Professional Documents
Culture Documents
الحميد
في شرح كتاب التوحيد
تأليف
الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن
عبدالوهاب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد 1
قال الصنف رحه ال تعال بسم ال الرحن الرحيم افتتح الصنف رحه ال كتابه بالبسملة 11
اقتداء بالكتاب العزيز وعمل بالديث كل امر ذي بال ل يبدأ فيه ببسم ال الرحن الرحيم فهو
اقطع رواه الافظ عبدالقادر الرهاوي ف الربعي من حديث أب هريرة مرفوعا واخرجه
الطيب ف الامع بنحوه فإن قلت هل جع الصنف بي البسملة والمدلة لا روى ابن ماجة
والبيهقي عن أب هريرة مرفوعا كل امر ذي بال ل يبدأ فيه بالمد ل فهو أقطع وف رواية
لحد ل يفتتح بذكر ال فهو أبتر وأقطع قيل الراد الفتتاح با يدل على القصود من حد ال
والثناء عليه لن المد متعي لن القدر الذي يمع ذلك هو ذكر ال وقد حصل بالبسملة
وأيضا فليس ف الديث ما يدل على أنه تتعي كتابتها معه النطق با فقد يكون الصنف نطق
بذلك ف نفسه واتفق العلماء على أن الار والجرور متعلق بحذوف قدره الكوفيون فعل
مقدما والتقدير ابدأ وقدره البصريون اسا مقدما والتقدير ابتدائي كائن أو مستقر قال فالار
والجرور ف موضع نصب على الول وعلى الثان ف موضع رفع وذكر ابن كثي ان القولي
متقاربان وكل قد ورد به القران أما من قدره باسم تقديره باسم ال ابتدائي فلقوله تعال وقال
اركبوا فيها باسم ال مراها ومرساها ومن قدره بالفعل أمرا أو خبا نو أبدأ باسم ال أو
ابتدأت باسم ال فلقوله تعال اقرأ باسم ربك الذي خلق وكلها صحيح فان الفعل ل بد له من
مصدر فلك أن تقدر الفعل وتصدره وذلك بسب الفعل الذي سيته قبله إن كان قياما أو
12قعودا أو أكل أو شربا أو قراءة أو وضوءا أو صلة فالشروع ذكر اسم ال تعال ف ذلك كله
تبكا وتيمنا واستعانة على التام والتقبل وقدره الزمشري فعل مؤخرا أي باسم ال أقرأ او أتلو
لن الذي يتلوه مقروء وكل فاعل يبدأ ف فعله باسم ال كان مضمرا ما تعل التسمية مبدأ له
كما ان السافر اذا حل أو ارتل فقال بسم ال كان العن بسم ال أحل وبسم ال أرتل وهذا
أول من أن يضمر ابدأ لعدم ما يطابقه ويدل عليه او ابتدائي لزيادة الضمار فيه وانا قدم
الحذوف متأخرا وقدم العمول لنه أهم وأدل على الختصاص وأدخل ف التعظيم وأوفق
للوجود فإن اسم ال تعال مقدم على القراءة كيف وقد جعل آلة لا من حيث ان الفعل ل يعتد
به شرعا ما ل يصدر باسه تعال وأما ظهور فعل القراءة ف قوله اقرأ باسم ربك فلن الهم ثة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
القراءة ولذا قدم الفعل فيها على متعلقه بلف البسملة فإن الهم فيها البتداء قاله البيضاوي
وهذا القول أحسن القوال وأظنه اختيار شيخ السلم وقد أل به ابن كثي إل انه جعل
الحذوف مقدرا قبل البسملة وذكر ابن القيم لذف العامل ف بسم ال فوائد عديدة منها أنه
موطن ل ينبغي ان يتقدم فيه سوى ذكر ال تعال فلو ذكرت الفعل وهو ل يستغن عن فاعله
كان ذلك مناقضا للمقصود فكان ف حذفه مشاكلة اللفظ للمعن ليكون البدوء به اسم ال كما
تقول ف الصلوة ال أكب ومعناه من كل شيء ولكن ل تقول هذا القدر ليكون اللفظ مطابقا
لقصود النان وهو ان ل يكون ف القلب إل ذكر ال وحده فكما ترد ذكره ف قلب الصلي
ترد ذكره ف لسانه ومنها أن الفعل اذا حذف صح البتداء بالتسمية ف كل عمل وقول
وحركة وليس فعل أول با من فعل فكان الذف أعم من الذكر فأي فعل
13ذكرته كان الحذوف اعم منه ال علم على الرب تبارك وتعال ذكر سيبويه انه أعرف العارف
ويقال إنه السم العظم لنه يوصف بميع الصفات كما قال تعال هو ال الذي ل إله إل هو
عال الغيب والشهادة هو الرحن الرحيم هو ال الذي ل إله إل هو اللك القدوس السلم الؤمن
الهيمن العزيز البار التكب إل اخر السورة فأجرى الساء الباقية كلها صفات له واختلفوا هل
هو اسم جامد او مشتق على قولي أصحهما أنه مشتق قال ابن جرير فانه على ما روي لنا عن
ابن عباس قال ال ذو اللوهية والعبودية على خلقه اجعي وذكر سيبويه عن الليل أن أصله إله
مثل فعال فأدخلت اللف واللم بدل من المزة قال سيبويه مثل الناس أصله أناس وقال
الكسائي والفراء أصله الله خذفوا المزة أدمغوا اللم الول ف الثانية وعلى هذا فالصحيح انه
مشتق من أله الرجل اذا تعبد كما قرأ ابن عباس ويذرك وإلتك اي عبادتك وأصله الله اي
العبود فحذفت المزة الت هي فاء الكلمة فالتقت اللم الت هي عينها مع اللم الت للتعريف
فأدغمت إحداها ف الخرى فصارتا ف اللفظ لما واحدة مشددة وفخمت تعظيما فقيل ال
قال ابن القيم القول الصحيح أن ال أصله الله كما هو قول سيبوبه وجهور أصحابه إل من
شذ منهم وان اسم ال تعال هوالامع لميع معان الساء السن والصفات العلى قال وزعم
السهيلي وشيخه أبو بكر بن العرب ان اسم ال غي مشتق لن الشتقاق يستلزم مادة يشتق منها
واسه تعال قدي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
14ول القدي مادة له فيستحيل الشتقاق ول ريب أنه أريد بالشتقاق هذا العن وأنه مستمد من
أصل آخر فهو باطل ولكن الذين قالوا بالشتقاق ل يريدوا هذا العن ول أل بقلوبم وإنا ارادوا
انه دال على صفة له تعال وهي اللية كسائر أسائه السن كالعليم والقدير والغفور والرحيم
والسميع والبصي فان هذه الساء مشتقة من مصادرها بل ريب وهي قدية والقدي ل مادة له
فما كان جوابكم عن هذه الساء فهو جواب القائلي باشتقاق اسم ال تعال ث الواب عن
الميع أنا ل نعن بالشتقاق إل أنا ملقية لصادرها ف اللفظ والعن ل أنا متولدة منه تولد
الفرع من أصله وتسمية النحاة للمصدر والشتق منه أصل وفرعا ليس معناه أن أحدها تولد من
الخر وإنا هو باعتبار أن أحدها يتضمن الخر وزيادة وذكر ابن القيم لذا السم الشريف
عشر خصائص لفظية ث قال وأما خصائصه العنوية فقد قال فيها أعلم اللق به صلى ال عليه
وسلم ل أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وكيف تصى خصائص اسم مسماه
كل كمال على الطلق وكل مدح وكل حد وكل ثناء وكل مد وكل جلل وكل إكرام
وكل عز وكل جال وكل خي واحسان وجود وبر وفضل فله ومنه فما ذكر هذا السم ف
قليل إل كثره ول عند خوف إل أزاله ول عند كرب إل كشفه ول عند هم وغم إل فرجه ول
عند ضيق إل وسعه ول تعلق به ضعيف إل أفاده القوة ول ذليل إل أناله العز ول فقي إل أصاره
غنيا ول مشتوحش إل آنسه ول مغلوب إل أيده ونصره ول مضطر إل كشف ضره ول شريد
إل آواه فهو السم الذي تكشف به الكربات وتستنل به البكات والدعوات وتقال به
15العثرات وتستدفع به السيئات وتستجلب به السنات وهو السم الذي به قامت السموات
والرض وبه انزلت الكتب وبه ارسلت الرسل وبه شرعت الشرائع وبه قامت الدود وبه شرع
الهاد وبه انقسمت الليقة ال السعداء والشقياء وبه حقت الاقة ووقعت الواقعة وبه وضعت
الوازين القسط ونصب الصراط وقام سوق النة والنار وبه عبد رب العالي وحد وبقه بعثت
الرسل وعنه السؤال ف القب ويوم البعث والنشور وبه الصام واليه الحاكمة وفيه الوالة
والعاداة وبه سعد من عرفه وقام بقه وبه شقي من جهله وترك حقه فهو سر اللق والمر وبه
قاما وثبتا واليه انتهيا فاللق والمر به واليه ولجله فما وجد خلق ول أمر ول ثواب ول عقاب
ال مبتدءا منه منتهيا اليه وذلك موجبه ومقتضاه ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
النار ال اخر كلمه رضي ال عنه الرحن الرحيم قال ابن كثي اسان مشتقان من الرحة على
وجه البالغة ورحان اشد مبالغة من رحيم قال ابن عباس ها اسان رقيقان احدها أرق من
الخر اي اوسع رحة وقال ابن البارك الرحن اذا سئل أعطى والرحيم اذا ل يسأل يغضب قلت
كأن فيه اشارة ال معن كلم ابن عباس لن رحته تعال تغلب غضبه وعلى هذا فالرحن أوسع
معن من الرحيم كما يدل عليه زيادة البناء وقال ابو علي الفارسي الرحن اسم عام ف جيع
انواع الرحة يتص به ال تعال والرحيم انا هو ف جهة الؤمني قال ال تعال وكان بالؤمني
رحيما ونوه قال بعض السلف ويشكل عليه قوله تعال ان ال بالناس لرؤوف رحيم
16وقوله صلى ال عليه وسلم ف الديث رحان الدنيا والخرة ورحيمهما فالصواب إن شاء ال
تعال ما قاله ابن القيم ان الرحان دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها
بالرحوم فكان الول للوصف والثان للفعل فالول دال على ان الرحة صفته والثان دال على
انه يرحم خلقه برحته واذا اردت فهم هذا فتأمل قوله تعال وكان بالؤمني رحيما انه بم
رؤوف رحيم ول ييء قط رحان بم فعلم ان رحان هو الوصوف بالرحة ورحيم هو الراحم
برحته والرحن الرحيم نعتان ل تعال واعترض بورود اسم الرحن غي تابع لسم قبله قال تعال
الرحن على العرش استوى فهو علم فكيف ينعت به والواب ما قاله ابن القيم أن اساء الرب
تعال هي أساء ونعوت فانا دالة على صفات كماله فل تناف فيها بي العلمية والوصفية
فالرحن اسه تعال ووصفه تعال ل يناف اسيته فمن حيث هو صفة جرى تابعا لسم ال تعال
ومن حيث هو اسم ورد ف القرآن غي تابع بل ورد السم العلم ولا كان هذا السم متصا به
سبحانه حسن ميئه مفردا غي تابع كمجيء اسم ال وهذا ل يناف دللته على صفة الرحة
كاسم ال فانه دال على صفة اللوهية فلم يىء قط تابعا لغيه بل متبوعا وهذا بلف العليم
والقدير والسميع والبصي ونوها ولذا ل تيء هذه مفردة بل تابعة قلت قوله عن اسم ال ول
يىء قط تابعا لغيه بل لقد جاء ف قوله تعال ال صراط العزيز الميد ال الذي له ما ف
السموات والرض على قراءة
17الر وجواب ذلك من كلمه التقدم فيقال فيه ما قاله ف اسم الرحن كتاب التوحيد الكتاب
مصدر كتب يكتب كتابا وكتابة وكتبا ومدار الادة على المع ومنه تكتب بنو فلن اذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
اجتمعوا والكتيبة لماعة اليل والكتابة بالقلم لجتماع الكلمات والروف وسي الكتاب
كتابا لمعه ما وضع له ذكره غي واحد والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيدا اي جعله واحدا
وسي دين السلم توحيدا لن مبناه على ان ال واحد ف ملكه وافعاله ل شريك له وواحد ف
ذاته وصفاته ل نظي له وواحد ف إليته وعبادته ل ند له وال هذه النواع الثلثة ينقسم توحيد
النبياء والرسلي الذين جاؤوا به من عند ال وهي متلزمة كل نوع منها ل ينفك عن الخر
فمن أتى بنوع منها ول يأت بالخر فما ذاك ال أنه ل يأت به على وجه الكمال الطلوب وان
شئت قلت التوحيد نوعان توحيد ف العرفة والثبات وهو توحيد الربوبية والساء والصفات
وتوحيد ف الطلب والقصد وهو توحيد اللية والعبادة ذكره شيخ السلم وابن القيم وذكر
معناه غيها النوع الول توحيد الربوبية واللك وهو القرار بأن ال تعال رب كل شيء
ومالكه وخالقه ورازقه وأنه الحيي الميت النافع الضار التفرد بإجابة الدعاء عند الضطرار
الذي له المر كله وبيده الي كله القادر على ما يشاء ليس له ف ذلك شريك ويدخل ف ذلك
اليان بالقدر وهذا التوحيد ل يكفي العبد ف حصول السلم بل ل بد ان يأت مع ذلك بلزمه
من توحيد اللية لن ال تعال حكى عن الشركي أنم مقرون بذا التوحيد ل وحده قال
تعال قل من يرزقكم من السماء والرض امن يلك السمع والبصار ومن يرج الي من اليت
ويرج اليت من الي ومن يدبر المر فسيقولون ال
18فقل أفل تتقون وقال تعال ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال وقال و لئن سألتهم من نزل من
السماء ماء فأحيا به الرض من بعد موتا ليقولن ال وقال تعال أمن ييب الضطر اذا دعاه الية
فهم كانوا يعلمون أن جيع ذلك ل وحده ول يكونوا بذلك مسلمي بل قال تعال وما يؤمن
اكثرهم بال ال وهم مشركون قال ماهد ف الية إيانم بال قولم إن ال خلقنا ويرزقنا وييتنا
فهذا إيان مع شرك عبادتم غيه رواه ابن جرير وابن أب حات وعن ابن عباس وعطاء
والضحاك نو ذلك فتبي أن الكفار يعرفون ال ويعرفون ربوبيته وملكه وقهره وكانوا مع ذلك
يعبدونه ويلصون له أنواعا من العبادات كالج والصدقة والذبح والنذر والدعاء وقت
الضطرار ونو ذلك ويدعون أنم على ملة ابراهيم عليه السلم فأنزل ال تعال ما كان إبراهيم
يهوديا ول نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من الشركي وبعضهم يؤمن بالبعث
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والساب وبعضهم يؤمن بالقدر كما قال زهي يؤخر فيوضع ف كتاب فيدخر ليوم الساب أو
يعجل فينقم وقال عنترة ياعبل اين من النية مهرب إن كان رب ف السماء قضاها ومثل هذا
يوجد ف اشعارهم فوجب على كل من عقل عن ال تعال ان ينظر ويبحث عن السبب الذي
اوجب سفك دمائهم وسب نسائهم وإباحة أموالم مع هذا القرار والعرفة وما ذاك ال
لشراكهم ف توحيد العبادة الذي هو معن ل اله ال ال
19النوع الثان توحيد الساء والصفات وهو القرار بأن ال بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير
وأنه الي القيوم الذي ل تأحذه سنة ول نوم له الشيئة النافذة والكمة البالغة وأنه سيع بصي
رؤوف رحيم على العرش استوى وعلى اللك احتوى وأنه اللك القدوس السلم الؤمن الهيمن
العزيز البار التكب سبحان ال عما يشركون ال غي ذلك من الساء السن والصفات العلى
وهذا أيضا ل يكفي ف حصول السلم بل ل بد مع ذلك من التيان بلزمه من توحيد الربوبيه
واللية والكفار يقرون بنس هذا النوع وإن كان بعضهم قد ينكر بعض ذلك إما جهل وإما
عنادا كما قالوا ل نعرف الرحن إل رحن اليمامة فأنزل ال فيهم وهم يكفرون بالرحن قال
حافظ ابن كثي والظاهر أن إنكارهم هذا إنا هو جحود وعناد وتعنت ف كفرهم فانه قد وجد
ف بعض أشعار الاهلية تسمية ال بالرحن قال الشاعر وما يشأ الرحن يعقد ويطلق وقال الخر
أل قضب الرحن رب يينها وها جاهليان وقال زهي فل تكتمن ال ما ف نفوسكم ليخفى
ومهما يكتم ال يعلم قلت ول يعرف عنهم إنكار شيء من هذا التوحيد إل ف اسم الرحن
خاصة ولو كانوا ينكرونه لردوا علىالنب صلىال عليه وسلم ذلك كما ردوا عليه توحيد
اللية فقالوا اجعل اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب ل سيما السور الكية ملوءة بذا
التوحيد
20النوع الثالث توحيد اللية البن على إخلص التأله ل تعال من الحبة والوف والرجاء
والتوكل والرغبة والرهبة والدعاء ل وحده وينبن على ذلك إخلص العبادات كلها ظاهرها
وباطنها ل وحده ل شريك له ل يعل فيها شيئا لغيه ل للك مقرب ول لنب مرسل فضل عن
غيها وهذا التوحيد هو الذي تضمنه قوله تعال اياك نعبد واياك نستعي وقوله تعال فاعبده
وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون وقوله تعال فان تولوا فقل حسب ال ل اله ال هو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وقوله تعال رب السموات والرض وما بينهما فاعبده
واصطب لعبادته هل تعلم له سيا وقوله تعال عليه توكلت واليه أنيب وقوله تعال وتوكل على
الي الذي ل يوت وسبح بمده وكفى به بذنوب عباده خبيا وقوله واعبد ربك حت يأتيك
اليقي وهذا التوحيد هو أول الدين وآخره وباطنه وظاهره وهو اول دعوة الرسل وآخرها وهو
معن قول ل إله إل ال فإن الله هو الألوه العبود بالحبة والشية والجلل والتعظيم وجيع
انواع العبادة ولجل هذا التوحيد خلقت الليقة وأرسلت الرسل وأنزلت الكتب وبه افترق
الناس إل مؤمني وكفار وسعداء اهل النة وأشقياء أهل النار قال ال تعال يا أيها الناس اعبدوا
ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون فهذا
21أول أمر ف القرآن وقال تعال لقد أرسلنا نوحا ال وقومه فقال يا قوم اعبدوا ال ما لكم من إله
غيه فهذا دعوة أول رسول بعد حدوث الشرك وقال هود لقومه اعبدوا ال ما لكم من إله غيه
وقال صال لقومه اعبدوا ال ما لكم من إله غيه وقال شعيب لقومه اعبدوا ال ما لكم من إله
غيه وقال ابراهيم عليه السلم لقومه ان وجهت وجهي للذي فطر السموات والرض حنيفا
وما أنا من الشركي وقال تعال وما ارسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا
فأعبدون وقال تعال واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحن آلة يعبدون
وقال تعال وما خلقت الن والنس إل ليعبدون وقال هرقل لب سفيان لا سأله عن النب صلى
ال عليه وسلم ما يقول لكم قال يقول اعبدوا ال ول تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم
وقال النب صلى ال عليه وسلم لعاذ انك تأت قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم اليه
شهادة أن ل إله إل ال وف رواية ان يوحدوا ال وهذا التوحيد هو أول واجب على الكلف ل
النظر ول القصد ال النظر ول الشك ف ال كما هي أقوال لن ل يدر ما بعث ال به رسوله
صلى ال عليه وسلم من معان الكتاب والكمة فهو أول واجب وآخر واجب وأول ما يدخل
به السلم وآخر ما يرج به من الدنيا كما قال صلى ال عليه وسلم من كان آخر كلمه ل إله
إل ال دخل النة حديث صحيح وقال
22أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال متفق عليه وقد أفصح
القرآن عن هذا النوع كل الفصاح وأبدأ فيه وأعاد وضرب لذلك المثال بيث أن كل سورة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ف القرآن ففيها الدللة على هذا التوحيد ويسمى هذا النوع توحيد اللية لنه مبن على
إخلص التآله وهو أشد الحبة ل وحده وذلك يستلزم إخلص العبادة وتوحيد العبادة لذلك
وتوحيد الرادة لنه مبن على إرادة وجه ال بالعمال وتوحيد القصد لنه مبن على إخلص
القصد الستلزم لخلص العبادة ل وحده وتوحيد العمل لنه مبن على إخلص العمل ل
وحده قال ال تعال فاعبد ال ملصا له الدين وقال قل إن أمرت أن أعبد ال ملصا له الدين
وأمرت لن أكون أول السلمي قل ال اعبد ملصا له دين فاعبدوا ما شئتم من دونه ال قوله
ضرب ال مثل رجل فيه شركاء متشاكسون ورجل سلما لرجل هل يستويان مثل المد ل بل
أكثرهم ل يعلمون ال قوله قل أفرأيتم ما تدعون من دون ال إن أرادن ال بضر هل هن
كاشفات ضره أو أرادن برحة هل هن مسكات رحته الية إل قوله اتذوا من دون ال شفعاء
قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا الية ال قوله وأنيبوا ال ربكم
واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ث ل تنصرون إل قوله قل أفغي ال تأمرون أعبد أيها
الاهلون ولقد أوحي إليك وإل الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من
الاسرين بل ال فاعبد وكن من الشاكرين ال آخر السورة
23فكل هذه السور ف الدعاء إل هذا التوحيد والمر به والواب عن الشبهات والعارضات وذكر
ما أعد ال لهله من النعيم القيم وما أعد لن خالفه من العذاب الليم وكل سورة ف القرآن بل
كل آية ف القرآن فهي داعية إل هذا التوحيد شاهدة به متضمنة له لن القرآن إما خب عن ال
تعال وأسائه وصفاته وأفعاله وهو توحيد الربوبية وتوحيد الصفات فذاك مستلزم لذا متضمن له
وإما دعاء ال عبادته وحده ل شريك له وخلع ما يعبد من دونه أوامر بانواع من العبادات وني
عن الخالفات فهذا هو توحيد اللية والعبادة وهو مستلزم للنوعي الولي متضمن لما ايضا
واما خب عن إكرامه لهل توحيده وطاعته وما فعل بم ف الدنيا وما يكرههم به ف الخرة فهو
جزاء توحيده وإما خب عن أهل الشرك وما فعل بم ف الدنيا من النكال وما يل بم ف العقب
من الوبال فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد وهذا التوحيد هو حقيقة دين السلم الذي ل
يقبل ال من أحد سواه كما قال النب صلى ال عليه وسلم بن السلم على خس شهادة أن ل
إله إل ال وأن ممدا رسول ال وإقام الصلة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت رواه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
البخاري ومسلم فأخب أن دين السلم مبن على هذه الركان المسة وهي العمال فدل على
أن السلم هو عبادة ال وحده ل شريك له بفعل الأمور وترك الحظور والخلص ف ذلك ل
وقد تضمن ذلك جيع أنواع العبادة فيجب إخلصها ل تعال فمن أشرك بي ال تعال وبي
غيه ف شيء فليس بسلم
24فمنها الحبة فمن أشرك بي ال تعال وبي غيه ف الحبة الت ل تصلح إل ل فهو مشرك كما
قال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا يبونم كحب ال ال قوله تعال وما هم
بارجي من النار ومنها التوكل فل يتوكل على غي ال فيما ل يقدر عليه إل ال قال ال تعال
وعلى ال فتوكلوا إن كنتم مؤمني وعلى ال فليتوكل الؤمنون والتوكل على غي ال فيما يقدر
عليه شرك أصغر ومنا الوف فل ياف خوف السر إل من ال ومعن خوف السر هو أن ياف
العبد من غي ال تعال ان يصيبه مكروه بشيئته و قدرته وإن ل يباشره فهذا شرك أكب لنه
اعتقاد للنفع والضر ف غي ال قال ال تعال فأياي فارهبون وقال تعال فل تشوا الناس
واخشون وقال تعال وإن يسسك ال بضر فل كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله
يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ومنها الرجاء فيما ل يقدر عليه إل ال كمن
يدعو الموات أو غيهم راجيا حصول مطلوبه من جهتهم فهذا شرك أكب قال ال تعال ان
الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف سبيل ال أولئك يرجون رحة ال وقال علي رضي ال عنه ل
يرجون عبد إل ربه ومنها الصلة والركوع والسجود قال ال تعال فصل لربك وانر
25وقال تعال يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم الية ومنها الدعاء فيما ل يقدر
عليه إل ال سواء كان طلبا للشفاعة أو غيها من الطالب قال ال تعال والذين تدعون من دونه
ما يلكون من قطمي إن تدعوهم ل يسمعوا دعاءكم ولو سعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة
يكفرون بشرككم وقال تعال وقال ربكم ادعون استجب لكم ان الذين يستكبون عن عبادت
سيدخلون جهنم داخرين وقال تعال ول تدع من دون ال مال ينفعك ول يضرك فإن فعلت
فإنك إذا من الظالي وقال تعال ام اتذوا من دون ال شفعاء قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا
ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا الية ومنها الذبح قال ال تعال قل ان صلت ونسكي ومياي
ومات ل رب العالي ل شريك له الية والنسك الذبح ومنها النذر قال ال تعال وليوفوا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
نذورهم وقال تعال يوفون بالنذر ويافون يوما كان شره مستطيا ومنها الطواف فل يطاف إل
ببيت ال قال ال تعال وليطوفوا بالبيت العتيق ومنها التوبة فل يتاب إل ل قال ال تعال ومن
يغفر الذنوب ال ال
26وقال تعال وتوبوا ال ال جيعا ايها الؤمنون لعلكم تفلحون ومنها الستعاذة فيما ل يقدر عليه
إل ال قال ال تعال قل اعوذ برب الفلق وقال تعال قل اعوذ برب الناس ومنها الستغاثة فيما
ل يقدر عليه إل ال قال ال تعال اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم فمن أشرك بي ال تعال
وبي ملوق فيما يتص بالالق تعال من هذه العبادات أو غيها فهو مشرك وإنا ذكرنا هذه
العبادات خاصة لن عباد القبور صرفوها للموات من دون ال تعال أو أشركوا بي ال تعال
وبينهم فيها وإل فكل نوع من انواع العبادة من صرفه لغي ال أو شرك بي ال تعال وبي غيه
فيه فهو مشرك قال ال تعال واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا وهذا الشرك ف العبادة هوالذي
كفر ال به الشركي وأباح به دماءهم وأموالم ونساءهم وإل فهم يعلمون أن ال هو الالق
الرازق الدبر ليس له شريك ف ملكه وانا كانوا يشركون به ف هذه العبادات ونوها وكانوا
يقولون ف تلبيتهم لبيك ل شريك لك إل شريكا هو لك تلكه وما ملك فأتاهم النب صلى ال
عليه وسلم بالتوحيد الذي هو معن ل إله إل ال الذي مضمونه أن ل يعبد إل ال ل ملك
مقرب ول نب مرسل فضل عن غيها فقالوا أجعل اللة الا واحدا إن هذا لشيء عجاب
27وكانوا يعلون من الرث والنعام نصيبا ل ولللة مثل ذلك فإذا صار شيء من الذي ل ال
الذي لللة تركوه لا وقالوا ال غن واذا صار شيء من الذي لللة ال الذي ل تعال ردوه
وقالوا ال غن واللة فقية فأنزل ال تعال وجعلوا ل ما ذرا من الرث والنعام نصيبا فقالوا
هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فل يصل إل ال وما كان ل فهو يصل إل
شركائهم ساء ما يكمون وهذا بعينه يفعله عباد القبور بل يزيدون على ذلك فيجعلون
للموات نصيبا من الولد إذا تبي هذا فاعلم أن الشرك ينقسم ثلثة أقسام بالنسبة ال أنواع
التوحيد وكل منها قد يكون أكب وأصغر مطلقا وقد يكون أكب بالنسبة ال ما هو أصغر منه
ويكون أصغر بالنسبة إل ما هو أكب منه القسم الول الشرك ف الربوبية وهو نوعان أحدها
شرك التعطيل وهو أقبح أنواع الشرك كشرك فرعون إذ قال وما رب العالي ومن هذا شرك
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الفلسفة القائلي بقدم العال وأبديته وأنه ل يكن معدوما أصل بل ل يزل ول يزال والوادث
بأسرها مستندة عندهم إل اسباب ووسائط اقتضت إيادها يسمونا العقول والنفوس ومن هذا
شرك طائفة أهل وحدة الوجود كابن عرب وابن سبعي والعفيف التلمسان وابن الفارض
ونوهم من اللحدة الذين كسوا اللاد حلية السلم ومزجوه بشيء من الق حت راج
أمرهم على خفافيش البصائر ومن هذا شرك من عطل أساء الرب وأوصافه من غلة الهمية
والقرامطة
28النوع الثان شرك من جعل معه إلا آخر ول يعطل أساءه وصفاته وربوبيته كشرك النصارى
الذين جعلوه ثالث ثلثة وشرك الجوس القائلي باسناد حوادث الي ال النور و حوادث الشر
إل الظلمة ومن هذا شرك كثي من يشرك بالكواكب العلويات ويعلها مدبرة لمر هذا العال
كما هو مذهب مشركي الصابئة وغيهم قلت ويلتحق به من و جه شرك غلة عباد القبور
الذين يزعمون أن أرواح الولياء تتصرف بعد الوت فيقضون الاجات ويفرجون الكربات
وينصرون من دعاهم ويفظون من التجأ اليهم ولذ بماهم فإن هذه من خصائص الربوبية كما
ذكره بعضهم ف هذا النوع القسم الثان الشرك ف توحيد الساء والصفات وهو أسهل ما قبله
وهو نوعان أحدها تشبيه الالق بالخلوق كمن يقول يد كيدي وسع كسمعي وبصر كبصري
واستواء كاستوائي وهو شرك الشبهة الثان اشتقاق أساء لللة الباطلة من أساء الله الق قال
ال تعال ول الساء السن فادعوه با وذروا الذين يلحدون ف أسائه سيجزون ما كانوا
يعملون قال ابن عباس يلحدون ف أسائه يشركون وعنه سوا اللت من الله والعزى من العزيز
القسم الثالث الشرك ف توحيد اللية والعبادة قال القرطب أصل الشرك الحرم اعتقاد شريك ل
تعال ف اللية وهو الشرك العظم وهو شرك الاهلية ويليه ف الرتبة اعتقاد شريك ل تعال ف
الفعل وهو قول
29من قال إن موجودا ما غي ال تعال يستقل بإحداث فعل وإياد وإن ل يعتقد كونه الا هذا
كلم القرطب وهو نوعان احدها أن يعل ل ندا يدعوه كما يدعو ال ويسأله الشفاعة كما
يسأل ال ويرجوه كما يرجو ال ويبه كما يب ال ويشاه كما يشى ال وبالملة فهو أن
يعل ل ندا يعبده كما يعبد ال وهذا هو الشرك الكب وهو الذي قال ال فيه واعبدوا ال ول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تشركوا به شيئا وقال ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت وقال تعال
ويعبدون من دون ال مال يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال قل أتنبئون ال
با ل يعلم ف السموات ول ف الرض سبحانه وتعال عما يشركون وقال تعال ال الذي خلق
السموات والرض ف ستة أيام ث استوى على العرض ما لكم من دونه من ول ول شفيع أفل
تذكرون واليات ف النهي عن هذا الشرك وبيان بطلنه كثية جدا الثان الشرك الصغر كيسي
الرياء والتصنع للمخلوق وعدم الخلص ل تعال ف العبادة بل يعمل لظ نفسه تارة ولطلب
الدنيا تارة ولطلب النلة والاه عند اللق تارة فلله من عمله نصيب ولغيه منه نصيب ويتبع
هذا النوع الشرك بال ف اللفاظ كاللف بغي ال وقول ما شاء ال وشئت ومال إل ال وأنت
وأنا ف حسب ال وحسبك ونوه وقد يكون ذلك شركا أكب بسب حال قائله ومقصده هذا
حاصل كلم ابن القيم وغيه
30وقد استوف الصنف رحه ال بيان جنس العبادة الت يب إخلصها ل بالتنبيه على بعض
أنواعها وبيان ما يضادها من الشرك بال تعال ف العبادات والرادات واللفاظ كما سيمر بك
ان شاء ال تعال مفصل ف هذا الكتاب فال تعال يرحه ويرضى عنه فان قلت هل أتى الصنف
رحه ال بطبه تنبء عن مقصده كما صنع غيه قيل كأنه وال أعلم اكتفى بدللة الترجة
الول على مقصوده فانه صدره بقوله كتاب التوحيد وباليات الت ذكرها وما يتبعها ما يدل
على مقصوده فكأنه قال قصدت جع أنواع توحيد اللية الت وقع أكثر الناس ف الشراك فيها
وهم ل يشعرون وبيان شيء ما يضاد ذلك من أنواع الشرك فاكتفى بالتلويح عن التصريح
واللف واللم ف التوحيد للعهد الذهن قوله وقول ال تعال وما خلقت الن والنس إل
ليعبدون يوز ف قول ال الرفع والر وهكذا حكم ما ير بك من هذا الباب قال شيخ السلم
العبادة هي طاعة ال بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل وقال أيضا العبادة اسم جامع لكل ما
يبه ال ويرضاه من القوال والعمال الباطنة والظاهرة قال ابن القيم ومدارها على خس عشرة
قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية وبيان ذلك أن العبادة منقسمة على القلب واللسان
والوارح والحكام الت للعبودية خسة واجب ومستحب وحرام ومكروه ومباح وهن لكل
واحد من القلب واللسان والوارح وقال القرطب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
31أصل العبادة التذلل والضوع وسيت وظائف الشرع على الكلفي عبادات لنم يلتزمونا
ويفعلونا خاضعي متذللي ل تعال وقال ابن كثي العبادة ف اللغة من الذلة يقال طريق معبد
وغي معبد أي مذلل وف الشرع عبارة عما يمع كمال الحبة والضوع والوف وهكذا ذكر
غيهم من العلماء ومعن الية أن ال تعال أخب أنه ما خلق النس والن إل لعبادته فهذا هو
الكمة ف خلقهم ول يرد منهم ما تريده السادة من عبيدها من العانة لم بالرزق والطعام بل
هو الرازق ذو القوة التي الذي يطعم ول يطعم كما قال تعال قل أغي ال أتذ وليا فاطر
السموات والرض وهو يطعم ول يطعم الية وعبادته هي طاعته بفعل الأمور وترك الحظور
وذلك هو حقيقة دين السلم لن معن السلم هو الستسلم ل التضمن غاية النقياد ف غاية
الذل والضوع قال علي بن أب طالب رضي ال عنه ف الية إل لمرهم أن يعبدون وأدعوهم
ال عبادت وقال ماهد إل لمرهم وأناهم واختاره الزجاج وشيخ السلم قال ويدل على هذا
قوله أيسب النسان أن يترك سدى قال الشافعي ل يؤمر ول ينهى وقوله قل ما يعبأ بكم رب
لول دعاؤكم أي لول عبادتكم اياه وقد قال ف القرآن ف غي موضع اعبدوا ربكم اتقوا ربكم
فقد أمرهم با خلقوا له وأرسل الرسل ال الن والنس بذلك وهذا العن هو الذي قصد بالية
قطعا وهو الذي يفهمه جاهي السلمي ويتجون بالية
32عليه ويقرون أن ال إنا خلقهم ليعبدوه العبادة الشرعية وهي طاعته وطاعة رسله ل ليضيعوا
حقه الذي خلقهم له قال وهذه الية تشبه قوله تعال ولتكملوا العدة ولتكبوا ال على ما
هداكم وقوله وما أرسلنا من رسول إل ليطاع باذن ال ث قد يطاع وقد يعصى وكذلك
ماخلقهم إل للعبادة ث قد يعبدون وقد ل يعبدون وهو سبحانه ل يقل إنه فعل الول وهو
خلقهم ليفعل بم كلهم الثان وهو عبادته ولكن ذكر الول ليفعلوا هم الثان فيكونوا هم
الفاعلي له فيحصل لم بفعله سعادتم ويصل ما يبه ويرضاه منهم ولم انتهى والية دالة على
وجوب اختصاص الالق تعال بالعبادة لنه سبحانه هو ابتدأك بلقك والنعام عليك بقدرته
ومشيئته ورحته من غي سبب منك أصل وما فعله بك ل يقدر عليه غيه ث إذا احتجت إليه ف
جلب رزق أو دفع ضر فهو الذي يأت بالرزق ل يأت به غيه وهوالذي يدفع الضر ل يدفعه
غيه كما قال تعال أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحن إن الكافرون إل ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
غرور أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لوا ف عتو ونفور وهو سبحانه ينعم عليك
ويسن اليك بنفسه فإن ذلك موجب ما تسمى به ووصف به نفسه اذ هو الرحن الرحيم
الودود الجيد وهو قادر بنفسه وقدرته من لوازم ذاته وكذلك رحته وعلمه وحكمته ل يتاج
إل خلقه بوجه من الوجوه بل هو الغن عن العالي فمن شكر فإنا يشكر لنفسه
33ومن كفر فإن رب غن كري فالرب سبحانه غن بنفسه وما يستحقه من صفات الكمال ثابت
له بنفسه واجب له من لوازم ذاته ل يفتقر ف شيء من ذلك إل غيه ففعله وإحسانه وجوده
من كماله ل يفعل شيئا لاجة إل غيه بوجه من الوجوه بل كل ما يريد فعله فإنه فعال لا يريد
وهو سبحانه بالغ أمره فكل ما يطلبه فهو يبلغه ويناله ويصل إليه وحده ول يعينه أحد ول يعوقه
أحد ل يتاج ف شيء من اموره ال معي وما له من الخلوقي من ظهي وليس له ول من الذل
قاله شيخ السلم قال وقوله ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت قالوا
الطاغوت مشتق من الطغيان وهو ماوزة الد وقد فسره السلف ببعض أفراده قال عمر بن
الطاب رضي ال عنه الطاغوت الشيطان وقال جابر رضي ال عنه الطواغيت كهان كانت
تنل عليهم الشياطي رواها ابن أب حات وقال ماهد الطاغوت الشيطان ف صورة النسان
يتحاكمون اليه وهو صاحب أمرهم وقال مالك الطاغوت كل ما عبد من دون ال قلت وهو
صحيح لكن ل بد فيه من استثناء من ل يرضى بعبادته وقال ابن القيم الطاغوت ما تاوز به
العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إل غي ال ورسوله
أو يعبدونه من دون ال أو يتبعونه على غي بصية من ال أو يطيعونه فيما ل يعلمون أنه طاعة
ال فهذه طواغيت العال اذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم من أعرض عن
عبادة ال ال عبادة الطاغوت وعن طاعته أو متابعة رسوله صلى ال عليه وسلم إل طاعة
الطاغوت ومتابعته
34وأما معن اليه فأخب تعال أنه بعث ف كل أمة أي ف كل طائفة وقرن من الناس رسول بذه
الكلمة أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت أي اعبدوا ال وحده واتركوا عبادة ما سواه فلهذا
خلقت الليقة وأرسلت الرسل وأنزلت الكتب كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول
إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون وقال تعال قل إنا أمرت أن أعبد ال ول أشرك به اليه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أدعو وإليه مآب وهذه الية هي معن ل إله إل ال فإنا تضمنت النفي والثبات كما تضمنته ل
ل إله إل ال ففي قوله اعبدوا ال الثبات وف قوله اجتنبوا الطاغوت النفي فدلت الية على أنه
ل بد ف السلم من النفي والثبات فيثبت العبادة ل وحده وينفي عبادة ما سواه وهو التوحيد
الذي تضمنته سورة قل يا أيها الكافرون وهو معن قوله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد
استمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لا وال سيع عليم قال ابن القيم وطريقة القرآن ف مثل هذا
أن يقرن النفي بالثبات فينفي عبادة ما سوى ال وثبت عبادته وهذا هو حقيقة التوحيد والنفي
الحض ليس بتوحيد وكذلك الثبات بدون النفي فل يكون التوحيد إل متضمنا للنفي والثبات
وهذا حقيقة ل إله إل ال انتهى ويدخل ف الكفر بالطاغوت بغضه وكراهته وعدم الرضى
بعبادته بوجه من الوجوه ودلت الية على أن الكمة ف إرسال الرسل هو عبادة ال وحده
وترك عبادة ما سواه وان أصل دين النبياء واحد وهو الخلص ف العبادة ل وان اختلفت
شرائعهم كما قال تعال لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا وانه لبد ف اليان من العمل ردا
على الرجئة
35قال قوله وقضى ربك أل تعبدوا إل أياه وبالوالدين إحسانا هكذا ثبت ف بعض الصول ل
يذكر الية بكمالا قال ماهد وقضى يعن وصى وكذلك قرأ أب بن كعب وابن مسعود وابن
عباس وغيهم وروى ابن جرير عن ابن عباس ف قوله وقضى ربك يعن أمر وقوله أل تعبدوا إل
إياه أن هي الصدرية وهي ف مل جر بالباء والعن أن تعبدوه ول تعبدوا غيه من ل يلك ضرا
ول نفعا بل هو إما فقي متاج إل رحة ربه يرجوها كما ترجونا وأما جاد ل يستجيب لن
دعاه وقوله وبالوالدين إحسانا أي وقضى أن تسنوا بالوالدين إحسانا كما قضى بعبادته وحده
ل شريك له وعطف حقهما على حق ال تعال دليل على تأكد حقهما وأنه أوجب القوق بعد
حق ال وهذا كثي ف القرآن يقرن بي حقه عز وجل وبي حق الوالدين كقوله ان اشكر ل
ولوالديك إل الصي وقال وإذ أخذنا ميثاق بن إسرائيل ل تعبدون إل ال وبالوالدين إحسانا ول
يص تعال نوعا من أنواع الحسان ليعم أنواع الحسان وقد تواترت النصوص عن النب صلى
ال عليه وسلم بالمر بب الوالدين والث على ذلك وتري عقوقهما كما ف القرآن ففي صحيح
البخاري عن ابن مسعود قال سألت النب صلى ال عليه وسلم أي العمال أحب إل ال قال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الصلة على وقتها قلت ث أي قال بر الوالدين قلت ث أي قال الهاد ف سبيل ال حدثن بن
ولو استزدته لزادن وعن أب بكرة قال قال رسول ال صلىال عليه وسلم أل أنبئكم بأكب
الكبائر قلنا بلى يا رسول ال قال الشراك بال وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال أل
وقول الزور أل و شهادة الزور فما زال يكررها
36حت قلنا ليته سكت رواه البخاري ومسلم وعن أب هريرة قال قال رجل يا رسول ال من أحق
الناس بسن صحابت قال أمك قال ث من قال أمك قال ث من قال أمك قال ث من قال أبوك
أخرجاه وعن عبدال بن عمرو قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم رضى الرب ف رضى
الوالدين وسخطه ف سخط الوالدين رواه الترمذي وصححه ابن حبان والاكم وعن أب أسيد
الساعدي قال بينا نن جلوس عند النب صلى ال عليه وسلم اذ جاء رجل من بن سلمة فقال يا
رسول ال هل بقي من بر أبوي شيء أبرها به بعد موتما فقال نعم الصلة عليهما والستغفار
لما وإنفاذ عهدها من بعدها وصلة الرحم الت ل توصل إل بما وإكرام صديقهما رواه ابو
داود وابن ماجه وابن حبان ف صحيحه والحاديث ف هذا كثية قد أفردها العلماء بالتصنيف
وذكر البخاري منها شطرا صالا ف كتاب الدب الفرد قال وقوله قل تعالوا أتل ما حرم ربكم
عليكم أل تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا اليات قال ابن كثي يقول ال تعال النبيه ورسوله
ممد صلى ال عليه وسلم قل يا ممد لؤلء الشركي الذين عبدوا غي ال وحرموا ما رزقهم
ال وقتلوا أولدهم وكل ذلك فعلوه بآرائهم الفاسدة وتسويل الشيطان لم تعالوا اي هلموا
وأقبلوا أتل ما حرم ربكم عليكم أي أقصص عليكم وأخبكم با حرم ربكم عليكم حقا ل
ترصا ول ظنا بل وحي منه وأمر من عنده ال تشركوا به شيئا قال وكأن ف الكلم مذوفا دل
عليه السياق وتقديره وصاكم ان ل تشركوا به شيئا ولذا قال ف آخر الية ذلكم وصاكم به
قلت ابتدأ تعال هذه
37اليات الحكمات بتحري الشرك والنهي عنه فحرم علينا أن نشرك به شيئا فشمل ذلك كل
مشرك به وكل مشرك فيه من أنواع العبادة فإن شيئا النكرات فيعم جيع الشياء وما أباح تعال
لعباده ان يشركوا به شيئا فإن ذلك أظلم الظلم وأقبح القبيح ولفظ الشرك يدل على ان
الشركي كانوا يعبدون ال ولكن يشركون به غيه من الوثان والصالي والصنام فكانت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الدعوة واقعة على ترك عبادة ما سوى ال وإفراد ال بالعبادة وكانت ل إله إل ال متضمنة لذا
العن فدعاهم النب صلى ال عليه وسلم ال القرار با نطقا وعمل واعتقادا ولذا إذا سئلوا عما
يقول لم قالوا يقول اعبدوا ال ول تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم كما قاله ابو
سفيان وقوله وبالوالدين إحسانا قال القرطب الحسان ال الوالدين برها وحفظهما وصيانتهما
وامتثال أمرها وإزالة الرق عنهما وترك السلطنة عليهما و إحسانا نصب على الصدرية وناصبة
فعل مضمر من لفظه تقديره وأحسنوا بالوالدين إحسانا وقوله ول تقتلوا أولدكم من إملق
نن نرزقكم وإياهم الملق الفقر أي ل تئدوا بناتكم خشية العيلة والفقر فإن رازقكم و اياهم
وكان منهم من يفعل ذلك بالناث والذكور خشية الفقر ذكره القرطب وف الصحيحي عن ابن
سعود قال قلت يا رسول ال أي الذنب اعظم عند ال قال إن تعل ل ندا وهو خلقك قلت ث
أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ث أي قال ان تزان حليلة جارك ث تل رسول
ال صلى ال عليه وسلم والذين ل يدعون مع ال إلا آخر ول يقتلون النفس الت حرم ال إل
بالق ول يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ول تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال ابن
عطية ني عام عن جيع أنواع الفواحش وهي العاصي وظهر وبطن حالتان تستوفيان أقسام ما
جعلت له من الشياء وف
38التفسي النسوب إل أب علي الطبي من النفية وهو تفسي عظيم و ل تقربوا الفواحش أي
القبائح وعن ابن عباس والضحاك والسدي أن من الكفار من كان ل يرى بالزنا بأسا إذا كان
سرا وقيل الظاهر ما بينك وبي اللق والباطن ما بينك وبي ال انتهى وف الصحيحي عن ابن
مسعود مرفوعا ل أحد أعي من ال من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ول
تقتلوا النفس الت حرم ال إل بالق قال ابن كثي هذا ما نص تعال على النهي عنه تأكيدا وإل
فهو داخل ف النهي عن الفواحش وف الصحيحي عن ابن مسعود مرفوعا ل يل دم امرىء
مسلم يشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال إل باحدي ثلث الثيب الزان والنفس بالنفس
والتارك لدينه الفارق للجماعة وعن ابن عمر مرفوعا من قتل معاهدا ل يرح رائحة النة وإن
ريها ليوجد من مسية أربعي عاما رواه البخاري ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون قال ابن
عطية ذلكم إشارة ال هذه الحرمات والوصية المر الؤكد القرر وقوله لعلكم تعقلون ترج
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بالضافة الينا أي من سع هذه الوصية يرجى وقوع أثر العقل بعدها قلت هذا غي صحيح
والصواب أن لعل هنا للتعليل أي ان ال وصانا بذه الوصايا لنعقلها عنه ونعمل با كما قال وما
أمروا إل ليعبدوا ال ملصي له الدين حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكوة وف تفسي الطبي
النفي ذكر أول تعقلون ث تذكرون ث تتقون لنم اذا
39عقلوا تذكروا فإذا فإذا تذكروا تذكروا خافوا واتقوا الهالك ول تقربوا مال اليتيم ال بالت هي
أحسن حت يبلغ أشده قال ابن عطية هذا ني عن القرب الذي يعم وجوه التصرف وفيه سد
الذريعة ث استثن ما يسن وهو التشمي والسعي ف نائه قال ماهد الت هي أحسن التجارة فيه
فمن كان من الناظرين له مال يعيش به فالحسن إذا ثر مال اليتيم أن ل يأخذ منه نفقة ول
أجرة ول غيها ومن كان من الناظرين ل مال له ول يتفق له نظر إل بأن ينفق على نفسه من
ربح نظره وإل دعت الضرورة إل ترك مال اليتيم دون نظر فالحسن أن ينظر ويأكل بالعروف
قاله ابن زيد وقوله حت يبلغ أشده قال مالك وغيه هو الرشد وزوال السفه مع البلوغ قال ابن
عطية وهو أصح القوال وأليقها بذا الوضع قلت وقد روي نوه عن زيد ابن أسلم والشعب
وربيعة وغيهم ويدل عليه قوله تعال وابتلوا اليتامى حت اذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا
فادفعوا اليهم أموالم فاشترط تعال للدفع اليهم ثلثة شروط الول ابتلؤهم وهو اختبارهم
وامتحانم با يظهر به معرفتهم لصال أنفسهم وتدبي أموالم والثان البلوغ والثالث الرشد
وأوفوا الكيل واليزان بالقسط قال ابن كثي يأمر تعال بإقامة العدل ف الخذ والعطاء كما
توعد عليه ف قوله ويل للمطففي الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم أوزنوهم
يسرون إل قوله يوم يقوم الناس لرب العالي وقد
40أهلك ال أمة من المم كانوا يبخسون الكيال واليزان وقال غيه القسط العدل وقد روى
الترمذي وغيه باسناد ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحاب
الكيل واليزان انكم وليتم أمرا هلكت فيه المم السالفة قبلكم وروي عن ابن عباس موقوفا
باسناد صحيح لنكلف نفسا إل وسعها قال ابن كثي أي من اجتهد ف أداء الق وأخذه فان
اخطأ بعد استفراغ وسعه وبذل جهده فل حرج عليه وقد روى ابن مردويه عن سعيد السيب
مرفوعا اوفوا الكيل واليزان بالقسط ل يكلف نفسا إل وسعها قال من أوف على يده ف الكيل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
واليزان وال يعلم صحة نيته بالوفاء فيهما ما ل يؤاخذ وذلك تأويل وسعها قال هذا مرسل
غريب قلت وفيه رد على القائلي بواز تكليف ما ل يطاق وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قرب
هذا أمر بالعدل ف القول والفعل على القريب والبعيد قال النفي العدل ف القول ف حق الول
والعد ل يتغي بالرضى والغضب بل يكون على الق والصدق وإن كان ذا قرب فل ييل ال
البيب ول ال القريب ول يرمنكم شنآن قوم على أل تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى وبعهد
ال أوفوا قال ابن جرير يقول وبوصية ال الت وصاكم با فأوفوا وانقادوا لذلك بأن تطيعوه فيما
أمر به وناكم عنه وتعملوا بكتابه وسنة رسوله وذلك هو الوفاء بعهد ال وكذا قال غيه قلت
وهو حسن ولكن الظاهر أن الية فيما هو خص كالبيعة والذمة
41والمان والنذر ونو ذلك وهذه الية كقوله وأوفوا بعهد ال إذا عاهدت فهذا هوالقصود بالية
وان كانت شاملة لا قالوا بطريق العموم ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون يقول تعال هذا
وصاكم وأمركم به وأكد عليكم فيه لعلكم تذكرون أي تتعظون وتنتهون عما كنتم فيه وإن
هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ش قال القرطب هذه آية
عظيمة عطفها ال على ما تقدم فانه لا نى وأمر حذر عن اتباع غي سبيله وأمر فيا باتباع
طريقه على ما بينته الحاديث الصحيحة وأقاويل السلف وأن ف موضع نصب أي واتلوا أن هذا
صراطي عن الفراء والكسائي قال الفراء ويوز أن يكون خفضا أي وصاكم به وبأن هذا
صراطي قال والصراط الطريق الذي هو دين السلم مستقيما نصب على الال ومعناه مستويا
قويا ل اعوجاج فيه فأمر باتباع طريقه الذي طرقه على لسان ممد صلى ال عليه وسلم وشرعه
ونايته النة وتشعبت منه طرق فمن سلك الادة نا ومن خرج ال تلك الطرق أفضت به ال
النار قال ال تعال ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله أي تيل انتهى وروى أحد والنسائي
والدارمي وابن أب حات والاكم وصححه عن ابن مسعود قال خط رسول ال صلى ال عليه
وسلم خطا بيده ث قال هذا سبيل ال مستقيما ث خط خطوطا عن يي ذلك الط وعن شاله ث
قال وهذه السبل ليس منها سبيل ال عليه شيطان يدعو اليه ث قرأ وأن هذا صراطي مستقيما
فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
42وعن النواس بن سعاس مرفوعا قال ضرب ال مثل صراطا مستقيما وعلى جنبت الصراط
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى البواب ستور مرخاة وعلى الصراط داع يقول يا أيها الناس
ادخلوا الصراط جيعا ول تعوجوا وداع يدعو من جوف الصراط فاذا أراد النسان أن يفتح
شيئا من تلك البواب قال ل تفتحه فانك إن تفتحه تلجه فالصراط السلم والسوران حدود
ال والبواب الفتحة مارم ال وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب ال والداعي من فوق
الصراط واعظ ال ف قلب كل مسلم رواه احد والترمذي والنسائي وابن جرير ابن اب حات
وعن ماهد ف قوله ول تتبعوا السبل قال البدع والشبهات رواه ابن جرير وابن أب حات وهذه
السبل تعم اليهودية والنصرانية والجوسية وعباد القبور وسائر أهل اللل والوثان والبدع
والضللت من أهل الشذوذ والهواء والتعمق ف الدل والوض ف الكلم فاتباع هذه من
اتباع السبل الت تذهب بالنسان عن الصراط الستقيم ال موافقة أصحاب الحيم كما قال
النب صلى ال عليه وسلم من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وف رواية كل عمل ليس
عليه أمرنا فهو رد حديث صحيح قال ابن مسعود تعلموا العلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب
أهله ال وإياكم والتنطع والتعمق والبدع وعليكم بالعتيق رواه الدارمي قلت العتيق هو القدي
يعن ما كان عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه من الدى دون ما حدث بعدهم
فالرب الرب و النجاء النجاء والتمسك
43بالطريق الستقيم والسنن القوي وهو الذي كان عليه السلف الصال وفيه التجر الرابح قاله
القرطب وقال سهل بن عبدال عليكم بالثر والسنة فان أخاف أنه سيأت عن قليل زمان إذا
ذكر إنسان النب صلىال عليه وسلم والقتداء به ف جيع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبؤا منه
وأذلوه وأهانوه قلت رحم ال سهل ما أصدق فراسته فلقد كان ذلك وأعظم وهو أن يكفر
النسان بتجريد التوحيد والتابعة والمر بإخلص العبادة ل وترك عبادة ما سواه والمر بطاعة
رسول ال صلى ال عليه وسلم وتكيمه ف الدقيق والليل قال ابن القيم رحه ال تعال ولنذكر
ف الصراط الستقيم قول وجيزا فان الناس قد تنوعت عباراتم عنه وترجتهم عنه بسب صفاته
ومتعلقاته وحقيقته بشيء واحد وهو طريق ال الذي نصبه لعباده موصل لم اليه ول طريق اليه
سواه بل الطرق كلها مسدودة على اللق ال طريقه الذي نصبه على ألسن رسله وجعله
موصول لعباده اليه وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسوله بالطاعة فل يشرك به أحد ف عبوديته ول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يشرك برسوله أحد ف طاعته فيجرد التوحيد ويرد متابعة الرسول صلى ال عليه وسلم وهذا
معن قول بعض العارفي إن السعادة كلها والفلح كله مموع ف شيئي صدق مبة وحسن
معاملة وهذا كله مضمون شهادة أن ل اله ال ال وأن ممد رسول ال فأي شيء فسر به
الصراط الستقيم فهو داخل ف هذين الصلي ونكتة ذلك أن تبه بقلبك كله وترضيه بهدك
كله فل يكون ف قلبك موضع ال معمور ببه ول يكون لك إرادة إل متعلقة برضاته فالول
يصل بتحقيق شهادة أن ل اله ال ال والثان يصل بتحقيق شهادة أن ممدا رسول ال وهذا
هوالدى ودين الق وهو معرفة الق والعمل به وهو
44معرفة ما بعث ال به رسوله والقيام به فقل ماشئت من العبارات الت هذا اخيتها وقطب رحاها
قال وقوله واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا هكذا أثبت ف نسخة بط شيخنا ول يذكر الية
قال ابن كثي يأمر تعال عباده بعبادته وحده ل شريك له فإنه الالق الرازق النعم التفضل على
خلقه ف جيع الالت فهو الستحق منهم أن يوحدوه ول يشركوا به شيئا من ملوقاته قلت
هذا أول أمر ف القرآن وهو المر بعبادته وحده ل شريك له والنهي عن الشرك كما ف قوله يا
أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون وتأمل كيف أمر تعال
بعبادته أي فعلها خالصة له ول يص بذلك نوعا من أنواع العبادة ل دعاء ول صلة ول غيها
ليعم جيع أنواع العبادة ونى عن الشرك به ول يص أيضا نوعا من أنواع العبادة بواز الشرك
فيه ف هذه الية واللوات قبلها دليل على أن العبادة هي التوحيد لن الصومة فيه وال فكان
الشركون يعبدون ال ويعبدون غيه فأسروا بالتوحيد وهو عبادة ال وحده وترك عبادة ما سواه
وفيهن دليل على أن التوحيد أول واجب على الكلف وهو الكفر بالطاغوت واليان بال
الستلزم لعبادته وحده ل شريك له وأن من عبد غي ال بنوع من أنواع العبادة فقد أشرك سواء
كان العبود ملكا أو نبيا أو صالا أو صنما قال ابن مسعود من أراد ان ينظر ال وصية ممد
صلىال عليه وسلم الت عليها خاته فليقرأ قال تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ال قوله وأن
هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الية
45ابن مسعود هو عبدال بن مسعود بن غافل بعجمة وفاء ابن حبيب الذل أبو عبدالرحن
صحاب جليل من السابقي الولي وأهل بدر وبيعة الرضوان ومن كبار العلماء من الصحابة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أمره عمر على الكوفة ومات سنة اثنتي وثلثي وهذا الثر رواه الترمذي وحسنه وابن النذر
وابن أب حات والطبان بنحوه وروى أبو عبيد وعبد بن حيد عن الربيع بن خيثم نوه قال
بعضهم ما معناه أي من أراد أن ينظر ال الوصية الت كأنا كتبت وختم عليها ث طويت فلم
تغي ول تبدل تشبيها لا بالكتاب الذي كتب ث ختم عليه فلم يزد فيه ول ينقص لن النب صلى
ال عليه وسلم كتبها وختم عليها وأوصى با فإن النب صلى ال عليه وسلم ل يوص ال بكتاب
ال كما قال فيما رواه مسلم وان تارك فيكم ما إن تسكتم به لن تضلوا كتاب ال قلت وقد
روى عبادة بن الصامت قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أيكم يبايعن على هؤلء
اليات الثلث ث تل قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم حت فرغ من ثلث آيات ث قال من
وف بن فأجره على ال ومن انتقص منهن شيئا فأدركه ال ف الدنيا كانت عقوبته ومن أخره
ال الخرة كان أمره ال ال ان شاء أخذه وان شاء عفا عنه رواه ابن أب حات والاكم
وصححه فهذا يدل على ان النب صلى ال عليه وسلم يعتن بن ويبالغ ف الث على العمل بن
وعن معاذ بن جبل قال كنت رديف النب صلى ال عليه وسلم على حار فقال ل يا معاذ
أتدري ما حق ال على العباد وما حق العباد على ال فقلت ال ورسوله أعلم قال حق ال على
العباد أن يعبدوه ول يشركوا به شيئا وحق العباد على ال ان ل يعذب من ل يشرك به شيئا
فقلت يا رسول ال أفل أبشر الناس قال لتبشرهم فيتكلوا اخرجاه ف الصحيحي
46هذا الديث ف الصحيحي وبعض رواياته نو ما ذكر الصنف ومعاذ هو معاذ بن جبل بن
عمرو بن أوس النصاري الزرجي أبو عبدالرحن صحاب مشهور من أعيان الصحابة شهد
بدرا وما بعدها وكان اليه النتهى ف العلم بالحكام والقرآن رضي ال عنه مات سنة ثان عشرة
بالشام قوله كنت رديف النب صلى ال عليه وسلم فيه جواز الرداف على الدابة وفضيلة لعاذ
من جهة ركوبه خلف النب صلىال عليه وسلم قوله على حار ف رواية اسه عفي بعي مهملة
مضمومة ث فاء مفتوحة قال ابن الصلح وهو المار الذي كان له صلى ال عليه وسلم قيل انه
مات ف حجة الوداع وفيه تواضعه صلىال عليه وسلم للرداف ولركوب المار خلف ما
عليه أهل الكب قوله أتدري ما حق ال على العباد الدراية هي العرفة وأخرج السؤال بصيغة
الستفهام ليكون أوقع ف النفس وأبلغ ف فهم التعلم فان النسان اذا سئل عن مسألة ل يعلمها
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ث أخب با بعد المتحان بالسؤال عنها فان ذلك وعى لفهمها وحفظها وهذا من حسن ارشاده
وتعليمه صلى ال عليه وسلم وحق ال على العباد هو ما يستحقه عليهم ويعله متحتما وحق
العباد على ال معناه أنه متحقق ل مالة لنه قد وعدهم ذلك جزاء لم على توحيده ووعده حق
إن ال ل يلف اليعاد وقال شيخ السلم كون الطيع يستحق الزاء هو استحقاق إنعام وفضل
ليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق الخلوق على الخلوق فمن الناس من يقول ل معن
للستحقاق إل أنه أخب بذلك ووعده صدق ولكن أكثر الناس يثبتون استحقاقا زائدا على هذا
كما دل عليه الكتاب والسنة قال تعال وكان حقا علينا نصر الؤمني ولكن أهل السنة يقولون
هو الذي كتب على نفسه الرحة وأوجب هذا الق على نفسه ل يوجبه عليه ملوق والعتزلة
47يدعون أنه واجب عليه بالقياس على اللق وأن العباد هم الذين أطاعوه بدون أن يعلهم مطيعي
له وأنم يستحقون الزاء بدون أن يكون هو الوجب وغلطوا ف ذلك وهذا الباب غلطت فيه
القدرية والبية تباع جهم والقدرية النافية قوله فقلت ال ورسوله أعلم فيه حسن أدب التعلم
وأنه ينبغي لن سئل عما ل يعلم أن يقول ذلك بلف أكثر التكلفي قوله ان يعبدوه ول
يشركوا به شيئا أي يوحدوه بالعبادة وحده ول يشركوا به شيئا وفائدة هذه الملة بيان أن
التجرد من الشرك لبد منه ف العبادة وال فل يكون العبد آتيا بعبادة ال بل مشرك وهذا هو
معن قول الصنف إن العبادة هي التوحيد لن الصومة فيه وفيه معرفة حق ال على العباد وهو
عبادته وحده ل شريك له فيا من حق سيده القبال عليه والتوجه بقلبه اليه لقد صانك وشرفك
عن إذلل قلبك ووجهك لغيه فما هذه الساءة القبيحة ف معاملته مع هذا التشريف والصيانة
فهو يعظمك ويدعوك ال القبال وأنت تأب ال مبارزته بقبائح الفعال ف بعض الثار اللية إن
والن والنس ف نبأ عظيم أخلق ويعبد غيي ورزق ويشكر سواي خيي ال العباد نازل
وشرهم ال صاعد أتبب اليهم بالنعم ويتبغضون ال بالعاصي وكيف يعبده حق عبادته من
صرف سؤاله ودعاءه وتذل واضطراره وخوفه ورجاءه وتوكله وإنابته وذبه ونذره لن ل يلك
لنفسه ضرا ول نفعا ول موتا ول حياة ول نشورا من ميت رميم ف التراب أو بناء مشيد من
القباب فضل ما هو شر من ذلك قوله وحق العباد على ال ان ل يعذب من ل يشرك به شيئا
قال اللخال تقديره أن ل يعذب من يعبده ول يشرك به شيئا والعبادة هي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
48التيان بالوامر والنتهاء عن الناهي لن مرد عدم الشتراك ل يقتضي نفي العذاب وقد علم
ذلك من القرآن والحاديث الواردة ف تديد الظالي والعصاة وقال الافظ اقتصر على نفي
الشراك لنه يستدعي التوحيد بالقتضاء ويستدعي إثبات الرسالة بالزوم إذ من كذب رسول
ال فقد كذب ال ومن كذب ال فهو مشرك وهو مثل قول القائل من توضا صحت صلته أي
مع سائر الشروط فالراد من مات حال كونه مؤمنا بميع ما يب اليان به قلت وسيأت تقرير
هذا ف الباب الذي بعده إن شاء ال تعال قوله أفل أبشر الناس فيه استحباب بشارة السلم با
يسره وفيه ما كان عليه الصحابة من الستبشار بثل هذا نبه عليه الصنف قوله قال ل تبشرهم
فيتكلوا وف رواية إن أخاف أن يتكلوا أي يعتمدوا على ذلك فيتركوا التنافس ف العمال
الصالة وف رواية فأخب با معاذ عند موته تأثا أي ترجا من الث قال الوزير أبو الظفر ل
يكن يكتمها إل عن جاهل يمله جهله على سوء الدب بترك الدمة ف الطاعة فأما الكياس
الذين إذا سعوا بثل هذا ازدادوا ف الطاعة ورأوا أن زيادة النعم تستدعي زيادة الطاعة فل وجه
لكتمانا عنهم وقال الافظ دل هذا على أن النهي للتبشي ليس على التحري وإل لا أخب به
أصل أو أنه ظهر له أن النع إنا هو من الخبار عموما فبادر قبل موته فأخب با خاصا من الناس
وف الباب من الفوائد غي ما تقدم التنبيه على عظمة حق الوالدين وتري
49عقوقهما والث على إخلص العبادة ل تعال وأنا ل تنفع مع الشرك بل ل تسمى عبادة شرعا
والتنبيه على عظمة اليات الحكمات ف سورة النعام ذكره الصنف وجواز كتمان العلم
للمصلحة ول سيما أحاديث الرجاء الت إذا سعها الهال ازدادوا من الثام كما قال بعضهم
فأكثر ما استطعت من الطايا اذا كان القدوم على كري وتصيص بعض الناس بالعلم دون
بعض وفضيلة معاذ ومنلته من العلم لكونه خص با ذكر واستئذان التعلم ف إشاعة ما خص به
من العلم والوف من التكال على سعة رحة ال وأن الصحابة ل يعرفون مثل هذا إل بتعليمه
صلى ال عليه وسلم ذكره الصنف قوله أخرجاه ف الصحيحي أي أخرجه البخاري ومسلم ف
صحيحيهما وإنا أضمرها للعلم بما والبخاري هو المام ممد بن إساعيل بن ابراهيم العفي
مولهم الافظ الكبي صاحب الصحيح والتاريخ والدب الفرد وغي ذلك من مصنفاته روى
عن المام أحد بن حنبل والميدي وابن الدين وطبقتهم وروى عنه مسلم والترمذي والنسائي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والفربري راوي الصحيح وغيهم ولد سنة أربع وتسعي ومائة ومات سنة ست وخسي
ومائتي ومسلم هو ابن الجاج بن مسلم أبو السي القشيي النيسابوري صاحب الصحيح
والعلل والوحدان وغي ذلك روى عن أحد بن حنبل ويي بن معي وأب خيثمة وابن أب شيبة
وطبقتهم
50روى عنه الترمذي وابراهيم بن ممد بن سفيان راوي الصحيح وغيهم ولد سنة اربع ومائتي
ومات سنة احدى وستي ومائتي بنيسابور رحه ال تعال باب فضل التوحيد وما يكفر من
الذنوب باب خب مبتدأ مذوف تقديره هذا باب بيان فضل التوحيد وبيان ما يكفر من الذنوب
وما يوز أن تكون موصولة أي وبيان ما يكفره من الذنوب ويوز أن تكون مصدرية أي وبيان
تكفيه الذنوب وهذا أرجح لن الول يوهم أن ث ذنوبا ل يكفرها التوحيد وليس براد ولا
ذكر معن التوحيد ناسب ذكر فضله وتكفيه للذنوب ترغيبا فيه وتذيرا من الضد وقول ال
تعال الذين آمنوا ول يلبسوا إيانم بظلم أولئك لم المن وهم مهتدون قال بعض النفية ف
تفسيه هذا ابتداء قال ابن زيد وابن إسحاق هذا من ال على فصل القضاء بي ابراهيم وقومه
قال الزجاج سأل ابراهيم واجاب بنفسه وعن ابن مسعود قال لا نزلت هذه الية قالوا فأينا ل
يظلم قال عليه السلم إن الشرك لظلم عظيم وكذا عن أب بكر الصديق أنه فسره بالشرك
فيكون المن من تأبيد العذاب وعن عمر أنه فسره بالذنب فيكون المن من كل عذاب وقال
السن والكلب أولئك لم المن ف الخرة وهم مهتدون ف الدنيا انتهى وانا ذكرته لن فيه
شاهدا لكلم شيخ السلم الت ف الديث الذي ذكره حديث صحيح ف الصحيح والسند
وغيها وف لفظ لحد عن عبد ال قال لا نزلت الذين آمنوا
51ول يلبسوا إيانم بظلم شق ذلك على أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا يارسول
ال فأينال يظلم نفسه قال إنه ليس الذي تعنون أل تسمعوا ما قال العبد الصال يا بن ل تشرك
بال ان الشرك لظلم عظيم إنا هو الشرك قال شيخ السلم والذي شق عليهم ظنوا ان الظلم
الشروط هو ظلم العبد لنفسه وأنه ل أمن ول اهتداء ال لن ل يظلم نفسه فبي لم النب صلى
ال عليه وسلم ما دلم على ان الشرك ظلم ف كتاب ال وحينئذ فل يصل المن والهتداء إل
لن ل يلبس ايانم بذا الظلم فمن ل يلبس ايانه به كان من اهل المن والهتداء كما كان من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أهل الصطفاء ف قوله ث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظال لنفسه وهذا ل
ينفي أن يؤاخذ أحدهم بظلمه لنفسه بذنب إذا ل يتب كما قال فمن يعمل مثقال ذرة خيا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقد سأل أبو بكر رضي ال عنه النب صلى ال عليه وسلم عن
ذلك فقال يا رسول ال وأينا ل يعمل سوءا فقال يا أبا بكر ألست تنصب ألست تزن أليس
تصيبك اللواء فذلك ما تزون به فبي أن الؤمن الذي اذا مات دخل النة قد يزى بسيئاته ف
الدنيا بالصائب الت تصيبه قال فمن سلم من أجناس الظلم الثلثة يعن الظلم الذي هو الشرك
وظلم العباد وظلمه لنفسه با دون الشرك كان له المن التام والهتداء التام ومن ل يسلم من
ظلم نفسه كان له المن والهتداء مطلقا بعن أنه ل بد أن يدخل النة كما وعد بذلك ف الية
الخرى وقد هداه ال ال الصراط الستقيم الذي تكون عاقبته فيه ال النة ويصل له من نقص
المن والهتداء بسب ما نقص من ايانه بظلمه لنفسه ليس مراد النب صلى ال عليه وسلم
بقوله إنا هو الشرك أن من ل يشرك الشرك الكب
52يكون له المن التام والهتداء التام فإن أحاديثه الكثية مع نصوص القرآن تبي أن أهل الكبائر
معرضون للخوف ل يصل لم المن التام والهتداء التام الذي يكونون به مهتدين ال الصراط
الستقيم صراط الذين أنعم ال عليهم من غي عذاب يصل لم بل معهم أصل الهتداء ال هذا
الصراط ومعهم أصل نعمة ال عليهم ول بد لم من دخول النة وقوله إنا هو الشرك إن أراد به
الكب فمقصوده أن من ل يكن من أهله فهو آمن ما وعد به الشركون من عذاب الدنيا
والخرة وهو مهتد ال ذلك وان كان مراده جنس الشرك فيقال ظلم العبد نفسه كبخله لب
الال ببعض الواجب هو شرك أصغر وحبه ما يبغض ال حت يقدم هواه على مبة ال شرك
أصفر ونو ذلك فهذا فاته من المن والهتداء بسبه ولذا كان السلف يدخلون الذنوب ف
هذا الظلم بذا العتبار انتهى ملخصا وبه تظهر مطابقة الية للترجة فدلت على فضل التوحيد
وتكفيه للذنوب لن من أتى به تاما فله المن التام والهتداء التام ودخل النة بل عذاب ومن
أتى به ناقصا بالذنوب الت ل يتب منها فإن كانت صغائر كفرت باجتناب الكبائر لية النساء
والنجم وان كانت كبائر فهو ف حكم الشيئة إن شاء ال غفر له وان شاء عذبه ومآله ال النة
وال أعلم عن عبادة بن الصامت قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من شهد أن ل اله إل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال وحده ل شريك له وان ممدا عبده ورسوله وأن عيسى عبدال ورسوله وكلمته ألقاها ال
مري وروح منه والنة حق والنار حق أدخله ال النة على ما كان من العمل أخرجاه عبادة هو
بن الصامت بن قيس النصاري الزرجي أبو الوليد أحد النقباء بدري مشهور من جلة الصحابة
مات بالرملة سنة أربع وثلثي وله
53اثنتان وسبعون سنة وقيل عاش ال خلفة معاوية قوله من شهد أن ل اله ال ال أي من تكلم
بذه الكلمة عارفا لعناها عامل بقتضاها باطنا وظاهرا كما دل عليه قوله فاعلم أنه ل إله إل ال
وقوله إل من شهد بالق وهم يعلمون أما النطق با من غي معرفة لعناها ول عمل بقتضاها فان
ذلك غي نافع بالجاع وف الديث ما يدل على هذا وهو قوله من شهد اذ كيف يشهد وهو
ل يعلم ومرد النطق بشيء ل يسمي شهادة به قال بعضهم أداة الصر لقصر الصفة على
الوصوف قصر افراد لن معناه اللوهية منحصرة ف ال الواحد ف مقابلة من يزعم اشتراك غيه
معه وليس قصر قلب لن أحدا من الكفار ل ينفها عن ال وإنا اشرك معه غيه وقال النووي
هذا حديث عظيم جليل الوقع وهو أجع أو من أجع الحاديث الشتملة على العقائد فانه صلى
ال عليه وسلم جع فيه ما يرج عن ملل الكفر على اختلف عقائدهم وتباعدها فاقتصر صلى
ال عليه وسلم ف هذه الحرف على ما يباين به جيعهم انتهى ومعن ل اله ال ال أي ل معبود
بق إل إله واحد وهو ال وحده لشريك له كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول ال
نوحي اليه انه ل اله ال أنا فاعبدون مع قوله تعال ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال
واجتنبوا الطاغوت فصح أن معن ال له هو العبود ولذا لا قال النب صلى ال عليه وسلم لكفار
قريش قولوا ل إله إل ال قالوا اجعل اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب وقال قوم هود
أجئتنا لنعبد ال وحده
54ونذر ما كان يعبد آباؤنا وهو إنا دعاهم إل ل اله ال ال فهذا هو معن لإله إل ال وهو عبادة
ال وترك عبادة ما سواه وهو الكفر بالطاغوت وايان بال فتضمنت هذه الكلمة العظيمة إن ما
سوى ال ليس بإله وأن الية ما سواه أبطل الباطل وإثباتا أظلم الظلم فل يستحق العبادة سواه
كما ل تصلح اللية لغيه فتضمنت نفي اللية عما سواه وإثباتا له وحده ل شريك له وذلك
يستلزم المر باتاذه الا وحده والنهي عن اتاذ غيه معه إلا وهذا يفهمه الخاطب من هذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
النفي والثبات كما إذا رأيت رجل يستفت أو يستشهد من ليس أهل لذلك ويدع من هو أهل
له فتقول هذا ليس بفت ول شاهد الفت فلن والشاهد فلن فإن هذا أمر منه وني وقد دخل
ف الليه جيع أنواع العبادة الصادرة عن تأله القلب ل بالب والضوع والنقياد له وحده ل
شريك له فيجب إفراد ال تعال با كالدعاء والوف والحبة والتوكل والنابة والتوبة والذبح
والنذر والسجود وجيع أنواع العبادة فيجب صرف جيع ذلك ل وحده ل شريك له فمن
صرف شيئا ما ل يصلح ال ل من العبادات لغي ال فهو مشرك ولو نطق ل إله إل ال إذ ل
يعمل با تقتضيه من التوحيد والخلص ذكر نصوص العلماء ف معن الله قال ابن عباس رضي
ال عنه ال ذو اللوهية والعبودية على خلقه اجعي رواه ابن جرير وابن أب حات وقال الوزير
أبو الظفر ف الفصاح قوله شهادة أن ل إله إل ال يقتضي أن يكون الشاهد عالا بأن ل إله إل
ال كما قال ال عز وجل فاعلم أنه ل إله إل ال وينبغي أن يكون الناطق با شاهدا فيها فقد
قال ال عز
55وجل ما أوضح به أن الشاهد بالق إذا ل يكن عالا با شهد به فإنه غي بالغ من الصدق به مع
من شهد من ذلك با يعلمه ف قوله تعال إل من شهد بالق وهم يعلمون قال واسم ال تعال
مرتفع بعد المن حيث إنه الواجب له اللية فل يستحقها غيه سبحانه قال واقتضى القرار با
أن تعلم أن كل ما فيه أمارة للحدث فانه ل يكون إلا فإذا قلت ل إله إل ال فقد اشتمل نطقك
هذا على أن ما سوى ال ليس باله فيلزمك إفراده سبحانه بذلك وحده قال وجلة الفائدة ف
ذلك أن تعلم ان هذه الكلمة هي مشتملة على الكفر بالطاغوت واليان بال فانك لا نفيت
اللية وأثبت الياب ل سبحانه كنت من كفر بالطاغوت وآمن بال وقال أبو عبد ال القرطب
ف التفسي ل إله إل هو أي ل معبود إل هو وقال الزمشري الله من أساء الجناس كالرجل
والفرس اسم يقع على كل معبود بق أو بباطل ث غلب على العبود بق وقال شيخ السلم
الله هو العبود الطاع وقال أيضا ف ل إله إل ال إثبات انفراده باللية واللية تتضمن كمال
علمه وقدرته ورحته وحكمته ففيها إثبات إحسانه ال العباد فان الله هو الألوه والألوه هو
الذي يستحق أن يعبد وكونه يستحق أن يعبد هو با اتصف به من الصفات الت تستلزم أن
يكون هو الحبوب غاية الب الخضوع له غاية الضوع وقال ابن القيم رحه ال الله هو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الذي تأله القلوب مبة وإجلل وإنابة وإكراما وتعظيما وذل وخضوعا وخوفا ورجاء وتوكل
وقال ابن رجب رحه ال الله هو الذي يطاع فل يعصى هيبة له وإجلل ومبة وخوفا ورجاء
وتوكل عليه وسؤال منه ودعاء له ول يصلح ذلك كله
56إل ل عز وجل فمن أشرك ملوقا ف شيء من هذه المور الت هي من خصائص اللية كان
ذلك قدحا ف إخلصه ف قول ل إله إل ال ونقصا ف توحيده وكان فيه من عبودية الخلوق
بسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك وقال البقاعي ل إله إل ال أي انتفى انتفاء
عظيما أن يكون معبود بق غي اللك العظم فإن هذا العلم هو أعظم الذكرى النجية من
أهوال الساعة وإنا يكون علما إذا كان نافعا وإنا يكون نافعا إذا كان الذعان والعمل با
تقتضيه وإل فهو جهل صرف وقال الطيب الله فعال بعن مفعول كالكتاب بعن الكتوب من
إله أي عبد عبادة وهذا كثي جدا ف كلم العلماء وهو إجاع منهم أن الله هو العبود خلفا لا
يعتقده عباد القبور وأشباههم ف معن الله أنه الالق أو القادر على الختراع أو نو هذه
العبارات ويظنون أنم إذا قالوها بذا العن فقد أتوا من التوحيد بالغاية القصوى ولو فعلوا ما
فعلوا من عبادة غي ال كدعاء الموات والستغاثة بم ف الكربات وسؤالم قضاء الاجات
والنذر لم ف اللمات وسؤالم الشفاعة عند رب الرض والسموات إل غي ذلك من أنواع
العبادات وما شعروا أن إخوانم من كفار العرب يشاركونم ف هذا القرار ويعرفون أن ال هو
الالق القادر على الختراع ويعبدونه بأنواع من العبادات فليهن أبا جهل وأبو لب ومن تبعهما
من السلم بكم عباد القبور وليهن أيضا إخوانم عباد ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر إذ
جعل هؤلء دينهم هو السلم البور ولو كان معناها ما زعمه هؤلء الهال ل يكن بي
الرسول صلى ال عليه وسلم وبينهم نزاع بل كانوا يبادرون ال إجابته ويلبون دعوته إذ يقول
لم قولوا ل إله إل ال بعن أنه
57ل قادر على الختراع إل ال فكانوا يقولون سعنا وأطعنا قال ال تعال ولئن سألتهم من خلقهم
ليقولن ال ولئن سألتهم من خلق السموات والرض ليقولن خلقهن العزيز العليم قل من يرزقكم
من السماء والرض أمن يلك السمع والبصار اليه إل غي ذلك من اليات لكن القوم أهل
اللسان العرب فعلموا أنا تدم عليهم دعاء الموات والصنام من الساس وتكب بناء سؤال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الشفاعة من غي ال وصرف اللية لغيه لم الرأس فقالوا ما نعبدهم ال ليقربونا ال ال زلفى
هؤلء شفعاؤنا عند ال أجعل اللة إلا واحدا إن هذا لشيء عجاب فتبا لن كان أبو جهل
ورأس الكفر من قريش وغيهم أعلم منه ل إله إل ال قال تعال إنم كانوا إذا قيل ل إله إل ال
يستكبون ويقولون أئنا لتاركوا آلتنا لشاعر منون فعرفوا أنا تقتضي ترك عبادة ما سوى ال
وإفراد ال بالعبادة وهكذا يقول عباد القبور إذا طلبت منهم إخلص الدعوة والعبادة ل وحده
أنترك سادتنا وشفعاءنا ف قضاء حوائجنا فقال لم نعم وهذا الترك والخلص هو الق كما
قال تعال بل جاء بالق وصدق الرسلي ول إله إل ال اشتملت على نفي وإثبات فنفت اللية
عن كل ما سوى ال تعال فكل ما سواه من اللئكة والنبياء فضل عن غيهم فليس باله ول له
من العبادة شيء وأثبتت اللية ل وحده بعن أن العبد ل يأله غيه أي ل يقصده بشيء من
التأله وهو تعلق القلب الذي يوجب قصده بشيء
58من أنواع العبادة كالدعاء والذبح والنذر وغي ذلك وبالمله فل يأله إل ال أي ل يعبد إل هو
فمن قال هذه الكلمة عارفا لعناها عامل بقتضاها من نفي الشرك وإثبات الوحدانية ل مع
العتقاد الازم لا تضمنته من ذلك والعمل به فهذا هو السلم حقا فان عمل به ظاهرا من غي
اعتقاد فهو النافق وان عمل بلفها من الشرك فهو الكافر ولو قالا إل ترى أن النافقي يعملون
با ظاهرا وهم ف الدرك السفل من النار واليهود يقولونا وهم على ما هم عليه من الشرك
والكفر فلم تنفعهم وكذلك من ارتد عن السلم بإ نكار شيء من لوازمها وحقوقها فانا ل
تنفعه ولو قالا مائة الف فكذلك من يقولا من يصرف أنواع العبادة لغي ال كعباد القبور
والصنام فل تنفعهم ول يدخلون ف الديث الذي جاء ف فضلها وما أشبهه من الحاديث وقد
بي النب صلى ال عليه وسلم ذلك بقوله وحده ل شريك له تنبيها على أن النسان قد يقولا
وهو مشرك كاليهود والنافقي وعباد القبور لا رأوا ان النب صلى ال عليه وسلم دعا قومه إل
قول ل إله إل ال ظنوا أنه إنا دعاهم ال النطق با فقط وهذا جهل عظيم وهو عليه السلم إنا
دعاهم اليها ليقولوها ويعملوا بعناها ويتركوا عبادة غي ال ولذا قالوا أئنا لتاركوا آلتنا لشاعر
منون وقالوا أجعل اللة إلا واحدا فلهذا أبوا عن النطق با وإل فلو قالوها وبقوا على عبادة
اللت والعزى ومناة ل يكونوا مسلمي ولقاتلهم عليه السلم حت يلعوا النداد ويتركوا عبادتا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ويعبدوا ال وحده ل شريك له وهذا أمر معلوم بالضطرار من الكتاب والسنة والجاع وأما
عباد القبور فلم يعرفوا معن هذه الكلمة ول عرفوا اللية النفية عن غي ال الثابتة له وحده ل
شريك له بل ل يعرفوا من معناه إل ما أقربه الؤمن والكافر واجتمع
59عليه اللق كلهم من أن معناها ل قادر على الختراع أو أن معناها الله هو الغن عما سواه
الفقي اليه كل ما عداه ونو ذلك فهذا حق وهو من لوازم اللية ولكن ليس هو الراد بعن ل
إله إل ال فان هذا القدر قد عرفه الكفار وأقروا به ول يدعوا ف آلتهم شيئا من ذلك بل يقرون
بفقرهم وحاجتهم إل ال وإنا كانوا يعبدونم على معن أنم وسائط وشفعاء عند ال ف تصيل
الطالب وناح الآرب وإل فقد سلموا اللق واللك والرزق والحياء والماتة والمر كله ل
وحده ل شريك له وقد عرفوا معن ل إله إل ال وأبوا عن النطق والعمل با فلم ينفعهم توحيد
الربوبية مع الشرك ف اللية كما قال تعال وما يؤمن اكثرهم بال إل وهم مشركون وعباد
القبور نطقوا با وجهلوا معناها وأبوا عن التيان به فصاروا كاليهود الذين يقولونا ول يعرفون
معناها ول يعملون به فتجد أحدهم يقولا وهو يأله غي ال بالب والجلل والتعظيم والوف
والرجاء والتوكل والدعاء عند الكرب ويقصده بأنواع العبادة الصادرة عن تأله قلبه لغي ال ما
هو أعظم ما يفعله الشركون الولون ولذا إذا توجهت على أحدهم اليمي بال تعال أعطاك ما
شئت من اليان صادقا أو كاذبا ولو قيل له احلف بياة الشيخ فلن أو بتربته ونو ذلك ل
يلف إن كان كاذبا وما ذاك إل لن الدفون ف التراب أعظم ف قلبه من رب الرباب وما
كان الولون هكذا بل كانوا إذا أرادوا التشديد ف اليمي حلفوا بال تعال كما ف قصة
القسامة الت وقعت ف الاهلية وهي ف صحيح البخاري وكثي منهم وأكثرهم يرى أن
الستغاثة بإله الذي يعبده عند قبه أو غيه أنفع وأنح من الستغاثة بال ف السجد ويصرحون
بذلك والكايات عنهم بذلك فيها
60أطول وهذا امر ما بلغ إليه شرك الولي وكلهم إذا أصابتهم الشدائد أخلصوا للمدفوني ف
التراب وهتفوا باسائهم ودعوهم ليكشفوا ضر الصاب ف الب والبحر والسفر والياب وهذا أمر
ما فعله الولون بل هم ف هذه الال يلصون للكبي التعال فاقرأ قوله تعال فإذا ركبوا ف
الفلك دعوا ال ملصي له الدين الية وقوله ث اذا مسكم الضر فإليه تأرون ث إذا كشف الضر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عنكم اذا فريق منكم بربم يشركون وكثي منهم قد عطلوا الساجد وعمروا القبور والشاهد
فإذا قصد أحدهم القب الذي يعظمه أخذ ف دعاء صاحبه باكيا خاشعا ذليل خاضعا بيث ل
يصل له ذلك ف المعة والماعات وقيام الليل وإدبار الصلوات فيسألونم مغفرة الذنوب
وتفريج الكروب والنجاة من النار وأن يطوا عنهم الوزار فكيف يظن عاقل فضل عن عال أن
التلفظ بل إله إل ال مع هذه المور تنفعهم وهم إنا قالوها بألسنتهم وخالفوها باعتقادهم
وأعمالم ول ريب أنه لو قالا أحد من الشركي ونطق أيضا بشهادة أن ممدا رسول ال ول
يعرف معن الله ول معن الرسول وصلى وصام وحج ول يدري ما ذلك إل أنه رأى الناس
يفعلونه فتابعهم ول يفعل شيئا من الشرك فانه ل يشك أحد ف عدم إسلمه وقد أفت بذلك
فقهاء الغرب كلهم ف أول القرن الادي عشر أو قبله ف شخص كان كذلك كما ذكره
صاحب الدر الثمي ف شرح الرشد العي من الالكية ث قال شارحه وهذا الذي افتوا به جلي
ف غاية اللء ل يكن إن يتلف فيه اثنان انتهى ول ريب ان عباد القبور أشد من هذا لنم
اعتقدوا اللية ف أرباب متفرقي فإن قيل قد تبي معن الله واللية فما الواب عن قول من
قال بان معن الله القادر على الختراع ونو هذه العبارة
61قيل الواب من وجهي أحدها أن هذا قول مبتدع ل يعرف أحد قاله من العلماء ول من أئمة
اللغة وكلم العلماء وأئمة اللغة هو معن ما ذكرنا كما تقدم فيكون هذا القول باطل الثان على
تقدير تسليمه فهو تفسي باللزم للله الق فان اللزم له أن يكون خالقا قادرا على الختراع
ومت ل يكن كذلك فليس بإله حق وإن سي الا وليس مراده أن من عرف أن الله هو القادر
على الختراع فقد دخل ف السلم وأتى بتحقيق الرام من مفتاح دار السلم فان هذا ل يقوله
أحد لنه يستلزم أن يكون كفار العرب مسلمي ولو قدر أن بعض التأخرين أرادوا ذلك فهو
مطىء يرد عليه بالدلئل السمعية والعقلية قوله وأن ممدا عبده ورسوله أي وشهد بذلك وهو
معطوف على ما قبله فتكون الشهادة واقعة على هذه الملة وما قبلها وما بعدها فإن العامل ف
العطوف وما عطف عليه واحد ومعن العبد هنا يعن الملوك العابد أي ملوك ل تعال وليس له
من الربوبية واللية شيء إنا هو عبد مقرب عند ال و رسوله أرسله ال كما قال تعال وأنه لا
قام عبد ال يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا اليات قيل وقدم العبد هنا على الرسول ترقيا من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الدن إل العلى وجع بينهما لدفع الفراط والتفريط الذي وقع ف شأن عيسى عليه السلم
وقد أكد النب صلى ال عليه وسلم هذا العن بقوله لتطرون كما أطرت النصارى ابن مري إنا
أنا عبد فقولوا عبد ال ورسوله وذلك يتضمن تصديقه فيما أخب وطاعته فيما أمر والنتهاء عما
عنه زجر فل يكون كامل الشهادة له بالرسالة من ترك أمره وأطاع غيه وارتكب نيه
62قوله وان عيسى عبد ال ورسوله وف رواية وابن أمته أي خلفا لا يعتقده النصارى أنه ال أو
ابن ال تعال ال عن ذلك علوا كبيا ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله
با خلق ولعل بعضهم على بعض سبحان ال عما يصفون عال الغيب والشهادة فتعال عما
يشركون فيشهد بأنه عبد ال أي عابد ملوك ل ل مالك فليس له من الربوبية و ل من اللية
شيء ورسول صادق خلفا لقول اليهود إنه ولد بغي بل يقال فيه ما قال عن نفسه كما قال
تعال قال إن عبد ال أتان الكتاب وجعلن نبيا اليات وقال تعال لن يستنكف السيح أن
يكون عبدا ل ول اللئكة القربون قال القرطب ويستفاد منه ما يلقنه النصران إذا أسلم قوله
وكلمته إنا سي عليه السلم كلمة ال لصدوره بكلمة كن بل أب قاله قتادة وغيه من السلف
قال المام أحد فيما أمله ف الرد على الهمية الكلمة الت ألقاها ال مري حي قال له بكن
فكان عيسى كن وليس عيسى هو بكن ولكن كن كان فكن من ال قول وليس كن ملوقا
وكذب النصارى والهمية على ال ف أمر عيسى وذلك أن الهمية قالت عيسى روح ال
وكلمته إل أن الكلمة ملوقة وقالت النصارى عيسى روح ال من ذات ال وكلمة ال من ذات
ال كما يقال إن هذه الرقة من هذا الثوب وقلنا نن إن عيسى بالكلمة كان وليس عيسى هو
الكلمة انتهى يعن به ما قال قتادة وغيه
63قوله ألقاها ال مري قال ابن كثي خلقه بالكلمة الت أرسل با جبائيل عليه السلم إل مري
فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل فكان عيسى باذن ال عز وجل وصارت تلك النفخة
الت نفخها ف جيب درعها فنلت حت ولت فرجها بنلة لقاح الب الم والميع ملوق ل
عز وجل ولذا قيل لعيسى إنه كلمة ال وروح منه لنه ل يكن له أب تولد منه وإنا هو ناشىء
عن الكلمة الت قال له كن فكان والروح الت أرسل با جبائيل عليه السلم قوله وروح منه قال
أب بن كعب عيسى روح من الرواح الت خلقها ال عز وجل واستنطقها بقوله ألست بربكم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قالوا بلى بعثه ال إل مري فدخل فيها رواه عبد بن حيد وعبد ال بن أحد ف زوائد السند
وابن جرير وابن اب حات وغيهم وقال أبو روق وروح منه أي نفخة منه إذ هي من جبائيل
بأمره وسي روحا لنه حدث من نفخة جبائيل عليه السلم وقال المام أحد وروح منه يقول
من أمره كان الروح فيه كقوله وسخر لكم ما ف السموات وما ف الرض جيعا منه يقول من
أمره وقال شيخ السلم الضاف إل ال تعال إذا كان معن ل يقوم بنفسه ول بغيه من
الخلوقات وجب أن يكون صفة ل تعال قائما به وامتنع أن تكون إضافته إضافة ملوق مربوب
وإن كان الضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبائيل عليهما السلم وأرواح بن آدم امتنع أن
تكون صفة ل تعال
64لن ما قام بنفسه ل يكون صفة لغيه لكن العيان الضافة إل ال تعال على وجهي أحدها أن
تكون تضاف إليه لكونه خلقها وأبدعها فهذا شامل لميع الخلوقات كقولم ساء ال وأرض
ال ومن هذا الباب فجميع الخلوقي عبيدال وجيع الال مال ال وجيع البيوت والنوق ل
الوجه الثان أن يضاف اليه لا خصه به من معن يبه ويأمر به ويرضاه كما خص البيت العتيق
بعبادة فيه ل تكون ف غيه وكما يقال عن مال الفيء والمس هو مال ال ورسوله ومن هذا
الوجه فعباد ال هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه ودينه وتلك
إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه انتهى ملخصا والقصود منه أن إضافة روح إل ال هو من الوجه
الثان وال أعلم قوله والنة حق والنار حق أي وشهد أن النة الت أخب با ال با ف كتابه أنه
أعدها لن آمن به وبرسوله حق أي ثابتة ل شك فيها وشهد أن النار الت أخب ال ف كتابه أنه
أعدها للكافرين به وبرسله حق كذلك كما قال تعال سابقوا إل مغفرة من ربكم وجنة عرضها
كعرض السماء والرض أعدت للذين آمنوا بال ورسله الية وقال تعال فاتقوا النار الت وقودها
الناس والجارة أعدت للكافرين وفيهما دليل على أن النة والنار ملوقتان الن خلفا لهل
البدع الذين قالوا ل يلقان إل ف يوم القيامة وفيه دليل على العاد وحشر الجساد قوله أدخله
ال النة على ما كان من العمل هذه الملة جواب الشرط وف رواية أدخله ال النة من أي
أبواب النة الثمانية قال القاضي عياض
65وما ورد ف حديث عبادة يكون خصوصا لن قال ما ذكره صلى ال عليه وسلم وقرن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بالشهادتي حقيقة اليان والتوحيد الذي ورد ف حديثه فيكون له من الجر ما يرجح على
سيئاته ويوجب له الغفرة والرحة ودخول النة لول وهلة قال ولما من حديث عتبان فإن ال
حرم على النار من قال ل إله إل ال يبتغي بذلك وجه ال قوله ولما أي للبخاري ومسلم ف
صحيحيهما وهذا الديث طرف من حديث طويل أخرجه الشيخان كما قال الصنف وعتبان
بكسر الهمله بعدها مثناة فوقيه ث موحدة ابن مالك بن عمر بن العجلن النصاري من بن
سال بن عوض صحاب شهي مات ف خلفة معاوية قوله فان ال حرم على النار الديث اعلم
أنه قد وردت أحاديث ظاهرها أنه من أتى بالشهادتي حرم على النار كهذا الديث وحديث
أنس قال كان النب صلى ال عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرجل فقال يا معاذ قال لبيك يا
رسول وسعديك قال ما من عبد يشهد أن ل إله إل ال وان ممد رسول ال إل حرمه على
النار قال يا رسول ال إل أخب با الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا فأخب با معاذ عند موته تأثا
أخرجاه ولسلم عن عبادة مرفوعا من شهد أن ل إله إل ال وأن ممدا عبده ورسوله حرم ال
عليه النار ووردت أحاديث فيها أن من أتى بالشهادتي دخل النة وليس فيها أنه يرم على النار
منها حديث عبادة الذي تقدم قبل هذا وحديث أب هريرة أنم كانوا
66مع النب صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك الديث وفيه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
أشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال ل يلقى ال عبد بما غي شاك فيهما فيحجب عن النة
رواه مسلم وحديث أب ذر ف الصحيحي مرفوعا ما من عبد قال ل إله إل ال ث مات على
ذلك إل دخل النة الديث وأحسن ما قيل ف معناه ما قاله شيخ السلم وغيه ان هذه
الحاديث إنا هي فيمن قالا ومات عليها كما جاءت مقيدة وقالا خالصا من قلبه مستيقنا با
قلبه غي شاك فيها بصدق ويقي فإن حقيقة التوحيد انذاب الروح ال ال جلة فمن شهد أن ل
إله إل ال خالصا من قلبه دخل النة لن الخلص هو انذاب القلب ال ال تعال بأن يتوب
من الذنوب توبة نصوحا فإذا مات على تلك الال نال ذلك فانه قد تواترت الحاديث بأنه
يرج من النار من قال ل إله إل ال وكان ف قلبه من الي ما يزن شعية وما يزن خردلة وما
يزن ذرة وتواترت بأن كثيا من يقول ل إله إل ال يدخل النار ث يرج منها وتواترت بأن ال
حرم على النار أن تأكل أثر السجود من ابن آدم فهؤلء كانوا يصلون ويسجدون ل وتواترت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بأنه يرم على النار من قال ل إله إل ال ومن شهد أن ل إله إل ال وان ممد رسول ال لكن
جاءت مقيدة بالقيود الثقال وأكثر من يقولا ل يعرف الخلص ول اليقي ومن ل يعرف ذلك
يشى عليه أن يفت عنها عند الوت فيحال بينه وبنيها وأكثر من يقولا إنا يقولا تقليدا أو عادة
ول يالط اليان بشاشه قلبه وغالب من يفت عند الوت وف القبور أمثال هؤلء كما ف
الديث سعت الناس يقولون شيئا فقلته وغالب أعمال هؤلء إنا هو تقليد واقتداء بأمثالم
67وهم أقرب الناس من قوله تعال إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون وحينئذ فل
منافاه بي الحاديث فانه إذا قالا باخلص ويقي تام ل يكن ف هذه الال مصرا على ذنب
أصل فإن كمال اخلصه ويقينه يوجب أن يكون ال أحب اليه من كل شيء فإذا ل يبقى ف
قلبه إرادة لا حرم ال ول كراهية لا أمر ال وهذا هو الذي يرم من النار وإن كانت له ذنوب
قبل ذلك فإن هذا اليان وهذه التوبة وهذا الخلص وهذه الحبة وهذا اليقي ل يتركون له
ذنبا إل يحى كما يحى الليل بالنهار فإذا قالا على وجه الكمال الانع من الشرك الكب
والصغر فهذا غي مصر على ذنب أصل فيغفر له ويرم على النار وان قالا على وجه خلص به
من الشرك الكب دون الصغر ول يأت بعدها با يناقض ذلك فهذه السنة ل يقاومها شيء من
السيئات فيجح با ميزان السنات كما ف حديث البطاقة فيحرم على النار ولكن تنقص درجته
ف النة بقدر ذنوبه وهذا بلف من رجحت سيئاته على حسناته ومات مصرا على ذلك فإنه
يستوجب النار وان قال ل إله إل ال وخلص با من الشرك الكب لكنه ل يت على ذلك بل
أتى بعد ذلك بسيئات رجحت على حسنة توحيده فانه ف حال قولا كان ملصا لكنه أتى
بذنوب أوهنت ذلك التوحيد والخلص فأضعفته وقويت نار الذنوب حت أحرقت ذلك
بلف الخلص الستيقن فإن حسناته ل تكون إل راجحة على سيئاته ول يكون مصرا على
سيئة فإن مات على ذلك دخل النة وإنا ياف على الخلص أن يأت بسيئات راجحة يضعف
إيانه فل يقولا باخلص ويقي مانع من جيع السيئات ويشى عليه من الشرك الكب والصغر
68فإن سلم من الكب بقي معه من الصغر فيضيف ال ذلك سيئات تنضم ال هذا الشرك فيجح
جانب السيئات فإن السيئات تضعف اليان واليقي فيضعف بذلك قول ل اله إل ال فيمتنع
الخلص ف القلب فيصي التكلم با كالاذي أو النائم أو من يسن صوته بآية من القرآن من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
غي ذوق طعم ول حلوة فهؤلء ل يقولوها بكمال الصدق واليقي بل يأتون بعدها بسيئات
تنقص ذلك الصدق واليقي بل يقولونا من غي يقي وصدق ويوتون من ذلك ولم سيئات
كثية تنعهم من دخول النة وإذا كثرت الذنوب ثقل على اللسان قولا وقسى القلب عن قولا
وكره العمل الصال وثقل عليه ساع القرآن واستبشر بذكر غيه واطمأن ال الباطل واستحلى
الرفث ومالطة أهل الغفلة وكره مالطة أهل الق فمثل هذا إذا قالا قال بلسانه ما ليس ف قلبه
وبغيه مال يصدق عمله كما قال السن ليس اليان بالتحلي ول بالتمن ولكن ما وقر ف
القلوب وصفته العمال فمن قال خيا وعمل خيا قبل منه ومن قال شرا وعمل شرا ل يقبل
منه وقال بكر بن عبدال الزن ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ول صلة ولكن بشيء وقر ف
قلبه فمن قال لإله إل ال ول يقم بوجبها بل اكتسب مع ذلك ذنوبا وسيئات وكان صادقا ف
قولا موقنا با لكن ذنوبه أضعاف أضعاف صدقه ويقينه وانضاف ال ذلك الشرك الصغر
العملي رجحت هذه الشياء على هذه السنة ومات مصرا على الذنوب بلف من يقولا
بيقي وصدق تام فإنه ل يوت مصرا على الذنوب إما أن ل يكون مصرا على سيئة أصل أو
يكون توحيده التضمن لصدقه ويقينه رجح حسناته والذين يدخلون النار من يقولا قد فاتم
أحد هذين الشرطي إما أنم ل يقولا بالصدق واليقي التامي النافيي للسيئات أو لرجحان
السيئات أو قالوها واكتسبوا بعد
69ذلك سيئات رجحت على حسناتم ث ضعف لذلك صدقهم ويقينهم ث ل يقولوها بعد ذلك
بصدق ويقي تام لن الذنوب قد أضعف ذلك الصدق واليقي من قلوبم فقولا من مثل هؤلء
ل يقوى على مو السيئات بل ترجح سيئاتم على حسناتم انتهى ملخصا وقد ذكر معناه غيه
كابن القيم وابن رجب والنذري و القاضي عياض وغيهم وحاصله أن ل أله إل ال سبب
لدخول النة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن القتضي ل يعمل عمله ال بإستجماع
شروطه وانتفاء موانعه فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع ولذا
قيل للحسن إن ناسا يقولون من قال ل إله إل ال دخل النة فقال من قال ل إله إل ال فإدى
حقها وفرضها دخل النة وقال وهب بن منبه لن سأله أليس ل إله إل ال مفتاح النه قال بلى
ولكن ما من مفتاح إل وله أسنان فإن جئت بفتاح له اسنان فتح لك وإل ل يفتح ويدل على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ذلك أن ال رتب دخول النة على اليان والعمال الصالة وكذلك النب صلى ال عليه وسلم
كما ف الصحيحي عن أب أيوب ان رجل قال يا رسول ال اخبن بعمل يدخلن النة فقال
تعبد ال ول تشرك به شيئا وتقيم الصلة وتؤتى الزكاة وتصل وتصل الرحم وف السند عن بشر
بن الصاصية قال اتيت النب صلى ال عليه وسلم لبايعه فاشترط علي شهادة ان ل أله إل ال
وأن وممدا عبده ورسوله وان اقيم الصلة وأن أوت الزكاة وأن أحج حجة السلم وأن اصوم
رمضان وان أجاهد ف سبيل ال فقلت يا رسول ال اما اثنتي فو ال ما أطيقها الهاد و الصدقة
فقبض رسول ال صلى ال عليه وسلم يده ث حركها وقال فل جهاد ول صدقة فبم تدخل النة
إذا قلت يا رسول ال أبايعك عليهن كلهن ففي الديث ان الهاد والصدقة شرط ف
70دخول النة مع حصول التوحيد والصلة والج والصيام والحاديث ف هذا الباب كثية وف
الديث دليل على أنه ل يكفي ف اليان النطق من غي اعتقاد وبالعكس وفيه تري النار على
أهل التوحيد الكامل وفيه أن العمل ل ينفع إل إذا كان خالصا ل تعال قال وعن اب سعيد
الدري عن رسول صلى ال عليه وسلم قال قال موسى يارب علمن شيئا أذكرك وأدعوك به
قال قل يا موسى ل إله إل ال قال كل عبادك يقولون هذا قال يا موسى لو أن السموات السبع
وعامرهن غيي والرضون السبع ف كفة ول إله إل ال ف كفة مالت بن ل إله إل ال رواه
ابن حبان والاكم وصححه أبو سعيد اسه سعد بن مالك بن سنان بن عبيد النصاري
الزرجي صحاب جليل وأبوه أيضا كذلك استصغر أبو سعيد بأحد ث شهد ما بعدها مات
بالدينة سنة ثلث أو أربع أو خس وستي وقيل أربع وسبعي قوله أذكرك هو بالرفع خب مبتدأ
مذوف أي أنا أذكرك وقيل بل هو صفة وأدعوك معطوف عليه أي أثن عليك وأحدك به
وأدعوك أي أتوسل به اليك إذا دعوتك قوله قل يا موسى ل إله إل ال فيه أن الذاكر با يقولا
كلها ول يقتصر على لفظ الللة كما يفعله جهال التصوفة ول يقول أيضا هو كما يقوله غلة
جهالم فإذا أرادوا الدعاء قالوا يا هو فإن ذلك بدعة وضللة وقد صنف جهالم ف السألتي
وصنف ابن عرب كتابا ساه كتاب الو قوله كل عبادك يقولون هذا هكذا ثبت بط الصنف
يقولون بالمع مراعاة لعن كل والذي ف الصول يقول بالفراد مراعاة للفظها دون معناها
لكن قد روى المام أحد عن عبد ال بن عمرو وهذا الديث بذا اللفظ الذي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
71ذكره الصنف أطول منه وف سنن النسائي والاكم وشرح السنة بعد قوله كل عبادك يقولون
هذا إنا أريد ان تصن به أي بذلك الشيء من بي عموم عبادك فإن من طبع النسان أن ل
يفرح فرحا شديدا إل بشيء يتص به دون غيه كما إذا كانت عنده جوهرة ليست موجودة
عند غيه مع أن من رحة ال وسنته الطردة أن ما اشتدت اليه الاجة والضرورة كان أكثر
وجودا كالب واللح والاء ونو ذلك دون الياقوت واللؤلؤ ولا كان بالناس بل بالعال كله من
الضرورة إل ل إله إل ال ما ل ناية ف الضرورة فوقه كانت أكثر الذكار وجودا وأيسرها
حصول وأعظمها معن والعوام والهال يعدلون عنها إل الساء الغريبة والدعوات البتدعة الت
ل أصل لا ف الكتاب والسنة كالحزاب والوراد الت ابتدعها جهلة التصوفة قوله وعامرهن
غيي هو بالنصب عطف على السموات أي لو أن السموات السبع ومن فيهن من العمار غي
ال والرضي السبع ومن فيهن وضعوا ف كفة اليزان ول إله إل ال ف الكفة الخرى مالت
بن ل إله إل ال وروى المام أحد عن عبد ال بن عمرو عن النب صلى ال عليه وسلم أن
نوحا عليه السلم قال لبنه عند موته آمرك بل إله إل ال فإن السموات السبع والرضي السبع
لو وضعت ف كفة ول إله إل ال ف كفة رجحت بن ل إله إل ال ولو أن السموات السبع
والرضي السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن ل إله إل ال وفيه دليل على أن ال تعال فوق
السموات قوله ف كفة بكسر الكاف وتشديد الفاء من كفة اليزان قال بعضهم ويطلق لكل
مستدير قوله مالت بن ل إله إل ال أى رجحت عليهن وذلك لا اشتملت
72عليه من توحيد ال الذي هو أفضل العمال وأساس اللة ورأس اللب فمن قالا بإخلص ويقي
وعمل بقتضاها ولوازمها واستقام على ذلك فهو من الذين ل خوف عليهم ول هم يزنون
كما قال تعال إن الذين قالوا ربنا ال ث استقاموا تتنل عليهم اللئكة أن ل تافوا ول تزنوا
وأبشروا بالنة الت كنتم توعدون نن أولياؤكم ف الياة الدنيا وف الخرة ولكم فيها ما
تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزل من غفور رحيم والديث يدل على أن ل إله إل ال
أفضل الذكر كما ف حديث عبدال بن عمرو مرفوعا خي الدعاء دعاء يوم عرفة وخي ما قلت
أنا والنبيون من قبلي ل إله إل ال وحده ل شريك له اللك وله المد وهو على كل شيء قدير
رواه احد الترمذي وعنه أيضا مرفوعا يصاح برجل من أمت على رؤوس اللئق يوم القيامة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فينشر له تسعة وتسعون سجل كل سجل منها مد البصر ث يقال أتنكر من هذا شيئا فيقول ل
يا رب فيقال ألك عذر أو حسنة فيهاب الرجل فيقول ل فيقال بلى ان لك عندنا حسنات وانه
ل ظلم عليك فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن ل إله إل ال وأشهد أن ممدا عبده ورسوله فيقول
يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلت فيقال إنك ل تظلم فتوضع السجلت ف كفة
والبطاقة ف كفة فطاشت السجلت وثقلت البطاقة رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان
والاكم وقال صحيج على شرط مسلم وقال الذهب ف تلخيصه صحيح قال ابن القيم فالعمال
ل تتفاضل بصورها وعددها وإنا تتفاضل بتفاضل ما ف القلوب فتكون صورة العمل واحدة
وبينهما من التفاضل كما
73بي السماء والرض قال تأمل حديث البطاقة الت توضع ف كفة ويقابلها تسعة وتسعون سجل
كل سجل منها مد البصر فتثقل البطاقة وتطيش السجلت فل يعذب ومعلوم أن كل موحد له
هذه البطاقة وكثي منهم يدخل النار بذنوبه وعن أب هريرة مرفوعا ما قال عبد ل إله إل ال
ملصا قط ال فتحت له أبواب السماء حت تفضي ال العرش ما اجتنبت الكبائر رواه الترمذي
وحسنه والنسائي والاكم وقال على شرط مسلم قوله رواه ابن حبان والاكم ابن حبان اسه
ممد بن حبان بكسر الهمله وتشديد الوحدة ابن أحد بن حبان أبو حات التميمي البست
الافظ صاحب التصانيف كالصحيح والتاريخ والضعفاء والثقات وغي ذلك قال الاكم كان
من أوعية العلم ف الفقه واللغة والديث والوعظ ومن عقلء الرجال مات سنة أربع وخسي
وثلثائة بدينة بست بالهملة واما الاكم فاسه ممد بن عبد ال بن ممد الضب النيسابوري
أبو عبدال الافظ ويعرف بابن البيع ولد سنة احدى وعشرين وثلثائة وصنف التصانيف
كالستدرك وتاريخ نيسابور وغيها ومات سنة خس واربعمائة قال وللترمذي وحسنه عن
أنس سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول قال ال تعال يا ابن آدم لو أتيتن بقراب
الرض خطايا ث لقيتن لتشرك ب شيئا لتيتك بقرابا مغفرة الترمذي اسه ممد بن عيسى بن
سورة بفتح الهملة ابن موسى بن الضحاك السلن أبو عيسى صاحب الامع وأحد الئمة
الفاظ كان ضرير البصر روى عن قتيبة وهناد والبخاري وخلق ومات سنة تسع وسبعي
ومئتي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
74وأنس هو ابن مالك بن النضر النصاري الزرجي خادم رسول ال صلى ال عليه وسلم خدمه
عشر سني ودعا له النب صلى ال عليه وسلم فقال اللهم أكثر ماله وولده وأدخله النة ومات
سنة اثنتي وقيل ثلث وتسعي وقد جاوز الائة والديث قطعة من حديث رواه الترمذي من
طريق كثي بن فائد حدثنا سعيد بن عبيد سعت بكر بن عبد ال الزن يقول حدثنا أنس بن
مالك قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول قال ال تعال يا ابن آدم إنك دعوتن
ورجوتن غفرت لك على ما كان منك ول أبال يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ث
استغفرتن غفرت لك يا ابن آدم لو أتيتن بقراب الرض الديث قال ابن رجب واسناده ل بأس
به وسعيد بن عبيد هو النائي ذكره ابن حبان ف الثقات وقال الدارقطن تفرد به كثي بن فائد
عن سعيد بن عبيد مرفوعا قال ابن رجب وتابعه على رفعه أبو سعيد مول بن هاشم فرواه عن
سعيد بن عبيد مرفوعا وقد رواه المام احد من حديث أب ذر بعناه واخرجه الطبان من
حديث ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم وروى مسلم من حديث أب ذر عن النب صلى
ال عليه وسلم قال يقول ال من تقرب من شبا تقربت منه ذراعا الديث وفيه ومن لقين
بقراب الرض خطيئة ل ل يشرك ب شيئا لقيته بقرابا مغفرة قوله لو أتيتن بقراب الرض قراب
الرض بضم القاف وقيل بكسرها والضم أشهر وهو ملؤها أو ما يقارب ملها قوله ث لقيتن ل
تشرك ب شيئا شرط ثقيل ف الوعد بصول الغفرة وهو السلمة من الشرك كثيه وقليله صغيه
وكبيه ول يسلم من ذلك إل من سلمه ال وذلك هو القلب السليم كما قال تعال يوم ل ينفع
مال ول
75بنون ال من أتى ال بقلب سليم قال ابن رجب من جاء مع التوحيد بقراب الرض خطايا لقيه
ال بقرابا مغفرة لكن هذا مع مشيئة ال عز وجل فإن شاء غفر له وأن شاء أخذه بذنوبه ث
كان عاقبته أن ل يلد ف النار بل يرج منها ث يدخل النة فان كمل توحيد العبد وإخلصه ل
تعال فيه وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه او بقلبه ولسانه عند الوت أوجب ذلك مغفرة
ما سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية فمن تقق بكلمة التوحيد قلبه
أخرجت منه كل ما سوى ال مبة وتعظيما وإجلل ومهابة وخشية وتوكل وحينئذ ترق ذنوبه
وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر وربا قلبتها حسنات فإن هذا التوحيد هو الكسي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
العظم فلو وضع منه ذرة على جبال الذنوب والطايا لقلبها حسنات وقال شيخ السلم
الشرك نوعان أكب وأصغر فمن خلص منهما وجبت له النة ومن مات على الكب وجبت له
النار ومن خلص من الكب وحصل له بعض الصغر مع حسنات راجحة على ذنوبه دخل النة
فإن تلك السنات توحيد كثي مع يسي من الشرك الصغر ومن خلص من الكب ولكن كثر
الصغر حت رجحت به سيئاته دخل النار فالشرك يؤاخذ به العبد إذا كان أكب أو كان كثيا
أصغر والصغر القليل ف جانب الخلص الكثي ل يؤاخذ به وف هذه الحاديث كثرة ثواب
التوحيد وسعة كرم ال وجوده ورحته حيث وعد عباده أن العبد لو أتاه بلء الرض خطايا
وقد مات على التوحيد فإنه يقابله بالغفرة الواسعة الت تسع ذنوبه والرد على الوارج الذين
76يكفرون السلم بالذنوب وعلى العتزلة الذين يقولون بالنلة بي النلتي وهي منلة الفاسق
فيقولون ليس بؤمن ول كافر ويلد ف النار والصواب ف ذلك قول أهل السنة أنه ل يسلب
عنه اسم اليان على الطلق ول يعطاه عى الطلق بل يقال هو مؤمن ناقص اليان أو مؤمن
عاص أو مؤمن بايانه فاسق بكبيته وعلى هذا يدل الكتاب والسنة واجاع سلف المة وقال
الصنف تأمل المس اللوات ف حديث عبادة فإنك إذا جعت بينه وبي حديث عتبان تبي لك
معن قول ل إله إل ال وتبي لك خطأ الغرورين وفيه إن النبياء يتاجون للتنبيه على معن قول
ل إله إل اللهوفيه التنبيه لرجحانا بميع الخلوقات مع أن كثيا من يقولا يف ميزانه وفيه أنك
إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله ف حديث عتبان ان ال حرم على النار من قال ل إله إل
ال يبتغي بذلك وجه ال إذا ترك الشرك ليس قولا باللسان انتهى ملخصا باب من حقق
التوحيد دخل النة بغي حساب أي ول عذاب وتقيق التوحيد هو معرفته والطلع على
حقيقته والقيام با علما وعمل وحقيقة ذلك هو انذاب الروح ال ال مبة وخوفا وإنابة
وتوكل ودعاء واخلصا وإجلل وهيبة وتعظيما وعبادة وبالملة فل يكون ف قلبه شيء لغي
ال ول إرادة لا حرم ال ول كراهة لا أمر ال وذلك هو حقيقة ل إله إل ال فإن الله هو
الألوه العبود ووما أحسن ما قال ابن القيم فلو احد كن واحدا ف واحد أعن سبيل الق
واليان وذلك هو حقيقة الشهادتي فمن قام بما على هذا الوجه فهو من السبعي ألفا الذين
يدخلون النة بل حساب ول عذاب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
77قوله وقال تعال ان ابراهيم كان أمة قانتا ل حنيفا ول يك من الشركي مناسبة الية للترجة من
جهة أن ال تعال وصف ابراهيم عليه السلم ف هذه الية بذه الصفات الليلة الت هي أعلى
درجات تقيق التوحيد ترغيبا ف اتباعه ف التوحيد وتقيق العبودية باتباع الوامر وترك النواهي
فمن اتبعه ف ذلك فإنه يدخل النة بغي حساب ول عذاب كما يدخلها إبراهيم عليه السلم
الول أنه كان أمة أي قدوة وإماما معلما للخي وإماما يقتدى به روي معناه عن ابن مسعود
وما كان كذلك إل لتكميله مقام الصب واليقي اللذين بما تنال المامة ف الدين كما قال تعال
وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لا صبوا وكانوا بآياتنا يوقنون الثانية أنه كان قانتا ل أي خاشعا
مطيعا دائما على عبادته وطاعته كما قال شيخ السلم القنوت ف اللغة دوام الطاعة والصلي إذا
طال قيامه أو ركوعه او سجوده فهو قانت ف ذلك كله قال تعال امن هو قانت آناء الليل
ساجدا وقائما يذر الخرة ويرجو رحة ربه فجعله قانتا ف حال السجود والقيام انتهى فوصفه
ف هاتي الصفتي بتحقيق العبودية ف نفسه أول علما وعمل وثانيا دعوة وتعليما واقتداء به وما
كان يقتدى به إل لعمله به ف نفسه ووصفه ف الثانية بالستقامة على ذلك كما قال تعال ومن
أحسن قول من دعا إل ال وعمل صالا وقال انن من السلمي فتضمنت العلم والعمل
والستقامة والدعوة الدعوة الثالثة انه كان حنيفا والنف اليل أي مائل منحرفا قصدا عن
الشرك كما قال تعال حكاية عنه وجهت وجهي للذي فطر السموات
78والرض حنيفا وما أنا من الشركي قال تعال فأقم وجهك للدين حنيفا الرابعة أنه ما كان من
الشركي أي هو موحد خالص من شوائب الشرك مطلقا فنفى عنه الشرك على أبلغ وجوه
النفي بيث ل ينسب اليه شرك وان قل تكذيبا لكفار قريش ف زعمهم أنم على ملة ابراهيم
عليه السلم وقال الصنف ف الكلم على هذه اليه إن إبراهيم كان أمة لئل يستوحش سالك
الطريق من قلة السالكي قانتا ل ل للملوك ول للتجار الترفي حنيفا ل ييل يينا ول شال
كفعل العلماء الفتوني ول يك من الشركي خلفا لن كثر سوادهم وزعم انه من السلمي
قلت وهو من أحسن ما قيل ف تفسي هذه الية لكنه ينبه بالدن على العلى وقوله لئل
يستوحش تنبيه على بعض معن الية وهو النفرد وحده ف الي وقد روى ابن أب حات عن ابن
عباس ف قوله إن إبراهيم كان أمة قانتا كان على السلم ول يكن ف زمانه من قومه أحد على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
السلم غيه فلذك قال ال كان أمة قانتا ول تناف بينه وبي كلم ابن مسعود التقدم قوله وقال
والذين هم بربم ل يشركون مناسبة الية للترجة من جهة أن ال تعال وصف الؤمني السابقي
إل النات بصفات أعظمها الثناء عليهم بأنم بربم ل يشركون أي شيئا من الشرك ف وقت
من الوقات فإن اليان النافع مطلقا ل يوجد إل بترك الشرك مطلقا ولا كان الؤمن قد يعرض
له ما يقدح ف إيانه من شرك جلي أو خفي نفى عنهم ذلك ومن كان كذلك فقد بلغ من
تقيق التوحيد النهاية وفاز بأعظم التجارة ودخل النة بل حساب و ل عذاب
79قال ابن كثي والذين هم بربم ل يشركون أي ل يعبدون معه غيه بل يوحدونه ويعلمون أنه ل
إله إل ال أحد صمد ل يتخذ صاحبة ول ولدا وأنه ل نظي له قال عن حصي بن عبد الرحن
قال كنت عند سعيد بن جبي فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة فقلت أنا ث قلت
أما إن ل أكن ف صلة ولكن لدغت قال فما صنعت قلت ارتقيت قال فما حلك على ذلك
قلت حديث حدثناه الشعب قال وما حدثكم الشعب قلت حدثنا عن بريدة بن الصيب أنه قال
ل رقية إل من عي أو وحة فقال قد أحسن من انتهى إل ما سع ولكن حدثنا ابن عباس عن
النب صلى ال عليه وسلم قال عرضت علي المم فرأيت النب ومعه الرهط والنب ومعه الرجل
والرجلن والنب وليس معه أحد إذ رفع ل سواد عظيم فظننت أنم أمت فقيل ل هذا موسى
وقومه فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل ل هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون النة بل
حساب ول عذاب ث نض فدخل منله فخاض الناس ف أولئك فقال بعضهم فلعلهم الذين
صحبوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا ف السلم فلم
يشركوا بال شيئا فخرج عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبوه فقال هم الذين ل
يسترقون ول يكتوون ول يتطيون وعلى ربم يتوكلون فقام عكاشة بن مصن فقال يا رسول
ال ادع ال أن يعلن منهم فقال انت منهم ث قال رجل آخر فقال ادع ال أن يعلن منهم
فقال سبقك با عكاشة ش هكذا اورد الصنف هذا الديث غي مزور وقد رواه البخاري
متصرا ومطول ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي
80قوله عن حصي بن عبد الرحن هو السلمي أبو الذيل الكوف ثقة تغي حفظه ف الخر مات
سنة ست وثلثي ومائة وله ثلث وتسعون سنه وسعيد بن جبي هو المام الفقيه من جلة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أصحاب ابن عباس روايته عن عائشة وأب موسى مرسلة وهو كوف مول لبن أسد قتل بي
يدي الجاج سنة خس وتسعي ول يكمل المسي قوله انقض هو بالقاف والضاد العجمة
أي سقط والبارحة هي أقرب ليلة مضت قال أبو العباس ثعلب يقال قبل الزوال رأيت الليلة
وبعد الزوال رأيت البارحة وهكذا قال غيه وهي مشتقة من برح إذا زال قوله أما إن لا كن ف
صلة القائل هو حصي خاف أن يظن الاضرون انه ما رأي النجم إل لنه يصلي فأراد أن
ينفي عن نفسه ايهام العبادة وأنه يصلي مع أنه ل يكن فعل ذلك وهذا يدل على فضل السلف
الصال وحرصهم على الخلص وشدة ابتعادهم عن الرياء بلف من يقول فعلت وفعلت
ليوهم الغمار أنه من الولياء وربا علق السبحه ف عنقه أو أخذها ف يده يشي با بي الناس
اعلما للناس أنه يسبح عدد ما فيها من الرز وقد قال المام ممد بن وضاح حدثنا أسد عن
جرير بن حازم عن الصلت بن برهام قال مر ابن مسعود بامرأة تسبح به فقطعه وألقاها ث مر
برجل يسبح بصى فضربه برجله ث قال لقد جئتم ببدعة ظلما أو لقد غلبتم أصحاب ممد
صلى ال عليه وسلم علما قوله ولكن لدغت هو بضم أوله وكسر ثانية مبن لا يسم فاعله أي
لذغته عقرب أو نوها قوله قلت ارتقيت لفظ مسلم استرقيت أي طلبت من يرقين قوله فما
حله على ذلك فيه طلب الجة على صحة الذهب
81قوله حديث حدثناه الشعب حلن عليه حديث حدثناه الشعب واسه عامر بن شرحبيل المدان
بسكون اليم الشعب ولد ف خلفة عمر وهو من ثقات التابعي وحفاظهم وفقهائهم مات سنة
ثلثة ومائة قوله عن بريدة بضم أوله وفتح ثانيه تصغي بردة بن الصيب بضم الاء وفتح الصاد
الهملتي ابن عبد ال بن الارث السلمي صحاب شهي مات سنة ثلث وستي قاله ابن سعد
قوله لرقية إل من عي أو حة هكذا روي هنا موقوفا وقد رواه أحد وابن ماجه عنه مرفوعا
ورواه أحد وأبو داود والترمذي عن عمران بن حصي به مرفوعا قال اليثمي رجال أحد ثقات
والعي هي إصابة العائن غيه بعينه والمة بضم الهملة وتفيف اليم سم العقرب وشبهها قال
الطاب ومعن الديث ل رقية أشفى أو أول من رقية العي والمة وقد رقي النب صلى ال عليه
وسلم ورقي قلب وسيأت ما يتعلق بالرف أن نشاء ال تعال قوله قد أحسن من انتهى ال ما سع
أي من أخذ با بلغه من العلم وعمل به فقد أحسن لنه أدى ما وجب وعمل با بلغه من العلم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بلف من يعمل بهل أو ل يعمل با يعلم فإنه مسيء آث وفيه فضيلة علم السلف وحسن أدبم
وهديهم وتلطفهم ف تبليغ العلم وارشادهم من أخذ بشيء وإن كان مشروعا ال ما هو أفضل
منه وإن من عمل با بلغه عن ال وعن رسوله فقد أحسن ول يتوقف العمل به على معرفة كلم
أهل الذاهب أو غيهم قوله ولكن حدثنا ابن عباس هو عبد ال بن عباس بن عبد الطلب
الاشي ابن عم النب صلى ال عليه وسلم دعا له النب صلى ال عليه وسلم فقال اللهم فقهه ف
الدين وعلمه التاويل فكان كذلك قال عمر لوأدرك ابن عباس اسناننا ما عشره منا أحد
82أي ما بلغ عشره ف العلم مات بالطائف سنة ثان وستي قال الصنف فيه عمق علم السلف
لقوله قد أحسن من انتهى ال ما سع ولكن كذا وكذا فعلم أن الديث الول ل يالف الثان
قوله عرضت علي المم ف رواية الترمذي والنسائي من رواية عبشر ابن القاسم عن حصي بن
عبدالرحن أن ذلك كان ليلة السراء ولفظة لا أسري بالنب صلى ال عليه وسلم جعل ير بالنب
ومعه الواحد قال الافظ فإن كان ذلك مفوظا كانت فيه قوة لن ذهب ال تعدد السراء وأنه
وقع بالدينة أيضا غي الذي وقع بكة كذا قال وليس بظاهر بل قد يكون رأي ذلك ليلة السراء
ول يدث به ال ف الدينة وليس ف الديث ما يدل على أنه حدث به قريبا من العرض عليه
قوله فرأيت النب ومعه الرهط هو الماعه دون العشرة قاله النووي قوله والنب ومعه الرجل
والرجلن والنب وليس معه أحد فيه أن النبياء متفاوتون ف عدد أتباعهم وأن بعضهم ل يتبعه
أحد وفيه الرد على من احتج بالكثر وزعم أن الق مصور فيهم وليس كذلك بل الواجب
اتباع الكتاب والسنة مع من كان وأين كان قوله اذ رفع ل سواد عظيم السواد ضد البياض
والراد هنا الشخص الذي يرى من بعيد أي رفع ل أشخاص كثية قوله فظننت أنم أمت
استشكل الساعيلي كونه صلى ال عليه وسلم ل يعرف أمته حت ظن أنم أمة موسى عليه
السلم وقد ثبت حديث أب هريرة كيف تعرف من ل تر من أمتك فقال إنم غر مجلون من
أثر الوضوء وأجاب بأن السخاص الت رآها ف الفق ل يدرك منها ال الكثرة من غي تييز
لعيانم وأما ما ف حديث أب هريرة فمحمول على ما إذا قربوا منه
83ذكره الافظ قوله فقيل ل هذا موسى وقومه أي موسى بن عمران كليم الرحن وقومه الذين
اتبعوه وفيه فضيلة موسى وقومه قوله فنظرت فإذا سواد عظيم لفظ مسلم بعد قوله هذا موسى
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وقومه ولكن انظر ال الفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل ل انظر ال الفق الخر فنظرت فإذا
سواد عظيم فقيل ل هذه أمتك قوله ومعهم سبعون ألفا يدخلون النة بلحساب ول عذاب أي
لتحقيقهم التوحيد قال الافظ الراد بالعية العنوية فإن السبعي ألفا الذكورين من جلة أمته لكن
ل يكونوا ف الذين عرضوا إذ ذاك فأريد الزيادة ف تكثي أمته بإضافة السبعي ألفا اليهم قلت
وما قاله ليس بظاهر فإن ف رواية ابن فضيل ويدخل النة من هؤلء من أمتك سبعون ألفا وقد
ورد ف حديث أب هريره ف الصحيحي وصف السبعي ألفا بأنم تضيء وجوههم إضاءة القمر
ليلة البدر وفيهما عنه مرفوعا أول زمرة تدخل النة على صورة القمر والذين على آثارهم
كأحسن كوكب دري ف السماء إضاءة وجاء ف أحاديث أخر أن مع السبعي ألفا زيادة عليهم
فروى أحد والبهيقي ف البعث حديث أب هريرة ف السبعي ألفا فذكره وزاد قال فاستزدت
رب فزادن مع كل الف سبعي الفا قال الافظ وسنده جيد وف الباب عن أب أيوب عند
الطبان وعن حديفة عند احد وعن أنس عند البزار وعن ثوبان عند أب عاصم قال فهذه طرق
يقوي بعضها بعضا قال وجاء ف احاديث أخر أكثر من ذلك فأخرج الترمذي وحسنه والطبان
وابن حبان ف صحيحه من حديث أب أمامة رفعه وعدن رب أن يدخل النة من أمت سبعي
الفا مع كل ألف سبعي كذا الفا ل حساب عليهم ول عذاب وثلث حثيات من حثيات رب
وروى أحد وأبو يعلى من
84حديث أب بكر الصديق رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطيت سبعي
الفا يدخلون النة بغي حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر قلوبم على قلب رجل واحد
فاستزدت رب عز وجل فزادن امع كل واحد سبعي ألفا قال الافظ وف سنده راويان احدها
ضعيف الفظ والخر ل يسم قلت وفيه أن كل أمة تشر مع نبيها قوله ث نض أي قام قوله
فخاض الناس ف اولئك قال النووي هو بالاء والضاد العجمتي أي تكلموا وتناظروا قال وف
هذا إباحة الناظرة ف العلم والباحثة ف نصوص الشرع على وجهة الستفادة وإظهار الق وفيه
عمق علم السلف لعرفتهم أنم ل ينالوا ذلك إل بعلم وفيه حرصهم على الي ذكره الصنف
قوله فقال هم الذين ل يسترقون هكذا ثبث ف الصحيحي وف رواية مسلم الت ساقها الصنف
هنا زيادة ول يرقون وكان الصنف اختصرها كغيها لا قيل انا معلولة قال شيخ السلم هذه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الزيادة وهم من الراوي ل يقل النب صلى ال عليه وسلم ل يرقون لن الراقي مسن ال أخيه
وقد قال صلى ال عليه وسلم وقد سئل عن الرقى قال من استطاع منكم أن ينفع إخاه فلينفعه
وقال ل بأس بالرقى ما ل تكن شركا قال وأيضا فقد رقى جبيل النب صلى ال عليه وسلم
ورقى النب صلى ال عليه وسلم أصحابه قال والفرق بي الراقي والسترقي أن السترقي سائل
مستعط ملتفت إل غي ال بقلبه والراقي مسن قال وإنا الراد وصف السبعي الفا بتمام التوكل
فل يسألون غيهم أن يرقيهم ول يكويهم ول يتطيون وكذا قال ابن القيم ولكن اعترضه
بعضهم بأن قال تغليط الراوي مع إمكان تصحيح الزيادة ل يصار اليه والعن الذي حله على
التغليط موجود ف الرقى لنه اعتل بأن الذي ل يطلب من غيه أن يرقيه تام التوكل فكذا يقال
والذي
85يفعل به غيه ذلك ينبغب أن ل يكنه منه لجل تام التوكل وليس ف وقوع ذلك من جبيل
عليه السلم دللة على الدعى ول ف فعل النب صلى ال عليه وسلم له أيضا دللة ف مقام
التشريع وتبيي الحكام كذا قال هذا القائل وهو خطأ من وجوه الول أن هذه الزيادة ل يكن
تصحيحها إل بملها على وجوه ل يصح حلها عليها كقول بعضهم الراد ل يرقون با كان
شركا أو احتمله فإنه ليس ف الديث ما يدل على هذا اصل وايضا فعلى هذا ل يكون للسبعي
مزية على غيه فإن جلة الؤمني ل يرقون با كان شركا الثان قوله فكذا يقال ال ل يصح هذا
القياس فإنه من أفسد القياس وكيف يقاس من سأل وطلب على من ل يسأل مع أنه قياس مع
وجود الفارق الشرعي فهو فاسد العتبار لنه تسوية بي ما فرق الشارع بينهما بقوله من
اكتوى أو استرقى فقد برىء من التوكل رواه أحد والترمذي وصححه وابن ماجه وصححه
ابن حبان والاكم أيضا وكيف يعل ترك الحسان إل اللق سببا للسبق ال النان وهذا
بلف من رقى أو رقي من غي سؤال فقد رقى جبيل النب صلى ال عليه و سلم ول يوز أن
يقال إنه عليه السلم ل يكن متوكل ف تلك الال الثالث قوله ليس ف وقوع ذلك من جبيل
عليه السلم ال كلم غي صحيح بل ها سيداالتوكلي فإذا وقع ذلك منهما دل على أنه ل
يناف التوكل فاعلم ذلك قوله ول يكتوون أي ل يسألون غيهم ان يكويهم كما ل يسألون
غيهم أن يرقاهم استسلما للقضاء وتلذذا بالبلء أما الكي ف نفسه فجائز كما ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
86الصحيح عن جابر بن عبدال أن النب صلىال عليه وسلم بعث ال أب بن كعب طبيبا فقطع له
عرقا وكواه وف صحيح البخاري عن أنس أنه كوى من ذات النب والنب صلى ال عليه وسلم
حي وروى الترمذي وغيه عن أنس أن النب صلى ال عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من
الشوكة وف صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا الشفاء ف ثلث شربه عسل وشرطه مجم
وكية نار وأنا أنى عن الكي وف لفظ وما احب أن أكتوي قال ابن القيم فقد تضمنت أحاديث
الكي أربعة أنواع أحدها فعله والثان عدم مبته له والثالث الثناء على من تركه والرابع النهي
عنه ول تعارض بينهما بمد ال فإن فعله له يدل على جوازه وعدم مبته له ل يدل علىالنع
منه وأما الثناء على تاركيه فيدل على أن تركه أول وأفضل وأما النهي عنه فعلى سبيل الختيار
والكراهية قوله ول يتطيون أي ل يتشاءمون بالطيور ونوها وسيأت بيان الطية وما يتعلق با
ف بابا إن شاء ال تعال قوله وعلى ربم يتوكلون ذكر الصل الامع الذي تفرعت عنه هذه
الفعال وهو التوكل على ال وصدق اللتجاء اليه والعتماد بالقلب عليه الذي هو خلصة
التفريد وناية تقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف من الحبة والوف والرجاء والرضى به
ربا وإلا والرضى بقضائه بل ربا أوصل العبد ال التلذذ بالبلء وعده من النعماء فسبحان من
يتفضل على من يشاء با يشاء وال ذو الفضل العظيم واعلم أن الديث ل يدل على أنم ل
يباشرون السباب أصل كما يظنه الهلة فان مباشرة السباب ف الملة أمر فطري ضروري ل
انفكاك لحد عنه حت اليوان البهيم بل نفس التوكل مباشرة لعظم السباب كما قال
87تعال ومن يتوكل على ال فهو حسبه اي كافيه إنا الراد أنم يتركون المور الكروهة مع
حاجتهم إليها توكل على ال كالسترقاء والكتواء فتركهم له ليس لكونه سببا لكن لكونه
سببا مكروها لسيما والريض يتشبث با يظنه سببا لشفائه بيط العنكبوت أما نفس مباشرة
السباب والتداوي على وجه ل كراهية فيه فغي قادح ف التوكل فل يكون تركه مشروعا كما
ف الصحيحي عن أب هريرة مرفوعا ما أنزل ال من داء إل أنزل له شفاء وعن أسامة بن شريك
قال كنت عند النب صلى ال عليه وسلم وجاءت العراب فقالوا يا رسول ال أنتداوى فقال
نعم يا عباد ال تداووا فإن ال عز وجل ل يضع داءا إل وضع له شفاء غي داء واحد قالوا ما
هو قال الرم رواه أحد قال ابن القيم فقد تضمنت هذه الحاديث إثبات السباب والسببات
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وإبطال قول من أنكرها والمر بالتداوي وأنه ل يناف التوكل كما ل ينافيه دفع داء الوع
والعطش والر والبد بأضدداها بل ل تتم حقيقة التوحيد إل بباشرة السباب الت نصبها ال
مقتضيات لسبباتا قدرا وشرعا وان تعطيلها يقدح بباشرته ف نفس التوكل كما يقدح ف المر
والكمة ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى من التوكل فإن تركها عجز يناف
التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على ال ف حصول ما ينفع العبد ف دينه و دنياه ودفع ما
يضره ف دينه ودنياه ول بد مع هذا العتماد من مباشرة السباب وإل كان معطل للمر
والكمة والشرع فل يعل العبد عجزه توكل ول توكله عجزا وقد اختلف العلماء ف التداوي
هل هو مباح وتركه أفضل أو مستحب أو واجب فالشهور عن أحد الول لذا الديث وما ف
88معناه ولكن على ما تقدم ل يتم الستدلل به على ذلك والشهور عند الشافعي الثان حت ذكر
النووي ف شرح مسلم أنه مذهبهم ومذهب جهور السلف وعامة اللف واختاره الوزير أبو
الظفر قال ومذهب أبو حنيفة أنه مؤكد حت يدان به الوجوب قال ومذهب مالك أنه يستوى
فعله وتركه فإنه قال ل بأس بالتداوي ول بأس بتركه وقال شيخ السلم ليس بواجب عند
جاهي الئمة إنا أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحد قوله فقام اليه عكاشة بن
مصن بضم العي و تشديد الكاف ويوز تفيفها ومصن بكسر اليم وسكون الاء وفتح
الصاد الهملتي ابن حرثان بضم الهملة وسكون الراء وبعدها مثلثة السدي من بن أسد بن
خزية ومنه خلفاء بن أمية كان من السابقي إل السلم ومن أجل الرجال هاجر وشهد بدرا
وقاتل فيها قال ابن اسحق وبلغن أن النب صلى ال عليه وسلم قال خي فارس ف العرب عكاشة
ومناقبه مشهورة استشهد ف قتال أهل الردة مع الردة بيدي طليحة السدي سنة اثنت عشرة ث
أسلم طليحة بعد ذلك قوله قال ادع ال أن يعلن منهم فقال أنت منهم ف رواية البخاري فقال
اللهم اجعله منهم وكذلك ف حديث أب هريرة عند البخاري مثله وف بعض الروايات أمنهم أنا
يا رسول ال قال نعم قال الافظ ويمع بأنه سأل الدعاء أول فدعا له ث استفهم هل أجيب
فأخبه وفيه طلب الدعاء من الفاضل قوله ث قام اليه رجل آخر ل نقف على تسميته إل ف
طريق واهية
89ذكرها الطيب ف البهمات من رواية أب حذيفة اسحق بن بشر أحد الضعفاء من طريقي له
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عن ماهد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا انصرف من غزاة بن الصطلق فساق قصة
طويلة فيها ذلك قال الافظ وهذا مع ضعفه وإرساله يستبعد من جهة جللة سعد بن عبادة فإن
كان مفوظا فلعله آخر باسم سيد الزرج واسم أبيه فإن ف الصحابة كذلك آخر له ف مسند
بقي ابن ملد وف الصحابة سعد بن عمارة فلعل اسم ابيه ترف قوله سبقك با عكاشة قال ابن
بطال معن قوله سبقك أي إل إحراز هذه الصفات وهي التوكل وعدم التطي وما ذكر معه
وعدل عن قوله لست منهم أو لست على أخلقهم تلطفا بأصحابه وحسن أدب معهم وقال
القرطب ل يكن عند الثان من الحوال ما كان عند عكاشة فلذلك ل يب إذ لو أجابه لاز أن
يطلب ذلك كل من كان حاضرا فيتسلسل المر فسد الباب بقوله ذلك وهذا اول من قول من
قال كان منافقا لوجهي أحدها أن الصل ف الصحابة عدم النفاق فل يثبت ما يالف ذلك إل
بنقل صحيح والثان أنه قل أن يصدر مثل هذا السؤال إل عن قصد صحيح ويقي بتصديق
الرسول صلى ال عليه وسلم وكيف يصدر ذلك من منافق قلت هذا أول ما قيل ف تأويله وإليه
مال شيخ السلم قال الصنف وفيه استعمال العاريض وحسن خلقه صلى ال عليه وسلم باب
الوف من الشرك ش لا كان الشرك أعظم ذنب عصي ال به ولذا رتب عليه من عقوبات
الدنيا والخرة ما ل يرتبه على ذنب سواه من إباحة دماء أهله وأموالم وسب نسائهم وأولدهم
وعدم مغفرته من بي الذنوب إل بالتوبة منه نبه
90الصنف بذه الترجة على أنه ينبغي للمؤمن أن ياف منه ويذره ويعرف أسبابه ومبادئه وأنواعه
لئل يقع فيه ولذا قال حذيقة كان الناس يسألون رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الي
وكنت أسأله عن الشر مافة أن أقع فيه رواه البخاري وذلك أن من ل يعرف إل الي قد يأتيه
الشر ول يعرف أنه شر فأما أن يقع فيه وأما أن ل ينكره كما ينكره الذي عرفه ولذا قال عمر
بن الطاب رضي ال عنه إنا تنقض عرى السلم عروة عروة إذا نشأ ف السلم من ل يعرف
الاهلية قال شيخ السلم وهو كما قال عمر فإن كمال السلم هو المر بالعروف والنهي
عن النكر وتام ذلك بالهاد ف سبيل ال ومن نشأ ف العروف فلم يعرف غيه فقد ل يكون
عنده من العلم بالنكر وضرره ما عند من علمه ول يكون عنده من الهاد لهله ما عند البي
بم ولذا يوجد البي بالشر وأسبابه إذا كان حسن القصد عنده من الحتراز عنه والهاد لم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ما ليس عند غيه ولذا كان الصحابة أعظم إيانا وجهادا من بعدهم لكمال معرفتهم بالي
والشر وكمال مبتهم للخي وبغضهم للشر لا علموه من حسن حال اليان والعمل الصال
وقبح حال الكفر والعاصي قال وقول ال إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن
يشاء قال ابن كثي أخب تعال أنه ل يغفر أن يشرك به أي ل يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به
ويغفر ما دون ذلك أي من الذنوب لن يشاء من عباده قلت فتبي بذا أن الشرك أعظم الذنوب
لن ال تعال أخب أنه ل يغفره أي إل بالتوبة منه وما عداه فهو داخل تت مشيئة ال إن شاء
غفره بل توبة
91وإن شاء عذب به وهذا يوجب للعبد شدة الوف من هذا لذنب الذي هذا شأنه عند ال وإنا
كان كذلك لنه أقبح القبح وأظلم الظلم إذ مضمونه تنقيص رب العالي وصرف خالص حقه
لغيه وعدل غيه به كما قال تعال ث الذين كفروا بربم يعدلون ولنه مناقض للمقصود باللق
والمر مناف له من كل وجه وذلك غاية العاندة لرب العالي والستكبار عن طاعته والذل له
والنقياد لوامره الذي لصلح للعال ال بذلك فمت خل منه خرب و قامت القيامة كما قال
صلى ال عليه وسلم ل تقوم الساعة حت ل يقال ف الرض ال ال رواه مسلم ولن الشرك
تشبيه للمخلوق بالالق تعال وتقدس ف خصائص اللية من ملك الضر والنفع والعطاء والنع
الذي يوجب تعلق الدعاء والوف والرجاء والتوكل وأنواع العبادة كلها بال وحده فمن علق
ذلك لخلوق فقد شبهه بالالق وجعل من ل يلك لنفسه ضرا ول نفعا ول موتا ول حياة ول
نشورا فضل عن غيه شبيها بن له اللق كله وله اللك كله وبيده الي كله وإليه يرجع المر
كله فأزمة المور كلها بيديه سبحانه ومرجعها إليه فما شاء كان وما ل يشأ ل يكن ل مانع لا
أعطى ول معطي لا منع الذي إذا فتح للناس رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من
بعده وهو العزيز الكيم فأقبح التشبيه تشبيه العاجر الفقي بالذات بالقادر الغن بالذات ومن
خصائص اللية الكمال الطلق من جيع الوجوه الذي ل نقص فيه بوجه من الوجوه ولك
يوجب أن تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والجلل والشية والدعاء والرجاء والنابة
92والتوكل والتوبة والستعانة وغاية الب مع غاية الذل كل ذلك يب عقل وشرعا وفطرة أن
يكون ل وحده ويتنع عقل وشرعا وفطرة أن يكون لغيه فمن فعل شيئا من ذلك لغيه فقد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
شبه ذلك الغي بن ل شبيه له ول مثل له ول ند له وذلك أقبح التشبيه وأبطله فلهذه المور
وغيها أخب سبحانه أنه ل يغفره مع أنه كتب على نفسه الرحة هذا معن كلم ابن القيم وف
الية رد على الوارج الكفرين بالذنوب وعلى العتزلة القائلي بأن أصحاب الكبائر يدخلون
النار ول بد ول يرجون منها وهم أصحاب النلة بي النلتي ووجه ذلك أن ال تعال جعل
مغفرة ما دون الشرك معلقة بالشيئة ول يوز أن يمل هذا على التأكيد فإن التائب ل فرق ف
حقه بي الشرك وغيه كما قال تعال ف الية الخرى قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم
ل تقنطوا من رحة ال إن ال يغفر الذنوب جيعا فهنا عمم وأطلق لن الراد به التائب وهناك
خص وعلق لن الراد به ما ل يتب قاله شيخ السلم قوله وقال الليل عليه السلم واجنبن
وبن أن نعبد الصنام الصنم ما كان منحوتا على صورة البشر والوثن ما كان منحوتا على غي
ذلك ذكره الطبي عن ماهد والظاهر أن الصنم ما كان مصورا على أي صورة والوثن بلفه
كالجر والبنية وإن كان الوثن قد يطلق على الصنم ذكر معناه غي واحد ويروي عن بعض
السلف ما يدل عليه وقوله واجنبن أي اجعلن وبن ف جانب عن عبادة الصنام وباعد بين
وبينها قيل واراد بذلك بنيه وبناته من صلبه ول يذكر البنات لدخولم تبعا ف البني وقد
93استجاب ال دعاءه وجعل بنيه أنبياء وجنبهم عبادة الصنام وإنا دعا ابراهيم عليه السلم بذلك
لن كثيا من الناس افتتنوا با كما قال رب إنن أضللن كثيا من الناس فخاف من ذلك ودعا
ال ان يعافيه وبنيه من عبادتا فإذا كان ابراهيم عليه السلم يسأل ال أن ينبه وينب بنيه عبادة
الصنام فما ظنك بغيه كما قال ابراهيم التيمي ومن يأمن من البلء بعد ابراهيم رواه ابن جرير
وابن أب حات وهذا يوجب للقلب الي أن ياف من الشرك ل كما يقول الهال إن الشرك ل
يقع ف هذه المة ولذا أمنوا الشرك فوقعوا فيه وهذا وجه مناسبة الية للترجة قال وف الديث
أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر فسئل عنه فقال الرياء ش هكذا أورد الصنف هذا
الديث متصرا غي معرف وقد رواه المام أحد والطبان وابن أب الدنيا والبيهقي ف الزهد
وهذا لفظ أحد قال حدثنا يونس ثنا ليث عن يريد يعن ابن الاد عن عمرو عن ممود بن لبيد
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر قالوا وما
الشرك الصغر يا رسول ال قال الرياء يقول ال يوم القيامة اذا جزى الناس بأعمالم اذهبوا إل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الذين كنتم تراؤون ف الدنيا فانظروا هل تدون عندهم جزاء قال النذري وممود بن لبيد رأى
النب صلى ال عليه وسلم ول يصح له منه ساع فيما أرى وذكر ابن أب حات أن البخاري قال
له صحبه قال وقال ب ل تعرف له صحبة ورجح ابن عبد الب والافظ أن له صحبه وقال رجل
روايته عن الصحابة وقد رواه الطبان باسناد جيد عن ممود ابن لبيد عن رافع بن خديج وقيل
إن حديث ممود هو الصواب دون ذكر رافع مات ممود سنة ست وتسعي وقيل سنة سبع
وله تسع وتسعون سنة
94قوله إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر هذا من رحته صلى ال عليه وسلم لمته
وشفقته عليهم وتذيره ما ياف عليهم فانه ما من خي إل دلم عليه وأمر به وما من شر إل
وأخبهم به وحذرهم عنه كما قال صلى ال عليه وسلم فيما صح عنه ما بعث ال من نب إل
كان حقا عليه أن يدل أمته على خي ما يعلمه لم وينهاهم عن شر ما يعلمه لم ولا كانت
النفوس مبولة على مبة الرياسة والنلة ف قلوب اللق المن سلم ال كان هذا أخوف ما
ياف على الصالي لقوة الداعي ال ذلك والعصوم من عصمه ال وهذا بلف الداعي ال
الشرك الكب فإنه إما معدوم ف قلوب الؤمني الكاملي ولذا يكون اللقاء ف النار أسهل
عندهم من الكفر وإما ضعيف هذا مع العافية وإما مع البلء فيثبت ال الذين آمنوا بالقول
الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ويضل ال الظالي ويفعل ال ما يشاء فلذلك صار خوفه
صلى ال عليه وسلم على أصحابه من الرياء أشد لقوة الداعي وكثرته دون الشرك الكب لا
تقدم مع أنه أخب أنه ل بد من وقوع عبادة الوثان ف أمته فدل على أنه ينبغي للنسان أن
ياف على نفسه الشرك الكب إذا كان الصغر موفا على الصالي من الصحابة مع كمال
إيانم فينبغي للنسان أن ياف الكب لنقصان إيانه ومعرفته بال فهذا وجه ايراد الصنف له هنا
مع أن الترجة تشمل النوعي قال الصنف وفيه أن الرياء من الشرك وأنه من الصغر وأنه أخوف
ما ياف على الصالي وفيه قرب النة والنار والمع بي قربما ف حديث واحد على عمل
واحد متقارب ف الصورة قال وعن ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من مات
وهو
95يدعو ل ندا دخل النار رواه البخاري ش قال ابن القيم الند الشبه يقال فلن ند فلن ونديده
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أي مثله وشبهه انتهى وهذا كما قال تعال فل تعلوا ل أندادا وأنتم تعلمون وقال تعال وجعل
ل أندادا ليضل عن سبيله قل تتع بكفرك قليل إنك من أصحاب النار أي من مات وهو يدعو
ل ندا أي يعل ل ندا فيما يتص به تعال ويستحقه من الربوبيه واللية دخل النار لنه مشرك
فان ال تعال هو الستحق للعبادة لذاته لنه الألوه العبود الذي تأله القلوب وترغب اليه وتفزع
إليه عند الشدائد وما سواه فهو مفتقر اليه مقهور بالعبودية له تري عليه أقداره وأحكامه طوعا
وكرها فكيف يصلح أن يكون ندا قال ال تعال وجعلوا له من عباده جزءا إن النسان لكفور
مبي وقال إن كل من ف السموات والرض إل آت الرحن عبدا اليتان وقال تعال يا أيها
الناس أنتم الفقراء ال ال وال هو الغن الميد فبطل أن يكون له نديد من خلقه تعال عن ذلك
علوا كبيا ما اتذ ال من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله با خلق ولعل بعضهم
على بعض سبحان ال عما يصفون عال الغيب والشهادة فتعال عما يشركون واعلم أن دعاء
الند على قسمي أكب وأصغر فالكب ل يغفره ال إل بالتوبة منه وهو الشرك الكب والصغر
كيسي الرياء وقول الرجل ما شاء ال وشئت ونو ذلك فقد ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم
لا قال له رجل ما شاء ال وشئت قال أجعلتن ل ندا بل ما شاء ال وحده رواه أحد وابن أب
شيبة
96والبخاري ف الدب الفرد والنسائي وابن ماجه وقد تقدم حكمه ف باب فضل التوحيد قال
ولسلم عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من لقي ال ل يشرك به شيئا دخل
النة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ش جابر هو ابن عبد ال بن عمرو بن حرام بهملتي
النصاري ث السلمي بفتحتي صحاب جليل مكثر ابن صحاب له ولبيه مناقب مشهورة رضي
ال عنهما مات بالدينة بعد السبعي وقد كف بصره وله أربع وتسعون سنة قوله من لقي ال ل
يشرك به شيئا قال القرطب أي من ل يتخذ معه شريكا ف اللية ول ف اللق ول ف العبادة
ومن العلوم من الشرع الجمع عليه عند أهل السنة أن من مات على ذلك فل بد له من دخول
النة وإن جرت عليه قبل ذلك أنواع من العذاب والحنة وإن مات على الشرك ل يدخل النة
ول يناله من ال رحة ويلد ف النار أبد الباد من غي انقطاع عذاب ول تصرم آماد وهذا
معلوم ضروري من الدين ممع عليه بي السلمي وقال النووي أما دخول الشرك إل النار فهو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
على عمومه فيدخلها ويلد فيها ول فرق فيه بي الكتاب اليهودي والنصران وبي عبدة الوثان
وسائر الكفرة من الرتدين والعطلي ول فرق عند أهل الق بي الكافر عنادا وغيه ول بي من
خالف ملة السلم وبي من انتسب اليها ث حكم بكفره بمده وغي ذلك وأما دخول من مات
غي مشرك النة فهو مقطوع له به لكن إن ل يكن صاحب كبية مات مصرا عليها دخل النة
ول وإن كان صاحب كبية مات مصرا عليها فهو تت الشيئة فإن عفا عنه دخل النة أول
وإل عذب ف النار ث أخرج فيدخل النة وقال غيه اقتصر على نفي الشرك لستدعائه التوحيد
بالقتضاء
97واستدعائه إثبات الرسالة باللزوم إذ من كذب رسل ال فقد كذب ال ومن كذب ال فهو
مشرك وهو كقولك من توضأ صحت صلته أي مع سائر الشروط فالراد من مات حال كونه
مؤمنا بميع ما يب اليان به إجال ف الجال تفصيل ف التفصيلي قلب قد تقدم بعض ما
يتعلق بذلك ف باب فضل التوحيد قال الصنف وفيه تفسي ل إله إل ال كما ذكره البخاري ف
صحيحه يعن أن معن ل اله إل إل ترك الشرك وافراد ال بالعبادة والباءة من عبد سواه كما
بينه الديث وفيه فضيلة من سلم من الشرك باب الدعاء ال شهادة أن ل اله الال ش لا بي
الصنف رحه ال المر الذي خلقت له الليقة وفضله وهو التوحيد وذكر الوف من ضده
الذي هو الشرك وأنه يوجب لصاحبه اللود ف النار نبه بذه الترجة على أنه ل ينبغي لن عرف
ذلك أن يقتصر على نفسه كما يظن الها ل ويقولون اعمل بالق واترك الناس وما يعنيك من
الناس بل يدعو ال ال بالكمة والوعظة السنة والجادلة بالت هي أحسن كما كان ذلك شأن
الرسلي وأتباعهم ال يوم الدين وكما حرى للمصنف وأشباهه من أهل العلم والدين والصب
واليقي وإذا أراد الدعوة ال ذلك فليبدأ بالدعوة إل التوحيد الذي هو معن شهادة أن ل إله إل
ال إذ ل تصح العمال إل به فهو اصلها الذي تبن عليه ومت ل يوجد ل ينفع العمل بل هو
حابط إذ ل تصح العبادة مع الشرك كما قال تعال ما كان للمشركي أن يعمروا مساجد ال
شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالم وف النار هم خالدون ولن معرفة معن
هذه الشهادة هو أول واجب على العباد فكان أول ما يبدأ به ف الدعوة
98قال وقوله تعال قل هذه سبيلي أدعو إل ال على بصية أنا ومن اتبعن ش قال ابن كثي يقول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم آمرا له أن يب الناس أن هذه سبيله أي طريقته وسنته وهي
الدعوة ال شهادة أن ل إله إل ال يدعو ال ال با على بصية من ذلك ويقي وبرهان هو وكل
من اتبعه تدعو ال ما دعا اليه رسول ال صلى ال عليه وسلم على بصية وبرهان عقلي شرعي
وقوله سبحان ال أي وأنزه ال وأجل وأعظم عن أن يكون له شريك ونديد تبارك وتعال عن
ذلك علوا كبيا قلت فتبي وجه الطابقة بي الية والترجة قيل ويظهر ذلك إذا كان قوله ومن
اتبعن عطفا على الضمي ف أدعو ال ال فهو دليل على أن أتباعه هم الدعاة إل ال تعال وان
كان عطفا على الضمي النفصل فهو صريح ف أن أتباعه هم أهل البصية فيما جاء به دون من
عداهم والتحقيق أن العطف يتضمن العنيي فأتباعه هم أهل البصية الذين يدعون ال ال وف
الية مسائل نبه عليها الصنف منها التنبيه على الخلص لن كثيا ولو دعا إل الق فهو يدعو
إل نفسه ومنها أن البصية من الفرائض ووجه ذلك أن اتباعه صلى ال عليه وسلم وليس أتباعه
حقا إل أهل البصية فمن ل يكن منهم فليس من أتباعه فتعي أن البصية من الفرائض ومنها
دلئل حسن التوحيد أنه تنيه ال عز وجل عن السبة ومنها أن من أقبح الشرك كونه مسبة ل
ومنها ابعاد السلم عن الشتركي ل يصي معهم ولو ل يشرك وكل هذه الثلث ف قوله سبحان
ال الية قال وعن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا بعث معاذا إل اليمن قال له
إنك تأت قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه
99شهادة أن ل إله إل ال وف رواية إل أن يوحدوا ال فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن ال
افترض عليهم خس صلوات ف كل يوم وليلة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن ال افترض
عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فاياك وكرائم أموالم
واتق دعوة الظلوم فإنه ليس بينها وبي ال حجاب أخرجاه ش قوله لا بعث معاذا إل اليمن قال
الافظ كان بعث معاذا إل اليمن سنة عشر قبل حج النب صلى ال عليه وسلم كما ذكره
الصنف يعن البخاري ف أواخر الغازي وقيل كان ذلك ف آخر سنة تسع عند منصرفه من
تبوك رواه الواقدى باسناده ال كعب بن مالك وأخرجه ابن سعد ف الطبقات عنه ث حكى ابن
سعد أنه كان ف ربيع الخر سنة عشر وقيل بعثه عام الفتح سنة ثان واتفقوا أنه ل يزل على
اليمن إل أن قدم ف عهد أب بكر ث توجه إل الشام فمات با واختلف هل كان معاذ واليا أو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قاضيا فجزم ابن عبد الب بالثان والغسان بالول قلت الظاهر انه كان واليا قاضيا قوله إنك تات
قوما من أهل الكتاب قال القرطب يعن به اليهود والنصارى لنم كانوا ف اليمن أكثر من
مشركي العرب أو أغلب وانا نبهه على هذا ليتهيأ لناظرتم ويعد الدلة لمتحانم لنم أهل
علم سابق بلف الشركي وعبدة الوثان وقال الافظ هو كالتوطئة للوصية ليجمع هته عليها
ث ذكر معن كلم القرطب قلت وفيه أن ماطبة العال ليست كمخاطبة الاهل والتنبيه على أنه
ينبغي للنسان أن يكون على بصية ف دينه لئل يبتلى بن يورد عليه شبهة من علماء الشركي
ففيه التنبيه على الحتراز من الشبه والرص على طلب العلم
100قوله فليكن أول ما تدعوهم اليه شهادة أن ل إله إل ال يوز رفع أول مع نصب شهادة
وبالعكس قوله وف رواية إل أن يوحدوا ال هذه الرواية ف التوحيد من صحيح البخاري وف
بعض الروايات فادعهم ال شهادة أن ل إله إل ال وأن رسول ال وف بعضها وأن ممدا رسول
ال واكثر الروايات فيها ذكر الدعوة إل الشهادتي وأشار الصنف رحه ال بايراد هذه الرواية
إل التنبيه على معن شهادة أن ل إله إل ال إذ معناها توحيد ال بالعبادة وترك عبادة ما سواه
فلذلك جاء الديث مرة بلفظ شهادة أن ل إله إل ال ومرة إل أن يوحدواال ومرة فليكن أول
ما تدعوهم اليه عبادة ال فإذا عرفوا ال فأخبهم أن ال افترض عليهم خس صلوات وذلك هو
الكفر بالطاغوت واليان بال الذي قال ال فيه فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بال فقد استمسك
بالعروة الوثقى ل انفصام لا ومعن الكفر بالطاغوت هو خلع النداد واللة الت تدعى من دون
ال من القلب وترك الشرك با رأسا وبغضه وعداوته ومعن اليان بال هو إفراده بالعبادة الت
تتضمن غاية الب بغاية الذل والنقياد لمره وهذا هو اليان بال الستلزم لليان بالرسل
عليهم السلم الستلزم ولخلص العبادة ل تعال وذلك هو توحيد ال تعال ودينه الق الستلزم
للعلم النافع والعمل الصال وهو حقيقة شهادة أن ل إله إل ال وحقيقة العرفة بال وحقيقة
عبادته وحده ل شريك له فلله ما أفقه من روى هذا الديث بذه اللفاظ الختلفة لفظا التفقة
معن فعرفوا أن الراد من شهادة أن ل إله إل ال هو القرار با علما ونطقا وعمل خلفا لا
يظنه بعض الهال أن الراد من هذه الكلمة هو مرد النطق با أو القرار بوجود ال أو ملكه
لكل شيء من غي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
101شريك فإن هذا القدر قد عرفه عباد الوثان وأقروا به فضل عن أهل الكتاب ولو كان كذلك
ل يتاجوا ال الدعوة اليه وفيه دليل على أن التوحيد الذي هو إخلص العبادة ل وحده ل
شريك له وترك عبادة ما سواه هو أول واجب فلهذا كان أول ما دعت اليه الرسل عليهم
السلم كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون
وقال ولقد بعثنا ف كل أمة رسول أن اعبدوا ال واجتنبوا الطاغوت ققال شيخ السلم رحه
ال وقد علم بالضطرار من دين الرسول صلى ال عليه وسلم واتفقت عليه المة أن أصل
السلم وأول ما يؤمر به اللق شهادة أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فبذلك يصي
الكافر مسلما والعدو وليا والباح دمه وماله معصوم الدم والال ث إن كان ذلك من قلبه فقد
دخل ف اليان وإن قاله ف بلسانه دون قلبه فهو ف ظاهر السلم دون باطن اليان وفيه البدءاة
ف الدعوة والتعليم بالهم فالهم واستدل به من قال من العلماء إنه ل يشترط ف صحة السلم
النطق بالتبي من كل دين يالف دين السلم لن اعتقاد الشهادتي يستلزم ذلك وف ذلك
تفصيل وفيه أنه ل يكم بإسلم الكافر إل بالنطق بالشهادتي قال شيخ السلم فأما الشهادتان
إذا ل يتكلم بما مع القدرة فهو كافر باتفاق السلمي وهو كافر باطنا وظاهرا عند سلف المة
وأئمتها وجاهي علمائها قلت هذا وال أعلم فيمن ل يقربما أو باحداها أما من كفره مع
القرار بما ففيه بث والظاهر أن إسلمه هو توبته عما كفر به وفيه أن النسان قد يكون قارئا
عالا وهو ل يعرف معن ل إله إل ال
102أو يعرفه ول يعمل به نبه عليه الصنف وقال بعضهم هذا الذي أمر به النب صلى ال عليه وسلم
معاذا هو الدعوة قبل القتال الت كان يوصي با النب صلى ال عليه وسلم أمراءه قلت فعلى هذا
فيه استحباب الدعوة قبل القتال لن بلغته الدعوة أما من ل تبلغه فتجب دعوته قوله فإن هم
أطاعوك لذلك أي شهدوا وانقادوا لذلك قوله فأعلمهم أن ال افترض عليهم خس صلوات فيه
أن الصلة بعد التوحيد والقرار بالرسالة أعظم الواجبات وأحبها واستدل به على أن الكفار غي
ماطبي بالفروع حيث دعاهم أول إل التوحيد فقط ث دعوا إل العمل ورتب ذلك عليها بالفاء
وأيضا فإن قوله فإن هم أطاعوك لذلك فأخبهم يفهم منه أنم لو ل يطيعوا ل يب عليهم شيء
قال النووي وهذا الستدلل صعيف فإن الراد أعلمهم بأنم مطالبون بالصلوات وغيها ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الدنيا والطالبة ف الدنيا ل تكون إل بعد السلم ول يلزم من ذلك أن ل يكونوا ماطبي با
ويزاد ف عذابم بسببها ف الخرة قال ث اعلم أن الختار أن الكفار ماطبون بفروع الشريعة
الأمور به والنهي عنه هذا قول الحققي والكثرين قلت ويدل عليه قوله تعال قالوا ل نك من
الصلي ول نك نطعم السكي اليات وفيه دليل على أن الوتر ليس بفرض إذ لو كان فرضا
لكان صلة سادسة ل سيما وهذا ف آخر المر قوله فإن هم أطاعوك لذلك أي آمنوا بأن ال
افترضها عليهم وفعلوها قوله فأعلمهم أن ال افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على
فقرائهم فيه دليل على أن الزكاة أوجب الركان بعد الصلة وأنا تؤخذ من الغنياء وتصرف
إل الفقراء وإنا خص النب صلى ال عليه وسلم الفقراء بالذكر مع أنا تدفع إل الجاهد والعامل
ونوها وان كانوا اغنياء لن الفقراء وال أعلم هم أكثر من
103تدفع اليهم أو لن حقهم آكد وفيه أن المام هو الذي يتول قبض الزكاة وصرفها إما بنفسه أو
نائبه فمن امتنع عن أدائها إليه أخذت منه قهرا قيل وفيه دليل على أنه يكفي إخراج الزكاة ف
صنف واحد كما هو مذهب مالك وأحد وعلى ما تقدم ل يكون فيه دليل وفيه أنه ل يوز
دفعها إل غن ول كافر وأن الفقي ل زكاة عليه وأن من ملك نصابا ل يعطى من الزكاة من
حيث أنه جعل الأخوذ منه غنيا وقابله بالفقي ومن ملك النصاب فالزكاة مأخوذة منه فهو غن
والغن مانع من إعطاء الزكاة إل من استثن وأن الزكاة واجبة ف مال الصب والجنون كما كما
هو قول المهور لعموم قوله من أغنيائهم قوله فإياك وكرائم أموالم هو بنصب كرائم على
التحذير والكرائم جع كرية أي نفيسة قال صاحب الطالع هي جامعة الكمال المكن ف حقها
من غزارة لب وجال صورة أو كثرة لم وصوف ذكره النووي وفيه أنه يرم على العامل اخذ
كرائم الال ف الزكاة بل يأخذ الوسط ويرم على صاحب الال إخراج شر الال بل يرج
الوسط فإن طابت نفسه بإخراج الكرية جاز قوله واتق دعوة الظلوم أي احذر دعوة الظلوم
واجعل بينك وبينها وقاية بفعل العدل وترك الظلم لئل يدعو عليك الظلوم وفيه تنبيه على النع
من جيع أنواع الظلم والنكتة ف ذكره عقب النع من أخذ الكرائم إشارة إل أن أخذها ظلم
ذكره الافظ قوله فانه أي الشأن ليس بينها وبي ال حجاب أي ل تجب عن ال تعال بل
ترفع إليه فيقبلها وإن كان عاصيا كما ف حديث أب هريرة عند أحد مرفوعا دعوة الظلوم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه واسناده
104حسن قاله الافظ وقال أبو بكر بن العرب هذا وإن كان مطلقا فهو مقيد بالديث الخر أن
الداعي على ثلث مراتب إما ان يعجل له ما طلب وإما ان يدخر له أفضل منه وإما ان يدفع
عنه من السوء مثله وهذا كما قيد مطلقا قوله أمن ييب الضطر إذا دعاه بقوله تعال فيكشف
ما تدعون اليه إن شاء وف الديث أيضا قبول خب الواحد العدل ووجوب العمل به وأن المام
يبعث العمال لباية الزكاة وأنه يعظ عماله وولته ويأمرهم بتقوى ال ويعلمهم ما يتاجون اليه
وينهاهم عن الظلم ويعرفهم قبح عاقبته والتنبيه على التعليم بالتدريج ذكره الصنف وآعلم انه ل
يذكر ف هذا الديث ونوه الصوم والج مع أن بعث معاذ كان ف آخر المر كما تقدم
فأشكل ذلك على كثي من العلماء قال شيخ السلم أجاب بعض الناس أن الرواة اختصر
بعضهم الديث وليس المر كذلك فإن هذا طعن ف الرواة لن هذا إنا يقع ف الديث الواحد
مثل حديث عبد القيس حيث ذكر بعضهم الصيام وبعضهم ل يذكره فأما الديثان الفصلن
فليس المر فيهما كذلك ولكن عن هذا جوابان أحدها أن ذلك بسب نزول الفرائض وأول
ما فرض ال الشهادتان ث الصلة فإنه أمر بالصلة ف أول أوقات الوحي ولذا ل يذكر وجوب
الج ف عامة الحاديث إنا جاء ف الحاديث التأخرة قلت وهذا من الحاديث التأخرة ول
يذكر فيها الواب الثان أنه كان يذكر ف كل مقام ما يناسبه فيذكر تارة الفرائض الت يقاتل
عليها كالصلة والزكاة ويذكر تارة الصلة والصيام إن ل يكن عليه زكاة ويذكر تارة الصلة
والزكاة والصيام فإما أن يكون قبل فرض الج كما ف حديث عبد القيس ونوه وإما أن يكون
الخاطب بذلك ل حج عليه
105وأما الصلة والزكاة فلهما شأن ليس لسائر الفرائض ولذا ذكر ال تعال ف كتابه القتال عليهما
لنما عبادتان ظاهرتان بلف الصوم فإنه أمر باطن وهو ما ائتمن عليه الناس فهو من جنس
الوضوء والغتسال من النابة ونو ذلك ما يؤتن عليه العبد فإن النسان يكنه أن ل ينوي
الصوم وأن يأكل سرا كما يكنه أن يكتم حدثه وجنابته بلف الصلة والزكاة وهو صلى ال
عليه وسلم يذكر ف العلم العمال الظاهرة الت يقاتل الناس عليها ويصيون مسلمي بفعلها
فلهذا علق ذلك بالصلة والزكاة دون الصيام وإن كان واجبا كما ف آيت براءة فإن براءة نزلت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بعد فرض الصيام باتفاق الناس وكذلك لا بعث معاذ بن جبل إل اليمن ل يذكر ف حديثه
الصيام لنه تبع وهو باطن ول ذكر الج لن وجوبه خاص ليس بعام وهو ل يب ف العمر إل
مرة واحدة انتهى ملخصا بعناه قوله أخرجاه أي أخرجه البخاري ومسلم ف الصحيحي
وأخرجه أيضا أحد وأبو دا ود والترمذي والنسائى وابن ماجه قال ولما عن سهل بن سعد أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال يوم خيب لعطي الراية غدارجل يب ال ورسوله ويبه ال
ورسوله يفتح ال على يديه فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبحوا غدوا على
رسول ال صلى ال عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أب طالب فقيل هو
يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأت به فبصق ف عينيه ودعا له فبأ كأن ل يكن به وجع فأعطاه
الرايه وقال انفذ على رسلك حت تنل بساحتهم ث ادعهم ال السلم وأخبهم با يب عليهم
من حق ال تعال فيه فو ال لن يهدي ال بك رجل واحدا خي لك من حر النعم يدوكون أي
يوضون
106ش قال شيخ السلم هذا الديث أخح ما روي لعلي رضي ال عنه من الفضائل أخرجاه ف
الصحيحي من غي وجه قوله عن سهل هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد النصاري
الزرجي الساعدي أبو العباس صحاب شهي وابوه صحاب ايضا مات سنة ثان وثاني وقد
جاوز الائة قوله قال يوم خيب أي ف غزوة خيب ف الصحيحي واللفظ لسلم عن سلمة بن
الكوع قال كان علي رضى ال عنه قد تلف عن النب صلى ال عليه وسلم ف خيب وكان
رمدا فقال انا تلفت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرج علي رضي ال عنه فلحق بالنب
صلى ال عليه وسلم فلما كان مساء الليلة الت فتحها ال عز وجل ف صباحها قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم لعطي الراية أو ليأخذن بالراية غدا رجل يبه ال ورسوله أو قال يب ال
ورسوله يفتح ال عليه فإذا نن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول ال صلى ال
عليه وسلم الراية ففتح ال عليه وهذا يبي أن عليا رضي ال عنه ل يشهد أول خيب وأنه عليه
السلم قال هذه القالة مساء الليلة الت فتحها ال ف صباحها قوله لعطي الراية قال الافظ ف
رواية بريدة إن دافع اللواء إل رجل يبه ال ورسوله والراية بعن اللواء وهو العلم الذي يمل
ف الرب يعرف به موضع صاحب اليش وقد يمله أمي اليش وقد يدفعه لقدم العسكر وقد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
صرح جاعة من أهل اللغة بترادفهما لكن روى أحد والترمذي من حديث ابن عباس كانت
راية رسول ال صلى ال عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض ومثله عند الطبان عن بريده وعند ابن
عدي عن أب هريرة وزاد مكتوب فيه ل إله إل ال ممد رسول ال وهو ظاهر ف التغاير فلعل
التفرقة بينهما عرفية
107قوله يب ال ورسوله ويبه ال ورسوله فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي ال عنه لن النب صلى
ال عليه وسلم شهد له بذلك ولكن ليس هذا من خصائصه قال شيخ السلم ليس هذا الوصف
متصا بعلي ول بالئمة فإن ال ورسوله يب كل مؤمن تقي يب ال ورسوله لكن هذا
الديث من أحسن ما يتج به على النواصب الذي يتبؤون منه ول يتولونه بل لقد يكفرونه أو
يفسقونه كالوارج لكن هذا الحتجاج ل يتم على قول الرافضة الذين يعلون النصوص الدالة
على فضائل الصحابة كانت قبل ردتم فإن الوارج تقول ف علي مثل ذلك لكن هذا باطل فإن
ال ورسوله ل يطلق مثل هذا الدح على من يعلم أنه يوت كافرا وفيه إثبات صفة الحبة ل
وفيه إشارة إل أن عليا تام التباع لرسول ال صلى ال عليه وسلم حت أحبه ال ولذا كانت
مبته علمة اليان وبغضه علمة النفاق ذكره الافظ بعناه قوله يفتح ال على يديه صريح ف
البشارة بصول الفتح على يديه فكان المر كذلك ففيه دليل على شهادة أن ممدا رسول ال
قوله فبات الناس يدوكون ليلتهم هو بنصب ليلتهم على الطرفية ويدوكون قال الصنف
يوضون والراد انم باتوا تلك الليلة ف خوض واختلف فيمن يدفعها اليه وفيه حرص الصحابة
على الي ومزيد اهتمامهم به وذلك يدل على علو مراتبهم ف العلم واليان قوله أيهم يعطاها
فهو يرفع أي على البناء قوله فلما أصبحوا غدوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم كلهم
يرجو أن يعطاها وف رواية أب هريرة عند مسلم أن عمر قال ما أحببت المارة إل يومئذ فإن
قلت أن كانت هذه الفضيلة لعلي رضي ال عنه ليست من خصائصه فلماذا تن بعض الصحابة
أن يكون له ذلك قيل الواب كما قال شيخ
108السلم أن ف ذلك شهادة النب صلى ال عليه وسلم لعلي بإيانه باطنا وظاهرا واثبات لوالته
ل ورسوله ووجوب موالة الؤمني له وإذا شهد النب صلى ال عليه وسلم لعي بشهادة أو دعا
له بدعاء أحب كثي من الناس أن يكون له مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء وإن كان النب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
صلى ال عليه وسلم يشهد بذلك للق كثي ويدعو به للق كثي وكان تعيينه لذلك العي من
أعظم فضائله ومناقبه وهذا كالشهادة بالنة لثاتب بن قيس وعبد ال بن سلم وغيها وإن
كان قد شهد بالنة لخرين والشهادة لحبة ال ورسوله للذي ضرب ف المر قلت وف هذه
الملة أيضا حرص الصحابة على الي قوله فقال أين علي بن أب طالب قال بعضهم كأنه صلى
ال عليه وسلم استبعد غيبته عن حضرته ف مثل ذلك الوطن ل سيما وقد قال لعطي الراية إل
آخره وقد حضر الناس وكلهم طمع بأن يكون هذا الذي يفوز بذلك الوعد وفيه سؤال المام
عن رعيته وتفقده أحوالم وسؤاله عنهم ف مامع الي قوله فقيل له هو يشتكي عينيه اي من
الرمد كما ف صحيح مسلم عن سعد بن أب وقاص فقال ادعوا ل عليا فأت به أرمد فبصق ف
عينيه قوله قال فأرسلوا إليه بمزة قطع أمر من الرسال أمرهم بأن يرسلو اليه فيدعوه له ولسلم
من طريق اياس بن سلمة عن أبيه قال فأرسلن ال علي فجئت به أقوده أرمد فبصق ف عينيه فبأ
قوله فبصق بفتح الصاد أي تفل قوله ودعا له فبأ وهو بفتح الراء والمزة بوزن ضرب ويوز
الكسر بوزن علم أي عوف ف الال عافية كاملة كأن ل يكن به وجع من رمد ول ضعف بصر
أصل وعند الطبان من حديث على فما رمدت ول صدعت منذ دفع إل النب صلى ال عليه
وسلم الراية وفيه دليل على الشهادتي
109قوله فأعطاه الراية قال الصنف فيه اليان بالقدر لصولا لن ل يسع ومنعا عمن سعى وفيه
التوكل على ال والقبال بالقلب اليه وعدم اللتفات ال السباب وان فعلها ل يناف التوكل
قوله وقال انفذ على رسلك أما انفذ فهو بضم الفاء أي امض لوجهك ورسلك بكسر الراء
وسكون السي أي على رفقك ولينك من غي عجلة يقال لن يعمل الشيء برفق وساحتهم فناء
أرضهم وهو حواليها وفيه الدب عند القتال وترك الطيش والصوات الزعجة الت ل حاجة
اليها وفيه أمر المام عماله بالرفق واللي من غي ضعف ول انتقاض عرية كما يشي اليه قوله
حت تنل بساحتهم قوله ث ادعهم ال السلم أي الذي هو معن شهادة أن ل إله إل ال وأن
ممدا رسول ال ومن هذا الوجه طابق الديث الترجة وف حديث أب هريرة عند مسلم فدعا
رسول ال صلى ال عليه وسلم علي بن أب طالب فأعطاه الراية وقال أمش ول تلتفت حت
يفتح ال عليك فسار علي شيئا ث وقف ول يلتفت فصرخ يا رسول ال على ماذا أقاتل الناس
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فقال قاتلهم حت يشهدوا أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك
دماءهم وأموالم إل بقها وحسابم على ال وفيه أن الدعوة ال شهادة أن ل إله أل ال الراد
با الدعوة ال الخلص با وترك الشرك وإل فاليهود يقولونا ول يفرق النب صلى ال عليه
وسلم ف الدعوة اليها بينهم وبي من ل يقولا من مشركي العرب فعلم أن الراد من هذه الكلمة
هو اللفظ با واعتقاد معناها والعمل به وذلك هو معن قوله تعال قل يا أهل الكتاب تعالوا إل
كلمة سواء بيننا وبينكم أن ل نعبد إل ال ول نشرك به شيئا ول يتخذ بعضنا بعضا أربابا من
دون ال فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون وقوله قل إنا أمرت أن
110أعبد ال ول أشرك به شيئا إليه أدعو واليه مآب وذلك هو معن قوله ث ادعهم إل السلم الذي
هو الستسلم ل تعال والنقياد له بفعل التوحيد وترك الشرك وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال
لكن إن كانوا قد بلغتهم الدعوة جاز قتالم ابتداء لن النب صلى ال عليه وسلم أغار على بن
الصطلق وهم غارون وتستحب دعوتم لذا الديث وما ف معناه وان كانوا ل تبلغهم وجبت
دعوتم وقوله وأخبهم با يب عليهم من حق ال تعال فيه أي ف السلم أي إذا اجابوا ال
السلم فأخبهم با يب عليهم من حقوقه الت لبد من فعلها كالصلة والزكاة وهذا كقوله
ف حديث أب هريرة فإذا فعلوا ذلك فعد منعوا منك دماءهم وأموالم إل بقها وقد فسره أبو
بكر الصديق لعمر رضي ال عنهما ل قاتل أهل الردة الذين يشهدون أن ل إله إل ال وأن ممد
رسول ال فقال له عمر كيف نقاتل الناس وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن
أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فإذا قالوها فقد عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها قال
أبو بكر فإن الزكاة حق الال وال لو منعون عناقا كانوا يؤدونا ال رسول ال صلى ال عليه
وسلم لقاتلتهم على منعها وحاصله أنم إذا أجابوا ال السلم الذي هو التوحيد فأخبهم با
يب عليهم بعد ذلك من حق ال تعال ف السلم من الصلة والزكاة والصيام والج وغي
ذلك من شرائع السلم الظاهرة وحقوقه فإن أجابوا إل ذلك فقد أجابوا إل السلم حقا وإن
امتنعوا عن شيء من ذلك فالقتال باق باله اجاعا فدل على أن النطق بكلمت الشهادة دليل
العصمة ل أنه عصمة أو يقال هو العصمة لكن بشرط العمل يدل على ذلك
111قوله تعال يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم ف سبيل ال فتبينوا الية ولو كان النطق بالشهادتي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عاصما ل يكن للتثبت معن يدل على ذلك قوله تعال فإن تابوا أي عن الشرك وفعلوا التوحيد
وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم فدل على ان القتال يكون على هذه المور وفيه ان
ل تعال حقوقا ف السلم من ل يأت با ل يكن مسلما كإخلص العبادة له والكفر با يعبد
من دونه وفيه بعث المام الدعاة إل ال كما كان النب صلى ال عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون
يفعلون وفيه تعليم المام أمراءه وعماله ما يتاجون إليه قوله فو ال لن يهدي ال بك رجل
واحدا خي لك من حر النعم أن هي الصدرية واللم قبلها مفتوحة لنا لم القسم وأن
ومدخولا مسبوك بصدر مرفوع على أنه مبتدأ خبه خي وحر بضم الهملة وسكون اليم
والنعم بفتح النون والعي الهملة أي خي لك من البل المر وهي أنفس أموال العرب يضربون
با الثل ف نفاسة الشيء قيل الراد خي من أن تكون لك فتتصدق با وقيل تقتنيها وتلكها قلت
هذا هو الظهر والول ل دليل عليه أي انكم تبون متاع الدنيا وهذا خي منه قال النووي
وتشبيه أمور الخرة بأمور الدنيا إنا هو للتقريب إل الفهام وإل فذرة من الخرة خي من
الرض بأسرها وأمثالا معها وفيه فضيلة الدعوة إل ال وفضيلة من اهتدى على يديه رجل
واحد وجواز اللف على الفتيا والقضاء والب واللف من غي استحلف باب تفسي التوحيد
وشهادة ان ل إله إل ال ش أي تفسي هاتي الكلمتي والعطف لتغاير اللفظي وإل فالعن
112واحد ولا ذكر الصنف ف البواب السابقة التوحيد وفضائله والدعوة اليه والوف من ضده
الذي هو الشرك فكأن النفوس اشتاقت إل معرفة هذا المر الذي خلقت له الليقة والذي بلغ
من شأنه عند ال أن من لقيه به غفر له وإن لقيه بلء الرض خطايا بي رحه ال ف هذا الباب
أنه ليس اسا ل معن له أو قول ل حقيقة له كما يظنه الاهلون الذين يظنون أن غاية التحقيق
فيه هو النطق بكلمة الشهادة من غي اعتقاد القلب بشيء من العان والاذق منهم يظن أن معن
الله هو الالق التفرد باللك فتكون غاية معرفته هو القرار بتوحيد الربوبية وهذا ليس هو الراد
بالتوحيد ول هو أيضا معن ل إله إل ال وإن كان ل بد منه ف التوحيد بل التوحيد اسم لعن
عظيم وقول له معن جليل هو أجل من جيع العان وحاصله هو الباءة من عبادة كل ما سوى
ال والقبال بالقلب والعبادة على ال وذلك هو معن الكفر بالطاغوت واليان بال وهو معن
ل إله إل ال كما قال تعال وإلكم إله واحد ل إله إل هو الرحن الرحيم وقال تعال حكاية
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عن مؤمن يس ومال ل أعبد الذي فطرن وإليه ترجعون أأتذ من دونه آلة إن يردن الرحن
بضر ل تغن عن شفاعتهم شيئا ول ينقذون إن إذا لفي ضلل مبي وقال تعال قل إن أمرت أن
أعبد ال ملصا له الدين وأمرت لن أكون أول السلمي قل إن أخاف إن عصيت رب عذاب
يوم عظيم قل ال أعبد ملصا له دين وقال تعال حكاية عن مؤمن آل فرعون ويا قوم ما ل
أدعوكم إل النجاة وتدعونن إل النار تدعونن لكفر بال وأشرك به ما ليس ل به علم وأنا
أدعوكم إل العزيز الغفار ل جرم أن
113ما تدعونن إليه ليس له دعوة ف الدنيا ول ف الخرة واليات ف هذا كثية تبي أن معن ل إله
إل ال هو الباءة من عبادة ما سوى ال من الشفعاء والنداد وإفراد ال بالعبادة فهذا هو الدى
ودين الق الذي أرسل ال به رسله وأنزل به كتبه أما قول النسان ل إله إل ال من غي معرفة
لعناها ول عمل به أو دعواه أنه من أهل التوحيد وهو ل يعرف التوحيد بل ربا يلص لغي ال
من عباداته من الدعاء والوف والذبح والنذر والتوبة والنابة وغي ذلك من أنواع العبادات فل
يكفي ف التوحيد بل ل يكون إل مشركا والالة هذه كما هو شأن عباد القبور ث ذكر الصنف
آيات تدل على هذا فقال وقول ال تعال أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة أيهم
أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه الية قلت يبي معن هذه الية الت قبلها وهي قوله قل
ادعوا الذين زعمتم من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل اولئك الذين يدعون
الية قال ابن كثي يقول تعال قل للمشركي ادعوا الذين زعمتم من دونه من النداد وارغبوا
إليهم فإنم ل يلكون كشف الضر عنكم أي بالكلية ول تويل أي أن يولوه ال غيكم
والعن إن الذي يقدر على ذلك هو ال وحده لشريك له قال العوف عن ابن عباس ف الية
كان أهل الشرك يقولون نعبد اللئكة والسيح ووهم الذين يدعون يعن اللئكة وعزيزا وقوله
أولئك الذين يدعون الية وروى البخاري عن ابن مسعود ف الية قال ناس من الن كانوا
يعبدون فأسلموا
114وف رواية كان ناس من النس يعبدون ناسا من الن فأسلم الن وتسك هؤلء بدينهم وقال
السدي عن اب صال عن ابن عباس ف الية قال عيسى وامه وعزير وقال مغية عن إبراهيم كان
ابن عباس يقول ف هذه الية هم عيسى وعزير والشمس والقمر وقال ماهد عيسى وعزير
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
واللئكة وقوله ويرجون رحته ويافون عذابه لتتم العبادة إل بالوف والرجاء وف التفسي
النسوب إل الطبي النفي قل للمشركي يدعون أصنامهم دعاء استغاثة فل يقدرون كشف
الضر عنهم ول تويل إل غيهم أولئك الذين يدعون أي اللئكة العبودة لم يتبادرون إل
طلب القربة إل ال فيجون رحته ويافون عذابه إن عذاب ربك كان مذورا أي ما يذره كل
عاقل وعن الضحاك وعطاء أنم اللئكة وعن ابن عباس أولئك الذين يدعون عيسى وأمه
وعزيرا قال شيخ السلم وهذه القوال كلها حق فإن الية تعم من كان معبوده عابدا ل سواء
كان من اللئكة أو من الن أو من البشر والسلف ف تفسيهم يذكرون جنس الراد بالية على
نوع التمثيل كما يقول الترجان لن سأله ما معن لفظ البز فييه رغيفا فيقول هذا فالشارة إل
نوعه ل إل عينه وليس مرادهم بذلك تصيص نوع دون نوع مع شول فالية خطاب للنوعي
فاية خطاب لكل من دعا دون ال مدعوا وذلك الدعو يبتغي إل ال الوسيلة ويرجو رحته
وياف عذابه فكل من دعا ميتا أو غائبا من النبياء والصالي سواء كان بلفظ الستغاثة أو
غيها فقد تناولته هذه الية كما تتناول من دعا اللئكة والن ومعلوم أن هؤلء كلهم يكونون
وسائط فيما يقدره ال بأفعالم ومع هذا فقد نى ال عن دعائهم وبي أنم ل يلكون كشف
الضر عن الداعي
115ول تويله ل يرفعونه بالكلية ول يولونه من موضع إل موضع كتغيي صفته أو قدره ولذا قال
ول تويل فذكر نكرة تعم أنواع التحويل فكل من دعا ميتا أو غائبا من النبياء والصالي أو
دعا اللئكة أو دعا الن فقد دعا من ل يغيثه ول يلك كشف الضر عنه ول تويله انتهى
وبنحو ما تقدم من كلم هؤلء قال جيع الفسرين فتبي أن معن التوحيد وشهادة أن ل إله إل
ال هو ترك ما عليه الشركون من دعوة الصالي والستشفاع بم إل ال ف كشف الضر
وتويله فكيف من أخلص لم الدعوة وإنه ل يكفي ف التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة
من غي مفارقة لدين الشركي وإن دعاء الصالي لكشف الضر أو تويله هو الشرك الكب نبه
عليه الصنف قال وقوله وإذ قال ابراهيم لبيه وقومه إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن الية
قال ابن كثي يقول تعال مبا عن عبده ورسوله وخليله إمام النفاء ووالد من بعث بعده من
النبياء الذي تنتسب إليه قريش ف نسبها ومذهبها إنه تبأ من أبيه وقومه ف عبادتم الوثان
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فقال إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية ف عقبه أي هذه
الكلمة وهي عبادة ال وحده ل شريك له وخلع ما سواه من الوثان وهي ل إله إل ال أي
جعلها ف ذريته يقتدي به فيها من هداه ال من ذرية إبراهيم عليه السلم لعلهم يرجعون أي
اليها قال عكرمة وماهد والضحاك وقتادة والسدي وغيهم ف قوله وجعلها كلمة باقية ف عقبه
يعن ل إله إل
116ال ل يزال ف ذريته من يقولا وقال ابن زيد كلمة السلم وهو يرجع إل ما قاله الماعة قلت
وروى ابن جرير عن قتادة ف قولة إل الذي فطرن قال خلقن وعنه إن براء ما تعبدون إل الذي
فطرن قال إنم يقولون إن ال ربنا ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال فلم يبأ من ربه رواه عبد
بن حيد قلت يعن أن قوم إبراهيم يعبدون ال ويعبدون غيه فتبأ ما يعبدون إل ال ل كما
يظن الهال أن الكفار ل يعرفون ال ول يعبدونه أصل وروى ابن جرير وابن النذر عن قتادة
وجعلها كلمة باقية ف عقبه قال الخلص والتوحيد ل يزال ف ذريته من يوحد ال ويعبده فتبي
بذا أن معن ل إله إل ال هو الباءة ما يعبد من دون ال وإفراد ال بالعبادة وذلك هو التوحيد
ل مرد القرار بوجود ال وملكه وقدرته وخلقه لكل شيء فإن هذا يقربه الكفار وذلك هو
معن قوله إنن براء ما تعبدون إل الذي فطرن فاستثن من العبودين ربه وذكر سبحانه أن هذه
الباءة وهذه الوالة هي شهادة أن ل إله إل ال قاله الصنف قال وقوله تعال اتدوا أحبارهم
ورهبانم أربابا من دون ال الية ش الحبار هم العلماء والرهبان هم العباد وهذه الية قد
فسرها رسول ال صلى ال عليه وسلم لعدي بن حات وذلك أنه لا جاء مسلما دخل على
رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يقرأ هذه الية قال فقلت إنم ل يعبدوهم فقال إنم حرموا
عليهم اللل وحللوا لم الرام فاتبعوهم فذلك عبادتم اياهم رواه أحد والترمذي وحسنه
وعبد بن حيد وابن سعد وابن أب حات والطبان
117وغيهم من طرق وهكذا قال جيع الفسرين قال السدي استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب ال
وراء طهورهم ولذا قال تعال وما أمروا إل ليعبدوا إلا واحدا ل إله ال ال أي الذي إذا حرم
شيئا فهو الرام وما حلله حل وما شرعه اتبع سبحانه تعال عما يشركون أي تعال وتقدس عن
الشركاء والنظراء والضداد والنداد ل إله إل هو ول رب سواه ومراد الصنف رحه ال بإيراد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الية هنا أن الطاعة ف تري اللل وتليل الرام من العبادة النفية من غي ال تعال ولذا
فسرت العبادة بالطاعة وفسر الله بالعبود الطاع فمن أطاع ملوقا ف ذلك فقد عبده اذ معن
التوحيد وشهادة أن ل اله ال ال يقتضي افراد ال بالطاعة وافراد الرسول بالتابعة فإن من أطاع
الرسول صلى ال عليه وسلم فعد أطاع ال وهذا أعظم ما يبي التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال
لنا تقتضي نفي الشرك ف الطاعة فما ظنك بشرك العبادة كالدعاء والستغاثة والتوبة وسؤال
الشفاعة وغي ذلك من انواع الشرك ف العبادة وسيأت مزيد لذا ان شاء ال تعال ف باب من
أطاع العلماء والمراء قال وقوله ومن الناس من يتخذ من دون ال اندادا يبونم كحب ال
الية ش قال الصنف رحه ف مسائله ومنها اي من المور البينة لتفسي التوحيد وشهادة أن ل
إله إل ال آية البقرة ف الكفار الذين قال ال فيهم وما هم بارجي من النار وذكر أنم يبون
اندادهم كحب ال فدل على أنم يبون ال حبا عظيما ول يدخلهم ف السلم فكيف بن
أحب الند حبا أكب من حب ال فكيف بن ل يب إل الند وحده ول يب ال قلت مراده أن
معن التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال هو إفراد ال بأصل الب الذي
118يستلزم إخلص العبادة ل وحده ل شريك له وعلى قدر التفاضل ف هذا الصل وما ينبن عليه
من العمال الصالة يكون تفاضل اليان والزاء عليه ف الخرة فمن أشرك بال تعال ف ذلك
فهو الشرك لذه الية أخب تعال عن أهل هذا الشرك أنم يقولون للتهم وهم ف الحيم تال
إن كنا لفي ضلل مبي أذ نسويكم برب العالي ومعلوم أنم ما ساووهم به ف اللق والرزق
واللك وانا ساووهم به ف الحبة واللية والتعظيم والطاعة فمن قال ل اله ال ال وهو مشرك
بال ف هذه الحبة فما قالا حق القول وان نطق با اذ هو قد خالفها بالعمل كما قال الصنف
فكيف بن أحب الند حبا أكب من حب ال وسيأت الكلم على هذه الية ف بابا أن شاء ال
تعال قال ف الصحيح عن النب صلى ال عليه وسلم قال من قال ل إله ال ال وكفر با يعبد من
دون ال حرم ماله ودمه وحسابه على ال ش قوله ف الصحيح أي صحيح مسلم عن أب مالك
الشجعي عن أبيه عن النب صلى ال عليه وسلم فذكره وأبو مالك اسه سعد بن طارق كوف
ثقه مات ف حدود الربعي ومائة وأبوه طارق بن أشيم بالعجمة والثناة التحتيه وزن أحر ابن
مسعود الشجعي صحاب له أحاديث قال مسلم ل يرو عنه غي ابنه قوله من قال ل اله ال ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وكفر با يعبد من دون ال اعلم أن النب صلى ال عليه وسلم ف هذا الديث علق عصمة الال
والدم بأمرين الول قول ل اله ال ال الثان الكفر فيمن يعبد من دون ال فلم يكتف بلفظ
الجرد عن العن بل ل بد من قولا والعمل با قال الصنف وهذا من أعظم ما يبي معن ل اله
ال ال فإنه ل يعل التلفظ با عاصما للدم والال بل ول معرفة معناها مع التلفظ با بل ول
القرار بذلك بل ول كونه ل يدعو ال ال وحده ل شريك له بل ل
119يرم دمه وماله حت يضيف ال ذلك الكفر با يعبد من دون ال فإن شك أو تردد ل يرم ماله
ودمه فيا لا من مسألة ما أجلها وياله من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعها للمنازع قلت وقد
أجع العلماء على معن ذلك فل بد ف العصمة من التيان بالتوحيد والتزام أحكامه وترك الشرك
كما قال تعال وقاتلوهم حت ل تكون فتنة ويكون الدين كله ل والفتنة هنا الشرك فدل على
أنه إذا وجد الشرك فالقتال باق باله كما قال تعال وقاتلوا الشركي كافة كما يقاتلونكم كافة
وقال تعال فإذا انسلخ الشهر الرم فاقتلوا الشركي حيث وجدتوهم وخذوهم واحصروهم
واقعدوا لم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن ال غفور رحيم
فأمر بقتالم على فعل التوحيد وترك الشرك وإقامه شعائر الدين الظاهرة فإذا فعلوها خلي
سبيلهم ومت ابوا عن فعلها أو فعل شيء منها فالقتال باق باله إجاعا ولو قالوا ل إله إل ال
وكذلك النب صلى ال عليه وسلم علق العصمة با علقها ال به ف كتابه كما ف هذا الديث
وف صحيح مسلم عن أب هريرة مرفوعا أمرت أن اقاتل الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال
ويؤمنوا ب وبا جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا من دماءهم وأموالم إل بقها وحسابم على
ال وف الصحيحي عنه قال لا توف رسول ال صلى ال عليه وسلم وكفر من كفر من العرب
فقال عمر بن الطاب لب بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم
أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال فمن
120قال ل إله إل ال فقد عصم من ماله ونفسه إل بقه وحسابه على ال فقال أبو بكر وال
لقاتلن من فرق بي الصلة والزكاة فإن الزكاة حق الال وال لو منعون عقال كانوا يؤدونه إل
رسول ال صلى ال عليه وسلم لقاتلتهم على منعه فقال عمر بن الطاب فو ال ما هو إل أن
رأيت ال قد شرح صدر اب بكر للقتال فعرفت أنه الق لفظ مسلم فانظر كيف فهم صديق
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
المة أن النب صلى ال عليه وسلم ل يرد مرد اللفظ با من غي إلزام لعناها وأحكامها فكان
ذلك هو الصواب واتفق عليه الصحابة ول يتلف فيه منهم اثنان إل ما كان من عمر حت رجع
إل الق وكان فهم الصديق هو الوافق لنصوص القرآن والسنة وف الصحيحي أيضا عن عبد
ال بن عمر قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حت يشهدوا أن ل
إله إل ال وأن ممدا رسول ال ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوه عصموا من دماءهم
وأموالم إل بقها وحسابم على ال فهذا الديث كأية برآءة بي فيه ما يقاتل عليه الناس ابتدآء
فإذا فعلوه وجب الكف عنهم إل بقه فإن فعلوا بعد ذلك ما يناقض هذا القرار والدخول ف
السلم وجب القتال حت يكون الدين كله ل بل لو أقروا بالركان المسة وفعلوها وأبوا عن
فعل الوضوء للصلة ونوه أو عن تري بعض مرمات السلم كالربا أو الزنا أو نو ذلك
وجب قتالم إجاعا ول تعصمهم ل إله إل ال و ل ما فعلوه من الركان وهذا من أعظم ما بي
معن ل إله إل ال وأنه ليس الراد منها مرد النطق فإذا كانت ل تعصم من استباح مرما أو أب
عن فعل الوضوء مثل بل يقاتل على ذلك حت يفعله فكيف تعصم من دان بالشرك وفعله واحبه
ومدحه وأثن على أهله ووال عليه وعادى عليه وأبغض التوحيد الذي هو إخلص العبادة ل
وتبأ منه وحارب أهله وكفرهم وصد عن سبيل ال كما هو شأن عباد القبور
121وقد أجع العلماء على أن من قال ل إله إل ال وهو مشرك أنه يقاتل حت يأت بالتوحيد ذكر
التنبيه على كلم العلماء ف ذلك فإن الاجة داعية إليه لدفع شبه عباد القبور ف تعلقهم بذه
الحاديث وما ف معناها مع أنا حجة عليهم بمد ال ل لم قال ابو سليمان الطاب ف قوله
امرت أن أقاتل الناس حت يقولوا ل إله إل ال معلوم أن الراد بذا أهل الوثان دون أهل
الكتاب لنم يقولون ل إله إل ال ث يقاتلون ول يرفع عنهم السيف وقال القاضي عياض
اختصاص عصم الال والنفس بن قال ل إله إل ال تعبي عن الجابة إل اليان وأن الراد بذلك
مشركو العرب وأهل الوثان ومن ل يوحد وهم كانوا أول من دعي إل السلم وقوتل عليه
فأما غيهم من يقر بالتوحيد فل يكتفى ف عصمته بقوله ل إله إل ال إذ كان يقولا ف كفره
وهي من اعتقاده فلذلك جاء ف الديث الخر ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة وقال النووي لبد
مع هذا من اليان بميع ما جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم وكما جاء ف الرواية
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الخرى ويؤمنوا ب وبا جئت به وقال شيخ السلم لا سئل عن قتال التتار مع التمسك
بالشهادتي ولا زعموا من اتباع أصل السلم فقال كل طائفة متنعة من التزام شرائع السلم
الظاهرة التواترة من هؤلء القوم أو غيهم فإنه يب قتالم حت يلتزموا شرائعه وإن كانوا مع
ذلك ناطقي بالشهادتي وملتزمي بعض شرائعه كما قاتل ابو بكر والصحابة رضي ال عنهم ما
نعي الزكاة وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم
122قال فأيا طائفة متنعة امتنعت عن بعض الصلوات الفروضات أو الصيام أو الج أو عن التزام
تري الدماء أو الموال أو المر أو اليسر أو نكاح ذوات الحارم أو عن التزام جهاد الكفار أو
ضرب الزية على أهل الكتاب أو غي ذلك من التزام واجبات الدين أو مرماته الت ل عذر
لحد ف جحودها أو تركها الت يكفر الواحد بحودها فإن الطائفة المتنعة تقاتل عليها وإن
كانت مقرة با وهذا ما ل أعلم فيه خلفا بي العلماء قال وهؤلء عند الحققي من العلماء
ليسوا بنلة البغاة بل هم خارجون عن السلم بنلة ما نعي الزكاة ومثل هذا كثي ف كلم
العلماء والقصود التنبيه على ذلك ويكفي العاقل النصف ما ذكره العلماء من كل مذهب ف
باب حكم الرتد فإنم ذكروا فيه أشياء كثية يكفر با النسان ولو أتى بميع الدين وهو
صريح ف كفر عباد القبور ووجوب قتالم إن ل ينتهوا حت يكون الدين ل وحده فإذا كان من
التزام شرائع الدين كلها إل تري اليسر أو الربا أو الزنا يكون كافرا يب قتاله فكيف بن
أشرك بال ودعي إل اخلص الدين ل والباءة والكفر بن عبد غي ال فأب عن ذلك واستكب
وكان من الكافرين قوله وحسابه على ال أي ال ال تبارك وتعال هو الذي يتول حسابه فإن
كان صادقا من قلبه جازاه بنات النعيم وان كان منافقا عذبه العذاب الليم وأما ف الدنيا
فالكم على الظاهر فمن أتى بالتوحيد والتزم شرائعه ظاهرا وجب الكف عنه حت يتبي منه ما
يالف ذلك واستدل الشافعية بالديث على قبول توبة الزنديق وهو الذي يظهر السلم ويسر
الكفر والشهور ف مذهب أحد ومالك أنا
123ل تقبل لقوله تعال ال الذين تابو وأصلحوا وبينوا والزنديق ل يتبي رجوعه لنه مظهر للسلم
مسر للكفر فإذا أظهر التوبه ل يزد على ما كان منه قبلها والديث ممول على الشرك ويتفرع
على ذلك سقوط القتل وعدمه أما ف الخرة فإن كان دخل ف السلم صادقا قبلت وفيه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وجوب الكف عن الكافر إذا دخل ف السلم ولو ف حال القتال حت يتبي منه ما يالف ذلك
وفيه أن النسان قد يقول ل اله ال ال ول يكفر با يعبد من دون ال وفيه أن شرط اليان
القرار بالشهادة والكفر با يعبد من دون ال مع اعتقاد ذلك واعتقاد جيع ما جاء به الرسول
صلى ال عليه وسلم وفيه أن أحكام الدنيا على الظاهر وأن مال السلم ودمه حرام ال ف حق
كالقتل قصاصا ونوه وتغريه قيمة ما يتلفه قوله وشرح هذه الترجة ما بعدها من البواب يعن
أن ما يأت بعد هذه الترجة من البواب شرح للتوحيد وشهادة أن ل إله إل ال لن معن
التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال أن ل يعبد إل ال ول يعتقد النفع والضر إل ف ال وأن يكفر
با يعبد من دون ال ويتبأ منها ومن عابديها وما بعد هذا من البواب بيان لنواع من العبادات
والعتقادات الت يب إخلصها ل تعال وذلك هو معن التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال وال
أعلم باب من الشرك لبس اللقة واليط ونوها لرفع البلء أو دفعه ش رفع البلء إزالته بعد
حصوله ودفعه منعه قبله ومن هنا ابتدأ
124الصنف ف تفسي التوحيد وشهادة أن ل إله إل ال بذكر شيء ما يضاد ذلك من أنواع الشرك
الكب والصغر فإن الضد ل يعرف إل بضده كما قيل وبضدها تتبي الشياء فمن ل يعرف
الشرك ل يعرف التوحيد وبالعكس فبدأ بالصغر العتقادي انتقال من الدن إل العلى فقال
وقول ال تعال أفرأيتم ما تدعون من دون ال إن إرادن ال بضر هل هن كاشفات ضره ش قال
ابن كثي ف تفسيها أي ل تستطيع شيئا من المر قل حسب ال أي ال كاف من توكل عليه
وعليه يتوكل التوكلون كما قال هود عليه السلم حي قال له قومه إن نقول إل اعتراك بعض
آلتنا بسوء قال إن أشهد ال واشهدوا أن بريء ما تشركون من دونه فكيدون جيعا ث ل
تنظرون إن توكلت على ال رب وربكم ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها قلت حاصله أن ال
تعال أمر نبيه صلى ال عليه وسلم أن يقول للمشركي أرأيتم أي أخبون عما تدعون من دون
ال أي تعبدونم وتسألونم من النداد والصنام واللة السميات بأساء الناث الدالة أساؤهن
على بطلنن وعجزهن لن النوثة من باب اللي والرخاوة كاللت والعزى إن أرادن ال بضر
أي برض أو فقر أو بلء أو شدة هل هن كاشفات ضره أي ل يقدرون على ذلك أصل أو
أرادن برحة أي صحة وعافية وخي وكشف بلء هل هن مسكات رحته قال مقاتل فسألم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
النب صلى ال عليه وسلم وسلم فسكتوا أي لنم ل يعتقدون ذلك فيها وإنا كانوا يدعونا
على معن أنا وسائط وشفعاء عند ال ل لنم يكشفون الضر وييبون دعاء الضطر فهم
يعلمون أن ذلك ل
125وحده كما قال تعال ث إذا مسكم الضر فإليه تأرون ث إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم
بربم يشركون وقد دخل ف ذلك كل من دعي من دون ال من اللئكة والنبياء والصالي
فضل عن غيهم فل يقدر أحد على كشف ضر ول إمساك رحة كما قال تعال ما يفتح ال
للناس من رحة فل مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم وإذا كان
كذلك بطلت عبادتم من دون ال وإذا بطلت عبادتم فبطلن دعوة اللة والصنام أبطل
وأبطل وليس اللقة واليط لرفع البلء أو دفعه كذلك فهذا وجه استدال الصنف بالية وان
كانت الترجة ف الشرك الصغر فان السلف يستدلون با نزل ف الكب على الصغر كما
استدل حذيفة وابن عباس وغيها وكذلك من جعل رؤوس المر ونوها ف البيت والزرع
لدفع العي كما يفعله أشباه الشركي فإنه يدخل ف ذلك وقد يتجون على ذلك با رواه أبو
داود ف الراسيل عن علي بن السي مرفوعا احرثوا فان الرث مبارك وأكثروا فيه من الماجم
وعنه أجوبة أحدها أنه حديث ساقط مرسل وأبو داود ل يشترط ف مراسيله جع الراسيل
الصحيحة السناد وقد ضعفه السيوطي وغيه الثان أنه اختلف ف تفسي الماجم فقيل هي
البذر ذكره العزيزي ف شرح الامع وقيل الشبة الت يكون ف رأسها سكة الرث قاله أبو
السعادات ابن الثي ف النهاية وقيل هي جاجم رؤوس اليوان ذكره العزيزي وغيه وعلى هذا
فقيل أمر يعلها لدفع الطي ذكره العزيزي وغيه وهذا هو القرب لو ثبت الديث مع أنه باطل
وقيل بل لدفع
126العي وفيه حديث ساقط أنه أمر بالماجم ف الزرع من أجل العي وهو مع ذلك منقطع ذكره
السيوطي وغيه وهذا العن هو الذي تعلق به أشباه الشركي ول ريب أنه معن باطل ل يرده
النب صلىال عليه وسلم لو كان الديث صحيحا وكيف يريده وقد أمر بقطع الوتار كما ف
الصحيح وقال من تعلق شيئا وكل اليه وقال من تعلق ودعة فل ودع ال له وكانوا يعلون ذلك
من أجل العي كما سيأت فهل أرخص لم فيه الثالث أن هذا مضاد لدين السلم الذي بعث
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال به رسله فانه تعال إنا أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده ول يشرك به شيء ل ف
العبادة ول ف العتقاد وهذا من جنس فعل الاهلية الذين يعتقدون البكة والنفع والضر فيما ل
يعل ال فيه شيئا من ذلك ويعلقون التمائم والودع ونوها على أنفسهم لدفع المراض والعي
فيما زعموا فان قيل الفاعل لذلك ل يعتقد النفع فيه استقلل فإن ذلك ل وحده فهو النافع
الضار وإنا اعتقد أن ال جعله سببا كغيه من السباب قيل هذا باطل أيضا فإن ال ل يعل
ذلك سببا أصل وكيف يكون الشرك سببا للب الي ولدفع الضر ولو قدر أن فيه بعض النفع
فهو كالمر واليسر فيهما إث كبي ومنافع للناس وإثها أكب من نفعهما فإن قيل كيف يكون
شركا وقد روى أبو داود ذلك ف مراسيله وغيه من العلماء يروون الديث ول ينكروه قيل
أهل العلم يروون الحاديث الضعيفة والوضوعة لبيان حالا وإسنادها ل للعتماد عليها
واعتقادها وكتب الحدثي مشحونة بذلك فبعضهم يذكر علة الديث ويبي حاله وضعفه إن
كان ضعيفا ووضعه ان كان موضوعا وبعضهم يكتفي بايراد الديث باسناده ويرى أنه قد
برىء من عهدته اذا أورده
127باسناده لظهور حال رواته كما يفعل ذلك الافظ أبو نعبم وأبو القاسم بن عساكر وغيها
فليس ف رواية من رواه وسكوته عند دليل علىأنه عنده صحيح أو حسن أو ضعيف بل قد
يكون موضوعا عنده فل يدل سكوته عنه على جواز العمل به عنده وسيأت ف الكلم على
حديث قطع الوتار ما يدل على النهي عن هذا من كلم العلماء قال عن عمران بن حصي أن
النب صلى ال عليه وسلم رأى رجل ف يده حلقة من صفر فقال ما هذه قال من الواهنة فقال
انزعها فإنا ل تزيدك ال وهنا فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا رواه أحد بسند ل بأس
به ش هذا الديث ذكره الصنف بعناه أما لفظه فقال المام أحد حدثنا خلف بن الوليد ثنا
البارك عن السن قال أخبن عمران بن حصي أن النب صلى ال عليه وسلم أبصر على عضد
رجل حلقة قال أراه قال من صفر فقال ويك ما هذه قال من الواهنة قال أما إنا ل تزيدك إل
وهنا انبذها عنك فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا ورواه ابن ماجه دون قوله انبذها ال
آخره وابن حبان ف صحيحه وقال فانك إن مت وكلت اليها والاكم وقال صحيح السناد
واقره الذهب قال النذري رووه كلهم عن مبارك بن فضالة عن السن عن عمران ورواه ابن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
حبان أيضا بنحوه عن أب عامر الزاز عن السن وهذه متابعة جيدة إل أن السن اختلف ف
ساعه من عمران قال ابن الدن وغيه ل يسمع منه وقال الاكم وأكثر مشاينا على أنه سع
منه قلت رواية المام أحد ظاهرة ف ساعه منه فهو الصواب قوله عن عمران بن حصي أي ابن
عبيد بن خلف الزاعي أبو نيد
128بنون وجيم مصغر صحاب ابن صحاب أسلم عام خيب ومات سنة اثنتي وخسي بالبصرة قوله
رأى رجل ف رواية الاكم دخلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وف عضدي حلقة
صفر فقال ما هذه قلت من الواهنة فقال انبذها فالبهم ف رواية أحد ومن وافقه هو عمران
راوي الديث قوله فقال ما هذا يتمل أن الستفهام للستفصال هل لبسها تليا أم ل ويتمل
أن يكون للنكار فظن اللبس أنه استفصل قوله من الواهنة قال أبو السعادات الواهنة عرق
يأخذ ف النكب وف اليد كلها فيقى منها وقيل هو مرض يأخذ ف العضد وربا علق عليها
جنس من الرز يقال له خرز الواهنة وهي تأخذ الرجال دون النساء قال وإنا ناه عنها لنه
اتذها على معن أنا تعصمه من الل فكان عنده ف معن التمائم النهي عنه قلت وفيه استفصال
الفت واعتبار القاصد قوله انزعها فإنا ل تزيدك إل وهنا لفظ الديث انبذها وهو أبلغ أي
اطرحها والنع هو الذب بقوة والنبذ يتضمن ذلك وزيادة وهو الطرح والبعاد أمره بطرحها
عنه وأخب أنا ل تنفعه بل تضره فل تزيده إل وهنا أي ضعفا وكذلك كل أمر نى عنه فإنه ل
ينفع غالبا اصل وإن نفع بعضه فضره أكب من نفعه وفيه النهي عن تعليق اللق والرز ونوها
على الريض أو غيه والتنبيه على النهي عن التداوي بالرام وروى أبو داود بإسناد حسن
والبيهقي عن أب الدرداء مرفوعا ف حديث تداووا ول تداووا برام فإن قيل كيف قال صلى ال
عليه وسلم ل تزيدك إل وهنا وهي ليس لا تأثي وقيل هذا وال أعلم يكون عقوبة له على
شركه لنه وضعها لدفع الواهنة فعوقب بنقيض مقصوده
129قوله فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا أي لنه مشرك والالة هذه والفلح هو الفوز
والظفر والسعادة قال الصنف فيه شاهد لكلم الصحابة أن الشرك الصغر أكب الكبائر وأنه ل
يعذر بالهالة والنكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك قلت وفيه أن الصحاب لو مات وهي
عليه ما أفلح أبدا ففيه رد على الغرورين الذين يفتخرون بكونم من ذرية الصالي أو من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
اصحابم ويظنون أنم يشفون لم عند ال وإن فعلوا العاصي وفيه أن رتب النكار متفاوتة فإذا
كفى الكلم ف إزالة النكر ل يتج إل ضرب ونوه وفيه أن السلم إذا فعل ذنبا وأنكر عليه
فتاب منه فإن ذلك ل ينقصه وأنه ليس من شرط أولياء ال عدم الذنوب قوله رواه أحد بسند
ل بأس به هو المام أحد بن ممد بن حنبل بن هلل بن أسد الشيبان أبو عبد ال الروزي ث
البغدادي إمام أهل عصره وأعلمهم بالفقه والديث وأشدهم ورعا ومتابعة للسنة روى عن
الشافعي ويزيد بن هرون وابن مهدي ويي القطان وأبن عيينة وعفان وخلف وروى عنه ابناه
عبدال وصال والبخاري ومسلم وأبو داود وأبو بكر الثرم والروزي وخلق ل يصون مات
سنة إحدى وأربعي ومائتي وله سبع وسبعون سنة قال وله عن عقبة بن عامر مرفوعا من تعلق
تيمة فل أث ال له ومن تعلق ودعة فل ودع ال له وف رواية من تعلق تيمة فقد أشرك ش
الديث الول رواه أحد كما قال الصنف ورواه أيضا أبو يعلى والاكم وقال صحيح السناد
وأقره الذهب وقوله وف رواية هذا يوهم أن هذا ف بعض الحاديث الذكورة وليس
130كذلك بل الراد أنه ف حديث آخر رواه أحد أيضا فقال حدثنا عبدالصمد ابن عبدالوارث ثنا
عبدالعزيز ابن مسلم ثنا يزيد بن أب منصور عن دحي الجري عن عقبة بن عامر الهن أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقالوا يا رسول
ال بايعت تسعة وأمسكت عن هذا قال إن عليه تيمة فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال من علق
تيمة فقد أشرك ورواه الاكم بنحوه ورواته ثقات وقوله ف هذا الديث فأدخل يديه فقطعها
أي الرجل بينه الاكم ف روايته قوله عن عقبة بن عامر هو الهن صحاب مشهور وكان فقيها
فاضل ول إمارة مصر لعاوية ثلث سني ومات قريبا من الستي قوله من تعلق تيمة أي
متمسكا با عليه وعلى غيه من طفل أو دابة ونو ذلك قال النذري يقال انا خرزة كانوا
يعلقونا يرون أنا تدفع عنهم الفات واعتقاد هذا الرأي جهل وضللة إذ ل مانع ول دافع غي
ال تعال وقال أبو السعادات التمائم جع تيمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولدهم
يتقون با العي ف زعمهم فأبطله السلم قال كأنم كانوا يعتقدون أنا تائم الدواء والشفاء
قوله فل أت ال له دعاء عليه بأن ال ل يتم له أموره قوله ومن تعلق ودعة بفتح الواو وسكون
الهملة قال ف مسند الفردوس شيء يرج من البحر يشبه الصدف يتقون به العي قوله فل ودع
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال له بتخفيف الدال أي ل جعله ف دعة وسكون وقيل هو لفظ بن من الودعة أي ل خفف
ال عنه ما يافه قال أبو السعادات وهذا دعاء عليه فيه وعيد شديد لن فعل ذلك فإنه مع كونه
شركا فقد دعا عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم بنقيض مقصوده
131قوله من تعلق تيمة فقد أشرك قال ابن عبد الب إذا اعتقد الذي علقها أنا ترد العي فقد ظن أنا
ترد القدر واعتقاد ذلك شرك وقال أبو السعادات إنا جعلها شركا لنم أرادوا دفع القادير
الكتوبة عليهم وطلبوا دفع الذى من غي ال الذي هو دافعه قال ولبن أب حات عن حذيفة أنه
رأى رجل ف يده خيط من المى فقطعه وتل قوله وما يؤمن اكثرهم بال إل وهم مشركون
ش هذا الثر رواه ابن أب حات كما قال الصنف ولفظه حدثنا ممد بن السي بن إبرايهم بن
اشكاب ثنا يونس بن ممد ثنا حاد بن مسلمة عن عاصم الحول عن عزرة قال دخل حذيفة
على مريض فرأى ف عضده سيا فقطعه أو انتزعه ث قال وما يؤمن أكثرهم بال إل وهم
مشركون وابن أب حات هو المام أبو ممد عبدالرحن ابن أب حات ممد بن إدريس الرازي
التميمي النظلي الافظ ابن الافظ صاحب الرح والتعديل والتفسي وغيها مات سنة سبع
وعشرين وثلثائة وحذيفة هو ابن اليمان واسم اليمان حسيل بهملتي مصغرا ويقال حسل
بكسر ث سكون العبسي بالوحدة حليف النصار صحاب جليل من السابقي ويقال صاحب
السر وأبوه أيضا صحاب مات حذيفة ف أول خلفة علي سنة ست وثلثي قوله رأى رجل ف
يده خيط من المى أي من أجل المى لدفعها وكان الهال يعلقون لذلك التمائم واليوط
ونوها وروى وكيع عن حذيفة أنه دخل على مريض يعوده فلمس عضده فإذا فيه خيط فقال
ما هذا
132فقال شيء رقي ل فيه فقطعه فقال لو مت وهو عليك ما صليت عليك قوله فقطعه فيه إنكار
هذا وإن كان يعتقد أنه سبب فإن السباب ل يوز منها إل ما أباحه ال ورسوله صلى ال عليه
وسلم مع عدم العتماد عليه فكيف با هو شرك كالتمائم واليوط والرز والطلسم ونو ذلك
ما يعلقه الهال وفيه إزالة النكر باليد بغي إذن الفاعل وإن كان يظن أن الفاعل يزيله وان
إتلف آلت النكر واللهو جائزة وإن ل يأذن صاحبها قوله وتل قوله وما يؤمن اكثرهم بال إل
وهم مشركون استدل حذيفه بذه الية على أن تعليق اليط ونوه لا ذكر شرك أي أصغر كما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تقدم ف الديث ففيه صحة الستدلل با نزل ف الكب على الصغر ومعن الية أن ال أخب
عن الشركي أنم يمعون بي اليان بال أي بوجوده وأنه الالق الرازق الحيي الميت ث مع
ذلك يشركون ف عبادته فسرها بذلك ابن عباس وعطاء وماهد والضحاك وابن زيد وغيهم
باب ما جاء ف الرقى والتمائم ش أي ف حكمها ولا كانت الرقى على ثلثة أقسام قسم يوز
وقسم ل يوز وقسم ف جوازه خلف ل يزم الصنف بكونما من الشرك لن ف ذلك تفصيل
بلف لبس اللقة واليط ونوها لا ذكر فان ذلك شرك مطلقا قال ف الصحيح عن أب بشي
النصاري أنه كان مع النب صلى ال عليه وسلم ف بعض أسفاره فأرسل رسول أن ل يبقي ف
رقبة بغي قلدة من وتر أو قلدة إل قطعت
133ش قوله ف الصحيح أي ف الصحيحي قوله عن أب بشي بفتح أوله وكسر العجمة النصاري
قيل اسه قيس بن عبيد قاله ابن سعد وقال ابن عبد الب ل يوقف له على اسم صحيح وهو
صحاب شهد الندق ومات بعد الستي يقال جاوز الائة قوله ف بعض أسفاره قال الافظ ل
أقف على تعيينها قوله فأرسل رسول هو زيد بن حارثة وروى ذلك الارث ابن أب اسامة ف
مسنده قاله الافظ قوله أن ل يبقي هو بالثناة والقاف الفتوحتي وف رواية ل تبقي بذف أن
والثناه الفوقية والقاف الفتوحتي أيضا وقلدة مرفوع على أنه فاعل والوتر بفتحتي واحد أوتار
القوس قوله أو قلدة إل قطعت هو برفع قلدة أيضا عطف على الول ومعناه أن الراوي شك
هل قال شيخه قلدة من وتر فقيد القلدة بأنا من وتر وقال قلدة وأطلق ول يقيد ويؤيده ما
روي عن مالك أنه سئل عن القلدة فقال ما سعت بكراهتها إل ف الوتر وف رواية أب دواد
ول قلدة بغي شك والول أصح لتفاق الشيخي عليها وللرخصة ف القلئد إل الوتار وكما
روى أبو داود والنسائي من حديث أب وهب اليشان مرفوعا اربطوا اليل وقلدوها ول
تقلدوها الوتار ولحد عن جابر مرفوعا مثله وإسناده جيد قال البغوي ف شرح السنن تأول
مالك أمره عليه السلم بقطع القلئد على أنه من أجل العي وذلك أنم كانوا يشدون بتلك
الوتار والتمائم والقلئد ويعلقون عليها العوذ يظنون أنا تعصم من الفات فنهاهم النب صلى
ال عليه وسلم عنها وأعلمهم أنا ل ترد من أمر ال شيئا وقال أبو عبيد القاسم بن
134سلم كانوا يقلدون البل الوتار لئل تصيبها العي فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم بإزالتها
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
إعلما لم بإن الوتار ل ترد شيئا وكذلك قال ابن الوزي وغيه قال الافظ ويؤيده حديث
عقبة بن عامر رفعه من تعلق تيمة فل أت ال له رواه ابو داود وهي ما علق من القلئد خشية
العي ونو ذلك انتهى فعلى هذا يكون تقليد البل وغيها الوتار وما ف معناها لذا العن
حراما بل شركا لنه من تعليق التمائم الحرمة ومن تعلق تيمة فقد أشرك ول يصب من قال إنه
مكروه كراهة تنيه قال وعن ابن مسعود سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن الرقى
والتمائم والتولة شرك رواه أحد وأبو داود ش الديث رواه أحد وأبو داود كما قال الصنف
وفيه قصة كأن الصنف اختصرها ولفظ أب داود عن زينب امرأة عبدال بن مسعود أن عبدال
بن مسعود رأى ف عنقي خيطا فقال ما هذا قلت خيط رقي ل فيه قالت فأخذه فقطعه ث قال
أنتم آل عبدال لغنياء عن الشرك سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن الرقى
والتمائم والتولة شرك فقلت ل تقول هكذا لقد كانت عين تقذف وكنت أختلف إل فلن
اليهودي فإذا رقاها سكنت فقال عبدال إنا ذلك عمل الشيطان ينخسها بيده فإذا رقى كف
عنها إنا كان يكفيك أن تقول كما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أذهب البأس
رب الناس واشف أنت الشاف ل شفاء إل شفاؤك سفاء ل يغادر سقما ورواه ابن ماجه وابن
حبان والاكم وقال صحيح وأقره الذهب قوله إن الرقى قال الصنف الرقى هي الت تسمى
العزائم وخص منه الدليل ما خل من الشرك فقد رخص فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم من
العي
135والمة يشي ال أن الرقى الوصوفة بكونا شركا هي الرقى الت منها شرك من دعاء غي ال
والستغاثة والستعاذة به كالرقى باساء اللئكة والنبياء والن ونو ذلك أما الرقى بالقرآن
وأساء ال وصفاته ودعائه والستعاذة به وحده ل شريك له فليست شركا بل ول منوعة بل
مستحبة أو جائزة قوله فقد رخص فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم من العي والمة تقدم
ذلك ف باب من حقق التوحيد وكذلك رخص فيه من غيها كما ف صحيح مسلم عن عوف
بن مالك قال كنا نرقي ف الاهلية فقلنا يا رسول ال كيف ترى ف ذلك فقال اعرضوا علي
رقاكم ل بأس بالرقى ما ل يكن فيه شرك وفيه عن أنس قال رخص رسول ال صلى ال عليه
وسلم ف الرقية من العي والمة والنملة وعن عمران بن حصي مرفوعا ل رقية ال من عي أو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
حة او دم رواه أبو داود ف باب أحاديث كثية قال الطاب وكان عليه السلم قد رقى ورقي
وأمر با وأجازها فاذا كانت بالقرآن أو باساء ال تعال فهي مباحة أو مأمور با وإنا جاءت
الكراهية والنع فيما كان منها بغي لسان العرب فإنه ربا كان كفرا أو قول يدخله الشرك قال
ويتمل أن يكون الذي يكره من ذلك ما كان على مذاهب الاهلية الت يتعاطونا وأنا تدفع
عنهم الفات ويعتقدون ذلك من قبل الن ومعونتهم قلت ويدل على ذلك قول علي بن أب
طالب إن كثيا من هذه الرقى والتمائم شرك فاجتنبوه رواه وكيع فهذا يبي معن حديث ابن
مسعود ونوه وقال ابن التي الرقى بالعوذات وغيها من أساء ال تعال هو الطب الربان فاذا
كان على لسان البرار من اللق حصل الشفاء باذن ال تعال فلما
136عفي عن هذا النوع فزع الناس ال الطب السمان وتلك القرى النهي عنها الت يستعملها
العزم وغيه من يدعي تسخي الن له فيأت بأمور مستبهة مركبة من حق وباطل يمع ال
ذكرال تعال وأسائه ما يشوبه من ذكر الشياطي والستعانة بم والتعوذ بردتم ويقال إن الية
لعداوتا النسان بالطبع تصادق الشياطي لكونم أعداء بن آدم فاذا عزم على الية بأساء
الشياطي جابت وخرجت من مكانا وكذا اللديغ إذا رقي بتلك الساء سالت سومها من بدن
النسان ولذلك كره الرقى ما ل تكن بآيات ال وأسائه خاصة وباللسان العرب الذي يعرف
معناه ليكون بريئا من سوب الشرك وعلى كراهية الرقى بغي كتاب ال علماء المة قال شيخ
السلم كل اسم مهول فليس لحد أن يرقى به فضل عن أن يدعو به ولو عرف معناه لنه
يكره الدعاء بغي العربية وإنا يرخص لن ل يعرف العربية فأما جعل اللفاظ العجمية شعارا
فليس من السلم قلت وسئل ابن عبدالسلم عن الروف القطعة فمنع منها مال يعرف لئل
يكون فيه كفر وقال السيوطي قد أجع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلثة شروط أن
يكون بكلم ال أو بأسائه وصفاته وباللسان العرب وبا يعرف معناه وأن يعتقد أن الرقية ل تؤثر
بذاتا بل بتقدير ال تعال فتلخص أن الرقية ثلثة أقسام قوله والتمائم تقدم كلم النذري وابن
الثي ف معناه ف الباب قبله وظاهر تصيص التمائم با ذكراه وقال الصنف التمائم شيء يعلق
على الولد من العي وقال اللخال التمائم جع تيمة وهي ما يعلق بأعناق الصبيان من
خرزات وعظام لدفع العي وهذا منهي عنه لنه ل دافع إل ال ول يطلب دفع الؤذيات إل بال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وأسائه وصفاته وظاهره أن ما علق لدفع العي وغيها فهو
137تيمة من أي شيء كان وهذا هو الصحيح وقد يقال إن كلم النذري وابن الثي وغيها ل
يالفه قال الصنف لكن إذا كان العلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف وبعضهم ل يرخص
فيه ويعله من النهي عنه منهم ابن مسعود اعلم أن العلماء من الصحابة والتابعي فمن بعدهم
اختلفوا ف جواز تعليق التمائم الت من القرآن وأساء ال وصفاته فقالت طائفة يوز ذلك وهو
قول عبدال بن عمرو بن العاص وغيه وهو ظاهر ما روي عن عائشة وبه قال أبو جعفر الباقر
وأحد ف رواية وحلوا الديث على التمائم الشركية أما الت فيها القرآن وأساء ال وصفاته
فكالرقية بذلك قلت وهو ظاهر اختيار ابن القيم وقالت طائفة ل يوز ذلك وبه قال ابن مسعود
وابن عباس وهو ظاهر قول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم رضي ال عنه وبه قال جاعة من
التابعي منهم أصحاب ابن مسعود وأحد ف روايه اختارها كثي من أصحابه وجزم با
التأخرون واحتجوا بذا الديث وما ف معناه فإن ظاهره العموم ل يفرق بي الت ف القرآن
وغيها بلف الرقى فقد فرق فيها ويؤيد ذلك أن الصحابة الذين رووا الديث فهموا العموم
كما تقدم عن ابن مسعود وروى أبو داود عن عيسى بن حزة قال دخلت على عبدال بن
عكيم وبه حرة فقلت أل تعلق تيمة فقال نعوذ بال من ذلك قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم من تعلق شيئا وكل إليه وروى وكيع عن ابن عباس قال اتفل بالعوذتي ول تعلق وأما
القياس على الرقية بذلك فقد يقال بالفرق فكيف يقاس التعليق الذي ل بد فيه من ورق أو
جلود ونوها على مال يوجد ذلك فيه فهذا ال الرقى الركبة من حق باطل أقرب هذا اختلف
العلماء ف تعليق القرآن وأساء ال وصفاته فما ظنك با حدث بعدهم من الرقى
138بأساء الشياطي وغيهم وتعليقها بل والتعلق عليهم والستعاذة بم والذبح لم وسؤالم كشف
الضر وجلب الي ما هو شرك مض وهو غالب على كثي من الناس إل من سلم ال فتأمل ما
ذكره النب صلى ال عليه وسلم وما كان عليه أصحابه والتابعون وما ذكره العلماء بعدهم ف
هذا الباب وغيه من أبواب الكتاب ث انظر ال ما حدث ف اللوف التأخرة يتبي لك دين
الرسول صلى ال عليه وسلم وغربته الن ف كل شيء فال الستعان قوله والتولة شرك قال
الصنف هو شيء يصنعونه يزعمون أنه يبب الرأة ال زوجها والزوج ال امرأته وكذا قال غيه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أيضا وبذا فسره ابن مسعود راوي الديث كما ف صحيح ابن حبان والاكم قالوا يا ابا
عبدالرحن هذه الرقى والتمائم قد عرفناها فما التولة قال شيء يضعه النساء يتحبب ال
ازواجهن قال الافظ التولة بكسر الثناه وفتح الواو واللم مففا شيء كانت الرأة تلب به مبة
زوجها وهو ضرب من السحر وإنا كان ذلك من الشرك لنم أرادوا دفع الضار وجلب النافع
من عند غي ال قال وعن عبدال بن عكيم مرفوعا من تعلق شيئا وكل اليه رواه احد والترمذي
ش ورواه أيضا أبو داود والاكم قوله عن عبدال بن عكيم هو بضم الهملة مصغرا ويكن ابا
معبد الهن الكوف قال البخاري أدرك زمن النب صلى ال عليه وسلم ول يعرف له ساع
صحيح وكذا قال أبو حات قال معناه أبو زرعة وابن حبان وابن منده وأبو نعيم وقال البغوي
يشك ف ساعه وقال الطيب سكن الكوفة وقدم الدائن ف حياة حذيفة وكان ثقه وذكر ابن
سعد عن غيه أنه
139مات ف ولية الجاج وظاهر كلم هؤلء الئمة أن الديث مرسل قوله من تعلق شيئا وكل
اليه التعلق يكون بالقلب ويكون بالفعل ويكون بما جيعا أي من تعلق شيئا بقلبه أو تعلقه بقلبه
وفعله وكل اليه أي وكله ال إل ذلك الشيء الذي تعلقه فمن تعلقت نفسه بال وأنزل حوائجه
بال والتجأ إليه وفوض أمره كله اليه كفاه كل مؤنة وقرب اليه كل بعيد ويسر له كل عسي
ومن تعلق بغيه أو سكن إل علمه وعقله ودوائه وتائمه واعتمد على حوله وقوته وكله ال إل
ذلك وخذله وهذا معروف بالنصوص والتجارب قال ال تعال ومن يتوكل على ال فهو حسبه
وقال المام أحد حدثنا هشام بن القاسم ثنا أبو سعيد الؤدب ثنا من سع عطاء الراسان قال
لقيت وهب بن منبه وهو يطوف بالبيت فقلت له حدثن حديثا أحفظه عنك ف مقامي هذا
وأوجز قال نعم أوحى ال تبارك وتعال إل داود يا داود أما وعزت وعظمت ل يعتصم ب عبد
من عبيدي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات السبع ومن فيهن والرضون
السبع ومن فيهن إل جعلت له من بينهن مرجا أما وعزت وعظمت ل يعتصم عبد من عبيدي
بخلوق دون أعرف ذلك من نيته ال قطعت أسباب السماء من يده وأسخت الرض من تت
قدميه ث ل أبال بأي واد هلك قال وروى المام أحد عن رويفع قال قال ل رسول ال صلى
ال عليه وسلم يا رويفع لعل الياة تطول بك فأخب الناس أن من عقد ليته أو تقلد وترا أو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
استنجى برجيع دابة أو عظم فان ممدا بريء منه ش الديث رواه المام أحد عن يي بن
اسحق والسن بن موسى
140الشيب كلها عن ابن ليعة وفيه قصة فاختصرها الصنف وهذا لفظ السن قال حدثنا ابن
ليعة ثنا عياش بن عباس عن شييم بن بيتان قال ثنا رويفع بن ثابت قال كان أحدنا ف زمان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يأخذ جل أخيه على أن يعطيه النصف ما يغنم وله النصف حت
إن أحدنا ليصي له النصل والريش والخر القدح ث قال قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم
يا رويفع لعل الياة تطول بك فأخب الناس أنه من عقد ليته أو تقلد وترا أو استنجى برجيع
دابة أو عظم فإن ممدا بريء منه ث رواه أحد عن يي بن غيلن ثنا الفضل حدثن عياش بن
عباس أن شييم بن بيتان أخبه أنه سع شيبان القتبان يقول استخلف مسلمة بن ملد رويفع بن
ثابت النصاري على أسفل الرض قال فسرنا معه فقال قال ل رسول ال صلى ال عليه وسلم
الديث وف السناد الول ابن ليعة وفيه مقال وف الثان شيبان القتبان قيل فيه مهول وبقية
رجالما ثقات ورواه أبو داود من طريق الفضل به مطول وسكت عليه ث قال حدثنا يزيد بن
خالد أنا مفضل عن عياش أن شييم بن بيتان أخبه أيضا بذا الديث عن أب سال اليشان عن
عبدال ابن عمرو يذكر ذلك وهو معه مرابط بصن باب البون قال أبو داود حصن البون
بالفسطاط على جبل قلت وهذا اسناد جيد رواه النسائي من رواية شييم عن رويفع وصرح
بسماعه منه ول يذكر شيبان فان كان ذكر شيبان وها فالسناد صحيح وحسنه النووي
وصححه بعضهم قال الافظ أبو زرعة ف شرح أب داود ورواه الطحاوي متصرا فذكر منه
الستنجاء برجيع دابة أو عظم فقط رواه ممد بن الربيع اليزي ف كتاب من دخل مصر من
الصحابة مطول وفيه أن من عقد ليته ف الصلة
141قوله فأخب الناس دليل على وجوب إخبار الناس بذلك على رويفع وليس هذا متصا به بل كل
من كان عنده علم ليس عند غيه ما يتاج اليه الناس وجب عليه تبليغه للناس وإعلمهم به فان
اشترك هو وغيه ف علم ذلك فالتبليغ فرض كفاية هذا كلم أب زرعة قوله لعل الياة تطول
بك علم من إعلم النبوة لنه وقع كما أخب به صلى ال عليه وسلم فإن رويفعا طالت حياته
إل سنة ست وخسي فمات فيها ببقة من أعمال مصر أميا عليها وهو من النصار وقيل مات
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
سنة ثلث وخسي قاله ابن يونس قوله أن من عقد ليته بكسر اللم ل غي قاله ف الشارق
والمع لى بالكسر والضم قال الوهري قال الطاب وأما نيه عن عقد اللحية فإن ذلك يفسر
على وجهي أحدها ما كانوا يفعلونه من ذلك ف الروب كانوا ف الاهلية يعقدون لاهم
وذلك من زي بعض العاجم يفتلونا ويعقدونا قلت كأنم كانوا يفعلونه تكبا وعجبا كما
ذكره أبو السعادات قال ثانيهما أن معناه معالة الشعر ليتعقد ويتجعد وذلك من فعل أهل
التوضيع والتأنيث وقال أبو زرعة ابن العراقي والول حله على عقد اللحية ف الصلة كما
دلت عليه رواية ممد بن الربيع التقدم ذكرها فهو موافق للحديث الصحيح ف النهي عن كف
الشعر والثوب فإن عقد اللحية فيه كفها وزيادة قوله أو تقلد وترا أي جعله قلدة ف عنقه أو
عنق دابته ونو ذلك وف رواية ممد بن الربيع أو تقلد وترا يريد تيمة فهذا يدل على أنم كانوا
يتقلدون الوتار من أجل العي إذ فسره بالتميمة وهي تعل لذلك
142قوله أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن ممدا بريء منه قال النووي أي بريء من فعله وقال
بذه الصيغة ليكون أبلغ ف الزجر قلت فيه النهي عن الستنجاء برجيع الدواب والعظام وقد
ورد ف ذلك أحاديث منها ما ف صحيح مسلم عن ابن مسعود مرفوعا ل تستنجوا بالروث ول
بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الن وعلى هذا فل يزىء الستنجاء بما كما هو ظاهر مذهب
أحد واختار شيخ السلم وجاعة الجزاء وان كان مرما قالوا لنه ل ينه عنه لكونما ل
ينقيان بل لفسادها قلت الول أول لا رواه ابن خزية والدارقطن من طريق السن ابن الفرات
عن أبيه عن اب حازم الشجعي عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن يستنجى
بعظم أو روث وقال إنا ل يطهران وهذا إسناد جيد قال وعن سعيد بن جبي قال من قطع تيمة
من إنسان كان كعدل رقبة رواه وكيع ش هذا عند أهل العلم له حكم الرفع لن مثل ذلك ل
يقال بالراي فيكون على هذا مرسل لن سعيدا تابعي وفيه فضل قطع التمائم لنا من الشرك
ووكيع هو ابن الراح بن وكيع الكوف ثقة إمام صاحب تصانيف منها الامع وغيه روى عنه
المام أحد وطبقته مات سنة سبع وتسعي ومائة قال وله عن ابراهيم كانوا يكرهون التمائم
كلها من القرآن وغي القرآن
143ابراهيم هو إبراهيم بن يزيد النخعي الكوف يكن أبا عمران ثقة إمام من كبار فقهاء الكوفة قال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الزن دخل على عائشة ول يثبت له ساع منها مات سنة ست وتسعي وله خسون سنة ونوها
قوله كانوا يكرهون التمائم إل آخره مراده بذلك أصحاب عبدال بن مسعود كعلقمة والسود
واب وائل والارث بن سويد وعبيدة السلمان ومسروق والربيع بن خيثم وسويد بن غفلة
وغيهم من أصحاب ابن مسعود وهم من سادات التابعي وهذه الصيغة يستعملها إبراهيم ف
حكاية قوالم كما بي ذلك الفاظ كالعراقي وغيه باب من تبك بشجرة او حجر ونوها ش
كبقعة وغار وعي وقب ونو ذلك ما يعتقد كثي من عباد القبور وأشباههم فيه البكة
فيقصدونه رجاء البكة ويعن بقوله تبك أي طلب البكة ورجاها واعتقدها أي ما حكمه هل
هو شرك أم ل قال وقول ال تعال أفرأيتم اللت والعزى اليات ش هكذا ثبت ف خط الصنف
اليات يعن إل قوله ولقد جاءهم من ربم الدى قال القرطب لا ذكر الوحي ال النب صلى ال
عليه وسلم وذكر من آثار قدرته ما ذكر حاج الشركي إذ عبدوا ما ل يعقل وقيل أفرأيتم هذه
اللة الت تعبدونا أو حي اليكم شيئا كما أوحي إل ممد صلى ال عليه وسلم وكانت اللت
لثقيف والعزى لقريش وبن كنانة ومناة لبن هلل وقال ابن هشام كانت مناة لذيل وخزاعة
144ذكر صفة هذه الوثان ليعرف الؤمن كيفية الوثان وكيفية عبادتا وما هو شرك العرب الذين
كانوا يفعلونه حت يفرق بي التوحيد والخلص وبي الشرك والكفر فأما اللت فقرأ المهور
بتخفيف التاء وقرأ ابن عباس وابن الزبي وماهد وحيد وأبو صال ورويس عن يعقوب اللت
بتشديد التاء فعلى الول قال العمش سو اللت من الله والعزى من العزيز قال ابن جرير
وكانوا قد اشتقوا اسها من ال تعال فقالوا اللت مؤنثة منه تعال ال عن قولم علوا كبيا قال
وكذا العزى من العزيز قال ابن كثي وكانت صخرة بيضاء منقوشة عليها بيت بالطائف له
أستار وسدنة وحوله فناء معظم عند أهل الطائف وهم ثقيف ومن تابعها يفتخرون به على من
عداهم من أحياء العرب بعد قريش قال ابن هشام وكانت ف موضع مسجد الطائف اليسرى
فلم يزل كذلك إل أن أسلمت ثقيف فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم الغية بن شعبة
فهدمها وحرقها بالنار وعلى الثانية قال ابن عباس كان رجل يلت السويق للحاج فلما مات
عكفوا على قبه ذكره البخاري وقال ابن عباس كان يبيع السويق والسمن عند صخرة ويلته
عليها فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة إعظاما لصاحب السويق وعن ماهد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
نوه وقال فلما مات عبدوه رواه سعيد بن منصور والفاكهي وكذا روى ابن أب حات عن ابن
عباس أنم عبدوه وقال ابن جريج كان رجل من ثقيف يلت السويق بالزيت فلما توف جعلوا
إل قبه وثنا وبنحو ذلك قال جاعة من أهل العلم ول تالف بي القولي فإن من قال إنا
صخرة ل ينف أن تكون صخرة على القب أو حواليه
145فعظمت وعبدت تبعا ل قصدا فالعبادة إنا أرادوا با صاحب القب فهو الذي عبدوه بالصالة
يدل على ذلك ما روى الفاكهي عن ابن عباس أن اللت لا مات قال لم عمرو بن لي إنه ل
يت ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا فتأمل فعل الشركي مع هذا الوثن ووزان
بينه وبي بناء القباب على القبور والعكوف عندها ودعائها وجعلها ملذا عند الشدائد وأما
العزى فقال ابن جرير كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة بي مكة والطائف كانت قريش
يعظمونا كما قال أبو سفيان يوم أحد لنا العزى ول عزى لكم فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم قولوا ال مولنا ول مول لكم وروى النسائي وابن مردويه عن أب الطفيل قال لا فتح
رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إل نلة وكانت با العزى فأتاها
خالد وكانت على ثلث سرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ث أتى النب
صلى ال عليه وسلم فأخبه فقال ارجع فإنك ل تصنع شيئا فرجع خالد فلما أبصرته السدنة
وهم حجبتها امتنعوا ف البل وهم يقولون يا عزى يا عزى فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة
شعرها تفن التراب على رأسها فعلها بالسيف حت قتلها ث رجع إل رسول ال صلى ال عليه
وسلم فأخبه فقال تلك العزى قال ابن هشام وكانوا يسمعون منها الصوت وقال أبو صال
العزى نلة كانوا يعلقون عليها السيور والعهن رواه عبد بن حيد وابن جرير فتأمل فعل
الشركي مع هذا الوثن ووازن بينه وبي ما يفعله عباد القبور من دعائها والذبح عندها وتعليق
اليوط وإلقاء الرق ف ضرائح الموات ونو ذلك فال الستعان وأما مناة فكانت بالشلل عند
قديد بي مكة والدينة وكانت خزاعة والوس والزرج يعظمونا ويهلون منها للحج إل الكعبة
وأصل
146اشتقاقها من اسم ال النان وقيل من من ال الشيء إذا قدره وقيل سيت مناة لكثرة ما ين أي
يراق عندها من الدماء للتبك با قال ابن هشام فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم عليا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فهدمها عام الفتح قال ابن اسحق ف السية وقد كانت العرب اتذت مع الكعبة طواغيت وهي
بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة لا سدنة وحجاب وتدي لا كما يهدى للكعبة وتطوف با
وتنحر عندها وهي تعرف فضل الكعبة عليها لنا كانت قد عرفت أنا بيت إبراهيم عليه
السلم ومسجده قلت هذا الذي ذكره ابن اسحق من شرك العرب هو بعينه الذي يفعله عباد
القبور بل زادوا على الولي إذا تبي هذا فمعن الية كما قال القرطب إن فيها حذفا تقديره
أفرأيتم هذه اللة هل نفعت أو ضرت حت تكون شركاء ل وقال غيه ومناة الثالثة الخرى ذم
وهي التأخرة الوضيعة القدار كقوله وقالت أولهم لخراهم أي وضعاؤهم لرؤسائهم وقوله
ألكم الذكر وله النثى قال ابن كثي أي أتعلون له ولدا وتعلون ولده أنثى وتتارون لكم
الذكور وقال غيه يوز أن يراد اللت والعزى ومناة إناث وقد جعلتموهن ل شركاء ومن
شأنكم أن تتقروا أناث وتستنكفوا من أن يولدن لكم أو ينسب إليكم فكيف تعلون هؤلء
الناث أندادا ل وتسمونن آلة قلت ما أقرب هذا القول إل سياق الية وقوله تلك إذا قسمة
ضيزى أي جور وباطلة فكيف تقاسون ربكم هذه القسمة الت لو كانت بي ملوقي كانت
جورا وسفها
147فتنهون أنفسكم عن الناث وتعلونن ل تعال ال عن ذلك علوا كبيا وقوله إن هي اساء
سيتموها أنتم وآباؤكم قال ابن كثي ث قال منكرا عليهم فيما ابتدعوه وأحدثوه من الكذب
والفتراء والكفر من عبادة الصنام وتسميتها آلة إن هي إل أساء سيتموها أنتم وآباؤكم أي
من تلقاء أنفسكم ما أنزل ال با من سلطان أي من حجة إن يتبعون إل الظن أي ليس لم
مستند إل حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا السلك الباطل قبلهم وإلحظ أنفسهم ف
رياستهم وتعظيم آبائهم القدمي وقوله ولقد جاءهم من ربم الدى ش قال ابن كثي ولقد
أرسل ال إليهم الرسل بالق الني والجة القاطعة ومع هذا ما تبعوا ما جاؤوهم به ول انقادوا
له قلت ف هذه اليات من الدلئل القطعية على بطلن عبادة هذه الطواغيت وأشباهها مال
مزيد عليه فسبحان من جعل كلمه شفاء وهذى ورحة وبشرى للمسلمي منها أنا أساء مؤنثة
دالة على اللي والرخاوة وما كان كذلك فليس بإله ومنها أنكم قاستم ال بزعمكم فجعلتم له
هذه الساء الؤنثة شركاء ودعوت له الولد ث جعلتموهم بنات واختصصتم بالذكور فجعلتم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
له الكروه الناقص ولكم الحبوب الكامل للذين ل يؤمنون بالخرة مثل السوء ول الثل العلى
وهو العزيز الكيم ومنها أنا أساء سيتموها أنتم وآباؤكم وابتدعتموها ومنها ما أنزل ال با
من سلطان أي حجة وبرهان ومنها
148أنكم ل تستندوا ف تسميتها إل علم ويقي وإنا استندت ف ذلك إل الظن والوى الذين ها
اصل اللك دنيا وأخرى ومنها ولقد جاءهم من ربم الدى أي بإبطال عبادتا وما كان كذلك
فهو عي الحال البي البطلن وكل واحد من هذه الدلة كاف شاف ف بطلن عبادتا فان
قلت فأين دليل الترجة من اليات قيل هو بي بمد ال لنه إن كان التبك بالشجر والقبور
والحجار من الكب فواضح وإن كان من الصغر فالسلف يستدلون با نزل ف الكب على
الصغر قال وعن أب واقد الليثي قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ال حني ونن
حدثاء عهد بكفر وللمشركي سدرة يعكفون عندها وينوطون با أسلحتهم يقال لا ذات أنواط
فقلنا يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط كما لم ذات أنواط فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ال أكب إنا السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل لوسى اجعل لنا آلا
كما لم آلة قال أنكم قوم تهلون لتركب سنن من كان قبلكم رواه الترمذي وصححه ش
الديث روله الترمذي كما قال الصنف ولفظه حدثنا سعيد ابن عبد الرحن الخزومى حدثنا
سفيان عن الزهرى عن سنان بن اب سنان عن أب واقد الليثى أن رسول ال لا خرج إل الني
مر بشجرة للمشركي يقال لا ذات أنواط يعقلون عليها أسلحتهم قالوا يا رسول ال اجعل لنا
ذات أنواط كما لم ذات أنواط فقال النب سبحان ال هذا كما قال قوم موسى اجعل لنا إلا
كما لم آلة والذي نفسي بيده لتركب سنة من كان قبلكم هذا حديث حسن صحيح وأبو
واقد الليثي اسه الارث بن عوف وف الباب عن أب سعيد واب هريرة هذا لفظ الترمذي بروفه
149وفيه مالفة لا ف الكتاب لفظا ومعن وقد اتفق اللفظان على القصود هنا وقد رواه أحد وأبو
داود وأبو يعلى وابن أب شيبة والنسائي وابن جرير وابن النذر وابن أب حات والطبان بنحوه
وروى ابن أب حات وابن مردويه والطبان من طريق كثي بن عبد ال بن عمرو بن عوف عن
ابيه عن جده نوه أيضا قوله عن أب واقد الليثي اسه الارث بن عوف كما قال الترمذي وقيل
الارث بن مالك صحاب مشهور مات سنة ثان وستي وله خس وثانون سنة قوله خرجنا مع
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
رسول ال صلى ال عليه وسلم إل حني ف حديث عمرو بن عوف قال غزونا مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم يوم الفتح ونن ألف ونيف حت إذا كنا بي حني والطائف ول مالفة
بينهما ف العن فإن غزوة الفتح وحني كانتا ف سفر واحد قوله ونن حدثاء عهد بكفر أي
قريبوا عهد بكفر ففيه دليل أن غيهم ل يهل هذا وان النتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه ل
يأمن أن يكون ف قلبه بقية من تلك العادات الباطلة ذكره الصنف قوله يعكفون عندها
العتكاف هو القامة على الشيء بالكان ولزومها ومنه قوله ما هذه التماثيل الت أنتم لا
عاكفون وكانوا يعكفون عند هذه السدرة تبكا با وف حديث عمرو بن عوف قال كان يناط
با السلح فسميت ذات أنواط وكانت تعبد من دون ال فلما رآها رسول ال صلى ال عليه
وسلم صرف عنها ف يوم صائف إل ظل هو أدن منها الديث فيجمع بينهما بأن عبادتا هي
العكوف عندها رجاء لبكتها قوله وينوطون با أسلحتهم أي يعلقونا عليها للبكة
150قوله يقال لا ذات أنواط قال أبو السعادات سألوه أن يعل لم مثلها فنهاهم عن ذلك وأنواط
جع نوط وهو مصدر سي به النوط قوله فقلنا يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط أي شجرة
مثلها نعلق عليها ونعكف حواليها ظنوا أن هذا أمر مبوب عند ال فقصدوا التقرب إل ال
بذلك وإل فهم أجل قدرا وان كانوا حديثي عهد بكفر عن قصد مالفة النب صلى ال عليه
وسلم قوله فقال النب صلى ال عليه وسلم ال اكب هكذا ف بعض الروايات وف رواية الترمذي
سبحان ال والقصود باللفظي واحد لن الراد تعظيم ال وتنيهه عن الشرك والتقرب به إليه
وفيه تكبي ال وتنيهه عند التعجب أو ذكر الشرك خلفا لن كرهه قوله أنا السنن بضم السي
أي الطرق قوله قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لوسى اجعل لنا إلا ال أخب
صلى ال عليه وسلم أن هذا المر الذي طلبوه منه وهو اتاذ شجرة للعكوف عندها وتعليق
السلحة با تبكا كالمر الذي طلبه بنو اسرائيل من موسى عليه السلم حيث قالوا اجعل لنا
إلا كما لم آلة فإذا كان اتاذ شجرة لتعليق السلحة والعكوف عندها اتاذ إله مع ال مع أنم
ل يعبدونا ول يسألونا فما الظن با حدث من عباد القبور من دعاء الموات والستغاثة بم
والذبح والنذر لم والطواف بقبورهم وتقبيلها وتقبيل أعتابا وجدرانا والتمسح با والعكوف
عندها وجعل السدنة والجاب لا وأي نسبة بي هذا وبي تعليق السلحة على شجرة تبكا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قال المام أبو بكر الطرطوشي من أئمة الالكية فانظروا رحكم ال أينما وجدت سدرة أو
شجرة يقصدها الناس ويعظمونا ويرجون البء
151والشفاء من قبلها ويضربون با السامي والرق فهي ذات أنواط فاقطعوها وقال الافظ ابو
ممد عبدالرحن بن اساعيل الشافعي العروف بأب شامة ف كتاب البدع والوادث ومن هذا
القسم أيضا ما قد عم البتلء به من تزيي الشيطان للعامة تليق اليطان والعمد وسرج مواضع
مصوصة ف كل بلد يكي لم حاك أنه رأى ف منامه با أحدا من شهر بالصلح والولية
فيفعلون ذلك ويافظون عليه مع تضييعهم فرائض ال تعال وسننه ويظنون أنم متقربون بذلك
ث يتجاوزون هذا إل أن يعظم وقع تلك الماكن ف قلوبم فيعظمونا ويرجون الشفاء لرضاهم
وقضاء حوائجهم بالنذر لم وهي من بي عيون وشجر وحائط وحجر وف مدينة دمشق صانا
ال من ذلك مواضع متعددة كعونية الما خارج باب توما والعمود الخلق داخل باب الصغي
والشجرة اللعونة اليابسة خارج باب النصر ف نفس قارعة الطريق سهل ال قطعها واجتثاثها من
أصلها فما أشبهها بذات أنواط الواردة ف الديث ث ذكر الديث التقدم وكلم الطرطوشي
الذي ذكرنا ث قال ولقد أعجبن ما صنعه الشيخ أبو اسحق البنيان رحه ال تعال أحد
الصالي ببلد افريقية ف الائة الرابعة حكى عنه صاحبه الصال ابو عبد ال ممد ابن أب العباس
الؤدب أنه كان إل جانبه عي تسمى عي العافية كان العامة قد افتتنوا با يأتونا من الفاق من
تعذر عليها نكاح أو ولد قالت امضواب إل العافية فتعرف با الفتنة قال أبو عبد ال فأنا ف
السحر ذات ليلة إذ سعت أذان أب اسحق نوها فخرجت فوجدته قد هدمها وأذن الصبح
عليها ث قال اللهم إن هدمتها لك فل ترفع لا رأسا قال فما رفع لا رأس إل الن قلت أبو
إسحق الذي هدمها إمام مشهور من أئمة الالكية زاهد اسه ابراهيم بن أحد بن علي بن أسلم
وكان المام أبو ممد ابن أب زيد يعظم شأنه ويقول
152طريق أب اسحق خالية ل يسلكها أحد ف الوقت وكان القابسي يقول البنيان إمام يقتدى به
مات سنة تسع وستي وثلثائة وذكر ابن القيم نو ما ذكره أبو شامة ث قال فما أسرع اهل
الشرك إل اتاذ الوثان من دون ال ولو كانت ما كانت ويقولون إن هذا الجر وهذه الشجرة
وهذه العي تقبل النذر أي تقبل العبادة من دون ال فإن النذر عبادة وقربة يتقرب با الناذر ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
النذور له وسيأت شيء يتعلق بذا الباب عند قوله اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد وف هذه الملة
من الفوائد أن ما يفعله من يعتقد ف الشجار والقبور والحجار من التبك با والعكوف عندها
والذبح لا هو الشرك ول يغتر بالعوام والطغام ول يستبعد كون هذا شركا ويقع ف هذه المة
فإذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسنا وطلبوه من النب صلى ال عليه وسلم حت بي لم أن
ذلك كقول بن اسرائيل اجعل لنا إلا فكيف بغيهم مع غلبة الهل وبعد العهد بآثار النبوة
وفيها أن العتبار ف الحكام بالعان ل بالساء ولذا جعل النب صلى ال عليه وسلم طلبتهم
كطلبة بن اسرائيل ول يلتفت إل كوتم سوها ذات أنواط فالشرك وإن سى شركه ما ساه
كمن يسمي دعاء الموات والذبح لم والنذر ونو ذلك تعظيما ومبة فإن ذلك هو الشرك وإن
ساه ما ساه وقس على ذلك وفيها أن من عبد فهو إله لن بن إسرائيل والذين سألوا النب صلى
ال عليه وسلم ل يريدوا من الصنام والشجرة اللق والرزق وإنا أرادوا البكة والعكوف
عندها فكان ذلك اتاذا له مع ال تعال وفيها أن معن الله هو العبود وأن من أراد أن يفعل
الشرك جهل فنهي عن ذلك فانتهى ل يكفر وأن ل إله إل ال تنفي هذا الفعل مع دقته وخفائه
على أولئك الصحابة ذكره الصنف فكيف با هو أعظم منه ففيه رد على الهال الذين يظنون
أن معناها القرار بأن ال خالق كل شيء وأن ما سواه ملوق ونو
153ذلك من العبارات والغلظ على من وقع منه ذلك جهل قوله لتركب بضم الوحدة أي لتتبعن
أنتم أيها المة سنن من كان قبلكم بضم السي أي طرقهم ومناهجهم وأفعالم ويوز فتح
السي وهذا خب صحيح وجد كما أخب صلى ال عليه وسلم ففيه دليل على شهادة أن ممدا
رسول ال وف الديث من الفوائد غي ما تقدم النهي عن التشبه بأهل الاهلية من أهل الكتاب
والشركي وأنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على المر فصار فيها التنبيه على مسائل القب
أما من ربك فواضح وأما من نبيك فمن إخباره بأنباء الغيب وأما ما دينك فمن قولم اجعل لنا
إلا إل آخره قاله الصنف وفيه أن الشرك لبد أن يقع ف هذه المة كما وقع فيمن قبلها ففيه
رد على من قال إن الشرك ل يقع ف هذه المة وفيه سد الذرائع والغضب عند التعليم وأن ما
ذم ال به اليهود والنصارى فإنه لنا لنحذره ذكر ذلك الصنف تنبيه ذكر بعض التأخرين أن
التبك بآثار الصالي مستحب كشرب سؤرهم والتمسح بم أو بثيابم وحل الولود إل أحد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
منهم ليحنكه بتمرة حت يكون أول ما يدخل جوفه ريق الصالي والتبك بعرقهم ونو ذلك
وقد أكثر من ذلك أبو زكريا النووي ف شرح مسلم ف الحاديث الت فيها أن الصحابة فعلوا
شيئا من ذلك مع النب صلى ال عليه وسلم وظن أن بقية الصالي ف ذلك كالنب صلى ال
عليه وسلم وهذا خطأ صريح لوجوه منها عدم القاربة فضل عن الساواة للنب صلى ال عليه
وسلم ف الفضل والبكة ومنها عدم تقق الصلح فإنه ل يتحقق إل بصلح القلب وهذا أمر ل
يكن الطلع عليه إل بنص كالصحابة الذين أثن ال عليهم ورسوله أو أئمة التابعي أو من
شهر بصلح ودين كالئمة الربعة ونوهم من الذين تشهد لم المة بالصلح وقد عدم أولئك
أما
154غيهم فغاية المر أن نظن أنم صالون فنرجو لم ومنها انا لو ظننا صلح شخص فل نأمن أن
يتم له باتة سوء والعمال بالواتيم فل يكون أهل للتبك بآثاره ومنها أن الصحابة ل يكونوا
يفعلون ذلك مع غيه ل ف حياته ول بعد موته ولو كان خيا لسبقونا إليه فهل فعلوه مع أب
بكر وعمر وعثمان وعلي ونوهم من الذين شهد لم النب صلى ال عليه وسلم بالنة وكذلك
التابعون هل فعلوه مع سعيد بن السيب وعلي بن السي وأويس القرن والسن البصري
ونوهم من يقطع بصلحهم فدل أن ذلك مصوص بالنب صلى ال عليه وسلم ومنها أن فعل
هذا مع غيه صلى ال عليه وسلم ل يؤمن أن يفتنه وتعجبه نفسه فيورثه العجب والكب والرياء
فيكون هذا كالدح ف الوجه بل أعظم باب ما جاء ف الذبح لغي ال أي من الوعيد وهل يكون
شركا أم ل قال وقول ال تعال قل أن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ل شريك
له الية ش قال ابن كثي يأمره تعال أن يب الشركي الذين يعبدون غي ال ويذبون لغي اسه
وحده ل شريك له وهذا كقوله فصل لربك وانر أي أخلص له صلتك وذبيحتك فإن
الشركي يعبدون الصنام ويذبون لا فأمر ال بخالفتهم والنراف عما هم فيه
155والقبال بالقصد والنية والعزم على الخلص ل تعال قال ماهد ف قوله صلت ونسكي قال
النسك الذبح ف الج والعمرة وقال الثوري عن السدي عن سعيد بن جبي ونسكي ذبي وكذا
قال الضحاك وقال غيه ومياي ومات أي وما آتيه ف حيات وأموت عليه من اليان والعمل
الصال ل رب العالي خالصة لوجهه ل شريك له وبذلك من الخلص أمرت وأنا أول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
السلمي لن إسلم كل نب متقدم لسلم أمته كما قال قتادة وأنا أول السلمي أي من هذه
المة قال ابن كثي وهو كما قال فإن جيع النبياء قبله كلهم كانت دعوتم إل السلم وهو
عبادة ال وحده ل شريك له كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحي إليه أنه
ل إله إل أنا فاعبدون وأخب تعال عن نوح عليه السلم أنه قال لقومه فان توليتم فما سألتكم
من أجر إن أجري إل على ال وأمرت أن أكون من السلمي وذكر آيات ف هذا العن قلت
وف الية دلئل متعددة على أن الذبح لغي ال شرك كما هو بي عند التأمل وفيها بيان العبادة
وأن التوحيد مناف للشرك مضاد له قال وقوله فصل لربك وانر قال شيخ السلم أمره ال أن
يمع بي هاتي العبادتي وها الصلة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والفتقار وحسن
الظن وقوة اليقي وطمأنينة القلب إل ال وال عدته عكس حال أهل الكب والنفرة وأهل الغن
عن ال الذين ل حاجة لم ف صلتم إل ربم يسألونه إياها والذين ل ينحرون له خوفا من
الفقر ولذا جع بينهما ف قوله قل إن صلت ونسكي الية والنسك الذبيحة ل تعال ابتغاء
وحهه
156فإنا أجل ما يتقرب به إل ال فانه أتى فيهما بالفاء الدالة على السبب لن فعل ذلك سبب
للقيام بشكر ما أعطاه ال من الكوثر وأجل العبادات البدنية الصلة وأجل العبادات الالية النحر
وما يتمع للعبد ف الصلة ل يتمع له ف غيها كما عرفه آرباب القلوب الية وما يتمع له ف
النحر إذا قارنه اليان والخلص من قوة اليقي وحسن الظن أمر عجيب وكان صلى ال عليه
وسلم كثي الصلة كثي النحر وقال غيه أي فاعبد ربك الذي أعزك بإعطائه وشرفك وصانك
من منن اللق مراغما لقومك الذين يعبدون غي ال وانر لوجهه وباسه إذا نرت مالفا لم ف
النحر للوثان انتهى وهذا هو الصحيح ف تفسيها وأما ما رواه الاكم عن علي بن أب طالب
قال لا نزلت هذه السورة على النب صلى ال عليه وسلم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانر
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لبيل ما هذه النحية الت أمرن با رب قال إنا ليست
بنحية ولكن يأمرك إذا أحرمت للصلة أن ترفع يديك إذا كبت وإذا ركعت وإذا رفعت
رأسك من الركوع الديث فهو حديث منكر جدا وف إسناده اسرائيل بن حات ث قال ابن
حبان يروي عن مقاتل الوضوعات وغيه من الثقات الوابد والطامات يروي عن مقاتل بن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
حيان ما وضعه عليه ابن عمر بن صبيح كان يسرقها منه وروى عن مقاتل عن الصبغ بن نباته
عن علي لا نزلت فصل لربك وانر الديث قال عن علي رضي ال عنه قال حدثن رسول ال
صلى ال عليه وسلم بأربع كلمات لعن ال من ذبح لغي ال ولعن ال من لعن والديه ولعن ال
من آوى مدثا ولعن ال من غي منار الرض رواه مسلم ش الديث رواه مسلم من طرق بعن
ما ذكره الصنف وفيه قصة
157ورواه المام أحد كذلك وعلي بن أب طالب هو المام أبو السن الاشي ابن عم النب صلى
ال عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء واسم اب طالب عبد مناف ابن عبد الطلب ابن هاشم
القرشي كان من السابقي الولي إل السلم ومن أهل بدر وبيعة الرضوان وأحد العشرة لم
بالنة ورابع اللفاء الراشدين ومناقبه كثية رضي ال عنه قتله ابن ملجم الارجي ف رمضان
سنة أربعي قوله لعن ال قولوا اللعنة البعد عن مظان الرحة ومواطنها قيل واللعي واللعون من
حقت عليه اللعنة أودعي عليه با قال أبو السعادات أصل اللعنة الطرد والبعاد من ال ومن
اللق السب والدعاء قوله من ذبح لغي ال قال النووي الراد به أن يذبح باسم غي اسم ال
تعال كمن يذبح للصنم أو للصليب أو لوسى أو لعيسى صلى ال عليهما وسلم أو للكعبة ونو
ذلك وكل هذا حرام ول تل هذه الذبيحة سواء كان الذابح مسلما أو نصرانيا أو يهوديا نص
عليه الشافعي واتفق عليه أصحابنا فإن قصد مع ذلك تعظيم الذبوح له غي ال و العبادة له كان
ذلك كفرا فإن كان الذابح مسلما قبل ذلك صار بالذبح مرتدا ذكره ف شرح مسلم ونقله غي
واحد من الشافعية وغيهم وقال شيخ السلم قوله تعال وما أهل به لغي ال ظاهره أنه ما ذبح
لغي ال مثل أن يقال هذه ذبيحة لكذا وإذا كان هذا هو القصود فسواء لفظ به أو ل يلفظ
وتري هذا أظهر من تري ما ذبه للحم وقال فيه باسم السيح ونوه كما أن ما ذبناه متقربي
ال ال كان أزكى وأعظم ما ذبناه للحم وقلنا عليه بسم ال فإن عبادة ال بالصلة له والنسك
له أعظم من
158الستعانة باسه ف فواتح المور فكذلك الشرك بالصلة لغيه والنسك لغيه أعظم من الستعانة
باسم غيه ف فواتح المور فإذا حرم ما قيل فيه باسم السيح أو الزهرة فلن يرم ما قيل فيه
لجل السيح أو الزهرة أو قصد به ذلك أول فإن العبادة لغي ال أعظم كفرا من الستعانة بغي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال وعلى هذا فلو ذبح لغي ال متقربا إليه لرم وإن قال فيه باسم ال كما قد يفعله طائفة من
منافقي هذه المة الذين قد يتقربون إل الكواكب بالذبح والنجوم ونو ذلك وإن كان هؤلء
مرتدين لتباح ذبيحتهم بال لكن يتمع ف الذبيحة مانعان ومن هذا الباب ما يفعله الاهلون
بكة من الذبح للجن ولذا روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه نى عن ذبائح الن قلت هذا
الديث رواه البيهقي عن الزهري مرسل وف إسناده عمر بن هارون وهو ضعيف عند المهور
إل أن أحد بن سيار روى عن قتيبة أنه كان يوثقه ورواه ابن حبان ف الضعفاء من وجه آخر
عن عبدال بن أذينة عن ثور بن يزيد عن الزهري عن حيد بن عبد الرحن عن أب هريرة
مرفوعا قال ابن حبان وعبدال يروي عن ثور ما ليس من حديثه قال الزمشري كانوا إذا اشتروا
دارا أو بنوها أو استخرجوا عينا ذبوا ذبيحة خوفا أن تصيبهم الن فأضيفت الذبائح إليهم
لذلك قال النووي وذكر الشيخ إبراهيم الروذي من أصحابنا أن ما ذبح عند استقبال السلطان
تقربا إليه أفت أهل بارى بتحريه لنه ما أهل به لغي ال قال الرافعي هذا إنا يذبونه استبشارا
بقدومه فهو كذبح العقيقة لولدة الولود قلت إن كانوا يذبون استبشارا كما ذكر الرافعي فل
يدخل ف ذلك وإن كانوا يذبونه تقربا إليه فهو داخل ف الديث قوله لعن ال من لعن والديه
قال بعضهم يعن أباه وأمه وإن عليا
159وف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إن من الكبائر شتم الرجل والديه قالوا يا
رسول ال وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه
فإذا كان هذا حال التسبب فما ظنك بالباشر قوله ولعن ال من آوى مدثا أما آوى بفتح
المزة مدوة أي ضم إليه وحى وقال أبو السعادات يقال أويت إل النل وآويت غيي وأويته
وأنكر بعضهم القصور التعدي وقال الزهري هي لغة فصيحة وأما مدثا فقال أبو السعادات
يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والفعول فمعن الكسر من نصر جانيا وآواه وأجاره من
خصمه وحال بينه وبي أن يقتص منه والفتح هو المر البتدع نفسه ويكون معن اليواء فيه
الرضى به والصب عليه فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر عليها فاعلها ول ينكر عليه فقد آواه قلت
الظاهر أنه على الرواية الول يعم العنيي لن الحدث أعم من أن يكون بناية أو ببدعة ف
الدين بل الحدث بالبدعة ف الدين شر من الحدث بالناية فإيواؤه أعظم إثا ولذا عده ابن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
القيم ف كتاب الكبائر وقال هذه الكبية تتلف مراتبها باختلف مراتب الدث ف نفسه فكلما
كان الدث ف نفسه أكب كانت الكبية أعظم قوله ولعن ال من غي منار الرض قال الصنف
هي الراسيم الت تفرق بينك وبي جارك وقال النووى منار الرض بفتح اليم علمات حدودها
والعن واحد قيل وتغييها أن يقدمها أو يؤخرها فيكون هذا من ظلم الرض الذي قال فيه
صلى ال عليه وسلم من ظلم شبا من الرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضي رواه البخارى
ومسلم وف الديث دليل على جواز
160لعن أنواع الفساق كقوله لعن ال آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ونو ذلك فأما لعن
الفاسق العي ففيه قولن ذكرها شيخ السلم أحدها أنه جائز اختاره ابن الوزي وغيه
والثان ل يوز اختاره أبو بكر عبدالعزيز وشيخ السلم قال والعروف عن أحد كراهة لعن
العي كالجاج وأمثاله وأن يقول كما قال ال تعال أل لعنة ال على الظالي قال وعن طارق
بن شهاب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال دخل النة رجل ف ذباب ودخل النار رجل
ف ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول ال قال مر رجلن على قوم لم صنم ل ياوزه أحد حت
يقرب له شيئا فقالوا لحدها قرب قال ما عندي شيء قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا
سبيله فدخل النار وقالوا للخر قرب قال ما كنت لقرب لحد شيئا دون ال عز وجل فضربوا
عنقه فدخل النة رواه أحد ش هذا الديث ذكره الصنف معزوا لحد وأظنه تبع ابن القيم ف
عزوه لحد قال ابن القيم قال المام أحد حدثنا أبو معاوية حدثنا العمش عن سليمان بن
ميسرة عن طارق بن شهاب يرفعه قال دخل رجل النة ف ذباب الديث وقد طالعت السند
فما رأيته فيه فلعل المام رواه ف كتاب الزهد أو غيه قوله عن طارق بن شهاب أي البجلي
الحسي أبو عبدال رأى النب صلى ال عليه وسلم وهو رجل ويقال إنه ل يسمع منه شيئا
161قال البغوي ونزل الكوفة قال أبو حات ليست له صحبة والديث الذي رواه مرسل وقال أبو
داود رأى النب صلى ال عليه وسلم ول يسمع منه شيئا قال الافظ إذا ثبت أنه لقي النب صلى
ال عليه وسلم فهو صحاب على الراجح وإذا ثبت أنه ل يسمع منه فروايته عن مرسل صحاب
وهو مقبول على الراجح وقد أخرج له النسائي عدة أحاديث وذلك مصي منه إل اثباب صحبته
وكانت وفاته على ما جزم به ابن حبان سنه ثلث وثاني قوله دخل النة رجل ف ذباب أي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
من أجل ذباب قوله قالوا وكيف ذلك يا رسول ال سألوا عن هذا المر العجيب لنم قد
علموا أن النة ل يدخلها أحد إل بالعمال الصالة كما قال تعال ادخلوا النة با كنتم
تعملون وأن النار ل يدخلها أحد إل بالعمال السيئة فكانم تقالوا ذلك وتعجبوا واحتقروه
فبي لم النب صلى ال عليه وسلم ما صي هذا المر القي عندهم عظيما يستحق هذا عليه
النة ويستحق الخر عليه النار ولعل هذين الرجلي من بن اسرائيل فإن النب صلى ال عليه
وسلم يدثهم عن بن اسرائيل كثيا قوله فقال مر رجلن من قوم لم صنم الصنم ما كان
منحوتا على صورة قوله ل ياوزه أي ل ير به ول يتعداه حد حت يقرب له شيئا وإن قل قوله
قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار ف هذا بيان عظمة الشرك ولو ف
شيء قليل وأنه يوجب النار أل ترى إل هذا لا قرب لذا الصنم أرذل اليوان وأخسه وهو
الذباب كان جزاؤه النار
162لشراكه ف عبادة ال إذ الذبح على سبيل القربة والتعظيم عبادة وهذا مطابق لقوله تعال إنه من
يشرك بال فقد حرم ال عليه النة ومأواه النار وفيه الذر من الذنوب وإن كانت صغية ف
السبان كما قال أنس إنكم لتعملون أعمال هي أدق ف أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد
رسول ل صلى ال عليه وسلم من الوبقات رواه البخاري قال الصنف ما معناه وفيه أنه دخل
النار بسبب ل يقصده بل فعله تلصا من شرهم وفيه أن الذي دخل النار مسلم لنه لو كان
كافرا ل يقل دخل النار ف ذباب وفيه أن عمل القلب هو القصود العظم حت عند عبدة
الوثان قوله وقالوا للخر قرب قال ما كنت لقرب لحد شيئا دون ال عز وجل إل آخره ف
هذا بيان فضيلة التوحيد والخلص قال الصنف وفيه معرفة قدر الشرك ف قلوب الؤمني كيف
صب على القتل ول يوافقهم على طلبتهم مع كونم ل يطلبوا إل العمل الظاهر وفيه شاهد
للحديث الصحيح النة أقرب إل أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك قلت وفيه التنبيه على
سعة مغفرة ال وشدة عقوبته وأن العمال بالواتيم باب ل يذبح ل بكان يذبح فيه لغي ال ش
أي أن ذلك ل يوز لا سيذكره الصنف قال وقول ال تعال لتقم فيه أبدا الية
163ش حاصل كلم الفسرين ف الية أن ال نى رسوله صلى ال عليه وسلم أن يقوم ف مسجد
الضرار ف الصلة فيه أبدا والمة تبع له ف ذلك ث حثه على الصلة ف مسجد قباء الذي أسس
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
من أول يوم بن فيه على التقوى وهي طاعة ال ورسوله صلى ال عليه وسلم وجعا لكلمة
الؤمني ومعقل ومنل للسلم وأهله بقوله لسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن
تقوم فيه والسياق إنا هو ف مسجد قباء ولذا جاء ف الديث الصحيح أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال صلة ف مسجد قباء كعمرة وف الصحيح أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
كان يزور قباء راكبا وماشيا وقد صرح بأن السجد الؤسس على التقوى هو مسجد قباء ذكره
جاعة من السلف منهم ابن عباس وعروة وعطية والشعب والسن وغي واحد وقيل هو مسجد
رسول ال صلى ال عليه وسلم لديث أب سعيد قال تارى رجلن ف السجد الذي اسس على
التقوى من أول يوم فقال رجل هو مسجد قباء وقال الخر هو مسجد رسول ال صلى ال عليه
وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هو مسجدي هذا رواه مسلم وهو قول عمر وابنه
وزيد بن ثابت وغيهم قال ابن كثي وهذا صحيح ول منافاة بي الية وبي هذا لنه إذا كان
مسجد قباء قد اسس على التقوى من أول يوم فمسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم بطريق
الول وهذا بلف مسجد الضرار الذي اسس على معصية ال تعال كما قال تعال والذين
اتذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بي الؤمني وإرصادا لن حارب ال ورسوله من قبل
وليحلفن إن أردنا إل السن وال يشهد إنم لكاذبون فلهذه المور نى ال نبيه صلى ال عليه
وسلم عن القيام فيه للصلة وكان النافقون الذين بنوه جاؤوا إل النب قبل خروجه إل تبوك
فسألوه أن يصلي فيه ليحتجوا بصلته فيه على تقريره وذكروا أنم إنا بنوه للضعفاء وأهل العلة
164ف الليلة الشاتية فعصمه ال من الصلة فيه فقال أنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء ال فلما
قفل عليه السلم راجعا إل الدينة ول يبق بينه وبينها إل يوم أو بعض يوم نزل الوحي بب
السمجد فبعث إليه فهدمه قبل مقدمه إل الدينة ووجه الدللة من الية على الترجة من جهة
القياس لنه إذا منع ال رسوله صلى ال عليه وسلم عن القيام ل تعال ف هذا السجد الؤسس
على هذه القاصد البيثة مع أنه ل يقوم فيه إل ل فكذلك الواضع العدة للذبح لغي ال ل يذبح
فيها الوحد ل لنا قد اسست على معصية ال والشرك به يؤيده حديث ثابت بن الضحاك
الت وقوله فيه رجال يبون أن يتطهروا روى المام أحد وابن خزية والطبان والاكم عن
عوي بن ساعدة النصاري أن النب صلى ال عليه وسلم أتاهم ف مسجد قباء فقال إن ال قد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أحسن عليكم الثناء ف الطهور ف قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به فقالوا وال
يا رسول ال ما نعلم شيئا إل أنه كان لنا جيان من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط
فغسلنا كما غسلوا وف رواية عن جابر وأنس مرفوعا هو ذاك فعليكموه رواه ابن ماجه وابن أب
حات والدارقطن والاكم وقوله وال يب الطهرين أي الذين يتنهون من القاذورات
والنجاسات بعد ما يتنهون من أوضار الشرك وأقذاره قال أبو العالية إن الطهور بالاء لسن
ولكنهم التطهرون من الذنوب قال ابن كثي وفيه دليل على استحباب الصلة مع الماعة
الصالي التنهي عن ملبسة القاذورات الحافظي على إسباغ الوضوء قلت وفيه إثبات الحبة
165قال عن ثابت بن الضحاك قال نذر رجل أن ينحر إبل ببوانة فسأل النب صلى ال عليه وسلم
فقال هل كان فيه وثن من أوثان الاهلية يعبد قالوا ل قال فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا
ل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أوف بنذرك فإنه لوفاء لنذر ف معصية ال ول فيما ل
يلك ابن آدم رواه أبو داود وإسناده على شرطهما ش هذا الديث رواه أبو داود فقال حدثنا
داود بن رشيد قال ثنا شعيب بن اسحق عن الوزاعي قال حدثن يي بن أب كثي قال حدثن
أبو قلبة قال حدثن ثابت بن الضحاك قال نذر رجل على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم
أن ينحر إبل ببوانة فأتى النب صلى ال عليه وسلم فقال إن نذرت أن أنر إبل ببوانة فقال النب
صلى ال عليه وسلم هل كان فيها وثن الديث وهذا إسناد جيد وروى أبو داود أيضا عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النب صلى ال عليه وسلم فقالت إن نذرت أن
أذبح بكان كذا وكذا مكان كان يذبح فيه أهل الاهلية قال لصنم قالت ل قال لوثن قالت ل
قال أوف بنذرك متصر ومعن قوله لصنم ال آخره هل يذبون فيه لصنم أو وثن فيكون
كحديث ثابت قوله عن ثابت بن الضحاك أى أن ابن خليفة الشهلي صحاب مشهور روى عنه
أبو قلبة وغيه ومات سنه أربع وستي قوله نذر رجل يتمل أن يكون هو كردم بن سفيان
والد ميمونة لا روى أبو داود عنها قالت خرجت مع أب ف حجة رسول ال صلى ال عليه
وسلم فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم قالت فدنا اليه أب فقال يا رسول ال إن نذرت
إن ولد ل ولد ذكر أن أنر على رأس بوانة ف عقبة من الثنايا عدة من
166النعم قال ل أعلم إل أنا قالت خسي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم هل با من هذه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الوثان شيء قال ل قال فأوف با نذرت ل وذكر الديث قوله أن ينحر إبل ف حديث
ميمونة قال فأوف با نذرت ل قال فجمعها فجعل يذبها فانفلتت منه شاة فطلبها وهو يقول
اللهم أوف بنذري فظفر با فذبها فيحتمل أن يكون نذر إبل وغنما ويتمل أن يكون ذلك
قضيتب قوله ببوانة بضم الباء وقيل بفتحها قال البغوي موضع ف أسفل مكة دون يلملم وقال
أبو السعادات هضبة من وراء ينبع قوله فقال هل كان فيها وثن من أوثان الاهلية يعبد قال ف
عروة الفتاح الصنم هو ما له صورة والوثن ما ليس له صورة قلت هذا هو الصحيح ف الفرق
بينهما وقد جاء عن السلف ما يدل على ذلك وفيه النع من الوفاء بالنذر إذا كان ف الكان وثن
من أوثانم ولو بعد زواله ذكره الصنف قوله فهل كان فيها عيد من أعيادهم قال شيخ السلم
العيد اسم لا يعود من الجتماع العام على وجه معتاد عائد إما بعود السنة أو بعود السبوع أو
الشهر ونو ذلك والراد به هنا الجتماع العتاد من اجتماع الاهلية فالعيد يمع أمورا منها يوم
عائد كيوم الفطر ويوم المعة ومنها اجتماع فيه ومنها أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات
وقد يتص العيد بكان بعينه وقد يكون مطلقا وكل من هذه المور قد يسمى عيدا فالزمان
كقول النب صلى ال عليه وسلم ف يوم المعة إن هذا يوم جعله ال للمسلمي عيدا والجتماع
والعمال كقول ابن عباس شهدت العبد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم والكان كقوله ل
تتخذوا قبي عيدا وقد يكون لفظ العيد
167اسا لجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب كقول النب صلى ال عليه وسلم لب بكر دعهما يا
أبا بكر فإن لكل قوم عيدا انتهى وفيه استفصال الفت والنع من الوفاء بالنذر إذا كان ف الكان
عيد من أعياد الاهلية ولو بعد زواله والذر من مشابة الشركي ف أعيادهم ولو ل يقصده
ذكره الصنف قوله فأوف بنذرك هذا يدل على أن الذبح ل ف الكان الذي يذبح فيه الشركون
لغيه أو ف مل أعيادهم معصية لن قوله فأوف بنذرك تعقيب للوصف بالكم برف الفاء
وذلك يدل على أن الوصف سبب الكم فيكون سبب المر بالوفاء وجود النذر خاليا عن
هذين الوصفي فيكونان مانعي من الوفاء ولو ل يكن معصية لاز الوفاء به ولنه عقبه بقوله
فإنه ل وفاء لنذر ف معصية ال فدل أن الصورة السؤول عنها مندرجة ف هذا اللفظ العام لن
العام إذا أورد على سبب فل بد أن يكون السبب مندرجا فيه ولنه لو كان الذبح فيما ذكر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
جائزا لسوغ صلى ال عليه وسلم للناذر الوفاء به كما سوغ لن نذرت الضرب بالدف أن
تضرب به لنه عليه السلم استفصل فلما قالوا ل قال له فأوف بنذرك وهذا يقتضي أن كون
البقعة مكانا لعيدهم أو با وثن من أوثانم مانع من الذبح با وإن نذر وإل لا حسن الستفصال
هذا معن كلم شيخ السلم وفيه أن تصيص البقعة بالنذر ل بأس به إذا خل من الوانع قوله
فإنه ل وفاء لنذر ف معصية ال دليل على أن هذا نذر معصية ل يوز الوفاء به لا تقدم وعلى أن
نذر العصية ل يوز الوفاء به وقد أجع العلماء على ذلك لذا الديث وحديث عائشة الت وما
ف معناها
168واختلفوا هل تب فيه كفارة يي على قولي ها روايتان عن أحد أحدها تب وهو الذهب
الشهور عن أحد وروي عن ابن مسعود وابن عباس وبه قال أبو حنيفة وأصحابه لديث عائشة
مرفوعا ل نذر ف معصية وكفارته كفارة يي رواه أحد وأهل السنن وأحتج به أحد واسحق
والثان ل كفارة عليه روي ذلك عن مسروق والشعب والشافعي لديث الباب وحديث عائشة
الت ول يذكر فيهما كفارة وجوابه أن عدم ذكر الكفارة ل يدل على عدم وجوبا قوله ول
فيما ل يلك ابن آدم قال ف شرح الصابيح يعن إذا أضاف النذز إل معي ل يلكه بأن قال إن
شفى ال مريضي فلله علي أن أعتق عبد فلن أو أتصدق بثوبه ونو ذلك فأما إذا التزم ف الذمة
شيئا ل يلكه فيصح نذره مثاله إن شفي ال مريضي فلله علي أن أعتق رقبة وهو ف ذلك الال
ل يلك رقبة ول قيمتها فيصح نذره وإذا شفي ثبت النذر ف ذمته قوله رواه أبو داود وإسناده
على شرطيهما أي شرط البخاري ومسلم وأضمرها للعلم بذلك وأبو داود اسه سليمان بن
الشعث بن اسحق بن بشر بن شداد الزدي السجستان صاحب المام أحد ومصنف السنن
وغيها ثقة امام حافظ من كبار العلماء مات سنة خس وسبعي ومائتي باب من الشرك النذر
لغي ال ش أي إنه من العبادة فيكون صرفه لغي ال شركا فإذا نذر طاعة
169وجب عليه الوفاء با وهو عبادة وقربة إل ال ولذا مدح ال الوفي به فإن نذر لخلوق تقربا
إليه ليشفع له عند ال ويكشف ضره ونو ذلك فقد أشرك ف عبادة ال تعال غيه ضرورة كما
أن من صلى ل وصلى لغيه فقد أشرك كذلك هذا لقوله تعال يوفون بالنذر وجه الدللة من
الية على الترجة أن ال تعال مدح الوفي بالنذر وال تعال ل يدح إل على فعل واجب أو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
مستحب أو ترك مرم ل يدح على فعل الباح الجرد وذلك هو العباده فمن فعل ذلك لغي ال
متقربا إليه فقد أشرك قال وقوله وما أنفقتم من نفقة أو نذرت من نذر فإن ال يعلمه وجه الدللة
من الية على الترجة أن ال تعال أخب بأن ما أنفقناه من نفقة أو نذرناه من نذر متقربي بذلك
إليه أنه يعلمه ويازينا عليه فدل ذلك أنه عبادة وبالضرورة يدري كل مسلم أن من صرف شيئا
من انواع العبادة لغي ال فقد أشرك قال ابن كثي يب تعال بأنه عال بميع ما يعمله العاملون
من اليات من النفقات والنذورات وتضمن ذلك مازاته على ذلك أوفر الزاء للعاملي لذلك
ابتغاء وجهه ورجاء موعوده إذا علمت ذلك فهذه النذور الواقعة من عباد القبور وأشباههم ل
يعتقدون فيه نفعا أو ضرا فيتقرب اليه بالنذر ليقضي حاجته أو ليشفع له كل ذلك شرك ف
العبادة وهو شبيه با ذكر ال عن الشركي ف قوله وجعلوا ل ما ذرا من الرث والنعام نصيبا
فقالوا هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فل يصل إل ال وما كان ل فهو
يصل ال شركائهم ساء ما يكمون روى ابن أب حات ف
170الية يعن جعلوا ل جزءا من الرث ولشركائهم ولوثانم جزءا فما ذهبت به الريح ما سوا ل
إل جزء أوثانم تركوه وقالوا ال عن هذا غن وما ذهبت به الريح من جزء أوثانم ال جزء ال
أخذوه وعباد القبور يعلون ل جزءا من أموالم بالنذر والصدقة وللموات والطواغيت جزءا
كذلك وقد نص غي واحد من العلماء على أن النذر لغي ال شرك قال شيخ السلم وأما ما
نذره لغي ال كالنذر للصنام والشمس والقمر والقبور ونو ذلك فهو بنلة أن يلف بغي ال
من الخلوقات والالف بالخلوقات ل وفاء عليه ول كفارة وكذلك الناذر للمخلوق ليس عليه
وفاء ول كفارة فإن كلها شرك والشرك ليس له حرمة بل عليه أن يستغفر ال من هذا العقد
ويقول ما قال النب صلى ال عليه وسلم حيث قال من حلف باللت والعزى فليقل ل إله إل
ال وقال أيضا فيمن نذر للقبور ونوها دهنا لتنور به ويقول إنا تقبل النذر كما يقول بعض
الضالي فهذا النذر معصية باتفاق العلماء ل يوز الوفاء به وكذلك إذا نذر مال من النقد أو
غيه للسدنة أو الجاورين العاكفي بتلك البقعة فإن هؤلء السدنة فيهم شبه من السدنة الت
كانت للت والعزى ومناة يأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل ال والجاورون
هناك فيهم شبه من العاكفي الذين قال فيهم إبراهيم الليل عليه السلم ما هذه التماثيل الت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أنتم لا عاكفون والذين اجتاز بم موسى عليه السلم وقوله تعال وجاوزنا ببن اسرائيل التحر
فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لم فالنذر لولئك السدنة والجاورين ف هذه البقاع الت ل
فضل للشريعة ف ف الجاورة فيها نذر معصية وفيه شبه من النذر لسدنة الصلبان الجاورين
عندها أو لسدنة البدال الت ف الند والجاورين عندها
171ث هذا الال إذا صرفه ف جنس تلك العبادة من الشروع مثل أن يصرفه ف عمارة الساجد أو
للصالي من فقراء السلمي يستعينون بالال على عبادة ال كان حسنا وقد تقدم كلم ابن
القيم ف قوله ويقولون إنا تقبل النذر أي تقبل العبادة من دون ال فإن النذر عبادة إل آخره
وقال المام الذرعي ف شرح منهاج النووي وأما النذر للمشاهد الت بنيت على قب ول أو
شيخ أو على اسم من حلها من الولياء أو تردد ف تلك البقعة من النبياء والصالي فإن قصد
الناذر بذلك وهو الغالب أو الواقع من قصود العاقد ف تعظيم البقعة والشهد والزاوية أو تعظيم
من دفن با أو نسبت اليه أو بنيت على اسه فهذا النذر باطل غي منعقد فإن معتقدهم أن لذه
الماكن خصوصيات لنفسها ويرون أنا ما يدفع به البلء ويستجلب به النعماء ويستشفى
بالنذر لا من الدواء حت انم ينذرون لبعض الحجار لا قيل إنه جلس اليها أو استند اليها عبد
صال وينذرون لبعض القبور السرج والشموع والزيت ويقولون القب الفلن أو الكان الفلن
يقبل النذر يعنون بذلك أنه يصل به الغرض الأمول من شفاء مريض وقدوم غائب وسلمة مال
وغي ذلك من أنواع نذر الجازاة فهذا النذر على هذا الوجه باطل ل شك فيه بل نذر الزيت
والشمع ونوها للقبور باطل مطلقا من ذلك نذر الشموع الكثية العظيمة وغيها لقب الليل
عليه السلم ولقب غيه من النبياء والولياء فإن الناذر ل يقصد بذلك إل اليقاد على القب
تبكا وتعظيما ظانا أن ذلك قربة فهذا ما لريب ف بطلنه والنقياد الذكور مرم سواء انتفع
به هناك منتفع أم ل إل آخر كلمه وقال الشيخ قاسم النفي ف شرح درر البحار النذر الذي
ينذره
172أكثر العوام على ما هو مشاهد كأن يكون للنسان غائب أو مريض أو له حاجة ضرورية فيأت
إل بعض الصلحاء ويعل على رأسه سترة ويقول ياسيدي فلن إن رد ال غائب أو عوف
مريضي أو قضيت حاجت فلك من الذهب كذا أو من الفضة كذا أو من الطعام كذا أو من الاء
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ومن الشمع والزيت كذا فهذا النذر باطل بالجاع لوجوه منها أنه نذر لخلوق والنذر
للمخلوق ل يوز لنه عبادة والعبادة ل تكون لخلوق ومنها أن النذور له ميت واليت ل يلك
ومنها أنه ظن أن اليت يتصرف ف المور دون ال واعتقاد ذلك كفر إل أن قال إذا علمت هذا
فما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت وغيها وينقل إل ضرائح الولياء تقربا إليهم فحرام
بإجاع السلمي نقله عنه ابن نيم ف البحر الرائق ف آخر كتاب الصوم ومنه نقله الرشدي
أيضا ف تذكرته ونقله غيها عنه وزاد وقد ابتلي الناس بذا لسيما ف مولد أحد البدوي وقال
الشيخ صنع ال اللب النفي ف الرد على من أجاز الذبح والنذر للولياء وأثبت الجر ف ذلك
فهذا الذبح والنذر إن كان على اسم فلن وفلن فهو لغي ال فيكون باطل وف التنيل ول
تأكلوا ما ل يذكر اسم ال عليه وقوله قل إن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب العالي ل
شريك له أي صلت وذبي ل كما فسر به قوله فصل لربك وانر وف الديث ل نذر ف
معصية ال رواه أبو داود وغيه والنذر لغي ال إشراك مع ال إل أن قال فالنذر لغي ال كالذبح
لغيه
173وقال الفقهاء خسة لغي ال شرك الركوع والسجود والنذر والذبح واليمي قال والاصل أن
النذر لغي ال فجور فمن أين تصل لم الجور انتهى ملخصا وقال القاضي أبو بكر بن العرب
الالكي قد ني عن النذر وندب إل الدعاء والسبب فيه أن الدعاء عبادة عاجلة ويظهر به التوجه
إل ال تعال والتضرع له وهذا بلف النذر فإن فيه تأخي العبادة إل حي الصول وترك العمل
إل حي الضرورة فقد نص أبو بكر على ان الدعاء والنذر عبادتان ول يتري مسلم أن من عبد
غي ال فقد اشرك ولكن كما قال تعال وما تغن اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون قال وف
الصحيح عن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من نذر أن يطيع ال فليطعه ومن
نذر أن يعصي ال فل يعصه ش قوله ف الصحيح أي صحيح البخاري قوله عن عائشة هي أم
الؤمني وزوج النب صلى ال عليه وسلم وبنت أب بكر الصديق رضي ال عنهما تزوجها النب
صلى ال عليه وسلم وهي بنت سبع سني ودخل با وهي بنت تسع سني وهي أفقه النساء
مطلقا وأفضل أزواج النب صلى ال عليه وسلم إل خدية ففيهما خلف كثي ماتت سنة سبع
وخسي على الصحيح قاله الافظ قوله من نذر أن يطيع ال فليطعه أي فليفعل ما نذره من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
طاعة ال وقد أجع العلماء على أن من نذر طاعة بشرط يرجوه كقوله إن شفى ال مريضي
فعلي أن أتصدق بكذا ونو ذلك وجب عليه أن يوف با مطلقا إذا حصل الشرط إل أنه حكي
عن أب حنيفة أنه ل يلزمه الوفاء با ل أصل له ف الوجوب كالعتكاف وعيادة الريض
والديث حجة عليه لنه ل يفرق
174بي ما له أصل ف الوجوب وما ل أصل له فان نذر ابتداء كقوله ل تعال علي صوم شهر
فالكم أيضا كذلك ف قول الكثرين وعن بعضهم أنه ل يلزم والديث حجة عليه أيضا لنه ل
يفرق بي ما علقه على شرط وبي ما نذره ابتداء قوله ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه زاد
الطحاوي وليكفر عن يينه قال ابن القطان عندي شك ف رفع هذه الزيادة أي ل يفعل العصية
الت نذرها وقد أجع العلماء على أنه ل يوز الوفاء بنذر العصية قال الافظ ف الفتح واتفقوا
على تري النذر ف العصية وتنازعوا هل ينعقد موجبا للكفارة أم ل وقد تقدم ذلك ف الباب
قبله وقد يستدل بقوله ومن نذر أن يعصي ال فل يعصه بصحة النذر ف الباح كما هو مذهب
أحد وغيه يؤيده ما رواه أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ورواه أحد
والترمذي عن بريدة أن امرأة قالت يا رسول ال إن نذرت أن أضرب على رأسك بالدف فقال
أوف بنذرك وإذا صححناه فحكمه حكم اللف على فعله فيخي بي فعله وكفارة اليمي وأما
نذر اللجاج والغضب فهو يي عند أحد فيخي بي فعله وكفارة اليمي لديث عمران بن
حصي مرفوعا ل نذر ف غضب وكفارته كفارة يي رواه سعيد واحد والنسائي وله طرق وفيه
كلم فان نذر مكروها كالطلق استحب ان يكفر وليفعله باب من الشرك الستعاذة بغي ال
الستعاذه اللتجاء والعتصام والتحرز وحقيقتها الرب من شيء
175تافه إل من يعصمك منه ولذا يسمى الستعاذ به معاذا وملجأ ووزرا فالعائذ بال قد هرب ما
يؤذيه أو يهلكه ال ربه ومالكه وفر اليه وألقى نفسه بي يديه واعتصم به واستجار به والتجأ اليه
وهذا تثيل وتفهيم وإل فما يقوم بالقلب من اللتجاء إل ال والعتصام به والطراح بي يدي
الرب والفتقار اليه والتذلل بي يديه أمر ل تيط به العبارة هذا معن كلم ابن القيم وقال ابن
كثي الستعاذة هي اللتجاء إل ال واللتصاق بنابه من شر كل ذي شر والعياذ يكون لدفع
الشر واللياذ لطلب الي وهذا معن كلم غيها من العلماء فتبي بذا أن الستعاذة بال عبادة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ل ولذا أمر ال بالستعاذة به ف غي آية وتواترت السنن عن النب صلى ال عليه وسلم بذلك
قال ال تعال وإما ينغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بال إنه هو السميع العليم وقال وقل رب
أعوذ بك من هزات الشياطي وأعوذ بك رب ان يضرون وقال فاستعذ بال انه هو السميع
البصي وقال قل اعوذ برب الفلق وقال تعال قل اعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس فإذا كان
تعال هو ربنا وملكنا وإلنا فل مفزع لنا ف الشدائد سواه ول ملجأ لنا منه إل اليه ول معبود لنا
غيه فل ينبغي أن يدعى ول ياف ول يرجى ول يب غيه ول يذل ول يضع لغيه ول
يتوكل إل عليه لن من تافه وترجوه وتدعوه وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك
ومتول
176شأنك فهو ربك فل رب لك سواه وتكون ملوكه وعبده الق فهو ملك الناس حقا وكلهم
عبيده وماليكه أو يكون معبودك وإلك الذي ل تستغن عنه طرفة عي بل حاجتك اليه أعظم
من حاجتك ال حياتك وروحك فهو ال له الق إله الناس فمن كان ربم وملكهم وإلهم فهم
جديرون أن ل يستعيذوا بغيه ول يستنصروا بسواه ول يلجأوا ال غي حاه فهو كافيهم
وحسبهم وناصرهم ووليهم ومتول أمورهم جيعا بربوبيته وملكه وإليته لم فكيف ل يلتجىء
العبد عند النوازل ونزول عدوه به ال ربه وملكه وإله وهذه طريقه القرآن يتج عليهم باقرارهم
بذا التوحيد على توحيد اللية هذا معن كلم ابن القيم فاذا تقق العبد بذه الصفات الرب
واللك والله وامتثل أمر ال واستعاذ به فل ريب أن هذه عبادة من أجل العبادات بل هو من
حقائق توحيد اللية فإن استعاذ بغيه فهو عابد لذلك الغي كما أن من صلى ل وصلى لغيه
يكون عابدا لغي ال كذلك ف الستعاذة ول فرق إل أن الخلوق يطلب منه ما يقدر عليه
ويستعاذ به فيه بلف ما ليقدر عليه إل ال فل يستعاذ فيه إل بال كالدعاء فإن الستعاذة من
أنواعه قال وقول ال تعال وأنه كان رجال من النس يعوذون برجال من الن فزادوهم رهقا
ش العن وال اعلم على قول أن النس زادوا الن باستعاذتم بم رهقا أي إثا وطغيانا وشرا
فضمي الفاعل على هذا للعائذين من النس وضمي الفعول للمستعاذ بم من الن وعلى القول
الثان بالعكس وزيادتم للنس رهقا باغوائهم وإضللم وذلك أن الرجل من العرب كان إذا
أمسى ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
177واد قفر ف بعض مسائره وخاف على نفسه قال اعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه يريد
الن وكبيهم قال ماهد كانوا يقولون إذا هبطوا واديا نعوذ بعظيم هذا الوادي فزادوهم رهقا
قال زادوا الكفار طغيانا رواه عبد بن حيد وابن النذر والثار بذلك عن السلف مشهورة ووجه
الستدلل بالية على الترجة أن ال حكى عن مؤمن الن أنم لا تبي لم دين الرسول صلى
ال عليه وسلم وآمنوا به ذكروا أشياء من الشرك كانوا يعتقدونا ف الاهلية من جلتها
الستعاذة بغي ال وقد أجع العلماء على أنه ل توز الستعاذة بغي ال ولذا نوا عن الرقى الت
ل يعرف معناها خشية ان يكون فيها شيء من ذلك قال مل علي القاري النفي ول يوز
الستعاذة بالن فقد ذم ال الكافرين على ذلك فقال وأنه كان رجال من النس يعوذون برجال
من الن فزادوهم رهقا ال إن قال وقال تعال ويوم يشرهم جيعا يا معشر الن قد استكثرت
من النس وقال أولياؤهم من النس ربنا استمتع بعضنا ببعض الية فاستمتاع النسي بالن ف
قضاء حوائجه وامتثال أوامره أو إخباره بشيء من الغيبات واستمتاع الن بالنسي تعظيمه إياه
واستعاذته به واستغاثته وخضوعه له وفيه أن كون الشيء يصل به منفعة دنيويه من كف شرا
وجلب نفع ل يدل على أنه ليس من الشرك ذكره الصنف قال وعن خولة بنت حكيم قالت
سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من نزل منل فقال أعوذ بكلمات ال التامات من
شر ما خلق ل يضره شيء حت يرحل من منله ذلك رواه مسلم
178قوله عن خولة بنت حكيم أي ابن أمية السلمية يقال لا أم شريك ويقال لا خويلة بالتصغي
ويقال إنا هي الواهبة وكانت قبل تت عثمان بن مظعون قال ابن عبد الب وكانت صالة
فاضلة قوله أعوذ بكلمات ال التامات هذا ما شرعه ال لهل السلم أن يستعيذوا به بدل عما
يفعله أهل الاهلية من الستعاذة بالن فشرع ال للمسلمي أن يستعيذوا به أو بصفاته قال
القرطب ف الفهم قيل معناه الكاملت اللت ل يلحقها نقص ول عيب كما يلحق كلم البشر
وقيل معناه الشافية الكافية وقيل الكلمات هنا هي القرآن فان ال أخب عنه بأنه هدى وشفاء
وهذا المر على جهة الرشاد إل ما يدفع به الذى ولا كان ذلك استعاذة بصفات ال تعال
واللتجاء اليه كان ذلك من باب الندوب إليه الرغب فيه وعلى هذا فحق التعوذ بال تعال
وبأسائه وصفاته أن يصدق ال ف التجائه إليه ويتوكل ف ذلك عليه ويضر ذلك ف قلبه فمت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فعل ذلك وصل إل منتهى طلبه ومغفرة ذنبه وقال غيه وقد اتفق العلماء على أن الستعاذة
بالخلوق ل توز واستدلوا بديث خولة وقالوا فيه دليل على أن كلمات ال غي ملوقة وردوا
به على الهيمة والعتزلة ف قولم بلق القرآن قالوا فلو كانت كلمات ال ملوقة ل يأمر النب
صلى ال عليه وسلم بالستعاذة با لن الستعاذة بالخلوق شرك وقال شيخ السلم وقد نص
الئمة كأحد وغيه على أنه ل يوز الستعاذة بخلوق وهذا ما استدلوا به على أنه كلم ال
غي ملوق قالوا لنه ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه استعاذ بكلمات ال وأمر بذلك
ولذا نى العلماء عن التعازي والتعاويذ الت ل يعرف معناها خشية أن يكون
179فيها شرك وقال ابن القيم ومن ذبح للشيطان ودعاه واستغاث به وتقرب إليه با يب فقد عبده
وإن ل يسم ذلك عبادة ويسميه استخداما وصدق هو استخدام الشيطان له فيصي من خدم
الشيطان وعابديه وبذلك يدمه الشيطان لكن خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة فإن
الشيطان ل يضع له ويعبده كما يفعل هو به قوله من شر ما خلق أي من كل شر ف أي
ملوق قام به الشر من حيوان أو غيه إنسيا كان أو جنيا أو هامة أو دابة أو ريا أو صاعقة أي
نوع كان من أنواع البلء ف الدنيا والخرة وما ههنها موصولة ليس إل وليس الراد با العموم
الطلقي بل الراد التقييدي الوصفي والعن من شر كل ملوق فيه شر لمن شر كل ما خلقه
ال تعال فإن النة واللئكة والنبياء ليس فيهم شر هذا معن كلم ابن القيم قال والشر يقال
على شيئي على الل وعلى ما يفضي اليه قوله ل يضره شيء حت يرحل من منله ذلك قال
القرطب هذا الب صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليل وتربة فإن منذ سعت هذا الب
عملت عليه فلم يضرن شيء إل أن تركته فلدغتن عقرب بالهدية ليل فتفكرت ف نفسى فإذا
ب قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات قال الصنف فيه فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره باب من
الشرك أن يستغيث بغي ال أو يدعو غيه ش قال شيخ السلم الستغاثة هي طلب الغوث وهو
إزالة الشدة
180كالستنصار طلب النصر والستعانة طلب العون وقال غيه الفرق بي الستغاثة والدعاء أن
الستغاثة ل تكون إل من الكروب كما قال تعال فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من
عدوه وقال إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم والدعاء أعم من الستغاثة لنه يكون من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الكروب وغيه فعلى هذا عطف الدعاء على الستغاثه من عطف العام على الاص وقال أبو
السعادات الغاثة العانة فعلى هذا تكون الستغاثة هي الستعانة ول ريب أن من استغاثك
فأغثته فقد أعنته إل أن لفظ الستغاثة مصوص بطلب العون ف حالة الشدة بلف الستعانة
وقوله أو يدعو غيه الراد بالدعاء هنا هو دعاء السألة فيما ل يقدر عليه إل ال تعال فإن ذلك
شرك لا سيذكره الصنف من اليات واعلم أن الدعاء نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة كما
حققه غي واحد منهم شيخ السلم وابن القيم وغيها ويراد به ف القرآن هذا تارة وهذا تارة
ويراد به مموعهما وها متلزمان فدعاء السألة هو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو
كشف ضر فالعبود ل بد أن يكون مالكا للنفع والضر ولذا أنكر ال تعال على من عبد من
دونه مال يلك ضرا ول نفعا كقوله قل أتعبدون من دون ال مال يلك لكم ضرا و ل نفعا وال
السميع العليم وقوله ويعبدون من دون ال مال ينفعهم ول يضرهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند
ال وذلك كثي ف القرآن يبي أن العبود لبد وأن يكون مالكا للنفع والضر فهو يدعى للنفع
والضر دعاء السألة ويدعى خوفا ورجاء دعاء العبادة فعلم أن النوعي متلزمان فكل دعاء
181عبادة مستلزم لدعاء السألة وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة وبذا التحقيق يندفع عنك
ما يقوله عباد القبور إذ احتج عليهم با ذكر ال ف القرآن من المر بإخلص الدعاء له قالوا
الراد به العبادة فيقولون ف مثل قوله تعال وأن الساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا أي ل تعبدوا
مع ال أحدا فيقال لم وإن أريد به دعاء العبادة فل ينفي أن يدخل دعاء السألة ف العبادة لن
دعاء العبادة مستلزم لدعاء السألة كما أن دعاء السألة متضمن لدعاء العبادة هذا لو ل يرد ف
دعاء السألة بصوصه من القرآن إل اليات الت ذكر فيها دعاء العبادة فكيف وقد ذكر ال ف
القرآن ف غي موضع قال ال تعال ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه ل يب العتدين وقال تعال
وادعوه خوفا وطمعا وقال تعال والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا ال فاستغفروا
لذنوبم ومن يغفر الذنوب إل ال وقال تعال واسألوا ال من فضله وقال تعال قل أرأيتكم إن
أتاكم عذاب ال أوتتكم الساعة أغي ال تدعون إن كنتم صادقي بل إياه تدعون فيكشف ما
تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون وقال تعال له دعوة الق والذين يدعون من دونه ل
يستجيبون لم بشيء إل كباسط كفيه إل الاء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إل ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ضلل وقال تعال عن ابراهيم عليه السلم إن رب لسميع
182الدعاء وقال عنه أيضا وأعتزلكم وما تدعون من دون ال وأدعو رب عسى أن ل أكون بدعاء
رب شقيا فلما اعتزلم وما يعبدون من دون ال الية وقال تعال ث إذا مسكم الضر فإليه تأرون
ث إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربم يشركون وقال تعال قل ادعوا الذين زعمتم من
دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل وقال تعال وإذا مسكم الضر ف البحر ضل من
تدعون إل إياه فلما ناكم إل الب أعرضتم وكان النسان كفورا وقال تعال قل ادعوا ال أو
ادعوا الرحن أيا ما تدعوا فله الساء السن وقال تعال عن زكريا عليه السلم قال رب إن
وهن العظم من واشتعل الرأس شيبا ول أكن بدعائك رب شقيا وقال تعال وقيل ادعوا
شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لم الية وقال تعال فإذا ركبوا ف الفلك دعوا ال ملصي له
الدين فلما ناهم إل الب إذا هم يشركون فكفى بذه اليات ناة وحجة وبرهانا ف الفرق بي
التوحيد والشرك عموما وف هذه السألة خصوصا وقال تعال فابتغوا عند ال الرزق وقال تعال
وإذا مس النسان ضر دعا ربه منيبا اليه ث إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل
وجعل ل أندادا ليضل عن سبيله قل تتع بكفرك قليل إنك من أصحاب النار وقال تعال
183والذين تدعون من دونه ما يلكون من قطمي إن تدعوهم ل يسمعوا دعاءكم ولو سعوا ما
استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم وقال تعال وقال ربكم ادعون أستجب لكم إن
الذين يستكبون عن عبادت سيدخلون جهنم داخرين وغي ذلك من اليات وف الحاديث عن
النب صلى ال عليه وسلم مال يصى منها قوله صلى ال عليه وسلم فيما رواه عن ربه تبارك
وتعال أنه قال يا عبادي كلكم جائع إل من أطعمته فاستطعمون أطعمكم يا عبادي كلكم عار
إل من كسوته فاستكسون أكسكم يا عبادي كلكم ضال إل من هديته فاستهدون أهدكم يا
عبادي إنكم تطؤون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جيعا فاستغفرون أغفر لكم رواه مسلم
وقوله صلى ال عليه وسلم ينل ربنا تبارك وتعال كل ليلة ال ساء الدنيا حي يبقى ثلث الليل
الخر ث يقول من يدعون فأستجب له من يسألن فأعطيه من يستغفرن فأغفر له رواه البخاري
ومسلم وقوله ليس شيء أكرم على ال من الدعاء رواه أحد والترمذي وابن ماجة وابن حبان
والاكم وصححه وقوله من ل يدع ال يغضب عليه رواه أحد وابن أب شيبه والاكم وقوله
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
سلوا ال من فضله فإن ال يب أن يسأل رواه الترمذي وقوله الدعاء سلح الؤمن وعماد الدين
ونور السموات والرض رواه الاكم وصححه وقوله الدعاء هو العبادة رواه أحد والترمذي
وف حديث آخر الدعاء مخ العبادة رواه الترمذي وقوله لا سئل أي العبادة أفضل قال دعاء الرء
لنفسه رواه البخاري ف الدب وقوله لن ينفع حذر من قدر ولكن الدعاء ينفع ما نزل وما ل
ينل فعليكم بالدعاء يا عباد ال رواه أحد وقوله سلوا ال كل شيء حت الشسع
184إذا انقطع فإنه إن ل ييسره ل يتيسر رواه أبو يعلى بإسناد صحيح وقوله ليسأل أحدكم ربه
حاجته كلها حت يسأله شسع نعله إذا انقطع وحت يسأله اللح رواه البزار بإسناد صحيح وقال
عمر بن الطاب رضي ال عنه إن ل أحل هم الجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألمت الدعاء
علمت أن الجابة معه وقال ابن عباس رضي ال عنهما أفضل العبادة الدعاء وقرأ وقال ربكم
ادعون أستجب لكم رواه ابن النذر والاكم وصححه وقال مطرف تذكرت ما جاع الي
فاذا الي كثي الصلة والصيام وإذا هو ف يد ال تعال وإذا انت ل تقدر على ما ف يد ال إل
أن تسأله فيعطيك رواه أحد والحاديث والثار ف ذلك ل ييط با إل ال تعال فثبت بذا أن
الدعاء عبادة من أجل العبادات بل هو أكرمها على ال كما تقدم فإن ل يكن الشراك فيه
شركا فليس ف الرض شرك وإن كان ف الرض شرك فالشرك ف الدعاء أول أن يكون شركا
من الشراك ف غيه من أنواع العبادة بل الشراك ف الدعاء وهو أكب شرك الشركي الذين
بعث إليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فإنم يدعون النبياء والصالي واللئكة ويتقربون
إليهم ليشفعوا لم عند ال ولذا يلصون ف الشدائد ل وينسون ما يشركون حت جاء أنم إذا
جاءتم الشدائد ف البحر يلقون أصنامهم ف البحر ويقولون يا ال يا ال لعلمهم أن آلتهم ل
تكشف الضر ول تيب الضطر وقال تعال أمن ييب الضطر إذا دعاه ويكشف السوء
ويعلكم خلفاء الرض أإله مع ال قليل ما تذكرون فهم كانوا يعلمون أن ذلك ل وحده وأن
آلتهم ليس عندها شيء من ذلك ولذا احتج سبحانه وتعال عليهم بذلك على أنه هو الله
185الق وعلى بطلن الية ما سواه وقال تعال فإذا ركبوا ف الفلك دعوا ال ملصي له الدين فلما
ناهم ال الب إذا هم يشركون فهذه حال الشركي الولي وأما عباد القبور اليوم فل إله إل ال
كم ذا بينهم وبي الشركي الولي من التفاوت العظيم ف الشرك فإنم إذا أصابتهم الشدائد برا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وبرا أخلصوا للتهم وأوثانم الت يدعونا من دون ال واكثرهم قد اتذ ذكر إله وشيخه
دبدنه وهجراه إن قام وإن قعد وإن عثر هذا يقول يا علي وهذا يقول يا عبد القادر وهذا يقول
يابن علوان وهذا يدعو البدوي وهذا يدعو العيدروس وبالملة ففي كل بلد ف الغالب أناس
يدعونم ويسألونم قضاء الاجات وتفريج الكربات بل بلغ المر إل أن سألوهم مغفرة
الذنوب وترجيح اليزان ودخول النة والنجاة من النار والتثبيت عند الوت والسؤال وغي ذلك
من أنواع الطالب الت ل تطلب إل من ال وقد يسألون ذلك من أناس يدعون الولية وينصبون
أنفسهم لذه المور وغيها من أنواع النفع والضر الت هي خواص اللية ويلفقون لم من
الكاذيب ف ذلك عجائب منها أنم يدعون أنم يلصون من التجأ إليهم ولذ بماهم من النار
والعذاب فيقول أحدهم إنه يقف عند النار فل يدع أحدا من يرتيه ويدعوه يدخلها أو نو هذا
وقد قال تعال لسيد الرسلي صلى ال عليه وعليهم أجعي أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت
تنقذ من ف النار فإذا كان النب صلى ال عليه وسلم ل يقدر على تليص أحد من النار فكيف
بغيه بل كيف بن يدعي نفسه أنه هو يفعل ذلك ومنها أن أكثرهم يلفق حكايات ف أن بعض
الناس استغاث بفلن فأغاثه أو دعا الول الفلن فأجابه أو ف كربة ففرج عنه وعند عباد القبور
من ذلك شيء كثي من جنس ما عند
186عباد الصنام الذين استولت عليهم الشياطي ولعبوا بم لعب الصبيان بالكرة ويوجد شيء من
ذلك ف أشعار الادحي لسيد الرسلي صلى ال عليه وسلم الذين جاوزوا الد ف مدحه صلى
ال عليه وسلم وعصوه ف نيه من الغلو فيه وإطرائه كما أطرت النصارى ابن مري وصار
حظهم منه صلى ال عليه وسلم هو مدحه بالشعار والقصائد والغلو الزائد مع عصيانم له ف
أمره ونيه فتجد هذا النوع من أعصى اللق له صلوات ال عليه وسلمه ويقع من ذلك كثي ف
مدح غيه فإن عباد القبور ل يقتصرون على بعض من يعتقدون فيه الضر والنفع بل كل من
ظنوا فيه ذلك بالغوا ف مدحه وأنزلوه منلة الربوبية وصرفوا له خالص العبودية حت انم اذا
جاءهم رجل وادعى أنه رأى رؤيا مضمونا أنه دفن ف الحل الفلن رجل صال بادروا ال
الحل وبنوا عليه قبة وزخرفوها بأنواع الزخارف وعبدوها بأنواع من العبادات واما القبور
العروفة أو التوهة فأفعالم معها وعندها ل يكن حصره فكثي منهم اذا رأوا القباب الت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يقصدونا كشفوا الرؤوس فنلوا عن الكوار فإذا أتوها طافوا با واستلموا أركانا وتسحوا با
وصلوا عندها ركعتي وحلقوا عندها الرؤوس ووقفوا باكي متذللي متضرعي سائلي مطالبهم
وهذا هو الج وكثي منهم يسجدون لا إذا رأوها ويعفرون وجوههم ف التراب تعظيما لا
وخضوعا لن فيها فإن كان النسان منهم حاجة من شفاء مريض أو غي ذلك نادى صاحب
القب يا سيدي فلن جئتك قاصدا من مكان بعيد ل تيبن وكذلك اذا قحط الطر أو عقرت
الرأة عن الولد أو دههم عدو أو جراد فزعوا ال صاحب القب وبكوا عنده فإن جرى القدور
بصول شيء ما يريدون استبشروا وفرحوا ونسبوا ذلك ال صاحب القب فإن ل يتيسر شيء
من ذلك اعتذروا عن
187صاحب القب بأنه إما غائب ف مكان آخر أو ساخط لبعض أعمالم أو ان اعتقادهم ف الول
ضعيف أو أنم ل يعطوه نذره ونو هذه الرافات ومن بعض أشعار الادحي لسيد الرسلي
صلى ال عليه وسلم قول البوصيي يا أكرم اللق ما ل من ألوذ به سواك عند حلول الادث
العمم ولن يضيق رسول ال جاهك ب إذا الكري تلى باسم منتقم فان ل ذمة منه بتسميت
ممدا وهو أوف اللق بالذمم إن ل يكن ف معادي آخذا بيدي فضل وإل فقل يا زلة القدم
فتأمل ما ف هذه البيات من الشرك منها أنه نفى أن يكون له ملذا إذا حلت به الوادث إل
النب صلى ال عليه وسلم وليس ذلك إل ل وحده ل شريك له فهو الذي ليس للعباد ملذ إل
هو الثان أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والضطرار اليه وسأل منه هذه الطالب الت ل
تطلب ال من ال وذلك هو الشرك ف اللية الثالث سؤاله منه أن يشفع له ف قوله ولن يضيق
رسول ال البيت وهذا هو الذي أراده الشركون من عبدوه وهو الاه والشفاعة عند ال وذلك
هو الشرك وأيضا فان الشفاعة ل تكون إل بعد إذن ال فل معن لطلبها من غيه فإن ال تعال
هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لن الشافع يشفع ابتداء الرابع قوله فان ل ذمة ال آخره
188كذب على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم فليس بينه وبي من اسه ممد ذمة إل بالطاعة
ل بجرد الشراك ف السم مع الشرك الامس قوله إن ل يكن ف معادي البيت تناقض عظيم
وشرك ظاهر فإنه طلب أول أن ل يضيق به جاهه ث طلب هنا أن يأخذ بيده فضل وإحسانا
وإل فيا هلكه فيقال كيف طلبت منه أول الشفاعة ث طلبت منه هنا أن يتفضل عليك فان
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كنت تقول إن الشفاعة ل تكون إل بعد إذن ال فكيف تدعو النب صلى ال عليه وسلم
وترجوه وتسأله الشفاعة فهل سألتها من له الشفاعة المن بعد إذانه فهذا يبطل عليك طلب
الشفاعة من غي ال وإن قلت ما أريد إل جاهه وشفاعته بإذن ال قيل فكيف سألته أن يتفضل
عليك ويأخذ بيدك ف يوم الدين فهذا مضاد لقوله تعال وما أدراك ما يوم الدين ث ما أدراك ما
يوم الدين يوم ل تلك نفس لنفس شيئا والمر يومئذ ل فكيف يتمع ف قلب عبد اليان بذا
وهذا وإن قلت سألته أن يأخذ بيدي ويتفضل علي باهه وشفاعته قيل عاد المر إل طلب
الشفاعة من غي ال وذلك هو مض الشرك السادس ف هذه البيات من التبي من الالق تعال
وتقدس والعتماد على الخلوق ف حوادث الدنيا والخرة مال يفى على مؤمن فأين هذا من
189قوله تعال إياك نعبد وإياك نستعي وقوله تعال فإن تولوا فقل حسب ال ل إله إل هو عليه
توكلت وهو رب العرش العظيم وقوله وتوكل على الي الذي ل يوت وسبح بمده وكفى
بذنوب عباده خبيا وقوله تعال قل إن ل أملك لكم ضرا ول رشدا قل إن لن يين من ال
أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إل بلغا من ال ورسالته فإن قيل هو ل يسأله أن يتفضل عليه
وإنا أخب أنه إن ل يدخل ف عموم شفاعته فيا هلكه قيل الراد بذلك سؤاله وطلب الفضل منه
كما دعاه أول مرة وأخب أنه لملذ له سواه ث صرح بسؤال الفضل والحسان بصيغة الشرط
والدعاء والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط كما قال نوح عليه السلم وإل
تغفر ل وترحن أكن من الاسرين ومن شعر البعي قوله ماذا تعامل يا شس النبوة من أضحى
إليك من الشواق ف كبدي فامنع جناب صريع ل صريخ له نائي الزار غريب الدار مبتعدي
حليف ودك واه الصب منتظر لغارة منك يا ركن ويا عضدي أسي ذنب وزلت ول عمل أرجو
النجاة به إن أنت ل تد وجرى ف شركه ال أن قال وحل عقدة كرب يا ممد من هم على
خطرات القلب مطرد أرجوك ف سكرات الوت تشهدن كيما يهون إذ النفاس ف صعد وإن
نزلت ضريا ل أنيس به فكن أنيس وحيد فيه منفرد
190وارحم مؤلفها عبد الرحيم ومن يليه من أجله وانعشه وافتقد وإن دعا فأجبه واحم جانبه من
حاسد شامت أو ظال نكد وقوله من أخرى يا رسول ال ياذا الفضل يا بجة الشر جاها
ومقاما عد على عبد الرحيم اللتجي بمى عزك ياغوث اليتامى وأقلن عثرت يا سيدي ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
اكتساب الذنب ف خسي عاما وقوله يا سيدي يا رسول ال يا أملي يا موئلي يا ملذي يوم
يلقان هبن باهك ما قدمت من زلل جودا ورجح بفضل منك ميزان واسع دعائي واكشف ما
يساورن من الطوب ونفس كل أحزان فأنت أقرب من ترجى عواطفه عندي وإن بعدت
داري وأوطان إن دعوتك من نيابت برع وأنت أسع من يدعوه ذو شان فامنع جناب وأكرمن
وصل نسب برحة وكرامات وغفران لقد أنسانا هذا ما قبله وهذا بعينه هو الذي ادعته النصارى
ف عيسى عليه السلم إل أن أولئك أطلقوا عليه اسم الله وهذا ل يطلقه ولكن أتى بلباب
دعواهم وخلصتها وترك السم إذ ف السم نوع تييز فرأى الشيطان أن التيان بالعن دون
السم قرب ال ترويج الباطل وقبوله عند ذوي العقول السخيفة إذ كان من التقرر عند المة
الحمدية أن دعوى النصارى ف عيسى عليه السلم كفر فلو أتاهم بدعوى النصارى اسا ومعن
لردوه وأنكروه فأخذ العن وأعطاه البعي وأضرابه وترك السم للنصارى وإل فما ندري ماذا
أبقى هذا التكلم البيث للخالق تعال وتقدس من سؤال مطلب أو تصيل مأرب فال الستعان
191وهذا كثي جدا ف أشعار الادحي لرسول ال صلى ال عليه وسلم وهو حجة أعداء دينه الذين
يوزون الشرك بال ويتجون بأشعار هؤلء ول يقتصروا أيضا على طلب ذلك من النب صلى
ال عليه وسلم بل يطلبون مثل ذلك من غيه كما حدث بعض التقاة أنه رأى ف رابية صاحب
مشهد من الشاهد هذه راية البحر التيار به أستغيث وأستجي وبه أعوذ من النار وقال بعضهم
من قصيدة ف بعض آلتهم يا سيدي ويا صفي الدين يا سندي يا عمدت بل ويا ذخري
ومفتخري أنت اللذ لا أخشى ضرورته وأنت ل ملجأ من حادث الدهر ال أن قال وامنن علي
بتوفيق وعافية وخي خاتة مهما انقضى عمري وكف عنا أكف الظالي اذا امتدت بسوء لمر
مؤل نكري فإنن عبدك الراجي بودك ما أملته يا صفي السادة الغرر قال بعض العلماء فل ندري
أي معن اختص به الالق تعال بعد هذه النلة وماذا أبقى هذا التكلم البيث لالقه من المر
فان الشركي أهل الوثان ما يؤهلون من عبدوه لشيء من هذا انتهى وكثي من عباد القبور
ينادون اليت من مسافة شهر وأكثر يسألونه حوائجهم ويعتقدون أنه يسمع دعاءهم ويستجيب
لم وتسمع عندهم حال ركوبم البحر واضطرابه من دعاء الموات والستغاثة بم ما ليطر
على بال وكذلك إذا أصابتهم الشدائد من مرض أو كسوف أو ريح شديدة أو غي ذلك فالول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ف ذلك نصب أعينهم والستغاثة به هي ملذهم ولو ذهبنا نذكر ما يشبه هذا لطال الكلم اذا
عرفت هذا فقد تقدم ذكر دعاء السألة
192وأما دعاء العبادة فهو عبادة ال تعال بأنواع العبادات من الصلة والذبح والنذر والصيام والج
وغيها خوفا وطمعا يرجو رحته وياف عذابه وان ل يكن ف ذلك صيغة سؤال وطلب فالعابد
الذي يريد النة ويهرب من النار وهو سائل راغب راهب يرغب ف حصول مراده ويذهب من
فواته وهو سائل لا يطلبه بامتثال المر ف فعل العبادة وقد فسر قوله تعال ادعون أستجب لكم
بذا وهذا قيل اعبدون وامتثلوا أمري أستجب لكم وقيل سلون أعطكم وعلى هذا القول تدل
الحاديث والثار اذا تبي ذلك فاعلم أن العلماء أجعو على أن من صرف شيئا من نوعي
الدعاء لغي ال فهو مشرك ولو قال ل إله ال ال ممد رسول ال صلى وصام اذ شرط السلم
مع التلفظ بالشهادتي أن ل يعب ال ال فمن أتى بالشهادتي وعبد غي ال ما أتى بما حقيقة
وان تلفظ بما كاليهود الذين يقولون ل اله ال ال وهم مشركون ومرد التلفظ بما ل يكفي
ف السلم بدون العمل بعناها واعتقاده إجاعا ذكر شيء من كلم العلماء ف ذلك وإن كنا
غنيي بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى ال عليه و سلم عن كل كلم إل أنه قد صار بعض الناس
منتسبا إل طائفة معينة فلو أتيته بكل آية من كتاب ال وكل سنة عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ل يقبل حت تأتيه بشيء من كلم العلماء أو بشيء من كلم طائفته الت ينتسب اليها قال
المام أبو الوفاء علي بن عقيل النبلي صاحب كتاب الفنون الذي ألفه ف نو أربعمائة ملد
وغيه من التصانيف قال ف الكتاب الذكور لا صعبت التكاليف على الهال والطغام عدلوا عن
أوضاع الشرع
193إل تعظيم أوضاع وضعوها لنفسهم فسهلت عليهم إذ ل يدخلوا با تت أمر غيهم وهم
عندي كفار لذه الوضاع مثل تعظيم القبور وخطاب الوت بالوائج وكتب الرقاع فيها يا
مولي افعل ب كذا وكذا أو إلقاء الرق على الشجر اقتداء بن عبد اللت والعزى نقله غي
واحد مقررين له راضي به منهم المام أبو الفرج بن الوزي والمام ابن مفلح صاحب كتاب
الفروع وغيها وقال شيخ السلم ف الرسالة السنيه فإذا كان على عهد النب صلى ال عليه
وسلم من انتسب إل السلم من مرق منه مع عبادته العظيمة فليعلم أن النتسب ال السلم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والسنة ف هذه الزمان أيضا قد يرق أيضا من السلم وذلك بأسباب منها الغلو الذي ذمه ال
ف كتابه حيث قال يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم الية وكذلك الغلو ف بعض الشايخ بل
الغلو ف علي بن أب طالب بل الغلو ف السيح عليه السلم فكل من غل ف نب أو رجل صال
وجعل فيه نوعا من اللية مثل أن يقول يا سيدي فلن انصرن أو أغثن أو ارزقن أو اجبن أو
أنا ف حسبك ونو هذه القوال فكل هذا شرك وضلل يستتاب صاحبه فإن تاب وإل قتل فان
ال إنا أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده ول يدعى معه إله آخر والذين يدعون مع ال
آلة أخرى مثل السيح واللئكة والصنام ل يكونوا يعتقدون أنا تلق اللئق أو تنل الطر أو
تنبت النبات وإنا كانوا يعبدونم أو يعبدون قبورهم أو يعبدون صورهم يقولون إنا نعبدهم
ليقربونا إل ال زلفى ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال فبعث ال رسله تنهى
194ان يدعى أحد من دونه ل دعاء عبادة ول دعاء استغاثة انتهى وقد نص الافظ أبو بكر أحد بن
علي القريزي صاحب كتاب الطط ف كتاب له ف التوحيد على أن دعاء غي ال شرك وقال
شيخ السلم من جعل بينه وبي ال وسائط يتوكل عليهم يدعوهم ويسألم كفر إجاعا نقله
عنه غي واحد مقررين له منهم ابن مفلح ف الفروع وصاحب النصاف وصاحب الغاية
وصاحب القناع وشارحهم وغيهم ونقله صاحب القواطع ف كتابه عن صاحب الفروع قلت
وهو إجاع صحيح معلوم بالضرورة من الدين وقد نص العلماء من أهل الذاهب الربعة
وغيهم ف باب حكم الرتد على أن من أشرك بال فهو كافر أي عبد مع ال غيه بنوع من
أنواع العبادات وقد ثبت بالكتاب والسنة والجاع أن دعاء ال عبادة له فيكون صرفه لغي ال
شركاء وقال المام ابن النحاس الشافعي ف كتاب الكبائر ومنها إيقادهم السرج عند الحجار
والشجار والعيون والبار ويقولون انا تقبل النذر وهذه كلها بدع شنيعة ومنكرات قبيحة
تب إزالتها ومو أثرها فان أكثر الهال يعتقدون إنا تنفع وتضر وتلب وتدفع وتشفي الرض
وترد الغائب إذا نذر لا وهذا شرك ومادة ل تعال ولرسوله صلى ال عليه وسلم قلت فصرح
رحه ال أن العتقاد ف هذه المور أنا تضر وتنفع وتلب وتدفع وتشفي الريض وترد الغائب
إذا نذر لا أن ذلك شرك وإذا ثبت أنه شرك فل فرق ف ذلك بي اعتقاده ف اللئكة والنبيي
ول بي اعتقاده ف الصنام والوثان إذ ل يوز الشراك بي ال تعال وبي ملوق فيما يتص
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بالالق سبحانه كما قال تعال ول يأمركم أن
195تتخذوا اللئكة والنبيي أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون وهذا بعينه هو الذي يعتقده
من دعا النبياء والصالي ولذا يسألونم قضاء الاجات وتفريج الكربات وشفاء ذوي
المراض والعاهات فثبت أن ذلك شرك وقال المام ابن القيم رحه ال تعال ف شرح النازل
ومن أنواعه أي الشرك طلب الوائج من الوتى والستغاثة بم والتوجه إليهم وهذا أصل شرك
العال فإن اليت قد انقطع عمله وهو ل يلك لنفسه ضرا ول نفعا فضل لن استغاث به أو سأله
أن يشفع إل ال وهذا من جهله بالشافع والشفوع عنده فإن ال سبحانه ل يشفع عنده أحد إل
بإذنه وال سبحانه ل يعل سؤال غيه سببا لذنه وإنا السبب لذنه كمال التوحيد فجاء هذا
الشرك بسبب ينع الذن واليت متاج إل من يدعو له كما أمرنا النب صلى ال عليه وسلم إذا
زرنا قبور السلمي أن نترحم عليهم وندعو لم ونسأل لم العافية والغفرة فعكس الشركون
هذا وزاروهم زيادة العبادة وجعلوا قبورهم أوثانا تعبد فجمعوا بي الشرك بالعبود وتغيي دينه
ومعاداة أهل التوحيد ونسبتهم إل التنقص بالموات وهم قد تنقصوا الالق سبحانه بالشرك
وأولياءه الوحدين بذمهم ومعاداتم وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص إذ ظنوا أنم راضون
منهم بذا وأنم أمروهم به وهؤلء هم أعداء الرسل ف كل زمان ومكان وما أكثر الستجيبي
لم ول در خليله ابراهيم عليه الصلة والسلم حيث قال واجنبن وبن أن نعبد الصنام رب
إنن أضللن كثيا من الناس وما نا من أشرك بذا الشرك الكب إل من جرد توحيده ل وعادى
الشركي ف ال وتقرب بقتهم إل ال
196وقال المام الافظ ابن عبد الادي ف رده على البكي وقوله أي قول البكي إن البالغة ف
تعظيمه أي تعظيم الرسول صلى ال عليه وسلم واجبة يراد با البالغة بسب ما يراه كل أحد
تعظيما حت الج إل قبه والسجود له والطواف به واعتقاد أنه يعلم الغيب وأنه يعطي وينع
ويلك لن استغاث به من دون ال الضر والنفع وأنه يقضي حوائج السائلي ويفرج كربات
الكروبي وأنه يشفع فيمن يشاء ويدخل النة من يشاء فدعوى البالغة ف هذا التعظيم مبالغة ف
الشرك وانسلخ من جلة الدين قلت هذا هو اعتقاد عباد القبور فيمن هو دون الرسول صلى
ال عليه وسلم فضل عن الرسول صلى ال عليه وسلم كما تقدم بعض ذلك والمر أعظم وأطم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
من ذلك وف الفتاوى البزازية من كتب النفية قال علماؤنا من قال أرواح الشايخ حاضرة تعلم
يكفر فإن أراد بالعلماء علماء الشريعة فهو حكاية للجاع على كفر معتقد ذلك وان اراد
علماء النفية خاصة فهو حكاية لتفاقهم على كفر معتقد ذلك وعلى التقديرين تأمله تده
صريا ف كفر من دعى أهل القبور لنه ما دعاهم حت اعتقد أنم يعلمون ذلك ويقدرون على
إجابة سؤاله وقضاء مأموله وقال الشيخ صنع ال اللب النفي ف كتابه الذي ألفه ف الرد على
من ادعى ان للولياء تصرفا ف الياة وبعد المات على سبيل الكرامة هذا وانه قد ظهر الن
فيما بي السلمي جاعات يدعون أن للولياء تصرفات ف حياتم وبعد المات ويستغاث بم ف
الشدائد والبليات وبممهم تكشف الهمات فيأتون قبورهم وينادونم ف قضاء الاجات
مستدلي على أن ذلك منهم كرامات وقالوا منهم أبدال ونقباء وأوتاد ونباء وسبعون وسبعة
وأربعون وأربعة والقطب هو الغوث للناس وعليه الدار بل التباس وجوزوا لم الذبائح والنذور
وأثبتوا لم فيها الجور قال وهذا
197الكلم فيه تفريط وإفراط بل فيه اللك البدي والعذاب السرمدي لا فيه من روائح الشرك
الحقق ومصادمة الكتاب العزيز الصدق ومالف لعقائد الئمة وما اجتمعت عليه المة وف
التنيل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبي له الدى ويتبع غي سبيل الؤمني نوله ما تول
ونصله جهنم وساءت مصي ال أن قال الفصل الول فيما انتحلوه من الفك الوخيم والشرك
العظيم إل أن قال فأما قولم إن للولياء تصرفات ف حياتم وبعد المات فيده قوله تعال أإله
مع ال أل له اللق والمر ل ملك السموات والرض ونوه من اليات الداله على أنه النفرد
باللق والتدبي والتصرف والتقدير ول شيء لغيه ف شيء ما بوجه من الوجوه فالكل تت
ملكه وقهره تصرفا وملكا وإحياء وإماتة وخلقا وتدح الرب سبحانه بانفراده ف ملكه بآيات
من كتابه كقوله هل من خالق غي ال والذين تدعون من دونه ما يلكون من قطمي وذكر
آيات ف هذا العن ث قال فقوله ف اليات كلها من دونه أي من غيه فإنه عام يدخل فيه من
اعتقدته من ول وشيطان تستمده فإن من ل يقدر على نصر نفسه كيف يد غيه إل أن قال
فكيف يتصور لغيه من مكن أن يتصرف إن هذا من السفاهة لقول وخيم وشرك عظيم إل أن
قال وأما القول بالتصرف بعد المات فهو أشنع وأبدع من القول بالتصرف ف الياة قال جل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ذكره إنك ميت وإنم ميتون ال يتوف النفس حي
198موتا والت ل تت ف منامها فيمسك الت قضى عليها الوت كل نفس ذائقة الوت كل نفس با
كسبت رهينة وف الديث أذا مات ابن آدم انقطع عمله الديث فجميع ذلك وما هو نوه دال
على انقطاع الس والركة من اليت وأن أرواحهم مسكة وأن أعمالم منقطعة عن زيادة
ونقصان فدل ذلك أن ليس للميت تصرفا ف ذاته فضل عن غيه بركة وأن روحه مبوسة
مرهونة بعملها من خي وشر فاذا عجز عن حركة نفسه فكيف يتصرف ف غيه فال سبحانه
يب أن الرواح عنده وهؤلء اللحدون يقولون إن الرواح مطلقة متصرفة قل أأنتم أعلم أم ال
قال وأما اعتقادهم أن هذه التصرفات لم من الكرامات فهو من الغالطة لن الكرامة شيء من
عند ال يكرم با أولياءه ل قصد لم فيه ول تدي ول قدرة ول علم كما ف قصة مري بنت
عمران وأسيد بن حضي وأب مسلم الولن قال وأما قولم فيستغاث بم ف الشدائد فهذا أقبح
ما قبله وأبدع لصادمته قوله جل ذكره أمن ييب الضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويعلكم
خلفاء الرض ءإله مع ال قل من ينجيكم من ظلمات الب والبحر وذكر آيات ف هذا العن ث
قال فإنه جل ذكره قرر أنه الكاشف للضر ل غيه وأنه التعي لكشف الشدائد والكرب وأنه
التفرد بإجابة الضطرين وأنه الستغاث لذلك كله وأنه القادر على دفع الضر والقادر على
إيصال الي فهو النفرد بذلك فإذا تعي هو جل ذكره خرج
199غيه من ملك ونب وول قال والستغاثة توز ف السباب الظاهرة العادية من المور السية ف
قتال أو إدراك عدو أو سبع ونوه كقولم يا لزيد يا لقوم يا للمسلمي كما ذكروا ذلك ف
كتب النحو بسب السباب الظاهرة بالفعل وأما الستغاثة بالقوة والتأثي أو ف المور العنوية
من الشدائد كالرض وخوف الغرق والضيق والفقر وطلب الرزق ونوه فمن خصائص ال فل
يطلب فيها غيه قال وأما كونم معتقدين التأثي منهم ف قضاء حاجاتم كما تفعله جاهلية
العرب والصوفية الهال وينادونم ويستنجدون بم فهذا من النكرات إل أن قال فمن اعتقد أن
لغي ال من نب أو ول أو روح أو غي ذلك ف كشف كربه أو قضاء حاجته تأثيا فقد وقع ف
وادي جهل خطي فهو على شفا حفرة من السعي وأما كونم مستدلي على أن ذلك منهم
كرامات فحاشى ل أن تكون أولياء ال بذه الثابة فهذا ظن أهل الوثان كذا أخب الرحن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هؤلء شفعاؤنا عند ال ما نعبدهم إل ليقربونا ال ال زلفى ءأتذ من دونه الة إن يردن الرحن
بضر لتغن عن شفاعتهم شيئا ول ينقذون فان ذكر ما ليس من شأنه النفع ول دفع الضر من
نب وول وغيه على وجه المداد منه إشراك مع ال إذ ل قادر على الدفع غيه ول خي إل
خيه قال وأما ما قالوه من أن منهم أبدال ونقباء وأوتادا ونباء وسبعي وسبعة وأربعي وأربعة
والقطب هو الغوث للناس فهذا من موضوعات إفكهم كما ذكره القاضي الحدث ابن العرب
ف سراج الريدين وابن الوزي وابن تيمية انتهى باختصار
200ومثل هذا يوجد ف كلم غيهم من العلماء والقصود ان أهل العلم ما زالوا ينكرون هذه المور
ويبينون أنا شرك وإن كان بعض التأخرين من ينتسب إل العلم والدين من اصيب ف عقله
ودينه قد يرخص ف بعض هذه المور وهو مطىء ف ذلك ضال مالف لكتاب ال وسنة
رسوله صلى ال عليه وسلم وإجاع السلمي فكل أحد مأخوذ من قوله ومتروك إل قول ربنا
وقول رسوله صلى ال عليه وسلم فإن ذلك ل يتطرق إليه الطأ بال بل واجب على اللق
اتباعه ف كل زمان على أنه لو أجع التأخرون على جواز هذا ل يعتد باجاعهم الخالف لكلم
ال وكلم رسوله ف مل الناع لنه إجاع غي معصوم بل هو من زلة العال الت حذرنا من
اتباعها وأما الحاع العصوم فهو إجاع الصحابة والتابعي وما وافقه وهو السواد العظم الذي
ورد الث على اتباعه وإن ل يكن عليه إل الغرباء الذين أخب بم صلى ال عليه وسلم ف قوله
بدأ السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوب للغرباء رواه مسلم ل ما كان عليه العوام
والطغام واللف التأخرون الذين يقولون مال يفعلون ويفعلون ما ل يؤمرون قال وقول ال
تعال ول تدع من دون ال مال ينفعك ول يضرك فان فعلت فإنك اذا من الظالي وإن يسك
ال بضر فل كاشف له إل هو ش قال ابن عطية معناه قيل ل ول تدع فهو عطف على أقم
وهذا المر والخاطبة للنب صلى ال عليه وسلم إذا كانت هكذا فأحرى أن يتحذر من ذلك
غيه وقال غيه فإن فعلت معناه فإن دعوت من دون ال ما لينفعك ول يضرك فكن عنه
بالفعل إيازا فإنك إذا من الظالي إذا جزاء للشرط
201وجواب لسؤال مقدر كأن سائل سأل عن تبعة عبادة الوثان وجعل من الظالي لنه ل ظلم
أعظم من الشرك إن الشرك لظلم عظيم قلت حاصل كلم الفسرين أن ال تعال نى رسوله
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
صلى ال عليه وسلم أن يدعو من دونه مال ينفعه ول يضره والراد به كل ما سوى ال فإنم ل
ينفعون ول يضرون وساء ف ذلك النبياء والصالون وغيهم كما قال تعال وأن الساجد ل
فل تدعوا مع ال أحدا وقال النب صلى ال عليه وسلم لبن عباس إذا سألت فاسأل ال وإذا
استعنت فاستعن بال واعلم أن المة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ل ينفعوك إل بشيء قد
كتبه ال لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ل يضروك إل بشيء قد كتبه ال عليك رواه
الترمذي وقال حسن صحيح وف الية تنبيه على أن الدعو لبد أن يكون مالكا للنفع والضرر
حت يعطي من دعاه أو يبطش بن عصاه وليس ذلك إل ل وحده فتعي أن يكون هو الدعو
دون ما سواه والية شاملة لنوعي الدعاء وقوله فإن فعلت فإنك إذا من الظالي أي الشركي
وهذا كقوله فل تدع مع ال إلا آخر فتكون من العذبي وقوله ولقد أوحي اليك وال الذين من
قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الاسرين وقوله ف النبياء ولو أشركوا لبط
عنهم ما كانوا يعملون فإذا كان هذا المر ل يصدر من النبياء وحاشاهم من ذلك ل يفكوا
أنفسهم من عذاب ال فما ظنك بغيهم فلم يبق شيء يقرب ال ال ويباعد من سخطه إل
توحيده والعمل با يرضاه ل العتماد على شخص أو قب أو صنم او وثن أو مال أو غي ذلك
من
202السباب ومن يدع مع ال الا آخر ل برهان له به فإنا حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون
والية نص ف أن دعاء غي ال والستغاثة به شرك أكب ولذا قال وإن يسسك ال بضر فل
كاشف له إل هو وإن يردك بي فل راد لفضله لنه التفرد باللك والقهر والعطاء والنع ولزم
ذلك إفراده بتوحيد اللية لنما متلزمان وإفراده بسؤال كشف الضر وجلب الي لنه ل
يكشف الضر إل هو ول يلب الي إل هو ما يفتح ال للناس من رحه فل مسك لا وما
يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم فتعي أن ل يدعى لذلك إل هو وبطل دعاء من
سواه من ل يلك لنفسه ضرا ول نفعا فضل عن غيه وهذا ضد ما عليه عباد القبور فإنم
يعتقدون أن الولياء والطواغيت الذين يسمونم الجاذيب ينفعون ويضرون ويسون بالضر
ويكشفونه وأن لم التصرف الطلق ف اللك أي على سبيل الكرامة وهذا فوق شرك كفار
العرب وإما على سبيل الوساطة بينهم وبي ال بالشفاعة وهذا شرك الذين قالوا ما نعبدهم إل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ليقربونا إل ال زلفى وف الية دليل على أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيه صار من الظالي
ذكره الصنف وقوله يصيب به من يشاء من عباده فل يرده عنه راد لنه العزيز الذي ل يغالب
ول يانع ول راد لقضائه ول معقب لكمه فأي فائدة ف دعاء غيه لشفاعة أو غيها فإنه تعال
فعال لا يريد ل يغنبه عنه شفيع ول غيه بل ل يتكلم أحد عنده إل باذنه ول يشفع أحد إل
باذنه ما لكم من دونه من ول ول شفيع أفل
203تتذكرون وقوله وهو الغفور الرحيم أي لن تاب إليه وأقبل عليه حت ولو كان من الشرك قال
وقوله فابتغوا عند ال الرزق واعبدوه الية ش أمر ال تعال بابتغاء الرزق عنده ل عند غيه من
ل يلك رزقا من الوثان والصنام وغيها كما قال ف أول الية إنا تعبدون من دون ال أوثانا
وتلقون إفكا قال ابن كثي وهذا أبلغ ف الصر كقوله إياك نعبد وإياك نستعي رب ابن ل
عندك بيتا ف النة ولذا قال فابتغوا عند ال الرزق أي ل عند غيه لنه الالك له وغيه ل يلك
شيئا من ذلك فاعبدوه أي أخلصوا له العبادة وحده ل شريك له واشكروا له أي على ما أنعم
عليكم وإليه ترجعون أي فيجازي كل عامل بعمله قلت ف الية الرد على الشركي الذين
يدعون غي ال ليشفعوا لم عنده ف جلب الرزق فما ظنك بن دعاهم أنفسهم واستغاث بم
ليزقوه وينصروه كما هو الواقع من عباد القبور وقال الصنف وفيه أن طلب الرزق ل ينبغي إل
من ال كما أن النة ل تطلب إل منه قال وقوله ومن أضل من يدعو من دون ال من ل
يستجيب له ال يوم القيامة اليتي ش حاصل كلم الفسرين أن ال تعال حكم بأنه ل أضل من
يدعو
204من دون ال ل دعاء عبادة ول دعاء مسألة واستغاثة من هذه حاله ومعن الستفهام فيه إنكار
أن يكون ف الضلل كلهم أبلغ ضلل من عبد غي ال ودعاه حيث يتركون دعاء السميع
الجيب القادر على تصيل كل بغية ومرام ويدعون من دونه من ل يستجيب لم ول قدرة به
على استجابة أحد منهم ما دام ف الدنيا وإل أن تقوم القيامة كما قال تعال له دعوة الق
والذين يدعون من دونه ل يستجيبون لم بشيء إل كباسط كفيه إل الاء ليبلغ فاه وما هو
ببالغه وما دعاء الكافرين إل ف ضلل وقوله وهم عن دعائهم غافلون أي ل يشعرون بدعاء من
دعاهم لنم إما عباد مسخرون مشتغلون بأحوالم كاللئكة وإما أموات كالنبياء والصالي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وإما أصنام وأوثان وقوله وإذا حشر الناس كانوا لم أعداء أي إذا قامت القيامة وحشر الناس
للحساب عادوهم وكانوا بعبادتم الدعاء وغيه من أنواع العبادة كافرين كما قال تعال
واتذوا من دون ال آلة ليكونوا لم عزا كل سيكفرون بعبادتم ويكونون عليهم ضدا فليسوا
ف الدارين إل على نكد ومضرة ل تتولهم بالستجابة ف الدنيا وتحد عبادتم ف الخرة وهم
أحوج ما كانوا إليها وف اليتي مسائل نبه عليها الصنف أحدها أنه ل أضل من دعا غي ال
الثانية أنه غافل عن دعاء الداعي ل يدري عنه الثالثة أن تلك الدعوة سبب لبغض الدعو للداعي
وعداوته له الرابعة تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو الامسة كفر الدعو بتلك العبادة السادسة
أن هذه المور هي سبب كونه اضل الناس
205قال وقوله أمن ييب الضطر إذا دعاه ويكشف السوء ش يقرر تعال أنه الله الواحد الذي ل
شريك له ول معبود سواه ما يشترك ف معرفته الؤمن والكافر لن القلوب مفطورة على ذلك
فمت جاء الضطرار رجعت القلوب ال الفطرة وزال ما ينازعها فالتجأت إليه وأنابت إليه
وحده ل شريك له كما قال تعال ث إذا مسكم الضر فاليه تأرون ث إذا كشف الضر عنكم إذا
فريق منكم بربم يشركون وقال تعال فإذا مس النسان ضر دعا ربه منبيا اليه ث اذا خوله نعمة
منه ننسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل ل أندادا ليضل عن سبيله قل تتع بكفرك قليل إنك
من أصحاب النار ومثل هذا كثي ف القرآن يبي تعال أنه الدعو عند الشدائد الكاشف للسوء
وحده فيكون هو العبود وحده وكذا قال ف هذه الية أمن ييب الضطر إذا دعاه أي من هو
الذي ل يلجأ الضطر إل اليه والذي ل يكشف ضر الصطرين سواه ومن العلوم أن الشركي
كانوا يعلمون أنه ل يقدر على هذه المور إل ال وحده وإذا جاءتم الشدائد أخلصوا الدعاء ل
كما قال تعال فإذا ركبوا ف الفلك دعوا ال ملصي له الدين فلما ناهم ال الب اذا هم
يشركون فتبي أن من اعتقد ف غي ال أنه يكشف السوء أو ييب دعوة الضطر أو دعاه لذلك
فقد اشرك شركا أكب من شرك العرب كما هو الواقع من عباد القبور
206قال وروى الطبان باسناده أنه كان ف زمن النب صلى ال عليه وسلم منافق يؤذي الؤمني
فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول ال صلى ال عليه وسلم من هذا النافق فقال النب صلى
ال عليه وسلم إنه ل يستغاث ب وإنا يستغاث بال ش قوله روى الطبان هو المام الافظ
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الثقة سليمان بن أحد ابن أيوب بن مطي اللخمي الطبان صاحب العاجم الثلثة وغيها روى
عن النسائي واسحق بن ابراهيم الديري وخلق كثي ومات سنة ستي وثلثائة وقد بيض
الصنف لسم الراوي وكأنه وال أعلم نقله عن غيه أو كتبه من حفظه والديث عن عبادة بن
الصامت رضي ال عنه قوله أنه كان ف زمن النب صلى ال عليه وسلم منافق يؤذي الؤمني هذا
النافق ل أقف على تسميته ويتمل أن يكون هو عبدال بن أب فانه معروف بالذى للمؤمني
بالكلم ف أعراضهم ونو ذلك أما أذاهم ينحو ضرب أو زجر فل نعلم منافقا بذه الصفة قوله
فقال بعضهم أي بعض الؤمني وهذا البعض القائل لذلك يتمل أن يكون واحدا وان يكون
جاعة والظاهر أنه واحد وأظن ف بعض الروايات أنه أبو بكر الصديق رضي ال عنه قوله قوموا
بنا نستغيث برسول ال صلى ال عليه وسلم مرادهم الستغاثة به فيما يقدر عليه بكف النافق
عن أذاهم بنحو ضربه أو زجره ل الستغاثة به فيما ل يقدر عليه إل ال قوله إن ل يستغاث ب
وإنا يستغاث بال قال بعضهم فيه التصريح بأنه ل يستغاث بالنب صلى ال عليه وسلم ف
المور وإنا يستغاث بال والظاهر أن مراده صلى ال عليه وسلم إرشادهم ال التأدب مع ال ف
اللفاظ لن استغاثتهم به
207صلى ال عليه وسلم من النافق من المور الت يقدر عليها إما بزجره أو تعزيره ونو ذلك فظهر
أن الراد بذلك الرشاد إل حسن اللفظ والماية منه صلى ال عليه وسلم لانب التوحيد
وتعظيم ال تبارك وتعال فإذا كان هذا كلمه صلى ال عليه وسلم ف الستغاثة به فيما يقدر
عليه فكيف بالستغاثة به أو بغيه ف المور الهمة الت ل يقدر عليها أحد إل ال كما هو جار
على ألسنة كثي من الشعراء وغيهم وقل من يعرف أن ذلك منكر فضل عن معرفة كونه شركا
فإن قلت ما المع بي هذا الديث وبي قوله تعال فاستغاثه الذين من شيعته على الذي من
عدوه فإن ظاهر الديث النع من إطلق لفظ الستغاثة على الخلوق فيما يقدر عليه وظاهر
الية جوازه قيل تمل الية على الواز والديث على الدب والول وال أعلم وقد تبي با
ذكر ف هذا الباب وشرحه من اليات والحاديث واقوال العلماء أن دعا اليت والغائب
والاضر فيما ل يقدر عليه إل ال والستفاثة بغي ال ف كشف الضر أو تويله هو الشرك
الكب بل هو أكب انواع الشرك لن الدعاء مخ العبادة ولن من خصائص اللية إفراد ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بسؤال ذلك إذ معن الله هو الذي يعبد لجل هذه المور ولن الداعي إنا يدعو إله عند
انقطاع مله ما سواه وذلك هو خلصة التوحيد وهو انقطاع المل ما سوى ال فمن صرف
شيئا من ذلك لغي ال فقد ساوى بينه وبي ال وذلك هو الشرك ولذا يقول الشركون للتم
وهم ف اليم ج تال إن كنا لفي ضلل مبي إذ نسويكم برب العالي ولكن لعباد القبور على
هذا شبهات ذكر الصنف كثيا منها ف كشف الشبهات ونن نذكر هنا ما
208ل يذكره فمن ذلك أنم احتجوا بديث رواه الترمذي ف جامعه حيث قال حدثنا ممود بن
غيلن ثنا عثمان بن عمرو ثنا شعبة عن أب جعفر عن عمارة بن خزية بن ثابت عن عثمان بن
حنيف أن رجل ضرير البصر أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال ادع ال أن يعافين قال إن
شئت دعوت وإن شئت صبت فهو خي لك قال فادعه فأمره أن يتوضا ويسن وضوءه ويدعو
بذا الدعاء اللهم إن أسألك وأتوجه إليك بنبيك ممد نب الرحة إن توجهت به إل رب ف
حاجت هذه لتقضي اللهم فشفعه ف قال هذا حديث حسن صحيح غريب ل نعرفه إل من رواية
أب جعفر وهو غي الطمي هكذا رواه الترمذي ورواه النسائي وابن شاهي والبيهقي كذلك
وف بعض الروايات يا ممد إن أتوجه إل آخره وهذه اللفظة هي الت تعلق با الشركون
وليست عند هؤلء الئمة قالوا فلو كان دعاء غي ال شركا ل يعلم النب صلى ال عليه وسلم
العمى هذا الدعاء الذي فيه نداء غي ال والواب من وجوه الول أن هذا الديث من أصله
وإن صححه الترمذي فإن ف ثبوته نظرا لن الترمذي يتساهل ف التصحيح كالاكم لكن
الترمذي أحسن نقدا كما نص على ذلك الئمة ووجه عدم ثبوته أنه قد نص أن أبا جعفر الذي
عليه مدار هذا الديث هو غي الطمي وإذا كان غيه فهو ل يعرف ولعل عمدة الترمذي ف
تصحيحه أن شعبة ل يروي إل عن ثقة وهذا فيه نظر فقد قال عاصم بن علي سعت شعبة يقول
لو ل أحدثكم إل عن ثقة ل أحدثكم إل عن ثلثة وف نسخة عن ثلثي ذكره الافظ العراقي
وهذا اعتراف منه بأنه يروي عن الثقة وغيه فينظر ف حاله و يتوقف الحتجاج به على ثبوب
صحته الثان أنه ف غي مل الناع فأين طلب العمى من النب صلى ال عليه وسلم أن يدعو له
وتوجهه بدعائه مع حضوره من دعاء الموات والسجود لم ولقبورهم والتوكل عليهم
209والتاء إليهم ف الشدائد والنذرو والذبح لم وخاطبهم بالوائج من المكنة البعيدة يا سيدي يا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
مولي افعل ف كذا فحديث العمى شيء ودعاء غي ال تعال والستغاثة به شيء آخر فليس
ف حديث العمى شيء غي انه طلب من النب صلى ال عليه وسلم أن يدعو له ويشفع له فهو
توسل بدعائه وشفاعته ولذا قال ف آخره اللهم فشفعه ف فعلم أنه شفع له وف رواية أنه طلب
من النب صلى ال عليه وسلم أن يدعو له فدل الديث على أنه صلى ال عليه وسلم شفع له
بدعائه وأن النب صلى ال عليه وسلم أمره هو أن يدعو ال ويسأله قبول شفاعته فهذا من أعظم
الدلة أن دعاء غي ال شرك لن النب صلى ال عليه وسلم أمره أن يسأل قبول شفاعته فدل
على أن النب صلى ال عليه وسلم ل يدعى ولنه صلى ال عليه وسلم ل يقدر على شفائه ال
بدعاء ال له فأين هذا من تلك الطوام والكلم إنا هو ف سؤال الغائب أو سؤال الخلوق فيما
ل يقدر عليه إل ال أما أن تأت شخصا ياطبك فتسأله أن يدعو لك فل إنكار ف ذلك على ما
ف حديث العمى فالديث سواء كان صحيحا او ل وسواء ثبت قوله فيه يا ممد او ل ل يدل
على سؤال الغائب ول على شؤال الخلوق فيما ل يقدر عليه إل ال بوجه من وجوه الدللت
ومن ادعى ذلك فهو مفتر على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم لنه إن كان سأل النب
صلى ال عليه وسلم نفسه فهو ل يسأل منه إل ما يقدر عليه وهو أن يدعو له وهذا ل إنكار فيه
وإن كان توجه به من غي سؤال منه نفسه فهو ل يسأل منه وإنا سأل من ال به سواء كان
متوجها بدعائه كما هو نص أول الديث وهو الصحيح أو كان متوجها بذاته على قول
ضعيف فإن التوجه بذوات الخلوقي والقسام بم على ال بدعة منكرة ل تأت عن النب صلى
ال عليه وسلم ول عن أحد من أصحابه والتابعي لم بإحسان ول الئمة الربعة ونوهم من
أئمة الدين قال أبو حنيفة ل ينبغي لحد أن يدعو ال إل به وقال أبو يوسف أكره بق فلن
210وبق أنبيائك ورسلك وبق البيت والشعر الرام وقال القدوري السألة بق الخلوق ل توز
فل يقول أسألك بفلن أو بلئكتك أو أنبيائك ونو ذلك لنه ل حق للمخلوق على الالق
واختاره العز بن عبدالسلم إل ف حق النب صلى ال عليه وسلم خاصة إن ثبت الديث يشي
إل حديث العمى وقد تقدم أنه على تقدير ثبوته ليس فيه إل أنه توسل بدعائه لبذاته وقد ورد
ف ذلك حديث رواه الاكم ف مستدركه فأبعد النجة من طريق عبد الرحن بن زيد بن أسلم
لا أذنب آدم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إل العرش فقال أسألك بق ممد إل غفرت ل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الديث وهو حديث ضعيف بل موضوع لنه مالف للقرآن قال تعال قال ربنا ظلمنا أنفسنا
وإن ل تغفر لنا وترحنا لنكونن من الاسرين فهذا هو الذي قاله آدم قال الذهب ف هذا الديث
أظنه موضوعا وعبدالرحن بن زيد متفق على ضعفه قال ابن معي ليس حديثه بشيء الثالث أن
قوله يا ممد إن أتوجه ال ل تثبت ف اكثر الروايات وبتقدير ثبوتا ل يدل على جواز دعاء غي
ال لن هذا خطاب لاضر معي يراه ويسمع كلمه ول إنكار ف ذلك فإن الي يطلب منه
الدعاء كما يطلب منه ما يقدر عليه فأين هذا من دعاء الغائب واليت لو كان أهل البدع
والشرك يعلمون واحتجوا ايضا بديث رواه أبو يعلى وابن السن ف عمل اليوم والليلة فقال ابن
السن حدثنا أبو يعلى ثنا السن بن عمر وبن شقيق ثنا معروف بن حسان ثنا أبو معاذ
السمرقندي عن سعيد عن قتادة عن أب بردة عن أبيه عن عبدال بن مسعود قال قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فليناد يا عباد ال احبسوا هكذا ف كتاب
ابن السن وف الامع الصغي فإن ل عز وجل ف الرض
211حاضرا سيحبسه عليكم والواب أن هذا الديث مداره على معروف ابن حسان وهو أبو معاذ
السمرقندي فقوله ف الصل ثنا أبو معاذ السمرقندي خطأ أظنه من الناسخ قال ابن عدي منكر
الديث وقال الذهب ف اليزان قال ابن عدي منكر الديث قد روى عن عمرو بن ذر نسخة
طويلة كلها غي مفوظة وقال السيوطي حديث ضعيف وأقول بل هو باطل إذ كيف يكون عند
سعيد عن قتاده ث يغيب عن أصحاب سعيد الفاظ الثبات مثل يي القطان واسعيل بن علية
وأب أسامة وخالد ابن الارث وأب خالد الحر وسفيان وشعبة وعبدالوارث وابن البارك
والنصاري وغندر وابن أب عدي ونوهم حت يأت به هذا الشيخ الجهول النكر الديث فهذا
من أقوى الدلة على وضعه وبتقدير ثبوته ل دليل فيه لن هذا من دعاء الاضر فيما يقدر عليه
كما قال فإن ل ف الرض حاضرا سيحبسه عليكم واحتجوا أيضا بديث رواه الطبان ف
العجم الكبي فقال حدثنا طاهر بن عيسى بن قيس الصري ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب
عن أب سعيد الكي عن روح بن القاسم عن أب جعفر الطمي الدين عن أب أمامة بن سهل
بن حنيف أن رجل كان يتلف إل عثمان بن عفان ف حاجة له فكان عثمان ل يلتفت إليه ول
ينظر ف حاجته فلقي ابن حنيف فشكا إليه ذلك فقال له عثمان بن حنيف أئت اليضأة فتوضأ ث
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أئت السجد فصل فيه ركعتي ث قل اللهم إن أسألك وأتوجه اليك بنبينا ممد نب الرحة يا
ممد إن أتوجه بك إل ربك ليقضي ل حاجت الديث والواب من وجوه الول أن راوية
طاهر بن عيسى من ل يعرف بالعدالة بل هو مهول قال الذهب طاهر بن عيسى بن قيس أبو
السي الصري الؤدب عن سعيد
212ابن أب مري ويي بن بكي وأصبغ بن الفرج وعنه الطبان توف سنة اثنتي و تسعي ومائتي ول
يذكر فيه حرجا ول تعديل فهو إذا مهول الال ل يوز الحتجاج ببه ل سيما فيما يالف
نصوص الكتاب والسنة الثان قوله عن أب سعيد الكي أشد جهالة من الول فإن مشايخ ابن
وهب الكيي معروفون كداود بن عبدالرحن وزمعة بن صال وابن عيينة وطلحة بن عمرو
الضرمي وابن جريج وعمر بن قيس ومسلم بن خالد الزني وليس فيهم من يكن ابا سعيد
فتبي أنه مهول الثالث إن قلنا بتقدير ثبوته فليس فيه دليل على دعاء اليت والغائب غاية ما فيه
أنه توجه به ف دعائه فأين هذا من دعاء اليت فإن التوجه بالخلوق سؤال به ل سؤال منه
والكلم إنا هو ف سؤال الخلوق نفسه ودعائه والستغاثة به فيما ل يقدر عليه إل ال وكل
أحد يفرق بي سؤال الشخص وبي السؤال به فإنه ف السؤال به قد أخلص الدعاء ل ولكن
توجه على ال بذاته أو بدعائه وأما ف سؤاله نفسه مال يقدر عليه إل ال فقد جعله شريكا ل
ف عبادة الدعاء فليس ف حديث العمى وحديث ابن حنيف هذا إل إخلص الدعاء ل كما
هو صريح فيه إل قوله يا ممد إن أتوجه بك وهذا ليس فيه الخاطبة ليت فيما ل يقدر عليه إنا
فيه ماطبته مستحضرا له ف ذهنه كما يقول الصلي السلم عليك أيها النب ورحة ال وبركاته
الرابع أنم زعموا أنه دليل على دعاء كل غائب وميت من الصالي فخرجوا عما فهموه من
الديث بفهمهم الفاسد ال أنه دليل على دعاء كل غائب وميت صال ول دليل فيه اصل على
دعاء الرسول صلى ال عليه وسلم بعد موته ول ف حياته فيما ل يقدر عليه ث لو كان فيه دليل
على ذلك ل يكن فيه دليل على دعاء الغائب واليت مطلقا لن هذا قياس مع وجود الفارق
وهو باطل
213الجاع إذا ما ثبت للنب صلى ال عليه وسلم من الفضائل والكرامات ل يساويه فيه أحد فل
يوز قياس غيه عليه وأيضا فالقياس إنا يوز للحاجة ول حاجة إل قياس غيه عليه فبطل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قياسهم بنفس مذهبهم هذا غاية ما احتجوا به ما هو موجود ف بعض الكتب العروفة وما
سوى هذه الحاديث الثلثة فهو ما وضعوه بأنفسهم كقولم إذا أعيتكم المور فعليكم
بأصحاب القبور وقولم لو حسن أحدكم ظنه بجر لنفعه قال ابن القيم وهو من وضع
الشركي عباد الوثان باب قول ال تعال أيشركون ما ل يلق شيئا وهم يلقون ول
يستطيعون لم نصرا الية ش الراد من هذه الترجة بيان حال الدعوين من دون ال أنم ل
ينفعون ول يضرون وسواء ف ذلك اللئكة والنبياء والصالون والصنام فكل من دعي من
دون ال فهذه حاله كما قال تعال يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من
دون ال لن يلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا ل يستنقذوه منه ضعف
الطالب والطلوب ما قدروا ال حق قدره إن ال لقوي عزيز ويكفيك ف ذلك قوله تعال لكرم
اللق قل إن ل أملك لكم ضرا ول رشدا قل إن لن يين من ال أحد ولن أجد من دونه
ملتحدا إل بلغا من ال ورسالته وقال قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا إل ما شاء ال ولو
كنت أعلم الغيب لستكثرت من الي وما مسن السوء إن أنا إل نذير وبشي لقوم يؤمنون
وقال واتذوا من دونه آلة ل يلقون شيئا وهم يلقون ول يلكون لنفسهم نفعا ول ضرا
214ول يلكون موتا ول حياة ول نشورا ومن العلوم أنم كانوا قد عبدوا اللئكة والنبياء
والصالي ولذا أخب سبحانه وتعال عن اللئكة أنه يتبؤون منهم يوم القيامة كما قال تعال
ويوم يشرهم جيعا ث يقول للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من
دونم بل كانوا يعبدون الن أكثرهم بم مؤمنون إذا تبي ذلك فحاصل كلم الفسرين على
الية الترجم لا أن قوله تعال أيشركون ما ل يلق شيئا وهم يلقون توبيخ وتعنيف للمشركي
بأنم يعبدون مع ال تعال عبادا ل تلق شيئا وليس فيها ما تستحق به العبادة من اللق والرزق
والنصر لنفسهم أو لن عبدهم وهم مع ذلك ملوقون مدثون ولم خالق خلقهم وإن خرج
الكلم مرج الستفهام فالراد به ما ذكرناه وقوله ول يستطيعون لم نصرا ول أنفسهم ينصرون
أي ويشركون به ويعبدون من هذه حاله ل يستطيع نصر عابديه ول نصر نفسه بأن يدفع عن
نفسه من أراد به الضر ومن هذه حاله فهو ف غاية العجز فكيف يكون إلا معبودا وجيع النبياء
واللئكة والصالي وغيهم داخلون ف هذه الوصاف فل يقدر أحد منهم أن يلق شيئا ول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يستطيعون لن عبدهم نصرا ول ينصرون أنفسهم وإذا كان كذلك بطلت دعوتم من دون ال
قال وقوله تعال والذين تدعون من دونه ما يلكون من قطمي الية ش حاصل كلم الفسرين
كابن كثي وغيه انه تعال يب عن حال
215الدعوين من دونه من اللئكة والنبياء والصنام وغيها با يدل على عجزهم وضعفهم وأنم
قد انتفت عنهم الشروط الت ل بد أن تكون ف الدعو وهي اللك وساع الدعاء والقدرة على
استجابته فمت عدم شرط بطل أن يكون مدعوا فكيف اذا عدمت كلها فنفى عنهم اللك بقوله
ما يلكون من قطمي قال ابن عباس وماهد وعكرمة وعطاء والسن وقتادة القطمي اللفافة الت
تكون على نواة التمر أي ول يلكون من السموات والرض شيئا ول بقدار هذا القطمي كما
قال ويعبدون من دون ال ما ل يلك لم رزقا من السموات والرض شيئا ول يستطيعون وقال
قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض الية فمن
كان هذا حاله فكيف يدعى من دون ال ونفى عنهم ساع الدعاء بقوله إن تدعوهم ل يسمعوا
دعاءكم يعن أن اللة الت تدعونا ل يسمعون دعاءكم لنم أموات أو ملئكة مشغولون
بأحوالم مسخرون لا خلقوا له أو جاد فلعل الشرك يقول هذا ف الصنام أما اللئكة والنبياء
والصالون فيسمعون ويستجيبون فنفى سبحانه ذلك بقوله ولو سعوا ما استجابوا لكم أي ل
يقدرون على ما تطلبون منهم وما خص تعال الصنام بل عم جيع من يدعى من دونه ومن
العلوم أنم كانوا يعبدون اللئكة والنبياء والصالي كما ذكر ال تعال ذلك ف كتابه فلم
يرخص ف دعاء أحد منهم ل استقلل ول وساطة بالشفاعة وقوله ويوم القيامة
216يكفرون بشرككم كقوله واتذوا من دون ال آلة ليكونوا لم عزا كل سيكفرون بعبادتم
ويكونون عليهم ضدا وهذا نص صريح على ان من دعا غي ال فقد أشرك بشرطه وان الدعوين
يكفرون به يوم القيامة ويتبؤون منهم كقوله تعال إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا
العذاب وتقطعت بم السباب فهل على كلم رب العزة استدراك ولذا قال ول ينبئك مثل
خبي أي ول يبك بعواقب المور ومآلا وما تصي اليه مثل خبي با قال قتادة يعن نفسه تبارك
وتعال فإنه أخب بالواقع ل مالة قال وف الصحيح عن أنس قال شج النب صلى ال عليه وسلم
يوم أحد فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنلت ليس لك من المر شيء ش قوله ف الصحيح
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أي الصحيحي فعلقه البخاري عن حيد وثابت عن أنس ووصله أحد والترمذي والنسائي عن
حيد عن أنس به ووصله مسلم عن ثابت عن أنس وقال ابن اسحق ف الغازي حدثن حيد
الطويل عن أنس قال كسرت رباعية النب صلى ال عليه وسلم يوم أحد وشج ف وجهه فجعل
الدم يسيل على وجهه وجعل يسح الدم وهو يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو
يدعوهم ال ربم فأنزل ال الية قوله شج النب صلى ال عليه وسلم قال أبو السعادات الشج ف
الرأس خاصة ف الصل وهو أن يضربه بشيء فيجرحه فيه ويشقه ث استعمل ف غيه من
العضاء وذكر ابن هشام من حديث أب سعيد الدري أن عتبة بن أب
217وقاص هو الذي كسر رباعية النب صلى ال عليه وسلم السفلى وجرح شفته السفلى وأن
عبدال بن شهاب الزهري هو الذي شجه ف جبهته وأن عبدال بن قمئة جرحه ف وجنته
فدخلت حلقتان من حلق الغفر ف وجنته وأن مالك بن سنان مص الدم من وجه رسول ال
صلى ال عليه وسلم ث ازدرده فقال له لن تسك النار وروى الطبان من حديث أب أمامة قال
رمى عبدال بن قمئة رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد فشجه ف وجهه وكسر رباعيته
فقال خذها وأنا ابن قمئة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم مالك أقمأك ال فسلط ال عليه
تيس جبل فلم يزل ينطحه حت قطعه قطعة قطعة قال القرطب والرباعية بفتح الراء وتفيف الياء
وهي كل سن بعد ثنية قال النووي وللنسان أربع رباعيات قال الافظ والراد أنا كسرت
فذهب منها فلقة ول تقلع من أصلها قلت فظهر بذا أن قول بعضهم إنه شج ف رأسه فيه نظر
قال النووي وف هذا وقوع السقام والبتلء بالنبياء صلوات ال وسلمه عليهم لينالوا جزيل
الجر والثواب ولتعرف أمهم وغيهم ما أصابم ويتأسوا بم قال القرطب وليعلم أنم من البشر
تصيبهم من الدنيا ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقنوا أنم ملوقون
مربوبون ول يفتت با ظهر على أيديهم من العجزات ويلبس الشيطان من أمرهم ما لبسه على
النصارى وغيهم قوله يوم أحد جبل معروف إل الن كانت عنده الواقعة الشهورة فأضيفت
اليه قوله فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم زاد مسلم من طريق ثابت عن أنس وكسروا رباعيته
وأدموا وجهه
218قوله فأنزل ال ليس لك من المر شيء قال ابن عطية كان النب صلى ال عليه وسلم لقه ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تلك الال يأس من فلح كفار قريش فمالت نفسه إل أن يستأصلهم ال ويريح منهم فقيل له
بسبب ذلك ليس لك من المر شيء أي عواقب المور بيد ال فامض أنت لشأنك ودم على
الدعاء لربك وقال غيه العن أن ال تعال مالك أمرهم فإما أن يهلكهم أو يكبتهم أو يتوب
عليهم إن أسلموا أو يعذبم إن أصروا وليس لك من أمرهم شيء وإنا أنت عبد مأمور بانذارهم
وجهادهم فعلى هذا يكون قوله ليس لك من المر شيء اعتراض العطوف والعطوف عليه
وقال ابن اسحق أي ليس لك من الكم بشيء ف عبادي إل ما أمرتك به فيهم قال وفيه عن
ابن عمر أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع ف الركعة
الخيه من الفجر اللهم العن فلنا وفلنا بعد ما يقول سع ال لن حده ربنا ولك المد فأنزل
ال ليس لك من شيء ف رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والارث بن هشام
فنلت ليس لك من المر شيء ش قوله وفيه أي ف الصحيح والراد به صحيح البخاري ورواه
النسائي قوله عن ابن عمر هو عبدال بن عمر بن الطاب صحاب جليل من عباد الصحابة شهد
له رسول ال صلى ال عليه وسلم بالصلح مات سنة ثلث وسبعي ف آخرها أو أول الت تليها
قوله إنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم إل آخره هذا القنوت على هؤلء هو بعد ما شج
وكسرت رباعيته يوم أحد قوله اللهم العن فلنا وفلنا قال أبو السعادات أصل اللعن
219الطرد والبعاد من ال ومن اللق السب و الدعاء قلت الظاهر أنه من اللق طلب طرد اللعون
وإبعاده من ال بلفظ اللعن ل مطلق السب والشتم قوله فلنا وفلنا يعن صفوان بن أمية وسهيل
بن عمرو والارث ابن هشام كما بينه ف الرواية الت بعدها وفيه جواز الدعاء على الشركي ف
الصلة وتسمية الدعو عليهم ولم بأسائهم ف الصلة وأن ذلك ل يضر الصلة قوله بعد ما
يقول سع ال لن حده قال أبو السعادات اي أجاب حده وتقبله وقال السهيلي مفعول سع
مذوف لن السمع متعلق بالقوال والصوات دون غيها فاللم تؤذن بعن زائد وهو
الستجابة القارنة للسمع فاجتمع ف الكلمة الياز والدللة على الزائد وهو الستجابة لن حده
وقال ابن القيم رحه ال تعال ما معناه عدى سع ال لن حده باللم لتضمنه معن استجاب له
ول حذف هناك وإنا هو مضمن قوله ربنا ولك المد ف بعض روايات البخاري باسقاط الواو
قال النووي ل ترجيح لحداها على الخرى وقال ابن دقيق العيد كأن إثباتا دال على معن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
زائد لنه يكون التقدير مثل ربنا استجب ولك المد فيشتمل على معن الدعاء ومعن الب قال
شيخ السلم والمد ضد الذم والمد يكون على ماسن الحمود مع الحبة له كما أن الذم
يكون على مساوئه مع البغض له وكذا قال ابن القيم وفرق بينه وبي الدح بأن الخبار عن
ماسن الغي إما أن يكون إخبارا مردا عن حب وإرادة أو مقرونا ببه وإرادته فإن كان الول
فهو الدح وإن كان الثان فهو المد فالمد إخبار عن ماسن الحمود مع حبه وإجلله
وتعظيمه ولذا كان خبا يتضمن النشاء بلف الدح فإنه خب مرد فالقائل إذا قال المد
220ل او قال ربنا ولك المد تضمن كلمه الب عن كل ما يمد عليه تعال باسم جامع ميط
متضمن لكل فرد من أفراد الملة الحققة والقدرة وذلك يستلزم إثبات كل كمال يمد عليه
الرب تعال ولذا ل تصلح هذه اللفظة على هذا الوجه ول تنبغي إل لن هذا شأنه وهو الميد
الجيد وفيه التصريح بأن المام يمع بي التسميع والتحميد وهو قول الشافعي وأحد وأب
يوسف وخالف ف ذلك مالك وأبو جنيفة فقال يقتصر على قول سع ال لن حده قوله وف
رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والارث ابن هشام إنا دعا عليهم رسول ال
صلى ال عليه وسلم لنم رؤساء الشركي يوم أحد والسبب ف تلك الفاعيل الت جرت على
سيد الرسلي صلى ال عليه وسلم هم وابو سفيان ومع ذلك فما استجيب له فيهم بل أنزل ال
عليه ليس لك من المر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبم فإنم ظالون فتاب ال عليهم وآمنوا مع
أنم فعلوا أشياء ل يفعلها أكثر الكفار منها غزوهم نبيهم صلى ال عليه وسلم ف بلده وشجهم
له وكسر رباعيته وقتلهم بن عمهم الؤمني وقتلهم النصار والتمثيل بقتلى السلمي وإعلنم
بشركهم وكفرهم ومع هذا كله ل يقدر النب صلى ال عليه وسلم أن يدفعهم عن نفسه ول
عن أصحابه كما قال تعال قل إن ل أملك لكم ضرا ول رشدا قل ان لن يين من ال أحد
ولن أجد من دونه ملتحدا إل بلغا من ال ورسالته بل لأ صلى ال عليه وسلم ال ربه الالك
القادر على النفع والضر وإهلكهم ودعا عليهم صلى ال عليه وسلم ف الصلة الكتوبة جهرا
وخلفه سادات الولياء يؤمنون على دعائه ومع هذا كله ما استجاب ال له فيهم بل تاب عليهم
وآمنوا فلو كان عنده صلى ال عليه وسلم من النفع والضر شيء لكان يفعل بم ما يستحقونه
على هذه الفعال العظيمة ولكن المر كما قال تعال هذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
221بلغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنا هو إله واحد وليذكر أولوا اللباب فأين هذا ما يعتقده
عباد القبور ف الولياء والصالي بل ف الطواغيت الذين يسمونم الجاذيب والفقراء أنم
ينفعون من دعاهم وينصرون من لذ بماهم ويدعونم برا وبرا ف غيبتهم وحضرتم قال وفيه
عن أب هريرة قال قام رسول ال صلى ال عليه وسلم حي أنزل ال عليه وأنذر عشيتك
القربي قال يا معشر قريش أو كلمة نوها اشتروا أنفسكم ل أغن عنكم من ال شيئا يا عباس
بن عبدالطلب ل أغن عنك من ال شيئا يا صفية عمة رسول ال صلى ال عليه وسلم ل إغن
عنك من ال شيئا ويا فاطمة بنت ممد سلين من مال ما شئت ل أغن عنك من ال شيئا ش
قوله وفيه أي ف صحيح البخاري قوله عن أب هريرة اختلف الفاظ ف اسه على أكثر من
ثلثي قول صحح النووي أن اسه عبدالرحن بن صخر كما رواه الاكم ف الستدرك عن أب
هريرة قال كان اسي ف الاهلية عبد شس بن صخر فسميت ف السلم عبد الرحن وقال غيه
اسه عبدال بن عمرو وقيل ابن عامر وقال ابن الكلب اسه عمي بن عامر ويقال كان اسه ف
الاهلية عبد شس وكنيته أبو السود فسماه رسول ال صلى ال عليه وسلم عبدال وكناه أبا
هريرة وروى الدولب بإسناده عن أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم ساه عبدال وهو
دوسي من فضلء الصحابة وحفاظهم وعلمائهم حفظ عن النب صلى ال عليه وسلم أكثر ما
حفظه غيه وروي له ف كتب السنة أكثر من خسة آلف حديث ومات سنة سبعة أو ثان أو
تسع وخسي وهو ابن ثان وسبعي سنة قوله قام رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصحيح
من رواية ابن عباس صعد النب
222صلى ال عليه وسلم على الصفا قوله حي أنزل ال عليه وأنذر عشيتك القربي عشية الرجل
هم بنو أبيه الدنون أو قبيلته والقربي أي القرب فالقرب منهم لنم أحق الناس ببك
وإحسانك الدين والدنيوي كما قال تعال يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها
الناس والجارة الية وقال النب صلى ال عليه وسلم لن قال له من ابر قال أمك قال ث من قال
ث أباك ث أختك وأخاك ولنه إذا قام عليهم ف أمر ال كان أدعى لغيهم إل النقياد والطاعة
له ولئل يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من الرأفة والحاباة فيحابيهم ف الدعوة والتخويف
ولذلك أمر بانذارهم خاصة وقد أمره ال أيضا بالنذارة العامة كما قال لتبشر به التقي وتنذر به
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قوما لدا وقال لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ول تناف بينهما لن النذارة الاصة فرد
من أفراد العامة قوله يا معشر قريش العشر كمسكن الماعة قوله أو كلمة نوها هو بنصب
كلمة على أنه معطوف على ما قبله أي أو قال كلمة نو قوله يا معشر قريش أي بعناها قوله
اشتروا أنفسكم أي بتوحيد ال وإخلص العبادة له وعدم الشراك به وطاعته فيما أمر والنتهاء
عما عنه زجر فإن جيع ذلك ثن النجاة واللص من عذاب ال ل العتماد على النساب
وترك السباب فإن ذلك غي نافع عند رب الرباب ودفع بقوله ل أغن عنكم من ال شيئا ما
عساه أن يتوهم بعضهم أنه يغن عنهم من ال شيئا
223بشفاعته فإذا كان ل يلك لنفسه نفعا ول ضرا ول يدفع عن نفسه عذاب ربه لو عصاه كما
قال تعال قل إن أخاف إن عصيت رب عذاب يوم عظيم فكيف يلك لغيه نفعا أو ضرا أو
يدفع عنه عذاب ال وأما شفاعته صلى ال عليه وسلم ف بعض العصاة فهو أمر من ال ابتداء
فضل عليه وعليهم ل أنه يشفع فيمن يشاء ويدخل النة من يشاء وف صحيح البخاري بعد
قوله ل أغن عنكم من ال شيئا يا بن عبد مناف ل أغن عنكم من ال شيئا فلعل الصنف
اختصرها قوله يا عباس بن عبدالطلب بنصب ابن و يوز ف عباس الرفع والنصب وكذا القول
ف قوله ويا صفية عمة رسول ال ويا فاطمة بنت ممد صلى ال عليه وسلم قوله سلين من مال
ما شئت ف رواية مسلم عن عائشة قالت لا نزلت وأنذر عشيتك القربي قام رسول ال صلى
ال عليه وسلم فقال يا فاطمة بنت ممد يا صفية بنت عبد الطلب يا بن عبدالطلب سلون من
مال ما شئتم فبي صلى ال عليه وسلم أنه ل ينجيهم من عذاب ال ول يدخلهم النة ول
يقربم إل ال وإنا الذي يقرب إل ال ويدخل النة وينجي من النار برحة ال هو طاعة ال
وأما ما يقدر عليه صلى ال عليه وسلم من أمور الدنيا فل يبخل با عنهم كما قال سلون مال
ما شئتم وكما قال أل إن لكم رحا سأبلها ببللا رواه أحد وعبد بن حيد وابن النذر وهو
عند مسلم ف حديث آخر فإذا صرح وهو سيد الرسلي لقاربه الؤمني وغيهم خصوصا سيدة
نساء العالي وعمه وعمته وآمن النسان أنه ل يقول إل الق ث نظر إل ما وقع ف قلوب كثي
من الناس من العتقاد فيه وف غيه من
224النبياء والصالي أنم ينفعون ويضرون ويغنون من عذاب ال حت يقول صاحب البدة فإن من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
جودك الدنيا وضرتا ومن علومك علم اللوح والقلم تبي له التوحيد وعرف غربة الدين فأين
هذا من قول صاحب البدة والبعي وأضرابما من الادحي له صلى ال عليه وسلم با هو يتبأ
منه ليل ونارا ويبي اختصاصه بالالق تعال وتقدس كما قال تعال قل ل أملك لنفسي نفعا
ول ضرا إل ما شاء ال ولو كنت أعلم الغيب ل ستكثرت من الي وما مسن السوء إن أنا إل
نذير وبشي لقوم يؤمنون فماذا بعد الق إل الضلل فأن تصرفون كذلك حقت كلمة ربك
على الذين فسقوا أنم ل يؤمنون تال لقد تاهت عقول تركت كلم ربا وكلم نبيها لوساوس
صدرها وما ألقاه الشيطان ف نفوسها ومن العجب أن اللعي كادهم مكيدة أدرك با مأموله
فأظهر لم هذا الشرك ف صورة مبته صلى ال عليه وسلم وتعظيمه ومبة الصالي وتعظيمهم
ولعمر ال ان تبئتهم من هذا التعظيم والحبة هوالتعظيم لم والحبة وهوالواجب التعي وأظهر
لم التوحيد والخلص ف صورة بغض النب صلى ال عليه وسلم وبغض الصالي والتنقص بم
وما شعروا أنم تنقصوا الالق سبحانه وتعال وبسوه حقه وتنقصوا النب صلى ال عليه وسلم
والصالي بذلك أما تنقصهم للخالق تعال فلنم جعلوا الخلوق العاجز مثل الرب القادر ف
القدرة على النفع والضر وأما بسهم حقه تعال فلن العبادة بميع أنواعها حق ل تعال فإذا
جعلوا شيئا منها لغيه فقد بسوه حقه
225وأما تنقصهم للنب صلى ال عليه وسلم وللصالي فلنم ظنوا أنم راضون منهم بذلك أو
أمروهم به وحاشا ل أن يرضوا بذلك أو يأمروا به كما قال تعال وما أرسلنا من قبلك من
رسول إل نوحي اليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون وف الديث من الفوائد غي ما تقدم جده صلى
ال عليه وسلم ف هذا المر بيث فعل ما نسب به إل النون وكذلك لو يفعله مسلم الن قاله
الصنف وفيه دليل على الجتهاد ف العمال وترك البطالة والعتماد على مرد النتساب إل
الشخاص كما يفعله أهل الطيش والمق من ينتسب إل نب أو صال ونو ذلك لنه صلى ال
عليه وسلم إذا خاطب بنته وعمه وعمته وقرابته بذا الطاب كان تنبيها لذريتهم ونوهم على
ذلك لنه إذا كان ل يغن عن هؤلء شيئا كان ذريتهم أول أن ل يغن عنهم من ال شيئا وقد
قال تعال لن اكتفى بالنتساب إل النبياء عن متابعتهم تلك أمة قد خلت لا ما كسبت ولكم
ما كسبتم ول تسألون عما كانوا يعملون وفيه أن أول الناس برسول ال صلى ال عليه وسلم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هم أهل طاعته ومتابعته ف مياه وماته كما قال صلى ال عليه وسلم أل إن آل أب يعن فلنا
ليسوا ل بأولياء إنا وليي ال وصال الؤمني رواه مسلم وروى عبد بن حيد عن السن أن
النب صلى ال عليه وسلم جع أهل بيته قبل موته فقال أل إن ل عملي ولكم عملكم أل إن ل
أغن عنكم من ال شيئا أل إن أوليائي منكم التقون أل ل إعرفنكم يوم القيامة تأتون بالدنيا
تملونا على رقابكم ويأت الناس يملون الخرة باب قول ال تعال حت إذا فزع عن قلوبم
قالوا ماذا قال ربكم قالوا
226الق وهو العلي الكبي ش أراد الصنف رحه ال بذه الترجة بيان حال اللئكة الذين هم أقوى
وأعظم من عبد من دون ال فإذا كان هذا حالم مع ال تعال وهيبتهم منه وخشيتهم له فكيف
يدعوهم أحد من دون ال وإذا كانوا ل يدعون مع ال تعال ل استقلل ول وساطة بالشفاعة
فغيهم من ل يقدر على شيء من الموات والصنام أول أن ل يدعى ول يعبد ففيه الرد على
جيع فرق الشركي الذين يدعون مع ال من ل يدان اللئكة ول يساويهم ف صفة من صفاتم
وقد قال تعال فيهم وقالوا اتذ الرحن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول يشفعون إل لن ارتضى وهم من خشيته
مشفقون فهذه حالم و صفاتم وليس لم من الربوبية واللية شيء بل ذلك ل وحده ل
شريك له وكذا قال ف هذه الية حت إذا فزع عن قلوبم أي زال الفزع عنها قاله ابن عباس
وابن عمر وأبو عبدالرحن السلمي والشعب والسن وغيهم والضمي عائد على ما عادت عليه
الضمائر الت للغيبة ف قوله ل يلكون وف أموالم وماله منهم وحت تدل على الغاية وليس ف
الكلم ما يدل على أن غاية له فقال ابن عطية ف الكلم حذف يدل عليه الظاهر كأنه قال
ولهم شفعاء كما تزعمون أنتم بل هم عبدة مسلمون أبدا يعن منقادون حت إذا فزع عن
قلوبم والراد اللئكة على ما اختاره ابن جرير وغيه قال ابن كثي وهو الق الذي لمرية فيه
لصحة الحاديث فيه والثار وقال أبو حيان تظاهرت الحاديث عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم أن قوله
227حت إذا فزع عن قلوبم إنا هي ف اللئكة إذا سعت الوحي ال جبيل يأمر ال به سعت كجر
سلسلة الديد على الصفوان فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة قال وبذا العن من ذكر اللئكة ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
صدر اليات تتسق هذه الية على الول ومن يشعر أن اللئكة مشار اليهم من أول قوله الذين
زعمتم ل تتصل له هذه الية با قبلها وقال ابن كثي هذا مقام رفيع ف العظمة وهو أنه تعال إذا
تكلم بالوحي فسمع أهل السموات كلمه أرعدوا من اليبة حت يلحقهم مثل الغشي قاله ابن
مسعود ومسروق وغيها وقوله قالوا الق أي قالوا قال ال الق وذلك لنم إذا سعوا كلم
ال وصعقوا ث أفاقوا أخذوا يتساءلون فيقولون ماذا قال ربكم فيقولون قال الق قوله وهو العلي
أي العال فهو فوق كل شيء فهو تعال على العرش الذي هو فوق السموات كما قال الرحن
على العرش استوى قال ف الصحيح عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال إذا قضى
ال المر ف السماء ضربت اللئكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم
ذلك حت إذا فزع عن قلوبم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الق وهو العلي الكبي فيسمعها مسترق
السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بي أصابعه
فيسمع الكلمة فيلقيها إل من تته ث يلقيها الخر إل من تته حت يلقيها على لسان الساحر
والكاهن فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربا ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة
فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة الت سعت من السماء ش قوله ف
الصحيح أي صحيح البخاري
228قوله إذا قضى ال المر ف السماء أي إذا تكلم ال بأمره الذي قضاه ف السماء ما يكون كما
روى سعيد بن مصنور وأبو داود وابن جرير عن ابن مسعود قال إذا تكلم ال بالوحي سع أهل
السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان وروى ابن أب حات وابن مردويه عن ابن عباس
قال لا أوحى البار إل ممد صلى ال عليه وسلم دعا الرسول من اللئكة ليبعثه بالوحي
فسمعت اللئكة صوت البار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبم سألوا عما قال ال فقالوا
الق وعلموا أن ال ل يقول ال حقا قوله ضربت اللئكة بأجنحتها حضعانا لقوله أي لقول ال
تعال قال الافظ خضعانا بفتحتي من الضوع وف رواية بضم أوله وسكون ثانيه وهو مصدر
بعن خاضعي قوله كأنه سلسلة على صفوان أي كأن الصوت السموع سلسلة على صفوان
وهو الجر الملس قال الافظ هو مثل قوله ف بدء الوحي صلصلة كصلصلة الرس وهو
صوت اللك بالوحي وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه إذا تكلم ال بالوحي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
سع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان الديث قوله ينفذهم ذلك هو
بفتح التحتية وسكون النون وضم الفاء والذال العجمة ذلك أي القول والضمي ف ينفذهم عائد
على اللئكة اي ينفذ ال ذلك القول إل اللئكة أي يلقيه أليهم وقيل وهو أظهر أي يلص
ذلك القول ويضى ف قلوب اللئكة حت يفزعوا من ذلك كما ف حديث النواس وف حديث
ابن عباس عن ابن مردويه من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عنه فل ينل على أهل
ساء ال صعقوا وف حديث ابن مسعود عند أب داود وغيه مرفوعا إذا تلكم ال بالوحي سع
أهل السماء
229الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فل يزالون كذلك حت يأتيهم جبيل
الديث قوله حى إذا فزع عن قلوبم أي أزيل عنها الوف والغشي قوله قالوا ماذا قال ربكم
أي قال اللئكة بعضهم لبعض ماذا قال ربكم قوله قالوا الق أي قالوا قال ال الق علموا أن
ال ل يقول إل حقا قوله فيسمعها مسترق السمع أي يسمع الكلمة الت قضاها ال مسترق
السمع وهم الشياطي يركب بعضهم بعضا فيسمعون أصوات اللئكة بالمر يقضيه ال كما
قال تعال وحفظناها من كل شيطان رجيم إل من استرق السمع فأتبعه شهاب مبي وف صحيح
البخاري عن عائشة مرفوعا إن اللئكة تنل ف العنان وهو السحاب فتذكر المر قضي ف
السماء فتسترق الشياطي السمع فتسمعه فتوحيه إل الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند
أنفسهم وظاهر هذا أنم ل يسمعون كلم اللئكة الذين ف السماء الدنيا وإنا يسمعون كلم
اللئكة الذين ف السحاب قوله وصفه سفيان بكفه أي وصف ركوب بعضهم فوق بعض
وسفيان هو بن عيينة أو ممد اللل الكوف ث الكي ثقة حافظ فقيه إمام حجة إل أنه تغي
حفظه بأخره وربا دلس لكن عن الثقات مات سنة ثان وتسعي ومائة وله إحدى وتسعون سنة
قوله فحرفها باء مهملة وراء مشددة وفاء
230قوله وبدد أي فرق بي أصابعه قوله فيسمع الكلمة فيلقيها إل من تته أي يسمع السترق
الفوقان الكلمة من الوحي فيلقيها إل الشيطان الذي تته ث يلقيها الخر من تته حت يلقيها
على لسان الساحر والكاهن وحينئذ يقع الرجم قوله فربا أدركه الشهاب قبل أن يلقيها
الشهاب هو النجم الذي يرمى به أي ربا أدرك السترق الشهاب إذا رمى به قبل أن يلقي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الكلمة إل من تته وربا ألقاها السترق قبل أن يدركه الشهاب وهذا يدل على أن الرجم
بالنجوم كان قبل البعث كما روى أحد ومسلم والترمذي والنسائي عن معمر عن الزهري عن
علي ابن حسي عن أبن عباس قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا ف نفر من
اصحابه فرمى بنجم فاستنار فقال ما كنتم تقولون إذا كان هذا ف الاهلية قالوا كنا نقول يولد
عظيم أو يوت عظيم قال فإنا ل يرمى با لوت أحد ول لياته ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح
حلة العرش ث سبح أهل السماء الذين يلون حلة العرش فيقول الذين يلون حلة العرش لملة
العرش ماذا قال ربكم فيخبونم ويب أهل كل ساء ساء حت ينتهي الب ال هذه السماء
وتطف الن السمع فيمون فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يرفونه ويزيدون فيه
قال معمر قلت للزهري أكان يرمى با ف الاهلية قال نعم قال أرأيت وأنا كنا نقعد منها
مقاعد للسمع فمن يستمع الن يد له شهابا رصدا قال غلظت وشدد أمرها حي بعث رسول
ال صلى ال عليه وسلم وفيه الرد على النجمي الذين ينسبون الي والشر والعطاء والنع إل
الكواكب بسب السعود منها والنحوس وعلى حسب كونا ف البوج الوافقة أو النافرة ونو
ذلك لا ف الرمي با من الدللة على تسخيها
231لا خلقت له كما قال تعال إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض ف ستة أيام ث استوى
على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ال له
اللق والمر تبارك ال رب العالي قوله فيكذب معها مائة كذبة أي يكذب الكاهن أو الساحر
مع الكلمة الت ألقاها إليه وليه من الشياطي مائة كذبة بفتح الكاف وسكون الذال العجمة أو
يكذب الشيطان مع الكلمة الت استرقها مائة كذبة ويب بالميع وليه من النس فما جاؤوا به
على وجهه فهو صدق وما خلط فيه فهو كذب ومع هذا فيفتت النس بالنس الساحر
والكاهن ويفتتنان بوليهما من الشياطي ويقبلون ما جاؤوا به من الصدق والكذب لكونم قد
يصدقون فيما يأتون به من خب السماء قوله فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا كذا هكذا بيض
الصنف ف هذا الوضع ولفظ الديث ف الصحيح فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا هكذا
والعن أن الذين يأتون الكهان يصدقونم ف كذبم ويستدلون على ذلك بكونم يصدقون بعض
الحيان فيما سعوه من الوحي ويذكرون أنه أخبهم بشيء مرة فوجدوه حقا وتلك الكلمة من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الق كما ف الصحيح عن عائشة قلت يا رسول ال إن الكهان كانوا يدثونا بالشيء فنجده
حقا قال تلك الكلمة الق يطفها الن فيقذفها ف أذن وليه ويزيد فيها مائة كذبة وفيه قبول
النفوس للباطل كيف يتعلقون بواحدة ول يعتبون بائة كذبة ذكره الصنف وفيه أن الشيء اذا
كان فيه نوع من الق ل يدل على أنه حق كله بل ل يدل على إباحته كما ف الكهانة والسحر
والتنجيم قوله فيصدق بتلك الكلمة الت سعت من الساء أي يستدلون على صدقها
232قال وعن النواس بن سعان قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد ال تعال أن يوحي
بالمر تكلم بالوحي أخذت السموات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفا من ال عز وجل
فإذا سع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا ل سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبيل فيكلمه
ال من وحيه با أراد ث ير جبيل على اللئكة كلما مر بسماء يسأله ملئكته ماذا قال ربنا يا
جبيل فيقول جبيل قال الق وهو العلي الكبي قال فيقولون كلهم مثل ما قال جبيل فينتهي
جبيل بالوحي إل حيث أمره ال عز وجل ش قوله عن النواس بن سعان بكسر السي أي ابن
خالد الكلب ويقال النصاري صحاب ويقال إن أباه صحاب أيضا قال أبو حات الرازي سكن
الشام قوله إذا أراد ال أن يوحي بالمر ال هذا وال أعلم ف جيع المور الت يقضيها الرب
تبارك وتعال كما يدل عليه عموم اللفظ ويدل على ذلك أيضا حديث أب هريرة الذي تقدم
وغيه من الحاديث التقدمة قوله أخذت السموات منه رجفة هو برفع رجفة على أنه فاعل أي
أصاب السموات منه رجفة أي ارتفت كما روى ابن أب حات عن عكرمة قال إذا قضى ال
أمرا تكلم تبارك وتعال رجفت السموات والرض والبال وخرت اللئكة كلهم سجدا قوله
أو قال رعدة شديدة يعن أن الراوي شك هل قال النب صلى ال عليه وسلم رجفة أو قال رعدة
وهو بفتح الراء بعن الول قوله خوفا من ال عز وجل ل ينكر أن السموات والرض ترجف
وترتعد خوفا من ال عز وجل فقد قال تعال تسبح له السموات السبع
233والرض ومن فيهن وإن من شيء إل يسبح بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما
غفورا وقال تعال فقال لا وللرض أتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعي وقال تعال تكاد
السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتر البال هدا وقال تعال وإن من الجارة لا يتفجر منه
النار وإن منها لا يشقق فيخرج منه الاء وإن منها لا يهبط من خشية ال وما ال بغافل عما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تعملون وف البخاري عن ابن مسعود قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل وف حديث أب
ذر أن النب صلى ال عليه وسلم أخذ ف يده حصيات فسمع لن تسبيح كحني النحل وكذا ف
يد أب بكر وعمر وعثمان وهو حديث مشهور ف السانيد وكذلك ف الصحيح قصة حني
الذع الذي كان يطب عليه النب صلى ال عليه وسلم قبل اتاذ النب ومثل هذا كثي قوله
صعقوا وخروا ل سجدا أي يقع منهم المران الصعق وهو الغشي والسجود وال أعلم أيهما
قبل الخر فإن الواو ل تقتضي ترتيبا قوله فيكون أول من يرفع رأسه جبيل معن جبيل عبدال
كما روى ابن جرير وأبو الشيخ الصبهان عن علي بن حسي قال اسم جبيل عبدال واسم
ميكائيل عبيدال واسرافيل عبدالرحن وكل شيء راجع ال إيل فهو معبد ل عز وجل وفيه دليل
على فضيلة جبيل عليه السلم كما قال تعال إنه لقول رسول كري ذي قوة عند ذي العرش
مكي مطاع ث أمي قال أبو صال ف قوله عند ذي العرش مكي قال جبيل يدخل ف سعب
حجابا من نور بغي إذن وقد ورد ف صفة جبيل أحاديث صحيحة منها ما رواه أحد
234باسناد صصحيح عن عبدال بن مسعود قال رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم جبيل ف
صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الفق يسقط من جناحه من التهاويل والدر
والياقوت وال به عليم قوله ث ير جبيل على اللئكة إل آخره معناه ظاهر فإذا كان هذا حال
اللئكة الذين هم أقوى وأعظم من عبد من دون ال وشدة خشيتهم من ال وهيبتهم له مع ما
أعطاهم ال من القوة العظيمة الت ل يعلمها إل ال ومع هذا فقد نفى عنهم الشفاعة بغي إذنه
كما قال وكم من ملك ف السموات ل تغن شفاعتهم شيئا إل من بعد أن يأذن ال لن يشاء
ويرضى وأخب أنم ل يلكون كشف الضر عمن دعاهم ول تويله فقال قل ادعوا الذين زعمتم
من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل وف ضمن ذلك النهي عن دعائهم وعبادتم
الشفاعة أو غيها كما قال تعال أم اتذوا من دون ال شفعاء قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا
ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا فكيف يدعوهم الشرك ويظن أنم يشفعون له عند ال كما
يشفع الوزراء عند اللوك وإذا بطلت دعوتم مع أنم أحياء ناطقون مقربون عند ال فدعاء
غيهم من الموات الذين ل يستطيعون سعا ول يلكون ضرا ول نفعا أول بالبطلن إن الذين
تدعون من دون ال عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقي وقال والذين
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تدعون من دون ال ل يلقون شيئا وهم يلقون أموات غي أحياء وما يشعرون أيان يبعثون
إلكم إله واحد فالذين ل يؤمنون بالخرة قلوبم منكرةر وهم مستكبون
235قوله ث ينتهي جبيل بالوحي إل حيث أمره ال عز وجل قد بيض الصنف رحه ال بعد هذا
ولعله أراد أن يكتب تام الديث ومن رواه وتامه إل حيث أمره ال عز وجل من السماء
والرض ورواه ابن جرير وابن خزية وابن أب حات والطبان وف الديث من الفوائد إثبات
الكلم خلفا للجهمية وإثبات الصوت خلفا لم وللشاعرة باب الشفاعة لا كان الشركون ف
قدي الزمان وحديثه إنا وقعوا ف الشرك لتعلقهم بأذيال الشفاعة كما قال تعال ويعبدون من
دون ال ما ل يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال وقال تعال والذين اتذوا
من دونه أولياء ما نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى وكذلك قطع ال أطماع الشركي منها
وأخب أنه شرك ونزه نفسه عنه ونفى أن يكون للخلق من دونه ول أو شفيع كما قال تعال ال
الذي خلق السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش ما لكم من دونه
من ول ول شفيع أفل تتذكرون أراد الصنف ف هذا الباب إقامة الجج على أن ذلك هو عي
الشرك وأن الشفاعة الت يظنها من دعا غي ال ليشفع له كما يشفع الوزير عند اللك منتفيه دنيا
وأخرى وإنا ال هو الذي يأذن للشافع ابتداء ل يشفع ابتداء
236كما يظنه أعداء ال فإن قلت اذا كان من اتذ شفيعا عند ال إنا قصده تعظيم الرب تعال
وتقدس أن يتوصل اليه بالشفعاء فلما كان هذا القدر شركا قيل قصده للتعظيم ل يدل على أن
ذلك تعظيم ل تعال فكم من يقصد التعظيم لشخص ينقصه بتعظيمه ولذا قيل ف الثل الشهور
يضر الصديق الاهل ول يضر العدو العاقل فإن اتاذ الشفعاء والنداد من دون ال هضم لق
الربوبية وتنقص للعظمة اللية وسوء ظن برب العالي كما قال تعال ويعذب النافقي
والنافقات والشركي والشركات الظاني بال ظن السوء عليهم دائرة السوء الية فإنم ظنوا به
ظن السوء حت أشركوا به ولو أحسنوا به الظن لوحدوه حق توحيده ولذا أخب سبحانه وتعال
عن الشركي إنم ما قدروه حق قدره وكيف يقدره حق قدره من اتذ من دونه ندا أو شفيعا
يبه ويافه ويرجوه ويذل له ويضع له ويهرب من سخطه ويؤثر مرضاته ويدعوه ويذبح له
وينذر وهذه هي التسوية الت أثبتها الشركون بي ال وبي آلتهم وعرفوا وهم ف النار أنا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كانت باطل وضلل فيقولون وهم ف النار تال إن كنا لفي ضلل مبي إذ نسويكم برب
العالي ومعلوم أنم ما ساووهم به ف الذات والصفات والفعال ول قالوا إن آلتكم خلقت
السموات والرض وانا تيي وتيت و إنا ساووهم به ف الحبة والتعظيم والعبادة كما ترى
عليه أهل الشراك من ينتسب إل السلم وإنا كان ذلك هضما لق الربوبيه وتنقصا لعظمة
اللية وسوء ظن برب العالي لن التخذ للشفعاء والنداد إما أن يظن أن ال سبحانه يتاج إل
من يدبر أمر العال معه من وزير أو ظهي أو معي وهذا أعظم التنقص لن هو
237غن عن كل ما سواه بذاته وكل ما سواه فقي إليه بذاته وإما أن يظن أن ال سبحانه إنا تتم
قدرته بقدرة الشفيع وإما أن يظن أنه ل يعلم حت يعلمه الشفيع أو ل يرحم حت يعله الشفيع
يرحم أو ل يكفي وحده أو ل يفعل ما يريد العبد حت يشفع عنده كما يشفع عند الخلوق
أول ييب دعاء عباده حت يسألوا الشفيع أن يرفع حاجتهم إليه كما هو حال ملوك الدنيا وهذا
أصل شرك اللق أو يظن أنه ل يسمع حت يرفع الشفيع إليه ذلك أو يظن أن للشفيع عليه حقا
فهو يقسم عليه بقه ويتوسل إليه بذلك الشفيع كما يتوسل الناس إل الكابر واللوك بن يعز
عليهم ول تكنهم مالفته وكل هذا تنقص للربوبية وهضم لقها ذكر معناه ابن القيم فلهذه
المور وغيها أخب سبحانه وتعال أن ذلك شرك ونزه نفسه عنه فقال ويعبدون من دون ال ما
ل يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال قل أتنبؤن ال با ل يعلم ف السموات
ول ف الرض سبحانه وتعال عما يشركون فإن قلت إنا حكم سبحانه وتعال بالشرك على من
عبد الشفعاء أما من دعاهم للشفاعة فقط فهو ل يعبدهم فل يكون ذلك شركا قيل مرد اتاذ
الشفعاء ملزوم للشرك والشرك لزم له كما أن الشرك ملزوم لتنقص الرب سبحانه وتعال
والتنقص لزم له ضرورة شاء الشرك أم أب وعلى هذا فالسؤال باطل من أصله ل وجود له ف
الارج وإنا هو شيء قدره الشركون ف أذهانم فإن الدعاء عبادة بل هو مخ العبادة فإذا
دعاهم للشفاعة فقد عبدهم وأشرك ف عبادة ال شاء أم أب قال وقول ال عز وجل وأنذر به
الذين يافون أن يشروا إل ربم ليس لم من دونه ول ول شفيع
238ش النذار هو العلم بوضع الخافة وقوله به قال ابن عباس بالقرآن وقوله الذين يافون أن
يشروا إل ربم أي أنذر يا ممد بالقرآن الذي هم من خشية ربم مشفقون الذين يشون ربم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ويافون سوء الساب وهم الؤمنون كما روي ذلك عن ابن عباس والسدي وعن الفضيل بن
عياض ليس كل خلقه عاتب إنا عاتب الذين يعقلون فقال وأنذر به الذين يافون أن يشرون
إل ربم أي وهم الؤمنون أصحاب القلوب الواعية فإنم القصودون والنظور اليهم ل أصحاب
التجمل والسيادة فإن ال ل ينظر إل صوركم وأموالكم ولكن ينظر ال قلوبكم وأعمالكم
وقوله ليس لم من دون ال ول ول شفيع قال الزجاج موضع ليس نصب على الال كأنه قال
متخلي من ول وشفيع والعامل فيه يافون وقال ابن كثي ليس لم من دونه يؤمئذ ول ول
شفيع من عذابه إن أرادهم به لعلهم يتقون فيعلمون ف هذه الدار عمل ينجيهم ال به من عذابه
يوم القيامة قلت فنفى سبحانه وتعال عن الؤمني أن يكون لم ول أو شفيع من دون ال كما
هو دين الشركي فمن اتذ من دون ال شفيعا فليس من الؤمني ول تصل له الشفاعة وليس
ف الية دليل على نفي الشفاعة لهل الكبائر باذن ال كما ادعته العتزلة بل فيها دليل على نفي
اتاذ الشفعاء من الؤمني وعلى نفيها بغي إذن ال ولذا أثبت الشفاعة بإذنه ف مواضع كما قال
ما من شفيع إل من بعد إذنه ذلكم ال ربكم فاعبدوه أفل تذكرون قال وقوله قل ل الشفاعة
جيعا
239ش هكذا أوردها الصنف ونتكلم عليها وعلى الية الت قبلها ليتضح العن قال ال تعال أم
اتذوا من دون ال شفعاء قل أو لو كانوا ل يلكون شيئا ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا له
ملك السموات والرض ث اليه ترجعون فقوله أم اتذوا أي بل اتذوا اي الشركون والمزة
للنكار من دون ال شفعاء أي أتشفع لم عند ال بزعمهم كما قال ويعبدون من دون ال مال
يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال الية وقال والذين اتذوا من دونه أولياء ما
نعبدهم إل ليقربونا إل ال زلفى ان ال يكم بينهم فيما هم فيه يتلفون ان ال ل يهدي من هو
كاذب كفار فكذبم وكفرهم بذلك وقال تعال فلول نصرهم الذين اتذوا من دون ال قربانا
آلة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون فهذا هو مقصود الشركي من عبدوهم
وهو الشفاعة لم عند ال قوله من دون ال أي من دون إذنه وأمره والال أنه ل يشفع عنده
أحد إل بإذنه وأن يكون الشفوع له مرتضى وههنا الشرطان مفقودان فإن ال سبحانه ل يعل
اتاذ الشفعاء ودعاءهم من دونه سببا لذنه ورضاه بل ذلك سبب لنعه وغضبه قوله قل أو لو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كانوا ل يلكون شيئا ول يعقلون أي أيشفعون ولو كانوا على هذه الصفة كما تشاهدونم
جادات ل تقدر ول تعلم أو أموات كذلك حت ول يلكون الشفاعة كما قال قل ل الشفاعة
240جيعا أي هو مالكها كلها فليس لن تدعونم منها شيء قال البيضاوي لعله رد لا عسى ييبون
به وهو أن الشفعاء أشخاص مقربون هي تاثيلهم والعن أنه مالك الشفاعة كلها ل يستطيع
أحد شفاعة إل بإذنه ول يستقل با وقوله له ملك السموات والرض تفرير لبطلن اتاذ
الشفعاء من دونه بانه مالك اللك كله ل يلك أحد أن يتكلم ف أمره دون إذنه ورضاه فاندرج
ف ذلك ملك الشفاعة فإذا كان هو مالكها بطل اتاذ الشفعاء من دونه كائن من كان وقوله ث
اليه ترجعون أي فتعلمون أنم ل يشفعون وييب سعيكم ف عبادتم بل يكونون عليكم ضدا
ويتبؤون من عبادتكم كما قال تعال كل سيكفرون بعبادتم ويكونون عليهم ضدا وقال تعال
ويوم نشرهم جيعا ث نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال
شركاؤهم ما كنتم ايانا تعبدون فكفى بال شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم لغافلي قال
وقوله من ذا الذي يشفع عنده إل باذنه ف هذه الية رد على الشركي الذين اتذوا الشفعاء من
دون ال من اللئكة والنبياء والصنام الصورة على صور الصالي وغيهم وظنوا أنم
يشفعون عنده بغي إذنه فأنكر ذلك عليهم وبي عظيم ملكوته وكبيائه وأن أحدا ل يتمالك أن
يتكلم يوم القيامة إل إذا أذن له ف الكلم كقوله ل يتكلمون
241إل لن أذن له الرحن وقوله يوم يأت ل تكلم نفس إل بأذنه قال ابن جرير ف هذه الية نزلت
لا قال الكفار ما نعبد أوثاننا هذه إل ليقربونا إل ال زلفي فقال ال تعال له ما ف السموات
وما ف الرض وتقرر ف هذه الية أن ال يأذن لن يشاء ف الشفاعة وهم النبياء والعلماء
وغيهم والذن راجع ال المر فيما نص عليه كمحمد صلى ال عليه وسلم اذا قيل له اشفع
تشفع وكذلك قاله غي واحد من الفسرين قال وقوله وكم من ملك ف السموات ل تغن
شفاعتهم شيئا إل من بعد أن ياذن ال لن يشاء ويرضى ش قال أبو حيان كم خبية ومعناها
التكثي وهي ف موضع رفع بالبتداء والب ل تغن والغناء جلب النفع ودفع الضر بسب المر
الذي يكون فيه الغن وكم لفظها مفرد ومعناها جع وإذا كانت اللئكة القربون ل تغن
شفاعتهم إل بعد إذن ال وررضاه أن يرضاه أهل للشفاعة فكيف تشفع الصنام لن عبدها قلت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ف هذه اليات من الرد على من عبد اللئكة والصالي لشفاعة أو غيها مال يفى لنم إذا
كلوا ل يشفعون إل بإذن من ال ابتداء فلي معن يدعون ويعبدون وأيضا فإن ال ل يأذن إل
لن ارتضى قوله وعمله وهو الوحد ل الشرك كما قال يومئذ ل تنفع الشفاعة إل لن أذن له
الرحن ورضي له قول وال ل يرتضي ال التوحيد كما قال ومن يبتغ غي السلم دينا فلن يقبل
منه وهو ف الخرة من الاسرين وقال النب صلى ال عليه وسلم أسعد الناس بشفاعت من قال
ل إله إل ال خالصا من قلبه فلم يقل أسعد الناس بشفاعت من
242دعان فإن قال الشرك أنا أعلم أنم ل يشفعون إل بإذنه لكن أدعوهم ليأذن ال لم ف الشفاعة
ل قيل فإن ال ل يعل الشرك به ودعاء غيه سببا لذنه ورضاه بل ذلك سبب لغضبه ولذا نى
عن دعاء غيه ف غي آية كقوله ول تدع من دون ال مال ينفعك ول يضرك فإن فعلت فانك
إذا من الظالي فتبي أن دعاء الصالي من اللئكة والنبياء وغيهم شرك كما كان الشركون
الولون يدعونم ليشفعوا لم عند ال فأنكرال عليهم ذلك وأخب أنه ل يرضاه ول يأمر به كما
قال تعال ول يأمركم أن تتخذوا اللئكة والنبيي أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون
وقال تعال إذ تبأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب الية قال ابن كثي تبأت منهم
اللئكة الذين كانوا يزعمون أنم يعبدونم ف الدنيا فتقول اللئكة تبأنا إليك ما كانوا إيانا
يعبدون وقال تعال وإذ قال ال يا عيسى بن مري ءأنت قلت للناس اتذون وأمي إلي من دون
ال قال سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ليس ل بق الية وقال تعال قل ادعوا الذين زعمتم
من دونه فل يلكون كشف الضر عنكم ول تويل الية روى سعيد ابن منصور والبخاري
والنسائي وابن جرير عن ابن مسعود ف الية كان نفر من النس يعبدون نفرا من الن فأسلم
نفر من الن وتسك النسيون بعبادتم فأنزل ال أولئك الذين يدعون يبتغون إل ربم الوسيلة
كلها بالياء وروى ابن جرير وابن أب حات عن ابن عباس ف الية
243لكان أهل الشرك يعبدون اللئكة والسيح وعزيرا وف رواية عنه عندها ف قوله فل يلكون
كشف الضر عنكم قال عيسى وأمه وعزير وقال تعال إنكم وما تعبدون من دون ال حصب
جهنم أنتم لا واردون إل قوله إن الذين سبقت لم منا السن الية قال ابن اسحق لا ذكر
قصة ابن الزبعرى وماصمته لرسول ال صلى ال عليه وسلم عند نزول هذه الية قال وأنزل ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
إن الذين سبقت لم منا السن أولئك عنها مبعدون اليتي أي عيسى وعزير ومن عبد من
الحبار والرهبان الذين مضوا على أمر ال فاتذهم من يعبدهم من أهل الضللة أربابا من دون
ال وقال تعال وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نب إل إذا تن ألقى الشيطان ف أمنيته
فينسخ ال ما يلقي الشيطان اليات وروى ابن أب حات عن الزهري قال نزلت سورة النجم
وكان الشركون يقولون لو كان هذا الرجل يذكر آلتنا بي أقررناه وأصحابه ولكنه ل يذكر
من خالف دينه من اليهود والنصارى بثل الذي يذكر آلتنا من السب والشتم والشر وكان
رسول ال صلى ال عليه وسلم قد اشتد عليه ما نال أصحابه من أذاهم وتكذيبهم واحزنه
ضللتهم فكان يتمن هداهم فلما أنزل ال سورة النجم قال أفرأيتم اللت والعزى ومناة الثالثة
الخرى ألقى الشيطان عندها كلمات حي ذكر الطواغيت فقال تلك الغرانيق العلى وإن
شفاعتهن لترتى وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان ف قلب كل
مشرك بكة وذلت با ألسنتهم وتباشروا با وقالوا إن ممدا
244قد رجع إل دينه الول ودين قومه فلما بلغ رسول ال صلى ال عليه وسلم آخر النجم سجد
وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك ففشت تلك الكلمة ف الناس وأظهرها الشيطان حت
بلغت أرض البشة فأنزل ال وما أرسلنا من قبلك من رسول ول نب إل إذا تن ألقى الشيطان
ف أمنيته اليات فلما بي ال قضاءه وبرأه من سجع الشيطان انقلب الشركون بعداوتم
وضللتهم للمسلمي واشتدوا عليه وهي قصة مشهورة صحيحة رويت عن ابن عباس من طرق
بعضها صحيح ورويت عن جاعة من التابعي بأسانيد صحيحة منهم عروة وسعيد بن جبي وأبو
العالية وأبو بكر بن عبدالرحن وعكرمة والضحاك وقتادة وممد بن كعب القرظي وممد بن
قيس والسدي وغيهم وذكرها أيضا أهل السي وغيهم وأصلها ف الصحيحي والقصود منها
قوله تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتى فإن الغرانيق هي اللئكة على قول وعلى آخر
هي الصنام ول تناف بينهما فإن القصود بعبادتم الصنام اللئكة والصالي كما تقدم عن
البيضاوي فلما سع الشركون هذا الكلم القتضى لواز عبادة اللئكة رجاء شفاعتهم عند ال
ظنوا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قاله فرضوا عنه وسجدوا معه وحكموا بأنه قد وافقهم
على دينهم من دعاء اللئكة والصنام للشفاعة حت طارت الكلمة كل مطار وبلغ الهاجرين
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
إل البشة أنم صالوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فعرفت أن الفارق بينهم وبي رسول ال
صلى ال عليه وسلم هي مسألة الشفاعة لنم يقولون نريد من اللئكة والصنام الصورة على
صورهم بزعمهم أن يشفعوا لنا عند ال والرسول صلى ال عليه وسلم قد
245أتاهم بإبطال ذلك والنهي عنه وتكفي من دان به وتضليلهم وتسفيه عقولم ول يرخص لم ف
سؤال الشفاعة من اللئكة ول من النبياء ول الصنام بل أتاهم بقوله تعال قل ل الشفاعة
جيعا وقوله أأتذ من دونه آلة إن يردن الرحن بضر ل تغن عن شفاعتهم شيئا ول ينقذون إن
إذا لفي ضلل مبي وهذا كثي جدا لن تتبعه والقصود أن الشركي الولي يدعون اللئكة
والصالي ليشفعوا لم عند ال كما تشهد به نصوص القرآن وكتب التفسي والسي والثار
طافحة بذلك ويكفي العاقل النصف قوله تعال ويوم يشرهم جيعا ث يقول للملئكة أهؤلء
إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونم بل كانوا يعبدون الن أكثرهم بم
مؤمنون قال وقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون ال ل يلكون مثقال ذرة ف السموات ول
ف الرض اليتي ش هذه الية هي الت قال فيها بعض العلماء إنا تقطع عروق شجرة الشرك
من القلب لن عقلها قال ابن القيم ف الكلم عليها وقد قطع ال السباب الت يتعلق با
الشركون جيعها قطعا يعلم من تأمله وعرفه أن من اتذ من دون ال وليا فمثله كمثل
العنكبوت اتذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت فالشرك إنا يتخذ معبدوه لا يصل له
به من النفع والنفع ل يكون إل من يكون فيه خصلة من هذه الربع إما مالك لا يريد عابده منه
فإن ل يكن مالكا كان
246شريكا للمالك فإن ل يكن شريكا له كان معينا له وظهيا فإن ل يكن معينا ول ظهيا كان
شفيعا عنده فنفى سبحانه الراتب الربع نفيا مرتبا منتقل من العلى إل ما دونه فنفى اللك
والشركة والظاهرة والشفاعة الت يطلبها الشرك وأثبت شفاعة ل نصيب فيها لشرك وهي
الشفاعة بإذنه قال فهو الذي يأذن للشافع وإن ل يأذن له ل يتقدم ف الشفاعة بي يديه كما
يكون ف حق الخلوقي فإن الشفوع عنده يتاج إل الشافع ومعاونته له فيقبل شفاعته وإن ل
يأذن له فيها وأما كل ما سواه فقي إليه بذاته وهو الغن بذاته عن كل ما سواه فكيف يشفع
عنده أحد بدون إذنه فكفى بذه الية نورا وبرهانا وناة وتريدا للتوحيد وقطعا لصول الشرك
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ومواده لن عقلها والقرآن ملوء من أمثالا ونظائرها ولكن أكثر الناس ل يشعرون بدخول الواقع
تته وتضمنه له ويظنه ف نوع وقوم قد خلوا من قبل ول يعقبوا وارثا وهذا الذي يول بي
القلب وبي فهم القرآن ولعمر ال إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم وشر منهم
ودونم وتناول القرآن لم كتناوله لولئك ولكن المر كما قال عمر بن الطاب رضي ال عنه
إنا تنقض عرى السلم عروة عروة إذا نشأ ف السلم من ل يعرف الاهلية وهذا لنه إذا ل
يعرف الاهلية والشرك وما دعا به القرآن وذمه وقع فيه وأقره ودعا إليه وصوبه وحسنه وهو ل
يعرف أنه الذي كان عليه الاهلية أو نظيه أو شر منه أو دونه فتنتقض بذلك عرى السلم
ويعود العروف منكرا والنكر معروفا والبدعة سنة والسنة بدعة ويكفر الرجل بحض اليان و
تريد التوحيد ويبدع بتجريد متابعة الرسول صلى ال عليه وسلم ومفارقة الهواء والبدع ومن
له بصية وقلب حي يرى ذلك عيانا فال الستعان وقال
247ال تعال حاكيا عن أسلف هؤلء الشركي والذين اتذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إل
ليقربونا إل ال زلفى إن ال يكم بينهم فيما هم فيه يتلفون إن ال ل يهدي من هو كاذب
كفار فهذه حال من اتذ من دون ال وليا يزعم أنه يقربه إل ال تعال وما أعز من يلص من
هذا بل ما اعز من يعادي من أنكره والذي ف قلوب هؤلء الشركي وسلفهم أن آلتهم تشفع
لم عند ال وهذا عي الشرك وقد أنكره ال عليهم ف كتابه وأبطله وأخب أن الشفاعة كلها له
وأنه ل يشفع عنده أحد إل لن أذن ال تعال أن يشفع له فيه ورضي قوله وعمله وهم أهل
التوحيد الذين ل يتخذوا من دون ال شفعاء فإنه سبحانه وتعال يأذن ف الشفاعة فيهم لن يشاء
حيث ل يتخذوهم شفعاء من دونه فيكون أسعد الناس بشفاعته من يأذن ال تعال له صاحب
التوحيد الذي ل يتخذ شفيعا من دون ال والشفاعة الت أثبتها ال تعال ورسوله صلى ال عليه
وسلم هي الشفاعة الصادرة عن إذنه لن وحده والت نفاها ال تعال هي الشفاعة الشركية الت
ف قلوب الشركي التخذين من دون ال شفعاء فيعاملون بنقيض مقصودهم من شفاعتهم
ويفوز با الوحدون انتهى ولكن تأمل الية كيف أمرهم تعال بدعاء اللئكة أمر تعجيز والراد
بيان أنم ل يلكون شيئا فل يدعون ل لشفاعة ول غيها ث أخب أنم هم الذين اتذوهم
بزعمهم شفعاء فنسبه إل زعمهم وإفكهم الذي ابتدعوه من غي برهان ول حجة من ال وهذه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الية نزلت ف دعوة اللئكة ودخول غيهم فيها من باب الول كما روى ابن أب حات عن
السدي ف قوله وما له منهم من ظهي يقول من عون من اللئكة وكما يدل عليه قوله تعال
حت
248إذا فزع عن قلوبم كما تقدم فإذا كان اتاذ اللئكة شفعاء من دون ال شركا فكيف باتاذ
الموات كما يفعله عباد القبور أم كيف باتاذ الفجار والفساق إخوان الشياطي من الجاذيب
الذين جذبم إبليس إل جانبه وطاعته شفعاء وأعظم من ذلك اعتقاد الربوبية ف هؤلء اللعي
مع ما يشاهده الناس منهم من الفجور وأنواع الفسوق وترك الصلوات وفعل النكرات والشي
ف السواق عراة كما قال بعض التأخرين كقوم عراة ف ذرى مصر ما على عورة منهم هناك
ثياب يدورون فيها كاشفي لعورة تواتر هذا ل يقال كذاب يعدونم ف مصر هم فضلءهم
دعاؤهم فيما يرون ماب ومن العجب أنم ل يأتوا بشيء يدل على كون هؤلء الشياطي من
جلة السلمي فضل عن كونم أولياء فضل عن كونم يدعون ويستغاث بم إل بشيء من
الخاريق والسحر والشعبذة يدعون أن لم كرامات وأنم أولياء لا ليظهرونه من الخاريق واعلم
أن الضلل والكفر إنا استول على أكثر التأخرين بسبب نبذهم كتاب ال وراء ظهورهم
وإحسان الظن بن سحرهم ودعا إل نفسه واقتصارهم على القواني والدعاوي والوضاع الت
وضعوها لنفسهم وإل فلو قرؤوا كتاب ال وعلموا با فيه ورجعوا عند الختلف إليه لوجدوا
فيه الدى والشفاء والنور ولكن نبذوه وراء ظهورهم و اشتروا به ثنا قليل فبئس ما يشترون
وتقدم الكلم على بقية الية
249قال الؤلف قال أبو العباس نفى ال عما سواه كل ما يتعلق به الشركون فنفى أن يكون لغيه
ملك أو قسط منه أو يكون عونا ل ول يبق إل الشفاعة فبي أنا ل تنفع إل لن أذن له الرب
كما قال ول يشفعون إل لن ارتضى فهذه الشفاعة الت يظنها الشركون هي منتفية يوم القيامة
كما نفاها القرآن وأخب النب صلى ال عليه وسلم أنه يأت فيسجد لربه ويمده ل يبدأ بالشفاعة
أول ث يقال له ارفع رأسك وقل يسمع واسأل تعط واشفع تشفع وقال له أبو هريرة من أسعد
الناس بشفاعتك قال من قال ل إله إل ال خالصا من قلبه فقتلك الشفاعة لهل الخلص بإذن
ال ولتكون لن أشرك بال وحقيقته أن ال سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الخلص فيغفر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
لم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال القام الحمود فالشفاعة الت نفاها القرآن ما
كان فيها شرك ولذا أثبت الشفاعة بإذنه ف مواضع وقد بي النب صلى ال عليه وسلم أنا ل
تكون إل لهل التوحيد والخلص انتهى كلمه ش قوله قال أبو العباس هو شيخ السلم تقي
الدين أحد بن عبد الليم بن عبدالسلم بن تيمية المام الشهور صاحب الصنفات شهرته
وإمامته ف علوم السلم وتفننه تغن عن الطناب ف وصفه قال الذهب ل يأت قبله بمس مائة
سنة مثله وف رواية بأبع مائة وقال أيضا لو حلفت بي الركن والقام للفت أن ل أر مثله وما
رأى بعينيه مثل نفسه رحه ال وقال ابن دقيق العيد لا اجتمعت بابن تيمية رأيت رجل كل
العلوم بي عينيه يأخذ ما يشاء ويدع ما يشاء وبالملة فما أتى بعد عصر المام أحد له نظي
وكانت وفاته سنة ثان وعشرين وسبع مئة
250قوله نفى ال عما سواه كل ما يتعلق به الشركون أي ان ال تعال نفى ف الية الذكورة قبل ما
يتعلق به الشركون من العتقاد ف غي ال من اللك والشركة فيه والعاونة والشفاعة فهذه
المور الربعة هي الت يتعلق با الشركون قوله فنفى أن يكون لغيه ملك وذلك ف قوله تعال
ل يلكون مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض ومن ل يلك هذا القدار فليس بأهل أن يدعى
قوله أو قسط منه أي من اللك والقسط بكسر القاف هو النصيب من الشيء وذلك ف قوله وما
لم فيهما من شرك أي ما لن تدعون من اللئكة وغيهم فها أي ف السموات والرض من
شرك ومن ليس بالك ول شريك للمالك فكيف يدعى من دون ال قوله أو أن يكون عونا ل
وذلك ف قوله وما لم منهم من ظهي أي ما ل من تدعونم عوين قوله ول يبق إل الشفاعة
فتبي أنا ل تنفع إل لن أدن له الرب ال جلة الشروط الت ل بد وان يكون أحدها ف الدعو
أربعة حت يقدر على إجابة من دعاه الول اللك فنفاه بقوله ليلكون مثقال ذرة ف السموات
ول ف الرض
251الثان إذا ل يكن مالكا فيكون شريكا للمالك فنفاه بقوله وما لم فيهما من شرك الثالث إذا ل
يكن مالكا ول شريكا للمالك فيكون عونا ووزيرا فنفاه بقوله وما له منهم من ظهي الرابع إذا
ل يكن مالكا ول شريكا ول عوينا فيكون شفيعا فنفى سبحانه وتعال الشفاعة عنده إل بإذنه
فهو الذي يأذن للشافع ابتداء فيشفع فبنفي هذه المور بطلت دعوة غي ال إذ ليس عند غيه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
من النفع والضر ما يوجب قصده بشيء من العبادة كما قال تعال واتذوا من دونه آلة ل
يلقون شيئا وهم يلقون ول يلكون لنفسهم ضرا ول نفعا ول يلكون موتا ولحياة ول
نشورا وقال تعال واتذوا من دون ال آلة لعلهم ينصرون ل يستطيعون نصرهم وهم لم جند
مضرون وقال تعال ويعبدون من دون ال مال ينفعهم ول يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيا
قوله فهذه الشفاعة الت يظنها الشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن يعن أن
الشفاعة الت يطلبها الشركون من الشفعاء والنبياء من دون ال منتفية دنيا وأخرى كما قال
تعال عن مؤمن يس أأتذ من دونه آلة إن يردن الرحن بضر ل تغن عن شفاعتهم شيئا ول
ينقذون إن إذا لفي ضلل مبي وقال تعال عن مؤمن آل فرعون
252لجرم أنا تدعونن إليه ليس له دعوة ف الدنيا ول ف الخرة وقال تعال فلول نصرهم الذين
اتذوا من دون ال قربانا آلة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون وقال تعال فما
أغنت عنهم آلتهم الت يدعون من دون ال من شيء لا جاء أمر ربك وما زادوهم غي تتبيب
وقال تعال ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتكم ما خولناكم وراء ظهوركم
وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم
تزعمون وقال تعال وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لم ورأوا العذاب لو أنم
كانوا يهتدون فهذه حال كل من دعي من دون ال لشفاعة أو غيها ف الدنيا والخرة قوله
وأخب النب صلى ال عليه وسلم أنه يأت فيسجد لربه ويمده ل يبدأ بالشفاعة أول إل آخره
هذا ثابت ف الصحيحي وغيها من حديث أنس وغيه عنه صلى ال عليه وسلم ف حديث
الشفاعة قال فأقوم فأمشي بي ساطي من الؤمني حت أستأذن على رب فإذا رأيته وقعت له أو
خررت ساجدا لرب فيدعن ما شاء ال أن يدعن ث قال ارفع ممد قل يسمع واشفع تشفع
وسل تعطه فأرفع رأسي فأحد بتحميد يعلمنيه ث أشفع فيحد ل حدا فأدخلهم النة ث أعود
اليه الثانية فإذا رأيت رب وقعت له أو خررت ساجدا لرب فيدعن ما شاء ال أن يدعن ث يقول
ارفع ممد قل يسمع فتعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأحده بتحميد يعلمنيه ث أشفع فيحد ل
حدا فأدخلهم النة ث أعود الثالثة فإذا رأيت رب وقعت له أو خررت ساجدا لرب فيدعن ما
شاء ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
253ال أن يدعي ث يقال ارفع ممد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع راسي فأحده
بتحميد يعلمنيه ث أشفع فيحد ل حدا فأدخلهم النة ث أعود الرابعة فأقول يا رب ما بقي إل
من حبسه القرآن الديث فبي صلى ال عليه وسلم أنه ل يشفع إل بعد الذن ف الشفاعة وف
الشفوع فيهم كما قال فيحد ل حدا فأدخلهم النة قوله وقال أبو هريرة من أسعد الناس
بشفاعتك إل آخره هذا الديث رواه البخاري ومسلم والنسائي عن أب هريرة قال قلت يا
رسول ال من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال لقد ظننت يا أبا هريرة أن ل يسألن عن
هذا الديث أحد أول منك لا رأيت من حرصك على الديث أسعد الناس بشفاعت يوم القيامة
من قال ل إله إل ال خالصا من قبل نفسه وف رواية خالصا ملصا من قلبه أو نفسه رواه أحد
من طريق آخر وصححه ابن حبان وفيه وشفاعت لن شهد أن ل إله إل ال ملصا يصدق قلبه
لسانه ولسانه قلبه قال شيخ السلم فجعل أسعد الناس بشفاعته أكملهم إخلصا وقال ف
الديث الصحيح من سأل ال ل الوسيلة حلت عليه شفاعت يوم القيامة ول يقل كان أسعد
الناس بشفاعت فعلم أنا يصل للعبد بالتوحيد والخلص من شفاعة الرسول صلى ال عليه
وسلم وغيها مال يصل بغيه من العمال وإن كان صالا لسؤال الوسيلة للرسول صلى ال
عليه وسلم فكيف با ل يأمر به من العمال بل نى عنه فذلك ل ينال به خي ل ف الدنيا ول
ف الخرة مثل غلو النصارى ف السيح فإنه يضرهم ول ينفعهم ونظي هذا ف الصحيح عنه
صلى ال عليه وسلم أنه قال لكل نب دعوة مستجابة وإن اختبأت دعوت شفاعة لمت يوم
القيامة فهي نائلة إن شاء ال من مات ل يشرك بال شيئا وكذلك ف أحاديث الشفاعة كلها إنا
يشفع ف أهل التوحيد فبحسب توحيد العبد لربه
254وإخلصه دينه ل تعال يستحق كرامة ال بالشفاعة وغيها وقال ابن القيم ما معناه تأمل هذا
الديث كيف جعل أعظم السباب الت تنال با شفاعته تريد التوحيد عكس ما عند الشركي
من أن الشفاعة تنال باتاذهم شفعاء وعبادتم وموالتم من دون ال فقلب النب صلى ال عليه
وسلم ما ف زعمهم الكاذب وأخب أن سبب الشفاعة تريد التوحيد فحينئذ يأذن ال للشافع أن
يشفع ومن جهل الشرك اعتقاده أن من اتذه وليا أو شفيعا أنه يشفع له وينفعه عند ال كما
يكون خواص اللوك والولة تنفع من والهم ول يعلموا أن ال ل يشفع عنده إحد إل بإذنه ول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يأذن ف الشفاعة ال من رضي قوله وعمله كما قال تعال ف الفصل الول من ذا الذي يشفع
عنده إل بإذنه وف الفصل الثان ول يشفعون إل لن ارتضى وبقي فصل ثالث وهو أنه ل يرضى
من القول والعمل إل توحيده واتباع رسوله صلى ال عليه وسلم فهذه ثلثة فصول تقطع شجرة
الشرك من قلب من وعاها وعقلها انتهى ملخصا وقال الافظ الراد بذه الشفاعة السؤول عنها
هنا بعض أنواع الشفاعة هي الت يقول صلى ال عليه وسلم أمت أمت فيقال له أخرج من النار
من كان ف قلبه وزن كذا من اليان فأسعد الناس بذه الشفاعة حت يكن إيانه أكمل من دونه
وأما الشفاعة العظمى فالراحة من كرب الوقف فأسعد الناس با من يسبق إل النة وهم الذين
يدخلونا بغي حساب ث الذين يلونم وهو من يدخلها بغي عذاب بعد أن ياسب ويستحق
العذاب ث من يصيبه لفح من النار ول يسقط وأعم أن شفاعته صلى ال عليه وسلم ف القيامة
ستة أنواع كما ذكره ابن القيم الول الشفاعة الكبى الت يتأخر عنها أولو العزم عليهم الصلة
والسلم حت تنتهي اليه فيقول أنا لا وذلك حي يرغب اللئق إل
255النبياء ليشفعوا لم إل ربم حت يريهم من مقامهم ف الوقف وهذه شفاعة يتص با ل
يشركه فيها أحد الثان شفاعته لهل النة ف دخولا وقد ذكرها أبو هريرة ف حديثه الطويل
التفق عليه الثالث شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد استوجبوا النار فيشفع لم ان ل يدخلوها
الرابع شفاعته ف العصاة من أهل التوحيد الذين دخلوا النار بذنوبم والحاديث با متواترة عن
النب صلى ال عليه وسلم وقد أجع عليها الصحابة وأهل السنة قاطبة وبدعوا من أنكرها
وصاحوا به من كل جانب ونادوا عليه بالضلل الامس شفاعته لقوم من أهل النة ف زيادة
ثوابم ورفع درجتهم وهذه ما ل ينازع فيها أحد السادس شفاعته ف بعض الكفار من أهل النار
حت يفف عذابه وهذه خاصة بأب طالب وحده قوله وحقيقته أي حقيقة المر أي أمر الشفاعة
أن ال سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الخلص فيغفر لم بواسطة دعاء من أذن له أن
يشفع ليكرمه وينال القام الحمود فهذا هو حقيقة الشفاعة ل كما يظن الشركون والهال أن
الشفاعة هي كون الشفيع يشفع ابتداء فيمن شاء فيدخله النة وينجيه من النار ولذا يسألونا
من الموات وغيهم إذا زاروهم وذلك أنم قالوا إن اليت العظم الذي لروحه قرب ومزية عند
ال ل تزال تأتيه اللطاف من ال وتفيض على روحه اليات فإذا علق الزائر روحه به وأدناها
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
منه فاض من روح الزور على روح الزائر من تلك
256اللطاف بواسطتها كما ينعكس الشعاع من الرآة الصافية والاء ونوه على السم القابل له
قالوا فتمام الزيارة أن يتوجه الزائر بروحه وقلبه إل اليت ويعكف بمته عليه ويوجه قصده كله
وإقباله عليه بيث ل يبقى فيه التفات إل غيه وكل ما كان جع المة والقلب عليه أعظم كان
أقرب إل انتفاعه به وشفاعته له قال ابن القيم وقد ذكر هذه الزيارة على هذا الوجه ابن سينا
والفاراب وغيها وصرح با عباد الكواكب ف عبادتا وقالوا إذا تعلقت النفس الناطقة بالرواح
العلوية فاض عليها منها النور وبذا السر عبدت الكواكب واتذت لا الياكل وصنفت لا
الدعوات واتذت الصنام الجسدة لا وهذا بعينه هو الذي أوجب لعباد القبور اتاذ أعياد
وتعليق الستور عليها وإيقاد السرج عليها وبناء الساجد عليها وهو الذي قصد الرسول صلى ال
عليه وسلم إبطاله وموه بالكلية وسد الذرائع الفضية إليه فوقف الشركون ف طريقه وناقضوه
ف قصده وكان صلى ال عليه وسلم ف شق وهؤلء ف شق وهذا الذي ذكره هؤلء الشركون
ف زيارة القبور هو الشفاعة الت ظنوا أن آلتهم تنفعهم با وتشفع لم عند ال قالوا فإن العبد
إذا تعلقت روحه بروح الوجيه القرب عند ال وتوجه بمته اليه وعكف بقلبه عليه صار بينه
وبينه اتصال يفيض به عليه منه نصيب ما يصل له من ال وشبهوا ذلك بن يدم ذا جاه
وحظوة وقرب من السلطان فهو شديد التعلق به فما يصل لذلك السلطان من النعام والفضال
ينال ذلك التعلق بسب تعلقه به فهذا سر عبادة الصنام وهو الذي بعث ال رسله وأنزل كتبه
بإبطاله وتكفي أصحابه ولعنهم واباح دماءهم وأموالم وسب ذراريهم واوجب لم النار والقرآن
من أوله إل
257آخره ملوء من الرد على أهله وإبطال مذهبهم انتهى قوله وينال القام الحمود أي القام الذي
يمده فيه اللئق كلهم وخالقهم تبارك وتعال قال ابن جرير قال أكثر أهل التأويل ذلك القام
الذي يقومه صلى ال عليه وسلم الشفاعة للناس لييهم ربم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم
وقال ابن عباس القام الحمود مقام الشفاعة وكذا قال ابن اب نيح عن ماهد وقال قتادة هو
أول من تنشق عنه الرض وأول شافع وكان أهل العلم يرون أنه القام الحمود قوله فالشفاعة
الت نفاها القرآن ما كان فيها شرك يعن أن الشفاعة الت نفاها ال ف القرآن هي الشفاعة الت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فيها شرك بال من دعاء غي ال وعبادته ليشفع له عند ال فإن ال سبحانه نفى هذه الشفاعة
وأخب أنا ل تكون أبدا بل أخب أن ذلك شرك ونزه نفسه عنه ونفى أن يكون للمؤمني ول أو
شفيع من دونه مع أن الشفاعة يوم القيامة لم بإذنه ل للمشركي كما قال تعال يومئذ ل تنفع
الشفاعة إل من أذن له الرحن ورضي له قول فنفى سبحانه أن تنفع الشفاعة أحدا ال من أذن له
الرحن ورضي قوله وعمله وهو الؤمن الخلص وأما الشرك الداعي لغي ال ليشفع له فل تنفعه
الشفاعة ول يؤذن لحد ف الشفاعة فيه كما قال فما تنفعهم شفاعة الشافعي وقال تعال وقيل
ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لم ورأوا العذاب لو أنم كانوا يهتدون قوله وقد بي
النب صلى ال عليه وسلم إل آخره تقدم ما يتعلق بذلك وال أعلم
258باب قول ال تعال إنك ل تدي من أحببت الية أراد الصنف رحه ال الرد على عباد القبور
الذين يعتقدون ف النبياء والصالي أنم ينفعون ويضرون فيسألونم مغفرة الذنوب وتفريج
الكروب وهداية القلوب وغي ذلك من أنواع الطالب الدنيوية والخروية ويعتقدون أن لم
التصرف بعد الوت على سبيل الكرامة وقد وقفت على رسالة لرجل منهم ف ذلك ويتجون
على ذلك بقوله لم ما يشاؤون عند ربم يقول قائلهم ف حق رسول ال صلى ال عليه وسلم
فإن من جودك الدنيا وضرتا ومن علومك علم اللوح والقلم فإذا عرف النسان معن هذه الية
ومن نزلت فيه تبي له بطلن قولم وفساد شركهم لن رسول ال صلى ال عليه وسلم أفضل
اللق وأقربم من ال وأعظمهم جاها عنده ومع ذلك حرص واجتهد على هداية عمه أب طالب
ف حياة أب طالب وعند موته فلم يتيسر ذلك ول يقدر عليه ث استغفر له بعد موته فلم يغفر له
حت ناه ال عن ذلك ففي هذا أعظم البيان وأوضح البهان على أنه صلى ال عليه وسلم ل
يلك ضرا ول نفعا ول عطاء ول منعا وأن المر كله بيد ال فهو الذي يهدي من يشاء ويضل
من يشاء ويعذب من يشاء ويرحم من يشاء ويكشف الضر عمن يشاء ويصيب به من يشاء من
عباده وهو الغفور الرحيم وهو الذي من جوده الدنيا والخرة وهو بكل شيء عليم ولو كان
عنده صلى ال عليه وسلم من هداية القلوب ومغفرة الذنوب وتفريج الكروب شيء لكان أحق
الناس به وأولهم
259من قام معه أت القيام ونصره وأحاطه من بلوغه ثان سني وإل ما بعد النبوة بثمان سني أو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أكثر بل قال تعال قل ل أملك لنفسي نفعا ول ضرا إل ما شاء ال ولو كنت أعلم الغيب
لستكثرت من الي وما مسن السوء إن أنا إل نذير وبشي لقوم يؤمنون وقال تعال قل ل أقول
لكم عندي خزائن ال ول أعلم الغيب ول أقول لكم إن ملك إن أتبع إل ما يوحى إل الية
فهل يتمع ف قلب عبد اليان بذه اليات وما أشبهها واليان بذلك البيت وما أشبههه ولكن
قاتل ال أعداءه الذين جاوزوا الد ف إطرائه والغلو فيه وأما معن الية فقال ابن كثي يقول
تعال لرسوله صلى ال عليه وسلم إنك يا ممد ل تدي من أحببت أي ليس إليك ذلك إنا
عليك البلغ وال يهدي من يشاء وله الكمة البالغة والجة الدامغة كما قال تعال ليس عليك
هداهم ولكن ال يهدي من يشاء وقال وما أكثر الناس ولو حرصت بؤمني وهذه الية أحض
من هذا كله فإنه قال إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء وهو أعلم بالهتدين
أي أعلم بن يستحق الداية من يستحق الغواية وقد ثبت ف الصحيحي أنا نزلت ف أب طالب
وقد كان يوطه وينصره ويقوم ف حقه ويبه حبا طبعيا ل حبا شرعيا فلما حضرته الوفاة وحان
أجله دعاه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل اليان والدخول ف السلم فسبق القدر فيه
واختطف من يده فاستمر على ما كان عليه من الكفر ول الجة البالغة فإن قلت قال ال تعال
وإنك لتهدي إل صراط مستقيم فالمع بينها وبي الية الترجم لا قيل الداية الت تصح نسبتها
لغي ال بوجه ما هي
260هداية الرشاد والدللة كما قال وإنك لتهدي إل صراط مستقيم اي ترشد وتبي والداية النفية
عن غي ال هي هداية التوفيق وخلق القدرة على الطاعة ذكره بعضهم بعناه قال ف الصحيح
عن ابن السيب عن أبيه قال لا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم
وعنده عبدال بن أب أمية وابو جهل فقال يا عم قل ل إله إل ال كلمة أحاج لك با عند ال
فقال له أترغب عن ملة عبدالطلب فأعاد عليه النب صلى ال عليه وسلم فأعادا فكان آخر ما
قال هو على ملة عبدالطلب وأب أن يقول ل اله ال ال فقال النب صلى ال عليه وسلم
لستغفرن لك ما ل أنه عنك فأنزل ال عز وجل ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا
للمشركي ولو كانوا أول قرب وأنزل ال ف أب طالب انك ل تدي من أحببت ولكن ال
يهدي من يشاء ش قوله ف الصحيح أي الصحيحي قوله عن ابن السيب هو سعيد بن السيب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بن حزن بن أب وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مزوم القرشي الخزومي أحد العلماء
الثبات الفقهاء الكبار الافظ العباد اتفقوا على أن مرسلته أصح الراسيل وقال ابن الدين ل
أعلم ف التابعي أوسع علما منه مات بعد التسعي وقد ناهز الثماني وابوه السيب صحاب بقي
ال خلفة عثمان رضي ال عنه وكذلك جده حزن صحاب استشهد باليمامة قوله لا حضرت
أبا طالب الوفاة أي حضرت علمات الوفاة وإل فلو كان انتهى إل العاينة ل ينفعه اليان لو
آمن ويدل على ذلك ما وقع من الراجعة بينه وبينهم ويتمل أن يكون انتهى إل تلك الالة
لكن رجا
261النب صلى ال عليه وسلم أنه إذا أقر بالتوحيد ولو ف تلك الالة أن ذلك ينفعه يصوصه
ويسوغ فيه شفاعته صلى ال عليه وسلم ولذا قال أجادل لك با وأشهد لك با وأحاج لك با
ويدل على الصوصية أنه بعد أن امتنع من القرار بالتوحيد ومات على المتناع منه ل يترك
النب صلى ال عليه وسلم الشفاعة له بل شفع له حت خفف عنه العذاب بالنسبة إل غيه وكان
ذلك من الصائص ف حقه قوله جاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم يتمل أن يكون السيب
حضر هذه القصة فإن الذكورين من بن مزوم وهو أيضا مزومي وكانوا يومئذ كفارا فمات
أبو جهل على كفره وأسلم الخران وقول بعض الشراح إن هذا الديث من مراسيل الصحابة
مردود وف هذا جواز عيادة الشرك إذا رجي إسلمه وجواز حل العلم إذا كان فيه مصلحة
راجحة على عدمه قوله يا عم منادى مضاف يوز فيه إثبات الياء وحذفها قوله قل ل إله إل ال
أي قل هذه الكلمة عارفا لعناها معتقدا له ف هذه الال وإن ل تعمل به إذ ل يكن عند الوت
إل ذلك ول بد مع ذلك من شهادة أن ممدا رسول ال قوله كلمة قال القرطب أحسن ما تقيد
كلمة بالنصب على أنه بدل من ل إله إل ال ويوز رفعها على احتمال البتدأ قوله أحاج لك
با عند ال هو بتشديد اليم من الحاجة وهي مفاعلة من الجة واليم مفتوحة على الزم
وجواب المر أي أشهد لك با عند ال كما ف الرواية الخرى وفيه دليل على أن العمال
بالواتيم لنه لو قالا لنفعته وإن مات على التوحيد نفعته الشفاعة وان ل يعمل شيئا غي ذلك
وأن من كان كافرا يحدها إذا قالا عند الوت أجريت عليه أحكام السلم فإن كان صادقا
من قلبه نفعته عند ال إل فليس لنا إل الظاهر بلف من كان
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
262يتكلم با ف حال كفره قوله فقال له أترغب عن ملة عبدالطلب ذكراه الجة اللعونة الت يتعلق
با الشركون من الولي والخرين ويردون با على الرسل وهي تقليد الباء والكباء وأخرجا
الكلم مرج الستفهام مبالغة ف النكار لعظمة هذه الجة ف قلوب الضالي وكذلك اكتفيا
با ف الجادلة مع مبالغته صلى ال عليه وسلم وتكريره فلجل عظمتها ووضوحها عندهم
اقتصرا عليها قال الصنف وفيه تفسي ل إله ال ال بلف ما عليه أكثر من يدعي العلم وفيه أن
ابا جهل ومن معه يعرفون مراد النب صلى ال عليه وسلم اذا قال الرجل قل ل اله ال ال فقبح
ال من أبو جهل أعلم منه بأصل السلم قوله فأعاد عليه النب صلى ال عليه وسلم وأعادا أي
أعاد عليه النب صلى ال عليه وسلم مقالته وأعادا عليه مقالتهما مبالغة منه صلى ال عليه وسلم
وحرصا على اسلم عمه ومع ذلك ل يقدر النب صلى ال عليه وسلم على ذلك ول على
تليصه من عذاب ال بل سبق فيه القضاء الحتوم واستمر على كفره ليعلم الناس أن ل إله إل
ال فلو كان عن النب صلى ال عليه وسلم من هداية القلوب وتفريج الكروب شيء لكان أحق
الناس بذلك وأولهم عمه الذي فعل معه ما فعل وفيه الرص ف الدعوة إل ال والصب على
المر بالعروف والنهي عن النكر وان رد ذلك على صاحبه وتكريره وعدم الكتفاء برة واحدة
قوله فكان آخر ما قال هو بنصب آخر على الظرفية أي آخر زمن تكليمه اياهم ويوز رفعه
قوله هو على ملة عبدالطلب الظاهر أن ابا طالب قال أنا فغيه الراوي أنفة أن يكي كلم أب
طالب استقباحا للفظ الذكور وهي من
263التصرفات السنة قاله الافظ وقد رواه المام أحد بلفظ أنا فدل على ما ذكرناه قوله وأب أن
يقول ل إله إل ال قال الافظ هذا تأكيد من الراوي ف نفي وقوع ذلك من أب طالب وكأنه
استند ف ذلك إل عدم ساعه منه ف تلك الال كذا قال وفيه نظر بل نفيه مستند إل إباء أب
طالب عن قولا بقوله وهو على ملة عبد الطلب قال الصنف وفيه الرد على من زعم إسلم
عبدالطلب وأسلفه ومضرة أصحاب السوء على النسان ومضرة تعظيم السلف والكابر أي
زيادة على الشروع بيث يعل أقوالم حجة يرجع اليها عند التنازع قوله فقال النب لستغفرن
لك ما ل أنه عنك أقسم صلى ال عليه وسلم ليسغفرن له إل أن ينهى عن ذلك كما ف رواية
مسلم أما وال لستغفرن لك قال النووي وفيه جواز اللف من غي استحلف وكأن اللف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هنا لتأكيد العزم على الستغفار وتطييبا لنفس أب طالب وكانت وفاة أب طالب بكة قبل
الجرة بقليل قال ابن فارس مات أبو طالب ولرسول ال صلى ال عليه وسلم تسع وأربعون سنة
وثانية أشهر وأحد عشر يوما وتوفيت خدية أم الؤمني رضي ال عنها بعد موت أب طالب
بثمانية أيام قوله فأنزل ال ما كان للنب والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركي أي ما ينبغي لم
ذلك وهو خب بعن النهي وقد روى الطبان عن عمرو بن دينار قال قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم استغفر إبارهيم لبيه وهو مشرك فل أزال أستغفر لب طالب حت نان عنه رب
فقال أصحابه نستغفر بائنا كما استغفر نبيا لعمه فنل ما كان للنب والذين آمنوا أن
264يستغفروا للمشكرين ولو كانوا أول قرب من عبد ما تبي أنم لم أصحاب الحيم وما كان
استغفار إبراهيم لبيه ال عند موعدة وعدها إياه فلما تبي له أنه عدو ل تبأ منه وهذا فيه
إشكال لن وفاة أب طالب بكة قبل الجرة اتفاقا وقد ثبت أن النب صلى ال عليه وسلم أتى
قب أمه لا اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لا فنلت هذه الية وفيه دللة على تأخر نزول الية
عن وفاة أب طالب ولكن يتمل أن يكون نزول الية تأخر وإن كان سببها تقدم ويكون لنولا
سببان متقدم وهو أمر أب طالب ومتأخر وهو أمر أمه ويؤيد تأخر النول استغفاره صلى ال
عليه وسلم للمنافقي حت نزل النهي عن ذلك فإن ذلك يقتضي تأخر النول وإن تقدم السبب
ويشي إل ذلك أيضا قوله ف حديث الباب وأنزل ال ف أب طالب إنك ل تدي من أحببت
لنه يشعر بأن الول نزلت ف أب طالب وف غيه والثانية فيه وحده ويؤيد تعدد السبب ما
أخرج أحد عن علي قال سعت رجل يستغفر لوالديه وها مشركان فذكرت ذلك للنب صلى
ال عليه وسلم فأنزل ال ما كان للنب الية قاله الافظ وفيه تري الستغفار للمشركي وتري
موالتم ومبتهم لنه إذا حرم الستغفار لم فموالتم ومبتهم أول باب ما جاء أن سبب كفر
بن آدم وتركهم دينهم وهو الغلو ف الصالي أما تركهم فهو مرور عطفا على الضاف إليه
ولا ذكر الصنف رحه ال بعض ما يفعله عباد القبور مع الموات من الشرك أراد أن يبي
السبب
265ف ذلك ليحذر وهو الغلو مطلقا ل سيما ف الصالي فإنه أصل الشرك قديا وحديثا لقرب
الشرك بالصالي من النفوس فإن الشيطان يظهره ف قالب الحبة والتعظيم وقول ال عز وجل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم قال العلماء الغلو هو ماوز الد ف مدح الشيء أو ذمه
وضابطه تعدي ما أمر ال به وهو الطغيان الذي نى ال عنه ف قوله ول تطغوا فيه فيحل عليكم
غضب وكذا قال تعال ف هذه الية يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم أي لتتعددوا ما حدد ال
لكم وأهل الكتاب هنا هم اليهود والنصارى فنهاهم عن الغلو ف الدين ونن كذلك كما قال
تعال فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ول تطغوا إنه با تعملون بصي والغلو كثي ف
النصارى فإنم غلوا ف عيسى عليه السلم فنقلوه من حيز النبوة إل أن اتذوه إلا من دون ال
يعبدونه كما يعبدون ال بل غلوا فيمن زعم أنه على دينه من أتباعه فادعوا فيهم العصمة
فاتبعوهم ف كل ما قالوه سواء كان حقا أو باطل وناقضتهم اليهود ف أمر عيسى عليه السلم
فغلوا فيه فحطوه من منلته حت جعلوه ولد بغي قال شيخ السلم ومن تشبه من هذه المة
باليود والنصارى وغل ف الدين بإفراط فيه أو تفريط وضاهاهم ف ذلك فقد شابهم كالوارج
الارقي من السلم الذين خرجوا ف خلفة علي بن أب طالب رضي ال عنه وقاتلهم حي
خرجوا على السلمي بأمر النب صلى ال عليه وسلم كما ثبت ذلك من عشرة أوجه ف
الصحاح والساند وغي ذلك وكذلك من غل ف دينه من الرافضة والقدرية
266والهمية والعتزلة والشاعرة وقال أيضا فإذا كان على عهد النب صلى ال عليه وسلم من
انتسب إل السلم وقد مرق منه مع عبادته العظيمة فليعلم أن النتسب إل السلم والسنة ف
هذه الزمان قد يرق أيضا من السلم وذلك بأسباب منها الغلو الذي ذمه ال ف كتابه حيث
قال يا أهل الكتاب ل تغلوا ف دينكم وعلي بن أب طالب رضي ال عنه حرق الغالية من
الرافضة فأمر بأخاديد خدت لم عند باب كندة فقذفهم فيها واتفق الصحابة رضي ال عنهم
على قتلهم لكن ابن عباس كان مذهبه أن يقتلوا بالسيف من غي تريق وهو قول أكثر العلماء
قال ف الصحيح عن بن عباس ف قول ال تعال وقالوا ل تذرن آلتكم ول تذرن ودا ول سواعا
ول يغوث ويعوق ونسرا قال هذه أساء رجال صالي من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان
ال قومهم أن أنصبوا ال مالسهم الت كانوا يلسون فيها أنصابا وسوها بأسائهم ففعلوا ول
تعبد حت اذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ش قوله ف الصحيح أي صحيح البخاري وهذا
الثر اختصره الصنف وقد رواه البخاري عن ابن عباس ولفظه صارت الوثان الت كانت ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قوم نوح ف العرب بعد أما ود فكانت لكلب بدومة الندل وأما سواع فكانت لذيل وأما
يغوث فكانت لراد ث لبن غطيف بالرف عند سبأ وأما يعوق فكانت لمدان وأما نسر فكانت
لمي لل ذي الكلع أساء رجال صالي ف قوم نوح إل آخره وهكذا روي عن عكرمة
والضحاك وابن اسحق نو هذا وقال ابن جرير حدثنا بن حيد حدثنا مهران عن سفيان عن
موسى عن ممد بن قيس أن يغوث ويعوق ونسر كانوا قوما
267صالي من بن آدم وكان لم أتباع يقتدون بم فلما ماتوا قال أصحابم الذين كانوا يقتدون
بم لو صورناهم كانوا اشوق لنا إل العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم فلما ماتوا وجاء آخرون
دب إليهم إبليس فقال إنا كانوا يعبدونم وبم يسقون الطر فعبدوهم قال سفيان عن أبيه عن
عكرمة قال كان بي آدم ونوح عشرة قرون كلهم على السلم وروى ابن أب حات عن عروة
ابن الزبي أنم كانوا أولد آدم لصلبه وكان ود أكبهم وأبرهم به هكذا رواه عمر بن شيبة ف
أخبار مكة من طريق ممد بن كعب القرظي وذكر السهيلي ف التعريف أن يغوث بن شيث بن
آدم فيما قيل وكذا سواع وما بعده فكانوا يتبكون بدعائهم وكلما مات منهم أحد مثلوا
صورته وتسحوا با إل زمن مهلييل فعبدوها بتدريج الشيطان لم ث صارت سنة ف العرب ف
الاهلية ول أدري من أين سرت تلك الساء أمن قبل الند فقد قيل إنم كانوا البدأ ف عبادة
الصنام بعد نوح عليه السلم أم الشيطان الم العرب ذلك انتهى وقد روى الفاكهي عن ابن
الكلب قال كان لعمرو بن ربيعة رئي من الن فأتاه فقال أجب أبا ثامة وادخل بل ملمة ث
أئت سيف جدة تد با أصناما معده ث أوردها تامة ول تب ث ادع العرب إل عبادتا تب
قال فأتى عمرو ساحل جدة فوجد با وردا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا وهي الصنام الت
عبدت على عهد نوح وإدريس ث إن الطوفان طرحها هناك فسفى عليها الرمل فاستثارها عمرو
وخرج با إل تامة وحضر الوسم ودعا إل عبادتا فأجيب
268وعمرو بن ربيعة هو عمرو بن لي قاله الافظ قلت وهو سيد خزاعة وكان أول من سيب
السوائب وغي دين ابراهيم عليه السلم وكانت العرب قبله على دين أبيهم إبراهيم عليه السلم
حت نشأ فيهم عمرو فأحدث الشرك كما روى ابن جرير عن أب هريرة قال سعت رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول لكثم بن الون يا أكثم رأيت عمرو بن لي بن قمعة بن خندف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ير قصبه ف النار فما رايت رجل أشبه برجل منك به ول به منك فقال أكثم أتشى أن يضرن
شبهه يا رسول ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إنك مؤمن وهو كافر إنه أول من غي
دين إبراهيم وبر البحية وسيب السائبة وحى الامي إسناده حسن وف الصحيحي من حديث
أب هريرة مرفوعا رأيت عمرو بن عامر الزاعي ير قصبه ف النار كان أول من سيب السوائب
قوله أن انصبوا بكسر الصاد الهملة قوله أنصابا جع نصب وأصله ما نصب كغرض ونوه
والراد به هنا الصنام الصورة على صورهم النصوبة ف مالسهم قوله حت إذا هلك أولئك أي
الذين نصبوها ليكون أشوق إليهم إل العبادة وليتذكروا برؤيتها أفعال أصحابا قوله ونسي العلم
أي زالت العرفة بالا وما قصده من صورها وغلب الهال الذين ل ييزون بي التوحيد
والشرك وذهب العلماء الذين يعرفون ذلك قوله عبدت تقدم انه دب اليهم إبليس فقال إنا
كانوا يعبدونم وبم يسقون الطر فعبدوهم وف رواية أنم قالوا ما عظم أولنا هؤلء إل وهم
يرجون شفاعتهم عند ال فعبدوهم فهذا هو السبب ف عبادة هؤلء
269الصالي وهو رجاء شفاعتهم عند ال وكذلك هو السبب ف عبادة صورهم وهذه هي الشبهة
الت ألقاها الشيطان على الشركي من الولي والخرين وقد بي ال ذلك ف القرآن بيانا شافيا
وتقدم ف هذا الكتاب من الكلم على ذلك ما يكفي لن هداه ال قال وقال ابن القيم قال غي
واحد من السلف لا ماتوا عكفوا على قبورهم ث صوروا تاثيلهم ث طال عليهم المر فعبدوهم
ش قوله وقال ابن القيم هو المام العلمة ممد بن أب بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي العروف
بابن قيم الوزية تلميذ شيخ السلم وصاحب الصنفات الكثية ف فنون العلم قال الافظ
السخاوي ف حقه العلمة الجة التقدم ف سعة العلم ومعرفة اللف وقوة النان الجمع عليه
بي الوافق والخالف صاحب التصانيف السائرة والحاسن المة مات سنة احدى وخسي
وسبعمائة قوله قال غي واحد من السلف إل آخره الظاهر أن ابن القيم ذكر ذلك بالعن ل
باللفظ وقد روى عن غي واحد من السلف معن ذلك منهم ابو جعفر الباقر وغيه وتقدم ما
يدل على ذلك قوله ث طال عليهم المد فعبدوهم أي طال عليهم الزمان ونسوا ما قصده
الولون بتصوير صورهم فعبدوهم فتبي أن مبدأ الشرك بالصالي هو الغلو فيهم كما أن سبب
الشرك بالنجوم هو الغلو فيها واعتقاد النحوس فيها والسعود ونو ذلك وهذا هو الغالب على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الفلسفة ونوهم كما أن ذاك هو الغالب على عباد القبور ونوهم وهو أصل عبادة الصنام
فإنم عظموا الموات تعظيما مبتدعا فصوروا صورهم وتبكوا با فآل المر إل أن عبدت
الصور ومن صورته وهذا أول شرك حدث ف الرض وهو الذي أوحاه الشيطان إل عباد القبور
ف هذه الزمان فإنه ألقى اليهم أن البناء
270على القبور والعكوف عليها من مبة الصالي وتعظيمهم وأن الدعاء عندها أرجى ف الجابة
من الدعاء ف السجد الرام والساجد فاعتادوها لذلك فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه إل
الدعاء به والقسام على ال به قال ابن القيم رحه ال تعال وهذا أعظم من الذي قبله فإن شان
ال اعظم من أن يقسم عليه أو يسأل بأحد من خلقه فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه إل دعائه
وعبادته وسؤاله الشفاعة من دون ال واتاذ قبه وثنا يعكف عليه وتعلق عليه القناديل والستور
ويطاف به ويستلم ويقبل ويج إليه ويذبح عنده فإذا تقرر ذلك عندهم نقله منه إل دعاء الناس
إل عبادته واتاذه عيدا ومنسكا ورأوا أن ذلك أنفع لم ف دنياهم وأخراهم وكل هذا ما قد
علم بالضطرار من دين السلم أنه مضاد لا بعث ال به رسوله صلى ال عليه وسلم من تريد
التوحيد ل وأن ل يعبد إل ال فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه إل أن من نى عن ذلك فقد
تنقص أهل الرتب العالية وحطهم عن منلتهم وزعم أنم ل حرمة لم ول قدر وغضب
الشركون واشأزت قلوبم كما قال تعال واذا ذكر ال وحده اشأزت قلوب الذين ل يؤمنون
بالخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون وسرى ذلك ف نفوس كثي من الهال
والطغام وكثي من ينتسب إل العلم والدين حت عادوا أهل التوحيد ورموهم بالعظائم ونفروا
الناس عنهم ووالوا أهل الشرك وعظموهم وزعموا أنم أولياء ال وأنصار دينه ورسوله ويأب ال
ذلك وما كانوا أولياءه إن أولياؤه ال التقون قلت وف القصة فوائد نبه النصف على بعضها منها
ان من فهم هذا الباب وما بعده تبي له غربة السلم ورأى من
271قدرة ال وتقليبه القلوب العجب ومنها معرفة أن أول شرك حدث ف الرض بشبهة مبة
الصالي ومنها معرفة أول شيء غي به دين النبياء ومنها معرفة سبب قبول البدع من كون
الشرائع والفطر تنكرها ومنها أن سبب ذلك كله مزج الق بالباطل فالول مبة الصالي
والثان فعل أناس من أهل العلم والدين شيئا أرادوا به خيا فظن من بعدهم انم رادوا غيه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ومنها معرفة جبلة النسان ف كون الق ينقص ف قلبه والباطل يزيد ومنها أن فيها شاهدا لا
نقل عن بعض السلف أن البدعة سبب للكفر وأنا أحب إل ابليس من العصية لن العصية
يتاب منها والبدعة ل يتاب منها ومنها معرفة الشيطان با تؤول اليه البدعة ولو حسن قصد
الفاعل ومنها معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه ومنها مضرة
العكوف على قب لجل عمل صال ومنها معرفة النهي عن التماثيل والكمة ف إزالتها ومنها
معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الاجة اليها مع الغفلة عنها ومنها وهي أعجب قرائتهم اياها
ف كتب التفسي الديث ومعرفتهم بعن الكلم وكون ال حال بي قلوبم حت اعتقدوا أن
فعل قوم نوح هو أفضل العبادات واعتقدوا أن ني ال ورسوله هو الكفر البيح للدم والال
ومنها التصريح أنم ل يريدوا إل الشفاعة ومنها ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا
ذلك ومنها التصريح بأنا ل تعبد حت نسي العلم ففيها معرفة قدر وجوده ومضرة فقده
272ومنها أن سبب فقد العلم موت العلماء انتهى بعناه ومنها شدة حاجة اللق بل ضرورتم إل
الرسالة وأن ضرورتم اليها أشد وأعظم من ضرورتم إل الطعام والشراب ومنها الرد على من
يقدم الشبهات الت يسميها عقليات على ما جاء من عند ال لن ذلك الذي أوقع الشركي ف
الشرك ومنها مضرة التقليد وكيف آل بأهله إل الروق من السلم قال وعن عمر أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال ل تطرون كما أطرت النصارى ابن مري إنا أنا عبد فقولوا عبدال
ورسوله أخرجاه ش قوله عن عمر هو بن الطاب بن نفيل بنون وفاء مصغرا بن عبد العزى بن
رياح بتحتانية بن عبدال بن قرط بضم القاف بن رزاح براء ث زاي خفيفة بن عدي بن كعب
القرشي العدوي أمي الؤمني وأفضل الصحابة بعد الصديق رضي ال عنهما ول اللفة عشر
سني ونصفا فامتلت الدنيا عدل وفتحت ف أيامه مالك كسرى وقيصر واستشهد ف ذي
الجة سنة ثلث وعشرين قوله ل تطرون كما أطرت النصارى ابن مري الطراء ماوزة الد ف
الدح والكذب فيه قاله أبو السعادات وقال غيه ل تطرون بضم التاء وسكون الطاء الهملة من
الطراء أي ل تدحون بالباطل أو ل تاوزوا الد ف مدحي قوله إنا أنا عبد فقولوا عبدال
ورسوله أي ل تدحون فتغلوا ف مدحي كما غلت النصارى ف عيسى فادعوا فيه الربوبية وإنا
أنا عبدل فصفون بذلك كما وصفن به رب وقولوا عبدال ورسوله فأب عباد القبور إل مالفة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
لمره وارتكابا لنهيه وناقضوه اعظم الناقضة وظنوا أنم إذا وصفوه بأنه عبدال ورسوله وأنه ل
يدعى ول يستغاث به ول ينذر له ول يطاف بجرته وأنه ليس له من المر شيء ول يعلم من
الغيب إل ما علمه ال أن
273ف ذلك هضما لنابه وغضا من قدره فرفعوه فوق منلته وادعوا فيه ما ادعت النصارى ف
عيسى أو قريبا منه فسألوه مغفرة الذنوب وتفريج الكروب وقد ذكر شيخ السلم ف كتب
الستغاثة عن بعض أهل زمانه أنه جوز الستغاثة بالرسول صلى ال عليه وسلم ف كل ما
يستغاث فيه بال وصنف فيه مصنفا وكان يقول إن النب صلى ال عليه وسلم يعلم مفاتيح
الغيب الت ل يعلمها إل ال وحكي عن آخر من جنسه يباشر التدريس وينسب إل الفتيا أنه
كان يقول ان النب صلى ال عليه وسلم يعلم ما يعلمه ال ويقدر على ما يقدر ال عليه وإن هذا
السر انتقل بعده إل السن ث انتقل ف ذرية السن إل أب السن الشاذل وقالوا هذا مقام
القطب الغوث الفرد الامع ومن هؤلء من يقول ف قول ال تعال وسبحوه بكرة وأصيل إن
الرسول صلى ال عليه وسلم هو الذي يسبح بكرة وأصيل ومنهم من يقول نن نعبد ال
ورسوله فيجعلون الرسول معبودا قلت وقال البوصيي فإن من جودك الدنيا وضرتا ومن
علومك علم اللوح والقلم فجعل الدنيا والخرة من جوده وجزم بأنه يعلم ما ف اللوح الحفوظ
وهذا هو الذي حكاه شيخ السلم عن ذلك الدرس وكل ذلك كفر صريح ومن العجب أن
الشيطان أظهر لم ذلك ف صورة مبته عليه السلم وتعظيمه ومتابعته وهذا شأن اللعي لبد
وأن يزج الق بالباطل ليوج على أشباه النعام اتباع كل ناعق الذين ل يستضيؤا بنور العلم
ول يلجؤوا إل ركن وثيق لن هذا ليس بتعظيم فإن التعظيم مله القلب واللسان والوارح وهم
أبعد الناس منه فإن التعظيم بالقلب ما يتبع اعتقاد كونه عبدا رسول من تقدي مبته على النفس
والولد والوالد والناس أجعي ويصدق هذه الحبة أمران
274أحدها تريد التوحيد فإنه صلى ال عليه وسلم كان أحرص اللق على تريده حت قطع
أسباب الشرك ووسائله من جيع الهات حت قال له رجل ما شاء ال وشئت قال أجعلتن ل
ندا بل ما شاء ال وحده ونى أن يلف بغي ال وأخب أن ذلك شرك ونى أن يصلى إل القب
أو يتخذ مسجدا أو عيدا أو يوقد عليه سراج بل مدار دينه على هذا الصل الذي هو قطب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
رحا النجاة ول يقرر أحد ما قرره صلى ال عليه وسلم بقوله وفعله وسد الذرائع النافية له
فتعظيمه صلى ال عليه وسلم بوافقته على ذلك ل بناقضته فيه الثان تريد متابعته وتكيمه
وحده ف الدقيق والليل من أصول الدين وفروعه والرضى بكمه والنقياد له والتسليم
والعراض عما خالفه وعدم اللتفات إل ما خالفه حت يكون وحده هو الاكم التبع القبول
قوله الردود ما خالفه كما كان ربه تعال وحده هو العبود الألوه الخوف الرجو الستغاث به
التوكل عليه الذي اليه الرغبة والرهبة الذي يؤمل وحده لكشف الشدائد ومغفرة الذنوب الذي
من جوده الدنيا والخرة الذي خلق اللق وحده ورزقهم وحده ويبعثهم وحده ويغفر ويرحم
ويهدي ويضل ويسعد ويشقي وحده وليس لغيه من المر شيء كائنا من كان ل النب صلى
ال عليه وسلم ول جبيل عليه السلم ول غيها فهذا هو التعظيم الق الطابق لال العظم
النافع للمعظم ف معاشه ومعاده والذي هو لزم إيانه وملزومه أما التعظيم باللسان فهو الثناء
عليه با هو أهله ما أثن به عليه ربه وأنثى على نفسه من غي غلو ول تقصي كما فعل عباد
القبور فإنم غلوا ف مدحه إل الغاية وأما التعظيم بالوارح فهل العمل بطاعته والسعي ف إظهار
دينه ونصر ما جاء به وجهاد ما خالفه وبالملة فالتعظيم النافع هو التصديق فيما أخب وطاعته
فيما أمر والنتهاء
275عما عنه نى وزجر والوالة والعاداة والب والبعض لجله وتكيمه وحده والرضى بكمه
وأن يتخذ من دونه طاغوت يكون التحاكم إل أقواله فما وافقها من قوله صلى ال عليه وسلم
قبله وما خالفها رده أو تأوله أو أعرض عنه وال سبحانه يشهد وكفى به شهيدا وملئكته
ورسله وأولياؤه أن عباد القبور وخصوم الوحدين ليسوا كذلك وال الستعان وقال الصنف قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم إياكم والغلو فانا أهلك من كان قبلكم الغلو ش هكذا ثبت
هذا البياض ف أصل الصنف وذكره أيضا غي معزو والديث رواه المام أحد والترمذي وابن
ماجه عن ابن عباس وهذا لفظ ابن ماجه حدثنا علي بن ممد حدثنا أبو أسامة عن عوف عن
زياد ابن الصي عن أب العالية عن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم غداة
العقبة وهو على ناقته القظ ل حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الذف فجعل
ينفضهن ف كفه ويقول أمثال هؤلء فارموا وإياكم والغلو ف الدين فإنا أهلك من كان قبلكم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الغلو ف الدين وهذا إسناد صحيح وعوف هو العراب ثقة مشهور قوله إياكم والغلو إل آخره
قال شيخ السلم هذا عام ف جيع أنواع الغلو ف العقادات والعمال وسبب هذا اللفظ العام
رمي المار وهو داخل فيه مثل الرمي بالجارة الكبار بناء على أنه أبلغ من الصغار ث علله با
يقتضي مانبة هديهم أي هدي من كان قبلنا إبعادا عن الوقوع فيما هلكوا به وأن الشارك لم
ف بعض هديهم ياف عليه من اللك قال ولسلم عن ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال هلك التنطعون قالا ثلثا
276ش قوله هلك التنطعون قال الطاب التنطع التعمق ف الشيء التكلف البحث عنه على مذاهب
أهل الكلم الداخلي فيما ل يعنيهم الائضي فيما ل تبلغه عقولم وقال أبو السعادات هم
التعمقون الغالون ف الكلم التكلمون بأقصى حلوقهم مأخوذ من النطع وهو الغار العلى من
الفم ث استعمل ف كل متعمق قول وفعل وقال غيه هم الغالون ف عبادتم بيث ترج عن
قواني الشريعة ويسترسل مع الشيطان ف الوسوسة وكل هذه القوال صحيحة فإن التكلفي من
أهل الكلم متنطعون والتقعرون ف الكلم ومارج الروف متنطعون والغالون ف عبادتم
متنطعون وبالملة فالتنطع التعمق ف قول أو فعل كما قال أبو السعادات وقال النووي فيه
كراهة التقعر ف الكلم بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق العراب ف
ماطبة العوام ونوهم قوله قالا ثلثا أي قال هذه الكلمة ثلث مرات مبالغة ف التحذير والتعليم
فصلوات ال وسلمه على من بلغ البلغ البي فما ترك شيئا يقرب من النة ويباعد من النار إل
أخبنا به وإنا ضل الكثرون بخالفة هذه الحاديث وما ف معناها فغلوا وتنطعوا فهلكوا ولو
اقتصروا على ما جاءهم من ربم على يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم لسلموا وسعدوا قال
تعال أو ل يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن ف ذلك لرحة وذكرى لقوم مؤمنون
باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد ال عند قب رجل صال فكيف اذا عبده
277أي عبد القب أو الرجل الصال ولا كان عباد القبور إنا دهوا من حيث ظنوا أنم مسنون فرأوا
أن أعمالم القبيحة حسنة كما قال تعال أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا الية نوع الصنف
التحذير من الفتتان بالقبور وأخرجه ف أبواب متلفة ليكون أوقع ف القلب وأحسن ف التعليم
وأعظم ف الترهيب فإذا كان قصد قبور الصالي لعبادة ال عندها فيه من النهي والوعيد ما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
سيمر بك إن شاء ال فكيف بعبادة أربابا من دون ال واعتيادها لذلك ف اليوم والسبوع
والشهر مرات كثية قال ف الصحيح عن عائشة أن أم سلمة ذكرت لرسول ال صلى ال عليه
وسلم كنيسة رأتا بأرض البشة وما فيها من الصور فقال أولئك اذا مات فيهم الرجل الصال
أو العبد الصال بنوا على قبه مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار اللق عند ال
فهؤلء جعوا بي الفتنتي فتنة القبور وفتنة التماثيل ش قوله ف الصحيح أي ف الصحيحي قوله
أن أم سلمة هي هند بنت أب أمية بن الغية بن عبدال بن عمرو بن مزوم القرشية الخزومية
تزوجها النب صلى ال عليه وسلم بعد أب سلمة سنة أربع وقيل ثلث وكانت قد هاجرت مع
أب سلمة إل البشة ماتت سنة اثنتي وستي قوله ذكرت لرسول ال صلى ال عليه وسلم كان
ذكر أم سلمة هذه الكنيسة للنب صلى ال عليه وسلم ف مرض موته كما جاء مبينا ف رواية ف
الصحيح وف الصحيحي أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم
قوله كنيسة وف رواية يقال لا مارية وهي بفتح الكاف
278وكسر النون معبد النصارى قوله أولئك بفتح الكاف وكسرها قوله إذا مات فيهم الرجل الصال
أو العبد الصال هذا وال أعلم شك من بعض رواة الديث هل قال النب صلى ال عليه وسلم
هذا أو هذا ففيه التحري ف الرواية وجواز رواية الديث بالعن قوله ينبوا على قبه مسجدا أي
موضعا للعبادة وإن ل يسم مسجدا كالكنائس والشاهد قوله وصوروا فيه تلك الصور الشارة
بتلك الصور إل ما ذكرت أم سلمة وأم حبيبة من التصاوير الت ف الكنيسة كما ف بعض ألفاظ
الديث فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها قوله أولئك شرار اللق عند ال مقتضى هذا تري ما
ذكر ل سيما وقد ثبت اللعن عليه قال البيضاوي لا كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور
النبياء تعظيما لشأنم ويعلونا قبلة يتوجهون ف الصلة نوها واتذوها أوثانا لعنهم النب صلى
ال عليه وسلم ومنع السلمي عن مثل ذلك قال القرطب وإنا صور أوائلهم الصور ليتأسوا با
ويتذكروا أفعالم الصالة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون ال عند قبورهم ث خلفهم قوم
جهلوا مرادهم ووسوس لم الشيطان أن أسلفكم كانوا يعبدون هذه الصور ويعظمونا فحذر
النب صلى ال عليه وسلم عن مثل ذلك سدا للزريعة الؤدية إل ذلك قوله فهؤلء جعوا بي
الفتنتي إل آخره هذا من كلم شيخ السلم ذكره الصنف عنه يعن ان الذين بنوا هذه الكنيسة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
جعوا فيها بي فتنتي ضل با كثي من اللق الول فتنة القبور لنم افتتنوا بقبور الصالي
وعظموها تعظيما مبتدعا فآل بم إل الشرك وهي أعظم
279الفتنتي بل هي مبدأ الفتنة الثانية وهي فتنة التماثيل اي الصور فإنم لا افتتنوا بقبور الصالي
وعظموها وبنوا عليها الساجد وصوروا فيها الصور للقصد الذي ذكره القرطب فآل المر إل
أن عبدت الصور ومن هي صورته من دون ال وهاتان الفتنتان ها سبب عبادة الصالي
كاللت وود وسواع ويغوث ويعوق ونسر وغيهم من الصالي قال شيخ السلم رحه ال
تعال وهذه العلة الت لجلها نى الشارع عن اتاذ الساجد على القبور وهي الت أوقعت كثيا
من المم اما ف الشرك الكب أو فيما دونه من الشرك فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم
الصالي وتاثيل يزعمون أنا طلسم لكواكب ونو ذلك فإن الشرك بقب الرجل الذي يعتقد
صلحه أقرب إل النفوس من الشرك بشبه أو حجر ولذا تد أهل الشرك يتضرعون عندها
ويشعون ويضعون ويعبدون بقلوبم عبادة ل يفعلونا ف بيوت ال ول وقت السحر ومنهم
من يسجد لا وأكثرهم يرجون من بركة الصلة عندها والدعاء ما ل يرجونه ف الساجد
فلجل هذه الفسدة حسم النب صلى ال عليه وسلم مادتا حت نى عن الصلة ف القبة مطلقا
وإن ل يقصد الصلي بركة البقعة بصلته كما يقصد بصلته بركة الساجد كما نى عن الصلة
وقت طلوع الشمس وغروبا لنا أوقات يقصد الشركون فهيا الصلة للشمس فنهى أمته عن
الصلة حينئذ وإن ل يقصد ما قصده الشركون سدا للذريعة قال وأما إذا قصد الرجل الصلة
عند القبور متبكا بالصلة ف تلك البقعة فهذا عي الحادة ل ورسوله والخالفة لدينه وابتداع
دين ل يأذن به ال فإن السلمي قد أجعوا على ما علموه بالضطرار من دين رسول ال صلى
ال عليه وسلم أن الصلة عند القبور منهي عنها وأنه لعن من اتذها مساجد فمن أعظم
الحدثات وأسباب الشرك الصلة عندها واتاذها مساجد وبناء الساجد عليها فقد تواترت
النصوص عن النب صلى ال عليه وسلم
280بالنهي عن ذلك والتغليظ فيه وقد صرح عامة الطوائف بالنهي عن بناء الساجد عليها متابعة
منهم للسنة الصحيحة الصرية وصرح أصحاب أحد وغيهم من أصحاب مالك والشافعي
بتحري ذلك وطائفة أطلقت الكراهة والذي ينبغي ان تمل على كراهة التحري إحسانا للظن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بالعلماء وأن ل يظن بم أن يوزوا فعل ما تواتر عن رسول ال صلى ال عليه وسلم لعن فاعله
والنهي عنه قال ولما عنها قالت لا نزل برسول ال صلى ال عليه وسلم طفق يطرح خيصة له
على وجهه فإذا اغتم با كشفها فقال وهو كذلك لعنة ال على اليهود والنصارى اتذوا قبور
أنبيائهم مساجد يذر ما صنعوا ولول ذلك أبرز قبه غي أنه خشي أن يتخذ مسجدا أخرجاه
ش هكذا ثبت ف أول هذا الديث ولما وف آخره أخرجاه بط الصنف وأحد اللفظي يغن
عن الخر لن الراد صاحبا الصحيحي قوله لا نزل هو بضم النون وكسر الزاي أي نزل به
ملك الوت واللئكة الكرام عليهم السلم قوله طفق بكسر الفاء وفتحها والكسر أفصح وبه
جاء القرآن ومعناه جعل قوله خيصة بفتح العجمة كساء له أعلم قوله فإذا اغتم با كشفها أي
إذا احتبس نفسه عن الروج كشفها عن وجهه قوله لعن ال اليهود والنصارى إل آخره لعنهم
صلى ال عليه وسلم على هذا الفعل بعينه وهو اتاذ قبور النبياء والصالي مساجد أي كنائس
وبيع يتعبدون ويسجدون فيها ل وإن ل يسموها مساجد فإن العتبار بالعن ل بالسم ومثل
ذلك القباب والشاهد البينة على قبور النبياء والصالي فإنا هي
281الساجد اللعون من بناها على قبورهم وإن ل يسمها من بناها مساجد وفيه رد على من أجاز
البناء على قبور العلماء والصالي تييزا لم عن غيهم فإذا كان صلى ال عليه وسلم لعن من
بن الساجد على قبور النبياء فكيف بن بناها على قبور غيهم قوله يذر ما صنعوا الظاهر أن
هذا من كلم عائشة رضي ال عنها أي أن الرسول صلى ال عليه وسلم لعن اليهود والنصارى
على ذلك تذيرا لمته أن تصنع ما صنعوا قال القرطب وكل ذلك لقطع الذريعة الؤدية إل
عبادة من فيها كما كان السبب ف عبادة الصنام قوله ولول ذلك أي لول تذير النب صلى ال
عليه وسلم ما صنعوا ولعن من فعل ذلك قوله لبرز قبه أي لدفن خارج بيته ومنه الديث كان
رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما بارزا للناس أي جالسا خارج بيته قوله غي أنه خشي أن
يتخذ مسجدا روي بفتح الاء وضمها بالبناء للفاعل والفعول قالوا فأما رواية الفتح فإنا
تقتضي أن النب صلى ال عليه وسلم هو الذي أمرهم بذلك وأما رواية الضم فيحتمل أن تكون
عائشة هي الت خشيت كما ف لفظ آخر غي أن أخشى أو هي ومن معها من الصحابة قلت
وهذا أظهر ورواية غي أن أخشى ل تالفه قال القرطب ولذا بالغ السلمون ف سد الذريعة ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قب النب صلى ال عليه وسلم فأعلو حيطان تربته وسدوا الداخل اليها وجعلوها مدقة بقبه ث
خافوا أن يتخذ موضع قبه قبلة إذا كان مستقبل الصلي فتصور الصلة إليه بصورة العبادة فبنوا
جدارين من ركن القب الشماليي وحرفوها حت التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال حت
ل يتمكن أحدا من استقبال قبه
282قلت وف الديثي مسائل نبه الصنف على بعضها منها ما ذكر الرسول صلى ال عليه وسلم
فيمن بن مسجدا يعبد ال فيه على قب رجل صال ولو صحت نية الفاعل ومنها النهي عن
التماثيل بتغليظ المر ومنها نيه عن فعله عند قبه قبل أن يوجد القب ومنها أنه من سنن اليهود
والنصارى ف قبور أنبيائهم ومنها لعنه إياهم على ذلك ومنها مراده بذلك تذيره إيانا عن قبه
ومنها العلة ف عدم إبراز قبه ومنها ما بلي به صلى ال عليه وسلم من شدة النع قلت ومنها
التنبيه على علة تري ذلك وعلة لعن من فعله قال ولسلم عن جندب بن عبدال قال سعت النب
صلى ال عليه وسلم قبل أن يوت بمس وهو يقول إن إبرأ إل ال أن يكون ل منكم خليل
فان ال قد اتذن خليل كما اتذ إبراهيم خليل ولو كنت متخذا من أمت خليل ل تذت أبا
بكر خليل أل وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد أل فل تتخذوا القبور
مساجد إن أناكم عن ذلك فقد نى عنه وهو ف آخر حياته ث إنه لعن وهو ف السياق من فعله
والصلة عندها من ذلك وان ل يب مسجدا وهو معن قوله أخشى أن يتخذ مسجدا فإن
الصحابة ل يكونوا ليبنوا حول قبه مسجدا وكل موضع قصدت الصلة فيه فقد اتذ مسجدا
بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى ال عليه وسلم جعلت ل الرض
مسجدا وطهورا ش قوله عن جندب بن عبدال أي ابن سفيان البجلي أبو عبدال وينسب إل
جده صحاب مشهور مات بعد الستي قوله إن أبرأ إل ال أن يكون ل منكم خليل أي أمتنع
من هذا وأنكره والليل هو الحبوب غاية الحبة مشتق من اللة بفتح
283الاء وهي تلل الودة ف القلب كما قال الشاعر قد تللت مسلك الروح من وبذا سي الليل
خليل هذا هو الصحيح ف معناه كما ذكره شيخ السلم وابن القيم وابن كثي وغيهم قال
القرطب وإنا كان ف ذلك لن قلبه صلى ال عليه وسلم قد امتل من مبة ال وتعظيمه ومعرفته
فل يسع لخالة غيه قوله فإن ال قد اتذن خليل فيه التصريح بأن اللة أكمل من الحبة قال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ابن القيم وأما ما يظنه بعض الغالطي من أن الحبة أكمل من اللة وأن ابراهيم خليل ال وممد
صلى ال عليه وسلم حبيب ال فمن جهلهم فإن الحبة عامة واللة خاصة وهي ناية الحبة قال
وقد أخب النب صلى ال عليه وسلم أن ال قد اتذه خليل ونفى أن يكون له خليل غي ربه مع
إخباره ببه لعائشة ولبيها ولعمر بن الطاب رضي ال عنهم وغيهم وأيضا فإن ال يب
التوابي ويب التطهرين ويب الصابرين وخلته خاصة بالليلي وفيه جواز ذكر النسان ما فيه
من الفضل إذا دعت الاجة الشرعية إل ذلك قوله ولو كنت متخذا من أمت خليل لتذت ابا
بكر خليل فيه دليل على أن الصديق أفضل الصحابة حيث صرح صلى ال عليه وسلم أنه لو
اتذ خليل غي ربه لتذ ابا بكر ففيه رد على الرافضة وعلى الهمية الذين هم شر أهل البدع
بل أخرجهم بعض السلف من الثنتي والسبعي فرقة وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة
القبور وهم أول من بن عليها الساجد قاتلهم ال قاله الصنف وفيه اشارة إل خلفته لن من
كانت مبته لشخص أشد فهو أحق الناس بالنيابة عنه ل سيما وقد قال ذلك ف مرض موته
خصوصا وقد استخلفه على الصلة بالناس وغضب لا صلى بم عمر واسم أب بكر عبدال ابن
عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة الصديق
284الكب خليفة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأفضل الصحابة باجاع من يعتد به من اهل السنة
مات ف جادى الول سنة ثلث عشرة وله ثلث وستون سنة قوله أل وإن من كان قبلكم
كانوا يتخذون القبور مساجد إل آخر الديث قال اللخال وإنكار النب صلى ال لعيه وسلم
صنيعهم هذا يرج على وجهي أحدها أنم يسجدون لقبور النبياء تعظيما لم والثان أنم
يوزون الصلة ف مدافن النبياء والسجود ف مقابرهم والتوجه إليها حالة الصلة نظرا منهم
بذلك إل عبادة ال والبالغة ف تعظيم النبياء والول هو الشرك اللي والثان الفي فلذلك
استحقوا اللعن قلت الديث أعم من ذلك فيشمله ويشمل بناء الساجد والقباب عليها قوله فقد
نى عنه ف آخر حياته أي كما ف حديث جندب قوله ث انه لعن وهو ف السياق من فعله أي
كما ف حديث عائشة قوله والصلة عندها من ذلك وإن ل يب مسجدا يعن أن الصلة عند
القبور وإليها من اتاذها مساجد اللعون من فعله وإن ل يب مسجدا فتحرم الصلة ف القبة
وإل القبور بل ل تنعقد أصل لا ف هذه الحاديث الصحيحة وغيها من لعن من اتذها
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
مساجد وروى مسلم عن أب مرثد الغنوي رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم ل تلسوا على القبور ول تصلوا اليها وعن أب سعيد الدري مرفوعا الرض كلها
مسجد ال القبة والمام رواه أحد وأهل السنن وصححه ابن حبان والاكم من طرق على
شرط الشيخي وف صحيح البخاري أن عمر بن الطاب رضي ال عنه رأى أنس بن مالك
يصلي عند قب فقال القب القب وهذا يدل على أنه كان من الستقر عند الصحابة ما ناهم عنه
نبيهم صلى ال عليه وسلم من الصلة عند القبور وفعل
285انس ل يدل على اعتقاد جوازه فإنه لعله ل يره ول يعلم أنه قب أو ذهل عنه فلما نبهه عمر تنبه
وف هذا كله إبطال قول من زعم أن النهي عن الصلة فيها لجل النجاسة فهذا أبعد شيء عن
مقاصد الرسول صلى ال عليه وسلم بل العلة ف ذلك الوف على المة أن يقعوا فيما وقعت
فيه اليهود والنصارى وعباد اللت والعزى من الشرك ويدل على ذلك أن النب صلى ال عليه
وسلم لعن اليهود والنصارى على اتاذ قبور أنبيائهم مساجد ومعلوم قطعا أن هذا ليس لجل
النجاسة لن قبور النبياء من اطهر البقاع فإن ال حرم على الرض أن تأكل أجسادهم فهم ف
قبورهم طريون وقد لعن النب صلى ال عليه وسلم متخذي الساجد عليها وموقدي السرج
عليها ومعلوم أن إيقاد السرج عليها إنا هو لعن فاعله لكونه وسيلة إل تعظيمها وجعلها نصبا
يوفض اليها الشركون كما هو الواقع فهكذا اتاذ الساجد عليها قال ابن القيم وبالملة فمن له
معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه وفهم عن الرسول صلى ال عليه وسلم مقاصده جزم جزما ل
يتمل النقيض أن هذه البالغة واللعن والنهي بصيغتيه صيغة ل تفعلوا وصيغة إن أناكم ليس
لجل النجاسة بل هو لجل ناسة الشرك اللحقة بن عصاه وارتكب ما عنه ناه واتبع هواه
ول يش ربه وموله وقل نصيبه أو عدم من تقيق ل إله ال ال فإن هذا وأمثاله من النب صلى
ال عليه وسلم صيانة لمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه وتريد له وغضب لربه أن يعدل
به سواه فأب الشركون إل معصية لمره وارتكابا لنهيه وغرهم الشيطان بأن هذا التعظيم لقبور
الشايخ والصالي وكلما كنتم أشد لاتعظيما وأشد فيهم غلوا كنتم بقربم أسعد ومن أعدائهم
أبعد ولعمر ال من هذا الباب بعينه دخل على عباد يغوث ويعوق ونسر ودخل على عباد
الصنام منذ كانوا إل يوم القيامة فجمع الشركون بي الغلو فيهم والطعن ف طريقتهم وهدى
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال أهل التوحيد
286لسلوك طريقهم وإنزالم منازلم الت أنزلم ال إياها من العبودية وسلب خصائص اللية قلت
ومن علل بوف الفتنة والشرك الشافعي وأبو بكر الثرم وأبو ممد القدسي وشيخ السلم
وغيهم وهو الق قوله فإن الصحابة ل يكونوا ليبنوا حول قبه مسجدا أي لا علموا من
تشديده ف ذلك وتغليظه ولعن من فعله فكيف يتخذون على قبه مسجدا وإنا خشوا أن يعتاده
بعض الهال للصلة عنده من غي شعور من الصحابة بذلك فلذلك دفنوه ف بيته قوله وكل
موضع قصدت الصلة فيه فقد اتذ مسجدا أي وإن ل يب مسجدا قوله بل كل موضع يصلى
فيه يسمى مسجدا الظاهر أن الول ف المكنة العدة للصلة وإن ل يب فيها مسجدا وهذا ف
أي موضع صلى فيه وإن يعد لذلك كالواضع الت يصلي فيها السافر ونو ذلك فعلى هذا إذا
صلى عند القبور ولو مرة واحدة وإن ل يكن هناك مسجد فقد اتذها مساجد قوله كما قال
صلى ال عليه وسلم جعلت ل الرض مسجدا وطهورا أي فسمى الرض مسجدا وليست
مسجد مبنيا لكن لا كانت يسجد فيها سيت مسجدا فدل هذا الديث أن من صلى عند
القبور أو اليها فقد اتذها مساجد وهذا الديث طرف من حديث صحيح متفق عليه عن جابر
قال البغوي ف شرح السنة أراد أن أهل الكتاب ل تبح لم الصلة إل ف بيعهم وكنائسهم
واباح ال لذه المة الصلة حيث كانوا تفيفا عليهم وتيسيا ث خص من جيع الواضع المام
والقبة والكان النجس وقوله طهورا أراد به التيمم وف حديث جندب من الفوائد أيضا
287العبة ف مبالغته صلى ال عليه وسلم ف النهي عن بناء الساجد على القبور كيف بي لم ذلك
أول ث قبل موته بمس قال ما قال ث لا كان ف النع ل يكتف با تقدم بل لعن من فعل ذلك
فدلت هذه الحاديث الصحيحة الصرية على تري البناء على القبور مطلقا فلذلك اكتفى
الصنف بايرادها عن غيها كحديث جابر أن النب صلى ال عليه وسلم نى أن يصص القب
وأن يقعد عليه وأن يبن عليه رواه مسلم وغره وزاد أبو داوود والاكم وأن يكتب عليه قال
ولحد بسند جيد عن ابن مسعود مرفوعا ان من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء
والذين يتخذون القبور مساجد رواه أبو حات ف صحيحه ش قوله إن من شرار الناس هو بكسر
الشي جع شر قوله من تدركهم الساعة وهم أحياء أي من تقوم عليهم الساعة بيث ينفخ ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الصور وهم احياء وهذا كحديثه الخر الذي ف مسلم ل تقوم الساعة إل على شرار اللق فإن
قلت ما المع بي هذا وبي حديث ثوبان ل تزال طائفة من أمت على الق وما ف معناه قيل
حديث ثوبان مستغرق للزمنة عام فيها وهذا مصص وسيأت زيادة لذلك عند الكلم على
حديث ثوبان إن شاء ال تعال قوله والذين يتخذون القبور مساجد الذين ف مل نصب عطفا
على من الوصولة أي إن من شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد بالصلة عندها وإليها
وبناء الساجد عليها وهذا العن متواتر عن النب صلى ال عليه وسلم معلوم بالضطرار من دينه
وكل ذلك شفقة على المة وخوفا عليهم أن يقودهم ذلك إل الشرك با وبأصحابا كما قاد
إل ذلك اليهود
288والنصارى فأب عباد القبور إل الضرب بذه الحاديث الدار ونبذها وراء الظهر أو الدفع ف
صدورها وأعجازها بمل ذلك على غي قبور النبياء والصالي أما قبورهم فتجوز الصلة إليها
وعندها وبناء الساجد والقباب عليها رجاء أن تصل اليهم العواطف الروحانية ول ريب أن هذا
مراغمة ومادة ل ورسوله وهذا هو قول اليهود سعنا وعصينا فإن النب صلى ال عليه وسلم إنا
لعن من اتذ قبور النبياء والصالي مساجد كما هو نص حديث عائشة رضي ال عنها وغيه
وقبور غيهم إنا أخذ النهي عن البناء عليها من هذه الحاديث ونوها بقياس الول أو من
عموم أحاديث أخر فمن أعظم الراغمة والناسبة والحادة ل ورسوله أن تمل على غي ما
وردت فيه ويباح ما وردت بالنهي عنه ولعن من فعله ولكن هذا شأن عباد القبور إنا يتبعون
اهواءهم ومن اضل من اتبع هواه بغي هدى من ال ان ال ل يهدي القوم الظالي وقد أجع
العلماء على النهي عن البناء على القبور وتريه ووجوب هدمه لذه الحاديث الصحيحة
الصرية الت ل مطعن فيها بوجه من الوجوه ول فرق ف ذلك بي البناء ف مقبة مسبلة أو
ملوكة إل أنه ف الملوكة أشد ول عبة بن شذ من التأخرين فأباح ذلك إما مطلقا واما ف
الملوكة قال المام أبو ممد بن قدامة ول يوز اتاذ الساجد على القبور لن النب صلى ال
عليه وسلم قال لعن ال اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد يذر ما صنعوا ولن
تصيص القبور بالصلة عندها يشبه تعظيم الصنام بالسجود لا والتقرب اليها وقد روينا أن
ابتداء عبادة الصنام تعظيم الموات باتاذ صورهم والتمسح با والصلة عندها وقال شيخ
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
السلم أما بناء الساجد على القبور فقد صرح عامة علماء الطوائف بالنهي عنه متابعة
للحاديث
289الصحيحة وصرح أصحابنا وغيهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريه قال ول ريب ف
القطع بتحريه ث ذكر الحاديث ف ذلك إل أن قال فهذه الساجد البنية على قبور النبياء
والصالي أو اللوك وغيهم تتعي إزالتها بدم أو بغيه هذا ما ل أعلم فيه خلفا بي العلماء
العروفي وقال ابن القيم يب هدم القباب الت على القبور لنا أسست على معصية الرسول
صلى ال عليه وسلم وقال أبو حفص ترم الجرة بل تدم فإذا كان هذا كلمه ف الجرة
فكيف بالقبة وقال الشافعي أكره أن يعظم ملوق حت يعل قبه مسجدا مافة الفتنة عليه وعلى
من بعده من الناس وقال أيضا تسطح القبور ول تبن ول ترفع وتكون على وجه الرض وقد
أفت جاعة من الشافعية بدم ما ف القرافة من البنيه منهم من بن الميزى والظهي الترمين
وغيها وقال القاضي بن كج ول يوز أن تصص القبور ول أن يبن عليها قباب ول غي قباب
والوصية با باطلة وقال الذرعي وما بطلن الوصية ببناء القباب وغيها من البنية العظيمة
وإنفاق الموال الكثية فل ريب ف تريه قلت وجزم النووي ف شرح الهذب بتحري البناء
مطلقا وذكر ف شرح مسلم نوه أيضا وقال القرطب ف حديث جابر نى أن يصص القب أو
يبن عليه وبظاهر هذا الديث قال مالك وكره البناء والص على القبور وقد أجازه غيه وهذا
الديث حجة عليه ووجه النهي عن البناء والتجصيص ف القبور أن ذلك مباهاة واستعمال زينة
الدنيا ف أول منازل الخرة وتشبه بن كان يعبد القبور ويعظمها وباعتبار هذه العان وبظاهر
هذا النص ينبغي أن يقال هو حرام كما قال به بعض أهل العلم وقال ابن مرشد كره مالك البناء
على القب وجعل البلطة الكتوبة وهو من بدع أهل الطول احدثوه إرادة الفخر
290والباهاة والسمعة وهو ما ل اختلف فيه وقال الزيلعي ف شرح الكن ويكره أن يبن على القب
وف اللصة ول يصص القب ول يطي ول يرفع عليه بناء وذكر أيضا قاضي خان أنه ل
يصص القب ول يبن عليه لا روي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه نى عن التجصيص وعن
البناء فوق القب والراد بالكراهة عند النفية كراهة التحري الت هي ف مقابلة ترك الواجب وقد
ذكر ذلك ابن نيم ف شرح الكن ومثل هذا كثي ف كلم العلماء أتباع الئمة الربعة وغيهم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والقصود أن كلم العلماء موافق لا دلت عليه السنة الصحيحة ف النهي عن البناء على القبور
واعلم أنه قد وقع بسبب البناء على القبور من الفاسد الت ل ييط با على التفصيل إل ال ما
يغضب ل من أجله كل من ف قلبه رائحة إيان كما نبه عليه ابن القيم وغيه فمنها اعتيادها
للصلة عندها وقد نى النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك ومنها تري الدعاء عندها ويقولون
من دعا ال عند قب فلن استجاب له وقب فلن الترياق الجرب وهذا بدعة منكرة ومنها ظنهم
ان لا خصوصيات بأنفسها ف دفع البلء وجلب النعماء ويقولون إن البلء يدفع عن اهل
البلدان بقبور من فيها من الصالي ول ريب أن هذا مالف للكتاب والسنة والجاع فالبيت
القدس كان عنده من قبور النبياء والصالي ما شاء ال فلما عصوا الرسول وخالفوا ما أمرهم
ال به سلط ال عليهم من انتقم منهم وكذلك أهل الدينة لا تغيوا بعض التغي جرى عليهم عام
الرة من النهب والقتل وغي ذلك من الصائب ما ل ير عليهم قبل ذلك وهذا أكثر من أن
يصر ومنها الدخول ف لعنة رسول ال صلى ال عليه وسلم باتاذ الساجد عليها وإيقاد السرج
عليها ومنها أن ذلك يتضمن عمارة الشاهد وخراب الساجد كما هو الواقع ودين ال بضد
ذلك ومنها اجتماعهم لزيارتا واختلط النساء
291بالرجال وما يقع ف ضمن ذلك من الفواحش وترك الصلوات ويزعمون أن صاحب التربة
تملها عنهم بل اشتهر أن البغايا يسقطن أجرتن على البغاء ف أيام زيادة الشايخ كالبدوي
وغيه تقربا إل ال بذلك فهل بعد هذا ف الكفر غاية ومنها كسوتا بالثياب النفيسة النسوجة
بالرير والذهب والفضة ونو ذلك ومنها جعل الزائن والموال ووقف الوقوف لا يتاج اليه
من ترميمها ونو ذلك ومنها إهداء الموال ونذر النذور ولسدنتها العاكفي عليها الذين هم
أصل كل بلية وكفر فإنم الذين يكذبون على الهال والطغام بأن فلنا دعا صاحب التربة
فأجابه واستغاثه فأغاثه ومرادهم بذلك تكثي النذر والدايا لم ومنها جعل السدنة لا كسدنة
عباد الصنام ومنها القسام على ال ف الدعاء بالدفون فيها ومنها أن كثيا من الزوار إذا رأى
البناء الذي على قب صاحب التربة سجد له ول ريب أن هذا كفر بنص الكتاب والسنة وإجاع
المة بل هذا هو عبادة الوثان لن السجود للقبة عبادة لا وهو من جنس عبادة النصارى
للصور الت ف كنائسهم على صور من يعبدونه بزعمهم الباطل فإنم عبدوها ومن هي صورته
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وكذلك عبادة القبور لا بنوا القباب على القبور آل بم إل أن عبدت القباب ومن بنيت عليه
من دون ال عز وجل ومنها النذر للمدفون فيها وفرض نصيب من الال والولد وهذا هو الذي
قال ال فيه وجعلوا ل ما ذرأ من الرث والنعام نصيبا فقالوا هذا ل بزعمهم وهذا لشركائنا
الية بل هذا أبلغ فإن الشركي ما كانوا يبيعون أولدهم لوثانم ومنها أن الدفون فيها أعظم
ف قلوب عباد القبور من ال وأخوف ولذا
292لو طلبت من أحدهم اليمي بال تعال أعطاك ما شئت من اليان كاذبا أو صادقا وإذا طلبت
بصاحب التربة ل يقدم إن كان كاذبا ول ريب أن عباد الوثان ما بلغ شركهم إل هذا الد بل
كانوا إذا أرادوا تغليظ اليمي غلظوها بال كما ف قصة القسامة وغيها ومنها سؤال اليت
قضاء الاجات وتفريج الكربات والخلص له من دون ال ف اكثر الالت ومنها التضرع
عند مصارع الموات والبكاء باليبة والشوع لن فيها أعظم ما يفعلونه مع ال ف الساجد
والصلوات ومنها تفضيلها على خي البقاع وأحبها إل ال وهي الساجد فيعتقدون أن العبادة
والعكوف فيها أفضل من العبادة والعكوف ف الساجد وهذا أمر ما بلغ اليه شرك الولي فإنم
يعظمون السجد الرام أعظم من بيوت الصنام يرون فضله عليها وهؤلء يرون العكوف
الشاهد أفضل من العكوف ف الساجد ومنها أن الذي شرعه الرسول صلى ال عليه وسلم ف
زيارة القبور إنا هو تذكرة الخرة كما قال روا القبور فإنا تذكركم الخرة والحسان إل
الزور بالترحم عليه والدعاء له والستغفار وسؤال العافية له فيكون الزائر مسنا إل نفسه وإل
اليت فقلب عباد القبور المر وعكسوا الدين وجعلوا القصود بالزيارة الشرك باليت ودعاءه
والدعاء به وسؤاله حوائجهم ونصرهم على العداء ونو ذلك فصاروا مسيئي إل نفوسهم
وإل اليت ولو ل يكن إل برمانه بركة ما شرعه ال من الدعاء والترحم عليه والستغفار له
ومنها إيذاء أصحابا با يفعله عباد القبور با فإنه يؤذيهم ما يفعلونه عند قبورهم ويكرهونه غاية
الكراهة كما أن السيح عليه السلم يكره ما يفعله النصارى
293وكذلك غيه من النبياء والولياء يؤذيهم ما يفعله أشباه النصارى عند قبورهم ويوم القيامة
يتبؤون منهم كما قال تعال ومن أضل من يدعو من دون ال من ل يستجيب لم إل يوم
القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لم أعداء وكانوا بعبادتم كافرين ومنها
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
مادة ال ورسوله ومناقضة ما شرعه فيها ومنها التعب العظيم مع الوزر الكبي والث العظيم
وكل هذه الفاسد العظيمة وغيها ما ل يذكر إنا حدثت بسبب البناء على القبور ولذا تد
القبور الت ليس عليها قباب ل يأتيها أحد ول يعتادها لشيء ما ذكر إل ما شاء ال وصاحب
الشرع أعلم با يؤول إليه هذا المر فلذلك غلظ فيه وأبدأ وأعاد ولعن من فعله فالي والدى
ف طاعته والشر والضلل ف معصيته ومالفته والعجب من يشاهد هذه الفاسد العظيمة عند
القبور ث يظن أن النب صلى ال عليه وسلم إنا نى عن اتاذ الساجد عليها لجل النجاسة كما
يظنه بعض متاخري الفقهاء ولو كان ذلك لجل النجاسة كما يظنه بعض متأخري الفقهاء ولو
كان ذلك لجل النجاسة لكان ذكر الجازر والشوش بل ذكر التحرز من البول والغائط أول
وإنا ذلك لجل ناسة الشرك الت وقعت من عباد القبور لا خالفوا ذلك ونبذوه وراء ظهورهم
واشتروا به ثنا قليل فبئس ما يشترون باب ما جاء أن الغلو ف قبور الصالي يصيها أوثانا تعبد
من دون ال ش أراد الصنف رحه ال بذه الترجة أمورا الول التحذير من الغلو ف قبور
الصالي الثان أن الغلو فيها يؤول إل عبادتا الثالث
294أنا اذا عبدت سيت اوثانا ولو كانت قبور الصالي الرابع التنبيه على العلة ف النع من البناء
عليها واتاذها مساجد والوثان هي العبودات الت ل صورة لا كالقبور والشجار والعمد
واليطان والحجار ونوها وقد تقدم بيان ذلك وقيل الوثن هو الصنم والصنم هو الوثن وهذا
غي صحيح إل مع التجريد فأحدها قد يعن به الخر وأما مع القتران فيفسر كل واحد بعناه
قال روى مالك ف الوطا أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد
اشتد غضب ال على قوم اتذوا قبور أنبيائهم مساجد ش هذا الديث رواه مالك ف باب
جامع الصلة مرسل عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار ان رسول ال صلى ال عليه وسلم
قاله ورواه ابن أب شيبة ف مصنفه عن أب خالد الحر عن ابن عجعلن عن زيد بن أسلم به
ول يذكر عطاء ورواه البزار عن عمر بن ممد عن زيد عن عطاء عن أب سعيد الدري مرفوعا
وعمر بن ممد بن زيد بن عبدال بن عمر بن الطاب ثقة من أشراف أهل الدينة روى عنه
مالك والثوري وسليمان بن بلل فالديث صحيح عند من يتج براسيل الثقات وعند من قال
بالسند لسناد عمر بن ممد له بلفظ الوطأ سواء وهو من تقبل زيادته وله شاهد عند المام
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أحد والعقيلي من طريق سفيان عن حزة بن الغية عن سهيل بن أب صال عن أبيه عن أب
هريرة رفعه اللهم لتعل قبي وثنا يعبد لعن ال قوما اتذوا قبور أنبيائهم مساجد قوله روى
مالك ف الوطأ هو المام مالك بن أنس بن مالك بن أب عامر بن عمر الصبحي أبو عبدال
الدن الفقيه إمام دار الجرة وأحد الئمة الربعة وأحد التقني ف الديث حت قال البخاري
أصح السانيد
295كلها مالك عن نافع عن ابن عمر مات سنة تسع وسبعي ومائة وكان مولده سنة ثلث وتسعي
وقال الواقدي بلغ تسعي سنة قوله اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد قد استجاب ال دعاء رسوله
صلى ال عليه وسلم فمنع الناس من الوصول إل قبه لئل يعبد استجابة لدعاء رسوله صلى ال
عليه وسلم كما قال ابن القيم فأجاب رب العالي دعاءه وأحاطه بثلثة الدران ودل الديث
عن أن قب الرسول صلى ال عليه وسلم لو عبد لكان وثنا فما ظنك بقب غيه من القبور الت
عبدت هي واربابا من دون ال وإذا أريد تغيي شيء من ذلك انف عبادها واشأزت قلوبم
واستكبت نفوسهم وقالوا تنقص أهل الرتب العالية ورموهم بالعظائم فماذا يقولون لو قيل لم
إنا أوثان تعبد من دون ال فال الستعان على غربة السلم وهذه هي الفتنة العظمى الت قال
فيها عبد ال بن مسعود كيف انتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبي وينشأ فيها الصغي تري
على الناس يتخذونا سنة إذا غيت قيل غيت السنة ويؤخذ من الديث النع من تتبع آثار
النبياء والصالي كقبورهم ومالسهم ومواضع صلتم للصلة والدعاء عندها فإن ذلك من
البدع أنكره السلف من الصحابة والتابعي وغيهم ول نعلم أحدا أجازه أو فعله إل ابن عمر
على وجه غي معروف عند عباد القبور وهو إرادة التشبه برسول ال صلى ال عليه وسلم ف
الصلة فيما صلى فيه ونو ذلك ومع ذلك فل نعلم أحدا وافقه عليه من الصحابة بل خالفه أبوه
وغيه لئل يفضي ذلك إل اتاذها أوثانا كما وقع قال ابن عبد الباقي ف شرح الوطأ روى
أشهب عن مالك أنه كره لذلك ان يدفن ف السجد قال وإذا منع من ذلك فسائر آثاره أحرى
بذلك وقد كره مالك طلب موضع شجرة بيعة الرضوان مالفة لليهود والنصارى انتهى وقال
ابن وضاح سعت عيسى بن يونس يقول أمر عمر بن الطاب
296بقطع الشجرة الت بويع تتها النب صلى ال عليه وسلم فقطعها لن الناس كانوا يذهبون
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فيصلون تتها فخاف عليهم الفتنة قال عيسى بن يونس وهو عندنا من حديث ابن عون عن
نافع أن الناس كانوا يأتون الشجرة فقطعها عمر رضي ال عنه وقال العرور بن سويد صليت مع
عمر بن الطاب ف طريق مكة صلة الصبح فقرأ فيها أل تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل و
ليلف قريش ث رأى الناس يذهبون مذاهب فقال أين يذهب هؤلء فقيل يا أمي الؤمني
مسجد صلى فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم فهم يصلون فيه فقال إنا أهلك من كان قبلكم
بثل هذا كانوا يتتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونا كنائس وبيعا فمن أدركته الصلة ف هذه
الساجد فليصل ومن ل فليمض ول يتعمدها وف مغازي بن اسحق من زيادات يونس بن بكي
عن أب خلدة خالد بن دينار حدثنا أبو العالية قال لا فتحنا تستر وجدنا ف بيت مال الرمزان
سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف فأخذنا الصحف فحملناه إل عمر فدعا له ركعبا
فنسخه بالعربية فأنا أول رجل قرأه من العرب قرأته مثل ما أقرأ القرآن فقلت لب العالية ما كان
فيه قال سيتكم وأموركم ولون كلمكم وما هو كائن بعد قلت فما صنعتم بالرجل قال
حضرنا له بالنهار ثلثة عشرة قبا متفرقة فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعمينه على
الناس ل ينبشونه قلت وما يرجون منه قال كانت السماء إذا حبست عنهم برزوا بسريره
فيمطرون فقلت من كنتم تظنون الرجل قال رجل يقال له دانيال فقلت منذ كم وجدتوه مات
قال منذ ثلث مائة سنة قلت ما كان تغي منه شيء قال ل إل شعيات من قفاه إن لوم النبياء
ل تبليها الرض قال ابن القيم رحه ال تعال ففي هذه القصة ما فعله الهاجرون والنصار من
تعمية قبه
297لئل يفتت به ول يبزوه للدعاء عنده والتبك به ولو ظفر به التأخرون لالدوا عليه بالسيوف
ولعبدوه من دون ال قال شيخ السلم رحه ال وهو إنكار منهم لذلك فمن قصد بقعة يرجو
الي بقصدها ول يستحب الشارع قصدها فهو من النكرات وبعضه أشد من بعض سواء
قصدها ليصلي عندها أو ليدعو عندها أو ليقرأ عندها أو ليذكر ال عندها أو ليسك عندها
بيث يص تلك البقعة بنوع من العبادة الت ل يشرع تصيصها به ل نوعا ول عينا لن ذلك
قد يوز بكم التفاق ل لقصد الدعاء فيها من يدعو ال ف طريقه ويتفق أن ير ف طريقه
بالقبور أو كمن يزورها ويسلم عليها ويسأل العافية له وللموتى كما جاءت به السنة فإن ذلك
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ونوه ل بأس به وأما تري الدعاء عندها بيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه ف غيه
فهذا هو النهي عنه والفرق بي النوعي ظاهر فإن الرجل لو كان يدعو ال واجتاز ف مره بصنم
أو صليب أو كنيسة أو دخل إليها ليبيت فيها مبيتا جائزا ودعا ال ف الليل أو أتى بعض
أصدقائه ودعا ال ف بيته ل يكن بذا بأس ولو ترى الدعاء عند هذه الواضع لكان من العظائم
بل قد يكون كفرا قوله اشتد غضب ال على قوم اتذوا قبور أنبيائهم مساجد هذه الملة بعد
الول تنبيه على سبب لوق اللعن بم وهو توسلهم بذلك إل أن تصي أوثانا تعبد ففيه إشارة
إل ما ترجم له الصنف وفيه تري البناء على القبور وتري الصلة عندها وقد روى أصحاب
مالك عنه أنه كره أن يقول القائل زرت قب النب صلى ال عليه وسلم وعلل وجه الكراهة بقوله
اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد اشتد غضب ال على قوم اتذوا قبور أنبيائهم مساجد فكره
إضافة هذا اللفظ إل القب لئل يقع التشبه بفعل أولئك سدا للذريعة وحسما للباب ذكره الطبي
وفيه أنه صلى ال عليه وسلم ل يستعذ إل ما
298ياف وقوعه ذكره الصنف قال ولبن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن ماهد أفرأيتم
اللت والعزى قال كان يلت لم السويق فمات فعكفوا على قبه وكذا قال أبو الوزاء عن ابن
عباس كان يلت السويق للحاج ش قوله ولبن جرير هو المام الافظ ممد بن جرير بن يزيد
الطبي صاحب التفسي والتاريخ وغيها قال ابن خزية ل اعلم على الرض أعلم من ممد بن
جرير وكان من الئمة الجتهدين ل يقلد أحدا وله أصحاب يتفقهون على مذهبه ولد سنة اربع
وعشرين ومائتي ومات ليومي بقيا من شوال سنة عشر وثلثائة قوله عن سفيان هو أحد
السفيانيي إما ابن عيينة وإما الثوري فإن كان ابن عيينة فقد تقدمت ترجته وإن كان الثوري
وهو الظهر فهو سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبدال الكوف ثقة حافظ فقيه إمام حجة عابد
وكان متهدا له أتباع وأصحاب يتفقهون على مذهبه مات سنة إحدى وستي ومائة وله أربع
وستون سنة قوله عن منصور هو ابن العتمر بن عبد ال السلمي أو عتاب بثناة ثقيلة ث موحدة
الكوف ثقة ثبت فقيه مات سنة اثنتي وثلثي ومائة قوله عن ماهد هو ابن جب باليم والوحدة
أبو الجاج الخزومي مولهم الكي ثقة إمام ف التفسي والعلم أخذ التفسي عن ابن عباس
وغيه مات سنة أربع ومائة قاله يي القطان وقال ابن حبان مات سنة اثنتي أو ثلث ومائة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وهو ساجد وكان مولده سنة إحدى وعشرين ف خلفة عمر رضي ال عنه
299قوله كان يلت لم السويق فمات فعكفوا على قبه لت السويق هو خلطه بسمن ونوه وقد قيل
إن اسم الرجل صرمة بن غنم وعن ابن عباس كان يلت السويق على الجر فل يشرب منه أحد
إل سن فعبدوه رواه ابن أب حات وعن ماهد كان اللت رجل ف الاهلية وكان له غنم فكان
يسلو من رسلها ويأخذ من زبيب الطائف والقط فيجعل منه حيسا ويطعم من ير من الناس
فلما مات عبدوه وقالوا هو اللت وكان يقرأ اللت مشددة رواه سعيد بن منصور والفاكهي
قوله وكذا قال أبو الوزاء إل آخره هو أوس بن عبدال الربعي بفتح الراء والباء ثقة مشهور
مات سنة ثلث وثاني وهذا الثر ذكره الصنف ول يعزه وقد رواه البخاري ول تالف بي
هذا التفسي والقراءة وبي قراءة من قرأ بالتخفيف وقال إنه كان حجر فعبدوه واشتقوا له من
اسم ال الله كما تقدم تقريره ف باب من تبك بشجرة وأيضا فيجاب على الول بأن أصله
التشديد وخفف لكثرة الستعمال وأما كونم اشتقوا هذا السم من اسم ال الله فل يناف
ذلك أيضا فقد رأيت أن سبب عبادة اللت هو الغلو ف قبه حت صار وثنا يعبد كما كان
ذلك هو السبب ف عبادة الصالي ود وسواع ويغوث ويعوق نسر وغيهم وكما كان ذلك
هو السبب ف عبادة الصالي من الموات وغيهم اليوم فإنم غلوا فيهم وبنوا على قبورهم
القباب والشاهد وجعلوها ملذا لقضاء الآرب وبالملة فالغلو أصل الشرك ف الولي
والخرين إل يوم القيامة وقد أمرنا ال تعال بحبة أوليائه وإنزالم منازلم من العبودية وسلب
خصائص اللية عنهم وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم ونانا عن الغلو فيهم
300فل نرفعهم فوق منلتهم ول نطهم منها لا يعلمه تعال ف ذلك من الفساد العظيم فما وقع
الشرك إل بسبب الغلو فيهم فإن الشرك بم غلو فيهم وأنزلوهم منازل اللية وعصوا أمرهم
وتنقصوهم ف صورة التعظيم لم فتجد أكثر هؤلء الغالي فيهم العاكفي على قبورهم معرضي
عن طريقة من فيها وهديه وسنته عائبي لا مشتغلي بقبورهم عما أمروا به ودعوا إليه وتعظيم
النبياء والصالي ومبتهم إنا هي باتباع ما دعوا اليه من العلم النافع والعمل الصال واقتفاء
آثارهم وسلوك طريقتهم دون عبادتم وعبادة قبورهم والعكوف عليها كالذين يعكفون على
الصنام واتاذها أعيادا ومامع للزيارات والفواحش وترك الصلوات فإن من اقتفى آثارهم كان
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
متسببا ف تكثي أجورهم باتباعه لم ودعوته الناس إل اتباعهم فإذا أعرض عما دعوا إليه
واشتغل بضده حرم نفسه وحرمهم ذلك الجر فأي تعظيم لم واحترام ف هذا قال وعن ابن
عباس قال لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج
رواه أهل السنن ش قوله لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم زائرات القبور أي من النساء وهذا
يدل على تري زيارة القبور عليهن كما هو مذهب أحد وطائفة وقيل ف تعليل ذلك أنه
يرجها إل الزع والندب والنياحة والفتتان با وبصورتا وتأذي اليت ببكائها كما ف حديث
آخر فإنكن تفت الي وتؤذن اليت وإذا كان زيارة النساء مظنة وسببا للمور الحرمة ف حقهن
وحق الرجال وتقدير ذلك غي مضبوط لنه ل يكن حد القدار الذي ل يفضي إل ذلك ول
التمييز بي نوع ونوع ومن أصول الشريعة أن الكمة إذا كانت خفية أو منتشرة علق الكم
301بظنتها فتحرم سدا للذريعة كما حرم النظر إل الزينة الباطنة لا ف ذلك من الفتنة وكما حرمت
اللوة بالجنبية وليس ف زيارتا من الصلحة ما يعارض هذه الفسدة لنه ليس ف زيارتا إل
دعواها للميت أو اعتبارها به وذلك مكن ف بيتها وقد روى المام أحد وابن ماجة والاكم
عن حسان بن ثابت مرفوعا لعن ال زوارات القبور وعن أب هريرة أن رسول ال صلىال عليه
وسلم لعن زوارات القبور رواه أحد وابن ماجه والترمذي وصححه وضعفه عبدالق وحسنة
ابن القطان ول يعارض هذا حديث كنت نيتكم عن زيارة القبور فزوروها رواه مسلم وغيه
لن هذا إن سلم دخول النساء فيه فهو عام والول خاص والاص مقدم عليه وأيضا ففي
دخول النساء ف خطاب الذكور خلف عندالصوليي قوله والتخذين عليها الساجد تقدم ف
الباب قبله شرحه وتعليله قوله والسرج هذا دليل على تري اتاذ السرج على القبور قال أبو
ممد القدسي لو أبيح اتاذ السرج عليها ل يلعن من فعله لن فيه تضييعا للمال ف غي فائدة
وإفراطا ف تعظيم القبور أشبه تعظيم الصنام وقال ابن القيم اتاذها مساجد وايقاد السرج عليها
من الكبائر ووجه إيراد الصنف هذا الديث ف هذا الباب دون الذي قبله هو أنه لعن التخذين
عليها الساجد والسرج وقرن بينهما فهما قرينان ف اللعنة فدل ذلك على أنه ليس النع من اتاذ
الساجد عليها لجل النجاسة بل لجل ناسة الشرك ولذلك قرن بينه وبي من ل سراج عليها
وليس النهي عن السراج لجل النجاسة فكذلك البناء
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
302قوله رواه أهل السنن يعن هنا أبا داود وابن ماجه والترمذي فقط ول يروه النسائي باب ما جاء
ف حاية الصطفى صلى ال عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إل الشرك
الناب هو الانب واعلم أن ف البواب التقدمة شيئا من حايته صلى ال عليه وسلم لناب
التوحيد ولكن أراد الصنف هنا بيان حايته الاصة ولقد بالغ صلى ال عليه وسلم وحذر وأنذر
وأبدأ وأعاد وخص وعم ف حاية النيفية السمحة الت بعثه ال با فهي حنيفية ف التوحيد سحة
ف العمل كما قال بعض العلماء هي أشد الشرائع ف التوحيد والبعاد عن الشرك وأسح الشرائع
ف العمل قال وقوله تعال لقد جاءكم رسول من أنفسكم الية ش قوله لقد جاءكم رسول هذا
خطاب من ال تعال للعرب ف قول المهور وهذا على جهة تعديده نعمه عليهم إذ جاءهم
بلسانم وبا يفهمونه من الغراض والفصاحة وشرفوا به أبد البدين وقوله رسول أي رسول
عظيم أرسله ال اليكم من أنفسكم أي ترجعون معه إل نفس واحدة لنه وأنتم من أب قريب
كما قال تعال عن ابراهيم عليه السلم أنه قال ربنا وابعث فيهم رسول منهم يتلو عليهم
303آياتك ويعلمهم الكتاب والكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الكيم وذلك أقرب وأسرع إل
فهم الجة وأبعد من الحك واللجاجة وهذا يقتضي مدحا لنسب النب صلى ال عليه وسلم
وأنه من صميم العرب قال جعفر بن ممد ف قوله من أنفسكم قال ل يصبه شيء من ولدة
الاهلية وقوله عزيز عليه أي شديد عليه جدا ما عنتم أي عنتكم وهو لاق الذى الذي يضيق
به الصدر ول يهتدي للمخرج وهي هنا لفظ عام أي ما شق عليكم من كفر وضلل وقتل
وأسر وامتحان بسبب الق و ما مصدرية وهي مبتدأ و عزيز خب مقدم ويوز أن يكون ما عنتم
فاعل به عزيز و عزيز صفة للرسول وهذا أصوب وقوله حريص عليكم أي بليغ الرص عليكم
أي على نفعكم وإيانكم وهداكم والرص شدة طلب الشيء على الجتهاد فيه وروى الطبان
باسناد جيد عن أب ذر رضي ال عنه قال تركنا رسول ال صلى ال عليه وسلم وما طائر يقلب
جناحيه ف الوى إل وهو يذكر لنا منه علما قال وقال ما بقي شيء يقرب من النة ويباعد من
النار إل وقد بينته لكم وروى مسلم ف صحيحه عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولا جعل الفراش وهذه الدواب الت
ف النار يقعن فيها وجعل يجزهن ويغلبنه فيتقحمن فيها قال فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبونن وتقحمون فيها
304وقوله بالؤمني أي ل بغيهم كما يفيده تقدي الار رؤوف أي بليغ الشفقة قال أبو عبيدة الرأفة
أرق الرحة رحيم أي بليغ الرحة كما هو اللئق بشريف منصبه وعظيم خلقه فتأمل هذه الية
وما فيها من أوصافه الكرية وماسنه المة الت تقتضي أن ينصح لمته ويبلغ البلغ البي ويسد
الطرق الوصلة إل الشرك ويمي جناب التوحيد غاية الماية ويبالغ أشد البالغة ف ذلك لئل
تقع المة ف الشرك وأعظم ذلك الفتنة بالقبور فإن الغلو فيها هو الذي جر الناس ف قدي الزمان
وحديثه إل الشرك لجرم فعل النب صلى ال عليه وسلم ذلك وحى جناب التوحيد حت ف
قبه الذي هو أشرف القبور حت نى عن جعله عيدا ودعا ال أن ل يعله وثنا يعبد وف الية
مسائل منها التنبيه على هذه النعمةالعظيمة وهي إرسال الرسول صلى ال عليه وسلم فينا كما
قال تعال لقد من ال على الؤمني إذ بعث فيهم رسول من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلل مبي ومنها كونه منا نعمة أخرى
عظيمة ومنها كونه بذه الصفات نعم متعددة ومنها مدح نسبه صلى ال عليه وسلم فهو أشرف
العرب بيتا ونسبا ومنها رأفته بالؤمني ومنها غلظته على الكفار والنافقي قال عن أب هريرة
قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تعلوا بيوتكم قبورا ول تعلوا قبي عيدا وصلوا
علي فان صلتكم تبلغن حيث كنتم رواه أبو داود بإسناد حسن رواته ثقات ش قوله ل تعلوا
بيوتكم قبورا قال شيخ السلم نور ال ضريه أي لتعطلوها من الصلة فيها والدعاء والقراءة
فتكون بنلة القبور فأمر بتحري العبادة ف البيوت ونى عن تريها عند القبور عكس ما يفعله
305الشركون من النصارى ومن تشبه بم وف الصحيحي عن ابن عمر مرفوعا اجعلوا من صلتكم
ف بيوتكم ول تتخذوها قبورا وف صحيح مسلم عن ابن عمر مرفوعا ل تعلوا بيوتكم مقابر
فإن الشيطان يفر من البيت الذي يسمع سورة البقرة تقرأ فيه وفيه أن الصلة ف القبة ل توز
وأن التطوع ف البيت أفضل منه ف السجد وف حديث أب هريرة الذي ذكرنا كراهة القراءة ف
القابر وكل هذا إبعاد لمته عن الشرك قوله ول تعلوا قبي عيدا قال شيخ السلم العيد اسم
لا يعود من الجتماع العام على وجه معتاد عائدا إما بعود السنة أو بعود السبوع أو الشهر
ونو ذلك وتقدم ذلك وقال ابن القيم رحه ال تعال العيد ما يعتاد ميئه وقصده من زمان
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ومكان مأخوذ من العاودة والعتياد فإن كان اسا للمكان فهو الكان الذي يقصد فيه
الجتماع وانتيابه للعبادة أو لغيها كما أن السجد الرام ومن ومزدلفة وعرفة والشاعر جعلها
ال عيدا للحنفاء ومثابة كما جعل أيام العيد فيها عيدا وكان للمشركي أعياد زمانية ومكانية
فلما جاء ال بالسلم أبطلها وعرض النفاء منها عيد الفطر وعيد النحر وأيام من كما
عوضهم عن أعياد الشركي الكانية بالكعبة ومن ومزدلفة وعرفة والشاعر وقال غيه هذا أمر
بلزمة قبه والعكوف عنده واعتياد قصده وانتيابه ونى أن يعل كالعيد الذي إنا يكون ف
العام مرة أو مرتي فكأنه قال ل تعلوه كالعيد الذي يكون من الول إل الول واقصدوه كل
ساعة وكل وقت قال ابن القيم رحه ال وهذا مراغمة ومادة ومناقضة لا قصده الرسول صلى
ال عليه وسلم
306وقلب للحقائق ونسبه الرسول صلى ال عليه وسلم إل التلبيس والتدليس بعدالتناقض فقاتل ال
أهل الباطل أن يؤفكون ول ريب أن من أمر الناس باعتياد أمر وملزمته وكثرة انتيابه بقوله ل
تعلوا عيدا فهو إل التلبيس وضد البيان أقرب منه إل الدللة والبيان وهكذا غيت أديان الرسل
ولول أن ال أقام لدينه النصار والعوان الذابي عنه لرى عليه ما جرى على الديان قبله ولو
أراد رسول ال صلى ال عليه وسلم ما قاله هؤلء الضلل ل ينه عن اتاذ قبور النبياء مساجد
ويلعن فاعل ذلك فإنه إذا لعن من اتذها مساجد يعبد ال فيها فكيف يأمر بلزمتها والعكوف
عندها وأن يعتاد قصدها وانتيابا ول تعل كالعيد الذي ييء من الول إل الول وكيف يسال
ربه أن ل يعل قبه وثنا يعبد وكيف يقول أعلم اللق بذلك ولول ذلك لبرز قبه ولكن
خشي أن يتخذ مسجدا وكيف يقول ل تعلوا قبي عيدا وصلوا علي حيثما كنتم وكيف ل
يفهم أصحابه وأهل بيته من ذلك ما فهمه هؤلء الضلل الذين جعوا بي الشرك والتحريف
وهذا أفضل التابعي من أهل بيته علي بن السي رضي ال عنهما نى ذلك الرجل ان يتحرى
الدعاء عند قبه صلى ال عليه وسلم واستدل بالديث وهو الذي رواه وسعه من أبيه السي
عن جده علي رضي ال عنهما هوأعلم بعناه من هؤلء الضلل وكذلك ابن عمه السن بن
السن شيخ أهل بيته كره أن يقصد الرجل القب إذا ل يكن يريد السجد ورأى أن ذلك من
اتاذه عيدا انتهى قلت وكيف يريد النب صلى ال عليه وسلم هذا العن ويعب عنه بذا الكلم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
مع أنه أفصح اللق وأنصحهم وكان يكنه أن يقول أكثروا زيارة قبي أو اجعلوه عيدا تعتادون
الجيء إليه والعبادة عنده فظهر بطلن هذا القول اذا تبي ذلك فمعن الديث نيه عن زيارة
قبه على وجه مصوص
307واجتماع معهود كالعيد الذي يكون على وجه مصوص ف زمان مصوص وذلك يدل على
النع ف جيع القبور وغيها لن قب رسول ال صلى ال عليه وسلم أفضل قب على وجه الرض
وقد نى عن اتاذه عيدا فقب غيه أول بالنهي كائنا من كان قال الصنف وفيه النهي عن
الكثار من الزيارة قوله وصلوا علي فإن صلتكم تبلغن حيث كنتم قال شيخ السلم يشي
بذلك إل أن ما ينالن منكم من الصلة والسلم يصل مع قربكم من قبي وبعدكم فل حاجة
بكم إل اتاذه عيدا انتهى وقد روى أبو داود عن أب هريرة مرفوعا ما من احد يسلم علي ال
رد ال على روحي حت أرد عليه السلم وعن أوس بن أوس مرفوعا أكثروا من الصلة علي يوم
المعة وليلة المعة فإن صلتكم معروضة علي قالوا يا رسول ال كيف تعرض صلتنا عليك
وقد أرمت قال إن ال حرم على الرض أن تأكل لوم النبياء رواه أبو داود والنسائي وابن
ماجه فهذه الحاديث وغيها تدل على أن صلتنا عليه تبلغه سواء كنا عند قبه أو ل نكن فل
مزية لن سلم عليه أو صلى عند قبه كما قال السن بن السن ما أنتم ومن بالندلس السواء
وأما حديث من صلى علي عند قبي سعته ومن صلى علي غائبا بلغته فرواه البيهقي وغيه من
حديث العلى بن عمرو النفي حدثنا أبو عبدالرحن عن العمش عن أب صال عن أب هريرة
عن النب صلى ال عليه وسلم فذكره قال البيهقي أبو عبدالرحن هذا هو ممد بن مروان
السدي فيما أرى وفيه نظر قلت ممد بن مروان السدي الصغي قال فيه يي بن معي ليس بثقة
وقال الوزجان ذاهب الديث وقال النسائي متروك الديث وكذلك قال أبو حات الرازي
والزدي وقال صال بن ممد كان يضع الديث على أن معناه صحيح معلوم من أحاديث أخر
كاخباره بسماع الوتى لسلم من يسلم عليهم اذا
308مر على قبورهم فان قيل اذا سع سلم السلم عليه عند قبه حصلت الزية بسماعه قيل هذا لو
حصل الوصول ال قبه أما وقد منع الناس من الوصول إليه بثلثة الدران فل تصل مزية
فسواء سلم عليه عند قبه أو ف مسجده اذا دخله أو ف أقصى الشرق والغرب فالكل يبلغه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كما وردت به الحاديث وليس ف شيء منها أنه يسمع صوت الصلي والسلم بنفسه إنا فيها
أن ذلك يعرض عليه ويبلغه صلى ال عليه وسلم ومعلوم أنه أراد بذلك الصلة والسلم الذي
أمر ال به سواء صلى عليه ف مسجده أو ف مدينته أو ف مكان آخر فعلم أن ما أمر ال به من
ذلك فإنه يبلغه وأما من سلم عليه عند قبه فانه يرد عليه وذلك كالسلم على سائر الؤمني
ليس هو من خصائصه ولكن ل يوصل إل قبه صلى ال عليه وسلم قال وعن على بن السي
أنه رأى رجل ييء إل فرجة كانت عند قب النب صلى ال عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه
وقال أل أحدثكم حديثا سعته من أب عن جدي عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل
تتخذوا قبي عيدا ول بيوتكم قبورا فإن تسليمكم يبلغن أين كنتم رواه ف الختارة ش هذان
الديثان جيدان حسنا السنادين أما الديث الول فرواه أبو داود وغيه من حديث عبا ال بن
نافع الصائغ قال أخبن ابن أب ذئب عن سعيد القبي عن أب هريرة فذكره ورواته ثقات
مشاهي لكن عبدال بن نافع فيه لي ل ينع الحتجاج به قال ابن معي هو ثقه وقال أبو زرعة
ل بأس به وقال أبو حات الرازي ليس بالافظ تعرف وتنكر قال شيخ السلم رحه ال ومثال
هذا قد ياف أن يغلط أحيانا فاذا كان لديثه شواهد علم أنه مفوظ وهذا له شواهد متعددة
وقال الافظ ابن عبدالادي
309هو حديث حسن جيد السناد وله شواهد كثية يرتقى با إل درجة الصحة وأما الديث الثان
فرواه أبو يعلى والقاضي اساعيل والافظ الضياء ف الختارة قال أبو يعلى حدثنا أبو بكر ابن أب
شيبة ثنا زيد بن الباب ثنا جعفر ابن ابراهيم من ولد ذي الناحي ثنا علي بن عمر عن أبيه عن
علي بن حسي فذكره وعلي بن عمر هو علي بن عمر بن علي بن السي قال شيخ السلم
فانظر كيف هذه السنة كيف مرجها من أهل الدينة وأهل البيت الذين لم من رسول ال صلى
ال عليه وسلم قرب النسب وقرب الدار لنم ال ذلك أحوج من غيهم فكانوا أضبط قلت
وللحديثي شواهد منها ما رواه ابن أب شيبة حدثنا أبو خالد الحر عن ابن عجلن عن سهيل
عن جبي بن حني قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تتخذوا قبي عيدا ول بيوتكم
قبورا وصلوا علي حيث ما كنتم فإن صلتكم تبلغن وقال سعيد بن منصور حدثنا عبدالعزيز
ابن ممد أخبن سهيل بن أب سهيل قال أتى السن بن السن بن علي بن أب طالب عند القب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فنادان وهو ف بيت فاطمة يتعشى فقال هلم إل العشاء فقلت ل أريده فقال ما ل رأيتك عند
القب فقلت سلمت على النب صلى ال عليه وسلم فقال اذا دخلت السجد فسلم ث قال إن
الرسول صلى ال عليه وسلم قال لتتخذوا قبي عيدا ول تتخذوا بيوتكم مقابر وصلوا علي
فإن صلتكم تبلغن حيث ما كنتم لعن ال اليهود اتذوا قبور انبيائهم مساجد ما أنتم ومن
بالندلس ال سواء ورواه القاضي اساعيل ف كتاب فضل الصلة على النب صلى ال عليه وسلم
ول يذكر ما أنتم ومن بالندلس إل سواء وقال سعيد أيضا حدثنا حبان ابن علي ثنا ممد بن
عجلن عن أب سعيد مول الهري قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تتخذوا قبي
عيدا ول بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلتكم تبلغن قال شيخ السلم فهذان الرسلن من
هذين الوجهي الختلفي يدلن على
310ثبوت الديث ل سيما وقد احتج به من أرسله وذلك يقتضي ثبوته عنده هذا لو ل يرو من
وجوه مسنده غي هذين فكيف وقد تقدم مستدا قوله عن علي بن السي أي ابن علي بن أب
طالب العروف بزين العابدين رضي ال عنه وهو أفضل التابعي من أهل بيته وأعلمهم قال
الزهري ما رأيت قرشيا أفضل منه مات سنة ثلث وتسعي على الصحيح وأبوه السي سبط
النب صلى ال عليه وسلم وريانته حفظ عن النب صلى ال عليه وسلم واستشهد يوم عاشوراء
سنة إحدى وستي وله ست وخسون سنة قوله انه رأى رجل ييء إل فرجة هو بضم الفاء
وسكون الراء واحدة الفرج وهي الكوة ف الدار والوخة ونوها قوله فيدخل فيها فيدعو
فنهاه إل آخر الديث هذا يدل على النهي عن قصد القبور والشاهد لجل الدعاء والصلة
عندها كما تقدم بعض ذلك لن ذلك من اتاذها عيدا كما فهمه علي بن السي من الديث
فنهى ذلك الرجل عن الجيء إل قب النب صلى ال علعه وسلم للدعاء عنده فكيف بقب غيه
ويدل أيضا على أن قصد الرجل القب لجل السلم إذا ل يكن يريد السجد من اتاذه عيدا
النهي عنه ولذا لا رأى السن بن السن سهيل عند القب ناه عن ذلك وذكر له الديث
مستدل به وأمر بالسلم عليه عند دخول السجد قال شيخ السلم ما علمت أحدا أي من
علماء السلف رخص فيه لن ذلك نوع من اتاذه عيدا ويدل أيضا على أن قصد القب للسلم
إذا دخل السجد ليصلي منهي عنه لن ذلك من اتاذه عيدا وكره مالك لهل الدينة كلما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
دخل انسان السجد أن يأت قب النب صلى ال عليه وسلم لن السلف ل يكونوا يفعلون ذلك
قال ولن يصلح آخر هذه المة إل ما أصلح أولا بل كان الصحابة والتابعون يأتون إل مسجده
صلى ال عليه وسلم فيصلون خلف أب بكر وعمر وعثمان وعلي
311رضي ال عنهم ث إذا قضوا الصلة قعدوا أو خرجوا ول يكونوا يأتون القب للسلم لعلمهم أن
الصلة والسلم عليه ف الصلة أكمل وأفضل وأما دخولم عند قبه للصلة والسلم عليه هناك
أو للصلة والدعاء فلم يشرعه لم بل ناهم بقوله ل تتخذوا قبي عيدا وصلوا علي فإن
صلتكم تبلغن فبي أن الصلة تصل اليه من بعد وكذلك السلم ولعن من اتذ قبور النبياء
مساجد وكانت الجرة ف زمانم يدخل اليها من الباب إذ كانت عائشة فيها وبعد ذلك إل أن
بن الائط الخر وهم مع ذلك التمكن من الوصول إل قبه ل يدخلون اليه ل لسلم ول
لصلة ول لدعاء لنفسهم ول لغيهم ول لسؤال عن حديث أو علم ول كان الشيطان يطمع
فيهم حت يسمهم كلما او سلما فيظنون أنه هو كلمهم وأفتاهم وبي لم الحاديث أو أنه قد
رد عليهم السلم بصوت يسمع من خارج كما طمع الشيطان ف غيهم فأضلهم عن قبه وقب
غيه حت ظنوا أن صاحب القب يأمرهم وينهاهم ويفتيهم ويدثهم ف الظاهر وأنه يرج من
القب ويرونه خارجا من القب ويظنون أن نفس أبدان الوتى خرجت تكلمهم وأن روح اليت
تسدت لم فرأوها كما رآهم النب صلى ال عليه وسلم ليلة العراج والقصود أن الصحابة ما
كانوا يعتادون الصلة والسلم عليه عند قبه كما يفعله من بعدهم من اللوف وإنا كان
بعضهم يأت من خارج فيسلم عليه إذا قدم من سفر كما كان ابن عمر رضي ال عنه يفعل قال
عبيد ال بن عمر عن نافع كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قب النب صلى ال عليه وسلم
فقال السلم عليك يا رسول ال السلم عليك يا أبا بكر السلم عليك يا أبتاه ث ينصرف قال
عبيد ال ما نعلم أحدا من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فعل ذلك إل ابن عمر وهذا يدل
على أنه ل يقف عند القب للدعاء إذا سلم كما يفعله كثي قال شيخ السلم إن ذلك ل ينقل
عن أحد من الصحابة فكان بدعة مضة وف
312البسوط قال مالك ل أرى أن يقف عند قب النب صلى ال عليه وسلم ولكن ليسلم ويضي
والكاية الت رواها القاضي عياض بإسناده عن مالك ف قصته مع النصور وأنه قال لالك يا أبا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عبدال استقبل القبلة وأدعو أم استقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال ول تصرف وجهك
عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إل ال يوم القيامة بل استقبله واستشفع به يشفعه ال فيك
فهذه الرواية ضعيفة أو موضوعة لن ف إسنادها من يتهم ممد بن حيد ومن تهل حاله ونص
أحد أنه يستقبل القبلة ويعل الجرة عن يساره لئل يستدبره وذلك بعد تيته والسلم عليه
فظاهر هذا أنه يقف للدعاء بعد السلم وذكر أصحاب مالك أنه يدعو مستقبل القبلة يوليه
ظهره وبالملة فقد اتفق الئمة على أنه إذا دعا ل يستقبل القب وتنازعوا هل يستقبله عند
السلم عليه أم ل ومن الجة ف ذلك ما روى ابن زبالة وهو ف أخبار الدينة عن عمر بن
هارون عن سلمة بن وردان وها ساقطان قال رأيت أنس بن مالك يسلم على النب صلى ال
عليه وسلم ث يسند ظهره إل جدار القب ث يدعو وف الديث دليل على منع شد الرحال إل
قبه صلى ال عليه وسلم وإل غيه من القبور والشاهد لن ذلك من اتاذها أعيادا بل من
أعظم السباب الشراك بأصحابا كما وقع من عباد القبور الذين يشدون اليها الرحال وينفقون
ف ذلك الكثي من الموال وليس لم مقصود إل مرد الزيارة للقبور تبكا بتلك القباب
والدران فوقعوا ف الشرك هذه السألة الت أفت فيها شيخ السلم اعن من سافر لجرد زيارة
قبور النبياء والصالي ومشاهدهم ونقل فيها اختلف العلماء ف الباحة والنع فمن مبيح
لذلك كأب حامد الغزال وأب ممد القدسي ومن مانع لذلك كابن بطة وابن عقيل وأب ممد
الوين والقاضي عياض وهو قول المهور نص عليه مالك ول يالفه أحد من الئمة وهو
الصواب فقام عليه بعض العاصرين له كالسبكي ونوه فنسبه
313إل إنكار الزيارة مطلقا وهو ل ينكر منها إل ما كان بشد رحل كما أنكره جهور العلماء قبله
أوالزيارة الت يكون فيها دعاء الموات والستغاثة بم ف اللمات مع ما ينضم إل ذلك من
أنواع النكرات وما يدل على النهي عن شد الرحال إل القبور ونوها ما أخرجاه ف
الصحيحي عن أب سعيد عن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تشد الرحال إل إل ثلثة
مساجد السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى فدخل ف ذلك شدها لزيارة القبور
والشاهد فإما أن يكون نيا وإما أن يكون نفيا للستحباب وقد جاء ف رواية ف الصحيح
بصيغة النهي صريا فتعي أن يكون للنهي ولذا فهم منه الصحابة النع كما ف الوطأ والسنن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عن بصرة بن أب بصرة الغفاري أنه قال لب هريرة وقد أقبل من الطور لو أدمتك قبل أن ترج
اليه لا خرجت سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ل تعمل الطي إل إل ثلثة مساجد
السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى وروى المام أحد وعمر بن شبة ف أخبار
الدينة بإسناد جيد عن قزعة قال اتيت ابن عمر فقلت إن أريد الطور فقال إنا تشد الرحال إل
ثلثة مساجد السجد الرام ومسجد الدينة والسجد القصى فدع عنك الطور فل تأته وروى
أحد وعمر بن شبة أيضا عن شهر بن حوشب قال سعت أبا سعيد وذكر عنده الصلة ف
الطور فقال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينبغي للمطي أن تشد رحالا ال مسجد
يبتغى فيه الصلة غي السجد الرام ومسجدي هذا والسجد القصى فأبو سعيد جعل الطور ما
نى عن شد الرحال إليه مع أن اللفظ الذي ذكره إنا فيه النهي عن شدها إل الساجد فدل على
أنه علم أن غي الساجد أول بالنهي والطور إنا يسافر من يسافر اليه لفضيلة البقعة وأن ال
تعال ساه الوادي القدس
314والبقعة الباركة وكلم ال موسى هناك وهذا ظاهر ل يفى على أحد من يقول بفحوى الطاب
وتنبيهه وهم المهور الئمة الربعة وأتباعهم ولذا ل يوجبوا على من نذر ان يسافر إل أثر نب
من النبياء قبورهم أو غي قبورهم الوفاء بذلك بل لو سافر إل مسجد قباء من بلد بعيد ل يكن
هذا مشروعا باتفاق الئمة الربعة مع أن النب صلى ال عليه وسلم كان يأتيه كل سبت راكبا
وماشيا وإن كان ف وجوب الوفاء بنذر إتيانه خلف والمهور على أنه ل يب وقد صرح
مالك وغيه بأن من نذر السفر إل الدينة النبوية إن كان مقصوده الصلة ف مسجد النب صلى
ال عليه وسلم أوف بنذره وإن كان مقصوده مرد زيارة القب من غي صلة ف السجد ل يف
بنذره قال لن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تعمل الطي إل إل ثلثة مساجد ذكره إساعيل
ابن اسحق ف البسوط ومعناه ف الدونة واللب وغيها من كتب أصحاب مالك وبالملة
فقد تنازع العلماء ف جواز شد الرحال إل غي الساجد الثلثة فالمهور على النع وطائفة من
التأخرين على الواز فاستحباب شد الرحال إل القبور والشاهد والتقرب به إل ال كما ظنه
السبكي وغيه قول مبتدع مالف للجاع قبله والحاديث الت احتج با كحديث من زارن
بعد وفات فكأنا زارن ف حيات ونوها ل يصح منها شيء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ول عن أحد من أصحابه البتة بل هي ما بي ضعيف وموضوع أو كلها موضوعة كما قد بي
عللها شيخ السلم وغيه وكثي منها ل يدل على مل الناع إذ ليس فيه إل مطلق الزيارة
وذلك ل ينكره شيخ السلم ول غيه من العلماء لنه ممول على الزيارة الشرعية الارية على
وفق مراد النب صلى ال عليه وسلم وهي الت ل يكون فيها شرك ول شد رحل إل قب وبتقدير
ثبوتا ل تدل على شد الرحال إل قب غيه والسبكي أجاز ذلك
315ف سائر القبور فخالف الحاديث وخرق الجاع وال أعلم قال الصنف وفيه أنه صلى ال عليه
وسلم ف البزخ تعرض عليه أعمال أمته ف الصلة والسلم قوله رواه ف الختارة الختارة
كتاب جع فيه مؤلفه الحاديث الياد الزائدة على الصحيحي ومؤلفه هو أبو عبدال ممد بن
عبدالواحد القدسي الافظ ضياء الدين النبلي أحد العلم وحفاظ الديث قال الذهب أفن
عمره ف هذا الشأن مع الدين التي والورع والفضيلة التامة والثقة والتقان انتفع الناس بتصانيفه
والحدثون بكتبه فال يرحه ويرضى عنه وقال شيخ السلم تصحيحه ف متارته خي من
تصحيح الاكم بل ريب مات سنة ثلث واربعي وستمائة باب ما جاء أن بعض هذه المة
يعبد الوثان ش أراد الصنف بذه الترجة الرد على عباد القبور الذين يفعلون الشرك ويقولون
أنه ل يقع ف هذه المة الحمدية وهم يقولون ل إله إل ال ممد رسول ال فبي ف هذا الباب
من كلم ال وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم ما يدل على تنوع الشرك ف هذه المة
ورجوع كثي منها إل عبادة الوثان وإن كانت طائفة منها ل تزال على الق ل يضرهم من
خذلم حت يأت أمر ال تبارك وتعال قال وقوله تعال أل تر إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب
316يؤمنون بالبت والطاغوت ش يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم أل تر إل الذين أوتوا نصيبا
أي أعطوا نصيبا أي خطا من الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت روى المام أحد عن ابن
عباس قال لا قدم كعب بن الشرف مكة قالت قريش أل ترى إل هذا الصنب النتب من قومه
يزعم أنه خي منا ونن أهل الجيج وأهل السدنة وأهل السقاية قال أنتم خي قال فنلت فيهم
إن شانئك هو البتر ونزل أل تر إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب إل نصي وروى ابن أب حات
عن عكرمة قال جاء حيي بن أخطب وكعب بن الشرف إل أهل مكة فقالوا لم أنتم أهل
الكتاب وأهل العلم فأخبونا عنا وعن ممد فقال ما أنتم وما ممد فقالوا نن نصل الرحام
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وننحر الكوماء ونسقي الاء على اللب ونفك العناة ونسقي الجيج وممد صنبور قطع أرحامنا
واتبعه سراق الجيج من غفار فنحن خي أم هو فقالوا أنتم خي وأهدى سبيل فأنزل ال أل تر
إل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلء
أهدى من الذين آمنوا سبيل قال عمر بن الطاب رضي ال عنه البت السحر والطاغوت
الشيطان وكذلك قال ابن عباس وأبو العالية وماهد والسن وغيهم وعن ابن عباس وعكرمة
وأب مالك البت الشيطان زاد ابن عباس بالبشية وعن ابن عباس أيضا البت الشرك وعنه
البت الصنام وعنه البت حيي بن أخطب وعن الشعب البت الكاهن وعن ماهد البت
كعب بن الشرف قلت الظاهر أنه يعم ذلك كله كما قال الوهري البت كلمة تقع على
الصنم
317والكاهن والساحر ونو ذلك وف الديث الطية والعيافة والطرق من البت قال وهذا ليس من
مض العربية لجتماع اليم والباء ف حرف واحد من غي حرف ذو لقي قال الصنف وفيه
معرفة اليان بالبت والطاغوت ف الوضع هل هو اعتقاد قلب أو هو موافقة أصحابا مع
بغضها ومعرفة بطلنا وأما الطاغوت فتقدم الكلم عليه ف أول الكتاب قال وقوله تعال قل هل
أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند ال من لعنه ال وغضب عليه وجعل منهم القردة والنازير وعبد
الطاغوت ش يقول تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم قل يا ممد لؤلء الذين اتذوا دينكم
هزوا ولعبا من أهل الكتاب الطاعني ف دينكم الذي هو توحيد ال وإفراده بالعبادة دون ما
سواه قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند ال أي هل أخبكم بشر جزاء عند ال يوم القيامة
ما تظنونه بناهم أنتم أيها التصفون بذه الصفات الذمومة الفسرة بقوله من لعنه ال أي أبعده
وطرده من رحته وغضب عليه أي غضبا ل يرضى بعده وجل منهم القردة والنازير أي مسخ
منهم الذين عصوا أمره فجعلهم قردة وخنازير كما قال تعال ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم ف
السبت فقلنا لم كونوا قردة خاسئي وذلك أن ال تعال أخذ عليهم تعظيم السبت والقيام بأمره
وترك الصطياد فيه وكانت اليتان ل تأتيهم إل يوم السبت فتحيلوا على اصطيادها فيه با
وضعوه لا من الشصوص والبائل والبك قبل يوم السبت فلما جاءت اليتان يوم السبت على
عادتا نشبت تلك البائل فلم تلص منها يومها ذلك فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
السبت فلما فعلوا ذلك مسخهم ال
318تعال إل صورة القردة وهي أشبه شيء بالناسي ف الشكل الظاهر وليست بانسان حقيقة
فكذلك أعمال هؤلء وحيلتهم كانت مشابة للحق ف الظاهر ومالفة له ف الباطن فكان
جزاؤهم من جنس عملهم قال العوف عن ابن عباس ف قوله فقلنا لم كونوا قردة خاسئي
فجعل ال منهم القردة والنازير فزعم أن شباب القوم صاروا قردة والشيخة صاروا خنازير
وروى مسلم ف صحيحه عن ابن مسعود قال سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن القردة
والنازير أهي ما مسخ ال فقال إن ال ل يهلك قوما أو قال ل يسخ قوما فيجعل ال لم نسل
ول عاقبة وإن القردة والنازير كانت قبل ذلك وف هذه القصة دليل قاطع على تري اليل الت
يتوصل با إل تليل الرام وتري اللل ونو ذلك وقوله وعبد الطاغوت قال شيخ السلم
الصواب أنه معطوف على قوله من لعنه ال وغضب عليه وجعل منهم القردة والنازير فهو فعل
ماض معطوف على ما قبله من الفعال الاضية أي من لعنه ال ومن غضب عليه ومن جعل
منهم القردة والنازير ومن عبد الطاغوت لكن الفعال القدمة الفاعل فيها هو اسم ال مظهرا
ومضمرا وهنا الفاعل اسم من عبد الطاغوت وهو الضمي ف عبد ول يعد سبحانه لفظ من لنه
جعل هذه الفعال كلها صفة لصنف واحد وهم اليهود قال وقوله قال الذين غلبوا على أمرهم
لنتخذن عليهم مسجدا ش يب تعال عن الذين غلبوا على أمر أصحاب الكهف أنم قالوا هذه
القالة لنتخذن عليهم مسجدا وقد حكى ابن جرير ف القائلي ف ذلك قولي
319أحدها أنم السلمون والثان أنم الشركون وعلى القولي فهم مذمومون لن النب صلى ال
عليه وسلم قال لعن ال اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم وصاليهم مساجد يذر ما فعلوا
رواه البخاري ومسلم ولا يفضي إليه ذلك من الشراك بأصحابا كما هو الواقع ولذا لا فعلته
اليهود والنصارى جرهم ذلك إل الشرك فدل ذلك على أن هذه المة تفعله كما فعلته اليهود
والنصارى فيجرها ذلك إل الشرك لن ما فعلته اليهود والنصارى ستفعله هذه المة شبا بشب
وذراعا بذراع كما أخب بذلك الصادق الصدوق الذي ل ينطق عن الوى إن هو إل وحي
يوحى وبذا يظهر وجه استشهاد الصنف بذه اليات قال عن اب سعيد ان رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حت لو دخلوا جحر ضب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
لدخلتموه قالوا يا رسول ال اليهود والنصارى قال فمن أخرجاه ش هذا الديث أورده الصنف
بذا اللفظ معزوا للصحيحي ولعله نقله عن غيه ولفظهما والسياق لسلم عن أب سعيد الدري
قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبا بشب وذراعا بذراع
حت لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا يا رسول ال اليهود والنصارى قال فمن ويتمل أن
يكون مرويا عند غيها باللفظ الذي ذكره الصنف وأراد أصله ل لفظه قوله لتتبعن هو بضم
العي وتشديد النون قوله سنن بفتح الهملة أي طريق من كان قبلكم اي الذين قبلكم قال
الهلب الفتح أول وقال ابن التي قرأناه بضمها قوله حذو القذة بالقذة هو بنصب حذو على
الصدر والقذة بضم القاف واحدة القذذ وهي ريش السهم وله قذتان متساويتان أي
320لتفعلن أفعالم ولتتبعن طرائقهم حت تشبهوهم وتاذوهم كما تشبه قذة السهم القذة الخرى ث
ان هذا لفظ خب معناه النهي عن متابعتهم ومنعهم من اللتفات لغي دين السلم لن نوره قد
بر النوار وشريعته نسخت الشرائع وهذا من معجزاته فقد اتبع كثي من أمته سنن اليهود
والنصارى وفارس ف شيمهم ومراكبهم وملبسهم وإقامة شعارهم ف الديان والروب
والعادات من زخرفة الساجد وتعظيم القبور واتاذها مساجد حت عبدوها ومن فيها من دون
ال وإقامة الدود والتعزيرات على الضعفاء دون القوياء وترك العمل يوم المعة والتسليم
بالصابع وعدم عيادة الريض يوم السبت والسرور بميس البيض وأن الائض ل تس عجينا
واتاذ الحبار والرهبان اربابا من دون ال والعراض عن كتاب ال والقبال على كتب الضلل
من السحر والفلسفة والكلم والتكذيب بصفات ال الت وصف ال با نفسه أو وصفه با
رسوله صلى ال عليه وسلم ووصفه با ل يليق به من النقائص والعيوب إل غي ذلك ما اتبعوا
فيه اليهود والنصارى قوله حت لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه الحر بضم اليم بعدها حاء
مهملة معروف وف حديث آخر حت لو كان فيهم من أتى أمه علنية لكان ف أمت من يصنع
ذلك وف حديث آخر حت لو أن أحدهم جامع امرأته ف الطريق لفعلتموه صحت بذلك
الحاديث فأخب أن امته ستفعل ما فعلته اليهود والنصارى وفارس من الديان والعادات
والختلف قال شيخ السلم هذا خرج مرج الب والذم لن يفعله كما كان يب عما يكون
بي يدي الساعة من الشراط والمور الحرمة وقال غيه وجع ذلك أن كفر اليهود أشد من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
جهة عدم العمل بعلمهم فهم يعلمون الق ول يتبعونه عمل ول قول وكفر النصارى من جهة
عملهم بل علم فهم يتهدون ف أصناف العبادات بل شريعة من ال ويقولون مال يعلمون ففي
هذه المة من يذو حذو الفريقي ولذا كان السلف كسفيان بن عيينة يقولون من فسد من
علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى
321وقضاء ال نافذ با أخب به رسوله صلى ال عليه وسلم با سبق ف علمه لكن ليس الديث
إخبارا عن جيع المة لا تواتر عنه أنا ل تتمع على ضللة قوله قالوا يا رسول ال اليهود
والنصارى قال فمن هو برفع اليهود خب مبتدأ مذوف اي أهم اليهود والنصارى الذين نتبع
سنتهم وقوله قال فمن استفهام إنكار أي فمن هم غي أولئك ث إنه فسر هنا باليهود والنصارى
وف رواية أب هريرة ف البخاري بفارس والروم ول تعارض كما قال بعضهم لختلف الواب
بسب اختلف القام فحيث قيل فارس والروم كان ث قرينة تتعلق بالكم بي الناس وسياسة
الرعية وحيث قيل اليهود والنصارى كان هناك قرينة تتعلق بأمور الديانات صولا وفروعها كذا
قال ول يلزم وجود قرينة بل الظاهر أنه أخب أن هذه المة ستفعل ما فعلته المم قبلها من
الديانات والعادات والسياسات مطلقا والتفسي ببعض المم ل ينفي التفسي بأمة أخرى إذ
القصود التمثيل ل الصر ووجه مطابقة الديث للترجة واضح لن المم قبلنا وجد فيها الشرك
فكذلك يوجد ف هذه المة كما هو الواقع قال ولسلم عن ثوبان أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال إن ال زوى ل الرض فرأيت مشارقها ومغاربا وإن أمت سيبلغ ملكها ما ذوي ل
منها وأعطيت الكنين الحر والبيض وإن سألت رب لمت أن ل يهلكها بسنة عامة وأن ل
يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن رب قال يا ممد إذا قضيت قضاء
فإنه ل يرد وإن أعطيتك لمتك أن ل أهلكهم بسنة عامة ول أسلط عليهم عدوا من سوى
أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من أقطارها حت يكون بعضهم يهلك بعضا ويسب
بعضهم بعضا ورواه البقان ف صحيحه وزاد وإنا أخاف
322على امت الئمة الضلي وإذا وقع عليهم السيف ل يرفع إل يوم القيامة ول تقوم الساعة حت
يلحق حي من أمت بالشركي وحت تعبد فئام من أمت الوثان وإنه سيكون ف أمت كذابون
ثلثون كلهم يزعم أنه نب وأنا خات النبيي ل نب بعدي ول تزال طائفة من أمت على الق
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
منصورة ل يضرهم من خذلم حت يأت أمر ال تبارك وتعال ش هذا الديث رواه أبو داود ف
سننه وابن ماجه بالزيادة الت ذكرها الصنف ورواه الترمذي متصرا ببعضها قوله عن ثوبان هو
ثوبان مول النب صلى ال عليه وسلم وصحبه ولزمه ونزل بعده الشام ومات بمص سنة أربع
وخسي قوله زوى ل الرض قال التوربشت زويت الشيء جعته وقبضته يريد به تقريب البعيد
منها حت اطلع عليه اطلعه على القريب وحاصله أن ال طوى له الرض وجعلها مموعة
كهيئة كف ف مرآة نظره وقال القرطب أي جعها ل حت أبصرت ما تلك أمت من أقصى
الشارق والغارب منها وظاهر هذا اللفظ يقتضي أن ال تعال قوى إدراك بصره ورفع عنه
الوانع العتادة فادرك البعيد من موضعه كما أدرك بيت القدس من مكة وأخذ يبهم عن آياته
وهو ينظر إليه وكما قال إن لبصر قصر الدائن البيض ويتمل أن يكون مثلها ال له والول
أول قوله وإن أمت سيبلغ ملكها ما زوي ل منها قال القرطب هذا الب وجد مبه كما قاله
فكان ذلك من دلئل نبوته وذلك أن ملك أمته اتسع إل أن بلغ أقصى بر طنجة بالنون واليم
الذي هو منتهى عمارة الغرب إل أقصى الشرق ما وراء خرسان والنهر وكثي من بلد الند
والسند والصغد ول يتسع ذلك التساع من جهة النوب والشمال
323ولذلك ل يفكر عليه السلم أنه أريه ول أخب أن ملك أمته يبلغه وقوله زوي يتمل أن يكون
مبنيا للفاعل وأن يكون مبنيا للمفعول والول أظهر قوله وأعطيت الكنين الحر والبيض قال
القرطب يعن بما كن كسرى وهو ملك الفرس وكن قيصر وهو ملك الروم وقصورها
وبلدها وقد دل على ذلك قوله عليه السلم حي أخب عن هلكهما والذي نفسي بيده لتنفقن
كنوزها ف سبيل ال وعب بالحر عن كن قيصر لن الغالب عندهم كان الذهب وبالبيض
عن كن كسرى لن الغالب عندهم كان الوهر والفضة وقد ظهر ذلك ووجد كذلك ف زمان
الفتوح ف أمارة عمر رضي ال عنه فإنه سيق اليه تاج كسرى وحليته وما كان ف بيوت أمواله
وجيع ما حوته ملكته على سعتها وعظمتها وكذلك فعل ال بقيصر لا فتحت بلده كذا قال
ف الغالب على كنوز كسرى وقيصر وعكس ذلك التوربشت واللخال والبيض والحر
منصوبان على البدل قوله وإن سألت رب لمت أن يهلكها بسنة بعامة هكذا ثبت ف أصل
الصنف بعامة بالباء هي رواية صحيحية ف أصل مسلم وف بعض أصوله بسنة عامة بذفها قال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
القرطب وكأنا زائدة لن عامة صفة لسنة فكأنه قال بسنة عامة ويعن بالسنة الدب العام الذي
يكون به اللك العام ويسمى الدب والقحط سنة ويمع على سني كما قال تعال ولقد أخذنا
آل فرعون بالسني أي بالدب التوال قوله من سوى أنفسهم أي من غيهم يعن الكفار
324قوله فيستبيح بيضتهم قال الوهري بيضة كل شيء حوزته وبيضة القوم ساحتهم وعلى هذا
فيكون معن الديث ان ال تعال ل يسلط العدو على كافة السلمي حت يستبيح جيع ما
حازوه من البلد والرض ولو اجتمع عليهم كل من بي اقطار الرض وهو جوانبها وقيل
بيضتهم معظمهم وجاعتهم قلت وهذا هو الظاهر وأن ال تعال ل يسلط الكفار على معظم
السلمي وجاعتهم وإمامهم ما داموا بضد هذه الوصاف الذكورة ف قوله حت يكون بعضهم
يهلك بعضا فأما إذا وجدت هذه الوصاف فقد يسلط الكفار على جاعتهم ومعظمهم
وإمامهم كما وقع قوله وإن رب قال يا ممد إذا قضيت قضاء فإنه ل يرد قال بعضهم أي إذا
حكمت حكما مبما فإنه نافذ ل يرد بشيء ول يقدر احد على رده بل كل جيع اللق تضي
عليهم القدار طوعا وكرها كما قال النب صلى ال عليه وسلم ل راد لا قضيت قلت الظاهر أنه
سواء ف ذلك البم والعلق فالكل ل يرد فإن هذا إخبار عن عدم الرد لنس القضاء والنب صلى
ال عليه وسلم سأل ذلك مطلقا فأجيب بذا واستجاب له دعاءه ما ل يوجد الشرط القتضي
لتسليط العدو فإذا وجد ذلك وجد القضاء العلق قوله حت يكون بعضهم يهلك بعضا إل آخره
أي حت يوجد ذلك منهم فإن وجد فإنه يسلط عليهم عدوهم من الكفار فيستبيح جاعتهم
وإمامهم ومعظمهم ل كل المة ث ايضا تكون العاقبة لذه المة إن رجعوا عما هم فيه من
السباب الوجبة للتسليط وكذلك وقع فإن هذه المة لا جعل بأسها بينها اقتتلوا فأهلك
بعضهم بعضا وسب بعضهم بعضا فلما فعلوا ذلك تفرقت جاعتهم واشتغل بعضهم ببعض عن
جهاد العدو واستولوا عليهم كما وقع ذلك ف الائة السابعة ف الشرق والغرب فاختلف ملوك
325الشرق وتاذلوا واستول التتار على غالب أرض خرسان وعلى العراق وديار الروم وقتلوا
الليفة والعلماء واللوك الكبار وكذلك ملوك الغرب اختلفوا وتاذلوا واستولت الفرنج على
جيع بلد الندلس والزر القريبة منها فهي ف أيديهم إل اليوم بل استولوا على كثي من بلدان
الشام حتىاستنقذها منهم صلح الدين ابن أيوب وغيه قوله ورواه البقان ف صحيحه البقان
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هو الافظ الكبي أبو بكر ممد بن أحد بن غالب الوارزمي الشافعي ولد سنة ست وثلثي
وثلثائة ومات سنة خس وعشرين وأربع مائة قال الطيب كان ثبتا ورعا ل نر ف شيوخنا
أثبت منه عارفا بالفقه كثي التصنيف صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه الصحيحان وجع
حديث الثوري وحديث شعبة وطائفة وكان حريصا على العلم منصرف المة اليه قلت وهذا
السند الذي ذكره الطيب هو صحيحه الذي عزا اليه الصنف قوله وانا أخاف على امت الئمة
الضلي أي المراء والعلماء والعباد الذين يقتدي بم الناس ويكمون فيهم بغي علم فيضلون
ويضلون فهم ضالون عن الق مضلون لغيهم كما قال تعال عن أهل النار حت إذا اداركوا
فيها جيعا قالت أخراهم لولهم ربنا هؤلء أضلونا فآتم عذابا ضعفا من النار وقال تعال ربنا
إنا أطعنا سادتنا وكباءنا فأضلونا السبيل وقال تعال قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال الذين
ضل سعيهم ف الياة الدنيا وهم يسبون أنم يسنون صنعا ولشدة الضرورة إل اتباع أئمة
الدى ومعرفتهم والتفريق بينهم وبي أئمة الضلل الغضوب عليهم والضالي
326أمرنا ال أن نسأله الداية إل سلوك صراط أئمة الدى وهم النعم عليهم من النبيي والصديقي
والشهداء والصالي غي الغضوب عليهم الذين يعلمون الق ول يعملون به ول الضالي الذين
يعملون على غي شرع من ال بل با توى أنفسهم فصراط النعم عليهم هو الامع بي العلم
بالدى والعمل به وقد وصف النب صلى ال عليه وسلم أئمة الدى لا ذكر التفرق من بعده
بأنم الذين كانوا على ما كان عليه النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه كما رواه أبو داوود
وغيه فمن كان على ما كان عليه النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه فهو من الئمة الهديي
ومن خالفهم فهو من الضالي كالذي يقول لصحابه من كانت له حاجة فليأت إل قبي فإن
أقضيها له ول خي ف رجل يجبه عن أصحابه ذراع من تراب أو نو هذا كالذي يدعي أنه
يلص أصحابه ومريديه من النار وأنه يفظ الناس ويكلهم إذا اعتقدوه ويضر بم إذا كفروا به
وحاربوه ويدعي أن ذلك من كراماته وكالذي يشي ف السواق عريانا ول يشهد بصلة ول
ذكر ال ول علما بل يعيب علماء الشرع ويغمزهم ويسميهم أهل علم الظاهر ويدعي أنه
صاحب علم الباطن وربا يدعي أنه يسعه الروج من شريعة ممد صلى ال عليه وسلم كما
وسع الضر الروج عن شريعة موسى عليه السلم ونو ذلك من الكفر والذيان وكالذين
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يدعي أن العبد يصل مع ال إل حال تسقط عنه التكاليف أو يدعي أن الولياء يدعون
ويستغاث بم ف حياتم وماتم وأنم ينفعون ويضرون ويدبرون المور على سبيل الكرامة او
أنه يطلع على اللوح الحفوظ ويعلم أسرار الناس وما ف ضمائرهم أو يوز بناء الساجد على
قبور النبياء والصالي وايقادها بالسرج والشموع وكسوتا بالرير والديباج والفرش النفيسة
أو يدعي أن من عمل بالقرآن والسنة ف أصول الدين وفروعه فقد ضل وأضل وابتدع او ان
ظواهر القرآن ف آيات الصفات تشبيه وتثيل وأن الدى
327ل يؤخذ منه ف هذا الباب ول ف غيه وإنا يؤخذ من الشبهات الوهية الت يسميها بزعمه
براهي عقلية فكل هؤلء وأشباههم من أئمة الضلل الذين خاف النب صلى ال عليه وسلم
على أمته وحذر منهم والضابط ف الفرق بي أئمة التقي وبي الئمة الضلي قوله تعال قل إن
كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وال غفور رحيم قل أطيعوا ال
والرسول فإن تولوا فإن ال ل يب الكافرين فافهم عن ربك وكن على بصية ول يغرك جللة
شخص أو عظمته ف النفوس فربك أعظم واتباعك لكلمه وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم
هوالقرض والعصمة منتفية عن غي الرسول وربك أدرى با ف الضمائر فرب من تعتقده إمام
هدى ليس كذلك وقد قال تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم ث جعلناك على شريعة من المر
فاتبعها ول تتبع اهواء الذين ل يعلمون فكل من أتى بشيء يالف ما جاء عن ال وعن رسوله
فهو من أهواء الذين ل يعلمون ومن ل يستجب للرسول صلى ال عليه وسلم فإنا يتبع هواه
قال ال تعال فإن ل يستجيبوا لك فاعلم أنا يتبعون أهواءهم ومن أضل من اتبع هواه بغي هدى
من ال إن ال ل يهدي القوم الظالي وقال تعال اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ول تتبعوا من
دونه أولياء قليل ما تذكرون وعن زياد بن حدير قال قال ل عمر هل تعرف ما يهدم السلم
قلت ل قال يهدمه زلة العال وجدال النافق بالكتاب وحكم الئمة الضلي رواه الدرامي وقال
يزيد بن عمية كان معاذ بن جبل ل يلس ملسا للذكر إل قال حي يلس ال حكم قسط
هلك الرتابون الديث وفيه واحذروا زيغة الكيم فإن الشيطان قد يقول الضللة على لسان
الكيم وقد يقول النافق كلمة الق قلت لعاذ ما يدرين
328رحك ال أن الكيم قد يقول كلمة الضللة وأن النافق قد يقول كلمة الق قال ل اجتنب من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كلم الكيم الشتبهات الت يقال ما هذه ول يثنيك ذلك عنه فإنه لعله يراجع الق وتلق الق
إذا سعته فإن على الق نورا رواه أبو داود وغيه وما أحسن ما قال ابن البارك رضي ال عنه
وهل أفسد الدين إل اللو ك وأحبار سوء ورهبانا قوله وإذا وقع عليهم السيف ل يرفع إل يوم
القيامة أي إذا وقعت الفتنة والقتال بينهم بقي إل يوم القيامةوكذلك وقع فإن السيف لا وضع
فيهم بقتل عثمان رضي ال عنه ل يرتفع إل اليوم وكذلك يكون إل يوم القيامة ولكن يكثر
تارة ويقل أخرى ويكون ف جهة ويرتفع عن أخرى قوله ول تقوم الساعة حت يلحق حي من
أمت بالشركي الي واحد الحياء وهي القبائل وف رواية أب داود ول تقوم الساعة حت يلحق
قبائل من أمت بالشركي والعن أنم ينلون معهم ف ديارهم ويصيون منهم بالردة ونوها قوله
وحت تعبد فئام من أمت الوثان الفئام مهموز الماعات الكثية قاله أبو السعادات وف رواية
أب داود وحت تعبد قبائل من أمت الوثان ومعناه ظاهر وهذا هو شاهد الترجة ففيه الرد على
من قال بلفه من عباد القبور الذين ينكرون وقوع الشرك وعبادة الوثان ف هذه المة وف
معن هذا ما ف الصحيحي عن أب هريرة مرفوعا ل تقوم الساعة حت تضطرب أليات لنساء
دوس على ذي اللصة قال وذو اللصة طاغية دوس الت كانوا يعبدون ف الاهلية وروى ابن
حبان عن معمر قال إن عليه الن بيتا مبنيا مغلقا وف صحيح مسلم عن عائشة مرفوعا ل يذهب
الليل
329والنار حت تعبد اللت والعزى وقيل إن القب النسوب إل ابن عباس بالطائف إنه قب اللت
وكانوا يعبدونه ويطوفون به ويقربون إليه القرابي وينذرون له النذور ويسألونه قضاء حاجتهم
وتفريج كربتهم قوله وإنه سيكون ف أمت كذابون ثلثون كلهم يزعم أنه نب قال القرطب وقد
جاء عددهم معينا ف حديث حذيفة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يكون ف أمت
كذابون دجالون سبع وعشرون منهم أربع نسوة أخرجه أبو نعيم وقال هذا حديث غريب تفرد
به معاوية بن هشام قلت حديث ثوبان اصح من هذا قال القاضي عياض عدد من تنبأ من زمن
رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الن من اشتهر بذلك وعرف واتبعه جاعة على ضللته
فوجد هذا العدد فيهم ومن طالع كتب الخبار والتواريخ عرف صحة هذا وقال الافظ قد
ظهر مصداق ذلك ف زمن النب صلى ال عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب باليمامة والسود
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
العنسي باليمن ث خرج ف خلفة أب بكر طليحة بن خويلد ف بن أسد بن خزية وسجاح
التميمية ف بن تيم وقتل السود قبل أن يوت النب صلى ال عليه وسلم وقتل مسيلمة الكذاب
ف خلفة أب بكر رضي ال عنه وتاب طليحة ومات على السلم على الصحيح ف زمن عمر
رضي ال عنه ويقال إن سجاح تابت أيضا ث خرج الختار بن أب عبيد الثقفي وغلب على
الكوفة ف أول خلفة ابن الزبي فأظهر مبة أهل البيت ودعا الناس إل طلب قتلة السي فاتبعهم
فقتل كثيا من باشر ذلك أو أعان عليه فأحبه الناس ث إنه زين له الشيطان أن يدعي النبوة
وزعم أن جبيل عليه السلم يأتيه ومنهم الارث الكذاب خرج ف خلفة عبداللك بن مروان
فقتل وخرج ف خلفة بن العباس جاعة وليس الراد بالديث من ادعى النبوة مطلقا فإنم ل
يصون كثرة لكون
330غالبهم ينشأ عن جنون أو سوداء وإنا الراد من قامت له شوكة وبدت له شبهة كمن وصفنا
وقد أهلك ال تعال من وقع له منهم ذلك وبقي منهم من يلحقه بأصحابه وآخرهم الدجال
الكب قوله وأنا خات النبيي الات بفتح التاء بعن الطابع وبكسرها بعن فاعل الطبع والتم قال
السن خات الذي ختم به أي آخر النبيي كما قال تعال ما كان ممد أبا أحد من رجالكم
ولكن رسول ال وخات النبيي وإنا ينل عيسى بن مري عليه السلم ف آخر الزمان حاكما
بشريعة ممد صلى ال عليه وسلم مصليا إل قبلته فهو كآحاد أمته كما قال النب صلى ال عليه
وسلم والذي نفسي بيده لينلن فيكم ابن مري حكما مقسطا فليكسرن الصليب وليقتلن النير
وليضعن الزية قوله ول تزال طائفة من أمت على الق منصورة ل يضرهم من خذلم ل من
خالفهم قال يزيد بن هارون وأحد بن حنبل إن ل يكونوا أهل الديث فل أدري من هم
وكذلك قال انم أهل الديث عبدال بن البارك وعلي بن الدين وأحد بن سنان والبخاري
وغيهم وقال ابن الدين ف رواية هم العرب واستدل برواية من روى هم أهل الغرب وفسر
الغرب بالدلو العظيمة لن العرب هم الذين يستقون با قلت ول تعارض بي القولي إذ يتنع أن
تكون الطائفة النصورة ل تعرف الديث ول سنن رسول ال صلى ال عليه وسلم بل ل يكون
منصورا على الق إل من عمل بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم وهم اهل الديث
من العرب وغيهم فإن قيل فلم خصصه بالعرب قيل الراد التمثيل ل الصر أي أن العرب ان
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
استقاموا على العمل بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم فهم الطائفة النصورة حال
استقامتهم قال القرطب وفيه دليل
331على أن الجاع حجة لن المة اذا أجعت فقد دخل فيهم الطائفة النصورة وقال الصنف وفيه
الية العظيمة أنم مع قلتهم ل يضرهم من خذلم ول من خالفهم والبشارة بأن الق ل يزول
بالكلية كما زال فيما مضى بل ل تزال عليه طائفة قوله حت يأت أمر ال الظاهر أن الراد بأمر
ال ما روي من قبض من بقي من الؤمني بالريح الطيبة ووقوع اليات العظام ث ل يبقى إل
شرار الناس كما روى الاكم وأصله ف مسلم عن عبدالرحن بن شاسة أن عبدال ابن عمرو
قال ل تقوم الساعة إل على شرار اللق هم شرار من أهل الاهلية فقال عقبة بن عامر لعبد ال
أعلم ما تقول وأما أنا فسمعت النب صلى ال عليه وسلم يقول ل تزال عصابة من أمت يقاتلون
على أمر ال ظاهرين ل يضرهم من خالفهم حت تأتيهم الساعة على ذلك فقال عبد ال ويبعث
ال ريا ريها السك ومسها مس الرير فل تترك أحدا ف قلبه مثقال حبة من إيان إل قبضته ث
يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة وف صحيح مسلم عن ابن مسعود مرفوعا ل تقوم الساعة
إل على شرار الناس وف صحيحه أيضا ل تقوم الساعة حت ل يقال ف الرض ال ال وذلك
إنا يقع بعد طلوع الشمس من مغربا وخروج الدابة وسائر اليات العظام وقد ثبت أن اليات
العظام مثل السلك إذا انقطع تناثر الرز بسرعة رواه أحد ويؤيده حديث عمران بن حصي
مرفوعا ل تزال طائفة من أمت يقاتلون على الق ظاهرين على من ناوأهم حت يقاتل آخرهم
الدجال رواه أبو داود والاكم وعلى هذا فالراد بقوله ف حديث عقبة وما أشبهه من الحاديث
حت تأتيهم الساعة ساعتهم وهي وقت موتم ببوب الريح ذكره الافظ وهو العتمد وقد
اختلف ف مل هذه الطائفة فقال ابن بطال إنا تكون
332ببيت القدس حت إل أن تقوم الساعة كما روى الطبي من حديث أب امامة قيل يا رسول ال
وأين هم قال ببيت القدس وقال معاذ بن جبل رضي ال عنه هم بالشام وهذا قول اكثر
الشارحي وف كلم الطبي ما يدل على أنه ل يب أن تكون ف الشام أو ف أول بيت القدس
دائما إل أن يقاتلوا الدجال بل قد تكون ف موضع آخر لكن ل تلوا الرض منها حت يأت أمر
ال قلت وهذا هو الق فإنه ليس ف الشام منذ أزمان أحد بذه الصفات بل ليس فيه إل عباد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
القبور وأهل الفسق وأنواع الفواحش والنكرات ويتنع أن يكونوا هم الطائفة النصورة وأيضا
فهم منذ أزمان ل يقاتلون أحدا من أهل الكفر وإنا بأسهم وقتالم بينهم وعلى هذا فقوله ف
الديث هم ببت القدس وقول معاذ هم بالشام الراد أنم يكونون فيه بعض الزمان دون بعض
وكذلك الواقع فدل على ما ذكرنا قوله تبارك وتعال قال ابن القيم البكة نوعان أحدها بركة
وهي فعله تبارك وتعال والفعل منها بارك ويتعدى بنفسه تارة وبأداة على تارة وبأداة ف تارة
والفعول منها مبارك وهو ما جعل كذلك فكان مباركا بعله تعال والنوع الثان بركة تضاف
إليه إضافة الرحة والعزة والفعل منها تبارك ولذا ل يقال لغيه ذلك ول يصلح إل له عز وجل
فهو سبحانه التبارك وعبده ورسوله البارك كما قال السيح عليه السلم جعلن مباركا أينما
كنت فمن بارك ال فيه وعليه فهو البارك وأما صفة تبارك فمختصه به كما أطلقها على نفسه
بقوله تبارك ال رب العالي تبارك
333الذي بيده اللك وهو على كل شيء قدير أفل تراها كيف اطردت ف القرآن جارية عليه متصة
به ل تطلق على غيه وجاءت على بناء السعة والبالغة كتعال وتعاظم ونوه فجاءت تبارك على
بناء تعال الذي هو دال على كمال العلو ونايته فكذلك تبارك دال على كمال بركته وعظمتها
وسعتها وهذا معن قول من قال من السلف تبارك تعاظم وقال ابن عباس جاء بكل بركة وأعلم
أن هذا الديث بملته ما عد من الدلة على الشهادتي فإن كل جلة منه وقعت كما أخب با
صلى ال عليه وسلم باب ما جاء ف السحر ش السحر ف اللغة عبارة عما خفي ولطف سببه
ولذا جاء ف الديث إن من البيان لسحرا وسي السحور سحورا لنه يقع خفيا آخر الليل وقال
تعال سحروا أعي الناس أي اخفوا عنهم علمهم ولا كان السحر من أنواع الشرك إذ ل يأت
السحر بدونه ولذا جاء ف الديث ومن سحر فقد أشرك أدخله الصنف ف كتاب التوحيد
ليبي ذلك تذيرا منه كما ذكر غيه من أنواع الشرك قال أبو ممد القدسي ف الكاف السحر
عزائم ورقى وعقد يؤثر ف القلوب والبدان فيمرض ويقتل ويفرق الرء وزوجته ويأخذ احد
الزوجي عن صاحبه قال ال تعال فيتعلمون منهما ما يفرق بي الرء وزوجه وقال سبحانه
334قل اعوذ برب الفلق إل قوله ومن شر النفاثات ف العقد يعن السواحر اللت يعقدون ف
سحرهن وينفثن ف عقدهن ولول أن للسحر حقيقة ل يأمر بالستعاذة منه وروت عائشة أن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
النب صلى ال عليه وسلم سحر حت انه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله وانه قال لا ذات
يوم أتان ملكان فجلس أحدها عند رأسي والخر عند رجلي فقال ما وجع الرجل قال
مطبوب قال من طبه قال لبيد بن أعصم ف مشط ومشاطة ف جف طلعة ذكر ف بئر ذي اروان
رواه البخاري انتهى وقد زعم قوم من العتزلة وغيهم أن السحر تييل ل حقيقة له هذا ليس
بصحيح على إطلقه بل منه ما هو تييل ومنه ما له حقيقة كما يفهم ما تقدم قال وقول ال
تعال ولقد علموا لن اشتراه ما له ف الخرة من خلق ش أي ولقد علم اليهود الذين استبدلوا
السحر عن متابعة الرسل واليان بال لن اشتراه أي استبدل ما تتلوا الشياطي بكتاب ال
ومتابعة رسله ما له ف الخرة من خلق قال ابن عباس من نصيب قال قتادة وقد علم أهل
الكتاب فيما عهد ال اليهم أن الساحر ل خلق له ف الخرة وقال السن ليس له دين فدلت
الية على تري السحر وهو كذلك بل هو مرم ف جيع أديان الرسل عليهم السلم كما قال
تعال ول يفلح الساحر حيث اتى واستدل با بعضهم على كفر الساحر لعموم قوله لن اشتراه
يدل عليه قوله فيتعلمون منها ما يفرقون به
335بي الرء وزوجه وقد نص أصحاب أحد على أنه يكفر بتعلمه وتعليمه وروى عبدالرزاق عن
صفوان بن سليم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من تعلم شيئا من السحر قليل كان أو
كثيا كان آخر عهده من ال وهذا مرسل واختلفوا هل يكفر الساحر أول فذهب طائفة من
السلف إل أنه يكفر وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحد قال أصحابه إل أن يكون سحره بأدوية
وتدخي وسقي شيء يضر فل يكفر وقيل ل يكفر إل أن يكون ف سحره شرك فيكفر وهذا
قول الشافعي وجاعته قال الشافعي رحه ال إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك فإن
وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إل الكواكب السبعة وأنا تفعل ما
يلتمس منها فهو كافر وإن كان ل يوجب الكفر فإن اعتقد اباحته كفر وعند التحقيق ليس بي
القولي اختلف فإن من ل يكفر لظنه أنه يتأتى بدون الشرك وليس كذلك بل ل يأت السحر
الذي من قبل الشياطي إل بالشرك وعبادة الشيطان والكواكب ولذا ساه ال كفرا ف قوله انا
نن فتنة فل تكفر وقوله وما كفر سليمان ولكن الشياطي كفروا وف حديث مرفوع رواه
رزين الساحر كافر وقال أبو العالية السحر من الكفر وقال ابن عباس ف قوله إنا نن فتنة فل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تكفر وذلك أنما علماه الي والشر والكفر واليان فعرفا أن السحر من الكفر وقال ابن جريج
ف الية ل يترىء على السحر إل الكافر وأما سحر الدوية والتدخي ونوه فليس بسحر وإن
سي سحرا فعلى سبيل الجاز كتسمية القول البليغ والنميمة سحرا ولكنه يكون حراما لضرته
يعزر من يفعله تعزيرا بليغا قال وقوله يؤمنون بالبت والطاغوت
336ش تقدم الكلم عليها ف الباب الذي قبله ووجه إيرادها هنا ظاهر لن السحر من البت كما
قال عمر بن الطاب قال الصنف قال عمر بن الطاب البت السحر والطاغوت الشيطان ش
هذا الثر رواه ابن أب حات وغيه وفيه معرفة البت والطاغوت والفرق بينهما قال وقال جابر
الطواغيت كهان كان ينل عليهم الشيطان ف كل حي واحد هذا ش هذا الثر رواه ابن أب
حات بنحوه مطول عن وهب بن منبه قال سألت جابر بن عبدال عن الطواغيت الت كانوا
يتحاكمون إليها قال إن ف جهينة واحدا وف أسلم واحدا وف هلل واحدا وف كل حي واحدا
وهم كهان تنل عليهم الشياطي قوله قال جابر هو ابن عبدال بن عمرو بن حرام أبو عبدال
النصاري ث السلمي بفتحتي صحاب جليل ابن صحاب جليل مكثر عن النب صلى ال عليه
وسلم مات بالدينة بعد السبعي وقد كف بصره وله أربع وتسعون سنة قوله الطواغيت كهان
إل آخره الراد بذا أن الكهان من الطواغيت ل أنم الطواغيت ل غي وقوله كان ينل عليهم
الشيطان أراد النس ل الشيطان الذي هو ابليس فقط بل تتنل عليهم الشياطي وياطبونم
ويبونم ببعض الغيب ما يسترقونه من السمع فيصدقون مرة ويكذبون مائة قوله ف كل حي
واحد الي واحد الحياء وهم القبائل أي ف كل قبيلة من قبائل العرب كاهن يتحاكمون إليه
ويسألونه عن الغيب وكذلك كان المر قبل مبعث النب صلى ال عليه وسلم فأبطل ال ذلك
بالسلم وحرست السماء
337بالشهب ومطابقة هذا للترجة ظاهر من جهة أن الساحر طاغوت من الطواغيت إذ كان هذا
السم يطلق على الكاهن فالساحر أول لنه أشر وأخبث قال عن أب هريرة ان رسول ال صلى
ال عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الوبقات قالوا يا رسول ال وما هن قال الشرك بال والسحر
وقتل النفس الت حرم ال قتلها إل بالق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتول يوم الزحف
وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات ش هكذا أورد الصنف هذا الديث غر معزو وقد رواه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
البخاري ومسلم قوله اجتنبوا السبع أي ابعدوا وهو أبلغ من ل تفعلوا لن ني القربان أبلغ من
ني الباشرة ذكره الطيب قوله السبع الوبقات بوحدة وقاف أي الهلكات وسيت الكبائر
موبقات لنا تلك فاعلها ف الدنيا با يترتب عليها من العقوبات وف الخرة من العذاب قلت
هكذا ثبت ف هذه الرواية عن السبع الوبقات وكذلك ف كتاب عمرو بن حزم الذي أخرجه
النسائي وابن حبان ف صحيحه والطبان من طريق سليمان بن داود عن الزهري عن أب بكر
بن ممد بن عمرو ابن حزم عن أبيه عن جده قال كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم كتاب
الفرائض والديات والسنن وبعث به مع عمرو بن حزم إل اليمن الديث بطوله وفيه وكان ف
الكتاب وإن اكب الكبائر الشرك فذكر مثل حديث أب هريرة سواء وأخرجه البزار وابن النذر
من طريق عمرو بن أب سلمة بن عبدالرحن عن أبيه عن أب هريرة رفعه الكبائر الشرك بال
وقتل النفس الديث وذكر بدل السحر النتقال إل العرابية بعد الجرة وكذلك ف حديث
عند الطبان وقال عبد الرزاق انبأنا
338معمر عن السن قال الكبائر الشراك بال فذكر مثل الول سواء ال أنه قال اليمي الفاجرة
بدل السحر وف حديث ابن عمر عند البخاري ف الدب الفرد والطبي ف التفسي وعبدالرزاق
مرفوعا وموقوفا قال الكبائر تسع فذكر السبع الذكورة وزاد رد اللاد ف الرم وعقوق
الوالدين واخرج اساعيل القاضي بسند صحيح إل سعيد بن السيب قال هن عشر فذكر السبع
الت ف الصل وزاد عقوق الوالدين واليمي الغموس وشرب المر ولبن أب حات عن علي قال
الكبائر فذكر السبع إل مال اليتيم وزاد العقوق والتعرب بعد الجرة وفراق الماعة ونكث
الصفقة وللطبان عن أب أمامة أنم تذاكروا الكبائر فقالوا الشرك ومال اليتيم والفرار من
الزحف والسحر والعقوق وقول الزور والغلول والربا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فأين
تعلون الذين يشترون بعهد ال وأيانم ثنا قليل وقد جاء ف أحاديث غي ما ذكرنا جلة من
الكبائر منها اليمي الغموس وشهادة الزور والمن من مكر ال والقنوط من رحة ال وسوء
الظن بال والزنا والسرقة وغي ذلك قال الافظ ويتاج عند هذا إل الواب عن الكمة ف
القتصار على سبع وياب بأن مفهوم العدد ليس بجة وهو جواب ضعيف أو بأنه أعلم أول
بالذكورات ث أعلم با زاد فيجب الخذ بالزائد أو أن القتصار وقع بسب القام بالنسبة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
للسائل أو من وقعت له واقعة ونو ذلك وقد أخرج الطبي واساعيل القاضي عن ابن عباس أنه
قيل له الكبائر سبع فقال هن أكثر من سبع وف رواية عنه هي إل السبعي أقرب وف رواية
339ال السبع مئة وإذا تقرر ذلك عن فساد من عرف الكبية بأنا ما وجب فيها الد لن اكثر
الذكورات ل يب فيها الد انتهى وسيأت مزيد لذلك إن شاء ال قوله قال الشرك بال هو أن
يعل ل ندا يدعوه كما يدعو ال ويرجوه كما يرجو ال ويافه كما ياف ال وبدأ به لنه
أعظم ذنب عصي ال به كما ف الصحيحي عن ابن مسعود سألت النب صلى ال عليه وسلم
اي الذنب اعظم عند ال قال ان تعل ل ندا وهو خلقك قوله والسحر تقدم معناه وهذا وجه
إيراد الصنف لذا الديث ف الباب قوله وقتل النفس الت حرم ال أي حرم قتلها إل بالق أي
بفعل موجب للقتل كقتل الشرك الحارب والنفس بالنفس والزان بعد الحصان كما قال تعال
ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب ال عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما
وسواء ف ذلك القتل عمدا أو شبه عمد كما صرح به طائفة من الشافعية بلف قتل الطأ فإنه
ل كبية ول صغية لنه غي معصية قلت ويلتحق بذلك قتل العاهد كما صح ف الديث من
قتل معاهدا ل يرح رائحة النة الديث قوله وأكل الربا أي تناوله بأي وجه كان كما قال
تعال الذين يأكلون الربا ل يقومون إل كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الس إل قوله ومن
عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون قال ابن
340دقيق العيد وهو مرب لسوء الاتة نعوذ بال من ذلك قوله وأكل مال اليتيم يعن التعدي فيه
وعب بالكل لنه أهم وجوه النتفاع كما قال تعال إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنا
يأكلون ف بطونم نارا وسيصلون سعيا قوله والتول يوم الزحف أي الدبار من وجوه الكفار
وقت ازدحام الطائفتي ف القتال وإنا يكون كبية إذا فر إل غي فئة أو غي منحرف لقتال كما
قال تعال يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فل تولوهم الدبار ومن يولم يومئذ
دبره إل متحرفا لقتال أو متحيزا إل فئة فقد باء بغضب من ال ومأواه جهنم وبئس الصي قوله
وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات هو بفتح الصاد الحفوظات من الزنا وبكسرها الافظات
فروجهن منه والراد الرائر العفيفات ول يتص بالتزوجات بل حكم البكر كذلك بالجاع
كما ذكره الافظ إل إن كانت دون تسع سني والراد رميهن بزنا أو لواط والغافلت أي عن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الفواحش وما رمي به ل خب عندهن من ذلك فهو كناية عن البيئات لن الغافل بريء عما
بت به من الزنا والؤمنات أي بال تعال احترازا عن قذف الكافرات فإنه من الصغائر قال وعن
جندب مرفوعا حد الساحر ضربه بالسيف رواه الترمذي وقال الصحيح أنه موقوف ش هذا
الديث رواه الترمذي كما قال الصنف من طريق اساعيل ابن مسلم الكي وقال بعد أن رواه
ل نعرفه مرفوعا إل من هذا الوجه واساعيل بن مسلم الكي يضعف ف الديث من قبل حفظه
واساعيل بن
341مسلم العبدي البصري قال وكيع هو ثقة ويروى عن السن أيضا والصحيح عن جندب
موقوف انتهى ورواه أيضا الدارقطن والبيهقي والاكم وقال صحيح غريب وقال الترمذي ف
العلل سألت عنه ممدا يعن البخاري فقال هذا ل شيء واساعيل ضعيف جدا وقال الذهب ف
الكبائر إنه من قول جندب وأشار مغلطاي إل أنه وإن كان ضعيفا يتقوى بكثرة طرقه وقال
خرجه جع منهم البغوي الكبي والصغي والطبان والبزار ومن ل يصى كثرة قوله عن جندب
ظاهر صنيع الطبان ف الكبي أنه جندب بن عبدال البجلي ل جندب الي الزدي قاتل
الساحر فإنه رواه ف ترجة جندب البجلي من طريق خالد العبد عن السن عن جندب عن النب
صلى ال عليه وسلم وذكره وخالد العبد ضعيف قال الافظ والصواب أنه غيه فقد رواه ابن
قانع والسن بن سفيان من وجهي عن السن عن جندب الي أنه جاء إل ساحر فضربه
بالسيف حت مات وقال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول فذكره وجندب الي هو
جندب بن كعب وقيل جندب بن زهي وقيل ها واحد كما قاله ابن حبان أبو عبد ال الزدي
الغامدي صحاب وروى ابن السكن من حديث بريدة أن النب صلى ال عليه وسلم قال يضرب
ضربة فيكون أمة وحده قوله حد الساحر ضربه بالسيف روى بالاء وبالتاء وكلها صحيح
وبذا الديث أخذ أحد ومالك وأبو حنيفة فقالوا يقتل الساحر وروي ذلك عن عمر وعثمان
وابن عمر وحفصة وجندب بن عبدال وجندب بن كعب وقيس بن سعد وعمر بن عبدالعزيز
ول ير الشافعي عليه القتل بجرد السحر إل إن عمل ف سحره ما يبلغ الكفر وبه قال ابن النذر
وهو رواية
342عن أحد والول أول للحديث ولثر عمر الذي ذكره الصنف وعمل به الناس ف خلفته من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
غي نكي فكان إجاعا قال وف صحيح البخاري عن بالة بن عبدة قال كتب عمر ابن الطاب
أن اقتلوا كل ساحر وساحرة قال فقلنا ثلث سواحر ش هذا الثر رواه البخاري كما ذكره
الصنف لكنه ل يذكر قتل السحرة ولفظه عن بالة بن عبدة قال كنت كاتبا لزء بن معاوية
عم الحنف فأتانا كتاب عمر بن الطاب قبل موته بسنة فرقوا بي كل مرم من الجوس ول
يكن عمر أخذ الزية من الجوس حت شهد عبدالرحن بن عوف أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم أخذها من موسي هجر وعلى هذا فعزو الصنف إل البخاري يتمل أنه أراد أصله ل
لفظه ورواه الترمذي والنسائي متصرا ورواه عبدالرزاق وأحد وأبو داود والبيهقي مطول ورواه
القطيعي ف الزء الثان من فوائده بزيادة فقال حدثنا أبو علي بشر بن موسى السدي ثنا هوذة
بن خليفة ثنا عوف عن عمار مول بن هاشم عن بالة بن عبدة قال كتب إلينا عمر بن الطاب
أن اعرضوا على من كان قبلكم من الجوس أن يدعوا نكاح أمهاتم وبناتم وأخواتم ويأكلوا
جيعا كيما نلحقهم بأهل الكتاب ث اقتلوا كل كاهن وساحر قلت وإسناده حسن قوله عن
بالة هو بفتح الوحدة بعدها جيم ابن عبدة بفتحتي التيمي العنبي بصري ثقة قوله كتب إلينا
عمر بن الطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة إل آخره صريح ف قتل الساحر والساحرة وهو
من حجج المهور القائلي بأنه يقتل وظاهره أنه يقتل من غي استتابة وهو كذلك على الشهور
عن أحد وبه قال مالك إن الصحابة ل يستتيبوهم ولن علم السحر ل يزول بالتوبة
343وعن أحد يستتاب فإن تاب قبلت توبته وخلي سبيله وبه قال الشافعي لن ذنبه ل يزيد على
الشرك والشرك يستتاب وتقبل توبته فكذلك الساحر وعلمه بالسحر ل ينع توبته بدليل ساحر
أهل الكتاب إذا أسلم ولذلك صح إيان سحرة فرعون وتوبتهم قلت الول أصح لظاهر عمل
الصحابة فلو كانت الستتابة واجبه لفعلوها أو بينوها وأما قياسه على الشرك فل يصح لنه
أكثر فسادا وتشبيها من الشرك وكذلك ل يصح قياسه على ساحر أهل الكتاب لن السلم
يب ما قبله وهذا اللف إنا هو ف اسقاط الد عنه بالتوبة أما فيما بينه وبي ال فإن كان
صادقا قبلت توبته قال وصح عن حفصة أنا أمرت بقتل جارية لا سحرتا ش هذا الثر رواه
مالك ف الوطأ عن ممد بن عبدالرحن بن سعد بن زرارة أنه بلغه أن حفصة زوج النب صلى
ال عليه وسلم قتلت جارية لا سحرتا وكانت قد دبرتا فأمرت با فقتلت ورواه عبدالرزاق
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وحفصة هي أم الؤمني بنت عمر بن الطاب تزوجها النب صلى ال عليه وسلم بعد خنيس بن
حذافة سنة ثلث وماتت سنة خس واربعي قال وكذا صح عن جندب ش الراد به هنا قطعا
جندب الي الزدي قاتل الساحر وهو جندب ابن كعب بن عبدال قال أبو حات جندب بن
كعب قاتل الساحر ويقال جندب بن زهي فجعلها واحدا وفرق بينهما ابن الكلب وغيه قال
ابن عبد الب ذكر الزبي أن جندب بن زهي قاتل الساحر والصحيح أنه غيه وأشار الصنف بذا
إل قتله الساحر كما رواه البخاري ف تاريه عن أب عثمان النهدي قال كان عند الوليد رجل
يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه فعجبنا فأعاد رأسه فجاء جندب الزدي فقتله ورواه البيهقي ف
344الدلئل مطول وفيه فقال الناس سبحان ال يي الوتى وراه رجل صال من الهاجرين فنظر إليه
فلما كان من الغد اشتمل على سيفه فذهب يلعب لعبه ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه
وقال إن كان صادقا فليحيي نفسه فأمر به الوليد فسجن وذكر القصة بتمامها ولا طرق كثية
قوله قال أحد عن ثلثة من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ش أحد هو المام أحد بن
ممد بن حنبل وقوله عن ثلثة أي صح قتل الساحر عن ثلثة أوجاء قتل الساحر عن ثلثة من
أصحاب النب صلى ال عليه وسلم يعن عمر وحفصة وجندبا وال اعلم باب بيان شيء من
أنواع السحر لا ذكر الصنف ما جاء ف السحر أراد هنا أن يبي شيئا من أنواعه لكثرة وقوعها
وخفائها على الناس حت اعتقد كثي من الناس أن من صدرت عنه هذه المور فهو من الولياء
وعدوها من كرمات الولياء وآل المر إل أن عبد أصحابا ورجي منهم النفع والضر والفظ
والكلءة والنصر أحياء وأمواتا بل اعتقد كثي ف أناس من هؤلء أن لم التصرف التام الطلق ف
اللك ول بد من ذكر فرقان يفرق به الؤمن بي ول ال وبي عدو ال من ساحر وكاهن
وعائف وزاجر ومتطي ونوهم من قد يري على يده شيء من الوارق فاعلم أنه ليس كل من
جرى على يده شيء من خوارق العادة يب أن يكون وليا ل تعال لن العادة تنخرق بفعل
345الساحر والشعوذ وخب النجم والكاهن بشيء من الغيب ما يبه به الشياطي السترقون للسمع
وفعل الشياطي بأناس من ينتسبون إل دين وصلح ورياضة مالفة للشريعة كأناس من الصوفية
وكرهبان النصارى ونوهم فيطيون بم ف الواء ويشون بم على الاء ويأتون بالطعام
والشراب والدراهم وقد يكون ذلك بعزائم ورقى شيطانية وبيل وأدوية كالذين يدخلون النار
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بجر الطلق ودهن النارنج وقد يكون برؤيا صادقة فيها وما يستدل به على وقوع ما ل يقع
وهذه مشتركة بي ول ال وعدوه وقد يكون ذلك بنوع طية يدها النسان ف نفسه فتوافق
القدر وتقع كما أخب وقد يكون بعلم الرمل والضرب بالصى وقد يكون ذلك استدراجا
والحوال الشيطانية كثية وقد فرق ال بي أوليائه وأعدائه ف كتابه فاعتصم به وحده ل إله إل
هو فإنه ل يضل من اعتصم به ول يشقى قال ال تعال إل إن أولياء ال ل خوف عليهم ول هم
يزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون فذكر تعال أن أولياءه الذين ل خوف عليهم ول هم يزنون
هم الؤمنون التقون ول يشترط ان يري على أيديهم شيء من خوارق العادة فدل أن الشخص
قد يكون وليا ل وإن ل ير على يديه شيء من الوارق إذا كان مؤمنا متقيا وقال تعال قل إن
كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وال غفور رحيم فأولياء ال الحبوبون
عند ال هم التبعون للرسول صلى ال عليه وسلم باطنا وظاهرا ومن كان بلف هذا فليس
بؤمن فضل عن أن يكون وليا ل تعال وإنا أحبهم ال تعال لنم والوه فأحبوا ما يب
وأبغضوا ما يبغض ورضوا با يرضى وسخطوا ما يسخط وأمروا با يأمر ونوا عما ينهى وأعطوا
من يب أن يعطى ومنعوا من
346يب أن ينع وأصل الولية الحبة والقرب وأصل العداوة البغض والبعد وبالملة فأولياء ال هم
أحبابه القربون اليه بالفرائض والنوافل وترك الحارم الوحدون له الذين ل يشركون بال شيئا
وإن ل تر على أيديهم خوارق فإن كانت الوارق دليل على ولية ال فلتكن دليل على ولية
الساحر والكاهن والنجم والتفرس ورهبان اليهود والنصارى وعباد الصنام فإنم يري لم من
الوارق ألوف ولكن هي من قبل الشياطي فإنم يتنلون عليهم لجانستهم لم ف الفعال
والقوال كما قال تعال قل هل أنبئكم على من تنل الشياطي تنل على كل أفاك أثيم وقال
تعال ومن يعش عن ذكر الرحن نقيض له شيطانا فهو له قرين وقد طارت الشياطي ببعض من
ينتسب إل الولية فقال ل إله إل ال فسقط وتد عمدة كثي من الناس ف اعتقادهم الولية ف
شخص أنه قد صدر عنه مكاشفة ف بعض المور أو بعض الوارق للعادة مثل أن يشي إل
شخص فيموت أو يطي ف الواء إل مكة أو غيها أحيانا أو يشي على الاء أو يل ابريقا من
الواء أو يب ف بعض الوقات بشيء من الغيب أو يتفي أحيانا عن أعي الناس أو يب بعض
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الناس با سرق له أو بال غائب أو مريض أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميت
فرآه قد جاء فقضى حاجته أو نو ذلك وليس ف شيء من هذه المور ما يدل على أن صاحبها
مسلم فضل من أن يكون وليا ل بل قد اتفق أولياء ال على أن الرجل لو طار ف الواء ومشى
على الاء ل يغتر به حت ينظر متابعته لرسول ال صلى ال عليه وسلم وموافقته لمره ونيه ومثل
هذه المور قد يكون صاحبها وليا ل وقد يكون عدوا له فإنا قد تكون لكثي من الكفار
والشركي واليهود والنصارى والنافقي وأهل البدع وتكون
347لؤلء من قبل الشياطي أو تكون استدراجا فل يوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه
المور فهو ول ل بل يعرف أولياء ال بصفاتم وأحوالم وأفعالم الت دل عليها الكتاب والسنة
وأكثر هذه المور قد توجد ف أشخاص يكون أحدهم ل يتوضأ ول يصلي الكتوبة ول يتنظف
ول يتطهر الطهارة الشرعية بل يكون ملبسا للنجاسات معاشرا للكلب يأوي إل الزابل
رائحته خبيثة ركابا للفواحش يشي ف السواق كاشفا لعورته غامزا للشرع مستهزئا به وبملته
يأكل العقارب والبائث الت تبها الشياطي كافرا بال ساجدا لغي ال من القبور وغيها يكره
ساع القرآن وينفر منه ويؤثر ساع الغان والشعار ومزامي الشيطان على كلم الرحن فلو
جرى على يدي شخص من الوارق ماذا عساه أن يري فل يكون وليا ل مبوبا عنده حت
يكون متبعا لرسوله صلى ال عليه وسلم باطنا وظاهرا فإن قلت فعلى هذا ما الفرق بي الكرامة
وبي الستدراج والحوال الشيطانية قيل إن علمت ما ذكرنا عرفت الفرق لنه إذا كان
الشخص مالفا للشرع فما يري له من هذه المور ليس بكرامة بل هي إما استدراج وإما من
عمل الشياطي ويكون سببها هو ارتكاب ما نى ال عنه ورسوله صلى ال عليه وسلم فإن
العاصي ل تكون سببا لكرامة ال ول يستعان بالكرامات عليها فإذا كانت ل تصل بالصلة
والذكر وقراءة القرآن والدعاء بل تصل با تبه الشياطي كالستغاثة بغي ال أو كانت ما
يستعان با على ظلم اللق وفعل الفواحش فهي من الحوال الشيطانية ل من الكرامات
الرحانية وكلما كان النسان أبعد عن الكتاب والسنة كانت الوارق الشيطانية له اقوى وأكثر
من غيه فإن الن الذي يقترنون بالنس
348من جنسهم فإن كان كافرا ووافقهم على ما يتارونه من الكفر والفسوق والضلل والقسام
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عليهم بأساء من يعظمونه وللسجود لم وكتابة اساء ال أو بعض كلمه بالنجاسة فعلوا معه
كثيا ما يشتهيه بسبب ما برطلهم به من الكفر وقد يأتونه با يهواه من امرأة وصب بلف
الكرامة فإنا ل تصل إل بعبادة ال والتقرب إليه ودعائه وحده ل شريك له والتمسك بكتابه
واجتناب الحرمات فما يري من هذا الضرب فهو كرامة وقد اتفق على هذا الفرق جيع
العلماء وبالملة فإن عرفت السباب الت با تنال ولية ال عرفت أهلها وعرفت أنم أهل
الكرامة وإن كنت من يسمع بالولياء وهو ل يعرف الولية ول اسبابا ول أهلها بل ييل مع
كل ناعق وساحر وما تغن اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون ولشيخ السلم كتاب الفرقان بي
اولياء الرحن وأولياء الشيطان فراجعه فإنه أتى فيه بالق البي قال رحه ال قال أحد حدثنا
ممد بن جعفر ثنا عوف ثنا حبان بن العلء وثنا قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سع النب صلى ال
عليه وسلم قال إن العيافة والطرق والطية من البت قال العوف العيافة زجر الطي والطرق
الط يط ف الرض والبت قال السن رنة الشيطان إسناده جيد ولب داود والنسائي وابن
حبان ف صحيحه السند منه ش قوله قال احد هو المام أحد بن ممد بن حنبل وممد بن
جعفر هو الشهور بغندر الذل البصري ثقة مشهور ثبت ف شعبة حت فضله علي بن الدين فيه
على عبدالرحن بن مهدي بل أقر له ابن مهدي بذلك مات سنة ست ومائتي وعوف هو ابن
أب جيلة بفتح اليم العبدي
349البصري العروف بعوف العراب ثقة مات سنة ست أو سبع وأربعي ومائة وله ست وثانون
سنة وحبان بن العلء هو بالتحية ويقال حيان بن مارق ابو العلء البصري مقبول وقطن
بفتحتي أبو سهلة البصري صدوق قوله عن أبيه هو قبيصة بفتح أوله وكسر الوحدة ابن
الخارق بضم اليم وتفيف العجمة أبو عبدال اللل صحاب نزل البصرة قوله إن العيافة
والطرق والطية من البت قال عوف العيافة زجر الطي هذا التفسي ذكره غي واحد كما قال
عوف وهو كذلك قال أبو السعادات العيافة زجر الطي والتفاؤل بأسائها وأصواتا ومرها وهو
من عادة العرب كثيا وهو كثي ف أشعارهم يقال عاف يعيف عيفا إذا زجر وحدس وظن قوله
والطرق الط يط ف الرض هكذا فسره عوف وهو تفسي صحيح وقال أبو السعادات هو
الضرب بالصى الذي يفعله النساء قلت وايا ما كان فهو من البت وأما الطية فسيأت الكلم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عليها ف بابا إن شاء ال تعال قوله من البت أي من أعمال السحر قال القاضي والبت ف
الصل الفشل الذي ل خي فيه ث استعي لا يعبد من دون ال وللساحر والسحر وقال الطيب من
فيه إما ابتدائية أو تبعيضية فعلى الول العن الطية ناشئة من الساحر وعلى الثان العن الطية
من جلة السحر والكهانة أو من جلة عبادة غي ال أي الشرك يؤيده قوله ف الديث الت
الطية شرك انتهى وف الديث دليل على تري التنجيم لنه إذا كان الظ ونوه الذي هو من
فروع النجامة من البت فكيف بالنجامة قوله قال السن رنة الشيطان ل أجد فيه كلما
350قوله ولب داود والنسائي وابن حبان ف صحيحه السند منه يعن أن هؤلء رووا الديث
واقتصروا على الرفوع منه ول يذكروا التفسي الذي فسره به عوف وقد رواه أبو داود ف
التفسي الذكرو بدون كلم السن والنسائي هوالمام الافظ أحد بن شعيب بن علي بن سنان
بن بر بن دينار أبو عبدالرحن صاحب السنن وغيها من الصنفات روى عن ممد بن الثن
وابن بشار وقتيبة بن سعيد وخلق وكان اليه النتهى ف الفظ والعلم لعلل الديث مات سنة
ثلث وثلث مئة وله ثان وثانون سنة قال وعن ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد رواه ابو داود بإسناد
صحيح ش هذا الديث رواه أبو داود كما قال الصنف باسناد صحيح وكذا صححه النووي
والذهب ورواه أحد وابن ماجه قوله من اقتبس قال أبو السعادات قبست العلم واقتبسته إذا
تعلمته انتهى وعلى هذا فالعن من تعلم قوله شعبة أي طائفة وقطعة من النجوم والشعبة الطائفة
من الشيء والقطعة منه ومنه الديث الياء شعبة من اليان أي جزء منه قوله فقد اقتبس شعبة
من السحر أي العلوم تريه قال شيخ السلم فقد صرح رسول ال صلى ال عليه وسلم بأن
علم النجوم من السحر وقد قال ال تعال ول يفلح الساحر حيث أتى وهكذا الواقع فإن
الستقراء يدل على أن أهل النجوم ل يفلحون ف الدنيا ول ف الخرة قوله زاد ما زاد يعن
كلما زاد من علم النجوم زاد له من الث مثل إث
351الساحر أو زاد اقتباس شعب السحر ما زاد اقتباس علم النجوم قلت والقولن متلزمان لن
زيادة الث فرع عن زيادة السحر وذلك لنه تكم على الغيب الذي استأثر ال بعلمه فعلم أن
تأثي النجوم باطل مرم وكذا العمل بقتضاه كالتقرب إليها بتقريب القرابي لا كفر قاله ابن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
رجب قال وللنسائي من حديث أب هريرة من عقد عقدة ث نفث فيها فقد سحر ومن سحر
فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه ش هذا الديث ذكره الصنف من حديث أب هريرة وعزاه
للنسائي ول يبي هل هو موقوف أو مرفوع وقد رواه النسائي مرفوعا وذكر الصنف عن الذهب
أنه قال ل يصح وحسنه ابن مفلح قوله من عقد عقدة ث نفث فيها فقد سحر اعلم أن السحرة
إذا أرادوا عمل السحر عقدوا اليوط ونفثوا على كل عقدة حت ينعقد ما يريدونه من السحر
ولذا أمر ال بالستعاذة من شرهم ف قوله ومن شر النفاثات ف العقد يعن السواحر اللت
يفعلن ذلك والنفث هو النفخ مع ريق وهو دون التفل وهو مرتبة بينهما والنفث فعل الساحر
فإذا تكيفت نفسه بالبث والشر الذي يريده بالسحور ويستعي عليه بالرواح البيثة نفخ ف
تلك العقد نفخا معه ريق فيخرج من نفسه البيثة نفس ماذج للشر والذى مقترن بالريق
المازج لذلك وقد تساعد هو والروح الشيطانية على أذى السحور فيصيبه السحر بإذن ال
الكون الشرعي ل الذن القدري قاله ابن القيم قوله ومن سحر فقد أشرك نص ف أن الساحر
مشرك إذ ل يتأتى السحر بدون الشرك كما حكاه الافظ عن بعضهم
352قوله ومن تعلق شيئا وكل اليه أي من تعلق قلبه شيئا بيث يتوكل عليه ويرجوه وكله ال إل
ذلك الشيء فإن تعلق العبد على ربه واله وسيده وموله رب كل شيء ومليكه وكله اليه
فكفاه ووقاه وحفظه وتوله ونعم الول ونعم النصي كما قال تعال أليس ال بكاف عبده ومن
تعلق على السحر والشياطي وكله ال اليهم فأهلكوه ف الدنيا والخرة وبالملة فمن توكل
على غي ال كائنا من كان وكل اليه وأتاه الشر ف الدنيا والخرة من جهته مقابلة له بنقيض
قصده وهذه سنة ال ف عباده الت ل تبدل وعادته الت ل تول أن من اطمأن إل غيه أو وثق
بسواه أو ركن إل ملوق يدبره أجرى ال تعال له بسببه أو من جهته خلف ما علق به أماله
وهذا أمر معلوم بالنص والعيان ومن تأمل ذلك ف أحوال اللق بعي البصية النافذة رأى ذلك
عيانا وفائدة هذه الملة بعد ما قبلها الشارة إل أن الساحر متعلق على غي ال فإنه متعلق على
الشياطي قال وعن ابن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أل هل أنبئكم ما العضه
هي النميمة القالة بي الناس رواه مسلم ش قوله هل أنبئكم أي أخبكم قوله ما العضه هو بفتح
العي الهملة وسكون العجمة قال أبو السعادات هكذا تروى ف كتب الديث والذي جاء ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كتب الغريب أل أنبئكم ما العضة بكسر العي وفتح الضاد وف حديث آخر اياكم والعضة قال
الزمشري أصلها العضهة فعلة من العضه وهو البهت فحذفت لمه كما حذفت من السنة
والشفة وتمع على عضي ث فسره بقوله هي النميمة القالة بي الناس وعلى هذا فاطلق عليها
العضة لنا ل تنفك عن الكذب والبهتان غالبا ذكره
353القرطب قلت ظاهر ايراد الصنف لذا الديث هنا يدل على أن معن العضه عنده هنا هو السحر
ويدل على ذلك حديث كادت النميمة أن تكون سحرا رواه ابن لل ف مكارم الخلق بإسناد
ضعيف وذكر ابن عبد الب عن يي بن أب كثي قال يفسد النمام والكذاب ف ساعة مال يفسد
الساحر ف يسنة وقال ابو الطاب ف عيون السائل ومن السحر السعي بالنميمة والفساد بي
الناس قال ف الفروع ووجهه أنه يقصد الذى بكلمه وعلمه على وجه الكر واليلة أشبه
السحر ولذا يعلم بالعرف والعادة أنه يؤثر وينتج ما يعمله الساحر أو أكثر فيعطى حكمه تسوية
بي التماثلي أو التقاربي لكنه يقال الساحر إنا كفر لوصف السحر وهو امر خاص ودليله
خاص وهذا ليس بساحر وإنا يؤثر عمله ما يؤثره فيعطى حكمه إل فيما اختص به من الكفر
وعدم قبول التوبة انتهى ملخصا وبه يظهر مطابقة الديث للترجة والديث دليل على تري
النميمة وهو كذلك بالجاع وقد قال أبو ممد بن حزم اتفقوا على تري الغيبة والنميمة ف غي
النصيحة الواجبة وفيه دليل على أنا من الكبائر وقوله القالة بي الناس قال أبو السعادات أي
كثرة القول وايقاع الصومة بي الناس با يكى للبعض عن البعض ومنه الديث ففشت القالة
بي الناس قال ولما عن ابن عمر أن رسول ال صلىال عليه وسلم قال إن من البيان لسحرا
ش البيان البلغة والفصاحة قال صعصعة بن صوحان صدق نب ال أما قوله إن من البيان لسحر
فالرجل يكون عليه الق وهو الن الجج من صاحب الق فيسحر القوم ببيانه فيذهب بالق
وقال ابن عبد الب
354تأولته طائفة على الذم لن السحر مذموم وذهب أكثر أهل العلم وجاعة أهل الدب إل أنه
على الدح لن ال تعال مدح البيان قال وقد قال عمر بن عبدالعزيز لرجل سأله عن حاجة
فأحسن السألة فأعجبه قوله فقال هذا وال السحر اللل قلت الول أصح وهو أنه خرج مرج
الذم لبعض البيان ل كله وهو الذي فيه تصويب الباطل وتسينه حت يتوهم السامع انه حق أو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يكون فيه بلغة زائدة عن الد أو قوة ف الصومة حت يسحر القوم ببيانه فيذهب بالق ونو
ذلك فسماه سحرا لنه يستميل القلوب كالسحر ولذا قال صلى ال عليه وسلم لا جاءه
رجلن من الشرق فخطبا فعجب الناس لبيانما فقال رسول ال صلى ال عيله وسلم إن من
البيان لسحرا كما رواه مالك والبخاري وغيهم وأما جنس البيان فمحمود بلف الشعر
فجنسه مذموم إل ما كان حكما ولكن ل يمد البيان إل إذا ل يرج إل حد السهاب
والطناب أو تصوير الباطل ف صورة الق فإذا خرج إل هذا الد فهو مذموم وعلى هذا تدل
الحاديث كقوله صلى ال عليه وسلم إن ال يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما
تتخلل البقرة بلسانا رواه أحد وأبو داود وقوله لقد رأيت أو لقد أمرت أن أتوز ف القول فإن
الواز هو خي رواه أبو داود باب ما جاء ف الكهان ونوهم اعلم ان الكهان الذين يأخذون
عن مسترقي السمع موجودون إل اليوم لكنهم قليل بالنسبة لا كانوا عليه ف الاهلية لن ال
تعال حرس
355السماء بالشهب ول يبق من استراقهم إل ما يطفه العلى فيلقيه ال السفل قبل أن يصيبه
الشهاب وأما ما يب به الن مواليه من النس با غاب عن غيه ما ل يطلع عليه النسان غالبا
فكثي جدا ف أناس ينتسبون ال الولية والكشف وهم من الكهان إخوان الشياطي ل من
الولياء ولا ذكر الصنف شيئا ما يتعلق بالسحر ذكر ما جاء ف الكهان ونوهم كالعراف
لشابة هؤلء للسحرة والكهانة ادعاء علم الغيب كالخبار با سيقع ف الرض مع الستناد إل
سبب والصل فيه استراق الن السمع من كلم اللئكة فتلقيه ف اذن الكاهن والكاهن لفظ
يطلق على العراف والذي يضرب الصى والنجم وقال ف الحكم الكاهن القاضي بالغيب وقال
الطاب الكهان فيما علم بشهادة المتحان قوم لم أذهان حادة ونفوس شريرة وطبائع نارية
فهم يفزعون إل الن ف أمورهم ويستفتونم ف الوادث فيلقون اليهم الكلمات قال وروى
مسلم ف صحيحه عن بعض أزواج النب صلى ال عليه وسلم عن النب صلى ال عليه وسلم قال
من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه ل تقبل له صلة أربعي يوما ش هذا الديث رواه مسلم
كما قال الصنف ولفظه حدثنا ممد بن الثن العني ثنا يي بن سعيد عن عبيد ال ف نسخة
عبدال عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النب صلى ال عليه وسلم عن النب صلى ال عليه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وسلم قال من أتى عرافا فسأله عن شيء ل تقبل له صلة اربعي يوما وليلة هكذا رواه وليس
فيه فصدقه قوله عن بعض أزواج النب صلى ال عليه وسلم هي حفصة على ما ذكره أبو مسعود
الدمشقي لنه ذكر هذا الديث ف الطراف ف مسندها وكذلك ساه بعض الرواة
356قوله من اتى عرافا فسأله عن شيء العراف سيأت بيانه وهو من أنواع الكهان وظاهر الديث
أن هذا الوعيد مرتب على ميئه وسؤاله سواء صدقه أو شك ف خبه لن اتيان الكهان منهي
عنه كما ف حديث معاوية ابن الكم السلمي قلت يا رسول ال إن منا رجال يأتون الكهان
قال فل تأتم رواه مسلم ولنه إذا شك ف خبه فقد شك ف أنه ل يعلم الغيب وذلك موجب
للوعيد بل يب عليه أن يقطع ويعتقد أنه ل يعلم الغيب إل ال قوله ل تقبل له صلة أربعي
يوما إذا كانت هذه حال السائل فكيف بالسؤول قال النووي وغيه معناه أنه ل ثواب له فيها
وان كانت مزئة ف سقوط الفرض عنه ول يتاج معها إل اعادة ونظي هذه الصلة ف ارض
مغصوبة مزئة مسقطة للقضاء لكن ل ثواب له فيها قاله جهور أصحابنا قالوا فصلة الفرض إذا
أتى با على وجهها الكامل ترتب عليها شيئان سقوط الفرض وحصول الثواب فإذا أداها ف
أرض مغصوبه حصل له الول دون الثان ول بد من هذا التأويل ف هذا الديث فإن العلماء
متفقون على أنه ل يلزم من أتى العراف إعادة صلة أربعي ليلة فوجب تأويله هذا كلمه وهو
مبن على اللزمة بي الجراء وعدم العادة والصواب أن عدم العادة ل يستلزم الجزاء لكن
الصلة ف الرض الغصوبة ف أجزائها نزاع والشهور من مذهب أحد أنا ل تزىء وتب
إعادتا وف الديث النهي عن إتيان الكاهن ونوه قال القرطب يب على من قدر على ذلك من
متسب وغيه أن يقيم على من يتعاطى شيئا من ذلك من التعزيرات وينكر عليهم أشد النكي
وعلى من ييء إليهم ول يغتر بصدقهم ف بعض المور ول بكثرة من ييء إليهم من ينسب
إل العلم فإنم غي راسخي ف العلم بل من الهال با ف اتيانم من الحذور قال وعن أب
هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال من أتى كاهنا فصدقه
357با يقول فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم رواه أبو داود ش هذا الديث رواه
أبو داود ولفظه حدثنا موسى ابن اساعيل ثنا حاد ح وحدثنا مسدد ثنا يي عن حاد بن سلمة
عن حكيم الثرم عن أب تيمة عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من أتى
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كاهنا قال موسى ف حديثه فصدقه با يقول أو أتى امرأة قال مسدد امرأته حائضا أو أتى أمرأة
قال مسدد يعن امرأته ف دبرها فقد برىء ما أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم ورواه
الترمذي والنسائي وابن ماجه بنحوه وقال الترمذي ل نعرفه إل من حديث الثرم وضعف ممد
هذا الديث من جهة إسناده وقال البغوي سنده ضعيف وقال الذهب ليس إسناده بالقائم قلت
أطال أبو الفتح اليعمري ف بيان ضعفه وادعى أن متنه منكر وأخطأ ف إطلق ذلك فإن إتيان
الكاهن له شواهد صحيحة منها ما ذكره الصنف بعده وكذلك إتيان الرأة ف الدبر له شواهد
منها ما رواه عبد بن حيد بإسناد صحيح عن طاووس أن رجل سأل ابن عباس عن إتيان الرأة
ف دبرها فقال تسألن عن الكفر ومنها ما رواه الترمذي والنسائي وابن حبان ف صحيحه
وصححه ابن حزم عن ابن عباس مرفوعا ل ينظر ال إل رجل أتى رجل أو امرأة ف الدبر
والحاديث ف ذلك كثية وغاية ما ينكر من متنه ذكر إتيان الائض وال أعلم قال وللربعة
والاكم وقال صحيح على شرطهما عن من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با
أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم ش هكذا بيض الصنف اسم الراوي وقد رواه أحد
والبيهقي والاكم عن أب هريرة مرفوعا ولفظ أحد
358حدثنا يي بن سعيد عن عوف عن خلس عن أب هريرة والسن عن النب صلى ال عليه وسلم
فذكره وهذا اسناد صحيح على شرط البخاري فقد روى عن عوف عن خلس عن أب هريرة
حديث أن موسى كان رجل حييا الديث قال العراقي ف أماليه حديث صحيح وقال الذهب
اسناده قوي وعلى هذا فعزو الصنف إل الربعة ليس كذلك فإنه ل يروه أحد منهم واظنه تبع
ف ذلك الافظ فإنه عزاه ف الفتح إل أصحاب السنن والاكم فوهم ولعله أراد الذي قبله قوله
من أتى كاهنا ال آخره قال بعضهم ل تعارض بي هذا الب وبي حديث من أتى عرافا فسأله
عن شيء ل تقبل له صلة أربعي ليلة إذ الغرض ف هذا الديث أنه سأله معتقدا صدقه وأنه
يعلم الغيب فإنه يكفر فإن اعتقد أن الن تلقي اليه ما سعته من اللئكة أو أنه بإلام فصدقه من
هذه الهة ل يكفر كذا قال وفيه نظر وظاهر الديث أنه يكفر مت اعتقد صدقه بأي وجه كان
لعتقاده أنه يعلم الغيب وسواء كان ذلك من قبل الشياطي أو من قبل اللام ل سيما وغالب
الكهان ف وقت النبوة إنا كانوا يأخذون عن الشياطي وف حديث رواه الطبان عن واثلة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
مرفوعا من أتى كاهنا فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة أربعي ليلة فإن صدقه با قال كفر قال
النذري ضعيف فهذا لو ثبت نص ف السألة لكن ما تقدم من الحاديث يشهد له فإن الديث
الذي فيه الوعيد بعدم قبول الصلة أربعي ليلة ليس فيه ذكر تصديقه والحاديث الت فيها
اطلق الكفر مقيدة بتصديقه قوله فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم قال الطيب
الراد بالنل الكتاب والسنة أي من ارتكب الناة فقد برىء من دين ممد صلى ال عليه وسلم
وما أنزل عليه انتهى وهل الكفر ف هذا الوضع كفر دون كفر أو يب التوقف
359فل يقال ينقل عن اللة ذكروا فيها روايتي عن أحد وقيل هذا على التشديد والتأكيد أي قارب
الكفر والراد كفر النعمة وهذان القولن باطلن قال ولب يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله
موقوفا ش أبو يعلى اسه أحد بن علي بن الثن الوصلي المام صاحب التصانيف ك السند
وغيه روى عن يي بن معي واب خيثمة وأب بكر بن أب شيبة وخلق وكان من الئمة الفاظ
مات سنة سبع وثلثائة وهذا الثر رواه البزار أيضا واسناده على شرط مسلم ولفظه من أتى
كاهنا أو ساحرا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم وفيه دليل
على كفر الكاهن والساحر والصدق لما لنما يدعيان علم الغيب وذلك كفر والصدق لما
يعقتد ذلك ويرضى به وذلك كفر أيضا قال وعن عمران بن الصي مرفوعا ليس منا من تطي
أو تطي له أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهنا فصدقه با يقول فقد كفر با أنزل
على ممد صلى ال عليه وسلم رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبان باسناد حسن من حديث
ابن عباس دون قوله ومن أتى ال آخره ش هذا الديث رواه الطبان كما قال الصنف ف
الوسط قال لنذري اسناد الطبان حسن واسناد البزار جيد قوله ليس منا أي ليس يفعل ذلك
من هو من أشياعنا العاملي باتباعنا القتفي لشرعنا قوله من تطي أي فعل الطية أو تطي له اي
امر من يتطي له كذلك معن تكهن او تكهن له أو سحر له قوله رواه البزار اسه أحد بن عمرو
بن عبدالالق أبو بكر البزار
360البصري صاحب السند الكبي الذي عزا اليه الصنف روى عن ابن بشار وابن الثن وخلق قال
الدارقطن ثقة يطىء ويتكل على حفظه مات سنة اثني وتسعي ومائتي قوله قال البغوي
العراف الذي يدعي معرفة المور بقد مات يستدل با على السروق ومكان الضالة ونو ذلك
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يب عن الغيبات ف الستقبل وقيل الذي يب عما ف
الضمي وقال أبو العباس ابن تيمية العراف اسم للكاهن والنجم والرمال ونوهم من يتكلم ف
معرفة المور بذه الطرق ش البغوي بفتحتي اسه السي بن مسعود بن الفراء العروف بحيي
السنة الشافعي صاحب التصانيف وعال أهل خراسان وكان ثقة فقيها زاهدا مات ف شوال سنة
ست عشرة وخسمائة قوله العراف الذي يدعي معرفة المور ال آخره هذا تفسي حسن
وظاهره يقتضي أن العراف هو الذي يب عن الواقع كالسروق والضالة وأحسن منه كلم شيخ
السلم أن العراف اسم للكاهن والنجم والرمال ونوهم كالازر الذي يدعي علم الغيب أو
يدعي الكشف وقال أيضا والنجم يدخل ف اسم العراف وعند بعضهم هو ف معناه وقال أيضا
والنجم يدخل ف اسم الكاهن عند الطاب وغيه من العلماء وحكى ذلك عن العرب وعند
آخرين من جنس الكاهن وأسوء حال منه فيلحق به من جهة العن وقال المام أحد العراف
طرف من السحر والساحر أخبث وقال ابو السعادات العراف النجم والازر الذي يدعي علم
الغيب وقد استأثر ال تعال به وقال ابن القيم من اشتهر باحسان الزجر عندهم سوه عائفا
وعرافا والقصود من هذا معرفة أن من يدعي علم شيء من الغيبات فهو إما داخل ف اسم
الكاهن وإما مشارك له ف العن فيلحق به
361وذلك أن إصابة الخب ببعض المور الغائبة ف بعض الحيان يكون بالكشف ومنه ما هو من
الشياطي ويكون بالفأل والزجر والطي والضرب بالصى والط ف الرض والتنجيم والكهانة
السحر ونو هذا من علوم الاهلية ونعن بالاهلية كل من ليس من اتباع الرسل كالفلسفة
والكهان النجمي وجاهلية العرب الذين كانوا قبل مبعث النب صلى ال عليه وسلم فان هذه
علوم قوم ليس لم علم با جاءت به الرسل عليهم السلم وكل هذه المور يسمى صاحبها
كاهنا وعرافا أو ف معناها فمن أتاهم فصدقهم با يقولون لقه الوعيد وقد ورث هذه العلوم
عنهم أقوام فادعوا با علم الغيب الذي استأثر ال تعال بعلمه وادعوا أنم أولياء وأن ذلك
كرامة ول ريب أن من ادعى الولية واستدل عليها بإخباره ببعض الغيبات فهو من أولياء
الشيطان ل من أولياء الرحن إذ الكرامة أمر يريه ال على يد عبده الؤمن التقي إما بدعاء أو
أعمال صالة ل صنع للول فيها ول قدرة له عليها بلف من يدعي أنه ول ل ويقول للناس
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أعلموا إن أعلم الغيبات فإن مثل هذه المور قد تصل با ذكرنا من السباب وإن كانت
أسبابا مرمة كاذبة ف الغالب ولذا قال صلى ال عليه وسلم ف وصف الكهان فيكذبون معها
مائة كذبة فبي أنم يصدقون مرة ويكذبون مائة وهكذا حال من سلك سبيل الكهان من يدعي
الولية والعلم با ف ضمائر الناس مع أن نفس دعواه دليل على كذبه لن ف دعواه الولية
تزكية النفس النهي عنها بقوله فل تزكوا أنفسكم وليس هذا من شأن الولياء بل شأنم الزراء
على نفوسهم وعيبهم لا وخوفهم من ربم فكيف يأتون الناس يقولون اعرفوا أنا أولياء وأنا
نعلم الغيب وف
362ضمن ذلك طلب النلة ف قلوب اللق واقتناص الدنيا بذه المور وحسبك بال الصحابة
والتابعي وهم سادات الولياء أفكان عندهم من هذه الدعاوى والشطحات شيء ل وال بل
كان أحدهم ل يلك نفسه من البكاء إذا قرأ القرآن كالصديق وكان عمر يسمع نشيجه من
وراء الصفوف يبكي ف صلته وكان ير بالية ف ورده بالليل فيمرض منها ليال يعودونه الناس
وكان تيم الداري يتقلب ف فراشه ل يستطيع النوم إل قليل خوفا من النار ت يقوم ال صلته
ويكفيك ف صفات الولياء ما ذكر ال تعال من صفاتم ف سورة الرعد والؤمني والفرقان
والذاريات والطور فالتصفون بتلك الصفات هم الولياء الصفياء ل أهل الدعوى والكذب
ومنازعة رب العالي فيما اختص من الكبياء والعظمة وعلم الغيب بل مرد دعواه علم الغيب
كفر فكيف يكون الدعي لذلك وليا ل ولقد عظم الضرر واشتد الطب بؤلء الفترين الذين
ورثوا هذه العلوم عن الشركي ولبسوا با على خفافيش البصائر نسأل ال السلمة والعافية ف
الدنيا والخرة فإن قلت كيف يكون علم الط من الكهانة وقد روى أحد ومسلم عن معاوية
بن الكم أنه قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم ومنا رجال يطون فقال كان نب من النبياء
يط فمن وافق خطه فذاك قلت قال النووي معناه أن من وافق خطه فهو مباح له لكن ل طريق
لنا إل العلم باليقي بالوافقة فل يباح والقصد أنه ل يباح ال بيقي الوافقة وليس لنا يقي وقال
غيه الراد به النهي عنه والزجر عن تعاطيه لن خط ذلك النب كان معجزة وعلما لنبوته وقد
انقطعت نبوته ول يقل فذلك الط حرام دفعا لتوهم ان خط ذلك النب حرام قلت ويتمل أن
العن أن سبب إصابة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
363صاحب الط هو موافقته لط ذلك النب فمن وافق خطه أصاب وإذا كان كذلك وكانت
الصابة نادرة بالنسبة ال الط ول طريق ال اليقي بالوافقة صار ذلك بالنسبة إل من يتعاطاه
من أنواع الكهانة لشاركته لا ف العن اذا علمت ذلك فاعلم أن مذهب المام أحد أن حكم
الكاهن والعراف الستتابة فإن تابا وإل قتل ذكره غي واحد من الصحاب فأما العزم الذي
يعزم على الصروع ويزعم أنه يمع الن وأنا تطيعه والذي يل السحر فقال ف الكاف ذكرها
أصحابنا ف السحرة الذين ذكرنا حكمهم وقد توقف أحد لا سئل عن الرجل يل السحر فقال
قد رخص فيه بعض الناس قيل إنه يعل ف الطنجي ماء ويغيب فيه فنفض يده وقال ما أدري ما
هذا قيل له فترى أن يؤتى مثل هذا يل قال ما أدري ما هذا قال وهذا يدل على أنه ل يكفر
صاحبه ول يقتل قلت إن كان ذلك ل يصل إل بالشرك والتقرب إل الن فإنه يكفر ويقتل
ونص أحد ل يدل على أنه ل يكفر فإنه قد يقول مثل هذا ف الرام البي قوله وقال ابن عباس
ف قوم يكتبون أبا جاد وينظرون ف النحوم ما أرى من فعل ذلك له عند ال من خلق ش هذا
الثر ذكره الصنف عن ابن عباس ول يعزه وقد رواه الطبان عن ابن عباس مرفوعا وإسناده
ضعيف ولفظه رب معلم حروف أب جاد دارس ف النجوم ليس له عند ال من خلق يوم
القيامة ورواه أيضا حيد بن زنويه عنه بلفظ رب ناظر ف النجوم ومتعلم حروف أب جاد ليس
له عند ال خلق قوله ما أرى يوز فتح المزة من أرى بعن ل أعلم له عند ال من خلق أي
من نصيب ويوز ضمها بعن ل أظن ذلك لشتغاله با فيه من
364اقتحام الطر والهالة وادعاء علم الغيب الذي استأثر ال به وكتابه أب جاد وتعلمها لن يدعي
با معرفة علم الغيب هو الذي يسمى علم الروف ولبعض البتدعة فيه مصنف فأما تعليمها
للتهجي وحساب المل فل بأس بذلك قوله وينظرون ف النجوم هذا ممول على علم التأشي
ل التسيي كما سيجيء ف باب التنجيم وفيه عدم الغترار با يؤتاه أهل الباطل من معارفهم
وعلومهم كما قال تعال فلما جاءتم رسلهم بالبينات فرحوا با عندهم من العلم وحاق بم ما
كانوا به يستهزئون باب ما جاء ف النشرة لا ذكر الصنف حكم السحرة والكهانة ذكر ما جاء
ف النشرة لنا قد تكون من قبل الشياطي والسحرة فتكون مضادة للتوحيد وقد تكون مباحة
كما سيأت تفصيله قال أبو السعادات النشرة ضرب من العلج والرقية يعال به من كان يظن أن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
به مسا من الن سيت نشرة لنه ينشر با عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال وقال
السن النشرة من السحر وقد نشرت عنه تنشيا ومنه الديث فلعل طبا أصابه ث نشره ب قل
أعوذ برب الناس أي رقاه وقال غيه ونشرة أيضا إذا كتب له النشرة وهي كالتعويذ والرقية
365وقال ابن الوزي النشرة حل السحر عن السحور ول يكاد يقدر عليه إل من يعرف السحر
قال عن جابر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان
رواه أحد بسند جيد وأبو داود قال سئل أحد عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله ش هذا
الديث رواه أحد ورواه عنه أبو داود ف سننه والفضل بن زياد ف كتاب السائل عن
عبدالرزاق عن عقيل بن معقل بن منبه عن عمه وهب بن منبه عن جابر فذكره قال ابن مفلح
إسناد جيد وحسن الافظ إسناده ورواه ابن أب شيبة وابو داود ف الراسبل عن السن رفعه
النشرة من عمل الشيطان قوله سئل عن النشرة اللف واللم ف النشرة للعهد أي النشرة
العهودة الت كان أهل الاهلية يصنعونا هي من عمل الشيطان ل النشرة بالرقي والتعوذات
الشرعية والدوية الباحة فإن ذلك جائز كما قرره ابن القيم فيما سيأت قوله وقال سئل أحد
عنها فقال ابن مسعود يكره هذا كله مراد أحد وال أعلم أن ابن مسعود يكره النشرة الت من
عمل الشيطان والنشرة الت بكتابة وتعليق كالتمائم فإن ابن مسعود كان يكره التمائم كلها من
القرآن وغي القرآن أما النشرة بالتعويذ والرقي بأساء ال وكلمه من غي تعليق فل أعلم أحدا
كرهه وكذلك ما رواه ابن أب شيبة عن ابراهيم كانوا يكرهون التمائم والرقى والنشر ممول
على ما ذكرنا قال وف البخاري عن قتادة قلت لبن السيب رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته
أيل عنه أو ينشر قال ل بأس به إنا يريدون
366به الصلح فأما ما ينفع فلم ينه عنه ش هذا الثر علقه البخاري ووصله أبو بكر الثرم ف
كتاب السنن من طريق ابان العطار عن قتادة مثله ومن طريق هشام الدستوائي عن قتادة بلفظ
يلتمس من يداويه فقال إنا نى ال عما يضر ول ينه عما ينفع قوله عن قتادة هو ابن دعامة
بكسر الدال السدوسي البصري ثقة ثبت فقيه من أحفظ التابعي يقال إنه ولد أكمه مات سنة
بضع عشرة ومائة قوله رجل به طب بكسر الطاء أي سحر يقال طب الرجل بالضم أذا سحر
ويقال كنوا عن السحر بالطب تفاؤل كما قالوا للديغ سليم وقال ابن النباري الطب من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الضداد يقال لعلج الداء طب والسحر من الداء يقال له طب قوله أو يؤخذ بفتح الواو مهموز
وتشديد الاء العجمة وبعدها ذال معجمة أي يبس عن امرأته ول يصل ال جاعها والخذة
بضم المزة الكلم الذي يقوله الساحر قوله يل بضم الياء وفتح الاء مبن للمفعول قوله وينشر
بتشديد العجمة قوله قال ل بأس به ال آخره يعن أن النشرة ل بأس با لنم يريدون با
الصلح أي ازالة السحر ول ينه عما يراد به الصلح إنا ينهى عما يضر وهذا الكلم من ابن
السيب يمل على نوع من النشرة ل يعلم هل هو نوع من السحر ام ل فأما أن يكون ابن
السيب يفت بواز قصد الساحر الكافر الأمور بقتله ليعمل السحر فل يظن به ذلك حاشاه منه
ويدل على ذلك قوله إنا يريدون به الصلح فأي اصلح ف السحر بل كله فساد وكفر
367وال أعلم قال وروي عن السن أنه قال ل يل السحر ال ساحر ش هذا الثر ذكره ابن
الوزي ف جامع السانيد بغي اسناد ولفظه ل يطلق السحر ال ساحر وروى ابن جرير ف
التهذيب من طريق يزيد بن زريع عن قتادة عن سعيد بن السيب أنه كان ل يرى بأسا اذا كان
بالرجل سحر أن يشي ال من يطلق عنه فقال هو صلح قال قتادة وكان السن يكره ذلك
يقول ل يعلم ذلك ال ساحر قال فقال سعيد بن السيب إنا نى ال عما يضر ول ينه عما ينفع
قوله عن السن هو ابن أب السن واسه يسار بالتحتانية والهملة البصري النصاري مولهم
ثقة فقيه إمام فاضل من خيار التابعي مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعي قوله قال ابن
القيم النشرة حل السحر عن السحور وهي نوعان حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان
وعليه يمل قول السن فيتقرب الناشر والنتشر ال الشيطان با يب فيبطل عمله عن السحور
والثان النشرة بالرقية والتعوذات والدوية الباحة فهذا جائز ش هذا الثان هو الذي يمل عليه
كلم ابن السيب أو على نوع ل يدري هل هو من السحر أم ل وكذلك ما روي عن المام
أحد من اجازة النشرة فإنه ممول على ذلك وغلط من ظن أنه أجاز النشرة السحرية وليس ف
كلمه ما يدل على ذلك بل لا سئل عن الرجل يل السحر قال قد رخص فيه بعض الناس قيل
إنه يعل ف الطنجي ماء ويغيب فيه فنفض يده وقال ل أدري ما هذا قيل له أفترى أن يؤتى مثل
هذا قال ل أدري ما هذا وهذا صريح ف النهي عن النشرة على الوجه الكروه وكيف
368وهو الذي روى الديث انا من عمل الشيطان لكن لا كان لفظ النشرة مشتركا بي الائزة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والت من عمل الشيطان ورأوه قد أجاز النشرة ظنوا أنه قد أجاز الت من عمل الشيطان وحاشاه
من ذلك وما جاء ف صفة النشرة الائزة ما رواه ابن أب حات وأبو الشيخ عن ليث بن أب سليم
قال بلغن أن هؤلء اليات شفاء من السحر باذن ال تقرأ ف إناء فيه ماء ث تصب على رأس
السحور الية الت ف يونس فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر أن ال سيبطله إن ال ل
يصلح عمل الفسدين ال قوله ولو كره الجرمون وقوله فوقع الق وبطل ما كانوا يعملون ال
آخر أربع آيات وقوله ما صنعوا كيد ساحر ول يفلح الساحر حيث أتى وقال ابن بطال ف
كتاب وهب بن منبه أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بي حجرين ث يضربه بالاء
ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل ث يسو منه ثلث حسوات ث يغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما
به وهو جيد للرجل اذا حبس عن أهله باب ما جاء ف التطي مصدر تطي يتطي والطية أيضا
بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن مصدر تطي يقال تطي طية وتي خية ول ييء من
الصادر هكذا غيها وأصله فيما يقال التطي بالسوانح والبوارح من الطي والظباء وغيها
وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فإذا أرادوا أمرا فإن رأوا الطي مثل طادينة تيمنوا به وإن
طار يسره تشاءموا به فنفاه الشرع وأبطله ونى عنه وأخب أنه ليس له تأثي ف جلب
369نفع أو دفع ضر قال الدائن سألت رؤبة بن العجاج ما السانح قال ما ولك ميامنه قلت فما
البارح قال ما ولك مياسره قال والذي ييء من أمامك فهو الناطح والنطيع والذي يىء من
خلفك هو القاعد والقعيد ولا كانت الطية بابا من الشرك منافيا للتوحيد أو لكماله لنا من
القاء الشيطان وتويفه ووسوسته ذكره الصنف ف كتاب التوحيد تذيرا منها وإرشاد ال كمال
التوحيد بالتوكل على ال وأعلم أن من كان معتنيا با قابل با كانت اليه أسرع من السيل ال
منحدره وتفتحت له أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويعطاه ويفتح له الشيطان فيها من
الناسبات البعيدة والقريبة ف اللفظ والعن ما يفسد عليه دينه وينكد عليه عيشه فالواجب على
العبد التوكل على ال ومتابعة رسول ال صلى ال عليه وسلم وأن يضي لشأنه ل يرده شيء من
الطية عن حاجته فيدخل ف الشرك قال وقول ال تعال أل إنا طائرهم عند ال ولكن أكثرهم
ل يعلمون ش اول الية قوله تعال فإذا جاءتم حسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيوا
بوسى ومن معه الية العن أن آل فرعون إذا صابتهم السنة أي الصب والسعة والعافية على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ما فسره ماهد وغيه قالوا لنا هذه اي نن الديرون القيقون به ونن أهله وإن تصبهم سيئة
أي بلء وضيق وقحط يطيوا بوسى ومن معه فيقولون هذا بسبب موسى وأصحابه أصابنا
بشؤمهم كما يقوله التطي لن يتطي به فأخب سبحانه أن طائرهم عنده فقال أل إنا طائرهم عند
ال قال ابن عباس طائرهم ما قضي عليهم وقد لم وف رواية ذكرها ابن جرير عنه قال المر
من قبل ال وف رواية شؤمهم عند ال ومن قبله أي إنا جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم
وتكذيبهم بآياته ورسله
370وقيل العن أن الشؤم العظيم هو الذي لم عند ال من عذاب النار ل هذا الذي اصابم ف الدنيا
والظاهر أن هذه الية كقوله تعال وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند ال وإن تصبهم سيئة
يقولوا هذه من عندك قل كل من عند ال أي ان الكل من ال لكن هذا الشؤم الذي اجراه
عليهم من عنده هو بسبب أعمالم ل بسبب موسى عليه السلم ومن معه وكيف يكون ذلك
وما جاء به خي مض والطية إنا تكون بالشر ل بالي وقوله ولكن أكثرهم ل يعلمون أي ان
أكثرهم جهال ل يدرون ولو فهموا أو عقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى عليه السلم
شيء يقتضي الطية وقال ابن جرير يقول تعال ذكره أل إنا طائر آل فرعون وغيهم وذلك
أنصباؤهم من الرخاء والصب وغي ذلك من انصباء الي والشر عند ال ولكن أكثرهم ل
يعلمون أن ذلك كذلك فلجهلهم بذلك كانوا يتطيون بوسى ومن معه قال وقوله قالوا
طائركم معكم الية ش العن وال أعلم أي حظكم وما نالكم من خي وشر معكم بسبب
أفعالكم وكفركم ومالفتكم الناصحي ليس هو من أجلنا ول بسببنا بل ببغيكم وعداوتكم
فطائر الباغي الظال معه وهو عندال كما قال تعال وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل
كل من عند ال فما لؤلء القوم ل يكادون يفقهون حديثا ولو فقهوا أو فهموا لا تطيوا با
جئت به لنه ليس فيما جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم ما يقتضي الطية كأنه خي مض ل
شر فيه وصلح ل فساد فيه وحكمة ل عيب فيها ورحة ل جور فيها فلو كان هؤلء القوم من
أهل الفهم والعقول السليمة ل يتطيوا من هذا لن الطية إنا تكون بالشر ل بالي
371الحض والكمة والرحة بل طائرهم معهم بسبب كفرهم وشركهم وبغيهم وهو عند ال
كسائر حظوظهم وانصبائهم الت ينالونا منه بأعمالم ويتمل أن يكون العن طائركم معكم أي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
راجع عليكم فالتطي الذي حصل لكم إنا يعود عليكم وهذا من باب القصاص ف الكلم
ونظيه قوله عليه السلم إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم ذكره ابن القيم وقوله أئن
ذكرت أي من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد ال وإخلص العبادة له قابلتمونا بذا الكلم
وتوعدتونا بل أنتم قوم مسرفون وقال قتادة ائن ذكرناكم بال تطيت بنا ومطابقة اليتي
لقصود الباب ظاهر لن ال تعال ل يذكر النظي إل عن اعدائه فهو من أمر الاهلية ل من امر
السلم قال عن أب هريرة ان رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل عدوى ول طية ول هامة
ول صفر أخرجاه زاد مسلم ول نوء ول غول ش قوله ل عدوى قال أبو السعادات العدوى
اسم من العداء كالدعوى والبقوى من الدعاء والبقاء يقال أعداه الداء يعديه إعداء وهو أن
يصيبه مثل ما بصاحب الداء وذلك أن يكون ببعي جرب مثل يتقي مالطته بابل أخرى حذار
أن يتعدى ما به من الرب اليها فيصيبها ما أصابه انتهى وف بعض روايات هذا الديث فقال
أعراب يا رسول ال فما بال البل تكون ف الرمل كأنا الظباء فيجيء البعي الجرب فيدخل
فيها فيجربا كلها قال فمن أعدى الول وف رواية ف مسلم أن أبا هريرة كان يدث بديث ل
عدوى ويدث عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ل يورد مرض على مصح ث أن أبا هريرة
اقتصر على حديث ل يورد مرض على مصح وأمسك عن حديث ل عدوى فراجعوه فيه فقالوا
سعناك تدثه فأب أن يعترف به قال أبو سلمة الراوي عن أب هريرة فل أدري أنسي ابو هريرة
أو نسخ أحد
372القولي الخر وقد روى حديث ل عدوى جاعة من الصحابة منهم أنس بن مالك وجابر بن
عبدال والسائب بن يزيد وابن عمر وغيهم فنسيان أب هريرة له ل يضر وف بعض روايات هذا
الديث وفر من الجذوم كما تفر من السد وقد اختلف العلماء ف ذلك اختلفا كثيا فردت
طائفة حديث ل عدوى بأن أبا هريرة رجع عنه قالوا والخبار الدالة على الجتناب أكثر
فالصي إليها أول وهذا ليس بشيء لن حديث ل عدوى قد رواه جاعة كما تقدم وعكست
طائفة هذا القول ورجحوا حديث ل عدوى وزيفوا ما سواه من الخبار وأعلوا بعضها بالشذوذ
كحديث فر من الجذوم فرارك من السد وبأن عائشة انكرته كما روى ابن جرير عنها أن
امرأة سألتها عنه فقالت ما قال ذلك ولكنه قال ل عدوى وقال فمن أعدى الول قالت وكان
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ل مول به هذا الداء فكان يأكل ف صحاف ويشرب ف أقداحي وينام على فراشي وهذا أيضا
ليس بشيء فإن الحاديث ف الجتناب ثابتة وحلت طائفة أخرى الثبات والنفي على حالتي
متلفتي فحيث جاء ل عدوى كان للمخاطب بذلك من قوي يقينه وصح توكله بيث ل
يستطيع أن يدفع عن نفسه اعتقاد العدوى كما يستطيع أن يدفع التطي الذي يقع ف نفس كل
واحد لكن القوي اليقي ل يتأثر به وهذا كما أن قوة الطبيعة تدفع العلة وتبطلها وحيث جاء
الثبات كان الراد به ضعيف اليان والتوكل ذكره بعض أصحابنا واختاره وفيه نظر وقال
مالك لا سئل عن حديث فر من الجذوم ما سعت فيه بكراهية وما أرى ما جاء من ذلك ال
مافة أن يقع ف نفس الؤمن شيء ومعن هذا انه نفى العدوى أصل وحل المر
373بالجانية على حسم الادة وسد الذريعة لئل يدث للمخاطب شيء من ذلك فيظن أنه بسبب
الخالطة فيثبت العدوى الت نفاها الشارع وإل هذا ذهب أبو عبيد وابن جرير والطحاوي
وذكره القاضي أبو يعلى عن أحد قلت وأحسن من هذا كله ما قاله البيهقي وتبعه ابن الصلح
وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيهم أن قوله ل عدوى على الوجه الذي كانوا يعقتدونه
ف الاهلية من إضافة الفعل إل غي ال تعال وأن هذه المراض تعدي بطبعها وإل فقد يعل ال
بشيئته مالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سببا لدوث ذلك ولذا قال فر من
الجذوم كما تفر من السد وقال ل يورد مرض على مصح وقال ف الطاعون من سع به بأرض
فل يقدم عليه وكل ذلك بتقدير ال تعال كما قال فمن اعدى الول يشي إل أن الول انا
جرب بقضاء ال وقدره فكذلك الثان وما بعده وروى المام أحد والترمذي عن بن مسعود
مرفوعا ل يعدي شيء قالا ثلثا فقال العراب يا رسول ال النقبة من الرب تكون بشفر البعي
أو بذنبه ف البل العظيمة فتجرب كلها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم فمن أجرب الول
ل عدوى ول هامة ول صفر خلق ال كل نفس وكتب حياتا ومصابا ورزقها فأخب عليه
السلم أن ذلك كله بقضاء ال وقدره كما دل عليه قوله تعال ما أصاب من مصيبة ف الرض
ول ف أنفسكم إل ف كتاب من قبل أن نبأها وأما أمره بالفرار من الجذوم ونيه عن ايراد
المرض على الصح وعن الدخول إل موضع الطاعون فإنه من باب اجتناب السباب الت
خلقها ال تعال وجعلها أسبابا للهلك والذى والعبد مأمور باتقاء أسباب الشر إذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
374كان ف عافية فكما أنه يؤمر أن ل يلقي نفسه ف الاء أو ف النار أو تت الدم أو نو ذلك كما
جرت العادة بأنه يهلك ويؤذي فكذلك اجتناب مقاربة الريض كالجذوم وقدوم بلد الطاعون
فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف وال تعال هو خالق السباب ومسبباتا ل خالق غيه ول
مقدر غيه وأما اذا قوي التوكل على ال واليان بقضائه وقدره فقويت النفس على مباشرة
بعض هذه السباب اعتمادا على ال ورجاء منه أن ل يصل به ضرر ففي هذه الال توز
مباشرة ذلك ل سيما اذا كانت فيه مصلحة عامة أو خاصة وعلى هذا يمل الديث الذي رواه
أبو داود والترمذي أن النب صلى ال عليه وسلم أخذ بيد مذوم فأدخلها معه ف القصعة ث قال
كل باسم ال ثقة بال وتوكل عليه وقد أخذ به المام أحد وروي ذلك عن عمر وابنه وسلمان
رضي ال عنهم ونظي ذلك ما روي عن خالد بن الوليد من أكل السم ومن مشي سعد بن أب
وقاص واب مسلم الولن باليوش على مت البحر قاله ابن رجب قوله ول طية قال ابن القيم
هذا يتمل أن يكون نفيا أو يكون نيا أي ل تتطيوا ولكن قوله ف الديث ول عدوى ول
صفر ول هامة يدل على أن الراد النفي وابطال هذه المور الت كانت الاهلية تعانيها والنفي
ف هذا أبلغ من النهي لن النفي يدل على بطلن ذلك وعدم تأثيه والنهي إنا يدل على النع
منه وف صحيح مسلم عن معاوية بن الكم السلمي أنه قال لرسول ال صلى ال عليه وسلم
ومنا أناس يتطيون فقال ذاك شيء يده أحدكم ف نفسه فل يصدنكم فأخب أن تأذيه وتشاؤمه
بالتطي إنا هو ف نفسه وعقيدته ل ف التطي به فوهه وخوفه واشراكه هو الذي يطيه ويصده
ل ما رآه وسعه فأوضح صلى ال عليه وسلم لمته المر وبي لم فساد الطية ليعلموا ان ال
سبحانه ل يعل لم عليها علمة ول فيها دللة ول نصبها سببا لا يافونه ويذرونه
375ولتطمئن قلوبم وتسكن نفوسهم ال وحدانيته تعال الت أرسل با رسله ونزل با كتبه وخلق
لجلها السموات والرض وعمر الدارين النة والنار بسبب التوحيد فقطع صلى ال عليه وسلم
علق الشرك من قلوبم لئل يبقى فيها علق منها ول يتلبسوا بعمل من أعمال أهل النار البتة فما
استمسك بعروة التوحيد الوثقى واعتصم ببله التي وتوكل على ال قطع هاجس الطية من قبل
استقرارها وبادر خواطرها من قبل استمكانا قال عكرمة كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر
يصيح فقال رجل من القوم خي خي فقال ابن عباس ل خي ول شر فبادره بالنكار عليه لئل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يعتقد تأثيه ف الي والشر وخرج طاووس مع صاحب له ف سفر فصاح غراب فقال الرجل
خي فقال طاووس وأي خي عند هذا ل تصحبن انتهى ملخصا ولكن يشكل عليه ما رواه ابن
حبان ف صحيحه عن أنس مرفوعا ل طية والطية على من تطي فظاهر هذا أنا تكون سببا
لوقوع الشر بالتطي وجوابه أن الراد بذلك من تطي تطيا منهيا عنه وهو أن يعتمد على ما
يسمعه ويراه حت ينعه ما يريده من حاجته فإنه قد يصيبه ما يكرهه عقوبة له فأما من توكل
على ال ووثق به بيث علق قلبه بال خوفا ورجاء وقطعه عن اللتفات ال غي ال وقال وفعل
ما أمر به فإنه ل يضره ذلك وأما من اتقى أسباب الضرر بعد انعقادها بالسباب النهي عنها
فانه ل ينفعه ذلك غالبا كمن ردته الطية عن حاجته خشية أن يصيبه ما تطي به فانه كثيا ما
يصاب با يشى به وقد جاءت أحاديث ظن بعض الناس انا تدل على جواز الطية منها قوله
عليه السلم الشؤم ف ثلث ف الرأة والدابة والدار وف رواية ل عدوى ول طية والشؤم ف
ثلث الديث وف حديث آخر أن كان
376ففي الفرس والرأة والسكن رواها البخاري فأنكرت عائشة رضي ال عنها ذلك وقالت كذب
والذي أنزل الفرقان على أب القاسم من حدث با ولكن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان
يقول كان أهل الاهلية يقولون إن الطية ف الرأة والدار والدابة ث قرأت عائشة ما أصاب من
مصيبة ف الرض ول ف أنفسكم ال ف كتاب من قبل أن نبأها إن ذلك على ال يسي رواه
أحد وابن خزية والاكم وصححه بعناه وقال الطاب وابن قتيبة هذا مستثن من الطية أي
الطية منهي عنها إل أن يكون له دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس أو خادم
فليفارق الميع بالبيع والطلق ونوه ول يقيم على الكراهة والتأذي به فانه شؤم وقالت طائفة
ل يزم النب صلى ال عليه وسلم بالشؤم ف هذه الثلثة بل علقه على الشرط كما ثبت ذلك ف
الصحيح ول يلزم من صدق الشرطية صدق كل واحد بفردها قالوا والراوي غلط قلت ل
يصح تغليطه مع إمكان حلة على الصحة ورواية تعليقه بالشرط ل تدل على نفي رواية الزم
وقالت طائفة أخرى الشؤم بذه الثلثة إنا يلحق من تشاءم با فيكون شؤمها عليه ومن توكل
على ال ول يتشاءم ول يتطي ل تكن مشوؤمة عليه قالوا ويدل عليه حديث انس الطية على
من تطي وقد يعل ال سبحانه تطي العبد وتشاءمه سببا للول الكروه كما يعل الثقة با الشر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وقال ابن القيم اخباره صلى ال عليه وسلم بالشؤم ف هذه الثلثة ليس فيه اثبات الطية الت
نفاها ال
377وإنا غايته أن ال سبحانه قد يلق أعيانا منها مشؤومة على من قاربا وسكنها وأعيانا مباركة ل
يلحق من قاربا منها شؤم ول شر وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولدا مباركا يريان الي
على وجهه ويعطي غيها ولدا مشؤوما يريان الشر على وجهه وكذلك ما يعطاه العبد من
ولية أو غيها فكذلك الدار والرأة والفرس وال سبحانه خالق الي والشر والسعود والنحوس
فيخلق بعض هذه العيان سعودا مباركة ويقضي بسعادة من قاربا وحصول اليمن والبكة له
ويلق بعضها نوسا ينتحس با من قاربا وكل ذلك بقضائه وقدره كما خلق سائر السباب
وربطها بسبباتا التضادة والختلفة كما خلق السك وغيه من الرواح الطيبة ولذذ با من
قاربا من الناس وخلق ضدها وجعلها سببا لل من قاربا من الناس والفرق بي هذين النوعي
مدرك بالس فكذلك ف الديار والنساء واليل فهذا لون والطية والشركية لون انتهى قلت
ولذا يشرع لن استفاد زوجة أو أمة أو دابة أن يسأل ال من خيها وخي ما جبلت عليه
ويستعيذ من شرها وشر ما جبلت عليه وكذلك ينبغي لن سكن دارا أن يفعل ذلك ولكن يبقى
على هذا أن يقال هذا جار ف كل مشؤوم فما وجه خصوصية هذه الثلثة بالذكر وجوابه أن
أكثر ما يقع التطي ف هذه الثلثة فخصت بالذكر لذلك ذكره ف شرح السنن ومنها ما روى
مالك عن يي بن سعيد قال جاءت امرأة إل رسول ال صلىال عليه وسلم فقالت يا رسول
ال دار سكناها والعدد كثي والال وافر فقل العدد وذهب الال فقال النب صلى ال عليه وسلم
دعوها ذميمة رواه أبو داود عن أنس بنحوه وجوابه أن هذا ليس من الطية النهي عنها بل
أمرهم بالنتقال لنم استثقلوها واستوحشوا منها لا لقهم فيها ليتعجلوا الراحة ما دخلهم من
الزع لن ال قد جعل ف غرائز الناس استثقال ما نالم الشر فيه وإن كان ل سبب له ف ذلك
378وحب من جرى على يديه الي لم وإن ل يردهم به ولن مقامهم فيها قد يقودهم ال الطية
فيوقعهم ذلك ف الشرك والشر الذي يلحق التطي بسبب طيته وهذا بنلة الارج من بلد
الطاعون غي فار منه ولو منع الناس الرحلة من الدار الت تتوال عليهم فيها الصائب والحن
وتعذر الرزاق مع سلمة التوحيد ف الرحلة للزم كل من ضاق عليه رزق ف بلد أو قلة فائدة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
صناعته أو تارته فيها أن ل ينتقل عنها ال غيها ومنها فان قيل ما الفرق بي الدار وبي موضع
الوباء حيث رخص ف الرتال عن الدار دون موضع البلء أجاب بعضهم أن المور بالنسبة ال
هذا العن ثلثة اقسام احدها ما ل يقع التطي منه نادرا أو ل مكررا فهذا ل يصغى اليه كنعي
الغراب ف السفر وصرخ بومة ف دار وهذا كانت العرب تعتبه ثانيها ما يقع به ضرر ولكنه
يعم ول يص يندر ول يتكرر كالوباء فهذا ل يقدم عليه ول يفر منه وثالثها سبب مض ول
يعم ويلحق به الضرر لطول اللزمة كالرأة والفرس والدار فيباح له الستبدال أو التوكل على
ال والعراض عما يقع ف النفس ذكره ف شرح السنن ومنها حديث اللقحة لا منع النب صلى
ال عليه وسلم حربا ومرة من حلبها وأذن ليعيش رواه مالك وجوابه أن ابن عبد الب قال ليس
هذا عندي من باب الطية لنه مال أن ينهى عن شيء ويفعله وإنا هو من طلب الفأل السن
وقد كان قد أخبهم عن أقبح الساء أنه حرب ومرة فالراد بذلك حت ل يتسمى بما أحد
وقد روى ابن وهب ف جامعه ما يدل على هذا فإنه قال ف هذا الديث فقام عمر بن الطاب
فقال اتكلم يا رسول ال أم أصمت فقال بل اصمت
379واخبك با أردت ظننت يا عمر أنا طية ول طي ال طيه ل خي ال خيه ولكن أحب الفأل
السن وعلى هذا تري بقية الحاديث الت توهم بعضهم أنا من باب الطية قوله ول هامة
بتخفيف اليم على الصحيح قال الفراء الامة طائر من طي الليل كأنه يعن البومة قال ابن
العراب كانوا يتشاءمون با إذا وقعت على بيت أحدهم يقول نعت إل نفسي أو أحدا من أهل
داري وقال أبو عبيد كانوا يزعمون أن عظام اليت تصي هامة فتطي ويسمون ذلك الطائر
الصدى وبه جزم ابن رجب قال وهذا شبيه باعتقاد أهل التناسخ أن أرواح الوتى تنتقل ال
أجساد حيوانات من غي بعث ول نشور وكل هذه اعتقادات باطله جاء السلم بابطالا
وتكذيبها ولكن الذي جاءت به الشريعة أن أرواح الشهداء ف حواصل طي خضر تأكل من
ثار النة وتشرب من أنارها ال أن يردها ال ال أجسادها وذكر الزبي بن بكار ف الوفقيات
أن العرب كانت ف الاهلية تقول إذا قتل الرجل ول يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة وهي
دودة فتدور حول قبه وتقول اسقون وف ذلك يقول شاعرهم يا عمر وإن ل تدع شتمي
ومنقصت أضربك حت تقول الامة اسقون قال وكانت اليهود تزعم أنا تدور حول قبه سبعة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أيام ث تذهب قوله ول صفر بفتح الفاء روى أبو عبيدة معمر بن الثن ف غريب الديث له عن
رؤبة أنه قال هي حية تكون ف البطن تصيب الاشية والناس وهي أعدى من الرب عند العرب
فعلى هذا فالراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى ويكون عطفه على العدوى من عطف
الاص على العام ومن قال بذا سفيان بن عيينة وأحد والبخاري وابن جرير وقال آخرون الراد
به شهر
380صفر والنفي لا كان أهل الاهلية يفعلونه ف النسيء وكانوا يلون الحرم ويرمون صفر مكانه
وهذا قول مالك وفيه نظر وروى أبو داود عن ممد ابن راشد عمن سعه يقول إن أهل الاهلية
كانوا يستشئمون بصفر ويقولون إنه شهر مشؤوم فأبطل النب صلى ال عليه وسلم ذلك قال
ابن رجب ولعل هذا القول أشبه القوال وكثي من الهال يتشاءم بصفر وربا ينهي عن السفر
فيه والتشاؤم بصفر هو من جنس الطية النهي عنها وكذلك التشاؤم بيوم من اليام كيوم
الربعاء وتشاؤم أهل الاهلية بشوال ف النكاح فيه خاصة قوله ول نوء النوء واحد النواء
وسيأت الكلم عليه ف باب ما جاء ف الستسقاء بالنواء قوله ول غول هو بالفتح مصدر معناه
البعد واللك وبالضم السم وجعه أغوال وغيلن وهو الراد هنا قال أبو السعادات الغول واحد
الغيلن وهو جنس من الن والشياطي كانت العرب تزعم أن الغول ف الفلة تتراءى للناس
فتتغول تغول أي تتلون تلونا ف صور شت وتغولم أي تضلهم عن الطريق وتلكهم فنفاه النب
صلى ال عليه وسلم وأبطله وقيل قوله ل غول ليس نفيا لعي الغول ووجوده وإنا فيه إبطال
زعم العرب ف تلونه بالصور الختلفة واغتياله فيكون العن بقوله ل غول أنا ل تستطيع أن
تضل أحدا ويشهد له الديث الخر ل غول ولكن السعال سحرة الن أي ولكن ف الن
سحرة لم تلبيس وتييل ومنه الديث إذا تغولت الغيلن فبادروا بالذان أي ادفعوا شرها بذكر
ال وهذا يدل على أنه ل يرد بنفيها عدمها ومنه حديث أب أيوب كان ل تر ف سهوة فكانت
الغول تيء فتأخذ قال ولما عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل عدوى ول
طية
381ويعجبن الفأل وقالوا وما الفأل قال الكلمة الطيبة ش قوله ويعجبن الفأل قال أبو السعادات
الفأل مهموز فيما يسر ويسوء والطية ل تكون إل فيما يسوء وربا استعملت فيما يسر يقال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تفاءلت بكذا وتفاءلت على التخفيف والقلب وقد اولع الناس بترك المزة تفيفا وإنا أحب
الفأل لن الناس إذا أملوا فائدة ال ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خي
ولو غلطوا ف جهة الرجاء فإن الرجاء لم خي وإذا قطعوا املهم ورجاءهم من ال كان ذلك
من الشر وأما الطية فإن فيها سوء الظن بال وتوقع البلء ومعن التفاؤل مثل أن يكون رجل
مريض فيتفاءل با يسمع من كلم فيسمع آخر يقول يا سال أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر
يقول يا واجد فيقع ف ظنه أنه برىء من مرضه ويد ضالته ومنه الديث قيل يا رسول ال ما
الفال فقال الكلمة الصالة قوله قالوا وما الفأل قال الكلمة الطيبة بي لم صلى ال عليه وسلم
ان الفأل يعجبه فدل أنه ليس من الطية النهي عنها قال ابن القيم ليس ف العجاب بالفأل
ومبته شيء من الشرك بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة ومن حب الفطرة النسانية الت تيل
إل ما يوافقها ويلئمها كما أخبهم أنه حبب اليه من الدنيا النساء والطيب وكان يب اللوى
والعسل ويب حسن الصوت بالقرآن والذان ويستمع اليه ويب معال الخلق ومكارم الشيم
وبالملة يب كل كمال وخي وما يفضي اليهما وال سبحانه وتعال قد جعل ف غرائز الناس
العجاب بسماع السم السن ومبته وميل نفوسهم اليه وكذلك جعل فيها الرتياح
والستبشار والسرور باسم الفلح والسلم والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونو ذلك
فإذا قرعت هذه الساء الساع استبشرت با النفس وانشرح لا الصدر وقوي با القلب وإذا
سعت اضدادها أو جب لا ضد هذه الال فأحزنا
382ذلك وأثار لا خوفا وطية وانكماشا وانقباضا عما قصدت له وعزمت عليه فأورث لا ضررا
ف الدنيا ونقصا ف اليان ومقارفة للشرك وقال الليمي وإنا كان صلى ال عليه وسلم يعجبه
الفأل لن التشاؤم سؤء ظن بال تعال بغي سبب مقق والتفاؤل حسن ظن به والؤمن مأمور
بسن الظن بال تعال على كل حال قال ولب داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال
ذكرت الطية عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أحسنها الفأل ول ترد مسلما فاذا رأى
أحدكم ما يكره فليقل اللهم ل يأت بالسنات إل أنت ول يدفع السيئات إل أنت ول حول
ول قوة إل بك ش قوله عن عقبة بن عامر هكذا وقع ف نسخ التوحيد وصوابه عروة بن عامر
كذا أخرجه أحد وأبو داود وغيها وهو مكي اختلف ف نسبه فقال أحد بن حنبل ف روايته
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عن عروة بن عامر القرشي وقال غيه الهن واختلف ف صحبته فقال الباوردي له صحبة
وذكره ابن حبان ف ثقات التابعي وقال الزي ل صحبة له تصح قوله فقال أحسنها الفأل قد
تقدم أنه صلى ال عليه وسلم كان يعجبه الفأل وروى الترمذي وصححه عن أنس أن النب
صلى ال عليه وسلم كان إذا خرج لاجته يب أن يسمع يا نيح يا راشد وروى أبو داود عن
بريدة أن النب صلى ال عليه وسلم كان ل يتطي من شيء وكان إذا بعث عامل سأل عن اسه
فإذا أعجبه فرح به وإن كره اسه رؤي كراهيته ذلك ف وجهه واسناده حسن فهذا ف استعمال
الفأل قال ابن القيم ف الكلم على الديث الشروح أخب صلى ال عليه وسلم أن الفأل من
الطية وهو خيها فأبطل الطية وأخب أن الفأل منها ولكنه خي منها ففصل بي الفأل والطية
لا بينهما من المتياز والتضاد ونفع أحدهاومضرة الخر ونظي
383هذا منعه من الرقى بالشرك واذنه ف الرقية إذا ل يكن فيها شرك لا فيها من النفعة الالية عن
الفسدة قوله ول ترد مسلما قال الطيب تعريض بأن الكافر بلفه قوله اللهم ل يأت بالسنات
إل أنت ول يدفع السيئات إل أنت أي ل تأت الطية بالسنات ول تدفع الكروهات بل أنت
وحدك ل شريك لك الذي تأت بالسنات وتدفع السيئات وهذا دعاء مناسب لن وقع ف قلبه
شيء من الطية وتصريح بأنا ل تلب نفعا ول تدفع ضرا ويعد من اعتقدها سفيها مشركا قوله
ول حول ول قوة إل بك استعانة بال تعال على فعل التوكل وعدم اللتفات إل الطية الت قد
تكون سببا لوقوع الكروه وعقوبة لفاعلها وذلك إنا يصدر من تقيق التوكل الذي هو أقوى
السباب ف جلب اليات ودفع الكروهات والول التحول والنتقال من حال إل حال
والقوى على ذلك أي ل حول ول قوة على ذلك الول إل بك وذلك يفيد التوكل علىال
لنه علم وعمل فالعلم معرفة القلب بتوحد ال بالنفع والضر وعامة الؤمني بل كثي من
الشركي يعلمون ذلك والعمل هو ثقة القلب بال وفراغه من كل ما سواه وهذا عزيز ويتص
به خواص الؤمني وهو داخل ف هذه الكلمة لن فيها التبي من الول والقوة والشيئة بدون
حول ال وقوته ومشيئته والقرار بقدرته على كل شيء وبعجز العبد عن كل شيء إل ما أقدره
عليه ربه وهذا ناية توحيد الربوبية الذي يثمر التوكل وتوحيد العبادة قال وعن ابن مسعود
مرفوعا الطية شرك الطية شرك وما منا إل ولكن ال يذهبه بالتوكل رواه أبو داود والترمذي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وصححه وجعل
384آخره من قول ابن مسعود ش هذا الديث رواه أيضا ابن ماجه وابن حبان ولفظ أب داود
الطية شرك الطية شرك ثلثا قوله الطية شرك صريح ف تري الطية وأنا من الشرك لا فيها
من تعلق القلب على غي ال وقال ابن حدان ف الرعاية تكره الطية وكذا قال غي واحد من
اصحاب أحد قال ابن مفلح والول القطع بتحريها ولعل مرادهم بالكراهة التحري قلت بل
الصواب القطع بتحريها لنا شرك وكيف يكون الشرك مكروها الكراهة الصطلحية فإن
كان القائل بكراهتها أراد ذلك فل ريب ف بطلنه قال ف شرح السنن وإنا جعل الطية من
الشرك لنم كانوا يعتقدون أن التطي يلب لم نفعا أو يدفع عنهم ضرا إذا عملوا بوجبه
فكأنم شركوه مع ال تعال قوله وما منا إل قال أبو القاسم الصبهان والنذري ف الديث
إضمار والتقدير وما منا إل وقد وقع ف قلبه شيء من ذلك انتهى وحاصله وما منا إل من يعتريه
التطي ويسبق ال قلبه الكراهة فيه فحذف ذلك اعتمادا على فهم السامع وقال اللخال حذف
الستثن لا يتضمنه من الالة الكروهة وهذا نوع من أدب الكلم قوله ولكن ال يذهبه بالتوكل
أي ما منا إل من يقع ف قلبه ذلك ولكن لا توكلنا على ال وآمنا به واتبعنا ما جاء به الرسول
صلى ال عليه وسلم واعتقدنا صدقه أذهب ال ذلك عنا وأقر قلوبنا على السنة واتباع الق قوله
وجعل آخره من قول ابن مسعود قال الترمذي سعت ممد بن اساعيل يقول كان سليمان بن
حرب يقول ف هذا وما منا هذا عندي من
385قول ابن مسعود فالترمذي نقل ذلك عن سليمان بن حرب ووافقه على ذلك العلماء قال ابن
القيم وهو الصواب فإن الطية نوع من الشرك قال ولحد من حديث ابن عمرو من ردته
الطية من حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك قال أن تقول اللهم ل خي إل خيك ول طي
إل طيك ول إله غيك ش هذا الديث رواه المام أحد والطبان عن عمرو بن العاص مرفوعا
وف اسناده ابن ليعة وفيه اختلف وبقية رجاله ثقات قوله من حديث ابن عمرو هو عبدال بن
عمرو بن العاص بن وائل السهمي أبو ممد وقيل أبو عبدالرحن أحد السابقي الكثرين من
الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء مات ف ذي الجة ليال الرة على الصح بالطائف قوله من
ردته الطية عن حاجته فقد أشرك وذلك أن التطي هو التشاؤم بالشيء الرئي أو السموع فإذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
استعملها النسان فرجع با عن سفره وامتنع با عما عزم عليه فقد قرع باب الشرك بل وله
وبرىء من التوكل على ال وفتح على نفسه باب الوف والتعلق بغي ال وذلك قاطع له عن
مقام إياك نعبد وإياك نستعي فيصي قلبه متعلقا بغي ال وذلك شرك فيفسد عليه إيانه ويبقى
هدفا لسهام الطية ويقيض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه وكم من هلك بذلك
وخسر الدنيا والخرة قوله فما كفارة ذلك ال آخر الديث هذا كفارة لا يقع من الطية ولكن
يضي مع ذلك ويتوكل على ال وفيه العتراف بأن الطي خلق مسخر ملوك ل ل يأت بي ول
يدفع شرا وأنه ل خي ف الدنيا والخرة إل خي ال فكل خي فيهما فهو من ال تعال تفضل
على عباده واحسانا اليهم وأن اللية كلها ل ليس فيها لحد من اللئكة والنبياء عليهم
السلم شركة فضل عن
386أن يشرك فيها ما يراه ويسمعه ما يتشاءم به قوله من حديث الفضل بن العباس إنا الطية ما
أمضاك أو ردك ش هذا الديث رواه أحد ف السند ولفظه حدثنا حاد بن خالد قال ثنا بن
علثة عن مسلمة الهن قال سعته يدث عن الفضل بن عباس قال خرجت مع رسول ال
صلى ال عليه وسلم يوما فبح ظب فمال ف شقه فاحتضنته فقلت يا رسول ال تطيت قال إنا
الطية ما أمضاك أو ردك هكذا رواه أحد وف اسناده نظر وقرأت بط الصنف فيه رجل متلف
فيه وفيه انقطاع أي بي مسلم وبي الفضل وهوابن العباس بن عبدالطلب ابن عم النب صلى ال
عليه وسلم وأكب ولد العباس قال ابن معي قتل يوم اليموك ف عهد أب بكر رضي ال عنه
وقال غيه قتل يوم مرج الصفر سنة ثلث عشرة وهو ابن اثنتي وعشرين سنة قال أبو داود قتل
بدمشق كان عليه درع النب صلى ال عليه وسلم وقال الواقدي وابن سعد مات ف طاعون
عمواس قوله إنا الطية ما أمضاك أو ردك هذا حد للطية النهي عنها بأنا ما أوجب للنسان
أن يضي لا يريده ولو من الفأل فإن الفأل إنا يستحب لا فيه من البشارة واللءمة للنفس فأما
أن يعتمد عليه ويضي لجله مع نسيان التوكل على ال فإن ذلك من الطية وكذلك إذا رأى
أو سع ما يكره فتشاءم به ورده عن حاجته فإن ذلك أيضا من الطية باب ما جاء ف التنجيم
الراد هنا ذكر ما يوز من التنجيم وما ل يوز وما ورد فيه من الوعيد
387قال شيخ السلم التنجيم هوالستدلل بالحوال الفلكية على الوادث الرضية وقال الطاب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
علم النجوم النهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والوادث الت ل تقع وستقع
ف مستقبل الزمان كأوقات هبوب الرياح ومي الطر وظهور الر والبد وتغي السعار وما كان
ف معناها من المور الت يزعمون أنم يدركون معرفتها بسي الكواكب ف ماريها واجتماعها
وافتراقها ويدعون أن لا تأثيا ف السفليات وأنا تري على قضايا موجباتا وهذا منهم تكم
على الغيب وتعاطي لعلم قد استأثر ال به ل يعلم الغيب سواه قلت واعلم أن التنجيم على ثلثة
أقسام أحدها ما هو كفر باجاع السلمي وهو القول بأن الوجودات ف العال السفلي مركبة
على تأثي الكوكب والروحانيات وأن الكوكب فاعلة متارة وهذا كفر بأجاع السلمي وهذا
قول الصابئة النجمي الذين بعث اليهم ابراهيم الليل عليه السلم ولذا كانوا يعظمون الشمس
والقمر والكواكب تعظيما يسجدون لا ويتدللون لا ويسبحونا تسابيح معروفة ف كتبهم
ويدعونا دعوات ل تنبغي إل لالقها وفاطرها وحده ل شريك له ويبنون لكل كوكب هيكل
أي موضعا لعبادته ويصورون فيه ذلك الكوكب ويتخذونه لعبادته وتعظيمه ويزعمون أن
روحانية ذلك الكوكب تنل عليهم وتاطبهم وتقضي حوائجهم وتلك الروحانيات هي
الشياطي تنلت عليهم وخاطبتهم وقضت حوائجهم وقد صنف بعض التأخرين ف هذا الشرك
مصنفا وذكر صاحب التذكرة فيها الثان الستدلل على الوادث الرضية بسي الكواكب
واجتماعها وافتراقها ونو ذلك ويقول إن ذلك بتقدير ال ومشيئته فل ريب ف تري ذلك
واخلتف التأخرون ف تكفي القائل بذلك وينبغي أن يقطع بكفره
388لنا دعوى لعلم الغيب الذي استأثر ال تعال بعلمه با ل يدل عليه الثالث ما ذكره الصنف ف
تعلم النازل وسيأت الكلم عليه قوله قال البخاري ف صحيحه قال قتادة خلق ال هذه النجوم
لثلث زينة للسماء ورجوما للشياطي وعلمات يهتدى با فمن تأول فيها غي ذلك أخطأ
وأضاع نصيبه وتكلف مال علم له به ش هذا الثر علقه البخاري ف صحيحه كما قال الصنف
وأخرجه عبدالرزاق وعبد بن حيد وابن جرير وابن النذر وابن أب حات وابو الشيخ والطيب
ف كتاب النجوم عن قتادة ولفظه قال إن ال إنا جعل هذه النجوم لثلث خصال جعلها زينة
للسماء وجعلها يهتدى با وجعلها رجوما للشياطي فمن تعاطى فيها غي ذلك فقد قال برأيه
وأخطأ حظه واضاع نصيبه وتكلف ما ل علم له به وإن ناسا جهلة بأمر ال قد أحدثوا ف هذه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
النجوم كهانة من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا
وكذا ولعمري ما من نم ال يولد به الحر والسود والطويل والقصي والسن والذميم وما
علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر بشيء من هذاالغيب ولو أن أحدا علم الغيب لعلمه
آدم الذي خلقه ال بيده وأسجد له ملئكته وعلمه اساء كل شيء قوله خلق ال هذه النجوم
لثلث إل آخره هذا مأخوذ من القرآن ف قوله تعال ولقد زينا السماء الدنيا بصابيح وجعلناها
رجوما للشياطي وقوله تعال وعلمات وبالنجم هم يهتدون وفيه إشارة إل أن النجوم ف
السماء الدنيا كما هو ظاهر الية وفيه حديث رواه ابن مردويه عن ابن مسعود قال
389قال رسول ال صلى ال عليه وسلم اما السماء الدنيا فإن ال خلقها من دخان وجعل فيها
سراجا وقمرا منيا وزينها بصابيح النجوم وجعلها رجوما للشياطي وحفظا من كل شيطان
رجيم وقوله وعلمات أي دللت على الهات والبلدان ونو ذلك يهتدى با بصيغة الجهول
أي يهتدي با الناس ف ذلك كما قال تعال وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا با ف ظلمات
الب والبحر وليس الراد يهتدون با ف علم الغيب ولذا قال فمن تأول فيها ذلك أي زعم فيها
غي ماذكر ال تعال ف هذه الثلث فادعى با علم الغيب فقد أخطأ أي حيث تكلم رجا
بالغيب وأضاع نصيبه أي حظه من عمره لنه اشتغل با ل فائدة فيه بل مضرة مضة وتكلف ما
ل علم له به أي تعاطى شيئا ل يتصور علمه لن أخبار السماء والمور الغيبة ل تعلم ال من
طريق الكتاب والسنة وليس فيهما أزيد ما تقدم قال الداوودي قول قتادة ف النجوم حسن ال
قوله أخطأ وأضاع نصيبه فإنه قصر ف ذلك بل قائل ذلك كافر فان قلت إن النجمي قد
يصدقون بعض الحيان قيل صدقهم كصدق الكهان يصدقون مرة ويكذبون مئة وليس ف
صدقهم مرة ما يدل على أن ذلك علم صحيح كالكهان وقد استدل بعض النجمي بآيات من
كتاب ال على صحة علم التنجيم منها قوله وعلمات وبالنجم هم يهتدون والواب انه ليس
الراد بذه الية أن النجوم علمات على الغيب يهتدي با الناس ف علم الغيب وإنا العن
وعلمات أي دللت على قدرة ال وتوحيده وعن قتادة وماهد ان من النجوم ما يكون علمة
ل يهتدى با وقيل إن هذا
390من تام الكلم الول وهو قوله والقى ف الرض رواسي أن تيد بكم وانارا وسبل لعلكم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تتدون وعلمات أي وألقى لكم معال يعلم با الطريق والراضي من البال الكبار والصغار
يستدل با السافرون ف طرقهم وقوله وبالنجم هم يهتدون قال ابن عباس ف الية وعلمات
يعن معال الطرق بالنهار وبالنجم هم يهتدون قال يهتدون به ف البحر ف اسفارهم رواه ابن
جرير وابن أب حات فهذا القول ونوه هو معن الية فالستدلل با على صحة علم التنجيم
استدلل على ما يعلم فساده بالضطرار من دين السلم با ل يدل عليه ل نصا ول ظاهرا
وذلك أفسد انواع الستدلل فإن الحاديث جاءت عن النب صلى ال عليه وسلم بإبطال علم
التنجيم وذمه منها حديث ومن اقتبس شعبة من علم النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر
الديث وقد تقدم وعن عبدال بن مييز التابعي الليل أن سليمان بن عبداللك دعاه فقال لو
علمت علم النجوم فازددت إل علمك فقال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ان اخوف ما
أخاف على أمت ثلث حيف الئمة وتكذيب بالقدر وايان بالنجوم وعن رجاء بن حيوة ان
النب صلى ال عليه وسلم قال ما أخاف على أمت التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف
الئمة رواها عبد بن حيد فهذان الرسلن من هذين الوجهي الختلفي يدلن على ثبوت
الديث ل سيما وقد احتج به من أرسله وعن أب مجن مرفوعا أخاف على امت من بعدي
ثلثا حيف الئمة وايانا بالنجوم وتكذيبا بالقدر رواه ابن عساكر وحسنه السيوطي وعن أنس
مرفوعا أخاف على أمت بعدي خصلتي تكذيبا بالقدر وإيانا بالنجوم رواه أبو يعلى وابن عدي
والطيب ف كتاب النجوم وحسنه السيوطي أيضا وروى المام أحد والبخاري عن ابن عمر
مرفوعا مفاتيح الغيب خس
391ل يعلمها إلال ل يعلم ما ف غد إل ال ول يعلم ما تغيض الرحام إل ال ول يعلم مت يأت
الطر أحد إل ال ول تدري نفس بأي أرض توت ول يعلم مت تقوم الساعة إل ال لفظ
الباري وعن العباس بن عبدالطلب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لقد طهر ال هذه
الزيرة من الشرك ما ل تضلهم النجوم رواه ابن مردويه وعن ابن عمر مرفوعا تعلموا من
النجوم ما تتدون به ف ظلمات الب والبحر ث انتهوا وعن أب هريرة قال نى رسول ال صلى
ال عليه وسلم عن النظر ف النجوم رواها ابن مردويه والطيب وعن سرة بن جندب أنه
خطب فذكر حديثا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال أما بعد فإن ناسا يزعمون أن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مواضعها لوت رجال
عظماء من أهل الرض وأنم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات ال يعتب با عباده لينظر من
يدث له منهم توبة ورواه أبو داود وف الباب آحاديث وآثار غي ما ذكرنا فتبي بذا أن
الستدلل بالية على صحة أحكام النجوم من أفسد أنواع الستدلل ومنها قوله تعال عن
ابراهيم فنظر نظرة ف النجوم فقال إن سقيم والواب أن هذا من جنس استدلله بالية الول
ف الفساد فأين فيها ما يدل على صحة أحكام النجوم بوجه من وجوه الدللت وهل اذا رفع
انسان بصره إل النجوم فنظر إليها دل ذلك على صحة علم النجوم عنده وكل الناس ينظرون
إل النجوم فل يدل ذلك على صحة علم أحكامها وكأن هذا ما شعر أن ابراهيم عليه السلم
إنا بعث إل الصابئة النجمي مبطل لقولم مناظرا لم على ذلك فإن قيل على هذا فما فائدة
نظرته ف النجوم
392قيل نظرته ف النجوم من معاريض الفعال ليتوصل به إل غرضه من كسر الصنام كما كان
قوله بل فعله كبيهم هذا فمن ظن أن نظرته ف النجوم ليستنبط منها علم الحكام وعلم أن
طالعه يقتضي عليه بالنحس فقد ضل ضلل بعيدا ولذا جاء ف حديث الشفاعة الصحيح أنه
عليه السلم يقول لست هنا كم ويذكر ثلث كذبات كذبن وعدها العلماء قوله إن سقيم
وقوله بل فعله كبيهم هذا وقوله لسارة هي أخت فلو كان قوله إن سقيم أخذه من علم النجوم
ل يعتذر من ذلك وإنا هي من معاريض الفعال فلهذا اعتذر منها كما اعتذر من قوله بل فعله
كبيهم ذكر ذلك ابن القيم لكن قوله وعدها العلماء يدل على أنه ل يستحضر الديث الوارد
ف عدها وقد رواه أحد والبخاري وأصحاب السنن وابن جرير وغيهم عن أب هريرة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يكذب ابراهيم عليه السلم غي ثلث كذبات اثنتي ف
ذات ال قوله إن سقيم وقوله بل فعله كبيهم هذا وقوله ف سارة هي أخت لفظ ابن جرير
وروى ابن أب حات عن أب سعيد مرفوعا ف كلمات ابراهيم الثلث الت قال ما منها كلمة إل
ما حال با عن دين ال فقال إن سقيم وقال بل فعله كبيهم هذا وقال للملك حي أراد امرأته
هي أخت وف اسناده ضعف وقال قتادة ف الية العرب تقول لن تفكر نظر ف النجوم قال ابن
كثي يعن قتادة أنه نظر ال السماء متفكرا فيما يكذبم به فقال إن سقيم أي ضعيف قال وكره
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قتادة تعلم منازل القمر ول يرخص ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما ورخص ف تعلم النازل
أحد واسحق ش هذا هو القسم الثالث من علم التنجيم وهو تعلم منازل الشمس والقمر
393للستدلل بذلك على القبلة وأوقات الصلوات والفصول وهو كما ترى من اختلف السلف
فيه فما ظنك بذينك القسمي ومنازل القمر ثانية وعشرون كل ليلة ف منلة منها فكره وقتادة
وسفيان بن عينية تعلم النازل وأجازه أحد واسحق وغيها قال الطاب أما علم النجوم الذي
يدرك من طريق الشاهدة والب الذي يعرف به الزوال وتعلم به جهة القبلة فإنه غي داخل فيما
ني عنه وذلك أن معرفة رصد الظل ليس شيئا بأكثر من أن الظل ما دام متناقصا فالشمس بعد
صاعدة نو وسط السماء من الفق الشرقي واذا أخذ ف الزيادة فالشمس هابطة من وسط
السماء نو الفق الغرب وهذا علم يصح دركه بالشاهدة إل أن أهل هذه الصناعه قد دبروها با
اتذوا له من اللت الت يستغن الناظر فيها عن مراعات مدته ومراصدته وأما ما يستدل به من
النجوم على جهة القبلة فإنا كواكب رصدها أهل البة با من الئمة الذين ل نشك ف
عنايتهم بأمر الدين ومعرفتهم با وصدقهم فيما أخبوا به عنها مثل أن يشاهدوها بضرة الكعبة
ويشاهدوها على حال الغيبة عنها فكان إدراكهم الدللة منها بالعاينة وادراكنا ذلك بقبول
خبهم إذ كانوا عندنا غي متهمي ف دينهم ول مقصرين ف معرفته قلت وروى ابن النذر عن
ماهد أنه كان ل يرى بأسا ان يتعلم الرجل منازل القمر قلت لنه ل مذور ف ذلك وعن
ابراهيم أنه كان ل يرى بأسا أن يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به رواه ابن النذر قال ابن
رجب والأذون ف تعلمه علم التسيي ل علم التأثي فإنه باطل مرم قليله وكثيه وأما علم التسيي
فتلعم ما يتاج اليه للهتداء ومعرفة القبلة والطرق جائز عند المهور وما زاد عليه ل حاجة اليه
لشغله عما هو أهم منه وربا أدى تدقيق النظر فيه إل اساءة الظن بحاريب السلمي كما وقع
من أهل هذا العلم قديا وحديثا وذلك يفضي
394اعتقاده إل خطأ السلف ف صلتم وهو باطل انتهى متصرا قلت وهذا هو الصحيح إن شاء ال
ويدل على ذلك اليات والحاديث الت تقدمت وهل يدخل ف النهي وقت الكسوف الشمسي
والقمري أم ل رجح ابن القيم أنه ل يدخل قوله ذكره حرب عنهما هو المام الافظ حرب بن
إساعيل أبو ممد الكرمان الفقيه من اجله أصحاب المام أحد ورى عن أحد وإسحق وابن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الدين وابن معي وأب خيثمة وابن أب شيبة وغيهم وله مصنفات جليلة منها كتاب السائل
الت سئل عنها المام أحد وغيه وأورد فيها الحاديث والثار وأظنه روى أثر قتادة وابن عيينة
فيها مات سنة ثاني ومائتي واسحق هو ابراهيم بن ملد أبو يعقوب النظلي النيسابوري المام
العروف بابن راهويه روى عن ابن البارك وأب أسامة وابن عيينة وطبقتهم قال أحد اسحق
عندنا إمام من أئمة السلمي وروى عنه أحد والبخاري ومسلم وأبو داود وغيهم وروى هو
أيضا عن أحد مات سنة تسع وثلثي ومائتي قال وعن أب موسى قال قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم ثلثة ل يدخلون النة مدمن المر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر رواه أحد وابن
حبان ف صحيحه ش هذا الديث رواه أيضا الطبان والاكم وقال صحيح واقره الذهب وتام
الديث ومن مات وهو مدمن المر سقاه ال من نر الغوطة نر يري من فروج الومسات
يؤذي أهل النار ريح فروجهن قوله عن أب موسى هو عبدال بن قيس بن سليم بن حضار بفتح
الهملة وتشديد الضاد العجمة أبو موسى الشعري صحاب جليل استعمله النب صلى ال عليه
وسلم وأمره عمر ث عثمان وهو أحد الكمي بصفي مات سنة خسي
395قوله ثلثة ل يدخلون النة هذا من نصوص الوعيد الت كره السلف تأويلها وقالوا أمروها كما
جاءت وإن كان صاحبها ل ينتقل عن اللة عندهم وكان الصنف رحه ال ييل إل هذا القول
وقالت طائفة هو على ظاهره فل يدخل النة أصل مدمن المر ونوه ويكون هذا مصصا
لعموم الحاديث الدالة على خروج الوحدين من النار ودخولم النة وحله أكثر الشراح على
من فعل ذلك مستحل أو على معن أنم ل يدخلون النة إل بعد العذاب إن ل يتوبوا وال أعلم
قوله مدمن المر أي الداوم على شربا قوله وقاطع الرحم أي القرابة كما قال تعال فهل
عسيتم إن توليتم أن تفسدوا ف الرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم ال فأصمهم
وأعمى أبصارهم قوله ومصدق بالسحر مطلقا ويدخل فيه التنجيم لديث من اقتبس علما من
النجوم اقتبس علما من السحر وهذا وجه مطابقة الديث للباب قال الذهب ف الكبائر ويدخل
فيه تعلم السيمياء وعملها وهو مض السحر وعقد الرء عن زوجته ومبة الزوج لمرأته وبغضها
وبغضه واشباه ذلك بكلمات مهولة قال وكثي من الكبائر بل عامتها إل القل يهل خلق من
المة تريه وما بلغه الزجر فيه ول الوعيد عليه فهذا الضرب فيهم تفصيل فينبغي للعال أن ل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يهل على الاهل بل يرفق به ويعلمه سيما إذا قرب عهده بهله كمن أسر وجلب إل أرض
السلم وهو تركي فبالهد أن يتلفظ بالشهادتي فل يأث أحد إل بعد العلم باله وقيام الجة
عليه
396باب ما جاء ف الستسقاء بالنواء أي من الوعيد والراد نسبة السقيا وميء الطر إل النواء
جع نوء وهي منازل القمر قال ابو السعادات وهي ثانيه وعشرون منلة ينل القمر كل ليلة
منلة منها ومنه قوله تعال والقمر قدرناه منازل يسقط ف الغرب كل ثلث عشرة ليلة منلة مع
طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلتها ذلك الوقت ف الشرق فتنقضي جيعها مع انقضاء السنة
وكانت العرب تزعم أن مع سقوط النلة وطلوع رقيبها يكون مطر وينسبونه اليها فيقولون
مطرنا بنوء كذا وإنا سي نوءا لنه إذا سقط الساقط منها بالغرب ناء الطالع بالشرق ينوء نوءا
أي نض وطلع قال وقول ال تعال وتعلون رزقكم أنكم تكذبون روى المام أحد والترمذي
وحسنه وابن جرير وابن أب حات والضياء ف الختارة عن علي رضي ال عنه قال قال رسول ال
صلى ال عليه وسلم وتعلون رزقكم يقول شكركم أنكم تكذبون يقولون مطرنا بنوء كذا
وكذا وبنجم كذا وكذا وهذا أول ما فسرت به الية وروي ذلك عن علي وابن عباس وقتادة
والضحاك وعطاء الراسان وغيهم وهو قول جهور الفسرين وبه يظهر وجه استدلل الصنف
بالية على الترجة فالعن على هذا وتعلون شكركم ل على ما انزل اليكم من الغيث والطر
والرحة أنكم تكذبون أي تنسبونه إل غيه وقال ابن القيم أي تعلون حظكم من هذا الرزق
الذي به حياتكم
397التكذيب به يعن القرآن قال السن تعلون حظكم ونصيبكم من القرآن أنكم تكذبون قال
وخسر عبد ل يكون حظه من كتاب ال ال التكذيب به قلت والية تشمل العنيي قال عن أب
مالك الشعري أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أربع ف أمت من أمر الاهلية ل
يتركونن الفخر ف الحساب والطعن ف النساب والستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائحة
اذا ل تتب قبل موتا تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب رواه مسلم ش
قوله عن أب مالك الشعري اسه الارث بن الارث الشامي صحاب تفرد عنه بالرواية أبو
سلم وف الصحابة أبو مالك الشعري اثنان غي هذا جزم به الافظ قوله أربع ف أمت من أمر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الاهلية ل يتركونن أي من أفعال أهلها بعن أنا معاصي ستفعلها هذه المة إما مع العلم
بتحريها وإما مع الهل بذلك كما كان أهل الاهلية يفعلونا والراد بالاهلية هنا ما قبل
البعث سوا بذلك لفرط جهلهم وكل ما يالف ما جاءت به النبياء والرسلون فهو جاهلية
منسوبة ال الاهل فإن ما كانوا عليه من القوال والعمال إنا أحدثة لم جاهل وإنا يفعله
جاهل قال شيخ السلم أخب أن بعض أمر الاهلية ل يتركه الناس كلهم ذما لن ل يتركه
وهذا يقتضي أن ما كان من أمر الاهلية وفعلهم فهو مذموم ف دين السلم وإل ل يكن ف
إضافة هذه النكرات إل الاهلية ذم لا ومعلوم أن إضافتها إل الاهلية خرج مرج الذم وهذا
كقوله تعال ول تبجن تبج الاهلية الول فإن ف
398ذلك ذما للتبج وذما لال الاهلية الول وذلك يقتضي النع من مشابتهم ف الملة قوله
الفخر بالحساب أي التشرف بالباء والتعاظم بعد مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم وذلك جهل
عظيم إذ إل شرف غل بالتقوى كما قال تعال وما أموالكم ول أولدكم بالت تقربكم عندنا
زلفى ال من آمن وعمل صالا الية وقال تعال إن أكرمكم عند ال أتقاكم وروى أبو داود
عن أب هريرة مرفوعا إن ال قد اذهب عنكم عبية الاهلية وفخرها بالباء مؤمن تقي أو فاجر
شقي الناس بنو آدم وآدم من تراب ليد عن رجال فخرهم بأقوام إنا هم فحم من فحم جهنم أو
ليكونن أهون على ال من العلن الت تدفع بأنفها النت والحساب جع حسب وهو ما يعده
النسان له ولبائه من شجاعة وفصاحة ونو ذلك قوله والطعن ف النساب أي الوقوع فيها
بالذم والعيب أو يقدح ف نسب أحد من الناس فيقول ليس هو من ذرية فلن أو يعيه با ف
آبائه من الطاعن ولذا لا عي أبو ذر رضي ال عنه رجل بأمه قال النب صلى ال عليه وسلم
لب ذر اعيته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية متفق عليه فدل ذلك ان التعيي بالنساب من أخلق
الاهلية وأن الرجل مع فضله وعلمه ودينه قد يكون فيه بعض هذه الصال السماة باهلية
ويهودية ونصرانية ول يوجب ذكر كفره وفسقه قاله شيخ السلم قوله والستسقاء بالنجوم
أي نسبة السقيا وميء الطر ال النجوم والنواء وهذا هو الذي خافه النب صلى ال عليه وسلم
على امته كما روى المام أحد
399وابن جرير عن جابر السوائي قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول أخاف على أمت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ثلثا استسقاء بالنجوم وحيف السلطان وتكذيبا بالقدر إذا تبي هذا فالستسقاء بالنجوم نوعان
أحدها أن يعتقد أن النل للمطر هو النجم فهذا كفر ظاهر إذ ل خالق إل ال وما كان
الشركون هكذا بل كانوا يعلمون أن ال هو النل للمطر كما قال تعال ولئن سألتهم من نزل
من السماء ماء فأحيا به الرض من بعد موتا ليقولن ال وليس هذا معن الديث فالنب صلى
ال عليه وسلم اخب أن هذا ل يزال ف أمته ومن اعتقد أن النجم ينل الطر فهو كافر الثان أن
ينسب إنزال الطر ال النجم مع اعتقاده أن ال تعال هو الفاعل لذلك النل له لكن معن أن ال
تعال أجرى العادة بوجود الطر عند ظهور ذلك النجم فحكى انب مفلح خلفا ف مذهب
أحد ف تريه وكراهته وصرح أصحاب الشافعي بوازه والصحيح أنه مرم لنه من الشرك
الفي وهو الذي أراده النب وأخب أنه من أمر الاهلية ونفاه وابطله وهو الذي كان يزعم
الشركون ول يزل موجودا ف هذه المة إل اليوم وأيضا فإن هذا من النب صلى ال عليه وسلم
حاية لناب التوحيد وسد لذرائع الشرك ولو بالعبادات الوهة الت ل يقصدها النسان كما
قال لرجل قال له ما شاء ال وشئت قال أجعلتن ل ندا بل ما شاء ال وحده وفيه التنبيه على ما
هو أول بالنع من نسبة السقيا إل النواء كدعاء الموات وسؤالم الرزق والنصر والعافية ونو
ذلك من الطالب فإن هذا من الشرك الكب سواء قالوا إنم شفعاؤنا إل ال كما قال الشركون
هؤلء شفعاؤنا عند ال او اعتقدوا أنم يلقون ويرزقون
400وينصرون استقلل على سبيل الكرامة كما ذكره بعض عباد القبور ف رسالة صنفها ف ذلك
لنه إذا منع من إطلق نسبة السقيا إل النواء مع عدم القصد والعتقاد فلن ينع من دعاء
الموات والتوجه اليهم ف اللمات مع اعتقاد أن لم انواع التصرفات أول وأحرى قوله والنياحة
أي رفع الصوت بالندب على اليت لنا سخط لقضاء ال ومعارضة لحكامه وسوء أدب مع
ال ول كذلك ينبغي أن يفعل الملوك مع سيده فكيف يفعله مع ربه وسيده ومالكه وإله الذي
ل إله له سواه الذي كل قضائه عدل وأيضا ففيها تفويت الجر مع ذهاب الصيبة وف الديث
دليل على شهادة أن ممدا رسول ال لن هذه الخبار من أنباء الغيب فأخب با النب صلى ال
عليه وسلم فكان كما أخب قوله وقال النائحه إذا ل تتب قبل موتا فيه تنبيه على أن الوعيد
والذم ل يلحق من تاب من الذنب وهو كذلك بالجاع فعلى هذا إذا عرف شخص بفعل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ذنوب توعد الشرع عليها بوعيد ل يز إطلق القول بلحوقه لذلك الشخص العي كما يظنه
كثي من أهل البدع فإن عقوبات الذنوب ترتفع بالتوبة والسنات الاحية والصائب الكفرة
ودعاء الؤمني بعضهم لبعض وشفاعة نبيهم صلى ال عليه وسلم فيهم وعفو ال عنهم وفيه أن
من تاب قبل الوت ما ل يغرغر فإن ال يتوب عليه كما ف حديث ابن عمر مرفوعا ان ال تعال
يقبل توبة العبد ما ل يغرغر رواه أحد والترمذي وابن ماجه وابن حبان ف صحيحه قوله تقام
يوم القيامة أي تبعث من قبها وعليها سربال من قطران ودرع من جرب قال القرطب السربال
واحد السرابيل وهي الثياب
401والقمص يعن أنن يلطخن بالقطران فيصي لن كالقميص حت يكون اشتعال النار والتصاقها
بأجسادهن أعظم ورائحتهن أنت والها بسبب الرب أشد وروي عن ابن عباس أن القطران هو
النحاس الذاب وروى الثعلب ف تفسيه عن عمر بن الطاب أنه سع نائحة فأتاها فضربا
بالدرة حت وقع خارها فقيل يا أمي الؤمني الرأة الرأة قد وقع خارها قال انا ل حرمة لا قال
ولما عن زيد بن خالد قال صلى لنا رسول ال صلى ال عليه وسلم صلة الصبح بالديبية على
اثر ساء كانت من الليل فلما انصرف أقبل الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا ال
ورسوله أعلم قال أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحته فذلك
مؤمن ب كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر ب مؤمن بالكوكب
ش قوله عن زيد بن خالد أي الهن الدن صحاب مشهور مات سنة ثان وستي بالكوفة وقيل
غي ذلك وله خس وثانون سنة قوله صلى لنا أي صلى بنا فاللم بعن الباء قال الافظ وفيه
جواز إطلق ذلك مازا وإنا الصلة ل قوله بالديبية بالهملة والتصغي وتفف ياؤها وتثقل
قوله على إثر بكسر المزة وسكون الثلثة على الشهورة وهو ما يعقب الشيء قوله ساء أي
مطر واطلق عليه ساء لكونه ينل من جهه السماء قوله فلما انصرف أي من صلته ل من
مكانه كما يدل عليه قوله أقبل على الناس أي التفت اليهم بوجهه الشريف ففيه دليل على أنه ل
ينبغي
402للمام إذا صلى أن يلس مستقبل القبلة بل ينصرف ال الأمومي كما صحت بذلك الحاديث
قوله هل تدرون لفظ استفهام ومعناه التنبيه وف رواية النسائي أل تسمعوا ما قال ربكم الليلة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وهذا من الحاديث القدسية قال الافظ وهي تمل على ان النب صلى ال عليه وسلم أخذها
عن ال بواسطة أو بل واسطة وفيه إلقاء العال السألة على أصحابه ليخبهم وإخراج العال
التعليم للمسألة بالستفهام فيها ذكره الصنف قوله قالوا ال ورسوله أعلم فيه حسن الدب
للمسؤول عما ل يعلم وإنه يقول ذلك او نوه ول يتكلف ما ل يعنيه قوله قال أصبح من
عبادي الضافة هنا للعموم بدليل التقسيم إل مؤمن وكافر فان قيل هذا يدل على أن الراد
بالكفر هنا هو الكب قيل ليس فيه دليل إذ الصغر يصدر من الكفار قوله مؤمن ب وكافر الراد
بالكفر هنا هو الصغر بنسبة ذلك ال غي ال وكفران نعمته وإن كان يعتقد أن ال تعال هو
الالق للمطر النل له بدليل قوله ف الديث فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحته إل آخره فلو
كان الراد هو الكب لقال أنزل علينا الطر نوء كذا فأتى بباء السببية ليدل على أنم نسبوا
وجود الطر إل ما اعتقدوه سببا وف رواية فأما من حدن على سقياي وأثن علي فذاك من آمن
ب فلم يقل فأما من قال إن النل للمطر فذالك من آمن ب لن الؤمني والكفار يقولون ذلك
فدل على أن الراد إضافة ذلك ال غي ال وإن كان يعتقد أن الفاعل لذلك هو ال وروى
النسائي والساعيلي نوه
403وقال ف آخره وكفر ب أو كفر نعمت وف رواية أب صال عن أب هريرة عند مسلم قال ال
تعال ما أنعمت على عبادي من نعمة إل أصبح فريق منهم با كافرين وله من حديث ابن عباس
اصبح من الناس شاكر ومنهم كافر الديث وف حديث معاوية الليثي مرفوعا يكون الناس
مدبي فينل ال عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركي يقولون مطرنا بنوء كذا رواه أحد
فبي الكفر والشرك الراد هنا بأن نسبة ذلك إل غيه تعال بأن يقال مطرنا بنوء كذا قال ابن
قتيبة كانوا ف الاهلية يظنون أن نزول الغيث بواسطة النوء إما بصنعه على زعمهم وإما بعلمته
فأبطل الشرع قولم وجعله كفرا فإن اعتقد قائل ذلك أن للنوء صنعا ف ذلك فكفره كفر شرك
وإن اعتقد أن ذلك من قبيل التجربة فليس بشرك لكن يوز إطلق الكفر عليه وارادة كفر
النعمة لنه ل يقع ف شيء من طرق الديث بي الكفر والشرك واسطة فيحمل الكفر فيه على
العنيي وقال الشافعي من قال مطرنا بنوء كذا على معن مطرنا ف وقت كذا فل يكون كفرا
وغيه من الكلم أحب إل منه قلت قد يقال إن كلم الشافعي ل يدل على جواز ذلك وإنا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يدل على أنه ل يكون كفر شرك وغيه من الكلم أحسن منه أما كونه يوز إطلق ذلك أو ل
يوز فالصحيح انه ل يوز لا تقدم أن معن الديث هو نسبة السقيا إل النواء لفظا وإن كان
القائل لذلك يعتقد أن ال هو النل للمطر فهذا من باب الشرك الفي ف اللفاظ كقوله لول
فلن ل يكن كذا وفيه معن قوله تعال وعسى أن تبوا شيئا وهو شر لكم فإن كثيا من النعم
قد تر النسان ال شر كالذين قالوا مطرنا بنوء كذا بسبب
404نزول النعمة وفيه التفطن لليان ف هذا الوضع ذكره الصنف يشي إل أن الراد به هنا نسبة
النعمة إل ال وحده عليها كما ف قوله فأما من حدن على سقياي وثن علي فذاك من آمن ب
وقوله فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحته الديث وفيه أن من الكفر ما ل يرج عن اللة
ذكره الصنف قوله فأما من قال مطرنا بفضل ال ورحته أي من نسبه ال ال واعتقد أنه أنزله
بفضله ورحته من غي استحقاق من العبد على ربه وأثن به عليه فقال مطرنا بفضل ال ورحته
وف الرواية الخرى فأما من حدن على سقياي وأثن علي فذاك من آمن ب وهكذا يب على
النسان أن ل يضيف نعم ال إل غيه ول يمدهم عليها بل يضيفها إل خالقها ومقدرها الذي
أنعم با على العبد بفضله ورحته ول يناف ذلك الدعاء لن أحسن با اليك وذكر ما أولكم من
العروف إذا سلم لك دينك والسر ف ذلك وال أعلم أن العبد يتعلق قلبه بن يظن حصول الي
له من جهته وإن كان صنع له ف ذلك وذلك نوع شرك خفي فمنع من ذلك قوله وأما من قال
مطرنا بنوء كذا ال آخره كالصريح فيما ذكرنا أن الراد نسبة ذلك إل غي ال وإن كان يعتقد
أن النل للمطر هو ال ولذا ل يقل فأما من قال أنزل علينا الطر أو أمطرنا نؤ كذا قال الصنف
وفيه التفطن للكفر ف هذا الوضع يشي إل أن الراد بالكفر هنا هو نسبة النعمة إل غي ال
كالنوء ونوه على ما تقدم ولا كان إنزال الغيث من أعظم نعم ال وإحسانه إل عباده لا
اشتمل عليه من منافعهم فل يستغنون عنه أبدا كان من شكره الواجب عليهم ان يضيفوه ال
الب الرحيم النعم ويشكروه
405فإن النفوس قد جبلت على حب من أحسن اليها وال تعال هو الحسن النعم على الطلق
الذي ما بالعباد من نعمة فمنه وحده كما قال تعال وما بكم من نعمة فمن ال قال ولما من
حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا فأنزل ال هذه الية فل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أقسم بواقع النجوم إل قوله تكذبون ش قوله ولما الديث لسلم فقط ولفظه عن ابن عباس
قال مطر الناس على عهد النب صلى ال عليه وسلم فقال النب صلى ال عليه وسلم أصبح من
الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحة ال وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا قال فنلت
هذه الية فل أقسم بواقع النجوم حت بلغ وتعلون رزقكم أنكم تكذبون قوله قال بعضهم ذكر
الواقدي ف مغزيه عن أب قتادة أن عبدال بن أب هو القائل ف ذلك الوقت مطرنا بنوء الشعرى
وف صحة ذلك نظر قوله فل أقسم بواقع النجوم هذا قسم من ال عز وجل يقسم با شاء من
خلقه وهو دليل على عظمة القسم به وتشريفه وتقديره اقسم بواقع النجوم ويكون جوابه إنه
لقرآن كري فعلى هذا تكون ل صلة لتأكيد النفي فتقدير الكلم ليس المر كما زعمتم ف
القرآن أنه سحر أو كهانة بل هو قرآن كري قال ابن جرير قال بعض أهل العربية معن قوله فل
أقسم فليس المر كما تقولون ث استؤنف القسم بعد فقيل أقسم ومواقع النجوم قال ابن عباس
يعن نوم القرآن فإنه نزل جلة ليلة القدر من السماء العليا
406إل السماء الدنيا ث نزل مفرقا ف السني بعد ث قرأ ابن عباس هذه الية ومواقعها نزولا شيئا
بعد شيء وقيل النجوم هي الكواكب ومواقعها مساقطها عند غروبا قال ماهد مواقع النجوم
يقال مطالعها ومشارقها واختاره ابن جرير وعلى هذا فتكون الناسبة بي ذكر النجوم ف القسم
وبي القسم عليه وهو القرآن من وجوه أحدها أن النجوم جعلها ال يهتدى با ف ظلمات الب
والبحر وآيات القرآن هداية با ف ظلمات الغي والهل فتلك هداية ف الظلمات السية وآيات
القرآن هداية ف الظلمات العنوية فجمع بي الدايتي مع ما ف النجوم من الزينة الظاهرة للعال
وف القرآن من الزينة الباطنة ومع ما ف النجوم من الرجوم للشياطي وف آيات القرآن من رجوم
شياطي النس والن والنجوم آياته الشهودة العيانية والقرآن آياته التلوة السمعية مع ما ف
مواقعها عند الغروب من العبة والدللة على آياته القرآنية ومواقعها عند النول ذكره ابن القيم
وقوله وإنه لقسم لو تعلمون عظيم قال ابن كثر أيو إن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم
لو تعلمون عظمته لعظمتم القسم عليه وقوله إنه لقرآن كري هذا هو القسم عليه وهو القرآن
أي انه وحي ال وتنيله وكلمه ل كما يقول الكفار إنه سحر وكهانة أو شعر بل هو قرآن
كري أي عظيم كثي الي لنه كلم ال قال ابن القيم فوصفه با يقتضي حسنا وكثرة خيه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ومنافعه وجللته فإن الكري هو البهي الكثي الي العظيم النفع وهو من كل شيء أحسنه
وأفضله وال سبحانه وصف نفسه بالكرم ووصف به كلمه ووصف به عرشه ووصف به ما
كثر خيه وحسن منظره من النبات وغيه ولذلك فسر
407السلف الكري بالسن قال الزهري الكري اسم جامع لا يمده وال تعال كري جيل الفعال
وإنه لقرآن كري يمد لا فيه من الدى والبيان والعلم والكمة وقوله ف كتاب مكنون قال ابن
كثي أي معظم ف كتاب معظم مفوظ موقر وقال ابن القيم اختلف الفسرون ف هذا فقيل هو
اللوح الحفوظ والصحيح أنه الكتاب الذي بأيدي اللئكة وهو الذكور ف قوله ف صحف
مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة ويدل على انه الكتاب الذي بأيدي اللئكة قوله
ل يسه إل الطهرون فهذا يدل على أنه بأيديهم يسونه وقوله ل يسه ال الطهرون قال ابن
عباس ل يسه إل الطهرون قال الكتاب الذي ف السماء وف رواية ل يسه إل الطهرون يعن
اللئكة وقال قتادة ل يسه عند ال إل الطهرون فأما ف الدنيا فإنه يسه الجوسي النجس
والنافق الرجس قال وهي ف قراءة ابن مسعود ما يسه إل الطهرون واختار هذا القول كثيون
منهم ابن القيم ورجحه وقال ابن زيد زعمت قريش أن هذا القرآن تنلت به الشياطي فأخب
ال تعال أنه ل يسه إل الطهرون كما قال وما تنلت به الشياطي إل قوله لعزولون قال ابن
كثي وهذا قول جيد وهو ل يرج عن القول قبله وقال البخاري ف صحيحه ف هذه الية ل
يد طعمه إل من آمن به قال ابن القيم وهذا من اشارة الية وتنبيهها وهو أنه ل يلتذ به
وبقراءته وفهمه وتدبره إل من يشهد أنه كلم ال تكلم به حقا وأنزله على رسوله وحيا ول
ينال معانيه إل من
408ل يكن ف قلبه منه حرج بوجه من الوجوه وقال آخرون ل يسه إل الطهرون أي من النابة
والدث قالوا ولفظ الية خب ومعناه الطلب قالوا والراد بالقرآن ههنا الصحف كما ف حديث
ابن عمر مرفوعا نى أن يسافر بالقرآن إل أرض العدو مافة أن يناله العدو واحتجوا على ذلك
با رواه مالك ف الوطأ عن عبدال بن ممد بن أب بكر بن ممد بن عمرو ابن حزم أن ف
الكتاب الذي كتبه رسول ال صلى ال عيه وسلم لعمرو بن حزم أن ل يس القرآن ال طاهر
وقوله تنيل من رب العالي قال ابن كثي أي هذا القرآن منل من ال رب العالي وليس كما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يقولون إنه سحر أو كهانة أو شعر بل هو الق الذي ل مرية فيه وليس وراءه حق نافع وف هذه
الية إثبات أنه كلم ال تكلم به قال ابن القيم ونظيه ولكن حق القول من وقوله قل نزله روح
القدس من ربك بالق واثبات علو ال سبحانه على خلقه فإن النول والتنيل الذي تعقله
العقول وتعرفه الفطر هو وصول الشيء من أعلى إل أسفل ول يرد عليه قوله وأنزل لكم من
النعام ثانية أزواج لنا نقول إن الذي أنزلا فوق سواته فأنزلا لنا بأمره قال ابن القيم وذكر
التنيل مضافا إل ربوبيته للعالي الستلزمة للكه لم وتصرفه فيهم وحكمه عليهم وإحسانه
وإنعامه عليهم وأن من هذا شأنه مع اللق كيف يليق به مع ربوبيته التامة أن يتركهم سدى
ويدعهم هل ويلقهم عبثا ل يأمرهم ول ينهاهم ول يثيبهم ول يعاقبهم فمن أقر بأنه رب
العالي أقر بأن القرآن تنيله على رسوله
409واستدل بكونه رب العالي على ثبوت رسالة رسوله وصحة ما جاء به وهذا الستدلل أقوى
وأشرف من الستدلل بالعجزات والوارق وإن كانت دللتها أقرب إل أذهان عموم الناس
وتلك إنا تكون لواص العقلء وقوله أفبهذا الديث انتم مدهنون قال ماهد أي تريدون أن
تالوا فيه وتركنوا اليهم قال ابن القيم ث وبهنم سبحانه على وضعهم الوهان ف غي موضعه
وأنم يداهنون فيما حقه أن يصدع به ويفرق به ويعض عليه بالنواجذ وتثن عليه الناصر وتعقد
عليه القلوب والفئدة ويارب ويسال لجله ول يلتوي عنه ينه ول يسره ول يكون للقلب
التفات إل غيه ول ماكمة إل إليه ول ماصمة إل به ول اهتداء ف طرق الطالب العالية ال
بنوره ول شفاء ال به فهو روح الوجود وحياة العال ومدار السعادة وقائد الفلح وطريق النجاة
وسبيل الرشاد ونور البصائر فكيف تطلب الداهنة با هذا شأنه ول ينل للمداهنة وانا أنزل
بالق وللحق والداهنة إنا تكون ف باطل قوي ل تكن ازالته أو ف حق ضعيف ل تكن إقامته
فيحتاج الداهن إل أن يترك بعض الق ويلتزم بعض الباطل فأما الق الذي قام به كل حق
فكيف يداهن فيه وقوله وتعلون رزقكم أنكم تكذبون تقدم الكلم عليها أول الباب وال أعلم
باب قول ال تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا
410يبونم كحب ال ش لا كانت مبة ال سبحانه هي أصل دين السلم الذي يدور عليه قطب
رحاها فبكمالا يكمل اليان وبنقصانا ينقص توحيد النسان نبه النصف رحه ال على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وجوبا على العيان ولذا جاء ف الديث أحبوا ال لا يغذوكم به من نعمه الديث رواه
الترمذي والاكم وف حديث آخر أحبوا ال بكل قلوبكم وف حديث معاذ بن جبل ف حديث
النام وأسألك حبك وحب من يبك وحب عمل يقربن إل حبك رواه أحد والترمذي
وصححه وما أحسن ما قال القيم ف وصفها هي النلة الت يتنافس فيها التنافسون وال عملها
شر السابقون وعليها تفاف الحبون فهي قوت القلوب وغذاء الرواح وقرة العيون وهي الياة
الت من حرمها فهو من جلة الموات والنور الذي من فقده ففي بار الظلمات والشفاء الذي
من عدمه حلت بقلبه جيع السقام واللذة الت من ل يظفر با فعيشه كله هوم وآلم وهي روح
اليان والعمال والقامات والحوال الت مت خلت منها فهي كالسد الذي ل روح فيه تمل
أثقال السائرين ال بلد ل يكونوا ال بشق النفس بالغيها وتوصلهم ال منازل ل يكونوا ابدا
بدونا واصليها وتبوئهم من مقاعد الصدق مقامات ل يكونوا لول هي داخليها تال لقد ذهب
أهلها بشرف الدنيا والخرة وقد قضى ال تعال يوم قدر مقادير اللئق بشيئته وحكمته البالغة
ان الرء مع من أحب فيا لا من نعمة على الحبي سابغة تال لقد سبق القوم السعاة وهم على
ظهور الفرش نائمون ولقد تقدموا الركب براحل وهم ف مسيهم واقفون وأجابوا مؤذن
الشوق إ نادى بم حي على الفلح وبذلوا نفوسهم ف طلب الوصول إل
411مبوبم وكان بذلم بالرضى والسماح وواصلوا اليه السي بالدلج والغدو والرواح تال لقد
حدوا عند الوصول مسراهم وشكروا مولهم على ما أعطاهم وانا يمد القوم السرى عند
الصباح وأطال ف وصفها فراجعه ف الدارج واعلم أن الحبة قسمان مشتركة وخاصة
فالشتركة ثلثة أنواع أحدها مبة طبيعية كمحبة الائع للطعام والظمآن للماء ونو ذلك وهذه
ل تستلزم التعظيم الثان مبة رحة وإشفاق كمحبة الوالد لولده الطفل وهذه أيضا ل تستلزم
التعظيم الثالث مبة أنس والف وهي مبة الشتركي ف صناعة أو علم أو مرافقة أو تارة أو
سفر لبعضهم بعضا وكمحبة الخوة بعضهم بعضا فهذه النواع الثلثة الت تصلح للخلق
بعضهم من بعض ووجودها فيهم ل يكون شركا ف مبة ال ولذا كان رسول ال صلى ال
عليه وسلم يب اللواء والعسل وكان يب نساءه وعائشة أحبهن اليه وكان يب أصحابه
وأحبهم اليه الصديق رضي ال عنه القسم الثان الحبة الاصة الت ل تصلح ال ل ومت أحب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
العبد با غيه كان شركا ل يغفره ال وهي مبة العبودية الستلزمة للذل والضوع والتعظيم
وكمال الطاعة وايثاره على غيه فهذه الحبة ل يوز تعلقها بغي ال أصل كما حققه ابن القيم
وهي الت سوى الشركون بي ال تعال وبي آلتهم فيها كما قال تعال ف الية الت ترجم لا
الصنف ومن الناس من يتخذ من دون ال اندادا قال ابن كثي يذكر تعال حال الشركي به ف
الدنيا وما لم ف الخرة من العذاب والنكال حيث جعلوا ل أندادا أي امثال ونظراء يبونم
كحبه ويعبدونم معه وهو
412ال الذي ل إله إل هو ول ضد له ول ند له ول شريك معه وقوله يبونم كحب ال أي
يساوونم بال ف الحبة والتعظيم ولذا يقولون لندادهم وهم ف النار تال إن كنا لفي ضلل
مبي إذ نسويكم برب العالي فهذا هو مساواتم برب العالي وهو العدل الذكور ف قوله ث
الذين كفروا بربم يعدلون اما مساواتم بال ف اللق والرزق وتدبي المور فما كان احد من
الشركي يساوون اصنامهم بال ف ذلك وهذا القول رحجه شيخ السلم والثان ان العن
يبون انداهم كما يب الؤمنون ال ث بي أن مبة الؤمني ل أشد من مبة اصحاب النداد
لندادهم قال شيخ السلم وهذا متناقض وهو باطل فان الشركي ل يبون النداد مثل مبة
الؤمني ال ودلت الية على أن من أحب شيئا كحب ال فقد اتذه ندا ل وذلك هو الشرك
الكب قاله الصنف وعلى وجوب افراد ال بالحبة الاصة الت هي توحيد اللية بل اللق
والمر والثواب والعقاب انا نشأ عن الحبة ولجلها فهي الق الذي خلقت به السموات
والرض وهي الق الذي تضمنه المر والنهي وهي سر التأله وتوحيدها هو شهادة أن ل إله إل
ال او ليس كما زعم النكرون أن الله هو الرب الالق فإن الشركي كانوا مقرين بأنه ل رب
إل ال ول خالق سواه ول يكونوا مقرين بتوحيد اللية الذي هو حقيقة ل إله إل ال فإن الله
الذي تأله القلوب حبا وذل وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة إله بعن مألوه أي مبوب معبود
واصله من التأله وهو التعبد الذي هو آخر مراتب الب فالحبة حقيقة العبودية ودلت ايضا على
أن الشركي يعرفون ال ويبونه وانا الذي أوجب كفرهم مساواتم به النداد ف الحبة فكيف
بن ل
413احب النداد اكب من حب ال فكيف بن ل يب ال أصل ول يب إل الند وحده فال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الستعان وقوله والذين آمنوا أشد حبا ل نتكلم عليها لتعلقها با قبلها تكميل للفائدة وإن ل
يذكرها الصنف وفيها قولن أحدها وهو الصحيح أن العن والذين آمنوا إشد حبا ل من مبة
الشركي بالنداد ل فإن مبة الؤمني خالصة ومبة أصحاب النداد قد ذهبت اندادهم بقسط
منها والحبة الالصة أشد من الشتركة والثان والذين آمنوا أشد حبا ل من حب اصحاب
النداد لندادهم الت يبونا من دون ال قال ابن القيم والقولن مرتبان على القولي ف قوله
يبونم كحب ال وف الية دليل على أن ال ل يقبل من العمل إل ما كان خالصا وأن الشرك
مبط للعمال قال وقوله قل إن كان آباؤكم إل قوله أحب إليكم من ال ورسوله الية هذا أمر
من ال تعال لنبيه ممد صلى ال عليه وسلم أن يتوعد من أحب أهله وعشيته وأمواله
ومساكنه أو أحد هذه الشياء على ال ورسوله وجهاد ف سبيله وقد خوطب بذا الؤمنون ف
آخر المر كما قاله شيخ السلم فقيل لم إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم
وعشيتكم وأموال اقترفتموها أي حصلتموها وتارة تشون كسادها أي رخصها وفوات وقت
نفاقها ومساكن ترضونا أي لسنها وطيبها أحب إليكم من ال ورسوله وجهاد ف سبيله
فتربصوا حت يأت ال بأمره أي انتظروا ماذا يل بكم من عذاب ال وال ل يهدي القوم
الفاسقي أي الارجي عن طاعة ال
414وهو تنبيه على أن من فعل ذلك فهو من الفاسقي فهذا تشديد ووعيد عظيم ول يلص منه إل
من صح إيانه فخلص ل سره وإعلنه وعلى أن الحبة الصادقة تستلزم تقدي مراضي ال على
هذه الثمانية كلها فكيف بن آثر بعضها على ال ورسوله وجهاد ف سبيله فإن قلت قد قال
شيخ السلم إن كثيا من السلمي أو أكثرهم بذه الصفة قيل مراده أن كثيا من السلمي قد
يكون ما ذكر أحب اليه من ال ورسوله أي ف إيثار ذلك على فعل أمر ال وأمر رسوله الذي
ينشأ عن الحبة ل ف الب الذي يوجب قصد الحبوب بالتأله فإن من ساوى بي ال وبي غيه
ف هذا الب فهو مشرك فكيف اذا كان غي ال أحب اليه كما هو الواقع من عباد القبور فإنم
يبون أندادهم أعظم من حب ال وذلك أن أصل الب يتمل الشركة بلف اللة فإنا ل
تقبل الشركة أصل ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم ف السن وأسامة اللهم إن أحبهما
وأحب من يبهما حديث صحيح واعلم أن هذه الية شبيهة بقوله قل إن كنتم تبون ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فاتبعون فلما كثر الدعون لحبة ال طولبوا بإقامة البينة فجاءت هذه الية ونوها فمن ادعى
مبة ال وهو يب ما ذكر على ال ورسوله فهو كاذب كمن يدعي مبة ال وهو على غي
طريق النب صلى ال عليه وسلم فإنه كاذب إذ لو كان صادقا لكان متبعا له قال مبارك بن
فضالة عن السن قال كان ناس على عهد النب صلى ال عليه وسلم يقولون يا رسول ال إننا
نب ربنا حبا شديدا فأحب ال أن يعل لبه علما فأنزل ال قل إن كنتم تبون ال فاتبعون
415يببكم ال ويغفر لكم ذنوبكم وقد وقع لكثي من الدعي نوع انبساط ف دعوى الحبة
أخرجهم إل شيء من الرعونة والدعاوي الت تناف العبودية ويدعي أحدهم دعاوي تتجاوز
حدود النبياء ويطلبون من ال مال يصلح بكل وجه إل ل وسبب هذا ضعف تقيق الحبة الت
هي مض العبودية بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقته ومدعي ذلك فيه شبه من
اليهود والنصارى الذين قالوا نن أبناء ال وأحباؤه وشرط الحبة موافقة الحبوب فتحب ما
يب وتكره ما يكره وتبغض ما يبغض وذلك كمن يدعي أن الذنوب ل تضره لكون ال يبه
فيصر عليها أو يدعي أنه يصل إل حد ف مبة ال تسقط عنه التكاليف وكقول بعضهم أي
مريد ل ترك ف النار أحدا فإنه بريء منه فقال الخر أي مريد ل ترك أحدا من الؤمني يدخل
النار فإنه بريء منه ونو ذلك من الدعاوي مع أن كثيا من هذا ونوه ل يصدر إل من كافر
والعاقل يتنبه وما هكذا كان سادات الحبي النبياء والرسلون والصحابة والتابعون فكن على
حذر من ذلك فإن كثيا من جهال التصوفة وقع فيه وقد ينسب ذلك إل بعض الشايخ
الشهورين وهو إما كذب عليهم وإما خطأ منهم فإن العصمة منتفية عن غي الرسول صلى ال
عليه وسلم قال عن انس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يؤمن أحدكم حت أكون
أحب اليه من ولده ووالده والناس أجعي أخرجاه ش قوله ل يؤمن أحدكم أي ل يصل له
اليان الذي تبأ به ذمته ويستحق به دخول النة بل عذاب حت يكون الرسول أحب
416إليه من أهله وولده والناس أجعي بل ل يصل له ذلك حت يكون الرسول أحب إليه من نفسه
أيضا كما ف حديث عمر بن الطاب رضي ال عنه أنه قال للنب صلى ال عليه وسلم لنت يا
رسول ال أحب إل من كل شيء إل نفسي فقال والذي نفسي بيده حت أكون أحب إليك من
نفسك فقال له عمر فإنك الن وال أحب إل من نفسي فقال الن يا عمر رواه البخاري فمن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ل يكن كذلك فهو من أصحاب الكبائر إذا ل يكن كافرا فإنه ل يعهد ف لسان الشرع نفي
اسم مسمى أمر ال به ورسوله ال إذا ترك بعض واجباته فأما إذا كان الفعل مستحبا ف العبادة
ل ينفها لنتفاء الستحب ولو صح هذا لنفي عن جهور الؤمني اسم اليان والصلة والزكاة
والج وحب ال ورسوله لنه ما من عمل إل وغيه أفضل منه وليس أحد يفعل أفعال الب مثل
ما فعلها النب صلى ال عليه وسلم بل ول أبو بكر ول عمر فلو كان من ل يأت بكمالا
الستحب يوز نفيها عنه لاز أن ينفى عن جهور السلمي من الولي والخرين وهذا ل يقوله
عاقل وعلى هذا فمن قال عن النفي هو الكمال فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم
تاركه ويتعرض للعقوبة فقد صدق وإن أراد أنه نفي الكمال الستحب فهذا ل يقع قط ف كلم
ال ورسوله صلى ال عليه وسلم قاله شيخ السلم وأكثر الناس يدعي أن الرسول أحب إليه ما
ذكر فل بد من تصديق ذلك بالعمل والتابعة له وإل فالدعي كاذب فإن القرآن بي أن الحبة
الت ف القلب تستلزم العمل الظاهر ببها كما قال تعال قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم
ال وقال تعال ويقولون آمنا بال وبالرسول وأطعنا ث يتول فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك
بالؤمني ال قوله إنا كان قول الؤمني اذا دعوا ال ال
417ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سعنا وأطعنا وأولئك هم الفلحون فنفى اليان عمن تول عن
طاعة الرسول وأخب أن الؤمني اذا دعوا ال ال ورسوله سعوا وأطاعوا فتبي أن هذا من لوازم
اليان والحبة لكن كل مسلم لبد أن يكون مبا بقدر ما معه من السلم كما أن كل مؤمن
ل بد أن يكون مسلما وكل مسلم ل بد أن يكون مؤمنا وإن ل يكن مؤمنا اليان الطلق لن
ذلك ل يصل ال لواص الؤمني فإن الستسلم ل ومبته ل تتوقف على هذا اليان الاص
قال شيخ السلم وهذا الفرق يده النسان من نفسه ويعرفه من غيه فعامة الناس اذا أسلموا
بعد كفر أو ولدوا على السلم والتزموا شرائعه وكانوا من أهل الطاعة ل ورسوله وهم
مسلمون ومعهم إيان ممل لكن دخول حقيقة اليان إل قلوبم يصل شيئا فشيئا إن أعطاهم
ال ذلك وإل فكثي من الناس ل يصلون ال اليقي ول ال الهاد ولو شككوا لشكوا ولو أمروا
بالهاد لا جاهدوا وليسوا كفارا ول منافقي بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما
يدرأ الريب ول عندهم من قوة الب ل ورسوله ما يقدمونه على الهل والال وهؤلء إن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عوفوا من الحنة وماتوا دخلوا النة وإن ابتلوا بن يدخل عليهم شبهات توجب ريبهم فإن ل
ينعم ال عليهم با يزيل الريب وإل صاروا مرتابي وانتقلوا ال نوع من النفاق انتهى قوله أحب
هو بالنصب خب كون قوله والناس أجعي هو من عطف العام على الاص وهو كثي وف
الديث من الفوائد
418إذا كان هذا شأن مبة الرسول صلى ال عليه وسلم فما الظن بحبة ال وفيه أن العمال من
اليان لن الحبة عمل وقد نفي اليان عمن ل يكن الرسول صلى ال عليه وسلم أحب إليه ما
ذكر فدل على ذلك وفيه أن نفي اليان ل يدل على الروج من السلم وفيه وجوب مبته
صلى ال عليه وسلم على ما ذكر ذكرها الصنف قال ولما عنه قال قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم ثلث من كن فيه وجد حلوة اليان أن يكون ال ورسوله أحب إليه ما سواها
وأن يب الرء ل يبه إل ل وأن يكره أن يعود ف الكفر بعد إذ أنقذه ال منه كما يكره أن
يقذف ف النار وف رواية ل يد أحد حلوة اليان حت ال آخره ش قوله ثلث أي ثلث
خصال وجاز البتداء بثلث لن الضاف إليه منوي ولذلك جاء التنوين قوله من كن فيه أي
وجدن وحصلن فهي تامة قوله وجد بن حلوة اليان قال ابن أب جرة إنا عب باللوة لن
ال شبه اليان بالشجرة ف قوله ضرب ال مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة قلت والشجرة لا ثرة
والثمرة لا حلوة فكذلك شجرة اليان لبد لا من ثرة ول بد لتلك الثمرة من حلوة لكن قد
يدها الؤمن وقد ل يدها وإنا يدها با ذكر ف الديث قوله أن يكون ال ورسوله أحب إليه
ما سواها أحب منصوب
419لنه خب يكون قال البيضاوي الراد بالب هنا الب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل
السليم رجحانه وإن كان على خلف هوى النفس كالريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه
بطبعه وييل اليه بقتضى عقله فيهوى تناوله فإذا تأمل الرء أن الشارع ل يأمر ول ينهى إل با
فيه صلح عاجل أو خلص آجل والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك ترن على الئتمار بأمره
بيث يصي هواه تبعا له ويلتذ بذلك التذاذا عقليا إذ اللتذاذ العقلي إدراك ما هو كمال وخي
من حيث هو كذلك قلت وكلمه على قواعد الهمية ونوهم من نفي مبة الؤمني لربم لم
والق خلف ذلك بل الراد ف الديث أن يكون ال ورسوله عند العبد أحب اليه ما سواها
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
حبا قلبيا كما ف بعض الحاديث أحبوا ال بكل قلوبكم فيميل بكليته إل ال وحده حت يكون
وحده مبوبه ومعبوده وإنا يب من سواه تبعا لحبته كما يب النبياء والرسلي واللئكة
والصالي لا كان يبهم ربه سبحانه وذلك موجب لحبة ما يبه سبحانه وكراهة ما يكره
وإيثار مرضاته على ما سواه والسعي فيما يرضيه ما استطاع وترك ما يكره فهذه علمات الحبة
الصادقة ولوازمها وأما مرد إيثار ما يقضي العقل رجحانه وان كان على خلف هوى النفس
كالريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه ال آخر كلمه فهذا قد يكون ف بعض المور علمة
على الب ولزما له ل أنه هو الب وقال شيخ السلم أخب النب صلى ال عليه وسلم أن هذه
الثلث من كن فيه وجد حلوة اليان لن وجود اللوة للشيء يتبع الحبة له فمن أحب شيئا
واشتهاه إذا حصل له مراده فإنه يد اللوة واللذة والسرور بذلك واللذة أمر يصل عقيب
إدراك اللئم الذي هو الحبوب أو الشتهي قال فحلوة اليان التضمنة للذة والفرح يتبع كمال
مبة العبد ل وذلك بثلثة أمور تكميل هذه الحبة
420وتفريعها ودفع ضدها فتكميلها أن يكون ال ورسوله احب اليه ما سواها فإن مبة ال ورسوله
ل يكتفى فيها بأصل الب بل ل بد ان يكون ال ورسوله احب اليه ما سواها قلت ول يكون
كذلك ال إذا وافق ربه فيما يبه وما يكرهه قال وتفريعها أن يب الرء ل يبه إل ل قلت فإن
من أحب ملوقا ل ل لغرض آخر كان هذا من تام حبه ل فإن مبة مبوب الحبوب من تام
مبة الحبوب فإذا أحب أنبياء ال وأولياءه لجل قيامهم بحبوبات ال ل لشيء آخر فقد أحبهم
ل ل لغيه قال ودفع ضدها أن يكره ضد اليان كما يكره أن يقذف ف النار قلت وإنا كره
الضد لا دخل قلبه من مبة ال فانكشف له بنور الحبة ماسن السلم ورذائل الهل والكفران
وهذا هو الب الذي يكون مع من أحب كما ف الصحيحي عن أنس أن رجل سأل النب
صلى ال عليه وسلم مت الساعة فقال ما أعددت لا قال ما أعددت لا من كثي صلة ول صيام
ول صدقة ولكن أحب ال ورسوله فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أنت مع من أحببت
وف رواية للبخاري فقلنا ونن كذلك قال نعم قال أنس ففرحنا يومئذ فرحا شديدا وقوله ما
سواها فيه جع ضمي الرب سبحانه وضمي الرسول صلى ال عليه وسلم وقد أنكره على
الطيب لا قال ومن يعصهما فقد غوى وأحسن ما قيل فيه قولن أحدها ما قاله البيضاوي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وغيه أنه ثن الضمي هنا إياء ال أن العتب هو الجموع الركب من الحبتي ل كل واحدة فإنا
وحدها لغية وأمر بالفراد ف حديث الطيب إشعارا بأن كل واحد من العصياني مستقل
باستلزام الغواية إذ العطف ف تقدير التكرير والصل استقلل كل من العطوفي ف الكم قلت
وهذا جواب بليغ جدا
421الثان حل حديث الطيب على الدب والول وهذا على الواز وجواب ثالث وهو أن هذا
ورد على الصل وحديث الطيب ناقل فيكون أرجح قوله كما يكره أن يقذف ف النار أي
يستوي عنده المران اللقاء ف النار والعود ف الكفر قلت وف الديث من الفوائد أن ال تعال
يبه الؤمنون وهو تعال يبهم كما قال يبهم ويبونه وفيه رد ما يظنه بعض الناس من أنه من
ولد على السلم أفضل من كان كافرا فأسلم فمن اتصف بذه المور فهو أفضل من ل يتصف
با مطلقا ولذا كان السابقون الولون أفضل من ولد على السلم وفيه رد على الغلة الذين
يتوهون أن صدور الذنب من العبد نقص ف حقه مطلقا والصواب أنه إن ل يتب كان نقصا
وإن تاب فل ولذا كان الهاجرون والنصار أفضل هذه المة وإن كانوا ف أول المر كفارا
يعبدون الصنام بل النتقل من الضلل ال الدى ومن السيئات ال السنات يضاعف له الثواب
قاله شيخ السلم وفيه دليل على عداوة الشركي وبغضهم لن من أبغض شيئا أبغض من
اتصف به فإذا كان يكره الكفر كما يكره أن يلقى ف النار فكذلك يكره من اتصف به قوله
وف رواية ل يد أحد هذه الرواية أخرجها البخاري ف صحيحه ولفظه ل يد أحد حلوة
اليان حت يب الرء ل يبه إل ل
422وحت أن يقذف ف النار أحب اليه من أن يرجع ال الكفر بعد اذ أنقذه ال منه وحت يكون ال
ورسوله أحب اليه ما سواها قال وعن ابن عباس قال من أحب ف ال وأبغض ف ال ووال ف
ال وعادى ف ال فإنا تنال ولية ال بذلك ولن يد عبد طعم اليان وإن كثرت صلته
وصومه حت يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك ل يدي على
أهله شيئا رواه ابن جرير ش هذا الثر رواه ابن جرير بكماله كما قال الصنف وأخرج ابن أب
شيبة وابن أب حات الملة الول منه فقط قوله من أحب ف ال أي أحب السلمي والؤمني ف
ال قوله وأبغض ف ال أي أبغض الكفار والفاسقي ف ال لخالفتهم لربم وإن كانوا أقرب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الناس اليه كما قال تعال ل تد قوما يؤمنون بال واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو
كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانم أو عشيتم الية قوله ووال ف ال هذا بيان للزم الحبة ف
ال وهو الوالة فيه إشارة ال أنه ل يكفي ف ذلك مرد الب بل ل بد مع ذلك من الوالة الت
هي لزم الب وهي النصرة والكرام والحترام والكون مع الحبوبي باطنا وظاهرا قوله
وعادى ف ال هذا بيان للزم البغض ف ال وهو العاداة فيه أي اظهار العداوة بالفعل كالهاد
لعداء ال والباءة منهم والبعد عنهم باطنا وظاهرا اشارة ال أنه ل يكفي مرد بغض القلب بل
ل بد مع ذلك من التيان بلزمه كما قال تعال قد كانت لكم أسوة حسنة ف ابراهيم والذين
معه
423إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم وما تعبدون من دون ال كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة
والبغضاء أبدا حت تؤمنوا بال وحده فهذا علمة الصدق ف البغض ف ال قوله فإنا تنال ولية
ال بذلك يوز فتح الواو وكسرها أي ل يكون العبد من أولياء ال ول تصل له ولية ال ال
با ذكر من الب ف ال والبغض ف ال والوالة ف ال والعاداة ف ال كما روى المام أحد
والطبان عن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يد العبد صريح اليان حت يب ل ويبغض ل
فإذا أحب ل وأبغض ل فقد استحق الولية ل وف حديث آخر أوثق عرى اليان الب ف ال
والبغض ف ال عز وجل رواه الطبان وغيه وينبغي لن أحب شخصا ف ال أن يأتيه ف بيته
فيخبه أنه يبه ف ال كما روى أحد والضياء عن أب ذر مرفوعا إذا أحب أحدكم صاحبه
فليأته ف منله فليخبه أنه يبه ل وف حديث ابن عمر عند البيهقي ف الشعب فإنه يد مثل
الذي يد له قوله ولن يد عبد طعم اليان ال آخره أي ل يد عبد طعم اليان وإن كثرت
صلته وصومه حت يب ف ال ويبغض ف ال ويعادي ف ال ويوال ف ال وهذا منتزع من
حديث أنس السابق وف حديث أب أمامة مرفوعا من أحب ل وأبغض ل وأعطى ل ومنع ل
فقد استكمل اليان رواه أبو داود والعجب من يدعي مبة ال وهو على خلف ذلك وما
أحسن ما قال ابن القيم أتب أعداء البيب وتدعي حبا له ما ذاك ف إمكان
424قوله وقد صارت عامة مؤاخات الناس على أمر الدنيا وذلك ل يدي على أهله شيئا أي الؤاخاة
على امر الدنيا ل يدي على أهله شيئا أي ل ينفعهم أصل بل يضرهم كما قال تعال الخلء
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يومئذ بعضهم لبعض عدو ال التقي فهذا حال كل خلة ومبة كانت ف الدنيا على غي طاعة
ال فإنا تعود عداوة وندامة يوم القيامة بلف الحبة واللة على طاعة ال فإنا من أعظم
القربات كما جاء ف حديث السبعة الذين يظلهم ال ف ظله يوم ل ظل إل ظله قال ورجلن
تابا ف ال اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه وف الديث القدسي الذي رواه مالك وابن حبان ف
صحيحه وجبت مبت للمتحابي ف وللمتجالسي ف وللمتزاورين ف وللمتباذلي ف وهذا
الكلم قاله ابن عباس رضي ال عنه ف أهل زمانه فكيف لو رأى الناس فيه من الؤاخاة على
الكفر والبدع والفسوق والعصيان ولكن هذا مصداق قوله عليه السلم بدأ السلم غريبا
وسيعود غريبا كما بدأ وفيه إشارة إل ان المر قد تغي ف زمن ابن عباس بيث صار المر ال
هذا بالنسبة إل ما كان ف زمن اللفاء الراشدين فضل عن زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم
وقد روى ابن ماجه عن ابن عمر قال لقد رأيتنا على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم وما
منا أحد يرى أنه أحق بديناره ودرهه من أخيه السلم وأبلغ منه قوله تعال ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بم خصاصة فهذا كان حالم ف ذلك الوقت الطيب وهؤلء هم التحابون
للل ال كما ف الديث القدسي يقول ال عز وجل أين التحابون للل اليوم أظلهم ف ظلي
فهذه هي الحبة النافعة ل لحبة الدنيا وهي الت اوجبت لم الواساة واليثار على النفس وذلك
فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم قال الصنف وقال ابن عباس ف قوله وتقطعت
بم السباب قال الودة
425ش هذا الثر رواه عبد بن حيد وابن جرير وابن النذر وابن أب حات والاكم وصححه قوله
قال الودة أي الحبة الت كانت بينهم ف الدنيا تقطعت بم وخانتهم أحوج ما كانوا اليها وتبأ
بعضهم من بعض كما قال تعال عن ابراهيم الليل عليه السلم أنه قال لقومه إنا اتذت من
دون ال أوثانا مودة بينكم ف الياة الدنيا ث يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم
بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين وهذه الية وإن كانت نزلت ف الشركي عباد
الوثان الذين يبون أندادهم وأوثانم كحب ال فإنا عامة لن العتبار بعموم اللفظ ل
بصوص السبب ولذا قال قتادة وتقطعت بم السباب قال أسباب الندامة يوم القيامة
والسباب الواصلة الت يتواصلون با ويتحابون با فصارت عداوة يوم القيامة يلعن بعضهم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بعضا رواه عبد بن حيد وابن جرير فهذا حال من كانت مودته لغي ال فاحذر من ذلك باب
قول ال تعال إنا ذلكم الشيطان يوف أولياءه فل تافوهم وخافون ان كنتم مؤمني الوف
من أفضل مقامات الدين وأجلها فلذلك قال الصنف على وجوب إخلصه ل تعال وقد ذكره
ال تعال ف كتابه عن سادات القربي من اللئكة
426والولياء والصالي قال ال تعال يافون ربم من فوقهم وقال ال تعال وهم من خشيته
مشفقون وقال تعال إن الذين هم من خشية ربم مشفقون وقال تعال الذين يبلغون رسالت
ال ويشونه ول يشون أحدا إل ال وأمر باخلصه له فقال تعال وإياي فارهبون وقال تعال
فل تشوا الناس واخشون وقال تعال أفغي ال تتقون وهو على ثلثة أقسام احدها خوف السر
وهو أن ياف من غي ال أن يصيبه با يشاء من مرض أو فقر أو قتل ونو ذلك بقدرته ومشيئته
سواء ادعى أن ذلك كرامة للمخوف بالشفاعة أو على سبيل الستقلل فهذا الوف ل يوز
تعلقه بغي ال أصل لن هذا من لوازم اللية فمن اتذ مع ال ندا يافه هذا الوف فهو مشرك
وهذا هو الذي كان الشركون يعتقدونه ف أصنامهم وآلتهم ولذا يوفون با أولياء الرحن
كما خوفوا ابراهيم الليل عليه الصلة والسلم فقال لم ول أخاف ما تشركون به إل أن يشاء
رب شيئا وسع رب كل شيء علما أفل تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ول تافون أنكم
أشركتم بال ما ل ينل به عليكم سلطانا فأي الفريقي أحق بالمن إن كنتم تعلمون وقال تعال
عن قوم هود إنم قالوا له إن نقول ال اعتراك بعض آلتنا بسوء قال إن أشهد ال واشهدوا أن
بريء ما تشركون
427من دونه فيكيدون جيعا ث ل تنظرون وقال تعال ويوفونك بالذين من دونه وهذا القسم هو
الواقع اليوم من عباد القبور فإنم يافون الصالي بل الطواغيت كما يافون ال بل أشد ولذا
إذا توجهت على أحدهم اليمي بال أعطاك ما شئت من اليان كاذبا أو صادقا فإن كان اليمي
بصاحب التربة ل يقدم على اليمي إن كان كاذبا وما ذاك إل لن الدفون ف التراب أخوف
عنده من ال ول ريب أن هذا ما بلغ إليه شرك الولي بل جهد أيانم اليمي بال تعال
وكذلك لو أصاب أحدا منهم ظلم ل يطلب كشفه إل من الدفوني ف التراب وإذا أراد أن
يظلم أحدا فاستعاذ بال أو ببيته ل يعذه ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته ل يقدم عليه أحدا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ول يتعرض له بالذى حت ان بعض الناس أخذ من التجار أموال عظيمة أيام موسم الج ث بعد
أيام اظهر الفلس فقام عليه أهل الموال فالتجأ ال قب ف جدة يقال له الظلوم فما تعرض له
أحد بكروه خوفا من سر الظلوم وأشباه هذا من الكفر وهذا الوف ل يكون العبد مسلما إل
باخلصه ل تعال وإفراده بذلك دون من سواه الثان أن يترك النسان ما يب عليه من الهاد
والمر بالعروف والنهي عن النكر بغي عذر إل لوف من الناس فهذا مرم وهو الذي نزلت
فيه الية الترجم لا وهو الذي جاء فيه الديث إن ال تعال يقول للعبد يوم القيامة ما منعك إذ
رأيت النكر أن ل تغيه فيقول يا رب خشيت الناس فيقول إياي كنت أحق أن تشى رواه
أحد الثالث خوف وعيد ال الذي توعد به العصاة وهو الذي قال ال فيه
428ذلك لن خاف مقامي وخاف وعيد وقال ولن خاف مقام ربه جنتان وقال تعال قالوا إنا كنا
قبل ف أهلنا مشفقي وقال تعال ويافون يوما كان شره مستطيا وهذا الوف من أعلى مراتب
اليان ونسبة الول إليه كنسبة السلم إل الحسان وإنا يكون ممودا إذ ل يوقع ف القنوط
واليأس من روح ال ولذا قال شيخ السلم هذا الوف ما حجزك عن معاصي ال فما زاد
على ذلك فهو غي متاج اليه بقي قسم رابع وهو الوف الطبيعي كالوف من عدو وسبع
وهدم وغرق ونو ذلك فهذا ل يذم وهو الذي ذكره ال عن موسى عليه الصلة والس ف قوله
فخرج منها خائفا يترقب إذا تبي هذا فمعن قوله تعال إنا ذلكم الشيطان يوف اولياءه أي
يوفكم اولياءه ويوهكم أنم ذو باس وشدة قال ال تعال فل تافوهم وخافون ان كنتم
مؤمني اي فاذا سول لكم وأوهكم فتوكلوا على ال فإنه كافيكم وناصركم عليهم كما قال
تعال اليس ال بكاف عبده ويوفونك بالذين من دونه إل قوله قل حسب ال عليه يتوكل
التوكلون وقال تعال فقاتلوا اولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا قاله ابن كثي وقال
ابن القيم ومن كيد عدو ال أنه يوف الؤمني من جنده واوليائه لئل ياهدوهم ول يأمروهم
بعروف ول ينهوهم عن منكر
429فأخب تعال ان هذا من كيده وتويفه ونانا أن نافهم قال والعن عند جيع الفسرين يوفكم
بأوليائه قال قتادة يعظمهم ف صدوركم ولذا قال فل تافوهم وخافون إن كنتم مؤمني فكلما
قوي إيان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان وكلما ضعف إيان العبد قوي خوفه منهم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قلت فأمر تعال باخلص هذا الوف له وأخب أن ذلك شرط ف اليان فمن ل يأت به ل يأت
باليان الواجب ففيه ان إخلص الوف ل من الفرائض قال وقوله تعال إنا يعمر مساجد ال
من آمن بال واليوم الخر وأقام الصلة وآتى الزكاة ول يشى ال ال الية لا نفى تبارك وتعال
عمارة الساجد عن الشركي بقوله تعال ما كان للمشركي أن يعمروا مساجد ال الية إذا ل
تنفعهم عمارتا مع الشرك كما قال تعال وقدمنا ال ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
أثبت تعال ف هذه الية عمارة الساجد بالعبادة للمؤمني بال تعال واليوم الخر القيمي
الصلة الؤتي الزكاة الذين ل يشون ال ال ول يشون معه الا آخر كما قال تعال ول
يشون أحدا ال ال وكفى بال حسيبا فهذه هي العمارة النافعة وهي الالصة من الشرك فإنه
نار ترق العمال وقوله ول يش ال ال قال ابن عطية يريد خشية التعظيم والعبادة والطاعة ول
مالة أن النسان يشى غيه ويشى الحاذير الدنيوية وينبغي أن يشى ف ذلك كله قضاء ال
وتصريفه
430قلت ولذا قال ابن عباس الية ل يعبد ال ال فإن الوف كما قال ابن القيم عبودية القلب فل
يصلح ال ل كالذل والنابة والحبة والتوكل والرجاء وغيها من عبودية القلب فل يصلح ال
ل كالذل والنابة والحبة والتوكل والرجاء وغيها من عبودية القلب وقوله فعسى اولئك ان
يكونوا من الهتدين قال ابن اب طلحة عن ابن عباس يقول إن أولئك الهتدون كقوله عسى أن
يبعثك ربك مقاما ممودا وكل عسى ف القرآن فهي واجبة وتضمنت الية أن من عمر الساجد
من السلمي بالعبادة هو من الؤمني كما ف حديث إذا رأيتم الرجل يعتاد السجد فاشهدوا له
باليان قال ال انا يعمد مساجد ال من آمن بال واليوم الخر رواه أحد والترمذي والاكم
قال وقوله ومن الناس من يقول آمنا بال فاذا اوذي ف ال جعل فتنة الناس كعذاب ال الية قال
ابن كثي يقول تعال مبا عن قوم من الذين يدعون اليان بألسنتهم ول يثبت اليان ف قلوبم
بأنم إذا جاءتم منة ف الدنيا اعتقدوا أنا من نقمة ال بم فارتدوا عن السلم قال ابن عباس
يعن فتنته أن يرتد عن دينه إذا أوذي ف ال وقال ابن القيم الناس إذا أرسل اليهم الرسل بي
أمرين إما أن يقول احدهم آمنا وإما أن ل يقول ذلك بل يستمر على السيئات والكفر فمن قال
آمنا امتحنه ربه وابتله وفتنه والفتنة البتلء والختبار ليتبي الصادق من الكاذب ومن ل يقل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
آمنا فل يسب أنه يعجز ال ويفوته ويسبقه فمن آمن
431بالرسل وأطاعهم عاداه أعداؤهم وآذوه فابتلى با يؤله ومن ل يؤمن بم ول يطعهم عوقب ف
الدنيا والخرة وحصل له ما يؤله وكان هذا الل أعظم وأدوم من أل أتباعهم فل بد من
حصول الل لكل نفس آمنت أو رغبت عن اليان لكن الؤمن يصل له الل ف الدنيا ابتداء ث
تكون له العاقبة ف الدنيا والخرة والعرض عن اليان تصل له اللذة ابتداء ث يصي له الل
الدائم والنسان لبد أن يعيش مع الناس والناس لم ارادات وتصورات فيطلبون منه أن يوافقهم
عليها وإن ل يوافقهم آذوه وعذبوه وان وافقهم حصل له الذى والعذاب تارة منهم وتارة من
غيهم كمن عنده دين وتقى حل بي قوم فجار ظلمة ول يتمكنون من فجورهم ال بوافقته لم
أو سكوته عنهم فإن وافقهم أو سكت عنهم سلم من شرهم ف البتداء ث يتسلطون عليه
بالهانة والذى أضعاف ما كان يافه ابتداء لو انكر عليهم وخالفهم وان سلم منهم فل بد ان
يهان ويعاقب على يد غيهم فالزم كل الزم با قالت ام الؤمني لعاوية من ارضى ال بسخط
الناس كفاه ال مؤنة الناس ومن أرضى الناس بسخط ال ل يغنوا عنه من ال شيئا فمن هذاه ال
وألمه رشده ووقاه شر نفسه امتنع من الوافقة على فعل الحرم وصب على عداوتم ث تكون له
العاقبة ف الدنيا والخرة كما كانت للرسل وأتباعهم ث أخب عن حال الداخل ف اليان بل
بصية وأنه اذا أوذي ف ال جعل فتنة الناس له وهي أذاهم له ونيلهم اياه بالكروه وهو الل
الذي ل بد ان ينال الرسل وأتباعهم من خالفهم جعل ذلك ف فراره منه وتركه السبب الذي
يناله به كعذاب ال الذي فر منه الؤمنون باليان فالؤمنون لكمال بصيتم فروا من أل عذاب
ال ال اليان وتملوا ما فيه من الل الزائل الفارق عن قرب وهذا لضعف بصيته فر من أل
أعداء
432الرسل إل موافقتهم ومتابعتهم ففر من أل عذابم ال أل عذاب ال فجعل أل فتنة الناس ف
الفرار منه بنلة أل عذاب ال وغب كل الغب اذا استجار من الرمضاء بالنار وفر من أل ساعة
ال أل البد واذا نصر ال جنده وأولياءه قال إن كنت معكم وال عليم با انطوى عليه صدره
من النفاق انتهى قلت وإنا حل ضعيف البصية على أن جعل فتنة الناس كعذاب ال هوالوف
منهم أن ينالوه با يكره بسبب اليان بال وذلك من جلة الوف من غي ال وهذا وجه مطابقة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الية للترجة وف الية رد على الرجئة والكرامية وفيها الوف على نفسك والستعداد للبلء اذ
لبد منه مع سؤال ال العافية قال عن أب سعيد مرفوعا إن من ضعف اليقي أن ترضى الناس
بسخط ال وأن تمدهم على رزق ال وأن تذمهم على ما ل يؤتك ال إن رزق ال ل يره
حوص حويص ول يرده كراهية كاره ش هذا الديث رواه أبو نعيم ف اللية والبيهقي وأعله
بحمد ابن مروان السدي وقال ضعيف وفيه أيضا عطية العوف أورده الذهب ف الضعفاء
والتروكي وقال ضعفوة وموسى بن بلل قال الزدي ساقط قلت اسناده ضعيف ومعناه
صحيح وتامه وإن ال بكمته جعل الروح والفرح ف الرضى واليقي وجعل الم والزن ف
الشك والسخط قوله ان من ضعف اليقي قال ف الصباح والضعف بفتح الضاد ف لغة تيم
وبضمها ف لغة قريش خلف القوة والصحة واليقي الراد به اليان كله كما قال ابن مسعود
اليقي اليان كله والصب نصف اليان رواه الطبان بسند صحيح ورواه أبو نعيم ف اللية
والبيهقي ف الزهد
433من حديثه مرفوعا ول يثبت رفعه قاله الافظ ويدخل ف ذلك تقيق اليان بالقدر السابق كما
ف حديث ابن عباس مرفوعا فإن استطعت أن تعمل بالرضى ف اليقي فافعل وان ل تستطع فإن
ف الصب على ما تكره خيا كثيا وف رواية أخرى ف اسنادها ضعف قلت يا رسول ال كيف
أصنع باليقي قال أن تعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك قوله أن
ترضي الناس بسخط ال أي تؤثر رضاهم على رضي ال فترافقهم على ترك المور أو فعل
الحظور استجلبا لرضاهم فلول ضعف اليقي لا فعلت ذلك لن من قوي يقينه علم أن ال
وحده هوالنافع الضار وأنه ل معول ال على رضاه وليس لسواه من المر شيء كائنا ما كان
فل يهاب أحدا ول يشاه لوف ضرر يلحقه من جهته كما قال تعال ويشونه ول يشون
أحدا إل ال وكفى بال حسيبا قوله وأن تمدهم على رزق ل أي تمدهم وتشكرهم على ما
وصل إليك على أيديهم من رزق بأن تضيفه إليهم وتنسى النعم التفضل على القيقة وهو ال
رب العالي الذي قدر هذا الرزق لك وأوصله إليك بلطفه ورحته فإنه لطيف لا يشاء وهو
العليم الكيم فإذا أراد أمرا قيض له أسبابا ول يناف ذلك حديث من ل يشكر الناس ل يشكر
ال لن الراد هنا اضافة النعمة إل السبب ونسيان الالق والراد بشكر الناس عدم كفر احسانم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ومازاتم على ذلك با استطعت فإن ل تد فجازهم بالدعاء قوله وأن تذمهم على ما ل يؤتك
ال أي اذا طلبتهم شيئا فمنعوك ذمتهم على
434ذلك فلو علمت يقينا ان التفرد بالعطاء والنع هو ال وحده وان الخلوق مدبر ل يلك لنفسه
ضرا ول نفعا فضل عن غيه وان ال لو قدر لك رزقا أتاك ولو اجتهد اللق كلهم ف دفعه وان
ارادك بنع ل يأتك مرادك ولو اجتمع اللق كلهم ف ايصاله اليك لقطعت العلئق عن اللئق
وتوجهت بقلبك ال الالق تبارك وتعال ولذا قرر ذلك بقوله ان رزق ال ل يره حرص
حريص ول يرده كراهية كاره فل ترض اللق با يسخط ال ول تمدهم على رزق ال ول
تذمهم على ما ل يؤتك ال طلبا لصول رزق من جهتهم فما يفتح ال للناس من رحة فل
مسك لا وما يسك فل مرسل له من بعده وهو العزيز الكيم قال شيخ السلم اليقي يتضمن
اليقي ف القيام بأمر ال وما وعد ال أهل طاعته ويتضمن اليقي بقدر ال وخلقه وتدبيه فإذا
ارضيتهم بسخط ال ل تكن موقنا ل بوعد ال ول برزق ال فإنه انا يمل النسان على ذلك
إما ميل إل ما ف أيديهم فيترك القيام فيهم بأمر ال لا يرجوه منهم وإما ضعف تصديقه با وعد
ال أهل طاعته من النصر والتأييد والثواب ف الدنيا والخرة فإنك اذا أرضيت ال نصرك
ورزقك وكفاك مؤنتهم وإرضاؤهم با يسخطه انا يكون خوفا منهم ورجاء لم وذلك من
ضعف اليقي وإذا ل يقدر لك ما تظن أنم يفعلونه معك فالمر ف ذلك ال ال ل لم فإنه ما
شاء كان وما ل يشأ ل يكن فإذا ذمتهم على ما يقدر كان ذلك من ضعف يقينك فل تفهم
ول ترجهم ول تذمهم من جهة نفسك وهواك ولكن من حده ال ورسوله منهم فهو الحمود
ومن ذمه ال ورسوله فهو الذموم ولا قال بعض وفد بن تيم أي ممد أعطن فإن حدي زين
وذمي شي قال صلى ال عليه وسلم ذاك ال وف الديث ان اليان يزيد وينقص وان العمال
داخلة ف اليان والل
435تكن هذه الثلث من ضعفه واضدادها من قوته قال وعن عائشة أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال من التمس رضا ال بسخط الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضى
الناس بسخط ال سخط ال عليه وأسخط عليه الناس رواه ابن حبان ف صحيحه ش هذا
الديث رواه ابن حبان بذا اللفظ الذي ذكره الصنف ورواه الترمذي عن رجل من أهل الدينة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قال كتب معاوية ال عائشة ان اكتب ل كتابا توصين فيه ول تكثري علي فكتبت عائشة ال
معاوية سلم عليك اما بعد فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من التمس رضى
ال بسخط الناس كفاه ال مؤنة الناس ومن التمس رضى الناس بسخط ال وكله ال إل الناس
والسلم عليك رواه أبو نعيم وغيه قوله من التمس أي طلب قال شيخ السلم وكتبت عائشة
إل معاوية وروي أنا رفعته من ارضى ال بسخط الناس كفاه ال مؤنة الناس ومن ارضى الناس
بسخط ال ل يغنوا عنه من ال شيئا هذا لفظ الرفوع ولفظ الوقوف من أرضى ال بسخط
الناس رضي ال عنه وأرضى عنه الناس ومن أرضى الناس بسخط ال عاد حامده من الناس له
ذاما هذا اللفظ الأثور عنها وهذا من أعظم الفقه ف الدين والأثور أحق وأصدق فإن من أرضى
ال بسخطهم كان قد اتقاه وكان عبده الصال وال يتول الصالي وهو كاف عبده ومن يتق
ال يعل له مرجا ويرزقه من حيث ل يتسب وال يكفيه مؤنة الناس بل ريب وأما كون الناس
كلهم يرضون عنه فقد يصل ذلك لكن يرضون إذا سلموا من العراض وإذا تبي
436لم العاقبة ومن أرضى الناس بسخط ال ل يغنوا عنه من ال شيئا كالظال الذي يعض على يديه
وأما كون حامده ينقلب ذاما فهذا يقع كفرا ويصل ف العاقبة فإن العاقبة للتقوى ل تصل
ابتداء عند أهوائهم قلت وإنا يمل النسان على إرضاء اللق بسخط الالق هو الوف منهم
فلو كان خوفه خالصا ل لا ارضاهم بسخطه فإن العبيد فقراء عاجزون ل قدرة لم على نفع
ول ضر البتة وما بم من نعمة فمن ال فكيف يسن بالوحد الخلص أن يؤثر رضاهم على
رضاء رب العالي الذي له اللك كله وله المد كله وبيده الي كله ومنه الي كله وإليه يرجع
المر كله ل إله إل هو العزيز الكيم وقد أخب تعال أن ذلك من صفات النافقي ف قوله لنتم
أشد رهبة ف صدورهم من ال ذلك بأنم قوم ل يفقهون وما أحسن ما قيل إذا صح منك الود
يا غاية الن فكل الذي فوق التراب تراب قال ابن رجب فمن تقق أن كل ملوق فوق التراب
فهو تراب فكيف يقدم طاعة من هو تراب على طاعة رب الرباب أم كيف يرضي التراب
بسخط اللك الوهاب ان هذا لشيء عجاب وف الديث عقوبة من خاف الناس وآثر رضاهم
على رضى ال وأن العقوبة قد تكون ف الدين عياذا بال من ذلك فإن الصيبة ف الديان أعظم
من الصيبة ف الموال والبدان وفيه شدة الوف على عقوبات الذنوب ل سيما ف الدين فإن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كثيا من الناس يفعل
437العاصي ويستهي ول يرى اثرا لعقوبتها ول يدري السكي باذا أصيب فقد تكون عقوبته ف
قلبه كما قال تعال فأعقبهم نفاقا ف قلوبم إل يوم يلقونه با أخلفوا ما وعدوه وبا كانوا
يكذبون اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك ل نصي ثناء
عليك أنت كما أثنيت على نفسك باب قول ال تعال وعلى ال فتوكلوا إن كنتم مؤمني قال
أبو السعادات يقال توكل بالمر اذا ضمن القيام به ووكلت أمري ال فلن أي ألأته واعتمدت
عليه فيه وكل فلن فلنا إذا استكفاه أمره ثقة بكفايته أو عجز عن القيام بأمر نفسه انتهى
ومراد الصنف بذه الترجة النص على أن التوكل فريضة يب اخلصه ل تعال لنه من أفضل
العبادات وأعلى مقامات التوحيد بل ل يقوم به على وجه الكمال إل خواص الؤمني كما تقدم
ف صفة السبعي ألفا الذين يدخلون النة بل حساب ول عذاب ولذلك أمر ال به ف غي آية
من القرآن أعظم ما أمر بالوضوء والغسل من النابة بل جعله شرطا ف اليان والسلم ومفهوم
ذلك انتفاء اليان والسلم عند انتفائه كما ف الية الترجم لا وقوله تعال إن كنتم آمنتم بال
فعليه توكلوا إن كنتم مسلمي وقوله تعال فاعبده وتوكل عليه وقوله رب الشرق
438والغرب ل إله إل هو فاتذه وكيل وقوله أل تتخذوا من دون وكيل وقوله وتوكل على الي
الذي ل يوت وسبح بمده وكفى به بذنوب عباده خبيا وقوله فإن تولوا فقل حسب ال ل إله
ال هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وغي ذلك من اليات وف الديث من سره أن
يكون أقوى الناس إيانا فليتوكل على ال رواه ابن أب الدنيا وأبو يعلى والاكم وف حديث
آخر لو أنكم توكلون على ال حق توكله لرزقكم كما يرزق الطي تغدو خاصا وتروح بطانا
رواه أحد وابن ماجه قال المام أحد التوكل عمل القلب وقال أبو اساعيل النصاري التوكل
كله المر إل مالكه والتعويل على وكالته إذا تبي ذلك فمعن الية الترجم لا أن موسى عليه
السلم أمر قومه بدخول الرض القدسة الت كتبها ال لم ول يرتدوا على أدبارهم خوفا من
البارين بل يضوا قدما ل يهابونم ول يشونم متوكلي على ال ف هزيتهم مصدقي بصحة
وعده لم إن كانوا مؤمني قال ابن القيم فجعل التوكل على ال شرطا ف اليان فدل على
انتفاء اليان عد انتفائه وف الية الخرى وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بال فعليه توكلوا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
إن كنتم مسلمي فجعل دليل صحة السلم التوكل وقال وعلى ال فليتوكل الؤمنون فذكر
اسم اليان ههنا دون سائر أسائهم دليل على استدعاء اليان للتوكل وأن قوة التوكل وضعفه
بسب قوة اليان وضعفه وكلما قوي ايان العبد كان توكله أقوى واذا ضعف اليان ضعف
التوكل واذا كان التوكل ضعيفا فهو دليل على ضعف اليان ول بد وال تبارك وتعال يمع
بي التوكل والعبادة وبي التوكل واليان وبي التوكل والتقوى وبي التوكل والسلم وبي
التوكل والداية فظهر أن التوكل أصل لميع مقامات
439اليان والحسان ولميع أعمال السلم وأن منلته منها كمنلة السد من الراس فكما ل
يقوم الرأس إل على البدن فكذلك ل يقوم اليان ومقوماته إل على ساق التوكل قلت وف الية
دليل على أن التوكل على ال عبادة وعلى أنه فرض وإذا كان كذلك فصرفه لغي ال شرك قال
شيخ السلم وما جاء أحد ملوقا أو توكل عليه ال خاب ظنه فيه فإنه مشرك ومن يشرك بال
فكأنا خر من السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح ف مكان سحيق قلت لكن التوكل على
غي ال قسمان أحدها التوكل ف المور الت ل يقدر عليها إل ال كالذين يتوكلون على
الموات والطواغيت ف رجاء مطالبهم من النصر والفظ والرزق والشفاعة فهذا شرك أكب فإن
هذه المور ونوها ل يقدر عليها إل ال تبارك وتعال الثان التوكل ف السباب الظاهرة العادية
كمن يتوكل على أمي أو سلطان فيما جعله ال بيده من الرزق أو دفع الذى ونو ذلك فهذا
نوع شرك خفي والوكالة الائزة هي توكل النسان ف فعل مقدور عليه ولكن ليس له أن
يتوكل عليه وإن وكله بل يتوكل على ال ويعتمد عليه ف تيسي ما وكله فيه كما قرره شيخ
السلم قال وقوله إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم الية قال ابن عباس ف الية
النافقون ل يدخل قلوبم شيء من ذكر ال عند أداء فرائضه ول يؤمنون بشيء من آيات ال
ول يتوكلون على ال
440ول يصلون إذا غابوا ول يؤدون زكاة أموالم فأخب ال أنم ليسوا بؤمني ث وصف الؤمني
فقال إنا الؤمنون الذين إذا ذكر ال وجلت قلوبم فادوا فرائضه رواه ابن جرير وابن أب حات
وهذه صفة الؤمن الذي إذا ذكر ال وجل قلبه أي خاف من ال ففعل أوامره وترك زواجره فإن
وجل القلب من ال يستلزم القيام بفعل الأمور وترك الحظور كما قال تعال وأما من خاف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
مقام ربه ونى النفس عن الوى فإن النة هي الأوى ولذا قال السدي ف قوله إذا ذكر ال
وجلت قلوبم هو الرجل يريد أن يظلم أو قال يهم بعصية فيقال له اتق ال فيجل قلبه رواه ابن
أب شيبة وابن جرير وابن أب حات وقوله وإذا تليت عليهم آياته زادتم ايانا قد استدل الصحابة
والتابعون ومن تبعهم بذه الية وأمثالا على زيادة اليان ونقصانه قال عمر بن حبيب الصحاب
إن اليان يزيد وينقص فقيل له وما زيادته وما نقصانه قال إذا ذكرنا ال وخشيناه فذلك زيادته
وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه رواه ابن سعد وقال ماهد ف هذه الية اليان يزيد
وينقص وهو قول وعمل رواه ابن أب حات وحكى الجاع على ذلك الشافعي وأحد وأبو عبيد
وغيهم وقوله وعلى ربم يتوكلون أي يعتمدون عليه بقلوبم مفوضي اليه امورهم وحده ل
شريك له فل يرجون سواه ول يقصدون ال إياه ول يرغبون ال اليه يعلمون أن ما شاء كان
وما ل يشأ ل يكن وأنه التصرف ف اللك وحده ل شريك له وف الية وصف الؤمني حقا
بثلث مقامات من مقامات الحسان وهي الوف وزيادة اليان والتوكل على ال وحده فإن
قيل إذا كان الؤمن حقا هو الذي فعل الأمور وترك الحظور
441فلماذا ل يذكر إل خسة أشياء قيل لن ما ذكر مستلزم لا ترك فإنه ذكر وجل قلوبم إذا ذكر
ال وزيادة ايانم اذا تليت عليهم آياته مع التوكل عليه واقام الصلة على الوجه الأمور به باطنا
وظاهرا والنفاق من الال والنافع فكان مستلزما للباقي فإن وجل القلب عند ذكر ال يقتضي
خشيته والوف منه وذلك يدعو صاحبه إل فعل الأمور وترك الحظور وكذلك زيادة اليان
عند تلوة آيات ال يقتضي ريادته علما وعمل ث ل بد من التوكل على ال فيما ل يقدر عليه
إل ال ومن طاعة ال فيما يقدر عليه وأصل ذلك الصلة والزكاة فمن قام بذه المس كما أمر
لزم أن يأت بسائر الواجبات بل الصلة نفسها إذا فعلها كما أمر فهي تنهى عن الفحشاء والنكر
ذكر ذلك شيخ السلم قال وقوله يا أيها النب حسبك ال الية قال ابن القيم أي ال وحده
كافيك وكاف اتباعك فل تتاجون معه ال أحد وقيل العن حسبك ال وحسبك الؤمني قال
ابن القيم وهذا خطأ مض ل يوز حل الية عليه فإن السب والكفاية ل وحده كالتوكل
والتقوى والعبادة قال تعال وإن يريدوا أن يدعوك فإن حسبك ال هو الذي أيدك بنصره
وبالؤمني ففرق بي السب والتأييد فجعل السب له وحده وجعل التأييد له بنصره وبعباده
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وأنثى على أهل التوحيد من عباده حيث أفردوه بالسب فقال تعال الذين قال لم الناس إن
الناس قد جعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيانا وقالوا حسبنا ال ونعم الوكيل ول يقولوا حسبنا
ال ورسوله فإذا كان هذا قولم
442ومدح الرب تعال لم بذلك فكيف يقول لرسوله ال وأتباعك حسبك وأتباعه قد أفردوا الرب
تعال بالسب ول يشركوا بينه وبي رسوله فكيف يشرك بينه وبينهم ف حسب رسوله صلى
ال عليه وسلم هذا من أمل الحال وأبطل الباطل ونظي هذا قوله سبحانه وقالوا حسبنا ال
سيؤتينا ال من فضله ورسوله إنا إل ال راغبون فتأمل كيف جعل اليتاء ل والرسول كما قال
وما آتاكم الرسول فخذوه وجعل السب له فلم يقل وقالوا حسبنا ال ورسوله بل جعله خالص
حقه كما قال إنا إل ال راغبون ول يقل وإل رسوله بل جعل الرغبة اليه وحده كما قال وإل
ربك فارغب فالرغبة والتوكل والنابة والسب ل وحده كما أن العبادة والتقوى والسجود
والنذر واللف ل يكون ال له سبحانه وتعال انتهى كلمه وبذا يتبي مطابقة الية للترجة لن
ال تعال أخب أنه حسب رسوله وحسب اتباعه اي كافيهم وناصرهم فنعم الول ونعم النصي
وف ضمن ذلك أمر لم بإفراده تعال بالسب استكفاء بكفايته تبارك وتعال وذلك هو التوكل
قال وقوله ومن يتوكل على ال فهو حسبه قال ابن القيم اي كافيه ومن كان ال كافيه وواقيه
فل مطمع فيه لعدوه ول يضره إل أذى ل بد منه كالر والبد والوع والعطش وأما أن يضره
با يبلغ به مراده فل يكون أبدا وفرق بي الذى الذي هو ف الظاهر إيذاء وهو ف القيقة
إحسان إليه واضرار بنفسه وبي الضرر الذي يشتفى به منه قال بعض
443السلف جعل ال لكل عمل جزاء من نفسه وجلع جزاء التوكل عليه نفس كفايته فقال ومن
يتوكل على ال فهو حسبه ول يقل فله كذا وكذا من الجر كما قال ف العمال بل جعل
نفسه سبحانه كاف عبده التوكل عليه وحسبه وواقيه فلو توكل العبد على ال حق توكله
وكادته السموات والرض ومن فيهن لعل له مرجا وكفاه ونصره انتهى وف أثر رواه أحد ف
الزهد عن وهب بن منبه قال ال عز وجل ف بعض كتبه بعزت إنه من اعتصم ب فإن كادته
السموات ومن فيهن والرضون بن فيهن فإن أجعل له بذلك مرجا ومن ل يعتصم ب فإن
أقطع يديه من أسباب السماء وأخسف من تت قدميه الرض فأجعله ف الواء ث أكله إل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
نفسه كفا ب لعبدي مال إذا كان عبدي ف طاعت أعطيه قبل أن يسألن وأستجيب له قبل أن
يدعون فأنا أعلم باجته الت ترفق به منه وف الية دليل على فضل التوكل وأنه أعظم السباب
ف جلب النافع ودفع الضار لن ال علق الملة الخية على الول تعليق الزاء على الشرط
فيمتنع أن يكون وجود الشرط كعدمه لنه تعال رتب الكم على الوصف الناسب له فعلم أن
توكله هو سبب كون ال حسبا له ذكره شيخ السلم وفيها تنبيه على القيام بالسباب مع
التوكل لنه تبارك وتعال ذكر التقوى ث ذكر التوكل كما قال واتقوا ال وعلى ال فليتوكل
الؤمنون فجعل التقوى الذي هو قيام بالسباب الأمور با فحينئذ إذا توكل على ال فهو حسبه
فالتوكل بدون القيام بالسباب الأمور با عجز مض وإن كان مشوبا بنوع من التوكل فل
ينبغي للعبد أن يعل توكله عجزا ول عجزه توكل بل يعل توكله من جلة السباب الت ل يتم
القصود إل با
444كلها ذكر معناه ابن القيم قال عن ابن عباس قال حسبنا ال ونعم الوكيل قالا ابراهيم صلى ال
عليه وسلم حي ألقى ف النار وقالا ممد صلى ال عليه وسلم حي قالوا إن الناس قد جعوا
لكم فاخشوهم فزادهم إيانا الية رواه البخاري ش قوله حسبنا ال أي كافينا فل نتوكل إل
عليه كما قال ومن يتوكل على ال فهو حسبه اي كافيه كما قال أليس ال بكاف عبده قوله
ونعم الوكيل أي نعم الوكول اليه التوكل عليه كما قال تبارك وتعال واعتصموا بال هو
مولكم فنعم الول ونعم النصي فقد تضمنت هذه الكلمة العظيمة التوكل على ال واللتجاء
اليه قال ابن القيم وهو حسب من توكل عليه وكاف من لأ إليه وهو الذي يؤمن خوف الائف
ويي الستجي وهو نعم الول ونعم النصي فمن توله واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته
اليه توله وحفظه وحرسه وصانه ومن خافه واتقاه أمنه ما ياف ويذر وجلب اليه كل ما
يتاج اليه من النافع قوله قالا ابراهيم صلى ال عليه وسلم حي القي ف النار ف رواية عن ابن
عباس قال كان آخر قول إبراهيم عليه السلم حي ألقي ف النار حسبنا ال ونعم الوكيل رواه
البخاري وقد ذكر ال القصة ف سورة النبياء عليهم السلم قوله وقالا ممد صلى ال عليه
وسلم إل آخره وذلك بعدما كان من أمر أحد ما كان بلغ النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه
ان ابا سفيان ومن معه قد أجعوا الكرة عليهم فخرج النب صلى ال عليه وسلم ومعه أبو بكر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وعمر وعثمان وعلي والزبي وسعد وطلحة وعبدالرحن بن عوف وحذيفة بن اليمان وعبدال
بن مسعود وأبو عبيدة بن
445الراح ف سبعي راكبا حت انتهى ال حراء السد وهي من الدينة على ثلثة أميال ث ألقى ال
الرعب ف قلب أب سفيان فرجع ال مكة ومر به ركب من عبد القيس فقال أين تريدون فقالوا
نريد الدينة قال فهل أنتم مبلغون عن ممدا رسالة أرسلكم با اليه قالوا نعم قال فإذا وافيتموه
فأخبوه أنا قد أجعنا السي إليه وإل أصحابه لنستأصل بقيتهم فمر الركب برسول ال صلى ال
عليه وسلم وهو بمراء السد فأخبوه بالذي قال أبو سفيان وأصحابه فقال حسبنا ال ونعم
الوكيل والقصة مشهور ف السي والتفاسي ففي هاتي القصتي فضل هذه الكلمة وأنا قول
ابراهيم وممد عليهما الصلة والسلم ف الشدائد ولذا جاء ف الديث إذا وقعتم ف المر
العظيم فقولوا حسبنا ال ونعم الوكيل رواه ابن مردوية وأن القيام بالسباب مع التوكل على ال
ل يتنافيان بل يب على العبد القيام بما كما فعل الليلن عليهما الصلة والسلم ولذا جاء
ف الديث الصحيح الذي رواه المام أحد وأبو داود والنسائي عن عوف بن مالك أن النب
صلى ال عليه وسلم قضى بي رجلي فقال القضي عليه لا أدبر حسب ال ونعم الوكيل فقال
رسول ال صلى ال عليه وسلم ردوا علي الرجل فقال ما قلت قال قلت حسب ال ونعم
الوكيل فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس فإذا
غلبك أمر فقل حسب ال ونعم الوكيل وف الية دليل على أن اليان يزيد وينقص قال ماهد ف
قوله فزادهم إيانا قال اليان يزيد وينقص وعلى أن ما يكرهه النسان قد يكون خيا له وان
التوكل أعظم السباب ف حصول الي ودفع الشر ف الدنيا والخرة
446باب قول ال تعال أفامنوا مكر ال فل يامن مكر ال ال القوم الاسرون الراد بذه الترجة
التنبيه على المع بي الرجاء والوف ولذلك ذكر بعد هذه الية قوله تعال ومن يقنط من رحة
ربه إل الضالون هذا هو مقام النبياء والصديقي كما قال تعال أولئك الذين يدعون يبتغون إل
ربم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه إن عذاب ربك كان مذورا فابتغاء
الوسيلة اليه هو التقرب ببه وطاعته ث ذكر الرجاء والوف وهذه أركان اليان وقال تعال
إنم كانوا يسارعون ف اليات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعي وقال تعال عن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ابراهيم عليه السلم ول أخاف ما تشركون به إل أن يشاء رب شيئا وسع رب كل شيء علما
أفل تتذكرون وقال عن شعيب قد افترينا على ال كذبا إن عدنا ف ملتكم بعد إذ نانا ال منها
وما يكون لنا أن نعود فيها ال أن يشاء ال ربنا فوكل المر ال مالكه وقال تعال عن اللئكة
عليهم السلم يافون ربم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون وقال النب صلى ال عليه وسلم إن
لعلمكم بال وأشدكم له خشية وكلما قوي ايان العبد ويقينه قوي خوفه ورجاؤه مطلقا
447قال ال تعال إنا يشى ال من عباده العلماء وقال ان الذين هم من خشية ربم مشفقون والذين
هم بآيات ربم يؤمنون والذين هم بربم ل يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبم وجلة أنم
ال ربم راجعون قالت عائشة يا رسول ال هو الرجل يزن ويسرق وياف ان يعاقب قال ل يا
بنت الصديق هوالرجل يصلي ويصوم ويتصدق وياف أن ل يقبل منه رواه المام أحد
والترمذي وابن جرير وابن أب حات والاكم وصححه قال ابن القيم الوف من أجل منازل
الطريق وخوف الاصة أعظم من خوف العامة وهم اليه أحوج وهم به أليق وله ألزم فإن العبد
إما أن يكون مستقيما أو مائل عن الستقامة فإن كان مائل عن الستقامة فخوفه من العقوبة
على ميله ول يصح اليان إل بذا الوف وهو ينشأ من ثلثة أمور أحدها معرفته بالناية
وقبحها والثان تصديق الوعيد وأن ال رتب على العصية عقوبتها الثالث أنه ل يعلم أنه ينع من
التوبة ويال بينه وبينها اذا ارتكب الذنب فبهذه المور الثلثة يتم له الوف وسبب قوتا
وضعفها يكون قوة الوف وضعفه هذا قبل الذنب فإذا عمله كان خوفه أشد وبالملة فمن
استقر ف قلبه ذكر الدار الخرة وجزائها وذكر العصية والتوعد عليها وعدم الوقوف بإتيانه
بالتوبة النصوح هاج من قلبه من الوف ما ل يلكه ول يفارق حت ينجو وأما إن كان مستقيما
مع ال فخوفه يكون من جريان النفاس لعلمه بأن ال مقلب القلوب وما من قلب إل وهو بي
أصبعي من أصابع الرحن عز وجل فإن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه كما ثبت
عن النب صلى ال عليه وسلم وكانت أكثر يينه ل ومقلب القلوب ويكفي ف هذا قوله تعال
واعلموا أن ال يول بي الرء وقلبه فأي قرار لن هذه حاله
448ومن احق بالوف منه بل خوفه لزم له ف كل حال وإن توارى عنه بغلبة حال أخرى عليه
فالوف حشو قلبه لكن توارى عنه بغلبة غيه فوجود الشيء غي العلم به فالوف الول ثرة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
العلم بالوعد والوعيد وهذا الوف ثرة العلم بقدرة ال عز وجل وعزته وجلله وأنه الفعال لا
يريد وأنه الحرك للقلب الصرف له كيف يشاء ل إله إل هو العزيز الكيم انتهى فهذا الوف
الثان هو من خوف الكر إذا علمت هذا فمعن الية الترجم لا أن ال تبارك وتعال لا ذكر
حال أهل القرى الكذبي للرسل بي أن الذي حلهم على ذلك هوالمن من عذاب ال وعدم
الوف منه كما قال أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن
يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ث بي أن ذلك بسبب الهل والغرة بال فأمنوا مكره فيما
ابتلهم به من السراء والضراء بأن يكون استدراجا فقال أفأمنوا مكر ال فل يأمن مكر ال إل
القوم الاسرون أي الالكون فدل على وجوب الوف من مكر ال قال السن من وسع عليه
فلم ير أنه يكر به فل رأي له ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له فل رأي له وقال قتادة بغت
القوم أمر ال وما أخذ ال قوما قط ال عند سلوتم وغرتم ونعمتهم فل تغتروا بال إنه ل يغتر
به ال القوم الفاسقون رواها ابن أب حات وف الديث إذا رايت ال يعطي العبد من الدنيا على
معاصيه ما يب فإنا هو استدراج رواه أحد وابن جرير وابن أب حات وقال اساعيل بن رافع
من المن من مكر ال إقامة العبد على الذنب يتمن على ال الغفرة رواه ابن أب حات قال وقوله
ومن يقنط من رحة ربه إل الضالون
449نبه الصنف رحه ال بذه الية على المع بي الرجاء والوف فإذا خاف فل يقنط من رحة
ال بل يرجوها مع العمل الصال كما قال تعال إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ف سبيل ال
أولئك يرجون رحة ال وال غفور رحيم فذكر سبحانه أنم يرجون رحة ال مع الجتهاد ف
العمال الصالة فأما الرجاء مع الصرار على العاصي فذاك من غرور الشيطان إذا تبي ذلك
فقوله تعال ومن يقنط حكاية قول ابراهيم عليه السلم لا بشرته اللئكة بولده اسحاق عليه
السلم فقال أبشرتون على أن مسن الكب فبما تبشرون استبعادا لوقوع هذا ف العادة مع كب
السن منه ومن زوجته قالوا بشرناك بالق اي الذي ل ريب فيه ول مثنوية بل هو أمر الذي إذا
أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وإن بعد مثله ف العادة الت أجراها فإن ذلك عليه يسي إذا
أراده فل تكن من القانطي أي ل تيأس من رحة ال قال ابراهيم عليه السلم ومن يقنط من
رحة ربه ال الضالون فأجابم بأنه ليس بقانط ولكن يرجو من ال الولد وإن كان قد كب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وأسنت امرأته فإنه يعلم من قدرة ال ورحته ما هو أبلغ من ذلك قال السدي ومن يقنط من
رحة ربه قال من ييأس من رحة ربه رواه ابن أب حات ال الضالون قال بعضهم إل الخطئون
طريق الصواب أو الكافرون كقوله ل ييأس من روح ال ال القوم الكافرون وف حديث مرفوع
العاجز الراجي لرحة ال أقرب منها من العابد القانط رواه الكيم الترمذي والاكم ف تاريه
450قال عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم سئل عن الكبائر قال الشرك بال واليأس
من روح ال والمن من مكر ال ش هذا الديث رواه البزار وابن أب حات من طريق شبيب بن
بشر عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان متكئا فدخل عليه رجل
فقال ما الكبائر فقال الشرك بال وذكر الديث ورجاله ثقات ال شبيب ابن بشر فقال ابن
معي ثقة ولينه ابن أب حات ومثل هذا يكون حسنا وقال ابن كثي ف اسناده نظر والشبه أن
يكون موقوفا قوله الشرك بال هو أكب الكبائر إذ مضمونه تنقيص رب العالي والهم ومالكهم
وخالقهم الذي ل إله ال هو وعدل غيه به كما قال ث الذين كفروا بربم يعدلون فهو أظلم
الظلم وأقبح القبيح ولذا ل يغفر إن ل يتب منه بلف غيه من الذنوب ففي مشيئة ال إن شاء
غفرها وإن شاء عذب با قوله واليأس من روح ال اي قطع الرجاء والمل من ال فيما يرومه
ويقصده قال تعال ول تيأسوا من روح ال إنه ل ييأس من روح إل القوم الكافرون وذلك
إساءة ظن بكرم ال ورحته وجوده ومغفرته قوله والمن من مكر ال أي من استدراجه للعبد أو
سلبه ما أعطاه من اليان نعوذ بال من غضبه وذلك جهل بال وبقدرته وثقة بالنفس وعجب
با واعلم أن هذا الديث ل يرد فيه حصر الكبائر فيما ذكر بل الكبائر كثية لكن ذكر ما هو
أكبها أو من اكبها ولذا قال ابن عباس هي ال السبعي أقرب منها ال السبع رواه ابن جرير
وابن أب حات وف رواية هي ال سبعمائة أقرب منها ال سبع غي أنه ل كبية
451مع استغفار ول صغية مع اصرار قال وعن ابن مسعود قال اكب الكبائر الشراك بال والمن
من مكر ال والقنوط من رحة ال واليأس من روح ال رواه عبد الرزاق ش هذا الثر رواه ابن
جرير بأسانيد صحاح عن ابن مسعود قال ابن كثي وهو صحيح اليه بل شك ورواه الطبان
أيضا قوله اكب الكبائر الشراك بال أي ف ربوبيته أو عبادته وهذا بالجاع قوله والقنوط من
رحة ال قال أبو السعادات هو أشد اليأس من الشيء قلت فعلى هذا يكون الفرق بينه وبي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
اليأس كالفرق بي الستغاثة والدعاء فيكون القنوط من اليأس وظاهر القرآن أن اليأس أشد لنه
حكم لهله بالكفر ولهل القنوط بالضلل وفيه التنبيه على المع بي الرجاء والوف فإذا
خاف فل يقنط ول ييأس وكان السلف يستحبون أن يقوى ف الصحة الوف وف الرض
الرجاء هذه طريقة أب سليمان وغيه قال وينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الوف فإذا كان
الغالب عليه الرجاء فسد فنسأل ال تعال أن يرزقنا خشيته ف الغيب والشهادة إنه على كل
شيء قدير باب من اليان بال الصب على أقدار ال لا كان ببديع حكمته ولطيف رحته قضى
أن يبتلي النوع النسان بالوامر والنواهي والصائب الت قدرها عليهم أمرهم بالصب على ذلك
452وافترضه عليهم تسلية لم وتقوية على ذلك ووعدهم عليه الثواب بغي حساب كما قال إنا
يوف الصابرون أجرهم بغي حساب فعلى هذا يكون الصب ثلثة أنواع صب على الأمور وصب
على الحظور وصب على القدور ويشملها قوله تعال والذين صبوا ابتغاء وجه ربم وقوله تعال
الذين صبوا وعلى ربم يتوكلون ولا كان الصب ل يصل إل بال كما قال واصب وما صبك
إل بال ارشد تبارك وتعال إل المع بينهما وقال تعال واصب لكم ربك فإنك بأعيننا قال
المام أحد ذكر ال الصب ف تسعي موضعا وقال النب صلى ال عليه وسلم والصب ضياء رواه
أحد ومسلم وقال عليه السلم ما أعطي أحد عطاء خيا وأوسع من الصب رواه البخاري
ومسلم وف حديث آخر الصب نصف اليان رواه أبو نعيم والبهيقي ف الشعب وقال عمر
وجدنا خي عيشنا بالصب رواه البخاري وقال علي بن أب طالب أل إن الصب من اليان بنلة
الرأس من السد فاذا قطع الرأس بار السد ث رفع صوته فقال أل ل إيان لن ل صب له
والحاديث والثار ف ذلك كثية واشتقاقه من صب اذا حبس منع فالصب حبس النفس عن
الزع واللسان عن التشكي والسخط والوارح عن لطم الدود وشق اليوب ونوها ذكره
ابن القيم قال وقوله تعال ومن يؤمن بال يهد قلبه ش أول الية ما اصاب من مصيبة إل بإذن
ال ومن يؤمن بال يهد قلبه
453وال بكل شيء عليم اخب تعال أن ما أصاب من مصيبة ف الرض ول ف النفس إل بإذن ال
أي بقدره وأمره كما قال ف الية الخرى إل ف كتاب من قبل أن نبأها إن ذلك على ال
يسي قال ابن عباس ف قوله إل بإذن ال إل بأمر ال يعن من قدره ومشيئته ومن يؤمن بال يهد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قلبه أي ومن أصابته مصيبة فعلم أنا بقضاء ال وقدره فصب واحتسب واستسلم لقضاء ال
جازاه ال تعال بداية قلبه الت هي أصل كل سعادة وخي ف الدنيا والخرة وقد يلف عليه
أيضا ف الدنيا ما أخذه منه أو خيا منه كما قال وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إنا ل وإنا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربم ورحة وأولئك هم الهتدون قال ابن
عباس يهد قلبه اليقي فيعلم أن ما أصابه ل يكن ليخطئه وما أخطأه ل يكن ليصيبه وف الديث
الصحيح عجبا للمؤمن ل يقضي ال له قضاء إل كان خيا له إن أصابته ضراء فصب كان خيا
له وإن أصابته سراء فشكر كان خيا له وليس ذلك لحد ال للمؤمن وقوله وال بكل شيء
عليم تبيه على أن ذلك صادر عن علمه التضمن لكمته وذلك يوجب الصب والرضى قوله قال
علقمة هو الرجل تصيبه الصيبة فيعلم أنا من عند ال فيضى ويسلم ش هذا الثر رواه ابن
جرير وابن أب حات عن علقمة وهو صحيح وعلقمة هو ابن قيس بن عبدال النخعي الكوف ولد
ف حياة النب صلى ال عليه وسلم وسع من أب بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وابن مسعود
وعائشة وغيهم وهو من
454كبار التابعي وأجلئهم وعلمائهم وثقاتم مات بعد الستي قوله هو الرجل تصيبه الصيبة إل
آخره هذا تفسي لليان الذكور ف الية لكنه تفسي باللزم وهو صحيح لن هذا لزم لليان
الراسخ ف القلب وقريب منه تفسي سعيد بن جبي ومن يؤمن بال يهد قلبه يعن يسترجع يقول
إنا ل وانا إليه راجعون وف الية أن الصب سبب لداية القلب وأن من ثواب السنة السنة
بعدها وان العمال من اليان وفيها إثبات القدر قال وف صحيح مسلم عن أب هريرة أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال اثنتان ف الناس ها بم كفر الطعن ف النسب والنياحة على
اليت ش قوله ها أي الثنتان قوله بم كفر أي ها بالناس أي فيهم كفر قال قال شيخ السلم
أي هاتان الصلتان ها كفر قائم ف بالناس فنفس الصلتي كفر حيث كانتا ف أعمال الكفار
وها قائمتان بالناس لكن ليس من قام به شعبة من شعب الكفر يصي كافرا الكفر الطلق حى
تقوم به حقيقة الكفر كما أنه ليس من قام به شعبة من شعب اليان يصي مؤمنا حت يقوم به
أصل اليان وفرق بي الكفر العرف باللم كما ف قوله ليس بي العبد وبي الكفر أو الشرك
إل ترك الصلة وبي كفر منكر ف الثبات قوله الطعن ف النسب أي عيبه ويدخل فيه أن يقال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هذا ليس ابن فلن مع ثبوت نسبه ف ظاهر الشرع ذكره بعضهم قوله والنياحة على اليت أي
رفع الصوت بالندب بتعديد شائله
455لا ف ذلك من التسخط على القدر والزع الناف للصب وذلك كقول النائحة واعضداه
واناصراه واكاسياه ونو ذلك وفيه دليل على أن الصب واجب لن النياحة منافية له فإذا حرمت
دل على وجوبه وفيه أن من الكفر مال ينقل عن اللة قال ولما عن ابن مسعود مرفوعا ليس منا
من ضرب الدود وشق اليوب ودعى بدعوى الاهلية ش قوله ليس منا هذا من نصوص
الوعيد وقد جاء عن سفيان الثوري وأحد كراهة تاويلها ليكون أوقع ف النفوس وأبلغ ف الزجر
وقيل أي ليس من أهل سنتنا وطريقتنا لن الفاعل لذلك ارتكب مرما وترك واجبا وليس الراد
اخراجه من السلم بل الراد البالغة ف الردع عن الوقوع ف ذلك كما يقول الرجل لولده عند
معاقبته لست من ولست منك فالراد ان فاعل ذلك ليس من الؤمني الذين قاموا بواجبات
اليان قوله من ضرب الدود قال الافظ خص الد بذلك لكونه الغالب وإل فضرب بقية
الوجه مثله قلت بل ولو ضرب غي الوجه كالصدر فكما لو ضرب الد فيدخل ف معن ضرب
الد إذ الكل جزع مناف للصب فيحرم قوله وشق اليوب جع جيب وهوالذي يدخل فيه
الرأس من الثوب وكانوا يشقونه حزنا على اليت قال الافظ والراد إكمال فتحه ال آخره قلت
الظاهر أن فتح بعضه كفتحه كله قوله ودعى بدعوى الاهلية قال شيخ السلم هو ندب اليت
456وقال غيه هو الدعاء بالويل والثبور وقال الافظ أي من النياحة ونوها وكذا الندب به كقولم
واجبله وكذا الدعاء بالويل والثبور وقال ابن القيم الدعاء بدعوى الاهلية كالدعاء ال القبائل
والعصبية للنسان ومثله التعصب للمذاهب والطوائف والشايخ وتفضيل بعض على بعض ف
الوى والعصبية وكونه منتسبا اليه يدعو إل ذلك ويوال عليه ويعادي ويزن الناس به فكل هذا
من دعوى الاهلية قلت الصحيح أن دعوى الاهلية يعم ذلك كله وقد جاء لعن من فعل ما ف
هذا الديث عن ابن ماجه وصححه ابن حبان عن أب أمامة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم
لعن الامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور وهذا يدل على أن هذه المور من
الكبائر لنا مشتملة على التسخط على الرب وعدم الصب الواجب والضرار بالنفس من لطم
الوجه وإتلف الال بشق الثياب وتزيقها وذكر اليت با ليس فيه والدعاء بالويل والثبور
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والتظلم من ال تعال وبدون هذا يثبت التحري الشديد فأما الكلمات اليسية اذا كانت صدقا ل
على وجه النوح والتسخط فل ترم ول تناف الصب الواجب نص عليه أحد لا رواه ف مسنده
عن أنس ان أبا بكر رضي ال عنه دخل على النب صلى ال عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه
بي عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال وانبياه واخليله واصفاه وكذلك صح عن فاطمة رضي
ال عنها انا ندبت أباها صلى ال عليه وسلم فقالت يا ابتاه اجاب ربا دعاه الديث واعلم أن
الديث الشروح ل يدل على النهي عن البكاء أصل وإنا يدل على النهي عما ذكر فيه فقط
وكذلك يدل على النهي عما ف معناه كالبكاء برنة وحلق الشعر وخش الوجوه ونو ذلك أما
البكاء على وجه الرحة والرقة ونو ذلك
457فيجوز بل قال شيخ السلم البكاء على اليت على وجه الرحة حسن مستحب ول يناف
الرضى بقضاء ال بلف البكاء عليه لفوات حظه منه قلت ويدل لذلك قوله عليه السلم لا
مات ابنه ابراهيم تدمع العي ويزن القلب ول نقول ال ما يرضي الرب وإنا بك يا ابراهيم
لحزونون وهو ف الصحيح وف الصحيحي عن اسامة بن زيد أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم انطلق ال أحد بناته ولا صب ف الوت فرفع اليه الصب ونفسه تقعقع كأنا شن ففاضت
عيناه فقال سعد ما هذا يا رسول ال قال هذه رحة جعلها ال ف قلوب عباده وانا يرحم ال
من عباده الرحاء قال وعن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إذا أراد ال بعبده الي
عجل له العقوبة ف الدنيا وإذا أراد ال بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حت يواف به يوم القيامة ش
هذا الثر رواه الترمذي والاكم وحسنه الترمذي وف اسناده سعد بن سنان قال الذهب ف
موضع سعد ليس حجة وف آخر كأنه غي صحيح وأخرجه الطبان والاكم عن عبدال بن
مغفل وأخرجه ابن عدي عن أب هريرة والطبان عن عمار بن ياسر وحسنه السيوطي قوله اذا
أراد ال بعبده الي عجل له العقوبة ف الدنيا قال شارح الامع الصغي أي بصب البلء
والصائب عليه جزاء لا فرط من الذنوب منه فيخرج منها وليس عليه ذنب يواف به يوم القيامة
كما يعلم من مقابله الت ومن فعل ذلك به فقد أعظم اللطف به لن من حوسب بعمله عاجل
ف الدنيا خف جزاؤه عليه حت يكفر بالشوكة يشاكها حت بالقلم يسقط من الكاتب فيكفر
عن الؤمن بكل ما يلحقه ف دنياه حت يوت على طهارة من دنسه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
458قلت وف الصحيح ل يزال البلء بالعبد حت يشي على الرض وليس عليه خطيئة وف السند
وغيه من حديث أب هريرة مرفوعا ل يزال البلء بالؤمن والؤمنة ف جسده وماله وف ولده
حت يلقى ال وما عليه خطيئة قال شيخ السلم الصائب نعمة لنا مكفرات للذنوب ولنا
تدعو ال الصب فيثاب عليها ولنا تقتضي النابة ال ال والذل له والعراض عن اللق ال غي
ذلك من الصال العظيمة فنفس البلء يكفر ال به الطايا ومعلوم أن هذا من أعظم النعم ولو
كان رجل من أفجر الناس فإنه ل بد أن يفف ال عنه عذابه بصائبه فالصائب رحة ونعمة ف
حق عموم اللق ال أن يدخل صاحبها بسبها ف معاصي أعظم ما كان قبل ذلك فتكون شرا
عليه من جهة ما أصابه ف دينه فإن من الناس من إذا ابتلي بفقر أو مرض أو جوع حصل له من
الزع والسخط والنفاق ومرض القلب أو الكفر الظاهر أو ترك بعض الواجبات وفعل بعض
الحرمات ما يوجب له ضررا ف دينه بسب ذلك فهذا كانت العافية خيا له من جهة ما أورثته
الصيبة ل من جهة الصيبة كما أن من أوجبت له الصيبة صبا وطاعة كانت ف حقه نعمة دينية
فهي بعينها فعل الرب عز وجل رحة للخلق وال تبارك وتعال ممود عليها فإن اقترن با طاعة
كان ذلك نعمة ثانية على صاحبها وإن اقترن با للمؤمن معصية فهذا ما تتنوع فيه أحوال الناس
كما تتنوع أحوالم ف العافية فمن ابتلى فرزق الصب كان الصب عليه نعمة ف دينه وحصل له
بعد ما كفر من خطاياه رحة وحصل له بثنائه على ربه صلة ربه عليه حيث قال اولئك عليهم
صلوات من ربم ورحة وأولئك هم الهتدون فحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات وهذا
من أعظم النعم فالصب واجب على كل مصاب فمن
459قام بالصب الواجب حصل له ذلك انتهى ملخصا قوله وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه اي أخر
عنه العقوبة بذنبه قوله حت يواف به يوم القيامة هو بضم الياء وكسر الفاء منصوبا بت مبنيا
للفاعل قال العزيزي أي ل يازيه بذنبه ف الدنيا حت ييء ف الخرة مستوفر الذنوب وافيها
فيستوف ما يستحقه من العقاب قلت وهذا ما يزهد العبد ف الصحة الدائمة خوفا أن تكون
طيباته عجلت له ف الياة الدنيا وال تعال ل يرض الدنيا لعقوبة أعدائه كما ل يرضها لثابة
أوليائه بل جعل ثوابم أن أسكنهم ف جواره ورضي عنهم كما قال تعال إن التقي ف جنات
ونر ف مقعد صدق عند مليك مقتدر لذا لا ذكر النب صلى ال عليه وسلم السقام قال رجل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يا رسول ال وما السقام وال ما مرضت قط قال قم عنا فلست منا رواه أبو داود وهذه الملة
هي آخر الديث فأما قوله وقال النب صلى ال عليه وسلم إن عظم الزاء إل آخره فهو أول
حديث آخر لكن لا رواها الترمذي باسناد واحد عن صحاب واحد جعلهما الصنف كالديث
الواحد وفيه من الفوائد أن البلء للمؤمن من علمات الي خلفا لا يظنه كثي من الناس وفيه
الوف من الصحة الدائمة أن تكون علمة شر وفيه تنبيه على رجاء ال وحسن الظن به فيما
يقضيه لك ما تكره وفيه معن قوله تعال وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي لكم الية قال
الصنف وقال النب صلى ال عليه وسلم إن عظم الزاء مع عظم البلء وإن ال إذا أحب قوما
ابتلهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي
460ش هذا الديث رواه الترمذي ولفظه حديثا قتيبة ثنا الليث عن يزيد ابن أب حبيب عن سعد بن
سنان عن أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد ال بعبده الي الديث الذي
قبل هذا ث قال وبذا السناد عن النب صلى ال عليه وسلم قال إن عظم الزاء الديث ث قال
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ورواه ابن ماجه وصححه السيوطي روى المام أحد
عن ممود بن لبيد مرفوعا إذا أحب ال قوما ابتلهم فمن صب فله الصب ومن جزع فله الزع
قال النذري رواته ثقات قوله إن عظم الزاء مع عظم البلء بكسر الهملة وفتح الظاء فيهما
ويوز ضمها مع سكون الظاء أي من كان ابتلؤه أعظم فجزاؤه أعظم فعظمة الجر وكثرة
الثواب مع عظم البلء كيفية وكمية جزاء وفاقا قلت ولا كان النبياء عليهم السلم أعظم الناس
جزاء كانوا أشد الناس بلء كما ف حديث سعد سئل النب صلى ال عليه وسلم أي الناس أشد
بلء قال النبياء ث المثل فالمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان ف دينه صلبا اشتد
بلؤه وإن كان ف دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبح البلء بالعبد حت يتركه يشي على
الرض وما عليه خطيئة رواه الدارمي وابن ماجه والترمذي وصححه وقد يتج بقوله إن عظم
الزاء مع عظم البلء ومن يقول إن الصائب والسقام ويثاب عليها غي تكفي الطايا ورجح
ابن القيم وغيه أن ثوابا تكفي الطايا فقط إل أن كانت سببا لعمل صال كالتوبة والستغفار
والصب والرضى فإنه حينئذ يثاب على ما تولد منها كما ف حديث اذا سبقت للعبد من ال
منلة ل يبلغها أو قال ل ينلها بعمله ابتله ال ف جسده أو ف ولده أو ف ماله ث صبه حت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يبلغه النلة الت سبقت له من ال عز وجل
461رواه ابو داود ف رواية ابن داسة والبخاري ف تاريه وأبو يعلى ف مسنده وحسنه بعضهم وعلى
هذا فيجاب عن الول إن عظم الزاء مع عظم البلء أي إذا صب واحتسب قوله وإن ال اذا
أحب قوما ابتلهم صريح ف حصول البتلء لن أحبه ال ولا كان النبياء عليهم السلم أفضل
الحباب كانوا أشد الناس بلء وأصابم من البلء ف ال ما ل يصيب أحدا لينالوا بذلك الثواب
العظيم والرضوان الكب وليأتسي بم من بعدهم ويعلموا أنم بشر تصيبهم الحن والبليا فل
يعبدونم فإن قلت كيف يبتلي ال أحبابه قيل لا كان أحد ل يلو من ذنب كان البتلء تطهيا
لم كما صحت بذلك الحاديث وف أثر إلي ابتليهم بالصائب لطهرهم من العائب ولنه
زيادة ف درجاتم لا يصل مع الصيبة للمؤمن من العمال الصالة كما تقدم ف حديث إذا
سبقت للعبد من ال منلة الديث ولن ذلك يدعو ال التوبة فإن ال تعال يبتلي العباد بعذاب
الدنيا ليتوبوا من الذنوب كما قال تعال ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون فمن رزقه
ال التوبة بسبب الصيبة كان ذلك من أعظم نعم ال عليه ولن ذلك يصل به دعاء ال
والتضرع اليه ولذا ذم ال من ل يستكي لربه ول يتضرع عند حصول البأساء كما قال تعال
ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربم وما يتضرعون ودعاء ال والتضرع إليه من أعظم
النعم فهذه النعمة والت قبلها من أعظم صلح الدين فإن صلح الدين ف أن يعبد ال وحده
ويتوكل عليه وأن ل تدع مع ال
462إلا آخر ل دعاء عبادة ول دعاء مسألة فإذا حصلت لك التوبة الت مضمونا أن تعبد ال وحده
وتطيع رسله بفعل الأمور وترك الحظور كنت من يعبد ال وإذا حصل لك الدعاء الذي هو
سؤال ال حاجاتك فتسأله ما تنتفع به وتستعيذ به ما تستضر به كان هذا من أعظم نعم ال
عليك وهذا كثيا ما يصل بالصائب واذا كانت هذه النعم ف الصائب فأول الناس با أحبابه
فعليهم حينئذ أن يشكروا ال لصت ذلك من كلم شيخ السلم رحه ال قوله فمن رضي فله
الرضى أي من رضي با قضاه ال وقدره عليه من البتلء فله الرضى من ال جزاءا وفاقا كما
قال تعال رضي ال عنهم ورضوا عنه وهذا دليل على فضيلة الرضى وهو أن ل يعترض على
الكم ول يتسخطه ول يكرهه وقد وصى النب صلى ال عليه وسلم رجل فقال لتتهم ال ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
شيء قضاه لك فإذا نظر الؤمن بالقضاء والقدر ف حكمة ال ورحته وأنه غي متهم ف قضائه
دعاه ذلك إل الرضى قال ابن مسعود إن ال بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح ف اليقي
والرضى وجعل الم والزن ف الشك والسخط وقال ابن عون ارض بقضاء ال من عسر ويسر
فإن ذلك أقل لمك وأبلغ فيما تطلب من أمر آخرتك واعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضى
حت يكون رضاه عند الفقر والبلء كرضاه عند الغن والرخاء كيف تستقضي ال ف أمرك ث
تسخط إن رأيت قضاءه مالفا لواك ولعل ما هويت من ذلك لو وفق لك لكان فيه هلكك
وترضى قضاءه إذا وافق هواك وذلك لقلة علمك بالغيب إذا كنت كذلك ما أنصفت من
نفسك ول أصبت باب الرضى ذكره ابن رجب قال وهذا كلم حسن
463قوله ومن سخط هو بكسر الاء قال ابو السعادات السخط الكراهية للشيء وعدم الرضى به
أي من سخط أقدار ال فله السخط أي من ال وكفى بذلك عقوبة قال تعال ذلك بأنم اتبعوا
ما أسخط ال وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالم وفيه دليل أن السخط من أكب الكبائر وقد
يستدل به على اياب الرضى كما هو اختيار ابن عقيل واختار القاضي عدم الوجوب ورجحه
شيخ السلم وابن القيم قال شيخ السلم ول ييء المر به كما جاء المر بالصب وإنا جاء
الثناء على أصحابه ومدحهم قال وأما ما جاء من الثر من ل يصب على بلئي ول يرض
بقضائي فليتخذ ربا سواي فهذا إسرائيلي ليس يصح عن النب صلى ال عليه وسلم قلت قد
روى الطبان ف الوسط معناه عن أنس بن مالك رضي ال عنه مرفوعا من ل يرض بقضاء ال
ويؤمن بقدر ال فليلتمس إلا غي ال قال اليثمي فيه حزم بن أب حزم وثقه ابن معي وضعفه
جع وبقية رجاله ثقات فإن ثبت هذا دل على وجوبه قال شيخ السلم وأعلى من ذلك أي من
الرضى أن يشكر ال على الصيبة لا يرى من إنعام ال تعال عليه با انتهى واعلم أنه ل تناف بي
الرضى وبي الحساس بالل فكثي من له أني من وجع وشدة مرض قلبه مشحون من الرضى
والتسليم لمر ال فإن قيل ما الفرق بي الرضى والصب فالواب قال طائفة من السلف منهم
عمر بن عبد العزيز والفضيل وأبو سليمان وابن البارك وغيهم إن الراضي ل يتمن غي حاله
الت هو عليها بلف الصابر وقال الواص الصب دون الرضى الرضى أن يكون
464الرجل قبل نزول الصيبة راض بأي ذاك كان والصب أن يكون بعد نزول الصيبة يصب قلت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كلم الواص هذا عزم على الرضى ليس هو الرضى فإنه إنا يكون بعد القضاء كما ف الديث
وأسألك الرضى بعد القضاء لن العبد قد يعزم على الرضى بالقضاء قبل وقوعه فإذا وقع
انفسخت تلك العزية فمن رضي بعد وقوع القضاء فهو الراضي حقيقة قاله ابن رجب باب ما
جاء ف الرياء أي من الوعيد ولا كان خلوص العمل من الشرك والرياء شرطا ف قبوله لنافاة
الشرك والرياء للتوحيد نبه الصنف على ذلك تقيقا للتوحيد والرياء مصدر راءى يرائي مراءاة
ورياء وهو أن يري الناس أنه يعمل عمل على صفة وهو يضمر ف قلبه صفة أخرى فل اعتداد
ول ثواب إل با خلصت فيه النية ل تعال ذكره القاضي أبو بكر بعناه وقال الافظ هو مشتق
من الرؤية والراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لا فيحمد صاحبها انتهى والفرق بينه وبي
السمعة أن الرياء هو العمل لرؤية الناس والسمعة العمل لجل ساعهم فالرياء يتعلق باسة البصر
والسمعة باسة السمع ويدخل فيه أن يفي عمله ل ث يدث به الناس قال وقول ال تعال قل
إنا أنا بشر مثلكم يوحى إل أنا إلكم إله واحد الية
465يقول تعال لنبيه صلى ال عليه وسلم قل يا ممد للناس إنا أنا بشر مثلكم أي ف البشرية ولكن
ال من علي وفضلن بالرسالة وليس ل من الربوبية ول من اللية شيء بل ذلك ل وحده ل
شريك له كما قال يوحى إل أنا إلكم إله واحد أي معبودكم الذي أدعوكم ال عبادته إله
واحد ل شريك له فمن كان يرجو لقاء ربه أي من كان ياف لقاء ال يوم القيامة قال شيخ
السلم أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف واللف با يتضمن العاينة والشاهدة بعد السلوك
والسي وقالوا إن لقاء ال يتضمن رؤيته سبحانه وتعال وأطال ف ذلك واحتج له وقال سعيد بن
جبي فمن كان يرجو لقاء ربه قال من كان يشى البعث ف الخرة رواه ابن أب حات فليعمل
عمل صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا أي كائنا ما كان قال ابن القيم أي كما أنه إله واحد ل
إله سواه فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده ل شريك له فكما تفرد باللية يب أن يفرد
بالعبودية فالعمل الصال هو الالص من الرياء القيد بالسنة انتهى وهذان ركنا العمل التقبل ل
بد أن يكون صوابا خالصا فالصواب أن يكون على السنة وإليه الشارة بقوله فليعمل عمل
صالا والالص ان يلص من الشرك اللي والفي واليه الشارة بقوله ول يشرك بعبادة ربه
أحدا روى عبد الرزاق وابن أب الدنيا ف كتاب الخلص وابن أب حات والاكم عن طاوس
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قال قال رجل يا نب ال إن أقف الواقف أبتغي وجه ال وأحب أن يرى موطن فلم يرد عليه
شيئا حت نزلت هذه الية فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالا ول يشرك بعبادة ربه
أحدا رواه الاكم وصححه موصول عن طاوس عن ابن عباس
466وف الية دليل على الشهادتي وأن ال تعال فرض على نبينا أن يبنا بتوحيد اللية وإل
فتوحيد الربوبية ل ينكره الكفار الذين كذبوه وقاتلوه ذكره الصنف وفيها تسمية الرياء شركا
وفيها أن من شروط اليان بال واليوم الخر أن ل يشرك بعبادة ربه أحدا ففيه التصريح بأن
الشرك الواقع من الشركي إنا هو ف العبادة ل ف الربوبية وفيها الرد على من قال اولئك
يتشفعون بالصنام ونن نتشفع بصال لنه قال ول يشرك بعبادة ربه أحدا فليس بعد هذا بيان
افتتح الية بذكر براءة النب صلى ال عليه وسلم الذي هو أقرب اللق ال ال وسيلة أي براءته
من اللية وختمها بقوله أحدا واعلم رحك ال أن هذه الية العرفة الت تنفعه إل من ميز بي
توحيد الربوبية وبي توحيد اللية تييزا تاما وعرف ما عليه غالب الناس إما طواغيت ينازعون
ال ف توحيد الربوبية الذي ل يصل اليه شرك الشركي وإما مصدق لم تابع لم وإما شاك ل
يدري ما أنزل ال على رسوله ول ييز بي دين الرسول صلى ال عليه وسلم وبي دين النصارى
ذكره الصنف وفيها أن أصل دين النب صلى ال عليه وسلم الذي بعث به هو الخلص كما ف
هذه الية وقوله كتاب أحكمت آياته ث فصلت من لدن حكيم خبي أل تعبدوا ال ال إنن لكم
منه نذير وبشي وذلك هو دعوة الرسل من أولم إل آخرهم كما قال تعال وما أرسلنا من
قبلك من رسول إل نوحي اليه أنه ل إله إل أنا فاعبدون وذلك هو النيفية البراهيمية جعلنا ال
من أهلها بنه وكرمه قال عن أب هريرة رضي ال عنه مرفوعا قال ال تعال أنا أغن الشركاء
عن الشرك من عمل عمل أشرك معي فيه غيي تركته وشركه رواه مسلم
467ش قوله أنا أغن الشركاء عن الشرك لا كان الرائي قاصدا بعمله ال تعال وغيه كان قد جعل
ال تعال شريكا فإذا كان كذلك فال تعال هو الغن على الطلق والشركاء بل جيع اللق
فقراء اليه بكل اعتبار فل يليق بكرمه وغناه التام أن يقبل العمل الذي جعل له فيه شريك فإن
كماله تبارك وتعال وكرمه وغناه يوجب أن ل يقبل ذلك ول يلزم من اسم التفضيل إثبات غن
للشركاء فقد تقع الفاضلة بي الشيئي وإن كان أحدها ل فضل فيه كقوله تعال آل خي أما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يشركون وقوله تعال أصحاب النة يومئذ خي مستقرا وأحسن مقيل قوله من عمل عمل
اشرك معي فيه غيي أي من قصد بذلك العمل الذي يعمله لوجهي غيي من الخلوقي تركته
وشركه وف رواية عند ابن ماجه وغيه فأنا منه بريء وهو للذي أشرك قال الطيب الضمي
النصوب ف تركته يوز أن يرجع إل العمل والراد من الشرك الشريك قال ابن رجب واعلم أن
العمل لغي ال أقسام فتارة يكون رياء مضا فل يراد به سوى مراءاة الخلوقي لغرض دنيوي
كحال النافقي ف صلتم كما قال تعال وإذا قاموا ال الصلة قاموا كسال يراؤون الناس
وكذلك وصف ال الكفار بالرياء ف قوله ول تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء
الناس وهذا الرياء الحض ل يكاد يصدر من مؤمن ف فرض الصلة والصيام وقد يصدر ف
الصدفة الواجبة أو الج أو غيها من العمال الظاهرة أو الت يتعدى نفعها فإن الخلص فيها
عزيز وهذا العمل ل يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق القت من ال والعقوبة وتارة
يكون العمل ل ويشاركه الرياء فإن
468شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلنه ث ذكر أحاديث تدل على ذلك منها
الديث الذي ذكره الصنف وحديث شداد بن أوس مرفوعا من صلى يرائي فقد أشرك ومن
صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك وإن ال عز وجل يقول أنا خي قسيم لن
أشرك ب فمن اشرك ب شيئا فإن جدة عمله وقليله وكثيه لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غن
رواه أحد وحديث الضحاك بن قيس مرفوعا إن ال عز وجل يقول أنا خي شريك فمن أشرك
معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم ل عز وجل فإن ال ل يقبل من
العمال ال ما خلص له ول تقولوا هذا ل والرحم فإنا للرحم وليس ل منه شيء ول تقولوا
هذا ل ولوجوهكم فإنه لوجوهكم وليس ل منه شيء رواه البزار وابن مردويه والبهيقي بسند
قال النذري ل بأس به وحديث أب أمامة الباهلي أن رجل جاء ال رسول ال صلى ال عليه
وسلم فقال يا رسول ال أرأيت رجل غزا يلتمس الجر والذكر ماله فقال رسول ال صلى ال
عليه وسلم ل شيء له فأعادها عليه ثلث مرات يقول له رسول ال صلى ال عليه وسلم ل
شيء له ث قال إن ال ل يقبل من العمل ال ما كان له خالصا وابتغي به وجهه رواه أبو داود
والنسائي باسناد جيد ث قال فإن خالط نية الهاد مثل نية غي الرياء مثل أخذ أجرة للخدمة أو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك أجر جهادهم ول يبطل بالكلية وف صحيح مسلم
عن عبدال ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم إن الغزاة اذا غنموا غنيمة تعجلوا ثلثي أجرهم
فإن ل يغنموا شيئا ت لم أجرهم قلت هذا ل يدل على أنم غزوا لجلها فل يدل على ثبوت
الجر لن غزا يلتمس عرضا قال وقد ذكرنا فيما مضى أحاديث تدل على أن من أراد بهاده
عرضا من الدنيا أنه ل أجر له وهي ممولة على أنه ل يكن له غرض ف الهاد ال الدنيا قلت
ظاهر حديث أب هريرة أن رجل قال يا رسول ال رجل يريد الهاد وهو يبتغي عرضا من
عرض الدنيا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم
469ل أجر له فأعاد عليه ثلثا والنب صلى ال عليه وسلم يقول ل أجر له رواه أبو داود يدل على
أن نية الهاد إذا خالطها نية أجرة الدمة أو أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة ل يكن له أجر
ويتمل أن يكون معن يريد الهاد أي يريد سفر الهاد ول ينو الهاد انا نوى عرض الدنيا
قال ابن رجب وقال المام أحد التاجر والستأجر والكاري أجرهم على قدر ما يلص من
نيتهم ف غزواتم ول يكونون مثل من جاهد بنفسه وماله ل يلط به غيه وقال أيضا فيمن
يأخذ جعل على الهاد اذا ل يرج لجل الدراهم فل بأس كأنه خرج لدينه فإن أعطي شيئا
أخذه وكذا روي عن عبد ال ابن عمرو قال إذا أجع أحدكم على الغزو فعوضه ال رزقا فل
بأس بذلك وإما أن أحدكم إن أعطي درها غزا وإن ل يعط درها ل يغز فل خي ف ذلك قلت
هذا يدل على الفرق بي ما كانت نية الدنيا مالطة له من أول مرة بيث تكون هي الباعث له
على العمل أو من جلة ما يبعث عليه كالذي يلتمس الجر والذكر فهذا الجر له وبي ما
كانت النية خالصة ل من أول مرة ث عرض له أمر من الدنيا ل يبال به سواء حصل له أو ل
يصل كالذي أجع على الغزو سواء أعطي أو ل يعط فهذا ل يضره ونوه التجارة ف الج
كما قال تعال ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضل من ربكم وعلى هذا ينل ما روي عن ماهد
أنه قال ف حج المال وحج الجي وحج التاجر هو تام ل ينقص من أجورهم شيء أي لن
قصدهم الصلي كان هو الج دون التكسب قال وأما إن كان أصل العمل ل ث طرأ عليه نية
الرياء فإن كان خاطرا ودفعه فل يضره بغي خلف وإن استرسل معه فهل يبط عمله أم ل
يضره ذلك ويازى على أصل نيته ف ذلك اختلف بي العلماء من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
470السلف حكاه المام أحد وابن جرير الطبي ورجحا ان عمله ل يبطل بذلك وأنه يازى بنيته
الول وهو مروي عن السن البصري وغيه ويستدل لذا القول با أخرجه أبو داود ف مراسيله
عن عطاء الراسان أن رجل قال يا رسول ال إن بن سلمة كلهم يقاتل فمنهم من يقاتل للدنيا
ومنهم من يقاتل ندة ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه ال قال كلهم إذا كان اصل أمره ان تكون
كلمة ال هي العليا وذكره ابن جرير أن هذا الختلف إنا هو عمل مرتبط آخره بأوله
كالصلة والصيام والج فأما مال ارتباط فيه كالقراءة والذكر وانفاق الال ونشر العلم فإنه
ينقطع بنية الرياء الطارئة عليه ويتاج ال تديد نية فأما اذا عمل العمل ل خالصا ث ألقى ال له
الثناء السن ف قلوب الؤمني ففرح بفضل ال ورحته واستبشر بذلك ل يضره وف هذا العن
جاء ف حديث أب ذر عن النب صلى ال عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يعمل العمل من الي
يمده الناس عليه فقال تلك عاجل بشرى الؤمن رواه مسلم انتهى ملخصا إذا تبي هذا فقد دل
الكتاب والسنة على حبوط العمل بالرياء وجاء الوعيد بالعذاب عليه قال ال تعال من كان يريد
الياة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالم فيها وهم فيها ل يبخسون والية بعدها وروى مسلم ف
صحيحه حديث الثلثة الذين هم أول من تسعر بم النار القاتل ليقال جريء والتعلم ليقال عال
والتصدق ليقال جواد فأما ما رواه البزار وابن مندة والبيهقي عن معاذ بن جبل مرفوعا من عمل
رياء ل يكتب لله ول عليه ذكره السيوطي ف الدر ول أقف على إسناده فما أظنه يثبت
والكتاب والسنة يدلن على خلفه بل هو موضوع
471قال وعن أب سعيد مرفوعا أل أخبكم با هو أخوف عليكم عندي من السيح الدجال قالوا
بلى قال الشرك الفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلته لا يرى من نظر رجل رواه أحد ش هذا
الديث رواه أحد كما قال الصنف ورواه ابن ماجه وابن أب حات والبيهقي وفيه قصة ولفظ
ابن ماجه والبيهقي خرج علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ونن نتذاكر السيح الدجال
فقال أل أخبكم الديث وف سنده ضعف ومعناه صحيح وروى ابن خزية ف صحيحه معناه
عن ممود بن لبيدة قال خرج النب صلى ال عليه وسلم فقال يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر
قالوا يا رسول ال وما شرك السرائر قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلته جاهدا لا يرى من
نظر الرجل اليه فذلك شرك السرائر قوله عن أب سعيد هو الدري تقدمت ترجته قوله أل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أخبكم با هو أخوف عليكم من السيح الدجال إنا كان الرياء كذلك لفائه وقوة الداعي إليه
وعسر التخلص منه لا ل يزينه الشيطان والنفس المارة ف قلب صاحبه قوله قالوا بلى فيه
الرص على العلم وأن من عرض عليك أن يبك با فيك ينبغي لك رده بل قابله بالقبول
والتعلم قوله قال الشرك الفي سي الرياء شركا خفيا لن صاحبه يظهر أن عمله ل ويفي ف
قبله أنه لغيه وإنا تزين باظهاره أنه ل بلف الشرك اللي وف حديث ممود بن لبيد الذي
تقدم ف باب الوف من الشرك تسميته بالشرك الصغر وعن شداد بن اوس قال كنا نعد الرياء
على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم الشرك الصغر رواه ابن أب الدنيا ف كتاب الخلص
وابن جرير ف
472التهذيب والطبان والاكم وصححه فظاهره أنه من الصغر مطلقا وهو ظاهر قول المهور
وقال ابن القيم وأما الشرك الصغر فكيسي الرياء والتصنع للخلق واللف بغي ال وقول الرجل
للرجل ما شاء ال وشئت وهذا من ال ومنك وأنا بال وبك وما ل إل ال وأنت وأنا متوكل
على ال وعليك ولول ال وأنت ل يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركا أكب بسب حال
قائله ومقصده انتهى ففسر الشرك الصغر باليسي من الرياء فدل على أن كثيه أكب وضد
الشرك الكب والصغر التوحيد والخلص وهو إفراد ال تعال بالعبادة باطنا وظاهرا كما قال
تعال فاعبد ال ملصا له الدين أل ل الدين الالص وقال تعال قل إن أمرت أن أعبد ال ملصا
له الدين وقال تعال قل ال أعبد ملصا له دين وقيل الخلص استواء أحوال العبد ف الظاهر
والباطن والرياء أن يكون ظاهره خيا من باطنه أي للحظة اللق والصدق ف الخلص أن
يكون باطنه أعمر من ظاهره قوله فيصلي فيزين صلته لا يرى من نظر رجل فسر الشرك الفي
بذا أن يعمل الرجل العمل ل لكن يزيد فيه صفة كتحسينه وتطويله ونو ذلك لا يرى من نظر
رجل فهذا هو الشرك الفي وهو الرياء والامل له على ذلك هو حب الرياسة والاه عند الناس
قال الطيب وهو من أضر غوائل النفس وبواطن مكائدها يبتلى به العلماء والعباد والشمرون عن
ساق الد لسلوك طريق الخرة فانم مهما قهروا أنفسهم وفطموها عن الشهوات وصانوها عن
الشبهات عجزت نفوسهم عن الطمع ف العاصي الظاهرة الواقعة على الوارح فطلبت
الستراحة ال الظاهر بالي وإظهار العلم والعمل فوجدت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
473ملصا من مشقة الجاهدة ال لذة القبول عند اللق ول يقتنع باطلع الالق تبارك وتعال
وفرحت بمد الناس ول تقنع بمد ال وحده فأحببت مدحهم وتبكهم بشاهدته وخدمته
وإكرامه وتقديه ف الحافل فأصابت النفس ف ذلك أعظم اللذات وأعظم الشهوات وهو يظن
أن حياته بال تعال وبعباداته وإنا حياته هذه الشهوة الفية الت تعمى عن دركها العقول النافدة
قد أثبت اسه عند ال من النافقي وهو يظن أنه عند ال من عباده القربي وهذه مكيدة للنفس
ل يسلم منها إل الصديقون ولذلك قيل آخر ما يرج من رؤوس الصديقي حب الرياسة انتهى
كلمه وف الديث من الفوائد شفقته صلى ال عليه وسلم على أمته ونصحه لم وأن الرياء
أخوف على الصالي من فتنة الدجال والذر من الرياء ومن الشرك الكب إذ كان صلى ال
عليه وسلم ياف الرياء على أصحابه مع علمهم وفضلهم فغيهم أول بالوف باب من الشرك
إرادة النسان بعمله الدنيا قد ظن بعض الناس أن هذا الباب داخل ف الرياء وأن هذا مرد
تكرير فأخطأ بل الراد بذا أن يعمل النسان عمل صالا يريد به الدنيا كالذي ياهد للقطيفة
والميلة ونو ذلك ولذا ساه النب صلى ال عليه وسلم عبدا لذلك بلف الرائي فإنه إنا
يعمل لياه الناس ويعظموه والذي يعمل لجل الدراهم والقطيفة ونو ذلك أعقل من الرائي لن
ذلك عمل لدنيا يصيبها والرائي عمل لجل الدح والللة ف أعي الناس وكلها خاسر نعوذ
بال من موجبات غضبه وأليم عقابه
474قال وقوله تعال من كان يريد الياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالم فيها الية قال ابن عباس
من كان يريد الياة الدنيا أي ثوابا أي مآلا وزينتها نوف إليهم نوفر لم ثواب أعمالم بالصحة
والسرور ف الهل والال والولد وهم فيها ل يبخسون ل ينقصون ث نسختها ومن كان يريد
العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لن نريد الية رواه النحاس ف ناسخه وقوله ث نسختها أي قيدتا
أو خصصتها فإن السلف كانوا يسمون التقيد والتخصيص نسخا وإل فالية مكمة وقال
الضحاك من عمل صالا من أهل اليان من غي تقوى عجل له ثواب عمله ف الدنيا واختاره
الفراء قال ابن القيم وهذا القول أرجح ومعن الية على هذا من كان يريد بعمله الياة الدنيا
وزينتها وقالت طائفة هذه الية ف حق الكفار بدليل قوله أولئك الذين ليس لم ف الخرة ال
النار أي انم ل يعملوا إل للحياة الدنيا وزينتها وحبط ما صنعوا فيها قال بعض الفسرين أي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وحبط ف الخرة ما صنعوه أو صنيعهم يعن ل يكن لم ثواب لنم ل يريدوا به الخرة إنا
أرادوا به الدنيا وقد وف اليهم ما أرادوا وباطل ما كانوا يعملون أي كان عمله ف نفسه باطل
لنه ل يعمل لوجه صحيح والعمل الباطل ل ثواب له انتهى فإن قيل الية على القول الول
تقتضي تليد الؤمن من الريد بعمله الدنيا ف النار قيل إن ال سبحانه ذكر جزاء من يريد بعمله
الياة الدنيا وزينتها
475وهو النار وأخب ببوط عمله وبطلنه فإذا أحبط ما ينجو به وبطل ل يبق معه ما ينجيه فإن
كان معه إيان ل يرد به الياة الدنيا وزينتها بل أراد به ال والدار الخرة ل يدخل هذا اليان
ف العمل الذي حبط وبطل وناه هذا اليان من اللود ف النار وإن دخلها ببوط عمله الذي
به النجاة الطلقة فاليان إيانان إيان ينع دخول النار وهو اليان الباعث على أن تكون
العمال ل وحده يبتغى با وجهه وثوابه وإيان ينع اللود ف النار فإن كان مع الرائي شيء
منه وإل كان من أهل اللود فالية لا حكم نظائرها من آيات الوعيد ذكره ابن القيم وقد سئل
شيخ السلم الصنف عن معن هذه الية فأجاب با ملخصه ذكر عن السلف من أهل العلم
فيها أنواع ما يفعله الناس اليوم ول يعرفون معناه فمن ذلك العمل الصال الذي يفعله كثي من
الناس ابتغاء وجه ال من صدقة وصلة وإحسان ال الناس وترك ظلم ونو ذلك ما يفعله
النسان أو يتركه خالصا ل لكنه ل يريد ثوابه ف الخرة إنا يريد أن يازيه ال بفظ ماله
وتنميته أو حفظه أهله وعياله أو إدامة النعم عليهم ول هة له ف طلب النة والرب من النار
فهذا يعطي ثواب عمله ف الدنيا وليس له ف الخرة نصيب وهذا النوع ذكره ابن عباس النوع
الثان وهو اكب من الول وأخوف وهو الذي ذكر ماهد ف الية أنا نزلت فيه وهوأن يعمل
أعمال صالة ونيته رياء الناس ل طلب ثواب الخرة النوع الثالث أن يعمل أعمال صالة
يقصد با مال مثل أن يج لال يأخذه ل ل أو يهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها أو ياهد
لجل الغنم
476فقد ذكر أيضا هذا النوع ف تفسي هذه الية وكما يتعلم الرجل لجل مدرسة أهله أو مكتبهم
أو رياستهم أو يتعلم القرآن ويواظب على الصلة لجل وظيفة السجد كما هو واقع كثيا
وهؤلء أعقل من الذين قبلهم لنم عملوا لصلحة يصلونا والذين قبلهم عملوا من أجل الدح
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والللة ف أعي الناس ول يصل لم طائل والنوع الول أعقل من هؤلء لنم عملوا ل وحده
ل شريك له لكن ل يطلبوا منه الي الكثي الدائم وهو النة ول يهربوا من الشر العظيم وهو
النار النوع الرابع أن يعمل بطاعة ال ملصا ف ذلك ل وحده ل شريك له لكنه على عمل
يكفره كفرا يرجه عن السلم مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا ال او تصدقوا أو صاموا ابتغاء
وجه ال والدار الخرة ومثل كثي من هذه المة الذين فيهم كفر أو شرك أكب يرجهم من
السلم الكلية اذا أطاعوا ال طاعة خالصة يريدون با ثواب ال ف الدار الخرة لكنهم على
أعمال ترجهم من السلم وتنع قبول أعمالم فهذا النوع أيضا قد ذكر ف هذه الية عن أنس
بن مالك وغيه وكان السلف يافون منها قال بعضهم لو أعلم أن ال تقبل من سجدة واحدة
لتمنيت الوت لن ال يقول إنا يتقبل ال من التقي ث قال بقي أن يقال إذا عمل الرجل
الصلوات المس والزكاة والصوم والج ابتغاء وجه ال طالبا ثواب الخرة ث بعد ذلك عمل
أعمال قاصدا با الدنيا مثل أن يج فرضه ل ث يج بعده لجل الدنيا كما هو واقع فهو لا
غلب عليه منهما وقد قال بعضهم القرآن كثيا ما يذكر أهل النة اللص وأهل النار اللص
ويسكت عن صاحب الشائبتي وهو
477هذا وأمثاله انتهى وقد اجاد وافاد رحه ال وف الية من الفوائد أن الشرك مبط للعمال وأن
إرادة الدنيا وزينتها بالعمل كذلك وأن ال يازي الكافر بسناته وكذلك طالب الدنيا ث يفضي
إل الخرة وليس له حسنة الامسة شدة الوعيد على ذلك السادسة الفرق بي البوط والبطلن
قال ف الصحيح عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم تعس عبد الدينار وتعس
عبد الدرهم وتعس عبد الميصة تعس عبد الميلة إن أعطي رضي وان ل يعط سخط تعس
وانتكس وإذا شيك فل انتقش طوب لعبد أخذ بعنان فرسه ف سبيل ال أشعث رأسه مغبة
قدماه إن كان ف الراسة كان ف الراسة وإن كان ف الساقة كان ف الساقة إن استأذن كم
يؤذن له وإن شفع ل يشفع قوله ف الصحيح أي صحيح البخاري قوله تعس عبد الدينار هو
بكسر العي ويوز الفتح أي سقط والراد هنا هلك قاله الافظ وقال ف موضع آخر وهو ضد
سعد أي شقي وقيل معن التعس الكبة على الوجه قال أبو السعادات يقال تعس يتعس إذا عثر
وانكب لوجهه وهو دعاء عليه باللك قوله تعس عبد الميصة قال أبو السعادات هو ثوب خز
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أو صوف معلم وقيل ل تسمى خيصة إل أن تكون سوداء معلمة وكانت من لباس الناس قديا
وجعها المائص والميلة بفتح الاء العجمة قال أبو السعادات الميل والميلة القطيفة وهي
ثوب له خل من اي شيء كان وقيل الميل السود من الثياب قوله تعس وانتكس قال الافظ
هو بالهملة أي عاوده الرض وقال
478أبو السعادات أي انقلب على رأسه وهو دعاء عليه باليبة أن من انتكس ف أمره فقد خاب
وخسر وقال الطيب وفيه الترقي بالدعاء عليه لنه إذا تعس انكب على وجهه فإذا انتكس انقلب
على رأسه بعد ان سقط قوله واذا شيك أي اصابته شوكة فل انتقش قال أبو السعادات أي إذا
شاكته شوكة فل يقدر على انتقاشها وهو إخراجها بالنقاش وقال الافظ أي إذا دخلت فيه
شوكة ل يد من يرجها بالنقاش قال وف الدعاء عليه بذلك إشارة إل عكس مقصوده لن من
عثر فدخلت ف رجله الشوكة فلم يد من يرجها يصي عاجزا عن السعي والركة ف تصيل
مصال الدنيا وقال الطيب العن أنه إذا وقع ف البلء ل يترحم عليه فإن من وقع ف البلء اذا
ترحم له الناس ربا هان الطب عليه ويتسلى بعض التسلي وهؤلء بلفه بل يزيد غيظهم بفرح
العداء أو شاتتهم فان قيل ل ساه النب صلى ال عليه وسلم عبد الدينار والدرهم قيل لا كان
هو مقصوده ومطلوبه الذي عمل له وسعى ف تصيله بكل مكن حت صارت نيته مقصورة
عليه يغضب ويرضى له صار عبدا له قال شيخ السلم فسماه النب صلى ال عليه وسلم عبد
الدينار والدرهم وعبد القطيفة وعبد الميصة وذكر فيه ما هو دعاء وخب وهو قوله تعس
وانتكس وإذا شيك فل انتقش وهذه حال من أصابه شر ل يرج منه ول يفلح لكونه تعس
وانتكس فل نال الطلوب ول خلص من الكروه وهذه حال من عبد الال وقد وصف ذلك بأنه
إن أعطي رضي وإن منع سخط كما قال تعال ومنهم من يلمزم ف الصدقات فإن أعطوا منها
رضوا وإن ل يعطوا منها إذا هم يسخطون فرضاهم لغي ال وسخطهم لغي ال
479وهكذا حال من كان متعلقا برئاسة أو بصورة او نو ذلك من أهواء نفسه إن حصل له رضي
وإن ل يصل له سخط فهذا عبد ما يهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية ف القيقة
هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعبده فهو عبده إل أن قال وهكذا أيضا طالب
الال فإن ذلك يستعبده ويسترقه وهذه المور نوعان فمنها ما يتاج إليه العبد كما يتاج ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
طعامه وشربه ومنكحه ومسكنه ونو ذلك فهذا يطلبه من ال ويرغب إليه فيه فيكون الال عنده
يستعمله ف حاجته بنلة حاره الذي يركبه وبساطه الذي يلس عليه من غي أن يستعبدوه
فيكون هلوعا ومنها ما ل يتاج إليه العبد فهذه ينبغي أن ل يعلق قلبه با فإذا تعلق قلبه با صار
مستعبدا لا وربا صار مستعبدا معتمدا على غي ال فيها فل يبقى معه حقيقة العبودية ل ول
حقيقه التوكل عليه بل فيه شعبة من العبادة لغي ال وشعبة من التوكل على غي ال وهذا من
أحق الناس بقوله صلى ال عليه وسلم تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد الميصة
تعس عبد الميلة وهذا هو عبد لذه المور ولو طلبها من ال فإن ال إذا أعطاه إياها رضي وإن
منعه اياها سخط وانا عبد ال من يرضيه ما يرضي ال ويسخطه ما يسخط ال ويب ما أحب
ال ورسوله ويبغض ما أبغض ال ورسوله ويوال أولياء ال ويعادي أعداء ال فهذا الذي
استكمل اليان انتهى ملخصا قوله طوب لعبد قال أبو السعادات طوب اسم النة وقيل هي
شجرة فيها قلت قد روى ابن وهب عن عمرو بن الارث أن دراجا حدثه أن ابا اليثم حدثه
عن أب سعيد ف حديث فقال رجل يا رسول ال وما طوب قال شجرة ف النة مسية مائة سنة
ثياب
480اهل النة ترج من اكمامها رواه حرملة عنه ورواه أحد ف مسنده من حديث عتبة بن عبد
السلمي جاء أعراب إل النب صلى ال عليه وسلم فسأله عن الوض وذكر النة ث قال العراب
وفيها فاكهة قال نعم وفيها شجرة تدعى طوب الديث قال الزجاج ف قوله طوب لم ومعناه
العيش الطيب وقال ابن النباري الال الستطابة لم لنه فعلى من الطيب وقيل معناه هنيئا
بطيب العيش لم وهذه القوال ترجع إل قول واحد قوله أخذ بعنان فرسه ف سبيل ال أي ف
طريق الهاد قوله أشعث راسه هو بنصب أشعث صفة لعبد لنه غي مصروف للصفة ووزن
الفعل ورأسه مرفوع على الفاعلية لشعث وهو مغب الرأس وفيه فضل إصابة الغبار ف سبيل ال
قوله مغبة قدماه هو كأشعث ف العراب والراد به كثرة الغبار له ف سبيل ال لكثرة جهاده
ومصابرته قوله إن كان ف الراسة قال بعضهم هو بكسر الاء أي حاية اليش ومافظتهم عن
أن يهجم عليهم عدوهم قوله كان ف الراسة أي امتثل غي مقصر فيها بالنوم والغفلة ونوها
قوله وإن كان ف الساقة كان ف الساقة أي أن جعل ف مؤخرة اليش صارفيها ولزمها وقال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ابن الوزي العن أنه خامل الذكر ل يقصد السمو فأي موضع اتفق له كان فيه وقال اللخال
العن ائتماره لا أمر وإقامته حيث أقيم ل يفقد من مكانه وإنا ذكر الراسة والساقة لنما أشد
مشقة وأكثر آفة قلت وفيه فضيلة الرس ف سبيل ال
481قوله إن استأذن ل يؤذن له أي إن استأذن على المراء ونوهم ل يأذنوا له لنه ليس بذي جاه
ول يقصد بعمله الدنيا فيطلبها منهم ويتردد إليهم لجلها بل هو ملص ل قوله وإن شفع بفتح
أوله وثانيه مبن للفاعل ويشفع بتشديد الفاء مبن للمفعول والراد وال اعلم أنه ل يشفع عند
اللوك ونوهم لعدم جاهه عندهم وعلى تقدير شفاعته إن شفع ل يشفع بل يرون شفاعته قال
بعضهم قيل إن هذا إشارة إل عدم التفاته إل الدنيا وأربابا بيث ل يبتغي مال ول جاها عند
الناس بل يكون عند ال وجيها ول يقبل الناس شفاعته ويكون عند ال شفيعا مشفعا كما ف
الديث الذي رواه أحد ومسلم عن أب هريرة مرفوعا رب أشعث مدفوع بالبواب لو اقسم
على ال لبره وقال الافظ فيه ترك حب الرئاسة والشهرة وفضل لمول والتواضع قلت وفيه
أن هذه المور ونوها ل تكون لوان الؤمن على ال بل الكرامته وفيه الثناء على الجاهد
الوصوف بتلك الصفات قاله الصنف باب ومن أطاع العلماء والمراء ف تري ما أحل ال أو
تليل ما حرمه ال فقد اتذهم أربابا من دون ال ش لا كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي
العبادة فإنا طاعة ال بامتثال ما امر به على ألسنة رسله عليهم السلم نبه الصنف رحه ال
تعال بذه
482الترجة على وجوب اختصاص الالق تبارك وتعال با وأنه ل يطاع أحد من اللق ال حيث
كانت طاعته مندرجة تت طاعة ال وإل فل تب طاعة احد من اللق استقلل والقصود هنا
الطاعة الاصة ف تري اللل أو تليل الرام فمن أطاع ملوقا ف ذلك غي الرسول صلى ال
عليه وسلم فإنه ل ينطق عن الوى فهو مشرك كما بينه ال تعال ف قوله اتذوا أحبارهم
ورهبانم أي علماءهم أربابا من دون ال والسيح بن مري وما أمروا إل ليعبدوا إلا واحدا ل إله
إل هو سبحانه عما يشركون وفسرها النب صلى ال عليه وسلم بطاعتهم ف تري اللل
وتليل الرام كما سيأت ف حديث عدي فإن قيل قد قال ال تعال أطيعوا ال وأطيعوا الرسول
وأول المر منكم قيل هم العلماء وقيل هم المراء وها روايتان عن أحد قال ابن القيم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والتحقيق بأن الية تعم الطائفتي قيل إنا تب طاعتهم اذا أمروا بطاعة ال وطاعة رسوله فكان
العلماء مبلغي لمر ال وامر رسوله والمراء منفذين له فحينئذ تب طاعتهم تبعا لطاعة ال
ورسوله كما قال صلى ال عليه وسلم ل طاعة ف معصية إنا الطاعة ف العروف وقال على الرء
السلم السمع والطاعة ما ل يؤمر بعصية فإذا أمر بعصية فل سع ول طاعة حديثان صحيحان
فليس ف هذه الية ما يالف آية براءة قال وقال ابن عباس يوشك أن تنل عليكم حجارة من
السماء أقول قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر
483ش قوله يوشك بضم أوله وكسر الشي العجمة قال أبو السعادات أي يقرب ويدنو ويسرع
وهذا الكلم قاله ابن عباس لن ناظره ف متعة الج وكان ابن عباس يأمر با فاحتج عليه الناظر
بنهي أب بكر وعمر عنها أي ها اعلم منك وأحق بالتباع فقال هذا الكلم الصادر عن مض
اليان وتريد التابعة للرسول صلى ال عليه وسلم وإن خالفه من خالفه كائنا من كان كما
قال الشافعي أجع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يكن
له أن يدعها لقول أحد فإذا كان هذا كلم ابن عباس لن عارضه بأب بكر وعمر وها ها فماذا
تظنه يقول لن يعارض سنن الرسول صلى ال عليه وسلم بإمامه وصاحب مذهبه الذي ينتسب
اليه ويعل قوله عيارا على الكتاب والسنة فما وافقه قبله وما خالفه رده أو تأوله فال الستعان
وما أحسن ما قال بعض التاخرين فإن جاءهم فيه الدليل موافقا لا كان للبا اليه ذهاب رضوه
وإل قيل هذا مؤول ويركب للتأويل فيه صعاب ول ريب أن هذا داخل ف قوله تعال اتذوا
أحبارهم ورهبانم أربابا من دون ال الية قال الصنف وقال أحد بن حنبل عجبت لقوم عرفوا
السناد وصحته يذهبون ال راي سفيان وال تعال يقول فليحذر الذين يالفون عن أمره أن
تصيبهم فتنة اتدري ما الفتنة الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع ف قلبه شيء من الزيغ
فيهلك ش هذا الكلم من أحد رواه عنه الفضل بن زياد وأبو طالب قال الفضل عن أحد
نظرت ف الصحف فوجدت طاعة الرسول ف ثلثة وثلثي موضعا ث جعل يتلو فليحذر الذين
يالفون عن امره أن تصيبهم فتنة الية وجعل
484يكررها ويقول وما الفتنة إل الشرك لعله إذا أراد بعض قوله أن يقع ف قلبه شيء من الزيغ فيزيغ
قلبه فيهلكه وجعل يتلو هذه الية فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم وقال أبو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
طالب عن أحد وقيل له إن قوما يدعون الديث ويذهبون إل رأي سفيان فقال اعجبت لقوم
سعوا الديث وعرفوا السناد وصحته يدعونه ويذهبون إل رأي سفيان وغيه قال ال فليحذر
الذين يالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم وتدري ما الفتنة الكفر قال ال
تعال والفتنة اكب من القتل فيدعون الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وتغلبهم
أهواؤهم إل الرأي ذكر ذلك شيخ السلم قلت وكلم أحد ف ذمه التقليد وإنكار تأليف
كتب الراي كثي مشهور قوله عرفوا السناد أي اسناد الديث وصحته أي صحة السناد
وصحته دليل على صحة الديث قوله يذهبون ال رأي سفيان أي الثوري المام الزاهد العابد
الثقة الفقيه وكان له أصحاب ومذهب مشهور فانقطع ومراد أحد النكار على من يعرف
اسناد الديث وصحته ث بعد ذلك يقلد سفيان أو غيه ويعتذر بالعذار الباطلة إما بأن الخذ
بالديث اجتهاد والجتهاد انقطع منذ زمان وإما بأن هذا المام الذي قلدته أعلم من فهو ل
يقول ال بعلم ول يترك هذا الديث مثل ال عن علم وإما بأن ذلك اجتهاد ويشترط ف الجتهد
أن يكون عالا بكتاب ال عالا بسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم وناسخ ذلك
485ومنسوخه وصحيح السنة وسقيمها عالا بوجوه الدللت عالا بالعربية والنحو والصول ونو
ذلك من الشروط الت لعلها ل توجد تامة ف أب بكر وعمر رضي ال عنهما كما قاله الصنف
فيقال له هذا إن صح فمرادهم بذلك الجتهد الطلق أما أن يكون ذلك شرطا ف جواز العمل
بالكتاب والسنة فكذب على ال وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم وعلى أئمة العلماء بل
الفرض والتم على الؤمن إذا بلغه كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم وعلم معن ذلك
ف أي شيء كان أن يعمل به ولو خالفه من خالفه فبذلك أمرنا ربنا تبارك وتعال ونبينا صلى
ال عليه وسلم وأجع على ذلك العلماء قاطبة إلجهال القلدين وجفاتم ومثل هؤلء ليسوا من
أهل العلم كما حكى الجاع على أنم ليسوا من أهل العلم منهم أبو عمر بن عبد الب وغيه
قال ال تعال اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ول تتبعوا من دونه أولياء قليل ما تذكرون وقال
تعال وإن تطيعوه تتدوا وما على الرسول ال البلغ البي فشهد تعال لن أطاع الرسول صلى
ال عليه وسلم بالداية وعند جفاة القلدين أن من أطاعه صلى ال عليه وسلم ليس بهتدي إنا
الهتدي من عصاه وعدل عن أقواله ورغب عن سنته ال مذهب أو شيخ ونو ذلك وقد وقع ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هذا التقليد الحرم خلق كثي من يدعي العلم والعرفة بالعلوم ويصنف التصانيف ف الديث
والسنن ث بعد ذلك تده جامدا على أحد هذه الذاهب يرى الروج عنها من العظائم وف
كلم أحد إشارة إل أن التقليد قبل بلوغ الجة ل يذم إنا الذموم النكر الرام القامة على
ذلك بعد بلوغ الجة نعم وينكر العراض عن كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم
والقبال على تعلم الكتب الصنفة ف الفقه استغناء با عن الكتاب والسنة بل إن قرؤا شيئا من
كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم فإنا يقرؤون تبكا ل تعلما وتفقها أو لكون بعض
486الوقفي وقف على من قرأ البخاري مثل فيقرؤونه لتحصيل الوظيفة ل لتحصيل الشريعة فهؤلء
من أحق الناس بدخولم ف قول ال تعال وقد أتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يمل
يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لم يوم القيامة حل وقوله تعال ومن أعرض عن ذكري فإن
له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى إل قوله ولعذاب الخرة أشد وأبقى فإن قلت فماذا
يوز للنسان من قراءة هذه الكتب الصنفة ف الذاهب قيل يوز من ذلك قراءتا على سبيل
الستعانة با على فهم الكتاب والسنة وتصوير السائل فتكون من نوع الكتب اللية أما أن
تكون هي القدمة على كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم الاكمة بي الناس فيما
اختلفوا فيه الدعو إل التحاكم إليها دون التحاكم إل ال والرسول صلى ال عليه وسلم فل
ريب أن ذلك مناف لليان مضاد له كما قال تعال فل وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما
شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما فإذا كان التحاكم عند
الشاجرة إليها دون ال ورسوله ث اذا قضى ال ورسوله أمرا وجدت الرج ف نفسك وإن
قضى أهل الكتاب يأمر ل تد حرجا ث إذا قضى الرسول صلى ال عليه وسلم بأمر ل تسلم له
وإنا قضوا بأمر سلمت له فقد أقسم ال تعال سبحانه وهو أصدق القائلي بأجل مقسم به وهو
نفسه تبارك وتعال أنك لست بؤمن والالة هذه وبعد ذلك
487فقد قال ال تعال بل النسان على نفسه بصية ولو ألقى معاذيره على أن الئمة الربعة وغيهم
من أهل العلم قد نوا عن تقليدهم مع ظهور السنة فكلم أحد الذي ذكره الصنف كاف عن
تكثي النقل عنه وقال أبو حنيفة اذا جاء الديث عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فعلى الرأس
والعي واذا جاء عن الصحابة فعلى الرأس والعي واذا جاء عن التابعي فنحن رجال وهم رجال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وف روضة العلماء سئل أبو حنيفة اذا قلت قول وكتاب ال يالفه قال اتركوا قول لكتاب ال
قيل اذا كان قول الرسول يالفه قال اتركوا قول لب الرسول صلى ال عليه وسلم قيل اذا كان
قول الصحابة يالفه قال اتركوا قول لقول الصحابة فلم يقل هذا المام ما يدعيه جفاة القلدين
له أنه ل يقول قول يالف كتاب ال حت أنزلوه بنلة العصوم الذي ل ينطق عن الوى وروى
البيهقي ف السنن عن الشافعي أنه قال اذا قلت قول وكان عن النب صلى ال عليه وسلم خلف
قول فما يصح من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم أول فل تقلدون وقال الربيع سعت
الشافعي يقول اذا وجدت ف كتاب خلف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم فقولوا بسنة
رسول ال صلى ال عليه وسلم ودعوا ما قلت وتواتر عنه أنه قال إذا صح الديث أي بلف
قول فاضربوا بقول الائط وقال مالك كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إل رسول ال صلى ال
عليه وسلم وكلم الئمة مثل هذا كثي فخالف القلدون ذلك وجدوا على ما وجدوه ف
الكتب الذهبية سواء كان صوابا أم خطأ مع أن كثيا من هذه القوال النسوبة إل الئمة ليست
أقوال لم منصوصا عليها وإنا هي تفريعات ووجوه واحتمالت وقياس على أقوالم ولسنا نقول
إن الئمة على خطأ بل هم إن شاء ال على هدى من ربم وقد قاموا با أوجب ال عليهم من
اليان بالرسول صلى ال عليه وسلم
488ومتابعته ولكن العصمة منتفية عن غي الرسول فهو الذي ما ينطق عن الوى إن هو إل وحي
يوحى فما العذر ف اتباعهم وترك اتباع الذي ل ينطق عن الوى قوله لعله أي لعل النسان
الذي تصح عنده سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم قوله إذا رد بعض قوله أي قول النب صلى
ال عليه وسلم قوله ان يقع ف قلبه شيء من الزيغ فيهلك هذا تنبيه على أن رد قول الرسول
صلى ال عليه وسلم سبب لزيغ القلب الذي هو سبب اللك ف الدنيا والخرة فإذا كانت إساء
الدب معه ف الطاب سببا لبوط العمال كما قال تعال ل ترفعوا أصواتكم فوق صوت النب
صلى ال عليه وسلم ول تهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تبط أعمالكم وأنتم ل
تشعرون فما ظنك برد أحكامه وسنته لقول أحد من الناس كائنا من كان قال شيخ السلم
فإذا كان الخالف عن امره قد حذر من الكفر والشرك أو من العذاب الليم دل على أنه قد
يكون مفضيا ال الكفر والعذاب الليم ومعلوم أن إفضاؤه ال العذاب هو مرد فعل العصية
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فإفضاؤه ال الكفر إنا هو لا يقترن به من استخفاف بق المر كما فعل ابليس لعنه ال فإذا
علمت أن الخالفة عن أمره صلى ال عليه وسلم سبب للفتنة الت هي الشرك والعذاب الليم ف
الدنيا والخرة علمت أن من رد قوله وخالف أمره لقول أب حنيفة أو مالك أو غيها لم
النصيب الكامل والظ الوافر من هذه الية وهذا الوعيد على مالفة أمره صلى ال عليه وسلم
وقد استدل بذه الية كثي من العلماء على أن أصل المر للوجوب حت يقوم دليل على
استحبابه
489قال عن عدي بن حات أنه سع النب صلى ال عليه وسلم يقرأ هذه الية اتذوا أحبارهم
ورهبانم أربابا من دون ال الية فقلت له إنا لسنا نعبدهم قال أليس يرمون ما أحل ال
فتحرمونه ويلون ما حرم ال فتحلونه فقلت بلى قال فتلك عبادتم رواه أحد والترمذي
وحسنه ش هذا الديث قد روي من طرق فرواه ابن سعد وعبد بن حيد وابن النذر وابن جرير
وابن أب حات والطبان وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي ف السنن وفيه قصة اختصرها
الصنف قوله عن عدي بن حات أي الطائي الشهور وهو ابن عبد ال بن سعد بن الشرج بفتح
الهملة وسكون العجمة وآخره جيم مات مشركا وعدي يكن أبا طريف بفتح الهملة صحاب
شهي حسن السلم مات سنة ثان وستي وله مائة وعشرون سنة قوله فقلت إنا لسنا نعبدهم
ظن عدي أن العبادة الراد با التقرب إليهم بأنواع العبادة من السجود والذبح والنذر ونو ذلك
فقال إنا لسنا نعبدهم قوله أليس يرمون ما أحل ال فتحرمونه إل آخره صرح صلى ال عليه
وسلم ف هذا الديث بأن عبادة الحبار والرهبان هي طاعتهم ف تري اللل وتليل الرام
وهو طاعتهم ف خلف حكم ال ورسوله قال شيخ السلم وهؤلء الذين تذوا أحبارهم
ورهبانم اربابا من دون ال حيث اطاعوهم ف تليل ما حرم ال وعكسه يكونون على وجهي
أحدها أنم يعلمون انم بدلوا دين ال فيتبعونم
490على التبديل فيعتقدون تليل ما حرم ال وتري ما أحل ال اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنم
خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله ال ورسوله شركا وإن ل يكونوا يصلون لم
ويسجدون الثان أن يكون اعتقادهم وإيانم بتحري اللل وتليل الرام ثابتا لكنهم أطاعوهم
ف معصية ال كما يفعل السلم ما يفعله من العاصي الت يعتقد أنا معاصي فهؤلء لم حكم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أمثالم من اهل الذنوب كما ثبت ف الصحيحي عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال إنا
الطاعة ف العروف ث نقول اتباع هذا الحلل للحرام والحرم للحلل إن كان متهدا قصده
اتباع الرسول صلى ال عليه وسلم لكن خفي عليه الق ف نفس المر وقد اتقى ال ما ستطاع
فهذا ل يؤاخذه ال بطئه بل يثيبه على اجتهاده الذي أطاع به ربه ولكن من علم أن هذا الطأ
فيما جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم ث اتبعه على خطئه وعدل عن قول الرسول صلى
ال عليه وسلم فله نصيب من الشرك الذي ذمه ال ل سيما إن اتبعه ف ذلك لواه ونصره
باللسان واليد مع علمه بأنه مالف للرسول صلى ال عليه وسلم فهذا شرك يستحق صاحبه
العقوبة عليه ولذا اتفق العلماء على أنه إذا عرف الق ل يوز تقليد أحد ف خلفه وأما إن
كان التبع للمجتهد عاجزا عن معرفة الق على التفصيل وقد فعل ما يقدر عليه مثله من
الجتهاد ف التقليد فهذا ل يؤاخذ إن أخطأ كما ف القبلة وأما إن قلد شخصا دون نظيه بجرد
هواه ونصره بيده ولسانه من غي علم ان الق معه فهذا من أهل الاهلية فإن كان متبوعه مصيبا
ل يكن عمله صالا وإن كان متبوعه مطئا كان آثا كمن قال ف القرآن برايه فإن أصاب فقد
أخطأ وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار انتهى ملخصا قال الصنف وفيه تغي الحوال إل هذه
الغايه صار عند الكثر عبادة الرهبان هي أفضل العمال ول سيما الولية وعبادة الحبار هي
العلم والفقه ث تغيت الال ال ان عبد من ليس من الصالي وعبد بالعن الثان من هو من
الاهلي
491قوله صار عند الكثر عبادة الرهبان هي أفضل العمال يشي إل ما يعتقده كثي من الناس فيمن
ينتسب إل الولية من الضر والنفع والعطاء والنع ويسمون ذلك الولية والسر ونو ذلك وهو
الشرك قوله وعبادة الحبار هي العلم والفقه أي هي الت تسمى اليوم العلم والفقه الؤلف على
مذاهب الئمة ونوهم فيطيعونم ف كل ما يطيعوك سواء وافق حكم ال أم خالفه بل ل
يعبأون با خالف ذلك من كتاب وسنة بل يريدون كلم ال وكلم رسوله لقوال من قلدوه
ويصرحون بأنه ل يل العمل بكتاب ول سنة وأنه ل يوز تلقي العلم والدى منهما وانا العلم
والفقه والدى عندهم هو ما وجدوه ف هذه الكتب بل أعظم من ذلك وأطم رمي كثي منهم
كلم ال وكلم رسوله بأنه ل يفيد العلم ول اليقي ف باب معرفة أساء ال وصفاته وتوحيده
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ويسمونا ظواهر لفظية ويسمون ما وضعه الفلسفة الشركون القواطع العقلية ث يقدمونا ف
باب الساء والصفات والتوحيد على ما جاء من عند ال ث يرمون من خرج عن عبادة الحبار
والرهبان إل طاعة رب العالي وطاعة رسوله وتكيم ما أنزل ال ف موارد الناع بالبدعة أو
الكفر وقوله ث تغيت الحوال إل أن عبد من ليس من الصالي وذلك كاعتقادهم ف كثي من
ينتسب إل الولية من الفساق والجاذيب وقوله وعبد بالعن الثان من هو من الاهلي وذلك
كاعتقادهم العلم ف أناس من جهلة القلدين فيحسنون لم البدع والشرك فيطيعونم ويظنون
أنم علماء مصلحون أل إنم هم الفسدون ولكن ل يشعرون
492باب قول ال تعال ال تر إل الذين يزعمون أنم آمنوا با أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون
أن يتحاكموا إل الطاغوت اليات ش لا كان التوحيد الذي هو معن شهادة أن ل إله إل ال
مشتمل على اليان بالرسول صلى ال عليه وسلم مستلزما له وذلك هو الشهادتان ولذا
جعلهما النب صلى ال عليه وسلم ركنا واحدا ف قوله بن السلم على خس شهادة أن ل إله
إل ال وأن ممدا رسول ال وإقام الصلة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع
إليه سبيل نبه ف هذا الباب على ما تضمنه التوحيد واستلزمه من تكيم الرسول صلى ال عليه
وسلم ف موارد الناع إذ هذا هو مقتضى شهادة أن ل إله إل ال ولزمها الذي ل بد منه لكل
مؤمن فإن من عرف أن ل إله إل ال فل بد من النقياد لكم ال والتسليم لمره الذي جاء من
عنده على يد رسوله ممد صلى ال عليه وسلم فمن شهد أن ل إله إل ال ث عدل إل تكيم
غي الرسول صلى ال عليه وسلم ف موارد الناع فقد كذب ف شهادته وإن شئت قلت لا كان
التوحيد مبنيا على الشهادتي إذ ل تنفك أحداها عن الخرى لتلزمهما وكان ما تقدم من هذا
الكتاب ف معن شهادة أن ل إله إل ال الت تتضمن حق ال على عباده نبه ف هذا الباب على
معن شهادة أن ممدا رسول ال الت تتضمن حق الرسول صلى ال عليه وسلم فإنا تتضمن أنه
عبد ل يعبد ورسول صادق ل يكذب بل يطاع ويتبع لنه البلغ عن ال تعال فله عليه الصلة
والسلم منصب الرسالة والتبليغ
493عن ال والكم بي الناس فيما اختلفوا فيه إذ هو ل يكم إل بكم ال ومبته علىالنفس
والهل والال والوطن وليس له من اللية شيء بل هو عبدال ورسوله كما قال تعال وأنه لا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قام عبد ال يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال صلى ال عليه وسلم انا أنا عبد فقولوا عبدال
ورسوله ومن لوازم ذلك متابعته وتكيمه ف موارد الناع وترك التحاكم إل غيه كالنافقي
الذي يدعون اليان به ويتحاكمون إل غيه وبذا يتحقق العبد بكمال التوحيد وكمال التابعة
وذلك هو كمال سعادته وهو معن الشهادتي إذا تبي هذا فمعن الية الترجم لا إن ال تبارك
وتعال أنكر على من يدعي اليان با انزل ال على رسوله وعلى النبياء قبله وهو مع ذلك يريد
أن يتحاكم ف فصل الصومات إل غي كتاب ال وسنة رسوله كما ذكر الصنف ف سبب
نزولا قال ابن القيم والطاغوت كل من تعدى به حده من الطغيان وهو ماوزة الد فكل ما
تاكم إليه متنازعان غي كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم فهو طاغوت اذ قد تعدى
به حده ومن هذا كل من عبد شيئا دون ال فإنا عبد الطاغوت وجاوز بعبوده حده فأعطاه
العبد الت ل تنبغي له كما ان من دعا ال تكيم غي ال تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم فقد
دعا إل تكيم الطاغوت وتأمل تصديره سبحانه الية منكرا لذا التحكيم على من زعم أنه قد
آمن با انزله ال على رسوله صلى ال عليه وسلم وعلى من قبله ث هو مع ذلك يدعو إل تكيم
غي ال ورسوله ويتحاكم إليه عند الناع وف ضمن قوله يزعمون نفي لا زعموه من اليان
ولذا ل يقل أل ترى إل الذين آمنوا فإنم لو كانوا من اهل اليان حقيقة ل يريدوا أن
يتحاكموا ال غي ال تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم ول يقل فيهم يزعمون فإن هذا إنا
يقال غالبا لن ادعى دعوى هو فيها كاذب أو منل منلة الكاذب لخالفته لوجبها وعمله با
494ينافيها قال ابن كثي والية ذامة لن عدل عن الكتاب والسنة وتاكم إل ما سواها من الباطل
وهو الراد بالطاغوت ههنا وقوله تعال وقد أمروا أن يكفروا به أي بالطاغوت وهو دليل على
أن التحاكم إل الطاغوت مناف لليان مضاد له فل يصح اليان ال بالكفر به وترك التحاكم
اليه فمن ل يكفر بالطاغوت ل يؤمن بال وقوله ويريد الشيطان أن يضلهم ضلل بعيدا أي لن
ارادة التحاكم إل غي كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم من طاعة الشيطان وهو إنا
يدعو أحزابه ليكونوا من اصحاب السعي وف الية دليل على أن ترك التحاكم إل الطاغوت
الذي هو ما سوى الكتاب والسنة من الفرائض وان التحاكم اليه غي مؤمن بل ول مسلم وقوله
تعال وإذا قيل لم تعالوا إل ما أنزل ال وإل الرسول رأيت النافقي يصدون عنك صدودا أي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
إذا دعوا ال التحاكم ال ما أنزل ال وال الرسول أعرضوا إعراضا مستكبين كما قال تعال
وإذا دعوا إل ال ورسوله ليحكم بينهم اذا فريق منهم معرضون قال ابن القيم هذا دليل على أن
من دعي ال تكيم الكتاب والسنة فلم يقبل وأب ذلك أنه من النافقي ويصدون هنا لزم ل
متعد هو بعن يعرضون ل بعن ينعون غيهم ولذا أتى مصدره على صدود ومصدر التعدي
صدا فإذا كان العرض عن ذلك قد حكم ال سبحانه بنفاقهم فكيف بن ازداد إل اعراضه منع
الناس من تكيم الكتاب والسنة والتحاكم إليهما بقوله وعمله وتصانيفه ث يزعم مع ذلك أنه
إنا اراد الحسان والتوفيق الحسان ف فعله ذلك والتوفيق بي الطاغوت الذي حكمه وبي
الكتاب والسنة قلت وهذا حال
495كثي من يدعي العلم واليان ف هذه الزمان إذا قيل لم تعالوا نتحاكم ال ما أنزل ال وال
الرسول رايتهم يصدون وهم مستكبون ويعتذرون أنم ل يعرفون ذلك ول يعقلون بل لعنهم
ال بكفرهم فقليل ما يؤمنون وقوله تعال فكيف إذا أصابتهم مصيبة با قدمت أيديهم قال ابن
كثي أي فكيف بم إذا أصابتهم القادير إليك ف الصائب بسبب ذنوبم واحتاجوا إليك ف
ذلك وقال ابن القيم قيل الصيبة فضيحتهم إذا أنزل القرآن بالم ول ريب أن هذا أعظم الصيبة
والضرار فالصائب الت تصيبهم با قدمت أيديهم ف أبدانم وقلوبم وأديانم بسبب مالفة
الرسول عليه الصلة والسلم أعظمها مصائب القلب والدين فيى العروف منكرا والدى
ضلل والرشاد غيا والق باطل والصلح فسادا وهذا من الصيبة الت أصيب با ف قبله
وهوالطبع الذي أوجبه مالفة الرسول صلى ال عليه وسلم وتكيم غيه قال سفيان الثوري ف
قوله تعال فليحذر الذين يالفون عن أمره ان تصيبهم فتنة قال هي أن تطبع على قلوبم وقوله
تعال ث جاؤوك يلفون بال ان اردنا إل احسانا وتوفيقا قال ابن كثي اي يعتذرون ويلفون إن
أردنا بذهابنا ال غيك إل الحسان والتوفيق أي الداراة والصانعة وقال غيه إل إحسانا أي ل
إساءة وتوفيقا اي بي الصمي ول نرد مالفة لك ول تسخطا لكمك قلت فإذا كان هذا
حال النافقي يعتذرون عن
496أمرهم ويلبسونه لئل يظن أنم قصدوا الخالفة لكم النب صلى ال عليه وسلم أو التسخط
فكيف بن يصرح با كان النافقون يضمرونه حت يزعم أنه من حكم الكتاب والسنة ف موارد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الناع فهو إما كافر وإما مبتدع ضال وفعل النافقي الذي ذكره ال عنهم ف هذه الية هو بعينه
الذي يفعله الحرفون للكلم عن مواضعه الذين يقولون إنا قصدنا التوفيق بي القواطع العقلية
بزعمهم الت هي الفلسفة والكلم وبي الدلة النقلية ث يعلون الفلسفة الت هي سفاهة وضللة
الصل ويردون با ما أنزل ال على رسوله من الكتاب والكمة زعموا أن ذلك يالف الفلسفة
الت يسمونا القواطع فتطلبوا له وجوه التأويلت البعيدة وحلوه على شواذ اللغة الت ل تكاد
تعرف وقوله تعال اولئك الذين يعلم ال ما ف قلوبم قال ابن كثي أي هذا الضرب من الناس
هم النافقون وال اعلم با ف قلوبم وسيجزيهم على ذلك فإنه ل تفى عليه خافية فاكتف به يا
ممد فيهم فإنه عال ببواطنهم وظواهرهم وقوله تعال فأعرض عنهم وعظهم وقل لم ف أنفسهم
قول بليغا قال ابن القيم أمر ال رسوله صلى ال عليه وسلم فيهم بثلثة أشياء أحدها العراض
عنهم إهانة لم وتقيا لشأنم وتصغيا لمرهم ل إعراض متاركة وإهال وبذا يعلم أنا غي
منسوخة الثان قوله وعظهم وهو تويفهم عقوبة ال وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم ال
غي رسوله صلى ال عليه وسلم وما أنزل عليه الثالث قوله وقل لم ف أنفسهم قول بليغا أي
يبلغ تأثيه إل قلوبم ليس قول لينا ل يتأثر به القول له وهذه الادة
497تدل على بلوغ الراد بالقول فهو قول يبلغ به مراد قائله من الزجر والتخويف ويبلغ تأثيه إل
نفس القول له ليس هو كالقول الذي ير على الذن صفحا وهذا القول البليغ يتضمن ثلثة
أمور أحدها عظم معناه وتأثي النفوس به الثان فخامة الفاظه وجزالتها الثالث كيفية القائل ف
إلقائه إل الخاطب فإن القول كالسهم والقلب كالقوس الذي يدفعه وكالسيف والقلب
كالساعد الذي يضرب به وف متعلق قوله ف أنفسهم قولن أحدها بقوله بليغا أي قول بليغا ف
أنفسهم وهذا حسن من جهة العن ضعيف من جهة العراب لن صفة الوصوف ل تعمل فيما
قبلها والقول الثان أنه متعلق بقل وف العن على هذا قولن أحدها قل لم ف أنفسهم خاليا بم
ليس معهم غيهم بل مسرا لم النصيحة والثان أن معناه قل لم ف معن أنفسهم كما يقال قل
لفلن ف كيت وكيت أي ف ذلك العن قلت وهذا القول أحسن ث قال تعال وما ارسلنا من
رسول ال ليطاع بإذن ال قال ابن كثي أي إنا فرضت طاعته على من أرسلته اليهم وقال ابن
القيم هذا تنبيه على جللة منصب الرسالة وعظم شأنا وأنه سبحانه ل يرسل رسله عليهم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الصلة والسلم إل ليطاعوا بإذنه فتكون الطاعة لم ل لغيهم لن طاعتهم طاعة مرسلهم وف
ضمنه أن من كذب رسوله ممدا صلى ال عليه وسلم فقد كذب الرسل والعن أنك واحد
منهم تب طاعتك وتتعي عليهم كما وجبت طاعة من قبلك من الرسلي فإن كانوا قد
أطاعوهم كما زعموا وآمنوا بم فما لم ل يطيعونك ويؤمنون بك والذن ههنا هو الذن
المري ل الكون إذ لو كان إذنا كونيا قدريا لا تلفت طاعتهم وف ذكره نكتة
498وهي أنه بنفس إرساله تتعي طاعته وارساله نفسه إذن ف طاعته فل تتوقف على نص آخر سوى
الرسال بأمر فيه بالطاعة بل مت تققت رسالته وجبت طاعته فرسالته نفسها متضمنة للذن ف
الطاعة ويصح أن يكون الذن ههنا إذنا كونيا قدريا ويكون العن ليطاع بتوفيق ال وهدايته
فتضمن الية المرين الشرع والقدر ويكون فيها دليل على أن أحدا ل يطيع رسله إل بتوفيقه
وارشاده وهدايته وهذا حسن جدا والقصود أن الغاية من الرسل هي طاعتهم ومتابعتهم فإذا
كانت الطاعة التابعة لغيهم ل تصل الفائدة القصودة من ارسالم وقوله ولو أنم إذ ظلموا
أنفسهم جاؤوك فاستفغروا ال واستغفر لم الرسول لوجدوا ال توابا رحيما قال ابن القيم لا
علم سبحانه ان الرسل إليهم ل بد لم من ظلم لنفسهم واتباع لهوائهم أرشدهم إل ما يدفع
عنهم شر ذلك الظلم وموجبه وهو شيئان أحدها منهم وهو استغفارهم ربم عز وجل والثان
من غيهم وهو استغفار الرسول صلى ال عليه وسلم لم إذا جاؤوه وانقادوا له واعترفوا
بظلمهم فمت فعلوا ذلك وجدوا ال توابا رحيما يتوب عليهم فيمحو أثر سيئاتم ويقيهم شرها
ويزيدهم مع ذلك رحته وبره واحسانه فإن قلت فما حظ من ظلم نفسه بعد موت النب صلى
ال عليه وسلم من هذه الية وهل كلم بعض الناس ف دعوى الجيء إل قبه صلى ال عليه
وسلم والستغفار عنده والستشفاع به والستدلل بذه الية على ذلك صحيح أم ل قيل أما
حظ من ظلم نفسه بعد موت النب صلى ال عليه وسلم من هذه الية
499فالستغفار وأن يتوب إل ال توبة نصوحا ف كل زمان ومكان ول يشترط ف صحة التوبة
الجيء ال قبه والستغفار عنده بالجاع وأما الجيء إل قبه والستغفار عنده والستشفاع به
والستدلل بالية على ذلك فهو استدلل على ما ل تدل الية عليه بوجه من وجوه الدللت
لنه ليس ف الية ال الجيء إليه صلى ال عليه وسلم ل الجيء إل قبه واستغفاره لم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
لستشفاعهم به بعد موته فعلم أن ذلك باطل يوضح ذلك أن الصحابة الذين هم أعلم الناس
بكتاب ال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ما فهموا هذا من الية فعلم أن ذلك بدعة وأكثر ما
استدل به من أجاز ذلك رواية العتب عن أعراب مهول على أن القصة ل نعلم لا اسنادا ومثل
هذا لو كان حديثا أو أثرا عن صحاب ل يز الحتجاج به ول يلزمنا حكمه لعدم صحته فكيف
يوز الحتجاج ف هذا بقصة ل تصح عن بدوي ل يعرف ث قال تعال فل وربك ل يؤمنون
حت يكموك فيما شجر بينهم ث ل يدوا ف أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما قال
ابن القيم أقسم سبحانه بأجل مقسم به وهو نفسه عز وجل على أنه ل يثبت لم اليان ول
يكونون من أهله حت يكم لرسوله صلى ال عليه وسلم ف جيع موارد الناع وف جيع أبواب
الدين فإن لفظة ما من صيغ العموم ول يقتصر على هذا حت ضم اليه انشراح صدورهم بكمه
بيث ل يدون ف أنفسهم حرجا وهو الضيق والصر من حكمه بل يقبلون حكمه بالنشراح
ويقابلونه بالقبول ل يأخذونه على إغماض ويشربونه على قذى فإن هذا مناف لليان بل لبد
أن يكون أخذه بقبول ورضى وانشراح صدر ومت أراد العبد شاهدا فلينظر ف حاله ويطالع
500قلبه عند ورود حكمه على خلف هواه وغرضه أو على خلف ما قلد فيه أسلفه من السائل
الكبار وما دونا بل النسان على نفسه بصية ولو ألقى معاذيره فسبحان ال كم من حزازة ف
نفوس كثي من النصوص وبودهم أن لو ل ترد وكم من حرارة ف أكبادهم منها وكم من
شجى ف حلوقهم من موردها ث ل يقتصر سبحانه على ذلك حت ضم اليه قوله ويسلموا
تسليما فذكر الفعل مؤكدا له بالصدر القائم مقام ذكره مرتي وهو الضوع والنقياد لا حكم
به طوعا ورضى وتسليما ل قهرا أو مصابرة كما يسلم القهور لن قهره كرها بل تسليم عبد
مطيع لوله وسيده الذي هو أحب شيء اليه يعلم أن سعادته وفلحه ف تسليماته انتهى وقد
ورد ف الصحيح أن سبب نزولا قصة الزبي لا اختصم هو والنصاري ف شراج الرة ولكن
العتبار بعموم اللفظ ل بصوص السبب فإذا كان سبب نزولا ماصمة ف مسيل ماء قضى فيه
رسول ال صلى ال عليه وسلم بقضاء فلم يرضه النصاري فنفى تعال عنه اليان بذلك فما
ظنك بن ل يرض بقضائه صلى ال عليه وسلم وأحكامه ف أصول الدين وفروعه بل إذا دعوا
إل ذلك تولوا وهم معرضون ول يكفهم ذلك حت صدوا الناس عنه ول يكفهم ذلك حت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كفروا أو بدعوا من اتبعه صلى ال عليه وسلم وحكمه ف أصول الدين وفروعه ورضي بكمه
ف ذلك ول يبغ عنه حول وقوله تعال ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من
دياركم ما فعلوه ال قليل منهم العن وال أعلم أي لو اوجبنا عليهم مثل ما أوجبنا على بن
اسرائيل من
501قتلهم أنفسهم أو خروجهم من ديارهم حي استتبوا من عبادة العجل ما فعلوه إل قليل منهم
وهذا توبيخ لن ل يكم الرسول صلى ال عليه وسلم ف موارد الشجار أي نن ل نكتب
عليهم ذلك بل إنا أوجبنا عليهم ما ف وسعهم فما لم ل يكمونك ول يرضون بكمك ث
قال تعال ولو أنم فعلوا ما يوعظون به لكان خيا لم وأشد تثبيتا واذا لتيناهم من لدنا أجرا
عظيما ولديناهم صراطا مستقيما قال ابن القيم أخب تعال أنم لو فعلوا ما يعظهم به وهو امره
ونيه القرون بوعده ووعيده لكان فعل أمره وترك نيه خيا لم ف دينهم ودنياهم وأشد تثبيتا
لم على الق وتقيقا ليانم وقوة لعزائمهم واراداتم وثباتا لقلوبم عند جيوش الباطل وعند
واردات الشبهات الضلة والشهوات الردية فطاعة ال تعال ورسوله صلى ال عليه وسلم هي
سبب ثبات القلب وقوته وقوة عزائمه وثبات القلب عليها ومالفته تثمر زيغ القلب واضطرابه
وعدم ثباته ث قال تعال وإذا لتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولديناهم صراطا مستقيما فهذه
أربعة أنواع من الزاء الرتب على طاعة الرسول صلى ال عليه وسلم أحدها حصول الي
الطلق با الثان التثبت والقوة التضمن للنصر والغلبة والثالث حصول الجر العظيم لم ف
الخرة والرابع هدايتهم الصراط الستقيم وهذه الداية هي هداية ثانية اوجبتها طاعة الرسول
صلى ال عليه وسلم فطاعته صلى ال عليه وسلم ثرة الداية السابقة عليها فهي مفوفة بدايتي
هداية قبلها وهي سبب الطاعة وهداية بعدها هي ثرة لا وهذا يدل على انتفاء هذه المور
الربعة عند انتفاء طاعة الرسول صلى ال عليه وسلم
502ث قال تعال ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيي والصديقي
والشهداء والصالي وحسن أولئك رفيقا قال ابن القيم فأخب سبحانه أن طاعته وطاعة رسوله
صلى ال عليه وسلم توجب مرافقة النعم عليهم وهم أهل السعادة الكاملة وهم أربعة أصناف
النبيون وهم أفضلهم ث الصديقون وهم بعدهم ف الدرجة ث الشهداء ث الصالون فهؤلء النعم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عليهم النعمة التامة وهم السعداء الفائزون ول فلح لحد إل برافقتهم والكون معهم ول سبيل
إل مرافقتهم إل بطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم ول سبيل اليها إل بعرفة سنته وما جاء به
فدل على أن من عدم العلم بسنته وما جاء به فليس له إل مرافقة هؤلء سبيل بل هو من يعض
على يديه يوم القيامة ويقول ياليتن اتذت مع الرسول سبيل قلت ما لن ل يكم الرسول صلى
ال عليه وسلم ف موارد الناع إل مرافقة هؤلء النعم عليهم سبيل وكيف يكون له سبيل إل
ذلك وعنده أن من حكم الرسول صلى ال عليه وسلم ف موارد الناع فهو إما زنديق أو مبتدع
وأن له بطاعة ال ورسوله وهذا أصل اعتقاده الذي بن عليه دينه ومع ذلك يسبون أنم
مهتدون إذا حكموا غي الرسول صلى ال عليه وسلم ونبذوا حكمه وراء ظهورهم كأنم ل
يعلمون قال الصنف وقوله ول تفسدوا ف الرض بعد إصلحها قال أبو بكر بن عياش ف الية
إن ال بعث ممدا صلى ال عليه وسلم إل أهل الرض وهم ف فساد فأصلحهم ال بحمد
صلى ال عليه وسلم فمن دعا ال خلف ما جاء به ممد صلى ال عليه وسلم فهو من
الفسدين ف الرض وقال ابن القيم قال أكثر الفسرين ل تفسدوا فيها بالعاصي والدعاء إل غي
طاعة ال بعد إصلح ال إياها ببعث الرسل وبيان
503الشريعة والدعاء ال طاعة ال فإن عبادة غي ال والدعوة ال غيه والشرك به هو أعظم فساد ف
الرض بل فساد الرض ف القيقة إنا هو بالشرك به ومالفة أمره فالشرك والدعوة ال غي ال
وإقامة معبود غيه ومطاع متبع غي رسول ال صلى ال عليه وسلم هو أعظم الفساد ف الرض
ول صلح لا ول لهلها إل أن يكون ال وحده هوالعبود والدعوة له ل لغيه والطاعة والتباع
لرسوله ليس إل وغيه إنا تب طاعته اذا أمر بطاعة الرسول صلى ال عليه وسلم فإذا أمر
بعصيته وخلف شريعته فل سع له ول طاعة ومن تدبر أحوال العال وجد كل صلح ف
الرض فسببه توحيد ال وعبادته وطاعة رسوله وكل شر ف العال وفتنة وبلء وقحط وتسليط
عدو وغي ذلك فسببه مالفة رسوله والدعوة ال غي ال ورسوله انتهى وبذا يتبي وجه مطابقة
الية للترجة لن من يدعو ال التحاكم إل غي ما أنزل ال وال الرسول فقد أتى بأعظم الفساد
قال وقوله واذا قيل لم ل تفسدوا ف الرض قالوا انا نن مصلحون قال ابو العالية ف الية يعن
ل تعصوا ف الرض وكان فسادهم ذلك معصية ال لن من عصى ال ف الرض أو أمر بعصية
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال فقد أفسد ف الرض لن صلح الرض والسماء بالطاعة قلت ومطابقة الية للترجة ظاهر
لن من دعا إل التحاكم ال غي ما أنزل ال فقد أتى بأعظم الفساد وف الية دليل على وجوب
اطراح الرأي مع السنة وإن ادعى صاحبه أنه مصلح وأن دعوى الصلح ليس بعذر ف ترك ما
أنزل ال والذر من العجب بالرأي
504قال وقوله أفحكم الاهلية يبغون الية قال ابن كثي ينكر تعال على من خرج عن حكم ال
تعال الشتمل على كل خي وعدل الناهي عن كل شر إل ما سواه من الراء والهواء
والصطلحات الت وضعها الرجال بل مستند من شريعة ال كما كان أهل الاهلية يكمون به
من الضللت والهالت كما يكم به التتار من السياسات الأخوذة عن جنكز خان الذي
وضع لم كتابا مموعا من أحكام اقتبسها من شرائع شت من اللة السلمية وغيها وفيا كثي
من الحكام أخذها عن مرد نظره فصار ف بنيه شرعا يقدمونه على الكم بالكتاب والسنة
ومن فعل ذلك فهو كافر يب قتاله حت يرجع إل حكم ال ورسوله فل يكم سواه ف قليل
ول كثي قال تعال أفحكم الاهلية يبغون أي يريدون ومن أحسن من ال حكما لقوم يوقنون
أي ومن أعدل من ال ف حكمه لن عقل عن ال شرعه وآمن وأيقن وعلم أنه تعال أحكم
الاكمي وأرحم بعباده من الوالدة بولدها فإنه تعال العال بكل شيء القادر على كل شيء
العادل ف كل شيء قلت وف الية إشارة إل أن من ابتغى غي حكم ال ورسوله فقد ابتغى
حكم الاهلية كائنا ما كان قال عن عبدال بن عمرو أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل
يؤمن أحدكم حت يكون هواه تبعا لا جئت به قال النووي حديث صحيح رويناه ف كتاب
الجة باسناد صحيح ش هذا الديث رواه الشيخ أبو الفتح نصر بن ابراهيم القدسي الشافعي
ف كتاب الجة على تارك الحجة باسناد صحيح كما قال
505الصنف عن النووي وهو كتاب يتضمن ذكر أصول الدين على قواعد أهل الديث والسنة
ورواه الطبان أبو بكر بن عاصم والافظ وأبو نعيم ف الربعي الت شرط ف أولا أن تكون
من صحاح الخبار وقال ابن رجب تصحيح هذا الديث بعيد جدا من وجوه ذكرها وتعقبه
بعضهم قلت ومعناه صحيح قطعا وإن ل يصح اسناده وأصله ف القرآن كثي كقوله تعال فل
وربك ل يؤمنون حت يكموك فيما شجر بينهم الية وقوله وما كان لؤمن ول مؤمنة إذا قضى
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال ورسوله أمرا أن يكون لم الية من أمرهم وقوله فإن ل يستجيبوا لك فاعلم أنا يتبعون
أهواءهم وغي ذلك من اليات فل يضر عدم صحة اسناده قوله ل يؤمن أحدكم أي ل يصل
له اليان الواجب ول يكون من أهله قوله حت يكون هواه تبعا لا جئت به قال بعضهم هواه
بالقصر أي ما يهواه أي تبه نفسه وتيل اليه ث العروف ف استعمال الوى عند الطلق أنه
اليل ال خلف الق ومنه ول تتبع الوى فيضلك عن سبيل ال وقد يطلق على اليل والحبة
ليشمل اليل للحق وغيه وربا استعمل ف مبة الق خاصة والنقياد اليه كما ف حديث صفوان
بن عسال أنه سئل هل سعت النب صلى ال عليه وسلم يذكر الوى الديث قال ابن
506رجب أما معن الديث فهو أن النسان ل يكون مؤمنا كامل اليان الواجب حت تكون مبته
تابعة لا جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم من الوامر والنواهي وغيها فيحب ما أمر به
ويكره ما نى عنه وقد ورد القرآن بثل هذا ف غي موضع وذم سبحانه من كره ما احبه ال
تعال أو أحب ما كره ال كما قال ذلك بأنم كرهوا ما أنزل ال فأحبط أعمالم وقال ذلك
بأنم اتبعوا ما أسخط ال وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالم فالواجب على كل مؤمن أن يب ما
أحبه ال مبة توجب له التيان با وجب عليه منه فإن زادت الحبة حت أتى با ندب اليه منه
كان ذلك فضل وأن يكره ما كرهه ال كراهة توجب له الكف عما حرم عليه منه فازدادت
الكراهة حت أوجبت الكف عما كرهه تنيها كان ذلك فضل فمن أحب ال ورسوله مبة
صادقة من قلبه أوجب ذلك له أن يب بقلبه ما يبه ال ورسوله ويكره ما يكرهه ال ورسوله
ويرضي با يرضي به ال ورسوله ويسخط ما يسخط ال ورسوله وأن يعمل بوارحه بقتضى
هذا الب والبغض فإن عمل بوارحه شيئا يالف ذلك بأن ارتكب بعض ما يكرهه ال ورسوله
أو ترك بعض ما يبه ال ورسوله مع وجوبه والقدرة عليه دل ذلك على نقص مبته الواجبة
فعليه أن يتوب من ذلك ورجع ال تكميل الحبة الواجبة فجميع العاصي تنشأ من تقدي هوى
النفس على مبة ال ورسوله وقد وصف ال الشركي باتباع الوى ف مواضع من كتابه فقال
تعال فإن ل يستجيبوا لك فاعلم أنا يتبعون أهواءهم الية وكذلك البدع إنا
507تنشأ من تقدي الوى على الشرع ولذا سي أهلها أهل الهواء وكذلك العاصي انا تقع من
تقدي الوى على مبة ال ومبة ما يبه ال وكذلك حب الشخاص الواجب فيه أن يكون تبعا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
لا جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم فيجب علىالؤمن مبة ما يبه ال من اللئكة والرسل
والصديقي والنبياء والشهداء والصالي عموما ولذا كان علمة وجود حلوة اليان أن يب
الرء ل يبه إل ل وترم موالة أعداء ال ومن يكرهه ال عموما وبذا يكون الدين كله ل ومن
أحب ل وأبغض ل وأعطى ل ومنع ل فقد استكمل اليان ومن كان حبه وبغضه وعطاؤه
ومنعه لوى نفسه كان ذلك نقصا ف إيانه الواجب فتجب عليه التوبة من ذلك والرجوع ال
اتباع ما جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم من تقدي مبة ال ورسوله وما فيه رضى ال
ورسوله على هوى النفس ومرادها انتهى ملخصا ومطابقة الديث للباب ظاهرة من جهة ان
الرجل ل يؤمن حت يكون هواه تبعا لا جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم ف كل شيء حت
ف الكم وغي فإذا حكم بكم أو قضى بقضاء فهو الق الذي ل ميد للمؤمن عنه ول اختيار
له بعده قال الصنف وقال الشعب كان بي رجل من النافقي ورجل من اليهود خصومة فقال
اليهودي نتحاكم ال ممد عرف أنه ل يأخذ الرشوة وقال النافق نتحاكم ال اليهود لعلمه أنم
يأخذون الرشوة فاتفقا على أن يأتيا كاهنا ف جهينة فيتحاكما اليه فنلت أل تر ال الذين
يزعمون الية ش هذا الثر رواه ابن جرير وابن النذر بنحوه قوله كان بي رجل من النافقي
ورجل من اليهود خصومة ل أقف على تسمية
508هذين الرجلي وقد روى ابن اسحق وابن النذر وابن أب حات قال كان بي اللس بن الصامت
قبل توبته ومعتب بن قشي ورافع بن زيد وبشي كانوا يدعون السلم فدعاهم رجال من قومهم
من السلمي ف خصومة كانت بينهم إل رسول ال صلى ال عيله وسلم فدعوهم ال الكهان
حكام الاهلية فأنزل ال فيهم أل تر إل الذين يزعمون الية فيحتمل أن يكون النافق الذكور
ف قصة الشعب أحد هؤلء بل روى الثعلب عن ابن عباس أن النافق اسه بشر قوله عرف أنه ل
يأخذ الرشوة هي بتثليث الراء قال أبو السعادات وهو الوصلة ال الاجة بالصانعة وأصله من
الرشاء الذي يتوصل به ال الاء والراشي من يعطي الذي يعينه على الباطل والرتشي الخذ قلت
فعلى هذا رشوه الاكم هي ما يعطاه ليحكم بالباطل سواء طلبها أم ل وفيه دليل على شهادة
أن ممدا رسول ال لن أعداءه يعلمون عدله ف الحكام ونزاهته عن قذر الرشوة صلى ال
عليه وسلم بلف حكام الباطل قوله فاتفقا على أن يأتيا كاهنا ف جهينة ل أقف على تسمية
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هذا الكاهن وف قصة رواها ابن جرير وابن أب حات عن السدي ف سبب نزول الية قال
فتفاخرت النضي وقريظة فقالت النضي نن أكرم من قريظة وقالت قريظة نن أكرم منكم
فدخلوا الدينة إل أب برزة الكاهن السلمي وف بعض النسخ أب بردة السلمي وذكر القصة
وابو برزة هذا غي أب برزة الصحاب قال الصنف وقيل نزلت ف رجلي اختصما فقال أحدها
نترافع
509ال النب صلى ال عليه وسلم وقال الخر ال كعب بن الشرف ث ترافعا ال عمر فذكر له
أحدها القصة فقال للذي ل يرض برسول ال صلى ال عليه وسلم أكذلك قال نعم فضربه
بالسيف فقتله ش هذه القصة قد رويت من طرق متعددة من أقربا لسياق الصنف ما رواه
الثعلب وذكره البغوي عن ابن عباس ف قوله ال تر إل الذين يزعمون أنم آمنوا الية قال نزلت
ف رجل من النافقي يقال له بشر خاصم يهوديا فدعاه اليهودي إل رسول ال صلى ال عليه
وسلم ودعاه النافق إل كعب بن الشرف ث إنما احتكما للنب صلى ال عليه وسلم فقضى
لليهودي فلم يرض النافق وقال تعال نتحاكم إل عمر بن الطاب فقال اليهودي لعمر قضى لنا
رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يرض بقضائه فقال للمنافق أكذلك قال نعم فقال عمر
مكانكما حت أخرج إليكما فدخل عمر فاشتمل على سيفه ث خرج فضرب عنق النافق حت
برد ث قال هكذا أقضي لن ل يرض بقضاء ال ورسوله فنلت وروى الكيم الترمذي ف نوادر
الصول هذه القصة عن مكحول وقال ف آخرها فأتى جبيل عليه السلم رسول ال صلى ال
عليه وسلم فقال إن عمر قد قتل الرجل وفرق ال بي الق والباطل على لسان عمر فسمي
الفاروق ورواه أبو إسحاق بن دحيم ف تفسيه على ما ذكره شيخ السلم وابن كثي ورواه
ابن أب حات وابن مردوية من طريق ابن ليعة عن أب السود وذكر القصة وفيه فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم ما كنت أظن أن يتريء عمر على قتل مؤمن فأنزل ال فل وربك ل
يؤمنون
510الية فهدر دم ذلك الرجل وبرىء عمر من قتله فكره ال أن يسن ذلك بعد فقال ولو أنا كتبنا
عليهم ان اقتلوا أنفسكم إل قوله واشد تثبيتا وبالملة فهذه القصة مشهورة متداولة بي السلف
واللف تداول يغن عن السناد ولا طرق كثية ول يضرها ضعف إسنادها وكعب بن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الشرف الذكور هنا هو طاغوت من رؤساء اليهود وعلمائهم ذكر ابن اسحاق وغيه أنه كان
موادعا للنب صلى ال عليه وسلم ف جلة من وادعه من يهود الدينة وكان عربيا من بن طي
وكانت امه من بن النضي قالوا فلما قتل أهل بدر شق ذلك عليه وذهب ال مكة ورثاهم
لقريش وفضل دين الاهلية على دين السلم حت انزل ال فيه ال تر ال الذين أوتوا نصيبا من
الكتاب يؤمنون بالبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلء اهدى من الذين آمنوا سبيل ث
لا رجع ال الدينة أخذ ينشد الشعار يهجو با رسول ال صلى ال عليه وسلم وشبب بنساء
السلمي حت آذاهم حت قال النب صلىال عليه وسلم من لكعب بن الشرف فانه قد آذى ال
ورسوله وذكر قصة قتله وقتله ممد بن مسلمة وابو نائلة وابو عبس بن جب وعباد بن بشر
رضي ال عنهم وف القصة من الفوائد أن الدعاء ال تكيم غي ال ورسوله من صفات النافقي
ولو كان الدعاء ال تكيم امام فاضل ومعرفة أعداء رسول ال صلى ال عليه وسلم با كان
عليه من العلم والعدل ف الحكام وفيها الغضب ل تعال والشدة ف أمر ال كما فعل عمر
رضي ال عنه وفيها أن من طعن ف احكام النب صلى ال عليه وسلم أو ف شيء من دينه قتل
كهذا النافق بل أول وفيها جواز تغيي النكر باليد وإن ل يأذن فيه المام وكذلك
511تعزير من فعل شيئا من النكرات الت يستحق عليها التعزير لكن إذا كان المام ل يرضى بذلك
وربا أدى إل وقوع فرقة أو فتنة فيشترط إذنه ف التعزيز فقط وفيها أن معرفة الق ل تكفي عن
العمل والنقياد فإن اليهود يعلمون أن ممدا رسول ال ويتحاكمون إليه ف كثي من المور
باب من جحد شيئا من الساء والصفات أي من أساء ال وصفاته والراد ما حكمه هل هو
ناج أو هالك ولا كان تقيق التوحيد بل التوحيد ل يصل إل باليان بال واليان باسائه
وصفاته نبه الصنف على وجوب اليان بذلك وأيضا فالتوحيد ثلثة أنواع توحيد الربوبية
وتوحيد الساء والصفات وتوحيد العبادة والولن وسيلة إل الثالث فهو الغاية والكمة
القصود باللق والمر وكلها متلزمة فناسب التنبيه على اليان بتوحيد الصفات قال وقول ال
تعال وهم يكفرون بالرحن الية أي يحدون هذا السم ل أنم يحدون ال فإنم يقرون به
كما قال تعال ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن ال والراد بذا كفار قريش أو طائفة منهم فإنم
جحدوا هذا السم عنادا أو جهل ولذا لا قال النب صلى ال عليه وسلم لعلي يوم الديبية
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
اكتب بسم ال الرحن الرحيم فقالوا
512ل نعرف الرحن ول الرحيم وف بعض الروايات ل نعرف الرحن إل رحن اليمامة يعنون
مسيلمة الكذاب فإنه قبحة ال كان قد تسمى بذا السم وأما كثي من أهل الاهلية فيقرون
بذا السم كما قال بعضهم وما يشأ الرحن يعقد ويطلق قال ابن كثي وهم يكفرون بالرحن
أي ل يقرون به لنم يأبون من وصف ال بالرحن الرحيم ومطابقة الية للترجة ظاهره لن ال
تعال سى جحود اسم من أسائه كفرا فدل على أن جحود شيء من أساء ال وصفاته كفر
فمن جحد شيئا من أساء ال وصفاته من الفلسفة والهمية والعتزلة ونوهم فله نصيب من
الكفر بقدر ما جحد من السم أو الصفة فإن الهمية والعتزلة ونوهم وان كانوا يقرون بنس
الساء والصفات فعند التحقيق ل يقرون بشيء لن الساء عندهم أعلم مضة ل تدل على
صفات قائمة بالرب تبارك وتعال وهذا نصف كفر الذين جحدوا اسم الرحن وقوله قل هو
رب ل إله إل ال هو عليه توكلت وإليه متاب أي قل يا ممد رادا عليهم ف كفرهم بالرحن
تبارك وتعال هو أي الرحن عز وجل رب ل اله ال هو أي ل معبود سواه عليه توكلت وإليه
متاب أي اليه مرجعي وأوبت وهو مصدر من قول القائل تبت متابا وتوبة قاله ابن جرير وف
الية دليل على أن التوكل عبادة وعلى أن التوبة عبادة واذا كان كذلك فالتوبه ال غيه شرك
ولا قال سارق وقد قطعت يده للنب صلى ال عليه وسلم اللهم ان أتوب اليك ول اتوب ال
ممد قال النب صلى ال عليه وسلم عرف الق لهله رواه احد
513قال وف صحيح البخاري قال علي حدثوا الناس با يعرفون أتريدون أن يكذب ال ورسوله ش
هذا الثر رواه البخاري مسندا ل معلقا لكنه ف بعض الروايات علقه أول ث ذكر اسناده وف
بعضها ساق اسناده أول فرواه عن عبيد ال بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أب الطفيل
عن علي به ولفظه أتبون ان يكذب ال ورسوله قوله با يعرفون أي با يفهمون قال الافظ
وزاد آدم بن أب إياس ف كتاب العلم له عن عبدال بن داود عن معروف ف آخره ودعوا ما
ينكرون أي ما يشتبه عليهم فهمه قال وفيه دليل على أن التشابه ل ينبغي أن يذكر عند العامة
ومثله قول ابن مسعود ما أنت مدثا قوما حديثا ل تبلغه عقولم ال كان لبعضهم فتنة رواه
مسلم قال ومن رأى التحديث ببعض دون بعض أحد ف الحاديث الت ظاهرها الروج على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
السلطان ومالك ف احاديث الصفات وأبو يوسف ف الغرائب ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم
عنه ف الرابي وأن الراد ما يقع من الفت ونوه عن حذيفة وعن السن أنه أنكر تديث أنس
للحجاج بقصة العرنيي لنه اتذها وسيلة ال ما كان يعتمده من البالغة ف سفك الدماء بتأويله
الواهي وضابط ذلك أن يكون ظاهر الديث يقوي البدعة وظاهره ف الصل غي مراد
فالمساك عنه عند من يشى عليه الخذ بظاهره مطلوب انتهى وما ذكره عن مالك ف
أحاديث الصفات ما أظنه يثبت عن مالك وهل ف أحاديث الصفات أكثر من آيات الصفات
الت ف القرآن فهل يقول مالك أو غيه من علماء السلم إن
514آيات الصفات ل تتلى على العوام وما زال العلماء قديا وحديثا من اصحاب النب صلى ال عليه
وسلم ومن بعدهم يقرؤون آيات الصفات وأحاديثها بضرة عوام الؤمني وخواصهم بل شرط
اليان هو اليان بال وصفات كماله الت وصف با نفسه ف كتابه أو على لسان رسوله صلى
ال عليه وسلم فكيف يكتم ذلك عن عوام الؤمني بل نقول من ل يؤمن بذلك فليس من
الؤمني ومن وجد ف قبله حرجا من ذلك فهو من النافقي ولكن هذا من بدع الهمية
وأتباعهم الذين ينفون صفات الرب تبارك وتعال فلما رأوا أحاديث الصفات مبطلة لذاهبهم
قامعة لبدعهم تواصوا بكتمانا عن عوام الؤمني لئل يعلموا ضللم وفساد اعتقادهم فاعلم
ذلك وف الثر دليل على انه إذا خشي ضرر من تديث الناس ببعض ما يعرفون فل ينبغي
تديثم به وليس ذلك على اطلق وإن كثيا من الدين والسنن يهله الناس فإذا حدثوا به كذبوا
بذلك وأعظموه فل يترك العال تديثهم بل يعلمهم برفق ويدعوهم بالت هي احسن قال وروى
عبدالرزاق عن معمر عن طاوس عن ابيه عن ابن عباس أنه رأى رجل انتقض لا سع حديثا عن
النب صلى ال عليه وسلم ف الصفات استنكارا لذلك فقال ما فرق هولء يدون رقة عند
مكمه ويهلكون عند متشابه انتهى ش قوله روى عبد الرزاق هو ابن هام الصنعان المام
الافظ صاحب التصانيف ك الصنف وغيه روى عنه أحد بن حنبل ويي بن معي وخلق ل
يصون مات سنة إحدى عشرة ومائتي ومعمر هو ابن راشد الزدي أبو عروة البصري نزل
اليمن ثقة
515ثبت مات سنة أربع وخسي ومائة وله ثان وخسون سنة وابن طاووس هو عبدال بن طاووس
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
اليمان ثقة فاضل عابد مات سنة اثنتي وثلثي ومائة وأبو طاووس بن كيسان اليمان ثقة فقيه
فاضل من جلة أصحاب ابن عباس وعلمائهم مات سنة ست ومائة قوله إنه رأى رجل ل يسم
هذا الرجل قوله انتفض أي ارتعد لا سع حديثا عن النب صلى ال عليه وسلم فاستنكره إما لن
عقله ل يتمله أو لكونه اعتقد عدم صحته فأنكره قوله فقال أي ابن عباس وهو عبدال رضي
ال عنه قوله ما فرق هؤلء يتمل وجهي أحدها أن تكون ما استفهامية إنكارية وفرق بفتح
الفاء والراء وهو الوف والفزع أي ما فزع هذا وأضرابه من أحاديث الصفات واستنكارهم لا
والراد النكار عليهم فإن الواجب على العبد التسليم والذعان واليان با صح عن ال وعن
رسوله صلىال عليه وسلم وإن ل يط به علما ولذا قال الشافعي آمنت بال وبا جاء عن ال
على مراد ال وآمنت برسول ال وما جاء عن رسول ال على مراد رسول ال والثان أن يكون
بفتح الفاء وتشديد الراء ويوز تفيفها وما نافية أي ما فرق هذا واضرابه بي الق والباطل ول
عرفوا ذلك فلهذا قال يدون رقة وهي ضد القسوة أي لينا وقبول للمحكم ويهلكون عند
متشابه أي ما يشتبه عليهم فهمه لن آيات الصفات هي التشابه كما تقوله الهمية ونوهم
ولن ف القرآن متشابا ل يعرف معناه
516كاللفاظ العجمية فإن لفظ التشابه والتشابه يدل على بطلن ذلك وإنا الراد بالتشابه أي ما
يشتبه فهمه على بعض الناس دون بعض فالتشابه أمر نسب اضاف فقد يكون مشتبها بالنسبة ال
قوم بينا جليا بالنسبة ال آخرين ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم لا خرج على قوم
يتراجعون ف القرآن فغضب وقال بذا ضلت المم قبلكم باختلفهم على أنبيائهم وضرب
الكتاب بعضه ببعض وإن القرآن ل ينل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل لن يصدق بعضه بعضا
فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوا به رواه ابن سعد وابن الضريس وابن مردويه
وأما قوله تعال هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات مكمات هن أم الكتاب وأخر متشابات
فقال ابن كثي يب تعال أن ف القرآن آيات مكمات أي بينات واضحات الدللة ل التباس فيها
على أحد ومنه آيات أخر فيها اشتباه ف الدللة على كثي من الناس او بعضهم فمن رد ما اشتبه
عليه ال الواضح منه وحكم مكمه على متشابه عنده فقد اهتدى ومن عكس انعكس ولذا
قال هن أم الكتاب أي أصله الذي يرجع اليه عند الشتباه وأخر متشابات أي تتمل دللتها
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
موافقة الحكم وقد تتمل أشياء أخرى من حيث اللفظ والتركيب ل من حيث الراد ولذا قال
تعال فأما الذين ف قلوبم زيغ أي ضلل وخروج عن الق ال الباطل فيتبعون ما تشابه منه أي
إنا يأخذون منه بالتشابه الذي يكنهم أن يرفوه ال مقاصدهم الفاسدة وينلوه عليها لحتمال
لفظه لا يصرفونه فأما الكم فل نصيب لم فيه لنه دافع لم وحجة عليهم ولذا قال ابتغاء
الفتنة أي الضلل لتباعهم
517إيهاما لم أنم يتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم ل لم انتهى وقال ابن عباس فأما
الذين ف قلوبم زيغ يعن أهل الشك فيحملون الحكم على التشابه والتشابه على الحكم
ويلبسون فلبس ال عليهم وما يعلم تأويله إل ال قال تأويله يوم القيامة ل يعلمه إل ال رواه ابن
جرير وابن النذر وابن أب حات وقوله وما يعلم تأويله ال ال تقدم كلم ابن عباس وقال مقاتل
والسدي يبتغون أن يعلموا ما يكون وما عواقب الشياء من القرآن قلت فهذا التأويل الذي
انفرد ال بعلمه هو العلم بقائق الشياء وما تؤول اليه وعواقبها كالخبار با يكون وما ف النة
من النعيم وما ف النار من العذاب فإن هذه المور وإن علمناها لكن العلم بقائقها ما ل يعلمه
ال ال ولذا قال ابن عباس ليس ف الدنيا ما ف النة إل الساء فعلى هذا يكون الوقف على
الللة كما روي عن جاعة من السلف وقيل الوقف على قوله والراسخون ف العلم أي ما يعلم
تأويله ال ال والراسخون ف العلم فأما أهل الزيغ فل يعلمون تأويله وعلى هذا فالراد بتأويله هو
تفسيه وفهم معناه وهذا هو الروي عن ابن عباس وجاعة من السلف قال ابن أب نيح عن
ماهد عن ابن عباس أنا من الراسخي الذين يعلمون تأويله وقال ماهد والراسخون ف العلم
يعرفون تأويله ويقولون آمنا به وكذا قال الربيع بن أنس وغيه فقد تبي ول المد أنه ليس ف
الية حجة للمبطلي ف جعلهم ما أخب ال به من صفات كماله هو التشابه ويتجون على
باطلهم بذه الية فيقال واين ف الية ما يدل على مطلوبكم وهل جاء نص عن ال أو عن
رسوله صلىال عليه وسلم انه جعل ما وصف ال به نفسه أو وصفه به رسوله متشابا ولكن
أصل ذلك أنم ظنوا أن التأويل الراد ف الية هو صرف اللفظ عن
518ظاهره ال ما يتمله اللفظ لدليل يقترن بذلك وهذا هو اصطلح كثي من التأخرين وهو
اصطلح حادث فأرادوا حل كلم ال على هذا الصطلح فضلوا ضلل بعيدا وظنوا أن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
لنصوص الصفات تأويل يالف ما دلت عليه ل يعلمه إل ل كما يقوله أهل التجهيل أو يعلمه
التأولون كما يقوله أهل التأويل وف الثر الشروح دليل على ذكر آيات الصفات وأحاديثها
بضرة عوام الؤمني وخواصهم وأن من رد شيئا منها أو استنكره بعد صحته فهو من ل يفرق
بي الق والباطل بل هو من الالكي وأنه ينكر عليه استنكاره قال ولا سعت قريش رسول ال
صلى ال عليه وسلم يذكر الرحن أنكروا ذلك فأنزل ال وهم يكفرون بالرحن ش هكذا ذكر
الصنف هذا الثر بالعن وقد روى ابن جرير وابن النذر عن ابن جريج ف الية قال هذا لا
كاتب رسول ال صلى ال عليه وسلم قريشا ف الديبية كتب بسم ال الرحن الرحيم فقالوا ل
نكتب الرحن ول ندري ما الرحن ول نكتب ال باسك اللهم فأنزل ال وهم يكفرون بالرحن
الية وفيه دليل على أن من أنكر شيئا من الصفات فهو من الالكي لن الواجب على العبد
اليان بذلك سواء فهمه أم ل يفهمه وسواء قبله عقله أو أنكره فهذا هو الواجب على العبد ف
كل ما صح عن ال ورسوله صلى ال عليه وسلم وهو الذي ذكر ال تعال عن الراسخي ف
العلم أنم يقولون آمنا به كل من عند ربنا
519باب قول ال تعال يعرفون نعمة ال ث ينكرونا الية ش الراد بذه الترجة التأدب مع جناب
الربوبية عن اللفاظ الشركية الفية كنسبة النعم ال غي ال فإن ذلك باب من أبواب الشرك
الفي وضده باب من أبواب الشكر كما ف الديث الذي رواه ابن حبان ف صحيحه عن جابر
مرفوعا من أول معروفا فلم يد له جزاء إل الثناء فقد شكره ومن كتمه فقد كفره وف رواية
جيدة لب داود من أبلي فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره قال النذري من أبلي أي من
أنعم عليه البلء النعام فإذا كان ذكر العروف الذي يقدره ال على يدي انسان من شكره
فذكر معروف رب العالي وآلئه واحسانه ونسبة ذلك إليه أول بأن يكون شكرا قال الصنف
قال ماهد ما معناه هو قول الرجل هذا مال ورثته عن آبائي ش هذا الثر رواه ابن جرير وابن
أب حات لفظه كما ف الدر قال الساكن والنعام وسرابيل الثياب والديد يعرفه كفار قريش ث
ينكرونه بأن يقولوا هذا كان لبائنا ورثناه عنهم قال ابن القيم ما معناه لا أضافوا النعمة ال غي
ال فقد انكروا نعمة ال بنسبتها ال غيه فإن الذي يقول هذا جاحد لنعمة ال عليه غي معترف
با وهو كالبرص والقرع الذين ذكرها اللك بنعم ال عليهما فأنكراها وقال إنا ورثنا هذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كابرا عن كابر وكونا موروثة عن الباء أبلغ ف انعام ال عليهم إذ أنعم با على آبائهم
520ث ورثهم إياها فتمتعوا هم وآباؤهم بنعمه وقال عون ابن عبدال يقولون لول فلن ل يكن كذا
ش هذا الثر رواه ابن جرير وابن النذر وابن أب حات ولفظه كما ف الدر لول فلن اصابن كذا
وكذا ولول فلن ل أصب كذا وكذا وعون هذا هو ابن عبدال بن عتبة بن مسعود الذل ابو
عبدال الكوف ثقة عابد مات قبل سنة عشرين ومائة قوله لول فلن ال آخره قال ابن القيم ما
معناه هذا يتضمن قطع إضافة النعمة عن من لوله ل تكن وإضافتها ال من ل يلك لنفسه ضرا
ول نفعا فضل عن غيه وغايته أن يكون جزءا من أجزاء السبب أجرى ال نعمته على يده
والسبب ل يستقل بالياد وجعله سببا هو من نعم ال عليه فهو النعم بتلك النعمة وهو النعم
با جعله من أسبابا فالسبب والسبب من إنعامه وهو تعال كما أنه قد ينعم بذلك السبب فقد
ينعم بدونه ول يكون له أثر وقد يسلبه سببيته وقد يعل لا معارضا يقاومها وقد يرتب على
السبب ضد مقتضاه فهو وحده النعم على القيقة قال ابن قتيبة يقولون هذا بشفاعة آلتنا ش
اب قتيبة هو عبدال بن مسلم بن قتيبة الدينوري الافظ صاحب التفسي والعارف وغيها وثقة
الطيب وغيه ومات سنة سبع وستي ومائتي او قبلها قوله يقولون هذا بشفاعة آلتنا قال ابن
القيم هذا يتضمن الشرك مع إضافة النعمة إل غي وليها فاللة الت تعبد من دون ال أحقر وأذل
من أن تشفع عند ال وهي مضرة ف الوان والعذاب مع عابديها وأقرب اللق
521إل ال وأحبهم إليه ل يشفع عنده إل من بعد إذنه لن ارتضاه فالشفاعة بإذنه من نعمه فهو
النعم بالشفاعة وهو النعم بقبولا وهو النعم بتأهيل الشفوع له إذ ليس كل أحد أهل أن يشفع
له فمن النعم على القيقة سواه قال تعال وما بكم من نعمة فمن ال فالعبد ل خروج له عن
نعمة ال وفضله ومنته وإحسانه طرفة عي ل ف الدنيا ول ف الخرة ولذا ذم سبحانه من آتاه
شيئا من نعمه فقال إنا أوتيته على علم عندي قال الصنف وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن
خالد الذي فيه أن ال تعال قال أصبح من عبادي مؤمن ب وكافر الديث وقد تقدم وهذا كثي
ف الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف إنعامه ال غيه ويشرك به قال بعض السلف هو
كقولم كانت الريح طيبة واللح حاذقا ونو ذلك ما هو جار على ألسنة كثي ش قوله وقال
أبو العباس هو شيخ السلم ابن تيمية رحه ال قوله قال بعض السلف ل أقف على تسمية هذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
البعض قوله كانت الريح طيبة واللح حاذقا اللح هو سائس السفينة والعن أن السفن اذا
جرين بريح طيبة بأمر ال جريا حسنا نسبوا ذلك ال طيب الريح وحذق اللح ف سياسة
السفينة ونسوا ربم الذي أجرى لم الفلك ف البحر رحة بم كما قال تعال ربكم الذي يزجي
لكم الفلك ف البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما فيكون نسبة ذلك إل طيب
522لريح وحذق اللح من جنس نسبة الطر ال النواء وإن كان التكلم بذلك ل يقصد أن الريح
واللح هو الفاعل لذلك من دون خلق ال وأمره وإنا اراد أنه سبب لكن ل ينبغي أن يضيف
ذلك إل إل ال وحده لن غاية المر ف ذلك أن يكون الريح واللح سببا أو جزء وسبب ولو
شاء الرب تبارك وتعال لسلبه سببيته فلم يكن سببا أصل فل يليق بالنعم عليه الطلوب منه
الشكر أن ينسى من بيده الي كله وهو على كل شيء قدير ويضيف النعم إل غيه بل يذكرها
مضافة منسوبة إل مولها والنعم با وهو النعم على الطلق كما قال تعال وما بكم من نعمة
فمن ال فهو النعم بميع النعم ف الدنيا والخرة وحده ل شريك له فإن ذلك من شكرها
وضده من انكارها ول يناف ذلك الدعاء والحسان ال من كان سببا أو جزء سبب ف بعض ما
يصل إليك من النعم من اللق قال الصنف وفيه اجتماع الضدين ف القلب باب قول ال فل
تعلوا ل اندادا وأنتم تعلمون اعلم أن من تقيق التوحيد الحتراز من الشرك بال ف اللفاظ
وإن ل يقصد التكلم با معن ل يوز بل ربا تري على لسانه من غي قصد كمن يري على
لسانه ألفاظ من أنواع الشرك الصغر ل يقصدها فإن قيل الية نزلت ف الكب
523قيل السلف يتجون با نزل ف الكب على الصغر كما فسرها ابن عباس وغيه فيما ذكره
الصنف عنه بأنواع من الشرك الصغر وفسرها أيضا بالشرك الكب وفسرها غيه بشرك الطاعة
وذلك لن الكل شرك ومعن الية أن ال تبارك وتعال نى الناس أن يعلوا له أندادا اي امثال
ف العبادة والطاعة وهم يعلمون ان الذي فعل تلك الفعال فهو ربم وخالقهم وخالق من قبلهم
وجاعل على الرض فراشا والسماء بناء والذي انزل من السماء ماء فأخرج به من أنواع
الشراب رزقا لم فإذا كنتم تعلمون ذلك فل تعلوا له أندادا قال ابن القيم فتأمل هذه وشدة
لزومها لتلك القدمات قبلها وظفر العقل با بأول وهلة وخلوصها من كل شبهة وريب وقادح
إذا كان ال وحده هو الذي فعل هذه الفعال فكيف تعلون له أندادا وقد علمتم انه ل ند له
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يشاركه ف فعله قال الصنف قال ابن عباس ف الية النداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل
على صفاة سوداء ف ظلمة الليل وهو ان تقول وال وحياتك يا فلنة وحيات وتقول لول كلبة
هذا لتانا اللصوص ولول البط ف الدار لتى اللصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء ال وشئت
وقول الرجل لو ل ال وفلن ل تعل فيها فلن هذا كله به شرك رواه ابن أب حات ش هذا
الثر رواه ابن أب حات كما قال الصنف وسنده جيد قوله هو الشرك اخفى من دبيب النمل ال
آخره أي إن هذه المور من الشرك خفية ف الناس ل يكاد يتفطن لا ول يعرفها ال القليل
وضرب الثل لفائها با هو أخفى شيء وهو أثر النمل فإنه خفي فكيف إذا كان على صفاة
فكيف إذا كانت سوداء فكيف إذا كانت ف ظلمة الليل وهذا
524يدل على شدة خفائه على من يدعي السلم وعسر التخلص منه ولذا جاء ف حديث أب
موسى قال خطبنا رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم فقال ايها الناس اتقوا هذا الشرك
فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء ال أن يقول وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب
النمل يا رسول ال قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لا ل
نعلمه رواه أحد والطبان قوله وهو أن تقول وال وحياتك يا فلنة وحيات اي إن من اللف
بغي ال اللف بياة الخلوق وسيأت الكلم عليه قوله وتقول لول كلبة هذا لتانا اللصوص اي
السراق والعن إن من الشرك نسبة عدم السرقة ال الكلبة الت اذا رأت السراق نبحتهم فاستيقظ
أهلها وهرب السراق وربا امتنعوا من اتيان الحل الذي هي فيه خوفا من نباحها فيعلم بم اهلها
كما روى بن أب الدنيا ف الصمت عن ابن عباس قال إن أحدكم ليشرك حت يشرك بكلبه
يقول لوله لسرقنا الليلة قوله ولول البط ف الدار لتى اللصوص البط بفتح الوحدة طائر
معروف يتخذ ف البيوت وإذا دخلها غريب صلح واستنكره وهو الوز بكسر المزة وفتح الواو
ومعناها كالذي قبله والواجب نسبة ذلك ال ال تعال فهو الذي يفظ عباده ويكلؤهم بالليل
والنهار كما قال تعال قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحن بل هم عن ذكر ربم معرضون
قوله وقول الرجل لصاحبه ما شاء ال وشئت سيأت الكلم عليها إن شاء ال
525قوله وقول الرجل لول ال وفلن ل تعل فيها فلن هكذا ثبت بط الصنف بل تنوين والعن
ل تعل فيها أي ف هذه الكلمة فلن فتقول لول ال وفلن بل قل لول ال وحده ول تقل لول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال وفلن فهو ني عن ذلك قوله هذا كله به أي بال شرك وأعاد الضمي على ال لنه قد تقدم
ذكر اسه عز وجل فتبي أن هذه المور ونوها من اللفاظ الشركية الفية كما نص عليه ابن
عباس رضي ال عنه قال وعن عمر بن الطاب أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال من
حلف بغي ال فقد كفر أو أشرك رواه الترمذي وحسنه وصححه الاكم ش قوله عن عمر بن
الطاب هكذا وقع ف الكتاب وصوابه عن ابن عمر كذلك أخرجه احد وأبو داود والترمذي
والاكم وصححه ابن حبان وقال الزين العراقي ف اماليه إسناده ثقات قوله من حلف بغي ال
فقد كفر أو أشرك قال بعضهم ما معناه رواه الترمذي بأوالت للشك وف ابن حبان والاكم
عدمها وف رواية للحاكم كل يي يلف با دون ال شرك وف الصحيحي من حديث ابن عمر
مرفوعا إن ال ينهاكم أن تلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت وعن بريدة
مرفوعا من حلف بالمانة فليس منا رواه أبو داود والحاديث ف ذلك كثية وقد تقدم كلم
ابن عباس ف عده ذلك من النداد وقال كعب إنكم تشركون ف قول الرجل كل وأبيك كل
والكعبة كل وحياتك وأشباه هذا احلف بال صادقا أو كاذبا ول تلف بغيه رواه ابن أب
الدنيا ف الصمت
526وأجع العلماء على أن اليمي ل تكون إل بال أو بصفاته وأجعوا على النع من اللف بغيه قال
ابن عبد الب ل يوز اللف بغي ال بالجاع انتهى ول اعتبار بن قال من التأخرين إن ذلك
على سبيل كراهة التنيه فإن هذا قول باطل وكيف يقال ذلك لا أطلق عليه الرسول صلى ال
عليه وسلم أنه كفر أو شرك بل ذلك مرم ولذا اختار ابن مسعود رضي ال عنه أن يلف بال
كاذبا ول يلف بغيه صادقا فهذا يدل على أن اللف بغي ال أكب من الكذب مع أن الكذب
من الحرمات ف جيع اللل فدل ذلك أن اللف بغي ال من أكب الحرمات فإن قيل أن ال
تعال أقسم بالخلوقات ف القرآن قيل ذلك يتص بال تبارك وتعال فهو يقسم با شاء من خلقه
لا ف ذلك من الدللة على قدرة الرب ووحدانيته واليته وعلمه وحكمته وغي ذلك من صفات
كماله وأما الخلوق فل يقسم إل بالالق تعال فال تعال يقسم با يشاء من خلقه وقد نانا عن
اللف بغيه فيجب على العبد التسليم والذعان لا جاء من عند ال قال الشعب الالق يقسم با
شاء من خلقه والخلوق ل يقسم إل بالالق قال ولن أقسم بال فأحنث أحب إل من ان أقسم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بغيه فأبر وقال مطرف بن عبد ال إنا أقسم ال بذه الشياء ليعجب با الخلوقي ويعرفهم
قدرته لعظم شأنا عندهم ولدللتها على خالقها ذكرها ابن جرير فان قيل قد جاء ف الديث
أن النب صلى ال عليه وسلم قال للعراب الذي سأله عن أمور السلم فأخبه فقال النب صلى
ال عليه وسلم أفلح وأبيه إن صدق رواه البخاري وقال للذي سأله أي الصدقة أفضل أما وأبيك
لتنبأنه
527رواه مسلم ونو ذلك من الحاديث قيل ذكر العلماء عن ذلك اجوبة أحدها ما قاله ابن عبد
الب ف قوله أفلح وأبيه إن صدق هذه اللفظة غي مفوظة وقد جاءت عن راويها اساعيل بن
جعفر أفلح وال إن صدق قال وهذا أول من رواية من روى عنه بلفظ أفلح وأبيه لنا لفظة
منكرة تردها الثار الصحاح ول تقع ف رواية مالك أصل وزعم بعضهم أن بعض الرواة عنه
صحف قوله وابيه من قوله وال انتهى وهذا جواب عن هذا الديث الواحد فقط ول يكن أن
ياب به عن غيه الثان أن هذا اللفظ كان يري على ألسنتهم من غي قصد للقسم به والنهي
وإنا ورد ف حق من قصد حقيقة اللف ذكره البيهقي وقال النووي إنه الرضى قلت هذا
جواب فاسد بل أحاديث النهي عامة مطلقة ليس فيها تفريق بي من قصد القسم وبي من ل
يقصد ويؤيد ذلك أن سعد بن أب وقاص رضي ال عنه حلف مرة باللت والعزى ويبعد ان
يكون أراد حقيقة اللف بما ولكنه جرى على لسانه من غي قصد على ما كانوا يعتادونه قبل
ذلك ومع هذا ناه النب صلى ال عليه وسلم غاية ما يقال أن من جرى ذلك على لسانه من غي
قصد معفو عنه أما أن يكون ذلك أمرا جائزا للمسلم أن يعتاده فكل وايضا فهذا يتاج إل نقل
ان ذلك كان يري على ألسنتهم من غي قصد للقسم وأن النهي إنا ورد ف حق من قصد
حقيقة اللف وأن يوجد ذلك
528الثالث أن مثل ذلك يقصد به التأكيد ل التعظيم وانا وقع النهي عما يقصد به التعظيم قلت
وهذا افسد من الذي قبله وكأن من قال ذلك ل يتصور ما قال فهل يراد باللف إل تأكيد
الحلوف عليه بذكر من يعظمه الالف والحلوف له فتأكيد الحلوف عليه بذكر الحلوف به
مستلزم لتعظيمه وايضا فالحاديث مطلقة ليس فيها تفريق وأيضا فهذا يتاج ال نقل أن ذلك
جائز للتأكيد دون التعظيم وذلك معدوم الرابع أن هذا كان ف أول المر ث نسخ فما جاء من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الحاديث فيه ذكر شيء من اللف بغي ال فهو قبل النسخ ث نسخ ذلك وني عن اللف بغي
ال وهذا الواب ذكره الاوردي قال السهيلي أكثر الشراح عليه حت قال ابن العرب روي أنه
صلى ال عليه وسلم كان يلف بأبيه حت ني عن ذلك قال السهيلي ول يصح ذلك وكذلك
قال غيهم وهذا الواب هو الق يؤيده أن ذلك كان مستعمل شائعا حت ورد النهي عن ذلك
كما ف حديث ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم أدرك عمر بن الطاب يسي ف ركب
يلف بأبيه فقال أل إن ال ينهاكم أن تلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بال أو ليصمت
رواه البخاري ومسلم وعنه أيضا قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من كان حالفا فل
يلف ال بال وكانت قريش تلف بآبائها فقال ول تلفوا بآبائكم رواه مسلم وعن سعد بن
أب وقاص رضي ال عنه قال حلفت مرة باللت والعزى فقال النب صلى ال عليه وسلم قل ل
إله إل ال وحده ل شريك له ث انفث عن يسارك ثلثا وتعوذ ول تعد رواه النسائي وابن ماجه
وهذا لفظه وف هذا العن أحاديث فما ورد
529فيه ذكر اللف بغي ال فهو جار على العادة قبل النهي لن ذلك هو الصل حت ورد النهي عن
ذلك وقوله فقد كفر أو أشرك أخذ به طائفة من العلماء فقالوا يكفر من حلف بغي ال كفر
شرك قالوا ولذا أمره النب صلى ال عليه وسلم بتجديد إسلمه بقول ل إله إل ال فلول أنه
كفر ينقل عن اللة ل يؤمر بذلك وقال المهور ل يكفر كفرا ينقله عن اللة لكنه من الشرك
الصغر كما نص على ذلك ابن عباس وغيه وأما كونه أمر من حلف باللت والعزى أن يقول
ل إله إل ال فلن هذا كفارة له مع استغفاره كما قال ف الديث الصحيح من حلف فقال ف
حلفه واللت والعزى فليقل ل إله إل ال وف رواية فليستغفر فهذا كفارة له ف كونه تعاطي
صورة تعظيم الصنم حيث حلف به لأنه لتجديد إسلمه ولو قدر ذلك فهو تديد لسلمه
لنقصه بذلك ل لكفره لكن الذي يفعله عباد القبور إذا طلبت من أحدهم اليمي بال أعطاك ما
شئت من اليان صادقا أو كاذبا فإذا طلبت منه اليمي بالشيخ أرتربته أو حياته ونو ذلك ل
يقدم على اليمي به إن كان كاذبا فهذا شرك أكب بل ريب لن الحلوف به عنده أخوف
وأجل وأعظم من ال وهذا ما بلغ اليه شرك عباد الصنام لن جهد اليمي عندهم هو اللف
بال كما قال تعال وأقسموا بال جهد أيانم ل يبعث ال من يوت فمن كان جهد يينه اللف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بالشيخ أو بياته أو تربته فهو أكب شركا منهم فهذا هو تفصيل القول ف هذه السألة والديث
دليل على أنه ل تب الكفارة باللف بغي ال مطلقا لنه ل يذكر فيه كفارة للحلف بغي ال
530ول ف غيه من الحاديث فليس فيه كفارة إل النطق بكلمة التوحيد والستغفار وقال بعض
التأخرين تب الكفارة باللف برسول ال صلى ال عليه وسلم خاصة وهذا قول باطل ما أنزل
ال به من سلطان فل يلتفت اليه وجوابه النع قال الصنف وقال ابن مسعود لن أحلف بال
كاذبا أحب إل من أن أحلف بغيه صادقا ش هكذا ذكر الصنف هذا الثر عن ابن مسعود ول
يعزه وقد ذكره ابن جرير غي مسند أيضا قال وقد جاء عن ابن عباس وابن عمر نوه ورواه
الطبان باسناد موقوفا هكذا قال النذري ورواته رواة الصحيح قوله لن أحلف بال إل آخره
أن هي الصدرية والفعل بعدها منصوب ف تأويل مصدر مرفوع على البتداء وأحب خبه
ومعناه ظاهر وانا رجح ابن مسعود رضي ال عنه اللف بال كاذبا على اللف بغيه صادقا
لن اللف بال توحيد واللف بغيه شرك وإن قدر الصدق ف اللف بغي ال فحسنة التوحيد
أعظم من حسنة الصدق وسيئة الكذب اسهل من سيئة الشرك ذكره شيخ السلم وفيه دليل
على أن اللف بغي ال صادقا أعظم من اليمي الغموس وفيه دليل على أن الشرك الصغر اكب
من الكبائر وفيه شاهد للقاعدة الشهورة وهي ارتكاب أقل الشرين ضررا إذا كان ل بد من
أحدها قال وعن حذيفة عن النب صلى ال عليه وسلم قال ل تقولوا ما شاء ال وشاء فلن
ولكن قولوا ما شاء ال ث شاء فلن رواه أبو داود بسند صحيح ش هذا الديث رواه ابو داود
كما قال الصنف ورواه أحد وابن أب
531شيبة والنسائي وابن ماجه والبيهقي وله علة وله شواهد وهو صحيح العن بل ريب وسيأت
الكلم على معناه ف باب ما شاء ال وشئت إن شاء ال قال وجاء عن إبراهيم النخعي أنه يكره
أن يقول الرجل أعوذ بال وبك ويوز أن يقول بال ث بك قال ويقول لول ال ث فلن ول
تقولوا لول ال وفلن هذا الثر رواه الصنف غي معزو وقد رواه عبدالرزاق وابن أب الدنيا ف
كتاب الصمت عن مغية قال كان ابراهيم يكره أن يقول الرجل أعوذ بال وبك ويرخص أن
يقول أعوذ بال ث بك ويكره أن يقول لول ال وفلن ويرخص أن يقول لول ال ث فلن لفظ
ابن أب الدنيا وذلك وال أعلم لن الواو تقتضي مطلق المع فمنع منها للجمع لئل توهم المع
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بي ال وبي غيه كما منع من جع اسم ال واسم رسوله ف ضمي واحد وث إنا تقتضي
الترتيب فقط فجاز ذلك لعدم الانع ومطابقة الديثي والثرين للترجة ظاهرة على ما فسر به
ابن عباس رضي ال عنه الية باب ما جاء فيمن ل يقنع باللف بال أي من الوعيد لن ذلك
يدل على قلة تعظيمه لناب الربوبية إذ القلب المتلىء بعرفة عظمة ال وجلله وعزته وكبيائه
ل يفعل ذلك
532قال عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل تلفوا بآبائكم من حلف بال
فليصدق ومن حلف له بال فليض ومن ل يرض فليس من ال رواه ابن ماجه بسند حسن ش
هذا الديث رواه ابن ماجه ف سننه وترجم عليه من حلف له بال فليض حدثنا ممد بن
اساعيل بن سرة ثنا أسباط بن ممد عن ممد بن عجلن عن نافع عن ابن عمر قال سع النب
صلى ال عليه وسلم رجل يلف بأبيه فقال ل تلفوا بآبائكم الديث وهذا إسناد جيد على
شرط مسلم عند الاكم وغيه فإنه متصل ورواته ثقات بل قد روى مسلم عن ابن عجلن عن
نافع عن ابن عمر أن النب صلى ال عليه وسلم كان يأت قباء راكبا وماشيا وأصل هذا الديث
ف الصحيحي عن ابن عمر بلفظ ل تلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بال وليصمت
وليس فيه هذه الزيادة قوله ل تلفوا بآبائكم تقدم ما يتعلق به ف الباب قبله قوله من حلف بال
فليصدق أي وجوبا لن الصدق واجب ولو ل يلف بال فكيف اذا حلف به وأيضا فالكذب
حرام لو ل يؤكد الب باسم ال فكيف إذا أكده باسم ال قوله ومن حلف له بال فليض أي
وجوبا كما يدل عليه قوله ومن ل يرض فليس من ال ولفظ ابن ماجه ومن ل يرض بال فليس
من ال وهذا وعيد كقوله تعال ومن يفعل ذلك فليس من ال ف شيء قال ابن كثي اي فقد
برىء من ال وهذا عام ف
533الدعاوى وغيها ما ل يفض إل إلغاء حكم شرعي كمن تشهد عليه البينة الشرعية فيحلف على
تكذيبها فل يقبل حلفه ولذا لا رأى عيسى عليه السلم رجل يسرق فقال له سرقت قال كل
وال الذي ل إله إل هو فقال عيسى آمنت بال وكذبت عين رواه البخاري وفيه وجهان
أحدها قال القرطب ظاهر قول عيسى عليه السلم للرجل سرقت أنه خب جازم لكونه أخذ مال
من حرز ف خفية وقول الرجل كل نفي لذلك ث أكده باليمي وقول عيسى آمنت بال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وكذبت عين أي صدقت من حلف بال وكذبت ما ظهر ل من كون الخذ سرقة فإنه يتمل
أن يكون الرجل أخذ ماله فيه حق أو ما أذن له صاحبه ف أخذه أو أخذه ليقلبه وينظر فيه ول
يقصد الغصب والستيلء قلت وهذا فيه نظر وصدق الديث يرده وهو قول النب صلى ال
عليه وسلم رأى عيسى رجل يسرق فأثبت صلى ال عليه وسلم سرقته الثان ما قاله ابن القيم
إن ال تعال كان ف قلبه أجل من أن يلف به أحد كاذبا فدار المر بي تمة الالف وتمة
بصره فرد التهمة ال بصره كما ظن آدم عليه السلم صدق ابليس لا حلف له أنه ناصح قلت
هذا القول أحسن من الول وهو الصواب إن شاء ال تعال وحدثت عن الصنف أنه حل
حديث الباب على اليمي ف الدعاوى كمن يتحاكم عند الاكم فيحكم على خصمه باليمي
فيحلف فيجيب عليه أن يرضى
534باب قول ما شاء ال وشئت أي ما حكم التكلم بذلك هل يوز أم ل وإذا قلنا ل يوز فهل هو
من الشرك أم ل قال عن قتيلة أن يهوديا أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال إنكم تشركون
تقولون ما شاء ال وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النب صلى ال عليه وسلم إذا أرادوا أن
يلفوا أن يقولوا ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء ال ث شئت رواه النسائي وصححه ش هذا
الديث رواه النسائي ف السنن واليوم والليلة وهذا لفظه ف اليوم والليلة أخبنا يوسف بن
عيسى قال ثنا الفضل بن موسى قال أنا مسعر عن معبد بن خالد عن عبدال بن يسار عن قتيلة
امرأة من جهينة أن يهوديا أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال إنكم تنددون وتشركون تقولون
ما شاء ال وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النب عليه السلم إذا أرادوا أن يلفوا أن يقولوا
ورب الكعبة وقول أحدكم ما شاء ال ث شئت رواه عن أحد بن حفص حدثن أب حدثن
ابراهيم بن طهمان عن مغية عن معبد بن خالد عن قتيلة امراة من جهينة قالت دخلت يهودية
على عائشة فقالت إنكم تشركون وساق الديث ول يذكر عبدال بن يسار والشهور ذكره
وقد رواه ابن سعد والطبان وابن منده وأشار ابن سعد ال انا ليس لا غيه قوله عن قتيلة هو
بضم القاف وفتح التاء بعدها مثناة تتية مصغرا
535بنت صيفي الهنية أو النصارية صحابية قوله إنكم تشركون تقولون ما شاء ال وشئت هذا
نص ف أن هذا اللفظ من الشرك لن النب صلى ال عليه وسلم أقر اليهودي على تسمية هذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
اللفظ تنديدا أو شركا ونى النب صلى ال عليه وسلم عن ذلك وأرشد إل استعمال اللفظ
البعيد من الشرك وقول ما شاء ال ث شئت وإن كان الول قول ما شاء وحده كما يدل عليه
حديث ابن عباس وغيه وعلى النهي عن قول ما شاء ال وشئت جهور العلماء إل أنه حكي
عن أب جعفر الداودي ما يقتضي جواز ذلك احتجاجا لقوله تعال وما نقموا إل أن أغناهم ال
ورسوله من فضله وقوله وإذ تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمت عليه ونو ذلك والصواب القول
الول فان النب صلى ال عليه وسلم أنكر ذلك وقال لن قال له ذلك أجعلتن ل ندا وأقرن من
أسائه تنديدا وشركا على تسميته ومن الحال ان يكون هذا أمرا جائزا وأما ما احتج من القرآن
فقد ذكروا عن ذلك جوابي أحدها ان ذلك ل وحده ل شريك له كما انه تعال يقسم با شاء
من ملوقاته فكذلك هذا الثان أن قوله ما شاء ال وشئت تشريك ف مشيئة ال وأما الية فإنا
إخب با عن فعلي متغايرين فأخب تعال أنه أغناهم وأن رسوله أغناهم وهو من ال حقيقة لنه
الذي قدر ذلك ومن الرسول صلى ال عليه وسلم حقيقة باعتبار تعاطي الفعل وكذا النعام أنعم
ال على زيد بالسلم والنب صلى ال عليه و سلم أنعم عليه بالعتق وهذا بلف الشاركة ف
الفعل الواحد فالكلم إنا هو فيه والنع
536انا هو منه فإن قلت قد ذكر النحاة أن ث تقتضي اشتراك العطوف والعطوف عليه ف الكم
كالواو فلم جاز ذلك بثم ومنع منه الواو وغاية ما يقال إن ث تقتضي الترتيب بلف الواو فإنا
تقتضي مطلق المع وهذا ل يغي صورة الشتراك قبل النهي عن ذلك إنا هو إذا أتى بصورة
التشريك جيعا وهذا ل يصل إل بالواو بلف ث فإنا ل تقتضي المع إنا تقتضي الترتيب
فإذا أتى با زالت صورة التشريك والمع ف اللفظ وأما العن فلله تعال ما يتص به من الشيئة
وللمخلوق ما يتص به فلو أتى بثم وأراد أنه شريك ل تعال ف الشيئة كلول ال ث فلن مثل
ل يوجد ذلك فالنهي باق باله بل يكون ف هذه الصورة أشد من أتى بالواو مع عدم هذا
العتقاد ويشبه ذلك المع بي اسم ال واسم غيه ف ضمي واحد ولذا أنكره النب صلى ال
عليه وسلم على الطيب قال ومن يعصهما فقد غوى فقال له بئس الطيب أنت قوله فامرهم
النب صلى ال عليه وسلم اذا أرادوا أن يلفوا أن يقولوا ورب الكعبة تقدم ما يتعلق باللف بغي
ال قريبا وف الديث من الفوائد معرفة اليهود بالشرك الصغر وكثي من يدعي السلم ل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يعرف الشرك الكب بل يصرف خالص العبادات من الدعاء والذبح والنذر لغي ال ويظن أن
ذلك من دين السلم فعلمت أن اليهود ف ذلك الوقت أحسن حال ومعرفة منهم وفيه فهم
النسان إذا كان له هوى كما نبه عليه الصنف وأن العرفة بالق ل تستلزم اليان ول العمل
وقبول الق من جاء به وإن كان عدوا مالفا ف الدين وإن اللف بغي ال من الشرك وأن
الشرك الصغر ل يرق به النسان من السلم قال وله ايضا عن ابن عباس أن رجل قال للنب
صلى ال عليه وسلم ما شاء ال
537وشئت قال أجعلتن ل ندا ما شاء ال وحده ش هذا الديث رواه النسائي كما قال الصنف
لكن ف اليوم والليلة وهذا لفظه أخبنا علي بن خشرم عن عيسى عن الجلح عن يزيد بن
الصم عن ابن عباس أن رجل أتى النب صلى ال عليه وسلم فكلمه ف بعض المر فقال ما شاء
ال وشئت فقال النب صلى ال عليه وسلم أجعلتن ل عدل قل ما شاء ال وحده ورواه ابن
ماجه ف الكفارات من السنن عن هشام بن عمار عن عيسى نوه ولفظه إذا حلف أحدكم فل
يقل ما شاء ال وشئت الديث وقد تابع عيسى على هذا الديث سفيان الثوري وعبدالرحن
الجازل وجعفر بن عون عن الجلح وكلهم ثقات وخالفهم القاسم بن مالك وهو ثقة فرواه
عن الجلح عن أب الزبي عن جابر والول أرجح ويتمل أن يكون عند الجلح عنهما جيعا
قوله أجعلتن ل ندا هذه رواية ابن مردويه والرواية عند النسائي وابن ماجه أجعلتن ل عدل
والعن واحد قال ابن القيم ومن ذلك أي من الشرك بال ف اللفاظ قول القائل للمخلوق ما
شاء ال وشئت كما ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال له رجل ما شاء ال وشئت
وذكر الديث الشروح ث قال هذا مع أن ال قد اثبت للعبد مشيئة لقوله لن شاء منكم أن
يستقيم فكيف بن يقول أنا متوكل على ال وعليك وأنا ف حسب ال وحسبك وما ل إل ال
وأنت وهذا من ال ومنك وهذا من بركات ال وبركاتك وال ل ف السماء وأنت ل ف
الرض وال وحياة فلن أو يقول نذرا ل ولفلن وأنا تائب ل ولفلن وأرجو ال وفلنا فوازن
بي هذه اللفاظ وبي قول
538القائل ما شاء ال وشئت ث انظر أيهما أفحش يتبي لك أن قائلها أول بواب النب صلى ال
عليه وسلم القائل تلك الكلمة وأنه إذا كان قد جعله ندا با فهذا قد جعل من ل يدان رسول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال صلى ال عليه وسلم ف شيء من الشياء بل لعله أن يكون من أعدائه ندا لرب العالي
فالسجود والعبادة والتوكل والنابة والتقوى والشية والتوبة والنذر واللف والتسبيح والتكبي
والتهليل والتحميد والستغفار وحلق الرأس خضوعا وتعبدا والطواف بالبيت والدعاء كل ذلك
مض حق ال الذي ل يصلح ول ينبغي لسواه من ملك مقرب ول نب مرسل وف مسند المام
أحد أن رجل أت به ال النب صلى ال عليه وسلم قد أذنب فلما وقف بي يديه قال اللهم إن
أتوب اليك ول أتوب ال ممد فقال عرف الق لهله قلت إذا كان هذا كلمه صلى ال عليه
وسلم لن قال له ما شاء ال وشئت فكيف بن يقول فيه فإن من جودك الدنيا وضرتا ومن
علومك علم اللوح والقلم ويقول ف هزيته هذه علت وأنت طبيب ليس يفى عليك ف القلب
داء وأشباه هذا من الكفر الصريح قال ولبن ماجه عن الطفيل أخي عائشة لمها قال رأيت
كان أتيت على نفر من اليهود قلت إنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون عزير ابن ال قالوا
وإنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون ما شاء
539ال وشاء ممد ث مررت بنفر من النصارى فقلت إنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون السيح ابن
ال قالوا وإنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون ما شاء ال وشاء ممد فلما أصبحت أخبت با
من أخبت ث أتيت النب صلى ال عليه وسلم فأخبته قال هل أخبت با أحدا قلت نعم قال
فحمد ال وأثن عليه ث قال أما بعد فإن طفيل رأى رؤيا أخب با من أخب منكم وإنكم قلتم
كلمة كان ينعن كذا وكذا أن أناكم عنها فل تقولوا ما شاء ال وشاء ممد ولكن قولوا ما
شاء ال وحده ش هذا الديث ل يروه ابن ماجه بذا اللفظ عن الطفيل إنا رواه عن حذيفة
ولفظه حدثنا هشام بن عمار ثنا سفيان بن عيينة عن عبداللك ابن عمي عن ربعي بن حراش
عن حذيفة بن اليمان ان رجل من السلمي رأى ف النوم أنه لقي رجل من أهل الكتاب فقال
نعم القوم أنتم لول أنكم تشركون تقولون ما شاء ال وشاء ممد وذكر ذلك للنب صلى ال
عليه وسلم فقال أما وال إن كنت لعرفها لكم قولوا ما شاء ال ث شاء ممد ورواه أحد
والنسائي بنحوه وف رواية للنسائي أن الراوي لذلك هو حذيفة نفسه هذه رواية ابن عيينة ث
ذكر ابن ماجة حديث الطفيل هذا فساق اسناده ول يذكر اللفظ فقال حدثنا ابن أب الشوارب
ثنا ابن عوانة عن عبد اللك عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سخبة اخي عائشة لمها عن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
النب صلى ال عليه وسلم بنحوه هذا لفظ ابن ماجة وهكذا رواه حاد بن سلمة وشعبة وابن
إدريس عن عبداللك فقالوا عن الطفيل وهو الذي رجحه الفاظ وقالوا ابن عيينة وهم ف قوله
عن حذيفة فقد تبي أن هذا الديث الذكور ل يروه ابن ماجة بذا اللفظ لكن رواه أحد
والطبان بنحو ما ذكره الصنف
540قوله عن الطفيل هو ابن سخبة وف حديثه هذا أنه أخو عائشة لمها وكذا قال الرب وقال
الذي عندي ان الارث بن سخبة قدم مكة فخالف أبا بكر فمات فخلف أبو بكر على أم
رومان فولدت له عبدالرحن وعائشة وكان لا من الارث الطفيل بن الارث فهو أخو عائشة
لمها وقيل غي ذلك وهو صحاب ليس له إل هذا الديث قال البغوي ل أعلم له غيه قوله
رأيت فيما يرى النائم كما روى أحد والطبان قوله على نفر من اليهود وف رواية أحد
والطبان كأن مررت برهط من اليهود فقلت من أنتم فقالوا نن اليهود والنفر رهط النسان
وعشيته وهواسم جع يقع على جاعة من الرجال خاصة ما بي الثلثة إل العشرة ول واحد له
من لفظه قال أبو السعادات قوله فقلت إنكم لنتم القوم لول أنكم تقولون عزير ابن ال أي نعم
القوم أنتم لول ما أنتم عليه من الشرك والسبة ل بنسبة الولد إليه وهذا لفظ الطبان ولفظ أحد
قال أنتم القوم قوله قالوا وأنت لنتم القوم لول أنكم تقولون ما شاء ال وشاء ممد عارضوه
بذكر شيء ما ف السلمي من الشرك الصغر فقالوا له هذا الكلم أي نعم القوم أنتم لول ما
فيكم من الشرك وكذلك جرى له مع النصارى قوله فلما أصبحت أخبت با من أخبت وف
رواية أحد فلما أصبح أخب با من أخب وف رواية الطبان فما أصبحت أخبت با أناسا قوله
ث أتيت النب صلى ال عليه وسلم فأخبته فيه حسن خلقه صلى ال عليه وسلم وعدم
541احتجابه عن الناس كاللوك بيث اذا أراد أحد الوصول إليه أمكنه ذلك بل كلفة ول مشقه بل
يصلون إليه ويقضي حاجتهم ويبونه با يتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم ويقصون عليه ما
يرونه ف النام بل كان صلى ال عليه وسلم يعت بالرؤيا لنا من أقسام الوحي وكان إذا صلى
الصبح كثيا ما يقول هل رأى أحد منكم رؤيا قوله فحمد ال وأثن عليه وف رواية أحد فلما
أصبحوا خطبهم فحمد ال وأثن عليه وف رواية الطبان فما صلى الظهر قام خطيبا ففيه
مشروعية حد ال والثناء عليه ف الطب وفيه الطبة ف المور الهمة وأما معن المد فقد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تقدم ف باب قول ال تعال أيشركون ما ل يلق شيئا وأما الثناء فقال ابن القيم هو تكرار
الحامد قوله ث قال اما بعد ف رواية احد والطبان ث قال إن طفيل رأى رؤيا ول يذكر أما
بعد وف رواية للطبان فقام نب ال على النب فقال إن أخاكم رأى رؤيا قد حدثكم با رأى فيه
مشروعيه اما بعد ف الطب ف هذ الديث وإل فل يضر فإنا ثابتة ف خطبه عليه السلم وف
غيه قوله وإنكم قلتم كلمة كان ينعن كذا وكذا أن أناكم عنها وف رواية أحد والطبان
وانكم كنتم تقولون كلمة كان ينعن الياء منكم أن أناكم عنها وهذا الياء منهم ليس على
سبيل الياء من النكار عليهم بل كان صلى ال عليه وسلم يكرهها ويستحيي أن يذكرها لنه
ل يأمر بإنكارها فلما جاء المر اللي بالرؤيا الصالة أنكرها ول يستحي ف ذلك
542وفيه دليل على أنا من الشرك الصغر إذ لو كانت من الكب لنكرها من اول مرة قالوها وفيه
ما كان عليه النب صلى ال عليه وسلم من الياء وأنه من الخلق الحمودة قوله فل تقولوا ما
شاء ال وشاء ممد ولكن قولوا ما شاء ال وحده هذا على سبيل الستحباب وإل فيجوز أن
يقول ما شاء ال ث شاء فلن كما تقدم وفيه أن الرؤيا قد تكون سببا لشرع بعض الحكام
كما ف هذا الديث وحديث الذان وحديث الذكر بعد الصلوات باب من سب الدهر فقد
آذى ال ش مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة لن سب الدهر يتضمن الشرك كما سيأت
بيانه ولفظ الذى ف اللغة هو لا خف أمره وضعف أثره من الشرك والكروه ذكره الطاب قال
شيخ السلم وهو كما قال وهذا بلف الضرر فقد أخب سبحانه أن العباد ل يضرونه كما
قال تعال ول يزنك الذين يسارعون ف الكفر إنم لن يضروا ال شيئا فبي سبحانه أن اللق ل
يضرونه لكن يؤذونه اذا سبوا مقلب المور وقال وقول ال تعال وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا
نوت ونيا وما يهلكنا ال الدهر الية
543ش قال ابن كثي يب تعال عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب ف
إنكار العاد وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا قال ابن جرير أي ما حياة إل حياتنا الت نن فيها ل
حياة سواها تكذيبا منهم بالبعث بعد الوت نوت ونيا قال ابن كثي أي يوت قوم ويعيش
آخرون وما ث معاد ول قيامة وهذا يقوله مشركو العرب النكرون للمعاد وتقوله الفلسفة
الليون منهم وهم ينكرون البدأة والرجعة وتقوله الفلسفة الدورية النكرون للصانع العتقدون
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ف كل ستة وثلثي ألف سنة يعود كل شيء ال ما كان عليه فزعموا أن هذا قد تكرر مرات
ل تتناهي فكابروا العقول وكذبوا النقول ولذا قالوا وما يهلكنا إل الدهر قال ابن جرير أي ما
يهلكنا فيفنينا ال مر الليال واليام وطول العمر إنكارا منهم أن يكون لم رب يفنيهم ويهلكهم
ث روى باسناد على شرط الصحيحي عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال كان
أهل الاهلية يقولون إنا يهلكنا الليل والنهار وهو الذي يهلكنا وييتنا وييينا فقال ال ف كتابه
وقالوا ما هي إل حياتنا الدنيا نوت ونيا قال فيسبون الدهر فقال ال تبارك وتعال يؤذين ابن
آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار قوله وما لم بذلك من علم قال ابن جرير يعن
من يقي علم إن هم إل يظنون قال ابن كثي يتوهون ويتخيلون فإن قلت فأين مطابقة الية
للترجة إذا كانت خبا عن الدهرية الشركي
544قيل الطابقة ظاهرة لن من سب الدهر فقد شاركهم ف سبه وإن ل يشاركهم ف العتقاد قال
ف الصحيح عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال قال ال تعال يؤذين ابن آدم يسب
الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار وف رواية ل تسبوا الدهر فان الدهر هو ال ش قوله ف
الصحيح أي صحيح البخاري ورواه احد بذا اللفظ وأخرجه مسلم بلفظ آخر قوله يؤذين ابن
آدم يسب الدهر فيه ان سب الدهر يؤذي ال تبارك وتعال قال الشافعي ف تأويله وال أعلم إن
العرب كان من شأنا أن تذم الدهر وتسبه عند الصائب الت تنل بم من موت أو هرم أو تلف
أو غي ذلك فيقولون إنا يهلكنا الدهر وهو الليل والنهار ويقولون أصابتهم قوارع الدهر
وأبادهم الدهر فيجعلون الليل والنهار يفعلن الشياء فيذمون الدهر بأنه الذي يفنيهم ويفعل بم
فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تسبوا الدهر على أنه الذي يفنيكم والذي يفعل بكم
هذه الشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الشياء فإنا تسبون ال تبارك وتعال فإنه فاعل هذه
الشياء انتهى قلت والظاهر أن الشركي نوعان أحدها من يعتقد أن الدهر هو الفاعل فيسبه
لذلك فهؤلء هم الدهرية الثان من يعتقد أن الدبر للمور هو ال وحده ل شريك له ولكن
545يسبون الدهر لا يري عليهم فيه من الصائب والوادث فيضيفون ذلك اليه من إضافة الشيء
ال مله ل لنه عندهم فاعل لذلك والديث صريح ف النهي عن سب الدهر مطلقا سواء اعتقد
أنه فاعل أو ل يعتقد ذلك كما يقع كثيا من يعتقد السلم كقول ابن العتز يا دهر ويك ما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أبقيت ل أحدا وانت والد سوء تأكل الولدا وقول أب الطيب قبحا لوجهك يا زمان كأنه وجه
له من كل قبح برقع وقول الطرف إن تبتلى بلئام الناس يرفعهم عليك دهر لهل الفضل قد خانا
وقول الريري ول تأمن من الدهر الؤون ومكره فكم خامل أخن عليه ونابه ونو ذلك كثي
وكل هذا داخل ف الديث قال ابن القيم وف هذا ثلث مفاسد عظيمة أحدها سبه من ليس
أهل للسب فإن الدهر خلق مسخر من خلق ال منقاد لمره متذلل لتسخيه فسابه أول بالذم
والسب منه والثانية أن سبه متضمن للشرك فإنه إنا سبه لظنه أنه يضر وينفع وأنه مع ذلك ظال
قد ضر من ل يستحق العطاء ورفع من ل يستحق الرفعة وحرم من ل يستحق الرمان وهو عند
شاتيه من أظلم
546الظلمة وأشعار هؤلء الظلمة الونة ف سبه كثية جدا وكثي من الهال يصرح بلعنه وتقبيحه
الثالثة أن السب منهم إنا يقع على من فعل هذه الفعال الت لو اتبع الق فيها أهواءهم لفسدت
السموات والرض وإذا وافقت أهواءهم حدوا الدهر وأثنوا عليه وف حقيقة المر فرب الدهر
هو العطي الانع الافض الرافع العز الذل والدهر ليس له من المر شيء فمسبتهم الدهر مسبة
ل عز وجل ولذا كانت مؤذية للرب تعال فساب الدهر دائر بي امرين ل بد له من أحدها إما
مسبة ال أوالشرك به فإنه إن اعتقد ان الدهر فاعل مع ال فهو مشرك وإن اعتقد أن ال وحده
هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله فهو يسب ال تعال انتهى وأشار ابن أب حزة إل ان
النهي عن سب الدهر تنبيه بالعلى على الدن وأن فيه إشارة إل ترك سب كل شيء مطلق إل
ما أذن الشرع فيه لن العلة واحدة قوله وأنا الدهر قال الطاب معناه أنا صاحب الدهر ومدبر
المور الت ينسبونا إل الدهر فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه المور عاد سبه إل ربه
الذي هو فاعلها وإنا الدهر زمان جعل ظرفا لواقع المور قلت ولذا قال ف الديث وأنا الدهر
بيدي المر أقلب الليل والنهار وف رواية لحد بيدي الليل والنهار أجده وأبليه وأذهب باللوك
وف رواية ل تسبوا الدهر فإن ال هو الدهر اليام والليال أجددها وأبليها وآت بلوك بعد ملوك
قال الافظ وسنده صحيح فقد تبي بذا
547خطا ابن حزم ف عده الدهر من أساء ال السن وهذا غلط فاحش ولو كان كذلك لكان
الذين قالوا وما يهلكنا إل الدهر مصيبي قوله وف رواية هذه الرواية رواها مسلم وغيه قال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الصنف وفيه أنه قد يكون سبا ولو ل يقصده بقلبه باب التسمي بقاضي القضاة ونوه كأقضى
القضاة وحاكم الكام أو سيد الناس ونو ذلك أي ما حكم التسمي بذلك هل يوز أم ل قال
ف الصحيح عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال إن أخنع اسم عند ال رجل يسمى
ملك الملك ل مالك إل ال قال سفيان مثل شاهان شاه وف رواية اغيظ رجل على ال وأخبثه
قوله أخنع يعن أوضع ش قوله ف الصحيح أي الصحيحي قوله إن أخنع ذكر الصنف أن معناه
أوضع وهذا التفسي رواه مسلم عن المام أحد عن أب عمرو الشيبان قال عياض معناه أنه أشد
الساء صغارا وبنحو ذلك فسره أبو عبيد والانع الذليل وخنع الرجل ذل قال ابن بطال وإذا
كان السم أذل الساء كان من تسمى به أشد ذل وقد فسر الليل أخنع أفجر فقال النع
الفجور وف رواية أخن
548الساء من النا بفتح العجمة وتفيف النون مقصور وهوالفحش ف القول وف رواية اشتد
غضب ال على من زعم أنه ملك الملك رواه الطبان قوله رجل يسمى بصيغة الجهول من
التسمية أي يدعى بذلك ويرضى به وف بعض الروايات تسمى بفتح الفوقانية وتشديد اليم
ماض معلوم من التسمي اي سى نفسه قوله ملك الملك هو بكسر اللم من ملك والملك
جع ملك ث أكد النب صلى ال عليه وسلم التشديد ف تري التسمي بذلك بقوله ل مالك إل
ال فالذي تسمى بذا السم قد كذب وفجر وارتقى ال ما ليس له بأهل بل هو حقيق برب
العالي فإنه اللك ف القيقة فلهذا كان أذل الناس عند ال يوم القيامة والفرق بي اللك والالك
أن الالك هو التصرف بفعله وأمره ذكره ابن القيم فالذي تسمى ملك الملك أو ملك اللوك
قد بلغ الغاية ف الكفر والكذب ولقد كان بعض السلطي الساكي يفتخر بذا السم فأذله ال
قوله قال سفيان هو ابن عيينة تقدمت ترجته قوله مثل شاهان شاه هو بكسر النون والاء ف
آخره وقد تنون وليس هاء تأنيث فل يقال بالثناة أصل وإنا مثل سفيان بشاهان شاه لنه قد
كثرت التسمية به ف ذلك العصر فنبه سفيان بأن السم الذي ورد الب بذمه ل ينحصر ف
ملك الملك بل كل ما أدى معناه بأي لسان كان فهو مراد بالذم ذكره الافظ والديث
صريح ف تري التسمي بلك الملك
549ونوه كملك اللوك وسلطان السلطي قال ابن القيم لا كان اللك ل وحده ل ملك على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
القيقة سواه كان أخنع اسم وأوضعه عنده وأبغضه له اسم شاهان شاه أي ملك اللوك
وسلطان السلطي فإن ذلك ليس لحد غي ال فتسمية غيه بذا من أبطل الباطل وال ل يب
الباطل وقد ألق أهل العلم بذا قاضي القضاة وقالوا ليس قاضي القضاة إل من يقضي الق وهو
خي الفاصلي الذي إذا قضى أمرا فإنا يقول له كن فيكون ويلي هذا السم ف القبح والكراهة
والكذب سيد الناس وسيد الكل وليس ذلك إل لرسول ال صلى ال عليه وسلم خاصة كما
قال أنا سيد ولد آدم فل يوز لحد قط أن يقول عن غيه هو سيد الناس كما ل يوز له أن
يقول أنا سيد ولد آدم عليه السلم وقال ابن اب جرة يلتحق بلك الملك قاضي القضاة وإن
كان قد اشتهر ف بلد الشرق من قدي الزمان إطلق ذلك على كبي القضاة وقد سلم أهل
الغرب من هذا فاسم كبي القضاة عندهم قاضي الماعة وقد زعم بعض التأخرين أن التسمي
بقاضي القضاة ونوها جائز واستدل له بديث أقضاكم علي قال فيستفاد منه أن ل حرج على
من أطلق على قاض أن يكون أعدل القضاة وأعلمهم ف زمانه أقضى القضاة أو يريد إقليمه أو
بلده وتعقبه العال العراقي فصوب النع ورد ما احتج به بأن التفضيل ف ذلك وقع ف حق من
خوطب به ومن يلتحق بم فليس مساويا لطلق التفضيل باللف واللم قال ول يفى ما ف
ذلك من الرأة وسوء الدب ول عبة بقول من ول القضاة فنعت بذلك فلذ ف سعه واحتال
ف الواز فإن الق أحق أن يتبع قلت وقد تبي بذا مطابقة الديث للترجة
550قوله وف رواية أغيظ رجل على ال يوم القيامة وأخبثه هذه الرواية رواها مسلم ف صحيحه قال
ابن أب جرة وف الديث مشروعية الدب ف كل شيء لن الزجر عن ملك الملك والوعيد
عليه يقتضي النع منه مطلقا سواء أراد من تسمى بذلك أنه ملك على ملوك الرض أم على
بعضها وسواء كان مقا ف ذلك أم مبطل مع أنه ل يفى الفرق بي من قصد ذلك وكان فيه
صادقا ومن قصده وكان فيه كاذبا قلت يعن أن الثان أشد إثا من الول باب احترام أساء ال
تعال وتغيي السم لجل ذلك ش أي لجل احترامها وهو تعظيمها وذلك من تقيق التوحيد
ويستفاد منه النع من التسمي بذا ابتداء من باب الول لكن ف الساء الختصة بال تعال قال
عن أب شريح أنه كان يسمى أبا الكم فقال له النب صلى ال عليه وسلم إن ال هو الكم
وإليه الكم فقال إن قومي إذا اختلفوا ف شيء أتون فحكمت بينهم فرضي كل الفريقي فقال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ما أحسن هذا فما لك من الولد فقلت شريح ومسلم وعبدال قال فمن أكبهم قلت شريح قال
أنت أبو شريح رواه أبو داود وغيه ش هذا الديث رواه أبو داود كما قال الصنف ورواه
النسائي ولفظ أب داود من طريق يزيد بن القدام بن شريح عن أبيه عن جده عن
551أبيه هانء وهو أبو شريح أنه لا وفد على رسول ال صلى ال عليه وسلم مع قومه سعهم
يكنونه بأب الكم فدعاه رسول ال صلىال عليه وسلم فقال إن ال هو الكم واليه الكم فلم
تكن أبا الكم فقال إن قومي إذا اختلفوا ف شيء الديث قال ابن مفلح واسناده جيد ورواه
الاكم وزاد فدعا له ولولده قوله عن أب شريح هو بضم العجمة وفتح الراء وآخره مهملة
مصغر واسه هانء بن يزيد الكندي قال الافظ وقيل الارثي الضباب قاله الزي وقيل الذحجي
وقيل غي ذلك صحاب نزل الكوفة ول عبة بقبول من قال إنه الزاعي ول من ظن أنه النخعي
والد شريح القاضي فإن ذلك خطأ فاحش قوله إنه كان يكن ابا الكم قال بعضهم الكنية قد
تكون بالوصاف كأب الفضائل وأب العال وأب الي وأب الكم وقد تكون بالنسبة ال
الولد كأب سلمة وأب شريح ال ما يلبسه كأب هريرة فإنه عليه السلم رآه ومعه هرة فكناه
بأب هريرة وقد تكون للعلمية الصرفة كأب بكر قوله إن ال هو الكم وإليه الكم أما الكم
فهو من أساء ال تبارك وتعال كما ف هذا الديث وقد ورد عدة ف الساء السن مقرونا
بالعدل فسبحان ال ما أحسن اقتران هذين السي قال ف شرح السنة الكم هو الاكم الذي
إذا حكم ل يرد حكمه وهذه الصفة ل تليق بغي ال تعال كما قال تعال وال يكم ل معقب
لكمه وقال بعضهم عرف الب ف الملة الول وأتى بضمي الفصل فدل على الصر وإن هذا
552الوصف متص به ل يتجاوز إل غيه وأما قوله وإليه الكم أي إليه الفصل بي العباد ف الدنيا
والخرة كما قال تعال له الكم وإليه ترجعون وقال إن الكم إل ل يقص الق وهو خي
الفاصلي وفيه الدليل على النع من التسمي بأساء ال الختصة به والنع ما يوهم عدم الحترام
لا كالتكن بأب الكم ونوه قوله إن قومي إذا اختلفوا ف شيء أتون فحكمت بينهم أي أنا ل
أكن نفسي بذه الكنية وإنا كنت أحكم بي قومي فكنون با وفيه جواز التحاكم إل من
يصلح للقضاء إن ل يكن قاضيا وأنه يلزم حكمه ولذا قال النب صلى ال عليه وسلم ما أحسن
هذا قال اللخال للتعجب أي الكم بي الناس حسن ولكن هذه الكنية غي حسنة وقال غيه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أي الذي ذكرته من الكم بالعدل وقيل ما أحسن هذا اي ما ذكرت من وجه الكنية قال
بعضهم وهو الول قلت فعلى هذا يكون حكمه لقومه قبل إسلمه إذ يبعد أن يكون قاضيا لم
قبل أن يلقى رسول ال صلى ال عليه وسلم ويتعلم منه لن هذه القصة كانت بعد إسلمه
بقليل لنه كان مع وفد قومه حي أسلموا وقدموا على رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يظن
أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يسن أمر حكام الاهلية قوله قال شريح ومسلم وعبدال
صريح ف أن الواو ل تقتضي الترتيب وإنا تقتضي مطلق المع فلذا سأله رسول ال صلى ال
عليه وسلم عن الكب إذ لو كانت دالة على الترتيب ل يتج إل سؤال عن أكبهم قوله فأنت
أبو شريح أي رعاية للكب منا ف التكري والجلل
553فإن الكبي أول بذلك قال ف شرح السنة فيه أن يكن الرجل بأكب بنيه فإن ل يكن له ابن
فبأكب بناته وكذلك الرأة تكن بأكب بنيها فإن ل يكن لا ابن فبأكب بناتا انتهى وفيه تقدي
الكب وفيه أن استعمال اللفظ الشريف السن مكروه ف حق من ليس كذلك ومنه أن يقول
الملوك لسيده وغيه رب نبه عليه ابن القيم باب من هزل بشيء فيه ذكر ال أو القرآن او
الرسول ش أي إنه يكفر بذلك لستخفافه بناب الربوبية والرسالة وذلك مناف للتوحيد ولذا
أجع العلماء على كفر من فعل شيئا من ذلك فمن استهزأ بال أو بكتابه أو برسوله أو بدينه
كفر ولو هازل ل يقصد حقيقة الستهزاء اجاعا قال وقول ال تعال ولئن سألتهم ليقولن إنا
كنا نوض ونلعب الية ش يقول تعال ماطبا لرسوله صلى ال عليه وسلم ولئن سألتهم أي
سألت النافقي الذين تكلموا بكلمة الكفر استهزاء ليقولن إنا كنا نوض ونلعب أي يعتذرون
بأنم ل يقصدوا الستهزاء والتكذيب إنا قصدوا الوض ف الديث واللعب قل أبال ورسوله
وآياته كنتم تستهزؤن ل يعبأ باعتذارهم
554إما لنم كانوا كاذبي فيه وإما لن الستهزاء على وجه الوض واللعب ل يكون صاحبه
معذورا وعلى التقديرين فهذا عذر باطل فإنم أخطؤوا موقع الستهزاء وهل يتمع اليان بال
وكتابه ورسوله والستهزاء بذلك ف قلب بل ذلك عي الكفر لذلك كان الواب مع ما قبله ل
تعتذروا قد كفرت بعد إيانكم قال شيخ السلم فقد أمره أن يقول كفرت بعد إيانكم وقول من
يقول إنم قد كفروا بعد إيانم بلسانم مع كفرهم أول بقلوبم ل يصح لن اليان باللسان مع
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كفر القلب قد قارنه الكفر فل يقال قد كفرت بعد إيانكم فإنم ل يزالوا كافرين ف نفس المر
وإن أريد إنكم أظهرت الكفر بعد إظهاركم اليان فهم ل يظهروا ذلك إل لوضهم وهم مع
خوضهم ما زالوا هكذا بل لا نافقوا وحذروا أن تنل عليهم سورة تبي ما ف قلوبم من النفاق
وتكلموا بالستهزاء أي صاروا كافرين بعد إيانم ول يدل اللفظ على أنم ما زالوا منافقي إل
أن قال تعال ولئن سألتهم ليقولن إنا كنا نوض ونلعب فاعترفوا ولذا قيل ل تعتذروا قد كفرت
بعد إيانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة فدل على أنم ل يكونوا عند أنفسهم قد أتوا
كفرا بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر فتبي أن الستهزاء بآيات ال ورسوله كفر يكفر به صاحبه
بعد إيانه فدل على أنه كان عندهم إيان ضعيف ففعلوا هذا الحرم الذي عرفوا أنه مرم ولكن
ل يظنوه كفرا وكان كفرا كفروا به فإنم ل يعتقدوا جوازه وقوله إن نعف عن طائفة منكم
نعذب طائفة قال ابن كثي أي ل يعفى عن جيعكم ول بد من عذاب بعضكم بأنم كانوا
مرمي
555بذه القالة الفاجرة قيل إن الطائفة مشي بن حي عفا ال عنه وتسمى عبد الرحن وسأل ال أن
يقتل شهيدا ل يعلم مقتله فقتل يوم اليمامة ول يعلم مقتله ول من قتله ول يدرى له عي ول أثر
وقيل إن الطائفة زيد بن وديعة والول أشهر ويتمل أن ال عفا عنهما جيعا وف الية دليل على
أن الرجل إذا فعل الكفر ول يعلم أنه كفر ل يعذر بذلك بل يكفر وعلى أن الساب كافر
بطريق الول نبه عليه شيخ السلم قال عن ابن عمر وممد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة
دخل حديث بعضهم ف بعض أنه قال رجل ف غزوة تبوك ما رأينا مثل قرائنا هؤلء أرغب
بطونا ول أكذب ألسنا ول أجب عند اللقاء يعن رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه
القراء فقال له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق لخبن رسول ال صلى ال عليه وسلم
فذهب عوف ال رسول ال صلى ال عليه وسلم ليخبه فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك
الرجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد ارتل وركب ناقته فقال يا رسول ال إنا كنا
نوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق قال ابن عمر كأن أنظر إليه متعلقا
بنسعة ناقة رسول ال صلى ال عليه وسلم وإن الجارة لتنكب رجليه وهو يقول إنا كنا
نوض ونلعب فيقول له رسول ال صلى ال عليه وسلم أبال وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن ما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يلتفت اليه وما يزيد عليه ش هذا الثر ذكره الصنف مموعا من رواية ابن عمر وممد بن
كعب وزيد بن أسلم وقتادة وقد ذكره قبله كذلك شيخ السلم فأما أثر ابن عمر فرواه ابن
جرير وابن أب حات وغيها بنحو ما ذكره
556الصنف وأما أثر ممد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة فهي معروفة لكن بغي هذا اللفظ قوله
عن ابن عمر هو عبدال بن عمر بن الطاب رضي ال عنهما وممد بن كعب هو ممد كعب
بن سليم أبو حزة القرظي الدن قال البخاري إن أباه كان من ل ينبت من بن قريظة وهو ثقة
عال مات سنة عشرين ومئة وزيد بن أسلم هو مول عمر بن الطاب والد عبدالرحن وإخوته
يكن أبا عبدال ثقة مشهور مات سنة ست وثلثي ومئة وقتادة هو ابن دعامة وتقدم قوله دخل
حديث بعضهم ف بعض أي إن الديث مموع من رواياتم فلذلك دخل بعضه ف بعض قوله
إنه قال رجل ف غزوة تبوك ل أقف على تسمية القائل لذلك أبم اسه ف جيع الروايات الت
وقفت عليها ولكن قد ورد تسمية جاعة من نزلت فيهم الية مع اختلف الرواية فيما قالوه من
الكلم ففي بعض الروايات أنم قالوا ما ذكره الصنف وعن ماهد ف الية قال رجل من
النافقي يدثنا ممد أن ناقة فلن بواد كذا وكذا ف يوم كذا وكذا وما يدريه بالغيب رواه ابن
أب شيبة وابن النذر وابن أب حات وعن قتادة قال بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم ف
غزوته إل تبوك وبي يديه أناس من النافقي فقالوا يرجو هذا الرجل أن تفتح له قصور الشام
وحصونا هيهات هيهات فأطلع ال نبيه على ذلك فقال نب ال صلى ال عليه وسلم احبسوا
علي الركب فأتاهم فقال قلتم كذا وقلتم كذا قالوا يا نب ال إنا كنا نوض ونلعب فأنزل ال
فيهم ما تسمعون رواه ابن النذر وابن أب حات
557وف رواية جابر بن عبدال عند ابن مردويه كان فيمن تلف من النافقي بالدينة وداعة بن ثابت
أحد بن عمرو بن عوف فقيل له ما خلفك عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال الوض
واللعب فأنزل ال فيه وف أصحابه ولئن سألتهم ليقولن إنا كنا نوض ونلعب إل مرمي وسى
ابن عباس ف رواية عند ابن مرديه منهم وديعة بن ثابت ومشي بن حي وأنم قالوا أتسبون أن
قتال بن الصفر كقتال غيهم وال لكأنكم غدا تفرون ف البال القصة بكمالا فيحتمل أنم
قالوا ذلك كله فإن النافقي إذا خلوا إل شياطينهم أخذوا ف الستهزاء بال وآياته ورسوله
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والؤمني فل يبعد أنم قالوا ذلك فكل ذكر بعض كلمهم والية تعم ذلك وف هذه الروايات
ذكر أساء القائلي لبعضهم ذلك منهم وديعة بن ثابت وقيل وداعة وزيد ابن وديعة ومشي بن
حي الذي تاب ال عليه لكنه ل يقل ذلك إنا حضره وف بعض الروايات أن عبدال بن أب هو
الذي قال ذلك لكن رواه ابن القيم بأن ابن أب تلف عن غزوة تبوك وذكر ابن اسحاق أساء
الذين هوا بالفتك برسول ال صلى ال عليه وسلم فعد جاعة فيحتمل أنم من الستهزئي
ويتمل أنم غيهم ولذا قال تعال ف الستهزئي قد كفرت بعد إيانكم وف الخرين ولقد قالوا
كلمة الكفر وكفروا بعد إسلمهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلء القراء جع قارىء وهم عند السلف
الذين يقرؤون القرآن ويعرفون معانيه أما قراءته من غي فهم لعناه فل يوجد ف ذلك العصر وإنا
حدث بعد ذلك من جلة البدع قوله أرغب بطونا أي أوسع بطونا الرغب والرغيب الواسع
يقال
558جوف رغيب وواد رغيب يصفونم بسعة البطون وكثرة الكل كما روى ابو نعيم عن شريح
بن عبيد أن رجل قال لب الدرداء ما بالكم أجب منا وأبل إذا سئلتم وأعظم لقما إذا أكلتم
فأعرض عنه أبو الدرداء ول يرد عليه شيئا وأخب بذلك عمر بن الطاب فانطلق عمر إل الرجل
الذي قال ذلك فأخذه بثوبه وخنقه وقاده إل النب صلى ال عليه وسلم فقال الرجل إنا كنا
نوض ونلعب قوله فقال له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق فيه البادرة ف النكار
والشدة على النافقي وجواز وصف الرجل بالنفاق إذا قال أو فعل ما يدل عليه قوله لخبن
رسول ال صلى ال عليه وسلم فيه أن هذا وما أشبهه ل يكون غيبة ول نيمة بل من النصح ل
ورسوله فينبغي الفرق بي الغيبة والنميمة وبي النصيحة ل ورسوله فذكر أفعال النافقي
والفساق لولة المور ليزجروهم ويقيموا عليهم أحكام الشريعة ليس من الغيبة والنميمة انتهى
قوله فوجد القرآن قد سبقه أي جاءه الوحي من ال با قالوه ف هذه الية ولئن سألتهم ليقولن
إنا كنا نوض ونلعب وفيه دللة على علم ال سبحانه وعلى قدرته وإليته وعلى أن ممدا
رسول ال قوله فجاء ذلك الرجل قد تقدم أنه ابن أب كما رواه ابن النذر وابن أب حات عن ابن
عمر لكن رواه ابن القيم بأن ابن أب تلف عن غزوة تبوك
559وف هذا الديث من الفوائد أن النسان قد يكفر بكلمة يتكلم با أو عمل يعمل به وأشدها
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
خطرا إرادات القلوب فهي كالبحر الذي ل ساحل له ويفيد الوف من النفاق الكب فإن ال
تعال أثبت لؤلء ايانا قبل أن يقولوا ما قالوه كما قال ابن أب مليكة أدركت ثلثي من
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم كلهم ياف النفاق على نفسه نسأل ال السلمة
والعفو والعافية ف الدنيا والخرة باب قول ال تعال ولئن أذقناه رحة منا من بعد ضراء مسته
ليقولن هذا ل وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إل رب إن ل عنده للحسن فلننبئن الذين
كفروا با عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ قال ماهد هذا بعملي وأنا مقوق به وقال ابن
عباس يريد من عندي وقوله قال إنا أوتيته على علم عندي قال قتادة على علم من بوجوه
الكاسب وقال آخرون على علم من ال أن له أهل وهذا معن قول ماهد أوتيته على شرف
قوله باب قول ال تعال ولئن أذقناه رحة منا من بعد ضراء مسته الية ذكر الصنف رحه ال
تعال عن ابن عباس وغيه من الفسرين ف معن
560هذه الية وما بعدها ما يكفي ف العن ويشفي قوله قال ماهد هذا بعملي وأنا مقوق به وقال
ابن عباس يريد من عندي وقوله قال إنا أوتيته على علم عندي قال قتادة على علم من بوجوه
الكاسب وقال آخرون على علم من ال أن له أهل وهذا معن قول ماهد أوتيته على شرف
وليس فيما ذكروه اختلف وإنا هي أفراد العن قال ابن كثي رحه ال ف معن قوله تعال وإذا
خولناه نعمة قال إنا أوتيته على علم بل هي فتنة يب أن النسان ف حال الضر يضرع ال ال
تعال وينيب إليه ويدعوه ث إذا خوله نعمة منا طغى وبغى وقال إنا أوتيته على علم أي لا يعلم
من استحقاقي له ولول أن عند ال حظيظ لا خولن هذا قال تعال بل هي فتنة أي ليس المر
كما زعمتم بل إنا أنعمنا عليه بذه النعمة لنختبه فيما أنعمنا عليه أيطيع ام يعصي مع علمنا
التقدم بذلك بل هي فتنة أي اختبار ولكن أكثرهم ل يعلمون فلهذا يقولون ما يقولون ويدعون
ما يدعون قد قالا الذين من قبلهم أي قد قال هذه القالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوى
كثي من سلف من المم فما أغن عنهم ما كانوا يكسبون أي فما صح قولم ول نفعهم
جعهم وما كانوا يكسبون كما قال تعال مبا عن قارون إذ قال له قومه ل تفرح إن ال ل
يب الفرحي وابتغ فيما آتاك ال الدار الخرة ول تنس يصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن
ال إليك ول تبغ الفساد ف الرض إن ال ل يب الفسدين قال إنا أوتيته على علم عندي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
561أو ل يعلم أن ال قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جعا ول يسأل عن
ذنوبم الجرمون وقال تعال وقالوا نن أكثر أموال وأولدا وما نن بعذبي وعن أب هريرة
رضي ال عنه أنه سع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن ثلثة من بن اسرائيل أبرص
وأقرع وأعمى فأراد ال أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى البرص قال أي شيء أحب اليك قال
لون حسن وجلد حسن ويذهب عن الذي قد قذرن الناس به قال فمسحه فذهب عنه قذره
فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا قال فأي الال أحب اليك قال البل أو البقر شك إسحاق
فأعطي ناقة عشراء وقال بارك ال لك فيها قال فأتى القرع فقال أي شيء أحب اليك قال
شعر حسن ويذهب عن الذي قد قذرن الناس به فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا فقال
أي الال أحب اليك قال البقر أو البل فأعطي بقرة حامل قال بارك ال له فيها فأتى العمى
فقال أي شيء أحب اليك قال أن يرد ال إل بصري فابصر به الناس فمسحه فرد ال اليه بصره
قال فاي الال أحب اليك قال الغنم فأعطي شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لذا واد من
البل ولذا واد من البقر ولذا واد من الغنم قال ث إنه أتى البرص ف صورته وهيئته فقال رجل
مسكي قد انقطعت به البال ف سفري فل بلغ ل اليوم ال بال ث بك أسألك بالذي أعطاك
اللون السن واللد السن والال بعيا أتبلغ به ف سفري فقال القوق كثية فقال كأن
أعرفك أل تكن أبرص يقذرك الناس فقيا
562فأعطاك ال عز وجل الال فقال إنا ورثت هذا الال كابرا عن كابر فقال ان كنت كاذبا
فصيك ال ال ما كنت به وأتى القرع ف صورته فقال له مثل ما قال لذا ورد عليه مثل ما رد
عليه هذا فقال إن كنت كاذبا فصيك ال إل ما كنت قال وأتى العمى ف صورته فقال رجل
مسكي وابن سبيل قد انقطعت ب البال ف سفري فل بلغ ل اليوم ال بال ث بك أسألك
بالذي رد عليك بصرك شاة أبتلغ با ف سفري فقال قد كنت أعمى فرد ال ال بصري فخذ ما
شئت ودع ما شئت فوال ل أجهدك اليوم بشيء أخذته ل فقال أمسك مالك فإنا ابتليتم فقد
رضي ال عنك وسخط على صاحبيك أخرجاه قوله أخرجاه أي البخاري ومسلم والناقة
العشراء بصم العي وفتح الشي وبالد هي الامل قوله أنتج وف رواية فنتج معناه تول نتاجها
والناتج للناقة كالقابلة للمرأة قوله ولد هذا هو بتشديد اللم أي تول ولدتا وهو بعن أنتج ف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الناقة فالولد والناتج والقابلة بعن واحد لكن هذا للحيوان وذلك لغيه قوله انقطعت ب البال
هو بالاء الهملة والباء الوحدة هي السباب قوله ل أجهدك معناه ل أشق عليك ف رد شيء
تأخذه أو تطلبه من مال ذكره النووي
563وهذا حديث عظيم وفيه معتب فان الولي جحدا نعمة ال فما اقرا ل بنعمته ول نسبا النعمة ال
النعم با ول أديا حق ال فحل عليهما السخط وأما العمى فاعترف بنعمة ال ونسبها ال من
أنعم عليه با وأدى حق ال فيها فاستحق الرضى من ال بقيامه بشكر النعمة لا أتى بأركان
الشكر الثلثة الت ل يقوم الشكر إل با وهي القرار بالنعمة ونسبتها ال النعم وبذلا فيما يب
قال العلمة ابن القيم رحه ال اصل الشكر هو العتراف بانعام النعم على وجه الضوع له
والذل والحبة فمن ل يعرف النعمة بل كان جاهل با ل يشكرها ومن عرفها ول يعرف النعم
با ل يشكرها أيضا ومن عرف النعمة والنعم لكن جحدها كما يحدها النكر لنعمة النعم
عليه با فقد كفرها ومن عرف النعمة والنعم با وأقر با ول يحدها ولكن ل يضع له ول
يبه ول يرض به وعنه ل يشكره أيضا ومن عرفها وعرف النعم با وأقر با وخضع للمنعم با
وأحبه ورضي به وعنه واستعملها ف مابه وطاعته فهذا هو الشاكر لا فل بد ف الشكر من علم
القلب وعمل يتبع العلم وهو اليل ال النعم ومبته والضوع له قوله قذرن الناس بكراهة رؤيته
وقربه منهم باب قول ال تعال فلما آتاها صالا جعل له شركاء فيما آتاها فتعال
564ال عما يشركون قال ابن حزم اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال كعبد عمرو وعبدالكعبة
وما أشبه ذلك حاشا عبدالطلب وعن ابن عباس ف الية لا تغشاها آدم حلت فأتاها إبليس
فقال ان صاحبكما الذي أخرجتكما من النة لتطيعن أو لجعلن له قرن أيل فيخرج من بطنك
فيشقه ولفعلن ولفعلن يوفهما سياه عبدالارث فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ث حلت فآتاها
فقال مثل قوله فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا ث حلت فأتاها فذكر لما فأدركهما حب الولد
فسمياه عبد الارث فذلك قوله جعل له شركاء فيما آتاها رواه ابن أب حات وله بسند صحيح
عن قتادة قال شركاء ف طاعته ول يكن ف عبادته وله بسند صحيح عن ماهد ف قوله لئن
آتيتنا صالا قال أشفقا ان ل يكون انسانا وذكر معناه عن السن وسعيد وغيها قوله باب
قول ال تعال فلما آتاها صالا جعل له شركاء فيما آتاها فتعال ال عما يشركون قال المام
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
أحد رحه ال ف معن هذه الية حدثنا عبدالصمد حدثنا عمر بن ابراهيم حدثنا قتادة عن
السن عن سرة عن النب صلى ال عليه وسلم قال لا ولدت حواء طاف با ابليس وكان ل
يعيش لا ولد فقال سيه عبدالارث فإنه يعيش فسمته عبدالارث فعاش فكان ذلك من وحي
الشيطان وأمره رواه احد والترمذي وحسنه وابن جرير والاكم وصححه
565ولذا ذكر الضمي ف آخرها بصيغة المع استطرادا من ذكر الشخص ال النس ومعن الية انه
تعال يب عن مبدأ النس النسان وما فيه ل من عجائب القدرة فأوجد هذا النس على كثرته
واختلف انواعه من نفس واحدة وهو آدم عليه السلم وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما
تغشاها أي وطئها حلت حل خفيفا وذلك المل ل تد الرأة له ألا إنا هي النطفة ث العلقة ث
الضغة وقوله فمرت به قال ماهد استمرت عليه وقال مهران استخفته وقال ابن جرير استمرت
بالاء وقامت به وقعدت فلما اثقلت أي صارت ذات ثقل بملها قال السدي كب ف بطنها
دعوا ال ربما اي ان آدم وحواء عليهما السلم دعوا ال لئن آتيتنا صالا بشرا سويا قال ابن
عباس أشفقا ان يكون بيمة لنكونن من الشاكرين اي لنشكرنك على ذلك انتهى ملخصا من
ابن كثر وفيه زيادة وقوله فما آتاها صالا جعل له شركاء أي ل شركاء فيما آتاها اي ل
يقوما بشكر ذلك على الوجه الرضي كما وعدا بذلك بل جعل ل فيه شركاء فيما أعطيتهما
من الولد الصال والبشر السوي بأن سياه عبدالارث فإن من تام الشكر أن ل يعبد السم إل
ل وإذا تأملت سياق الكلم من أوله إل آخره مع ما فسره به السلف تبي قطعا أن ذلك ف آدم
وحواء عليهما السلم فإن فيه غي موضع يدل على ذلك والعجب من يكذب بذه القصة
566وينسى ما جرى أول مرة ويكابر بالتفاسي البتدعة ويترك تفاسي السلف وأقوالم وليس
الحذور ف هذه القصة بأعظم من الحذور ف الرة الول وقوله تعال عما يشركون هذا وال
أعلم عائد إل الشركي من القدرية فاستطرد من ذلك الشخص إل النس وله نظائر ف القرآن
قوله قال ابن حزم هو ابو ممد علي بن أحد بن سعيد بن حزم الظاهري الشهور صاحب
كتاب الجاع واليصال والحلى وغيها من الصنفات قوله اتفقوا الظاهر أن الراد أجعوا
فمقصوده حكاية الجاع ل حكاية التفاق على طريقة التأخرين قوله حاشا عبد الطلب قال
ابن القيم ل تل التسمية بعبد علي وعبدالسي ول عبد الكعبة وقد روى ابن أب شيبة عن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هانء بن شريح قال وفد على النب صلى ال عليه وسلم قوم فسمعهم يسمون رجل عبد الجر
فقال له ما اسك قال عبد الجر فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم إنا أنت عبدال فقيل
كيف يتفقون على تري السم العبد لغي ال وقد صح عنه صلى ال عليه وسلم تعس عبد
الدينار الديث وصح عنه أنه قال أنا النب ل كذب أنا ابن عبد الطلب فالواب أما قوله تعس
عبد الدينار فلم يرد السم وإنا أراد به الوصف والدعاء على من يعبد قلبه للدينار والدرهم
فرضي بعبوديتهما عن عبودية ال تبارك وتعال وأما قوله أنا ابن عبد الطلب فهذا لبس من باب
إنشاء التسمية بذلك وإنا هو من باب الخبار بالسم الذي عرف به السمى دون غيه
والخبار بثل ذلك على وجه تعريف السمى ل يرم ول وجه
567لتخصيص أب ممد ذلك بعبد الطلب خاصة فقد كان أصحابه يسمون بعبد شس وبن عبد
الدار بأسائهم ول ينكر عليهم النب صلى ال عليه وسلم ذلك فباب الخبار أوسع من النشاء
فيجوز فيه مال يوز ف النشاء انتهى ملخصا وهو حسن ولكن بقي إشكال وهو أن ف
الصحابة من اسه الطلب بن ربيعة ابن الارث بن عبد الطلب فالواب أما من اسه عبد شس
فغيه النب صلى ال عليه وسلم إل عبدال كما ذكروا ذلك ف تراجهم وأما الطلب بن ربيعة
فذكر ابن عبد الب أن اسه عبد الطلب وقال كان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم
يغي اسه فيما علمت وقال الافظ وفيما قاله نظر فإن الزبي أعلم من غيه بنسب قريش ول
يذكر أن اسه إل الطلب وقد ذكر العسكري أن أهل النسب إنا يسمونه الطلب وأما أهل
الديث فمنهم من يقول الطلب ومنهم من يقول عبد الطلب وأما عبد يزيد أبو ركانة فذكره
الذهب ف التجريد وقال أبو ركانة طلق امرأته وهذا ل يصح والعروف أن صاحب القصة دكانه
وروى حديثه أبو داود وف السنن عن ابن عباس قال طلق عبد يزيد أبو ركانة وأخوته أم ركانة
وذكر الديث ث قال وحديث نافع بن عجي وعبدال بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن
جده أن ركانة طلق امرأته البتة فجعلها النب صلى ال عليه وسلم واحدة أصح لنم ولد الرجل
وأهله وهم أعلم به فقد تبي أنه ليس ف الصحابة من اولء من تصح له صحبته فعلى هذا ل
توز التسمية بعبد الطلب ول غيه ما عبد لغي ال وكيف توز التسمية وقد أجع العلماء على
تري التسمية ب عبد النب وعبد الرسول وعبد السيح وعبد علي وعبد السي وعبد الكعبة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وكل هذه
568أول بالواز من عبد الطلب لو جازت التسمية به وأيضا فقد نص النب صلى ال عليه وسلم
على أن التسمية بعبد الارث من وحي الشيطان وأمره بعبد الطلب كعبد الارث ل فرق
بينهما إل أن أصدق الساء الارث وهام فلعله أول بالواز ل يقال إن الارث اسم للشيطان
لنه وإن كان اسا له فل فرق ف ذلك بي جيع من اسه الارث فل يوز التسمية به وإن نوى
عبد الارث بن هشام أو غيه فإن قلت إذا كان ابن حزم قد حكى الجاع على جواز التسمية
بعبد الطلب فكيف يوز خلفه قلت كلم ابن حزم ليس صريا ف حكاية الجاع على جواز
ذلك بعبد الطلب فإن لفظة اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال كعبد العزى وعبد هبل
وعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك حاشا عبد الطلب واتفقوا على إباحة كل اسم بعد ما
ذكرنا ما ل يكن اسم نب أو اسم ملك إل آخر كلمه فيحتمل أن مراده حكاية اللف فيه
ويكون التقدير اتفقوا على تري كل اسم معبد لغي ال حاشا عبد الطلب أي فإنم ل يتفقوا
على تريه بل اختلفوا ويؤيده أنه قال بعده واتفقوا على إباحة كل اسم بعد ما ذكرنا إل آخره
ويكون الراد حاشا عبد الطلب فل أحفظ ما قالوا فيه ويكون سكوتا منه عن حكاية اجاعا أو
خلف فيه وعلى تقدير أن مراده حكاية الجاع من جواز ذلك فليس كل من حكى اجاعا
يسلم له ول كل إجاع يكون حجة أيضا فكيف واللف موجود والسنة فاصلة بي التنازعي
وغاية حجة من أجازه قوله عليه السلم أنا ابن عبد الطلب ونوه أو أن بعض الصحابة اسه
عبد الطلب وقد تقدم الواب عن ذلك وأيضا فلو كان قوله أنا ابن عبد الطلب حجة على
جواز التسمية به لكان قوله إنا
569بنو هاشم وبنو عبد مناف شيء واحد حجة على جواز التسمية بعبد مناف ولكن فرق بي
إنشاء التسمية وبي الخبار بذلك عمن هو اسه قوله ف الية أي الترجم لا قوله تغشاها أي
حواء أي وطئها عليهما السلم قوله او لجعلن له أي لولدكما قوله قرن أيل هو بالتثنية أو
الضافة وأيل بفتح المزة وكسر الثناة التحتية الشددة ذكر الوعال والعن انه يوفهما بكونه
يل للولد قرن وعل فيخرج من بطنها فيشقه كما قال فيخرج من بطنك فيشقه قوله ولفعلن
ولفعلن يوفهما بغي ما ذكر ويزعم أنه يفعل بما غي ذلك قوله سياه عبد الارث قال سعيد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بن جبي كان اسه ف اللئكة الارث وكان مراده ان سياه بذلك ليكون قد وجد له صورة
الشراك به فإن هذا من باب كيد إبليس إذا عجز عن الدمي أن يوقعه ف العصية الكبية قنع
منه بالصغية وأيضا فإنه يصل له منهما طاعته كما أطاعا أول مرة كما روى ابن جرير وابن
أب حات عن عبد الرحن بن زيد بن أسلم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خدعهما
مرتي قال زيد خدعهما ف النة وخدعهما ف الرض قوله فابيا أن يطيعاه فخرج ميتا ال هذا
وال أعلم من المتحان فان النسان ل عزم له وإن عاين ماذا عساه أن يعاين من اليات إل
بتوفيق ال تعال فإن الطبيعة البشرية تغلب عليه كما غلبت على البوين مرتي مع ما وقع لما
قبل
570من التحذير والنذار عن كيد إبليس وعداوته لما ومع ذلك ادركهما حب الولد فسمياه عبد
الارث وكان ذلك شركا ف التسمية وإن ل يقصدا العبادة للشيطان بل قصدا به فيما ظنا إما
دفع شره عن حواء وإما الوف على الولد من الوت كما روى عبد بن حيد وابن أب حات عن
أب بن كعب قال لا حلت حواء أتاها الشيطان فقال اتطيعينن ويسلم ولدك سيه عبد الارث
فلم تفعل فولدت فمات ث حلت فقال لا مثل ذلك فلم تفعل ث حلت الثالثة فقال أتطيعين
يسلم لك ولدك وال فإنه يكون بيمة فهيبها فأطاعاه رواه ابن أب حات قلت وإسناده صحيح
ورواه سعيد بن منصور وابن النذر وعن ابن عباس قال كانت حواء تلد لدم أولدا فتعبدهم ل
وتسميه عبدال وعبيد ال ونو ذلك فيصيبهم الوت فأتاها إبليس وآدم فقال إنكما لو تسيانه
بغي ما تسميانه لعاش فولدت له رجل فسمياه عبد الارث ففيه انزل هو الذي خلقكم من
نفس واحدة إل آخر الية رواه ابن مردويه قوله شركاء ف طاعته ول يكن ف عبادته أي
لكونما أطاعاه ف التسمية بعبد الارث ل أنما عبداه فهو دليل على الفرق بي شرك الطاعة
وبي شرك العبادة قال بعضهم تفسي قتادة ف هذه الية بالطاعة لن الراد با على كلم كثي
من الفسرين آدم وحواء عليهما السلم فناسب تفسيها بالطاعة لنما أطاعا الشيطان ف تسمية
الولد بعبد الارث وقد استشكله بعض العاصرين با حاصله أنم قد فسروا العبادة بالطاعة فيلزم
على قول قتادة أن يكون الشرك ف العبادة والواب ان تفسي العبادة بالطاعة من التفسي اللزم
فإنه لزم العبادة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
571أن يكون العابد مطيعا لن عبده با فلذا فسرت بالطاعة أو يقال هو من التفسي باللزوم وإرادة
اللزم اي لا كانت الطاعة ملزوما للعبادة والعبادة لزمة لا فل تصل إل بالطاعة جاز تفسيها
بذلك وهو أصح وبالملة فل إشكال ف ذلك بمد ال فإن قلت قد سى النب صلى ال عليه
وسلم طاعة الحبار والرهبان ف معصية ال عبادة قلت راجع الكلم على حديث عدي يتضح
الواب قوله أشفقا أي خافا أي آدم وحواء أن ل يكون إنسانا قال أبو صال أشفقا أن يكون
بيمة فقال لئن آتيتنا بشرا سويا رواه ابن أب حات وف هذا أن هبة ال للرجل البنت السوية من
النعم ذكره الصنف وذلك أن ال سبحانه وتعال قادر على أن يعلها غي سوية وأن يعلها من
غي النس فل ينبغي للرجل أن يسخط ما وهبه ال له كما يفعل أهل الاهلية بل يمد ال
الذي جعلها بشرية سوية ولذا كانت عائشة رضي ال عنها إذا بشرت بولود ل تسأل إل عن
صورته ل عن ذكوريته وأنوثيته قوله وذكر اي ذكر ابن أب حات فإنه روى ذلك عمن ذكر
الصنف معناه عن السن هو البصري قوله وسعيد أي ابن جبي وغيه كالسدي وغيه باب
قول ال تعال ول الساء السن فادعوه با وذروا الذين يلحدون ف أسائه الية
572يب تعال أن له اساء وصفها بكونا حسن أي حسان وقد بلغت الغاية ف السن فل أحسن
منها كما يدل عليه من صفات الكمال ونعوت اللل فاساؤه الدالة على صفاته هي أحسن
الساء وأكملها فليس ف الساء أحسن منها ول يقوم غيها مقامها وتفسي السم منها بغيه
ليس تفسيا براد مض بل هو على سبيل التقريب والتفهم فله من كل صفة كمال أحسن اسم
وأكمله وأته معن وأبعده وأنزهه عن شائبة نقص فله من صفة الدراكات العليم البي دون
العال الفقيه والسميع البصي دون السامع والباصر ومن صفات الحسان الب الرحيم الودود دون
الرفيق والشفيق والشوق وكذلك العلي العظيم دون الرفيع الشريف وكذلك الكري دون
السخي والالق البارىء الصور دون الصانع الفاعل الشكل والعفو الغفور دون الصفوح الساتر
وكذلك سائر أساء ال تعال يري على نفسه أكملها وأحسنها ول يقوم غيه مقامه فأساؤه
أحسن الساء كما أن صفاته أكمل الصفات فل نعدل عما سى به نفسه إل غيه كما ل
يتجاوز ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم إل ما وصفه به البطلون ومن
هنا يتبي لك خطأ من أطلق عليه اسم الصانع والفاعل والرب ونوها لن اللفظ الذي أطلقه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
سبحانه على نفسه واخب به عنها أت من هذا وأكمل وأجل شأنا فإنه يوصف من كل صفة
كمال باكملها وأجلها وأعلها فيوصف من الرادة بأكملها وهو الكمة وحصول كل ما يريد
بارادته كما قال تعال فعال لا يريد وبإرادة اليسر ل العسر كما قال تعال يريد ال بكم اليسر
ول يريد بكم العسر وبإرادة الحسان وتام النعمة على عباده كقوله تعال وال
573يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تيلوا ميل عظيما فإرادة التوبة له وإرادة
اليل لبتغي الشهوات وقوله ما يريد ال ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم
نعمته عليكم وكذلك العليم البي أكمل من الفقيه العارف والكري الواد أكمل من السخي
والرحيم أكمل من الشفيق والالق البارىء الصور أكمل من الفاعل الصانع ولذا ل تىء هذه
ف أسائه السن فعليك براعاة ما أطلقه سبحانه على نفسه من الساء والصفات والوقوف
معها وعدم إطلق ما ل يطلقه على نفسه ما ل يكن مطابقا لعن أسائه وصفاته وحينئذ فيطلق
العن لطابقته لا دون اللفظ ول سيما إذا كان ممل أو منقسما أو ما يدح به وغيه فإنه ل
يوز إطلقه ال مقيدا وهذا كلفظ الفاعل والصانع فإنه ل يطلق عليه ف اسائه السن إل إطلقا
مقيدا كما أطلقه على نفسه كقوله فعال لا يريد ويفعل ال ما يشاء وقوله صنع ال الذي أتقن
كل شيء فإن اسم الفاعل والصانع منقسم العن إل ما يدح عليه ويذم فلهذا العن وال أعلم ل
ييء ف الساء السن الريد كما جاء فيها السميع البصي ول التكلم المر الناهي لنقسام
مسمى هذه الساء بل وصف نفسه بكمالتا وشرف انواعها ومن هنا يعلم غلط بعض
التأخرين وزلقه الفاحش ف اشتقاقه له سبحانه من كل فعل أخب به عن نفسه اسا مطلقا
وأدخله ف أسائه السن فاشتق منها اسم الاكر والخادع والفاتن والضل تعال ال عن ذلك
علوا كبيا انتهى ملخصا من كلم المام ابن القيم
574وقيل فصل الطاب ف أساء ال السن هل هي توقيفية أم ل وحاصله أن ما يطلق عليه من
باب الساء والصفات توقيفي وما يطلق من باب الخبار ل يب أن يكون توقيفيا كالقدي
والشيء الوجود والقائم بنفسه والصانع ونو ذلك فادعوه با أي اسألوه وتوسلوا إليه با كما
تقول اغفر ل وارحن إنك أنت الغفور الرحيم فإن ذلك من أقرب الوسائل وأحبها إليه كما ف
السند والترمذي ألظوا بياذ اللل والكرام والديث الخر سع النب صلى ال عليه وسلم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
رجل يدعو وهو يقول اللهم ان اسألك بأن أشهد أنك أنت ال الذي ل إله إل أنت الحد
الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد فقال والذي نفسي بيده لقد سأل ال باسه
العظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى رواه الترمذي وغيه وقوله عليه السلم
اللهم إن أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك ومنك ل نصي ثناء عليك أنت
كما أثنيت على نفسك حديث صحيح رواه مسلم وغيه ومنه اللهم إن أسألك بأن لك المد
ل إله إل أنت النان بديع السموات والرض ياذا اللل والكرام رواه الترمذي بنحوه واللفظ
لغيه قال ابن القيم فهذا سؤال له وتوسل إليه بمده وأنه ل إله إل هو النان فهو توسل إليه
بأسائه وصفاته وما أحق ذلك بالجابة وأعظمه موقعا عند السؤال واعلم أن الدعاء با أحد
مراتب إحصائها الذي قال فيه النب صلى ال عليه وسلم إن ل تسعة وتسعي اسا من أحصاها
دخل النة رواه البخاري وغيه وهي ثلث مراتب الرتبة الول إحصاء ألفاظها وأسائها
وعددها
575الرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولا الرتبة الثالثة دعاؤه با كما ف الية وهو نوعان دعاء ثناء
وعبادة ودعاء طلب ومسألة فل يثن عليه إل بأسائه السن وصفاته العلى وكذا ل يسأل إل با
فل يقال يا موجود ويا شيء ويا ذات اغفر ل بل يسأل ف كل مطلوب باسم يكون مقتضيا
لذلك الطلوب فيكون السائل متوسل اليه بذلك السم ومن تأمل أدعية الرسل لسيما خاتهم
عليه وعليهم السلم وجدها مطابقة لذا كما نقول رب اغفر ل وارحن إنك أنت الغفور
الرحيم ول يسن إنك أنت السميع العليم البصي ولكن أساؤه تعال منها ما يطلق عليه مفردا
وهو غالب الساء كالقدير والسميع والبصي والكيم فهذا يسوغ أن يدعى به مفردا ومقترنا
بغيه فتقول يا عزيز يا حكيم يا قدير يا سيع يا بصي وإن انفرد كل اسم وكذلك ف الثناء عليه
والب عنه وبه يسوغ لك الفراد والمع ومنها ما يطلق عليه مفردا بل مقرونا بقابلة كالانع
والضار والنتقم والذل فل يوز أن يفرد هذا عن مقابله فإنه مقرون بالعطي والنافع والعفو
والعزيز والعز فهو العطي الانع الضار النافع النتقم العفو العز الذل لن الكمال ف اقتران كل
اسم من هذا بقابله لنه يراد به أنه التفرد بالببوبية وتدبي اللق والتصرف فيهم إعطاء ومنعا
ونفعا وضرا وانتقاما وإعزازا وإذلل فأما الثناء عليه بجرد النع والنتقام والضرار فل يسوغ
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
فهذه الساء المزوجة يري السان منها مرى السم الواحد الذي يتنع فصل بعض حروفه من
بعض ولذلك ل تىء مفردة ول تطلق عليه إل مقترنة فلو قلت يا ضار يا مانع يا مذل ل تكن
مثنيا عليه ول حامدا له حت تذكر مقابلتها انتهى ملخصا من كلم ابن القيم وفيه بعض
576زيادة وبه يظهر الواب عما قد يرد على ما سبق ذكر الساء السن الت ورد عددها ف
الديث لا كان إحصاء الساء السن والعمل با أصل للعلم بكل معلوم وكانت سعادة الدنيا
والخرة مرتبة عليها فما حصل من آثارها للعباد هو الذي أوجب لم دخول النة ولذا جاء
الديث الصحيح التفق عليه أن من أحصاها دخل النة وذكرنا مراتب الحصاء لن العبد
متاج بل مضطر ال معرفتها فوق كل ضرورة وقد قيل إن ال ذكرها كلها ف القرآن ول ريب
أن ال تعال ذكر أكثرها بلفظها ول يذكره بلفظه ففي القرآن ما يدل عليه قال شعيب بن أب
حزة عن أب الزناد عن العرج عن أب هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم إن ل تسعة وتسعي اسا من أحصاها دخل النة هو ال الذي ل إله إل هو الرحن
الرحيم اللك القدوس السلم الؤمن الهيمن العزيز البار التكب الالق البارىء الصور الغفار
القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الافض الرافع العز الذل السميع البصي
الكم العدل اللطيف البي الليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبي الفيظ القيت السيب
الليل الكري الرقيب الجيب الواسع الكيم الودود الجيد الباعث الشهيد الق الوكيل القوي
التي الول الميد الحصي البدىء العيد الحيي الميت الي القيوم الواجد الاجد الواحد الحد
الصمد القادر القتدر القدم الؤخر الول الخر الظاهر الباطن الول التعال الب التواب النعم
النتقم العفو الرؤوف مالك اللك
577ذو اللل والكرام القسط الامع الغن الغن الانع الضار النافع النور الادي البديع الباقي
الوارث الرشيد الصبور هذا حديث غريب جدا حدثنا به غي واحد عن صفوان بن صال ول
نعرفه إل من حديث صفوان بن صال وهو ثقة عند أهل الديث وقد روي هذا الديث من
غي وجه عن أب هريرة رضي ال عنه عن النب صلى ال عليه وسلم ل نعلم ف كبي شيء من
الروايات ذكر الساء السن ف هذا الديث وقد روى آدم عن أب إياس هذا الديث باسناد
غي هذا عن أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم وذكر فيه الساء وليس له إسناد صحيح
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
قلت يشي إل عدد الساء سردا وإل فصدر الديث متفق عليه وقد خرجه بالعدد الذكور ابن
النذر وابن خزية ف صحيحه وابن حبان والطبان والاكم ف الستدرك وغيهم به ول يذكروا
فيه العطي وإسناده صحيح ولكن الغترب منه ذكر العدد ورواه ابن ماجه من طريق عبد اللك
بن الصنعان عن زهي بن ممد التميمي عن موسى بن عقبة عن العرج وساق الساء وخالف
سياق الترمذي والترتيب والزيادة والنقص فأما الزيادة فهي البارىء الراشد البهان الشديد
الواقي القائم الافظ الناظر السامع العطي البد الني التام القدي الوتر وعبد اللك لي الديث
وزهي متلف فيه وحديث الوليد أصح إسنادا وأحسن سياقا وأجدر أن يكون مرفوعا ولذا قال
النووي هو حديث حسن قال بعضهم والعلة ف كونما ل يرجاه بذكر السامي تفرد الوليد بن
مسلم عال الشاميي ثقة وقد قيل إن العدد الذكور مدرج قال ف الرشاد ما معناه ذكر جاعة
من الفاظ الحققي التقني أن سرد الساء ف حديث أب هريرة مدرج فيه وأن جاعة من أهل
العلم جعوها من القرآن كما روي ذلك
578عن جعفر بن ممد وسفيان بن عيينة واب زيد اللغوي وقال البيهقي يتمل أن يكون التفسي
للساء وقع من بعض الرواة ولذا الحتمال ترك الشيخان إخراج حديث الوليد ف الصحيح
قال ف البدر والدليل على ذلك وجهان أحدها أن أصحاب الديث ل يذكروها والثان أن فيها
تغييا بريادة ونقصان وذلك ل يليق بالرتبة العليا النبوية كذل قال وفيه نظر فإن الزيادة
والنقصان قد تكون من الرواة وإن كان الديث صحيحا كما ف غي ذلك من الحاديث وقد
رواه الطبان ف الدعاء والاكم وغيها فزادوا الرب الله النان النان البارىء وف لفظ القائم
الفرد وف لفظ القادر بدل الفرد والغيث الدائم الميد وف لفظ الميل الصادق الول النصي
القدي الوتر الفاطر العلم الليك الكرم الدبر الالك الشاكر الرفيع ذو الطول العارج ذو الفضل
اللق ول أظنه يثبت وإن كان بعض العدد صحيحا وعد جعفر بن ممد منها النعم التفضل
السريع وقال ابن حزم جاءت ف إحصائها أحاديث مضطربة ل يصح منها شيء أصل ونقل عنه
أنه قال صح عندي قريبا من ثاني اسا واشتمل عليها الكتاب والصحاح من الخبار فليطلب
الباقي بطريق الجتهاد وقال القرطب ف شرح الساء السن العجب من ابن حزم ذكر من
الساء السن نيفا وثاني فقط وال يقول ما فرطنا ف الكتاب من شيء ث ساق ما ذكره ابن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
حزم وفيه من الزيادة على ما تقدم الرب الله العلى الكب العز السيد السبوح الوتر الحسن
الميل الرفيق الدهر وقد عدها الافظ فزاد الفي السريع الغالب العال الافظ الستعان وف هذا
نظر يفهم ما تقدم وإن كان قد ذكر بعضها فيما ل يثبت من الديث فهذه خسة وستون ومائة
اسم أقربا من جهة السناد سياق الترمذي وما عدا
579ذلك ففيه أساء صحيحة ثابتة وف بعضها توقف وبعضها خطأ مض كالبد والناظر والسامع
والقائم والسريع فهذه وإن ورد عدادها ف بعض الحاديث فل يصح ذلك أصل وكذلك الدهر
والفعال والفالق والخرج والعال مع أن هذه ل ترد ف شيء من الحاديث إل حديث ل تسبوا
الدهر فإن ال هو الدهر وقد مضى معناه وبينا خطأ ابن حزم ف عده من الساء السن هناك
واعلم أن الساء السن ل تدخل تت حصر ول تد بعدد فإن ل تعال أساء وصفات استأثر
با ف علم الغيب عنده ول يعلمها ملك مقرب ول نب مرسل كما ف الديث الصحيح أسألك
بكل اسم هو لك سيت به نفسك أو أنزلته ف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به
ف علم الغيب عندك رواه أحد وابن حبان ف صحيحه وغيها قال ابن القيم فجعل أساءه ثلثة
أقسام قسم سى به نفسه فأظهره لن شاء من ملئكته أو غيهم ول ينل به كتابه وقسم أنزل
به كتابه وتعرف به إل عباده وقسم استأثر به ف علم غيبه فلم يطلع عليه أحدا من خلقه ولذا
قال استأثرت به أي انفردت بعلمه وليس الراد انفراده بالسمى به لن هذا النفراد ثابت ف
الساء الت انزل با كتابه ومن هذا قوله عليه السلم ف حديث الشفاعة فيفتح علي من مامده
بال أحسنه الن وتلك الحامد هي بأسائه وصفاته ومنه قوله ل أحصي ثناء عليك أنت كما
أثنيت على نفسك وأما قوله صلى ال عليه وسلم إن ل تسعة وتسعي اسا من أحصاها دخل
النة فالكلم جلة واحدة وقوله من أحصاها دخل النة صفة ل خب مستقبل والعن له أساء
متعددة من شأنا أن من أحصاها دخل النة وهذ كقولك لفلن ألف شاة أعدها للضياف فل
يدل على أنه ل يلك غيها وهذا ل خلف بي العلماء فيه
580وقوله تعال وذروا الذين يلحدون ف أسائه أي اتركوهم وأعرضوا عن مادلتهم قال ابن القيم
واللاد ف أسائه هو العدول با وبقائقها ومعانيها عن الق الثابت لا وهو مأخوذ من اليل
كما يدل عيله مادة اللحد ومنه اللحد وهو الشق ف جانب القب الذي قد مال عن الوسط ومنه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
اللحد ف الدين الائل عن الق إل الباطل إذا عرف هذا فاللاد ف أسائه أحدها أن يسمي
الصنام با كتسميتهم اللت من الله والعزى من العزيز وتسميتهم الصنم إلا وهذا إلاد
حقيقة فهم عدلوا بأسائه ال أوثانم وآلتهم الباطلة الثان تسميته با ل يليق بلله كتسمية
النصارى له أبا وتسمية الفلسفة له موجبا بذاته أو علة فاعلة بالطبع ونو ذلك وثالثها وصفه با
يتعال عنه ويتقدس من النقائص كقول أخبث اليهود إنه فقي وقولم إنه استراح بعد أن خلق
خلقه وقولم يد ال مغلولة وأمثال ذلك ما هو إلاد ف أسائه وصفاته ورابعها تعطيل الساء
السن عن معانيها وجحد حقائقها كقول من يقول من الهمية وأتباعهم إنا ألفاظ مردة ل
تتضمن صفات ول معان فيطلقون عليه اسم السميع والبصي والي والرحيم والتكلم ويقولون
ل حياة له ول سع ول بصر ول كلم ول إرادة تقوم به وهذا من أعظم اللاد فيها عقل
وشرعا ولغة وفطرة وهو يقابل إلاد الشركي فإن أولئك أعطوا من أسائه وصفاته للتهم
وهؤلء سلبوا كماله وجحدوها وعطلوها وكلها ألد ف أسائه ث الهمية وفروخهم
متفاوتون ف هذا اللاد فمنهم الغال والتوسط والتلوث وكل من جحد شيئا ما وصف ال به
نفسه أو وصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم فقد ألد ف ذلك فليقل أو ليستكثر وخامسها
تشبيه صفاته بصفات خلقه تعال ال عما يقول
581الشبهون علوا كبيا فهذا اللاد ف مقابله إلاد العطلة فإن أولئك نفوا صفات كماله
وجحدوها وهؤلء شبهوها بصفات خلقه فجمعهم اللاد وتفرقت بم طرقه وبرأ ال أتباع
رسوله وورثته القائمي بسنته عن ذلك كله فلم يصفوه إل با وصف به نفسه ول يحدوا
صفاته ول يشبهوها بصفات خلقه ول يعدلوا با عما أنزلت عليه لفظا ول معن بل أثبتوا له
الساء والصفات ونفوا عنه مشابة الخلوقات فكان إثباتم بريئا من التشبيه وتنيههم خاليا من
التعطيل ل كمن شبه كأنه يعبد صنما أو عطل حت كأنه ل يعبد إل عدما وأهل السنة وسط ف
النحل كما أن أهل السلم وسط ف اللل توقد مصابيح معارفهم من شجرة مباركة زيتونة ل
شرقية ول غربية يكاد زيتها يضيء ولو ل تسسه نار نور على نور يهدي ال لنوره من يشاء
سيجزون ما كانوا يعملون وعيد وتديد قوله يلحدون ف أسائه يشركون أي يشركون غيه ف
أسائه كتسميتهم الصنم إلا ويتمل أن الراد الشرك ف العبادة لن أساءه تعال تدل على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
التوحيد فالشراك بغيه إلاد ف معان أسائه سبحانه وتعال ل سيما مع القرار با كما كانوا
يقرون بال ويعبدون غيه فهذا السم وحده أعظم الدلة على التوحيد فمن عبد غيه فقد ألد
ف هذا السم وعلى هذا بقية الساء وهذا الثر ل يروه ابن أب حات عن ابن عباس إنا رواه عن
قتادة فاعلم ذلك قوله وعنه سو اللت من الله والعزى من العزيز هذا الثر معطوف على
سابقه أي رواه ابن أب حات عن ابن عباس وكذلك الثر الثان عن العمش معطوف على
سابقه أي رواه ابن أب حات عنه والعمش اسه
582سليمان بن مهران أبو ممد الكوف الفقيه ثقة حافظ ورع مات سنة وكان مولده أو سنة قوله
يدخلون فيها ما ليس منها أي كتسمية النصارى له ابا ونوه كما سبق باب ل يقال السلم
على ال لا كان حقيقة لفظ السلم السلمة والباءة واللص والنجاة من الشر والعيوب فإذا
قال السلم السلم عليكم فهو دعاء للمسلم عليه وطلب له أن يسلم من الشر كله وال هو
الطلوب منه ل الطلوب له وهو الدعو ل الدعو له وهو الغن له ما ف السموات وما ف الرض
استحال ان يسلم عليه سبحانه وتعال بل هو السلم على عباده كما قال تعال قل المد ل
وسلم على عباده الذين اصطفى وقال وسلم على الرسلي وقال تيتهم يوم يلقونه سلم فهو
السلم ومنه السلم ل إله غيه ول رب سواه ف الصحيح عن ابن مسعود رضي ال عنه قال
كنا إذا كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة قلنا السلم على ال من عباده السلم
على فلن فقال النب صلى ال عليه وسلم ل تقولوا السلم على ال فإن ال هو السلم ش قوله
ف الصحيح أي الصحيحي
583قوله قلنا السلم على ال أي يقولون ذلك ف التشهد الخي كما هو مصرح به ف بعض ألفاظ
الديث كنا نقول قبل أن يفرض التشهد السلم على ال فقال النب صلى ال عليه وسلم إن ال
هو السلم ولكن قولوا التحيات ل قوله فقال النب صلى ال عليه وسلم ل تقولوا السلم على
ال أي وال أعلم لا تقدم وكأن السلم اسه كما يرشد اليه آخر الديث قوله فإن ال هو
السلم أنكر عليه السلم التسليم على ال وأخب أن ذلك عكس ما يب له سبحانه فإن كل
سلم ورحة له ومنه فهو مالكها ومعطيها وهو السلم قال ابن النباري أمرهم أن يعرفوه إل
اللق لاجتهم إل السلمة وقال غيه وهذا كله حاية منه صلى ال عليه وسلم لناب التوحيد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
حت يعرف ال تعال ما يستحقه من الساء والصفات وأنواع العبادات قوله السلم على فلن
وفلن اختلف العلماء ف معن السلم الطلوب عند التحية على قولي أحدها أن العن اسم
السلم عليكم والسلم هنا هو ال عز وجل ومعن الكلم نزلت بركة اسم السلم عليكم
وحلت عليكم فاختي ف هذا العن من أسائه اسم السلم دون غيه ويدل عليه قوله ف آخر
الديث قوله فإن ال هو السلم فهذا صريح ف كون السلم اسا من أسائه فإذا قال السلم
السلم عليكم كان معناه اسم السلم عليكم يدل عليه ما رواه أبو داود عن ابن عمر أن رجل
سلم على النب صلى ال عليه وسلم فسلم يرد عليه حت استقبل الدار ث تيمم ورد عليه وقال
إن كرهت أن أذكر ال إل على طهر ففي هذا بيان أن السلم ذكر ل وإنا يكون ذكرا إذا
تضمنت اسا من أسائه
584الثان أن السلم مصدر بعن السلمة وهو الطلوب الدعو به عند التحية لنه ينكر بل ألف
ولم فيجوز ان يقول السلم سلم عليكم ولو كان اسا من أسائه تعال ل يستعمل كذلك بل
كان يطلق عليه معزفا كما يطلق على سائر أسائه السن فيقال السلم الؤمن الهيمن فإن
التنكي ل يصرف اللفظ إل معي فضل عن أن يصرفه إل ال وحده بلف العرف فإنه
ينصرف إليه تعيينا إذا ذكرت أساؤه السن ويدل على ذلك عطف الرحة والبكة عليه ف قوله
سلم عليكم ورحة ال وبركاته ولنه لو كان اسا من أسائه تعال ل يستقم الكلم بالضمار
وذلك خلف الصل ول دليل عليه ولنه ليس القصود من السلم هذا العن وإنا القصود منه
اليذان بالسلمة خبا ودعاء قال ابن القيم والصواب ف مموعهما أي القولي وذلك أن من
دعا ال بأسائه السن يسأل ف كل مطلوب ويتوسل إليه بالسم القتضي لذلك الطلوب
الناسب لصوله حت كأن الداعي مستشفع اليه متوسل به فإذا قال رب اغفر ل وتب علي إنك
انت التواب الرحيم الغفور فقد سأله أمرين وتوسل اليه باسي من أسائه مقتضيي لصول
مطلوبه وهذا كثي جدا وإذا ثبت هذا القام لا كان طلب السلمة الت هي أهم ما عند الرجل
أتى بلفظها بصيغة اسم من أسائه تعال وهو السلم الذي تطلب منه السلمة فتضمن لفظ
السلم معنيي أحدها ذكر ال تعال كما ف حديث ابن عمر والثان طلب السلمة وهو
القصود من السلم فقد تضمن سلم عليكم اسا من أساء ال وطلب السلمة منه انتهى ملخصا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
585باب قول اللهم أغفر ل إن شئت ش لا كان العبد لغناء له عن رحة ال ومغفرته طرفة عي بل
فقي بالذات إل الغن بالذات كما قال تعال يا أيها الناس أنتم الفقراء إل ال وال هو الغن
الميد نى عن قول ذلك لا فيه من إيهام الستغناء عن مغفرة ال ورحته كما سيأت وذلك
مضاد للتوحيد ف الصحيح عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ل يقولن
أحدكم اللهم اغفر ل إن شئت اللهم ارحن إن شئت ليعزم السألة فإن ال ل مكره له ولسلم
وليعظم الرغبة فإن ال ل يتعاظمه شيء أعطاه ش قوله ف الصحيح أي الصحيحي قوله اللهم
اغفر ل إن شئت قال القرطب إنا نى الرسول صلى ال عليه وسلم عن هذا القول لنه يدل
على فتور الرغبة وقلة الهتمام بالطلوب وكأن هذا القول يتضمن أن هذا الطلوب إن حصل
وال استغن عنه ومن كان هذا حاله ل يتحقق من حاله الفتقار والضطرار الذي هو روح
عبادة الدعاء وكان ذلك دليل على قلة معرفته بذنوبه وبرحة ربه وأيضا فإنه ل يكون موقنا
بالجابة وقد قال عليه السلم ادعوا ال وأنتم موقنون بالجابة واعلموا أن ال ل يستجيب دعاء
من قلب غافل
586قوله ليعزم السألة قال القرطب أي ليجزم ف طلبته ويقق رغبته ويتيقن الجابة فإنه اذا فعل ذلك
دل على علمه بعظيم ما يطلب من الغفرة والرحة وعلى أنه مفتقر ال ما يطلب مضطر إليه وقد
وعد ال الضطر بالجابة بقوله أمن ييب الضطر إذا دعاه قوله فإنه ل مكره له أي فإن ال ل
مكره له هذا لفظ البخاري ف الدعوات ولفظ مسلم عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم ل يقولن أحدكم اللهم اغفر ل إن شئت اللهم ارحن إن شئت ليعزم على السألة ف
الدعاء فإن ال صانع ما شاء ل مكره له قال القرطب هذا إظهار لعدم فائدة تقبل الستغفار
والرحة بالشيئة كأن ال تعال ل يضطره ال فعل شيء دعاء ول غيه بل يفعل ما يريد ويكم
ما يشاء ولذلك قيد ل تعال الجابة بالسألة ف قوله فيكشف ما تدعون إليه إن شاء فل معن
لشتراط الشيئة بقيله قوله ولسلم أي من وجه آخر قوله وليعظم الرغبة هو بالتشديد فإن ال ل
يتعاظمه شيء أعطاه يقال تعاظم زيد هذا المر أي كب عليه وعسر قال والرغبة يعن الطلبة
والاجة الت يريد وقيل السؤال والطلب تعظيم على هذا باللاح والول أظهر أي لسعة جوده
وكرمه ل يعظم عليه إعطاء شيء بل جيع الوجودات ف أمره يسي وهو أكب من ذلك وهذا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
هو غاية الطالب فالقتصار على الدان ف السألة إساءة ظن بوده وكرمه
587باب ل يقول عبدي وأمت ش أي لا ف ذلك من اليهام من الشاركة ف الربوبية فنهي عن ذلك
أدبا مع جناب الربوبية وحاية لناب التوحيد قال ف الصحيح عن أب هريرة أن رسول ال
صلى ال عليه وسلم قال ل يقل أحدكم أطعم ربك وضىء ربك وليقل سيدي ومولي ول
يقل أحدكم عبدي وأمت وليقل فتاي وفتات وغلمي ش قوله ف الصحيح أي الصحيحي قوله
ل يقل أحدكم هو بالزم على النهي والراد أن يقول ذلك لملوكه أو ملوك غيه فالكل منهي
عنه قوله أطعم ربك بفتح المزة من الطعام قوله وضيء ربك أمر من الوضوء وفيهما ف هذا
الديث زيادة اسق ربك و كأن الؤلف اقتصرها قال الطاب وسبب النع أن النسان مربوب
معبد باخلص التوحيد ل تعال وترك الشراك به فترك الضاهاة بالسم لئل يدخل ف معن
الشرك ول فرق ف ذلك بي الر والعبد وأما من ل تعبد عليه من سائر اليوانات والمادات
فل يكره أن يطلق ذلك عليه عند الضافة كقوله رب الدار والثوب قال ابن مفلح ف الفروع
وظاهر النهي التحري وقد يتمل أنه للكراهية وجزم به غي واحد من العلماء فإن قلت قد قال
ال تعال حكاية عن يوسف عليه السلم اذكرن عند ربك وقال النب صلى ال عليه وسلم
588ف اشتراط الساعة أن تلد المة ربتها فهذا يدل على الواز قيل فأما الية ففيها جوابان أحدها
وهو الظهر أن هذا جائز ف شرع من قبلنا وقد ورد شرعنا بلفه والثان أنه ورد لبيان الواز
والنهي للدب والتنيه دون التحري وأما الديث فليس من هذا الباب للتأنيث والنهي عنه أن
يقول ذلك للذكر لا فيه من ايهام الشاركة وهو معدوم ف النثى أو يقال بمله على الكراهة ف
النثى أيضا لورود الديث بذلك دون الذكر لنه ل يرد فيه ال النهي ويقال وهو أظهر إن هذا
ليس فيه إل وصفها بذلك ل دعاؤها به وتسميتها به وفرق بي الدعاء والتسمية وبي الوصف
كما تقول زيد فاضل فتصفه بذلك ول تسميه به ول تدعوه به قوله وليقل سيدي قيل إن الفرق
بي الرب والسيد لن الرب من أساء ال تعال اتفاقا واختلف ف السيد هل هو من أساء ال
تعال ول يأت ف القرآن أنه من أساء ال لكن ف حديث عبدال بن الشخي السيد ال وسيأت
فإن قلنا ليس من أساء ال فالفرق واضح إذ ل التباس وإن قلنا إنه من أساء ال فليس ف الشهرة
والستعمال كلفظ الرب فيحصل الفرق وأما من حيث اللغة فالسيد من السؤدد وهو التقدم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يقال ساد قومه إذا تقدمهم ول شكر ف تقدي السيد على غلمه فلما حصل الفتراق جاز
الطلق قلت وحديث ابن الشخي ل ينفي إطلق لفظ السيد على غي ال بل الراد أن ال هو
الحق بذا السم بأنواع العبارات ما أن غيه ل يسمى به
589ومولي قال النووي الول يطلق على ستة عشر معن منها الناظر والول والالك وحينئذ فل
بأس أن يقول مولي قال ف الفروع ول يقل عبدي وأمت كلكم عبيد ال وإماء ال ول يقل
العبد لسيده رب وف مسلم أيضا ول مولي فمولكم ال وظاهر النهي للتحري وقد يتمل أنه
للكراهة وجزم به غي واحد من العلماء كما ف شرح مسلم انتهى كلمه قلت فظاهر رواية
مسلم معارضة لديث الباب وأجيب بأن مسلما قد بي الختلف فيه عن العمش وأن منهم
من ذكر هذه الزيادة ومنهم من حذفها قال عياض وحذفها أصح فظهر أن اللفظ الول أرجح
وإنا صرنا للترجيح للتعارض بينهما والمع متعذر والعلم بالتاريخ مفقود فلم يبق إل الترجيح
قلت المع مكن بمل النهي على الكراهة أو على خلف الول قوله ول يقل أحدكم عبدي
وأمت لن حقيقة العبودية إنا يستحقها ال تعال ولن فيها تعظيما ل يليق بالخلوق وقد بي
النب صلى ال عليه وسلم العلة ف ذلك كما رواه أبو داود باسناد صحيح عن أب هريرة مرفوعا
ل يقولن أحدكم عبدي وأمت ول يقولن الملوك رب وربت وليقل الالك فتاي وفتات وليقل
الملوك سيدي وسيدت فإنكم الملوكون والرب ال عز وجل ورواه أيضا بإسناد صحيح موقوفا
فهذه علة له وف رواية لسلم ل يقولن أحدكم عبدي فإن كلكم عبيد ال قال ف مصابيح
الامع النهي إنا جاء
590متوجها إل السيد إذ هو ف مظنه الستطالة وأما قول الغي هذا عبد زيد وهذه أمة خالد فجائز
لنه يقول إخبارا أو تعريفا وليس ف مظنة الستطالة قلت وهو حسن وقد رويت أحاديث تدل
على ذلك وقال أبو جعفر النحاس ل نعلم بي العلماء خلفا أنه ينبغي لحد أن يقول لحد من
الخلوقي مولي ول يقول عبدك وعبدي وإن كان ملوكا وقد حظر رسول ال صلى ال عليه
وسلم على الملوكي فكيف للحرار قوله وليقل فتاي وفتات وغلمي أي لنا ليست دالة على
اللك كدللة عبدي وأمت فأرشد عليه السلم إل ما يؤدي العن من السلمة من اليهام
والتعاظم مع أنا تطلق على الر والملوك لكن إضافته تدل على الخلص باب ل يرد من سئل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بال ش أي إعظاما وإجلل ل تعال أن يسأل به ف شيء ولياب السائل إل سؤاله ومطلوبه
ولذا أمر النب صلى ال عليه وسلم بابرار القسم وتنازعوا هل هو أمر استحباب أو إياب
وظاهر كلم شيخ السلم التفريق بي أن يقصد إلزامه بالقسم فتجب إجابته أو يقصد إكرامه
فل تب عليه ولذا أوجب على القسم ف الول الكفارة إذا ل يفعل الحلوف عليه دون الثانية
لنه كالمر ول يب إذا كان للكرام لمر النب صلى ال عليه وسلم ابا بكر بوقوفه ف
591الصف ول يقف ولن أبا بكر اقسم على النب صلى ال عليه وسلم ليخبنه بالصواب والطأ لا
فسر الرؤيا فقال النب صلى ال عليه وسلم ل تقسم كما ف الصحيحي قال لنه علم أنه ل
يقصد القسام عليه مع الصلحة القتضية للكتم قال عن ابن عمر رضي ال عنهما قال قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم من استعاذ بال فأعيذوه ومن سأل بال فأعطوه ومن دعاكم
فأجيبوه ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه فإن ل تدوا ما تكافئوه فادعوا له حت تروا أنكم قد
كافأتوه رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح ش قوله من استعاذ بال فأعيذوه أي من سألكم
أن تدفعوا عنه شركم أو شر غيكم بال كقوله بال عليك أن تدفع عن شر فلن أو شرك أعوذ
بال من شرك أو شر فلن ونو ذلك فأعيذوه أي امنعوه ما استعاذ منه وكفوه عنه لتعظيم اسم
ال تعال ولذا قالت الونية للنب صلى ال عليه وسلم أعوذ بال منك قال لقد عذت بعاذ
القي بأهلك ولفظ أب داود من استعاذكم بال فأعيذوه ومن سألكم بال فأعطوه قوله ومن
سأل بال فأعطوه وف حديث ابن عباس عند أحد وأب داود ومن سألكم بوجه ال فأعطوه
ومعناه ظاهر وهو يقول أسألك بال أو بوجه ال ونو ذلك أن تفعل أو تعطين كذا ويدخل ف
ذلك القسم عليه بال أن يفعل كذا وظاهر الديث وجوب إعطائه ما سال ما ل يسأل إثا أو
قطيعة رحم وقد جاء الوعيد على ذلك ف عدة أحاديث منها حديث أب موسى مرفوعا ملعون
من سئل بوجه ال وملعون من يسأل بوجهه ث منع سائله ما ل يسأل هجرا رواه الطبان قال
ف تنبيه الغافلي ورجال إسناده رجال الصحيح إل شيخه يي بن عثمان بن صال والكثر
592على توثيقه فان بلغ هذا السناد أو إسناد غيه مبلغا يتج به كان ذلك من الكبائر وعن أب
عبيدة مول رفاعة بن رافع مرفوعا ملعون من سأل بوجه ال وملعون من سئل بوجه ال فمنع
سائله رواه الطبان أيضا وعن ابن عباس مرفوعا أل أخبكم بشر الناس رجل يسأل بال ول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يعطي رواه الترمذي وحسنه وابن حبان ف صحيحه وعن أب هريرة قال قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم أل أخبكم بشر البية قالوا بلى يا رسول ال قال الذي يسأل بال ول يعطي
رواه أحد إذا تبي هذا فهذه الحاديث دالة على إجابة من سئل بال أو أقسم به ولكن قال
شيخ السلم انا تب على معي فل تب على سائل يقسم على الناس وظاهر كلم الفقهاء أن
ذلك مستحب كابرار القسم والول اصح قوله ومن دعاكم فأجيبوه أي من دعاكم ال طعام
فأجيبوه فإن كانت وليمة عرس وتوفرت الشروط البينة ف كتب الفقه وجبت الجابة وإن كان
لغيها استحب إجابتها وتب مطلقا وهو الصحيح لظاهر الحاديث وهي ل تفرق بي وليمة
العرس وغيها وان كانت وليمة العرس آكد وأوجب قوله ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه
العروف اسم جامع للخي وقوله فكافئوه أي على إحسانه بثله أو خي منه وقد اشار شيخ
السلم ال مشروعية الكافأة لن القلوب جبلت على حب من أحسن اليها فهو اذا أحسن اليه
ول يكافئه يبقى ف قبله نوع تأله لن أحسن اليه فشرع قطع ذلك بالكافأة فهذا معن كلمه
وقال غيه انا أمر بالكافأة ليخلص القلب
593من احسان اللق ويتعلق بالق ولفظ أب داود من أتى اليكم معروفا قوله فان ل تدوا ما
تكافئوه هكذا ثبت بذف النون ف خط الصنف وهكذا هو ف غيه من اصول الديث قال
الطيب سقطت من غي ناصب ول جازم إما تفيفا أو سهوا من الناسخ قوله فادعوا له ال ال
يعن من أحسن اليكم أي إحسان فكافئوه بثله فإن ل تقدروا فبالغوا ف الدعاء له جهدكم حت
تصل السألة ووجه البالغة أنه رأى ف نفسه تقصيا ف الجازاة لعدم القدرة عليها فأحالا ال
ال ونعم الجازي هو وهذا الديث رواه أيضا أحد باسناد صحيح وابن حبان والاكم
وصححه النووي وقد روى الترمذي وصححه النسائي وابن حبان عن أسامة بن زيد مرفوعا
من صنع اليكم معروفا فقال الفاعل جزاك ال خيا فقد أبلغ ف الثناء باب ل يسأل بوجه ال ال
النة أي إعظاما وإجلل واكراما لوجه ال أن يسأل به الغاية الطالب وهذا من معان قوله
تعال ويبقى وجه ربك ذو اللل والكرام قال عن جابر بن عبدال قال قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم ل يسأل بوجه ال ال النة رواه أبو داود أيضا
594س قوله عن جابر هو جابر بن عبدال قوله ل يسأل بوجه ال ال النة روي بالنفي والنهي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وروي بالبناء للمجهول وهو الذي ف الصل وروي بالطاب للمفرد وفيه اثبات الوجه خلفا
للجهمية ونوهم فانم أولوا الوجه بالذات وهو باطل إذ ل يسمى ذات الشيء وحقيقته وجها
فل يسمى النسان وجها ول تسمى يده وجها ول تسمى رجله وجها والقول ف الوجه عند
أهل السنة كالقول ف بقية الصفات فيثبتونه ل على ما يليق بلله وكبيائه من غي كيف ول
تديد إثبات بل تثيل وتنيه بل تعطيل قوله إل النة كأن يقول اللهم إن أسألك بوجهك
الكري أن تدخلن النة وقيل الراد ل تسألوا من الناس شيئا بوجه ال كأن يقول أعطن شيئا
بوجه ال فإن ال أعظم من أن يسأل به شيء من الطام قلت والظاهر أن كل العنيي صحيح
قال الافظ العراقي وذكر النة إنا هو للتنبيه به على المور العظام ل للتخصيص فل يسأل
بوجهه ف المور الدنيئة بلف المور العظام تصيل أو دفعا كما يشي اليه استعاذة النب صلى
ال عليه وسلم به قلت والظاهر أن الراد ل يسال بوجه ال إل النة أو ما هو وسيلة اليها
كالستعاذة بوجه ال من غضبه ومن النار ونو ذلك ما هو وارد ف أدعيته صلى ال عليه وسلم
وتعوذاته ولا نزل قوله تعال قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال النب
صلى ال عليه وسلم أعوذ بوجهك أو من تت
595أرجلكم قال أعوذ بوجهك رواه البخاري وهذا الديث رواه أيضا ف الختارة أيضا ولكن ف
اسناده سليمان بن معاذ قال ابن معي ليس بشيء وضعفه عبد الق وابن القطان باب ما جاء ف
اللو اعلم أن من كمال التوحيد الستسلم للقضاء والقدر رضا بال ربا فإن هذا من جنس
الصائب والعبد مأمور عند الصائب بالصب والرجاع والتوبة وقول لو ل يدي عليه إل الزن
والتحسر مع ما ياف توحيده من نوع العاندة للقدر الذي ل يكاد يسلم منها من وقع منه هذا
ال ما شاء ال فهذا وجه ايراده هذا الباب ف التوحيد قال وقول ال تعال يقولون لو كان لنا من
المر شيء ما قتلنا ههنا الية ش قال ابن كثي فسر ما أخفوه ف أنفسهم بقوله يقولون لو كان
لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا أي يسرون هذه القالة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
ابن اسحاق حدثن يي بن عبادة بن عبدال بن الزبي عن أبيه عن عبدال
596بن الزبي قال لقد رأيتن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حي اشتد الوف علينا ارسل ال
علينا النوم فما منا رجل إل ذقنه ف صدره فوال إن لسع قول معتب بن قشي ما أسعه إل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
كاللم لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا فحفظتها منه وف ذلك أنزل ال عز وجل
يقولون لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا لقول معتب رواه ابن أب حات قال ال تعال قل
لو كنتم ف بيوتكم لبز الذين كتب عليهم القتل إل مضاجعهم أي هذا قدر مقدر من ال عز
وجل وحكم حتم لزم ل ميد عنه ول مناص منه قلت فتبي وجه ايراد الصنف الية على
الترجة لن قول لو ف المور القدرة من كلم النافقي ولذا رد ال عليهم ذلك بأن هذا قدر
فمن كتب عليه شيء فل بد ان يناله فماذا يغن عنكم قول لو وليت ال السرة والندامة
فالواجب عليكم ف هذه الالة اليان بال والتعزي بقدره مع ما ترجون من حسن ثوابه وف
ذلك عي الفلح لكم ف الدنيا والخرة بل يصل المر ال ان تنقلب الخاوف أمانا والحزان
سرورا وفرحا كما قال عمر بن عبد العزيز أصحبت وما ل سرور إل ف مواقع القضاء والقدر
قال وقوله تعال الذين قالوا لخوانم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا الية ش روى ابن جرير عن
السدي قال خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد ف ألف رجل وقد وعدهم الفتح إن
صبوا فلما خرجوا رجع عبدال بن أب ف ثلثائة فتبعهم ابو جابر السلمي يدعوهم فلما غلبوه
وقالوا له ما نعلم
597قتال ولئن أطعتنا لترجعن معنا فنل الذين قالوا لخوانم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا الية وعن
ابن جريج ف الية قال هو عبدال بن أب الذين قعدوا وقالوا لخوانم الذين خرجوا مع النب
صلى ال عليه وسلم يوم أحد رواه ابن جرير وابن أب حات فعلى هذا إخوانم هم السلمون
الجاهدون وسوا إخوانم لوافقتهم ف الظاهر وقيل إخوانم ف النسب لف الدين لو أطاعونا ما
قتلوا قال ابن كثي لو سعوا مشورتنا عليهم ف القعود وعدم الروج ما قتلوا مع من قتل قال ال
تعال قل فادرؤوا عن أنفسكم الوت ان كنتم صادقي أي ان كان القعود يسلم به الشخص من
القتل والوت فينبغي أنكم ل توتون والوت لبد آت اليكم ولو كنتم ف بروج مشيدة فادفعوا
عن أنفسكم الوت ان كنتم صادقي قال ماهد عن جابر بن عبدال نزلت هذه الية ف عبدال
بن أب قلت وكان أشار على رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد بعدم الروج فلما قدر
ال المر قال ذلك تصويبا لرأيه ورفعا لشأنه فرد ال عليه وعلى أمثاله قل فادرؤوا عن أنفسكم
الوت ان كنتم صادقي فل تعذرون عن ذلك فعلم أن ذلك بقضاء ال وقدره أي يستوي الذي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ف وسط الصفوف والذي ف البوج الشيدة ف القتل والوت بل لو كنتم ف بيوتكم لبز الذين
كتب عليهم القتل ال مضاجعهم فل ينجي حذر عن قدر وف ضمن ذلك قول لو ونوه ف مثل
هذا القام لن ذلك ل يدي شيئا اذ القدر قد وقع فل سبيل ال دفعه أبدا واصب لكم ربك
فإنك بأعيننا
598قال ف الصحيح عن أب هريرة رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال احرص
على ما ينفعك واستعن بال ول تعجز وان أصابك شيء قل تقل لو أن فعلت لكان كذا وكذا
ولكن قل قدر ال وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ش قوله ف الصحيح أي صحيح
مسلم قوله احرص على ما ينفعك ال هذا الديث اختصره الصنف رحه ال ولفظه أن النب
صلى ال عليه وسلم قال الؤمن القوي خي وأحب ال ال من الؤمن الضعيف وف كل خي
احرص على ما ينفعك ال آخره فقوله عليه السلم الؤمن القوي خي وأحب ال ال من الؤمن
الضعيف فيه أن ال سبحانه موصوف بالحبة وأنه يب على القيقة كما قال يبهم ويبونه
وفيه أنه سبحانه يب مقتضى أسائه وصفاته وما يوافقها فهو القوي ويب الؤمن القوي وهو
وتر يب الوتر وجيل يب المال وعليم يب العلماء ومسن يب الحسني وصبور يب
الصابرين وشكور يب الشاكرين قلت الظاهر أن الراد القوة ف أمر ال وتنفيذه والسابقة بالي
والمر بالعروف والنهي عن النكر والصب على ما يصيب ف ذات ال ونو ذلك ل قوة البدن
ولذا مدح ال النبياء بذلك ف قوله واذكر عبادنا ابراهيم واسحق ويعقوب أول اليدي
والبصار فاليدي القوة والعزائم ف تنفيذ أمر ال وقوله واذكر عبدنا داود ذا اليد انه أواب
599وقوله ف كل خي أي كل من الؤمن القوي والؤمن الضعيف على خي وعافية لشتراكهما ف
اليان والعمل الصال ولكن القوي ف ايانه ودينه أحب ال ال وفيه أن مبة الؤمني تتفاضل
فيحب بعضهم أكثر من بعض وقوله احرص على ما ينفعك هو بفتح الراء وكسرها قال ابن
القيم سعادة النسان ف حرصه على ما ينفعه ف معاشه ومعاده والرص هو بذل الهد
واستفراغ الوسع فإذا صادف ما ينتفع به الريص كان حرصه ممودا وكماله كله ف مموع
هذين المرين أن يكون حريصا وأن يكون حرصه على ما ينتفع به فإن حرص على مال ينفعه
أو فعل ما ينفعه بغي حرص فإنه من الكمال بسب ما فاته من ذلك فالي كله ف الرص على
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ما ينفع قوله واستعن بال قال ابن القيم لا كان حرص النسان وفعله إنا هو بعونة ال ومشيئتة
وتوفيقه أمره أن يستعي به ليجتمع له مقام اياك نعبد واياك نستعي فإن حرصه على ما ينفعه
عبادة ل ولتتم ال بعونته فأمره بأن يعبده ويستعي به وقال غيه استعن بال أي اطلب العانة
ف جيع أمورك من ال ل من غيه كما قال تعال اياك نعبد واياك نستعي فإن العبد عاجز ل
يقدر على شيء إن ل يعنه ال عليه فل معي له على مصال دينه ودنياه ال ال عز وجل فمن
اعانه ال فهو العان ومن خذله فهو الخذول وقد كان النب صلى ال عليه وسلم يقول ف
خطبته ويعلم أصحابه أن يقولوا المد ل نستعينه ونستهديه ومن دعاء القنوت اللهم إنا
نستعينك وأمر معاذ بن جبل أن ل يدع ف دبر كل صلة أن يقول اللهم
600أعن على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وكان ذلك من دعائه صلى ال عليه وسلم ومنه أيضا
اللهم أعن ول تعن علي واذا حقق العبد مقام الستعانة وعمل به كان مستعينا بال عز وجل
متوكل عليه راغبا وراهبا إليه فيستحق له مقام التوحيد إن شاء ال تعال قوله ول تعجزن وهو
بكسر اليم وفتحها استعمل الرص والجتهاد وف تصيل ما ينفعك من أمر دينك ودنياك الت
تستعي با على صيانة دينك وصيانة عيالك ومكارم أخلقك ول تفرط ف طلب ذلك ول
تتعاجز عنه متكل على القدر أو متهاونا بالمر فتنسب للتقصي وتلم على التفريط شرعا وعقل
مع اناء الجتهاد نايته وبلغ الرص غايته فل بد من الستعانة بال والتوكل عليه واللتجاء ف
كل المور اليه فمن ملك هذين الطريقي حصل على خي الدارين وقال ابن القيم العجز يناف
حرصه على ما ينفعه ويناف استعانته بال فالريص على ما ينفعه الستعي بال ضد العاجر فهذا
ارشاد له قبل رجوع القدور ال ما هو من أعظم أسباب حصوله وهو الريص عليه مع
الستعانة بن أزمة المور بيده ومصدرها منه ومردها اليه قوله فإن أصابك شيء ال آخره العبد
اذا فاته ما ل يقدر له فله حالتان حالة عجز وهي مفتاح عمل الشيطان فيلقيه العجز ال لو ول
فائدة ف لو ههنا بل هي مفتاح اللوم والزع والسخط والسف والزن وذلك كله من عمل
الشيطان فنهاه صلى ال عليه وسلم عن افتاح عمله بذا الفتاح وأمره بالالة الثانية وهي النظر
ال القدر وملحظته وأنه لو قدر له ل يفته ول يغلبه عليه أحد فلم يبق له ههنا أنفع من شهود
القدر ومشيئة الرب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
601النافذة الت توجب وجود القدور وإذا انتفت امتنع وجوده فلهذا قال وإن أصابك شيء أي
غلبك المر ول يصل القصود بعد بذل جهده والستعانة بال فل تقل لو أن فعلت لكان كذا
وكذا ولكن قل قدر ال وما شاء فعل فأرشده ال ما ينفعه ف الالتي حالة حصول مطلوبه
وحالة فواته فلهذا كان هذا الديث ما ل يستغن عنه العبد أبدا بل هو أشد شيء إليه ضرورة
وهو يتضمن إثبات القدر والكسب والختيار والقيام بالعبودية باطنا وظاهرا ف حالت حصول
الطلوب وعدمه هذا معن كلم ابن القيم وقال القاضي قال بعض العلماء هذا النهي إنا هو لن
قاله معتقدا ذلك حتما وانه لو فعل ذلك ل يصبه قطعا فأما من رد ذلك إل مشيئة ال تعال وأنه
لن يصيبه إل ما شاء ال فليس من هذا واستدل بقول اب بكر الصديق ف الغار لو أن أحدهم
رفع رأسه لرآنا قال القاضي وهذا ما لحجة فيه لنه اخب عن مستقبل وليس فيه دعوى لرد
القدر بعد وقوعه قال وكذا جيع ما ذكره البخاري فيما يوز من الو كحديث لول حدثان
قومك بالكفر لتمت البيت على قواعد إبراهيم ولو كنت راجا بغي بينة لرجت هذه ولول أن
أشق على امت لمرتم بالسواك وشبه ذلك وكله مستقبل ل اعتراض فيه على قدر ول كراهة
فيه لنه إنا أخب عن اعتقاده فيما كان يفعل لول الانع وعما هو ف قدرته فأما ما ذهب فليس
ف قدرته فإن قيل ما تصنعون بقوله صلى ال عليه وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما
سقت الدي ولعلتها عمرة قيل هذا كقوله لول حدثان قومك بالكفر ونوه ما هو خب عن
مستقبل ل اعتراض فيه على قدر بل هو اخبار لم أنه لو استقبل الحرام بالج ما ساق الدي
ول أحرم بالعمرة
602بقوله لم لا أمرهم بفسخ الج إل العمرة حثا لم وتطييبا لقلوبم لا رآهم توقفوا ف أمره فليس
من النهي عنه بل هو إخبار لم عما كان يفعل ف الستقبل لو حصل ول خلف ف جواز ذلك
وإنا ينهى عن ذلك ف معارضة القدر مع اعتقاد أن ذلك الانع لو يقع لوقع خلف القدور قوله
فإن لو تفتح عمل الشيطان أي من الزع والعجز واللوم والسخط من القضاء والقدر ونو ذلك
ولذا من قالا على وجه النهي عنه فإن سلم من التكذيب بالقضاء والقدر ل يسلم من العاندة
له واعتقاد أنه لو فعل ما زعم ل يقع القدور ونو ذلك وهذا من عمل الشيطان فإن قيل ليس
ف هذا رد للقدر ول تكذيب به إذ تلك السباب الت تناها من القدر فهو يقول لو أن وقفت
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
لذا القدر ل ندفع به عن ذلك القدر فإن القدر يدفع بعضه ببعض قيل هذا حق ولكن ينفع قبل
وقوع القدر الكروه فأما اذا ما وقع فل سبيل إل دفعه وإن كان له سبب إل دفعه أو تفيفه
بقدر آخر فهو أول به من قول لو كنت فعلت بل وحقيقته ف هذا الال أن يستقبل فعله الذي
يدفع به الكروه ول يتمن مالمطمع ف وقوعه فإنه عجز مض وال يلوم على العجز ويب
الكيس ويأمر به والكيس مباشرة السباب الت ربط ال با بسبباتا النافعة للعبد ف معاشه
ومعاده انتهى ملخصا من كلم ابن القيم باب النهي عن سب الريح ش أي لنا مأمورة ول
تأثي لا ف شيء ال بأمر ال فسبها كسب الدهر
603وقد تقدم النهي عنه فكذلك الريح قال عن أب بن كعب رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال ل تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك خي هذه الريح
وخي ما فيها وخي ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به
صححه الترمذي ش قوله عن أب بن كعب أي ابن قيس بن عبيد بن زيد ابن معاوية بن عمرو
بن مالك بن النجار النصاري الزرجي أبو النذر صحاب بدري جليل وكان من قراء الصحابة
وقضاتم وعلمائهم وله مناقب مشهورة اختلف ف سنة موته فقال اليثم بن عدي مات سنة
تسعة عشر وقال خليفة بن خياط سنة اثني وثلثي يقال فيها مات أب بن كعب ويقال بل
مات ف خلفة عمر قلت وقيل غي ذلك قوله ل تسبوا الريح أي ل تشتموها ول تلعنوها
للحوق ضرر فيها فإنا مأمورة مقهورة فل يوز سبها بل تب التوبة عند التضرر با وهو
تأديب من ال تعال لعباده وتأديبه رحة للعباد فلهذا جاء ف حديث أب هريرة مرفوعا الريح من
روح ال تأت بالرحة وبالعذاب فل تسبوها ولكن سلو ال من خيها وتعوذوا بال من شرها
رواه أحد وابو داود وابن ماجة وكونا قد تأت بالعذاب ل يناف كونا من رحة ال وعن ابن
عباس أن رجل لعن الريح عند النب صلى ال عليه وسلم فقال ل تلعنوا الريح فإنا مأمورة وإنه
من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة اليه رواه الترمذي وقال غريب قال الشافعي ل ينبغي
شتم الريح فإنا خلق مطيع ل وجند من جنوده يعلها ال رحة إذا شاء ونقمة إذا شاء ث روي
بإسناده حديث
604منقطع أن رجل شكى إل رسول ال صلى ال عليه وسلم الفقر فقال له لعلك تسب الريح
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وقال مطرف لو حبست الريح عن الناس لنت ما بي السماء والرض قوله فإذا رأيتم ما
تكرهون أي من الريح إما شدة حرها أو بردها أو قوتا قوله فقولوا اللهم إنا نسألك من خي
هذه الريح أمر صلى ال عليه وسلم بالرجوع إل خالقها وأمرها الذي أزمة المور كلها بيده
ومصدرها عن قضائه فما استجلبت نعمة بثل طاعته وشكره ول استدفعت نقمة بثل اللتجاء
اليه والتعوذ به والضطرار إليه والستنكانة له ودعائه والتوبة اليه والستغفار من الذنوب قالت
عائشة كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا عصفت الريح قال اللهم إن أسألك من خيها
وخي ما فيها وخي ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به وإذا
تيلت السماء تغي لونه وخرج ودخل وادبر وأقبل فإذا مطرت سري ذلك عنه فعرفت عائشة
ذلك فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال قوم عاد فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا
عارض مطرنا رواه البخاري ومسلم فهذا ما أمر به صلى ال عليه وسلم وفعله عند الريح
وغيها من الشدائد الكروهات فأين هذا من يستغيث بغي ال من الطواغيت والموات فيقولون
يا فلن الزمها أو أزلا فال الستعان
605باب قول ال تعال يظنون بال غي الق ظن الاهلية يقولون هل لنا من المر شيء قل إن المر
كله ل الية ش أراد الصنف بذه الترجة التنبيه على وجوب حسن الظن بال لن ذلك من
واجبات التوحيد ولذلك ذم ال من أساء الظن به لن مبن حسن الظن على العلم برحة ال
وعزته وإحسانه وقدرته وعلمه وحسن اختياره وقوة التوكل عليه فإذا ت العلم بذلك أثر له
حسن الظن بال وقد ينشأ حسن الظن من مشاهدة بعض هذه الصفات وبالملة فمن قام بقلبه
حقائق معان أساء ال وصفاته قام به من حسن الظن ما يناسب كل اسم وصفة لن كل صفة
لا عبودية خاصة وحسن ظن خاص وقد جاء الديث القدسي قال ال تعال أنا عند ظن عبدي
ب وانا معه حي يذكرن رواه البخاري ومسلم وعن جابر رضي ال عنه أنه سع النب صلى ال
عليه وسلم قبل موته بثلثة أيام يقول ل يوتن احدكم إل وهو يسن الظن بال عز وجل رواه
مسلم وابو داود وف حديث عند أب داود وابن حبان حسن الظن من حسن العبادة رواه
الترمذي والاكم ولفظهما حسن الظن بال من حسن العبادة قوله يقولون هل لنا من المر
شيء قال ابن القيم ث أخب عن الكلم الذي صدر عن ظنهم الباطل وهو قولم هل لنا من المر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
من
606شيء وقولم لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا فليس مقصودهم بالكلمة الول والثانية
إثبات القدر ورد المر كله ل ولو كان مقصودهم لا ذموا عليه ولا حسن الرد عليهم بقوله قل
إن المر كله ل ول كان مصدر هذا الكلم ظن الاهلية ولذا قال غي واحد من الفسرين إن
ظنهم الباطل ههنا هو التكذيب بالقدر وظنهم أن المر لو كان إليهم لكان رسول ال صلى ال
عليه وسلم واصحابه تبعا لم يسمعون منهم لا أصابم القتل ولكان التصرف والظفر لم
فكذبم ال عز وجل ف هذا الظن الباطل الذي هو ظن الاهلية وهو الظن النسوب إل أهل
الهل الذين يزعمون بعد نفاذ القضاء والقدر الذي ل يكن بد من نفاذه انم كانوا قادرين على
دفعه وإن المر لو كان إليهم لا نفذ القضاء فأكذبم ال بقوله قل إن المر كله ل فل يكون إل
ما سبق به قضاؤه وقدره وجرى به قلمه وكتابه السابق وما شاء ال كان ول بد شاء الناس أم
أبوا وما ل يشاء ل يكن شاءه الناس أو ل يشاؤوه وما جرى عليكم من الزية والقتل فبأمره
الكون الذي ل سبيل إل دفعه سواء كان لكم من المر شي او ل يكن فإنكم لو كنتم ف
بيوتكم وقد كتب القتل على بعضكم لرج من كتب عليه القتل من بيته ال مضجعه ول بد
سواء كان له من المر شيء أو ل يكن وهذا من اظهر الشياء إبطال لقول القدرية النفاة الذين
يوزون أن يقع ما ل يشاء ال وأن يشاء مال يقع وقوله وليبتلي ال ما ف صدوركم أي يتب ما
فيها من اليان والنفاق فالؤمن ل يزداد بذلك إل ايانا وتسليما والنافق ومن ف قلبه مرض ل
بد أن يظهر ما ف قلبه على جوارحه ولسانه
607قوله وليمحص ما ف قلوبكم هذه حكمة أخرى وهي تحيص ما ف قلوب الؤمني وهو تليصه
وتنقيته وتذيبه فإن القلوب يالطها تغليب الطباع وميل النفوس وحكم العادة وتزيي الشيطان
واستيلء الغفلة ما يضاد ما أودع فيها من اليان والسلم والب والتقوى فلو تركت ف عافية
دائمة مستمرة ل تتخلص من هذه الخاطر ول تتمحص منه فاقتضت حكمة العزيز الرحيم ان
قيض لا من الحن والبليا ما يكون كالدواء الكريه لن عرض له داء إن ل يتداركه طبيب
بإزالته وتنقيته من هو ف جسده وإل خيف عليه من الفساد واللك فكانت نعمته سبحانه
عليهم بذه الكثرة والزية وقتل من قتل منهم تعاد نعمته عليهم بنصره وتأييدهم وظفرهم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بقدرتم فله عليهم النعمة التامة ف هذا وهذا قوله وال عليم بذات الصدور ث أنزل عليكم من
بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم يعن أهل اليان واليقي والثبات والتوكل الصادق وهم
الازمون بأن ال عز وجل سينصر رسوله وينجز له مأموله ولذا قال وطائفة قد أهتهم انفسهم
يعن ل يغشاهم النعاس من القلق يظنون بال غي الق ظن الاهلية كما قال ف الية الخرى
بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والؤمنون إل اهليهم أبدا وزين ذلك ف قلوبكم الية وهكذا
هؤلء اعتقدوا أن الشركي لا ظهروا تلك الساعة انا الفاصلة وأن السلم قد باء وأهله قال
ابن القيم ظن الاهلية هو النسوب إل أهل الهل وظن غي الق لنه غي ما يليق بأسائه
السن وصفاته العلى وذاته البأة من كل عيب
608وسوء أو خلف ما يليق بكمته وحده وتفرده بالربوبية واللية وما يليق بوعده الصادق الذي
ل يلفه وقد ذكر الؤلف تفسي ابن القيم لذه الية وهو أحسن ما قيل فيها وسيأت ما يتعلق به
إن شاء ال تعال وقوله يقولون هل لنا من المر من شيء هذا أيضا من حكاية مقال النافقي
والظاهر أن العن إنا أخرجنا كرها ولو كان المر إلينا ما خرجنا كما أشار إليه ابن أب بذلك
ولفظه استفهام ومعناه النفي أي ما ان شيء من المر أي أمر الروج وقيل غي ذلك فرد ال
عليهم بقوله إن المر كله ل أي ليس لكم من المر شيء ول لغيكم بل المر كله ل فهو
الذي إذا شاء فل مرد له وقوله يقولون لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ههنا تقدم الكلم
عليها ف باب ما جاء ف اللو وقوله وليبتلي ال ما ف صدوركم أي قدر ال هذه الزية والقتل
ليختب ال ما ف صدوركم بأعمالكم لنه قد علمه غيبا فيعلمه شهادة لن الجازاة إنا تقع على
من يعلم مشاهدة ل على ما هو معلوم منهم غي مغمور وليمحص ما ف قلوبكم اي يطهرها من
الشدة والرض با يريكم من عجائب آياته وباهر قدرته وهذا خاص بالؤمني دون النافقي وال
عليم بذات الصدور قيل معناه إن ال ل يبتليكم ليعلم ما ف صدوركم فإنه عليم بذلك وإنا
ابتلكم ليظهر أسراركم وال أعلم قال وقوله الظاني بال ظن السوء عليهم دائرة السوء الية
ش قال ابن كثي يتهمون ال تعال ف حكمه ويظنون بالرسول صلى ال عليه وسلم واصحابه
أن يقتلوا ويذهبوا بالكلية ولذا قال عليهم دائرة السوء
609وغضب ال عليهم ولعنهم أي أبعدهم من رحته واعد لم جهنم وساءت مصيا قال ابن القيم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ف الية الول فسر هذا الظن بأنه سبحانه ل ينصر رسوله وأن أمره سيضمحل وفسر أن ما
أصابم ل يكن بقدر ال وحكمته ففسر بانكار الكمة وإنكار القدر وإنكار أن يتم أمر رسوله
وأن يظهره على الدين كله وهذا هو ظن السوء الذي ظن النافقون والشركون ف سورة الفتح
وإنا كان هذا ظن السوء لنه ظن غي ما يليق به سبحانه وما يليق بكمته وحده ووعده
الصادق فمن ظن أنه يديل الباطل على الق إدالة مستقرة يضمحل معها الق أو أنكر أن يكون
ما جرى بقضائه وقدره وأنكر أن يكون قدره لكمة بالغة يستحق عليها المد بل زعم أن
ذلك لشيئة مردة فذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار وأكثر الناس يظنون بال
ظن السوء فيما يتص بم وفيما يفعله بغيهم فقل من يسلم من ذلك إل من عرف ال وأساءه
وصفاته وهو موجب حكمته وحده فليعت اللبيب الناصح لنفسه بذا وليتب ال ال تعال
ويستغفره من ظنه بربه ظن السوء ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملمة له
يقول إنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل أنت سال فإن
تنج منها تنج من ذي عظيمة والفإن ل إخالك ناجيا ش قوله فسر هذا الظن بأنه سبحانه
لينصر رسوله إل آخره هذا
610تفسي غي واحد من الفسرين وهو مأخوذ من تفسي قتادة والسدي وذكر ذلك عنهما ابن
جرير وغيه بالعن وقوله وإن أمره سيضمحل أي سيذهب جلة حت ل يبقى له اثر
والضمحلل ذهاب الشيء جلة قوله وفسر أن ما أصابم ل يكن بقدر ال وحكمته قال
القرطب وقال جويب عن الضحاك عن ابن عباس ف قوله يظنون بال غي الق ظن الاهلية يعن
التكذيب بالقدر وذلك أنم تكلموا فيه فقال ال قل إن المر كله ل يعن القدر خيه وشره من
ال وأما تفسيه بإنكار الكمة فلم أقف عليه عن السلف فهو تفسي صحيح فمن أنكر أن ذلك
ل يكن لكمة بالغة يستحق عليها المد والشكر فقد ظن بال ظن السوء وقد اشار تعال ال
بعض الكم والغايات الحمودة ف ذلك ف سورة آل عمران فذكر شيئا كثيا منها ف الية
الفسرة وليبتلي ال ما ف صدوركم وليمحص ما ف قلوبكم وال عليم بذات الصدور فهذا
بعض الكمة ف ذلك فمن أنكره فقد ظن ظن السوء بال وحكمته وعلمه ورحته لكمال علمه
وقدرته ورحته ولن من اسائه الق وذلك هو موجب ليبته وربوبيته قوله لنه ظن غي ما يليق
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
به سبحانه اي لن الذي يليق به سبحانه أنه يظهر الق على الباطل وينصره فل يوز ف عقل
ول شرع أن يظهر الباطل على الق قال تعال بل نقذف بالق على الباطل فيدمغه فإذا هو
زاهق وقال تعال وقل جاء الق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
611قوله ول يليق بكمته وحده أي ان الذي يليق بكمته وحده أن ل يكون ف السموات ول ف
الرض حركة ول سكون إل وله ف ذلك الكمة البالغة والمد الكامل التام عليها فكيف بثل
هذا المر العظيم الذي وقع على سيد الرسلي صلى ال عليه وسلم وعلى سادات الولياء رضي
ال عنهم فله سبحانه وتعال ف ذلك الكمة وله عليه المد بل والشكر ومن تأمل ما ف سورة
آل عمران ف سياق القصة رأى من ذلك العجب فمن ظن بال تعال أنه ل يفعل ذلك بقدرة
وحكمة يستحق عليها المد والشكر فقد ظن به ظن السوء قوله فمن ظن أنه يديل الباطل على
الق إدالة مستقرة يضمحل معها الق فهذا ظن السوء لنه نسبه أي سبحانه إل ما ل يليق
بلله وكماله ونعوته وصفاته فإن حده وحكمته وعزته تأب ذلك وتأب أن يذل حزبه وجنده
وأن تكون النصرة الستقرة والظفر الدائم لعدائه الشركي العاندين له فمن ظن به ذلك فما
عرفه ول عرف أساءه وصفاته وكماله قوله أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره أي
فذلك ظن السوء لنه نسبة له إل ما ل يليق بربوبيته وملكه وعظمته قوله أو أنكر أن يكون
قدره لكمة بالغة يستحق عليها المد بل زعم أن ذلك لشيئة مردة فذلك ظن الذين كفروا
فويل للذين كفروا من النار قال ابن القيم وكذلك من انكر أن يكون قدر ما قدره من ذلك
وغيه لكمة بالغة وغاية ممودة يستحق عليها المد وان ذلك انا صدر عن مشيئة
612مردة عن حكمة وغاية مطلوبة هو أحب إل من قوتا وأن تلك السباب الكروهة الفضية إليها
ل يرج تقدرها عن الكمة لنضمامها إل ما يب وإن كانت مكروهة له فما قدرها سدى
ول شاءها عبثا ولخلقها باطل ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار قوله ووعده
الصادق لن ال تعال وعد رسوله صلى ال عليه وسلم أن يظهر أمره ودينه على الدين كله ولو
كره الشركون فمن ظن به تعال أن دين نبيه سيضمحل ويبطل ول يظهر على الدين كله فقد
ظن به ظن السوء لنه ظن أنه يلف اليعاد وال تعال ل يلف اليعاد قوله واكثر الناس يظنون
بال ظن السوء فيما يتص بم وفيما يفعله بغيهم قال ابن القيم فمن قنط من رحته وأيس من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
روحه فقد ظن به ظن السوء ومن جوز عليه أن يعذب أولياءه مع إحسانم وإخلصهم ويسوي
بينهم وبي أعدائه فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه يترك خلقه سدى معطلي عن المر
والنهي ول يرسل اليهم رسله ول ينل إليهم كتبه فقد ظن به ظن السوء ومن ظن انه لن
يمعهم بعد موتم للثواب والعقاب ف دار يازي فيها الحسن بإحسانه والسيء بإساءته ويبي
للقه حقيقة ما اختلفوا فيه ويظهر للعالي كلهم صدقه وصدق رسله وأن أعداءه كانوا هم
الصادقي فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه يضيع عليه عمله الصال الذي عمله خالصا لوجهه
على امتثال أمره ويبطله عليه بل سبب من العبد أو أنه يعاقبه على فعله سبحانه به أو ظن به أنه
يوز عليه أن يؤيد أعداءه الكاذبي عليه بالعجزات الت يؤيد با أنبياءه ورسله وأنه يسن منه
613كل شيء حت يعذب من أفن عمره ف طاعته اي كمحمد صلى ال عليه وسلم فيخلده ف
الحيم أو ف أسفل سافلي ومن استنفذ عمره ف عداوته وعداوة رسله ودينه كأب جهل فيفعه
ال أعلى عليي وكل المرين ف السن سواء عنده ول يعرف امتناع أحدها ووقوع الخر إل
بب صادق وإل فالعقل ل يقضي بقبح أحدها وحسن الخر فقد ظن به ظن السوء ومن ظن
أنه أخب عن نفسه وصفاته وأفعاله با ظاهره باطل وتشبيه وتثيل وترك الق ل يب به وإنا رمز
إليهم رموزا بعيدة وصرح دائما بالتشبيه والتمثيل والباطل وأراد من خلقه أن يتعبوا أذهانم
وقواهم وأفكارهم ف تريف كلمه عن مواضعه وتأويله على غي تأويله وإعانتهم ف معرفة
أسائه وصفاته على عقولم وآرائهم ل على كتابه مع قدرته على أن يصرح لم بالق الذي
ينبغي التصريح به ويريهم من اللفاظ الت توقعهم ف اعتقاد الباطل فقد ظن به ظن السوء ومن
ظن به أن يكون له ف ملكه مال يشاء ول يقدر على إياده وتكوينه فقد ظن به ظن السوء ومن
ظن أنه ل سع له ول بصر ول علم ول إرادة ول كلم يقوم به وأنه ل يكلم أحدا من اللق
ول يتكلم أبدا فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه ليس فوق سواته على عرشه بائنا من خلقه
وأن نسبة ذاته تعال إل عرشه كنسبتها إل أسفل سافلي وأنه أسفل كما أنه أعلى وأن من قال
سبحان رب السفل كمن قال سبحان رب العلى فقد ظن به أقبح الظن ومن ظن أنه يب
الكفر والفسوق والعصيان والفساد ول يب اليان والب والطاعة والصلح فقد ظن به ظن
السوء ومن ظن أنه ل يب ول يرضى ول يغضب ول يوال ول يعادي ول يقرب من أحد من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
خلقه ول يقرب عنده أحد وأن ذوات الشياطي ف القرب منه كذوات اللئكة القربي
614فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه يسوي بي التضادين أو يفرق بي التساويي ف كل وجه أو
يبط طاعات العمر الديد الالصة الصواب بكبية واحدة تكون بعدها فيخلده ف الجيم لتلك
الكبية كما يلد من ل يؤمن به طرفة عي واستنفد عمره ف مساخطه ومعاداة رسله ودينه فقد
ظن به ظن السوء وبالملة فمن ظن به خلف ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله أو عطل
حقائق ما وصف به نفسه ووصفه به رسله فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أن له ولدا أو شريكا
أو أن أحدا يشفع عنده بدون إذنه أو أن بينه وبي خلقه وسائط يرفعون حوائجهم إليه أو أنه
نصب لعباده أولياء من دونه يتقربون بم إليه ويعلونم وسائط بينه وبينهم فيدعونم ويافونم
ويرجونم فقد ظن به أقبح الظن واسوءه ومن ظن به أنه ينال ما عنده بعصيته ومالفته كما
ينال بطاعته والتقرب إليه فهو من ظن السوء ومن ظن أنه إذا ترك لجله شيئا ل يعوضه خيا
منه أو من فعل شيئا لجله ل يعطه أفضل منه فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه يغضب على
عبده ويعاقبه بغي جرم ول سبب من العبد إل بجرد الشيئة فقد ظن به ظن السوء ومن ظن أنه
إذا صدق ف الرغبة والرهبة وتضرع إليه وسأل واستعان به وتوكل عليه أنه ييبه فقد ظن به ظن
السوء ومن ظن أنه يثيبه إذا عصاه كما يثيبه إذا أطاعه وسأله ذلك ف دعائه فقد ظن به خلف
ما هو أهله وما ل يفعله ومن ظن أنه إذا أغضبه وأسخطه ووقع ف معاصيه ث اتذ من دونه
أولياء ودعا من دونه ملكا أو بشرا حيا أو ميتا يرجو بذلك أن ينفعه عند ربه ويلصه من عذابه
فقد ظن به
615ظن السوء ومن ظن به أنه يسلط على رسوله ممد صلى ال عليه وسلم أعداءه تسليطا مستقرا
دائما ف حياته وماته وابتله بم ل يفارقونه فلما مات استبدوا بالمر دون وصيه وأهل بيته
وسلبوهم حقهم واذلوهم من غي جرم ول ذنب لوليائه واهل الق وهو يرى ذلك ويقدر على
نصرة أوليائه وحزبه ول ينصرهم ث جعل البدلي لدينه مضاجعيه ف حفرته تسلم أمته عليه
وعليهم كل وقت كما تظنه الرافضة فقد ظن به أقبح الظن انتهى اختصارا وهو ينبهك على
إحسان الظن بال ف كل شيء فليعت اللبيب اللب العقل واللبيب العاقل قوله ولو فتشت من
فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملمة له وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا قلت بل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يبوحون بذلك ويصرحون به جهارا ف أشعارهم وكلمهم قال ابن عقيل ف الفنون الواحد من
العوام إذا رأى مراكب مقلدة بالذهب والفضة ودارا مشيدة ملوءة بالدم والزينة قال انظر إل
إعطائهم مع سوء أفعالم ول يزال يلعنهم ويذم معطيهم حت يقول فلن يصلي الماعات
والمع ول يؤذي الذر ول يأخذ ما ليس له ويؤدي الزكاة اذا كان له مال ويج وياهد ول
ينال خلة بقلبه ويظهر العجاب كأنه ينطق إنه لو كانت الشرائع حقا لكان المر بلف ما
ترى وكان الصال غنيا والفاسق فقيا قال أبو الفرج ابن الوزي وهذه حالة قد شلت خلقا
كثيا من العلماء والهال أو لم إبليس فإنه نظر بعقله فقال كيف يفضل الطي على جوهر النار
وف ضمن اعتراضه إن حكمتك قاصرة وأنا أجود واتبع إبليس ف تفضيله واعتراضه خلق كثي
مثل الراوندي
616والعري ومن قوله اذا كان ل يظى برزقك عاقل وترزق منونا وترزق أحقا ول ذنب يا رب
السماء على امرىء رأى منك مال ينتهي فتزندقا وأمثال ذلك كثي ف اولئك الذين ابتعدوا عن
كتاب ال وسنة رسوله وانطلقوا ال أهوائهم واعتمدوا على عقولم القاصرة الت جعلتهم
يعترضون على ال جل وعل وكان أبو طالب الكي يقول ليس على الخلوق أضر من الالق
قال ابن الوزي ودخلت على صدقة بن السي الداد وكان فقيها غي أنه كان كثي العتراض
وكان عليه جرب فقال هذا ينبغي أن يكون عى حد لعلي وكان يتفقد بعض الكابر أكول
فيقول بعث ل هذا على الكب وقت ل أقدر على أكله وكان رجل يصحبن قد قارب ثاني
سنة كثي الصلة والصوم فمرض واشتد به الرض فقال إن كان يريد أن أموت فيميتن وأما هذا
التعذيب فماله معن وال لو أعطان الفردوس كان مكفورا ورأيت آخر تزيا بالعلم اذا ضاق
عليه رزقه يقول أيش هذا التدبي وعلى هذا كثي من العوام إذا ضاقت أرزاقهم اعترضوا وربا
قالوا ما يريد يصلي واذا رأوا رجل صالا مؤذيا قالوا ما يستحق قدحا ف القدر وكان قد جرى
ف زماننا تسلط من الظلمة وقال بعض من تزيا بالدين هذا حكم بارد وما فهم ذلك الحق فإن
ل على الظال أن يسلط عليه أظلم منه وف المقى من
617يقول أي فائدة ف خلق اليات والعقارب وما علم أن ذلك انوذج لعقوبة الخالف وهذا امر قد
شاع ولذا مددت النفس فيه واعلم أن العترض قد ارتفع أن يكون شريكا وعل الالق بالكم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عليه وهؤلء كلهم كفرة لنم رأوا حكمة الالق قاصره وإذا كان قد توقف القلب عن الرضى
بكم الرسول صلى ال عليه وسلم يرج عن اليان قال فل وربك ل يؤمنون حت يكموك
فيما شجر بينهم فكيف يصح اليان مع العتراض على ال وكان ف زمن ابن عقيل رجل رأى
بيمة على غاية من السقم فقال وراحت لك واقلة حيلت ف إقامة التأويل لعذبك فقال له ابن
عقيل ان ل تقلد على حل هذا المر لجل رقبتك اليوانية ومناسبتك النسية فعندك عقل
تعرف به حكم الصانع وحكمته يوجب عليك التأويل فان ل تد استطرحت الفاطر العقل
حيث خانك العقل عن معرفة الكمة ف ذلك انتهى قوله وفتش نفسك هل أنت سال قال ابن
القيم أكثر اللق إل من شاء ال يظنون بال غي الق وظن السوء فإن غالب بن آدم يعتقد أنه
مبخوس الق ناقص الظ وأنه يستحق فوق ما أعطاه ال ولسان حاله يقول ظلمن رب ومنعن
ما أستحقه ونفسه تشهد عليه بذلك وهو بلسانه ينكره ول يتجاسر على التصريح به ومن فتش
نفسه وتغلغل ف معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنا كمون النار ف الزناد فاقرع زناد
من شئت ينبئك شرارها عما ف زناده فليعت اللبيب الناصح لنفسه بذا الوضع وليتب ال ال
ويستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء وليظن السوء بنفسه الت هي مأوى كل سوء
وصنيع كل شر الركبة على الهل
618والظلم فهو أول بظن السوء من أحكم الاكمي وأعدل العادلي وأرحم الراحي الغن الميد
الذي له الغن التام والكمة التامة النه عن كل سوء ف ذاته وصفاته وأفعاله واسائه فذاته لا
الكمال الطلق من كل وجه وصفاته كذلك وأفعاله كلها حكمة ومصلحة ورحة وعدل
وأساؤه كلها حسن فل تظنن بربك ظن سوء فإن ال أول بالميل ول تظنن بنفسك قط خيا
فكيف بظال جان جهول وظن بنفسك السوأى تدها كذاك وخيها كالستحيل ومابك من
تقي فيها وخي فتلك مواهب الرب الليل وليس لا ول منها ولكن من الرحن فاشكر للدليل
قوله فإن تنج منها أي من هذه الصلة العظيمة قوله من ذي عظيمة أي تنج من شر عظيم قوله
وإن ل إخالك هو بكسر المزة أي أظنك وال اعلم باب ما جاء ف منكري القدر ش أي من
الوعيد والقدر بالفتح والسكون ما يقدره ال من القضاء ولا كان توحيد الربوبية ل يتم ال
باثبات القدر قال القرطب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
619القدر مصدر قدرت الشي بتخفيف الدال أقدره وأقدره قدرا وقدر إذا حصلت بقداره ويقال
فيه قدرت اقدر تقديرا مشدد الدال فاذا قلنا إن ال تعال قدر الشياء فمعناه إنه تعال علم
مقاديرها وأحوالا وأزمانا قبل إيادها ث أوجد منها ما سبق ف علمه أنه يوجده على نو ما
سبق ف علمه فل مدث ف العال العلوي والسفلي إل هو صادر عن علمه تعال وقدرته وإرادته
هذا هو العلوم من دين السلف الاضي الذي دلت عليه الباهي ذكر الصنف ما جاء ف الوعيد
فيمن أنكره تنبيها على وجوب اليان ولذا عده النب صلى ال عليه وسلم من اركان اليان
كما ثبت ف حديث جبيل عليه السلم لا سئل عن اليان فقال أن تؤمن بال وملئكته وكتبه
ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره قال صدقت وعن عبدال بن عمرو بن العاص
قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن ال تعال كتب مقادير اللئق قبل أن يلق
السموات والرض بمسي الف سنة قال وعرشه على الاء وعن ابن عمر رضي ال عنهما قال
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم كل شيء بقدر حت العجز والكيس رواها مسلم ف
صحيحه وعن علي رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يؤمن عبد حت
يؤمن بأربع يشهد أن ل إله إل ال وأن رسول ال بعثن بالق ويؤمن بالوت والبعث بعد الوت
ويؤمن بالقدر رواه الترمذي وابن ماجه والاكم ف صحيحه والحاديث ف ذلك كثية جدا قد
افردها العلماء بالتصنيف قال البغوي ف شرح السنة اليان بالقدر فرض لزم وهو أن يعتقد أن
ال تعال خالق أعمال العباد خيها وشرها كتبها عليهم ف اللوح الحفوظ قبل أن يلقهم قال
ال تعال وال
620خلقكم وما تعلمون فاليان والكفر فالطاعة ووعد عليها الثواب ول يرضى الكفر والعصية
ووعد عليهما العقاب قال ال تعال ويضل ال الظالي ويفعل ال ما يشاء قال والقدر سر من
أسرار ال تعال ل يطلع عليه ملكا مقربا ول نبيا مرسل ل يوز الوض فيه والبحث عنه بطريق
العقل بل يعتقد أن ال تعال خلق اللق فجعلهم فريقي أهل يي خلقهم للنعيم فضل وأهل
شال خلقهم للجحيم عدل قال ال تعال ولقد ذرأنا لهنم كثيا من الن والنس وقد سأل
رجل علي بن أب طالب رضي ال عنه فقال يا أمي الؤمني أخبن عن القدر قال طريق مظلم
فل تسلكه فأعاد السؤال فقال بر عميق ل تلجه فأعاد السؤال فقال سر ال خفي عليك فل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تفشه وقال شيخ السلم مذهب أهل السنة ف هذا الباب وغيه ما دل عليه الكتاب والسنة
وكان عليه السابقون الولون من الهاجرين والنصار والذين اتبعوهم باحسان وهو ان ال خالق
كل شيء وربه ومليكه وقد دخل ف ذلك جيع العيان القائمة بأنفسها وصفاتا القائمة با من
أفعال العباد وغي أفعال العباد وأنه سبحانه ما شاء كان وما ل يشأ ل يكن فل يكون ف
الوجود شيء إل بشيئته وقدرته ل يتنع عليه شيء شاءه بل هو قادر على كل شيء ول يشاء
شيئا ال وهو قادر عليه وأنه سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما ل يكن لو كان كيف كان
يكون فقد دخل ف ذلك أفعال العباد وغيها وقد قدر
621مقادير اللئق قبل أن يلقهم قدر أرزاقهم وآجالم وأعمالم وكتب ذلك وكتب ما يصيون
اليه من سعادة وشقاوة فهم يؤمنون بلقه لكل شيء وقدرته على كل شيء ومشيئته لكل ما
كان وعلمه بالشياء قبل أن تكون وتقديره لا وكتابته إياها قبل أن تكون وغلة القدرية
ينكرون علمه التقدم وكتابته السابقة ويزعمون أنه أمر وني وهو ل يعلم من يطيعه من يعصيه
بل المر أنف اي مستأنف وهذا القول أول ما حدث ف السلم بعد انقراض عصر اللفاء
الراشدين وبعد إمارة معاوية بن أب سفيان ف زمن الفتنة الت كانت بي ابن الزبي وبن أمية ف
آخر عصر عبدال بن عمر وعبدال بن عباس وغيها من الصحابة وكان أول من ظهر ذلك عنه
بالبصرة معبد الهن فلما بلغ الصحابة قول هؤلء تبؤوا منهم وانكروا مقالتهم ث لا كثر
خوض الناس ف القدر صار جهورهم يقر بالعلم التقدم والكتاب السابق ولكن ينكرون عموم
مشيئة ال وعموم خلقه وقدرته ويظنون أنه ل معن لشيئته ال أمره فما شاء فقد أمر به وما ل
يشأ ل يأمر به فلزمهم أنه قد يشاء مال يكون ويكون ما ليشاء وأنكروا أن يكون ال خالقا
لفعال العباد أو قادرا عليها أو أن يص بعض عباده من النعم ما يقتضي إيانم به وطاعتهم له
وزعموا ان نعمته الت با يكن اليان والعمل الصال على الكفار كأب جهل واب لب مثل
نعمته بذلك على أب بكر وعمر وعثمان وعلي بنلة رجل دفع إل والديه بال قسمه بينهم
بالسوية لكن هؤلء أحدثوا أعمالم الصالة وهؤلء أحدثوا أعمالم الفاسدة من غي نعمة خص
ال با الؤمني وهذا قول باطل وقد قال ال تعال ينون عليك أن أسلموا قل ل تنوا علي
اسلمكم بل ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
622ين عليكم أن هداكم لليان إن كنتم صادقي وقال ولكن ال حبب إليكم اليان وزينه ف
قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضل من ال ونعمة وال
عليم حكيم وقال ابن القيم ما معناه مراتب القضاء والقدر أربع مراتب الول علم الرب
سبحانه بالشياء قبل كونا الثانية كتابة ذلك عنده ف الزل قبل خلق السموات والرض الثالثة
مشيئته التناولة لكل موجود فل خروج لكائن كما ل خروخ له عن علمه الرابعة خلقه لا
وإياده وتكوينه فال خالق كل شيء وما سواه ملوق قال وقال ابن عمر والذي نفس ابن عمر
بيده لو كان لحدهم مثل أحد ذهبا ث أنفقه ف سبيل ال ما قبله ال منه حت يؤمن بالقدر ث
استدل بقول النب صلى ال عليه وسلم اليان أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم
الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره رواه مسلم ش قوله وقال ابن عمر هو عبدال بن عمر بن
الطاب قوله لو كان لحدهم مثل أحد ذهبا ث أنفقه ف سبيل ال ما قبله ال منه ال هذا قول
ابن عمر لغلة القدرية الذين أنكروا أن يكون ال تعال عال بشيء من أعمال العباد قبل وقوعها
منها وإنا يعلمها بعد كونا منهم كما تقدم
623عنهم قال القرطب ول شك ف تكفي من يذهب إل ذلك فإنه جحد معلوم من الشرع
بالضرورة لذلك تبأ منهم ابن عمر وأفت بأنم ل تقبل منهم أعمالم ول نفقاتم وأنم كمن
قال ال فيهم وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتم إل أنم كفروا بال وبرسوله وهذا الذهب قد
ترك اليوم فل يعرف من ينسب اليه من التأخرين من اهل البدع الشهورين فقال شيخ السلم
لا ذكر كلم ابن عمر هذا وكذلك كلم ابن عباس وجابر بن عبدال وواثلة بن السقع
وغيهم من الصحابة والتابعي لم باحسان إل يوم الدين وسائر أئمة السلمي فيهم كثي حت
قال فيهم الئمة كمالك والشافعي واحد بن حنبل وغيهم إن النكرين لعلم ال التقدم ينكرون
القدر وقوله ث استدل بقول النب صلى ال عليه وسلم اليان أن تؤمن بال وملئكته وكتبه
ورسله واليوم الخر وتؤمن بالقدر خيه وشره فجعل النب صلى ال عليه وسلم ف هذا الديث
كأنه لا سئل عن السلم ذكر أركان السلم المسة لنا أصل السلم ولا سئل عن اليان
أجاب بقوله أن تؤمن بال إل آخره فيكون الراد حينئذ باليان جنس تصديق القلب وبالسلم
جنس العمل والقرآن والسنة ملوءان بإطلق اليان على العمال كما ها ملوءان باطلق
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
السلم على اليان الباطن مع ظهور دللتهما ايضا على الفرق بينهما ولكن حيث أفرد أحد
السي دخل فيه الخر وإنا يفرق بينهما حيث فرق بي السي ومن أراد تقيق ما أشرنا اليه
فلياجع
624كتاب اليان الكبي لشيخ السلم اذا تبي هذا فوجه استدلل ابن عمر بالديث من جهة أن
النب صلى ال عليه وسلم عد اليان بالقدر من أركان اليان فمن أنكره فلم يكن مؤمنا إذ
الكافر بالبعض كافر بالكل فل يكون مؤمنا متقيا وال ل يقبل إل من التقي وهذا قطعة من
حديث جبيل عليه السلم وقد أخرجه مسلم بطوله أول كتاب اليان ف صحيحه من حديث
يي بن معمر عن ابن عمر ولفظه عن يي بن يعمر قال كان أول من قال ف القدر بالبصرة
معبد الهن فانطلقت أنا وحيد بن عبدالرحن الميي حاجي أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحدا
من اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلء ف القدر فوفق لنا عبدال
بن عمر بن الطاب داخل السجد فأكتنفته أنا وصاحب أحدنا عن يينه والخر عن شاله
فظننت أن صاحب سيكل الكلم إل فقت يا أبا عبد الرحن إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرؤون
القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنم وأنم يزعمون أن ل قدر وأن المر أنف قال فإذا لقيت
أولئك فأخبهم أن بريء منهم وأنم براء من والذي يلف به عبدال بن عمر لو أن لحدهم
مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبله ال منه حت يؤمن بالقدر ث قال حدثن أب عمر بن الطاب قال
بينما نن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب
شديد سواء الشعر ل يرى عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد حت جلس إل النب صلى ال عليه
وسلم فأسند ركبتيه ال ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه فقال يا ممد أخبن عن السلم
وذكر الديث وقوله خيه وشره أي خي القدر وشره أي انه تعال قدر الي والشر قبل خلق
اللق وإن جيع الكائنات بقضائه وقدره وإرادته لقوله تعال وخلق كل شيء فقدره
625تقديرا وال خلقكم وما تعلمون إنا كل شيء خلقناه بقدر وغي ذلك فإن قلت كيف قال
وتؤمن بالقدر خيه وشره وقد قال ف الديث والشر ليس اليك قيل إثبات الشر ف القضاء
والقدر إنا هو بالضافة إل العبد والفعول إن كان مقدرا عليه فهو بسبب جهله وظلمه وذنوبه
ل إل الالق فله ف ذلك من الكم ما تقصر عنه أفهام البشر لن الشر إنا هو بالذنوب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وعقوباتا ف الدنيا والخرة فهو شر بالضافة إل العبد أما بالضافة ال الرب سبحانه وتعال
فكله خي وحكمة فإنه صادر عن حكمه وعلمه وما كان كذلك فهو خي مض بالنسبة ال
الرب سبحانه وتعال إذ هو موجب أسائه وصفاته ولذا قال والشر ليس اليك أي تتنع إضافته
اليك بوجه من الوجوه فل يضاف الشر ال ذاته وصفاته ول أسائه ول أفعاله فإن ذاته منهة
عن كل شر وصفاته كذلك إذ كلها صفات كمال ونعوت جلل ل نقص فيها بوجه من
الوجوه وأساؤه كلها حسن ليس فيها اسم ذم ول عيب وافعاله حكمة ورحة ومصلحة
وإحسان وعدل ل ترج عن ذلك البتة وهو الحمود على ذلك كله فتستحيل إضافة الشر اليه
فإنه ليس شر ف الوجود إل الذنوب وعقوبتها وكونا ذنوبا تأت من نفس العبد فان سبب
الذنب الظلم والهل وها ف نفس العبد فإنه ذات مستلزمة للجهل والظلم وما فيه من العلم
والعدل فإنا حصل له بفضل ال عليه وهو أمر خارج عن
626نفسه فمن أراد ال به خيا أعطاه الفضل فصدر منه الحسان والب والطاعة ومن أراد به شرا
أمسكه عنه وخله ودواعي نفسه وطبعه وموجبها فصدر عنه موجب الهل والظلم من كل شر
وقبيح وليس منعه من ذلك شرا ول ف ذلك الكمة التامة والجة البالغة فهذا عدله وذلك
فضله يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم وهوالعلي الكيم هذا معن كلم ابن القيم وهو
الق وحاصله أن الشر راجع ال مفعولته ل إل ذاته وصفاته ويتبي ذلك بثال ول الثل العلى
لو أن ملكا من ملوك العدل كان معروفا بقمع الخالفي وأهل الفساد مقيما للحدود والتعزيرات
الشرعية على أرباب اصحابا لعدوا ذلك خيا يمده عليه اللوك ويدحه الناس ويشكرونه على
ذلك فهو خي بالنسبة ال اللوك يدح ويثن به ويشكر عليه وإن كان شرا بالنسبة إل من أقيم
عليه فرب العالي أول بذلك لن له الكمال الطلق من جيع الوجوه لعتبارات وأيضا فلول
الشر هل كان يعرف الي فإن الضد ل يعرف إل بضده فإن ل تط به خبا فاذكر كلم ابن
عقيل ف الباب الذي قبل هذا وأسلم تسلم وال اعلم قال وعن عباد بن الصامت أنه قال لبنه يا
بن إنك لن تد طعم اليان حت تعلم ان ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن
ليصيبك سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن أول ما خلق ال القلم فقال اكتب قال
رب وماذا أكتب قال اكتب مقادير كل شيء حت تقوم الساعة يا بن سعت رسول ال صلى
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ال عليه وسلم يقول من مات على غي هذا فليس من ش قوله يا بن إنك لن تد طعم اليان
إل آخره ابنه هذا
627هو الوليد بن عبادة كما صرح به الترمذي ف روايته وفيه أن لليان طعما وهو كذلك فإن له
حلوة وطعما من ذاقه تسلى به عن الدنيا وما عليها وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ثلث
من كن فيه وجد حلوة اليان الديث وانا يكون العبد كذلك إذا كان مؤمنا بالقدر إذ يتنع
أن توجد الثلث فيه وهو ل يؤمن بالقدر بل يكذب به ويرد على ال كلمه وعلى الرسول
صلى ال عليه وسلم مقالته فإن الحبة التامة تقتضي التابعة التامة فمن ل يؤمن بالقدر ل يكن
ال ورسوله أحب اليه ما سواها فل يد حلوة اليان ول طعمه بل إن كان منكرا للعلم القدي
فهو كافر كما تقدم ولذا روي عن بعض الئمة القدرية الكبار باسناد صحيح أنه قال لا ذكر
حديث ابن مسعود رضي ال عنه حدثن الصادق الصدوق الديث ولو سعت العمش يقول
هذا لكذبته ولو سعت زيد بن وهب يقول هذا لجبته ولو سعت عبدال بن مسعود يقول هذا
ما قبلته ولو سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول هذا لرددته وذكر كلمة بعدها فهذا
كفر صريح نعوذ بال من موجبات غضبه وأليم عقابه وقد بي ف الديث كيفية اليان بالقدر
أن يعلم أن ما أصابه ل يكن ليخطئه وما أخطأه ل يكن ليصيبه وهذا كما قال النب صلى ال
عليه وسلم ف حديث جابر رضي ال عنه ل يؤمن عبد حت يؤمن بالقدر خيه وشره حت أن ما
أصابه ل يكن ليخطئه وما أخطأه ل يكن ليصيبه رواه الترمذي والعن ان العبد ل يؤمن حت
يعلم أن ما يصيبه إنا أصابه ف القدر أي قدر عليه من الي والشر ل يكن ليخطئه أي ياوزه
فل يصيبه وإنا أخطأه من الي والشر ف القدر أي ل يقدر عليه ما ل يكن ليصيبه كما قال
تعال ما أصاب من مصيبة ف الرض ول ف أنفسكم ال ف كتاب
628من قبل أن نبأها إن ذلك على ال يسي وقال تعال قل لن يصيبنا إل ما كتب ال لنا هو مولنا
وعلى ال فليتوكل الؤمنون قوله إن أول ما خلق ال القلم قال شيخ السلم قد ذكرنا أن
للسلف ف العرضشوالقلم أيهما خلق قبل الخر قولي كما ذكر ذلك الافظ أبو العلي المدان
وغيه أحدها أن القلم خلق أول كما أطلق ذلك غي واحد وهذا هو الذي يفهم ف ظاهر
كتب الصنف ف الوائل للحافظ أبو عروبة الران ولد القاسم الطبان للحديث الذي رواه أبو
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
داود ف سننه عن عبادة ابن الصامت وذكر الديث الشروح والثان أن العرش خلق أول قال
المام عثمان بن سعيد الدارمي ف تصنيفه قي الرد على الهمية حدثنا ممد بن كثي العبدي
أنبأنا سفيان الثوري ثنا أبو هاشم عن ماهد عن ابن عباس قال إن ال كان على عرشه قبل أن
يلق شيئا فكان أول ما خلق ال القلم فأمره أن يكتب ما هو كائن وأن ما يري على الناس
على أمر قد فرغ منه وكذلك ذكر الافظ أبو بكر البيهقي ف كتاب الساء والصفات لا ذكر
بدء اللق ث ذكر حديث العمش عن النهال بن عمرو عن سعيد بن جبي عن ابن عباس أنه
سئل عن قول ال تعال وكان عرشه على الاء على أي شيء قال على مت الريح وروى حديث
القاسم بن مرة
629عن سعيد بن جبي عن ابن عباس أنه كان يدث أن رسول ال صلىال عليه وسلم قال أول
شيء خلقه ال القلم وأمره فكتب كل شيء يكون قال البيهقي وإنا أراد وال أعلم أول شيء
خلقه بعد خلق الاء والريح والعرش وذلك ف حديث عمران بن حصي الذي اشار إليه وهو ما
رواه البخاري من غي وجه مرفوعا عنه كان ال ول يكن شيء قبله وكان عرشه على الاء ث
خلق السموات والرض وكتب ف الذكر كل شيء ورواه البيهقي كما رواه ممد هارون
الرويان ف مسنده وعثمان بن سعيد الدارمي وغيها من حديث الثقات التفق على ثقتهم عن
أب اسحق عن العمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن مرز عن عمران بن حصي عن النب
صلىال عليه وسلم قال كان ال ول يكن شيء غيه وكان عرشه على الاء ث كتب ف الذكر
كل شيء ث خلق السموات وذكر أحاديث وآثارا ث قال ما معناه فثبت ف النصوص الصحيحة
أن العرش خلق أول وقال ابن كثي قال قائلون خلق القلم أول وهذا اختيار ابن جرير وابن
الوزي وغيها قال ابن جرير وبعد القلم السحاب الرقيق وبعده العرش واحتجوا بديث عبادة
والذي عليه المهور أن العرش ملقوق قبل ذلك كما دل على ذلك الديث الذي رواه مسلم
ف صحيحه يعن حديث عبدال بن عمرو بن العاص الذي تقدم قالوا وهذا التقدير هو كتابته
بالقلم القادير وقد دل الديث أن ذلك بعد خلق العرش فثبت تقدي العرش على القلم الذي
كتب به القادير كما ذهب إل ذلك الماهي ويمل حديث القلم على أنه أول الخلوقات من
هذا العال انتهى بعناه قوله اكتب مقادير كل شيء حت تقوم الساعة قال شيخ السلم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
630وكذلك ف حديث ابن عباس وغيه وهذا يبي أنه إنا أمره حينئذ أن يكتب مقدار هذا اللق
إل قيام الساعة ل يكن حينئذ ما يكون بعد ذلك قوله من مات على غي هذا ل يكن من أي
لنه إذا كان جاحدا للعلم القدي فهو كافر كما قال كثي من أئمة السلف ناظروا القدرية بالعلم
فإن أقروا به خصموا وإن جحدوا كفروا يريدون أن من أنكر العلم القدي السابق بأفعال العباد
وأن ال قسمهم قبل خلقهم ال شقي وسعيد وكتب ذلك عنده ف كتاب حفيظ فقد كذب
القرآن فيكفر بذلك كما نص عليه الشافعي وأحد وغيها وإن أقروا بذلك وأنكروا أن ال
خلق أفعال العباد وشاءها وأرادها بينهم إرادة كونية قدرية فقد خصموا لن ما أقروا به حجة
عليهم فيما أنكروه وف تكفي هؤلء نزاع مشهور وبالملة فهم أهل بدعة شنيعة والرسول
صلى ال عليه وسلم بريء منهم كما هو بريء من الولي وقد بيض الصنف آخر هذا الديث
ليعزوه وقد رواه أبو داود وهذا لفظه ورواه أحد والترمذي وغيها قال وف رواية لبن وهب
قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم فمن ل يؤمن بالقدر خيه وشره أحرقه ال بالنار ش
قوله وف رواية لبن وهب هو المام الافظ عبدال بن وهب بن مسلم القرشي مولهم الصري
الفقيه ثقة إمام مشهور عابد له مصنفات منها الامع وغيه مات سنة سبع وتسعي ومائة وله
اثنان وسبعون سنة قوله أحرقه ال بالنار أي لكفره أو بدعته إن كان من يقر بالعلم السابق
وينكر خلق أفعال العباد فإن صاحب البدعة متعرض للوعيد كأصحاب الكبائر بل أعظم
631قال وف السند والسنن عن أب الديلمي قال أتيت أب ابن كعب فقلت ف نفسي شيء من القدر
فحدثن بشيء لعل ال يذهبه من قلب فقال لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله ال منك حت تؤمن
بالقدر وتعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك ولو مت على غي
هذا لكنت من أهل النار قال فأتيت عبدال بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد ثابت كلهم
حدثن بثل ذلك عن النب صلى ال عليه وسلم حديث صحيح رواه الاكم ف صحيحه ش قوله
وف السند أي مسند المام أحد والسنن أي سنن أب داود وابن ماجه فقط بعن ما ذكر
الصنف وفيه زيادة اختصرها الصنف ولفظ ابن ماجه حدثنا علي بن ممد حدثنا اسحق بن
سليمان قال سعت أبا سنان عن وهب بن خالد المصي عن أب الديلمي قال وقع ف نفسي
شيء من هذا القدر خشيت أن يفسد علي دين وأمري فأتيت أب بن كعب فقلت يا أبا النذر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
إنه قد وقع ف قلب شيء من هذا القدر فخشيت على دين وأمري فحدثن من ذلك بشيء لعل
ال أن ينفعن فقال لو أن ال عذب أهل سواته وأهل أرضه لعذبم وهو غي ظال لم ولو
رحهم لكانت رحته خيا لم من أعمالم ولو كان لك مثل أحد ذهبا أو مثل جبل أحد تنفقة
ف سبيل ال ما قبل منك حت تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل
يكن ليصيبك وإنك إن مت على غي هذا دخلت النار ول عليك أن تأت يا أخي عبدال بن
مسعود فتسأل فأتيت عبدال فسألته فذكر مثل ما قال أب وقال ل ل عليك أن تأت حذيفة
فأتيت حذيفة فسألته فقال مثل ما قال أئت زيد بن ثابت فاسأله فأتيت
632زيد بن ثابت فسألته فقال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول لو أن ال عذب أهل
سواته وأهل أرضه لعذبم وهو غي ظال لم ولو رحهم لكانت رحته خيا لم من أعمالم ولو
كان مثل أحد أو مثل جبل أحد ذهبا تنفقه ف سبيل ال ما قبله ال منك حت تؤمن بالقدر كله
فتعلم أن ما أصابك ل يكن ليخطئك وما أخطأك ل يكن ليصيبك وإنك إن مت على غي هذا
دخلت النار هذا حديث ابن ماجه ولفظ أب داود كما ذكره الصنف إل أنه قال ث أتيت
عبدال بن مسعود فقال مثل ذلك ث أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك ث أتيت زيد بن
ثابت فحدثن عن النب صلىال عليه وسلم بثل ذلك قوله عن أب الديلمي هو عبدال بن فيوز
الديلمي وفيوز قاتل السود العنسي الكذاب وعبد ال هذا ثقة من كبار التابعي بل ذكره
بعضهم ف الصحابة والديلمي نسبة إل جبل الديلم وهو من أبناء الفرس الذين بعثهم كسرى
إل اليمن قوله وقع ف نفسي شيء من القدر أي شك أو اضطراب يؤدي إل شك فيه أو جحد
له قوله لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله ال منك هذا تثيل على سبيل الفرض ل تديد إذ لو
فرض إنفاق ملء السموات والرض كان ذلك قوله حت تؤمن بالقدر أي بأن جيع المور
الكائنة خيها وشرها وحلوها ومرها ونفعها وضرها وقليلها وكثيها وكبيها وصغيها بقضائه
وقدره وإرادته ومشيئته وأمره كما ذكر عن علي رضي ال عنه
633باب ما جاء ف الصورين عن أب هريرة رضي ال عنه قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال
ال تعال ومن أظلم من ذهب يلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعية
اخرجاه ولما عن عائشة رضي ال عنها أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أشد الناس
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عذابا يوم القيامة الذين يضاهؤون بلق ال ولما عن ابن عباس سعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول كل مصور ف النار يعل له بكل صورة صورها نفس يعذب با ف جهنم ولما عنه
مرفوعا من صور صورة ف الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ولسلم عن أب الياج
قال قال ل علي أل ابعثك على ما بعثن عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل تدع صورة
ال طمستها ول قبا مشرفا ال سويته فيه مسائل الول التغليظ الشديد ف الصورين الثانية التنبيه
على العلة وهو ترك الدب مع ال لقوله ومن أظلم من ذهب يلق كخلقي الثالثة التنبيه على
قدرته وعجزهم لقوله فليخلقوا ذرة أو حبة أو شعية
634الرابعة التصريح بأنم أشد الناس عذابا الامسة أن ال يلق بعدد كل صورة نفسا يعذب با
الصور ف جهنم السادسة أنه يكلف أن ينفخ فيها الروح السابعة المر بطمسها اذا وجدت قوله
باب ما جاء ف الصورين أي من عظيم عقوبة ال لم وعذابه وقد ذكر النب صلى ال عليه
وسلم العلة وهي الضاهاة بلق ال لن ال تعال له اللق والمر فهو رب كل شيء ومليكه
وهو خالق كل شيء وهو الذي صور جيع الخلوقات وجعل فيها الرواح الت تصل با الياة
كما قال ال تعال الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق النسان من طي ث جعل نسله من
سللة من ماء مهي ث سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والبصار والفئدة قليل ما
تشكرون فالصور لا صور الصورة على شكلك ما خلقه ال تعال من إنسان وبيمة صار
مضاهيا للق ال فصار ما صور عذابا له يوم القيامة وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ
فكان أشد الناس عذابا لن ذنبه من أكب الذنوب فإذا كان هذا فيمن صور صورة على مثال ما
خلقه ال تعال من اليوان فكيف بال من سوى الخلوق برب العالي وشبهه بلقه وصرف له
شيئا من العبادة الت ما خلق ال اللق إل ليعبدوه وحده با ل يستحقه غيه من كل
635عمل يبه ال من العبد ويرضاه فتسوية الخلوق بالالق بصرف حقه لن ل يستحقه من خلقه
وجعله شريكا له فيما اختص به تعال وتقدس هو أعظم ذنب عصي ال تعال به ولذا أرسل
رسله وأنزل كتبه لبيان هذا الشرك والنهي عنه وإخلص العبادة بميع أنواعها ل تعال فنجى
ال تعال رسله ومن أطاعهم وأهلك من جحد التوحيد واستمر على الشرك والتنديد فما اعظمه
من ذنب إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء ومن يشرك بال فكأنا خر
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
من السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح ف مكان سحيق قوله ولسلم عن أب الياج السدي
حيان بن حصي قال قال ل علي رضي ال عنه هو أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال
عنه قوله أل أبعثك على ما بعثن عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ل تدع صورة إل
طمستها ول قبا مشرفا إل سويته فيه تصريح بأن النب صلى ال عليه وسلم بعث عليا لذلك أما
الصور فلمضاهاتا للق ال وأما تسوية القبور فلما ف تعليتها من الفتنة بأربابا وتعظيمها وهو
من ذرائع الشرك ووسائله فصرف المم إل هذا وأمثاله من مصال الدين ومقاصده وواجباته
ولا وقع التساهل ف هذه المور وقع الحذور وعظمت الفتنة بأرباب القبور وصارت مطا
لرحال العابدين العظيمن لا فصرفوا لا جل العبادة من الدعاء والستعانة والستغاثة والتضرع
لا والذبح لا والنذور وغي ذلك من كل شرك مظور قال العلمة ابن القيم رحه ال ومن جع
بي سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ف القبور
636وما أمر به ونى عنه وما كان عليه أصحابه وبي ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدها مضادا
للخر مناقضا له بيث ل يتمعان أبدا فنهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن الصلة إل
القبور وهؤلء يصلون عندها وإليها ونى عن اتاذها مساجد وهؤلء يبنون عليها الساجد
ويسمونا مشاهد مضاهاة لبيوت ال ونى عن إيقاد السرج عليها وهؤلء يوقفون الوقوف على
إيقاد القناديل عليها ونى عن أن تتخذ عيدا وهؤلء يتخذونا أعيادا ومناسك ويتمعون لا
كاجتماعهم للعيد أو أكثر وأمر بتسويتها كما روى مسلم ف صحيحه عن أب الياج السدي
فذكر حديث الباب وحديث تامة بن شفي وهو عند مسلم أيضا قال كنا مع فضالة بن عبيد
بأرض الروم برودس فتوف صاحب لنا فأمر فضالة بقبه فسوي ث قال سعت رسول ال صلى
ال عليه وسلم يأمر بتسويتها وهؤلء يبالغون ف مالفة هذين الديثي يرفعونا عن الرض
كالبيت ويعقدون عليها القباب ونى عن تصيص القب والبناء عليه كما روى مسلم ف
صحيحه عن جابر رضي ال عنه قال نى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن تصيص القب وأن
يقعد عليه وأن يبن عليه ونى عن الكتابة عليها كا روى أبو داود ف سننه عن جابر أن رسول
ال صلىال عليه وسلم نى عن تصيص القبور وأن يكتب عليها قال الترمذي حديث حسن
صحيح وهؤلء يتخذون عليها اللواح ويكتبون عليها القرآن وغيه ونى أن يزاد عليها غي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ترابا كما روى أبو دواد عن جابر أيضا أن رسول ال صلى ال عيله وسلم نى أن يصص
القب أو يكتب عليه أو يزاد عليه وهؤلء يزيدون عليه الجر والص والحجار قال إبراهيم
النخعي كانوا يكرهون الجر على قبورهم والقصود أن هؤلء العظمي للقبور التخذيها أعيادا
الوقدين عليها
637السرج الذين يبنون عليها الساجد والقباب مناقضون لا أمر به رسول ال صلى ال عليه وسلم
مادون لا جاء به وأعظم ذلك اتاذها مساجد وإيقاد السرج عليها وهو من الكبائر وقد صرح
الفقهاء من أصحاب احد وغيهم بتحريه قال أبو ممد القدسي ولو أبيح اتاذ السرج عليها ل
يلعن من فعله ولن فيه تضييعا للمال ف غي فائدة وإفراطا ف تعظيم القبور اشبه تعظيم الصنام
قال ول يوز اتاذ الساجد على القبور لذا الب ولن النب صلى ال عليه وسلم قال لعن ال
اليهود والنصارى اتذوا قبور أنبيائهم مساجد يذر ما صنعوا متفق عليه ولن تصيص القبور
بالصلة عندها يشبه تعظيم الصنام بالسجود لا والتقرب إليها وقد روينا أن ابتداء عبادة
الصنام تعظيم الموات باتاذ صورهم والتمسح با والصلة عندها انتهى وقد آل المر بؤلء
الضلل الشركي إل أن شرعوا للقبور حجا ووضعوا لا مناسك حت صنف بعض غلتم ف
ذلك كتابا ساه مناسك حج الشاهد مضاهاة منه القبور بالبيت الرام ول يفى أن هذا مفارقة
لدين السلم ودخول ف دين عباد الصنام فانظر إل هذا التباين العظيم بي ما شرعه رسول ال
صلى ال عليه وسلم وقصده من النهي عما تقدم ذكره ف القبور وبي ما شرعه هؤلء وقصدوه
ول ريب أن ف ذلك من الفاسد ما يعجر عن حصره فمنها تعظيم الوقع ف الفتتان با ومنها
اتاذها أعيادا ومنها السفر إليها ومنها مشابة عباد الصنام با يفعل عندها من العكوف عليها
والجاورة عندها وتعليق الستور عليها وعبادها يرجحون الجاورة عندها على الجاورة عند
السجد الرام ويرون سدانتها أفضل من خدمة الساجد والويل عندهم لقيمها ليلة يطفىء
القنديل العلق عليها ومنها النذر لا ولسدنتها ومنها اعتقاد الشركي فيها أن با يكشف البلء
وينصر على العداء ويستنل
638غيث السماء وتفرج الكروب وتقضى الوائج وينصر الظلوم ويار الائف إل غي ذلك ومنها
الدخول ف لعنة ال ورسوله باتاذ الساجد عليها وإيقاد السرج عليها ومنها الشرك الكب الذي
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يفعل عندها ومنها إيذاء أصحابا با يفعله الشركون بقبورهم فإنم يؤذيهم ما يفعل عند قبورهم
ويكرهونه غاية الكراهية كما أن السيح عليه السلم يكره ما يفعله النصارى عند قبه وكذلك
غيه من النبياء والشايخ يؤذيهم ما يفعله أشباه النصارى عند قبورهم ويوم القيامة يتبؤون
منهم كما قال تعال ويوم يشرهم وما يعبدون من دون ال فيقول أنتم أضللتم عبادي هؤلء أم
هم ضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم
وآباءهم حت نسوا الذكر وكانوا قوما بورا قال ال تعال للمشركي فقد كذبوكم با تقولون
وقال تعال وإذ قال ال يا عيسى بن مري أأنت قلت للناس اتذون وأمي إلي من دون ال قال
سبحانك ما يكون ل أن أقول ما ليس ل بق الية وقال تعال ويوم يشرهم جيعا ث يقول
للملئكة أهؤلء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونم بل كانوا يعبدون الن
أكثرهم بم مؤمنون ومنها إماتة السنن وإحياء البدع ومنها تفضيلها على خي البقاع وأحبها إل
ال فإن عباد القبور يقصدونا مع التعظيم والحترام والشوع ورقة القلب والعكوف بالمة
639على الوتى با ل يفعلونه ف الساجد ول يصل لم فيها نظيه ول قريبا منه ومنها أن الذي
شرعه الرسول صلى ال عليه وسلم عند زيارة القبور إنا هو تذكر الخرة والحسان إل الزور
بالدعاء له والترحم عليه والستغفار له وسؤال العافية له فيكون الزائر مسنا إل نفسه وإل اليت
فقلب هؤلء الشركون المر وعكسوا الدين وجعلوا القصود بالزيارة الشرك باليت ودعاءه
والدعاء به وسؤاله حوائجهم واستنال البكة منه ونصره لم على العداء ونو ذلك فصاروا
مسيئي إل انفسهم وإل اليت وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم قد نى الرجال عن زيارة
القبور سدا للذريعة فلما تكن التوحيد ف قلوبم أذن لم ف زيارتا على الوجه الذي شرعه
وناهم أن يقولوا هجرا ومن أعظم الجر الشرك عندها قول وفعل وف صحيح مسلم عن أب
هريرة رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم زوروا القبور فإنا تذكركم الوت
وعن ابن عباس رضي ال عنهما قال مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقبور الدينة فأقبل
عليهم بوجهه فقال السلم عليكم يا أهل القبور يغفر ال لنا ولكم أنتم سلفنا ونن بالثر رواه
أحد والترمذي وحسنه فهذه الزيارة الت شرعها رسول ال صلى ال عليه وسلم لمته وعلمهم
إياها هل تد فيها شيئا ما يعتمده أهل الشرك والبدع أم تدها مضادة لا هم عليه من كل وجه
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وما أحسن ما قال مالك بن أنس رحه ال لن يصلح آخر هذه المة إل ما أصلح أولا ولكن
كلما ضعف تسك المم بعهود أنبيائهم ونقص إيانم أعرضوا عن ذلك با أحدثوه من البدع
والشرك ولقد جرد السلف الصال التوحيد وحوا جانبه حت كان أحدهم إذا سلم على
640النب صلى ال عليه وسلم ث أراد الدعاء استقبل القبلة وجعل ظهره ال جدار القب ث دعا ونص
على ذلك الئمة الربعة أنه يستقبل القبلة وقت الدعاء حت ل يدعو عند القب فإن الدعاء عبادة
وف الترمذي وغيه الدعاء هو العبادة فجرد السلف العبادة ل ول يفعلوا عند القبور منها إل ما
أذن فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم من الدعاء لصحابا والستغفار لم والترحم عليهم
وأخرج أبو داود عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل تعلوا بيوتكم قبورا
ول تعلوا قبي عيدا وصلوا علي فإن صلتكم تبلغن حيث كنتم وإسناده جيد ورواته ثقات
مشاهي وقوله ول تعلوا بيوتكم قبورا أي ل تعطلوها عن الصلة فيها والدعاء والقراءة فتكون
بنلة القبور فأمر بتحري النافلة ف البيوت ونى عن تري النافلة عند القبور وهذا ضد ما عليه
الشركون من النصارى وأشباههم ث إن ف تعظيم القبور واتاذها أعيادا من الفاسد العظيمة الت
ل يعلمها إل ال ما يغضب لجله كل من ف قلبه وقار ل وغيه على التوحيد وتجي وتقبيح
للشرك ولكن ما لرح بيت إيلم فمن الفاسد اتاذها أعيادا والصلة إليها والطواف با
وتقبيلها واستلمها وتعفي الدود على ترابا وعبادة أصحابا والستغاثة بم وسؤالم النصر
والرزق والعافية وقضاء الدين وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات وغي ذلك من أنواع الطلبات
الت كان عباد الوثان يسألونا أوثانم فلو رأيت غلة التخذين لا عيدا وقد نزلوا عن
641الكوار والدواب إذا رأوها من مكان بعيد فوضعوا لا الباه وقبلوا الرض وكشفوا الرؤوس
وارتفعت أصواتم بالضجيج وتباكوا حت تسمع لم النشيج ورأوا أنم قد أربوا ف الربح على
الجيج فاستغاثوا بن ل يبدىء ول يعيد ونادوا ولكن من مكان بعيد حت اذا دنوا منها صلوا
عند القب ركعتي ورأوا أنم قد أحرزوا من الجر ما ل يرزه من صلى إل القبلتي فتراهم
حول القب ركعا سجدا يبتغون فضل من اليت ورضوانا وقد ملؤوا أكفهم خيبة وخسرانا فلغي
ال بل للشيطان ما يراق هناك من العبات ويرتفع من الصوات ويطلب من اليت من الاجات
ويسأل من تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإغناء ذوي الفاقات ومعافاة ذوي العاهات
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
والبليات ث انثنوا بعد ذلك حول القب طائفي تشبيها له بالبيت الرام الذي جعله ال مباركا
وهدى للعالي ث أخذوا ف التقبيل والستلم أرأيت الحر السود وما يفعل به وفد البيت
الرام ث عفروا لديه تلك الباه والدود الت يعلم ال أنا ل تعفر كذلك بي يديه ف السجود ث
كملوا مناسك حج القب بالتقصي هناك واللق واستمتعوا بلقهم من ذلك الوثن إذ ل يكن
لم عند ال من خلق وقد قربوا لذلك الوثن القرابي وكانت صلتم ونسكهم وقربانم لغي
ال رب العالي فلو رأيتهم يهنء بعضهم بعضا ويقول أجزل ال لنا ولكم أجرا وافرا وحظا فإذا
رجعوا سألم غلة التحلفي أن يبيع أحدهم ثواب حجة القب بجة التخلف إل البيت الرام
فيقول ل ول بجك كل عام هذا ول نتجاوز فيما حكيناه عنهم ول استقصينا جيع بدعهم
وضللم
642إذ هي فوق ما يطر بالبال ويدور ف اليال وهذا مبدأ عبادة الصنام ف قوم نوح كما تقدم
وكل من شم أدن رائحة من العلم والفقة يعلم أن من أهم المور سد الذريعة إل هذا الحظور
وأن صاحب الشرع أعلم بعاقبة ما نى عنه وما يؤول إليه وأحكم ف نيه عنه وتوعده عليه وأن
الي والدى ف اتباعه وطاعته والشر والضلل ف معصيته ومالفته انتهى كلمه باب ما جاء ف
كثرة اللف وقول ال تعال واحفظوا أيانكم عن أب هريرة رضي ال عنه قال سعت رسول ال
صلى ال عليه وسلم يقول اللف منفقة للسلعة محقة للكسب أخرجاه وعن سلمان أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم قال ثلثة ل يكلمهم ال ول يزكيهم ولم عذاب أليم أشيمط زان
وعائل مستكب ورجل جعل ال بضاعته ل يشتري إل بيمينه ول يبيع ال بيمينه رواه الطبان
بسند صحيح وف الصحيح عن عمران بن حصي رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال
عليه وسلم خب أمت قرن ث الذين يلونم ث الذين يلونم قال عمران فل أدري أذكر بعد قرنه
مرتي أو ثلثا ث إن بعدكم قوم يشهدون ول يستشهدون ويونون ول يؤتنون وينذرون ول
يوفون ويظهر فيهم السمن
643وفيه عن ابن مسعود أن النب صلى ال عليه وسلم قال خي الناس قرن ث الذين يلونم ث الذين
يلونم ث الذين يلونم ث ييء قوم تسبق شهادة أحدهم يينه ويينه شهادته وقال ابراهيم كانوا
يضربوننا على الشهادة والعهد ونن صغار فيه مسائل الول الوصية بفظ اليان الثانية الخبار
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
بأن اللف منفقة للسلعة محقة للبكة الثالثة الوعيد الشديد فيمن ل يبيع ول يشتري إل بيمينه
الرابعة التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي الامسة ذم الذين يلفون ول يستحلفون
السادسة ثناؤه صلى ال عليه وسلم على القرون الثلثة أو الربعة وذكر ما يدث السابعة ذم
الذين يشهدون ول يستشهدون الثامنة كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد قوله
باب ما جاء ف كثرة اللف أي من النهي عنه والوعيد وقول ال تعال واحفظوا أيانكم قال ابن
جرير ل تتركوها بغي تكفي وذكر غيه من الفسرين عن ابن عباس يريد ل تلفوا وقال آخرون
احفظوا أيانكم عن النث فل تنثوا
644والصنف أراد من الية العن الذي ذكره ابن عباس فإن القولي متلزمان فيلزم من كثرة اللف
كثرة النث مع ما يدل عليه من الستخفاف وعدم التعظيم ل وغي ذلك ما يناف كمال
التوحيد الواجب أو عدمه قوله عن أب هريرة رضي ال عنه قال سعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول اللف منفقة للسلع محقة للكسب أخرجاه أي البخاري ومسلم وأخرجه أبو داود
والنسائي والعن أنه إذا حلف على سلعة أنه أعطى فيها كذا وكذا أو أنه اشتراها بكذا وكذا
وقد يظنه الشتري صادقا فيما حلف عليه فيأخذها بزيادة على قيمتها والبائع كذاب وحلف
طمعا ف الزيادة فيكون قد عصى ال تعال فيعاقب بحق البكة فإذا ذهبت بركة كسبه دخل
عليه من النقص أعظم من تلك الزيادة الت دخلت عليه بسبب حلفه وربا ذهب ثن تلك السلعة
رأسا وما عند ال ل ينال إل بطاعته وإن تزخرفت الدنيا للعاصي فعاقبتها اضمحلل وذهاب
وعقاب قوله وعن سلمان رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ثلثة ل
يكلمهم ال ول يزكيهم ولم عذاب أليم أشيط زان وعائل مستكب ورجل جعل ال بضاعته ل
يشتري إل بيمينه ول يبيع إل بيمينه رواه الطران بسند صحيح وسلمان لعله سلمان الفارسي
أبو عبدال أسلم مقدم النب صلى ال عليه وسلم الدينة وشهد الندق روى عنه أبو عثمان
النهدي وشرحبيل بن السمط وغيها قال النب صلىال عليه وسلم سلمان منا أهل البيت إن
ال يب من أصحاب أربعة عليا وأبا ذر وسلمان والقداد أخرجه الترمذي وابن ماجه قال
السن كان سلمان أميا على ثلثي ألفا يطب بم ف عباءة يفترش نصفها
645ويلبس نصفها توف ف خلفة عثمان رضي ال عنه قال أبو عبيدة سنة ست وثلثي عن ثلثائة
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وخسي سنة ويتمل أنه سلمان بن عامر بن أوس الضب قوله ثلثة ل يكلمهم ال نفي كلم
الرب تعال وتقدس عن هؤلء العصاة دليل على أنه يكلم من أطاعه وأن الكلم صفة من
صفات كماله والدلة على ذلك من الكتاب والسنة أظهر شيء وأبينه وهذا هو الذي عليه أهل
السنة والماعة من الحققي قيام الفعال بال سبحانه وأن الفعل يقع بشيئته تعال وقدرته شيئا
فشيئا ول يزل متصفا به فهو حادث الحاد قدي النوع كما يقول ذلك أئمة أصحاب الديث
وغيهم من أصحاب الشافعي وأحد وسائر الطوائف كما قال تعال إنا أمره إذا أراد شيئا أن
يقول له كن فيكون فأتى بالروف الدالة على الال والستقبال أيضا وذلك ف القرآن كثي قال
شيخ السلم ابن تيمية رحه ال فإذا قالوا لنا يعن النفاة فهذا يلزمه أن تكون الوادث قائمة به
ومن أنكر هذا قبلكم من السلف والئمة ونصوص القرآن والسنة تتضمن ذلك مع صريح العقل
ولفظ الوادث ممل فقد يراد به العراض والنقائص وال تعال منه عن ذلك ولكن يقوم به ما
يشاء من كلمه وأفعاله ونو ذلك ما دل عليه الكتاب والسنة والقول الصحيح هو قول أهل
العلم والديث الذين يقولون ل يزل ال متكلما إذا شاء كما قال ابن البارك وأحد بن حنبل
وغيها من أئمة السنة قلت ومعن قيام الوادث به تعال قدرته عليها وإياده لا بشيئته وأمره
وال اعلم
646قوله ول يزكيهم ولم عذاب أليم لا عظم ذنبهم عظمت عقوبتهم فعوقبوا بذه الثلث الت هي
أعظم العقوبات قوله أشيمط زان صغره تقيا له وذلك لن داعي العصية ضعف ف حقه فدل
على أن الامل له على الزنا مبة العصية والفجور وعدم خوفه من ال وضعف الداعي إل
العصية مع فعلها يوجب تغليظ العقوبة عليه بلف الشاب فإن قوة داعي الشهوة منه قد تغلبه
مع خوفه من ال وقد يرجع على نفسه بالندم ولومها على العصية فينتهي ويرجع وكذا العائل
الستكب وليس له ما يدعوه إل الكب لن الداعي إل الكب ف الغالب كثرة الال والنعم والرياسة
والعائل الفقي ل داعي له إل أن يستكب فاستكباره مع عدم الداعي إليه يدل على أن الكب
طبيعة له كامن ف قلبه فعظمت عقوبته لعدم الداعي إل هذا اللق الذميم الذي هو من اكب
العاصي قوله ورجل جعل ال بضاعته بنصب السم الشريف اي اللف به جعله بضاعته
للزمته له وغلبته عليه وهذه أعمال تدل على أن صاحبها إن كان موحدا فتوحيده ضعيف
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وأعماله ضعيفة بسب ما قام بقلبه وظهر على لسانه وعمله من تلك العاصي العظيمة على قلة
الداعي إليها نسأل ال السلمة والعافية ونعوذ بال من كل عمل ل يبه ربنا ول يرضاه قوله وف
الصحيح أي صحيح مسلم وأخرجه أبو داود والترمذي ورواه البخاري بلفظ خيكم قوله عن
عمران بن حصي رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم خي أمت قرن ث الذين
يلونم ث الذين يلونم قال عمران فل أدري أذكر بعد قرنه
647مرتي أو ثلثا ث إن بعدكم قوما يشهدون ول يستشهدون ويونون ول يؤتنون وينذرون ول
يوفون ويظهر فيهم السمن قوله خي أمت فرن لفضيلة أهل ذلك القرن ف العلم واليان
والعمال الصالة الت يتنافس فيها التنافسون ويتفاضل فيها العاملون فغلب الي فيها وكثر
أهله وقل الشر فيها وأهله واعتز فيها السلم واليان وكثر فيها العلم والعلماء ث الذين يلونم
فضلوا على من بعدهم لظهور السلم فيهم وكثرة الداعي إليه والراغب فيه والقائم به وما ظهر
فيه من البدع أنكر واستعظم وأزيل كبدعة الوارج والقدرية والرافضة فهذه البدع وإن كانت
قد ظهرت فأهلها ف غاية الذل والقت والوان والقتل فيمن عاند منهم ول يتب قوله فل أدري
أذكر بعد قرنه مرتي أو ثلثا هذا شك من راوي الديث عمران بن حصي رضي ال عنه
والشهور ف الروايات أن القرون الفضلة ثلثة الثالث دون الولي ف الفضل لكثرة البدع فيه
لكن العلماء متوافرون والسلم فيه ظاهر والهاد فيه قائم ث ذكر ما وقع بعد القرون الثلثة من
الفاء ف الدين وكثرة الهواء فقال ث إن بعدكم قوما يشهدون ول يشتشهدون لستخفافهم
بأمر الشهادة وعدم تريهم للصدق وذلك لقلة دينهم وضعف إسلمهم قوله ويونون ول
يؤتنون يدل على أن اليانة قد غلبت على كثي منهم أو أكثرهم قوله وينذرون ول يوفون اي
ل يؤدون ما وجب عليهم فظهور هذه العمال الذميمة يدل على ضعف إسلمهم وعدم إيانم
648قوله ويظهر فيهم السمن لرغبتهم ف الدنيا ونيل شهواتم والتنعم با وغفلتهم عن الدار الخرة
والعمل لا وف حديث أنس ل يأت على الناس زمان إل والذي بعده شر منه حت تلقوا ربكم
قال أنس سعته من نبيكم صلى ال عليه وسلم فما زال الشر يزيد ف المة حت ظهر الشرك
والبدع ف كثي منهم حت فيمن ينتسب إل العلم ويتصدر للتعليم والتصنيف قلت بل قد دعوا
إل الشرك والضلل والبدع وصنفوا ف ذلك نظما ونثرا فنعوذ بال من موجبات غضبه قوله
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
وفيه عن ابن مسعود رضي ال تعال عنه أن النب صلى ال عليه وسلم قال خي الناس قرن ث
الذين يلونم ث الذين يلونم ث الذين يلونم ث ييء قوم تسبق شهادة أحدهم يينه ويينه شهادته
قلت وهذه حال من صرف رغبته إل الدنيا ونسي العاد فخف أمر الشهادة واليمي عنده تمل
وأداء لقلة خوفه من ال وعدم مبالته بذلك وهذا هو الغالب على الكثر وال الستعان فإذا
كان هذا قد وقع ف صدر السلم الول فما بعده أكثر بأضعاف فكن من الناس على حذر
قوله قال إبراهيم هو النخعي كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونن صغار وذلك لكثرة علم
التابعي وقوة إيانم ومعرفتهم بربم وقيامهم بوظيفة المر بالعروف والنهي عن النكر لنه من
أفضل الهاد ول يقوم الدين إل به وف هذا الرغبة ف ترين الصغار على طاعة ربم ونيهم عما
يضرهم ذلك فضل ال يؤتيه من يشاء وال ذو الفضل العظيم
649باب ما جاء ف ذمة ال وذمة نبيه وقوله وأفوا بعهد ال إذا عاهدت ول تنقضوا اليان بعد
توكيدها وقد جعلتم ال عليكم كفيل وعن بريدة قال كان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا
أمر أميا على جيش أو سرية أوصاه بتقوى ال ومن معه من السلمي خيا فقال اغزوا بسم ال
ف سبيل ال قاتلوا من كفر بال اغزوا ول تغلوا ول تغدروا ول تثلوا ول تقتلوا وليدا وإذا لقيت
عدوك من الشركي فادعهم ال ثلث خصال أو خلل فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف
عنهم ث ادعهم ال السلم فإن أجابوك فاقبل منهم ث ادعهم ال التحول من دارهم ال دار
الهاجرين وأخبهم أنم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على الهاجرين فإن أبوا
ان يتحولوا منها فأخبهم أنم يكونون كأعراب السلمي يري عليهم حكم ال تعال ول
يكون لم ف الغيمة والفيء شيء إل أن ياهدوا مع السلمي فإن هم أبوا فاسألم الزية فإن
هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بال وقاتلهم وإذا حاصرت أهل حصن
فأرادوك أن تعل لم ذمة ال وذمة نبيه فل
650تعل لم ذمة ال وذمة نبيه ولكن اجعل لما ذمتك وذمة أصحابك فإنكم إن تفروا ذمكم
وذمة أصحابكم أهون من أن نفروا ذمة ال وذمة نبيه وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن
تنلم على حكم ال فل تنلم ولكن أنزلم على حكمك فإنك ل تدري أتصيب فيهم حكم
ال أم ل رواه مسلم فيه مسائل الول الفرق بي ذمة ال وذمة نبيه وذمة السلمي الثانية
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الرشاد إل أقل المرين خطرا الثالثة قوله اغزوا بسم ال ف سبيل ال الرابعة قوله قاتلوا من كفر
بال الامسة قوله استعن بال وقاتلهم السادسة الفرق بي حكم ال وحكم العلماء السابعة ف
كون الصحاب يكم عند الاجة بكم ل يدري أيوافق حكم ال أم ل قوله باب ما جاء ف ذمة
ال وذمة رسوله وقول ال تعال وأفوا بعهد ال إذا عاهدت ول تنقضوا اليان بعد وكيدها وقد
جعلتم ال عليكم كفيل الية قال العماد بن كثي وهذا ما يأمر ال تعال به وهو الوفاء بالعهود
651والواثيق والحافظة على اليان الؤكدة ولذا قال ول تنقضوا اليان بعد توكيدها ول تعارض
بي هذا وقوله ول تعلوا ال عرضة ليانكم وبي قوله ذلك كفارة أيانكم إذا حلفتم واحفظوا
أيانكم أي ل تتركوها بل تكفي وبي قوله صلى ال عليه وسلم ف الصحيحي إن وال إن شاء
ال ل أحلف على يي فأرى غيها خيا منها ال أتيت الذي هو خي منها وتللتها وف رواية
وكفرت عن يين ل تعارض بي هذا كله وبي الية الذكورة هنا وهي ول تنقضوا اليان بعد
توكيدها لن هذه اليان الراد با الداخلة ف العهود والواثيق ل اليان الواردة على حث أو
منع ولذا قال ماهد ف الية يعن اللف أي حلف الاهلية ويؤيده ما رواه المام أحد عن
جبي بن مطعم قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل حلف ف السلم وأيا حلف كان ف
الاهلية ل يزده السلم ال شدة وكذا رواه مسلم ومعناه أن السلم ل يتاج معه ال اللف
الذي كان أهل الاهلية يفعلونه فإن ف التمسك بالسلم كفاية عما كانوا فيه وقوله تعال إن
ال يعلم ما تفعلون تديد ووعيد لن نقض اليان بعد توكيدها قوله عن بريدة هو ابن الصيب
السلمي وهذا الديث من رواية ابنه سليمان عنه قاله ف الفهم قوله قال كان رسول ال صلى
ال عليه وسلم إذا أمر أميا على جيش او سرية أوصاه ف خاصته بتقوى ال تعال فيه من الفقه
تأمي المراء ووصيتهم قال الرب السرية اليل تبلغ أربعمائة ونوها واليش ما كان أكثر من
ذلك وتقوى ال التحرز بطاعته من عقوبته
652قلت وذلك بالعمل با أمر ال به والنتهاء عما نى عنه قوله ومن معه من السلمي خيا أي
ووصاه بن معه أن يفعل معهم خيا من الرفق بم والحسان إليهم وخفض الناح لم وترك
التعاظم عليهم قوله اغزوا باسم ال هذا أي اشرعوا ف فعل الغزو مستعيني بال ملصي له قلت
فتكون الباء ف بسم ال هنا للستعانة والتوكل على ال قوله قاتوا من كفر بال هذا العموم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يشمل جيع أهل الكفر الحاربي وغيهم وقد خصص منهم من له عهد والرهبان والنسوان
ومن ل يبلغ اللم وقد قال متصل به ول تقتلوا وليدا وإنا نى عن قتل الرهبان والنسوان لنه ل
يكون منها قتال غالبا وإن كان منهم قتال أو تدبي قتلوا قلت وكذلك الذراري والولد قوله
ول تغلوا ول تغدروا ول تثلوا الغلول الخذ من الغنيمة من غي قسمتها والغدر نقض العهد
والتمثيل هنا التشويه بالقبيل كقطع أنفه وأذنه والعبث به ول خلف ف تري الغلول والغدر وف
كراهية الثلة قوله وإذا لقيت عدوك من الشركي فادعهم إل ثلث خلل أو خصال الرواية
بالشك وهو من بعض الرواة ومعن اللل والصال واحد قوله فأيتهن ما اجابوك فاقبل منهم
وكف عنهم قيدناه عمن يوثق بعلمه وتقييده بنصب أيتهن على أن يعمل فيها أجابوك ل على
إسقاط حرف الر وما زائدة ويكون تقدير الكلم فإل أيتهن أجابوك
653فاقبل منهم كما تقول جئتك إل كذا وف كذا فيعدى إل الثان برف الر قلت فيكون ف
ناصب أيتهن وجهان ذكرها الشارح الول منصوب على الشتغال والثان على نزع الافض
قوله ث ادعهم إل السلم كذا وقعت الرواية ف جيع نسخ كتاب مسلم ث ادعهم بزيادة ث
والصواب إسقاطها كما روي ف غي كتاب مسلم كمصنف أب داود وكتاب الموال لب
عبيد لن ذلك هو ابتداء تفسي الثلث الصال وقوله ث ادعهم ال التحول من دارهم ال دار
الهاجرين يعن الدينة وكان ف أول المر وجوب الجرة ال الدينة على كل من دخل ف
السلم وهذا يدل على أن الجرة واجبة على كل من آمن من أهل مكة وغيهم قوله فإن أبوا
أن يتحولوا يعن أن من أسلم ول يهاجر ول ياهد ل يعطى من المس ول من الفيء شيئا وقد
أخذ الشافعي رحه ال بالديث ف العراب فلم ير لم من الفيء شيئا وإنا لم الصدقة الأخوذة
من أغنيائهم فترد على فقرائهم كما أن أهل الهاد وأجناد السلمي ل حق لم ف الصدقة عنده
ومصرف كل مال ف أهله وسوى مالك رحه ال وأبو حنيفة رحه ال بي الالي وجوزا
صرفهما للضعيف قوله فإن هم أبوا فاسألم الزية فيه حجة لالك وأصحابه والوزاعي ف أخذ
الزية من كل كافر عربيا كان أو غيه كتابيا كان أو غيه وذهب أبو حنيفة رحه ال إل أنا
تؤخذ من الميع إل من مشركي العرب وموسهم وقال الشافعي ل تؤخذ إل من أهل الكتاب
عربا كانوا أو عجما وهو قول المام أحد ف ظاهر مذهبه وتؤخذ من الجوس
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
654قلت لن النب صلى ال عليه وسلم أخذها منهم وقال سنوا بم سنة أهل الكتاب وقد اختلفوا
ف القدر الفروض من الزية فقال مالك أربعة دناني على أهل الذهب وأربعون درها على أهل
الورق وهل ينقص منها الضعيف أول قولن وقال الشافعي فيه دينار على الغن والفقي وقال ابو
حنيفة رحه ال والكوفيون على الغن ثانية وأربعون درها والوسط أربعة وعشرون درها
والفقي اثنا عشر درها وهو قول أحد بن حنبل رحه ال قال يي بن يوسف الصرصري
النبلي رحه ال وقاتل يهودا والنصارى وعصبة ال موس فإن هم سلموا الزية اصدد على
الدون اثن عشر درها افرضن وأربعة من بعد عشرين زد لوسطهم حال ومن كان موسرا
ثانية مع اربعي لتنقد وتسقط عن صبيانم ونسائهم وشيخ لم فإن وأعمى ومقعد وذي الفقر
والجنون أو عبد مسلم ومن وجبت منهم عليه فيهتدي وعند مالك وكافة العلماء على الرجال
الحرار البالغي العقلء دون غيهم وإنا تؤخذ من كان تت قهر السلمي لمن نأى بداره
ويب تويلهم إل بلد السلمي أو حربم قوله وإذا حاصرت أهل حصن الكلم إل آخره فيه
حجة لن يقول من الفقهاء وأهل الصول إن الصيب ف مسائل الجتهاد واحد وهو العروف
من مذهب مالك وغيه ووجه الستدلل به أنه صلى ال عليه وسلم قد نص على أن ال تعال
قد حكم حكما معينا ف الجتهدات فمن وافقه فهو
655الصيب ومن ل يوافقه فهو الخطىء قوله وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك ان تعل لم ذمة
ال وذمة نبيه الديث الذمة العهد وتفر تنقص يقال أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وخفرته
اجرته ومعناه أنه خاف من نقض من ل يعرف حق الوفاء للعهد كجملة العراب فكأنه يقول
إن وقع نقض من متعد معتد كان نقض عهد اللق أهون من نقض عهد ال تعال وال أعلم
قوله وقول نافع وقد سئل عن الدعوة قبل القتال ذكر فيه أن مذهب مالك يمع بي الحاديث
ف الدعوة قبل القتال قال وهو أن مالكا قال ل يقاتل الكفار قبل ان يدعوا ول تلتمس غرتم إل
يكونوا قد بلغتهم الدعوة فيجوز أن تلتمس غرتم وهذا الذي صار إليه مالك هو الصحيح لن
فائدة الدعوة أن يعرف العدو أن السلمي ل يقاتلون للدنيا ول للعصبية وإنا يقاتلون للدين فإذا
علموا بذلك أمكن أن يكون ذلك سببا ميل لم إل النقياد إل الق بلف ما إذا جهلوا
مقصود السلمي فقد يظنون أنم يقاتلون للملك وللدنيا فيزيدون عتوا وبغضا وال أعلم باب ما
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
جاء ف القسام على ال عن جندب بن عبدال رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم قال رجل وال ل يغفر ال لفلن فقال ال عز وجل من ذا الذي يتأل علي أن ل أغفر
لفلن إن قد غفرت له وأحبطت عملك رواه مسلم
656وف حديث أب هريرة أن القائل رجل عابد قال أبو هريرة تكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته
فيه مسائل الول التحذير من التأل على ال الثانية كون النار أقرب إل أحدنا من شراك نعله
الثالثة أن النة مثل ذلك الرابعة فيه شاهد لقوله إن الرجل ليتكلم بالكلمة ال الامسة أن الرجل
قد يغفر له بسبب هو من أكره المور إليه قوله باب ما جاء ف القسام على ال ذكر الصنف
فيه حديث جندب بن عبدال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال رجل وال ل يغفر
ال لفلن قال ال عز وجل من ذا الذي يتأل علي أن ل أغفر لفلن إن قد غفرت له وأحبطت
عملك رواه مسلم قوله يتأل أي يلف واللية بالتشديد اللف وصح من حديث أب هريرة قال
البغوي ف شرح السنة وساق بالسند إل عكرمة ابن عمار قال دخلت مسجد الدينة فنادان
شيخ قال يا يامي تعال وما أعرفه قال ل تقولن لرجل وال ل يغفر ال لك أبدا ول يدخلك
النة قلت ومن أنت يرحك ال قال أبو هريرة فقلت إن هذه كلمة يقولا أحدنا لبعض أهله إذا
غضب أو لزوجته أو لادمه قال فإن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول إن رجلي
كانا ف بن إسرائيل متحابي أحدها متهد ف
657العبادة والخر كأنه يقول مذنب فجعل يقول أقصر عما أنت فيه قال فيقول خلن ورب قال
فوجده يوما على ذنب استعظمه فقال أقصر فقال خلن ورب أبعثت علي رقيبا فقال وال ل
يغفر ال لك ول يدخلك النة أبدا قال فبعث ال إليهما ملكا فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده
فقال للمذنب ادخل النة برحت وقال للخر اتستطيع أن تظر على عبدي رحت قال ل يا
رب قال اذهبوا به ال النار قال أبو هريرة والذي نفسي بيده تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته
رواه أبو داود ف سننه وهذا لفظه عن أب هريرة رضي ال عنه يقول كان رجلن ف بن
إسرائيل متآخي فكان أحدها يذنب والخر متهد ف العبادة فكان ل يزال الجتهد يرى الخر
على الذنب فيقول اقصر فوجده يوما على ذنب فقال له أقصر فقال خلن ورب أبعثت علي رقيبا
قال وال ل يغفر ال لك ول يدخلك النة فقبضت أرواحهما فاجتمعا عند رب العالي فقال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
لذا الجتهد أكنت ب عالا أو كنت على ما ف يدي قادرا فقال للمذنب اذهب فادخل النة
وقال للخر اذهبوا به ال النار قوله وف حديث أب هريرة أن القائل رجل عابد يشي إل قوله ف
هذا الديث أحدها متهد ف العبادة وف هذه الحاديث بيان خطر اللسان وذلك يفيد التحرز
من الكلم كما ف حديث معاذ قلت يا رسول ال وإنا لؤاخذون با نتكلم به قال ثكلتك أمك
يا معاذ وهل يكب الناس ف النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إل حصائد ألسنتهم وال
أعلم
658باب ل يستشفع بال على خلقه عن جبي بن مطعم رضي ال عنه قال جاء أعراب إل النب صلى
ال عليه وسلم فقال يا رسول ال نكت النفس وجاع العيال وهلكت الموال فاستسق لنا
ربك فإنا نستشفع بال عليك وبك على ال فقال النب صلى ال عليه وسلم سبحان ال سحبان
ال فما زال يسبح حت عرف ذلك ف وجوه أصحابه ث قال ويك أتدري ما ال إن شأن ال
أعظم من ذلك إنه ل يستشفع بال على أحد وذكر الديث رواه أبو داود فيه مسائل الول
إنكاره على من قال نستشفع بال عليك الثانية تغيه تغيا عرف ف وجوه أصحابه من هذه
الكلمة الثالثة أنه ل ينكر عليه قوله نستشفع بك على ال الرابعة التنبيه على تفسي سبحان ال
الامسة أن السلمي يسألونه صلى ال عليه وسلم الستسقاء قوله باب ل يستشفع بال على
خلقه وذكر الديث وسياق أب داود ف سننه أت ما ذكره الصنف رحه ال ولفظه عن جبي بن
ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه عن جده قال أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم أعراب فقال
يا رسول ال جهدت النفس وضاعت العيال
659ونكت الموال وهلكت النعام فاستسق ال لنا فإنا نستشفع بك على ال ونستشفع بال عليك
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ويك أتدري ما تقول وسبح رسول ال صلى ال عليه
وسلم فما زال يسبح حت عرف ذلك ف وجوه أصحابه ث قال ويك إنه ل يستشفع بال على
أحد من خلقه شأن ال أعظم من ذلك ويك أتدري ما ال إن عرشه على سواته لكذا وقال
بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرجل بالراكب قال ابن بشار ف حديثه إن ال فوق
عرشه وعرشه فوق سواته قال الافظ الذهب رواه أبو داود بإسناد حسن عنده ف الرد على
الهمية من حديث ممد بن إسحاق بن يسار قوله ويك إنه ل يستشفع بال على أحد من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
خلقه فإنه تعال رب كل شيء ومليكه والي كله بيده ل مانع لا أعطى ول معطي لا منع ول
راد لا قضى وما كان ال ليعجزه من شيء ف السموات ول ف الرض إنه كان عليما قديرا إنا
أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون واللق وما ف أيديهم ملكه يتصرف فيهم كيف يشاء
وهو الذي يشفع الشافع إليه ولذا أنكر على العراب قوله وسبح ال كثيا وعظمه لن هذا
القول ل يليق بالالق سبحانه وبمده وإن شأن ال أعظم من ذلك وف هذا الديث إثبات علو
ال على خلقه وأن عرشه فوق سواته وفيه تفسي الستواء بالعلو كما فسره الصحابة والتابعون
والئمة خلفا للمعطلة والهمية والعتزلة ومن أخذ عنهم كالشاعرة ونوهم من ألد ف أساء
ال وصفاته وصرفها عن العن الذي وضعت له ودلت عليه من إثبات صفات ال تعال الت
دلت على كماله جل وعل كما عليه السلف الصال والئمة
660ومن تبعهم من تسك بالسنة فإنم أثبتوا ما أثبته ال لنفسه وأثبته له رسوله من صفات كماله
على ما يليق بلله وعظمته إثباتا بل تثيل وتنيها بل تعطيل قال العلمة ابن القيم رحه ال
تعال ف مفتاح دار السعادة بعد كلم سبق فيما يعرف العبد بنفسه وبربه من عجائب ملوقاته
قال بعد ذلك والثان أن يتجاوز هذا إل النظر بالبصية الباطنة فتفتح له أبواب السماء فيجول
ف أقطارها وملكوتا وبي ملئكتها ث يفتح له باب بعد باب حت ينتهي به سي القلب ال
عرش الرحن فينظر سعته وعظمته وجلله ومده ورفعته ويرى السموات السبع والرضي السبع
بالنسبة اليه كحلقة ملقاة بأرض فلة ويرى اللئكة حافي من حول العرش لم زجل بالتسبيح
والتحميد والتقديس والتكبي والمر ينل من فوقه بتدبي المالك والنود الت ل يعلمها ال ربا
ومليكها فينل المر بإحياء قوم وإماته آخرين واعزاز قوم وإذلل آخرين وإنشاء ملك وسلب
ملك وتويل نعمة من مل إل مل وقضاء الاجات على اختلفها وتبيانا وكثرتا من جب
كسي وإغناء فقي وشفاء مريض وتفريج كرب ومغفرة ذنب وكشف ضر ونصر مظلوم وهداية
حيان وتعليم جاهل ورد آبق وأمان خائف وإجارة مستجي ومدد لضعيف وإغاثة للهوف
وإعانة لعاجز وانتقام من ظال وكف لعدوان فهي مراسيم دائرة بي العدل والفضل والكمة
والرحة تنفد ف أقطار العوال ل يشغله سع شيء منها عن سع غيه ول تغلطه كثرة السائل
والوائج على اختلف لغاتا وتبيانا واتاد وقتها ول يتبم بإلاح اللحي ول تنقص ذرة من
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
خزائنه ل إله إل هو العزيز الكيم فحينئذ يقوم القلب بي يدي الرحن مطرقا ليبته خاشعا
لعظمته عاليا لعزته فيسجد بي يدي
661اللك الق البي سجدة ل يرفع رأسه منها ال يوم الزيد فهذا سفر القلب وهو ف وطنه وداره
ومل ملكه وهذا من أعظم ثرته وربه وأجل منفعته وأحسن عاقبته سفر هو حياة الرواح
ومفتاح السعادة وغنيمة العقول واللباب ل كالسفر الذي هو قطعة من العذاب اه كلمه رحه
ال وأما الستشفاع بالرسول صلى ال عليه وسلم ف حياته فالراد به استجلب دعائه وليس
خاصا به صلى ال عليه وسلم بل كل حي صال يرجى أن يستجاب له فل بأس أن يطلب منه
أن يدعو للسائل بالطالب الاصة والعامة كما قال النب صلى ال عليه وسلم لعمر لا أراد أن
يعتمر من الدينة ل تنسنا يا أخي من صال دعائك وأما اليت فإنا يشرع ف حقه الدعاء له على
جنازته وعلى قبه وف غي ذلك وهذا هو الذي يشرع ف حق اليت وأما دعاؤه فلم يشرع بل
قد دل الكتاب والسنة على النهي عنه والوعيد عليه كما قال تعال والذين تدعون من دونه ما
يلكون من قطمي إن تدعوهم ل يسمعوا دعاءكم ولو سعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة
يكفرون بشرككم فبي ال تعال أن دعاء من ل يسمع ول يستجيب شرك يكفر به الدعو يوم
القيامة اي ينكره ويعادي من فعله كما ف آية الحقاف وإذا حشر الناس كانوا لم أعداء
وكانوا بعبادتم كافرين فكل ميت أو غائب ل يسمع ول يستجيب ول ينفع ول يضر
والصحابة رضي ال عنهم ل سيما أهل السوابق منهم كاللفاء الراشدين ل ينقل عن أحد منهم
ول عن غيهم أنم أنزلوا حاجاتم بالنب صلى ال عليه وسلم بعد وفاته حت ف أوقات الدب
كما وقع لعمر رضي ال عنه لا خرج
662ليستسقي بالناس خرج بالعباس عم النب صلى ال عليه وسلم فأمره أن يستسقي لنه حي
حاضر يدعو ربه فلو جاز أن يستسقي بأحد بعد وفاته لستسقى عمر رضي ال عنه والسابقون
الولون بالنب صلى ال عليه وسلم وبذا يظهر الفرق بي الي واليت لن القصود من الي
دعاؤه إذا كان حاضرا فإنم ف القيقة إنا توجهوا إل ال بطلب دعاء من يدعوه ويتضرع إليه
وهم كذلك يدعون ربم فمن تعدى الشروع إل مال يشرع ضل واضل ولو كان دعاء اليت
خيا لكان الصحابة اليه أسبق وعليه أحرص وبم أليق وبقه أعلم وأقوم فمن تسك بكتاب ال
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
نا ومن تركه واعتمد على عقله هلك وبال التوفيق باب ما جاء ف حاية النب صلى ال عليه
وسلم حى التوحيد وسده طرق الشرك عن عبدال بن الشخي رضي ال عنه قال انطلقت ف
وفد بن عامر ال رسول ال صلى ال عليه وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال السيد ال تبارك وتعال
قلنا وأفضلنا فضل وأعظمنا طول فقال قولوا بقولكم أو بعض قولكم ول يستجرينكم الشيطان
رواه أبو داود بسند جيد وعن أنس رضي ال عنه أن أناسا قالوا يا رسول ال ياخبنا وابن
خينا وسيدنا وابن سيدنا فقال يا ايها الناس قولوا بقولكم ول يستهوينكم الشيطان أنا ممد
عبد ال ورسوله ما أحب أن ترفعون فوق منلت الت أنزلن ال عز وجل رواه النسائي بسند
جيد
663فيه مسائل الول تذير الناس من الغلو الثانية ما ينبغي أن يقول من قيل له أنت سيدنا الثالثة
قوله ل يستجرينكم الشيطان مع أنم ل يقولوا إل الق الرابعة قول ما أحب أن ترفعون فوق
منلت قوله باب ما جاء ف حاية الصطفى صلى ال عليه وسلم حى التوحيد وسده طرق
الشرك حايته صلى ال عليه وسلم حى التوحيد عما يشوبه من القوال والعمال الت يضمحل
معها التوحيد أو ينقص وهذا كثي ف السنة الثابتة عنه صلى ال عليه وسلم كقوله ل تطرون
كما اطرت النصارى ابن مري إنا أنا عبد فقولوا عبدال ورسوله وتقدم قوله إنه ل يستغاث ب
وإنا يستغاث بال عز وجل ونو ذلك ونى عن التمادح وشدد القول فيه كقوله لن مدح
انسانا ويلك قطعت عنق صاحبك الديث أخرجه ابو داود عن عبدالرحن بن أب بكرة عن أبيه
أن رجل أثن على رجل عند النب صلى ال عليه وسلم فقال له قطعت عنق صاحبك ثلثا وقال
إذا لقيتم الداحي فاحثوا ف وجوههم التراب أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه عن القداد بن
السود وف هذ الديث نى عن أن يقولوا أنت سيدنا وقال السيد ال تبارك وتعال وناهم أن
يقولوا وأفضلنا فضل وأعظمنا طول وقال ل يستجرينكم الشيطان وكذلك قوله ف حديث انس
أن ناسا قالوا يا رسول ال يا خينا وابن خينا إل ال كره صلى ال عليه وسلم أن يواجهوه
بالدح فيفضي بم ال الغلو وأخب صلى ال عليه وسلم أن مواجهة الادح للممدوح بدحه ولو
با هو فيه من عمل الشيطان لا
664نقضي مبة الدح إليه من تعاظم المدوح ف نفسه وذلك يناف كمال التوحيد فإن العبادة ل
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
تقوم إل بقطب رحاها الذي ل تدور إل عليه وذلك غاية الذل ف غاية الحبة وكمال الذل
يقتضي الضوع والشية والستكانة ل تعال وأن ل يرى نفسه إل ف مقام الذم لا والعاتبة لا
ف حق ربه وكذلك الب ل تصل غايته إل اذا كان يب ما يبه ال ويكره ما يكرهه ال من
القوال والعمال والدارات ومبة الدح من العبد لنفسه تالف ما يبه ال منه والادح يغره من
نفسه فيكون آثا فمقام العبودية يقتضي كراهة الدح رأسا والنهي عنه صيانة لذا القام فمت
أخلص العبد الذل ل والحبة له خلصت أعماله وصحت ومت أدخل عليها ما يشوبا من هذه
الشوائب دخل على مقام العبودية بالنقص أو الفساد وإذا أداه الدح ال التعاظم ف نفسه
والعجاب با وقع ف أمر عظيم يناف العبودية الاصة كما ف الديث الكبياء ردائي والعظمة
إزاري فمن نازعن شيئا منها عذبته وف الديث ل يدخل النة من كان ف قلبه مثقال ذرة من
كب وهذه الفات قد تكون مبة الدح سببا لا وسلما إليها والعجب يأكل السنات كما تأكل
النار الطب وأما الادح فقد يفضي به الدح إل أن ينل المدوح منلة ل يستحقها كما يوجد
كثيا ف أشعارهم من الغلو الذي نى عنه الرسول صلى ال عليه وسلم وحذر أمته أن يقع منهم
فقد وقع الكثي منه حت صرحوا فيه بالشرك ف الربوبية واللية واللك كما تقدمت الشارة ال
شيء من ذلك والنب صلى ال عليه وسلم لا أكمل ال له مقام العبودية صار يكره أن يدح
صيانة لذا القام وأرشد ال ترك ذلك نصحا لم وحاية لقام التوحيد عن أن يدخله ما يفسده
أو يضعفه من الشرك ووسائله فبدل الذين ظلموا قول غي الذي قيل لم
665ورأوا أن فعل ما ناهم صلى ال عليه وسلم عن فعله قربة من أفضل القربات وحسنة من اعظم
السنات وأما تسمية العبد بالسيد فاختلف العلماء ف ذلك قال العلمة ابن القيم ف بدائع
الفوائد اختلف الناس ف جواز إطلق السيد على البشر فمنعه قوم ونقل عن مالك واحتجوا
بقول النب صلى ال عليه وسلم لا قيل له يا سيدنا قال السيد ال تبارك وتعال وجوزه قوم
واحتجوا بقول النب صلى ال عليه وسلم للنصار قوموا ال سيدكم وهذا أصح من الديث
الول قال هؤلء السيد أحد ما يضاف إليه فل يقال للتميمي سيد كندة ول يقال اللك سيد
البشر قال وعلى هذا فل يوز أن يطلق على هذا السم وف هذا نظر فإن السيد إذا أطلق عليه
تعال فهو ف منلة الالك والول والرب ل بعن الذي يطلق على الخلوق انتهى قلت فقد صح
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
عن ابن عباس رضي ال عنهما أنه قال ف معن قول ال تعال قل أغي ال أبغي ربا أي إلا
وسيدا وقال ف قول ال تعال ال الصمد إنه السيد الذي كمل ف جيع أنواع السؤدد وقال أبو
وائل هو السيد الذي انتهى سؤده وأما استدللم بقول النب صلى ال عليه وسلم للنصار قوموا
ال سيدكم فالظاهر أن النب صلى ال عليه وسلم ل يواجه سعدا به فيكون ف هذا القام تفصيل
وال أعلم باب ما جاء ف قول ال تعال وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا
666قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعال عما يشركون عن ابن مسعود
رضي ال عنه قال جاء حب من الحبار إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا ممد إنا ند
أن ال يعل السموات على اصبع والرضي على اصبع والشجر على اصبع والثرى على اصبع
وسائر اللق على اصبع فيقول أنا اللك فضحك النب صلى ال عليه وسلم حت بدت نواجذه
تصديقا لقول الب ث قرأ وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة وف رواية
لسلم والبال والشجر على اصبع ث يهزهن فيقول أنا اللك أنا ال وف رواية للبخاري يعل
السموات على اصبع والاء والثرى على إصبع وسائر اللق على إصبع آخرجاه ولسلم عن ابن
عمر مرفوعا يطوي ال السموات يوم القيامة ث يأخذهن بيده اليمن ث يقول أنا اللك أين
البارون اين التكبون ث يطوي الرضي السبع ث يأخذهن بشماله ث يقول أنا اللك أين
البارون اين التكبون وروي عن ابن عباس قال ما السموات السبع والرضون السبع ف كف
الرحن ال كخردلة ف يد أحدكم وقال ابن جرير حدثن يونس أخبنا ابن وهب قال قال ابن
زيد حدثن أب قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما السموات السبع ف الكرسي إل
كدراهم سبعة ألقيت ف ترس قال وقال أبو در رضي ال عنه سعت رسول ال صلى ال عليه
وسلم يقول
667ما الكرسي ف العرش إل كحلقة من حديد ألقيت بي ظهري فلة من الرض وعن ابن مسعود
قال بي السماء الدنيا والت تليها خسمائة عام وبي كل ساء خسمائة عام وبي السماء السابعة
والكرسي خسمائة عام وبي الكرسي والاء خسمائة عام والعرش فوق الاء وال فوق
العرضشل يفى عليه شيء من أعمالكم أخرجه ابن مهدي عن حاد بن سلمة عن عاصم عن
زر عن عبدال ورواه بنحوه السعودي عن عاصم عن أب وائل عن عبدال قاله الافظ الذهب
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
رحه ال تعال قال وله طرق وعن العباس بن عبدالطلب رضي ال عنه قال قال رسول ال صلى
ال عليه وسلم هل تدرون كم بي السماء والرض قلنا ال ورسوله أعلم قال بينهما مسية
خسمائة سنة ومن كل ساء ال ساء مسية خسمائة سنة وكثف كل ساء مسية خسمائة سنة
وبي السماء السابعة والعرش بر بي أسفله وأعله كما بي السماء والرض وال تعال فوق
ذلك وليس يفى عليه شيء من أعمال بن آدم أخرجه أبو داود وغيه فيه مسائل الول تغسي
قوله تعال والرض جيعا قبضته يوم القيامة الثانية أن هذه العلوم وأمثالا باقية عند اليهود الذين
ف زمنه صلى ال عليه وسلم ل ينكروها ول يتأولوها الثالثة أن الب لا ذكر للنب صلى ال عليه
وسلم صدقه ونزل القرآن بتقرير ذلك
668الرابعة وقوع الضحك من رسول ال صلى ال عليه وسلم لا ذكر الب هذا العلم العظيم
الامسة التصريح بذكر اليدين وأن السموات ف اليد اليمن والرضي ف الخرى السادسة
التصريح بتسميتها الشمال السابعة ذكر البارين والتكبين عند ذلك الثامنة قوله كخردلة ف
كف أحدكم التاسعة عظم الكرسي بالنسبة إل السماء العاشرة عظم العرش بالنسبة إل الكرسي
الادية عشرة أن العرض غي الكرسي والاء الثانية عشرة كم بي كل ساء إل ساء الثالثة عشرة
كم بي السماء السابعة والكرسي الرابعة عشرة كم بي الكرسي والاء الامسة عشرة أن العرش
فوق الاء السادسة عشرة أن ال فوق العرش السابعة عشرة كم بي السماء والرض الثامنة
عشرة كثف كل ساء مائة سنة التاسعة عشرة أن البحر الذي فوق السموات أسفله واعله
خسمائة سنة وال أعلم
669قوله باب قول ال تعال وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات
مطويات بيمينه سبحانه وتعال عما يشركون أي من الحاديث والثار ف معن هذه الية
الكرية قال العماد ابن كثي رحه ال تعال يقول تعال ما قدر الشركون ال حق قدره حت
عبدوا معه غيه وهو العظيم الذي ل أعظم منه القادر على كل شيء الالك لكل شيء وكل
شيء تت قهره وقدرته قال ماهد نزلت ف قريش وقال السدي ما عظموه حق عظمته وقال
ممد بن كعب لو قدروه حق قدره ما كذبوه وقال علي بن أب طلحة عن ابن عباس هم الكفار
الذين ل يؤمنوا بقدرة ال عليهم فمن آمن أن ال على كل شيء قدير فقد قدر ال حق قدره
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
ومن ل يؤمن بذلك فلم يقدر ال حق قدره وقد وردت أحاديث كثية متعلقة بذه الية الطريق
فيها وف أمثالا مذهب السلف وهو إمرارها كما جاءت من غي تكييف ول تريف وذكر
حديث ابن مسعود كما ذكره الصنف رحه ال ف هذا الباب قال ورواه البخاري ف غي
موضع من صحيحه والمام أحد ومسلم والترمذي والنسائي كلهم من حديث سليمان بن
مهران وهو العمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود بنحوه
670قال المام أحد حدثنا معاوية حدثنا العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبدال قال جاء رجل
من أهل الكتاب إل النب صلى ال عليه وسلم فقال يا أبا القاسم أبلغك أن ال تعال يعل
اللئق على إصبع والسموات على إصبع والرضي على إصبع والشجر على إصبع والثرى على
إصبع وسائر اللئق على إصبع فيقول أنا اللك فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم حت
بدت نواجذه تصديقا لقول الب قال وأنزل ال وما قدروا ال حق قدره الية وهكذا رواه
البخاري ومسلم والنسائي من طرق عن العمش به وقال المام أحد حدثنا السي بن حسن
الشقر حدثنا أبو كدينة عن عطاء عن أب الضحى عن ابن عباس قال مر يهودي برسول ال
صلى ال عليه وسلم وهو جالس فقال كيف تقول يا أبا القاسم يوم يعل ال السموات على ذه
واشار بالسبابة والرض على ذه والبال على ذه وسائر اللق على ذه كل ذلك يشي بأصابعه
فأنزل ال وما قدروا ال حق قدره وكذا رواه الترمذي ف التفسي بسنده عن أب الضحى مسلم
بن صبيح به وقال حسن صحيح غريب ل نعرفه إل من هذا الوجه ث قال البخاري حدثنا سعيد
بن عفي حدثنا الليث حدثن عبدالرحن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن أب سلمة بن
عبدالرحن أن أبا هريرة رضي ال عنه قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول يقبض
ال الرض ويطوي السماء بيمينه فيقول أنا اللك أين ملوك الرض تفرد به من هذا الوجه
ورواه مسلم من وجه آخر وقال البخاري ف موضع آخر حدثنا مقدم بن ممد حدثنا عمي
القاسم ابن يي عن عبيد ال عن نافع عن ابن عمر رضي ال عنهما قال إن رسول ال صلى ال
عليه وسلم قال إن ال تعال يقبض يوم القيامة الرضي على إصبع وتكون
671السماء بيمينه ث يقول أنا اللك تفرد به أيضا من هذا الوجه ورواه مسلم من وجه آخر وقد
رواه المام أحد من طريق آخر بلفظ أبسط من هذا السياق وأطول فقال حدثنا عفان حدثنا
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
حاد بن سلمة أنبأنا إسحاق بن عبدال بن أب طلحة عن عبيد ال بن مقسم عن ابن عمر أن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ هذه الية ذات يوم على النب وما قدروا ال حق قدره
الرض جيعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعال عما يشركون
ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقول هكذا بيده يركها يقبل با ويدبر يجد الرب تعال نفسه
أنا البار التكب انا اللك أنا العزيز أنا الكري فرجف برسول ال صلى ال عليه وسلم النب حت
قلنا ليخزن به قوله ولسلم عن ابن عمر الديث كذا ف رواية مسلم قال الميدي وهي أت
وهي عند مسلم من حديث سال عن أبيه وأخرجه البخاري من حديث عبيدال عن نافع عن
ابن عمر رضي ال عنهما قال إن ال يقبض يوم القيامة الرضي وتكون السماء بيمينه وأخرجه
مسلم من حديث عبيدال ابن مقسم قلت وهذه الحاديث وما ف معناها تدل على عظمة ال
وعظيم قدرته وعظم ملوقاته وقد تعرف سبحانه وتعال إل عباده بصفاته وعجائب ملوقاته
وكلها تدل على كماله وأنه هو العبود وحده ل شريك له ف ربوبيته وإليته وتدل على إثبات
الصفات له على ما يليق بلل ال وعظمته إثباتا بل تثيل وتنيها بل تعطيل وهذا هو الذي
دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وعليه سلف المة وأئمتها ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم
على السلم واليان وتأمل ما ف هذه الحاديث الصحيحة من تعظيم النب صلى ال عليه
وسلم ربه بذكر
672صفات كماله على ما يليق بعظمته وجلله وتصديقه اليهود فيما أخبوا به عن ال من الصفات
الت تدل على عظمته وتأمل ما فيها من إثبات علو ال تعال على عرشه ول يقل النب صلى ال
عليه وسلم ف شيء منها إن ظاهرها غي مراد وإنا تدل على تشبيه صفات ال بصفات خلقه
فلو كان هذا حقا بلغه أمينه أمته فإن ال أكمل به الدين وأت به النعمة فبلغ البلغ البي صلوات
ال وسلمه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إل يوم الدين وتلقى الصحابة رضي ال عنهم
عن نبيهم صلى ال عليه وسلم ما وصف به ربه من صفات كماله ونعوت جلله فآمنوا به
وآمنوا بكتاب ال وما تضمنه من صفات ربم جل وعل كما قال تعال والراسخون ف العلم
يقولون آمنا به كل من عند ربنا وكذلك التابعون لم بإحسان وتابعوهم والئمة من الحدثي
والفقهاء كلهم وصف ال با وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم ول
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
يحدوا شيئا من الصفات ول قال أحد منهم إن ظاهرها غي مراد ول إنه يلزم من إثباتا التشبيه
بل أنكروا على من قال ذلك غاية النكار فصنفوا ف رد هذه الشبهات الصنفات الكبار
العروفة الوجودة بأيدي أهل السنة والماعة قال شيخ السلم أحد بن تيمية رحه ال تعال
وهذا كتاب ال من أوله إل آخره وسنة رسول ال صلىال عليه وسلم وكلم الصحابة
والتابعي وكلم سائر الئمة ملوءة كلها با هو نص أو ظاهر أن ال تعال فوق كل شيء وأنه
فوق العرش فوق السموات مستو على عرشه مثل قوله تعال إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصال يرفعه وقوله تعال يا عيسى إن متوفيك ورافعك إل وقوله تعال بل رفعه ال إليه وقوله
تعال ذي العارج
673تعرج اللئكة والروح إليه وقوله تعال يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه وقوله
تعال يافون ربم من فوقهم وقوله تعال هو الذي خلق لكم ما ف الرض جيعا ث استوى إل
السماء فسواهن سبع سوات وقوله تعال إن ربكم ال الذي خلق السموات والرض ف ستة
أيام ث استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات
بأمره أل له اللق والمر تبارك ال رب العالي وقوله تعال ربكم ال الذي خلق السموات
والرض ف ستة أيام ث استوى على العرش يدبر المر ما من شفيع إل من بعد إذنه الية فذكر
التوحيدين ف هذه الية وقوله تعال ال الذي رفع السموات بغي عمد ترونا ث استوى على
العرش وقوله تعال تنيل من خلق الرض والسموات العلى الرحن على العرش استوى وقوله
تعال وتوكل على الي الذي ل يوت وسبح بمده وكفى به بذنوب عباده خبيا الذي خلق
السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش الرحن فاسأل به خبيا وقوله
تعال ال الذي خلق السموات والرض وما بينهما ف ستة أيام ث استوى على العرش ما لكم
من دونه من ول ول شفيع أفل تتذكرون يدبر المر من السماء إل الرض ث يعرج إليه ف يوم
كان
674مقداره ألف سنة ما تعدون وقوله تعال هو الذي خلق السموات والرض وما بينهما ف ستة
أيام ث استوى على العرش يعلم ما يلج ف الرض وما يرج منها وما ينل من السماء وما يعرج
فيها وهو معكم أينما كنتم وال با تعملون بصي فذكر عموم علمه وعموم قدرته وعموم
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
إحاطته وعموم رؤيته وقوله تعال أأمنتم من ف السماء أن يسف بكم الرض فغذا هي تور أم
أمنتم من ف السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير وقوله تعال تنيل من حكيم
حيد وقوله تعال تنيل الكتاب من ال العزيز الكيم وقوله تعال وقال فرعون يا هان ابن ل
صرحا لعلي أبلغ السباب أسباب السموات فأطلع إل إله موسى وإن لظنه كاذبا انتهى كلمه
رحه ال قلت وقد ذكر الئمة رحهم ال تعال فيما صنفوه ف الرد على نفاة الصفات من
الهمية والعتزلة والشاعرة ونوهم أقوال الصحابة والتابعي فمن ذلك ما رواه الافظ الذهب
ف كتاب العلو وغيه بالسانيد الصحيحة عن أم سلمة زوج النب صلى ال عليه وسلم أنا
قالت ف قوله تعال الرحن على العرش استوى قالت الستواء غي مهول والكيف غي معقول
والقرار به إيان والحود به كفر رواه ابن النذر والللكائي وغيها بأسانيد صحاح قال وثبت
عن سفيان بن عيينة رحه ال تعال أنه قال لا سئل ربيعة بن أب عبدالرحن كيف الستواء قال
الستواء غي مهول والكيف غي معقول ومن ال الرسالة وعلى الرسول البلغ وعلينا التصديق
وقال
675ابن وهب كنا عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبدال الرحن على العرش استوى كيف
استوى فأطرق مالك رحه ال وأخذته الرحضاء وقال الرحن على العرش استوى كما وصف
نفسه ول يقال كيف وكيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة أخرجوه رواه البيهقي بإسناد
صحيح عن ابن وهب ورواه عن يي بن يي أيضا ولفظه قال الستواء غي مهول والكيف غي
معقول واليان به واجب والسؤال عنه بدعه قال الذهب فانظر إليهم كيف أثبتوا الستواء ل
وأخبوا أنه معلوم ل يتاج لفظه إل تفسي ونفوا عنه الكيفية قال البخاري ف صحيحه قال
ماهد استوى عل على العرش وقال إسحاق بن راهويه سعت غي واحد من الفسرين يقول
الرحن على العرش استوى أي ارتفع وقال ممد بن جرير الطبي ف قوله تعال الرحن على
العرش استوى أي عل وارتفع وشواهده ف أقوال الصحابة والتابعي وأتباعهم فمن ذلك قول
عبدال ابن رواحة رضي ال عنه شهدت بأن وعد ال حق وأن النار مثوى الكافرينا وأن العرش
فوق الاء طاف وفوق العرش رب العالينا وتمله ملئكة شداد ملئكة الله مسومينا وروى
الدارمي والاكم والبيهقي بأصح إسناده إل علي بن السي بن شقيق قال سعت عبدال بن
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
البارك يقول نعرف ربنا بأنه فوق سبع سواته على العرش استوى بائن من خلقه ول نقول كما
قالت الهمية قال الدارمي حدثنا حسن بن الصباح البزار حدثنا علي بن السي بن شقيق عن
676ابن البارك قيل له كيف نعرف ربنا قال بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه وقد
تقدم قول الوزاعي كنا والتابعون متوافرون نقول إن ال تعال ذكره بائن من خلقه ونؤمن با
وردت به السنة وقال أبو عمر الطلمنكي ف كتاب الصول أجع السلمون من أهل السنة على
أن ال استوى على عرشه بذاته وقال ف هذا الكتاب أيضا أجع أهل السنة على أن ال تعال
استوى على عرشه على القيقة ل على الجاز ث ساق بسنده عن مالك قوله ال السماء وعلمه
ف كل مكان ث قال ف هذا الكتاب أجع السلمون من أهل السنة أن معن قوله وهو معكم
أينما كنتم ونو ذلك من القرآن أن ذلك علمه وأن ال فوق السموات بذاته مستو على عرشه
كيف شاء وهذا لفظه ف كتابه وهذا كثي ف كلم الصحابة والتابعي والئمة أثبتوا ما أثبته ال
ف كتابه على لسان رسوله على القيقة على ما يليق بلل ال وعظمته ونفوا عنه مشابة
الخلوقي ول يثلوا ول يكيفوا كما ذكرنا ذلك عنهم ف هذا الباب وقال الافظ الذهب أول
من أنكر أن ال فوق عرشه هو العد بن درهم وكذلك أنكر جيع الصفات وقتله خالد بن
عبدال القسري وقصته مشهورة فأخذ هذه القالة عند الهم بن صفوان إمام الهمية فأظهرها
واحتج لا بالشبهات وكان ذلك ف آخر عصر التابعي فأنكر مقالته أئمة ذلك العصر مثل
الوزاعي وأب حنيفة ومالك والليث بن سعد والثوري وحاد بن زيد وحاد بن سلمة وابن
البارك ومن بعدهم من أئمة الدى فقال الوزاعي إمام أهل الشام على رأس المسي ومائة عند
ظهور هذه القالة ما أخبنا عبدالواسع البري بسنده إل أب بكر البيهقي أنبأنا
677أبو عبدال الافظ أخبن ممد بن علي الوهري ببغداد حدثنا ابراهيم بن اليثم حدثنا ممد بن
كثي الصيصي سعت الوزاعي يقول كنا والتابعون متوافرون نقول إن ال فوق عرشه ونؤمن با
وردت به السنة من صفاته أخرجه البيهقي ف الصفات ورواته أئمة ثقات وقال المام الشافعي
رحه ال تعال ل أساء وصفات ل يسع أحدا ردها ومن خالف بعد ثبوت الجة عليه كفر
وأما قبل قيام الجة فإنه يعذر بالهل ونثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن
نفسه فقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصي من فتح الباري قوله عن العباس بن عبد
كتاب تيسي العزيز الميد
نص كتاب تيسي العزيز الميد ف شرح كتاب التوحيد ص
الطلب ساقه الصنف رحه ال متصرا والذي ف سنن أب داود عن العباس بن عبد الطلب قال
كنت ف البطحاء ف عصابة فيهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فمرت بم سحابة فنظر إليها
فقال ما تسمون هذه قالوا السحاب قال والزن قالوا الزن قال والعنان قالوا والعنان قال أبو
داود ل أتقن العنان جيدا قال هل تدرون ما بي السماء والرض قالوا ل ندري قال إن بعد ما
بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلثة وسبعون سنة ث السماء الت فوقها كذلك حت عد سبع
سوات ث فوق السابعة بر بي أسفله وأعله مثل ما بي ساء إل ساء ث فوق ذلك ثانية أوعال
بي أظلفهم وركبهم مثل ما بي ساء إل ساء ث على ظهورهم العرش بي أسفله وأعله كما
بي ساء إل ساء ث ال تعال فوق ذلك وأخرجه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حسن
غريب وقال الافظ الذهب رواه أبو داود بإسناد حسن وروى الترمذي نوه من حديث أب
هريرة وفيه ما بي ساء إل ساء خسمائة عام ول منافاة بينهما لن تقدير ذلك بمسمائة عام
هو على سي القافلة مثل ونيف وسبعون سنة على سي
678البيد لنه يصح أن يقال بينا وبي مصر عشرون يوما باعتبار سي العادة وثلثة أيام باعتبار سي
البيد وروى شريك بعض هذا الديث عن ساك فوقفه هذا آخر كلمه قلت فيه التصريح بأن
ال فوق عرشه كما تقدم ف اليات الحكمات والحاديث الصحيحة وف كلم السلف من
الصحابة والتابعي وتابعيهم وهذا الديث له شواهد ف الصحيحي وغيها ول عبة بقول من
ضعفه لكثرة شواهده الت يستحيل دفعها وصرفها عن ظواهرها وهذا الديث كأمثاله يدل على
عظمة ال وكماله وعظم ملوقاته وأنه التصف بصفات الكمال الت وصف با نفسه ف كتابه
ووصفه با رسول ال صلى ال عليه وسلم ويدل على كمال قدرته وأنه هو العبود وحده ل
شريك له دون كل ما سواه وبال التوفيق والمد ل رب العالي وصلى ال وسلم على سيدنا
ممد وعلى آله وصحبه أجعي