عشر وثلثائة قوله عن سفيان هو أحد‬
‫السفيانيي إما ابن عيينة وإما الثوري فإن كان ابن عيينة فقد تقدمت ترجته وإن كان الثوري‬
‫وهو الظهر فهو سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبدال الكوف ثقة حافظ فقيه إمام حجة عابد‬
‫وكان متهدا له أتباع وأصحاب يتفقهون على مذهبه مات سنة إحدى وستي ومائة وله أربع‬
‫وستون سنة قوله عن منصور هو ابن العتمر بن عبد ال السلمي أو عتاب بثناة ثقيلة ث موحدة‬
‫الكوف ثقة ثبت فقيه مات سنة اثنتي وثلثي ومائة قوله عن ماهد هو ابن جب باليم والوحدة‬
‫أبو الجاج الخزومي مولهم الكي ثقة إمام ف التفسي والعلم أخذ التفسي عن ابن عباس‬
‫وغيه مات سنة أربع ومائة قاله يي القطان وقال ابن حبان مات سنة اثنتي أو ثلث ومائة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وهو ساجد وكان مولده سنة إحدى وعشرين ف خلفة عمر رضي ال عنه‬
‫‪ 299‬قوله كان يلت لم السويق فمات فعكفوا على قبه لت السويق هو خلطه بسمن ونوه وقد قيل‬
‫إن اسم الرجل صرمة بن غنم وعن ابن عباس كان يلت السويق على الجر فل يشرب منه أحد‬
‫إل سن فعبدوه رواه ابن أب حات وعن ماهد كان اللت رجل ف الاهلية وكان له غنم فكان‬
‫يسلو من رسلها ويأخذ من زبيب الطائف والقط فيجعل منه حيسا ويطعم من ير من الناس‬
‫فلما مات عبدوه وقالوا هو اللت وكان يقرأ اللت مشددة رواه سعيد بن منصور والفاكهي‬
‫قوله وكذا قال أبو الوزاء إل آخره هو أوس بن عبدال الربعي بفتح الراء والباء ثقة مشهور‬
‫مات سنة ثلث وثاني وهذا الثر ذكره الصنف ول يعزه وقد رواه البخاري ول تالف بي‬
‫هذا التفسي والقراءة وبي قراءة من قرأ بالتخفيف وقال إنه كان حجر فعبدوه واشتقوا له من‬
‫اسم ال الله كما تقدم تقريره ف باب من تبك بشجرة وأيضا فيجاب على الول بأن أصله‬
‫التشديد وخفف لكثرة الستعمال وأما كونم اشتقوا هذا السم من اسم ال الله فل يناف‬
‫ذلك أيضا فقد رأيت أن سبب عبادة اللت هو الغلو ف قبه حت صار وثنا يعبد كما كان‬
‫ذلك هو السبب ف عبادة الصالي ود وسواع ويغوث ويعوق نسر وغيهم وكما كان ذلك‬
‫هو السبب ف عبادة الصالي من الموات وغيهم اليوم فإنم غلوا فيهم وبنوا على قبورهم‬
‫القباب والشاهد وجعلوها ملذا لقضاء الآرب وبالملة فالغلو أصل الشرك ف الولي‬
‫والخرين إل يوم القيامة وقد أمرنا ال تعال بحبة أوليائه وإنزالم منازلم من العبودية وسلب‬
‫خصائص اللية عنهم وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم ونانا عن الغلو فيهم‬
‫‪ 300‬فل نرفعهم فوق منلتهم ول نطهم منها لا يعلمه تعال ف ذلك من الفساد العظيم فما وقع‬
‫الشرك إل بسبب الغلو فيهم فإن الشرك بم غلو فيهم وأنزلوهم منازل اللية وعصوا أمرهم‬
‫وتنقصوهم ف صورة التعظيم لم فتجد أكثر هؤلء الغالي فيهم العاكفي على قبورهم معرضي‬
‫عن طريقة من فيها وهديه وسنته عائبي لا مشتغلي بقبورهم عما أمروا به ودعوا إليه وتعظيم‬
‫النبياء والصالي ومبتهم إنا هي باتباع ما دعوا اليه من العلم النافع والعمل الصال واقتفاء‬
‫آثارهم وسلوك طريقتهم دون عبادتم وعبادة قبورهم والعكوف عليها كالذين يعكفون على‬
‫الصنام واتاذها أعيادا ومامع للزيارات والفواحش وترك الصلوات فإن من اقتفى آثارهم كان‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫متسببا ف تكثي أجورهم باتباعه لم ودعوته الناس إل اتباعهم فإذا أعرض عما دعوا إليه‬
‫واشتغل بضده حرم نفسه وحرمهم ذلك الجر فأي تعظيم لم واحترام ف هذا قال وعن ابن‬
‫عباس قال لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج‬
‫رواه أهل السنن ش قوله لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرات القبور أي من النساء وهذا‬
‫يدل على تري زيارة القبور عليهن كما هو مذهب أحد وطائفة وقيل ف تعليل ذلك أنه‬
‫يرجها إل الزع والندب والنياحة والفتتان با وبصورتا وتأذي اليت ببكائها كما ف حديث‬
‫آخر فإنكن تفت الي وتؤذن اليت وإذا كان زيارة النساء مظنة وسببا للمور الحرمة ف حقهن‬
‫وحق الرجال وتقدير ذلك غي مضبوط لنه ل يكن حد القدار الذي ل يفضي إل ذلك ول‬
‫التمييز بي نوع ونوع ومن أصول الشريعة أن الكمة إذا كانت خفية أو منتشرة علق الكم‬
‫‪ 301‬بظنتها فتحرم سدا للذريعة كما حرم النظر إل الزينة الباطنة لا ف ذلك من الفتنة وكما حرمت‬
‫اللوة بالجنبية وليس ف زيارتا من الصلحة ما يعارض هذه الفسدة لنه ليس ف زيارتا إل‬
‫دعواها للميت أو اعتبارها به وذلك مكن ف بيتها وقد روى المام أحد وابن ماجة والاكم‬
‫عن حسان بن ثابت مرفوعا لعن ال زوارات القبور وعن أب هريرة أن رسول ال صلىال عليه‬
‫وسلم لعن زوارات القبور رواه أحد وابن ماجه والترمذي وصححه وضعفه عبدالق وحسنة‬
‫ابن القطان ول يعارض هذا حديث كنت نيتكم عن زيارة القبور فزوروها رواه مسلم وغيه‬
‫لن هذا إن سلم دخول النساء فيه فهو عام والول خاص والاص مقدم عليه وأيضا ففي‬
‫دخول النساء ف خطاب الذكور خلف عندالصوليي قوله والتخذين عليها الساجد تقدم ف‬
‫الباب قبله شرحه وتعليله قوله والسرج هذا دليل على تري اتاذ السرج على القبور قال أبو‬
‫ممد القدسي لو أبيح اتاذ السرج عليها ل يلعن من فعله لن فيه تضييعا للمال ف غي فائدة‬
‫وإفراطا ف تعظيم القبور أشبه تعظيم الصنام وقال ابن القيم اتاذها مساجد وايقاد السرج عليها‬
‫من الكبائر ووجه إيراد الصنف هذا الديث ف هذا الباب دون الذي قبله هو أنه لعن التخذين‬
‫عليها الساجد والسرج وقرن بينهما فهما قرينان ف اللعنة فدل ذلك على أنه ليس النع من اتاذ‬
‫الساجد عليها لجل النجاسة بل لجل ناسة الشرك ولذلك قرن بينه وبي من ل سراج عليها‬
‫وليس النهي عن السراج لجل النجاسة فكذلك البناء‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 302‬قوله رواه أهل السنن يعن هنا أبا داود وابن ماجه والترمذي فقط ول يروه النسائي باب ما جاء‬
‫ف حاية الصطفى صلى ال عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إل الشرك‬
‫الناب هو الانب واعلم أن ف البواب التقدمة شيئا من حايته صلى ال عليه وسلم لناب‬
‫التوحيد ولكن أراد الصنف هنا بيان حايته الاصة ولقد بالغ صلى ال عليه وسلم وحذر وأنذر‬
‫وأبدأ وأعاد وخص وعم ف حاية النيفية السمحة الت بعثه ال با فهي حنيفية ف التوحيد سحة‬
‫ف العمل كما قال بعض العلماء هي أشد الشرائع ف التوحيد والبعاد عن الشرك وأسح الشرائع‬
‫ف العمل قال وقوله تعال لقد جاءكم رسول من أنفسكم الية ش قوله لقد جاءكم رسول هذا‬
‫خطاب من ال تعال للعرب ف قول المهور وهذا على جهة تعديده نعمه عليهم إذ جاءهم‬
‫بلسانم وبا يفهمونه من الغراض والفصاحة وشرفوا به أبد البدين وقوله رسول أي رسول‬
‫عظيم أرسله ال اليكم من أنفسكم أي ترجعون معه إل نفس واحدة لنه وأنتم من أب قريب‬
‫كما قال تعال عن ابراهيم عليه السلم أنه قال ربنا وابعث فيهم رسول منهم يتلو عليهم‬
‫‪ 303‬آياتك ويعلمهم الكتاب والكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الكيم وذلك أقرب وأسرع إل‬
‫فهم الجة وأبعد من الحك واللجاجة وهذا يقتضي مدحا لنسب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وأنه من صميم العرب قال جعفر بن ممد ف قوله من أنفسكم قال ل يصبه شيء من ولدة‬
‫الاهلية وقوله عزيز عليه أي شديد عليه جدا ما عنتم أي عنتكم وهو لاق الذى الذي يضيق‬
‫به الصدر ول يهتدي للمخرج وهي هنا لفظ عام أي ما شق عليكم من كفر وضلل وقتل‬
‫وأسر وامتحان بسبب الق و ما مصدرية وهي مبتدأ و عزيز خب مقدم ويوز أن يكون ما عنتم‬
‫فاعل به عزيز و عزيز صفة للرسول وهذا أصوب وقوله حريص عليكم أي بليغ الرص عليكم‬
‫أي على نفعكم وإيانكم وهداكم والرص شدة طلب الشيء على الجتهاد فيه وروى الطبان‬
‫باسناد جيد عن أب ذر رضي ال عنه قال تركنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وما طائر يقلب‬
‫جناحيه ف الوى إل وهو يذكر لنا منه علما قال وقال ما بقي شيء يقرب من النة ويباعد من‬
‫النار إل وقد بينته لكم وروى مسلم ف صحيحه عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولا جعل الفراش وهذه الدواب الت‬
‫ف النار يقعن فيها وجعل يجزهن ويغلبنه فيتقحمن فيها قال فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبونن وتقحمون فيها‬
‫‪ 304‬وقوله بالؤمني أي ل بغيهم كما يفيده تقدي الار رؤوف أي بليغ الشفقة قال أبو عبيدة الرأفة‬
‫أرق الرحة رحيم أي بليغ الرحة كما هو اللئق بشريف منصبه وعظيم خلقه فتأمل هذه الية‬
‫وما فيها من أوصافه الكرية وماسنه المة الت تقتضي أن ينصح لمته ويبلغ البلغ البي ويسد‬
‫الطرق الوصلة إل الشرك ويمي جناب التوحيد غاية الماية ويبالغ أشد البالغة ف ذلك لئل‬
‫تقع المة ف الشرك وأعظم ذلك الفتنة بالقبور فإن الغلو فيها هو الذي جر الناس ف قدي الزمان‬
‫وحديثه إل الشرك لجرم فعل النب صلى ال عليه وسلم ذلك وحى جناب التوحيد حت ف‬
‫قبه الذي هو أشرف القبور حت نى عن جعله عيدا ودعا ال أن ل يعله وثنا يعبد وف الية‬
‫مسائل منها التنبيه على هذه النعمةالعظيمة وهي إرسال الرسول صلى ال عليه وسلم فينا كما‬
‫قال تعال لقد من ال على الؤمني إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم‬
‫ويعلمهم الكتاب والكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبي ومنها كونه منا نعمة أخرى‬
‫عظيمة ومنها كونه بذه الصفات نعم متعددة ومنها مدح نسبه صلى ال عليه وسلم فهو أشرف‬
‫العرب بيتا ونسبا ومنها رأفته بالؤمني ومنها غلظته على الكفار والنافقي قال عن أب هريرة‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تعلوا بيوتكم قبورا ول تعلوا قبي عيدا وصلوا‬
‫علي فان صلتكم تبلغن حيث كنتم رواه أبو داود بإسناد حسن رواته ثقات ش قوله ل تعلوا‬
‫بيوتكم قبورا قال شيخ السلم نور ال ضريه أي لتعطلوها من الصلة فيها والدعاء والقراءة‬
‫فتكون بنلة القبور فأمر بتحري العبادة ف البيوت ونى عن تريها عند القبور عكس ما يفعله‬
‫‪ 305‬الشركون من النصارى ومن تشبه بم وف الصحيحي عن ابن عمر مرفوعا اجعلوا من صلتكم‬
‫ف بيوتكم ول تتخذوها قبورا وف صحيح مسلم عن ابن عمر مرفوعا ل تعلوا بيوتكم مقابر‬
‫فإن الشيطان يفر من البيت الذي يسمع سورة البقرة تقرأ فيه وفيه أن الصلة ف القبة ل توز‬
‫وأن التطوع ف البيت أفضل منه ف السجد وف حديث أب هريرة الذي ذكرنا كراهة القراءة ف‬
‫القابر وكل هذا إبعاد لمته عن الشرك قوله ول تعلوا قبي عيدا قال شيخ السلم العيد اسم‬
‫لا يعود من الجتماع العام على وجه معتاد عائدا إما بعود السنة أو بعود السبوع أو الشهر‬
‫ونو ذلك وتقدم ذلك وقال ابن القيم رحه ال تعال العيد ما يعتاد ميئه وقصده من زمان‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ومكان مأخوذ من العاودة والعتياد فإن كان اسا للمكان فهو الكان الذي يقصد فيه‬
‫الجتماع وانتيابه للعبادة أو لغيها كما أن السجد الرام ومن ومزدلفة وعرفة والشاعر جعلها‬
‫ال عيدا للحنفاء ومثابة كما جعل أيام العيد فيها عيدا وكان للمشركي أعياد زمانية ومكانية‬
‫فلما جاء ال بالسلم أبطلها وعرض النفاء منها عيد الفطر وعيد النحر وأيام من كما‬
‫عوضهم عن أعياد الشركي الكانية بالكعبة ومن ومزدلفة وعرفة والشاعر وقال غيه هذا أمر‬
‫بلزمة قبه والعكوف عنده واعتياد قصده وانتيابه ونى أن يعل كالعيد الذي إنا يكون ف‬
‫العام مرة أو مرتي فكأنه قال ل تعلوه كالعيد الذي يكون من الول إل الول واقصدوه كل‬
‫ساعة وكل وقت قال ابن القيم رحه ال وهذا مراغمة ومادة ومناقضة لا قصده الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم‬
‫‪ 306‬وقلب للحقائق ونسبه الرسول صلى ال عليه وسلم إل التلبيس والتدليس بعدالتناقض فقاتل ال‬
‫أهل الباطل أن يؤفكون ول ريب أن من أمر الناس باعتياد أمر وملزمته وكثرة انتيابه بقوله ل‬
‫تعلوا عيدا فهو إل التلبيس وضد البيان أقرب منه إل الدللة والبيان وهكذا غيت أديان الرسل‬
‫ولول أن ال أقام لدينه النصار والعوان الذابي عنه لرى عليه ما جرى على الديان قبله ولو‬
‫أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم ما قاله هؤلء الضلل ل ينه عن اتاذ قبور النبياء مساجد‬
‫ويلعن فاعل ذلك فإنه إذا لعن من اتذها مساجد يعبد ال فيها فكيف يأمر بلزمتها والعكوف‬
‫عندها وأن يعتاد قصدها وانتيابا ول تعل كالعيد الذي ييء من الول إل الول وكيف يسال‬
‫ربه أن ل يعل قبه وثنا يعبد وكيف يقول أعلم اللق بذلك ولول ذلك لبرز قبه ولكن‬
‫خشي أن يتخذ مسجدا وكيف يقول ل تعلوا قبي عيدا وصلوا علي حيثما كنتم وكيف ل‬
‫يفهم أصحابه وأهل بيته من ذلك ما فهمه هؤلء الضلل الذين جعوا بي الشرك والتحريف‬
‫وهذا أفضل التابعي من أهل بيته علي بن السي رضي ال عنهما نى ذلك الرجل ان يتحرى‬
‫الدعاء عند قبه صلى ال عليه وسلم واستدل بالديث وهو الذي رواه وسعه من أبيه السي‬
‫عن جده علي رضي ال عنهما هوأعلم بعناه من هؤلء الضلل وكذلك ابن عمه السن بن‬
‫السن شيخ أهل بيته كره أن يقصد الرجل القب إذا ل يكن يريد السجد ورأى أن ذلك من‬
‫اتاذه عيدا انتهى قلت وكيف يريد النب صلى ال عليه وسلم هذا العن ويعب عنه بذا الكلم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫مع أنه أفصح اللق وأنصحهم وكان يكنه أن يقول أكثروا زيارة قبي أو اجعلوه عيدا تعتادون‬
‫الجيء إليه والعبادة عنده فظهر بطلن هذا القول اذا تبي ذلك فمعن الديث نيه عن زيارة‬
‫قبه على وجه مصوص‬
‫‪ 307‬واجتماع معهود كالعيد الذي يكون على وجه مصوص ف زمان مصوص وذلك يدل على‬
‫النع ف جيع القبور وغيها لن قب رسول ال صلى ال عليه وسلم أفضل قب على وجه الرض‬
‫وقد نى عن اتاذه عيدا فقب غيه أول بالنهي كائنا من كان قال الصنف وفيه النهي عن‬
‫الكثار من الزيارة قوله وصلوا علي فإن صلتكم تبلغن حيث كنتم قال شيخ السلم يشي‬
‫بذلك إل أن ما ينالن منكم من الصلة والسلم يصل مع قربكم من قبي وبعدكم فل حاجة‬
‫بكم إل اتاذه عيدا انتهى وقد روى أبو داود عن أب هريرة مرفوعا ما من احد يسلم علي ال‬
‫رد ال على روحي حت أرد عليه السلم وعن أوس بن أوس مرفوعا أكثروا من الصلة علي يوم‬
‫المعة وليلة المعة فإن صلتكم معروضة علي قالوا يا رسول ال كيف تعرض صلتنا عليك‬
‫وقد أرمت قال إن ال حرم على الرض أن تأكل لوم النبياء رواه أبو داود والنسائي وابن‬
‫ماجه فهذه الحاديث وغيها تدل على أن صلتنا عليه تبلغه سواء كنا عند قبه أو ل نكن فل‬
‫مزية لن سلم عليه أو صلى عند قبه كما قال السن بن السن ما أنتم ومن بالندلس السواء‬
‫وأما حديث من صلى علي عند قبي سعته ومن صلى علي غائبا بلغته فرواه البيهقي وغيه من‬
‫حديث العلى بن عمرو النفي حدثنا أبو عبدالرحن عن العمش عن أب صال عن أب هريرة‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم فذكره قال البيهقي أبو عبدالرحن هذا هو ممد بن مروان‬
‫السدي فيما أرى وفيه نظر قلت ممد بن مروان السدي الصغي قال فيه يي بن معي ليس بثقة‬
‫وقال الوزجان ذاهب الديث وقال النسائي متروك الديث وكذلك قال أبو حات الرازي‬
‫والزدي وقال صال بن ممد كان يضع الديث على أن معناه صحيح معلوم من أحاديث أخر‬
‫كاخباره بسماع الوتى لسلم من يسلم عليهم اذا‬
‫‪ 308‬مر على قبورهم فان قيل اذا سع سلم السلم عليه عند قبه حصلت الزية بسماعه قيل هذا لو‬
‫حصل الوصول ال قبه أما وقد منع الناس من الوصول إليه بثلثة الدران فل تصل مزية‬
‫فسواء سلم عليه عند قبه أو ف مسجده اذا دخله أو ف أقصى الشرق والغرب فالكل يبلغه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كما وردت به الحاديث وليس ف شيء منها أنه يسمع صوت الصلي والسلم بنفسه إنا فيها‬
‫أن ذلك يعرض عليه ويبلغه صلى ال عليه وسلم ومعلوم أنه أراد بذلك الصلة والسلم الذي‬
‫أمر ال به سواء صلى عليه ف مسجده أو ف مدينته أو ف مكان آخر فعلم أن ما أمر ال به من‬
‫ذلك فإنه يبلغه وأما من سلم عليه عند قبه فانه يرد عليه وذلك كالسلم على سائر الؤمني‬
‫ليس هو من خصائصه ولكن ل يوصل إل قبه صلى ال عليه وسلم قال وعن على بن السي‬
‫أنه رأى رجل ييء إل فرجة كانت عند قب النب صلى ال عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه‬
‫وقال أل أحدثكم حديثا سعته من أب عن جدي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫تتخذوا قبي عيدا ول بيوتكم قبورا فإن تسليمكم يبلغن أين كنتم رواه ف الختارة ش هذان‬
‫الديثان جيدان حسنا السنادين أما الديث الول فرواه أبو داود وغيه من حديث عبا ال بن‬
‫نافع الصائغ قال أخبن ابن أب ذئب عن سعيد القبي عن أب هريرة فذكره ورواته ثقات‬
‫مشاهي لكن عبدال بن نافع فيه لي ل ينع الحتجاج به قال ابن معي هو ثقه وقال أبو زرعة‬
‫ل بأس به وقال أبو حات الرازي ليس بالافظ تعرف وتنكر قال شيخ السلم رحه ال ومثال‬
‫هذا قد ياف أن يغلط أحيانا فاذا كان لديثه شواهد علم أنه مفوظ وهذا له شواهد متعددة‬
‫وقال الافظ ابن عبدالادي‬
‫‪ 309‬هو حديث حسن جيد السناد وله شواهد كثية يرتقى با إل درجة الصحة وأما الديث الثان‬
‫فرواه أبو يعلى والقاضي اساعيل والافظ الضياء ف الختارة قال أبو يعلى حدثنا أبو بكر ابن أب‬
‫شيبة ثنا زيد بن الباب ثنا جعفر ابن ابراهيم من ولد ذي الناحي ثنا علي بن عمر عن أبيه عن‬
‫علي بن حسي فذكره وعلي بن عمر هو علي بن عمر بن علي بن السي قال شيخ السلم‬
‫فانظر كيف هذه السنة كيف مرجها من أهل الدينة وأهل البيت الذين لم من رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قرب النسب وقرب الدار لنم ال ذلك أحوج من غيهم فكانوا أضبط قلت‬
‫وللحديثي شواهد منها ما رواه ابن أب شيبة حدثنا أبو خالد الحر عن ابن عجلن عن سهيل‬
‫عن جبي بن حني قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تتخذوا قبي عيدا ول بيوتكم‬
‫قبورا وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلتكم تبلغن وقال سعيد بن منصور حدثنا عبدالعزيز‬
‫ابن ممد أخبن سهيل بن أب سهيل قال أتى السن بن السن بن علي بن أب طالب عند القب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فنادان وهو ف بيت فاطمة يتعشى فقال هلم إل العشاء فقلت ل أريده فقال ما ل رأيتك عند‬
‫القب فقلت سلمت على النب صلى ال عليه وسلم فقال اذا دخلت السجد فسلم ث قال إن‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم قال لتتخذوا قبي عيدا ول تتخذوا بيوتكم مقابر وصلوا علي‬
‫فإن صلتكم تبلغن حيث ما كنتم لعن ال اليهود اتذوا قبور انبيائهم مساجد ما أنتم ومن‬
‫بالندلس ال سواء ورواه القاضي اساعيل ف كتاب فضل الصلة على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ول يذكر ما أنتم ومن بالندلس إل سواء وقال سعيد أيضا حدثنا حبان ابن علي ثنا ممد بن‬
‫عجلن عن أب سعيد مول الهري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تتخذوا قبي‬
‫عيدا ول بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلتكم تبلغن قال شيخ السلم فهذان الرسلن من‬
‫هذين الوجهي الختلفي يدلن على‬
‫‪ 310‬ثبوت الديث ل سيما وقد احتج به من أرسله وذلك يقتضي ثبوته عنده هذا لو ل يرو من‬
‫وجوه مسنده غي هذين فكيف وقد تقدم مستدا قوله عن علي بن السي أي ابن علي بن أب‬
‫طالب العروف بزين العابدين رضي ال عنه وهو أفضل التابعي من أهل بيته وأعلمهم قال‬
‫الزهري ما رأيت قرشيا أفضل منه مات سنة ثلث وتسعي على الصحيح وأبوه السي سبط‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وريانته حفظ عن النب صلى ال عليه وسلم واستشهد يوم عاشوراء‬
‫سنة إحدى وستي وله ست وخسون سنة قوله انه رأى رجل ييء إل فرجة هو بضم الفاء‬
‫وسكون الراء واحدة الفرج وهي الكوة ف الدار والوخة ونوها قوله فيدخل فيها فيدعو‬
‫فنهاه إل آخر الديث هذا يدل على النهي عن قصد القبور والشاهد لجل الدعاء والصلة‬
‫عندها كما تقدم بعض ذلك لن ذلك من اتاذها عيدا كما فهمه علي بن السي من الديث‬
‫فنهى ذلك الرجل عن الجيء إل قب النب صلى ال علعه وسلم للدعاء عنده فكيف بقب غيه‬
‫ويدل أيضا على أن قصد الرجل القب لجل السلم إذا ل يكن يريد السجد من اتاذه عيدا‬
‫النهي عنه ولذا لا رأى السن بن السن سهيل عند القب ناه عن ذلك وذكر له الديث‬
‫مستدل به وأمر بالسلم عليه عند دخول السجد قال شيخ السلم ما علمت أحدا أي من‬
‫علماء السلف رخص فيه لن ذلك نوع من اتاذه عيدا ويدل أيضا على أن قصد القب للسلم‬
‫إذا دخل السجد ليصلي منهي عنه لن ذلك من اتاذه عيدا وكره مالك لهل الدينة كلما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫دخل انسان السجد أن يأت قب النب صلى ال عليه وسلم لن السلف ل يكونوا يفعلون ذلك‬
‫قال ولن يصلح آخر هذه المة إل ما أصلح أولا بل كان الصحابة والتابعون يأتون إل مسجده‬
‫صلى ال عليه وسلم فيصلون خلف أب بكر وعمر وعثمان وعلي‬
‫‪ 311‬رضي ال عنهم ث إذا قضوا الصلة قعدوا أو خرجوا ول يكونوا يأتون القب للسلم لعلمهم أن‬
‫الصلة والسلم عليه ف الصلة أكمل وأفضل وأما دخولم عند قبه للصلة والسلم عليه هناك‬
‫أو للصلة والدعاء فلم يشرعه لم بل ناهم بقوله ل تتخذوا قبي عيدا وصلوا علي فإن‬
‫صلتكم تبلغن فبي أن الصلة تصل اليه من بعد وكذلك السلم ولعن من اتذ قبور النبياء‬
‫مساجد وكانت الجرة ف زمانم يدخل اليها من الباب إذ كانت عائشة فيها وبعد ذلك إل أن‬
‫بن الائط الخر وهم مع ذلك التمكن من الوصول إل قبه ل يدخلون اليه ل لسلم ول‬
‫لصلة ول لدعاء لنفسهم ول لغيهم ول لسؤال عن حديث أو علم ول كان الشيطان يطمع‬
‫فيهم حت يسمهم كلما او سلما فيظنون أنه هو كلمهم وأفتاهم وبي لم الحاديث أو أنه قد‬
‫رد عليهم السلم بصوت يسمع من خارج كما طمع الشيطان ف غيهم فأضلهم عن قبه وقب‬
‫غيه حت ظنوا أن صاحب القب يأمرهم وينهاهم ويفتيهم ويدثهم ف الظاهر وأنه يرج من‬
‫القب ويرونه خارجا من القب ويظنون أن نفس أبدان الوتى خرجت تكلمهم وأن روح اليت‬
‫تسدت لم فرأوها كما رآهم النب صلى ال عليه وسلم ليلة العراج والقصود أن الصحابة ما‬
‫كانوا يعتادون الصلة والسلم عليه عند قبه كما يفعله من بعدهم من اللوف وإنا كان‬
‫بعضهم يأت من خارج فيسلم عليه إذا قدم من سفر كما كان ابن عمر رضي ال عنه يفعل قال‬
‫عبيد ال بن عمر عن نافع كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قب النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال السلم عليك يا رسول ال السلم عليك يا أبا بكر السلم عليك يا أبتاه ث ينصرف قال‬
‫عبيد ال ما نعلم أحدا من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فعل ذلك إل ابن عمر وهذا يدل‬
‫على أنه ل يقف عند القب للدعاء إذا سلم كما يفعله كثي قال شيخ السلم إن ذلك ل ينقل‬
‫عن أحد من الصحابة فكان بدعة مضة وف‬
‫‪ 312‬البسوط قال مالك ل أرى أن يقف عند قب النب صلى ال عليه وسلم ولكن ليسلم ويضي‬
‫والكاية الت رواها القاضي عياض بإسناده عن مالك ف قصته مع النصور وأنه قال لالك يا أبا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عبدال استقبل القبلة وأدعو أم استقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ول تصرف وجهك‬
‫عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إل ال يوم القيامة بل استقبله واستشفع به يشفعه ال فيك‬
‫فهذه الرواية ضعيفة أو موضوعة لن ف إسنادها من يتهم ممد بن حيد ومن تهل حاله ونص‬
‫أحد أنه يستقبل القبلة ويعل الجرة عن يساره لئل يستدبره وذلك بعد تيته والسلم عليه‬
‫فظاهر هذا أنه يقف للدعاء بعد السلم وذكر أصحاب مالك أنه يدعو مستقبل القبلة يوليه‬
‫ظهره وبالملة فقد اتفق الئمة على أنه إذا دعا ل يستقبل القب وتنازعوا هل يستقبله عند‬
‫السلم عليه أم ل ومن الجة ف ذلك ما روى ابن زبالة وهو ف أخبار الدينة عن عمر بن‬
‫هارون عن سلمة بن وردان وها ساقطان قال رأيت أنس بن مالك يسلم على النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ث يسند ظهره إل جدار القب ث يدعو وف الديث دليل على منع شد الرحال إل‬
‫قبه صلى ال عليه وسلم وإل غيه من القبور والشاهد لن ذلك من اتاذها أعيادا بل من‬
‫أعظم السباب الشراك بأصحابا كما وقع من عباد القبور الذين يشدون اليها الرحال وينفقون‬
‫ف ذلك الكثي من الموال وليس لم مقصود إل مرد الزيارة للقبور تبكا بتلك القباب‬
‫والدران فوقعوا ف الشرك هذه السألة الت أفت فيها شيخ السلم اعن من سافر لجرد زيارة‬
‫قبور النبياء والصالي ومشاهدهم ونقل فيها اختلف العلماء ف الباحة والنع فمن مبيح‬
‫لذلك كأب حامد الغزال وأب ممد القدسي ومن مانع لذلك كابن بطة وابن عقيل وأب ممد‬
‫الوين والقاضي عياض وهو قول المهور نص عليه مالك ول يالفه أحد من الئمة وهو‬
‫الصواب فقام عليه بعض العاصرين له كالسبكي ونوه فنسبه‬
‫‪ 313‬إل إنكار الزيارة مطلقا وهو ل ينكر منها إل ما كان بشد رحل كما أنكره جهور العلماء قبله‬
‫أوالزيارة الت يكون فيها دعاء الموات والستغاثة بم ف اللمات مع ما ينضم إل ذلك من‬
‫أنواع النكرات وما يدل على النهي عن شد الرحال إل القبور ونوها ما أخرجاه ف‬
‫الصحيحي عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تشد الرحال إل إل ثلثة‬
‫مساجد السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى فدخل ف ذلك شدها لزيارة القبور‬
‫والشاهد فإما أن يكون نيا وإما أن يكون نفيا للستحباب وقد جاء ف رواية ف الصحيح‬
‫بصيغة النهي صريا فتعي أن يكون للنهي ولذا فهم منه الصحابة النع كما ف الوطأ والسنن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عن بصرة بن أب بصرة الغفاري أنه قال لب هريرة وقد أقبل من الطور لو أدمتك قبل أن ترج‬
‫اليه لا خرجت سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل تعمل الطي إل إل ثلثة مساجد‬
‫السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى وروى المام أحد وعمر بن شبة ف أخبار‬
‫الدينة بإسناد جيد عن قزعة قال اتيت ابن عمر فقلت إن أريد الطور فقال إنا تشد الرحال إل‬
‫ثلثة مساجد السجد الرام ومسجد الدينة والسجد القصى فدع عنك الطور فل تأته وروى‬
‫أحد وعمر بن شبة أيضا عن شهر بن حوشب قال سعت أبا سعيد وذكر عنده الصلة ف‬
‫الطور فقال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينبغي للمطي أن تشد رحالا ال مسجد‬
‫يبتغى فيه الصلة غي السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى فأبو سعيد جعل الطور ما‬
‫نى عن شد الرحال إليه مع أن اللفظ الذي ذكره إنا فيه النهي عن شدها إل الساجد فدل على‬
‫أنه علم أن غي الساجد أول بالنهي والطور إنا يسافر من يسافر اليه لفضيلة البقعة وأن ال‬
‫تعال ساه الوادي القدس‬
‫‪ 314‬والبقعة الباركة وكلم ال موسى هناك وهذا ظاهر ل يفى على أحد من يقول بفحوى الطاب‬
‫وتنبيهه وهم المهور الئمة الربعة وأتباعهم ولذا ل يوجبوا على من نذر ان يسافر إل أثر نب‬
‫من النبياء قبورهم أو غي قبورهم الوفاء بذلك بل لو سافر إل مسجد قباء من بلد بعيد ل يكن‬
‫هذا مشروعا باتفاق الئمة الربعة مع أن النب صلى ال عليه وسلم كان يأتيه كل سبت راكبا‬
‫وماشيا وإن كان ف وجوب الوفاء بنذر إتيانه خلف والمهور على أنه ل يب وقد صرح‬
‫مالك وغيه بأن من نذر السفر إل الدينة النبوية إن كان مقصوده الصلة ف مسجد النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أوف بنذره وإن كان مقصوده مرد زيارة القب من غي صلة ف السجد ل يف‬
‫بنذره قال لن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تعمل الطي إل إل ثلثة مساجد ذكره إساعيل‬
‫ابن اسحق ف البسوط ومعناه ف الدونة واللب وغيها من كتب أصحاب مالك وبالملة‬
‫فقد تنازع العلماء ف جواز شد الرحال إل غي الساجد الثلثة فالمهور على النع وطائفة من‬
‫التأخرين على الواز فاستحباب شد الرحال إل القبور والشاهد والتقرب به إل ال كما ظنه‬
‫السبكي وغيه قول مبتدع مالف للجاع قبله والحاديث الت احتج با كحديث من زارن‬
‫بعد وفات فكأنا زارن ف حيات ونوها ل يصح منها شيء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ول عن أحد من أصحابه البتة بل هي ما بي ضعيف وموضوع أو كلها موضوعة كما قد بي‬
‫عللها شيخ السلم وغيه وكثي منها ل يدل على مل الناع إذ ليس فيه إل مطلق الزيارة‬
‫وذلك ل ينكره شيخ السلم ول غيه من العلماء لنه ممول على الزيارة الشرعية الارية على‬
‫وفق مراد النب صلى ال عليه وسلم وهي الت ل يكون فيها شرك ول شد رحل إل قب وبتقدير‬
‫ثبوتا ل تدل على شد الرحال إل قب غيه والسبكي أجاز ذلك‬
‫‪ 315‬ف سائر القبور فخالف الحاديث وخرق الجاع وال أعلم قال الصنف وفيه أنه صلى ال عليه‬
‫وسلم ف البزخ تعرض عليه أعمال أمته ف الصلة والسلم قوله رواه ف الختارة الختارة‬
‫كتاب جع فيه مؤلفه الحاديث الياد الزائدة على الصحيحي ومؤلفه هو أبو عبدال ممد بن‬
‫عبدالواحد القدسي الافظ ضياء الدين النبلي أحد العلم وحفاظ الديث قال الذهب أفن‬
‫عمره ف هذا الشأن مع الدين التي والورع والفضيلة التامة والثقة والتقان انتفع الناس بتصانيفه‬
‫والحدثون بكتبه فال يرحه ويرضى عنه وقال شيخ السلم تصحيحه ف متارته خي من‬
‫تصحيح الاكم بل ريب مات سنة ثلث واربعي وستمائة باب ما جاء أن بعض هذه المة‬
‫يعبد الوثان ش أراد الصنف بذه الترجة الرد على عباد القبور الذين يفعلون الشرك ويقولون‬
‫أنه ل يقع ف هذه المة الحمدية وهم يقولون ل إله إل ال ممد رسول ال فبي ف هذا الباب‬
‫من كلم ال وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم ما يدل على تنوع الشرك ف هذه المة‬
‫ورجوع كثي منها إل عبادة الوثان وإن كانت طائفة منها ل تزال على الق ل يضرهم من‬
‫خذلم حت يأت أمر ال تبارك وتعال قال وقوله تعال أل تر إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب‬
‫‪ 316‬يؤمنون بالبت والطاغوت ش يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم أل تر إل الذين أوتوا نصيبا‬
‫أي أعطوا نصيبا أي خطا من الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت روى المام أحد عن ابن‬
‫عباس قال لا قدم كعب بن الشرف مكة قالت قريش أل ترى إل هذا الصنب النتب من قومه‬
‫يزعم أنه خي منا ونن أهل الجيج وأهل السدنة وأهل السقاية قال أنتم خي قال فنلت فيهم‬
‫إن شانئك هو البتر ونزل أل تر إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إل نصي وروى ابن أب حات‬
‫عن عكرمة قال جاء حيي بن أخطب وكعب بن الشرف إل أهل مكة فقالوا لم أنتم أهل‬
‫الكتاب وأهل العلم فأخبونا عنا وعن ممد فقال ما أنتم وما ممد فقالوا نن نصل الرحام‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وننحر الكوماء ونسقي الاء على اللب ونفك العناة ونسقي الجيج وممد صنبور قطع أرحامنا‬
‫واتبعه سراق الجيج من غفار فنحن خي أم هو فقالوا أنتم خي وأهدى سبيل فأنزل ال أل تر‬
‫إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلء‬
‫أهدى من الذين آمنوا سبيل قال عمر بن الطاب رضي ال عنه البت السحر والطاغوت‬
‫الشيطان وكذلك قال ابن عباس وأبو العالية وماهد والسن وغيهم وعن ابن عباس وعكرمة‬
‫وأب مالك البت الشيطان زاد ابن عباس بالبشية وعن ابن عباس أيضا البت الشرك وعنه‬
‫البت الصنام وعنه البت حيي بن أخطب وعن الشعب البت الكاهن وعن ماهد البت‬
‫كعب بن الشرف قلت الظاهر أنه يعم ذلك كله كما قال الوهري البت كلمة تقع على‬
‫الصنم‬
‫‪ 317‬والكاهن والساحر ونو ذلك وف الديث الطية والعيافة والطرق من البت قال وهذا ليس من‬
‫مض العربية لجتماع اليم والباء ف حرف واحد من غي حرف ذو لقي قال الصنف وفيه‬
‫معرفة اليان بالبت والطاغوت ف الوضع هل هو اعتقاد قلب أو هو موافقة أصحابا مع‬
‫بغضها ومعرفة بطلنا وأما الطاغوت فتقدم الكلم عليه ف أول الكتاب قال وقوله تعال قل هل‬
‫أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند ال من لعنه ال وغضب عليه وجعل منهم القردة والنازير وعبد‬
‫الطاغوت ش يقول تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم قل يا ممد لؤلء الذين اتذوا دينكم‬
‫هزوا ولعبا من أهل الكتاب الطاعني ف دينكم الذي هو توحيد ال وإفراده بالعبادة دون ما‬
‫سواه قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند ال أي هل أخبكم بشر جزاء عند ال يوم القيامة‬
‫ما تظنونه بناهم أنتم أيها التصفون بذه الصفات الذمومة الفسرة بقوله من لعنه ال أي أبعده‬
‫وطرده من رحته وغضب عليه أي غضبا ل يرضى بعده وجل منهم القردة والنازير أي مسخ‬
‫منهم الذين عصوا أمره فجعلهم قردة وخنازير كما قال تعال ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم ف‬
‫السبت فقلنا لم كونوا قردة خاسئي وذلك أن ال تعال أخذ عليهم تعظيم السبت والقيام بأمره‬
‫وترك الصطياد فيه وكانت اليتان ل تأتيهم إل يوم السبت فتحيلوا على اصطيادها فيه با‬
‫وضعوه لا من الشصوص والبائل والبك قبل يوم السبت فلما جاءت اليتان يوم السبت على‬
‫عادتا نشبت تلك البائل فلم تلص منها يومها ذلك فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫السبت فلما فعلوا ذلك مسخهم ال‬
‫‪ 318‬تعال إل صورة القردة وهي أشبه شيء بالناسي ف الشكل الظاهر وليست بانسان حقيقة‬
‫فكذلك أعمال هؤلء وحيلتهم كانت مشابة للحق ف الظاهر ومالفة له ف الباطن فكان‬
‫جزاؤهم من جنس عملهم قال العوف عن ابن عباس ف قوله فقلنا لم كونوا قردة خاسئي‬
‫فجعل ال منهم القردة والنازير فزعم أن شباب القوم صاروا قردة والشيخة صاروا خنازير‬
‫وروى مسلم ف صحيحه عن ابن مسعود قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن القردة‬
‫والنازير أهي ما مسخ ال فقال إن ال ل يهلك قوما أو قال ل يسخ قوما فيجعل ال لم نسل‬
‫ول عاقبة وإن القردة والنازير كانت قبل ذلك وف هذه القصة دليل قاطع على تري اليل الت‬
‫يتوصل با إل تليل الرام وتري اللل ونو ذلك وقوله وعبد الطاغوت قال شيخ السلم‬
‫الصواب أنه معطوف على قوله من لعنه ال وغضب عليه وجعل منهم القردة والنازير فهو فعل‬
‫ماض معطوف على ما قبله من الفعال الاضية أي من لعنه ال ومن غضب عليه ومن جعل‬
‫منهم القردة والنازير ومن عبد الطاغوت لكن الفعال القدمة الفاعل فيها هو اسم ال مظهرا‬
‫ومضمرا وهنا الفاعل اسم من عبد الطاغوت وهو الضمي ف عبد ول يعد سبحانه لفظ من لنه‬
‫جعل هذه الفعال كلها صفة لصنف واحد وهم اليهود قال وقوله قال الذين غلبوا على أمرهم‬
‫لنتخذن عليهم مسجدا ش يب تعال عن الذين غلبوا على أمر أصحاب الكهف أنم قالوا هذه‬
‫القالة لنتخذن عليهم مسجدا وقد حكى ابن جرير ف القائلي ف ذلك قولي‬
‫‪ 319‬أحدها أنم السلمون والثان أنم الشركون وعلى القولي فهم مذمومون لن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال لعن ال اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم وصاليهم مساجد يذر ما فعلوا‬
‫رواه البخاري ومسلم ولا يفضي إليه ذلك من الشراك بأصحابا كما هو الواقع ولذا لا فعلته‬
‫اليهود والنصارى جرهم ذلك إل الشرك فدل ذلك على أن هذه المة تفعله كما فعلته اليهود‬
‫والنصارى فيجرها ذلك إل الشرك لن ما فعلته اليهود والنصارى ستفعله هذه المة شبا بشب‬
‫وذراعا بذراع كما أخب بذلك الصادق الصدوق الذي ل ينطق عن الوى إن هو إل وحي‬
‫يوحى وبذا يظهر وجه استشهاد الصنف بذه اليات قال عن اب سعيد ان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حت لو دخلوا جحر ضب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫لدخلتموه قالوا يا رسول ال اليهود والنصارى قال فمن أخرجاه ش هذا الديث أورده الصنف‬
‫بذا اللفظ معزوا للصحيحي ولعله نقله عن غيه ولفظهما والسياق لسلم عن أب سعيد الدري‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبا بشب وذراعا بذراع‬
‫حت لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا يا رسول ال اليهود والنصارى قال فمن ويتمل أن‬
‫يكون مرويا عند غيها باللفظ الذي ذكره الصنف وأراد أصله ل لفظه قوله لتتبعن هو بضم‬
‫العي وتشديد النون قوله سنن بفتح الهملة أي طريق من كان قبلكم اي الذين قبلكم قال‬
‫الهلب الفتح أول وقال ابن التي قرأناه بضمها قوله حذو القذة بالقذة هو بنصب حذو على‬
‫الصدر والقذة بضم القاف واحدة القذذ وهي ريش السهم وله قذتان متساويتان أي‬
‫‪ 320‬لتفعلن أفعالم ولتتبعن طرائقهم حت تشبهوهم وتاذوهم كما تشبه قذة السهم القذة الخرى ث‬
‫ان هذا لفظ خب معناه النهي عن متابعتهم ومنعهم من اللتفات لغي دين السلم لن نوره قد‬
‫بر النوار وشريعته نسخت الشرائع وهذا من معجزاته فقد اتبع كثي من أمته سنن اليهود‬
‫والنصارى وفارس ف شيمهم ومراكبهم وملبسهم وإقامة شعارهم ف الديان والروب‬
‫والعادات من زخرفة الساجد وتعظيم القبور واتاذها مساجد حت عبدوها ومن فيها من دون‬
‫ال وإقامة الدود والتعزيرات على الضعفاء دون القوياء وترك العمل يوم المعة والتسليم‬
‫بالصابع وعدم عيادة الريض يوم السبت والسرور بميس البيض وأن الائض ل تس عجينا‬
‫واتاذ الحبار والرهبان اربابا من دون ال والعراض عن كتاب ال والقبال على كتب الضلل‬
‫من السحر والفلسفة والكلم والتكذيب بصفات ال الت وصف ال با نفسه أو وصفه با‬
‫رسوله صلى ال عليه وسلم ووصفه با ل يليق به من النقائص والعيوب إل غي ذلك ما اتبعوا‬
‫فيه اليهود والنصارى قوله حت لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه الحر بضم اليم بعدها حاء‬
‫مهملة معروف وف حديث آخر حت لو كان فيهم من أتى أمه علنية لكان ف أمت من يصنع‬
‫ذلك وف حديث آخر حت لو أن أحدهم جامع امرأته ف الطريق لفعلتموه صحت بذلك‬
‫الحاديث فأخب أن امته ستفعل ما فعلته اليهود والنصارى وفارس من الديان والعادات‬
‫والختلف قال شيخ السلم هذا خرج مرج الب والذم لن يفعله كما كان يب عما يكون‬
‫بي يدي الساعة من الشراط والمور الحرمة وقال غيه وجع ذلك أن كفر اليهود أشد من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫جهة عدم العمل بعلمهم فهم يعلمون الق ول يتبعونه عمل ول قول وكفر النصارى من جهة‬
‫عملهم بل علم فهم يتهدون ف أصناف العبادات بل شريعة من ال ويقولون مال يعلمون ففي‬
‫هذه المة من يذو حذو الفريقي ولذا كان السلف كسفيان بن عيينة يقولون من فسد من‬
‫علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى‬
‫‪ 321‬وقضاء ال نافذ با أخب به رسوله صلى ال عليه وسلم با سبق ف علمه لكن ليس الديث‬
‫إخبارا عن جيع المة لا تواتر عنه أنا ل تتمع على ضللة قوله قالوا يا رسول ال اليهود‬
‫والنصارى قال فمن هو برفع اليهود خب مبتدأ مذوف اي أهم اليهود والنصارى الذين نتبع‬
‫سنتهم وقوله قال فمن استفهام إنكار أي فمن هم غي أولئك ث إنه فسر هنا باليهود والنصارى‬
‫وف رواية أب هريرة ف البخاري بفارس والروم ول تعارض كما قال بعضهم لختلف الواب‬
‫بسب اختلف القام فحيث قيل فارس والروم كان ث قرينة تتعلق بالكم بي الناس وسياسة‬
‫الرعية وحيث قيل اليهود والنصارى كان هناك قرينة تتعلق بأمور الديانات صولا وفروعها كذا‬
‫قال ول يلزم وجود قرينة بل الظاهر أنه أخب أن هذه المة ستفعل ما فعلته المم قبلها من‬
‫الديانات والعادات والسياسات مطلقا والتفسي ببعض المم ل ينفي التفسي بأمة أخرى إذ‬
‫القصود التمثيل ل الصر ووجه مطابقة الديث للترجة واضح لن المم قبلنا وجد فيها الشرك‬
‫فكذلك يوجد ف هذه المة كما هو الواقع قال ولسلم عن ثوبان أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال إن ال زوى ل الرض فرأيت مشارقها ومغاربا وإن أمت سيبلغ ملكها ما ذوي ل‬
‫منها وأعطيت الكنين الحر والبيض وإن سألت رب لمت أن ل يهلكها بسنة عامة وأن ل‬
‫يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن رب قال يا ممد إذا قضيت قضاء‬
‫فإنه ل يرد وإن أعطيتك لمتك أن ل أهلكهم بسنة عامة ول أسلط عليهم عدوا من سوى‬
‫أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من أقطارها حت يكون بعضهم يهلك بعضا ويسب‬
‫بعضهم بعضا ورواه البقان ف صحيحه وزاد وإنا أخاف‬
‫‪ 322‬على امت الئمة الضلي وإذا وقع عليهم السيف ل يرفع إل يوم القيامة ول تقوم الساعة حت‬
‫يلحق حي من أمت بالشركي وحت تعبد فئام من أمت الوثان وإنه سيكون ف أمت كذابون‬
‫ثلثون كلهم يزعم أنه نب وأنا خات النبيي ل نب بعدي ول تزال طائفة من أمت على الق‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫منصورة ل يضرهم من خذلم حت يأت أمر ال تبارك وتعال ش هذا الديث رواه أبو داود ف‬
‫سننه وابن ماجه بالزيادة الت ذكرها الصنف ورواه الترمذي متصرا ببعضها قوله عن ثوبان هو‬
‫ثوبان مول النب صلى ال عليه وسلم وصحبه ولزمه ونزل بعده الشام ومات بمص سنة أربع‬
‫وخسي قوله زوى ل الرض قال التوربشت زويت الشيء جعته وقبضته يريد به تقريب البعيد‬
‫منها حت اطلع عليه اطلعه على القريب وحاصله أن ال طوى له الرض وجعلها مموعة‬
‫كهيئة كف ف مرآة نظره وقال القرطب أي جعها ل حت أبصرت ما تلك أمت من أقصى‬
‫الشارق والغارب منها وظاهر هذا اللفظ يقتضي أن ال تعال قوى إدراك بصره ورفع عنه‬
‫الوانع العتادة فادرك البعيد من موضعه كما أدرك بيت القدس من مكة وأخذ يبهم عن آياته‬
‫وهو ينظر إليه وكما قال إن لبصر قصر الدائن البيض ويتمل أن يكون مثلها ال له والول‬
‫أول قوله وإن أمت سيبلغ ملكها ما زوي ل منها قال القرطب هذا الب وجد مبه كما قاله‬
‫فكان ذلك من دلئل نبوته وذلك أن ملك أمته اتسع إل أن بلغ أقصى بر طنجة بالنون واليم‬
‫الذي هو منتهى عمارة الغرب إل أقصى الشرق ما وراء خرسان والنهر وكثي من بلد الند‬
‫والسند والصغد ول يتسع ذلك التساع من جهة النوب والشمال‬
‫‪ 323‬ولذلك ل يفكر عليه السلم أنه أريه ول أخب أن ملك أمته يبلغه وقوله زوي يتمل أن يكون‬
‫مبنيا للفاعل وأن يكون مبنيا للمفعول والول أظهر قوله وأعطيت الكنين الحر والبيض قال‬
‫القرطب يعن بما كن كسرى وهو ملك الفرس وكن قيصر وهو ملك الروم وقصورها‬
‫وبلدها وقد دل على ذلك قوله عليه السلم حي أخب عن هلكهما والذي نفسي بيده لتنفقن‬
‫كنوزها ف سبيل ال وعب بالحر عن كن قيصر لن الغالب عندهم كان الذهب وبالبيض‬
‫عن كن كسرى لن الغالب عندهم كان الوهر والفضة وقد ظهر ذلك ووجد كذلك ف زمان‬
‫الفتوح ف أمارة عمر رضي ال عنه فإنه سيق اليه تاج كسرى وحليته وما كان ف بيوت أمواله‬
‫وجيع ما حوته ملكته على سعتها وعظمتها وكذلك فعل ال بقيصر لا فتحت بلده كذا قال‬
‫ف الغالب على كنوز كسرى وقيصر وعكس ذلك التوربشت واللخال والبيض والحر‬
‫منصوبان على البدل قوله وإن سألت رب لمت أن يهلكها بسنة بعامة هكذا ثبت ف أصل‬
‫الصنف بعامة بالباء هي رواية صحيحية ف أصل مسلم وف بعض أصوله بسنة عامة بذفها قال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫القرطب وكأنا زائدة لن عامة صفة لسنة فكأنه قال بسنة عامة ويعن بالسنة الدب العام الذي‬
‫يكون به اللك العام ويسمى الدب والقحط سنة ويمع على سني كما قال تعال ولقد أخذنا‬
‫آل فرعون بالسني أي بالدب التوال قوله من سوى أنفسهم أي من غيهم يعن الكفار‬
‫‪ 324‬قوله فيستبيح بيضتهم قال الوهري بيضة كل شيء حوزته وبيضة القوم ساحتهم وعلى هذا‬
‫فيكون معن الديث ان ال تعال ل يسلط العدو على كافة السلمي حت يستبيح جيع ما‬
‫حازوه من البلد والرض ولو اجتمع عليهم كل من بي اقطار الرض وهو جوانبها وقيل‬
‫بيضتهم معظمهم وجاعتهم قلت وهذا هو الظاهر وأن ال تعال ل يسلط الكفار على معظم‬
‫السلمي وجاعتهم وإمامهم ما داموا بضد هذه الوصاف الذكورة ف قوله حت يكون بعضهم‬
‫يهلك بعضا فأما إذا وجدت هذه الوصاف فقد يسلط الكفار على جاعتهم ومعظمهم‬
‫وإمامهم كما وقع قوله وإن رب قال يا ممد إذا قضيت قضاء فإنه ل يرد قال بعضهم أي إذا‬
‫حكمت حكما مبما فإنه نافذ ل يرد بشيء ول يقدر احد على رده بل كل جيع اللق تضي‬
‫عليهم القدار طوعا وكرها كما قال النب صلى ال عليه وسلم ل راد لا قضيت قلت الظاهر أنه‬
‫سواء ف ذلك البم والعلق فالكل ل يرد فإن هذا إخبار عن عدم الرد لنس القضاء والنب صلى‬
‫ال عليه وسلم سأل ذلك مطلقا فأجيب بذا واستجاب له دعاءه ما ل يوجد الشرط القتضي‬
‫لتسليط العدو فإذا وجد ذلك وجد القضاء العلق قوله حت يكون بعضهم يهلك بعضا إل آخره‬
‫أي حت يوجد ذلك منهم فإن وجد فإنه يسلط عليهم عدوهم من الكفار فيستبيح جاعتهم‬
‫وإمامهم ومعظمهم ل كل المة ث ايضا تكون العاقبة لذه المة إن رجعوا عما هم فيه من‬
‫السباب الوجبة للتسليط وكذلك وقع فإن هذه المة لا جعل بأسها بينها اقتتلوا فأهلك‬
‫بعضهم بعضا وسب بعضهم بعضا فلما فعلوا ذلك تفرقت جاعتهم واشتغل بعضهم ببعض عن‬
‫جهاد العدو واستولوا عليهم كما وقع ذلك ف الائة السابعة ف الشرق والغرب فاختلف ملوك‬
‫‪ 325‬الشرق وتاذلوا واستول التتار على غالب أرض خرسان وعلى العراق وديار الروم وقتلوا‬
‫الليفة والعلماء واللوك الكبار وكذلك ملوك الغرب اختلفوا وتاذلوا واستولت الفرنج على‬
‫جيع بلد الندلس والزر القريبة منها فهي ف أيديهم إل اليوم بل استولوا على كثي من بلدان‬
‫الشام حتىاستنقذها منهم صلح الدين ابن أيوب وغيه قوله ورواه البقان ف صحيحه البقان‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هو الافظ الكبي أبو بكر ممد بن أحد بن غالب الوارزمي الشافعي ولد سنة ست وثلثي‬
‫وثلثائة ومات سنة خس وعشرين وأربع مائة قال الطيب كان ثبتا ورعا ل نر ف شيوخنا‬
‫أثبت منه عارفا بالفقه كثي التصنيف صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه الصحيحان وجع‬
‫حديث الثوري وحديث شعبة وطائفة وكان حريصا على العلم منصرف المة اليه قلت وهذا‬
‫السند الذي ذكره الطيب هو صحيحه الذي عزا اليه الصنف قوله وانا أخاف على امت الئمة‬
‫الضلي أي المراء والعلماء والعباد الذين يقتدي بم الناس ويكمون فيهم بغي علم فيضلون‬
‫ويضلون فهم ضالون عن الق مضلون لغيهم كما قال تعال عن أهل النار حت إذا اداركوا‬
‫فيها جيعا قالت أخراهم لولهم ربنا هؤلء أضلونا فآتم عذابا ضعفا من النار وقال تعال ربنا‬
‫إنا أطعنا سادتنا وكباءنا فأضلونا السبيل وقال تعال قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال الذين‬
‫ضل سعيهم ف الياة الدنيا وهم يسبون أنم يسنون صنعا ولشدة الضرورة إل اتباع أئمة‬
‫الدى ومعرفتهم والتفريق بينهم وبي أئمة الضلل الغضوب عليهم والضالي‬
‫‪ 326‬أمرنا ال أن نسأله الداية إل سلوك صراط أئمة الدى وهم النعم عليهم من النبيي والصديقي‬
‫والشهداء والصالي غي الغضوب عليهم الذين يعلمون الق ول يعملون به ول الضالي الذين‬
‫يعملون على غي شرع من ال بل با توى أنفسهم فصراط النعم عليهم هو الامع بي العلم‬
‫بالدى والعمل به وقد وصف النب صلى ال عليه وسلم أئمة الدى لا ذكر التفرق من بعده‬
‫بأنم الذين كانوا على ما كان عليه النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه كما رواه أبو داوود‬
‫وغيه فمن كان على ما كان عليه النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه فهو من الئمة الهديي‬
‫ومن خالفهم فهو من الضالي كالذي يقول لصحابه من كانت له حاجة فليأت إل قبي فإن‬
‫أقضيها له ول خي ف رجل يجبه عن أصحابه ذراع من تراب أو نو هذا كالذي يدعي أنه‬
‫يلص أصحابه ومريديه من النار وأنه يفظ الناس ويكلهم إذا اعتقدوه ويضر بم إذا كفروا به‬
‫وحاربوه ويدعي أن ذلك من كراماته وكالذي يشي ف السواق عريانا ول يشهد بصلة ول‬
‫ذكر ال ول علما بل يعيب علماء الشرع ويغمزهم ويسميهم أهل علم الظاهر ويدعي أنه‬
‫صاحب علم الباطن وربا يدعي أنه يسعه الروج من شريعة ممد صلى ال عليه وسلم كما‬
‫وسع الضر الروج عن شريعة موسى عليه السلم ونو ذلك من الكفر والذيان وكالذين‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يدعي أن العبد يصل مع ال إل حال تسقط عنه التكاليف أو يدعي أن الولياء يدعون‬
‫ويستغاث بم ف حياتم وماتم وأنم ينفعون ويضرون ويدبرون المور على سبيل الكرامة او‬
‫أنه يطلع على اللوح الحفوظ ويعلم أسرار الناس وما ف ضمائرهم أو يوز بناء الساجد على‬
‫قبور النبياء والصالي وايقادها بالسرج والشموع وكسوتا بالرير والديباج والفرش النفيسة‬
‫أو يدعي أن من عمل بالقرآن والسنة ف أصول الدين وفروعه فقد ضل وأضل وابتدع او ان‬
‫ظواهر القرآن ف آيات الصفات تشبيه وتثيل وأن الدى‬
‫‪ 327‬ل يؤخذ منه ف هذا الباب ول ف غيه وإنا يؤخذ من الشبهات الوهية الت يسميها بزعمه‬
‫براهي عقلية فكل هؤلء وأشباههم من أئمة الضلل الذين خاف النب صلى ال عليه وسلم‬
‫على أمته وحذر منهم والضابط ف الفرق بي أئمة التقي وبي الئمة الضلي قوله تعال قل إن‬
‫كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وال غفور رحيم قل أطيعوا ال‬
‫والرسول فإن تولوا فإن ال ل يب الكافرين فافهم عن ربك وكن على بصية ول يغرك جللة‬
‫شخص أو عظمته ف النفوس فربك أعظم واتباعك لكلمه وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫هوالقرض والعصمة منتفية عن غي الرسول وربك أدرى با ف الضمائر فرب من تعتقده إمام‬
‫هدى ليس كذلك وقد قال تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم ث جعلناك على شريعة من المر‬
‫فاتبعها ول تتبع اهواء الذين ل يعلمون فكل من أتى بشيء يالف ما جاء عن ال وعن رسوله‬
‫فهو من أهواء الذين ل يعلمون ومن ل يستجب للرسول صلى ال عليه وسلم فإنا يتبع هواه‬
‫قال ال تعال فإن ل يستجيبوا لك فاعلم أنا يتبعون أهواءهم ومن أضل من اتبع هواه بغي هدى‬
‫من ال إن ال ل يهدي القوم الظالي وقال تعال اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ول تتبعوا من‬
‫دونه أولياء قليل ما تذكرون وعن زياد بن حدير قال قال ل عمر هل تعرف ما يهدم السلم‬
‫قلت ل قال يهدمه زلة العال وجدال النافق بالكتاب وحكم الئمة الضلي رواه الدرامي وقال‬
‫يزيد بن عمية كان معاذ بن جبل ل يلس ملسا للذكر إل قال حي يلس ال حكم قسط‬
‫هلك الرتابون الديث وفيه واحذروا زيغة الكيم فإن الشيطان قد يقول الضللة على لسان‬
‫الكيم وقد يقول النافق كلمة الق قلت لعاذ ما يدرين‬
‫‪ 328‬رحك ال أن الكيم قد يقول كلمة الضللة وأن النافق قد يقول كلمة الق قال ل اجتنب من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كلم الكيم الشتبهات الت يقال ما هذه ول يثنيك ذلك عنه فإنه لعله يراجع الق وتلق الق‬
‫إذا سعته فإن على الق نورا رواه أبو داود وغيه وما أحسن ما قال ابن البارك رضي ال عنه‬
‫وهل أفسد الدين إل اللو ك وأحبار سوء ورهبانا قوله وإذا وقع عليهم السيف ل يرفع إل يوم‬
‫القيامة أي إذا وقعت الفتنة والقتال بينهم بقي إل يوم القيامةوكذلك وقع فإن السيف لا وضع‬
‫فيهم بقتل عثمان رضي ال عنه ل يرتفع إل اليوم وكذلك يكون إل يوم القيامة ولكن يكثر‬
‫تارة ويقل أخرى ويكون ف جهة ويرتفع عن أخرى قوله ول تقوم الساعة حت يلحق حي من‬
‫أمت بالشركي الي واحد الحياء وهي القبائل وف رواية أب داود ول تقوم الساعة حت يلحق‬
‫قبائل من أمت بالشركي والعن أنم ينلون معهم ف ديارهم ويصيون منهم بالردة ونوها قوله‬
‫وحت تعبد فئام من أمت الوثان الفئام مهموز الماعات الكثية قاله أبو السعادات وف رواية‬
‫أب داود وحت تعبد قبائل من أمت الوثان ومعناه ظاهر وهذا هو شاهد الترجة ففيه الرد على‬
‫من قال بلفه من عباد القبور الذين ينكرون وقوع الشرك وعبادة الوثان ف هذه المة وف‬
‫معن هذا ما ف الصحيحي عن أب هريرة مرفوعا ل تقوم الساعة حت تضطرب أليات لنساء‬
‫دوس على ذي اللصة قال وذو اللصة طاغية دوس الت كانوا يعبدون ف الاهلية وروى ابن‬
‫حبان عن معمر قال إن عليه الن بيتا مبنيا مغلقا وف صحيح مسلم عن عائشة مرفوعا ل يذهب‬
‫الليل‬
‫‪ 329‬والنار حت تعبد اللت والعزى وقيل إن القب النسوب إل ابن عباس بالطائف إنه قب اللت‬
‫وكانوا يعبدونه ويطوفون به ويقربون إليه القرابي وينذرون له النذور ويسألونه قضاء حاجتهم‬
‫وتفريج كربتهم قوله وإنه سيكون ف أمت كذابون ثلثون كلهم يزعم أنه نب قال القرطب وقد‬
‫جاء عددهم معينا ف حديث حذيفة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يكون ف أمت‬
‫كذابون دجالون سبع وعشرون منهم أربع نسوة أخرجه أبو نعيم وقال هذا حديث غريب تفرد‬
‫به معاوية بن هشام قلت حديث ثوبان اصح من هذا قال القاضي عياض عدد من تنبأ من زمن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الن من اشتهر بذلك وعرف واتبعه جاعة على ضللته‬
‫فوجد هذا العدد فيهم ومن طالع كتب الخبار والتواريخ عرف صحة هذا وقال الافظ قد‬
‫ظهر مصداق ذلك ف زمن النب صلى ال عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب باليمامة والسود‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫العنسي باليمن ث خرج ف خلفة أب بكر طليحة بن خويلد ف بن أسد بن خزية وسجاح‬
‫التميمية ف بن تيم وقتل السود قبل أن يوت النب صلى ال عليه وسلم وقتل مسيلمة الكذاب‬
‫ف خلفة أب بكر رضي ال عنه وتاب طليحة ومات على السلم على الصحيح ف زمن عمر‬
‫رضي ال عنه ويقال إن سجاح تابت أيضا ث خرج الختار بن أب عبيد الثقفي وغلب على‬
‫الكوفة ف أول خلفة ابن الزبي فأظهر مبة أهل البيت ودعا الناس إل طلب قتلة السي فاتبعهم‬
‫فقتل كثيا من باشر ذلك أو أعان عليه فأحبه الناس ث إنه زين له الشيطان أن يدعي النبوة‬
‫وزعم أن جبيل عليه السلم يأتيه ومنهم الارث الكذاب خرج ف خلفة عبداللك بن مروان‬
‫فقتل وخرج ف خلفة بن العباس جاعة وليس الراد بالديث من ادعى النبوة مطلقا فإنم ل‬
‫يصون كثرة لكون‬
‫‪ 330‬غالبهم ينشأ عن جنون أو سوداء وإنا الراد من قامت له شوكة وبدت له شبهة كمن وصفنا‬
‫وقد أهلك ال تعال من وقع له منهم ذلك وبقي منهم من يلحقه بأصحابه وآخرهم الدجال‬
‫الكب قوله وأنا خات النبيي الات بفتح التاء بعن الطابع وبكسرها بعن فاعل الطبع والتم قال‬
‫السن خات الذي ختم به أي آخر النبيي كما قال تعال ما كان ممد أبا أحد من رجالكم‬
‫ولكن رسول ال وخات النبيي وإنا ينل عيسى بن مري عليه السلم ف آخر الزمان حاكما‬
‫بشريعة ممد صلى ال عليه وسلم مصليا إل قبلته فهو كآحاد أمته كما قال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم والذي نفسي بيده لينلن فيكم ابن مري حكما مقسطا فليكسرن الصليب وليقتلن النير‬
‫وليضعن الزية قوله ول تزال طائفة من أمت على الق منصورة ل يضرهم من خذلم ل من‬
‫خالفهم قال يزيد بن هارون وأحد بن حنبل إن ل يكونوا أهل الديث فل أدري من هم‬
‫وكذلك قال انم أهل الديث عبدال بن البارك وعلي بن الدين وأحد بن سنان والبخاري‬
‫وغيهم وقال ابن الدين ف رواية هم العرب واستدل برواية من روى هم أهل الغرب وفسر‬
‫الغرب بالدلو العظيمة لن العرب هم الذين يستقون با قلت ول تعارض بي القولي إذ يتنع أن‬
‫تكون الطائفة النصورة ل تعرف الديث ول سنن رسول ال صلى ال عليه وسلم بل ل يكون‬
‫منصورا على الق إل من عمل بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم وهم اهل الديث‬
‫من العرب وغيهم فإن قيل فلم خصصه بالعرب قيل الراد التمثيل ل الصر أي أن العرب ان‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫استقاموا على العمل بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم فهم الطائفة النصورة حال‬
‫استقامتهم قال القرطب وفيه دليل‬
‫‪ 331‬على أن الجاع حجة لن المة اذا أجعت فقد دخل فيهم الطائفة النصورة وقال الصنف وفيه‬
‫الية العظيمة أنم مع قلتهم ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم والبشارة بأن الق ل يزول‬
‫بالكلية كما زال فيما مضى بل ل تزال عليه طائفة قوله حت يأت أمر ال الظاهر أن الراد بأمر‬
‫ال ما روي من قبض من بقي من الؤمني بالريح الطيبة ووقوع اليات العظام ث ل يبقى إل‬
‫شرار الناس كما روى الاكم وأصله ف مسلم عن عبدالرحن بن شاسة أن عبدال ابن عمرو‬
‫قال ل تقوم الساعة إل على شرار اللق هم شرار من أهل الاهلية فقال عقبة بن عامر لعبد ال‬
‫أعلم ما تقول وأما أنا فسمعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ل تزال عصابة من أمت يقاتلون‬
‫على أمر ال ظاهرين ل يضرهم من خالفهم حت تأتيهم الساعة على ذلك فقال عبد ال ويبعث‬
‫ال ريا ريها السك ومسها مس الرير فل تترك أحدا ف قلبه مثقال حبة من إيان إل قبضته ث‬
‫يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة وف صحيح مسلم عن ابن مسعود مرفوعا ل تقوم الساعة‬
‫إل على شرار الناس وف صحيحه أيضا ل تقوم الساعة حت ل يقال ف الرض ال ال وذلك‬
‫إنا يقع بعد طلوع الشمس من مغربا وخروج الدابة وسائر اليات العظام وقد ثبت أن اليات‬
‫العظام مثل السلك إذا انقطع تناثر الرز بسرعة رواه أحد ويؤيده حديث عمران بن حصي‬
‫مرفوعا ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق ظاهرين على من ناوأهم حت يقاتل آخرهم‬
‫الدجال رواه أبو داود والاكم وعلى هذا فالراد بقوله ف حديث عقبة وما أشبهه من الحاديث‬
‫حت تأتيهم الساعة ساعتهم وهي وقت موتم ببوب الريح ذكره الافظ وهو العتمد وقد‬
‫اختلف ف مل هذه الطائفة فقال ابن بطال إنا تكون‬
‫‪ 332‬ببيت القدس حت إل أن تقوم الساعة كما روى الطبي من حديث أب امامة قيل يا رسول ال‬
‫وأين هم قال ببيت القدس وقال معاذ بن جبل رضي ال عنه هم بالشام وهذا قول اكثر‬
‫الشارحي وف كلم الطبي ما يدل على أنه ل يب أن تكون ف الشام أو ف أول بيت القدس‬
‫دائما إل أن يقاتلوا الدجال بل قد تكون ف موضع آخر لكن ل تلوا الرض منها حت يأت أمر‬
‫ال قلت وهذا هو الق فإنه ليس ف الشام منذ أزمان أحد بذه الصفات بل ليس فيه إل عباد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫القبور وأهل الفسق وأنواع الفواحش والنكرات ويتنع أن يكونوا هم الطائفة النصورة وأيضا‬
‫فهم منذ أزمان ل يقاتلون أحدا من أهل الكفر وإنا بأسهم وقتالم بينهم وعلى هذا فقوله ف‬
‫الديث هم ببت القدس وقول معاذ هم بالشام الراد أنم يكونون فيه بعض الزمان دون بعض‬
‫وكذلك الواقع فدل على ما ذكرنا قوله تبارك وتعال قال ابن القيم البكة نوعان أحدها بركة‬
‫وهي فعله تبارك وتعال والفعل منها بارك ويتعدى بنفسه تارة وبأداة على تارة وبأداة ف تارة‬
‫والفعول منها مبارك وهو ما جعل كذلك فكان مباركا بعله تعال والنوع الثان بركة تضاف‬
‫إليه إضافة الرحة والعزة والفعل منها تبارك ولذا ل يقال لغيه ذلك ول يصلح إل له عز وجل‬
‫فهو سبحانه التبارك وعبده ورسوله البارك كما قال السيح عليه السلم جعلن مباركا أينما‬
‫كنت فمن بارك ال فيه وعليه فهو البارك وأما صفة تبارك فمختصه به كما أطلقها على نفسه‬
‫بقوله تبارك ال رب العالي تبارك‬
‫‪ 333‬الذي بيده اللك وهو على كل شيء قدير أفل تراها كيف اطردت ف القرآن جارية عليه متصة‬
‫به ل تطلق على غيه وجاءت على بناء السعة والبالغة كتعال وتعاظم ونوه فجاءت تبارك على‬
‫بناء تعال الذي هو دال على كمال العلو ونايته فكذلك تبارك دال على كمال بركته وعظمتها‬
‫وسعتها وهذا معن قول من قال من السلف تبارك تعاظم وقال ابن عباس جاء بكل بركة وأعلم‬
‫أن هذا الديث بملته ما عد من الدلة على الشهادتي فإن كل جلة منه وقعت كما أخب با‬
‫صلى ال عليه وسلم باب ما جاء ف السحر ش السحر ف اللغة عبارة عما خفي ولطف سببه‬
‫ولذا جاء ف الديث إن من البيان لسحرا وسي السحور سحورا لنه يقع خفيا آخر الليل وقال‬
‫تعال سحروا أعي الناس أي اخفوا عنهم علمهم ولا كان السحر من أنواع الشرك إذ ل يأت‬
‫السحر بدونه ولذا جاء ف الديث ومن سحر فقد أشرك أدخله الصنف ف كتاب التوحيد‬
‫ليبي ذلك تذيرا منه كما ذكر غيه من أنواع الشرك قال أبو ممد القدسي ف الكاف السحر‬
‫عزائم ورقى وعقد يؤثر ف القلوب والبدان فيمرض ويقتل ويفرق الرء وزوجته ويأخذ احد‬
‫الزوجي عن صاحبه قال ال تعال فيتعلمون منهما ما يفرق بي الرء وزوجه وقال سبحانه‬
‫‪ 334‬قل اعوذ برب الفلق إل قوله ومن شر النفاثات ف العقد يعن السواحر اللت يعقدون ف‬
‫سحرهن وينفثن ف عقدهن ولول أن للسحر حقيقة ل يأمر بالستعاذة منه وروت عائشة أن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫النب صلى ال عليه وسلم سحر حت انه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله وانه قال لا ذات‬
‫يوم أتان ملكان فجلس أحدها عند رأسي والخر عند رجلي فقال ما وجع الرجل قال‬
‫مطبوب قال من طبه قال لبيد بن أعصم ف مشط ومشاطة ف جف طلعة ذكر ف بئر ذي اروان‬
‫رواه البخاري انتهى وقد زعم قوم من العتزلة وغيهم أن السحر تييل ل حقيقة له هذا ليس‬
‫بصحيح على إطلقه بل منه ما هو تييل ومنه ما له حقيقة كما يفهم ما تقدم قال وقول ال‬
‫تعال ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق ش أي ولقد علم اليهود الذين استبدلوا‬
‫السحر عن متابعة الرسل واليان بال لن اشتراه أي استبدل ما تتلوا الشياطي بكتاب ال‬
‫ومتابعة رسله ما له ف الخرة من خلق قال ابن عباس من نصيب قال قتادة وقد علم أهل‬
‫الكتاب فيما عهد ال اليهم أن الساحر ل خلق له ف الخرة وقال السن ليس له دين فدلت‬
‫الية على تري السحر وهو كذلك بل هو مرم ف جيع أديان الرسل عليهم السلم كما قال‬
‫تعال ول يفلح الساحر حيث اتى واستدل با بعضهم على كفر الساحر لعموم قوله لن اشتراه‬
‫يدل عليه قوله فيتعلمون منها ما يفرقون به‬
‫‪ 335‬بي الرء وزوجه وقد نص أصحاب أحد على أنه يكفر بتعلمه وتعليمه وروى عبدالرزاق عن‬
‫صفوان بن سليم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من تعلم شيئا من السحر قليل كان أو‬
‫كثيا كان آخر عهده من ال وهذا مرسل واختلفوا هل يكفر الساحر أول فذهب طائفة من‬
‫السلف إل أنه يكفر وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحد قال أصحابه إل أن يكون سحره بأدوية‬
‫وتدخي وسقي شيء يضر فل يكفر وقيل ل يكفر إل أن يكون ف سحره شرك فيكفر وهذا‬
‫قول الشافعي وجاعته قال الشافعي رحه ال إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك فإن‬
‫وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إل الكواكب السبعة وأنا تفعل ما‬
‫يلتمس منها فهو كافر وإن كان ل يوجب الكفر فإن اعتقد اباحته كفر وعند التحقيق ليس بي‬
‫القولي اختلف فإن من ل يكفر لظنه أنه يتأتى بدون الشرك وليس كذلك بل ل يأت السحر‬
‫الذي من قبل الشياطي إل بالشرك وعبادة الشيطان والكواكب ولذا ساه ال كفرا ف قوله انا‬
‫نن فتنة فل تكفر وقوله وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا وف حديث مرفوع رواه‬
‫رزين الساحر كافر وقال أبو العالية السحر من الكفر وقال ابن عباس ف قوله إنا نن فتنة فل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تكفر وذلك أنما علماه الي والشر والكفر واليان فعرفا أن السحر من الكفر وقال ابن جريج‬
‫ف الية ل يترىء على السحر إل الكافر وأما سحر الدوية والتدخي ونوه فليس بسحر وإن‬
‫سي سحرا فعلى سبيل الجاز كتسمية القول البليغ والنميمة سحرا ولكنه يكون حراما لضرته‬
‫يعزر من يفعله تعزيرا بليغا قال وقوله يؤمنون بالبت والطاغوت‬
‫‪ 336‬ش تقدم الكلم عليها ف الباب الذي قبله ووجه إيرادها هنا ظاهر لن السحر من البت كما‬
‫قال عمر بن الطاب قال الصنف قال عمر بن الطاب البت السحر والطاغوت الشيطان ش‬
‫هذا الثر رواه ابن أب حات وغيه وفيه معرفة البت والطاغوت والفرق بينهما قال وقال جابر‬
‫الطواغيت كهان كان ينل عليهم الشيطان ف كل حي واحد هذا ش هذا الثر رواه ابن أب‬
‫حات بنحوه مطول عن وهب بن منبه قال سألت جابر بن عبدال عن الطواغيت الت كانوا‬
‫يتحاكمون إليها قال إن ف جهينة واحدا وف أسلم واحدا وف هلل واحدا وف كل حي واحدا‬
‫وهم كهان تنل عليهم الشياطي قوله قال جابر هو ابن عبدال بن عمرو بن حرام أبو عبدال‬
‫النصاري ث السلمي بفتحتي صحاب جليل ابن صحاب جليل مكثر عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم مات بالدينة بعد السبعي وقد كف بصره وله أربع وتسعون سنة قوله الطواغيت كهان‬
‫إل آخره الراد بذا أن الكهان من الطواغيت ل أنم الطواغيت ل غي وقوله كان ينل عليهم‬
‫الشيطان أراد النس ل الشيطان الذي هو ابليس فقط بل تتنل عليهم الشياطي وياطبونم‬
‫ويبونم ببعض الغيب ما يسترقونه من السمع فيصدقون مرة ويكذبون مائة قوله ف كل حي‬
‫واحد الي واحد الحياء وهم القبائل أي ف كل قبيلة من قبائل العرب كاهن يتحاكمون إليه‬
‫ويسألونه عن الغيب وكذلك كان المر قبل مبعث النب صلى ال عليه وسلم فأبطل ال ذلك‬
‫بالسلم وحرست السماء‬
‫‪ 337‬بالشهب ومطابقة هذا للترجة ظاهر من جهة أن الساحر طاغوت من الطواغيت إذ كان هذا‬
‫السم يطلق على الكاهن فالساحر أول لنه أشر وأخبث قال عن أب هريرة ان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الوبقات قالوا يا رسول ال وما هن قال الشرك بال والسحر‬
‫وقتل النفس الت حرم ال قتلها إل بالق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتول يوم الزحف‬
‫وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات ش هكذا أورد الصنف هذا الديث غر معزو وقد رواه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫البخاري ومسلم قوله اجتنبوا السبع أي ابعدوا وهو أبلغ من ل تفعلوا لن ني القربان أبلغ من‬
‫ني الباشرة ذكره الطيب قوله السبع الوبقات بوحدة وقاف أي الهلكات وسيت الكبائر‬
‫موبقات لنا تلك فاعلها ف الدنيا با يترتب عليها من العقوبات وف الخرة من العذاب قلت‬
‫هكذا ثبت ف هذه الرواية عن السبع الوبقات وكذلك ف كتاب عمرو بن حزم الذي أخرجه‬
‫النسائي وابن حبان ف صحيحه والطبان من طريق سليمان بن داود عن الزهري عن أب بكر‬
‫بن ممد بن عمرو ابن حزم عن أبيه عن جده قال كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم كتاب‬
‫الفرائض والديات والسنن وبعث به مع عمرو بن حزم إل اليمن الديث بطوله وفيه وكان ف‬
‫الكتاب وإن اكب الكبائر الشرك فذكر مثل حديث أب هريرة سواء وأخرجه البزار وابن النذر‬
‫من طريق عمرو بن أب سلمة بن عبدالرحن عن أبيه عن أب هريرة رفعه الكبائر الشرك بال‬
‫وقتل النفس الديث وذكر بدل السحر النتقال إل العرابية بعد الجرة وكذلك ف حديث‬
‫عند الطبان وقال عبد الرزاق انبأنا‬
‫‪ 338‬معمر عن السن قال الكبائر الشراك بال فذكر مثل الول سواء ال أنه قال اليمي الفاجرة‬
‫بدل السحر وف حديث ابن عمر عند البخاري ف الدب الفرد والطبي ف التفسي وعبدالرزاق‬
‫مرفوعا وموقوفا قال الكبائر تسع فذكر السبع الذكورة وزاد رد اللاد ف الرم وعقوق‬
‫الوالدين واخرج اساعيل القاضي بسند صحيح إل سعيد بن السيب قال هن عشر فذكر السبع‬
‫الت ف الصل وزاد عقوق الوالدين واليمي الغموس وشرب المر ولبن أب حات عن علي قال‬
‫الكبائر فذكر السبع إل مال اليتيم وزاد العقوق والتعرب بعد الجرة وفراق الماعة ونكث‬
‫الصفقة وللطبان عن أب أمامة أنم تذاكروا الكبائر فقالوا الشرك ومال اليتيم والفرار من‬
‫الزحف والسحر والعقوق وقول الزور والغلول والربا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فأين‬
‫تعلون الذين يشترون بعهد ال وأيانم ثنا قليل وقد جاء ف أحاديث غي ما ذكرنا جلة من‬
‫الكبائر منها اليمي الغموس وشهادة الزور والمن من مكر ال والقنوط من رحة ال وسوء‬
‫الظن بال والزنا والسرقة وغي ذلك قال الافظ ويتاج عند هذا إل الواب عن الكمة ف‬
‫القتصار على سبع وياب بأن مفهوم العدد ليس بجة وهو جواب ضعيف أو بأنه أعلم أول‬
‫بالذكورات ث أعلم با زاد فيجب الخذ بالزائد أو أن القتصار وقع بسب القام بالنسبة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫للسائل أو من وقعت له واقعة ونو ذلك وقد أخرج الطبي واساعيل القاضي عن ابن عباس أنه‬
‫قيل له الكبائر سبع فقال هن أكثر من سبع وف رواية عنه هي إل السبعي أقرب وف رواية‬
‫‪ 339‬ال السبع مئة وإذا تقرر ذلك عن فساد من عرف الكبية بأنا ما وجب فيها الد لن اكثر‬
‫الذكورات ل يب فيها الد انتهى وسيأت مزيد لذلك إن شاء ال قوله قال الشرك بال هو أن‬
‫يعل ل ندا يدعوه كما يدعو ال ويرجوه كما يرجو ال ويافه كما ياف ال وبدأ به لنه‬
‫أعظم ذنب عصي ال به كما ف الصحيحي عن ابن مسعود سألت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫اي الذنب اعظم عند ال قال ان تعل ل ندا وهو خلقك قوله والسحر تقدم معناه وهذا وجه‬
‫إيراد الصنف لذا الديث ف الباب قوله وقتل النفس الت حرم ال أي حرم قتلها إل بالق أي‬
‫بفعل موجب للقتل كقتل الشرك الحارب والنفس بالنفس والزان بعد الحصان كما قال تعال‬
‫ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب ال عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما‬
‫وسواء ف ذلك القتل عمدا أو شبه عمد كما صرح به طائفة من الشافعية بلف قتل الطأ فإنه‬
‫ل كبية ول صغية لنه غي معصية قلت ويلتحق بذلك قتل العاهد كما صح ف الديث من‬
‫قتل معاهدا ل يرح رائحة النة الديث قوله وأكل الربا أي تناوله بأي وجه كان كما قال‬
‫تعال الذين يأكلون الربا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الس إل قوله ومن‬
‫عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون قال ابن‬
‫‪ 340‬دقيق العيد وهو مرب لسوء الاتة نعوذ بال من ذلك قوله وأكل مال اليتيم يعن التعدي فيه‬
‫وعب بالكل لنه أهم وجوه النتفاع كما قال تعال إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنا‬
‫يأكلون ف بطونم نارا وسيصلون سعيا قوله والتول يوم الزحف أي الدبار من وجوه الكفار‬
‫وقت ازدحام الطائفتي ف القتال وإنا يكون كبية إذا فر إل غي فئة أو غي منحرف لقتال كما‬
‫قال تعال يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فل تولوهم الدبار ومن يولم يومئذ‬
‫دبره إل متحرفا لقتال أو متحيزا إل فئة فقد باء بغضب من ال ومأواه جهنم وبئس الصي قوله‬
‫وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات هو بفتح الصاد الحفوظات من الزنا وبكسرها الافظات‬
‫فروجهن منه والراد الرائر العفيفات ول يتص بالتزوجات بل حكم البكر كذلك بالجاع‬
‫كما ذكره الافظ إل إن كانت دون تسع سني والراد رميهن بزنا أو لواط والغافلت أي عن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الفواحش وما رمي به ل خب عندهن من ذلك فهو كناية عن البيئات لن الغافل بريء عما‬
‫بت به من الزنا والؤمنات أي بال تعال احترازا عن قذف الكافرات فإنه من الصغائر قال وعن‬
‫جندب مرفوعا حد الساحر ضربه بالسيف رواه الترمذي وقال الصحيح أنه موقوف ش هذا‬
‫الديث رواه الترمذي كما قال الصنف من طريق اساعيل ابن مسلم الكي وقال بعد أن رواه‬
‫ل نعرفه مرفوعا إل من هذا الوجه واساعيل بن مسلم الكي يضعف ف الديث من قبل حفظه‬
‫واساعيل بن‬
‫‪ 341‬مسلم العبدي البصري قال وكيع هو ثقة ويروى عن السن أيضا والصحيح عن جندب‬
‫موقوف انتهى ورواه أيضا الدارقطن والبيهقي والاكم وقال صحيح غريب وقال الترمذي ف‬
‫العلل سألت عنه ممدا يعن البخاري فقال هذا ل شيء واساعيل ضعيف جدا وقال الذهب ف‬
‫الكبائر إنه من قول جندب وأشار مغلطاي إل أنه وإن كان ضعيفا يتقوى بكثرة طرقه وقال‬
‫خرجه جع منهم البغوي الكبي والصغي والطبان والبزار ومن ل يصى كثرة قوله عن جندب‬
‫ظاهر صنيع الطبان ف الكبي أنه جندب بن عبدال البجلي ل جندب الي الزدي قاتل‬
‫الساحر فإنه رواه ف ترجة جندب البجلي من طريق خالد العبد عن السن عن جندب عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وذكره وخالد العبد ضعيف قال الافظ والصواب أنه غيه فقد رواه ابن‬
‫قانع والسن بن سفيان من وجهي عن السن عن جندب الي أنه جاء إل ساحر فضربه‬
‫بالسيف حت مات وقال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول فذكره وجندب الي هو‬
‫جندب بن كعب وقيل جندب بن زهي وقيل ها واحد كما قاله ابن حبان أبو عبد ال الزدي‬
‫الغامدي صحاب وروى ابن السكن من حديث بريدة أن النب صلى ال عليه وسلم قال يضرب‬
‫ضربة فيكون أمة وحده قوله حد الساحر ضربه بالسيف روى بالاء وبالتاء وكلها صحيح‬
‫وبذا الديث أخذ أحد ومالك وأبو حنيفة فقالوا يقتل الساحر وروي ذلك عن عمر وعثمان‬
‫وابن عمر وحفصة وجندب بن عبدال وجندب بن كعب وقيس بن سعد وعمر بن عبدالعزيز‬
‫ول ير الشافعي عليه القتل بجرد السحر إل إن عمل ف سحره ما يبلغ الكفر وبه قال ابن النذر‬
‫وهو رواية‬
‫‪ 342‬عن أحد والول أول للحديث ولثر عمر الذي ذكره الصنف وعمل به الناس ف خلفته من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫غي نكي فكان إجاعا قال وف صحيح البخاري عن بالة بن عبدة قال كتب عمر ابن الطاب‬
‫أن اقتلوا كل ساحر وساحرة قال فقلنا ثلث سواحر ش هذا الثر رواه البخاري كما ذكره‬
‫الصنف لكنه ل يذكر قتل السحرة ولفظه عن بالة بن عبدة قال كنت كاتبا لزء بن معاوية‬
‫عم الحنف فأتانا كتاب عمر بن الطاب قبل موته بسنة فرقوا بي كل مرم من الجوس ول‬
‫يكن عمر أخذ الزية من الجوس حت شهد عبدالرحن بن عوف أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أخذها من موسي هجر وعلى هذا فعزو الصنف إل البخاري يتمل أنه أراد أصله ل‬
‫لفظه ورواه الترمذي والنسائي متصرا ورواه عبدالرزاق وأحد وأبو داود والبيهقي مطول ورواه‬
‫القطيعي ف الزء الثان من فوائده بزيادة فقال حدثنا أبو علي بشر بن موسى السدي ثنا هوذة‬
‫بن خليفة ثنا عوف عن عمار مول بن هاشم عن بالة بن عبدة قال كتب إلينا عمر بن الطاب‬
‫أن اعرضوا على من كان قبلكم من الجوس أن يدعوا نكاح أمهاتم وبناتم وأخواتم ويأكلوا‬
‫جيعا كيما نلحقهم بأهل الكتاب ث اقتلوا كل كاهن وساحر قلت وإسناده حسن قوله عن‬
‫بالة هو بفتح الوحدة بعدها جيم ابن عبدة بفتحتي التيمي العنبي بصري ثقة قوله كتب إلينا‬
‫عمر بن الطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة إل آخره صريح ف قتل الساحر والساحرة وهو‬
‫من حجج المهور القائلي بأنه يقتل وظاهره أنه يقتل من غي استتابة وهو كذلك على الشهور‬
‫عن أحد وبه قال مالك إن الصحابة ل يستتيبوهم ولن علم السحر ل يزول بالتوبة‬
‫‪ 343‬وعن أحد يستتاب فإن تاب قبلت توبته وخلي سبيله وبه قال الشافعي لن ذنبه ل يزيد على‬
‫الشرك والشرك يستتاب وتقبل توبته فكذلك الساحر وعلمه بالسحر ل ينع توبته بدليل ساحر‬
‫أهل الكتاب إذا أسلم ولذلك صح إيان سحرة فرعون وتوبتهم قلت الول أصح لظاهر عمل‬
‫الصحابة فلو كانت الستتابة واجبه لفعلوها أو بينوها وأما قياسه على الشرك فل يصح لنه‬
‫أكثر فسادا وتشبيها من الشرك وكذلك ل يصح قياسه على ساحر أهل الكتاب لن السلم‬
‫يب ما قبله وهذا اللف إنا هو ف اسقاط الد عنه بالتوبة أما فيما بينه وبي ال فإن كان‬
‫صادقا قبلت توبته قال وصح عن حفصة أنا أمرت بقتل جارية لا سحرتا ش هذا الثر رواه‬
‫مالك ف الوطأ عن ممد بن عبدالرحن بن سعد بن زرارة أنه بلغه أن حفصة زوج النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قتلت جارية لا سحرتا وكانت قد دبرتا فأمرت با فقتلت ورواه عبدالرزاق‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وحفصة هي أم الؤمني بنت عمر بن الطاب تزوجها النب صلى ال عليه وسلم بعد خنيس بن‬
‫حذافة سنة ثلث وماتت سنة خس واربعي قال وكذا صح عن جندب ش الراد به هنا قطعا‬
‫جندب الي الزدي قاتل الساحر وهو جندب ابن كعب بن عبدال قال أبو حات جندب بن‬
‫كعب قاتل الساحر ويقال جندب بن زهي فجعلها واحدا وفرق بينهما ابن الكلب وغيه قال‬
‫ابن عبد الب ذكر الزبي أن جندب بن زهي قاتل الساحر والصحيح أنه غيه وأشار الصنف بذا‬
‫إل قتله الساحر كما رواه البخاري ف تاريه عن أب عثمان النهدي قال كان عند الوليد رجل‬
‫يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه فعجبنا فأعاد رأسه فجاء جندب الزدي فقتله ورواه البيهقي ف‬
‫‪ 344‬الدلئل مطول وفيه فقال الناس سبحان ال يي الوتى وراه رجل صال من الهاجرين فنظر إليه‬
‫فلما كان من الغد اشتمل على سيفه فذهب يلعب لعبه ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه‬
‫وقال إن كان صادقا فليحيي نفسه فأمر به الوليد فسجن وذكر القصة بتمامها ولا طرق كثية‬
‫قوله قال أحد عن ثلثة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ش أحد هو المام أحد بن‬
‫ممد بن حنبل وقوله عن ثلثة أي صح قتل الساحر عن ثلثة أوجاء قتل الساحر عن ثلثة من‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه وسلم يعن عمر وحفصة وجندبا وال اعلم باب بيان شيء من‬
‫أنواع السحر لا ذكر الصنف ما جاء ف السحر أراد هنا أن يبي شيئا من أنواعه لكثرة وقوعها‬
‫وخفائها على الناس حت اعتقد كثي من الناس أن من صدرت عنه هذه المور فهو من الولياء‬
‫وعدوها من كرمات الولياء وآل المر إل أن عبد أصحابا ورجي منهم النفع والضر والفظ‬
‫والكلءة والنصر أحياء وأمواتا بل اعتقد كثي ف أناس من هؤلء أن لم التصرف التام الطلق ف‬
‫اللك ول بد من ذكر فرقان يفرق به الؤمن بي ول ال وبي عدو ال من ساحر وكاهن‬
‫وعائف وزاجر ومتطي ونوهم من قد يري على يده شيء من الوارق فاعلم أنه ليس كل من‬
‫جرى على يده شيء من خوارق العادة يب أن يكون وليا ل تعال لن العادة تنخرق بفعل‬
‫‪ 345‬الساحر والشعوذ وخب النجم والكاهن بشيء من الغيب ما يبه به الشياطي السترقون للسمع‬
‫وفعل الشياطي بأناس من ينتسبون إل دين وصلح ورياضة مالفة للشريعة كأناس من الصوفية‬
‫وكرهبان النصارى ونوهم فيطيون بم ف الواء ويشون بم على الاء ويأتون بالطعام‬
‫والشراب والدراهم وقد يكون ذلك بعزائم ورقى شيطانية وبيل وأدوية كالذين يدخلون النار‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بجر الطلق ودهن النارنج وقد يكون برؤيا صادقة فيها وما يستدل به على وقوع ما ل يقع‬
‫وهذه مشتركة بي ول ال وعدوه وقد يكون ذلك بنوع طية يدها النسان ف نفسه فتوافق‬
‫القدر وتقع كما أخب وقد يكون بعلم الرمل والضرب بالصى وقد يكون ذلك استدراجا‬
‫والحوال الشيطانية كثية وقد فرق ال بي أوليائه وأعدائه ف كتابه فاعتصم به وحده ل إله إل‬
‫هو فإنه ل يضل من اعتصم به ول يشقى قال ال تعال إل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول هم‬
‫يزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون فذكر تعال أن أولياءه الذين ل خوف عليهم ول هم يزنون‬
‫هم الؤمنون التقون ول يشترط ان يري على أيديهم شيء من خوارق العادة فدل أن الشخص‬
‫قد يكون وليا ل وإن ل ير على يديه شيء من الوارق إذا كان مؤمنا متقيا وقال تعال قل إن‬
‫كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وال غفور رحيم فأولياء ال الحبوبون‬
‫عند ال هم التبعون للرسول صلى ال عليه وسلم باطنا وظاهرا ومن كان بلف هذا فليس‬
‫بؤمن فضل عن أن يكون وليا ل تعال وإنا أحبهم ال تعال لنم والوه فأحبوا ما يب‬
‫وأبغضوا ما يبغض ورضوا با يرضى وسخطوا ما يسخط وأمروا با يأمر ونوا عما ينهى وأعطوا‬
‫من يب أن يعطى ومنعوا من‬
‫‪ 346‬يب أن ينع وأصل الولية الحبة والقرب وأصل العداوة البغض والبعد وبالملة فأولياء ال هم‬
‫أحبابه القربون اليه بالفرائض والنوافل وترك الحارم الوحدون له الذين ل يشركون بال شيئا‬
‫وإن ل تر على أيديهم خوارق فإن كانت الوارق دليل على ولية ال فلتكن دليل على ولية‬
‫الساحر والكاهن والنجم والتفرس ورهبان اليهود والنصارى وعباد الصنام فإنم يري لم من‬
‫الوارق ألوف ولكن هي من قبل الشياطي فإنم يتنلون عليهم لجانستهم لم ف الفعال‬
‫والقوال كما قال تعال قل هل أنبئكم على من تنل الشياطي تنل على كل أفاك أثيم وقال‬
‫تعال ومن يعش عن ذكر الرحن نقيض له شيطانا فهو له قرين وقد طارت الشياطي ببعض من‬
‫ينتسب إل الولية فقال ل إله إل ال فسقط وتد عمدة كثي من الناس ف اعتقادهم الولية ف‬
‫شخص أنه قد صدر عنه مكاشفة ف بعض المور أو بعض الوارق للعادة مثل أن يشي إل‬
‫شخص فيموت أو يطي ف الواء إل مكة أو غيها أحيانا أو يشي على الاء أو يل ابريقا من‬
‫الواء أو يب ف بعض الوقات بشيء من الغيب أو يتفي أحيانا عن أعي الناس أو يب بعض‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الناس با سرق له أو بال غائب أو مريض أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت‬
‫فرآه قد جاء فقضى حاجته أو نو ذلك وليس ف شيء من هذه المور ما يدل على أن صاحبها‬
‫مسلم فضل من أن يكون وليا ل بل قد اتفق أولياء ال على أن الرجل لو طار ف الواء ومشى‬
‫على الاء ل يغتر به حت ينظر متابعته لرسول ال صلى ال عليه وسلم وموافقته لمره ونيه ومثل‬
‫هذه المور قد يكون صاحبها وليا ل وقد يكون عدوا له فإنا قد تكون لكثي من الكفار‬
‫والشركي واليهود والنصارى والنافقي وأهل البدع وتكون‬
‫‪ 347‬لؤلء من قبل الشياطي أو تكون استدراجا فل يوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه‬
‫المور فهو ول ل بل يعرف أولياء ال بصفاتم وأحوالم وأفعالم الت دل عليها الكتاب والسنة‬
‫وأكثر هذه المور قد توجد ف أشخاص يكون أحدهم ل يتوضأ ول يصلي الكتوبة ول يتنظف‬
‫ول يتطهر الطهارة الشرعية بل يكون ملبسا للنجاسات معاشرا للكلب يأوي إل الزابل‬
‫رائحته خبيثة ركابا للفواحش يشي ف السواق كاشفا لعورته غامزا للشرع مستهزئا به وبملته‬
‫يأكل العقارب والبائث الت تبها الشياطي كافرا بال ساجدا لغي ال من القبور وغيها يكره‬
‫ساع القرآن وينفر منه ويؤثر ساع الغان والشعار ومزامي الشيطان على كلم الرحن فلو‬
‫جرى على يدي شخص من الوارق ماذا عساه أن يري فل يكون وليا ل مبوبا عنده حت‬
‫يكون متبعا لرسوله صلى ال عليه وسلم باطنا وظاهرا فإن قلت فعلى هذا ما الفرق بي الكرامة‬
‫وبي الستدراج والحوال الشيطانية قيل إن علمت ما ذكرنا عرفت الفرق لنه إذا كان‬
‫الشخص مالفا للشرع فما يري له من هذه المور ليس بكرامة بل هي إما استدراج وإما من‬
‫عمل الشياطي ويكون سببها هو ارتكاب ما نى ال عنه ورسوله صلى ال عليه وسلم فإن‬
‫العاصي ل تكون سببا لكرامة ال ول يستعان بالكرامات عليها فإذا كانت ل تصل بالصلة‬
‫والذكر وقراءة القرآن والدعاء بل تصل با تبه الشياطي كالستغاثة بغي ال أو كانت ما‬
‫يستعان با على ظلم اللق وفعل الفواحش فهي من الحوال الشيطانية ل من الكرامات‬
‫الرحانية وكلما كان النسان أبعد عن الكتاب والسنة كانت الوارق الشيطانية له اقوى وأكثر‬
‫من غيه فإن الن الذي يقترنون بالنس‬
‫‪ 348‬من جنسهم فإن كان كافرا ووافقهم على ما يتارونه من الكفر والفسوق والضلل والقسام‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عليهم بأساء من يعظمونه وللسجود لم وكتابة اساء ال أو بعض كلمه بالنجاسة فعلوا معه‬
‫كثيا ما يشتهيه بسبب ما برطلهم به من الكفر وقد يأتونه با يهواه من امرأة وصب بلف‬
‫الكرامة فإنا ل تصل إل بعبادة ال والتقرب إليه ودعائه وحده ل شريك له والتمسك بكتابه‬
‫واجتناب الحرمات فما يري من هذا الضرب فهو كرامة وقد اتفق على هذا الفرق جيع‬
‫العلماء وبالملة فإن عرفت السباب الت با تنال ولية ال عرفت أهلها وعرفت أنم أهل‬
‫الكرامة وإن كنت من يسمع بالولياء وهو ل يعرف الولية ول اسبابا ول أهلها بل ييل مع‬
‫كل ناعق وساحر وما تغن اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون ولشيخ السلم كتاب الفرقان بي‬
‫اولياء الرحن وأولياء الشيطان فراجعه فإنه أتى فيه بالق البي قال رحه ال قال أحد حدثنا‬
‫ممد بن جعفر ثنا عوف ثنا حبان بن العلء وثنا قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إن العيافة والطرق والطية من البت قال العوف العيافة زجر الطي والطرق‬
‫الط يط ف الرض والبت قال السن رنة الشيطان إسناده جيد ولب داود والنسائي وابن‬
‫حبان ف صحيحه السند منه ش قوله قال احد هو المام أحد بن ممد بن حنبل وممد بن‬
‫جعفر هو الشهور بغندر الذل البصري ثقة مشهور ثبت ف شعبة حت فضله علي بن الدين فيه‬
‫على عبدالرحن بن مهدي بل أقر له ابن مهدي بذلك مات سنة ست ومائتي وعوف هو ابن‬
‫أب جيلة بفتح اليم العبدي‬
‫‪ 349‬البصري العروف بعوف العراب ثقة مات سنة ست أو سبع وأربعي ومائة وله ست وثانون‬
‫سنة وحبان بن العلء هو بالتحية ويقال حيان بن مارق ابو العلء البصري مقبول وقطن‬
‫بفتحتي أبو سهلة البصري صدوق قوله عن أبيه هو قبيصة بفتح أوله وكسر الوحدة ابن‬
‫الخارق بضم اليم وتفيف العجمة أبو عبدال اللل صحاب نزل البصرة قوله إن العيافة‬
‫والطرق والطية من البت قال عوف العيافة زجر الطي هذا التفسي ذكره غي واحد كما قال‬
‫عوف وهو كذلك قال أبو السعادات العيافة زجر الطي والتفاؤل بأسائها وأصواتا ومرها وهو‬
‫من عادة العرب كثيا وهو كثي ف أشعارهم يقال عاف يعيف عيفا إذا زجر وحدس وظن قوله‬
‫والطرق الط يط ف الرض هكذا فسره عوف وهو تفسي صحيح وقال أبو السعادات هو‬
‫الضرب بالصى الذي يفعله النساء قلت وايا ما كان فهو من البت وأما الطية فسيأت الكلم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عليها ف بابا إن شاء ال تعال قوله من البت أي من أعمال السحر قال القاضي والبت ف‬
‫الصل الفشل الذي ل خي فيه ث استعي لا يعبد من دون ال وللساحر والسحر وقال الطيب من‬
‫فيه إما ابتدائية أو تبعيضية فعلى الول العن الطية ناشئة من الساحر وعلى الثان العن الطية‬
‫من جلة السحر والكهانة أو من جلة عبادة غي ال أي الشرك يؤيده قوله ف الديث الت‬
‫الطية شرك انتهى وف الديث دليل على تري التنجيم لنه إذا كان الظ ونوه الذي هو من‬
‫فروع النجامة من البت فكيف بالنجامة قوله قال السن رنة الشيطان ل أجد فيه كلما‬
‫‪ 350‬قوله ولب داود والنسائي وابن حبان ف صحيحه السند منه يعن أن هؤلء رووا الديث‬
‫واقتصروا على الرفوع منه ول يذكروا التفسي الذي فسره به عوف وقد رواه أبو داود ف‬
‫التفسي الذكرو بدون كلم السن والنسائي هوالمام الافظ أحد بن شعيب بن علي بن سنان‬
‫بن بر بن دينار أبو عبدالرحن صاحب السنن وغيها من الصنفات روى عن ممد بن الثن‬
‫وابن بشار وقتيبة بن سعيد وخلق وكان اليه النتهى ف الفظ والعلم لعلل الديث مات سنة‬
‫ثلث وثلث مئة وله ثان وثانون سنة قال وعن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد رواه ابو داود بإسناد‬
‫صحيح ش هذا الديث رواه أبو داود كما قال الصنف باسناد صحيح وكذا صححه النووي‬
‫والذهب ورواه أحد وابن ماجه قوله من اقتبس قال أبو السعادات قبست العلم واقتبسته إذا‬
‫تعلمته انتهى وعلى هذا فالعن من تعلم قوله شعبة أي طائفة وقطعة من النجوم والشعبة الطائفة‬
‫من الشيء والقطعة منه ومنه الديث الياء شعبة من اليان أي جزء منه قوله فقد اقتبس شعبة‬
‫من السحر أي العلوم تريه قال شيخ السلم فقد صرح رسول ال صلى ال عليه وسلم بأن‬
‫علم النجوم من السحر وقد قال ال تعال ول يفلح الساحر حيث أتى وهكذا الواقع فإن‬
‫الستقراء يدل على أن أهل النجوم ل يفلحون ف الدنيا ول ف الخرة قوله زاد ما زاد يعن‬
‫كلما زاد من علم النجوم زاد له من الث مثل إث‬
‫‪ 351‬الساحر أو زاد اقتباس شعب السحر ما زاد اقتباس علم النجوم قلت والقولن متلزمان لن‬
‫زيادة الث فرع عن زيادة السحر وذلك لنه تكم على الغيب الذي استأثر ال بعلمه فعلم أن‬
‫تأثي النجوم باطل مرم وكذا العمل بقتضاه كالتقرب إليها بتقريب القرابي لا كفر قاله ابن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫رجب قال وللنسائي من حديث أب هريرة من عقد عقدة ث نفث فيها فقد سحر ومن سحر‬
‫فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه ش هذا الديث ذكره الصنف من حديث أب هريرة وعزاه‬
‫للنسائي ول يبي هل هو موقوف أو مرفوع وقد رواه النسائي مرفوعا وذكر الصنف عن الذهب‬
‫أنه قال ل يصح وحسنه ابن مفلح قوله من عقد عقدة ث نفث فيها فقد سحر اعلم أن السحرة‬
‫إذا أرادوا عمل السحر عقدوا اليوط ونفثوا على كل عقدة حت ينعقد ما يريدونه من السحر‬
‫ولذا أمر ال بالستعاذة من شرهم ف قوله ومن شر النفاثات ف العقد يعن السواحر اللت‬
‫يفعلن ذلك والنفث هو النفخ مع ريق وهو دون التفل وهو مرتبة بينهما والنفث فعل الساحر‬
‫فإذا تكيفت نفسه بالبث والشر الذي يريده بالسحور ويستعي عليه بالرواح البيثة نفخ ف‬
‫تلك العقد نفخا معه ريق فيخرج من نفسه البيثة نفس ماذج للشر والذى مقترن بالريق‬
‫المازج لذلك وقد تساعد هو والروح الشيطانية على أذى السحور فيصيبه السحر بإذن ال‬
‫الكون الشرعي ل الذن القدري قاله ابن القيم قوله ومن سحر فقد أشرك نص ف أن الساحر‬
‫مشرك إذ ل يتأتى السحر بدون الشرك كما حكاه الافظ عن بعضهم‬
‫‪ 352‬قوله ومن تعلق شيئا وكل اليه أي من تعلق قلبه شيئا بيث يتوكل عليه ويرجوه وكله ال إل‬
‫ذلك الشيء فإن تعلق العبد على ربه واله وسيده وموله رب كل شيء ومليكه وكله اليه‬
‫فكفاه ووقاه وحفظه وتوله ونعم الول ونعم النصي كما قال تعال أليس ال بكاف عبده ومن‬
‫تعلق على السحر والشياطي وكله ال اليهم فأهلكوه ف الدنيا والخرة وبالملة فمن توكل‬
‫على غي ال كائنا من كان وكل اليه وأتاه الشر ف الدنيا والخرة من جهته مقابلة له بنقيض‬
‫قصده وهذه سنة ال ف عباده الت ل تبدل وعادته الت ل تول أن من اطمأن إل غيه أو وثق‬
‫بسواه أو ركن إل ملوق يدبره أجرى ال تعال له بسببه أو من جهته خلف ما علق به أماله‬
‫وهذا أمر معلوم بالنص والعيان ومن تأمل ذلك ف أحوال اللق بعي البصية النافذة رأى ذلك‬
‫عيانا وفائدة هذه الملة بعد ما قبلها الشارة إل أن الساحر متعلق على غي ال فإنه متعلق على‬
‫الشياطي قال وعن ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أل هل أنبئكم ما العضه‬
‫هي النميمة القالة بي الناس رواه مسلم ش قوله هل أنبئكم أي أخبكم قوله ما العضه هو بفتح‬
‫العي الهملة وسكون العجمة قال أبو السعادات هكذا تروى ف كتب الديث والذي جاء ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كتب الغريب أل أنبئكم ما العضة بكسر العي وفتح الضاد وف حديث آخر اياكم والعضة قال‬
‫الزمشري أصلها العضهة فعلة من العضه وهو البهت فحذفت لمه كما حذفت من السنة‬
‫والشفة وتمع على عضي ث فسره بقوله هي النميمة القالة بي الناس وعلى هذا فاطلق عليها‬
‫العضة لنا ل تنفك عن الكذب والبهتان غالبا ذكره‬
‫‪ 353‬القرطب قلت ظاهر ايراد الصنف لذا الديث هنا يدل على أن معن العضه عنده هنا هو السحر‬
‫ويدل على ذلك حديث كادت النميمة أن تكون سحرا رواه ابن لل ف مكارم الخلق بإسناد‬
‫ضعيف وذكر ابن عبد الب عن يي بن أب كثي قال يفسد النمام والكذاب ف ساعة مال يفسد‬
‫الساحر ف يسنة وقال ابو الطاب ف عيون السائل ومن السحر السعي بالنميمة والفساد بي‬
‫الناس قال ف الفروع ووجهه أنه يقصد الذى بكلمه وعلمه على وجه الكر واليلة أشبه‬
‫السحر ولذا يعلم بالعرف والعادة أنه يؤثر وينتج ما يعمله الساحر أو أكثر فيعطى حكمه تسوية‬
‫بي التماثلي أو التقاربي لكنه يقال الساحر إنا كفر لوصف السحر وهو امر خاص ودليله‬
‫خاص وهذا ليس بساحر وإنا يؤثر عمله ما يؤثره فيعطى حكمه إل فيما اختص به من الكفر‬
‫وعدم قبول التوبة انتهى ملخصا وبه يظهر مطابقة الديث للترجة والديث دليل على تري‬
‫النميمة وهو كذلك بالجاع وقد قال أبو ممد بن حزم اتفقوا على تري الغيبة والنميمة ف غي‬
‫النصيحة الواجبة وفيه دليل على أنا من الكبائر وقوله القالة بي الناس قال أبو السعادات أي‬
‫كثرة القول وايقاع الصومة بي الناس با يكى للبعض عن البعض ومنه الديث ففشت القالة‬
‫بي الناس قال ولما عن ابن عمر أن رسول ال صلىال عليه وسلم قال إن من البيان لسحرا‬
‫ش البيان البلغة والفصاحة قال صعصعة بن صوحان صدق نب ال أما قوله إن من البيان لسحر‬
‫فالرجل يكون عليه الق وهو الن الجج من صاحب الق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالق‬
‫وقال ابن عبد الب‬
‫‪ 354‬تأولته طائفة على الذم لن السحر مذموم وذهب أكثر أهل العلم وجاعة أهل الدب إل أنه‬
‫على الدح لن ال تعال مدح البيان قال وقد قال عمر بن عبدالعزيز لرجل سأله عن حاجة‬
‫فأحسن السألة فأعجبه قوله فقال هذا وال السحر اللل قلت الول أصح وهو أنه خرج مرج‬
‫الذم لبعض البيان ل كله وهو الذي فيه تصويب الباطل وتسينه حت يتوهم السامع انه حق أو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يكون فيه بلغة زائدة عن الد أو قوة ف الصومة حت يسحر القوم ببيانه فيذهب بالق ونو‬
‫ذلك فسماه سحرا لنه يستميل القلوب كالسحر ولذا قال صلى ال عليه وسلم لا جاءه‬
‫رجلن من الشرق فخطبا فعجب الناس لبيانما فقال رسول ال صلى ال عيله وسلم إن من‬
‫البيان لسحرا كما رواه مالك والبخاري وغيهم وأما جنس البيان فمحمود بلف الشعر‬
‫فجنسه مذموم إل ما كان حكما ولكن ل يمد البيان إل إذا ل يرج إل حد السهاب‬
‫والطناب أو تصوير الباطل ف صورة الق فإذا خرج إل هذا الد فهو مذموم وعلى هذا تدل‬
‫الحاديث كقوله صلى ال عليه وسلم إن ال يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما‬
‫تتخلل البقرة بلسانا رواه أحد وأبو داود وقوله لقد رأيت أو لقد أمرت أن أتوز ف القول فإن‬
‫الواز هو خي رواه أبو داود باب ما جاء ف الكهان ونوهم اعلم ان الكهان الذين يأخذون‬
‫عن مسترقي السمع موجودون إل اليوم لكنهم قليل بالنسبة لا كانوا عليه ف الاهلية لن ال‬
‫تعال حرس‬
‫‪ 355‬السماء بالشهب ول يبق من استراقهم إل ما يطفه العلى فيلقيه ال السفل قبل أن يصيبه‬
‫الشهاب وأما ما يب به الن مواليه من النس با غاب عن غيه ما ل يطلع عليه النسان غالبا‬
‫فكثي جدا ف أناس ينتسبون ال الولية والكشف وهم من الكهان إخوان الشياطي ل من‬
‫الولياء ولا ذكر الصنف شيئا ما يتعلق بالسحر ذكر ما جاء ف الكهان ونوهم كالعراف‬
‫لشابة هؤلء للسحرة والكهانة ادعاء علم الغيب كالخبار با سيقع ف الرض مع الستناد إل‬
‫سبب والصل فيه استراق الن السمع من كلم اللئكة فتلقيه ف اذن الكاهن والكاهن لفظ‬
‫يطلق على العراف والذي يضرب الصى والنجم وقال ف الحكم الكاهن القاضي بالغيب وقال‬
‫الطاب الكهان فيما علم بشهادة المتحان قوم لم أذهان حادة ونفوس شريرة وطبائع نارية‬
‫فهم يفزعون إل الن ف أمورهم ويستفتونم ف الوادث فيلقون اليهم الكلمات قال وروى‬
‫مسلم ف صحيحه عن بعض أزواج النب صلى ال عليه وسلم عن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه ل تقبل له صلة أربعي يوما ش هذا الديث رواه مسلم‬
‫كما قال الصنف ولفظه حدثنا ممد بن الثن العني ثنا يي بن سعيد عن عبيد ال ف نسخة‬
‫عبدال عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النب صلى ال عليه وسلم عن النب صلى ال عليه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وسلم قال من أتى عرافا فسأله عن شيء ل تقبل له صلة اربعي يوما وليلة هكذا رواه وليس‬
‫فيه فصدقه قوله عن بعض أزواج النب صلى ال عليه وسلم هي حفصة على ما ذكره أبو مسعود‬
‫الدمشقي لنه ذكر هذا الديث ف الطراف ف مسندها وكذلك ساه بعض الرواة‬
‫‪ 356‬قوله من اتى عرافا فسأله عن شيء العراف سيأت بيانه وهو من أنواع الكهان وظاهر الديث‬
‫أن هذا الوعيد مرتب على ميئه وسؤاله سواء صدقه أو شك ف خبه لن اتيان الكهان منهي‬
‫عنه كما ف حديث معاوية ابن الكم السلمي قلت يا رسول ال إن منا رجال يأتون الكهان‬
‫قال فل تأتم رواه مسلم ولنه إذا شك ف خبه فقد شك ف أنه ل يعلم الغيب وذلك موجب‬
‫للوعيد بل يب عليه أن يقطع ويعتقد أنه ل يعلم الغيب إل ال قوله ل تقبل له صلة أربعي‬
‫يوما إذا كانت هذه حال السائل فكيف بالسؤول قال النووي وغيه معناه أنه ل ثواب له فيها‬
‫وان كانت مزئة ف سقوط الفرض عنه ول يتاج معها إل اعادة ونظي هذه الصلة ف ارض‬
‫مغصوبة مزئة مسقطة للقضاء لكن ل ثواب له فيها قاله جهور أصحابنا قالوا فصلة الفرض إذا‬
‫أتى با على وجهها الكامل ترتب عليها شيئان سقوط الفرض وحصول الثواب فإذا أداها ف‬
‫أرض مغصوبه حصل له الول دون الثان ول بد من هذا التأويل ف هذا الديث فإن العلماء‬
‫متفقون على أنه ل يلزم من أتى العراف إعادة صلة أربعي ليلة فوجب تأويله هذا كلمه وهو‬
‫مبن على اللزمة بي الجراء وعدم العادة والصواب أن عدم العادة ل يستلزم الجزاء لكن‬
‫الصلة ف الرض الغصوبة ف أجزائها نزاع والشهور من مذهب أحد أنا ل تزىء وتب‬
‫إعادتا وف الديث النهي عن إتيان الكاهن ونوه قال القرطب يب على من قدر على ذلك من‬
‫متسب وغيه أن يقيم على من يتعاطى شيئا من ذلك من التعزيرات وينكر عليهم أشد النكي‬
‫وعلى من ييء إليهم ول يغتر بصدقهم ف بعض المور ول بكثرة من ييء إليهم من ينسب‬
‫إل العلم فإنم غي راسخي ف العلم بل من الهال با ف اتيانم من الحذور قال وعن أب‬
‫هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال من أتى كاهنا فصدقه‬
‫‪ 357‬با يقول فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم رواه أبو داود ش هذا الديث رواه‬
‫أبو داود ولفظه حدثنا موسى ابن اساعيل ثنا حاد ح وحدثنا مسدد ثنا يي عن حاد بن سلمة‬
‫عن حكيم الثرم عن أب تيمة عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من أتى‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كاهنا قال موسى ف حديثه فصدقه با يقول أو أتى امرأة قال مسدد امرأته حائضا أو أتى أمرأة‬
‫قال مسدد يعن امرأته ف دبرها فقد برىء ما أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم ورواه‬
‫الترمذي والنسائي وابن ماجه بنحوه وقال الترمذي ل نعرفه إل من حديث الثرم وضعف ممد‬
‫هذا الديث من جهة إسناده وقال البغوي سنده ضعيف وقال الذهب ليس إسناده بالقائم قلت‬
‫أطال أبو الفتح اليعمري ف بيان ضعفه وادعى أن متنه منكر وأخطأ ف إطلق ذلك فإن إتيان‬
‫الكاهن له شواهد صحيحة منها ما ذكره الصنف بعده وكذلك إتيان الرأة ف الدبر له شواهد‬
‫منها ما رواه عبد بن حيد بإسناد صحيح عن طاووس أن رجل سأل ابن عباس عن إتيان الرأة‬
‫ف دبرها فقال تسألن عن الكفر ومنها ما رواه الترمذي والنسائي وابن حبان ف صحيحه‬
‫وصححه ابن حزم عن ابن عباس مرفوعا ل ينظر ال إل رجل أتى رجل أو امرأة ف الدبر‬
‫والحاديث ف ذلك كثية وغاية ما ينكر من متنه ذكر إتيان الائض وال أعلم قال وللربعة‬
‫والاكم وقال صحيح على شرطهما عن من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با‬
‫أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم ش هكذا بيض الصنف اسم الراوي وقد رواه أحد‬
‫والبيهقي والاكم عن أب هريرة مرفوعا ولفظ أحد‬
‫‪ 358‬حدثنا يي بن سعيد عن عوف عن خلس عن أب هريرة والسن عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فذكره وهذا اسناد صحيح على شرط البخاري فقد روى عن عوف عن خلس عن أب هريرة‬
‫حديث أن موسى كان رجل حييا الديث قال العراقي ف أماليه حديث صحيح وقال الذهب‬
‫اسناده قوي وعلى هذا فعزو الصنف إل الربعة ليس كذلك فإنه ل يروه أحد منهم واظنه تبع‬
‫ف ذلك الافظ فإنه عزاه ف الفتح إل أصحاب السنن والاكم فوهم ولعله أراد الذي قبله قوله‬
‫من أتى كاهنا ال آخره قال بعضهم ل تعارض بي هذا الب وبي حديث من أتى عرافا فسأله‬
‫عن شيء ل تقبل له صلة أربعي ليلة إذ الغرض ف هذا الديث أنه سأله معتقدا صدقه وأنه‬
‫يعلم الغيب فإنه يكفر فإن اعتقد أن الن تلقي اليه ما سعته من اللئكة أو أنه بإلام فصدقه من‬
‫هذه الهة ل يكفر كذا قال وفيه نظر وظاهر الديث أنه يكفر مت اعتقد صدقه بأي وجه كان‬
‫لعتقاده أنه يعلم الغيب وسواء كان ذلك من قبل الشياطي أو من قبل اللام ل سيما وغالب‬
‫الكهان ف وقت النبوة إنا كانوا يأخذون عن الشياطي وف حديث رواه الطبان عن واثلة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫مرفوعا من أتى كاهنا فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة أربعي ليلة فإن صدقه با قال كفر قال‬
‫النذري ضعيف فهذا لو ثبت نص ف السألة لكن ما تقدم من الحاديث يشهد له فإن الديث‬
‫الذي فيه الوعيد بعدم قبول الصلة أربعي ليلة ليس فيه ذكر تصديقه والحاديث الت فيها‬
‫اطلق الكفر مقيدة بتصديقه قوله فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم قال الطيب‬
‫الراد بالنل الكتاب والسنة أي من ارتكب الناة فقد برىء من دين ممد صلى ال عليه وسلم‬
‫وما أنزل عليه انتهى وهل الكفر ف هذا الوضع كفر دون كفر أو يب التوقف‬
‫‪ 359‬فل يقال ينقل عن اللة ذكروا فيها روايتي عن أحد وقيل هذا على التشديد والتأكيد أي قارب‬
‫الكفر والراد كفر النعمة وهذان القولن باطلن قال ولب يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله‬
‫موقوفا ش أبو يعلى اسه أحد بن علي بن الثن الوصلي المام صاحب التصانيف ك السند‬
‫وغيه روى عن يي بن معي واب خيثمة وأب بكر بن أب شيبة وخلق وكان من الئمة الفاظ‬
‫مات سنة سبع وثلثائة وهذا الثر رواه البزار أيضا واسناده على شرط مسلم ولفظه من أتى‬
‫كاهنا أو ساحرا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم وفيه دليل‬
‫على كفر الكاهن والساحر والصدق لما لنما يدعيان علم الغيب وذلك كفر والصدق لما‬
‫يعقتد ذلك ويرضى به وذلك كفر أيضا قال وعن عمران بن الصي مرفوعا ليس منا من تطي‬
‫أو تطي له أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل‬
‫على ممد صلى ال عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبان باسناد حسن من حديث‬
‫ابن عباس دون قوله ومن أتى ال آخره ش هذا الديث رواه الطبان كما قال الصنف ف‬
‫الوسط قال لنذري اسناد الطبان حسن واسناد البزار جيد قوله ليس منا أي ليس يفعل ذلك‬
‫من هو من أشياعنا العاملي باتباعنا القتفي لشرعنا قوله من تطي أي فعل الطية أو تطي له اي‬
‫امر من يتطي له كذلك معن تكهن او تكهن له أو سحر له قوله رواه البزار اسه أحد بن عمرو‬
‫بن عبدالالق أبو بكر البزار‬
‫‪ 360‬البصري صاحب السند الكبي الذي عزا اليه الصنف روى عن ابن بشار وابن الثن وخلق قال‬
‫الدارقطن ثقة يطىء ويتكل على حفظه مات سنة اثني وتسعي ومائتي قوله قال البغوي‬
‫العراف الذي يدعي معرفة المور بقد مات يستدل با على السروق ومكان الضالة ونو ذلك‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يب عن الغيبات ف الستقبل وقيل الذي يب عما ف‬
‫الضمي وقال أبو العباس ابن تيمية العراف اسم للكاهن والنجم والرمال ونوهم من يتكلم ف‬
‫معرفة المور بذه الطرق ش البغوي بفتحتي اسه السي بن مسعود بن الفراء العروف بحيي‬
‫السنة الشافعي صاحب التصانيف وعال أهل خراسان وكان ثقة فقيها زاهدا مات ف شوال سنة‬
‫ست عشرة وخسمائة قوله العراف الذي يدعي معرفة المور ال آخره هذا تفسي حسن‬
‫وظاهره يقتضي أن العراف هو الذي يب عن الواقع كالسروق والضالة وأحسن منه كلم شيخ‬
‫السلم أن العراف اسم للكاهن والنجم والرمال ونوهم كالازر الذي يدعي علم الغيب أو‬
‫يدعي الكشف وقال أيضا والنجم يدخل ف اسم العراف وعند بعضهم هو ف معناه وقال أيضا‬
‫والنجم يدخل ف اسم الكاهن عند الطاب وغيه من العلماء وحكى ذلك عن العرب وعند‬
‫آخرين من جنس الكاهن وأسوء حال منه فيلحق به من جهة العن وقال المام أحد العراف‬
‫طرف من السحر والساحر أخبث وقال ابو السعادات العراف النجم والازر الذي يدعي علم‬
‫الغيب وقد استأثر ال تعال به وقال ابن القيم من اشتهر باحسان الزجر عندهم سوه عائفا‬
‫وعرافا والقصود من هذا معرفة أن من يدعي علم شيء من الغيبات فهو إما داخل ف اسم‬
‫الكاهن وإما مشارك له ف العن فيلحق به‬
‫‪ 361‬وذلك أن إصابة الخب ببعض المور الغائبة ف بعض الحيان يكون بالكشف ومنه ما هو من‬
‫الشياطي ويكون بالفأل والزجر والطي والضرب بالصى والط ف الرض والتنجيم والكهانة‬
‫السحر ونو هذا من علوم الاهلية ونعن بالاهلية كل من ليس من اتباع الرسل كالفلسفة‬
‫والكهان النجمي وجاهلية العرب الذين كانوا قبل مبعث النب صلى ال عليه وسلم فان هذه‬
‫علوم قوم ليس لم علم با جاءت به الرسل عليهم السلم وكل هذه المور يسمى صاحبها‬
‫كاهنا وعرافا أو ف معناها فمن أتاهم فصدقهم با يقولون لقه الوعيد وقد ورث هذه العلوم‬
‫عنهم أقوام فادعوا با علم الغيب الذي استأثر ال تعال بعلمه وادعوا أنم أولياء وأن ذلك‬
‫كرامة ول ريب أن من ادعى الولية واستدل عليها بإخباره ببعض الغيبات فهو من أولياء‬
‫الشيطان ل من أولياء الرحن إذ الكرامة أمر يريه ال على يد عبده الؤمن التقي إما بدعاء أو‬
‫أعمال صالة ل صنع للول فيها ول قدرة له عليها بلف من يدعي أنه ول ل ويقول للناس‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أعلموا إن أعلم الغيبات فإن مثل هذه المور قد تصل با ذكرنا من السباب وإن كانت‬
‫أسبابا مرمة كاذبة ف الغالب ولذا قال صلى ال عليه وسلم ف وصف الكهان فيكذبون معها‬
‫مائة كذبة فبي أنم يصدقون مرة ويكذبون مائة وهكذا حال من سلك سبيل الكهان من يدعي‬
‫الولية والعلم با ف ضمائر الناس مع أن نفس دعواه دليل على كذبه لن ف دعواه الولية‬
‫تزكية النفس النهي عنها بقوله فل تزكوا أنفسكم وليس هذا من شأن الولياء بل شأنم الزراء‬
‫على نفوسهم وعيبهم لا وخوفهم من ربم فكيف يأتون الناس يقولون اعرفوا أنا أولياء وأنا‬
‫نعلم الغيب وف‬
‫‪ 362‬ضمن ذلك طلب النلة ف قلوب اللق واقتناص الدنيا بذه المور وحسبك بال الصحابة‬
‫والتابعي وهم سادات الولياء أفكان عندهم من هذه الدعاوى والشطحات شيء ل وال بل‬
‫كان أحدهم ل يلك نفسه من البكاء إذا قرأ القرآن كالصديق وكان عمر يسمع نشيجه من‬
‫وراء الصفوف يبكي ف صلته وكان ير بالية ف ورده بالليل فيمرض منها ليال يعودونه الناس‬
‫وكان تيم الداري يتقلب ف فراشه ل يستطيع النوم إل قليل خوفا من النار ت يقوم ال صلته‬
‫ويكفيك ف صفات الولياء ما ذكر ال تعال من صفاتم ف سورة الرعد والؤمني والفرقان‬
‫والذاريات والطور فالتصفون بتلك الصفات هم الولياء الصفياء ل أهل الدعوى والكذب‬
‫ومنازعة رب العالي فيما اختص من الكبياء والعظمة وعلم الغيب بل مرد دعواه علم الغيب‬
‫كفر فكيف يكون الدعي لذلك وليا ل ولقد عظم الضرر واشتد الطب بؤلء الفترين الذين‬
‫ورثوا هذه العلوم عن الشركي ولبسوا با على خفافيش البصائر نسأل ال السلمة والعافية ف‬
‫الدنيا والخرة فإن قلت كيف يكون علم الط من الكهانة وقد روى أحد ومسلم عن معاوية‬
‫بن الكم أنه قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم ومنا رجال يطون فقال كان نب من النبياء‬
‫يط فمن وافق خطه فذاك قلت قال النووي معناه أن من وافق خطه فهو مباح له لكن ل طريق‬
‫لنا إل العلم باليقي بالوافقة فل يباح والقصد أنه ل يباح ال بيقي الوافقة وليس لنا يقي وقال‬
‫غيه الراد به النهي عنه والزجر عن تعاطيه لن خط ذلك النب كان معجزة وعلما لنبوته وقد‬
‫انقطعت نبوته ول يقل فذلك الط حرام دفعا لتوهم ان خط ذلك النب حرام قلت ويتمل أن‬
‫العن أن سبب إصابة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 363‬صاحب الط هو موافقته لط ذلك النب فمن وافق خطه أصاب وإذا كان كذلك وكانت‬
‫الصابة نادرة بالنسبة ال الط ول طريق ال اليقي بالوافقة صار ذلك بالنسبة إل من يتعاطاه‬
‫من أنواع الكهانة لشاركته لا ف العن اذا علمت ذلك فاعلم أن مذهب المام أحد أن حكم‬
‫الكاهن والعراف الستتابة فإن تابا وإل قتل ذكره غي واحد من الصحاب فأما العزم الذي‬
‫يعزم على الصروع ويزعم أنه يمع الن وأنا تطيعه والذي يل السحر فقال ف الكاف ذكرها‬
‫أصحابنا ف السحرة الذين ذكرنا حكمهم وقد توقف أحد لا سئل عن الرجل يل السحر فقال‬
‫قد رخص فيه بعض الناس قيل إنه يعل ف الطنجي ماء ويغيب فيه فنفض يده وقال ما أدري ما‬
‫هذا قيل له فترى أن يؤتى مثل هذا يل قال ما أدري ما هذا قال وهذا يدل على أنه ل يكفر‬
‫صاحبه ول يقتل قلت إن كان ذلك ل يصل إل بالشرك والتقرب إل الن فإنه يكفر ويقتل‬
‫ونص أحد ل يدل على أنه ل يكفر فإنه قد يقول مثل هذا ف الرام البي قوله وقال ابن عباس‬
‫ف قوم يكتبون أبا جاد وينظرون ف النحوم ما أرى من فعل ذلك له عند ال من خلق ش هذا‬
‫الثر ذكره الصنف عن ابن عباس ول يعزه وقد رواه الطبان عن ابن عباس مرفوعا وإسناده‬
‫ضعيف ولفظه رب معلم حروف أب جاد دارس ف النجوم ليس له عند ال من خلق يوم‬
‫القيامة ورواه أيضا حيد بن زنويه عنه بلفظ رب ناظر ف النجوم ومتعلم حروف أب جاد ليس‬
‫له عند ال خلق قوله ما أرى يوز فتح المزة من أرى بعن ل أعلم له عند ال من خلق أي‬
‫من نصيب ويوز ضمها بعن ل أظن ذلك لشتغاله با فيه من‬
‫‪ 364‬اقتحام الطر والهالة وادعاء علم الغيب الذي استأثر ال به وكتابه أب جاد وتعلمها لن يدعي‬
‫با معرفة علم الغيب هو الذي يسمى علم الروف ولبعض البتدعة فيه مصنف فأما تعليمها‬
‫للتهجي وحساب المل فل بأس بذلك قوله وينظرون ف النجوم هذا ممول على علم التأشي‬
‫ل التسيي كما سيجيء ف باب التنجيم وفيه عدم الغترار با يؤتاه أهل الباطل من معارفهم‬
‫وعلومهم كما قال تعال فلما جاءتم رسلهم بالبينات فرحوا با عندهم من العلم وحاق بم ما‬
‫كانوا به يستهزئون باب ما جاء ف النشرة لا ذكر الصنف حكم السحرة والكهانة ذكر ما جاء‬
‫ف النشرة لنا قد تكون من قبل الشياطي والسحرة فتكون مضادة للتوحيد وقد تكون مباحة‬
‫كما سيأت تفصيله قال أبو السعادات النشرة ضرب من العلج والرقية يعال به من كان يظن أن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫به مسا من الن سيت نشرة لنه ينشر با عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال وقال‬
‫السن النشرة من السحر وقد نشرت عنه تنشيا ومنه الديث فلعل طبا أصابه ث نشره ب قل‬
‫أعوذ برب الناس أي رقاه وقال غيه ونشرة أيضا إذا كتب له النشرة وهي كالتعويذ والرقية‬
‫‪ 365‬وقال ابن الوزي النشرة حل السحر عن السحور ول يكاد يقدر عليه إل من يعرف السحر‬
‫قال عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان‬
‫رواه أحد بسند جيد وأبو داود قال سئل أحد عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله ش هذا‬
‫الديث رواه أحد ورواه عنه أبو داود ف سننه والفضل بن زياد ف كتاب السائل عن‬
‫عبدالرزاق عن عقيل بن معقل بن منبه عن عمه وهب بن منبه عن جابر فذكره قال ابن مفلح‬
‫إسناد جيد وحسن الافظ إسناده ورواه ابن أب شيبة وابو داود ف الراسبل عن السن رفعه‬
‫النشرة من عمل الشيطان قوله سئل عن النشرة اللف واللم ف النشرة للعهد أي النشرة‬
‫العهودة الت كان أهل الاهلية يصنعونا هي من عمل الشيطان ل النشرة بالرقي والتعوذات‬
‫الشرعية والدوية الباحة فإن ذلك جائز كما قرره ابن القيم فيما سيأت قوله وقال سئل أحد‬
‫عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله مراد أحد وال أعلم أن ابن مسعود يكره النشرة الت من‬
‫عمل الشيطان والنشرة الت بكتابة وتعليق كالتمائم فإن ابن مسعود كان يكره التمائم كلها من‬
‫القرآن وغي القرآن أما النشرة بالتعويذ والرقي بأساء ال وكلمه من غي تعليق فل أعلم أحدا‬
‫كرهه وكذلك ما رواه ابن أب شيبة عن ابراهيم كانوا يكرهون التمائم والرقى والنشر ممول‬
‫على ما ذكرنا قال وف البخاري عن قتادة قلت لبن السيب رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته‬
‫أيل عنه أو ينشر قال ل بأس به إنا يريدون‬
‫‪ 366‬به الصلح فأما ما ينفع فلم ينه عنه ش هذا الثر علقه البخاري ووصله أبو بكر الثرم ف‬
‫كتاب السنن من طريق ابان العطار عن قتادة مثله ومن طريق هشام الدستوائي عن قتادة بلفظ‬
‫يلتمس من يداويه فقال إنا نى ال عما يضر ول ينه عما ينفع قوله عن قتادة هو ابن دعامة‬
‫بكسر الدال السدوسي البصري ثقة ثبت فقيه من أحفظ التابعي يقال إنه ولد أكمه مات سنة‬
‫بضع عشرة ومائة قوله رجل به طب بكسر الطاء أي سحر يقال طب الرجل بالضم أذا سحر‬
‫ويقال كنوا عن السحر بالطب تفاؤل كما قالوا للديغ سليم وقال ابن النباري الطب من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الضداد يقال لعلج الداء طب والسحر من الداء يقال له طب قوله أو يؤخذ بفتح الواو مهموز‬
‫وتشديد الاء العجمة وبعدها ذال معجمة أي يبس عن امرأته ول يصل ال جاعها والخذة‬
‫بضم المزة الكلم الذي يقوله الساحر قوله يل بضم الياء وفتح الاء مبن للمفعول قوله وينشر‬
‫بتشديد العجمة قوله قال ل بأس به ال آخره يعن أن النشرة ل بأس با لنم يريدون با‬
‫الصلح أي ازالة السحر ول ينه عما يراد به الصلح إنا ينهى عما يضر وهذا الكلم من ابن‬
‫السيب يمل على نوع من النشرة ل يعلم هل هو نوع من السحر ام ل فأما أن يكون ابن‬
‫السيب يفت بواز قصد الساحر الكافر الأمور بقتله ليعمل السحر فل يظن به ذلك حاشاه منه‬
‫ويدل على ذلك قوله إنا يريدون به الصلح فأي اصلح ف السحر بل كله فساد وكفر‬
‫‪ 367‬وال أعلم قال وروي عن السن أنه قال ل يل السحر ال ساحر ش هذا الثر ذكره ابن‬
‫الوزي ف جامع السانيد بغي اسناد ولفظه ل يطلق السحر ال ساحر وروى ابن جرير ف‬
‫التهذيب من طريق يزيد بن زريع عن قتادة عن سعيد بن السيب أنه كان ل يرى بأسا اذا كان‬
‫بالرجل سحر أن يشي ال من يطلق عنه فقال هو صلح قال قتادة وكان السن يكره ذلك‬
‫يقول ل يعلم ذلك ال ساحر قال فقال سعيد بن السيب إنا نى ال عما يضر ول ينه عما ينفع‬
‫قوله عن السن هو ابن أب السن واسه يسار بالتحتانية والهملة البصري النصاري مولهم‬
‫ثقة فقيه إمام فاضل من خيار التابعي مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعي قوله قال ابن‬
‫القيم النشرة حل السحر عن السحور وهي نوعان حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان‬
‫وعليه يمل قول السن فيتقرب الناشر والنتشر ال الشيطان با يب فيبطل عمله عن السحور‬
‫والثان النشرة بالرقية والتعوذات والدوية الباحة فهذا جائز ش هذا الثان هو الذي يمل عليه‬
‫كلم ابن السيب أو على نوع ل يدري هل هو من السحر أم ل وكذلك ما روي عن المام‬
‫أحد من اجازة النشرة فإنه ممول على ذلك وغلط من ظن أنه أجاز النشرة السحرية وليس ف‬
‫كلمه ما يدل على ذلك بل لا سئل عن الرجل يل السحر قال قد رخص فيه بعض الناس قيل‬
‫إنه يعل ف الطنجي ماء ويغيب فيه فنفض يده وقال ل أدري ما هذا قيل له أفترى أن يؤتى مثل‬
‫هذا قال ل أدري ما هذا وهذا صريح ف النهي عن النشرة على الوجه الكروه وكيف‬
‫‪ 368‬وهو الذي روى الديث انا من عمل الشيطان لكن لا كان لفظ النشرة مشتركا بي الائزة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والت من عمل الشيطان ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه قد أجاز الت من عمل الشيطان وحاشاه‬
‫من ذلك وما جاء ف صفة النشرة الائزة ما رواه ابن أب حات وأبو الشيخ عن ليث بن أب سليم‬
‫قال بلغن أن هؤلء اليات شفاء من السحر باذن ال تقرأ ف إناء فيه ماء ث تصب على رأس‬
‫السحور الية الت ف يونس فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر أن ال سيبطله إن ال ل‬
‫يصلح عمل الفسدين ال قوله ولو كره الجرمون وقوله فوقع الق وبطل ما كانوا يعملون ال‬
‫آخر أربع آيات وقوله ما صنعوا كيد ساحر ول يفلح الساحر حيث أتى وقال ابن بطال ف‬
‫كتاب وهب بن منبه أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بي حجرين ث يضربه بالاء‬
‫ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل ث يسو منه ثلث حسوات ث يغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما‬
‫به وهو جيد للرجل اذا حبس عن أهله باب ما جاء ف التطي مصدر تطي يتطي والطية أيضا‬
‫بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن مصدر تطي يقال تطي طية وتي خية ول ييء من‬
‫الصادر هكذا غيها وأصله فيما يقال التطي بالسوانح والبوارح من الطي والظباء وغيها‬
‫وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فإذا أرادوا أمرا فإن رأوا الطي مثل طادينة تيمنوا به وإن‬
‫طار يسره تشاءموا به فنفاه الشرع وأبطله ونى عنه وأخب أنه ليس له تأثي ف جلب‬
‫‪ 369‬نفع أو دفع ضر قال الدائن سألت رؤبة بن العجاج ما السانح قال ما ولك ميامنه قلت فما‬
‫البارح قال ما ولك مياسره قال والذي ييء من أمامك فهو الناطح والنطيع والذي يىء من‬
‫خلفك هو القاعد والقعيد ولا كانت الطية بابا من الشرك منافيا للتوحيد أو لكماله لنا من‬
‫القاء الشيطان وتويفه ووسوسته ذكره الصنف ف كتاب التوحيد تذيرا منها وإرشاد ال كمال‬
‫التوحيد بالتوكل على ال وأعلم أن من كان معتنيا با قابل با كانت اليه أسرع من السيل ال‬
‫منحدره وتفتحت له أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويعطاه ويفتح له الشيطان فيها من‬
‫الناسبات البعيدة والقريبة ف اللفظ والعن ما يفسد عليه دينه وينكد عليه عيشه فالواجب على‬
‫العبد التوكل على ال ومتابعة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأن يضي لشأنه ل يرده شيء من‬
‫الطية عن حاجته فيدخل ف الشرك قال وقول ال تعال أل إنا طائرهم عند ال ولكن أكثرهم‬
‫ل يعلمون ش اول الية قوله تعال فإذا جاءتم حسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيوا‬
‫بوسى ومن معه الية العن أن آل فرعون إذا صابتهم السنة أي الصب والسعة والعافية على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ما فسره ماهد وغيه قالوا لنا هذه اي نن الديرون القيقون به ونن أهله وإن تصبهم سيئة‬
‫أي بلء وضيق وقحط يطيوا بوسى ومن معه فيقولون هذا بسبب موسى وأصحابه أصابنا‬
‫بشؤمهم كما يقوله التطي لن يتطي به فأخب سبحانه أن طائرهم عنده فقال أل إنا طائرهم عند‬
‫ال قال ابن عباس طائرهم ما قضي عليهم وقد لم وف رواية ذكرها ابن جرير عنه قال المر‬
‫من قبل ال وف رواية شؤمهم عند ال ومن قبله أي إنا جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم‬
‫وتكذيبهم بآياته ورسله‬
‫‪ 370‬وقيل العن أن الشؤم العظيم هو الذي لم عند ال من عذاب النار ل هذا الذي اصابم ف الدنيا‬
‫والظاهر أن هذه الية كقوله تعال وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال وإن تصبهم سيئة‬
‫يقولوا هذه من عندك قل كل من عند ال أي ان الكل من ال لكن هذا الشؤم الذي اجراه‬
‫عليهم من عنده هو بسبب أعمالم ل بسبب موسى عليه السلم ومن معه وكيف يكون ذلك‬
‫وما جاء به خي مض والطية إنا تكون بالشر ل بالي وقوله ولكن أكثرهم ل يعلمون أي ان‬
‫أكثرهم جهال ل يدرون ولو فهموا أو عقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى عليه السلم‬
‫شيء يقتضي الطية وقال ابن جرير يقول تعال ذكره أل إنا طائر آل فرعون وغيهم وذلك‬
‫أنصباؤهم من الرخاء والصب وغي ذلك من انصباء الي والشر عند ال ولكن أكثرهم ل‬
‫يعلمون أن ذلك كذلك فلجهلهم بذلك كانوا يتطيون بوسى ومن معه قال وقوله قالوا‬
‫طائركم معكم الية ش العن وال أعلم أي حظكم وما نالكم من خي وشر معكم بسبب‬
‫أفعالكم وكفركم ومالفتكم الناصحي ليس هو من أجلنا ول بسببنا بل ببغيكم وعداوتكم‬
‫فطائر الباغي الظال معه وهو عندال كما قال تعال وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل‬
‫كل من عند ال فما لؤلء القوم ل يكادون يفقهون حديثا ولو فقهوا أو فهموا لا تطيوا با‬
‫جئت به لنه ليس فيما جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم ما يقتضي الطية كأنه خي مض ل‬
‫شر فيه وصلح ل فساد فيه وحكمة ل عيب فيها ورحة ل جور فيها فلو كان هؤلء القوم من‬
‫أهل الفهم والعقول السليمة ل يتطيوا من هذا لن الطية إنا تكون بالشر ل بالي‬
‫‪ 371‬الحض والكمة والرحة بل طائرهم معهم بسبب كفرهم وشركهم وبغيهم وهو عند ال‬
‫كسائر حظوظهم وانصبائهم الت ينالونا منه بأعمالم ويتمل أن يكون العن طائركم معكم أي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫راجع عليكم فالتطي الذي حصل لكم إنا يعود عليكم وهذا من باب القصاص ف الكلم‬
‫ونظيه قوله عليه السلم إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم ذكره ابن القيم وقوله أئن‬
‫ذكرت أي من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد ال وإخلص العبادة له قابلتمونا بذا الكلم‬
‫وتوعدتونا بل أنتم قوم مسرفون وقال قتادة ائن ذكرناكم بال تطيت بنا ومطابقة اليتي‬
‫لقصود الباب ظاهر لن ال تعال ل يذكر النظي إل عن اعدائه فهو من أمر الاهلية ل من امر‬
‫السلم قال عن أب هريرة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل عدوى ول طية ول هامة‬
‫ول صفر أخرجاه زاد مسلم ول نوء ول غول ش قوله ل عدوى قال أبو السعادات العدوى‬
‫اسم من العداء كالدعوى والبقوى من الدعاء والبقاء يقال أعداه الداء يعديه إعداء وهو أن‬
‫يصيبه مثل ما بصاحب الداء وذلك أن يكون ببعي جرب مثل يتقي مالطته بابل أخرى حذار‬
‫أن يتعدى ما به من الرب اليها فيصيبها ما أصابه انتهى وف بعض روايات هذا الديث فقال‬
‫أعراب يا رسول ال فما بال البل تكون ف الرمل كأنا الظباء فيجيء البعي الجرب فيدخل‬
‫فيها فيجربا كلها قال فمن أعدى الول وف رواية ف مسلم أن أبا هريرة كان يدث بديث ل‬
‫عدوى ويدث عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ل يورد مرض على مصح ث أن أبا هريرة‬
‫اقتصر على حديث ل يورد مرض على مصح وأمسك عن حديث ل عدوى فراجعوه فيه فقالوا‬
‫سعناك تدثه فأب أن يعترف به قال أبو سلمة الراوي عن أب هريرة فل أدري أنسي ابو هريرة‬
‫أو نسخ أحد‬
‫‪ 372‬القولي الخر وقد روى حديث ل عدوى جاعة من الصحابة منهم أنس بن مالك وجابر بن‬
‫عبدال والسائب بن يزيد وابن عمر وغيهم فنسيان أب هريرة له ل يضر وف بعض روايات هذا‬
‫الديث وفر من الجذوم كما تفر من السد وقد اختلف العلماء ف ذلك اختلفا كثيا فردت‬
‫طائفة حديث ل عدوى بأن أبا هريرة رجع عنه قالوا والخبار الدالة على الجتناب أكثر‬
‫فالصي إليها أول وهذا ليس بشيء لن حديث ل عدوى قد رواه جاعة كما تقدم وعكست‬
‫طائفة هذا القول ورجحوا حديث ل عدوى وزيفوا ما سواه من الخبار وأعلوا بعضها بالشذوذ‬
‫كحديث فر من الجذوم فرارك من السد وبأن عائشة انكرته كما روى ابن جرير عنها أن‬
‫امرأة سألتها عنه فقالت ما قال ذلك ولكنه قال ل عدوى وقال فمن أعدى الول قالت وكان‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ل مول به هذا الداء فكان يأكل ف صحاف ويشرب ف أقداحي وينام على فراشي وهذا أيضا‬
‫ليس بشيء فإن الحاديث ف الجتناب ثابتة وحلت طائفة أخرى الثبات والنفي على حالتي‬
‫متلفتي فحيث جاء ل عدوى كان للمخاطب بذلك من قوي يقينه وصح توكله بيث ل‬
‫يستطيع أن يدفع عن نفسه اعتقاد العدوى كما يستطيع أن يدفع التطي الذي يقع ف نفس كل‬
‫واحد لكن القوي اليقي ل يتأثر به وهذا كما أن قوة الطبيعة تدفع العلة وتبطلها وحيث جاء‬
‫الثبات كان الراد به ضعيف اليان والتوكل ذكره بعض أصحابنا واختاره وفيه نظر وقال‬
‫مالك لا سئل عن حديث فر من الجذوم ما سعت فيه بكراهية وما أرى ما جاء من ذلك ال‬
‫مافة أن يقع ف نفس الؤمن شيء ومعن هذا انه نفى العدوى أصل وحل المر‬
‫‪ 373‬بالجانية على حسم الادة وسد الذريعة لئل يدث للمخاطب شيء من ذلك فيظن أنه بسبب‬
‫الخالطة فيثبت العدوى الت نفاها الشارع وإل هذا ذهب أبو عبيد وابن جرير والطحاوي‬
‫وذكره القاضي أبو يعلى عن أحد قلت وأحسن من هذا كله ما قاله البيهقي وتبعه ابن الصلح‬
‫وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيهم أن قوله ل عدوى على الوجه الذي كانوا يعقتدونه‬
‫ف الاهلية من إضافة الفعل إل غي ال تعال وأن هذه المراض تعدي بطبعها وإل فقد يعل ال‬
‫بشيئته مالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سببا لدوث ذلك ولذا قال فر من‬
‫الجذوم كما تفر من السد وقال ل يورد مرض على مصح وقال ف الطاعون من سع به بأرض‬
‫فل يقدم عليه وكل ذلك بتقدير ال تعال كما قال فمن اعدى الول يشي إل أن الول انا‬
‫جرب بقضاء ال وقدره فكذلك الثان وما بعده وروى المام أحد والترمذي عن بن مسعود‬
‫مرفوعا ل يعدي شيء قالا ثلثا فقال العراب يا رسول ال النقبة من الرب تكون بشفر البعي‬
‫أو بذنبه ف البل العظيمة فتجرب كلها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فمن أجرب الول‬
‫ل عدوى ول هامة ول صفر خلق ال كل نفس وكتب حياتا ومصابا ورزقها فأخب عليه‬
‫السلم أن ذلك كله بقضاء ال وقدره كما دل عليه قوله تعال ما أصاب من مصيبة ف الرض‬
‫ول ف أنفسكم إل ف كتاب من قبل أن نبأها وأما أمره بالفرار من الجذوم ونيه عن ايراد‬
‫المرض على الصح وعن الدخول إل موضع الطاعون فإنه من باب اجتناب السباب الت‬
‫خلقها ال تعال وجعلها أسبابا للهلك والذى والعبد مأمور باتقاء أسباب الشر إذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 374‬كان ف عافية فكما أنه يؤمر أن ل يلقي نفسه ف الاء أو ف النار أو تت الدم أو نو ذلك كما‬
‫جرت العادة بأنه يهلك ويؤذي فكذلك اجتناب مقاربة الريض كالجذوم وقدوم بلد الطاعون‬
‫فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف وال تعال هو خالق السباب ومسبباتا ل خالق غيه ول‬
‫مقدر غيه وأما اذا قوي التوكل على ال واليان بقضائه وقدره فقويت النفس على مباشرة‬
‫بعض هذه السباب اعتمادا على ال ورجاء منه أن ل يصل به ضرر ففي هذه الال توز‬
‫مباشرة ذلك ل سيما اذا كانت فيه مصلحة عامة أو خاصة وعلى هذا يمل الديث الذي رواه‬
‫أبو داود والترمذي أن النب صلى ال عليه وسلم أخذ بيد مذوم فأدخلها معه ف القصعة ث قال‬
‫كل باسم ال ثقة بال وتوكل عليه وقد أخذ به المام أحد وروي ذلك عن عمر وابنه وسلمان‬
‫رضي ال عنهم ونظي ذلك ما روي عن خالد بن الوليد من أكل السم ومن مشي سعد بن أب‬
‫وقاص واب مسلم الولن باليوش على مت البحر قاله ابن رجب قوله ول طية قال ابن القيم‬
‫هذا يتمل أن يكون نفيا أو يكون نيا أي ل تتطيوا ولكن قوله ف الديث ول عدوى ول‬
‫صفر ول هامة يدل على أن الراد النفي وابطال هذه المور الت كانت الاهلية تعانيها والنفي‬
‫ف هذا أبلغ من النهي لن النفي يدل على بطلن ذلك وعدم تأثيه والنهي إنا يدل على النع‬
‫منه وف صحيح مسلم عن معاوية بن الكم السلمي أنه قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ومنا أناس يتطيون فقال ذاك شيء يده أحدكم ف نفسه فل يصدنكم فأخب أن تأذيه وتشاؤمه‬
‫بالتطي إنا هو ف نفسه وعقيدته ل ف التطي به فوهه وخوفه واشراكه هو الذي يطيه ويصده‬
‫ل ما رآه وسعه فأوضح صلى ال عليه وسلم لمته المر وبي لم فساد الطية ليعلموا ان ال‬
‫سبحانه ل يعل لم عليها علمة ول فيها دللة ول نصبها سببا لا يافونه ويذرونه‬
‫‪ 375‬ولتطمئن قلوبم وتسكن نفوسهم ال وحدانيته تعال الت أرسل با رسله ونزل با كتبه وخلق‬
‫لجلها السموات والرض وعمر الدارين النة والنار بسبب التوحيد فقطع صلى ال عليه وسلم‬
‫علق الشرك من قلوبم لئل يبقى فيها علق منها ول يتلبسوا بعمل من أعمال أهل النار البتة فما‬
‫استمسك بعروة التوحيد الوثقى واعتصم ببله التي وتوكل على ال قطع هاجس الطية من قبل‬
‫استقرارها وبادر خواطرها من قبل استمكانا قال عكرمة كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر‬
‫يصيح فقال رجل من القوم خي خي فقال ابن عباس ل خي ول شر فبادره بالنكار عليه لئل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يعتقد تأثيه ف الي والشر وخرج طاووس مع صاحب له ف سفر فصاح غراب فقال الرجل‬
‫خي فقال طاووس وأي خي عند هذا ل تصحبن انتهى ملخصا ولكن يشكل عليه ما رواه ابن‬
‫حبان ف صحيحه عن أنس مرفوعا ل طية والطية على من تطي فظاهر هذا أنا تكون سببا‬
‫لوقوع الشر بالتطي وجوابه أن الراد بذلك من تطي تطيا منهيا عنه وهو أن يعتمد على ما‬
‫يسمعه ويراه حت ينعه ما يريده من حاجته فإنه قد يصيبه ما يكرهه عقوبة له فأما من توكل‬
‫على ال ووثق به بيث علق قلبه بال خوفا ورجاء وقطعه عن اللتفات ال غي ال وقال وفعل‬
‫ما أمر به فإنه ل يضره ذلك وأما من اتقى أسباب الضرر بعد انعقادها بالسباب النهي عنها‬
‫فانه ل ينفعه ذلك غالبا كمن ردته الطية عن حاجته خشية أن يصيبه ما تطي به فانه كثيا ما‬
‫يصاب با يشى به وقد جاءت أحاديث ظن بعض الناس انا تدل على جواز الطية منها قوله‬
‫عليه السلم الشؤم ف ثلث ف الرأة والدابة والدار وف رواية ل عدوى ول طية والشؤم ف‬
‫ثلث الديث وف حديث آخر أن كان‬
‫‪ 376‬ففي الفرس والرأة والسكن رواها البخاري فأنكرت عائشة رضي ال عنها ذلك وقالت كذب‬
‫والذي أنزل الفرقان على أب القاسم من حدث با ولكن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان‬
‫يقول كان أهل الاهلية يقولون إن الطية ف الرأة والدار والدابة ث قرأت عائشة ما أصاب من‬
‫مصيبة ف الرض ول ف أنفسكم ال ف كتاب من قبل أن نبأها إن ذلك على ال يسي رواه‬
‫أحد وابن خزية والاكم وصححه بعناه وقال الطاب وابن قتيبة هذا مستثن من الطية أي‬
‫الطية منهي عنها إل أن يكون له دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس أو خادم‬
‫فليفارق الميع بالبيع والطلق ونوه ول يقيم على الكراهة والتأذي به فانه شؤم وقالت طائفة‬
‫ل يزم النب صلى ال عليه وسلم بالشؤم ف هذه الثلثة بل علقه على الشرط كما ثبت ذلك ف‬
‫الصحيح ول يلزم من صدق الشرطية صدق كل واحد بفردها قالوا والراوي غلط قلت ل‬
‫يصح تغليطه مع إمكان حلة على الصحة ورواية تعليقه بالشرط ل تدل على نفي رواية الزم‬
‫وقالت طائفة أخرى الشؤم بذه الثلثة إنا يلحق من تشاءم با فيكون شؤمها عليه ومن توكل‬
‫على ال ول يتشاءم ول يتطي ل تكن مشوؤمة عليه قالوا ويدل عليه حديث انس الطية على‬
‫من تطي وقد يعل ال سبحانه تطي العبد وتشاءمه سببا للول الكروه كما يعل الثقة با الشر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وقال ابن القيم اخباره صلى ال عليه وسلم بالشؤم ف هذه الثلثة ليس فيه اثبات الطية الت‬
‫نفاها ال‬
‫‪ 377‬وإنا غايته أن ال سبحانه قد يلق أعيانا منها مشؤومة على من قاربا وسكنها وأعيانا مباركة ل‬
‫يلحق من قاربا منها شؤم ول شر وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولدا مباركا يريان الي‬
‫على وجهه ويعطي غيها ولدا مشؤوما يريان الشر على وجهه وكذلك ما يعطاه العبد من‬
‫ولية أو غيها فكذلك الدار والرأة والفرس وال سبحانه خالق الي والشر والسعود والنحوس‬
‫فيخلق بعض هذه العيان سعودا مباركة ويقضي بسعادة من قاربا وحصول اليمن والبكة له‬
‫ويلق بعضها نوسا ينتحس با من قاربا وكل ذلك بقضائه وقدره كما خلق سائر السباب‬
‫وربطها بسبباتا التضادة والختلفة كما خلق السك وغيه من الرواح الطيبة ولذذ با من‬
‫قاربا من الناس وخلق ضدها وجعلها سببا لل من قاربا من الناس والفرق بي هذين النوعي‬
‫مدرك بالس فكذلك ف الديار والنساء واليل فهذا لون والطية والشركية لون انتهى قلت‬
‫ولذا يشرع لن استفاد زوجة أو أمة أو دابة أن يسأل ال من خيها وخي ما جبلت عليه‬
‫ويستعيذ من شرها وشر ما جبلت عليه وكذلك ينبغي لن سكن دارا أن يفعل ذلك ولكن يبقى‬
‫على هذا أن يقال هذا جار ف كل مشؤوم فما وجه خصوصية هذه الثلثة بالذكر وجوابه أن‬
‫أكثر ما يقع التطي ف هذه الثلثة فخصت بالذكر لذلك ذكره ف شرح السنن ومنها ما روى‬
‫مالك عن يي بن سعيد قال جاءت امرأة إل رسول ال صلىال عليه وسلم فقالت يا رسول‬
‫ال دار سكناها والعدد كثي والال وافر فقل العدد وذهب الال فقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫دعوها ذميمة رواه أبو داود عن أنس بنحوه وجوابه أن هذا ليس من الطية النهي عنها بل‬
‫أمرهم بالنتقال لنم استثقلوها واستوحشوا منها لا لقهم فيها ليتعجلوا الراحة ما دخلهم من‬
‫الزع لن ال قد جعل ف غرائز الناس استثقال ما نالم الشر فيه وإن كان ل سبب له ف ذلك‬
‫‪ 378‬وحب من جرى على يديه الي لم وإن ل يردهم به ولن مقامهم فيها قد يقودهم ال الطية‬
‫فيوقعهم ذلك ف الشرك والشر الذي يلحق التطي بسبب طيته وهذا بنلة الارج من بلد‬
‫الطاعون غي فار منه ولو منع الناس الرحلة من الدار الت تتوال عليهم فيها الصائب والحن‬
‫وتعذر الرزاق مع سلمة التوحيد ف الرحلة للزم كل من ضاق عليه رزق ف بلد أو قلة فائدة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫صناعته أو تارته فيها أن ل ينتقل عنها ال غيها ومنها فان قيل ما الفرق بي الدار وبي موضع‬
‫الوباء حيث رخص ف الرتال عن الدار دون موضع البلء أجاب بعضهم أن المور بالنسبة ال‬
‫هذا العن ثلثة اقسام احدها ما ل يقع التطي منه نادرا أو ل مكررا فهذا ل يصغى اليه كنعي‬
‫الغراب ف السفر وصرخ بومة ف دار وهذا كانت العرب تعتبه ثانيها ما يقع به ضرر ولكنه‬
‫يعم ول يص يندر ول يتكرر كالوباء فهذا ل يقدم عليه ول يفر منه وثالثها سبب مض ول‬
‫يعم ويلحق به الضرر لطول اللزمة كالرأة والفرس والدار فيباح له الستبدال أو التوكل على‬
‫ال والعراض عما يقع ف النفس ذكره ف شرح السنن ومنها حديث اللقحة لا منع النب صلى‬
‫ال عليه وسلم حربا ومرة من حلبها وأذن ليعيش رواه مالك وجوابه أن ابن عبد الب قال ليس‬
‫هذا عندي من باب الطية لنه مال أن ينهى عن شيء ويفعله وإنا هو من طلب الفأل السن‬
‫وقد كان قد أخبهم عن أقبح الساء أنه حرب ومرة فالراد بذلك حت ل يتسمى بما أحد‬
‫وقد روى ابن وهب ف جامعه ما يدل على هذا فإنه قال ف هذا الديث فقام عمر بن الطاب‬
‫فقال اتكلم يا رسول ال أم أصمت فقال بل اصمت‬
‫‪ 379‬واخبك با أردت ظننت يا عمر أنا طية ول طي ال طيه ل خي ال خيه ولكن أحب الفأل‬
‫السن وعلى هذا تري بقية الحاديث الت توهم بعضهم أنا من باب الطية قوله ول هامة‬
‫بتخفيف اليم على الصحيح قال الفراء الامة طائر من طي الليل كأنه يعن البومة قال ابن‬
‫العراب كانوا يتشاءمون با إذا وقعت على بيت أحدهم يقول نعت إل نفسي أو أحدا من أهل‬
‫داري وقال أبو عبيد كانوا يزعمون أن عظام اليت تصي هامة فتطي ويسمون ذلك الطائر‬
‫الصدى وبه جزم ابن رجب قال وهذا شبيه باعتقاد أهل التناسخ أن أرواح الوتى تنتقل ال‬
‫أجساد حيوانات من غي بعث ول نشور وكل هذه اعتقادات باطله جاء السلم بابطالا‬
‫وتكذيبها ولكن الذي جاءت به الشريعة أن أرواح الشهداء ف حواصل طي خضر تأكل من‬
‫ثار النة وتشرب من أنارها ال أن يردها ال ال أجسادها وذكر الزبي بن بكار ف الوفقيات‬
‫أن العرب كانت ف الاهلية تقول إذا قتل الرجل ول يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة وهي‬
‫دودة فتدور حول قبه وتقول اسقون وف ذلك يقول شاعرهم يا عمر وإن ل تدع شتمي‬
‫ومنقصت أضربك حت تقول الامة اسقون قال وكانت اليهود تزعم أنا تدور حول قبه سبعة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أيام ث تذهب قوله ول صفر بفتح الفاء روى أبو عبيدة معمر بن الثن ف غريب الديث له عن‬
‫رؤبة أنه قال هي حية تكون ف البطن تصيب الاشية والناس وهي أعدى من الرب عند العرب‬
‫فعلى هذا فالراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى ويكون عطفه على العدوى من عطف‬
‫الاص على العام ومن قال بذا سفيان بن عيينة وأحد والبخاري وابن جرير وقال آخرون الراد‬
‫به شهر‬
‫‪ 380‬صفر والنفي لا كان أهل الاهلية يفعلونه ف النسيء وكانوا يلون الحرم ويرمون صفر مكانه‬
‫وهذا قول مالك وفيه نظر وروى أبو داود عن ممد ابن راشد عمن سعه يقول إن أهل الاهلية‬
‫كانوا يستشئمون بصفر ويقولون إنه شهر مشؤوم فأبطل النب صلى ال عليه وسلم ذلك قال‬
‫ابن رجب ولعل هذا القول أشبه القوال وكثي من الهال يتشاءم بصفر وربا ينهي عن السفر‬
‫فيه والتشاؤم بصفر هو من جنس الطية النهي عنها وكذلك التشاؤم بيوم من اليام كيوم‬
‫الربعاء وتشاؤم أهل الاهلية بشوال ف النكاح فيه خاصة قوله ول نوء النوء واحد النواء‬
‫وسيأت الكلم عليه ف باب ما جاء ف الستسقاء بالنواء قوله ول غول هو بالفتح مصدر معناه‬
‫البعد واللك وبالضم السم وجعه أغوال وغيلن وهو الراد هنا قال أبو السعادات الغول واحد‬
‫الغيلن وهو جنس من الن والشياطي كانت العرب تزعم أن الغول ف الفلة تتراءى للناس‬
‫فتتغول تغول أي تتلون تلونا ف صور شت وتغولم أي تضلهم عن الطريق وتلكهم فنفاه النب‬
‫صلى ال عليه وسلم وأبطله وقيل قوله ل غول ليس نفيا لعي الغول ووجوده وإنا فيه إبطال‬
‫زعم العرب ف تلونه بالصور الختلفة واغتياله فيكون العن بقوله ل غول أنا ل تستطيع أن‬
‫تضل أحدا ويشهد له الديث الخر ل غول ولكن السعال سحرة الن أي ولكن ف الن‬
‫سحرة لم تلبيس وتييل ومنه الديث إذا تغولت الغيلن فبادروا بالذان أي ادفعوا شرها بذكر‬
‫ال وهذا يدل على أنه ل يرد بنفيها عدمها ومنه حديث أب أيوب كان ل تر ف سهوة فكانت‬
‫الغول تيء فتأخذ قال ولما عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل عدوى ول‬
‫طية‬
‫‪ 381‬ويعجبن الفأل وقالوا وما الفأل قال الكلمة الطيبة ش قوله ويعجبن الفأل قال أبو السعادات‬
‫الفأل مهموز فيما يسر ويسوء والطية ل تكون إل فيما يسوء وربا استعملت فيما يسر يقال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تفاءلت بكذا وتفاءلت على التخفيف والقلب وقد اولع الناس بترك المزة تفيفا وإنا أحب‬
‫الفأل لن الناس إذا أملوا فائدة ال ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خي‬
‫ولو غلطوا ف جهة الرجاء فإن الرجاء لم خي وإذا قطعوا املهم ورجاءهم من ال كان ذلك‬
‫من الشر وأما الطية فإن فيها سوء الظن بال وتوقع البلء ومعن التفاؤل مثل أن يكون رجل‬
‫مريض فيتفاءل با يسمع من كلم فيسمع آخر يقول يا سال أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر‬
‫يقول يا واجد فيقع ف ظنه أنه برىء من مرضه ويد ضالته ومنه الديث قيل يا رسول ال ما‬
‫الفال فقال الكلمة الصالة قوله قالوا وما الفأل قال الكلمة الطيبة بي لم صلى ال عليه وسلم‬
‫ان الفأل يعجبه فدل أنه ليس من الطية النهي عنها قال ابن القيم ليس ف العجاب بالفأل‬
‫ومبته شيء من الشرك بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة ومن حب الفطرة النسانية الت تيل‬
‫إل ما يوافقها ويلئمها كما أخبهم أنه حبب اليه من الدنيا النساء والطيب وكان يب اللوى‬
‫والعسل ويب حسن الصوت بالقرآن والذان ويستمع اليه ويب معال الخلق ومكارم الشيم‬
‫وبالملة يب كل كمال وخي وما يفضي اليهما وال سبحانه وتعال قد جعل ف غرائز الناس‬
‫العجاب بسماع السم السن ومبته وميل نفوسهم اليه وكذلك جعل فيها الرتياح‬
‫والستبشار والسرور باسم الفلح والسلم والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونو ذلك‬
‫فإذا قرعت هذه الساء الساع استبشرت با النفس وانشرح لا الصدر وقوي با القلب وإذا‬
‫سعت اضدادها أو جب لا ضد هذه الال فأحزنا‬
‫‪ 382‬ذلك وأثار لا خوفا وطية وانكماشا وانقباضا عما قصدت له وعزمت عليه فأورث لا ضررا‬
‫ف الدنيا ونقصا ف اليان ومقارفة للشرك وقال الليمي وإنا كان صلى ال عليه وسلم يعجبه‬
‫الفأل لن التشاؤم سؤء ظن بال تعال بغي سبب مقق والتفاؤل حسن ظن به والؤمن مأمور‬
‫بسن الظن بال تعال على كل حال قال ولب داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال‬
‫ذكرت الطية عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أحسنها الفأل ول ترد مسلما فاذا رأى‬
‫أحدكم ما يكره فليقل اللهم ل يأت بالسنات إل أنت ول يدفع السيئات إل أنت ول حول‬
‫ول قوة إل بك ش قوله عن عقبة بن عامر هكذا وقع ف نسخ التوحيد وصوابه عروة بن عامر‬
‫كذا أخرجه أحد وأبو داود وغيها وهو مكي اختلف ف نسبه فقال أحد بن حنبل ف روايته‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عن عروة بن عامر القرشي وقال غيه الهن واختلف ف صحبته فقال الباوردي له صحبة‬
‫وذكره ابن حبان ف ثقات التابعي وقال الزي ل صحبة له تصح قوله فقال أحسنها الفأل قد‬
‫تقدم أنه صلى ال عليه وسلم كان يعجبه الفأل وروى الترمذي وصححه عن أنس أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم كان إذا خرج لاجته يب أن يسمع يا نيح يا راشد وروى أبو داود عن‬
‫بريدة أن النب صلى ال عليه وسلم كان ل يتطي من شيء وكان إذا بعث عامل سأل عن اسه‬
‫فإذا أعجبه فرح به وإن كره اسه رؤي كراهيته ذلك ف وجهه واسناده حسن فهذا ف استعمال‬
‫الفأل قال ابن القيم ف الكلم على الديث الشروح أخب صلى ال عليه وسلم أن الفأل من‬
‫الطية وهو خيها فأبطل الطية وأخب أن الفأل منها ولكنه خي منها ففصل بي الفأل والطية‬
‫لا بينهما من المتياز والتضاد ونفع أحدهاومضرة الخر ونظي‬
‫‪ 383‬هذا منعه من الرقى بالشرك واذنه ف الرقية إذا ل يكن فيها شرك لا فيها من النفعة الالية عن‬
‫الفسدة قوله ول ترد مسلما قال الطيب تعريض بأن الكافر بلفه قوله اللهم ل يأت بالسنات‬
‫إل أنت ول يدفع السيئات إل أنت أي ل تأت الطية بالسنات ول تدفع الكروهات بل أنت‬
‫وحدك ل شريك لك الذي تأت بالسنات وتدفع السيئات وهذا دعاء مناسب لن وقع ف قلبه‬
‫شيء من الطية وتصريح بأنا ل تلب نفعا ول تدفع ضرا ويعد من اعتقدها سفيها مشركا قوله‬
‫ول حول ول قوة إل بك استعانة بال تعال على فعل التوكل وعدم اللتفات إل الطية الت قد‬
‫تكون سببا لوقوع الكروه وعقوبة لفاعلها وذلك إنا يصدر من تقيق التوكل الذي هو أقوى‬
‫السباب ف جلب اليات ودفع الكروهات والول التحول والنتقال من حال إل حال‬
‫والقوى على ذلك أي ل حول ول قوة على ذلك الول إل بك وذلك يفيد التوكل علىال‬
‫لنه علم وعمل فالعلم معرفة القلب بتوحد ال بالنفع والضر وعامة الؤمني بل كثي من‬
‫الشركي يعلمون ذلك والعمل هو ثقة القلب بال وفراغه من كل ما سواه وهذا عزيز ويتص‬
‫به خواص الؤمني وهو داخل ف هذه الكلمة لن فيها التبي من الول والقوة والشيئة بدون‬
‫حول ال وقوته ومشيئته والقرار بقدرته على كل شيء وبعجز العبد عن كل شيء إل ما أقدره‬
‫عليه ربه وهذا ناية توحيد الربوبية الذي يثمر التوكل وتوحيد العبادة قال وعن ابن مسعود‬
‫مرفوعا الطية شرك الطية شرك وما منا إل ولكن ال يذهبه بالتوكل رواه أبو داود والترمذي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وصححه وجعل‬
‫‪ 384‬آخره من قول ابن مسعود ش هذا الديث رواه أيضا ابن ماجه وابن حبان ولفظ أب داود‬
‫الطية شرك الطية شرك ثلثا قوله الطية شرك صريح ف تري الطية وأنا من الشرك لا فيها‬
‫من تعلق القلب على غي ال وقال ابن حدان ف الرعاية تكره الطية وكذا قال غي واحد من‬
‫اصحاب أحد قال ابن مفلح والول القطع بتحريها ولعل مرادهم بالكراهة التحري قلت بل‬
‫الصواب القطع بتحريها لنا شرك وكيف يكون الشرك مكروها الكراهة الصطلحية فإن‬
‫كان القائل بكراهتها أراد ذلك فل ريب ف بطلنه قال ف شرح السنن وإنا جعل الطية من‬
‫الشرك لنم كانوا يعتقدون أن التطي يلب لم نفعا أو يدفع عنهم ضرا إذا عملوا بوجبه‬
‫فكأنم شركوه مع ال تعال قوله وما منا إل قال أبو القاسم الصبهان والنذري ف الديث‬
‫إضمار والتقدير وما منا إل وقد وقع ف قلبه شيء من ذلك انتهى وحاصله وما منا إل من يعتريه‬
‫التطي ويسبق ال قلبه الكراهة فيه فحذف ذلك اعتمادا على فهم السامع وقال اللخال حذف‬
‫الستثن لا يتضمنه من الالة الكروهة وهذا نوع من أدب الكلم قوله ولكن ال يذهبه بالتوكل‬
‫أي ما منا إل من يقع ف قلبه ذلك ولكن لا توكلنا على ال وآمنا به واتبعنا ما جاء به الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم واعتقدنا صدقه أذهب ال ذلك عنا وأقر قلوبنا على السنة واتباع الق قوله‬
‫وجعل آخره من قول ابن مسعود قال الترمذي سعت ممد بن اساعيل يقول كان سليمان بن‬
‫حرب يقول ف هذا وما منا هذا عندي من‬
‫‪ 385‬قول ابن مسعود فالترمذي نقل ذلك عن سليمان بن حرب ووافقه على ذلك العلماء قال ابن‬
‫القيم وهو الصواب فإن الطية نوع من الشرك قال ولحد من حديث ابن عمرو من ردته‬
‫الطية من حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم ل خي إل خيك ول طي‬
‫إل طيك ول إله غيك ش هذا الديث رواه المام أحد والطبان عن عمرو بن العاص مرفوعا‬
‫وف اسناده ابن ليعة وفيه اختلف وبقية رجاله ثقات قوله من حديث ابن عمرو هو عبدال بن‬
‫عمرو بن العاص بن وائل السهمي أبو ممد وقيل أبو عبدالرحن أحد السابقي الكثرين من‬
‫الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء مات ف ذي الجة ليال الرة على الصح بالطائف قوله من‬
‫ردته الطية عن حاجته فقد أشرك وذلك أن التطي هو التشاؤم بالشيء الرئي أو السموع فإذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫استعملها النسان فرجع با عن سفره وامتنع با عما عزم عليه فقد قرع باب الشرك بل وله‬
‫وبرىء من التوكل على ال وفتح على نفسه باب الوف والتعلق بغي ال وذلك قاطع له عن‬
‫مقام إياك نعبد وإياك نستعي فيصي قلبه متعلقا بغي ال وذلك شرك فيفسد عليه إيانه ويبقى‬
‫هدفا لسهام الطية ويقيض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه وكم من هلك بذلك‬
‫وخسر الدنيا والخرة قوله فما كفارة ذلك ال آخر الديث هذا كفارة لا يقع من الطية ولكن‬
‫يضي مع ذلك ويتوكل على ال وفيه العتراف بأن الطي خلق مسخر ملوك ل ل يأت بي ول‬
‫يدفع شرا وأنه ل خي ف الدنيا والخرة إل خي ال فكل خي فيهما فهو من ال تعال تفضل‬
‫على عباده واحسانا اليهم وأن اللية كلها ل ليس فيها لحد من اللئكة والنبياء عليهم‬
‫السلم شركة فضل عن‬
‫‪ 386‬أن يشرك فيها ما يراه ويسمعه ما يتشاءم به قوله من حديث الفضل بن العباس إنا الطية ما‬
‫أمضاك أو ردك ش هذا الديث رواه أحد ف السند ولفظه حدثنا حاد بن خالد قال ثنا بن‬
‫علثة عن مسلمة الهن قال سعته يدث عن الفضل بن عباس قال خرجت مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يوما فبح ظب فمال ف شقه فاحتضنته فقلت يا رسول ال تطيت قال إنا‬
‫الطية ما أمضاك أو ردك هكذا رواه أحد وف اسناده نظر وقرأت بط الصنف فيه رجل متلف‬
‫فيه وفيه انقطاع أي بي مسلم وبي الفضل وهوابن العباس بن عبدالطلب ابن عم النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وأكب ولد العباس قال ابن معي قتل يوم اليموك ف عهد أب بكر رضي ال عنه‬
‫وقال غيه قتل يوم مرج الصفر سنة ثلث عشرة وهو ابن اثنتي وعشرين سنة قال أبو داود قتل‬
‫بدمشق كان عليه درع النب صلى ال عليه وسلم وقال الواقدي وابن سعد مات ف طاعون‬
‫عمواس قوله إنا الطية ما أمضاك أو ردك هذا حد للطية النهي عنها بأنا ما أوجب للنسان‬
‫أن يضي لا يريده ولو من الفأل فإن الفأل إنا يستحب لا فيه من البشارة واللءمة للنفس فأما‬
‫أن يعتمد عليه ويضي لجله مع نسيان التوكل على ال فإن ذلك من الطية وكذلك إذا رأى‬
‫أو سع ما يكره فتشاءم به ورده عن حاجته فإن ذلك أيضا من الطية باب ما جاء ف التنجيم‬
‫الراد هنا ذكر ما يوز من التنجيم وما ل يوز وما ورد فيه من الوعيد‬
‫‪ 387‬قال شيخ السلم التنجيم هوالستدلل بالحوال الفلكية على الوادث الرضية وقال الطاب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫علم النجوم النهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والوادث الت ل تقع وستقع‬
‫ف مستقبل الزمان كأوقات هبوب الرياح ومي الطر وظهور الر والبد وتغي السعار وما كان‬
‫ف معناها من المور الت يزعمون أنم يدركون معرفتها بسي الكواكب ف ماريها واجتماعها‬
‫وافتراقها ويدعون أن لا تأثيا ف السفليات وأنا تري على قضايا موجباتا وهذا منهم تكم‬
‫على الغيب وتعاطي لعلم قد استأثر ال به ل يعلم الغيب سواه قلت واعلم أن التنجيم على ثلثة‬
‫أقسام أحدها ما هو كفر باجاع السلمي وهو القول بأن الوجودات ف العال السفلي مركبة‬
‫على تأثي الكوكب والروحانيات وأن الكوكب فاعلة متارة وهذا كفر بأجاع السلمي وهذا‬
‫قول الصابئة النجمي الذين بعث اليهم ابراهيم الليل عليه السلم ولذا كانوا يعظمون الشمس‬
‫والقمر والكواكب تعظيما يسجدون لا ويتدللون لا ويسبحونا تسابيح معروفة ف كتبهم‬
‫ويدعونا دعوات ل تنبغي إل لالقها وفاطرها وحده ل شريك له ويبنون لكل كوكب هيكل‬
‫أي موضعا لعبادته ويصورون فيه ذلك الكوكب ويتخذونه لعبادته وتعظيمه ويزعمون أن‬
‫روحانية ذلك الكوكب تنل عليهم وتاطبهم وتقضي حوائجهم وتلك الروحانيات هي‬
‫الشياطي تنلت عليهم وخاطبتهم وقضت حوائجهم وقد صنف بعض التأخرين ف هذا الشرك‬
‫مصنفا وذكر صاحب التذكرة فيها الثان الستدلل على الوادث الرضية بسي الكواكب‬
‫واجتماعها وافتراقها ونو ذلك ويقول إن ذلك بتقدير ال ومشيئته فل ريب ف تري ذلك‬
‫واخلتف التأخرون ف تكفي القائل بذلك وينبغي أن يقطع بكفره‬
‫‪ 388‬لنا دعوى لعلم الغيب الذي استأثر ال تعال بعلمه با ل يدل عليه الثالث ما ذكره الصنف ف‬
‫تعلم النازل وسيأت الكلم عليه قوله قال البخاري ف صحيحه قال قتادة خلق ال هذه النجوم‬
‫لثلث زينة للسماء ورجوما للشياطي وعلمات يهتدى با فمن تأول فيها غي ذلك أخطأ‬
‫وأضاع نصيبه وتكلف مال علم له به ش هذا الثر علقه البخاري ف صحيحه كما قال الصنف‬
‫وأخرجه عبدالرزاق وعبد بن حيد وابن جرير وابن النذر وابن أب حات وابو الشيخ والطيب‬
‫ف كتاب النجوم عن قتادة ولفظه قال إن ال إنا جعل هذه النجوم لثلث خصال جعلها زينة‬
‫للسماء وجعلها يهتدى با وجعلها رجوما للشياطي فمن تعاطى فيها غي ذلك فقد قال برأيه‬
‫وأخطأ حظه واضاع نصيبه وتكلف ما ل علم له به وإن ناسا جهلة بأمر ال قد أحدثوا ف هذه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫النجوم كهانة من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا‬
‫وكذا ولعمري ما من نم ال يولد به الحر والسود والطويل والقصي والسن والذميم وما‬
‫علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر بشيء من هذاالغيب ولو أن أحدا علم الغيب لعلمه‬
‫آدم الذي خلقه ال بيده وأسجد له ملئكته وعلمه اساء كل شيء قوله خلق ال هذه النجوم‬
‫لثلث إل آخره هذا مأخوذ من القرآن ف قوله تعال ولقد زينا السماء الدنيا بصابيح وجعلناها‬
‫رجوما للشياطي وقوله تعال وعلمات وبالنجم هم يهتدون وفيه إشارة إل أن النجوم ف‬
‫السماء الدنيا كما هو ظاهر الية وفيه حديث رواه ابن مردويه عن ابن مسعود قال‬
‫‪ 389‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اما السماء الدنيا فإن ال خلقها من دخان وجعل فيها‬
‫سراجا وقمرا منيا وزينها بصابيح النجوم وجعلها رجوما للشياطي وحفظا من كل شيطان‬
‫رجيم وقوله وعلمات أي دللت على الهات والبلدان ونو ذلك يهتدى با بصيغة الجهول‬
‫أي يهتدي با الناس ف ذلك كما قال تعال وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا با ف ظلمات‬
‫الب والبحر وليس الراد يهتدون با ف علم الغيب ولذا قال فمن تأول فيها ذلك أي زعم فيها‬
‫غي ماذكر ال تعال ف هذه الثلث فادعى با علم الغيب فقد أخطأ أي حيث تكلم رجا‬
‫بالغيب وأضاع نصيبه أي حظه من عمره لنه اشتغل با ل فائدة فيه بل مضرة مضة وتكلف ما‬
‫ل علم له به أي تعاطى شيئا ل يتصور علمه لن أخبار السماء والمور الغيبة ل تعلم ال من‬
‫طريق الكتاب والسنة وليس فيهما أزيد ما تقدم قال الداوودي قول قتادة ف النجوم حسن ال‬
‫قوله أخطأ وأضاع نصيبه فإنه قصر ف ذلك بل قائل ذلك كافر فان قلت إن النجمي قد‬
‫يصدقون بعض الحيان قيل صدقهم كصدق الكهان يصدقون مرة ويكذبون مئة وليس ف‬
‫صدقهم مرة ما يدل على أن ذلك علم صحيح كالكهان وقد استدل بعض النجمي بآيات من‬
‫كتاب ال على صحة علم التنجيم منها قوله وعلمات وبالنجم هم يهتدون والواب انه ليس‬
‫الراد بذه الية أن النجوم علمات على الغيب يهتدي با الناس ف علم الغيب وإنا العن‬
‫وعلمات أي دللت على قدرة ال وتوحيده وعن قتادة وماهد ان من النجوم ما يكون علمة‬
‫ل يهتدى با وقيل إن هذا‬
‫‪ 390‬من تام الكلم الول وهو قوله والقى ف الرض رواسي أن تيد بكم وانارا وسبل لعلكم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تتدون وعلمات أي وألقى لكم معال يعلم با الطريق والراضي من البال الكبار والصغار‬
‫يستدل با السافرون ف طرقهم وقوله وبالنجم هم يهتدون قال ابن عباس ف الية وعلمات‬
‫يعن معال الطرق بالنهار وبالنجم هم يهتدون قال يهتدون به ف البحر ف اسفارهم رواه ابن‬
‫جرير وابن أب حات فهذا القول ونوه هو معن الية فالستدلل با على صحة علم التنجيم‬
‫استدلل على ما يعلم فساده بالضطرار من دين السلم با ل يدل عليه ل نصا ول ظاهرا‬
‫وذلك أفسد انواع الستدلل فإن الحاديث جاءت عن النب صلى ال عليه وسلم بإبطال علم‬
‫التنجيم وذمه منها حديث ومن اقتبس شعبة من علم النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر‬
‫الديث وقد تقدم وعن عبدال بن مييز التابعي الليل أن سليمان بن عبداللك دعاه فقال لو‬
‫علمت علم النجوم فازددت إل علمك فقال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ان اخوف ما‬
‫أخاف على أمت ثلث حيف الئمة وتكذيب بالقدر وايان بالنجوم وعن رجاء بن حيوة ان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال ما أخاف على أمت التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف‬
‫الئمة رواها عبد بن حيد فهذان الرسلن من هذين الوجهي الختلفي يدلن على ثبوت‬
‫الديث ل سيما وقد احتج به من أرسله وعن أب مجن مرفوعا أخاف على امت من بعدي‬
‫ثلثا حيف الئمة وايانا بالنجوم وتكذيبا بالقدر رواه ابن عساكر وحسنه السيوطي وعن أنس‬
‫مرفوعا أخاف على أمت بعدي خصلتي تكذيبا بالقدر وإيانا بالنجوم رواه أبو يعلى وابن عدي‬
‫والطيب ف كتاب النجوم وحسنه السيوطي أيضا وروى المام أحد والبخاري عن ابن عمر‬
‫مرفوعا مفاتيح الغيب خس‬
‫‪ 391‬ل يعلمها إلال ل يعلم ما ف غد إل ال ول يعلم ما تغيض الرحام إل ال ول يعلم مت يأت‬
‫الطر أحد إل ال ول تدري نفس بأي أرض توت ول يعلم مت تقوم الساعة إل ال لفظ‬
‫الباري وعن العباس بن عبدالطلب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لقد طهر ال هذه‬
‫الزيرة من الشرك ما ل تضلهم النجوم رواه ابن مردويه وعن ابن عمر مرفوعا تعلموا من‬
‫النجوم ما تتدون به ف ظلمات الب والبحر ث انتهوا وعن أب هريرة قال نى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عن النظر ف النجوم رواها ابن مردويه والطيب وعن سرة بن جندب أنه‬
‫خطب فذكر حديثا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال أما بعد فإن ناسا يزعمون أن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مواضعها لوت رجال‬
‫عظماء من أهل الرض وأنم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات ال يعتب با عباده لينظر من‬
‫يدث له منهم توبة ورواه أبو داود وف الباب آحاديث وآثار غي ما ذكرنا فتبي بذا أن‬
‫الستدلل بالية على صحة أحكام النجوم من أفسد أنواع الستدلل ومنها قوله تعال عن‬
‫ابراهيم فنظر نظرة ف النجوم فقال إن سقيم والواب أن هذا من جنس استدلله بالية الول‬
‫ف الفساد فأين فيها ما يدل على صحة أحكام النجوم بوجه من وجوه الدللت وهل اذا رفع‬
‫انسان بصره إل النجوم فنظر إليها دل ذلك على صحة علم النجوم عنده وكل الناس ينظرون‬
‫إل النجوم فل يدل ذلك على صحة علم أحكامها وكأن هذا ما شعر أن ابراهيم عليه السلم‬
‫إنا بعث إل الصابئة النجمي مبطل لقولم مناظرا لم على ذلك فإن قيل على هذا فما فائدة‬
‫نظرته ف النجوم‬
‫‪ 392‬قيل نظرته ف النجوم من معاريض الفعال ليتوصل به إل غرضه من كسر الصنام كما كان‬
‫قوله بل فعله كبيهم هذا فمن ظن أن نظرته ف النجوم ليستنبط منها علم الحكام وعلم أن‬
‫طالعه يقتضي عليه بالنحس فقد ضل ضلل بعيدا ولذا جاء ف حديث الشفاعة الصحيح أنه‬
‫عليه السلم يقول لست هنا كم ويذكر ثلث كذبات كذبن وعدها العلماء قوله إن سقيم‬
‫وقوله بل فعله كبيهم هذا وقوله لسارة هي أخت فلو كان قوله إن سقيم أخذه من علم النجوم‬
‫ل يعتذر من ذلك وإنا هي من معاريض الفعال فلهذا اعتذر منها كما اعتذر من قوله بل فعله‬
‫كبيهم ذكر ذلك ابن القيم لكن قوله وعدها العلماء يدل على أنه ل يستحضر الديث الوارد‬
‫ف عدها وقد رواه أحد والبخاري وأصحاب السنن وابن جرير وغيهم عن أب هريرة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يكذب ابراهيم عليه السلم غي ثلث كذبات اثنتي ف‬
‫ذات ال قوله إن سقيم وقوله بل فعله كبيهم هذا وقوله ف سارة هي أخت لفظ ابن جرير‬
‫وروى ابن أب حات عن أب سعيد مرفوعا ف كلمات ابراهيم الثلث الت قال ما منها كلمة إل‬
‫ما حال با عن دين ال فقال إن سقيم وقال بل فعله كبيهم هذا وقال للملك حي أراد امرأته‬
‫هي أخت وف اسناده ضعف وقال قتادة ف الية العرب تقول لن تفكر نظر ف النجوم قال ابن‬
‫كثي يعن قتادة أنه نظر ال السماء متفكرا فيما يكذبم به فقال إن سقيم أي ضعيف قال وكره‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قتادة تعلم منازل القمر ول يرخص ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما ورخص ف تعلم النازل‬
‫أحد واسحق ش هذا هو القسم الثالث من علم التنجيم وهو تعلم منازل الشمس والقمر‬
‫‪ 393‬للستدلل بذلك على القبلة وأوقات الصلوات والفصول وهو كما ترى من اختلف السلف‬
‫فيه فما ظنك بذينك القسمي ومنازل القمر ثانية وعشرون كل ليلة ف منلة منها فكره وقتادة‬
‫وسفيان بن عينية تعلم النازل وأجازه أحد واسحق وغيها قال الطاب أما علم النجوم الذي‬
‫يدرك من طريق الشاهدة والب الذي يعرف به الزوال وتعلم به جهة القبلة فإنه غي داخل فيما‬
‫ني عنه وذلك أن معرفة رصد الظل ليس شيئا بأكثر من أن الظل ما دام متناقصا فالشمس بعد‬
‫صاعدة نو وسط السماء من الفق الشرقي واذا أخذ ف الزيادة فالشمس هابطة من وسط‬
‫السماء نو الفق الغرب وهذا علم يصح دركه بالشاهدة إل أن أهل هذه الصناعه قد دبروها با‬
‫اتذوا له من اللت الت يستغن الناظر فيها عن مراعات مدته ومراصدته وأما ما يستدل به من‬
‫النجوم على جهة القبلة فإنا كواكب رصدها أهل البة با من الئمة الذين ل نشك ف‬
‫عنايتهم بأمر الدين ومعرفتهم با وصدقهم فيما أخبوا به عنها مثل أن يشاهدوها بضرة الكعبة‬
‫ويشاهدوها على حال الغيبة عنها فكان إدراكهم الدللة منها بالعاينة وادراكنا ذلك بقبول‬
‫خبهم إذ كانوا عندنا غي متهمي ف دينهم ول مقصرين ف معرفته قلت وروى ابن النذر عن‬
‫ماهد أنه كان ل يرى بأسا ان يتعلم الرجل منازل القمر قلت لنه ل مذور ف ذلك وعن‬
‫ابراهيم أنه كان ل يرى بأسا أن يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به رواه ابن النذر قال ابن‬
‫رجب والأذون ف تعلمه علم التسيي ل علم التأثي فإنه باطل مرم قليله وكثيه وأما علم التسيي‬
‫فتلعم ما يتاج اليه للهتداء ومعرفة القبلة والطرق جائز عند المهور وما زاد عليه ل حاجة اليه‬
‫لشغله عما هو أهم منه وربا أدى تدقيق النظر فيه إل اساءة الظن بحاريب السلمي كما وقع‬
‫من أهل هذا العلم قديا وحديثا وذلك يفضي‬
‫‪ 394‬اعتقاده إل خطأ السلف ف صلتم وهو باطل انتهى متصرا قلت وهذا هو الصحيح إن شاء ال‬
‫ويدل على ذلك اليات والحاديث الت تقدمت وهل يدخل ف النهي وقت الكسوف الشمسي‬
‫والقمري أم ل رجح ابن القيم أنه ل يدخل قوله ذكره حرب عنهما هو المام الافظ حرب بن‬
‫إساعيل أبو ممد الكرمان الفقيه من اجله أصحاب المام أحد ورى عن أحد وإسحق وابن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الدين وابن معي وأب خيثمة وابن أب شيبة وغيهم وله مصنفات جليلة منها كتاب السائل‬
‫الت سئل عنها المام أحد وغيه وأورد فيها الحاديث والثار وأظنه روى أثر قتادة وابن عيينة‬
‫فيها مات سنة ثاني ومائتي واسحق هو ابراهيم بن ملد أبو يعقوب النظلي النيسابوري المام‬
‫العروف بابن راهويه روى عن ابن البارك وأب أسامة وابن عيينة وطبقتهم قال أحد اسحق‬
‫عندنا إمام من أئمة السلمي وروى عنه أحد والبخاري ومسلم وأبو داود وغيهم وروى هو‬
‫أيضا عن أحد مات سنة تسع وثلثي ومائتي قال وعن أب موسى قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ثلثة ل يدخلون النة مدمن المر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر رواه أحد وابن‬
‫حبان ف صحيحه ش هذا الديث رواه أيضا الطبان والاكم وقال صحيح واقره الذهب وتام‬
‫الديث ومن مات وهو مدمن المر سقاه ال من نر الغوطة نر يري من فروج الومسات‬
‫يؤذي أهل النار ريح فروجهن قوله عن أب موسى هو عبدال بن قيس بن سليم بن حضار بفتح‬
‫الهملة وتشديد الضاد العجمة أبو موسى الشعري صحاب جليل استعمله النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وأمره عمر ث عثمان وهو أحد الكمي بصفي مات سنة خسي‬
‫‪ 395‬قوله ثلثة ل يدخلون النة هذا من نصوص الوعيد الت كره السلف تأويلها وقالوا أمروها كما‬
‫جاءت وإن كان صاحبها ل ينتقل عن اللة عندهم وكان الصنف رحه ال ييل إل هذا القول‬
‫وقالت طائفة هو على ظاهره فل يدخل النة أصل مدمن المر ونوه ويكون هذا مصصا‬
‫لعموم الحاديث الدالة على خروج الوحدين من النار ودخولم النة وحله أكثر الشراح على‬
‫من فعل ذلك مستحل أو على معن أنم ل يدخلون النة إل بعد العذاب إن ل يتوبوا وال أعلم‬
‫قوله مدمن المر أي الداوم على شربا قوله وقاطع الرحم أي القرابة كما قال تعال فهل‬
‫عسيتم إن توليتم أن تفسدوا ف الرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم ال فأصمهم‬
‫وأعمى أبصارهم قوله ومصدق بالسحر مطلقا ويدخل فيه التنجيم لديث من اقتبس علما من‬
‫النجوم اقتبس علما من السحر وهذا وجه مطابقة الديث للباب قال الذهب ف الكبائر ويدخل‬
‫فيه تعلم السيمياء وعملها وهو مض السحر وعقد الرء عن زوجته ومبة الزوج لمرأته وبغضها‬
‫وبغضه واشباه ذلك بكلمات مهولة قال وكثي من الكبائر بل عامتها إل القل يهل خلق من‬
‫المة تريه وما بلغه الزجر فيه ول الوعيد عليه فهذا الضرب فيهم تفصيل فينبغي للعال أن ل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يهل على الاهل بل يرفق به ويعلمه سيما إذا قرب عهده بهله كمن أسر وجلب إل أرض‬
‫السلم وهو تركي فبالهد أن يتلفظ بالشهادتي فل يأث أحد إل بعد العلم باله وقيام الجة‬
‫عليه‬
‫‪ 396‬باب ما جاء ف الستسقاء بالنواء أي من الوعيد والراد نسبة السقيا وميء الطر إل النواء‬
‫جع نوء وهي منازل القمر قال ابو السعادات وهي ثانيه وعشرون منلة ينل القمر كل ليلة‬
‫منلة منها ومنه قوله تعال والقمر قدرناه منازل يسقط ف الغرب كل ثلث عشرة ليلة منلة مع‬
‫طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلتها ذلك الوقت ف الشرق فتنقضي جيعها مع انقضاء السنة‬
‫وكانت العرب تزعم أن مع سقوط النلة وطلوع رقيبها يكون مطر وينسبونه اليها فيقولون‬
‫مطرنا بنوء كذا وإنا سي نوءا لنه إذا سقط الساقط منها بالغرب ناء الطالع بالشرق ينوء نوءا‬
‫أي نض وطلع قال وقول ال تعال وتعلون رزقكم أنكم تكذبون روى المام أحد والترمذي‬
‫وحسنه وابن جرير وابن أب حات والضياء ف الختارة عن علي رضي ال عنه قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وتعلون رزقكم يقول شكركم أنكم تكذبون يقولون مطرنا بنوء كذا‬
‫وكذا وبنجم كذا وكذا وهذا أول ما فسرت به الية وروي ذلك عن علي وابن عباس وقتادة‬
‫والضحاك وعطاء الراسان وغيهم وهو قول جهور الفسرين وبه يظهر وجه استدلل الصنف‬
‫بالية على الترجة فالعن على هذا وتعلون شكركم ل على ما انزل اليكم من الغيث والطر‬
‫والرحة أنكم تكذبون أي تنسبونه إل غيه وقال ابن القيم أي تعلون حظكم من هذا الرزق‬
‫الذي به حياتكم‬
‫‪ 397‬التكذيب به يعن القرآن قال السن تعلون حظكم ونصيبكم من القرآن أنكم تكذبون قال‬
‫وخسر عبد ل يكون حظه من كتاب ال ال التكذيب به قلت والية تشمل العنيي قال عن أب‬
‫مالك الشعري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أربع ف أمت من أمر الاهلية ل‬
‫يتركونن الفخر ف الحساب والطعن ف النساب والستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائحة‬
‫اذا ل تتب قبل موتا تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب رواه مسلم ش‬
‫قوله عن أب مالك الشعري اسه الارث بن الارث الشامي صحاب تفرد عنه بالرواية أبو‬
‫سلم وف الصحابة أبو مالك الشعري اثنان غي هذا جزم به الافظ قوله أربع ف أمت من أمر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الاهلية ل يتركونن أي من أفعال أهلها بعن أنا معاصي ستفعلها هذه المة إما مع العلم‬
‫بتحريها وإما مع الهل بذلك كما كان أهل الاهلية يفعلونا والراد بالاهلية هنا ما قبل‬
‫البعث سوا بذلك لفرط جهلهم وكل ما يالف ما جاءت به النبياء والرسلون فهو جاهلية‬
‫منسوبة ال الاهل فإن ما كانوا عليه من القوال والعمال إنا أحدثة لم جاهل وإنا يفعله‬
‫جاهل قال شيخ السلم أخب أن بعض أمر الاهلية ل يتركه الناس كلهم ذما لن ل يتركه‬
‫وهذا يقتضي أن ما كان من أمر الاهلية وفعلهم فهو مذموم ف دين السلم وإل ل يكن ف‬
‫إضافة هذه النكرات إل الاهلية ذم لا ومعلوم أن إضافتها إل الاهلية خرج مرج الذم وهذا‬
‫كقوله تعال ول تبجن تبج الاهلية الول فإن ف‬
‫‪ 398‬ذلك ذما للتبج وذما لال الاهلية الول وذلك يقتضي النع من مشابتهم ف الملة قوله‬
‫الفخر بالحساب أي التشرف بالباء والتعاظم بعد مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم وذلك جهل‬
‫عظيم إذ إل شرف غل بالتقوى كما قال تعال وما أموالكم ول أولدكم بالت تقربكم عندنا‬
‫زلفى ال من آمن وعمل صالا الية وقال تعال إن أكرمكم عند ال أتقاكم وروى أبو داود‬
‫عن أب هريرة مرفوعا إن ال قد اذهب عنكم عبية الاهلية وفخرها بالباء مؤمن تقي أو فاجر‬
‫شقي الناس بنو آدم وآدم من تراب ليد عن رجال فخرهم بأقوام إنا هم فحم من فحم جهنم أو‬
‫ليكونن أهون على ال من العلن الت تدفع بأنفها النت والحساب جع حسب وهو ما يعده‬
‫النسان له ولبائه من شجاعة وفصاحة ونو ذلك قوله والطعن ف النساب أي الوقوع فيها‬
‫بالذم والعيب أو يقدح ف نسب أحد من الناس فيقول ليس هو من ذرية فلن أو يعيه با ف‬
‫آبائه من الطاعن ولذا لا عي أبو ذر رضي ال عنه رجل بأمه قال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫لب ذر اعيته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية متفق عليه فدل ذلك ان التعيي بالنساب من أخلق‬
‫الاهلية وأن الرجل مع فضله وعلمه ودينه قد يكون فيه بعض هذه الصال السماة باهلية‬
‫ويهودية ونصرانية ول يوجب ذكر كفره وفسقه قاله شيخ السلم قوله والستسقاء بالنجوم‬
‫أي نسبة السقيا وميء الطر ال النجوم والنواء وهذا هو الذي خافه النب صلى ال عليه وسلم‬
‫على امته كما روى المام أحد‬
‫‪ 399‬وابن جرير عن جابر السوائي قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أخاف على أمت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ثلثا استسقاء بالنجوم وحيف السلطان وتكذيبا بالقدر إذا تبي هذا فالستسقاء بالنجوم نوعان‬
‫أحدها أن يعتقد أن النل للمطر هو النجم فهذا كفر ظاهر إذ ل خالق إل ال وما كان‬
‫الشركون هكذا بل كانوا يعلمون أن ال هو النل للمطر كما قال تعال ولئن سألتهم من نزل‬
‫من السماء ماء فأحيا به الرض من بعد موتا ليقولن ال وليس هذا معن الديث فالنب صلى‬
‫ال عليه وسلم اخب أن هذا ل يزال ف أمته ومن اعتقد أن النجم ينل الطر فهو كافر الثان أن‬
‫ينسب إنزال الطر ال النجم مع اعتقاده أن ال تعال هو الفاعل لذلك النل له لكن معن أن ال‬
‫تعال أجرى العادة بوجود الطر عند ظهور ذلك النجم فحكى انب مفلح خلفا ف مذهب‬
‫أحد ف تريه وكراهته وصرح أصحاب الشافعي بوازه والصحيح أنه مرم لنه من الشرك‬
‫الفي وهو الذي أراده النب وأخب أنه من أمر الاهلية ونفاه وابطله وهو الذي كان يزعم‬
‫الشركون ول يزل موجودا ف هذه المة إل اليوم وأيضا فإن هذا من النب صلى ال عليه وسلم‬
‫حاية لناب التوحيد وسد لذرائع الشرك ولو بالعبادات الوهة الت ل يقصدها النسان كما‬
‫قال لرجل قال له ما شاء ال وشئت قال أجعلتن ل ندا بل ما شاء ال وحده وفيه التنبيه على ما‬
‫هو أول بالنع من نسبة السقيا إل النواء كدعاء الموات وسؤالم الرزق والنصر والعافية ونو‬
‫ذلك من الطالب فإن هذا من الشرك الكب سواء قالوا إنم شفعاؤنا إل ال كما قال الشركون‬
‫هؤلء شفعاؤنا عند ال او اعتقدوا أنم يلقون ويرزقون‬
‫‪ 400‬وينصرون استقلل على سبيل الكرامة كما ذكره بعض عباد القبور ف رسالة صنفها ف ذلك‬
‫لنه إذا منع من إطلق نسبة السقيا إل النواء مع عدم القصد والعتقاد فلن ينع من دعاء‬
‫الموات والتوجه اليهم ف اللمات مع اعتقاد أن لم انواع التصرفات أول وأحرى قوله والنياحة‬
‫أي رفع الصوت بالندب على اليت لنا سخط لقضاء ال ومعارضة لحكامه وسوء أدب مع‬
‫ال ول كذلك ينبغي أن يفعل الملوك مع سيده فكيف يفعله مع ربه وسيده ومالكه وإله الذي‬
‫ل إله له سواه الذي كل قضائه عدل وأيضا ففيها تفويت الجر مع ذهاب الصيبة وف الديث‬
‫دليل على شهادة أن ممدا رسول ال لن هذه الخبار من أنباء الغيب فأخب با النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فكان كما أخب قوله وقال النائحه إذا ل تتب قبل موتا فيه تنبيه على أن الوعيد‬
‫والذم ل يلحق من تاب من الذنب وهو كذلك بالجاع فعلى هذا إذا عرف شخص بفعل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ذنوب توعد الشرع عليها بوعيد ل يز إطلق القول بلحوقه لذلك الشخص العي كما يظنه‬
‫كثي من أهل البدع فإن عقوبات الذنوب ترتفع بالتوبة والسنات الاحية والصائب الكفرة‬
‫ودعاء الؤمني بعضهم لبعض وشفاعة نبيهم صلى ال عليه وسلم فيهم وعفو ال عنهم وفيه أن‬
‫من تاب قبل الوت ما ل يغرغر فإن ال يتوب عليه كما ف حديث ابن عمر مرفوعا ان ال تعال‬
‫يقبل توبة العبد ما ل يغرغر رواه أحد والترمذي وابن ماجه وابن حبان ف صحيحه قوله تقام‬
‫يوم القيامة أي تبعث من قبها وعليها سربال من قطران ودرع من جرب قال القرطب السربال‬
‫واحد السرابيل وهي الثياب‬
‫‪ 401‬والقمص يعن أنن يلطخن بالقطران فيصي لن كالقميص حت يكون اشتعال النار والتصاقها‬
‫بأجسادهن أعظم ورائحتهن أنت والها بسبب الرب أشد وروي عن ابن عباس أن القطران هو‬
‫النحاس الذاب وروى الثعلب ف تفسيه عن عمر بن الطاب أنه سع نائحة فأتاها فضربا‬
‫بالدرة حت وقع خارها فقيل يا أمي الؤمني الرأة الرأة قد وقع خارها قال انا ل حرمة لا قال‬
‫ولما عن زيد بن خالد قال صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الصبح بالديبية على‬
‫اثر ساء كانت من الليل فلما انصرف أقبل الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا ال‬
‫ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحته فذلك‬
‫مؤمن ب كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر ب مؤمن بالكوكب‬
‫ش قوله عن زيد بن خالد أي الهن الدن صحاب مشهور مات سنة ثان وستي بالكوفة وقيل‬
‫غي ذلك وله خس وثانون سنة قوله صلى لنا أي صلى بنا فاللم بعن الباء قال الافظ وفيه‬
‫جواز إطلق ذلك مازا وإنا الصلة ل قوله بالديبية بالهملة والتصغي وتفف ياؤها وتثقل‬
‫قوله على إثر بكسر المزة وسكون الثلثة على الشهورة وهو ما يعقب الشيء قوله ساء أي‬
‫مطر واطلق عليه ساء لكونه ينل من جهه السماء قوله فلما انصرف أي من صلته ل من‬
‫مكانه كما يدل عليه قوله أقبل على الناس أي التفت اليهم بوجهه الشريف ففيه دليل على أنه ل‬
‫ينبغي‬
‫‪ 402‬للمام إذا صلى أن يلس مستقبل القبلة بل ينصرف ال الأمومي كما صحت بذلك الحاديث‬
‫قوله هل تدرون لفظ استفهام ومعناه التنبيه وف رواية النسائي أل تسمعوا ما قال ربكم الليلة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وهذا من الحاديث القدسية قال الافظ وهي تمل على ان النب صلى ال عليه وسلم أخذها‬
‫عن ال بواسطة أو بل واسطة وفيه إلقاء العال السألة على أصحابه ليخبهم وإخراج العال‬
‫التعليم للمسألة بالستفهام فيها ذكره الصنف قوله قالوا ال ورسوله أعلم فيه حسن الدب‬
‫للمسؤول عما ل يعلم وإنه يقول ذلك او نوه ول يتكلف ما ل يعنيه قوله قال أصبح من‬
‫عبادي الضافة هنا للعموم بدليل التقسيم إل مؤمن وكافر فان قيل هذا يدل على أن الراد‬
‫بالكفر هنا هو الكب قيل ليس فيه دليل إذ الصغر يصدر من الكفار قوله مؤمن ب وكافر الراد‬
‫بالكفر هنا هو الصغر بنسبة ذلك ال غي ال وكفران نعمته وإن كان يعتقد أن ال تعال هو‬
‫الالق للمطر النل له بدليل قوله ف الديث فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحته إل آخره فلو‬
‫كان الراد هو الكب لقال أنزل علينا الطر نوء كذا فأتى بباء السببية ليدل على أنم نسبوا‬
‫وجود الطر إل ما اعتقدوه سببا وف رواية فأما من حدن على سقياي وأثن علي فذاك من آمن‬
‫ب فلم يقل فأما من قال إن النل للمطر فذالك من آمن ب لن الؤمني والكفار يقولون ذلك‬
‫فدل على أن الراد إضافة ذلك ال غي ال وإن كان يعتقد أن الفاعل لذلك هو ال وروى‬
‫النسائي والساعيلي نوه‬
‫‪ 403‬وقال ف آخره وكفر ب أو كفر نعمت وف رواية أب صال عن أب هريرة عند مسلم قال ال‬
‫تعال ما أنعمت على عبادي من نعمة إل أصبح فريق منهم با كافرين وله من حديث ابن عباس‬
‫اصبح من الناس شاكر ومنهم كافر الديث وف حديث معاوية الليثي مرفوعا يكون الناس‬
‫مدبي فينل ال عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركي يقولون مطرنا بنوء كذا رواه أحد‬
‫فبي الكفر والشرك الراد هنا بأن نسبة ذلك إل غيه تعال بأن يقال مطرنا بنوء كذا قال ابن‬
‫قتيبة كانوا ف الاهلية يظنون أن نزول الغيث بواسطة النوء إما بصنعه على زعمهم وإما بعلمته‬
‫فأبطل الشرع قولم وجعله كفرا فإن اعتقد قائل ذلك أن للنوء صنعا ف ذلك فكفره كفر شرك‬
‫وإن اعتقد أن ذلك من قبيل التجربة فليس بشرك لكن يوز إطلق الكفر عليه وارادة كفر‬
‫النعمة لنه ل يقع ف شيء من طرق الديث بي الكفر والشرك واسطة فيحمل الكفر فيه على‬
‫العنيي وقال الشافعي من قال مطرنا بنوء كذا على معن مطرنا ف وقت كذا فل يكون كفرا‬
‫وغيه من الكلم أحب إل منه قلت قد يقال إن كلم الشافعي ل يدل على جواز ذلك وإنا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يدل على أنه ل يكون كفر شرك وغيه من الكلم أحسن منه أما كونه يوز إطلق ذلك أو ل‬
‫يوز فالصحيح انه ل يوز لا تقدم أن معن الديث هو نسبة السقيا إل النواء لفظا وإن كان‬
‫القائل لذلك يعتقد أن ال هو النل للمطر فهذا من باب الشرك الفي ف اللفاظ كقوله لول‬
‫فلن ل يكن كذا وفيه معن قوله تعال وعسى أن تبوا شيئا وهو شر لكم فإن كثيا من النعم‬
‫قد تر النسان ال شر كالذين قالوا مطرنا بنوء كذا بسبب‬
‫‪ 404‬نزول النعمة وفيه التفطن لليان ف هذا الوضع ذكره الصنف يشي إل أن الراد به هنا نسبة‬
‫النعمة إل ال وحده عليها كما ف قوله فأما من حدن على سقياي وثن علي فذاك من آمن ب‬
‫وقوله فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحته الديث وفيه أن من الكفر ما ل يرج عن اللة‬
‫ذكره الصنف قوله فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحته أي من نسبه ال ال واعتقد أنه أنزله‬
‫بفضله ورحته من غي استحقاق من العبد على ربه وأثن به عليه فقال مطرنا بفضل ال ورحته‬
‫وف الرواية الخرى فأما من حدن على سقياي وأثن علي فذاك من آمن ب وهكذا يب على‬
‫النسان أن ل يضيف نعم ال إل غيه ول يمدهم عليها بل يضيفها إل خالقها ومقدرها الذي‬
‫أنعم با على العبد بفضله ورحته ول يناف ذلك الدعاء لن أحسن با اليك وذكر ما أولكم من‬
‫العروف إذا سلم لك دينك والسر ف ذلك وال أعلم أن العبد يتعلق قلبه بن يظن حصول الي‬
‫له من جهته وإن كان صنع له ف ذلك وذلك نوع شرك خفي فمنع من ذلك قوله وأما من قال‬
‫مطرنا بنوء كذا ال آخره كالصريح فيما ذكرنا أن الراد نسبة ذلك إل غي ال وإن كان يعتقد‬
‫أن النل للمطر هو ال ولذا ل يقل فأما من قال أنزل علينا الطر أو أمطرنا نؤ كذا قال الصنف‬
‫وفيه التفطن للكفر ف هذا الوضع يشي إل أن الراد بالكفر هنا هو نسبة النعمة إل غي ال‬
‫كالنوء ونوه على ما تقدم ولا كان إنزال الغيث من أعظم نعم ال وإحسانه إل عباده لا‬
‫اشتمل عليه من منافعهم فل يستغنون عنه أبدا كان من شكره الواجب عليهم ان يضيفوه ال‬
‫الب الرحيم النعم ويشكروه‬
‫‪ 405‬فإن النفوس قد جبلت على حب من أحسن اليها وال تعال هو الحسن النعم على الطلق‬
‫الذي ما بالعباد من نعمة فمنه وحده كما قال تعال وما بكم من نعمة فمن ال قال ولما من‬
‫حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا فأنزل ال هذه الية فل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أقسم بواقع النجوم إل قوله تكذبون ش قوله ولما الديث لسلم فقط ولفظه عن ابن عباس‬
‫قال مطر الناس على عهد النب صلى ال عليه وسلم فقال النب صلى ال عليه وسلم أصبح من‬
‫الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحة ال وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا قال فنلت‬
‫هذه الية فل أقسم بواقع النجوم حت بلغ وتعلون رزقكم أنكم تكذبون قوله قال بعضهم ذكر‬
‫الواقدي ف مغزيه عن أب قتادة أن عبدال بن أب هو القائل ف ذلك الوقت مطرنا بنوء الشعرى‬
‫وف صحة ذلك نظر قوله فل أقسم بواقع النجوم هذا قسم من ال عز وجل يقسم با شاء من‬
‫خلقه وهو دليل على عظمة القسم به وتشريفه وتقديره اقسم بواقع النجوم ويكون جوابه إنه‬
‫لقرآن كري فعلى هذا تكون ل صلة لتأكيد النفي فتقدير الكلم ليس المر كما زعمتم ف‬
‫القرآن أنه سحر أو كهانة بل هو قرآن كري قال ابن جرير قال بعض أهل العربية معن قوله فل‬
‫أقسم فليس المر كما تقولون ث استؤنف القسم بعد فقيل أقسم ومواقع النجوم قال ابن عباس‬
‫يعن نوم القرآن فإنه نزل جلة ليلة القدر من السماء العليا‬
‫‪ 406‬إل السماء الدنيا ث نزل مفرقا ف السني بعد ث قرأ ابن عباس هذه الية ومواقعها نزولا شيئا‬
‫بعد شيء وقيل النجوم هي الكواكب ومواقعها مساقطها عند غروبا قال ماهد مواقع النجوم‬
‫يقال مطالعها ومشارقها واختاره ابن جرير وعلى هذا فتكون الناسبة بي ذكر النجوم ف القسم‬
‫وبي القسم عليه وهو القرآن من وجوه أحدها أن النجوم جعلها ال يهتدى با ف ظلمات الب‬
‫والبحر وآيات القرآن هداية با ف ظلمات الغي والهل فتلك هداية ف الظلمات السية وآيات‬
‫القرآن هداية ف الظلمات العنوية فجمع بي الدايتي مع ما ف النجوم من الزينة الظاهرة للعال‬
‫وف القرآن من الزينة الباطنة ومع ما ف النجوم من الرجوم للشياطي وف آيات القرآن من رجوم‬
‫شياطي النس والن والنجوم آياته الشهودة العيانية والقرآن آياته التلوة السمعية مع ما ف‬
‫مواقعها عند الغروب من العبة والدللة على آياته القرآنية ومواقعها عند النول ذكره ابن القيم‬
‫وقوله وإنه لقسم لو تعلمون عظيم قال ابن كثر أيو إن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم‬
‫لو تعلمون عظمته لعظمتم القسم عليه وقوله إنه لقرآن كري هذا هو القسم عليه وهو القرآن‬
‫أي انه وحي ال وتنيله وكلمه ل كما يقول الكفار إنه سحر وكهانة أو شعر بل هو قرآن‬
‫كري أي عظيم كثي الي لنه كلم ال قال ابن القيم فوصفه با يقتضي حسنا وكثرة خيه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ومنافعه وجللته فإن الكري هو البهي الكثي الي العظيم النفع وهو من كل شيء أحسنه‬
‫وأفضله وال سبحانه وصف نفسه بالكرم ووصف به كلمه ووصف به عرشه ووصف به ما‬
‫كثر خيه وحسن منظره من النبات وغيه ولذلك فسر‬
‫‪ 407‬السلف الكري بالسن قال الزهري الكري اسم جامع لا يمده وال تعال كري جيل الفعال‬
‫وإنه لقرآن كري يمد لا فيه من الدى والبيان والعلم والكمة وقوله ف كتاب مكنون قال ابن‬
‫كثي أي معظم ف كتاب معظم مفوظ موقر وقال ابن القيم اختلف الفسرون ف هذا فقيل هو‬
‫اللوح الحفوظ والصحيح أنه الكتاب الذي بأيدي اللئكة وهو الذكور ف قوله ف صحف‬
‫مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة ويدل على انه الكتاب الذي بأيدي اللئكة قوله‬
‫ل يسه إل الطهرون فهذا يدل على أنه بأيديهم يسونه وقوله ل يسه ال الطهرون قال ابن‬
‫عباس ل يسه إل الطهرون قال الكتاب الذي ف السماء وف رواية ل يسه إل الطهرون يعن‬
‫اللئكة وقال قتادة ل يسه عند ال إل الطهرون فأما ف الدنيا فإنه يسه الجوسي النجس‬
‫والنافق الرجس قال وهي ف قراءة ابن مسعود ما يسه إل الطهرون واختار هذا القول كثيون‬
‫منهم ابن القيم ورجحه وقال ابن زيد زعمت قريش أن هذا القرآن تنلت به الشياطي فأخب‬
‫ال تعال أنه ل يسه إل الطهرون كما قال وما تنلت به الشياطي إل قوله لعزولون قال ابن‬
‫كثي وهذا قول جيد وهو ل يرج عن القول قبله وقال البخاري ف صحيحه ف هذه الية ل‬
‫يد طعمه إل من آمن به قال ابن القيم وهذا من اشارة الية وتنبيهها وهو أنه ل يلتذ به‬
‫وبقراءته وفهمه وتدبره إل من يشهد أنه كلم ال تكلم به حقا وأنزله على رسوله وحيا ول‬
‫ينال معانيه إل من‬
‫‪ 408‬ل يكن ف قلبه منه حرج بوجه من الوجوه وقال آخرون ل يسه إل الطهرون أي من النابة‬
‫والدث قالوا ولفظ الية خب ومعناه الطلب قالوا والراد بالقرآن ههنا الصحف كما ف حديث‬
‫ابن عمر مرفوعا نى أن يسافر بالقرآن إل أرض العدو مافة أن يناله العدو واحتجوا على ذلك‬
‫با رواه مالك ف الوطأ عن عبدال بن ممد بن أب بكر بن ممد بن عمرو ابن حزم أن ف‬
‫الكتاب الذي كتبه رسول ال صلى ال عيه وسلم لعمرو بن حزم أن ل يس القرآن ال طاهر‬
‫وقوله تنيل من رب العالي قال ابن كثي أي هذا القرآن منل من ال رب العالي وليس كما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يقولون إنه سحر أو كهانة أو شعر بل هو الق الذي ل مرية فيه وليس وراءه حق نافع وف هذه‬
‫الية إثبات أنه كلم ال تكلم به قال ابن القيم ونظيه ولكن حق القول من وقوله قل نزله روح‬
‫القدس من ربك بالق واثبات علو ال سبحانه على خلقه فإن النول والتنيل الذي تعقله‬
‫العقول وتعرفه الفطر هو وصول الشيء من أعلى إل أسفل ول يرد عليه قوله وأنزل لكم من‬
‫النعام ثانية أزواج لنا نقول إن الذي أنزلا فوق سواته فأنزلا لنا بأمره قال ابن القيم وذكر‬
‫التنيل مضافا إل ربوبيته للعالي الستلزمة للكه لم وتصرفه فيهم وحكمه عليهم وإحسانه‬
‫وإنعامه عليهم وأن من هذا شأنه مع اللق كيف يليق به مع ربوبيته التامة أن يتركهم سدى‬
‫ويدعهم هل ويلقهم عبثا ل يأمرهم ول ينهاهم ول يثيبهم ول يعاقبهم فمن أقر بأنه رب‬
‫العالي أقر بأن القرآن تنيله على رسوله‬
‫‪ 409‬واستدل بكونه رب العالي على ثبوت رسالة رسوله وصحة ما جاء به وهذا الستدلل أقوى‬
‫وأشرف من الستدلل بالعجزات والوارق وإن كانت دللتها أقرب إل أذهان عموم الناس‬
‫وتلك إنا تكون لواص العقلء وقوله أفبهذا الديث انتم مدهنون قال ماهد أي تريدون أن‬
‫تالوا فيه وتركنوا اليهم قال ابن القيم ث وبهنم سبحانه على وضعهم الوهان ف غي موضعه‬
‫وأنم يداهنون فيما حقه أن يصدع به ويفرق به ويعض عليه بالنواجذ وتثن عليه الناصر وتعقد‬
‫عليه القلوب والفئدة ويارب ويسال لجله ول يلتوي عنه ينه ول يسره ول يكون للقلب‬
‫التفات إل غيه ول ماكمة إل إليه ول ماصمة إل به ول اهتداء ف طرق الطالب العالية ال‬
‫بنوره ول شفاء ال به فهو روح الوجود وحياة العال ومدار السعادة وقائد الفلح وطريق النجاة‬
‫وسبيل الرشاد ونور البصائر فكيف تطلب الداهنة با هذا شأنه ول ينل للمداهنة وانا أنزل‬
‫بالق وللحق والداهنة إنا تكون ف باطل قوي ل تكن ازالته أو ف حق ضعيف ل تكن إقامته‬
‫فيحتاج الداهن إل أن يترك بعض الق ويلتزم بعض الباطل فأما الق الذي قام به كل حق‬
‫فكيف يداهن فيه وقوله وتعلون رزقكم أنكم تكذبون تقدم الكلم عليها أول الباب وال أعلم‬
‫باب قول ال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا‬
‫‪ 410‬يبونم كحب ال ش لا كانت مبة ال سبحانه هي أصل دين السلم الذي يدور عليه قطب‬
‫رحاها فبكمالا يكمل اليان وبنقصانا ينقص توحيد النسان نبه النصف رحه ال على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وجوبا على العيان ولذا جاء ف الديث أحبوا ال لا يغذوكم به من نعمه الديث رواه‬
‫الترمذي والاكم وف حديث آخر أحبوا ال بكل قلوبكم وف حديث معاذ بن جبل ف حديث‬
‫النام وأسألك حبك وحب من يبك وحب عمل يقربن إل حبك رواه أحد والترمذي‬
‫وصححه وما أحسن ما قال القيم ف وصفها هي النلة الت يتنافس فيها التنافسون وال عملها‬
‫شر السابقون وعليها تفاف الحبون فهي قوت القلوب وغذاء الرواح وقرة العيون وهي الياة‬
‫الت من حرمها فهو من جلة الموات والنور الذي من فقده ففي بار الظلمات والشفاء الذي‬
‫من عدمه حلت بقلبه جيع السقام واللذة الت من ل يظفر با فعيشه كله هوم وآلم وهي روح‬
‫اليان والعمال والقامات والحوال الت مت خلت منها فهي كالسد الذي ل روح فيه تمل‬
‫أثقال السائرين ال بلد ل يكونوا ال بشق النفس بالغيها وتوصلهم ال منازل ل يكونوا ابدا‬
‫بدونا واصليها وتبوئهم من مقاعد الصدق مقامات ل يكونوا لول هي داخليها تال لقد ذهب‬
‫أهلها بشرف الدنيا والخرة وقد قضى ال تعال يوم قدر مقادير اللئق بشيئته وحكمته البالغة‬
‫ان الرء مع من أحب فيا لا من نعمة على الحبي سابغة تال لقد سبق القوم السعاة وهم على‬
‫ظهور الفرش نائمون ولقد تقدموا الركب براحل وهم ف مسيهم واقفون وأجابوا مؤذن‬
‫الشوق إ نادى بم حي على الفلح وبذلوا نفوسهم ف طلب الوصول إل‬
‫‪ 411‬مبوبم وكان بذلم بالرضى والسماح وواصلوا اليه السي بالدلج والغدو والرواح تال لقد‬
‫حدوا عند الوصول مسراهم وشكروا مولهم على ما أعطاهم وانا يمد القوم السرى عند‬
‫الصباح وأطال ف وصفها فراجعه ف الدارج واعلم أن الحبة قسمان مشتركة وخاصة‬
‫فالشتركة ثلثة أنواع أحدها مبة طبيعية كمحبة الائع للطعام والظمآن للماء ونو ذلك وهذه‬
‫ل تستلزم التعظيم الثان مبة رحة وإشفاق كمحبة الوالد لولده الطفل وهذه أيضا ل تستلزم‬
‫التعظيم الثالث مبة أنس والف وهي مبة الشتركي ف صناعة أو علم أو مرافقة أو تارة أو‬
‫سفر لبعضهم بعضا وكمحبة الخوة بعضهم بعضا فهذه النواع الثلثة الت تصلح للخلق‬
‫بعضهم من بعض ووجودها فيهم ل يكون شركا ف مبة ال ولذا كان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يب اللواء والعسل وكان يب نساءه وعائشة أحبهن اليه وكان يب أصحابه‬
‫وأحبهم اليه الصديق رضي ال عنه القسم الثان الحبة الاصة الت ل تصلح ال ل ومت أحب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫العبد با غيه كان شركا ل يغفره ال وهي مبة العبودية الستلزمة للذل والضوع والتعظيم‬
‫وكمال الطاعة وايثاره على غيه فهذه الحبة ل يوز تعلقها بغي ال أصل كما حققه ابن القيم‬
‫وهي الت سوى الشركون بي ال تعال وبي آلتهم فيها كما قال تعال ف الية الت ترجم لا‬
‫الصنف ومن الناس من يتخذ من دون ال اندادا قال ابن كثي يذكر تعال حال الشركي به ف‬
‫الدنيا وما لم ف الخرة من العذاب والنكال حيث جعلوا ل أندادا أي امثال ونظراء يبونم‬
‫كحبه ويعبدونم معه وهو‬
‫‪ 412‬ال الذي ل إله إل هو ول ضد له ول ند له ول شريك معه وقوله يبونم كحب ال أي‬
‫يساوونم بال ف الحبة والتعظيم ولذا يقولون لندادهم وهم ف النار تال إن كنا لفي ضلل‬
‫مبي إذ نسويكم برب العالي فهذا هو مساواتم برب العالي وهو العدل الذكور ف قوله ث‬
‫الذين كفروا بربم يعدلون اما مساواتم بال ف اللق والرزق وتدبي المور فما كان احد من‬
‫الشركي يساوون اصنامهم بال ف ذلك وهذا القول رحجه شيخ السلم والثان ان العن‬
‫يبون انداهم كما يب الؤمنون ال ث بي أن مبة الؤمني ل أشد من مبة اصحاب النداد‬
‫لندادهم قال شيخ السلم وهذا متناقض وهو باطل فان الشركي ل يبون النداد مثل مبة‬
‫الؤمني ال ودلت الية على أن من أحب شيئا كحب ال فقد اتذه ندا ل وذلك هو الشرك‬
‫الكب قاله الصنف وعلى وجوب افراد ال بالحبة الاصة الت هي توحيد اللية بل اللق‬
‫والمر والثواب والعقاب انا نشأ عن الحبة ولجلها فهي الق الذي خلقت به السموات‬
‫والرض وهي الق الذي تضمنه المر والنهي وهي سر التأله وتوحيدها هو شهادة أن ل إله إل‬
‫ال او ليس كما زعم النكرون أن الله هو الرب الالق فإن الشركي كانوا مقرين بأنه ل رب‬
‫إل ال ول خالق سواه ول يكونوا مقرين بتوحيد اللية الذي هو حقيقة ل إله إل ال فإن الله‬
‫الذي تأله القلوب حبا وذل وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة إله بعن مألوه أي مبوب معبود‬
‫واصله من التأله وهو التعبد الذي هو آخر مراتب الب فالحبة حقيقة العبودية ودلت ايضا على‬
‫أن الشركي يعرفون ال ويبونه وانا الذي أوجب كفرهم مساواتم به النداد ف الحبة فكيف‬
‫بن ل‬
‫‪ 413‬احب النداد اكب من حب ال فكيف بن ل يب ال أصل ول يب إل الند وحده فال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الستعان وقوله والذين آمنوا أشد حبا ل نتكلم عليها لتعلقها با قبلها تكميل للفائدة وإن ل‬
‫يذكرها الصنف وفيها قولن أحدها وهو الصحيح أن العن والذين آمنوا إشد حبا ل من مبة‬
‫الشركي بالنداد ل فإن مبة الؤمني خالصة ومبة أصحاب النداد قد ذهبت اندادهم بقسط‬
‫منها والحبة الالصة أشد من الشتركة والثان والذين آمنوا أشد حبا ل من حب اصحاب‬
‫النداد لندادهم الت يبونا من دون ال قال ابن القيم والقولن مرتبان على القولي ف قوله‬
‫يبونم كحب ال وف الية دليل على أن ال ل يقبل من العمل إل ما كان خالصا وأن الشرك‬
‫مبط للعمال قال وقوله قل إن كان آباؤكم إل قوله أحب إليكم من ال ورسوله الية هذا أمر‬
‫من ال تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم أن يتوعد من أحب أهله وعشيته وأمواله‬
‫ومساكنه أو أحد هذه الشياء على ال ورسوله وجهاد ف سبيله وقد خوطب بذا الؤمنون ف‬
‫آخر المر كما قاله شيخ السلم فقيل لم إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم‬
‫وعشيتكم وأموال اقترفتموها أي حصلتموها وتارة تشون كسادها أي رخصها وفوات وقت‬
‫نفاقها ومساكن ترضونا أي لسنها وطيبها أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله‬
‫فتربصوا حت يأت ال بأمره أي انتظروا ماذا يل بكم من عذاب ال وال ل يهدي القوم‬
‫الفاسقي أي الارجي عن طاعة ال‬
‫‪ 414‬وهو تنبيه على أن من فعل ذلك فهو من الفاسقي فهذا تشديد ووعيد عظيم ول يلص منه إل‬
‫من صح إيانه فخلص ل سره وإعلنه وعلى أن الحبة الصادقة تستلزم تقدي مراضي ال على‬
‫هذه الثمانية كلها فكيف بن آثر بعضها على ال ورسوله وجهاد ف سبيله فإن قلت قد قال‬
‫شيخ السلم إن كثيا من السلمي أو أكثرهم بذه الصفة قيل مراده أن كثيا من السلمي قد‬
‫يكون ما ذكر أحب اليه من ال ورسوله أي ف إيثار ذلك على فعل أمر ال وأمر رسوله الذي‬
‫ينشأ عن الحبة ل ف الب الذي يوجب قصد الحبوب بالتأله فإن من ساوى بي ال وبي غيه‬
‫ف هذا الب فهو مشرك فكيف اذا كان غي ال أحب اليه كما هو الواقع من عباد القبور فإنم‬
‫يبون أندادهم أعظم من حب ال وذلك أن أصل الب يتمل الشركة بلف اللة فإنا ل‬
‫تقبل الشركة أصل ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم ف السن وأسامة اللهم إن أحبهما‬
‫وأحب من يبهما حديث صحيح واعلم أن هذه الية شبيهة بقوله قل إن كنتم تبون ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فاتبعون فلما كثر الدعون لحبة ال طولبوا بإقامة البينة فجاءت هذه الية ونوها فمن ادعى‬
‫مبة ال وهو يب ما ذكر على ال ورسوله فهو كاذب كمن يدعي مبة ال وهو على غي‬
‫طريق النب صلى ال عليه وسلم فإنه كاذب إذ لو كان صادقا لكان متبعا له قال مبارك بن‬
‫فضالة عن السن قال كان ناس على عهد النب صلى ال عليه وسلم يقولون يا رسول ال إننا‬
‫نب ربنا حبا شديدا فأحب ال أن يعل لبه علما فأنزل ال قل إن كنتم تبون ال فاتبعون‬
‫‪ 415‬يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وقد وقع لكثي من الدعي نوع انبساط ف دعوى الحبة‬
‫أخرجهم إل شيء من الرعونة والدعاوي الت تناف العبودية ويدعي أحدهم دعاوي تتجاوز‬
‫حدود النبياء ويطلبون من ال مال يصلح بكل وجه إل ل وسبب هذا ضعف تقيق الحبة الت‬
‫هي مض العبودية بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقته ومدعي ذلك فيه شبه من‬
‫اليهود والنصارى الذين قالوا نن أبناء ال وأحباؤه وشرط الحبة موافقة الحبوب فتحب ما‬
‫يب وتكره ما يكره وتبغض ما يبغض وذلك كمن يدعي أن الذنوب ل تضره لكون ال يبه‬
‫فيصر عليها أو يدعي أنه يصل إل حد ف مبة ال تسقط عنه التكاليف وكقول بعضهم أي‬
‫مريد ل ترك ف النار أحدا فإنه بريء منه فقال الخر أي مريد ل ترك أحدا من الؤمني يدخل‬
‫النار فإنه بريء منه ونو ذلك من الدعاوي مع أن كثيا من هذا ونوه ل يصدر إل من كافر‬
‫والعاقل يتنبه وما هكذا كان سادات الحبي النبياء والرسلون والصحابة والتابعون فكن على‬
‫حذر من ذلك فإن كثيا من جهال التصوفة وقع فيه وقد ينسب ذلك إل بعض الشايخ‬
‫الشهورين وهو إما كذب عليهم وإما خطأ منهم فإن العصمة منتفية عن غي الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم قال عن انس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يؤمن أحدكم حت أكون‬
‫أحب اليه من ولده ووالده والناس أجعي أخرجاه ش قوله ل يؤمن أحدكم أي ل يصل له‬
‫اليان الذي تبأ به ذمته ويستحق به دخول النة بل عذاب حت يكون الرسول أحب‬
‫‪ 416‬إليه من أهله وولده والناس أجعي بل ل يصل له ذلك حت يكون الرسول أحب إليه من نفسه‬
‫أيضا كما ف حديث عمر بن الطاب رضي ال عنه أنه قال للنب صلى ال عليه وسلم لنت يا‬
‫رسول ال أحب إل من كل شيء إل نفسي فقال والذي نفسي بيده حت أكون أحب إليك من‬
‫نفسك فقال له عمر فإنك الن وال أحب إل من نفسي فقال الن يا عمر رواه البخاري فمن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ل يكن كذلك فهو من أصحاب الكبائر إذا ل يكن كافرا فإنه ل يعهد ف لسان الشرع نفي‬
‫اسم مسمى أمر ال به ورسوله ال إذا ترك بعض واجباته فأما إذا كان الفعل مستحبا ف العبادة‬
‫ل ينفها لنتفاء الستحب ولو صح هذا لنفي عن جهور الؤمني اسم اليان والصلة والزكاة‬
‫والج وحب ال ورسوله لنه ما من عمل إل وغيه أفضل منه وليس أحد يفعل أفعال الب مثل‬
‫ما فعلها النب صلى ال عليه وسلم بل ول أبو بكر ول عمر فلو كان من ل يأت بكمالا‬
‫الستحب يوز نفيها عنه لاز أن ينفى عن جهور السلمي من الولي والخرين وهذا ل يقوله‬
‫عاقل وعلى هذا فمن قال عن النفي هو الكمال فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم‬
‫تاركه ويتعرض للعقوبة فقد صدق وإن أراد أنه نفي الكمال الستحب فهذا ل يقع قط ف كلم‬
‫ال ورسوله صلى ال عليه وسلم قاله شيخ السلم وأكثر الناس يدعي أن الرسول أحب إليه ما‬
‫ذكر فل بد من تصديق ذلك بالعمل والتابعة له وإل فالدعي كاذب فإن القرآن بي أن الحبة‬
‫الت ف القلب تستلزم العمل الظاهر ببها كما قال تعال قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم‬
‫ال وقال تعال ويقولون آمنا بال وبالرسول وأطعنا ث يتول فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك‬
‫بالؤمني ال قوله إنا كان قول الؤمني اذا دعوا ال ال‬
‫‪ 417‬ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سعنا وأطعنا وأولئك هم الفلحون فنفى اليان عمن تول عن‬
‫طاعة الرسول وأخب أن الؤمني اذا دعوا ال ال ورسوله سعوا وأطاعوا فتبي أن هذا من لوازم‬
‫اليان والحبة لكن كل مسلم لبد أن يكون مبا بقدر ما معه من السلم كما أن كل مؤمن‬
‫ل بد أن يكون مسلما وكل مسلم ل بد أن يكون مؤمنا وإن ل يكن مؤمنا اليان الطلق لن‬
‫ذلك ل يصل ال لواص الؤمني فإن الستسلم ل ومبته ل تتوقف على هذا اليان الاص‬
‫قال شيخ السلم وهذا الفرق يده النسان من نفسه ويعرفه من غيه فعامة الناس اذا أسلموا‬
‫بعد كفر أو ولدوا على السلم والتزموا شرائعه وكانوا من أهل الطاعة ل ورسوله وهم‬
‫مسلمون ومعهم إيان ممل لكن دخول حقيقة اليان إل قلوبم يصل شيئا فشيئا إن أعطاهم‬
‫ال ذلك وإل فكثي من الناس ل يصلون ال اليقي ول ال الهاد ولو شككوا لشكوا ولو أمروا‬
‫بالهاد لا جاهدوا وليسوا كفارا ول منافقي بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما‬
‫يدرأ الريب ول عندهم من قوة الب ل ورسوله ما يقدمونه على الهل والال وهؤلء إن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عوفوا من الحنة وماتوا دخلوا النة وإن ابتلوا بن يدخل عليهم شبهات توجب ريبهم فإن ل‬
‫ينعم ال عليهم با يزيل الريب وإل صاروا مرتابي وانتقلوا ال نوع من النفاق انتهى قوله أحب‬
‫هو بالنصب خب كون قوله والناس أجعي هو من عطف العام على الاص وهو كثي وف‬
‫الديث من الفوائد‬
‫‪ 418‬إذا كان هذا شأن مبة الرسول صلى ال عليه وسلم فما الظن بحبة ال وفيه أن العمال من‬
‫اليان لن الحبة عمل وقد نفي اليان عمن ل يكن الرسول صلى ال عليه وسلم أحب إليه ما‬
‫ذكر فدل على ذلك وفيه أن نفي اليان ل يدل على الروج من السلم وفيه وجوب مبته‬
‫صلى ال عليه وسلم على ما ذكر ذكرها الصنف قال ولما عنه قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ثلث من كن فيه وجد حلوة اليان أن يكون ال ورسوله أحب إليه ما سواها‬
‫وأن يب الرء ل يبه إل ل وأن يكره أن يعود ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن‬
‫يقذف ف النار وف رواية ل يد أحد حلوة اليان حت ال آخره ش قوله ثلث أي ثلث‬
‫خصال وجاز البتداء بثلث لن الضاف إليه منوي ولذلك جاء التنوين قوله من كن فيه أي‬
‫وجدن وحصلن فهي تامة قوله وجد بن حلوة اليان قال ابن أب جرة إنا عب باللوة لن‬
‫ال شبه اليان بالشجرة ف قوله ضرب ال مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة قلت والشجرة لا ثرة‬
‫والثمرة لا حلوة فكذلك شجرة اليان لبد لا من ثرة ول بد لتلك الثمرة من حلوة لكن قد‬
‫يدها الؤمن وقد ل يدها وإنا يدها با ذكر ف الديث قوله أن يكون ال ورسوله أحب إليه‬
‫ما سواها أحب منصوب‬
‫‪ 419‬لنه خب يكون قال البيضاوي الراد بالب هنا الب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل‬
‫السليم رجحانه وإن كان على خلف هوى النفس كالريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه‬
‫بطبعه وييل اليه بقتضى عقله فيهوى تناوله فإذا تأمل الرء أن الشارع ل يأمر ول ينهى إل با‬
‫فيه صلح عاجل أو خلص آجل والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك ترن على الئتمار بأمره‬
‫بيث يصي هواه تبعا له ويلتذ بذلك التذاذا عقليا إذ اللتذاذ العقلي إدراك ما هو كمال وخي‬
‫من حيث هو كذلك قلت وكلمه على قواعد الهمية ونوهم من نفي مبة الؤمني لربم لم‬
‫والق خلف ذلك بل الراد ف الديث أن يكون ال ورسوله عند العبد أحب اليه ما سواها‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫حبا قلبيا كما ف بعض الحاديث أحبوا ال بكل قلوبكم فيميل بكليته إل ال وحده حت يكون‬
‫وحده مبوبه ومعبوده وإنا يب من سواه تبعا لحبته كما يب النبياء والرسلي واللئكة‬
‫والصالي لا كان يبهم ربه سبحانه وذلك موجب لحبة ما يبه سبحانه وكراهة ما يكره‬
‫وإيثار مرضاته على ما سواه والسعي فيما يرضيه ما استطاع وترك ما يكره فهذه علمات الحبة‬
‫الصادقة ولوازمها وأما مرد إيثار ما يقضي العقل رجحانه وان كان على خلف هوى النفس‬
‫كالريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه ال آخر كلمه فهذا قد يكون ف بعض المور علمة‬
‫على الب ولزما له ل أنه هو الب وقال شيخ السلم أخب النب صلى ال عليه وسلم أن هذه‬
‫الثلث من كن فيه وجد حلوة اليان لن وجود اللوة للشيء يتبع الحبة له فمن أحب شيئا‬
‫واشتهاه إذا حصل له مراده فإنه يد اللوة واللذة والسرور بذلك واللذة أمر يصل عقيب‬
‫إدراك اللئم الذي هو الحبوب أو الشتهي قال فحلوة اليان التضمنة للذة والفرح يتبع كمال‬
‫مبة العبد ل وذلك بثلثة أمور تكميل هذه الحبة‬
‫‪ 420‬وتفريعها ودفع ضدها فتكميلها أن يكون ال ورسوله احب اليه ما سواها فإن مبة ال ورسوله‬
‫ل يكتفى فيها بأصل الب بل ل بد ان يكون ال ورسوله احب اليه ما سواها قلت ول يكون‬
‫كذلك ال إذا وافق ربه فيما يبه وما يكرهه قال وتفريعها أن يب الرء ل يبه إل ل قلت فإن‬
‫من أحب ملوقا ل ل لغرض آخر كان هذا من تام حبه ل فإن مبة مبوب الحبوب من تام‬
‫مبة الحبوب فإذا أحب أنبياء ال وأولياءه لجل قيامهم بحبوبات ال ل لشيء آخر فقد أحبهم‬
‫ل ل لغيه قال ودفع ضدها أن يكره ضد اليان كما يكره أن يقذف ف النار قلت وإنا كره‬
‫الضد لا دخل قلبه من مبة ال فانكشف له بنور الحبة ماسن السلم ورذائل الهل والكفران‬
‫وهذا هو الب الذي يكون مع من أحب كما ف الصحيحي عن أنس أن رجل سأل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم مت الساعة فقال ما أعددت لا قال ما أعددت لا من كثي صلة ول صيام‬
‫ول صدقة ولكن أحب ال ورسوله فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أنت مع من أحببت‬
‫وف رواية للبخاري فقلنا ونن كذلك قال نعم قال أنس ففرحنا يومئذ فرحا شديدا وقوله ما‬
‫سواها فيه جع ضمي الرب سبحانه وضمي الرسول صلى ال عليه وسلم وقد أنكره على‬
‫الطيب لا قال ومن يعصهما فقد غوى وأحسن ما قيل فيه قولن أحدها ما قاله البيضاوي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وغيه أنه ثن الضمي هنا إياء ال أن العتب هو الجموع الركب من الحبتي ل كل واحدة فإنا‬
‫وحدها لغية وأمر بالفراد ف حديث الطيب إشعارا بأن كل واحد من العصياني مستقل‬
‫باستلزام الغواية إذ العطف ف تقدير التكرير والصل استقلل كل من العطوفي ف الكم قلت‬
‫وهذا جواب بليغ جدا‬
‫‪ 421‬الثان حل حديث الطيب على الدب والول وهذا على الواز وجواب ثالث وهو أن هذا‬
‫ورد على الصل وحديث الطيب ناقل فيكون أرجح قوله كما يكره أن يقذف ف النار أي‬
‫يستوي عنده المران اللقاء ف النار والعود ف الكفر قلت وف الديث من الفوائد أن ال تعال‬
‫يبه الؤمنون وهو تعال يبهم كما قال يبهم ويبونه وفيه رد ما يظنه بعض الناس من أنه من‬
‫ولد على السلم أفضل من كان كافرا فأسلم فمن اتصف بذه المور فهو أفضل من ل يتصف‬
‫با مطلقا ولذا كان السابقون الولون أفضل من ولد على السلم وفيه رد على الغلة الذين‬
‫يتوهون أن صدور الذنب من العبد نقص ف حقه مطلقا والصواب أنه إن ل يتب كان نقصا‬
‫وإن تاب فل ولذا كان الهاجرون والنصار أفضل هذه المة وإن كانوا ف أول المر كفارا‬
‫يعبدون الصنام بل النتقل من الضلل ال الدى ومن السيئات ال السنات يضاعف له الثواب‬
‫قاله شيخ السلم وفيه دليل على عداوة الشركي وبغضهم لن من أبغض شيئا أبغض من‬
‫اتصف به فإذا كان يكره الكفر كما يكره أن يلقى ف النار فكذلك يكره من اتصف به قوله‬
‫وف رواية ل يد أحد هذه الرواية أخرجها البخاري ف صحيحه ولفظه ل يد أحد حلوة‬
‫اليان حت يب الرء ل يبه إل ل‬
‫‪ 422‬وحت أن يقذف ف النار أحب اليه من أن يرجع ال الكفر بعد اذ أنقذه ال منه وحت يكون ال‬
‫ورسوله أحب اليه ما سواها قال وعن ابن عباس قال من أحب ف ال وأبغض ف ال ووال ف‬
‫ال وعادى ف ال فإنا تنال ولية ال بذلك ولن يد عبد طعم اليان وإن كثرت صلته‬
‫وصومه حت يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك ل يدي على‬
‫أهله شيئا رواه ابن جرير ش هذا الثر رواه ابن جرير بكماله كما قال الصنف وأخرج ابن أب‬
‫شيبة وابن أب حات الملة الول منه فقط قوله من أحب ف ال أي أحب السلمي والؤمني ف‬
‫ال قوله وأبغض ف ال أي أبغض الكفار والفاسقي ف ال لخالفتهم لربم وإن كانوا أقرب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الناس اليه كما قال تعال ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو‬
‫كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم الية قوله ووال ف ال هذا بيان للزم الحبة ف‬
‫ال وهو الوالة فيه إشارة ال أنه ل يكفي ف ذلك مرد الب بل ل بد مع ذلك من الوالة الت‬
‫هي لزم الب وهي النصرة والكرام والحترام والكون مع الحبوبي باطنا وظاهرا قوله‬
‫وعادى ف ال هذا بيان للزم البغض ف ال وهو العاداة فيه أي اظهار العداوة بالفعل كالهاد‬
‫لعداء ال والباءة منهم والبعد عنهم باطنا وظاهرا اشارة ال أنه ل يكفي مرد بغض القلب بل‬
‫ل بد مع ذلك من التيان بلزمه كما قال تعال قد كانت لكم أسوة حسنة ف ابراهيم والذين‬
‫معه‬
‫‪ 423‬إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم وما تعبدون من دون ال كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة‬
‫والبغضاء أبدا حت تؤمنوا بال وحده فهذا علمة الصدق ف البغض ف ال قوله فإنا تنال ولية‬
‫ال بذلك يوز فتح الواو وكسرها أي ل يكون العبد من أولياء ال ول تصل له ولية ال ال‬
‫با ذكر من الب ف ال والبغض ف ال والوالة ف ال والعاداة ف ال كما روى المام أحد‬
‫والطبان عن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يد العبد صريح اليان حت يب ل ويبغض ل‬
‫فإذا أحب ل وأبغض ل فقد استحق الولية ل وف حديث آخر أوثق عرى اليان الب ف ال‬
‫والبغض ف ال عز وجل رواه الطبان وغيه وينبغي لن أحب شخصا ف ال أن يأتيه ف بيته‬
‫فيخبه أنه يبه ف ال كما روى أحد والضياء عن أب ذر مرفوعا إذا أحب أحدكم صاحبه‬
‫فليأته ف منله فليخبه أنه يبه ل وف حديث ابن عمر عند البيهقي ف الشعب فإنه يد مثل‬
‫الذي يد له قوله ولن يد عبد طعم اليان ال آخره أي ل يد عبد طعم اليان وإن كثرت‬
‫صلته وصومه حت يب ف ال ويبغض ف ال ويعادي ف ال ويوال ف ال وهذا منتزع من‬
‫حديث أنس السابق وف حديث أب أمامة مرفوعا من أحب ل وأبغض ل وأعطى ل ومنع ل‬
‫فقد استكمل اليان رواه أبو داود والعجب من يدعي مبة ال وهو على خلف ذلك وما‬
‫أحسن ما قال ابن القيم أتب أعداء البيب وتدعي حبا له ما ذاك ف إمكان‬
‫‪ 424‬قوله وقد صارت عامة مؤاخات الناس على أمر الدنيا وذلك ل يدي على أهله شيئا أي الؤاخاة‬
‫على امر الدنيا ل يدي على أهله شيئا أي ل ينفعهم أصل بل يضرهم كما قال تعال الخلء‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يومئذ بعضهم لبعض عدو ال التقي فهذا حال كل خلة ومبة كانت ف الدنيا على غي طاعة‬
‫ال فإنا تعود عداوة وندامة يوم القيامة بلف الحبة واللة على طاعة ال فإنا من أعظم‬
‫القربات كما جاء ف حديث السبعة الذين يظلهم ال ف ظله يوم ل ظل إل ظله قال ورجلن‬
‫تابا ف ال اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه وف الديث القدسي الذي رواه مالك وابن حبان ف‬
‫صحيحه وجبت مبت للمتحابي ف وللمتجالسي ف وللمتزاورين ف وللمتباذلي ف وهذا‬
‫الكلم قاله ابن عباس رضي ال عنه ف أهل زمانه فكيف لو رأى الناس فيه من الؤاخاة على‬
‫الكفر والبدع والفسوق والعصيان ولكن هذا مصداق قوله عليه السلم بدأ السلم غريبا‬
‫وسيعود غريبا كما بدأ وفيه إشارة إل ان المر قد تغي ف زمن ابن عباس بيث صار المر ال‬
‫هذا بالنسبة إل ما كان ف زمن اللفاء الراشدين فضل عن زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقد روى ابن ماجه عن ابن عمر قال لقد رأيتنا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وما‬
‫منا أحد يرى أنه أحق بديناره ودرهه من أخيه السلم وأبلغ منه قوله تعال ويؤثرون على‬
‫أنفسهم ولو كان بم خصاصة فهذا كان حالم ف ذلك الوقت الطيب وهؤلء هم التحابون‬
‫للل ال كما ف الديث القدسي يقول ال عز وجل أين التحابون للل اليوم أظلهم ف ظلي‬
‫فهذه هي الحبة النافعة ل لحبة الدنيا وهي الت اوجبت لم الواساة واليثار على النفس وذلك‬
‫فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم قال الصنف وقال ابن عباس ف قوله وتقطعت‬
‫بم السباب قال الودة‬
‫‪ 425‬ش هذا الثر رواه عبد بن حيد وابن جرير وابن النذر وابن أب حات والاكم وصححه قوله‬
‫قال الودة أي الحبة الت كانت بينهم ف الدنيا تقطعت بم وخانتهم أحوج ما كانوا اليها وتبأ‬
‫بعضهم من بعض كما قال تعال عن ابراهيم الليل عليه السلم أنه قال لقومه إنا اتذت من‬
‫دون ال أوثانا مودة بينكم ف الياة الدنيا ث يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم‬
‫بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين وهذه الية وإن كانت نزلت ف الشركي عباد‬
‫الوثان الذين يبون أندادهم وأوثانم كحب ال فإنا عامة لن العتبار بعموم اللفظ ل‬
‫بصوص السبب ولذا قال قتادة وتقطعت بم السباب قال أسباب الندامة يوم القيامة‬
‫والسباب الواصلة الت يتواصلون با ويتحابون با فصارت عداوة يوم القيامة يلعن بعضهم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بعضا رواه عبد بن حيد وابن جرير فهذا حال من كانت مودته لغي ال فاحذر من ذلك باب‬
‫قول ال تعال إنا ذلكم الشيطان يوف أولياءه فل تافوهم وخافون ان كنتم مؤمني الوف‬
‫من أفضل مقامات الدين وأجلها فلذلك قال الصنف على وجوب إخلصه ل تعال وقد ذكره‬
‫ال تعال ف كتابه عن سادات القربي من اللئكة‬
‫‪ 426‬والولياء والصالي قال ال تعال يافون ربم من فوقهم وقال ال تعال وهم من خشيته‬
‫مشفقون وقال تعال إن الذين هم من خشية ربم مشفقون وقال تعال الذين يبلغون رسالت‬
‫ال ويشونه ول يشون أحدا إل ال وأمر باخلصه له فقال تعال وإياي فارهبون وقال تعال‬
‫فل تشوا الناس واخشون وقال تعال أفغي ال تتقون وهو على ثلثة أقسام احدها خوف السر‬
‫وهو أن ياف من غي ال أن يصيبه با يشاء من مرض أو فقر أو قتل ونو ذلك بقدرته ومشيئته‬
‫سواء ادعى أن ذلك كرامة للمخوف بالشفاعة أو على سبيل الستقلل فهذا الوف ل يوز‬
‫تعلقه بغي ال أصل لن هذا من لوازم اللية فمن اتذ مع ال ندا يافه هذا الوف فهو مشرك‬
‫وهذا هو الذي كان الشركون يعتقدونه ف أصنامهم وآلتهم ولذا يوفون با أولياء الرحن‬
‫كما خوفوا ابراهيم الليل عليه الصلة والسلم فقال لم ول أخاف ما تشركون به إل أن يشاء‬
‫رب شيئا وسع رب كل شيء علما أفل تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ول تافون أنكم‬
‫أشركتم بال ما ل ينل به عليكم سلطانا فأي الفريقي أحق بالمن إن كنتم تعلمون وقال تعال‬
‫عن قوم هود إنم قالوا له إن نقول ال اعتراك بعض آلتنا بسوء قال إن أشهد ال واشهدوا أن‬
‫بريء ما تشركون‬
‫‪ 427‬من دونه فيكيدون جيعا ث ل تنظرون وقال تعال ويوفونك بالذين من دونه وهذا القسم هو‬
‫الواقع اليوم من عباد القبور فإنم يافون الصالي بل الطواغيت كما يافون ال بل أشد ولذا‬
‫إذا توجهت على أحدهم اليمي بال أعطاك ما شئت من اليان كاذبا أو صادقا فإن كان اليمي‬
‫بصاحب التربة ل يقدم على اليمي إن كان كاذبا وما ذاك إل لن الدفون ف التراب أخوف‬
‫عنده من ال ول ريب أن هذا ما بلغ إليه شرك الولي بل جهد أيانم اليمي بال تعال‬
‫وكذلك لو أصاب أحدا منهم ظلم ل يطلب كشفه إل من الدفوني ف التراب وإذا أراد أن‬
‫يظلم أحدا فاستعاذ بال أو ببيته ل يعذه ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته ل يقدم عليه أحدا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ول يتعرض له بالذى حت ان بعض الناس أخذ من التجار أموال عظيمة أيام موسم الج ث بعد‬
‫أيام اظهر الفلس فقام عليه أهل الموال فالتجأ ال قب ف جدة يقال له الظلوم فما تعرض له‬
‫أحد بكروه خوفا من سر الظلوم وأشباه هذا من الكفر وهذا الوف ل يكون العبد مسلما إل‬
‫باخلصه ل تعال وإفراده بذلك دون من سواه الثان أن يترك النسان ما يب عليه من الهاد‬
‫والمر بالعروف والنهي عن النكر بغي عذر إل لوف من الناس فهذا مرم وهو الذي نزلت‬
‫فيه الية الترجم لا وهو الذي جاء فيه الديث إن ال تعال يقول للعبد يوم القيامة ما منعك إذ‬
‫رأيت النكر أن ل تغيه فيقول يا رب خشيت الناس فيقول إياي كنت أحق أن تشى رواه‬
‫أحد الثالث خوف وعيد ال الذي توعد به العصاة وهو الذي قال ال فيه‬
‫‪ 428‬ذلك لن خاف مقامي وخاف وعيد وقال ولن خاف مقام ربه جنتان وقال تعال قالوا إنا كنا‬
‫قبل ف أهلنا مشفقي وقال تعال ويافون يوما كان شره مستطيا وهذا الوف من أعلى مراتب‬
‫اليان ونسبة الول إليه كنسبة السلم إل الحسان وإنا يكون ممودا إذ ل يوقع ف القنوط‬
‫واليأس من روح ال ولذا قال شيخ السلم هذا الوف ما حجزك عن معاصي ال فما زاد‬
‫على ذلك فهو غي متاج اليه بقي قسم رابع وهو الوف الطبيعي كالوف من عدو وسبع‬
‫وهدم وغرق ونو ذلك فهذا ل يذم وهو الذي ذكره ال عن موسى عليه الصلة والس ف قوله‬
‫فخرج منها خائفا يترقب إذا تبي هذا فمعن قوله تعال إنا ذلكم الشيطان يوف اولياءه أي‬
‫يوفكم اولياءه ويوهكم أنم ذو باس وشدة قال ال تعال فل تافوهم وخافون ان كنتم‬
‫مؤمني اي فاذا سول لكم وأوهكم فتوكلوا على ال فإنه كافيكم وناصركم عليهم كما قال‬
‫تعال اليس ال بكاف عبده ويوفونك بالذين من دونه إل قوله قل حسب ال عليه يتوكل‬
‫التوكلون وقال تعال فقاتلوا اولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا قاله ابن كثي وقال‬
‫ابن القيم ومن كيد عدو ال أنه يوف الؤمني من جنده واوليائه لئل ياهدوهم ول يأمروهم‬
‫بعروف ول ينهوهم عن منكر‬
‫‪ 429‬فأخب تعال ان هذا من كيده وتويفه ونانا أن نافهم قال والعن عند جيع الفسرين يوفكم‬
‫بأوليائه قال قتادة يعظمهم ف صدوركم ولذا قال فل تافوهم وخافون إن كنتم مؤمني فكلما‬
‫قوي إيان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان وكلما ضعف إيان العبد قوي خوفه منهم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قلت فأمر تعال باخلص هذا الوف له وأخب أن ذلك شرط ف اليان فمن ل يأت به ل يأت‬
‫باليان الواجب ففيه ان إخلص الوف ل من الفرائض قال وقوله تعال إنا يعمر مساجد ال‬
‫من آمن بال واليوم الخر وأقام الصلة وآتى الزكاة ول يشى ال ال الية لا نفى تبارك وتعال‬
‫عمارة الساجد عن الشركي بقوله تعال ما كان للمشركي أن يعمروا مساجد ال الية إذا ل‬
‫تنفعهم عمارتا مع الشرك كما قال تعال وقدمنا ال ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا‬
‫أثبت تعال ف هذه الية عمارة الساجد بالعبادة للمؤمني بال تعال واليوم الخر القيمي‬
‫الصلة الؤتي الزكاة الذين ل يشون ال ال ول يشون معه الا آخر كما قال تعال ول‬
‫يشون أحدا ال ال وكفى بال حسيبا فهذه هي العمارة النافعة وهي الالصة من الشرك فإنه‬
‫نار ترق العمال وقوله ول يش ال ال قال ابن عطية يريد خشية التعظيم والعبادة والطاعة ول‬
‫مالة أن النسان يشى غيه ويشى الحاذير الدنيوية وينبغي أن يشى ف ذلك كله قضاء ال‬
‫وتصريفه‬
‫‪ 430‬قلت ولذا قال ابن عباس الية ل يعبد ال ال فإن الوف كما قال ابن القيم عبودية القلب فل‬
‫يصلح ال ل كالذل والنابة والحبة والتوكل والرجاء وغيها من عبودية القلب فل يصلح ال‬
‫ل كالذل والنابة والحبة والتوكل والرجاء وغيها من عبودية القلب وقوله فعسى اولئك ان‬
‫يكونوا من الهتدين قال ابن اب طلحة عن ابن عباس يقول إن أولئك الهتدون كقوله عسى أن‬
‫يبعثك ربك مقاما ممودا وكل عسى ف القرآن فهي واجبة وتضمنت الية أن من عمر الساجد‬
‫من السلمي بالعبادة هو من الؤمني كما ف حديث إذا رأيتم الرجل يعتاد السجد فاشهدوا له‬
‫باليان قال ال انا يعمد مساجد ال من آمن بال واليوم الخر رواه أحد والترمذي والاكم‬
‫قال وقوله ومن الناس من يقول آمنا بال فاذا اوذي ف ال جعل فتنة الناس كعذاب ال الية قال‬
‫ابن كثي يقول تعال مبا عن قوم من الذين يدعون اليان بألسنتهم ول يثبت اليان ف قلوبم‬
‫بأنم إذا جاءتم منة ف الدنيا اعتقدوا أنا من نقمة ال بم فارتدوا عن السلم قال ابن عباس‬
‫يعن فتنته أن يرتد عن دينه إذا أوذي ف ال وقال ابن القيم الناس إذا أرسل اليهم الرسل بي‬
‫أمرين إما أن يقول احدهم آمنا وإما أن ل يقول ذلك بل يستمر على السيئات والكفر فمن قال‬
‫آمنا امتحنه ربه وابتله وفتنه والفتنة البتلء والختبار ليتبي الصادق من الكاذب ومن ل يقل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫آمنا فل يسب أنه يعجز ال ويفوته ويسبقه فمن آمن‬
‫‪ 431‬بالرسل وأطاعهم عاداه أعداؤهم وآذوه فابتلى با يؤله ومن ل يؤمن بم ول يطعهم عوقب ف‬
‫الدنيا والخرة وحصل له ما يؤله وكان هذا الل أعظم وأدوم من أل أتباعهم فل بد من‬
‫حصول الل لكل نفس آمنت أو رغبت عن اليان لكن الؤمن يصل له الل ف الدنيا ابتداء ث‬
‫تكون له العاقبة ف الدنيا والخرة والعرض عن اليان تصل له اللذة ابتداء ث يصي له الل‬
‫الدائم والنسان لبد أن يعيش مع الناس والناس لم ارادات وتصورات فيطلبون منه أن يوافقهم‬
‫عليها وإن ل يوافقهم آذوه وعذبوه وان وافقهم حصل له الذى والعذاب تارة منهم وتارة من‬
‫غيهم كمن عنده دين وتقى حل بي قوم فجار ظلمة ول يتمكنون من فجورهم ال بوافقته لم‬
‫أو سكوته عنهم فإن وافقهم أو سكت عنهم سلم من شرهم ف البتداء ث يتسلطون عليه‬
‫بالهانة والذى أضعاف ما كان يافه ابتداء لو انكر عليهم وخالفهم وان سلم منهم فل بد ان‬
‫يهان ويعاقب على يد غيهم فالزم كل الزم با قالت ام الؤمني لعاوية من ارضى ال بسخط‬
‫الناس كفاه ال مؤنة الناس ومن أرضى الناس بسخط ال ل يغنوا عنه من ال شيئا فمن هذاه ال‬
‫وألمه رشده ووقاه شر نفسه امتنع من الوافقة على فعل الحرم وصب على عداوتم ث تكون له‬
‫العاقبة ف الدنيا والخرة كما كانت للرسل وأتباعهم ث أخب عن حال الداخل ف اليان بل‬
‫بصية وأنه اذا أوذي ف ال جعل فتنة الناس له وهي أذاهم له ونيلهم اياه بالكروه وهو الل‬
‫الذي ل بد ان ينال الرسل وأتباعهم من خالفهم جعل ذلك ف فراره منه وتركه السبب الذي‬
‫يناله به كعذاب ال الذي فر منه الؤمنون باليان فالؤمنون لكمال بصيتم فروا من أل عذاب‬
‫ال ال اليان وتملوا ما فيه من الل الزائل الفارق عن قرب وهذا لضعف بصيته فر من أل‬
‫أعداء‬
‫‪ 432‬الرسل إل موافقتهم ومتابعتهم ففر من أل عذابم ال أل عذاب ال فجعل أل فتنة الناس ف‬
‫الفرار منه بنلة أل عذاب ال وغب كل الغب اذا استجار من الرمضاء بالنار وفر من أل ساعة‬
‫ال أل البد واذا نصر ال جنده وأولياءه قال إن كنت معكم وال عليم با انطوى عليه صدره‬
‫من النفاق انتهى قلت وإنا حل ضعيف البصية على أن جعل فتنة الناس كعذاب ال هوالوف‬
‫منهم أن ينالوه با يكره بسبب اليان بال وذلك من جلة الوف من غي ال وهذا وجه مطابقة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الية للترجة وف الية رد على الرجئة والكرامية وفيها الوف على نفسك والستعداد للبلء اذ‬
‫لبد منه مع سؤال ال العافية قال عن أب سعيد مرفوعا إن من ضعف اليقي أن ترضى الناس‬
‫بسخط ال وأن تمدهم على رزق ال وأن تذمهم على ما ل يؤتك ال إن رزق ال ل يره‬
‫حوص حويص ول يرده كراهية كاره ش هذا الديث رواه أبو نعيم ف اللية والبيهقي وأعله‬
‫بحمد ابن مروان السدي وقال ضعيف وفيه أيضا عطية العوف أورده الذهب ف الضعفاء‬
‫والتروكي وقال ضعفوة وموسى بن بلل قال الزدي ساقط قلت اسناده ضعيف ومعناه‬
‫صحيح وتامه وإن ال بكمته جعل الروح والفرح ف الرضى واليقي وجعل الم والزن ف‬
‫الشك والسخط قوله ان من ضعف اليقي قال ف الصباح والضعف بفتح الضاد ف لغة تيم‬
‫وبضمها ف لغة قريش خلف القوة والصحة واليقي الراد به اليان كله كما قال ابن مسعود‬
‫اليقي اليان كله والصب نصف اليان رواه الطبان بسند صحيح ورواه أبو نعيم ف اللية‬
‫والبيهقي ف الزهد‬
‫‪ 433‬من حديثه مرفوعا ول يثبت رفعه قاله الافظ ويدخل ف ذلك تقيق اليان بالقدر السابق كما‬
‫ف حديث ابن عباس مرفوعا فإن استطعت أن تعمل بالرضى ف اليقي فافعل وان ل تستطع فإن‬
‫ف الصب على ما تكره خيا كثيا وف رواية أخرى ف اسنادها ضعف قلت يا رسول ال كيف‬
‫أصنع باليقي قال أن تعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك قوله أن‬
‫ترضي الناس بسخط ال أي تؤثر رضاهم على رضي ال فترافقهم على ترك المور أو فعل‬
‫الحظور استجلبا لرضاهم فلول ضعف اليقي لا فعلت ذلك لن من قوي يقينه علم أن ال‬
‫وحده هوالنافع الضار وأنه ل معول ال على رضاه وليس لسواه من المر شيء كائنا ما كان‬
‫فل يهاب أحدا ول يشاه لوف ضرر يلحقه من جهته كما قال تعال ويشونه ول يشون‬
‫أحدا إل ال وكفى بال حسيبا قوله وأن تمدهم على رزق ل أي تمدهم وتشكرهم على ما‬
‫وصل إليك على أيديهم من رزق بأن تضيفه إليهم وتنسى النعم التفضل على القيقة وهو ال‬
‫رب العالي الذي قدر هذا الرزق لك وأوصله إليك بلطفه ورحته فإنه لطيف لا يشاء وهو‬
‫العليم الكيم فإذا أراد أمرا قيض له أسبابا ول يناف ذلك حديث من ل يشكر الناس ل يشكر‬
‫ال لن الراد هنا اضافة النعمة إل السبب ونسيان الالق والراد بشكر الناس عدم كفر احسانم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ومازاتم على ذلك با استطعت فإن ل تد فجازهم بالدعاء قوله وأن تذمهم على ما ل يؤتك‬
‫ال أي اذا طلبتهم شيئا فمنعوك ذمتهم على‬
‫‪ 434‬ذلك فلو علمت يقينا ان التفرد بالعطاء والنع هو ال وحده وان الخلوق مدبر ل يلك لنفسه‬
‫ضرا ول نفعا فضل عن غيه وان ال لو قدر لك رزقا أتاك ولو اجتهد اللق كلهم ف دفعه وان‬
‫ارادك بنع ل يأتك مرادك ولو اجتمع اللق كلهم ف ايصاله اليك لقطعت العلئق عن اللئق‬
‫وتوجهت بقلبك ال الالق تبارك وتعال ولذا قرر ذلك بقوله ان رزق ال ل يره حرص‬
‫حريص ول يرده كراهية كاره فل ترض اللق با يسخط ال ول تمدهم على رزق ال ول‬
‫تذمهم على ما ل يؤتك ال طلبا لصول رزق من جهتهم فما يفتح ال للناس من رحة فل‬
‫مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم قال شيخ السلم اليقي يتضمن‬
‫اليقي ف القيام بأمر ال وما وعد ال أهل طاعته ويتضمن اليقي بقدر ال وخلقه وتدبيه فإذا‬
‫ارضيتهم بسخط ال ل تكن موقنا ل بوعد ال ول برزق ال فإنه انا يمل النسان على ذلك‬
‫إما ميل إل ما ف أيديهم فيترك القيام فيهم بأمر ال لا يرجوه منهم وإما ضعف تصديقه با وعد‬
‫ال أهل طاعته من النصر والتأييد والثواب ف الدنيا والخرة فإنك اذا أرضيت ال نصرك‬
‫ورزقك وكفاك مؤنتهم وإرضاؤهم با يسخطه انا يكون خوفا منهم ورجاء لم وذلك من‬
‫ضعف اليقي وإذا ل يقدر لك ما تظن أنم يفعلونه معك فالمر ف ذلك ال ال ل لم فإنه ما‬
‫شاء كان وما ل يشأ ل يكن فإذا ذمتهم على ما يقدر كان ذلك من ضعف يقينك فل تفهم‬
‫ول ترجهم ول تذمهم من جهة نفسك وهواك ولكن من حده ال ورسوله منهم فهو الحمود‬
‫ومن ذمه ال ورسوله فهو الذموم ولا قال بعض وفد بن تيم أي ممد أعطن فإن حدي زين‬
‫وذمي شي قال صلى ال عليه وسلم ذاك ال وف الديث ان اليان يزيد وينقص وان العمال‬
‫داخلة ف اليان والل‬
‫‪ 435‬تكن هذه الثلث من ضعفه واضدادها من قوته قال وعن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال من التمس رضا ال بسخط الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضى‬
‫الناس بسخط ال سخط ال عليه وأسخط عليه الناس رواه ابن حبان ف صحيحه ش هذا‬
‫الديث رواه ابن حبان بذا اللفظ الذي ذكره الصنف ورواه الترمذي عن رجل من أهل الدينة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قال كتب معاوية ال عائشة ان اكتب ل كتابا توصين فيه ول تكثري علي فكتبت عائشة ال‬
‫معاوية سلم عليك اما بعد فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من التمس رضى‬
‫ال بسخط الناس كفاه ال مؤنة الناس ومن التمس رضى الناس بسخط ال وكله ال إل الناس‬
‫والسلم عليك رواه أبو نعيم وغيه قوله من التمس أي طلب قال شيخ السلم وكتبت عائشة‬
‫إل معاوية وروي أنا رفعته من ارضى ال بسخط الناس كفاه ال مؤنة الناس ومن ارضى الناس‬
‫بسخط ال ل يغنوا عنه من ال شيئا هذا لفظ الرفوع ولفظ الوقوف من أرضى ال بسخط‬
‫الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس ومن أرضى الناس بسخط ال عاد حامده من الناس له‬
‫ذاما هذا اللفظ الأثور عنها وهذا من أعظم الفقه ف الدين والأثور أحق وأصدق فإن من أرضى‬
‫ال بسخطهم كان قد اتقاه وكان عبده الصال وال يتول الصالي وهو كاف عبده ومن يتق‬
‫ال يعل له مرجا ويرزقه من حيث ل يتسب وال يكفيه مؤنة الناس بل ريب وأما كون الناس‬
‫كلهم يرضون عنه فقد يصل ذلك لكن يرضون إذا سلموا من العراض وإذا تبي‬
‫‪ 436‬لم العاقبة ومن أرضى الناس بسخط ال ل يغنوا عنه من ال شيئا كالظال الذي يعض على يديه‬
‫وأما كون حامده ينقلب ذاما فهذا يقع كفرا ويصل ف العاقبة فإن العاقبة للتقوى ل تصل‬
‫ابتداء عند أهوائهم قلت وإنا يمل النسان على إرضاء اللق بسخط الالق هو الوف منهم‬
‫فلو كان خوفه خالصا ل لا ارضاهم بسخطه فإن العبيد فقراء عاجزون ل قدرة لم على نفع‬
‫ول ضر البتة وما بم من نعمة فمن ال فكيف يسن بالوحد الخلص أن يؤثر رضاهم على‬
‫رضاء رب العالي الذي له اللك كله وله المد كله وبيده الي كله ومنه الي كله وإليه يرجع‬
‫المر كله ل إله إل هو العزيز الكيم وقد أخب تعال أن ذلك من صفات النافقي ف قوله لنتم‬
‫أشد رهبة ف صدورهم من ال ذلك بأنم قوم ل يفقهون وما أحسن ما قيل إذا صح منك الود‬
‫يا غاية الن فكل الذي فوق التراب تراب قال ابن رجب فمن تقق أن كل ملوق فوق التراب‬
‫فهو تراب فكيف يقدم طاعة من هو تراب على طاعة رب الرباب أم كيف يرضي التراب‬
‫بسخط اللك الوهاب ان هذا لشيء عجاب وف الديث عقوبة من خاف الناس وآثر رضاهم‬
‫على رضى ال وأن العقوبة قد تكون ف الدين عياذا بال من ذلك فإن الصيبة ف الديان أعظم‬
‫من الصيبة ف الموال والبدان وفيه شدة الوف على عقوبات الذنوب ل سيما ف الدين فإن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كثيا من الناس يفعل‬
‫‪ 437‬العاصي ويستهي ول يرى اثرا لعقوبتها ول يدري السكي باذا أصيب فقد تكون عقوبته ف‬
‫قلبه كما قال تعال فأعقبهم نفاقا ف قلوبم إل يوم يلقونه با أخلفوا ما وعدوه وبا كانوا‬
‫يكذبون اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك ل نصي ثناء‬
‫عليك أنت كما أثنيت على نفسك باب قول ال تعال وعلى ال فتوكلوا إن كنتم مؤمني قال‬
‫أبو السعادات يقال توكل بالمر اذا ضمن القيام به ووكلت أمري ال فلن أي ألأته واعتمدت‬
‫عليه فيه وكل فلن فلنا إذا استكفاه أمره ثقة بكفايته أو عجز عن القيام بأمر نفسه انتهى‬
‫ومراد الصنف بذه الترجة النص على أن التوكل فريضة يب اخلصه ل تعال لنه من أفضل‬
‫العبادات وأعلى مقامات التوحيد بل ل يقوم به على وجه الكمال إل خواص الؤمني كما تقدم‬
‫ف صفة السبعي ألفا الذين يدخلون النة بل حساب ول عذاب ولذلك أمر ال به ف غي آية‬
‫من القرآن أعظم ما أمر بالوضوء والغسل من النابة بل جعله شرطا ف اليان والسلم ومفهوم‬
‫ذلك انتفاء اليان والسلم عند انتفائه كما ف الية الترجم لا وقوله تعال إن كنتم آمنتم بال‬
‫فعليه توكلوا إن كنتم مسلمي وقوله تعال فاعبده وتوكل عليه وقوله رب الشرق‬
‫‪ 438‬والغرب ل إله إل هو فاتذه وكيل وقوله أل تتخذوا من دون وكيل وقوله وتوكل على الي‬
‫الذي ل يوت وسبح بمده وكفى به بذنوب عباده خبيا وقوله فإن تولوا فقل حسب ال ل إله‬
‫ال هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وغي ذلك من اليات وف الديث من سره أن‬
‫يكون أقوى الناس إيانا فليتوكل على ال رواه ابن أب الدنيا وأبو يعلى والاكم وف حديث‬
‫آخر لو أنكم توكلون على ال حق توكله لرزقكم كما يرزق الطي تغدو خاصا وتروح بطانا‬
‫رواه أحد وابن ماجه قال المام أحد التوكل عمل القلب وقال أبو اساعيل النصاري التوكل‬
‫كله المر إل مالكه والتعويل على وكالته إذا تبي ذلك فمعن الية الترجم لا أن موسى عليه‬
‫السلم أمر قومه بدخول الرض القدسة الت كتبها ال لم ول يرتدوا على أدبارهم خوفا من‬
‫البارين بل يضوا قدما ل يهابونم ول يشونم متوكلي على ال ف هزيتهم مصدقي بصحة‬
‫وعده لم إن كانوا مؤمني قال ابن القيم فجعل التوكل على ال شرطا ف اليان فدل على‬
‫انتفاء اليان عد انتفائه وف الية الخرى وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بال فعليه توكلوا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫إن كنتم مسلمي فجعل دليل صحة السلم التوكل وقال وعلى ال فليتوكل الؤمنون فذكر‬
‫اسم اليان ههنا دون سائر أسائهم دليل على استدعاء اليان للتوكل وأن قوة التوكل وضعفه‬
‫بسب قوة اليان وضعفه وكلما قوي ايان العبد كان توكله أقوى واذا ضعف اليان ضعف‬
‫التوكل واذا كان التوكل ضعيفا فهو دليل على ضعف اليان ول بد وال تبارك وتعال يمع‬
‫بي التوكل والعبادة وبي التوكل واليان وبي التوكل والتقوى وبي التوكل والسلم وبي‬
‫التوكل والداية فظهر أن التوكل أصل لميع مقامات‬
‫‪ 439‬اليان والحسان ولميع أعمال السلم وأن منلته منها كمنلة السد من الراس فكما ل‬
‫يقوم الرأس إل على البدن فكذلك ل يقوم اليان ومقوماته إل على ساق التوكل قلت وف الية‬
‫دليل على أن التوكل على ال عبادة وعلى أنه فرض وإذا كان كذلك فصرفه لغي ال شرك قال‬
‫شيخ السلم وما جاء أحد ملوقا أو توكل عليه ال خاب ظنه فيه فإنه مشرك ومن يشرك بال‬
‫فكأنا خر من السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح ف مكان سحيق قلت لكن التوكل على‬
‫غي ال قسمان أحدها التوكل ف المور الت ل يقدر عليها إل ال كالذين يتوكلون على‬
‫الموات والطواغيت ف رجاء مطالبهم من النصر والفظ والرزق والشفاعة فهذا شرك أكب فإن‬
‫هذه المور ونوها ل يقدر عليها إل ال تبارك وتعال الثان التوكل ف السباب الظاهرة العادية‬
‫كمن يتوكل على أمي أو سلطان فيما جعله ال بيده من الرزق أو دفع الذى ونو ذلك فهذا‬
‫نوع شرك خفي والوكالة الائزة هي توكل النسان ف فعل مقدور عليه ولكن ليس له أن‬
‫يتوكل عليه وإن وكله بل يتوكل على ال ويعتمد عليه ف تيسي ما وكله فيه كما قرره شيخ‬
‫السلم قال وقوله إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم الية قال ابن عباس ف الية‬
‫النافقون ل يدخل قلوبم شيء من ذكر ال عند أداء فرائضه ول يؤمنون بشيء من آيات ال‬
‫ول يتوكلون على ال‬
‫‪ 440‬ول يصلون إذا غابوا ول يؤدون زكاة أموالم فأخب ال أنم ليسوا بؤمني ث وصف الؤمني‬
‫فقال إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم فادوا فرائضه رواه ابن جرير وابن أب حات‬
‫وهذه صفة الؤمن الذي إذا ذكر ال وجل قلبه أي خاف من ال ففعل أوامره وترك زواجره فإن‬
‫وجل القلب من ال يستلزم القيام بفعل الأمور وترك الحظور كما قال تعال وأما من خاف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫مقام ربه ونى النفس عن الوى فإن النة هي الأوى ولذا قال السدي ف قوله إذا ذكر ال‬
‫وجلت قلوبم هو الرجل يريد أن يظلم أو قال يهم بعصية فيقال له اتق ال فيجل قلبه رواه ابن‬
‫أب شيبة وابن جرير وابن أب حات وقوله وإذا تليت عليهم آياته زادتم ايانا قد استدل الصحابة‬
‫والتابعون ومن تبعهم بذه الية وأمثالا على زيادة اليان ونقصانه قال عمر بن حبيب الصحاب‬
‫إن اليان يزيد وينقص فقيل له وما زيادته وما نقصانه قال إذا ذكرنا ال وخشيناه فذلك زيادته‬
‫وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه رواه ابن سعد وقال ماهد ف هذه الية اليان يزيد‬
‫وينقص وهو قول وعمل رواه ابن أب حات وحكى الجاع على ذلك الشافعي وأحد وأبو عبيد‬
‫وغيهم وقوله وعلى ربم يتوكلون أي يعتمدون عليه بقلوبم مفوضي اليه امورهم وحده ل‬
‫شريك له فل يرجون سواه ول يقصدون ال إياه ول يرغبون ال اليه يعلمون أن ما شاء كان‬
‫وما ل يشأ ل يكن وأنه التصرف ف اللك وحده ل شريك له وف الية وصف الؤمني حقا‬
‫بثلث مقامات من مقامات الحسان وهي الوف وزيادة اليان والتوكل على ال وحده فإن‬
‫قيل إذا كان الؤمن حقا هو الذي فعل الأمور وترك الحظور‬
‫‪ 441‬فلماذا ل يذكر إل خسة أشياء قيل لن ما ذكر مستلزم لا ترك فإنه ذكر وجل قلوبم إذا ذكر‬
‫ال وزيادة ايانم اذا تليت عليهم آياته مع التوكل عليه واقام الصلة على الوجه الأمور به باطنا‬
‫وظاهرا والنفاق من الال والنافع فكان مستلزما للباقي فإن وجل القلب عند ذكر ال يقتضي‬
‫خشيته والوف منه وذلك يدعو صاحبه إل فعل الأمور وترك الحظور وكذلك زيادة اليان‬
‫عند تلوة آيات ال يقتضي ريادته علما وعمل ث ل بد من التوكل على ال فيما ل يقدر عليه‬
‫إل ال ومن طاعة ال فيما يقدر عليه وأصل ذلك الصلة والزكاة فمن قام بذه المس كما أمر‬
‫لزم أن يأت بسائر الواجبات بل الصلة نفسها إذا فعلها كما أمر فهي تنهى عن الفحشاء والنكر‬
‫ذكر ذلك شيخ السلم قال وقوله يا أيها النب حسبك ال الية قال ابن القيم أي ال وحده‬
‫كافيك وكاف اتباعك فل تتاجون معه ال أحد وقيل العن حسبك ال وحسبك الؤمني قال‬
‫ابن القيم وهذا خطأ مض ل يوز حل الية عليه فإن السب والكفاية ل وحده كالتوكل‬
‫والتقوى والعبادة قال تعال وإن يريدوا أن يدعوك فإن حسبك ال هو الذي أيدك بنصره‬
‫وبالؤمني ففرق بي السب والتأييد فجعل السب له وحده وجعل التأييد له بنصره وبعباده‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وأنثى على أهل التوحيد من عباده حيث أفردوه بالسب فقال تعال الذين قال لم الناس إن‬
‫الناس قد جعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيانا وقالوا حسبنا ال ونعم الوكيل ول يقولوا حسبنا‬
‫ال ورسوله فإذا كان هذا قولم‬
‫‪ 442‬ومدح الرب تعال لم بذلك فكيف يقول لرسوله ال وأتباعك حسبك وأتباعه قد أفردوا الرب‬
‫تعال بالسب ول يشركوا بينه وبي رسوله فكيف يشرك بينه وبينهم ف حسب رسوله صلى‬
‫ال عليه وسلم هذا من أمل الحال وأبطل الباطل ونظي هذا قوله سبحانه وقالوا حسبنا ال‬
‫سيؤتينا ال من فضله ورسوله إنا إل ال راغبون فتأمل كيف جعل اليتاء ل والرسول كما قال‬
‫وما آتاكم الرسول فخذوه وجعل السب له فلم يقل وقالوا حسبنا ال ورسوله بل جعله خالص‬
‫حقه كما قال إنا إل ال راغبون ول يقل وإل رسوله بل جعل الرغبة اليه وحده كما قال وإل‬
‫ربك فارغب فالرغبة والتوكل والنابة والسب ل وحده كما أن العبادة والتقوى والسجود‬
‫والنذر واللف ل يكون ال له سبحانه وتعال انتهى كلمه وبذا يتبي مطابقة الية للترجة لن‬
‫ال تعال أخب أنه حسب رسوله وحسب اتباعه اي كافيهم وناصرهم فنعم الول ونعم النصي‬
‫وف ضمن ذلك أمر لم بإفراده تعال بالسب استكفاء بكفايته تبارك وتعال وذلك هو التوكل‬
‫قال وقوله ومن يتوكل على ال فهو حسبه قال ابن القيم اي كافيه ومن كان ال كافيه وواقيه‬
‫فل مطمع فيه لعدوه ول يضره إل أذى ل بد منه كالر والبد والوع والعطش وأما أن يضره‬
‫با يبلغ به مراده فل يكون أبدا وفرق بي الذى الذي هو ف الظاهر إيذاء وهو ف القيقة‬
‫إحسان إليه واضرار بنفسه وبي الضرر الذي يشتفى به منه قال بعض‬
‫‪ 443‬السلف جعل ال لكل عمل جزاء من نفسه وجلع جزاء التوكل عليه نفس كفايته فقال ومن‬
‫يتوكل على ال فهو حسبه ول يقل فله كذا وكذا من الجر كما قال ف العمال بل جعل‬
‫نفسه سبحانه كاف عبده التوكل عليه وحسبه وواقيه فلو توكل العبد على ال حق توكله‬
‫وكادته السموات والرض ومن فيهن لعل له مرجا وكفاه ونصره انتهى وف أثر رواه أحد ف‬
‫الزهد عن وهب بن منبه قال ال عز وجل ف بعض كتبه بعزت إنه من اعتصم ب فإن كادته‬
‫السموات ومن فيهن والرضون بن فيهن فإن أجعل له بذلك مرجا ومن ل يعتصم ب فإن‬
‫أقطع يديه من أسباب السماء وأخسف من تت قدميه الرض فأجعله ف الواء ث أكله إل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫نفسه كفا ب لعبدي مال إذا كان عبدي ف طاعت أعطيه قبل أن يسألن وأستجيب له قبل أن‬
‫يدعون فأنا أعلم باجته الت ترفق به منه وف الية دليل على فضل التوكل وأنه أعظم السباب‬
‫ف جلب النافع ودفع الضار لن ال علق الملة الخية على الول تعليق الزاء على الشرط‬
‫فيمتنع أن يكون وجود الشرط كعدمه لنه تعال رتب الكم على الوصف الناسب له فعلم أن‬
‫توكله هو سبب كون ال حسبا له ذكره شيخ السلم وفيها تنبيه على القيام بالسباب مع‬
‫التوكل لنه تبارك وتعال ذكر التقوى ث ذكر التوكل كما قال واتقوا ال وعلى ال فليتوكل‬
‫الؤمنون فجعل التقوى الذي هو قيام بالسباب الأمور با فحينئذ إذا توكل على ال فهو حسبه‬
‫فالتوكل بدون القيام بالسباب الأمور با عجز مض وإن كان مشوبا بنوع من التوكل فل‬
‫ينبغي للعبد أن يعل توكله عجزا ول عجزه توكل بل يعل توكله من جلة السباب الت ل يتم‬
‫القصود إل با‬
‫‪ 444‬كلها ذكر معناه ابن القيم قال عن ابن عباس قال حسبنا ال ونعم الوكيل قالا ابراهيم صلى ال‬
‫عليه وسلم حي ألقى ف النار وقالا ممد صلى ال عليه وسلم حي قالوا إن الناس قد جعوا‬
‫لكم فاخشوهم فزادهم إيانا الية رواه البخاري ش قوله حسبنا ال أي كافينا فل نتوكل إل‬
‫عليه كما قال ومن يتوكل على ال فهو حسبه اي كافيه كما قال أليس ال بكاف عبده قوله‬
‫ونعم الوكيل أي نعم الوكول اليه التوكل عليه كما قال تبارك وتعال واعتصموا بال هو‬
‫مولكم فنعم الول ونعم النصي فقد تضمنت هذه الكلمة العظيمة التوكل على ال واللتجاء‬
‫اليه قال ابن القيم وهو حسب من توكل عليه وكاف من لأ إليه وهو الذي يؤمن خوف الائف‬
‫ويي الستجي وهو نعم الول ونعم النصي فمن توله واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته‬
‫اليه توله وحفظه وحرسه وصانه ومن خافه واتقاه أمنه ما ياف ويذر وجلب اليه كل ما‬
‫يتاج اليه من النافع قوله قالا ابراهيم صلى ال عليه وسلم حي القي ف النار ف رواية عن ابن‬
‫عباس قال كان آخر قول إبراهيم عليه السلم حي ألقي ف النار حسبنا ال ونعم الوكيل رواه‬
‫البخاري وقد ذكر ال القصة ف سورة النبياء عليهم السلم قوله وقالا ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم إل آخره وذلك بعدما كان من أمر أحد ما كان بلغ النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه‬
‫ان ابا سفيان ومن معه قد أجعوا الكرة عليهم فخرج النب صلى ال عليه وسلم ومعه أبو بكر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وعمر وعثمان وعلي والزبي وسعد وطلحة وعبدالرحن بن عوف وحذيفة بن اليمان وعبدال‬
‫بن مسعود وأبو عبيدة بن‬
‫‪ 445‬الراح ف سبعي راكبا حت انتهى ال حراء السد وهي من الدينة على ثلثة أميال ث ألقى ال‬
‫الرعب ف قلب أب سفيان فرجع ال مكة ومر به ركب من عبد القيس فقال أين تريدون فقالوا‬
‫نريد الدينة قال فهل أنتم مبلغون عن ممدا رسالة أرسلكم با اليه قالوا نعم قال فإذا وافيتموه‬
‫فأخبوه أنا قد أجعنا السي إليه وإل أصحابه لنستأصل بقيتهم فمر الركب برسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وهو بمراء السد فأخبوه بالذي قال أبو سفيان وأصحابه فقال حسبنا ال ونعم‬
‫الوكيل والقصة مشهور ف السي والتفاسي ففي هاتي القصتي فضل هذه الكلمة وأنا قول‬
‫ابراهيم وممد عليهما الصلة والسلم ف الشدائد ولذا جاء ف الديث إذا وقعتم ف المر‬
‫العظيم فقولوا حسبنا ال ونعم الوكيل رواه ابن مردوية وأن القيام بالسباب مع التوكل على ال‬
‫ل يتنافيان بل يب على العبد القيام بما كما فعل الليلن عليهما الصلة والسلم ولذا جاء‬
‫ف الديث الصحيح الذي رواه المام أحد وأبو داود والنسائي عن عوف بن مالك أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قضى بي رجلي فقال القضي عليه لا أدبر حسب ال ونعم الوكيل فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ردوا علي الرجل فقال ما قلت قال قلت حسب ال ونعم‬
‫الوكيل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا‬
‫غلبك أمر فقل حسب ال ونعم الوكيل وف الية دليل على أن اليان يزيد وينقص قال ماهد ف‬
‫قوله فزادهم إيانا قال اليان يزيد وينقص وعلى أن ما يكرهه النسان قد يكون خيا له وان‬
‫التوكل أعظم السباب ف حصول الي ودفع الشر ف الدنيا والخرة‬
‫‪ 446‬باب قول ال تعال أفامنوا مكر ال فل يامن مكر ال ال القوم الاسرون الراد بذه الترجة‬
‫التنبيه على المع بي الرجاء والوف ولذلك ذكر بعد هذه الية قوله تعال ومن يقنط من رحة‬
‫ربه إل الضالون هذا هو مقام النبياء والصديقي كما قال تعال أولئك الذين يدعون يبتغون إل‬
‫ربم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه إن عذاب ربك كان مذورا فابتغاء‬
‫الوسيلة اليه هو التقرب ببه وطاعته ث ذكر الرجاء والوف وهذه أركان اليان وقال تعال‬
‫إنم كانوا يسارعون ف اليات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعي وقال تعال عن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ابراهيم عليه السلم ول أخاف ما تشركون به إل أن يشاء رب شيئا وسع رب كل شيء علما‬
‫أفل تتذكرون وقال عن شعيب قد افترينا على ال كذبا إن عدنا ف ملتكم بعد إذ نانا ال منها‬
‫وما يكون لنا أن نعود فيها ال أن يشاء ال ربنا فوكل المر ال مالكه وقال تعال عن اللئكة‬
‫عليهم السلم يافون ربم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون وقال النب صلى ال عليه وسلم إن‬
‫لعلمكم بال وأشدكم له خشية وكلما قوي ايان العبد ويقينه قوي خوفه ورجاؤه مطلقا‬
‫‪ 447‬قال ال تعال إنا يشى ال من عباده العلماء وقال ان الذين هم من خشية ربم مشفقون والذين‬
‫هم بآيات ربم يؤمنون والذين هم بربم ل يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبم وجلة أنم‬
‫ال ربم راجعون قالت عائشة يا رسول ال هو الرجل يزن ويسرق وياف ان يعاقب قال ل يا‬
‫بنت الصديق هوالرجل يصلي ويصوم ويتصدق وياف أن ل يقبل منه رواه المام أحد‬
‫والترمذي وابن جرير وابن أب حات والاكم وصححه قال ابن القيم الوف من أجل منازل‬
‫الطريق وخوف الاصة أعظم من خوف العامة وهم اليه أحوج وهم به أليق وله ألزم فإن العبد‬
‫إما أن يكون مستقيما أو مائل عن الستقامة فإن كان مائل عن الستقامة فخوفه من العقوبة‬
‫على ميله ول يصح اليان إل بذا الوف وهو ينشأ من ثلثة أمور أحدها معرفته بالناية‬
‫وقبحها والثان تصديق الوعيد وأن ال رتب على العصية عقوبتها الثالث أنه ل يعلم أنه ينع من‬
‫التوبة ويال بينه وبينها اذا ارتكب الذنب فبهذه المور الثلثة يتم له الوف وسبب قوتا‬
‫وضعفها يكون قوة الوف وضعفه هذا قبل الذنب فإذا عمله كان خوفه أشد وبالملة فمن‬
‫استقر ف قلبه ذكر الدار الخرة وجزائها وذكر العصية والتوعد عليها وعدم الوقوف بإتيانه‬
‫بالتوبة النصوح هاج من قلبه من الوف ما ل يلكه ول يفارق حت ينجو وأما إن كان مستقيما‬
‫مع ال فخوفه يكون من جريان النفاس لعلمه بأن ال مقلب القلوب وما من قلب إل وهو بي‬
‫أصبعي من أصابع الرحن عز وجل فإن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه كما ثبت‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم وكانت أكثر يينه ل ومقلب القلوب ويكفي ف هذا قوله تعال‬
‫واعلموا أن ال يول بي الرء وقلبه فأي قرار لن هذه حاله‬
‫‪ 448‬ومن احق بالوف منه بل خوفه لزم له ف كل حال وإن توارى عنه بغلبة حال أخرى عليه‬
‫فالوف حشو قلبه لكن توارى عنه بغلبة غيه فوجود الشيء غي العلم به فالوف الول ثرة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫العلم بالوعد والوعيد وهذا الوف ثرة العلم بقدرة ال عز وجل وعزته وجلله وأنه الفعال لا‬
‫يريد وأنه الحرك للقلب الصرف له كيف يشاء ل إله إل هو العزيز الكيم انتهى فهذا الوف‬
‫الثان هو من خوف الكر إذا علمت هذا فمعن الية الترجم لا أن ال تبارك وتعال لا ذكر‬
‫حال أهل القرى الكذبي للرسل بي أن الذي حلهم على ذلك هوالمن من عذاب ال وعدم‬
‫الوف منه كما قال أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن‬
‫يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ث بي أن ذلك بسبب الهل والغرة بال فأمنوا مكره فيما‬
‫ابتلهم به من السراء والضراء بأن يكون استدراجا فقال أفأمنوا مكر ال فل يأمن مكر ال إل‬
‫القوم الاسرون أي الالكون فدل على وجوب الوف من مكر ال قال السن من وسع عليه‬
‫فلم ير أنه يكر به فل رأي له ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له فل رأي له وقال قتادة بغت‬
‫القوم أمر ال وما أخذ ال قوما قط ال عند سلوتم وغرتم ونعمتهم فل تغتروا بال إنه ل يغتر‬
‫به ال القوم الفاسقون رواها ابن أب حات وف الديث إذا رايت ال يعطي العبد من الدنيا على‬
‫معاصيه ما يب فإنا هو استدراج رواه أحد وابن جرير وابن أب حات وقال اساعيل بن رافع‬
‫من المن من مكر ال إقامة العبد على الذنب يتمن على ال الغفرة رواه ابن أب حات قال وقوله‬
‫ومن يقنط من رحة ربه إل الضالون‬
‫‪ 449‬نبه الصنف رحه ال بذه الية على المع بي الرجاء والوف فإذا خاف فل يقنط من رحة‬
‫ال بل يرجوها مع العمل الصال كما قال تعال إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف سبيل ال‬
‫أولئك يرجون رحة ال وال غفور رحيم فذكر سبحانه أنم يرجون رحة ال مع الجتهاد ف‬
‫العمال الصالة فأما الرجاء مع الصرار على العاصي فذاك من غرور الشيطان إذا تبي ذلك‬
‫فقوله تعال ومن يقنط حكاية قول ابراهيم عليه السلم لا بشرته اللئكة بولده اسحاق عليه‬
‫السلم فقال أبشرتون على أن مسن الكب فبما تبشرون استبعادا لوقوع هذا ف العادة مع كب‬
‫السن منه ومن زوجته قالوا بشرناك بالق اي الذي ل ريب فيه ول مثنوية بل هو أمر الذي إذا‬
‫أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وإن بعد مثله ف العادة الت أجراها فإن ذلك عليه يسي إذا‬
‫أراده فل تكن من القانطي أي ل تيأس من رحة ال قال ابراهيم عليه السلم ومن يقنط من‬
‫رحة ربه ال الضالون فأجابم بأنه ليس بقانط ولكن يرجو من ال الولد وإن كان قد كب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وأسنت امرأته فإنه يعلم من قدرة ال ورحته ما هو أبلغ من ذلك قال السدي ومن يقنط من‬
‫رحة ربه قال من ييأس من رحة ربه رواه ابن أب حات ال الضالون قال بعضهم إل الخطئون‬
‫طريق الصواب أو الكافرون كقوله ل ييأس من روح ال ال القوم الكافرون وف حديث مرفوع‬
‫العاجز الراجي لرحة ال أقرب منها من العابد القانط رواه الكيم الترمذي والاكم ف تاريه‬
‫‪ 450‬قال عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن الكبائر قال الشرك بال واليأس‬
‫من روح ال والمن من مكر ال ش هذا الديث رواه البزار وابن أب حات من طريق شبيب بن‬
‫بشر عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان متكئا فدخل عليه رجل‬
‫فقال ما الكبائر فقال الشرك بال وذكر الديث ورجاله ثقات ال شبيب ابن بشر فقال ابن‬
‫معي ثقة ولينه ابن أب حات ومثل هذا يكون حسنا وقال ابن كثي ف اسناده نظر والشبه أن‬
‫يكون موقوفا قوله الشرك بال هو أكب الكبائر إذ مضمونه تنقيص رب العالي والهم ومالكهم‬
‫وخالقهم الذي ل إله ال هو وعدل غيه به كما قال ث الذين كفروا بربم يعدلون فهو أظلم‬
‫الظلم وأقبح القبيح ولذا ل يغفر إن ل يتب منه بلف غيه من الذنوب ففي مشيئة ال إن شاء‬
‫غفرها وإن شاء عذب با قوله واليأس من روح ال اي قطع الرجاء والمل من ال فيما يرومه‬
‫ويقصده قال تعال ول تيأسوا من روح ال إنه ل ييأس من روح إل القوم الكافرون وذلك‬
‫إساءة ظن بكرم ال ورحته وجوده ومغفرته قوله والمن من مكر ال أي من استدراجه للعبد أو‬
‫سلبه ما أعطاه من اليان نعوذ بال من غضبه وذلك جهل بال وبقدرته وثقة بالنفس وعجب‬
‫با واعلم أن هذا الديث ل يرد فيه حصر الكبائر فيما ذكر بل الكبائر كثية لكن ذكر ما هو‬
‫أكبها أو من اكبها ولذا قال ابن عباس هي ال السبعي أقرب منها ال السبع رواه ابن جرير‬
‫وابن أب حات وف رواية هي ال سبعمائة أقرب منها ال سبع غي أنه ل كبية‬
‫‪ 451‬مع استغفار ول صغية مع اصرار قال وعن ابن مسعود قال اكب الكبائر الشراك بال والمن‬
‫من مكر ال والقنوط من رحة ال واليأس من روح ال رواه عبد الرزاق ش هذا الثر رواه ابن‬
‫جرير بأسانيد صحاح عن ابن مسعود قال ابن كثي وهو صحيح اليه بل شك ورواه الطبان‬
‫أيضا قوله اكب الكبائر الشراك بال أي ف ربوبيته أو عبادته وهذا بالجاع قوله والقنوط من‬
‫رحة ال قال أبو السعادات هو أشد اليأس من الشيء قلت فعلى هذا يكون الفرق بينه وبي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫اليأس كالفرق بي الستغاثة والدعاء فيكون القنوط من اليأس وظاهر القرآن أن اليأس أشد لنه‬
‫حكم لهله بالكفر ولهل القنوط بالضلل وفيه التنبيه على المع بي الرجاء والوف فإذا‬
‫خاف فل يقنط ول ييأس وكان السلف يستحبون أن يقوى ف الصحة الوف وف الرض‬
‫الرجاء هذه طريقة أب سليمان وغيه قال وينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الوف فإذا كان‬
‫الغالب عليه الرجاء فسد فنسأل ال تعال أن يرزقنا خشيته ف الغيب والشهادة إنه على كل‬
‫شيء قدير باب من اليان بال الصب على أقدار ال لا كان ببديع حكمته ولطيف رحته قضى‬
‫أن يبتلي النوع النسان بالوامر والنواهي والصائب الت قدرها عليهم أمرهم بالصب على ذلك‬
‫‪ 452‬وافترضه عليهم تسلية لم وتقوية على ذلك ووعدهم عليه الثواب بغي حساب كما قال إنا‬
‫يوف الصابرون أجرهم بغي حساب فعلى هذا يكون الصب ثلثة أنواع صب على الأمور وصب‬
‫على الحظور وصب على القدور ويشملها قوله تعال والذين صبوا ابتغاء وجه ربم وقوله تعال‬
‫الذين صبوا وعلى ربم يتوكلون ولا كان الصب ل يصل إل بال كما قال واصب وما صبك‬
‫إل بال ارشد تبارك وتعال إل المع بينهما وقال تعال واصب لكم ربك فإنك بأعيننا قال‬
‫المام أحد ذكر ال الصب ف تسعي موضعا وقال النب صلى ال عليه وسلم والصب ضياء رواه‬
‫أحد ومسلم وقال عليه السلم ما أعطي أحد عطاء خيا وأوسع من الصب رواه البخاري‬
‫ومسلم وف حديث آخر الصب نصف اليان رواه أبو نعيم والبهيقي ف الشعب وقال عمر‬
‫وجدنا خي عيشنا بالصب رواه البخاري وقال علي بن أب طالب أل إن الصب من اليان بنلة‬
‫الرأس من السد فاذا قطع الرأس بار السد ث رفع صوته فقال أل ل إيان لن ل صب له‬
‫والحاديث والثار ف ذلك كثية واشتقاقه من صب اذا حبس منع فالصب حبس النفس عن‬
‫الزع واللسان عن التشكي والسخط والوارح عن لطم الدود وشق اليوب ونوها ذكره‬
‫ابن القيم قال وقوله تعال ومن يؤمن بال يهد قلبه ش أول الية ما اصاب من مصيبة إل بإذن‬
‫ال ومن يؤمن بال يهد قلبه‬
‫‪ 453‬وال بكل شيء عليم اخب تعال أن ما أصاب من مصيبة ف الرض ول ف النفس إل بإذن ال‬
‫أي بقدره وأمره كما قال ف الية الخرى إل ف كتاب من قبل أن نبأها إن ذلك على ال‬
‫يسي قال ابن عباس ف قوله إل بإذن ال إل بأمر ال يعن من قدره ومشيئته ومن يؤمن بال يهد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قلبه أي ومن أصابته مصيبة فعلم أنا بقضاء ال وقدره فصب واحتسب واستسلم لقضاء ال‬
‫جازاه ال تعال بداية قلبه الت هي أصل كل سعادة وخي ف الدنيا والخرة وقد يلف عليه‬
‫أيضا ف الدنيا ما أخذه منه أو خيا منه كما قال وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا‬
‫إنا ل وإنا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربم ورحة وأولئك هم الهتدون قال ابن‬
‫عباس يهد قلبه اليقي فيعلم أن ما أصابه ل يكن ليخطئه وما أخطأه ل يكن ليصيبه وف الديث‬
‫الصحيح عجبا للمؤمن ل يقضي ال له قضاء إل كان خيا له إن أصابته ضراء فصب كان خيا‬
‫له وإن أصابته سراء فشكر كان خيا له وليس ذلك لحد ال للمؤمن وقوله وال بكل شيء‬
‫عليم تبيه على أن ذلك صادر عن علمه التضمن لكمته وذلك يوجب الصب والرضى قوله قال‬
‫علقمة هو الرجل تصيبه الصيبة فيعلم أنا من عند ال فيضى ويسلم ش هذا الثر رواه ابن‬
‫جرير وابن أب حات عن علقمة وهو صحيح وعلقمة هو ابن قيس بن عبدال النخعي الكوف ولد‬
‫ف حياة النب صلى ال عليه وسلم وسع من أب بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وابن مسعود‬
‫وعائشة وغيهم وهو من‬
‫‪ 454‬كبار التابعي وأجلئهم وعلمائهم وثقاتم مات بعد الستي قوله هو الرجل تصيبه الصيبة إل‬
‫آخره هذا تفسي لليان الذكور ف الية لكنه تفسي باللزم وهو صحيح لن هذا لزم لليان‬
‫الراسخ ف القلب وقريب منه تفسي سعيد بن جبي ومن يؤمن بال يهد قلبه يعن يسترجع يقول‬
‫إنا ل وانا إليه راجعون وف الية أن الصب سبب لداية القلب وأن من ثواب السنة السنة‬
‫بعدها وان العمال من اليان وفيها إثبات القدر قال وف صحيح مسلم عن أب هريرة أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اثنتان ف الناس ها بم كفر الطعن ف النسب والنياحة على‬
‫اليت ش قوله ها أي الثنتان قوله بم كفر أي ها بالناس أي فيهم كفر قال قال شيخ السلم‬
‫أي هاتان الصلتان ها كفر قائم ف بالناس فنفس الصلتي كفر حيث كانتا ف أعمال الكفار‬
‫وها قائمتان بالناس لكن ليس من قام به شعبة من شعب الكفر يصي كافرا الكفر الطلق حى‬
‫تقوم به حقيقة الكفر كما أنه ليس من قام به شعبة من شعب اليان يصي مؤمنا حت يقوم به‬
‫أصل اليان وفرق بي الكفر العرف باللم كما ف قوله ليس بي العبد وبي الكفر أو الشرك‬
‫إل ترك الصلة وبي كفر منكر ف الثبات قوله الطعن ف النسب أي عيبه ويدخل فيه أن يقال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هذا ليس ابن فلن مع ثبوت نسبه ف ظاهر الشرع ذكره بعضهم قوله والنياحة على اليت أي‬
‫رفع الصوت بالندب بتعديد شائله‬
‫‪ 455‬لا ف ذلك من التسخط على القدر والزع الناف للصب وذلك كقول النائحة واعضداه‬
‫واناصراه واكاسياه ونو ذلك وفيه دليل على أن الصب واجب لن النياحة منافية له فإذا حرمت‬
‫دل على وجوبه وفيه أن من الكفر مال ينقل عن اللة قال ولما عن ابن مسعود مرفوعا ليس منا‬
‫من ضرب الدود وشق اليوب ودعى بدعوى الاهلية ش قوله ليس منا هذا من نصوص‬
‫الوعيد وقد جاء عن سفيان الثوري وأحد كراهة تاويلها ليكون أوقع ف النفوس وأبلغ ف الزجر‬
‫وقيل أي ليس من أهل سنتنا وطريقتنا لن الفاعل لذلك ارتكب مرما وترك واجبا وليس الراد‬
‫اخراجه من السلم بل الراد البالغة ف الردع عن الوقوع ف ذلك كما يقول الرجل لولده عند‬
‫معاقبته لست من ولست منك فالراد ان فاعل ذلك ليس من الؤمني الذين قاموا بواجبات‬
‫اليان قوله من ضرب الدود قال الافظ خص الد بذلك لكونه الغالب وإل فضرب بقية‬
‫الوجه مثله قلت بل ولو ضرب غي الوجه كالصدر فكما لو ضرب الد فيدخل ف معن ضرب‬
‫الد إذ الكل جزع مناف للصب فيحرم قوله وشق اليوب جع جيب وهوالذي يدخل فيه‬
‫الرأس من الثوب وكانوا يشقونه حزنا على اليت قال الافظ والراد إكمال فتحه ال آخره قلت‬
‫الظاهر أن فتح بعضه كفتحه كله قوله ودعى بدعوى الاهلية قال شيخ السلم هو ندب اليت‬
‫‪ 456‬وقال غيه هو الدعاء بالويل والثبور وقال الافظ أي من النياحة ونوها وكذا الندب به كقولم‬
‫واجبله وكذا الدعاء بالويل والثبور وقال ابن القيم الدعاء بدعوى الاهلية كالدعاء ال القبائل‬
‫والعصبية للنسان ومثله التعصب للمذاهب والطوائف والشايخ وتفضيل بعض على بعض ف‬
‫الوى والعصبية وكونه منتسبا اليه يدعو إل ذلك ويوال عليه ويعادي ويزن الناس به فكل هذا‬
‫من دعوى الاهلية قلت الصحيح أن دعوى الاهلية يعم ذلك كله وقد جاء لعن من فعل ما ف‬
‫هذا الديث عن ابن ماجه وصححه ابن حبان عن أب أمامة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لعن الامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور وهذا يدل على أن هذه المور من‬
‫الكبائر لنا مشتملة على التسخط على الرب وعدم الصب الواجب والضرار بالنفس من لطم‬
‫الوجه وإتلف الال بشق الثياب وتزيقها وذكر اليت با ليس فيه والدعاء بالويل والثبور‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والتظلم من ال تعال وبدون هذا يثبت التحري الشديد فأما الكلمات اليسية اذا كانت صدقا ل‬
‫على وجه النوح والتسخط فل ترم ول تناف الصب الواجب نص عليه أحد لا رواه ف مسنده‬
‫عن أنس ان أبا بكر رضي ال عنه دخل على النب صلى ال عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه‬
‫بي عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال وانبياه واخليله واصفاه وكذلك صح عن فاطمة رضي‬
‫ال عنها انا ندبت أباها صلى ال عليه وسلم فقالت يا ابتاه اجاب ربا دعاه الديث واعلم أن‬
‫الديث الشروح ل يدل على النهي عن البكاء أصل وإنا يدل على النهي عما ذكر فيه فقط‬
‫وكذلك يدل على النهي عما ف معناه كالبكاء برنة وحلق الشعر وخش الوجوه ونو ذلك أما‬
‫البكاء على وجه الرحة والرقة ونو ذلك‬
‫‪ 457‬فيجوز بل قال شيخ السلم البكاء على اليت على وجه الرحة حسن مستحب ول يناف‬
‫الرضى بقضاء ال بلف البكاء عليه لفوات حظه منه قلت ويدل لذلك قوله عليه السلم لا‬
‫مات ابنه ابراهيم تدمع العي ويزن القلب ول نقول ال ما يرضي الرب وإنا بك يا ابراهيم‬
‫لحزونون وهو ف الصحيح وف الصحيحي عن اسامة بن زيد أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم انطلق ال أحد بناته ولا صب ف الوت فرفع اليه الصب ونفسه تقعقع كأنا شن ففاضت‬
‫عيناه فقال سعد ما هذا يا رسول ال قال هذه رحة جعلها ال ف قلوب عباده وانا يرحم ال‬
‫من عباده الرحاء قال وعن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا أراد ال بعبده الي‬
‫عجل له العقوبة ف الدنيا وإذا أراد ال بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حت يواف به يوم القيامة ش‬
‫هذا الثر رواه الترمذي والاكم وحسنه الترمذي وف اسناده سعد بن سنان قال الذهب ف‬
‫موضع سعد ليس حجة وف آخر كأنه غي صحيح وأخرجه الطبان والاكم عن عبدال بن‬
‫مغفل وأخرجه ابن عدي عن أب هريرة والطبان عن عمار بن ياسر وحسنه السيوطي قوله اذا‬
‫أراد ال بعبده الي عجل له العقوبة ف الدنيا قال شارح الامع الصغي أي بصب البلء‬
‫والصائب عليه جزاء لا فرط من الذنوب منه فيخرج منها وليس عليه ذنب يواف به يوم القيامة‬
‫كما يعلم من مقابله الت ومن فعل ذلك به فقد أعظم اللطف به لن من حوسب بعمله عاجل‬
‫ف الدنيا خف جزاؤه عليه حت يكفر بالشوكة يشاكها حت بالقلم يسقط من الكاتب فيكفر‬
‫عن الؤمن بكل ما يلحقه ف دنياه حت يوت على طهارة من دنسه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 458‬قلت وف الصحيح ل يزال البلء بالعبد حت يشي على الرض وليس عليه خطيئة وف السند‬
‫وغيه من حديث أب هريرة مرفوعا ل يزال البلء بالؤمن والؤمنة ف جسده وماله وف ولده‬
‫حت يلقى ال وما عليه خطيئة قال شيخ السلم الصائب نعمة لنا مكفرات للذنوب ولنا‬
‫تدعو ال الصب فيثاب عليها ولنا تقتضي النابة ال ال والذل له والعراض عن اللق ال غي‬
‫ذلك من الصال العظيمة فنفس البلء يكفر ال به الطايا ومعلوم أن هذا من أعظم النعم ولو‬
‫كان رجل من أفجر الناس فإنه ل بد أن يفف ال عنه عذابه بصائبه فالصائب رحة ونعمة ف‬
‫حق عموم اللق ال أن يدخل صاحبها بسبها ف معاصي أعظم ما كان قبل ذلك فتكون شرا‬
‫عليه من جهة ما أصابه ف دينه فإن من الناس من إذا ابتلي بفقر أو مرض أو جوع حصل له من‬
‫الزع والسخط والنفاق ومرض القلب أو الكفر الظاهر أو ترك بعض الواجبات وفعل بعض‬
‫الحرمات ما يوجب له ضررا ف دينه بسب ذلك فهذا كانت العافية خيا له من جهة ما أورثته‬
‫الصيبة ل من جهة الصيبة كما أن من أوجبت له الصيبة صبا وطاعة كانت ف حقه نعمة دينية‬
‫فهي بعينها فعل الرب عز وجل رحة للخلق وال تبارك وتعال ممود عليها فإن اقترن با طاعة‬
‫كان ذلك نعمة ثانية على صاحبها وإن اقترن با للمؤمن معصية فهذا ما تتنوع فيه أحوال الناس‬
‫كما تتنوع أحوالم ف العافية فمن ابتلى فرزق الصب كان الصب عليه نعمة ف دينه وحصل له‬
‫بعد ما كفر من خطاياه رحة وحصل له بثنائه على ربه صلة ربه عليه حيث قال اولئك عليهم‬
‫صلوات من ربم ورحة وأولئك هم الهتدون فحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات وهذا‬
‫من أعظم النعم فالصب واجب على كل مصاب فمن‬
‫‪ 459‬قام بالصب الواجب حصل له ذلك انتهى ملخصا قوله وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه اي أخر‬
‫عنه العقوبة بذنبه قوله حت يواف به يوم القيامة هو بضم الياء وكسر الفاء منصوبا بت مبنيا‬
‫للفاعل قال العزيزي أي ل يازيه بذنبه ف الدنيا حت ييء ف الخرة مستوفر الذنوب وافيها‬
‫فيستوف ما يستحقه من العقاب قلت وهذا ما يزهد العبد ف الصحة الدائمة خوفا أن تكون‬
‫طيباته عجلت له ف الياة الدنيا وال تعال ل يرض الدنيا لعقوبة أعدائه كما ل يرضها لثابة‬
‫أوليائه بل جعل ثوابم أن أسكنهم ف جواره ورضي عنهم كما قال تعال إن التقي ف جنات‬
‫ونر ف مقعد صدق عند مليك مقتدر لذا لا ذكر النب صلى ال عليه وسلم السقام قال رجل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يا رسول ال وما السقام وال ما مرضت قط قال قم عنا فلست منا رواه أبو داود وهذه الملة‬
‫هي آخر الديث فأما قوله وقال النب صلى ال عليه وسلم إن عظم الزاء إل آخره فهو أول‬
‫حديث آخر لكن لا رواها الترمذي باسناد واحد عن صحاب واحد جعلهما الصنف كالديث‬
‫الواحد وفيه من الفوائد أن البلء للمؤمن من علمات الي خلفا لا يظنه كثي من الناس وفيه‬
‫الوف من الصحة الدائمة أن تكون علمة شر وفيه تنبيه على رجاء ال وحسن الظن به فيما‬
‫يقضيه لك ما تكره وفيه معن قوله تعال وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم الية قال‬
‫الصنف وقال النب صلى ال عليه وسلم إن عظم الزاء مع عظم البلء وإن ال إذا أحب قوما‬
‫ابتلهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي‬
‫‪ 460‬ش هذا الديث رواه الترمذي ولفظه حديثا قتيبة ثنا الليث عن يزيد ابن أب حبيب عن سعد بن‬
‫سنان عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد ال بعبده الي الديث الذي‬
‫قبل هذا ث قال وبذا السناد عن النب صلى ال عليه وسلم قال إن عظم الزاء الديث ث قال‬
‫هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ورواه ابن ماجه وصححه السيوطي روى المام أحد‬
‫عن ممود بن لبيد مرفوعا إذا أحب ال قوما ابتلهم فمن صب فله الصب ومن جزع فله الزع‬
‫قال النذري رواته ثقات قوله إن عظم الزاء مع عظم البلء بكسر الهملة وفتح الظاء فيهما‬
‫ويوز ضمها مع سكون الظاء أي من كان ابتلؤه أعظم فجزاؤه أعظم فعظمة الجر وكثرة‬
‫الثواب مع عظم البلء كيفية وكمية جزاء وفاقا قلت ولا كان النبياء عليهم السلم أعظم الناس‬
‫جزاء كانوا أشد الناس بلء كما ف حديث سعد سئل النب صلى ال عليه وسلم أي الناس أشد‬
‫بلء قال النبياء ث المثل فالمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان ف دينه صلبا اشتد‬
‫بلؤه وإن كان ف دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبح البلء بالعبد حت يتركه يشي على‬
‫الرض وما عليه خطيئة رواه الدارمي وابن ماجه والترمذي وصححه وقد يتج بقوله إن عظم‬
‫الزاء مع عظم البلء ومن يقول إن الصائب والسقام ويثاب عليها غي تكفي الطايا ورجح‬
‫ابن القيم وغيه أن ثوابا تكفي الطايا فقط إل أن كانت سببا لعمل صال كالتوبة والستغفار‬
‫والصب والرضى فإنه حينئذ يثاب على ما تولد منها كما ف حديث اذا سبقت للعبد من ال‬
‫منلة ل يبلغها أو قال ل ينلها بعمله ابتله ال ف جسده أو ف ولده أو ف ماله ث صبه حت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يبلغه النلة الت سبقت له من ال عز وجل‬
‫‪ 461‬رواه ابو داود ف رواية ابن داسة والبخاري ف تاريه وأبو يعلى ف مسنده وحسنه بعضهم وعلى‬
‫هذا فيجاب عن الول إن عظم الزاء مع عظم البلء أي إذا صب واحتسب قوله وإن ال اذا‬
‫أحب قوما ابتلهم صريح ف حصول البتلء لن أحبه ال ولا كان النبياء عليهم السلم أفضل‬
‫الحباب كانوا أشد الناس بلء وأصابم من البلء ف ال ما ل يصيب أحدا لينالوا بذلك الثواب‬
‫العظيم والرضوان الكب وليأتسي بم من بعدهم ويعلموا أنم بشر تصيبهم الحن والبليا فل‬
‫يعبدونم فإن قلت كيف يبتلي ال أحبابه قيل لا كان أحد ل يلو من ذنب كان البتلء تطهيا‬
‫لم كما صحت بذلك الحاديث وف أثر إلي ابتليهم بالصائب لطهرهم من العائب ولنه‬
‫زيادة ف درجاتم لا يصل مع الصيبة للمؤمن من العمال الصالة كما تقدم ف حديث إذا‬
‫سبقت للعبد من ال منلة الديث ولن ذلك يدعو ال التوبة فإن ال تعال يبتلي العباد بعذاب‬
‫الدنيا ليتوبوا من الذنوب كما قال تعال ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فمن رزقه‬
‫ال التوبة بسبب الصيبة كان ذلك من أعظم نعم ال عليه ولن ذلك يصل به دعاء ال‬
‫والتضرع اليه ولذا ذم ال من ل يستكي لربه ول يتضرع عند حصول البأساء كما قال تعال‬
‫ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربم وما يتضرعون ودعاء ال والتضرع إليه من أعظم‬
‫النعم فهذه النعمة والت قبلها من أعظم صلح الدين فإن صلح الدين ف أن يعبد ال وحده‬
‫ويتوكل عليه وأن ل تدع مع ال‬
‫‪ 462‬إلا آخر ل دعاء عبادة ول دعاء مسألة فإذا حصلت لك التوبة الت مضمونا أن تعبد ال وحده‬
‫وتطيع رسله بفعل الأمور وترك الحظور كنت من يعبد ال وإذا حصل لك الدعاء الذي هو‬
‫سؤال ال حاجاتك فتسأله ما تنتفع به وتستعيذ به ما تستضر به كان هذا من أعظم نعم ال‬
‫عليك وهذا كثيا ما يصل بالصائب واذا كانت هذه النعم ف الصائب فأول الناس با أحبابه‬
‫فعليهم حينئذ أن يشكروا ال لصت ذلك من كلم شيخ السلم رحه ال قوله فمن رضي فله‬
‫الرضى أي من رضي با قضاه ال وقدره عليه من البتلء فله الرضى من ال جزاءا وفاقا كما‬
‫قال تعال رضي ال عنهم ورضوا عنه وهذا دليل على فضيلة الرضى وهو أن ل يعترض على‬
‫الكم ول يتسخطه ول يكرهه وقد وصى النب صلى ال عليه وسلم رجل فقال لتتهم ال ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫شيء قضاه لك فإذا نظر الؤمن بالقضاء والقدر ف حكمة ال ورحته وأنه غي متهم ف قضائه‬
‫دعاه ذلك إل الرضى قال ابن مسعود إن ال بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح ف اليقي‬
‫والرضى وجعل الم والزن ف الشك والسخط وقال ابن عون ارض بقضاء ال من عسر ويسر‬
‫فإن ذلك أقل لمك وأبلغ فيما تطلب من أمر آخرتك واعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضى‬
‫حت يكون رضاه عند الفقر والبلء كرضاه عند الغن والرخاء كيف تستقضي ال ف أمرك ث‬
‫تسخط إن رأيت قضاءه مالفا لواك ولعل ما هويت من ذلك لو وفق لك لكان فيه هلكك‬
‫وترضى قضاءه إذا وافق هواك وذلك لقلة علمك بالغيب إذا كنت كذلك ما أنصفت من‬
‫نفسك ول أصبت باب الرضى ذكره ابن رجب قال وهذا كلم حسن‬
‫‪ 463‬قوله ومن سخط هو بكسر الاء قال ابو السعادات السخط الكراهية للشيء وعدم الرضى به‬
‫أي من سخط أقدار ال فله السخط أي من ال وكفى بذلك عقوبة قال تعال ذلك بأنم اتبعوا‬
‫ما أسخط ال وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالم وفيه دليل أن السخط من أكب الكبائر وقد‬
‫يستدل به على اياب الرضى كما هو اختيار ابن عقيل واختار القاضي عدم الوجوب ورجحه‬
‫شيخ السلم وابن القيم قال شيخ السلم ول ييء المر به كما جاء المر بالصب وإنا جاء‬
‫الثناء على أصحابه ومدحهم قال وأما ما جاء من الثر من ل يصب على بلئي ول يرض‬
‫بقضائي فليتخذ ربا سواي فهذا إسرائيلي ليس يصح عن النب صلى ال عليه وسلم قلت قد‬
‫روى الطبان ف الوسط معناه عن أنس بن مالك رضي ال عنه مرفوعا من ل يرض بقضاء ال‬
‫ويؤمن بقدر ال فليلتمس إلا غي ال قال اليثمي فيه حزم بن أب حزم وثقه ابن معي وضعفه‬
‫جع وبقية رجاله ثقات فإن ثبت هذا دل على وجوبه قال شيخ السلم وأعلى من ذلك أي من‬
‫الرضى أن يشكر ال على الصيبة لا يرى من إنعام ال تعال عليه با انتهى واعلم أنه ل تناف بي‬
‫الرضى وبي الحساس بالل فكثي من له أني من وجع وشدة مرض قلبه مشحون من الرضى‬
‫والتسليم لمر ال فإن قيل ما الفرق بي الرضى والصب فالواب قال طائفة من السلف منهم‬
‫عمر بن عبد العزيز والفضيل وأبو سليمان وابن البارك وغيهم إن الراضي ل يتمن غي حاله‬
‫الت هو عليها بلف الصابر وقال الواص الصب دون الرضى الرضى أن يكون‬
‫‪ 464‬الرجل قبل نزول الصيبة راض بأي ذاك كان والصب أن يكون بعد نزول الصيبة يصب قلت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كلم الواص هذا عزم على الرضى ليس هو الرضى فإنه إنا يكون بعد القضاء كما ف الديث‬
‫وأسألك الرضى بعد القضاء لن العبد قد يعزم على الرضى بالقضاء قبل وقوعه فإذا وقع‬
‫انفسخت تلك العزية فمن رضي بعد وقوع القضاء فهو الراضي حقيقة قاله ابن رجب باب ما‬
‫جاء ف الرياء أي من الوعيد ولا كان خلوص العمل من الشرك والرياء شرطا ف قبوله لنافاة‬
‫الشرك والرياء للتوحيد نبه الصنف على ذلك تقيقا للتوحيد والرياء مصدر راءى يرائي مراءاة‬
‫ورياء وهو أن يري الناس أنه يعمل عمل على صفة وهو يضمر ف قلبه صفة أخرى فل اعتداد‬
‫ول ثواب إل با خلصت فيه النية ل تعال ذكره القاضي أبو بكر بعناه وقال الافظ هو مشتق‬
‫من الرؤية والراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لا فيحمد صاحبها انتهى والفرق بينه وبي‬
‫السمعة أن الرياء هو العمل لرؤية الناس والسمعة العمل لجل ساعهم فالرياء يتعلق باسة البصر‬
‫والسمعة باسة السمع ويدخل فيه أن يفي عمله ل ث يدث به الناس قال وقول ال تعال قل‬
‫إنا أنا بشر مثلكم يوحى إل أنا إلكم إله واحد الية‬
‫‪ 465‬يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم قل يا ممد للناس إنا أنا بشر مثلكم أي ف البشرية ولكن‬
‫ال من علي وفضلن بالرسالة وليس ل من الربوبية ول من اللية شيء بل ذلك ل وحده ل‬
‫شريك له كما قال يوحى إل أنا إلكم إله واحد أي معبودكم الذي أدعوكم ال عبادته إله‬
‫واحد ل شريك له فمن كان يرجو لقاء ربه أي من كان ياف لقاء ال يوم القيامة قال شيخ‬
‫السلم أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف واللف با يتضمن العاينة والشاهدة بعد السلوك‬
‫والسي وقالوا إن لقاء ال يتضمن رؤيته سبحانه وتعال وأطال ف ذلك واحتج له وقال سعيد بن‬
‫جبي فمن كان يرجو لقاء ربه قال من كان يشى البعث ف الخرة رواه ابن أب حات فليعمل‬
‫عمل صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا أي كائنا ما كان قال ابن القيم أي كما أنه إله واحد ل‬
‫إله سواه فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده ل شريك له فكما تفرد باللية يب أن يفرد‬
‫بالعبودية فالعمل الصال هو الالص من الرياء القيد بالسنة انتهى وهذان ركنا العمل التقبل ل‬
‫بد أن يكون صوابا خالصا فالصواب أن يكون على السنة وإليه الشارة بقوله فليعمل عمل‬
‫صالا والالص ان يلص من الشرك اللي والفي واليه الشارة بقوله ول يشرك بعبادة ربه‬
‫أحدا روى عبد الرزاق وابن أب الدنيا ف كتاب الخلص وابن أب حات والاكم عن طاوس‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قال قال رجل يا نب ال إن أقف الواقف أبتغي وجه ال وأحب أن يرى موطن فلم يرد عليه‬
‫شيئا حت نزلت هذه الية فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالا ول يشرك بعبادة ربه‬
‫أحدا رواه الاكم وصححه موصول عن طاوس عن ابن عباس‬
‫‪ 466‬وف الية دليل على الشهادتي وأن ال تعال فرض على نبينا أن يبنا بتوحيد اللية وإل‬
‫فتوحيد الربوبية ل ينكره الكفار الذين كذبوه وقاتلوه ذكره الصنف وفيها تسمية الرياء شركا‬
‫وفيها أن من شروط اليان بال واليوم الخر أن ل يشرك بعبادة ربه أحدا ففيه التصريح بأن‬
‫الشرك الواقع من الشركي إنا هو ف العبادة ل ف الربوبية وفيها الرد على من قال اولئك‬
‫يتشفعون بالصنام ونن نتشفع بصال لنه قال ول يشرك بعبادة ربه أحدا فليس بعد هذا بيان‬
‫افتتح الية بذكر براءة النب صلى ال عليه وسلم الذي هو أقرب اللق ال ال وسيلة أي براءته‬
‫من اللية وختمها بقوله أحدا واعلم رحك ال أن هذه الية العرفة الت تنفعه إل من ميز بي‬
‫توحيد الربوبية وبي توحيد اللية تييزا تاما وعرف ما عليه غالب الناس إما طواغيت ينازعون‬
‫ال ف توحيد الربوبية الذي ل يصل اليه شرك الشركي وإما مصدق لم تابع لم وإما شاك ل‬
‫يدري ما أنزل ال على رسوله ول ييز بي دين الرسول صلى ال عليه وسلم وبي دين النصارى‬
‫ذكره الصنف وفيها أن أصل دين النب صلى ال عليه وسلم الذي بعث به هو الخلص كما ف‬
‫هذه الية وقوله كتاب أحكمت آياته ث فصلت من لدن حكيم خبي أل تعبدوا ال ال إنن لكم‬
‫منه نذير وبشي وذلك هو دعوة الرسل من أولم إل آخرهم كما قال تعال وما أرسلنا من‬
‫قبلك من رسول إل نوحي اليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون وذلك هو النيفية البراهيمية جعلنا ال‬
‫من أهلها بنه وكرمه قال عن أب هريرة رضي ال عنه مرفوعا قال ال تعال أنا أغن الشركاء‬
‫عن الشرك من عمل عمل أشرك معي فيه غيي تركته وشركه رواه مسلم‬
‫‪ 467‬ش قوله أنا أغن الشركاء عن الشرك لا كان الرائي قاصدا بعمله ال تعال وغيه كان قد جعل‬
‫ال تعال شريكا فإذا كان كذلك فال تعال هو الغن على الطلق والشركاء بل جيع اللق‬
‫فقراء اليه بكل اعتبار فل يليق بكرمه وغناه التام أن يقبل العمل الذي جعل له فيه شريك فإن‬
‫كماله تبارك وتعال وكرمه وغناه يوجب أن ل يقبل ذلك ول يلزم من اسم التفضيل إثبات غن‬
‫للشركاء فقد تقع الفاضلة بي الشيئي وإن كان أحدها ل فضل فيه كقوله تعال آل خي أما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يشركون وقوله تعال أصحاب النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيل قوله من عمل عمل‬
‫اشرك معي فيه غيي أي من قصد بذلك العمل الذي يعمله لوجهي غيي من الخلوقي تركته‬
‫وشركه وف رواية عند ابن ماجه وغيه فأنا منه بريء وهو للذي أشرك قال الطيب الضمي‬
‫النصوب ف تركته يوز أن يرجع إل العمل والراد من الشرك الشريك قال ابن رجب واعلم أن‬
‫العمل لغي ال أقسام فتارة يكون رياء مضا فل يراد به سوى مراءاة الخلوقي لغرض دنيوي‬
‫كحال النافقي ف صلتم كما قال تعال وإذا قاموا ال الصلة قاموا كسال يراؤون الناس‬
‫وكذلك وصف ال الكفار بالرياء ف قوله ول تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء‬
‫الناس وهذا الرياء الحض ل يكاد يصدر من مؤمن ف فرض الصلة والصيام وقد يصدر ف‬
‫الصدفة الواجبة أو الج أو غيها من العمال الظاهرة أو الت يتعدى نفعها فإن الخلص فيها‬
‫عزيز وهذا العمل ل يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق القت من ال والعقوبة وتارة‬
‫يكون العمل ل ويشاركه الرياء فإن‬
‫‪ 468‬شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلنه ث ذكر أحاديث تدل على ذلك منها‬
‫الديث الذي ذكره الصنف وحديث شداد بن أوس مرفوعا من صلى يرائي فقد أشرك ومن‬
‫صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك وإن ال عز وجل يقول أنا خي قسيم لن‬
‫أشرك ب فمن اشرك ب شيئا فإن جدة عمله وقليله وكثيه لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غن‬
‫رواه أحد وحديث الضحاك بن قيس مرفوعا إن ال عز وجل يقول أنا خي شريك فمن أشرك‬
‫معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم ل عز وجل فإن ال ل يقبل من‬
‫العمال ال ما خلص له ول تقولوا هذا ل والرحم فإنا للرحم وليس ل منه شيء ول تقولوا‬
‫هذا ل ولوجوهكم فإنه لوجوهكم وليس ل منه شيء رواه البزار وابن مردويه والبهيقي بسند‬
‫قال النذري ل بأس به وحديث أب أمامة الباهلي أن رجل جاء ال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال يا رسول ال أرأيت رجل غزا يلتمس الجر والذكر ماله فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ل شيء له فأعادها عليه ثلث مرات يقول له رسول ال صلى ال عليه وسلم ل‬
‫شيء له ث قال إن ال ل يقبل من العمل ال ما كان له خالصا وابتغي به وجهه رواه أبو داود‬
‫والنسائي باسناد جيد ث قال فإن خالط نية الهاد مثل نية غي الرياء مثل أخذ أجرة للخدمة أو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك أجر جهادهم ول يبطل بالكلية وف صحيح مسلم‬
‫عن عبدال ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم إن الغزاة اذا غنموا غنيمة تعجلوا ثلثي أجرهم‬
‫فإن ل يغنموا شيئا ت لم أجرهم قلت هذا ل يدل على أنم غزوا لجلها فل يدل على ثبوت‬
‫الجر لن غزا يلتمس عرضا قال وقد ذكرنا فيما مضى أحاديث تدل على أن من أراد بهاده‬
‫عرضا من الدنيا أنه ل أجر له وهي ممولة على أنه ل يكن له غرض ف الهاد ال الدنيا قلت‬
‫ظاهر حديث أب هريرة أن رجل قال يا رسول ال رجل يريد الهاد وهو يبتغي عرضا من‬
‫عرض الدنيا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ 469‬ل أجر له فأعاد عليه ثلثا والنب صلى ال عليه وسلم يقول ل أجر له رواه أبو داود يدل على‬
‫أن نية الهاد إذا خالطها نية أجرة الدمة أو أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة ل يكن له أجر‬
‫ويتمل أن يكون معن يريد الهاد أي يريد سفر الهاد ول ينو الهاد انا نوى عرض الدنيا‬
‫قال ابن رجب وقال المام أحد التاجر والستأجر والكاري أجرهم على قدر ما يلص من‬
‫نيتهم ف غزواتم ول يكونون مثل من جاهد بنفسه وماله ل يلط به غيه وقال أيضا فيمن‬
‫يأخذ جعل على الهاد اذا ل يرج لجل الدراهم فل بأس كأنه خرج لدينه فإن أعطي شيئا‬
‫أخذه وكذا روي عن عبد ال ابن عمرو قال إذا أجع أحدكم على الغزو فعوضه ال رزقا فل‬
‫بأس بذلك وإما أن أحدكم إن أعطي درها غزا وإن ل يعط درها ل يغز فل خي ف ذلك قلت‬
‫هذا يدل على الفرق بي ما كانت نية الدنيا مالطة له من أول مرة بيث تكون هي الباعث له‬
‫على العمل أو من جلة ما يبعث عليه كالذي يلتمس الجر والذكر فهذا الجر له وبي ما‬
‫كانت النية خالصة ل من أول مرة ث عرض له أمر من الدنيا ل يبال به سواء حصل له أو ل‬
‫يصل كالذي أجع على الغزو سواء أعطي أو ل يعط فهذا ل يضره ونوه التجارة ف الج‬
‫كما قال تعال ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم وعلى هذا ينل ما روي عن ماهد‬
‫أنه قال ف حج المال وحج الجي وحج التاجر هو تام ل ينقص من أجورهم شيء أي لن‬
‫قصدهم الصلي كان هو الج دون التكسب قال وأما إن كان أصل العمل ل ث طرأ عليه نية‬
‫الرياء فإن كان خاطرا ودفعه فل يضره بغي خلف وإن استرسل معه فهل يبط عمله أم ل‬
‫يضره ذلك ويازى على أصل نيته ف ذلك اختلف بي العلماء من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 470‬السلف حكاه المام أحد وابن جرير الطبي ورجحا ان عمله ل يبطل بذلك وأنه يازى بنيته‬
‫الول وهو مروي عن السن البصري وغيه ويستدل لذا القول با أخرجه أبو داود ف مراسيله‬
‫عن عطاء الراسان أن رجل قال يا رسول ال إن بن سلمة كلهم يقاتل فمنهم من يقاتل للدنيا‬
‫ومنهم من يقاتل ندة ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه ال قال كلهم إذا كان اصل أمره ان تكون‬
‫كلمة ال هي العليا وذكره ابن جرير أن هذا الختلف إنا هو عمل مرتبط آخره بأوله‬
‫كالصلة والصيام والج فأما مال ارتباط فيه كالقراءة والذكر وانفاق الال ونشر العلم فإنه‬
‫ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه ويتاج ال تديد نية فأما اذا عمل العمل ل خالصا ث ألقى ال له‬
‫الثناء السن ف قلوب الؤمني ففرح بفضل ال ورحته واستبشر بذلك ل يضره وف هذا العن‬
‫جاء ف حديث أب ذر عن النب صلى ال عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يعمل العمل من الي‬
‫يمده الناس عليه فقال تلك عاجل بشرى الؤمن رواه مسلم انتهى ملخصا إذا تبي هذا فقد دل‬
‫الكتاب والسنة على حبوط العمل بالرياء وجاء الوعيد بالعذاب عليه قال ال تعال من كان يريد‬
‫الياة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالم فيها وهم فيها ل يبخسون والية بعدها وروى مسلم ف‬
‫صحيحه حديث الثلثة الذين هم أول من تسعر بم النار القاتل ليقال جريء والتعلم ليقال عال‬
‫والتصدق ليقال جواد فأما ما رواه البزار وابن مندة والبيهقي عن معاذ بن جبل مرفوعا من عمل‬
‫رياء ل يكتب لله ول عليه ذكره السيوطي ف الدر ول أقف على إسناده فما أظنه يثبت‬
‫والكتاب والسنة يدلن على خلفه بل هو موضوع‬
‫‪ 471‬قال وعن أب سعيد مرفوعا أل أخبكم با هو أخوف عليكم عندي من السيح الدجال قالوا‬
‫بلى قال الشرك الفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلته لا يرى من نظر رجل رواه أحد ش هذا‬
‫الديث رواه أحد كما قال الصنف ورواه ابن ماجه وابن أب حات والبيهقي وفيه قصة ولفظ‬
‫ابن ماجه والبيهقي خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن نتذاكر السيح الدجال‬
‫فقال أل أخبكم الديث وف سنده ضعف ومعناه صحيح وروى ابن خزية ف صحيحه معناه‬
‫عن ممود بن لبيدة قال خرج النب صلى ال عليه وسلم فقال يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر‬
‫قالوا يا رسول ال وما شرك السرائر قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلته جاهدا لا يرى من‬
‫نظر الرجل اليه فذلك شرك السرائر قوله عن أب سعيد هو الدري تقدمت ترجته قوله أل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أخبكم با هو أخوف عليكم من السيح الدجال إنا كان الرياء كذلك لفائه وقوة الداعي إليه‬
‫وعسر التخلص منه لا ل يزينه الشيطان والنفس المارة ف قلب صاحبه قوله قالوا بلى فيه‬
‫الرص على العلم وأن من عرض عليك أن يبك با فيك ينبغي لك رده بل قابله بالقبول‬
‫والتعلم قوله قال الشرك الفي سي الرياء شركا خفيا لن صاحبه يظهر أن عمله ل ويفي ف‬
‫قبله أنه لغيه وإنا تزين باظهاره أنه ل بلف الشرك اللي وف حديث ممود بن لبيد الذي‬
‫تقدم ف باب الوف من الشرك تسميته بالشرك الصغر وعن شداد بن اوس قال كنا نعد الرياء‬
‫على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم الشرك الصغر رواه ابن أب الدنيا ف كتاب الخلص‬
‫وابن جرير ف‬
‫‪ 472‬التهذيب والطبان والاكم وصححه فظاهره أنه من الصغر مطلقا وهو ظاهر قول المهور‬
‫وقال ابن القيم وأما الشرك الصغر فكيسي الرياء والتصنع للخلق واللف بغي ال وقول الرجل‬
‫للرجل ما شاء ال وشئت وهذا من ال ومنك وأنا بال وبك وما ل إل ال وأنت وأنا متوكل‬
‫على ال وعليك ولول ال وأنت ل يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركا أكب بسب حال‬
‫قائله ومقصده انتهى ففسر الشرك الصغر باليسي من الرياء فدل على أن كثيه أكب وضد‬
‫الشرك الكب والصغر التوحيد والخلص وهو إفراد ال تعال بالعبادة باطنا وظاهرا كما قال‬
‫تعال فاعبد ال ملصا له الدين أل ل الدين الالص وقال تعال قل إن أمرت أن أعبد ال ملصا‬
‫له الدين وقال تعال قل ال أعبد ملصا له دين وقيل الخلص استواء أحوال العبد ف الظاهر‬
‫والباطن والرياء أن يكون ظاهره خيا من باطنه أي للحظة اللق والصدق ف الخلص أن‬
‫يكون باطنه أعمر من ظاهره قوله فيصلي فيزين صلته لا يرى من نظر رجل فسر الشرك الفي‬
‫بذا أن يعمل الرجل العمل ل لكن يزيد فيه صفة كتحسينه وتطويله ونو ذلك لا يرى من نظر‬
‫رجل فهذا هو الشرك الفي وهو الرياء والامل له على ذلك هو حب الرياسة والاه عند الناس‬
‫قال الطيب وهو من أضر غوائل النفس وبواطن مكائدها يبتلى به العلماء والعباد والشمرون عن‬
‫ساق الد لسلوك طريق الخرة فانم مهما قهروا أنفسهم وفطموها عن الشهوات وصانوها عن‬
‫الشبهات عجزت نفوسهم عن الطمع ف العاصي الظاهرة الواقعة على الوارح فطلبت‬
‫الستراحة ال الظاهر بالي وإظهار العلم والعمل فوجدت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 473‬ملصا من مشقة الجاهدة ال لذة القبول عند اللق ول يقتنع باطلع الالق تبارك وتعال‬
‫وفرحت بمد الناس ول تقنع بمد ال وحده فأحببت مدحهم وتبكهم بشاهدته وخدمته‬
‫وإكرامه وتقديه ف الحافل فأصابت النفس ف ذلك أعظم اللذات وأعظم الشهوات وهو يظن‬
‫أن حياته بال تعال وبعباداته وإنا حياته هذه الشهوة الفية الت تعمى عن دركها العقول النافدة‬
‫قد أثبت اسه عند ال من النافقي وهو يظن أنه عند ال من عباده القربي وهذه مكيدة للنفس‬
‫ل يسلم منها إل الصديقون ولذلك قيل آخر ما يرج من رؤوس الصديقي حب الرياسة انتهى‬
‫كلمه وف الديث من الفوائد شفقته صلى ال عليه وسلم على أمته ونصحه لم وأن الرياء‬
‫أخوف على الصالي من فتنة الدجال والذر من الرياء ومن الشرك الكب إذ كان صلى ال‬
‫عليه وسلم ياف الرياء على أصحابه مع علمهم وفضلهم فغيهم أول بالوف باب من الشرك‬
‫إرادة النسان بعمله الدنيا قد ظن بعض الناس أن هذا الباب داخل ف الرياء وأن هذا مرد‬
‫تكرير فأخطأ بل الراد بذا أن يعمل النسان عمل صالا يريد به الدنيا كالذي ياهد للقطيفة‬
‫والميلة ونو ذلك ولذا ساه النب صلى ال عليه وسلم عبدا لذلك بلف الرائي فإنه إنا‬
‫يعمل لياه الناس ويعظموه والذي يعمل لجل الدراهم والقطيفة ونو ذلك أعقل من الرائي لن‬
‫ذلك عمل لدنيا يصيبها والرائي عمل لجل الدح والللة ف أعي الناس وكلها خاسر نعوذ‬
‫بال من موجبات غضبه وأليم عقابه‬
‫‪ 474‬قال وقوله تعال من كان يريد الياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالم فيها الية قال ابن عباس‬
‫من كان يريد الياة الدنيا أي ثوابا أي مآلا وزينتها نوف إليهم نوفر لم ثواب أعمالم بالصحة‬
‫والسرور ف الهل والال والولد وهم فيها ل يبخسون ل ينقصون ث نسختها ومن كان يريد‬
‫العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد الية رواه النحاس ف ناسخه وقوله ث نسختها أي قيدتا‬
‫أو خصصتها فإن السلف كانوا يسمون التقيد والتخصيص نسخا وإل فالية مكمة وقال‬
‫الضحاك من عمل صالا من أهل اليان من غي تقوى عجل له ثواب عمله ف الدنيا واختاره‬
‫الفراء قال ابن القيم وهذا القول أرجح ومعن الية على هذا من كان يريد بعمله الياة الدنيا‬
‫وزينتها وقالت طائفة هذه الية ف حق الكفار بدليل قوله أولئك الذين ليس لم ف الخرة ال‬
‫النار أي انم ل يعملوا إل للحياة الدنيا وزينتها وحبط ما صنعوا فيها قال بعض الفسرين أي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وحبط ف الخرة ما صنعوه أو صنيعهم يعن ل يكن لم ثواب لنم ل يريدوا به الخرة إنا‬
‫أرادوا به الدنيا وقد وف اليهم ما أرادوا وباطل ما كانوا يعملون أي كان عمله ف نفسه باطل‬
‫لنه ل يعمل لوجه صحيح والعمل الباطل ل ثواب له انتهى فإن قيل الية على القول الول‬
‫تقتضي تليد الؤمن من الريد بعمله الدنيا ف النار قيل إن ال سبحانه ذكر جزاء من يريد بعمله‬
‫الياة الدنيا وزينتها‬
‫‪ 475‬وهو النار وأخب ببوط عمله وبطلنه فإذا أحبط ما ينجو به وبطل ل يبق معه ما ينجيه فإن‬
‫كان معه إيان ل يرد به الياة الدنيا وزينتها بل أراد به ال والدار الخرة ل يدخل هذا اليان‬
‫ف العمل الذي حبط وبطل وناه هذا اليان من اللود ف النار وإن دخلها ببوط عمله الذي‬
‫به النجاة الطلقة فاليان إيانان إيان ينع دخول النار وهو اليان الباعث على أن تكون‬
‫العمال ل وحده يبتغى با وجهه وثوابه وإيان ينع اللود ف النار فإن كان مع الرائي شيء‬
‫منه وإل كان من أهل اللود فالية لا حكم نظائرها من آيات الوعيد ذكره ابن القيم وقد سئل‬
‫شيخ السلم الصنف عن معن هذه الية فأجاب با ملخصه ذكر عن السلف من أهل العلم‬
‫فيها أنواع ما يفعله الناس اليوم ول يعرفون معناه فمن ذلك العمل الصال الذي يفعله كثي من‬
‫الناس ابتغاء وجه ال من صدقة وصلة وإحسان ال الناس وترك ظلم ونو ذلك ما يفعله‬
‫النسان أو يتركه خالصا ل لكنه ل يريد ثوابه ف الخرة إنا يريد أن يازيه ال بفظ ماله‬
‫وتنميته أو حفظه أهله وعياله أو إدامة النعم عليهم ول هة له ف طلب النة والرب من النار‬
‫فهذا يعطي ثواب عمله ف الدنيا وليس له ف الخرة نصيب وهذا النوع ذكره ابن عباس النوع‬
‫الثان وهو اكب من الول وأخوف وهو الذي ذكر ماهد ف الية أنا نزلت فيه وهوأن يعمل‬
‫أعمال صالة ونيته رياء الناس ل طلب ثواب الخرة النوع الثالث أن يعمل أعمال صالة‬
‫يقصد با مال مثل أن يج لال يأخذه ل ل أو يهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها أو ياهد‬
‫لجل الغنم‬
‫‪ 476‬فقد ذكر أيضا هذا النوع ف تفسي هذه الية وكما يتعلم الرجل لجل مدرسة أهله أو مكتبهم‬
‫أو رياستهم أو يتعلم القرآن ويواظب على الصلة لجل وظيفة السجد كما هو واقع كثيا‬
‫وهؤلء أعقل من الذين قبلهم لنم عملوا لصلحة يصلونا والذين قبلهم عملوا من أجل الدح‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والللة ف أعي الناس ول يصل لم طائل والنوع الول أعقل من هؤلء لنم عملوا ل وحده‬
‫ل شريك له لكن ل يطلبوا منه الي الكثي الدائم وهو النة ول يهربوا من الشر العظيم وهو‬
‫النار النوع الرابع أن يعمل بطاعة ال ملصا ف ذلك ل وحده ل شريك له لكنه على عمل‬
‫يكفره كفرا يرجه عن السلم مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا ال او تصدقوا أو صاموا ابتغاء‬
‫وجه ال والدار الخرة ومثل كثي من هذه المة الذين فيهم كفر أو شرك أكب يرجهم من‬
‫السلم الكلية اذا أطاعوا ال طاعة خالصة يريدون با ثواب ال ف الدار الخرة لكنهم على‬
‫أعمال ترجهم من السلم وتنع قبول أعمالم فهذا النوع أيضا قد ذكر ف هذه الية عن أنس‬
‫بن مالك وغيه وكان السلف يافون منها قال بعضهم لو أعلم أن ال تقبل من سجدة واحدة‬
‫لتمنيت الوت لن ال يقول إنا يتقبل ال من التقي ث قال بقي أن يقال إذا عمل الرجل‬
‫الصلوات المس والزكاة والصوم والج ابتغاء وجه ال طالبا ثواب الخرة ث بعد ذلك عمل‬
‫أعمال قاصدا با الدنيا مثل أن يج فرضه ل ث يج بعده لجل الدنيا كما هو واقع فهو لا‬
‫غلب عليه منهما وقد قال بعضهم القرآن كثيا ما يذكر أهل النة اللص وأهل النار اللص‬
‫ويسكت عن صاحب الشائبتي وهو‬
‫‪ 477‬هذا وأمثاله انتهى وقد اجاد وافاد رحه ال وف الية من الفوائد أن الشرك مبط للعمال وأن‬
‫إرادة الدنيا وزينتها بالعمل كذلك وأن ال يازي الكافر بسناته وكذلك طالب الدنيا ث يفضي‬
‫إل الخرة وليس له حسنة الامسة شدة الوعيد على ذلك السادسة الفرق بي البوط والبطلن‬
‫قال ف الصحيح عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تعس عبد الدينار وتعس‬
‫عبد الدرهم وتعس عبد الميصة تعس عبد الميلة إن أعطي رضي وان ل يعط سخط تعس‬
‫وانتكس وإذا شيك فل انتقش طوب لعبد أخذ بعنان فرسه ف سبيل ال أشعث رأسه مغبة‬
‫قدماه إن كان ف الراسة كان ف الراسة وإن كان ف الساقة كان ف الساقة إن استأذن كم‬
‫يؤذن له وإن شفع ل يشفع قوله ف الصحيح أي صحيح البخاري قوله تعس عبد الدينار هو‬
‫بكسر العي ويوز الفتح أي سقط والراد هنا هلك قاله الافظ وقال ف موضع آخر وهو ضد‬
‫سعد أي شقي وقيل معن التعس الكبة على الوجه قال أبو السعادات يقال تعس يتعس إذا عثر‬
‫وانكب لوجهه وهو دعاء عليه باللك قوله تعس عبد الميصة قال أبو السعادات هو ثوب خز‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أو صوف معلم وقيل ل تسمى خيصة إل أن تكون سوداء معلمة وكانت من لباس الناس قديا‬
‫وجعها المائص والميلة بفتح الاء العجمة قال أبو السعادات الميل والميلة القطيفة وهي‬
‫ثوب له خل من اي شيء كان وقيل الميل السود من الثياب قوله تعس وانتكس قال الافظ‬
‫هو بالهملة أي عاوده الرض وقال‬
‫‪ 478‬أبو السعادات أي انقلب على رأسه وهو دعاء عليه باليبة أن من انتكس ف أمره فقد خاب‬
‫وخسر وقال الطيب وفيه الترقي بالدعاء عليه لنه إذا تعس انكب على وجهه فإذا انتكس انقلب‬
‫على رأسه بعد ان سقط قوله واذا شيك أي اصابته شوكة فل انتقش قال أبو السعادات أي إذا‬
‫شاكته شوكة فل يقدر على انتقاشها وهو إخراجها بالنقاش وقال الافظ أي إذا دخلت فيه‬
‫شوكة ل يد من يرجها بالنقاش قال وف الدعاء عليه بذلك إشارة إل عكس مقصوده لن من‬
‫عثر فدخلت ف رجله الشوكة فلم يد من يرجها يصي عاجزا عن السعي والركة ف تصيل‬
‫مصال الدنيا وقال الطيب العن أنه إذا وقع ف البلء ل يترحم عليه فإن من وقع ف البلء اذا‬
‫ترحم له الناس ربا هان الطب عليه ويتسلى بعض التسلي وهؤلء بلفه بل يزيد غيظهم بفرح‬
‫العداء أو شاتتهم فان قيل ل ساه النب صلى ال عليه وسلم عبد الدينار والدرهم قيل لا كان‬
‫هو مقصوده ومطلوبه الذي عمل له وسعى ف تصيله بكل مكن حت صارت نيته مقصورة‬
‫عليه يغضب ويرضى له صار عبدا له قال شيخ السلم فسماه النب صلى ال عليه وسلم عبد‬
‫الدينار والدرهم وعبد القطيفة وعبد الميصة وذكر فيه ما هو دعاء وخب وهو قوله تعس‬
‫وانتكس وإذا شيك فل انتقش وهذه حال من أصابه شر ل يرج منه ول يفلح لكونه تعس‬
‫وانتكس فل نال الطلوب ول خلص من الكروه وهذه حال من عبد الال وقد وصف ذلك بأنه‬
‫إن أعطي رضي وإن منع سخط كما قال تعال ومنهم من يلمزم ف الصدقات فإن أعطوا منها‬
‫رضوا وإن ل يعطوا منها إذا هم يسخطون فرضاهم لغي ال وسخطهم لغي ال‬
‫‪ 479‬وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة أو بصورة او نو ذلك من أهواء نفسه إن حصل له رضي‬
‫وإن ل يصل له سخط فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية ف القيقة‬
‫هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعبده فهو عبده إل أن قال وهكذا أيضا طالب‬
‫الال فإن ذلك يستعبده ويسترقه وهذه المور نوعان فمنها ما يتاج إليه العبد كما يتاج ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫طعامه وشربه ومنكحه ومسكنه ونو ذلك فهذا يطلبه من ال ويرغب إليه فيه فيكون الال عنده‬
‫يستعمله ف حاجته بنلة حاره الذي يركبه وبساطه الذي يلس عليه من غي أن يستعبدوه‬
‫فيكون هلوعا ومنها ما ل يتاج إليه العبد فهذه ينبغي أن ل يعلق قلبه با فإذا تعلق قلبه با صار‬
‫مستعبدا لا وربا صار مستعبدا معتمدا على غي ال فيها فل يبقى معه حقيقة العبودية ل ول‬
‫حقيقه التوكل عليه بل فيه شعبة من العبادة لغي ال وشعبة من التوكل على غي ال وهذا من‬
‫أحق الناس بقوله صلى ال عليه وسلم تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد الميصة‬
‫تعس عبد الميلة وهذا هو عبد لذه المور ولو طلبها من ال فإن ال إذا أعطاه إياها رضي وإن‬
‫منعه اياها سخط وانا عبد ال من يرضيه ما يرضي ال ويسخطه ما يسخط ال ويب ما أحب‬
‫ال ورسوله ويبغض ما أبغض ال ورسوله ويوال أولياء ال ويعادي أعداء ال فهذا الذي‬
‫استكمل اليان انتهى ملخصا قوله طوب لعبد قال أبو السعادات طوب اسم النة وقيل هي‬
‫شجرة فيها قلت قد روى ابن وهب عن عمرو بن الارث أن دراجا حدثه أن ابا اليثم حدثه‬
‫عن أب سعيد ف حديث فقال رجل يا رسول ال وما طوب قال شجرة ف النة مسية مائة سنة‬
‫ثياب‬
‫‪ 480‬اهل النة ترج من اكمامها رواه حرملة عنه ورواه أحد ف مسنده من حديث عتبة بن عبد‬
‫السلمي جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم فسأله عن الوض وذكر النة ث قال العراب‬
‫وفيها فاكهة قال نعم وفيها شجرة تدعى طوب الديث قال الزجاج ف قوله طوب لم ومعناه‬
‫العيش الطيب وقال ابن النباري الال الستطابة لم لنه فعلى من الطيب وقيل معناه هنيئا‬
‫بطيب العيش لم وهذه القوال ترجع إل قول واحد قوله أخذ بعنان فرسه ف سبيل ال أي ف‬
‫طريق الهاد قوله أشعث راسه هو بنصب أشعث صفة لعبد لنه غي مصروف للصفة ووزن‬
‫الفعل ورأسه مرفوع على الفاعلية لشعث وهو مغب الرأس وفيه فضل إصابة الغبار ف سبيل ال‬
‫قوله مغبة قدماه هو كأشعث ف العراب والراد به كثرة الغبار له ف سبيل ال لكثرة جهاده‬
‫ومصابرته قوله إن كان ف الراسة قال بعضهم هو بكسر الاء أي حاية اليش ومافظتهم عن‬
‫أن يهجم عليهم عدوهم قوله كان ف الراسة أي امتثل غي مقصر فيها بالنوم والغفلة ونوها‬
‫قوله وإن كان ف الساقة كان ف الساقة أي أن جعل ف مؤخرة اليش صارفيها ولزمها وقال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ابن الوزي العن أنه خامل الذكر ل يقصد السمو فأي موضع اتفق له كان فيه وقال اللخال‬
‫العن ائتماره لا أمر وإقامته حيث أقيم ل يفقد من مكانه وإنا ذكر الراسة والساقة لنما أشد‬
‫مشقة وأكثر آفة قلت وفيه فضيلة الرس ف سبيل ال‬
‫‪ 481‬قوله إن استأذن ل يؤذن له أي إن استأذن على المراء ونوهم ل يأذنوا له لنه ليس بذي جاه‬
‫ول يقصد بعمله الدنيا فيطلبها منهم ويتردد إليهم لجلها بل هو ملص ل قوله وإن شفع بفتح‬
‫أوله وثانيه مبن للفاعل ويشفع بتشديد الفاء مبن للمفعول والراد وال اعلم أنه ل يشفع عند‬
‫اللوك ونوهم لعدم جاهه عندهم وعلى تقدير شفاعته إن شفع ل يشفع بل يرون شفاعته قال‬
‫بعضهم قيل إن هذا إشارة إل عدم التفاته إل الدنيا وأربابا بيث ل يبتغي مال ول جاها عند‬
‫الناس بل يكون عند ال وجيها ول يقبل الناس شفاعته ويكون عند ال شفيعا مشفعا كما ف‬
‫الديث الذي رواه أحد ومسلم عن أب هريرة مرفوعا رب أشعث مدفوع بالبواب لو اقسم‬
‫على ال لبره وقال الافظ فيه ترك حب الرئاسة والشهرة وفضل لمول والتواضع قلت وفيه‬
‫أن هذه المور ونوها ل تكون لوان الؤمن على ال بل الكرامته وفيه الثناء على الجاهد‬
‫الوصوف بتلك الصفات قاله الصنف باب ومن أطاع العلماء والمراء ف تري ما أحل ال أو‬
‫تليل ما حرمه ال فقد اتذهم أربابا من دون ال ش لا كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي‬
‫العبادة فإنا طاعة ال بامتثال ما امر به على ألسنة رسله عليهم السلم نبه الصنف رحه ال‬
‫تعال بذه‬
‫‪ 482‬الترجة على وجوب اختصاص الالق تبارك وتعال با وأنه ل يطاع أحد من اللق ال حيث‬
‫كانت طاعته مندرجة تت طاعة ال وإل فل تب طاعة احد من اللق استقلل والقصود هنا‬
‫الطاعة الاصة ف تري اللل أو تليل الرام فمن أطاع ملوقا ف ذلك غي الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم فإنه ل ينطق عن الوى فهو مشرك كما بينه ال تعال ف قوله اتذوا أحبارهم‬
‫ورهبانم أي علماءهم أربابا من دون ال والسيح بن مري وما أمروا إل ليعبدوا إلا واحدا ل إله‬
‫إل هو سبحانه عما يشركون وفسرها النب صلى ال عليه وسلم بطاعتهم ف تري اللل‬
‫وتليل الرام كما سيأت ف حديث عدي فإن قيل قد قال ال تعال أطيعوا ال وأطيعوا الرسول‬
‫وأول المر منكم قيل هم العلماء وقيل هم المراء وها روايتان عن أحد قال ابن القيم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والتحقيق بأن الية تعم الطائفتي قيل إنا تب طاعتهم اذا أمروا بطاعة ال وطاعة رسوله فكان‬
‫العلماء مبلغي لمر ال وامر رسوله والمراء منفذين له فحينئذ تب طاعتهم تبعا لطاعة ال‬
‫ورسوله كما قال صلى ال عليه وسلم ل طاعة ف معصية إنا الطاعة ف العروف وقال على الرء‬
‫السلم السمع والطاعة ما ل يؤمر بعصية فإذا أمر بعصية فل سع ول طاعة حديثان صحيحان‬
‫فليس ف هذه الية ما يالف آية براءة قال وقال ابن عباس يوشك أن تنل عليكم حجارة من‬
‫السماء أقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر‬
‫‪ 483‬ش قوله يوشك بضم أوله وكسر الشي العجمة قال أبو السعادات أي يقرب ويدنو ويسرع‬
‫وهذا الكلم قاله ابن عباس لن ناظره ف متعة الج وكان ابن عباس يأمر با فاحتج عليه الناظر‬
‫بنهي أب بكر وعمر عنها أي ها اعلم منك وأحق بالتباع فقال هذا الكلم الصادر عن مض‬
‫اليان وتريد التابعة للرسول صلى ال عليه وسلم وإن خالفه من خالفه كائنا من كان كما‬
‫قال الشافعي أجع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يكن‬
‫له أن يدعها لقول أحد فإذا كان هذا كلم ابن عباس لن عارضه بأب بكر وعمر وها ها فماذا‬
‫تظنه يقول لن يعارض سنن الرسول صلى ال عليه وسلم بإمامه وصاحب مذهبه الذي ينتسب‬
‫اليه ويعل قوله عيارا على الكتاب والسنة فما وافقه قبله وما خالفه رده أو تأوله فال الستعان‬
‫وما أحسن ما قال بعض التاخرين فإن جاءهم فيه الدليل موافقا لا كان للبا اليه ذهاب رضوه‬
‫وإل قيل هذا مؤول ويركب للتأويل فيه صعاب ول ريب أن هذا داخل ف قوله تعال اتذوا‬
‫أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال الية قال الصنف وقال أحد بن حنبل عجبت لقوم عرفوا‬
‫السناد وصحته يذهبون ال راي سفيان وال تعال يقول فليحذر الذين يالفون عن أمره أن‬
‫تصيبهم فتنة اتدري ما الفتنة الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع ف قلبه شيء من الزيغ‬
‫فيهلك ش هذا الكلم من أحد رواه عنه الفضل بن زياد وأبو طالب قال الفضل عن أحد‬
‫نظرت ف الصحف فوجدت طاعة الرسول ف ثلثة وثلثي موضعا ث جعل يتلو فليحذر الذين‬
‫يالفون عن امره أن تصيبهم فتنة الية وجعل‬
‫‪ 484‬يكررها ويقول وما الفتنة إل الشرك لعله إذا أراد بعض قوله أن يقع ف قلبه شيء من الزيغ فيزيغ‬
‫قلبه فيهلكه وجعل يتلو هذه الية فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم وقال أبو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫طالب عن أحد وقيل له إن قوما يدعون الديث ويذهبون إل رأي سفيان فقال اعجبت لقوم‬
‫سعوا الديث وعرفوا السناد وصحته يدعونه ويذهبون إل رأي سفيان وغيه قال ال فليحذر‬
‫الذين يالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم وتدري ما الفتنة الكفر قال ال‬
‫تعال والفتنة اكب من القتل فيدعون الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وتغلبهم‬
‫أهواؤهم إل الرأي ذكر ذلك شيخ السلم قلت وكلم أحد ف ذمه التقليد وإنكار تأليف‬
‫كتب الراي كثي مشهور قوله عرفوا السناد أي اسناد الديث وصحته أي صحة السناد‬
‫وصحته دليل على صحة الديث قوله يذهبون ال رأي سفيان أي الثوري المام الزاهد العابد‬
‫الثقة الفقيه وكان له أصحاب ومذهب مشهور فانقطع ومراد أحد النكار على من يعرف‬
‫اسناد الديث وصحته ث بعد ذلك يقلد سفيان أو غيه ويعتذر بالعذار الباطلة إما بأن الخذ‬
‫بالديث اجتهاد والجتهاد انقطع منذ زمان وإما بأن هذا المام الذي قلدته أعلم من فهو ل‬
‫يقول ال بعلم ول يترك هذا الديث مثل ال عن علم وإما بأن ذلك اجتهاد ويشترط ف الجتهد‬
‫أن يكون عالا بكتاب ال عالا بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم وناسخ ذلك‬
‫‪ 485‬ومنسوخه وصحيح السنة وسقيمها عالا بوجوه الدللت عالا بالعربية والنحو والصول ونو‬
‫ذلك من الشروط الت لعلها ل توجد تامة ف أب بكر وعمر رضي ال عنهما كما قاله الصنف‬
‫فيقال له هذا إن صح فمرادهم بذلك الجتهد الطلق أما أن يكون ذلك شرطا ف جواز العمل‬
‫بالكتاب والسنة فكذب على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم وعلى أئمة العلماء بل‬
‫الفرض والتم على الؤمن إذا بلغه كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم وعلم معن ذلك‬
‫ف أي شيء كان أن يعمل به ولو خالفه من خالفه فبذلك أمرنا ربنا تبارك وتعال ونبينا صلى‬
‫ال عليه وسلم وأجع على ذلك العلماء قاطبة إلجهال القلدين وجفاتم ومثل هؤلء ليسوا من‬
‫أهل العلم كما حكى الجاع على أنم ليسوا من أهل العلم منهم أبو عمر بن عبد الب وغيه‬
‫قال ال تعال اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ول تتبعوا من دونه أولياء قليل ما تذكرون وقال‬
‫تعال وإن تطيعوه تتدوا وما على الرسول ال البلغ البي فشهد تعال لن أطاع الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم بالداية وعند جفاة القلدين أن من أطاعه صلى ال عليه وسلم ليس بهتدي إنا‬
‫الهتدي من عصاه وعدل عن أقواله ورغب عن سنته ال مذهب أو شيخ ونو ذلك وقد وقع ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هذا التقليد الحرم خلق كثي من يدعي العلم والعرفة بالعلوم ويصنف التصانيف ف الديث‬
‫والسنن ث بعد ذلك تده جامدا على أحد هذه الذاهب يرى الروج عنها من العظائم وف‬
‫كلم أحد إشارة إل أن التقليد قبل بلوغ الجة ل يذم إنا الذموم النكر الرام القامة على‬
‫ذلك بعد بلوغ الجة نعم وينكر العراض عن كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫والقبال على تعلم الكتب الصنفة ف الفقه استغناء با عن الكتاب والسنة بل إن قرؤا شيئا من‬
‫كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم فإنا يقرؤون تبكا ل تعلما وتفقها أو لكون بعض‬
‫‪ 486‬الوقفي وقف على من قرأ البخاري مثل فيقرؤونه لتحصيل الوظيفة ل لتحصيل الشريعة فهؤلء‬
‫من أحق الناس بدخولم ف قول ال تعال وقد أتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يمل‬
‫يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لم يوم القيامة حل وقوله تعال ومن أعرض عن ذكري فإن‬
‫له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى إل قوله ولعذاب الخرة أشد وأبقى فإن قلت فماذا‬
‫يوز للنسان من قراءة هذه الكتب الصنفة ف الذاهب قيل يوز من ذلك قراءتا على سبيل‬
‫الستعانة با على فهم الكتاب والسنة وتصوير السائل فتكون من نوع الكتب اللية أما أن‬
‫تكون هي القدمة على كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم الاكمة بي الناس فيما‬
‫اختلفوا فيه الدعو إل التحاكم إليها دون التحاكم إل ال والرسول صلى ال عليه وسلم فل‬
‫ريب أن ذلك مناف لليان مضاد له كما قال تعال فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما‬
‫شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما فإذا كان التحاكم عند‬
‫الشاجرة إليها دون ال ورسوله ث اذا قضى ال ورسوله أمرا وجدت الرج ف نفسك وإن‬
‫قضى أهل الكتاب يأمر ل تد حرجا ث إذا قضى الرسول صلى ال عليه وسلم بأمر ل تسلم له‬
‫وإنا قضوا بأمر سلمت له فقد أقسم ال تعال سبحانه وهو أصدق القائلي بأجل مقسم به وهو‬
‫نفسه تبارك وتعال أنك لست بؤمن والالة هذه وبعد ذلك‬
‫‪ 487‬فقد قال ال تعال بل النسان على نفسه بصية ولو ألقى معاذيره على أن الئمة الربعة وغيهم‬
‫من أهل العلم قد نوا عن تقليدهم مع ظهور السنة فكلم أحد الذي ذكره الصنف كاف عن‬
‫تكثي النقل عنه وقال أبو حنيفة اذا جاء الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فعلى الرأس‬
‫والعي واذا جاء عن الصحابة فعلى الرأس والعي واذا جاء عن التابعي فنحن رجال وهم رجال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وف روضة العلماء سئل أبو حنيفة اذا قلت قول وكتاب ال يالفه قال اتركوا قول لكتاب ال‬
‫قيل اذا كان قول الرسول يالفه قال اتركوا قول لب الرسول صلى ال عليه وسلم قيل اذا كان‬
‫قول الصحابة يالفه قال اتركوا قول لقول الصحابة فلم يقل هذا المام ما يدعيه جفاة القلدين‬
‫له أنه ل يقول قول يالف كتاب ال حت أنزلوه بنلة العصوم الذي ل ينطق عن الوى وروى‬
‫البيهقي ف السنن عن الشافعي أنه قال اذا قلت قول وكان عن النب صلى ال عليه وسلم خلف‬
‫قول فما يصح من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم أول فل تقلدون وقال الربيع سعت‬
‫الشافعي يقول اذا وجدت ف كتاب خلف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم فقولوا بسنة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ودعوا ما قلت وتواتر عنه أنه قال إذا صح الديث أي بلف‬
‫قول فاضربوا بقول الائط وقال مالك كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وكلم الئمة مثل هذا كثي فخالف القلدون ذلك وجدوا على ما وجدوه ف‬
‫الكتب الذهبية سواء كان صوابا أم خطأ مع أن كثيا من هذه القوال النسوبة إل الئمة ليست‬
‫أقوال لم منصوصا عليها وإنا هي تفريعات ووجوه واحتمالت وقياس على أقوالم ولسنا نقول‬
‫إن الئمة على خطأ بل هم إن شاء ال على هدى من ربم وقد قاموا با أوجب ال عليهم من‬
‫اليان بالرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ 488‬ومتابعته ولكن العصمة منتفية عن غي الرسول فهو الذي ما ينطق عن الوى إن هو إل وحي‬
‫يوحى فما العذر ف اتباعهم وترك اتباع الذي ل ينطق عن الوى قوله لعله أي لعل النسان‬
‫الذي تصح عنده سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم قوله إذا رد بعض قوله أي قول النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قوله ان يقع ف قلبه شيء من الزيغ فيهلك هذا تنبيه على أن رد قول الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم سبب لزيغ القلب الذي هو سبب اللك ف الدنيا والخرة فإذا كانت إساء‬
‫الدب معه ف الطاب سببا لبوط العمال كما قال تعال ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ول تهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تبط أعمالكم وأنتم ل‬
‫تشعرون فما ظنك برد أحكامه وسنته لقول أحد من الناس كائنا من كان قال شيخ السلم‬
‫فإذا كان الخالف عن امره قد حذر من الكفر والشرك أو من العذاب الليم دل على أنه قد‬
‫يكون مفضيا ال الكفر والعذاب الليم ومعلوم أن إفضاؤه ال العذاب هو مرد فعل العصية‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فإفضاؤه ال الكفر إنا هو لا يقترن به من استخفاف بق المر كما فعل ابليس لعنه ال فإذا‬
‫علمت أن الخالفة عن أمره صلى ال عليه وسلم سبب للفتنة الت هي الشرك والعذاب الليم ف‬
‫الدنيا والخرة علمت أن من رد قوله وخالف أمره لقول أب حنيفة أو مالك أو غيها لم‬
‫النصيب الكامل والظ الوافر من هذه الية وهذا الوعيد على مالفة أمره صلى ال عليه وسلم‬
‫وقد استدل بذه الية كثي من العلماء على أن أصل المر للوجوب حت يقوم دليل على‬
‫استحبابه‬
‫‪ 489‬قال عن عدي بن حات أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقرأ هذه الية اتذوا أحبارهم‬
‫ورهبانم أربابا من دون ال الية فقلت له إنا لسنا نعبدهم قال أليس يرمون ما أحل ال‬
‫فتحرمونه ويلون ما حرم ال فتحلونه فقلت بلى قال فتلك عبادتم رواه أحد والترمذي‬
‫وحسنه ش هذا الديث قد روي من طرق فرواه ابن سعد وعبد بن حيد وابن النذر وابن جرير‬
‫وابن أب حات والطبان وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي ف السنن وفيه قصة اختصرها‬
‫الصنف قوله عن عدي بن حات أي الطائي الشهور وهو ابن عبد ال بن سعد بن الشرج بفتح‬
‫الهملة وسكون العجمة وآخره جيم مات مشركا وعدي يكن أبا طريف بفتح الهملة صحاب‬
‫شهي حسن السلم مات سنة ثان وستي وله مائة وعشرون سنة قوله فقلت إنا لسنا نعبدهم‬
‫ظن عدي أن العبادة الراد با التقرب إليهم بأنواع العبادة من السجود والذبح والنذر ونو ذلك‬
‫فقال إنا لسنا نعبدهم قوله أليس يرمون ما أحل ال فتحرمونه إل آخره صرح صلى ال عليه‬
‫وسلم ف هذا الديث بأن عبادة الحبار والرهبان هي طاعتهم ف تري اللل وتليل الرام‬
‫وهو طاعتهم ف خلف حكم ال ورسوله قال شيخ السلم وهؤلء الذين تذوا أحبارهم‬
‫ورهبانم اربابا من دون ال حيث اطاعوهم ف تليل ما حرم ال وعكسه يكونون على وجهي‬
‫أحدها أنم يعلمون انم بدلوا دين ال فيتبعونم‬
‫‪ 490‬على التبديل فيعتقدون تليل ما حرم ال وتري ما أحل ال اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنم‬
‫خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله ال ورسوله شركا وإن ل يكونوا يصلون لم‬
‫ويسجدون الثان أن يكون اعتقادهم وإيانم بتحري اللل وتليل الرام ثابتا لكنهم أطاعوهم‬
‫ف معصية ال كما يفعل السلم ما يفعله من العاصي الت يعتقد أنا معاصي فهؤلء لم حكم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أمثالم من اهل الذنوب كما ثبت ف الصحيحي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال إنا‬
‫الطاعة ف العروف ث نقول اتباع هذا الحلل للحرام والحرم للحلل إن كان متهدا قصده‬
‫اتباع الرسول صلى ال عليه وسلم لكن خفي عليه الق ف نفس المر وقد اتقى ال ما ستطاع‬
‫فهذا ل يؤاخذه ال بطئه بل يثيبه على اجتهاده الذي أطاع به ربه ولكن من علم أن هذا الطأ‬
‫فيما جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم ث اتبعه على خطئه وعدل عن قول الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم فله نصيب من الشرك الذي ذمه ال ل سيما إن اتبعه ف ذلك لواه ونصره‬
‫باللسان واليد مع علمه بأنه مالف للرسول صلى ال عليه وسلم فهذا شرك يستحق صاحبه‬
‫العقوبة عليه ولذا اتفق العلماء على أنه إذا عرف الق ل يوز تقليد أحد ف خلفه وأما إن‬
‫كان التبع للمجتهد عاجزا عن معرفة الق على التفصيل وقد فعل ما يقدر عليه مثله من‬
‫الجتهاد ف التقليد فهذا ل يؤاخذ إن أخطأ كما ف القبلة وأما إن قلد شخصا دون نظيه بجرد‬
‫هواه ونصره بيده ولسانه من غي علم ان الق معه فهذا من أهل الاهلية فإن كان متبوعه مصيبا‬
‫ل يكن عمله صالا وإن كان متبوعه مطئا كان آثا كمن قال ف القرآن برايه فإن أصاب فقد‬
‫أخطأ وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار انتهى ملخصا قال الصنف وفيه تغي الحوال إل هذه‬
‫الغايه صار عند الكثر عبادة الرهبان هي أفضل العمال ول سيما الولية وعبادة الحبار هي‬
‫العلم والفقه ث تغيت الال ال ان عبد من ليس من الصالي وعبد بالعن الثان من هو من‬
‫الاهلي‬
‫‪ 491‬قوله صار عند الكثر عبادة الرهبان هي أفضل العمال يشي إل ما يعتقده كثي من الناس فيمن‬
‫ينتسب إل الولية من الضر والنفع والعطاء والنع ويسمون ذلك الولية والسر ونو ذلك وهو‬
‫الشرك قوله وعبادة الحبار هي العلم والفقه أي هي الت تسمى اليوم العلم والفقه الؤلف على‬
‫مذاهب الئمة ونوهم فيطيعونم ف كل ما يطيعوك سواء وافق حكم ال أم خالفه بل ل‬
‫يعبأون با خالف ذلك من كتاب وسنة بل يريدون كلم ال وكلم رسوله لقوال من قلدوه‬
‫ويصرحون بأنه ل يل العمل بكتاب ول سنة وأنه ل يوز تلقي العلم والدى منهما وانا العلم‬
‫والفقه والدى عندهم هو ما وجدوه ف هذه الكتب بل أعظم من ذلك وأطم رمي كثي منهم‬
‫كلم ال وكلم رسوله بأنه ل يفيد العلم ول اليقي ف باب معرفة أساء ال وصفاته وتوحيده‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ويسمونا ظواهر لفظية ويسمون ما وضعه الفلسفة الشركون القواطع العقلية ث يقدمونا ف‬
‫باب الساء والصفات والتوحيد على ما جاء من عند ال ث يرمون من خرج عن عبادة الحبار‬
‫والرهبان إل طاعة رب العالي وطاعة رسوله وتكيم ما أنزل ال ف موارد الناع بالبدعة أو‬
‫الكفر وقوله ث تغيت الحوال إل أن عبد من ليس من الصالي وذلك كاعتقادهم ف كثي من‬
‫ينتسب إل الولية من الفساق والجاذيب وقوله وعبد بالعن الثان من هو من الاهلي وذلك‬
‫كاعتقادهم العلم ف أناس من جهلة القلدين فيحسنون لم البدع والشرك فيطيعونم ويظنون‬
‫أنم علماء مصلحون أل إنم هم الفسدون ولكن ل يشعرون‬
‫‪ 492‬باب قول ال تعال ال تر إل الذين يزعمون أنم آمنوا با أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون‬
‫أن يتحاكموا إل الطاغوت اليات ش لا كان التوحيد الذي هو معن شهادة أن ل إله إل ال‬
‫مشتمل على اليان بالرسول صلى ال عليه وسلم مستلزما له وذلك هو الشهادتان ولذا‬
‫جعلهما النب صلى ال عليه وسلم ركنا واحدا ف قوله بن السلم على خس شهادة أن ل إله‬
‫إل ال وأن ممدا رسول ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع‬
‫إليه سبيل نبه ف هذا الباب على ما تضمنه التوحيد واستلزمه من تكيم الرسول صلى ال عليه‬
‫وسلم ف موارد الناع إذ هذا هو مقتضى شهادة أن ل إله إل ال ولزمها الذي ل بد منه لكل‬
‫مؤمن فإن من عرف أن ل إله إل ال فل بد من النقياد لكم ال والتسليم لمره الذي جاء من‬
‫عنده على يد رسوله ممد صلى ال عليه وسلم فمن شهد أن ل إله إل ال ث عدل إل تكيم‬
‫غي الرسول صلى ال عليه وسلم ف موارد الناع فقد كذب ف شهادته وإن شئت قلت لا كان‬
‫التوحيد مبنيا على الشهادتي إذ ل تنفك أحداها عن الخرى لتلزمهما وكان ما تقدم من هذا‬
‫الكتاب ف معن شهادة أن ل إله إل ال الت تتضمن حق ال على عباده نبه ف هذا الباب على‬
‫معن شهادة أن ممدا رسول ال الت تتضمن حق الرسول صلى ال عليه وسلم فإنا تتضمن أنه‬
‫عبد ل يعبد ورسول صادق ل يكذب بل يطاع ويتبع لنه البلغ عن ال تعال فله عليه الصلة‬
‫والسلم منصب الرسالة والتبليغ‬
‫‪ 493‬عن ال والكم بي الناس فيما اختلفوا فيه إذ هو ل يكم إل بكم ال ومبته علىالنفس‬
‫والهل والال والوطن وليس له من اللية شيء بل هو عبدال ورسوله كما قال تعال وأنه لا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قام عبد ال يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال صلى ال عليه وسلم انا أنا عبد فقولوا عبدال‬
‫ورسوله ومن لوازم ذلك متابعته وتكيمه ف موارد الناع وترك التحاكم إل غيه كالنافقي‬
‫الذي يدعون اليان به ويتحاكمون إل غيه وبذا يتحقق العبد بكمال التوحيد وكمال التابعة‬
‫وذلك هو كمال سعادته وهو معن الشهادتي إذا تبي هذا فمعن الية الترجم لا إن ال تبارك‬
‫وتعال أنكر على من يدعي اليان با انزل ال على رسوله وعلى النبياء قبله وهو مع ذلك يريد‬
‫أن يتحاكم ف فصل الصومات إل غي كتاب ال وسنة رسوله كما ذكر الصنف ف سبب‬
‫نزولا قال ابن القيم والطاغوت كل من تعدى به حده من الطغيان وهو ماوزة الد فكل ما‬
‫تاكم إليه متنازعان غي كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم فهو طاغوت اذ قد تعدى‬
‫به حده ومن هذا كل من عبد شيئا دون ال فإنا عبد الطاغوت وجاوز بعبوده حده فأعطاه‬
‫العبد الت ل تنبغي له كما ان من دعا ال تكيم غي ال تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم فقد‬
‫دعا إل تكيم الطاغوت وتأمل تصديره سبحانه الية منكرا لذا التحكيم على من زعم أنه قد‬
‫آمن با انزله ال على رسوله صلى ال عليه وسلم وعلى من قبله ث هو مع ذلك يدعو إل تكيم‬
‫غي ال ورسوله ويتحاكم إليه عند الناع وف ضمن قوله يزعمون نفي لا زعموه من اليان‬
‫ولذا ل يقل أل ترى إل الذين آمنوا فإنم لو كانوا من اهل اليان حقيقة ل يريدوا أن‬
‫يتحاكموا ال غي ال تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم ول يقل فيهم يزعمون فإن هذا إنا‬
‫يقال غالبا لن ادعى دعوى هو فيها كاذب أو منل منلة الكاذب لخالفته لوجبها وعمله با‬
‫‪ 494‬ينافيها قال ابن كثي والية ذامة لن عدل عن الكتاب والسنة وتاكم إل ما سواها من الباطل‬
‫وهو الراد بالطاغوت ههنا وقوله تعال وقد أمروا أن يكفروا به أي بالطاغوت وهو دليل على‬
‫أن التحاكم إل الطاغوت مناف لليان مضاد له فل يصح اليان ال بالكفر به وترك التحاكم‬
‫اليه فمن ل يكفر بالطاغوت ل يؤمن بال وقوله ويريد الشيطان أن يضلهم ضلل بعيدا أي لن‬
‫ارادة التحاكم إل غي كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم من طاعة الشيطان وهو إنا‬
‫يدعو أحزابه ليكونوا من اصحاب السعي وف الية دليل على أن ترك التحاكم إل الطاغوت‬
‫الذي هو ما سوى الكتاب والسنة من الفرائض وان التحاكم اليه غي مؤمن بل ول مسلم وقوله‬
‫تعال وإذا قيل لم تعالوا إل ما أنزل ال وإل الرسول رأيت النافقي يصدون عنك صدودا أي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫إذا دعوا ال التحاكم ال ما أنزل ال وال الرسول أعرضوا إعراضا مستكبين كما قال تعال‬
‫وإذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون قال ابن القيم هذا دليل على أن‬
‫من دعي ال تكيم الكتاب والسنة فلم يقبل وأب ذلك أنه من النافقي ويصدون هنا لزم ل‬
‫متعد هو بعن يعرضون ل بعن ينعون غيهم ولذا أتى مصدره على صدود ومصدر التعدي‬
‫صدا فإذا كان العرض عن ذلك قد حكم ال سبحانه بنفاقهم فكيف بن ازداد إل اعراضه منع‬
‫الناس من تكيم الكتاب والسنة والتحاكم إليهما بقوله وعمله وتصانيفه ث يزعم مع ذلك أنه‬
‫إنا اراد الحسان والتوفيق الحسان ف فعله ذلك والتوفيق بي الطاغوت الذي حكمه وبي‬
‫الكتاب والسنة قلت وهذا حال‬
‫‪ 495‬كثي من يدعي العلم واليان ف هذه الزمان إذا قيل لم تعالوا نتحاكم ال ما أنزل ال وال‬
‫الرسول رايتهم يصدون وهم مستكبون ويعتذرون أنم ل يعرفون ذلك ول يعقلون بل لعنهم‬
‫ال بكفرهم فقليل ما يؤمنون وقوله تعال فكيف إذا أصابتهم مصيبة با قدمت أيديهم قال ابن‬
‫كثي أي فكيف بم إذا أصابتهم القادير إليك ف الصائب بسبب ذنوبم واحتاجوا إليك ف‬
‫ذلك وقال ابن القيم قيل الصيبة فضيحتهم إذا أنزل القرآن بالم ول ريب أن هذا أعظم الصيبة‬
‫والضرار فالصائب الت تصيبهم با قدمت أيديهم ف أبدانم وقلوبم وأديانم بسبب مالفة‬
‫الرسول عليه الصلة والسلم أعظمها مصائب القلب والدين فيى العروف منكرا والدى‬
‫ضلل والرشاد غيا والق باطل والصلح فسادا وهذا من الصيبة الت أصيب با ف قبله‬
‫وهوالطبع الذي أوجبه مالفة الرسول صلى ال عليه وسلم وتكيم غيه قال سفيان الثوري ف‬
‫قوله تعال فليحذر الذين يالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة قال هي أن تطبع على قلوبم وقوله‬
‫تعال ث جاؤوك يلفون بال ان اردنا إل احسانا وتوفيقا قال ابن كثي اي يعتذرون ويلفون إن‬
‫أردنا بذهابنا ال غيك إل الحسان والتوفيق أي الداراة والصانعة وقال غيه إل إحسانا أي ل‬
‫إساءة وتوفيقا اي بي الصمي ول نرد مالفة لك ول تسخطا لكمك قلت فإذا كان هذا‬
‫حال النافقي يعتذرون عن‬
‫‪ 496‬أمرهم ويلبسونه لئل يظن أنم قصدوا الخالفة لكم النب صلى ال عليه وسلم أو التسخط‬
‫فكيف بن يصرح با كان النافقون يضمرونه حت يزعم أنه من حكم الكتاب والسنة ف موارد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الناع فهو إما كافر وإما مبتدع ضال وفعل النافقي الذي ذكره ال عنهم ف هذه الية هو بعينه‬
‫الذي يفعله الحرفون للكلم عن مواضعه الذين يقولون إنا قصدنا التوفيق بي القواطع العقلية‬
‫بزعمهم الت هي الفلسفة والكلم وبي الدلة النقلية ث يعلون الفلسفة الت هي سفاهة وضللة‬
‫الصل ويردون با ما أنزل ال على رسوله من الكتاب والكمة زعموا أن ذلك يالف الفلسفة‬
‫الت يسمونا القواطع فتطلبوا له وجوه التأويلت البعيدة وحلوه على شواذ اللغة الت ل تكاد‬
‫تعرف وقوله تعال اولئك الذين يعلم ال ما ف قلوبم قال ابن كثي أي هذا الضرب من الناس‬
‫هم النافقون وال اعلم با ف قلوبم وسيجزيهم على ذلك فإنه ل تفى عليه خافية فاكتف به يا‬
‫ممد فيهم فإنه عال ببواطنهم وظواهرهم وقوله تعال فأعرض عنهم وعظهم وقل لم ف أنفسهم‬
‫قول بليغا قال ابن القيم أمر ال رسوله صلى ال عليه وسلم فيهم بثلثة أشياء أحدها العراض‬
‫عنهم إهانة لم وتقيا لشأنم وتصغيا لمرهم ل إعراض متاركة وإهال وبذا يعلم أنا غي‬
‫منسوخة الثان قوله وعظهم وهو تويفهم عقوبة ال وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم ال‬
‫غي رسوله صلى ال عليه وسلم وما أنزل عليه الثالث قوله وقل لم ف أنفسهم قول بليغا أي‬
‫يبلغ تأثيه إل قلوبم ليس قول لينا ل يتأثر به القول له وهذه الادة‬
‫‪ 497‬تدل على بلوغ الراد بالقول فهو قول يبلغ به مراد قائله من الزجر والتخويف ويبلغ تأثيه إل‬
‫نفس القول له ليس هو كالقول الذي ير على الذن صفحا وهذا القول البليغ يتضمن ثلثة‬
‫أمور أحدها عظم معناه وتأثي النفوس به الثان فخامة الفاظه وجزالتها الثالث كيفية القائل ف‬
‫إلقائه إل الخاطب فإن القول كالسهم والقلب كالقوس الذي يدفعه وكالسيف والقلب‬
‫كالساعد الذي يضرب به وف متعلق قوله ف أنفسهم قولن أحدها بقوله بليغا أي قول بليغا ف‬
‫أنفسهم وهذا حسن من جهة العن ضعيف من جهة العراب لن صفة الوصوف ل تعمل فيما‬
‫قبلها والقول الثان أنه متعلق بقل وف العن على هذا قولن أحدها قل لم ف أنفسهم خاليا بم‬
‫ليس معهم غيهم بل مسرا لم النصيحة والثان أن معناه قل لم ف معن أنفسهم كما يقال قل‬
‫لفلن ف كيت وكيت أي ف ذلك العن قلت وهذا القول أحسن ث قال تعال وما ارسلنا من‬
‫رسول ال ليطاع بإذن ال قال ابن كثي أي إنا فرضت طاعته على من أرسلته اليهم وقال ابن‬
‫القيم هذا تنبيه على جللة منصب الرسالة وعظم شأنا وأنه سبحانه ل يرسل رسله عليهم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الصلة والسلم إل ليطاعوا بإذنه فتكون الطاعة لم ل لغيهم لن طاعتهم طاعة مرسلهم وف‬
‫ضمنه أن من كذب رسوله ممدا صلى ال عليه وسلم فقد كذب الرسل والعن أنك واحد‬
‫منهم تب طاعتك وتتعي عليهم كما وجبت طاعة من قبلك من الرسلي فإن كانوا قد‬
‫أطاعوهم كما زعموا وآمنوا بم فما لم ل يطيعونك ويؤمنون بك والذن ههنا هو الذن‬
‫المري ل الكون إذ لو كان إذنا كونيا قدريا لا تلفت طاعتهم وف ذكره نكتة‬
‫‪ 498‬وهي أنه بنفس إرساله تتعي طاعته وارساله نفسه إذن ف طاعته فل تتوقف على نص آخر سوى‬
‫الرسال بأمر فيه بالطاعة بل مت تققت رسالته وجبت طاعته فرسالته نفسها متضمنة للذن ف‬
‫الطاعة ويصح أن يكون الذن ههنا إذنا كونيا قدريا ويكون العن ليطاع بتوفيق ال وهدايته‬
‫فتضمن الية المرين الشرع والقدر ويكون فيها دليل على أن أحدا ل يطيع رسله إل بتوفيقه‬
‫وارشاده وهدايته وهذا حسن جدا والقصود أن الغاية من الرسل هي طاعتهم ومتابعتهم فإذا‬
‫كانت الطاعة التابعة لغيهم ل تصل الفائدة القصودة من ارسالم وقوله ولو أنم إذ ظلموا‬
‫أنفسهم جاؤوك فاستفغروا ال واستغفر لم الرسول لوجدوا ال توابا رحيما قال ابن القيم لا‬
‫علم سبحانه ان الرسل إليهم ل بد لم من ظلم لنفسهم واتباع لهوائهم أرشدهم إل ما يدفع‬
‫عنهم شر ذلك الظلم وموجبه وهو شيئان أحدها منهم وهو استغفارهم ربم عز وجل والثان‬
‫من غيهم وهو استغفار الرسول صلى ال عليه وسلم لم إذا جاؤوه وانقادوا له واعترفوا‬
‫بظلمهم فمت فعلوا ذلك وجدوا ال توابا رحيما يتوب عليهم فيمحو أثر سيئاتم ويقيهم شرها‬
‫ويزيدهم مع ذلك رحته وبره واحسانه فإن قلت فما حظ من ظلم نفسه بعد موت النب صلى‬
‫ال عليه وسلم من هذه الية وهل كلم بعض الناس ف دعوى الجيء إل قبه صلى ال عليه‬
‫وسلم والستغفار عنده والستشفاع به والستدلل بذه الية على ذلك صحيح أم ل قيل أما‬
‫حظ من ظلم نفسه بعد موت النب صلى ال عليه وسلم من هذه الية‬
‫‪ 499‬فالستغفار وأن يتوب إل ال توبة نصوحا ف كل زمان ومكان ول يشترط ف صحة التوبة‬
‫الجيء ال قبه والستغفار عنده بالجاع وأما الجيء إل قبه والستغفار عنده والستشفاع به‬
‫والستدلل بالية على ذلك فهو استدلل على ما ل تدل الية عليه بوجه من وجوه الدللت‬
‫لنه ليس ف الية ال الجيء إليه صلى ال عليه وسلم ل الجيء إل قبه واستغفاره لم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫لستشفاعهم به بعد موته فعلم أن ذلك باطل يوضح ذلك أن الصحابة الذين هم أعلم الناس‬
‫بكتاب ال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ما فهموا هذا من الية فعلم أن ذلك بدعة وأكثر ما‬
‫استدل به من أجاز ذلك رواية العتب عن أعراب مهول على أن القصة ل نعلم لا اسنادا ومثل‬
‫هذا لو كان حديثا أو أثرا عن صحاب ل يز الحتجاج به ول يلزمنا حكمه لعدم صحته فكيف‬
‫يوز الحتجاج ف هذا بقصة ل تصح عن بدوي ل يعرف ث قال تعال فل وربك ل يؤمنون‬
‫حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما قال‬
‫ابن القيم أقسم سبحانه بأجل مقسم به وهو نفسه عز وجل على أنه ل يثبت لم اليان ول‬
‫يكونون من أهله حت يكم لرسوله صلى ال عليه وسلم ف جيع موارد الناع وف جيع أبواب‬
‫الدين فإن لفظة ما من صيغ العموم ول يقتصر على هذا حت ضم اليه انشراح صدورهم بكمه‬
‫بيث ل يدون ف أنفسهم حرجا وهو الضيق والصر من حكمه بل يقبلون حكمه بالنشراح‬
‫ويقابلونه بالقبول ل يأخذونه على إغماض ويشربونه على قذى فإن هذا مناف لليان بل لبد‬
‫أن يكون أخذه بقبول ورضى وانشراح صدر ومت أراد العبد شاهدا فلينظر ف حاله ويطالع‬
‫‪ 500‬قلبه عند ورود حكمه على خلف هواه وغرضه أو على خلف ما قلد فيه أسلفه من السائل‬
‫الكبار وما دونا بل النسان على نفسه بصية ولو ألقى معاذيره فسبحان ال كم من حزازة ف‬
‫نفوس كثي من النصوص وبودهم أن لو ل ترد وكم من حرارة ف أكبادهم منها وكم من‬
‫شجى ف حلوقهم من موردها ث ل يقتصر سبحانه على ذلك حت ضم اليه قوله ويسلموا‬
‫تسليما فذكر الفعل مؤكدا له بالصدر القائم مقام ذكره مرتي وهو الضوع والنقياد لا حكم‬
‫به طوعا ورضى وتسليما ل قهرا أو مصابرة كما يسلم القهور لن قهره كرها بل تسليم عبد‬
‫مطيع لوله وسيده الذي هو أحب شيء اليه يعلم أن سعادته وفلحه ف تسليماته انتهى وقد‬
‫ورد ف الصحيح أن سبب نزولا قصة الزبي لا اختصم هو والنصاري ف شراج الرة ولكن‬
‫العتبار بعموم اللفظ ل بصوص السبب فإذا كان سبب نزولا ماصمة ف مسيل ماء قضى فيه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بقضاء فلم يرضه النصاري فنفى تعال عنه اليان بذلك فما‬
‫ظنك بن ل يرض بقضائه صلى ال عليه وسلم وأحكامه ف أصول الدين وفروعه بل إذا دعوا‬
‫إل ذلك تولوا وهم معرضون ول يكفهم ذلك حت صدوا الناس عنه ول يكفهم ذلك حت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كفروا أو بدعوا من اتبعه صلى ال عليه وسلم وحكمه ف أصول الدين وفروعه ورضي بكمه‬
‫ف ذلك ول يبغ عنه حول وقوله تعال ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من‬
‫دياركم ما فعلوه ال قليل منهم العن وال أعلم أي لو اوجبنا عليهم مثل ما أوجبنا على بن‬
‫اسرائيل من‬
‫‪ 501‬قتلهم أنفسهم أو خروجهم من ديارهم حي استتبوا من عبادة العجل ما فعلوه إل قليل منهم‬
‫وهذا توبيخ لن ل يكم الرسول صلى ال عليه وسلم ف موارد الشجار أي نن ل نكتب‬
‫عليهم ذلك بل إنا أوجبنا عليهم ما ف وسعهم فما لم ل يكمونك ول يرضون بكمك ث‬
‫قال تعال ولو أنم فعلوا ما يوعظون به لكان خيا لم وأشد تثبيتا واذا لتيناهم من لدنا أجرا‬
‫عظيما ولديناهم صراطا مستقيما قال ابن القيم أخب تعال أنم لو فعلوا ما يعظهم به وهو امره‬
‫ونيه القرون بوعده ووعيده لكان فعل أمره وترك نيه خيا لم ف دينهم ودنياهم وأشد تثبيتا‬
‫لم على الق وتقيقا ليانم وقوة لعزائمهم واراداتم وثباتا لقلوبم عند جيوش الباطل وعند‬
‫واردات الشبهات الضلة والشهوات الردية فطاعة ال تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم هي‬
‫سبب ثبات القلب وقوته وقوة عزائمه وثبات القلب عليها ومالفته تثمر زيغ القلب واضطرابه‬
‫وعدم ثباته ث قال تعال وإذا لتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولديناهم صراطا مستقيما فهذه‬
‫أربعة أنواع من الزاء الرتب على طاعة الرسول صلى ال عليه وسلم أحدها حصول الي‬
‫الطلق با الثان التثبت والقوة التضمن للنصر والغلبة والثالث حصول الجر العظيم لم ف‬
‫الخرة والرابع هدايتهم الصراط الستقيم وهذه الداية هي هداية ثانية اوجبتها طاعة الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم فطاعته صلى ال عليه وسلم ثرة الداية السابقة عليها فهي مفوفة بدايتي‬
‫هداية قبلها وهي سبب الطاعة وهداية بعدها هي ثرة لا وهذا يدل على انتفاء هذه المور‬
‫الربعة عند انتفاء طاعة الرسول صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ 502‬ث قال تعال ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي‬
‫والشهداء والصالي وحسن أولئك رفيقا قال ابن القيم فأخب سبحانه أن طاعته وطاعة رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم توجب مرافقة النعم عليهم وهم أهل السعادة الكاملة وهم أربعة أصناف‬
‫النبيون وهم أفضلهم ث الصديقون وهم بعدهم ف الدرجة ث الشهداء ث الصالون فهؤلء النعم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عليهم النعمة التامة وهم السعداء الفائزون ول فلح لحد إل برافقتهم والكون معهم ول سبيل‬
‫إل مرافقتهم إل بطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم ول سبيل اليها إل بعرفة سنته وما جاء به‬
‫فدل على أن من عدم العلم بسنته وما جاء به فليس له إل مرافقة هؤلء سبيل بل هو من يعض‬
‫على يديه يوم القيامة ويقول ياليتن اتذت مع الرسول سبيل قلت ما لن ل يكم الرسول صلى‬
‫ال عليه وسلم ف موارد الناع إل مرافقة هؤلء النعم عليهم سبيل وكيف يكون له سبيل إل‬
‫ذلك وعنده أن من حكم الرسول صلى ال عليه وسلم ف موارد الناع فهو إما زنديق أو مبتدع‬
‫وأن له بطاعة ال ورسوله وهذا أصل اعتقاده الذي بن عليه دينه ومع ذلك يسبون أنم‬
‫مهتدون إذا حكموا غي الرسول صلى ال عليه وسلم ونبذوا حكمه وراء ظهورهم كأنم ل‬
‫يعلمون قال الصنف وقوله ول تفسدوا ف الرض بعد إصلحها قال أبو بكر بن عياش ف الية‬
‫إن ال بعث ممدا صلى ال عليه وسلم إل أهل الرض وهم ف فساد فأصلحهم ال بحمد‬
‫صلى ال عليه وسلم فمن دعا ال خلف ما جاء به ممد صلى ال عليه وسلم فهو من‬
‫الفسدين ف الرض وقال ابن القيم قال أكثر الفسرين ل تفسدوا فيها بالعاصي والدعاء إل غي‬
‫طاعة ال بعد إصلح ال إياها ببعث الرسل وبيان‬
‫‪ 503‬الشريعة والدعاء ال طاعة ال فإن عبادة غي ال والدعوة ال غيه والشرك به هو أعظم فساد ف‬
‫الرض بل فساد الرض ف القيقة إنا هو بالشرك به ومالفة أمره فالشرك والدعوة ال غي ال‬
‫وإقامة معبود غيه ومطاع متبع غي رسول ال صلى ال عليه وسلم هو أعظم الفساد ف الرض‬
‫ول صلح لا ول لهلها إل أن يكون ال وحده هوالعبود والدعوة له ل لغيه والطاعة والتباع‬
‫لرسوله ليس إل وغيه إنا تب طاعته اذا أمر بطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم فإذا أمر‬
‫بعصيته وخلف شريعته فل سع له ول طاعة ومن تدبر أحوال العال وجد كل صلح ف‬
‫الرض فسببه توحيد ال وعبادته وطاعة رسوله وكل شر ف العال وفتنة وبلء وقحط وتسليط‬
‫عدو وغي ذلك فسببه مالفة رسوله والدعوة ال غي ال ورسوله انتهى وبذا يتبي وجه مطابقة‬
‫الية للترجة لن من يدعو ال التحاكم إل غي ما أنزل ال وال الرسول فقد أتى بأعظم الفساد‬
‫قال وقوله واذا قيل لم ل تفسدوا ف الرض قالوا انا نن مصلحون قال ابو العالية ف الية يعن‬
‫ل تعصوا ف الرض وكان فسادهم ذلك معصية ال لن من عصى ال ف الرض أو أمر بعصية‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال فقد أفسد ف الرض لن صلح الرض والسماء بالطاعة قلت ومطابقة الية للترجة ظاهر‬
‫لن من دعا إل التحاكم ال غي ما أنزل ال فقد أتى بأعظم الفساد وف الية دليل على وجوب‬
‫اطراح الرأي مع السنة وإن ادعى صاحبه أنه مصلح وأن دعوى الصلح ليس بعذر ف ترك ما‬
‫أنزل ال والذر من العجب بالرأي‬
‫‪ 504‬قال وقوله أفحكم الاهلية يبغون الية قال ابن كثي ينكر تعال على من خرج عن حكم ال‬
‫تعال الشتمل على كل خي وعدل الناهي عن كل شر إل ما سواه من الراء والهواء‬
‫والصطلحات الت وضعها الرجال بل مستند من شريعة ال كما كان أهل الاهلية يكمون به‬
‫من الضللت والهالت كما يكم به التتار من السياسات الأخوذة عن جنكز خان الذي‬
‫وضع لم كتابا مموعا من أحكام اقتبسها من شرائع شت من اللة السلمية وغيها وفيا كثي‬
‫من الحكام أخذها عن مرد نظره فصار ف بنيه شرعا يقدمونه على الكم بالكتاب والسنة‬
‫ومن فعل ذلك فهو كافر يب قتاله حت يرجع إل حكم ال ورسوله فل يكم سواه ف قليل‬
‫ول كثي قال تعال أفحكم الاهلية يبغون أي يريدون ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون‬
‫أي ومن أعدل من ال ف حكمه لن عقل عن ال شرعه وآمن وأيقن وعلم أنه تعال أحكم‬
‫الاكمي وأرحم بعباده من الوالدة بولدها فإنه تعال العال بكل شيء القادر على كل شيء‬
‫العادل ف كل شيء قلت وف الية إشارة إل أن من ابتغى غي حكم ال ورسوله فقد ابتغى‬
‫حكم الاهلية كائنا ما كان قال عن عبدال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل‬
‫يؤمن أحدكم حت يكون هواه تبعا لا جئت به قال النووي حديث صحيح رويناه ف كتاب‬
‫الجة باسناد صحيح ش هذا الديث رواه الشيخ أبو الفتح نصر بن ابراهيم القدسي الشافعي‬
‫ف كتاب الجة على تارك الحجة باسناد صحيح كما قال‬
‫‪ 505‬الصنف عن النووي وهو كتاب يتضمن ذكر أصول الدين على قواعد أهل الديث والسنة‬
‫ورواه الطبان أبو بكر بن عاصم والافظ وأبو نعيم ف الربعي الت شرط ف أولا أن تكون‬
‫من صحاح الخبار وقال ابن رجب تصحيح هذا الديث بعيد جدا من وجوه ذكرها وتعقبه‬
‫بعضهم قلت ومعناه صحيح قطعا وإن ل يصح اسناده وأصله ف القرآن كثي كقوله تعال فل‬
‫وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم الية وقوله وما كان لؤمن ول مؤمنة إذا قضى‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم وقوله فإن ل يستجيبوا لك فاعلم أنا يتبعون‬
‫أهواءهم وغي ذلك من اليات فل يضر عدم صحة اسناده قوله ل يؤمن أحدكم أي ل يصل‬
‫له اليان الواجب ول يكون من أهله قوله حت يكون هواه تبعا لا جئت به قال بعضهم هواه‬
‫بالقصر أي ما يهواه أي تبه نفسه وتيل اليه ث العروف ف استعمال الوى عند الطلق أنه‬
‫اليل ال خلف الق ومنه ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال وقد يطلق على اليل والحبة‬
‫ليشمل اليل للحق وغيه وربا استعمل ف مبة الق خاصة والنقياد اليه كما ف حديث صفوان‬
‫بن عسال أنه سئل هل سعت النب صلى ال عليه وسلم يذكر الوى الديث قال ابن‬
‫‪ 506‬رجب أما معن الديث فهو أن النسان ل يكون مؤمنا كامل اليان الواجب حت تكون مبته‬
‫تابعة لا جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم من الوامر والنواهي وغيها فيحب ما أمر به‬
‫ويكره ما نى عنه وقد ورد القرآن بثل هذا ف غي موضع وذم سبحانه من كره ما احبه ال‬
‫تعال أو أحب ما كره ال كما قال ذلك بأنم كرهوا ما أنزل ال فأحبط أعمالم وقال ذلك‬
‫بأنم اتبعوا ما أسخط ال وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالم فالواجب على كل مؤمن أن يب ما‬
‫أحبه ال مبة توجب له التيان با وجب عليه منه فإن زادت الحبة حت أتى با ندب اليه منه‬
‫كان ذلك فضل وأن يكره ما كرهه ال كراهة توجب له الكف عما حرم عليه منه فازدادت‬
‫الكراهة حت أوجبت الكف عما كرهه تنيها كان ذلك فضل فمن أحب ال ورسوله مبة‬
‫صادقة من قلبه أوجب ذلك له أن يب بقلبه ما يبه ال ورسوله ويكره ما يكرهه ال ورسوله‬
‫ويرضي با يرضي به ال ورسوله ويسخط ما يسخط ال ورسوله وأن يعمل بوارحه بقتضى‬
‫هذا الب والبغض فإن عمل بوارحه شيئا يالف ذلك بأن ارتكب بعض ما يكرهه ال ورسوله‬
‫أو ترك بعض ما يبه ال ورسوله مع وجوبه والقدرة عليه دل ذلك على نقص مبته الواجبة‬
‫فعليه أن يتوب من ذلك ورجع ال تكميل الحبة الواجبة فجميع العاصي تنشأ من تقدي هوى‬
‫النفس على مبة ال ورسوله وقد وصف ال الشركي باتباع الوى ف مواضع من كتابه فقال‬
‫تعال فإن ل يستجيبوا لك فاعلم أنا يتبعون أهواءهم الية وكذلك البدع إنا‬
‫‪ 507‬تنشأ من تقدي الوى على الشرع ولذا سي أهلها أهل الهواء وكذلك العاصي انا تقع من‬
‫تقدي الوى على مبة ال ومبة ما يبه ال وكذلك حب الشخاص الواجب فيه أن يكون تبعا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫لا جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم فيجب علىالؤمن مبة ما يبه ال من اللئكة والرسل‬
‫والصديقي والنبياء والشهداء والصالي عموما ولذا كان علمة وجود حلوة اليان أن يب‬
‫الرء ل يبه إل ل وترم موالة أعداء ال ومن يكرهه ال عموما وبذا يكون الدين كله ل ومن‬
‫أحب ل وأبغض ل وأعطى ل ومنع ل فقد استكمل اليان ومن كان حبه وبغضه وعطاؤه‬
‫ومنعه لوى نفسه كان ذلك نقصا ف إيانه الواجب فتجب عليه التوبة من ذلك والرجوع ال‬
‫اتباع ما جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم من تقدي مبة ال ورسوله وما فيه رضى ال‬
‫ورسوله على هوى النفس ومرادها انتهى ملخصا ومطابقة الديث للباب ظاهرة من جهة ان‬
‫الرجل ل يؤمن حت يكون هواه تبعا لا جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم ف كل شيء حت‬
‫ف الكم وغي فإذا حكم بكم أو قضى بقضاء فهو الق الذي ل ميد للمؤمن عنه ول اختيار‬
‫له بعده قال الصنف وقال الشعب كان بي رجل من النافقي ورجل من اليهود خصومة فقال‬
‫اليهودي نتحاكم ال ممد عرف أنه ل يأخذ الرشوة وقال النافق نتحاكم ال اليهود لعلمه أنم‬
‫يأخذون الرشوة فاتفقا على أن يأتيا كاهنا ف جهينة فيتحاكما اليه فنلت أل تر ال الذين‬
‫يزعمون الية ش هذا الثر رواه ابن جرير وابن النذر بنحوه قوله كان بي رجل من النافقي‬
‫ورجل من اليهود خصومة ل أقف على تسمية‬
‫‪ 508‬هذين الرجلي وقد روى ابن اسحق وابن النذر وابن أب حات قال كان بي اللس بن الصامت‬
‫قبل توبته ومعتب بن قشي ورافع بن زيد وبشي كانوا يدعون السلم فدعاهم رجال من قومهم‬
‫من السلمي ف خصومة كانت بينهم إل رسول ال صلى ال عيله وسلم فدعوهم ال الكهان‬
‫حكام الاهلية فأنزل ال فيهم أل تر إل الذين يزعمون الية فيحتمل أن يكون النافق الذكور‬
‫ف قصة الشعب أحد هؤلء بل روى الثعلب عن ابن عباس أن النافق اسه بشر قوله عرف أنه ل‬
‫يأخذ الرشوة هي بتثليث الراء قال أبو السعادات وهو الوصلة ال الاجة بالصانعة وأصله من‬
‫الرشاء الذي يتوصل به ال الاء والراشي من يعطي الذي يعينه على الباطل والرتشي الخذ قلت‬
‫فعلى هذا رشوه الاكم هي ما يعطاه ليحكم بالباطل سواء طلبها أم ل وفيه دليل على شهادة‬
‫أن ممدا رسول ال لن أعداءه يعلمون عدله ف الحكام ونزاهته عن قذر الرشوة صلى ال‬
‫عليه وسلم بلف حكام الباطل قوله فاتفقا على أن يأتيا كاهنا ف جهينة ل أقف على تسمية‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هذا الكاهن وف قصة رواها ابن جرير وابن أب حات عن السدي ف سبب نزول الية قال‬
‫فتفاخرت النضي وقريظة فقالت النضي نن أكرم من قريظة وقالت قريظة نن أكرم منكم‬
‫فدخلوا الدينة إل أب برزة الكاهن السلمي وف بعض النسخ أب بردة السلمي وذكر القصة‬
‫وابو برزة هذا غي أب برزة الصحاب قال الصنف وقيل نزلت ف رجلي اختصما فقال أحدها‬
‫نترافع‬
‫‪ 509‬ال النب صلى ال عليه وسلم وقال الخر ال كعب بن الشرف ث ترافعا ال عمر فذكر له‬
‫أحدها القصة فقال للذي ل يرض برسول ال صلى ال عليه وسلم أكذلك قال نعم فضربه‬
‫بالسيف فقتله ش هذه القصة قد رويت من طرق متعددة من أقربا لسياق الصنف ما رواه‬
‫الثعلب وذكره البغوي عن ابن عباس ف قوله ال تر إل الذين يزعمون أنم آمنوا الية قال نزلت‬
‫ف رجل من النافقي يقال له بشر خاصم يهوديا فدعاه اليهودي إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ودعاه النافق إل كعب بن الشرف ث إنما احتكما للنب صلى ال عليه وسلم فقضى‬
‫لليهودي فلم يرض النافق وقال تعال نتحاكم إل عمر بن الطاب فقال اليهودي لعمر قضى لنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يرض بقضائه فقال للمنافق أكذلك قال نعم فقال عمر‬
‫مكانكما حت أخرج إليكما فدخل عمر فاشتمل على سيفه ث خرج فضرب عنق النافق حت‬
‫برد ث قال هكذا أقضي لن ل يرض بقضاء ال ورسوله فنلت وروى الكيم الترمذي ف نوادر‬
‫الصول هذه القصة عن مكحول وقال ف آخرها فأتى جبيل عليه السلم رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال إن عمر قد قتل الرجل وفرق ال بي الق والباطل على لسان عمر فسمي‬
‫الفاروق ورواه أبو إسحاق بن دحيم ف تفسيه على ما ذكره شيخ السلم وابن كثي ورواه‬
‫ابن أب حات وابن مردوية من طريق ابن ليعة عن أب السود وذكر القصة وفيه فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ما كنت أظن أن يتريء عمر على قتل مؤمن فأنزل ال فل وربك ل‬
‫يؤمنون‬
‫‪ 510‬الية فهدر دم ذلك الرجل وبرىء عمر من قتله فكره ال أن يسن ذلك بعد فقال ولو أنا كتبنا‬
‫عليهم ان اقتلوا أنفسكم إل قوله واشد تثبيتا وبالملة فهذه القصة مشهورة متداولة بي السلف‬
‫واللف تداول يغن عن السناد ولا طرق كثية ول يضرها ضعف إسنادها وكعب بن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الشرف الذكور هنا هو طاغوت من رؤساء اليهود وعلمائهم ذكر ابن اسحاق وغيه أنه كان‬
‫موادعا للنب صلى ال عليه وسلم ف جلة من وادعه من يهود الدينة وكان عربيا من بن طي‬
‫وكانت امه من بن النضي قالوا فلما قتل أهل بدر شق ذلك عليه وذهب ال مكة ورثاهم‬
‫لقريش وفضل دين الاهلية على دين السلم حت انزل ال فيه ال تر ال الذين أوتوا نصيبا من‬
‫الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلء اهدى من الذين آمنوا سبيل ث‬
‫لا رجع ال الدينة أخذ ينشد الشعار يهجو با رسول ال صلى ال عليه وسلم وشبب بنساء‬
‫السلمي حت آذاهم حت قال النب صلىال عليه وسلم من لكعب بن الشرف فانه قد آذى ال‬
‫ورسوله وذكر قصة قتله وقتله ممد بن مسلمة وابو نائلة وابو عبس بن جب وعباد بن بشر‬
‫رضي ال عنهم وف القصة من الفوائد أن الدعاء ال تكيم غي ال ورسوله من صفات النافقي‬
‫ولو كان الدعاء ال تكيم امام فاضل ومعرفة أعداء رسول ال صلى ال عليه وسلم با كان‬
‫عليه من العلم والعدل ف الحكام وفيها الغضب ل تعال والشدة ف أمر ال كما فعل عمر‬
‫رضي ال عنه وفيها أن من طعن ف احكام النب صلى ال عليه وسلم أو ف شيء من دينه قتل‬
‫كهذا النافق بل أول وفيها جواز تغيي النكر باليد وإن ل يأذن فيه المام وكذلك‬
‫‪ 511‬تعزير من فعل شيئا من النكرات الت يستحق عليها التعزير لكن إذا كان المام ل يرضى بذلك‬
‫وربا أدى إل وقوع فرقة أو فتنة فيشترط إذنه ف التعزيز فقط وفيها أن معرفة الق ل تكفي عن‬
‫العمل والنقياد فإن اليهود يعلمون أن ممدا رسول ال ويتحاكمون إليه ف كثي من المور‬
‫باب من جحد شيئا من الساء والصفات أي من أساء ال وصفاته والراد ما حكمه هل هو‬
‫ناج أو هالك ولا كان تقيق التوحيد بل التوحيد ل يصل إل باليان بال واليان باسائه‬
‫وصفاته نبه الصنف على وجوب اليان بذلك وأيضا فالتوحيد ثلثة أنواع توحيد الربوبية‬
‫وتوحيد الساء والصفات وتوحيد العبادة والولن وسيلة إل الثالث فهو الغاية والكمة‬
‫القصود باللق والمر وكلها متلزمة فناسب التنبيه على اليان بتوحيد الصفات قال وقول ال‬
‫تعال وهم يكفرون بالرحن الية أي يحدون هذا السم ل أنم يحدون ال فإنم يقرون به‬
‫كما قال تعال ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال والراد بذا كفار قريش أو طائفة منهم فإنم‬
‫جحدوا هذا السم عنادا أو جهل ولذا لا قال النب صلى ال عليه وسلم لعلي يوم الديبية‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫اكتب بسم ال الرحن الرحيم فقالوا‬
‫‪ 512‬ل نعرف الرحن ول الرحيم وف بعض الروايات ل نعرف الرحن إل رحن اليمامة يعنون‬
‫مسيلمة الكذاب فإنه قبحة ال كان قد تسمى بذا السم وأما كثي من أهل الاهلية فيقرون‬
‫بذا السم كما قال بعضهم وما يشأ الرحن يعقد ويطلق قال ابن كثي وهم يكفرون بالرحن‬
‫أي ل يقرون به لنم يأبون من وصف ال بالرحن الرحيم ومطابقة الية للترجة ظاهره لن ال‬
‫تعال سى جحود اسم من أسائه كفرا فدل على أن جحود شيء من أساء ال وصفاته كفر‬
‫فمن جحد شيئا من أساء ال وصفاته من الفلسفة والهمية والعتزلة ونوهم فله نصيب من‬
‫الكفر بقدر ما جحد من السم أو الصفة فإن الهمية والعتزلة ونوهم وان كانوا يقرون بنس‬
‫الساء والصفات فعند التحقيق ل يقرون بشيء لن الساء عندهم أعلم مضة ل تدل على‬
‫صفات قائمة بالرب تبارك وتعال وهذا نصف كفر الذين جحدوا اسم الرحن وقوله قل هو‬
‫رب ل إله إل ال هو عليه توكلت وإليه متاب أي قل يا ممد رادا عليهم ف كفرهم بالرحن‬
‫تبارك وتعال هو أي الرحن عز وجل رب ل اله ال هو أي ل معبود سواه عليه توكلت وإليه‬
‫متاب أي اليه مرجعي وأوبت وهو مصدر من قول القائل تبت متابا وتوبة قاله ابن جرير وف‬
‫الية دليل على أن التوكل عبادة وعلى أن التوبة عبادة واذا كان كذلك فالتوبه ال غيه شرك‬
‫ولا قال سارق وقد قطعت يده للنب صلى ال عليه وسلم اللهم ان أتوب اليك ول اتوب ال‬
‫ممد قال النب صلى ال عليه وسلم عرف الق لهله رواه احد‬
‫‪ 513‬قال وف صحيح البخاري قال علي حدثوا الناس با يعرفون أتريدون أن يكذب ال ورسوله ش‬
‫هذا الثر رواه البخاري مسندا ل معلقا لكنه ف بعض الروايات علقه أول ث ذكر اسناده وف‬
‫بعضها ساق اسناده أول فرواه عن عبيد ال بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أب الطفيل‬
‫عن علي به ولفظه أتبون ان يكذب ال ورسوله قوله با يعرفون أي با يفهمون قال الافظ‬
‫وزاد آدم بن أب إياس ف كتاب العلم له عن عبدال بن داود عن معروف ف آخره ودعوا ما‬
‫ينكرون أي ما يشتبه عليهم فهمه قال وفيه دليل على أن التشابه ل ينبغي أن يذكر عند العامة‬
‫ومثله قول ابن مسعود ما أنت مدثا قوما حديثا ل تبلغه عقولم ال كان لبعضهم فتنة رواه‬
‫مسلم قال ومن رأى التحديث ببعض دون بعض أحد ف الحاديث الت ظاهرها الروج على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫السلطان ومالك ف احاديث الصفات وأبو يوسف ف الغرائب ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم‬
‫عنه ف الرابي وأن الراد ما يقع من الفت ونوه عن حذيفة وعن السن أنه أنكر تديث أنس‬
‫للحجاج بقصة العرنيي لنه اتذها وسيلة ال ما كان يعتمده من البالغة ف سفك الدماء بتأويله‬
‫الواهي وضابط ذلك أن يكون ظاهر الديث يقوي البدعة وظاهره ف الصل غي مراد‬
‫فالمساك عنه عند من يشى عليه الخذ بظاهره مطلوب انتهى وما ذكره عن مالك ف‬
‫أحاديث الصفات ما أظنه يثبت عن مالك وهل ف أحاديث الصفات أكثر من آيات الصفات‬
‫الت ف القرآن فهل يقول مالك أو غيه من علماء السلم إن‬
‫‪ 514‬آيات الصفات ل تتلى على العوام وما زال العلماء قديا وحديثا من اصحاب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ومن بعدهم يقرؤون آيات الصفات وأحاديثها بضرة عوام الؤمني وخواصهم بل شرط‬
‫اليان هو اليان بال وصفات كماله الت وصف با نفسه ف كتابه أو على لسان رسوله صلى‬
‫ال عليه وسلم فكيف يكتم ذلك عن عوام الؤمني بل نقول من ل يؤمن بذلك فليس من‬
‫الؤمني ومن وجد ف قبله حرجا من ذلك فهو من النافقي ولكن هذا من بدع الهمية‬
‫وأتباعهم الذين ينفون صفات الرب تبارك وتعال فلما رأوا أحاديث الصفات مبطلة لذاهبهم‬
‫قامعة لبدعهم تواصوا بكتمانا عن عوام الؤمني لئل يعلموا ضللم وفساد اعتقادهم فاعلم‬
‫ذلك وف الثر دليل على انه إذا خشي ضرر من تديث الناس ببعض ما يعرفون فل ينبغي‬
‫تديثم به وليس ذلك على اطلق وإن كثيا من الدين والسنن يهله الناس فإذا حدثوا به كذبوا‬
‫بذلك وأعظموه فل يترك العال تديثهم بل يعلمهم برفق ويدعوهم بالت هي احسن قال وروى‬
‫عبدالرزاق عن معمر عن طاوس عن ابيه عن ابن عباس أنه رأى رجل انتقض لا سع حديثا عن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ف الصفات استنكارا لذلك فقال ما فرق هولء يدون رقة عند‬
‫مكمه ويهلكون عند متشابه انتهى ش قوله روى عبد الرزاق هو ابن هام الصنعان المام‬
‫الافظ صاحب التصانيف ك الصنف وغيه روى عنه أحد بن حنبل ويي بن معي وخلق ل‬
‫يصون مات سنة إحدى عشرة ومائتي ومعمر هو ابن راشد الزدي أبو عروة البصري نزل‬
‫اليمن ثقة‬
‫‪ 515‬ثبت مات سنة أربع وخسي ومائة وله ثان وخسون سنة وابن طاووس هو عبدال بن طاووس‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫اليمان ثقة فاضل عابد مات سنة اثنتي وثلثي ومائة وأبو طاووس بن كيسان اليمان ثقة فقيه‬
‫فاضل من جلة أصحاب ابن عباس وعلمائهم مات سنة ست ومائة قوله إنه رأى رجل ل يسم‬
‫هذا الرجل قوله انتفض أي ارتعد لا سع حديثا عن النب صلى ال عليه وسلم فاستنكره إما لن‬
‫عقله ل يتمله أو لكونه اعتقد عدم صحته فأنكره قوله فقال أي ابن عباس وهو عبدال رضي‬
‫ال عنه قوله ما فرق هؤلء يتمل وجهي أحدها أن تكون ما استفهامية إنكارية وفرق بفتح‬
‫الفاء والراء وهو الوف والفزع أي ما فزع هذا وأضرابه من أحاديث الصفات واستنكارهم لا‬
‫والراد النكار عليهم فإن الواجب على العبد التسليم والذعان واليان با صح عن ال وعن‬
‫رسوله صلىال عليه وسلم وإن ل يط به علما ولذا قال الشافعي آمنت بال وبا جاء عن ال‬
‫على مراد ال وآمنت برسول ال وما جاء عن رسول ال على مراد رسول ال والثان أن يكون‬
‫بفتح الفاء وتشديد الراء ويوز تفيفها وما نافية أي ما فرق هذا واضرابه بي الق والباطل ول‬
‫عرفوا ذلك فلهذا قال يدون رقة وهي ضد القسوة أي لينا وقبول للمحكم ويهلكون عند‬
‫متشابه أي ما يشتبه عليهم فهمه لن آيات الصفات هي التشابه كما تقوله الهمية ونوهم‬
‫ولن ف القرآن متشابا ل يعرف معناه‬
‫‪ 516‬كاللفاظ العجمية فإن لفظ التشابه والتشابه يدل على بطلن ذلك وإنا الراد بالتشابه أي ما‬
‫يشتبه فهمه على بعض الناس دون بعض فالتشابه أمر نسب اضاف فقد يكون مشتبها بالنسبة ال‬
‫قوم بينا جليا بالنسبة ال آخرين ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم لا خرج على قوم‬
‫يتراجعون ف القرآن فغضب وقال بذا ضلت المم قبلكم باختلفهم على أنبيائهم وضرب‬
‫الكتاب بعضه ببعض وإن القرآن ل ينل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل لن يصدق بعضه بعضا‬
‫فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوا به رواه ابن سعد وابن الضريس وابن مردويه‬
‫وأما قوله تعال هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات مكمات هن أم الكتاب وأخر متشابات‬
‫فقال ابن كثي يب تعال أن ف القرآن آيات مكمات أي بينات واضحات الدللة ل التباس فيها‬
‫على أحد ومنه آيات أخر فيها اشتباه ف الدللة على كثي من الناس او بعضهم فمن رد ما اشتبه‬
‫عليه ال الواضح منه وحكم مكمه على متشابه عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس ولذا‬
‫قال هن أم الكتاب أي أصله الذي يرجع اليه عند الشتباه وأخر متشابات أي تتمل دللتها‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫موافقة الحكم وقد تتمل أشياء أخرى من حيث اللفظ والتركيب ل من حيث الراد ولذا قال‬
‫تعال فأما الذين ف قلوبم زيغ أي ضلل وخروج عن الق ال الباطل فيتبعون ما تشابه منه أي‬
‫إنا يأخذون منه بالتشابه الذي يكنهم أن يرفوه ال مقاصدهم الفاسدة وينلوه عليها لحتمال‬
‫لفظه لا يصرفونه فأما الكم فل نصيب لم فيه لنه دافع لم وحجة عليهم ولذا قال ابتغاء‬
‫الفتنة أي الضلل لتباعهم‬
‫‪ 517‬إيهاما لم أنم يتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم ل لم انتهى وقال ابن عباس فأما‬
‫الذين ف قلوبم زيغ يعن أهل الشك فيحملون الحكم على التشابه والتشابه على الحكم‬
‫ويلبسون فلبس ال عليهم وما يعلم تأويله إل ال قال تأويله يوم القيامة ل يعلمه إل ال رواه ابن‬
‫جرير وابن النذر وابن أب حات وقوله وما يعلم تأويله ال ال تقدم كلم ابن عباس وقال مقاتل‬
‫والسدي يبتغون أن يعلموا ما يكون وما عواقب الشياء من القرآن قلت فهذا التأويل الذي‬
‫انفرد ال بعلمه هو العلم بقائق الشياء وما تؤول اليه وعواقبها كالخبار با يكون وما ف النة‬
‫من النعيم وما ف النار من العذاب فإن هذه المور وإن علمناها لكن العلم بقائقها ما ل يعلمه‬
‫ال ال ولذا قال ابن عباس ليس ف الدنيا ما ف النة إل الساء فعلى هذا يكون الوقف على‬
‫الللة كما روي عن جاعة من السلف وقيل الوقف على قوله والراسخون ف العلم أي ما يعلم‬
‫تأويله ال ال والراسخون ف العلم فأما أهل الزيغ فل يعلمون تأويله وعلى هذا فالراد بتأويله هو‬
‫تفسيه وفهم معناه وهذا هو الروي عن ابن عباس وجاعة من السلف قال ابن أب نيح عن‬
‫ماهد عن ابن عباس أنا من الراسخي الذين يعلمون تأويله وقال ماهد والراسخون ف العلم‬
‫يعرفون تأويله ويقولون آمنا به وكذا قال الربيع بن أنس وغيه فقد تبي ول المد أنه ليس ف‬
‫الية حجة للمبطلي ف جعلهم ما أخب ال به من صفات كماله هو التشابه ويتجون على‬
‫باطلهم بذه الية فيقال واين ف الية ما يدل على مطلوبكم وهل جاء نص عن ال أو عن‬
‫رسوله صلىال عليه وسلم انه جعل ما وصف ال به نفسه أو وصفه به رسوله متشابا ولكن‬
‫أصل ذلك أنم ظنوا أن التأويل الراد ف الية هو صرف اللفظ عن‬
‫‪ 518‬ظاهره ال ما يتمله اللفظ لدليل يقترن بذلك وهذا هو اصطلح كثي من التأخرين وهو‬
‫اصطلح حادث فأرادوا حل كلم ال على هذا الصطلح فضلوا ضلل بعيدا وظنوا أن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫لنصوص الصفات تأويل يالف ما دلت عليه ل يعلمه إل ل كما يقوله أهل التجهيل أو يعلمه‬
‫التأولون كما يقوله أهل التأويل وف الثر الشروح دليل على ذكر آيات الصفات وأحاديثها‬
‫بضرة عوام الؤمني وخواصهم وأن من رد شيئا منها أو استنكره بعد صحته فهو من ل يفرق‬
‫بي الق والباطل بل هو من الالكي وأنه ينكر عليه استنكاره قال ولا سعت قريش رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يذكر الرحن أنكروا ذلك فأنزل ال وهم يكفرون بالرحن ش هكذا ذكر‬
‫الصنف هذا الثر بالعن وقد روى ابن جرير وابن النذر عن ابن جريج ف الية قال هذا لا‬
‫كاتب رسول ال صلى ال عليه وسلم قريشا ف الديبية كتب بسم ال الرحن الرحيم فقالوا ل‬
‫نكتب الرحن ول ندري ما الرحن ول نكتب ال باسك اللهم فأنزل ال وهم يكفرون بالرحن‬
‫الية وفيه دليل على أن من أنكر شيئا من الصفات فهو من الالكي لن الواجب على العبد‬
‫اليان بذلك سواء فهمه أم ل يفهمه وسواء قبله عقله أو أنكره فهذا هو الواجب على العبد ف‬
‫كل ما صح عن ال ورسوله صلى ال عليه وسلم وهو الذي ذكر ال تعال عن الراسخي ف‬
‫العلم أنم يقولون آمنا به كل من عند ربنا‬
‫‪ 519‬باب قول ال تعال يعرفون نعمة ال ث ينكرونا الية ش الراد بذه الترجة التأدب مع جناب‬
‫الربوبية عن اللفاظ الشركية الفية كنسبة النعم ال غي ال فإن ذلك باب من أبواب الشرك‬
‫الفي وضده باب من أبواب الشكر كما ف الديث الذي رواه ابن حبان ف صحيحه عن جابر‬
‫مرفوعا من أول معروفا فلم يد له جزاء إل الثناء فقد شكره ومن كتمه فقد كفره وف رواية‬
‫جيدة لب داود من أبلي فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره قال النذري من أبلي أي من‬
‫أنعم عليه البلء النعام فإذا كان ذكر العروف الذي يقدره ال على يدي انسان من شكره‬
‫فذكر معروف رب العالي وآلئه واحسانه ونسبة ذلك إليه أول بأن يكون شكرا قال الصنف‬
‫قال ماهد ما معناه هو قول الرجل هذا مال ورثته عن آبائي ش هذا الثر رواه ابن جرير وابن‬
‫أب حات لفظه كما ف الدر قال الساكن والنعام وسرابيل الثياب والديد يعرفه كفار قريش ث‬
‫ينكرونه بأن يقولوا هذا كان لبائنا ورثناه عنهم قال ابن القيم ما معناه لا أضافوا النعمة ال غي‬
‫ال فقد انكروا نعمة ال بنسبتها ال غيه فإن الذي يقول هذا جاحد لنعمة ال عليه غي معترف‬
‫با وهو كالبرص والقرع الذين ذكرها اللك بنعم ال عليهما فأنكراها وقال إنا ورثنا هذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كابرا عن كابر وكونا موروثة عن الباء أبلغ ف انعام ال عليهم إذ أنعم با على آبائهم‬
‫‪ 520‬ث ورثهم إياها فتمتعوا هم وآباؤهم بنعمه وقال عون ابن عبدال يقولون لول فلن ل يكن كذا‬
‫ش هذا الثر رواه ابن جرير وابن النذر وابن أب حات ولفظه كما ف الدر لول فلن اصابن كذا‬
‫وكذا ولول فلن ل أصب كذا وكذا وعون هذا هو ابن عبدال بن عتبة بن مسعود الذل ابو‬
‫عبدال الكوف ثقة عابد مات قبل سنة عشرين ومائة قوله لول فلن ال آخره قال ابن القيم ما‬
‫معناه هذا يتضمن قطع إضافة النعمة عن من لوله ل تكن وإضافتها ال من ل يلك لنفسه ضرا‬
‫ول نفعا فضل عن غيه وغايته أن يكون جزءا من أجزاء السبب أجرى ال نعمته على يده‬
‫والسبب ل يستقل بالياد وجعله سببا هو من نعم ال عليه فهو النعم بتلك النعمة وهو النعم‬
‫با جعله من أسبابا فالسبب والسبب من إنعامه وهو تعال كما أنه قد ينعم بذلك السبب فقد‬
‫ينعم بدونه ول يكون له أثر وقد يسلبه سببيته وقد يعل لا معارضا يقاومها وقد يرتب على‬
‫السبب ضد مقتضاه فهو وحده النعم على القيقة قال ابن قتيبة يقولون هذا بشفاعة آلتنا ش‬
‫اب قتيبة هو عبدال بن مسلم بن قتيبة الدينوري الافظ صاحب التفسي والعارف وغيها وثقة‬
‫الطيب وغيه ومات سنة سبع وستي ومائتي او قبلها قوله يقولون هذا بشفاعة آلتنا قال ابن‬
‫القيم هذا يتضمن الشرك مع إضافة النعمة إل غي وليها فاللة الت تعبد من دون ال أحقر وأذل‬
‫من أن تشفع عند ال وهي مضرة ف الوان والعذاب مع عابديها وأقرب اللق‬
‫‪ 521‬إل ال وأحبهم إليه ل يشفع عنده إل من بعد إذنه لن ارتضاه فالشفاعة بإذنه من نعمه فهو‬
‫النعم بالشفاعة وهو النعم بقبولا وهو النعم بتأهيل الشفوع له إذ ليس كل أحد أهل أن يشفع‬
‫له فمن النعم على القيقة سواه قال تعال وما بكم من نعمة فمن ال فالعبد ل خروج له عن‬
‫نعمة ال وفضله ومنته وإحسانه طرفة عي ل ف الدنيا ول ف الخرة ولذا ذم سبحانه من آتاه‬
‫شيئا من نعمه فقال إنا أوتيته على علم عندي قال الصنف وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن‬
‫خالد الذي فيه أن ال تعال قال أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر الديث وقد تقدم وهذا كثي‬
‫ف الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف إنعامه ال غيه ويشرك به قال بعض السلف هو‬
‫كقولم كانت الريح طيبة واللح حاذقا ونو ذلك ما هو جار على ألسنة كثي ش قوله وقال‬
‫أبو العباس هو شيخ السلم ابن تيمية رحه ال قوله قال بعض السلف ل أقف على تسمية هذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫البعض قوله كانت الريح طيبة واللح حاذقا اللح هو سائس السفينة والعن أن السفن اذا‬
‫جرين بريح طيبة بأمر ال جريا حسنا نسبوا ذلك ال طيب الريح وحذق اللح ف سياسة‬
‫السفينة ونسوا ربم الذي أجرى لم الفلك ف البحر رحة بم كما قال تعال ربكم الذي يزجي‬
‫لكم الفلك ف البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما فيكون نسبة ذلك إل طيب‬
‫‪ 522‬لريح وحذق اللح من جنس نسبة الطر ال النواء وإن كان التكلم بذلك ل يقصد أن الريح‬
‫واللح هو الفاعل لذلك من دون خلق ال وأمره وإنا اراد أنه سبب لكن ل ينبغي أن يضيف‬
‫ذلك إل إل ال وحده لن غاية المر ف ذلك أن يكون الريح واللح سببا أو جزء وسبب ولو‬
‫شاء الرب تبارك وتعال لسلبه سببيته فلم يكن سببا أصل فل يليق بالنعم عليه الطلوب منه‬
‫الشكر أن ينسى من بيده الي كله وهو على كل شيء قدير ويضيف النعم إل غيه بل يذكرها‬
‫مضافة منسوبة إل مولها والنعم با وهو النعم على الطلق كما قال تعال وما بكم من نعمة‬
‫فمن ال فهو النعم بميع النعم ف الدنيا والخرة وحده ل شريك له فإن ذلك من شكرها‬
‫وضده من انكارها ول يناف ذلك الدعاء والحسان ال من كان سببا أو جزء سبب ف بعض ما‬
‫يصل إليك من النعم من اللق قال الصنف وفيه اجتماع الضدين ف القلب باب قول ال فل‬
‫تعلوا ل اندادا وأنتم تعلمون اعلم أن من تقيق التوحيد الحتراز من الشرك بال ف اللفاظ‬
‫وإن ل يقصد التكلم با معن ل يوز بل ربا تري على لسانه من غي قصد كمن يري على‬
‫لسانه ألفاظ من أنواع الشرك الصغر ل يقصدها فإن قيل الية نزلت ف الكب‬
‫‪ 523‬قيل السلف يتجون با نزل ف الكب على الصغر كما فسرها ابن عباس وغيه فيما ذكره‬
‫الصنف عنه بأنواع من الشرك الصغر وفسرها أيضا بالشرك الكب وفسرها غيه بشرك الطاعة‬
‫وذلك لن الكل شرك ومعن الية أن ال تبارك وتعال نى الناس أن يعلوا له أندادا اي امثال‬
‫ف العبادة والطاعة وهم يعلمون ان الذي فعل تلك الفعال فهو ربم وخالقهم وخالق من قبلهم‬
‫وجاعل على الرض فراشا والسماء بناء والذي انزل من السماء ماء فأخرج به من أنواع‬
‫الشراب رزقا لم فإذا كنتم تعلمون ذلك فل تعلوا له أندادا قال ابن القيم فتأمل هذه وشدة‬
‫لزومها لتلك القدمات قبلها وظفر العقل با بأول وهلة وخلوصها من كل شبهة وريب وقادح‬
‫إذا كان ال وحده هو الذي فعل هذه الفعال فكيف تعلون له أندادا وقد علمتم انه ل ند له‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يشاركه ف فعله قال الصنف قال ابن عباس ف الية النداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل‬
‫على صفاة سوداء ف ظلمة الليل وهو ان تقول وال وحياتك يا فلنة وحيات وتقول لول كلبة‬
‫هذا لتانا اللصوص ولول البط ف الدار لتى اللصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء ال وشئت‬
‫وقول الرجل لو ل ال وفلن ل تعل فيها فلن هذا كله به شرك رواه ابن أب حات ش هذا‬
‫الثر رواه ابن أب حات كما قال الصنف وسنده جيد قوله هو الشرك اخفى من دبيب النمل ال‬
‫آخره أي إن هذه المور من الشرك خفية ف الناس ل يكاد يتفطن لا ول يعرفها ال القليل‬
‫وضرب الثل لفائها با هو أخفى شيء وهو أثر النمل فإنه خفي فكيف إذا كان على صفاة‬
‫فكيف إذا كانت سوداء فكيف إذا كانت ف ظلمة الليل وهذا‬
‫‪ 524‬يدل على شدة خفائه على من يدعي السلم وعسر التخلص منه ولذا جاء ف حديث أب‬
‫موسى قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم فقال ايها الناس اتقوا هذا الشرك‬
‫فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء ال أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب‬
‫النمل يا رسول ال قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لا ل‬
‫نعلمه رواه أحد والطبان قوله وهو أن تقول وال وحياتك يا فلنة وحيات اي إن من اللف‬
‫بغي ال اللف بياة الخلوق وسيأت الكلم عليه قوله وتقول لول كلبة هذا لتانا اللصوص اي‬
‫السراق والعن إن من الشرك نسبة عدم السرقة ال الكلبة الت اذا رأت السراق نبحتهم فاستيقظ‬
‫أهلها وهرب السراق وربا امتنعوا من اتيان الحل الذي هي فيه خوفا من نباحها فيعلم بم اهلها‬
‫كما روى بن أب الدنيا ف الصمت عن ابن عباس قال إن أحدكم ليشرك حت يشرك بكلبه‬
‫يقول لوله لسرقنا الليلة قوله ولول البط ف الدار لتى اللصوص البط بفتح الوحدة طائر‬
‫معروف يتخذ ف البيوت وإذا دخلها غريب صلح واستنكره وهو الوز بكسر المزة وفتح الواو‬
‫ومعناها كالذي قبله والواجب نسبة ذلك ال ال تعال فهو الذي يفظ عباده ويكلؤهم بالليل‬
‫والنهار كما قال تعال قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحن بل هم عن ذكر ربم معرضون‬
‫قوله وقول الرجل لصاحبه ما شاء ال وشئت سيأت الكلم عليها إن شاء ال‬
‫‪ 525‬قوله وقول الرجل لول ال وفلن ل تعل فيها فلن هكذا ثبت بط الصنف بل تنوين والعن‬
‫ل تعل فيها أي ف هذه الكلمة فلن فتقول لول ال وفلن بل قل لول ال وحده ول تقل لول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال وفلن فهو ني عن ذلك قوله هذا كله به أي بال شرك وأعاد الضمي على ال لنه قد تقدم‬
‫ذكر اسه عز وجل فتبي أن هذه المور ونوها من اللفاظ الشركية الفية كما نص عليه ابن‬
‫عباس رضي ال عنه قال وعن عمر بن الطاب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من‬
‫حلف بغي ال فقد كفر أو أشرك رواه الترمذي وحسنه وصححه الاكم ش قوله عن عمر بن‬
‫الطاب هكذا وقع ف الكتاب وصوابه عن ابن عمر كذلك أخرجه احد وأبو داود والترمذي‬
‫والاكم وصححه ابن حبان وقال الزين العراقي ف اماليه إسناده ثقات قوله من حلف بغي ال‬
‫فقد كفر أو أشرك قال بعضهم ما معناه رواه الترمذي بأوالت للشك وف ابن حبان والاكم‬
‫عدمها وف رواية للحاكم كل يي يلف با دون ال شرك وف الصحيحي من حديث ابن عمر‬
‫مرفوعا إن ال ينهاكم أن تلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت وعن بريدة‬
‫مرفوعا من حلف بالمانة فليس منا رواه أبو داود والحاديث ف ذلك كثية وقد تقدم كلم‬
‫ابن عباس ف عده ذلك من النداد وقال كعب إنكم تشركون ف قول الرجل كل وأبيك كل‬
‫والكعبة كل وحياتك وأشباه هذا احلف بال صادقا أو كاذبا ول تلف بغيه رواه ابن أب‬
‫الدنيا ف الصمت‬
‫‪ 526‬وأجع العلماء على أن اليمي ل تكون إل بال أو بصفاته وأجعوا على النع من اللف بغيه قال‬
‫ابن عبد الب ل يوز اللف بغي ال بالجاع انتهى ول اعتبار بن قال من التأخرين إن ذلك‬
‫على سبيل كراهة التنيه فإن هذا قول باطل وكيف يقال ذلك لا أطلق عليه الرسول صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه كفر أو شرك بل ذلك مرم ولذا اختار ابن مسعود رضي ال عنه أن يلف بال‬
‫كاذبا ول يلف بغيه صادقا فهذا يدل على أن اللف بغي ال أكب من الكذب مع أن الكذب‬
‫من الحرمات ف جيع اللل فدل ذلك أن اللف بغي ال من أكب الحرمات فإن قيل أن ال‬
‫تعال أقسم بالخلوقات ف القرآن قيل ذلك يتص بال تبارك وتعال فهو يقسم با شاء من خلقه‬
‫لا ف ذلك من الدللة على قدرة الرب ووحدانيته واليته وعلمه وحكمته وغي ذلك من صفات‬
‫كماله وأما الخلوق فل يقسم إل بالالق تعال فال تعال يقسم با يشاء من خلقه وقد نانا عن‬
‫اللف بغيه فيجب على العبد التسليم والذعان لا جاء من عند ال قال الشعب الالق يقسم با‬
‫شاء من خلقه والخلوق ل يقسم إل بالالق قال ولن أقسم بال فأحنث أحب إل من ان أقسم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بغيه فأبر وقال مطرف بن عبد ال إنا أقسم ال بذه الشياء ليعجب با الخلوقي ويعرفهم‬
‫قدرته لعظم شأنا عندهم ولدللتها على خالقها ذكرها ابن جرير فان قيل قد جاء ف الديث‬
‫أن النب صلى ال عليه وسلم قال للعراب الذي سأله عن أمور السلم فأخبه فقال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أفلح وأبيه إن صدق رواه البخاري وقال للذي سأله أي الصدقة أفضل أما وأبيك‬
‫لتنبأنه‬
‫‪ 527‬رواه مسلم ونو ذلك من الحاديث قيل ذكر العلماء عن ذلك اجوبة أحدها ما قاله ابن عبد‬
‫الب ف قوله أفلح وأبيه إن صدق هذه اللفظة غي مفوظة وقد جاءت عن راويها اساعيل بن‬
‫جعفر أفلح وال إن صدق قال وهذا أول من رواية من روى عنه بلفظ أفلح وأبيه لنا لفظة‬
‫منكرة تردها الثار الصحاح ول تقع ف رواية مالك أصل وزعم بعضهم أن بعض الرواة عنه‬
‫صحف قوله وابيه من قوله وال انتهى وهذا جواب عن هذا الديث الواحد فقط ول يكن أن‬
‫ياب به عن غيه الثان أن هذا اللفظ كان يري على ألسنتهم من غي قصد للقسم به والنهي‬
‫وإنا ورد ف حق من قصد حقيقة اللف ذكره البيهقي وقال النووي إنه الرضى قلت هذا‬
‫جواب فاسد بل أحاديث النهي عامة مطلقة ليس فيها تفريق بي من قصد القسم وبي من ل‬
‫يقصد ويؤيد ذلك أن سعد بن أب وقاص رضي ال عنه حلف مرة باللت والعزى ويبعد ان‬
‫يكون أراد حقيقة اللف بما ولكنه جرى على لسانه من غي قصد على ما كانوا يعتادونه قبل‬
‫ذلك ومع هذا ناه النب صلى ال عليه وسلم غاية ما يقال أن من جرى ذلك على لسانه من غي‬
‫قصد معفو عنه أما أن يكون ذلك أمرا جائزا للمسلم أن يعتاده فكل وايضا فهذا يتاج إل نقل‬
‫ان ذلك كان يري على ألسنتهم من غي قصد للقسم وأن النهي إنا ورد ف حق من قصد‬
‫حقيقة اللف وأن يوجد ذلك‬
‫‪ 528‬الثالث أن مثل ذلك يقصد به التأكيد ل التعظيم وانا وقع النهي عما يقصد به التعظيم قلت‬
‫وهذا افسد من الذي قبله وكأن من قال ذلك ل يتصور ما قال فهل يراد باللف إل تأكيد‬
‫الحلوف عليه بذكر من يعظمه الالف والحلوف له فتأكيد الحلوف عليه بذكر الحلوف به‬
‫مستلزم لتعظيمه وايضا فالحاديث مطلقة ليس فيها تفريق وأيضا فهذا يتاج ال نقل أن ذلك‬
‫جائز للتأكيد دون التعظيم وذلك معدوم الرابع أن هذا كان ف أول المر ث نسخ فما جاء من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الحاديث فيه ذكر شيء من اللف بغي ال فهو قبل النسخ ث نسخ ذلك وني عن اللف بغي‬
‫ال وهذا الواب ذكره الاوردي قال السهيلي أكثر الشراح عليه حت قال ابن العرب روي أنه‬
‫صلى ال عليه وسلم كان يلف بأبيه حت ني عن ذلك قال السهيلي ول يصح ذلك وكذلك‬
‫قال غيهم وهذا الواب هو الق يؤيده أن ذلك كان مستعمل شائعا حت ورد النهي عن ذلك‬
‫كما ف حديث ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم أدرك عمر بن الطاب يسي ف ركب‬
‫يلف بأبيه فقال أل إن ال ينهاكم أن تلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت‬
‫رواه البخاري ومسلم وعنه أيضا قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كان حالفا فل‬
‫يلف ال بال وكانت قريش تلف بآبائها فقال ول تلفوا بآبائكم رواه مسلم وعن سعد بن‬
‫أب وقاص رضي ال عنه قال حلفت مرة باللت والعزى فقال النب صلى ال عليه وسلم قل ل‬
‫إله إل ال وحده ل شريك له ث انفث عن يسارك ثلثا وتعوذ ول تعد رواه النسائي وابن ماجه‬
‫وهذا لفظه وف هذا العن أحاديث فما ورد‬
‫‪ 529‬فيه ذكر اللف بغي ال فهو جار على العادة قبل النهي لن ذلك هو الصل حت ورد النهي عن‬
‫ذلك وقوله فقد كفر أو أشرك أخذ به طائفة من العلماء فقالوا يكفر من حلف بغي ال كفر‬
‫شرك قالوا ولذا أمره النب صلى ال عليه وسلم بتجديد إسلمه بقول ل إله إل ال فلول أنه‬
‫كفر ينقل عن اللة ل يؤمر بذلك وقال المهور ل يكفر كفرا ينقله عن اللة لكنه من الشرك‬
‫الصغر كما نص على ذلك ابن عباس وغيه وأما كونه أمر من حلف باللت والعزى أن يقول‬
‫ل إله إل ال فلن هذا كفارة له مع استغفاره كما قال ف الديث الصحيح من حلف فقال ف‬
‫حلفه واللت والعزى فليقل ل إله إل ال وف رواية فليستغفر فهذا كفارة له ف كونه تعاطي‬
‫صورة تعظيم الصنم حيث حلف به لأنه لتجديد إسلمه ولو قدر ذلك فهو تديد لسلمه‬
‫لنقصه بذلك ل لكفره لكن الذي يفعله عباد القبور إذا طلبت من أحدهم اليمي بال أعطاك ما‬
‫شئت من اليان صادقا أو كاذبا فإذا طلبت منه اليمي بالشيخ أرتربته أو حياته ونو ذلك ل‬
‫يقدم على اليمي به إن كان كاذبا فهذا شرك أكب بل ريب لن الحلوف به عنده أخوف‬
‫وأجل وأعظم من ال وهذا ما بلغ اليه شرك عباد الصنام لن جهد اليمي عندهم هو اللف‬
‫بال كما قال تعال وأقسموا بال جهد أيانم ل يبعث ال من يوت فمن كان جهد يينه اللف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بالشيخ أو بياته أو تربته فهو أكب شركا منهم فهذا هو تفصيل القول ف هذه السألة والديث‬
‫دليل على أنه ل تب الكفارة باللف بغي ال مطلقا لنه ل يذكر فيه كفارة للحلف بغي ال‬
‫‪ 530‬ول ف غيه من الحاديث فليس فيه كفارة إل النطق بكلمة التوحيد والستغفار وقال بعض‬
‫التأخرين تب الكفارة باللف برسول ال صلى ال عليه وسلم خاصة وهذا قول باطل ما أنزل‬
‫ال به من سلطان فل يلتفت اليه وجوابه النع قال الصنف وقال ابن مسعود لن أحلف بال‬
‫كاذبا أحب إل من أن أحلف بغيه صادقا ش هكذا ذكر الصنف هذا الثر عن ابن مسعود ول‬
‫يعزه وقد ذكره ابن جرير غي مسند أيضا قال وقد جاء عن ابن عباس وابن عمر نوه ورواه‬
‫الطبان باسناد موقوفا هكذا قال النذري ورواته رواة الصحيح قوله لن أحلف بال إل آخره‬
‫أن هي الصدرية والفعل بعدها منصوب ف تأويل مصدر مرفوع على البتداء وأحب خبه‬
‫ومعناه ظاهر وانا رجح ابن مسعود رضي ال عنه اللف بال كاذبا على اللف بغيه صادقا‬
‫لن اللف بال توحيد واللف بغيه شرك وإن قدر الصدق ف اللف بغي ال فحسنة التوحيد‬
‫أعظم من حسنة الصدق وسيئة الكذب اسهل من سيئة الشرك ذكره شيخ السلم وفيه دليل‬
‫على أن اللف بغي ال صادقا أعظم من اليمي الغموس وفيه دليل على أن الشرك الصغر اكب‬
‫من الكبائر وفيه شاهد للقاعدة الشهورة وهي ارتكاب أقل الشرين ضررا إذا كان ل بد من‬
‫أحدها قال وعن حذيفة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تقولوا ما شاء ال وشاء فلن‬
‫ولكن قولوا ما شاء ال ث شاء فلن رواه أبو داود بسند صحيح ش هذا الديث رواه ابو داود‬
‫كما قال الصنف ورواه أحد وابن أب‬
‫‪ 531‬شيبة والنسائي وابن ماجه والبيهقي وله علة وله شواهد وهو صحيح العن بل ريب وسيأت‬
‫الكلم على معناه ف باب ما شاء ال وشئت إن شاء ال قال وجاء عن إبراهيم النخعي أنه يكره‬
‫أن يقول الرجل أعوذ بال وبك ويوز أن يقول بال ث بك قال ويقول لول ال ث فلن ول‬
‫تقولوا لول ال وفلن هذا الثر رواه الصنف غي معزو وقد رواه عبدالرزاق وابن أب الدنيا ف‬
‫كتاب الصمت عن مغية قال كان ابراهيم يكره أن يقول الرجل أعوذ بال وبك ويرخص أن‬
‫يقول أعوذ بال ث بك ويكره أن يقول لول ال وفلن ويرخص أن يقول لول ال ث فلن لفظ‬
‫ابن أب الدنيا وذلك وال أعلم لن الواو تقتضي مطلق المع فمنع منها للجمع لئل توهم المع‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بي ال وبي غيه كما منع من جع اسم ال واسم رسوله ف ضمي واحد وث إنا تقتضي‬
‫الترتيب فقط فجاز ذلك لعدم الانع ومطابقة الديثي والثرين للترجة ظاهرة على ما فسر به‬
‫ابن عباس رضي ال عنه الية باب ما جاء فيمن ل يقنع باللف بال أي من الوعيد لن ذلك‬
‫يدل على قلة تعظيمه لناب الربوبية إذ القلب المتلىء بعرفة عظمة ال وجلله وعزته وكبيائه‬
‫ل يفعل ذلك‬
‫‪ 532‬قال عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تلفوا بآبائكم من حلف بال‬
‫فليصدق ومن حلف له بال فليض ومن ل يرض فليس من ال رواه ابن ماجه بسند حسن ش‬
‫هذا الديث رواه ابن ماجه ف سننه وترجم عليه من حلف له بال فليض حدثنا ممد بن‬
‫اساعيل بن سرة ثنا أسباط بن ممد عن ممد بن عجلن عن نافع عن ابن عمر قال سع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم رجل يلف بأبيه فقال ل تلفوا بآبائكم الديث وهذا إسناد جيد على‬
‫شرط مسلم عند الاكم وغيه فإنه متصل ورواته ثقات بل قد روى مسلم عن ابن عجلن عن‬
‫نافع عن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم كان يأت قباء راكبا وماشيا وأصل هذا الديث‬
‫ف الصحيحي عن ابن عمر بلفظ ل تلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بال وليصمت‬
‫وليس فيه هذه الزيادة قوله ل تلفوا بآبائكم تقدم ما يتعلق به ف الباب قبله قوله من حلف بال‬
‫فليصدق أي وجوبا لن الصدق واجب ولو ل يلف بال فكيف اذا حلف به وأيضا فالكذب‬
‫حرام لو ل يؤكد الب باسم ال فكيف إذا أكده باسم ال قوله ومن حلف له بال فليض أي‬
‫وجوبا كما يدل عليه قوله ومن ل يرض فليس من ال ولفظ ابن ماجه ومن ل يرض بال فليس‬
‫من ال وهذا وعيد كقوله تعال ومن يفعل ذلك فليس من ال ف شيء قال ابن كثي اي فقد‬
‫برىء من ال وهذا عام ف‬
‫‪ 533‬الدعاوى وغيها ما ل يفض إل إلغاء حكم شرعي كمن تشهد عليه البينة الشرعية فيحلف على‬
‫تكذيبها فل يقبل حلفه ولذا لا رأى عيسى عليه السلم رجل يسرق فقال له سرقت قال كل‬
‫وال الذي ل إله إل هو فقال عيسى آمنت بال وكذبت عين رواه البخاري وفيه وجهان‬
‫أحدها قال القرطب ظاهر قول عيسى عليه السلم للرجل سرقت أنه خب جازم لكونه أخذ مال‬
‫من حرز ف خفية وقول الرجل كل نفي لذلك ث أكده باليمي وقول عيسى آمنت بال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وكذبت عين أي صدقت من حلف بال وكذبت ما ظهر ل من كون الخذ سرقة فإنه يتمل‬
‫أن يكون الرجل أخذ ماله فيه حق أو ما أذن له صاحبه ف أخذه أو أخذه ليقلبه وينظر فيه ول‬
‫يقصد الغصب والستيلء قلت وهذا فيه نظر وصدق الديث يرده وهو قول النب صلى ال‬
‫عليه وسلم رأى عيسى رجل يسرق فأثبت صلى ال عليه وسلم سرقته الثان ما قاله ابن القيم‬
‫إن ال تعال كان ف قلبه أجل من أن يلف به أحد كاذبا فدار المر بي تمة الالف وتمة‬
‫بصره فرد التهمة ال بصره كما ظن آدم عليه السلم صدق ابليس لا حلف له أنه ناصح قلت‬
‫هذا القول أحسن من الول وهو الصواب إن شاء ال تعال وحدثت عن الصنف أنه حل‬
‫حديث الباب على اليمي ف الدعاوى كمن يتحاكم عند الاكم فيحكم على خصمه باليمي‬
‫فيحلف فيجيب عليه أن يرضى‬
‫‪ 534‬باب قول ما شاء ال وشئت أي ما حكم التكلم بذلك هل يوز أم ل وإذا قلنا ل يوز فهل هو‬
‫من الشرك أم ل قال عن قتيلة أن يهوديا أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال إنكم تشركون‬
‫تقولون ما شاء ال وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم إذا أرادوا أن‬
‫يلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء ال ث شئت رواه النسائي وصححه ش هذا‬
‫الديث رواه النسائي ف السنن واليوم والليلة وهذا لفظه ف اليوم والليلة أخبنا يوسف بن‬
‫عيسى قال ثنا الفضل بن موسى قال أنا مسعر عن معبد بن خالد عن عبدال بن يسار عن قتيلة‬
‫امرأة من جهينة أن يهوديا أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال إنكم تنددون وتشركون تقولون‬
‫ما شاء ال وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النب عليه السلم إذا أرادوا أن يلفوا أن يقولوا‬
‫ورب الكعبة وقول أحدكم ما شاء ال ث شئت رواه عن أحد بن حفص حدثن أب حدثن‬
‫ابراهيم بن طهمان عن مغية عن معبد بن خالد عن قتيلة امراة من جهينة قالت دخلت يهودية‬
‫على عائشة فقالت إنكم تشركون وساق الديث ول يذكر عبدال بن يسار والشهور ذكره‬
‫وقد رواه ابن سعد والطبان وابن منده وأشار ابن سعد ال انا ليس لا غيه قوله عن قتيلة هو‬
‫بضم القاف وفتح التاء بعدها مثناة تتية مصغرا‬
‫‪ 535‬بنت صيفي الهنية أو النصارية صحابية قوله إنكم تشركون تقولون ما شاء ال وشئت هذا‬
‫نص ف أن هذا اللفظ من الشرك لن النب صلى ال عليه وسلم أقر اليهودي على تسمية هذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫اللفظ تنديدا أو شركا ونى النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك وأرشد إل استعمال اللفظ‬
‫البعيد من الشرك وقول ما شاء ال ث شئت وإن كان الول قول ما شاء وحده كما يدل عليه‬
‫حديث ابن عباس وغيه وعلى النهي عن قول ما شاء ال وشئت جهور العلماء إل أنه حكي‬
‫عن أب جعفر الداودي ما يقتضي جواز ذلك احتجاجا لقوله تعال وما نقموا إل أن أغناهم ال‬
‫ورسوله من فضله وقوله وإذ تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمت عليه ونو ذلك والصواب القول‬
‫الول فان النب صلى ال عليه وسلم أنكر ذلك وقال لن قال له ذلك أجعلتن ل ندا وأقرن من‬
‫أسائه تنديدا وشركا على تسميته ومن الحال ان يكون هذا أمرا جائزا وأما ما احتج من القرآن‬
‫فقد ذكروا عن ذلك جوابي أحدها ان ذلك ل وحده ل شريك له كما انه تعال يقسم با شاء‬
‫من ملوقاته فكذلك هذا الثان أن قوله ما شاء ال وشئت تشريك ف مشيئة ال وأما الية فإنا‬
‫إخب با عن فعلي متغايرين فأخب تعال أنه أغناهم وأن رسوله أغناهم وهو من ال حقيقة لنه‬
‫الذي قدر ذلك ومن الرسول صلى ال عليه وسلم حقيقة باعتبار تعاطي الفعل وكذا النعام أنعم‬
‫ال على زيد بالسلم والنب صلى ال عليه و سلم أنعم عليه بالعتق وهذا بلف الشاركة ف‬
‫الفعل الواحد فالكلم إنا هو فيه والنع‬
‫‪ 536‬انا هو منه فإن قلت قد ذكر النحاة أن ث تقتضي اشتراك العطوف والعطوف عليه ف الكم‬
‫كالواو فلم جاز ذلك بثم ومنع منه الواو وغاية ما يقال إن ث تقتضي الترتيب بلف الواو فإنا‬
‫تقتضي مطلق المع وهذا ل يغي صورة الشتراك قبل النهي عن ذلك إنا هو إذا أتى بصورة‬
‫التشريك جيعا وهذا ل يصل إل بالواو بلف ث فإنا ل تقتضي المع إنا تقتضي الترتيب‬
‫فإذا أتى با زالت صورة التشريك والمع ف اللفظ وأما العن فلله تعال ما يتص به من الشيئة‬
‫وللمخلوق ما يتص به فلو أتى بثم وأراد أنه شريك ل تعال ف الشيئة كلول ال ث فلن مثل‬
‫ل يوجد ذلك فالنهي باق باله بل يكون ف هذه الصورة أشد من أتى بالواو مع عدم هذا‬
‫العتقاد ويشبه ذلك المع بي اسم ال واسم غيه ف ضمي واحد ولذا أنكره النب صلى ال‬
‫عليه وسلم على الطيب قال ومن يعصهما فقد غوى فقال له بئس الطيب أنت قوله فامرهم‬
‫النب صلى ال عليه وسلم اذا أرادوا أن يلفوا أن يقولوا ورب الكعبة تقدم ما يتعلق باللف بغي‬
‫ال قريبا وف الديث من الفوائد معرفة اليهود بالشرك الصغر وكثي من يدعي السلم ل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يعرف الشرك الكب بل يصرف خالص العبادات من الدعاء والذبح والنذر لغي ال ويظن أن‬
‫ذلك من دين السلم فعلمت أن اليهود ف ذلك الوقت أحسن حال ومعرفة منهم وفيه فهم‬
‫النسان إذا كان له هوى كما نبه عليه الصنف وأن العرفة بالق ل تستلزم اليان ول العمل‬
‫وقبول الق من جاء به وإن كان عدوا مالفا ف الدين وإن اللف بغي ال من الشرك وأن‬
‫الشرك الصغر ل يرق به النسان من السلم قال وله ايضا عن ابن عباس أن رجل قال للنب‬
‫صلى ال عليه وسلم ما شاء ال‬
‫‪ 537‬وشئت قال أجعلتن ل ندا ما شاء ال وحده ش هذا الديث رواه النسائي كما قال الصنف‬
‫لكن ف اليوم والليلة وهذا لفظه أخبنا علي بن خشرم عن عيسى عن الجلح عن يزيد بن‬
‫الصم عن ابن عباس أن رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فكلمه ف بعض المر فقال ما شاء‬
‫ال وشئت فقال النب صلى ال عليه وسلم أجعلتن ل عدل قل ما شاء ال وحده ورواه ابن‬
‫ماجه ف الكفارات من السنن عن هشام بن عمار عن عيسى نوه ولفظه إذا حلف أحدكم فل‬
‫يقل ما شاء ال وشئت الديث وقد تابع عيسى على هذا الديث سفيان الثوري وعبدالرحن‬
‫الجازل وجعفر بن عون عن الجلح وكلهم ثقات وخالفهم القاسم بن مالك وهو ثقة فرواه‬
‫عن الجلح عن أب الزبي عن جابر والول أرجح ويتمل أن يكون عند الجلح عنهما جيعا‬
‫قوله أجعلتن ل ندا هذه رواية ابن مردويه والرواية عند النسائي وابن ماجه أجعلتن ل عدل‬
‫والعن واحد قال ابن القيم ومن ذلك أي من الشرك بال ف اللفاظ قول القائل للمخلوق ما‬
‫شاء ال وشئت كما ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال له رجل ما شاء ال وشئت‬
‫وذكر الديث الشروح ث قال هذا مع أن ال قد اثبت للعبد مشيئة لقوله لن شاء منكم أن‬
‫يستقيم فكيف بن يقول أنا متوكل على ال وعليك وأنا ف حسب ال وحسبك وما ل إل ال‬
‫وأنت وهذا من ال ومنك وهذا من بركات ال وبركاتك وال ل ف السماء وأنت ل ف‬
‫الرض وال وحياة فلن أو يقول نذرا ل ولفلن وأنا تائب ل ولفلن وأرجو ال وفلنا فوازن‬
‫بي هذه اللفاظ وبي قول‬
‫‪ 538‬القائل ما شاء ال وشئت ث انظر أيهما أفحش يتبي لك أن قائلها أول بواب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم القائل تلك الكلمة وأنه إذا كان قد جعله ندا با فهذا قد جعل من ل يدان رسول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ف شيء من الشياء بل لعله أن يكون من أعدائه ندا لرب العالي‬
‫فالسجود والعبادة والتوكل والنابة والتقوى والشية والتوبة والنذر واللف والتسبيح والتكبي‬
‫والتهليل والتحميد والستغفار وحلق الرأس خضوعا وتعبدا والطواف بالبيت والدعاء كل ذلك‬
‫مض حق ال الذي ل يصلح ول ينبغي لسواه من ملك مقرب ول نب مرسل وف مسند المام‬
‫أحد أن رجل أت به ال النب صلى ال عليه وسلم قد أذنب فلما وقف بي يديه قال اللهم إن‬
‫أتوب اليك ول أتوب ال ممد فقال عرف الق لهله قلت إذا كان هذا كلمه صلى ال عليه‬
‫وسلم لن قال له ما شاء ال وشئت فكيف بن يقول فيه فإن من جودك الدنيا وضرتا ومن‬
‫علومك علم اللوح والقلم ويقول ف هزيته هذه علت وأنت طبيب ليس يفى عليك ف القلب‬
‫داء وأشباه هذا من الكفر الصريح قال ولبن ماجه عن الطفيل أخي عائشة لمها قال رأيت‬
‫كان أتيت على نفر من اليهود قلت إنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون عزير ابن ال قالوا‬
‫وإنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون ما شاء‬
‫‪ 539‬ال وشاء ممد ث مررت بنفر من النصارى فقلت إنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون السيح ابن‬
‫ال قالوا وإنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون ما شاء ال وشاء ممد فلما أصبحت أخبت با‬
‫من أخبت ث أتيت النب صلى ال عليه وسلم فأخبته قال هل أخبت با أحدا قلت نعم قال‬
‫فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن طفيل رأى رؤيا أخب با من أخب منكم وإنكم قلتم‬
‫كلمة كان ينعن كذا وكذا أن أناكم عنها فل تقولوا ما شاء ال وشاء ممد ولكن قولوا ما‬
‫شاء ال وحده ش هذا الديث ل يروه ابن ماجه بذا اللفظ عن الطفيل إنا رواه عن حذيفة‬
‫ولفظه حدثنا هشام بن عمار ثنا سفيان بن عيينة عن عبداللك ابن عمي عن ربعي بن حراش‬
‫عن حذيفة بن اليمان ان رجل من السلمي رأى ف النوم أنه لقي رجل من أهل الكتاب فقال‬
‫نعم القوم أنتم لول أنكم تشركون تقولون ما شاء ال وشاء ممد وذكر ذلك للنب صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال أما وال إن كنت لعرفها لكم قولوا ما شاء ال ث شاء ممد ورواه أحد‬
‫والنسائي بنحوه وف رواية للنسائي أن الراوي لذلك هو حذيفة نفسه هذه رواية ابن عيينة ث‬
‫ذكر ابن ماجة حديث الطفيل هذا فساق اسناده ول يذكر اللفظ فقال حدثنا ابن أب الشوارب‬
‫ثنا ابن عوانة عن عبد اللك عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سخبة اخي عائشة لمها عن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫النب صلى ال عليه وسلم بنحوه هذا لفظ ابن ماجة وهكذا رواه حاد بن سلمة وشعبة وابن‬
‫إدريس عن عبداللك فقالوا عن الطفيل وهو الذي رجحه الفاظ وقالوا ابن عيينة وهم ف قوله‬
‫عن حذيفة فقد تبي أن هذا الديث الذكور ل يروه ابن ماجة بذا اللفظ لكن رواه أحد‬
‫والطبان بنحو ما ذكره الصنف‬
‫‪ 540‬قوله عن الطفيل هو ابن سخبة وف حديثه هذا أنه أخو عائشة لمها وكذا قال الرب وقال‬
‫الذي عندي ان الارث بن سخبة قدم مكة فخالف أبا بكر فمات فخلف أبو بكر على أم‬
‫رومان فولدت له عبدالرحن وعائشة وكان لا من الارث الطفيل بن الارث فهو أخو عائشة‬
‫لمها وقيل غي ذلك وهو صحاب ليس له إل هذا الديث قال البغوي ل أعلم له غيه قوله‬
‫رأيت فيما يرى النائم كما روى أحد والطبان قوله على نفر من اليهود وف رواية أحد‬
‫والطبان كأن مررت برهط من اليهود فقلت من أنتم فقالوا نن اليهود والنفر رهط النسان‬
‫وعشيته وهواسم جع يقع على جاعة من الرجال خاصة ما بي الثلثة إل العشرة ول واحد له‬
‫من لفظه قال أبو السعادات قوله فقلت إنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون عزير ابن ال أي نعم‬
‫القوم أنتم لول ما أنتم عليه من الشرك والسبة ل بنسبة الولد إليه وهذا لفظ الطبان ولفظ أحد‬
‫قال أنتم القوم قوله قالوا وأنت لنتم القوم لول أنكم تقولون ما شاء ال وشاء ممد عارضوه‬
‫بذكر شيء ما ف السلمي من الشرك الصغر فقالوا له هذا الكلم أي نعم القوم أنتم لول ما‬
‫فيكم من الشرك وكذلك جرى له مع النصارى قوله فلما أصبحت أخبت با من أخبت وف‬
‫رواية أحد فلما أصبح أخب با من أخب وف رواية الطبان فما أصبحت أخبت با أناسا قوله‬
‫ث أتيت النب صلى ال عليه وسلم فأخبته فيه حسن خلقه صلى ال عليه وسلم وعدم‬
‫‪ 541‬احتجابه عن الناس كاللوك بيث اذا أراد أحد الوصول إليه أمكنه ذلك بل كلفة ول مشقه بل‬
‫يصلون إليه ويقضي حاجتهم ويبونه با يتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم ويقصون عليه ما‬
‫يرونه ف النام بل كان صلى ال عليه وسلم يعت بالرؤيا لنا من أقسام الوحي وكان إذا صلى‬
‫الصبح كثيا ما يقول هل رأى أحد منكم رؤيا قوله فحمد ال وأثن عليه وف رواية أحد فلما‬
‫أصبحوا خطبهم فحمد ال وأثن عليه وف رواية الطبان فما صلى الظهر قام خطيبا ففيه‬
‫مشروعية حد ال والثناء عليه ف الطب وفيه الطبة ف المور الهمة وأما معن المد فقد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تقدم ف باب قول ال تعال أيشركون ما ل يلق شيئا وأما الثناء فقال ابن القيم هو تكرار‬
‫الحامد قوله ث قال اما بعد ف رواية احد والطبان ث قال إن طفيل رأى رؤيا ول يذكر أما‬
‫بعد وف رواية للطبان فقام نب ال على النب فقال إن أخاكم رأى رؤيا قد حدثكم با رأى فيه‬
‫مشروعيه اما بعد ف الطب ف هذ الديث وإل فل يضر فإنا ثابتة ف خطبه عليه السلم وف‬
‫غيه قوله وإنكم قلتم كلمة كان ينعن كذا وكذا أن أناكم عنها وف رواية أحد والطبان‬
‫وانكم كنتم تقولون كلمة كان ينعن الياء منكم أن أناكم عنها وهذا الياء منهم ليس على‬
‫سبيل الياء من النكار عليهم بل كان صلى ال عليه وسلم يكرهها ويستحيي أن يذكرها لنه‬
‫ل يأمر بإنكارها فلما جاء المر اللي بالرؤيا الصالة أنكرها ول يستحي ف ذلك‬
‫‪ 542‬وفيه دليل على أنا من الشرك الصغر إذ لو كانت من الكب لنكرها من اول مرة قالوها وفيه‬
‫ما كان عليه النب صلى ال عليه وسلم من الياء وأنه من الخلق الحمودة قوله فل تقولوا ما‬
‫شاء ال وشاء ممد ولكن قولوا ما شاء ال وحده هذا على سبيل الستحباب وإل فيجوز أن‬
‫يقول ما شاء ال ث شاء فلن كما تقدم وفيه أن الرؤيا قد تكون سببا لشرع بعض الحكام‬
‫كما ف هذا الديث وحديث الذان وحديث الذكر بعد الصلوات باب من سب الدهر فقد‬
‫آذى ال ش مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة لن سب الدهر يتضمن الشرك كما سيأت‬
‫بيانه ولفظ الذى ف اللغة هو لا خف أمره وضعف أثره من الشرك والكروه ذكره الطاب قال‬
‫شيخ السلم وهو كما قال وهذا بلف الضرر فقد أخب سبحانه أن العباد ل يضرونه كما‬
‫قال تعال ول يزنك الذين يسارعون ف الكفر إنم لن يضروا ال شيئا فبي سبحانه أن اللق ل‬
‫يضرونه لكن يؤذونه اذا سبوا مقلب المور وقال وقول ال تعال وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا‬
‫نوت ونيا وما يهلكنا ال الدهر الية‬
‫‪ 543‬ش قال ابن كثي يب تعال عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب ف‬
‫إنكار العاد وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا قال ابن جرير أي ما حياة إل حياتنا الت نن فيها ل‬
‫حياة سواها تكذيبا منهم بالبعث بعد الوت نوت ونيا قال ابن كثي أي يوت قوم ويعيش‬
‫آخرون وما ث معاد ول قيامة وهذا يقوله مشركو العرب النكرون للمعاد وتقوله الفلسفة‬
‫الليون منهم وهم ينكرون البدأة والرجعة وتقوله الفلسفة الدورية النكرون للصانع العتقدون‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ف كل ستة وثلثي ألف سنة يعود كل شيء ال ما كان عليه فزعموا أن هذا قد تكرر مرات‬
‫ل تتناهي فكابروا العقول وكذبوا النقول ولذا قالوا وما يهلكنا إل الدهر قال ابن جرير أي ما‬
‫يهلكنا فيفنينا ال مر الليال واليام وطول العمر إنكارا منهم أن يكون لم رب يفنيهم ويهلكهم‬
‫ث روى باسناد على شرط الصحيحي عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال كان‬
‫أهل الاهلية يقولون إنا يهلكنا الليل والنهار وهو الذي يهلكنا وييتنا وييينا فقال ال ف كتابه‬
‫وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا نوت ونيا قال فيسبون الدهر فقال ال تبارك وتعال يؤذين ابن‬
‫آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار قوله وما لم بذلك من علم قال ابن جرير يعن‬
‫من يقي علم إن هم إل يظنون قال ابن كثي يتوهون ويتخيلون فإن قلت فأين مطابقة الية‬
‫للترجة إذا كانت خبا عن الدهرية الشركي‬
‫‪ 544‬قيل الطابقة ظاهرة لن من سب الدهر فقد شاركهم ف سبه وإن ل يشاركهم ف العتقاد قال‬
‫ف الصحيح عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال قال ال تعال يؤذين ابن آدم يسب‬
‫الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار وف رواية ل تسبوا الدهر فان الدهر هو ال ش قوله ف‬
‫الصحيح أي صحيح البخاري ورواه احد بذا اللفظ وأخرجه مسلم بلفظ آخر قوله يؤذين ابن‬
‫آدم يسب الدهر فيه ان سب الدهر يؤذي ال تبارك وتعال قال الشافعي ف تأويله وال أعلم إن‬
‫العرب كان من شأنا أن تذم الدهر وتسبه عند الصائب الت تنل بم من موت أو هرم أو تلف‬
‫أو غي ذلك فيقولون إنا يهلكنا الدهر وهو الليل والنهار ويقولون أصابتهم قوارع الدهر‬
‫وأبادهم الدهر فيجعلون الليل والنهار يفعلن الشياء فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل بم‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تسبوا الدهر على أنه الذي يفنيكم والذي يفعل بكم‬
‫هذه الشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الشياء فإنا تسبون ال تبارك وتعال فإنه فاعل هذه‬
‫الشياء انتهى قلت والظاهر أن الشركي نوعان أحدها من يعتقد أن الدهر هو الفاعل فيسبه‬
‫لذلك فهؤلء هم الدهرية الثان من يعتقد أن الدبر للمور هو ال وحده ل شريك له ولكن‬
‫‪ 545‬يسبون الدهر لا يري عليهم فيه من الصائب والوادث فيضيفون ذلك اليه من إضافة الشيء‬
‫ال مله ل لنه عندهم فاعل لذلك والديث صريح ف النهي عن سب الدهر مطلقا سواء اعتقد‬
‫أنه فاعل أو ل يعتقد ذلك كما يقع كثيا من يعتقد السلم كقول ابن العتز يا دهر ويك ما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أبقيت ل أحدا وانت والد سوء تأكل الولدا وقول أب الطيب قبحا لوجهك يا زمان كأنه وجه‬
‫له من كل قبح برقع وقول الطرف إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم عليك دهر لهل الفضل قد خانا‬
‫وقول الريري ول تأمن من الدهر الؤون ومكره فكم خامل أخن عليه ونابه ونو ذلك كثي‬
‫وكل هذا داخل ف الديث قال ابن القيم وف هذا ثلث مفاسد عظيمة أحدها سبه من ليس‬
‫أهل للسب فإن الدهر خلق مسخر من خلق ال منقاد لمره متذلل لتسخيه فسابه أول بالذم‬
‫والسب منه والثانية أن سبه متضمن للشرك فإنه إنا سبه لظنه أنه يضر وينفع وأنه مع ذلك ظال‬
‫قد ضر من ل يستحق العطاء ورفع من ل يستحق الرفعة وحرم من ل يستحق الرمان وهو عند‬
‫شاتيه من أظلم‬
‫‪ 546‬الظلمة وأشعار هؤلء الظلمة الونة ف سبه كثية جدا وكثي من الهال يصرح بلعنه وتقبيحه‬
‫الثالثة أن السب منهم إنا يقع على من فعل هذه الفعال الت لو اتبع الق فيها أهواءهم لفسدت‬
‫السموات والرض وإذا وافقت أهواءهم حدوا الدهر وأثنوا عليه وف حقيقة المر فرب الدهر‬
‫هو العطي الانع الافض الرافع العز الذل والدهر ليس له من المر شيء فمسبتهم الدهر مسبة‬
‫ل عز وجل ولذا كانت مؤذية للرب تعال فساب الدهر دائر بي امرين ل بد له من أحدها إما‬
‫مسبة ال أوالشرك به فإنه إن اعتقد ان الدهر فاعل مع ال فهو مشرك وإن اعتقد أن ال وحده‬
‫هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله فهو يسب ال تعال انتهى وأشار ابن أب حزة إل ان‬
‫النهي عن سب الدهر تنبيه بالعلى على الدن وأن فيه إشارة إل ترك سب كل شيء مطلق إل‬
‫ما أذن الشرع فيه لن العلة واحدة قوله وأنا الدهر قال الطاب معناه أنا صاحب الدهر ومدبر‬
‫المور الت ينسبونا إل الدهر فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه المور عاد سبه إل ربه‬
‫الذي هو فاعلها وإنا الدهر زمان جعل ظرفا لواقع المور قلت ولذا قال ف الديث وأنا الدهر‬
‫بيدي المر أقلب الليل والنهار وف رواية لحد بيدي الليل والنهار أجده وأبليه وأذهب باللوك‬
‫وف رواية ل تسبوا الدهر فإن ال هو الدهر اليام والليال أجددها وأبليها وآت بلوك بعد ملوك‬
‫قال الافظ وسنده صحيح فقد تبي بذا‬
‫‪ 547‬خطا ابن حزم ف عده الدهر من أساء ال السن وهذا غلط فاحش ولو كان كذلك لكان‬
‫الذين قالوا وما يهلكنا إل الدهر مصيبي قوله وف رواية هذه الرواية رواها مسلم وغيه قال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الصنف وفيه أنه قد يكون سبا ولو ل يقصده بقلبه باب التسمي بقاضي القضاة ونوه كأقضى‬
‫القضاة وحاكم الكام أو سيد الناس ونو ذلك أي ما حكم التسمي بذلك هل يوز أم ل قال‬
‫ف الصحيح عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال إن أخنع اسم عند ال رجل يسمى‬
‫ملك الملك ل مالك إل ال قال سفيان مثل شاهان شاه وف رواية اغيظ رجل على ال وأخبثه‬
‫قوله أخنع يعن أوضع ش قوله ف الصحيح أي الصحيحي قوله إن أخنع ذكر الصنف أن معناه‬
‫أوضع وهذا التفسي رواه مسلم عن المام أحد عن أب عمرو الشيبان قال عياض معناه أنه أشد‬
‫الساء صغارا وبنحو ذلك فسره أبو عبيد والانع الذليل وخنع الرجل ذل قال ابن بطال وإذا‬
‫كان السم أذل الساء كان من تسمى به أشد ذل وقد فسر الليل أخنع أفجر فقال النع‬
‫الفجور وف رواية أخن‬
‫‪ 548‬الساء من النا بفتح العجمة وتفيف النون مقصور وهوالفحش ف القول وف رواية اشتد‬
‫غضب ال على من زعم أنه ملك الملك رواه الطبان قوله رجل يسمى بصيغة الجهول من‬
‫التسمية أي يدعى بذلك ويرضى به وف بعض الروايات تسمى بفتح الفوقانية وتشديد اليم‬
‫ماض معلوم من التسمي اي سى نفسه قوله ملك الملك هو بكسر اللم من ملك والملك‬
‫جع ملك ث أكد النب صلى ال عليه وسلم التشديد ف تري التسمي بذلك بقوله ل مالك إل‬
‫ال فالذي تسمى بذا السم قد كذب وفجر وارتقى ال ما ليس له بأهل بل هو حقيق برب‬
‫العالي فإنه اللك ف القيقة فلهذا كان أذل الناس عند ال يوم القيامة والفرق بي اللك والالك‬
‫أن الالك هو التصرف بفعله وأمره ذكره ابن القيم فالذي تسمى ملك الملك أو ملك اللوك‬
‫قد بلغ الغاية ف الكفر والكذب ولقد كان بعض السلطي الساكي يفتخر بذا السم فأذله ال‬
‫قوله قال سفيان هو ابن عيينة تقدمت ترجته قوله مثل شاهان شاه هو بكسر النون والاء ف‬
‫آخره وقد تنون وليس هاء تأنيث فل يقال بالثناة أصل وإنا مثل سفيان بشاهان شاه لنه قد‬
‫كثرت التسمية به ف ذلك العصر فنبه سفيان بأن السم الذي ورد الب بذمه ل ينحصر ف‬
‫ملك الملك بل كل ما أدى معناه بأي لسان كان فهو مراد بالذم ذكره الافظ والديث‬
‫صريح ف تري التسمي بلك الملك‬
‫‪ 549‬ونوه كملك اللوك وسلطان السلطي قال ابن القيم لا كان اللك ل وحده ل ملك على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫القيقة سواه كان أخنع اسم وأوضعه عنده وأبغضه له اسم شاهان شاه أي ملك اللوك‬
‫وسلطان السلطي فإن ذلك ليس لحد غي ال فتسمية غيه بذا من أبطل الباطل وال ل يب‬
‫الباطل وقد ألق أهل العلم بذا قاضي القضاة وقالوا ليس قاضي القضاة إل من يقضي الق وهو‬
‫خي الفاصلي الذي إذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون ويلي هذا السم ف القبح والكراهة‬
‫والكذب سيد الناس وسيد الكل وليس ذلك إل لرسول ال صلى ال عليه وسلم خاصة كما‬
‫قال أنا سيد ولد آدم فل يوز لحد قط أن يقول عن غيه هو سيد الناس كما ل يوز له أن‬
‫يقول أنا سيد ولد آدم عليه السلم وقال ابن اب جرة يلتحق بلك الملك قاضي القضاة وإن‬
‫كان قد اشتهر ف بلد الشرق من قدي الزمان إطلق ذلك على كبي القضاة وقد سلم أهل‬
‫الغرب من هذا فاسم كبي القضاة عندهم قاضي الماعة وقد زعم بعض التأخرين أن التسمي‬
‫بقاضي القضاة ونوها جائز واستدل له بديث أقضاكم علي قال فيستفاد منه أن ل حرج على‬
‫من أطلق على قاض أن يكون أعدل القضاة وأعلمهم ف زمانه أقضى القضاة أو يريد إقليمه أو‬
‫بلده وتعقبه العال العراقي فصوب النع ورد ما احتج به بأن التفضيل ف ذلك وقع ف حق من‬
‫خوطب به ومن يلتحق بم فليس مساويا لطلق التفضيل باللف واللم قال ول يفى ما ف‬
‫ذلك من الرأة وسوء الدب ول عبة بقول من ول القضاة فنعت بذلك فلذ ف سعه واحتال‬
‫ف الواز فإن الق أحق أن يتبع قلت وقد تبي بذا مطابقة الديث للترجة‬
‫‪ 550‬قوله وف رواية أغيظ رجل على ال يوم القيامة وأخبثه هذه الرواية رواها مسلم ف صحيحه قال‬
‫ابن أب جرة وف الديث مشروعية الدب ف كل شيء لن الزجر عن ملك الملك والوعيد‬
‫عليه يقتضي النع منه مطلقا سواء أراد من تسمى بذلك أنه ملك على ملوك الرض أم على‬
‫بعضها وسواء كان مقا ف ذلك أم مبطل مع أنه ل يفى الفرق بي من قصد ذلك وكان فيه‬
‫صادقا ومن قصده وكان فيه كاذبا قلت يعن أن الثان أشد إثا من الول باب احترام أساء ال‬
‫تعال وتغيي السم لجل ذلك ش أي لجل احترامها وهو تعظيمها وذلك من تقيق التوحيد‬
‫ويستفاد منه النع من التسمي بذا ابتداء من باب الول لكن ف الساء الختصة بال تعال قال‬
‫عن أب شريح أنه كان يسمى أبا الكم فقال له النب صلى ال عليه وسلم إن ال هو الكم‬
‫وإليه الكم فقال إن قومي إذا اختلفوا ف شيء أتون فحكمت بينهم فرضي كل الفريقي فقال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ما أحسن هذا فما لك من الولد فقلت شريح ومسلم وعبدال قال فمن أكبهم قلت شريح قال‬
‫أنت أبو شريح رواه أبو داود وغيه ش هذا الديث رواه أبو داود كما قال الصنف ورواه‬
‫النسائي ولفظ أب داود من طريق يزيد بن القدام بن شريح عن أبيه عن جده عن‬
‫‪ 551‬أبيه هانء وهو أبو شريح أنه لا وفد على رسول ال صلى ال عليه وسلم مع قومه سعهم‬
‫يكنونه بأب الكم فدعاه رسول ال صلىال عليه وسلم فقال إن ال هو الكم واليه الكم فلم‬
‫تكن أبا الكم فقال إن قومي إذا اختلفوا ف شيء الديث قال ابن مفلح واسناده جيد ورواه‬
‫الاكم وزاد فدعا له ولولده قوله عن أب شريح هو بضم العجمة وفتح الراء وآخره مهملة‬
‫مصغر واسه هانء بن يزيد الكندي قال الافظ وقيل الارثي الضباب قاله الزي وقيل الذحجي‬
‫وقيل غي ذلك صحاب نزل الكوفة ول عبة بقبول من قال إنه الزاعي ول من ظن أنه النخعي‬
‫والد شريح القاضي فإن ذلك خطأ فاحش قوله إنه كان يكن ابا الكم قال بعضهم الكنية قد‬
‫تكون بالوصاف كأب الفضائل وأب العال وأب الي وأب الكم وقد تكون بالنسبة ال‬
‫الولد كأب سلمة وأب شريح ال ما يلبسه كأب هريرة فإنه عليه السلم رآه ومعه هرة فكناه‬
‫بأب هريرة وقد تكون للعلمية الصرفة كأب بكر قوله إن ال هو الكم وإليه الكم أما الكم‬
‫فهو من أساء ال تبارك وتعال كما ف هذا الديث وقد ورد عدة ف الساء السن مقرونا‬
‫بالعدل فسبحان ال ما أحسن اقتران هذين السي قال ف شرح السنة الكم هو الاكم الذي‬
‫إذا حكم ل يرد حكمه وهذه الصفة ل تليق بغي ال تعال كما قال تعال وال يكم ل معقب‬
‫لكمه وقال بعضهم عرف الب ف الملة الول وأتى بضمي الفصل فدل على الصر وإن هذا‬
‫‪ 552‬الوصف متص به ل يتجاوز إل غيه وأما قوله وإليه الكم أي إليه الفصل بي العباد ف الدنيا‬
‫والخرة كما قال تعال له الكم وإليه ترجعون وقال إن الكم إل ل يقص الق وهو خي‬
‫الفاصلي وفيه الدليل على النع من التسمي بأساء ال الختصة به والنع ما يوهم عدم الحترام‬
‫لا كالتكن بأب الكم ونوه قوله إن قومي إذا اختلفوا ف شيء أتون فحكمت بينهم أي أنا ل‬
‫أكن نفسي بذه الكنية وإنا كنت أحكم بي قومي فكنون با وفيه جواز التحاكم إل من‬
‫يصلح للقضاء إن ل يكن قاضيا وأنه يلزم حكمه ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم ما أحسن‬
‫هذا قال اللخال للتعجب أي الكم بي الناس حسن ولكن هذه الكنية غي حسنة وقال غيه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أي الذي ذكرته من الكم بالعدل وقيل ما أحسن هذا اي ما ذكرت من وجه الكنية قال‬
‫بعضهم وهو الول قلت فعلى هذا يكون حكمه لقومه قبل إسلمه إذ يبعد أن يكون قاضيا لم‬
‫قبل أن يلقى رسول ال صلى ال عليه وسلم ويتعلم منه لن هذه القصة كانت بعد إسلمه‬
‫بقليل لنه كان مع وفد قومه حي أسلموا وقدموا على رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يظن‬
‫أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يسن أمر حكام الاهلية قوله قال شريح ومسلم وعبدال‬
‫صريح ف أن الواو ل تقتضي الترتيب وإنا تقتضي مطلق المع فلذا سأله رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن الكب إذ لو كانت دالة على الترتيب ل يتج إل سؤال عن أكبهم قوله فأنت‬
‫أبو شريح أي رعاية للكب منا ف التكري والجلل‬
‫‪ 553‬فإن الكبي أول بذلك قال ف شرح السنة فيه أن يكن الرجل بأكب بنيه فإن ل يكن له ابن‬
‫فبأكب بناته وكذلك الرأة تكن بأكب بنيها فإن ل يكن لا ابن فبأكب بناتا انتهى وفيه تقدي‬
‫الكب وفيه أن استعمال اللفظ الشريف السن مكروه ف حق من ليس كذلك ومنه أن يقول‬
‫الملوك لسيده وغيه رب نبه عليه ابن القيم باب من هزل بشيء فيه ذكر ال أو القرآن او‬
‫الرسول ش أي إنه يكفر بذلك لستخفافه بناب الربوبية والرسالة وذلك مناف للتوحيد ولذا‬
‫أجع العلماء على كفر من فعل شيئا من ذلك فمن استهزأ بال أو بكتابه أو برسوله أو بدينه‬
‫كفر ولو هازل ل يقصد حقيقة الستهزاء اجاعا قال وقول ال تعال ولئن سألتهم ليقولن إنا‬
‫كنا نوض ونلعب الية ش يقول تعال ماطبا لرسوله صلى ال عليه وسلم ولئن سألتهم أي‬
‫سألت النافقي الذين تكلموا بكلمة الكفر استهزاء ليقولن إنا كنا نوض ونلعب أي يعتذرون‬
‫بأنم ل يقصدوا الستهزاء والتكذيب إنا قصدوا الوض ف الديث واللعب قل أبال ورسوله‬
‫وآياته كنتم تستهزؤن ل يعبأ باعتذارهم‬
‫‪ 554‬إما لنم كانوا كاذبي فيه وإما لن الستهزاء على وجه الوض واللعب ل يكون صاحبه‬
‫معذورا وعلى التقديرين فهذا عذر باطل فإنم أخطؤوا موقع الستهزاء وهل يتمع اليان بال‬
‫وكتابه ورسوله والستهزاء بذلك ف قلب بل ذلك عي الكفر لذلك كان الواب مع ما قبله ل‬
‫تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم قال شيخ السلم فقد أمره أن يقول كفرت بعد إيانكم وقول من‬
‫يقول إنم قد كفروا بعد إيانم بلسانم مع كفرهم أول بقلوبم ل يصح لن اليان باللسان مع‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كفر القلب قد قارنه الكفر فل يقال قد كفرت بعد إيانكم فإنم ل يزالوا كافرين ف نفس المر‬
‫وإن أريد إنكم أظهرت الكفر بعد إظهاركم اليان فهم ل يظهروا ذلك إل لوضهم وهم مع‬
‫خوضهم ما زالوا هكذا بل لا نافقوا وحذروا أن تنل عليهم سورة تبي ما ف قلوبم من النفاق‬
‫وتكلموا بالستهزاء أي صاروا كافرين بعد إيانم ول يدل اللفظ على أنم ما زالوا منافقي إل‬
‫أن قال تعال ولئن سألتهم ليقولن إنا كنا نوض ونلعب فاعترفوا ولذا قيل ل تعتذروا قد كفرت‬
‫بعد إيانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة فدل على أنم ل يكونوا عند أنفسهم قد أتوا‬
‫كفرا بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر فتبي أن الستهزاء بآيات ال ورسوله كفر يكفر به صاحبه‬
‫بعد إيانه فدل على أنه كان عندهم إيان ضعيف ففعلوا هذا الحرم الذي عرفوا أنه مرم ولكن‬
‫ل يظنوه كفرا وكان كفرا كفروا به فإنم ل يعتقدوا جوازه وقوله إن نعف عن طائفة منكم‬
‫نعذب طائفة قال ابن كثي أي ل يعفى عن جيعكم ول بد من عذاب بعضكم بأنم كانوا‬
‫مرمي‬
‫‪ 555‬بذه القالة الفاجرة قيل إن الطائفة مشي بن حي عفا ال عنه وتسمى عبد الرحن وسأل ال أن‬
‫يقتل شهيدا ل يعلم مقتله فقتل يوم اليمامة ول يعلم مقتله ول من قتله ول يدرى له عي ول أثر‬
‫وقيل إن الطائفة زيد بن وديعة والول أشهر ويتمل أن ال عفا عنهما جيعا وف الية دليل على‬
‫أن الرجل إذا فعل الكفر ول يعلم أنه كفر ل يعذر بذلك بل يكفر وعلى أن الساب كافر‬
‫بطريق الول نبه عليه شيخ السلم قال عن ابن عمر وممد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة‬
‫دخل حديث بعضهم ف بعض أنه قال رجل ف غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلء أرغب‬
‫بطونا ول أكذب ألسنا ول أجب عند اللقاء يعن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه‬
‫القراء فقال له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق لخبن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فذهب عوف ال رسول ال صلى ال عليه وسلم ليخبه فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك‬
‫الرجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ارتل وركب ناقته فقال يا رسول ال إنا كنا‬
‫نوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق قال ابن عمر كأن أنظر إليه متعلقا‬
‫بنسعة ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن الجارة لتنكب رجليه وهو يقول إنا كنا‬
‫نوض ونلعب فيقول له رسول ال صلى ال عليه وسلم أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن ما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يلتفت اليه وما يزيد عليه ش هذا الثر ذكره الصنف مموعا من رواية ابن عمر وممد بن‬
‫كعب وزيد بن أسلم وقتادة وقد ذكره قبله كذلك شيخ السلم فأما أثر ابن عمر فرواه ابن‬
‫جرير وابن أب حات وغيها بنحو ما ذكره‬
‫‪ 556‬الصنف وأما أثر ممد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة فهي معروفة لكن بغي هذا اللفظ قوله‬
‫عن ابن عمر هو عبدال بن عمر بن الطاب رضي ال عنهما وممد بن كعب هو ممد كعب‬
‫بن سليم أبو حزة القرظي الدن قال البخاري إن أباه كان من ل ينبت من بن قريظة وهو ثقة‬
‫عال مات سنة عشرين ومئة وزيد بن أسلم هو مول عمر بن الطاب والد عبدالرحن وإخوته‬
‫يكن أبا عبدال ثقة مشهور مات سنة ست وثلثي ومئة وقتادة هو ابن دعامة وتقدم قوله دخل‬
‫حديث بعضهم ف بعض أي إن الديث مموع من رواياتم فلذلك دخل بعضه ف بعض قوله‬
‫إنه قال رجل ف غزوة تبوك ل أقف على تسمية القائل لذلك أبم اسه ف جيع الروايات الت‬
‫وقفت عليها ولكن قد ورد تسمية جاعة من نزلت فيهم الية مع اختلف الرواية فيما قالوه من‬
‫الكلم ففي بعض الروايات أنم قالوا ما ذكره الصنف وعن ماهد ف الية قال رجل من‬
‫النافقي يدثنا ممد أن ناقة فلن بواد كذا وكذا ف يوم كذا وكذا وما يدريه بالغيب رواه ابن‬
‫أب شيبة وابن النذر وابن أب حات وعن قتادة قال بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫غزوته إل تبوك وبي يديه أناس من النافقي فقالوا يرجو هذا الرجل أن تفتح له قصور الشام‬
‫وحصونا هيهات هيهات فأطلع ال نبيه على ذلك فقال نب ال صلى ال عليه وسلم احبسوا‬
‫علي الركب فأتاهم فقال قلتم كذا وقلتم كذا قالوا يا نب ال إنا كنا نوض ونلعب فأنزل ال‬
‫فيهم ما تسمعون رواه ابن النذر وابن أب حات‬
‫‪ 557‬وف رواية جابر بن عبدال عند ابن مردويه كان فيمن تلف من النافقي بالدينة وداعة بن ثابت‬
‫أحد بن عمرو بن عوف فقيل له ما خلفك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال الوض‬
‫واللعب فأنزل ال فيه وف أصحابه ولئن سألتهم ليقولن إنا كنا نوض ونلعب إل مرمي وسى‬
‫ابن عباس ف رواية عند ابن مرديه منهم وديعة بن ثابت ومشي بن حي وأنم قالوا أتسبون أن‬
‫قتال بن الصفر كقتال غيهم وال لكأنكم غدا تفرون ف البال القصة بكمالا فيحتمل أنم‬
‫قالوا ذلك كله فإن النافقي إذا خلوا إل شياطينهم أخذوا ف الستهزاء بال وآياته ورسوله‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والؤمني فل يبعد أنم قالوا ذلك فكل ذكر بعض كلمهم والية تعم ذلك وف هذه الروايات‬
‫ذكر أساء القائلي لبعضهم ذلك منهم وديعة بن ثابت وقيل وداعة وزيد ابن وديعة ومشي بن‬
‫حي الذي تاب ال عليه لكنه ل يقل ذلك إنا حضره وف بعض الروايات أن عبدال بن أب هو‬
‫الذي قال ذلك لكن رواه ابن القيم بأن ابن أب تلف عن غزوة تبوك وذكر ابن اسحاق أساء‬
‫الذين هوا بالفتك برسول ال صلى ال عليه وسلم فعد جاعة فيحتمل أنم من الستهزئي‬
‫ويتمل أنم غيهم ولذا قال تعال ف الستهزئي قد كفرت بعد إيانكم وف الخرين ولقد قالوا‬
‫كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلء القراء جع قارىء وهم عند السلف‬
‫الذين يقرؤون القرآن ويعرفون معانيه أما قراءته من غي فهم لعناه فل يوجد ف ذلك العصر وإنا‬
‫حدث بعد ذلك من جلة البدع قوله أرغب بطونا أي أوسع بطونا الرغب والرغيب الواسع‬
‫يقال‬
‫‪ 558‬جوف رغيب وواد رغيب يصفونم بسعة البطون وكثرة الكل كما روى ابو نعيم عن شريح‬
‫بن عبيد أن رجل قال لب الدرداء ما بالكم أجب منا وأبل إذا سئلتم وأعظم لقما إذا أكلتم‬
‫فأعرض عنه أبو الدرداء ول يرد عليه شيئا وأخب بذلك عمر بن الطاب فانطلق عمر إل الرجل‬
‫الذي قال ذلك فأخذه بثوبه وخنقه وقاده إل النب صلى ال عليه وسلم فقال الرجل إنا كنا‬
‫نوض ونلعب قوله فقال له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق فيه البادرة ف النكار‬
‫والشدة على النافقي وجواز وصف الرجل بالنفاق إذا قال أو فعل ما يدل عليه قوله لخبن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه أن هذا وما أشبهه ل يكون غيبة ول نيمة بل من النصح ل‬
‫ورسوله فينبغي الفرق بي الغيبة والنميمة وبي النصيحة ل ورسوله فذكر أفعال النافقي‬
‫والفساق لولة المور ليزجروهم ويقيموا عليهم أحكام الشريعة ليس من الغيبة والنميمة انتهى‬
‫قوله فوجد القرآن قد سبقه أي جاءه الوحي من ال با قالوه ف هذه الية ولئن سألتهم ليقولن‬
‫إنا كنا نوض ونلعب وفيه دللة على علم ال سبحانه وعلى قدرته وإليته وعلى أن ممدا‬
‫رسول ال قوله فجاء ذلك الرجل قد تقدم أنه ابن أب كما رواه ابن النذر وابن أب حات عن ابن‬
‫عمر لكن رواه ابن القيم بأن ابن أب تلف عن غزوة تبوك‬
‫‪ 559‬وف هذا الديث من الفوائد أن النسان قد يكفر بكلمة يتكلم با أو عمل يعمل به وأشدها‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫خطرا إرادات القلوب فهي كالبحر الذي ل ساحل له ويفيد الوف من النفاق الكب فإن ال‬
‫تعال أثبت لؤلء ايانا قبل أن يقولوا ما قالوه كما قال ابن أب مليكة أدركت ثلثي من‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم كلهم ياف النفاق على نفسه نسأل ال السلمة‬
‫والعفو والعافية ف الدنيا والخرة باب قول ال تعال ولئن أذقناه رحة منا من بعد ضراء مسته‬
‫ليقولن هذا ل وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إل رب إن ل عنده للحسن فلننبئن الذين‬
‫كفروا با عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ قال ماهد هذا بعملي وأنا مقوق به وقال ابن‬
‫عباس يريد من عندي وقوله قال إنا أوتيته على علم عندي قال قتادة على علم من بوجوه‬
‫الكاسب وقال آخرون على علم من ال أن له أهل وهذا معن قول ماهد أوتيته على شرف‬
‫قوله باب قول ال تعال ولئن أذقناه رحة منا من بعد ضراء مسته الية ذكر الصنف رحه ال‬
‫تعال عن ابن عباس وغيه من الفسرين ف معن‬
‫‪ 560‬هذه الية وما بعدها ما يكفي ف العن ويشفي قوله قال ماهد هذا بعملي وأنا مقوق به وقال‬
‫ابن عباس يريد من عندي وقوله قال إنا أوتيته على علم عندي قال قتادة على علم من بوجوه‬
‫الكاسب وقال آخرون على علم من ال أن له أهل وهذا معن قول ماهد أوتيته على شرف‬
‫وليس فيما ذكروه اختلف وإنا هي أفراد العن قال ابن كثي رحه ال ف معن قوله تعال وإذا‬
‫خولناه نعمة قال إنا أوتيته على علم بل هي فتنة يب أن النسان ف حال الضر يضرع ال ال‬
‫تعال وينيب إليه ويدعوه ث إذا خوله نعمة منا طغى وبغى وقال إنا أوتيته على علم أي لا يعلم‬
‫من استحقاقي له ولول أن عند ال حظيظ لا خولن هذا قال تعال بل هي فتنة أي ليس المر‬
‫كما زعمتم بل إنا أنعمنا عليه بذه النعمة لنختبه فيما أنعمنا عليه أيطيع ام يعصي مع علمنا‬
‫التقدم بذلك بل هي فتنة أي اختبار ولكن أكثرهم ل يعلمون فلهذا يقولون ما يقولون ويدعون‬
‫ما يدعون قد قالا الذين من قبلهم أي قد قال هذه القالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوى‬
‫كثي من سلف من المم فما أغن عنهم ما كانوا يكسبون أي فما صح قولم ول نفعهم‬
‫جعهم وما كانوا يكسبون كما قال تعال مبا عن قارون إذ قال له قومه ل تفرح إن ال ل‬
‫يب الفرحي وابتغ فيما آتاك ال الدار الخرة ول تنس يصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن‬
‫ال إليك ول تبغ الفساد ف الرض إن ال ل يب الفسدين قال إنا أوتيته على علم عندي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 561‬أو ل يعلم أن ال قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جعا ول يسأل عن‬
‫ذنوبم الجرمون وقال تعال وقالوا نن أكثر أموال وأولدا وما نن بعذبي وعن أب هريرة‬
‫رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن ثلثة من بن اسرائيل أبرص‬
‫وأقرع وأعمى فأراد ال أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى البرص قال أي شيء أحب اليك قال‬
‫لون حسن وجلد حسن ويذهب عن الذي قد قذرن الناس به قال فمسحه فذهب عنه قذره‬
‫فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا قال فأي الال أحب اليك قال البل أو البقر شك إسحاق‬
‫فأعطي ناقة عشراء وقال بارك ال لك فيها قال فأتى القرع فقال أي شيء أحب اليك قال‬
‫شعر حسن ويذهب عن الذي قد قذرن الناس به فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا فقال‬
‫أي الال أحب اليك قال البقر أو البل فأعطي بقرة حامل قال بارك ال له فيها فأتى العمى‬
‫فقال أي شيء أحب اليك قال أن يرد ال إل بصري فابصر به الناس فمسحه فرد ال اليه بصره‬
‫قال فاي الال أحب اليك قال الغنم فأعطي شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لذا واد من‬
‫البل ولذا واد من البقر ولذا واد من الغنم قال ث إنه أتى البرص ف صورته وهيئته فقال رجل‬
‫مسكي قد انقطعت به البال ف سفري فل بلغ ل اليوم ال بال ث بك أسألك بالذي أعطاك‬
‫اللون السن واللد السن والال بعيا أتبلغ به ف سفري فقال القوق كثية فقال كأن‬
‫أعرفك أل تكن أبرص يقذرك الناس فقيا‬
‫‪ 562‬فأعطاك ال عز وجل الال فقال إنا ورثت هذا الال كابرا عن كابر فقال ان كنت كاذبا‬
‫فصيك ال ال ما كنت به وأتى القرع ف صورته فقال له مثل ما قال لذا ورد عليه مثل ما رد‬
‫عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيك ال إل ما كنت قال وأتى العمى ف صورته فقال رجل‬
‫مسكي وابن سبيل قد انقطعت ب البال ف سفري فل بلغ ل اليوم ال بال ث بك أسألك‬
‫بالذي رد عليك بصرك شاة أبتلغ با ف سفري فقال قد كنت أعمى فرد ال ال بصري فخذ ما‬
‫شئت ودع ما شئت فوال ل أجهدك اليوم بشيء أخذته ل فقال أمسك مالك فإنا ابتليتم فقد‬
‫رضي ال عنك وسخط على صاحبيك أخرجاه قوله أخرجاه أي البخاري ومسلم والناقة‬
‫العشراء بصم العي وفتح الشي وبالد هي الامل قوله أنتج وف رواية فنتج معناه تول نتاجها‬
‫والناتج للناقة كالقابلة للمرأة قوله ولد هذا هو بتشديد اللم أي تول ولدتا وهو بعن أنتج ف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الناقة فالولد والناتج والقابلة بعن واحد لكن هذا للحيوان وذلك لغيه قوله انقطعت ب البال‬
‫هو بالاء الهملة والباء الوحدة هي السباب قوله ل أجهدك معناه ل أشق عليك ف رد شيء‬
‫تأخذه أو تطلبه من مال ذكره النووي‬
‫‪ 563‬وهذا حديث عظيم وفيه معتب فان الولي جحدا نعمة ال فما اقرا ل بنعمته ول نسبا النعمة ال‬
‫النعم با ول أديا حق ال فحل عليهما السخط وأما العمى فاعترف بنعمة ال ونسبها ال من‬
‫أنعم عليه با وأدى حق ال فيها فاستحق الرضى من ال بقيامه بشكر النعمة لا أتى بأركان‬
‫الشكر الثلثة الت ل يقوم الشكر إل با وهي القرار بالنعمة ونسبتها ال النعم وبذلا فيما يب‬
‫قال العلمة ابن القيم رحه ال اصل الشكر هو العتراف بانعام النعم على وجه الضوع له‬
‫والذل والحبة فمن ل يعرف النعمة بل كان جاهل با ل يشكرها ومن عرفها ول يعرف النعم‬
‫با ل يشكرها أيضا ومن عرف النعمة والنعم لكن جحدها كما يحدها النكر لنعمة النعم‬
‫عليه با فقد كفرها ومن عرف النعمة والنعم با وأقر با ول يحدها ولكن ل يضع له ول‬
‫يبه ول يرض به وعنه ل يشكره أيضا ومن عرفها وعرف النعم با وأقر با وخضع للمنعم با‬
‫وأحبه ورضي به وعنه واستعملها ف مابه وطاعته فهذا هو الشاكر لا فل بد ف الشكر من علم‬
‫القلب وعمل يتبع العلم وهو اليل ال النعم ومبته والضوع له قوله قذرن الناس بكراهة رؤيته‬
‫وقربه منهم باب قول ال تعال فلما آتاها صالا جعل له شركاء فيما آتاها فتعال‬
‫‪ 564‬ال عما يشركون قال ابن حزم اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال كعبد عمرو وعبدالكعبة‬
‫وما أشبه ذلك حاشا عبدالطلب وعن ابن عباس ف الية لا تغشاها آدم حلت فأتاها إبليس‬
‫فقال ان صاحبكما الذي أخرجتكما من النة لتطيعن أو لجعلن له قرن أيل فيخرج من بطنك‬
‫فيشقه ولفعلن ولفعلن يوفهما سياه عبدالارث فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ث حلت فآتاها‬
‫فقال مثل قوله فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ث حلت فأتاها فذكر لما فأدركهما حب الولد‬
‫فسمياه عبد الارث فذلك قوله جعل له شركاء فيما آتاها رواه ابن أب حات وله بسند صحيح‬
‫عن قتادة قال شركاء ف طاعته ول يكن ف عبادته وله بسند صحيح عن ماهد ف قوله لئن‬
‫آتيتنا صالا قال أشفقا ان ل يكون انسانا وذكر معناه عن السن وسعيد وغيها قوله باب‬
‫قول ال تعال فلما آتاها صالا جعل له شركاء فيما آتاها فتعال ال عما يشركون قال المام‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫أحد رحه ال ف معن هذه الية حدثنا عبدالصمد حدثنا عمر بن ابراهيم حدثنا قتادة عن‬
‫السن عن سرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال لا ولدت حواء طاف با ابليس وكان ل‬
‫يعيش لا ولد فقال سيه عبدالارث فإنه يعيش فسمته عبدالارث فعاش فكان ذلك من وحي‬
‫الشيطان وأمره رواه احد والترمذي وحسنه وابن جرير والاكم وصححه‬
‫‪ 565‬ولذا ذكر الضمي ف آخرها بصيغة المع استطرادا من ذكر الشخص ال النس ومعن الية انه‬
‫تعال يب عن مبدأ النس النسان وما فيه ل من عجائب القدرة فأوجد هذا النس على كثرته‬
‫واختلف انواعه من نفس واحدة وهو آدم عليه السلم وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما‬
‫تغشاها أي وطئها حلت حل خفيفا وذلك المل ل تد الرأة له ألا إنا هي النطفة ث العلقة ث‬
‫الضغة وقوله فمرت به قال ماهد استمرت عليه وقال مهران استخفته وقال ابن جرير استمرت‬
‫بالاء وقامت به وقعدت فلما اثقلت أي صارت ذات ثقل بملها قال السدي كب ف بطنها‬
‫دعوا ال ربما اي ان آدم وحواء عليهما السلم دعوا ال لئن آتيتنا صالا بشرا سويا قال ابن‬
‫عباس أشفقا ان يكون بيمة لنكونن من الشاكرين اي لنشكرنك على ذلك انتهى ملخصا من‬
‫ابن كثر وفيه زيادة وقوله فما آتاها صالا جعل له شركاء أي ل شركاء فيما آتاها اي ل‬
‫يقوما بشكر ذلك على الوجه الرضي كما وعدا بذلك بل جعل ل فيه شركاء فيما أعطيتهما‬
‫من الولد الصال والبشر السوي بأن سياه عبدالارث فإن من تام الشكر أن ل يعبد السم إل‬
‫ل وإذا تأملت سياق الكلم من أوله إل آخره مع ما فسره به السلف تبي قطعا أن ذلك ف آدم‬
‫وحواء عليهما السلم فإن فيه غي موضع يدل على ذلك والعجب من يكذب بذه القصة‬
‫‪ 566‬وينسى ما جرى أول مرة ويكابر بالتفاسي البتدعة ويترك تفاسي السلف وأقوالم وليس‬
‫الحذور ف هذه القصة بأعظم من الحذور ف الرة الول وقوله تعال عما يشركون هذا وال‬
‫أعلم عائد إل الشركي من القدرية فاستطرد من ذلك الشخص إل النس وله نظائر ف القرآن‬
‫قوله قال ابن حزم هو ابو ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم الظاهري الشهور صاحب‬
‫كتاب الجاع واليصال والحلى وغيها من الصنفات قوله اتفقوا الظاهر أن الراد أجعوا‬
‫فمقصوده حكاية الجاع ل حكاية التفاق على طريقة التأخرين قوله حاشا عبد الطلب قال‬
‫ابن القيم ل تل التسمية بعبد علي وعبدالسي ول عبد الكعبة وقد روى ابن أب شيبة عن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هانء بن شريح قال وفد على النب صلى ال عليه وسلم قوم فسمعهم يسمون رجل عبد الجر‬
‫فقال له ما اسك قال عبد الجر فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا أنت عبدال فقيل‬
‫كيف يتفقون على تري السم العبد لغي ال وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم تعس عبد‬
‫الدينار الديث وصح عنه أنه قال أنا النب ل كذب أنا ابن عبد الطلب فالواب أما قوله تعس‬
‫عبد الدينار فلم يرد السم وإنا أراد به الوصف والدعاء على من يعبد قلبه للدينار والدرهم‬
‫فرضي بعبوديتهما عن عبودية ال تبارك وتعال وأما قوله أنا ابن عبد الطلب فهذا لبس من باب‬
‫إنشاء التسمية بذلك وإنا هو من باب الخبار بالسم الذي عرف به السمى دون غيه‬
‫والخبار بثل ذلك على وجه تعريف السمى ل يرم ول وجه‬
‫‪ 567‬لتخصيص أب ممد ذلك بعبد الطلب خاصة فقد كان أصحابه يسمون بعبد شس وبن عبد‬
‫الدار بأسائهم ول ينكر عليهم النب صلى ال عليه وسلم ذلك فباب الخبار أوسع من النشاء‬
‫فيجوز فيه مال يوز ف النشاء انتهى ملخصا وهو حسن ولكن بقي إشكال وهو أن ف‬
‫الصحابة من اسه الطلب بن ربيعة ابن الارث بن عبد الطلب فالواب أما من اسه عبد شس‬
‫فغيه النب صلى ال عليه وسلم إل عبدال كما ذكروا ذلك ف تراجهم وأما الطلب بن ربيعة‬
‫فذكر ابن عبد الب أن اسه عبد الطلب وقال كان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يغي اسه فيما علمت وقال الافظ وفيما قاله نظر فإن الزبي أعلم من غيه بنسب قريش ول‬
‫يذكر أن اسه إل الطلب وقد ذكر العسكري أن أهل النسب إنا يسمونه الطلب وأما أهل‬
‫الديث فمنهم من يقول الطلب ومنهم من يقول عبد الطلب وأما عبد يزيد أبو ركانة فذكره‬
‫الذهب ف التجريد وقال أبو ركانة طلق امرأته وهذا ل يصح والعروف أن صاحب القصة دكانه‬
‫وروى حديثه أبو داود وف السنن عن ابن عباس قال طلق عبد يزيد أبو ركانة وأخوته أم ركانة‬
‫وذكر الديث ث قال وحديث نافع بن عجي وعبدال بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن‬
‫جده أن ركانة طلق امرأته البتة فجعلها النب صلى ال عليه وسلم واحدة أصح لنم ولد الرجل‬
‫وأهله وهم أعلم به فقد تبي أنه ليس ف الصحابة من اولء من تصح له صحبته فعلى هذا ل‬
‫توز التسمية بعبد الطلب ول غيه ما عبد لغي ال وكيف توز التسمية وقد أجع العلماء على‬
‫تري التسمية ب عبد النب وعبد الرسول وعبد السيح وعبد علي وعبد السي وعبد الكعبة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وكل هذه‬
‫‪ 568‬أول بالواز من عبد الطلب لو جازت التسمية به وأيضا فقد نص النب صلى ال عليه وسلم‬
‫على أن التسمية بعبد الارث من وحي الشيطان وأمره بعبد الطلب كعبد الارث ل فرق‬
‫بينهما إل أن أصدق الساء الارث وهام فلعله أول بالواز ل يقال إن الارث اسم للشيطان‬
‫لنه وإن كان اسا له فل فرق ف ذلك بي جيع من اسه الارث فل يوز التسمية به وإن نوى‬
‫عبد الارث بن هشام أو غيه فإن قلت إذا كان ابن حزم قد حكى الجاع على جواز التسمية‬
‫بعبد الطلب فكيف يوز خلفه قلت كلم ابن حزم ليس صريا ف حكاية الجاع على جواز‬
‫ذلك بعبد الطلب فإن لفظة اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال كعبد العزى وعبد هبل‬
‫وعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد الطلب واتفقوا على إباحة كل اسم بعد ما‬
‫ذكرنا ما ل يكن اسم نب أو اسم ملك إل آخر كلمه فيحتمل أن مراده حكاية اللف فيه‬
‫ويكون التقدير اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال حاشا عبد الطلب أي فإنم ل يتفقوا‬
‫على تريه بل اختلفوا ويؤيده أنه قال بعده واتفقوا على إباحة كل اسم بعد ما ذكرنا إل آخره‬
‫ويكون الراد حاشا عبد الطلب فل أحفظ ما قالوا فيه ويكون سكوتا منه عن حكاية اجاعا أو‬
‫خلف فيه وعلى تقدير أن مراده حكاية الجاع من جواز ذلك فليس كل من حكى اجاعا‬
‫يسلم له ول كل إجاع يكون حجة أيضا فكيف واللف موجود والسنة فاصلة بي التنازعي‬
‫وغاية حجة من أجازه قوله عليه السلم أنا ابن عبد الطلب ونوه أو أن بعض الصحابة اسه‬
‫عبد الطلب وقد تقدم الواب عن ذلك وأيضا فلو كان قوله أنا ابن عبد الطلب حجة على‬
‫جواز التسمية به لكان قوله إنا‬
‫‪ 569‬بنو هاشم وبنو عبد مناف شيء واحد حجة على جواز التسمية بعبد مناف ولكن فرق بي‬
‫إنشاء التسمية وبي الخبار بذلك عمن هو اسه قوله ف الية أي الترجم لا قوله تغشاها أي‬
‫حواء أي وطئها عليهما السلم قوله او لجعلن له أي لولدكما قوله قرن أيل هو بالتثنية أو‬
‫الضافة وأيل بفتح المزة وكسر الثناة التحتية الشددة ذكر الوعال والعن انه يوفهما بكونه‬
‫يل للولد قرن وعل فيخرج من بطنها فيشقه كما قال فيخرج من بطنك فيشقه قوله ولفعلن‬
‫ولفعلن يوفهما بغي ما ذكر ويزعم أنه يفعل بما غي ذلك قوله سياه عبد الارث قال سعيد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بن جبي كان اسه ف اللئكة الارث وكان مراده ان سياه بذلك ليكون قد وجد له صورة‬
‫الشراك به فإن هذا من باب كيد إبليس إذا عجز عن الدمي أن يوقعه ف العصية الكبية قنع‬
‫منه بالصغية وأيضا فإنه يصل له منهما طاعته كما أطاعا أول مرة كما روى ابن جرير وابن‬
‫أب حات عن عبد الرحن بن زيد بن أسلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خدعهما‬
‫مرتي قال زيد خدعهما ف النة وخدعهما ف الرض قوله فابيا أن يطيعاه فخرج ميتا ال هذا‬
‫وال أعلم من المتحان فان النسان ل عزم له وإن عاين ماذا عساه أن يعاين من اليات إل‬
‫بتوفيق ال تعال فإن الطبيعة البشرية تغلب عليه كما غلبت على البوين مرتي مع ما وقع لما‬
‫قبل‬
‫‪ 570‬من التحذير والنذار عن كيد إبليس وعداوته لما ومع ذلك ادركهما حب الولد فسمياه عبد‬
‫الارث وكان ذلك شركا ف التسمية وإن ل يقصدا العبادة للشيطان بل قصدا به فيما ظنا إما‬
‫دفع شره عن حواء وإما الوف على الولد من الوت كما روى عبد بن حيد وابن أب حات عن‬
‫أب بن كعب قال لا حلت حواء أتاها الشيطان فقال اتطيعينن ويسلم ولدك سيه عبد الارث‬
‫فلم تفعل فولدت فمات ث حلت فقال لا مثل ذلك فلم تفعل ث حلت الثالثة فقال أتطيعين‬
‫يسلم لك ولدك وال فإنه يكون بيمة فهيبها فأطاعاه رواه ابن أب حات قلت وإسناده صحيح‬
‫ورواه سعيد بن منصور وابن النذر وعن ابن عباس قال كانت حواء تلد لدم أولدا فتعبدهم ل‬
‫وتسميه عبدال وعبيد ال ونو ذلك فيصيبهم الوت فأتاها إبليس وآدم فقال إنكما لو تسيانه‬
‫بغي ما تسميانه لعاش فولدت له رجل فسمياه عبد الارث ففيه انزل هو الذي خلقكم من‬
‫نفس واحدة إل آخر الية رواه ابن مردويه قوله شركاء ف طاعته ول يكن ف عبادته أي‬
‫لكونما أطاعاه ف التسمية بعبد الارث ل أنما عبداه فهو دليل على الفرق بي شرك الطاعة‬
‫وبي شرك العبادة قال بعضهم تفسي قتادة ف هذه الية بالطاعة لن الراد با على كلم كثي‬
‫من الفسرين آدم وحواء عليهما السلم فناسب تفسيها بالطاعة لنما أطاعا الشيطان ف تسمية‬
‫الولد بعبد الارث وقد استشكله بعض العاصرين با حاصله أنم قد فسروا العبادة بالطاعة فيلزم‬
‫على قول قتادة أن يكون الشرك ف العبادة والواب ان تفسي العبادة بالطاعة من التفسي اللزم‬
‫فإنه لزم العبادة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 571‬أن يكون العابد مطيعا لن عبده با فلذا فسرت بالطاعة أو يقال هو من التفسي باللزوم وإرادة‬
‫اللزم اي لا كانت الطاعة ملزوما للعبادة والعبادة لزمة لا فل تصل إل بالطاعة جاز تفسيها‬
‫بذلك وهو أصح وبالملة فل إشكال ف ذلك بمد ال فإن قلت قد سى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم طاعة الحبار والرهبان ف معصية ال عبادة قلت راجع الكلم على حديث عدي يتضح‬
‫الواب قوله أشفقا أي خافا أي آدم وحواء أن ل يكون إنسانا قال أبو صال أشفقا أن يكون‬
‫بيمة فقال لئن آتيتنا بشرا سويا رواه ابن أب حات وف هذا أن هبة ال للرجل البنت السوية من‬
‫النعم ذكره الصنف وذلك أن ال سبحانه وتعال قادر على أن يعلها غي سوية وأن يعلها من‬
‫غي النس فل ينبغي للرجل أن يسخط ما وهبه ال له كما يفعل أهل الاهلية بل يمد ال‬
‫الذي جعلها بشرية سوية ولذا كانت عائشة رضي ال عنها إذا بشرت بولود ل تسأل إل عن‬
‫صورته ل عن ذكوريته وأنوثيته قوله وذكر اي ذكر ابن أب حات فإنه روى ذلك عمن ذكر‬
‫الصنف معناه عن السن هو البصري قوله وسعيد أي ابن جبي وغيه كالسدي وغيه باب‬
‫قول ال تعال ول الساء السن فادعوه با وذروا الذين يلحدون ف أسائه الية‬
‫‪ 572‬يب تعال أن له اساء وصفها بكونا حسن أي حسان وقد بلغت الغاية ف السن فل أحسن‬
‫منها كما يدل عليه من صفات الكمال ونعوت اللل فاساؤه الدالة على صفاته هي أحسن‬
‫الساء وأكملها فليس ف الساء أحسن منها ول يقوم غيها مقامها وتفسي السم منها بغيه‬
‫ليس تفسيا براد مض بل هو على سبيل التقريب والتفهم فله من كل صفة كمال أحسن اسم‬
‫وأكمله وأته معن وأبعده وأنزهه عن شائبة نقص فله من صفة الدراكات العليم البي دون‬
‫العال الفقيه والسميع البصي دون السامع والباصر ومن صفات الحسان الب الرحيم الودود دون‬
‫الرفيق والشفيق والشوق وكذلك العلي العظيم دون الرفيع الشريف وكذلك الكري دون‬
‫السخي والالق البارىء الصور دون الصانع الفاعل الشكل والعفو الغفور دون الصفوح الساتر‬
‫وكذلك سائر أساء ال تعال يري على نفسه أكملها وأحسنها ول يقوم غيه مقامه فأساؤه‬
‫أحسن الساء كما أن صفاته أكمل الصفات فل نعدل عما سى به نفسه إل غيه كما ل‬
‫يتجاوز ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم إل ما وصفه به البطلون ومن‬
‫هنا يتبي لك خطأ من أطلق عليه اسم الصانع والفاعل والرب ونوها لن اللفظ الذي أطلقه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫سبحانه على نفسه واخب به عنها أت من هذا وأكمل وأجل شأنا فإنه يوصف من كل صفة‬
‫كمال باكملها وأجلها وأعلها فيوصف من الرادة بأكملها وهو الكمة وحصول كل ما يريد‬
‫بارادته كما قال تعال فعال لا يريد وبإرادة اليسر ل العسر كما قال تعال يريد ال بكم اليسر‬
‫ول يريد بكم العسر وبإرادة الحسان وتام النعمة على عباده كقوله تعال وال‬
‫‪ 573‬يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تيلوا ميل عظيما فإرادة التوبة له وإرادة‬
‫اليل لبتغي الشهوات وقوله ما يريد ال ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم‬
‫نعمته عليكم وكذلك العليم البي أكمل من الفقيه العارف والكري الواد أكمل من السخي‬
‫والرحيم أكمل من الشفيق والالق البارىء الصور أكمل من الفاعل الصانع ولذا ل تىء هذه‬
‫ف أسائه السن فعليك براعاة ما أطلقه سبحانه على نفسه من الساء والصفات والوقوف‬
‫معها وعدم إطلق ما ل يطلقه على نفسه ما ل يكن مطابقا لعن أسائه وصفاته وحينئذ فيطلق‬
‫العن لطابقته لا دون اللفظ ول سيما إذا كان ممل أو منقسما أو ما يدح به وغيه فإنه ل‬
‫يوز إطلقه ال مقيدا وهذا كلفظ الفاعل والصانع فإنه ل يطلق عليه ف اسائه السن إل إطلقا‬
‫مقيدا كما أطلقه على نفسه كقوله فعال لا يريد ويفعل ال ما يشاء وقوله صنع ال الذي أتقن‬
‫كل شيء فإن اسم الفاعل والصانع منقسم العن إل ما يدح عليه ويذم فلهذا العن وال أعلم ل‬
‫ييء ف الساء السن الريد كما جاء فيها السميع البصي ول التكلم المر الناهي لنقسام‬
‫مسمى هذه الساء بل وصف نفسه بكمالتا وشرف انواعها ومن هنا يعلم غلط بعض‬
‫التأخرين وزلقه الفاحش ف اشتقاقه له سبحانه من كل فعل أخب به عن نفسه اسا مطلقا‬
‫وأدخله ف أسائه السن فاشتق منها اسم الاكر والخادع والفاتن والضل تعال ال عن ذلك‬
‫علوا كبيا انتهى ملخصا من كلم المام ابن القيم‬
‫‪ 574‬وقيل فصل الطاب ف أساء ال السن هل هي توقيفية أم ل وحاصله أن ما يطلق عليه من‬
‫باب الساء والصفات توقيفي وما يطلق من باب الخبار ل يب أن يكون توقيفيا كالقدي‬
‫والشيء الوجود والقائم بنفسه والصانع ونو ذلك فادعوه با أي اسألوه وتوسلوا إليه با كما‬
‫تقول اغفر ل وارحن إنك أنت الغفور الرحيم فإن ذلك من أقرب الوسائل وأحبها إليه كما ف‬
‫السند والترمذي ألظوا بياذ اللل والكرام والديث الخر سع النب صلى ال عليه وسلم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫رجل يدعو وهو يقول اللهم ان اسألك بأن أشهد أنك أنت ال الذي ل إله إل أنت الحد‬
‫الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد فقال والذي نفسي بيده لقد سأل ال باسه‬
‫العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى رواه الترمذي وغيه وقوله عليه السلم‬
‫اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك ومنك ل نصي ثناء عليك أنت‬
‫كما أثنيت على نفسك حديث صحيح رواه مسلم وغيه ومنه اللهم إن أسألك بأن لك المد‬
‫ل إله إل أنت النان بديع السموات والرض ياذا اللل والكرام رواه الترمذي بنحوه واللفظ‬
‫لغيه قال ابن القيم فهذا سؤال له وتوسل إليه بمده وأنه ل إله إل هو النان فهو توسل إليه‬
‫بأسائه وصفاته وما أحق ذلك بالجابة وأعظمه موقعا عند السؤال واعلم أن الدعاء با أحد‬
‫مراتب إحصائها الذي قال فيه النب صلى ال عليه وسلم إن ل تسعة وتسعي اسا من أحصاها‬
‫دخل النة رواه البخاري وغيه وهي ثلث مراتب الرتبة الول إحصاء ألفاظها وأسائها‬
‫وعددها‬
‫‪ 575‬الرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولا الرتبة الثالثة دعاؤه با كما ف الية وهو نوعان دعاء ثناء‬
‫وعبادة ودعاء طلب ومسألة فل يثن عليه إل بأسائه السن وصفاته العلى وكذا ل يسأل إل با‬
‫فل يقال يا موجود ويا شيء ويا ذات اغفر ل بل يسأل ف كل مطلوب باسم يكون مقتضيا‬
‫لذلك الطلوب فيكون السائل متوسل اليه بذلك السم ومن تأمل أدعية الرسل لسيما خاتهم‬
‫عليه وعليهم السلم وجدها مطابقة لذا كما نقول رب اغفر ل وارحن إنك أنت الغفور‬
‫الرحيم ول يسن إنك أنت السميع العليم البصي ولكن أساؤه تعال منها ما يطلق عليه مفردا‬
‫وهو غالب الساء كالقدير والسميع والبصي والكيم فهذا يسوغ أن يدعى به مفردا ومقترنا‬
‫بغيه فتقول يا عزيز يا حكيم يا قدير يا سيع يا بصي وإن انفرد كل اسم وكذلك ف الثناء عليه‬
‫والب عنه وبه يسوغ لك الفراد والمع ومنها ما يطلق عليه مفردا بل مقرونا بقابلة كالانع‬
‫والضار والنتقم والذل فل يوز أن يفرد هذا عن مقابله فإنه مقرون بالعطي والنافع والعفو‬
‫والعزيز والعز فهو العطي الانع الضار النافع النتقم العفو العز الذل لن الكمال ف اقتران كل‬
‫اسم من هذا بقابله لنه يراد به أنه التفرد بالببوبية وتدبي اللق والتصرف فيهم إعطاء ومنعا‬
‫ونفعا وضرا وانتقاما وإعزازا وإذلل فأما الثناء عليه بجرد النع والنتقام والضرار فل يسوغ‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫فهذه الساء المزوجة يري السان منها مرى السم الواحد الذي يتنع فصل بعض حروفه من‬
‫بعض ولذلك ل تىء مفردة ول تطلق عليه إل مقترنة فلو قلت يا ضار يا مانع يا مذل ل تكن‬
‫مثنيا عليه ول حامدا له حت تذكر مقابلتها انتهى ملخصا من كلم ابن القيم وفيه بعض‬
‫‪ 576‬زيادة وبه يظهر الواب عما قد يرد على ما سبق ذكر الساء السن الت ورد عددها ف‬
‫الديث لا كان إحصاء الساء السن والعمل با أصل للعلم بكل معلوم وكانت سعادة الدنيا‬
‫والخرة مرتبة عليها فما حصل من آثارها للعباد هو الذي أوجب لم دخول النة ولذا جاء‬
‫الديث الصحيح التفق عليه أن من أحصاها دخل النة وذكرنا مراتب الحصاء لن العبد‬
‫متاج بل مضطر ال معرفتها فوق كل ضرورة وقد قيل إن ال ذكرها كلها ف القرآن ول ريب‬
‫أن ال تعال ذكر أكثرها بلفظها ول يذكره بلفظه ففي القرآن ما يدل عليه قال شعيب بن أب‬
‫حزة عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إن ل تسعة وتسعي اسا من أحصاها دخل النة هو ال الذي ل إله إل هو الرحن‬
‫الرحيم اللك القدوس السلم الؤمن الهيمن العزيز البار التكب الالق البارىء الصور الغفار‬
‫القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الافض الرافع العز الذل السميع البصي‬
‫الكم العدل اللطيف البي الليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبي الفيظ القيت السيب‬
‫الليل الكري الرقيب الجيب الواسع الكيم الودود الجيد الباعث الشهيد الق الوكيل القوي‬
‫التي الول الميد الحصي البدىء العيد الحيي الميت الي القيوم الواجد الاجد الواحد الحد‬
‫الصمد القادر القتدر القدم الؤخر الول الخر الظاهر الباطن الول التعال الب التواب النعم‬
‫النتقم العفو الرؤوف مالك اللك‬
‫‪ 577‬ذو اللل والكرام القسط الامع الغن الغن الانع الضار النافع النور الادي البديع الباقي‬
‫الوارث الرشيد الصبور هذا حديث غريب جدا حدثنا به غي واحد عن صفوان بن صال ول‬
‫نعرفه إل من حديث صفوان بن صال وهو ثقة عند أهل الديث وقد روي هذا الديث من‬
‫غي وجه عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ل نعلم ف كبي شيء من‬
‫الروايات ذكر الساء السن ف هذا الديث وقد روى آدم عن أب إياس هذا الديث باسناد‬
‫غي هذا عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم وذكر فيه الساء وليس له إسناد صحيح‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫قلت يشي إل عدد الساء سردا وإل فصدر الديث متفق عليه وقد خرجه بالعدد الذكور ابن‬
‫النذر وابن خزية ف صحيحه وابن حبان والطبان والاكم ف الستدرك وغيهم به ول يذكروا‬
‫فيه العطي وإسناده صحيح ولكن الغترب منه ذكر العدد ورواه ابن ماجه من طريق عبد اللك‬
‫بن الصنعان عن زهي بن ممد التميمي عن موسى بن عقبة عن العرج وساق الساء وخالف‬
‫سياق الترمذي والترتيب والزيادة والنقص فأما الزيادة فهي البارىء الراشد البهان الشديد‬
‫الواقي القائم الافظ الناظر السامع العطي البد الني التام القدي الوتر وعبد اللك لي الديث‬
‫وزهي متلف فيه وحديث الوليد أصح إسنادا وأحسن سياقا وأجدر أن يكون مرفوعا ولذا قال‬
‫النووي هو حديث حسن قال بعضهم والعلة ف كونما ل يرجاه بذكر السامي تفرد الوليد بن‬
‫مسلم عال الشاميي ثقة وقد قيل إن العدد الذكور مدرج قال ف الرشاد ما معناه ذكر جاعة‬
‫من الفاظ الحققي التقني أن سرد الساء ف حديث أب هريرة مدرج فيه وأن جاعة من أهل‬
‫العلم جعوها من القرآن كما روي ذلك‬
‫‪ 578‬عن جعفر بن ممد وسفيان بن عيينة واب زيد اللغوي وقال البيهقي يتمل أن يكون التفسي‬
‫للساء وقع من بعض الرواة ولذا الحتمال ترك الشيخان إخراج حديث الوليد ف الصحيح‬
‫قال ف البدر والدليل على ذلك وجهان أحدها أن أصحاب الديث ل يذكروها والثان أن فيها‬
‫تغييا بريادة ونقصان وذلك ل يليق بالرتبة العليا النبوية كذل قال وفيه نظر فإن الزيادة‬
‫والنقصان قد تكون من الرواة وإن كان الديث صحيحا كما ف غي ذلك من الحاديث وقد‬
‫رواه الطبان ف الدعاء والاكم وغيها فزادوا الرب الله النان النان البارىء وف لفظ القائم‬
‫الفرد وف لفظ القادر بدل الفرد والغيث الدائم الميد وف لفظ الميل الصادق الول النصي‬
‫القدي الوتر الفاطر العلم الليك الكرم الدبر الالك الشاكر الرفيع ذو الطول العارج ذو الفضل‬
‫اللق ول أظنه يثبت وإن كان بعض العدد صحيحا وعد جعفر بن ممد منها النعم التفضل‬
‫السريع وقال ابن حزم جاءت ف إحصائها أحاديث مضطربة ل يصح منها شيء أصل ونقل عنه‬
‫أنه قال صح عندي قريبا من ثاني اسا واشتمل عليها الكتاب والصحاح من الخبار فليطلب‬
‫الباقي بطريق الجتهاد وقال القرطب ف شرح الساء السن العجب من ابن حزم ذكر من‬
‫الساء السن نيفا وثاني فقط وال يقول ما فرطنا ف الكتاب من شيء ث ساق ما ذكره ابن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫حزم وفيه من الزيادة على ما تقدم الرب الله العلى الكب العز السيد السبوح الوتر الحسن‬
‫الميل الرفيق الدهر وقد عدها الافظ فزاد الفي السريع الغالب العال الافظ الستعان وف هذا‬
‫نظر يفهم ما تقدم وإن كان قد ذكر بعضها فيما ل يثبت من الديث فهذه خسة وستون ومائة‬
‫اسم أقربا من جهة السناد سياق الترمذي وما عدا‬
‫‪ 579‬ذلك ففيه أساء صحيحة ثابتة وف بعضها توقف وبعضها خطأ مض كالبد والناظر والسامع‬
‫والقائم والسريع فهذه وإن ورد عدادها ف بعض الحاديث فل يصح ذلك أصل وكذلك الدهر‬
‫والفعال والفالق والخرج والعال مع أن هذه ل ترد ف شيء من الحاديث إل حديث ل تسبوا‬
‫الدهر فإن ال هو الدهر وقد مضى معناه وبينا خطأ ابن حزم ف عده من الساء السن هناك‬
‫واعلم أن الساء السن ل تدخل تت حصر ول تد بعدد فإن ل تعال أساء وصفات استأثر‬
‫با ف علم الغيب عنده ول يعلمها ملك مقرب ول نب مرسل كما ف الديث الصحيح أسألك‬
‫بكل اسم هو لك سيت به نفسك أو أنزلته ف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به‬
‫ف علم الغيب عندك رواه أحد وابن حبان ف صحيحه وغيها قال ابن القيم فجعل أساءه ثلثة‬
‫أقسام قسم سى به نفسه فأظهره لن شاء من ملئكته أو غيهم ول ينل به كتابه وقسم أنزل‬
‫به كتابه وتعرف به إل عباده وقسم استأثر به ف علم غيبه فلم يطلع عليه أحدا من خلقه ولذا‬
‫قال استأثرت به أي انفردت بعلمه وليس الراد انفراده بالسمى به لن هذا النفراد ثابت ف‬
‫الساء الت انزل با كتابه ومن هذا قوله عليه السلم ف حديث الشفاعة فيفتح علي من مامده‬
‫بال أحسنه الن وتلك الحامد هي بأسائه وصفاته ومنه قوله ل أحصي ثناء عليك أنت كما‬
‫أثنيت على نفسك وأما قوله صلى ال عليه وسلم إن ل تسعة وتسعي اسا من أحصاها دخل‬
‫النة فالكلم جلة واحدة وقوله من أحصاها دخل النة صفة ل خب مستقبل والعن له أساء‬
‫متعددة من شأنا أن من أحصاها دخل النة وهذ كقولك لفلن ألف شاة أعدها للضياف فل‬
‫يدل على أنه ل يلك غيها وهذا ل خلف بي العلماء فيه‬
‫‪ 580‬وقوله تعال وذروا الذين يلحدون ف أسائه أي اتركوهم وأعرضوا عن مادلتهم قال ابن القيم‬
‫واللاد ف أسائه هو العدول با وبقائقها ومعانيها عن الق الثابت لا وهو مأخوذ من اليل‬
‫كما يدل عيله مادة اللحد ومنه اللحد وهو الشق ف جانب القب الذي قد مال عن الوسط ومنه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫اللحد ف الدين الائل عن الق إل الباطل إذا عرف هذا فاللاد ف أسائه أحدها أن يسمي‬
‫الصنام با كتسميتهم اللت من الله والعزى من العزيز وتسميتهم الصنم إلا وهذا إلاد‬
‫حقيقة فهم عدلوا بأسائه ال أوثانم وآلتهم الباطلة الثان تسميته با ل يليق بلله كتسمية‬
‫النصارى له أبا وتسمية الفلسفة له موجبا بذاته أو علة فاعلة بالطبع ونو ذلك وثالثها وصفه با‬
‫يتعال عنه ويتقدس من النقائص كقول أخبث اليهود إنه فقي وقولم إنه استراح بعد أن خلق‬
‫خلقه وقولم يد ال مغلولة وأمثال ذلك ما هو إلاد ف أسائه وصفاته ورابعها تعطيل الساء‬
‫السن عن معانيها وجحد حقائقها كقول من يقول من الهمية وأتباعهم إنا ألفاظ مردة ل‬
‫تتضمن صفات ول معان فيطلقون عليه اسم السميع والبصي والي والرحيم والتكلم ويقولون‬
‫ل حياة له ول سع ول بصر ول كلم ول إرادة تقوم به وهذا من أعظم اللاد فيها عقل‬
‫وشرعا ولغة وفطرة وهو يقابل إلاد الشركي فإن أولئك أعطوا من أسائه وصفاته للتهم‬
‫وهؤلء سلبوا كماله وجحدوها وعطلوها وكلها ألد ف أسائه ث الهمية وفروخهم‬
‫متفاوتون ف هذا اللاد فمنهم الغال والتوسط والتلوث وكل من جحد شيئا ما وصف ال به‬
‫نفسه أو وصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم فقد ألد ف ذلك فليقل أو ليستكثر وخامسها‬
‫تشبيه صفاته بصفات خلقه تعال ال عما يقول‬
‫‪ 581‬الشبهون علوا كبيا فهذا اللاد ف مقابله إلاد العطلة فإن أولئك نفوا صفات كماله‬
‫وجحدوها وهؤلء شبهوها بصفات خلقه فجمعهم اللاد وتفرقت بم طرقه وبرأ ال أتباع‬
‫رسوله وورثته القائمي بسنته عن ذلك كله فلم يصفوه إل با وصف به نفسه ول يحدوا‬
‫صفاته ول يشبهوها بصفات خلقه ول يعدلوا با عما أنزلت عليه لفظا ول معن بل أثبتوا له‬
‫الساء والصفات ونفوا عنه مشابة الخلوقات فكان إثباتم بريئا من التشبيه وتنيههم خاليا من‬
‫التعطيل ل كمن شبه كأنه يعبد صنما أو عطل حت كأنه ل يعبد إل عدما وأهل السنة وسط ف‬
‫النحل كما أن أهل السلم وسط ف اللل توقد مصابيح معارفهم من شجرة مباركة زيتونة ل‬
‫شرقية ول غربية يكاد زيتها يضيء ولو ل تسسه نار نور على نور يهدي ال لنوره من يشاء‬
‫سيجزون ما كانوا يعملون وعيد وتديد قوله يلحدون ف أسائه يشركون أي يشركون غيه ف‬
‫أسائه كتسميتهم الصنم إلا ويتمل أن الراد الشرك ف العبادة لن أساءه تعال تدل على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫التوحيد فالشراك بغيه إلاد ف معان أسائه سبحانه وتعال ل سيما مع القرار با كما كانوا‬
‫يقرون بال ويعبدون غيه فهذا السم وحده أعظم الدلة على التوحيد فمن عبد غيه فقد ألد‬
‫ف هذا السم وعلى هذا بقية الساء وهذا الثر ل يروه ابن أب حات عن ابن عباس إنا رواه عن‬
‫قتادة فاعلم ذلك قوله وعنه سو اللت من الله والعزى من العزيز هذا الثر معطوف على‬
‫سابقه أي رواه ابن أب حات عن ابن عباس وكذلك الثر الثان عن العمش معطوف على‬
‫سابقه أي رواه ابن أب حات عنه والعمش اسه‬
‫‪ 582‬سليمان بن مهران أبو ممد الكوف الفقيه ثقة حافظ ورع مات سنة وكان مولده أو سنة قوله‬
‫يدخلون فيها ما ليس منها أي كتسمية النصارى له ابا ونوه كما سبق باب ل يقال السلم‬
‫على ال لا كان حقيقة لفظ السلم السلمة والباءة واللص والنجاة من الشر والعيوب فإذا‬
‫قال السلم السلم عليكم فهو دعاء للمسلم عليه وطلب له أن يسلم من الشر كله وال هو‬
‫الطلوب منه ل الطلوب له وهو الدعو ل الدعو له وهو الغن له ما ف السموات وما ف الرض‬
‫استحال ان يسلم عليه سبحانه وتعال بل هو السلم على عباده كما قال تعال قل المد ل‬
‫وسلم على عباده الذين اصطفى وقال وسلم على الرسلي وقال تيتهم يوم يلقونه سلم فهو‬
‫السلم ومنه السلم ل إله غيه ول رب سواه ف الصحيح عن ابن مسعود رضي ال عنه قال‬
‫كنا إذا كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة قلنا السلم على ال من عباده السلم‬
‫على فلن فقال النب صلى ال عليه وسلم ل تقولوا السلم على ال فإن ال هو السلم ش قوله‬
‫ف الصحيح أي الصحيحي‬
‫‪ 583‬قوله قلنا السلم على ال أي يقولون ذلك ف التشهد الخي كما هو مصرح به ف بعض ألفاظ‬
‫الديث كنا نقول قبل أن يفرض التشهد السلم على ال فقال النب صلى ال عليه وسلم إن ال‬
‫هو السلم ولكن قولوا التحيات ل قوله فقال النب صلى ال عليه وسلم ل تقولوا السلم على‬
‫ال أي وال أعلم لا تقدم وكأن السلم اسه كما يرشد اليه آخر الديث قوله فإن ال هو‬
‫السلم أنكر عليه السلم التسليم على ال وأخب أن ذلك عكس ما يب له سبحانه فإن كل‬
‫سلم ورحة له ومنه فهو مالكها ومعطيها وهو السلم قال ابن النباري أمرهم أن يعرفوه إل‬
‫اللق لاجتهم إل السلمة وقال غيه وهذا كله حاية منه صلى ال عليه وسلم لناب التوحيد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫حت يعرف ال تعال ما يستحقه من الساء والصفات وأنواع العبادات قوله السلم على فلن‬
‫وفلن اختلف العلماء ف معن السلم الطلوب عند التحية على قولي أحدها أن العن اسم‬
‫السلم عليكم والسلم هنا هو ال عز وجل ومعن الكلم نزلت بركة اسم السلم عليكم‬
‫وحلت عليكم فاختي ف هذا العن من أسائه اسم السلم دون غيه ويدل عليه قوله ف آخر‬
‫الديث قوله فإن ال هو السلم فهذا صريح ف كون السلم اسا من أسائه فإذا قال السلم‬
‫السلم عليكم كان معناه اسم السلم عليكم يدل عليه ما رواه أبو داود عن ابن عمر أن رجل‬
‫سلم على النب صلى ال عليه وسلم فسلم يرد عليه حت استقبل الدار ث تيمم ورد عليه وقال‬
‫إن كرهت أن أذكر ال إل على طهر ففي هذا بيان أن السلم ذكر ل وإنا يكون ذكرا إذا‬
‫تضمنت اسا من أسائه‬
‫‪ 584‬الثان أن السلم مصدر بعن السلمة وهو الطلوب الدعو به عند التحية لنه ينكر بل ألف‬
‫ولم فيجوز ان يقول السلم سلم عليكم ولو كان اسا من أسائه تعال ل يستعمل كذلك بل‬
‫كان يطلق عليه معزفا كما يطلق على سائر أسائه السن فيقال السلم الؤمن الهيمن فإن‬
‫التنكي ل يصرف اللفظ إل معي فضل عن أن يصرفه إل ال وحده بلف العرف فإنه‬
‫ينصرف إليه تعيينا إذا ذكرت أساؤه السن ويدل على ذلك عطف الرحة والبكة عليه ف قوله‬
‫سلم عليكم ورحة ال وبركاته ولنه لو كان اسا من أسائه تعال ل يستقم الكلم بالضمار‬
‫وذلك خلف الصل ول دليل عليه ولنه ليس القصود من السلم هذا العن وإنا القصود منه‬
‫اليذان بالسلمة خبا ودعاء قال ابن القيم والصواب ف مموعهما أي القولي وذلك أن من‬
‫دعا ال بأسائه السن يسأل ف كل مطلوب ويتوسل إليه بالسم القتضي لذلك الطلوب‬
‫الناسب لصوله حت كأن الداعي مستشفع اليه متوسل به فإذا قال رب اغفر ل وتب علي إنك‬
‫انت التواب الرحيم الغفور فقد سأله أمرين وتوسل اليه باسي من أسائه مقتضيي لصول‬
‫مطلوبه وهذا كثي جدا وإذا ثبت هذا القام لا كان طلب السلمة الت هي أهم ما عند الرجل‬
‫أتى بلفظها بصيغة اسم من أسائه تعال وهو السلم الذي تطلب منه السلمة فتضمن لفظ‬
‫السلم معنيي أحدها ذكر ال تعال كما ف حديث ابن عمر والثان طلب السلمة وهو‬
‫القصود من السلم فقد تضمن سلم عليكم اسا من أساء ال وطلب السلمة منه انتهى ملخصا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 585‬باب قول اللهم أغفر ل إن شئت ش لا كان العبد لغناء له عن رحة ال ومغفرته طرفة عي بل‬
‫فقي بالذات إل الغن بالذات كما قال تعال يا أيها الناس أنتم الفقراء إل ال وال هو الغن‬
‫الميد نى عن قول ذلك لا فيه من إيهام الستغناء عن مغفرة ال ورحته كما سيأت وذلك‬
‫مضاد للتوحيد ف الصحيح عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يقولن‬
‫أحدكم اللهم اغفر ل إن شئت اللهم ارحن إن شئت ليعزم السألة فإن ال ل مكره له ولسلم‬
‫وليعظم الرغبة فإن ال ل يتعاظمه شيء أعطاه ش قوله ف الصحيح أي الصحيحي قوله اللهم‬
‫اغفر ل إن شئت قال القرطب إنا نى الرسول صلى ال عليه وسلم عن هذا القول لنه يدل‬
‫على فتور الرغبة وقلة الهتمام بالطلوب وكأن هذا القول يتضمن أن هذا الطلوب إن حصل‬
‫وال استغن عنه ومن كان هذا حاله ل يتحقق من حاله الفتقار والضطرار الذي هو روح‬
‫عبادة الدعاء وكان ذلك دليل على قلة معرفته بذنوبه وبرحة ربه وأيضا فإنه ل يكون موقنا‬
‫بالجابة وقد قال عليه السلم ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة واعلموا أن ال ل يستجيب دعاء‬
‫من قلب غافل‬
‫‪ 586‬قوله ليعزم السألة قال القرطب أي ليجزم ف طلبته ويقق رغبته ويتيقن الجابة فإنه اذا فعل ذلك‬
‫دل على علمه بعظيم ما يطلب من الغفرة والرحة وعلى أنه مفتقر ال ما يطلب مضطر إليه وقد‬
‫وعد ال الضطر بالجابة بقوله أمن ييب الضطر إذا دعاه قوله فإنه ل مكره له أي فإن ال ل‬
‫مكره له هذا لفظ البخاري ف الدعوات ولفظ مسلم عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ل يقولن أحدكم اللهم اغفر ل إن شئت اللهم ارحن إن شئت ليعزم على السألة ف‬
‫الدعاء فإن ال صانع ما شاء ل مكره له قال القرطب هذا إظهار لعدم فائدة تقبل الستغفار‬
‫والرحة بالشيئة كأن ال تعال ل يضطره ال فعل شيء دعاء ول غيه بل يفعل ما يريد ويكم‬
‫ما يشاء ولذلك قيد ل تعال الجابة بالسألة ف قوله فيكشف ما تدعون إليه إن شاء فل معن‬
‫لشتراط الشيئة بقيله قوله ولسلم أي من وجه آخر قوله وليعظم الرغبة هو بالتشديد فإن ال ل‬
‫يتعاظمه شيء أعطاه يقال تعاظم زيد هذا المر أي كب عليه وعسر قال والرغبة يعن الطلبة‬
‫والاجة الت يريد وقيل السؤال والطلب تعظيم على هذا باللاح والول أظهر أي لسعة جوده‬
‫وكرمه ل يعظم عليه إعطاء شيء بل جيع الوجودات ف أمره يسي وهو أكب من ذلك وهذا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫هو غاية الطالب فالقتصار على الدان ف السألة إساءة ظن بوده وكرمه‬
‫‪ 587‬باب ل يقول عبدي وأمت ش أي لا ف ذلك من اليهام من الشاركة ف الربوبية فنهي عن ذلك‬
‫أدبا مع جناب الربوبية وحاية لناب التوحيد قال ف الصحيح عن أب هريرة أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم قال ل يقل أحدكم أطعم ربك وضىء ربك وليقل سيدي ومولي ول‬
‫يقل أحدكم عبدي وأمت وليقل فتاي وفتات وغلمي ش قوله ف الصحيح أي الصحيحي قوله‬
‫ل يقل أحدكم هو بالزم على النهي والراد أن يقول ذلك لملوكه أو ملوك غيه فالكل منهي‬
‫عنه قوله أطعم ربك بفتح المزة من الطعام قوله وضيء ربك أمر من الوضوء وفيهما ف هذا‬
‫الديث زيادة اسق ربك و كأن الؤلف اقتصرها قال الطاب وسبب النع أن النسان مربوب‬
‫معبد باخلص التوحيد ل تعال وترك الشراك به فترك الضاهاة بالسم لئل يدخل ف معن‬
‫الشرك ول فرق ف ذلك بي الر والعبد وأما من ل تعبد عليه من سائر اليوانات والمادات‬
‫فل يكره أن يطلق ذلك عليه عند الضافة كقوله رب الدار والثوب قال ابن مفلح ف الفروع‬
‫وظاهر النهي التحري وقد يتمل أنه للكراهية وجزم به غي واحد من العلماء فإن قلت قد قال‬
‫ال تعال حكاية عن يوسف عليه السلم اذكرن عند ربك وقال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫‪ 588‬ف اشتراط الساعة أن تلد المة ربتها فهذا يدل على الواز قيل فأما الية ففيها جوابان أحدها‬
‫وهو الظهر أن هذا جائز ف شرع من قبلنا وقد ورد شرعنا بلفه والثان أنه ورد لبيان الواز‬
‫والنهي للدب والتنيه دون التحري وأما الديث فليس من هذا الباب للتأنيث والنهي عنه أن‬
‫يقول ذلك للذكر لا فيه من ايهام الشاركة وهو معدوم ف النثى أو يقال بمله على الكراهة ف‬
‫النثى أيضا لورود الديث بذلك دون الذكر لنه ل يرد فيه ال النهي ويقال وهو أظهر إن هذا‬
‫ليس فيه إل وصفها بذلك ل دعاؤها به وتسميتها به وفرق بي الدعاء والتسمية وبي الوصف‬
‫كما تقول زيد فاضل فتصفه بذلك ول تسميه به ول تدعوه به قوله وليقل سيدي قيل إن الفرق‬
‫بي الرب والسيد لن الرب من أساء ال تعال اتفاقا واختلف ف السيد هل هو من أساء ال‬
‫تعال ول يأت ف القرآن أنه من أساء ال لكن ف حديث عبدال بن الشخي السيد ال وسيأت‬
‫فإن قلنا ليس من أساء ال فالفرق واضح إذ ل التباس وإن قلنا إنه من أساء ال فليس ف الشهرة‬
‫والستعمال كلفظ الرب فيحصل الفرق وأما من حيث اللغة فالسيد من السؤدد وهو التقدم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يقال ساد قومه إذا تقدمهم ول شكر ف تقدي السيد على غلمه فلما حصل الفتراق جاز‬
‫الطلق قلت وحديث ابن الشخي ل ينفي إطلق لفظ السيد على غي ال بل الراد أن ال هو‬
‫الحق بذا السم بأنواع العبارات ما أن غيه ل يسمى به‬
‫‪ 589‬ومولي قال النووي الول يطلق على ستة عشر معن منها الناظر والول والالك وحينئذ فل‬
‫بأس أن يقول مولي قال ف الفروع ول يقل عبدي وأمت كلكم عبيد ال وإماء ال ول يقل‬
‫العبد لسيده رب وف مسلم أيضا ول مولي فمولكم ال وظاهر النهي للتحري وقد يتمل أنه‬
‫للكراهة وجزم به غي واحد من العلماء كما ف شرح مسلم انتهى كلمه قلت فظاهر رواية‬
‫مسلم معارضة لديث الباب وأجيب بأن مسلما قد بي الختلف فيه عن العمش وأن منهم‬
‫من ذكر هذه الزيادة ومنهم من حذفها قال عياض وحذفها أصح فظهر أن اللفظ الول أرجح‬
‫وإنا صرنا للترجيح للتعارض بينهما والمع متعذر والعلم بالتاريخ مفقود فلم يبق إل الترجيح‬
‫قلت المع مكن بمل النهي على الكراهة أو على خلف الول قوله ول يقل أحدكم عبدي‬
‫وأمت لن حقيقة العبودية إنا يستحقها ال تعال ولن فيها تعظيما ل يليق بالخلوق وقد بي‬
‫النب صلى ال عليه وسلم العلة ف ذلك كما رواه أبو داود باسناد صحيح عن أب هريرة مرفوعا‬
‫ل يقولن أحدكم عبدي وأمت ول يقولن الملوك رب وربت وليقل الالك فتاي وفتات وليقل‬
‫الملوك سيدي وسيدت فإنكم الملوكون والرب ال عز وجل ورواه أيضا بإسناد صحيح موقوفا‬
‫فهذه علة له وف رواية لسلم ل يقولن أحدكم عبدي فإن كلكم عبيد ال قال ف مصابيح‬
‫الامع النهي إنا جاء‬
‫‪ 590‬متوجها إل السيد إذ هو ف مظنه الستطالة وأما قول الغي هذا عبد زيد وهذه أمة خالد فجائز‬
‫لنه يقول إخبارا أو تعريفا وليس ف مظنة الستطالة قلت وهو حسن وقد رويت أحاديث تدل‬
‫على ذلك وقال أبو جعفر النحاس ل نعلم بي العلماء خلفا أنه ينبغي لحد أن يقول لحد من‬
‫الخلوقي مولي ول يقول عبدك وعبدي وإن كان ملوكا وقد حظر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم على الملوكي فكيف للحرار قوله وليقل فتاي وفتات وغلمي أي لنا ليست دالة على‬
‫اللك كدللة عبدي وأمت فأرشد عليه السلم إل ما يؤدي العن من السلمة من اليهام‬
‫والتعاظم مع أنا تطلق على الر والملوك لكن إضافته تدل على الخلص باب ل يرد من سئل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بال ش أي إعظاما وإجلل ل تعال أن يسأل به ف شيء ولياب السائل إل سؤاله ومطلوبه‬
‫ولذا أمر النب صلى ال عليه وسلم بابرار القسم وتنازعوا هل هو أمر استحباب أو إياب‬
‫وظاهر كلم شيخ السلم التفريق بي أن يقصد إلزامه بالقسم فتجب إجابته أو يقصد إكرامه‬
‫فل تب عليه ولذا أوجب على القسم ف الول الكفارة إذا ل يفعل الحلوف عليه دون الثانية‬
‫لنه كالمر ول يب إذا كان للكرام لمر النب صلى ال عليه وسلم ابا بكر بوقوفه ف‬
‫‪ 591‬الصف ول يقف ولن أبا بكر اقسم على النب صلى ال عليه وسلم ليخبنه بالصواب والطأ لا‬
‫فسر الرؤيا فقال النب صلى ال عليه وسلم ل تقسم كما ف الصحيحي قال لنه علم أنه ل‬
‫يقصد القسام عليه مع الصلحة القتضية للكتم قال عن ابن عمر رضي ال عنهما قال قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من استعاذ بال فأعيذوه ومن سأل بال فأعطوه ومن دعاكم‬
‫فأجيبوه ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه فإن ل تدوا ما تكافئوه فادعوا له حت تروا أنكم قد‬
‫كافأتوه رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح ش قوله من استعاذ بال فأعيذوه أي من سألكم‬
‫أن تدفعوا عنه شركم أو شر غيكم بال كقوله بال عليك أن تدفع عن شر فلن أو شرك أعوذ‬
‫بال من شرك أو شر فلن ونو ذلك فأعيذوه أي امنعوه ما استعاذ منه وكفوه عنه لتعظيم اسم‬
‫ال تعال ولذا قالت الونية للنب صلى ال عليه وسلم أعوذ بال منك قال لقد عذت بعاذ‬
‫القي بأهلك ولفظ أب داود من استعاذكم بال فأعيذوه ومن سألكم بال فأعطوه قوله ومن‬
‫سأل بال فأعطوه وف حديث ابن عباس عند أحد وأب داود ومن سألكم بوجه ال فأعطوه‬
‫ومعناه ظاهر وهو يقول أسألك بال أو بوجه ال ونو ذلك أن تفعل أو تعطين كذا ويدخل ف‬
‫ذلك القسم عليه بال أن يفعل كذا وظاهر الديث وجوب إعطائه ما سال ما ل يسأل إثا أو‬
‫قطيعة رحم وقد جاء الوعيد على ذلك ف عدة أحاديث منها حديث أب موسى مرفوعا ملعون‬
‫من سئل بوجه ال وملعون من يسأل بوجهه ث منع سائله ما ل يسأل هجرا رواه الطبان قال‬
‫ف تنبيه الغافلي ورجال إسناده رجال الصحيح إل شيخه يي بن عثمان بن صال والكثر‬
‫‪ 592‬على توثيقه فان بلغ هذا السناد أو إسناد غيه مبلغا يتج به كان ذلك من الكبائر وعن أب‬
‫عبيدة مول رفاعة بن رافع مرفوعا ملعون من سأل بوجه ال وملعون من سئل بوجه ال فمنع‬
‫سائله رواه الطبان أيضا وعن ابن عباس مرفوعا أل أخبكم بشر الناس رجل يسأل بال ول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يعطي رواه الترمذي وحسنه وابن حبان ف صحيحه وعن أب هريرة قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أل أخبكم بشر البية قالوا بلى يا رسول ال قال الذي يسأل بال ول يعطي‬
‫رواه أحد إذا تبي هذا فهذه الحاديث دالة على إجابة من سئل بال أو أقسم به ولكن قال‬
‫شيخ السلم انا تب على معي فل تب على سائل يقسم على الناس وظاهر كلم الفقهاء أن‬
‫ذلك مستحب كابرار القسم والول اصح قوله ومن دعاكم فأجيبوه أي من دعاكم ال طعام‬
‫فأجيبوه فإن كانت وليمة عرس وتوفرت الشروط البينة ف كتب الفقه وجبت الجابة وإن كان‬
‫لغيها استحب إجابتها وتب مطلقا وهو الصحيح لظاهر الحاديث وهي ل تفرق بي وليمة‬
‫العرس وغيها وان كانت وليمة العرس آكد وأوجب قوله ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه‬
‫العروف اسم جامع للخي وقوله فكافئوه أي على إحسانه بثله أو خي منه وقد اشار شيخ‬
‫السلم ال مشروعية الكافأة لن القلوب جبلت على حب من أحسن اليها فهو اذا أحسن اليه‬
‫ول يكافئه يبقى ف قبله نوع تأله لن أحسن اليه فشرع قطع ذلك بالكافأة فهذا معن كلمه‬
‫وقال غيه انا أمر بالكافأة ليخلص القلب‬
‫‪ 593‬من احسان اللق ويتعلق بالق ولفظ أب داود من أتى اليكم معروفا قوله فان ل تدوا ما‬
‫تكافئوه هكذا ثبت بذف النون ف خط الصنف وهكذا هو ف غيه من اصول الديث قال‬
‫الطيب سقطت من غي ناصب ول جازم إما تفيفا أو سهوا من الناسخ قوله فادعوا له ال ال‬
‫يعن من أحسن اليكم أي إحسان فكافئوه بثله فإن ل تقدروا فبالغوا ف الدعاء له جهدكم حت‬
‫تصل السألة ووجه البالغة أنه رأى ف نفسه تقصيا ف الجازاة لعدم القدرة عليها فأحالا ال‬
‫ال ونعم الجازي هو وهذا الديث رواه أيضا أحد باسناد صحيح وابن حبان والاكم‬
‫وصححه النووي وقد روى الترمذي وصححه النسائي وابن حبان عن أسامة بن زيد مرفوعا‬
‫من صنع اليكم معروفا فقال الفاعل جزاك ال خيا فقد أبلغ ف الثناء باب ل يسأل بوجه ال ال‬
‫النة أي إعظاما وإجلل واكراما لوجه ال أن يسأل به الغاية الطالب وهذا من معان قوله‬
‫تعال ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام قال عن جابر بن عبدال قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ل يسأل بوجه ال ال النة رواه أبو داود أيضا‬
‫‪ 594‬س قوله عن جابر هو جابر بن عبدال قوله ل يسأل بوجه ال ال النة روي بالنفي والنهي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وروي بالبناء للمجهول وهو الذي ف الصل وروي بالطاب للمفرد وفيه اثبات الوجه خلفا‬
‫للجهمية ونوهم فانم أولوا الوجه بالذات وهو باطل إذ ل يسمى ذات الشيء وحقيقته وجها‬
‫فل يسمى النسان وجها ول تسمى يده وجها ول تسمى رجله وجها والقول ف الوجه عند‬
‫أهل السنة كالقول ف بقية الصفات فيثبتونه ل على ما يليق بلله وكبيائه من غي كيف ول‬
‫تديد إثبات بل تثيل وتنيه بل تعطيل قوله إل النة كأن يقول اللهم إن أسألك بوجهك‬
‫الكري أن تدخلن النة وقيل الراد ل تسألوا من الناس شيئا بوجه ال كأن يقول أعطن شيئا‬
‫بوجه ال فإن ال أعظم من أن يسأل به شيء من الطام قلت والظاهر أن كل العنيي صحيح‬
‫قال الافظ العراقي وذكر النة إنا هو للتنبيه به على المور العظام ل للتخصيص فل يسأل‬
‫بوجهه ف المور الدنيئة بلف المور العظام تصيل أو دفعا كما يشي اليه استعاذة النب صلى‬
‫ال عليه وسلم به قلت والظاهر أن الراد ل يسال بوجه ال إل النة أو ما هو وسيلة اليها‬
‫كالستعاذة بوجه ال من غضبه ومن النار ونو ذلك ما هو وارد ف أدعيته صلى ال عليه وسلم‬
‫وتعوذاته ولا نزل قوله تعال قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أعوذ بوجهك أو من تت‬
‫‪ 595‬أرجلكم قال أعوذ بوجهك رواه البخاري وهذا الديث رواه أيضا ف الختارة أيضا ولكن ف‬
‫اسناده سليمان بن معاذ قال ابن معي ليس بشيء وضعفه عبد الق وابن القطان باب ما جاء ف‬
‫اللو اعلم أن من كمال التوحيد الستسلم للقضاء والقدر رضا بال ربا فإن هذا من جنس‬
‫الصائب والعبد مأمور عند الصائب بالصب والرجاع والتوبة وقول لو ل يدي عليه إل الزن‬
‫والتحسر مع ما ياف توحيده من نوع العاندة للقدر الذي ل يكاد يسلم منها من وقع منه هذا‬
‫ال ما شاء ال فهذا وجه ايراده هذا الباب ف التوحيد قال وقول ال تعال يقولون لو كان لنا من‬
‫المر شيء ما قتلنا ههنا الية ش قال ابن كثي فسر ما أخفوه ف أنفسهم بقوله يقولون لو كان‬
‫لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا أي يسرون هذه القالة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ابن اسحاق حدثن يي بن عبادة بن عبدال بن الزبي عن أبيه عن عبدال‬
‫‪ 596‬بن الزبي قال لقد رأيتن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حي اشتد الوف علينا ارسل ال‬
‫علينا النوم فما منا رجل إل ذقنه ف صدره فوال إن لسع قول معتب بن قشي ما أسعه إل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫كاللم لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا فحفظتها منه وف ذلك أنزل ال عز وجل‬
‫يقولون لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا لقول معتب رواه ابن أب حات قال ال تعال قل‬
‫لو كنتم ف بيوتكم لبز الذين كتب عليهم القتل إل مضاجعهم أي هذا قدر مقدر من ال عز‬
‫وجل وحكم حتم لزم ل ميد عنه ول مناص منه قلت فتبي وجه ايراد الصنف الية على‬
‫الترجة لن قول لو ف المور القدرة من كلم النافقي ولذا رد ال عليهم ذلك بأن هذا قدر‬
‫فمن كتب عليه شيء فل بد ان يناله فماذا يغن عنكم قول لو وليت ال السرة والندامة‬
‫فالواجب عليكم ف هذه الالة اليان بال والتعزي بقدره مع ما ترجون من حسن ثوابه وف‬
‫ذلك عي الفلح لكم ف الدنيا والخرة بل يصل المر ال ان تنقلب الخاوف أمانا والحزان‬
‫سرورا وفرحا كما قال عمر بن عبد العزيز أصحبت وما ل سرور إل ف مواقع القضاء والقدر‬
‫قال وقوله تعال الذين قالوا لخوانم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا الية ش روى ابن جرير عن‬
‫السدي قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد ف ألف رجل وقد وعدهم الفتح إن‬
‫صبوا فلما خرجوا رجع عبدال بن أب ف ثلثائة فتبعهم ابو جابر السلمي يدعوهم فلما غلبوه‬
‫وقالوا له ما نعلم‬
‫‪ 597‬قتال ولئن أطعتنا لترجعن معنا فنل الذين قالوا لخوانم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا الية وعن‬
‫ابن جريج ف الية قال هو عبدال بن أب الذين قعدوا وقالوا لخوانم الذين خرجوا مع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم يوم أحد رواه ابن جرير وابن أب حات فعلى هذا إخوانم هم السلمون‬
‫الجاهدون وسوا إخوانم لوافقتهم ف الظاهر وقيل إخوانم ف النسب لف الدين لو أطاعونا ما‬
‫قتلوا قال ابن كثي لو سعوا مشورتنا عليهم ف القعود وعدم الروج ما قتلوا مع من قتل قال ال‬
‫تعال قل فادرؤوا عن أنفسكم الوت ان كنتم صادقي أي ان كان القعود يسلم به الشخص من‬
‫القتل والوت فينبغي أنكم ل توتون والوت لبد آت اليكم ولو كنتم ف بروج مشيدة فادفعوا‬
‫عن أنفسكم الوت ان كنتم صادقي قال ماهد عن جابر بن عبدال نزلت هذه الية ف عبدال‬
‫بن أب قلت وكان أشار على رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد بعدم الروج فلما قدر‬
‫ال المر قال ذلك تصويبا لرأيه ورفعا لشأنه فرد ال عليه وعلى أمثاله قل فادرؤوا عن أنفسكم‬
‫الوت ان كنتم صادقي فل تعذرون عن ذلك فعلم أن ذلك بقضاء ال وقدره أي يستوي الذي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ف وسط الصفوف والذي ف البوج الشيدة ف القتل والوت بل لو كنتم ف بيوتكم لبز الذين‬
‫كتب عليهم القتل ال مضاجعهم فل ينجي حذر عن قدر وف ضمن ذلك قول لو ونوه ف مثل‬
‫هذا القام لن ذلك ل يدي شيئا اذ القدر قد وقع فل سبيل ال دفعه أبدا واصب لكم ربك‬
‫فإنك بأعيننا‬
‫‪ 598‬قال ف الصحيح عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال احرص‬
‫على ما ينفعك واستعن بال ول تعجز وان أصابك شيء قل تقل لو أن فعلت لكان كذا وكذا‬
‫ولكن قل قدر ال وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ش قوله ف الصحيح أي صحيح‬
‫مسلم قوله احرص على ما ينفعك ال هذا الديث اختصره الصنف رحه ال ولفظه أن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال الؤمن القوي خي وأحب ال ال من الؤمن الضعيف وف كل خي‬
‫احرص على ما ينفعك ال آخره فقوله عليه السلم الؤمن القوي خي وأحب ال ال من الؤمن‬
‫الضعيف فيه أن ال سبحانه موصوف بالحبة وأنه يب على القيقة كما قال يبهم ويبونه‬
‫وفيه أنه سبحانه يب مقتضى أسائه وصفاته وما يوافقها فهو القوي ويب الؤمن القوي وهو‬
‫وتر يب الوتر وجيل يب المال وعليم يب العلماء ومسن يب الحسني وصبور يب‬
‫الصابرين وشكور يب الشاكرين قلت الظاهر أن الراد القوة ف أمر ال وتنفيذه والسابقة بالي‬
‫والمر بالعروف والنهي عن النكر والصب على ما يصيب ف ذات ال ونو ذلك ل قوة البدن‬
‫ولذا مدح ال النبياء بذلك ف قوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحق ويعقوب أول اليدي‬
‫والبصار فاليدي القوة والعزائم ف تنفيذ أمر ال وقوله واذكر عبدنا داود ذا اليد انه أواب‬
‫‪ 599‬وقوله ف كل خي أي كل من الؤمن القوي والؤمن الضعيف على خي وعافية لشتراكهما ف‬
‫اليان والعمل الصال ولكن القوي ف ايانه ودينه أحب ال ال وفيه أن مبة الؤمني تتفاضل‬
‫فيحب بعضهم أكثر من بعض وقوله احرص على ما ينفعك هو بفتح الراء وكسرها قال ابن‬
‫القيم سعادة النسان ف حرصه على ما ينفعه ف معاشه ومعاده والرص هو بذل الهد‬
‫واستفراغ الوسع فإذا صادف ما ينتفع به الريص كان حرصه ممودا وكماله كله ف مموع‬
‫هذين المرين أن يكون حريصا وأن يكون حرصه على ما ينتفع به فإن حرص على مال ينفعه‬
‫أو فعل ما ينفعه بغي حرص فإنه من الكمال بسب ما فاته من ذلك فالي كله ف الرص على‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ما ينفع قوله واستعن بال قال ابن القيم لا كان حرص النسان وفعله إنا هو بعونة ال ومشيئتة‬
‫وتوفيقه أمره أن يستعي به ليجتمع له مقام اياك نعبد واياك نستعي فإن حرصه على ما ينفعه‬
‫عبادة ل ولتتم ال بعونته فأمره بأن يعبده ويستعي به وقال غيه استعن بال أي اطلب العانة‬
‫ف جيع أمورك من ال ل من غيه كما قال تعال اياك نعبد واياك نستعي فإن العبد عاجز ل‬
‫يقدر على شيء إن ل يعنه ال عليه فل معي له على مصال دينه ودنياه ال ال عز وجل فمن‬
‫اعانه ال فهو العان ومن خذله فهو الخذول وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يقول ف‬
‫خطبته ويعلم أصحابه أن يقولوا المد ل نستعينه ونستهديه ومن دعاء القنوت اللهم إنا‬
‫نستعينك وأمر معاذ بن جبل أن ل يدع ف دبر كل صلة أن يقول اللهم‬
‫‪ 600‬أعن على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وكان ذلك من دعائه صلى ال عليه وسلم ومنه أيضا‬
‫اللهم أعن ول تعن علي واذا حقق العبد مقام الستعانة وعمل به كان مستعينا بال عز وجل‬
‫متوكل عليه راغبا وراهبا إليه فيستحق له مقام التوحيد إن شاء ال تعال قوله ول تعجزن وهو‬
‫بكسر اليم وفتحها استعمل الرص والجتهاد وف تصيل ما ينفعك من أمر دينك ودنياك الت‬
‫تستعي با على صيانة دينك وصيانة عيالك ومكارم أخلقك ول تفرط ف طلب ذلك ول‬
‫تتعاجز عنه متكل على القدر أو متهاونا بالمر فتنسب للتقصي وتلم على التفريط شرعا وعقل‬
‫مع اناء الجتهاد نايته وبلغ الرص غايته فل بد من الستعانة بال والتوكل عليه واللتجاء ف‬
‫كل المور اليه فمن ملك هذين الطريقي حصل على خي الدارين وقال ابن القيم العجز يناف‬
‫حرصه على ما ينفعه ويناف استعانته بال فالريص على ما ينفعه الستعي بال ضد العاجر فهذا‬
‫ارشاد له قبل رجوع القدور ال ما هو من أعظم أسباب حصوله وهو الريص عليه مع‬
‫الستعانة بن أزمة المور بيده ومصدرها منه ومردها اليه قوله فإن أصابك شيء ال آخره العبد‬
‫اذا فاته ما ل يقدر له فله حالتان حالة عجز وهي مفتاح عمل الشيطان فيلقيه العجز ال لو ول‬
‫فائدة ف لو ههنا بل هي مفتاح اللوم والزع والسخط والسف والزن وذلك كله من عمل‬
‫الشيطان فنهاه صلى ال عليه وسلم عن افتاح عمله بذا الفتاح وأمره بالالة الثانية وهي النظر‬
‫ال القدر وملحظته وأنه لو قدر له ل يفته ول يغلبه عليه أحد فلم يبق له ههنا أنفع من شهود‬
‫القدر ومشيئة الرب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 601‬النافذة الت توجب وجود القدور وإذا انتفت امتنع وجوده فلهذا قال وإن أصابك شيء أي‬
‫غلبك المر ول يصل القصود بعد بذل جهده والستعانة بال فل تقل لو أن فعلت لكان كذا‬
‫وكذا ولكن قل قدر ال وما شاء فعل فأرشده ال ما ينفعه ف الالتي حالة حصول مطلوبه‬
‫وحالة فواته فلهذا كان هذا الديث ما ل يستغن عنه العبد أبدا بل هو أشد شيء إليه ضرورة‬
‫وهو يتضمن إثبات القدر والكسب والختيار والقيام بالعبودية باطنا وظاهرا ف حالت حصول‬
‫الطلوب وعدمه هذا معن كلم ابن القيم وقال القاضي قال بعض العلماء هذا النهي إنا هو لن‬
‫قاله معتقدا ذلك حتما وانه لو فعل ذلك ل يصبه قطعا فأما من رد ذلك إل مشيئة ال تعال وأنه‬
‫لن يصيبه إل ما شاء ال فليس من هذا واستدل بقول اب بكر الصديق ف الغار لو أن أحدهم‬
‫رفع رأسه لرآنا قال القاضي وهذا ما لحجة فيه لنه اخب عن مستقبل وليس فيه دعوى لرد‬
‫القدر بعد وقوعه قال وكذا جيع ما ذكره البخاري فيما يوز من الو كحديث لول حدثان‬
‫قومك بالكفر لتمت البيت على قواعد إبراهيم ولو كنت راجا بغي بينة لرجت هذه ولول أن‬
‫أشق على امت لمرتم بالسواك وشبه ذلك وكله مستقبل ل اعتراض فيه على قدر ول كراهة‬
‫فيه لنه إنا أخب عن اعتقاده فيما كان يفعل لول الانع وعما هو ف قدرته فأما ما ذهب فليس‬
‫ف قدرته فإن قيل ما تصنعون بقوله صلى ال عليه وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما‬
‫سقت الدي ولعلتها عمرة قيل هذا كقوله لول حدثان قومك بالكفر ونوه ما هو خب عن‬
‫مستقبل ل اعتراض فيه على قدر بل هو اخبار لم أنه لو استقبل الحرام بالج ما ساق الدي‬
‫ول أحرم بالعمرة‬
‫‪ 602‬بقوله لم لا أمرهم بفسخ الج إل العمرة حثا لم وتطييبا لقلوبم لا رآهم توقفوا ف أمره فليس‬
‫من النهي عنه بل هو إخبار لم عما كان يفعل ف الستقبل لو حصل ول خلف ف جواز ذلك‬
‫وإنا ينهى عن ذلك ف معارضة القدر مع اعتقاد أن ذلك الانع لو يقع لوقع خلف القدور قوله‬
‫فإن لو تفتح عمل الشيطان أي من الزع والعجز واللوم والسخط من القضاء والقدر ونو ذلك‬
‫ولذا من قالا على وجه النهي عنه فإن سلم من التكذيب بالقضاء والقدر ل يسلم من العاندة‬
‫له واعتقاد أنه لو فعل ما زعم ل يقع القدور ونو ذلك وهذا من عمل الشيطان فإن قيل ليس‬
‫ف هذا رد للقدر ول تكذيب به إذ تلك السباب الت تناها من القدر فهو يقول لو أن وقفت‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫لذا القدر ل ندفع به عن ذلك القدر فإن القدر يدفع بعضه ببعض قيل هذا حق ولكن ينفع قبل‬
‫وقوع القدر الكروه فأما اذا ما وقع فل سبيل إل دفعه وإن كان له سبب إل دفعه أو تفيفه‬
‫بقدر آخر فهو أول به من قول لو كنت فعلت بل وحقيقته ف هذا الال أن يستقبل فعله الذي‬
‫يدفع به الكروه ول يتمن مالمطمع ف وقوعه فإنه عجز مض وال يلوم على العجز ويب‬
‫الكيس ويأمر به والكيس مباشرة السباب الت ربط ال با بسبباتا النافعة للعبد ف معاشه‬
‫ومعاده انتهى ملخصا من كلم ابن القيم باب النهي عن سب الريح ش أي لنا مأمورة ول‬
‫تأثي لا ف شيء ال بأمر ال فسبها كسب الدهر‬
‫‪ 603‬وقد تقدم النهي عنه فكذلك الريح قال عن أب بن كعب رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال ل تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك خي هذه الريح‬
‫وخي ما فيها وخي ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به‬
‫صححه الترمذي ش قوله عن أب بن كعب أي ابن قيس بن عبيد بن زيد ابن معاوية بن عمرو‬
‫بن مالك بن النجار النصاري الزرجي أبو النذر صحاب بدري جليل وكان من قراء الصحابة‬
‫وقضاتم وعلمائهم وله مناقب مشهورة اختلف ف سنة موته فقال اليثم بن عدي مات سنة‬
‫تسعة عشر وقال خليفة بن خياط سنة اثني وثلثي يقال فيها مات أب بن كعب ويقال بل‬
‫مات ف خلفة عمر قلت وقيل غي ذلك قوله ل تسبوا الريح أي ل تشتموها ول تلعنوها‬
‫للحوق ضرر فيها فإنا مأمورة مقهورة فل يوز سبها بل تب التوبة عند التضرر با وهو‬
‫تأديب من ال تعال لعباده وتأديبه رحة للعباد فلهذا جاء ف حديث أب هريرة مرفوعا الريح من‬
‫روح ال تأت بالرحة وبالعذاب فل تسبوها ولكن سلو ال من خيها وتعوذوا بال من شرها‬
‫رواه أحد وابو داود وابن ماجة وكونا قد تأت بالعذاب ل يناف كونا من رحة ال وعن ابن‬
‫عباس أن رجل لعن الريح عند النب صلى ال عليه وسلم فقال ل تلعنوا الريح فإنا مأمورة وإنه‬
‫من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة اليه رواه الترمذي وقال غريب قال الشافعي ل ينبغي‬
‫شتم الريح فإنا خلق مطيع ل وجند من جنوده يعلها ال رحة إذا شاء ونقمة إذا شاء ث روي‬
‫بإسناده حديث‬
‫‪ 604‬منقطع أن رجل شكى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم الفقر فقال له لعلك تسب الريح‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وقال مطرف لو حبست الريح عن الناس لنت ما بي السماء والرض قوله فإذا رأيتم ما‬
‫تكرهون أي من الريح إما شدة حرها أو بردها أو قوتا قوله فقولوا اللهم إنا نسألك من خي‬
‫هذه الريح أمر صلى ال عليه وسلم بالرجوع إل خالقها وأمرها الذي أزمة المور كلها بيده‬
‫ومصدرها عن قضائه فما استجلبت نعمة بثل طاعته وشكره ول استدفعت نقمة بثل اللتجاء‬
‫اليه والتعوذ به والضطرار إليه والستنكانة له ودعائه والتوبة اليه والستغفار من الذنوب قالت‬
‫عائشة كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم إن أسألك من خيها‬
‫وخي ما فيها وخي ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به وإذا‬
‫تيلت السماء تغي لونه وخرج ودخل وادبر وأقبل فإذا مطرت سري ذلك عنه فعرفت عائشة‬
‫ذلك فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا‬
‫عارض مطرنا رواه البخاري ومسلم فهذا ما أمر به صلى ال عليه وسلم وفعله عند الريح‬
‫وغيها من الشدائد الكروهات فأين هذا من يستغيث بغي ال من الطواغيت والموات فيقولون‬
‫يا فلن الزمها أو أزلا فال الستعان‬
‫‪ 605‬باب قول ال تعال يظنون بال غي الق ظن الاهلية يقولون هل لنا من المر شيء قل إن المر‬
‫كله ل الية ش أراد الصنف بذه الترجة التنبيه على وجوب حسن الظن بال لن ذلك من‬
‫واجبات التوحيد ولذلك ذم ال من أساء الظن به لن مبن حسن الظن على العلم برحة ال‬
‫وعزته وإحسانه وقدرته وعلمه وحسن اختياره وقوة التوكل عليه فإذا ت العلم بذلك أثر له‬
‫حسن الظن بال وقد ينشأ حسن الظن من مشاهدة بعض هذه الصفات وبالملة فمن قام بقلبه‬
‫حقائق معان أساء ال وصفاته قام به من حسن الظن ما يناسب كل اسم وصفة لن كل صفة‬
‫لا عبودية خاصة وحسن ظن خاص وقد جاء الديث القدسي قال ال تعال أنا عند ظن عبدي‬
‫ب وانا معه حي يذكرن رواه البخاري ومسلم وعن جابر رضي ال عنه أنه سع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم قبل موته بثلثة أيام يقول ل يوتن احدكم إل وهو يسن الظن بال عز وجل رواه‬
‫مسلم وابو داود وف حديث عند أب داود وابن حبان حسن الظن من حسن العبادة رواه‬
‫الترمذي والاكم ولفظهما حسن الظن بال من حسن العبادة قوله يقولون هل لنا من المر‬
‫شيء قال ابن القيم ث أخب عن الكلم الذي صدر عن ظنهم الباطل وهو قولم هل لنا من المر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫من‬
‫‪ 606‬شيء وقولم لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا فليس مقصودهم بالكلمة الول والثانية‬
‫إثبات القدر ورد المر كله ل ولو كان مقصودهم لا ذموا عليه ولا حسن الرد عليهم بقوله قل‬
‫إن المر كله ل ول كان مصدر هذا الكلم ظن الاهلية ولذا قال غي واحد من الفسرين إن‬
‫ظنهم الباطل ههنا هو التكذيب بالقدر وظنهم أن المر لو كان إليهم لكان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم واصحابه تبعا لم يسمعون منهم لا أصابم القتل ولكان التصرف والظفر لم‬
‫فكذبم ال عز وجل ف هذا الظن الباطل الذي هو ظن الاهلية وهو الظن النسوب إل أهل‬
‫الهل الذين يزعمون بعد نفاذ القضاء والقدر الذي ل يكن بد من نفاذه انم كانوا قادرين على‬
‫دفعه وإن المر لو كان إليهم لا نفذ القضاء فأكذبم ال بقوله قل إن المر كله ل فل يكون إل‬
‫ما سبق به قضاؤه وقدره وجرى به قلمه وكتابه السابق وما شاء ال كان ول بد شاء الناس أم‬
‫أبوا وما ل يشاء ل يكن شاءه الناس أو ل يشاؤوه وما جرى عليكم من الزية والقتل فبأمره‬
‫الكون الذي ل سبيل إل دفعه سواء كان لكم من المر شي او ل يكن فإنكم لو كنتم ف‬
‫بيوتكم وقد كتب القتل على بعضكم لرج من كتب عليه القتل من بيته ال مضجعه ول بد‬
‫سواء كان له من المر شيء أو ل يكن وهذا من اظهر الشياء إبطال لقول القدرية النفاة الذين‬
‫يوزون أن يقع ما ل يشاء ال وأن يشاء مال يقع وقوله وليبتلي ال ما ف صدوركم أي يتب ما‬
‫فيها من اليان والنفاق فالؤمن ل يزداد بذلك إل ايانا وتسليما والنافق ومن ف قلبه مرض ل‬
‫بد أن يظهر ما ف قلبه على جوارحه ولسانه‬
‫‪ 607‬قوله وليمحص ما ف قلوبكم هذه حكمة أخرى وهي تحيص ما ف قلوب الؤمني وهو تليصه‬
‫وتنقيته وتذيبه فإن القلوب يالطها تغليب الطباع وميل النفوس وحكم العادة وتزيي الشيطان‬
‫واستيلء الغفلة ما يضاد ما أودع فيها من اليان والسلم والب والتقوى فلو تركت ف عافية‬
‫دائمة مستمرة ل تتخلص من هذه الخاطر ول تتمحص منه فاقتضت حكمة العزيز الرحيم ان‬
‫قيض لا من الحن والبليا ما يكون كالدواء الكريه لن عرض له داء إن ل يتداركه طبيب‬
‫بإزالته وتنقيته من هو ف جسده وإل خيف عليه من الفساد واللك فكانت نعمته سبحانه‬
‫عليهم بذه الكثرة والزية وقتل من قتل منهم تعاد نعمته عليهم بنصره وتأييدهم وظفرهم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بقدرتم فله عليهم النعمة التامة ف هذا وهذا قوله وال عليم بذات الصدور ث أنزل عليكم من‬
‫بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم يعن أهل اليان واليقي والثبات والتوكل الصادق وهم‬
‫الازمون بأن ال عز وجل سينصر رسوله وينجز له مأموله ولذا قال وطائفة قد أهتهم انفسهم‬
‫يعن ل يغشاهم النعاس من القلق يظنون بال غي الق ظن الاهلية كما قال ف الية الخرى‬
‫بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والؤمنون إل اهليهم أبدا وزين ذلك ف قلوبكم الية وهكذا‬
‫هؤلء اعتقدوا أن الشركي لا ظهروا تلك الساعة انا الفاصلة وأن السلم قد باء وأهله قال‬
‫ابن القيم ظن الاهلية هو النسوب إل أهل الهل وظن غي الق لنه غي ما يليق بأسائه‬
‫السن وصفاته العلى وذاته البأة من كل عيب‬
‫‪ 608‬وسوء أو خلف ما يليق بكمته وحده وتفرده بالربوبية واللية وما يليق بوعده الصادق الذي‬
‫ل يلفه وقد ذكر الؤلف تفسي ابن القيم لذه الية وهو أحسن ما قيل فيها وسيأت ما يتعلق به‬
‫إن شاء ال تعال وقوله يقولون هل لنا من المر من شيء هذا أيضا من حكاية مقال النافقي‬
‫والظاهر أن العن إنا أخرجنا كرها ولو كان المر إلينا ما خرجنا كما أشار إليه ابن أب بذلك‬
‫ولفظه استفهام ومعناه النفي أي ما ان شيء من المر أي أمر الروج وقيل غي ذلك فرد ال‬
‫عليهم بقوله إن المر كله ل أي ليس لكم من المر شيء ول لغيكم بل المر كله ل فهو‬
‫الذي إذا شاء فل مرد له وقوله يقولون لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا تقدم الكلم‬
‫عليها ف باب ما جاء ف اللو وقوله وليبتلي ال ما ف صدوركم أي قدر ال هذه الزية والقتل‬
‫ليختب ال ما ف صدوركم بأعمالكم لنه قد علمه غيبا فيعلمه شهادة لن الجازاة إنا تقع على‬
‫من يعلم مشاهدة ل على ما هو معلوم منهم غي مغمور وليمحص ما ف قلوبكم اي يطهرها من‬
‫الشدة والرض با يريكم من عجائب آياته وباهر قدرته وهذا خاص بالؤمني دون النافقي وال‬
‫عليم بذات الصدور قيل معناه إن ال ل يبتليكم ليعلم ما ف صدوركم فإنه عليم بذلك وإنا‬
‫ابتلكم ليظهر أسراركم وال أعلم قال وقوله الظاني بال ظن السوء عليهم دائرة السوء الية‬
‫ش قال ابن كثي يتهمون ال تعال ف حكمه ويظنون بالرسول صلى ال عليه وسلم واصحابه‬
‫أن يقتلوا ويذهبوا بالكلية ولذا قال عليهم دائرة السوء‬
‫‪ 609‬وغضب ال عليهم ولعنهم أي أبعدهم من رحته واعد لم جهنم وساءت مصيا قال ابن القيم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ف الية الول فسر هذا الظن بأنه سبحانه ل ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل وفسر أن ما‬
‫أصابم ل يكن بقدر ال وحكمته ففسر بانكار الكمة وإنكار القدر وإنكار أن يتم أمر رسوله‬
‫وأن يظهره على الدين كله وهذا هو ظن السوء الذي ظن النافقون والشركون ف سورة الفتح‬
‫وإنا كان هذا ظن السوء لنه ظن غي ما يليق به سبحانه وما يليق بكمته وحده ووعده‬
‫الصادق فمن ظن أنه يديل الباطل على الق إدالة مستقرة يضمحل معها الق أو أنكر أن يكون‬
‫ما جرى بقضائه وقدره وأنكر أن يكون قدره لكمة بالغة يستحق عليها المد بل زعم أن‬
‫ذلك لشيئة مردة فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار وأكثر الناس يظنون بال‬
‫ظن السوء فيما يتص بم وفيما يفعله بغيهم فقل من يسلم من ذلك إل من عرف ال وأساءه‬
‫وصفاته وهو موجب حكمته وحده فليعت اللبيب الناصح لنفسه بذا وليتب ال ال تعال‬
‫ويستغفره من ظنه بربه ظن السوء ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملمة له‬
‫يقول إنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل أنت سال فإن‬
‫تنج منها تنج من ذي عظيمة والفإن ل إخالك ناجيا ش قوله فسر هذا الظن بأنه سبحانه‬
‫لينصر رسوله إل آخره هذا‬
‫‪ 610‬تفسي غي واحد من الفسرين وهو مأخوذ من تفسي قتادة والسدي وذكر ذلك عنهما ابن‬
‫جرير وغيه بالعن وقوله وإن أمره سيضمحل أي سيذهب جلة حت ل يبقى له اثر‬
‫والضمحلل ذهاب الشيء جلة قوله وفسر أن ما أصابم ل يكن بقدر ال وحكمته قال‬
‫القرطب وقال جويب عن الضحاك عن ابن عباس ف قوله يظنون بال غي الق ظن الاهلية يعن‬
‫التكذيب بالقدر وذلك أنم تكلموا فيه فقال ال قل إن المر كله ل يعن القدر خيه وشره من‬
‫ال وأما تفسيه بإنكار الكمة فلم أقف عليه عن السلف فهو تفسي صحيح فمن أنكر أن ذلك‬
‫ل يكن لكمة بالغة يستحق عليها المد والشكر فقد ظن بال ظن السوء وقد اشار تعال ال‬
‫بعض الكم والغايات الحمودة ف ذلك ف سورة آل عمران فذكر شيئا كثيا منها ف الية‬
‫الفسرة وليبتلي ال ما ف صدوركم وليمحص ما ف قلوبكم وال عليم بذات الصدور فهذا‬
‫بعض الكمة ف ذلك فمن أنكره فقد ظن ظن السوء بال وحكمته وعلمه ورحته لكمال علمه‬
‫وقدرته ورحته ولن من اسائه الق وذلك هو موجب ليبته وربوبيته قوله لنه ظن غي ما يليق‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫به سبحانه اي لن الذي يليق به سبحانه أنه يظهر الق على الباطل وينصره فل يوز ف عقل‬
‫ول شرع أن يظهر الباطل على الق قال تعال بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو‬
‫زاهق وقال تعال وقل جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا‬
‫‪ 611‬قوله ول يليق بكمته وحده أي ان الذي يليق بكمته وحده أن ل يكون ف السموات ول ف‬
‫الرض حركة ول سكون إل وله ف ذلك الكمة البالغة والمد الكامل التام عليها فكيف بثل‬
‫هذا المر العظيم الذي وقع على سيد الرسلي صلى ال عليه وسلم وعلى سادات الولياء رضي‬
‫ال عنهم فله سبحانه وتعال ف ذلك الكمة وله عليه المد بل والشكر ومن تأمل ما ف سورة‬
‫آل عمران ف سياق القصة رأى من ذلك العجب فمن ظن بال تعال أنه ل يفعل ذلك بقدرة‬
‫وحكمة يستحق عليها المد والشكر فقد ظن به ظن السوء قوله فمن ظن أنه يديل الباطل على‬
‫الق إدالة مستقرة يضمحل معها الق فهذا ظن السوء لنه نسبه أي سبحانه إل ما ل يليق‬
‫بلله وكماله ونعوته وصفاته فإن حده وحكمته وعزته تأب ذلك وتأب أن يذل حزبه وجنده‬
‫وأن تكون النصرة الستقرة والظفر الدائم لعدائه الشركي العاندين له فمن ظن به ذلك فما‬
‫عرفه ول عرف أساءه وصفاته وكماله قوله أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره أي‬
‫فذلك ظن السوء لنه نسبة له إل ما ل يليق بربوبيته وملكه وعظمته قوله أو أنكر أن يكون‬
‫قدره لكمة بالغة يستحق عليها المد بل زعم أن ذلك لشيئة مردة فذلك ظن الذين كفروا‬
‫فويل للذين كفروا من النار قال ابن القيم وكذلك من انكر أن يكون قدر ما قدره من ذلك‬
‫وغيه لكمة بالغة وغاية ممودة يستحق عليها المد وان ذلك انا صدر عن مشيئة‬
‫‪ 612‬مردة عن حكمة وغاية مطلوبة هو أحب إل من قوتا وأن تلك السباب الكروهة الفضية إليها‬
‫ل يرج تقدرها عن الكمة لنضمامها إل ما يب وإن كانت مكروهة له فما قدرها سدى‬
‫ول شاءها عبثا ولخلقها باطل ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار قوله ووعده‬
‫الصادق لن ال تعال وعد رسوله صلى ال عليه وسلم أن يظهر أمره ودينه على الدين كله ولو‬
‫كره الشركون فمن ظن به تعال أن دين نبيه سيضمحل ويبطل ول يظهر على الدين كله فقد‬
‫ظن به ظن السوء لنه ظن أنه يلف اليعاد وال تعال ل يلف اليعاد قوله واكثر الناس يظنون‬
‫بال ظن السوء فيما يتص بم وفيما يفعله بغيهم قال ابن القيم فمن قنط من رحته وأيس من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫روحه فقد ظن به ظن السوء ومن جوز عليه أن يعذب أولياءه مع إحسانم وإخلصهم ويسوي‬
‫بينهم وبي أعدائه فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه يترك خلقه سدى معطلي عن المر‬
‫والنهي ول يرسل اليهم رسله ول ينل إليهم كتبه فقد ظن به ظن السوء ومن ظن انه لن‬
‫يمعهم بعد موتم للثواب والعقاب ف دار يازي فيها الحسن بإحسانه والسيء بإساءته ويبي‬
‫للقه حقيقة ما اختلفوا فيه ويظهر للعالي كلهم صدقه وصدق رسله وأن أعداءه كانوا هم‬
‫الصادقي فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه يضيع عليه عمله الصال الذي عمله خالصا لوجهه‬
‫على امتثال أمره ويبطله عليه بل سبب من العبد أو أنه يعاقبه على فعله سبحانه به أو ظن به أنه‬
‫يوز عليه أن يؤيد أعداءه الكاذبي عليه بالعجزات الت يؤيد با أنبياءه ورسله وأنه يسن منه‬
‫‪ 613‬كل شيء حت يعذب من أفن عمره ف طاعته اي كمحمد صلى ال عليه وسلم فيخلده ف‬
‫الحيم أو ف أسفل سافلي ومن استنفذ عمره ف عداوته وعداوة رسله ودينه كأب جهل فيفعه‬
‫ال أعلى عليي وكل المرين ف السن سواء عنده ول يعرف امتناع أحدها ووقوع الخر إل‬
‫بب صادق وإل فالعقل ل يقضي بقبح أحدها وحسن الخر فقد ظن به ظن السوء ومن ظن‬
‫أنه أخب عن نفسه وصفاته وأفعاله با ظاهره باطل وتشبيه وتثيل وترك الق ل يب به وإنا رمز‬
‫إليهم رموزا بعيدة وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل والباطل وأراد من خلقه أن يتعبوا أذهانم‬
‫وقواهم وأفكارهم ف تريف كلمه عن مواضعه وتأويله على غي تأويله وإعانتهم ف معرفة‬
‫أسائه وصفاته على عقولم وآرائهم ل على كتابه مع قدرته على أن يصرح لم بالق الذي‬
‫ينبغي التصريح به ويريهم من اللفاظ الت توقعهم ف اعتقاد الباطل فقد ظن به ظن السوء ومن‬
‫ظن به أن يكون له ف ملكه مال يشاء ول يقدر على إياده وتكوينه فقد ظن به ظن السوء ومن‬
‫ظن أنه ل سع له ول بصر ول علم ول إرادة ول كلم يقوم به وأنه ل يكلم أحدا من اللق‬
‫ول يتكلم أبدا فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه ليس فوق سواته على عرشه بائنا من خلقه‬
‫وأن نسبة ذاته تعال إل عرشه كنسبتها إل أسفل سافلي وأنه أسفل كما أنه أعلى وأن من قال‬
‫سبحان رب السفل كمن قال سبحان رب العلى فقد ظن به أقبح الظن ومن ظن أنه يب‬
‫الكفر والفسوق والعصيان والفساد ول يب اليان والب والطاعة والصلح فقد ظن به ظن‬
‫السوء ومن ظن أنه ل يب ول يرضى ول يغضب ول يوال ول يعادي ول يقرب من أحد من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫خلقه ول يقرب عنده أحد وأن ذوات الشياطي ف القرب منه كذوات اللئكة القربي‬
‫‪ 614‬فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه يسوي بي التضادين أو يفرق بي التساويي ف كل وجه أو‬
‫يبط طاعات العمر الديد الالصة الصواب بكبية واحدة تكون بعدها فيخلده ف الجيم لتلك‬
‫الكبية كما يلد من ل يؤمن به طرفة عي واستنفد عمره ف مساخطه ومعاداة رسله ودينه فقد‬
‫ظن به ظن السوء وبالملة فمن ظن به خلف ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله أو عطل‬
‫حقائق ما وصف به نفسه ووصفه به رسله فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أن له ولدا أو شريكا‬
‫أو أن أحدا يشفع عنده بدون إذنه أو أن بينه وبي خلقه وسائط يرفعون حوائجهم إليه أو أنه‬
‫نصب لعباده أولياء من دونه يتقربون بم إليه ويعلونم وسائط بينه وبينهم فيدعونم ويافونم‬
‫ويرجونم فقد ظن به أقبح الظن واسوءه ومن ظن به أنه ينال ما عنده بعصيته ومالفته كما‬
‫ينال بطاعته والتقرب إليه فهو من ظن السوء ومن ظن أنه إذا ترك لجله شيئا ل يعوضه خيا‬
‫منه أو من فعل شيئا لجله ل يعطه أفضل منه فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه يغضب على‬
‫عبده ويعاقبه بغي جرم ول سبب من العبد إل بجرد الشيئة فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه‬
‫إذا صدق ف الرغبة والرهبة وتضرع إليه وسأل واستعان به وتوكل عليه أنه ييبه فقد ظن به ظن‬
‫السوء ومن ظن أنه يثيبه إذا عصاه كما يثيبه إذا أطاعه وسأله ذلك ف دعائه فقد ظن به خلف‬
‫ما هو أهله وما ل يفعله ومن ظن أنه إذا أغضبه وأسخطه ووقع ف معاصيه ث اتذ من دونه‬
‫أولياء ودعا من دونه ملكا أو بشرا حيا أو ميتا يرجو بذلك أن ينفعه عند ربه ويلصه من عذابه‬
‫فقد ظن به‬
‫‪ 615‬ظن السوء ومن ظن به أنه يسلط على رسوله ممد صلى ال عليه وسلم أعداءه تسليطا مستقرا‬
‫دائما ف حياته وماته وابتله بم ل يفارقونه فلما مات استبدوا بالمر دون وصيه وأهل بيته‬
‫وسلبوهم حقهم واذلوهم من غي جرم ول ذنب لوليائه واهل الق وهو يرى ذلك ويقدر على‬
‫نصرة أوليائه وحزبه ول ينصرهم ث جعل البدلي لدينه مضاجعيه ف حفرته تسلم أمته عليه‬
‫وعليهم كل وقت كما تظنه الرافضة فقد ظن به أقبح الظن انتهى اختصارا وهو ينبهك على‬
‫إحسان الظن بال ف كل شيء فليعت اللبيب اللب العقل واللبيب العاقل قوله ولو فتشت من‬
‫فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملمة له وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا قلت بل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يبوحون بذلك ويصرحون به جهارا ف أشعارهم وكلمهم قال ابن عقيل ف الفنون الواحد من‬
‫العوام إذا رأى مراكب مقلدة بالذهب والفضة ودارا مشيدة ملوءة بالدم والزينة قال انظر إل‬
‫إعطائهم مع سوء أفعالم ول يزال يلعنهم ويذم معطيهم حت يقول فلن يصلي الماعات‬
‫والمع ول يؤذي الذر ول يأخذ ما ليس له ويؤدي الزكاة اذا كان له مال ويج وياهد ول‬
‫ينال خلة بقلبه ويظهر العجاب كأنه ينطق إنه لو كانت الشرائع حقا لكان المر بلف ما‬
‫ترى وكان الصال غنيا والفاسق فقيا قال أبو الفرج ابن الوزي وهذه حالة قد شلت خلقا‬
‫كثيا من العلماء والهال أو لم إبليس فإنه نظر بعقله فقال كيف يفضل الطي على جوهر النار‬
‫وف ضمن اعتراضه إن حكمتك قاصرة وأنا أجود واتبع إبليس ف تفضيله واعتراضه خلق كثي‬
‫مثل الراوندي‬
‫‪ 616‬والعري ومن قوله اذا كان ل يظى برزقك عاقل وترزق منونا وترزق أحقا ول ذنب يا رب‬
‫السماء على امرىء رأى منك مال ينتهي فتزندقا وأمثال ذلك كثي ف اولئك الذين ابتعدوا عن‬
‫كتاب ال وسنة رسوله وانطلقوا ال أهوائهم واعتمدوا على عقولم القاصرة الت جعلتهم‬
‫يعترضون على ال جل وعل وكان أبو طالب الكي يقول ليس على الخلوق أضر من الالق‬
‫قال ابن الوزي ودخلت على صدقة بن السي الداد وكان فقيها غي أنه كان كثي العتراض‬
‫وكان عليه جرب فقال هذا ينبغي أن يكون عى حد لعلي وكان يتفقد بعض الكابر أكول‬
‫فيقول بعث ل هذا على الكب وقت ل أقدر على أكله وكان رجل يصحبن قد قارب ثاني‬
‫سنة كثي الصلة والصوم فمرض واشتد به الرض فقال إن كان يريد أن أموت فيميتن وأما هذا‬
‫التعذيب فماله معن وال لو أعطان الفردوس كان مكفورا ورأيت آخر تزيا بالعلم اذا ضاق‬
‫عليه رزقه يقول أيش هذا التدبي وعلى هذا كثي من العوام إذا ضاقت أرزاقهم اعترضوا وربا‬
‫قالوا ما يريد يصلي واذا رأوا رجل صالا مؤذيا قالوا ما يستحق قدحا ف القدر وكان قد جرى‬
‫ف زماننا تسلط من الظلمة وقال بعض من تزيا بالدين هذا حكم بارد وما فهم ذلك الحق فإن‬
‫ل على الظال أن يسلط عليه أظلم منه وف المقى من‬
‫‪ 617‬يقول أي فائدة ف خلق اليات والعقارب وما علم أن ذلك انوذج لعقوبة الخالف وهذا امر قد‬
‫شاع ولذا مددت النفس فيه واعلم أن العترض قد ارتفع أن يكون شريكا وعل الالق بالكم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عليه وهؤلء كلهم كفرة لنم رأوا حكمة الالق قاصره وإذا كان قد توقف القلب عن الرضى‬
‫بكم الرسول صلى ال عليه وسلم يرج عن اليان قال فل وربك ل يؤمنون حت يكموك‬
‫فيما شجر بينهم فكيف يصح اليان مع العتراض على ال وكان ف زمن ابن عقيل رجل رأى‬
‫بيمة على غاية من السقم فقال وراحت لك واقلة حيلت ف إقامة التأويل لعذبك فقال له ابن‬
‫عقيل ان ل تقلد على حل هذا المر لجل رقبتك اليوانية ومناسبتك النسية فعندك عقل‬
‫تعرف به حكم الصانع وحكمته يوجب عليك التأويل فان ل تد استطرحت الفاطر العقل‬
‫حيث خانك العقل عن معرفة الكمة ف ذلك انتهى قوله وفتش نفسك هل أنت سال قال ابن‬
‫القيم أكثر اللق إل من شاء ال يظنون بال غي الق وظن السوء فإن غالب بن آدم يعتقد أنه‬
‫مبخوس الق ناقص الظ وأنه يستحق فوق ما أعطاه ال ولسان حاله يقول ظلمن رب ومنعن‬
‫ما أستحقه ونفسه تشهد عليه بذلك وهو بلسانه ينكره ول يتجاسر على التصريح به ومن فتش‬
‫نفسه وتغلغل ف معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنا كمون النار ف الزناد فاقرع زناد‬
‫من شئت ينبئك شرارها عما ف زناده فليعت اللبيب الناصح لنفسه بذا الوضع وليتب ال ال‬
‫ويستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء وليظن السوء بنفسه الت هي مأوى كل سوء‬
‫وصنيع كل شر الركبة على الهل‬
‫‪ 618‬والظلم فهو أول بظن السوء من أحكم الاكمي وأعدل العادلي وأرحم الراحي الغن الميد‬
‫الذي له الغن التام والكمة التامة النه عن كل سوء ف ذاته وصفاته وأفعاله واسائه فذاته لا‬
‫الكمال الطلق من كل وجه وصفاته كذلك وأفعاله كلها حكمة ومصلحة ورحة وعدل‬
‫وأساؤه كلها حسن فل تظنن بربك ظن سوء فإن ال أول بالميل ول تظنن بنفسك قط خيا‬
‫فكيف بظال جان جهول وظن بنفسك السوأى تدها كذاك وخيها كالستحيل ومابك من‬
‫تقي فيها وخي فتلك مواهب الرب الليل وليس لا ول منها ولكن من الرحن فاشكر للدليل‬
‫قوله فإن تنج منها أي من هذه الصلة العظيمة قوله من ذي عظيمة أي تنج من شر عظيم قوله‬
‫وإن ل إخالك هو بكسر المزة أي أظنك وال اعلم باب ما جاء ف منكري القدر ش أي من‬
‫الوعيد والقدر بالفتح والسكون ما يقدره ال من القضاء ولا كان توحيد الربوبية ل يتم ال‬
‫باثبات القدر قال القرطب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 619‬القدر مصدر قدرت الشي بتخفيف الدال أقدره وأقدره قدرا وقدر إذا حصلت بقداره ويقال‬
‫فيه قدرت اقدر تقديرا مشدد الدال فاذا قلنا إن ال تعال قدر الشياء فمعناه إنه تعال علم‬
‫مقاديرها وأحوالا وأزمانا قبل إيادها ث أوجد منها ما سبق ف علمه أنه يوجده على نو ما‬
‫سبق ف علمه فل مدث ف العال العلوي والسفلي إل هو صادر عن علمه تعال وقدرته وإرادته‬
‫هذا هو العلوم من دين السلف الاضي الذي دلت عليه الباهي ذكر الصنف ما جاء ف الوعيد‬
‫فيمن أنكره تنبيها على وجوب اليان ولذا عده النب صلى ال عليه وسلم من اركان اليان‬
‫كما ثبت ف حديث جبيل عليه السلم لا سئل عن اليان فقال أن تؤمن بال وملئكته وكتبه‬
‫ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره قال صدقت وعن عبدال بن عمرو بن العاص‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال تعال كتب مقادير اللئق قبل أن يلق‬
‫السموات والرض بمسي الف سنة قال وعرشه على الاء وعن ابن عمر رضي ال عنهما قال‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل شيء بقدر حت العجز والكيس رواها مسلم ف‬
‫صحيحه وعن علي رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يؤمن عبد حت‬
‫يؤمن بأربع يشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال بعثن بالق ويؤمن بالوت والبعث بعد الوت‬
‫ويؤمن بالقدر رواه الترمذي وابن ماجه والاكم ف صحيحه والحاديث ف ذلك كثية جدا قد‬
‫افردها العلماء بالتصنيف قال البغوي ف شرح السنة اليان بالقدر فرض لزم وهو أن يعتقد أن‬
‫ال تعال خالق أعمال العباد خيها وشرها كتبها عليهم ف اللوح الحفوظ قبل أن يلقهم قال‬
‫ال تعال وال‬
‫‪ 620‬خلقكم وما تعلمون فاليان والكفر فالطاعة ووعد عليها الثواب ول يرضى الكفر والعصية‬
‫ووعد عليهما العقاب قال ال تعال ويضل ال الظالي ويفعل ال ما يشاء قال والقدر سر من‬
‫أسرار ال تعال ل يطلع عليه ملكا مقربا ول نبيا مرسل ل يوز الوض فيه والبحث عنه بطريق‬
‫العقل بل يعتقد أن ال تعال خلق اللق فجعلهم فريقي أهل يي خلقهم للنعيم فضل وأهل‬
‫شال خلقهم للجحيم عدل قال ال تعال ولقد ذرأنا لهنم كثيا من الن والنس وقد سأل‬
‫رجل علي بن أب طالب رضي ال عنه فقال يا أمي الؤمني أخبن عن القدر قال طريق مظلم‬
‫فل تسلكه فأعاد السؤال فقال بر عميق ل تلجه فأعاد السؤال فقال سر ال خفي عليك فل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تفشه وقال شيخ السلم مذهب أهل السنة ف هذا الباب وغيه ما دل عليه الكتاب والسنة‬
‫وكان عليه السابقون الولون من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم باحسان وهو ان ال خالق‬
‫كل شيء وربه ومليكه وقد دخل ف ذلك جيع العيان القائمة بأنفسها وصفاتا القائمة با من‬
‫أفعال العباد وغي أفعال العباد وأنه سبحانه ما شاء كان وما ل يشأ ل يكن فل يكون ف‬
‫الوجود شيء إل بشيئته وقدرته ل يتنع عليه شيء شاءه بل هو قادر على كل شيء ول يشاء‬
‫شيئا ال وهو قادر عليه وأنه سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما ل يكن لو كان كيف كان‬
‫يكون فقد دخل ف ذلك أفعال العباد وغيها وقد قدر‬
‫‪ 621‬مقادير اللئق قبل أن يلقهم قدر أرزاقهم وآجالم وأعمالم وكتب ذلك وكتب ما يصيون‬
‫اليه من سعادة وشقاوة فهم يؤمنون بلقه لكل شيء وقدرته على كل شيء ومشيئته لكل ما‬
‫كان وعلمه بالشياء قبل أن تكون وتقديره لا وكتابته إياها قبل أن تكون وغلة القدرية‬
‫ينكرون علمه التقدم وكتابته السابقة ويزعمون أنه أمر وني وهو ل يعلم من يطيعه من يعصيه‬
‫بل المر أنف اي مستأنف وهذا القول أول ما حدث ف السلم بعد انقراض عصر اللفاء‬
‫الراشدين وبعد إمارة معاوية بن أب سفيان ف زمن الفتنة الت كانت بي ابن الزبي وبن أمية ف‬
‫آخر عصر عبدال بن عمر وعبدال بن عباس وغيها من الصحابة وكان أول من ظهر ذلك عنه‬
‫بالبصرة معبد الهن فلما بلغ الصحابة قول هؤلء تبؤوا منهم وانكروا مقالتهم ث لا كثر‬
‫خوض الناس ف القدر صار جهورهم يقر بالعلم التقدم والكتاب السابق ولكن ينكرون عموم‬
‫مشيئة ال وعموم خلقه وقدرته ويظنون أنه ل معن لشيئته ال أمره فما شاء فقد أمر به وما ل‬
‫يشأ ل يأمر به فلزمهم أنه قد يشاء مال يكون ويكون ما ليشاء وأنكروا أن يكون ال خالقا‬
‫لفعال العباد أو قادرا عليها أو أن يص بعض عباده من النعم ما يقتضي إيانم به وطاعتهم له‬
‫وزعموا ان نعمته الت با يكن اليان والعمل الصال على الكفار كأب جهل واب لب مثل‬
‫نعمته بذلك على أب بكر وعمر وعثمان وعلي بنلة رجل دفع إل والديه بال قسمه بينهم‬
‫بالسوية لكن هؤلء أحدثوا أعمالم الصالة وهؤلء أحدثوا أعمالم الفاسدة من غي نعمة خص‬
‫ال با الؤمني وهذا قول باطل وقد قال ال تعال ينون عليك أن أسلموا قل ل تنوا علي‬
‫اسلمكم بل ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 622‬ين عليكم أن هداكم لليان إن كنتم صادقي وقال ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف‬
‫قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضل من ال ونعمة وال‬
‫عليم حكيم وقال ابن القيم ما معناه مراتب القضاء والقدر أربع مراتب الول علم الرب‬
‫سبحانه بالشياء قبل كونا الثانية كتابة ذلك عنده ف الزل قبل خلق السموات والرض الثالثة‬
‫مشيئته التناولة لكل موجود فل خروج لكائن كما ل خروخ له عن علمه الرابعة خلقه لا‬
‫وإياده وتكوينه فال خالق كل شيء وما سواه ملوق قال وقال ابن عمر والذي نفس ابن عمر‬
‫بيده لو كان لحدهم مثل أحد ذهبا ث أنفقه ف سبيل ال ما قبله ال منه حت يؤمن بالقدر ث‬
‫استدل بقول النب صلى ال عليه وسلم اليان أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم‬
‫الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره رواه مسلم ش قوله وقال ابن عمر هو عبدال بن عمر بن‬
‫الطاب قوله لو كان لحدهم مثل أحد ذهبا ث أنفقه ف سبيل ال ما قبله ال منه ال هذا قول‬
‫ابن عمر لغلة القدرية الذين أنكروا أن يكون ال تعال عال بشيء من أعمال العباد قبل وقوعها‬
‫منها وإنا يعلمها بعد كونا منهم كما تقدم‬
‫‪ 623‬عنهم قال القرطب ول شك ف تكفي من يذهب إل ذلك فإنه جحد معلوم من الشرع‬
‫بالضرورة لذلك تبأ منهم ابن عمر وأفت بأنم ل تقبل منهم أعمالم ول نفقاتم وأنم كمن‬
‫قال ال فيهم وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتم إل أنم كفروا بال وبرسوله وهذا الذهب قد‬
‫ترك اليوم فل يعرف من ينسب اليه من التأخرين من اهل البدع الشهورين فقال شيخ السلم‬
‫لا ذكر كلم ابن عمر هذا وكذلك كلم ابن عباس وجابر بن عبدال وواثلة بن السقع‬
‫وغيهم من الصحابة والتابعي لم باحسان إل يوم الدين وسائر أئمة السلمي فيهم كثي حت‬
‫قال فيهم الئمة كمالك والشافعي واحد بن حنبل وغيهم إن النكرين لعلم ال التقدم ينكرون‬
‫القدر وقوله ث استدل بقول النب صلى ال عليه وسلم اليان أن تؤمن بال وملئكته وكتبه‬
‫ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره فجعل النب صلى ال عليه وسلم ف هذا الديث‬
‫كأنه لا سئل عن السلم ذكر أركان السلم المسة لنا أصل السلم ولا سئل عن اليان‬
‫أجاب بقوله أن تؤمن بال إل آخره فيكون الراد حينئذ باليان جنس تصديق القلب وبالسلم‬
‫جنس العمل والقرآن والسنة ملوءان بإطلق اليان على العمال كما ها ملوءان باطلق‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫السلم على اليان الباطن مع ظهور دللتهما ايضا على الفرق بينهما ولكن حيث أفرد أحد‬
‫السي دخل فيه الخر وإنا يفرق بينهما حيث فرق بي السي ومن أراد تقيق ما أشرنا اليه‬
‫فلياجع‬
‫‪ 624‬كتاب اليان الكبي لشيخ السلم اذا تبي هذا فوجه استدلل ابن عمر بالديث من جهة أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم عد اليان بالقدر من أركان اليان فمن أنكره فلم يكن مؤمنا إذ‬
‫الكافر بالبعض كافر بالكل فل يكون مؤمنا متقيا وال ل يقبل إل من التقي وهذا قطعة من‬
‫حديث جبيل عليه السلم وقد أخرجه مسلم بطوله أول كتاب اليان ف صحيحه من حديث‬
‫يي بن معمر عن ابن عمر ولفظه عن يي بن يعمر قال كان أول من قال ف القدر بالبصرة‬
‫معبد الهن فانطلقت أنا وحيد بن عبدالرحن الميي حاجي أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحدا‬
‫من اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلء ف القدر فوفق لنا عبدال‬
‫بن عمر بن الطاب داخل السجد فأكتنفته أنا وصاحب أحدنا عن يينه والخر عن شاله‬
‫فظننت أن صاحب سيكل الكلم إل فقت يا أبا عبد الرحن إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرؤون‬
‫القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنم وأنم يزعمون أن ل قدر وأن المر أنف قال فإذا لقيت‬
‫أولئك فأخبهم أن بريء منهم وأنم براء من والذي يلف به عبدال بن عمر لو أن لحدهم‬
‫مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبله ال منه حت يؤمن بالقدر ث قال حدثن أب عمر بن الطاب قال‬
‫بينما نن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب‬
‫شديد سواء الشعر ل يرى عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد حت جلس إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فأسند ركبتيه ال ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا ممد أخبن عن السلم‬
‫وذكر الديث وقوله خيه وشره أي خي القدر وشره أي انه تعال قدر الي والشر قبل خلق‬
‫اللق وإن جيع الكائنات بقضائه وقدره وإرادته لقوله تعال وخلق كل شيء فقدره‬
‫‪ 625‬تقديرا وال خلقكم وما تعلمون إنا كل شيء خلقناه بقدر وغي ذلك فإن قلت كيف قال‬
‫وتؤمن بالقدر خيه وشره وقد قال ف الديث والشر ليس اليك قيل إثبات الشر ف القضاء‬
‫والقدر إنا هو بالضافة إل العبد والفعول إن كان مقدرا عليه فهو بسبب جهله وظلمه وذنوبه‬
‫ل إل الالق فله ف ذلك من الكم ما تقصر عنه أفهام البشر لن الشر إنا هو بالذنوب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وعقوباتا ف الدنيا والخرة فهو شر بالضافة إل العبد أما بالضافة ال الرب سبحانه وتعال‬
‫فكله خي وحكمة فإنه صادر عن حكمه وعلمه وما كان كذلك فهو خي مض بالنسبة ال‬
‫الرب سبحانه وتعال إذ هو موجب أسائه وصفاته ولذا قال والشر ليس اليك أي تتنع إضافته‬
‫اليك بوجه من الوجوه فل يضاف الشر ال ذاته وصفاته ول أسائه ول أفعاله فإن ذاته منهة‬
‫عن كل شر وصفاته كذلك إذ كلها صفات كمال ونعوت جلل ل نقص فيها بوجه من‬
‫الوجوه وأساؤه كلها حسن ليس فيها اسم ذم ول عيب وافعاله حكمة ورحة ومصلحة‬
‫وإحسان وعدل ل ترج عن ذلك البتة وهو الحمود على ذلك كله فتستحيل إضافة الشر اليه‬
‫فإنه ليس شر ف الوجود إل الذنوب وعقوبتها وكونا ذنوبا تأت من نفس العبد فان سبب‬
‫الذنب الظلم والهل وها ف نفس العبد فإنه ذات مستلزمة للجهل والظلم وما فيه من العلم‬
‫والعدل فإنا حصل له بفضل ال عليه وهو أمر خارج عن‬
‫‪ 626‬نفسه فمن أراد ال به خيا أعطاه الفضل فصدر منه الحسان والب والطاعة ومن أراد به شرا‬
‫أمسكه عنه وخله ودواعي نفسه وطبعه وموجبها فصدر عنه موجب الهل والظلم من كل شر‬
‫وقبيح وليس منعه من ذلك شرا ول ف ذلك الكمة التامة والجة البالغة فهذا عدله وذلك‬
‫فضله يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم وهوالعلي الكيم هذا معن كلم ابن القيم وهو‬
‫الق وحاصله أن الشر راجع ال مفعولته ل إل ذاته وصفاته ويتبي ذلك بثال ول الثل العلى‬
‫لو أن ملكا من ملوك العدل كان معروفا بقمع الخالفي وأهل الفساد مقيما للحدود والتعزيرات‬
‫الشرعية على أرباب اصحابا لعدوا ذلك خيا يمده عليه اللوك ويدحه الناس ويشكرونه على‬
‫ذلك فهو خي بالنسبة ال اللوك يدح ويثن به ويشكر عليه وإن كان شرا بالنسبة إل من أقيم‬
‫عليه فرب العالي أول بذلك لن له الكمال الطلق من جيع الوجوه لعتبارات وأيضا فلول‬
‫الشر هل كان يعرف الي فإن الضد ل يعرف إل بضده فإن ل تط به خبا فاذكر كلم ابن‬
‫عقيل ف الباب الذي قبل هذا وأسلم تسلم وال اعلم قال وعن عباد بن الصامت أنه قال لبنه يا‬
‫بن إنك لن تد طعم اليان حت تعلم ان ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن‬
‫ليصيبك سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن أول ما خلق ال القلم فقال اكتب قال‬
‫رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حت تقوم الساعة يا بن سعت رسول ال صلى‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ال عليه وسلم يقول من مات على غي هذا فليس من ش قوله يا بن إنك لن تد طعم اليان‬
‫إل آخره ابنه هذا‬
‫‪ 627‬هو الوليد بن عبادة كما صرح به الترمذي ف روايته وفيه أن لليان طعما وهو كذلك فإن له‬
‫حلوة وطعما من ذاقه تسلى به عن الدنيا وما عليها وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ثلث‬
‫من كن فيه وجد حلوة اليان الديث وانا يكون العبد كذلك إذا كان مؤمنا بالقدر إذ يتنع‬
‫أن توجد الثلث فيه وهو ل يؤمن بالقدر بل يكذب به ويرد على ال كلمه وعلى الرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم مقالته فإن الحبة التامة تقتضي التابعة التامة فمن ل يؤمن بالقدر ل يكن‬
‫ال ورسوله أحب اليه ما سواها فل يد حلوة اليان ول طعمه بل إن كان منكرا للعلم القدي‬
‫فهو كافر كما تقدم ولذا روي عن بعض الئمة القدرية الكبار باسناد صحيح أنه قال لا ذكر‬
‫حديث ابن مسعود رضي ال عنه حدثن الصادق الصدوق الديث ولو سعت العمش يقول‬
‫هذا لكذبته ولو سعت زيد بن وهب يقول هذا لجبته ولو سعت عبدال بن مسعود يقول هذا‬
‫ما قبلته ولو سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول هذا لرددته وذكر كلمة بعدها فهذا‬
‫كفر صريح نعوذ بال من موجبات غضبه وأليم عقابه وقد بي ف الديث كيفية اليان بالقدر‬
‫أن يعلم أن ما أصابه ل يكن ليخطئه وما أخطأه ل يكن ليصيبه وهذا كما قال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف حديث جابر رضي ال عنه ل يؤمن عبد حت يؤمن بالقدر خيه وشره حت أن ما‬
‫أصابه ل يكن ليخطئه وما أخطأه ل يكن ليصيبه رواه الترمذي والعن ان العبد ل يؤمن حت‬
‫يعلم أن ما يصيبه إنا أصابه ف القدر أي قدر عليه من الي والشر ل يكن ليخطئه أي ياوزه‬
‫فل يصيبه وإنا أخطأه من الي والشر ف القدر أي ل يقدر عليه ما ل يكن ليصيبه كما قال‬
‫تعال ما أصاب من مصيبة ف الرض ول ف أنفسكم ال ف كتاب‬
‫‪ 628‬من قبل أن نبأها إن ذلك على ال يسي وقال تعال قل لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا هو مولنا‬
‫وعلى ال فليتوكل الؤمنون قوله إن أول ما خلق ال القلم قال شيخ السلم قد ذكرنا أن‬
‫للسلف ف العرضشوالقلم أيهما خلق قبل الخر قولي كما ذكر ذلك الافظ أبو العلي المدان‬
‫وغيه أحدها أن القلم خلق أول كما أطلق ذلك غي واحد وهذا هو الذي يفهم ف ظاهر‬
‫كتب الصنف ف الوائل للحافظ أبو عروبة الران ولد القاسم الطبان للحديث الذي رواه أبو‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫داود ف سننه عن عبادة ابن الصامت وذكر الديث الشروح والثان أن العرش خلق أول قال‬
‫المام عثمان بن سعيد الدارمي ف تصنيفه قي الرد على الهمية حدثنا ممد بن كثي العبدي‬
‫أنبأنا سفيان الثوري ثنا أبو هاشم عن ماهد عن ابن عباس قال إن ال كان على عرشه قبل أن‬
‫يلق شيئا فكان أول ما خلق ال القلم فأمره أن يكتب ما هو كائن وأن ما يري على الناس‬
‫على أمر قد فرغ منه وكذلك ذكر الافظ أبو بكر البيهقي ف كتاب الساء والصفات لا ذكر‬
‫بدء اللق ث ذكر حديث العمش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي عن ابن عباس أنه‬
‫سئل عن قول ال تعال وكان عرشه على الاء على أي شيء قال على مت الريح وروى حديث‬
‫القاسم بن مرة‬
‫‪ 629‬عن سعيد بن جبي عن ابن عباس أنه كان يدث أن رسول ال صلىال عليه وسلم قال أول‬
‫شيء خلقه ال القلم وأمره فكتب كل شيء يكون قال البيهقي وإنا أراد وال أعلم أول شيء‬
‫خلقه بعد خلق الاء والريح والعرش وذلك ف حديث عمران بن حصي الذي اشار إليه وهو ما‬
‫رواه البخاري من غي وجه مرفوعا عنه كان ال ول يكن شيء قبله وكان عرشه على الاء ث‬
‫خلق السموات والرض وكتب ف الذكر كل شيء ورواه البيهقي كما رواه ممد هارون‬
‫الرويان ف مسنده وعثمان بن سعيد الدارمي وغيها من حديث الثقات التفق على ثقتهم عن‬
‫أب اسحق عن العمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن مرز عن عمران بن حصي عن النب‬
‫صلىال عليه وسلم قال كان ال ول يكن شيء غيه وكان عرشه على الاء ث كتب ف الذكر‬
‫كل شيء ث خلق السموات وذكر أحاديث وآثارا ث قال ما معناه فثبت ف النصوص الصحيحة‬
‫أن العرش خلق أول وقال ابن كثي قال قائلون خلق القلم أول وهذا اختيار ابن جرير وابن‬
‫الوزي وغيها قال ابن جرير وبعد القلم السحاب الرقيق وبعده العرش واحتجوا بديث عبادة‬
‫والذي عليه المهور أن العرش ملقوق قبل ذلك كما دل على ذلك الديث الذي رواه مسلم‬
‫ف صحيحه يعن حديث عبدال بن عمرو بن العاص الذي تقدم قالوا وهذا التقدير هو كتابته‬
‫بالقلم القادير وقد دل الديث أن ذلك بعد خلق العرش فثبت تقدي العرش على القلم الذي‬
‫كتب به القادير كما ذهب إل ذلك الماهي ويمل حديث القلم على أنه أول الخلوقات من‬
‫هذا العال انتهى بعناه قوله اكتب مقادير كل شيء حت تقوم الساعة قال شيخ السلم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 630‬وكذلك ف حديث ابن عباس وغيه وهذا يبي أنه إنا أمره حينئذ أن يكتب مقدار هذا اللق‬
‫إل قيام الساعة ل يكن حينئذ ما يكون بعد ذلك قوله من مات على غي هذا ل يكن من أي‬
‫لنه إذا كان جاحدا للعلم القدي فهو كافر كما قال كثي من أئمة السلف ناظروا القدرية بالعلم‬
‫فإن أقروا به خصموا وإن جحدوا كفروا يريدون أن من أنكر العلم القدي السابق بأفعال العباد‬
‫وأن ال قسمهم قبل خلقهم ال شقي وسعيد وكتب ذلك عنده ف كتاب حفيظ فقد كذب‬
‫القرآن فيكفر بذلك كما نص عليه الشافعي وأحد وغيها وإن أقروا بذلك وأنكروا أن ال‬
‫خلق أفعال العباد وشاءها وأرادها بينهم إرادة كونية قدرية فقد خصموا لن ما أقروا به حجة‬
‫عليهم فيما أنكروه وف تكفي هؤلء نزاع مشهور وبالملة فهم أهل بدعة شنيعة والرسول‬
‫صلى ال عليه وسلم بريء منهم كما هو بريء من الولي وقد بيض الصنف آخر هذا الديث‬
‫ليعزوه وقد رواه أبو داود وهذا لفظه ورواه أحد والترمذي وغيها قال وف رواية لبن وهب‬
‫قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فمن ل يؤمن بالقدر خيه وشره أحرقه ال بالنار ش‬
‫قوله وف رواية لبن وهب هو المام الافظ عبدال بن وهب بن مسلم القرشي مولهم الصري‬
‫الفقيه ثقة إمام مشهور عابد له مصنفات منها الامع وغيه مات سنة سبع وتسعي ومائة وله‬
‫اثنان وسبعون سنة قوله أحرقه ال بالنار أي لكفره أو بدعته إن كان من يقر بالعلم السابق‬
‫وينكر خلق أفعال العباد فإن صاحب البدعة متعرض للوعيد كأصحاب الكبائر بل أعظم‬
‫‪ 631‬قال وف السند والسنن عن أب الديلمي قال أتيت أب ابن كعب فقلت ف نفسي شيء من القدر‬
‫فحدثن بشيء لعل ال يذهبه من قلب فقال لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله ال منك حت تؤمن‬
‫بالقدر وتعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك ولو مت على غي‬
‫هذا لكنت من أهل النار قال فأتيت عبدال بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد ثابت كلهم‬
‫حدثن بثل ذلك عن النب صلى ال عليه وسلم حديث صحيح رواه الاكم ف صحيحه ش قوله‬
‫وف السند أي مسند المام أحد والسنن أي سنن أب داود وابن ماجه فقط بعن ما ذكر‬
‫الصنف وفيه زيادة اختصرها الصنف ولفظ ابن ماجه حدثنا علي بن ممد حدثنا اسحق بن‬
‫سليمان قال سعت أبا سنان عن وهب بن خالد المصي عن أب الديلمي قال وقع ف نفسي‬
‫شيء من هذا القدر خشيت أن يفسد علي دين وأمري فأتيت أب بن كعب فقلت يا أبا النذر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫إنه قد وقع ف قلب شيء من هذا القدر فخشيت على دين وأمري فحدثن من ذلك بشيء لعل‬
‫ال أن ينفعن فقال لو أن ال عذب أهل سواته وأهل أرضه لعذبم وهو غي ظال لم ولو‬
‫رحهم لكانت رحته خيا لم من أعمالم ولو كان لك مثل أحد ذهبا أو مثل جبل أحد تنفقة‬
‫ف سبيل ال ما قبل منك حت تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل‬
‫يكن ليصيبك وإنك إن مت على غي هذا دخلت النار ول عليك أن تأت يا أخي عبدال بن‬
‫مسعود فتسأل فأتيت عبدال فسألته فذكر مثل ما قال أب وقال ل ل عليك أن تأت حذيفة‬
‫فأتيت حذيفة فسألته فقال مثل ما قال أئت زيد بن ثابت فاسأله فأتيت‬
‫‪ 632‬زيد بن ثابت فسألته فقال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لو أن ال عذب أهل‬
‫سواته وأهل أرضه لعذبم وهو غي ظال لم ولو رحهم لكانت رحته خيا لم من أعمالم ولو‬
‫كان مثل أحد أو مثل جبل أحد ذهبا تنفقه ف سبيل ال ما قبله ال منك حت تؤمن بالقدر كله‬
‫فتعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك وإنك إن مت على غي هذا‬
‫دخلت النار هذا حديث ابن ماجه ولفظ أب داود كما ذكره الصنف إل أنه قال ث أتيت‬
‫عبدال بن مسعود فقال مثل ذلك ث أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك ث أتيت زيد بن‬
‫ثابت فحدثن عن النب صلىال عليه وسلم بثل ذلك قوله عن أب الديلمي هو عبدال بن فيوز‬
‫الديلمي وفيوز قاتل السود العنسي الكذاب وعبد ال هذا ثقة من كبار التابعي بل ذكره‬
‫بعضهم ف الصحابة والديلمي نسبة إل جبل الديلم وهو من أبناء الفرس الذين بعثهم كسرى‬
‫إل اليمن قوله وقع ف نفسي شيء من القدر أي شك أو اضطراب يؤدي إل شك فيه أو جحد‬
‫له قوله لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله ال منك هذا تثيل على سبيل الفرض ل تديد إذ لو‬
‫فرض إنفاق ملء السموات والرض كان ذلك قوله حت تؤمن بالقدر أي بأن جيع المور‬
‫الكائنة خيها وشرها وحلوها ومرها ونفعها وضرها وقليلها وكثيها وكبيها وصغيها بقضائه‬
‫وقدره وإرادته ومشيئته وأمره كما ذكر عن علي رضي ال عنه‬
‫‪ 633‬باب ما جاء ف الصورين عن أب هريرة رضي ال عنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‬
‫ال تعال ومن أظلم من ذهب يلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعية‬
‫اخرجاه ولما عن عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أشد الناس‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عذابا يوم القيامة الذين يضاهؤون بلق ال ولما عن ابن عباس سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول كل مصور ف النار يعل له بكل صورة صورها نفس يعذب با ف جهنم ولما عنه‬
‫مرفوعا من صور صورة ف الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ولسلم عن أب الياج‬
‫قال قال ل علي أل ابعثك على ما بعثن عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل تدع صورة‬
‫ال طمستها ول قبا مشرفا ال سويته فيه مسائل الول التغليظ الشديد ف الصورين الثانية التنبيه‬
‫على العلة وهو ترك الدب مع ال لقوله ومن أظلم من ذهب يلق كخلقي الثالثة التنبيه على‬
‫قدرته وعجزهم لقوله فليخلقوا ذرة أو حبة أو شعية‬
‫‪ 634‬الرابعة التصريح بأنم أشد الناس عذابا الامسة أن ال يلق بعدد كل صورة نفسا يعذب با‬
‫الصور ف جهنم السادسة أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح السابعة المر بطمسها اذا وجدت قوله‬
‫باب ما جاء ف الصورين أي من عظيم عقوبة ال لم وعذابه وقد ذكر النب صلى ال عليه‬
‫وسلم العلة وهي الضاهاة بلق ال لن ال تعال له اللق والمر فهو رب كل شيء ومليكه‬
‫وهو خالق كل شيء وهو الذي صور جيع الخلوقات وجعل فيها الرواح الت تصل با الياة‬
‫كما قال ال تعال الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق النسان من طي ث جعل نسله من‬
‫سللة من ماء مهي ث سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والبصار والفئدة قليل ما‬
‫تشكرون فالصور لا صور الصورة على شكلك ما خلقه ال تعال من إنسان وبيمة صار‬
‫مضاهيا للق ال فصار ما صور عذابا له يوم القيامة وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ‬
‫فكان أشد الناس عذابا لن ذنبه من أكب الذنوب فإذا كان هذا فيمن صور صورة على مثال ما‬
‫خلقه ال تعال من اليوان فكيف بال من سوى الخلوق برب العالي وشبهه بلقه وصرف له‬
‫شيئا من العبادة الت ما خلق ال اللق إل ليعبدوه وحده با ل يستحقه غيه من كل‬
‫‪ 635‬عمل يبه ال من العبد ويرضاه فتسوية الخلوق بالالق بصرف حقه لن ل يستحقه من خلقه‬
‫وجعله شريكا له فيما اختص به تعال وتقدس هو أعظم ذنب عصي ال تعال به ولذا أرسل‬
‫رسله وأنزل كتبه لبيان هذا الشرك والنهي عنه وإخلص العبادة بميع أنواعها ل تعال فنجى‬
‫ال تعال رسله ومن أطاعهم وأهلك من جحد التوحيد واستمر على الشرك والتنديد فما اعظمه‬
‫من ذنب إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء ومن يشرك بال فكأنا خر‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫من السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح ف مكان سحيق قوله ولسلم عن أب الياج السدي‬
‫حيان بن حصي قال قال ل علي رضي ال عنه هو أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال‬
‫عنه قوله أل أبعثك على ما بعثن عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل تدع صورة إل‬
‫طمستها ول قبا مشرفا إل سويته فيه تصريح بأن النب صلى ال عليه وسلم بعث عليا لذلك أما‬
‫الصور فلمضاهاتا للق ال وأما تسوية القبور فلما ف تعليتها من الفتنة بأربابا وتعظيمها وهو‬
‫من ذرائع الشرك ووسائله فصرف المم إل هذا وأمثاله من مصال الدين ومقاصده وواجباته‬
‫ولا وقع التساهل ف هذه المور وقع الحذور وعظمت الفتنة بأرباب القبور وصارت مطا‬
‫لرحال العابدين العظيمن لا فصرفوا لا جل العبادة من الدعاء والستعانة والستغاثة والتضرع‬
‫لا والذبح لا والنذور وغي ذلك من كل شرك مظور قال العلمة ابن القيم رحه ال ومن جع‬
‫بي سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ف القبور‬
‫‪ 636‬وما أمر به ونى عنه وما كان عليه أصحابه وبي ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدها مضادا‬
‫للخر مناقضا له بيث ل يتمعان أبدا فنهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الصلة إل‬
‫القبور وهؤلء يصلون عندها وإليها ونى عن اتاذها مساجد وهؤلء يبنون عليها الساجد‬
‫ويسمونا مشاهد مضاهاة لبيوت ال ونى عن إيقاد السرج عليها وهؤلء يوقفون الوقوف على‬
‫إيقاد القناديل عليها ونى عن أن تتخذ عيدا وهؤلء يتخذونا أعيادا ومناسك ويتمعون لا‬
‫كاجتماعهم للعيد أو أكثر وأمر بتسويتها كما روى مسلم ف صحيحه عن أب الياج السدي‬
‫فذكر حديث الباب وحديث تامة بن شفي وهو عند مسلم أيضا قال كنا مع فضالة بن عبيد‬
‫بأرض الروم برودس فتوف صاحب لنا فأمر فضالة بقبه فسوي ث قال سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يأمر بتسويتها وهؤلء يبالغون ف مالفة هذين الديثي يرفعونا عن الرض‬
‫كالبيت ويعقدون عليها القباب ونى عن تصيص القب والبناء عليه كما روى مسلم ف‬
‫صحيحه عن جابر رضي ال عنه قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن تصيص القب وأن‬
‫يقعد عليه وأن يبن عليه ونى عن الكتابة عليها كا روى أبو داود ف سننه عن جابر أن رسول‬
‫ال صلىال عليه وسلم نى عن تصيص القبور وأن يكتب عليها قال الترمذي حديث حسن‬
‫صحيح وهؤلء يتخذون عليها اللواح ويكتبون عليها القرآن وغيه ونى أن يزاد عليها غي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ترابا كما روى أبو دواد عن جابر أيضا أن رسول ال صلى ال عيله وسلم نى أن يصص‬
‫القب أو يكتب عليه أو يزاد عليه وهؤلء يزيدون عليه الجر والص والحجار قال إبراهيم‬
‫النخعي كانوا يكرهون الجر على قبورهم والقصود أن هؤلء العظمي للقبور التخذيها أعيادا‬
‫الوقدين عليها‬
‫‪ 637‬السرج الذين يبنون عليها الساجد والقباب مناقضون لا أمر به رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مادون لا جاء به وأعظم ذلك اتاذها مساجد وإيقاد السرج عليها وهو من الكبائر وقد صرح‬
‫الفقهاء من أصحاب احد وغيهم بتحريه قال أبو ممد القدسي ولو أبيح اتاذ السرج عليها ل‬
‫يلعن من فعله ولن فيه تضييعا للمال ف غي فائدة وإفراطا ف تعظيم القبور اشبه تعظيم الصنام‬
‫قال ول يوز اتاذ الساجد على القبور لذا الب ولن النب صلى ال عليه وسلم قال لعن ال‬
‫اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد يذر ما صنعوا متفق عليه ولن تصيص القبور‬
‫بالصلة عندها يشبه تعظيم الصنام بالسجود لا والتقرب إليها وقد روينا أن ابتداء عبادة‬
‫الصنام تعظيم الموات باتاذ صورهم والتمسح با والصلة عندها انتهى وقد آل المر بؤلء‬
‫الضلل الشركي إل أن شرعوا للقبور حجا ووضعوا لا مناسك حت صنف بعض غلتم ف‬
‫ذلك كتابا ساه مناسك حج الشاهد مضاهاة منه القبور بالبيت الرام ول يفى أن هذا مفارقة‬
‫لدين السلم ودخول ف دين عباد الصنام فانظر إل هذا التباين العظيم بي ما شرعه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وقصده من النهي عما تقدم ذكره ف القبور وبي ما شرعه هؤلء وقصدوه‬
‫ول ريب أن ف ذلك من الفاسد ما يعجر عن حصره فمنها تعظيم الوقع ف الفتتان با ومنها‬
‫اتاذها أعيادا ومنها السفر إليها ومنها مشابة عباد الصنام با يفعل عندها من العكوف عليها‬
‫والجاورة عندها وتعليق الستور عليها وعبادها يرجحون الجاورة عندها على الجاورة عند‬
‫السجد الرام ويرون سدانتها أفضل من خدمة الساجد والويل عندهم لقيمها ليلة يطفىء‬
‫القنديل العلق عليها ومنها النذر لا ولسدنتها ومنها اعتقاد الشركي فيها أن با يكشف البلء‬
‫وينصر على العداء ويستنل‬
‫‪ 638‬غيث السماء وتفرج الكروب وتقضى الوائج وينصر الظلوم ويار الائف إل غي ذلك ومنها‬
‫الدخول ف لعنة ال ورسوله باتاذ الساجد عليها وإيقاد السرج عليها ومنها الشرك الكب الذي‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يفعل عندها ومنها إيذاء أصحابا با يفعله الشركون بقبورهم فإنم يؤذيهم ما يفعل عند قبورهم‬
‫ويكرهونه غاية الكراهية كما أن السيح عليه السلم يكره ما يفعله النصارى عند قبه وكذلك‬
‫غيه من النبياء والشايخ يؤذيهم ما يفعله أشباه النصارى عند قبورهم ويوم القيامة يتبؤون‬
‫منهم كما قال تعال ويوم يشرهم وما يعبدون من دون ال فيقول أنتم أضللتم عبادي هؤلء أم‬
‫هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم‬
‫وآباءهم حت نسوا الذكر وكانوا قوما بورا قال ال تعال للمشركي فقد كذبوكم با تقولون‬
‫وقال تعال وإذ قال ال يا عيسى بن مري أأنت قلت للناس اتذون وأمي إلي من دون ال قال‬
‫سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ليس ل بق الية وقال تعال ويوم يشرهم جيعا ث يقول‬
‫للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونم بل كانوا يعبدون الن‬
‫أكثرهم بم مؤمنون ومنها إماتة السنن وإحياء البدع ومنها تفضيلها على خي البقاع وأحبها إل‬
‫ال فإن عباد القبور يقصدونا مع التعظيم والحترام والشوع ورقة القلب والعكوف بالمة‬
‫‪ 639‬على الوتى با ل يفعلونه ف الساجد ول يصل لم فيها نظيه ول قريبا منه ومنها أن الذي‬
‫شرعه الرسول صلى ال عليه وسلم عند زيارة القبور إنا هو تذكر الخرة والحسان إل الزور‬
‫بالدعاء له والترحم عليه والستغفار له وسؤال العافية له فيكون الزائر مسنا إل نفسه وإل اليت‬
‫فقلب هؤلء الشركون المر وعكسوا الدين وجعلوا القصود بالزيارة الشرك باليت ودعاءه‬
‫والدعاء به وسؤاله حوائجهم واستنال البكة منه ونصره لم على العداء ونو ذلك فصاروا‬
‫مسيئي إل انفسهم وإل اليت وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد نى الرجال عن زيارة‬
‫القبور سدا للذريعة فلما تكن التوحيد ف قلوبم أذن لم ف زيارتا على الوجه الذي شرعه‬
‫وناهم أن يقولوا هجرا ومن أعظم الجر الشرك عندها قول وفعل وف صحيح مسلم عن أب‬
‫هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم زوروا القبور فإنا تذكركم الوت‬
‫وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقبور الدينة فأقبل‬
‫عليهم بوجهه فقال السلم عليكم يا أهل القبور يغفر ال لنا ولكم أنتم سلفنا ونن بالثر رواه‬
‫أحد والترمذي وحسنه فهذه الزيارة الت شرعها رسول ال صلى ال عليه وسلم لمته وعلمهم‬
‫إياها هل تد فيها شيئا ما يعتمده أهل الشرك والبدع أم تدها مضادة لا هم عليه من كل وجه‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وما أحسن ما قال مالك بن أنس رحه ال لن يصلح آخر هذه المة إل ما أصلح أولا ولكن‬
‫كلما ضعف تسك المم بعهود أنبيائهم ونقص إيانم أعرضوا عن ذلك با أحدثوه من البدع‬
‫والشرك ولقد جرد السلف الصال التوحيد وحوا جانبه حت كان أحدهم إذا سلم على‬
‫‪ 640‬النب صلى ال عليه وسلم ث أراد الدعاء استقبل القبلة وجعل ظهره ال جدار القب ث دعا ونص‬
‫على ذلك الئمة الربعة أنه يستقبل القبلة وقت الدعاء حت ل يدعو عند القب فإن الدعاء عبادة‬
‫وف الترمذي وغيه الدعاء هو العبادة فجرد السلف العبادة ل ول يفعلوا عند القبور منها إل ما‬
‫أذن فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم من الدعاء لصحابا والستغفار لم والترحم عليهم‬
‫وأخرج أبو داود عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تعلوا بيوتكم قبورا‬
‫ول تعلوا قبي عيدا وصلوا علي فإن صلتكم تبلغن حيث كنتم وإسناده جيد ورواته ثقات‬
‫مشاهي وقوله ول تعلوا بيوتكم قبورا أي ل تعطلوها عن الصلة فيها والدعاء والقراءة فتكون‬
‫بنلة القبور فأمر بتحري النافلة ف البيوت ونى عن تري النافلة عند القبور وهذا ضد ما عليه‬
‫الشركون من النصارى وأشباههم ث إن ف تعظيم القبور واتاذها أعيادا من الفاسد العظيمة الت‬
‫ل يعلمها إل ال ما يغضب لجله كل من ف قلبه وقار ل وغيه على التوحيد وتجي وتقبيح‬
‫للشرك ولكن ما لرح بيت إيلم فمن الفاسد اتاذها أعيادا والصلة إليها والطواف با‬
‫وتقبيلها واستلمها وتعفي الدود على ترابا وعبادة أصحابا والستغاثة بم وسؤالم النصر‬
‫والرزق والعافية وقضاء الدين وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات وغي ذلك من أنواع الطلبات‬
‫الت كان عباد الوثان يسألونا أوثانم فلو رأيت غلة التخذين لا عيدا وقد نزلوا عن‬
‫‪ 641‬الكوار والدواب إذا رأوها من مكان بعيد فوضعوا لا الباه وقبلوا الرض وكشفوا الرؤوس‬
‫وارتفعت أصواتم بالضجيج وتباكوا حت تسمع لم النشيج ورأوا أنم قد أربوا ف الربح على‬
‫الجيج فاستغاثوا بن ل يبدىء ول يعيد ونادوا ولكن من مكان بعيد حت اذا دنوا منها صلوا‬
‫عند القب ركعتي ورأوا أنم قد أحرزوا من الجر ما ل يرزه من صلى إل القبلتي فتراهم‬
‫حول القب ركعا سجدا يبتغون فضل من اليت ورضوانا وقد ملؤوا أكفهم خيبة وخسرانا فلغي‬
‫ال بل للشيطان ما يراق هناك من العبات ويرتفع من الصوات ويطلب من اليت من الاجات‬
‫ويسأل من تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإغناء ذوي الفاقات ومعافاة ذوي العاهات‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫والبليات ث انثنوا بعد ذلك حول القب طائفي تشبيها له بالبيت الرام الذي جعله ال مباركا‬
‫وهدى للعالي ث أخذوا ف التقبيل والستلم أرأيت الحر السود وما يفعل به وفد البيت‬
‫الرام ث عفروا لديه تلك الباه والدود الت يعلم ال أنا ل تعفر كذلك بي يديه ف السجود ث‬
‫كملوا مناسك حج القب بالتقصي هناك واللق واستمتعوا بلقهم من ذلك الوثن إذ ل يكن‬
‫لم عند ال من خلق وقد قربوا لذلك الوثن القرابي وكانت صلتم ونسكهم وقربانم لغي‬
‫ال رب العالي فلو رأيتهم يهنء بعضهم بعضا ويقول أجزل ال لنا ولكم أجرا وافرا وحظا فإذا‬
‫رجعوا سألم غلة التحلفي أن يبيع أحدهم ثواب حجة القب بجة التخلف إل البيت الرام‬
‫فيقول ل ول بجك كل عام هذا ول نتجاوز فيما حكيناه عنهم ول استقصينا جيع بدعهم‬
‫وضللم‬
‫‪ 642‬إذ هي فوق ما يطر بالبال ويدور ف اليال وهذا مبدأ عبادة الصنام ف قوم نوح كما تقدم‬
‫وكل من شم أدن رائحة من العلم والفقة يعلم أن من أهم المور سد الذريعة إل هذا الحظور‬
‫وأن صاحب الشرع أعلم بعاقبة ما نى عنه وما يؤول إليه وأحكم ف نيه عنه وتوعده عليه وأن‬
‫الي والدى ف اتباعه وطاعته والشر والضلل ف معصيته ومالفته انتهى كلمه باب ما جاء ف‬
‫كثرة اللف وقول ال تعال واحفظوا أيانكم عن أب هريرة رضي ال عنه قال سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول اللف منفقة للسلعة محقة للكسب أخرجاه وعن سلمان أن رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم قال ثلثة ل يكلمهم ال ول يزكيهم ولم عذاب أليم أشيمط زان‬
‫وعائل مستكب ورجل جعل ال بضاعته ل يشتري إل بيمينه ول يبيع ال بيمينه رواه الطبان‬
‫بسند صحيح وف الصحيح عن عمران بن حصي رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم خب أمت قرن ث الذين يلونم ث الذين يلونم قال عمران فل أدري أذكر بعد قرنه‬
‫مرتي أو ثلثا ث إن بعدكم قوم يشهدون ول يستشهدون ويونون ول يؤتنون وينذرون ول‬
‫يوفون ويظهر فيهم السمن‬
‫‪ 643‬وفيه عن ابن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قال خي الناس قرن ث الذين يلونم ث الذين‬
‫يلونم ث الذين يلونم ث ييء قوم تسبق شهادة أحدهم يينه ويينه شهادته وقال ابراهيم كانوا‬
‫يضربوننا على الشهادة والعهد ونن صغار فيه مسائل الول الوصية بفظ اليان الثانية الخبار‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫بأن اللف منفقة للسلعة محقة للبكة الثالثة الوعيد الشديد فيمن ل يبيع ول يشتري إل بيمينه‬
‫الرابعة التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي الامسة ذم الذين يلفون ول يستحلفون‬
‫السادسة ثناؤه صلى ال عليه وسلم على القرون الثلثة أو الربعة وذكر ما يدث السابعة ذم‬
‫الذين يشهدون ول يستشهدون الثامنة كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد قوله‬
‫باب ما جاء ف كثرة اللف أي من النهي عنه والوعيد وقول ال تعال واحفظوا أيانكم قال ابن‬
‫جرير ل تتركوها بغي تكفي وذكر غيه من الفسرين عن ابن عباس يريد ل تلفوا وقال آخرون‬
‫احفظوا أيانكم عن النث فل تنثوا‬
‫‪ 644‬والصنف أراد من الية العن الذي ذكره ابن عباس فإن القولي متلزمان فيلزم من كثرة اللف‬
‫كثرة النث مع ما يدل عليه من الستخفاف وعدم التعظيم ل وغي ذلك ما يناف كمال‬
‫التوحيد الواجب أو عدمه قوله عن أب هريرة رضي ال عنه قال سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول اللف منفقة للسلع محقة للكسب أخرجاه أي البخاري ومسلم وأخرجه أبو داود‬
‫والنسائي والعن أنه إذا حلف على سلعة أنه أعطى فيها كذا وكذا أو أنه اشتراها بكذا وكذا‬
‫وقد يظنه الشتري صادقا فيما حلف عليه فيأخذها بزيادة على قيمتها والبائع كذاب وحلف‬
‫طمعا ف الزيادة فيكون قد عصى ال تعال فيعاقب بحق البكة فإذا ذهبت بركة كسبه دخل‬
‫عليه من النقص أعظم من تلك الزيادة الت دخلت عليه بسبب حلفه وربا ذهب ثن تلك السلعة‬
‫رأسا وما عند ال ل ينال إل بطاعته وإن تزخرفت الدنيا للعاصي فعاقبتها اضمحلل وذهاب‬
‫وعقاب قوله وعن سلمان رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ثلثة ل‬
‫يكلمهم ال ول يزكيهم ولم عذاب أليم أشيط زان وعائل مستكب ورجل جعل ال بضاعته ل‬
‫يشتري إل بيمينه ول يبيع إل بيمينه رواه الطران بسند صحيح وسلمان لعله سلمان الفارسي‬
‫أبو عبدال أسلم مقدم النب صلى ال عليه وسلم الدينة وشهد الندق روى عنه أبو عثمان‬
‫النهدي وشرحبيل بن السمط وغيها قال النب صلىال عليه وسلم سلمان منا أهل البيت إن‬
‫ال يب من أصحاب أربعة عليا وأبا ذر وسلمان والقداد أخرجه الترمذي وابن ماجه قال‬
‫السن كان سلمان أميا على ثلثي ألفا يطب بم ف عباءة يفترش نصفها‬
‫‪ 645‬ويلبس نصفها توف ف خلفة عثمان رضي ال عنه قال أبو عبيدة سنة ست وثلثي عن ثلثائة‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وخسي سنة ويتمل أنه سلمان بن عامر بن أوس الضب قوله ثلثة ل يكلمهم ال نفي كلم‬
‫الرب تعال وتقدس عن هؤلء العصاة دليل على أنه يكلم من أطاعه وأن الكلم صفة من‬
‫صفات كماله والدلة على ذلك من الكتاب والسنة أظهر شيء وأبينه وهذا هو الذي عليه أهل‬
‫السنة والماعة من الحققي قيام الفعال بال سبحانه وأن الفعل يقع بشيئته تعال وقدرته شيئا‬
‫فشيئا ول يزل متصفا به فهو حادث الحاد قدي النوع كما يقول ذلك أئمة أصحاب الديث‬
‫وغيهم من أصحاب الشافعي وأحد وسائر الطوائف كما قال تعال إنا أمره إذا أراد شيئا أن‬
‫يقول له كن فيكون فأتى بالروف الدالة على الال والستقبال أيضا وذلك ف القرآن كثي قال‬
‫شيخ السلم ابن تيمية رحه ال فإذا قالوا لنا يعن النفاة فهذا يلزمه أن تكون الوادث قائمة به‬
‫ومن أنكر هذا قبلكم من السلف والئمة ونصوص القرآن والسنة تتضمن ذلك مع صريح العقل‬
‫ولفظ الوادث ممل فقد يراد به العراض والنقائص وال تعال منه عن ذلك ولكن يقوم به ما‬
‫يشاء من كلمه وأفعاله ونو ذلك ما دل عليه الكتاب والسنة والقول الصحيح هو قول أهل‬
‫العلم والديث الذين يقولون ل يزل ال متكلما إذا شاء كما قال ابن البارك وأحد بن حنبل‬
‫وغيها من أئمة السنة قلت ومعن قيام الوادث به تعال قدرته عليها وإياده لا بشيئته وأمره‬
‫وال اعلم‬
‫‪ 646‬قوله ول يزكيهم ولم عذاب أليم لا عظم ذنبهم عظمت عقوبتهم فعوقبوا بذه الثلث الت هي‬
‫أعظم العقوبات قوله أشيمط زان صغره تقيا له وذلك لن داعي العصية ضعف ف حقه فدل‬
‫على أن الامل له على الزنا مبة العصية والفجور وعدم خوفه من ال وضعف الداعي إل‬
‫العصية مع فعلها يوجب تغليظ العقوبة عليه بلف الشاب فإن قوة داعي الشهوة منه قد تغلبه‬
‫مع خوفه من ال وقد يرجع على نفسه بالندم ولومها على العصية فينتهي ويرجع وكذا العائل‬
‫الستكب وليس له ما يدعوه إل الكب لن الداعي إل الكب ف الغالب كثرة الال والنعم والرياسة‬
‫والعائل الفقي ل داعي له إل أن يستكب فاستكباره مع عدم الداعي إليه يدل على أن الكب‬
‫طبيعة له كامن ف قلبه فعظمت عقوبته لعدم الداعي إل هذا اللق الذميم الذي هو من اكب‬
‫العاصي قوله ورجل جعل ال بضاعته بنصب السم الشريف اي اللف به جعله بضاعته‬
‫للزمته له وغلبته عليه وهذه أعمال تدل على أن صاحبها إن كان موحدا فتوحيده ضعيف‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وأعماله ضعيفة بسب ما قام بقلبه وظهر على لسانه وعمله من تلك العاصي العظيمة على قلة‬
‫الداعي إليها نسأل ال السلمة والعافية ونعوذ بال من كل عمل ل يبه ربنا ول يرضاه قوله وف‬
‫الصحيح أي صحيح مسلم وأخرجه أبو داود والترمذي ورواه البخاري بلفظ خيكم قوله عن‬
‫عمران بن حصي رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خي أمت قرن ث الذين‬
‫يلونم ث الذين يلونم قال عمران فل أدري أذكر بعد قرنه‬
‫‪ 647‬مرتي أو ثلثا ث إن بعدكم قوما يشهدون ول يستشهدون ويونون ول يؤتنون وينذرون ول‬
‫يوفون ويظهر فيهم السمن قوله خي أمت فرن لفضيلة أهل ذلك القرن ف العلم واليان‬
‫والعمال الصالة الت يتنافس فيها التنافسون ويتفاضل فيها العاملون فغلب الي فيها وكثر‬
‫أهله وقل الشر فيها وأهله واعتز فيها السلم واليان وكثر فيها العلم والعلماء ث الذين يلونم‬
‫فضلوا على من بعدهم لظهور السلم فيهم وكثرة الداعي إليه والراغب فيه والقائم به وما ظهر‬
‫فيه من البدع أنكر واستعظم وأزيل كبدعة الوارج والقدرية والرافضة فهذه البدع وإن كانت‬
‫قد ظهرت فأهلها ف غاية الذل والقت والوان والقتل فيمن عاند منهم ول يتب قوله فل أدري‬
‫أذكر بعد قرنه مرتي أو ثلثا هذا شك من راوي الديث عمران بن حصي رضي ال عنه‬
‫والشهور ف الروايات أن القرون الفضلة ثلثة الثالث دون الولي ف الفضل لكثرة البدع فيه‬
‫لكن العلماء متوافرون والسلم فيه ظاهر والهاد فيه قائم ث ذكر ما وقع بعد القرون الثلثة من‬
‫الفاء ف الدين وكثرة الهواء فقال ث إن بعدكم قوما يشهدون ول يشتشهدون لستخفافهم‬
‫بأمر الشهادة وعدم تريهم للصدق وذلك لقلة دينهم وضعف إسلمهم قوله ويونون ول‬
‫يؤتنون يدل على أن اليانة قد غلبت على كثي منهم أو أكثرهم قوله وينذرون ول يوفون اي‬
‫ل يؤدون ما وجب عليهم فظهور هذه العمال الذميمة يدل على ضعف إسلمهم وعدم إيانم‬
‫‪ 648‬قوله ويظهر فيهم السمن لرغبتهم ف الدنيا ونيل شهواتم والتنعم با وغفلتهم عن الدار الخرة‬
‫والعمل لا وف حديث أنس ل يأت على الناس زمان إل والذي بعده شر منه حت تلقوا ربكم‬
‫قال أنس سعته من نبيكم صلى ال عليه وسلم فما زال الشر يزيد ف المة حت ظهر الشرك‬
‫والبدع ف كثي منهم حت فيمن ينتسب إل العلم ويتصدر للتعليم والتصنيف قلت بل قد دعوا‬
‫إل الشرك والضلل والبدع وصنفوا ف ذلك نظما ونثرا فنعوذ بال من موجبات غضبه قوله‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫وفيه عن ابن مسعود رضي ال تعال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال خي الناس قرن ث‬
‫الذين يلونم ث الذين يلونم ث الذين يلونم ث ييء قوم تسبق شهادة أحدهم يينه ويينه شهادته‬
‫قلت وهذه حال من صرف رغبته إل الدنيا ونسي العاد فخف أمر الشهادة واليمي عنده تمل‬
‫وأداء لقلة خوفه من ال وعدم مبالته بذلك وهذا هو الغالب على الكثر وال الستعان فإذا‬
‫كان هذا قد وقع ف صدر السلم الول فما بعده أكثر بأضعاف فكن من الناس على حذر‬
‫قوله قال إبراهيم هو النخعي كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونن صغار وذلك لكثرة علم‬
‫التابعي وقوة إيانم ومعرفتهم بربم وقيامهم بوظيفة المر بالعروف والنهي عن النكر لنه من‬
‫أفضل الهاد ول يقوم الدين إل به وف هذا الرغبة ف ترين الصغار على طاعة ربم ونيهم عما‬
‫يضرهم ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم‬
‫‪ 649‬باب ما جاء ف ذمة ال وذمة نبيه وقوله وأفوا بعهد ال إذا عاهدت ول تنقضوا اليان بعد‬
‫توكيدها وقد جعلتم ال عليكم كفيل وعن بريدة قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا‬
‫أمر أميا على جيش أو سرية أوصاه بتقوى ال ومن معه من السلمي خيا فقال اغزوا بسم ال‬
‫ف سبيل ال قاتلوا من كفر بال اغزوا ول تغلوا ول تغدروا ول تثلوا ول تقتلوا وليدا وإذا لقيت‬
‫عدوك من الشركي فادعهم ال ثلث خصال أو خلل فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف‬
‫عنهم ث ادعهم ال السلم فإن أجابوك فاقبل منهم ث ادعهم ال التحول من دارهم ال دار‬
‫الهاجرين وأخبهم أنم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على الهاجرين فإن أبوا‬
‫ان يتحولوا منها فأخبهم أنم يكونون كأعراب السلمي يري عليهم حكم ال تعال ول‬
‫يكون لم ف الغيمة والفيء شيء إل أن ياهدوا مع السلمي فإن هم أبوا فاسألم الزية فإن‬
‫هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بال وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن‬
‫فأرادوك أن تعل لم ذمة ال وذمة نبيه فل‬
‫‪ 650‬تعل لم ذمة ال وذمة نبيه ولكن اجعل لما ذمتك وذمة أصحابك فإنكم إن تفروا ذمكم‬
‫وذمة أصحابكم أهون من أن نفروا ذمة ال وذمة نبيه وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن‬
‫تنلم على حكم ال فل تنلم ولكن أنزلم على حكمك فإنك ل تدري أتصيب فيهم حكم‬
‫ال أم ل رواه مسلم فيه مسائل الول الفرق بي ذمة ال وذمة نبيه وذمة السلمي الثانية‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الرشاد إل أقل المرين خطرا الثالثة قوله اغزوا بسم ال ف سبيل ال الرابعة قوله قاتلوا من كفر‬
‫بال الامسة قوله استعن بال وقاتلهم السادسة الفرق بي حكم ال وحكم العلماء السابعة ف‬
‫كون الصحاب يكم عند الاجة بكم ل يدري أيوافق حكم ال أم ل قوله باب ما جاء ف ذمة‬
‫ال وذمة رسوله وقول ال تعال وأفوا بعهد ال إذا عاهدت ول تنقضوا اليان بعد وكيدها وقد‬
‫جعلتم ال عليكم كفيل الية قال العماد بن كثي وهذا ما يأمر ال تعال به وهو الوفاء بالعهود‬
‫‪ 651‬والواثيق والحافظة على اليان الؤكدة ولذا قال ول تنقضوا اليان بعد توكيدها ول تعارض‬
‫بي هذا وقوله ول تعلوا ال عرضة ليانكم وبي قوله ذلك كفارة أيانكم إذا حلفتم واحفظوا‬
‫أيانكم أي ل تتركوها بل تكفي وبي قوله صلى ال عليه وسلم ف الصحيحي إن وال إن شاء‬
‫ال ل أحلف على يي فأرى غيها خيا منها ال أتيت الذي هو خي منها وتللتها وف رواية‬
‫وكفرت عن يين ل تعارض بي هذا كله وبي الية الذكورة هنا وهي ول تنقضوا اليان بعد‬
‫توكيدها لن هذه اليان الراد با الداخلة ف العهود والواثيق ل اليان الواردة على حث أو‬
‫منع ولذا قال ماهد ف الية يعن اللف أي حلف الاهلية ويؤيده ما رواه المام أحد عن‬
‫جبي بن مطعم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل حلف ف السلم وأيا حلف كان ف‬
‫الاهلية ل يزده السلم ال شدة وكذا رواه مسلم ومعناه أن السلم ل يتاج معه ال اللف‬
‫الذي كان أهل الاهلية يفعلونه فإن ف التمسك بالسلم كفاية عما كانوا فيه وقوله تعال إن‬
‫ال يعلم ما تفعلون تديد ووعيد لن نقض اليان بعد توكيدها قوله عن بريدة هو ابن الصيب‬
‫السلمي وهذا الديث من رواية ابنه سليمان عنه قاله ف الفهم قوله قال كان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إذا أمر أميا على جيش او سرية أوصاه ف خاصته بتقوى ال تعال فيه من الفقه‬
‫تأمي المراء ووصيتهم قال الرب السرية اليل تبلغ أربعمائة ونوها واليش ما كان أكثر من‬
‫ذلك وتقوى ال التحرز بطاعته من عقوبته‬
‫‪ 652‬قلت وذلك بالعمل با أمر ال به والنتهاء عما نى عنه قوله ومن معه من السلمي خيا أي‬
‫ووصاه بن معه أن يفعل معهم خيا من الرفق بم والحسان إليهم وخفض الناح لم وترك‬
‫التعاظم عليهم قوله اغزوا باسم ال هذا أي اشرعوا ف فعل الغزو مستعيني بال ملصي له قلت‬
‫فتكون الباء ف بسم ال هنا للستعانة والتوكل على ال قوله قاتوا من كفر بال هذا العموم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يشمل جيع أهل الكفر الحاربي وغيهم وقد خصص منهم من له عهد والرهبان والنسوان‬
‫ومن ل يبلغ اللم وقد قال متصل به ول تقتلوا وليدا وإنا نى عن قتل الرهبان والنسوان لنه ل‬
‫يكون منها قتال غالبا وإن كان منهم قتال أو تدبي قتلوا قلت وكذلك الذراري والولد قوله‬
‫ول تغلوا ول تغدروا ول تثلوا الغلول الخذ من الغنيمة من غي قسمتها والغدر نقض العهد‬
‫والتمثيل هنا التشويه بالقبيل كقطع أنفه وأذنه والعبث به ول خلف ف تري الغلول والغدر وف‬
‫كراهية الثلة قوله وإذا لقيت عدوك من الشركي فادعهم إل ثلث خلل أو خصال الرواية‬
‫بالشك وهو من بعض الرواة ومعن اللل والصال واحد قوله فأيتهن ما اجابوك فاقبل منهم‬
‫وكف عنهم قيدناه عمن يوثق بعلمه وتقييده بنصب أيتهن على أن يعمل فيها أجابوك ل على‬
‫إسقاط حرف الر وما زائدة ويكون تقدير الكلم فإل أيتهن أجابوك‬
‫‪ 653‬فاقبل منهم كما تقول جئتك إل كذا وف كذا فيعدى إل الثان برف الر قلت فيكون ف‬
‫ناصب أيتهن وجهان ذكرها الشارح الول منصوب على الشتغال والثان على نزع الافض‬
‫قوله ث ادعهم إل السلم كذا وقعت الرواية ف جيع نسخ كتاب مسلم ث ادعهم بزيادة ث‬
‫والصواب إسقاطها كما روي ف غي كتاب مسلم كمصنف أب داود وكتاب الموال لب‬
‫عبيد لن ذلك هو ابتداء تفسي الثلث الصال وقوله ث ادعهم ال التحول من دارهم ال دار‬
‫الهاجرين يعن الدينة وكان ف أول المر وجوب الجرة ال الدينة على كل من دخل ف‬
‫السلم وهذا يدل على أن الجرة واجبة على كل من آمن من أهل مكة وغيهم قوله فإن أبوا‬
‫أن يتحولوا يعن أن من أسلم ول يهاجر ول ياهد ل يعطى من المس ول من الفيء شيئا وقد‬
‫أخذ الشافعي رحه ال بالديث ف العراب فلم ير لم من الفيء شيئا وإنا لم الصدقة الأخوذة‬
‫من أغنيائهم فترد على فقرائهم كما أن أهل الهاد وأجناد السلمي ل حق لم ف الصدقة عنده‬
‫ومصرف كل مال ف أهله وسوى مالك رحه ال وأبو حنيفة رحه ال بي الالي وجوزا‬
‫صرفهما للضعيف قوله فإن هم أبوا فاسألم الزية فيه حجة لالك وأصحابه والوزاعي ف أخذ‬
‫الزية من كل كافر عربيا كان أو غيه كتابيا كان أو غيه وذهب أبو حنيفة رحه ال إل أنا‬
‫تؤخذ من الميع إل من مشركي العرب وموسهم وقال الشافعي ل تؤخذ إل من أهل الكتاب‬
‫عربا كانوا أو عجما وهو قول المام أحد ف ظاهر مذهبه وتؤخذ من الجوس‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫‪ 654‬قلت لن النب صلى ال عليه وسلم أخذها منهم وقال سنوا بم سنة أهل الكتاب وقد اختلفوا‬
‫ف القدر الفروض من الزية فقال مالك أربعة دناني على أهل الذهب وأربعون درها على أهل‬
‫الورق وهل ينقص منها الضعيف أول قولن وقال الشافعي فيه دينار على الغن والفقي وقال ابو‬
‫حنيفة رحه ال والكوفيون على الغن ثانية وأربعون درها والوسط أربعة وعشرون درها‬
‫والفقي اثنا عشر درها وهو قول أحد بن حنبل رحه ال قال يي بن يوسف الصرصري‬
‫النبلي رحه ال وقاتل يهودا والنصارى وعصبة ال موس فإن هم سلموا الزية اصدد على‬
‫الدون اثن عشر درها افرضن وأربعة من بعد عشرين زد لوسطهم حال ومن كان موسرا‬
‫ثانية مع اربعي لتنقد وتسقط عن صبيانم ونسائهم وشيخ لم فإن وأعمى ومقعد وذي الفقر‬
‫والجنون أو عبد مسلم ومن وجبت منهم عليه فيهتدي وعند مالك وكافة العلماء على الرجال‬
‫الحرار البالغي العقلء دون غيهم وإنا تؤخذ من كان تت قهر السلمي لمن نأى بداره‬
‫ويب تويلهم إل بلد السلمي أو حربم قوله وإذا حاصرت أهل حصن الكلم إل آخره فيه‬
‫حجة لن يقول من الفقهاء وأهل الصول إن الصيب ف مسائل الجتهاد واحد وهو العروف‬
‫من مذهب مالك وغيه ووجه الستدلل به أنه صلى ال عليه وسلم قد نص على أن ال تعال‬
‫قد حكم حكما معينا ف الجتهدات فمن وافقه فهو‬
‫‪ 655‬الصيب ومن ل يوافقه فهو الخطىء قوله وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك ان تعل لم ذمة‬
‫ال وذمة نبيه الديث الذمة العهد وتفر تنقص يقال أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وخفرته‬
‫اجرته ومعناه أنه خاف من نقض من ل يعرف حق الوفاء للعهد كجملة العراب فكأنه يقول‬
‫إن وقع نقض من متعد معتد كان نقض عهد اللق أهون من نقض عهد ال تعال وال أعلم‬
‫قوله وقول نافع وقد سئل عن الدعوة قبل القتال ذكر فيه أن مذهب مالك يمع بي الحاديث‬
‫ف الدعوة قبل القتال قال وهو أن مالكا قال ل يقاتل الكفار قبل ان يدعوا ول تلتمس غرتم إل‬
‫يكونوا قد بلغتهم الدعوة فيجوز أن تلتمس غرتم وهذا الذي صار إليه مالك هو الصحيح لن‬
‫فائدة الدعوة أن يعرف العدو أن السلمي ل يقاتلون للدنيا ول للعصبية وإنا يقاتلون للدين فإذا‬
‫علموا بذلك أمكن أن يكون ذلك سببا ميل لم إل النقياد إل الق بلف ما إذا جهلوا‬
‫مقصود السلمي فقد يظنون أنم يقاتلون للملك وللدنيا فيزيدون عتوا وبغضا وال أعلم باب ما‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫جاء ف القسام على ال عن جندب بن عبدال رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال رجل وال ل يغفر ال لفلن فقال ال عز وجل من ذا الذي يتأل علي أن ل أغفر‬
‫لفلن إن قد غفرت له وأحبطت عملك رواه مسلم‬
‫‪ 656‬وف حديث أب هريرة أن القائل رجل عابد قال أبو هريرة تكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته‬
‫فيه مسائل الول التحذير من التأل على ال الثانية كون النار أقرب إل أحدنا من شراك نعله‬
‫الثالثة أن النة مثل ذلك الرابعة فيه شاهد لقوله إن الرجل ليتكلم بالكلمة ال الامسة أن الرجل‬
‫قد يغفر له بسبب هو من أكره المور إليه قوله باب ما جاء ف القسام على ال ذكر الصنف‬
‫فيه حديث جندب بن عبدال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال رجل وال ل يغفر‬
‫ال لفلن قال ال عز وجل من ذا الذي يتأل علي أن ل أغفر لفلن إن قد غفرت له وأحبطت‬
‫عملك رواه مسلم قوله يتأل أي يلف واللية بالتشديد اللف وصح من حديث أب هريرة قال‬
‫البغوي ف شرح السنة وساق بالسند إل عكرمة ابن عمار قال دخلت مسجد الدينة فنادان‬
‫شيخ قال يا يامي تعال وما أعرفه قال ل تقولن لرجل وال ل يغفر ال لك أبدا ول يدخلك‬
‫النة قلت ومن أنت يرحك ال قال أبو هريرة فقلت إن هذه كلمة يقولا أحدنا لبعض أهله إذا‬
‫غضب أو لزوجته أو لادمه قال فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن رجلي‬
‫كانا ف بن إسرائيل متحابي أحدها متهد ف‬
‫‪ 657‬العبادة والخر كأنه يقول مذنب فجعل يقول أقصر عما أنت فيه قال فيقول خلن ورب قال‬
‫فوجده يوما على ذنب استعظمه فقال أقصر فقال خلن ورب أبعثت علي رقيبا فقال وال ل‬
‫يغفر ال لك ول يدخلك النة أبدا قال فبعث ال إليهما ملكا فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده‬
‫فقال للمذنب ادخل النة برحت وقال للخر اتستطيع أن تظر على عبدي رحت قال ل يا‬
‫رب قال اذهبوا به ال النار قال أبو هريرة والذي نفسي بيده تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته‬
‫رواه أبو داود ف سننه وهذا لفظه عن أب هريرة رضي ال عنه يقول كان رجلن ف بن‬
‫إسرائيل متآخي فكان أحدها يذنب والخر متهد ف العبادة فكان ل يزال الجتهد يرى الخر‬
‫على الذنب فيقول اقصر فوجده يوما على ذنب فقال له أقصر فقال خلن ورب أبعثت علي رقيبا‬
‫قال وال ل يغفر ال لك ول يدخلك النة فقبضت أرواحهما فاجتمعا عند رب العالي فقال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫لذا الجتهد أكنت ب عالا أو كنت على ما ف يدي قادرا فقال للمذنب اذهب فادخل النة‬
‫وقال للخر اذهبوا به ال النار قوله وف حديث أب هريرة أن القائل رجل عابد يشي إل قوله ف‬
‫هذا الديث أحدها متهد ف العبادة وف هذه الحاديث بيان خطر اللسان وذلك يفيد التحرز‬
‫من الكلم كما ف حديث معاذ قلت يا رسول ال وإنا لؤاخذون با نتكلم به قال ثكلتك أمك‬
‫يا معاذ وهل يكب الناس ف النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم وال‬
‫أعلم‬
‫‪ 658‬باب ل يستشفع بال على خلقه عن جبي بن مطعم رضي ال عنه قال جاء أعراب إل النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال يا رسول ال نكت النفس وجاع العيال وهلكت الموال فاستسق لنا‬
‫ربك فإنا نستشفع بال عليك وبك على ال فقال النب صلى ال عليه وسلم سبحان ال سحبان‬
‫ال فما زال يسبح حت عرف ذلك ف وجوه أصحابه ث قال ويك أتدري ما ال إن شأن ال‬
‫أعظم من ذلك إنه ل يستشفع بال على أحد وذكر الديث رواه أبو داود فيه مسائل الول‬
‫إنكاره على من قال نستشفع بال عليك الثانية تغيه تغيا عرف ف وجوه أصحابه من هذه‬
‫الكلمة الثالثة أنه ل ينكر عليه قوله نستشفع بك على ال الرابعة التنبيه على تفسي سبحان ال‬
‫الامسة أن السلمي يسألونه صلى ال عليه وسلم الستسقاء قوله باب ل يستشفع بال على‬
‫خلقه وذكر الديث وسياق أب داود ف سننه أت ما ذكره الصنف رحه ال ولفظه عن جبي بن‬
‫ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه عن جده قال أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم أعراب فقال‬
‫يا رسول ال جهدت النفس وضاعت العيال‬
‫‪ 659‬ونكت الموال وهلكت النعام فاستسق ال لنا فإنا نستشفع بك على ال ونستشفع بال عليك‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ويك أتدري ما تقول وسبح رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فما زال يسبح حت عرف ذلك ف وجوه أصحابه ث قال ويك إنه ل يستشفع بال على‬
‫أحد من خلقه شأن ال أعظم من ذلك ويك أتدري ما ال إن عرشه على سواته لكذا وقال‬
‫بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرجل بالراكب قال ابن بشار ف حديثه إن ال فوق‬
‫عرشه وعرشه فوق سواته قال الافظ الذهب رواه أبو داود بإسناد حسن عنده ف الرد على‬
‫الهمية من حديث ممد بن إسحاق بن يسار قوله ويك إنه ل يستشفع بال على أحد من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫خلقه فإنه تعال رب كل شيء ومليكه والي كله بيده ل مانع لا أعطى ول معطي لا منع ول‬
‫راد لا قضى وما كان ال ليعجزه من شيء ف السموات ول ف الرض إنه كان عليما قديرا إنا‬
‫أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون واللق وما ف أيديهم ملكه يتصرف فيهم كيف يشاء‬
‫وهو الذي يشفع الشافع إليه ولذا أنكر على العراب قوله وسبح ال كثيا وعظمه لن هذا‬
‫القول ل يليق بالالق سبحانه وبمده وإن شأن ال أعظم من ذلك وف هذا الديث إثبات علو‬
‫ال على خلقه وأن عرشه فوق سواته وفيه تفسي الستواء بالعلو كما فسره الصحابة والتابعون‬
‫والئمة خلفا للمعطلة والهمية والعتزلة ومن أخذ عنهم كالشاعرة ونوهم من ألد ف أساء‬
‫ال وصفاته وصرفها عن العن الذي وضعت له ودلت عليه من إثبات صفات ال تعال الت‬
‫دلت على كماله جل وعل كما عليه السلف الصال والئمة‬
‫‪ 660‬ومن تبعهم من تسك بالسنة فإنم أثبتوا ما أثبته ال لنفسه وأثبته له رسوله من صفات كماله‬
‫على ما يليق بلله وعظمته إثباتا بل تثيل وتنيها بل تعطيل قال العلمة ابن القيم رحه ال‬
‫تعال ف مفتاح دار السعادة بعد كلم سبق فيما يعرف العبد بنفسه وبربه من عجائب ملوقاته‬
‫قال بعد ذلك والثان أن يتجاوز هذا إل النظر بالبصية الباطنة فتفتح له أبواب السماء فيجول‬
‫ف أقطارها وملكوتا وبي ملئكتها ث يفتح له باب بعد باب حت ينتهي به سي القلب ال‬
‫عرش الرحن فينظر سعته وعظمته وجلله ومده ورفعته ويرى السموات السبع والرضي السبع‬
‫بالنسبة اليه كحلقة ملقاة بأرض فلة ويرى اللئكة حافي من حول العرش لم زجل بالتسبيح‬
‫والتحميد والتقديس والتكبي والمر ينل من فوقه بتدبي المالك والنود الت ل يعلمها ال ربا‬
‫ومليكها فينل المر بإحياء قوم وإماته آخرين واعزاز قوم وإذلل آخرين وإنشاء ملك وسلب‬
‫ملك وتويل نعمة من مل إل مل وقضاء الاجات على اختلفها وتبيانا وكثرتا من جب‬
‫كسي وإغناء فقي وشفاء مريض وتفريج كرب ومغفرة ذنب وكشف ضر ونصر مظلوم وهداية‬
‫حيان وتعليم جاهل ورد آبق وأمان خائف وإجارة مستجي ومدد لضعيف وإغاثة للهوف‬
‫وإعانة لعاجز وانتقام من ظال وكف لعدوان فهي مراسيم دائرة بي العدل والفضل والكمة‬
‫والرحة تنفد ف أقطار العوال ل يشغله سع شيء منها عن سع غيه ول تغلطه كثرة السائل‬
‫والوائج على اختلف لغاتا وتبيانا واتاد وقتها ول يتبم بإلاح اللحي ول تنقص ذرة من‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫خزائنه ل إله إل هو العزيز الكيم فحينئذ يقوم القلب بي يدي الرحن مطرقا ليبته خاشعا‬
‫لعظمته عاليا لعزته فيسجد بي يدي‬
‫‪ 661‬اللك الق البي سجدة ل يرفع رأسه منها ال يوم الزيد فهذا سفر القلب وهو ف وطنه وداره‬
‫ومل ملكه وهذا من أعظم ثرته وربه وأجل منفعته وأحسن عاقبته سفر هو حياة الرواح‬
‫ومفتاح السعادة وغنيمة العقول واللباب ل كالسفر الذي هو قطعة من العذاب اه كلمه رحه‬
‫ال وأما الستشفاع بالرسول صلى ال عليه وسلم ف حياته فالراد به استجلب دعائه وليس‬
‫خاصا به صلى ال عليه وسلم بل كل حي صال يرجى أن يستجاب له فل بأس أن يطلب منه‬
‫أن يدعو للسائل بالطالب الاصة والعامة كما قال النب صلى ال عليه وسلم لعمر لا أراد أن‬
‫يعتمر من الدينة ل تنسنا يا أخي من صال دعائك وأما اليت فإنا يشرع ف حقه الدعاء له على‬
‫جنازته وعلى قبه وف غي ذلك وهذا هو الذي يشرع ف حق اليت وأما دعاؤه فلم يشرع بل‬
‫قد دل الكتاب والسنة على النهي عنه والوعيد عليه كما قال تعال والذين تدعون من دونه ما‬
‫يلكون من قطمي إن تدعوهم ل يسمعوا دعاءكم ولو سعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة‬
‫يكفرون بشرككم فبي ال تعال أن دعاء من ل يسمع ول يستجيب شرك يكفر به الدعو يوم‬
‫القيامة اي ينكره ويعادي من فعله كما ف آية الحقاف وإذا حشر الناس كانوا لم أعداء‬
‫وكانوا بعبادتم كافرين فكل ميت أو غائب ل يسمع ول يستجيب ول ينفع ول يضر‬
‫والصحابة رضي ال عنهم ل سيما أهل السوابق منهم كاللفاء الراشدين ل ينقل عن أحد منهم‬
‫ول عن غيهم أنم أنزلوا حاجاتم بالنب صلى ال عليه وسلم بعد وفاته حت ف أوقات الدب‬
‫كما وقع لعمر رضي ال عنه لا خرج‬
‫‪ 662‬ليستسقي بالناس خرج بالعباس عم النب صلى ال عليه وسلم فأمره أن يستسقي لنه حي‬
‫حاضر يدعو ربه فلو جاز أن يستسقي بأحد بعد وفاته لستسقى عمر رضي ال عنه والسابقون‬
‫الولون بالنب صلى ال عليه وسلم وبذا يظهر الفرق بي الي واليت لن القصود من الي‬
‫دعاؤه إذا كان حاضرا فإنم ف القيقة إنا توجهوا إل ال بطلب دعاء من يدعوه ويتضرع إليه‬
‫وهم كذلك يدعون ربم فمن تعدى الشروع إل مال يشرع ضل واضل ولو كان دعاء اليت‬
‫خيا لكان الصحابة اليه أسبق وعليه أحرص وبم أليق وبقه أعلم وأقوم فمن تسك بكتاب ال‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫نا ومن تركه واعتمد على عقله هلك وبال التوفيق باب ما جاء ف حاية النب صلى ال عليه‬
‫وسلم حى التوحيد وسده طرق الشرك عن عبدال بن الشخي رضي ال عنه قال انطلقت ف‬
‫وفد بن عامر ال رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال السيد ال تبارك وتعال‬
‫قلنا وأفضلنا فضل وأعظمنا طول فقال قولوا بقولكم أو بعض قولكم ول يستجرينكم الشيطان‬
‫رواه أبو داود بسند جيد وعن أنس رضي ال عنه أن أناسا قالوا يا رسول ال ياخبنا وابن‬
‫خينا وسيدنا وابن سيدنا فقال يا ايها الناس قولوا بقولكم ول يستهوينكم الشيطان أنا ممد‬
‫عبد ال ورسوله ما أحب أن ترفعون فوق منلت الت أنزلن ال عز وجل رواه النسائي بسند‬
‫جيد‬
‫‪ 663‬فيه مسائل الول تذير الناس من الغلو الثانية ما ينبغي أن يقول من قيل له أنت سيدنا الثالثة‬
‫قوله ل يستجرينكم الشيطان مع أنم ل يقولوا إل الق الرابعة قول ما أحب أن ترفعون فوق‬
‫منلت قوله باب ما جاء ف حاية الصطفى صلى ال عليه وسلم حى التوحيد وسده طرق‬
‫الشرك حايته صلى ال عليه وسلم حى التوحيد عما يشوبه من القوال والعمال الت يضمحل‬
‫معها التوحيد أو ينقص وهذا كثي ف السنة الثابتة عنه صلى ال عليه وسلم كقوله ل تطرون‬
‫كما اطرت النصارى ابن مري إنا أنا عبد فقولوا عبدال ورسوله وتقدم قوله إنه ل يستغاث ب‬
‫وإنا يستغاث بال عز وجل ونو ذلك ونى عن التمادح وشدد القول فيه كقوله لن مدح‬
‫انسانا ويلك قطعت عنق صاحبك الديث أخرجه ابو داود عن عبدالرحن بن أب بكرة عن أبيه‬
‫أن رجل أثن على رجل عند النب صلى ال عليه وسلم فقال له قطعت عنق صاحبك ثلثا وقال‬
‫إذا لقيتم الداحي فاحثوا ف وجوههم التراب أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه عن القداد بن‬
‫السود وف هذ الديث نى عن أن يقولوا أنت سيدنا وقال السيد ال تبارك وتعال وناهم أن‬
‫يقولوا وأفضلنا فضل وأعظمنا طول وقال ل يستجرينكم الشيطان وكذلك قوله ف حديث انس‬
‫أن ناسا قالوا يا رسول ال يا خينا وابن خينا إل ال كره صلى ال عليه وسلم أن يواجهوه‬
‫بالدح فيفضي بم ال الغلو وأخب صلى ال عليه وسلم أن مواجهة الادح للممدوح بدحه ولو‬
‫با هو فيه من عمل الشيطان لا‬
‫‪ 664‬نقضي مبة الدح إليه من تعاظم المدوح ف نفسه وذلك يناف كمال التوحيد فإن العبادة ل‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫تقوم إل بقطب رحاها الذي ل تدور إل عليه وذلك غاية الذل ف غاية الحبة وكمال الذل‬
‫يقتضي الضوع والشية والستكانة ل تعال وأن ل يرى نفسه إل ف مقام الذم لا والعاتبة لا‬
‫ف حق ربه وكذلك الب ل تصل غايته إل اذا كان يب ما يبه ال ويكره ما يكرهه ال من‬
‫القوال والعمال والدارات ومبة الدح من العبد لنفسه تالف ما يبه ال منه والادح يغره من‬
‫نفسه فيكون آثا فمقام العبودية يقتضي كراهة الدح رأسا والنهي عنه صيانة لذا القام فمت‬
‫أخلص العبد الذل ل والحبة له خلصت أعماله وصحت ومت أدخل عليها ما يشوبا من هذه‬
‫الشوائب دخل على مقام العبودية بالنقص أو الفساد وإذا أداه الدح ال التعاظم ف نفسه‬
‫والعجاب با وقع ف أمر عظيم يناف العبودية الاصة كما ف الديث الكبياء ردائي والعظمة‬
‫إزاري فمن نازعن شيئا منها عذبته وف الديث ل يدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة من‬
‫كب وهذه الفات قد تكون مبة الدح سببا لا وسلما إليها والعجب يأكل السنات كما تأكل‬
‫النار الطب وأما الادح فقد يفضي به الدح إل أن ينل المدوح منلة ل يستحقها كما يوجد‬
‫كثيا ف أشعارهم من الغلو الذي نى عنه الرسول صلى ال عليه وسلم وحذر أمته أن يقع منهم‬
‫فقد وقع الكثي منه حت صرحوا فيه بالشرك ف الربوبية واللية واللك كما تقدمت الشارة ال‬
‫شيء من ذلك والنب صلى ال عليه وسلم لا أكمل ال له مقام العبودية صار يكره أن يدح‬
‫صيانة لذا القام وأرشد ال ترك ذلك نصحا لم وحاية لقام التوحيد عن أن يدخله ما يفسده‬
‫أو يضعفه من الشرك ووسائله فبدل الذين ظلموا قول غي الذي قيل لم‬
‫‪ 665‬ورأوا أن فعل ما ناهم صلى ال عليه وسلم عن فعله قربة من أفضل القربات وحسنة من اعظم‬
‫السنات وأما تسمية العبد بالسيد فاختلف العلماء ف ذلك قال العلمة ابن القيم ف بدائع‬
‫الفوائد اختلف الناس ف جواز إطلق السيد على البشر فمنعه قوم ونقل عن مالك واحتجوا‬
‫بقول النب صلى ال عليه وسلم لا قيل له يا سيدنا قال السيد ال تبارك وتعال وجوزه قوم‬
‫واحتجوا بقول النب صلى ال عليه وسلم للنصار قوموا ال سيدكم وهذا أصح من الديث‬
‫الول قال هؤلء السيد أحد ما يضاف إليه فل يقال للتميمي سيد كندة ول يقال اللك سيد‬
‫البشر قال وعلى هذا فل يوز أن يطلق على هذا السم وف هذا نظر فإن السيد إذا أطلق عليه‬
‫تعال فهو ف منلة الالك والول والرب ل بعن الذي يطلق على الخلوق انتهى قلت فقد صح‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ف معن قول ال تعال قل أغي ال أبغي ربا أي إلا‬
‫وسيدا وقال ف قول ال تعال ال الصمد إنه السيد الذي كمل ف جيع أنواع السؤدد وقال أبو‬
‫وائل هو السيد الذي انتهى سؤده وأما استدللم بقول النب صلى ال عليه وسلم للنصار قوموا‬
‫ال سيدكم فالظاهر أن النب صلى ال عليه وسلم ل يواجه سعدا به فيكون ف هذا القام تفصيل‬
‫وال أعلم باب ما جاء ف قول ال تعال وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا‬
‫‪ 666‬قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعال عما يشركون عن ابن مسعود‬
‫رضي ال عنه قال جاء حب من الحبار إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا ممد إنا ند‬
‫أن ال يعل السموات على اصبع والرضي على اصبع والشجر على اصبع والثرى على اصبع‬
‫وسائر اللق على اصبع فيقول أنا اللك فضحك النب صلى ال عليه وسلم حت بدت نواجذه‬
‫تصديقا لقول الب ث قرأ وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة وف رواية‬
‫لسلم والبال والشجر على اصبع ث يهزهن فيقول أنا اللك أنا ال وف رواية للبخاري يعل‬
‫السموات على اصبع والاء والثرى على إصبع وسائر اللق على إصبع آخرجاه ولسلم عن ابن‬
‫عمر مرفوعا يطوي ال السموات يوم القيامة ث يأخذهن بيده اليمن ث يقول أنا اللك أين‬
‫البارون اين التكبون ث يطوي الرضي السبع ث يأخذهن بشماله ث يقول أنا اللك أين‬
‫البارون اين التكبون وروي عن ابن عباس قال ما السموات السبع والرضون السبع ف كف‬
‫الرحن ال كخردلة ف يد أحدكم وقال ابن جرير حدثن يونس أخبنا ابن وهب قال قال ابن‬
‫زيد حدثن أب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما السموات السبع ف الكرسي إل‬
‫كدراهم سبعة ألقيت ف ترس قال وقال أبو در رضي ال عنه سعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‬
‫‪ 667‬ما الكرسي ف العرش إل كحلقة من حديد ألقيت بي ظهري فلة من الرض وعن ابن مسعود‬
‫قال بي السماء الدنيا والت تليها خسمائة عام وبي كل ساء خسمائة عام وبي السماء السابعة‬
‫والكرسي خسمائة عام وبي الكرسي والاء خسمائة عام والعرش فوق الاء وال فوق‬
‫العرضشل يفى عليه شيء من أعمالكم أخرجه ابن مهدي عن حاد بن سلمة عن عاصم عن‬
‫زر عن عبدال ورواه بنحوه السعودي عن عاصم عن أب وائل عن عبدال قاله الافظ الذهب‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫رحه ال تعال قال وله طرق وعن العباس بن عبدالطلب رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم هل تدرون كم بي السماء والرض قلنا ال ورسوله أعلم قال بينهما مسية‬
‫خسمائة سنة ومن كل ساء ال ساء مسية خسمائة سنة وكثف كل ساء مسية خسمائة سنة‬
‫وبي السماء السابعة والعرش بر بي أسفله وأعله كما بي السماء والرض وال تعال فوق‬
‫ذلك وليس يفى عليه شيء من أعمال بن آدم أخرجه أبو داود وغيه فيه مسائل الول تغسي‬
‫قوله تعال والرض جيعا قبضته يوم القيامة الثانية أن هذه العلوم وأمثالا باقية عند اليهود الذين‬
‫ف زمنه صلى ال عليه وسلم ل ينكروها ول يتأولوها الثالثة أن الب لا ذكر للنب صلى ال عليه‬
‫وسلم صدقه ونزل القرآن بتقرير ذلك‬
‫‪ 668‬الرابعة وقوع الضحك من رسول ال صلى ال عليه وسلم لا ذكر الب هذا العلم العظيم‬
‫الامسة التصريح بذكر اليدين وأن السموات ف اليد اليمن والرضي ف الخرى السادسة‬
‫التصريح بتسميتها الشمال السابعة ذكر البارين والتكبين عند ذلك الثامنة قوله كخردلة ف‬
‫كف أحدكم التاسعة عظم الكرسي بالنسبة إل السماء العاشرة عظم العرش بالنسبة إل الكرسي‬
‫الادية عشرة أن العرض غي الكرسي والاء الثانية عشرة كم بي كل ساء إل ساء الثالثة عشرة‬
‫كم بي السماء السابعة والكرسي الرابعة عشرة كم بي الكرسي والاء الامسة عشرة أن العرش‬
‫فوق الاء السادسة عشرة أن ال فوق العرش السابعة عشرة كم بي السماء والرض الثامنة‬
‫عشرة كثف كل ساء مائة سنة التاسعة عشرة أن البحر الذي فوق السموات أسفله واعله‬
‫خسمائة سنة وال أعلم‬
‫‪ 669‬قوله باب قول ال تعال وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات‬
‫مطويات بيمينه سبحانه وتعال عما يشركون أي من الحاديث والثار ف معن هذه الية‬
‫الكرية قال العماد ابن كثي رحه ال تعال يقول تعال ما قدر الشركون ال حق قدره حت‬
‫عبدوا معه غيه وهو العظيم الذي ل أعظم منه القادر على كل شيء الالك لكل شيء وكل‬
‫شيء تت قهره وقدرته قال ماهد نزلت ف قريش وقال السدي ما عظموه حق عظمته وقال‬
‫ممد بن كعب لو قدروه حق قدره ما كذبوه وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس هم الكفار‬
‫الذين ل يؤمنوا بقدرة ال عليهم فمن آمن أن ال على كل شيء قدير فقد قدر ال حق قدره‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫ومن ل يؤمن بذلك فلم يقدر ال حق قدره وقد وردت أحاديث كثية متعلقة بذه الية الطريق‬
‫فيها وف أمثالا مذهب السلف وهو إمرارها كما جاءت من غي تكييف ول تريف وذكر‬
‫حديث ابن مسعود كما ذكره الصنف رحه ال ف هذا الباب قال ورواه البخاري ف غي‬
‫موضع من صحيحه والمام أحد ومسلم والترمذي والنسائي كلهم من حديث سليمان بن‬
‫مهران وهو العمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود بنحوه‬
‫‪ 670‬قال المام أحد حدثنا معاوية حدثنا العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدال قال جاء رجل‬
‫من أهل الكتاب إل النب صلى ال عليه وسلم فقال يا أبا القاسم أبلغك أن ال تعال يعل‬
‫اللئق على إصبع والسموات على إصبع والرضي على إصبع والشجر على إصبع والثرى على‬
‫إصبع وسائر اللئق على إصبع فيقول أنا اللك فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم حت‬
‫بدت نواجذه تصديقا لقول الب قال وأنزل ال وما قدروا ال حق قدره الية وهكذا رواه‬
‫البخاري ومسلم والنسائي من طرق عن العمش به وقال المام أحد حدثنا السي بن حسن‬
‫الشقر حدثنا أبو كدينة عن عطاء عن أب الضحى عن ابن عباس قال مر يهودي برسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو جالس فقال كيف تقول يا أبا القاسم يوم يعل ال السموات على ذه‬
‫واشار بالسبابة والرض على ذه والبال على ذه وسائر اللق على ذه كل ذلك يشي بأصابعه‬
‫فأنزل ال وما قدروا ال حق قدره وكذا رواه الترمذي ف التفسي بسنده عن أب الضحى مسلم‬
‫بن صبيح به وقال حسن صحيح غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه ث قال البخاري حدثنا سعيد‬
‫بن عفي حدثنا الليث حدثن عبدالرحن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن أب سلمة بن‬
‫عبدالرحن أن أبا هريرة رضي ال عنه قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يقبض‬
‫ال الرض ويطوي السماء بيمينه فيقول أنا اللك أين ملوك الرض تفرد به من هذا الوجه‬
‫ورواه مسلم من وجه آخر وقال البخاري ف موضع آخر حدثنا مقدم بن ممد حدثنا عمي‬
‫القاسم ابن يي عن عبيد ال عن نافع عن ابن عمر رضي ال عنهما قال إن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال إن ال تعال يقبض يوم القيامة الرضي على إصبع وتكون‬
‫‪ 671‬السماء بيمينه ث يقول أنا اللك تفرد به أيضا من هذا الوجه ورواه مسلم من وجه آخر وقد‬
‫رواه المام أحد من طريق آخر بلفظ أبسط من هذا السياق وأطول فقال حدثنا عفان حدثنا‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫حاد بن سلمة أنبأنا إسحاق بن عبدال بن أب طلحة عن عبيد ال بن مقسم عن ابن عمر أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ هذه الية ذات يوم على النب وما قدروا ال حق قدره‬
‫الرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعال عما يشركون‬
‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقول هكذا بيده يركها يقبل با ويدبر يجد الرب تعال نفسه‬
‫أنا البار التكب انا اللك أنا العزيز أنا الكري فرجف برسول ال صلى ال عليه وسلم النب حت‬
‫قلنا ليخزن به قوله ولسلم عن ابن عمر الديث كذا ف رواية مسلم قال الميدي وهي أت‬
‫وهي عند مسلم من حديث سال عن أبيه وأخرجه البخاري من حديث عبيدال عن نافع عن‬
‫ابن عمر رضي ال عنهما قال إن ال يقبض يوم القيامة الرضي وتكون السماء بيمينه وأخرجه‬
‫مسلم من حديث عبيدال ابن مقسم قلت وهذه الحاديث وما ف معناها تدل على عظمة ال‬
‫وعظيم قدرته وعظم ملوقاته وقد تعرف سبحانه وتعال إل عباده بصفاته وعجائب ملوقاته‬
‫وكلها تدل على كماله وأنه هو العبود وحده ل شريك له ف ربوبيته وإليته وتدل على إثبات‬
‫الصفات له على ما يليق بلل ال وعظمته إثباتا بل تثيل وتنيها بل تعطيل وهذا هو الذي‬
‫دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وعليه سلف المة وأئمتها ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم‬
‫على السلم واليان وتأمل ما ف هذه الحاديث الصحيحة من تعظيم النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ربه بذكر‬
‫‪ 672‬صفات كماله على ما يليق بعظمته وجلله وتصديقه اليهود فيما أخبوا به عن ال من الصفات‬
‫الت تدل على عظمته وتأمل ما فيها من إثبات علو ال تعال على عرشه ول يقل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف شيء منها إن ظاهرها غي مراد وإنا تدل على تشبيه صفات ال بصفات خلقه‬
‫فلو كان هذا حقا بلغه أمينه أمته فإن ال أكمل به الدين وأت به النعمة فبلغ البلغ البي صلوات‬
‫ال وسلمه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إل يوم الدين وتلقى الصحابة رضي ال عنهم‬
‫عن نبيهم صلى ال عليه وسلم ما وصف به ربه من صفات كماله ونعوت جلله فآمنوا به‬
‫وآمنوا بكتاب ال وما تضمنه من صفات ربم جل وعل كما قال تعال والراسخون ف العلم‬
‫يقولون آمنا به كل من عند ربنا وكذلك التابعون لم بإحسان وتابعوهم والئمة من الحدثي‬
‫والفقهاء كلهم وصف ال با وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم ول‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫يحدوا شيئا من الصفات ول قال أحد منهم إن ظاهرها غي مراد ول إنه يلزم من إثباتا التشبيه‬
‫بل أنكروا على من قال ذلك غاية النكار فصنفوا ف رد هذه الشبهات الصنفات الكبار‬
‫العروفة الوجودة بأيدي أهل السنة والماعة قال شيخ السلم أحد بن تيمية رحه ال تعال‬
‫وهذا كتاب ال من أوله إل آخره وسنة رسول ال صلىال عليه وسلم وكلم الصحابة‬
‫والتابعي وكلم سائر الئمة ملوءة كلها با هو نص أو ظاهر أن ال تعال فوق كل شيء وأنه‬
‫فوق العرش فوق السموات مستو على عرشه مثل قوله تعال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل‬
‫الصال يرفعه وقوله تعال يا عيسى إن متوفيك ورافعك إل وقوله تعال بل رفعه ال إليه وقوله‬
‫تعال ذي العارج‬
‫‪ 673‬تعرج اللئكة والروح إليه وقوله تعال يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه وقوله‬
‫تعال يافون ربم من فوقهم وقوله تعال هو الذي خلق لكم ما ف الرض جيعا ث استوى إل‬
‫السماء فسواهن سبع سوات وقوله تعال إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض ف ستة‬
‫أيام ث استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات‬
‫بأمره أل له اللق والمر تبارك ال رب العالي وقوله تعال ربكم ال الذي خلق السموات‬
‫والرض ف ستة أيام ث استوى على العرش يدبر المر ما من شفيع إل من بعد إذنه الية فذكر‬
‫التوحيدين ف هذه الية وقوله تعال ال الذي رفع السموات بغي عمد ترونا ث استوى على‬
‫العرش وقوله تعال تنيل من خلق الرض والسموات العلى الرحن على العرش استوى وقوله‬
‫تعال وتوكل على الي الذي ل يوت وسبح بمده وكفى به بذنوب عباده خبيا الذي خلق‬
‫السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش الرحن فاسأل به خبيا وقوله‬
‫تعال ال الذي خلق السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش ما لكم‬
‫من دونه من ول ول شفيع أفل تتذكرون يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه ف يوم‬
‫كان‬
‫‪ 674‬مقداره ألف سنة ما تعدون وقوله تعال هو الذي خلق السموات والرض وما بينهما ف ستة‬
‫أيام ث استوى على العرش يعلم ما يلج ف الرض وما يرج منها وما ينل من السماء وما يعرج‬
‫فيها وهو معكم أينما كنتم وال با تعملون بصي فذكر عموم علمه وعموم قدرته وعموم‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫إحاطته وعموم رؤيته وقوله تعال أأمنتم من ف السماء أن يسف بكم الرض فغذا هي تور أم‬
‫أمنتم من ف السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير وقوله تعال تنيل من حكيم‬
‫حيد وقوله تعال تنيل الكتاب من ال العزيز الكيم وقوله تعال وقال فرعون يا هان ابن ل‬
‫صرحا لعلي أبلغ السباب أسباب السموات فأطلع إل إله موسى وإن لظنه كاذبا انتهى كلمه‬
‫رحه ال قلت وقد ذكر الئمة رحهم ال تعال فيما صنفوه ف الرد على نفاة الصفات من‬
‫الهمية والعتزلة والشاعرة ونوهم أقوال الصحابة والتابعي فمن ذلك ما رواه الافظ الذهب‬
‫ف كتاب العلو وغيه بالسانيد الصحيحة عن أم سلمة زوج النب صلى ال عليه وسلم أنا‬
‫قالت ف قوله تعال الرحن على العرش استوى قالت الستواء غي مهول والكيف غي معقول‬
‫والقرار به إيان والحود به كفر رواه ابن النذر والللكائي وغيها بأسانيد صحاح قال وثبت‬
‫عن سفيان بن عيينة رحه ال تعال أنه قال لا سئل ربيعة بن أب عبدالرحن كيف الستواء قال‬
‫الستواء غي مهول والكيف غي معقول ومن ال الرسالة وعلى الرسول البلغ وعلينا التصديق‬
‫وقال‬
‫‪ 675‬ابن وهب كنا عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبدال الرحن على العرش استوى كيف‬
‫استوى فأطرق مالك رحه ال وأخذته الرحضاء وقال الرحن على العرش استوى كما وصف‬
‫نفسه ول يقال كيف وكيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة أخرجوه رواه البيهقي بإسناد‬
‫صحيح عن ابن وهب ورواه عن يي بن يي أيضا ولفظه قال الستواء غي مهول والكيف غي‬
‫معقول واليان به واجب والسؤال عنه بدعه قال الذهب فانظر إليهم كيف أثبتوا الستواء ل‬
‫وأخبوا أنه معلوم ل يتاج لفظه إل تفسي ونفوا عنه الكيفية قال البخاري ف صحيحه قال‬
‫ماهد استوى عل على العرش وقال إسحاق بن راهويه سعت غي واحد من الفسرين يقول‬
‫الرحن على العرش استوى أي ارتفع وقال ممد بن جرير الطبي ف قوله تعال الرحن على‬
‫العرش استوى أي عل وارتفع وشواهده ف أقوال الصحابة والتابعي وأتباعهم فمن ذلك قول‬
‫عبدال ابن رواحة رضي ال عنه شهدت بأن وعد ال حق وأن النار مثوى الكافرينا وأن العرش‬
‫فوق الاء طاف وفوق العرش رب العالينا وتمله ملئكة شداد ملئكة الله مسومينا وروى‬
‫الدارمي والاكم والبيهقي بأصح إسناده إل علي بن السي بن شقيق قال سعت عبدال بن‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫البارك يقول نعرف ربنا بأنه فوق سبع سواته على العرش استوى بائن من خلقه ول نقول كما‬
‫قالت الهمية قال الدارمي حدثنا حسن بن الصباح البزار حدثنا علي بن السي بن شقيق عن‬
‫‪ 676‬ابن البارك قيل له كيف نعرف ربنا قال بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه وقد‬
‫تقدم قول الوزاعي كنا والتابعون متوافرون نقول إن ال تعال ذكره بائن من خلقه ونؤمن با‬
‫وردت به السنة وقال أبو عمر الطلمنكي ف كتاب الصول أجع السلمون من أهل السنة على‬
‫أن ال استوى على عرشه بذاته وقال ف هذا الكتاب أيضا أجع أهل السنة على أن ال تعال‬
‫استوى على عرشه على القيقة ل على الجاز ث ساق بسنده عن مالك قوله ال السماء وعلمه‬
‫ف كل مكان ث قال ف هذا الكتاب أجع السلمون من أهل السنة أن معن قوله وهو معكم‬
‫أينما كنتم ونو ذلك من القرآن أن ذلك علمه وأن ال فوق السموات بذاته مستو على عرشه‬
‫كيف شاء وهذا لفظه ف كتابه وهذا كثي ف كلم الصحابة والتابعي والئمة أثبتوا ما أثبته ال‬
‫ف كتابه على لسان رسوله على القيقة على ما يليق بلل ال وعظمته ونفوا عنه مشابة‬
‫الخلوقي ول يثلوا ول يكيفوا كما ذكرنا ذلك عنهم ف هذا الباب وقال الافظ الذهب أول‬
‫من أنكر أن ال فوق عرشه هو العد بن درهم وكذلك أنكر جيع الصفات وقتله خالد بن‬
‫عبدال القسري وقصته مشهورة فأخذ هذه القالة عند الهم بن صفوان إمام الهمية فأظهرها‬
‫واحتج لا بالشبهات وكان ذلك ف آخر عصر التابعي فأنكر مقالته أئمة ذلك العصر مثل‬
‫الوزاعي وأب حنيفة ومالك والليث بن سعد والثوري وحاد بن زيد وحاد بن سلمة وابن‬
‫البارك ومن بعدهم من أئمة الدى فقال الوزاعي إمام أهل الشام على رأس المسي ومائة عند‬
‫ظهور هذه القالة ما أخبنا عبدالواسع البري بسنده إل أب بكر البيهقي أنبأنا‬
‫‪ 677‬أبو عبدال الافظ أخبن ممد بن علي الوهري ببغداد حدثنا ابراهيم بن اليثم حدثنا ممد بن‬
‫كثي الصيصي سعت الوزاعي يقول كنا والتابعون متوافرون نقول إن ال فوق عرشه ونؤمن با‬
‫وردت به السنة من صفاته أخرجه البيهقي ف الصفات ورواته أئمة ثقات وقال المام الشافعي‬
‫رحه ال تعال ل أساء وصفات ل يسع أحدا ردها ومن خالف بعد ثبوت الجة عليه كفر‬
‫وأما قبل قيام الجة فإنه يعذر بالهل ونثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن‬
‫نفسه فقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي من فتح الباري قوله عن العباس بن عبد‬
‫كتاب تيسي العزيز الميد‬
‫نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد‬ ‫ص‬
‫الطلب ساقه الصنف رحه ال متصرا والذي ف سنن أب داود عن العباس بن عبد الطلب قال‬
‫كنت ف البطحاء ف عصابة فيهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فمرت بم سحابة فنظر إليها‬
‫فقال ما تسمون هذه قالوا السحاب قال والزن قالوا الزن قال والعنان قالوا والعنان قال أبو‬
‫داود ل أتقن العنان جيدا قال هل تدرون ما بي السماء والرض قالوا ل ندري قال إن بعد ما‬
‫بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلثة وسبعون سنة ث السماء الت فوقها كذلك حت عد سبع‬
‫سوات ث فوق السابعة بر بي أسفله وأعله مثل ما بي ساء إل ساء ث فوق ذلك ثانية أوعال‬
‫بي أظلفهم وركبهم مثل ما بي ساء إل ساء ث على ظهورهم العرش بي أسفله وأعله كما‬
‫بي ساء إل ساء ث ال تعال فوق ذلك وأخرجه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حسن‬
‫غريب وقال الافظ الذهب رواه أبو داود بإسناد حسن وروى الترمذي نوه من حديث أب‬
‫هريرة وفيه ما بي ساء إل ساء خسمائة عام ول منافاة بينهما لن تقدير ذلك بمسمائة عام‬
‫هو على سي القافلة مثل ونيف وسبعون سنة على سي‬
‫‪ 678‬البيد لنه يصح أن يقال بينا وبي مصر عشرون يوما باعتبار سي العادة وثلثة أيام باعتبار سي‬
‫البيد وروى شريك بعض هذا الديث عن ساك فوقفه هذا آخر كلمه قلت فيه التصريح بأن‬
‫ال فوق عرشه كما تقدم ف اليات الحكمات والحاديث الصحيحة وف كلم السلف من‬
‫الصحابة والتابعي وتابعيهم وهذا الديث له شواهد ف الصحيحي وغيها ول عبة بقول من‬
‫ضعفه لكثرة شواهده الت يستحيل دفعها وصرفها عن ظواهرها وهذا الديث كأمثاله يدل على‬
‫عظمة ال وكماله وعظم ملوقاته وأنه التصف بصفات الكمال الت وصف با نفسه ف كتابه‬
‫ووصفه با رسول ال صلى ال عليه وسلم ويدل على كمال قدرته وأنه هو العبود وحده ل‬
‫شريك له دون كل ما سواه وبال التوفيق والمد ل رب العالي وصلى ال وسلم على سيدنا‬
‫ممد وعلى آله وصحبه أجعي‬

You might also like